الضوء اللامع لأهل القرن التاسع

السخاوي، شمس الدين

الجزء 1

(مُقَدّمَة الْكتاب) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم الْحَمد لله جَامع الشتات وَرَافِع من شَاءَ فِي الْحَيَاة وَبعد الْمَمَات ومقيل الْمقبل على الاكثار من الطَّاعَات مِمَّن يعد من ذَوي الهيئات مَا لَعَلَّه يصدر عَنهُ من الزلات وقابل تَوْبَة من أخْلص وَرجع عَمَّا اقْتَرَف من البليات سِيمَا الصادرات فِي الصِّبَا الْغَالِب مَعَه ترك النّظر فِي العاقبات وفضلا عَمَّن نَشأ فِي الطَّاعَات بل ذَاك مِمَّن يئله الله فِي ظلّ عَرْشه ويمنحه الْمَزِيد من الكرامات فضل بعض خلقه على بعض فِي الْعلم وَالْعَمَل وَسَائِر الدَّرَجَات وَجعل لكل زمن رجَالًا يرجع إِلَيْهِم فِي النَّوَازِل والمهمات بِحَيْثُ لَا تزَال الطَّائِفَة قَائِمَة بالادلة القطعية والنظريات فَيمكن تيَسّر الِاجْتِهَاد من مجموعهم لما عدم وَاحِد يجمع شُرُوطه المحققات وَيمْنَع بوجودهم التأثيم على القَوْل بِأَنَّهُ من فروض الكفايات مُمَيّزا كل طبقَة على الَّتِي تَلِيهَا فِي الحركات والسكنات وَذَلِكَ بِالنّظرِ للمجموع على الْمَجْمُوع عِنْد مُسْتَقر الطَّبَقَات والاقرب مُتَأَخّر بِفضل عدد قبله بالأوصاف والسمات مَعَ أَن الْكثير بل الْأَكْثَر من أوساط هَذَا الْقرن وهلم جرا إِلَى آخر الْأَوْقَات إِنَّمَا مشاركتهم فِي مُسَمّى الْعلم وَالْحِفْظ ونسخة الْإِسْلَام وَنَحْوهَا من مجَاز الْعبارَات والاستعارات وَعند تَحْقِيق المناط هم فضلاء متفاوتون فِي الْفَهم والديانات وَلذَا ورد الشَّرْع بانزال كل مَنْزِلَته بِشُرُوطِهِ الْمُعْتَبرَات وَبَيَان المزلزلين من الاثبات والضعفاء من الْعُدُول التقات وَأهل السّنة من فاسدي العقيدات ليَكُون الْمَرْء على بَصِيرَة فِيمَا يصل إِلَيْهِ مِنْهُم وَلَو فِي الْقَضَاء والفتيا ومالهم من المصنفات فَكيف بذوي الرِّوَايَات وَهُوَ لجريانه فِي الْمصَالح وَكَذَا النصائح العامات كَانَ ذكر الْمَرْء بِمَا يكرههُ من أوكد الْمُهِمَّات

بل من الْوَاجِبَات مِمَّا اسْتثْنى من أَنْوَاع الْغَيْبَة الْمُحرمَات إِن لم يسترسل فِيمَا زَاد على الْحَاجَات فَلهُ الْحَمد على نعمه الخفيات والجليات وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيدنَا مُحَمَّد سيد السادات ومعدن السعادات وعَلى آله وَصَحبه وَالتَّابِعِينَ لَهُم مَا دَامَت الأَرْض وَالسَّمَوَات وَبعد فَهَذَا كتاب من أهم مَا بِهِ يعتني جمعت فِيهِ من عَلمته من أهل هَذَا الْقرن الَّذِي أَوله سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة ختم بِالْحُسْنَى من سَائِر الْعلمَاء والقضاة والصلحاء والرواة والأدباء وَالشعرَاء وَالْخُلَفَاء والملوك والأمراء والمباشرين والوزراء مصريا كَانَ أَو شاميا حجازيا أَو يمنيا روميا أَو هنديا مشرقيا أَو مغربيا بل وَذكرت فِيهِ بعض الْمَذْكُورين بِفضل وَنَحْوه من أهل الذِّمَّة اكتفاءا فِي أَكْثَرهم بِمن أضفتهم إِلَيْهِ فِي عزوه لِأَنَّهُ اجْتمع لي من هُوَ الجم الْغَفِير وارتفع عني اللّبْس فِي جمهورهم إِلَّا الْيَسِير مُسْتَوْفيا من كَانَ مِنْهُم فِي مُعْجم شَيخنَا وأنبائه وتاريخي الْعَيْنِيّ والمقريزي سِيمَا فِي عقوده الَّتِي رتبها النَّجْم بن فَهد وَإِن لم ينهضها لاستيفائه إِلَى غَيرهَا من التواريخ كالذيل لحلب لِابْنِ خطيب الناصرية ولمسكة للنجم بن فَهد مَعَ أَصله للفاسي والطبقات والوفيات الْمُدَوَّنَة والتراجم كشيوخ ابْن فَهد التقى وَولده تَخْرِيجه وَغَيرهَا من المعاجم وَمَا علقته من مجاميع مفيدنا الزين رضوَان أَو رَأَيْته فِي استدعاآت ابْن شَيخنَا وَنَحْوه من الْأَعْيَان وَسَائِر من ضبطته مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا أَو عني أَو أخذت عَنهُ وَلَو لم يكن لَهُ كَبِير اعتنا وَرُبمَا أثبت من لَا يذكر لبَعض الْأَغْرَاض الَّتِي لَا يحسن مَعهَا الِاعْتِرَاض وألحقت فِي أَثْنَائِهِ كثيرا من الْمَوْجُودين انْتِفَاع من لَعَلَّه يسْأَل عَنْهُم من المستفيدين مَعَ غَلَبَة الظَّن الْغَنِيّ عَن التَّوْجِيه بِبَقَاء من شَاءَ الله مِنْهُم إِلَى الْقرن الَّذِي يَلِيهِ مُرَتبا لَهُ لتسهيل الْكَشْف على حُرُوف المعجم التَّرْتِيب الْمَعْهُود فِي الأسما والآباء والأنساب والجدود مبتدئا من الرِّجَال بالأسماء ثمَّ بالكنى ثمَّ بالأنساب والألقاب وَكَذَا المهبمات بعد الْأَبْنَاء مراعيا فِي التَّرْتِيب لذَلِك كُله حُرُوف الْكَلِمَة الْمَقْصُودَة بِحَيْثُ أبدأ فِي الْألف مثلا بِالْهَمْزَةِ الَّتِي بعْدهَا مُوَحدَة وَألف ثمَّ بِالَّتِي بعْدهَا رَاء على مَا ألف مردوفا ذَلِك بِالنسَاء كَذَلِك وكل مَا أطلقت فِيهِ شَيخنَا فمرادي بِهِ ابْن حجر أستاذنا وَكنت أردْت ايراد شَيْء مِمَّا لَعَلَّه يكون عِنْدِي من حَدِيث من شَاءَ الله من المترجمين فَخَشِيت التَّطْوِيل سِيمَا أَن

حصل أيضاحه بالتبيين وَلذَا اقتصرت على الرضى والزكى والسراج والعضد والمحيوي مِمَّن يلقب رضى الدّين أَو زكى الدّين أَو سراج الدّين أَو عضد الدّين أَو محيي الدّين مِمَّن المُصَنّف عَلَيْهِ محتوى وأعرضت لذَلِك عَن الافصاح بالمعطوف عَلَيْهِ للْعلم بِهِ فأقتصر على قولي مَاتَ سنة ثَلَاث مثلا دون وَثَمَانمِائَة وثوقا بِأَنَّهُ لَيْسَ يشْتَبه ثمَّ ليعلم أَن الْأَغْرَاض فِي النَّاس مُخْتَلفَة والأعراض بِدُونِ التباس فِي الْمَحْظُور مؤتلفة ولكنني لم آل فِي التَّحَرِّي جهدا وَلَا عدلت عَن الِاعْتِدَال فِيمَا أَرْجُو قصدا وَلذَا لم يزل الأكابر يتلقون مَا أبديه بِالتَّسْلِيمِ ويتوقون الِاعْتِرَاض فضلا عَن الْأَعْرَاض عَمَّا ألقيه والتأثيم حَتَّى كَانَ الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ والبرهان بن ظهيرة المعتلى يَقُولَانِ أَنَّك مَنْظُور إِلَيْك فِيمَا تَقول مسطور كلامك المنعش للعقول وَقَالَ غير وَاحِد مِمَّن يعْتد بِكَلَامِهِ وتمتد إِلَيْهِ الْأَعْنَاق فِي سَفَره ومقامه: من زكيته فَهُوَ الْمعدل وَمن مرضته فالضعيف الْمُعَلل إِلَى غَيرهَا من الْأَلْفَاظ الصادرة من الْأَئِمَّة الأيقاظ بل كَانَ بعض الْفُضَلَاء المعتبرين يُصَرح بتمني الْمَوْت فِي حَياتِي لأترجمه لَعَلَّه يخفي عَن كثيرين نعم قد يشك من يعلم أنني لَا أقيم لَهُ وزنا فيمرق بل يختلق مَا يضمحل فِي وقته حسا وَمعنى ويستفيد بِهِ التَّنْبِيه على نَفسه فَيتَحَقَّق مِنْهُ مَا كَانَ حَدثا وظنا وَالله أسأَل أَن يجنبنا الاعتساف المجانب للأنصاف وَأَن يرزقنا كلمة الْحق فِي السخط وَالرِّضَا ويصرفنا عَمَّا لَا يرتضي ويقينا شَرّ القضا وسميته الضَّوْء اللامع لأهل الْقرن التَّاسِع وَهُوَ مَعَ كتاب شَيخنَا وَمَا استدركته عَلَيْهِ فِي الْقرن الثَّامِن من تَفْوِيت أحد من أَعْيَان القرنين فِيمَا أَرْجُو نَفَعَنِي الله بِهِ وَالْمُسْلِمين.

حرف الألف

(حرف الْألف) آدم بن سعد بن عِيسَى الكيلاني الأَصْل ثمَّ الْمَكِّيّ قطنها نَحوا من عشْرين سنة وَزوج بهَا واسكن بِأخرَة رِبَاط سكر وَكَانَ مُعْتَقدًا. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسِتِّينَ. آدم بن سعيد بن أبي بكر الجبرتي الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة والمتوفى بهَا شَابًّا قطنها مديما للاشتغال على فضلائها والواردين عَلَيْهَا فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وللتلاوة على طَريقَة جميلَة وإناقة من شُيُوخه السراج معمر بن عبد الْقوي فِي الْعَرَبيَّة وَعبد النَّبِي المغربي وَسمع على وَأَنا بِمَكَّة الْكثير من الصَّحِيح وَغَيره بل حضر عِنْدِي بعض الدُّرُوس. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالمعلاة عوضه الله الْجنَّة. آدم بن عبد الرَّحْمَن بن حاجي الْوَركَانِي مَاتَ سنة بضع وَعشْرين. أبان بن عُثْمَان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ ولد فِي آخر سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة. أبجد رجل مجذوب كَانَ يكثر التنقل من بَيت الْمُقَدّس إِلَى مَكَّة صُحْبَة الزين عبد الْقَادِر النَّوَوِيّ الْمَقْدِسِي وانتفع بلحظه وَمَا علمت مَتى مَاتَ. إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّة والآتي أَبوهُ وأخواه مُحَمَّد وَإِسْمَاعِيل وَيعرف بِابْن زقزق مِمَّن قطن مَكَّة ورأيته بهَا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَذَا جاور بِالْمَدِينَةِ سِنِين وَكَانَ أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد من عُلَمَاء الْبَصْرَة وَهُوَ من الصلحاء. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَتِسْعين. إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الْمُحب أَبُو الْفضل بن الْبُرْهَان بن البدراني عبد الله الْجَعْفَرِي الْمَقْدِسِي ثمَّ النابلسي الْحَنْبَلِيّ الْآتِي أَبوهُ وجده وَعَمه الْكَمَال مُحَمَّد من بَيت قَضَاء وَاعْتِبَار عرض على الخرقى وَقَرَأَ على بعض البخارى سوى مَا سَمعه على مِنْهُ وَمن غَيره كل ذَلِك فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَعَاد إِلَى بَيت الْمُقَدّس.

إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مَسْعُود القاهري المولد وَالدَّار الْآتِي أَبوهُ. وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن سَابق ولد بعد السِّتين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ يَسِيرا من الْمِنْهَاج حفظا أَو حلا ثمَّ زوجه وَالِده وتشاغل بِالْأَذَانِ والوقيد وَنَحْوهمَا بالمنكوتمرية بل أَخذ إمامتها وَغَيرهَا من الْوَظَائِف: كالصلاحية وَغَيرهَا بعد أَبِيه وَحج وتكسب بعد بِبَعْض الحوانيت عِنْد بَاب القنطرة وَرُبمَا اشْتغل بالخياطة وَعمل حاسبا وَفقه الله. إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد برهَان الدّين النَّوَوِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيُقَال إِنَّه قريب النَّوَوِيّ أَخذ عَن التقى بن قَاضِي شُهْبَة وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتميز فِي الْفَرَائِض والحساب ومتعلقاتهما وأقرأ ذَلِك الطّلبَة وانتفع بِهِ جمَاعَة كَأبي الْفضل بن الإِمَام وَأَخْبرنِي أَنه شرح الْمِنْهَاج ونظم فَرَائِضه ثمَّ ضم إِلَيْهِ الْحساب ومتعلقاته فِي ألفية سَمَّاهَا الْحَلَاوَة السكرية زَاد غَيره أَنه شرح الجرومية وَكَانَ سريع النّظم حسنه. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة خمس وَثَمَانِينَ بِدِمَشْق وَقد جَازَ السّبْعين رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر القَاضِي برهَان الدّين الأبودري ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي سبط الزين عبيد السكالسي وَولد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالأبودري ولد فِيمَا ظَنّه مِمَّا ذكره لَهُ وَالِده فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة ومختصر ابْن الْحَاجِب الفرعي والرسالة وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَعرض على الْعِزّ بن جمَاعَة وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والبرهان البيجوري وأجازوه ولازم الزين عبَادَة فِي الْفِقْه وَغَيره كالشهاب الصنهاجي وَأبي الْقسم النويري فِيهِ وَفِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهمَا وَأخذ أَيْضا عَن الشهَاب الأبدي وابي الْفضل المشدالي بل وَحضر دروس الْبِسَاطِيّ واستنابه وَكَذَا استنابه من بعده وتصدى لذَلِك وَصَارَ من أَعْيَان النواب وَحج مرَارًا وجاور فِي اثْنَتَيْنِ مِنْهَا وَدخل الاسكندرية وَغَيرهَا وَسمع على ابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس. مَاتَ فِي ثَالِث صفر سنة تسع وَخمسين رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم برهَان الدّين الشِّيرَازِيّ الموقت لقِيه الْحَافِظ الْجمال

ابْن مُوسَى المراكشي باسكندرية وترجمه بالاستاذ الْفَاضِل الموقت وَقَالَ لَهُ مؤلفات فِي علم الْمِيقَات وَيَد طولى فِي متعلقاته من النُّجُوم وَغَيرهَا واستجازه لجَماعَة مِنْهُم ابْن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه بذلك. وَمَا علمت وَقت وَفَاته. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الرُّومِي الأَصْل العجمي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة وأخو حيدر الْآتِي لَهُ ذكر فِيهِ. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أَحْمد الميلق بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد القَاضِي برهَان الدّين ابْن الْخَطِيب الْبَدْر اللَّخْمِيّ الْحُسَيْنِي نِسْبَة لجدله القاهري الشَّافِعِي الشاذلي وَيعرف بِابْن الميلق. ولد فِي رَابِع رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَكَانَ يحْكى أَنه تَلا بِهِ لابي عمر وعَلى الْفَخر الضَّرِير وَأَنه حفظ غَيره وَسمع دروس ابْن الملقن والبلقيني وَالشَّمْس القليوبي والنور الأدمى فِي الْفِقْه وَغَيره ودروس وَالشَّمْس البوصيري وَسمع على التنوخي وَغَيره مِمَّا كُله مُمكن وَقد وقفت على سَمَاعه على الصّلاح الزفتاوي والحلاوي والسويداوي وَأَجَازَ لي وناب فِي الْقَضَاء وَصَارَ ذادربة بِالْأَحْكَامِ والشروط وَمِمَّنْ يذكر بجودة الخطابة لكَونه كَانَ كأبيه خَطِيبًا بِجَامِع الماس وصوته فِيهَا جَهورِي وَلذَا عينه الظَّاهِر جقمق وَكَانَت لَهُ بِهِ خلْطَة حِين مجاورته لَهُ أَيَّام أَمرته بِالْقربِ من الْجَامِع الْمَذْكُور للخطابة بِجَامِع طولون بعد عزل أبي الْيُسْر بن النقاش عَنْهَا وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين مَعَ مشيخة الميعادية أَيْضا ولخطبة جَامع القلعة فِي أول جُمُعَة فِي صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين حِين تغيظه على القَاضِي الشَّافِعِي. وَذكر حِينَئِذٍ لولاية الْقَضَاء الْأَكْبَر ثمَّ بَطل إِلَّا أَنه صَار يَنُوب عَن السُّلْطَان ثمَّ غضب عَلَيْهِ وأبعده وَأرْسل بِهِ إِلَى القَاضِي الشَّافِعِي مَعَ أبي الْخَيْر النّحاس لينْظر فِي حكم صدر مِنْهُ فنهره القَاضِي وَقَالَ لَهُ أَنَّك أَفْتيت فِي الْأَحْكَام بِدُونِ إِذن مني وَلم يزل خاملا حَتَّى مَاتَ فِي سنة سبع وَسِتِّينَ ثامن عشرى شعْبَان وأرخه البقاعي فِي نَحْو النّصْف من رَمَضَان بعد أَن أضرّ وأملق وقاسى مَا لَعَلَّه يكفر بِهِ عَنهُ وَدفن بتربة التَّاج بن عطاءالله من القرافة عَفا الله عَنهُ وَقد بَالغ البقاعي فِي أَذَاهُ حَيْثُ تَرْجمهُ فِي مُعْجم شُيُوخه لكَونه لم يجرئه على أخصامه جَريا على عَادَته وَنسبه إِلَى الاختلاق وَأَنه الْأَذَل نسْأَل الله السَّلامَة. وَلما أورد المقريزي خطابته بالسلطان حِين غضب على شَيخنَا سَمَّاهُ برهَان الدّين إِبْرَاهِيم

ابْن شهَاب الدّين أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن مياق وَالْأول أشبه. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن مُوسَى الْمَقْدِسِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ ثمَّ الشَّافِعِي أَخُو الزين عبد الرَّحْمَن الهمامي وَعبد الرَّزَّاق وَمُحَمّد الْآتِي ذكرهم وَكَذَا أبوهم. ولد فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين والمنهاج الفرعي والملحة وايساغوجي وتصريف الْعُزَّى وَغَيرهَا وَخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن النَّجْم بن قَاضِي عجلون وَجمع الْعشْر على وَالِده والسبع على الشَّمْس بن عمرَان ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ إِذْ قدمهَا فِي سنة أَربع وَسبعين على الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي وَقَرَأَ على حِينَئِذٍ فِي الْأَذْكَار وَغَيره وَأَظنهُ أَخذ عَن البقاعي وَجَمَاعَة وَحج مرَارًا وزار بَيت الْمُقَدّس وقطنه وقتا ولقيتي بِمَكَّة أَيْضا وَمَعَهُ وَلَده مُحَمَّد فَعرض محافيظه على وَكَانَ يُؤَدب الْأَطْفَال بكلاسة الْجَامِع الْأمَوِي وَنعم الرجل كَانَ فضلا وَخيرا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي رَمَضَان سنة أَربع وَتِسْعين بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْفَقِيه برهَان الدّين بن قطب الدّين القلقشندي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الأطروش أَخُو شَيخنَا الْعَلَاء على الْآتِي وأخوته وَسمع فِي سنة تسع وَتِسْعين بعض الصَّحِيح على ابْن أبي المجدو غير ذَلِك بمشاركة التنوخي والحافظين الْعِرَاقِيّ والهيثمي الْخَتْم مِنْهُ وَكَذَا سمع عَليّ ابْن الْجَزرِي وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِمَّن تَأَخّر واشتغل يَسِيرا وَكتب الْمَنْسُوب وَينزل فِي صوفية البيبرسية والجمالية وتكسب باقراء الْأَطْفَال مُدَّة وَكَانَ خيرا أجَاز لي وَمَات فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين رَحمَه الله وَهُوَ وَالِد بدر الدّين مُحَمَّد. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن خَليفَة البجائي قاضيها فِي زَمَنه. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ أرخه ابْن عزم. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن ثَابت النابلسي شخص من بني عبد الْقَادِر شُيُوخ نابلس نَشأ بهَا فتعلم الْكِتَابَة وَقَرَأَ شَيْئا من الْقُرْآن وانتمى لقاضيها الشَّافِعِي أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن الجوبري وخدمه بِحَيْثُ صَار يَسْتَعْمِلهُ فِي الشَّهَادَات مَعَ تكسبه فِي غُضُون هَذَا حَرِيرًا فَترفع حَاله يَسِيرا ثمَّ سَافر إِلَى دمشق وَتردد للبلاطنسي وَحضر

عِنْده واجتهد فِي خدمته فراج هُنَاكَ وَحصل بجاهه وظائف فِي الْجَامِع وانضم بعد مَوته للزين خطاب وَرُبمَا حضر دروسه بل قَرَأَ فِي الجرومية على أبي الْعَزْم الحلاوي وَلَكِن لم يفتح عَلَيْهِ فِي شَيْء من ذَلِك بل تميز فِي المخاصمات. وَنَحْوهَا وخدم عِنْد الْعَلَاء الصَّابُونِي واستنابه فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق وَتكلم عَنهُ فِي عدَّة جِهَات وتزايدت محاسنه فِي هَذَا النَّوْع وَذكر بَين المباشرين وَنَحْوهم وترقى لخدمة السُّلْطَان إِلَى أَن كَانَ من أكبر المرافقين للعلاء مخدومه حِين نكب مَعَ تكَلمه بَين النَّاس وَبَين الْملك فِي الولايات والعزل والمخاصمات والمصادرات وَنَحْوهَا فازدحم الغوغاء بل وَكثير من الْخَواص بِبَابِهِ وَقطع وَوصل وَقرب وَبعد وَتسَمى وَكيل السُّلْطَان وهابه كل أحد وأضيفت إِلَيْهِ تداريس ومشيخات وأنظار وَغَيرهَا من الْجِهَات وتمول جدا وَصَارَت الجمالية لسكناه بقاعة مشيختها كدار وأتى الشرطة وَكَاد أَن يخرب الديار الشامية بِنَفسِهِ وبولده الْآتِي فِي الأحمدين إِلَى أَن أمسك كل مِنْهُمَا فِي مَحل سلطته وَأخذ مِنْهُمَا من الْأَمْوَال والذخائر مَا يفوق الْوَصْف مَعَ مزايدها بَينهمَا وَضرب هَذَا بَين يَدي السُّلْطَان ثمَّ الدوادار الْكَبِير حَتَّى أشرف على التّلف وَحِينَئِذٍ حمل من بَيت الدوادار فِي قفص الى الجمالية فَلم يلبث أَن مَاتَ على حِين غَفلَة فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فَغسل وكفن وَصلى عَلَيْهِ ثمَّ دفن بتربة عضد الدّين الصيرامي وَاسْتقر بعده فِي تدريس الخروبية بِمصْر الشَّمْس البامي وَفِي تدريس القطبية بِرَأْس حارة زويلة الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وَفِي نظر الْمَسْجِد الْمَعْرُوف بِابْن طَلْحَة تجاه البرقوقية الشهَاب بن المحوجب وَفِي نصف مشيخه الصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس ابْن غَانِم وَمَا تأسف عَلَيْهِ أحد مِمَّن يمِيل إِلَى الْخَيْر على فَقده بل هُوَ مستراح مِنْهُ مَعَ منامات كَانَ يخبر بهَا عَن نَفسه وأحوال نسْأَل الله خَاتِمَة خير. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن حسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد برهَان الدّين العجلوني ثمَّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة كَانَ أَبوهُ برادعيا فَنَشَأَ هُوَ تَاجِرًا فِي الْبر بِبَعْض حوانيت الْقُدس وَقد مَاتَ أَخ لَهُ اسْمه حسن كَانَ عطارا محظوظا فِي التِّجَارَة خيرا رَاغِبًا فِي بر الطّلبَة فورثه وبواسطته كَانَ الْبُرْهَان يجْتَمع بالزين ماهر أحد عُلَمَاء الْقُدس

وصلحائه فَرَأى مِنْهُ فطنة وذكاءا فخطبه للاشتغال ورغبه فِيهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْحَاوِي الصَّغِير فِي التَّقْسِيم وَأذن لَهُ بعد بِيَسِير فِي التدريس بِحَيْثُ عرف بِهِ وَكَذَا قَرَأَ ألفية النَّحْو على أبي عَليّ الناصري الْمُؤَدب وانتمى إِلَيْهِ جمَاعَة من فُقَرَاء النَّاس وَكَانَ يحلق بهم لاقرائهم مديما لذَلِك ثمَّ صاهر التقى القلقشندي على ابْنَته وَلكنه قبل الْبناء بهَا قدم الْقَاهِرَة ساعيا فِي مشيخة صلاحيتها بعد تنافسه مَعَ ابْن جمَاعَة فَلم ينْتج لَهُ أَمر وَلزِمَ من ذَلِك إِقَامَته فِيهَا فتضررت الزَّوْجَة وَأَهْلهَا لذَلِك وَأَرْسلُوا فِي تخييره بَين الطَّلَاق أَو الْمَجِيء للدخول وساعدهم الْأَمِير أزبك الظَّاهِرِيّ حَتَّى علق طَلاقهَا على مضى مُدَّة إِن لم يتَوَجَّه إِلَيْهِم قبل انتهائها وَتوجه وَدخل بهَا واستولدها وَمَاتَتْ تَحْتَهُ فَورثَهَا وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَحج وَدخل الشَّام وَغَيرهَا وراج أمره بذكائه وَتَعْبِيره عَن مُرَاده وأقرأ الطّلبَة فِي فنون وأخذعنه غيرواحد من الْأَعْيَان لكنه كثر انتماء الْأَحْدَاث إِلَيْهِ وَأكْثر هُوَ من التبذير والإنفاق عَلَيْهِم وعَلى من لَعَلَّه يجْتَمع عَلَيْهِ حَتَّى افْتقر بعد المَال الْكثير وَصَارَ ينْتَقل من مَكَان إِلَى مَكَان لعَجزه عَن أجرته وَمن قَرْيَة لأخرى لاشتهار أمره عِنْد أهل الأولى مَعَ كِتَابَته على الفتاوي بل رُبمَا قصد فِي تَرْتِيب مَا ينشأ عَنهُ الْوُصُول للمقاصد مِمَّا قد لَا يكون مطابقا للْوَاقِع وَقد يَأْخُذ الْجعَالَة فِي كليهمَا مِمَّا يحملهُ عَلَيْهِ شدَّة الْفقر والتساهل وَهُوَ مِمَّن لَهُ الْيَد الشلاء فِي الْكَنِيسَة وَلَا زَالَ فِي تقهقر حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ بحارة بهاء الدّين لكَونه كَانَ قد سكن بَيت الصّلاح المكيني فِيهَا سامحه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن حسن بن الْغَرْس خَلِيل بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن رَمَضَان بن الْخضر بن خَلِيل بن أبي الْحسن برهَان الدّين أَبُو اسحاق بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الْبَدْر أبي مُحَمَّد التنوخي الطَّائِي العجلوني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْغَرْس. ولد على رَأس الْقرن تَقْرِيبًا ولازم ابْن نَاصِر الدّين فَأكْثر عَنهُ وَكَذَا سمع على الشَّمْس مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمُحب الْأَعْرَج والشرف عبد الله بن مُفْلِح سنَن ابْن مَاجَه وعَلى لَطِيفَة ابْنة الأياسي جُزْء ابْن عَرَفَة بحضورها لَهُ فِي الثَّالِثَة على زَيْنَب ابْنة ابْن الخباز فِي آخَرين وارتحل صُحْبَة شَيْخه إِلَى حلب فَسمع بهَا من الْحَافِظ الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي وببعلبك من التَّاج بن بردس ولقى شَيخنَا فِي سنة أحد فَقَرَأَ عَلَيْهِ بِظَاهِر بِلِسَان

جريء وَقدمه للاستملاء عَلَيْهِ فِيمَا أملاه بِدِمَشْق بِإِشَارَة شَيْخه فِيمَا أَظن وَطلب وقتا وَلم يُمْهل وَلَا كَاد هَذَا مَعَ وصف شَيخنَا لَهُ فِي مراسلة كتبهَا إِلَيْهِ من أَجلي بِالْحَافِظِ وَفِي مَوضِع آخر بصاحبنا نعم تَرْجمهُ الْبُرْهَان الْمَاضِي فِي بعض مجاميعه بقوله طَالب علم استحضر بعض شَيْء انْتهى وَهُوَ أشبه. وَقَرَأَ البُخَارِيّ على الْعَامَّة فِي الْجَامِع الْأمَوِي والناصري وخطه كعقله ردئ وَعبارَته سقيمة وَعِنْده من الْكتب والأجزاء وتصانيف شَيْخه مَا لم ينْتَفع بِهِ بل وعطل على غَيره الِانْتِفَاع بهَا لعدم سماحه بعاريتها حَسْبَمَا استفيض عَنهُ حَتَّى نقل عَنهُ أَنه كَانَ يَقُول إِذا عَايَنت الْمَوْت ألقيتها فِي الْبَحْر وكما قَالَ وَقد لَقيته بِدِمَشْق وَمَا أكثرت من مُجَالَسَته لَكِن رَأَيْت بعض الطّلبَة استجازه فِي استدعاء فِيهِ بعض الْأَوْلَاد وَزعم أَنه أَخذ عَن عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي فَالله أعلم وَحدث باليسير. مَاتَ فِي الْعشْر الثَّانِي من شَوَّال سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِدِمَشْق وتفرق النَّاس كتبه بأبخس ثمن رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ هَذَا وَسَيَأْتِي فِي إِبْرَاهِيم. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْأَذْرَعِيّ الأَصْل أحد الْأُخوة من بني الإِمَام شهَاب الدّين وشقيق الْكَمَال مُحَمَّد مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية واختص بالكمال نَاظر الْجَيْش وَحج مَعَه فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن حُسَيْن الْموصِلِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي نزيل مَكَّة كَذَا ذكره شَيخنَا والمقريزي بن مُحَمَّد بن حُسَيْن. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن خضر الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ مَاتَ سنة سِتّ عشرَة. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن خلف النَّبِي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي التَّاجِر بسوق الْعَمى خَارج بَاب الْفتُوح ووالد أَحْمد وَمُحَمّد الآتيين كَانَ خيرا متعبدا كثير التِّلَاوَة حفظ فِي صغره الْعُمْدَة والملحة والرسالة واشتغل عِنْد الزينين عبَادَة وطاهر وَغَيرهمَا وَينزل فِي الخانقاه الجمالية وَغَيرهَا وَحج وجاور وَاقْتصر على التكسب مَعَ الْعِبَادَة والتلاوة حَتَّى مَاتَ فِي عشر رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن رَجَب بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن جميل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن سَعَادَة بن عِيسَى بن مُوسَى أبي البركات بن عدي بن مُسَافر برهَان الدّين أَبُو اسحق بن الشّرف البقاعي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الشهَاب أَحْمد الْآتِي وَأَبوهُ وَيعرف بالزهري لكَونه سبط الشهَاب الزُّهْرِيّ بل يجْتَمع مَعَه أَيْضا فِي أَحْمد بن عُثْمَان. ولد فِي

سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة واشتغل قَلِيلا وَولى بعد قَضَاء طرابلس دون شهر ثمَّ عزل ثمَّ أُعِيد فَلم يُمكن من الْمُبَاشرَة ثمَّ ولى قَضَاء صيداء مُدَّة ثمَّ سَافر إِلَى الْقَاهِرَة للسعي فِي طرابلس فَلم يحصل لَهُ فولى كِتَابَة سرصفد ثمَّ أضيف إِلَيْهِ الْقَضَاء بهَا ثمَّ استعفى مِنْهَا لقلَّة معلومها مَعَ أَنه كَانَ بَاشر قضاءها مُبَاشرَة حَسَنَة فِيمَا نقل عَن التقى بن قَاضِي شُهْبَة ثمَّ أُعِيد لقَضَاء صيداء ثمَّ عزل وَولى قَضَاء حماه مرّة بعد أُخْرَى وَكَانَ قاضيها فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ ثمَّ قدم دمشق وسعى فِي النِّيَابَة بهَا أَيَّام الشهَاب بن المحمرة فَلم يجبهُ فَلَمَّا اسْتَقر ابْن الْبَارِزِيّ فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ استنابه ثمَّ نَاب لمن بعده وَأخذ خطابة بيروت من الْقُضَاة بل أَخذ لوَلَده قضاءها فجرت لَهُ أُمُور وشكى فعزل وَلَده فَتَوَلّى هُوَ قضاءها وَتوجه إِلَيْهَا ليصلح بَين وَلَده وَبَين غُرَمَائه فَمَا تيَسّر لَهُ ذَلِك واخترمته الْمنية يُقَال من حمرَة طلعت فِيهِ فِي آخر نَهَار الثُّلَاثَاء حادي عشرى صفر سنة أَرْبَعِينَ قَالَ التقى بن قَاضِي شُهْبَة: كَانَ جيد الْعقل كثير المداراة محبا فِي الطّلبَة مساعدا لَهُم فِي حشمة وكرم وضيق فِي غَالب عمره وتحمله الدّين قَالَ وَلم يكن فِيهِ عيب أعظم من قلَّة الْعلم. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَامر السَّعْدِيّ شيخ عمر دهرا فِيمَا قيل وَحدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن الْفَخر بن البُخَارِيّ روى عَنهُ التقى أَبُو بكر القلقشندي وَقَالَ أَنه بَقِي إِلَى حُدُود سنة خمس عشرَة. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عوض الطنتدائي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ عبد الرَّحْمَن لم يكن مِمَّن سلك طَرِيق وَالِده وَلَا قَرِيبا مِنْهَا بل كَانَ متصرفا بِأَبْوَاب الْقُضَاة وَبِيَدِهِ نصف أُمَامَة الرِّبَاط بالبيبرسية حَتَّى مَاتَ قَرِيبا من سنة ثَمَانِينَ عَفا الله عَنهُ. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم سعد الدّين بن تقى الدّين بن نَاظر الْجَيْش الْمُحب الْحلَبِي الاصل الْمصْرِيّ القاهري خَال الولوي ابْن تقى الدّين البُلْقِينِيّ فأمه كَافِيَة أُخْت هَذَا كَانَ كَاتبا فِي بعض الدَّوَاوِين وَرَأَيْت نسبه هَكَذَا بِخَط ابْن قمر وَقد سمع بقرَاءَته على جارهم الْبَدْر بن البلسي سداسيات الرَّازِيّ وَمَات فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ أَو الَّتِي قبلهَا عَفا الله عَنهُ. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْكَافِي بن عَليّ أَو عبد الله السَّيِّد برهَان الدّين أَبُو الْخَيْر الحسني الطباطبي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ نزيل الْحَرَمَيْنِ أَخذ القراآت عَن الشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني

بِالْمَدِينَةِ والشهاب الشوابطي بِمَكَّة وَمن قبلهمَا عَن الزين بن عَيَّاش بل فِي سنة ثَمَان وَعشْرين عَن ابْن سَلامَة وَابْن الْجَزرِي وَكَذَا أَخذهَا بِالْقَاهِرَةِ عَن حبيب بن يُوسُف الرُّومِي والزين رضوَان وابي عبد الله مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان الْحلَبِي بن أَمِير حَاج والتاج بن تمرية وبخانقاه سرياقوس عَن الْكَمَال مَحْمُود الْهِنْدِيّ وَمن قبلهم عَن الزراتيتي فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين تَلا عَلَيْهِ الْبَعْض لأبي عمر وبدمشق عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن النجار وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَزِيد من بعض واقصى ماتلا بِهِ للعشر وَكَذَا سمع على أبي الْفَتْح المراغي والتقى بن فَهد وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ مُسْند أَحْمد وعَلى أَولهمَا صَحِيح مُسلم بالروضة النَّبَوِيَّة فِي رَمَضَان سنة ارْبَعْ وَأَرْبَعين وَفِيه سمع عَلَيْهِ الشفا والمحب المطري وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم وَالسّنَن لأبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ والموطأ والشفا وَالْجمال الكازروني وَسمع عَلَيْهِ مجَالِس من أبي دَاوُد وَغَيره ثمَّ بِالْمَدِينَةِ وَمَكَّة وَأخذ عَن شَيخنَا وَغَيره بِالْقَاهِرَةِ كالعز بن الْفُرَات وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ الْأَرْبَعين الَّتِي انتقاها شَيخنَا من مُسلم فِي سنة ثَمَان واربعين وَسمع عَلَيْهِ من أول التِّرْمِذِيّ إِلَى الصَّلَاة الَّتِي تَلِيهَا وقرأه بِتَمَامِهِ على الْجمال عبد الله بن جمَاعَة بِبَيْت الْمُقَدّس فِي سنة تسع وَخمسين وَقَرَأَ قبل ذَلِك فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ من أول مُسلم إِلَى الْإِيمَان على الشهَاب أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله البعلي قاضيها الْحَنْبَلِيّ ابْن الحبال بِسَمَاعِهِ لَهُ على بعض من سَمعه على أم أَحْمد زَيْنَب ابْنة عمر بن كندي عَن الْمُؤَيد وتصدى للاقراء بالحرمين وَأخذ عَنهُ الامائل وَمِمَّنْ جمع عَلَيْهِ للأربعة عشر الشريف الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد المقسي الوفائي الْحَنَفِيّ القجماسية الْآن وَبَلغنِي أَنه كتب على الشاطبية شرحا وَلَقَد لَقيته بِمَكَّة وَسمع بِقِرَاءَتِي على الْكَمَال بن الْهمام وَغَيره وَكَانَ أحد الخدام بالحجرة النَّبَوِيَّة وَهُوَ الَّذِي أنهى أَمر ابْن فدعم الرَّافِعِيّ إِلَى الظَّاهِر جقمق وَأَنه سمع مِنْهُ مَا يَقْتَضِي الْكفْر فبادر إِلَى) الاحتيال عَلَيْهِ حَتَّى أحضر إِلَيْهِ فَأمر بقتْله وَبعد ذَلِك كف السَّيِّد عَن الْإِقَامَة بِالْمَدِينَةِ وَلزِمَ مَكَّة مديما للطَّواف وَالْعِبَادَة والاقراء حَتَّى مَاتَ بهَا فِي مغرب لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث الْمحرم سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. وَينظر إِبْرَاهِيم ابْن أَحْمد الشريف البرهاني الطباطبي ختن مَحْمُود الْهِنْدِيّ فأظنه غير هَذَا.

إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن نجم بن عبد الْمُعْطِي الْبرمَاوِيّ وَالِد الْفَخر عُثْمَان وَإِخْوَته. مَاتَ كَمَا قَالَه شَيخنَا فِي تَرْجَمَة وَلَده قبله بِعشر سِنِين فَيكون مَوته سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عَليّ بن عُثْمَان بن عَليّ بن عُثْمَان بن سعد بن ابي الْمَعَالِي الْبُرْهَان أَبُو إِسْحَق وَأَبُو الْوَفَاء بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الْفَخر الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْموقع وَيعرف بالرقي نِسْبَة للرقة من أَعمال حلب وقديما بِابْن عُثْمَان كَانَ وَالِده مَا ورديا ذَا حشمة وشكالة حَسَنَة يعرف بصهر ابْن قمر الدولة وبوكيل الطنبذي فولد هَذَا فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية النَّحْو عِنْد صاحبنا الشَّمْس بن قمر وَعرض على الْجلَال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والبيجوري وَابْن الْجَزرِي والقمني والبدر بن الْأَمَانَة والمحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَشَيخنَا وَصَالح الزواوي والتلواني والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وأجازوه فِي آخَرين كَالشَّمْسِ الشطنوفي والبرهان بن حجاج الأبناسي والشرف السُّبْكِيّ وَعرض أَيْضا على خلق من الْأَعْيَان مِمَّن لم يُصَرح فِي خطه بِالْإِجَازَةِ كالشموس الْبرمَاوِيّ والهروى وَابْن الديري والبساطي والشامي الْحَنْبَلِيّ وَبَلغنِي أَنه سمع على الشّرف بن الكويك وَلَا أستبعده واشتغل يَسِيرا فَقَرَأَ النَّحْو على الشّرف الطنوبي والمعاني وَالْبَيَان على الشَّمْس السرواني وَكَذَا قَرَأَ على التقى الحصني نزيل الْقَاهِرَة فِيمَا بَلغنِي وجود الْخط على الزين بن الصَّائِغ وبرع فِيهِ بِحَيْثُ أجَازه بالأقلام كلهَا وتنزل فِي صوفية البيبرسية وتدرب فِي التوقيع بناصر الدّين الناقوي وبشارته اسْتَقر أحد موقعي الدرج فِي الْأَيَّام البدرية ابْن مزهر ثمَّ ترقى لتوقيع الدست فِي الْأَيَّام الكمالية برغبة يُونُس الْحَمَوِيّ لَهُ عَن ذَلِك وَاسْتقر أَيْضا فِي الشَّهَادَة وبالاسطل وَحج مرَارًا وجاور غير مرّة وَنسخ هُنَاكَ عدَّة مصاحف وزار الْقُدس والخليل وَسمع هُنَاكَ على التقى أبي بكر القلقشندي وَالْجمال بن جمَاعَة بل قَرَأَ بِنَفسِهِ على بعض الْفُضَلَاء من أَصْحَابنَا بِالْقَاهِرَةِ ورام مني ذَلِك فَمَا تيَسّر لكنه كَانَ يسْأَل عَن أَشْيَاء خطه عِنْدِي بِبَعْضِهَا واستجيز فِي بعض الاستدعاءات وَكَانَ تَامّ الْعقل حسن الْعشْرَة كثير السّكُون سِيمَا بعد ثقل سَمعه ماهرا بالشطرنج فِيهِ رياسة وحشمة مَعَ وضاءة وتواضع ولأوصافه الَّتِي

انْفَرد بهَا عَن رفقته صَار أوحد أهل الدِّيوَان وَقد أثكل عدَّة أَوْلَاد آخرهَا فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وحزن عَلَيْهِ كثيرا وسافر لذَلِك إِلَى مَكَّة فِي الْبَحْر فَأَقَامَ على طَريقَة حميدة من الطّواف وَالصَّلَاة وَكَثْرَة التِّلَاوَة إِلَيّ أَن أدْركهُ أَجله وَهُوَ محرم عَشِيَّة عَرَفَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَنقل إِلَى المعلاة فَدفن بهَا يَوْم الْعِيد وَذَلِكَ يَوْم الْأَحَد وغبطه الْعُقَلَاء على هَذَا وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ بن خلف بن عبد الْعَزِيز بن بدران برهَان الدّين ابْن إِسْحَق بن مُحَمَّد الْبُرْهَان الخليلي الدَّارمِيّ عرف بِابْن الْمُحْتَسب ولى بعد أَخِيه الشَّمْس مُحَمَّد قَضَاء بَلَده وقدما الْقَاهِرَة بِسَبَب صهره أبي بكر أَمِين حرم وَكَانَ حَيا بعد ثَلَاث وَتِسْعين. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ بن خلف بن عبد الْعَزِيز بن بدران برهَان الدّين أَبُو السُّعُود بن الشهَاب الطنتدائي الْحُسَيْنِي نِسْبَة لسكنى الحسينية القاهري نزيل الشرابشية بِالْقربِ من جَامع الْأَقْمَر الشَّافِعِي سبط الشَّمْس البوصيري الْآتِي فِي المحمدين وَأَبوهُ فِي الأحمدين وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي سادس عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وأحضر وَهُوَ ابْن ثَلَاثَة أشهر على الشّرف أبي بكر بن جمَاعَة المسلسل ثمَّ سمع بعد أَن ترعرع على الشّرف بن الكويك وَالْجمال بن فضل الله والكمال بن خير والشموس ابْن الْجَزرِي وَابْن الْمصْرِيّ وَمُحَمّد بن حسن البيجوري والنور بن الفوي وسبط الزبير والشهب الكلوتاتي والواسطي وَشَيخنَا والزين القمني فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ الحلاوي والشهاب الْجَوْهَرِي وَالشَّمْس المنصفي وَآخَرُونَ وَحفظ الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا وتنزل بالمدارس وبالخانقاه الصلاحية وَولى إِعَادَة بالسابقية ولازم قِرَاءَة الصَّحِيح والشفا وَنَحْوهمَا فِي بعض الْجَوَامِع لبَعض من يثيبه عَلَيْهِ وَكَذَا تكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا ثمَّ ترك وَكَانَ خيرا سَاكِنا متوددا متواضعا أجَاز لي. وَهُوَ فِي مُعْجم التقى بن فَهد وَولده بِاخْتِصَار. وَمَات فِي أَوَائِل ربيع الأول سنة سِتّ وَسِتِّينَ رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن سليم بن فريح بن أَحْمد الإِمَام الْفَقِيه برهَان الدّين أَبُو إِسْحَق البيجوري نِسْبَة لقرية بالمنوفية القاهري الشَّافِعِي ولد

فِي حُدُود الْخمسين أَو قبلهَا وَقدم الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا وتفقه بالجمال الأسنوي ولازم البُلْقِينِيّ ورحل بعد الأسنوي) إِلَى الشهَاب الْأَذْرَعِيّ بحلب فِي سنة سبع وَسبعين وبرع فِي الْفِقْه جدا بِحَيْثُ كَانَ عجبا فِي استحضاره سِيمَا كَلَام الْمُتَأَخِّرين بل كَانَ أمة فِي ذَلِك مَعَ مُشَاركَة فِي النَّحْو وَالْأُصُول قَالَ الْعَلَاء ابْن خطيب الناصرية: حضرت عِنْده فِي الْقَاهِرَة بالناصرية والسابقية وقرأت عَلَيْهِ ورأيته أمة يستحضر كثيرا من الْفِقْه خُصُوصا كَلَام الْمُتَأَخِّرين وَلم أر بهَا فِي ذَلِك الْوَقْت وَهُوَ سنة ثَمَان أَو تسع وَثَمَانمِائَة من يستحضر كاستحضاره مَعَ شدَّة فقره وَقلة وظائفه بل أَخْبرنِي من أَثِق بِهِ أَن الْعِمَاد الحسباني عَالم دمشق شهد لَهُ لما اجْتمع بِهِ أَنه أعرف الشَّافِعِيَّة بالفقه فِي عصره وَقَالَ وَلَقَد شاهدته يجاري البُلْقِينِيّ حَتَّى يخرج ويلج هُوَ فَلَا يرجع وَلَا يزَال الصَّوَاب يظْهر مِنْهُ فِي النَّقْل وَقَالَ الْجمال عبد الله بن الشهَاب الْأَذْرَعِيّ إِنَّه لما قدم عَلَيْهِم حلب كَانَ يكْتب المجلد من الْقُوت يَعْنِي لِأَبِيهِ فِي شَهْرَيْن وَينظر فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة على مَوَاضِع وَيُرَاجع الشَّيْخ فيصلح بَعْضهَا وينازعه فِي بَعْضهَا زَاد غَيره فَكَانَ الْأَذْرَعِيّ يعْتَرف لَهُ بالاستحضار وَقَالَ التقى بن قَاضِي شُهْبَة حكى لي صاحبنا يَعْنِي الْجمال الْمَذْكُور قَالَ جَاءَ البيجوري إِلَى الْوَالِد بِكِتَاب الْعِمَاد الحسباني يوصيه بِهِ فَقَالَ لَهُ مَا تُرِيدُ قَالَ أكتب الْقُوت وأقرؤه فأخلى لَهُ بَيْتا وَقَالَ لَهُ هَات حوائجك فَقَالَ مَا معي شَيْء فَأرْسل إِلَيْهِ أثاثا وكتبا وَخمْس دسوت ورق قَالَ فَكَانَ يكْتب كل مُجَلد فِي شَهْرَيْن وَينظر فِي كل لَيْلَة على مَوَاضِع ويعرضها على الشَّيْخ فبعضها يصلحه وَبَعضهَا ينازعه فِيهِ والقوت فِي خطّ المُصَنّف فِي سِتَّة أَجزَاء والغنية فِي أَرْبَعَة وَلما فرغ جمع لَهُ من أهل حلب دَرَاهِم وَاشْترى لَهُ فرسا وَخرج هُوَ وأعيان الْبَلَد بأسره حَتَّى وَدعوهُ قَالَ التقي وَقد رَأَيْت نُسْخَة المُصَنّف بالقوت وَلَا بنظيرات كَثِيرَة وَالظَّاهِر أَنَّهَا بِخَط الْبُرْهَان وَكثير مِنْهَا لسُقُوط كلمة أَو حرف وَلما رَجَعَ من حلب وَوصل لدمشق كَانَ أول من وصل بالقوت إِلَيْهَا فأرغبه النَّجْم بن الجابي فِي الثّمن وَاشْتَرَاهُ مِنْهُ فَبلغ الْأَذْرَعِيّ فَأرْسل إِلَيْهِ يعتب عَلَيْهِ فِي تفريطه وَعدم استصحابه مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة وَإنَّهُ كَانَ مُرَاده دُخُوله بِهِ ووقوف الاسنائي عَلَيْهِ انْتهى والاسنوي كَانَ قد مَاتَ قبل ارتحاله وَكَذَا قَالَ الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي أَنه قدم عَلَيْهِم فِي سنة سبع وَسبعين وَنزل بالعصرونية وَكتب الْقُوت وَكَانَ يعقب على أَمَاكِن من دماغه حِين

الْكِتَابَة فَلَمَّا وصل إِلَى الطَّلَاق ترك حياءا من مُصَنفه لكَونه كَانَ نازلا عِنْده وَقَالَ محيي الدّين البصروي فارقته سنة خمس وَثَمَانِينَ وَهُوَ يسْرد الرَّوْضَة حفظا انْتهى وَبَقِيَّة كَلَامه كَانَ البيجوري شَيخا وَأَنا صبي قَالَ وَلما سَافَرت إِلَى مصر بعد الْفِتْنَة حَضَرنَا عِنْد) الْجلَال البُلْقِينِيّ فَتكلم فغوش عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ اسْكُتْ يَا بيجوري أَنْت مَا تعرف أصولا وَلَا نَحوا أَنْت مَا تعرف إِلَّا الْفِقْه فَقَط وبكته زَاد بَعضهم أَنه حدر من دمعه فَتكلم فَرفع لَهُ الْجلَال يَدَيْهِ على رَأسه كالقرنين وَقَالَ لَهُ وَمَا عَليّ إِذا لم تفهم الْبَقر فَزَاد فِي الْكَلَام مَعَه شحطوه فشحطوه برجلة حَتَّى أَخْرجُوهُ من الْمجْلس هَذَا وَالْحق بِيَدِهِ فَلَمَّا انْفَصل الْمجْلس وَرجع الْجلَال لبيته أرسل لَهُ دَرَاهِم وقماشا وَصَالَحَهُ وَقَالَ لَهُ الْحق بِيَدِك وانكى مَا وَقع للجلال مِنْهُ لَا بِقصد الانكار من الشَّيْخ انه ابدى فَرحا وطنطن لَهُ واستغرب نَقله من عزاله فَقَالَ لَهُ إِنَّه فِي التَّنْبِيه. وَقَالَ الْجمال الطيماني هُوَ احفظ النَّاس للنَّقْل للفقه واكثر من وَصفه بذلك وَهُوَ افضل البياجرة الثَّلَاثَة هُوَ وشمس الدّين وَنور الدّين. وَقَالَ المقريزي إِنَّه لم يخلف بعده احفظ لفروع الْفِقْه مِنْهُ وَقد تصدى لنشر الْفِقْه واخذ عَنهُ الْأَئِمَّة حَتَّى كَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ من شُيُوخنَا الْبُرْهَان بن خضر وأتقن مَعَه جَامع المختصرات والزين السندبيسي والجلال الْمحلي والشريف النسابة والعبادي وَفِي اصحابه كَثْرَة بالديار المصرية الْآن بقايا من أَصْحَابه حَتَّى كَانَ الطّلبَة يصححون عَلَيْهِ تصانيف الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فيتحرك لما فِيهَا من التَّحْقِيق والمتانة وَحسن الايضاح ويهديهم لما لَعَلَّه يكون فِيهَا على خلاف الصَّوَاب نقلا وفهما مِمَّا لَا يسلم مُصَنف مِنْهُ ويطالعون المُصَنّف بذلك فيسر بِهِ وَيصْلح نسخه ويحض على الْمَزِيد من ذَلِك وَهُوَ مِمَّن عرض عَلَيْهِ الْوَالِد وَالْعم محافيظهما لَا تقانة واستجازه شَيخنَا لأولاده واثنى عَلَيْهِ فِي تَارِيخه وَكَذَا اثنى عَلَيْهِ ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة لَهُ وَابْن خطيب الناصرية فِي ذيل تَارِيخ حلب كل هَذَا مَعَ كَثْرَة الْعِيَال ومزيد الْفَاقَة بِحَيْثُ جلس فِي دكان الطّلبَة رَفِيقًا للشلقاني وَغَيره للتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا ثمَّ اعْرِض عَنْهَا لِكَثْرَة جفَاء الثانى لَهُ مَعَ مَا بَينهمَا من

المرافقة فِي الأخذعن الأسنوي. ودرس بالغرابية والخشقدمية وَكَذَا بالناصرية والسابقية احتسابا وَلما بني الْفَخر عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج مدرسته الَّتِي بَين السورين من الْقَاهِرَة أعْطى مشيختها للشمس الْبرمَاوِيّ فباشرها مُدَّة ثمَّ تحول فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين إِلَى دمشق صُحْبَة النَّجْم بن حجى فاستنزله عَنْهَا النَّجْم لصَاحب التَّرْجَمَة بِمَال تبرع عَنهُ سِيمَا وَكَانَت زَوْجَة الْبرمَاوِيّ ابْنَته وَأرْسل بالاشهاد اليه بعد أَن أَخذ لَهُ شَيخنَا خطّ النَّاصِر وَهُوَ عبد الْقَادِر ابْن الْوَاقِف بالامضاء فَامْتنعَ من قبُولهَا فَلم يزل بِهِ الطّلبَة حَتَّى قبل وباشرها تدريسا ومشيخة على الْعَادة وَلم يلبث أَن مَاتَ. وَكَانَ دينا خيرا حاد الْخلق سليم الْبَاطِن جدا متواضعا ممتهنا لنَفسِهِ بِالْمَشْيِ وَحمل طبق الْعَجِين على طَرِيق) السّلف لَا يكترث بملبس وَلَا غَيره بل معرضًا عَن الرياسة الَّتِي كَمَا قَالَ المقريزي عرضت عَلَيْهِ فأباها وَعَن الْكِتَابَة على الْفَتْوَى تورعا لَا يتَرَدَّد لأحد من بني الدُّنْيَا وَلَا يمل من الاقراء والمطالعة وَله على الرَّوْضَة وَغَيرهَا حواش متقنة مفيدة وخطه وضيء نير وَترك الِاشْتِغَال فِي آخر عمره وَأَقْبل على التِّلَاوَة والتحدث وَكَانَ ورده فِي كل يَوْم خَتمه أَو قريبها حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم السبت رَابِع عشر رَجَب سنة خمس وَعشْرين وَكثر التأسف على فَقده لكَونه لم يخلف بعده فِي حفظ الْفُرُوع مثله وَاسْتقر بعده فِي الفخرية رَفِيقَة الشلقامي وتألم وَلَده لذَلِك فَأَعْرض عَن بَقِيَّة وظائفه بعد مُبَاشَرَته لَهَا فتفرقها النَّاس فَأخذ الغرابية الشّرف السُّبْكِيّ والعشقتمية التَّاج بن تمرية رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن احْمَد بن عَليّ بن عمر الأديب برهَان الدّين أَبُو مُحَمَّد بن الشهَاب الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل المليجي القاهري الشَّافِعِي خطيب جَامع الْأَقْمَر ولد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بمليج وانتقل مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة واشتغل بهَا بعد أَن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وَتردد إِلَى الْمَشَايِخ وَبحث فِي الْفِقْه على الْبَدْر بن ابي الْبَقَاء السُّبْكِيّ القَاضِي فانه كَانَ يقرىء أَوْلَاده وَفضل وَسمع الحَدِيث على الزين القمني وَغَيره وَجلسَ مَعَ الشُّهُود ثمَّ ترك وخطب بِجَامِع الاقمر دهرا وَحج مَعَ الرجبية فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ فجاور بَقِيَّة السّنة وَقَرَأَ فِيهَا البُخَارِيّ على الْجمال الشيبي وَدخل اسكندرية ودمياط متفرجا وناب فِي بعض الْبِلَاد لشَيْخِنَا وَغَيره وتعانى نظم الشّعْر فَصَارَ يمتدح الْأَعْيَان والقضاة التماسا لنائلهم وبرهم وَرُبمَا يَقع لَهُ الْجيد وَهُوَ أحد

من امتدح شَيخنَا فِي ختم فتح الْبَارِي مِمَّا أودعته فِي الْجَوَاهِر بل قَالَ فِي أبياتا ونظمه كثير سَار فَمِنْهُ: (وافيت بَيْتا قلت فِيهِ بِأَنَّهُ ... من أمه أضحى بِفَضْلِك آمنا) (ومننت لي بجواره فَغَدَوْت فِي ... أرجائه بعد التحرك كامنا) (فاسمع وجد وَاصْفَحْ ورد ... عَن ثقل ذَنْب فِي الجوانح كامنا) وَله غنية الْمُحْتَاج إِلَى نظم الْمِنْهَاج وصل فِيهِ إِلَى أثْنَاء الصَّلَاة وشواهد التَّحْقِيق فِي نظم قصَّة يُوسُف الصّديق والمدائح النَّبَوِيَّة والمناقب المحمدية بل أنشأ ديوَان خطب فِيهِ بلاغة وَكَانَ حِين المحاضرة طلق الْعبارَة فصيح الخطابة متوددا مَعَ بعض إخساس فِي النَّحْو وَرُبمَا تكلم فِي شَهَادَته فِيمَا قيل. مَاتَ فِي آخر سنة إِحْدَى وَسبعين أَو أول الَّتِي تَلِيهَا بعد أَن كف بل وأثكل وَلَده الْبَدْر مُحَمَّدًا واحتسب عوضه الله وإيانا خيرا. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ برهَان الدّين السويفي ثمَّ القاهري أَخُو نور الدّين عَليّ الإِمَام الْآتِي. ولد فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَسمع بِالْقَاهِرَةِ على ابْن أبي الْمجد بعض الصَّحِيح وَمن ذَلِك بمشاركة الزين الْعِرَاقِيّ والهيتمي والتنوخي خَتمه وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ ختم الصَّحِيح وَحج وجاور وَكَانَ خيرا مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن غَانِم بن عَليّ بن الشَّيْخ جمال الدّين أبي الْغَنَائِم غَانِم بن عَليّ الْبُرْهَان بن النَّجْم الْمَقْدِسِي شيخ الخانقاه الصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس ووالد النَّجْم مُحَمَّد الْآتِي وَابْن أخي الشّرف عِيسَى قَاضِي الْمُقَدّس وَيعرف كسلفه بِابْن غَانِم ولد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ وَابْنه نَاصِر الدّين فِي يَوْم وَاحِد من سنة تسع وَثَمَانِينَ وَكَانَ الابْن شكلا حسنا قل أَن ترى الْأَعْين مثله وَقد سمع صَاحب التَّرْجَمَة من أبي الْخَيْر بن العلائي والتنوخي والعراقي والبلقيني وَابْن الملقن وَآخَرين وَاسْتقر فِي المشيخة الْمشَار إِلَيْهَا بعد موت عَمه عِيسَى فِي سنة سبع وَتِسْعين المستقر فِيهَا بعد أَخِيه الْأَكْبَر النَّجْم أَحْمد المستقر فِيهَا بعد أَبِيهِمَا غَانِم فِي حُدُود السِّتين وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ.

إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن غَنَّام البعلي الْمدنِي أحد مؤذنيها المقرىء وَالِد أَحْمد وَمُحَمّد الآتيين وَيعرف بِابْن علبك ولد بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا وَسمع على البرهانين ابْن فَرِحُونَ وَابْن صديق وَالْعلم سُلَيْمَان السقا والزين أبي بكر المراغي فِي آخَرين وَرَأَيْت وَصفه بالمؤدب بِالْمُوَحَّدَةِ مجودا فَكَأَنَّهُ كَانَ مَعَ كَونه مُؤذنًا يُؤَدب الْأَبْنَاء وَكَذَا وصف بالمقرئ وَرَأَيْت من عرض عَلَيْهِ فِي سنة تسع عشرَة وَهَذَا آخر عهدي بِهِ. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن هِلَال بن تَمِيم بن سرُور الْمُحدث برهَان الدّين أَبُو إِسْحَق بن الْحَافِظ الشهَاب أبي مَحْمُود الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي. ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وَرَأَيْت بِخَط أَبِيه ولد إِبْرَاهِيم الْأَصْغَر فِي سادس صفر سنة أَربع وَخمسين فَيحْتَمل أَن يكون أَحدهمَا غَلطا وَيحْتَمل غَيره. اعتنى بِصَاحِب التَّرْجَمَة أَبوهُ فأسمعه على شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا كالبرهان بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن ابْن جمَاعَة والزيتاوي والبياني وناصر الدّين التّونسِيّ وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم البقالي والتاج السُّبْكِيّ وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ جمع الْجَوَامِع وعَلى التّونسِيّ مشيخته تَخْرِيج الزين الْعِرَاقِيّ وعَلى الْبَيَانِي المستجاد من تَارِيخ بَغْدَاد وعَلى الزيتاوي ختم ابْن مَاجَه وَكَذَا سمع على أَبِيه وَأَجَازَ لَهُ العلائي وَابْن كثير وَابْن الجوخي وَابْن الخباز والقلانسي والمنبجي وَآخَرُونَ وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة مِمَّن أَخذنَا عَنهُ كالموفق الابي وَأكْثر وَتَنَاهوا هُوَ والتقي أَبُو بكر القلقشندي وابنا أَخِيه أَبُو حَامِد أَحْمد وَأَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الرَّحِيم القلقشندي أَخُو التقي الْمَشْهُور. وَمَات وَالِده وَقد تميز فَقَرَأَ ولقبه ابْن مُوسَى الْحَافِظ فاستجازه للتقي بن فَهد وَولده وَخلق وَوَصفه بِالْإِمَامِ الْعَالم الْمسند المكثر الْمُحدث. مَاتَ بالقدس فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة وبخط النَّجْم ابْن فَهد وَغَيره سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين فَالله أعلم. وَقد أهمله شَيخنَا فِي أنبائه وَذكره ابْن أبي عذيبة فَقَالَ الخواصي الْمَقْدِسِي الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْمسند برهَان الدّين سبط الْحَافِظ عَلَاء الدّين الْمَقْدِسِي مدرس الصلاحية مولده سنة سِتِّينَ وَسمع على وَالِده وَبكر بِهِ فأسمعه من أَعْيَان الْحفاظ وَكَانَ رجلا جيدا خيرا صَالحا يتكسب بِالشَّهَادَةِ إِلَى أَن توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين. وَلَيْسَ بعمدة فِي انْتِفَاء مَا تقدم.

إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عُرْيَان التّونسِيّ شيخ الكتبة فِي قطره مَاتَ بِمَكَّة بعيد الْمغرب من لَيْلَة الْأَحَد ثَانِي رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَدفن بمقبرة شيكه لَا لومد أرخه ابْن عزم. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبُرْهَان بن الخواجا جهان بن قاوان أَخُو الشَّيْخَيْنِ مُحَمَّد وحسين الآتيين وَهُوَ الْأَصْغَر سبط الشريف شمس الدّين مُحَمَّد الحصني الدِّمَشْقِي ابْن أخي التقي الْمَشْهُور وَمَات وَالِده وَقد تميز فَقَرَأَ واشتغل قَلِيلا واتجر وسافر وفني مَا بِيَدِهِ بعد موت عَمه ثمَّ بعد ذَلِك وَهُوَ الْآن بدايول على خير وانجماع لطف الله بِهِ. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن خضر بن مُسلم الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الَّتِي قبلهَا. ولد فِي رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة واشتغل على أَبِيه وناب فِي الْقَضَاء مُدَّة ودرس وَأفْتى وَولي افتاء دَار الْعدْل وَكَانَ جريئا مقداما ثمَّ ترك الِاشْتِغَال بِآخِرهِ وافتقر وَمَات فِي ربيع الأول سنة عشر. ذكره شَيخنَا فِي الأنباء. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الحميد الفيومي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بشردمة سمع مَعنا على بعض الشُّيُوخ بل ومني فِي الامالي وَغَيرهَا وَكَانَ فَقِيرا صَالحا وَمَا ضبطت وَفَاته. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله برهَان الدّين بن الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس المغربي التلمساني الاصل التّونسِيّ الْمَكِّيّ وَالِد عبد الله الْآتِي وَيعرف بالزعبلي. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة والاسنائي والأذرعي وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ) والعماد بن كثير وَابْن الْقَارِي وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَابْن الهبل وَآخَرُونَ وَمن جملَة اخوته طَائِفَة أَيْضا وَكَانَ خيرا دينا مُنْقَطِعًا ببيته لَا يخرج إِلَّا للْجُمُعَة ويتكسب بِعَمَل أوراق الْعُمر أَخذ عَنهُ ابْن فَهد وَقَالَ انه مَاتَ فِي ضحى يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشر صفر سنة تسع وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. قلت وأغفله الفاسي وَشَيخنَا نعم ذكر الفاسي وَالِده.

إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ فِي ابْن أبي بكر بن مُحَمَّد. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأديب برهَان الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن الْعَلامَة جلال الدّين أبي الطَّاهِر بن الشَّمْس أبي عبد الله بن الْجلَال أبي مُحَمَّد بن الْجمال أبي مُحَمَّد الخجندي بِضَم ثمَّ فتح الأَصْل الاخوي بِفَتْح الْهمزَة والمعجمة الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو طَاهِر ووالد الشَّمْس مُحَمَّد الآتيين وَأَبوهُ فِي محالهم وَيُسمى مُحَمَّد أَيْضا. ولد فِي سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والكنز والألفية والكافية وتلا بالسبع على الشَّيْخَيْنِ عبد الله الشنيني بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَكسر النونين بَينهمَا تَحْتَانِيَّة وَيحيى التلمساني الضَّرِير وَعنهُ وَعَن وَالِده الْجلَال أَخذ النَّحْو وَعَن أَبِيه وَغَيره الْفِقْه وانتفع بأَخيه وَسمع على ابْن صديق ختم الصَّحِيح وعَلى أَبِيه والزيون الْعِرَاقِيّ والمراغي وَعبد الرَّحْمَن بن عَليّ الْأنْصَارِيّ الزرندي الْحَنَفِيّ قَاضِي الْمَدِينَة والبرهان ابْن فَرِحُونَ وَابْن الْجَزرِي وناصر الدّين بن صَالح وبأخرة على أبي الْفَتْح المراغي وَقَرَأَ على الْجمال الأسيوطي وعَلى غَيره مِمَّن سميناهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والتنوخي والبلقيني وَابْن الملقن والهيثمي وَأَبُو عبد الله بن مَرْزُوق الْكَبِير فِي آخَرين وَحج غير مرّة وبرع فِي الْعَرَبيَّة وتعانى الْأَدَب وَجمع لنَفسِهِ ديوانا وَأَنْشَأَ عدَّة رسائل بِحَيْثُ انْفَرد فِي بَلَده بذلك وَكَانَ يتراسل مَعَ سميه الْبُرْهَان الباعوني مَعَ الْخط الْجيد والمحاسن وَقد درس وَحدث بالبخاري وَغَيره وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَلَده وَسمع مِنْهُ الطّلبَة ولقيه البقاعي فَكتب عَنهُ وَزعم أَن جيد شعره قَلِيل ينْتَقل فِيهِ من بَحر إِلَى بَحر وَمن لجة إِلَى قفر قَالَ وَهُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ غير واف وَكثير مِنْهُ سفساف وَرُبمَا انْتقل من الحضيض إِلَى السها كَأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ قلب فِي مدح النَّاس فَإِذا قَالَ فِي الغرام أَجَاد وَكتب بِخَطِّهِ أَن الْأَمر الَّذِي وسم بِهِ الرافضة انهم رفضوا زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن حِين خرج على هِشَام بن عبد الْملك فَقَالُوا لَهُ تَبرأ من أبي بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا فَقَالَ هما إِمَامًا عدل لَا نبرأ مِنْهُمَا رَضِي الله عَنْهُمَا) فرفضوه ثمَّ افْتَرَقت كل فرقة ثَمَانِي عشرَة فرقة وَكَذَا كتب على بعض الاستدعاءات قَوْله: (أجزت لَهُم أبقاهم الله كل مَا ... رويت عَن الْأَشْيَاخ فِي سالف الدَّهْر) (وَمَالِي من نثر ونظم بشرطة ... على رأى من يروي الحَدِيث وَمن يقرى)

(وأسال إحسانا من الْقَوْم دَعْوَة ... تحقق لي الآمال والأمن فِي الْحَشْر) وأوردت من نظمه فِي تَرْجَمته من مُعْجم الْمَدَنِيين غير ذَلِك وَكَانَ فَاضلا بارعا ناظما ناثرا بليغا محبا للفائدة كيسا حسن المجالسة لطيف المحاضرة كثير النَّوَادِر وَالْملح ذَا كرم زَائِد وآداب وغرائب. مَاتَ فِي ثَانِي رَجَب سنة إِحْدَى وَخمسين بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَدفن من يَوْمه بِالبَقِيعِ بعد الصَّلَاة عَلَيْهِ بالروضة رَحمَه الله. وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَغلط فَسمى جده أَحْمد وكناه أَبَا اسحق وَوَصفه بالأديب وَأنْشد لَهُ: (كن جوابي إِذا قَرَأت كتابي ... لَا تردن للجواب كتابا) واعفني من نعم وسوف ولي شغل وَكن خير من دعِي فاجابا إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد برهَان الدّين الْمصْرِيّ الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي وَهَذَا أَصْغَر وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن الريس وأبوهما قَدِيما بِابْن الْخَطِيب. ولد فِي ثَانِي عشري الْمحرم سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَعرض على أَبَوي الْفرج المراغي والكازروني والابشيطي وَسمع على الْمُحب المطري وَغَيره وَكَذَا سمع على حِين اقامتي بِطيبَة فِي الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا وباشر الرياسة بِالْمَدِينَةِ وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا وَحضر مَعَ أَخِيه عِنْد الْبكْرِيّ وَكَذَا حضر عِنْدِي وَرَأَيْت لَهُ منسكا رجزا أَطَالَ فِيهِ جدا متعرضا للْخلاف لم يكمل قَرَأَ على مِنْهُ وقرظته لَهُ مَعَ الاجازة وامتدحني برجز كتبه لي فِي قَائِمَة كتبت التقريظ بظاهرها وَرَأَيْت مِنْهُ سكونا وتوددا كَانَ الله لَهُ. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا أَبُو المكارم بن الشهَاب القاهري الشاذلي الْمَالِكِي أَخُو أبي الْفضل عبد الرَّحْمَن وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد وَأبي السعادات يحيى وَحسن ابْن أخي سَيِّدي عَليّ بن مُحَمَّد الْآتِي أبوهم وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن وَفَاء. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَمَات فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ مطعونا. أرخه شَيخنَا وَلم يعرف بِشَأْنِهِ. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد البلالي الدمياطي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة واشتغل ولازم الْبَدْر المارداني فِي الْفَرَائِض

والحساب وبرع فيهمَا وأقرأ ذَلِك وجاور بِمَكَّة سِنِين ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وتكسب فِيهَا شَاهدا مداوما حُضُور تَقْسِيم عبد الْحق وَهُوَ مِمَّن سمع مني تَرْجَمَة النَّوَوِيّ وَغَيرهَا. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الحتاتي بِضَم الْمُهْملَة ومثناتين أَبُو أَحْمد التَّاجِر الْآتِي عَام مدولب مقبل على شَأْنه. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَثَمَانِينَ وَولده غَائِب وَكَانَ لَهُ مشْهد حفل وَدفن بِالْقربِ من مقَام اللَّيْث بِالْقَاهِرَةِ. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن نَاصِر بن خَليفَة بن فَرح بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن الْبُرْهَان أَبُو اسحق بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي الناصري الباعوني الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ واخوته فِي محالهم وَيعرف كسلفه بالباعوني وناصرة قَرْيَة من عمل صفد وباعون قَرْيَة صَغِيرَة من قرى حوران بِالْقربِ من عجلون ولد كَمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشري رَمَضَان سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بصفد وَبِه جزم ابْن قَاضِي شُهْبَة وَقيل فِي الَّتِي قبلهَا بصفد وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه تجويدا على الشهَاب أَحْمد بن حسن الفرعني إِمَام جَامعهَا وَحفظ بعض الْمِنْهَاج ثمَّ انْتقل مِنْهَا قَرِيبا من سنّ الْبلُوغ مَعَ أَبِيه إِلَى الشَّام فَأخذ الْفِقْه بهَا عَن الشّرف الْغَزِّي وَغَيره ولازم النُّور الابياري حَتَّى حمل عَنهُ عُلُوم الْآدَاب وَغَيرهَا وَدخل مصر أَظُنهُ قَرِيبا من سنة أَربع وَثَمَانمِائَة فَأخذ عَن السراج البُلْقِينِيّ ولازمه سنة وَأخذ عَن الْكَمَال الدَّمِيرِيّ شَيْئا من مصنفاته ولازمه وَسمع إِذْ ذَاك على الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَتردد بهَا إِلَى غير وَاحِد من شيوخها وعلمائها ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بهَا على أحسن حَال وأجمل طَريقَة. وَسمع على أَبِيه وَالْجمال بن الشرائحي والتقى صَالح بن خَلِيل بن سَالم وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن خطاب بن الْيُسْر الْمُؤَذّن بالأقصى وباشر نِيَابَة الحكم عَن أَبِيه والخطابة بِجَامِع بني أُميَّة ومشيخة الشُّيُوخ بالسميساطية وَنظر الْحَرَمَيْنِ برغبة أَبِيه لَهُ عَنْهَا فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة فباشر ذَلِك أحسن مُبَاشرَة ثمَّ صرف وجهز اليه التوقيع بِالْقضَاءِ حِين اسْتِقْرَار الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ فِي كِتَابَة سر الديار المصرية فَامْتنعَ وصمم وراجعه النَّائِب وَغَيره من أَعْيَان الْأُمَرَاء والرؤساء وَغَيرهم فَمَا أذعن وتكرر خطبه لذَلِك مرّة بعد أُخْرَى وَهُوَ يَأْبَى إِلَى أَن قيل لَهُ فعين لنا من يصلح فعين أَخَاهُ وَولي الخطابة غير مرّة وَكَذَا بَاشر قبل ذَلِك خطابة بَيت الْمُقَدّس ثمَّ مشيخة الخانقاه)

الباسطية عِنْد الجسر الْأَبْيَض من صالحية دمشق وَحكى لي فِي ذَلِك غَرِيبا وَهُوَ أَنه دخل على واقفها فِي قدمة قدمهَا قبل ظُهُور تَقْرِيره إِيَّاهَا مدرسة للتهنئة بقدومه فَأَعْجَبتهُ وَقَالَ فِي نَفسه أَنه لَا يتهيأ لَهُ سُكْنى مثلهَا إِلَّا فِي الْجنَّة فَلَمَّا انْفَصل من السَّلَام عَلَيْهِ لم يصل إِلَى بَابهَا إِلَّا وَبَعض جمَاعَة القَاضِي قد تبعه فَأخْبرهُ أَن القَاضِي تحدث وَهُوَ فِي الطَّرِيق بعملها مدرسة وَقَررهُ فِي مشيختها وحمدت سيرته فِي مباشراته كلهَا خُصُوصا فِي مَال الْحَرَمَيْنِ بِحَيْثُ امْتنع من قبُول رِسَالَة مصادمة للحق وَلَو جلّ مرسلها. وأختصر الصِّحَاح للجوهري اختصارا حسنا وَجمع ديوَان خطب من إنشائه وديوان شعر من نظمه وَضمن الفية ابْن مَالك قصيدة امتدح بهَا النَّجْم ابْن حجي وَله الْغَيْث الهاتن فِي وصف العذار الفاتن أَتَى فِيهِ بمقاطيع رائقة وَمَعَان فائقة اشْتَمَل على نَحْو مائَة وَخمسين مَقْطُوعًا أودع كلا مِنْهَا معنى غَرِيبا غير الآخر مَعَ كَثْرَة مَا قَالَ النَّاس فِي ذَلِك مِمَّا هُوَ دَال عل سَعَة نظره وَحسن فكره وَأَنْشَأَ رِسَالَة عاطلة من النقط من عجائب الْوَضع فِي السلاسة والانسجام وَعدم الحشو والتكلف سَمعهَا مِنْهُ شَيْخي وَذكره فِي مُعْجَمه وَهُوَ خَاتِمَة من فِيهِ موتا وَغَيره من الْأَئِمَّة وأثنوا على فضائله وَجَمِيل خصائله واشتهر ذكره وَبعد صيته وَعمر حَتَّى أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء طبقَة بعد طبقَة وَصَارَ شيخ الْأَدَب بالبلاد الشامية بِغَيْر مدافع وَلَهُم بِوُجُودِهِ الْجمال وَالْفَخْر قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة اضافنا بِمَنْزِلَة فِي الصالحية صُحْبَة النَّجْم بن حجي وَقَرَأَ علينا تَضْمِينه لألفية ابْن مَالك فِي مدح النَّجْم كَمَا فعل ابْن نبانة بالملحة فِي مدح السُّبْكِيّ فأجاد كل الاجادة على أَن بَين الألفية والملحة البون الْكثير فتضمين الألفية أَشد وَلكنه مِمَّن أَلين لَهُ الْكَلَام. وَذكره المقريزي فِي تَارِيخه وَقَالَ انه مُمَيّز فِي عدَّة فنون سِيمَا الْأَدَب فَلهُ النّظم الْجيد قَالَ وَتردد إِلَى مَعَ وَالِده ترددا كثيرا. وَأورد ابْن خطيب الناصرية فِي تَارِيخه من نظمه وَوَصفه بالشيخ الامام الْعَامِل الْفَاضِل البليغ انْتهى. وَقد لفيته بِدِمَشْق وقرأت عَلَيْهِ بباسطيتها أَشْيَاء وَسمعت من نظمه ونثره مَالا أحصيه وَعِنْدِي مِنْهُمَا الْكثير وأوردت فِي معجمي مِنْهُ جملَة وابتهج بقدومي عَلَيْهِ وَبَالغ فِي الثَّنَاء وَالذكر الْجَمِيل وَكَانَ جميل الْهَيْئَة منور الشيبة طوَالًا مهابا ذَا فصاحة وطلاقة وحشمة ورياسة وَمَكَارِم وتواضع وتودد وَعدم تدنس بِمَا يحط من مِقْدَاره واقتدار على النّظم والنثر بِحَيْثُ كتب بِخَطِّهِ الْحسن من انشائه مَا لَا يُحْصى كَثْرَة وَكَانَ يحْكى أَن

الزين عبد الباسط قَالَ لَهُ ان مراسلاتك المسجعة إِلَيْنَا تبلغ أَربع مجلدات فَكيف بغَيْرهَا. وَقد تَرْجمهُ بعض الْمُتَأَخِّرين بالشيخ الامام الْعَلامَة خطيب الخطباء شيخ الشُّيُوخ) لِسَان الْعَرَب ترجمان الْأَدَب برهَان النّظر فريد الْعَصْر انسان عين الدَّهْر برع فِي فن الانشاء وصناعة الْأَدَب والترسل وَالنّظم والنثر بِحَيْثُ انه لم يكن فِي زَمَنه من يدانيه فِي ذَلِك وَكتب هُوَ لمن سَأَلَهُ فِي تَرْجَمته وترجمة أَبِيه بعد أَن أجَاب انا فِي ذَلِك كجالب التَّمْر إِلَى هجر والمتفاصح على أهل الْوَبر. وَهُوَ مِمَّن ذكره المقريزي فِي الْعُقُود بِاخْتِصَار جدا وانه اجْتمع بِهِ مَعَ وَالِده بِدِمَشْق مرَارًا قَالَ وَنعم الرجل هُوَ. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشري ربيع الأول سنة سبعين بمنزله بالباسطية وَصلى عَلَيْهِ من يَوْمه بالجامع المظفري تقدم فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ أَخُوهُ الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي وَدفن بالروضة من سفح قاسيون بِوَصِيَّة مِنْهُ وَكَانَت جنَازَته حافلة حضرها النَّائِب فَمن دونه من الْأُمَرَاء والأعيان وَجَاء الْخَبَر بذلك إِلَى الديار المصرية فَصلي عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب بالجامع الْأَزْهَر رَحمَه الله وإيانا. وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله: (سل الله رَبك مَا عِنْده ... وَلَا تسْأَل النَّاس مَا عِنْدهم) (وَلَا تبتغي من سواهُ الْغنى ... وَكن عَبده لَا تكن عبدهم) وَقَوله: (إِذا اسْتغنى بَنو الدُّنْيَا بِمَال ... لَهُم جم فَكُن بِاللَّه أغْنى) (وَإِن مالوا إِلَى الْإِكْثَار فاقنع ... فَإِن القنع كنز لَيْسَ يفنى) وَقَوله: (سئمت من الدُّنْيَا وصحبة أَهلهَا ... وأصبحت مرتاحا إِلَى نقلتي مِنْهَا) (وَوَاللَّه مَا آسي عَلَيْهَا وانني ... وَإِن رغبت فِي صحبتي رَاغِب عَنْهَا) (فَمَا زَالَت الاكدار محفوفة بهَا ... وَمَا زَالَ عَنْهَا دَائِما ذُو النَّهْي ينْهَى) وَقَوله: (إِذا اسْتغنى الصّديق وصا ... ر ذَا وصل وَذَا قطع) (وَلم يبد احتفالا بِي ... وَلم يحرص على نفعي) (فَأَنا عَنهُ واستغني ... بجاه الصَّبْر والقنع) (وأحسب انه مَا مر ... فِي الدُّنْيَا على سَمْعِي) وَقَوله مِمَّا كتب بِهِ فِي الصغر على سماط الشهَاب بن الهائم فِي النَّحْو:

(لفتى الهائم فهم ... قد محا الاشكال محوا) ) (مد بالقدس سماطا ... أشْبع الطلاب نَحوا) وَمِنْه: (أَشْكُو إِلَى الْبَارِي اناسا قد غَدَتْ ... ملأى بأنواع المخازي دُورهمْ) (تغلي على صُدُورهمْ غيظا كَمَا ... تغلي على الْجَمْر الكثيف قدورهم) (هم يعلنون لَدَى التقاء مودتي ... وَالله يعلم مَا تكن صُدُورهمْ) وَمِنْه: (أَشد النَّاس فِي الدُّنْيَا عناءا ... كريم مجده مجد اثيل) (يحب مَكَارِم الْأَخْلَاق مثلي ... وَلَيْسَ لَهُ إِلَى الدُّنْيَا سَبِيل) وَمِنْه فِي شُرُوط الْوضُوء: (احفظ شُرُوطًا للْوُضُوء نظمتها ... فيحفظها يَعْنِي الْفَقِيه البارع) (تَمْيِيز اسلام وَمَاء مُطلق ... وَالْعلم بالاطلاق شَرط رَابِع) (ثمَّ النقا عَن حَيْضهَا ونفاسها ... وتيقن الْحَدث اشْترط وَالسَّابِع) (ان يُمكن اسْتِعْمَاله لَا عائق ... عَنهُ وان لَا يَعْتَرِيه مَانع) (ولدائم الْحَدث اشْترط من بعد ذَا ... أَيْضا دُخُول الْوَقْت وَهُوَ التَّاسِع) إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن وَفَاء. فِي ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وَفَاء. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد برهَان الدّين بن القَاضِي الشهَاب ابي الْعَبَّاس بن قَاضِي الْجَمَاعَة الْجمال ابي المحاسن الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن القطب رَأَيْته فِيمَن اثبته ابْن نَاصِر الدّين فِي السامعين مِنْهُ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة لمتبايناته وانه سمع على الْبَدْر ابي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن مُوسَى بن رسْلَان ابْن مُوسَى بن ادريس بن مُوسَى بن موهوب السّلمِيّ حَدِيث انصر أَخَاك من جُزْء الْأنْصَارِيّ بِسَمَاعِهِ لجَمِيع الْجُزْء من أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُوسَى بن الشيرجي وناب عَن قُضَاة الْحَنَفِيَّة بِبَلَدِهِ ثمَّ لما ترادفت ولَايَة من لَا يصلح اعْرِض عَن النِّيَابَة وخطب للْقَضَاء الْأَكْبَر فاستنكر مَا طلب مِنْهُ وَصرح بِالْعَجزِ عَنهُ فضيق عَلَيْهِ بقلعة بَلَده اشهرا إِلَى أَن أذعن وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين ظنا عوضا عَن الْمُحب ابْن القصيه وَكَانَ قدم الْقَاهِرَة مَطْلُوبا فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِسَبَب تَرِكَة كَانَ وَصِيّا فِيهَا فَأخذ عَنهُ بعض الطّلبَة ثمَّ قدم أَيْضا مَطْلُوبا فَمَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَتِسْعين) وَدفن بتربة سعيد السُّعَدَاء.

إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن يُوسُف الْقُدسِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي التَّاجِر مِمَّن سمع مني بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين المسلسل. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن يُونُس برهَان الدّين أَبُو اسحاق بن الْفَاضِل شهَاب الدّين الْغَزِّي الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي نزيل الْمدرسَة الشرفية بحلب والآتي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الضَّعِيف بِالتَّصْغِيرِ والتثقيل ولد فِي حُدُود سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَسمع على ابْن الصّديق بعض الصَّحِيح وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء ولقيته بحلب فَسمِعت عَلَيْهِ ثلاثيات الصَّحِيح وَغَيرهَا وَكَانَ اميا خيرا محافظا على الصَّلَوَات وَالْخَيْر كثير الاحسان للغرباء مَعَ الْفَاقَة والتقلل والانجماع عَن النَّاس والسذاجة ولكثرة مواظبته للمواعيد ومجالس الْبُرْهَان صَار يستحضر أَشْيَاء وَهُوَ مِمَّن أسر فِي الْفِتْنَة وَحضر بِبِلَاد الْعَجم مجَالِس أهل الْعلم. مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ على مَا تحرر. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الشريف الْبُرْهَان الطباطبي نزيل خانقاه سرياقوس وختن الْكَمَال مَحْمُود بن عَليّ الْهِنْدِيّ يحْتَمل أَنه الْمَاضِي فِيمَن جده عبد الْكَافِي فيحرر. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد برهَان الدّين القليوبي ثمَّ القاهري المقرىء أحد قراء الصّفة بالبيبرسية والأسباع وَنَحْوهمَا وَمِمَّنْ سمع ختم الشفا على الشّرف بن الكويك وَأَجَازَ لنا. مَاتَ بعد الْخمسين تَقْرِيبًا وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين وَكَانَ خيرا رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد أَبُو اسحاق الْأنْصَارِيّ المغربي المالقي قاضيها الْمَالِكِي وَيعرف بالبدوي مِمَّن أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة والفرائض أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن عَليّ بن الْأَزْرَق وتلا عَلَيْهِ لِابْنِ كثير وَقَالَ لَهُ أَنه مَاتَ تَقْرِيبًا بمالقة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد البيجوري. فِي ابْن أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن سليم. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الجبرتي مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا وَمَا علمت الْآن من خَبره شَيْئا. إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْعقيلِيّ المغربي الغرناطي مفتيها الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن فتوح مِمَّن لَازمه فِي الْفِقْه والأصلين والنحو والمنطق أَبُو عبد الله بن الْأَزْرَق بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَقَالَ إِلَى أَنه مَاتَ بغرناطة سنة سبع وَسِتِّينَ.

إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عياد بن مُحَمَّد برهَان الدّين ابو إِسْحَاق ابْن أبي الفدا العينوسي نِسْبَة لقرية من نابلس الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ الكتبي ولد فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير على القَاضِي سعد الدّين بن الديري وَولده بل رَأَيْت سَمَّاعَة عَلَيْهِ لبَعض صَحِيح مُسلم وَكَذَا قَرَأَ فِي الحَدِيث على الشَّمْس بن الْمصْرِيّ وَابْن نَاصِر الدّين والزين عبد الْكَرِيم القلقشندي وَآخَرين وَزعم ابْن أبي عديبة أَن لَهُ إجَازَة من أبي الْخَيْر بن العلائي وتنزل فِي بعض الْجِهَات وباشر قِرَاءَة الحَدِيث بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وتميز فِي معرفَة الشُّرُوط ونظم الشّعْر الْمُتَوَسّط وَالْغَالِب عَلَيْهِ فِيهِ المجون مَعَ الْخَيْر والسمت الْحسن والتواضع والتقنع بتجليد الْكتب وَقد كتب عَنهُ بعض الْفُضَلَاء من نظمه ولقيته بِبَيْت الْمُقَدّس فَكتبت عَنهُ قَوْله: (فِي وَجه حَتَّى آيَات مبينَة ... فأعجب لآيَات حسن قد حوت سورا) (فنون حَاجِبه مَعَ صَاد مقلته ... وَنور عَارضه قد حير الشعرا) وَقَوله: (أَنا الْمقل وحبي ... أذاب قلبِي ولوعه) (أبْكِي عَلَيْهِ بجهدي ... جهد الْمقل دُمُوعه) وَغير ذَلِك مِمَّا أودعته معجمي وَمن نظمه فِي مسَائِل الشَّهَادَة بالاستفاضة: (أفهم مسَائِل سِتَّة وَأشْهد بهَا ... من غير رؤياها وَغير وقُوف) (نسب وَمَوْت والولاد وناكح ... وَولَايَة القَاضِي وأصل وقُوف) وَكتب للشمس بن الْمصْرِيّ: (يَا أَيهَا الْمولى الَّذِي من أم لَهُ ... نَالَ مِنْهُ فِي الورى مَا أمله) (جِئْت أَشْكُو لَك بعد الحسبلة ... ضيقَة الْيَد ووسع الجسبلة) فَقَالَ لَهُ وَمَا هِيَ الجسبلة فَقَالَ كَثْرَة الْعِيَال كَمَا ذكره الثعالبي فِي فقه اللُّغَة فوصله مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة عشري الْمحرم سنة أَربع وَسِتِّينَ رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن اسماعيل بن إِبْرَاهِيم بن غنيم برهَان الدّين بن عماد الدّين البعلي سمع فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة على كليم ابْنة معبد الْمِائَة انتقاء ابْن تَيْمِية من الصَّحِيح قَالَت أَنا الحجار وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح بن أبي عمر والشهاب أَحْمد بن عبد الْكَرِيم المعلي وَغَيرهمَا وَحدث لقية الْحَافِظ ابْن مُوسَى واستجازه لبني فَهد وَغَيرهم وَسمع مِنْهُ شَيخنَا الْمُوفق الابي وَآخَرُونَ وأوردة النَّجْم عمر فِي مُعْجَمه

ومعجم أَبِيه وَكَذَا قَالَ شَيخنَا وَقد ذكره فِي الْقسم الثَّانِي من) مُعْجَمه أجَاز لأولادي. إِبْرَاهِيم بن اسماعيل بن إِبْرَاهِيم الْبَدْر الْمَقْدِسِي النابلسي الْحَنْبَلِيّ كَانَ يَنُوب فِي الحكم ويستحضر نقلهَا جيدا ويتقن الْفَرَائِض وَسيرَته مشكورة. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَقد ناهز السِّتين. أرخه شَيخنَا فِي أنبائه. إِبْرَاهِيم بن اسماعيل بن أَحْمد السروسي سمع على شَيخنَا الْكثير من سنَن الدَّار قطنى. إِبْرَاهِيم بن اسماعيل بن مُوسَى السهروردي الكتبي نزيل الْقَاهِرَة ووالد مَحْمُود الْآتِي ولد مُزَاحم الْقرن وَقدم الْقَاهِرَة فتكسب بالكتب وَغَيرهَا وَكَانَ طوَالًا سكينته يجلس كثيرا بِالْقربِ من الحسينية. إِبْرَاهِيم بن اسماعيل برهَان الدّين الجحافي الْيَمَانِيّ التعزي. صَوَابه اسماعيل بن إِبْرَاهِيم وَسَيَأْتِي. إِبْرَاهِيم بن اسماعيل الجبرتي مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. إِبْرَاهِيم بن بَابي بِفَتْح الموحدتين صارم الدّين العواد الْمُغنِي كَانَ مقربا عِنْد الْمُؤَيد شيخ أبي النَّفس إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي جودة الضَّرْب بِالْعودِ مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة مستهل ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين ببستان الْحلِيّ يَعْنِي المطل على النّيل وَكَانَ قد إستأجره وعمره وَلم يخلف بعده مثله قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. وَقَالَ غَيره أحد ندماء الْمُؤَيد ومغنيه كَانَ اعجوبة زَمَانه فِي ضرب الْعود والغناء وَلم يكن جيد الصَّوْت بل كَانَ راسا فِي الْعود وَفِي فن الموسيقى انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي ذَلِك وَهُوَ رومي الأَصْل وَفِي حَدِيثه باللغة الْعَرَبيَّة عجمة وَخلف مَالا جزيلا. إِبْرَاهِيم بن الظَّاهِر برقوق بن أنس الجركسي القاهري أَخُو النَّاصِر فَرح والمنصور عبد الْعَزِيز وَهَذَا أَصْغَر الثَّلَاثَة سكن مَعَ أَخِيه الْمَنْصُور بالقلعة فَلَمَّا ملكوا أَخَاهُ بعد إختفاء أخيهما النَّاصِر وَعَاد إِلَى المملكة استمرا مقيمين إِلَى أَن أرسل بهما إِلَى اسكندرية ورتب لَهما فِي كل يَوْم للنَّفَقَة خَمْسَة آلَاف وَلم يلبث أَن مَاتَ كل مِنْهُمَا فِي لَيْلَة سَابِع ربيع الثَّانِي سنة تسع يُقَال مسمومين ودفنا ثمَّ نقلا لتربة أَبِيهِمَا بالصحراء كَمَا سَيَأْتِي فِي أَخِيه.

إِبْرَاهِيم بن بَرَكَات بن حسن بن عجلَان الحسني ابْن صَاحب الْحجاز وأخو الجمالي مُحَمَّد صَاحبه وَهُوَ أكبر من أَخِيه الْآتِي رام بِأخرَة الْمُخَالفَة على أَخِيه وانضم إِلَيْهِ جمَاعَة توجه بهم إِلَى جازان فَلم يُوَافق من صَاحبهمَا وَأصْلح بَينهمَا فِيمَا بَلغنِي وَهُوَ الْآن سنة سبع وَتِسْعين حَيّ منضم لِأَخِيهِ ورأيته مَعَه فِي الزِّيَارَة من السّنة الَّتِي تَلِيهَا. إِبْرَاهِيم بن بركَة سعد الدّين القبطي الْمصْرِيّ الْوَزير وَيعرف بالبشيري ولد فِي لَيْلَة سَابِع ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وخدم لما ترعرع فِي بَيت نَاظر الْجَيْش التقي بن الْمُحب ثمَّ تنقل فِي الْخدمَة عِنْد الْأُمَرَاء وَغَيرهم إِلَى أَن ولي نظر الدولة وباشر عِنْد جمال الدّين التتري وَاعْتمد عَلَيْهِ فِي أَمر الوزارة ثمَّ اسْتَقل بالوزارة بعده إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ فِي الدولة المؤيدية فِي سنة سِتّ عشرَة فَلَزِمَ منزله حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر صفر سنة ثَمَانِي عشرَة وَلم يتَّفق لَهُ عِنْد الْقَبْض أَن يضْرب وَلَا تمكنت أعداؤه وَكَانَ عَارِفًا بِالْمُبَاشرَةِ سلك طَرِيق الوزراء السالفين فِي الحشم وَالتَّرْتِيب مَعَ كَونه جيد الاسلام بِحَيْثُ جدد الْجَامِع بِالْقربِ من منزل سكنه ببركة الرطلي. إِبْرَاهِيم بن بَريَّة برهَان الدّين مُسْتَوْفِي البيمارستان المنصوري وَأحد مسالمة النَّصَارَى من كتاب الأقباط ارْتَدَّ عَن الْإِسْلَام وَعرض عَلَيْهِ مرَارًا الرُّجُوع فَأبى بل أصر على ردته وَلم يبد سَببا لذَلِك فَضربت عُنُقه بِبَاب الْقلَّة من القلعة فِي سنة احدى بِحَضْرَة الطواشي شاهين الحسني اُحْدُ خاصكية السُّلْطَان. إِبْرَاهِيم بن بيغوث صارم الدّين ولي بعد أَبِيه وَكَانَ نَائِب صفر حجوبية الْحجاب بِدِمَشْق وداره من أجل بيوتها وَمَات مقتولا فِي تجريدة سوار سنة ثَلَاث وَسبعين وَكَانَ عَارِفًا بِأُمُور دُنْيَاهُ عَارِيا عَن فَضِيلَة وَسَيَأْتِي لَهُ ذكر فِي أَبِيه وَله ولد اسْمه أَبُو بكر سمع على بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله. إِبْرَاهِيم بن أبي البركات بن مُوسَى برهَان الدّين بن سعد الدّين بن أبي الهول أحد كتاب المماليك وأخو خَلِيل الْآتِي مِمَّن يتَرَدَّد الي وَهُوَ فِيمَا سَمِعت كثير التِّلَاوَة وسافر فِي عدَّة تجاريد فَاضل جدا. إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن اسماعيل بن مُحَمَّد بن حسن

صارم الدّين العامري الْيَمَانِيّ الحرضي وَالِد مُحَمَّد الطّيب الْآتِي وَقَرِيب شيخ يحيى بن أبي بكر بن مُحَمَّد العامري فَقِيه أَخذ عَن أبي بكر بن مُحَمَّد وَالِد قَرِيبه يحيى رَفِيقًا لقريبه ثمَّ أَخذ عَن يحيى رِوَايَة وأقرأ الْفِقْه فِي حَيَاة يحيى ثمَّ بعده وَحج وزار وَهُوَ الْآن سنة أَربع وَتِسْعين حَيّ ابْن سِتّ وَخمسين وَقد كتب لي فِي موسمها وَأَنا بِمَكَّة يستجيزني وَقَالَ:) (سَلام على العبيق من الأناب ... مذاقته ألذ من الرضاب) (على الشَّيْخ الْأَجَل الْحَافِظ الثبت ... من ذكرَاهُ زين للْكتاب) (مدى الْأَيَّام مَا هبت جنوب ... وَمَا همرت حَيا وطب السَّحَاب) فأجزته نفع الله بِهِ. إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَليّ الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن البيطار أَخُو بركَة الْآتِيَة فِي النِّسَاء لَقيته بصالحية دمشق وَهُوَ متوعك كثير الْبكاء والتأوه لما يقاسي من الْأَلَم فَظن بعض من لَا تَمْيِيز لَهُ فِي هَذَا إختلاطه فَلم أَقرَأ عَلَيْهِ لذَلِك شَيْئا وَلَكِن استجزته فِي استدعاء الْوَلَد فَأجَاز وَمَات بعد ذَلِك بِنَحْوِ شهر فِي ثَانِي عشر رَجَب سنة تسع وَخمسين فِي نَحْو الثَّمَانِينَ وَدفن من الْغَد بسفح قاسيون وَقد قَرَأَ عَلَيْهِ بعض من هُنَاكَ من طلبة الحَدِيث جُزْءا من المختارة للضياء بِحُضُورِهِ لَهُ فِي الأولي على. إِبْرَاهِيم بن الزكي أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْمصْرِيّ القباني الْعَطَّار بِمَكَّة أَخُو أَحْمد وَعلي وَعمر الْمَذْكُورين فِي محالهم سمع عَليّ بِمَكَّة فِي مجاورتي الثَّالِثَة. إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عبد الله برهَان الدّين القاهري الْحَنَفِيّ أحد مَشَايِخ الزوار بالقرافتين مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر شَوَّال سنة سِتِّينَ ارخه الْمُنِير. إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عبد الله الشنويهي ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ أحد صوفية الأشرفية ونزيل القراسنقرية مِمَّن سمع على ابْن الْجَزرِي فِي مشيخة الْفَخر وَغَيرهَا وَأخذ عَنهُ بعض الطّلبَة وَكتب فِي الأستدعاآت وَهُوَ الْآن حَيّ. إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عبد الله الْموصِلِي الماحوزي. يَأْتِي فِيمَن لم يسم جده.

إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عبد الله برهَان الدّين بن تمرية رَأَيْته فِيمَن سمع على التقي بن فَهد بِمَكَّة. إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن اسماعيل العزيزي الْيَمَانِيّ مَاتَ سنة عشر. قَالَه ابْن عزم. إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الخالق بن عُثْمَان سعد الدّين بن الزيني أبي الصدْق بن الْبَدْر الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الأحدب يعرف كسلفه بِابْن مزهر وَهُوَ أكبر بني أَبِيه وَسمع على الشاوي وثواب وَزَوْجَة أَبوهُ سعد الْمُلُوك إبنة الشّرف الْأنْصَارِيّ. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين وَترك اولادا من الْمشَار إِلَيْهَا عوضه الله خيرا. إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الْمُسَمّى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد عَليّ الخوافي الشهير وَالِده كَمَا سَيَأْتِي قدم مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَعشْرين فَقَالَ لشَيْخِنَا حِين مدح وَالِده بِمَا سَيَأْتِي: (شهَاب الْمجد من شرف وَقدر ... علا مستغنيا عَن الأتصاف) (مُحِيط الْعلم طود الْعلم حَقًا ... لَهُ الْفضل الْعَظِيم بِلَا خلاف) وَمَا علمت مَتى مَاتَ. إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ وَأَبوهُ يُسمى أَحْمد. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة واستجيز لَهُ جمَاعَة بل أحضر بِقِرَاءَتِي على أبي الْفَتْح المراغي وَكَذَا أحضر على جده وَمَات بهَا قبل أَن يتَمَيَّز فِي رَجَب سنة تسع وَخمسين. إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد برهَان الدّين الْبُرُلُّسِيّ الحسني نِسْبَة لبلدة يُقَال لَهَا محلّة حسن بالغربية من أَعمال مصر القاهري الفرضي ذكره التقي الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة وَقَالَ أَنه سمع بهَا فِي عشر السّبْعين وَسَبْعمائة على ألاميوطي والنشاوري وَغَيرهمَا وأقرأ بهَا الْفَرَائِض والحساب وَكَانَ بارعا فِي ذَلِك أَخذه عَن الكلائي صَاحب الْمَجْمُوع الشهير وانتفع بِهِ النَّاس وَكَانَت مجاورته بهَا

نَحْو عشْرين سنة مُتَوَالِيَة إِلَّا أَنه تردد فِي بعض السنين لمصر طلبا للرزق وأدركه أَجله بهَا إِثْر قدومه لَهَا فِي ثَالِث عشرى الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَدفن فِيمَا أَحسب بمقابر بَاب النَّصْر وَقد قَارب السِّتين فِيمَا أَحسب. قلت وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ صَاحب الكلائي سكن الْقَاهِرَة ثمَّ مَكَّة فَانْتَفع بِهِ المكيون فِي الْفَرَائِض. إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْقُدسِي ثمَّ القاهري الحريري العقاد أحب السماع وَدَار مَعَ متوسطي الطّلبَة مُدَّة واختص بالمحب بن صاق وَمَا علمت مَتى مَاتَ. إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن أبي بكر صَلَاح الدّين بن التقي بن النُّور بن المعلي الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ شَقِيق عبد الرَّحْمَن الْآتِي وأبوهما. مِمَّن ولي بعد أَبِيه فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين قَضَاء الْحَنَفِيَّة وَهُوَ اصغر من أَخِيه سنا وفضلا. إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن يُوسُف كَمَال الدّين أَو برهَان الدّين بن الْجمال الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّة. ولد فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وتعاطى التِّجَارَة ولقيته بِمَكَّة فِي الْحجَّة الأولى فأنشدني لنَفسِهِ: (أَلا لَيْت شعري هَل أتيتن لَيْلَة ... بروضة خير الْمُرْسلين مُحَمَّد) (نَبِي لَهُ الله اصْطفى من عباده ... وأرشدنا مِنْهُ إِلَى كل مقصد) مَاتَ فِي آخر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن ذِي الْقعدَة سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ صَبِيحَة الْغَد عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة. إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الماحوزي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي تفقه قَلِيلا وسلك طَرِيق التصوف مَعَ الدّين المتين وَكَثْرَة المَال بِحَيْثُ لم يكن يقبل لأحد شَيْئا بل يُنْهِي أَصْحَابه عَن الْأكل لأحد وَكَانَت تِلْكَ طَريقَة وَالِده وتزايد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ حَتَّى كَانَ قل أَن يرد أحد من الْأُمَرَاء رسَالَته وَقد حج عشْرين حجَّة فَبَقيَ فِي كل مرّة يحصل بِهِ للنَّاس النَّفْع الزَّائِد وَمَات رَاجعا من الْحَج فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة. وَدفن بتبوك وَلم يكمل السِّتين رَحمَه الله. تَرْجمهُ شَيخنَا فِي أنبائه وَصرح فِي أثْنَاء التَّرْجَمَة بِأَنَّهُ ابْن الشَّيْخ أبي بكر الْموصِلِي فَإِن يكن كَذَلِك فَهُوَ ابْن عبد الله وَقد مَاتَ يَعْنِي الْأَب فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة. إِبْرَاهِيم بن ثَابت نزيل بجاية مَاتَ سنة خمسين. قَالَه ابْن عزم.

إِبْرَاهِيم بن جَابر بن مُوسَى الزواوي أرخه ابْن عزم سنة سبع وَخمسين. إِبْرَاهِيم بن الحاقر الْغَزِّي الميقاتي. مَاتَ سنة سبع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن عزم أَيْضا وَنسبه فِي مَوضِع آخر فَقَالَ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حاقر. إِبْرَاهِيم بن حاجي صارم الدّين بن شيخ تربة برقوق وقاضي الْعَسْكَر زين الدّين الْحَنَفِيّ سمع على الْجمال الْحَنْبَلِيّ ثمانيات النجيب وسباعياته ولقيه البقاعي وَغَيره وَلم أعلم مَتى مَاتَ. إِبْرَاهِيم بن حجاج بن مُحرز بن مَالك الْبُرْهَان أَبُو اسحق الأبناسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الزين عبد الرَّحْمَن الْآتِي وَيعرف بالأبناسي ولد بعد الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة بأبناس وَقَرَأَ الْقُرْآن وَغَيره وَقدم مِنْهَا وَهُوَ صَغِير على سميَّة الْبُرْهَان بن مُوسَى الأبناسي فِي زاويته بالمغنم وَأقَام بهَا بَقِيَّة حَيَاته وَبعده وَلَا أستبعد أَخذه عَنهُ وَكَذَا عَن أهل تِلْكَ الطَّبَقَة كالبلقيني الْكَبِير سِيمَا وَقد رَأَيْت الزين الْعِرَاقِيّ أثبت سَمَاعه من نَفسه للمجلس الرَّابِع وَالسبْعين بعد الثلاثمائة من أَمَالِيهِ وسَاق الْبُرْهَان عَنهُ سَنَده بِبَعْض الْكتب وَقَرَأَ على الْبُرْهَان البيجوري فِي جَامع المختصرات وَكَانَ يذم تركيبه وَكَذَا أَخذ الْفِقْه وَغَيره وأظن من شُيُوخه فِيهِ الصَّدْر سُلَيْمَان الأبشيطي فقد رَأَيْته شهد عَلَيْهِ فِي إجَازَة سنة ثَلَاث وثلثمائة أَو بعْدهَا والعربية عَن جمَاعَة كالعجيمي وَالشَّمْس البوصيري وَكَانَ يَقُول إِنَّه لم يعلم معنى الْكَلِمَة إِلَّا مِنْهُ. ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي فنونه الَّتِي كَانَ يقرئها وَالشَّمْس الْبِسَاطِيّ بل كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَذَا لَازم الْعَلَاء البُخَارِيّ مُدَّة إِقَامَته بالديار المصرية وَلم يكن الْعَلَاء يقدم عَلَيْهِ غَيره كَمَا سَيَأْتِي وَيَقُول أَنه عَارِف بقواعد الْعُلُوم. وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا الْعَضُد والحاشيتين وَكَذَا كَانَ ابْن جمَاعَة يجله وَأخذ فِي مبادىء الْمنطق وَغَيره عَن الشَّمْس الشنشي وَسمع بِأخرَة على ابْن الْجَزرِي وَغَيره وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي شرح النخبة ولازمه فِي دروسه واسماعه وَكَانَ شَيخنَا يقدمهُ على رَفِيقه القاياتي بِحَيْثُ أجلسه فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بالقلعة من جِهَة يَمِينه هَذَا مَعَ مزِيد تَعْظِيم الْبُرْهَان لَهُ حَتَّى أَن الْعَلَاء الرُّومِي لما تجرأ قَائِلا لشَيْخِنَا انه يصلح أَن يكون شيخك قَالَ لَهُ الْبُرْهَان بل أَنا تِلْمِيذه وقرأت عَلَيْهِ وَهُوَ شيخ الاسلام وَكَذَا بَلغنِي عَن التقي بن قَاضِي شُهْبَة أَنه قَالَ سَأَلت الْعَلَاء البُخَارِيّ عَنهُ فَقَالَ انه كَانَ أولى من ابْن هِشَام والقاياتي فِي غير الْفِقْه وَصَحب الْبُرْهَان الادكاوي وتلقن مِنْهُ

وَكَذَا صحب الزَّاهِد بل هُوَ أحد من أوصى على بنيه وجامعه وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة مفتيا فصيحا مفوها عالي الهمة كثير التَّوَاضُع طارحا للتكلف شهما أبي النَّفس كَرِيمًا مَعَ تقلله بِحَيْثُ أَنه كَانَ أَحْيَانًا رُبمَا يَحْتَلِم فيدلي نَفسه بِحَبل فِي الْبِئْر لعدم تيَسّر مَا يدْخل بِهِ الْحمام وَلم يكن باسمه من الْوَظَائِف سوى التصوف بالمؤيدية بتنزيل الْوَاقِف وَبِيَدِهِ مُرَتّب يسير فِي الجوالي وَبَعض رزق. وَوَصفه البقاعي حَيْثُ روى عَن الْعِزّ السنباطي عَنهُ شَيْئا بالعلامة النادرة الْمُحَقق وتصدى لنفع الطّلبَة مُدَّة وَحكى أَنه قَرَأَ التَّوْضِيح أَكثر من سبعين مرّة وَابْن المُصَنّف مَا ينيف على الثَّلَاثِينَ وَكتب عَلَيْهِ حَاشِيَة يُقَال أَنَّهَا كَانَت عِنْد الشهَاب المسطيهي بل أَقرَأ الْعَضُد فِي صباه فِي حَيَاة شيخيه قَرَأَ عَلَيْهِ بعض طلبتها وَهُوَ الزين الأشمومي المتوفي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا ابْن خضر وَالْجمال بن هِشَام ولازمه حَتَّى مَاتَ وَبِه انْتفع والوروري والمناوي والعبادي والطوخي وَالشَّمْس النوشي وَابْن المرخم والعز السنباطي وَحكى لي كثيرا من تَرْجَمته وَابْن قمر وأنشدني لَهُ مِمَّا نظمه على لِسَانه للجلال البُلْقِينِيّ (يقبل الأَرْض دَاع لَا يفنده ... عَن الدُّعَاء لكم شَيْء فيقعده) (وَالْعَبْد يسْأَل مَوْلَانَا وَسَيِّدنَا ... قَاضِي الْقُضَاة غياث الْمَرْء يَقْصِدهُ) (بَحر الْعُلُوم الَّذِي لَا يَنْتَهِي أبدا ... وكل بَحر لَهُ بر يحدده) ) (جلال دين الْهدى وَهُوَ الْجلَال لَهُ ... مؤيد الْحق وَالْمولى مؤيده) (نجل الإِمَام الَّذِي شاعت إِمَامَته ... حَتَّى ارتضاها اعاديه وحسده) (ان امْر وحامل الْقُرْآن احفظ منهاج الْفُرُوع الَّذِي يحيي مشيده) (وَغَيره فِي عُلُوم جلّ موقعها ... تهدي الْفَتى ولعلم الشَّرْع ترشده) (فَالْعَبْد يسألكم شَيْئا يقربهُ ... من اشْتِغَال فَإِن الْفقر يبعده) (أنهيتها شاكرا ثمَّ الصَّلَاة على ... خير الْأَنَام وحسبي الله أَحْمَده) وَكَذَا أَنْشدني مِمَّا امتدحه شَيْخه الْبُرْهَان بِهِ فَقَالَ: (الشَّمْس من قمر تكون عجيبا ... وَرَأَيْت مِنْك من الْخِصَال غَرِيبا) (إِن كَانَ من فقه فَأَنت إِمَامه ... أَو كَانَ من نَحْو فَأَنت أريبا) (أَو كَانَ غَيرهمَا فَأَنت مهذب ... هذبت كل مقَالَة تهذيبا) وَبَلغنِي أَن من نظمه قَوْله:

(خلقت طينا وَمَاء الْبَحْر يتلفني ... وَعند قلبِي نفور من مراكبه) (وَالْبَحْر لَيْسَ رَفِيقًا بالرفيق لَهُ ... وَالْبر مثل اسْمه بر براكبه) وَآخَرُونَ مِنْهُم مِمَّن هُوَ بِقَيْد الْحَيَاة الولوي الاسيوطي والنور اخو حُذَيْفَة وَحكى لي عَنهُ ان شخصا التمس مِنْهُ مساعدته عِنْد يشبك الاعرج فَاعْتَذر لَهُ بِعَدَمِ مَعْرفَته فَأبى إِلَّا أَن يساعده فَتوجه إِلَيْهِ لمزيد رغبته فِي مساعدة الملهوف وَكَلمه فِي شَأْنه وَسَأَلَهُ فِي دَفعه مَعَ خَصمه للشَّرْع فانزعج الْأَمِير مَعَ ذكره بمحبة الْخَيْر وَقَالَ أَلسنا نعمل بِالشَّرْعِ فَقَالَ لَهُ الْبُرْهَان أَنَّك لَا تعرفه لَو وَجب عَليّ امْرِئ قطع يَده الْيُمْنَى فَقطعت الْيُسْرَى غَلطا كَيفَ تعْمل فبادر إِلَى ارسالهما وَحصل الْغَرَض. مَاتَ بعد مرض طَوِيل فِي سَابِع عشري ربيع الأول سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَدفن عِنْد ضريح الشَّيْخ شهَاب خَارج بَاب الشعرية. وَقد أرخه شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَقَالَ انه اشْتغل كثيرا وَسكن زَاوِيَة سميه الشَّيْخ برهَان الدّين الابناسي وانتفع بِهِ الطّلبَة رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن حجي بن عَليّ بن عِيسَى بن خضر بن إِبْرَاهِيم بن قَاسم الشريف المعمر أَبُو اسحق الحسني الطرابلسي الأَصْل نزيل الْخَلِيل وربيب سُلَيْمَان بن جِبْرِيل ذكر ان مولده سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة وَطعن التقى الفاسي فِي ذَلِك وَقَالَ أَنه جازف فِيهِ وَأَنه امتحنه فِي ذَلِك فَعرف أَنه تجَاوز الْحَد فِيهِ وَأَن مولده يُمكن أَن يكون فِي حُدُود الْأَرْبَعين أَو) قبلهَا بِقَلِيل. وَنَحْوه قَول ابْن نَاصِر الدّين أَنه ذكر لَهُ أَنه سمع من الحجار وَلم يَصح وَكَذَا قَالَ غَيره أَنه ذكر أَنه سمع على الصَّدْر الْمَيْدُومِيُّ عدَّة أَجزَاء فَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض الطّلبَة بقوله قَالَ شَيخنَا فِي الْقسم الثَّانِي من مُعْجَمه وَلم يظْهر لذَلِك أَي سَمَاعه من الْمَيْدُومِيُّ صِحَة ثمَّ ادّعى أَن الحجار أجَاز لَهُ وَأَنه ولد فِي سنة خمس وَعشْرين وَكتب على الاستدعاآت وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض من لم يمعن فِي أمره ثمَّ تبين حَاله. وَذكر لي الْحَافِظ التقي الفاسي وَغَيره من أهل هَذَا الشَّأْن مجازفته وَبطلَان دَعْوَاهُ إجَازَة الحجار واما سَمَاعه من الْمَيْدُومِيُّ فممكن لَكِن لم يظْهر أصل بذلك. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَلَو كَانَ صَادِقا الضاهي الحجار فِي مُجَاوزَة الْمِائَة وَزَاد عَلَيْهِ فِيمَا بَين وَقت تحمله وأدائه فان الحجار أقدم شَيْء سَمعه سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمَات سنة ثَلَاثِينَ وَهَذَا أَن كَانَ الحجار أجَاز لَهُ فَتكون سنة ثَلَاثِينَ أَو قبلهَا وَقد تَأَخّر بعد الثَّلَاثِينَ قَالَ وَالْحق أَن آخر من حدث عَن الحجار

بالاجازة الْخَاصَّة المحققة شَيخنَا الزين أَبُو حُسَيْن وَأَشَارَ شَيخنَا فِي الْقسم الأول من مُعْجَمه أَيْضا لِلطَّعْنِ عَلَيْهِ بِاخْتِصَار وَلكنه قَالَ أَنه رغم أَنه ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَزَاد أجَاز لنا فِي سنة تسع وَعشْرين. قلت وأرخ غَيره وَفَاته فِي مستهل ربيع الأول وَمَعَ كَونه ذكره فِي قسمي مُعْجَمه أغفله من إنبائه وَبَلغنِي أَن الْمَكْتُوب فِي الطَّبَقَة الَّتِي على الْمَيْدُومِيُّ نسبته لزوج أمه فَقيل إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان بن مَرْوَان وَقد اعْتمد كَونه مِمَّن أجَاز لَهُ الحجار إجَازَة خَاصَّة ابْن نَاصِر الدّين قَالَ وبذكره ختمنا مؤلفنا الْمُسَمّى بالانتصار لسَمَاع الحجار والميل لَهَا قَالَ شَيخنَا وَغَيره أَكثر. إِبْرَاهِيم بن الْبَدْر حسن بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن عليبة الْآتِي جده قَرِيبا وَأَبوهُ وشقيقه على أمهما صيبه لِأَبِيهِ مَاتَا بالطاعون فِي جُمَادَى الأول سنة سبع وَتِسْعين وَهَذَا دون سنّ الْبلُوغ عوضهَا الله الْجنَّة. إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم برهَان الدّين العرابي بِفَتْح أَوله وَتَشْديد ثَانِيه ورأيته بِخَطِّهِ بِكَسْر ثمَّ تَخْفيف نسبه لقرية من ضواحي صفد الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي ولد فِي سنة خمسين وَسَبْعمائة كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وتفقه بالبدر مَحْمُود العجلوني سمع عَلَيْهِ بحث تيسير الْحَاوِي الشّرف الْبَارِزِيّ بِسَمَاعِهِ لَهُ على أَصْحَاب مُؤَلفه وَكَذَا أَخذ عَنهُ سواهُ وَأخذ عَن خَاله الشَّمْس العرابي أَخذ الْأَصْلَيْنِ عَن الْعَلَاء بن الْعَطَّار تلميذ النَّوَوِيّ وَذكر أَنه سمع الصَّحِيح على التقي القلقشندي والتاج الزَّيْلَعِيّ وَالصَّلَاح بن المنجا الْحَنْبَلِيّ ومحيي الدّين الرجبي والبرهان بن جمَاعَة وَأبي الْخَيْر بن العلائي وَمن الْأَخير وَحده صَحِيح مُسلم وَمن التَّاج الاقفاصي الْمَقْدِسِي جَامع التِّرْمِذِيّ وَكَذَا سمع على الشَّمْس بن حَامِد وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء ولقيه ابْن فَهد وَغَيره وَكَانَ أحد فُقَهَاء الصلاحية مِمَّن يديم التِّلَاوَة بِحَيْثُ يخْتم كل يَوْم غَالِبا. مَاتَ فِي رَجَب ظنا سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بالقدس. إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن عبد الله الرهاوي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي وَيعرف بالرهاوي. ولد فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة بالرها وَقدم حلب بعد الثَّلَاثِينَ فَسمع بهَا على حافظها الْبُرْهَان وَشَيخنَا وَكتب التوقيع بِبَاب ابْن خطيب الناصرية وَسمع عَلَيْهِ بِدِمَشْق الدُّعَاء للمحاملي بِقِرَاءَة الخيضري ثمَّ كتب التوقيع للمحب بن الشّحْنَة وناب فِي الْقَضَاء عَن حفيده أبي الْبَقَاء ثمَّ أعرض عَنْهَا وَلزِمَ الشَّهَادَة وَحدث سمع

عَلَيْهِ الشريف بن أبي الْمَنْصُور وَهُوَ فِي سنة خمس وَتِسْعين حَيّ. إِبْرَاهِيم بن حسن بن عجلَان بن رميثة الحسني الْمَكِّيّ أَخُو أَحْمد وبركات وعَلى الْآتِي ذكرهم. مَاتَ فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين بثغر دمياط غَرِيبا كأخيه عَليّ وَكَانَ السُّلْطَان حبسهما أَولا بالبرج ثمَّ نقلهما إِلَى اسكندرية ثمَّ إِلَى دمياط وَكَانَت الْمنية بهَا رحمهمَا الله وعوضهما الْجنَّة. إِبْرَاهِيم بن حسن بن عَليّ الجراحي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل سعيد السُّعَدَاء وَأحد صوفيتها ولد فِيمَا ذكره لي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ على الشَّمْس الشنشي وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَحضر دروس غَيرهمَا وَلم ينجب وَصَحب يشبك الْفَقِيه وَغَيره من الْأُمَرَاء وناب فِي الْقَضَاء بِبَعْض الْقرى ثمَّ خمد. إِبْرَاهِيم بن حسن بن عَليّ الشحري لَقِيَنِي بِمَكَّة فَسمع على إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن فَرح بن سعد كَمَال الدّين الْحلَبِي الشَّافِعِي الْموقع بالدست وَيعرف بِابْن الْحَطب بِفَتْح الْمُهْمَلَتَيْنِ ولد منتصف جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع على الشهَاب بن المرحل السّنَن للدَّار قطني بفوت وَكتب على استدعاء لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره بعد الثَّلَاثِينَ وَمَا علمت من شَأْنه زِيَادَة على مَا أثْبته وَلَا مَتى مَاتَ وأجوز أَن يكون ابْن فَهد والبقاعي رأياه أَو أَحدهمَا ثمَّ رَأَيْت ثَانِيهمَا ذكره وَقَالَ انه مَاتَ فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ. إِبْرَاهِيم بن حسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي وَيعرف كسلفه بِابْن المزلق اسْتَقر فِي نظر الجوالي فِي حَيَاة أَبِيه وَقدم هُوَ وَأَخُوهُ الشَّمْس مُحَمَّد القاهري بعد مَوته وَلم يوافقا على الدُّخُول فِي شَيْء من الْوَظَائِف بل رجعا بطالين فَلم يلبث هَذَا أَن مَاتَ وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَسبعين وَهُوَ أخيرهما. إِبْرَاهِيم بن حسن بن مُوسَى بن أَيُّوب الابناسي هَكَذَا تَرْجمهُ المقريزي فِي تَارِيخه هُنَا وَتعقبه شَيخنَا بقوله زِيَادَة حسن غلط فتحول إِلَى حرف الْمِيم من أَسمَاء الْآبَاء. إِبْرَاهِيم بن حسن برهَان الدّين الْمَنَاوِيّ ثمَّ القاهري التَّاجِر وَيعرف بِابْن عليبة بِضَم الْمُهْملَة تَصْغِير علبة بموحدة كَانَ مولده فِي مَسّه بن سلسل وتعانى التِّجَارَة فرزق فِيهَا حظا وبركة لما كَانَ ينطوي عَلَيْهِ من الاخلاص ومحبة الْفُقَرَاء واعتقادهم وَالْوُقُوف مَعَ اشاراتهم كأحمد الخشاب بِحَيْثُ كَانَ يَحْكِي من وقائعه مَعَهم الْكثير بل صحب الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري وَغَيره من المسلكين وَقَامَ لجامعه فِي الْقَاهِرَة بمصارف

كَثِيرَة فِي زَيْت الْوقُود وتسبيل المَاء فِي كل يَوْم وَكَذَا الْقِرَاءَة وللطعام لَيْلَة الْوَقْت من كل شهر وللبخاري فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة ولغير ذَلِك مِمَّا أرصد لَهُ ربعا أنشأه قَرِيبا مِنْهُ ورزقه حبسهما عَلَيْهِ وعَلى غَيره من الْقرب وَصَارَ بَيته موردا للصالحين كالفوي والصندلي وَإِمَام الكاملية وَابْن الْجمال وَابْن شَيْخه الغمري بل محلا لإِقَامَة غَيرهم بعياله كل ذَلِك مَعَ المداومة على التِّلَاوَة والمراقبة والأوصاف الجميلة وَعدم الرَّغْبَة فِي مُخَالطَة بني الدُّنْيَا إِلَّا بِقدر الْحَاجة وإنكاره على ولديه البدري حسن والمحيوي عبد الْقَادِر الزِّيَادَة عَلَيْهِمَا مِمَّا تعبا بِسَبَبِهِ وَلم يحصلا فِيهِ على طائل وَقد حج غير مرّة وجاور وَكنت مِمَّا استأنس بمجالسته وَلَا زَالَ فِي ترق من الْخيرَات وَالصَّلَاة حَتَّى مَاتَ بِمَكَّة لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث رَجَب سنة خمس وَسبعين وَدفن بالمعلاة وَلم يخلف فِي أَبنَاء جنسه مثله رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن حسن بن إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة بن أبي بكر بن عمر الخالدي المَخْزُومِي التلوي نِسْبَة لقرية بِظَاهِر اسعرد وَيعرف بالحصني مَعَ كَونه لم يسكنهَا فضلا عَن كَونه مِنْهَا كَانَ جَلِيلًا مبجلا فِي جمَاعَة الحصنيين وَنَحْوهم مَعَ فضل وَخير. مَاتَ فِي سنة تسع وَسِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ وَالِد حسن الْآتِي. إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن بن عَليّ المريني أَخُو الشهَاب الْآتِي رجل خير تكسب بالترخيم وَغَيره وتكرر اجتماعه عَليّ حَتَّى بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَكَانَ قدمهَا لزوجته رَفِيقًا لِابْنِ شَيْخه الشَّيْخ مَدين فِي موسم الَّتِي قبلهَا ثمَّ رَجَعَ مَعَه فِي الركب. إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حبيب الْبُرْهَان بن الْبَدْر السرميني الأَصْل الْحلَبِي المولد وَالدَّار الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن الْحلَبِي مولده فِي سَابِع عشري رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده فِي بَلَده على مُحَمَّد بن عَليّ المعر مصيني نزيل حلب وَيعرف بِابْن الدّهن بل قَرَأَ لعاصم وَابْن كثير على عمر الدركوشي الْحلَبِي الضَّرِير وبالقاهرة لأبي عَمْرو على عبد الْقَادِر المنهاجي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وللسبع افرادا على الزين جَعْفَر السنهوري وَحفظ جلّ الشاطبية وَمن الْمِنْهَاج إِلَى الْفَرَائِض وَأخذ الْفِقْه هُنَاكَ عَن الْبَدْر حسن السيوفي وعبد القادر بن الابار وَغَيرهمَا وعَلى أَولهمَا قَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة ثمَّ قَرَأَ فِيهَا وَفِي

الصّرْف على الشَّمْس الدلجي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَقَرَأَ الورقات فِي أصُول الْفِقْه على الشهَاب أَحْمد المسيري الْمحلي وَحضر عِنْد غَيرهم قَلِيلا وَقدم الْقَاهِرَة غير مَا مرّة مَعَ أَبِيه ثمَّ مُسْتقِلّا فِي التِّجَارَة وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة بملاحظة فقيهه عمر التتائي بل قَرَأَ على الديمي البُخَارِيّ وعَلى صَحِيح مُسلم ولازمني فِي غير ذَلِك سنة خمس وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة. إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن بن مُحَمَّد برهَان الدّين البعلي الشَّافِعِي التَّاجِر وَيعرف بِابْن العجمي ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على قَاضِي المنيظرة واشتغل عِنْد ابْن السقيف وَغَيره وَسمع البُخَارِيّ على الزين عبد الرَّحْمَن ابْن الزعبوب إِمَامَة الْحجاز ولقيته ببعلبك فَقَرَأت عَلَيْهِ الثلاثيات مِنْهُ وَقد حج وَكَانَ خيرا يتجر فِي البرمات فِي. إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن بن يُوسُف بن هبة الْحلَبِي النَّحْوِيّ الْفَاضِل أَظُنهُ الَّذِي كَانَ يقرىء ابْن الشّحْنَة الصَّغِير وَسَيَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ. إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة بن أبي بكر بن يحيى بن أَحْمد بن خضر بن فياض بن سوار بن هِشَام بن مدركة السَّيِّد برهَان الدّين بن عز الدّين الْهَاشِمِي الْجَعْفَرِي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ سقت نسبه إِلَى انتهائه فِي معجمي كَانَ أَبوهُ مِمَّن يَلِي نظر الْجَامِع والديوان وَغَيرهمَا وَيذكر بِالْكَرمِ والرياسة فولد لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة فِي الْعشْر الأول من رَمَضَان سنة سبع وَسبعين بحلب وَنَشَأ بهَا فِيمَا قيل غير مرضى الطَّرِيقَة وَسمع بهَا على ابْن صديق ختم الصَّحِيح وأوله كَلَام الرب مَعَ جِبْرِيل قَالَ أَنا الحجار وَحدث بذلك سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء وَولي بِبَلَدِهِ نظر الْجَيْش ووكالة بَيت المَال وعمالة أوقاف الْحَنَفِيَّة وَمَات قريب عصر يَوْم الْأَحَد سَابِع عشر الْمحرم سنة تسع وَأَرْبَعين. إِبْرَاهِيم بن خَالِد بن سُلَيْمَان برهَان الدّين الدَّارَانِي الْحَنْبَلِيّ سمع من الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وجزء البطاقة وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالحافظ الْجمال بن مُوسَى المراكشي وَشَيخنَا الْمُوفق الْآتِي وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لبنتي رَابِعَة. مَاتَ فِي حُدُود الْعشْرين. إِبْرَاهِيم بن خضر بِكَسْر الْخَاء وَسُكُون الضَّاد المعجمتين بن أَحْمد بن عُثْمَان ابْن كريم الدّين جَامع بن مُحَمَّد بن جَامع بن مُحَمَّد بن فوارة بن فضَالة بن عكاشة ابْن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي الطّيب بن هبة الله بن أبي اسحاق

مُحَمَّد بن مِيكَائِيل بن عَمْرو بن عُثْمَان بن عَفَّان شَيخنَا الْعَلامَة الفريد برهَان الدّين أَبُو اسحاق بن الزين العثماني الصعيدي القصوري نِسْبَة لقرية من اعمالها تسمى الْقُصُور. بِضَم الْقَاف والمهملة القاهري المولد وَالدَّار الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن خضر. ولد فِي شَوَّال سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس السعودي الضَّرِير والعمدة والتنبيه وَغَيرهمَا وَعرض على الزين الْعِرَاقِيّ وَخلق وَأخذ الْفِقْه عَن الْبُرْهَان البيجوري والبرماويين الشهَاب الطنتدائي وَعنهُ أَخذ الْفَرَائِض وَكَانَ يذكر لي أَنه أَخذهَا أَيْضا عَن عمي أبي بكر وَكَذَا تفقه بالولي الْعِرَاقِيّ وَسمع عَلَيْهِ ألفيه وَالِده وَشَرحهَا وبالجلال البُلْقِينِيّ واستكتبه تصانيف شَيخنَا والعربية عَن الْجمال الْقَرَافِيّ وَجل انتفاعه فِيهَا بِهِ وَالشَّمْس الأسيوطي على مَا تحرر والبرهان بن حجاج الأبناسي والشهاب بن هِشَام حضر عِنْده فِي التسهيل والْعَلَاء ابْن المغلي وَعنهُ أَخذ أَيْضا فِي الْأَصْلَيْنِ وَغَيرهمَا وَقَرَأَ عِنْده الحَدِيث فِي رَمَضَان والاصلين أَيْضا وَغَيرهمَا من الْفُنُون عَن الْبِسَاطِيّ والْعَلَاء البُخَارِيّ ولازم القاياتي فِي الْعَضُد وَغَيره وَكَذَا لَازم شَيخنَا فِي الحَدِيث واشتدت عنايته بملازمته بِحَيْثُ أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ كتب الْإِسْلَام وَالْكثير من تصانيفه خُصُوصا فتح الْبَارِي فَمَا أعلم قَرَأَهُ عَلَيْهِ تَاما غَيره وَسمع على الشرفين ابْن الكويك وَيُونُس الواحي والشموس الْبرمَاوِيّ والشامي الْحَنْبَلِيّ وَابْن الْجَزرِي والشهابين أَحْمد بن حسن البطائحي والواسطي وَالْجمال الكازروني والسراج قاري الْهِدَايَة وَالْفَخْر عُثْمَان الدنديلي والبدر حُسَيْن البوصيري وَالْمجد الْبرمَاوِيّ والنجم بن حجي والزين الزَّرْكَشِيّ والتاج الشرابي والفاقوسي وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبية فِي آخَرين وَالْكثير من ذَلِك بقرَاءَته وَأَجَازَ لَهُ ابْن طولوبغا حِين لقِيه بِمَكَّة وَغير وَاحِد وَلَا زَالَ يدأب فِي تَحْصِيل الْعُلُوم ويديب بصافي فكره النّظر فِي منطوقها وَالْمَفْهُوم مَعَ مَا أوتيه من الذِّهْن الثاقب والفهم الصائب حَتَّى برع فِي النَّحْو وفَاق فِي الْفِقْه وَأَصله وَتقدم فِي الْفَرَائِض والحساب وَضرب فِي غَالب الْفُنُون بأوفر نصيب) وَصَارَ فِي كل ذَلِك أحد الْأَئِمَّة الْمشَار إِلَيْهِم حَتَّى كَانَ القاياتي يرجحه فِي الْفِقْه على الونائي وَيَقُول أَنه فَقِيه النَّفس بل بَلغنِي أَنه كَانَ فِي حَال شبوبيته يرجح على الْجلَال البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه فَيرجع إِلَى قَوْله وَيضْرب على مَا كَانَ كتبه وَأَنه لم يكن عِنْد شَيْخه البيجوري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ أحد يعدله وَلم يكن فِي عصره أدرى بِجَامِع المختصرات مِنْهُ وَأما فِي

قِرَاءَة الخطوط المتنوعة وَسُرْعَة السّير فِيهَا من غير نظرها قبل فشيء لَا يُشَارِكهُ فِيهِ غَيره مَعَ تَمام الاسْتقَامَة سِيمَا فِي الْعَرَبيَّة بِحَيْثُ عجز الأكابر عَن ضبط هفوة مِنْهُ فِي ذَلِك وَقد سَمِعت بقرَاءَته جُزْءا من تصانيف شَيخنَا من المسودة الَّتِي بِخَطِّهِ على ضوء الْقنْدِيل الْمُعَلق بِالْمَدْرَسَةِ فَمر فِيهِ أحسن مُرُور لكَونه كَانَ أَجْهَر وَلما ذكرته وَلم يكن شَيخنَا يقدم عَلَيْهِ فِي الْقِرَاءَة فِي رَمَضَان غَيره وَكَذَا كَانَ سريع الْكِتَابَة جدا مَعَ الصِّحَّة ومزيد الاتقان وَهِي طَريقَة ظريفة نيرة وَقد كتب بِخَطِّهِ الْكثير خُصُوصا من تصانيف شَيخنَا كل ذَلِك مَعَ الدّيانَة وَالْأَمَانَة وَالصِّفَات الْحَسَنَة الجميلة من الْكَرم المفرط بِحَيْثُ لَا يبقي على شَيْء ويحكى عَن بعض شُيُوخه أَنه أوصاه بذلك وَطرح التَّكَلُّف وَعدم التأنق فِي مركبه وملبسه بِحَيْثُ لَا يتحاشى لبس دنس الثِّيَاب سِيمَا وَكَانَت النزلة تعتريه كل قَلِيل وَكَانَ يحْكى فِي سَببهَا أَنه أحرم متجردا فِي حجَّته الأولى من رابغ وَلذَا لم يكن يرفع عمَامَته وَلَا يخفها وَلَا ينْزع طيلسانه إِلَّا نَادرا وَيكثر لأَجلهَا من اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة وتعاطي الحقن وَنَحْو ذَلِك مَعَ بهاء صورته وضوئها وَحسن المعاشرة وخفة الرّوح مَعَ السّمن المفرط الْمنَافِي لأكْثر صِفَاته لكنه كَانَ طارئا ومزيد التَّوَاضُع مَعَ الشهامة وَعدم التَّرَدُّد للأكابر والاسترواح فِي الاقراء بِحَيْثُ يقرىء المشكلات بِدُونِ تبييت مطالعة ويبحث مَعَ الأكابر بِدُونِ انزعاج وتكلف وَلَو قصر نَفسه على التصدي للاقراء لما اتسعت أوقاته لِاسْتِيفَاء من يَقْصِدهُ للاستفادة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من الْأَعْيَان الشهَاب بن أَسد والْعَلَاء البُلْقِينِيّ ولازمه كثيرا الشهَاب البيجوري حفيد شَيْخه وَهُوَ الْآن أمثل الْمَوْجُودين من تلامذته وَكنت مِمَّن أَكثر من ملازمته وقرأت عَلَيْهِ مُعظم شرح الألفيه لِابْنِ عقيل بل أمْلى عَليّ فِي الْفَنّ مُقَدّمَة تشْتَمل على حُدُود وضوابط مفيدة كَانَ يمرن المتعلمين بهَا وَكَأَنَّهَا من جُمُعَة وقرأت عَلَيْهِ مُعظم الْفِقْه بل كنت أول الْأَمر أَقرَأ عَلَيْهِ مَا أروم قِرَاءَته على شَيخنَا من تصانيفه وَحَضَرت عِنْده فِي قِرَاءَة شرح جمع الْجَوَامِع للمحلي وَفِي قِرَاءَة منهاج الْبَيْضَاوِيّ والتوضيح وجامع المختصرات وَغير ذَلِك وَسمعت من لَفظه الْكثير وَمَا أعلم أنني أخذت بعد شَيخنَا عَن أجل) مِنْهُ وَلم يكن مَعَ هَذِه الْأَوْصَاف الحميدة والمناقب العديدة عِنْده أجل مِنْهُ بل قصر نَفسه على صحبته والانتماء إِلَيْهِ ومحبته حَتَّى كَانَ شَيخنَا يغبط بذلك وَلما ولي القاياتي الْقَضَاء امْتنع من مزِيد التَّرَدُّد إِلَيْهِ مَعَ مَا كَانَ بَينهمَا من الْمُصَاهَرَة

والمودة والاختصاص الزَّائِد فِي مجَال التَّرَدُّد وَغَيرهَا وَعدم تحيل شَيخنَا من ذَلِك وتوقا بصداقته بل بَلغنِي أَنه كَانَ يتَمَنَّى لَو وَقع ليَكُون وَسِيلَة فِي جر النَّفْع وَدفع الْأَذَى وَمَعَ هَذَا كُله فقد عد عَلَيْهِ بَعضهم قِرَاءَته البُخَارِيّ فِي القلعة بِمَجْلِس السُّلْطَان حِين كَانَ قَاضِيا وَكَذَا لم يكن يتَرَدَّد للْقَاضِي علم الدّين بن البُلْقِينِيّ الْبَتَّةَ وَلذَلِك أوذي من قبله قبيل مَوته بِيَسِير بِمَا أحرق فُؤَاده وَنفى رقاده وَلم يجد لذَلِك ظهيرا وَلَا وليا ونصيرا وَعند الله تلتقي الْخُصُوم وَلم يكن شَيخنَا أَيْضا يقدم عَلَيْهِ من أَصْحَابه غَيره وَرُبمَا استملى عَلَيْهِ وَقد وَصفه فِي فتح الْبَارِي بالامام الْعَالم الْعَلامَة الْفَاضِل الباهر الماهر الْمعِين مُفِيد الطالبين جمال المدرسين وَفِي مَوضِع آخر حَيْثُ أرخ وَفَاته بقوله وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله صِيَانة وديانة وفهما وحافظة وَحسن تصور وانجماعا عَن أَكثر النَّاس الا من يَسْتَفِيد مِنْهُ علما أَو يفِيدهُ وَعدم التَّرَدُّد إِلَى الأكابر مَعَ ضيق الْيَد والعائلة وَبسط النَّفس والتوسعة على الْأَقَارِب والأجانب وَترك التشكي وَالصَّبْر المستمر قَالَ وَقد أجَاز لَهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَجَمَاعَة وَسمع الْكثير بقرَاءَته وقليلا بِقِرَاءَة غَيره ولازمني كثيرا من نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وَقَرَأَ على جَمِيع فتح الْبَارِي وتلقاه مني استملاءا فِي المبادئ ثمَّ عرضا وتحريرا وَقَرَأَ على الْكتب الْكِبَار فِي عدَّة سِنِين من شهر رَمَضَان من كل مِنْهَا وَعند الله أحتسبه وَقَالَ فِي مَوضِع آخر الشَّيْخ الْفَاضِل الْعَالم الْمُحدث الْفَقِيه الفرضى المفنن الْفَائِق فِي جلّ الْعُلُوم ثمَّ قَالَ فرحمه الله فَلَقَد كَانَ لي بِهِ سرُور وانتفاع فِي الْغَيْبَة والحضور فَعِنْدَ الله احتسب مصيبتي فِيهِ وأسأله خير الْعِوَض انْتهى. وَمَعَ هَذَا كُله فَلم يشغل نَفسه بتصنيف نعم لَهُ على كثير من الْكتب تقاييد نفيسة وحواش مفيدة من ذَلِك على خبايا الزوايا للزركشي وَهِي كَثِيرَة بِحَيْثُ افردها بعض الآخذين عَنهُ مَعَ زيادات ضمهَا إِلَيْهِ وَكَذَا لَهُ حواش على جَامع المختصرات وعَلى مسئلة السَّاكِت للسوسني وَأكْثر مَا يَكْتُبهُ من ذَلِك بالبديهة وَعبارَته فِي غَايَة الْجَوْدَة والتحرير والرشاقة مَعَ ذَلِك وَقد ولي تدريس الْفِقْه بالمنكوتمرية بعد شَيْخه الشهَاب الطنتدائي وبالخروبية بِمصْر بعد الْمُحب بن ابي الْحسن الْبكْرِيّ وناب فِي تدريس الحَدِيث بالقبة البيبرسية عَن شَيخنَا وَكَذَا نَاب فِي التَّكَلُّم فِي المنكوتمرية وَالنَّظَر على جَامع ساروجا وَغير ذَلِك مِمَّا حمد فِي جَمِيعه وَحج مرَارًا)

وجاور فِي بَعْضهَا وَحدث باليسير وَرُبمَا كتب على الْفَتْوَى بل كَانَ شَيخنَا كثيرا مَا يعرض عَلَيْهِ أجوبته فِي الْمسَائِل الْفِقْهِيَّة والفرضية وَنَحْو ذَلِك وَرُبمَا أرسل إِلَيْهِ بالمسائل الدقيقة لَا لعَجزه عَنْهَا بل لاشتغاله بِمَا هُوَ أهم مِمَّا تعين عَلَيْهِ وَكَذَا كَانَ يُرْسل إِلَيْهِ بِمن يروم السُّلْطَان مِنْهُ اختبار صلاحيته لولاية الْقَضَاء وَنَحْوه لعظم وثوقه بِنَفسِهِ وَيُعْطِيه فِي كل سنة مَالا جما يفرقه زَكَاة على الطّلبَة والفقراء وَكَانَ يتحَرَّى فِيهِ حَتَّى عَادَاهُ بعض الْفُضَلَاء لكَونه امْتنع من اعطائه لعلمه بِعَدَمِ اسْتِحْقَاقه. وَفِي تَرْجَمته من معجمي زِيَادَة على مَا ذكر وَلم يزل على طَرِيقَته فِي الْعلم إِلَى أَن تعلل بِمَرَض فِي بَاطِنه عظم مِنْهُ توهجه ثمَّ ظهر لَهُ خراج فِي مقعدته حَتَّى نقل عَن الجرايحي الَّذِي كَانَ يعالجه أَنه طاعون فَزَاد بِهِ الْأَمر وشب فِي أحشائه اللهيب مَعَ ضيق النَّفس وَمَات وَهُوَ يسْتَغْفر الله بعد صَلَاة الْعشَاء بساعة من اللَّيْلَة المسفر صباحها يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد حافل تقدم النَّاس فِيهِ الْبَدْر بن السسي الْمَالِكِي بِإِشَارَة شَيخنَا وحضوره وَكَذَا حُضُور الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ على بَاب مصلى بَاب النَّصْر وَدفن بتربة حوش بعد أَن أدْركهُ السفطي وَهُوَ إِذْ ذَاك قَاضِي الشَّافِعِيَّة فصلى عَلَيْهِ هُنَاكَ فِي طَائِفَة وَعظم تأسف النَّاس على فَقده لَا سِيمَا شَيخنَا وَلم يخلف ذكرا فقرر السفطي فِي الخروبية وَلَده واستناب عَنهُ الْبَهَاء بن الْقطَّان ثمَّ أعطَاهُ لَهُ شَيخنَا اسْتِقْلَالا وَاسْتقر فِي المنكوتمرية التقى القلقشندي وَفِي النِّيَابَة فِي البيبرسية ابْن حسان ورؤيت لَهُ منامات صَالِحَة كَانَ جَدِيرًا بهَا فرحمه الله وإيانا ونفعنا ببركاته. إِبْرَاهِيم بن خلف بن تَاج بن صَدَقَة البلبيسي الشَّافِعِي النحال ولد قبل سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ببلبيس وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ اشْتغل بتربية النَّحْل وَالتِّجَارَة فِيمَا يُخرجهُ الله مِنْهَا فنسيه وَحج مرَّتَيْنِ الأولى فِي أَوَائِل الْقرن وزار الْقُدس والخليل وسافر إِلَى صفد وَجَاوَزَ الاربعين وَهُوَ لَا يعرف نظما وَلَا يحدث بِهِ نَفسه إِلَى أَن قدم عَلَيْهِم واعظ يُقَال لَهُ الطنبدي فَتكلم على قَوْله تَعَالَى أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى فَنقل أَن الله لما استخرج ذُرِّيَّة آدم من ظَهره فِي صور الذَّر وَقَالَ لَهُم أَلَسْت بربكم انقسموا قسمَيْنِ فقسم قَالُوا بلَى وَقسم سكت ثمَّ انقسم كل قسم قسمَيْنِ فَقَالَ قسم من الساكتين ليتنا أجبنا كَمَا أجَاب هَؤُلَاءِ وَاسْتمرّ الْقسم الآخر على السُّكُوت وَقَالَ قسم من المجيبين ليتنا سكتنا كَمَا سكت هَؤُلَاءِ وَاسْتمرّ الْقسم الآخر على إجَابَته

فَأَما المجيبون وَالَّذين استمروا مِنْهُم على الْإِجَابَة يعيشون مُؤمنين ويموتون كَذَلِك وَالَّذين قَالُوا ليتنا سكتنا يعيشون) مُؤمنين لكَوْنهم أجابوا ويموتون كفَّارًا لكَوْنهم تمنوا السُّكُوت وَأما الساكتون الَّذين استمروا على السُّكُوت مِنْهُم يعيشون كفَّارًا ويموتون كَذَلِك وَالَّذين قَالُوا ليتنا أجبنا يعيشون كفَّارًا لسكوتهم أَولا ويموتون مُؤمنين لتمنيهم الْإِجَابَة فِي ثَانِي الْحَال ثمَّ حُكيَ أَن عابدا عبد الله مائَة سنة ثمَّ حَضرته الْوَفَاة فَاسْتَدَارَ نَحْو الْمشرق فاستعظم خادمه ذَلِك فَقَالَ لَهُ مَا مَعْنَاهُ أَن نَفسه حصل لَهَا إعجاب فخذلت وَمَات على غير التَّوْحِيد فطار قلب الْخَادِم خوفًا وَأكْثر النحيب فَبينا هُوَ كَذَلِك إِذْ طرق الْبَاب فَخرج فَإِذا رَاهِب فَقَالَ مَا شَأْنك قَالَ أَن رَاهِبًا منا مَاتَ فوجهناه إِلَى الشرق فَتوجه إِلَى الْقبْلَة وَمَات مُسلما فَجئْت إِلَيْك لتسأل لي شيخك مَاذَا نصْنَع بِهِ فَقَالَ أَن شَيْخي قد مَاتَ إِلَى الشرق كَافِرًا فهات ميتنا وَخذ ميتكم فدفنوا الراهب بالزاوية ونقلوا الشَّيْخ إِلَى مَقْبرَة الرهبان وَكَانَ اسْم الْخَادِم عليا وَكَانَ فِي الْخَلِيل فَاشْتَدَّ خَوفه لذَلِك إِلَى أَن كَانَ لَا يفتر من الْبكاء وَلَا يهجع من النحيب فَسمى الشَّيْخ عَليّ الْبكاء قَالَ صَاحب التَّرْجَمَة فَلَمَّا سَمِعت هَذِه الْحِكَايَة حصل لي مِنْهَا مَا أزعج نَفسِي وأطار عَقْلِي وأدهش فكري وَأطَال غمي وأدام همي بِحَيْثُ بقيت أَيَّامًا لَا أَنَام أصلا وَلَا آكل إِلَّا كَمَا يَأْكُل العليل وَلَا شغل لي إِلَّا الافتكار وَأَنِّي من أَي قسم أكون فَبينا أَنا لَيْلَة أفكر إِذْ جرى على لساني كَلَام فِي معنى مَا أَنا فِيهِ وكتبته فِي لوح كَانَ عِنْدِي ثمَّ تتَابع حَتَّى تمّ فِي هَذِه الْقطعَة وَاسْتمرّ بعد ذَلِك ينظم فِي الْفُنُون والأبحر وَالنّظم سهل عَلَيْهِ جدا غير أَنه لَا يعرف النَّحْو فنظمه فِي البحور كثير اللّحن وَلَا عجب أَن كَانَ النحال لحانا وَهَذِه الْقطعَة من أحسن مَا نظمه وَقد كتبتها عَنهُ سنة سِتّ وَأَرْبَعين ببلبيس وأولها: (ضَاعَ عمري فِي افتكاري ... وَلَا أَدْرِي مَا الْخَبَر) (وَأصْبح قلبِي حَزِين ... يَا ترى أَيْن الْمقر) وَمَات بعد ذَلِك فِي. إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل برهَان الدّين الْأنْصَارِيّ الصنهاجي الأَصْل المنصوري نِسْبَة للمنصورة بالشرقية ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ الْعدْل بالرخاصي. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَقيل سنة تسعين وَبَينهمَا بون كَبِير وَالثَّانِي أشبه بالمنصورة وَحفظ الْقُرْآن ثمَّ انْتقل إِلَى

الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة فحفظ الْعُمْدَة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك وَأَقْبل على الِاشْتِغَال فَتلا لأبي عَمْرو عَليّ الزراتيتي وَأخذ الْفِقْه عَن البيجوري والأدمي وَالشَّمْس الْعِرَاقِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَآخَرين) والفرائض والحساب بأنواعه عَن الشَّمْس الْعِرَاقِيّ وَابْن المجدي وَعنهُ أَخذ علم الْوَقْت والنحو عَن الشَّمْس الشطنوفي والبرماوي وَغَيرهمَا وَالْأُصُول عَن الْفَتْح الباهي الْحَنْبَلِيّ والشهاب العجيمي والتصوف والأصلين عَن الْعَلَاء البُخَارِيّ والجلال الْحلْوانِي بل بحث فِي فقه الْحَنَفِيَّة عَليّ نَاصِر الدّين الأياسي بغزة قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْمُخْتَار وَفِي نظم طَاهِر بن حبيب لكتاب الْكَامِل لِابْنِ الكشك وأقرأ ذَلِك بهَا وَتردد إِلَى دمشق وَحضر دروس مشايخها كَالشَّمْسِ بن الْعيار فِي النَّحْو وَالشَّمْس الكفيري وَغَيره فِي الْفِقْه وزار الْقُدس والخليل وَحج سنة خمس وَعشْرين وَدخل الاسكندرية وَأخذ بهَا الْفَرَائِض عَن دحيبات ودمياط وَغَيرهمَا وَهُوَ مِمَّن سمع على الشّرف بن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي وَخلق باستدعاء شَيخنَا أبي النَّعيم وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا مشاركا فِي فنون بارعا فِي الْفَرَائِض والحساب مُبَارَكًا عدلا ثِقَة سَاكِنا متكسبا بِالشَّهَادَةِ حدث باليسير وَكنت مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْأَجْزَاء. وَمَات فِي رَجَب سنة سِتّ وَخمسين بِالْقَاهِرَةِ بعد أَن كف ووقف كتبه وَأوصى بجهات خير رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن مُوسَى برهَان الدّين الْمحلي الأَصْل وَهِي محلّة دمتا من الغربية السلموني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بسلمون من الشرقية وَحفظ الْقُرْآن ببلبيس عِنْد الْبُرْهَان الفاقوسي ومختصر أبي شُجَاع والجرومية وَبَعض الْمِنْهَاج واشتغل يَسِيرا ولازم أخي فِي الْفِقْه والعربية وَكَذَا قَرَأَ عَليّ الْكثير من البُخَارِيّ وَغَيره وَحضر بحث غَالب شرح ألفية الْعِرَاقِيّ للناظم أَو الْكثير مِنْهُ وَأخذ عَن أبي السعادات البُلْقِينِيّ والزين خَالِد المنوفي والجلال الْمحلي وَطَائِفَة بل قَرَأَ على البوتيجي فِي الْفَرَائِض وَغَيره وجود الْقُرْآن على الشهَاب السكندري والنور الإِمَام وعبد الدائم وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وخطب وَأم وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَقصر نَفسه عَلَيْهَا وَلم يمهر مَعَ خير وَستر وفقر وَحج وجاور غير مرّة وَحضر هُنَاكَ دروس الْبُرْهَان وأخيه الْفَخر. إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم القرا غُلَام بِفَتْح الْقَاف والمهملة وَضم الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف اللَّام لَفْظَة مركبة أَي الْغُلَام الْأسود المدير فِي الدولة وَيعرف بالمدبر

وبابن جميلَة بِالْجِيم مُصَغرًا وَكَانَ مَسْكَنه قرب سويقة الْفِيل سمع بعض ابْن مَاجَه على الْجَوْهَرِي والغماري والابناسي ولقيه البقاعي فَلم يفد عَنهُ شَيْئا وَمَات. إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن عمر بن أَحْمد بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الفارسكوري الحائك وَيعرف بِابْن النبشاوي بِفَتْح النُّون وَالْمُوَحَّدَة والمعجمة ولد فِي أَوَائِل سنة عشر وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بفارسكور وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ ثمَّ ارتزق بالحياكة وتعانى النّظم فمدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقصائد عدَّة ولقيه ابْن فَهد والبقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فكتبا عَنهُ قَوْله: (قد فاق وَجهك بدرتم مقمرا ... وَكَذَا قوامك فاق غصنا مثمرا) وَكَانَ جيدا وقورا رَقِيقا عَلَيْهِ آثَار الْخَيْر والسكينة لَا يَخْلُو عَن فَضِيلَة فِي النَّحْو. مَاتَ فِي. إِبْرَاهِيم بن خَلِيل الْكرْدِي. هُوَ الَّذِي قبله. إِبْرَاهِيم بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن أبي بكر العباسي ولد أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتضد ابْن المتَوَكل. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج واشتغل كثيرا وَخلف وَالِده لما سَافر خلَافَة حَسَنَة شكر عَلَيْهَا وَكَانَ حسنا كَبِير الرياسة. وَمَات فِي حَيَاته قبل إِكْمَال ثَلَاثِينَ سنة بِمَرَض السل فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر ربيع الأول سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ. وَله ذكر وَبِه تمّ لِأَبِيهِ ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ ذكرا ثكلهم. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. إِبْرَاهِيم بن دَاوُد بن التَّاج أبي الْوَفَاء مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد برهَان الدّين الْحُسَيْنِي الْمَقْدِسِي ابْن أخي الشَّيْخ أبي بكر وأخو الْمقري عبد الْكَرِيم الآتيين وَيعرف كأبيه بِابْن الْوَفَاء. ولد سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهُ ولأخيه فِي سنة أَربع وَخمسين جمَاعَة باستدعاء الْكَمَال بن أبي شرِيف كَمَا فِي تَرْجَمته وَكَانَ فَاضلا. إِبْرَاهِيم بن دَاوُد السرحموشي الدِّمَشْقِي كَانَ رجلا حسنا يحب الْفُقَرَاء وَيكثر الضِّيَافَة مَعَ فقره وَقد ولي فِي آخر عمره مشيخة الخانقاه النجيبية وسكنها إِلَى أَن مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس وَله سِتُّونَ سنة. تَرْجَمَة شَيخنَا فِي أنبائه. إِبْرَاهِيم بن دقماق. فِي ابْن مُحَمَّد بن ايدمر بن دقماق. إِبْرَاهِيم بن رضوَان الشَّيْخ برهَان الدّين الْحلَبِي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بِأَبِيهِ كَانَ مِمَّن اشْتغل بالفقه وَمهر وتميز وتنزل فِي الْمدَارِس بِبَلَدِهِ وَولي بهَا بعض الْمدَارِس وناب فِي الحكم واختص بالناصري ولد السُّلْطَان لما أَقَامَ مَعَ وَالِده بحلب فِي آخر دولة الْأَشْرَف ثمَّ لما وَفد عَلَيْهِ الْقَاهِرَة لَازمه أَيْضا حَتَّى اسْتَقر بِهِ اماما

وقررت لَهُ تجاهه وظائف وَلَا زَالَ فِي نمو وسفارته نَدبه أَبوهُ فِي الرسلية إِلَى حلب فِي بعض الْمُهِمَّات ثمَّ كَانَ من مَرضه حَتَّى مَاتَ وانخفض جَانِبه بِحَيْثُ استعاد مِنْهُ بعض التداريس من كَانَ انتزعه مِنْهُ وَتوجه لِلْحَجِّ بعد فَسقط عَن الْجمل وانكسر مِنْهُ شَيْء وتداوى حَتَّى برأَ فَقدر أَنه سقط فِي رُجُوعه أَيْضا وَدخل الْقَاهِرَة مَعَ الركب وَهُوَ سَالم فَلم يلبث أَن مَاتَ قبل انْقِضَاء الْمحرم سنة خمسين ذكره شَيخنَا قَالَ وَكَانَ ينْسب إِلَى شَيْء يستقبح ذكره وَالله أعلم بسريرته. إِبْرَاهِيم بن رَمَضَان صارم الدّين التركماني نَائِب أذنة وَغَيرهَا ونسبت إِلَيْهِ أُمُور مُنكرَة أحضرهُ السُّلْطَان بِسَبَبِهَا إِلَى الْقَاهِرَة فعزر وأودع السجْن مهددا بِالْقَتْلِ فَلم يلبث أَن مَاتَ بعد اسبوع فِي ربيع الأول سنة خمسين حَسْبَمَا ذكرته فِي الوفيات. إِبْرَاهِيم بن رَمَضَان الْبُرْهَان المجدلي الْبَصِير ذكر لي بلديه أَبُو الْعَبَّاس الْقُدسِي أَنه من أَوَائِل من تخرج بهم. إِبْرَاهِيم بن سَالم الْعَبَّادِيّ ثمَّ القاهري الأزبكي شَقِيق أَحْمد ومجد الآتيين. إِبْرَاهِيم بن سَابق. فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن سَابق وَمضى وَلَده إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم أَيْضا. إِبْرَاهِيم بن سعد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد أَبُو المكارم بن أبي الْحسن الْحَضْرَمِيّ الأندلسي المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بالحربي وبابن الصّباغ شَاب يكثر الِاجْتِمَاع بالسنباطي وَيقْرَأ عَلَيْهِ وَيَأْخُذ مِنْهُ أَجزَاء يقْرؤهَا على حفيد الشَّيْخ يُوسُف العجمي وَغَيره وَتوسع لاناس لَيْسُوا فِي عداد الرِّوَايَة بِالنِّسْبَةِ لهَذَا الزَّمَان بِحَيْثُ أحضر لي استدعاءا عَلَيْهِ خطوط من لم أعرفهُ فأبيت الْكِتَابَة عَلَيْهِ وسألني فِي مَسْأَلَة من الِاصْطِلَاح فقررتها لَهُ وَهُوَ مِمَّن يقْرَأ فِي الْعَرَبيَّة على السنهوري ونظام ويشارك جمَاعَة عِنْد الديمي فِي شرح الألفية الحديثية ثمَّ إِنَّه لازمني وَقَرَأَ عَليّ أَشْيَاء وَحصل شرحي للألفية وَغَيره وَقَرَأَ فِيهِ جُزْءا على التَّقْسِيم ورأيته فهما ذكيا ذَا أنسة بالطلبة وميل إِلَى التَّحْصِيل وَأَقْبل بكليته على التَّرَدُّد إِلَيّ وَقَالَ الان علمنَا أَنا لم نحصل شَيْئا وَلما مَاتَ أَبوهُ وَكَانَ تَاجِرًا متمولا تَعب وَدخل الاسكندرية مجدا وَلم يحصل على طائل بل مَاتَ سَرِيعا فِي أول سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَتَفَرَّقَتْ التَّرِكَة وَلم يفده امساكه وحرصه كأبيه رحمهمَا الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن سعيد بن سَالم الاطرابلسي ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَأَنه ذكر أَنه سمع من ابْن أميلة السّنَن لأبي دَاوُد وَالْجَامِع لِلتِّرْمِذِي وَمَا علمت لَهُ تَرْجَمَة وَلَا وَفَاة.

إِبْرَاهِيم بن سُلْطَان بن أَحْمد الْبُرْهَان أَبُو إِسْحَاق الدِّمَشْقِي قدم الْقَاهِرَة فِي أول سنة تسعين فَسمع مني وأجزت لَهُ. إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان بن سَالم الْبُرْهَان الْفَزارِيّ استادار تمرباي الناصري مِمَّن حج مَعَ الرجبية سنة إِحْدَى وَسبعين وَحضر عِنْدِي هُنَاكَ بعض الْمجَالِس وَكَانَ سَاكِنا بل كَاد الامشاطي أَن يصفه بِالْخَيرِ وَمَات قبل الثَّمَانِينَ أَو بعيدها. إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن الْبُرْهَان أَبُو سعيد السرائي هَكَذَا قرأته بِخَط شَيْخه الزين الْعِرَاقِيّ بل هُوَ بِخَط نَفسه وَأما شَيخنَا فَانْقَلَبَ عَلَيْهِ وَذَلِكَ أَنه قَالَ إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان الْبُرْهَان السرائي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بابراهيم شيخ وَالصَّوَاب مَا قَدمته قدم الْقَاهِرَة واعتنى بِالْحَدِيثِ عناية تَامَّة ولازم فِيهِ الزين الْعِرَاقِيّ وَمن جملَة مَا قَرَأَ عَلَيْهِ عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَوَصفه كَمَا بِخَطِّهِ عَلَيْهِ بالشيخ الامام الْفَاضِل الناسك وعَلى النَّسَائِيّ بِدُونِ الناسك وَحصل النشخ المليحة وَقَامَ بضبطها وتحسينها مَعَ معرفَة تَامَّة بالفقه وَكَونه مِمَّن يحفظ الْحَاوِي الصَّغِير ويديم درسه وَكِتَابَة الْمَنْسُوب ونظم الشّعْر وَمِنْه مِمَّا كتبه عَنهُ شَيخنَا: (ولد الإِمَام الشَّافِعِي الرَّافِعِيّ ... خمْسا وخمسمئ فعي) شالت نعامته ثَلَاثًا بعد عشْرين وستمئ أسائل فاسمع واتقانه لعدة صنائع بِيَدِهِ وَقد ولي مشيخة الرِّبَاط بالبيبرسية وَكَانَ خيرا دينا صينا. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشري ربيع الأول وَقَالَ شَيخنَا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشريه سنة اثْنَتَيْنِ وثمان مائَة وَمن لطائفه قَوْله كَانَ أول خُرُوج تمرلنك فِي سنة عَذَاب يُشِير إِلَى أَن أول ظُهُوره سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة لِأَن الْعين بسبعين والذال الْمُعْجَمَة بسبعمائة وَالْألف وَالْبَاء بِثَلَاثَة وَقد ذكره شَيخنَا فِي ثَانِي قسمي مُعْجَمه وَفِي أنبائه وَقَالَ سَمِعت من فَوَائده وَمن نظمه وَأفَاد أَن وَلَده ضيع كتبه من بعده والمقريزي وَابْن خطيب الناصرية وحرف الْعَيْنِيّ نسبته بالشيرازي. إِبْرَاهِيم بن شاه رخ بن تيمورلنك وَبَاقِي نسبه فِي جده السُّلْطَان أَمِير زاه ابْن القان معِين الدّين بن الطاغية الشهير اسْتَقر بِهِ أَبوهُ فِي شيراز وأعمالها فظهرت لَهُ نجابته وعدله فأضاف إِلَيْهِ مَا والاها وَحسنت سيرته فِي رَعيته ثمَّ بعد مُدَّة أرسل عسكرا إِلَى الْبَصْرَة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وثمان مائَة فملكوها لَهُ ثمَّ وَقع الِاخْتِلَاف بَينهم وَبَين أَهلهَا فَاقْتَتلُوا فِي لَيْلَة عيد الْفطر مِنْهَا فَانْهَزَمَ عَسْكَر إِبْرَاهِيم وَقتل مِنْهُم عدَّة وخافوا من ملكهم فَلم يلبث أَن ورد عَلَيْهِم مَوته وَأَنه مَاتَ فِي

رَمَضَان مِنْهَا كَذَا قيل وَلَكِن انما أرخ شَيخنَا مَوته فِي رَمَضَان من سنة تسع وَثَلَاثِينَ) فَالله أعلم وسر أهل الْبَصْرَة بذلك سُرُورًا عَظِيما وَوجد عَلَيْهِ أَبوهُ وَأهل شيراز وَكَانَ شَابًّا جميلا من عُظَمَاء الْمُلُوك مَعَ فَضِيلَة تَامَّة وَخط بديع يضْرب بحسنه الْمثل بل قيل انه يوازي خطّ ياقوت وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا بِاخْتِصَار فَقَالَ كَانَ فَاضلا حسن الْخط جيدا ملك الْبَصْرَة. قلت وَسمعت من يذكرهُ بالجميل. إِبْرَاهِيم بن شيخ الْأَمِير صارم الدّين بن الْمُؤَيد أبي النَّصْر المحمودي الظَّاهِرِيّ. ولد بالبلاد الشامية فِي أَوَائِل الْقرن تَقْرِيبًا وَأمه أم ولد اسْمهَا نوروز مَاتَت قبل سلطنة أَبِيه. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَأَنه كَانَ مَعَ أَبِيه وَهُوَ صَغِير حِين كَانَ نَائِب حلب ثمَّ قدمهَا مَعَه فِي أَيَّام سلطنته ثمَّ لما جرده أَبوهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين لفتح الْبِلَاد القرمانية وَمَعَهُ عدَّة من المقدمين كططر وقحماز القردمي وجقمق الأرغون شاوي وَمن الطبلخاناه نزلها بالعساكر ثمَّ رَجَعَ والنواب بطرابلس وحلب وحماه صحبته وَدخل الْبِلَاد القرمانية فَنزل أَولا على قيصرية فَفَتحهَا ثمَّ إِلَى بِلَاد نكدة وَولى بهَا نوابا عَن السُّلْطَان وَأقَام هُنَاكَ ثَلَاثَة أشهر ثمَّ عَاد إِلَى حلب فِي آن رَجَب وَنزل بقلعتها وَأقَام بهَا إِلَى الْعشْر الْأَخير من شعْبَان إِلَى أَن رسم لَهُ بِالرُّجُوعِ إِلَى الديار المصرية فَرجع بالعساكر فِي أَوَاخِر شعْبَان وبرز أَبوهُ لملاقاته فِي سَابِع عشري رَمَضَان وتيمن بطلعته فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة منتصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَعشْرين مسموما وَهُوَ فِي حُدُود الْعشْرين وَكَانَ شَابًّا حسنا شجاعا عِنْده حشمة وملوكية كَرِيمًا عَاقِلا سَاكِنا مائلا إِلَى الْخَيْر وَالْعدْل والعفة عَن أَمْوَال النَّاس زَاد غَيره مَعَ اسراف على نَفسه وَأَنه لما لقِيه الامراء بالحظارة سلم عَلَيْهِم بأجمعهم وَهُوَ رَاكب وبمجرد أَن عاين الناصري بن الْبَارِزِيّ كَاتب السِّرّ نزل لَهُ عَن فرسه وتعانقا لعلمه بتمكنه عِنْد أَبِيه ثمَّ عَاد الْجَمِيع فِي خدمته إِلَى منزله العكرشه فتلاقوا مَعَ السُّلْطَان هُنَاكَ فَنزل الْأُمَرَاء القادمون صُحْبَة الصارمي ثمَّ نزل هُوَ وَقبل الأَرْض ثمَّ قَامَ وَمَشى حَتَّى قبل ركاب أَبِيه فَبكى لفرحته وَبكى النَّاس لبكائه فَكَانَت سَاعَة عَظِيمَة ثمَّ سارا بموكبهما إِلَى خانقاه سرياقوس وباتا بهَا لَيْلَة الْخَمِيس تَاسِع عشرِيَّة وَركب السُّلْطَان من اللَّيْل فَرمى الطير بِالْبركَةِ واصطاد وَوَافَقَ قدوم تنبك ميه الْعَلَاء نَائِب الشَّام ضحى فَركب فِي الموكب وَدخل السُّلْطَان إِلَى الْقَاهِرَة من بَاب النَّصْر وَقد احتفل النَّاس بالزينة لوَلَده وَهُوَ بتشريف هائل وَخَلفه الأسرى الَّذين أَخذهم من قلعة نكدة

وهم نَحْو الْمِائَتَيْنِ فِي الأغلال وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَنزل إِلَى دَاره وَاسْتمرّ على حَاله أَولا أشهرا ودس كَاتب) السِّرّ فِي غُضُون ذَلِك لِأَبِيهِ من يبغضه فِيهِ لِأَنَّهُ بلغه عَنهُ توعده إِيَّاه بِالْقَتْلِ فَأعْلم أَبوهُ بِأَنَّهُ يتَمَنَّى مَوته لكَونه يعشق بعض حظاياه وَلَا يتَمَكَّن مِنْهَا بِسَبَبِهِ إِلَّا خُفْيَة وَبرهن على ذَلِك بأمارات وعلامات وَأَنه صمم على قَتله بالسم أَو بِغَيْرِهِ إِن لم يمت عَاجلا من الْمَرَض مَعَ مَا فِي نَفسه من محبَّة الاستبداد وَأَنه يعد الْأُمَرَاء بمواعيد إِذا وَقع ذَلِك فَحِينَئِذٍ إِذن السُّلْطَان لبَعض خواصه أَن يُعْطِيهِ مَا يكون سَببا لقَتله من غير اسراع فدسوا إِلَيْهِ من سقَاهُ من المَاء الَّذِي يطفأ فِيهِ الْحَدِيد فَلَمَّا شربه أحس بالمغص فِي جَوْفه فعالجه الْأَطِبَّاء مُدَّة وَنَدم السُّلْطَان على مَا فرط مِنْهُ فَتقدم للأطباء فِي الِاجْتِهَاد فِي علاجه فلازموه نصف شهر إِلَى أَن أبل قَلِيلا من مَرضه وَركب فِي محفة إِلَى بَيت الزيني عبد الباسط بشاطئ النّيل ثمَّ ركب إِلَى الخروبية بالجيزة فَأَقَامَ بهَا وَكَاد أَن يتعافى فدسوا عَلَيْهِ من سقَاهُ ثَانِيًا بِغَيْر علم أَبِيه فانتكس وَاسْتمرّ إِلَى خَامِس عشري جُمَادَى الأولى فتحول يَوْمئِذٍ من الخروبية إِلَى الحجازية ببولاق وَنزل لَهُ أَبوهُ لعيادته فِيهَا فَلَمَّا كَانَ فِي ثَالِث عشر جُمَادَى الثَّانِيَة عَادوا بِهِ إِلَى القلعة وَهُوَ مَحْمُول على الأكتاف لعَجزه عَن الرّكُوب فِي المحفة فَمَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشرَة فَاشْتَدَّ جزع أَبِيه عَلَيْهِ إِلَّا أَنه تجلد وأسف النَّاس كَافَّة على فَقده وَأَكْثرُوا الترحم عَلَيْهِ وشاع بَينهم أَن أَبَاهُ سمه إِلَّا أَنهم لَا يَسْتَطِيعُونَ التَّصْرِيح بذلك وَلم يَعش أَبوهُ بعده سوى سِتَّة أشهر وأياما كدأب من قتل أَبَاهُ أَو ابْنه على الْملك فَتلك عَادَة مُسْتَقِرَّة وَطَرِيقَة مستقرأة قَالَه شَيخنَا قَالَ وَصَارَ الَّذين حسنوا لَهُ ذَلِك يبالغون فِي ذكر معايبه وينسبونه إِلَى الاسراف والتبذير والمجاهرة بِالْفِسْقِ من اللواط وَالزِّنَا وَالْخمر والتعرض لحرم أَبِيه وَغير ذَلِك مِمَّا كَانَ بَرِيئًا عَن أَكْثَره بل يختلقون أَكْثَره ليتسلى أَبوهُ عَن مصابه وَدفن بالجامع المؤيدي وَحضر أَبوهُ الصَّلَاة عَلَيْهِ يَوْم الْجُمُعَة مَعَ عدم نهضته للْقِيَام وَإِنَّمَا يحمل على الأكتاف حَتَّى يركب ثمَّ يحمل حَتَّى ينزل وَأقَام بِهِ إِلَى صَلَاة الْجُمُعَة وخطب بِهِ ابْن الْبَارِزِيّ خطْبَة حَسَنَة سبك فِيهَا قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَدْمَع الْعين ويحزن الْقلب وَلَا نقُول مَا يسْخط الرب وَإِنَّا بك يَا إِبْرَاهِيم لَمَحْزُونُونَ فأبكى السُّلْطَان وَمن حضر ثمَّ عَاد إِلَى القلعة وَأقَام الْقُرَّاء يقرؤون على قَبره سبع لَيَال وَلم يتَّفق أَن السُّلْطَان بعد ذَلِك دخل المؤيدية وَوَقع

الْخلَل فِي أهل دولته وَاحِدًا بعد وَاحِد وَلم يتهن لَهُم عَيْش بِجَمْعِهِمْ وَمَات ابْن الْبَارِزِيّ أَيْضا قبل استكمال أَرْبَعَة أشهر من السّنة رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن الْمُؤَيد شيخ أَخُو الَّذِي قبله وَبَينهمَا فِي الْوَفَاة عشر سِنِين مَاتَ وَهُوَ صَغِير فِي الطَّاعُون بالاسكندرية وَدفن بهَا ثمَّ حملت جثته إِلَى الْقَاهِرَة وَدفن بجوار أَبِيه فِي الْقبَّة من جَامعه المؤيدي يَوْم الِاثْنَيْنِ منتصف شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. إِبْرَاهِيم بن صَدَقَة بن إِبْرَاهِيم بن اسماعيل الْمسند المكثر برهَان الدّين أَبُو اسحق بن فتح الدّين الْمَقْدِسِي الأَصْل الصَّالِحِي نِسْبَة لصالحية دمشق القاهري المولد والمنشأ الْحَنْبَلِيّ وَيعرف أَبوهُ بالصائغ بِمُهْملَة وَآخره مُعْجمَة وبالبزار بمعجمتين وَهُوَ بالصالحي. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَأمه خَدِيجَة ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَقْدِسِي خَالَة جده القَاضِي عز الدّين أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْكِنَانِي الْآتِي لأمه نَشأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة فِي الحَدِيث ومختصر الْخرقِيّ فِي فروعهم وَعرض على ابْن الملقن والابناسي وَابْن حَاتِم والعراقي وأجازوا لَهُ بل سمع على من عدا لاول وَكَذَا سمع على أمه وَالْجمال الْبَاجِيّ والنجم ابْن رزين والصدر أبي حَفْص بن رزين والعزأبي الْيمن بن الكويك وَولده الشّرف أبي الطَّاهِر والقراء الثَّلَاثَة الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وَأبي الْبَقَاء بن القاصح والزين أبي الْفرج عبد الرَّحْمَن السلماسي الْحَنَفِيّ وَكَذَا الزين بن الشيخة والصلاحين البلبيسي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن حسن الشاذلي والشهب الْأَرْبَعَة ابْن الْمقري وَابْن بَنِينَ والسويداوي والجوهري والشموس الْأَرْبَعَة الرفاء وَابْن أبي زبا وَابْن ياسين الْجُزُولِيّ والتقى الدجوي وَالْفَخْر القاياتي وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ خلق مِمَّن لم أَقف لَهُ على سَماع عَلَيْهِم فَمنهمْ من المغاربة أَبُو عبد الله السلاوي وَمن غَيرهم من عُلَمَاء مذْهبه القَاضِي نَاصِر الدّين بن عَرَفَة وَأَبُو الْقَاسِم الْبُرْزُليّ وَالْقَاضِي ابْن خلدون وَالْفَخْر أَبُو عمر عُثْمَان بن أَحْمد القيرواني وَأَبُو عبد الله السلاوي وَمن غَيرهم من عُلَمَاء مذْهبه القَاضِي نَاصِر الدّين نصر الله بن أَحْمد الْكِنَانِي والجلال نصر الله بن أَحْمد الْبَغْدَادِيّ وَمن سَائِر النَّاس السراج الكومي والتنوخي والعز بن المليجي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الفصيح والتاج الصردي وَالشَّمْس الفرسيسي والصدر بن الابشيطي والمناوي وناصر الدّين بن الميلق وعبد الكريم بن مُحَمَّد ابْن القطب الْحلَبِي وَالشَّمْس الحريري والْعَلَاء بن السَّبع. واشتغل بالفقه وَغَيره وَأذن

لَهُ الشّرف عبد المنعم الْبَغْدَادِيّ فِي التدريس وَأثْنى عَلَيْهِ وتنزل فِي الْجِهَات كالشيخونية وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا وَمهر فِيهَا ثمَّ عجز وأقعد بمنزله وقصده الطّلبَة للاسماع وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء الْكثير وَكنت مِمَّن حمل عَنهُ أَشْيَاء كَثِيرَة أوردتها فِي تَرْجَمته من معجمي وَكَانَ خيرا ثِقَة صبورا على التحدث لايمل وَلَا يضجر محبا فِي الحَدِيث وَأَهله قَلِيل الْمثل فِي ذَلِك مَعَ سُكُون ووقار وَرُبمَا أورد الْحِكَايَة) والنادرة وَقد وَصفه قَرِيبه الْعِزّ الْكِنَانِي بمزيد الانحراف وَشدَّة الانجماع وَسُوء الظَّن وَعدم المداراة فَالله أعلم. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من محَاسِن المسندين. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد سادس عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بعد أَن تغير قَلِيلا فِيمَا قيل وَمَا ثَبت ذَلِك عِنْدِي وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْأَزْهَر رَحمَه الله وإيانا. وَقَول البقاعي انه اخْتَلَط من أول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين من فالج أبطل أحد شقيه حَتَّى مَاتَ مجازفة صَرِيحَة. إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَلِيل بن دَاوُد بن عبد الله بن عبد الملك بن حزب الله برهَان الدّين الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ الخليلي الشَّافِعِي نزيل بَيت الْمُقَدّس وَيعرف بِابْن قوقب بقافين مفتوحتين بَينهمَا وَاو وَآخره مُوَحدَة ولد فِي عَاشر الْمحرم سنة تسع عشرَة وثماني مائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وتفقه بِالْعَلَاءِ القلقشندي والونائي حَتَّى كَانَ جلّ تفقهه بهما وبابن رسْلَان والتقى بن قَاضِي شُهْبَة وَتخرج فِيهِ بالشمس الْمَالِكِي وَفِي النَّحْو بِابْن أبي بكر المغربي وانتفع فِيهِ بعمر بن قديد وَأخذ الْأُصُول عَن القاياتي وَأخذ عَن شَيخنَا شرح النخبة بحثا وَغير ذَلِك بل قَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ وامتدحه بِأَبْيَات دالية كتبتها عَنهُ أثبتها فِي الْجَوَاهِر وَسمع القبابي والتدمري وَإِبْرَاهِيم بن حجي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِمَا المسلسل بِحُضُور أَولهمَا وَسَمَاع الثَّانِي على الْمَيْدُومِيُّ وجزء ابْن عَرَفَة بِحُضُور أَولهمَا وإجازة الثَّانِي مِنْهُ بِقِرَاءَة ابْن نَاصِر الدّين فِي أَيَّام التَّشْرِيق سنة سِتّ وَعشْرين بالخليل بل حَدثهمْ الْقَارئ بِجُزْء من حَدِيثه تَخْرِيجه لنَفسِهِ وَكَذَا سمع على ابْن الْجَزرِي فِي سنة تسع وَعشْرين وعَلى الزَّرْكَشِيّ وَابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة وَعَائِشَة الكنانية وَآخَرين وشافهه ابْن خطيب الناصرية بالاجازة وبرع فِي الْفَضَائِل وَأذن لَهُ غير وَاحِد كَابْن رسْلَان بالافتاء والتدريس ودرس وَأفْتى وَوعظ ونظم ونثر وناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن جمَاعَة ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَأَقْبل على الْعِبَادَة تِلَاوَة وقياما وصياما. وَحج وجاور وَدخل الشَّام والقاهرة غير مرّة وَقَرَأَ فِي مجاورته بِمَكَّة عِنْد عبد المعطي المغربي فِي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ كل ذَلِك مَعَ السّكُون وَالْوَقار والخصال الحميدة وَقد امتحن

بِسَبَب كَنِيسَة الْيَهُود الَّتِي بِبَيْت الْمُقَدّس فِي سنة تسع وَسبعين ومسه مَكْرُوه كَبِير من ضرب وَوضع فِي الْحَدِيد وَحبس وترسيم وغرامة وَسَب وَلعن وَغير ذَلِك مِمَّا أَرْجُو مضاعفة الْأجر لَهُ بِسَبَبِهِ وَتكلم فِي الْمجْلس الْمَعْقُود لَهُم بِكَلَام متين وقطن الْقَاهِرَة سِنِين لكَونه منع من التَّوَجُّه لبيت الْمُقَدّس حمية لَهُم وتجرع فاقة وضيقا وتشتيتا ثمَّ سمح لَهُ بالاقامة بالخليل فَتوجه) إِلَيْهَا. وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشري ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين مبطونا بِبَلَد الْخَلِيل وَدفن فِي التربة الَّتِي بزاوية الشَّيْخ عَليّ الْبكاء بِوَصِيَّة مِنْهُ وصلينا عَلَيْهِ بِمَكَّة صَلَاة الْغَائِب بعد الْجُمُعَة تَاسِع عشري شعْبَان رَحمَه الله وإيانا ونفعنا ببركاته. وَمن نظمه حِين اسْتَقر فِي مشيخة الْمدرسَة الحنينية بالأقصى عقب الشَّمْس القباقبي الْمقري المتلقي لَهَا عَن شَيْخه ابْن رسْلَان حَيْثُ قَالَ تبعا لشيخه لما قَالَ: (حباني إلهي بالتصاقي بقبلة ... بمسجده الْأَقْصَى الْمُبَارك حوله) (فحمدا وشكرا يَا إلهي وإنني ... أود لاخوان المحبين مثله) فَقَالَ: (كَذَاك إلهي قد حباني بِمثل مَا ... حبا الشَّيْخ أستاذي لقد نَالَ سؤله) (فحمدا وشكرا يَا إلهي وانه ... دَلِيل على أَنِّي محب أَخ لَهُ) إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن حسن بن قَاسم برهَان الدّين أَبُو اسحاق الْمدنِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْقطَّان. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والكافية وَعرض على الْمُحب المطري والنجم السكاكيني وَعنهُ أَخذ مُقَدّمَة لَهُ فِي الْعَرَبيَّة وَقَرَأَ على أَولهمَا جَمِيع الصَّحِيحَيْنِ والشفا وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك وَسمع على وَالِده فِي سنة ثَمَان وَعشْرين الْبَعْض من الصَّحِيحَيْنِ وعَلى الشّرف أبي الْفَتْح المراغي وَالْجمال الكازروني وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على السَّيِّد نور الدّين على شيخ الباسطية المدنية فِي سنة خمس وَخمسين صَحِيح البُخَارِيّ وَغَيره بل لَازمه فِي قِرَاءَة المطول والكافية وَشَرحهَا والمتوسط وتصريف الْعُزَّى وايساغوجي وَبَعض شرح الشمسية وعادت بركته عَلَيْهِ لكَونه كَانَ غَايَة فِي الْعلم وَالصَّلَاح كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجمهُ وعَلى القَاضِي أبي السعادات بن ظهيرة حِين كَانَ بِالْمَدِينَةِ صَحِيح مُسلم وَسمع البُخَارِيّ وَحضر دروسه الَّتِي أقرأها هُنَاكَ فِي المنهاجين الفرعي والأصلي والجمل وَغير ذَلِك ولازم الأبشيطي فِي دروسه وَغَيرهَا وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة أَولهَا فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَكتب حِينَئِذٍ عَن شَيخنَا مجَالِس من أَمَالِيهِ وَقَرَأَ فِي سنة سبع وَخمسين على

السَّيِّد النسابة بعض النَّسَائِيّ وعَلى الْأمين الاقصرائي مُخْتَصر جَامع الْأُصُول وَالشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي فِي أَشْيَاء سَمَاعا وعَلى القَاضِي سعد الدّين بن الديري صَحِيح مُسلم وَغَيره وعَلى إِمَام الكاملية قِطْعَة من شَرحه للمنهاج الْأَصْلِيّ وَعلي القَوْل) البديع وَغَيره من تصانيفي وَكَذَا دخل الشَّام وَغَيرهَا وَلَقي النَّاس وَمن دب ودرج وَولي تدريس الحَدِيث لمختصر النقاشي مُعتق أبي أُمَامَة بن النقاش بعد موت أَخِيه المتلقي لَهُ عَن أَبِيهِمَا المتلقي لَهُ عَن ناظره أبي هُرَيْرَة بن النقاش. وَهُوَ إِنْسَان خير أثكل فِي شيخوخته غير ولد من الرِّجَال وَعَلِيهِ أنس يكثر الْخلطَة بِبَعْض أُمَرَاء الْمَدِينَة والمعاملة لَهُم وَعِنْده كتب بل ينْسب لثروة وَرَأَيْت من يصفه فِي سنة سِتّ وَتِسْعين بتعاطيه وَهُوَ بِالْقَاهِرَةِ الكيمياء وكرهت ذكر ذَلِك فَالله أعلم. وَقد تضعضع حَاله وَعجز عَن الْمَجِيء لِلْمَسْجِدِ إِلَّا فِي الْجُمُعَة بتكلف بل حضر حِين ختم وَلَده الصلاحي عَليّ صَحِيح مُسلم فِي الرَّوْضَة وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَهُوَ خَاتِمَة من نعرفه من قدماء الْمَدِينَة رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن حمدَان بن حميد بِالتَّكْبِيرِ برهَان الدّين بن زين الدّين العنبتاوي بِفَتْح الْمُهْملَة وَكَذَا النُّون ثمَّ مُوَحدَة سَاكِنة بعْدهَا فوقانية نِسْبَة إِلَى عنبتا قَرْيَة من جبل نابلس الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو أَحْمد الْآتِي. ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بصالحية دمشق وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي رَمَضَان وَحفظ تصنيف وَالِده الْمُسَمّى بِالْأَحْكَامِ فِي الْحَلَال وَالْحرَام الَّذِي اختصر فِيهِ الِانْتِصَار للْقَاضِي كمالل الدّين المرداوي وعمدة الْفِقْه للموفق بن قدامَة وألفية ابْن مَالك وَعرض على القَاضِي الشَّمْس النابلسي وَبحث فِي الْفِقْه على الشَّمْس القباقبي الصَّالِحِي والشهاب بن يُوسُف المرداوي فِي النَّحْو على مَا بَينهمَا وَسمع على الْمُحب الصَّامِت ومُوسَى بن عبد الله المرداوي وَأبي حَفْص البالسي فِي آخَرين مِنْهُم باخباره وَوَثَّقَهُ نَاصِر الدّين بن زُرَيْق وَعَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كصاحبنا ابْن فَهد وَكَانَ عدلا دينا مواظبا على الْجَمَاعَات مُقبلا على شَأْنه سليم الْفطْرَة نَشأ على خير وَكَانَ يَحْكِي كَرَامَة وَقعت لَهُ مَعَ خَليفَة الْأَزْهَرِي السّني وَقد بَاشر الشَّهَادَة بِجَامِع بني أُميَّة ثمَّ انْقَطع للمتجر وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة بِسَبَبِهِ غير مرّة وَطَاف الْعَجم وَالروم وَعرف لسانهما وَمَعَ ذَلِك فَلم يَتَيَسَّر لَهُ الْحَج. مَاتَ بعد الْخمسين ظنا. إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان برهَان الدّين السرائي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة.

إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف وَالِده بِأبي شعر سمع وَالِده من شَيخنَا المسلسل وَالْقَوْل المسدد من تصانيفه وَلَا أَشك أَنه سمع على جمَاعَة من كبار مسندي بَلَده سِيمَا حافظه ابْن نَاصِر الدّين وَحج مَعَ أَبِيه سنة تسع وَثَلَاثِينَ وجاور وَسمع على التقي بن فَهد وَأبي بِالْفَتْح المراغي وَقَرَأَ على الشَّمْس الصَّالِحِي وَأبي الْيمن النويري الأميوطي وَغَيرهم وَرجع فَمَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فِي حَيَاة أَبِيه. إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عَليّ بن عبد المحسن بن جمال الثنا الخواجا كَمَال الدّين الشَّيْبَانِيّ الْمصْرِيّ نزيل مَكَّة وَأحد التُّجَّار مِمَّن سَافر لدمشق وَغَيرهَا وزار الْقُدس والخليل وَيعرف بِكَمَال ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَأنْشد عَنهُ قَوْله: (بَدَت تختال فِي دلّ سعاد ... تخال كَأَن بجفنيها سهاد) (فَقلت لناظريها عوذوها ... بحم الدُّخان وان يكَاد) وَأنْشد عَنهُ غير ذَلِك. مَاتَ فِي سنة ثَمَان أَظُنهُ وَأَرْبَعين فقد رَأَيْت ابْن فَهد كتب عَنهُ فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بجدة. وَسَيَأْتِي أَحْمد وعبد الله ابْنا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن فكأنهما ابْنا أَخ لهَذَا. إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْأنْصَارِيّ القاهري أحد المعتقدين بَين الْعَوام الموصوفين لديهم بالجذب. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع ربيع الأول سنة خمسين بزاويته ظَاهر بَاب الْخرق وَدفن بهَا. إِبْرَاهِيم بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب الْبُرْهَان بن الزين اللدي الأَصْل الْغَزِّي نَاظر جيشها وَابْن ناظره وَيعرف قَدِيما بِابْن فليب اسْتَقر بعد أَبِيه وَيُقَال انه فاق عَلَيْهِ كرما وحسنا مَعَ الْخِبْرَة بِالْمُبَاشرَةِ وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وسافر مِنْهَا مَعَ أبي الْبَقَاء بن الجيعان فزار الْمَدِينَة ثمَّ حج وَعَاد فَمَاتَ فِي رُجُوعه فِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشري ذِي الْحجَّة مِنْهَا بالابرقين وجهز مَعَ جمَاعَة فَدفن بالينبوع بِجَامِع هلمان خَارج الْبَلَد وَلم يكمل ثَمَانِيَة وَعشْرين عَفا الله عَنهُ. إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن اسماعيل الْبُرْهَان أَبُو الْوَفَاء وَأَبُو الْفضل ابْن الزين الْمقري أبي هُرَيْرَة بن الشَّمْس بن الْمجد الكركي الأَصْل القاهري المولد وَالدَّار الْحَنَفِيّ إِمَام السُّلْطَان والآتي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الكركي ولد وَقت الزَّوَال من يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَأمه جركسية من موَالِي يشبك المشد الاتابك. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والشاطبية

ومختصر الْقَدُورِيّ وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَعرض على أَئِمَّة عصره كشيخنا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والْعَلَاء القلقشندي والولوي السفطي وَسعد الدّين بن الديري والأمين لاقصرائي وَابْن أُخْته الْمُحب وَابْن الْهمام وَأبي الْفَتْح وَفَاء والبدرين ابْن التنسي الْمَالِكِي والبغدادي الْحَنْبَلِيّ وَكَتَبُوا كلهم لَهُ وَوصف شَيخنَا وَالِده بالشيخ الْفَاضِل الأوحد المفنن) المرتضى ودعا لوَلَده بقوله نَفعه الله تَعَالَى بِمَا علمه وَعلمه مَا يَنْفَعهُ وبلغه أَسْنَى الْمَرَاتِب الَّتِي تعظم قدره وترفعه والبلقيني بصاحبنا الشَّيْخ الإِمَام المفنن زين الدّين مُفِيد الطالبين وأجازاه والْعَلَاء فِي كتابتهم وَسمع صَحِيح مُسلم أَو أَكْثَره على الزين الزَّرْكَشِيّ وتلا الْقُرْآن على الشَّمْس بن الحمصاني وجود الْقِرَاءَة مَعَ درسها بهَا وَأكْثر من مُلَازمَة الشَّافِعِي وَاللَّيْث وَغَيرهمَا من الْمشَاهد الجليلة وعادت عَلَيْهِ بركَة أَرْبَابهَا وزوارها وَهُوَ فِي غُضُون ذَلِك مقبل على الْعلم وتحصيله مُتَوَجّه لمنقوله ومعقوله فَأخذ الْمِيقَات عَن الْبَدْر القيمري وَالْفِقْه والعربية عَن الشَّمْس إِمَام الشيخونية وَكَذَا أَخذ عَن النَّجْم القرمي قَاضِي الْعَسْكَر بل والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَسمع عَلَيْهِ الشفا مُلَفقًا بِقِرَاءَة قارئين وَوَصفه بسيدنا ومولانا الْفَاضِل المحصل ووالده بالشيخ الامام الْعَالم قَالَ: (لعمري لقد حَاز المكارم والعلا ... بِجمع سَماع الْقُوت ثمت كملا) (وأضحى فريدا أوحديا مُعظما ... بجد وَجهد كَامِل طيب الحلا) وَفِي الصَّحِيحَيْنِ على الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن صلح الْحلَبِي الْحَنَفِيّ ابْن الْعَطَّار وَحضر دروسه بل حضر دروس الْكَمَال بن الْهمام ولازم التقي الحصني فِي فنون كَثِيرَة وَكَذَا التقى الشمني وَالسيف بن الخواندار والمحيوي الكافياجي وَعظم اخْتِصَاصه بهم وتفننه عَلَيْهِم وَمِمَّا أَخذ عَن الشمني التَّفْسِير وعلوم الحَدِيث وَالْفِقْه والاصلين والعربية والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَغَيرهَا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره تَحْقِيقا ودراية وبقراءته أَيْضا الشفا وَالْبُخَارِيّ وَدخل مَعَهم فِي كثير من مشكلات كتب هَذِه الْفُنُون وَغَيرهَا وأذنوا لَهُ فِي اقرائها وَوَصفه أَوَّلهمْ فأبلغ وثانيهم بالفاضل العديم النظير والمماثل صفوة الأذكياء خُلَاصَة الْفُضَلَاء وسلالة الصلحاء الاتقياء وَأَنه لَازمه مُلَازمَة طَوِيلَة للاشتغال إِلَى أَن رقى بذلك إِلَى رُتْبَة الْأَعْيَان وَفِي مَوضِع آخر بالفاضل الْأَصِيل والبارع الْجَلِيل وَأما الكافياجي فَكَانَ مِمَّا قَالَه فِي إِجَازَته الَّتِي أذن لَهُ فِيهَا فِي الاقراء والتدريس والافتاء والتأليف: (لَا تنكرن إهداءنا لَك منطقا ... مِنْك استفدنا لَفظه ونظامه)

وَمِنْه: (أنظر إِلَى نَظَرِي إِلَيْك فانه ... عنوان مَا أخفيت فِي أحشائي) وان فضائله الجمة لَا تحد وَلَا تحصى ومناقبه الْحَسَنَة لَا تعد وَلَا تستقصى إِلَى غَيرهم من) شُيُوخ الرِّوَايَة والدراية أولى التَّحْقِيق وَالرِّعَايَة كل هَذَا مَعَ حذقه بِاللِّسَانِ التركي لمخالطته الاجلاء من أمرائهم حَتَّى أَنه لما سَافر الْأَمِير قايتباي وَهُوَ شاد الشربخاناه إِلَى الْبحيرَة استصحبه إِمَامًا فنال مَعَ مَا تقدم بذلك السَّعَادَة الدُّنْيَوِيَّة فانه لم يلبث أَن ارْتقى السلطنة فقربه وَأَدْنَاهُ وأحبه فَبلغ مناه واختص بِهِ عَمَّن عداهُ وَتفرد فِيهِ التفرد وتأنس بمحادثته سِيمَا فِي أَوْقَات التَّعَبُّد وخوله مزِيد النعم وشمله فِيمَا يلتمسه مِنْهُ بنعم وَأَعْطَاهُ قِرَاءَة البُخَارِيّ بالقلعة عَن الشهَاب بن أَسد وَاسْتِيفَاء الصُّحْبَة عَن الزين عبد الرَّحِيم بن الْبَارِزِيّ فِي حياتهما وَنظر الْكسْوَة عَن الشّرف الانصاري وتدريس أم السُّلْطَان والمحمودية والأبوبكرية والاينالية وخشقدم بِجَامِع الْأَزْهَر وتربة يشبك الْكَبِير بالصحراء ومشيخة الصُّوفِيَّة الارسلانية بالمنشية ونظرها مَعَ كَون شَرطهَا للشَّافِعِيَّة الا انها انْتَقَلت للحنفية من أَيَّام الزين التفهني والاعادة بالسيوفية فِي الصنادقيين وَكَذَا بالمهمندارية بِالْقربِ من جَامع المارديني مَعَ نِيَابَة النّظر فِيهَا وَفِي الابوبكرية كل ذَلِك أوجله عَن الْبَدْر ابْن عبيد الله وَلم يلْتَفت لما زَعمه بَعضهم من رغبته لَهُم عَنْهَا قبل مَوته بل كَاد الايقاع بِهِ كَمَا أَنه لم يصغ لما أَشَارَ بِهِ الْأمين من توزيعها عَلَيْهِ وعَلى غَيره بِحَيْثُ أدّى ذَلِك إِلَى استيحاش الْبُرْهَان مِنْهُ وَمَا كَانَ قَصده إِلَّا الْجَمِيل وَالْفِقْه بالاشرفية العتيقة بعد مشيخة السَّيْف وخطابة مدرسة مغلباي طاز عَن الزين الابشيهي والشهاب ابْن يُوسُف الصُّوفِي حِين تنازعهما إِلَى غير ذَلِك مِمَّا لَا أضبطه خَارِجا عَن رزق واقطاع وانظار ومسموح وَهُوَ دِينَار كل يَوْم وجوالي وعدة وظائف كَانَت مَعَه وَمَعَ أَبِيه بِجَامِع طولون من رياسة وَغَيرهَا وَعَما رغب عَنهُ من المباشرات وَنَحْوهَا كمباشرة الشيخونية وتصوف فِي القرا بهَا ووظيفة مدح بالدوادارية لارتفاعه عَنْهَا بِحَيْثُ قيل أَن المستقر فِي جملَته الْيَوْم من جهاته مَا لَا أفوه بِهِ لكثرته سوى مَا يساق إِلَيْهِ من الْهَدَايَا والخدم والانعام كاعطائه فِي جهاز ابْنة لَهُ فِيمَا قيل ألف دِينَار من السُّلْطَان وَمن الدوادار مثلهَا بل زَائِد وَقس على هَذَا ونوه بِهِ فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة وَكَانَ شَأْنه أَعلَى من ذَلِك إِذْ كَانَ الْقُضَاة وَغَيرهم من الاعيان مِمَّن يتَرَدَّد لبابه ويتلذذ بخطابه بل مَال الْفُضَلَاء من الغرباء وَغَيرهم إِلَى الاستفادة مِنْهُ وَسَمَاع

مباحثته وَالِانْتِفَاع بتنويهه ومساعدته وبمساعدته اسْتَقر شَيْخه الحصني فِي مشيخة الشَّافِعِي ورام بعده اعطاءها لصَاحِبهَا الزين عبد الرَّحِيم الابناسي فَمَا تيَسّر وَشَيْخه السَّيْف فِي المؤيدية ثمَّ الشيخونية بل وقبلهم طلع بِهِ إِلَى السُّلْطَان فأنعم عَلَيْهِ بثلثمائة دِينَار وَلما مَاتَ شَيْخه الشمني قَامَ مَعَ وَلَده فِي) إِعْطَائِهِ مشيخة جَامع قايتباي الجركسي المجاور لدار الضِّيَافَة وخطابته والسكني بِهِ وَغير ذَلِك من تعلقاته وناب عَنهُ حَتَّى تزعزع بِحَيْثُ كَانَ معدنا لشيوخه وَأَصْحَابه محسنا لكثير مِمَّن ينتمي للْعلم بانتسابه وَلَقَد قَالَ للْملك فِي وَقت لَا أعلم الْآن من الاجماع عَلَيْهِ فِي علم كالسخاوي وَله الْيَد الْبَيْضَاء فِي إِعْطَاء رَفِيقه فِي إِمَامَة السُّلْطَان مشيخة البرقوقية بعد الامشاطي كَمَا أَنه من أجل المساعدين فِي قَضَاء الْحَنَابِلَة بمتوليه وَقَالَ لبَعض من رام تبكيت الزيني زَكَرِيَّا بِبَعْض الأسئلة فِي مجْلِس البُخَارِيّ بالقلعة يَا مسي تواجه مثل هَذَا الْعَالم بِهَذَا السُّؤَال مَعَ أَن الَّذِي نَسيَه لَا نعلمهُ إِلَى غير هَذَا مِمَّا ارتدع بِهِ المتجرئ بِحَيْثُ لم يحْتَمل وتوسل عِنْده بِالْقَاضِي الشَّافِعِي الولوي الاسيوطي حَتَّى جَاءَ مَعَه إِلَيْهِ واستغفر بل وَمنع غير وَاحِد من صوفية الاشرفية لعلمه بجراءتهم وإقدامهم وَلم يعد بَعضهم الا بمبالغة فِي التوسل عِنْده وَكَذَا عضد البقاعي فِي كثير من حركاته وَعظم اخْتِصَاصه بعظيم المملكة يشبك الدوادار وداخله وَغَيره من خَواص الْأُمَرَاء بل لم يكن يتَخَلَّف عَن السُّلْطَان فِي أَسْفَاره حَتَّى أَنه دخل مَعَه الشَّام وحلب وَبَيت الْمُقَدّس وَمَكَّة وَالْمَدينَة وسمعته ينشد أرجوزة لَهُ فِي حج السُّلْطَان وَقَالَ لي إِنَّه تمنى بِحَضْرَتِهِ الْمَوْت فِي حَيَاته فانزعج من ذَلِك وَقَالَ بل انا اتمناه لتقرأ عِنْد قَبْرِي وتزورني وَنَحْو ذَلِك وَلذَا لم يجب سُؤَاله فِي تَقْرِيره فِي مشيخة مدرسته المكية وَهُوَ ذَاكر للنعمة فِي هَذَا كُله شَاكر الرب فِي سَعَة عطائه لَهُ وفضله وَقد درس وصنف وَأفْتى وَحدث وروى ونظم ونثر ونقب وَتعقب وخطب وَوعظ وَقطع وَوصل وَقدم وَأخر. وَمن تصانيفه فِي الْفِقْه فَتَاوَى مبوبة فِي مجلدين وحاشية على توضيح ابْن هِشَام كل هَذَا مَعَ الفصاحة والبلاغة وَحسن الْعبارَة الْمُقْتَضِيَة للايجاز والربط والشكالة وجودة الْخط ولطف الْعشْرَة والظرف والميل إِلَى النادرة واللطف ومزيد الذكاء والتفنن وَسُرْعَة البديهة الَّتِي يَتَّضِح بهَا التبين وطراوة النغمة وَالِاعْتِرَاف كَمَا قدمت بِالنعْمَةِ والطبع الْمُسْتَقيم الَّذِي لَا يمِيل بِهِ غَالِبا لدنيء وَلَا لئيم. وَلما مَاتَ الاقصرائي اسْتَقر عوضه فِي مشيخة الاشرفية برسباي وامتدحه بقصيدة سينية مَضْمُومَة هنأه فِيهَا الشهَاب المنصوري وَله فِيهِ غير ذَلِك

وباشرها بشهامة وَقُوَّة وَحِينَئِذٍ أخرج من وظائفه تدريس الاينالية وَنظر المهمندارية مَعَ الاعادة بهَا للشريف المقسي الوفائي شيخ القجماسية الْآن وتدريس خشقدم للسراج عمر الْمَنَاوِيّ أحد فضلاء النواب وَتزَوج خطيبة لأبي السُّعُود بن الشَّيْخ وأسكنها بِالْمَدْرَسَةِ وَهُوَ فِي ازدياد من الترقي ونمو من الْجِهَات والتوقي حَتَّى بلغ مبلغا) لم يرتق لَهُ غَيره مِمَّا حمد فِي أَكْثَره سيره وَلكنه فِي أَوَائِل سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ حِين مُطَالبَته لشخص بِمَا تجمد عَلَيْهِ لفلاحي الْكسْوَة ونسبته أَنه اشتط بِحَيْثُ أَمر بضربه فَعَاشَ نصف شهر وَمَات وَزعم وَلَده أَن ذَلِك سنة اجْتمعَا عِنْد رَأس نوبَة النوب فَكَانَت قلاقل وعواطل جَانب الْبُرْهَان فِيهَا أرجح مَعَ استمراره على وجاهته إِلَى أَن كَانَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ شكاه مهتار السُّلْطَان إِلَيْهِ زاعما تضرره ببروزه فِي بَيته على بركَة الْفِيل بِالْقربِ من مدرسة البشير الَّذِي كَانَ السُّلْطَان هُوَ الَّذِي اشْتَرَاهُ لَهُ فِي أَوَائِل سلطنته وتحول إِلَيْهِ بعد سكنه بالسكاكين من الشَّارِع فِي بَيت الشَّمْس الْكَاتِب وَبَالغ المشتكى فِي التَّكَلُّم بِمَا لَا يَلِيق فبادر لارسال من هَدمه مَعَ كَون البروز كَانَ باذنه ثمَّ مَنعه من الطُّلُوع إِلَيْهِ فَحِينَئِذٍ انخفض جَانِبه عِنْد الملاحظين لذَلِك وخاض النَّاس فِي أَسبَابه وتحرك حِينَئِذٍ الْوَلَد الْمشَار إِلَيْهِ للشكوى فَأمر بالتوجه مَعَه للشَّافِعِيّ وَآل الْأَمر لمصالحته بِمِائَة دِينَار فنقم السُّلْطَان ذَلِك وهدد الامام فخارت طباعه بِحَيْثُ اختفى وَأخذ فِي التوسل عِنْده بِبَعْض الْأُمَرَاء فَمَا أنجع هَذَا مَعَ اسْتِمْرَار جهاته إِلَى أَن أخرج عَنهُ قِرَاءَة الحَدِيث بالقلعة لسبط شَيخنَا ثمَّ نظر الْكسْوَة لغريمه المهتار ثمَّ مشيخة الاشرفية للصلاح الطرابلسي والمسموح للخيضري ووفر الامامة وَغير ذَلِك ثمَّ بعد سِنِين طلب الشهَاب بن القريصاتي وألزمه باحضار مَا تحصل لَهُ عِنْده من جهاته فَمَا تمكن من مُخَالفَته ثمَّ بعد مُدَّة حصل الرِّضَا عَنهُ والاذن لَهُ بِطُلُوع المولد ثمَّ أعَاد لَهُ المسموح بعد الخيضري وتكرر اجتماعه بِهِ بل طلبه للحضور مَعَ الْحَنَفِيَّة المأمورين بالاجتماع فِي الْقبَّة الدوادارية بَين يَدَيْهِ وَكَانَ هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ وَتكلم بِمَا لم ينهضوا بِهِ وَظهر مِنْهُ التَّمَسُّك بِمَا هُوَ مُقَرر عِنْده من بديع ذكائه وَحسن اشاراته وإيمائه وتفرده عَن سَائِرهمْ بِمَا اجْتمع فِيهِ وتقيده فِي مباحثه بإيضاح مَا يبديه بِحَيْثُ أَنه فِي لَيْلَة المولد من سنة خمس وَتِسْعين لما رام الِانْصِرَاف أمره بالمبيت وَبَالغ فِي التودد إِلَيْهِ والاقبال عَلَيْهِ حَسْبَمَا بسطت كل هَذَا فِي تواريخه من الْحَوَادِث كل ذَلِك وَهُوَ قَائِم بِمُبَاشَرَة مَا تَأَخّر من وظائفه مُتَوَجّه للاقراء فِي بَيته لفنون الْعلم

والفتيا طيب النَّفس متزود الهيبة وَقد رَأَيْت بِخَطِّهِ من نظمه مقرضا لبَعض الْفُضَلَاء المقتبسين من علمه: (فيالله دَرك من كتاب ... حوى مَا لم يسطر فِي كتاب) (أَتَى ببلاغة وفصيح لفظ ... وأسئلة محررة الْجَواب) (وَتَحْقِيق وتدقيق نَفِيس ... بِهِ يهدى لمعْرِفَة الصَّوَاب) ) (ومنشئه جزاه الله خيرا ... وضاعف أجره يَوْم الْحساب) (بِفضل الْمُصْطَفى خير البرايا ... امام الْمُرْسلين بِلَا ارتياب) (فصلى الله مَوْلَانَا عَلَيْهِ ... وآتاه الْوَسِيلَة فِي المآب) (وناظمها الإِمَام عبيد بَاب ... يروم شَفَاعَة عِنْد الْحساب) (فيا مولَايَ بلغه مناه ... وجد وامنن بتحسين الثَّوَاب) وَكَذَا كتبت فِي حوادث سنة ثَمَان وَتِسْعين من نظمه قَوْله فِي أبي النجا بن الشَّيْخ خلف الفوى. إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شرف بن مَنْصُور بن مَحْمُود بن توفيق بن مُحَمَّد بن عبد الله برهَان الدّين أَبُو اسحق بن الزين بن الشَّمْس الزرعي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد وأخو الولوي عبد الله والشهاب أَحْمد وَعم النَّجْم واخوته وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن قَاضِي عجلون وجده ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَسمع على الشهَاب بن حجي وَالْجمال بن الشرائحي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَقَرَأَ على الْحَافِظ ابْن نَاصِر الدّين بل رَأَيْت ابْن أبي عذيبة قَالَ انه أجَازه ابْن أبي الْمجد وَابْن صديق وَتخرج بِابْن الشرائحي فَالله أعلم. وَحدث وَسمع مِنْهُ الطّلبَة وَمِمَّنْ لقِيه السبطي والعز بن فَهد وَكتب على بعض استدعاآت بعض الْأَوْلَاد بل قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن اللبودي صَحِيح البُخَارِيّ وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق مَعَ نظر الْأَيْتَام بهَا والمشاركة فِي وقف الأسرى وَكَانَ من خِيَار الْقُضَاة ومحتشميهم حسن السِّيرَة كثير التودد والمكارم طارحا للتكلف وَكَانَ يَحْكِي أَن وَالِده كَانَ صديقا للْقَاضِي برهَان الدّين بن جمَاعَة فَلَمَّا مَاتَ فِي سنة تسعين وحملت بِهِ أمه قَالَ أَبوهُ إِن جَاءَ ذكرا سميته باسم الْبُرْهَان وَكَانَ كَذَلِك. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشري الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من يَوْمه بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير وَكَانَت جنَازَته حافلة وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ ورثاه ابْن اللبودي بقصيدة فائية رَحمَه الله.

إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الشهَاب غَازِي ابْن أَيُّوب ابْن حسام الدّين مَحْمُود الْكَمَال أَبُو اسحق بن فتح الدّين أبي اليسري الْحلَبِي الْمَالِكِي ابْن أخي الْمُحب أبي الْوَلِيد مُحَمَّد الْحَنَفِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن الشّحْنَة وَاسْتقر فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بحلب بعد أَبِيه فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الاذرعي. يحْتَمل أَن يكون ابْن قَاضِي عجلون الْمَاضِي قَرِيبا والأذرعي يحرف من الزرعي. إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ بن قبقب. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَلِيل. إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الشهرزوري المحتد التّونسِيّ الْفَقِيه المقرىء المجود وَيعرف بزعبوب. مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان أَو ثَلَاث وَثَمَانِينَ. إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّزَّاق بن غراب سعد الدّين بن علم الدّين بن شمس الدّين السكندري الأَصْل الْمصْرِيّ القبطي أَخُو الْفَخر ماجد وَهُوَ الْأَكْبَر وَيعرف بِابْن غراب أَصله من أَبنَاء الكتبة الاقباط بالاسكندرية فاتصل بِخِدْمَة الْجمال مَحْمُود الاستادار واختص بِهِ ورقاه حَتَّى ولاه نظر الْخَاص قبل استكماله عشْرين سنة عوضا عَن سعد الدّين أبي الْفرج بن تَاج الدّين مُوسَى فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَمَعَ ذَلِك فَلَمَّا أمسك الْجمال الْمشَار إِلَيْهِ كَانَ هُوَ الْقَائِم باظهار خباياه ومحافصته بِحَيْثُ أَنه كَانَ إِذا رَآهُ يبكي من شدَّة قهره مِنْهُ وتزايدت بذلك وجاهته عِنْد الظَّاهِر برقوق وَبعده اسْتَقر بِهِ ابْنه النَّاصِر فرج فِي نظر الْجَيْش مُضَافا للخاص وَغَيره بل صَار هُوَ الْحل وَالْعقد لَا سِيمَا وَقد اسْتَقر بأَخيه فِي الوزارة وَلم يلبث أَن قبض عَلَيْهِمَا وأحيط بموجودهما وخلعا مِمَّا كَانَ مَعَهُمَا وتسلمهما أزبك رَأس نوبَة ثمَّ نقلا إِلَى قطلوبغا الكركي شادالشر بخاناه إِلَى أَن أفرج عَنْهُمَا وعادا لوظائفها ثمَّ عزلا وَلَا زَالا كَذَلِك ارتفاعا وانخفاضا إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ النَّاصِر أَمِير مشورة وأنعم عَلَيْهِ بتقدمة ألف وَنزل إِلَى بَيته وَلزِمَ الْفراش مَرِيضا حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس أَو ضحوة نَهَاره تَاسِع عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَلم يبلغ الثَّلَاثِينَ وَكَانَ فِيمَا قيل شَابًّا جميلا كَرِيمًا جوادا ممدحا رَئِيسا نالته السَّعَادَة فِي مُبَاشَرَته مائلا إِلَى فعل الْخَيْر وَالصَّدَََقَة سِيمَا فِي الوباء الَّذِي كَانَ فِي سنة سِتّ فانه فعل فِيهِ من الْخيرَات مَا هُوَ مَذْكُور بِهِ مستفيض عَنهُ بل قيل إِنَّه مُنْذُ ولي الْوَظَائِف وَإِلَى أَن مَاتَ مَا دخل عَلَيْهِ مَمْلُوك من

المماليك السُّلْطَانِيَّة كَبِيرا كَانَ أَو صَغِيرا فِي حَاجَة إِلَّا وسقاه السكر الْمُذَاب ثمَّ يَأْخُذ فِي قَضَاء حَاجته. وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا فِي حوادث أنبائه فَقَالَ كَانَ جده غراب أول من أسلم من آبَائِهِ وباشر بالاسكندرية إِلَى أَن اتهمَ بِأَنَّهُ كَانَ مِمَّن دلّ الفرنج لما هجموها على عورات الْمُسلمين فَقتله ابْن عزام سنة سبع وَسبعين وَنَشَأ ابْنه عبد الرَّزَّاق وترقى إِلَى أَن ولي نظر الاسكندرية وَمَات فِي نَحْو الثَّمَانِينَ وَخلف وَلدين صغيرين مجد أكبرهما وَإِبْرَاهِيم هَذَا فَلَمَّا تمكن مَحْمُود من الظَّاهِر دخل الاسكندرية فأوى إِلَيْهِ إِبْرَاهِيم وَهُوَ يَوْمئِذٍ يكْتب فِي العرضة) تَحت كنف أَخِيه ماجد الَّذِي يلقب فَخر الدّين وَيُسمى مُحَمَّدًا فقربه مَحْمُود ودربه وخرجه إِلَى أَن مهر سَرِيعا وجادت كِتَابَته وَحمد مَحْمُود ذهنه وَسيرَته فاختص بِهِ وَتمكن مِنْهُ بِحَيْثُ صَار يدْرِي جَمِيع أُمُوره وَتعلم لِسَان التّرْك حَتَّى حذق فِيهِ فاتفق أَنه عثر عَلَيْهِ بخيانة فخاف ابْن غراب من سطوته فاستدرك نَفسه وانضوى إِلَى ابْن الطبلاوي وَهُوَ يَوْمئِذٍ قد قرب من قلب الظَّاهِر برقوق فَلم يَزَالَا بِالظَّاهِرِ حَتَّى بَطش بمحمود وَآل أمره إِلَى استنفاد أَمْوَاله وَمَوته بِحَبْس أولى الجرائم وتقلب ابْن غراب من مَاله فِيمَا يستحي من ذكره لكثرته ولازم خدمَة ابْن الطبلاوي إِلَى أَن رقاه فولي نظر الْخَاص ثمَّ ناطح ابْن الطبلاوي إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ باذن الظَّاهِر وَكَانَ من أوصياء الظَّاهِر ثمَّ اخْتصَّ بيشبك فَكَانَ مَعَه ظهيرا فِي تِلْكَ الحروب والمتقلبات حَتَّى ذهب ايتمش وتنم وَغَيرهمَا من أكَابِر الظَّاهِرِيَّة وتشتت شَمل أَكثر البَاقِينَ وَتمكن ابْن غراب حَتَّى استحضر أَخَاهُ فَخر الدّين فقرره وزيرا ثمَّ لما اسْتَقر فِي كِتَابَة السِّرّ وَنظر الْجَيْش أضَاف إِلَيْهِ نظر الْخَاص ثمَّ لبس الاستادارية وتزيا بزِي الجندي وَضرب على بَابه الطبول وَنعم جدا حَتَّى انه لما مرض كَانَ الْأُمَرَاء الْكِبَار يعودونه قيَاما على أَرجُلهم وَكَانَ هُوَ السَّبَب فِي فرار النَّاصِر وَتَركه المملكة وإقامته عِنْده تِلْكَ الْمدَّة مختفيا حَتَّى تمكن مِمَّا أَرَادَ من إبعاد من يود النَّاصِر وتقريب من أبغضه فَلَمَّا عَاد النَّاصِر إِلَى المملكة بتدبير ابْن غراب ألْقى إِلَيْهِ بالمقاليد فَصَارَ يكثر الامتنان على جَمِيع الامراء بِأَنَّهُ أبقى لَهُم بهجتهم وَأعَاد إِلَيْهِم مَا سلبوه من ملكهم وأمدهم بِمَالِه عِنْد فاقتهم وَكَانَ يُصَرح بِأَنَّهُ أَزَال دولة وَأقَام أُخْرَى ثمَّ أعَاد الاولى من غير حَاجَة لذَلِك وَأَنه لَو شَاءَ أَخذ الْملك لنَفسِهِ من غير مَانع وأهان كَاتب السِّرّ فتح الله وبادره وَلبس مَكَانَهُ ثمَّ ترفع عَن كِتَابَة السِّرّ فولاها كَاتبا عِنْده يُقَال الْفَخر بن المزوق وَلما تَكَامل لَهُ جَمِيع مَا أَرَادَ لحظته عين الْكَمَال بِالنَّقْصِ فَمَرض مُدَّة طَوِيلَة

بالقولنج الصفراوي إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَبَات فِي قَبره لَيْلَة الْجُمُعَة وَكثر تعجب النَّاس لذَلِك وَلَا عجب فِيهِ فقد مَاتَ الْحجَّاج لَيْلَة سبع وَعشْرين من رَمَضَان وَلَكِن كَانَ ابْن غراب محبوبا إِلَى الْعَامَّة لما قَامَ بِهِ فِي الغلاء والفناء من إطعامه الْفُقَرَاء وتكفينه للأموات من مَاله وَلم يُوجد لَهُ كَبِير أَمر من المَال بل مَاتَ وَعَلِيهِ من الدُّيُون مَا لَا يدْخل تَحت الْحصْر وأعيد فتح الله لكتابة السِّرّ. وَكَانَ مليح الشكل معرق الصُّورَة شَدِيد الزهو وَالْعجب يحب الِانْفِرَاد بالرياسة وَيظْهر التعفف عَارِفًا باللغة التركية مَعَ الدهاء وَالْمَكْر والمعرفة التَّامَّة بأخلاق أهل الدولة وهابا مفضالا كثير) الْبَذْل وافر الْحُرْمَة بلغ فِي المملكة مَا لم يبلغهُ أحد فانه لم يمت حَتَّى صَار أَمِيرا بتقدمه ألف وتنقل فِي الولايات نظر الْخَاص والجيش والاستدارية وَكِتَابَة السِّرّ وَغَيرهَا وَلَقَد تلاعب بالدولة ظهرا لبطن وخدم عِنْد الاضداد وَعظم قدره حَتَّى شاع أَنه لَا بُد أَن يَلِي السلطنة. وترجمته فِي عُقُود المقريزي مُطَوَّلَة وَالله يسامحه. إِبْرَاهِيم بن عبد الْغَنِيّ بن إِبْرَاهِيم أَمِين الدّين بن مجدالدين القبطي الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن الهيصم. ولد تَقْرِيبًا فِي أَوَائِل الْقرن بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف السَّعَادَة تَحت نظر أَبِيه ثمَّ عَمه التَّاج عبد الرَّزَّاق إِلَى أَن كتب الْمَنْسُوب وبرع فِي الْحساب فباشر فِي عدَّة جِهَات ثمَّ انْتقل إِلَى نظر الدولة عقب الكريمي عبد الْكَرِيم بن كَاتب جكم فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين فدام فِيهَا إِلَى سنة سبع وَثَلَاثِينَ فاستقر حِينَئِذٍ فِي الوزارة بِالدَّار المصرية بعد صرف الكريمي بن كَاتب المناخات وَلم يلبث إِلَّا أشهرا ثمَّ اختفى إِلَى أَن ظهر بشفاعة اينال الا بوبكري الخازندار فِيهِ وَولي بعد ذَلِك نظر الْمُفْرد ثمَّ أُعِيد إِلَى نظر الدولة وَمكث فِيهَا سِنِين إِلَى يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَخمسين فَأَعَادَهُ الظَّاهِر إِلَى الْوزر عوض ابْن كَاتب المناخ أَيْضا فباشره حِينَئِذٍ مُبَاشرَة جَيِّدَة لَا سِيمَا لما وَقع الشراقي والغلاء فِي سنة أَربع وَخمسين بِحَيْثُ ألبس فِي تِلْكَ الْأَيَّام عدَّة خلع شكرا لَهُ على سَده إِيَّاهَا ثمَّ عجز واستعفى فأعفى وَاسْتقر عوضة تغرى بردى القلاوي فِي شَوَّال سنة سِتّ وَخمسين إِلَى أَن أعفي وأعيد الأميني فِي أَيَّام الْمَنْصُور تَاسِع عشر صفر سنة سبع وَخمسين ثمَّ بعد أشهر وَذَلِكَ فِي مستهل رَمَضَان اختفى لعَجزه وَقرر عوضه كَاتب المماليك فرج بن النجا إِلَى أَن ظهر صَاحب التَّرْجَمَة بِأَمَان فأعيد فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَخمسين فَمَا كَانَ بأسرع من عَجزه وَطَلَبه للاستعفاء فَلم يجب

فاختفى فِي أثْنَاء ذِي الْقعدَة مِنْهَا وأعيد فرج وَاسْتمرّ اختفاء هَذَا إِلَى أَن مرض وسمح لَهُ بالاقامة ببيته حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة مستهل ربيع الآخر وَقيل فِي يَوْم الْأَحَد ثامن عشر صفر سنة تسع وَخمسين وَكَانَ رَئِيسا خَفِيف الظُّلم بِالنِّسْبَةِ كثير التجمل فِي ملبسه ومركبه غَايَة فِي الترف منعزلا عَن الاقباط بِحَيْثُ تزوج من الْمُسلمين وَحج وحفر بالكاملية بِئْرا عظم النَّفْع بهَا للمصلين وَغَيرهم وَمَال إِلَى الْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ وَعظم اعْتِقَاده فيهم واشتدت رغبته فِي الاحسان إِلَيْهِم بالبذل وَغَيره مَعَ الاكثار من زيارتهم. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ من أصلح الْمَوْجُودين من أَبنَاء جنسه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا وَهُوَ قريب الجمالي بن كَاتب جكم وأخيه الْآتِي قَرِيبا) أمهما سارة ابْنة التَّاج عبد الرَّزَّاق عَم صَاحب التَّرْجَمَة. إِبْرَاهِيم بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب سعد الدّين بن فخرالدين الدمياطي الأَصْل القاهري وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان نَاظر الخزانة وكاتبها وأصغر اخوته الْخَمْسَة الأشقاء أمّهم ابْنة الْمجد كَاتب المماليك فِي أَيَّام النَّاصِر كَانَ رَئِيسا عَاقِلا محتشما وقورا محبا فِي الْعلمَاء مكرما لَهُم وَله مآثر حَسَنَة مِنْهَا جَامع بولاق بِالْقربِ من منظره الحجازية وَجعل فِيهِ شَيخا وصوفية وَأول من خطب فِيهِ بعض الْفُضَلَاء ثمَّ الولوي بن تَقِيّ الدّين البُلْقِينِيّ الَّذِي ولى قَضَاء الشَّام بعد ثمَّ رغب عَنْهَا لشيخ الْمَكَان وَاتفقَ لكل من الْأَوَّلين ماجرية فِي ذَلِك أودعتها فِي الْحَوَادِث وبالقرب مِنْهُ لَهُ عمائر هائلة بل ملك منظرة البراحية وَغَيرهَا مِمَّا صَار وَقفا عَلَيْهِ وَحج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَتقدم فِي الرياسة وصاهر الجمالي بن كَاتب جكم على أُخْته فاستولدها شقرا تزَوجهَا ابْن خالها الكمالي نَاظر الْجَيْش ثمَّ خَلفه عَلَيْهَا حفيد عَمها البدري أَبُو الْبَقَاء وَلم يكن للجمالي مَعَ صَاحب التَّرْجَمَة أَمر وَله ابْنة أكبر مِنْهَا تزَوجهَا بعض من بني مخاطة وَهِي من سَرِيَّة لَهُ زَوجهَا فِي حَيَاته لبَعض اخصائهم الْخِيَار وَمَاتَتْ تَحْتَهُ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشري ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَدفن من الْغَد بتربة أَخِيه الْمجد عبد الرَّحْمَن قَرِيبا من تربة الْأَشْرَف برسباي من الصَّحرَاء بعد أَن صلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالأزهر وَيُقَال انه لم يبلغ السِّتين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم بن بركَة بن سعد الدّين بن كريم الدّين بن سعد الدّين القبطي الْمصْرِيّ سبط التَّاج عبد الرَّزَّاق بن الهيصم وأخو الجمالي يُوسُف

الآتيين وَيعرف بِابْن كَاتب جكم. ولد بِالْقَاهِرَةِ قبل الْعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ تَحت كنف أَبِيه وأحضر إِلَيْهِ من أقرأه الْقُرْآن وَعلمه الْكِتَابَة وَالْعلم كالفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي والعربية حَتَّى كتب الْمَنْسُوب وبرع فِي الْحساب والمباشرة فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ اسْتَقر فِي نظر الْخَاص ووكالة السُّلْطَان الْخَاصَّة بِهِ على سِتِّينَ ألف دِينَار وسنه نَحْو من الْعشْرين سنة فحسنت سيرته وسافر إِلَى آمد صُحْبَة الْأَشْرَف برسباي ثمَّ تغير عَلَيْهِ بعد عوده لكَونه لم يُوَافقهُ على الِاسْتِقْرَار فِي الْوزر وضربه وَاسْتقر بأَخيه الجمالي فِيهَا ثمَّ أعفى وألزما بِمَال كثير جدا قاما بِهِ وَاسْتمرّ صَاحب التَّرْجَمَة على وَظِيفَة الْخَاص إِلَى أَن مَاتَ بعد مرض طَوِيل بالسل وبالقولنج فِي أَثْنَائِهِ بِحَيْثُ حصل لَهُ صرع وَلم يكثر واتهم طبيبه بِأَنَّهُ دس عَلَيْهِ سما فِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَصلي) عَلَيْهِ بمصلى المؤمني فِي مشْهد حافل حَضَره السُّلْطَان فَمن دونه وَدفن لَيْلَة الْجُمُعَة عِنْد أَبِيه بالقرافة وَلم يبلغ الثَّلَاثِينَ وَاسْتقر أَخُوهُ بعده وَكَانَ شَابًّا حسن الشكالة جوادا كَرِيمًا دريا سيوسا مَعَ تيه وإسراف وزهو. وَقد أثنى عَلَيْهِ شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَانَ قَلِيل الْأَذَى كثير الْبَذْل طلق الْوَجْه نادرة فِي طائفته وَاسْتقر بعده فِي وظائفه أَخُوهُ جمال الدّين يُوسُف يَوْم السبت وهرع النَّاس للسلام عَلَيْهِ وَقَالَ فِي تَرْجَمَة أَبِيه أَن ابْنه هَذَا اسْتَقر بعده وَهُوَ أَمْرَد فاستمر وَلم يظنّ أحد أَنه يسْتَمر لصِغَر سنه لكنه اسْتَعَانَ أَولا بجده لأمه ثمَّ اسْتَقل بالأمور بعد وَفَاته وَقد تدرب وَكَانَ يتَكَلَّم بالتركي وَيحسن المعاشرة مَعَ لثغة فِي لِسَانه وَقَالَ المقريزي انه كَانَ من المترفين المنهمكين فِي اللَّذَّات المنغمسين فِي الشَّهَوَات. إِبْرَاهِيم بن النَّجْم عبد الْكَرِيم بن عمر الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري ابْن أخي الخواجا الشَّمْس مُحَمَّد بن الزين. شَاب أَقَامَ بِمَكَّة ثمَّ بِالْمَدِينَةِ مَعَ عَمه وَوَحدهُ وسافر فِي التِّجَارَة وتفحل وابتني بِمَكَّة دَارا بِالْقربِ من دَار عَمه ثمَّ سَافر فِي التِّجَارَة لكالكوت وَغَيرهَا مَعَ سُكُون ورغبة فِي الْخَيْر واتصال بابنة عَمه بورك فيهمَا ثمَّ عَاد بعد موت عَمه بِقَلِيل فحج فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين ثمَّ رَجَعَ مَعَ الركب لقابل. إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم الْكرْدِي الْحلَبِي دخل بِلَاد الْعَجم وَأخذ عَن الشريف الْجِرْجَانِيّ وَغَيره وَقَامَ بِمَكَّة وَكَانَ حسن الْخلق كثير الْبشر بالطلبة انتفعوا بِهِ كثيرا فِي عدَّة فنون أجلهَا الْمعَانِي وَالْبَيَان فانه كَانَ يقررها تقريرا وَاضحا. مَاتَ فِي آخر الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه وَسمي ابْن فَهد وَالِده خَلِيلًا وَالله

أعلم وأرخ وَفَاته فِي لَيْلَة الْأَحَد ثامن عشر الْمحرم بِمَكَّة وَوَصفه بالعلامة وَقَالَ غَيره أَنه قطنها وأقرأ تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ ومنهاجه وَكَذَا المصابيح والعربية وَغَيرهَا وَمِمَّنْ ذكر أَنه أَخذ عَنهُ صاحبنا أَبُو الْوَقْت عبد الأول المرشدي. إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وثمان مائَة بِمَكَّة وَسمع المراغي وَالْجمال بن ظهيرة وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ ابْن صديق والعراقي والهيثمي وَعَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي وَدخل الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ فَمَاتَ فِي ثانيتهما وَهُوَ صَغِير بالطاعون فِي سنة تسع عشرَة. تَرْجمهُ ابْن فَهد. إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْقسم بن صَالح بن هَاشم برهَان الدّين أَبُو الْوَفَاء بن الْمُحدث الْجمال بن الْحَافِظ الشهَاب العرياني القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بالعرياني. ولد فِي ثامن عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو على الشَّمْس الزراتيتي وَحفظ كتبا فِي الْعُلُوم وَأخذ الْفِقْه عَن الشموس الثَّلَاثَة الْبرمَاوِيّ والشطنوفي والغراقي والبرهان البيجوري وقريبيه الشَّمْس والنور وَعَن الشطنوفي مَعَ الْبَدْر الدماميني أَخذ الْعَرَبيَّة وَعَن الْبرمَاوِيّ أَخذهَا هِيَ وَالْأُصُول بل قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه على الْعُمْدَة أَو غالبه وَكَذَا أَخذ الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول عَن الْمجد الْبرمَاوِيّ وَحضر بِأخرَة عِنْد القاياتي فِي الْعَضُد وَغَيره وَعلم الحَدِيث عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا وانتفع فِي ابْتِدَائه فِي النَّحْو وَالْفِقْه والْحَدِيث بوالده الْجمال بل اعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ على التقي بن حَاتِم والشهاب بن المنقر وَالصَّلَاح الزفتاوي والتاج الصردي والنجم ابْن الكشك والسراج الكومي والزينين ابْن الشيخة والمراغي والتقي الدجوي وستيتة ابْنة ابْن غالي وأسمعه على التنوخي وَابْن أبي الْمجد والبلقيني والعراقي والهيثمي والصدر الْمَنَاوِيّ والحلاوي والسويداوي والشرف أبي بكر بن جمَاعَة والنجم البالسي والشهاب أَحْمد بن عبد الله ابْن رشيد السّلمِيّ الْحِجَازِي الْحَنَفِيّ وَمَرْيَم الاذرعية فِي آخَرين من الصِّنْفَيْنِ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن العلائي وَخلق وَهُوَ مكثر سَمَاعا وشيوخا. وَحج مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَلزِمَ الِاشْتِغَال حَتَّى برع وَصَارَ يعد فِي الْفُضَلَاء مَعَ الذكاء المفرط والمذاكرة بِكَثِير من الحكايات والنوادر والأشعار والفوائد الجمة وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا وَمن قبله عَن البُلْقِينِيّ وَهُوَ كَانَ قارىء الحَدِيث عِنْده فِي رَمَضَان وَجمع

شرح شَوَاهِد الكافية الشافية لِابْنِ ملك كَمَا رَأَيْته بِخَط شَيخنَا وَهُوَ شرح حسن يدل على اطلَاع زَائِد فِي النَّحْو وَغَيره وَحفظ غزير للْحَدِيث والاشعار الْعَرَبيَّة والأمثال وَلَيْسَ بِكَثِير عَلَيْهِ وان زعم بَعضهم أَنه وجد بتركة المقريزي شرحها للغماري فان كَانَ وقف عَلَيْهِ فَيمكن أَن يكون أَخذه وَزَاد عَلَيْهِ وَولي مشيخة العلائي طيبغا الطَّوِيل الْمَعْرُوفَة بالطويلية بالصحراء وَظِيفَة أَبِيه وجده وتنزل فِي صوفية البيبرسية وَغَيرهَا من الْجِهَات وَلكنه مَعَ هَذِه الْأَوْصَاف الشَّرِيفَة ضيع نَفسه بِكَثْرَة إسرافه على نَفسه ومجاهرته بِالْمَعَاصِي بِحَيْثُ شوهد مِنْهُ الْعجب من ذَلِك وأفضى بِهِ الْحَال إِلَى أَن سقط فِي الْبَحْر وَهُوَ ثمل فِيمَا قيل يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشري رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فغرق وَلم يُوجد ثمَّ وجد فِي مستهل شعْبَان فَغسل من الْغَد وَدفن بعد أَن تَغَيَّرت رَائِحَته وَاسْتقر بعده فِي) الطويلية أَبُو الْخَيْر بن النّحاس وَزعم صاحبنا التقى القلقشندي أَن شَيخنَا كَانَ اسْتَقر بِهِ فِيهَا لتجاهره بِمَا أَشرت إِلَيْهِ فَالله أعلم وَقد حدث باليسير وَأخذ عَنهُ أَصْحَابنَا وحملني شَره الطَّالِب على أَن قَرَأت عَلَيْهِ جُزْءا وَلَيْسَ بِأَهْل للرواية عَنهُ وَلَا كرامه سامحه الله وَعَفا عَنهُ. إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن إِسْحَق صارم الدّين بن الْجمال بن الْعِمَاد البعلي الشَّافِعِي التَّاجِر وَيعرف بِابْن الْعِمَاد. ولد فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد ابْن قَاضِي المنيطرة وَسمع البُخَارِيّ على الزين عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب فِي سنة خمس وَتِسْعين بِجَامِع بعلبك أنابه الحجار سنة سبع عشرَة وَسَبْعمائة وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وقرأت عَلَيْهِ ببعلبك الْمِائَة لِابْنِ تَيْمِية وَكَانَ خيرا نير الشيبة جميل الْهَيْئَة يتكسب بِالتِّجَارَة مَاتَ فِي. إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي أَيُّوب الصَّدْر أَبُو الْفضل بن الشّرف أبي الْقسم السلماسي ثمَّ التبريزي الشَّافِعِي وَيعرف بالزنهاري نِسْبَة لبَعض المعتقدين. لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي موسم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ عقب الْحَج وَلم يحجّ قبلهَا فَسمع مني المسلسل وَأَخْبرنِي أَن مولده سنة ثَمَان وَعشْرين بسلماس اد غَيره أَنه ولي قَضَاء تبريز ثمَّ أعرض عَنهُ وَأَنه درس فِي فنون وكتبت لَهُ إِجَارَة. إِبْرَاهِيم بن الْجمال عبد الله بن خَلِيل بن يُوسُف المارداني الْأَزْهَرِي الْآتِي أَبوهُ وولداه التقى عبد الرَّحْمَن الْأَصْغَر والمحب مُحَمَّد. ولد فِي أول سنة تسع وثمان مائَة وَمَات فِي خَامِس شعْبَان سنة سبعين بعد أَن أثكل أَصْغَر ولديه وَكَانَ موقتا.

إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الصَّنْعَانِيّ الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي المادح مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سعد الدّين بن جمَاعَة الْبُرْهَان ابْن شَيخنَا الْجمال الْكِنَانِي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي سبط الشَّمْس بن الديري الْحَنَفِيّ ووالد الْعِمَاد إِسْمَاعِيل والنجم مُحَمَّد شيخ الصلاحية والخطيب الْمُحب أَحْمد الْآتِي ذكرهم. ولد فِي إِحْدَى الجمادين سنة خمس وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَسمع على جده لأمه فِي صَحِيح مُسلم وعَلى غَيره واشتغل يَسِيرا وَولي قَضَاء بَلَده وخطابتها وَتَكَلَّمُوا فِي سيرته وديانته وَأورد لَهُ شَيخنَا فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين من أنبائه حَادِثَة. مَاتَ فِي آخر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بعد أَن استجيز بِبَعْض الاستدعاآت. إِبْرَاهِيم بن عبد الله سيف الدّين الشَّامي المهمندار ويلقب خرر قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه قدم مَعَ الْمُؤَيد فولاه المهمندار بعد أَن لَاقَى وَكَذَا أولى مرّة ولَايَة وَمَات فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْأنْصَارِيّ الخليلي مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين. إِبْرَاهِيم بن عبد الله الرفاء. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ مُقيما بزاوية بِمصْر قَرِيبا من جَامع عَمْرو وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير ويحكى عَنهُ كرامات. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع. إِبْرَاهِيم بن عبد الله المغربي الْمدنِي وَيعرف بالحطاب بِالْمُهْمَلَةِ قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه سكن الْمَدِينَة طَويلا على خير واستقامة وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ. إِبْرَاهِيم بن عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم الجذامي البرنتيشي نِسْبَة لحصن من غرب الأندلس من أَعمال أشبونة المغربي ثمَّ القاهري تَاجر السُّلْطَان وَابْن عَم أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَالِد صاحبنا أبي عبد الله مُحَمَّد الْآتِي. مَاتَ بالاسكندرية فِي أَوَاخِر رَجَب أَو أول شعْبَان سنة ثَمَانِينَ عَن نَحْو الثَّمَانِينَ وَسمعت من يصفه بِخَير وعقل وَأَنه كَانَ من أَصْحَاب الْأَشْرَف قايتباي قبل استقراره فِي المملكة وَمن غَرِيب مَا اتّفق لَهُ أَنه جهز قبيل مَوته مُعظم تركته لأَهله ببلاده وَلم يتْرك عِنْده إِلَّا مَا يكون وَفَاء لدينِهِ حَتَّى لَا يدع شَيْئا تغتصبه الدولة وَمَعَ ذَلِك

فَمَا سلم وَحصل لوَارِثه أبي عبد الله الْمشَار إِلَيْهِ اجحاف هُنَا وَهُنَاكَ عوضهما الله الْجنَّة. إِبْرَاهِيم بن عبد الْمُهَيْمِن فَخر الدّين القليوبي ثمَّ القاهري الخازن بالبيمارستان المنصوري وَالِد أَحْمد والشرف مُحَمَّد الْمَذْكُورين كَانَ من خَواص الْجمال الاستادار وَلذَا تعرض لوَلَده بعد مَوته. إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب الْبُرْهَان بن الْجلَال المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَالِد عبد الْوَاحِد. ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء منتصف صفر سنة تسع عشرَة وثمان مائَة بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن والقدوري واشتغل على أَبِيه بل سمع على عَمه النّسك الْكَبِير لِابْنِ جمَاعَة. مَاتَ فِي ظهر يَوْم الْجُمُعَة عَاشر صفر سنة سبع وَسبعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن درع برهَان الدّين أَبُو اسحق بن الْمسند التَّاج بن الْحَافِظ الْعِمَاد الْقرشِي البصروي الدِّمَشْقِي الْمزي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن كثير. ولد فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا وأحضر فِي الثَّالِثَة على ابْنة عَم وَالِده سِتّ الْقُضَاة أم عِيسَى ابْنة عبد الْوَهَّاب بن عمر بن كثير كتاب السّنة لأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن حَامِد بن السّري خَال ولد البستي لَقيته بالمزة وَهُوَ من بَيت علم وَحَدِيث) فَقَرَأت عَلَيْهِ جزا وَمَات. إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن التَّاج الحسني الصلتي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ بثروة وَتوجه للتِّجَارَة مِمَّن جاور فِي سنة سبع وَتِسْعين ورأيته هُنَاكَ على خير بِالنِّسْبَةِ لِأَبِيهِ وَيذكر. إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب بن عبد السَّلَام بن عبد الْقَادِر برهَان الدّين أَبُو إِسْحَاق بن التَّاج الْبَغْدَادِيّ ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ التَّاجِر وَالِد عَليّ الْآتِي. ولد فِي ثَالِث ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وسافر مَعَ أَبِيه إِلَى مَكَّة فجاور وَسمع بهَا على ابْن صديق فِي سنة سِتّ وثمان مائَة صَحِيح البُخَارِيّ ومسند الدَّارمِيّ وَغَيرهمَا وقطن الْقَاهِرَة وَحدث فِيهَا بِالصَّحِيحِ وَغَيره سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَأخذت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ خيرا مواظبا على الْجَمَاعَات وَحُضُور التصوف بِسَعِيد السُّعَدَاء حَرِيصًا على الْخَيْر والقربات محبا فِي الحَدِيث وَأَهله سليم الصَّدْر متكسبا من التِّجَارَة على سداد وَخير. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشرى ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد رَحمَه الله وايانا.

إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب سعد الدّين اللدي الْغَزِّي أَخُو عبد الرَّحْمَن وَذَاكَ الْأَكْبَر وَالْأَجَل ووالد الْكَمَال مُحَمَّد الآتيين نَاب عَن أَخِيه بدار السَّعَادَة بغزة ثمَّ اسْتَقر فِي كِتَابَة سرها وَغَيرهَا وَتزَوج ابْنة الناصري مُحَمَّد بن جمال الدّين بعد أَخِيه واستمرت تَحْتَهُ حَتَّى مَاتَ فِي مستهل شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَ عَاقِلا سيوسا وَتوجه أَبُو زَوجته لضبط تركته ظنا. إِبْرَاهِيم بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن هادي الْوَلَد السَّيِّد جمال الدّين بن الْعَلامَة النُّور بن الْعَارِف الْعَلَاء بن الْعَفِيف الْحُسَيْنِي الايجي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو حبيب الله وَعبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد الآني كل مِنْهُم وَيعرف كأبيه وجده بِابْن السَّيِّد عفيف الدّين. ولد فِي ثَالِث عشري جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه أم ولد حضر إِلَيّ مَعَ أَبِيه وَهُوَ فِي الثَّالِثَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فِي تِلْكَ الْمُجَاورَة فحدثتهما بالمسلسل وَنَشَأ فدر بِهِ زوج أمه ملا على البُخَارِيّ فِي قِرَاءَة الْقُرْآن وَفِي النَّحْو بالعوامل والكافية وَفِي الصّرْف بتصريف الْعُزَّى وَلما كنت فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِمَكَّة أحضرهُ إِلَيّ فَقَرَأَ أربعي النَّوَوِيّ ثمَّ ثلاثيات البُخَارِيّ بل سمع عَليّ أصل الصَّحِيح وَالشَّمَائِل بكمالهما والابتهاج بأذكار الْمُسَافِر الْحَاج وغنية الْمُحْتَاج فِي ختم صَحِيح مُسلم بن الْحجَّاج وَالْقَوْل النافع) فِي ختم الصَّحِيح الْجَامِع ثلاثتهما من تأليفي وقابل بحضرتي نُسْخَة من أَولهَا وَهُوَ فطن لَبِيب يمسك حِين سَمَاعه نُسْخَة مَعَه فَيحسن الْإِمْسَاك مَعَ أدب وتربية بورك فِيهِ ثمَّ سَافر مَعَ أَبِيه مُتَعَلقا بِهِ من أمه وسافرت مَعَ زَوجهَا لجِهَة أُخْرَى. إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن سعيد بن النجار وَالِد الْخَطِيب مُحَمَّد الوزيري كَانَ رجلا صَالحا يقرئ الْأَبْنَاء وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده القَاضِي برهَان الدّين اللَّقَّانِيّ وَأثْنى على صَلَاحه كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته. مَاتَ فِي. إِبْرَاهِيم بن علبك. فِي ابْن أَحْمد بن غَنَائِم. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن سعيد الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن أبي مَدين وَهِي كنية أَبِيه. قدم الْقَاهِرَة فَسمع مني المسلسل فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن اسمعيل بن مُحَمَّد برهَان الدّين الْمَنَاوِيّ الأَصْل القاهري أَخُو أَحْمد وَمُحَمّد الشويهد كَانَ من أهل الْقُرْآن وَمِمَّنْ يذكر بملاه بِالنِّسْبَةِ

لأخويه مَعَ ضيق الْمصرف والتقلل من الْعِيَال والملازمة لحضور الصلاحية إِلَى أَن انْقَطع وَأقَام مُدَّة فخشي ابْن أَخِيه الْمُسْتَحق لميراثه على مَا بِيَدِهِ فحازه وَزَاد فِي التقتير عَلَيْهِ فَلم يعْدم من يرفعهُ حَتَّى أَخذ مِنْهُ وَوضع تَحت يَد الشَّافِعِي وَفرض لَهُ ولجاريته مَا يكفيهما حَتَّى مَاتَ قريب التسعين بعد أَن وقف دَاره على ابْنَتي أَخَوَيْهِ رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سعيد بن عبيد الله السَّيِّد برهَان الدّين بن الْعَلَاء الْحُسَيْنِي البقاعي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ ولد بعد الْخمسين تَقْرِيبًا بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد عمر اللولوي الْحَنْبَلِيّ ومنظومة النَّسَفِيّ وأصوله وَأخذ فِي الْفِقْه عَن قَاسم الرُّومِي والشرف بن عبيد والكمال بن شهَاب النَّيْسَابُورِي وَعنهُ أَخذ فِي أصُول الدّين والنحو والمنطق والمعاني أَيْضا وَأخذ فِي أصُول الْفِقْه عَن ابْن الْحَمْرَاء ثمَّ لَازم عبد النَّبِي المغربي فِي الْأَصْلَيْنِ وَالْحكمَة وأدب الْبَحْث والمنطق وَغَيرهَا وجود الْقُرْآن على الشَّمْس بن الخدر وَعبد الله بن العجمي الْوَفَاء وَسمع الحَدِيث على الْبُرْهَان بن مُفْلِح القَاضِي وَعُثْمَان البلبلي وَالشَّمْس الخيري الشَّافِعِي وَعَلِيهِ قَرَأَ البُخَارِيّ والبرهان النَّاجِي ولازمه والقطب الخيضري وَاسْتقر بِبَلَدِهِ فِي إِمَامَة الريحانية الْمُجَاورَة لنُور الدّين الشَّهِيد مولى الطواشي ريحَان واقفها وَغَيرهَا من وظائفها بعد أَبِيه الْمُتَوفَّى فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وتكسب) بِالشَّهَادَةِ وَتزَوج ابْنة الْعَلَاء المرداوي وَحج بهَا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا ولازمني حِينَئِذٍ حَتَّى قَرَأَ شرحي على التَّقْرِيب للنووي وَكتبه بِخَطِّهِ بل وَسمع فِي شرحي للألفية وَكَذَا شرح المُصَنّف وَجُمْلَة من البُخَارِيّ وَغير ذَلِك وَقَرَأَ على عبد الْمُعْطِي رِسَالَة الْقشيرِي وَسمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة غَيره فِي العوارف للسهروردي وَهُوَ إِنْسَان خير فَاضل فَقير يستحضر كثيرا من البُخَارِيّ وَنَحْوه وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء كَانَ الله لَهُ. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ أَبُو الصفاء ابْن أبي الْوَفَاء بن أبي الْفَضَائِل الْحُسَيْنِي الْعِرَاقِيّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَالِد الْكَمَال أبي الْوَفَاء مُحَمَّد الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن أبي الْوَفَاء. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة مستهل ذِي الْحجَّة سنة عشر وثمان مائَة بالعراق وَحفظ بهَا الْقُرْآن عِنْد أَبِيه وانتقل وَهُوَ ابْن ثَمَان صُحْبَة أَبَوَيْهِ إِلَى ديار بكر الْعليا فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْحَاوِي الفرعي بل زعم أَنه قرا الْمُحَرر أَيْضا ومختصرا من كل مَذْهَب وَأَن بعض أَصْحَاب وَالِده وجده

استماله للتقيد بالشافعي وَأَنه انْتفع بوالده وتلا عَلَيْهِ بالسبع أفرادا وجمعا وَكَذَا على الشَّيْخ عبد الله الشِّيرَازِيّ بحصن كيفا وارتقى حَتَّى زعم أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة ثَلَاثِينَ وَهُوَ بمحراب زاويتهم وظهره للْقبْلَة وَوَجهه للشام وَأَشَارَ إِلَيْهِ بِالْقِرَاءَةِ قَالَ فَأخذت فِي ذَلِك فتلجلج لساني قَالَ فلقنني صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْفَاتِحَة قَالَ ثمَّ رَأَيْته مرّة أُخْرَى فِي سنة نَيف وَخمسين فقرأتها عَلَيْهِ ثمَّ أُخْرَى فقرأتها مَعَه على نَحْو قراء الجوق وَأَنه أَخذ عَلَيْهِ الْعَهْد وَسمع مِنْهُ بعض الْأَحَادِيث الَّتِي لم نعرفها عَنهُ. وَأخذ أَيْضا عَن عبد الرَّحْمَن الْجلَال ابْن أُخْت شَارِح التَّلْبِيَة والسلوك عَن أَبِيه والعز يُوسُف بن عبد السَّلَام من ذُرِّيَّة السَّيِّد عبد الْقَادِر الجيلاني والمحيوي يحيى بن مُحَمَّد من ذُرِّيَّة أَحْمد بن الرِّفَاعِي والزين الحافي وعَلى العجمي ومحمود الْخُرَاسَانِي والمحيوي الطوسي من ذُرِّيَّة الْغَزالِيّ قَالَ وَكَانَ عَالما مطلعا وَلزِمَ الِاشْتِغَال حَتَّى ادّعى أَنه عرض عَلَيْهِ فِي كل من بَغْدَاد واربل والموصل وحلب وَغَيرهَا وظائف فأباها وَأَنه كَانَ ورده مَعَ الِاشْتِغَال ختمة فِي الْيَوْم وَأَنه جمع تصانيف مِنْهَا ألطف اللطائف فِي ذكر بعض صِفَات المعارف وعمدة الطالبين إِلَى معرفَة أَرْكَان الدّين والشفاء لصدور الصُّدُور والدواء لداء المصدور وَالْفَتْح الرباني فِي شرح الدّين الإيماني وَفتح الله حسبي وَكفى فِي مولد الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومنهاج السالكين إِلَى مقَام العارفين والرسالة القدسية فِي الإلهامات الانسية فِي أصُول الدّين يشْتَمل على عقائد وَعلم الطَّرِيقَة) والحقيقة وتحفة الطلاب ومنحة الْوَهَّاب فِي الْآدَاب بَين الشَّيْخ وَالْأَصْحَاب وَوَصِيَّة الْوَالِد وَالْأَب للأولاد من الصلب وَالْقلب وابتهاج الناسكين فِي طَرِيق الْمُحَقِّقين ولمح الْبُرْهَان الفريد فِي شرح كَلِمَات الشَّيْخ رسْلَان فِي التَّوْحِيد وديوان شعر وَغير ذَلِك مِمَّا رَأَيْت أَكْثَره وَحج فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَفِي سنة ثَلَاث وَخمسين وابتنى بِالشَّام زَاوِيَة بميدان الْحَصَى بِالْقربِ من جَامع منجك وَأقَام بِهِ مُدَّة وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَتردد إِلَيْهِ فِي بَعْضهَا الزيني البوتيجي وَابْن المهندس الْموقع وَأخذ عَنهُ بعض تصانيفه وَكَذَا صَحبه الشهَاب المسطيهي وَيُقَال أَنه امتدحه وَآخَرُونَ ورأيته كتب بِخَطِّهِ للسَّيِّد الْعَلَاء بن عفيف الدّين حِين لقِيه بِبَيْت الْمُقَدّس سنة خمسين إجَازَة مُشْتَمِلَة على خطأ كَبِير وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين الزين الأبناسي

ورفيقه الْبَدْر بن خطيب الفخرية وَغَيرهمَا وَجَرت خطوب وحروب أثبتها مفصلة فِي الْحَوَادِث وَغَيرهَا فَلم يَسعهُ إِلَّا لم أَطْرَافه وسافر وَمَا انْشَرَحَ الخاطر للاجتماع بِهِ مَعَ شدَّة حرصي على لِقَاء الغرباء والوافدين واختبار أَحْوَالهم إِلَى أَن حركني الابناسي الْمشَار إِلَيْهِ بِمَا أطراه بِهِ مِمَّا أثبت بعضه فِي مَوضِع آخر وَلَا أعلمهُ متصفا بِهِ فرأيته متصنعا مترددا فِي أَكثر كَلَامه ذَا ترهات وألفاظ منمقة فِيهَا من التَّنَاقُض مَا يُحَقّق أَن أَكثر مَا اختلقه لَا يروج أمره إِلَّا على ضعفاء الْعُقُول وَلَا يثبت شَيْئا من كَلِمَاته إِلَّا من لَا يدْرِي مَا يُقَال لَهُ وَلَا يتدبر مَا يَقُول مَعَ استعداد فِي الْجُمْلَة ومشاركة فِي بعض الفضال وشيبته بَيْضَاء نقية وَلَو أَطَعْت قلمي فِي إِثْبَات كل مَا سمعته عَنهُ لضاقت الأنفاس وَمِنْه أَن القاياتي والونائي سألاه عَن كَلَام بن عَرَبِيّ فأجابهما بِأَنَّهُ يضر الْمُبْتَدِئ وَلَا حَاجَة للمنتهي إِلَيْهِ وتبرم عِنْدِي مِنْهُ غَايَة التبرم وَالظَّاهِر من حَاله الْكَذِب فِي مقاله نسْأَل الله السَّلامَة. وَمِمَّا أملاه عَليّ من نظمه: (يامن تحكم فِي قلبِي وَفِي كَبِدِي ... وحبه دَاخل الأحشاء والخلد) (يامن نؤمل فِي الدَّاريْنِ رَحمته ... ونرتجي أزلا فضلا إِلَى الْأَبَد) (يَا من إِلَيْهِ جَمِيع الْخلق مفتقر ... وكل من فِي الورى عبد بمستند) أكملتها مَعَ غير ذَلِك من تَرْجَمته فِي مَوضِع آخر. مَاتَ بزاويته فِي سادس جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ تجاه بَابهَا ثمَّ دفن بهَا. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْبُرْهَان الْعَسْقَلَانِي التتائي الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي قَرَأَ فِي الِاصْطِلَاح الْكثير من التَّقْرِيب ولازمني فِي كِتَابَة الأمالي وَسمع مني تَرْجَمَة النَّوَوِيّ من تأليفي وَهُوَ من) جمَاعَة النُّور السنهوري مِمَّن اشْتغل فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وتميز فِي الْفِقْه مَعَ ذكاء وَفهم وَرُبمَا أَقرَأ ونظم مَا يكون فِيهِ المقبول وينسب إِلَيْهِ عمل الكيمياء وَلذَا يَجِيئهُ كثير مِمَّن يعانيها مَعَ تبرمه مِنْهَا وتصريحه بِأَنَّهَا لَا تصح وَقد تقلل من الِاشْتِغَال. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن اسماعيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْجمال أَبُو الْفَتْح ابْن شَيخنَا الْعَلَاء بن القطب القلقشندي الأَصْل القاهري المولد وَالدَّار الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده. ولد فِي حادي عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالصيرمية من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين والألفيتين والبردتين والبهجة وَجمع الْجَوَامِع وقواعد ابْن هِشَام والشافية فِي الْعرُوض وَالتَّلْخِيص

وَعرض على خلق كالبساطي والمحب بن نصر الله وَشَيخنَا وَسمع على الْأَخيرينِ وَأَبِيهِ وجده والتاج الشرابسي والفاقوسي وَالزَّرْكَشِيّ وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَعَائِشَة الحنبلية والواسطي فِي آخَرين. وَقَرَأَ بِنَفسِهِ الْكثير على غير وَاحِد من المسندين بل قَرَأَ فِي محَاسِن الِاصْطِلَاح على ابْن الْمُؤلف الْعلم البُلْقِينِيّ وَأَجَازَ لَهُ خلق مِنْهُم الْعَلَاء البُخَارِيّ وَقَرَأَ على أَبِيه فِي التقاسيم والْحَدِيث وَغير ذَلِك وَكَذَا قَرَأَ على الْمحلى شروحه للمنهاج وَجمع الْجَوَامِع والبردة وَمَا كتبه من التَّفْسِير وَغَيرهَا وتلا السَّبع على النُّور البلبيسي الإِمَام وَزعم أَنه قَرَأَ على الشمنى فِي التَّلْخِيص وَغَيره وعَلى الشرواني فِي الْمُتَوَسّط وَغَيره. وَحج فِي حَيَاة أَبِيه وَكَانَ دُخُوله مَكَّة فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَخمسين وَسمع بهَا على المراغي والأميوطي وَابْن فَهد وَغَيرهم ثمَّ أَخذ بِالْمَدِينَةِ فِي سنة سبع وَخمسين عَن عبد الله بن فَرِحُونَ بقرَاءَته ثمَّ حج تاليه فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَاسْتقر فِي مشيخة الدوادارية وخزانة كتب الأشرفية برسباي وَغَيرهَا بعد أَبِيه وَكَذَا فِي تدريس الحَدِيث بِجَامِع طولون مشاركا لِعَمِّهِ ثمَّ اسْتَقل بِهِ بعد مَوته مَعَ الْمُبَاشرَة بِهِ وَفِي تدريس التَّفْسِير بالجمالية برغبة عبد الْبر بن الشّحْنَة وَفِي الْفِقْه بالسكرية بِمصْر وَفِي تدريس بالسابقية واستنزل بني ابْن أصيل عَن نِيَابَة النّظر بالصالحية ودرس بعض الطّلبَة بل حدث باليسير وَفِي كثير من مقاله توقف بل رَأَيْته كشط اسْم وَالِده فِي بعض مَا قَرَأَهُ على شَيخنَا وَجعل ذَلِك باسم نَفسه والألقاب والتاريخ يَشْهَدَانِ بِخِلَافِهِ هَذَا مَعَ بِأَو زَائِد وخبرة تَامَّة بِالْمُبَاشرَةِ بِحَيْثُ بَاشر فِي الناصرية وَغَيرهَا وَكَاد أَن يسْتَقلّ بِجَامِع طولون وَسكن بولاق فِي أَيَّام ولَايَة الزين زَكَرِيَّا جَاره قصدا فِيمَا يظْهر لستره عَن جماعته فِيمَا يحمل إِلَيْهِ من بَلَده مَعَ أَنه طلب حِين الترسيم عَلَيْهِم وَلَكِن اعتنى بِهِ) الْخصم مَعَ مساعدته فِي إِضَافَة بَلَده للذخيرة فِيمَا قيل. وَرغب بِأخرَة عَن الدوادارية لبَعض نواب الْحَنَفِيَّة وَعَن السابقية بل رغب عَن غَالب جهاته فِي المحنة الْمشَار إِلَيْهَا لخزن كتب الأشرفية وَبَاعَ كتبه أوجلها وقاسى مَالا يعبر عَنهُ وتألمنا لَهُ فِي ذَلِك وَالله يحسن عاقبته وإيانا. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن بركَة بن عَليّ بن أبي بكر بن المكرم برهَان الدّين الْمصْرِيّ الشَّافِعِي النعماني نِسْبَة للشَّيْخ أبي عبد الله بن النُّعْمَان وَبِه يعرف

وَرُبمَا قيل لَهُ ابْن بركَة. ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعى النَّوَوِيّ فِي اصطناع الْمَعْرُوف وَصَحب السَّيِّد الشهَاب أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم الْآتِي وتدرب وتهذب بِهِ وعادت بركته عَلَيْهِ وَكَذَا صحب الْمَشَايِخ إِبْرَاهِيم المتبولي ومدين ومحمدا الْحَنَفِيّ وَأَبا الْفَتْح بن وَفَاء فِي آخَرين وَسمع على شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ ثمَّ على طَائِفَة بعدهمْ وَأخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن جمَاعَة كالبلقيني الْمَذْكُور والمناوي والبهاء بن الْقطَّان والجلال الْبكْرِيّ والعربية عَن الشهَاب الْخَواص وَأبي الْعَبَّاس السرسي وَفِي الْأُصُول عَن ابْن الْهمام والأقصرائي ولازمه فِي النَّحْو وَغَيره وأصول الدّين عَن الكافياجي مَعَ أَخذه عَنهُ نَحوا وَغَيره والمنطق عَن أَحْمد بن يُونُس المغربي. وشارك فِي الْفَضَائِل واقرأ الطّلبَة فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وَغَيرهمَا وتولع بنظم الشّعْر فَكَانَ مِمَّا نظمه الْخِصَال الَّتِي جمعتها فِي الَّذين يظلهم الله فِي ظلّ عَرْشه وكتبتها مَعَ غَيرهَا من فَوَائده المثبتة فِي المعجم والتاريخ الْكَبِير عَنهُ بل شرع فِي الْجمع بَين شرحي شَيخنَا والعيني على البُخَارِيّ فَكتب مِنْهُ جملَة مَعَ إِضَافَة حَاصِل مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ انْتِقَاض الِاعْتِرَاض لذَلِك وَكَذَا جمع غير ذَلِك ورد على ابْن الأسيوطي انتقاده عَلَيْهِ قِرَاءَة خصيصي فِي آخر الشفا بالتثنية بل أعرض عَن وظيفته قِرَاءَة الحَدِيث بالشيخونية من أَجله. وَحج فِي سنة تسع وَسبعين موسميا وزار بَيت الْمُقَدّس وابتنى زَاوِيَة بل مدرسة على شاطئ النّيل تجاه المقياس تُقَام فِيهَا الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات فَكَانَت مَقْصُودَة لكثير من الصَّالِحين والفضلاء سِيمَا مَعَ مزِيد أدبه وتودده ورفده ومدده وذكائه وتواضعه فِي انتهائه وابتدائه وَفِي كل سنة يعْمل المولد بالزاوية النعمانية الَّتِي تَحت نظره فيجتمع عِنْده الْأَعْيَان من كل صنف. وَبِالْجُمْلَةِ هُوَ شيخ حسا وَمعنى وَهُوَ من قدماء أحبابنا والمقبلين بفضله علينا وَمِمَّنْ حمل عني أَشْيَاء وَكَانَ ابْن الأقصرائي يعتني بِهِ كثيرا ويجله بل عظم اخْتِصَاصه بأمير الْمُؤمنِينَ الْعِزّ المتَوَكل قبل) استقراره فِي الْخلَافَة وَلذَا كَانَ قَارِئ الحَدِيث عِنْده فِي رَمَضَان وأوصافه جمة ورشاقته مَعْلُومَة مَعَ ضخامة جثته المجامعة لفطنته ولطيف عشرته. مَاتَ بعد أَن أثكل فِي الطَّاعُون ولدا لَهُ كَانَ مغتبطا بِهِ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث الْمحرم

سنة ثَمَان وَتِسْعين وتأسفنا على فَقده رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن بريد تَصْغِير برد صاحبنا الشَّيْخ برهَان الدّين أَبُو اسحق الديري الْحلَبِي ثمَّ القاهري ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي القادري وَبِه يعرف فَيُقَال لَهُ الشَّيْخ إِبْرَاهِيم القادري. ولد فِي سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدير العشاري من رحبة ابْن مَالك وسافر وَهُوَ طِفْل مَعَ أَبَوَيْهِ إِلَى حلب فاستوطنها وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي بعض الطواعين فَنَشَأَ فِي كَفَالَة عَمه مُحَمَّد وَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم إِبْرَاهِيم الماقريزي وَصَحب هُنَاكَ الزين قَاسم الحبشي وتواخيا وترافقا إِلَى أَمَاكِن من جُمْلَتهَا الشَّام فأقاما بزاوية أبي عمر وَكَانَ يقْرَأ على حسن الحبشي وَحضر مجْلِس أبي شعر وَغَيره ثمَّ دخلا الْقَاهِرَة بعد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فسمعا على شَيخنَا ثمَّ حجا ورجعا إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى حلب واجتمعا فِي توجههما إِلَيْهَا بالشمس مُحَمَّد بن أبي بكر بن خضر الديري فلبسا مِنْهُ الْخِرْقَة وزارا بَيت الْمُقَدّس ثمَّ حجا ثَانِيًا وجاورا بِالْمَدِينَةِ شَهْرَيْن فَأكْثر ثمَّ عادا إِلَى الْقَاهِرَة وصحبا إِمَام الكاملية ثمَّ تزوجا وعادا أَيْضا إِلَى مَكَّة صُحْبَة السَّيِّد عَليّ بن حسن بن عجلَان فجاورا ثمَّ رجعا وقطنا الْقَاهِرَة وقتا وسمعا بهَا الْكثير على شَيخنَا والعز بن الْفُرَات وَآخَرين وَكَذَا سمعا بِدِمَشْق وَبَيت الْمُقَدّس وَمَكَّة وَغَيرهَا على طَائِفَة مِمَّن أَخذنَا عَنْهُم. وتلا الْقُرْآن على الشهَاب بن أَسد وَحضر دروس الْفِقْه عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ وَغَيره وَقَرَأَ فِي الْأُصُول وَغَيره على إِمَام الكاملية وأتقن أَبْوَاب الْعِبَادَات وَلبس الْخِرْقَة أَيْضا من الشَّيْخ عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد القادري وَأبي الْفَتْح الفوى فِي آخَرين واعتنى بترجمة الشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلاني فأجاد تصنيفها وقرضها لَهُ غير وَاحِد وَعمل أَيْضا النَّصِيحَة لدفع الفضيحة فِي الْإِنْكَار على الطَّائِفَة الصمادية فِي الطبل والرقص ضنعه فِي سنة سِتِّينَ وَرفع الالتباس وَدفع الوسواس ومفاتيح المطالب ورقية الطَّالِب وَغير ذَلِك ولهج كثيرا بِجمع أَخْبَار الصُّوفِيَّة فَكتب من ذَلِك جملَة فِي مجلدين وَهُوَ متقن فِي كل مَا يعمله كثير التَّحَرِّي لما يَنْقُلهُ غَايَة فِي الْوَرع وَصدق اللهجة والحرص على اتِّبَاع السّنة والتنفير عَن الْبدع مَعَ الهمة الْعَالِيَة ومزيد الأفضال على أحبابه والتقنع باليسير والانجماع عَن بني الدُّنْيَا وَعدم مخالطتهم والإقبال على) شَأْنه من المطالعة وَالْعِبَادَة ووظائف الْخَيْر قل إِن رَأَيْت فِي مَجْمُوعَة مثله وَالثنَاء عَلَيْهِ مستفيض حَتَّى أَن سُلْطَان وقتنا وأتابك مَمْلَكَته لَا يعدله عِنْدهمَا أحد وَكم عرض عَلَيْهِ من شَيْء فأباه. وَقد حدث بِبَعْض تصانيفه

أَخذهَا عَنهُ بعض الْفُضَلَاء وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد وبيننا من الود مَالا أنهض بوصفه وَقد اسْتَفَادَ مني كثيرا من التراجم وَالْأَحَادِيث وَكتب بِخَطِّهِ من تصانيفي جملَة سوى مَا عِنْده بِغَيْر خطه وافتتح بعض مَا كتبه عني بقوله أنبأ شَيخنَا الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ الْأُسْتَاذ الْعَلامَة فلَان. وَكَانَ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ سَافر مِنْهَا فِي أَوَائِل ربيع الثَّانِي إِلَى دمشق مَحل استيطانه فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ قَرِيبا من نصف لَيْلَة السبت ثامن عشر رَجَب سنة ثَمَانِينَ بعد توعك نَحْو يَوْمَيْنِ فَإِنَّهُ صلى الصُّبْح يَوْم الْخَمِيس بِمَسْجِد تجاه مدرسة أبي عمر ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَيته فَأَقَامَ فِي مَكَان مِنْهُ عَادَته الْجُلُوس فِيهِ حَتَّى يُصَلِّي الضُّحَى فَلَمَّا دخل وَقتهَا قَامَ ليصليها قَائِما فَمَا اسْتَطَاعَ فَجَلَسَ ثمَّ غلب عَن نَفسه كَمَا قَامَ وَاسْتمرّ بَاقِي يَوْمه وَالَّذِي يَلِيهِ لَا يسمع مِنْهُ سوى قَول الْحَمد لله بهمة جَريا على عَادَته حِين قِرَاءَته الْفَاتِحَة فِي الصَّلَاة لكَون الصَّلَاة كَانَت آخر عَهده حَتَّى مَاتَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بجوار مواخيه قَاسم وَبلغ أمْنِيته فَإِنَّهُ كَانَ حِين إِقَامَته بِالْقَاهِرَةِ يرام مِنْهُ الْإِقَامَة بهَا فَيَقُول لَا أَمُوت بِبَلَد غير الَّذِي مَاتَ فِيهِ أخي لأنني أعلم مِنْهُ أنني لَو مت قبله لم يُفَارق قَبْرِي فِي أشباه هَذَا من الْكَلَام وَكَانَ قد تزوج بِزَوْجَتِهِ بعده وَكَأَنَّهُ بِوَصِيَّة مِنْهُ رحمهمَا الله وإيانا ونفعنا بِهِ. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْبُرْهَان البهنسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي. ولد فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ وَقَول غَيره سنة خمس وَسِتِّينَ غلط بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن لأبي عَمْرو على الشَّيْخ مُحَمَّد التروجي وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك وَعرض على السراج بن الملقن وَعبد الْخَالِق بن عَليّ بن الْفُرَات وأجازا لَهُ وَأخذ النَّحْو عَن الشهَاب الأميوطي وَالْفِقْه عَن فتح الدّين التزمنتي والعز السُّيُوطِيّ وَبحث فِي الْأُصُول على عَليّ بن حمْرَان المنوفي وَحج مرَّتَيْنِ الأولى قبل الْبلُوغ وَالْأُخْرَى فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدخل دمياط على قدم التَّجْرِيد وتنزل فِي صوفية البيبرسية. وولع بالنظم وبرع فِيهِ بِحَيْثُ أَتَى مِنْهُ بِمَا يستطرف وَخمْس الْبردَة تخميسا غَرِيبا فَإِنَّهُ افْتتح بصدر بَيت الأَصْل وَختم بعجزه وَكَلَامه بَينهمَا وَكتب عَنهُ من نظمه الْفُضَلَاء وَمِمَّنْ كتب عَنهُ ابْن فَهد والبقاعي. وَمَات فِي أَوَائِل ربيع الأول سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ.) وَمن نظمه:

(لما رَأَيْت الْورْد ضَاعَ بخده ... وعذاره آس عَلَيْهِ دائر) (أيقنت أَن الْقد غُصْن مثمر ... لجماله وَعَلِيهِ قلبِي دائر) وَمِنْه: (بانوا فَبَان الصَّبْر من بعدهمْ ... والحزن قد وافى وَولى السرُور) (وخلفوا الصب حَلِيف الأسى ... أَلا إِلَى الله تصير الْأُمُور) إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يزِيد برهَان الدّين الطَّائِي الأبناسي الأَصْل الخناني بِضَم الْمُعْجَمَة ثمَّ نون خَفِيفَة وَآخره نون القاهري الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْآتِي وَيعرف بالأبناسي. ولد بِأم خنان من المنوفية وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن وَحضر الدُّرُوس وَمن شُيُوخه فِي الْفِقْه الشّرف السُّبْكِيّ والونائي والعبادي ولازم الِاشْتِغَال بالفرائض والحساب بِحَيْثُ صَارَت لَهُ فيهمَا مُشَاركَة جَيِّدَة وانتفع فِي ذَلِك بالشريف على تلميذ ابْن المجدي وَقَرَأَ على الكافياجي فِي الْمُتَوَسّط وعَلى الزين الأبناسي فِي الْمنطق وَغَيره وجود الْخط على الزين بن الصَّائِغ وبرع فِيهِ وَنسخ نسخا من البُخَارِيّ وَرُبمَا بَاعَ النُّسْخَة مِنْهُ بِخَمْسِينَ دِينَارا وتكسب بِالشَّهَادَةِ وباشر التوقيع وَكَانَ قَادِرًا على الْإِنْشَاء بِحَسب الْوَقْت وَرُبمَا أنشأ بعض الْخطب وناب عَن نَاصِر الدّين بن أصيل فِي التوقيع عِنْد الْمُؤَيد أَحْمد فِي أَيَّام سلطنة أَبِيه الْأَشْرَف اينال واختص بِهِ بِحَيْثُ اسْتَقر بِهِ فِي مشيخة تربة وَالِده. وَحج وسافر إِلَى الشَّام وَدخل الاسكندرية مرَارًا آخرهَا قبيل مَوته وَرجع مِنْهَا وَهُوَ متوعك فَمَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَقد جَازَ الْخمسين وَخلف أَوْلَادًا وَأسْندَ وَصيته للزين الأبناسي لكَونه كَانَ زوج أوسطهم لابنته وَسمعت الثَّنَاء عَلَيْهِ فِي الْفَرَائِض والحساب وَالْقُدْرَة على إنْشَاء الرسائل والخطب مِنْهُ قَالَ مَعَ شَيْء فِي الْفِقْه وتهجد وَصَوْم رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِسْمَعِيل بن إِبْرَاهِيم برهَان الدّين البلبيسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو التَّاج أَحْمد الْمَالِكِي الْآتِي وَيعرف بِابْن الظريف بالظاء الْمُعْجَمَة وَتَشْديد التَّحْتَانِيَّة وناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن البُلْقِينِيّ وَجلسَ بالحسينية أضيفت إِلَيْهِ أَمَانَة الحكم بِالْقَاهِرَةِ ومصر وَحسنت مُبَاشَرَته لذَلِك مَعَ حسن عشرته ومعاملته لكنه كَانَ كثير الْإِسْرَاف على نَفسه. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بعد مرض طَوِيل عَن نَحْو سِتِّينَ سنة وأرخه بَعضهم بالطاعون فِي خَامِس) عشري رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والمقريزي وَغَيرهمَا. وَقَالَ التقي ابْن قَاضِي شُهْبَة إِنَّه كَانَ آخر من بَقِي من الرؤساء ويحفظ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب

وَجمع لَهُ بَين أَمَانَة مصر والقاهرة والحسبة وَكَانَت مُتَفَرِّقَة بَين ثَلَاثَة أنفس فباشرها مُبَاشرَة حَسَنَة بل خرج إِلَى بَيته على الْبَحْر فَسرق لَهُ مبلغ كَبِير فجَاء وَقد ارتجت الْقَاهِرَة وَقيل أَن أَمْوَال الْأَيْتَام والودائع ذهبت فَطلب بعض الْقُضَاة وَالشُّهُود وَأشْهد عَلَيْهِ أَنه لم يذهب من ذَلِك شَيْء ثمَّ ذهب واستقرض مبلغا كَبِيرا وَرهن أملاكه على ذَلِك كُله حَتَّى أَدَّاهُ رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن بركَة بن صَخْر برهَان الدّين الزُّهْرِيّ التلحنيني الأَصْل الفاوي المولد القاهري المنشأ وَالدَّار الشَّافِعِي نزيل الحسينية ورفيق ابْن هَاشم فِي الشَّهَادَة بهَا. ولد فِي سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بفاو من الصَّعِيد وأصلهم من تل حنين بِالْقربِ من عزار وكلني ولجده ضريح هُنَاكَ يقْصد للزيارة وَالدُّعَاء فانجفل أَبوهُ من اللنك إِلَى الْقَاهِرَة فَتزَوج أمه وَكَانَت قد انجفلت أَيْضا مَعَ أمهَا من عنتاب وَتوجه بهَا إِلَى فاو فَولدت لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة وعادا بِهِ وَهُوَ صَغِير إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن وجوده بِمَكَّة حِين حج وَذَلِكَ قَرِيبا من سنة أَرْبَعِينَ على الشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني وبالقاهرة على الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي وأدب بِهِ الْأَوْلَاد بِالْقربِ من جَامع كَمَال وقتا وخطب بِجَامِع ابْن اينال هُنَاكَ وَصَحب إِمَام الكاملية وَغَيره من الأخيار وَسمع الْكثير على شَيخنَا والشريف النسابة والحناوي وَآخَرين وَقَرَأَ عَليّ القَوْل البديع من نُسْخَة بِخَطِّهِ وَغير ذَلِك وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر وَرُبمَا استدرج من رُفَقَاء السوء فِي الشَّهَادَات وَكَانَ مقهورا من ابْن هَاشم مَعَ أَنه لم يحصل لَهُ بعده رَاحَة. مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بعد عَجزه وَانْقِطَاع حركته بِحَيْثُ كَاد أَن يخْتَلط. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن حسن الْبُرْهَان أَبُو اسحق القاهري الموسكي الحريري الموردي الْوَاعِظ الشَّافِعِي. ولد بقنطرة الموسكي قَرِيبا من زَاوِيَة ابْن بطالة وَحفظ الْقُرْآن عِنْد الْفَخر عُثْمَان المقسي وأخيه الشَّمْس والعمدة وعرضها على الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والعز الْحَنْبَلِيّ وَابْن الديري فِي آخَرين وَبَعض التَّنْبِيه وَحضر فِي دروس فقيهه الْفَخر والجوجري وَغَيرهمَا بل كَانَ أحد المقسمين فِي التَّنْبِيه وَالْحَاوِي والمنهاج عِنْد اسمعيل بن المغلى وَأخذ عَنهُ فِي النَّحْو وَغَيره ولازم الديمي فِي قِرَاءَة كثير من الْكتب كالبخاري وَالتَّرْغِيب وكتبهما مَعَ غَيرهمَا من كتب الحَدِيث

وَغَيره بل قَرَأَ على الديمي الجرومية وَغَيرهَا كألفية الْعِرَاقِيّ. وَحج غير مرّة وجاور) وَقَرَأَ على الْعَامَّة الحَدِيث ولقيني بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين فَقَرَأَ عَليّ من الْبيُوع من صَحِيح البُخَارِيّ إِلَى الصَّيْد والذبائح وَهُوَ نصفه وَسمع بِقِرَاءَة غَيره بَاقِيَة بل كتب مصنفي فِي ختم البُخَارِيّ وَفِي الْمِيزَان وقرأهما وَحضر عِنْدِي بعض الدُّرُوس وَقَالَ لي إِنَّه كَانَ يتَمَنَّى الِاجْتِمَاع بِي فِي الْقَاهِرَة للأخذ عني فَمَا تيَسّر لَهُ وَهُوَ إِنْسَان خير سَاكن يقْرَأ البُخَارِيّ وَالتَّرْغِيب وَنَحْوهمَا جيدا مَعَ أنسه بِالْعَرَبِيَّةِ وَغَيرهَا. مَاتَ بعد رُجُوعه من مَكَّة وانقطاعه بالفالج نَحْو شهر فِي ربيع الثَّانِي سنة خمس وَتِسْعين وَدفن بالقرافة رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أبي سعيد الْبُرْهَان بن الْعَلَاء المارديني الْمُقْرِئ بممن جود عَلَيْهِ بماردين الشهَاب أَحْمد بن رَمَضَان الْحلَبِي الضَّرِير فِيمَا قَالَه لي. إِبْرَاهِيم بن عَلَاء الدّين عَليّ بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ القلقشندي الْقُدسِي الْآتِي أَبوهُ وجده اسْتَقر بعده فِيمَا كَانَ باسمه من نصف الخطابة بالأقصى وباشرها إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ رَاجع من الْحَج فِي بطن مر فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين وَقد زَاد على الْأَرْبَعين وَكَانَ أحد مدرسي الكريمية والطازية تلقاهما عَن أَبِيه وَمن معيدي الصلاحية تلقاها عَن عَمه شهَاب الدّين وَغير ذَلِك ودرس يَسِيرا مَعَ انجماع عَن النَّاس وَستر وَهُوَ مِمَّن سمع مَعنا هُنَاكَ رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عمر بن حسن بن حُسَيْن محب الدّين وبرهان الدّين أَبُو الْوَفَاء بن النُّور التلواني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي نزيل جَامع الْأَقْمَر وَيعرف كأبيه بالتلواني. ولد فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْجمال البدراني والمنهاج الفرعي والألفيتين وَجمع الْجَوَامِع وَعرض على شَيخنَا ووالده وَابْن البُلْقِينِيّ وَآخَرين واشتغل يَسِيرا فِي الْفِقْه على الونائي والسراج الدموشي فِيمَا قَالَ وَفِي الْعَرَبيَّة على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَغَيره وَلبس الْخِرْقَة من الزين رَمَضَان الأدكاوي وَأَجَازَ لَهُ وَهُوَ طِفْل باستدعاء مؤرخ بجمادى الأولى سنة أَربع عشرَة الشّرف بن الكويك وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ واستجيز فِي بعض الاستدعاآت بل رُبمَا حدث وَحج فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ودرس بِجَامِع المقس فِي بَاب الْبَحْر وَكَذَا بالحاجبية وَجَرت لَهُ كائنة بِسَبَب أوقافه وَتكلم فِي جَامع الْأَقْمَر وَولى مشيخة الرِّبَاط بالبيبرسية وَرغب عَنْهَا بِأخرَة فِي سنة تسع

وَثَمَانِينَ لعبد الْقَادِر بن النَّقِيب وَهُوَ إِنْسَان لين الْجَانِب تجرع بعد مَا أُشير إِلَيْهِ فاقة سِيمَا حِين توجه بِسَبَبِهَا لملاقاة السَّيِّد الْكرْدِي ليعينه) فِيهَا فَإِنَّهُ سقط وانكسر بعض أَعْضَائِهِ. مَاتَ فِي سنة سبع وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عمر برهَان الدّين الْأنْصَارِيّ المتبولي ثمَّ القاهري الأحمدي أحد المعتقدين قدم من بَلَده متبول من الغربية إِلَى طنتدا فَأَقَامَ بضريحها مُدَّة ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة وَنزل بِظَاهِر الحسينية فَكَانَ يُدِير بهَا مزرعة ويباشر بِنَفسِهِ الْعَمَل فِيهَا من عزق وتحويل وَغير ذَلِك من مصالحها وَكَانَ يجْتَمع إِذْ ذَاك بالشيخ إِبْرَاهِيم الغنام وَنزل بزاوية هُنَاكَ بدرب التتر تعرف بالشيخ رستم وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي يتَرَدَّد إِلَيْهِ بهَا الْمُقْرِئ عبد الْغَنِيّ الهيثمي والزين عبَادَة بل كَانَ ابْتِدَاء اختفائه حِين طلب للْقَضَاء عِنْده فِيهَا ثمَّ قطن زَاوِيَة غَيرهَا بِالْقربِ من درب السبَاع وَصَارَ الْفُقَرَاء يردون عَلَيْهِ فِيهَا وَيقوم بكلفتهم من زرعه وَغَيره فاشتهر أمره وتزايد خَبره وَحج غير مرّة وانتقل لبركة الْحَاج وَأَنْشَأَ هُنَاكَ زَاوِيَة كَبِيرَة للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وبستانا متسعا وسبيلا على الطَّرِيق هائلا عَم الِانْتِفَاع بِهِ سِيمَا فِي أَيَّام الْحَج وَكَذَا أنشأ جَامعا كَبِيرا بطنتدا وبرجا بدمياط وأماكن غير ذَلِك وَكَثُرت أَتْبَاعه بِحَيْثُ صَار يخبز لَهُم كل يَوْم زِيَادَة على أردب وَرُبمَا بلغ ثَلَاثَة أرادب سوى عليق الْبَهَائِم الَّتِي برسم مزدرعاته وَنَحْوهَا وَهُوَ فِيمَا بَلغنِي ثَمَانِيَة أرادب وهرع الأكابر فضلا عَمَّن دونهم لزيارته والتبرك بِهِ وَنسب إِلَيْهِ جماعته من الكرامات الْكثير واستفيض بَينهم أَنه لم يجب عَلَيْهِ غسل قطّ لَا من جماع فَإِنَّهُ لم يتَزَوَّج وَلَا احْتِلَام بل كَانَ فِيمَا قيل يذكر ذَلِك عَن نَفسه وَيَقُول أَنه أَخذ عَن الشَّيْخ يُوسُف الْبُرُلُّسِيّ الأحمدي وانتفع بِصُحْبَتِهِ وَأَنه فتح عَلَيْهِ فِي سطح جَامع الظَّاهِر لِأَنَّهُ أَقَامَ فِيهِ مُدَّة وتزاحم النَّاس عَلَيْهِ فِي الشفاعات وَكَانَ يرفدهم برسائله بل رُبمَا توجه هُوَ بِنَفسِهِ فِي المهم مِنْهَا كل ذَلِك مَعَ أميته ومداومته على الإهداء لكثير من الْأُمَرَاء وَنَحْوهم من فَاكِهَة بستانه وَنَحْوهَا وَالنَّاس فِيهِ فريقان وَكنت مِمَّن زرته وملت مَعَ محبيه بل بَلغنِي عَن الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ أَنه قَالَ لَا شكّ فِي صَلَاحه ووددت لَو كَانَ ثمَّ آخر مثله وَلَو لم يكن إِلَّا جمعه الجم الْغَفِير على الطَّعَام بل قيل أَنه ذكر مَا يُؤذن بِولَايَة الْبَدْر السَّعْدِيّ من بعده وَأَنه قيل لَهُ عَن الْخَطِيب فَذكر مَا يُؤذن أَنه لَا يصلح لصالحة وَعَن نور الدّين الشيشيني وَابْن جناق فَذكر مَا يلمح بموتهما قبله وَأكْثر مَا أنكر عَلَيْهِ اخْتِلَاط المردان من أتباعهم بغيرهم

سِيمَا وَكَانَ البرهاني العجلوني يتَوَجَّه للإقامة هُنَاكَ برسم إقراء الطّلبَة مَعَ ذكر مَجِيئه عَنهُ فِي ذَلِك مَقَاصِد صَالِحَة وَالله أعلم بِهَذَا كُله. مَاتَ وَقد توجه لزيارة الْقُدس والخليل بعد توعكه مُدَّة بمَكَان بَين غَزَّة والرملة يُقَال لَهُ سدود بِالْقربِ) من الْمقَام الْمَنْسُوب للسَّيِّد سُلَيْمَان فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَدفن هُنَاكَ وسنه ظنا يزِيد على الثَّمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْبُرْهَان أَبُو اسحق الْمقدمِي الأحبولي الملحاني الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. لَقِيَنِي بِمَكَّة وَقَرَأَ عَليّ الحزب الْمَنْسُوب للنووي وَسمع عَليّ غَيره وأجزته. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن شمس بن رستم بن عبد الله الْبُرْهَان أَبُو اسحق الشمباري ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالزمزمي نِسْبَة لبئر زَمْزَم لكَونه كأبيه كَانَ يَلِي أمرهَا مَعَ سِقَايَة الْعَبَّاس نِيَابَة عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ العباسي. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع على ابْن صديق والأبناسي وَأبي الطّيب السحولي والزين المراغي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَالْجمال بن ظهيرة وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَابْن الْجَزرِي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ النشاوري والتنوخي والمليجي والصردي وَمَرْيَم الْأَذْرَعِيّ وَخلق وَأخذ الْفِقْه عَن الْجمال بن ظهيرة والعربية عَنهُ وَعَن النسيم الكازروني ولازمه وَبِه تخرج وَعَلِيهِ انْتفع والركن الخوافي وَالشَّمْس المعيد والفرائض والحساب والجبر والمقابلة والهيئة والهندسة وَعلم الْمِيقَات واستخراج التَّقْوِيم من الزيج والتواريخ عَن أَخِيه الْبَدْر حُسَيْن وَالْعرُوض عَن أَخِيه الآخر الْمجد إِسْمَاعِيل والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وأصول الدّين عَن لطف الله السَّمرقَنْدِي تلميذ التَّفْتَازَانِيّ والتصوف عَن مُوسَى الزهْرَانِي والمحيوي مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد من ذُرِّيَّة الْغَزالِيّ وَحسن الأبيوردي وَذكر أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ التعرف فِي التصوف والزين الحافي وَمِنْه وَمن الْغَزالِيّ لبس الْخِرْقَة وأذنا لَهُ فِي إلباسها. ولازم الِاشْتِغَال حَتَّى تقدم فِي فنون وَانْفَرَدَ فِي بَلَده بعلمي الْمِيقَات والفرائض وتوابعهما وصنف فِي ذَلِك وَصَارَ الْمعول عَلَيْهِ فِيهِ بقطره مَعَ الْمُشَاركَة فِي غَيره من الْفَضَائِل والاشتمال على الْأَوْصَاف من الدّيانَة والثقة والعفة بِحَيْثُ لم تعلم لَهُ صبوة مَعَ كَونه لم يتَزَوَّج قطّ والتواضع وإطراح النَّفس وَعدم التَّكَلُّف وسلامة الصَّدْر وَالْوَقار والبهاء والمهابة وَقد ذكره شَيخنَا فِي تَرْجَمَة أَخِيه إِسْمَاعِيل وَقَالَ إِنَّه اشْتغل فِي عدَّة فنون وَأخذ عَن أَخِيه حُسَيْن علم الْفَرَائِض والحساب فمهر فيهمَا انْتهى.

وَكَذَا ذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه اجْتمع بِهِ مرَارًا وَنعم الرجل فِي علمه وَدينه انْفَرد بِمَكَّة فِي قسم التركات والميقات وَيذكر بِفقه وَغَيره. قلت وَحدث ودرس وَأفَاد وَأخذ عَنهُ الْأَئِمَّة ولقيته بِمَكَّة فَقَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَبَالغ فِي وصفي. وَمَات فِي ظهر يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشر ربيع) الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وتأسف المكيون على فَقده رَحمَه الله وإيانا. وَمِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه: (وَإِن ترد كشف الصِّحَاح للفظة ... فالباب آخِره وَفصل أول) (وَإِن يَك الْحَرْف الْأَخير عِلّة ... فَمن فُصُول آخر يحصل) إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان برهَان الدّين الْأنْصَارِيّ الخزرجي التتائي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي العَبْد الصَّالح أَخُو الشّرف مُوسَى الْأنْصَارِيّ الْآتِي. ولد سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بتتا قَرَأَ بهَا الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه هرون وَقدم مِنْهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فتلاه على الزين طَاهِر والشهاب السكندري وتلا عَلَيْهِ للكسائي وَكَذَا لنافع وَابْن كثير لَكِن إِلَى الْكَهْف فَقَط وعَلى غَيره لأبي عَمْرو وَحفظ لرسالة وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الزينين طَاهِر وَعبادَة وَأبي الْقسم النوري وَقسم عَلَيْهِ ابْن الْحَاجِب بِمَكَّة وَفِي الْعَرَبيَّة عَن أول الثَّلَاثَة مَعَ الوروري وَكتب عَن شَيخنَا فِي الأمالي ولازمه فِي غَيرهَا رِوَايَة وبحثا وَسمع على القَاضِي سعد الدّين بن الديري بل وعَلى الزين الزَّرْكَشِيّ فِي مُسلم وَأكْثر من الْمُلَازمَة للمناوي فِي مُدَّة تزيد على ثَلَاثِينَ سنة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكثير من كتب الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَالرَّقَائِق وَلبس الْخِرْقَة من جمَاعَة وَصَحب غير وَاحِد من الأكابر كالشيخ مَدين ولازم الْأمين الأقصرائي فِي قِرَاءَة تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَغَيره وَحج غير مرّة أَولهَا فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وجاور بعد الْخمسين وَقَرَأَ بِمَكَّة على أبي الْفَتْح المراغي الْيَسِير من الْكتب السِّتَّة والشفا وبالمدينة بَين الْقَبْر والمنبر على الْمِنْبَر على الْمُحب المطري الشفا بِكَمَالِهِ وَأقَام فِي الترسيم بعد أَخِيه مُدَّة مَعَ كَونه لم يدْخل مَعَه فِي شَيْء وَنعم الرجل صلاحا وصفاء ووضاءة ومداومة على التَّعَبُّد بِالصَّلَاةِ وَالصَّوْم ورغبة فِي مجَالِس الحَدِيث وَالْعلم بل سِيمَا الْخَيْر عَلَيْهِ ظَاهِرَة. مَاتَ فِي لَيْلَة عَاشر رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين وَدفن بتربة أَخِيه بِالْقربِ من الشَّيْخ مُحَمَّد الإسطنبولي وَخلف ذكرا ابْن بضع عشرَة من أمة رُومِية اسْمه يحيى وَهُوَ الْآن حَيّ رَحمَه الله.

إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْبُرْهَان بن الْعَلَاء الشَّامي الأَصْل القاهري الصحراوي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بالقطبي نِسْبَة لأحد شُيُوخ وَالِده. ولد تَقْرِيبًا هُوَ وَأَخُوهُ مُحَمَّد فِي بطن فِي الْمحرم سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَمَات والدهما سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَقَرَأَ على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي الملحة والعمدة وعَلى الشَّمْس الشيشيني وَالسَّيِّد) النسابة فِي الْفِقْه وعَلى ثَانِيهمَا جلّ البُخَارِيّ وتلا بالسبع أفرادا ثمَّ جمعا ثمَّ الثَّلَاثَة لتكملة الْعشْرَة على الزين جَعْفَر السنهوري وَقَرَأَ عَليّ فِي الْهِدَايَة لِابْنِ الْجَزرِي وَسمع مني القَوْل البديع بعد أَن حصله ولازمني فِي الأمالي وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ عَن الْكَمَال إِمَام الكاملية والزين زَكَرِيَّا فِي الْفِقْه أَيْضا وَغَيره وَقَرَأَ على أبي حَامِد التلواني عُمْدَة السالك لِابْنِ النَّقِيب حلا وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا وَحج غير مرّة مِنْهَا فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَقد كف وَانْقطع بالصحراء وَرُبمَا دخل الْبَلَد لِأَخِيهِ وَكَثِيرًا مَا يَجِيء لزيارتي وَنعم الرجل. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة بن مَرْزُوق بن مُحَمَّد بن عَليّ الْبُرْهَان وَرُبمَا لقب الرضى أَبُو إِسْحَاق بن النُّور أبي الْحسن ابْن الْكَمَال أبي البركات بن الْجمال أبي السُّعُود الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي عَالم الْحجاز ورئيسه ووالد جماله المزال بهما عَن المشتبه تلبيسه وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. ولد فِي لَيْلَة النّصْف من جُمَادَى الأولى سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه أم الْخَيْر ابْنة القَاضِي عز الدّين النويري وَنَشَأ بهَا بَينهمَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وجوده مرّة بعد أُخْرَى فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ على الزين بن عَيَّاش لكنه لم يكمله فِي الثَّانِيَة وَكَذَا جوده على الشهَاب الشوابطي بل قيل أَنه تلاه لأبي عَمْرو وَنَافِع من طَرِيق الشاطبية على أَولهمَا وَكَذَا حفظ أربعي النَّوَوِيّ وَالْحَاوِي الفرعي والمنهاج الْأَصْلِيّ وتلخيص الْمِفْتَاح والألفيتين النحوية والحديثية وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة. وَسمع بِبَلَدِهِ على الشهَاب أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المرشدي بعض البُخَارِيّ والختم من شرح السّنة لِلْبَغوِيِّ وَمن المنسك الْكَبِير لِابْنِ جمَاعَة وَجَمِيع الْبردَة للبوصيري وَمن الْجمال مُحَمَّد بن عَليّ الزمزمي بعض تحفة الْوَالِد وبغية الرائد تَخْرِيج التقي بن فَهد لَهُ من مروياته ومرويات غَيره وَمن أبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي الترخيص فِي الْقيام والختم من

الرياض والتبيان كلهَا للنووي وَقطعَة يسيرَة من أول البلدانيات لِابْنِ عَسَاكِر وَمن أبي الْفَتْح المراغي المسلسل بالأولية والكتب السِّتَّة بأفوات فِي البُخَارِيّ فَقَط والموطأ رِوَايَة يحيى بن يحيى خلا من أَوله إِلَى الزَّكَاة والرسالة للشَّافِعِيّ وَكَذَا السّنَن لَهُ رِوَايَة الْمُزنِيّ وإتحاف الزائر لِابْنِ عَسَاكِر وتاريخ الْمَدِينَة لوالده وَغير ذَلِك فِي آخَرين كالزينين أبي الْفرج بن عَيَّاش والحنبلي عرف بِأبي شعر والتقي بن فَهد والشهاب الشوايطي وَعَمه أبي السعادات بن ظهيرة. وَأَجَازَ لَهُ خلق مِنْهُم من بَلَده التقي الفاسي ووالداه وجدته لِأَبِيهِ كمالية ابْنة القَاضِي تَقِيّ الدّين) الْحرَازِي ولأمه كمالية أَيْضا ابْنة القَاضِي عَليّ النويري وَالْجمال المرشدي وَأَخُوهُ الْجلَال عبد الْوَاحِد وَالْجمال الشيبي وَالْجمال مُحَمَّد بن عَليّ النويري وَمن الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة الْجمال الكازروني وطاهر الخجندي والنور الْمحلى والمحب المطري وَمن الْقَاهِرَة الشَّمْس الشَّامي الْحَنْبَلِيّ والكلوتاتي وَعَائِشَة الحنبلية والزين الزَّرْكَشِيّ والتقي المقريزي والشهاب الوَاسِطِيّ والشرف الواحي والعز بن الْفُرَات وَمن دمشق حافظها ابْن نَاصِر الدّين والنجم بن حجي وَالشَّمْس الكفيري والشرف عبد الله ابْن مُفْلِح وَعبد الرَّحِيم بن الْمُحب والشهاب بن نَاظر الصاحبة وَمن بعلبك التَّاج والْعَلَاء ابْنا ابْن بردس وَمن حلب حافظها الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي وَأَبُو جَعْفَر ابْن الضياء بن العجمي وَمن بَيت الْمُقَدّس الزين القبابي وَمن الْخَلِيل التدمري وَإِبْرَاهِيم بن حجي فِي آخَرين مِنْهَا وَمن غَيرهَا بل أجَاز لَهُ فِي جملَة أخوته سنة سبع وَعشْرين وَمَا بعْدهَا ابْن سَلامَة وَابْن الْجَزرِي وقريبه الْخَطِيب أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن الشهَاب بن ظهيرة وَفِي جملَة ذُرِّيَّة عَطِيَّة أحد أجداده الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْجمال بن الْخياط وَأخذ عَن شُيُوخ بَلَده والواردين إِلَيْهَا بل ارتحل إِلَى الديار المصرية فِي الطّلب مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَالثَّانيَِة فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَأقَام فِي كل مرّة مِنْهُمَا سنة وَمن شُيُوخه فِي علم الحَدِيث شَيخنَا والْعَلَاء القلقشندي فِي رحلته الأولى فَقَرَأَ على أَولهمَا نَحْو النّصْف الأول من شرح النخبة لَهُ وَسمع عَلَيْهِ سَبْعَة عشر جُزْءا مُتَوَالِيَة من أول مُسْند أبي يعلى وَالْكثير من البُخَارِيّ وَغير ذَلِك وعَلى ثَانِيهمَا فِي شرح الألفية للناظم وَفِي الْفِقْه عَمه الْمَذْكُور لَازمه كثيرا وَكَذَا الْبَدْر حُسَيْن الأهدل الْيَمَانِيّ وَالشَّمْس البلاطنسي والكمال الأسيوطي حِين مجاورة الثَّلَاثَة الأول فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَالثَّانِي فِي سنة سبع وَخمسين وَالثَّالِث فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَقَرَأَ على ثانيهم فِي الرَّوْضَة وعَلى الآخرين

الْحَاوِي كل ذَلِك بحثا وَشَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والْعَلَاء القلقشندي والشرف الْمَنَاوِيّ كلهم فِي الرحلة الأولى فَقَرَأَ على ثانيهم فِي الرَّوْضَة من موضِعين مَعَ السماع عَلَيْهِ للْحَدِيث وَغَيره وعَلى أَوَّلهمْ قِطْعَة من ربع النِّكَاح من الْحَاوِي وعَلى كل من البَاقِينَ شَيْئا مِنْهُ وَمن شَرحه للقونوي وَفِي النَّحْو الْبُرْهَان الْهِنْدِيّ وَأَبُو الْفضل البجائي المغربي حِين مجاورتهما فَقَرَأَ على أَولهمَا ألفية ابْن مَالك وَسمع على ثَانِيهمَا شَيْئا مِنْهَا والتقي الشمني قَرَأَ عَلَيْهِ فِي رحلته الأولى الْمُغنِي مَعَ حَاشِيَته عَلَيْهِ والشوايطي فِي ابْتِدَائه وَفِي أصُول الْفِقْه الأهدل والهندي وَأَبُو الْفضل المذكورون والكمال بن الْهمام وَابْن إِمَام الكاملية والأمين) الأقصرائي فَقَرَأَ على الأول شرح الْبَيْضَاوِيّ للأسنائي وعَلى الثَّانِي الْمَتْن وعَلى الثَّالِث فِي مجاورته سنة خمسين الْعَضُد ولازمه كثيرا حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه فِي أَكثر الْفُنُون بِهِ وعَلى الرَّابِع جَمِيع مُؤَلفه التَّحْرِير فِي مجاورته سنتي ثَمَان وَخمسين وَالَّتِي تَلِيهَا وَكَانَ قَرَأَ غالبه عَلَيْهِ فِي رحلتيه وعَلى الْخَامِس نَحْو النّصْف الأول من شَرحه الصَّغِير للمنهاج الْأَصْلِيّ فقطعة من أَوله فِي مجاورته سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَالْبَاقِي فِي رحلته الأولى وَسمع فِيهَا على السَّادِس بعض الْعَضُد وَكَذَا من شُيُوخه فِي أصُول الْفِقْه عَمه وَفِي أصُول الدّين الرُّكْن عمر بن قديد وَالشَّمْس بن حسان وَكَذَا الشمني وَابْن إِمَام الكاملية وَأَبُو الْفضل فَقَرَأَ على الأول فِي مجاورته سنة سِتّ وَخمسين نَحْو النّصْف من شرح الطوالع للدارحديني وعَلى كل من الثَّانِي فِي رحلته الأولى وَالرَّابِع فِي مجاورته سنة سبع وَخمسين قِطْعَة مِنْهُ وعَلى الثَّالِث فِي رحلته الثَّانِيَة جَمِيعه وعَلى الْأَخير فِيهَا قِطْعَة من شرح المواقف وَعَن النُّور البوشي أَيْضا أَخذ أصُول الدّين وَكَذَا قَرَأَ على البلاطنسي رِسَالَة شَيْخه الْعَلَاء البُخَارِيّ فاضحة الْمُلْحِدِينَ وَعنهُ أَخذ التصوف فَقَرَأَ عَلَيْهِ شرح مُخْتَصر منهاج العابدين للغزالي وَفِي الْمنطق ابْن قديد وَابْن حسان والشمني والأقصرائي وَأَبُو الْفضل فَقَرَأَ على كل مِنْهُم قِطْعَة من شرح الشمسية وَالشَّمْس بن سارة قَرَأَ عَلَيْهِ فِي مجاورته سنة ثَمَان وَأَرْبَعين ايساغوجي وَكَذَا أَخذ الْمنطق عَن السَّيِّد عَليّ الشِّيرَازِيّ شيخ الباسطية العجمية وَغَيره من الْأَعَاجِم وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان الْهِنْدِيّ والأسيوطي وَابْن سارة فِي آخَرين فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا مِنْهُم المحيوي الكافياجي وأجازوه وَكَتَبُوا خطوطهم لَهُ بذلك فلاهدل والبلقيني والشمني والأسيوطي بالإقراء وَشَيخنَا والقلقشندي والمناوي

بذلك وبالإفتاء والأقصرائي وَأَبُو الْفضل بإقراء فن المعقولات وَابْن الْهمام بِمَا أُجِيز لَهُ ونوهوا بِهِ وعظموه بِحَيْثُ وَصفه فِي إجَازَة شَيخنَا بالشيخ الإِمَام البارع المفنن المتقن الْعَلامَة وَقَالَ أَنه أبان حَال قِرَاءَته عَن يَد فِي الْفَهم طولى وأثار فَوَائِد كل مَا أطربت السَّامع فَائِدَة مِنْهَا قَالَت لَهُ أُخْتهَا وللآخرة خير لَك من الأولى بل أول مَا لقِيه صَادف الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة عِنْده وَهُوَ يتَكَلَّم فِي بعض الْمسَائِل فبحث مَعَه بتؤدة ومتانة وَنبهَ على مَحل النَّقْل بذلك وأحضر الْكتاب المعزو إِلَيْهِ فَوجدَ كَمَا قَالَ فَصَارَ شَيخنَا يكثر التَّعَجُّب من حجازي نسيب بِهَذِهِ المثابة من متانة الْعقل ومزيد الرياضة فِي الْبَحْث وَكَثْرَة الْأَدَب والاستحضار وَعدم سلوك مسالكهم فِي صَغِير الثِّيَاب وَمَا أشبه ذَلِك وَوَصفه البُلْقِينِيّ بالشيخ الْفَاضِل المفنن الْمُفِيد الْمجِيد وَأَنه حضر دروسه الْخَاصَّة) والعامة ولازم من غير سآمة وَقَرَأَ قِرَاءَة بحث وَتَحْقِيق وتنقيح وتدقيق والقلقشندي بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة وَأَنه جد فِي الْعلم واجتهد ورقي فِيهِ أبلغ مرقى وَعلا أقرانه غربا وشرقا وَهَاجَر لذَلِك وهجر الوطن وَنفى الرقاد والوسن وَأَبَان فِي قِرَاءَته عَن جد واجتهاد وَعَن نظر واستعداد أَفَادَ فِيهَا واستفاد وَجعل دأبه معرفَة حقائق هَذَا الْكتاب الَّذِي يعد فاهم بعضه من الْأَفْرَاد هَذَا مَعَ يبسه فِي كتاباته بل قَالَ متفرسا فِيهِ أَنه لَا يزَال يترقى والمناوي بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة الحبر وَأَنه رَآهُ زاحم الْعلمَاء بالركب وَتمسك من الْعُلُوم النقلية والعقلية بأوثق سَبَب قَالَ فاستفدت مِنْهُ وأفدته فَوَائِد فرائد وخلت أَن فضل الله تَعَالَى فِيهِ متزايد وَابْن الْهمام بالشيخ الإِمَام المتقن الْمُحَقق الْجَامِع لأشتات الْعُلُوم الطَّبِيب لما يعرض لَهَا من الكلوم وَأَنه أظهر من الأبحاث الصَّحِيحَة والآراء الرجيحة مَا استفدنا بِهِ أَنه فِي التحقيقات النظرية أَي عريق وَأَنه لمرتادها لعمري نعم الرفيق ارتشفنا من زلال كَلِمَاته مَا تسربه النُّفُوس وحلا لأسماعنا من أبكار أفكاره الصَّحِيحَة كل عروس فتح من قواطعه مَا لَا طَاقَة بِهِ لِذَوي الْجلَال وحلى جيد الزَّمَان العاطل بجود سحره الْحَلَال فابتهجت بِهِ مجالسنا أَي ابتهاج وحرك من سواكن هممنا أقداح زنده بَيْننَا وأهاج أبقاه الله تَعَالَى لمشكلة يحلهَا ومنزلة عالية يحلهَا قَالَ وَلَقَد أحزنتني فرقته بعد أَن أحاطت بِي علقته: (قدحت زفيري فاعتصرت مدامعي ... لَو لم يؤل جزعي إِلَى السلوان) وَقَالَ بعد أَن أذن لَهُ مَعَ أَنه هُوَ الَّذِي أَفَادَ لَكِن على ظن أَنه اسْتَفَادَ وَالله تَعَالَى

هُوَ المسؤل أَن يجمل الْوُجُود بِوُجُودِهِ ويديم حسن النّظر إِلَيْهِ بِمَعْنى لطفه وجوده والأقصرائي بسيدنا الْعَالم مجمع المكارم السالك فِي مسالك الْجنان السَّاعِي فِي مساعي رضَا الرَّحْمَن السائح فِي طرق الْفَهم بأقدام الِاجْتِهَاد السابح فِي بحار الْعلم بأيدي الرشاد الصاعد فَوق أَعْلَام الْعُلُوم على مراكب السهاد الطالع على أَعلَى ذرْوَة الْمَعَالِي عد الْأَيَّام والليالي الشيخي العلامي العالمي البرهاني وَأَنه بحث بحثا بإيقان وإتقان وتفتيش وتنقير وتوضيح وتنوير وإنعام وإمعان فَأفَاد وأجاد ثمَّ شهد لَهُ بِعِلْمِهِ بِكَمَال أَهْلِيَّته وَتَمام استعداده وتوقد فطنته وسلامة سليقته واسترسال أريحيته واحتوائه على أَصْنَاف الْعُلُوم وعلو مرتبته والشمني بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة وَأَنه هجر الوسن والرقاد حَتَّى كَانَ فرشه شوك القتاد وظفر من الْعلم بطائل وَأدْركَ من سبقه فِيهِ من الْعلمَاء الْأَوَائِل والبلاطنسي بالشيخ الْعَالم الْعَلامَة مفتي الْمُسلمين ومفيد الطالبين خطيب) الْحرم الشريف الْمَكِّيّ وَأَنه ذَا كره فِي مَوَاضِع كَثِيرَة من الرَّوْضَة فَوَجَدَهُ عَالما فِي الْمَذْهَب فاق كثيرا من أهل زَمَانه وَعرف بالصيانة والديانة بِحَيْثُ استفيض أَنه لم يزن بريبة وَلَا طن على الأسماع عَنهُ مَا يدنس ثَوْبه وَلم تعلم لَهُ صبوة وَلَا ضبطت عَنهُ هفوة وطار صيته بذلك وبالتفنن حَتَّى أَنه لشهرته لَا يحْتَاج إِلَى الْإِيضَاح والتبين وَقد قَالَ البقاعي وَهُوَ من لم يسلم من أَدَّاهُ كَبِير أحد وَلَا يلْتَفت لمقاله إِلَّا إِن اعتضد: لَقيته مرّة فِي مَكَّة سنة تسع وَأَرْبَعين وَهُوَ يشار إِلَيْهِ فِي الْفضل وَالدّين وَقَالَ أَنه علا بِأبي الْفضل علوا كَبِيرا وانتفع بِهِ مَا لم ينْتَفع بِغَيْرِهِ ظهيرا إِلَى أَن قَالَ وَهُوَ شَاب حسن الشكل وَالْمعْنَى نَشأ فِي حجر الشهامة وَالْعلم وربي فِي حَظِيرَة السِّيَادَة والصيانة والحلم فبرع صَغِيرا وَمهر فِي فنون الْعلم حَتَّى صَار بسيادتها جَدِيرًا وَتقدم أقرانه فَهُوَ المظنون أَن لَا قرين لَهُ كَبِيرا قَالَ وَلم يخرج من الْقَاهِرَة إِلَّا وَقد امتطى مَرَاتِب الأسلاف وفَاق كثيرا مِنْهُم بِلَا خلاف قَالَ وَيقرب عِنْدِي من التَّحْقِيق أَنه تَنْتَهِي إِلَيْهِ رياسة الْحجاز دينا وفضلا وشهامة وعقلا بل احْتج على من قبحه فِي تأليفه المناسبات باستكتابه لَهُ وَعبارَته: وَلَو كَانَ مَا يَقُول الشَّافِعِيَّة فِي ذمَّة والتشنيع عَلَيْهِ حَقًا مَا اسْتَكْتَبَهُ الْعَلامَة قَاضِي الشَّافِعِيَّة بِمَكَّة الْمَشْهُور بِالْعلمِ والديانة إِلَى آخر كَلَامه. وتصدى فِي حَيَاة جُمْهُور شُيُوخه للإقراء بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام غير متقيد بِمحل يجلس فِيهِ ثمَّ فِي أَوَائِل سنة ثَلَاث وَخمسين تقيد بِالْجُلُوسِ أَمَام بَاب العجلة

بعد صَلَاة الظّهْر كل ذَلِك مَعَ تقنعه واقتصاده فِي معيشته وَعدم توسعه وتقلله من الدُّنْيَا وَترك تطفله على أَهلهَا فِي جَمِيع الْأَشْيَاء وَصرف همته للْعلم إِلَى أَن تحرّك سعده وتبرك بِهِ من ألهم رشده حَتَّى قيل: (لقد زين الْبُرْهَان بطحاء مَكَّة ... وألبس من فِي أخشبيها تيمنا) فَلم يلبث أَن اسْتَقر فِي الخطابة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام عوضا عَن الْأَخَوَيْنِ الخطيبين أبي الْقسم وَأبي الْفضل ابْني أبي الْفضل النوري وَذَلِكَ فِي سادس عشر شعْبَان سنة خمس وَخمسين وَقُرِئَ توقيعه بذلك فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر رَمَضَان وباشر من يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشرَة وأكمدت الحساد بذلك وَللَّه در الْقَائِل: (إِن الزَّمَان استبشرت أَيَّامه ... والمنبر استولى عَلَيْهِ إِمَامه) (وَتَبَسم الْبَيْت الْعَتِيق مَسَرَّة ... لما رآك مُصَليا ومقامه) (وغدوت يَا برهانه فِي مستوى ... من مجده منشورة أَعْلَامه) ) (فالبس جلابيب المسرة والهنا ... فالجمع مشمول لديك نظامه) ثمَّ انْفَصل عَنْهَا فِي أول جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَخمسين مَعَ اسْتِمْرَار وجاهته واستقرار شهرته وديانته بِحَيْثُ رغب عَمه وَشَيْخه فِي تَزْوِيجه بابنته وترويجه بضمه إِلَى جِهَته وَكَانَ لَهما بذلك مزِيد الْفَخر ولمناوئهما من أَجله غَايَة الْقَهْر واستولدها بِيَقِين فِي الْمحرم سنة تسع وَخمسين الجمالي أَبَا السُّعُود وسيقت لَهُ المسرات والسعود فَفِي أوائلها ولى النّظر على الْمدرسَة الجمالية المستجدة بِبَاب حزودة وأوقافها من واقفها ثمَّ أضيفت إِلَيْهِ مشيختها بعد موت شيخها الشّرف أبي الْفَتْح المراغي فِي عشري صفر مِنْهَا وَحضر بالصوفية بعد صَلَاة الْعَصْر من يَوْم الْأَحَد سَابِع جُمَادَى الثَّانِيَة وَكَانَ المنوفي يحضر أول النَّهَار لاشتغاله فِي الْعَصْر بمشيخة الزمامية وَكَذَا أضيف إِلَيْهِ بعد مَوته أَيْضا مشيخة إسماع الحَدِيث للظَّاهِر جقمق ثمَّ ولى نظر الْمَسْجِد الْحَرَام فِي شَوَّال مِنْهَا عوضا عَن طوغان شيخ وَقُرِئَ توقيعه فِي يَوْم الْخَمِيس مستهل ذِي الْحجَّة ثمَّ قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِمَكَّة فِي سَابِع عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ عوضا عَن ابْن عَمه الْمُحب أبي السعادات وَقُرِئَ توقيعه فِي صَبِيحَة يَوْم السبت رَابِع عشري رَمَضَان بِحَضْرَة صَاحب مَكَّة السَّيِّد جمال الدّين مُحَمَّد بن بَرَكَات والقضاة والأعيان وباشر ذَلِك كُله بعفة ونزاهة وهمة ووجاهة وَحُرْمَة وافرة وديانة وَضبط وَأَمَانَة واجتهاد تَامّ فِي مصَالح الْمَسْجِد الْحَرَام ومبالغة فِي حفظ أَمْوَال الْأَيْتَام والغائبين وحرص على كف الْفساد والمعتدين بِحَيْثُ وقف

الْجُمْهُور عِنْد مرتبتهم وخف الكرب فِي تعدِي الجرأة على ضعفتهم وهابه الْكَبِير وَالصَّغِير وأجابه الدَّهْر فِيمَا بِهِ يُشِير وقويت شوكته وعلت كَلمته وانتشرت بركته بمزيد اعْتِقَاد الجمالي نَاظر الْخَاص وشاد جده جَانِبك الظَّاهِرِيّ فِي علمه وأمانته وصلاحه سِيمَا وَأَخُوهُ الكمالي أَبُو البركات لَا يحوجه عِنْدهمَا لشَيْء بل هُوَ الْقَائِم بالمحاماة مَعَه والذب عَنهُ عِنْدهمَا بل وَعند سَائِر أَرْبَاب الْحل وَالْعقد من أهل الديار المصرية لتكرر دُخُول الْأَخ إِلَيْهَا وانتفع السَّيِّد صَاحب الْحجاز بذلك بِحَيْثُ صَار لَا يقدم عَلَيْهِ غَيره وتأيد كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ وَلم ينْهض الْخَطِيب أَبُو الْفضل فضلا عَمَّن دونه لخفضه وَلَا اعْترض من فِي قلبه مرض فِيمَا يقرره من مسنون الشَّرْع وفرضه سِيمَا وَقد حدس كَمَال الْمشَار إِلَيْهِ فِي مسَائِل نَازع فِيهَا بالبرهان شَهَادَة غير وَاحِد من الْأَئِمَّة الْأَعْيَان فَمَا وَسعه إِلَّا مُفَارقَة الْبَلَد ومعانقة الكمد وَالْجَلد وأعيد صَاحب التَّرْجَمَة إِلَى الخطابة شَرِيكا لِأَخِيهِ الْمَذْكُور فِي عَاشر صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ عوضا عَن ابْني) النويري أَيْضا ثمَّ انفصلا عَنْهَا بهما فِي سادس صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وتركا الْمُبَاشرَة من سادس عشر ربيع الأول حِين الْعلم بذلك ثمَّ لم يلبث أَن أُعِيد إِلَيْهَا أَيْضا شَرِيكا لِأَخِيهِ الْفَخر أبي بكر فِي ثَانِي عشري ربيع الآخر مِنْهَا وَقُرِئَ توقيعهما فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر جُمَادَى الأولى ثمَّ انفصلا بِابْني النويري أَيْضا فِي شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَاسْتمرّ على وَظِيفَة الْقَضَاء وَالنَّظَر إِلَى أَن صرف عَن الْقَضَاء فَقَط فِي عشر شَوَّال سنة خمس وَسبعين بِابْن عَمه الْمُحب وَترك الْمُبَاشرَة حِين الْعلم بصرفه بوصول التوقيع فِي آخر ذِي الْقعدَة وَذَلِكَ بسفارة الشمسي بن الزَّمن أحد خَواص الْملك لمعارضته لَهُ فِي بِنَاء لما أنشأ رباطه بالمسعى وَمنعه الْعمَّال من الْحفر لكَونه فِي الْمَسْعَى وساعد القَاضِي من كَانَ هُنَاكَ من عُلَمَاء المجاورين وَنَحْوهم حَيْثُ كتب إِلَى السُّلْطَان بِمَا يَقْتَضِي انبعاثه لعزله فَأُجِيب لذَلِك وأحضر بعد عَزله فِي أَيَّام الْمَوْسِم بِحَضْرَة الْقُضَاة والأمراء وَالْعُلَمَاء والتجار وَسَائِر الْأَعْيَان من المساعدين والمعاندين مَا كَانَ تَحت يَده للأيتام والغائبين وَهُوَ نَحْو سِتَّة عشر ألف دِينَار ذَهَبا لم يخصم مِنْهُ نَفَقَة وَلَا كسْوَة وَلَا زَكَاة وَنَحْوهَا من المصارف الضرورية لكَونه كَانَ ينميها لَهُم بالمضاربة وبغيرها بِحَيْثُ تكون جَمِيع المصارف الْمشَار إِلَيْهَا من الرِّبْح بل رُبمَا يفضل مِنْهُ مَا يُضَاف إِلَى الأَصْل وَأَرَادَ المستقر أَن يسلم فَلم يُوَافق يشبك الجمالي

أَمِير الْحَاج بل وَلَا ابْن الزَّمن الْقَائِم عَلَيْهِ وَلَا غَيرهمَا على ذَلِك بل التمسوا مِنْهُ إبقاءها تَحت يَده حَتَّى يُرَاجع السُّلْطَان فَامْتنعَ وَأَشَارَ بِأَنَّهَا تكون تَحت يَد ابْن الزَّمن أَو الْجمال مُحَمَّد بن الظَّاهِر فَلم يوافقا فَتركت تَحت يَده وَلما علم السُّلْطَان بذلك كُله وَافق عَلَيْهِ إِلَى اسْتِقْلَال الْأَيْتَام وَحُضُور الغائبين وَكَانَ فِي ذَلِك كُله الْفَخر لصَاحب التَّرْجَمَة وَلما لم يحصل التشفي مِنْهُ بأزيد من مُجَرّد الْعَزْل أضيف إِلَيْهِ لمزيد التشفي صرفه عَن نظر الْمَسْجِد الْحَرَام أَيْضا فِي أَوَائِل سنة سِتّ بالمحب أَيْضا وتفرغ حِينَئِذٍ الْبُرْهَان لمزيد الإقبال على الِاشْتِغَال وَعَكَفَ عَلَيْهِ الطّلبَة لوفور الْحَج وأقرأهم فِي شرح الْبَهْجَة وَفِي حَاشِيَة لَهُ على القونوي شرح الْحَاوِي كتب مِنْهَا كراريس وسافر أَخُوهُ الْكَمَال إِلَى الْقَاهِرَة ليسترضي السُّلْطَان عَنهُ فَوَثَبَ عَلَيْهِ أحد الْفُضَلَاء نور الدّين الفاكهي وَهُوَ فِي التفنن بمَكَان وبالتفصح طلق اللِّسَان بِحَضْرَتِهِ وشافهه بِمَا لَا يَلِيق ببهجته وَسكت عَن زبره وإخماد حسه لموافقته غَرضا أضمره فِي نَفسه بعد أَن كَانَ الْخصم استفتى على حكم القَاضِي بتضمن دَفعه عَمَّا زعم اسْتِحْقَاقه لَهُ فِي الْحَال والمستقبل والماضي فأفتاه من مَشى عَلَيْهِ) ترويجه وتدبيجه كالعبادي والبكري والمقسي والجودي وتوصل بِمن أعلم السُّلْطَان فسد مَعَه بسكوته حِينَئِذٍ وَبِغير ذَلِك إِلَى ان حكم الشَّافِعِي وَهُوَ الأسيوطي قهرا وَغَلَبَة بإلغاء الحكم مُسْتَندا فِي ذَلِك للفتاوى الَّتِي ضمنهَا الأسجال ورام المخاصم اسْتِدْرَاج الموثق فِي تسجيل مَا لم يتَّفق فَمَا مَشى مَعَه لوفور يقظته وجرحت هَذِه الكائنة قلب الْكَمَال وأخيه وأحبابهما حَتَّى بَلغنِي أَنه يَقُول نطفنا لَا تنساها أَو كَمَا قَالَ وتكدر على الفاكهي أمره بل قهر عَن قرب أَشد الْقَهْر وَمَات وَقبل ذَلِك فِي موسم سنة سبع وَسبعين طلب السُّلْطَان القَاضِي للديار المصرية فبادر صُحْبَة السَّيِّد بَرَكَات بن صَاحب الْحجاز وَمَعَهُ كل من أَخَوَيْهِ الْكَمَال وَالْفَخْر وَولده أبي السُّعُود الجمالي وَمن شَاءَ الله من بني عَمه وأقربائه وَغَيرهم إِلَى الِامْتِثَال وَوصل الْقَاهِرَة مَعَ الْحَاج فِي يَوْم السبت رَابِع عشري الْمحرم سنة ثَمَان بعد احتفال السُّلْطَان بِأَمْر الْأُمَرَاء بتلقيهم وإكرامهم بتجهيز الملاقاة بل وَأرْسل لكل مِنْهُم فرسا وللقاضي بغلة ومدت لَهُم الأسمطة وَغير ذَلِك وَنزلا بتربته الَّتِي استجدها بِالْقربِ من الشَّيْخ عبد الله المنوفي وَذَلِكَ قبل انتهائها وهرع الأكابر لملاقاتهما إِلَى أَن طلعا إِلَى السُّلْطَان فاكرمهما وأجلهما وخلع عَلَيْهِمَا وَنزلا إِلَى الْمحل الْمعِين لإقامتهما وَهُوَ على الْبركَة جوَار

جَامع البشيري وسيقت إِلَيْهِمَا الضيافات وَسَائِر أَنْوَاع المآكل والتفكهات وَنَحْو ذَلِك من السُّلْطَان فَمن دونه فَكَانَ شَيْئا عجبا يزِيد على الْوَصْف وَلم يلبث بعد عمل الْمصلحَة من السَّيِّد أَن أُعِيد لوظيفتي الْقَضَاء وَالنَّظَر وَذَلِكَ فِي أَوَائِل صفر مِنْهَا وجهز قَاصد بِمَكَّة للإعلام بذلك فوصلها فِي لَيْلَة سَابِع ربيع الأول وباشر ذَلِك عَنهُ نَائِبه وَابْن عَمه القَاضِي جمال الدّين بن نجم الدّين وَاسْتمرّ مُقيما هُوَ وَالسَّيِّد وَمن مَعَهُمَا بالديار المصرية على أسر حَال وأبهجه إِلَى موسم السّنة الْمعينَة مُمْتَنعا من الْإِفْتَاء والإقراء وعد ذَلِك من وفور عقله فَعَاد إِلَى مَكَّة وَقد تزايدت وجاهته وَتَنَاهَتْ ضخامته إِلَى أَن حج السُّلْطَان فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ بعد انهاء مدرسته الَّتِي أنشئت لَهُ بمَكَان رِبَاط السِّدْرَة وَنَحْوه فَزَاد فِي تَعْظِيمه وَتَبعهُ فِي الطّواف وَالسَّعْي وَنَحْوهمَا مِمَّا استرشد فِيهِ من تَعْلِيمه وَقَررهُ شيخ الصُّوفِيَّة والدرس بهَا وَحضر مَعَه أول يَوْم وَحِينَئِذٍ رغب لِابْنِهِ عَن مشيخة الجمالية لمعارضتهما ثمَّ استنابه فِي الْقَضَاء وَصَارَ هُوَ يعْمل الدَّرْس بهَا أَيَّامًا فِي الْجمع فِي الرَّوْضَة والكشاف ويحضر التصوف كل يَوْم وانتفع فِي جَمِيع مَا أَشرت إِلَيْهِ وَفِي غَيره بصاحبنا النَّجْم بن فَهد الْهَاشِمِي فَإِنَّهُ كَانَ يبرز مَعَه قولا وفعلا فِي المواطن الَّتِي يجبن بهَا غَيره وَيكْتب لأَصْحَابه المصريين وَغَيرهم) بِمَا يزْدَاد بِهِ قُوَّة ووجاهة حَتَّى كَانَ صَاحب التَّرْجَمَة يغتبط بِهِ بِحَيْثُ قَالَ الْخَطِيب أَبُو الْفضل وددت لَو كَانَ معي وَلَو تخلف عني سَائِر أَصْحَابِي وأقاربي وَلذَا عودي النَّجْم وَمَسّ بالأذى فِي نَفسه وجهاته وَهُوَ لَا ينثنى عَنهُ بل وَصفه بقوله إِمَام عَلامَة مفنن حسن التدريس والتقرير قَلِيل التَّكَلُّف قوي الْفَهم جيد الفطنة متواضع محتشم كثير الْإِنْصَاف مَعَ صِيَانة وَمَعْرِفَة بِالْأَحْكَامِ ودربة فِي الْقَضَاء ووضاءة ومروءة تَامَّة وَفضل جزيل لَا سِيمَا لأَصْحَابه والغرباء وَحسن محاضرة واستحضار لجملة من الْمُتُون والتواريخ والفضائل وَالْأَخْبَار والنوادر والوقائع بل هُوَ نادرة الْوَقْت علما وفصاحة ووقارا وبهاء وتواضعا وادبا وديانة وَلَيْسَ فِي أَبنَاء جنسه مثله انْتهى. وَلم يعْدم من طَاعن فِي علاهُ ظاعن عَن حماه كَمَا هُوَ الشَّأْن من الْجُهَّال فِي ذَوي الْكَمَال فَالنَّاس أَعدَاء لرب فَضِيلَة والإلباس غير مُؤثر فِي الْأَوْصَاف الجليلة وَقد جَاوَرت تَحت نظره غير مرّة وجاوزت فِي اختبار أمره كل مَسَرَّة وَرَأَيْت مِنْهُ مَا زَاد الْحَمد لَهُ بِسَبَبِهِ وَكَاد انْفِرَاده بِمَا يزِيد السَّامع لَهُ من تعجبه وَهُوَ فِي طول صحبتي لَهُ على نمط لم أضبط عَنهُ فِيهَا غير الْجَمِيل فِي

الرِّضَا والسخط وطالما يراسلني بالثناء والاستمداد من الْفَوَائِد ليدفع بذلك من هُوَ بخطابه معاند وَلَيْسَ فِي الصِّلَة للحق بعائد من حَيَاة شَيخنَا ابْن الْهمام وهلم جرا بِدُونِ شكّ وامترا وَمَا أحسن قَول بعض الْفُضَلَاء فِي وَصفه: عقله يوازي عقول الوافدين لمفارقتهم لَهُ بِالرِّضَا عَنهُ وَالثنَاء على علمه ولطفه بل أكابرهم يتشرفون بِحُضُور مجالسه ويستمدون من علومه ونفائسه كالشرف بن عيد قَاضِي الشَّام ومصر وَمن لَا أحصره من أَعْيَان الْعَصْر ويلتمسون مِنْهُ الْإِجَازَة لما علمه وحازه وَرُبمَا يحضر من لَهُ تأليف شَيْئا من تصانيفه إِلَيْهِ ليقرضه لَهُ ويثني عَلَيْهِ فَيحصل هُوَ مَا يُعجبهُ من ذَلِك ويتفضل بالتنويه بِهِ لمن هُوَ لنمطه سالك وَقد حصل من تصانيفي جملَة واغتبط بهَا وَرَأى أَنَّهَا فِي مقصودها أتم وصلَة بِحَيْثُ ينْقل عَنْهَا فِي دروسه ويتعقل مَا فِيهَا من بليغ القَوْل ونفيسه وَيحسن مَشْيه فِيهَا وسيره لكَونه لَا يقدم على مصنفها غَيره وامتدحه مِنْهُم وَمن أهل بَلَده الْأَعْيَان بالقصائد الطنانة البليغة الْمعَانِي وَالْبَيَان وَهُوَ مَعَ هَذَا كُله لَا يزْدَاد إِلَّا أدبا وَلَا يعْتَاد غير التَّوَاضُع للفضلاء وَمن لَهُ صحبا مَعَ حسن الِاعْتِقَاد فِي خلص الْعباد والنفرة من الملبسين على ضعفاء الْمُسلمين وطالما سَمِعت مِنْهُ التنفير من جمَاعَة مِمَّن يظْهر تمكنه فِي الْفَضِيلَة وَالطَّاعَة ثمَّ يتَبَيَّن بعد دهر طَوِيل تَحْقِيق مقاله بالبرهان وَالدَّلِيل إِلَى غير ذَلِك من أُمُور نشأت عَن فراسة تشبه الْكَشْف ورياسة يستميل بهَا) أهل التميز والعطف وَقد رَأَيْته كتب للشريف حُسَيْن حفيد شَيْخه الأهدل وَكَانَ مِمَّن يسْلك فِي الْأَخْذ عَنهُ الطَّرِيق الأعدل أَنه أبدى فِي بعض تِلْكَ الْمجَالِس من الْفَوَائِد مَا يتلَقَّى باليدين وَيحمل على الرَّأْس وَالْعين ويتعجب سامعها من حسنها فَيَقُول هَذَا من أَيْن ثمَّ يتراجع وَيَقُول وَلَا عجب فَهُوَ من الْبَيْت الطَّاهِر وَالْحُسَيْن وَابْن الْحُسَيْن جرى فِي إيرادها على قانون الْعَرَبيَّة والمواد الأدبية لَا يتَوَجَّه عَلَيْهِ فِيمَا يلقيه ملامه لسلوكه فِيهِ وَاضح الاسْتقَامَة بِأَلْفَاظ آنق من الحدائق وأنقى من محَاسِن الغيد الْعَوَاتِق فيصل إِلَى الْمَقْصُود بأفصح عبارَة وألطف إِشَارَة جيد القريحة ذكي الْفطْرَة الصَّحِيحَة متع الله بفوائده ومحاسنه وأبقاه لاستخراج الدّرّ من معادنه وَقد أجزته طيب الله حَيَاته ورحم روح سلفه ورفاته إِلَى آخر مَا كتب مِمَّا لَيْسَ بعجب إِلَى غَيرهَا مِمَّا كتبه لِابْنِ عيد وقرض بِهِ كتاب السَّيِّد السمهودي الْمُفِيد حَسْبَمَا هُوَ عِنْدِي فِي مَكَان آخر وَالْمقَام أَعلَى من هَذَا وَلذَا وَصفته بسيدنا ومولانا بل أعلمنَا وأولانا قَاضِي الْقُضَاة والراضي بِمَا قدره الله

وقضاه شيخ الْإِسْلَام عَلامَة الْأَئِمَّة الْأَعْلَام بركَة الْأَنَام والمحيي لما لَعَلَّه اندرس من الْعُلُوم بتوالي اللَّيَالِي وَالْأَيَّام مفخر أهل الْعَصْر والغرة المشرقة فِي جبهة الدَّهْر مجمع المحاسن الوافرة ومشرع القاصدين لعلوم الدُّنْيَا وَالْآخِرَة الْفَائِق فِي سياسته وَذريته وَالسَّابِق بمداراته وَرَحمته مسعد الْأَيْتَام والأرامل مرفد الغرباء فِي حالتي الْجدّة والإعدام والأفاضل من العقد الْإِجْمَاع على رياسته وَانْفَرَدَ بِدُونِ نزاع بوجاهته وجلالته فالنفوس المطمئنة لَا تركن لغير كَلَامه والرؤس اللينة لَا نطمئن إِلَّا فِي ائتمامه لإشاراته تصغي الْمُلُوك وبسفاراته يرتقي الْغَنِيّ فضلا عَن الصعلوك المعرب فعله عَن صِفَات بالْعَطْف تمييزها تَأَكد وَالْمغْرب بِمَا انْفَرد بِهِ عَن الكافة مِمَّا اسْترق بِهِ الْأَحْرَار واستعبد مجالسه محتفة بالفضلاء من سَائِر الْمذَاهب ومدارسته مشرفة بالنبلاء من أهل الْمَشَارِق والمغارب مِمَّن يقْصد الاستمداد مِنْهُ ويتعبد بالاستعداد للأخذ عَنهُ ويروا لكَوْنهم لم يبلغُوا مده وَلَا نصيفه وَقَول شبههم بِهِ لما علمُوا تصرفه وتصريفه وَقد أَقرَأ علوما كَثِيرَة وَلم يكن فِي الْجُمْلَة ينْهض للمشي مَعَه إِلَّا من هُوَ فِي التَّحْقِيق وَحسن النّظر تَامّ البصيرة إِذْ هُوَ بَطل لَا يجارى وجبل لَا يتزحزح وَلَا يمارى مَعَ كَثْرَة الْإِنْصَاف والشهرة بِعَدَمِ الرغبأ فِي الاعتساف وَكَذَا حدث بالكتب الْكِبَار فَكَانَ يُبْدِي من الأبحاث والأنفار مَا سَارَتْ بِهِ الركْبَان ودارت فِيهِ أفكار أَئِمَّة الْعرْفَان وَخرج لَهُ الْعِزّ بن فَهد تخريجا هائلا بالمحاسن يتلالا وَلم يزل على مكانته وجلالته مَعَ مزِيد تَعب قلبه وقالبه وشديد) تكره بِمَا لَا تحتمله الْجبَال وَلَا يصل مَعَه إِلَى جَمِيع مآربه بِحَيْثُ توالى عَلَيْهِ النَّقْص فِي بدنه ووالى لذَلِك التَّدَاوِي بحقنه إِلَى أَن انْقَطع أسبوعا من بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالحمى الْبَارِدَة ثمَّ عمل لَهُ مخرج وَانْطَلق بِهِ بَطْنه بِحَيْثُ حصل لقُوته ضعف وَاسْتمرّ بِهِ حَتَّى مَاتَ مكرما بِالشَّهَادَةِ وَهُوَ حَاضر الذِّهْن إِلَى حِين طُلُوع روحه فِي عشَاء لَيْلَة الْجُمُعَة سادس ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين ففجع النَّاس لذَلِك فجعة عَظِيمَة وَحصل عَلَيْهِ من نحيبهم وبكائهم مَا لَا يعبر عَنهُ فَجهز فِي ليلته وَصلى عَلَيْهِ وَلَده الجمالي عِنْد الْحجر الْأسود على عَادَتهم بعد نِدَاء الرئيس للصَّلَاة عَلَيْهِ فَوق قبَّة زَمْزَم وَوَصفه بِأبي الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين والأيتام والأرامل وَغير ذَلِك فازداد النَّاس نحيبا لذَلِك وَلم يتَخَلَّف عَن مشهده إِلَّا من شَذَّ بِحَيْثُ لم ير بِمَكَّة وَلَا سمع فِيهَا بأعظم من مشهده وَحضر صَاحب الْحجاز وَأَوْلَاده مشَاة بل وعادوا مَعَ وَلَده لبيته كَذَلِك مَعَ أَنه لم يكن بِمَكَّة وَقت مماته وَإِنَّمَا كَانَ بِالْبرِّ بِنَاحِيَة الْيمن بِالْقربِ من مَكَّة

فَبلغ الْخَبَر فجَاء هُوَ وَعِيَاله وَبنَاته من ليلته إِلَى الْبَيْت وَبكى كثيرا وتأسف لعدم إِعْلَامه بِشدَّة مَرضه مَعَ أَنه جَاءَ لعيادته فِي أمره وَاسْتمرّ بعد ذَلِك يحضر الربعة فِي الْمَسْجِد والمعلاة صباحا وعشاء وَدفن بتربتهم بالحوش خَارج الْقبَّة خلف أَخَوَيْهِ سَوَاء وَيُقَال أَن ذَلِك بِوَصِيَّة مِنْهُ وَخلف من الْأَوْلَاد ثَلَاثَة عشر ولدا وَمن الْعِيَال جما غفيرا بل قيل أَن عَلَيْهِ من الدُّيُون ثَمَانِيَة آلَاف دِينَار. وَاسْتقر وَلَده بعده فِي الْقَضَاء وَسَائِر مَا كَانَ مَعَه واستقبل تعبا كثيرا وكتبت لَهُ تَعْزِيَة وتهنئة بل رثاه غير وَاحِد رَحمَه الله تَعَالَى وإيانا وَجعل قراه الْجنَّة وجزاه عَنَّا وَعَن الْمُسلمين أوفر جَزَاء. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن هِلَال الربعِي المغربي التّونسِيّ الْمَالِكِي مِمَّن أَخذ عَنهُ القَاضِي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي الْمَكِّيّ بهَا الْفِقْه وأصوله وَأذن لَهُ فِي تدريسهما وَذَلِكَ قَرِيبا من سنة ثَلَاثِينَ إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد الْمَالِكِي القادري. مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ. أرخه ابْن عزم. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن نَاصِر برهَان الدّين الدمياطي الْحلَبِي الشَّافِعِي. ولد فِي أَوَائِل سنة خمس وَسِتِّينَ وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ سكن حلب حِين قَارب الْبلُوغ ولازم بني السفاح وَالْقَاضِي شرف الدّين الْأنْصَارِيّ والكمال بن العديم وَسمع الحَدِيث من الشّرف الْحَرَّانِي وَابْن صديق وَغَيرهمَا وَمن مسموعه على الأول الْعلم لأبي خَيْثَمَة واشتغل على الشَّمْس الْغَزِّي وَغَيره وَولي قَضَاء الْعَسْكَر بحلب وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء بل كتب عَنهُ شَيخنَا فِي فَوَائِد رحلته الْأَخِيرَة وَكَانَ خيرا دينا عَاقِلا رَئِيسا عديم الْأَذَى حَتَّى لعَدوه كثير الْقيام مَعَ الغرباء والعصبية للْعُلَمَاء وَنَحْوهم وَمن الْغَرِيب أَنه مَشى من جبرين إِلَى حلب على رجل وَاحِدَة. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشري الْمحرم سنة سبع وَأَرْبَعين وَدفن يَوْم الْجُمُعَة قبل الصَّلَاة رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن نصير بن عَطاء الله برهَان الدّين النمراوي الأَصْل القاهري الْمَالِكِي الْمُقْرِئ فِي الجوق وَالِد الْفَاضِل عبد الْقَادِر وَيعرف بِابْن الفوال كَانَ خيرا مأنوس الْقِرَاءَة متكسبا بهَا وبتأديب الْأَطْفَال ملازما لحضور الخانقاه. مَاتَ بعد أَن أضرّ. إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن يُوسُف النابلسي وَيعرف بِابْن علوة خَادِم الْكَمَال النابلسي الْحَنْبَلِيّ سمع عَليّ مَعَ مخدومه.

إِبْرَاهِيم بن عَليّ برهَان الدّين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمكتب وَيعرف بِابْن الملاح مِمَّن رَأَيْته قرط مَجْمُوع البدري فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَقَالَ لي إِنَّه كتب عَلَيْهِ بل كتبت عَنهُ من نظمه: (عصيت عذولي والغرام أطعته ... وخناس فكري بالسلويوسوس) (وَإِن شكت العشاق فِي الْحبّ وَحْشَة ... فمحبوب قلبِي فِي الْبَريَّة يُونُس) مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين فِيمَا قيل وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَهُوَ مِمَّن أَخذ الْفُضَلَاء عَنهُ فِي الْفِقْه والعربية الْمعَانِي والمنطق وَغَيرهَا وَكتب بِخَطِّهِ نفائس وَرَأَيْت من قَالَ أَن عليا اسْم جده وَلم يعرف اسْم أَبِيه وَأَنه كَانَ خيرا بارعا فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف والمنطق ذَا مُشَاركَة فِي الْفِقْه وَغَيره وفوائد ونظم وَخط حسن مِمَّن كتب على الحبشي كتب عَنهُ البدري رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن عَليّ الْبَارِي الدِّمَشْقِي الشَّاهِد إِمَام مَسْجِد الجوزة سمع الْجُزْء الأول من مشيخة الْفَخر على ابْن أميلة وَكَانَ أحد الْعُدُول بِدِمَشْق. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى عشرَة وَقد جَازَ الْخمسين. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. إِبْرَاهِيم بن عَليّ التادلي الْمَالِكِي. كَذَا فِي بعض نسخ المقريزي وَصَوَابه ابْن مُحَمَّد بن عَليّ وَسَيَأْتِي. إِبْرَاهِيم بن عمر الرِّفَاعِي بن إِبْرَاهِيم الْعلوِي لَقِي شَيخنَا فِي سنة ثَمَانمِائَة بِالْيمن فَسمع عَلَيْهِ بعض الْمِائَة العشاريات تَخْرِيجه للتنوخي وَمَا علمت شَيْئا من خَبره. إِبْرَاهِيم بن عمر بن إِبْرَاهِيم الْبُرْهَان الْحَمَوِيّ الأَصْل السوبيتي الطرابلسي الشَّافِعِي وَيعرف بالسوبيني. ولد قبيل الْقرن تَقْرِيبًا بسويين قَرْيَة من قرى حماة وَقَرَأَ الْقُرْآن بعضه بهَا وسائره بحماة وتفقه بالشمس بن زهرَة والشهاب أَحْمد بن الْبَدْر والتقي بن الجوبان وَالشَّمْس النويري) وَولده السراج وَسعد الدّين الْآمِدِيّ وَالشَّمْس الْهَرَوِيّ وَلَيْسَ بِالْقَاضِي وَعنهُ أَخذ الْغُبَار وَعلم التَّجْنِيس كِلَاهُمَا فِي الْحساب وعَلى الْأَوَّلين والشهاب بن الحبال سمع الحَدِيث بل وَأخذ فقه الْحَنَفِيَّة عَن الشَّمْس الصَّفَدِي القَاضِي بحث عَلَيْهِ جَمِيع الْمُخْتَار وَغَيره وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذهَا مَعَ الصّرْف عَن الشهَاب بن يهود الشَّامي الْحَنَفِيّ والفرائض والوصايا عَن الشهَاب أَحْمد المغربي الْمَالِكِي وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة

وَأخذ الْجَبْر والمقابلة والمساحة والمقنطرات فِي الْوَقْت وَغَيرهَا عَن ابْن المجدي وَكَذَا أَخذ عَن ابْن القاياتي وَابْن البُلْقِينِيّ وَشَيخنَا وَأكْثر من ملازمته ونوه شَيخنَا بِهِ حَتَّى ولي قَضَاء مَكَّة عوضا عَن الْمُحب الطَّبَرِيّ فِي أَوَائِل رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وأنعم عَلَيْهِ السُّلْطَان فِيمَا قيل بِمَا ارتفق بِهِ وَلم يلبث أَن انْفَصل فِي شَوَّال من الَّتِي تَلِيهَا وَاسْتقر فِي صفر من سنة خمسين فِي قَضَاء حلب ثمَّ ولي قَضَاء الشَّام وحمدت سيرته فِي ذَلِك كُله لَكِن لصقت بِهِ أَشْيَاء فِيهَا مزِيد تنطع مَعَ غَفلَة وسذاجة ويبس وَعدم دربة بِالْجُمْلَةِ وَكَانَ كثير الاستحضار للفقه مَعَ معرفَة بالفرائض والحساب وَلكنه لم يكن فِي التَّحْقِيق وَحسن التَّصَوُّر بِالْبُلُوغِ. وَله تصانيف كَثِيرَة مِنْهَا مِمَّا كتبته جُزْء فِي مسَائِل تكون مُسْتَثْنَاة من قَاعِدَة لَا ينْسب لساكت قَول قرضه شَيخنَا وَغَيره من الْأَئِمَّة وَتعقب أَكْثَرهَا بِهَامِش من نُسْخَتي شَيخنَا ابْن خضر وَقد راج أمره على شَيخنَا فَإِنَّهُ قَالَ أَنه شَافِعِيّ الْمَذْهَب كثير المعارف فِي عدَّة عُلُوم رَأس فِي الْفَرَائِض وَهُوَ الْيَوْم عَالم طرابلس يشْتَغل فِي فقه الشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة إِلَى أَن قَالَ وَذكر لي أَن جده لأمه الشَّيْخ عمر السوبيني كَانَ صَالحا لَهُ كرامات انْتهى. وَكَانَ كثير الْعِبَادَة والتلاوة والتهجد وَالْأَفْعَال المرضية والتواضع إِلَّا مَعَ المتكبرين وسلامة الْفطْرَة غالبة عَلَيْهِ وَقد أطلت تَرْجَمته فِي معجمي وأفحش البقاعي فِي شَأْنه. مَاتَ بِدِمَشْق بعد أَن زار بَيت الْمُقَدّس فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس من جِهَة الشمَال وَكَانَت جنَازَته حافلة حَسْبَمَا كتب إِلَيّ بِهِ بعض الدمشقيين قَالَ وَكَانَ من أوعية الْعلم مطرح التَّكَلُّف على طَريقَة السّلف لَهُ عدَّة تصانيف رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن عمر بن حسن الرِّبَاط بِضَم الرَّاء بعْدهَا مُوَحدَة خَفِيفَة ابْن عَليّ بن أبي بكر برهَان الدّين وكنى نَفسه أَبَا الْحسن الخرباوي البقاعي نزيل الْقَاهِرَة ثمَّ دمشق وَصَاحب تِلْكَ الْعَجَائِب والنوائب والقلاقل والمسائل المتعارضة المتناقضة وَيُقَال أَنه يلقب ابْن عويجان تَصْغِير أَعْوَج. ولد فِيمَا زعم تَقْرِيبًا سنة تسع وَثَمَانمِائَة بقرية خربة روحا من عمل الْبِقَاع) وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول إِلَى دمشق ثمَّ فَارقهَا وَدخل بَيت الْمُقَدّس ثمَّ الْقَاهِرَة للاستفتاء على أَهلهَا وَهُوَ فِي غَايَة من

الْبُؤْس والقلة والعرى ثمَّ عَاد إِلَيْهَا وَرجع عَن قرب فقطنها واشتغل بهَا يَسِيرا وَلم يعرف لَهُ كتاب فِي الْفِقْه والنحو وَلَا فِي غَيرهمَا بل قَالَ الْعَلامَة أَبُو الْقسم النويري وناهيك بِهِ لصهر صَاحب التَّرْجَمَة: قل لصاحبك وعينه يشْتَغل بالنجوم أَنه لم يعلم لَهُ بعد هَذِه الْمقَالة فِيهِ اشْتِغَال وَلذَلِك وَصفه التقي القلقشندي مِمَّا سَمعه ظنا من أَخِيه الْعَلَاء باللحن فِي قِرَاءَته وَهُوَ صَحِيح بِالنِّسْبَةِ لألفاظ كَثِيرَة يتَوَقَّف أعرابها على مَعَانِيهَا وَكَذَا الْكثير من مشتبه الروَاة وَيشْهد لَهُ فِي النَّوْعَيْنِ كَثْرَة رد الديمي عَلَيْهِ فِي قِرَاءَة أبي يعلى وكاتبه فِي السّنَن الْكُبْرَى للنسائي وَغير ذَلِك بل اشْتِغَاله فِي غَيره أَيْضا بالهوينا وَزعم أَنه قَرَأَ على التَّاج بن بهادر فِي الْفِقْه والنحو وَأَنه قَرَأَ على ابْن الْجَزرِي جمعا للعشر فِي أثْنَاء سُورَة الْبَقَرَة وَأَنه أَخذ عَن التقي الحصني الشَّامي وَغَيره بهَا والتاج الغرابيلي والعماد بن شرف وَآخَرين بِبَيْت الْمُقَدّس وَأخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن الشّرف السُّبْكِيّ والْعَلَاء القلقشندي والقاياتي وَشَيخنَا وَطَائِفَة مِنْهُم أَبُو الْفضل المغربي وَهُوَ الَّذِي أعلمهُ بالقاعدة الَّتِي تجرأ على كتاب الله بهَا وَمَا عَلمته أتقن منا وَلَا بلغ مرتبَة الْعلمَاء بل قصارى أمره إدراجه فِي الْفُضَلَاء وتصانيفه شاهدة بِمَا قلته وتكسب بِالشَّهَادَةِ عِنْد أحد شُيُوخه الْفَخر الأسيوطي وَغَيره وبالنساخة وَتَعْلِيم الْأَطْفَال وَبِغير ذَلِك وسافر فِي خدمَة شَيخنَا إِلَى حلب وَأخذ عَن شُيُوخ الرِّوَايَة بهَا وبغيرها وَلم يمعن فِي ذَلِك أَيْضا بِحَيْثُ مَا عَلمته أكمل السِّتَّة أصُول الْإِسْلَام وفوت بتقصيره الْإِكْثَار عَن شُيُوخ كل وَاحِد مِنْهُم رحْلَة وَقَرَأَ أَشْيَاء غَيرهَا أولى مِنْهَا لَا لغَرَض كقراءته على الْعِزّ بن الْفُرَات الْجُزْء الثَّانِي من حَدِيث ابْن مَسْعُود لِابْنِ ساعد بإجازته من الْعِزّ بن جمَاعَة بقرَاءَته على الْحسن بن عمر الْكرْدِي بِحُضُورِهِ لَهُ فِي الرَّابِعَة على ابْن اللتي وَكَانَ فِي الْمَوْجُودين من يرويهِ مُتَّصِلا بِالسَّمَاعِ وَعند ابْن الْفُرَات الْكثير مِمَّا انْفَرد بِهِ وسافر لدمياط واسكندرية وَغَيرهمَا وَحج وَأقَام بِمَكَّة يَسِيرا وزار الطَّائِف وَالْمَدينَة وَركب الْبَحْر فِي عدَّة غزوات ورابط غير مرّة الله أعلم بنيته فِي ذَلِك كُله ورقاه شَيخنَا فعينه فِي حَيَاة الظَّاهِر جقمق لقِرَاءَة الحَدِيث بالقلعة ثمَّ مَنعه الظَّاهِر فِي حَيَاته وَأدْخلهُ حبس أولى الجرائم وَاسْتقر عوضه بِابْن الْأَمَانَة وَلذَا قَالَ لِأَنَّهُ أَي الْأَشْرَف اينال مُوَافق للظَّاهِر أَي جقمق فِي الانسلاخ من شرائع الدّين فِي الْبَاطِن مَعَ أَن هَذَا لم يكن عِنْده مَا عِنْد الظَّاهِر من الصَّبْر على إِظْهَار خلاف مَا يبطن من التَّمَسُّك بِالشَّرْعِ وَإِظْهَار تَعْظِيمه إِقَامَة) لناموسه انْتهى.

وَقد أَخذ عَنهُ الطّلبَة وانجمع زعم على التصنيف والإقراء وَالنّظم الَّذِي فِيهِ من الهجو مَا لَا يَلِيق وَكنت مِمَّن سَمِعت بقرَاءَته وَسمع بِقِرَاءَتِي واستفاد كل منا من الآخر على عَادَة الطّلبَة فِي ذَلِك وترجمني فِي مُعْجَمه. وَوَقَائعه كَثِيرَة وأحواله شهيرة ودعاوية مستفيضة أهلكه التيه وَالْعجب وَحب الشّرف والسمعة بِحَيْثُ زعم أَنه قيم العصريين بِكِتَاب الله وَسنة رَسُوله وَأَنه أبدى ببديهته جَوَابا مكث التقي السُّبْكِيّ وَاقِفًا عَنهُ أَرْبَعِينَ سنة وَأَنه لَا يخرج عَن الْكتاب وَالسّنة بل هُوَ منطبع بطباع الصَّحَابَة مَعَ رميه للنَّاس بِالْقَذْفِ وَالْفِسْق وَالْكذب وَالْجهل وَذكر ألفاظا لَا تصدر من عَاقل وَأُمُور متناقضة وأفعال سَيِّئَة وحقد تَامّ وَمَا أحسن قَول شيخ الْحَنَابِلَة وقاضيهم الْعِزّ الْكِنَانِي وَكَانَ قَدِيما من أكبر أَصْحَابه مِمَّا سَمعه مِنْهُ غير وَاحِد من الثِّقَات: وَالله أَنه لم يتبع سنة وَاحِدَة وَأَنه لأشبه بالخوارج فِي تنميق الْمَقَاصِد الخبيثة وإخراجها فِي قالب الدّيانَة انْتهى وَقد قيل: (تَقول أَنا المملوء علما وَحِكْمَة ... وَأَن جَمِيع النَّاس غيرى جَاهِل) (فَإِن كَانَ مَا فِي النَّاس غَيْرك عَالم ... فَمن ذَا الَّذِي يقْضِي بأنك فَاضل) وَمَا أحقه بِمَا ترْجم هُوَ بِهِ النويري الْمشَار إِلَيْهِ حَيْثُ قَالَ مِمَّا قرأته بِخَطِّهِ فِيهِ رَأَيْته من أفجر عباد الله يظْهر لمن يجهله أثوابا من الدّين وتنسكا يملك بِهِ قلبه ويغتال عَلَيْهِ دينه لَيْسَ يَأْمَن من وَقع بَصَره عَلَيْهِ على مَال لَهُ وَلَا عرض بل وَلَا نفس لَهُ نفس شغفة بالشهرة ومشفة للعلو وَعِنْده جرْأَة بِاللِّسَانِ مفرطة أوصلته إِلَى حد التهور وَقَلبه ممتلئ مكرا وحسدا وكبرا وَله فِي كل من ذَلِك حكايات تسود الصحائف وتبيض النواصي مَا سكن فِي بلد إِلَّا أَقَامَ بهَا شرورا وشحنها فجورا وَلَوْلَا أعاذنا الله تَعَالَى بِهِ من شدَّة طيشه وإعجابه بِرَأْيهِ لسعر الْبِلَاد وَأهْلك الْعباد إِلَى أَن قَالَ نقلا عَن غَيره أَن أَبَا الْقسم قَالَ لَهُ أَن قَالَ الْمَالِكِيَّة بِالْقَتْلِ قلت بالعصمة وَإِن قَالُوا بالعصمة قلت بِالْقَتْلِ ثمَّ قَالَ وَلم يكن لَهُ فِي شَيْء من ذَلِك غَرَض معِين إِنَّمَا كَانَ غَرَضه بِالْخِلَافِ رَجَاء يرتب عَلَيْهِ ولَايَته الْقَضَاء انْتهى وَمَا علمت أحدا سلم من أَذَاهُ لَا الشُّيُوخ وَلَا الأقران وَلَا من يليهم من كل بلد دخله بالنظم وبالنثر حَتَّى من خوله فِي النعم بعد الْفَاقَة والعدم وَأخذ بجاهه أمورا لَا يَسْتَحِقهَا كالنظر على جَامع الفكاهين وعَلى خَان اويداني وَجَرت فيهمَا وقائع وكتدريس القراآت بالمؤيدية عقب أَمِين الدّين بن مُوسَى واستغرب النَّاس إِذْ

ذَاك وُقُوع) مثل هَذَا فِي أَمر لم يشهر بِهِ خُصُوصا مَعَ وجود شيخ الْقُرَّاء بِلَا مدافع الشهَاب بن أَسد بل كَاد أَمر الزين جَعْفَر السنهوري أَن يتم فِيهِ فقوى عَلَيْهِ بجاه مخدومه وَلم يرع لَهُ حق مساعدته لَهُ عِنْد الْمُحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ حَيْثُ أحضر لَهُ مصنفا عمله فِي التجويد فتوقف فِي تقريضه حَتَّى شهد عِنْده جَعْفَر بِأَنَّهُ أجاده وَعمل البقاعي بِحُضُور الشّرف الْمَنَاوِيّ إجلاسا ضبط عَنهُ أَنه من عمل شَيْخه أبي الْفضل المغربي لَهُ ثمَّ كَاد النَّاظر أَن يُخرجهُ عَنهُ لأمر اقْتَضَاهُ عِنْده فِي غَايَة الْقبْح والشناعة فبادر وَرغب عَنهُ الشهَاب الْمَذْكُور لكَونه من أَصْحَاب النَّاظر وحاباه لعدم توقفه عَن الْإِمْضَاء لَهُ وَخَالف المخدوم الْمشَار إِلَيْهِ غَرَض أستاذه الْأَشْرَف اينال فِي الْخَوْف من غائلة تَقْدِيمه فَإِنَّهُ قَالَ فِيمَا صَحَّ لي عَنهُ للشرف بن الخازن قبيل سلطنته لَو نفست للبقاعي لأخرب الدُّنْيَا ثمَّ لما تسلطن زبره فِي ارتفاعه على الشريف الْكرْدِي فَإِنَّهُ بعد أَن زَالَ عزه أسمعهُ من الْمَكْرُوه مَا يُقَابله عَلَيْهِ الله حَتَّى قَالَ لمن حَكَاهُ لي من الثِّقَات وَالله لقد أَزَال البقاعي اعتقادي من كل فَقِيه وخيلني من صُحْبَة كل أحد أَو نَحْو ذَلِك هَذَا مَعَ أَنه بعد موت أستاذه وَهُوَ فِي أثْنَاء محنته حِين سكنه بِالْقربِ من السابقية رَأسه حِين شكوى بعض التّرْك من جِيرَانه لَهُ بنقيبين وجلوسهما فِي مَسْجده حَتَّى يرفعانه إِلَى حاكمهما لخوضه فِي عرض ذَاك التركي فَحَضَرَ إِلَى التركي وَلَا زَالَ يتلطف بِهِ حَتَّى صفح وَغرم هُوَ للنقيبين بل وأنعم عَلَيْهِ إِذْ ذَاك بستين دِينَارا وَحَتَّى القاياتي الَّذِي زعم أَنه لَازمه كثيرا وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ فِي أصُول الدّين والمنطق وَسمع دروسه فِي الْفِقْه وأصوله والنحو والمعاني وَالْبَيَان وَمن دروسه فِي الْكَشَّاف قَالَ فِيهِ أَنه لَا يزَال غلس الظَّاهِر دنس الأثواب سمج اللِّحْيَة قَالَ وَلم نعلم لذَلِك سَببا إِلَّا كَثْرَة إخلافه للوعد قَالَ وَلم أر مثل ولَايَته فِي كَثْرَة التقلب وتوالي العظائم واضطراب الْأُمُور وَكَثْرَة القال والقيل حَتَّى لقد قلعت على قلَّة أَيَّامهَا وَقصر زَمَنهَا من قُلُوب النَّاس كثيرا مِمَّا غرسه فِيهَا من الْمحبَّة قَالَ على أَنِّي لم أر بعيني أوسع بَاطِنا مِنْهُ يكون فِي غَايَة البغضة للْإنْسَان وَهُوَ يرِيه أَنه أقرب النَّاس عِنْده وَلَا أدق مكرا وَلَا أخْفى كيدا وَلَا أحفظ سرا وَلَا أنكى فعلا يذبح الْإِنْسَان كَمَا قَالُوا بفطنه وَهُوَ يضْحك وَلَا أرْضى اعتذارا رَأَيْته مطل إنْسَانا فِي غَايَة الْيَقَظَة بقضية هُوَ أمره بِفِعْلِهَا أَكثر من ثَلَاث سِنِين إِلَى آخر كَلَامه بل قَالَ عَن شيخ الْإِسْلَام ابْن حجر إِن فِيهِ من سيء الْخِصَال أَنه لَا يُعَامل أحدا بِمَا يسْتَحقّهُ من الْإِكْرَام فِي نفس الْأَمر بل بِمَا

يظْهر لَهُ على شمائله من محبَّة الرّفْعَة وَأَنه يغلط ويلج فِي غلطه وَوَصفه بشيخ نحس وَكتب تجاه بعض من) تَرْجمهُ شَيخنَا فِي بعض مجاميعه انتقادا يرجع إِلَى الْعُلُوّ ووقف عَلَيْهِ شَيخنَا وضمه لما يُعلمهُ من فجوره وتعدى فِي تراجم النَّاس وَزَاد على الْحَد خُصُوصا فِي كِتَابه عنوان الزَّمَان فِي تراجم الشُّيُوخ والأقران الَّذِي طالعته بعد مَوته وَمُلَخَّصه الْمُسَمّى عنوان العنوان بتجريد أَسمَاء الشُّيُوخ والتلامذة والأقران وناقض نَفسه فِي كثيرين فَإِنَّهُ كَانَ يترجمهم أَولا بِبَعْض مَا يَلِيق بهم ثمَّ صَار بعد مخالفتهم لَهُ فِي أغراضه وَنَحْو ذَلِك يزِيد فِي تراجمهم أَو يُغير مَا كَانَ أثْبته أَولا كَمَا فعل مَعَ الْأمين الأقصرائي فَإِنَّهُ قَالَ فِيهِ بِأخرَة أَنه يكون مَعَ كل من علم قُوَّة جَانِبه ويهمل أَمر الضَّعِيف وَإِن كَانَ مُنْقَطِعًا إِلَيْهِ وَأَنه يتَقرَّب إِلَى ذَوي الجاه بِمَا يحبونَ وَأَنه أحدث فِي مَسْجِد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِمَامَة الْحَنَفِيَّة تفريقا بَين كلمة الْمُسلمين وتشعيبا لأركان الدّين وَكَذَا بعد علمه بِعَدَمِ إنزاله الْمنزلَة الَّتِي أنزل نَفسه بهَا وَنَحْو ذَلِك كَكَوْنِهِ لم يضفه أَو ينْتَقد عَلَيْهِ مَا يظفر بِهِ من خطأه فنسأل الله كلمة الْحق فِي السخط وَالرِّضَا ولتناقضه النَّاشِئ من أغراضه كَانَ كَلَامه فِي الْمَدْح والقدح غير مَقْبُول عِنْد المتقنين من أَئِمَّة الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول وَمَا أحسن قَول بَعضهم: (إِن البقاعي الْبَذِيء لفحشه ... ولكذبه ومحاله وعقوقه) (لَو قَالَ أَن الشَّمْس تظهر فِي السما ... وقفت ذَوُو الْأَلْبَاب عَن تَصْدِيقه) إِلَى غير ذَلِك من مجازفاته كوصفه التيزيني بِالتَّحَرِّي فِي شَهَادَته وطعنه فِي شَهَادَة شيخ النَّاس قاطبة الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ حمية لِلشِّهَابِ الكوراني لكَونه توسل بِهِ فِي طلب المناسبات من بِلَاد الرّوم وَمَا اكْتفى بذلك حَتَّى الْتزم لَهُ بإشهار جمع الْجَوَامِع لَهُ الَّذِي شحنه بالإساءة على من اجْتمع لَهُ مَعَ الْعلم وتحقيقه القطبية وَالْولَايَة والجلال الْمحلي وأشنع وأبشع تجريحه لحافظ الشَّام ابْن نَاصِر الدّين بالتزوير وكأغاليطه فِي المواليد والوفيات والأنساب وَتَصْحِيفه مِمَّا أضربت عَن بَسطه اكْتِفَاء بمصنف حافل أفردته لَهَا لكثرتها وقبحها وذكرتها مختصرة مَضْمُومَة لغَيْرهَا فِي ذيل الْقُرَّاء والمعجم وترجمة شَيخنَا وَمن قبلي ذكرهَا ابْن فَهد والزين رضوَان والبرهان الْحلَبِي وَمن الْمُتَأَخِّرين ابْن أبي عذيبة وَلكنه كَانَ إِذْ ذَاك أشبه فِي الْجُمْلَة وَكَذَا أفردها غَيْرِي بل اعتنى بَعضهم بِجمع أهاجي الشُّعَرَاء

فِيهِ فِي مُجَلد وَمِنْه قَول الْعَلَاء بن اقبرس: (لَك الْحَمد الجزيل بِلَا امتنان ... وَفضل بالعطاء بِلَا نزاع) ) (فطهر قلبنا من كل غل ... وجنبنا الْخَبيث من الْبِقَاع) وَقد روينَا عَن إِمَام دَار الْهِجْرَة ملك بن أنس رَحمَه الله أَنه قَالَ أدْركْت بِهَذِهِ الْبَلدة يَعْنِي الْمَدِينَة أَقْوَامًا لم تكن لَهُم عُيُوب فعابوا النَّاس فَصَارَت لَهُم عُيُوب وَأدْركت بهَا أَقْوَامًا كَانَت لَهُم عُيُوب فَسَكَتُوا عَن عُيُوب النَّاس فنسيت عيوبهم لله در الْقَائِل: (لَا تهتكن من مساوي النَّاس مَا ستروا ... نبيتك الله سترا من مساويكا) (وَاذْكُر محَاسِن مَا فيهم إِذا ذكرُوا ولاتعب أحدا مِنْهُم بِمَا فيكا) وَقد رددت عَلَيْهِ غير مَسْأَلَة لَهُ فِي عدَّة تصانيف مِنْهَا الأَصْل الْأَصِيل فِي تَحْرِيم النَّقْل من التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالْقَوْل المألوف فِي الرَّد على مُنكر الْمَعْرُوف وَمِمَّنْ رد عَلَيْهِ فِي الثَّانِيَة الشهَاب المتبولي الْحُسَيْنِي وقرضه لَهُ الكافياجي فأبلغ من أَن المُصَنّف لَيْسَ بذلك وَأنْشد فِيهِ لغيره: (يَا مدعي الْحبّ لمَوْلَاهُ ... من ادّعى صحّح دَعْوَاهُ) (من ادّعى شَيْئا بِلَا حجَّة ... لَا بُد أَن تبطل دَعْوَاهُ) ولنفسه: (من ادّعى الْعلم وَلم يُوصف بِهِ ... فَذَاك قد عرض للنقص) (فلعلم مَعْرُوف لأربابه ... يظْهر بالنطق وبالفحص) وَكَذَا رد ابْن أبي عذيبة مقاله فِي السفطي حَيْثُ قَالَ تَرْجمهُ البقاعي بترجمة مظْلمَة وَذَاكَ لما كَانَ بَينهمَا من الشَّرّ فَالَّذِي يَنْبَغِي أَن لَا يسمع كَلَامه فِيهِ وَنَحْوه قَوْله فِي تَرْجَمَة ابْن حَامِد وَقَول البقاعي فِي فَوته فِي جُزْء أبي الجهم لَا عِبْرَة بِهِ إِنَّمَا الْفَوْت لِأَخِيهِ. وَلما علم مقت النَّاس لَهُ وإسماعهم إِيَّاه كل مَكْرُوه من تَكْفِير فَمَا دونه بل رام الْمَالِكِي أَن يرتب عَلَيْهِ مُقْتَضى مَا أخْبرت بِهِ الْبَيِّنَة العادلة من كَونه قَالَ أَن بعض المغاربة سَأَلَهُ أَن يفصل فِي المناسبات الَّتِي عَملهَا بَين كَلَام الله وَقَوله بِأَيّ وَنَحْوهَا دفعا لما لَعَلَّه يتَوَهَّم فترامى على الزيني بن مزهر حَتَّى عززه وَحكم بِإِسْلَامِهِ بعد أَن جبن عَن مقاومة الْمَالِكِي فِيهَا غير وَاحِد من أَعْيَان النواب وَرغب عَمَّا كَانَ باسمه كالميعاد بِجَامِع الظَّاهِر وَالْمَسْجِد الَّذِي يعلوه سكنه وَله فِي أَمرهمَا قعاقع وفراقع وَلم أَطْرَافه وَتوجه إِلَى دمشق وَهُوَ فِي غَايَة الذل فأنزله متصرفها بِالْمَدْرَسَةِ الغزالية وَأَعْطَاهُ مشيخة الْقُرَّاء بتربة أم الصَّالح وَأحسن هُوَ وَغَيره

سِيمَا التقي بن قَاضِي) عجلون لَهُ فَلم يتَحَوَّل عَن طباعه حَتَّى نافره أهل دمشق أَيْضا إِلَى أَن قاسى مَا يفوق الْوَصْف وعاداه أصدقاؤه فِيهَا حَتَّى أَنه رام حِين اجتياز الْعَسْكَر بهَا المرافعة فيهم عِنْد أميره فخذل أعظم خذلان وعارض وَهُوَ هُنَاكَ فِي حجَّة الْإِسْلَام أبي حَامِد الْغَزالِيّ ولمح بالحط عَلَيْهِ وَقَالَ أَن قَوْله لَيْسَ فِي الْإِمْكَان أبدع مِمَّا كَانَ كَلَام أهل الْوحدَة من الفلاسفة والإسلاميين الْقَائِلين بِأَن الله هُوَ الْوُجُود وَقَالَ أَيْضا أَنه وَجهه بِمَا لَا يَلِيق حَيْثُ قَالَ لَو فرض أحسن من هَذَا الْوُجُود لَكَانَ تَركه بخلا وعجزا وَكَذَا حط على التَّاج بن عَطاء الله وَصرح عَن نَفسه بِأَنَّهُ يبغض ابْن تَيْمِية لما كَانَ يُخَالف فِيهِ من الْمسَائِل وتحرك النَّاس من جُمْهُور الطوائف عَلَيْهِ وراسل يستفتي وبذل مَعَه الشَّمْس الأمشاطي قَاضِي الْحَنَفِيَّة الْجهد وَلم يتدبر تذكير النَّاس بمساعدته الْأَمر الْقَدِيم الْمُقْتَضِي لتعويل صَاحب التَّرْجَمَة عَلَيْهِ فِي كائنته وَمَعَ ذَلِك فاستمر يكايد ويناهد حَتَّى مَاتَ بعد أَن تفتت كبده فِيمَا قيل فِي لَيْلَة السَّبَب ثامن عشر رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالجامع الْأمَوِي وَدفن بالحمرية خَارج دمشق من جِهَة قبر عَاتِكَة وَلم يصل عَلَيْهِ التقي بن قَاضِي عجلون وَغَيره وَأوصى بِكُل مَا كَانَ بِخَطِّهِ من تصنيفه وَغَيره لِابْنِ قَرِيبه الْمحلى وسافر إِلَى الشَّام فَأَخذهَا وَهُوَ الَّذِي اسْتَقر فِي جواليه المصريه وَأما جوالية الشامية فَكَانَ هُوَ رغب عَنْهَا قبيل مَوته لعبد النَّبِي المغربي أحد من لم عَلَيْهِ فِي الشَّام. ورثى نَفسه قبل مَوته بِمدَّة وَهُوَ فِي الْقَاهِرَة فَقَالَ فِي أَبْيَات كَانَ القَاضِي عز الدّين الْحَنْبَلِيّ يستكثرها عَلَيْهِ وَيَقُول لَعَلَّه ظفر بهَا لغيره وَأَقُول كَأَنَّهُ لمزيد حبه فِي مدح نَفسه انبعثت سجيته لَهَا: (نعم إِنَّنِي عَمَّا قريب لمَيت ... وَمن ذَا الَّذِي يبْقى على الْحدثَان) (كَأَنِّي بِي أنعى إِلَيْك وَعِنْدهَا ... ترى خَبرا صمت لَهُ الأذنان) (فَلَا حسد يبْقى لديك وَلَا قلى ... فَتَنْطِق من مدحي بِأَيّ معَان) (وَتنظر أوصافي فتعلم أَنَّهَا ... علت عَن مدان فِي أعز مَكَان) (ويمسي رجال قد تهدم ركنهم ... فمدمعهم لي دَائِم الهملان) (فكم من عَزِيز بِي يذل جماحه ... ويطمع فِيهِ ذُو شقا وهوان) (فيا رب من يفجا بهول بوده ... وَلَو كنت مَوْجُودا إِلَيْهِ دَعَاني) (ويارب شخص قد دهته مُصِيبَة ... لَهَا الْقلب أَمْسَى دَائِم الخفقان) ) (فيطلب من يجلو صداها فَلَا يرى ... وَلَو كنت جلتها يَدي ولساني)

(وَكم ظَالِم نالته مني غَضَاضَة ... لنصرة مظلوم ضَعِيف جنان) (وَكم خطة سامت ذويها معرة ... أعيذت بِضَرْب من يَدي وطعان) (فَإِن يَرِثنِي من كنت أجمع شَمله ... بتشتيت شملي فالوفاء رثاني) (وَإِلَّا نعاني كل خلق ترفعت ... بِهِ هممي عَن شائن وبكاني) وَمِمَّنْ رثى نَفسه قبل مَوته أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى بن زيد بن نَاقَة الْكُوفِي وَقَالَ ابْنه أَبُو مَنْصُور أَنْشدني قبل مَوته بساعة: (وَكم شامت بِي إِن هَلَكت بِزَعْمِهِ ... وجاذب سيف عِنْد ذكر وفاتي) (وَلَو علم الْمِسْكِين مَاذَا يُصِيبهُ ... من الذل بعدِي مَاتَ قبل مماتي) وَفِيه نوع شبه بِمَا تقدم. ذكر الْإِشَارَة لشَيْء من مناقضاته مِمَّا بسطته فِي تَرْجَمته: أنكر على الشَّمْس العاملي قِرَاءَة سيرة الْبكْرِيّ لما فِيهَا من الْكَذِب وَأخذ مَا بأيدي الْكفَّار من التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل عَنْهُم مَعَ تَصْرِيح بعض الْيَهُود بِكَوْن نسخته سقيمة وَأَنه كَانَ يقابلها مَعَه والقارئ الْيَهُودِيّ اعْتمد الْحر الى فِي تَفْسِيره مَعَ كَونه كَمَا قَالَ الذَّهَبِيّ فلسفي التصوف وَلم يُخَالِفهُ شَيخنَا فِيهِ وَكفر ابْن الفارض قَالَ التَّكْفِير أَمر عَظِيم لَا يَنْبَغِي الْإِقْدَام عَلَيْهِ إِلَّا بِنَصّ صَرِيح إِلَى آخر كَلَامه وَكفر ابْن الفارض بل قَالَ لكوني قلت لم يصل إِلَيّ مَا نسب إِلَيْهِ من الشّعْر عَنهُ بِسَنَد صَحِيح وَنحن لَا نكفر بِأَمْر مُحْتَمل سِيمَا وَلَا فَائِدَة فِي تكفيره وَإِنَّمَا الْفَائِدَة فِي التنفير من الْمقَالة أنني ملت مَعَ ابْن الفارص وعذلني الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ وَابْن الشّحْنَة فَلم يفد وصف الشّحْنَة بِالْكَذِبِ والنحس والبهتان وَأَنه أعظم رُؤْس أهل السّنة وَنَحْوه تَكْذِيبه للخطيب أبي الْفضل ثمَّ اعْتِمَاده عَلَيْهِ فِي تجريح غَيره صَرِيح بمجازفة الْأمين الأقصرائي حَيْثُ وقف قَاضِي الْمحلة أوحد الدّين بن العجيمي فِي عرض وَلَده بأوصاف زعم أَنه لَا يَسْتَحِقهَا لكَونه رُبمَا توقف فِي صرف معلومه فِي أوقافها ثمَّ أَخذ خطه لَهُ متأيدا بِهِ فِي تصانيفه وَنَحْوه وَصفه لإِمَام الكاملية بِأَمْر عَظِيم لَا يقبل قَوْله مَعَه ثمَّ جَاءَهُ ليستعين بِهِ فِي كائنة ابْن الفارض وَكَذَا بَالغ فِي الوقيعة فِي الْأَمِير يشبك الْفَقِيه ثمَّ خضع لَهُ وَبَالغ فِي إجلاله وَفعل مثل ذَلِك مَعَ الزيني بن مزهر قَامَ بإنكار المولد بطنتدا وبسيس مَعَ القائمين فِي إِبْطَاله ثمَّ توجه مَعَ مخدومه بردبك إِلَيْهِ وَنَحْوه قِيَامه فِي إِنْكَار الَّذين يطوفون فِي رَمَضَان بالشبابة وَنَحْوهَا لَيْلًا ويسمون بالمسحرين ثمَّ سَمَاعه) للعمال بالآلة على الدكة عِنْد بردبك أَيْضا قَامَ يمْنَع جَامع الْقُضَاة من أَبْوَاب جَامع الفكاهين حِين كَانَ

نَاظرا عَلَيْهِ وعطل هُوَ الِانْتِفَاع بِالْمَسْجِدِ المجاور لبيته على الْمُصَلِّين بِوَضْع أمتعته وأمتعة غَيره وَنَحْو ذَلِك زعم عدم منازعته للفقهاء فِي وظائفهم ثمَّ شاقق الْمُبَاشر لوقف الميعاد الَّذِي باسمه فِي جَامع الظَّاهِر ليثبت لَهُ مَا أَفْتيت بِزِيَادَتِهِ لَهُ فِي مَعْلُوم الْوَظِيفَة بل رام أَخذ دكان من وقف آخر ليحوزها إِلَى وظيفته فكفه عَن ذَلِك قَاضِي الْحَنَفِيَّة وَكَذَا كَانَ اقتلاعه لأصل الْوَظِيفَة بطريقة غير مرضية وَنَازع من بِيَدِهِ بنزول شَرْعِي وظائف كَانَت باسم الشهَاب أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْأَذْرَعِيّ لما كتبته فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة خَاصم نَاصِر الدّين الزفتاوي أحد النواب وَجمع فِيهِ جُزْءا وَسَماهُ أشلاء الباز على ابْن الخباز ثمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ كتاب النَّسَائِيّ وصيره فِي شُيُوخه وَجَاء السَّيِّد النسابة ليحضر فماقته وجافاه بِحَيْثُ رايت الصَّيْد احمر وَجهه وَكَاد أَن يبكي هَذَا مَعَ كَون جمَاعَة من شُيُوخه كالشهاب الكلوتاتي فِي زَاوِيَة الْحَنَفِيّ بِحَضْرَتِهِ وَالْجمال البدراني قرؤه عَلَيْهِ مَا اكْتفى بِهَذَا حَتَّى كتب بِخَطِّهِ فِي تَرْجَمته مَا يُقَابله الله عَلَيْهِ وَنقل عَنهُ فِي تَرْجَمته الْكَذِب الصراح هَذَا مَعَ مَعْرفَته بإجلال شَيخنَا لَهُ بِحَيْثُ أَنه لم يكن يتَخَلَّف عَن الْقيام لَهُ إِذا دخل عَلَيْهِ وَرُبمَا لم يعلم بِدُخُولِهِ إِلَّا بعد جُلُوسه فيستدرك الْقيام لَهُ وأبلغ مِنْهُ قَوْله فِي الولوي بن تَقِيّ الدّين البُلْقِينِيّ قَاضِي لشام مَا نَصه: وَكَانَ مَعْرُوفا بالمجاهرة بأنواع الْفسق والانقطاع إِلَى الخلاعة والسخرية والإضحاك للأكابر ثمَّ روى عَنهُ فَقَالَ حَدثنِي القَاضِي الْفَاضِل البارع المفنن ولي الدّين وسَاق شَيْئا وَنَحْوه قَوْله فِي الْعَلَاء القلقشندي أَنه حَدثهُ بِحَضْرَة شَيخنَا بِشَيْء وَصدقه شَيخنَا عَلَيْهِ قَالَ وَإِلَّا فَهُوَ إِذا حَدثَك بِحَدِيث وجدت قَلْبك غير سَاكن إِلَى جَمِيع مَا يَقُوله وَقَالَ فِي مَوضِع آخر أَنه لم يخلف بعده فِي الشَّافِعِيَّة بِمصْر مثله فِي علم وَلَا دين وَذكروا عدَّة حض على سلوكها وَهِي اللين مَعَ أهل اللين والشدة على الْمُنَافِقين مَعَ كَونه آذَى خلقا من الصَّالِحين كالشيخ أبي بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد السعودي الْمصْرِيّ الضَّرِير الْمُقْرِئ لكَونه امْتنع من إِجَازَته وَلم يقتف أثر التقي السُّبْكِيّ حِين التمس مِنْهُ الزين الْعِرَاقِيّ فِي الشَّفَاعَة عِنْد الشَّيْخ فتح الدّين يحيى بن عبد الله بن مَرْوَان الفارقي ليحدثه لكَونه كَانَ يتعسر تورعا فَامْتنعَ التقي من إجَابَته وَقَالَ هَذَا رجل صَالح لَا أحب تَكْلِيفه وَنَحْوه قَوْله لشيخ الْمحلة الْوَلِيّ أبي عبد الله بن قطب لكَونه لم يُمكنهُ من الْقِرَاءَة عَلَيْهِ: (قل للدنيء مكانة وخلائقا ... لَا تَسْتَطِيع الرّفْع أَنْت مكسر)

) (أَنى لَك الإسعاد يَوْمًا أَن ترى ... وَحَدِيث خير الْخلق عنْدك يذكر) استفتى على من عَارضه فِي تدريس حَدِيث بالقدس وَجمع ذَلِك فِي جُزْء سَمَّاهُ معتدي المقادسة وأفتوه بتفسيق النَّاظر والمعارض ثمَّ بسبس بعد دهر طَوِيل مَعَ من عَارض الْمُنْفَرد بذلك فِي الديار المصرية جَمِيعه لمن لَا يحسن حَدِيثا وَلَا قَدِيما وَفِي إِيرَاد أشباه هَذَا طول وراسل ابْن قَرِيبه بعد كوائن الشاميين مَعَه أَن يسْأَل الْمقر الزيني بن مزهر أَن يكْتب إِلَى كل من الْمَالِكِي والحنبلي أَن شَيخنَا فلَانا يَعْنِي نَفسه مَا فارقناه إِلَّا عَن كَرَاهَة منا لفراقه ومحبة عَظِيمَة لقُرْبه وَجَمِيع الْأَعْيَان بِالْقَاهِرَةِ والصلحاء راضون عَنهُ متألمون لفراقه وَقد اختاركم على بَقِيَّة النَّاس وَاخْتَارَ بلدكم على بَقِيَّة الْبِلَاد فَلَمَّا وصل إِلَيْكُم أرسل بالثناء عَلَيْكُم وَقَالَ كثيرا من ذَلِك وَهُوَ مِمَّن يشْكر على الْقَلِيل نَحن نَعْرِف ذَلِك مِنْهُ وَقد بلغنَا فِي هَذِه الْأَيَّام أَن دَاء الْحَسَد دب إِلَى بعض النَّاس فَصَارَ يتَكَلَّم فِيهِ بعض السفلة وَنحن نعرفه من خمسين سنة ونعرف أَنه لَا يشاحن أحدا فِي دنيا بل هُوَ مشتغل بِحَالهِ فَلَا يتَكَلَّم فِيهِ إِلَّا مُتَّهم فِي دينه وهم الرعاع والجهلة كَمَا قَالَ الشَّافِعِي أَو الإِمَام عَليّ رَضِي الله عَنهُ: والجاهلون لأهل الْعلم أَعدَاء فَكَانَ المظنون بكم أَن تردعوا من يتَكَلَّم فِيهِ غَايَة الردع من غير طلب مِنْهُ لذَلِك من بَاب الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر فَإِن من يُرِيد تألم عَالم إِنَّمَا يُرِيد بذلك هدم السّنة وَالْمَعْرُوف من عَادَته أَنه إِذا تكلم أحد فِيهِ يصبر ويحتسب فَإِذا فعل هُوَ الْمَنْدُوب وَجب على النَّاس الذب عَنهُ وَكَيف لَا وأغلب أَحْوَاله سَعْيه فِي نفع أَصْحَابه لَا سِيمَا الشاميين مَا كَانَ إِلَّا كهفا لَهُم كَانُوا يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ لما كَانُوا مُحْتَاجين إِلَيْهِ وَهُوَ فِي بلد الْعِزّ لينتفعوا بِهِ فَأَقل مَاله عِنْدهم أَن يَفْعَلُوا مَعَه مَا كَانَ يفعل مَعَهم وأهون من ذَلِك تَركه وَمَا هُوَ عَلَيْهِ من نفع عباد الله بالتدريس والتذكير بالميعاد وَنَحْو هَذَا فَإِنَّهُ أَي كتاب الزيني ينفع غَايَة النَّفْع قَالَ وَإِن كَانَ مَعَه كتاب البرهاني يَعْنِي الإِمَام الكركي زَاد نَفعه وَلَا تظهر أَنِّي كتبت إِلَيْك فِي هَذَا الْأَمر إِلَّا لضَرُورَة بل استفدته من حاملها إِلَى أَن قَالَ وَليكن الْكتاب إِلَيْهِمَا مَعَ ثِقَة يوصله إِلَيْهِمَا لَا إِلَى العَبْد يَعْنِي نَفسه وَلَكِن ترسل إِلَيّ بالإعلام بِجَمِيعِ معنى الْكتاب انْتهى بِحُرُوفِهِ. فَانْظُر وتعجب وَاعْلَم بِالْكَذِبِ فِيهِ فِي غير مَا مَوضِع نسْأَل الله السَّلامَة. وَمن عنوان نظمه قَوْله فِي قصيدة أنشدناها على الأهرام الْجَبَل بالجيزة: (إِنَّا بَنو حسن وَالنَّاس تعرفنا ... وَقت النزال وَأسد الْحَرْب فِي حنق)

) (كم جِئْت قفرا وَلم يسْلك بِهِ بشر ... غَيْرِي وَلَا أنس إِلَّا السَّيْف فِي عنقِي) وَقَوله مِمَّا هُوَ حجَّة عَلَيْهِ: (مَا بَال قَلْبك قد زَادَت قساوته ... فَمَا تزَال بِأَدْنَى الغيظ منتقما) (فاكظمه عفوا وَأحسن راحما أبدا ... فرحمة الله مَخْصُوص بهَا الرحما) وَقَوله أَيْضا وَهُوَ حجَّة عَلَيْهِ: (إِن رمت عَيْشًا صافيا ازمانا ... فاعمل بهذي الْخمس تعظم شانا) (اصفح تحبب دَار واصبر واكتم الشحناء قد أوصى بهَا عثمانا) وَقَوله فِي الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ: (وعاذل قَالَ الْكَمَال حَاصِل ... بفرد شيخ للبيب الفائز) (فَقلت أَعْيَان الزَّمَان الْكل يَا ... شَيْخي تتمات الْكَمَال الْبَارِزِيّ) وَقَوله نَحوه أَيْضا: (إِذا عَابَ العذول عَليّ فعلى ... وَقَالَ إِلَى مَتى هَذَا التغالي) (تَطوف الأَرْض تجمعها شُيُوخًا ... أَقُول لَهُ لتَحْصِيل الْكَمَال) إِبْرَاهِيم بن عمر بن زِيَادَة الاتكاوي. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد. إِبْرَاهِيم بن عمر بن شُعَيْب برهَان الدّين الدَّمِيرِيّ ثمَّ القاهري الْمَالِكِي. ولد تَقْرِيبًا سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَأول مَا ترعرع علم فِي بَيت الْعَلَاء بن قبرس ثمَّ ترقى للاشتغال وَأخذ عَن نور الدّين التنسي ثمَّ عَن السنهوري وَأكْثر من ملازمته فِي الْفِقْه والعربية وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة عِنْد الْبَدْر أبي السعادات البُلْقِينِيّ وَعبد الْحق السنباطي وَحضر على الْعَلَاء الحصني فِي الْمنطق وَغَيره وَرُبمَا قَرَأَ عَلَيْهِ وَقَرَأَ فِي شرح العقائد على الزين زَكَرِيَّا مَعَ سَماع شَيْء من التَّوْضِيح وَكَذَا من شُيُوخ النَّجْم بن حجي وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتميز فِيهَا ورباه الأمشاطي وَأَغْلظ من أَجله على يحيى السفطي ثمَّ أثنى عَلَيْهِ حِين أغراه عَلَيْهِ التقي الاوجاقي وَقد نَاب فِي الْقَضَاء عَن السراج بن حريز فَمن بعده وازدحمت عِنْده الأشغال سِيمَا حِين جُلُوسه عِنْد رَأس نوبَة النوب برسباي قرا أَوْقَات حكمه وإكثاره من خدمته وخدمة جماعته بل وخدمة قُضَاته بِحَيْثُ تمول وَركب البغلة وَاشْترى الْأَمْلَاك وَحج وجاور سنة خمس وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وَكَانَ يكثر الْحُضُور عِنْد

الْبُرْهَان بن ظهيرة وَرُبمَا عمل الأشغال وَصَارَت لَهُ وجاهة) فِي الْجُمْلَة قَامَ مرّة على ابْن شرف وَكَذَا على الشَّمْس الحليبي مِمَّا الصَّوَاب فِيهِ مَعَ الشَّمْس إِلَى غير ذَلِك من قِيَامه على النَّصْرَانِي فلاح البيبرسية مِمَّا عدم إحسانه اقْتضى لخذلانه وَلَقَد أَجَاد. إِبْرَاهِيم بن عمر بن عُثْمَان بن عَليّ برهَان الدّين الْخَوَارِزْمِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو الشهَاب أَحْمد الْآتِي وَذَاكَ الْأَكْبَر وَيعرف بِابْن قرا. رَأَيْته كتب فِي بعض الاستدعاآت سنة ثَلَاث وَسبعين وَمَات بِدِمَشْق بعد ذَلِك فِي عَاشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسبعين وَكَانَ صَالحا ذَا تهجد كثير وَصِيَام وعمامة صَغِيرَة تشبه أَبنَاء التّرْك وجلالة عِنْد الْخَاصَّة والعامة سِيمَا أَخُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ يجله كثيرا مِمَّا هُوَ جدير بِهِ بل قَالَ لَهُ الْعَلَاء البُخَارِيّ أَنْت فِي بركَة إِبْرَاهِيم وَحكى الثِّقَة عَن أَخِيه أَنه قَالَ لَهُ أَن الشَّيْخ سليما لما قدم دمشق قيل لَهُ فِي الشَّام خمارة فامر بِجمع الْفُقَرَاء فَاجْتمعُوا وذهبوا وَأَنا وإياه مَعَهم ليريقوا مَا فِيهَا من الْخمر فَلَمَّا أراق مَا فِيهَا وقف بِالْبَابِ مُقبلا بِوَجْهِهِ على من يُرِيد الْخُرُوج وَمد يَدَيْهِ فَوضع كل وَاحِدَة على ركن الْبَاب ثمَّ قَالَ اخْرُجُوا فَخرج النَّاس من تَحت يَدَيْهِ فَجئْت وَقبلت يَده وَخرجت فَلَمَّا جَاءَ أخي رده ثمَّ جَاءَ فَرده مرَارًا فَبَقيت خَائفًا عَلَيْهِ فَلَمَّا لم يبْق أحد أمره بِالْخرُوجِ وَأمْسك بِيَدِهِ ثمَّ أَمر شخصا أَن يمسك يَده وَأمر آخر أَن يمسك يَده الْأُخْرَى وَأمر آخر أَن يمسك ظَهره ثمَّ أكب على قَدَمَيْهِ وقبلهما. إِبْرَاهِيم بن عمر بن عَليّ الْبُرْهَان الطلحي نِسْبَة فِيمَا كَانَ يَقُول لطلْحَة بن عبيد الله أحد الْعشْرَة الْمحلى الْمصْرِيّ الشَّافِعِي التَّاجِر الْكَبِير سبط الشَّمْس بن اللبان ولد فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فتعانى التِّجَارَة وسافر فِيهَا إِلَى الشَّام واليمن غير مرّة وخالط مُحَمَّد بن سَلام السكندري التَّاجِر وسافر لَهُ فَلَمَّا مَاتَ ابْن سَلام ضم إِلَيْهِ ابْنه الْأَكْبَر نَاصِر الدّين مُحَمَّد وزوجه بابنته ورزق فِي التِّجَارَة أوفر حَظّ مَعَ مَعْرفَته بِأُمُور الدُّنْيَا بِحَيْثُ ظَهرت استجابة دَعْوَة جده لأمه حَيْثُ دَعَا لَهُ عقب مولده وَبشر أَبَاهُ بِأَنَّهُ يَجِيء ناخوذة وتمول فِي آخر أمره جدا وَانْفَرَدَ برياسة التُّجَّار بعد موت الزكي أبي بكر بن عَليّ الخروبي وَكَانَ يَقُول أَنه مَا كَانَ فِي مركب فغرق وَلَا فِي قافلة فنهبت وعظمت مَنْزِلَته عِنْد الدولة بِالْقَاهِرَةِ وَكَذَا بِالْيمن وجدد مُقَدّمَة جَامع عَمْرو بل وجهز عسكرا إِلَى الاسكندرية من مَاله وَأَنْشَأَ دَارا بِظَاهِر مصر على شاطئ النّيل دَاخل صاغة

الْفَاضِل فَجَاءَت فِي غَايَة الْحسن تشْتَمل على ثَلَاث قاعات مصطفة وعدة قواطين وأروقة الْجَمِيع مفروش بالرخام الملون والزخرفة الهائلة والإتقان أنْفق عَلَيْهَا زِيَادَة على خمسين ألف دِينَار ثمَّ بعد مُدَّة عمل بجوارها مدرسة بديعة وَقد) احترقت الدَّار الْمَذْكُورَة فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسلمت الْمدرسَة فَقَط كَمَا قَالَه شَيخنَا وَلم يزل فِي نمو من المَال وَحدث نَفسه بغزو الْيمن وَأَخذهَا للسُّلْطَان واستعد لذَلِك فَمَاتَ دونه وَكَانَت وَفَاته فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر ربيع الأول سنة سِتّ بِمصْر وَولده أَحْمد الْآتِي إِذْ ذَاك بِالْيمن فوصل إِلَى مَكَّة وَمَعَهُ من الْأَمْوَال مَالا يدْخل تَحت الْحصْر قيل أَنه كَانَ مَعَه فِي تِلْكَ السّنة سِتَّة آلَاف زكيبة من أَصْنَاف البهار فتفرقت أموالهما شذر مذر بأيدي الْعباد فِي جَمِيع الْبِلَاد ونال صَاحب مَكَّة واليمن من ذَلِك الْكثير والناصر فرج صَاحب مصر مائَة ألف دِينَار وَلم يخلف بعده تَاجِرًا يضاهيه وَكَانَ من جملَة كِتَابه الْجمال يُوسُف بن الصفي الكركي الَّذِي ولي كِتَابَة سر مصر فِي الْأَيَّام الأشرفية برسباي وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا فِي أنبائه قَالَ وَقد سَمِعت مِنْهُ عدَّة فَوَائِد وَسمع عَليّ تَرْجَمَة البُخَارِيّ من جمعي وَكَانَ يَقُول مَا ركبت فِي مركب قطّ فغرقت وسمعته يَقُول أحضرت عِنْد جدي لما ولدت فبشر أبي أَنِّي أصير باخودة ثمَّ سَمِعت ذَلِك من جدي وَأَنا ابْن أَربع سِنِين قَالَ وَكَانَ أَبوهُ مملقا فرزق هُوَ من المَال مَا رقي سَمَّاهُ وَلذَا قَالَ فِي الْقسم الثَّانِي من مُعْجَمه وأرخ تحديثه بترجمة البُخَارِيّ بِسنة خمس وَثَمَانمِائَة وَأَن ذَلِك كَانَ بمدرسته قَالَ وَلم يكن مَحْمُودًا فِي دينه وَقد ختم لَهُ بِخَير فَإِنَّهُ بنى مُقَدّمَة جَامع عَمْرو بن الْعَاصِ فصرف عَلَيْهِ مَالا كثيرا وجهز الْعَسْكَر إِلَى الاسكندرية بِسَبَب الفرنج قبل وَفَاته بِقَلِيل وَقَالَ غَيره كَانَت عِنْده حشمة ومروءة وترجمه المقريزي فِي عقوده رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. إِبْرَاهِيم بن عمر بن مُحَمَّد البلبيسي وَيعرف بِابْن العجمي سمع مني المسلسل. إِبْرَاهِيم بن عمر بن مُحَمَّد بن زِيَادَة الْبُرْهَان الاتكاوي القاهري الشَّافِعِي أحد السادات من العارفين حفظ الْقُرْآن ومختصر أبي شُجَاع وَعرضه بِتَمَامِهِ على القَاضِي دَاوُد السّري وَيُقَال أَن كِتَابه أَيْضا الْحَاوِي وَكَأَنَّهُ حفظه بعد وَأخذ عَن التقي عبد الرَّحْمَن الشبريسي صَاحب الشَّيْخ يُوسُف العجمي وَمَا تيَسّر لَهُ الْحَج ظَاهرا وَأخذ عَنهُ الشَّمْس الغراقي والأبناسي والقاياتي والونائي والمناوي وَالْجمال الأمشاطي والشهاب السكندري الْمقري والشهاب الطوخي خَادِم الجمالية والوروري والْعَلَاء

القلقشندي وَالشَّمْس العاصفي والزين عبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي الْمقري وَإِمَام الكاملية والعبادي وَخلق من أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة وَمِنْهُم من أهل بَلَده رَمَضَان وسلامة وَمن الْحَنَفِيَّة الْعَلَاء البُخَارِيّ وَابْن الْهمام وَأفضل الدّين وَمن الْحَنَابِلَة الْعِزّ الْكِنَانِي فِي جمَاعَة كثيرين مِنْهُم الشَّيْخ مُحَمَّد الفوي والنور أَخُو حُذَيْفَة وثنا الْكثير مِنْهُم بالكرامات وَالْأَحْوَال الغائقة فَمن) ذَلِك كَون الْعَلَاء البُخَارِيّ تعقبت بِهِ تَابِعَة من الجان عجز الأكابر عَن خلاصه مِنْهَا حَتَّى كَانَ على يَدَيْهِ وَأَنه تزايد انقياده مَعَه لذَلِك بِحَيْثُ انه جَاءَ إِلَيْهِ وَهُوَ يقرئ وَبَين يَدَيْهِ الأمثل من كل مَذْهَب فَقَامَ إِلَيْهِ وَأَجْلسهُ مَكَانَهُ فَلم يحسن ذَلِك بخاطر بَعضهم فَقَالَ يَا سَيِّدي من يقرئنا الدَّرْس أَو نَحْو هَذَا كَالْمُسْتَهْزِئِ فَمَا جلس الْعَلَاء يكلمهُ بِهَذَا فبادر هُوَ وَأمر الْقَارئ بِالْقِرَاءَةِ وَأخذ فِي التَّقْرِير بِمَا أبهر كل من حضر وخضعوا لَهُ وطأطؤا رُؤْسهمْ سِيمَا وَقد قَالَ الشَّيْخ وَالله مَا كنت أعلم شَيْئا مِمَّا قلته فصور لي فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ أَو كَمَا قَالَ بل أَنْشدني عِنْد الْكَمَال إِمَام الكاملية لنَفسِهِ: (صبوت وَمَا زَالَ الغرام مسامري ... إِلَى أَن محاني الشوق عَن كل زائر) (بِذكر الَّذِي أفنى خيالي بحبه ... أغيب عَن الْأَحْوَال غيبَة حَاضر) (وعاش فُؤَادِي بالحبيب وَهَا أَنا ... أَقُول وبالمحبوب ترْجم سائري) (فخاص كَمَال السِّرّ آلف نوره ... لنُور شموس الصحو ألفة قَادر) (وجامع جمع الْجمع أدهش نوره ... وفلق فرق الصُّبْح ينصر ناصري) (وعفوك يَا مولَايَ زَاد بِهِ الهنا ... ومنك دنا نور حوى كل ناظري) وَقَالَ لي الْكَمَال أَنه كَانَ يحذرهُ من مطالعة كتب ابْن عَرَبِيّ وينفره عَنْهَا وَحكى لي صاحبنا الشَّمْس بن سَلامَة أَنه رَآهُ فِي الْمَنَام وأنشده أبياتا كَأَنَّهَا لنَفسِهِ فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يذكر مِنْهَا بَيْتا وَاحِدًا وَحكى ذَلِك للشَّيْخ رَمَضَان الْآتِي فَقَالَ لَهُ قد كنت مَعَك وحفظتها ثمَّ أنْشدهُ إِيَّاهَا وَهِي: (يَا مَالك الْملك كن لي ... وذكرك اجْعَلْهُ شغلي) (وهب لي قلبا سليما ... وأحيه بالتجلي) (وَأَن أكون دواما ... مشاهدا لَك كلي) (من غير أَيْن وَكَيف ... وَغير شبه وَمثل) (سَأَلتك الله رَبِّي ... تمنن عَليّ بسؤلي)

وَرَأَيْت بِخَطِّهِ قَائِمَة فِيهَا أَسمَاء من أذن لَهُ وَأَجَازَهُ. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَدفن بزاويته الَّتِي أَنْشَأَهَا لَهُ صهره وَأحد أَصْحَابه أَبُو يُوسُف أَحْمد بن عَليّ بن مُوسَى الْآتِي بأدكو من طرفها الغربي وَمَا رَأَيْت شَيخنَا وَلَا المقريزي وَلَا غَيرهمَا مِمَّن وقفت عَلَيْهِ ذَكرُوهُ مَعَ جلالته وَرَأَيْت من يُسمى جده زِيَادَة وَالله أعلم.) إِبْرَاهِيم بن عمر بن مُوسَى صارم الدّين النابتي صَاحب الحديدة كَانَ مُبَارَكًا فَاضلا يفهم شَيْئا من الْعُلُوم وَينظر فِي التواريخ وَكتب الصُّوفِيَّة وَأحب بِأخرَة كتب ابْن الْعَرَبِيّ ولازم النّظر فِيهَا واغتبط بتحصيلها بِحَيْثُ اجْتمع عِنْده مِنْهَا جملَة بل واقتنى من سَائِر الْكتب شَيْئا كثيرا ووقفها بعد مَوته على أهل الخرم فَلم يتم ذَلِك لاستيلاء زوج ابْنَته المقبول بن أبي بكر الزَّيْلَعِيّ صَاحب الْحَال عَلَيْهَا وَحملهَا مَعَه إِلَى قريته اللِّحْيَة ثمَّ وَضعهَا فِي خزانَة فَلم ينْتَفع بهَا أحد. وَكَانَت وَفَاته فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسبعين. أَفَادَهُ لي بعض الْفُضَلَاء اليمنيين مِمَّن أَخذ عني. إِبْرَاهِيم بن عمر برهَان الدّين القاهري الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الصَّواف. أَخذ عَن القَاضِي موفق الدّين وَغَيره وَفضل وناب فِي الحكم بل درس وَأخذ عَنهُ وَلَده الْبَدْر حسن وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الغزولي وَآخَرُونَ. وَكَانَ فَقِيها فَاضلا. مَاتَ فِي الْعشْرين من رَمَضَان سنة ثَمَان. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار عَن هَذَا مَعَ كَونه لم يسم أَبَاهُ وَهُوَ عَم أم الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ قَاضِي الْحَنَابِلَة. إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو اسحق النَّاشِرِيّ. ذكره الْعَفِيف وَقَالَ كَانَ رجلا خيرا صَالحا مشاركا فِي الْعُلُوم مَاشِيا على طَريقَة أَبِيه فِي التعفف والزهد ومحاسن الْأَخْلَاق. مَاتَ فِي ثَالِث أَيَّام التَّشْرِيق سنة سبع عشرَة بالكدرا. إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبيد الشرعبي محتدا اليمني بَلَدا الشَّافِعِي مُقَلدًا الْأَشْعَرِيّ مُعْتَقدًا. كَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه والعربية والقراآت وَغَيرهَا وطوف الْبِلَاد فَدخل الْقَاهِرَة وَالشَّام وَالروم وبلاد الْعَجم والهند وقطن بهَا سِنِين وأقرأ بهَا وبمكة حِين مجاورته بهَا بعد الْخمسين الطّلبَة وَكَذَا أَقرَأ بِغَيْرِهِمَا بل كتب عَنهُ أَبُو الْقسم بن فَهد وَغَيره من نظمه. وَآخر مَا كَانَ بِمَكَّة بعد التسعين وَرجع إِلَى عدن فَمَاتَ بهَا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَكَانَت بِيَدِهِ دريهمات يكْتَسب لَهُ مِنْهَا مَعَ ديانَة وَخير رَحمَه الله وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ وجيره الْفَخر السّلمِيّ ووقف كتبا حَسَنَة برباط

الصَّفَا تَحت نظر ابْن الْعِرَاقِيّ جوزي خيرا. إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن غَنَائِم الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي الطوباسي الْحَنْبَلِيّ سمع بنابلس فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة على الزيتاوي فِي ابْن مَاجَه وَكَذَا سمع على ابْن أميلة جَامع) التِّرْمِذِيّ. وَمَات فِي أَوَاخِر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ أَو فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا بسفح قاسيون. ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه. إِبْرَاهِيم بن فائد بن مُوسَى بن عمر بن سعيد بن علال بن سعيد النبروني الزواوي النجار القسنطيني الدَّار الْمَالِكِي. ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة فِي جبل جرجرا ثمَّ انْتقل إِلَى بجاية فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ظنا واشتغل بهَا فِي الْفِقْه على أبي الْحسن عَليّ بن عُثْمَان ثمَّ رَحل إِلَى تونس فَأخذ الْفِقْه أَيْضا وَكَذَا الْمنطق عَن أبي عبد الله الأبي وَالْفِقْه أَيْضا وَكَذَا التَّفْسِير عَن القَاضِي أبي عبد الله القلشاني وَالْفِقْه وَحده عَن يَعْقُوب الزعبي وَالْأُصُول عَن عبد الْوَاحِد الْفِرْيَانِيُّ ثمَّ رَجَعَ إِلَى جبال بجاية فَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْأُسْتَاذ عبد العالي بن فراج ثمَّ انْتقل إِلَى قسنطينة فقطنها وَأخذ بهَا الْأَصْلَيْنِ والمنطق عَن حَافظ الْمَذْهَب أبي زيد عبد الرَّحْمَن الملقب بالباز والمعاني وَالْبَيَان عَن أبي عبد الله مُحَمَّد اللبسي الحكم الأندلسي ورد عَلَيْهِم حَاجا والأصلين والمنطق والمعاني وَالْبَيَان مَعَ الْفِقْه وغالب الْعُلُوم المتداولة عَن أبي عبد الله بن مَرْزُوق عَالم الْمغرب قدم عَلَيْهِم قسنطينة فَأَقَامَ بهَا نَحْو ثَمَانِيَة أشهر وَلم يَنْفَكّ عَن الِاشْتِغَال والأشغال حَتَّى برع فِي جَمِيع هَذِه الْفُنُون لَا سِيمَا الْفِقْه وَعمل تَفْسِيرا وَشرح ألفية ابْن مَالك فِي مُجَلد وتلخيص الْمِفْتَاح فِي مُجَلد أَيْضا وَسَماهُ تَلْخِيص التَّلْخِيص ومختصر الشَّيْخ خَلِيل فِي ثَلَاث مجلدات سَمَّاهُ تسهيل السَّبِيل فِي مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل وَكَذَا فِي آخر إِن كَانَ كمل فِي مجلدين سَمَّاهُ فيض النّيل وَحج مرَارًا وجاور وتلا لنافع على الزين بن عَيَّاش بل حضر مجْلِس ابْن الْجَزرِي فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشهَاب بن يُونُس بل شَاركهُ فِي أَخذه عَن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى الدلدوي أحد مشايخه ولقيه البقاعي فِي سنة ثَلَاث وَخمسين حِين حج أَيْضا وَقَالَ أَنه رجل صَالح من الْمَشْهُورين بَين المغاربة بِالدّينِ وَالْعلم وَعَلِيهِ سمت الزهاد وسكونهم وَفِي الظَّن أنني لَقيته أَيْضا. وَمَات فِيمَا قَالَ ابْن عزم فِي سنة سبع وَخمسين رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن فرج الله بن عبد الْكَافِي الإسرائيلي الْيَهُودِيّ الدَّاودِيّ العافاني هلك فِي يَوْم الْجُمُعَة عشري ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَقد زَاد على السّبْعين

أرخه المقريزي قَالَ وَلم يخلف بعده من يهود مصر مثله فِي كَثْرَة حفظه نُصُوص التَّوْرَاة وَكتب الْأَنْبِيَاء وَفِي تنكسه فِي دينه مَعَ حسن علاجه لمعرفته بالطب وتكسبه بِهِ وَكَانَ يقر بنبوة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويجهر بِأَنَّهُ رَسُول إِلَى الْعَرَب وَيَقُول فِي الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام أَنه صديق خلافًا لما يَقُوله الْيَهُود لعنهم) الله. قلت وَكَذَا صَاحب التَّرْجَمَة. إِبْرَاهِيم بن قَاسم بن سعيد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد العقباني المغربي الْمَالِكِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي هُوَ وأبوهما مِمَّن ولي قَضَاء تلمسان. مَاتَ بالطاعون سنة إِحْدَى وَسبعين أرخه لي بعض الآخذين عني من المغاربة وسمى ابْن عزم وَالِده أَبَا الْقسم بالكنية وجده أول من أحدث تَقْبِيل يَد مُلُوك الْمغرب الْأَقْصَى. إِبْرَاهِيم بن الشَّيْخ الْمُقْرِئ قَاسم بن عَليّ بن حُسَيْن الجيراني سمع مني فِي الْإِمْلَاء. إِبْرَاهِيم بن الشّرف أبي الْقسم بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر بن جعمان بِالْفَتْح الصَّيْرَفِي الدوالي الْيَمَانِيّ من بَيت الْفَقِيه أبي عجيل الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْفَقِيه وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل بالفرائض والعربية وَكَذَا بالفقه والْحَدِيث على أَبِيه فَلَمَّا مَاتَ جد فِي الْفِقْه وَأَخذه عَن خَاله الْجمال مُحَمَّد الطَّاهِر بن أَحْمد بن جعمان وَالطّيب النَّاشِرِيّ بل وَأخذ أصُول الْفِقْه عَن الشّرف السيفي الشِّيرَازِيّ وبرع وتصدى فِي بَلَده للتدريس والإفتاء وَولي قضاءها وَحج وزار مَعَ شكالة وَخط وَضبط وورع. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر صفر سنة سبع وَتِسْعين وصلينا عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب بِمَكَّة وَقد كتب إِلَيّ بترجمته الْكَمَال مُوسَى الدوالي وَأثبت مولده كَمَا صدرنا بِهِ وَأَنه ترافق مَعَه فِي الطّلب وَقَرَأَ على أَبِيه البُخَارِيّ والشفا والمصابيح والأذكار وَقطعَة من وسيط الواحدي وَجُمْلَة من كتب النَّحْو وحقق من الْعُلُوم الْفِقْه والفرائض والجبر والمقابلة والنحو وَمهر فِي ذَلِك ودرسه مَعَ مُشَاركَة فِي الْأُصُول وَالْبَيَان بل كَانَ من أذكياء الْعَالم جيد النّظم والنثر وَبَلغنِي أَنه كتب على بُلُوغ المرام لشَيْخِنَا شَيْئا شبه الشَّرْح وَلَكِن لم أَقف عَلَيْهِ وَلم أسمع بِهِ مِنْهُ وَإِنَّمَا أعلمني بِهِ غَيره وَأما الرياسة والسؤدد والجاه العريض والتفات السُّلْطَان فَمن دونه إِلَيْهِ فَلم يكن من يُشَارِكهُ فِيهِ بل كَانَ فَردا فِي ذَلِك لَا ترد شَفَاعَته وَلذَا تزايد الأسف عَلَيْهِ من النَّاس قَالَ وَكَانَ يرتاح إِلَى لقائي ويتحسر على عدم مساعدة الْوَقْت فِي الِاجْتِمَاع رَحمَه الله وإيانا.

إِبْرَاهِيم بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر ابْن عبد الرحمن بن عبد الله أَبُو إِسْحَاق النَّاشِرِيّ قَرَأَ على جده أبي عبد الله عدَّة من كتب الْفِقْه والْحَدِيث وَأخذ أَيْضا عَن أَبِيه وَعَمه وجيه الدّين بل قَرَأَ بعض الْوَسِيط عِنْد الْجمال الطّيب وروى عَن الْمجد اللّغَوِيّ وَابْن الْجَزرِي والنفيس الْعلوِي وَلَقي بِمَكَّة الْجمال بن ظهيرة وَغَيره وَأخذ عَنهُ أَخُوهُ إِسْحَاق) وَآخَرُونَ وَولي قَضَاء أبي لقحمة وأعمالها بعد عَمه الْوَجِيه وَكَانَ يَنُوب عَنهُ بهَا فِي حَيَاته وَكَانَ قَاضِيا عَالما صَالحا أوحد مكرما للضيف. مَاتَ بعد الْأَرْبَعين. إِبْرَاهِيم بن قرمش القرمي الأَصْل القاهري تَاجر المماليك كأبيه وَأحد خَواص الْأَشْرَف مِمَّن أثرى ثمَّ تضعضع بعد مَوته وَذكر بِخَير وبروحشمة وَإِلَى أَبِيه تنْسب الْأُمَرَاء القرمشية. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَخمسين وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ. أَفَادَهُ الزين عبد الباسط بن الْأَمِير خَلِيل وَكَانَ زوجا لِعَمَّتِهِ. إِبْرَاهِيم بن كَامِل البرشاني ثمَّ الوادياشي الْمَالِكِي أحد مدرسي وادياش مَعَ الْإِمَامَة انْتفع بِهِ جمَاعَة. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة تسع وَثَمَانِينَ فَجْأَة عَن بضع وَسِتِّينَ وَكَانَ متميزا فِي الْفِقْه والعربية والفرائض والحساب وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أَحْمد أبي يحيى وَأَخْبرنِي بترجمته. إِبْرَاهِيم بن مباركشاه الأسعردي الخواجا التَّاجِر الشهير صَاحب الْمدرسَة بالجسر الْأَبْيَض. كَانَ كثير المَال وَاسع الْعَطاء كثير الْبَذْل بِخِلَاف قَرِيبه الخواجا الشَّمْس بن المزلق فَمَاتَ هَذَا مطعونا فِي رَجَب سنة سِتّ وَعشْرين وَلم يكمل السِّتين عَاشَ ابْن المزلق بعده دهرا طَويلا. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. إِبْرَاهِيم بن مبارك بن سَالم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن يحيى المري الذهلي الشَّيْبَانِيّ الْبكْرِيّ الوائلي الزئبقي البزازي القبطي. ولد بهَا تَقْرِيبًا سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ بهَا ثمَّ توجه لمَكَّة فِي أَوَائِل سنة تسع وَخمسين فقطنها ومدح بهَا صَاحبهَا مُحَمَّد بن بَرَكَات بقصائد وَكَذَا مدح الْبُرْهَان بن ظهيرة وسافر مِنْهَا لليمن مرَارًا وَتزَوج بهَا ومدح صَاحب جازان دريب بن خلد والأخوين عَليّ وعامر ابْني طَاهِر وَكتب عَنهُ النَّجْم بن فَهد فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ قصائد مِنْهَا قصيدة نبوية أَولهَا:

(قف بالعقيق ملبيا وَمُسلمًا ... وانثر دموعك من محاجرها دَمًا) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْبُرْهَان السوبيني الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي قريب الْبُرْهَان السوبيني الْمَذْكُور وَيعرف بِابْن الْخَطِيب وَكَذَا بالخطيب لكَونه خطيب جَامع برسباي الْحَاجِب. مولده فِي شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والشاطبية والمنهاج وألفية النَّحْو وَقَالَ أَنه عرض واشتغل وَحج وجاور مرَارًا وَدخل حلب فَمَا دونهَا ولقيني بِمَكَّة مَعَ الشهَاب الأخصاصي ثمَّ بمنزلي فِي الْقَاهِرَة مَعَ ابْن القارى وَسمع عَليّ بعض) البُخَارِيّ وتناوله وأجزت لَهُ ولبنيه المحيوي أبي الْفَتْح مُحَمَّد وَالْجمال أبي السُّعُود مُحَمَّد الْمَدْعُو نزيل الْكِرَام لكَونه ولد بِالْمَدِينَةِ وَالْفَخْر أبي بكر والنجم أَحْمد الْمَدْعُو ياسين وَأم الهنا فَاطِمَة وست الْكل أَسَاءَ وَلَا بني أُخْته الْبَدْر مُحَمَّد وَعَائِشَة ابْني مُحَمَّد بن العجمي ولموسى بن عبد الله بن المغربي وكتبت لَهُم إجَازَة. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن سليم بن فريج بن أَحْمد الْبُرْهَان بن الشَّمْس بن فَقِيه الشَّافِعِيَّة الْبُرْهَان البيجوري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي المقرى أَخُو الشهَاب أَحْمد الْآتِي وحفيد الْبُرْهَان الْمَاضِي. ولد فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالنابلسية تجاه سعيد السُّعَدَاء وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وبلوغ المرام لشَيْخِنَا والشاطبية والمنهاج الفرعي وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة كشيخنا وَسمع عَلَيْهِ وَكَذَا على الْجمال عبد الله الهيتي بِقِرَاءَة أَخِيه الأول من حَدِيث الصّقليّ واشتغل بِالْعلمِ وقتا وَحضر دروس الْمَنَاوِيّ وَآخَرين وتلا للسبع أفرادا وجمعا على الزين جَعْفَر السنهوري وجمعا على النُّور الإِمَام وَأَجَازَهُ وَأم بالمنصورية وسكنها وتنزل فِي الْجِهَات وَحج وَرُبمَا أَقرَأ القراآت بل وَحدث بعض الطّلبَة بالجزء الْمشَار إِلَيْهِ وَكَانَ خيرا متوددا متفضلا على كثيرين رَاغِبًا فِي الْبر والصلة مَعَ الانجماع غَالِبا عَن النَّاس وَالثنَاء عَلَيْهِ مستفيض. مَاتَ فِي حَيَاة أمه فِي لَيْلَة السبت سَابِع الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَترك طفْلا رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْعَلامَة جلال الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبُرْهَان أَبُو إِسْحَاق الخجندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ سبط أبي الْهدى بن تَقِيّ الكازروني وَأحد أَعْيَان بَلَده بل إِمَام الْحَنَفِيَّة بهَا. ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِطيبَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والكنز وَأخذ فِي الْفِقْه

بِبَلَدِهِ على أَخِيه الشهَاب أَحْمد وَالْفَخْر عُثْمَان الطرابلسي وَفِي الْعَرَبيَّة وَعلم الْكَلَام عَن الشهَاب بن يُونُس المغربي وَكَذَا أَخذ فِي شرح العقائد عَن السَّيِّد السمهودي وَسمع على أَبِيه وَأبي الْفرج المراغي وَقَرَأَ بِمَكَّة فِي منى على النَّجْم بن فَهد الثلاثيات وَدخل الْقَاهِرَة مرَارًا أَولهَا فِي سنة أَربع وَسبعين وَسمع بهَا على النشاوي والديمي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَأخذ فِيهَا عَن الزين قَاسم والعضدي الصيرامي الْفِقْه وَغَيره وَعَن نظام الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَعَن الْجَوْجَرِيّ الْعَرَبيَّة وَكَذَا قَرَأَ فِيهَا على الزيني زَكَرِيَّا شَرحه لشذور الذَّهَب ولازم الْأمين الأقصرائي فِي فنون وَقَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا وَأكْثر أَيْضا من ملازمتي) رِوَايَة ودراية ثمَّ كَانَ مِمَّن لازمني حِين إقامتي بِطيبَة وَقَرَأَ عَليّ جَمِيع ألفية الْعِرَاقِيّ بحثا وَحمل عني كثيرا من شرحها للناظم سَمَاعا وَقِرَاءَة وَغير ذَلِك من تأليفي ومروياتي وأذنت لَهُ على الْوَجْه الَّذِي أثْبته فِي تَرْجَمته من تَارِيخ الْمَدِينَة وَغَيره وَقد ولي إِمَامَة الْحَنَفِيَّة بِالْمَدِينَةِ بعد أَخِيه وَتزَوج ابْنة الشَّيْخ مُحَمَّد المراغي وَنعم الرجل فضلا وعقلا وتواضعا وسكونا وأصلا وسمعته ينشد مِمَّا قَالَه وَهُوَ بِالْقَاهِرَةِ لما بلغه مَا وَقع من الْحَرِيق بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ: (قلت بِمصْر جَاءَنَا فِي خبر ... وَقد جرى بِطيبَة أَمر مهول) (خَافت النَّار إِلَهًا فالتجت ... تتشفع لائذة بالرسول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَاتَ فَجْأَة تَحت سَاقِط لَهُ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَتِسْعين وتأسفنا عَلَيْهِ رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد برهَان الدّين بن شمس الدّين القاهري المقسي الشَّافِعِي الْخَطِيب سبط الْفَقِيه عُثْمَان القمني الْآتِي وَيعرف كأبيه بِابْن الخص حفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل عِنْد شَيخنَا ابْن خضر وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا وَغَيره وتنزل فِي صوفية البيبرسية وَغَيرهَا من الْجِهَات بل خطب بِجَامِع ساروجا وَغَيره وتكسب بِالشَّهَادَةِ كأبيه بحانوت التَّوْبَة وَغَيره وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ حج مرَارًا آخرهَا فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وجاور فَسقط عَلَيْهِ بَيت سكنه بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسبعين فَمَاتَ تَحت الْهدم شَهِيدا وَأَظنهُ جَازَ الْخمسين رَحمَه الله وَرَأَيْت لِأَبِيهِ سَمَاعا لمجلس الْخَتْم للدارقطني على الأبناسي والغماري وَالشَّمْس الحريري إِمَام الصرغتمشية والفوى وَأحمد بن عبد الله بن رشيد السّلمِيّ الْحِجَازِي والزين بن النقاش وَذَلِكَ فِي سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة فيشار إِلَيْهِ

فِي تَرْجَمته من المحمدين. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن صَالح برهَان الدّين النيني بِفَتْح النُّون الْمُشَدّدَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة بعْدهَا نون نِسْبَة لنين من أَعمال مرج بني عَامر من نواحي دمشق الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي القادري وَيعرف بالبرهان القادري. ولد تَقْرِيبًا فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بَنِينَ وتحول مِنْهَا إِلَى دمشق مَعَ أَبَوَيْهِ وَكَانَ أَبوهُ من أهل الْقُرْآن فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن على الشَّمْس بن المكاري بِقَبْر عَاتِكَة وَصلى بِهِ بِجَامِع التَّوْبَة من العقيبة الْكُبْرَى بِدِمَشْق وَحفظ كتبا جمة وَهِي الْعُمْدَة وعقيدة الْغَزالِيّ والشاطبية وأرجوزة الْعِزّ الديريني فِي الْفرق بَين الضَّاد والطاء وألفية الحَدِيث والنحو والجرومية وَالْحُدُود للأبدي والمنهاج الْأَصْلِيّ والفرعي وآداب مَا يتَكَرَّر فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من الْأكل وَالشرب وَالدُّعَاء وَالنَّوْم من نظم ابْن الْعِمَاد فِي أَرْبَعمِائَة بَيت) وقصيدة ابْن الْمقري الَّتِي أَولهَا: (إِلَى كم تماد فِي غرور وغفلة ... وَكم هَكَذَا نوم إِلَى غير يقظة) والبردة للبوصيري ومختصر منهاج العابدين للبلاطنسي وَكتاب ابْن دَقِيق الْعِيد لنائبه باخميم القَاضِي مخلص الدّين وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم الْجلَال البُلْقِينِيّ حِين اجتيازه عَلَيْهِم بِدِمَشْق وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ حِين إِقَامَته عِنْدهم بهَا والتقي بن قَاضِي شُهْبَة وَعنهُ أَخذ فِي الْفِقْه وَكَذَا عَن البلاطنسي وَسمع ابْن نَاصِر الدّين وَقدم الْقَاهِرَة فلازم الْمَنَاوِيّ أتم مُلَازمَة فِي الْفِقْه تقسيما وَغَيره وَكَذَا أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول بل لَازم تِلْمِيذه الْجَوْجَرِيّ وَكتب عَن شَيخنَا فِي الأمالي وَسمع ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَقَرَأَ شرح ألفية الْعِرَاقِيّ على الديمي وَصَحب السَّيِّد عَليّ القادري وَالِد عبد الْقَادِر وَحج فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَغَيرهَا وزار الْمَدِينَة وَبَيت الْمُقَدّس والخليل وَتردد للجمالي نَاظر الْخَاص واختص بِهِ وقتا وَرُبمَا أجريت على يَدَيْهِ بعض مبراته وَكَذَا تردد من الرؤساء كل ذَلِك على وَجه السداد والاستقامة ولين الْكَلِمَة والتودد والتواضع وَالرَّغْبَة فِي الْفَائِدَة وَقد استفتاني وَحضر عِنْدِي فِي بعض دروس الألفية وحافظته أحسن من فاهمته وَلم يزل يُكَرر على محافيظه. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت سادس عشر شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن ظهير الدّين برهَان الدّين السلموني الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد بدر الدّين مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن ظهير بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَكسر

الْهَاء كوزير كَانَ وَالِده يذكر فِيمَا قيل بِالْفَضْلِ فَنَشَأَ هَذَا طَالب علم إِلَى أَن بَاشر النقابة والنيابة عِنْد التفهني ورقاه السُّلْطَان حَتَّى اسْتَقر بِهِ فِي نظر الْأَوْقَاف والزرد خاناة والعمائر السُّلْطَانِيَّة ثمَّ الإصطبلات عوضا عَن الْبُرْهَان بن الديري وَقبل ذَلِك ولي الشَّهَادَة على بعض ديوَان الفخري عُثْمَان بن الطَّاهِر. وَحج وسافر إِلَى الطّور بِسَبَب الْكَشْف على كنائسها وَكَذَا بَاشر حِين كَانَ نَاظر الْأَوْقَاف كشف الْكَنِيسَة المنسوبة للمكيين فِي قصر الشمع وَكَانَ الْمعِين لَهُ لنظر الْأَوْقَاف شَيخنَا ورسم لَهُ بِعَدَمِ التَّعَرُّض للأوقاف المشمولة بِنَظَر الْقُضَاة الْأَرْبَع وَكَانَ ماهرا فِي الْمُبَاشرَة ذَا وجاهة. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث صفر سنة ثَلَاث وَخمسين مطعونا وَلم يكمل السِّتين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بالتربة الْمَعْرُوفَة بهم تجاه تربة يلبغا الْعمريّ بالصحراء عَفا الله عَنهُ ورحمه.) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْوَفَاء عز الدّين أَبُو الْفضل بن روح الدّين بن عز الدّين الْأنْصَارِيّ الباسكندري وَهِي قَرْيَة من قرى لار الهرموزي المولد الشَّافِعِي. ولد فِي صفر سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بهرموز وَنَشَأ بهَا فَأخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن قاضيها نور الدّين يُوسُف بن صَلَاح الدّين مُحَمَّد بن نور الدّين يُوسُف وَابْن عَمه الْمولى صدر الدّين مُحَمَّد بن تَاج الدّين عبد الله وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْحصن الْحصين لِابْنِ الْجَزرِي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَولي قضاءها مُدَّة ثمَّ تَركه وَهَاجَر لمَكَّة فَدَخلَهَا بعد السّبْعين وَقَرَأَ بهَا على الشَّيْخ عبد المحسن فِي الْفِقْه والنحو وَكَذَا فِي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ ودام بهَا متقنعا صَابِرًا وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير لنَفسِهِ وَلغيره وَمن ذَلِك عدَّة نسخ من البُخَارِيّ وزار الْمَدِينَة غير مرّة وَسمع بِمَكَّة عَليّ أَشْيَاء كمعظم البُخَارِيّ والمصابيح وَجل الشَّمَائِل مَعَ جَمِيع أربعي النَّوَوِيّ والثلاثيات وَغَيرهمَا من مروياتي بل وتصانيفي كجل ختمي فِي صَحِيح مُسلم وَكتب بَعْضهَا وَلَكِن فِي سَمعه ثقل يسير وَكَانَ يستضيء للسماع بنسخة وكتبت لَهُ إجَازَة وَصفته فِيهَا بسيدنا الشيخي الهمامي الأمعي الأوحدي الأمجدي المفيدي المعيدي القدوتي الرحلتي الفاضلي الكاملي نَابِغَة الْكتاب ونادرة الْأَصْحَاب التارك للمنصب الدنيوي ورعا وزهدا والمشارك الصَّالِحين فِي مُسَمّى التجرد قصدا مَعَ الإقبال على التشرف بِكِتَابَة الحَدِيث النَّبَوِيّ وسماعه والاشتمال على مَا يُرْجَى بِهِ لَهُ مزِيد انتفاعه كالمرابطة بِالْبَلَدِ الْحَرَام والمخالطة لكثير من الْأَئِمَّة الْعِظَام.

إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ برهَان الدّين بن اليافعي الْيَمَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالبطيني بِالضَّمِّ لقب لِأَبِيهِ ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة أَو رَجَب سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه والشاطبية وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض على البرهاني بن ظهيرة والزيني خطاب وَإِمَام الكاملية وَأبي الْفضل المغربي حِين مجاورة الثَّلَاثَة فِي آخَرين من أهل مَكَّة والقادمين عَلَيْهَا وَحضر دروسهم مَعَ دروس البرهاني وأخيه وَابْنه وَالشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وَابْن يُونُس وَابْن الْعَرَب فِي عُلُوم وسافر لعدن مرَّتَيْنِ وَلَقي بهَا مُحَمَّد أَبَا الْفضل وَغَيره فَأخذ عَنْهُم وَكَذَا أَخذ بزبيد عَن الْفَقِيه عمر الفتي بل سمع بِمَكَّة على التقي بن فَهد وَأبي الْفَتْح المراغي وَغَيرهمَا وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَقَرَأَ بهَا الشفا على الشَّيْخ مُحَمَّد المراغي ثمَّ سَمعه عَليّ فِي سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة بل سمع عَليّ فِي الْمُجَاورَة قبلهَا غير ذَلِك وَأخذ عَن عز الدّين الهمامي فِي الْقرَاءَات.) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الشَّيْخ أبي الْقسم أَبُو اسحق المشدالي الأَصْل التّونسِيّ البجائي المغربي الْمَالِكِي قريب أبي الْفضل الشهير. لَقِيَنِي بِكُل من الْحَرَمَيْنِ وَسمع مني أَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا وَمن ذَلِك دروسا فِي شرحي للألفية وَكَذَا قَرَأَ آيَة على أبي عبد الله المراغي بِالْمَدِينَةِ وَأخذ عَن السراج معمر بن عبد الْقوي وَغَيره وَلكنه لم يتصون ونسبت إِلَيْهِ أَشْيَاء مصاحبته لِابْنِ سُوَيْد تشهد بِصِحَّتِهَا غفر الله لَهما. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الشّرف مُحَمَّد بن عَليّ بن الشّرف مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الشّرف يَعْقُوب بن الْأمين أبي اسحق إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن يَعْقُوب بن يُوسُف الْبُرْهَان بن القَاضِي شمس الدّين الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي أحد نوابهم وحفيد سِتّ الْقُضَاة ابْنة ابْن زُرَيْق وَيعرف كسلفه بِابْن الْمُعْتَمد قريب سارة الْآتِيَة فِي النِّسَاء فَهِيَ عمَّة وَالِده كَانَ جده الْأَعْلَى الْأَمِير مبارز الدّين أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم وَالِي دمشق مولده بالموصل وينسب عادليا ويوصف بالمعتمد. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة عَن ثَمَانِينَ سنة. ذكره الذَّهَبِيّ فِي تَارِيخ الْإِسْلَام وَابْنه الشّرف أَبُو يُوسُف يَعْقُوب كَانَ حنفيا يعرف بِابْن الْمُعْتَمد روى عَن حَنْبَل الرصافي وَغَيره وَعنهُ جمَاعَة مِنْهُم الدمياطي وَأورد عَنهُ فِي مُعْجَمه حَدِيثا وأرخ مولده فِي رَابِع رَمَضَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَمَات فِي ثَالِث عشر رَجَب سنة سبعين وسِتمِائَة عَن ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَذكره الذَّهَبِيّ أَيْضا وحفيده

الشّرف مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم يروي عَن الْفَخر بن البُخَارِيّ وَمَات فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ووالد صَاحب التَّرْجَمَة مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَثَمَانمِائَة عَن تسع وَخمسين كَمَا سَيَأْتِي وجده الشّرف الْأَعْلَى من ذُرِّيَّة سِتّ الْحسب ابْنة سِتّ الْحسن ابْنة قَاضِي الْقُضَاة الْبَهَاء بن الزكي. وَأما هَذَا فولد فِي ثَالِث عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَقَامَ بِهِ على الْعَادة فِي رَمَضَان سنة أَربع وَخمسين والمنهاج وألفية النَّحْو وألفية الْبرمَاوِيّ فِي الْأُصُول والخزرجية فِي الْعرُوض وتفقه بالبدر بن قَاضِي شُهْبَة والنجم بن قَاضِي عجلون ولازمهما حَتَّى أَخذ عَن أَولهَا ربع الْعِبَادَات من شَرحه الْكَبِير على الْمِنْهَاج وَالرّبع الْأَخير من شَرحه الصَّغِير عَلَيْهِ وَمن أول النِّكَاح إِلَى أثْنَاء الْجراح من تعقباته على الْمُهِمَّات الْمُسَمّى بالمسائل المعلمات باعتراضات الْمُهِمَّات وَعَن ثَانِيهمَا من تصانيفه هادي الراغبين إِلَى منهاج الطالبين والتاج بزوائد الرَّوْضَة على الْمِنْهَاج بل أَخذ عَنهُ أصُول الْفِقْه وَالْعرُوض والنحو كألفية) الْبرمَاوِيّ والخزرجية وَالْكثير من شرح الألفية لِابْنِ النَّاظِم والنحو أَيْضا عَن الشهَاب الزرعي والفرائض والحساب على الشَّمْس بن حَامِد الصَّفَدِي وَأذن لَهُ بالإفتاء فِيهَا فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وَكتب بالشامية وأنهى بهَا فِي الَّتِي تَلِيهَا بل أذن لَهُ فِيهَا الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة بالإفتاء إِذْنا عَاما وناب فِي الْقَضَاء فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين وهلم جرا ودرس بالظاهرية الجوانية وبالعذراوية برغبة الْمُحب بن قَاضِي عجلون لَهُ عَنْهُمَا وبالمجاهدية الجوانية عَن الزين عمر بن مُحَمَّد الطرابلسي فَقِيه بعلبك المتلقي لَهَا عَن رَغْبَة الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة برغبته لَهُ وَالنّصف من إِفْتَاء دَار الْعدْل وَجمع تدريس الركنية والفلكية برغبة التقي بن قَاضِي عجلون لَهُ عَنْهَا والتصدير بمدرسة أبي عمر وبالجامع وَحج وَكتب على العجالة حَاشِيَة فِي ثَلَاث مجلدات وَأَشْيَاء مفرقة من تَارِيخ وَغَيره بل لَهُ نظم وَكتب الْمَنْسُوب وَسمع مَعنا بِدِمَشْق فِي سنة تسع وَخمسين على جدته والشهابين ابْن الشحام وَابْن الزين عمر بن عبد الْهَادِي وَالشَّمْس أَبُو خوارش وروفع فِيهِ فَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَتِسْعين فدام فِي الترسيم مُدَّة وتوجعنا لَهُ وزارني فِي ربيع الأول من الَّتِي بعْدهَا ثمَّ أوقفني على مُجَلد من كِتَابَته وأنشدني من نظمه مِمَّا كتب على قبر وَالِده: (يَا رَبنَا يَا من لَهُ ... نعم غزار لَا تعد) (يَا من يُرْجَى فَضله ... يَا من هُوَ الْفَرد الصَّمد)

(اغْفِر لساكن ذَا الضري ... ح مُحَمَّد الْمُعْتَمد) وكل مِنْهُ والشهاب بن اللبودي متزوج بأخت الآخر فَذَاك مَاتَت زَوجته مَعَه وَهَذَا استمرت تَحْتَهُ إِلَى الْآن واستجازني لنَفسِهِ ولبنيه. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْحكمِي الْيَمَانِيّ ثمَّ الخيفي الْآتِي أَبوهُ الْعِزّ الطّيب وَيعرف بِابْن مطير من بَيت شهير. مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَانِينَ بجدة وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها. إِبْرَاهِيم بن الْكَمَال مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد المراكشي الموحدي الْمدنِي الركبدار حفيد الْآتِي قَرِيبا فِيمَا يظْهر. سمع على أبي الْحسن الْمحلى سبط الزبير. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن منجك اليوسفي الدِّمَشْقِي الْآتِي أَبوهُ أمه حبشية وَكَانَ هُوَ أسمر أخرج الظَّاهِر خشقدم عَنهُ أمرة عشرَة بائشام فِي سنة تسع وَسِتِّينَ. وَمَات بعد ذَلِك بِيَسِير فِي صدر أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم برهَان الدّين أَبُو الْجبلي. ولد قبل التسعين بِيَسِير وَقَرَأَ الْقُرْآن وَحضر دروس الْفِقْه وَسمع الصَّحِيح على الزين عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب أنابه الحجار وَحدث لَقيته ببعلبك فِي القدمة الأولى فَقَرَأت عَلَيْهِ بعض الصَّحِيح وَقد رَأَيْته أجَاز فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين فِي استدعاء فِيهِ ابْن شَيخنَا وَغَيره. مَاتَ. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْبُرْهَان أَبُو إِسْحَاق الْهَاشِمِي الْجَعْفَرِي لكَونه كَانَ يذكر أَنه من ذُرِّيَّة عَليّ بن عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب النابلسي الْحَنْبَلِيّ الْعَطَّار أَخُو عَليّ الْآتِي وَيعرف بِابْن الْعَفِيف. ولد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وَسمع على العلائي وَابْن الخباز والميدومي والقطب أبي بكر بن المكرم وَمُحَمّد بن هبة الله الشَّافِعِي وَمُحَمّد بن غَالب الماكسيني وقاسم بن سُلَيْمَان الْأَذْرَعِيّ إِمَام قبَّة مُوسَى بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي فِي آخَرين وَمِمَّا سَمعه على الأول الموافقات الْعَالِيَة والأبدال الحالية من تَخْرِيجه لنَفسِهِ وعَلى الثَّانِي قِطْعَة من مُسْند أَحْمد وصحيح مُسلم وجزء ابْن عَرَفَة أَو منتقى مِنْهُ وعَلى الثَّالِث الْكثير. وَأَجَازَ لَهُ خلق وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة وَقد لقِيه شَيخنَا بنابلس فحدثه بِأَحَادِيث منتقاة من جُزْء ابْن عَرَفَة. وَكَذَا سمع عَلَيْهِ التقي أَبُو بكر القلقشندي وروى لنا عَنهُ. مَاتَ فِي سنة أَربع وَعشْرين بنابلس وَهُوَ فِي الأول من مُعْجم شَيخنَا بِاخْتِصَار عَن هَذَا.

إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْأَمِير صارم الدّين بن القَاضِي نجم الدّين البشبيشي المولد الْمصْرِيّ الشَّافِعِي المهمندان وَيعرف بِابْن الشَّهِيد. ولد فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَدِينَة بشبيش حِين كَانَ أَبوهُ كَاتب سرها وَقَرَأَ بهَا بعض الْقُرْآن ثمَّ انْتقل مَعَ وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة فأكمله بهَا وَحفظ الْعُمْدَة وَسمع الصَّحِيح على ابْن أبي الْمجد وختمه على التنوخي والعراقي والهيثمي وَحج مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وزار الْقُدس والخليل وسافر إِلَى الشَّام فَأكْثر وَولي المهمندارية سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة فدام فِيهَا مُدَّة وَكَانَ نيرا حسن الشكل كتب عَنهُ البقاعي فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين. وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشر ذِي الْحجَّة مِنْهَا بِالْقَاهِرَةِ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْأَزْهَر. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم برهَان الدّين الشرواني الشَّافِعِي. أثْبته الشهَاب المتبولي الْحُسَيْنِي فِي شُيُوخه الَّذين أَخذ عَنْهُم الْفِقْه والفرائض والحساب وَأَنه كَانَ مَعَ تقدمه فِي العقليات بارعا فِيهَا وَقَالَ لي الْأمين بن البُخَارِيّ أَنه أَخذ عَنهُ جانبا من الْفِقْه وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَسِتِّينَ فحج من الْبَحْر وقصده الشَّمْس الشرواني للسلام عَلَيْهِ وَأَنه كَانَ متبحرا فِي جَمِيع الْعُلُوم يقرئ الْفِقْه وَغَيره وَأَنه شرح خطْبَة الْحَاوِي ورام الزين قَاسم الْحَنَفِيّ الْحُضُور مَعَ التَّاج بن شرف حِين قِرَاءَته عَلَيْهِ فعاكسه قَالَ وَكَانَ مَعَه ولد هُوَ أَيْضا من الْعلمَاء. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْيَمَانِيّ شيخ رِبَاط بِمَكَّة بعد الشهَاب بن المسدي وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي آخر يَوْم الْجُمُعَة وَأول لَيْلَة السبت سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَقد فرط فِي ذَلِك من كتب الرِّبَاط بعاريتها لمن لَا يعرفهُ أَو لمن يختلسها مِمَّا لَا تحامل عَلَيْهِ صلاحيته وغفلته. ذكره الْعِزّ بن فَهد. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن أَيُّوب الأبناسي الأَصْل الْمَقْدِسِي القاهري الشَّافِعِي الْآتِي جده الْأَعْلَى فَمن دونه. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة بالزاوية وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره كالأجرمية ... . وَبَعض الْمِنْهَاج واشتغل عِنْد الزيني عبد الرَّحِيم الأبناسي وَغَيره وأسمعه عَليّ فِي صَعِيد يُوسُف العجمي وَابْنه القمني وَحج فِي صغرة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسمع هُنَاكَ على بعض المسندين وَأَجَازَ لَهُ غَيرهم وَكَذَا قَرَأَ عَليّ فِي تقريب النَّوَوِيّ وَبعد مَوته جلس فِي دكان الطلخاوي وَصَارَ يقْرَأ عَلَيْهِ وزوجه ابْنَته. إِبْرَاهِيم بن الرضي مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن عبد الله بن بدر الْغَزِّي الدِّمَشْقِي

الْآتِي أَبوهُ وجده وَأَخُوهُ رَضِي الدّين مُحَمَّد. اسْتَقر فِي جِهَات أَبِيه شركَة لِأَخِيهِ وَذَاكَ الْأَصْغَر وَكَانَ فِيهِ فضل وَرُبمَا تعتريه حَالَة جُنُون مَاتَ فِي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبدا لله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر الدفري الْمَالِكِي الْآتِي أَبوهُ وَالْمَذْكُور جده فِي أهل الْقرن الثَّامِن. ولد فِي أول الْمحرم سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَحفظ الرسَالَة وعرضها على جمَاعَة كشيخنا وَأَجَازَ لَهُ هُوَ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بل سمع على الْوَلِيّ فِي أملية وَغَيرهَا وتفقه بالزين بن طَاهِر ودرس بعد أَبِيه بالناصرية الحسنية وبمدرسة أم السُّلْطَان وتكسب قَلِيلا بِالشَّهَادَةِ وَولي عُقُود الْأَنْكِحَة ثمَّ ترك ذَلِك بل وَنزل عَن وظيفته وانجمع بالطويلية من الصَّحرَاء وَشرح الرسَالَة فِي مُجَلد وَابْن الْحَاجِب الفرعي فِي خمس وعلق من الْفَوَائِد غير ذَلِك وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي سادس رَمَضَان سنة سبع وَسبعين وَدفن عِنْد جده بِالْقربِ من الطويلية وَهُوَ خَال الْبَدْر ابْن صاحبنا الشَّيْخ بهاء الدّين المشهدي فأمه) آسِيَة أُخْت إِبْرَاهِيم. إِبْرَاهِيم بن الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الدِّمَشْقِي وَيعرف كأبيه بِابْن قديدار. اسْتَقر بعد أَبِيه فِي مشيخة زاويته بِدِمَشْق فَجرى على طَريقَة حَسَنَة وديانة مَعَ حسن السمت رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن الْعِزّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الرضي أَبُو حَامِد بن الْعِزّ بن الْمُحب الْهَاشِمِي النويري الْمَالِكِي الشَّافِعِي أَخُو إِسْمَاعِيل الْآتِي. ولد فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَسمع على ابْن صديق والزين المراغي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب الْمَقْدِسِي وَأَجَازَ لَهُ البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي والتنوخي وَآخَرُونَ مِنْهُم ابْن الذَّهَبِيّ وَابْن العلائي وَأَقْبل على الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه والنحو وَالصرْف فَحصل طرفا وَقدم الْقَاهِرَة وَأخذ عَن أعيانها وَكتب بِخَطِّهِ كتبا وَكَانَ خطه صَالحا مَعَ خير وديانة وعفاف ورغبة فِي الْعِبَادَة بِحَيْثُ قَرَأَ فِي رَكْعَة إِلَى آخر يُوسُف فِيمَا أخبر بِهِ أَبوهُ وناب فِي الخطابة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام مرّة وَاحِدَة فحمدت خطابته وَصلَاته. وَمَات فِي حَيَاة أَبِيه بِالْقَاهِرَةِ فِي الطَّاعُون فِي ربيع الأول ظنا سنة تسع عشرَة وَجَاء نعيه إِلَى مَكَّة فَكثر الأسف عَلَيْهِ وسنه إِحْدَى وَعِشْرُونَ سنة وَسَبْعَة أشهر وَأَيَّام

يسيرَة رحمهمَا الله وعوضهما الْجنَّة. ذكره الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الحميد بن يُوسُف بن أبي الْجِنّ السَّيِّد برهَان الدّين بن الخواجا الشَّمْس الحسبني الدِّمَشْقِي القبيباتي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَابْن أبي الْجِنّ بَيت شهير كَانُوا نقباء الْأَشْرَاف بِدِمَشْق مِنْهُم عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس بن الْجِنّ بن الْعَبَّاس بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد الباقر وتحرر انتساب صَاحب التَّرْجَمَة إِلَيْهِم والتقاؤه مَعَهم. ولد فِي تَاسِع عشري شعْبَان سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة الخيميين بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وكتبا زعم أَنَّهَا تزيد على الْعشْرين كالمنهاج والألفيتين والشاطبيتين وَجمع الْجَوَامِع وَالتَّلْخِيص وَعرض على كثيرين كالمحلى والبوتيجي والبلقيني والمناوي والشمني وَابْن الديري وَأَنه تردد لجَماعَة للاشتغال فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والقراءات وَغَيرهَا كالجلال الْبكْرِيّ والبوتيجي والسنهوري والوراق فَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ على الْبكْرِيّ الْبَعْض من حَاشِيَته على الْمِنْهَاج وَالرَّوْضَة وعَلى البوتيجي قِطْعَة) من شرح الألفية للعراقي ولازمه فِي الْفَرَائِض وَالْفِقْه وَغَيرهمَا وعَلى السنهوري فِي النَّحْو وَالْأُصُول وعَلى الْوراق شَرحه لحاوي ابْن الهائم وَفِي الْفَرَائِض والحساب وَالْفِقْه على الزين زَكَرِيَّا واليسير على الشهَاب السجيني والبدر المارداني وَفِي شرح الْهِدَايَة الجزرية على مؤلفها عبد الدَّائِم وَأَنه قَرَأَ بعض الْمِنْهَاج على البُلْقِينِيّ وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء والوروري وَربع البيع على الْعَبَّادِيّ فِي التَّقْسِيم وَحضر بعض تقاسيم الْمَنَاوِيّ ولازم الديمي وَغَيره وَأَنه جود الْقُرْآن على إِمَام الْأَزْهَر على جَعْفَر وَأما أَنا فَأعْلم تردد المحيوي الدمياطي إِلَيْهِ لقِرَاءَة جَامع المختصرات وَغَيره وَسمع على أم هَانِئ الهورينية وحفيد ابْن الملقن والحجازي وَابْن الفاقوسي وناصر الدّين الزفتاوي وَهَاجَر القدسية وَخلق وَقَرَأَ عَليّ فِي ألفية الْعِرَاقِيّ وَسمع مني غَيرهَا ثمَّ لما مَاتَ أَبوهُ اسْتَقر فِي نقابة الْأَشْرَاف بِدِمَشْق عوضا عَن السَّيِّد مُحَمَّد وَالِد الْعَلَاء الْحَنَفِيّ وكما زعم فِي النِّيَابَة فِي الْقَضَاء بهَا ورام الخيضري أَن يكون ذَلِك عَنهُ فَامْتنعَ فَتحَرك لأخذ وظيفته وكَالَة بَيت المَال وَكِتَابَة السِّرّ كِلَاهُمَا بِدِمَشْق وَاسْتقر فيهمَا فِي ربيع الثَّانِي سنة سبع وَسِتِّينَ ببذل كثير فدام فيهمَا دون سنة وأعيد الخيضري ثمَّ عَاد إِلَيْهِمَا بانضمام وظائف أخر كنظر القلعة والأسوار عوضا عَن الزين عمر

بن الصَّابُونِي فِي أَوَاخِر أَيَّام الظَّاهِر خشقدم وَلم يلبث أَن انْفَصل عَنْهَا فِي أَيَّام الظَّاهِر بلبان وَعَاد الخيضري لوظيفته ثمَّ فِي أثْنَاء أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي أُعِيد لنظر القلعة وَمَا مَعهَا عَن شرامرد المؤيدي نَائِب قلعة دمشق إِلَى أَن انْفَصل عَنْهَا بالنابلسي كل هَذَا ونقابة الْأَشْرَاف مَعَه إِلَى أَن صرف عَنْهَا وافتقر وَذهب مَا خَلفه لَهُ أَبوهُ من نقد وَغَيره وَتحمل ديونا كَثِيرَة وَصَارَ بعد عزه بِأَبِيهِ إِلَى حَالَة امتهان مَعَ إقدام وجرأة ومرافعة مِمَّا لَا يزْدَاد بِهِ إِلَّا مقتا وإبعادا نعم قربه الخيضري بعد كَونه السَّبَب فِي أَكثر مَا غرمه حِين تعرضه لِلشِّهَابِ بن المحوجب مِمَّا كَانَ سَببا لإنفاد موجوده وَلَا زَالَ يسترسل فِيمَا هُوَ كمين فِي نَفسه إِلَى أَن رام الإجحاف بِولد الشريف الْكَمَال المحيريق أخي زَوجته بعد أَبِيهِمَا فِي تركته فبادر الْوَلَد وشكاه إِلَى السُّلْطَان فَطَلَبه وشهوده وهما إِبْرَاهِيم الدَّمِيرِيّ والتقي بن مَحْمُود فغيبا وَأمْسك هُوَ فبدر بِكَلِمَات قبيحة فبمجرد وُقُوفه أَمر بضربه فَضرب ضربا مبرحا وَهُوَ يستغيث وَيَقُول أيفعل هَذَا بِابْن ابْنة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَا يرحم حَتَّى كَاد أَن يهْلك ثمَّ أرسل بِهِ إِلَى المقشرة ورثى لَهُ كل أحد وَإِن كَانَ كَمَا قُلْنَا مقداما جريئا ثمَّ أطلق بعد يَوْمَيْنِ بسفارة الدوادار الْكَبِير والزيني بن مزهر بعد الْإِشْهَاد عَلَيْهِ بِأَنَّهُ لَا يطْرق بَيت أحد) من الْأُمَرَاء والقضاة وَغَيرهم بل وَلَا يجْتَمع بِاثْنَيْنِ وَلم يلبث أَن مَاتَ المرافع فِيهِ وسافر بعد يسير إِلَى مَكَّة فحج وَرجع إِلَى دمشق فخاصم نقيب الْأَشْرَاف بهَا فبادر إِلَى الْملك فانتصر لَهُ وأهان الْمشَار إِلَيْهِ وَعَاد إِلَى محبسه فدام بِهِ أشهرا إِلَى أَن تشفع فِيهِ شيخ تربته وَاسْتمرّ حَتَّى حج أَيْضا فِي موسم سنة خمس وَتِسْعين وجاور الَّتِي بعْدهَا وقصدني غير مرّة وَمن ذَلِك وَمَعَهُ وَلَده للعرض وكتبت لَهُ إجَازَة ولقيته بمنى فَأَعْلمنِي بِأَن خادمة وصل إِلَيْهِ من دمشق وَمَعَهُ لَهُ نَحْو مائَة وَخمسين دِينَارا فَضَاعَت مِنْهُ وَرجع إِلَى مصر بالحملة فَهِيَ غريقة وَلَا مَأْمُون وَقد كتب إِلَى بعض من وقف على مزعمه نِيَابَة الْقَضَاء من ثِقَات الشاميين مَا نَصه أَنه لم يلها قطّ وَالله أرأف بعباده من ذَلِك انْتهى. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد برهَان الدّين الْبَصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد وأخوته وَيعرف بِابْن زقرق. لَهُ منظومة فِي الْفِقْه سَمَّاهَا الْيُسْر وَقَالَ فِيهَا: (وسمى الْيُسْر لَعَلَّ الله ... يرزقنا الْيُسْر بِحَق طه) مِمَّن أَخذ عَنهُ عبد الله الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّة وَصَاحب قاضيها ابْن ظهيرة.

إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبُرْهَان الشنويهي القاهري الشَّافِعِي مِمَّن حفظ الْقُرْآن والتنبيه وتفقه بالأبناسي والبلقيني فِي حياتهما بالقراسنقرية وَغَيرهَا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من شُيُوخنَا الْبَدْر النمابة وَالْعلم البُلْقِينِيّ والشهاب الْحِجَازِي وَكَانَ فَقِيها صَالحا ذَا عمل فِي التَّفْسِير والْحَدِيث. مَاتَ قبل البُلْقِينِيّ بِيَقِين وَكَانَ حَيا فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَهُوَ وَالِد زَيْنَب وزليخا المذكورتين فِي مُعْجم النِّسَاء رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد العجيل الْيَمَانِيّ. مِمَّن أَخذ عَن أَبِيه عَن النفيس الْعلوِي أَخذ عَنهُ ابْن أُخْته أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن عجيل. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْمَكِّيّ الْحلْوانِي وَالِده الْعَطَّار وَهُوَ يعرف بالحجازي سمع من الزين المراغي سنة أَربع عشرَة المسلسل وَغَيره. مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن ايدمر بن دقماق. سَيَأْتِي قَرِيبا بِدُونِ ايدمر. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن بهادر بن أَحْمد بن عبد الله برهَان الدّين الْقرشِي النَّوْفَلِي الْغَزِّي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن زقاعة بِضَم الزَّاي وَتَشْديد الْقَاف ثمَّ مُهْملَة وَمِنْهُم من يَجْعَل الزَّاي سينا مُهْملَة ولد بغزة فِي أول ربيع الأول سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة كَمَا سَمعه مِنْهُ شَيخنَا قَالَ وَذكر لي من أَثِق بِهِ عَنهُ غير ذَلِك. قلت وَأبْعد مَا قَالَ سنة أَربع وَعشْرين وتعانى الْخياطَة فِي مبدأ أمره وَسمع من قَاضِي بَلَده الْعَلَاء عَليّ بن خلف وَمن النُّور عَليّ الفوي وَغَيره وَأخذ القرآت عَن الشَّمْس الحكري وَالْفِقْه عَن الْبَدْر القونوي والتصوف عَن شخص من بني الشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلي اسْمه عمر وتولع بالأدب فَقَالَ الشّعْر وَنظر فِي النُّجُوم وَعلم الْحَرْف وَمَعْرِفَة مَنَافِع النَّبَات والأعشاب وساح فِي الأَرْض لتطلبه وَالْوُقُوف على حقائقه وتجرد زَمَانا وتزهد فَعظم قدره وطار ذكره وَبعد صيته خُصُوصا فِي أول دولة الظَّاهِر برقوق فَإِنَّهُ استقدم من بَلَده مرَارًا عديدة لحضور المولد النَّبَوِيّ وتطارح النَّاس على اخْتلَافهمْ عَلَيْهِ ثمَّ انحل عَنهُ قَلِيلا فَلَمَّا استبد ابْنه النَّاصِر فرج تخصص بِهِ وتحول للقاهرة بعد الكائنة الْعُظْمَى بِدِمَشْق فقطنها وَسكن مصر على شاطئ النّيل وَتقدم عِنْد النَّاصِر جدا حَتَّى كَانَ لَا يخرج إِلَى الْأَسْفَار إِلَّا بعد أَن يَأْخُذ لَهُ الطالع وَلَا يتَعَدَّى الْوَقْت الَّذِي يُعينهُ لَهُ فنقم عَلَيْهِ الْمُؤَيد ذَلِك ونالته مِنْهُ محنة فِي أَوَائِل دولته ثمَّ أعرض عَنهُ وَاسْتمرّ فِي خموله بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة عشرَة بمنزله بِمصْر وَدفن خَارج بَاب النَّصْر وأرخه بَعضهم

فِي سنة ثَمَانِي عشرَة وَهُوَ غلط. وَقد ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ إِنَّه جمع أَشْيَاء مِنْهَا دوحة الْورْد فِي معرفَة النَّرْد وتعريب التعجيم فِي حرف الْجِيم وَغير ذَلِك قَالَ وقرأت بِخَط صاحبنا خَلِيل بن مُحَمَّد الْمُحدث يَعْنِي الأقفهسي سَمِعت صاحبنا خَلِيل بن هَارُون الجزائري يَقُول سَمِعت الشَّيْخ مُحَمَّد القرمي بِبَيْت الْمُقَدّس يَقُول كنت يَوْمًا فِي خلْوَة فَسَأَلت الله تَعَالَى أَن يبْعَث لي قَمِيصًا على يَد ولي من أوليائه فَإِذا الشَّيْخ إِبْرَاهِيم وَمَعَهُ قَمِيص فَقَالَ أعْطوا هَذَا الْقَمِيص للشَّيْخ وَانْصَرف من سَاعَته قَالَ وَأول مَا اجْتمعت بِهِ فِي سنة تسع وَتِسْعين فَسمِعت من نظمه وفوائده ثمَّ اجْتمعت بِهِ بغزة قبل تحوله إِلَى الْقَاهِرَة وَسمعت كَذَلِك من نظمه وفوائده ثمَّ اجْتمعت بِهِ بغزة قبل تحوله إِلَى الْقَاهِرَة وَسمعت كَذَلِك من نظمه وفوائده ثمَّ كثر اجتماعنا بعد سكناهُ الْقَاهِرَة وَقد حج وجاور وَأَجَازَ لي رِوَايَة نظمه وتصانيفه مِنْهَا القصيدة التائية فِي صفة الأَرْض وَمَا احتوت عَلَيْهِ وَكَانَت أَولا خَمْسمِائَة بَيت ثمَّ زَاد فِيهَا إِلَى أَن تجاوزت خَمْسَة آلَاف وَكَانَ ماهرا فِي استحضار الحكايات والماجريات فِي الْحَال وَفِي النّظم والنثر عَارِفًا بالاوقاف وَكَانَ يخضب بِالسَّوَادِ ثمَّ أطلق قبل مَوته بِثَلَاث سِنِين وسَاق لَهُ مِمَّا أنْشدهُ لَهُ من نظمه فِي قصيدة نبوية: (غُصْن بَان بِطيبَة ... فِي حَشا الصب راسخ) (من صباي هويته ... وَأَنا الْآن شائخ) ) (قمر لَاحَ نوره ... فاستضاءت فراسخ) (عجبا كَيفَ لم يكن ... كَاتبا وَهُوَ نَاسخ) (ذللت حِين بَعثه ... من قُرَيْش شوامخ) (أَسد سيف دينه ... ذابح الشّرك شالخ) (فاتح مطلب الْهدى ... وعَلى الشّرك صارخ) (ومسيح تَحْتَهُ ... طَائِر الْقلب نافخ) (أَحْمد سيد الورى ... وَبِه شاد شالخ) (مثل مَا شاد فالغ ... من قديم وفالخ) (عقد أكسير وده ... لَيْسَ لي عَنهُ فاسخ) (يَا نخيلات وجده ... إِن دمعي شمارخ) (حرقي دست مهجتي ... فالهوى فِيهِ طابخ) قَالَ وَهَذَا عنوان نظمه وَرُبمَا ندر لَهُ مَا هُوَ أفحل مِنْهُ وَقَالَ فِي أنبائه أَنه كَانَ

أعجوبة زَمَانه فِي معرفَة الأعشاب واستحضار الحكايات والماجريات مقتدرا على النّظم عَارِفًا بالاوفاق وَمَا يتَعَلَّق بِعلم الْحَرْف مشاركا فِي الْقرَاءَات والنجوم وطرف من الكيمياء وعظمه الظَّاهِر جدا ثمَّ النَّاصِر حَتَّى كَانَ لَا يُسَافر إِلَّا فِي الْوَقْت الَّذِي يجده لَهُ وَمن ثمَّ نقم عَلَيْهِ الْمُؤَيد ونالته مِنْهُ محنة يسيرَة فِي أول دولته وَشهد عَلَيْهِ عِنْده جمَاعَة من الطواشية وَغَيرهم بِأُمُور مُنكرَة فأغضى عَنهُ وَقَالَ إِنَّه جاور فِي هَذَا الْعشْر يَعْنِي الَّذِي مَاتَ فِيهِ سنة بِمَكَّة قَالَ ونظمه كثير وغالبه وسط ويندر لَهُ الْجيد وَفِيه السفساف وَكتب إِلَيْهِ فِي سنة تسع وَتِسْعين: (تطلبت إِذْنا بالرواية عَنْكُم ... فعادتكم إِيصَال بر وإحسان) (ليرْفَع مقداري ويخفض حاسدي ... وأفخر بَين الطالبين ببرهان) فَأجَاب مخطئا للوزن فِي الْبَيْت الثَّانِي: (أجزت شهَاب الدّين دَامَت حَيَاته ... بِكُل حَدِيث جَازَ سَمْعِي بإتقان) (وَفقه وتاريخ وَشعر رويته ... وَمَا سَمِعت أُذُنِي وَقَالَ لساني) وَقَالَ التقي المقريزي اجْتمع بِي بعد طول امتناعي من ذَلِك وأنشدني كثيرا من شعره وملأ آذَانِي بهذيانه وهذره وَنقل عَنهُ فِي عدد قصيدته الْمشَار إِلَيْهَا أَنَّهَا سَبْعَة آلَاف وَسَبْعمائة وَسَبْعَة) وَسَبْعُونَ بَيْتا وَكَانَ مكثارا مهذارا يُؤثر عَنهُ مخاريق وشعبذة ولآخرين فِيهِ اعْتِقَاد ويتلقون عَنهُ كرامات. قلت وَآخَرُونَ كَانُوا يَعْتَقِدُونَ علمه وفضله وَمن الصُّوفِيَّة من كَانَ يزْعم أَنه يعلم الْحَرْف وَالِاسْم الْأَعْظَم بل وَصفه الْجمال بن ظهيرة وناهيك بِهِ بشيخنا الإِمَام الْعَلامَة شيخ الطَّرِيقَة والحقيقة وشعره سَائِر وَمِنْه مِمَّا كتبه عَنهُ الْجمال الْمشَار إِلَيْهِ فِي سنة إِحْدَى عشرَة: (وَمن عجبي أَن النسيم إِذا سرى ... سحيرا بعرف البان والرند والآس) (يُعِيد على سَمْعِي حَدِيث أحبتي ... فيخطر لي أَن الْأَحِبَّة جلاسى) وَمِمَّا كتبه عَنهُ أَبُو السعادات بن ظهيرة فِيمَا قَالَ: (رأى عَقْلِي ولبي فِيهِ حارا ... فأضرم فِي صميم الْقلب نَارا) (وخلاني أَبيت اللَّيْل ملقى ... على الأعتاب أَحْسبهُ نَهَارا) (إِذا لَام العواذل فِيهِ جهلا ... أصفه لَهُم فينقلبوا حيارى) (وَإِن ذكرُوا السلو يَقُول قلبِي ... تصامم عَن أباطيل النَّصَارَى) (وَمَا علم العواذل أَن صبري ... وسلواني قد ارتحلا وسارا)

(فيا لله من وجد تولى ... على قلبِي فأعدمه القرارا) (وَمن حب تقادم فِيهِ عهد ... فأورثني عناء وانكسارا) (قضيت هواكم عشْرين عَاما ... وَعشْرين ترادفها استتارا) (فنم الدمع من عَيْني فأبدى ... سرائر سر مَا أخْفى جهارا) (إِذا مَا نسمَة البانات مرت ... على نجد وصافحت الغرارا) (وصافحت الخزام وعتقوانا ... وشيحا ثمَّ قبلت الجدارا) (جِدَار ديار من أَهْوى قَدِيما ... رعى الرَّحْمَن هاتيك الديارا) (أَلا يَا لائمي دَعْنِي فَإِنِّي ... رَأَيْت الْمَوْت حجا واعتمارا) (فَأهل الْحبّ قد سَكِرُوا وَلَكِن ... صَحا كل وفرقتنا سكارى) وَله فِي قصيدة يمدح بهَا الْبُرْهَان بن جمَاعَة: (لملة أَحْمد برهَان دين ... يقوم بحفظها فِي كل ساعه) (فمت فِي حبه إِن شِئْت تحيا ... فَذا الْبُرْهَان قد أَحْيَا جمَاعه) وَله مِمَّا زعم بعض مريديه أَن فِيهِ الِاسْم الْأَعْظَم:) (سَأَلتك بالحواميم الْعَظِيمَة ... وبالسبع المطولة القديمه) (وباللامين وَالْفَرْض المبدا ... بِهِ قبل الْحُرُوف المستقيمه) (وبالقطب الْكَبِير وصاحبيه ... وبالأرض المقدسة الكريمه) (وبالغصن الَّذِي عكفت عَلَيْهِ ... طيور قُلُوب أَصْحَاب العزيمه) (وبالمسطور فِي رق الْمعَانِي ... وبالمنثور فِي يَوْم الوليمه) (وبالكهف الَّذِي قد حل فِيهِ ... أَبُو فتيانها وَرَأى رقيمه) (وبالمعمور من زمن النَّصَارَى ... بأحجار بعجرتها مقيمه) (ففجر فِي فُؤَادِي عين حب ... تروي فِي مشارحها صميمه) وَقد لقِيت غير وَاحِد من أَصْحَابه مِنْهُم مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الغزولي الْحَنْبَلِيّ وأنشدنا عَنهُ مَا سأورده فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله وَكَذَا روى لنا عَنهُ الْمُوفق الأبي قصيدة من نظمه أَولهَا: (سَلام كلما دارت ... ببدر التم داراته) وَأُخْرَى أَولهَا: (سقى عقيق الأجرع ... غيث عقيق أدمعي) سمعهما مِنْهُ هُوَ وَالْجمال بن مُوسَى المراكشي الْحَافِظ وَكتب عَنهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي من نظمه: (إلهي أَنْت فَوق رجا المرجي ... فَهَب لي قبل أَن أَلْقَاك توبه)

(فَإِن الْعَفو عَن زلات جَان ... أحب إِلَى الْكَرِيم من العقوبه) وَقَوله مِمَّا ينْقل من مشيخة الْبُرْهَان لشَيْخِنَا مَعَ كَلَام الْبُرْهَان فِيهِ قد حكاة لنجم بن فَهد فِي المشيخة الَّتِي خرجها للبرهان فَقَالَ اجْتمعت بِهِ فِي مَدِينَة غَزَّة فِي قدمتي إِلَيْهَا فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَوَجَدته رجلا صَالحا كثير الْمَعْرُوف وَوقت جلوسي عِنْده دق عَلَيْهِ الْبَاب مَرَّات وَيخرج وَيَجِيء وَهُوَ مسترزق من العقاقير وَبَعض النَّاس من أهل غَزَّة يَقُولُونَ أَنه ينْفق من الْغَيْب وَهُوَ رجل فَاضل يعرف قراآت ويصف أَشْيَاء للأوجاع كالأطباء وَيطْلب مِنْهُ الدُّعَاء وَقد طلب مني أَحَادِيث يسْمعهَا عَليّ فانتقيت لَهُ أَحَادِيث من كتاب الْعلم لأبي خَيْثَمَة زُهَيْر بن حَرْب وسمعها عَليّ فِي القدمة الثَّالِثَة وَسمعت أَنا عَلَيْهِ وقرأت أَيْضا بعض شَيْء من شعره وَأَجَازَ لي مَا لَهُ من نظم ونثر وَمِمَّنْ ذكره بِاخْتِصَار المقريزي فِي عقوده. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف وَيعرف بِابْن صديق. يَأْتِي فِيمَن جده صديق. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن مَسْعُود بن رضوَان برهَان الدّين المري بِالْمُهْمَلَةِ الْمَقْدِسِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الْكَمَال مُحَمَّد وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن أبي شرِيف. ولد فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن سبع وتلاه تجويدا بل وَلابْن كثير وَأبي عَمْرو على الشَّمْس بن عمرَان ولازم سِرَاجًا الرُّومِي فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول والمنطق وَيَعْقُوب الرُّومِي فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان بل سمع عَلَيْهِمَا كثيرا من فقه الْحَنَفِيَّة وَسمع على التقي القلقشندي الْمَقْدِسِي والزين ماهر وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء أَخِيه شَيخنَا وَخلق وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة فَقَرَأَ على الْأمين الأقصرائي شرح العقائد للتفتازاني وَعلي الْجلَال الْمحلى نَحْو النّصْف من شَرحه لجمع الْجَوَامِع فِي الْأُصُول مَعَ سَماع بَاقِيه وتفقه بِهِ وبالعلم البُلْقِينِيّ وَغَيرهمَا وَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن البوتيجي والشهاب الأبشيطي وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الألغاز فِي الْفَرَائِض نظمه وَالتَّفْسِير عَن ابْن الديري وَكَذَا أَخذ عَن أبي الْفضل المغربي وانتفع فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا بأَخيه بل جلّ انتفاعه بِهِ وَبحث عَلَيْهِ فِي مصطلح الحَدِيث وَحج مَعَه صُحْبَة أَبِيهِمَا فِي ركب الرجبية سنة

ثَلَاث وَخمسين فحج وَسمع بِمَكَّة وَالْمَدينَة على جمَاعَة كالتقي بن فَهد وَأبي الْفَتْح المراغي وَأبي الْبَقَاء بن الضياء وَأبي السعادات والمحب المطري وبرع فِي فنون وَأذن لَهُ غير وَاحِد بالإقراء والإفتاء وَعمل شرحا للحاوي مزجا فِي مُجَلد أَو اثْنَيْنِ ولقواعد الْإِعْرَاب لِابْنِ هِشَام فِي نَحْو عشرَة كراريس دمج فِيهِ الْمَتْن وللعقائد لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَسَماهُ عنوان الْعَطاء وَالْفَتْح فِي شرح عقيدة ابْن دَقِيق الْعِيد أبي الْفَتْح بل نظم العقيدة المشروحة وللنفحة القدسية فِي الْفَرَائِض نظم ابْن الهائم سَمَّاهُ الْمَوَاهِب القدسية ولقطعة من الْبَهْجَة الوردية وَمن الْمِنْهَاج الفرعي وَله منظومة فِي رِوَايَة أبي عَمْرو نَحْو خَمْسمِائَة بَيت بل نظم النخبة لشَيْخِنَا فِي نَيف ومئة بَيت وَهِي وَالَّتِي قبلهَا على روى الشاطبية وبحرها وقرضها لَهُ جمَاعَة من المصريين وَغَيرهم نظما ونثرا ونظم لقطَة العجلان للزركشي والجمل فِي الْمنطق ومنطق التَّهْذِيب للتفتازاني والورقات لإِمَام الْحَرَمَيْنِ وشذور الذَّهَب وَكَذَا نظم عقائد النَّسَفِيّ وَسَماهُ الفرائد فِي نظم العقائد بل لَهُ حواش على شرح العقائد للتفتازاني وَتَفْسِير سُورَة الْكَوْثَر وَسورَة الْإِخْلَاص وَالْكَلَام على الْبَسْمَلَة وعَلى خَوَاتِيم سُورَة الْبَقَرَة وعَلى قَوْله تَعَالَى إِن ربكُم الله فِي) سُورَة الْأَعْرَاف إِلَى إِن رَحْمَة الله قريب من الْمُحْسِنِينَ وَشرع فِي نظم جَامع المختصرات فِي الْفِقْه وَكَذَا فِي مُخْتَصر فِي الْفِقْه حذا فِيهِ حَذْو مجمع الْبَحْرين فِي تضمين خلاف الْمذَاهب مَا عدا أَحْمد وَاخْتصرَ الرسَالَة القشيرية وَسَماهُ منحة الْوَاهِب النعم وَالقَاسِم فِي تَلْخِيص رِسَالَة الْأُسْتَاذ الْقشيرِي أبي الْقَاسِم. وقطن الْقَاهِرَة واختص فِيهَا بالشرف الْمَنَاوِيّ وَحضر دروسه بل صاهره على ابْنَته الَّتِي كَانَت زَوْجَة لِابْنِ الطرابلسي وَأخذ عَنهُ الطّلبَة فِي جَامع الْأَزْهَر وَغَيره وَقسم وأقرأ فنونا وَرُبمَا أفتى وَاسْتقر فِي تدريس التَّفْسِير بِجَامِع طولون وَفِي الْفِقْه والميعاد والخطابة ثلاثتها بالحجازية وَفِي الْفِقْه وَالنَّظَر بِجَامِع الفكاهين وَفِي غير ذَلِك وناب فِي الْفِقْه بالمزهرية وبالمؤيدية وتعاني التِّجَارَة وَعرف بالملاءة مَعَ الْفضل والبراعة وَالْعقل والسكون. وَمِمَّنْ كتب عَنهُ البقاعي وَقَالَ أَنه فِي الْعشْرين من عمره صَار من نَوَادِر الزَّمَان وَكَذَا كتبت عَنهُ أبياتا فِي مَوَانِع النِّكَاح وقصيدة فِي ختم البُخَارِيّ من أبياتها: (دموعي قد نمت بسر غرامي ... وباح بوجدي للوشاة سقامي) (فأضحى حَدِيثي بالصبابة مُسْندًا ... ومرسل دمعي من جفوني دامي)

وَكتب إِلَى أَخِيه متشوقا: (مَا خلت برقا بأرجاء الشآم بدا ... إِلَّا تنفست من أشواقي الصعدا) (وَلَا شممت عبيرا من نسيمكم ... إِلَّا قضيت بِأَن أَقْْضِي بِهِ كمدا) (وَلَا جرى ذكركُمْ إِلَّا جرت سحب ... أوردت لظى بفؤاد أورثته ردى) (يَا لوعة الْبَين مَا أبقيت من جلد ... أيقنت وَالله أَن الصَّبْر قد نفدا) (حشوت أحشاي نيرانا قد اتقدت ... بأضلعي فأذابت مني الجسدا) (كَيفَ السَّبِيل إِلَى عود اللِّقَاء وَهل ... هَذَا البعاد قضى الْمولى لَهُ أمدا) (من يبلغ الصحب أَن الصب قد بلغت ... أشواقه حَالَة مَا مثلهَا عهدا) (لم أنس أنس لَيَال بالهنا وصلت ... وَالنَّفس بالوصل أَمْسَى عيشها رغدا) (أحادي العيس إِن حاذيت حيهم ... فحيهم وصف الوجد الَّذِي وجدا) (وَأشْهد بِمَا شهِدت عَيْنَاك من حرق ... يهدا السقام وَمَا مِنْهَا الْفُؤَاد هدا) (وَإِن حللت رَبِّي تِلْكَ الرباع فسل ... عَن جيرة لَهُم روح المشوق فدا) (فالروح مَا بَرحت بالقدس مَسْكَنهَا ... والجسم فِي مصر للتبريح قد قعدا) ) (هِيَ الْبِقَاع الَّتِي شدّ الرّحال لَهَا ... على لِسَان رَسُول الله قد وردا) (من حل أرجاءها ترجى النجَاة لَهُ ... أكْرم بهَا معبدًا أعظم بهَا بَلَدا) (صوب العهاد على تِلْكَ الْمعَاهد لَا ... زَالَت سحائبه منهلة أبدا) وَهُوَ فِي كدر بِسَبَب ولد لَهُ. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن مُسلم الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن المدركل. ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع على مُحَمَّد بن يُوسُف من رِوَايَة المسلسل وعَلى زَيْنَب ابْنة الْكَمَال موافقاتها تَخْرِيج البرزالي. وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا المسلسل وَقَالَ بِلَفْظِهِ المعجرف وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْعشْرَة الثَّانِيَة من الموافقات قَالَ وَأَظنهُ مَاتَ فِي الكائنة الْعُظْمَى سنة ثَلَاث يَعْنِي بِدِمَشْق وَتَبعهُ المقريزي فَذكره فِي عقوده وَلكنه جزم بتاريخ وَفَاته. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يُوسُف بن عمر بن أبي بكر برهَان الدّين الْحلَبِي الدماطي نِسْبَة لدوماط قَرْيَة من حلب على نَحْو مرحلَتَيْنِ من جِهَة الغرب نزيل الْقَاهِرَة الشَّافِعِي سبط الْجمال يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن قَاسم الزَّاهِد طَالب سريع الْكِتَابَة خَفِيف الْحَرَكَة بعيد عَن الضَّبْط والإتقان والفهم قدم الْقَاهِرَة

بعيد سنة خمس وَأَرْبَعين وَكتب ذيلا على طَبَقَات الشَّافِعِيَّة أَكثر فِيهِ الاستمداد مني وَكبره بِكَثِير من المهملين وأفرد حدودا وتعاريف فِي مُجَلد ورام من شَيخنَا تقريظه لَهُ فَمَا تيَسّر وَقد أَخذ عَنهُ شرح النخبة وَغَيرهَا وَتردد للْقَاضِي علم الدّين وقتا وَسمع عَليّ الشمني وَغَيره أَشْيَاء وَكتب الطباق وَدَار على الشُّيُوخ وَلم يتأهل فِي الْفَنّ وَلَا كَاد. مَاتَ بعد الْخمسين أَظُنهُ فِي سنة تسع بالبيمارستان المنصوري عَن نَحْو أَرْبَعِينَ سنة فتفرقت أوراقه فَلم ينْتَفع بهَا عَفا الله عَنهُ. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر برهَان الدّين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْعدْل وَيعرف بِابْن الْحداد سمع فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة من الْحَافِظ أبي بكر بن الْمُحب النّصْف الأول من عوالي أبي يعلى الصَّابُونِي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ مقربا عدلا مَاتَ. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الخازن. هَكَذَا ذكره ابْن عزم فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَأَظنهُ أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن الخازن الْآتِي. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حُسَيْن برهَان الدّين القاهري الْمَالِكِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالموصلي كَانَ رجلا مُبَارَكًا تكسب بِالشَّهَادَةِ خَارج بَاب زويلة وأدب بهَا الْأَطْفَال ثمَّ قدم مَكَّة وَأقَام بهَا ثَلَاثِينَ سنة فأزيد وَكَانَ كثير الْعِبَادَة بِالطّوافِ سالكا غَايَة الْوَرع والنسك وَالدّين المتين وَالْعِبَادَة بِحَيْثُ كَانَ يحجّ مِنْهَا مَاشِيا وَله إِلْمَام بِالْعلمِ وَخط حسن يتكسب بالنسخ بِحَيْثُ كتب بِهِ مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل وَشَرحه لِابْنِ الْحَاجِب الفرعي وَكَانَ يذكر أَنه من تلامذته ولازم بِمَكَّة دروس الشَّيْخ مُوسَى على المراكشي وَسمع مِنْهُ وَمن الْعَفِيف النشاوري وَغَيرهمَا وأدب الْأَطْفَال بِمَكَّة سِنِين كَثِيرَة هِيَ محصورة فِي ثَلَاثِينَ وَسكن برباط السِّدْرَة مِنْهَا بل كَانَ يشرف على مَا يتَحَصَّل من ريع وَقفه بصيانة وعفاف بِحَيْثُ يتورع عَن أَخذ كثير من الصَّدقَات. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْعشْر الْأَخير من جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس عشرَة بعد أَن وقف شرح ابْن الْحَاجِب وَغَيره مِمَّا كتبه وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السّبْعين فِيمَا أَحسب. ذكره الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة وَقَالَ أَنه شهد الصَّلَاة عَلَيْهِ وَدَفنه وأغفله شَيخنَا فِي أنبائه نعم ذكره فِي إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن الْحُسَيْن فِي سنة أَربع عشرَة وَالَّتِي تَلِيهَا للْخلاف فِي ذَلِك وَكَذَا ذكره المقريزي لكنه جزم بِسنة خمس عشرَة. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن أبي بكر بن مُحَمَّد أَبُو الْمَعَالِي بن الشَّمْس الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن القباقبي. ولد وَقَرَأَ على الزين ماهر وَأخذ الْفِقْه عَن الْعلم البُلْقِينِيّ وَالْأُصُول عَن الْمحلى والقراءات عَن أَبِيه

وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَمِمَّا كتبته من نظمه: (يَا نفس كفى كفى مَا كَانَ من زلل ... فِيمَا مضى واجهدي فِي صَالح الْعَمَل) (وَعَن هَوَاك اعدلي ثمَّ اعذلي وعظي ... بِمن مضى واغنمي الطَّاعَات واعتدلي) (وَلَا تغرنك الدُّنْيَا وَزينتهَا ... فَإِنَّهَا شرك الأكدار والعلل) (مَا أضحكت يَوْمهَا إِلَّا وَفِي غدها ... أبكت فكوني بهَا مِنْهَا على وَجل) (فَتلك دَار غرور لَا بَقَاء لَهَا ... وَلَا دوَام لدانيها على أمل) (أَيْن الْقُرُون الَّتِي كَانَت بهَا سلفت ... كَأَنَّهَا لم تكن فِي الأعصر الأول) (فلازمي كل مَا لله فِيهِ رضَا ... واستمسكي بالتقى فِي القَوْل وَالْعَمَل) (فَمن أطَاع سعيد عِنْد خالقه ... فِي جنَّة الْخلد فِي حلى وَفِي حلل) وَقَوله: (مَا خلى من حب ليلى كمن لم ... يتَّخذ فِي الورى رَوَاهَا خَلِيلًا) (كم طوى البيد فِي هَواهَا وأضحى ... لَا يُرَاعِي فِي العذل عَنهُ الخلي لَا) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن خَلِيل الْبُرْهَان أَبُو الْوَفَاء الطرابلسي الأَصْل طرابلس الشَّام الْحلَبِي المولد وَالدَّار الشَّافِعِي سبط ابْن العجمي لكَون أمه ابْنة عمر بن مُحَمَّد بن الْمُوفق أَحْمد بن هَاشم بن أبي حَامِد عبد الله بن العجمي الْحلَبِي وَيعرف الْبُرْهَان بالقوف لقبه بِهِ بعض أعدائه وَكَانَ يغْضب مِنْهُ وبالمحدث وَكَثِيرًا مَا كَانَ يُثبتهُ بِخَطِّهِ. ولد فِي ثَانِي عشري رَجَب سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة بالجلوم بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد اللَّام المضمومة بِقرب فرن عميرَة بِفَتْح الْعين وهما من بلبان حارة من حلب وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير جدا فكفلته أمه وانتقلت بِهِ إِلَى دمشق فحفظ بِهِ بعض الْقُرْآن ثمَّ رجعت بِهِ إِلَى حلب فَنَشَأَ بهَا وأدخلته مكتب الْأَيْتَام لناصر الدّين الطواشي تجاه الشَّاة بُخْتِيَّة الْحَنَفِيَّة بسوق النساب فأكمل بِهِ حفظه وَصلى بِهِ على الْعَادة التَّرَاوِيح فِي رَمَضَان بخانقاة جده لأمه الشَّمْس أبي بكر أَحْمد بن العجمي وَالِد وَالِدَة الْمُوفق أَحْمد الْمَذْكُور فِي نَسَبهَا بِرَأْس درب البازيار وتلا بِهِ عدَّة ختمات تجويدا على الْحسن السايس الْمصْرِيّ ولقالون إِلَى آخر نوح على الشهَاب بن أبي الرضى وَلأبي عَمْرو ختمتين على عبد الْأَحَد بن مُحَمَّد بن عبد الْأَحَد الْحَرَّانِي الأَصْل الْحلَبِي ولعاصم إِلَى آخر سُورَة فاطر عَلَيْهِ وَلأبي عَمْرو إِلَى أثْنَاء بَرَاءَة فَقَط على الماجدي وَقطعَة من أَوله لكل من أبي عَمْرو وَنَافِع وَابْن كثير وَابْن عَامر على أبي الْحسن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَيْمُون الْقُضَاعِي الأندلسي

وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْكَمَال عمر بن إِبْرَاهِيم بن العجمي والْعَلَاء عَليّ بن حسن بن خَمِيس البابي والنور مَحْمُود بن عَليّ الْحَرَّانِي وَالِده بن الْعَطَّار وَولده التقي مُحَمَّد وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الصَّفَدِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بشيخ الْوضُوء والشهب ابْن أبي الرضى والأذرعي وَأحمد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة بن الْحَنْبَلِيّ والشرف الْأنْصَارِيّ والسراجين البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن وَبَعض هَؤُلَاءِ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض والنحو عَن أبي عبد الله بن جَابر الأندلسي ورفيقه أبي جَعْفَر والكمال إِبْرَاهِيم بن عمر الخابوري والزين عمر بن أَحْمد بن عبد الله بن مهَاجر وأخيه الشَّمْس مُحَمَّد والعز مُحَمَّد بن خَلِيل الحاضري والكمال بن العجمي والزين أبي بكر بن عبد الله بن مقبل التَّاجِر وَأَخذه أَيْضا عَنْهُم متفاوت واللغة عَن الْمجد الفيروزابادي صَاحب الْقَامُوس وطرفا من البديع عَن الْأُسْتَاذ أبي عبد الله الأندلسي وَمن الصّرْف عَن الْجمال يُوسُف الْمَلْطِي الْحَنَفِيّ وجود الْكِتَابَة على جمَاعَة أكتبهم الْبَدْر حسن الْبَغْدَادِيّ النَّاسِخ وَلبس خرقَة التصوف من شيخ الشُّيُوخ النَّجْم عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْحلَبِي ومصطفى وَأحمد القريعة وجلال الدّين عبد الله البسطامي الْمَقْدِسِي والسراج بن الملقن) وَاجْتمعَ بالشيخ الشهير الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن القرمي وَسمع كَلَامه وفنون الحَدِيث عَن الصَّدْر الياسوفي والزين الْعِرَاقِيّ وَبِه انْتفع فَإِنَّهُ قرا عَلَيْهِ ألفيته وَشَرحهَا ونكته على ابْن الصّلاح مَعَ الْبَحْث فِي جَمِيعهَا وَغَيرهَا من تصانيفه وَغَيرهَا وَتخرج بِهِ بل أَشَارَ لَهُ أَن يخرج وَلَده الْوَلِيّ أَبَا زرْعَة وَأذن لَهُ فِي الإقراء وَالْكِتَابَة على الحَدِيث وَعَن البُلْقِينِيّ قِطْعَة من شرح التِّرْمِذِيّ لَهُ وَمن دروسه فِي الْمُوَطَّأ ومختصر مُسلم وَغَيرهَا من متعلقات الحَدِيث وَعَن ابْن الملقن قِطْعَة ابْن دَقِيق الْعِيد وَكتب عَنهُ شَرحه على البُخَارِيّ فِي مجلدين بِخَطِّهِ الدَّقِيق الَّذِي لم يحسن عِنْد مُصَنفه لكَونه كتب فِي عشْرين مجلدا وَأذن لَهُ كل مِنْهُمَا وَكَذَا أَخذ علم الحَدِيث عَن الْكَمَال بن العجمي والشرف الْحُسَيْن بن حبيب وَكَانَ طلبه للْحَدِيث بِنَفسِهِ بعد كبره فَإِنَّهُ كتب الحَدِيث فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبعين وأقدم سَماع لَهُ فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وعني بِهَذَا الشَّأْن أتم عناية فَسمع وَقَرَأَ الْكثير بِبَلَدِهِ على شيوخها كالأذرعي والكمال بن العجمي وقريبه الظهير والكمال بن حبيب وأخويه الْبَدْر والشرف والكمالين ابْن العديم وَابْن أَمِين الدولة والشهاب بن المرحل وَابْن صديق وَقَرِيب من سبعين شَيخا حَتَّى أَتَى على غَالب مروياتهم وارتحل إِلَى الديار المصرية مرَّتَيْنِ الأولى

فِي سنة ثَمَانِينَ وَالثَّانيَِة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَسمع بِالْقَاهِرَةِ ومصر والاسكندرية ودمياط وتنيس وَبَيت الْمُقَدّس والخليل وغزة والرملة ونابلس وحماة وحمص وطرابلس وبعلبك ودمشق وَأدْركَ بهَا الصّلاح بن أبي عمر خَاتِمَة أَصْحَاب الْفَخر وَلم يسمع من أحد من أَصْحَابه سواهُ وَسمع بهَا من الْمُحب الصَّامِت وَأبي الهول وَابْن عوض وَالشَّمْس بن قَاضِي شُهْبَة وعدة نَحْو الْأَرْبَعين وشيوخه بِالْقَاهِرَةِ الْجمال الْبَاجِيّ والبدر بن حسب الله وَابْن ظافر والحراوي والتقي بن حَاتِم والتنوخي وَجُوَيْرِية الهكارية وَقَرِيب من أَرْبَعِينَ أَيْضا وبمصر الصّلاح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر البلبيسي وَغَيره وبالاسكندرية الْبَهَاء عبد الله بن الدماميني والمحيوي الْقَرَوِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن يفتح الله وَآخَرُونَ وبدمياط أَحْمد الْقطَّان وبتنيس بِالْقربِ من جَامعهَا الَّذِي خرب بعض رفقائه قَرَأَ عَلَيْهِ بإجازته الْعَامَّة من الحجار وببيت الْمُقَدّس الشَّمْس مُحَمَّد بن حَامِد بن أَحْمد والبدر مَحْمُود بن عَليّ بن هِلَال العجلوني والجلال عبد الْمُنعم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ وَمُحَمّد بن سُلَيْمَان بن الْحسن بن مُوسَى بن غَانِم وَغَيرهم وبالخليل نزيله عُمَيْر بن النَّجْم بن يَعْقُوب الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بالمحرد وبغزة قاضيها الْعَلَاء عَليّ بن خلف بن كَامِل أَخُو صَاحب ميدان) الفرسان الشَّمْس الْغَزِّي وتلميذه وبالرملة بَعضهم وبنابلس الشَّمْس مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم وشهود بَنو عبد الْقَادِر بن عُثْمَان وَغَيرهم وبحماة أَبُو عمر أَحْمد بن عَليّ بن عَبْدَانِ العداس وَشرف ابْنة الْبَدْر مُحَمَّد بن حسن بن مَسْعُود وَجَمَاعَة وبحمص الْجمال إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن فِرْعَوْن وَعُثْمَان بن عبد الله بن النُّعْمَان الجزار وبطرابلس الشهَاب المسلك أَحْمد بن عبد الله الرواقي الْحَمَوِيّ وببعلبك الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد ابْن اليونانية والعماد إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن بردس وَآخَرُونَ. وَأَجَازَ لَهُ قبل رحلته ابْن أميلة وَأَبُو عَليّ بن الهبل وَغَيرهمَا. وقرأت بِخَطِّهِ: مشايخي فِي الحَدِيث نَحْو الْمِائَتَيْنِ وَمن رويت عَنهُ شَيْئا من الشّعْر دون الحَدِيث بضع وَثَلَاثُونَ وَفِي الْعُلُوم غير الحَدِيث نَحْو الثَّلَاثِينَ وَقد جمع الْكل من شُيُوخ الْإِجَازَة أَيْضا صاحبنا النَّجْم بن فَهد الْهَاشِمِي فِي مُجَلد ضخم بَين فِيهِ أسانيده وتراجم شُيُوخه وانتفع بِبَيْت الشَّيْخ فِي ذَلِك وَفَرح الشَّيْخ بِهِ لكَونه كَانَ أَولا فِي تَعب بالكشف من الثبت وَكَذَا جمع التراجم وألم بالمسموع شَيخنَا لَكِن مَا أَظن صَاحب التَّرْجَمَة وقف عَلَيْهَا وَلَو علم بِالَّذِي قبله مَا عَملهَا. وَحج فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة وَكَانَت الوقفة الْجُمُعَة وَلم يحجّ سواهَا وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس أَربع مرار وَلما

هجم اللنك حلب طلع بكتبه إِلَى القلعة فَلَمَّا دخلُوا الْبَلَد وسلبوا النَّاس كَانَ فِيمَن سلب حَتَّى لم يبْق عَلَيْهِ شَيْء بل وَأسر أَيْضا وَبَقِي مَعَهم إِلَى أَن رحلوا إِلَى دمشق فَأطلق وَرجع إِلَى بَلَده فَلم يجد أحدا من أَهله وَأَوْلَاده قَالَ فَبَقيت قَلِيلا ثمَّ خرجت إِلَى الْقرى الَّتِي حول حلب مَعَ جمَاعَة فَلم أزل هُنَاكَ إِلَى أَن رَجَعَ الطغاة لجِهَة بِلَادهمْ فَدخلت بَيْتِي فَعَادَت إِلَيّ أمتِي نرجس وَذكرت أَنَّهَا هربت مِنْهُم من الرها وَبقيت زَوْجَتي وأولادي مِنْهَا وصعدت حِينَئِذٍ القلعة وَذَلِكَ فِي خَامِس عشري شعْبَان فَوجدت أَكثر كتبي فأخذتها وَرجعت. واجتهد الشَّيْخ رَحمَه الله فِي هَذَا الْفَنّ اجْتِهَادًا كَبِيرا وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن الْكثير فَمن ذَلِك كَمَا تقدم شرح البُخَارِيّ لِابْنِ الملقن بل فقد مِنْهُ نصفه فِي الْفِتْنَة فَأَعَادَ كِتَابَته أَيْضا وعدة مجاميع وَسمع العالي والنازل وقرا البُخَارِيّ أَكثر من سِتِّينَ مرّة وَمُسلمًا نَحْو الْعشْرين سوى قِرَاءَته لَهما فِي الطّلب أَو قراءتهما من غَيره عَلَيْهِ واشتغل بالتصنيف فَكتب تَعْلِيقا لطيفا على السّنَن لِابْنِ مَاجَه وشرحا مُخْتَصرا على البُخَارِيّ سَمَّاهُ التلقيح لفهم قَارِئ الصَّحِيح وَهُوَ بِخَطِّهِ فِي مجلدين وبخط غَيره فِي أَرْبَعَة وَفِيه فَوَائِد حَسَنَة وَقد الْتقط مِنْهُ شَيخنَا حَيْثُ كَانَ بحلب مَا ظن أَنه لَيْسَ عِنْده لكَون شَرحه لم يكن مَعَه كراريس يسيرَة وَأفَاد فِيهِ أَشْيَاء وَالَّذِي كتبه مِنْهُ مَا يحْتَاج) إِلَى مُرَاجعَته قبل إثْبَاته وَمِنْه مَا لَعَلَّه يلْحقهُ وَمِنْه مَا يدْخل فِي الْقطعَة الَّتِي كَانَت بقيت على شَيخنَا من شَرحه هَذَا مَعَ كَون الْمُقدمَة الَّتِي لشَيْخِنَا من جملَة أصُول الْبُرْهَان فإنني قَرَأت فِي خطْبَة شَرحه: ثمَّ اعْلَم أَن مَا فِيهِ عَن حَافظ عصري أَو عَن بعض حفاظ الْعَصْر أَو نَحْوهَا بَين العبارتين فَهُوَ من قَول حَافظ هَذَا الْعَصْر الْعَلامَة قَاضِي الْمُسلمين حَافظ الْعَصْر شهَاب الدّين بن حجر من كِتَابه الَّذِي هُوَ كالمدخل إِلَى شرح البُخَارِيّ لَهُ أعَان الله على إِكْمَال الشَّرْح انْتهى. بل لصَاحب التَّرْجَمَة على البُخَارِيّ عدَّة املاآت كتبهَا عَنهُ جمَاعَة من طلبته والمقتفى فِي ضبط أَلْفَاظ الشفا فِي مُجَلد بيض فِيهِ كثيرا وَنور النبراس على سيرة ابْن سيد النَّاس فِي مجلدين وحواش على كل من صَحِيح مُسلم لَكِنَّهَا ذهبت فِي الْفِتْنَة وَالسّنَن لأبي دَاوُد وَكتب ثَلَاثَة وَهِي التَّجْرِيد والكاشف وتلخيص الْمُسْتَدْرك وَكَذَا على الْمِيزَان لَهُ وَسَماهُ نيل الْهِمْيَان فِي معيار الْمِيزَان يشْتَمل على تَحْرِير بعض تراجمه وزيادات عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مجلدة لَطِيفَة لكنه كَمَا قَالَ شَيخنَا لم يمعن النّظر فِيهِ والمراسيل للعلائي واليسير على ألفية الْعِرَاقِيّ وَشَرحهَا بل وَزَاد فِي الْمَتْن أبياتا غير مُسْتَغْنى عَنْهَا وَله نِهَايَة السول فِي رُوَاة السِّتَّة

الْأُصُول فِي مُجَلد ضخم والكشف الحثيث عَمَّن رمى بِوَضْع الحَدِيث مُجَلد لطيف والتبيين لأسماء المدلسين فِي كراسين وَتَذْكِرَة الطَّالِب الْمعلم فِيمَن يُقَال أَنه مخضرم كَذَلِك والاغتباط بِمن رمى بالاختلاط وتلخيص المبهمات لِابْنِ بشكوال وَغير ذَلِك وَله ثَبت كثير الْفَوَائِد طالعته وَفِيه إِلْمَام بتراجم شُيُوخه وَنَحْو ذَلِك بل ورأيته ترْجم جمَاعَة مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ ورحل إِلَيْهِ كشيخنا وَهِي حافلة وَابْن نَاصِر الدّين وَطَائِفَة. وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة حَافِظًا خيرا دينا ورعا متواضعا وافر الْعقل حسن الْأَخْلَاق متخلقا بجميل الصِّفَات جميل الْعشْرَة محبا للْحَدِيث وَأَهله كثير النصح والمحبة لأَصْحَابه سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس متعففا عَن التَّرَدُّد لبني الدُّنْيَا قانعا باليسير طارحا للتكلف رَأْسا فِي الْعِبَادَة والزهد والورع مديم الصّيام وَالْقِيَام سهلا فِي التحدث كثير الْإِنْصَاف والبشر لمن يَقْصِدهُ للأخذ عَنهُ خُصُوصا الغرباء مواظبا على الِاشْتِغَال والأشغال والإقبال على الْقِرَاءَة بِنَفسِهِ حَافِظًا لكتاب الله تَعَالَى كثير التِّلَاوَة لَهُ صبورا على الأسماع رُبمَا أسمع الْيَوْم الْكَامِل من غير ملل وَلَا ضجر عرض عَلَيْهِ قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِبَلَدِهِ فَامْتنعَ وأصر على الِامْتِنَاع فَصَارَ بعد كل وَاحِد من قاضيها الشَّافِعِي والحنفي من تلامذته الملازمين لمحله والمنتمين لناحيته وَاتفقَ أَنه فِي بعض الْأَوْقَات حوصرت حلب فَرَأى بعض أَهلهَا فِي الْمَنَام السراج البُلْقِينِيّ فَقَالَ لَهُ لَيْسَ على أهل حلب بَأْس) وَلَكِن رح إِلَى خَادِم السّنة إِبْرَاهِيم الْمُحدث وَقل لَهُ يقْرَأ عُمْدَة الْأَحْكَام ليفرج الله عَن الْمُسلمين فَاسْتَيْقَظَ فَأعْلم الشَّيْخ فبادر إِلَى قرَاءَتهَا فِي جمع من طلبة الْعلم وَغَيرهم بالشرفية يَوْم الْجُمُعَة بكرَة النَّهَار ودعا للْمُسلمين بالفرج فاتفق أَنه فِي آخر ذَلِك النَّهَار نصر الله أهل حلب. وَقد حدث بالكثير وَأخذ عَنهُ الْأَئِمَّة طبقَة بعد طبقَة وَالْحق الأصاغر بالأكابر وَصَارَ شيخ الحَدِيث بالبلاد الحلبية بِلَا مدافع. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من الأكابر الْحَافِظ الْجمال بن مُوسَى المراكشي وَوَصفه بِالْإِمَامِ الْعَلامَة الْمُحدث الْحَافِظ شيخ مَدِينَة حلب بِلَا نزاع وَكَانَ مَعَه فِي السماع عَلَيْهِ الْمُوفق الأبي وَغَيره والعلامة الْعَلَاء بن خطيب الناصرية وَأكْثر الرِّوَايَة عَنهُ فِي ذيله لتاريخ حلب وَقَالَ فِي تَرْجَمته مِنْهُ هُوَ شَيْخي عَلَيْهِ قَرَأت هَذَا الْفَنّ وَبِه انتفعت وبهديه اقتديت وبسلوكه تأدبت وَعَلِيهِ اسْتَفَدْت قَالَ وَهُوَ شيخ إِمَام عَامل عَالم حَافظ ورع مُفِيد زاهد على طَرِيق السّلف الصَّالح لَيْسَ مُقبلا إِلَّا على شَأْنه من الِاشْتِغَال

والأشغال والإفادة لَا يتَرَدَّد إِلَى أحد وَأهل حلب يعظمونه ويترددون إِلَيْهِ ويعتقدون بركته وغالب رؤسائها تلامذته. قَالَ ورحل إِلَيْهِ الطّلبَة واشتغل على كثير من النَّاس وَانْفَرَدَ بأَشْيَاء وَصَارَ إِلَى رحْلَة الْآفَاق وحافظ الشَّام الشَّمْس بن نَاصِر الدّين وَكَانَت رحلته إِلَيْهِ فِي أول سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأثْنى عَلَيْهِ وَلما سَافر شَيخنَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ صُحْبَة الركاب الأشرفي إِلَى آمد أضمر فِي نَفسه لقِيه وَالْأَخْذ عَنهُ لاستباحة الْقصر وَسَائِر الرُّخص ولكونه لم يدْخل حلب فِي الطّلب ثمَّ أبرز ذَلِك فِي الْخَارِج وَقَرَأَ عَلَيْهِ بِنَفسِهِ كتابا لم يقرأه قبلهَا وَهُوَ مشيخة الْفَخر بن البخاوي هَذَا مَعَ أَنه لم يكن حِينَئِذٍ مُنْفَردا بِالْكتاب الْمَذْكُور بل كَانَ بِالشَّام غير وَاحِد مِمَّن سَمعه على الصّلاح بن أبي عمر أَيْضا فَكَانَ فِي ذَلِك أعظم منقبة لكل مِنْهُمَا سِيمَا وَقد كَانَ يُمكن شَيخنَا أَن يَأْمر أحدا من الطّلبَة بِقِرَاءَتِهَا كَمَا فعل فِي غَيرهَا فقد سمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة غَيره أَشْيَاء وَحدث هُوَ وإياه مَعًا بِمُسْنَد الشَّافِعِي والمحدث الْفَاضِل وترجمه شَيخنَا حِينَئِذٍ بقوله وَله الْآن بضع وَسِتُّونَ سنة يسمع الحَدِيث ويقرؤه مَعَ الدّين والتواضع واطراح التَّكَلُّف وَعدم الِالْتِفَات إِلَى بني الدُّنْيَا قَالَ ومصنفاته ممتعة محررة دَالَّة على تتبع زَائِد وإتقان قَالَ وَهُوَ قَلِيل المباحث فِيهَا كثير النَّقْل وَقَالَ فِي مُقَدّمَة المشيخة الَّتِي خرجها لَهُ أما بعد فقد وقفت على ثَبت الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ الْمسند شيخ السّنة النَّبَوِيَّة برهَان الدّين الْحلَبِي سبط ابْن العجمي لما قدمت حلب فِي شهور سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فرأيته يشْتَمل على مسموعاته ومستجازاته وَمَا تحمله فِي بِلَاده وَفِي رحلاته وَبَيَان ذَلِك مفصلا وَسَأَلته هَل جمع لنَفسِهِ معجما أَو مشيخه فَاعْتَذر بِالشغلِ بِغَيْرِهِ وَأَنه يقتنع بالثبت) الْمَذْكُور إِذا أَرَادَ الْكَشْف عَن شَيْء من مسموعاته وَأَن الْحُرُوف لم تكمل عِنْده فَلَمَّا رجعت إِلَى الْقَاهِرَة راجعت مَا علقته من الثبت الْمَذْكُور وأحببت أَن أخرج لَهُ مشيخة أذكر فِيهَا أَحْوَال الشُّيُوخ الْمَذْكُورين ومروياتهم ليستفيدها الرحالة فَإِنَّهُ الْيَوْم أَحَق النَّاس بالرحلة إِلَيْهِ لعلو سَنَده حسا وَمعنى ومعرفته بالعلوم فَنًّا فَنًّا أثابه الْحسنى آمين. وفهرس المشيخة بِخَطِّهِ بِمَا نَصه جُزْء فِيهِ تراجم مَشَايِخ شيخ الْحفاظ برهَان الدّين ثمَّ عزم على إرْسَال نُسْخَة مِنْهَا إِلَيْهِ وَكتب بظاهرها مَا نَصه: المسؤل من فضل سيدنَا وَشَيخنَا الشَّيْخ برهَان الدّين وَمن فضل وَلَده الإِمَام موفق الدّين الْوُقُوف على هَذِه الكراريس وَتَأمل التراجم الْمَذْكُورَة فِيهَا وسد مَا أمكن من الْبيَاض لَا لحاق مَا وقف على مسطرها من معرفَة

أَحْوَال من بيض على تَرْجَمته وإعادة هَذِه الكراريس بعد الْفَرَاغ من هَذَا الْعرض إِلَى الْفَقِير مسطرها صُحْبَة من يوثق بِهِ إِن شَاءَ الله. وَكَذَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمَة وَلَده وصف شَيخنَا لصَاحب التَّرْجَمَة بشيخنا الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ الَّذِي اشْتهر بالرعاية فِي الْإِمَامَة حَتَّى صَار هَذَا الْوَصْف لَهُ عَلامَة أمتع الله الْمُسلمين بِبَقَائِهِ وَسُئِلَ عَنهُ وَعَن حَافظ دمشق الشَّمْس بن نَاصِر الدّين فَقَالَ الْبُرْهَان نظره قَاصِر على كتبه وَالشَّمْس يحوش وَكَانَ ذكره قبل ذَلِك فِي الْقسم الثَّانِي من مُعْجَمه فَقَالَ: الْمُحدث الْفَاضِل الرّحال جمع وصنف مَعَ حسن السِّيرَة والتخلق بجميل الْأَخْلَاق والعفة والانجماع والإقبال على الْقِرَاءَة بِنَفسِهِ ودوام الأسماع والاشتغال وَهُوَ الْآن شيخ الْبِلَاد الحلبية غير مدافع أجَاز لأولادي وبيننا مكاتبات ومودة حفظه الله تَعَالَى قَالَ ثمَّ اجْتمعت بِهِ فِي قدومي إِلَى حلب فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ صُحْبَة الْأَشْرَف وَسمعت مِنْهُ المسلسل بالأولية بِسَمَاعِهِ من جمَاعَة من شويخنا وَمن شيخين لَهُ لم ألقهما ثمَّ سَمِعت من لَفظه المسلسل بالأولية تَخْرِيج ابْن الصّلاح سوى الْكَلَام انْتهى. وَبَلغنِي أَن شَيخنَا كتب لَهُ المسلسل بِخَطِّهِ عَن شُيُوخه الَّذين سَمعه مِنْهُم وَأدْخل فيهم شَيخا رام اختباره فِيهِ هَل يفْطن لَهُ أم لَا فنبه الْبُرْهَان لذَلِك بل وَنبهَ على أَنه من امتحان الْمُحدثين هَذَا مَعَ قَوْله لبَعض خواصه أَن هَذَا الرجل يَعْنِي شَيخنَا لم يلقني إِلَّا وَقد صرت نصف راجل إِشَارَة إِلَى أَنه كَانَ عرض لَهُ قبل ذَلِك الفالج وأنسى كل شَيْء حَتَّى الْفَاتِحَة قَالَ ثمَّ عوفيت وَصَارَ يتراجع إِلَيّ حفظي كالطفل شَيْئا فَشَيْئًا. وَهُوَ مِمَّن حضر مجْلِس إملاء شَيخنَا بحلب وعظمه جدا كَمَا أثْبته فِي تَرْجَمته واستفاد مِنْهُ كثيرا وَأما شَيخنَا فقد سمعته يَقُول لم أستفد من الْبُرْهَان غير كَون أبي عَمْرو بن أبي طَلْحَة اسْمه حَفْص فَإِنَّهُ أعلمني بذلك) واستحضر كتاب فاضلات النِّسَاء لِابْنِ الْجَوْزِيّ لكَون التَّسْمِيَة فِيهِ وَلم أكن وقفت عَلَيْهِ. وَمِمَّنْ ترْجم الشَّيْخ أَيْضا الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد وَقَالَ مُحدث حلب والتقي المقريزي فِي تَارِيخه لَكِن بِاخْتِصَار وَقَالَ أَنه صَار شيخ الْبِلَاد الحلبية بِغَيْر تدافع مَعَ تدين وانجماع وسيرة حميدة وَقَالَ البقاعي أَنه كَانَ على طَريقَة السّلف فِي التَّوَسُّط فِي الْعَيْش وَفِي الِانْقِطَاع عَن النَّاس لاسيما أهل الدُّنْيَا عَالما بغريب الحَدِيث شَدِيد الِاطِّلَاع على الْمُتُون بارعا فِي معرفَة الْعِلَل إِذا حفظ شَيْئا لَا يكَاد يخرج من ذهنه مَا نَازع أحدا

بحضرتي فِي شَيْء وكشف عَنهُ إِلَّا ظهر الصَّوَاب مَا قَالَه أَو كَانَ مَا قَالَه أحد مَا قيل فِي ذَلِك وَهُوَ كثير التَّوَاضُع مَعَ الطّلبَة والنصح لَهُم وحاله مقتصد فِي غَالب أمره. قلت وفيهَا مجازفات كَثِيرَة كَقَوْلِه شَدِيد الِاطِّلَاع على الْمُتُون بارعا فِي معرفَة الْعِلَل وَلكنه مَعْذُور فَهُوَ عَار مِنْهُمَا وَلما دخل التقي الحصني حلب بَلغنِي أَنه لم يتَوَجَّه لزيارته لكَونه كَانَ يُنكر مشافهة على لابسي الأثواب النفيسة على الْهَيْئَة المبتدعة وعَلى المتقشفين وَلَا يعدو حَال النَّاس ذَلِك فتحامي قَصده فَمَا وسع الشَّيْخ إِلَّا الْمَجِيء إِلَيْهِ فَوَجَدَهُ نَائِما بِالْمَدْرَسَةِ الشرفية فَجَلَسَ حَتَّى انتبه ثمَّ سلم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ لَعَلَّك التقي الحصني فَقَالَ أَنا أَبُو بكر ثمَّ سَأَلَهُ عَن شُيُوخه فسماهم لَهُ فَقَالَ لَهُ إِن شيوخك الَّذين سميتهم هم عبيد ابْن تَيْمِية أَو عبيد من أَخذ عَنهُ فَمَا بالك تحط أَنْت عَلَيْهِ فَمَا وسع التقي إِلَّا أَن أَخذ نَعله وَانْصَرف وَلم يَجْسُر يرد عَلَيْهِ وَلم يزل على جلالته وعلو مكانته حَتَّى مَاتَ مطعونا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشري شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بحلب وَلم يغب لَهُ عقل بل مَاتَ وَهُوَ يَتْلُو وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي بعد الظّهْر وَدفن بالجبيل عِنْد أَقَاربه وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَلم يتَأَخَّر هُنَاكَ فِي الحَدِيث مثله رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن دقماق صارم الدّين القاهري الْحَنَفِيّ مؤرخ الديار المصرية فِي وقته ودقماق كَانَ أحد الْأُمَرَاء الناصرية مُحَمَّد بن قلاون وَهُوَ جد أَبِيه فَهُوَ مُحَمَّد بن ايدمر بن دقماق. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه ولد فِي حُدُود الْخمسين وَسَبْعمائة واعتنى بالتاريخ فَكتب مِنْهُ الْكثير بِخَطِّهِ وَعمل تَارِيخ الْإِسْلَام وتاريخ الْأَعْيَان وطبقات الْحَنَفِيَّة وَغير ذَلِك وامتحن فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِسَبَب شَيْء قَالَه فِي تَرْجَمَة الشَّافِعِي وَكَانَ يحب الأدبيات مَعَ عدم مَعْرفَته بِالْعَرَبِيَّةِ وَلكنه كَانَ جميل الْعشْرَة كثير الفكاهة حسن الود قَلِيل الوقيعة فِي النَّاس وَزَاد فِي أنبائه عَامي الْعبارَة وَأَنه ولي فِي آخر الْأَمر إمرة دمياط فَلم تطل مدَّته فِيهَا وَرجع إِلَى الْقَاهِرَة) فَمَاتَ بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَقد جَاوز السِّتين. قلت وَهُوَ أحد من اعْتَمدهُ شَيخنَا فِي أنبائه الْمَذْكُور قَالَ وغالب مَا أنقله من خطه وَمن خطّ ابْن الْفُرَات عَنهُ وَقد اجْتمعت بِهِ كثيرا ثمَّ ذكر أَنه بعد ابْن كثير عُمْدَة الْعَيْنِيّ حَتَّى يكَاد يكْتب مِنْهُ الورقة الْكَامِلَة مُتَوَالِيَة وَرُبمَا قَلّدهُ فِيمَا يهم فِيهِ حَتَّى فِي اللّحن الظَّاهِر كاخلع والمحنة الْمشَار إِلَيْهَا قد ذكرهَا شَيخنَا فِي سنة خمس

لَا أَربع وَعبارَته وفيهَا أثْنَاء السّنة كائنة ابْن دقماق وجد بِخَطِّهِ خطّ صَعب على الإِمَام الشَّافِعِي فطولب بذلك من مجْلِس القَاضِي الشَّافِعِي فَذكر أَنه نَقله من كتاب عِنْد أَوْلَاد الطرابلسي فعزره القَاضِي جلال الدّين بِالضَّرْبِ وَالْحَبْس قَالَ وَلم يكن الْمَذْكُور يستأهل ذَلِك وَقَالَ غَيره أَنه تزيا بزِي الْجند وَطلب الْعلم وتفقه يَسِيرا بِجَمَاعَة وَمَال إِلَى الْأَدَب ثمَّ حبب إِلَيْهِ التَّارِيخ وتصانيفه فِيهِ جَيِّدَة مفيدة واطلاعه كثير واعتقاده حسن وَلم يكن عِنْده فحش فِي كَلَامه وَلَا فِي خطه وَقَالَ المقريزي أَنه أكب عَلَيْهِ حَتَّى كتب فِيهِ نَحْو مِائَتي سفر من تأليفه وَغير ذَلِك وَكتب تَارِيخا كَبِيرا على السنين وَآخر على الْحُرُوف وأخبار الدولة التركية فِي مجلدين وسيرة للظَّاهِر برقوق وطبقات للحنفية وامتحن بِسَبَبِهَا وَكَانَ عَارِفًا بِأُمُور الدولة التركية مذاكرا بجملة أَخْبَارهَا مستحضرا لتراجم أمرئها ويشارك فِي غَيرهَا مُشَاركَة جَيِّدَة وَقَالَ أَنه كَانَ حَافِظًا لِلِسَانِهِ من الوقيعة فِي النَّاس لَا ترَاهُ يذم أحد من معارفه بل يتَجَاوَز عَن ذكر مَا هُوَ مَشْهُور عَنْهُم مِمَّا يرْمى بِهِ أحدهم بل يعْتَذر عَنهُ بِكُل طَرِيق صحبته مُدَّة وجاورني سِنِين وَهُوَ عِنْده فِي عقوده أَيْضا. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن رَاشد برهَان الدّين الملكاوي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أحد الْفُضَلَاء بِدِمَشْق اشْتغل وَهُوَ صَغِير وَحصل وَمهر فِي الْقرَاءَات وَكَانَ يشْتَغل فِي الْفَرَائِض بَين الْمغرب وَالْعشَاء بالجامع. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَشَارَ لما ذكره عَنهُ فِي حوادث الَّتِي قبلهَا وَهُوَ أَنه قَرَأَ على الْجمال بن الشرائحي الرَّد على الْجَهْمِية لعُثْمَان الدَّارمِيّ فَحَضَرَ عِنْدهم الزين عمر الكفيري وَأنكر عَلَيْهِم وشنع وَأخذ نُسْخَة من الْكتاب وَذهب بهَا إِلَى القَاضِي الْمَالِكِي وَهُوَ الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ التادلي الْآتِي فَطلب القارى صَاحب التَّرْجَمَة فَأَغْلَظ لَهُ ثمَّ طلبه ثَانِيًا فتغيب ثمَّ أحضرهُ فَسَأَلَهُ عَن عقيدته فَقَالَ الْإِيمَان بِمَا جَاءَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فانزعج القَاضِي لذَلِك وَأمر بتعزيره فعزر وَضرب وطيف بِهِ ثمَّ طلبه بعد جُمُعَة لكَونه بلغه عَنهُ كَلَام أغضبهُ فَضَربهُ ثَانِيًا ونادى عَلَيْهِ وَحكم بسجنه شهرا. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عون الطَّيِّبِيّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن عون. قدم الْقَاهِرَة غير مرّة فَقَرَأَ عَليّ بعض البُخَارِيّ والمجلس الَّذِي عملته فِي خَتمه بعد أَن كتبه وَكَذَا كتب عني فِي الآمالي ثمَّ قَرَأَ عَليّ الْآثَار لِابْنِ الْحسن

وَسمع على شرح مَعَاني الْآثَار وَأَشْيَاء عَليّ ومني وَنعم الرجل. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن صديق ويدعى أَبَا بكر بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف برهَان الدّين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الصُّوفِي الْمُؤَذّن بالجامع الْأمَوِي بِدِمَشْق الحريري أَيْضا نزيل الْحرم بل يُقَال لَهُ المجاور بالحرمين وَيعرف بِابْن صديق بِكَسْر الصَّاد الْمُهْملَة وَتَشْديد الدَّال الْمُهْملَة وَآخره قَاف وبابن الرسام وَهِي صَنْعَة أَبِيه وَرُبمَا قيل لصَاحب التَّرْجَمَة الرسام وَكَانَ أَبوهُ أَيْضا بواب الظَّاهِرِيَّة بِدِمَشْق. ولد فِي آخر سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة أَو أول الَّتِي تَلِيهَا وَهُوَ الَّذِي أخبر بِهِ وَقَول بَعضهم فِي الطباق المؤرخة سنة خمس وَعشْرين أَنه كَانَ فِي الرَّابِعَة قَالَ الأقفهسي أَنه غلط صَوَابه فِي الْخَامِسَة بِنَاء على مَا أخبر بِهِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وشيئا من التَّنْبِيه بل قَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي عَنهُ أَنه حفظه فِي صغره قَالَ وَكَانَ يعْقد الأزرار وَيُؤذن بِجَامِع بني أُميَّة وَدخل مصر والاسكندرية وَسمع على الحجار والتقي بن تَيْمِية وَالْمجد مُحَمَّد بن عمر بن الْعِمَاد الْكَاتِب وَأَيوب الكحال والشرف بن الْحَافِظ وَإِسْحَاق الْآمِدِيّ والمزي والبرزالي وَآخَرين تفرد بالرواية عَن أَكْثَرهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن الزراد وَأَسْمَاء ابْنة صصرى والبدر بن جمَاعَة وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد المحسن الغراقي والختني والواني وَابْن القماح وَأَبُو الْعَبَّاس الْمرَادِي وَخلق من الشاميين والمصريين وَعمر دهرا طَويلا مَعَ كَونه لم يتَزَوَّج وَلَا تسري وَأكْثر الْمُجَاورَة بِمَكَّة وَالْحج مِنْهَا سِتّ سِنِين مُتَّصِلَة بِمَوْتِهِ تنقص تِسْعَة وَأَرْبَعين يَوْمًا وَمِنْهَا خمس سِنِين أَولهَا سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَغير ذَلِك وَكَذَا جاور بِالْمَدِينَةِ وَحدث بهما وبدمشق انْقِضَاء الْحَج من سنة سِتّ وَتِسْعين وَغير ذَلِك وَكَذَا جاور بِالْمَدِينَةِ وَحدث بهما وبدمشق وطرابلس وحلب وَكَانَ دُخُوله لَهَا فِي سنة ثَمَانمِائَة وَقُرِئَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ فِيهَا أَربع مرار وبمكة أَزِيد من عشْرين مرّة سمع عَلَيْهِ الْأَئِمَّة كالبرهان الْحلَبِي وَابْن ظهيرة والتقي الفاسي وَشَيخنَا لقِيه بِمَكَّة وَأخذ عَن خلق مِمَّن سمع عَلَيْهِ سوى شَيخنَا كالشرف المراغي والشهاب العقبي وَآخر من روى عَنهُ بالحضور أم حَبِيبَة زَيْنَب ابْنة أَحْمد الشوبكي فَإِنَّهَا عاشت إِلَى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ على حفيد يُوسُف العجمي وَألْحق جمَاعَة من الأصاغر) بالأكابر وَكَانَ خيرا جيدا مواظبا على الْجَمَاعَات متعبدا نظيفا لطيفا يستحضر الْكثير من الْمُتُون وَنَحْوهَا من تكْرَار الْقِرَاءَة عَلَيْهِ بِحَيْثُ يرد بهَا على مبتدئي الطّلبَة وَمِمَّا سَمعه على الحجار البُخَارِيّ ومسند الدَّارمِيّ وَعبد وفضائل الْقُرْآن لأبي عبيد وَأكْثر النَّسَائِيّ وَغَيرهَا من الْكتب الْكِبَار

وجزء أبي الجهم وَغَيره وعَلى ابْن تَيْمِية طرق زرغبا تَزْدَدْ حبا. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشر شَوَّال سنة سِتّ بِمَنْزِلَة رِبَاط ربيع بأجناد مِنْهَا وَدفن من صبيحتها بالمعلاة وَله خمس وَثَمَانُونَ سنة وَأشهر ممتعا بسمعه وعقله رَحمَه الله وإيانا. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه والتقي الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة وَقَالَ أَنه كَانَ أسْند من بَقِي فِي الدُّنْيَا مَعَ حسن الْفَهم لما يقْرَأ عَلَيْهِ وَله إِلْمَام بمسائل فقهية وَرُبمَا يستحضر لفظ التَّنْبِيه إِلَّا أَنه صَار بِأخرَة يتَعَلَّم كثيرا وَيرد مَا لَا يتَّجه رده وَرُبمَا أَخطَأ فِي الرَّد ويلج فِي الْقِرَاءَة بِمَا يحفظه لكَون اللَّفْظ الَّذِي حفظه يُخَالف لفظ الرِّوَايَة المقروءة إِلَى غير ذَلِك مِمَّا بَسطه قَالَ وَكَانَ شَدِيد الْحِرْص على أَخذ خطه بِالْإِجَازَةِ أَو التَّصْحِيح وعَلى الْأَخْذ على التحدث لفقره وَحَاجته قَالَ وَله حَظّ من الْعِبَادَة وَالْخَيْر والعفاف مَعَ كَونه لم يتَزَوَّج قطّ على مَا ذكر ومتعه الله بحواسه وقوته بِحَيْثُ كَانَ يذهب إِلَى التَّنْعِيم مَاشِيا غير مرّة آخرهَا فِي سنة مَوته وَلم يزل حَاضر الْعقل حَتَّى مَاتَ قَالَ وَكَانَ صوفيا بالخانقاه الأندلسية بِدِمَشْق ومؤذنا بجامعها الْأمَوِي وعانى بيع الْحَرِير فِي وَقت على مَا ذكر وَأطَال فِي ذكر مسموعه وشيوخه بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة. وَكَذَا ذكره فِي ذيل التَّقْيِيد وَقَالَ الأقفهسي فِي مُعْجم ابْن ظهيرة وَكَانَ صَالحا خيرا متعبدا وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن طيبغا الْغَزِّي الْحَنَفِيّ مِمَّن أَخذ عَن الكافياجي ونظم الْمجمع من كتبهمْ وَولي قَضَاء غَزَّة غير مرّة وَكَذَا قَضَاء صفد ثمَّ اقْتصر على الشَّهَادَة وَهُوَ الْآن حَيّ. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم برهَان الدّين بن القَاضِي فتح الدّين أبي الْفَتْح الْمدنِي الشَّافِعِي وَيعرف كأسلافه بِابْن صَالح. ولد فِي أَوَاخِر سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج كِلَاهُمَا للنووي وَجمع الْجَوَامِع وَنصف الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَجَمِيع ألفية ابْن مَالك والمقدمات لأبي الْقسم النويري وهما سِتّمائَة بَيت فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا وَعرض على جمَاعَة كَأبي الْقسم الْمَذْكُور وَسمع عَلَيْهِ فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَسمع أَيْضا على الْجمال الكازروني فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ والمحب) المطري وَأبي الْفَتْح الْمدنِي وأخيه وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وجود الْقُرْآن غير مرّة على السَّيِّد الطباطبي وَابْن شرف الدّين الششتري وَغَيرهمَا والفاتحة فَقَط على الشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني وَنصف الْقُرْآن على النُّور بن يفتح الله وَحضر التَّقْسِيم عِنْد أبي السعادات بن ظهيرة بل كَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ حِين كَانَ بِالْمَدِينَةِ وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ فِي البُخَارِيّ بِمَكَّة والشفا بِتَمَامِهِ فِي الْمَدِينَة

وعَلى وَالِده البُخَارِيّ وَغَيره وَأخذ عَن الشهَاب البيجوري حِين إقامتهم عِنْدهم وَكَذَا حضر فِي دروس الشهَاب الأبشيطي وَدخل الْقَاهِرَة مرَارًا أَولهَا فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَأخذ عَن الْأمين الأقصرائي والتقي القلقشندي وَلم ينجب وَاسْتقر فِي مشيخة الباسطية المدنية بعد السَّيِّد عَليّ وباشر إِمَامه التَّرَاوِيح بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ فِي حَيَاة وَالِده ثمَّ الخطابة بِهِ فِي حَيَاة أَخِيه الزكي مُحَمَّد بل شَارك بعد قَتله فيهمَا وَفِي غَيرهمَا وَكنت مِمَّن سمع خطابته وَصلى خَلفه وَسمع هُوَ عَليّ بِالْقَاهِرَةِ وَالْمَدينَة وَتوجه لمصر حِين عورض بامتناع بَعضهم من الصَّلَاة خَلفه وَسَأَلَهُ الْملك سنة سبع وَتِسْعين أَن يُعْطِيهِ خمسين دِينَارا وَلَا يؤم فَلم يُوَافق وَرجع مَعَ أَخِيه على الخطابة والتوقف فِي الْإِمَامَة على الْمُوَافقَة وتأديته للخطبة نِهَايَة وَبَلغنِي أَنه خطب حِين توقف الْمَطَر فِي سنة تسع وَتِسْعين فَعرض بِمَا حَاصله كَيفَ تسترجي أجابتنا وَقد تلبسنا بَكَيْت وَكَيْت وَعُوتِبَ فِي ذَلِك فَاعْتَذر بِأَن الْخطْبَة لِابْنِ الميلق وَلم ينكرها وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مهيب الصدقاوي الزواوي الأَصْل ثمَّ البجائي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة ووالد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالمصعصع مِمَّن أَخذ عَن مُحَمَّد بن أبي الْقسم المشدالي فِي آخَرين كَانَ ذَا إِلْمَام بالتفسير يستحضر من ابْن عَطِيَّة ويحضر دروس البرهاني بن ظهيرة وقطن الْمَدِينَة أَيْضا سِنِين ثمَّ انْقَطع بِمَكَّة نَحْو خمس عشرَة سنة حَتَّى مَاتَ بهَا فِي ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ عَاشر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَهُوَ ابْن سِتّ وَسِتِّينَ وَأَبوهُ مِمَّن ولي الْقَضَاء بزواوة وَمَات تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَخمسين أَو الَّتِي قبلهَا عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق الْعلم بن أبي الْمَنْصُور الطنساوي ثمَّ القاهري الْمصْرِيّ تخرج فِي الْمُبَاشرَة بِأَبِيهِ وَعَمه أبي سعيد عبد الله وَكَانَا مباشرين فِي الْمُفْرد فتمهر بِحَيْثُ بَاشر فِيهِ أَيْضا بل كَانَ أحد كتاب المماليك مَعَ حسن الْخط والملتقى ولطف الْعشْرَة ومزيد الْكَرم والبذل وإكرام أهل الْعلم وَالْفضل ومخالطتهم بل كَانَ يقْرَأ فِي الْفِقْه وَغَيره على المحيوي) الدماطي وَزَاد اخْتِصَاصه بِأَهْل الْأَدَب كالشهابين الْحِجَازِي والشاب التائب وَأَسْكَنَهُ عِنْده وأصيل الخضري وَغَيرهم وارتقى حَتَّى طارح الزين بن الجاموس الدِّمَشْقِي بِكِتَاب فِيهِ نظم ونثر فَكَانَ من نظمه:

(خلفت مُنْذُ نأيت عني لوعة ... وجوي أكابد بؤسه وعناه) (وَيزِيد فِيك تأوهي شوقا وَلَا ... عجب لذاك لأنني أَواه) مَاتَ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَقد زَاد على السِّتين عَفا الله عَنهُ. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد عبد الرَّزَّاق الدواخلي نزيل جَامع الغمري مِمَّن سمع مني فِي سنة خمس وَتِسْعين إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الْبُرْهَان بن الْبَدْر النابلسي الْحَنْبَلِيّ الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ الْكَمَال مُحَمَّد وَسمع على بعض الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا بل كتب مَجْلِسا من الآمالي وَولي قَضَاء بَيت الْمُقَدّس وَغَيره. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد القَاضِي برهَان الدّين بن الشَّمْس الديري الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة وأخو القَاضِي سعد الدّين سعد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن الديري. ولد فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة عشر وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَقدم مَعَ أَبِيه وَهُوَ صَغِير الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ على الْعَادة وَالْمُغني للخبازي وَالْمُخْتَار والمنظومة وَالتَّلْخِيص والحاجبية وَقطعَة من مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَسمع بِقِرَاءَة الكلوتاتي على أَبِيه الصَّحِيح وعَلى الشّرف بن الكويك رَفِيقًا للزين السندبيسي الْعُمْدَة عَن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم أنابها جدي أَنا الْمُؤلف وَالْأَرْبَعِينَ النووية عَن الْمزي أَنا الْمُؤلف وتفقه بالسراج قَارِئ الْهِدَايَة قَرَأَ عَلَيْهِ الْهِدَايَة بكمالها وَكَذَا أَخذ عَن وَالِده وأخيه وَعنهُ أَخذ أصُول الدّين وَعَن الحناوي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَأذن لَهُ وجود الْخط عِنْد ابْن الصَّائِغ وَغَيره ودرس بالفخرية فِي حَيَاة أَبِيه قبل استكماله خمس عشرَة سنة وَكَذَا نَاب عَنهُ حِين سَفَره فِي مشيخة المؤيدية وتصدر حِينَئِذٍ لعمل الميعاد بهَا بَين العشاءين وَكَانَ يقْضِي الْعجب من قُوَّة حافظته وَأول مَا ولي من الْوَظَائِف اسْتِقْلَالا تدريس مدرسة سودون من زَاده فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ عوضا عَن الْبَدْر الْقُدسِي ثمَّ نَاب عَن أَخِيه فِي الْقَضَاء ثمَّ بعناية السفطي اسْتَقر فِي نظر الاصطبل مرّة بعد أُخْرَى وَكَانَ أول ولاياته لَهَا فِي حُدُود سنة سبع وَأَرْبَعين وَفِي الخطابة) بجامعه ثمَّ فِي نظر الجوالي ثمَّ الْجَيْش وَكَانَت ولَايَته بعد الشرفي الْأنْصَارِيّ فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ ثمَّ كِتَابَة السِّرّ فِي حُدُود سِتَّة وَسِتِّينَ وانفصل عَنْهَا بعد خَمْسَة عشر يَوْمًا وَعظم كربه بِمَا تحمله من الدُّيُون بِسَبَبِهَا

ثمَّ رغب لَهُ ابْن أَخِيه التَّاج عبد الْوَهَّاب بعد موت وَالِده عَن مشيخة المؤيدية فباشره مُبَاشرَة حَسَنَة بعفة ونزاهة وأكد على النواب فِي عدم الارتشاء وَحسن تصرفه فِي الْأَوْقَاف وَنَحْوهَا وَحمد سيره وسلك طَرِيق الاحتشام والضخامة وَآل أمره إِلَى أَن عزل قبل استكمال سنة بعد أَن جرى فِي أَيَّامه مَا أَشرت لبعضه مَعَ تتمات تَرْجَمته فِي ذيل قُضَاة مصر وَلزِمَ منزله بالمؤيدية يدرس ويفتي مَعَ الانجماع والتقنع باليسير بِالنِّسْبَةِ لما أَلفه قبل وسلوك مسالك الاحتشام ومراعاة ناموس المناصب مَعَ مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من حسن الشكالة والفصاحة فِي الْعبارَة وَقُوَّة الحافظة وَحسن العقيدة وَعدم الْخَوْض فِيمَا الأولى تجنبه وَحج هُوَ وَأَخُوهُ فِي عَام وَاحِد وَقد اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَكتب على استدعاء لبَعض الْأَوْلَاد وَكَانَ كثير الْمحبَّة لي والتبجيل مَعَ قلَّة الِاجْتِمَاع وكتبت عَنهُ مَا ذكر أَنه نظمه ارتجالا وَهُوَ: (كريم إِذا مَا الْقَوْم شحوا تراكمت ... عطاياه عَن بشر يفوح بنشره) (يجود بِمَا يلقاه من كل نعْمَة ... وَيُعْطِي جزيلا ثمَّ يَأْتِي بِعُذْرِهِ) وَكَذَا كتبت عَنهُ غير ذَلِك. تعلل مُدَّة وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مصلى المومني بِحَضْرَة السُّلْطَان وَدفن بالقرافة جوَار الشَّيْخ أبي الْخَيْر الأقطع والبوصيري صَاحب الْبردَة وأسف النَّاس عَلَيْهِ وأثنوا على مباشراته وَاسْتقر بعده فِي المؤيدية الشَّيْخ سيف الدّين وَفِي السودونية الشَّمْس الأمشاطي رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بنن مُحَمَّد بن عبد الله معِين الدّين أبي ذَر بن نور الدّين أبي عبد الله الْحُسَيْنِي الايجي أَخُو الْعَفِيف مُحَمَّد وَغَيره أجَاز لَهُ ابْن أميلة وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَابْن كثير والبرهان بن جمَاعَة والنشاوري والعراقي وَآخَرُونَ وَسمع على وَالِده. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ. ذكره الْعَفِيف الجرهي فِي مشيخته وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن سَابق برهَان الدّين بن بدر الدّين البرهمتوشي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل المنكوتمرية وإمامها وَأحد أَصْحَاب الغمري ووالد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن سَابق. ولد فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة وانتقل فِي طفوليته من بَلَده إِلَى دملوه ثمَّ إِلَى دماص وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ صحب أَبَا عبد الله الغمري وانسلخ مِمَّا كَانَ فِيهِ) تبعا لأسلافه من الشياخة وَنَحْوهَا وسنه نَحْو من خمس وَعشْرين سنة ثمَّ تحول من دماص إِلَى جوجر ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة

فِي سنة خمس وَأَرْبَعين بِإِشَارَة شَيْخه وعادت بركته عَلَيْهِ بِحَيْثُ أقبل عَلَيْهِ الظَّاهِر جقمق وَقرر لَهُ مَعْلُوما فِي الجوالي وَصَارَ يقوم مَعَه فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَتردد إِلَى الزين البوتيجي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج وَكَذَا أَخذ عَن غَيره يَسِيرا فِي الْفَرَائِض وَغَيرهَا بل قَرَأَ على شَيخنَا الْأَرْبَعين المتباينات والنخبة رِوَايَة وَقَرَأَ عَليّ أَيْضا فِيهَا وَفِي كثير من شرحها ولازمني فِي كثير من الْأَوْقَات وَسمع بِقِرَاءَتِي وبقراءة غَيْرِي على جمَاعَة من المسندين وتنزل فِي صوفية الصلاحية والبيبرسية وَغَيرهمَا من الْجِهَات وقطن المتكوتمرية زَمنا وَولي إمامتها وَكَانَ صَالحا خيرا سليم الْفطْرَة لونا وَاحِدًا. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء لعشرين من شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بحوش الصلاحية رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج بن عبد الله القَاضِي برهَان الدّين أَبُو إِسْحَاق بن الشَّيْخ أكمل الدّين أبي عبد الله بن الشّرف أبي مُحَمَّد ابْن الْعَلامَة صَاحب الْفُرُوع فِي الْمَذْهَب الشَّمْس الْمَقْدِسِي الراميني الأَصْل ورامين من أَعمال نابلس ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْآتِي أَبوهُ وَولده النَّجْم عمر وَيعرف كأسلافه بِابْن مُفْلِح. ولد فِي سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمقنع فِي الْمذَاهب ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ والشاطبية والرائية وألفية ابْن مَالك وَعرض على جمَاعَة وتلا بالسبع على بعض الْقُرَّاء وَأخذ عَن الْعَلَاء البُخَارِيّ فنونا فِي الْفِقْه عَن جده وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث وَكَذَا أَخذ عَن آخَرين حَتَّى عَن فَقِيه الشَّافِعِيَّة التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَأذن لَهُ وَسمع أَيْضا على ابْن نَاصِر الدّين وَابْن الْمُحب الْأَعْرَج وبرع فِي الْفِقْه وأصوله وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء وَكتب على الْمقنع شرحا فِي أَرْبَعَة أَجزَاء وَعمل فِي الْأُصُول كتابا بل بَلغنِي أَنه عمل للحنابلة طَبَقَات وَولي قَضَاء دمشق غير مرّة فحمدت سيرته بل وَطلب بعد القَاضِي عز الدّين لقَضَاء مصر فتعلل وَقد لَقيته بِدِمَشْق وَغَيرهَا وَكَانَ فَقِيها أصوليا طلقا فصيحا ذَا رياسة ووجاهة وشكالة فَردا بَين رفقائه ومحاسنه كَثِيرَة. مَاتَ فِي لَيْلَة الرَّابِع من شعْبَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ بالصالحية وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي جمع حافل شهده النَّائِب وَخلق وَدفن عِنْد سلفه بالصالحية رَحمَه الله وإيانا وَاسْتقر بعده ابْنه الْمشَار إِلَيْهِ.) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله الْهَادِي الصَّنْعَانِيّ الْآتِي أَبوهُ وَابْنه عَليّ. كهل فَاضل من أدباء صنعاء الْمَوْجُودين بهَا بعد السّبْعين وَثَمَانمِائَة أَنْشدني وَلَده

الْمشَار إِلَيْهِ عَنهُ من قَوْله فِي أَبْيَات: (وَلَا صدعني ماجد ذُو حفيظة ... وَلَا هجرتني زَيْنَب وسعاد) (وَلَكِن شعري مثل مَا قَالَ شَاعِر ... حَكِيم زُهَيْر دونه وَزِيَاد) (إِذا نكرتني بَلْدَة أَو نكرتها ... خرجت مَعَ الْبَازِي على سَواد) (أَبَت لي نفس حرَّة أَن أهينها ... وَقد شرفتها طيبَة ومعاد) (فَلَيْسَتْ على خسف تقيم ببلدة ... وَلَا بزمام الاحتقار تقاد) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد المحسن بن خولان الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ رافقناه فِي سَماع الحَدِيث بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ولي وكَالَة بَيت المَال بِدِمَشْق وَكَانَت لَدَيْهِ فَضَائِل وَحدث عَن أبي جَعْفَر الغرناطي الْمَعْرُوف بِابْن الشَّرْقِي بِكَثِير من شعره وَمن النَّوَادِر الَّتِي كَانَ يخبر بهَا أَن رجلا من أصدقائه مَاتَت امراته فطالبت غربته فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ لم أهم بِالتَّزْوِيجِ إِلَّا رَأَيْتهَا فأواقعها فَأصْبح وهمتي بَارِدَة عَن ذَلِك قَالَ فاتفق أَنه تزوج أُخْتهَا بعد ثَلَاث سِنِين فَلم يرهَا بعد ذَلِك فِي الْمَنَام. مَاتَ فِي الكائنة الْعُظْمَى فِيمَا أَظن وترجمه أَيْضا فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ فِيمَا استدركه على المقريزي فِي تَارِيخ مصر فَقَالَ كثيرا وَولي وكَالَة بَيت المَال بِدِمَشْق وَكَانَ يلازم يلبغا السالمي فاعتنى بِهِ وَكَانَ لطيف المحاضرة. مَاتَ بِدِمَشْق فِي الْفِتْنَة الْعُظْمَى سنة ثَلَاث وَكَانَ قد سمع من أبي جَعْفَر الغرناطي نزيل حلب وَحدث عَنهُ بِشَيْء من شعره بِالْقَاهِرَةِ انْتهى. وَقد ذكره المقريزي فِي عقوده وَمَشى على الْجَزْم فِي وَفَاته. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن إِسْحَاق الشَّيْخ برهَان الدّين الدجوي ثمَّ الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ أَخذ عَن الشهَاب بن المرحل وَالْجمال بن هِشَام وَغَيرهمَا فِي الْعَرَبيَّة وبرع فِيهَا وتصدى لإقرائها دهرا وانتفع بِهِ النَّاس فِيهَا وَلَكِن أَكثر مَا كَانَ يعتني بِحل ألفية ابْن مَالك وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ التقي المقريزي فَإِنَّهُ قَالَ قَرَأت عَلَيْهِ النَّحْو وحفظت عَنهُ إنشادات وحكايات وَكَانَت فِيهِ دعابة زَاد شَيخنَا فِي أنبائه أَنه تكسب بالشهادات وبالعقود. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشري ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ قَالَ شَيخنَا وَأَظنهُ بلغ الثَّمَانِينَ وترجمه المقريزي فِي عقوده. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان بن رَسُول سعد الدّين بن المحبي بن الْأَشْقَر الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ. نَشأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وَتردد إِلَيْهِ إِبْرَاهِيم الْحلَبِي للْقِرَاءَة فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَسمع ختم البُخَارِيّ

فِي الظَّاهِرِيَّة وَكَانَ حسن الشكالة وَالْعقل محببا إِلَى النَّاس. مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء لعشرين من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَدفن بتربة أَبِيه تجاه التربة الناصرية فرج من الصَّحرَاء وتجرع أَبوهُ فَقده فَلم يلبث أَن مَاتَ عوضهما الله الْجنَّة. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر بن شبْل بن مُحَمَّد بن خُزَيْمَة بن عنان بن مُحَمَّد بن مُدْلِج وَوجد فِي مَكَان آخر بعد عَليّ ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عنان بن شبْل بن أبي بكر بن مُحَمَّد فَالله أعلم. الْبُرْهَان بن الشَّمْس الْعَدوي النحريري الشَّافِعِي الرِّفَاعِي وَيعرف بِابْن البديوي. ولد بعد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالنحرارية وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ والعمدة والتبريزي وألفية ابْن مَالك وَقَالَ أَنه يعرض على السراجين البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن وَبحث فِي التبريزي والألفية على النُّور عَليّ بن مَسْعُود النحريري وَولده الشَّمْس وَأخْبر أَنه سمع الشفا بأفوات قبل الْقرن بِيَسِير على قَاضِي النحرارية الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن الْبَزَّاز الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي بِسَمَاعِهِ لَهُ على ابْن جَابر الوادياشي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة. وَحج فِي سنة خمس وَعشْرين وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة والاسكندرية مرَارًا وَكَذَا ارتحل إِلَى دمياط لزيارة الصَّالِحين وعني بنظم الشّعْر وسلك طَرِيق ابْن نباتة ففاق وَالِده فِي ذَلِك وَكَذَا حل المترجم كأبيه إِلَّا أَن وَالِده كَانَ قد فاق أهل عصره فِيهِ سِيمَا وَهَذَا لم يجد من مُدَّة متطاولة من يذاكره فِيهِ وَلَا من يكْتب لَهُ فِيهِ شَيْئا وَقد لقِيه ابْن فَهد والبقاعي وكتبا عَنهُ من نظمه وَقَالَ ثَانِيهمَا أَنه رَآهُ مُشْتَمِلًا على اللطافة الزَّائِدَة والذهن السيال وَإِدْرَاك النُّكْتَة الأدبية بِسُرْعَة وحلاوة النادرة وَمِمَّا كتباه عَنهُ مَا أنْشدهُ بالحجرة النَّبَوِيَّة: (نَادَى مُنَادِي الصَّفَا أهل الوفا زوروا ... بِشِرَاك قلبِي مَا هَذَا الندا زور) (قُم شقة الْبَين والهجران قد طويت ... وأسود الصد بعد الطول مَقْصُور) (يممت نَحْو الْحمى يَا صَاح مُجْتَهدا ... وللذيول بِصدق الْعَزْم تشمير) وَهِي طَوِيلَة وأخبرهما قَالَ أَخْبرنِي الشَّيْخ شمس الدّين البيطار قَالَ تَوَجَّهت صِحَة الشَّيْخ يُوسُف العجمي إِلَى زِيَارَة الشَّيْخ يحيى الصنافيري وَكَانَ مجذوبا لَا تنضبط أَحْوَاله فتلقانا خَارج بَاب الاسكندرية ثمَّ قَالَ يَا يُوسُف: (ألم تعلم بِأَنِّي صيرفي ... أحك الأصدقاء على محك) ) (فَمنهمْ بهرج لَا خير فِيهِ ... وَمِنْهُم من أجوزه بشك)

(وَأَنت الْخَالِص الذَّهَب الْمُصَفّى ... بتزكيتي ومثلي من يزكّى) مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بالنحرارية. إِبْرَاهِيم بك بن مُحَمَّد بك بن عَلَاء الدّين عَليّ بك قرمان صارم الدّين صَاحب بِلَاد الرّوم قونية ولارندة وقيسارية وَغَيرهَا وَيعرف كسلفه بِابْن قرمان بِفَتْح الْقَاف والمهملة وَالْمِيم من بَيت مملكة نسبه مُتَّصِل بعلاء الدّين السلجوقي. أَقَامَ فِي الْملك أَكثر من خمس وَأَرْبَعين عَاما وَكَانَ ذَا عَسَاكِر هائلة ومملكة ضخمة وسيرة فِي الرّعية جَيِّدَة مقتديا بآبائه فِي الْعَدَاوَة مَعَ ابْن عُثْمَان مَعَ أَنه كَانَ متزوجا بأخت مُرَاد بك عَمه مُحَمَّد بن عُثْمَان وَله مِنْهَا عدَّة أَوْلَاد ذُكُور سِتَّة أَو خَمْسَة. مَاتَ إِمَّا فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة أَو أَوَائِل الَّذِي يَلِيهِ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَقد قَارب السِّتين وَاسْتقر بعده وَلَده إِسْحَاق بِعَهْد من أَبِيه لكَونه من غير ابْنه ابْن عُثْمَان حَتَّى كَانَ ذَلِك سَببا للخلف بَين أَوْلَاده وانتماء أخوته إِلَى ابْن خالهم مُحَمَّد بن عُثْمَان وَاحْتَاجَ إِسْحَاق إِلَى مُكَاتبَة سُلْطَان مصر ليَكُون عونا لَهُ عَلَيْهِم فَأَجَابَهُ وجهز لَهُ خلعة سنية وَقَامَ مَعَ إِسْحَاق أَيْضا حسن بك بن عَليّ بك من قرا بلوك فَقَوِيت شوكته وَمَعَ هَذَا كُله أخرجه عَسْكَر بن عُثْمَان وتملك أخوته. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ الْبُرْهَان أَبُو سَالم التادلي قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَولي قَضَاء الشَّام وتكرر عَزله إِمَّا بالقفصي أَو غَيره ثمَّ عوده إِلَى هَذِه الْمدَّة عشر مرار وَكَانَت مُدَّة مباشراته ثَلَاث عشرَة سنة وَنصفا وَكَانَت بعض ولاياته فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة عوضا عَن الزين المازوني وَقد ولي أَيْضا قَضَاء حلب سنة إِحْدَى وَسبعين اسْتِقْلَالا يَعْنِي عوضا عَن أَمِين الدّين أبي عبد الله الإبلي وَكَانَ نَاب فِي الحكم بهَا يَعْنِي للصدر الدَّمِيرِيّ وَكَانَ قوي النَّفس مصمما فِي الْأُمُور جريئا مهابا ملازما تِلَاوَة الْقُرْآن فِي الأسباع وَهُوَ الَّذِي آذَى الْحَافِظ جمال الدّين الشرائحي بالْقَوْل لكَونه قرئَ عَلَيْهِ كتاب الرَّد على الْجَهْمِية لعُثْمَان الدَّارمِيّ بل وَأمر بِهِ إِلَى السجْن وَقطع نسخته بِالْكتاب الْمشَار إِلَيْهِ وَاشْتَدَّ أَذَاهُ للقارئ وَهُوَ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن رَاشد الملكاوي كَمَا ذكرته فِي تَرْجَمته. مَاتَ وَهُوَ قَاض بعد أَن حضر الْوَقْعَة مَعَ اللنكية وجرح عدَّة جراحات فَحمل فَمَاتَ قبل سفر السُّلْطَان من دمشق

فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَقد جَازَ السّبْعين. وَقد أثنى عَلَيْهِ) ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ كَانَ حَاكما ناصرا للشَّرْع مهيبا قَالَ وَكتب إِلَيْهِ الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد بن حبيب عِنْد توجهه من حلب: (سر إِلَى جنَّة الشآم دمشق ... حَاكما عادلا رفيع الْمقَام) (رامت الْقرب مِنْك فَادْخُلْ إِلَيْهَا ... يَا أَبَا سَالم بأزكى سَلام) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن عمر أَبُو التَّوْفِيق بن الشَّمْس الْمصْرِيّ القاهري الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كأبيه بِابْن الْمفضل. طِفْل حضر مَعَ وَالِده عِنْدِي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَمَات. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عمر بن زِيَاد الْبُرْهَان أَبُو إِسْحَاق العجلوني الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن خطيب بَيت عذراء. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة بعجلون وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي سنة سِتّ وَخمسين بقرية من تلال عجلون يُقَال لَهَا الاستب بِقرب باعون وعذراء قَرْيَة بالمرج من دمشق وَقدم وَهُوَ صَغِير مَعَ وَالِده خطيب عذراء إِلَى دمشق فحفظ الْمِنْهَاج واشتغل على جمَاعَة مِنْهُم ابْن خطيب يبرود والْعَلَاء حجي ولازمه كثيرا ودأب فِي الْفِقْه خُصُوصا الرَّوْضَة بِحَيْثُ كَانَ يستحضر مِنْهَا كثيرا. ورحل إِلَّا الاذرعي بحلب ورافق ابْن عشائر وَغَيره وَكَانَ حِينَئِذٍ يستحضر الرَّوْضَة حَتَّى كَانَ يرد على الْأَذْرَعِيّ فِي بعض مَا يُفْتِي بِهِ وَيدل على المسئلة من الرَّوْضَة فِي غير مظنتها وَكَذَا صحب ابْن رشد الْمَالِكِي وَغَيره وأنهاه ابْن خطيب يبرود بالشامية البرانية بِغَيْر كِتَابَة شهد لَهُ بِاسْتِحْقَاق ذَلِك الشَّمْس بن شيخ الزبداني وتصدى للْقَاضِي شهَاب الدّين بن أبي الرضى حَتَّى أَخذ عَلَيْهِ فِي ثَلَاثِينَ فتيا أَخطَأ فِيهَا بل نسبه فِي بَعْضهَا لمُخَالفَة الْإِجْمَاع مَعَ شدَّة ذكاء ابْن أبي الرضى إِذْ ذَاك وَكَانَ البُلْقِينِيّ يفرط فِي تقريظ الْبُرْهَان وَالثنَاء عَلَيْهِ بِحَيْثُ أَن ابْن منكل بغا الشمسي لما قَرَّرَهُ مدرسا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِجَامِع أَبِيه بحلب وَكَانَ البُلْقِينِيّ إِذْ ذَاك صُحْبَة الْملك الظَّاهِر برقوق بحلب وَسَأَلَهُ أَن يحضر مَعَه أجلاسه وَحضر قَالَ لَهُ أتدرس أَنْت أَو أنوب مَعَك فَقَالَ بل أَنْت يَا مَوْلَانَا ثمَّ إِنَّه وَقع بَينه وَبَين بعض الْكِبَار مَا حصل بِسَبَبِهِ عَلَيْهِ تعصب فَاقْتضى ذَلِك الرَّغْبَة عَن وظائفه والانتقال من حلب إِلَى دمشق فولي قَضَاء صفد فِي حَيَاة الظَّاهِر بعناية الشَّيْخ مُحَمَّد المغربي فَأَقَامَ فِيهِ مُدَّة ثمَّ عزل ثمَّ أُعِيد بعد الْفِتْنَة التمرية ثمَّ انْفَصل وَقدم دمشق فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة فَأَقَامَ بهَا بطالا ثمَّ نَاب

فِي الْقَضَاء بهَا مُدَّة ثمَّ ترك وأقلع عَنهُ بَعْدَمَا كَانَ عِنْده الْميل الْكثير فِيهِ وحصلت لَهُ فاقة ثمَّ حصل لَهُ تصدير بالجامع وَرغب لَهُ النَّجْم بن حجي عَن نصف تدريس الركنية فدرس بهَا درسين أَو ثَلَاثَة. وَكَانَ حسن الشكالة سهل الانقياد سليم الْبَاطِن فَقِيها) مفتيا يحفظ كثيرا من شعر المتنبي ويتعصب لَهُ وَأَشْيَاء من كَلَام السُّهيْلي وَله شرح على الْمِنْهَاج غالبه مَأْخُوذ من الرَّافِعِيّ وَفِيه غرائب وَلم يكن لَهُ يَد فِي شَيْء من الْعُلُوم غير الْفِقْه والاعتناء بِكَلَام الْمُتَأَخِّرين وَهُوَ فِي الشاميين نَظِير البيجوري فِي المصريين. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر الْمحرم سنة خمس وَعشْرين بعد أَن حصل لَهُ فالج أَقَامَ بِهِ يَوْمَيْنِ وَهُوَ سَاكِت وَصلى عَلَيْهِ بِالْمَدْرَسَةِ الربحارية وَتقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ الشَّمْس مُحَمَّد بن قديدار ثمَّ صلى عَلَيْهِ ثَانِيًا بِمحل وَفِيه مَقْبرَة الشَّيْخ رسْلَان إِلَى جادة الطَّرِيق خَارج دمشق وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله وإيانا. ذكره شَيخنَا وَابْن خطيب الناصرية وبيض لاسم لِأَبِيهِ فَمن فَوْقه وَذكر بَعضهم فِي سَبَب مَوته أَنه خرج لَيْلَة الِاثْنَيْنِ خَامِس عشري الْمحرم ليُصَلِّي الْعشَاء بمدرسة بلبان على بَاب بَيته فانفرك بِهِ القبقاب وَوَقع فَحمل وَلم يتَكَلَّم فَيُقَال أَنه حصل لَهُ فالج وَمَات بعد يَوْمَيْنِ رَحمَه الله تَعَالَى. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن فتوح الغرناطي مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين. أرخه ابْن عزم. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن ابي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد برحوس الْمَكِّيّ مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَنَشَأ فِي حَيَاة أَبِيه. مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَانِينَ عوضه الله الْجنَّة. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن لاجين الرئيس صارم الدّين بن الْوَزير نَاصِر الدّين بن الحسام الصقري كَانَ عِنْده فضل وفضيلة يكْتب الْخط الْحسن ويشارك فِي الْفَضِيلَة ويميل إِلَى الْأَدَب مَعَ حسن عشرَة ومحاضرة وَكَونه من بَيت رياسة يتزيا بزِي الْجند. وَقد ولي حسبَة الْقَاهِرَة فِي أَوَاخِر أَيَّام الْمُؤَيد شيخ ثمَّ انحطت رتبته قَلِيلا ثمَّ تراجع حَاله إِلَى أَن مَاتَ لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالطاعون عَن نَيف وَخمسين سنة. وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ نَشأ طَالبا للْعلم فتأدب وَتعلم الْحساب وَالْكِتَابَة وَالْأَدب والخط البارع ذكر ولَايَته الْحِسْبَة وَلم يذكر اسْم جده. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مبارز بن مُحَمَّد بن أبي الْحَرْث عفيف الدّين أَو تَقِيّ الدّين بن شمس الدّين بن كَافِي الدّين الخنجي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْمُحدث أَخذ عَن

أبي الْفتُوح الطاوسي والزكي أبي بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن قَاسم السخاوي وزين الشَّرِيعَة عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن كلاه الخنجي وَالشَّمْس الْكرْمَانِي وغياث الدّين العاقولي وَأبي الْفضل النويري وجنيد بن عَليّ الشِّيرَازِيّ وَلَقي بِبَغْدَاد الْجمال العاقولي وَعبد الرَّحْمَن الاسفرايني رَفِيقًا للزين الخافي) وبشيراز أَيْضا الْمولى عفيف الدّين مُحَمَّد بن سعيد الدّين مَسْعُود البلباني الكازروني وَكَذَا كَانَ يرْوى عَن نور الدّين الايجي وَالْمجد اللّغَوِيّ والزين الْعِرَاقِيّ وَكَانَ لقِيه بعد السّبْعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَسمع عَلَيْهِ فِي مُسلم وَغَيره أجَاز فِي استدعاآت ابْن فَهد لأولاده وَأخذ عَنهُ من أَصْحَابنَا أَيْضا الْجمال حُسَيْن الفتحي ولازمه بِحَيْثُ أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الْأَذْكَار والتبيان كِلَاهُمَا للنووي فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَأخذ عَنهُ قبلهمَا الطاوسي وَكَانَ ابْن شَيْخه وَقَالَ كَانَ عَالما ثَابتا زاهدا حج وجاور فقطن شيراز حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَقيل خمس وَثَلَاثِينَ رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن القَاضِي كَمَال الدّين أبي البركات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي الشهير كأسلافه بِابْن الزين. ولد فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَسمع بهَا من خَال وَالِده الْجمال المرشدي وَأبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي وَأبي شعر الْحَنْبَلِيّ وَأبي الْفَتْح المراغي وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ آخَرُونَ. مَاتَ فِي ضحى يَوْم الْأَحَد خَامِس عشري شَوَّال سنة سِتِّينَ بِمَكَّة. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْمُحدث الْبُرْهَان الدِّمَشْقِي وَيعرف بالقرشي نِسْبَة إِلَى غير قُرَيْش الشَّافِعِي فِيمَا أَظن. ولد فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع الْكثير على أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْمرَادِي وَابْن قيم الضيائية والبدر بن الجوخي والعرضي وست الْعَرَب والنجم بن الدجاجية وَمُحَمّد بن أزبك بِدِمَشْق وَمِمَّا سَمعه على الْأَخير الْقِرَاءَة خلف الإِمَام للْبُخَارِيّ وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة بعد السِّتين فَسمع بهَا على الخلاطي والقلانسي وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ التّونسِيّ والقطرواني وَابْن الرصدي والمظفر بن الْعَطَّار وَالْجمال بن نباتة وَابْن القارى والعز بن جمَاعَة والموفق الْحَنْبَلِيّ والماكسيني وَابْن النقبي وَابْن السوقي وَابْن الهبل وَابْن أميلة وَابْن النَّجْم وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَطَائِفَة وَلبس خرقَة التصوف من عبد الْكَرِيم بن عبد الْكَرِيم البعلي عَن الْعِزّ الفاروثي وَحدث وَسمع

مِنْهُ الْفُضَلَاء. وَمِمَّنْ روى لنا عَنهُ الْمُوفق الأبي ولقيه الْحَافِظ بن مُوسَى المراكشي وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الأوحد الْمُحدث الْعدْل وَذكر من مسموعه وشيوخه بِملَّة قَالَ وَهُوَ أقدم الْفُقَهَاء الْمَوْجُودين الْآن بِدِمَشْق سنا ونباهة. وَذكره شَيخنَا فِي الْقسم الأول من مُعْجَمه وَقَالَ أَنه أجَاز لِأَبِيهِ مُحَمَّد. مَاتَ) فِي حادي عشر رَجَب سنة سِتّ وَعشْرين. وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حاقر. مضى فِي إِبْرَاهِيم بن حاقر. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن حَارِث بن حنينة تَصْغِير حنة ابْن نَصِيبين برهَان الدّين بن الشَّمْس بن الشّرف البعلي الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن المرحل بِالْحَاء الْمُهْملَة الْمُشَدّدَة ولد فِي شَوَّال سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على وَالِده وتلاه جمعا للسبع على كل من الشهابين النجار وَالْفراء وَكَانَ آيَة بديعة فِي الْحِفْظ فحفظ كتبا جمة كالعمدة فِي الْأَحْكَام للبدر بن جمَاعَة والشاطبيتين والتنبيه وتصحيحه للأسنوي حفظه فِي قريب عشْرين يَوْمًا وألفية ابْن مَالك وَمِنْهَا الْأُصُول ونظم فصيح ثَعْلَب لعبد الحميد بن أبي الْحَدِيد والسخاوية فِي الْفَرَائِض ومثلث قطرب وَعرض على السراج البُلْقِينِيّ وَكتب لَهُ كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَجمع السَّبع إِلَى السَّبع والمرجو لَهُ الْفَلاح فَإِن السَّبع عَلامَة النجاح وَبهَا التَّمْكِين فِي الْمَخْلُوقَات وَالدّين جعلنَا الله وإياه من الْعلمَاء العاملين وأعانه على فهم ذَلِك وَيسر لَهُ فِيهَا المسالك وَالْقَاضِي شرف الدّين مُوسَى بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ والزين المراغي وَابْن الْجَزرِي وَأَجَازَ الْأَرْبَعَة لَهُ وَمِمَّنْ لم يجز الْبُرْهَان بن جمَاعَة القَاضِي والشهاب أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب بن الْجبَاب والزين عمر بن مُسلم الْقرشِي والشرف عِيسَى بن عُثْمَان الْغَزِّي والتقي مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن سبع القَاضِي وَالشَّمْس الأخنائي القَاضِي والكمال مَحْمُود بن مُحَمَّد بن الشرسي وَكَانَ أَولا حفظ من مُحَرر الْحَنَابِلَة تسع أوراق ليَكُون كأبيه حنبليا فَقدر انتقالهما مَعًا إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي وتفقه حِينَئِذٍ بالبهاء بن الْمجد وَالْجمال عبد الله بن زيد أحد من ولي قَضَاء الشَّام والكمال بن السمسطاري والشرف مُوسَى بن السقيف وَآخَرين وبالشام وَغَيرهَا على جمَاعَة وَأخذ الحَدِيث والعربية وَالْعرُوض وَغَيرهَا عَن أَبِيه وَالْأُصُول عَن الْبَهَاء بن الْمجد والفرائض عَن التَّاج بن بردس وَسمع الصَّحِيح بِتَمَامِهِ على أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد اليونيني وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم

الْحُسَيْنِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجردي وَبَعضه عَليّ الزين عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب كلهم عَن الحجار سَمَاعا زَاد الثَّانِي وَعَن القَاضِي سُلَيْمَان وَأبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَأبي الْمَعَالِي الْمطعم وست الوزراء التنوخية والبهاء أبي مُحَمَّد الْقسم بن عَسَاكِر وَأبي زَكَرِيَّا يحيى بن مُحَمَّد بن سعد وَمُحَمّد بن أَحْمد بن أبي الهيجاء إِذْنا كلهم عَن ابْن) الزبيدِيّ سَمَاعا زَاد الحجار وَعَن أبي المنجا والقطيعي والقلانسي قَالُوا أَنا أَبُو الْوَقْت وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة قَرَأت عَلَيْهِ ببعلبك أَشْيَاء وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة فِي الْقرَاءَات وَالْفِقْه وأصوله والعربية واللغة وَالْأَدب حَافِظًا لكثير من أَلْفَاظ الحَدِيث مَعَ مَعَانِيهَا ذَا وجاهة وجلالة بِبَلَدِهِ بل وَتلك النواحي لَا أعلم بِأخرَة من الشَّافِعِيَّة هُنَاكَ مثله كل ذَلِك مَعَ التَّوَاضُع وَالْكَرم وَحسن السمت والتودد وَقد حج غير مرّة وَدخل حلب فِي سنة ثَمَانمِائَة وَوعظ فِيهَا بِحَضْرَة الأكابر فَأَثْنوا عَلَيْهِ وعَلى فضائله ودرس وَأفْتى وَوعظ. وَله نظم مَبْسُوط كتبت عَنهُ مِمَّا أوردهُ عِنْد قَوْله تَعَالَى وجعلناكم شعوبا وقبائل: (إِن الْقَبِيل من الشعوب تقسمت ... فقبيلة مِنْهَا الْعِمَارَة قسمت) (والبطن تَقْسِيم الْعِمَارَة والفخذ ... تَقْسِيم بطن بالتفات قد أَخذ) (فصيلة تقسمت من فَخذ ... سِتّ أتتك بِالْبَيَانِ فَخذ) وَشَرحهَا كَمَا أثْبته عَنهُ فِي المعجم وَكَذَا كتبت عَنهُ غير ذَلِك وَلَيْسَ نظمه كمقامه. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ ببعلبك وَدفن من الْغَد وَصلى عَلَيْهِ بِدِمَشْق صَلَاة الْغَائِب فِي الْيَوْم الثَّالِث وفقده البعليون رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن مَحْمُود سعد الدّين بن محب الدّين بن القَاضِي شمس الدّين القاهري الْحَنَفِيّ سبط السراج قَارِئ الْهِدَايَة وَيعرف بِابْن الكماخي أحد نواب الْحَنَفِيَّة كأبيه وجده الآتيين. ولد فِي تَاسِع عشر شعْبَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض واشتغل فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وشارك فِي الْفَضَائِل وَمن شُيُوخه الْأمين الأقصرائي والشمني وَسمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة مَحل سكنهم وَفِي غَيره مِمَّا قرئَ بِتِلْكَ الْأَيَّام. وَكَانَ عَاقِلا متوددا محتشما لطيف الْعشْرَة اسْتَقر بعد أَبِيه فِي تدريس الْفِقْه بالظاهرية الْمَذْكُورَة وبمدرسة قلمطاي بِالْقربِ من الرملة وباشر فِي عدَّة جِهَات كمدرسة يشبك الشَّعْبَانِي بالصحراء وَشَهَادَة وقف

الْحَرَمَيْنِ الْجَارِي تَحت نظر الْحَنَفِيَّة إِلَى غَيرهَا من الْجِهَات والوظائف. وَحج غير مرّة وجاور وَهُوَ مِمَّن اعْتَمدهُ الأمشاطي أَيَّام قَضَائِهِ فِي الْأَوْقَاف والبرقوقية وَغير ذَلِك. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن ربيع الأول أَو لَيْلَة التَّاسِع مِنْهُ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بعد أَن نَاب عَن القَاضِي الْجَدِيد وَقد جَازَ الْخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَاسْتقر بعده فِي الظَّاهِرِيَّة مظفر الدّين الأمشاطي أحد خواصه وَفِي القلمطانية التَّاج حفيد إِمَام) الشيخونية. وَمِمَّا كتبه عَنهُ الشهَاب الْحِجَازِي من نظمه: (من رَحْمَة الله فَلَا تيأسن ... إِن كنت فِي الْعَالم ذَا مرحمه) (فَمن يكن فِي النَّاس ذَا رَحْمَة ... حق على الرَّحْمَن أَن يرحمه) وَهُوَ مِمَّن قرض مَجْمُوع البدري فطول وَكَانَ من نظمه فِيهِ: (أيا من غاص فِي بَحر الْمعَانِي ... لما يَأْتِيهِ من وصف صَحِيح) (فَمَا يَأْتِيك من معنى بديع ... فمكتسب من الْوَجْه الْمليح) مِمَّا سَيَأْتِي وَبَينه وَبَين الزين بن الجاموس وَغَيره مطارحات رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف بن عَطِيَّة ورأيته بِخَطِّهِ مقدما على يُوسُف بن جميل ككبير القَاضِي برهَان الدّين أَبُو إِسْحَاق المغربي الأَصْل القهوقي بِضَم الْقَاف ثمَّ هَاء وَبعد الْوَاو قَاف اللَّقَّانِيّ ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي. ولد فِي أَوَائِل سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بالقهوقية من أَعمال لقانة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن سعيد بن النجار وَالِد الْخَطِيب الوزيري وَكَانَ رجلا مُبَارَكًا وَكَذَا أَخُوهُ وَيدل لذَلِك أَنه اتّفق أَن صَاحب التَّرْجَمَة رأى وَهُوَ عَائِد فِي سُورَة الْحَج أَنه ارْتقى إِلَى أَعلَى دَرَجَة بمنبر جَامع الْأَزْهَر ليخطب بِالنَّاسِ وَأَنه خطب بهم بِخطْبَة الرسَالَة وَذَلِكَ قبل حفظه لَهَا فقصه على الْمشَار إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ تبلغ مبلغا فِي الْعُلُوّ والتدريس وَإِذا وَقع لَك ذَلِك فحلني فَقَالَ لَهُ نعم فَمَا مَاتَ حَتَّى رَآهُ يدرس وَذكره بالمنام فتذكره وَالْتمس مِنْهُ الْوَفَاء بِمَا وعده بِهِ فَفعل وَلما انْتهى حفظه لِلْقُرْآنِ بِالْبَلَدِ الْمَذْكُور حفظ بِهِ الْمَنْظُومَة الغافقية فِي الْمَذْهَب ثمَّ بعض الرسَالَة ثمَّ تحول مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فجاور بِجَامِع الْأَزْهَر تَحت كنف الشَّمْس بن مُوسَى اللَّقَّانِيّ وأكمل حفظ الرسَالَة ثمَّ حفظ مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل وألفية ابْن مَالك وَأخذ الْفِقْه عَن جمَاعَة كالزين طَاهِر ولازمه حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ والزين عبَادَة وَأحمد البجائي المغربي وَأبي الْقسم النويري واليسير عَن الشهَاب الأبدي وَعنهُ وَعَن الشهَاب البجائي وَأبي

عبد الله الرَّاعِي المغاربة أَخذ الْعَرَبيَّة وَمِمَّا أَخذه عَن الْأَخير خَاصَّة شَرحه على الجرومية وَأخذ عَن التقي الحصني فِي القطب شرح الشمسية وَعَن الشمني فِي المطول وَحضر دروسه فِي الْعَضُد وَغَيره وَكَذَا حضر بَعْضًا من دروس الشرواني فِي الْأَصْلَيْنِ وَغَيرهمَا فِي آخَرين كالقاياتي وَحكى لي أَنه قَالَ لَهُ يَا فَقِيه قد استشكلت فِي مذهبكم شَيْئا لم أر التَّخَلُّص مِنْهُ وأبداه قَالَ فاختلج فِي فكري الْجَواب عَنهُ غير) أَنِّي حاولت التَّعْبِير عَنهُ فَمَا أمكن فتوجهت للزيني عبَادَة وَكَانَ إِذْ ذَاك فِي انْقِطَاعه عِنْد الشَّيْخ مَدين فعرضته عَلَيْهِ فبادر للجواب عَنهُ بِمَا اختلج لي فاستعدته مِنْهُ مرّة بعد أُخْرَى وَهُوَ ينوع الْعبارَة إِلَى أَن تمكنت مِنْهُ ثمَّ عدت إِلَى القاياتي فأعلمته بذلك فسر ولازم الزين عبَادَة فِي انْقِطَاعه وَسمع عَليّ الزين الزَّرْكَشِيّ والمحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَشَيخنَا وَالْقَاضِي سعد الدّين بن الديري وَآخَرين وَحج وسافر لدمياط فِي بعض الضرورات وبرع فِي الْفِقْه وتصدى للتدريس فِيهِ خُصُوصا بعد إِذن الولوي السنباطي لَهُ فِي ذَلِك وَفِي الْإِفْتَاء بل واستنابه هُوَ وَمن بعده للْقَضَاء وَكَذَا نَاب فِي تدريس الْفِقْه بِكُل من المؤيدية وَأم السُّلْطَان والقمحية عَن ولد صَاحبه الْبَدْر بن المخلطة بل اسْتَقر فِي وَظِيفَة الميعاد بالسابقية بعد موت الْجلَال بن الملقن وَصَارَ بِأخرَة عَلَيْهِ الْمدَار فِي مذْهبه إِفْتَاء وَقَضَاء وَكثر قَصده بكليهما وَحمد النَّاس مِنْهُ مزِيد تواضعه ورفقه ومداراته وَعدم يبسه مَعَ اتصافه باستحضار فروع مذْهبه ومشاركته فِي الْعَرَبيَّة بِحَيْثُ يقرئ فِيهَا وَكَذَا فِي غَيرهَا لَكِن يَسِيرا ومزيد فتوته ومروءته وَكَرمه وَلم يزل على طَرِيقَته إِلَى أَن كَانَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس صفر سنة سبع وَسبعين فاستقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بعد صرف السراج بن حريز وَلبس لذَلِك بعد يَوْمَيْنِ وتلقاه بَقِيَّة الْقُضَاة وَجمع من نوابهم وَنَحْوهم فَرَكبُوا مَعَه إِلَى الصالحية ثمَّ إِلَى منزله وباشر على عَادَته. وَله قومات سديدة وعزمات شَدِيدَة مِنْهَا فِي كائنة البقاعي حَيْثُ نسب إِلَيْهِ ذَاك القَوْل الشنيع والهول الفظيع فِي كَلَام الله عز وَجل ورام التَّخَلُّص من طلب القَاضِي لَهُ بِأَمْر لم ير الِاكْتِفَاء بِهِ فِي الدّفع عَنهُ فاعتنى بِهِ الزين بن مزهر الشَّافِعِي وتجشم الحكم بِصِحَّة إِسْلَامه لتوقف غير وَاحِد من النواب عَن ذَلِك وسجل عَلَيْهِ بالحكم فَسكت القَاضِي وَغَيره حِينَئِذٍ على مضض وَكَذَا كَانَت لَهُ الْيَد الْبَيْضَاء فِي المجلسين المعقودين بِسَبَب هدم الْكَنِيسَة وَعلم مِنْهُ كل أحد الْإِنْكَار دون

رفقته وَقَالَ إِن فرغ الشَّافِعِيَّة من هَذِه الكائنة وَرفعت إِلَيّ عملت فِيهَا بِالَّذِي أعرفهُ إِلَى غير ذَلِك مِمَّا هُوَ مشروح فِي الْحَوَادِث كإشهاره لتاج الدّين بن شرف وإعراضه عَن شَهَادَة ابْن قَرِيبه وإهانته لأبي حَامِد الْقُدسِي وَإِن كَانَ أفحش وَلَو كَانَ قِيَامه مَعَ دربة ورتبة وتذكر وتفكر لَكَانَ أدعى لقبوله وأرعى لجانبه عِنْد ذُهُوله وَلذَا تكَرر جفَاء السُّلْطَان لَهُ وتقرر عِنْده سيرة بعض أَتْبَاعه الْمُهْملَة إِلَى ان كَانَ فِي أول رَجَب من سنة سِتّ وَثَمَانِينَ حِين التهنئة وراجع فِيمَا ظهر للخاص وَالْعَام الْميل إِلَيْهِ من ثُبُوت مَا قَالَه الشهابي بن الْعَيْنِيّ مُرَاجعَة لم) يرتضها كَمَا بسطت فِي محلهَا صرح بعزله وَقرر بعد ذَلِك عوضه المحيوي بن تَقِيّ وساء عَزله غَالب النَّاس وَلزِمَ القَاضِي منزله غير منفك عَن شُهُود غَالب الْجَمَاعَات سِيمَا الصُّبْح وَالْعشَاء فِي الْأَزْهَر مَعَ توعك بدنه وَعَيْنَيْهِ وَرُبمَا أَقرَأ وَأفْتى وَركب لمباشرة درس المؤيدية وَغَيره نِيَابَة مجَّانا فِيمَا يظْهر ورام فعل ذَلِك بالبرقوقية عقب موت صَاحبه السنهوري فعورض إِلَى أَن استنزل حفيدي شَيْخه الزين عبَادَة عَن تدريس الْفِقْه بالاشرفية برسباي وَأَعْطَاهُ السُّلْطَان بعد موت فتح الدّين بن البُلْقِينِيّ بِدُونِ مَسْأَلَة الميعاد وَالتَّفْسِير بالبرقوقية وَظهر مِنْهُ مزِيد إقباله واعتذاره واستحضر حِينَئِذٍ قَوْله حِين ذكر الزيني زَكَرِيَّا لقَضَاء الشَّافِعِيَّة فِي جمَاعَة الَّذِي كَانَ أنكرهُ عَلَيْهِ إِذْ ذَاك أَنه لَا عهد لَهُ بالمصطلح وَهُوَ منقاد مَعَ جماعته وَحَال وَلَده مَعْلُوم لما ظهر لَهُ ذَلِك وَصَارَ رُبمَا يطلع للسلام عَلَيْهِ وتزايد تعلله حَتَّى مَاتَ قبل استكمال شهر بعد موت ابْن تَقِيّ فِي آخر يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى المؤمني فِي مشْهد حافل شهده السُّلْطَان وَأظْهر أسفا عَلَيْهِ ثمَّ دفن بتربة سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن الْمُحب مُحَمَّد بن الرضي مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الرضي أَبُو الْفَتْح الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه سَعَادَة ابْنة الصفي الْمدنِي. نَشأ بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وَسمع الشّرف أَبَا الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَأَبا الْمَعَالِي الصَّالِحِي وَأَجَازَ لَهُ الزين الزَّرْكَشِيّ والواسطي وَيُونُس الواحي وَعَائِشَة الحنبلية وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَعَائِشَة ابْنة الشرائحي والبرهان الْحلَبِي والقباني والتدمري وَغَيرهم. وناب فِي الْإِمَامَة بالْمقَام الإبراهيمي عَن وَالِده ثمَّ بمرو وَتردد للقاهرة وَصَارَ بهَا مَعَ الجعيدية بِحَيْثُ سكن

مَعَهم تَحت القبو إِلَى أَن مَاتَ بهَا بالطاعون فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين عَفا الله عَنهُ. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي المقرى وَيعرف بالفرضي. كتبته هُنَا تخمينا فيحقق إِن كَانَ من أهل هَذَا الْقرن. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَدْعُو عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا برهَان الدّين أَبُو المكارم بن الْمُحب أبي الْفضل بن الشَّمْس أبي المراحم بن أبي الْفضل بن الشهَاب القاهري الشاذلي الْمَالِكِي وَيعرف كسلفه بجدهم وَفَاء. ولد وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والمختصر وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة كنت مَعَهم ثمَّ سخط عَلَيْهِ أَبوهُ بعد اجْتِهَاده فِي شَأْنه بِدُونِ سَبَب ظَاهر حَتَّى عجز الأكابر عَن استرضائه وَكَانَ المحيوي بن تَقِيّ قد زوجه ابْنَته فَأَقَامَ مَعهَا فِي ظله وصهره مديم التلطف بِهِ ثمَّ لم يلبث أَبوهُ أَن مَاتَ فاستقر فِي المشيخة وَعمل الميعاد وَحج وَلم يرع لصهره سَابق أفضاله مَعَ مزِيد احْتِمَاله وقاهر ابْنَته بالتزوج عَلَيْهَا وهجرها وَغير ذَلِك. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الْبُرْهَان النابلسي الْحَنْبَلِيّ وَالِد أَحْمد الْآتِي وَيعرف بِابْن فلاح. حكى عَنهُ وَلَده أَنه حدث عَن شَيْخه عبد الْملك بن أبي بكر الْموصِلِي الأَصْل ثمَّ الْمَقْدِسِي قَالَ رَأَيْت فِي تَرْجَمَة وَزِير لصَاحب الْموصل أَنه تعاهد هُوَ وَصَاحب الْموصل أَن من مَاتَ مِنْهُمَا حمل إِلَى مَكَّة وطيف بِهِ أسبوعا ثمَّ يرد إِلَى الْمَدِينَة فيدفن فِي رِبَاط جمال الدّين يَعْنِي بِهِ مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور الْأَصْبَهَانِيّ الْمَعْرُوف بالجواد الَّذِي فِي ركن الْمَسْجِد القبلي وَيكْتب على بَاب الرِّبَاط رابعهم كلبهم فَمَاتَ الْوَزير وَفعل بِهِ ذَلِك قَالَ الشَّيْخ عبد الْملك فَلَمَّا قَرَأت هَذِه التَّرْجَمَة تاقت نَفسِي أَن أحج وَأرى هَذَا الْمَكْتُوب فَبينا أَنا نَائِم لَيْلَة رَأَيْت أَنِّي حججْت وَدخلت الْمَدِينَة وزرت الْقَبْر ثمَّ لم تكن همتي إِلَّا الرِّبَاط لأرى تِلْكَ الْكِتَابَة فَلَمَّا رَأَيْتهَا فَإِذا هِيَ أَرْبَعَة أسطر فعجبت وَهِي: (لي سادة قربهم رَبهم ... رَجَوْت أَن يحصل لي قربهم) (فَقلت إِذْ قربني حبهم ... ثَلَاثَة رابعهم كلبهم) فَلَمَّا انْتَبَهت من نومي بادرت لكتابتها فِي الظلام على هَامِش كتاب خوفًا من نسيانها. وَحكى عَن شَيْخه أَيْضا مَحْمُود الغزنوي أَنه دخل فِي سياحة ملطية فَبينا هُوَ نَائِم إِذْ رأى بِلَالًا رَضِي الله عَنهُ كَأَنَّهُ بمَكَان مُرْتَفع وَهُوَ يُنَادي أَيهَا النَّاس

هلموا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فبادرت إِلَى الْخُرُوج فَرَأَيْت رحبة متسعة فِيهَا حَلقَة عَظِيمَة تكون قدر أَرْبَعمِائَة نفس كلهم من الصَّحَابَة فَنَظَرت فَلم أعرف مِنْهُم إِلَّا أَبَا ذَر وَأَبا الدَّرْدَاء وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَالس فِي صدر الْحلقَة وبجانبه الْجُنَيْد الْبَغْدَادِيّ وَهُوَ يتَكَلَّم مَعَه فِي المريد والارادة قَالَ ثمَّ رفع صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأسه وَهُوَ يَقُول خير الْقُرُون قَرْني ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ قَالَ مُشِيرا إِلَى الصَّحَابَة أتظنون أَنكُمْ قَرْني فَقَط كل من كَانَ على سنتي ومتابعتي فَهُوَ فِي قَرْني إِلَى يَوْم الْقِيَامَة.) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد برهَان الدّين أَبُو إِسْحَاق بن الْعلم الزبيرِي النويري القاهري الشَّافِعِي الْمَذْكُور أَبوهُ فِي سنة تسع وَتِسْعين من أنباء شَيخنَا. ولد فِي الْمحرم سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع السّنَن لِابْنِ مَاجَه على الْجمال الحلاوي والختم على الشهَاب الْجَوْهَرِي وَنَبَّهنَا عَلَيْهِ الْعَلَاء القلقشندي وَأَنه كَانَ يلقب بالغطاس بغين مُعْجمَة ثمَّ طاء مُهْملَة مُشَدّدَة وَآخره مُهْملَة وَوجد كَذَلِك فِي الطَّبَقَة وَقد قرأتها عَلَيْهِ وَسمع عَلَيْهِ الْفُضَلَاء وَكَانَ محبا فِي السماع قَلِيل الضجر نير الْهَيْئَة نقي الشيبة مِمَّن يتكسب بِالشَّهَادَةِ عِنْد بَاب الصالحية وَغَيرهَا وَهُوَ أحد من ثَبت بِهِ كَون النّظر فِي وقف الشريفية المصرية للمدرس وَارْتَفَعت بذلك يَد الشرفي الْأنْصَارِيّ بعد منازعات وَكَانَ الْمدرس حِينَئِذٍ القَاضِي علم الدّين وَلم يلْتَفت الْبُرْهَان لكَونه ينتمي للشرف الْمَنَاوِيّ بِقرَابَة. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشري ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن الخواجا شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف العقعق الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّة مِمَّن سمع مَعنا فِي سنة سِتّ وَخمسين على أبي الْفَتْح المراغي وَكَانَ قد حفظ الْقُرْآن وكتبا كالمنهاج الفرعي ثمَّ اشْتغل بالتكسب وَهُوَ الْآن سنة سبع وَتِسْعين حَيّ. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد برهَان الدّين الششتري الْمدنِي صهر صحابنا شمس الدّين الْجلَال وَالِد زَوجته أم أَوْلَاده. سمع على الْجمال الكازروني وَغَيره وَكَانَ خيرا دينا سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من صاحبنا ابْن الْعِمَاد وَغَيره. مَاتَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ قبل دخولي الْمَدِينَة المنورة بِيَسِير رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن التَّاجِر شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَكِّيّ الْمصْرِيّ الأَصْل وَيعرف أَبوهُ بِابْن زَيْت حَار. حفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض عَليّ وَسمع بِمَكَّة مَعَ الْجَمَاعَة ثمَّ تلاهى بِالْكَسْبِ وَنَحْوه.

إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمسند برهَان الدّين الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن القطب. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِدِمَشْق. أرخه ابْن اللبودي وَقَالَ أَنه أَخذ عَنهُ. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن بدر برهَان الدّين الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي القبيباتي الشَّافِعِي وَيعرف بالناجي بالنُّون وَالْجِيم لكَونه كَانَ فِيمَا قيل حنبليا ثمَّ تشفع وَرُبمَا قيل لَهُ الْمُحدث. ولد فِي أحد الربيعين سنة عشر وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَقَالَ أَنه سمع على شَيخنَا وَابْن نَاصِر الدّين وَالْفَخْر عُثْمَان بن الصلف والْعَلَاء بن بردس والشهاب أَحْمد بن حسن بن عبد الْهَادِي والزين عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ خَلِيل والأريحي وَمِمَّا سَمعه على الْعَلَاء الشَّمَائِل ومشيخة الْأَشْرَف الْفَخر وَالسّنَن لأبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وعَلى الْأَخير صَحِيح البُخَارِيّ وَكَذَا سمع على عبد الله وَعبد الرَّحْمَن ابْني زُرَيْق بل قَالَ أَنه أجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي ثمَّ حوقق حَتَّى بَين أَنَّهَا عَامَّة واختص بِالْعَلَاءِ بن زكنون وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن وَغَيره وَتزَوج ابْنَته ثمَّ فَارقه وتحول شافعيا غير مرّة وَقد تكلم على النَّاس بأماكن بل وخطب مَعَ مزِيد تحريه وَشدَّة إِنْكَاره على معتقدي ابْن عَرَبِيّ وَنَحْوه كَابْن حَامِد محبا فِي أهل السّنة منجمعا عَن بني الدُّنْيَا قانعا باليسير وَالثنَاء عَلَيْهِ مستفيض وَوَصفه الخضيري بِأَنَّهُ شيخ عَالم فَاضل مُحدث مُحَرر متقن مُعْتَمد خدم هَذَا الشَّأْن بِلِسَانِهِ وقلمه وطالع كثيرا من كتبه. قلت ويقالى أَنه علق على التَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ شَيْئا فِي مُجَلد لطيف وَعمل مولدا فِي كراريس وَغير ذَلِك وَبَلغنِي أَنه كثيرا مَا يقْرَأ الْفَاتِحَة فِي جماعته ثمَّ يَدْعُو لي مَعَ كَونه لم أعلم اجتماعي بِهِ وَهُوَ الْآن فِي الْإِحْيَاء. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْبُرْهَان الجيلي الشَّافِعِي. فَاضل حج وزار وَلَقي بِالْيمن فِي زبيد رئيسه الْفَقِيه يُوسُف المقرى فَقَرَأَ عَلَيْهِ إِلَى البيع من الصَّحِيح ثمَّ لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي سنة سبع وَتِسْعين فَقَرَأَ عَليّ فِي أول الَّتِي تَلِيهَا يَسِيرا من أول البيع ورام الاكثار من أول الْقِرَاءَة مَعَ الإطالة بالْكلَام الَّذِي لَا طائل تَحت أَكْثَره فَلم يتهيأ الْجمع بَينهمَا وَاسْتمرّ مُقيما بِمَكَّة متعللا ويتردد إِلَيّ أَحْيَانًا إِلَى أَن توجه للزيارة فِي الْقَافِلَة الَّتِي قبل بروزنا وَلم نَلْقَاهُ هُنَاكَ ثمَّ سمعنَا أَنه مَاتَ بهَا وَأَنه صلى عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب بعدن. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مصلح بن إِبْرَاهِيم برهَان الدّين الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ

المولد وَالدَّار الشَّافِعِي وَالِد أبي بكر وَغَيره وَيعرف أَولا بالسقا ثمَّ بالعراقي. ولد فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد نَاصِر الدّين مُحَمَّد السخاوي وَأخي الْعِزّ بن نديم الظَّاهِر وَمن قبله عِنْد مُحَمَّد السحولي ثمَّ جوده عِنْد السكاكيني والشوايطي وَنَحْوهمَا واشتغل يَسِيرا وَحضر دروس ابْن سَلامَة والمحب بن ظهيرة وَالْجمال البشبيشي فِي آخَرين وَسمع على ابْن الْجَزرِي وَأبي الْفَتْح المراغي وَغَيرهمَا وَعرف بالديانة وَالْأَمَانَة وسلوك طَرِيق الْفُقَرَاء والتحبب إِلَى النَّاس سِيمَا الصلحاء والتجافي عَن بني الدُّنْيَا غَالِبا فركن إِلَيْهِ ذَوُو الْأَمْوَال خُصُوصا الغرباء وصاروا فِيمَا قيل يدْفَعُونَ إِلَيْهِ الزكوات ليفرقها على من يخْتَار فيصرفها فِي ذَلِك وَفِي غَيره من أَنْوَاع القربات بل وَتكلم فِي البيمارستان بِمَكَّة نِيَابَة عَن السَّيِّد بَرَكَات بعد) الشَّمْس بن قلبة الدِّمَشْقِي فَسَار فِيهِ أحسن سيرة وَكَانَ يجمع الْفُقَرَاء عِنْده على الطَّعَام فِي الْأُسْبُوع مرّة فَأكْثر فَزَاد اشتهاره وَهُوَ الْقَائِم فِي إِجْرَاء عين بازان بعد أَن قرر مَعَ السَّيِّد عدم التَّعَرُّض لمن يَمُوت بِهِ إِن كَانَ لَهُ وَارِث فَتبقى تركته فِيهِ حَتَّى يحضر إِن كَانَ غَائِبا حَيْثُ التمس مِنْهُ الزيني بن مزهر ذَلِك وَلم يظْهر من مَكَّة لغير الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة والطائف والجعرانة وَنَحْوهَا وانتفع بِهِ النَّاس كثيرا فِي التَّوَجُّه لهَذِهِ الْأَمَاكِن لِكَثْرَة من يكون مَعَه وَرُبمَا واسى الْجَمِيع أَو الْغَالِب ذَهَابًا وإيابا وَكنت مِمَّن توجه للطائف صحبته وسمت من كَلِمَاته النافعة وَحصل مِنْهُ إكرام ورأيته إنْسَانا خيرا متواضعا متقشفا طارحا للتكلف ينطوي على خير وسترة وديانة وَقيام فِي الْمصَالح وتعاني التِّجَارَة فبورك لَهُ فِيهَا وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ بِمَكَّة فِي ظهر يَوْم الْأَحَد تَاسِع شعْبَان سنة أَربع وَسبعين وَاجْتمعَ فِي مشهده خلق رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرح بن عبد الله تَقِيّ الدّين وَيُقَال برهَان الدّين بن الْعَلامَة شمس الدّين الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَالِد الصَّدْر أبي بكر والنظام عمر الآتيين وَيعرف كأبيه بِابْن مُفْلِح. ولد سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ عَن أَبِيه وَالْجمال المرداوي وَغَيرهمَا كَأبي الْبَقَاء وَسمع من أبي مُحَمَّد بن الْقيم وَالصَّلَاح بن أبي عَمْرو الفرضي وَابْن الجوخي وَأحمد بن أبي الزهر ورحل بعد السِّتين إِلَى مصر فَسمع بهَا من القلانسي والخلاطي وناصر الدّين

الفارقي وَنَحْوهم وَمهر وَتكلم على النَّاس فاجاد ودرس فَأفَاد وَولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق فحمدت سيرته وَكَانَ فَاضلا بارعا بل إِمَامًا فَقِيها عَالما بمذهبه دينا أفتى ودرس وَجمع وشاع اسْمه واشتهر ذكره وَلما طرق اللنك الشَّام كَانَ مِمَّن تَأَخّر بِدِمَشْق فَخرج إِلَيْهِ وسعى فِي الصُّلْح وتشبه بِابْن تَيْمِية مَعَ غازان وَكثر ترداده إِلَيْهِ رَجَاء الدّفع عَن الْمُسلمين ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وَقرر مَعَ أَهلهَا مَا رامه من الصُّلْح فَلم يجب سُؤَاله وغدروا بِهِ وَضعف عِنْد رجوعهم. وَكَانَت وَفَاته بعد الْفِتْنَة بِأَرْض الْبِقَاع فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة ثَلَاث. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه قَالَ وَقد لَقيته وَسمعت مِنْهُ قَلِيلا وَلم يخلف بعده فِي مذْهبه بِبَلَدِهِ مثله. وَكَذَا قَالَ فِي مُعْجَمه أَنه انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْمعرفَة بمذهبه وَأَن لقِيه لَهُ كَانَ بالجامع المظفري فذاكره وَقَرَأَ عَلَيْهِ المسلسلات للابراهيمي بِشَرْط التسلسل انْتهى. وَقد سَمعتهَا من لفظ شَيخنَا عَنهُ. وَمِمَّنْ ذكره لَكِن بِاخْتِصَار جدا التقى الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد وَكَذَا المقريزي فِي عقوده رَحمَه الله وايانا. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن السَّيْف مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام بن نصر بن فتح بن مُحَمَّد بن حدثة برهَان الدّين بن سيف الدّين الْقرشِي الْعمريّ الْعَدوي الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالبقاعي. سمع على الْمُحب الصَّامِت فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وعَلى أبي بكر بن إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان البيتليدي وَأبي الهول عَليّ بن عمر الْجَزرِي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر وَجَمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ خيرا دينا محافظا على الْجَمَاعَات مَعَ الْوَرع والزهد فَلَا يَأْكُل إِلَّا من كَسبه إِلَى أَن ضعف حَاله فَانْقَطع بمنزله وَصَارَ لَا يخرج مِنْهُ إِلَّا إِلَى الصَّلَاة حَتَّى مَاتَ. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يس الْآتِي أَبوهُ وجده مِمَّن عرض عَليّ. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن خطيب عذراء. مضى فِيمَن جده عِيسَى بن عمر. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد برهَان الدّين الْأَذْرَعِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِأبي سفط وَكَانَ ذَا فَضِيلَة تَامَّة فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَلكنه تكسب بِأخرَة بِالشَّهَادَةِ فحطت من رتبته لسوء المشاركين. مَاتَ فِي لَيْلَة رَابِع الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ أرخه صَاحبه ابْن اللبودي. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد برهَان الدّين القرمي القاهري الْحَنَفِيّ ابْن أخي النَّجْم إِسْحَاق الْآتِي. لَازم عَمه والأمين الأقصرائي ونظاما وَآخَرين وَفهم وتكسب بِالشَّهَادَةِ

وباشر ديوَان قانباي صلق وَحج غير مرّة آخرهَا فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَكَانَ شَاهد الْمحمل وسعى مرّة بعد أُخْرَى فِي قَضَاء الْعَسْكَر بمبلغ لشغوره من حِين موت ابْن أجا المتلقي لَهُ عَن عَمه النَّجْم فَأُجِيب وَلَكِن بغته الْأَجَل وَمَات فَجْأَة فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشري ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة خشقدم الْمُقدم تجاه تربة طاز عِنْد عَمه وَسمعت من يذكرهُ بديانة وتودد وهمة ومساعدة رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد برهَان الدّين بن تَاج الدّين الكلبشي وكلبشا بجوار مليج من الغربية الشَّافِعِي شيخ معمر يُقَال أَنه جَازَ الْمِائَة كَانَ قد حفظ التَّنْبِيه وَغَيره واشتغل بالفقه والفرائض وَيُقَال أَن من شُيُوخه الأبناسي الْكَبِير وَصَارَ مفتي ناحيته وَمن عَلَيْهِ الْمعول فِي ذَلِك مَعَ مُبَاشَرَته قَضَاء بَلَده وخطابتها وَشدَّة حرصه على الْجمع والتحصيل بِحَيْثُ قيل أَنه خلف تَرِكَة هائلة وَلم يتْرك إِلَّا ابْنة وَأمّهَا وأخا اسْمه عبد الْغفار اسْتَقر بعده فِي الْقَضَاء والخطابة. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة تسعين رَحمَه الله وإيانا وَكَانَ أَبوهُ وجده خطباء الْبَلَد وقضاته أَيْضا. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد برهَان الْمَدِين الونائي أحد طلبة الحَدِيث بالصرغتمشية مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد صارم الدّين ابْن الْأَمِير الْوَزير نَاصِر الدّين بن الحسام الصقري. مضى فِيمَن جده لاجين. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الأخضري نِسْبَة لقبيلة من الْعَرَب الطولقي وطولقة بِالْقربِ من سكرة التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي. أَخذ بقفصة عَن أبي يحيى بن عقبَة وقطن تونس من سنة ثَمَان وَعشْرين وَأخذ بهَا عَن أبي عبد الله القلجاني ثمَّ عَن وَلَده عمر وَكَذَا عَن قَاسم العقباني حِين اجتيازه بهم وَلم يكن عِنْده أجل مِنْهُ بل كَانَ يصفه بِالِاجْتِهَادِ الْمُطلق وَأَنه لَا يُفْتِي إِلَّا بِمذهب مَالك وَأما فِي خَاصَّة نَفسه فَلَا يعْمل إِلَّا بِمَا يرَاهُ وَتقدم فِي الْفِقْه والأصلين والعربية والمنطق وَغَيرهَا وشارك فِي الْفَضَائِل وتصدر للتدريس والإفتاء وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء وَكَانَ متين الدّيانَة زاهدا ورعا تَامّ الْعقل مهابا مَعَ حسن الْعشْرَة والملاطفة والتقنع باليسير لَا يخَاف فِي الله لومة لائم وَأعْرض عَن الْفتيا حِين اخْتِلَاف الْكَلِمَة.

وَاقْتصر على التدريس وَلم يكن يمْنَع من يغتاب بِحَضْرَتِهِ وَلَكِن لَا يشاركهم بِكَلَامِهِ ونقم عَلَيْهِ السُّلْطَان ذَلِك وَأمر بِإِخْرَاجِهِ من جَامع الزيتونة ثمَّ أُعِيد بعد قَلِيل وزار قَبره بعد مَوته مَعَ قلَّة فعله لذَلِك. مَاتَ فِي سنة تسع وَتِسْعين وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَدفن بالزجاج. تَرْجمهُ لي غير وَاحِد مِمَّن لقِيه من المغاربة وَغَيرهم وَرُبمَا قيل لَهُ الحدري وَهُوَ تَحْرِيف. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الأردبيلي ثمَّ الشماخي الشَّافِعِي قدم الْقَاهِرَة لِلْحَجِّ فِي أول سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَهُوَ ابْن نَحْو من سِتِّينَ سنة فَأَقَامَ أشهرا وَظَهَرت تَمام فضيلته مَعَ الدّين والتواضع فقرئ عَلَيْهِ الْيَسِير ثمَّ حج وَرجع مَعَ الركب الشَّامي ثمَّ عَاد إِلَى بِلَاده وَهُوَ مِمَّن يقْصد فِيهَا بالفتاوى والإقراء وَله فِيهَا مآثر وَآخر الْعَهْد بِهِ فِي سنة سبع وَسبعين. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْحِجَازِي الْعَطَّار. مِمَّن سمع عَليّ فِي مَكَّة. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْحَمَوِيّ. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الرصافي كَانَ من ذَوي الْيَسَار فَقطع عَلَيْهِ الطَّرِيق وَقتل فِي سنة ثَلَاث عشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد برهَان الدّين الْكرْدِي ثمَّ الْمَكِّيّ نزيل الْحَرَمَيْنِ وَالِد مُحَمَّد مؤدب الْأَبْنَاء بِمَكَّة وَيعرف وَالِده بشمس العقري كَانَ مُتَوَلِّي مشيخة البيمارستان بِمَكَّة بعد موت الشَّمْس الْبَلَدِي وَهُوَ المجدد فِي أوقافه الْمَكَان المجاور لباب الدربية اشْتَرَاهُ من ريعه فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين جزاه الله خيرا وكف من يروم أَخذه وَله شهرة بالصلاح وَالْخَيْر وَكَثْرَة الزِّيَارَة للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قَدَمَيْهِ بل يُقَال أَنه كَانَ يزور فِي كل سنة. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشري الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا وَاسْتقر بعده فِي المشيخة الشَّمْس بن قليب. إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن عبد الحميد بن هِلَال الدولة عمر بن مُنِير الْحَارِثِيّ الصَّالِحِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن هِلَال الدولة. ولد سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع فِي سنة إِحْدَى أَو ثَلَاث وَتِسْعين من التقي أبي بكر بن مُحَمَّد بن الزكي عبد الرَّحْمَن الْمزي مَجْلِسا من فَوَائِد اللَّيْث بن سعد رِوَايَة يحيى بن بكير عَنهُ أنابه الحجار بِسَنَدِهِ وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد وَغَيره. مَاتَ فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم الْعِزّ بن النَّجْم بن الْعِزّ التسترِي الأَصْل الهرمزي

الشَّافِعِي مِمَّن اشْتغل وَلَقي الأفاضل كالسيد معِين الدّين بن صفي الدّين وبرع وَقدم مَكَّة فحج ثمَّ وصل الْقَاهِرَة مَعَ الْمَوْسِم فِي أول سنة تسعين متجردا قَاصِدا التسليك فَلم يجد مرشدا فقطن عِنْد الْجمال يُوسُف العجمي فِي زاويته بالقرافة وَاجْتمعَ بحفيده عَليّ فَأَجَازَهُ ثمَّ قصدني فَسمع مني المسلسل وَبَعض البُخَارِيّ وَغير ذَلِك مِمَّا قصد بِهِ فِيمَا أخبر التَّوَصُّل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكتبت لَهُ إجَازَة وأعجبني سمته وهديه يسر الله لَهُ طرق الْخَيْر. إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن أَحْمد بن حسن أَبُو الطّيب الأقصرائي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ المواهبي الْآتِي وَلَده مَحْمُود مِمَّن نسب نَفسه كَذَلِك للتلمذة لأبي الْمَوَاهِب ابْن زغدان وَقَبله صحب الشَّيْخ مُحَمَّد بن عمر المعربي نزيل جَامع كزلبغا وَهُوَ حَنَفِيّ أَخذ عَن اينال باي الْفِقْه وَذكره لي الْمُحب بن جرياش بِمَا أَعرَضت عَن ذكره وَأَنا أَبَاهُ كَانَ من المقطعين وَقد جاور بِمَكَّة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة أشهرا وانتمى إِلَيْهِ جمَاعَة ووصفوه بالعارف وَقد أرسل إِلَيّ بولده مَحْمُود فِي رَجَب سنة خمس وَتِسْعين فَعرض عَليّ الْأَرْبَعين للنووي وَالْمجْمَع لِابْنِ الساعاتي ثمَّ أَنه جاور فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَكَانَ يقصدني بِالسَّلَامِ وَيَقُول قد استجيبت دعوتكم فِي إجَازَة الْوَلَد بِجمع الشمل بِهَذَا الْحرم الشريف وَلم أر مِنْهُ إِلَّا الْأَدَب والتواضع وَأثْنى عَلَيْهِ عِنْدِي القَاضِي خير الدّين السخاوي قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِطيبَة وَالله الْمُوفق. إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن عبد الرَّحِيم بن أبي بكر بن مَحْمُود بن عَليّ بن أبي الْفَتْح الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْوَاعِظ الْآتِي أَبوهُ وجده وابناه مُحَمَّد ومحمود. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس بن الرزاز فِي جَامع السُّلْطَان والمنهاج وَسمع على الشَّمْس بن الْأَشْقَر ثمَّ تحول صُحْبَة أَبِيه إِلَى الْقَاهِرَة فِي أول أَيَّام الظَّاهِر جقمق فَسمع من شَيخنَا وَفِي البُخَارِيّ بالظاهرية وَقَرَأَ على السَّيِّد النسابة فِي الْفِقْه والحناوي فِي الْعَرَبيَّة والعز عبد السلام الْبَغْدَادِيّ فِي الحَدِيث وَغَيره والتقي الحصي الحاجبية وَبَعض الْمُتَوَسّط وَإِمَام الكاملية فِي آخَرين وسلك طَرِيق جده فِي الْوَعْظ وَحصل لَهُ قبُول بَين بعض الْعَوام وَكثير من النسْوَة وخطب بالأشرفية برسباي وَحج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين ثمَّ بعْدهَا وَعمل هُنَاكَ ميعادا وَهُوَ خير نير حسن الملتقي كثير التَّوَاضُع وَالْأَدب حسن الْقِرَاءَة فِي الميعاد زارني مرَارًا وتيمنت بدعائه

وسافر هُوَ وَولده وعيالهما مَعَ خوند زَوْجَة الأتابك وَابْنَة الظَّاهِر إِلَى مَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين فَأَدْرَكته منيته فِي توجهه قبل سطح الْعقبَة يَوْم الْأَحَد ثامن عشر شَوَّال مِنْهَا وَكثر الأسف عَلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ. إِبْرَاهِيم بن أبي مَحْمُود. فِي ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن هِلَال. إِبْرَاهِيم بن مخاطة سعد الدّين أَخُو الشّرف مُوسَى وَعم إِبْرَاهِيم الآتيين كَانَ أحد كتاب المماليك وَمَعَهُ عدَّة مباشرات زوجه القَاضِي سعد الدّين إِبْرَاهِيم بن الجيعان ابْنَته واستولدها. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين بعد أَن أثكل وَلَده أَحْمد الْآتِي. إِبْرَاهِيم بن مكرم كمحمد بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن مكرم الْعِزّ بن السراج الفالي الشِّيرَازِيّ وفال بِالْفَاءِ بَلْدَة من عَملهَا بَينهمَا عشرَة أَيَّام الشَّافِعِي وَالِد الْعَلَاء مُحَمَّد الْآتِي من بَيت علم اشْتغل على أَبِيه ثمَّ على ابْن عَمه الْجمال إِسْحَاق بن يحيى الْآتِي كل مِنْهُمَا ثمَّ ارتحل إِلَى شيراز فَأخذ عَن أئمتها وَقَرَأَ الْمِفْتَاح للسكاكي فِي علم الْمعَانِي وَالْبَيَان وَبَعض شَرحه على ولد الشَّارِح الشَّمْس مُحَمَّد بن السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَأخذ البُخَارِيّ وَغَيره عَن الصّلاح خَلِيل الأقفهسي وَحج وبرع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَالتَّفْسِير والمنطق وَصَارَ مشارا إِلَيْهِ فِي تَحْقِيق الْمعَانِي وَالْبَيَان والكشاف فَأقبل على التدريس والإفتاء وَتخرج بِهِ الْفُضَلَاء وَمِنْهُم قَرِيبه وصهره نعْمَة الله الْآتِي كل ذَلِك مَعَ الِاجْتِهَاد فِي الْعِبَادَة والحرص على الْجَمَاعَة والأعراض عَن الدُّنْيَا وَأَهْلهَا والإقبال على الْآخِرَة حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة بعد فرَاغ الإِمَام من صَلَاة الْجُمُعَة رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسبعين رَحمَه الله. ومكرم الْأَعْلَى فِي نسبه هُوَ خَال صفي الدّين مَسْعُود وَالِد القطب مُحَمَّد شَارِح اللّبَاب والتقريب والكشاف. أفادنيها ابْنه وسبطه. إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن أَيُّوب الْبُرْهَان أَبُو إِسْحَاق وَأَبُو مُحَمَّد الأبناسي ثمَّ القاهري المقسي الشَّافِعِي الْفَقِيه. ولد فِي أول سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا كَمَا كتبه بِخَطِّهِ وَقَالَ مرّة حِين سُئِلَ عَنهُ لَا أَدْرِي يَعْنِي تَحْقِيقا بأبناس وَهِي قَرْيَة صَغِيرَة بِالْوَجْهِ البحري من مصر وَكتبه الْعِرَاقِيّ الأبنهسي وَقدم الْقَاهِرَة وَهُوَ شَاب فحفظ الْقُرْآن وكتبا وتفقه بالأسنوي وَولي الدّين الملوي المنفلوطي وَغَيرهمَا فِي الْفِقْه والعربية وَالْأُصُول وَتخرج بِالْعَلَاءِ مغلطاي وَسمع الحَدِيث على الوادياشي والميدومي وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل الأيوبي وَأبي نعيم الاسعردي والعرضي وَطَائِفَة

بِالْقَاهِرَةِ والعفيف عبد الله بن الْجمال المطري وخليل بن عبد الرَّحْمَن والشهاب أَحْمد بن قَاسم الحراري فِي آخَرين بِمَكَّة وَابْن أميلة والمنبجي بِالشَّام وَمِمَّا سَمعه المسلسل وَالْبُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ والموطأ والشفا وجزءي البطاقة وَأكْثر ذَلِك بقرَاءَته وَأَجَازَهُ جمَاعَة وَخرج لَهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ مشيخة حدث بهَا وبالكتب السِّتَّة وَغَيرهَا وَتقدم قَدِيما وتصدى للإفتاء والتدريس دهرا وَلبس عَنهُ غير وَاحِد الْخِرْقَة بلباسه لَهَا من الْبَدْر أبي عبد الله مُحَمَّد بن الشّرف أبي حَفْص عمر بن أبي الْحسن الدومراني بلباس كل مِنْهُم من أَبِيه بلباس أبي الأول من أبي عَمْرو عُثْمَان بن مليك الزفتاوي وَأبي الثَّانِي من وَالِده وَأبي الثَّالِث من أبي مُحَمَّد عبد الله الغماري بلباس الثَّلَاثَة من أبي الْعَبَّاس الْبَصِير الَّذِي جمع الشَّيْخ مناقبه ودرس بمدرسة السُّلْطَان حسن وبالآثار النَّبَوِيَّة وجامع المقسي مَعَ الخطابة بِهِ وَغَيرهَا وَولي مشيخة سعيد السُّعَدَاء مُدَّة وَصرف عَنْهَا وَاتخذ بِظَاهِر الْقَاهِرَة فِي المقس زَاوِيَة فَأَقَامَ بهَا يحسن إِلَى الطّلبَة ويجمعهم على التفقه ويرتب لَهُم مَا يَأْكُلُون وَيسْعَى لَهُم فِي الأرزاق حَتَّى كَانَ أَكثر فضلاء الطّلبَة بِالْقَاهِرَةِ من تلامذته ووقف بهَا كتبا جليلة ورتب فِيهَا درسا وطلبة وَحبس عَلَيْهَا رزقه وَنَحْو ذَلِك وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالْجمال بن ظهيرة وَابْن الْجَزرِي وَشَيخنَا وَقَالَ اجْتمعت بِهِ قَدِيما وَكَانَ صديق أبي ولازمته بعد التسعين وبحثت عَلَيْهِ فِي الْمِنْهَاج وقرأت عَلَيْهِ أَشْيَاء والعز مُحَمَّد بن عبد السَّلَام المنوفي وَكتب لَهُ إجَازَة بالتدريس) طنانة كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته والفاسي وثنا عَنهُ من لَا أحصيه كَثْرَة وَآخر من تفقه بِهِ الشَّمْس البشبيشي والزين الشنواني والبرهان الكلمشاوي كل ذَلِك مَعَ حسن الْأَخْلَاق وَجَمِيل الْعشْرَة ومزيد التَّوَاضُع والتقشف والتعبد وَطرح التَّكَلُّف وَحسن السمت ومحبة الْفُقَرَاء وتقريبهم والمناقب الجمة بِحَيْثُ قل أَن ترى الْعُيُون فِي مَجْمُوعه مثله وَقد عين مُدَّة لقَضَاء الديار المصرية فَلَمَّا بلغه ذَلِك توارى وَذكر أَنه فتح الْمُصحف فِي تِلْكَ الْحَالة فَخرج لَهُ قَالَ رب السجْن أحب إِلَيّ مِمَّا تدعونني إِلَيْهِ الْآيَة فأطبقه وَتوجه إِلَى منية الميرج فاختفى بهَا أَيَّامًا حَتَّى ولي غَيره فَعَاد وَقد أَشَارَ إِلَى أصل ذَلِك القَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي فَإِنَّهُ قَالَ فِي حوادث سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة لما أَرَادَ برقوق صرف الْبُرْهَان بن جمَاعَة عَن الْقَضَاء لِأَنَّهُ تخيل مِنْهُ أَنه لَا يُوَافقهُ على استبداده بالسلطنة طلب من يصلح فَذكرُوا لَهُ جمَاعَة مِنْهُم الأبناسي فَأرْسل

إِلَيْهِ موقعه أوحد الدّين وعرفه بِسَبَب الطّلب فوعده أَن يحضر إِلَيْهِ فِي وَقت عينه لَهُ ثمَّ تغيب واختفى فَلَمَّا لم يحضر طلب ابْن أبي الْبَقَاء فاستقر بِهِ وَذكره العثماني فِي الطَّبَقَات فَقَالَ الْوَرع الْمُحَقق مفتي الْمُسلمين شيخ الشُّيُوخ بالديار المصرية ومدرس الْجَامِع الْأَزْهَر لَهُ مصنفات يألفه الصالحون وتحبه الأكابر وفضله مَعْرُوف. وَقَالَ المقريزي أَنه صنف فِي الْفِقْه والْحَدِيث والنحو وَكَانَ أبر مَشَايِخ مصر بالطلبة طارحا للتكلف مُقبلا على شَأْنه وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد وَوهم فَزَاد فِي نسبه بَين اسْمه وَاسم أَبِيه الْحسن. وَقد حج كثيرا وجاور مرّة وَحدث هُنَاكَ وأقرأ ثمَّ رَجَعَ فَمَاتَ فِي الطَّرِيق فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ بِمَنْزِلَة كفافه فَحمل إِلَى المويلحة فَغسل وكفن وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْم تاسوعاء ثمَّ حمل إِلَى عُيُون الْقصب فَدفن بهَا وقبره بهَا يتبرك بِهِ الحجيج وعملت لَهُ قبَّة. قلت قد زرته وأصل الْقبَّة لبهادر الجمالي الناصري أَمِير الْحَج كَمَا قرأته على لوح قَبره وَأَنه مَاتَ فِي رُجُوعه من الْحَج فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَهُوَ مُوَافق لما ذكر فِي تَرْجَمته وَقبل الدُّخُول إِلَيْهَا مَكَان آخر وَأَظنهُ مَحل دفن الشَّيْخ وَلَا قبَّة تعلوه. ورثاه الزين الْعِرَاقِيّ بِأَبْيَات دالية وَكَانَ صديقا لَهُ وَهُوَ الَّذِي سعى لوَلَده الْوَلِيّ فِي غَالب مَا حصل لَهُ من الْوَظَائِف. وَمن تصانيفه الشذى الفياح فِي مُخْتَصر ابْن الصّلاح شحنه بزوائد من نكت الْعِرَاقِيّ وَشَرحه للألفية وَغير ذَلِك وشرحا لألفية ابْن مَالك ومناقب الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس الْبَصِير وَحكى الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْأَسْلَمِيّ نزيل الجيزة وَأحد فضلائها وصلحائها وَهُوَ من تلامذته أَنه سَمعه يَقُول للبلقيني أَنه سمع كَلَام) الْمَوْتَى فِي قُبُورهم وَأَنه كَانَ فِي البقيع من الْمَدِينَة فَوقف عِنْد قبر جَدِيد ليسأل عَن صَاحبه فَقَالَ لَهُ شخص كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ من قبر يَا سَيِّدي لم تقف عِنْد قبر هَذِه الرافضية قَالَ فَرَأَيْت البُلْقِينِيّ احمر وَجهه وَنزلت دُمُوعه وَقَالَ آمَنت بذلك وناهيك بِهَذِهِ الْقِصَّة فِي جلالة الْبُرْهَان وَبَلغنِي أَيْضا أَنه كَانَ رُبمَا يتَرَدَّد لِابْنِ المقسي لما يرى مِنْهُ من مزِيد الْإِحْسَان للزاوية وَأَهْلهَا بل هُوَ الْآخِذ لَهُ مشيخة سعيد السُّعَدَاء فَبَيْنَمَا هُوَ فِي بعض الْأَيَّام دَاخل عَلَيْهِ إِذْ سَمعه يُخَاطب آخر بقوله اخلع هَذِه الْعِمَامَة والبس عِمَامَة بَيْضَاء وادخل فِي دينهم وتحكم فيهم أَو كَمَا قَالَ وَأَنه دخل فَوجدَ الْمَقُول لَهُ هَذَا نَصْرَانِيّا فانزعج وَمن ثمَّ لم يصل إِلَيْهِ. وَحكى لي الشريف الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمُنعم الجرواني.

أَنه كَانَ عِنْده فَجَاءَتْهُ فتيا فَكتب عَلَيْهَا ثمَّ بعد أَن أَخذهَا السَّائِل تبين لَهُ الْخَطَأ فِيهَا فَأرْسل من يُدْرِكهُ فَمَا أمكن فتألم لذَلِك فَمَا مضى أَلا الْيَسِير وَجَاء السَّائِل وَأخْبر بِأَن الورقة سَقَطت مِنْهُ فِي الْبَحْر فَحَمدَ الشَّيْخ الله وسر ثمَّ كتب لَهُ الْجَواب. وَكَذَا حكى لي الْعِزّ السنباطي عَن شَيْخه الشَّمْس البوصيري أَن الأبناسي خرج فِي بعض ليَالِي طاعون سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة من سكنه بِالْمَدْرَسَةِ الشرابيشية بِالْقربِ من جَامع الْأَقْمَر ليستضيء فَمَا وجد من يقد مِنْهُ إِلَّا فِي الدَّرْب الْأَحْمَر لاستيلاء الطَّاعُون على النَّاس. وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي تَارِيخ مصر مَعَ غلط فِيهِ كَمَا قدمنَا وَفِي الْعُقُود بِاخْتِصَار. إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن بِلَال بن عمرَان بن مَسْعُود بن دمج بتحريك الْمُهْملَة وَالْمِيم وَآخره جِيم الْبُرْهَان العدماني الكركي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالكركي. ولد فِي سنة خمس أَو سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وَجزم مرّة بِالثَّانِي وَاقْتصر أُخْرَى على الأول كَمَا هُوَ عِنْدِي بِخَطِّهِ بِمَدِينَة كرك الشوبك وَزعم أَنه حفظ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ على الْعَادة وَأَن وَالِده مَاتَ وَهُوَ صَغِير فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَنه حفظ الْعُمْدَة وألفية الحَدِيث والنحو والمنهاج الفرعي والأصلي والشاطبية ونظم قَوَاعِد الْإِعْرَاب لِابْنِ الهائم وَغَيرهَا وَأَنه عرض الْعُمْدَة على الْعَلَاء الفاقوسي عَن القطب الْحلَبِي والمنهاج على الْبَدْر مَحْمُود العجلوني بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْأَذْكَار والرياض بروايته لَهَا عَن القَاضِي نَاصِر الدّين العرياني عَن الْمُؤلف وَكَذَا عرضه على البُلْقِينِيّ وَولده الْجلَال وَحضر دروسهما وَعرض ألفية الحَدِيث على ناظمها بل سمع عَلَيْهِ الصَّحِيح بفوت وَعرض نظم الْقَوَاعِد على ناظمه بِبَيْت الْمُقَدّس ولازمه وَعرض بِهِ الشاطبية على الشَّيْخ بير وتلا عَلَيْهِ لنافع وَابْن كثير وَأبي عَمْرو وَابْن عَامر وَعلي الشهَاب بن مُثبت) الْمَالِكِي لَهَا مَا عدا ابْن عَامر وعَلى السراج بن الهليس ببلبيس لباقي السَّبع وَكَذَا عرض بِالْقَاهِرَةِ الشاطبية على الْفَخر البلبيسي أَمَام الْأَزْهَر وتلا عَلَيْهِ لأبي عَمْرو وعَلى الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي للسبغ مَعَ يَعْقُوب من طرق التَّيْسِير والعنوان والشاطبية وَعَلِيهِ سمع الشاطبية وبدمشق على الشَّمْس بن اللبان لِحَمْزَة وَالْكسَائِيّ وعَلى كل من تِلْمِيذه أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَيَّاش وَالْفَخْر بن الزكي إِمَام الكلاسة للسبع أفرادا ثمَّ جمعا على ابْن عَيَّاش وَحده بِمَا تضمنته القصيدة وَأَصلهَا والعنوان والإعلان للصفراوي وَعَن التنوخي جمعا لَهَا وَكَذَا بِبِلَاد الْخَلِيل على الشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد بن عُثْمَان للسبع مَعَ يَعْقُوب وَأبي جَعْفَر وَخلف بِمَا تضمنه نظم الجعبري وَأَنه سمع

الشاطبية أَيْضا على الشَّمْس مُحَمَّد بن دَاوُد الكركي الشهير بِابْن الْعَالم والتاج عبد الْوَهَّاب بن يُوسُف بن السلار الدِّمَشْقِي مفترقين وَقَالَ إِن أَولهمَا سمعهما على الشهَاب أبي شامة وَهُوَ عَجِيب فوفاة أبي شامة فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَأخذ أَيْضا الْقرَاءَات عَن أبي عبد الله المغربي التوزري وَعنهُ أَخذ النَّحْو والمنطق وَالصرْف وَأخذ النَّحْو فَقَط تلفيقا للألفية عَن الْعَلَاء بن الرصاص الْمَقْدِسِي والأبناسي بِالْقَاهِرَةِ وَبهَا تصريف الْعُزَّى على الشَّيْخ قنبر بالجامع الْأَزْهَر وَالْفِقْه عَن الشَّمْس بن حبيبحب البلبيسي بهَا والمنهاج وَنصف التَّنْبِيه بالكرك عَن الْعَلَاء الفاقوسي تلميذ الأزرعي وَربع الْعِبَادَات من أَولهمَا بِدِمَشْق على الشهَاب بن الْجبَاب وَحضر دروس الشَّمْس بن قَاضِي شُهْبَة والمنهاج تلفيقا عَن الأبناسي وتلميذه التقي الكركي بِالْقَاهِرَةِ وَعَن ثَانِيهمَا أَخذ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ ومنهاج العابدين للغزالي ولازم بِالْقَاهِرَةِ الْبُرْهَان البيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَمن قبلهمَا الْبَدْر الطنبذي فِي الْفِقْه وَكَذَا لَازم فِيهِ بِبَيْت الْمُقَدّس الشَّمْس القلقشندي وَالشَّمْس بن الْخَطِيب والزيني القمني وترافق مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة وانتفع فِي الْفِقْه والعربية والْحَدِيث وَغَيرهَا بالشمس والشهاب بن السنديوني وقاسم بن عمر بن عواض لَقِيَهُمْ بدمنهور الْوَحْش وهم مِمَّن أَخذ عَن الشهَاب أَحْمد بن الجندي شيخ تِلْكَ النَّاحِيَة ومفتيها والمتوفي قَرِيبا من لقِيه لَهُم وَأكْثر من التَّرَدُّد للعلاء بن مغلى فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية وَغَيرهَا وَسمع البُخَارِيّ بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره على التقي مُحَمَّد بن المحيوي بن الزكي الكركي ثمَّ الأربلي القَاضِي قَالَ أنابه الحجار وَكَذَا سَمعه على الْبَهَاء أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَابْن صديق والتنوخي وَابْن البيطار وَابْن الكشك الْحَنَفِيّ الدِّمَشْقِي والكمال عمر بن العجمي وَابْن أبي الْمجد والعراقي والهيثمي مفترقين مَعَ عدَّة من كتب الحَدِيث على ثالثهم وعَلى) القَاضِي ابْن فَرِحُونَ بالرملة وَقَالَ أنابه الحجار ووزيرة وَمُسلمًا على الشهَاب بن المهندس أحد شُيُوخ شَيخنَا وَالشَّمْس بن الديري وكل مَا ذكره لست على وثوق من أَكْثَره لكَونه من إمْلَائِهِ على بعض أَصْحَابنَا مَعَ إِمْكَان أَكْثَره أَو كُله. وَقد حج وزار بَيت الْمُقَدّس مرَارًا وَتردد للقاهرة غير مرّة ثمَّ كَانَ استيطانه لَهَا من سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وتعاني التِّجَارَة فِي الْبر وقتا وَجلسَ فِي بعض الحوانيت بسوق أَمِير الجيوش وبواسطته عرف الشَّمْس الْبِسَاطِيّ شَيخنَا فَإِنَّهُ حكى أَن الْبِسَاطِيّ كَانَ يَوْمًا عِنْده فِي حانوته الْمشَار إِلَيْهِ وَحكى

لَهُ أَنه سَأَلَ الزين الْعِرَاقِيّ عَن حَدِيث فَلم يستحضره قَالَ الْبُرْهَان فَلم نَلْبَث أَن اجتاز بِنَا ابْن حجر فَقلت للبساطي أَن هَذَا قد تقدم فِي الحَدِيث فَاسْأَلْهُ فَقَامَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ فاجابه وَأَنه رَاجع الْعِرَاقِيّ بعد بِمَا أَجَابَهُ بِهِ فوافقه عَلَيْهِ انْتهى. وَهَذِه الْحِكَايَة قد صحت لي من وَجه آخر وَلذَا أوردتها فِي الْجَوَاهِر والدرر وناب الْبُرْهَان بِبَعْض الْبِلَاد فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ ثمَّ لما اسْتَقر الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي الْقَضَاء أرسل بِهِ إِلَى الْمحلة لإقراء أَهلهَا ورتب لَهُ على أوقافها فِي كل شهر سِتّمائَة فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن ولاه الْهَرَوِيّ قضاءها فِي سنة سبع وَعشْرين وَكَذَا نَاب عَن شَيخنَا فِيهَا فِي سنة تسع وَعشْرين فِي منوف فِي سنة ثَلَاثِينَ وَجلسَ بِبَعْض الحوانيت بِالْقَاهِرَةِ للْقَضَاء وَولي تدريس الْقرَاءَات بالظاهرية الْقَدِيمَة وتنازع هُوَ والسراج الْحِمصِي فِي الْبَيْت المرصد للمدرس ثمَّ ولي مشيخة مدرسة ابْن نصر الله بفوة وَأقَام بهَا وصنف كَمَا أملي أَيْضا فِي الْقرَاءَات والعربية وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه وأصوله فَأَما فِي الْقرَاءَات فالإسعاف فِي معرفَة الْقطع والاستئناف فِي مُجَلد وَاخْتَصَرَهُ فَسَماهُ لَحْظَة الطّرف فِي معرفَة الْوَقْف وَعمل كتابا متوسطا بَينهمَا سَمَّاهُ التَّوَسُّط بَين اللحظ والإسعاف والآلة فِي معرفَة الْفَتْح والإمالة فِي جُزْء لطيف ونكت على الشاطبية فِي مُجَلد لطيف وَحل الرَّمْز فِي وقف حَمْزَة وَهِشَام على الْهَمْز كَذَلِك وأنموذج حل الرَّمْز وأفرد رِوَايَة كل وَاحِد من السَّبْعَة على حِدة فِي مُجَلد كَبِير سَمَّاهُ عُمْدَة المحصل التَّمام فِي مَذَاهِب السَّبْعَة الْأَعْلَام ودرة الْقَارئ الْمجِيد فِي أَحْكَام الْقِرَاءَة والتجويد وَأما فِي الْعَرَبيَّة فشرح ألفية ابْن مَالك فِي مُجَلد لطيف وإعراب الْمفصل من الحجرات إِلَى آخر الْقُرْآن كَذَلِك ومرقاة اللبيب إِلَى علم الأعاريب فِي جُزْء لطيف ونثر الألفية النحوية وَشرح النّصْف الأول من فُصُول ابْن معطي وَأما فِي التَّفْسِير فحاشية على تَفْسِير الْعَلَاء التركماني الْحَنَفِيّ القَاضِي انْتهى فِيهَا إِلَى أول الْأَنْعَام فِي مُجَلد وَأما فِي الْفِقْه فمختصر الرَّوْضَة وصل فِيهِ إِلَى الرِّبَا وَشرح تَنْقِيح اللّبَاب) للْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وصل فِيهِ إِلَى الْحَج وتوضيح مؤلفات ابْن الْحداد وَأما فِي أُصُوله فمختصر الورقات لإِمَام الْحَرَمَيْنِ. وَحدث ودرس وَأفْتى وانتفع بِهِ جمَاعَة فِي الْقرَاءَات والعربية وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْجمال البدراني صَحِيح البُخَارِيّ فِي سنة سِتّ وَعشْرين بخانقاه سعيد السُّعَدَاء وَعقد مجْلِس الأسماع ببلبيس وَغَيرهَا وانتفع بِهِ النَّاس فِي الْبِلَاد أَكثر وَمِمَّنْ لَازمه فَعرض عَلَيْهِ محافيظه ثمَّ تَلا عَلَيْهِ السَّبع الشهَاب بن أَسد الْآتِي وَأخذ عَنهُ السَّبع الزين عبد الغني الهيتمي والبرهان الفاقوسي الْآتِي قَرِيبا وَكَذَا

الزين جَعْفَر لَكِن الى آخر آل عمرَان وَالشَّمْس المالقى الْمُحْصنَات وَآخَرُونَ وَعرضت عَلَيْهِ الْعُمْدَة وَكتب لي أَنه يَرْوِيهَا عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عُثْمَان الخليلي وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين بن الزكي الكركي ثمَّ الاربلي سَمَاعا كِلَاهُمَا عَن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد ابْن عبد الدَّائِم سَمَاعا عَن جده سَمَاعا أَنا الْمُؤلف. وَكَانَ اماما عَالما عَلامَة بارعا مفننا مُتَقَدما فِي القراآت والعربية مشاركا فِي فنون أَلا أَنه لم تكن عَلَيْهِ وضاءة أهل الْعلم وَفِي كَلَامه تزيد وَرُبمَا نبز بأَشْيَاء الله اعْلَم بِصِحَّتِهَا حَتَّى صرح بالطعن فِي دَعْوَاهُ اخذ القراآت عَن بعض شُيُوخ ابْن الجزرى. وَبِالْجُمْلَةِ فَلم يكن مدفوعا عَن علم وَقد ثقل لِسَانه مديدة من مرض حصل لَهُ بعد أَن كَانَ فصيحا. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء حادي عشر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَخمسين عَفا الله عَنهُ وَرَحْمَة وإيانا. إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن أبي بكر بن الشَّيْخ على الطرابلسي الْحَنَفِيّ نزيل المؤيدية من الْقَاهِرَة أَخذ فِي دمشق عَن جمَاعَة مِنْهُم الشّرف بن عيد وَقدم مَعَه الْقَاهِرَة حِين طلب لقضائها ولازم الصّلاح الطرابلسي وَرغب لَهُ عَن تصوفه بالمؤيدية لما أعْطى مشيخة الأشرفية وعد فِي النَّوَادِر وَأخذ عَن الديمي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ للناظم وَعَن السنباطي أَشْيَاء وَكَذَا سمع على شرح مَعَاني الْآثَار والْآثَار لمُحَمد بن الْحسن وَغَيرهمَا وعلق عني بعض التآليف بل سمع على أبي السُّعُود الْعِرَاقِيّ وَالرِّضَا الأوجاقي وَهُوَ فَاضل سَاكن دين مِمَّن حضر بعد فِي أثْنَاء سنة أَربع وَتِسْعين بالقبة الدوادارية بَين يَدي السُّلْطَان وَعلم بِحَالهِ وفضله فأنعم عَلَيْهِ بِشَيْء ثمَّ قَرَّرَهُ فِي الجوالي المصرية عَن الكوراني وَنعم الصنع. إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن عبد الله الْهوى الصُّوفِي. إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ المنوفي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن زين الدّين وَهُوَ لقب جده مِمَّن سمع هُوَ وَأَخُوهُ أَحْمد وأبوهما فِي مُسلم وَالنَّسَائِيّ بِقِرَاءَتِي واشتغل وتنزل فِي الْجِهَات وصاهر الْبَدْر بن الشَّمْس الجلالي على ابْنَته وخدم تنبك قرا وتمول ثمَّ استلبه مَا حصله أوجله. إِبْرَاهِيم بن مُوسَى سعد الدّين بن الرئيس شرف الدّين بن مخاطة خَال البدري أبي الْبَقَاء بن الجيعان وأخوته والآتي أَبوهُ فِي مَحَله وَأمه مَوْطُوءَة لِأَبِيهِ مِمَّن كَانَ فِي ظلهم وَتكلم فِي أوقاف الصرغتمشية وَغَيرهَا وَسمع مَعَ بني أُخْته على ام هاني الهورينية وَمن كَانَ مَعَهُمَا ختم البُخَارِيّ وَغَيره وَلم يحمد فِي ديانته وَلَا مُبَاشَرَته. مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ وَتِسْعين وَدفن بالقزافة وَكثر ذكره بالسوء سِيمَا من جمَاعَة الصرغتمشية.

إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الصَّيْرَفِي أحد الْكتاب وَيعرف بِابْن فريعين مِمَّن يحضر بعض المواعيد ويتباله وَتزَوج التقي بن الرسام ابْنَته وَقطع الْأَشْرَف قايتباي يَده لاقْتِضَاء ذَلِك عِنْده وَبَلغنِي أَنه نَدم. إِبْرَاهِيم بن مونس بن حميد بن عبد الرَّحْمَن الخليلي السوني من قراء الْقُرْآن. سمع مني بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَرجع لبلاده. إِبْرَاهِيم بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن هَاشم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن نصر الله بن أَحْمد الْبُرْهَان أَبُو إِسْحَاق بن نَاصِر الدّين الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ سبط الْعَلَاء الْحَرَّانِي ووالد الْعِزّ أَحْمد الْآتِي. ولد فِي رَجَب أَو شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ واشتغل على أَبِيه وَغَيره وَنَشَأ على طَريقَة حَسَنَة ففوض إِلَيْهِ أَبوهُ نِيَابَة الحكم عَنهُ فباشرها بعقل وَسُكُون فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ اسْتَقر فِي الْقَضَاء الا كبر بعده فِي شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين وعمره سبع وَعِشْرُونَ سنة فسلك فِي المنصب طَريقَة مثلى من الْعِفَّة والصيانة وبشاشة الْوَجْه والتواضع والتودد مَعَ التثبت فِي الْأَحْكَام والشهامة والمهابة وأحبه النَّاس ومالوا إِلَيْهِ أَكثر من وَالِده لما كَانَ عِنْد أَبِيه من التشدد والانقباض حَتَّى كَانَ الظَّاهِر برقوق يعظمه وَيرى لَهُ وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ثامن ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَله أَربع وَثَلَاثُونَ سنة وَاسْتقر بعده أَخُوهُ موفق الدّين أَحْمد الْآتِي. ذكره شَيخنَا فِي دفع الأصر وأنبائه واستدركه بِاخْتِصَار على المقريزي حَيْثُ أهمله فِي تَارِيخ مصر لكنه ذكره فِي عقوده. إِبْرَاهِيم بن نوح الهريبطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل تربة يلبغا من الصَّحرَاء وأدب الْأَطْفَال فَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن أَبُو السُّعُود الغراقي. إِبْرَاهِيم بن أبي الْوَفَاء. مضى فِي ابْن دَاوُد بن مُحَمَّد بن عَليّ. إِبْرَاهِيم بن يحيى بن سعد الدّين أبي الْفرج عبد الله سعد الدّين بن شرف الدّين ابْن بنت الملكي سبط منكلي وشقيق الجمالي يُوسُف الْآتِي وَهَذَا أصغرهما. ولد سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فَقَرَأَ عِنْد جمَاعَة الْقُرْآن وَكتب وَرُبمَا اشْتغل يَسِيرا وصاهر الشّرف الْأنْصَارِيّ على ابْنة لَهُ ضريرة بل كَانَ الشّرف

زوج أُخْته وَلِهَذَا كَانَ مِمَّن كلف بعد مَوته وَحج وَكَانَ كيسا. مَاتَ فِي لَيْلَة سَابِع جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالأزهر وَدفن بالقرافة وَله ذكر فِي عبد الْغَنِيّ بن عبد الله. إِبْرَاهِيم بن يحيى الحسني الهدوي الصَّنْعَانِيّ من أكبر أدبائها الْمَوْجُودين بعد السّبْعين أَنْشدني نور الدّين الصَّنْعَانِيّ عَنهُ قَوْله من أَبْيَات: (وذر ثوب الحيا فاذار وافى ... وَذَا ثوب الرّبيع العبقري) (ربَاب المزن هامية حمانا ... وخد الارض من طرب ندي) (وغرد طيرها حثوا كؤسا ... فَخير الْعَيْش صرف صرخدي) (إِذا مَا استفها هرم أعادت ... لَهُ مَا يفعل الناشى الصَّبِي) (وَكم محدودب كبرا حساها ... فجاءك وَهُوَ معتدل سوى) (وَكم من مصمت شرب الحميا ... فَأصْبح وَهُوَ منطيق بِذِي) (لَهَا روح سماوي بسيط ... لَهُ جسم زجاجي كسْرَى) (إِذا صبَّتْ من الإبريق لَيْلًا ... أَتَى الإصباح وإنجاب الْعشي) (فَخذهَا من يَدي رشأ أغن ... كَأَن جَبينه قمر مضى) وتمامها عِنْدِي فِي التَّارِيخ الْكَبِير. إِبْرَاهِيم بن أبي مزِيد الْحَنَفِيّ كتب عَنهُ فِي عرض سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَوَصفه الْكَاتِب وَهُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُتَوَلِي بالشيخ الإِمَام الْقدْوَة وَرَأَيْت فِيمَن أَخذ عَنهُ خطيب مَكَّة النَّحْو وَالْأُصُول الْجمال بن أبي يزِيد المشهدي السَّمرقَنْدِي الْحَنَفِيّ وَكَأَنَّهُ هَذَا. إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب بن عَليّ أَبُو إِسْحَاق الْحَنَفِيّ قَرَأَ البُخَارِيّ على النَّجْم بن رزين فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأَظنهُ تَأَخّر إِلَى هَذَا الْقرن. إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن يُوسُف بن أبي الْفَتْح الْبُرْهَان الفاقوسي ثمَّ البلبيسي الشَّافِعِي الرِّفَاعِي وَالِد عَليّ الْآتِي وَكَانَ يعرف قَدِيما بِابْن أبي الْفَتْح الَّذِي قيل أَنه من ذُرِّيَّة مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة فَالله أعلم. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَتِسْعين بفاقوس من شرقية مصر وَقَرَأَ بهَا بعض الْقُرْآن على مُحَمَّد الزعيم ثمَّ انْتقل إِلَى بلبيس وَهُوَ ابْن سِتّ عشرَة سنة فأكمله بهَا على الْفَقِيه عَرَفَة بن الْفَقِيه حسن الْعمريّ وَحفظ الْبَهْجَة الوردية بعد حفظه الْمِنْهَاج وَعرضه على الْبُرْهَان الكركي الْمَاضِي قَرِيبا ثمَّ تَلا عَلَيْهِ السَّبع وَقَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيح وَبحث عَلَيْهِ فِي الْمِنْهَاج وَفِي الجرجانية

النحوية وَأخذ علم الْوَقْت عَن الشهَاب البرديني بِالْقَاهِرَةِ وبرع فِيهِ وَصَحب الشهَاب أَحْمد الزَّاهِد وَغَيره وَأخذ عَنْهُم ثمَّ أَخذ عَن القاياتي فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَحج مرَّتَيْنِ وزار بَيت الْمُقَدّس وَأقَام ببلبيس يقرئ الْأَطْفَال دهرا وانتفعوا بِهِ فِي ذَلِك بِحَيْثُ لم يكن بهَا من هُوَ دونه فِي السن إِلَّا وَقد قرا عَلَيْهِ واشتهر بَينهم أَن من لم يقْرَأ عِنْده لم يَتَيَسَّر لَهُ إِكْمَال حفظ الْقُرْآن بل يُقَال أَيْضا أَن بعد مَوته مَا ختم أحد من أَهلهَا الْقُرْآن وَكَانَ هَذَا بلحظ ولي يُقَال لَهُ الشَّيْخ سليم لقِيه فِي أول أمره وَكَأَنَّهُ تضجر من ذَلِك فَقَالَ لَهُ يَا إِبْرَاهِيم اثْبتْ أَو كَمَا قَالَ. وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده الزيني زَكَرِيَّا وَالشَّمْس بن الْعِمَاد والنور البلبيسي وَعمل أرجوزة فِي المولد النَّبَوِيّ تزيد على أَرْبَعمِائَة سطر قَليلَة الحشو غير بعيدَة من الْحسن لكنه لعدم مَعْرفَته للعروض كَانَت مُخْتَلفَة الأبحر كتبت عَنهُ بَعْضهَا وناولني سائرها وأولها: (الْحَمد لله الحميد الصَّمد ... منور الأكوان بالممجد) (مُحَمَّد خير الورى المكمل ... أهْدى إِلَيْنَا فِي ربيع الأول) (أَعْلَام سعد الْمُصْطَفى قد نشرت ... فِي الْخَافِقين تلالات وتضوأت) (فاح الْوُجُود بنشر عرف الْمُصْطَفى ... لما مَشى مَا بَين زَمْزَم والصفا) (من قبل نشأة آدم أنواره ... قد سطرت فِي الْعَرْش لما اخْتَارَهُ) وَكَانَ خيرا سَاكِنا مُعْتَقدًا بِبَلَدِهِ سِيمَا الْخَيْر عَلَيْهِ ظَاهِرَة لمثابرته على أَنْوَاع الْعِبَادَة ورغبته فِي الْقيام بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر بِحَيْثُ لم يتْرك ببلبيس موطنا يتجاهر بِالزِّنَا فِيهِ وَأكْثر من إِرَاقَة الْخُمُور مَعَ الْمُحَافظَة على الأوراد صباحا وَمَسَاء وتلاوة جُزْء من الْقُرْآن والمنهاج والبهجة كل يَوْم وَاسْتقر فِي مشيخة الصُّوفِيَّة الَّتِي استجدها عِنْدهم ابْن الْمصْرِيّ التَّاجِر بسوق الشّرْب كَانَ بل حسنوا لَهُ الدُّخُول فِي الْحِسْبَة ليَكُون عونا لَهُ على مقاصده فباشرها مُجْتَهدا فِي النصح وَأدّى قبُوله للدخول فِيهَا إِلَى التسلط عَلَيْهِ فَلَزِمَ من ذَلِك أَن دخل بِأخرَة) فِي الْقَضَاء أَيْضا بهَا نِيَابَة عَن النُّور البلبيسي أحد من قَرَأَ عِنْده لما اسْتَقل بقضائها وَلم يضْبط عَنهُ فِي الولايتين بِمَا ينقم عَلَيْهِ لَكِن كَانَ الأولى بِحَالهِ ترك الدُّخُول فيهمَا. وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ نادرة من نَوَادِر تِلْكَ النواحي وَمِمَّنْ اشْتهر بِالْخَيرِ وَالْعِبَادَة حَتَّى كَانَ الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري يثني عَلَيْهِ ويجله. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بعد أَن صلى الْعشَاء إِيمَاء وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بزاوية الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَلم يخلف بعده هُنَاكَ مثله رَحمَه الله ونفعنا ببركاته.

إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن التَّاجِر. مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة. إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن عَليّ الْبُرْهَان أَبُو إِسْحَاق القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن العداس. ولد تَقْرِيبًا فِي الْعشْر الْأَوْسَط من رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة واشتغل بالفقه والقراءات وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على أكمل الدّين شَرحه للهداية وَغَيره وعَلى التقي بن الْبَغْدَادِيّ الصَّحِيحَيْنِ على الْجمال بن خير أَولهمَا وَفضل بِحَيْثُ نَاب فِي الْقَضَاء وَحدث سمع مِنْهُ الزين رضوَان وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الفوي وَرُوِيَ عَنهُ بِالْإِجَازَةِ التقي الشمني. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان. وَلم يذكرهُ شَيخنَا. إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن عِيسَى الفرنوي ثمَّ القاهري مِمَّن كتب على الزين بن الصَّائِغ وبرع وتصدى للتكسب فَانْتَفع بِهِ خلق مِنْهُم يسن الجلالي والجلال عبد الله الهيثمي وَيحيى بن يشبك الْفَقِيه. وَكَانَ خيرا مبارك التَّعْلِيم. مَاتَ أَظُنهُ بعيد السّبْعين قبل سنة خمس وَسبعين وَقد كف. وَهُوَ عَم مُحَمَّد بن عَليّ الفرنوي نزيل الحسينية وَأحد من كتب عَلَيْهِ أَيْضا. إِبْرَاهِيم بن الْعَلامَة الْجمال أبي المظفر يُوسُف بن مُحَمَّد بن مَسْعُود السرمري ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ الْعَطَّار. ولد فِي حُدُود الْخمسين وَسَبْعمائة وأسمع على ابْن الخباز جُزْءا فِيهِ أَحَادِيث رَوَاهَا أَحْمد عَن الشَّافِعِي وَفِي آخِره حديثان رَوَاهُمَا النَّسَائِيّ عَن عبد الله بن أَحْمد عَنهُ وعَلى بشر بن إِبْرَاهِيم بن بشر البعلي الفامي جُزْء أبي سهل الصعلوكي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء روى لنا عَنهُ ذَلِك عبد الْكَافِي بن الذَّهَبِيّ. قَالَ شَيخنَا أجَاز لي وَمَات فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة ثَلَاث بِدِمَشْق. ابراهيم بن يُوسُف بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد الله الْبُرْهَان القرماني الْحَنَفِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ سبطه الشهَاب أَحْمد بن عَليّ بن اسحاق الْآتِي البُخَارِيّ كَمَا ذكر. إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن علم الدّين بن محب الدّين برهَان الدّين الفارسكوري الشَّافِعِي شَقِيق المحمدين شمس الدّين وزين الدّين وَالِد أبي الطّيب وَإِبْرَاهِيم أكبر من أَخَوَيْهِ وَيعرف بِابْن الْفَقِيه. تَلا للسبع على الْمُقْرِئ إِبْرَاهِيم البوصيري وَأخذ فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا عَن الشَّمْس الحريري وَغَيره وَجل انتفاعه بِأَبِيهِ وَأَنْشَأَ بِبَلَدِهِ مدرسة تُقَام بهَا الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وَكَانَ يجلس فِيهَا للإقراء بِحَيْثُ انْتفع بِهِ جمَاعَة من الْأَبْنَاء وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الزين عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الفارسكوري

حَتَّى كَانَت وَفَاته بِبَلَدِهِ تَقْرِيبًا قبيل السّبْعين وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الحمامي القاهري الْأَزْهَرِي وَالِد أحد طلبة الْمَالِكِيَّة الْجمال يُوسُف الْآتِي وَيعرف بِابْن عراف. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد سادس عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين فَجْأَة فِي مغطس الْحمام عَفا الله عَنهُ. إِبْرَاهِيم بن يُونُس بن مَحْمُود الأوغاني العجمي سمع عَليّ بِمَكَّة. إِبْرَاهِيم سعد الدّين بن علم الدّين الباسطي الْمُبَاشر وَيعرف بالصغير بِالتَّصْغِيرِ كَاتب لباب نَاظر الْجَيْش الزيني عبد الباسط مِمَّن رسم عَلَيْهِ فِي محنته سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَبعدهَا ثمَّ خلص وخدم الجمالي نَاصِر الْخَاص فَمن يعده وَعمر دهرا وَصَارَ يكْتب وصولات الْأُضْحِية الخاصية وَنَحْو ذَلِك. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بعد أَن كف ثمَّ رأى وَكَانَ مِمَّن يَتْلُو الْقُرْآن وَفِيه خير رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم سعد الدّين بن فَخر الدّين القبطي أَبوهُ وَالْمَعْرُوف بِابْن السكر والليمون وَأمه خَدِيجَة ابْنة التقي بن الْبَدْر بن السراج البُلْقِينِيّ. ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أمه وتدرب فِي الْكِتَابَة وَكَانَ بِبَاب كَاتب السِّرّ وَولده لاعتنائهما بِأُمِّهِ وقتا ثمَّ خدم بعض الْأُمَرَاء وَيذكر بحذق وذكاء فِي بَابه مَعَ حرص وَقد اسْتَقر بعد الشّرف إِبْرَاهِيم بن مخاطة الْمَاضِي قَرِيبا فِي أوقاف الصرغتمشية وَتعرض لَهُ أميره بالغرامة مرّة بعد أُخْرَى وَكَاد أَن يتضعضع. إِبْرَاهِيم صارم الدّين بن نَاصِر الدّين بن الحسام الصقري. مضى فِيمَن أَبوهُ مُحَمَّد. إِبْرَاهِيم ابْن أخي ابْن الزَّمن. هُوَ ابْن عبد الْكَرِيم بن عمر. مضى. إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْفراء نزيل الْمدرسَة الصالحية من الْقَاهِرَة وَيعرف بِابْن الأبله رجل صَالح منور سليم الْفطْرَة صحب ابْن زكنون وَأَبا شعر وَابْن دَاوُد وَغَيرهم من سَادَات الْحَنَابِلَة وعادت عَلَيْهِ بركتهم وَحفظ عَنْهُم آدابا وفضائل وَقدم الْقَاهِرَة فقطن صالحيتها وَلم يعْدم من يحسن لَهُ لسذاجته عمل الكيمياء بزعمهم فَكَانَ ينْفد مَا يحصله من كد يَمِينه) وَغَيره فِي ذَلِك بِحَيْثُ يصير مملقا وَرُبمَا ليم فِي ذَلِك وَهُوَ لَا ينكف وَكَذَا كَانَ يعْتَقد تملك ابْن عُثْمَان ملك الرّوم الديار المصرية ويترجى التَّوَصُّل لحقه الَّذِي كَانَ سَببا لمجيئه الْقَاهِرَة وَلم يحصل مِنْهُ على طائل وَلَا يعْدم من يمشي مَعَه على سَبِيل المماجنة فِي حقية ذَلِك وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ فِي الْخَيْر بمَكَان وعَلى ذهنه فَوَائِد. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بالبيمارستان المنصوري وَدفن بجوار الشَّمْس الأمشاطي وَهُوَ مِمَّن كَانَ يَعْتَقِدهُ وَيحسن إِلَيْهِ

كثيرا مَعَ انكاره عَلَيْهِ مَا قَدمته بِحَيْثُ كَانَ يَقُول لَهُ أود لَو تيَسّر لي مَا تنفقه فِي هَذِه المحنة من كدك لآكل مِنْهُ أَو نَحْو هَذَا وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. إِبْرَاهِيم بن الْأَصْبَهَانِيّ الْخياط أحد المعتبرين فِي صَنعته مَعَ خير وعصبية ومحافظة على الصَّلَوَات واعتقادا للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ. مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين بعد أَن عرض لَهُ فِي رجلَيْهِ مَا اقْتضى عدم مَشْيه إِلَّا الْيَسِير مُعْتَمدًا على الْعَصَا وَكَانَت ورشته تجاه الْمَسْجِد الَّذِي جدده الاستادار تغري بردي من الخشابين رَحمَه الله. إِبْرَاهِيم برهَان الدّين بن البحلاق البعلي الْحَنْبَلِيّ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْفِقْه قَاضِي بَلَده الصَّدْر عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد اليونيني وَغَيره وَكَانَ شيخ الْحَنَابِلَة ومدرسهم ومفتيهم هُنَاكَ. مَاتَ بهَا فِي الْعشْر الْأَوْسَط من شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين وَيُقَال إِنَّه سمع كثيرا. إِبْرَاهِيم بن الْبَقَّال. يَأْتِي قَرِيبا فِي إِبْرَاهِيم السلماسي. إِبْرَاهِيم برهَان الدّين بن التقي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ أحد نواب الحكم بِدِمَشْق. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين. أرخه ابْن اللبودي. إِبْرَاهِيم بن الجندي أحد مؤذني الركاب وَهُوَ بالمفتي أشهر. مَاتَ فِي أَوَائِل سنة خمس وَسبعين وَكَانَ صُحْبَة الْعَسْكَر. إِبْرَاهِيم بن الْحَمَوِيّ. فِي ابْن مَحْمُود بن عبد الرَّحِيم بن أبي بكر. إِبْرَاهِيم بن خطيب عذراء. فِي ابْن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عمر. إِبْرَاهِيم بن قنديل. يَأْتِي قَرِيبا فِي إِبْرَاهِيم الشَّامي. إِبْرَاهِيم أَبُو إِسْحَاق الْمُقِيم بَين الطواحين تَحت قنطرة قديدار وَيعرف بِابْن الزيات كَانَ مُعْتَقدًا معدودا فِي المجاذيب مَقْصُودا بالزيارة ويحكي عَنهُ زواره كثيرا من الْكَشْف والخوارق. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشر ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِمحل إِقَامَته وَدفن هُنَاكَ. ذكره ابْن) الْمُنِير وَغَيره. إِبْرَاهِيم سعد الدّين القبطي الناصري وَيعرف بِابْن الْمرة كَانَ خدم فِي جِهَات وَولي نظر الدِّيوَان الْمُفْرد فِي الْأَيَّام الأشرفية برسباي ثمَّ صرف وَولي نظر بندر جدة وَحصل مِنْهَا ثروة زَائِدَة ودام فِيهِ مُدَّة واشتهر بِهِ وعد فِي الرؤساء بعد أَن كَانَ يخْدم فِي دواوين الْأُمَرَاء كأركماش الجلباني نَاظر طرابلس وَكَانَ يَحْكِي أَنه ضبط المتحصل من مكس الْقطن الموسوق للفرنج بميناء طرابلس

فِي بعض السنين فجَاء نَحْو ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَذَلِكَ شَيْء غَرِيب واتصل فِي رياسته بالتزوج بِأم الزيني بن مزهر فِي صغره وَكَانَ كَرِيمًا بل مُسْرِفًا محبا فِي الْفَخر مَذْكُورا ببر وَخير فِي الْجُمْلَة بِحَيْثُ أَنه جدد جَامع جدة بل وَجعل على جلّ المراكب شَيْئا يُؤْخَذ مِنْهُم فِي كل سنة لمصالحه وَكَانَ هَذَا من حَسَنَاته. وَأورد لَهُ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه صَالح الْعَرَب فِي قَضِيَّة اتّفقت لَهُ فِي طَرِيق الْحجاز بِمِائَة دِينَار أَو أَكثر وَآل أمره إِلَى أَن تعطل وخمل وافتقر بِحَيْثُ احْتَاجَ إِلَى سُؤال النَّاس حَتَّى مَاتَ وَقد قَارب السّبْعين بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الْخَمِيس عَاشر ربيع الآخر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَتصدق عَلَيْهِ بالكفن وَذكره المقريزي بِاخْتِصَار جدا. إِبْرَاهِيم بن برهَان الدّين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الملاح. فِي ابْن عَليّ. إِبْرَاهِيم بن المهندس التَّاجِر فِي سوق أَمِير الجيوش. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشري شَوَّال سنة إِحْدَى وَسبعين. إِبْرَاهِيم برهَان الدّين الْحلَبِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي النَّحْوِيّ أَظُنهُ ابْن حُسَيْن بن يُوسُف بن هبة الله كَانَ يَحْكِي أَنه كَانَ فِي أول أمره حدادا وَأَن أُصْبُعه أُصِيب فِيهَا وَأَنه كَانَ يحسن التِّجَارَة وَنَحْوهَا ثمَّ أقبل على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وتميز فِي الْعَرَبيَّة والفرائض والحساب تميزا نسبيا وَسمع على الْبُرْهَان الْحلَبِي ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَأخذ فِيهَا عَن التقي الشمني وَغَيره ودرب ولدا لَهُ فِي الْإِعْرَاب وَكَانَ يستصحبه مَعَه للأكابر فيعرب بحضرتهم مَا يقترح عَلَيْهِ فَذكر بَينهم لذَلِك وَصَارَ يتَرَدَّد للزيني بن مزهر وَغَيره من الرؤساء وَأَبْنَائِهِمْ كَابْن حجي وَابْن الْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الْأَشْقَر وَابْن الشّحْنَة وَابْن نَاظر الْخَاص فيتدربون بِهِ وَله جامكية عِنْد كل مِنْهُم وَرُبمَا تقرر فِي بعض الْجِهَات كالبيبرسية والجمالية بعنايتهم بِحَيْثُ تمول من ذَلِك وَغَيره لقلَّة مصروفه وَوجد لَهُ فِيمَا بَلغنِي نَحْو ألف دِينَار مِمَّا لم يكن يظنّ بعضه. مَاتَ فَجْأَة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي) عشر الْمحرم سنة خمس وَسبعين وَتكلم بعد مَوته فِي عقيدته وَلم يكن بالنير لكنه كَانَ لين الْجَانِب مَعَ جمود وَنقص فهم وَالله أعلم بِحَقِيقَة أمره. إِبْرَاهِيم برهَان الدّين الدِّمَشْقِي الْمَالِكِي باني الْحمام شَرْقي مَسْجِد الْقصب من دمشق. مَاتَ فِي سَابِع ربيع الآخر سنة سبع وَخمسين وَدفن بمقبرة بَاب توما رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم برهَان الدّين الدمياطي نَاظر الْمَوَارِيث. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان. أرخه الْعَيْنِيّ. إِبْرَاهِيم برهَان الدّين الزرعي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْآتِي. مَاتَ

قبل وَلَده بسنوات لَعَلَّه بعيد السّبْعين وَقد أسن وَكَانَ فَقِيها وَرُبمَا أنكر على وَلَده اشْتِغَاله بالعقليات وَنَحْوهَا فَكَانَ ابْنه يَقُول أَنه كبر كَأَنَّهُ يلمح بخرفه. إِبْرَاهِيم برهَان الدّين السنهوري الْمَالِكِي شيخ تَلا عَلَيْهِ لأبي عَمْرو النُّور عَليّ الطنباوي وَقَالَ لَهُ أَنه كَانَ عَالما بالقرآآت نحويا أصوليا فرضيا وَمَا رَأَيْت من ذكره غَيره. إِبْرَاهِيم برهَان الدّين صَاحب سيواس كَذَا سَمَّاهُ ابْن خطيب الناصرية وَهُوَ غلط وَصَوَابه أَحْمد قَالَ شَيخنَا ويتعجب من خفائه عَلَيْهِ. إِبْرَاهِيم برهَان الدّين الْحَنْبَلِيّ الصَّواف. مضى فِي ابْن عمر. إِبْرَاهِيم برهَان الدّين الْفَزارِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. وَكَانَت لَدَيْهِ فَضِيلَة فِي الْفِقْه وَغَيره وَيقْرَأ عَلَيْهِ صغَار الطّلبَة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشري شعْبَان سنة ثَلَاث وَخمسين. أرخه ابْن اللبودي. إِبْرَاهِيم برهَان الدّين انقيراوي الْحِمصِي الشَّافِعِي أَخذ عَن الْجمال بن خطيب المنصورية وَغَيره وَكَانَ من نظراء بلديه الْبَدْر بن العصياتي درس وَأفْتى وانتفع بِهِ جمَاعَة. مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين. إِبْرَاهِيم سعد الدّين أَبُو غَالب بن عُوَيْد السراج. فِي الكنى. إِبْرَاهِيم سعد الدّين بن نَاظر الْجَيْش وخال الولوي بن تَقِيّ الدّين البُلْقِينِيّ. مضى فِي ابْن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف. إِبْرَاهِيم صارم الدّين الشهابي وَالِي ثغر أسوان قَتله أَوْلَاد الْكَبِير فِي سنة إِحْدَى وَاسْتقر عوضه مقبل أحد المماليك السُّلْطَانِيَّة.) إِبْرَاهِيم صارم الدّين الذَّهَبِيّ الدِّمَشْقِي أحد قراء السَّبع كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعه قَوْله: (وللشامة السَّوْدَاء فِي سرة الَّذِي ... هويت معَان فائقات مدققه) (كنقطة مسك فَوق حقة مرمر ... فَإِن أنكروها قلت فَهِيَ محققه) وَقد حج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين موسميا. إِبْرَاهِيم الأبودري الْمَالِكِي. هُوَ ابْن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن مضى. إِبْرَاهِيم الأخضري المغربي. مضى فِي ابْن مُحَمَّد. إِبْرَاهِيم الاصفاني المهتار زوج ابْنة الْعِزّ عبد الْعَزِيز الزمزمي مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بِمَكَّة. إِبْرَاهِيم الْبَاجِيّ ثمَّ التّونسِيّ إِمَام متميز فِي الْفَرَائِض مشارك فِي غَيرهَا مَعَ

تقشف وتقلل وولاه عُثْمَان الْعَدَالَة فباشرها وَلم تطل مدَّته بل مَاتَ قريب التسعين. أفادنيه ابْن حَاتِم وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ. إِبْرَاهِيم البلباسي قَاضِي طرابلس. ذكره ابْن عزم مُجَردا. إِبْرَاهِيم اللملوسقي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أحد الْفُضَلَاء فِي مَذْهَب الشَّافِعِي مَعَ الدّين والخط الْحسن والانجماع. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث. إِبْرَاهِيم التازي المغربي كَانَ صَالحا عَالما لَهُ قصائد بديعة. مَاتَ فِي سنة سِتّ سِتِّينَ. أرخه لي بعض فضلاء المغاربة. إِبْرَاهِيم البرشكي التّونسِيّ. مِمَّن أَخذ عَنهُ القَاضِي عبد الْقَادِر بِمَكَّة الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا. إِبْرَاهِيم الحتاتي مضى فِي ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد. إِبْرَاهِيم الحصحاص قَاضِي سوسه. ذكره ابْن عزم هَكَذَا. إِبْرَاهِيم الْخُدْرِيّ. فِي الأخضري وَأَنه ابْن مُحَمَّد. إِبْرَاهِيم الخنجي. فِي ابْن مُحَمَّد بن مبارز بن مُحَمَّد. إِبْرَاهِيم الرَّمْلِيّ نِسْبَة لرملة أتريب من الشرقية ويشهر بِعَبْد ربه أحد جمَاعَة أبي عبد الله الْعمريّ ثمَّ مَدين. مَاتَ بخلوته من جَامع الزَّاهِد فِي صفر سنة ثَمَان وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ وَقت صَلَاة الْجُمُعَة ثمَّ دفن بتربة الْجَامِع الْمُجَاورَة لخلوته وَشهد دَفنه جمَاعَة كَثِيرُونَ وَكَانَ مِمَّن) يذكر بالصلاح وَرُبمَا لقن الذّكر مَعَ إِنْكَار بعض رفقائه عَلَيْهِ ذَلِك رَحمَه الله وإيانا. إِبْرَاهِيم الزايرجي نزيل دمياط. مَاتَ فِي إِبْرَاهِيم الزرعي الدِّمَشْقِي. مضى قَرِيبا فِي الملقبين ببرهان الدّين. . إِبْرَاهِيم الزواوي. هُوَ ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يحيى. إِبْرَاهِيم السطوحي الميداني أحد المعتقدين. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَدفن بزاويته بميدان الْقَمْح ظَاهر بَاب القنطرة من الْقَاهِرَة. أرخه الْمُنِير. إِبْرَاهِيم السلماسي الصُّوفِي وَيعرف بِابْن الْبَقَّال مِمَّن انْتفع بِهِ فِي التصوف ابْن الشماع وعظمه جدا وَوَصفه بسيدي ومرشدي مرشد الْخلق أبي الْحق الشَّيْخ

الإِمَام الْقُدْرَة الْكَامِل برهَان الْملَّة وَالدّين وَقَالَ أَنه أَخذ عَن الْمُحَقق عماد الدّين إِسْمَاعِيل عَن الإِمَام الرفيع الْمقَام عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل عَن الْعَارِف أبي الْعَبَّاس أَحْمد الكوربار عَن الشَّيْخ لالا وَالْمجد الْبَغْدَادِيّ عَن النَّجْم الْكُبْرَى انْتهى. وَيحْتَاج إِلَى تَحْرِير وَقَالَ أَيْضا أَن صَاحب التَّرْجَمَة أَخذ عَن الشَّيْخ عبد الله العجمي الَّذِي عمر مائَة سنة وَهُوَ عَن الشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلي وَهَذَا شَيْء لَا يعتمده أهل الحَدِيث. إِبْرَاهِيم السنهوري الْمَالِكِي. مضى فِي الملقبين ببرهان الدّين قَرِيبا. إِبْرَاهِيم السيروان. مَاتَ فِي مستهل سنة أَربع وَسِتِّينَ. إِبْرَاهِيم الشَّامي أحد التُّجَّار يعرف بِابْن قنديل. مَاتَ بِمَكَّة فِي سَابِع رَجَب سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بعد أَن أوصى بميراث مِنْهَا للعدول بِمِائَة دِينَار بل أحضر جمَاعَة فرق عَلَيْهِم البُخَارِيّ من ريعه وَهُوَ ضَعِيف وَأعْطى كلا مِنْهُم دينارين وَجَاء الْوَلَد فنازع العذول واتهمه ثمَّ كف. إِبْرَاهِيم صَاحب سيواس. مضى قَرِيبا فِي الملقبين برهَان الدّين وَأَن صَوَابه أَحْمد. إِبْرَاهِيم صَاحب شماخي وَتلك النواحي قدم حلب صُحْبَة تمرلنك لما دخل إِلَى الْبِلَاد الشامية فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده وَاسْتمرّ حاكمها فَلَمَّا ملك قرا يُوسُف توريز وَمَا والاها جمع عساكره وتهيأ لقتاله فَكَانَت الكسرة عَلَيْهِ وَلَكِن بعد أَن أمْسكهُ قرا يُوسُف أطلقهُ وَأَعْطَاهُ بِلَاده فَتوجه إِلَيْهَا وَاسْتمرّ تَحت طَاعَته حَتَّى مَاتَ بعد سنة عشْرين أَو فِي حُدُودهَا. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَكَذَا شَيخنَا فِي أنبائه لَكِن بِاخْتِصَار جدا. إِبْرَاهِيم الصَّواف الْحَنْبَلِيّ. فِي ابْن عمر. إِبْرَاهِيم الطنساوي أحد المباشرين. مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق. إِبْرَاهِيم العجلوني اثْنَان اسْم أَبِيهِمَا أَحْمد بن حسن فأحدهما اسْم جده حسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَالْآخر حسن بن خَلِيل بن مُحَمَّد. إِبْرَاهِيم العجمي الكتبي. مضى فِي ابْن إِسْمَاعِيل بن مُوسَى. إِبْرَاهِيم العجمي الكهنفوشي خَليفَة الشَّيْخ عَليّ كهنفوشي الْآتِي. مَاتَ يَوْم الْأَحَد تَاسِع جُمَادَى الأولى سنة تسع وَخمسين وَدفن بزاويته بِقرب المطبق. ذكره الْمُنِير. إِبْرَاهِيم الغنام رجل فِي نواحي الحسينية من الْقَاهِرَة مُعْتَقد للخاصة والعامة مَشْهُور بالصلاح. مَاتَ هُنَاكَ وَقد عمر فِي يَوْم الْخَمِيس مستهل ربيع الآخر سنة سبعين وَصلى عَلَيْهِ الشّرف الْمَنَاوِيّ على بَاب جَامع الأنور عِنْد خَان السَّبِيل

من الحسينية فِي جمع حافل وَرَجَعُوا بِهِ إِلَى منزله فَدفن فِي قبر أعده لَهُ هُنَاكَ فِي حَيَاته وَكنت مِمَّن رَآهُ وَهُوَ يَسُوق غنم المعزى وَيبِيع لَبنهَا ودعا لي رَحمَه الله ونفعنا ببركاته. قلت لَا شكّ فِي صَلَاحه وَقد رَأَيْته مَالا أحصيه كَثْرَة لكَون مَسْكَنه بِالْقربِ من الخطة الَّتِي بهَا مَحل سكني وَكَانَ كثير الْمحبَّة لي والإقبال عَليّ بِحَيْثُ أَنِّي كلما اجْتمعت بِهِ يُبَادر بِالدُّعَاءِ لي مَعَ مزِيد البشاشة وإيناسه بِالْحَدِيثِ معي وَتَبَسم وَقد عَادَتْ عَليّ نفحاته وَبَرَكَاته ونفعني دعاؤه وَكنت أُصَلِّي مَعَه الْجُمُعَة غَالِبا بِجَامِع الأنور وأستأنس بجلوسي مَعَه رَغْبَة فِي دُعَائِهِ واغتناما لرُؤْيَته وَكَانَ يُقَال أَنه صَاحب الْوَقْت بِحَيْثُ أَن الشَّيْخ إِبْرَاهِيم المتبولي كَانَ حِين نُزُوله بِظَاهِر الحسينية يجْتَمع بِهِ كَمَا سبق فِي تَرْجَمته وَمَا علمت تردده لأحد من بني الدُّنْيَا وَلَا قبُوله من أحد شَيْئا مَعَ التَّوَاضُع وَالسُّكُوت وتلطف معي مرّة بعد صَلَاتي بجانبه عيد الْأَضْحَى فِي قَضِيَّة فاعتذرت لَهُ بِمَا يَمْنعنِي من فعلهَا فَقبل عُذْري وَقَالَ راحتك عِنْدِي مُقَدّمَة على السَّائِل فِيهَا أَو نَحوه وَكَانَ يترحم على وَالِدي حِين اجتماعي بِهِ وَرُبمَا أثنى عَليّ فَأسر بذلك رَحمَه الله تَعَالَى وَأعَاد عَليّ من بركته وَالله تَعَالَى أعلم. إِبْرَاهِيم الفرنوي أحد الْكتاب. فِي ابْن يُوسُف بن عِيسَى. إِبْرَاهِيم الْقَزاز الْمُقْرِئ قَرَأَ عَلَيْهِ عبد الْقَادِر الطوخي الْقُرْآن لأبي عَمْرو وَابْن كثير. إِبْرَاهِيم الْكرْدِي. اخْتلف فِي اسْم أَبِيه فَقيل خَلِيل وَقيل عبد الْكَرِيم وَتقدم فِي ابْن عبد الْكَرِيم. إِبْرَاهِيم اثْنَان ابْن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الإِمَام وَابْن مُوسَى بن بِلَال المقرى. إِبْرَاهِيم الكلبشي. فِي ابْن مُحَمَّد. إِبْرَاهِيم الماقريزي الْحلَبِي شيخ قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن صاحبنا الْبُرْهَان القادري فِي ابْتِدَائه وَمَا علمت شَيْئا من خَبره. إِبْرَاهِيم المتبولي. هُوَ ابْن عَليّ بن عمر. إِبْرَاهِيم المغربي الشهير بالحاج لكَونه كَانَ يغْضب مِنْهَا فَصَارَت لقبا لَهُ كَانَ من قراء السَّبع مِمَّن قَرَأَ على مَيْمُون إِمَام الفخار مَعَ صَلَاح وَخير. مَاتَ فِي سنة سبع وَسِتِّينَ. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة. إِبْرَاهِيم الملكاوي. لَهُ ذكر فِي عمر بن عبد الله بن عمر بن دَاوُد وَهُوَ ابْن مُحَمَّد بن رَاشد. إِبْرَاهِيم النَّاجِي. فِي ابْن مُحَمَّد بن مَحْمُود.

ذكر الأحمدين

إِبْرَاهِيم الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ شيخ أَخذ عَنهُ الْبُرْهَان بن ظهيرة بِمَكَّة الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان وأجوز أَن يكون الْكرْدِي فَالله أعلم. أبرك الْحكمِي أحد أُمَرَاء دمشق تنقل بعد أستاذ جكم المتغلب على حلب إِلَى أَن صَار فِي الْأَيَّام الأشرفية برسباي من أَعْيَان الخاصكية ثمَّ نقل إِلَى طبلخاناة دمشق حَتَّى مَاتَ بهَا ظنا قبيل الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَكَانَ مُسْرِفًا على نَفسه عَفا الله عَنهُ. أبرك الأشرفي برسباي أحد العشرات من نَاحيَة جَامع طولون. مَاتَ فِي حادي عشر الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَانَ شريرا. اجترك القاسمي فِي مُشْتَرك. أَجود بن زامل الْعقيلِيّ الجبري نِسْبَة لجد لَهُ اسْمه جبر وَلذَا يُقَال لَهُ ولطائفته بَنو جبر النجدي الأَصْل الْمَالِكِي مولده ببادية الحسا والقطيف من الشرق فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَقَامَ أَخُوهُ سيف على آخر وُلَاة الجراونة بقايا القرامطة حِين رام قَتله وَكَانَ الظفر لسيف بِحَيْثُ قَتله وانتزع الْبِلَاد الْمشَار إِلَيْهَا وملكها وَسَار فِيهَا بِالْعَدْلِ فدان لَهُ أَهلهَا وَلما مَاتَ خَلفه أَخُوهُ هَذَا بل اتسعت لَهُ مَمْلَكَته بِحَيْثُ ملك الْبَحْرين وعمان ثمَّ قَامَ حَتَّى انتزع مملكة هرموز ابْن أَخ لصرغل كَانَ اسْتَقر فِيهَا بعد موت أَبِيه وضيق على الابْن الْمشَار إِلَيْهِ وَصَارَ صرغل يبْذل لَهُ مَا كَانَ يبذله لَهُ أَخُوهُ أَو أَزِيد وَصَارَ رَئِيس نجد ذَا أَتبَاع يزِيدُونَ على الْوَصْف مَعَ فروسية تعدّدت فِي بدنه جراحات كَثِيرَة بِسَبَبِهَا وَله إِلْمَام بِبَعْض فروع) الْمَالِكِيَّة واعتناء بتحصيل كتبهمْ بل اسْتَقر فِي قَضَائِهِ بِبَعْض أهل السّنة مِنْهُم بعد أَن كَانُوا شيعَة وَأَقَامُوا الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وَأكْثر من الْحَج فِي أَتبَاع كثيرين يبلغون آلافا مصاحبا للتصدق والبذل وَغَيرهم. أَفَادَ حَاصله السَّيِّد السمهودي وَبَالغ معي فِي شَأْنه وَهُوَ مِمَّن يكثر الْبَذْل لَهُ. أَجود بن سيف بن زامل الجبري. مَاتَ فِي أجيرك فِي جيربك بِدُونِ همز. (ذكر الأحمدين) أَحْمد بن آق برس بِالسِّين الْمُهْملَة آخِره وَرُبمَا قلبت صادا ابْن بلغاق بن كنجك ابْن نَار قمس الْمسند شهَاب الدّين الْخَوَارِزْمِيّ الكنجي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي وَرَأَيْت شَيخنَا فِي فَوَائِد أبي بكر بن أبي الهيتم من فهرسته قطع حُرُوف نسبته

وضبطها ك ن ج ك ى. ولد سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسمع من إِسْحَاق بن يحيى الْآمِدِيّ وَمُحَمّد بن عبد الله بن الْمُحب وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سبع وَعشْرين الختني والدبوسي ووجيهة وَابْن القماح والمزي والبرزالي وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الواني وَغَيرهم من المصريين والشاميين. وروى لنا عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم الزين شعْبَان وَابْن عَمه شَيخنَا وَقَالَ أَنه كَانَ حسن الْخلق خيرا وَكَذَا سمع مِنْهُ من شُيُوخنَا الْعِزّ عبد السَّلَام الْقُدسِي وَذكره المقريزي فِي عقوده. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وجده ذكره القطب الْحلَبِي فِي تَارِيخ مصر وَأَنه سمع من عبد الدَّائِم. وَمَات بِمصْر سنة تسع وَسَبْعمائة. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب الشهَاب ولقبه شَيخنَا بالضياء أَبُو الْعَبَّاس المرشدي الفوي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي سبط الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمُعْطِي وأخو الْجمال مُحَمَّد والجلال عبد الْوَاحِد. ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَحضر بهَا فِي الْخَامِسَة على الْعِزّ بن جمَاعَة منسكه الْكَبِير وتساعياته الْأَرْبَعين وَغير ذَلِك وعَلى اليافعي الصَّحِيح وَسمع على الزين بن الْقَارِي جُزْء ابْن الطلاية وعَلى جده لأمه صَحِيح ابْن حبَان وَغير ذَلِك وعَلى زَيْنَب ابْنة أَحْمد بن مَيْمُون التّونسِيّ والأختين أم الْحسن وَأم الْحُسَيْن الْمُسَمَّاة كل مِنْهُمَا فَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن الرضي الطَّبَرِيّ فِي آخَرين بل ذكر أَنه سمع بِالْقَاهِرَةِ من ابْن الشَّهِيد نظم السِّيرَة لَهُ وبدمشق من الْمُحب الصَّامِت الْكثير وَأَجَازَ لَهُ بن رَافع والأسنائي والبهاء السُّبْكِيّ والكمال بن حبيب وَعمر بن إِبْرَاهِيم النقبي وَابْن قواليح وَابْن الهبل وَابْن النَّجْم) وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالتقي بن فَهد وولديه والأبي والبرهان بن ظهيرة. وَمَات فِي ظهر يَوْم الْجُمُعَة رَابِع ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة بعد أَن أضرّ وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر ثمَّ دفن بالمعلاة وَكَانَت جنَازَته حافلة وَهُوَ مِمَّن ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وَقَالَ أجَاز لأولادي بإفادة المراكشي وَقَالَ فِي أنبائه أَنه حدث قبل مَوته بِسنة بشرح السّنة لِلْبَغوِيِّ بإجازته من بعض شُيُوخه وَمن قبل مَوته بِشَهْر بالشمائل بإجازته من الصّلاح. وأرخ مولده سنة سِتِّينَ ووفاته يَوْم الْخَمِيس وَالْأول فيهمَا أثبت. وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن ثَابت الشهَاب النابلسي الْمَاضِي أَبوهُ. نَشأ فحفظ الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وَعرض على الزين خطاب وَغَيره واشتغل

فِي الْعَرَبيَّة على أبي الْعَزْم الحلاوي ولازم خطابا والنجم بن قَاضِي عجلون وَنَشَأ متصونا مَعَ صباحة وَجهه وَلما اسْتَقر أَبوهُ فِي الْوكَالَة كَانَ هُوَ وَكيل السُّلْطَان بِدِمَشْق وراج أمره فِي ذَلِك بِحَيْثُ لم يكن لنائبها فَمن دونه مَعَه كَلَام وزاحم أَبَاهُ بل رُبمَا فاقه فِي جمع الْأَمْوَال وَنَحْوهَا إِلَى أَن أرسل إِلَيْهِ قبل مسك أَبِيه بأيام من قبض عَلَيْهِ وأودعه فِي الْحَدِيد واستخلص مِنْهُ بِالضَّرْبِ وَغَيره مَا لَا يضْبط إِلَى أَن مَاتَ فِي أثْنَاء ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بل قيل أَنه طعن نَفسه وَلم يبلغ خمْسا وَعشْرين سنة. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن رَجَب شهَاب الدّين البقاعي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْأَعْرَج ابْن أُخْت القَاضِي تَاج الدّين والماضي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الزُّهْرِيّ. ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بالبقاع العزيزي وانتقل صُحْبَة وَالِده إِلَى دمشق فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن والمنهاجين الفرعي والأصلي لشعبان الآثاري وعرضها على الشَّمْس الكفيري واللوبياني وَغَيرهمَا وتلا الْقُرْآن على الشّرف صَدَقَة بن سَلامَة الضريري والزين بن اللبان وَعبد المحسن النيني وَأخذ فِي الْفِقْه عَن خَاله التَّاج والبرهان بن خطيب عذراء وَكَذَا عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ حِين إِقَامَته بِدِمَشْق وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الشَّمْس البصروي وَفِي الْأُصُول عَن الشّرف بن مُفْلِح وَسكن صفد مَعَ وَالِده مُدَّة ثمَّ سَافر إِلَى الْقَاهِرَة فَسمع بهَا الوَاسِطِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ والكلوتاتي والْعَلَاء بن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَآخَرين وتنزل فِي صوفية الباسطية بهَا وقتا وَقَرَأَ البُخَارِيّ عِنْد الْغَرْس خَلِيل السخاوي وناب فِي الْقَضَاء بهَا عَن الْهَرَوِيّ ثمَّ عَن شَيخنَا ثمَّ بصفد عَن أَبِيه ثمَّ اسْتَقل بهَا بعد مَوته وعزل مِنْهَا مرَارًا وَكَذَا بَاشر الْقَضَاء بأماكن كالرملة وحماة وطرابلس وغزة وحلب فَلم تحمد سيرته فِيهَا خُصُوصا حلب فَإِنِّي كنت فِيهَا حِين كَونه قَاضِيا بهَا فَسمِعت من أعيانها فَمن دونهم فِي وَصفه كل عَجِيب وَهُوَ الْحَاكِم بهدم بعض بَيت ابْن الشّحْنَة بعناية بعض الْأَعْيَان وَقد عرض عَلَيْهِ الصّلاح الطرابلسي الْحَنَفِيّ محافيظه فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَظنهُ كَانَ حِينَئِذٍ قاضيهم. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مِمَّن لم يذكر بِعلم وَلَا دين بل يُوصف بنقيضهما مَعَ خبث الطوية وإزراء الْهَيْئَة والتجاهر بالرشا والإقدام وَآل أمره إِلَى أَن صَار مطرحا مهملا

دائرا على قَدَمَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ الْأمين الأقصرائي وَأسْندَ وَصيته إِلَيْهِ وَإِلَى النوري الانبابي نَائِب كَاتب السِّرّ وَكَانَ جَاره وَترك أما لَهُ مُسِنَّة وَلم يخلف ولدا وَلَا زَوْجَة عَفا الله عَنهُ وإيانا. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن غَنَائِم شهَاب الدّين البعلي الْمدنِي ثمَّ القاهري الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ أَبُو الْفَتْح وَيعرف بِابْن علبك وَهُوَ لقب لجده أَحْمد القادم الْمَدِينَة وَكَأَنَّهُ مُخْتَصر من بعلبك ولد سنة تسعين وَسَبْعمائة أَو قبلهَا بِيَسِير بِالْمَدِينَةِ وَسمع على الْبُرْهَان بن فَرِحُونَ وَابْن صديق والزين المراغي وَالْعلم سُلَيْمَان السقا فِي سنة سبع وَتِسْعين وَقبلهَا وَبعدهَا حَتَّى فِي سنة خمس عشرَة وتحول إِلَى الْقَاهِرَة بعد موت أَبِيه فقطنها وداخل رؤساءها فترقى فِي الحشمة وَركب الْخُيُول النفيسة وَاسْتمرّ بهَا إِلَى أَن مَاتَ بعد الْخمسين ظنا وَورثه شقيقه أَبُو الْفَتْح الْمشَار إِلَيْهِ. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الحتاتي بِمُهْملَة ومثناتين مخففا التَّاجِر ابْن التَّاجِر مِمَّن كَانَ يزاحم طلبة الْعلم ويحضر عِنْد الأبناسي وَنَحْوه وَرُبمَا جَاءَنِي مَعَ سرعَة حَرَكَة وَإِظْهَار تودد وحزم وسافر لمَكَّة فِي التِّجَارَة مرَارًا وجاور. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأسْندَ وَصيته لتاج الدّين بن عبد الْغَنِيّ بن الجيعان وَيُقَال أَنه وجد لَهُ شَيْء كثير بِحَيْثُ خدم مِنْهُ الْملك بِأَلف وَكَانَ قد تزوج عبد الْعَزِيز الْعقيلِيّ ابْنَته وَكَانَ مَوْتهمَا متقاربا. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْبُحَيْرِي الخانكي ثمَّ الْمَكِّيّ. لازمني فِي الْإِمْلَاء وَغَيره بِمَكَّة فِي الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَسبعين. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الهروجي الْهِنْدِيّ القَاضِي لَقِيَنِي بِمَكَّة. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الشهَاب العقبي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي ولد كَمَا ذكر فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَأَرْبَعين فلازم الزين البوتيجي وَسكن عِنْده الْفَاضِلِيَّةِ وَعرف بِهِ وَكتب الْإِمْلَاء عَن شَيخنَا بل وَأخذ عَنهُ فِي شرح الألفية وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ عَن ابْن حسان وَغَيره وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء واختص بِابْن الجريس وقتا وَصَارَ فِي ظله حَتَّى مَاتَ وَبعده تحول إِلَى تعز وَهِي بِالْقربِ من بَلَده وَأقَام بهَا وَصَارَ يحجّ مِنْهَا كل سنة وَنعم الرجل سكونا ومشاركة فِي الْجُمْلَة مَعَ تعفف مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد شهَاب الدّين القوصي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن كَانَ أَبوهُ مَشْهُورا من أهل قوص وَنَشَأ هُوَ بهَا وَولي بهَا عدَّة مناصب

ثمَّ دخل الْيمن فقطنها وناب فِي بعض بلادها عَن الْمجد الشِّيرَازِيّ وَكَانَ كثير الفكاهة قَالَه شَيخنَا فِي مُعْجَمه قَالَ وَذكر لي أَنه سمع من محيي الدّين بن الرَّحبِي بِدِمَشْق فَسمِعت مِنْهُ حَدِيثا وَاحِدًا بِمَدِينَة المهجم علقته فِي البلدانيات وَحج مَعنا فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْيمن وبلغنا أَنه حج أَيْضا. قلت وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار وَهُوَ غير أَحْمد بن عبد الله القوصي الْمصْرِيّ الْآتِي فاتفقا فِي الِاسْم وافترقا فِي النّسَب والبلد. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن هَاشم الشهَاب الْمحلي القاهري ولد قبل الْخمسين وَسَبْعمائة وَسمع على القلانسي أَكثر صَحِيح مُسلم وَأَجَازَ لَهُ سُلَيْمَان بن سَالم الْغَزِّي بل ذكر أَنه سمع عَلَيْهِ عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ أحد الصُّوفِيَّة بالبيبرسية ويتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي بولاق ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَقَالَ أجَاز لأولادي مَاتَ فِي أول سنة خمس وَعشْرين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ. قلت وَهُوَ عَم أبي شَيخنَا الْجلَال الْمحلي وَكَانَ لَهُ ولد اسْمه شمس الدّين مُحَمَّد ولمحمد ابْن اسْمه عبد الْقَادِر مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَتِسْعين. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المرشدي. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن أبي بكر. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس النابلسي وَيعرف بِابْن الدرويش سمع على الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وَغَيره وعَلى ابْن القارى جُزْء ابْن الطلاية والمسلسل بالصف وَحدث سمع ذَلِك مِنْهُ شَيخنَا التقي أَبُو بكر القلقشندي وَغَيره فِي سنة اثْنَتَيْنِ وعاش حَتَّى أجَاز فِي استدعاء فِيهِ ابْن شَيخنَا سنة إِحْدَى وَعشْرين. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن عجلَان الْحُسَيْنِي مِمَّن خَالف على عَمه بَرَكَات وقتا وَرُبمَا هجم مَكَّة وَكَانَت جَوْلَة مَاتَ فِي عشري شَوَّال سنة سِتّ وَسِتِّينَ بِأَرْض خلد وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا. أرخه ابْن فَهد. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن الزموري مَاتَ بعد الْعشْرين أرخه ابْن عزم. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن مُحَمَّد الْحلَبِي الميقاتي مَاتَ بعد الْخمسين ذكره ابْن عزم مُجَردا. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم الشهَاب القليوبي ثمَّ القاهري أَخُو عَليّ الْآتِي مولده بعد الثَّمَانِينَ أَو قبلهَا تَقْرِيبًا وَسمع على المطرزي والتقي الدجوي والشرف بن الكويك فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة مَا حدث من أبي دَاوُد

وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ وَكَانَ أحد الصُّوفِيَّة بِسَعِيد السُّعَدَاء وَمِمَّنْ يتكسب بِبيع الشبارى وَنَحْوهَا مَعَ الْخَيْر ولين الْجَانِب مَاتَ فِي أَوَائِل رَمَضَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان شهَاب الدّين العكاري ثمَّ الطرابلسي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْعلم لكَون جده يلقب علم الدّين تفقه بِبَلَدِهِ على البُلْقِينِيّ وَغَيره ثمَّ دخل دمشق واشتغل بهَا على الْعِمَاد الحسباني ورحل مَعَ الصَّدْر الياسوفي إِلَى حلب فَسمع بهَا بقرَاءَته فِي سنة سبعين على الكمالين مُحَمَّد بن نصر الله بن أَحْمد بن النّحاس وَابْن حبيب وَأحمد بن قطلو وَغَيرهم وَولي قَضَاء عكار وَكَانَت لَدَيْهِ فَضِيلَة ويتكسب من الشَّهَادَة قَالَ الْعَلَاء بن خطيب الناصرية اجْتمعت بِهِ بطرابلس وَكَانَ فَاضلا مَاتَ بطرابلس فِي صفر سنة ثَمَان وَمَا عَلمته حدث. وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب الأبودري الْمَالِكِي وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَعرض الرسَالَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين والعمدة فِي الَّتِي تَلِيهَا فَكَانَ مِمَّن عرض عَلَيْهِ الأبناسي وَابْن الملقن والبلقيني والعراقي وَعبد الْخَالِق عَليّ بن الْفُرَات وأجازوه فِي خلق. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ شهَاب الدّين الْموصِلِي الأَصْل الدِّمَشْقِي نزيل الصالحية وَيعرف بِابْن الخباز سمع من أبي بكر بن الرضي وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ صاحبنا الْحَافِظ غرس الدّين الأقفهسي وَأَظنهُ استجازه لي وَمَات فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى عَن بضع وَثَمَانِينَ سنة قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن صَدَقَة الصَّيْرَفِي وَيعرف بِخِدْمَة السخاوي كتب عني فِي الأمالي وَغَيرهَا وَحصل القَوْل البديع وارتياح الأكباد وَأَشْيَاء من تصانيفي وَله رَغْبَة فِي الْفَائِدَة وَكَانَ فِي أول أمره فِي ثروة فَلم يراع نعمتها فَانْحَطَّ إِلَى غَايَة حَتَّى صَار يخالط أولى المكس بالشَّيْء الْيَسِير مَعَ اشْتِغَاله مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الْمُحب بن الْبُرْهَان بن الْجمال الْمَقْدِسِي بن جمَاعَة أَخُو إِسْمَاعِيل وَمُحَمّد الآتيين اشْتغل وَسمع على جده والتقي القلقشندي وتميز فِي الْفَرَائِض وَاسْتقر فِي ربع الخطابة بالأقصى وَنصف مشيخة التصوف بالصلاحية وَغير ذَلِك وباشر الخطابة وَغَيرهَا وَهُوَ مِمَّن سمع مَعنا هُنَاكَ مَاتَ فِي لَيْلَة السبت خَامِس رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد زَاد على الْخمسين.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْبَصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن الْمُفْرد مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة فِي الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَسبعين الْكثير من القَوْل البديع ومني فِي الأمالي وَغير ذَلِك. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْكرْدِي الصَّالِحِي الحنبيل وَيعرف بِابْن معتوق ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وسمى جده معتوقا وَقَالَ لَقيته بالصالحية فَقَرَأت عَلَيْهِ صفة الْجنَّة لأبي نعيم بِسَمَاعِهِ لَهُ على عَليّ بن أبي بكر بن حصن الْحَرَّانِي قَالَ وَمَات فِي حِصَار دمشق فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَأَعَادَهُ فِي أبي بكر وَلم ويسمه وسمى جده أَيْضا معتوقا وَأما فِي أنبائه فَسَماهُ أَحْمد وجده عبد الله وَقَالَ الْمَعْرُوف بِابْن معتوق وَأَنه مَاتَ بعد عيد الْفطر وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِدُونِ عبد الله. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْمُهَيْمِن شهَاب الدّين بن فَخر الدّين القليوبي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الشّرف مُحَمَّد الَّاتِي وَيعرف بِابْن الخازن لكَون أَبِيه كَمَا مضى كَانَ خَازِن حَاصِل البيمارستان المنصوري سمع فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِقِرَاءَة شَيخنَا على سارة بن التقي السُّبْكِيّ الْجُزْء الرَّابِع من تَارِيخ أبي زرْعَة الدِّمَشْقِي وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ بعض الطّلبَة وَلم تطب نَفسِي بِالسَّمَاعِ مِنْهُ لما كَانَ متلبسا بِهِ مَعَ أَنه كَانَ يتكسب بِالشَّهَادَةِ على بَاب الكاملية لكنه أجَاز ثمَّ وجدت لَهُ سَماع جُزْء فِيهِ الحَدِيث المسلسل بالأولية من رِوَايَة الْجمال بن الشرائحي عَلَيْهِ أنابه أَبُو الثَّنَاء مَحْمُود المنبجي وَغَيره وَمَات فِي سنة سبع وَخمسين عَفا الله عَنهُ. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن علبك الْمدنِي مضى فِيمَن جده أَحْمد بن غَنَائِم. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الْبُرْهَان الأبناسي الصحراوي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَكَانَ خيرا سَاكِنا متكرما مَعَ تقلل متوددا كثير التِّلَاوَة والتوجه رَاغِبًا فِي الصَّالِحين مِمَّن يشْتَغل أَحْيَانًا عِنْد الزين الأبناسي وَقَرَأَ عَليّ بعض البُخَارِيّ وَولى مشيخة الصُّوفِيَّة بتربة الْأَشْرَف اينال شركَة لِأَخِيهِ ولي الدّين مَاتَ فِي تَاسِع صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ عقب قدومه من الْحَج وَكَانَ توجه مَاشِيا فَلَمَّا وصل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة عجز فأركب ووجع بالبطن فَلم يلبث أَن مَاتَ وَصلى عَلَيْهِ فِي عصر يَوْمه وَدفن عِنْد أَبِيه بتربة الزين عبد الباسط وَلم أقصر بِهِ عَن الْخمسين رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن الْكَمَال مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن الشهَاب ابْن عَالم الْحجاز ورئيسه الْبُرْهَان بن ظهيرة الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. ولد يَوْم الْجُمُعَة عَاشر

ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَأمه نور الصَّباح الحبشية فتاة أَبِيه وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج والألفية وَجمع الْجَوَامِع وَسمع على أَبِيه وَحضر دروس أَخِيه الجمالي وَكَذَا حضر فِي الْإِرْشَاد عِنْد السَّيِّد الْكَمَال بن حَمْزَة حِين جاور فِي سنة سبع وَتِسْعين وَقَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ بعد أَن سمع عَليّ فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده أَشْيَاء وعَلى أَعْيَان فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف وَالْأُصُول. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الْفَقِيه أَبُو الْعَبَّاس العسلقي نِسْبَة إِلَى العمالق طَائِفَة من الْعَرَب الْيَمَانِيّ اشْتغل بِالْعلمِ وتفقه بِأَبِيهِ وبرع فِي الْفِقْه وَغَيره من الْعُلُوم واشتهر بذلك ذكره الأهدل فِي تَارِيخه وَقَالَ كَانَ فَقِيها مجودا للفقه نحويا لغويا مُفَسرًا مُحدثا وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْفِقْه والْحَدِيث وَالتَّفْسِير أَخذه عَن ابْن شَدَّاد بزبيد وَله معرفَة تَامَّة بِالرِّجَالِ والتواريخ وَالسير وَيَد قَوِيَّة فِي أصُول الدّين وَله قصيدة حَسَنَة رد بهَا على يَهُودِيّ فِي مَسْأَلَة الْقدر وَأُخْرَى أَكثر من ثلثمِائة بَيت فِي الرَّد على من يُبِيح السماع وَكَانَ دأبه تدريس الْفِقْه وإسماع الحَدِيث وملازمة الْجَمَاعَة فِي الْمَسْجِد والتلاوة من ثلث اللَّيْل الْأَخير سريع الْكِتَابَة مَعَ جودة الْخط يُقَال أَنه كَانَ ينْسَخ فِي الْيَوْم أَرْبَعِينَ ورقة متجردا من أشغال الدُّنْيَا عاكفا على الْعلم والتحصيل صَاحب نور وهيبة وَيُقَال أَنه كَانَ يعرف الِاسْم الْأَعْظَم. مَاتَ سنة سِتّ عَن سِتّ وَثَمَانِينَ وَقد كف بَصَره وَمَعَ ذَلِك فَلم يتْرك صَلَاة الْجَمَاعَة فِي الْمَسْجِد رَحمَه الله. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن عَليّ الشهَاب أَبُو الْفضل بن الْبُرْهَان الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن الْمحلى التَّاجِر الْمَاضِي أَبوهُ قَالَ شَيخنَا كَانَ شَابًّا حسنا كريم الشَّمَائِل خَفِيف الرّوح وَقَالَ فِي أَبِيه مِنْهُ أَنه بلغ الْغَايَة فِي الْمعرفَة بِأُمُور التِّجَارَة وَدخل الْيمن وَكَانَ بهَا حِين وَفَاة أَبِيه بِمصْر. مَاتَ بعد أَبِيه بِيَسِير بِمَكَّة فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة سِتّ. وَذكره التقي الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة) فَقَالَ: كَانَ وافر الملاة إِلَى الْغَايَة خَبِيرا بِالتِّجَارَة وَفِيه انفعال للخير وَكَانَ صاحبنا الْحَافِظ شهَاب الدّين بن حجر يحضه عَلَيْهِ لمكانته عِنْده وَجَرت لَهُ على يَده صدقَات وَكَانَ يثني عَلَيْهِ بالعفة وَهِي عَجِيبَة من مثله وَكَانَ مبتلي بعلة الصرع وَبهَا مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس عشري ذِي الْقعدَة عَن سِتّ وَعشْرين سنة بعد قدومه من الْيمن باربعة أَيَّام وَكَانَ طلب مِنْهُ ليفوض لَهُ أَمر المتجر السلطاني بِمصْر بعد موت أَبِيه فسبقت الْمنية. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى الشهَاب بن الْبُرْهَان الْقرشِي وَيعرف بِابْن الْبُرْهَان ولي قَضَاء الْقصير وَغَيره من عمل دمشق ثمَّ قَضَاء صفد مرَارًا وَتُوفِّي بهَا فِي يَوْم الْجُمُعَة

ثَالِث عشر رَجَب سنة تسع عشرَة وَقد قَارب الثَّمَانِينَ قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة وَكَانَ قَلِيل الْمعرفَة للفقه حضر عِنْدِي إِلَى مجْلِس الحكم بِدِمَشْق فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَرَأَيْت مِنْهُ ذَلِك زَاد غَيره وَسمع على جمَاعَة كثيرين وَكَانَ أَبوهُ أَيْضا قَاضِيا. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم البسطيني الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده. ولد فِي ثامن رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة بجدة وَأمه حبشية لِأَبِيهِ ثمَّ تحول بعد شهر مَعَ أَبَوَيْهِ لمَكَّة فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والبردة وألفية النَّحْو والمنهاج وَعرض بَعْضهَا على التقي بن قَاضِي عجلون حِين جاور سمع عَليّ بِمَكَّة فِي تِلْكَ الْمُجَاورَة ثمَّ فِي سنة سبع وَتِسْعين الشفا وَالْبُخَارِيّ وَكَذَا سمع بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على الشَّيْخ مُحَمَّد بن أبي الْفرج الشفا بِقِرَاءَة أَبِيه وَبَعض البُخَارِيّ واشتغل فِي النَّحْو وَغَيره عِنْد عيان وَغَيره. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن خَلِيل الشَّيْخ موفق الدّين أَبُو ذَر بن الْحَافِظ الْبُرْهَان أبي الوفا الطرابلسي الأَصْل ثمَّ الْحلَبِي المولد وَالدَّار الشَّافِعِي وَالِد أبي بكر الْآتِي وَهُوَ بكنيته أشهر ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع صفر سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده على أَبِيه والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفيتي الحَدِيث والنحو وَعرض على الْعَلَاء بن خطيب الناصرية فَمن دونه من طلبة أَبِيه وتفقه بالعلاءين الْمَذْكُور وَابْن مَكْتُوم الرَّحبِي وَالشَّمْس السلَامِي وَبِه انْتفع فِيهِ وَفِي الْعَرَبيَّة وَآخَرين وَكَذَا أَخذ الْعَرَبيَّة عَن ابْن الأعزازي وَالشَّمْس الْمَلْطِي والزين الخرزي وَجَمَاعَة وَالْعرُوض عَن صَدَقَة وعلوم الحَدِيث عَن وَالِده وَشَيخنَا وَسمع عَلَيْهِمَا وعَلى غَيرهمَا من شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا وَدخل الشَّام فِي توجهه لِلْحَجِّ فَسمع بهَا على ابْن نَاصِر الدّين وَابْن الطَّحَّان وَابْن الْفَخر الْمصْرِيّ وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحي وَلم) يكثر بل جلّ سَمَاعه على أَبِيه وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة باستدعاء صاحبنا ابْن فَهد وتعاني فِي ابْتِدَائه فنون الْأَدَب فبرع فِيهَا وَجمع فِيهَا تصانيف نظما ونثرا ثمَّ أذهبها حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ عَن آخرهَا وَمن ذَلِك عروس الأفراح فِيمَا يُقَال فِي الراح وَعقد الدُّرَر واللآل فِيمَا يُقَال فِي السلسال وَستر الْحَال فِيمَا قيل فِي الْخَال والهلال المستنير فِي العذار المستدير والبدر إِذا استنار فِيمَا قيل فِي العذار. وَكَذَا تعاني الشُّرُوط وَمهر فِيهَا أَيْضا بِحَيْثُ كتب التوقيع بِبَاب ابْن خطيب الناصرية ثمَّ أعرض عَنْهَا أَيْضا وَلزِمَ الاعتناء بِالْحَدِيثِ وَالْفِقْه وأفرد مبهمات البُخَارِيّ وَكَذَا إعرابه بل جمع عَلَيْهِ تَعْلِيقا لطيفا لخصه من

الْكرْمَانِي والبرماوي وَشَيخنَا وَآخر أخصر مِنْهُ وَله التَّوْضِيح للأوهام الْوَاقِعَة فِي الصَّحِيح ومبهمات مُسلم أَيْضا وقرة الْعين فِي فضل الشَّيْخَيْنِ والصهرين والسبطين وَشرح الشفا والمصابيح وَلكنه لم يكمل والذيل على تَارِيخ ابْن خطيب الناصرية وَغير ذَلِك وأدمن قِرَاءَة الصَّحِيحَيْنِ والشفا خُصُوصا بعد وَفَاة وَالِده وَصَارَ مُتَقَدما فِي لغاتها ومبهماتها وَضبط رجالها لَا يشذ عَنهُ من ذَلِك إِلَّا النَّادِر وَلما كَانَ شَيخنَا بحلب لَازمه واغتبط شَيخنَا بِهِ وأحبه لذكائه وخفة روحه حَتَّى أَنه كتب عَنهُ من نظمه: (الطّرف أحور حوى رقى غنج نُعَاس ... وَقد قد القنا أهيف نضر مياس) (ريقتك مَاء الحيا يَا عاطر الأنفاس ... عذارك الْخضر يَا زيني وَأَنت الياس) وَصدر شَيْخي كِتَابَته لذَلِك بقوله وَكَانَ قد ولع بنظم المواليا وَوَصفه بالامام موفق الدّين وَمرَّة بالفاضل البارع الْمُحدث الْأَصِيل الباهر الَّذِي ضاهى كنيه فِي صدق اللهجة الماهر الَّذِي ناجى سميه فَفَدَاهُ بالمهجة الْأَخير الَّذِي فاق الأول فِي البصارة والنضارة والبهجة أمتع الله الْمُسلمين بِبَقَائِهِ وَأذن لَهُ فِي تدريس الحَدِيث وَأفَاد بِهِ فِي حَيَاة وَالِده وراسله بذلك بعد وَفَاته فَقَالَ وَمَا التمسه أبقاء الله تَعَالَى وأدام النَّفْع بِهِ كَمَا نفع بِأَبِيهِ وبلغه من خيري الدُّنْيَا وَالْآخِرَة مَا يرتجيه من الْإِذْن لَهُ بالتدريس فِي الحَدِيث النَّبَوِيّ فقد حصلت بغيته وحققت طلبته وأذنت لَهُ أَن يقرئ عُلُوم الحَدِيث مِمَّا عرفه ودريه من شرح الألفية لشَيْخِنَا حَافظ الْوَقْت أبي الْفضل وَمِمَّا تلفقه من فَوَائِد وَالِده الْحَافِظ برهَان الدّين تغمده الله تَعَالَى برحمته وَمن غير ذَلِك مِمَّا حصله بالمطالعة واستفاده بالمراجعة وَكَذَا غير الشَّرْح الْمَذْكُور من سَائِر عُلُوم الحَدِيث وَأَن يدرس فِي مَعَاني الحَدِيث كل كتاب قرئَ لَدَيْهِ ويقيد مَا يُعلمهُ من ذَلِك إِذا قَرَأَهُ هُوَ وَسمع عَلَيْهِ وأسأله أَن لَا ينساني من صَالح دعواته فِي مجَالِس الحَدِيث النَّبَوِيّ إِلَى آخر كَلَامه وَقد لَقيته بحلب وَسمع بِقِرَاءَتِي وَسمعت بقرَاءَته بل كتبت عَنهُ من نظمه سوى مَا تقدم مَا أثْبته فِي) مَوضِع آخر وَزَاد اغتباطه بِي وَبَالغ فِي الإطراء لفظا وخطا وَكَانَت كتبه بعد ذَلِك ترد على بالاستمرار على لمحبة وَفِي بَعْضهَا الْوَصْف بشيخنا وَكَانَ خيرا شهما مبجلا فِي ناحيته منعزلا عَن بني الدُّنْيَا قانعا باليسير محبا للانجماع كثير التَّوَاضُع والاستئناس بالغرباء والأكرام لَهُم شَدِيد التخيل طارحا للتكلف ذَا فَضِيلَة تَامَّة وذكاء مفرط واستحضار جيد خُصُوصا لمحافيظه وحرص على صون كتب وَالِده قل أَن يُمكن

أحدا مِنْهَا بل حسم الْمَادَّة فِي ذَلِك عَن كل أحد حَتَّى لَا يتَوَهَّم بعض أهل بَلَده اخْتِصَاصه بذلك وَرُبمَا أَرَاهَا بعض من يَثِق بِهِ بِحَضْرَتِهِ ومسه مزِيد الْأَذَى من بعض طلبه وَالِده وَصرح فِيهِ بِمَا لَا يَلِيق وَلم يرع حق أَبِيه وَلَكِن لم يُؤثر ذَلِك فِي وجاهته قَالَ البقاعي وَله حافظة عَظِيمَة وملكة فِي تنميق الْكَلَام وتأديته على الْوَجْه المستظرف قَوِيَّة مَعَ جودة الذِّهْن وَسُرْعَة الْجَواب وَالْقُدْرَة على اسْتِخْرَاج مَا فِي ضَمِيره يذاكر بِكَثِير من المبهمات وغريب الحَدِيث قَالَ وبيننا مَوَدَّة وصداقة وَقد تولع بنظم الْفُنُون حَتَّى برع فِي المواليا وأنشدني من نظمه كثيرا وسَاق مِنْهُ شَيْئا وَوَصفه فِي مَوضِع آخر بالأديب البارع المفنن وَقد تصدى للتحدث والإقراء وانتفع بِهِ جمَاعَة من أهل بَلَده والقادمين عَلَيْهَا بل وَكتب مَعَ القدماء فِي الاستدعاآت من حَيَاة أَبِيه وهلم جرا. وترجمه ابْن فَهد وَغَيره من أَصْحَابنَا وَكَذَا وَصفه ابْن أبي عذيبة فِي أَبِيه بِالْإِمَامِ الْعَلامَة وسمى بعض تصانيفه مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشري ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ بعد أَن اخْتَلَط يَسِيرا وحجب عَن النَّاس وَدفن عِنْد أَبِيه قَالَ البقاعي أَنه مرض فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ ثمَّ عوفي من الْمَرَض وَحصل لَهُ اخْتِلَاط وفقد بَصَره وَاسْتمرّ بِهِ ذَلِك إِلَى أثْنَاء سنة أَربع وَثَمَانِينَ ثمَّ عوفي مِنْهُ وَرجع إِلَيْهِ بَصَره ثمَّ مَاتَ. قلت وَلم يخلف بعده هُنَاكَ مثله رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عرب الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْيَمَانِيّ الأَصْل الرُّومِي الزَّاهِد نزيل الشيخونية وَيعرف بِابْن عرب أَصله من الْيمن ثمَّ انْتقل أَبوهُ مِنْهَا إِلَى بِلَاد الرّوم فسكنها وَولد لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة بهَا فَنَشَأَ بِمَدِينَة برصا فَكَانَ يُقَال لَهُ ابْن عرب على عَادَة الرّوم وَالتّرْك فِي تسميتهم من لم يكن مِنْهُم عَرَبيا وَكَانَت نشأته حَسَنَة على قدم جيد ثمَّ قدم وَهُوَ شَاب الْقَاهِرَة وتنزل فِي القاعة الَّتِي استجدها أكمل الدّين صوفيا بالشيخونية وَقَرَأَ على إمامها خير الدّين سُلَيْمَان بن عبد الله وَغَيره وَنسخ بِالْأُجْرَةِ مُدَّة واشتغل ثمَّ انْقَطع عَن النَّاس فَلم يكن يجْتَمع بِأحد بل اخْتَار الْعُزْلَة مَعَ الْمُوَاظبَة على الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات ويبكر إِلَى الْجُمُعَة بعد) اغتساله لَهَا بِالْمَاءِ الْبَارِد شتاء وصيفا وَلَا يكلم أحدا فِي ذَهَابه وإيابه وَلَا يجترئ أحد على الْكَلَام مَعَه لهيبته ووقاره وَأمره فِي الْوَرع وَالْعِبَادَة إِلَى الْغَايَة وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي يُرَاجع الشَّمْس البيجوري الشَّافِعِي نزيل الخانقاه الشيخونية فِيمَا يشكل عَلَيْهِ فَإِذا أوضح لَهُ مَا أشكل عَلَيْهِ فَارقه وَلم يكلمهُ بِكَلِمَة بعد ذَلِك وَلذَا قيل

إِنَّه شَافِعِيّ الْمَذْهَب وَرَأَيْت بخطى وَصفه بالحنفي وَمَا علمت مستندي فِيهِ وَكَانَ مَعَ ذَلِك يدْرِي الْقرَاءَات وَاقْتصر على اللبَاس الحقير الزَّائِد الخشونة وَلذَا يقنع باليسير من الْقُوت وتوزع جدا بِحَيْثُ أَنه لم يكن يقبل من أحد شَيْئا وَمَتى علم أَن أحدا من الباعة حاباه لكَونه عرفه لم يعد إِلَيْهِ وللخوف من ذَلِك كَانَ يتنكر وَيَشْتَرِي بعد الْعشَاء قوت يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة وَكَانَ النَّاس يبيتُونَ بالشيخونية رَجَاء رُؤْيَته وَأقَام على هَذِه الطَّرِيقَة أَكثر من ثَلَاثِينَ سنة وكراماته كَثِيرَة وَكَانَ فريدا فِيهَا لم يكن فِي عصره من يدانيه فِي طَرِيقَته قَالَ الْعَيْنِيّ وَثَبت بالتواتر أَنه أَقَامَ أَكثر من عشْرين سنة لَا يشرب المَاء أصلا وَكَانَ يقْضِي أَيَّامه بالصيام ولياليه بِالْقيامِ مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَانِي ربيع الأول سنة ثَلَاثِينَ وَتقدم الْعَيْنِيّ النَّاس فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ. قَالَ شَيخنَا وَمن عجائب أمره أَنه لما مَاتَ كَانَ الْجمع فِي جنَازَته موفورا وَأكْثر النَّاس كَانُوا لَا يعلمُونَ بِحَالهِ وَلَا بسيرته فَلَمَّا تسامعوا بِمَوْتِهِ هرعوا إِلَيْهِ وَنزل السُّلْطَان من القلعة فصلى عَلَيْهِ بالرميلة وأعيد إِلَى الخانقاه فَدفن بهَا بجوار أكمل الدّين وَحمل نعشه على الْأَصَابِع وتنافس النَّاس فِي شِرَاء ثِيَاب بدنه واشتروها بأغلى الْأَثْمَان فاتفق أَن جملَة مَا اجْتمع من ثمنهَا حسب فَكَانَ قدر مَا تنَاوله من الْمَعْلُوم من أول مَا نزل بهَا إِلَى أَن مَاتَ لَا يزِيد وَلَا ينْقض وعد هَذَا من كراماته رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. وَمِمَّنْ ذكره المقريزي فِي عقوده. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هبة الله بن أَحْمد بن هبة الله بن أَحْمد بن يحيى شهَاب الدّين بن جمال الدّين بن نَاصِر الدّين بن كَمَال الدّين بن عز الدّين أبي البركات بن الصاحب محيي الدّين أبي عبد الله بن نجم الدّين بن جلال الدّين أبي الْفضل بن مجد الدّين أبي غَانِم بن جمال الدّين بن نجم الدّين الْعقيلِيّ بِالضَّمِّ الْحلَبِي الْحَنَفِيّ أَخُو الْكَمَال بن العديم قَاضِي مصر وَيعرف بِابْن العديم وبابن أبي جَرَادَة. ولد فِي ثَالِث عشر صفر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فَسمع من أَبِيه والكمال مُحَمَّد بن عمر بن حبيب والشرف أبي بكر الْحَرَّانِي والبدر مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي سَالم بن إِسْمَاعِيل الْحلَبِي وَابْن صديق وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ مَحْمُود المنبجي وَابْن الهبل وَابْن السيوفي وَابْن أميلة وَابْن النَّجْم وزغلش وَابْن قَاضِي الْجَبَل ومُوسَى بن فياض وَغير وَاحِد وَكَانَ يذكر أَنه كتب توقيعه بِقَضَاء بَلَده بعد الْفِتْنَة كجميع من أوردته من آبَائِهِ إِلَّا مُحَمَّد الثَّانِي وَلكنه لم يُبَاشر وَقَول شَيخنَا

فِي مُعْجَمه أَنه ولي قضاءها لَا يُنَافِيهِ، وَكَذَا ولي عدَّة مدارس وحمدت سيرته وَكَانَ محافظا على الْجَمَاعَة والأذكار وَلم يكن تَامّ الْفَضِيلَة مَعَ اشْتِغَاله فِي صغره، وَقد حدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة وَأخذ عَنهُ غير وَاحِد من أَصْحَابنَا بل كَانَ شَيخنَا مِمَّن سمع عَلَيْهِ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ عشرَة الْحداد وَغَيرهَا وَأوردهُ فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه أجَاز لابنته رَابِعَة وَمن مَعهَا، وَأثْنى عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَذكره المقريزي بِاخْتِصَار جدا وَقَالَ أَنه مَاتَ بعد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ، قلت مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء منتصف شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطر بن عَليّ بن عُثْمَان شهَاب الدّين أَبُو الْقسم بن ضِيَاء الدّين أبي إِسْحَاق بن جمال الدّين أبي عبد الله بن عماد الدّين، / ذكره ابْن فَهد وَأَنه أجَاز لَهُم فِي سنة تسع عشرَة وَلم يزدْ. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الشهَاب بن الْبُرْهَان النابلسي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ ثمَّ الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة والماضي أَبوهُ والآتي وَلَده أَبُو بكر، / ولد فِي عَاشر رَجَب سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بنابلس وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَنَشَأ كأبيه حنبليا وَحفظ كتبا فِي الْمَذْهَب ثمَّ اتَّصل بالبهاء بن حجي وصهره الْكَمَال الْبَارِزِيّ بِدِمَشْق واختص بهما فتحول بأمرهما شافعيا وتفقه بِعَبْد الْوَهَّاب الحريري وَسمع الحَدِيث على ابْن نَاصِر الدّين وَأبي شعر واشتغل بالنحو على الْعَلَاء القابوني بِدِمَشْق والنظام يحيى الصيرامي لما قدم عَلَيْهِم نابلس وَكثر تردده لكل من دمشق والقاهرة وقطنهما وَقَالَ أَنه سمع بِبَيْت الْمُقَدّس على القبابي المسلسل وَغَيره وبالقاهرة غير أَنه لم يكن يرتضي مَا يَقع لَهُ مِنْهُ وَهُوَ حُلْو الْكَلَام سريع الْجَواب حُلْو النادرة نزيه المحاضرة ثمَّ أنْشد عَنهُ قَوْله وَقد اقترح الْبَهَاء بن حجي عَلَيْهِ وعَلى الْجمال يُوسُف الباعوني أَن يضمن قَول الشَّاعِر فوَاللَّه مَا أَدْرِي الْبَيْت الْآتِي قَالَ وَكَانَ ذَلِك أول شَيْء نظمه فَقَالَ: (أَرَاك إِذا مَا مست يَوْمًا على الربى ... تَرَ لَك الورقا ويبدو وجيبها) (فوَاللَّه مَا أَدْرِي أءنت كَمَا أرى ... أم الْعين مزهو إِلَيْهَا حبيبها) وَقَالَ الْجمال:) (أَرَاك حبيب الْقلب تزهو لناظري ... وَإِن مَرضت نَفسِي فَأَنت طبيها) فوَاللَّه مَا أَدْرِي اليبت، وَمِمَّا حكاة الشهَاب أَنه كَانَ بِدِمَشْق فِي بعض حماماتها بلان

كسيح يخْدم النَّاس بِالْحلقِ والغسيل وَهُوَ جَالس وَأَنه رأى فِي مَنَامه الشَّيْخ رسْلَان فَقَالَ لَهُ يَا سَيِّدي انْظُر حَالي أَنا لست فِي هَذَا الْمقَام وَلَكِن سيدخل عَلَيْك اثْنَان فسلهما حَاجَتك ثمَّ خرج من عِنْده فَدخل عَلَيْهِ اثْنَان فاذاهما النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبوهُ الْخَلِيل إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَشَكا إِلَيْهِمَا حَاله فَقَالَا لَهُ قُم فَقَامَ وَأصْبح صَحِيحا، قَالَ الشهَاب حاكيها وَكنت مِمَّن رَأَيْته كسيحا ثمَّ رَأَيْته صَحِيحا وَسمعت هَذَا الْمَنَام من جمع لَا يُحْصى قلت ثمَّ عرضت عَلَيْهِ هَذِه الْحِكَايَة فَأنْكر أَن يكون رأى البلان أَو يعرفهُ وَإِنَّمَا الحاكي لَهَا عَنهُ هُوَ الَّذِي رَآهُ وَالَّذِي فِيهَا مَعَ ذَلِك أَن رسْلَان هُوَ الَّذِي أَخذ بِيَدِهِ دون مَا بعده فَالله أعلم وَكَذَا أسلفت عَنهُ حِكَايَة فِي تَرْجَمَة أَبِيه، وَقد امتحن وأهين من الْأَشْرَف قايتباي فِي كائنة جرت بَينه وَبَين أبي الْحَجَّاجِي الأسيوطي. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد شهَاب الدّين الْعقيلِيّ الْحلَبِي وَيعرف بِابْن العديم. / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد عرم بن عبد الْعَزِيز. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد محيي الدّين الدِّمَشْقِي ثمَّ الدمياطي الْحَنَفِيّ ثمَّ الشَّافِعِي الْمُجَاهِد وَيعرف بِابْن النّحاس. / انجفل فِي التنة اللنكية من دمشق إِلَى الْمنزلَة فَأكْرمه أَهلهَا ثمَّ تحول إِلَى دمياط فاتوطنها وَكَانَ يعرف الْفَرَائِض والحساب أتم معرفَة بِحَيْثُ كَانَ يُصَرح باقتداره على إِخْرَاج طرف الْحساب بالهندسة وصنف فِيهِ مَعَ الْمعرفَة الجيدة بالفقه والمشاركة فِي غَيره من الْفُنُون وَلكنه كَانَ يَقُول أَنه اشْتغل فِي النَّحْو فَلم يفتح عَلَيْهِ فِيهِ بِشَيْء وَهُوَ صَاحب مشارع الْأَسْوَاق إِلَى مصَارِع العشاق ومثير الغرام إِلَى دَار السَّلَام فِي مُجَلد كَبِير ضخم حافل فِي مَعْنَاهُ انْتفع بِهِ النَّاس وتنافسوا فِي تَحْصِيله وقرضه الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَقد اخْتَصَرَهُ مُؤَلفه أَيْضا وَله كتاب تَنْبِيه الغافلين فِي معرفَة الْكَبَائِر والصغائر والمناهي والمنكرات والبدع وَكتاب بَيَان الْمغنم فِي الْورْد الْأَعْظَم وَغير ذَلِك كاختصار الرَّوْضَة لكنه لم يكمل وَكَانَ حَرِيصًا على أَفعَال الْخَيْر مؤثرا للخمول لَا يتكبر بمعارفه بل رُبمَا يتوهمه من لم يعرفهُ عاميا مَعَ الشكالة الْحَسَنَة واللحية الجميلة وَالْقصر مَعَ اعْتِدَال الْجَسَد، أَكثر المرابطة وَالْجهَاد حَتَّى قتل شَهِيدا بِالْقربِ من الطية بأيدي الفرنج بأيدي الفرنج مَعَ رَفِيقَيْنِ لَهُ بعد أَن قتلوا من الْكفَّار جمَاعَة فِي ثَالِث عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع عشرَة فلف الثَّلَاثَة فِي أكياب وحملوا إِلَى دمياط فدفنوا بهَا فِي أكيابهم) بِالْقربِ من الشَّيْخ فتح بمَكَان

وَاحِد لَكِن جعل بَينهم حواجز من خشب وَاجْتمعَ عِنْد دفنهم من لَا يحصي كَثْرَة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ مِمَّن لَقيته الشَّمْس مُحَمَّد بن الْفَقِيه حسن البدراني وَهُوَ الْمُفِيد لترجمته وروى عَنهُ كِتَابه فِي الْجِهَاد رحمهمَا الله ونفعنا بهما، وَقد ذكره شَيخنَا فِي حوادث سنة أَربع عشرَة من أنبائه وَقَالَ أَنه كَانَ ملازما للْجِهَاد بثغر دمياط وَفِيه فَضِيلَة تَامَّة وَجمع كتابا حافلا فِي أَحْوَال الْجِهَاد وَأَنه قتل فِي المعركة مُقبلا غير مُدبر رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عماد الدّين مُحَمَّد التميم الْخَلِيل الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْعِمَاد، / مِمَّن حفظ الْقُرْآن والشاطبية والبهجة وألفية النَّحْو وتلا الثَّلَاثَة من الْأَئِمَّة على بلديه أبي حَامِد بن المغربي وَأخذ عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف والنجم بن جمَاعَة وتعاني التوقيع وتميز فِيهِ وباشره عِنْد الشهَاب بن عبِّيَّة فِي الْقُدس والمحيوي بن جِبْرِيل بغزة ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على زَكَرِيَّا الْبَهْجَة بحثا وَكَذَا أَخذ عَن الْعَبَّادِيّ والجوجري وَغَيرهمَا كالبرهان العجلوني ولازمه وتميز فِي الْفِقْه والعربية واختص بجانبك المحمدي أحد الخاصكية فَكَانَ يقريه ويتولى غَالب أمره فَلَمَّا سَافر تحمل تَقْلِيد أَمِير الْمُؤمنِينَ لبَعض مُلُوك الهندسة سبع وَثَمَانِينَ سَافر مَعَه فقدرت منيته ذَلِك بعد إنعامه على صَاحب التَّرْجَمَة بِشَيْء لزم مِنْهُ تخلفه للخوف من مزاحمته أَو غير ذَلِك حَتَّى الْآن وَيُقَال أَنه ولي الْقَضَاء وَقد زَاد سنه فِي سنة سبع وَتِسْعين على الْخمسين وَهُوَ فِي الْإِحْيَاء ظنا وَكَانَ مِمَّا أَخذ عني بقرَاءَته الْجَواب الْجَلِيل لشَيْخِنَا وَغير ذَلِك وَسمع مني فِي الْإِمْلَاء. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن الْمُؤَذّن / سمع على بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْيَمَانِيّ الأَصْل الرُّومِي البرصاوي ثمَّ القاهري نزيل الشخيونية وَيعرف بِابْن عرب، / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن عرب. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مخاطة سبط إِبْرَاهِيم بن الجيعان والماضي أَبوهُ. / مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه قبل إكماله الْعشْرين فِي وَترك طفْلا اسْمه كَمَال الدّين مُحَمَّد. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن معتوق أَبُو الْكرْدِي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ، / مضى فِيمَن جده عبد الله وَكَانَ معتوق جده الْأَعْلَى. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن ملاعب شهَاب الدّين السرميني ثمَّ الْحلَبِي الفلكي وَيعرف بِابْن ملاعب / وَكَانَ أستاذا ماهرا فِي علم الْهَيْئَة وَحل الزيج وَعمل التقاويم مبرزا فِيهِ انْفَرد بذلك بحلب فِي وقته بِحَيْثُ كَانُوا يَأْخُذُونَ تقاويمه إِلَى الْبِلَاد النائية ويرسلون فِي طلبَهَا وَلذَا كَانَت سَائِر نوابها تقربه مَعَ نسبته لرقة الدّين

وانحلال العقيدة وَترك الصَّلَاة وَشرب الْخمر بِحَيْثُ لم يكن عَلَيْهِ أنس الدّين تحول من حلب خوفًا من بعض الْأُمَرَاء إِلَى صفد فسكنها وَكَانَت منيته بهَا فِي سنة أَربع وَعشْرين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ، ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا وَقَالَ أَنه اجْتمع بِهِ مرَارًا وَحكى أَنه قَالَ لبَعض الْأُمَرَاء مِمَّن سَمَّاهُ فِي محاربة لَا تركب الْآن فَلَيْسَ هَذَا الْوَقْت بجيد لَك فخالفه وَركب فَقتل، فِي حكايات نَحْو ذَلِك وَقعت لَهُ فِيهَا إصابات كَثِيرَة يحفظها الحلبيون قَالَ وسمعته مرَارًا يَقُول هَذَا الَّذِي أقوله ظن وتجربة وَلَا قطع فِيهِ، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَسمعت القَاضِي نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ يُبَالغ فِي إطرائه. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن هَاشم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن نصر الله بن أَحْمد القَاضِي عز الدّين أَبُو البركات بن الْبُرْهَان بن نَاصِر الدّين الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل القاهري الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ القادري الْمَاضِي أَبوهُ. / ولد فِي سادس عشري ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانمِائَة بِالْمَدْرَسَةِ الصالحية من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فِي كَفَالَة أمه لمَوْت وَالِده فِي مُدَّة رضاعه فحفظ الْقُرْآن وجوده على الزراتيتي ومختصر الْخرقِيّ وَعرضه بِتَمَامِهِ على الْمجد سَالم القَاضِي ومواضع مِنْهُ على الْعَادة على الشَّمْس الشَّامي وَأبي الْفضل بن الإِمَام المغربي فِي آخَرين وألفية ابْن مَالك والطوفي والطوالع للبيضاوي والشذور والملحة وَحفظ نصفهَا فِي لَيْلَة وتفقه بالمجد سَالم والْعَلَاء بن المغلي والمحب بن نصر الله وَجَمَاعَة وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الشَّمْس البوصيري واليسير مِنْهَا عَن الشطنوفي وَغَيره وَقَرَأَ على الشَّمْس بن الديري فِي التَّفْسِير وَسَأَلَ الْبُرْهَان البيجوري عَن بعض الْمسَائِل وَحضر عِنْد الْبِسَاطِيّ مَجْلِسا وَاحِدًا وَكَذَا عِنْد الْجلَال البُلْقِينِيّ ميعادا وَعند ابْن مَرْزُوق والعبدوسي واستفاد مِنْهُم فِي آخَرين كالمجد والمشس البرماويين والبدر بِنَا الدماميني والتقي الفاسي والعز بن جمَاعَة وَزَاد تردده إِلَيْهِ فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والْحَدِيث وَغَيرهَا وَحضر دروس الشَّمْس الْعِرَاقِيّ فِي الْفَرَائِض وَغَيرهَا وَأخذ علم الْوَقْت عَن الشهَاب البرديني والتاريخ وَنَحْوه عَن المقريزي والعيني ولازم الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي التَّفْسِير والعربية والأصلين والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَالْحكمَة وَغَيرهَا بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكتب على ابْن الصَّائِغ وَلبس خرقَة التصوف مَعَ تلقين الذّكر من الزين أبي بكر الخوافي وَكَذَا صحب الْبُرْهَان الأدكاوي ولبسها من خَاله الْجمال عبد) الله وَأمه عَائِشَة وَسمع عَلَيْهِمَا الْكثير

وَكَذَا سمع على الشموس الزارتيتي والشامي وَابْن الْمصْرِيّ وَابْن البيطار والشرفين ابْن الكويك وَيُونُس الواحي والشهب الوَاسِطِيّ والطرايني وَشَيخنَا وَكَانَ يبجله جدا وَرُبمَا ذكره فِي بعض تراجمه ونوه بِهِ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالْغَرْس خَلِيل الْقرشِي والزين الزَّرْكَشِيّ وَالْجمال بن فضل الله والكمال بن خير والمحب بن نصر الله والناصر الفاقوسي والتاج الشرابيسي وصالحة ابْنة التركماني وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ الزين الْعِرَاقِيّ وَأَبُو بكر المراغي وَعَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي وَالْجمال بن ظهيرة وَابْن الْجَزرِي وَخلق وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيْخه الْمجد سَالم وَهُوَ ابْن سبع عشرَة سنة وَصعد بهَا إِلَى النَّاصِر وَألبسهُ خلعة بل لما ضعف استنابه فِي تدريس الجمالية والحسينية وَالْحَاكِم وَأم السُّلْطَان فباشرها مَعَ وجود الأكابر وَكَذَا بَاشر قَدِيما الخطابة بِجَامِع الْملك بالحسينية وتدريس الحَدِيث بِجَامِع ابْن البابا وَبعد ذَلِك الْفِقْه بالأشرفية برسباي بعد موت الزين الزَّرْكَشِيّ بل كَانَ ذكر لَهَا قبله وبالمؤيدية بعد الْمُحب بن نصر الله بل عرضت عَلَيْهِ قبله أَيْضا فأباها لكَون الْعِزّ القَاضِي كَانَ استنابه فِيهَا عِنْد سَفَره إِلَى الشَّام على قَضَائِهِ لم ير ذَلِك مُرُوءَة وبغته الصَّالح بعد ابْن الرزازفي تلبيسه بِالْقضَاءِ وبالبديرية بِبَاب سر الصالحية وَكَذَا نَاب فِي الْقَضَاء عَن ابْن المغلي وَجلسَ بِبَعْض الحوانيت ثمَّ أعرض عَن التصدي لَهُ شهامة وَصَارَ يقْضِي فِيمَا يقْصد بِهِ فِي بَيته مجَّانا ثمَّ تَركه جملَة وَهُوَ مَعَ ذَلِك كُله لَا يتَرَدَّد لأحد من بني الدُّنْيَا إِلَّا من يَسْتَفِيد مِنْهُ علما وَلَا يزاحم على سعي فِي وَظِيفَة وَلَا مُرَتّب بل قنع بِمَا كَانَ مَعَه وَمَا تجدّد بِدُونِ مَسْأَلَة، وَقد حج قَدِيما فِي سنة خمس عشرَة ثمَّ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين صُحْبَة الركب الرجبي وَاجْتمعَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة بالسيد عفيف الدّين الايجي وَسمع قصيدة لَهُ نبوية أنشدت فِي الرَّوْضَة بِحَضْرَة ناظمها وَكَذَا أنشدت لصَاحب التَّرْجَمَة هُنَاكَ قصيدة، وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل بَين حجتيه غير مرّة بل وبعدهما وَلَقي القبابي وَأَجَازَ لَهُ وَاجْتمعَ فِي الرملة بالشهاب ابْن رسْلَان وَأخذ عَنهُ منظومته الزّبد وَأذن لَهُ فِي إصلاحها وَبَالغ فِي تَعْظِيمه وَدخل الشَّام مرَّتَيْنِ لَقِي فِي الأولى وحافظها ابْن نَاصِر الدّين وَزَاد فِي إكرامه وَفِي الثَّانِيَة الْبُرْهَان الباعوني وأسمعه من لَفظه شَيْئا من نثره وَإِمَام جَامع بني أُميَّة الزين عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ القابوني وَكتب عَن صَاحب التَّرْجَمَة مِثَاله وَكَذَا دخل دمياط والمحلة وَغَيرهمَا من الْبِلَاد والقرى وَلَقي الأكابر وطارح الشُّعَرَاء

وَأكْثر من الْجمع والتأليف والانتقاء والتصنيف حَتَّى أَنه قل فن إِلَّا وصنف فِيهِ إِمَّا نظما وَإِمَّا نثرا وَلَا) أعلم الْآن من يوازيه فِي ذَلِك واشتهر ذكره وَبعد صيته وَصَارَ بَيته مجمعا لكثير من الْفُضَلَاء وَولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بعد الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ مَعَ التداريس المضافة للْقَضَاء كالصالحية والأشرفية الْقَدِيمَة والناصرية وجامع ابْن طولون وَغَيره كالشيخونية وتصدير بالأزهر وَغَيرهمَا، وَلم يتَجَاوَز طَرِيقَته فِي التوضع والاستئناس بِأَصْحَابِهِ وَسَائِر من يتَرَدَّد إِلَيْهِ وتعففه وشهامته ومحاسنه الَّتِي أوردت كثيرا مِنْهَا مَعَ جملَة من تصانيفه وَنَحْوهَا فِي تَرْجَمته من قُضَاة مصر وَغَيره، وَحدث بالكثير قَدِيما وحديثا سمع مِنْهُ القدماء وروى بِبَيْت الْمُقَدّس مَعَ أمه بعض الْمَرْوِيّ وَأَنْشَأَ مَسْجِدا ومدرسة وسبيلا وصهريجا وَغير ذَلِك من القربات كمسجد بشبرا وَكَانَ بَيته يجمع طَائِفَة من الأرامل ونحوهن، وَله فِي من حسن العقيدة ومزيد التبجيل والمحبة مَا يفوق الْوَصْف وَمَا علمت من أستأنس بِهِ بعده. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسبعين وَغسل من الْغَد وَحمل نعشه لسبيل المومني فَشهد السُّلْطَان فَمن دونه الصَّلَاة عَلَيْهِ فِي جمع حافل تقدمهم الشَّافِعِي ثمَّ رجعُوا بِهِ إِلَى حوش الْحَنَابِلَة عِنْد قبر أَبَوَيْهِ وأسلافه وَالشَّمْس بن الْعِمَاد الحنبيل وَهُوَ بَين تربة كوكاي وَالظَّاهِر خشقدم فَدفن فِي قبر أعده لنَفسِهِ وَكثر الأصف على فَقده وَالثنَاء عَلَيْهِ وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوع مثله، وترجمته تحْتَمل مجلدا رَحمَه الله وإيانا. وَتَفَرَّقَتْ جهاته كَمَا بَيناهُ فِي الْحَوَادِث وَغَيرهَا وَصَارَ الْقَضَاء بعده مَعَ الشيخونية لنائبه الْبَدْر السَّعْدِيّ كَانَ الله لَهُ، وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله فِي لُغَات الْأُنْمُلَة والأصبع وَهُوَ مُشْتَمل على تسع عشرَة لُغَة: (وهمز أُنْمُلَة ثلث وثالثه ... وَالتسع فِي أصْبع وَاخْتِمْ بأصبوع) وَقَوله مِمَّا أَضَافَهُ لبيت ابْن الفارض وَهُوَ: (بانكساري بذلتي بخضوعي ... بافتقاري بفاقتي بغناكا) فَقَالَ: (لَا تَكِلنِي إِلَى سواك وجدلي ... بالأماني وَالْأَمر من بلواكا) وَقَوله: (تَوَاتر الْفضل مِنْك يَا من ... بِكَثْرَة الْفضل قد تفرد) (فرحت أروي صِحَاح بر ... عَن حسن جَاءَ عَن مُسَدّد) (سلسلة أطلقت بناني ... لَكِن رقي بهَا مُقَيّد) ) (تعزي إِلَى مَالك البرايا ... مُسندَة للْإِمَام أَحْمد) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف شهَاب الدّين الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْقطَّان

بهَا أَخ يُوسُف الْآتِي. / سمع على أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يُونُس الأول من فَوَائِد أبي عَمْرو بن مندة وعَلى عبد الله بن خَلِيل الحرستاني بعض الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ قطانا بالصالحية. مَاتَ. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف النيوري / أحد الخدام فِي ضريح اللَّيْث مِمَّن سمع مني مناقبه لشَيْخِنَا. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الشَّيْخ كريم الدّين بن جلال الدّين بن سيف الدّين أَبُو الميادة الحسني الأودهي الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ / لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة فَقَرَأَ على البُخَارِيّ ولازمني فِي أَشْيَاء بل كتب عني مَا أمليته هُنَاكَ وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْعَبَّاس الْمَنَاوِيّ الشريف / مِمَّن أجمع على ولَايَته بِالْيمن، مَاتَ نَحوا من سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الْكرْدِي / يذكرُونَهُ بأَشْيَاء مِنْهَا اتهامه بدكنوة من بنادر الْحَبَشَة بجحد وَدِيعَة مَعَ معاقبته عَلَيْهَا ثمَّ قيل أَنَّهَا وجدت مَعَه بل بَاعهَا أَو بَعْضهَا بِمَكَّة ورأيته كتب لأبي المكارم بن ظهيرة حِين ختم ابْنه الْقُرْآن: (هَنِيئًا بالسرور لديك دَائِم ... بسيدنا بني بَحر المكارم) (وَشهر بالمحرر من عُلُوم ... كَمثل الرَّافِعِيّ ذَوي العائم) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الْمحلى. / مضى فِيمَن جده أَحْمد. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم شهَاب الدّين الزرعي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / نزيل مدرسة أم الصَّالح، مِمَّن برع فِي فنون كالعربية وَالصرْف والمنطق وَكَانَ أَبوهُ فَقِيها. مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَترك وَلدين استقرا فِيمَا كَانَ مَعَه من الْوَظَائِف فبادر عَمهمَا الْوَصِيّ عَلَيْهِمَا فِي زمن الطَّاعُون هُنَاكَ للرغبة عَنْهَا احْتِيَاطًا بِمِائَتي دِينَار وَمَاتَا عَن قرب فَوَثَبَ البقاعي وَكتب لَهُ النَّجْم بن القطب الخيضري فنازعه الْوَصِيّ بسبق النُّزُول وساعده التقي بن قَاضِي عجلون وراسل البقاعي متوسلا بالخيضري وَغَيره فِي استنجاز مرسوم بِإِبْطَال مَا كتب لغيره كل ذَلِك مَعَ زَعمه أَنه لَا يشاحن فِي وَظِيفَة وَلَا غَيرهَا. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الشهَاب الْحلَبِي الشَّاهِد / مَاتَ سنة خمس وَعشْرين، أرخه ابْن عزم. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْحِمصِي الشَّافِعِي / كتب على استدعاء بخطى أَرْسلتهُ للديار الحلبية مؤرخ بِسنة إِحْدَى وَخمسين وَلَكِن مَا عَلمته. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم السفطي / مِمَّن سمع مني فِي الأمالي.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم العجمي الكيلاني الْمَكِّيّ الْخياط قريب ابْن مُحَمَّد. / مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَسبعين. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم القمصي / كتبت بخطى أَنه فِي معجمي وَمَا رَأَيْته فتراجع المسودة. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْمدنِي الْمُؤَذّن / قَرَأَ على الْجمال الكازروني الْمُوَطَّأ فِي سنة عشْرين. أَحْمد بن إِبْرَاهِيم عَالم بجاية، / ذكره ابْن عزم هَكَذَا وَأَنه مَاتَ بعد الْأَرْبَعين. أَحْمد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب المرشدي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ. / مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَعشْرين. أَحْمد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو بكر بن أبي ذَر بن الْحَافِظ الْبُرْهَان الْحلَبِي / وَهُوَ بكنيته أشهر يَأْتِي. أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد بن حسن شاه بن بهمن شاه بن ظفر شاه بن شهَاب الدّين ملك كلبرجة وَابْن مُلُوكهَا. / لَهُ ذكر فِي أَبِيه قَرِيبا. أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد بن عَليّ بن شرف بن عبد الظَّاهِر الدلجي وَيعرف بِابْن القَاضِي أَحْمد، / قَرَأَ الْقُرْآن والتبريزي والملحة ولازم بِأخرَة خدمَة بلديه الشهَاب الدلجي وَسمع مني فِي الْإِمْلَاء. مَاتَ بدلجة فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ مطعونا وَلم يكمل الْأَرْبَعين. أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان أَبُو الْعَبَّاس بن أبي الْعَبَّاس بن الشَّيْخ المسلك الزَّاهِد صَاحب الْجَامِع الشهير بالمقس وَيعرف كأبيه بِابْن الزَّاهِد وَهُوَ سبط الشهَاب الْحُسَيْنِي أمه خَدِيجَة الْآتِي كل مِنْهُم فِي مَحَله. / وَسمع مني من تَرْجَمَة النَّوَوِيّ تصنيفي. أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن طرخان الشهَاب بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الشَّيْخ شهَاب الدّين القاهري البحري الْحَنْبَلِيّ الْآتِي أَبوهُ وجده وَالِد أبي الْوَفَاء مُحَمَّد وَيعرف كسلفه بِابْن الضياء / وَكَانَ قد اتَّصل بِزَوْجَة شمس الدّين سبط ابْن الميلق ويلقب بالوزة أم وَلَده المستقر بعد أَبِيه فِي وظائفه من مُبَاشرَة وَغَيرهَا وهب ابْنة الشَّمْس بن خَلِيل شَاهد وقف) الأشرفية فَلم يلبث أَن مَاتَ الْوَلَد وَاسْتقر هَذَا فِي جلها وَكَانَ الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ أذن لَهُ فِي مُبَاشرَة الآوقاف الَّتِي تَحت نظره ثمَّ رفع يَده لسوء أمره. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسبعين وَجَاز الْخمسين. أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد شهَاب الدّين الدِّمَشْقِي أحد موقعي الحكم وَيعرف بِابْن النشار، / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ من أَعْيَان الدماشقة حسن الْخط والخطابة. مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة خمس عشرَة وَهُوَ مِمَّن وَافق اسْمه اسْم أَبِيه وجده.

أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد الشهَاب الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي، / سمع على أبي الْحسن عَليّ بن سيف الأبياري فِي سنة ثَلَاث عشرَة ابْن مَاجَه وَضبط الْأَسْمَاء. أَحْمد بن أَحْمد تمرباي شهَاب الدّين التمربغاوي / الَّذِي كَانَ جده رَأس نوبَة النواب وتأمر على الْحَج فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين. شَاب حَنَفِيّ اشْتغل عِنْد الكافياجي رَفِيقًا لِابْنِ أبي زيد وَهُوَ الْآن فِي الْأَحْيَاء. أَحْمد بن أَحْمد بن جوغان بجيم ثمَّ وَاو ومعجمة وَآخره نون الشاذلي الْوَاعِظ نزيل مَكَّة / مِمَّن ولي مشيخة الزمامية. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة خمسين. أَحْمد شاه بن أَحْمد شاه بن حسن شاه بن بهمن شاه شهَاب الدّين أَبُو الْمَغَازِي وبخط الْعَيْنِيّ أَبُو الْمَعَالِي وَالْأول أثبت / صَاحب كلبرجة وَمَا والاها من بِلَاد الْهِنْد دَامَ فِي المملكة نَحْو أَربع عشرَة سنة وَكَانَ أجل مُلُوك الْهِنْد دينا وَخيرا وعزما وحزما أنشأ بِمَكَّة رِبَاطًا هائلا مَعَ صدقَات وبر وأفضال. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَاسْتقر فِي ملك كلبرة ابْنه ظفر شاه واسْمه أَحْمد أَيْضا. وَينظر أَحْمد بن أَحْمد ابْن فندوكاس وَقد طول المقريزي فِي عقوده. أَحْمد بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب بن الإِمَام الْأَذْرَعِيّ الأَصْل القاهري وَأمه تركية فتاة أَبِيه. / ولد فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن وتنزل فِي صوفية الباسطية وَغَيرهَا وابتني لَهُ بجوارها بَيْتا وَحضر عِنْدِي فِي دروس البرقوقية وَغَيرهَا وَنعم الرجل. أَحْمد بن أَحْمد بن حسن الشهَاب المسيري وَالِد المحمدين الآتيين وَيعرف بالفقيه، / كَانَ فَاضلا صَالحا خيرا. مَاتَ تَقْرِيبًا قريب الْأَرْبَعين رَحمَه الله. أَحْمد بن أَحْمد بن سِنَان بن عبد الله بن عمر ومسعود الْعمريّ الْمَكِّيّ العابد / مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين بالغد اخْرُج مَكَّة من ضرب الْيمن وَدفن بِهِ. أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الْخَالِق بن عبد المحي بن عبد الْخَالِق القَاضِي ولي الدّين بن الشهَاب بن السراج الأسيوطي الأَصْل القاهري الناصري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَعَمه. / ولد فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْمَدْرَسَةِ الناصرية وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه حسن العاملي والعمدة والمنهاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَطَائِفَة وأحضر وَهُوَ فِي الثَّالِثَة على الْجمال عبد الله بن الْعَلَاء عَليّ الْحَنْبَلِيّ ختم السِّيرَة لِابْنِ هِشَام وَغَيره وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَأثبت اسْمه بِخَطِّهِ فِي بعض مجَالِس أَمَالِيهِ وَشَيخنَا وَابْن الْجَزرِي

وَابْن الْمصْرِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ ووالده وَعَمه الْمجد إِسْمَاعِيل والشهاب الوَاسِطِيّ والتلواني وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة فِي آخَرين كالمحب بن نصر الله وَقَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَأخذ الْفِقْه عَن الشّرف السُّبْكِيّ ولازمه وَأذن لَهُ فِي التدريس وَكَذَا أَخذ عَن الْمجد الْبرمَاوِيّ والشمسين الْحِجَازِي والنائي وَالْعلم البُلْقِينِيّ واشتهر اخْتِصَاصه بِهِ وَحضر دروس القاياتي وَشَيخنَا وَجَمَاعَة وطرفا من الْعَرَبيَّة عَن الْبُرْهَان الأبناسي والحناوي وَفِي الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود البنبي وَفِي أصُول الْفِقْه عَن الْكَمَال إِمَام الكاملية وَكَذَا من شُيُوخه الوروري، وجود الْخط وتدرب فِي الشَّهَادَة كالجلوس مَعَ بعض أَرْبَابهَا إِلَى أَن ترقى لمباشرة التوقيع بِبَاب الْعلم البُلْقِينِيّ رَفِيقًا للعز بن أبي التائب وتزايدت براعته فِي الصِّنَاعَة بمرافقته وَأول من استنابه فِي الْقَضَاء البُلْقِينِيّ الْمشَار إِلَيْهِ وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده إِلَّا الصّلاح المكيني فَلم ينب عَنهُ إِلَّا فِيمَا لَا تعلق للْأَحْكَام فِيهِ وَصَارَ من أجلاء النواب بِحَيْثُ أَنه كَانَ أحد الْعشْرَة الَّذين اسْتَقر بهم القاياتي أَولا وولاه شَيخنَا أَمَانَة الحكم بِأخرَة وَاسْتقر قبل ذَلِك فِي توقيع الدست فِي الْأَيَّام البدرية ابْن مزهر واختص بولده الْبَدْر أَيْضا وَكَذَا لَازم التَّرَدُّد للتقي بن الْبَدْر البُلْقِينِيّ وَكَانَ يقْرَأ فِي الدَّرْس عِنْده ثمَّ لوَلَده الولوي وناب عَنهُ فِي خطابة جَامع المغربي بِخَط سويقة المَسْعُودِيّ وانتمى للكمالي بن الْبَارِزِيّ وللجمالي نَاظر الْخَاص واختص بِهِ كثيرا وراج أمره بِصُحْبَتِهِ ونال فِيمَا يُقَال أمولا جمة ووظائف جملَة من أنظار ومباشرات وَغير ذَلِك كالإمامة لصهريج منجم وتدريس الطبرسية بعد شَيْخه المبكي ومشيخة الجمالية بِالْقربِ من سعيد السُّعَدَاء تصوفا وتدريسا بعد صرف السفطي واختفائه وتدريس الْفِقْه بِجَامِع ابْن طولون برغبة النَّجْم بن قَاضِي عجلون وبالناصرية مَحل سكنه بعد أبي الْعدْل البُلْقِينِيّ مَعَ إِفْتَاء دَار) الْعدْل وبالمسجد الَّذِي جدده الظَّاهِر جقمق بخان الخليلي عوضا عَن ابْن أبي الْخَيْر الزفتاوي وَقِرَاءَة الحَدِيث بَين يَدي السُّلْطَان بالقلعة عوضا عَن الْجلَال بن الْأَمَانَة والميعاد بِجَامِع ابْن الْأَشْقَر والإمامة وَالنَّظَر بِالْمَسْجِدِ المجاور لباب الناصرية عوضا عَن الشَّمْس

بن الْعَطَّار وَالنَّظَر بالأقبغاوية بِجَامِع السِّت مسكة وبالقبة الأنوكية بتفويض الْعلم البُلْقِينِيّ فَمن بعده وبوقف الأتابكي بِدِمَشْق وَغَيره عَن الْعِزّ الناعوري وبوقف سَيِّدي فتح الأسمر بدمياط عوضا عَن الْبرمَاوِيّ ومالا أحصره، ودرس قَدِيما فِي حَيَاة الأكابر وَحضر بَعضهم مَعَه أجلاسا لَهُ وتعاني التَّقْسِيم فِي كل سنة وتصدر فِي الْجَامِع الْأَزْهَر لذَلِك وأشير إِلَيْهِ بالبراعة فِي فن التوقيع والتحري فِي الْحُكَّام فتزايدت بِهَذِهِ الْأَوْصَاف وجاهته وَارْتَفَعت مكانته وَدخل فِي قضايا كبار فأنهاها وصمم على التَّوَقُّف فِيمَا لَا يرتضيه سفاها وَجَرت على يَدَيْهِ للجمالي الْمشَار إِلَيْهِ صدقَات وَشبههَا وثوقا بِهِ واعتمادا عَلَيْهِ وَقصد التَّوَسُّط عِنْده فِي كثير من المآرب وَتردد إِلَيْهِ بِسَبَب ذَلِك الْمُرْتَفع والمقارب فَصَارَ إِلَى اشتهار بذلك وَسُمْعَة وَعز متزايد ورفعة مَعَ مَا عِنْده من وفور الْعقل والسكون والتواضع الْمُقْتَضِي للركون وَعدم الطيش والتبسط فِي الْعَيْش والتودد بالْكلَام واستجلاب الخواطر فِي سَائِر الْأَقْسَام وَحسن المداخلة للكبار وَالْمُبَالغَة فِي لطف الْعشْرَة مَعَهم وَعدم السلوك لليبس عِنْدهم إِلَى غير ذَلِك من الْميل فِي المنسوبين للصلاح المتعاهدين أَسبَاب الْفَلاح ورغبة فِي الازدياد من زيارتهم والتطفل على كريم شيمهم وصفاتهم وحرص على مُلَازمَة حُضُور وَقت إمامنا الشَّافِعِي فِي كل شهر والتوسل بِهِ فِيمَا يجلب المسرات وَيدْفَع الْقَهْر ومحبة لشهود الْجَمَاعَات والتعبد وَالْقِيَام فِيمَا بَلغنِي للتهجد، وَقد حج مرَارًا آخرهَا فِي سنة سبعين السّنة الَّتِي حججْت فِيهَا وَكَانَ صُحْبَة وليد الْجمال الْمشَار إِلَيْهِ بعد موت والدهما فَكَانَ أكبرهما يُكَرر عَلَيْهِ ماضيه فِي كل يَوْم، وَرجع صحبتهما فَظهر بوصوله تَحْقِيق بطلَان مَا كَانَ أشيع فِي غيبته من وَفَاته الَّتِي كَانَت سَببا لفسخ كثير من جهاته لامتداد أعين السعاة إِلَيْهَا وَعدم توقفهم عَن ذَلِك ليثبت الْمقَالة الَّتِي تبين انه لَا اعْتِمَاد عَلَيْهَا وَلم يلبث إِلَّا الْيَسِير حَتَّى اسْتَقر فِي الْقَضَاء مَعَ وجود الْمَنَاوِيّ وَغَيره من الْأَعْيَان عوضا عَن الْبَدْر البُلْقِينِيّ فِي جُمَادَى الأولى سنة أحدى بِتَعْيِين الْأمين الأقصرائي وباشر على قَاعِدَته وَصَارَ يُرَاجع فِيمَا لَا ينْهض بالاستقلال بِهِ من الْفَتَاوَى وَنَحْوهَا وَرُبمَا تقوى بتضمين فتاوية الْمَوْجُودين فِي بعض الأسجلات عَلَيْهِ بالحكم وَاقْتصر على نقيب وَاحِد عَاقل وَلم يبتكر نَائِبا بل) خص جمَاعَة مِمَّن اخْتصَّ بهم وَقَدَّمَهُمْ بالمور المهمة كالوصايا وَشبههَا وأمعن فِي

تَأمل المكاتيب ودقق فِي المساجحة فِي أَسمَاء مستحقي أوقاف الْحَرَمَيْنِ لكَونه يتَوَلَّى كتابتهم بِنَفسِهِ لكنه لم يتهيأ لَهُ حسن النّظر فِي الْأَوْقَاف المشمولة بنظره مَعَ شدَّة حرصه على تعَاطِي معاليم الأنظار بل وَمَا كَانَ باسمه فِي مرتبات الصَّدقَات وَنَحْوهَا قبل ذل حَتَّى كَادَت أَن تخرب وَكثر الْخَوْض فِي جَانِبه بِسَبَبِهَا وَكَذَا بِنَقص بضاعته وَكَونه انْسَلَخَ مِمَّا كَانَ فِيهِ قبل الْولَايَة من المذاكرة بِالْعلمِ فِي الْجُمْلَة بِحَيْثُ اشْتهر بذلك عِنْد الْخَاص وَالْعَام وجاهره بعض رفقائه بل وَالسُّلْطَان بِمَا لَا يحْتَملهُ غَيره وَهُوَ ثَابت لَا يتزحزح وممسك لَا يتسمح حَتَّى أَنه لم يتَّفق لكثير مِمَّن أدركناهم مَعَ جلالتهم فِي الْعلم والبذل وَسَائِر الْأَوْصَاف مَا اتّفق لَهُ من الهناء بالمنصب مُدَّة من غير محرك إِلَى أَن صرفه فِي صفر سنة خمس وَثَمَانِينَ بِسَبَب شرحته فِي مَحَله فَلم يلبث أَن أُعِيد بعناية الأتابك مَعَ عدم مُوَافَقَته عرض السُّلْطَان وَلذَا عَزله على حِين غَفلَة وَذَلِكَ بعد مستهل رَجَب من الَّتِي تَلِيهَا حِين التهنئة وأقيم من مَجْلِسه على وَجه لَا يَلِيق بِمثلِهِ ثمَّ اسْتَقر بالزيني زَكَرِيَّا ورام الترسيم عَلَيْهِ لعمل الْحساب فكفه الْمُتَوَلِي عَنهُ وتألم كَثِيرُونَ بانفصاله بعد مزِيد اشْتِغَاله سِيمَا مَعَ الْتِزَام الْمُتَوَلِي بعمارة الْأَوْقَاف وتسويته بِالْقطعِ بَين الْمُسْتَحقّين مِمَّا قرر أَنه الْعدْل والإنصاف وَلزِمَ هَذَا منزله غير آيس من عوده إِلَى أَن مَاتَ بعد تعلل مُدَّة فِي لَيْلَة الْأَحَد ثامن عشري صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي جمع حافل جدا ثمَّ دفن بحوش صوفية سعيد السُّعَدَاء وَكثر الأسف على فَقده ورأيته فِي الْمَنَام على هَيْئَة حَسَنَة رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب القمصي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الرَّحْمَن الْآتِي وَهُوَ أَصْغَر أخوته. / ولد قَرِيبا من سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَجلسَ لَهَا دهرا بحانوت قنطرة الموسكي مديما للتلاوة على طَريقَة مرضية وَهُوَ مِمَّن حج مَعَ الرجبية. وَمَات فِي أَوَائِل جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسبعين رَحمَه الله. أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ عبد الْوَاحِد بن معمر بن عبود الشهَاب السخاوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة بسخا وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وتلا بِهِ للسبع على إِمَام جَامع الغمري بالمحلة قَاسم وللثلاث على الشهَاب بن جليدة وَأقَام بالمحلة نَحْو عشر) سِنِين وَحفظ هُنَاكَ كتبا وَقَرَأَ على الشهَاب

الْمصْرِيّ فِي الْفِقْه وعَلى نَاصِر الدّين الجندي فِي الْعَرَبيَّة وعَلى الْبَهَاء بن الْوَاعِظ فِي الْفَرَائِض فِي آخَرين كالشهاب بن الأقيطع، وتحول مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة واشتغل وَكتب عني جملَة من الْإِمْلَاء وَقَرَأَ عَليّ الرّبع الأول فَأكْثر من البُخَارِيّ وَسمع على النشاوي ثمَّ سَافر إِلَى أَن استوطن الْقَاهِرَة ولازم الزين الأبناسي وَغَيره وَقَرَأَ الحَدِيث على الْعَامَّة وأقرأ الْأَطْفَال ثمَّ حج فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ موسميا وَقَرَأَ على المحيوي الْحَنْبَلِيّ القَاضِي وَالشَّمْس المراغي واتصل بالشهابي بن الْعَيْنِيّ بإقراء أَوْلَاده، وَالْغَالِب عَلَيْهِ سَلامَة الْفطْرَة وَالْخَيْر. أَحْمد بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن أبي بكر الْمُحدث الْأَصِيل الزين حفيد السراج الشرجي الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ الْحَنَفِيّ أحد أَعْيَان الْحَنَفِيَّة. / ولد فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة، وَقَالَ حَمْزَة النَّاشِرِيّ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَهُوَ الصَّحِيح كَمَا سمع من لَفظه وَأَنه فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشري رَمَضَان بزبيد وَمَات أَبوهُ وَهُوَ حمل فَلِذَا سمى باسمه والمسمى لَهُ هُوَ الشَّيْخ أَحْمد بن أبي بكر الرداد وَأَبوهُ وجده مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا كَمَا سَيَأْتِي فِي ترجمتيهما، وَلِهَذَا نظم ونثر وتأليف وَهُوَ الَّذِي جمع مَا وقف عَلَيْهِ من نظم ابْن الْمُقْرِئ فِي مجلدين بل لَهُ أَيْضا طَبَقَات الْخَواص الصلحاء من أهل الْيمن خَاصَّة، وَسمع اتِّفَاقًا مَعَ أَخِيه على النفيس الْعلوِي والتقي الفاسي وبنفسه على ابْن الْجَزرِي سمع عَلَيْهِ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه ومسند الشَّافِعِي وَالْعدة والحصن كِلَاهُمَا لَهُ واليسير على أبي الْفَتْح المراغي وَكَذَا سمع على الزين البرشكي عَام وُصُوله صُحْبَة ابْن الْجَزرِي الْيمن فِي سنة تسع وَعشْرين الشفا والموطأ والعمدة وتصنيفه طرد المكافحة عَن سَنَد المصافحة، أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة بزببيد فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وَقَالَ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ أَنه صحب الْفَقِيه الصَّالح الشّرف أَبَا الْقَاسِم بن أبي بكر العسلقي بِضَم أَوله وثالثه بَينهمَا مُهْملَة سَاكِنة نِسْبَة إِلَى قَبيلَة يُقَال لَهَا العسالق من الْيمن وحجاوزارافي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وبصحبته انْتفع، وَقَالَ حَمْزَة النَّاشِرِيّ أَنه سمع من سُلَيْمَان الْعلوِي وَابْن الْخياط وَابْن الْجَزرِي ووغيرهم وتفقه فِي مذْهبه وَكَانَ أديبا شَاعِرًا لَهُ مؤلفات مِنْهَا طَبَقَات الْخَواص ومختصر صَحِيح البُخَارِيّ ونزهة الأحباب فِي مُجَلد كَبِير يتَضَمَّن أَشْيَاء كَثِيرَة من أشعار ونوادر وملح وحكايات وفوائد أَو حادي عشر ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَنزل النَّاس فِي زبيد بِمَوْتِهِ فِي

الرِّوَايَة دَرَجَة رَحمَه الله انْتهى. وَمِمَّنْ تَرْجمهُ لي أَيْضا الْكَمَال) مُوسَى الدوالي حَسْبَمَا كتب إِلَى بِهِ من الْيمن. أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الله الشهَاب الربيعي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة / أَقَامَ بهَا يشْتَغل عِنْد المسيري ثمَّ غَيره كالشرف عبد الْحق السنباطي ولازمني حِين الْمُجَاورَة الثَّالِثَة ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ رَجَاء لوفاء دينه وَصَارَ يحضر عِنْدِي أَحْيَانًا وَعند الْجَوْجَرِيّ وَعبد الْحق وَيكثر التَّرَدُّد للمجد القلعي بجامعها وَعَاد لمَكَّة ثمَّ سَافر مِنْهَا إِلَى الطَّائِف فدام بِهِ قَلِيلا وَكَذَا أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ يَسِيرا. أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الله الزهوري العجمي نزيل دمشق / كَانَ بزِي الْفُقَرَاء وحصلت لَهُ جذبة فَصَارَ يهذي فِي كَلَامه ويخلط وَتَقَع لَهُ مكاشفات مِنْهَا أَنه لما كَانَ بِدِمَشْق وَكَانَ الظَّاهِر برقوق حِينَئِذٍ بهَا جنديا فَرَأى فِي مَنَامه أَنه ابتلع الْقَمَر بعد أَن رَآهُ صَار فِي صُورَة رغيف خبز فَلَمَّا أصبح اجتاز بِصَاحِب التَّرْجَمَة فصاح بِهِ يَا برقوق أكلت الرَّغِيف فَعظم اعْتِقَاده فِيهِ لذَلِك فَلَمَّا ولي السلطنة أحضرهُ وعظمه وَصَارَ يشفع عِنْده فَلَا يردهُ ثمَّ أفرط حَتَّى كَانَ يحضر مَجْلِسه الْعَام فيجلس مَعَه على مَقْعَده بل ويسبه بِحَضْرَة الْأُمَرَاء وَرُبمَا يبصق فِي وَجهه وَلَا يتأثر لذَلِك وَيدخل على حريمه فَلَا يحتجبن مِنْهُ وحفظت عَنهُ كَلِمَات كَانَ يلقيها فَيَقَع الْأَمر كَمَا كَانَ يَقُول وَكَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى، تَرْجمهُ شَيخنَا فِي أنبائه وَذكره الْعَيْنِيّ بِدُونِ أَحْمد الثَّانِي وَمَا علمت الصَّوَاب فِيهِ وَقَالَ: شيخ كَانَ السُّلْطَان يَعْتَقِدهُ إِلَى الْغَايَة بِحَيْثُ أَنه كَانَ يشتمه سفاها ويبزق على مَقْعَده وَيُقَال أَنه بشره بالسلطنة، وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ مغلوب الْعقل يتَكَلَّم تَارَة بِكَلَام الْعُقَلَاء وَتارَة يخلط وأرخه فِي يَوْم الْأَحَد مستهل صفر وَدفن فِي تربة السُّلْطَان بجوار الشَّيْخ طَلْحَة وَالشَّيْخ أبي بكر البخاوي، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَلَكِن بِدُونِ اسْم جده بل اقْتصر على أَحْمد بن أَحْمد. أَحْمد بن أَحْمد بن عُثْمَان شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس الدمنهوري وَيعرف بِابْن كَمَال. / ولد بدمنهور الْوَحْش وَقَرَأَ الْقُرْآن فِي صغره على بعض قرائها وَأَجَازَ لَهُ وَجلسَ مَعَ الشُّهُود بِمصْر وَصَحب قَاضِي بَلَده الزين الْأنْصَارِيّ فاختص بِهِ وَتردد مَعَه وَقَبله وَبعده إِلَى مَكَّة مرَارًا وجاور بهَا عدَّة سِنِين وَكَذَا تردد إِلَى الْقُدس ودمشق وَاجْتمعَ بِكَثِير من الصَّالِحين وَأهل الْخَيْر وخدمهم وَأحسن لبَعْضهِم كثيرا وعادت عَلَيْهِ بركتهم سما مَعَ إكثاره الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

حَتَّى كَانَ يَقُول أَنه يُصَلِّي عَلَيْهِ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مائَة ألف مرّة أَو نَحْوهَا بل كَانَ يسبح) اله ويهلله ويمدح فِي آخر اللَّيْل بمنارة بَاب الْعمرَة أوقاتا كَثِيرَة فِي سِنِين مُتعَدِّدَة ثمَّ امْتنع من ذَلِك رغما عَن أَنفه لأمر اقْتَضَاهُ وَرُبمَا كَانَ يذاكر أبياتا حَسَنَة من الشّعْر والأذكار كل ذَلِك مَعَ حِدة فِي خلقه تُفْضِي بِهِ إِلَى مَا لَا يحمد. مَاتَ بعد أَن تزوج عِنْد بَيت الزمزمي وَولد لَهُ عدَّة أَوْلَاد فِي لَيْلَة السبت الْعشْرين من الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين وَدفن بالمعلاة وَقد جَازَ السّبْعين بِيَسِير وَخلف طفْلا رَحمَه الله وإيانا. تَرْجمهُ التقي الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة وَتَبعهُ ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَشَيخنَا فِي أنبائه. أَحْمد بن أَحْمد بن الْفَخر عُثْمَان الغزولي ويلقب طبيخ. / مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَانِي صفر فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَ مثريا بعد فاقة. أَحْمد بن أَحْمد بن عَلَيْك البعلي ثمَّ الْمدنِي أَخُو إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن غَنَائِم الْمَاضِي. / ولد فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع على ابْن صديق وَأَجَازَ فِي استدعاء فِيهِ شَيخنَا سنة إِحْدَى وَعشْرين، وَسَيَأْتِي أَحْمد بن أَحْمد بن علبك وَلَكِن ذَاك مَعَ كَونه بالغين الْمُعْجَمَة المضمومة اسْم جده وَهَذَا مَعَ كَونه بِالْمُهْمَلَةِ الْمَفْتُوحَة لقب وَاسم جده غَنَائِم. أَحْمد بن أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر بن أَيُّوب بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن درباس فَخر الدّين أَبُو إِسْحَاق المازاني الْكرْدِي القاهري الْحَنْبَلِيّ الْمُحدث وَيعرف بِابْن درباس / وَزَاد بَعضهم بَين أَبِيه وعَلى مُحَمَّد، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه شَاب نبيه سمع من بعض شُيُوخنَا وَأكْثر مني. قلت وَكَانَ أحد المنزلين عِنْده فِي طلب الجمالية واشتمل عَلَيْهِ. وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ النخبة بِقِرَاءَة الشمني فِي سنة خمس عشرَة وَكتب من تصانيفه تَعْلِيق التَّعْلِيق وَقِرَاءَة الْكَمَال أَو أَكْثَره انْتهى. وتيقظ وَجمع أَشْيَاء حَسَنَة، وَمن فَوَائده أَنه سُئِلَ عَن قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَبْعَة يظلهم الله هَل لَهُ مَفْهُوم وَكَانَ ذَلِك سَبَب جمع سَبْعَة أُخْرَى ثمَّ سَبْعَة أُخْرَى كَمَا ذكرت ذَلِك فِي الزَّكَاة عَن شرح البُخَارِيّ وسألني مرّة أُخْرَى عَن المسانيد الَّتِي يُخرجهَا أَصْحَاب المسانيد فِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أَي الْأَقْسَام الثَّلَاثَة هِيَ أَي إِن أَصْحَاب الحَدِيث وَغَيرهم يصرحون أَن السّنَن تَنْقَسِم إِلَى قَوْله وَفعله وَتَقْرِيره وَإِذا لم تكن من هَذِه الْأَقْسَام أشكلت على مَا أَطْلقُوهُ من الْحصْر فِي ثَلَاثَة، وَجمع كتابا فِي آل بَيته بني درباس وَآخر فِي آل ابْن العجمي وَلم يزل مكبا على الِاشْتِغَال والطلب

وَكِتَابَة الحَدِيث مَعَ الدّين وَالْخَيْر وَالْعِبَادَة إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع عشرَة وَلم يتكهل وَلم يتأهل، وَهُوَ فِي عُقُود) المقريزي بِاخْتِصَار وَقد اختصر التَّبْصِرَة فِي الْوَعْظ لِابْنِ الْجَوْزِيّ بِزِيَادَات رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. أَحْمد بن أَحْمد بن عَليّ بن زَكَرِيَّا الشهَاب بن الشَّيْخ شهَاب الدّين الجديدي بِضَم الْجِيم ثمَّ دَال مُهْملَة مَفْتُوحَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة مَكْسُورَة ثمَّ مُهْملَة نِسْبَة لقرية من قرى منية بدران لكَون أَصله مِنْهَا البدراني الشَّافِعِي نزيل دمياط والآتي أَبوهُ. / ولد فِي مستهل الْمحرم سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنية بدران وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد وَالِده والمنهاج والجرومية وبضع ألفية ابْن مَالك وَقدم الْقَاهِرَة فَحَضَرَ القاياتي وَغَيره كَالْعلمِ البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه وَكَذَا أَخذ الْفِقْه بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة حِين إِقَامَته بهَا نَحْو ثلث سنة لما حج فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ عَن الْجمال الكازروني والعربية عَن الشهَاب البجائي والْحَدِيث وَغَيره عَن شَيخنَا وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الزين الزَّرْكَشِيّ والكازروني والنور الْمحلى سبط الزبير وطاهر الخجندي وَطَائِفَة بِالْقَاهِرَةِ وَالْمَدينَة وقطن دمياط من سنة سبع وَخمسين وتصدى فِيهَا للتدريس فَانْتَفع بهَا جمَاعَة وَقصد بالفتاوى من تِلْكَ النواحي وَعمل على الجرومية شرحا مطولا ومختصرا لم يكملا وَكَذَا شرع فِي مُقَدّمَة الحناوي فِي النَّحْو وَلَعَلَّه أَخذ عَنهُ وَفِي شرح جَامع المختصرات وَله النَّصِيحَة الرابحة لِذَوي الْعُقُول الراجحة وَغير ذَلِك وَأَنْشَأَ الْخطب والرسائل نظما ونثرا وَفِي ذَلِك مَا يُوصف بالجودة، وَولي مشيخة المعينية المستجدة بدمياط وَكَانَ فَاضلا مشاركا ذكيا قَادِرًا على التَّعْبِير عَن مُرَاده متين الْكِتَابَة متوددا كَرِيمًا كثير السُّكُوت وَالِاحْتِمَال قَلِيل التشكي وَهُوَ مِمَّن كتب فِي كائنة ابْن الفارض وَلم يكن يعْتَمد فِيمَا يَقع لَهُ من الحيدث غَيْرِي ومدحني نظما ونثرا. مَاتَ بدمياط فِي حادي عشر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن بهاء الدّين أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْأنْصَارِيّ التتائي الأَصْل الْآتِي أَبوهُ. / مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِمَكَّة، أرخه ابْن فَهد وَكَأَنَّهُ ولد بعد أَبِيه فَسُمي باسمه. أَحْمد بن أَحْمد عَليّ الدمياطي / عَليّ إِمَام قاعة السِّلَاح المنسوبة للشَّيْخ عبد الرَّحْمَن العجمي، سمع مني فِي الْإِمْلَاء. أَحْمد بن أَحْمد بن عمر بن حُسَيْن الزفتاوي الأَصْل المقسي الْآتِي أَبوهُ. وَعَمه عبد الْقَادِر. / قَرَأَ عَليّ فِي القتريب للنووي وَسمع على غير ذَلِك.)

أَحْمد بن أَحْمد بن عمر بن غَنَّام الشهَاب البرنكيمي ثمَّ الزنكلوني ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي أَخُو الشّرف مُوسَى الْآتِي، / ولد فِي سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بيرنكيم من أَعمال الشرقية وَنَقله أَبوهُ وَهُوَ فِي المهد إِلَى زنكلون ثمَّ وَهُوَ طِفْل إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه حسن العالمي وتلاه لأبي عَمْرو على ابْن عَبَّاس بِمَكَّة حِين حج فِي سنة تسع وَأَرْبَعين ثمَّ للسبع على عمر النجار بهَا أَيْضا فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وقطعا من الْكتب الْأَرْبَعَة جمع الْجَوَامِع وألفية الحَدِيث والنحو الشاطبية وَعرض على جمَاعَة كالمحب بن نصر الله والقاياتي وَشَيخنَا وَأخذ عَنهُ فِي شرحي النخبة والألفية وَسمع عَلَيْهِ جملَة وتفقه بِمَكَّة حِين حج بِأبي الْفَتْح المراغي وَسمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَغَيره وَكَذَا سمع على التقي بن فَهد وَفِي الْقَاهِرَة بالسيد النسابة والشرف الْمَنَاوِيّ وَعنهُ أَخذ أصُول الْفِقْه أَيْضا ولازمه بل حضر فِي دروس القاياتي وَابْن البُلْقِينِيّ والْعَلَاء القلقشندي وَابْن الْهمام وَأخذ النَّحْو عَن الحناوي والابدي وأصول الْفِقْه أَيْضا مَعَ الْمنطق وَغَيره عَن التقي وقرا على الْجَوْجَرِيّ الْمُخْتَصر وتوضيح ابْن هِشَام وَسمع عَلَيْهِ شرح العقائد ثلاثتها بِمَكَّة وَأخذ الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود والبوتيجي والشهاب السجينيوسمع الحَدِيث على بعض من ذكر وَغَيرهم، وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ بالظاهرية مَعَ مجْلِس قبله، وتميز وشارك فِي كثير من الْفَضَائِل وأقرأ فِي بَيت البُلْقِينِيّ وقتا وَاسْتقر فِي مشيخة الحبعانية ببولاق وَغَيرهَا بعد أَخِيه ودرس هُنَاكَ مَعَ سُكُون وَخير وتقنع. أَحْمد بن أَحْمد بن غلبك بِضَم الْمُعْجَمَة وَإِسْكَان اللَّام وَفتح الْمُوَحدَة وَآخره كَاف ابْن عبد الله شهَاب الدّين بن الْأَمِير شهَاب الدّين الجندي الْحلَبِي / أحد أجنادها المعتبرين. ولد بهَا فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وبخط بَعضهم تسع وَخمسين وَأَظنهُ غَلطا، وَكَانَ وَالِده من تولى الحجوبية والاستادارية وَغَيرهَا بحلب فَنَشَأَ هَذَا وَسمع على ابْن صديق فِي البُخَارِيّ وَولي نظر جَامع الطنبغا وَأثْنى عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي بالمحافظة على وظائف الْعِبَادَة وَحسن السِّيرَة والحذق فِي فنه أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة، وَمَات فِي حُدُود سنة خمسين ظنا. أَحْمد بن أَحْمد بن غَنَائِم البعلي الْمدنِي. / مضى فِيمَن جده علبك. أَحْمد شاه بن أَحْمد شاه بن فند / وكاش المظفر شهَاب الدّين ملك بنجالة

وجدته بخطي فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ من حَاشِيَة الأنباء، وَقد مضى أَحْمد بن أَحْمد بن حسن بن بهمز صَاحب كلبرجة فيحرر أَمرهمَا. أَحْمد بن أَحْمد بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ وَأمه زَيْنَب ابْنة عبد الله بن الزين أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن الْمُحب الطَّبَرِيّ. / سمع من الزين المراغي فِي سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهُ قبل ذَلِك فِي سنة خمس مَا بعْدهَا جده والزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَآخَرُونَ. مَاتَ. أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن جَعْفَر ابْن زيد بن جَعْفَر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الممدوح بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن إِسْحَاق بن جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد الباقر بن زين العابدين عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب الْعِزّ أَبُو جَعْفَر بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن أبي الْمجد الْحُسَيْنِي ثمَّ الإسحاقي الْحلَبِي الشَّافِعِي نقيب الْأَشْرَاف وَابْن نقيبهم وَابْن أخي نقيبهم ووالد نقيبهم وسبط الإِمَام الجمالي أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن الشهَاب مَحْمُود الْكَاتِب. / ولد فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل كثيرا فِي النَّحْو وَغَيره على شُيُوخ وقته كَأبي عبد الله المغربي الضَّرِير وَسمع على جده لأمه وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين بن العديم وَغَيرهمَا واستجاز لَهُ جده لأمه الوادياشي وَأَبا حَيَّان والميدومي وَأحمد بن كشغدى وَآخَرين من دمشق ومصر وَغَيرهمَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَابْن خطيب الناصرية وَآخَرُونَ مِنْهُم الْبَهَاء بن الْمصْرِيّ وقرأت عَلَيْهِ الِاسْتِيعَاب بِسَمَاعِهِ لَهُ مِنْهُ بإجازته من الادياشي، وروى عَنهُ شَيخنَا بِالْإِجَازَةِ وَخرج عَنهُ فِي بعض تخاريجه وَكَانَ أوحد وقته زهدا وورعا وصيانة وعفة وجمال صُورَة ذَا وقار وسكينة ومهابة وجلالة وسمت حسن لَا يشك من رَآهُ أَنه من السلالة الطاهرة واقتفاء لآثار السّلف متمسكا بِالسنةِ اسْتَقر فِي النقابة بعدو وَالِده وَكَذَا ولي مشيخة خانقاه ابْن العديم مُدَّة ثمَّ امْتنع من مباشرتها وَانْفَرَدَ برياسة حلب حَتَّى كَانَ قضاتها وأكابرها يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ وَلَا يردون لَهُ كلمة، كل ذَلِك مَعَ مُشَاركَة جَيِّدَة فِي الْفضل وَيَد فِي الْعَرَبيَّة ونظم جيد ونثر رائق وَحسن محاضرة فِي أَيَّام النَّاس والتاريخ وحلاوة الحَدِيث، وَهُوَ من حَسَنَات الدَّهْر، وَمن نظمه مِمَّا أنشدناه الْبَهَاء بن الْمصْرِيّ عَنهُ: (يَا رَسُول الله كن لي ... شافعا فِي يَوْم عرضي) (فأولو الْأَرْحَام نصا ... بَعضهم أولى بِبَعْض) وَقَوله وَقد ورد بَين زَمْزَم وَالنَّاس يتزاحمون عَلَيْهَا:)

(وَذي ضغن تفاخر إِذْ وردنا ... لزمزم لَا بجد بل بجد) (فَقلت تَنَح وَيْح أَبِيك عَنْهَا ... فَإِن المَاء مَاء أبي وجدي) وَقَوله: (يَا سائلي عَن محتدي وأرومتي ... الْبَيْت محتدنا الْقَدِيم وزمزم) (وَالْحجر وَالْحجر الَّذِي أبدأ يرى ... هَذَا يُشِير لَهُ وَهَذَا يلثم) فِي أَبْيَات. قَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي نَشأ نشأة حَسَنَة لَا يعرف لَهُ لعب وَاسْتمرّ على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ ملازما للخير محافظا على الصَّلَاة فِي أول وَقتهَا مَعَ الطَّهَارَة فِي الْبدن وَالثَّوْب وَاللِّسَان وَالْعرض قَالَ لي أَنا أقدم مصَالح النَّاس على مصلحتي قَالَ وَكَانَ أديبا بليغا كَامِلا ذَا سمت وهيبة وخشمة مفرطة لم أر بحلب أَكثر أدبا وَلَا أحشم مِنْهُ لَا من الْأَشْرَاف وَلَا من غَيرهم مَعَ الذكاء وَحسن الْخلق وَحسن الْخط والفهم الْحسن. مَاتَ بعد كائنة التتار بحلب فِي شهر رَجَب سنة ثَلَاث بِمَدِينَة تيزين وَكَانَ قد تحول إِلَيْهَا فِي الكائنة وَبَينهَا وَبَين حلب مرحلتان إِلَى جِهَة الْفُرَات ثمَّ نقل إِلَى حلب فَدفن بمشهد الْحُسَيْن ظَاهرهَا بسفح جبل جوشن عِنْد أَقَاربه وأجداده رَحمَه الله وإيانا، ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه ومعجمه بِاخْتِصَار وَلَيْسَ عِنْده فِيهِ فِي نسبه بعد على الثَّانِي مُحَمَّد وَلَا إِبْرَاهِيم قَالَ وجده مُحَمَّد وَالِد جَعْفَر يَعْنِي الممدوح أول من ولي نقابة الطالبين بحلب فِي أَيَّام سيف الدولة وَأما فِي الأنباء فساقه كَمَا تقدم وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الزين أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن عبد الله أَبُو الطَّاهِر الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ وَأمه عَائِشَة ابْنة سعيد النويري. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَثَمَانمِائَة وأحضر فِي الرَّابِعَة على أَبِيه وَالْجمال بن ظهيرة وَآخَرين سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة. أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد سبط الجاي. / يَأْتِي بِدُونِ أَحْمد بن مُحَمَّد الثَّانِي. أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان شهَاب الدّين بن الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس القاهري المقسي وَيعرف بِابْن الزَّاهِد الْمَاضِي وَلَده والآتي أَبوهُ. / ولد تَقْرِيبًا سنة عشر وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ يَتِيما فَقَرَأَ الْقُرْآن وَتزَوج ابْنة الشهَاب الْحُسَيْنِي واستولدها وَحج مَعَ أحد مريدي وَالِده أبي عبد الله الغمري وَقَامَ بِخِدْمَة جَامع وَالِده بالمقس أتم قيام مَعَ اسْتِعْمَاله أوراد أَبِيه وتلاوته لما تيَسّر حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد الظّهْر فِي جَامع أَبِيه وَدفن بجوار ضريحه وَكَانَ صَالحا رَحمَه الله نفعنا ببركاته.

أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن زُهَيْر الشهَاب الرَّمْلِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الشَّاعِر / إِمَام مَقْصُورَة جَامع بني أُميَّة بِدِمَشْق وَأحد من لم على البقاعي وَهُوَ هُنَاكَ. ولد فِي ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بالرملة وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول إِلَى دمشق وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو والْحَدِيث والشاطبيتين والدرة فِي الْقرَاءَات الثَّلَاث لِابْنِ الْجَزرِي وَعرض على جمَاعَة وَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي زرْعَة الْمَقْدِسِي وَابْن عمرَان وخطاب وَعمر الطَّيِّبِيّ والزين الهثمي وجعفر بِالْقَاهِرَةِ ودمشق وَغَيرهمَا وتميز فِيهَا وَولي مشيخة الإقراء بِجَامِع بني أُميَّة وبدار الحَدِيث الأشرفية تلقاها عَن خَلِيل اللدي وبتربة الأشرفية بعد خطاب وبتربة أم الصَّالح بعد البقاعي وَكَانَ لَازمه حِين إِقَامَته بِدِمَشْق حَتَّى أَخذ عَنهُ فِي ألفية الحَدِيث وَغَيرهَا بل كتب من مناسباته قِطْعَة وسمعها وعادى أَكثر أهل بَلَده أَو الْكثير مِنْهُم بِسَبَب ذَلِك وَكَذَا لَازم خطابا فِي الْفِقْه وأطراه فِيهِ والنجم بن قَاضِي عجلون فِي آخَرين كالعبادي والبكري بِالْقَاهِرَةِ وَأخذ الْمُخْتَصر قِرَاءَة والمطول سَمَاعا غير ملا زادة السَّمرقَنْدِي وَكَذَا أَخذ عَنهُ العقائد وَبَعض شرَّاح المواقف، وتكرر قدومه للقاهرة وقصدني فِي بعض قدماته فَأخذ عني كراسة كتبتها فِي الْمِيزَان وَغير ذَلِك واستفتاني فِي حَادِثَة وَنقل لي عَن البقاعي أَنه لم يُرْسل من الشَّام فِي وَاقعَة إِلَّا ويحض الْمُرْسل إِلَيْهِ على استفتائي فِيهَا حَتَّى وَاقعَة الْغَزالِيّ وَذكر كلَاما كثيرا فِي نَحْو هَذَا الْمَعْنى وأنشدني قصيدة من نظمه امتدح بهَا الخيضري وَكَانَ نَائِبه فِي إِمَامه مَقْصُورَة الْجَامِع الْأمَوِي ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ خَفِيف مَعَ فَضِيلَة. مَاتَ. أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن أَيُّوب بن درباس. / مضى بِدُونِ مُحَمَّد فِي نسبه. أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ شهَاب الدّين بن الْمعلم شمس الدّين الطولوني كَبِير المهندسين، / قَالَ المريزي فِي عقوده: كَانَ أَبوهُ وجده مهندسين وإليهما تقدمة الحجارين والبنائين بديار مصر وَعَلَيْهِمَا الْمعول فِي العمائر السُّلْطَانِيَّة، وَتقدم أَبوهُ بِخُصُوصِهِ فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة برقوق جدا بِحَيْثُ تزوج السُّلْطَان ابْنَته وتزيا أَخُوهَا صَاحب التَّرْجَمَة بزِي الأتراك وحظي عِنْد الظَّاهِر أَيْضا وَتزَوج بابنته بعد أَن طلق أُخْته عَمَّتهَا وَتَزَوجهَا أَمِير اخور توروز الحافظي وَعَمله أحد أُمَرَاء العشرات الخاصكية إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس خَامِس) عشر رَجَب سنة إِحْدَى وَدفن بتربتهم من القرافة وَكَانَت جنَازَته حافلة

وَيُقَال إِنَّه مُحَمَّد لَا أَحْمد وَقد خلط شَيخنَا تَرْجَمته بترجمة أَبِيه فَإِنَّهُ قَالَ فِي أنبائه مَا نَصه: كَانَ عَارِفًا بصناعته تقدم فِيهَا قَدِيما مَعَ حسن الشكالة وَطول الْقَامَة والمنزلة المرتفعة عِنْد الظَّاهِر برقوق بِحَيْثُ قَرَّرَهُ من الخاصكية وَلبس لذَلِك زِيّ الْجند ثمَّ أمرة عشرَة وَتزَوج ابْنَته وَكَانَت لَهُ ابْنة أُخْرَى تَحت نَاظر الْجَيْش الْجمال القيصري ثمَّ إِن الظَّاهِر طلق ابْنَته وَتَزَوجهَا نوروز بأَمْره وَتزَوج هُوَ أُخْتهَا. وَمَات فِي رَجَب سنة إِحْدَى، وَقد أَعَادَهُ شَيخنَا على الصَّوَاب فِي الَّتِي بعْدهَا بِدُونِ تَسْمِيَة أَبِيه بل قَالَ أَحْمد بن مُحَمَّد وباختصار فَقَالَ الطولوني المهندس كَانَ كَبِير الصناع فِي العمائر مَا بَين بِنَاء ونجار وحجار وَنَحْوهم وَيُقَال لَهُ الْمعلم وَكَانَ من أَعْيَان الْقَاهِرَة حَتَّى تزوج الظَّاهِر ابْنَته فَعظم قدره وَحج بِسَبَب عمَارَة الْمَسْجِد الْحَرَام فَمَاتَ رَاجعا بَين مرو عسفان يَعْنِي فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر صفر وعادوا بِهِ فَدفن بالمعلاة كَمَا قَالَه الفاسي فِي مَكَّة وترجمه بالمعلم شهَاب الدّين الْمصْرِيّ تردد إِلَى مَكَّة للهندسة على الْعِمَارَة بِالْحرم الشريف وَغَيره من المآثر بِمَكَّة غير مرّة آخرهَا سنة إِحْدَى مَعَ الْأَمِير بيشق الظَّاهِرِيّ وَتوجه مِنْهَا بعد الفرغ من الْعِمَارَة فِي أَوَائِل صفر سنة اثْنَتَيْنِ فأدركه الْأَجَل بعسفان فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر صفر فَحمل إِلَى مَكَّة وَدفن بالمعلاة وَكَانَ الظَّاهِر صَاحب مصر صاهره على ابْنَته ونال بذلك وجاهة، وَقَالَ المقريزي: أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الطيلوني تمكن فِي الدولة وَتزَوج السُّلْطَان بابنته وَصَارَ ابْنه الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد من جملَة الْأُمَرَاء، وَتُوفِّي بعسفان يَوْم الْجُمُعَة عَاشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ فَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بالمعلان رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى الشهَاب البرنسي المغربي الفاسي الْمَالِكِي وَيعرف بزروق بِفَتْح الْمُعْجَمَة ثمَّ مُهْملَة مُشَدّدَة بعْدهَا وَاو ثمَّ قَاف / ولد فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشري الْمحرم سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبَوَاهُ قبل تَمام أسبوعه فَنَشَأَ يَتِيما وَحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ عَن مُحَمَّد بن الْقسم أَحْمد الغوري وارتحل إِلَى الديار المصرية فحج وجاور بِالْمَدِينَةِ وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ نَحْو سنة مديما للاشتغال عِنْد الْجَوْجَرِيّ وَغَيره فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَغَيرهمَا وَقَرَأَ عَليّ بُلُوغ المرام وَبحث عَليّ فِي الِاصْطِلَاح بقرَاءَته ولازمني فِي أَشْيَاء وأفادني جمَاعَة من أهل بِلَاده وَالْغَالِب عَلَيْهِ التصوف والميل فِيمَا يُقَال إِلَى ابْن عَرَبِيّ وَنَحْوه، وَقد تجرد وساح وَورد الْقَاهِرَة أَيْضا بعيد الثَّمَانِينَ ثمَّ تكَرر دُخُوله إِلَيْهَا ولقيني بِمَكَّة فِي سنة) أَربع وَتِسْعين وَصَارَ لَهُ أَتبَاع ومحبون وَكتب على حكم ابْن عَطاء الله وعَلى القرطبية

فِي الْفِقْه وَعمل فُصُول السّلمِيّ أرجوزة. أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن يُوسُف بن سَالم بن دليم الْقرشِي الزبيرِي الْبَصْرِيّ الْمَكِّيّ الْآتِي ابْن أَخِيه أَحْمد بن يُوسُف وَيعرف بالشهاب دليم بِضَم الدَّال الْمُهْملَة ثمَّ لَام وَآخره مِيم / صغر أَكثر من النّظم ومدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقصائد وَكتب عَنهُ صاحبنا ابْن فَهد قَوْله: (أَلا لَيْت شعري هَل أرى لي عودة ... إِلَى الْمُصْطَفى فَهُوَ البشير مُحَمَّد) (أقبل مثواه وألثم تربه ... وأشكر رَبِّي عِنْد ذَاك وَأحمد) وَقد لَقيته وَسمعت بعض نظمه. وَمَات وَأَنا بِمَكَّة فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح وَدفن بالمعلاة. أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن هِلَال الشهَاب الْأَزْدِيّ الشنوي الْمزي الشَّافِعِي. / ولد فِي لَيْلَة مستهل رَجَب سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَيُقَال أَنه سمع على ابْن أميلة وَلَكِن لم نقف على مَا نعتمده فِي ذَلِك نعم سمع بِمَكَّة على جمَاعَة مِنْهُم الزين المراغي وَأَجَازَ فِي استدعاء دمشقي باسم ابْني مؤرخ بِسنة سِتّ وَخمسين. وَمَات فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَلَيْسَ أَحْمد بن هِلَال الْحلَبِي الْآتِي بوالد هَذَا فأبوه من الْمِائَة الثَّامِنَة. أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو عبد الله القادري الديسطي الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الْمُقْرِئ / حفظ الْقُرْآن وشيئا من الرسَالَة واشتغل يَسِيرا وَحضر عِنْد الزينين عبَادَة وطاهر وَأبي الْجُود وَغَيرهم ولازمني فِي أَشْيَاء سَمعهَا وتعاني الْقِرَاءَة فِي الجوق ثمَّ رياسته وتكسب بذلك وَحصل مِنْهُ ثروته ثمَّ انْقَطع بعد أَن حج وجاور قَلِيلا وَأَظنهُ مِمَّن سمع على شَيخنَا وَقد كف. وَمَات فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ عَفا الله عَنهُ ورحمه. أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ وَنسبه لمنية أبي عبد الله بالشرقية الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْمُؤَدب / صحب الزين الحافي وناصر الدّين الطبناوي وَزوج الطبناوي ابْنه بابنته، وَكَانَ صَالحا جلس لتعليم الْأَبْنَاء بِبَلَدِهِ. وَمَات فِي آخر سنة سِتّ وَخمسين أَو أول الَّتِي تَلِيهَا وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده نور الدّين السروي. أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد شهَاب الدّين الطولوني كَبِير المهندسين. / مضى قَرِيبا فِيمَن جده مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ.

أَحْمد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن مُوسَى الشهَاب الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ وَالِد إِبْرَاهِيم وَعبد الرَّحْمَن اليمامي وَمُحَمّد الْمَذْكُورين فِي محالهم، وَيعرف بالعجيمي وَفِي الشَّام بالمقدسي. / ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بالقدس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن تسع والقدوري وَقَرَأَ الْقرَاءَات على جمَاعَة مِنْهُم الْعَلَاء بن اللفت وَمهر فِيهَا وتصدى لإقرائها فَانْتَفع بِهِ أَوْلَاده وَغَيرهم وَهُوَ مِمَّن أَخذ أَيْضا عَن ابْن الهائم والعماد بن شرف وَآخَرين وتحول إِلَى الشَّام فِي سنة خمس وَعشْرين باستدعاء مُحَمَّد بن منجك لَهُ لإقراء بنيه فقطنها وتكسب بِكِتَابَة الْمَصَاحِف وَكَانَ متقنا فِيهَا مَقْصُودا من الْآفَاق بِسَبَبِهَا وَحج غير مرّة وجاور. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ، أَفَادَهُ لي وَلَده الهمامي ثمَّ عبد الرَّزَّاق بِزِيَادَات. أَحْمد بن أَحْمد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن طرخان الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشهَاب بن الضياء الْآتِي أَبوهُ وَهُوَ بكنيته أشهر. / تكسب بِالشَّهَادَةِ كسلفه ثمَّ استنابه الْعِزّ الْكِنَانِي فِي الْعُقُود والفسوخ ثمَّ فِي الْقَضَاء. وَمَات فِي ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين أَو زاحمها. أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ سبط الجاي اليوسفي / صَاحب الْمدرسَة الجليلة بسويقة الْعِزّ وناظرها أمه فرج بن قرنطاي بن الجاي. ولد فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ وَسمع مني فِي الأمالي وَغَيرهَا وبقراءتي على بعض المسندين وَأثبت لَهُ وَلم يحسن تصرفه ورأيته بخطي فِي مَحل آخر تَكْرِير أَحْمد بن مُحَمَّد فِي نسبه فيحرر. أَحْمد بن أَحْمد بن يلبغا وَيعرف بِابْن الْمُرضعَة. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ. أَحْمد بن أَحْمد بن عليبة ابْن عَم الْبَدْر وَعبد الْقَادِر / مِمَّن كَانَ فِي خدمتهما حَتَّى مَاتَا ورسم عَلَيْهِ ثمَّ أودع المقشرة. أَحْمد بن أَحْمد شهَاب الدّين الْكِنَانِي الشَّامي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / أحد الْفُضَلَاء مِمَّن صحب الولوي بن تَقِيّ الدّين البُلْقِينِيّ ولازمه واختص بِهِ وَحضر دروسه وَنزل بواسطته فِي بعض الْجِهَات بل نَاب عَنهُ فِي خطابة الحجازية والميعاد بهَا وأجاد فِي تأديتها وَجلسَ قَلِيلا بِبَعْض الحوانيت للشَّهَادَة، وَكَانَ مديما للدّين مستكثرا من تَحْصِيل الْكتب بِخَطِّهِ مشاركا فِي الْفُنُون وراغبا فِي المباحثة والمناظرة، وَقد أَخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن الشهَاب الأبدي فِي الْمنطق

والزين) البوتيجي فِي الْحساب وَغَيره والزين زَكَرِيَّا فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا وَلم يكن يقدم عَلَيْهِ من شُيُوخه غَيره والبدر أبي السعادات البُلْقِينِيّ والبقاعي فِي آخَرين وَشرع فِي اخْتِصَار شرح البُخَارِيّ لشَيْخِنَا فَكتب مِنْهُ جملَة وَرُبمَا أَقرَأ وَكَانَ هم أَن يتحنبل فأسمعه الْعِزّ قَاضِي الْحَنَابِلَة مَا يكره لظَنّه فِيهِ قصد مزاحمته فِي الْوَظَائِف وَغَيرهَا لشدَّة فقره وَعدم رواجه بَين كثير من أهل مذْهبه مِمَّن كَانَ البقاعي حِين تردده إِلَيْهِ يُقرر عِنْده أَنه أمثل مِنْهُم ويحضه على منازعتهم فَكف، وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ عَن قريب الثَّلَاثِينَ وَدفن بتربة جوشن رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن أَحْمد شهَاب الدّين بن الْعَلامَة شهَاب الدّين الصعيدي الْقُدسِي الحنقي ويلقب بالسوداني. / كَانَ أَبوهُ من الصَّعِيد فَقدم الْقُدس وتكسب بِالشَّهَادَةِ مَعَ الْفضل وَولد لَهُ هَذَا وَغَيره وَصَارَ صَاحب التَّرْجَمَة شيخ المقادسة ومعيد المعظمية. وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ. أَحْمد بن أَحْمد الْحَنْبَلِيّ بن الضياء، / مضى فِيمَن اسْم جده أَحْمد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم. أَحْمد بن أَحْمد الزهوري. / فِيمَن جده عبد الله. أَحْمد بن أَحْمد الْعمريّ / نِسْبَة لِذَوي عمر أحد القواد. مَاتَ فِي يَوْم السبت تَاسِع عشري ربيع الآخر سنة خمس وَأَرْبَعين بالغد خَارج مَكَّة من صوب الْيمن وَدفن بِهِ، أرخه ابْن فَهد. أَحْمد ابْن أبي أَحْمد بن الشنبل بِضَم الْمُعْجَمَة وَسُكُون النُّون بعْدهَا مُوَحدَة ضمومة ثمَّ لَام / وَهُوَ مكيال الْقَمْح بحمص أَبُو الْعَبَّاس الْحِمصِي. اشْتغل بِبَلَدِهِ وَمهر وبرع ولي قضاءها وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا وتنزل فِي خانقاه سعيد السُّعَدَاء ثمَّ سعى فِي قَضَاء دمشق فَوَلِيه فِي آخر سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة ثمَّ عزل عَن قرب، وَكَانَ نبيها فِي الْفِقْه مَعَ طيش فِيهِ. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه وَكَذَا ذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ ولي قَضَاء حمص وَله نباهة فِي الْفِقْه وسعى فِي قَضَاء دمشق بِالْمَالِ ففوض إِلَيْهِ فِي آخر سنة سِتّ ثمَّ عزل بعد أشهر ثمَّ نَاب بعد عَن الأخنائي. وَمَات بهَا سنة سِتّ عشرَة وَالظَّاهِر أَنه كَانَ شافعيا وَقد رَأَيْت الخيضري ذكره فِي الشَّافِعِيَّة. أَحْمد بن أبي أَحْمد شهَاب الدّين الصَّفَدِي الشَّامي نزيل الْقَاهِرَة، / كَانَ قد ختم فِي التوقيع مُدَّة عِنْد الْمُؤَيد شيخ حِين كَانَ نَائِبا ثمَّ قدم مَعَه الْقَاهِرَة وَظن أَنه يَلِي كِتَابَة السِّرّ فاختص القَاضِي نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ بالسلطان وَكَانَ يكره الصَّفَدِي لطرش فِيهِ فَأَرَادَ الْإِحْسَان إِلَيْهِ وجبر خاطره فقرره فِي نظر

المرستان والأحباس فباشرهما حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع عشرَة وَلم) يكن مَحْمُودًا وَاسْتقر عوضه فِي المرستان التقي الْكرْمَانِي وَفِي الأحباس الْبَدْر الْعَيْنِيّ، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. أَحْمد بن أبي أَحْمد شهَاب الدّين المغراوي الْمَالِكِي. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله. أَحْمد بن أبي أَحْمد الْحلَبِي الْمُقْرِئ / اعتنى بالقراءات وَكَانَ يقرئ بِمَسْجِد يجاور الشاذبختية بحلب مُدَّة ثمَّ تحول من حلب إِلَى الْقُدس قبل الْوَقْعَة الْعُظْمَى ثمَّ انْتقل إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا ثمَّ إِلَى طرابلس فتأهل بهَا وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة سبع عشرَة، أثنى الْعَلَاء بن خطيب الناصرية فِي ذيله على خَيره وَدينه. قَالَه شَيخنَا فِي الأنباء. أَحْمد بن أبي أَحْمد الزَّاهِد. / فِي ابْن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان. أَحْمد بن أرسلان بن عباد السفطي. / يَأْتِي فِي ابْن عباد. (سقط) أحمدبن أرغون شاه الأشرفي شعْبَان بن قلاون. / كَانَ أَبوهُ أحد المقدمين فِي زمن الْأَشْرَف الْمشَار إِلَيْهِ خصيصا عِنْده بل قيل أَنه كَانَ أتابكه فسافر مَعَه لِلْحَجِّ فَلَمَّا ركبُوا عَلَيْهِ كَانَ مِمَّن رَجَعَ مَعَه فَقتل فِي ذِي الْعقْدَة سنة ثَمَان وَسبعين وَابْنه هَذَا حمل فَوَضَعته أمه بعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وترقى حَتَّى صَار أحد الشعرات وأضيف إِلَيْهِ نظر الْأَوْقَاف، وَمَات سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ عَن نَحْو السّبْعين بعد أَن أَنْجَب خَلِيلًا وَفَاطِمَة الْآتِي ذكرهمَا وَدفن بتربة أَبِيه بالصحراء. أَحْمد بن إِسْحَاق بن عَاصِم بن مُحَمَّد بن عبد الله الْجلَال بن النظام بن الْمجد بن السعد الْأَصْبَهَانِيّ الخانكي شيخ خانكتها الْحَنَفِيّ وَيعرف بالشيخ أصلم وبخط الْعَيْنِيّ اسلام / ولد فِي حُدُود السِّتين وَسَبْعمائة وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ وتفقه بِأَبِيهِ وَغَيره وَولي مشيخة خانقاه سرياقوس كأبيه فحمدت سيرته فِيهَا إِلَى الْغَايَة، وَكَانَ جميلا فصيحا بهيا مهابا لَهُ فضل وأفضال وَمَكَارِم اخْتصَّ بِالظَّاهِرِ برقوق وقتائم تغير عَلَيْهِ وَصَرفه عَن المشيخة الْمشَار إِلَيْهَا بعد مَوته فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي خَامِس عشري ربيع الآخر أَو الأول سنة اثْنَتَيْنِ ورام أهل الخانقاه رجم نعشه لبغضهم لَهُ فمنعوا وَاسْتقر بعده فِي المشيخة ابنيا شيخ الخانقاه القوصونية، قَالَ الْعَيْنِيّ وَكَانَ خَالِيا عَن سَائِر الْعُلُوم ينْسب إِلَى علم الْحَرْف وَلَيْسَ بِصَحِيح إِنَّمَا كَانَ يجمع من أَمْوَال الخانقاه وَيطْعم النَّاس من غير اسْتِحْقَاق ويجتمع فِي مَجْلِسه الأراذل

وَأَصْحَاب الملاهي والمعاني، وَذكر المقريزي فِي عقوده أَنه لم ير فِي شُيُوخ الخوانك من يدانيه فِي خشمته ورياسته ومروءته وتجمله وأفضاله عَفا الله عَنهُ. وَأَبوهُ من الْمِائَة قبلهَا.) أَحْمد بن أَسد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن أَسد الدّين أبي الْقُوَّة الأميوطي الأَصْل السكندري المولد القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَالِد أبي الْفضل مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن أَسد. / ولد فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بالاسكندرية انْتقل مِنْهَا وَهُوَ مرضع صُحْبَة أَبَوَيْهِ إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها وَحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس النحريري السعودي والعمدة والشاطبيتين والدماثة فِي الْقرَاءَات الثَّلَاثَة للجعبري والطيبة لِابْنِ الْجَزرِي والنخبة لشَيْخِنَا والألفيتين والمنهاجين والخزرجية فِي الْعرُوض وَالْمقنع فِي الْجَبْر والمقابلة لِابْنِ الهائم، وَغير ذَلِك وَعرض على خلق مِنْهُم الْجلَال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَأخذ الْفِقْه والعلوم عَن شُيُوخ ذَاك الْعَصْر وهلم جرا فَقَرَأَ الْمِنْهَاج على الْبُرْهَان البيجوري وَالشَّمْس البوصيري وَحضر دروسهما مَعَ دروس الْمجد وَالشَّمْس البرماويين بل قَرَأَ عَلَيْهِ فِي شرح الألفية وَقَالَ أَن مُعظم انتفاعه فِي الْفِقْه بالبيجوري وَكَذَا تفقه بالطنتدائي وَأخذ عَنهُ فِي شَرحه لجامع المختصرات وَبَعض مَا كتبه على الجعبرية والألفية وَسمع فِي الْحَاوِي الصَّغِير على الْعَلَاء البُخَارِيّ ثمَّ تفقه بالبرهان الأبناسي الصَّغِير وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْعُلُوم الأدبية وَغَيرهَا وَكَذَا حضر عِنْد الشّرف السُّبْكِيّ دروسه فِي الْفِقْه وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْمِنْهَاج أَيْضا وتفقه أَيْضا بالقاياتي وَقَرَأَ على الونائي فِي الْمِنْهَاج أَو كُله وَحضر عِنْده مَا أقرأه من الرَّوْضَة وَكَذَا أَخذ عَن الْبَدْر النسابة وقرا عَلَيْهِ شرح العقائد وَغَيره من تصانيفه وَمن كتب الحَدِيث البُخَارِيّ وَغَيره وَسمع عَلَيْهِ النَّسَائِيّ وَأَشْيَاء وتفقه بِابْن خضر وبالعلم البُلْقِينِيّ والْعَلَاء القلقشندي والمناوي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْمِنْهَاج وبالبوتيجي والمحلي وَسمع عَلَيْهِ شروحه للمنهاج والورقات وَجمع الْجَوَامِع والبردة وَغَيرهَا وَقَرَأَ على شَيخنَا العجالة وَأذن لَهُ مَعَ جمَاعَة مِمَّن تقدم كَابْن البُلْقِينِيّ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَكَانَ سمع قَدِيما عِنْد الْجلَال البُلْقِينِيّ مجَالِس فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَعند الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي الْفِقْه وَسمع عَلَيْهِ فِي ابْن مَاجَه وبعضا من أَمَالِيهِ وَسمع عِنْد الْبِسَاطِيّ دروسا فِي التَّفْسِير وَغَيره وَعند السراج قَارِئ الْهِدَايَة فِي تَفْسِير الْبَغَوِيّ وَعند الشَّمْس بن الديري وَآخَرين مِنْهُم ابْن الْحلْوانِي شَارِح تصريف الْعُزَّى وَقَرَأَ منهاج الْأُصُول على الشَّمْس الشطنوفي وَفِي شَرحه للعبري على الشرواني وَهَذَا أَخذ الْأُصُول أَيْضا عَن القاياتي وَابْن الْهمام والمحلى وَطَائِفَة وأصول الدّين عَن النظام الصيرامي أَخذ عَنهُ قِطْعَة من شرح المواقف والشرواني

أَخذ عَنهُ شرَّاح العقائد والعربية عَن الشهَاب الصنهاجي سمع عَلَيْهِ الحاجبية والشمسين الشطنوفي والبرماوي والزين عبَادَة قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن المُصَنّف) والتوضيح والشهاب بن هِشَام صَاحب حَاشِيَة التَّوْضِيح وَغَيرهَا والنور المقني قَرَأَ عَلَيْهِمَا ابْن المُصَنّف والحناوي قَرَأَ عَلَيْهِ مقدمته وَغَيرهَا ولازمه وَبِه انْتفع وَابْن الْمجد أَخذ عَنهُ الشذور وَشَرحه وَأبي الْقسم النويري قَرَأَ عَلَيْهِ الرضى والقاياتي والراعي والأبدي وَأخذ الْمُغنِي وحاشيته المصرية والهندية للدماميني عَن الْعَضُد الصيرامي والحاشية الشمنية عَن مؤلفها التقي والعربية أَيْضا مَعَ فصيح ثَعْلَب بحثا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَعنهُ أَخذ الْمنطق أَيْضا والعربية مَعَ عُلُوم الْأَدَب عَن الأبناسي وَشرح الشواهد وَغَيره من تصانيف الْعَيْنِيّ عَنهُ والمعاني وَالْبَيَان عَن الشمني والعضدي الصيرامي بل أَخذ عَنهُ وَعَن الكافياجي كثيرا من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة مَعَ أَشْيَاء من تصانيف ثَانِيهمَا وَالْعرُوض عَن النواحي قَرَأَ عَلَيْهِ شرح الخزرجية للسَّيِّد وَلابْن الدماميني عَن مُؤَلفه بل قَرَأَ عَلَيْهِ البديعية وَغَيرهَا من كتب الْأَدَب ولازمه وانتفع بِهِ فِي ذَلِك والشهابين الإبشيطي أَخذ عَنهُ شَرحه للخزرجية والخواص وعنهما وَعَن أبي الْجُود والبوتيجي أَخذ الْفَرَائِض وَهِي والحساب والميقات عَن ابْن المجدي مَعَ جملَة من تصانيفه وَمن ذَلِك شَرحه للجعبرية والتصوف عَن الشَّيْخ مَدين والخط تجويدا عَن الزين بن الصَّائِغ ولقراءات عَن الشهَاب بن هائم قَرَأَ عَلَيْهِ للسبع مَعَ الشاطبية وَأَصلهَا والعنوان والرائية وانتفع بِهِ وَكَذَا تَلا للسبع على الشهَاب أَحْمد بن عَليّ بن مُوسَى الضَّرِير إِمَام جَامع ابْن شرف الدّين والبرهان الكركي والنور عَليّ بن آدم البوصيري مَعَ الشاطبيتين وَغَيرهمَا عَلَيْهِ وَلَقي الزين بن عَيَّاش بِمَكَّة فِي السّنة الَّتِي ارتحل فِيهَا مَعَ ابْن الْجَزرِي فَتلا عَلَيْهِ بَعْضًا وَقَرَأَ على الشَّمْس العفصي للست الزَّائِدَة على السَّبع بِمَا فِي المصطلح وللثمان مَعَ الشاطبية وَأَصلهَا والعنوان على الزراتيتي فِي آخَرين أَجلهم ابْن الْجَزرِي وسافر مَعَه فِي سنة سبع وَعشْرين إِلَى مَكَّة وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي المناهل وَغَيرهَا حَتَّى أكمل عَلَيْهِ يَوْم الصعُود بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَأذن لَهُ وَسمع عَلَيْهِ ثلاثيات أَحْمد بعقبة ايلة وَكَثِيرًا من الْمسند الْحَنْبَلِيّ وَأَحَادِيث من عشارياته ومللاته وَغَيرهَا بغَيْرهَا وَأخذ عَن وَلَده الشهَاب شَرحه لطيبة وَلَده وَغَيره وتلا عَلَيْهِ شَيخنَا للسبع إِلَى المفلحون وَسمعت ذَلِك حِينَئِذٍ بقرَاءَته ولازم شَيخنَا

فِي الحَدِيث مُلَازمَة تَامَّة حَتَّى سمع عَلَيْهِ أَكثر مَا قرئَ عِنْده من مروياته وتآليفه وَحضر مجالسه فِي التَّفْسِير وَشبهه وَكتب عَنهُ قِطْعَة من قتح الْبَارِي وَأَشْيَاء من تصانيفه وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة الْبَحْر الفهامة إِمَام الإقراء فَخر الْفُقَهَاء وَفَارِس الْعَرَبيَّة والقائم بالقواعد الْأُصُولِيَّة شرف الْعلمَاء أوحد الْفُضَلَاء مفتي) الْمُسلمين أقضى الْقُضَاة قَالَ وأذنت لَهُ أَن يدرس فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا مِمَّا حصله بجد واجتهاد وساوى بِهِ كثيرا مِمَّن أَكثر التطواف فِي الْبِلَاد إِلَى أَن قَالَ وَقد أَكثر حُضُور مجالسي فِي الْإِمْلَاء ودروس الحَدِيث وَالْفِقْه وَمَا زَالَ يُبْدِي فِي جَمِيع ذَلِك الْفَوَائِد وَيُعِيد فَاسْتحقَّ أَن يدرج فِي سلك من يدرس ويفيد وَالله يمتع بحياته. وَكَذَا سمع على غير وَاحِد من شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا سوى من تقدم فَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ كَمَا أخبر الشَّمْس الشَّامي والْعَلَاء بن المغلي والمحب بن نصر الله والزين الزَّرْكَشِيّ الحنبليون والْعَلَاء بن بردس والزين بن الطَّحَّان والشهاب بن نَاظر الصاحبة والشرف يُونُس الواحي والمقريزي وَابْن عمار وَغَيرهم بل قَرَأَ على الكلوتاتي أَشْيَاء وَسمع بقرَاءَته على رقِيه التغلبية وَغَيرهَا وَأَجَازَ لَهُ الشموس الحنني وَابْن الْمصْرِيّ وَابْن قَاسم السُّيُوطِيّ والبلالي والأمشاطي التقي بن حجَّة وَشَعْبَان الآثاري وَآخَرُونَ وتكسب فِي أول أمره بتعليم الْأَطْفَال ورزق فِيهَا حظا وقبولا ونبغ من عِنْده جمَاعَة وَكَذَا تكسب بِالشَّهَادَةِ وَأم بِجَامِع الْحُكَّام زَمنا وَقَرَأَ فِيهِ الصَّحِيح وَالتَّرْغِيب وَغَيرهمَا على الْعَامَّة ثمَّ ترك ذَلِك حِين استقراره فِي الْإِمَامَة بالزينية الاستادارية أول مَا فتحت بعناية شَيخنَا لَهُ فِي ذَلِك وانتقل فسكنها وناب فِي الْقَضَاء عَن السفطي فَمن بعده وانتدب للْقَضَاء وتهالك فِيهِ وَصرح شَيخنَا بِأَنَّهُ لَو علم مِنْهُ وَمن غَيره مِمَّن أنكر السفطي وَلَا يتهم الْقبُول لبادر لفعله، وبرع فِي الشُّرُوط وَرُبمَا تدرب فِيهَا بحارة النَّجْم بن النبيه كل ذَلِك مَعَ صرف الهمة فِي الْعلم والمداومة على المطالعة والمقابلة وَنَحْوهمَا حَتَّى تقدم فِي الْفُنُون مَعَ توقفه فهما وحافظة لَكِن كَثْرَة الْعَمَل قد مته وَولي تدريس الْقرَاءَات بالبرقوقية برغبة شَيْخه العفصي لَهُ عَنهُ وبالمؤيدية برغبة البقاعي لَهُ حِين كائنته الفظيعة مَعَ صَاحبه أبي الْعَبَّاس الْوَاعِظ والتصدير فِيهَا بالسابقية برغبة الْجمال بن القلقشندي وَقِرَاءَة الحَدِيث

بالقلعة حِين اسْتَقر الأسيوطي فِي الْقَضَاء بعناية الدوادار يشبك الْفَقِيه فَإِنَّهُ اكن مِمَّن يتَرَدَّد إِلَيْهِ لِيُقِر المير عَلَيْهِ وَكَذَا صحب المير ازبك الظَّاهِرِيّ وَأم عِنْده نِيَابَة عَن إِمَامه وقتا، وَيُقَال أَنه كَانَ يتْرك الْقُنُوت فِي الصُّبْح والجهر بالبسملة على مَذْهَب الْحَنَفِيَّة، وَحج مرارامنها فِي سنة سِتّ وَخمسين ولقيته بِمَكَّة ثمَّ برابغ فَقَرَأت عَلَيْهَا بهَا حَدِيثا وتلوت عَلَيْهِ قبل ذَلِك وَأَنا بمكتبه لأبي عَمْرو وَابْن كثير وَغَيرهمَا وحفظت عِنْده أَكثر كتبي وتدربت بِهِ فِي المطالعة وَالْقِرَاءَة وَسمعت عَلَيْهِ دروسا كَثِيرَة فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَكَانَ لِكَثْرَة أدبه يَقُول فرع فاق أَصله، وَيكثر من التَّرَدُّد إِلَى وَمن الْمُرَاجَعَة فِي كثير من) الرِّجَال والأسانيد وَغير ذَلِك بِلَفْظِهِ وخطه وَسمع مني كثيرا من الْأَجْوِبَة الحديثية وَكتب بِخَطِّهِ بَعْضهَا بل استكتب من تصانيفي القَوْل البديع وَشرع فِي مُقَابلَته معي بقرَاءَته وبلغه فِي حَال توعكي تمني بَعضهم موتى فَقَالَ وَالله إِن جِيءَ لي بِهَذَا المتمني حكمت فِيهِ بِكَذَا فَهَذَا رجل لَا يكرههُ إِلَّا مُبْتَدع غير رَاغِب فِي السّنة فجزاه الله خيرا وَقد أَقرَأ الطّلبَة فِي الْفِقْه والأصلين والعربية وَالصرْف وَغَيرهَا وَقصد فِي الْقرَاءَات وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ فِيهَا وَحملهَا عَنهُ إِلَّا ماثل حَسْبَمَا بَينته فِي تَرْجَمته من ذيل الْقُرَّاء وَغَيره وَلَو تفرغ للإقراء خُصُوصا فِي الْقرَاءَات لَكَانَ أولى بِهِ، ونظم رِسَالَة ابْن المجدي فِي الْمِيقَات أرجوزة سَمَّاهَا غنية الطَّالِب فِي الْعَمَل بالكواكب وَشرع فِي شرح على الشاطبية وَفِي ذيل على تَارِيخ الْعَيْنِيّ بل نظم فِي التَّارِيخ أرجوزة سَمَّاهَا الذيل غنية الطَّالِب فِي الْعَمَل بالكواكب وَشرع فِي شرح على الشاطبية وَفِي ذيل على تَارِيخ الْعَيْنِيّ بل نظم فِي التَّارِيخ أرجوزة سَمَّاهَا الذيل المترف من الْأَشْرَف إِلَى الْأَشْرَف واعتنى بِكَثِير من كتبه فحشاها وَقيد مشكلها لكني لم أَقف على شَيْء من ذَلِك سوى الغنية وَسمعت بَعْضهَا من لَفظه ونظمها فِيهِ يبس لتكلفه لَهُ، وَكَانَ قبيل مَوته، عديدة ضعف بِحَيْثُ أشرف على الْمَوْت بل تحدث بِهِ النَّاس ثمَّ تراجع وَكَذَا اتّفق قبيل سَفَره أَنه فِي حَال قِرَاءَته بالقلعة صرع وَهُوَ على الْكُرْسِيّ وَنزل بِهِ وَلَده مَحْمُولا مايوسا نمه ثمَّ عوفي وَصعد للْقِرَاءَة فِي الْمجْلس الْقَابِل حَتَّى ختم وسافر إِلَى مَكَّة بعد نَحْو شهر صُحْبَة الركب قَاضِيا عَلَيْهِ وَكَانَ عين لذَلِك بسفارة الدوادار أَيْضا فَتوجه فحج وَرجع وَهُوَ متوعك فِي رابغ وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ لعشرين من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بَين الْحَرَمَيْنِ وهم سائرون فِي وَادي الصَّفْرَاء وَدفن بالحديدة بِالْقربِ من أَحْمد الْقَرَوِي المغربي وَجَاء بالْخبر بذلك فاستقر وَلَده الْبَدْر أَبُو الْفضل مُحَمَّد فِي وظائفه مَا عدا الْقِرَاءَة فِي القلعة فَإِنَّهَا اسْتَقَرَّتْ للْإِمَام الكركي الْحَنَفِيّ، وَكَانَ رَحمَه الله إِمَامًا عَلامَة

متين الأسئلة بَين الْأَجْوِبَة مشاركا فِي فنون مُتَقَدما فِي الْقرَاءَات محبا فِي الْعلم مثابرا على التَّحْصِيل حَتَّى مِمَّن هُوَ دون طبقته رَاغِبًا فِي الْفَائِدَة وَلَو من آحَاد الطّلبَة سريع التَّقْيِيد لذَلِك للخوف من تفلته مبالغا فِي لتوضع مستكثرا من تَحْصِيل نفائس الْكتب متمولا كثير التحصل من الْوَظَائِف والأملاك وَكَذَا المعلامات وَالْقَضَاء قَلِيل المصروف وَلِهَذَا كَانَ مَاله فِي نمو مَعَ كَونه أَيْضا غير متأنق فِي مركبه وملبسه وَلَا أعلم فِيهِ مَا يعاب سوى الْمُبَالغَة فِي الْحِرْص وَحب الدُّنْيَا وَإِلَّا فقد كَانَ من محَاسِن مصر رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن اسكندر بن صَالح بن غَازِي بن قرا أرسلان بن أرتق بن أرسلان ابْن ايلغازي بن البي بن تمرباش بن اليلغازي بن أرتق الْملك الصَّالح شهَاب الدّين الأرتقي صَاحب ماردين. / نَشأ فِي دولة ابْن عَمه الظَّاهِر مجد الدّين عِيسَى بن المظفر واختص بِهِ وززوجه ابْنَته واستخلفه على ماردين غير مرّة وَآل أمره إِلَى أَن رغب عَنْهَا لقرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد بِعشْرَة آلَاف دِينَار وَألف فرس وَعشرَة آلَاف رَأس غنم وزوجه ابْنَته وَأَعْطَاهُ الْموصل فَتوجه إِلَيْهَا فَلم يقم سوى ثَلَاثَة أَيَّام. وَمَات هُوَ وَالزَّوْجَة الْمشَار إِلَيْهَا فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَيُقَال أَن قرا يُوسُف سمه وَخلف أَرْبَعَة أَوْلَاد مُحَمَّد وَأحمد ومحمود وَعلي فَأخْرجهُمْ قرا يُوسُف من الْموصل وَهُوَ آخر الْمُلُوك من بني أرتق وماردين، وَقد طول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الشَّيْخ جُمُعَة الْبُحَيْرِي الأَصْل القاهري الْمصرف / بِبَاب سكَّة الجمالي حِين حسبته وَقبلهَا وَكَانَ الْمشَار إِلَيْهِ فِي الْحِسْبَة ولجده جُمُعَة ضريح بِدِمَشْق وَكَانَ أَعور الْعين الْيُسْرَى من جدري كَانَ عرض لَهُ وَهُوَ صَغِير، مِمَّن نَشأ مَعَ أَبِيه فِي خدمَة قَائِم التَّاجِر الأتابكي فأبوه مهتاره وَهَذَا فِي طشتخانته وسافر مَعَه للروم ثمَّ مَعَ غَيره من الْأُمَرَاء وَغَيرهم فِي الثَّانِيَة بِحَيْثُ طَاف الْأَمَاكِن ثمَّ اقْتصر على خدمَة الْمشَار إِلَيْهِ وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ وَهُوَ برداره فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَتِسْعين عَن بضع وَسبعين وَدفن بِإِزَاءِ أَبِيه وَكَانَ عاميا مَحْضا عَفا الله عَنهُ. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عجيل الْأمين الْيَمَانِيّ وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي. / من بَيت شهير. مَاتَ فِي سنة أَرْبَعِينَ. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن سعيد بن عَليّ الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّيْخ أبي السُّعُود المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي السعودي نزيل الْقَاهِرَة

وَيعرف بِابْن أبي السُّعُود الْآتِي أَبوهُ فِي مَحَله. / ولد فِي شَوَّال سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنوف الْعليا. وَمَات وَالِده وَهُوَ صَغِير فتشأ يَتِيما وَحفظ هُنَاكَ الْقُرْآن وَصلى بِهِ والمنهاج وَبحث فِيهِ وَفِي ألفية النَّحْو على الْبُرْهَان الكركي ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَعشْرين فحفظ بهَا الألفية والمنهاج الْأَصْلِيّ وَبحث فِي الْفِقْه أَيْضا على الزين القمني وأظن من شُيُوخه الْبِسَاطِيّ وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن الشهَاب بن المحمرة والْعَلَاء القلقشندي وَكَثُرت ملامته لَهُ حَتَّى أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس مَعَ يبسه فِي ذَلِك ثمَّ القاياتي والونائي وَالْعلم البُلْقِينِيّ يَسِيرا والمحلى وَبِه تخرج فِي الْأُصُول وَغَيره) والمناوي وَأكْثر من ملازمته وَكَانَ يبجله ويعتقد وَالِده، وَأخذ الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا عَن ابْن المجدي والبوتيجي فِي آخَرين والعربية عَن الحناوي وَعلم الْكَلَام عَن الشرواني والطب وَغَيره عَن الزين بن الْجَزرِي والْحَدِيث عَن شَيخنَا واختص بِهِ ولازمه فِي مجْلِس الْإِمْلَاء وَغَيره وَكَانَ يمِيل إِلَيْهِ حَتَّى أَنه انْقَطع غير مرّة فَقَالَ لَهُ أَنِّي أحب مَعَ الْمحبَّة القلبية الِاجْتِمَاع الصُّورِي، وَكَذَا سمع عَليّ الزيون القمني وَالزَّرْكَشِيّ وَابْن الطَّحَّان والشهابين ابْن نَاظر الصاحبة والكلوتاتي والْعَلَاء بن بردس وَالْجمال البالسي والشرف وَعَائِشَة الحنبلية وَجَمَاعَة، وَتقدم فِي الْفَرَائِض والحساب وتعاني الْأَدَب فبرع فِيهِ وساد وطارح الشُّعَرَاء وَقَالَ الشّعْر الْجيد والنثر البديع الْمُفْرد واشتهر اسْمه وَبعد وَصيته فِي ذَلِك وَقَالَ الوعاظ من كَلَامه فِي المحافل والمجامع وَصَحب غير وَاحِد من الرؤساء فاختص بهم واغتبطوا بعقله وتحرزه فِي مَنْطِقه حَتَّى أَنه كَانَ يجمع بَين صُحْبَة الأضداد وَيرى كل مِنْهُم أَنه هُوَ الْمُخْتَص بِهِ، وناب فِي الْقَضَاء مسؤولا عَن الْمَنَاوِيّ وَغَيره وأضيف إِلَيْهِ قَضَاء الجزيرة وَكَذَا لبيار ورام الْمَنَاوِيّ بولايته إِيَّاهَا كف الْعَلَاء بن اقبرص عَنْهَا وَكَانَ يعين عَلَيْهِ بالشيخ بن الشَّيْخ وَلم يكثر من تعَاطِي الْأَحْكَام وتعفف جدا ودرس بِأم السُّلْطَان وباقراسنقرية وَكَانَت مَحل سكنه وَالْفِقْه والْحَدِيث بتربة السِّت طغاي بالصحراء والفرائض بالسابقية وَكَانَ الزين الاستادار عينه لمشيخة مدرسته أول مَا فتحت ثمَّ صرفهَا عَنهُ للشمس الشنشي بسفارة السفطي وَلم يكن ذَلِك بمانع لِلشِّهَابِ عَن مزِيد الْإِحْسَان لَهُ لكَونه كَانَ صديقا لوالده بل حكى لي من رَآهُ مرّة يقدم نَعله، وَأعْرض بِأخرَة عَن تعَاطِي الشّعْر بل غسل جَمِيع مَا كَانَ عِنْده من نظم ونثر بِحَيْثُ لم يتَأَخَّر مِنْهُ إِلَّا مَا كَانَ ببرز قيل وَيُقَال إِن ذَلِك لم يكن

عَن قصد وَإِنَّمَا اتّفق أَنه جمع أوراق نظمه ثمَّ أفرد مِنْهَا مَا لَا يرتضيه ليغسله ففاجأه بعض أَصْحَابه فَقَامَ لتقيه وَأمر بعض من كَانَ عِنْده بِغسْل الأوراق الَّتِي عَن يَمِين مَجْلِسه فَاشْتَبَهَ الْأَمر عَلَيْهِ بِحَيْثُ غسل مَا كَانَ يحب بَقَاءَهُ فَلَمَّا عَاد سقط فِي يَده وَغسل الْبَاقِي وَأكْثر حِينَئِذٍ من النّظر فِي الْفِقْه والمداومة على الِاشْتِغَال بِهِ بل وَتردد إِلَى الشرواني للقسرة عَلَيْهِ لأجل بعض الرؤساء من أَصْحَابه فولع بِهِ جمَاعَة من الشبَّان وَنَحْوهم تلحينا وردا فَتحمل وتجرع كل مَكْرُوه من ذَلِك وَمَا وجد قَائِما يردعهم وَآل أَمرهم مَعَه إِلَى أَن أبرز مُصَنف ملقب بِجَامِع المارداني فِيهِ من الهجو وَنَحْوه مَا لَيْسَ بمرضي مِمَّا الْحَامِل عَلَيْهِ الْحَسَد وَهُوَ مَعَ ذَلِك يكابد ويتجلد وَلم يُقَابل أحدا مِنْهُم بنظم وَلَا نثر ثمَّ رام قطع هَذِه الْحَادِثَة) فَأَنْشَأَ السّفر إِلَى الْحَج فحج وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَعَاد فِي الْبَحْر فَأَقَامَ يَسِيرا وَصَارَ يتودد لأكْثر من أَشرت إِلَيْهِم ثمَّ رَجَعَ بعد صلَاته على الْعلم البُلْقِينِيّ إِلَى الْحَرَمَيْنِ فِي الْبَحْر أَيْضا وصحبته ميبرات لأهلهما فوصل الْمَدِينَة فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ فَأَقَامَ بهَا حَتَّى رَجَعَ إِلَى مَكَّة صحب الركب الشَّامي فحج ثمَّ عَاد إِلَيْهَا أَيْضا فَأَقَامَ بهَا إِلَى نصف شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ رَجَعَ من الينبوع إِلَى مَكَّة فاستمر بهَا إِلَى ربيع الأول لسنة سبعين فَشهد المولد ثمَّ رَجَعَ فِي الْبَحْر إِلَى الْمَدِينَة أَيْضا فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ مبطونا فِي ثَالِث عشر شَوَّال من السّنة بعد أَن تعلل مُعظم رَمَضَان وَدفن بِالبَقِيعِ بَين السَّيِّد إِبْرَاهِيم وَالْإِمَام مَالك رَضِي الله عَنْهُمَا وغبط بذلك كُله وتفرق النَّاس جهاته. وَكَانَ رَحمَه الله فَاضلا بارعا ذكيا وجيها حسن المحاضرة والمفاكهة والمعاملة كثير التخيل كثير التَّحَرِّي فِي الطَّهَارَة مداوما على الضُّحَى والإكثار من الصّيام وَالْقِيَام والتلاوة مَعَ خضوع وخشوع متحرزا فِي أَلْفَاظه وتحسين عِبَارَته متأنقا فِي ملبسه ومشيته ومسكنه وخدمته وهيبته عطر الرَّائِحَة حسن الْعمة بهجة فِي أُمُوره كلهَا بارا بِكَثِير من الْفُقَهَاء والفقراء ساعيا فِي إِيصَال الْبر إِلَيْهِم حسن السفارة لَهُم وبغيرهم مِمَّن يَقْصِدهُ من جِيرَانه فَمن دونهم مَقْبُول الْكَلِمَة خُصُوصا عِنْد الزيني بن مزهر صَاحبه وَقد جر إِلَيْهِ خيرا كثيرا وَحصل لفقراء الْحَرَمَيْنِ بواسطته بر وَفضل، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ فِي أَوَاخِر عمره حَسَنَة من حَسَنَات دهره، وَمِمَّا بَالغ فِي أذيته وتقبيح سيرته وطويته ورميه الدَّائِم بالعظائم البقاعي بِحَيْثُ قَالَ لي صَاحب التَّرْجَمَة قد عجزت عَن استرضائه ليكف كل ذَلِك لكَونه لما بلغه قَوْله فِي قصيدة وَمَا أنيسي إِلَّا السَّيْف فِي عنقِي قَالَ يسْتَحق مَعَ مُلَاحظَة كَون النَّاس استحسنوا

قصيدة صَاحب التَّرْجَمَة فِي ختم فتح الْبَارِي على قصيدته وَكَونه عمل مرثية لشَيْخِنَا على روى قصيدته الثَّقِيلَة وَزنهَا فَكَانَت بديعة الانسجام والرقة مَعَ انه لخوفه من شَره لم يبرزها إِلَى غير ذَلِك بل كَاد مرّة أَن يقْتله فَإِنَّهُ برك عَلَيْهِ فِي مجْلِس الْإِمْلَاء والخنجر بِيَدِهِ هَذَا مَعَ مطارحة بَينهمَا فَكَانَ جَوَاب البقاعي: (أيا من سما حذقا وحفظا ومقولا ... فَكَانَ إياسا أحمدا وَكَذَا قسا) (معَاذ إلهي أَن أفرط فِي الَّذِي ... جعلت لنابسطا بنظمك أَو أنسى) وَبَين يَدي الله تلتقي الْخُصُوم، وَقد صحبته كثيرا وَسمعت من نظمه ونثره مِمَّا كتبت مِنْهُ جملَة فِي المعجم والوفيات وَغَيرهمَا وكتبت عَنهُ القصيدة الْمشَار إِلَيْهَا وأودعتها فِي الْجَوَاهِر بل) وَسمعت أَيْضا وَلكنه لم يسمح لي بكتابتها لما قلت وَمن نظمه فِي مليح منجم: (لمحبوبي المنجم قلت يَوْمًا ... فدتك النَّفس يَا بدر الْكَمَال) (براني الهجر واكشف عَن ضميري ... فَهَل يَوْمًا أرى بَدْرِي وَفِي لي) أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الصَّدْر أَبُو البركات بن الْمجد المكراني الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وأخو مُحَمَّد الْآتِي. / اشْتغل فِي الْفِقْه والعربية وَالصرْف وَنَحْوهَا يَسِيرا ولازمني بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة فَسمع على كثيرا وَمن ذَلِك مجَالِس من شرحي للألفية بحثا وكتبت لَهُ إجَازَة وَهُوَ سَاكن جامد اضْطربَ فِي اسْم أَبِيه فَقَالَ مرّة هَكَذَا وَمرَّة عبد الْقَادِر لكَونه لَا يعرفهُ إِلَّا بلقبه وَكَأن إِسْمَاعِيل أصح. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس بن الْمجد القاهري الحريري الْجَوْهَرِي القادري الْحَنَفِيّ أحد نوابهم وَيعرف بِابْن إِسْمَاعِيل. / ولد فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَالَّتِي بعْدهَا وَمَات أَبوهُ وَهُوَ حمل فَلَمَّا ترعرع حفظ الْقُرْآن والعمدة والقدوري وألفية ابْن مَالك والجرومية وَعرض فِي سنة سِتِّينَ فَمَا بعْدهَا على الْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الديري والأقصرائي والعز الْحَنْبَلِيّ والقرافي آخَرين مِمَّن أجَازه بل عرض جَمِيع فُصُول أبقرات فِي الطِّبّ على الصَّدْر السُّبْكِيّ وأماكن مِنْهَا على الشّرف بن الخشاب وَغَيرهمَا من رُؤَسَاء الطِّبّ ومهرته ثمَّ أعرض عَن تعَاطِي ذَلِك وَأَقْبل على الِاشْتِغَال فاخذ عَن التقي الشمني الْفِقْه والعربية والْحَدِيث وَجل ذَلِك بقرَاءَته وَكَذَا عَن الْأمين الأقصرائي وَالسيف والكافياجي ولازم الزين قاسما حَتَّى حمل عَنهُ الْكثير جدا فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث وأوقاف الْخصاف وَجُمْلَة من رسائله وتصانيفه وَسمع عَلَيْهِ مُخْتَصر مُشكل الْآثَار لِابْنِ رشد وَكَذَا اشتدت عنايته

بملازمة الأمشاطي قبل قَضَائِهِ وَبعده وَكَانَ قَارِئ دروسه أَيَّام قَضَائِهِ وَبعده لَازم نظاما فِي شرح الشمسية للقطب وَفِي شرح أكمل الدّين عَليّ الْمنَار فِي الْأُصُول وَفِي الطارقية فِي الْإِعْرَاب وقرا عَلَيْهِ مَشَارِق الصغاني وَغَيره وعَلى الْبَدْر بن الْغَرْس جُزْءا فِي القضايا لَهُ وعَلى المظفر الأمشاطي فِي شرح الموجز وَلم يقْتَصر فِي الْأَخْذ عَن عُلَمَاء مذْهبه بل أَخذ مُعظم ألفية ابْن مَالك تقسيما عَن السنهوي وَفِي ابْتِدَائه فِي الجرومية والمكودي عَن النُّور الْوراق المالكيين والقطر وَشَرحه عَن الشّرف عبد الْحق السنباطي وَقطعَة من توضيح ابْن هِشَام عَن الْجَوْجَرِيّ ومعظم شرح العقائد عَن الزيني زَكَرِيَّا وَجَمِيع ألفية الْعِرَاقِيّ عني مَعَ قِرَاءَة قِطْعَة من أول شرحي عَلَيْهَا بعد أَن) حصله وَقطعَة تقرب من النّصْف من شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي، وَسمع على النشاوي وَعبد الصَّمد الهرساني وَأم هاني الهورينية وَهَاجَر القدسية والنور على حفيد الْجمال يُوسُف العجمي وتلقن مِنْهُ الذّكر وَألبسهُ الْخِرْقَة والعذبة وَطَائِفَة، وَقد حج فِي سنة سبعين وَدخل الشَّام للنزهة وَاجْتمعَ بالبدر بن قَاضِي شُهْبَة وزار بَيت الْمُقَدّس وتنزل فِي الْجِهَات كالأشرفية برسباي والصرغتمشية والشيخونية وناب فِي الْقَضَاء عَن الْمُحب بن الشّحْنَة فَمن بعده ورقاه الأمشاطي فِي مستهل ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسبعين للجلوس بِجَامِع الصَّالح عوضا عَن الصُّوفِي وَبعده جلس فِي أَيَّام الشَّمْس الْغَزِّي بِجَامِع الفكاهين ثمَّ بالصالحية وَأذن لَهُ غير وَاحِد كالزين قَاسم فِي التدريس وَغَيره كالنظام فِيهِ وَفِي الْإِفْتَاء أَيْضا وحضرنا مَعَه خَتمه لمتن الْمنَار وَشَرحه عَلَيْهِ وَصرح بحضرتنا بِمَا هُوَ أَعلَى من ذَلِك، وَاسْتقر فِي تدريس الجمالية برغبة ابْن الْغَرْس لَهُ عَنهُ ثمَّ فِي تدريس الحسينية بعد شَيْخه نظام وَأعَاد بِجَامِع طولون كل ذَلِك مَعَ عدم تهالكه على الْقَضَاء ومداومته للاشتغال ومزيد الرَّغْبَة فِي الْعلم وتحصيله مَعَ بهجته وتواضعه وعقله وفضيلته حسن محاضرته بِحَيْثُ كنت أستأنس بِهِ سِيمَا وَله إِلَيّ أتم الْميل وَالرَّغْبَة وإقباله على مَا يهمه وكثره تعلله بالرمد وَغَيره. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وتأسفنا لفقده وَاسْتقر بنوه فِي جهاته رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أبي بكر بن عمر بن بريد بموحدة وَرَاء وَآخره دَال أَو هَاء مصغر وَيُقَال خلد بدله فَلَعَلَّهُ اسْمه وَالْآخر لقبه الشهَاب الأبشيطي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي نزيل طيبَة / وَأحد السادات. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بابشيط بِكَسْر الْهمزَة ثمَّ مُوَحدَة سَاكِنة بعْدهَا مُعْجمَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة

وطاء مُهْملَة قَرْيَة من قرى الْمحلة من الغربية وَنَشَأ بصندنا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْعُمْدَة والتبريزي، وَأخذ بهَا الْفِقْه عَن الْبَدْر بن الصَّواف والشهاب بن حميد وَولي الدّين بن قطب وتلا لأبي عَمْرو على أَحْمد الرمسيسي الْبُحَيْرِي ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة عشْرين فقطن جَامع الْأَزْهَر مُدَّة وَأخذ بهَا الْفِقْه عَن الْبُرْهَان البيجوري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشهاب السيرجي وَآخَرين مِنْهُم القاياتي وَعنهُ وَعَن ابْن مصطفى القرماني والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ أَخذ الْمنطق وَأخذ النَّحْو عَن الشهَاب أَحْمد الصنهاجي وَالشَّمْس الشطنوفي وناصر الدّين البارنباري والمحب بن نصر الله وَعنهُ أَخذ فقه الْحَنَابِلَة والفرائض والحساب والجبر والمقابلة وَغَيرهَا عَن ابْن المجدي والبارنباري تلميذ ابْن) الهائم وأصول الدّين والمعاني وَالْبَيَان عَن البدرشي وأصول الْفِقْه عَنهُ وَعَن القاياتي والمحلى والمحب بن نصر الله والشرف السُّبْكِيّ وَقَالَ أَنه كَانَ عَلامَة فِي حل الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ لَا يلْحق فِيهِ وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والتلواني وَابْن نصر الله وَابْن الديري وَآخَرين مِنْهُم شَيخنَا بل كتب عَنهُ فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَكَانَ كثير الِاعْتِقَاد فِيهِ حَتَّى أَن الْبَهَاء بن حرمي حكى لي أَنه قَالَ أحب ملاحظتكم لي فَلَا تقطع توجهك إِلَيْهِ بعد مَوته فَإِنَّهُ يَكْفِيك وَكَذَا بَلغنِي أَن شخصا سَأَلَهُ أَن يرِيه بعض أَوْلِيَاء الله فَمشى بِهِ إِلَى بَيت الْمحلى وَقَالَ هَذَا بَيت شخص مِنْهُم، وَكَانَ مَعَ ملازمته للقاياتي رُبمَا يتَعَرَّض لَهُ فِيمَا لم يعلم سَببه بِحَيْثُ أَن جمَاعَة تعصبوا وأهانوه بل حموا ابْن المبارزي على إهانته وَبعد ذَلِك سكن وَلزِمَ الِاشْتِغَال حَتَّى برع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والفرائض والحساب وَالْعرُوض والمنطق وَغَيرهَا وَنزل فِي صوفية الْحَنَابِلَة المؤيدية أول مَا فتحت لشدَّة فاقته وَحفظ مُخْتَصر الْخرقِيّ وَصَارَ يحضر عِنْد مدرسهم الْعِزّ الْبَغْدَادِيّ فَمن بعده مَعَ أقرائه فقه الشَّافِعِيَّة وَقد تصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْن أَسد والشرف يحيى الْبكْرِيّ والجوجري وَآخَرُونَ طبقَة بعد أُخْرَى وصنف نَاسخ الْقُرْآن ومنسوخه ونظم أبي شُجَاع والناسخ والمنسوخ للبارزي وَشرح الرحبية والمنهاج وَابْن الْحَاجِب الأصليين وتصريف ابْن مَالك وَلَا ميته والجمل للخونجي وإيساغوجي والخزرجية ولسان الْأَدَب لِابْنِ جمَاعَة وخطبة الْمِنْهَاج الفرعي وَله الْحَاشِيَة الجلية السّنيَّة على حل تراكيب أَلْفَاظ الياسمينية فِي الْجَبْر والمقابلة لخصها من شرحها لِابْنِ الهائم والتحفة فِي الْعَرَبيَّة فِي مُجَلد

ومنظومة فِي الْمنطق وأفراد مُثَلّثَة وروى الصادي وعجالة الغادي وَغير ذَلِك وَعرف بالزهد وَالْعِبَادَة ومزيد التقشف والإيثار والانعزال والإقبال على وظائف الْخَيْر وَكَونه مَعَ فقره جدا بِحَيْثُ لم يكن فِي بَيته شئ يفرشه لَا حَصِير وَلَا غَيره بل ينَام على بَاب هُنَاكَ كَانَ يتَصَدَّق من خبزه بالمؤيدية إِلَى أَن كَانَ فِي موسم سنة سبع وَخمسين فحج وزارة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَانْقطع عِنْده بهَا وَعظم انْتِفَاع أَهلهَا بِهِ فِي الْعلم والإيثار وحفظوا من كراماته وبديع إشاراته مَا يفوق الْوَصْف وَكَانَ بَينهم كلمة إِجْمَاع وَبَالغ هُوَ فِي إكرامهم وَفِي وَصفهم بِخَطِّهِ فِيمَا يَكْتُبهُ لَهُم يترجى اتصافهم بذلك وَصَارَ فِي غَالب السنين يحجّ مِنْهَا بل جاور بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَكنت هُنَاكَ فَكثر اجتماعي بِهِ واستئناسي بمحادثته وَأَقْبل وَللَّه الْحَمد عَليّ بكليته وَسمعت من فَوَائده ومواعظه وَكنت أبتهج بِرُؤْيَتِهِ وَسَمَاع دعواته وَكَانَ على قدم عَظِيم من) الِاشْتِغَال بوظائف الْعِبَادَة صَلَاة وطوافا ومشاهدة وتلاوة وإيثارا وتقشفا وتحرزا فِي لَفظه بل وغالب أَحْوَاله منعزلا عَن أَهلهَا الْبَتَّةَ وَرُبمَا جلس فِي بعض مجَالِس الحَدِيث بأطراف الْحلقَة وحاوله جمَاعَة فِي الإقراء فَمَا وَافق بل امْتنع من التحديث فِي الْمَدِينَة أدبا مَعَ أبي الْفرج المراغي فِيمَا قيل وَالظَّاهِر أَنه للأدب مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا زَالَ فِي ترق من الْخَيْر وأخباره ترد علينا بِمَا يدل على ولَايَته حَتَّى مَاتَ بعد أَن توعك قَلِيلا بالحمى بعد عصر يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ صبح يَوْم السبت بالروضة ثمَّ دفن بِالبَقِيعِ وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل جدا وتأسف النَّاس خُصُوصا أهل الْمَدِينَة على فَقده وقبره ظَاهر يزار رَحمَه الله وإيانا ونفعنا ببركاته، وَمِمَّا سمعته من نظمه: (المنجيات السَّبع مِنْهَا الواقعه ... وَقبلهَا يس تِلْكَ الجامعه) (وَالْخمس الانشراح وَالدُّخَان ... وَالْملك والبروج وَالْإِنْسَان) وَوَصفه البقاعي بالشيخ الْفَاضِل البارع المفنن الزَّاهِد الشَّافِعِي ثمَّ الْحَنْبَلِيّ وَأَنه جاور بِالْمَدِينَةِ أَكثر من عشْرين سنة وانتفع بِهِ أَهلهَا وَأَنه امْتنع من إخْبَاره بمولده. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن خَليفَة بن عبد العالي الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْعِمَاد أبي الْفِدَاء النابلسي الحسباني الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي، / هَكَذَا رَأَيْت بِخَط الْوَلِيّ فِي تَرْجَمَة وَالِده من ذيله على العبر تَكْرِير خَليفَة وَكَذَا بِخَط غَيره ورايت من جعل عبد العالي بَينهمَا. ولد فِي أَوَاخِر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة واشتغل فِي حَيَاة وَالِده وَبعده فِي الْفِقْه وأصوله والفرائض والعربية والْحَدِيث وَغَيرهَا وَكَانَ مِمَّن

أَخذ عَنهُ الْفِقْه والفرائض وَالِده والنحو أَبُو الْعَبَّاس العنابي وَسمع الْكثير وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَطلب الحَدِيث بِدِمَشْق والقاهرة فَأكْثر وَحمل الْكثير من الْأَجْزَاء وَالْمَسَانِيد وَعِنْده جمع جم من أَصْحَاب الْفَخر بن البُخَارِيّ وَغَيرهم كَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن الهبل وَابْن رَافع إِلَى أَن ترافق مَعَ شَيخنَا فِي السماع على جمَاعَة من شُيُوخه وَدخل حلب فَسمع بهَا على عمر بن ايدغمش وخليل بن مَحْمُود وجالس بهَا البُلْقِينِيّ وَغَيره وَمهر فِي الْفَنّ وَضبط الْأَسْمَاء واعتنى بتحرير المشتبه وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَتقدم على أقرانه فِي عدَّة فنون وَهُوَ شَاب وَكَانَ ذكيا مستحضرا صَاحب فنون سريع الْقِرَاءَة مَعَ مُشَاركَة فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَولي تدريس الحَدِيث بالأشرفية وَغَيرهَا كالأمينية قَدِيما وناب فِي الحكم بل اسْتَقل فِي دولة الْمُؤَيد أَيَّام تغلبه بِغَيْر إِذن النَّاصِر فَكَانَ يتورع زعم ويشتد فِي تَنْفِيذ الْأَحْكَام إِلَى أَن أذن) بعض رفقته ثمَّ امتحن فِي أَيَّام النَّاصِر وَولي الْقَضَاء أَيَّامًا قَلَائِل فِي دولة المستعين وَكَانَ مِمَّن أعَان على مُوجب قتل النَّاصِر وبواسطة دُخُوله فِي الْولَايَة وحبه للرياسة فتر بعد الْفِتْنَة عَن الِاشْتِغَال سِيمَا وَنَشَأ لَهُ ابْنه تَاج الدّين فَزَاد الْأَمر إفسادا وألقاه فِي مهاوي المهالك، وَقد تَرْجمهُ رَفِيقه الشهَاب بن حجي فَقَالَ إِنَّه برع فِي الْعَرَبيَّة وَسمع الْكثير بِدِمَشْق ومصر وَقَرَأَ بِنَفسِهِ قِرَاءَة صَحِيحَة وَكَانَ صَحِيح الذِّهْن جيد الْفَهم حسن التدريس إِلَّا أَنه كَانَ شَرها فِي طلب الْوَظَائِف كثير المخالطة للدولة شَدِيد الجرءة والإقبال على التَّحْصِيل قَالَ وعزل غير مرّة وامتحن مرَارًا فِي كل مرّة يبلغ الْهَلَاك ثمَّ يَنْمُو وَقد تغير بِأخرَة لما جرى عَلَيْهِ من الممن وَكَانَ يحب وَلَده فيرميه فِي المهالك ويمقته النَّاس بِسَبَبِهِ وَهُوَ لَا يُبَالِي بهم قَالَ شَيخنَا وَأَخْبرنِي الشَّيْخ نور الدّين الأبياري أَنه عذله لما دخل الْقَاهِرَة فِيهِ فَقَالَ يَا أخي النَّاس يحسدونه لِأَنَّهُ أعرف مِنْهُم بالتحصيل قَالَ فَعرفت أَنه لَا يُفِيد فِيهِ العتاب. وَمِمَّا قَالَه ابْن حجي فِي تَرْجَمَة أَبِيه أَنه لما مَاتَ أثبت ابْن الْجَزرِي محضرا بِأَن من شَرط وقف جَامع التَّوْبَة أَن يكون خَطِيبه حَافِظًا لِلْقُرْآنِ وَأَن الشهَاب يَعْنِي صَاحب التَّرْجَمَة لَا يحفظه فقرر فِيهَا لذَلِك وَكَانَ الشهَاب بِمصْر فَقدم وَمَعَهُ توقيع بهَا وانتزعها من ابْن الْجَزرِي، وَذكره العثماني قَاضِي صفد فِيمَن كَانَ بِدِمَشْق من أَعْيَان الشَّافِعِيَّة فِي الْعشْر الثَّامِن من الْقرن الثَّامِن فَقَالَ فِي حَقه شيخ دمشق وَابْن شيخها الْعَلامَة شهَاب الدّين لَهُ حَلقَة بالجامع الْأمَوِي وَشرع فِي تَفْسِير أَجَاد فِي تهذيبه وناب فِي الحكم مُدَّة ثمَّ ولي

قَضَاء دمشق اسْتِقْلَالا فَلم يحمد، وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه رَأَيْت بِخَطِّهِ أَنه علق على الْحَاوِي الصَّغِير وعَلى ألفية ابْن مَالك وَعمل شَيْئا من تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ وَسَماهُ شافي العي فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ، اجْتمعت بِهِ مرَارًا وأفادني كثيرا من أَجْزَائِهِ الَّتِي كَانَ يضن بهَا على غَيْرِي وحَدثني من لَفظه بِجُزْء من حَدِيث الجلالي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الوَاسِطِيّ بِسَمَاعِهِ لَهُ على ابْن الهبل، زَاد فِي أنبائه وَكَانَ شَيخنَا البُلْقِينِيّ يُحِبهُ ويعظمه وَشهد لَهُ أَنه أحفظ أهل دمشق للْحَدِيث حَتَّى ولي الأشرفية وَقد أكرمني بِدِمَشْق ثمَّ قدم الْقَاهِرَة بعد الكائنة فأعطيته جملَة من الْأَجْزَاء وَشهد لي بِالْحِفْظِ فِي عنوان تَعْلِيق التَّعْلِيق قَالَ وَكَانَ قد شرع فِي تَفْسِير كَبِير أكمل مِنْهُ كثيرا وَعَلِيهِ فِيهِ مآخذ ثمَّ عدم فِي الكائنة قَالَ أَيْضا وَعمل طَبَقَات الشَّافِعِيَّة. زَاد غَيره وترتيب طَبَقَات الْقُرَّاء، وَقَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة جرت لَهُ مَعَ جمَاعَة فتْنَة وأوذي أَذَى كثيرا ثمَّ نجا، قَالَ شَيخنَا وَكَانَ نده كرم مفرط قد يُفْضِي إِلَى الْإِسْرَاف وَعِنْده) شجاعة وإقدام وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ ابْن مُوسَى الْحَافِظ والأبي. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء عَاشر ربيع الآخر سنة خمس عشرَة بِمَنْزِلَة الصالحية وَدفن بهَا مصروفا عَن الْقَضَاء بالأخنائي عَفا الله عَنهُ. وترجمه شَيخنَا أَيْضا فِيمَا استدركه على تَارِيخ مصر للمقريزي وَلكنه عِنْده فِي عقوده وَابْن خطيب الناصرية فِي ذيله وَابْن فَهد فِي مُعْجَمه. وَأَبوهُ فِي الْمِائَة قبلهَا. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن صَدَقَة الشهَاب القاهري الْحَنَفِيّ صهر الأمشاطي ابْن أخي زَوجته وَيعرف بِابْن الصَّائِغ. / ولد فِي سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَأخذ عَن الشمني والأقصرائي والتقي الحصني وَكَذَا الْعَلَاء وبرع وتنزل بعناية صهره فِي الْجِهَات كالأشرفية بل استنابه فِي الْقَضَاء وَاسْتمرّ بِهِ مَعَ فَضِيلَة عقل وتودد، وَقد حج فِي سنة سِتّ وَتِسْعين ثمَّ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين كِلَاهُمَا فِي الْمَوْسِم وَتردد إِلَيّ فِي كليهمَا ثمَّ فِي سنة سبع وَسَبْعمائة وجاور سنة ثَمَان وَسكن بِالْمَدْرَسَةِ الزمامية فَأَصَابَهُ مَا أصَاب الْمُسلمين من التهبة الْعَام من بني إِبْرَاهِيم وأعوانهم وَلم يبقوا أُسْوَة كنزله شَيْئا من الْمُسلمين. ثمَّ حج سنة ثَمَان وَرجع إِلَى مصر سالما عمرسه سَافر من مَكَّة فِي أَوَائِل محرم برا صُحْبَة الأتابكي قيت الرجبي. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن رَسُول النَّاصِر بن الْأَشْرَف بن الْأَفْضَل بن الْمُجَاهِد بن الْمُؤَيد بن المظفر بن الْمَنْصُور / مُلُوك

الْيمن صَاحب زبيد وعدن وتعز وجبلة وَغير من بِلَاد الْيمن. ملك بعد أَبِيه فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فَلم تحمد سيرته وَجَرت لَهُ كائنات وَكَانَ فَاجِرًا جائرا من شرار بني رَسُول وَفِي أَيَّامه خرب غَالب بِلَاد الْيمن لِكَثْرَة ظلمه وعسفه وَعدم سياسته وتدبيره وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى سَقَطت صَاعِقَة على حصنه الْمُسَمّى قَوَارِير من زجاج خَارج مَدِينَة زبيد فارتاع من صَوتهَا وتمرض أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ فِي سادس عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَعشْرين قَالَ الله تَعَالَى: وَيُرْسل الصَّوَاعِق فَيُصِيب بهَا من يَشَاء وَحمل لتعز فَدفن بمدرسة أَبِيه بهَا إِذْ لم يبن لَهُ مدرسة. وَوَصفه الْعَفِيف النَّاشِرِيّ بِأَنَّهُ كَانَ مَوْصُوفا عِنْد الْعَام وَالْخَاص بوفور الْحلم التَّام بِحَيْثُ أَنه ترفع إِلَيْهِ الْأُمُور الْعِظَام الَّتِي لَا تحْتَمل فَلَا يغْضب لَهَا وَهَذَا يُؤَيّد مَا تقدم. وَملك بعده ابْنه الْمَنْصُور عبد الله الْآتِي إِن شَاءَ الله هُوَ وَولد هَذَا إِسْمَاعِيل وجده. وَذكره المقريزي فِي عقوده مطولا. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله الشهَاب الطّيب وَيعرف بالحريري. / اشْتغل بالطب وتعانى الْأَدَب وَنظر فِي الْمنطق وَكَانَ خاملا فاتفق أَن كَاتب السِّرّ فتح الله قربه من الظَّاهِر برقوق فِي عَارض عرض لَهُ فَحصل لَهُ الْبُرْء سَرِيعا فَأقبل عَلَيْهِ وولاه عدَّة وظائف يَعْنِي كمشيخة خانقاه سَالَ وتدريس الْجَامِع الحصراي وَالْجَامِع الحاكمي عوضا عَن الْعَلَاء الأقفهسي بعد منازعات فنبه قدره بعد خمول طائل وَلم يطلّ فِي ذَلِك. وَمَات فِي خماس عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع. قَالَه شَيخنَا فِيمَا استدركه على المقريزي فِي تَارِيخ مصر وَإِلَّا فَهُوَ فِي عقوده، وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه كَانَ ذكيا فَاضلا تعانى الِاشْتِغَال بالطب وَالْأَدب وفنونا أُخْرَى وَمهر وَكَانَ يتزيا بزِي الْأَعَاجِم فِي شكله وملبسه ثمَّ ولي فِي آخر عمره بعض المناصب لما توصل إِلَى خدمَة الظَّاهِر وَحسنت حَاله بعد ذَلِك فِي دينه ودنياه إِلَى أَن مَاتَ بِمصْر، سَمِعت من فَوَائده كثيرا وأنشدني من نظمه فِي عويس بَيْتَيْنِ ثمَّ وقفت على أَنَّهُمَا لغيرة. وَقَالَ فِي الأنباء أَنه مهر فِي الطِّبّ والهيئة والمعقولات وَنظر فِي الْأَدَب وَكَانَ خاملا ملقا جدا اجْتمعت بِهِ فِي الكتبيين مرَارًا وَسمعت من نظمه وفوائده ثمَّ اتَّصل بِأخرَة بِالظَّاهِرِ فَأعْطَاهُ وظائف الشَّيْخ عَلَاء الدّين الأقفهسي فأثري وَحسنت حَاله وَتزَوج وسلك الطَّرِيق الحميدة وَله نظم ونثر لكنه يطعن فِي النَّاس كثيرا وَيَدعِي دعاوى عريضة انْتهى، وَقَالَ المقريزي مَا مَعْنَاهُ: وَمن الغرائب أَن صاحبنا الشَّمْس

الْعمريّ كَاتب الدست حج مَعَ الركب الموسمي فِي شَوَّال سنة تسع والشهاب هَذَا بهَا طيب فَلَمَّا قدم المبشر على الْعَادة كَانَ مَعَه كتاب الْعمريّ أبي فتح الله كَاتب السِّرّ فَكَانَ مِمَّا أخبر فِيهِ أَنه اجْتمع فِي مَكَّة بولِي لله يُقَال لَهُ مُوسَى الْمَنَاوِيّ فَسَأَلَهُ عَن جمَاعَة من المصريين مِنْهُم الحريري هَذَا فَأخْبرهُ أَنه طيب حَسْبَمَا فَارقه فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله لَهُ مُدَّة يذكر عندنَا بِعَرَفَة فِي كل سنة وَفِي هَذِه لم يذكر وَكَانَ قد توفّي قبل الْوُقُوف فَكَانَت عَجِيبَة وفيهَا بشرى لصَاحب التَّرْجَمَة رَحمَه الله. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله الدِّمَشْقِي. / سمع عَليّ بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان بن أَحْمد بن رشيد بن إِبْرَاهِيم شرف الدّين ثمَّ دعِي شهَاب الدّين الشهرزوري الْهَمدَانِي التبريزي الكوراني ثمَّ القاهري / عَالم بِلَاد الرّوم، وَرَأَيْت من زَاد فِي نسبه يُوسُف قبل إِسْمَاعِيل. ولد فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بقرية من كوران وأرخه المقريزي فِي ثَالِث عشر ربيع الأول سنة تسع بشهرزور وَحفظ الْقُرْآن وتلاه للسبع عَليّ الزين عبد الرَّحْمَن بن عمر الْقزْوِينِي الْبَغْدَادِيّ الْجلَال واشتغل وَحل عَلَيْهِ الشاطبية وتفقه بِهِ وَقَرَأَ) عَلَيْهِ الشَّافِعِي وحاشية للتفتازاني وَأخذ عَنهُ النَّحْو مَعَ علمي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالْعرُوض وَكَذَا اشْتغل على غَيره فِي الْعُلُوم وتميز فِي الْأَصْلَيْنِ والمنطق وَغَيرهَا وَمهر فِي النَّحْو والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا من العقليات وشارك فِي الْفِقْه ثمَّ تحول إِلَى حصن كيفا فَأخذ عَن الْجلَال الْحلْوانِي فِي الْعَرَبيَّة وَقدم دمشق فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ فلازم الْعَلَاء البُخَارِيّ وانتفع بِهِ وَكَانَ يرجح الْجلَال عَلَيْهِ وَكَذَا قدم مَعَ الْجلَال بَيت الْمُقَدّس وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْكَشَّاف ثمَّ الْقَاهِرَة فِي حُدُود سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَهُوَ فَقير جدا فَأخذ عَن شَيخنَا بقرَاءَته فِي البُخَارِيّ وَشرح ألفية الْعِرَاقِيّ ولازمه وَغَيره وَسمع فِي صَحِيح مُسلم أَو كُله على الزين الزَّرْكَشِيّ ولازم الشرواني كثيرا، قَالَ المقريزي وقرأت عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم والشاطبية فبلوت مِنْهُ براعة وفصاحة وَمَعْرِفَة تَامَّة لفنون من الْعلم مَا بَين فقه وعربية وقراءات وَغَيرهَا انْتهى. وأكب على الِاشْتِغَال والأشغال بِحَيْثُ قَرَأَ على الْعَلَاء القلقشندي فِي الْحَاوِي ولازم حُضُور الْمجَالِس الْكِبَار كمجلس قِرَاءَة البُخَارِيّ بِحَضْرَة السُّلْطَان وَغَيره واتصل بالكمال بن الْبَارِزِيّ فَنَوَّهَ بِهِ وبالزيني عبد الباسط وَغَيرهم من المباشرين والأمراء بِحَيْثُ اشْتهر وناظر الأماثل وَذكر بالطلاقة والبراعة والجرأة الزَّائِدَة فَلَمَّا ولي الظَّاهِر جقمق وَكَانَ يَصْحَبهُ تردد إِلَيْهِ فَأكْثر وَصَارَ أحد ندمائه وخواصه فانهالت عَلَيْهِ الدُّنْيَا فَتزَوج مرّة بعد أُخْرَى

لمزيد رغبته فِي النِّسَاء مَعَ كَونه مطلاقا وَظهر لما ترفع حَاله مَا كَانَ كامنا لَدَيْهِ من اعْتِقَاد نَفسه الَّذِي جر إِلَيْهِ الطيش والخفة وَلم يلبث أَن وَقع بَينه وَبَين حميد الدّين النعماني الْمَذْكُور أَنه من ذُرِّيَّة الإِمَام أبي حنيفَة مباحثة سَطَا فِيهَا عَلَيْهِ وتشاتما بِحَيْثُ تعدى هَذَا إِلَى آبَائِهِ وَوصل علم ذَلِك إِلَى السُّلْطَان فَأمر بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وسجنه بالبرج ثمَّ ادّعى عَلَيْهِ عِنْد قَاضِي الْحَنَفِيَّة ابْن الديري وأقيمت الْبَيِّنَة بالشتم وبكونه من ذُرِّيَّة الإِمَام فعزز بِحَضْرَة السُّلْطَان نَحْو الثَّمَانِينَ بل وَأمر بنفيه وَأخرج عَنهُ تدريس الْفِقْه بالبرقوقية وَكَانَ قد اسْتَقر فِيهِ بعد ابْن يحيى وَعمل فِيهِ أجلاسا فاستقر بعده فِيهِ الْجلَال الْمحلى وَخرج الشهَاب منفيا قَالَ المقريزي بعد أَن بَاعَ أثاثه وأخرجت وظائفه ومرتباته إِلَى دمشق فَلَمَّا خرج الْحَاج توجه مَعَه فَرد إِلَى حلب فَلم يشعروا بِهِ حَتَّى قدم الطّور ليمضي فِي الْبَحْر إِلَى مَكَّة فَقبض عَلَيْهِ وسير بِهِ حَتَّى تعدى الْفُرَات وَذَلِكَ كُله سنة أَربع وَأَرْبَعين وَلَا يظلم رَبك أحدا انْتهى، وتوصل الشهَاب إِلَى مملكة الرّوم وَلَا زَالَ يترقى بهَا حَتَّى اسْتَقر فِي قَضَاء الْعَسْكَر وَغَيره وتحول حنفيا وَعظم اخْتِصَاصه بِملك الرّوم ومدحه وَغَيره بقصائد طنانة وَحسنت حَالَته) هُنَاكَ جدا بِحَيْثُ لم يصر عِنْد مُحَمَّد بن مُرَاد أحظى مِنْهُ وانتقل من قَضَاء الْعَسْكَر إِلَى منصب الْفَتْوَى وَتردد إِلَيْهِ الأكابر وَشرح جمع الْجَوَامِع وَكثر تعقبه الْمحلى بِمَا اخْتلف الْفُضَلَاء فِيهِ تصويبا وردا وَقَالَ فِيهِ إِن من قصائده فِي ملكه قَوْله: (هُوَ الشَّمْس إِلَّا أَنه اللَّيْث باسلا ... هُوَ الْبَحْر إِلَّا أَنه مَالك الْبر) وَكَذَا بَلغنِي أَنه عمل تَفْسِيرا وشرحا على البُخَارِيّ وقصيدة فِي علم الْعرُوض نَحْو سِتّمائَة بَيت وَغَيرهَا من القصائد وَأَنْشَأَ باسطنبول جَامعا ومدرسة سَمَّاهَا دَار الحَدِيث بل لَهُ مَسْجِد بِخطْبَة وَآخر بِدُونِهِ وَفِي الغلطة تجاهها مَسْجِد إِلَى غَيرهَا من الدّور، وَقد أَخذ عَنهُ الأكابر حَتَّى أَن المقريزي روى عَنهُ حِكَايَة عَن شَيْخه الْجلَال فِي فضل أهل الْبَيْت هَذَا مَعَ كَونه مِمَّن أَخذ عَنهُ كَمَا أسلفته، وغالب مَا نقلته عَنهُ من عقوده. وَلما كنت بحلب وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَخمسين دَخلهَا ثمَّ الْبِلَاد الشامية وَهُوَ فِي ضخامة زَائِدَة وَحج فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وترامى عَلَيْهِ البقاعي فِي هَذَا الْآن ليتوصل بِهِ إِذا رَجَعَ بِهِ للملكة الرومية فِي طلب كِتَابه المناسبات من هُنَاكَ رَجَاء أَن يحصل لَهُ رواج بذلك وتبينه زعم بِمن يسره الله لَهُ ذَلِك بِدُونِ تكلّف وَلَا تطلب وَالْتزم لَهُ بتولي إشهار شَرحه لجمع الْجَوَامِع وَأخذ على جاري عَادَته فِي المبالغات إِذا كَانَت موصلة لأغراضه وَمن لم يَجْعَل الله لَهُ نورا فَمَا لَهُ من نور وَلم

يزل الكوراني على جلالته وطريقته حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر رَجَب سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان فَمن دونه وَلَعَلَّه دفن بمدرسته رَحمَه الله. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن شمس الزمزمي وَيُقَال لَهُ نابت وَهُوَ بِهِ أشهر. / يَأْتِي فِي النُّون. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن صَالح الفرنوي. / مَاتَ سنة سبعين وَثَمَانمِائَة، أرخه ابْن عزم. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن كثير الشهَاب بن الْحَافِظ الْعِمَاد البصروي ثمَّ الدِّمَشْقِي أَخُو عبد الْوَهَّاب الْآتِي وَيعرف كأبيه بِابْن كثير. / ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وأحضر على ابْن الشيرجي أحد أَصْحَاب الْفَخر بن البُخَارِيّ وتزيا بزِي الْجند وَحصل لَهُ إقطاع وَكَانَ فِيمَا قَالَه الشهَاب بن حجي أحسن أخوته سمتا عَارِفًا بالأمور. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب الونائي القاهري الشَّافِعِي أَخُو الشَّمْس الْآتِي / بَلغنِي عَن شَيخنَا ابْن خضر أَنه كَانَ يَقُول هُوَ أقعد من أَخِيه غير أَنه كَانَ سَاكِنا انْتهى. وَهُوَ مِمَّن حضر عِنْد شَيخنَا وَسمعت أَنه قَرَأَ على القاياتي وَرُبمَا أَقرَأ وتأخرت وَفَاته عَن أَخِيه وَله ولد فِي الْأَحْيَاء فيحقق أمره مِنْهُ إِن كَانَ يحسن. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ القطب الْمَقْدِسِي الأَصْل القلقشندي المولد القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْعَلَاء عَليّ / وَإِخْوَته الْمَذْكُورين فِي محالهم. ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة أَو قبلهَا بقلقشندة وانتقل مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة وَهُوَ شَاب فحفظ كَمَا قَالَ التقي ابْنه الْقُرْآن والمنهاج مَعَ غَيره قَالَ وَطلب من نَفسه فَأخذ الْفِقْه عَن ابْن حَاتِم والأبناسي والبهاء ابي الْفَتْح البُلْقِينِيّ وَعَلِيهِ قَرَأَ الْفُرُوع لِابْنِ الْحداد، والضياء القرمي بحث عَلَيْهِ الْمِنْهَاج وَأذن لَهُ فِي التدريس وَكَذَا حضر عِنْد البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن واشتغل فِي النَّحْو على مُوسَى الدلاصي نزيل المشهد الْحُسَيْنِي بِالْقَاهِرَةِ والصدر الأبشيطي وَشهد لَهُ أَنه لم يَأْتِ من بَلَده أنحى مِنْهُ وَفِي الحَدِيث على التقي الدجوي ولازمه مُدَّة وَسمع على النَّجْم بن رزين وَابْن الخشاب وَالْجمال الْبَاجِيّ والمطرز والشهاب الْجَوْهَرِي والشرف بن الكويك وَطَائِفَة وتلا على يَعْقُوب الجوشني الضَّرِير وتميز فِي الْفَرَائِض والحساب وَكتب الْخط الْحسن وناب فِي الحكم قَدِيما بِبَعْض النواحي عَن التقي الزبيرِي ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ عَن شَيخنَا وَكَذَا بَاشر فِي أوقاف الجرمين وجامع ابْن طولون وَحدث بالبخاري وَابْن مَاجَه وَغَيرهم سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد، وَكَانَ دينا خيرا شهما سليم الْفطْرَة ملازما

لسلوك الْخَيْر وَالْعِبَادَة، وَحصل لَهُ فِي سَمعه ثقل ومتع بباقي حواسه قَالَ وَكَانَ يذكر أَنه من ذُرِّيَّة غنيم الْقُدسِي. مَاتَ فِي لَيْلَة الثَّامِن من ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد حافل تقدمهم شَيخنَا، ذكره فِي أنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ كَانَ حسن الْكِتَابَة متقنا للمباشرة وَفِيه شهامة وَهُوَ أكبر من بَقِي من شُهُود الْمُودع الْحكمِي قَالَ وأنجب عدَّة أَوْلَاد مِنْهُم وَلَده عَلَاء الدّين وَهُوَ أمثلهم طَريقَة، قلت وَقد مَسّه من القَاضِي علم الدّين بعض الْمَكْرُوه رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن ملك بن غَازِي سُلْطَان دهلك. / أرخه ابْن عزم فِي سنة إِحْدَى وَخمسين. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن عمر بن عبد الْعَزِيز الهواري البنداري أَخُو مونس الْآتِي / من رُؤُوس عرب هوارة، وَيُسمى فيهم بالأمير أحضرهُ الدوادار الْكَبِير مَعَه فعلق رَأسه فِي جمَاعَة بِبَاب زويلة وهم أَحيَاء إِلَى أَن مَاتَ وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وتوجع النَّاس من مشاهدته. أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الشهَاب الأبشيطي القاهري الشَّافِعِي الْوَاعِظ. / ولد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا تفقه قَلِيلا وَلزِمَ قَرِيبه الصَّدْر الأبشيطي وأدب جمَاعَة من أَوْلَاد الْكِبَار ولهج بالسيرة البنوية فَكتب مِنْهَا كثيرا إِلَى أَن شرع فِي جمع كتاب حافل فِيهَا كتب مِنْهُ نَحْو ثَلَاثِينَ سفرا يحتوي على سيرة ابْن إِسْحَاق مَعَ مَا كتبه السُّهيْلي وَغَيره عَلَيْهَا وَمَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ الْبِدَايَة للعماد بن كثير وعَلى مَا احتوت عَلَيْهِ الْمَغَازِي لِلْوَاقِدِي وَغير ذَلِك ضابطا للألفاظ الْوَاقِعَة فِيهَا وَكَانَ يتَكَلَّم على النَّاس فِي الْجَامِع الْأَزْهَر. مَاتَ فِي سلخ شَوَّال سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَقد جَازَ السّبْعين. ذكره شَيخنَا فِي الأنباء والمعجم والمقريزي فِي عقوده وَقد شَارك الشهَاب الأبشيطي الْمَاضِي فِي اسْمه وَاسم أَبِيه ونسبته. أَحْمد بن اقبرص. / مضى فِي ابْن آق برص بمهملتين. أَحْمد بن أويس بن الشَّيْخ حسن السريسري الْكَبِير بن الْحُسَيْن بن اقبغا ابْن ايلكان بن القان غياث الدّين / صَاحب بَغْدَاد وتبريز وسلطانهما درب ملك الْعرَاق عَن أَبِيه الْمُتَوفَّى بتبريز فِي سنة سِتّ وَسبعين فَأَقَامَ إِلَى سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ قدم حلب وَمَعَهُ أَرْبَعمِائَة فَارس من أَصْحَابه جافلا من تمرلنك حِين استيلائه على بَغْدَاد لائذا بِالظَّاهِرِ برقوق فَأرْسل أَمر بإكرامه ثمَّ استقدمه الْقَاهِرَة وَبَالغ فِي إكرامه بِحَيْثُ تَلقاهُ وَأرْسل لَهُ نَحْو عشرَة آلَاف دِينَار ومائتي قِطْعَة قماش

وعدة خُيُول وَعشْرين جَارِيَة وَمثلهَا مماليك وَتزَوج السُّلْطَان أُخْتا لَهُ وَأقَام فِي ظله إِلَى أَن سَافر مَعَه حِين توجه بالعساكر لجِهَة الشَّام وحلب فَلَمَّا رَجَعَ عَاد أَحْمد إِلَى بِلَاده بعد أَن ألبسهُ تَشْرِيفًا وتزايدت وجاهته وجلالته فَلم يلبث أَن ساءت سيرته وَقتل جمَاعَة من الْأُمَرَاء فَوَثَبَ عَلَيْهِ الْبَاقُونَ وأخرجوه وكاتبوا نَائِب تمرلنك بشيراز ليتسلمها فَفعل وهرب هَذَا إِلَى قرا يُوسُف التركماني بالموصل فَسَار مَعَه إِلَى بَغْدَاد فَالتقى بِهِ أَهلهَا فكسروه وانهزما نَحْو الشَّام وقطعا الْفُرَات ومعهما جمع كَبِير من عَسْكَر بَغْدَاد والتركمان وَنزلا بالساجور قَرِيبا من حلب فَخرج إِلَيْهِمَا نَائِب حلب وَغَيره من النواب وَكَانَت وقْعَة فظيعة انْكَسَرَ فِيهَا الْعَسْكَر الْحلَبِي وَأسر نَائِب حماة وتوجها نَحْو بِلَاد الرّوم وَلما كَانَ قَرِيبا من بهسنا التقاه نائبها وَجَمَاعَة فكسروه واستلبوا مِنْهُ سَيْفا يُقَال لَهُ سيف الْخلَافَة وَغير ذَلِك وَعَاد إِلَى بَغْدَاد فَدَخلَهَا وَمكث بهَا مُدَّة حَاكما ثمَّ جَاءَ إِلَيْهَا التتار فَخرج هَارِبا بمفرده وَجَاء إِلَى حلب فِي صفر سنة سِتّ وَهُوَ بليد) فِي زِيّ فَقير فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ رسم النَّاصِر باعتقاله بالقلعة فاعتقل بهَا ثمَّ طلب إِلَى الْقَاهِرَة فَتوجه إِلَيْهَا واعتقل فِي توجهه بقلعة دمشق ثمَّ أطلق بِغَيْر رضَا من السُّلْطَان وَعَاد إِلَى بَغْدَاد ودخلها بعد أَن نزل التتار عَنْهَا لوفاة تمرلنك وَاسْتمرّ على عَادَته ثمَّ تنَازع هُوَ وقرا يُوسُف فَكَانَت الكسرة عَلَيْهِ فَأسرهُ وَقَتله خنقا فِي لَيْلَة الْأَحَد سلخ ربيع الآخر سنة ثَلَاث عشرَة وَجَاء الْخَبَر إِلَى حلب بذلك فِي جُمَادَى الْآخِرَة. وَقد طول شَيخنَا ذكره فِي أنبائه وَأَنه سَار السِّيرَة الجائرة وَقتل فِي يَوْم وَاحِد ثَمَانمِائَة نفس من الْأَعْيَان قَالَ وَكَانَ سفاكا للدماء متجاهرا بالقبائح وَله مُشَاركَة فِي عدَّة عُلُوم كَالنُّجُومِ والموسيقا وَله تتبع كَبِير بِالْعَرَبِيَّةِ وَغَيرهَا وَكتب الْخط الْمَنْسُوب مَعَ شجاعة ودهاء وحيل وصحبة فِي أهل الْعلم. وَكَذَا طول المقريزي فِي عقوده وَابْن خطيب الناصرية تَرْجَمته وَقَالَ أَنه كَانَ حَاكما عَارِفًا مهيبا لَهُ سطوة على الرّعية فتاكا منهمكا على الشّرْب وَاللَّذَّات لَهُ يَد طولى فِي علم الموسيقا. أَحْمد بن أويس بن عبد الله بن صلوة شهَاب الدّين بن شرف الدّين بن أكمل الدّين الجبرتي ثمَّ القاهري الصحراوي الشَّافِعِي / مدرس تربة السِّت بالصحراء وإمامها وَابْن إمامها. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ أرخه شَيخنَا فِي أنبائه، وَرَأَيْت بِخَطِّهِ إجَازَة لمن عرض عَلَيْهِ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة

وَكَذَا للزين عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ بن عبيد القلعي الصمل فِي سنة ثَمَانمِائَة وَأَبوهُ مِمَّن أَخذ عَن ابْن القاصح وَغَيره. أَحْمد بن اينال الْمُؤَيد الشهَاب أَبُو الْفَتْح بن الْأَشْرَف أبي النَّصْر العلائي الظَّاهِرِيّ ثمَّ الناصري / من ذُرِّيَّة الظَّاهِر بيبرس فأمه ابْنة ابْن خَاص بك. ولد فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بغزة حِين كَانَ أَبوهُ بهَا وَهُوَ أَمِير عشْرين وَنَشَأ فَقَرَأَ عِنْد الْعَلَاء الْغَزِّي وَغَيره وترقى فِي أَيَّام أَبِيه وَكَانَت حجَّته هائلة تضرب بهَا الْأَمْثَال ثمَّ اسْتَقر فِي المملكة بعده فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسِتِّينَ بِعَهْد مِنْهُ لَهُ ودام إِلَى يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشر رَمَضَان مِنْهَا وَأرْسل بِهِ إِلَى الثغر السكندري فِي الْبَحْر وتألم النَّاس لذَلِك سِيمَا قَاضِي الْحَنَابِلَة بالعز الْكِنَانِي وَلم يتحاش عَن التظاهر بذلك فَإِنَّهُ كَانَ قد أحسن السِّيرَة فِي تِلْكَ الْأَيَّام وانكف المماليك بِهِ عَن تِلْكَ البليات الْعِظَام واتفقت الْقُلُوب على حبه وخضع الْأُمَرَاء فَمن دونهم لَهُ وتفاءلوا بِالْعَدْلِ وَالْخَيْر فِي سلطنته هَذَا مَعَ تلفته فِي غَالب أَيَّام أَمرته إِلَى الْعلمَاء وإكرامه لَهُم وتفقدهم وميله لرقائق الْأَشْعَار ورقة طباعه وَحسن عشرته ومزيد عقله وخبرته بالأمور وَبعد إرْسَاله لم يلبث) أَن كسر قَيده بل قدم الديار المصرية بعد وَفَاة أمه وَتزَوج الدوادار الْكَبِير عَظِيم المملكة ابْنَته وَاسْتقر حِين كَونه بالاسكندرية فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فِي مشيخة الشاذلية وَكَانَ يلقنهم الذّكر ويحضر مجَالِسهمْ وَمن يتَوَجَّه مَعَه إِلَى بَيته من جمَاعَة الشاذلية يكرمهم بِالْإِطْعَامِ وَنَحْوه وَلَا وَجه لَهُ وَهُوَ هُنَاكَ لقَضَاء حَاجَة من يَقْصِدهُ إِلَّا بغرض. مَاتَ فِي منتصف صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَجِيء بجثته إِلَى الْقَاهِرَة فَدفن عِنْد أَبِيه رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن إينال العلائي الظَّاهِرِيّ برقوق وَالِد مُحَمَّد الْآتِي. / ولد سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ فِي الْقُرْآن وَكَانَ فِيمَا قَالَ لي وَلَده يحفظ تحفة الْمُلُوك، وخدم عِنْد قايتباي الجركسي وأدارا فَحصل وَلم يتَعَرَّض الْأَشْرَف إينال لَهُ بعد انْقِضَاء دولة مخدومه لكَون أَبِيه من خجداشيته بل زَاد فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ وَحج وانعزل ببيته على خير وَستر وبر للْفُقَرَاء حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن من الْغَد يَوْم عَاشُورَاء رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. أَحْمد بن إينال الْأَمِير شهَاب الدّين بن الْأَمِير / أحد خَواص الظَّاهِر وَجهه

وصحبته أَرْبَعُونَ مَمْلُوكا لقِتَال بلَى من عرب الْحجاز ثمَّ عَاد وَمَعَهُ جمَاعَة سمروا ثمَّ وسطوا فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أَحْمد بن إينال شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ / خَادِم الشيخونية وسحنتها ووالد أحد فضلاء الْحَنَفِيَّة الشَّمْس مُحَمَّد. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَاسْتقر عوضه فِي الْخدمَة أَبُو الطّيب السُّيُوطِيّ وَلم يلْتَفت لوَلَده وَعز ذَلِك على كثيرين وَإِن كَانَ المستقر أضبط وأمتن. أَحْمد بن أَيُّوب بن أَحْمد بن عبد الله بن عَفَّان بن رَمَضَان الفيومي الأَصْل أَخُو أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين. أَحْمد بن الْبَدْر بن الشجاع عمر الْكِنْدِيّ ثمَّ الْمَالِكِي / من بني ملك بطن من كِنْدَة الظفاري ملكهَا بعد أَبِيه الْآتِي ودبر المملكة مَعَه جمَاعَة من إخْوَته ثمَّ وَقعت بَينهم الْفِتْنَة وتفرق شملهم وَغلب بَعضهم على بعض حَتَّى تفانوا وَكَانَ من آخر أَمرهم تشتتهم فِي الأَرْض فَحَضَرَ بَعضهم إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا غَرِيبا طريدا إِلَى أَن خرج عَنْهَا فِي سنة خمس وَعشْرين، ذكره شَيخنَا فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فِي أَبِيه. أَحْمد بن الْبَدْر بن مُحَمَّد بن أويس الشهَاب المغربي الأَصْل الطرابلسي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْبَدْر. / روى عَن بهادر القرمي مُسْند طرابلس وَعَن غَيره ودرس وَأفْتى، أَخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن الْوَجِيه والسوبيني وَكَانَ فَقِيها نحويا دينا متواضعا وجيها. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاثِينَ، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار، وَقَالَ لي الصّلاح الطرابلسي الْحَنَفِيّ أَن وَالِده أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات السَّبع فَالله أعلم. أَحْمد بن بردبك سبط الْأَشْرَف إينال وأخو مُحَمَّد الْآتِي. / أَحْمد بن برسباي الشهابي بن الْأَشْرَف الدقماق الظَّاهِرِيّ أَخُو الْعَزِيز يُوسُف وأصغر أَوْلَاد أَبِيه. / مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ حمل وَأمه أم ولد جركسية. مَاتَ عَن نَحْو سبع وَعشْرين سنة فِي أَوَائِل ربيع الأول سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ بعد أَخِيه بِنَحْوِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا كَانَ قد تولى تَرْبِيَته زوج أمه قرقماس الأشرفي أَمِير سلَاح وأحضر لَهُ من علمه الْقُرْآن والخط الْمَنْسُوب وأقرأه الْعلم وَلم يكن يظْهر من بَيته الْبَتَّةَ حَتَّى وَلَا للْجُمُعَة مَعَ حسن الشكالة وامتداد الْقَامَة وَشهد السُّلْطَان فَمن دونه الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى المومني وَدفن مَعَ أَبِيه فِي تربته.

أَحْمد بن بَرَكَات بن مُحَمَّد بن مُحرز الجزائري. / مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ أرخه ابْن عزم. أَحْمد بركَة الشهَاب الدِّمَشْقِي / كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعه قَوْله: (مليح يغيب الْبَدْر عِنْد حُضُوره ... ويخجل غُصْن البان بالقد إِن خطر) (لَهُ شامة فَوق الجبين كَأَنَّهَا ... قَلِيل سَواد الْغَيْم فِي طلعة الْقَمَر) وَقَوله: (لَهُ خَال بِخَط الْمسك قدرا ... على كرْسِي الخدود قد تعلى) (كشجر قد غَدا فِي روض ورد ... وسالفة تمد عَلَيْهِ ظلا) أَحْمد بن بلبان بن عبد الله الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْقمرِي اللؤْلُؤِي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ، / وَصفه الْبُرْهَان الْحلَبِي بالمحدث الْمُقْرِئ وَأَنه يحفظ الْقُرْآن ويستحضر كِتَابه فِي مَذْهَب أَحْمد وَأَنه قرا الحَدِيث بِصَوْت حسن وَأَنه قدم عَلَيْهِ فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ ابْن مَاجَه. أَحْمد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْحكمِي من ذُرِّيَّة الشَّيْخ مُحَمَّد بن أبي بكر الْحكمِي. / ذكره الْعَفِيف مُخْتَصرا وَلم يؤرخه. أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْمَكِّيّ الْآتِي جده قَرِيبا، / مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة. أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ. / سمع من أبي مُحَمَّد بن الْقيم جُزْءا من حَدِيث أبي الْقسم المنبجي أنابه الْفَخر عَن مَحْمُود بن أَحْمد عَنهُ. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لي، وبيض لوفاته. أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف بن عبد الْملك بن عبد الله بن سَالم ابْن عبد الْملك بن عِيسَى بن أَحْمد بن عوَانَة بن حمود بن زِيَاد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَليّ التقي بن مُحَمَّد التقي بن عَليّ الرضى بن مُوسَى الكاظم بن جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد الباقر بن زين العابدين عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو الْعَبَّاس بن أبي يحيى الْحُسَيْنِي القيرواني الأَصْل التّونسِيّ الْمَالِكِي نزيل مصر وَيعرف بِابْن عوَانَة. / ولد فِي يَوْم عَاشُورَاء سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بتونس وَنَشَأ بهَا وَقدم الْقَاهِرَة فِي أول دولة الْأَشْرَف إينال وَحج مِنْهَا فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَكَانَت الوقفة الْجُمُعَة وَصَحب خطيب مَكَّة فَنَوَّهَ بِهِ وعرفه بالأكابر من الْأُمَرَاء وَغَيرهم وشاع بَين الْعَامَّة شبهه بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكِتَابَة عُلَمَاء

القيروان كَابْن أبي زيد صَاحب الرسَالَة فَمن قبله باستفاضة نسب شخص من أسلافه. مَاتَ فِي مستهل الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين بالاسكندرية وَكَانَ توجه إِلَيْهَا بإلزام السُّلْطَان لَهُ مَعَ صهره أبي عبد الله البرنتيشي كالامين وَكَانَ كثير المحاسن عالي الهمة مَعَ من يَقْصِدهُ لَا يهاب ملكا وَلَا غَيره كَرِيمًا شهما متوددا متجملا فِي ملبسه ومركبه مِمَّن تكَرر تردده إِلَيّ مَعَ من يَقْصِدهُ فِي الِاجْتِمَاع بِي من غرباء بَلَده كقاضي الركب وَرُبمَا سمع مَعَهم عَليّ ومقاصده شريفة وخصاله منيفة عوضه الله الْجنَّة. أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن سيف الدّين الْحَمَوِيّ الأَصْل الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ القادري وَالِد الزين عبد الْقَادِر الْآتِي وَيعرف بِابْن الرسام. / ولد تَقْرِيبًا كَمَا قرأته بِخَطِّهِ سنة ثَلَاث وسيعين وَسَبْعمائة أَو ثَلَاث وَسِتِّينَ كَمَا كتبه بَعضهم، وَأما شَيخنَا فَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه فِي حُدُود السّبْعين بل قبلهَا بحماة وَنَشَأ بهَا فاشتغل يَسِيرا وَسمع على قاضيها الشهَاب أبي الْعَبَّاس الماداوي الْأَرْبَعين المخرجة لَهُ والمعجم الْمُخْتَص للذهبي وعَلى الْحسن بن أبي الْمجد وَغَيرهمَا من شُيُوخ بَلَده وَأحمد بن حُسَيْن الْحِمصِي بهَا والعماد إِسْمَاعِيل بن بردس وَأبي عبد الله بن اليونانية ببعلبك وَمِمَّا سَمعه على ثانيهم الصَّحِيح والمحب الصَّامِت بِدِمَشْق وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ الْعلم وَالذكر وَالدُّعَاء كِلَاهُمَا ليوسف القَاضِي والبلقيني والعراقي وَجَمَاعَة بِالْقَاهِرَةِ وَأَجَازَ لَهُ ابْن رَجَب وَابْن سَنَد وَعبد الرَّحِيم بن مَحْمُود بن خطيب بعلبك) وَيحيى بن يُوسُف الرَّحبِي وَآخَرُونَ واشتغل واذن لَهُ بالإفتاء وَلَكِن كَانَت طبقته فِي الْعلم متوسطة بل منحطة عَن ذَلِك، وَقد جمع فِي فَضَائِل الْأَعْمَال كتابا سَمَّاهُ عقد الدُّرَر واللآلي فِي فضل الشُّهُور وَالْأَيَّام والليالي فِي أَربع مجلدات وَفِي المتبانيات آخر يقْضِي الْعجب من وضعهما وَدلّ صنعه فِي ثَانِيهمَا على عدم علمه بموضوع التَّسْمِيَة سِيمَا وَقد أوقف شَيخنَا، وتعانى الْوَعْظ فاتى فِيهِ بأخبار مستحسنة وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد والأبي وَغَيرهمَا بل سمع مِنْهُ شَيخنَا وَابْن مُوسَى المراكشي وَولي قَضَاء بَلَده مرَارًا تخللها قَضَاء طرابلس ثمَّ حلب وَاسْتمرّ قَاضِيا بِبَلَدِهِ حَتَّى مَاتَ فِي ثامن عشر ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَأَرْبَعين كَمَا أَخْبرنِي بِهِ وَلَده وَرَأَيْت نُسْخَة من الصَّحِيح معظمها بِخَطِّهِ أرخ كِتَابَة بعض أَجْزَائِهَا فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، وَكَانَ صَاحب دهاء وَرَأَيْت من قَالَ أَنه كَانَ يعرف بِابْن شيخ

السُّوق وَكَأَنَّهُ إِن صَحَّ هجر. وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه جمع كتابا فِي فَضَائِل الْأَيَّام وَكَانَ يحسن عمل المواعيد وَولي قَضَاء بَلَده ثمَّ قَضَاء حلب وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا سَمِعت من لَفظه بعض شَيْء من أربعي المرداوي باكباب وبراعة وَذكره بعض الْمُتَأَخِّرين فَقَالَ: ققاضي حماة وواعظها ومفتيها توفّي فِي شَوَّال عَن نَحْو سبعين سنة وَهُوَ وَالِد القَاضِي زين الدّين الرسام كَاتب سر حلب وناظر جيشها وَالْقَاضِي محب الدّين مُحَمَّد أبي الْوَلِيد الْمَالِكِي قَاضِي حماة، وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَأَنه عمل المواعيد فأجاد. أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُوسَى الْأَشْعَرِيّ الْيَمَانِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف بالمخدوعة / مِمَّن لَهُ فضل وتمييز فِي الْعَرَبيَّة وَالنّظم ويتكسب بالنساخة الجيدة مَعَ مزِيد فاقته وَكَثْرَة أخلاقه وَعدم موافاته فِي الْكِتَابَة وَلَوْلَا ذَلِك لَكَانَ غَنِيا مِنْهَا وَقد كتب من تصانيفي كشرح الألفية وَحضر عِنْدِي كثيرا بل قرا عَليّ بعض تصانيفي وَغَيرهَا وَأنْشد بحضرتي شَيْئا من نظمه وامتدح بعض الْأَعْيَان وَحكى عَنهُ النَّجْم بن فَهد فِي تَرْجَمَة الْمُحب مُحَمَّد بن الْعَلَاء مُحَمَّد بن عفيف الدّين الايجي مناما. أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن يحيى العامري الحرضي الْيَمَانِيّ. / مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَتِسْعين. أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الصُّوفِي وَيعرف بِابْن الزَّاهِد. / ولد فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَحج غير مرّة مِنْهَا) فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وجاور سنة خمس فَسمع بهَا على الْعَفِيف اليافعي أَشْيَاء من تصانيفه ومروياته ثمَّ سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسمع بهَا على ابْن الصّديق والشهاب بن الناصح وَالشَّمْس مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن مخلوف الصّقليّ الْمَالِكِي وَأبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد الْعقيلِيّ الْمَالِكِي ثمَّ سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَسمع فِيهَا على الأبناسي وَدخل بَيت الْمُقَدّس فِي خلال ذَلِك فَسمع بِهِ فِي رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة على الْبَدْر أبي عبد الله مَحْمُود بن عَليّ العجلوني والاسكندرية بعد ذَلِك فَسمع بهَا على أبي عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الْمَالِكِي المسلسلات بل سمع بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتّ وَسِتِّينَ على الْمُحب الخلاطي السّنَن للدارقطني وعَلى الْجمال بن نباتة السِّيرَة لِابْنِ هِشَام وَبعد ذَلِك على ابْن الفصيح وَابْن أبي الْمجد وَآخَرين، وَأَجَازَ لجَماعَة مِنْهُم التقي الشمني وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة، وترجمته بأبسط مِمَّا هُنَا فِي تاريخي الْكَبِير وَرَأَيْت من أرخه سنة تسع عشرَة رَحمَه الله.

أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الهكاري الْكرْدِي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة / وَحفظ الْحَاوِي وَعرضه على الْعِمَاد الحسباني وَسمع من ابْن أميلة وَابْن قوالح والكمال بن حبيب وَالْجمال الْبَاجِيّ وَآخَرين بِدِمَشْق وحلب والقاهرة والاسكندرية وَتردد إِلَى مَكَّة غير مرّة وَانْقطع نَحْو أَربع عشرَة سنة مُتَوَالِيَة مُتَّصِلَة بِمَوْتِهِ على طَريقَة حَسَنَة برباط الْعِزّ الْأَصْبَهَانِيّ وَله أَصْحَاب من ذَوي الِاعْتِبَار بديار مصر يصل إِلَيْهِ مِنْهُم أَو من بَعضهم فِي كل سنة مَا يَسْتَعِين بِهِ فِي أمره، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ فِيهِ مُرُوءَة وكياسة ولطف عشرَة. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من صفر سنة ثَمَان عشرَة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. ذكره التقي الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة وَابْن فَهد فِي مُعْجَمه. أَحْمد بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل بن سليم ككبير بن قايماز بن عُثْمَان بن عمر الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الكتاني البوصيري القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي الْعشْر الْأَوْسَط من الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بأبوصير من الغربية وَنَشَأ بهَا فحفظ لقرآن وجوده ببوصير على الشَّيْخ عمر بن الشَّيْخ عِيسَى وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمِيقَات وانتفع بلحظه ودعائه ثمَّ انْتقل بإشارته بعد استرضاء وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ الْفِقْه عَن النُّور الْآدَمِيّ وحصت لَهُ بركاته وطرفا من النَّحْو عَن الْبَدْر الْقُدسِي الْحَنَفِيّ وَسمع دروس الْعِزّ بن جمَاعَة فِي الْمَنْقُول والمعقول ولازم الشَّيْخ يُوسُف إِسْمَاعِيل الأنباني فِي الْفِقْه وَسمع الْكثير من جمَاعَة مِنْهُم التقي بن حَاتِم والتنوخي والبلقيني والعراقي) والهيثمي وَكَثُرت عنايته بِهَذَا الشَّأْن ولازم فِيهِ ابْن الْعِرَاقِيّ على كبر كثيرا وَولده الْوَلِيّ وَكَذَا لَازم شَيخنَا قَدِيما فِي حَيَاة شيخهما الْمَذْكُور ثمَّ بعده إِلَى أَن مَاتَ حَتَّى كتب عَنهُ من تصانيفه اللِّسَان والنكت للكاشف وزوائد الْبَزَّار على السِّتَّة وَأحمد وَغير ذَلِك وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء وَوَصفه بالشيخ الْمُفِيد الصَّالح الْمُحدث الْفَاضِل وَكتب بِخَطِّهِ أَيْضا منن تصانيف غَيره الْكثير كالفردوس وَمُسْنَده بِحَيْثُ علق بذهنه من أحاديثهما أَشْيَاء كَثِيرَة كَانَ يذاكر بهَا مَعَ عدم مُشَاركَة فِي غَيره وَلَا خبْرَة بالفن كَمَا يَنْبَغِي لكنه كَانَ كثير السّكُون والتلاوة وَالْعِبَادَة والانجماع عَن النَّاس والإقبال على النّسخ والاشتغال مَعَ حِدة فِي خلقه وخطه حسن مَعَ تَحْرِيف كثير فِي الْمُتُون والأسماء وَمِمَّا جمعه زَوَائِد ابْن مَاجَه على بَاقِي الْكتب الْخَمْسَة مَعَ الْكَلَام على أسانيدها وزوائد السّنَن الْكُبْرَى للبيهقي على السِّتَّة

فِي مجلدين أَو ثَلَاثَة وزوائد مسانيد الطَّيَالِسِيّ وَأحمد ومسدد والْحميدِي والعدني وَالْبَزَّار وَابْن منيع وَابْن أبي شيبَة وَعبد والحرث بن أبي أُسَامَة وَأبي يعلى مَعَ الْمَوْجُود من مُسْند ابْن رَاهَوَيْه على السِّتَّة أَيْضا فِي تصنيفين أَحدهمَا يذكر أسانيدهم وَالْآخر بِدُونِهَا مَعَ الْكَلَام عَلَيْهَا والتقط من هَذِه الزَّوَائِد وَمن مُسْند الفردوس كتابا جعله ذيلا على التَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ سَمَّاهُ تحفة الحبيب للحبيب بالزوائد فِي التَّرْغِيب والترهيب، وَمَات قبل أَن يهذبه ويبيضه فبيضه من مسودته وَلَده على خلل كثير فِيهِ فَإِنَّهُ ذكر فِي خطبَته أَنه يقتفي أثر الأَصْل فِي اصْطِلَاحه وسرده وَلم يوف بذلك بل أَكثر من إِيرَاد الموضوعات وَشبههَا بِدُونِ بَيَان عمل جُزْءا فِي خِصَال تعْمل قبل الْفَوْت فِيمَن يجْرِي عَلَيْهِ بعد الْمَوْت وَآخر فِي أَحَادِيث الْحجامَة إِلَى غير ذَلِك، وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد وناب فِي الْإِمَامَة الحسينية وَكَانَ قاطنا بهَا ثمَّ أم بالقبة مِنْهَا وتنزل فِي صوفية الشيخونية ثمَّ المؤيدية أول مَا فتحت وَاسْتمرّ على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ وَقت الزَّوَال من يَوْم الْأَحَد سَابِع عشري الْمحرم وَذَلِكَ يَوْم فتح السد عَام أَرْبَعِينَ بالحسينية بعد أَن نزل بِهِ الْحَال وَخفت ذَات يَده جدا وطالت عَلَيْهِ وَدفن بتربة طشتمر الدوادار رَحمَه الله وإيانا، وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والمقريزي فِي عقوده وَابْن فَهد وَآخَرُونَ. أَحْمد بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل الْحُسَيْنِي / نسبا فِيمَا قَالَ وبلدا لِأَنَّهُ من أَبْيَات الْفَقِيه حُسَيْن من الْيمن ويشهر بالمذكور. رجل عَامي يسير بالقافلة إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة كل سنة غَالِبا وَرُبمَا يتَكَرَّر لَهُ أَكثر من مرّة فِي السّنة رَأَيْته كثيرا وَجَلَست مَعَه فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بالحرمين وَذكر لي أَنه حِين توفّي الأهدل كَانَ ابْن خمس عشرَة سنة فَيكون مولده سنة أَرْبَعِينَ تَقْرِيبًا. أَحْمد بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل الْفَقِيه أَبُو الْعَبَّاس الدنكلي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. / اشْتغل بِالْعلمِ وتفقه وبرع قَالَ الأهدل فِي تَارِيخ فَقِيه مُحَقّق ولي قَضَاء المحالب وَاجْتمعت بِهِ ثمَّ ترك الْقَضَاء زهدا فِيهِ وَسمعت بوفاته سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. أَحْمد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن بن عمر أَبُو النَّصْر بن الزين المراغي الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو شَيخنَا أبي الْفَتْح مُحَمَّد وَذَاكَ الْأَكْبَر ظنا، / سمع مَعَه على أَبِيه وَالْعلم سُلَيْمَان بن أَحْمد السقا والعراقي والهيثمي وَابْن حَاتِم وَغَيرهم وَبَعض ذَلِك فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَفِي ظَنِّي أَن وَفَاته فِي هَذَا الْقرن فيحرر.

أَحْمد بن أبي بكر حُسَيْن شهَاب الدّين القاهري الصَّيْرَفِي وَيعرف بِابْن حيينة / حفظ الْقُرْآن وَاسْتقر فِي الصّرْف بالبيبرسية وَغَيرهَا ثمَّ فصل عَنْهَا بعد أَن تمول وَأَنْشَأَ دَارا فَأكْثر وتنزل فِي جِهَات وباشر صرف الجوالي حِين تكلم ابْن الجمالي نَاصِر الْخَاص ثمَّ الزين بن عبد الباسط ثمَّ وَلَده فِيهَا وَوضع يَده فِيمَا قيل على مَال ليستوفي مِنْهُ بعض مَا كَانَ أوردهُ للذخيرة مِمَّا اسْتهْلك فِيهِ بِزَعْمِهِ مَاله فرسم عَلَيْهِ لاسترجاعه مِنْهُ وَأقَام فِي الترسيم نَحْو سِتّ سِنِين بل أهين بِالضَّرْبِ وَغَيره كل ذَلِك وَهُوَ مصر على إِظْهَار الْعَجز وقاسى ذلا بعد عز وثروة ورثى لَهُ كَثِيرُونَ حَتَّى من كَانَ سيئ الْمُعَامَلَة مَعَه من الْمُسْتَحقّين مِمَّا الظَّن أَنهم سَبَب محنته، وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشري رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بحوش البيبرسية عوضه الله خيرا وسامحه. أَحْمد بن أبي بكر بن رسْلَان بن نصير ككبير بن صَالح بن شهَاب بن عبد الْخَالِق بن مُحَمَّد بن مُسَافر الشهَاب البُلْقِينِيّ ثمَّ الْمحلي قاضيها الشَّافِعِي ابْن أخي السراج البُلْقِينِيّ وأخو الْبَهَاء أبي الْفَتْح رسْلَان وجعفر وناصر الدّين مُحَمَّد ووالد أوحد الدّين مُحَمَّد وَيعرف بالعجيمي بِضَم الْعين مصغر / ولد فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ببلقينة وَتُوفِّي أَبوهُ وَهُوَ ابْن خمس سِنِين فانتقلت بِهِ أمه إِلَى الْمحلة فحفظ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ ثمَّ تحول إِلَى عَمه السراج بِالْقَاهِرَةِ فحفظ الْعُمْدَة وَالْمُحَرر وألفية ابْن مَالك وَبَعض الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَمن أول التدرب لَهُ إِلَى الْفَرَائِض وَبحث عَلَيْهِ فِي الْفِقْه وأصوله وَكَذَا على أَخِيه الْبَهَاء أبي الْفَتْح وَفِي النَّحْو على سرحان الْمَالِكِي إِمَام الصالحية والمحب بن هِشَام وَحضر دروس الأبناسي وَالْقَاضِي نَاصِر) الدّين بن الميلق والبدر الطنبذي بل قَرَأَ على الشهَاب الْأَذْرَعِيّ درسا وَاحِدًا لما قدم عَلَيْهِم الْقَاهِرَة وَكَانَ يَقُول أَيْضا أَنه سمع على أبي الْيمن بن الكويك والمعين عبد الله قيم الكاملية والفرسيسي وَابْن الملقن ثمَّ عَاد إِلَى الْمحلة فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَأخذ فِي الْفِقْه أَيْضا عَن قاضيها الْعِمَاد الباريني وناب فِي الحكم بهَا عَن قاضيها الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن سليم بِالتَّصْغِيرِ جد الْمُحب بن الإِمَام لأمه ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ عَن ابْن عَمه الْجلَال البُلْقِينِيّ مَعَ إِضَافَة عدَّة قرى إِلَيْهِ بل ولي الْقَضَاء الْأَكْبَر بالمحلة سنة عشر وَثَمَانمِائَة عَنهُ وَعَن من بعده إِلَى سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ سوى تخللات يسيرَة وأثرى وصنف فِي الْفَرَائِض كتابا سَمَّاهُ الرَّوْضَة الأريضة فِي قسم الْفَرِيضَة قرضه لَهُ ابْن عَمه والجلال بن خطيب داريا وَكَأَنَّهُ أَخذهَا عَن سرحان، وَكَانَ إِمَامًا فَقِيها عَالما مفننا وقورا عَاقِلا يُوصف بالدهاء والحيل

وَيذكر بَين غَالب أهل بَلَده بِسوء السِّيرَة فِي الْقَضَاء وَغَيره مَعَ قَول بعض الثِّقَات أَنه مَا أَخذ عاله فِي مَال يَتِيم قطّ وَكَانَ يحْكى أَنه أسلم على يَدَيْهِ نَيف وَثَلَاثُونَ نفسا. مَاتَ بالمحلة فِي عصر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين وَدفن صَبِيحَة يَوْم الثُّلَاثَاء فِي مشْهد حسن صلى عَلَيْهِ عمر وَلَده وَهُوَ المستقر فِي قَضَاء الْمحلة بعده وأثنوا على الْمَيِّت خيرا رَحمَه الله وإيانا. وَمن حكاياته عَن عَمه السراج أَنه حكى أَن الشَّيْخ عِيسَى بن الشَّيْخ عمر النفياي نزل الْبَحْر يتَوَضَّأ فَرَأى الْجِنّ وهم يَقُولُونَ: (لَيْت الْغنى لَو دَامَ ... وشملنا يلتام) وَمِمَّنْ ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَابْن فَهد وَآخَرُونَ. أَحْمد بن أبي بكر بن سراج البابي. / فِيمَن جده عَليّ بن سراج. أَحْمد بن أبي بكر بن صَالح بن عمر الشهَاب أَبُو الْفَضَائِل المرعشي ثمَّ الْحلَبِي الْحَنَفِيّ خَال الشَّمْس بن أجا. / ولد فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بمرعش من الْبِلَاد الحلبية وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَبَعض المختصرات واشتغل يَسِيرا ثمَّ تحول مِنْهَا إِلَى منتاب فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة فتفقه بهَا عل عالمها عِيسَى ثمَّ إِلَى حلب فِي سنة سِتّ عشرَة فقطنها وَبحث الْكَشَّاف وَشرح الْمِفْتَاح على الزين عمر الْبَلْخِي وَالْمُغني فِي الْأُصُول وَغَيره على الْبَدْر بن سَلامَة مَعَ قِرَاءَة الصَّحِيحَيْنِ عَلَيْهِ وَتقدم فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وشارك فِي فنون وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي الْإِفْتَاء وَالْإِلْقَاء وتصدر من سنة عشْرين بحلب فَانْتَفع النَّاس بِهِ وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَصَارَ عَالم حلب) وفقيهها ومفتيها وَعرض عَلَيْهِ الظَّاهِر جقمق قضاءها فتنزه عَنهُ مَعَ تقلله. وصنف كنوز الْفِقْه ونظم الْعُمْدَة للنسفي فِي أصُول الدّين وَزَاد عَلَيْهَا أَشْيَاء وَكَذَا نظم الْكَنْز وَخمْس الْبردَة، أجَاز فِي بعض الاستدعاءات ولقيه الْعِزّ بن فَهد وَقد اسن فَكتب عَنهُ تخميس الْبردَة وَأخذ عَنهُ الشَّمْس بن المغربي الْمقري أَخُو قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِمصْر وَكَذَا الشَّيْخ عبد الْقَادِر الْأَبَّار. وَمَات عقب ابْن فَهد بِيَسِير فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمن نظمه: (وَلما رَأينَا عَالما بجواهر ... خدمناه بِالْعقدِ المنظم من در) (على رَأْي من يروي من الشّعْر حِكْمَة ... خلافًا لمن قَالَ القريض بِنَا يزري) ومدحه بَعضهم بقوله: (عَن الْعلمَاء يسألني خليلي ... أَلا قل لي فَمن أهْدى وأرشد) (وَمن أحمدهم فعلا وفضلا ... فَقلت المرعشي الشَّيْخ أَحْمد)

أَحْمد بن أبي بكر بن طباجوا البعلي الخباز أَبوهُ الْعَطَّار هُوَ. / سمع فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة بِبَلَدِهِ عَن مُحَمَّد بن عَليّ اليوتيني وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْحُسَيْنِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجردي الصَّحِيح قَالُوا أنابه الحجار، وَحدث أَخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَمَا لَقيته فِي الرحلة وَكَأَنَّهُ مَاتَ قبلهَا. أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر العزابي الْخَيْر بن الْعِمَاد بن الزين الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو نَاصِر الدّين مُحَمَّد وأخوته وَيعرف كسلفه بِابْن زُرَيْق. / ولد فِي سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد إِسْمَاعِيل العجلوني وَتَجْرِيد الْعِنَايَة لِابْنِ الْحَاج واشتغل فِي الْفِقْه والعربية عِنْد التقي بن قندس وَأذن لَهُ بالإفتاء والإقراء وسَمعه أَخُوهُ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا على ابْن نَاصِر الدّين وَابْنَة ابْن الشرائحي وَابْن الطَّحَّان وَآخَرين وَحدث باليسير وَيذكر بالشجاعة والإقدام وَنَحْو ذَلِك وَلكنه سقط عَن فرسه فعجز عَن الْمَشْي إِلَّا بعكازين. مَاتَ بِدِمَشْق فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَدفن عِنْد أَقَاربه. أرخه اللبودي. أَحْمد بن الزكي أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْمصْرِيّ أَخُو إِبْرَاهِيم وَعلي وَعمر، / مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة. أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن أَيُّوب جلال الدّين أَبُو الْفضل الطولوني الغزولي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أخي الريس. / حفظ الْقُرْآن وَغَيره وَأخذ عَن الشّرف السُّبْكِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره وتلقى عَن عَمه الشَّمْس مُحَمَّد بن الْجمال عبد الله الْآتِي الرياسة وَسَائِر وظائفه بالجامع الطولوني بل بَاشر النقابة عِنْد الونائي فِي ولَايَته الثَّالِثَة لدمشق وَكَانَ سمسارا فِي الْغَزل ذَا حَظّ تَامّ فِيهَا بِحَيْثُ لَا يدانيه فِي قبُول كلمة عِنْد البَائِع والمشرتي غَيره مَعَ خير وكرم، وَقد روى عَنهُ البقاعي مناما فِي تَرْجَمَة شَيْخه السُّبْكِيّ وَوَثَّقَهُ مَعَ طعنه فِي شَهَادَة شيخ النَّاس الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ. مَاتَ سنة أَربع وَسبعين. أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الشهَاب الْقرشِي المَخْزُومِي الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. / ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسعين وَسَبْعمائة بزبيد من بِلَاد الْيمن وَنَشَأ بهَا وَتردد إِلَى مَكَّة مرَارًا لِلْحَجِّ وَسمع بهَا من عَمه الْجمال بن ظهيرة وَأَجَازَ لَهُ

الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن صديق وَطَائِفَة وَحدث سمع مِنْهُ صاحبنا ابْن فَهد وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا كثير الطّواف سَاكِنا متكسبا بِالتِّجَارَة وَانْقطع بِأخرَة بِمَكَّة حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين بعد أَن أجَاز لي. أَحْمد بن الْفَخر أبي بكر بن عبد الله الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّاهِد / أَبوهُ مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة وَأَهْلهَا وَكثير مِنْهُم ينازعون فِيهِ. أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْملك بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن التَّاج عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ الْمصْرِيّ القباني عَم صاحبنا الشهَاب الْآتِي، / ولد سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَكَانَ مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وتكسب بالقبان وجاور بعد الثَّمَانِينَ. مَاتَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين عَن بضع وَسبعين تَقْرِيبًا. أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الشهَاب الْمحلى أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. / تكسب بِالشَّهَادَةِ وناب فِي الْقَضَاء وَعمل أَمَانَة الحكم بهَا مُدَّة وَكَانَ حسن الْخط خيرا يقْرَأ الْقُرْآن ويجيد الصِّنَاعَة. مَاتَ بعد الْخمسين قبل أَخِيه. أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن سراج شهَاب الدّين البابي الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي. / تفقه بعبيد بن أبي المنى وَتخرج فِي الْكِتَابَة بِابْن الْمَجْرُوح وناب عَن ابْن خطيب الناصرية فَمن بعده بِالْبَابِ إِلَى أَن انْفَصل عَنهُ وَأنْشد حِينَئِذٍ:) (عاديتمونا بِلَا ذَنْب وَلَا سَبَب ... وَقد عدوتم كَمَا الْحَيَّات تنساب) (لأرحلن إِلَى أَرض أعيش بهَا ... لَا النَّاس أَنْتُم وَلَا الدُّنْيَا الْبَاب) وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل وَقع للسَّيِّد التَّاج عبد الْوَهَّاب حِين قَضَائِهِ بحلب وَتردد للقاهرة غير مرّة وَأخذ عَن شَيخنَا فِيمَا قيل وَكتب عَنهُ بعض الطّلبَة من نظمه وَغَيره فِي الهجاء كثيرا. مَاتَ فِي عيد الْأَضْحَى سنة سبع وَثَمَانِينَ بحلب وَقد جَازَ السِّتين. أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن عبد الله بن بوافي بِفَتْح الْمُوَحدَة والواووكسر الْفَاء ابْن يحيى بن مُحَمَّد بن صَالح الشهَاب بن الْفَخر بن الْوَلِيّ النُّور أبي الْحسن الْأَسدي المعشمي بميمين أولاهما مَفْتُوحَة وَبعدهَا عين مُهْملَة سَاكِنة ثمَّ شين مُعْجمَة مَفْتُوحَة الْمَكِّيّ سبط الْبُرْهَان الأردبيلي وَيعرف جده بالطواشي. / ولد فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة ظنا وَحضر على الْعِزّ بن جمَاعَة بل سمع الضياء الْهِنْدِيّ وَفَاطِمَة ابْنة التقي الْحرَازِي وَعبد الْوَهَّاب القزوي وَأَجَازَ لَهُ الْكَمَال بن حبيب وَأَخُوهُ الْحُسَيْن وَآخَرُونَ، وَكَانَ خيرا دينا متواضعا متقشفا فِي لِبَاسه متعبدا منعزلا عَن النَّاس مُعْتَقدًا فيهم. مَاتَ فِي ضحى يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر

شعْبَان سنة تسع وَعشْرين وَصلى عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْجُمُعَة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَدفن بالشبيكة من أَسْفَل مَكَّة بِوَصِيَّة مِنْهُ وحملت جنَازَته على الرؤوس وشيعه أَمِير مَكَّة عَليّ بن عنان رَحمَه الله. تَرْجمهُ الفاسي فِي تَارِيخه وَشَيخنَا فِي أنبائه والمقريزي فِي عقوده وَابْن فَهد فِي مُعْجَمه. أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن يَعْقُوب الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الرضي بن الْمُوفق النَّاشِرِيّ بنُون ومعجمة الزبيدِيّ بِفَتْح الزَّاي الشَّافِعِي. / ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة مستهل الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ وَالْجمال الريمي وَالشَّمْس أَبُو ضوء وَغَيرهم وَسمع الحَدِيث من أيبه وَالْمجد الشِّيرَازِيّ وَطَائِفَة وَكَانَ عَالما عَاملا فَقِيها كَامِلا فريدا تقيا ذكيا غَايَة فِي الْحِفْظ وجودة النّظر فِي الْفِقْه ودقائقه مَقْصُودا من الْآفَاق بِحَيْثُ ازْدحم عَلَيْهِ الْخَلَائق وتفقه بِهِ جمع كَثِيرُونَ فِي المملكة اليمنية وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من أهل بَيته الْمُوفق عَليّ بن أبي بكر النَّاشِرِيّ وَولده الْجمال مُحَمَّد الطّيب والفقيه موفق الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد والشرف بن الْمقري والكمال مُوسَى بن مُحَمَّد الضجاعي وَالْجمال بن الْخياط وَالْجمال بن كبن، ودرس بالصلاحية من زبيد وَغَيرهَا كل ذَلِك مَعَ التَّوَاضُع والتقلل من الدُّنْيَا وبذل همته للطلبة سِيمَا من أنس مِنْهُ الْفَائِدَة حَتَّى أَنه) رُبمَا قَصده بِنَفسِهِ إِلَى مَوْضِعه وَإِذا عرض لأَحَدهم مَا انْقَطع بِسَبَبِهِ عَن الْحُضُور فِي وظيفته خرج إِلَى الْمدرسَة وَقَرَأَ مَا تيَسّر من الْقُرْآن كَأَنَّهُ للنيابة عَنهُ قيَاما بِمَا عَلَيْهِ من الْعهْدَة محتسبا لخطاه تِلْكَ وَفعله، ولي قَضَاء زبيد وأعمالها فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَأَقَامَ إِلَى صفر سنة تسعين ثمَّ انْفَصل وَلم يدع لَهُ الْحق صديقا بِابْن عَمه مُحَمَّد بن عبد الله الْآتِي وَلم يلبث أَن أُعِيد فِي سادس عشر ربيع الآخر مِنْهَا فَأَقَامَ يَسِيرا ثمَّ انْفَصل فِي ربيع الآخر من الَّتِي تَلِيهَا بالنفيس سُلَيْمَان بن عَليّ ثمَّ أُعِيد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَأَقَامَ دون شهر وضج مِنْهُ كثير من النَّاس سِيمَا أهل الدولة وَأَتْبَاع السُّلْطَان لما يُعلمهُ مِنْهُم من التَّعَدِّي والجور فَرَمَوْهُ عَن قَوس وَاحِدَة ونفرت طباع كثيرين عَنهُ فَصَرفهُ السُّلْطَان بأَخيه عَليّ مَعَ كَونه لم يكن يرضى للْقَضَاء غَيره لصلاحه وعفته وورعه ومعرفته وَكَونه بِأخرَة لَا نَظِير لَهُ وَلَكِن خوفًا مِنْهُم، وَجَرت لَهُ مَعَ الصُّوفِيَّة بزبيد لما أنكر عَلَيْهِم الِاشْتِغَال بكتب ابْن عَرَبِيّ واعتقاد مَا فِيهَا لَا سِيمَا الفصوص وشق ذَلِك على أكابرهم فتعصبوا عَلَيْهِ

بِسَبَب ذَلِك والتمسوا من السُّلْطَان مَنعه من التَّعَرُّض لَهُم وَكَانَ السُّلْطَان فِيهِ حسن اعْتِقَاد فَلم يزده ذَلِك أَلا حمية لله وَلِرَسُولِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولقب فِي وقته لذَلِك بناصر السّنة وقامع المبتدعة وَله تصانيف مفيدة ومذاكرة جَيِّدَة فَمن تصانيفه اخْتِصَار الْمُهِمَّات واختصار أَحْكَام النِّسَاء لِابْنِ الْعَطَّار والإفادة فِي مَسْأَلَة الْإِرَادَة وَعمل كتابا حافلا بَين فِيهِ فَسَاد عقيدة ابْن الْعَرَبِيّ وَمن ينتمي إِلَيْهِ، قَالَ الْحمال بن الْخياط سَمِعت من لَفظه أَكْثَره وَهُوَ رد على شَيخنَا الْمجد الشِّيرَازِيّ ونصرة لشَيْخِنَا الْوَالِد فِي رد النحلة الْمشَار إِلَيْهَا وَذكر وَلَده أَنه احْتَرَقَ فِيمَا بعد. قلت وَكَأَنَّهُ أَرَادَ تسكين الفقية بِدَعْوَى احتراقه. وَحج فِي سنة سبع وَسبعين وزار وَرجع فِي الَّتِي بعْدهَا. ذكره الخزرجي فِي تَارِيخ الْيمن مطولا وَشَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ اجْتمعت بِهِ واستفدت مِنْهُ بزبيد زَاد فِي أنبائه وَنعم الشَّيْخ كَانَ، وَكَذَا ذكره التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَآخَرُونَ. مَاتَ فِي خَامِس عشري الْمحرم سنة خمس عشرِيَّة وَقد جَازَ السّبْعين، وَقد ذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ شهَاب الدّين السُّيُوطِيّ أَخُو الشريف مُحَمَّد الْآتِي / أثْبته الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي سامعي إمْلَائِهِ سنة إِحْدَى عشرَة. أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ الطهطاوي الْمَكِّيّ أَخُو عبد الْكَرِيم الْآتِي. / مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة. أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ الكيلاني بن خواجا. / يَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ من أَوَاخِر الأحمدين. أَحْمد بن أبي بكر بن مر بن يُوسُف الشهَاب بن الزكي الْقرشِي الْعَبدَرِي الْمَيْدُومِيُّ الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بالميدومي. / ولد فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب الْأَشْقَر والعمدة والمنهاجين وألفية ابْن مَالك وعرضها على جمَاعَة واشتغل فِي الْفِقْه على أَبِيه والسراج الدموشي وَالْجمال السمنودي وَالشَّمْس بن الْقطَّان وَغَيرهم وَحضر دروس الْجلَال البُلْقِينِيّ وَغَيره وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده وتصدر بالجامع الْعمريّ وَحج وزار وَكَانَ تَامّ الْعقل متواضعا وَله حُضُور فِي الرَّابِعَة سنة سبع وَتِسْعين لختم الْمُوَطَّأ على النَّجْم البالسي وَالشَّمْس بن المكين الْبكْرِيّ الْمَالِكِي وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء وقرأته عَلَيْهِ. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ رَحمَه الله. أَحْمد بن أبي بكر بن عمر وَيعرف جده بِابْن العريض. / ذكره ابْن عزم.

أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر. / مضى بِدُونِ مُحَمَّد فِي نسبه وَكَأَنَّهُ زِيَادَة. أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد الشهَاب الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد صَلَاح الدّين أبي الْيمن مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الحزمي وبابن حبيلات. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع عشرِيَّة وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَزعم أَنه سَافر مَعَ أَبِيه إِلَى الاسكندرية فلقي بهَا ابْن مَرْزُوق وَكَذَا لَقِي بِالْمَدِينَةِ حِين حج سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ الْجمال الكازروني وَقد حج قبلهَا ثمَّ بعْدهَا مرَارًا وَدخل الشَّام فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَحضر عِنْد التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَكَذَا أَخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والشهاب الْمحلى خطيب جَامع ابْن ميالة وَالشَّمْس الشنشي والبوتيجي والنسابة وبالمحلة عَن ابْن قطب وَلَا اعْتمد أخباره فِي هَذَا وَإِن كَانَ يُمكن فِي بعضه وَإِنَّمَا نَشأ كأبيه تَاجِرًا فِي قيسارية طيلان نعم أَخذ يَسِيرا عَن السراج والصاوي وَحسن الْأَعْرَج وَحصل كتبا كشرح الْمِنْهَاج لِابْنِ الملقن وَفتح الْبَارِي ثمَّ بدا لَهُ الْقَضَاء فناب عَن الْعلم البُلْقِينِيّ بِالْقَاهِرَةِ وأضاف إِلَيْهِ بعض الْأَعْمَال وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده مَعَ خدمَة الْحَوَاشِي بل أذن لَهُ شَيخنَا فِي الْعُقُود قَدِيما كَمَا قرأته بِخَطِّهِ على قصَّة، وَكَانَ أحد القاضيين المتوجهين لبيت الْمُقَدّس لبِنَاء الْكَنِيسَة فحصلت لَهُ حمى مَعَ زَعمه أَنه إِنَّمَا قدمه للزيارة وَعَاد وَهُوَ ضَعِيف فدام) كَذَلِك إِلَى أَن عوفي وَاسْتمرّ نَائِبا فِي الْقَضَاء مَعَ دربة فِي الْجُمْلَة حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ وإيانا. أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ الْآتِي أَبوهُ وجده / وَحج مَعَ أَبِيه وجاور سنتَيْن ولازمني فِي السماع هُنَاكَ فيهمَا حِين الْمُجَاورَة الثَّالِثَة بعد الثَّمَانِينَ. أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن الرداد الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ. / يَأْتِي فِي ابْن أبي بكر بن مُحَمَّد إِذْ الرداد لَيْسَ اسْم أَب لَهُ بل هُوَ لقب. أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَحْمد بن عمر بن سَلامَة المارديني الْحلَبِي الْحَنَفِيّ. / ولد سنة سبعين هَكَذَا رَأَيْته بخطى فِي الأحمدين وَهُوَ غلط صَوَابه الْحسن وَهُوَ أَخُو الْبَدْر مُحَمَّد وَسَيَأْتِي كل مِنْهُمَا. أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن دَاوُد الْحُسَيْنِي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كهوبابن أبي الْوَفَاء أَخُو أبي الْوَفَاء مُحَمَّد الْآتِي، / وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة

باستدعاء ابْن أبي شرِيف وَبَلغنِي أَنه توفّي بالروم قريب الثَّمَانِينَ بعد أَن تحنف وَأَنه أَصْغَر من أَخِيه أبي الْوَفَاء وَأَنه كَانَ ينظم الشّعْر الْحسن رَحمَه الله. أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب المسوقي الواداني المغربي الأَصْل الْمدنِي المولد / والمقيم بهَا وبمكة ثمَّ انْقَطع بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ مِمَّن سمع عَليّ بهَا وَقد دخل الْقَاهِرَة مرَارًا ولديه جرْأَة. أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن الْعِمَاد الشهَاب الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ / قدم الْقَاهِرَة شَابًّا فَعرض كتبه وَأخذ عَن الْجمال بن هِشَام والعز الْحَنْبَلِيّ وَغَيرهمَا، وَسمع بِقِرَاءَتِي على محيي الدّين بن الذَّهَبِيّ وَطَائِفَة، وَمِمَّا سَمعه فِي البُخَارِيّ بالظاهرية وَدخل دمشق فَأخذ عَن الْبُرْهَان بن مُفْلِح والتقي بن قندس وتميز فِي الْحِفْظ يَسِيرا وَقدم الْقَاهِرَة الْأَيَّام السعدية فتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ مَعَ يبسه وجموده عديم التَّدْبِير بل هُوَ إِلَى الْحمق أقرب بِحَيْثُ نافر القَاضِي. مَاتَ قَرِيبا من سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ إِن لم يكن فِيهَا وَأَظنهُ قَارب الْخمسين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الزين الْأنْصَارِيّ السمنودي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْخَطِيب أَخُو التَّاج مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن تمرية. / ولد سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ الْقُرْآن وجوده عِنْد الزراتيتي وَأخذ الْفِقْه عَن البيجوري ولازم الْقِرَاءَة فِي التَّقْسِيم عِنْد الشّرف السُّبْكِيّ وَكَذَا حضر عِنْد التلواني ولازم القاياتي وَقَرَأَ على الزين طَاهِر فِي شرح الشاطبية للفاسي وَغَيره وَأخذ الْفَرَائِض وَنَحْوهَا عَن ابْن المجدي وَسمع على الْكَمَال بن خير، وَمِمَّا سَمعه مِنْهُ الْكثير من الشفا وَتَنَاول جَمِيعه مِنْهُ فِي سنة سبع عشرَة والزين الزَّرْكَشِيّ، وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم بل كَانَ ضَابِط الْأَسْمَاء فِيهِ وَشَيخنَا ولازمه فِي الأمالي وَابْن عَيَّاش لقِيه بِمَكَّة فِي آخَرين قيل أَن مِنْهُم الْجمال الْحَنْبَلِيّ وَقَرَأَ كلا من الصَّحِيح والشفا على شَيخنَا الرَّشِيدِيّ فِي جَامع الْأَزْهَر وخطب بالمؤيدية نِيَابَة عَن الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وجاور سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَقَرَأَ هُنَاكَ البُخَارِيّ وَغَيره وَكَانَ فَاضلا خيرا متحريا فِي النِّيَّة سَاكِنا تَامّ الْعقل مأنوسا حسن الْمُلْتَقى مديد الْقَامَة جَهورِي الصَّوْت من صوفية البيبرسية جالسته كثيرا وَسمع بِقِرَاءَتِي وَأَجَازَ فِي بعض الاستدعاءات وَبَلغنِي أَنه رأى الرَّافِعِيّ فِي الْمَنَام وَسَأَلَهُ عَن بعض الْمسَائِل. مَاتَ فِي وَسِتِّينَ رَحمَه الله. أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن السراج الْقرشِي

الْبكْرِيّ التَّيْمِيّ الْمَكِّيّ ثمَّ الزبيدِيّ الصُّوفِي ثمَّ القَاضِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الرداد. / ولد فِي خَامِس عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ وَغَيره وَسمع من بعض الشُّيُوخ بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ من دمشق أَبُو بكر بن الْمُحب وَعمر بن أَحْمد الجرهمي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد الْمَقْدِسِي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الصفي الغزولي وَآخَرُونَ وَلم يكن عِنْده رِوَايَة على قدر سنه، وَدخل الْيمن فاتصل بِصُحْبَة الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن الْأَفْضَل فلازمه وَاسْتقر من ندمائه ثمَّ صَار من أخصهم بِهِ وَغلب عَلَيْهِ وَلم يكن يَنْقَطِع عَنهُ يَوْمًا وَاحِدًا وَكَذَا لَازم صُحْبَة الشَّيْخ إِسْمَاعِيل الجبرتي، وَكَانَت لَدَيْهِ فَضَائِل كَثِيرَة ناظما نافرا ذكيا إِلَّا أَنه غلب عَلَيْهِ حب الدُّنْيَا والميل إِلَى تصوف الفلاسفة وَكَانَ دَاعِيَة إِلَى هَذِه الْبِدْعَة الَّتِي ذاقها وَعرف مغزاها يعادي عَلَيْهَا وَيقرب من يعْتَقد ذَلِك المعتقد وَمن عرف أَنه حصل نُسْخَة بالفصوص قربه وَأفضل عَلَيْهِ وَأكْثر من النّظم والتصنيف فِي ذَلِك الضلال الْبَين إِلَى أَن أفسد عقائد أهل زبيد إِلَّا من شَاءَ الله، ونظمه وشعره ينعق بالاتحاد وَكَانَ المنشدون يتحفظونه لإنشاده فِي المحافل تقربا بذلك وَله تصانيف فِي التصوف، وعَلى وَجهه آثَار الْعِبَادَة لكنه يُجَالس السُّلْطَان فِي خلواته وَيُوَافِقهُ على شهواته من غير تعاط مَعَهم لشَيْء من الْمُنْكَرَات وَلَا تنَاول للمسكرات، وَولي الْقَضَاء بعد وَفَاة الْمجد) الشِّيرَازِيّ بِثَلَاث سِنِين لكَون النَّاصِر بن الْأَشْرَف تَركه شاغرا بعد الْمجد هَذِه الْمدَّة ينْتَظر قدوم شَيخنَا عَلَيْهِ ليوليه إِيَّاه فَلَمَّا طَال الأمد سعى فِيهِ بعض الأكابر للفقيه النَّاشِرِيّ فخشي صَاحب التَّرْجَمَة من تمكنه من الْإِنْكَار على المبتدعة بِحَيْثُ يواجه ابْن الرداد بِمَا يكره وَكَانَ الْمجد يداهنه فبادر من أجل ذَلِك بِطَلَب الْوَظِيفَة من النَّاصِر والناصر لَا يفرق بَين الرجلَيْن ويظن أَن هَذَا عَالم كَبِير فولاه لَهُ مَعَ كَونه مزجي البضاعة فِي الْفِقْه عديم الْخِبْرَة بالحكم فأظهر العصبية وانتقم مِمَّن كَانَ يُنكر عَلَيْهِ بدعته من الْفُقَهَاء فاهانهم وَبَالغ فِي ردعهم والحط عَلَيْهِم فعوجل وَمَات عَن قرب وَذَلِكَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَعشْرين وصاروا يعدون مَوته من الْفرج بعد الشدَّة. قَالَه شَيخنَا فِيمَا اجْتمع من أنبائه ومعجمه قَالَ وَقد سَمِعت من نظمه وَمن فَوَائده وَسمع عَليّ بزبيد جُزْءا من الحَدِيث وَسمع بِقِرَاءَتِي وَأَجَازَ فِي استدعاء أَوْلَادِي فِي أول سنة وَفَاته قلت وَذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ لَهُ شعر جيد فَمِنْهُ: (وَلَو أَن لي مَا كَانَ فِي الْكَوْن كُله ... وَكَانَت لي الأكوان بِالْأَمر سَاجِدَة)

(لما نظرت عَيْني إِلَيْهَا ولازنت ... إِذا لم تكن ذاتي لذَلِك وَاحِدَة) وَمِنْه مِمَّا قَالَه قبل وَفَاته بِيَوْم: (تعبنا من الدُّنْيَا وَمن طول غمها ... وَمَا بعْدهَا خير وَأبقى وَأفضل) (فَعجل لنا بِالْخَيرِ يَا خير مفضل ... وَيَا خير مأمول عَلَيْهِ الْمعول) والخزرجي فِي تَارِيخ الْيمن فَقَالَ أَنه برع فِي فنون وَكَانَ فَقِيها نبيها فصيحا صبيحا عَالما عَاملا كَامِلا جوادا كَرِيمًا حَلِيمًا اشْتغل بالنسك وَالْعِبَادَة وَالْحج والزيارة وَظَهَرت لَهُ كرامات وَصَارَت لَهُ وجاهة عِنْد الْأَشْرَف لاعْتِقَاده فِيهِ ومحبته وأحبه النَّاس وانهالت عَلَيْهِ الدُّنْيَا وصنف فِي الْحَقِيقَة وسلوك الطَّرِيقَة وَكَانَ قد لبس الْخِرْقَة من إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الجبرتي الْآتِي عَن أبي بكر بن أبي الْقسم عَليّ بن عمر بن الأهدل عَن أَبِيه عَن عَمه أبي بكر بن عَليّ عَن أيبه عَليّ بن مُحَمَّد عَن الشَّيْخ عبد الْقَادِر، وَيحْتَاج هَذَا السَّنَد إِلَى تَحْرِير وَالْمُعْتَمد فِي تَرْجَمته مَا قَدمته. أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الشهَاب الْعَبَّادِيّ نِسْبَة لمنية أبي عباد قَرْيَة من الغربية من أَعمال الْقَاهِرَة ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ. / تفقه بالسراج الْهِنْدِيّ وَفضل ودرس النَّاس وشغل النَّاس ثمَّ صاهر القلنجي وناب فِي الحكم وَوَقع على الْقَضَاء ورأيته شهد فِي إجَازَة مؤرخة سنة سِتّ وَتِسْعين، ودرس بالحسينية وَكَانَ يجمع الطّلبَة وَيحسن إِلَيْهِم وَجَرت لَهُ محنة مَعَ السالمي ثمَّ أُخْرَى مَعَ الظَّاهِر برقوق وَأَشَارَ إِلَيْهَا شَيخنَا فِي أنبائه، وَذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ قدم حلب فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين صُحْبَة الظَّاهِر فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَهِي أَرْبَعُونَ يَوْمًا ورأيته بِخِدْمَة البُلْقِينِيّ بِجَامِع حلب وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض الطّلبَة هُنَاكَ وَكَانَ إِمَامًا عَالما نحويا حسن الشكلة دينا درس وَأفْتى سِنِين وانتفع بِهِ الطّلبَة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد تَاسِع عشر ربيع الآخر سنة إِحْدَى بِالْقَاهِرَةِ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ النَّحْو والفرائض الشهَاب السيرجي وَأذن لَهُ بل كتب لَهُ تقريظا على أرجوزة لَهُ فِي الْفَرَائِض وَنَحْوه. أَحْمد بن أبي بكر بن الشَّمْس مُحَمَّد فَخر الدّين اللاري الهناجي / وَهِي قَرْيَة من لار الشَّافِعِي لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي مجاورتي الثَّالِثَة فلازمني فِي سَماع أَشْيَاء رِوَايَة ودراية وكتبت لَهُ ووصفته بالشيخ الصَّالح المحصل الْمجِيد. أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي الشاذلي الْمقري القاهري، وَيعرف بِأَبِيهِ. / ولد سنة بضع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ إفرادا وجمعا على الزين جَعْفَر وَعمر النشار وَالشَّمْس الحمصاني وَحفظ الْكثير من الشاطبية

والمنهاج واشتغل على جمَاعَة كالكمال بن أبي شرِيف بل قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من مُسْند الشَّافِعِي وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن النُّور الأشموني وَالشَّمْس بن المسد وَعنهُ وَعَن الشَّمْس العطري وملا عَليّ فِي العريبة وَعَن الْأَخير أَخذ فِي الْأُصُول وَحضر عِنْد عبد الْحق وَيس بل والجوجري وَقَرَأَ على الديمي أَزِيد من نصف البُخَارِيّ وَجَمِيع الْأَذْكَار، وَحج غير مرّة وجاور وتكسب بإقراء الْأَطْفَال وَأقَام بِالْمَدِينَةِ أَكثر من نصف شهر ولقيني بهَا فَقَرَأَ عَليّ الثلاثيات والشاطبية وَغَيرهمَا وَهُوَ لَهُ قابلية وَتوجه. أَحْمد بن أبي بكر بن مَحْمُود بن مُحَمَّد الدمنهوري القاهري. / سمع مَعَ أَبِيه على الصّلاح الزفتاوي والحلاوي والسويداوي والأبناسي والغماري وَابْن الشيخة والمراغي ختم البُخَارِيّ. ذكره البقاعي وَمَا لَقيته. أَحْمد بن أبي بكر بن معدان الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْيَمَانِيّ الأديب / صَاحب الْخط البديع والخلق الوسيع والمنصب الرفيع وَالْعرض الوافر المنيع اشْتغل بفنون الْأَدَب واعتنى بِمَعْرِِفَة أَنْسَاب الْعَرَب وشارك فِي كثير من الْعُلُوم وبرز فِي المنثور والمنظوم فَلذَلِك استقربه السُّلْطَان كَاتب إنشاءاته وأوحد جُلَسَائِهِ مَعَ شرف النَّفس وعلو الهمة وَالْكَرم والحلم ثمَّ انْعَزل وتقنع واشتغل) بالحرث والزراعة وَكَانَ حَيا فِي سنة ثَمَانمِائَة. ذكره الخزرجي فِي تَارِيخ الْيمن وأثبته هُنَا لتجويز أَن يكون تَأَخّر لما بعْدهَا. أَحْمد بن أبي بكر بن يُوسُف بن أَيُّوب الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الزين الْكِنَانِي القلقيلي / نِسْبَة لقرية قلقيليا بَين نابلس والرملة ثمَّ السكندري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بالشامي ثمَّ بالشهاب السكندري وَهُوَ الَّذِي اسْتَقر. ولد فِي عَاشر رَمَضَان سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة كَمَا أَخْبرنِي بِهِ وَكتبه لي بِخَطِّهِ واعتنى بالقراءات فَتلا بالسبع على الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وَعَلِيهِ سمع الشاطبية وعَلى الزكي أبي البركات الأسعردي وناصر الدّين بن كستغدي وَابْن السكاكيني وخليل بن الْمسيب والشرف يَعْقُوب الجوشني وَابْن الْجَزرِي وبالأربعة عشر على الْفَخر البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر وَعَلِيهِ سمع التَّيْسِير والْعَلَاء بن الفالح وأذنوا لَهُ فِي الإقراء وَسمع على الصَّدْر مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ القَاضِي جلّ الصَّحِيح مَعَ سَائِر ثلاثياته فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِقِرَاءَة الْمُحب بن هِشَام وَقَالَ أَنه قرأته بِتَمَامِهِ

بعد على الشَّمْس بن الديري وَأَنه سمع على الصّلاح البلبيسي العنوان فِي الْقرَاءَات وَبَعضه بقرَاءَته على السويداوي التَّيْسِير للداني وَأَنه كتب على الزين الْعِرَاقِيّ من أَمَالِيهِ مَعَ سَمَاعه للمسلسل بالأولية مِنْهُ بِشَرْطِهِ، وَقد حدث وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ خلق سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكنت مِمَّن قَرَأَ وَسمع عَلَيْهِ وَأخذ عَنهُ ابْن أَسد والأعيان طبقَة بعد أُخْرَى وَانْقطع بالجامع الْأَزْهَر دهرا مَعَ تَأْدِيب الْأَيْتَام بمتب الجانبكية كل ذَلِك بعد موت ممحق لكَونه كَانَ فِي خدمته وَكَانَ خيرا متوضعا متقشفا سهلا لين الْجَانِب أكولا عَارِفًا بطرق الْقرَاءَات ذَاكِرًا لَهَا إِلَى حِين وَفَاته حسن الْأَدَاء لَهَا ملازما لنفع الطّلبَة وَهُوَ مَعَ تقدمه فِي السن صَحِيح الْعقل والسمع عَليّ الهمة طَوِيل الرّوح، وَقد أثبت شَيخنَا اسْمه فِي الْقُرَّاء بالديار المصرية وسط هَذَا الْقرن بل وَصفه فِي شَهَادَة عَلَيْهِ بالشيخ الإِمَام والحبر الْهمام شهَاب الدّين بركَة الْمُسلمين علم الْأَدَاء وقدوة الْأَئِمَّة الْقُرَّاء وحامل لِوَاء الإقراء وَذَلِكَ فِي سنة خمس وَأَرْبَعين، وَفِي أُخْرَى قبلهَا بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل، وَكَذَا مِمَّن شهد عَلَيْهِ ابْن الديري والأقصرائي والقاياتي والونائي وطاهر وَوَصفه بالعالم الْعَلامَة بَقِيَّة السّلف وحيد دهره وفريد عصره شَيخنَا وَلم يَنْفَكّ عَن الإقراء حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين عَن مائَة سنة رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن أبي بكر بن يُوسُف بن عبد الْقَادِر بن يُوسُف بن خَلِيل بن مَسْعُود بن سعد الله الشهَاب بن الْعِمَاد الخليلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ. / ولد فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا وَسمع عَليّ أبي مُحَمَّد بن الْقيم طرق زد رغبا تَزْدَدْ حبا لأبي نعيم وَغير ذَلِك، وَكَذَا سمع من وَالِده والماد أَحْمد بن عبد الْهَادِي وَأَبُو الهول الْجَزرِي وَآخَرين، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمِمَّنْ سمع من شُيُوخنَا الأبي وَوَصفه ابْن مُوسَى بِالْإِمَامِ الْعَالم الْعدْل وَوصف وَالِده بِالْإِمَامِ، وَأَجَازَ لشَيْخِنَا قَدِيما فِي سنة سبع وَتِسْعين ثمَّ لابنته رَابِعَة فِي سنة أَربع عشرَة، وَمَات فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثامن عشر الْمحرم سنة سِتّ عشرَة وَرَأَيْت من حذف خَلِيلًا من نسبه وَمن جعل يُوسُف الثَّانِي فِي نسبه ابْن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سعد الله، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِدُونِ خَلِيل فِي نسبه وَسعد بِدُونِ إِضَافَة ابْن عبد الله وأرخه فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَالْأول أتقن. أَحْمد بن أبي بكر بن الْخَطِيب المورعي الْيَمَانِيّ / أحد الْعلمَاء الْمُتَأَخِّرين. قَالَ الأهدل كَانَ رجلا قَصِيرا فَقِيها محققا يعرف الرَّوْضَة ويستحضر نصوصها وَهُوَ

يَوْمئِذٍ مفتي الْبَلَد يذكر بِالْخَيرِ وَالدّين اجْتمعت بِهِ فِي رحلتي إِلَى مورع، وَمَات بعد اجتماعي بِهِ ببضع عشرَة تَقْرِيبًا رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن أبي بكر بن الدِّيوَان. / يَأْتِي فِي آخر الأحمدين فِيمَن لم يسم أَبوهُ. أَحْمد بن أبي بكر بن شمس الدّين اللاري. / فِيمَن جده مُحَمَّد قَرِيبا. أَحْمد بن أبي بكر الْبَهَاء الْحوَاري الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / وَهُوَ بلقبه أشهر مِمَّن أَخذ عَن التقي بن قَاضِي شُهْبَة ثمَّ وَلَده الْبَدْر وَتقدم فِي الْفِقْه وَصَارَ أحد الْمُفْتِينَ بِدِمَشْق وصنف فِيهِ كتابا حاكى فِيهِ جَامع المختصرات سَمَّاهُ الْإِرْشَاد، وناب فِي الْقَضَاء قَلِيلا ثمَّ ترك وانجمع عَن النَّاس لَا سِيمَا قبل مَوته وَأقَام بتربة القبيبات فِي ظَاهر دمشق. مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ. أَحْمد بن أبي بكر أَبُو الْعَبَّاس المكدي الزَّيْلَعِيّ الْعَالم الْفَقِيه. / تفقه بالشهاب أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ وبرع فِي الْفَرَائِض والحساب. مَاتَ فِي سنة سِتّ أَو سبع وَثَلَاثِينَ. ذكره الْعَفِيف. أَحْمد بن أبي بكر البرنهي قَاضِي أَب. / مَاتَ فِي سنة خمس وَعشْرين. أرخه ابْن عزم. أَحْمد بن أبي بكر الْعَبَّادِيّ الْحَنَفِيّ. / فِيمَن جده مُحَمَّد. أَحْمد الشهَاب بن الأتابكي تاني بك. / ولد فِي سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة فقد كَانَ فِيمَا قيل وَقت) دُخُول الْمُؤَيد مَعَ الْخَلِيفَة المستعين ابْن أَرْبَعِينَ يَوْمًا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة لعشرين من شَوَّال سنة سبع وَسبعين ببركة الْحَاج وَحمل فِي محفته الَّتِي توجه فِيهَا إِلَى بَيته فَوجدَ قد ختم عَلَيْهِ فَغسل خَارجه بالحوش أَو بالمقعد وَصلى عَلَيْهِ فِي آخر يَوْمه وَدفن بتربة أَبِيه بِبَاب القرافة وَكَانَ قد توجه أَمِير الأول وَهُوَ فِي آخر الْكَرَاهَة لذَلِك والتململ مِنْهُ لشدَّة مَرضه بِحَيْثُ أَنه لم يُمكنهُ طُلُوع القلعة الْيَوْم الْمَاضِي للبس الخلعة بل أركب فِي المحفة على أَنه تكَرر سَفَره أَمِير الْحَاج فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم وسافر مَعَه التقي الحصني زوج ابْنَته فِي مرّة مِنْهَا وَهُوَ فِي طهاشبه المصادر لِكَثْرَة كلفه الَّتِي لَا يعوض عَنْهَا مَا الْعَادة جَارِيَة بل بِهِ يستدين سِيمَا فِي هَذِه وَمَعَ ذَلِك فَنزل الْأَمِير الْمعِين الْآن عوضه على بركَة وأضافه السُّلْطَان إقطاعه وَهُوَ ربع بلد منية مرجا لنَفسِهِ وَفتحت حواصله بعد فَوجدَ بهَا من البيارم والشاشات وَنَحْوهَا الْكثير وَصَاح عِيَاله بِسَبَب ذَلِك كُله وَأَكْثرُوا الابتهال وَالدُّعَاء. أَحْمد بن تاني بك الشهَاب بن أبي الْأَمِير الإياسي الْحَنَفِيّ ثمَّ الشَّافِعِي / ولد فِي

شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بالجودرية وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فاشتغل يَسِيرا وَقَرَأَ عِنْد الزين عبد الْغَنِيّ الإشليمي ثمَّ تطلع إِلَى الحَدِيث ولازم الديمي ثمَّ لازمني مُدَّة وَقَرَأَ عَليّ التَّقْرِيب وَشرح النخبة والاقتراح وَغير ذَلِك وَقَرَأَ على الشاوي وَفهم فِي الْجُمْلَة فَلَمَّا سَافَرت تردد لِابْنِ الْكَمَال السُّيُوطِيّ فشفعه بعد أَن كَانَ قد قَرَأَ على الصّلاح الطرابلسي فِي الْفِقْه وعَلى غَيره ثمَّ سافرا، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من نمطه لظَنّه الْوُصُول بغلطه وَلذَا بعدته بعد أَن خبرته ثمَّ لما رجعت هُنَا ويتردد وَيظْهر سخطا على صَاحبه مَعَ فهم فِي هَذَا الشَّأْن وَتَحْصِيل لجملة من تصانيفي بِحَيْثُ ذكر لي أَنه مشتغل بِجمع الْحفاظ ورام مني وَصفه بذلك فَمَا أسعفته وَشرع يتوسع فِي الْكثير باستجازة أنَاس من المهملين وَقد يكون اعْتِمَاده فِي رواياتهم عَلَيْهِم بل على مَا يتوهمه مِمَّا يكون خطأ سِيمَا فِي الغرباء فَإِنَّهُ زَاد فِي شَأْنهمْ حِين حج فَارًّا من الطَّاعُون وابتدأ بِالْمَدِينَةِ ثمَّ جَاءَ لمَكَّة بعد أشهر ودام بهَا نَحْو سنتَيْن وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى فِيهَا وَالله تَعَالَى يلهمه الْخَيْر وينفعه وينفع بِهِ الْمُسلمين. أَحْمد بن تَقِيّ الْمَالِكِي. / هُوَ ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ يَأْتِي. أَحْمد بن تَمِيم. / هُوَ ابْن عَليّ بن يحيى بن تَمِيم يَأْتِي. أَحْمد بن ثقبة بمثلثة وفتحات بن رميثة وَاسم رميثة منجد بن أبي نمر مُحَمَّد بن أبي سعد حسن بن عَليّ بن قَتَادَة الشريف شهَاب الدّين الحسني الْمَكِّيّ أميرها. / وَليهَا شَرِيكا لعنان بن نُعَاس فِي ولَايَته الأولى بتفويض من عنان ليستظهر بِهِ على آل عجلَان المنازعين لَهُ مَعَ كَونه كَانَ ضريرا كحل لما مَاتَ ابْن عَمه أَحْمد بن عجلَان بن رميثة وَأمر وَلَده مُحَمَّد لكنه كَانَ من أجل بني حسن وأسعدهم وَأَكْثَرهم خيلا وسلاحا وَكَانَ خطيب مَكَّة يذكرهما فِي خطبَته. مَاتَ فِي آخر الْمحرم سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَدفن بالمعلاة وَقد قَارب السّبْعين أَو بلغهاوخلف أَرْبَعَة ذُكُور وَبَعض بَنَات. ذكره الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة مطولا. أَحْمد بن جاحق المؤيدي جارنا وسبط أُخْت جِهَة شَيخنَا أمه الشَّرِيفَة / سمع على شَيخنَا وجهته وتكسب بحانوت فِي الباسطية. أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد بن يحيى بن محيي بن سَالم بن معقب بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى الشهَاب السنيسي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو عَليّ الْآتِي وَيعرف بِابْن زَائِد. / ولد فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو بعْدهَا بِقَلِيل وَسمع من الْجمال

بن عبد الْمُعْطِي الشفا بفوت من أَوله وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة والعماد بن كثير وَابْن سَنَد وَابْن رَافع وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن الهبل والحراوي والأسنائي وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَآخَرُونَ وتفقه فِي ابْتِدَاء أمره قَلِيلا بالشيخ أَحْمد بن نَاصِر الوَاسِطِيّ وَحضر مجَالِس اليافعي فِي الحَدِيث وَغَيره وَكَذَا حضر دروس الشهَاب بن ظهيرة فَصَارَت لَهُ بعض مشاركات فِي الْفِقْه وَفِي مسَائِل فَرضِيَّة وحسابية ولازم الشريف حسن بن عجلَان صَاحب مَكَّة وَنظر لَهُ فِي أَمْوَاله بوادي مرو غَيرهَا فأنتفع بذلك وَكَثْرَة مُرَاعَاة النَّاس لَهُ فأثرى واتسعت أَمْوَاله واستفاد بِمَكَّة دورا ونخيلا وسقايا كَثِيرَة بالوادي الْمَذْكُور وَغَيره ورزق عدَّة أَوْلَاد. وَمَات فِي لَيْلَة الْأَحَد سادس عشر بيع الأول سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن من الْغَد بالمعلاة. ذكره الفاسي بِاخْتِصَار فِي تَارِيخ مَكَّة. أَحْمد بن جَار الله بن صَالح بن أبي الْمَنْصُور أَحْمد بن عبد الْكَرِيم ثمَّ الْجلَال بن الشهَاب الشباني الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو عَليّ الْآتِي أَيْضا. / ولي نِيَابَة قَضَاء جدة وَاسْتقر فِيهِ أَخُوهُ على بعده. مَاتَ كهلا شَهِيدا من ضَرْبَة بساقه من لصوص خَرجُوا عَلَيْهِم بمضيق حِين توجهه لعرفة سنة ثَمَان وَعشْرين فَأَقَامَ هُوَ وَأَخُوهُ بهَا لعَجزه عَن الْحَج حَتَّى مَاتَ على إِحْرَامه فِي لَيْلَة الْحَادِي عشر أول أَيَّام التَّشْرِيق فَحمل إِلَى المعلاة فَدفن بهَا. أَحْمد بن جَار الله الْمَكِّيّ الْبناء الشهير بالحمة. / مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. أَحْمد بن جَانِبك كوهيه الْآتِي أَبوهُ. / أَحْمد بن جِبْرِيل الخليلي الْمُؤَذّن / سمع الْمَيْدُومِيُّ وَحدث عَنهُ مَعَ جمَاعَة فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بنسخة إِبْرَاهِيم بن سعد سَمعهَا مِنْهُم التقي أَبُو بكر القلقشندي. أَحْمد بن جَعْفَر بن التَّاج عبد الْوَهَّاب النابلسي الْحَنْبَلِيّ سبط الْبَدْر بن عبد الْقَادِر. / مِمَّن أَخذ عني مَعَ خَاله الْكَمَال وَغَيره. أَحْمد بن الظَّاهِر أبي سعيد جقمق أمه خوندشاه زَاده ابْنة عُثْمَان متملك الرّوم. / مَاتَ بالطاعون. فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء مستهل صفر سنة ثَلَاث وَخمسين عَن سبع سِنِين. أَحْمد بن أبي جَعْفَر. / فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن الضياء مُحَمَّد بن عُثْمَان الْحلَبِي. أَحْمد بن جلال. / فِي يَعْقُوب بن جلال بن أَحْمد بن يُوسُف. أَحْمد بن جلبان بن أبي سُوَيْد بن أبي دعيج بن أبي نمي الشريف الحسني. / مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سادس عشري الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بخيف بني شَدِيد

وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا. أرخه ابْن فَهد. أَحْمد بن جُمُعَة بن عبد الله الوَاسِطِيّ الأَصْل الخراز وَالِده وَالْبَزَّار / هُوَ بقيسارية الْإِمَارَة مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وَتكلم فِي البيمارستان وقتا وَسمع على ابْن الْجَزرِي فِي سنة ثَمَان وَعشْرين. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَخمسين بِمَكَّة وَخلف بهَا دورا وَأَبْنَاء. أَحْمد بن الجوبان شهَاب الدّين الدِّمَشْقِي الذَّهَبِيّ الْكَاتِب المجود وَالِد عبد الْكَافِي الْآتِي، / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ كثير المداخلة للدولة بِسَبَب التِّجَارَة وَكَانَت لَهُ دنيا واعتنى بِهِ المشير فَأرْسلهُ إِلَى صَاحب الْيمن بِكِتَاب الْمُؤَيد فَلم ينل مِنْهُ غَرضا وَرجع إِلَى مَكَّة فَمَاتَ بمنى فِي ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ عشرَة وَنقل إِلَى مَكَّة بعد غسله وتكفينه بهَا وَدفن بالمعلاة عَن خمسين سنة أَو نَحْوهَا وَكَانَ حج مَعنا من الْقَاهِرَة فِي الَّتِي قبلهَا وَتوجه من ثمَّ إِلَى الْيمن، قَالَ الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة وَكَانَ مَعَ ذَلِك يحضر مجَالِس الْعلم والْحَدِيث وَينظر فِي كتب الْفِقْه والْحَدِيث وَالْأَدب فنبه ونظم الشّعْر وَتردد إِلَى مَكَّة لِلْحَجِّ وَالتِّجَارَة مرَارًا وَهُوَ مِمَّن عَرفْنَاهُ بِدِمَشْق فِي الرحلة الأولى وَسمع مَعنا فِيهَا من بعض شُيُوخنَا وَأمر ابْنه بِالسَّمَاعِ مَعنا فَسمع كثيرا. أَحْمد بن حَاتِم بن مُحَمَّد بن حَاتِم بن عبد الله البسطي الصنهاجي الحبسي الفاسي الْمَالِكِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بَين المصريين بحاتم. / ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِبَاب الحبسة من فاس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والرسالة والجرومية وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَأخذ بتلمسان عَن جمَاعَة مِنْهُم يحيى بن أَحْمد بن أبي الْقسم العقباني وَمُحَمّد بن الْجلاب وبقسطنطينية عَن ابْن الْقسم بن أبي الْحَدِيد بل حضر بتونس عِنْد إِبْرَاهِيم الْخُدْرِيّ وَقَرَأَ بطرابلس المعرب على أَحْمد حلولو الْقَرَوِي فِي آخَرين بِهَذِهِ وَغَيرهَا كإبراهيم النَّاجِي وَأخذ عَنهُ الْفِقْه والفرائض وَحضر عِنْد أبي عبد الله التريكي وتحول إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَسبعين فَأخذ بهَا عَن الْبُرْهَان الْأنْصَارِيّ فِي الرسَالَة وارتفق بِهِ وبأخيه وَحج مَعَه فِي سنة أَربع وَسبعين وَعَن السنهوري والنور بن التنسي وَكَذَا التقي الحصني وَحضر عِنْد سيف الدّين الْحَنَفِيّ فِي التَّفْسِير وَالْأُصُول والأمين الأقصرائي قَرَأَ على الْبَدْر بن الْقطَّان ايساغوجي وَبَعض الشمسية فِي آخَرين

مِنْهُم بالاسكندرية شعْبَان بن جنيبات وَأَجَازَ لَهُ الشاوي واختص بِتَمْر الْوَالِي وَبِغَيْرِهِ من الْأُمَرَاء، وَحج غير مرّة الثَّانِيَة فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَكَذَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ إِلَى موسم سنة أَربع وَتِسْعين، وَدخل الْقَاهِرَة فِي أَوَائِل سنة خمس فدام السّنة الَّتِي بعْدهَا، وتزايد اخْتِصَاصه بِالْملكِ وَصَارَ يبيته عِنْده فِي بعض ليَالِي الْأُسْبُوع مَعَ اخْتِصَاصه قبل ذَلِك بالأتابكي أَيْضا وَبَالغ كل مِنْهُمَا فِي إكرامه واقتفى أثرهما غير وَاحِد كَمَا سَافر لزيارة بَيت الْمُقَدّس ثمَّ دخل مِنْهُ الشَّام وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى مَكَّة فِي موسمها وَلم يلبث أَن أُصِيب فِي مَال غدي عَلَيْهِ وتعددت أملاكه بِمَكَّة وجافى شافعيها مَعَ مزِيد إكرامه وحنبليها وَغَيرهمَا وخالطه كَثِيرُونَ لأطماعه لَهُم بِالْقِرَاءَةِ وَغَيرهَا بِحَيْثُ صَار مِمَّن يرغب ويرهب ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وَجرى على عَادَته فِي الطُّلُوع والدوران إِلَى أَن ضعف وَهُوَ الْآن أثْنَاء سنة تسع وَتِسْعين وَلم يزل يظْهر لي زَائِد التودد والتردد بِكُل من البلدين ويوهم مَا لَا يخفى عَليّ وَرُبمَا يَقُول لي إِذا ذَكرتني لأحد فَلَا تصفني إِلَّا بالصلاح دون الْعلم وَكَأَنَّهُ علم كساد سوقه فِي مَعْرفَته لشأنه عِنْدهم على أَنه وأقرأ بِالْقَاهِرَةِ قَلِيلا ثمَّ بِمَكَّة فِي الْفِقْه وَغَيره وَرَأَيْت مِنْهُ استحضارا فِي الْفِقْه وَبَعض مُشَاركَة واستحضارا لكثير من أَحْوَال بعض أَئِمَّة المغاربة وإتقانا فِيمَا يبديه، وتميز فِي الطِّبّ مَعَ مزِيد عقل وخبرة زَائِدَة بمداخلة النَّاس واستجلاب الخواطر بِحَيْثُ صحب مَعَ من أَشَرنَا إِلَيْهِ أكَابِر الْأُمَرَاء والمباشرين فَمن دونهم وَحمد من بَعضهم فِي مخالطته لَهُم ومرابطته مَعَهم وَلسَانه مَحْفُوظ وعقله ملحوظ وَقد تنزل فِي) جِهَات وقررت لَهُ مرتبات سوى الهوائي. أَحْمد بن حَامِد. / هُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد. أَحْمد بن حجي بن مُوسَى بن أَحْمد بن سعيد بن غشم بن غَزوَان بن عَليّ بن مشرف بن تركي الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْعَلَاء أبي مُحَمَّد السَّعْدِيّ نِسْبَة للصحابي عَطِيَّة بن عُرْوَة السَّعْدِيّ الحسباني الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو النَّجْم عمر الْآتِي وَيعرف بِابْن حجي بِكَسْر الْمُهْملَة وَالْجِيم الثَّقِيلَة / ولد فِي لَيْلَة الْأَحَد رَابِع الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة بِظَاهِر دمشق وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وتفقه بِأَبِيهِ ولازمه كَمَا ذكر نَحْو عشْرين سنة وبالشمس بن أبي حسن الْغَزِّي وَابْن قَاضِي شُهْبَة وَأبي

الْبَقَاء والتاج السبكيين والعماد الحسباني والأذرعي وَابْن قَاضِي الزبداني وَابْن خطيب يبرود وَالشَّمْس الْموصِلِي والعنابي وَسمع من الْعِمَاد بن السيرجي وَابْن النَّجْم وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَمُحَمّد بن الْمُحب وَأحمد بن عمر الأبكي والتقي بن رَافع وَمُحَمّد بن أبي بكر السوقي الْكثير حَتَّى سمع مِمَّن بعد هَؤُلَاءِ، وَله إجَازَة من ابْن الْقيم والعلائي والزيباوي وَابْن نباتة وَخلق. وَكتب الْكثير وتميز وَتقدم فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والإقراء وناب فِي الحكم مُدَّة وَولي خطابة الْجَامِع الْأمَوِي وَنَظره مرَارًا وَترك النِّيَابَة بل أُرِيد على الْقَضَاء الْأَكْبَر بِدِمَشْق مرَارًا وَهُوَ يمْتَنع حَتَّى وليه فِي حَيَاته أَخُوهُ النَّجْم وَجمع شرحا على الْمُحَرر لِابْنِ عبد الْهَادِي كتب مِنْهُ قِطْعَة ونكتا على ألغاز الأسنوي وَكَذَا على مهماته وتاريخا مُفِيدا ديل بِهِ على تَارِيخ ابْن كثير بَدَأَ فِيهِ من سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَآخر مَا علق مِنْهُ إِلَى ذِي الْقعدَة سنة خمس عشرَة وَكَانَ انحابه وبعلم الْمِيقَات ومعجما لشيوخه على حُرُوف المعجم وكتابا نفيسا سَمَّاهُ الدارس فِي أَخْبَار الْمدَارِس يدل على اطلَاع كثير. وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا آخرهَا فِي الرسلية عَن الْمُؤَيد قبل سلطنته سنة ثَمَان وَحصل نُسْخَة من تَعْلِيق التَّعَلُّق لشَيْخِنَا وَشهد لَهُ فِي عنوانها بِالْحِفْظِ وَكتب خطه بذلك فِي أَصله. وَحدث بِالْقَاهِرَةِ وببلده بالكثير ودرس وَأفْتى، وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ من شُيُوخنَا الْعلم البُلْقِينِيّ والأبي وانتهت إِلَيْهِ فِي آخر وقته رياسة الْعلم بِدِمَشْق وَكَانَ أشياخه ونظراؤه يثنون عَلَيْهِ كل ذَلِك مَعَ الدّين والصيانة والانجماع على نَفسه والملازمة لبيته والحظ من الْعِبَادَة. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه اجْتمعت بِهِ بِدِمَشْق وَسمعت من فَوَائده وذاكرته. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر وَرَأَيْت فِي تَارِيخه فِي تَرْجَمَة وَالِده قَالَ رَأَيْت أبي فِي النّوم فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فِي الأَسدِية فَقُمْت خَلفه فَقلت) كَيفَ أَنْتُم فَتَبَسَّمَ وَقَالَ طيب فمشيت مَعَه إِلَى الْبَاب فَكَانَ من جملَة مَا سَأَلته أَيهمَا أفضل الِاشْتِغَال بالفقه أَو الحَدِيث فَقَالَ الحَدِيث بِكَثِير قَالَ فَقلت لَهُ أدع لي فَدَعَا لي بِثَلَاث بوفاء الدّين وخاتمة الْخَيْر ونسيت الثَّالِثَة ثمَّ الْتفت إِلَيّ كَالْمُودعِ فَقَالَ أَنهم يشكرونك فَقلت من قَالَ الْمَلَائِكَة فَقلت بِاللَّه قَالَ نعم قَالَ فَاسْتَيْقَظت مَسْرُورا. بل أَشَارَ شَيخنَا لَهَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ وَمن الْفَوَائِد عَنهُ مَا وجدته بِخَط الْمُحدث خَلِيل بن مُحَمَّد هُوَ الأقفهسي أَنه سَمعه يَقُول رَأَيْت أبي فِي النّوم فَعرفت أَنه ميت فَقلت كَيفَ أَنْت قَالَ طيب بعد أَن تَبَسم فَقلت أَيّمَا أفضل الِاشْتِغَال بالفقه أَو الحَدِيث قَالَ الحَدِيث بِكَثِير انْتهى. وَسلم من الْفِتْنَة الْعُظْمَى وَمَات فِي سادس الْمحرم سنة

سِتّ عشرَة رَحمَه الله وإيانا. وَقد ذكره ابْن مُوسَى وَابْن فَهد فِي معجميهما وَابْن قَاضِي شُهْبَة فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَآخَرُونَ كالمقريزي فِي عقوده وَأَنه جرت بَينهمَا مبَاحث بِمَجْلِس كَاتب السِّرّ فتح الله. أَحْمد أَمِير بن حسن السِّرّ الزردكاش. / كَانَ مُتَقَدما فِي صناعته ثمَّ اعتزل النَّاس واعتقد. مَاتَ فِي يَوْم السب تَاسِع صفر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر فِي طَائِفَة وَدفن فِي بَيت وَالِده بِالْقربِ من زَاوِيَة بني وفا بحارة عبد الباسط. أَحْمد بن حسن شاه الشهَاب أَبُو الْفضل القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الْحسن. / اشْتغل بعد بُلُوغه وَحفظ كتبا وبرع فِي فنون بعد جُلُوسه أَولا عِنْد السدار على بَاب الكتبيين ثمَّ تنزل فِي صوفية الأشرفية. وَمن شُيُوخه الشمني والأقصرائي والحصني وَآخَرُونَ واختص بالأولين حِين عقد لَهُ أَولهمَا على ابْنَته قبل مَوته وَجعله أحد أوصيائه فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي حَيَاة وَالِده قبل أَن يتكهل فِي ظهر يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَسبعين قبل دُخُوله على الْمشَار إِلَيْهَا لصغرهاوصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَكَانَ قد حج فِي موسم سنة إِحْدَى وَسبعين وَأحرم فارنا وَأَخْبرنِي وَأَنا هُنَاكَ بمصاهرته للشَّيْخ سُرُورًا مِنْهُ بذلك، وَنعم الشَّاب فضلا وديانة وعقلا وانجماعا، وَقد سمع بِقِرَاءَتِي على السَّيِّد النسابة والبارنباري وَالشَّمْس السكرِي والأزهري. أَحْمد بن حسن بن إِبْرَاهِيم شهَاب الدّين الدماطي ثمَّ الْأَزْهَرِي / كَانَ بارعا فِي الْكِتَابَة والتذهيب يجيد الْقِرَاءَة فِي الجوق مِمَّن اشْتهر ببني الجيعان، وَحج غير مرّة وَجَرت على يَدَيْهِ كثير من المبرات وَصَارَ خَبِيرا بتقرقتها بل جدد جَامع جَزِيرَة الْفِيل وأحكمه وأتقنه مستعينا فِي ذَلِك بِمَا يَأْخُذهُ من الرؤساء وَنَحْوهم وَرُبمَا توفر لَهُ مِنْهُ مَا يضمه لما يتَحَصَّل لَهُ من جهاته وَنَحْوهَا) بِحَيْثُ خلف من النَّقْد وَغَيره مَا يوازي ثَلَاثَة آلَاف دِينَار بل كَانَ الظَّن بِهِ أَكثر، كل ذَلِك مَعَ تعاني الظّرْف مَعَ كثافته والسخرية بِالنَّاسِ حَتَّى بِمن عرف بِهِ مَعَ ركاكته وَقد عزره أَبُو البركات الهيثمي بِشَيْء سلكه فِي سخريته بقوالح وَإِلَّا مروراء هَذَا، وَبَلغنِي أَنه لم يتَزَوَّج قطّ وَأَنه رُبمَا نظم ورأيته كتب على مَجْمُوع البدري: (يَا شمس بدر جَاءَنِي ... بِوَجْهِهِ يَنْفِي الْحزن) (وَقَالَ صفني وَاخْتصرَ ... فَقلت مَجْمُوع حسن)

مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسعين وَقد قَارب السّبْعين ظنا عَفا الله عَنهُ وإيانا. أَحْمد بن حسن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم شهَاب الدّين الخريمي الْكِنَانِي الجازاني الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي نزيل الْحَرَمَيْنِ وَيعرف بالجازاني. / ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِأبي عَرِيش من أَعمال جازان من الْيمن وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَهَاجَر لمَكَّة صُحْبَة خَاله فقطنها وَحفظ الْإِرْشَاد وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو واشتغل بهَا وبالمدينة على غير وَاحِد من أَهلهَا والقادمين عَلَيْهَا كإسماعيل بن أبي يزِيد وَمعمر والنور للطنتدائي وَأبي الْخَيْر بن أبي السُّعُود والسمهودي فِي الْفِقْه والفرائض والعربية وَغير ذَلِك، وَمن شُيُوخه فِي الْعَرَبيَّة الْبَدْر حسن الْمرْجَانِي قَرَأَ عَلَيْهِ الكافية وَالنّصف الأول من الْمُتَوَسّط مَعَ جَمِيع شَرحه لقواعد ابْن هِشَام بل قَرَأَ عَلَيْهِ مؤلفا لَهُ فِي الدِّمَاء وَحضر دروس الْجمال بل سمع على وَالِده فِي الصَّحِيحَيْنِ والسيرة وعَلى عَمه الْفَخر أبي بكر قَلِيلا فِي الْفِقْه وفرائض الْإِرْشَاد وَكَذَا قَرَأَ على السَّيِّد للكمال بن حَمْزَة فِي الْإِرْشَاد حِين مجاورته بِمَكَّة وَقبل ذَلِك فِيهِ إِنَّمَا على الشهَاب الْخَولَانِيّ بل قَرَأَ على النُّور بن عطيف الْإِيضَاح فِي الْمَنَاسِك للنووي والفاعلية وعَلى الْمُحب بن أبي السعادات مفترقين، وَدخل الشَّام وَبَيت الْمُقَدّس وَأخذ عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف والتقي بن قَاضِي عجلون وَكَذَا أَخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن عبد الْحق السنباطي والزين النشاوي وَحضر عِنْد زَكَرِيَّا حِين دُخُوله مصر وَكتب من تصانيفي تَرْجَمَة النَّوَوِيّ والابتهاج وقرأهما ولازمني فِي مجاورتي بعد الثَّمَانِينَ فِي مجاورتي بعد التسعين فَسمع الْكثير وَمن ذَلِك ألفية الحَدِيث بكمالها بحثا وَقَرَأَ على جملَة من أَوَائِل الْكتب وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة والآن فِي سنة تسع وَتِسْعين مُقيم بِالْقَاهِرَةِ قضى الله مآربه وَهُوَ خير سَاكن كَانَ رُبمَا يتكسب بالتأديب ثمَّ أعرض عَنهُ وَله حرص على التَّحْصِيل. أَحْمد بن حسن بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام الشهَاب بن الْبَدْر الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ابْن أخي الْحَافِظ الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي ووالد الْبَدْر حسن الْآتِي وَيعرف بِابْن عبد الْهَادِي. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع على أَبِيه وَعَمه إِبْرَاهِيم بن أَحْمد وَأبي حَفْص البالسي فِي آخَرين مِنْهُم الصّلاح بن أبي عمر وَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه بِالسَّمَاعِ سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء فِي الْمسند لِأَحْمَد والجزء الثَّانِي من أمالي أبي بكر بن الْأَنْبَارِي، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء

كَابْن فَهد أجَاز لي وَكَانَ صَالحا دينا خيرا قانعا متعففا من بَيت صَلَاح وَعلم وَرِوَايَة مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث رَجَب سنة سِتّ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع المظفري وَدفن بالروضة بسفح قاسيون جوَار الْمُوفق بن قدامَة رحمهمَا الله وإيانا. أَحْمد بن حسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن فليتة الجدي الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بالحنش. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فِي مَكَّة. أَحْمد بن حسن بن أَحْمد الشهَاب الهيتمي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي نقيب الأسيوطي وَولد عبد الْقَادِر. / نَشأ بَين المجاورين فَقَرَأَ الْقُرْآن وَكتب الْمَنْسُوب وَنسخ بِهِ أَشْيَاء بِالْأُجْرَةِ وَغَيرهَا وَقَرَأَ فِي الأجواق وتنزل فِي الصُّوفِيَّة وَنَحْوهم وانتمى لبنى ابْن عليبة بتعليم أبنائهم وخدمهم فَصَارَ يتَكَلَّم فِي تعلقاتهم لحذقه بالْكلَام فَترفع حَاله وَعرف بَين النَّاس خُصُوصا وَقد خدم لولوي الأسيوطي حَتَّى كَانَ هُوَ الْمُتَوَلِي لأموره كلهَا لَا يقدم عَلَيْهِ غَيره وَصَارَ عِنْده شبه النَّقِيب وَاسْتمرّ فِي نمو من المَال إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ توجه للاسكندرية لملاقاة الزين عبد الْقَادِر بن عليبة فَحم هُنَاكَ فَرجع فَأَقَامَ دون أُسْبُوع ثمَّ مَاتَ وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر فِي مشْهد حافل وَدفن بِالْقربِ من تربة الشَّيْخ سليم وتأسف الأسيوطي على فَقده لمزيد نصحه لَهُ وَأَظنهُ جَازَ الْأَرْبَعين عَفا الله عَنهُ. أَحْمد بن حسن بن أَحْمد الطَّائِي الصعدي الْيَمَانِيّ. / لَقيته بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين فَسمع مني المسلسل بِشَرْطِهِ وعَلى ختم السِّيرَة الهشامية ومؤلفي فِي خَتمهَا وقصيدة البوصيري الهمزية وكتبت لَهُ إجَازَة وَقَالَ لي أَنه ولد فِي آخر سنة خمس وَخمسين أَو أول الَّتِي تَلِيهَا بصعدة واشتغل قَلِيلا وَسمع على بعض الآخذين عَن يحيى العامري وَقَرَأَ فِي هَذِه السّنة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة حِين كَانَ فِيهَا للزيارة على قاضيها خير الدّين بن القصبي الْمَالِكِي فِي الْمُوَطَّأ) وَرجع إِلَى بِلَاده. أَحْمد بن حسن بن إِسْمَاعِيل بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل الشهَاب العنتابي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد ومحمود الْمَعْرُوف كل مِنْهُمَا بالأمشاطي / مِمَّن اشْتغل وَفضل وَذكر بِالْخَيرِ ورافق شَيخنَا فِي السماع قبل الْقرن على بعض شُيُوخه فِي الْمُسْتَخْرج وَغَيره وَأثبت اسْمه فِي الطباق وَشَيْخه وَنسبه فِي بَعْضهَا عجميا وَفِي بَعْضهَا كحكاويا وَفِي بَعْضهَا عينتابيا وَكَذَا سمع بعد ذَلِك. مَاتَ فِي سنة تسع عشرَة. أَحْمد بن حسن بن خَلِيل بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن رَمَضَان بن الْخضر بن خَلِيل

بن أبي الْحسن الشهَاب بن الْبَدْر بن الْغَرْس التنوخي الطَّائِي العجلوني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْغَرْس. / ولد فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَسمع عَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي وَالْجمال بن الشرائحي أجَاز لي وَكتب بِخَطِّهِ أَنه سمع عَلَيْهَا الثلاثيات وَأَن من شُيُوخه الشَّمْس مُحَمَّد القلقشندي الْمَقْدِسِي والضياء والتقي أَبُو بكر الفرعوني وَغَيرهم وَوَصفه ابْن نَاصِر الدّين بالشيخ الْمُحدث ووالده بالشيخ الصَّالح الْبركَة الْمُقْرِئ الْعَالم. مَاتَ فِي أَحْمد بن حسن بن دَاوُد بن سَالم بن معالي الشهَاب العباسي الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ. / ولد فِي سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْمُحَرر فِي الْفُرُوع والطوفي فِي أصولهم وألفيتي الحَدِيث وَابْن مَالك والشذور وتفقه بِالْعَلَاءِ بن المغلي، وَقَالَ ابْن أبي عذيبة أَنه سمع الْكثير من مَشَايِخ عصره وَوَصفه بالشيخ الإِمَام وَاقْتصر من نسبه على أَبِيه، وَولي قَضَاء بَلَده فِي سنة خمس وَعشْرين فَأَقَامَ إِلَى أَن كف بعد السِّتين فاستقر فِيهِ وَلَده الْمُوفق عبد الرَّحْمَن الْآتِي. وَمَات فِي أَوَائِل سنة ثَلَاث وَسبعين. أَحْمد بن حسن بن صلح الشهَاب السُّبْكِيّ / مؤدب أَوْلَاد الزكي بِمَكَّة سمع عَليّ مَعَهم فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة. أَحْمد بن الْحسن بن عبد الله الْجَوْهَرِي. / صَوَاب جده عَليّ وَسَيَأْتِي. أَحْمد بن حسن بن عجلَان بن رميثة وَاسم رميثة منجد بن أبي نمى مُحَمَّد بن أبي سعد حسن بن عَليّ بن قَتَادَة بن إِدْرِيس بن مطاعن الشريف الحسني الْمَكِّيّ. / نَشأ بِمَكَّة وأشركه أَبوهُ مَعَ أَخِيه بَرَكَات فِي إمرتها سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وتكرر لَهُ ذَلِك وَبعد موت أَبِيهِمَا توجه إِلَى زبيد من الْيمن مفارقا لِأَخِيهِ الْمَذْكُور فَمَاتَ هُنَاكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. أَحْمد بن حسن بن عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ وجده / سمع عَليّ بِمَكَّة. أَحْمد بن حسن الرِّبَاط بن عَليّ بن أبي بكر البقاعي عَم إِبْرَاهِيم بن عمر الْمَاضِي ووالد يُوسُف الَّذِي وَرثهُ. / نقل عَنهُ ابْن أَخِيه أَنه كَانَ يَقُول من أَرَادَ أَن يغْتَسل بِالْمَاءِ الْبَارِد فِي زمن الْبرد وَلَا يضرّهُ فَلْيقل يَا مَاء لَا تؤذيني أشتكيك غَدا إِلَى رب الْعَالمين وَأَنه كَانَ إِذا اغْتسل يَقُوله فَوَجَدَهُ صَحِيحا قَالَ مَعَ أَنِّي لَا أَغْتَسِل بِالْمَاءِ الْحَار إِلَّا نَادرا وَرُبمَا اغْتَسَلت والثلج ينزل على جسمي وَقَالَ أَنه هُوَ

الَّذِي علمه الْكِتَابَة واستفاد مِنْهُ وأرخ مولده قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بخربة روحا من الْبِقَاع ووفاته بهَا سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة ظنا عَفا الله عَنهُ. أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن هَاشم بن بعاس ابْن جَعْفَر الشريف الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْحُسَيْنِي القسطيني الأَصْل الْمصْرِيّ المولد والمنشأ الشَّافِعِي وَيعرف بالنعماني / نِسْبَة للأستاذ أبي عبد الله بن النُّعْمَان. ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَسْجِد النُّور شَرْقي راوية الْأُسْتَاذ الْمشَار إِلَيْهِ من مصر وَسمع على أبي مُحَمَّد عبد الله بن خَلِيل بن فرج بن سعيد الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزل الْحرم الصَّحِيحَيْنِ والمصابيح وتأليفه تحفة المريدين وعَلى مهنا بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم خَادِم الْفُقَرَاء برباط الحوري مِصْبَاح الظلام لِابْنِ النُّعْمَان وَلبس الْخِرْقَة النعمانية من أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أبي عبد الله بن النُّعْمَان وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قفل الْقرشِي وَأقَام بالزاوية الْمشَار إِلَيْهَا مديما للذّكر والأوراد والإرشاد فَانْتَفع بِهِ النَّاس وَصَارَت لَهُ وجاهة وجلالة وشفاعات مَقْبُولَة، وَمِمَّنْ كَانَ يقوم مَعَه فِي مهماته لاعتقاد جلالته الْأمين الأقصرائي وَأخذ عَنهُ الشَّمْس بن عبد الرَّحِيم المنهاجي سبط ابْن اللبان والمحب الفيومي وَالْجمال البارنباري وَابْنه الولوي والشهاب بن الدقاق والجلال الْبكْرِيّ وَآخَرُونَ، وَكَانَ نقمة على أهل الذِّمَّة فِيمَا يجدونه فِي كنائسهم بل هُوَ الْقَائِم فِي هدم كَنِيسَة النَّصَارَى الملكيين بقصر الشمع حَتَّى صَارَت جَامعا وَقَالَ لي صاحبنا الْبُرْهَان النعماني أحد أَصْحَابه وخليفته فِي المشيخة أَنه أسلم على يَدَيْهِ ثَمَانُون كَافِرًا وَأَنه لم يبْق فِي قصر الشمع وَلَا دموة وَلَا فِي الْمَدِينَة كَنِيسَة للْيَهُود وَلَا النَّصَارَى إِلَّا وَقد شملها من السَّيِّد إِمَّا هدم أَو بعض هدم وَإِمَّا إِزَالَة مِنْبَر أَو نَحْو ذَلِك مِمَّا فِيهِ إهانة لَهُم وَأَنه كَانَ كثير الصَّدَقَة وَالصِّيَام والتهجد وَالذكر والبكاء غير مَانع لَهُ عَن ذَلِك مَا بِهِ من مرض الْبَاسُور) والفتق وَغَيرهمَا كثير المحاسبة لنَفسِهِ والتوبيخ لَهَا غَايَة فِي التَّوَاضُع والحث على الْخَيْر، حج وجاور بِمَكَّة سبع سِنِين وعزم على الاستيطان هُنَاكَ لعداوة بعض من كَانَ أَرْكَان الدولة الناصرية لَهُ فاتفق أَن بعض أهل الْكَشْف لقِيه إِمَّا فِي الطّواف أَو فِي الْحرم فامسك بأذنه وَقَالَ لَهُ ارْجع إِلَى مصر وَعمر الزاوية فَإِن الْكلاب تدْخلهَا من حَائِط انْهَدم فِيهَا فقدمات عَدوك فِي هَذَا الْيَوْم ورحم فِي تابوته فانثنى عزمه عَن الْإِقَامَة وَرجع وَكَانَ الْأَمر كَذَلِك. مَاتَ وَقد عمر فِي لَيْلَة

الثُّلَاثَاء ثَالِث ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بِمصْر وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بجامعها فِي مشْهد حافل لم ير بِمصْر أعظم مِنْهُ وَدفن بالزاوية النعمانية وَأوصى أَن يُقَال حِين دَفنه سبعين ألفا لَا إِلَه إِلَّا الله فنفذت وَصيته رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن عبد الله الشهَاب النشوي القاهري الْحَنَفِيّ. / اشْتغل وتميز فِي الْكِتَابَة وشارك فِي الْجُمْلَة مَعَ لطف وَحسن عشرَة وَلما كنت بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَكَانَ قاطنا بهَا صُحْبَة شيخ الخدام بهَا قَائِم قَرَأَ على الشفا ولازمني فِي أَشْيَاء ثمَّ بعد مَوته قدم الْقَاهِرَة فِي أول سنة إِحْدَى وَتِسْعين ثمَّ عَاد إِلَيْهَا صُحْبَة شاهين وَلكنه لم يكن مَعَه كَذَاك ثمَّ رَأَيْته بِمَكَّة فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَرجع إِلَى الْمَدِينَة وَنعم الرجل توددا أحسن الله إِلَيْهِ. أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب الْأَذْرَعِيّ الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. / ولد باذرعات وتحول مِنْهَا إِلَى دمشق وَحفظ الْقُرْآن وَأخذ عَن نَاصِر الدّين بن قديدار فِي الْعلم والتصوف وَأم بِجَامِع بني أُميَّة فاتفق أَن الْمُؤَيد حِين كَانَ نائبها سمع قِرَاءَته فطرب فاستدعى بِهِ فقرره إِمَامه وَلما كَانَت الْوَقْعَة بَينه وَبَين النَّاصِر وَانْهَزَمَ النَّاصِر حضرت الْمغرب فَتقدم للْإِمَامَة على الْعَادة فَقَرَأَ فِي الأولى واذْكُرُوا إِذْ أَنْتُم قَلِيل مستضعفون فِي الأَرْض الْآيَة فاستحسنها الْأَمِير وتفاءل بِتمَام النَّصْر فَكَانَ كَذَلِك وَلذَا زَاد حِين تمّ الْأَمر لَهُ فِي تقريبه وَجعله من ندمائه وَاسْتقر بِهِ وبذريته فِي إِمَامَة جَامعه وَكَذَا اخْتصَّ بالزيني عبد الباسط وَاسْتقر بِهِ فِي مشيخة مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِخَط الكافوري وأثرى وَلم يزل يؤم من بعد الْمُؤَيد من الْمُلُوك حَتَّى مَاتَ بعد تعلله نَحْو سَبْعَة أشهر بالاستسقاء وَغَيره فِي الْعشْر الأول من جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَخمسين عَن ثَلَاث وَسبعين سنة وَخلف ثَلَاثَة عشر ذكرا سوى الْإِنَاث وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا نيرا مشاركا جيد الْقِرَاءَة فِي الْمِحْرَاب إِلَى الْغَايَة ندي الصَّوْت بِحَيْثُ كَانَ يُشَارك فِي الموسيقا منطويا على ديانَة وَخير واهتمام مَعَ من يَقْصِدهُ ومحبة فِي الْمَعْرُوف ومزيد انقياد) للشَّرْع وتعظيم حَملته. وَمن لطائفه أَنه اسْتعْمل فِي إغراء السُّلْطَان بالأكرم النَّصْرَانِي فَقَرَأَ بِهِ فِي الصَّلَاة سُورَة اقْرَأ فَلَمَّا انْتهى إِلَى قَوْله وَرَبك الأكرم بَكَى وَقطع الْقِرَاءَة فَسَأَلَهُ الْمُؤَيد عَن ذَلِك فَقَالَ أجللت هَذَا الْوَصْف الْعَظِيم أَن يتسمى بِهِ هَذَا اللعين وَأَشَارَ إِلَى النَّصْرَانِي فَكَانَ ذَلِك سَببا لإتلافه، ومحاسنه كَثِيرَة وَهُوَ مِمَّن سمع على شَيخنَا وَكَانَ مبجلا لَهُ وَقد أطلت تَرْجَمته فِي التبر المسبوك.

أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد الشهَاب بن الْبَدْر الطلخاوي الأَصْل القاهري الْآتِي أَبوهُ. / مِمَّن حفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض وَحضر درس أَبِيه وَكَذَا سمع عَليّ وزوجه أَبوهُ ابْنة للخطيب عَليّ بن عبد الْحق. أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ الشهَاب الْجَوْجَرِيّ ثمَّ القاهري. / ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَقَرَأَ كثيرا وَسمع على الشَّمْس بن قَاضِي شُهْبَة بعض الْأَمْوَال لأبي عبيد ولازم الْعَلَاء على الأقفاصي وَغَيره كالبدر الطنبذي، ونظم الشّعْر فأجاد وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل نَاب فِي لحكم وَكَانَ أديبا فَاضلا. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه مَا عدا أَخذه عَن الطنبذي وَأنْشد لَهُ: (إِن الحلاوي مَعَ قوم يخالطهم ... إِلَّا محاسومه عَنْهُم محاسنهم) (السعد وَالْفَخْر والطوخى صَاحبهمْ ... فَأَصْبحُوا لَا ترى إِلَّا مساكنهم) فالسعد وَالْفَخْر هما الأخوان أَبنَاء غراب والطوخي هُوَ الْبَدْر الْوَزير، قَالَ شَيخنَا فَلَمَّا سمعتهما عززتهما بثالث بعد قتل النَّجْم بن حجي: (وَابْن الكويز وَعَن قرب أَخُوهُ قضى ... والبدر والنجم رب اجْعَلْهُ ثامنهم) والبدر هُوَ ابْن محب الدّين والنجم هُوَ ابْن حجي قَالَ وَقد لَازم الْمشَار إِلَيْهِ هَؤُلَاءِ السَّبْعَة مُلَازمَة شَدِيدَة واختص بِكُل مِنْهُم اختصاصا بَالغا، وَلم يؤرخ شَيخنَا وَفَاة الْجَوْجَرِيّ هَذَا وَقد كَانَ شيخ التصوف بالبشتكية مَعَ خزن كتب العرابية بجوارها وَغير ذَلِك، وَرَأَيْت بِخَطِّهِ الْجيد نظما يمدح بِهِ الجعبرية فِي الْفَرَائِض أَوله: (سقى الله قبر المعتني بالمصالح ... وتاج الدنا وَالدّين ذِي الْفضل صَالح) وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَلم يعين وَفَاته أَيْضا وسمى جده عبد الله غَلطا وَنسب نظم شَيخنَا لصَاحب التَّرْجَمَة أَيْضا. أَحْمد بن حسن بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقَيْسِي الْقُسْطَلَانِيّ أمه آمِنَة ابْنة أَحْمد بن يُوسُف الْمدنِي / أجَاز لَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة الْعِرَاقِيّ والهيثمي والحلاوي والسويداوي وَابْن سبع وَابْن قوام وابنتا ابْن عبد الْهَادِي وَابْنَة ابْن المنجا وَعمر البالسي وَآخَرُونَ وَلم يؤرخ ابْن فَهد وَلَا غَيره وَفَاته نعم قَالَ أَنه لم يعقب. أَحْمد بن حسن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس البطائحي

الْمصْرِيّ الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة. / ولد فِي رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من الخلاطي السّنَن للدارقطني وَعَن الْعِزّ بن جمَاعَة قِطْعَة من قَضَاء الْحَوَائِج لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وَمن الْحسن بن عبد الْعَزِيز الْمدْخل لِابْنِ الْحَاج وَمن الْبَدْر بن الخشاب قِطْعَة من مُسْند أبي يعلى وَمن الْعلم سُلَيْمَان بن سَالم الْغَزِّي الْأَذْكَار وَكَانَ يذكر أَن ابْن عبد الْهَادِي أجَاز لَهُ وَاسْتقر فِي خدمَة البيبرسية وَحدث بِخَتْم مُسلم وَالنَّسَائِيّ شَرِيكا لِابْنِ الكويك وَغَيره بِقِرَاءَة شَيخنَا وَكَذَا حدث بالأذكار سمع مِنْهُ غير وَاحِد مِمَّن أَخذنَا عَنهُ. وَمَات بالبيبرسية فِي سنة عشر. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار، وتحرر وَفَاته فَإِنَّهُ أجَاز فِي استدعاء لِابْنِ فَهد مؤرخ بِذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْ عشرَة. وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه كَانَ يلازم ابْن الملقن. وَلم يجْزم بمولده بل قَالَ فِيهِ تخمينا وَالْأول أضبط وَسمي وَالِده حسنا، وجوزت كَونه من النَّاسِخ إِن لم أكن احاشيه عَن هَذَا. أَحْمد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بن مُحَمَّد بن يحيى بن مَسْعُود بن غنيمَة بن عمر الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْمُحدث الْبَدْر أبي مُحَمَّد الْقُدسِي السويداوي الأَصْل القاهري المولد وَالدَّار الشَّافِعِي وَيعرف بالسويداوي. / ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَعشْرين وأسمعه أَبوهُ الْكثير من شُيُوخ عصره كَابْن الْمصْرِيّ وَابْن فضل الله وَابْن القماح وَمُحَمّد بن غالي وَأحمد بن كشغدى وَإِبْرَاهِيم بن الخيمي وَابْن طي وَابْن أَيُّوب المشتولي وَصَالح بن مُخْتَار الأشنهي وَأبي حَيَّان وَعَائِشَة ابْنة الصنهاجي وَغَيرهم من أَصْحَاب ابْن عبد الدَّائِم والنجيب وَنَحْوهم وَأكْثر من الشُّيُوخ والمسموع وَأَجَازَ لَهُ من دمشق الْمزي والبرزالي والذهبي والشهاب الْجَزرِي وَابْنَة الْكَمَال فِي آخَرين لَيْسَ بِبَعِيد أَن يكون مِنْهُم الحجار والختني والدبوسي والواني وَابْن قُرَيْش لحصر وَالِده على الطّلب وَلَكِن لم نقف على ذَلِك، وَأخذ عَن القطب الْحلَبِي والركن بن القريع. وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَحضر الدُّرُوس وَبحث فِي الرَّوْضَة وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَحدث قَدِيما قبل الثَّمَانِينَ وَتفرد بِكَثِير من مروياته وَكَانَت عِنْده) عدَّة أَجزَاء من مروياته وَهُوَ أصُول وَالِده وَكَانَ يحدث مِنْهَا ثمَّ توزعها الطّلبَة، وَسمع مِنْهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ، وَأكْثر عَنهُ شَيخنَا وروى لنا عَنهُ خلق تَأَخّر بَعضهم إِلَى بعد السّبْعين قَالَ شَيخنَا وَقد قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الطّلبَة بِإِجَازَة بعض من أدْركهُ بِالظَّنِّ والتخمين فلتحقق إِجَازَته مِنْهُم ثمَّ تجَاوز فَقَرَأَ عَلَيْهِ المعجم الْكَبِير للطبراني بإجازته من عبد الله بن عَليّ الصنهاجي وَهُوَ

خطأ قَبِيح فَإِن الصنهاجي مَاتَ قبل مولد الشَّيْخ بِسنة وَقد نبهت الشَّيْخ بعد مُدَّة على فَسَاد ذَلِك فَأشْهد على نَفسه بِالرُّجُوعِ عَنهُ ثمَّ أشهدني أَنه رَجَعَ عَن جَمِيع مَا قرئَ عَلَيْهِ بِالْإِجَازَةِ إِلَّا إجَازَة مُحَققَة وَكَانَ خيرأ محبا للْحَدِيث وَأَهله وأضر بِأخرَة وأقعد بتربة السِّت زَيْنَب خَارج بَاب النَّصْر إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة التَّاسِع عشر من ربيع الآخر سنة أَربع وَقد قَارب الثَّمَانِينَ أَو أكملها وَدفن هُنَاكَ، وَكَانَ نعم الشَّيْخ رَحمَه الله. وَمِمَّنْ تَرْجمهُ الأقفهسي فِي مُعْجم ابْن ظهيرة وَرُوِيَ عَنهُ بِالْإِجَازَةِ قَالَ وَكَانَ خيرا صَالحا، والتقي الفاسي فِي ذيله والقريزي فِي عقوده وَأَنه سمع عَلَيْهِ كثيرا وَكَانَ نعم الرجل خيرا محبا للْحَدِيث وَأَهله وَأَبوهُ كَانَ من كبار الْمُحدثين سمع الْكثير وَجمع وَأما جده فَكَانَ يعرف بالقدسي لصحبة الْقُدسِي الْوَاعِظ وتعاني الْوَعْظ فتعلم مِنْهُ وَسمع من النجيب وَابْن مُضر وَمَنْصُور بن سليم وَله نظم ونثر. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة. أَحْمد بن حسن بن مُحَمَّد الشهَاب المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ نزيل المنكوتمرية وَقَرِيب التقي عبد الْغَنِيّ المنوفي. / حفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي وَغَيرهمَا واشتغل يَسِيرا وَأخذ الْقرَاءَات عَن الزين جَعْفَر السنهوري بل قَرَأَ الْيَسِير بواسطته على شَيخنَا وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح وَكَذَا أَخذ عَن قَرِيبه ابْن أبي السُّعُود والبدر حسن الْأَعْرَج وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ عَاقِلا فهما كيسا. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سادس الْمحرم سنة إِحْدَى وَسبعين بعد توعكه أَيَّامًا وتأسف عَلَيْهِ غَالب معارفه وَقد جَازَ الْأَرْبَعين عَفا الله عَنهُ. أَحْمد بن حسن شهَاب الدّين الْمحلى الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بِابْن جليدة تَصْغِير جلدَة / وَهِي شهرة خَاله تَلا عَلَيْهِ وعَلى الشهَاب الاسكندري القلقيلي للسبع وتصدر لإقراء الْأَطْفَال دهرا بل أَخذ عَنهُ جمَاعَة الْقُرْآن كالشمسين النوبي وَابْن أبي عبيد وَأم بِجَامِع الغمري بالمحلة وأقرأ وَلَده، وَكَانَ خيرا حج مرَارًا وجاور وَآخر الْأَمر توجه فِي الْبَحْر. وَمَات فِي شَوَّال سنة أَربع وَسبعين بِمَكَّة رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن حسن بن قفند. / هَكَذَا كتبه ابْن عزم. أَحْمد بن حسن الشهَاب الْحَنَفِيّ شيخ المنجكية. / مَاتَ بعد انْقِطَاعه بالفالج مُدَّة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصَارَت المشيخة لناصر الدّين الأخميمي أحد أَئِمَّة السُّلْطَان.

أَحْمد بن حسن الشهَاب الطنابي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ الْمُؤَدب جد الْبَدْر الدَّمِيرِيّ الْآتِي فِي المحمدين لأمه / قَالَ لي أَنه كَانَ يُؤَدب الْأَطْفَال بحانوت الزجاجيين وَله نِيَابَة عَن الْمُحْتَسب فِي النّظر فِي فُقَهَاء الْمكَاتب يقر المتأهل وَيمْنَع غَيره بصولة وَحُرْمَة وديانة وَمِمَّنْ انْتفع بتعليمه الْبَهَاء البُلْقِينِيّ والمناوي والضاني ويتولى مَعَ ذَلِك الْعُقُود وَالْقِرَاءَة بِصفة البيبرسية. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله. أَحْمد بن حسن البطائحي. / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن سُلَيْمَان. أَحْمد بن الْحسن البيدقي الْمصْرِيّ / أَمِين الحكم بهَا. سمع عَليّ الْمَيْدُومِيُّ وَغَيره وَحدث سمع عَلَيْهِ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وَأَنه مَاتَ خاملا فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى عشرَة وَقد جَازَ السّبْعين، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه الَّذِي تولى الدَّعْوَى على نَاصِر الدّين بن مُحَمَّد بن الميلق. أَحْمد بن حسن الْحلَبِي، / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. أَحْمد بن حسن الرُّومِي الْمَكِّيّ الْفراش بهَا وَيعرف بالأقرع. / مَاتَ بهَا فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. أَحْمد بن حسن السندبسطي القاهري الْمَدِينِيّ الشَّافِعِي النَّاسِخ، / كتب لِابْنِ حجي الْمطلب وَغَيره وَسمع مني بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل عِنْد الْفَخر المقسي فِي الْفِقْه وَقَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ وعَلى ابْن قَاسم فِي الْفِقْه والعربية وَكَذَا حضر عِنْد يحيى الدماطي حِين كَانَ يَجِيء الزاوية، وجود الْكِتَابَة على ابْن سعد الدّين وَغَيره وَحج غير مرّة. أَحْمد بن الْحسن العباسي الْحَنْبَلِيّ. / مضى فِيمَن جده دَاوُد بن سَالم. أَحْمد بن الْحسن الغماري العروسي. / كَبِير الشُّهْرَة بالغرب كُله بالصلاح وَالْخَيْر عمر نَحْو الْمِائَة. وَمَات فِي رَمَضَان أَو شَوَّال سنة أَربع وَسبعين. أَفَادَهُ لي بعض المغاربة. أَحْمد بن أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى الشهَاب الحسني السمهودي الشَّافِعِي وَالِد عبد الله الْآتِي / وَكَانَ أَبوهُ من أَعْيَان سمهود وعدولها فَنَشَأَ وَلَده بهَا وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وارتحل إِلَى قوص فتفقه بهَا وانتفع فِي الْفِقْه بأخي زَوجته القَاضِي نَاصِر الدّين السمهودي الْمَذْكُور جده عبد الرَّحِيم فِي الطالع السعيد وَولي قَضَاء بَلَده وقتا وَغير ذَلِك مَعَ مَا أضيف إِلَيْهَا من الْأَعْمَال فحسنت مُبَاشَرَته وَكَانَ ذَا ثروة تلقاها عَن أَبِيه فَلِذَا كَانَ متجملا فِي هَيئته وطريقته مَعَ الْعِفَّة فِي الْقَضَاء والطريقة

الْحَسَنَة، وَقد حج وَرجع إِلَى مصر فَمَاتَ بهَا بعد الْعشْرين. أفادنيه حفيده السَّيِّد عَليّ ابْن عبد الله نزيل طيبَة نفع الله بِهِ. أَحْمد بن الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم محيي الدّين الْمدنِي الأَصْل الدِّمَشْقِي وَالِد نجم الدّين. / ولد سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَكَانَ أَبوهُ انْتقل من الْمَدِينَة إِلَيْهَا وَنَشَأ بِدِمَشْق فَطلب الْعلم وعني بصناعة الْإِنْشَاء وباشر التوقيع من صغره فِي أَيَّام جمال الدّين بن الْأَمِير وَدخل مصر بعد اللنك فباشر التوقيع أَيْضا ثمَّ قدم مَعَ شيخ وَمَعَهُ صهره الْبَدْر بن مزهر وَأسْندَ وَصيته إِلَيْهِ وَصَحب الفتحي فتح الله فاستكتبه أَيْضا فِي الْإِنْشَاء وعول عَلَيْهِ فِي الْمُهِمَّات فَلَمَّا مَاتَ رَجَعَ إِلَى دمشق ولي بهَا كِتَابَة السِّرّ فِي أَوَائِل سنة ثَمَان عشرَة وَكَانَ دينا عَاقِلا سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس فَاضلا عفيفا كثير التِّلَاوَة متنسكا ورعا مشكور السِّيرَة عَارِفًا متوددا لَا يكْتب على شَيْء يُخَالف الشَّرْع لكنه ينْسب للتشيع. مَاتَ فِي صفر سنة عشْرين. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَرَأَيْت من أرخه نقل ذَلِك غَلطا كالمقريزي فَإِنَّهُ قَالَ فِي عقوده أَنه مَاتَ فِي ثَالِث شعْبَان سنة ثَمَان عشرَة نعم أرخه ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سنة عشْرين لَكِن خَامِس عشري الْمحرم من السّنة بعد مَا تعلل مُدَّة وَدفن بتربة الصُّوفِيَّة بِدِمَشْق عَن نَحْو سبعين سنة وَكَانَ بِسَبَب تجرئه ينْسب إِلَى نففن ورد مَا نسب إِلَيْهِ من التَّشَيُّع وَأَنه كَانَ من خِيَار الْمُسلمين أهل السّنة رَحمَه الله. أَحْمد بن حُسَيْن بن أَحْمد بن قاوان الشهَاب بن الْفَاضِل الْبَدْر بن الشهَاب الكيلاني الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده وَهُوَ سبط السراج الْحَنْبَلِيّ الشريف قَاضِي الْحَرَمَيْنِ وَيعرف كسلفه بِابْن قاوان. / أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَسمع مني وَعلي الْيَسِير بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة وَهُوَ شَاب سَاكن سَافر إِلَى كلبرجة وَغَيرهَا وَلم يحصل فِي سَفَره على طائل لكَون عَم وَالِده قتل فِي تِلْكَ الْأَيَّام بل ضيع قدرا كَبِيرا فِي ذَهَابه وإيابه كَانَ مَعَه لِأَبِيهِ وسافر بعد مَوته إِلَى كنهايت فغرق مركبه قبل وصولها ثمَّ دَخلهَا فِي الْبر مُجَردا فسوعد فِي استرجاع بعض مَا كَانَ مَعَه من نقد وَغَيره ودام بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِيهَا أَو فِي غَيرهَا بعيد التسعين عوضه الله الْجنَّة. أَحْمد بن حُسَيْن بن حسن بن عَليّ بن يُوسُف بن عَليّ بن أرسلان بِالْهَمْزَةِ / كَمَا بِخَطِّهِ ابْن أبي بكر الدِّمَشْقِي الْخَطِيب. ولد سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَكتب بِخَطِّهِ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين بِبَعْض الاستدعاءات وَمَا علمت أمره.

أَحْمد بن حُسَيْن بن حُسَيْن بن حُسَيْن الشهَاب أَبُو الْفَتْح بن الفتحي الْمَكِّيّ أَوسط أخوته الثَّلَاثَة وَخَيرهمْ وَزوج ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد الكيلاني نَائِب الإِمَام بمقام الْحَنْبَلِيّ. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَسمع عَليّ. أَحْمد بن حُسَيْن بن حسن بن عَليّ بن يُوسُف بن عَليّ بن أرسلان بِالْهَمْزَةِ كَمَا بِخَطِّهِ وَقد تحذف فِي الْأَكْثَر بل هُوَ الَّذِي على الْأَلْسِنَة الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الرَّمْلِيّ الشَّافِعِي نزيل بَيت الْمُقَدّس وَيعرف بِابْن رسْلَان / وَيُقَال أَنهم من عرب نعير وَقَالَ بَعضهم من كنَانَة كَانَ وَالِده خيرا قَارِئًا تَاجِرًا وَأمه أَيْضا من الصَّالِحَات لَهَا أَخ لَهُ أوراد وتلاوة كَثِيرَة فولد لَهما صَاحب التَّرْجَمَة فِي سنة ثَلَاث أَو خمس وَسبعين وَسَبْعمائة برملة. ولد وَنَشَأ بهَا لم تعلم لَهُ صبوة على طَرِيق وَالِديهِ وخاله فحفظ الْقُرْآن وَله نَحْو عشر سِنِين وَيُقَال أَن أَبَاهُ أجلسه فِي حَانُوت بزاز فَكَانَ يقبل على المطالعة ويهمل أمرهَا فظهرت فِيهَا الخسارة فلامه على ذَلِك فَقَالَ أَنا لَا أصلح إِلَّا للمطالعة فَتَركه وَسلم لَهُ قياده، وَحكى ابْن أبي عذيبة نَحوه فَقَالَ وَكَانَ أَبوهُ تَاجِرًا لَهُ دكان فَكَانَ يَأْمُرهُ بالتوجه إِلَيْهَا فَيذْهب إِلَى الْمدرسَة الخاصكية للاشتغال بِالْعلمِ وينهاه أَبوهُ فَلَا يلْتَفت لنَهْيه بل لَازم الِاشْتِغَال وَكَانَ فِي مبدئه يشْتَغل بالنحو واللغة والشواهد وَالنّظم وَقَرَأَ الْحَاوِي الصَّغِير وحله على الشَّمْس القلقشندي وَابْن الهائم وَأخذ عَنهُ الْفَرَائِض والحساب وَولي تدريس الخاصكية ودرس بهَا مُدَّة ثمَّ تَركهَا والإفتاء ببرها وَأَقْبل على الله وعَلى الِاشْتِغَال تَبَرعا وعَلى التصوف وألبس خرقته جمَاعَة من المصريين والشاميين فِي مُدَّة لَا يكلم أحدا انْتهى. وَقَالَ آخر أَنه أقبل على الِاشْتِغَال وَحفظ كتبا وَاتفقَ قدوم مغربي الرملة وَكَانَ يقرئ الْبَيْت من ألفية ابْن مَالك بِربع دِرْهَم فَلَزِمَهُ حَتَّى أَخذهَا عَنهُ بِحَيْثُ تأهل لإقرائها واشتهر بِحسن إفادتها وإلقائها وتحول لبيت الْمُقَدّس فتفقه بالقلقشندي وَأخذ عَن ابْن الهائم وَصَحب الشهَاب بن الناصح والجلال عبد الله بن البسطامي وَمُحَمّد القرمي وَمُحَمّد القادري وَأخذ عَنْهُم التصوف وتلقن مِنْهُم الذّكر وَسمع من الشهَاب أَوَّلهمْ وَكَذَا من القرمي وَمن الشهَاب أبي الْخَيْر بن الْعَلَاء الصَّحِيح وَمن أبي حَفْص عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ الصَّالِحِي وَيعرف بِابْن الزراتيتي الْمُوَطَّأ) رِوَايَة يحيى بن بكير وانتفع فِي الْعلم أَيْضا بالشمس العيزري الْغَزِّي وَنظر فِي الحَدِيث وَغَيره. وَقد قَالَ ابْن أبي عذيبة أَنه ارتحل بِهِ أَبوهُ إِلَى الْقُدس من الرملة فألبسه الشَّيْخ مُحَمَّد القرمي

الْخِرْقَة وَسمع عَلَيْهِ الصَّحِيح بِسَمَاعِهِ لَهُ على الحجار بِدِمَشْق وَكَذَا لبسهَا من الشهَاب ابْن الناصح وَأبي بكر الْموصِلِي وَسمع كثيرا من أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن الْعِزّ وَابْن أبي الْمجد وَابْن صديق وَغَيرهم كَأبي الْخَيْر بن العلائي، وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ ومسند الشَّافِعِي وَالْجمال بن ظهيرة والتنوخي وَابْن الكويك وبالرملة من أبي حَفْص عمر الزراتيتي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَمن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ بن سنجر المارديني الشفا وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وسيرة ابْن هِشَام وَابْن سيد النَّاس وغالب تصانيف اليافعي بروايته عَنهُ من نسيم بن أبي سعيد بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الدقاق معالم التَّنْزِيل لِلْبَغوِيِّ وَالْحَاوِي الصَّغِير والعوارف للسهروردي ومسند الشَّافِعِي والأذكار وَالْأَرْبَعِينَ كِلَاهُمَا للنووي كل ذَلِك بقرَاءَته لِلْبَغوِيِّ على وَالِده عَن الصَّدْر أبي المجامع الْجُوَيْنِيّ عَن مُؤَلفه وبروايته لتصنيفي النَّوَوِيّ عَن عَليّ بن أَحْمد النويري الْعقيلِيّ بِسَمَاعِهِ من يحيى بن مُحَمَّد التّونسِيّ المغراوي أَنا مؤلفهما وَمن الشهَاب الحسباني صَحِيح البُخَارِيّ وَقَرَأَ غَالب البُخَارِيّ على الْجلَال البُلْقِينِيّ وَأذن لَهُ بالإفتاء وَسمع وَالِده السراج وَحضر عِنْده وَقَرَأَ النَّحْو على الغماري، وَأَجَازَهُ النشاوري وَلَا زَالَ يدأب وَيكثر المذاكرة والملازمة للمطالعة والأشغال مُقيما بالقدس تَارَة وبالرملة أُخْرَى حَتَّى صَار إِمَامًا عَلامَة مُتَقَدما فِي الْفِقْه وأصوله والعربية مشاركا فِي الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَالْكَلَام وَغَيرهَا مَعَ حرصه على سَائِر أَنْوَاع الطَّاعَات من صَلَاة وَصِيَام وتهجد ومرابطة بِحَيْثُ لم تكن تَخْلُو سنة من سنه عَن إِقَامَته على جَانب الْبَحْر قَائِما بِالدُّعَاءِ إِلَى الله سرا وجهرا آخِذا على يَدي الظلمَة مؤثرا صُحْبَة الخمول والشغف بِعَدَمِ الظُّهُور تَارِكًا لقبُول مَا يعرض عَلَيْهِ من الدُّنْيَا ووظائفها حَتَّى أَن الْأَمِير حسام الدّين حسن نَاظر الْقُدس والخليل جدد بالقدس مدرسة وَعرض عَلَيْهِ مشيختها وَقرر لَهُ فِيهَا فِي كل يَوْم عشرَة دَرَاهِم فضَّة فَأبى بل كَانَ يمْتَنع من أَخذ مَا يُرْسل بِهِ هُوَ وَغَيره إِلَيْهِ من المَال ليفرقه على الْقُرَّاء وَرُبمَا أَمر صَاحبه بتعاطي تفرقته بِنَفسِهِ محافظا على الْأَذْكَار والأوراد وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر معرضًا عَن الدُّنْيَا وبنيها جملَة حَتَّى أَنَّهَا لما سَافر الْأَشْرَف إِلَى آمد هرب من الرملة إِلَى الْقُدس فِي ذَهَابه وإيابه لِئَلَّا يجْتَمع بِهِ هُوَ) أَو أحد من أَتْبَاعه وَأَن تضمن ذَلِك تَفْوِيت الِاجْتِمَاع بِمن كَانَ يتمناه كشيخنا

فَإِنَّهُ سَأَلَ عَنهُ رَجَاء زيارته فَقيل أَنه غَائِب حَتَّى صَار الْمشَار إِلَيْهِ بالزهد فِي تِلْكَ النواحي وَقصد للزيارة من سَائِر الْآفَاق وَكَثُرت تلامذته ومريدوه وتهذب بِهِ جمَاعَة وعادت على النَّاس بركته وشغل كلا فِيمَا يرى حَاله يَلِيق بِهِ فِي النجابة وَعدمهَا وَهُوَ فِي الزّهْد والورع والتقشف وَاتِّبَاع السّنة وَصِحَّة العقيدة كلمة إِجْمَاع بِحَيْثُ لَا أعلم فِي وقته من يدانيه فِي ذَلِك وانتشر ذكره وَبعد وحيته وَشهد بخيره كل من رَآهُ، قَالَ ابْن أبي عذيبة وَكَانَ شَيخا طَويلا تعلوه صفرَة حسن المأكل والملبس والملتقى لَهُ مكاشفات ودعوات مستجابات غير عَابس وَلَا مقت وَلَا يَأْكُل حَرَامًا وَلَا يشْتم وَلَا يلعن وَلَا يحقد وَلَا يُخَاصم بل يعْتَرف بالتقصير وَالْخَطَأ ويستغفر وَإِذا أقبل على من يخاصمه لاطفه بالْكلَام اللين حَتَّى يَزُول مَا عِنْده وَلَا ينَام من اللَّيْل إِلَّا قَلِيلا وَلما اجْتمع مَعَ الْعَلَاء البُخَارِيّ وَذَلِكَ فِي ضِيَافَة عِنْد ابْن أبي الْوَفَاء بَالغ الْعَلَاء فِي تَعْظِيمه بِحَيْثُ أَنه بعد الْفَرَاغ من الْأكل بَادر لصب المَاء على يَدَيْهِ ورام الشَّيْخ فعل ذَلِك مَعَه أَيْضا فَمَا مكنه وَصرح بانه لم ير مثله، وجدد بالرملة مَسْجِدا لأسلافه صَار كالزاوية يُقيم بهَا من أَرَادَ الِانْقِطَاع إِلَيْهِ فيواسيهم بِمَا لَدَيْهِ على خفَّة ذَات الْيَد ويقرئ بهَا وَكَذَا لَهُ زَاوِيَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَكَذَا قَالَ ابْن أبي عذيبة أَنه بنى بالرملة جَامعا كَبِيرا بِهِ خطْبَة وبرجا على جَانب الْبَحْر بثغر يافا فخفض المينا وَكَانَ كثير الرِّبَاط فِيهِ وَلما قدم الْعَلَاء البُخَارِيّ الْقُدس اجْتمع بِهِ ثَلَاث مَرَّات الأولى مُسلما وَجَلَسْنَا ساكتين فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ أَبُو بكر بن أبي الوفا يَا سَيِّدي هَذَا ابْن رسْلَان فَقَالَ أعرف ثمَّ قَرَأَ الْفَاتِحَة وتفرقا وَالثَّانيَِة أول يَوْم من رَمَضَان اجْتمعَا وَشرع الْعَلَاء يُقرر فِي أَدِلَّة ثُبُوت رُؤْيَة هِلَال رَمَضَان بِشَاهِد وَيذكر الْخلاف فِي ذَلِك وَابْن رسْلَان لَا يزِيد على قَوْله نعم وانصرفا ثمَّ أَن الْعَلَاء فِي لَيْلَة عاشره سَأَلَ ابْن أبي الْوَفَاء فِي الْفطر مَعَ ابْن رسْلَان فَسَأَلَهُ فَامْتنعَ فَلم يزل يلح عَلَيْهِ حَتَّى أجَاب فَلَمَّا أفطر أحضر خَادِم الْعَلَاء الطست والإبريق بَين يَدي الْعَلَاء فَحمل الْعَلَاء الطشت بيدَيْهِ مَعًا وَوَضعه بَين يَدي ابْن رسْلَان وَأخذ الإبريق من الْخَادِم وصب عَلَيْهِ حَتَّى غسل وَلم يحلف عَلَيْهِ وَلَا تشوش وَلَا توجه لفعل نَظِير مَا فعله الْعَلَاء مَعَه غير أَنه لما فرغ الْعَلَاء من الصب عَلَيْهِ دَعَا لَهُ بالمغفرة فشرع يُؤمن على دُعَائِهِ ويبكي ثمَّ أَن خَادِم الْعَلَاء صب عَلَيْهِ فَلَمَّا تفَرقا خرج ابْن أبي الْوَفَاء مَعَ ابْن رسْلَان فَقَالَ لَهُ ابْن رسْلَان صُحْبَة الأكابر حصر قَالَ ابْن أبي لوفاء ثمَّ دخلت على الْعَلَاء فشرع يثني عَلَيْهِ فَقلت لَهُ يَا) سَيِّدي وَالله مَا فِي هَذِه الْبِلَاد

مثله فَقَالَ الْعَلَاء وَالله وَلَا فِي مصر مثله وكررها كثيرا. وَله تصانيف نافعة فِي التَّفْسِير الحَدِيث وَالْفِقْه والأصلين والعربية وَغَيرهَا كَقطع مُتَفَرِّقَة من التَّفْسِير وَنسب إِلَيْهِ ابْن أبي عذيبة نظم الْقرَاءَات الثَّلَاثَة الزَّائِدَة على السَّبْعَة ثمَّ الثَّلَاث الزَّائِدَة على الْعشْرَة وَأَنه أعربهم إعرابا جيدا بِحَيْثُ سَأَلَ الشَّمْس القباقبي فِي قرَاءَتهَا عَلَيْهِ فسمح لَهُ وَلَكِن لم يتهيأ ثمَّ سَأَلَ وَلَده الشهَاب أَيْضا فِي ذَلِك فَأجَاب وَمَا تهَيَّأ أَيْضا وَأَنه نظم فِي علم الْقرَاءَات فصولا تصل إِلَى سِتِّينَ نوعا انْتهى وكشرحه لسنن أبي دَاوُد وَهُوَ فِي أحد عشر مجلدا ورما استمد فِيهِ من شَيخنَا بِبَعْض الأسئلة وَنقل عَنهُ فِي بَاب تَنْزِيل النَّاس مَنَازِلهمْ من الْأَدَب بقوله قَالَ شَيخنَا ابْن حجر وَكَذَا نقل عَنهُ فِي شَرحه لصفوة الزّبد وَغَيره ومختصره المقتصر فِيهِ على ضبط أَلْفَاظه وَشَرحه للأربعين النووية وللبخاري وصل فِيهِ إِلَى آخر الْحَج قيل فِي ثَلَاث مجلدات ولتراجم ابْن أبي جَمْرَة فِي مُجَلد وللشفا معتنيا فِيهِ بضبط أَلْفَاظه ولألفية الْعِرَاقِيّ فِي السِّيرَة وَله تَنْقِيح الْأَذْكَار وعَلى التَّنْقِيح للزركشي والكرماني استشكالات كمل مِنْهَا مُجَلد وَشرح كلا من جمع الْجَوَامِع فِي مُجَلد ومنهاج الْبَيْضَاوِيّ فِي مجلدين وَفِيمَا قيل مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب ونظم أصُول الدّين من جمع الْجَوَامِع وخاتمة التصوف مِنْهُ وَجعل الأول مُقَدّمَة وَالثَّانِي خَاتِمَة لمنظومة الزّبد وَشرح النّظم الْمشَار إِلَيْهِ مزجا مطولا وَآخر مُخْتَصرا كالتوضيح وَكَذَا شرح كلا من الْبَهْجَة الوردية وَأَصلهَا لم يكمل وَاحِد مِنْهُمَا وَعمل تَصْحِيح الْحَاوِي وَاخْتصرَ كلا من الرَّوْضَة والمنهاج بِحَذْف الْخلاف فِي ثَانِيهمَا وأدب الْقَضَاء للغزي وَعمل منظومة نافعة سَمَّاهَا صفوة الزّبد للشرف الْبَارِزِيّ وتوضيحا لَهَا وشرحا وَشرح ملحة الحريري مزجا وأعرب الألفية وَغير ذَلِك نظما ونثرا كفوائد مَجْمُوعَة نفيسة تتَعَلَّق بِالْقضَاءِ وبالشهود واختصار حَيَاة الْحَيَوَان للدميري مَعَ زيادات فِيهِ لقطعة من النباتات وطبقات الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة وسمى بَعْضهَا بِخَطِّهِ قَالَ وجميعها تحْتَاج لتبييض واستغفر الله، وَعِنْدِي من نظمه وفوائده الْكثير وَمن ذَلِك قَوْله لم أزل أسمع فِي أَلْسِنَة النَّاس الدُّعَاء بخاتمة الْخَيْر وَلم أجد لَهُ أصلا حَتَّى ظَفرت بذلك فِي الْحِلْية لأبي نعيم من طَرِيق الصَّلْت بن عَاصِم الْمرَادِي عَن أَبِيه عَن وهب بن مُنَبّه قَالَ لما أهبط الله آدم إِلَى الأَرْض استوحش لفقد أصوات الْمَلَائِكَة فهبط عَلَيْهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ يَا آدم هلا أعلمك شَيْئا تنْتَفع بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة قَالَ بلَى قَالَ قل اللَّهُمَّ ادم لي النِّعْمَة حَتَّى تهنيني الْمَعيشَة اللَّهُمَّ اختم لي بِخَير لَا تضرني ذُنُوبِي اللَّهُمَّ اكْفِنِي مُؤنَة الدُّنْيَا وكل هول فِي) الْقِيَامَة حَتَّى تدخلني

الْجنَّة انْتهى وعَلى كَلَامه وشعره روح، وَمِمَّا نظمه فِي المواطن الَّتِي لَا يجب رد السَّلَام فِيهَا: (رد السَّلَام وَاجِب إِلَّا على ... من فِي صَلَاة أَو بِأَكْل شغلا) (أَو شرب أَو قِرَاءَة أَو أدعية ... أَو ذكر أَو فِي خطْبَة أَو تَلْبِيَة) (أَو فِي قَضَاء حَاجَة الْإِنْسَان ... أَو فِي إِقَامَة أَو الْأَذَان) (أَو سلم الطِّفْل أَو السَّكْرَان ... أَو شَابة يخْشَى بهَا افتتان) (أَو فَاسق أَو ناعس أَو نَائِم ... أَو حَالَة الْجِمَاع أَو محاكم) (أَو كَانَ فِي الْحمام أَو مَجْنُونا ... هِيَ اثْنَتَانِ بعْدهَا عشرونا) وَله: (دَوَاء قَلْبك خمس عِنْد قسوته ... فادأب عَلَيْهَا تفز بِالْخَيرِ وَالظفر) (خلاء بطن وَقُرْآن تدبره ... كَذَا تضرع باك سَاعَة السحر) (ثمَّ التَّهَجُّد جنح اللَّيْل أوسطه ... وَأَن تجَالس أهل الْخَيْر وَالْخَيْر) وَكَذَا نظم مُسْنده بالبخاري مَعَ حَدِيث من ثلاثياته وَاقْتصر فِيهِ من شُيُوخه على ابْن العلائي وَلكنه وهم حَيْثُ قرن مَعَ الحجار وزيرة فَابْن العلائي لم يرو عَنْهَا، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْكَمَال بن أبي شرِيف وَأَبُو الأسباط الْآتِي فِي الأحمدين وَمَا لقِيت أحدا إِلَّا ويحكي لي من صَالح أَحْوَاله مَا لم يحكه الآخر، وَمِمَّا بَلغنِي أَن طوغان نَائِب الْقُدس وَكَاشف الرملة وَردت عَلَيْهِ إِشَارَة الشَّيْخ بكف مظْلمَة فَامْتنعَ وَقَالَ طولتم علينا بِابْن رسْلَان إِن كَانَ لَهُ سر فليرم هَذِه النَّخْلَة لنخلة قريبَة مِنْهُ فَمَا تمّ ذَلِك إِلَّا وهبت ريح عَاصِفَة فألقتها فَمَا وَسعه إِلَّا الْمُبَادرَة إِلَى الشَّيْخ فِي جمَاعَة مُسْتَغْفِرًا معترفا بالْخَطَأ فَسَأَلَهُ عَن سَبَب ذَلِك فَقيل لَهُ فَقَالَ لَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه من اعْتقد أَن رمي هَذِه النَّخْلَة كَانَ بسببي أَو لي فِيهِ تعلق مَا فقد كفر فتوبوا إِلَى الله وجددوا إسلامكم فَإِن الشَّيْطَان أَرَادَ أَن يستزلكم فَفَعَلُوا مَا أَمرهم بِهِ وتوجهوا أَو نَحْو هَذَا. وَحكى صهره الْحَافِظ التَّاج بن الغرابيلي عَنهُ أَنه كَانَ قَلِيلا مَا يهجع من اللَّيْل وَأَنه فِي وَقت انتباهه ينْهض قَائِما كالأسد لَعَلَّ قِيَامه يسْبق كَمَال استيقاظه وَيقوم كَأَنَّهُ مذعور فيتوضأ وَيقف بَين يَدي ربه يناجيه بِكَلَامِهِ مَعَ التَّأَمُّل والتدبر فَإِذا أشكل عَلَيْهِ معنى آيَة أسْرع فِي تينك الرَّكْعَتَيْنِ وَنظر فِي التَّفْسِير حَتَّى يعرف الْمَعْنى ثمَّ يعود إِلَى الصَّلَاة، وَقَالَ لي الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ أَنه أَخذ عَنهُ منظومته الزّبد) وَأذن لَهُ فِي إصلاحها وَكتب لَهُ خطه بذلك بل سَأَلَهُ فِي الإقراء عِنْده وَلَو درسا وَاحِدًا ويحضر الشَّيْخ عِنْده فَامْتنعَ من ذَلِك أدبا. وَمِمَّنْ لقِيه فِي صغره جدا وَحكى

لي من كراماته أَبُو عبد الله بن الْعِمَاد بن البلبيسي وَمن قبله أَبُو سعد الْقطَّان وَأَبُو الْعَزْم الحلاوي ومناقبه كَثِيرَة ومراتبه شهيرة، وَعِنْدِي من تَرْجَمته مَا لَو بسطته لَكَانَ فِي كراسة ضخمة. مَاتَ فِي رَمَضَان وَقَالَ ابْن أبي عذيبة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشري شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين بسكنه من الْمدرسَة الختنية بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى من بَيت الْمُقَدّس وَدفن بتربة ماملا بِالْقربِ من سَيِّدي أبي عبد الله الْقرشِي وَارْتجَّ بَيت الْمُقَدّس بل غَالب الْبِلَاد لمَوْته وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْأَزْهَر وَغَيره صَلَاة الْغَائِب، وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة وَقد صلينَا عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب بالجامع الْأمَوِي فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع رَمَضَان، وَهَذَا يُؤَيّد أَن مَوته فِي شعْبَان وَقيل إِنَّه لما ألحد سَمعه الحفار يَقُول رب أنزلني منزلا مُبَارَكًا وَأَنت خير المنزلين وَرَآهُ حُسَيْن الْكرْدِي أحد الصَّالِحين بعد مَوته فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ أوقفني بَين يَدَيْهِ وَقَالَ يَا أَحْمد أَعطيتك الْعلم فَمَا عملت بِهِ قَالَ عَلمته وعملت بِهِ فَقَالَ صدقت يَا أَحْمد تمن عَليّ فَقلت تغْفر لمن صلى عَليّ فَقَالَ قد غفرت لمن صلى عَلَيْك وَحضر جنازتك، وَلم يلبث الرَّائِي أَن مَاتَ. وَلم يخلف فِي مَجْمُوعه مثله علما ونسكا وزهدا نفعنا الله ببركاته. قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة: وَكَانَ جَامعا بَين الْعلم وَالْعَمَل والزهد وَلم يكن بعد الحصني أزهد مِنْهُ وَسُئِلَ عَنهُ عمر بن حديم العجلوني الزَّاهِد الْوَلِيّ حِين قدم الْقُدس أهوَ من الْأَوْلِيَاء فَقَالَ مَا أَهْون الْوَلِيّ عِنْد النَّاس وَأَيْنَ دَرَجَة الْولَايَة فَقيل لَهُ هُوَ عَارِف فَقَالَ وَمَا أَهْون الْعرْفَان عنْدكُمْ فَقيل لَهُ فَمَا هُوَ فَقَالَ عَابِد خَائِف قيل لَهُ فعبد الْملك الْموصِلِي فَقَالَ رجل ينْطق بالحكمة قيل لَهُ فَأَبُو بكر بن أبي الْوَفَاء فَقَالَ رجل قَائِم بِمَا عَلَيْهِ من حُقُوق الْعباد. فَحكى هَذَا كُله للعز عبد السَّلَام الْقُدسِي فَقَالَ لله در هَذَا الرجل وَكَيف فَاتَنِي الِاجْتِمَاع بِهِ وتأسف على لقِيه. وترجمه المقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَنه كتب إِلَيّ وكتبت إِلَيْهِ وَلم يقدر لي لقاؤه فرحمه الله فَلَقَد كَانَ مُقبلا على الْعِبَادَة غزير الْعلم كثير الْخَيْر مربيا للمريدين محسنا للقادمين متبركا بدعائه ومشاهدته صَادِق التأله متخلقا من الْمُرُوءَة وَالْعلم والزهد وَالْفضل والانقطاع إِلَى الله بأكمل الْأَخْلَاق بِحَيْثُ يظْهر عَلَيْهِ سِيمَا السكينَة وَالْوَقار ومهابة الصَّالِحين قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَلَا أعلم بعده مثله، وَلم يسلم الشَّيْخ من أَذَى البقاعي فقد قَرَأت بِخَطِّهِ فِي بعض مجاميعه أَن جماعته الْمَوْجُودين الْآن لم يَنْبغ مِنْهُم غير شخص وَاحِد وَهُوَ أَبُو الأسباط وَأما بَقِيَّتهمْ فمساوئ) كل مِنْهُم غالبة عَلَيْهِ أَو لَيْسَ فِيهِ حَسَنَة إِلَّا نَادرا وَإِنِّي كنت أتعجب من ذَلِك جدا لكَون الشَّيْخ كَانَ من الْعلمَاء الزهاد قل أَن

رَأَيْت مثله وَمَا زلت مُتَعَجِّبا إِلَى أَن جلا عني ذَلِك شخص فَقَالَ أَنا أَظن أَنهم عوقبوا لِأَن الشَّيْخ كَانَ حسن الْآدَاب فَكَانُوا يسيؤون أدبهم مَعَه تَصْدِيقًا للمثل إِذا حسن أدب الرجل سَاءَ أدب غلمانه قَالَ فَذكرت ذَلِك للقاياتي فَقَالَ صدق هَذَا الْقَائِل وَأَنا شاهدت مثل ذَلِك وَهُوَ أَن الصَّدْر بن العجمي كَانَ مَعَ توقد ذهنه وَحسن تصَوره وطلاقة لِسَانه لَا يقدر يَحْكِي عَن الشَّمْس الأسيوطي مَسْأَلَة وَذَلِكَ أَنه كَانَ هُوَ وَنور الدّين الْعَبْسِي بِالْمُوَحَّدَةِ يتحاكيان ويتغامزان عَلَيْهِ انْتهى. وتضمن ذَلِك إساءته على خلق من الْخِيَار مِنْهُم ابْن أبي شرِيف وَالله الْمُسْتَعَان. أَحْمد بن حُسَيْن بن خلد بن حُسَيْن شهَاب الدّين الهيتمي / سمع الْجمال بن السَّابِق بقرَاءَته على الزين الزَّرْكَشِيّ مُعظم صَحِيح مُسلم وَقَالَ لي أَنه توفّي سنة خمسين فتنظر تَرْجَمته. أَحْمد بن حُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب بن الْبَدْر الْأَذْرَعِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ من مُعْجم شَيخنَا وَغَيره وَيعرف كأبيه بِابْن قَاضِي اذرعات نَائِب الحكم بِدِمَشْق. مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْأَحَد عشري صفر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَدفن من الْغَد بمقابر بَاب توما. أرخه ابْن اللبودي. أَحْمد بن حُسَيْن بن عَليّ الشهَاب الحسني الأرميوني ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي / قدم الْقَاهِرَة بعد أَن بلغ فَنزل الْجَامِع الْأَزْهَر وَحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره ولازم الزين طَاهِرا وَأَبا الْقَاسِم النويري مُلَازمَة تَامَّة بِحَيْثُ مر على ابْن الْحَاجِب وَغَيره من كتب الْمَذْهَب عِنْدهمَا غير مرّة وَكَانَ ثَانِيهمَا يَقُول هُوَ من أهل الْعلم، وَكَذَا أَخذ عَن الزين عبَادَة وَغَيره وَأكْثر من التَّرَدُّد للمناوي فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَغَيره وللأمين الأقصرائي وَفضل وَسمع على جمَاعَة وَمن ذَلِك ختم البُخَارِيّ على أم سيف الدّين وَمن شركها وأسمعه مَعَه أَحْمد وَمُحَمّد وَفَاطِمَة وَهِي فِي الرَّابِعَة من أَوْلَاده وانتمى لقراجا الظَّاهِرِيّ وتزايد إحسانه إِلَيْهِ فَلَمَّا اخْرُج عَن الديار المصرية احْتَاجَ إِلَى التكسب بِالشَّهَادَةِ وَجلسَ بحانوت بِالْقربِ من الجملون وَكَذَا بِجَامِع الصَّالح ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء عَن الحسام بن حريز فَمن بعده وَجلسَ بالشوائين دهرا ثمَّ قبيل مَوته بِجَامِع الفكاهين قَلِيلا وَقَامَ بردع كثير من المتمردين عملا بناموس الشَّرْع فَمَنعه السُّلْطَان فِي بعض الْأَوْقَات إِلَى أَن أُعِيد بسفارة الْأمين الأقصرائي وَسكن أمره من حِينَئِذٍ) وَقصد بالفتاوى وَكَانَ مُسَددًا فِي كِتَابَته عَلَيْهِ الْمدَار فِيهَا مَعَ جمود حركته وتواضعه

فِي الاستفادة بِحَيْثُ كَانَ يكثر من إرْسَال الْفَتَاوَى إِلَيّ وَرُبمَا قصدني هُوَ بالسؤال وَكَثْرَة تودده وسكونه. مَاتَ فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشري جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالأزهر ثمَّ دفن بِقَبْر اشْتَرَاهُ بِنَفسِهِ فِي أَيَّام ضعفه بِالْقربِ من الشَّيْخ عبد الله المنوفي وَخلف كتبا وَنَحْو ثلثمِائة دِينَار وَزِيَادَة على عشرَة أَوْلَاد، وَفِي الظَّن أَنه قَارب السّبْعين رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن حُسَيْن بن عَليّ الشهَاب المرحومي الأَصْل الأشموني المولد القاهري الْمَدِينِيّ الْمَالِكِي الْآتِي أَبوهُ. / ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بأشمون وانتقل بِهِ أَبَوَاهُ إِلَى الْقَاهِرَة فقطنوها تَحت نظر الشَّيْخ مَدين، وَحفظ الْقُرْآن والرسالة والمختصر وألفية النَّحْو وَعرض على الْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الديري وَابْن الْهمام وَابْن قديد والبدر الْبَغْدَادِيّ وَأبي الْقسم النويري وطاهر وَغَيرهم فِي الْفِقْه والعربية والفرائض وَنَحْوهَا وَكَذَا قرا فِي التسهيل وَابْن عقيل على يحيى الدماطي وَأذن لَهُ وعَلى ابْن قَاسم فِي التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وَسمع عَلَيْهِ فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا غير ذَلِك وَصَحب الشَّيْخ مَدين وَكَانَ أَبوهُ خَادِم زاويته وخطب بهَا وتكسب بالنساخة وَتَعْلِيم الْأَبْنَاء وَقَرَأَ عَليّ الشفا وَالْكثير من صَحِيح البُخَارِيّ واليسير من مُسلم وَأبي دواد وَمن التَّرْغِيب وَفِي الْبَحْث قِطْعَة من شرح النخبة ولازمني فِي أَشْيَاء حَتَّى قَرَأَ عَليّ من تصانيفي السِّرّ المكتوم واليسير من ارتياح الأكباد وكتبهما بِخَطِّهِ بل سمع الْكثير من البُخَارِيّ على أم هَانِئ الهورينية وَبَعضه على الْجلَال بن الملقن والشهاب الْحِجَازِي وَغير ذَلِك مِمَّا ضبطته وَهُوَ من الْخِيَار المقلين، وَحج فِي سنة سبع وَتِسْعين ورام الْمُجَاورَة فِي الَّتِي بعْدهَا فَعرض لَهُ ضعف شَدِيد فَرَجَعت بِهِ زَوجته. أَحْمد بن حُسَيْن بن عَليّ الشهَاب أَبُو الْبَقَاء الزبيرِي. / ولد فِي حُدُود السّبْعين وَسَبْعمائة أَو قبلهَا بصعيد مصر وَقدم الْقَاهِرَة فلازم حَلقَة البُلْقِينِيّ مُدَّة طَوِيلَة والعراقي وَسمع عَلَيْهِ كثيرا وَابْن الملقن واستفاد من كَلَامه والهيثمي والتنوخي وَغَيرهم كالأبناسي وَابْن الْعِرَاقِيّ والكمال الدَّمِيرِيّ والعراقي والشطنوفي والشهاب العاملي والبيجوري والبرماويين وَآخَرين مِمَّن أَخذ عَنْهُم الْعلم وَسمع عَلَيْهِم الحَدِيث وَفضل وَقدم بَيت الْمُقَدّس بعد الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة واشتغل فِي النَّحْو وَصَحب ابْن رسْلَان وتنزل بمدارس الْفُقَهَاء ثمَّ انْقَطع بِالْمَدْرَسَةِ الطولونية مشتغلا) بِالْعبَادَة مَعَ الزّهْد وَالْعلم وَلما قدم التقي بن قَاضِي شُهْبَة إِلَى الْقُدس مَشى إِلَى الطولونية لزيارته وَكَذَا أَخذ عَنهُ الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين فِي سنة خمسين. مَاتَ فِي ربيع

الأول سنة أَربع وَخمسين وَحضر جنَازَته غَالب أهل الْبَلَد وَدفن بِبَاب الرَّحْمَة وَرجع مبارك شاه النَّائِب مِنْهَا فَسقط عَن فرسه بِحَيْثُ توهم إِمَّا الْمَوْت أَو فَسَاد بعض أَعْضَائِهِ فَلم يَقع شَيْء مِنْهُمَا وعد ذَلِك من كراماته. أَحْمد بن حُسَيْن بن عَليّ الْعِرَاقِيّ الطَّائِفِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / ولد بالطائفة من أَعمال سخا وتحول إِلَى الْمحلة مَعَ أَخِيه فحفظ الْقُرْآن بِجَامِع الغمري ومختصر أبي شُجَاع ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فقطنها وَنزل فِي سعيد السُّعَدَاء واقرأ بني الْبَدْر بن عليبة، وَتزَوج وَكَانَ خيرا سَاكِنا مِمَّن سمع مني. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَدفن فِي تربة ابْن عليبة خَارج بَاب النَّصْر وَأَظنهُ جَازَ الثَّلَاثِينَ رَحمَه الله وإيانا، وَبَلغنِي أَن بالطائفة ضريح الشَّيْخ عَليّ الْعِرَاقِيّ وَهُوَ جد أَعلَى لهَذَا. أَحْمد بن حُسَيْن بن عَليّ النغشواني ويدعى بالجنيد وَهُوَ بِهِ أشهر. / سَيَأْتِي. أَحْمد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُسلم الشهَاب بن الْبَدْر الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شَقِيق عَليّ وسبط أبي الْخَيْر بن عبد الْقوي الآتيين وَيعرف كأبيه بِابْن العليف بِضَم الْعين تَصْغِير علف / ولد فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والألفية النحوية وَالْأَرْبَعِينَ النووية وعرضهما وَالْكثير من الْمِنْهَاج وَسمع بِمَكَّة على التقي وتكسب بالنساخة بل وَشهد فِي عمَارَة الْمَسْجِد النَّبَوِيّ مَعَ عقل وتؤدة وَحسن عشرَة تميز وَلم يسلم مَعَ ذَلِك مِمَّن يعاديه بل كَاد أَن يُفَارق الْمَدِينَة لذَلِك، وَرُبمَا نظم مَا يَقع لَهُ فِيهِ الْجيد كتب لي بقصيدة رثى بهَا ابْن أبي الْيمن أَولهَا: (بأية حكم لَا تدان عَزَائِمه ... يحاربنا صرف الردى ونسالمه) وأنشدني أُخْرَى رثى بهَا صاحبنا ابْن فَهد وامتدحني بِمَا أوردته فِي مَحل آخر مَعَ غَيره من نظمه وراسل أَبَا الْبَقَاء بن الجيعان بقصيدة جليلة، وأغلب إِقَامَته الْآن بِطيبَة على خير وانجماع وتقلل وَنعم الرجل. أَحْمد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد البظائحي. / صَوَابه ابْن حسن وَقد مضى. أَحْمد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحِيم بن الشَّيْخ مَحْمُود الشهَاب الطَّائِفِي الغمري الْمَالِكِي الضَّرِير. / حفظ الْقُرْآن وَغَيره ودأب فِي الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه والعربية والفرائض ولازم أَبَا الْجُود دهرا وَكَذَا سمع شَيخنَا وَغَيره وَصَحب أَبَا عبد الله الغمري وَحج مَعَه وأقرأ بعض بني عليبة وَحصل كتبا وتميز فِي الْجُمْلَة وَصَارَ يستحضر

مسَائِل وفوائد وَأكْثر من النّسخ وَالْعِبَادَة والتوجه والانفراد مَعَ ضعف بَصَره ثمَّ كف وقطن الطَّائِفَة لَا يخرج مِنْهَا إِلَّا للْجُمُعَة أَو الْحَاجة وَرُبمَا تردد مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة أَحْيَانًا وَلَا يَنْفَكّ فِي كل قدمة عَن التَّرَدُّد إِلَيّ وَالسَّمَاع مني وَعلي وَنعم الرجل. أَحْمد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الشهَاب الْخَوَارِزْمِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / مِمَّن حفظ الْقُرْآن والشاطبية والمنهاج والألفية وَأخذ الْقرَاءَات عَن الزين بن عَيَّاش وَهُوَ الَّذِي رثاه فَجمع عَلَيْهِ للعشر وَالْفِقْه عَن القَاضِي أبي السعادات بن ظهيرة وَعبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ والنحو عَن الْجلَال المرشدي ولازمه بِحَيْثُ كَانَ أصل جماعته، وتميز ودرس بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَدخل الْيمن وَصَحب جمَاعَة من الشاميين وارتفق برهم وَكَانَ ثِقَة خيرا ذكيا فَاضلا. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشري ذِي الْحجَّة سنة خمس وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. أَحْمد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ الشغدري الشاوري الْيَمَانِيّ الْحُسَيْنِي الشَّافِعِي. / مِمَّن قدم مَكَّة قبل الْأَرْبَعين أَو بعْدهَا بِيَسِير وَحفظ الشاطبية والبهجة وَجمع الْجَوَامِع والألفية وَالتَّلْخِيص ولازم الشهَاب الشوابطي حَتَّى جرد عَلَيْهِ الْقُرْآن بل تلاه عَلَيْهِ جمعا وإفرادا وَبحث عَلَيْهِ التَّنْبِيه بِكَمَالِهِ وَكَذَا بحث الْبَهْجَة وَالتَّلْخِيص وَغَيرهمَا على وَلَده الْجمال مُحَمَّد وَسكن رِبَاط الْبَدْر الطَّاهِر حَتَّى مَاتَ وَكَانَ خيرا صَالحا عَالما مفننا آيَة فِي الذكاء حسن المذاكرة متعففا محببا إِلَى النَّاس وَرُبمَا نظم. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمسين وشيعه معتقدوه إِلَى المعلاة وببركته حصل عِنْد الْجُلُوس على قَبره إظلالهم بالغمام بل اسْتمرّ حَتَّى رجعُوا إِلَى محالهم وَأنْشد قبيل مَوته إِمَّا لَهُ أَو متمثلا: (صلوا مغرما قد وَاصل السقم جِسْمه ... من أجلكم طيب الْمَنَام فقد فقد) (بأحشائه نَار تأجج فِي الْهوى ... فَكيف بإطفاء الغرام وَقد وَقد) رَحمَه الله. وَذكره ابْن فَهد مطولا. أَحْمد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد. / فِي أَحْمد الْقزْوِينِي من آخر الأحمدين. أَحْمد بن حُسَيْن البسطامي بن الإعزازي شيخ زَاوِيَة ابْن الأطعاني / بحارة المشارقة ظَاهر) حلب. جود الْقُرْآن لأبي عَمْرو وَحفظ ربع الْمِنْهَاج وَصَحب الشّرف أَبَا بكر الحبشي وَكَانَ مَاتَ بِمَكَّة بعد السِّتين. أَحْمد بن الْحُسَيْن بن النصيبي الْمَقْدِسِي الخليلي. / ولد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من الْمَيْدُومِيُّ نُسْخَة إِبْرَاهِيم بن سعد ومجالس الْخلال الْعشْرَة وَغَيرهمَا وَحدث

سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى الْحَافِظ ورفيقه شَيخنَا الأبي والتقي أبي بكر القلقشندي وَحدثنَا عَنهُ وَآخَرين أجَاز لشَيْخِنَا ولولده فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَذكره لذَلِك فِي مُعْجَمه وَأَنه مَاتَ بعْدهَا، وَقد أثبت ابْن فَهد فِي نسبه فِي غير مَوضِع مُحَمَّدًا فَصَارَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن. أَحْمد بن حَمْزَة بن مُحَمَّد الحسني الهدوي الصعدي الْمَكِّيّ وَيعرف بِأبي سواسواي وَالِد مُحَمَّد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ. ذكره ابْن فَهد وَقَالَ فِي مُحَمَّد سبط أبي سواسوا وَيُحَرر التئامهما. أَحْمد بن أبي حمو مُوسَى بن عبد الْوَاحِد / وَعبد الْوَاحِد هَذَا جد لَهُ أَعلَى أَبُو الْعَبَّاس العَبْد الْوَادي التلمساني سُلْطَان الْمغرب الْأَوْسَط وَمَا والاها والملقب بالمعتصم. مَاتَ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَله ذكر فِي حوادث سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ أَو الَّتِي بعْدهَا من أنباء شَيخنَا، وترجمه الزين عبد الباسط مطولا. أَحْمد بن خَاص شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ. / أحد الْفُضَلَاء المتميزين أَكثر من الِاشْتِغَال بالفقه والْحَدِيث لَيْلًا وَنَهَارًا وَكتب كثيرا وَجمع ودرس. مَاتَ فِي سنة تسع قَالَه الْبَدْر الْعَيْنِيّ، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَن الْبَدْر أَخذ عَنهُ وَكَانَ يطريه. أَحْمد بن خَالِد الْمَقْدِسِي / كتب فِي الاستدعاءات. وَمَات بِهِ فِي ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين وَلم أعلم أمره. أَحْمد بن خرص الجميعي الْقَائِد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. أَحْمد بن خضر المقسي الفران السطوحي وَيعرف بخروف. / شيخ مُعْتَقد مِمَّن يذكر بالجذب ويقصد للزيارة والتبرك بِهِ وَيتَكَلَّم فِي حَال صحوه بِمَا يدل على فضل فِي الْجُمْلَة. مَاتَ فِي يَوْم السبت سَابِع ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ وَكَانَ بِأخرَة قد استوطن قرب جَامع بلكتمر الشيخوني الْمَعْرُوف بالجامع الْأَخْضَر بطرِيق بولاق وعمرت لَهُ زَاوِيَة هُنَاكَ فَدفن بهَا. ذكره) الْمُنِير وَابْن تغري بردي. أَحْمد بن خفاجا الشهَاب الصَّفَدِي / شيخها وزاهدها كَانَ جيدا صَالحا خيرا زاهدا عابدا قَانِتًا لأهل بَلَده فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير سِيمَا وَهُوَ لَا يقبل لأحد شَيْئا وَكَانَ فِي أول أمره حائكا ثمَّ تَركهَا وتقنع بكروم لَهُ. مَاتَ بعد أَن عمر طَويلا بصفد فِي سَابِع عشر رَجَب سنة خمسين.

أَحْمد بن خلف شهَاب الدّين الْمصْرِيّ / نَاظر الْمَوَارِيث كَانَ أَبُو مهتارا عِنْد ابْن فضل الله. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. أَحْمد بن خَلِيل بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الشهَاب الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي سبط الْجمال يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد الحجيني أحد المسندين الْآتِي فِي مَحَله وَيعرف بِابْن اللبودي وَابْن عرعر وَلكنه بِالْأولَى أشهر. / ولد فِي سَابِع عشر شعْبَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بسفح قاسيون من دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل فِي فنون وَمن شُيُوخه فِي الْفِقْه الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة والزين عبد الرَّحْمَن بن النشاوي وَفِي الْعَرَبيَّة الشهَاب بن زيد، وَطلب الحَدِيث وَتخرج بالخيضري فِيمَا قيل وَسمع على الشهَاب أَحْمد بن حسن بن عبد الْهَادِي خَاتِمَة أَصْحَاب الصّلاح بن أبي عمر بِالسَّمَاعِ ومجير الدّين بن الذَّهَبِيّ وَآخَرين أَوَّلهمْ مؤدبه شعْبَان بن مُحَمَّد بن جميل الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ سمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة الخيضري مُعظم السِّيرَة لِابْنِ هِشَام وتميز وتعانى نظم الشّعْر فبرع وتكسب بِالشَّهَادَةِ بِبَاب الْبَرِيد وَلما دخلت دمشق سمع بِقِرَاءَتِي على جمع من شيوخها وَكنت أستفهمه عَمَّن بهَا من المسندين إِذْ ذَاك فَلَا يكَاد يفصح وأوقفني على مُصَنف لَهُ جمع فِيهِ الْأَوَاخِر ظريف فِي بَابه وعَلى تَارِيخ استفتحه من سنة مولده استمد فِيهِ من تَارِيخ التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَغَيره وَأَظنهُ خرج الْأَرْبَعين والمعجم وَكَذَا خرج الْأَرْبَعين لشيخه الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة بل أرسل إِلَيّ يذكر أَنه جمع قُضَاة دمشق ثمَّ رَأَيْت نظمه فِي ذَلِك أرسل بِهِ للعز بن فَهد، وَبِالْجُمْلَةِ فَمَا رَأَيْت بِدِمَشْق طَالبا لهَذَا الشَّأْن غَيره وَقد كتبت من نظمه ونثره وَأكْثر الاستمداد مني على يَد صاحبنا الْبُرْهَان القادري وَمن ذَلِك الْخِصَال المستوجبة للظلال وَبعد أَن فارقته حج وَلَقي صاحبنا ابْن فَهد وَسمع مِنْهُ وَمن غَيره بعض الشَّيْء ظنا بل قَرَأَ على التقي بن فَهد وَكتب لَهُ وَأَنا بِمَكَّة بإبلاغي سَلَامه وتعريفي بِكَثْرَة أشواقه واستمراره على نشر ألوية الدُّعَاء وَالثنَاء وَأَنه لَوْلَا مَا يرَاهُ من استصغار نَفسه للكتب إِلَيّ لكتب فَإِنَّهُ من أكبر المحبين، ثمَّ إِنَّه كتب إِلَيّ بعد ذَلِك طَائِفَة مُشْتَمِلَة على نظم ونثر وأدب كَبِير وتكررت) مكاتباته إِلَيّ وَفِي بَعْضهَا السُّؤَال عَن مُؤَلَّفِي فِي الرَّحْمَة وَنعم هُوَ ذكاء وفضلا وتواضعا وتوددا ولطافة، وَمِمَّا كتب عَنهُ الْعِزّ بن فَهد قَوْله:

(قلت لوجه الحبيب يَوْمًا ... وَالْقلب قد مل مِنْهُ صده) (قد كنت تروي عَن ابْن بشر ... وَالْيَوْم تروي عَن ابْن عقده) وَقَوله: (يَا ناظري انْظُر فديتك لَا تكن ... مِمَّن غَدا يُبْدِي التعنت فِي الْأُمُور) (وَإِذا رَأَيْت بيُوت نظمي قد وهت ... سامح فكم عِنْد الْفَقِير من الْقُصُور) وَكتب عَليّ بعض الاستدعاءات: (أجازهم مَا التمسوا بِشَرْطِهِ الْمَعْهُود ... رَاقِم هَذَا أَحْمد ابْن الفتي اللبودي) وَكَانَ متزوجا بأخت إِبْرَاهِيم بن الْمُعْتَمد الْمَاضِي كَمَا أَن ذَاك كَانَ متزوجا بأخته وَلَكِن مَاتَت زَوْجَة هَذَا فِي حَيَاته وَاسْتمرّ هُوَ حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة قبل الْعَصْر سادس الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي ثمَّ بالجامع المظفري ثمَّ دفن بتربة الْمُوفق بن قدامَة عِنْد أَبِيه رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن خَلِيل بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْكَامِل بن الْكَامِل بن الْأَشْرَف الأيوبي الْآتِي أَبوهُ. / فر إِلَى جاهنشاه بتبريز خوفًا من ابْن أَخِيه نَاصِر فَلم يلبث أَن قتل نَاصِر جِيءَ بِهَذَا وَتمكن الْحصن فدام نَحْو سنتَيْن ثمَّ تغلب عَلَيْهِ ابْن عَمه خلف بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْمَاضِي وفر هَذَا إِلَى بَغْدَاد بعد تملك حسن بك الحصني ثمَّ إِلَى مصر فَأكْرمه عَتيق جده مرجان العادلي مقدم المماليك وَكَانَت منيته بهَا فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم. استفدته من بعض أَقَاربه وَهُوَ وَالِد مَنْصُور الْمُقِيم بحماة. أَحْمد بن خَلِيل بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن غَانِم بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن غَانِم بن عبد الرَّحْمَن شهَاب الدّين الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْعَبَّادِيّ الْمَقْدِسِي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن غَانِم وبالجنيد / خَادِم الربعة بالمؤيدية. كَانَ يذكر أَنه سمع على أبي الْخَيْر بن العلائي بالقدس كثيرا بِقِرَاءَة الشَّمْس القلقشندي وتحيل على الْإِثْبَات الَّتِي عِنْد ابْن الرَّمْلِيّ فِي ذَلِك واستجازه البقاعي قبل وُقُوفه عَلَيْهَا وَقَالَ أَنه ولد فِي منتصف رَجَب سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة وَمَات فِي حُدُود سنة سِتِّينَ أَو قبل ذَلِك. أَحْمد بن خَلِيل بن أَحْمد الشهَاب بن الْغَرْس السخاوي الأَصْل القاهري البرجواني. / ولد فِي تَاسِع عشري ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي ثروة وَعز ثمَّ تقاعد بِهِ الزَّمن مَعَ ذكاء وفطنة وذوق بِحَيْثُ عمل العرافي الْعود قرضه لَهُ من دب ودرج نظما ونثرا وَكنت مِمَّن كتب لي بِهِ فَمَا رَأَيْت

أَن أكتب وَسمعت مِنْهُ مقامة حَسَنَة عَملهَا بعد موت الزيني بن مزهر وَكَانَ يحسن إِلَيْهِ كثيرا، وَقد حج فِي الْبَحْر وجاور وَدخل كثيرا من الْبِلَاد الشامية وتغرب وَكَانَ كثير المخالطة لِابْنِ تغري بردي وَبَلغنِي أَنه عمل المواعيد وباشر فِي أوقاف الباسطية، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ بديع الذكاء مفرط الْفَاقَة. وَمِمَّا كتب بِهِ: مَا يَقُول مَوْلَانَا الْفَاضِل اللبيب الَّذِي حَاز من البلاغة أوفى نصيب فِي اسْم من أَرْبَعَة تركب ثَلَاثَة أَرْبَاعه لَا تستحيل بالانعكاس فِي كل مَذْهَب وَفِيه ثَلَاثَة أحرف متماثلة وَهِي جمع لِأَشْيَاء حاملة نصفه الأول بعد تَصْحِيف ثَانِيه كم راحت عَلَيْهِ روح مَعَانِيه وَكم عاشق ذليل رَضِي بمقلوبه ليفوز باللذة من وصل محبوبه وَإِن صحفت بعد قلبه الثَّانِي وَالْأول كَانَ فعل أَمر وَإِن لم تفهمه فسل وَإِن كررت هَذَا الْأَمر مَعَ إِضَافَة وصف فَم الحبيب كَانَ صفة لقنديل أَو مَجْنُون سليب وَإِن صحفت ثَانِي هَذَا الِاسْم وحذفت أَوله كَانَ جمعا لآلات مستعملة وَإِن حذفت آخِره كَانَ اسْما لمأكول تعرفه بالذوق إِن فهمت مَا أَقُول وَإِن أشكل تَصْحِيف آخِره بعد حذف الأول كَانَ اسْم آلَة فِيهَا النّصْف من أشكل وَإِن صحفت ثَانِي نصفه الأول بترتيب كَانَ صفة من أَوْصَاف ردف الحبيب أَو صفة لعاشق متيم كئيب وَإِن قلبت هَذَا النّصْف وصحفته كَانَ اسْم شَيْء من البهار إِن عَرفته وَإِن صحفت بعض هَذَا الِاسْم فِيمَا تحكي فكتبي لَك تحصل بِغَيْر شكّ وَفِيه شكّ إِن قلبته أَو لم تقلبه فَتَأمل مَعَانِيه فَإِنَّهَا مجيبة وَرُبمَا ازْدَادَ بالتصحيف بالمدد حَتَّى يصير سِتا بِالْعدَدِ فأبنه يَا من غَدَتْ الفصاحة طوع يَدَيْهِ وتأمله فَإِنَّهُ ظَاهر ومساق الْكَلَام عَلَيْهِ. أَحْمد بن خَلِيل بن حسن الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ وَيعرف وَالِده بالفراء. / ذكره الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة وَقَالَ أَنه نَشأ بهَا وفيهَا ولد فِيمَا أَحسب وعنى بِحِفْظ الْقُرْآن وَصَارَ يُصَلِّي بِهِ التَّرَاوِيح إِمَامًا ويخطب ليَالِي فِي بعض الْمدَارِس وعني بِالْكِتَابَةِ حَتَّى حسن خطه ثمَّ لايم الدولة بِمَكَّة لكَون مقبل العرامي زوج أمه كَانَ يخدمها ويسافر بهَا إِلَى مصر فاستكتبه إِلَيْهَا وَعرف أَهلهَا بِهِ فعرفوه فَلَمَّا مَاتَ عَمه صَار يُسَافر بهم إِلَى مصر وَيدخل فِي أُمُورهم عِنْد النَّاس وَحصل فِي نفوس بعض أَعْرَاب الْحجاز مِنْهُ شَيْء لتَقْصِيره فِي خدمتهم فَقدر أَنه وَافق بَعضهم فِي السّفر) إِلَى مَكَّة فِي سنة ثَلَاث عشرَة فَقتل بَين الْعقبَة وينبع فِي لَيْلَة سَابِع عشر ربيع الآخر مِنْهَا وَوصل رَفِيقه بحوائجه وَذكر أَنه فَارقه لَيْلًا لحَاجَة فِي بعض الطَّرِيق فَجَاءَهُ من لَا يعرفهُ فَقتله واتهم بِهِ رَفِيقه فَالله أعلم، وَكَانَ كثير الْأَذَى للنَّاس والتسلط عَلَيْهِم

وَعَلِيهِ اعتمدت فِي كَونه أَنْصَارِيًّا سامحه الله. أَحْمد بن خَلِيل بن طبخ الجودري الْمُؤَدب نزيل مَكَّة / مِمَّن سمع مني بهَا وَكَانَ يجيد حفظ الْقُرْآن وَيقْرَأ بِهِ على الْقُبُور وَغَيرهَا. مَاتَ بهَا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين. أَحْمد بن خَلِيل بن كيكلدي الشهَاب أَبُو الْخَيْر بن الْحَافِظ الصّلاح أبي سعيد العلائي الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي خَال الشَّمْس مُحَمَّد بن التقي إِسْمَاعِيل القلقشندي. / ولد سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق واعتنى بِهِ أَبوهُ فأسمعه من كبار الْحفاظ والمسندين بهَا كالمزي والبرزالي والذهبي وَابْن المهندس وَابْن نباتة وَأبي الْحسن بن مَمْدُود الْبَنْدَنِيجِيّ وَأبي الْمَعَالِي بن أبي التائب والشرف بن الْحَافِظ والحجار وَأبي بكر بن عنتر وَأبي عبد الله بن طرخان وَالْفَخْر عبد الرَّحْمَن بن الْفَخر البعلي وَزَيْنَب ابْنة يحيى بن الْعِزّ عبد السَّلَام وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وحبيبة ابْنة الزين وَعَائِشَة الحرانية بل أحضرهُ على الْعَفِيف إِسْحَاق الْآمِدِيّ وست الْفُقَهَاء ابْنة الوَاسِطِيّ وارتحل بِهِ إِلَى الْقَاهِرَة بعد الْأَرْبَعين فأسمعه من الْأُسْتَاذ أبي حَيَّان وَأبي نعيم الأسعردي وَالْجمال يُوسُف المعدني والتاج عبد الْوَهَّاب القمني والميدومي وَإِسْمَاعِيل التفليسي وَجمع من أَصْحَاب النجيب وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ خلق وَهُوَ مكثر سَمَاعا وشيوخا وَمن شُيُوخه أَيْضا وَالِده وَكَذَا من عُيُون مروياته الصَّحِيح وَالسّنَن لِابْنِ مَاجَه وموافقات عبد وثلاثياته وجزء أبي الجهم سَمعهَا مَعَ غَيرهَا على الحجار والمعجم الصَّغِير الطَّبَرَانِيّ وجزء إِبْرَاهِيم بن فَهد سمعهما على ابْن أبي التائب وَالْجَامِع لِلتِّرْمِذِي سَمعه رَفِيقًا للتنوخي على شُيُوخه، وَخرج لَهُ الْمُحدث أَبُو حَمْزَة أنس بن عَليّ الْأنْصَارِيّ أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا حدث بهَا وبجل مروياته سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة كالحافظ الْجمال بن ظهيرة وَابْن رسْلَان وَابْن أُخْته الشَّمْس القلقشندي وَولده شَيخنَا التقي أَبُو بكر وَأكْثر عَنهُ وَأُخْته أَسمَاء وَالْجمال بن جمَاعَة وَابْن الديري وَمن لَا أحصيه كَثْرَة وَصَارَ رحْلَة تِلْكَ الْبِلَاد وقصده شَيخنَا فَمَاتَ قبل وُصُوله لكنه أجَاز لَهُ بل كَانَ يظنّ حُضُوره عَلَيْهِ بِبَيْت الْمُقَدّس سنة خمس وَسبعين فِي صغره مَعَ أَبِيه، وَكَذَا حدث بِالْقَاهِرَةِ وبدمشق أَيْضا حَيْثُ دَخلهَا لضَرُورَة فِي سنة خمس وَتِسْعين فِي دَار الحَدِيث الأشرفية بِحَضْرَة الشهَاب) الحسباني، وَكَانَ خيرا فَاضلا محبا للْحَدِيث وَأَهله. وَمِمَّنْ تَرْجمهُ سوى شَيخنَا التقي الفاسي فِي ذيله والمقريزي فِي عقوده وَأَنه كتب لَهُ بِالْإِجَازَةِ فِي سنة أَربع وَسبعين وَكَانَ من أَعْيَان بَلَده. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ عَن

سِتّ وَسبعين سنة رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن خَلِيل بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم القادري المدير. / ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد ابْن أَسد وتكسب حريريا وبالدوران للأعلام بالموتى لفقره وَعِيَاله. أَحْمد بن خَلِيل بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن العنتابي الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ الضَّرِير. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ عَارِفًا بالقراءات لَهُ يَد طولى فِي حل الشاطبية ونونية السخاوي ومنظومة النَّسَفِيّ فِي الْفِقْه، مِمَّن يسكن بحارة الْبَسَاتِين بعنتاب ويقرئ النَّاس، قَالَ الْعَيْنِيّ قَرَأت عَلَيْهِ سنة سِتّ وَسبعين أرخه فِي صفر سنة خمس وَقَالَ فِي آخر تَرْجَمته أَنه توفّي قبل ذَلِك بِسنتَيْنِ أَيَّام تمرلنك انْتهى. وَفِي سنة ثَلَاث أرخه شَيخنَا. أَحْمد بن خَلِيل الصُّوفِي / أحد الْأَطِبَّاء ووالد الْمَوْجُودين الْآن كَانَ يجلس عِنْد عطار بِبَاب جَامع الْأَقْمَر كولده الْآن وَآخر عهدي بِهِ بعد السِّتين. أَحْمد بن خيربك أَخُو مُحَمَّد وَإِسْمَاعِيل وأمير الْمُؤمنِينَ عبد الْعَزِيز بني يَعْقُوب الْآتِي ذكرهم لأمهم / وَتزَوج ابْنة الْبِسَاطِيّ. أَحْمد بن دَاوُد بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد الصَّالِحِي الْقطَّان أَبوهُ الْمُؤَذّن / هُوَ. ولد سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسمع على الْمزي والبرزالي والعز مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي عمر وَعبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْيُسْر وَآخَرين وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ لم أجد لَهُ سَمَاعا على قدر سنه ثمَّ ذكر أَنه قَرَأَ وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَذَا سمع عَلَيْهِ الْعِزّ عبد السَّلَام الْمَقْدِسِي. مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ، وَهُوَ فِي الأنباء بِاخْتِصَار وَكَذَا فِي عُقُود المقريزي. أَحْمد بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن صَلَاح بن إِسْمَاعِيل الشهَاب البيجوري ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. / ولد بالبيجور سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والمنهاجين والألفيتين وَيَقُول العَبْد وَعرض على خلق ولازم الِاشْتِغَال عِنْد الشّرف عبد الْحق السنباطي وَأخي أبي بكر فِي التَّقْسِيم وَغَيره بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بهما، وَكَذَا أَكثر من الْحُضُور عِنْد الْجَوْهَرِي والزين السنتاوي والطنتدائي الضَّرِير وَقَرَأَ على الشّرف مُوسَى البرمكيني وعَلى الزين زَكَرِيَّا يَسِيرا وَرُبمَا حضر عِنْد الْعَبَّادِيّ ثمَّ الشهَاب الْعمريّ والبدر المارداني والشهاب

أَحْمد بن عبد الله المنهلي، وَطلب الحَدِيث وَأكْثر عَن بقايا الشُّيُوخ سَمَاعا وإجازة وَحصل بعض مسموعه وَكَانَ يراجعني فِي كثير من الْأَسَانِيد مَعَ قِرَاءَة البُخَارِيّ وَغَيره عَليّ وَتَحْصِيل جَانب من شرح الألفية وَقِرَاءَة بعضه وَرُبمَا استملى عَليّ وَضبط الْأَسْمَاء فِي بعض السّنَن على المنشاوي بِحَضْرَة الخيضري وَكَذَا قَرَأَ على الديمي والسنباطي وَآخَرين، وَحج وتنزل فِي الصلاحية والبيبرسية وَغَيرهمَا وأقرأ ولد الْعَبْسِي وقتا وتكسب بِالشَّهَادَةِ وشارك فِي الْفِقْه وَنَحْوه وَأذن لَهُ الْجَوْجَرِيّ فِي الإقراء من سنة سِتّ وَثَمَانِينَ والشرف عبد الْحق فِيهِ وَفِي الْإِفْتَاء وَكَذَا إجَازَة المارداني والعميري والمنهلي والسنتاوي والخيضري وَغَيرهم وكتبت لَهُ: وقفت على هَذِه الأجايز الصادرة مِمَّن صيرهم الله تَعَالَى يشار إِلَيْهِم بالتدريس والإفادة وَأَحْكَام التأسيس والإرادة نفع الله بهم وَرفع بِالْعلمِ من تمسك بسببهم وعولت على مَا أبدوه ومشيت فِيمَا اعتمدوه ورأوه وَقلت إِن الْمجَاز نفع الله بِهِ غير مُتَأَخّر عَن هَذِه الْمرتبَة لاجتهاده فِي الْعلم واعتداله فِيمَا تحمله وَكتبه بِحَيْثُ أَنه لازمني رِوَايَة ودراية وساومني فِيمَا ارْتَفع لَهُ بَين أهل الحَدِيث راية بل قَرَأَ وَسمع الْكثير وَصَارَ الْمرجع فِي معرفَة من صَار يذكر فِي هَذِه الْأَزْمَان بِالْإِسْنَادِ والتذكير لِأَنَّهُ حصل من ذَلِك جملَة وتفضل على القاصرين بِمَا فَضله مِنْهُ وأجمله كل ذَلِك مَعَ سلوك الِاعْتِدَال واشتهاره بتجنب الطَّرِيق المصاحبة للاعتلال بل جلس للتدريس سِنِين مُتعَدِّدَة وأزال عَن الطلاب مَا كَانَ لديهم فِيهِ الْإِشْكَال والتلبيس وَبعده وَكَانَ يحضر فِي ختومه الْأَعْيَان من الْفُضَلَاء والشبان وَذكر باستحضار الْفِقْه والمشاركة فِي غَيره ثمَّ لم يزل فِي ارتقاء فِي عمله وخيره وَكنت مِمَّن سبق مني الْأذن لَهُ فِي ذَلِك وَتحقّق مني الْمَشْي فِي هَذِه المسالك رَزَقَنِي الله وإياه الْإِخْلَاص بالْقَوْل وَالْعَمَل ووفقني لما يكون وَسِيلَة لحسن الخاتمة عِنْد الْأَجَل. وَحج فِي سنة سِتّ وَتِسْعين فِي الْبَحْر وجاور بَقِيَّة السّنة وَجلسَ بِبَاب السَّلَام بل أَقرَأ وَعَاد مَعَ الركب فَمَاتَ بالمويلحة فِي الْمحرم سنة سبع وَتِسْعين وتأسفنا عَلَيْهِ فَنعم الرجل كَانَ. أَحْمد بن دَاوُد بن مُحَمَّد شهَاب الدّين الدلاصي. / شَاهد الطرحي كَانَ من الْأَعْيَان المعتبرين بِالْقَاهِرَةِ. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، وَطول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته وَأَنه بَاشر عِنْد جمَاعَة من الْأُمَرَاء فِي دواوينهم وناب عَنهُ فِي الْحِسْبَة وَسكن فِي ذَلِك وَأَنه زَاد على السِّتين وَكَانَ

لَهُ بِهِ أنس، ثمَّ سَاق عَنهُ حِكَايَة اتّفقت للظَّاهِر برقوق حِين كَانَ فِي سجن الكرك. أَحْمد بن دريب بن خلد الشهَاب أَبُو الغواير بن قطب الدّين الحسني صَاحب جازان وَابْن صَاحبهَا. / حاصره السَّيِّد مُحَمَّد بن بَرَكَات فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ كَمَا فِي الْحَوَادِث. أَحْمد بن دلامة الخواجا الشهَاب الْبَصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي. / أنشأ مدرسة بصالحية دمشق، وَمَات فِي ثامن عشر الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين فَدفن بعد الْعَصْر من يَوْمهَا رَحمَه الله. أَحْمد بن رَاشد بن طرخان شهَاب الدّين الملكاوي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / نَشأ بِدِمَشْق وتفقه وبرع وشارك فِي الْفُنُون ودرس وَأفْتى وناب فِي الحكم مَعَ الدّين المتين وَنصر السّنة. قَالَه شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ جالسته بِجَامِع دمشق وَسمعت من فَوَائده وَسمع معي من بعض الشُّيُوخ وحَدثني بِجُزْء من حَدِيثه غَابَ عني الْآن وَقد قَالَ الشهَاب الزُّهْرِيّ يَعْنِي فِي حَيَاة الشّرف الشريشي وَغَيره أَنه لَيْسَ بِدِمَشْق من أَخذ الْعلم على وَجهه غَيره. وَمن مروياته الْجُزْء الثَّالِث من حَدِيث عبيد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ الميدلاني سَمعه على أبي عَليّ بن الهبل عَن الْفَخر وَرَأَيْت سَمَاعه فِي طَبَقَات التَّاج السُّبْكِيّ الْكُبْرَى عَلَيْهِ فِي عدَّة أَجزَاء وَنَحْوه قَوْله فِيمَا استدركه على المقريزي كَانَ بارعا فِي الْفتيا وتدريس الْفِقْه محبا فِي السّنة ملازما للاشتغال، وَقَالَ فِي أنبائه كَانَ دينا خيرا يحب الحَدِيث وَالسّنة، قَالَ ابْن حجي كَانَ ملازما للأشغال والاشتغال وَيكْتب على الْفَتَاوَى كِتَابَة جَيِّدَة محررة واشتهر بذلك فَصَارَ يقْصد من الأقطار قَالَ وَكَانَ فِي ذهنه وَقْفَة وَكَانَ يلازم الْجَامِع الْأمَوِي فِي الصَّلَوَات وَله حَلقَة بِهِ يشْتَغل فِيهَا ودرس بالدماغية وَغَيرهَا، وَكَانَ يمِيل إِلَى ابْن تَيْمِية ويعتقد رُجْحَان كثير من مسَائِله مَعَ حِدة ونفرة من كثير من النَّاس انْفَصل من الْوَقْعَة وَهُوَ سَالم وَلَكِن حصل لَهُ جوع فَتغير مِنْهُ مزاجه وتعلل إِلَى أَن مَاتَ فِي نصف رَمَضَان سنة ثَلَاث، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن رَاشد الينبعي / قاضيها من قبل إِمَام الزيدية وَصَاحب صنعاء لكَونه زيديا فدام سِنِين حَتَّى مَاتَ وَكَانَ يتَوَقَّف فِي قبُول كثير من مخالفيه مَعَ نِسْبَة لخبرة مذْهبه، وَحج فِي سنة تسع عشرَة فأدركه أَجله بعد الْحَج فِي النَّفر الأول أَو الثَّانِي مِنْهَا وَدفن بالمعلاة وَبني على قَبره نصب. ذكره الفاسي. أَحْمد بن رَاشد التَّيْمِيّ الْبناء الْمَكِّيّ. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَخمسين.

أَحْمد بن ربيعَة بن علوان الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ / أحد المجودين للقراءات العارفين بالعلل أَخذ عَن ابْن اللبان وَغَيره وانتهت إِلَيْهِ رياسة هَذَا الْفَنّ بِدِمَشْق، وَكَانَ مَعَ ذَلِك خاملا لمعاناة ضرب المندل واستحضار الْجِنّ. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَقد جَازَ السِّتين. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. أَحْمد بن رَجَب بن طيبغا المجدي أحد مقدمي الألوف الشهَاب بن الزين القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن المجدي نِسْبَة لجده. / ولد فِي الْعشْر الأول من ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج ثمَّ جَمِيع الْحَاوِي وألفية النَّحْو وَغير ذَلِك وتفقه بالبلقيني وَابْن الملقن والكمال الديمري والشرف مُوسَى بن البابا وَبِه انْتفع فِي الْحَاوِي لمزيد تقدمه فِيهِ وَالشَّمْس الْعِرَاقِيّ وَعنهُ أَخذ الْفَرَائِض وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ الْفَرَائِض والحساب عَن التقي بن عز الدّين الْحَنْبَلِيّ والعربية عَن الشَّمْس العجيمي وَقيد عَنهُ شرحا على الشذور فِي آخَرين مِنْهُم فِي الْمِيقَات ومتعلقاته الْجمال المارداني وَكَانَ يخبر أَنه سمع الْمُوَطَّأ على المحيوي الْقَرَوِي وجد فِي الطّلب واجتهد بأعظم سَبَب بِحَيْثُ كَانَ يَحْكِي أَنه مر على الميمي خمْسا وَسِتِّينَ مرّة، وبرع فِي فنون تقدم بذكائه المفرط الَّذِي قل أَن يوازى فِيهِ وأشير إِلَيْهِ بالتقدم قَدِيما وَصَارَ رَأس النَّاس فِي أَنْوَاع الْحساب والهندسة والهيئة والفرائض وَعلم الْوَقْت بِلَا مُنَازع، واشتهر بإجادة إقراء الْحَاوِي، وانتدب للإقراء وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء وَأخذ عَنهُ الْأَعْيَان من كل مَذْهَب طبقَة بعد أُخْرَى وَمِمَّنْ لَازمه وانتفع بِهِ شَيخنَا ابْن خضر والنور الْوراق الْمَالِكِي والشرف بن الجيعان وَالسَّيِّد عَليّ والشهاب السجيني والهيثمي والبدر المارداني والزين زَكَرِيَّا والبدر حسن الْأَعْرَج، وَحكى لي عَنهُ أَنه صعد القلعة للاجتماع بالأشرف فِي قَضِيَّة ضَاقَ صَدرا بهَا فَمَا تيَسّر فَرجع وَقد تزايد كربه فاتفق أَنه دخل مدرسة قريبَة من القلعة فَتَوَضَّأ وَصلى رَكْعَتَيْنِ وَرفع رَأسه فَوجدَ بِجَانِب مِحْرَابهَا مَكْتُوبًا: (دعها سَمَاوِيَّة تجْرِي على قدر ... لَا تعترضها بِأَمْر مِنْك تنفسد)

فَاسْتَبْشَرَ بذلك وآلى أَن قضى أمره أَن يضمنهُ فِي أَبْيَات فَلم يلبث أَن جَاءَ قَاصد السُّلْطَان بِطَلَبِهِ وَحصل الْغَرَض فَقَالَ فِي أثْنَاء أَبْيَات: (فَقلت للفكر لما صَار مضطربا ... وخانني الصَّبْر والتفريط وَالْجَلد) (دعها سَمَاوِيَّة تجْرِي على قدر ... لَا تعترضها بأمرمنك تنفسد) (فخفني بخفي اللطف خالقنا ... نعم الْوَكِيل وَنعم العون والمدد) وَكَذَا حَكَاهَا لي عَنهُ الشّرف بن الجيعان وَعين الْمَكَان، وَكنت مِمَّن أَخذ عَنهُ، وَمِمَّنْ حضر عِنْده الشَّيْخ الشهَاب الكلوتاتي الْمُحدث الشهير، وَله تصانيف كَثِيرَة فائقة مِنْهَا الدوريات وجزء فِي) الحناني وَآخر فِي قَول الْمَدْيُون لرب الدّين ضع وتعجل ومختصر فِي الْفَرَائِض بديع لم يسْبق إِلَيْهِ سَمَّاهُ إبراز لطائف الغوامض فِي إِحْرَاز صناعَة الْفَرَائِض وَآخر أكبر مِنْهُ لكنه لم يشْتَهر كاشتهاره لكَونه لم يتم فَإِنَّهُ قِسْمَانِ علمي وَتمّ فِي مُجَلد وعملي لم يتم كتب مِنْهُ كراريس وَتعرض فِيهِ لخلاف الْأَرْبَعَة سَمَّاهُ الْكَافِي وَشرح الجعبرية والرسالة الْكُبْرَى وَهِي سِتُّونَ بَابا لشيخه المارداني وَالتَّلْخِيص لِابْنِ الْبناء فِي الْحساب وَهُوَ عَظِيم الْفَائِدَة بل هُوَ من أعظم تصانيفه فِي مُجَلد ضخم والرسالة لِابْنِ السراج وَله أَيْضا فِي الْحساب المبتكرات فِي دون كراس وَكَذَا من تصانيفه إرشاد الحائر فِي الْعَمَل بِربع الدائر وَزَاد الْمُسَافِر وَالْقَوْل الْمُفِيد فِي جَامع الْأُصُول والمواليد والدرر فِي مُبَاشرَة الْقَمَر والدر الْيَتِيم فِي حل الشَّمْس وَالْقَمَر وَهُوَ نَفِيس فِي بَابه وكشف الْحَقَائِق فِي حِسَاب الدرج والدقائق والمنهل العذب الزلَال فِي معرفَة حِسَاب الْهلَال والفصول فِي الْعَمَل بالمقنطرات ورسالة فِي الْعَمَل بالجيب والضوء الأح فِي وضع الخطوط على الصفائح ورسالة فِي الرّبع المستر وَأُخْرَى فِي الرّبع الْهِلَالِي وكراسة فِي معرفَة الأوساط وَأُخْرَى فِي اسْتِخْرَاج التواريخ بَعْضهَا من بعض وَله فِي إِخْرَاج الْقبْلَة بِثَلَاث نقط من غير دَائِرَة اثْنَا عشر بَيْتا وَشَرحهَا والتسهيل والتقريب فِي طرق الْحل والتركيب والإشارات فِي كَيْفيَّة الْعَمَل بالمحلولات والمنثورة فِي عُلُوم شَتَّى وَله مُصَنف فِي الحَدِيث وَكِتَابَة جَيِّدَة على الفتاوي، كل ذَلِك مَعَ الدّيانَة وَالْأَمَانَة والثقة والتواضع والسكون والسمت الْحسن وإيراد النُّكْتَة والنادرة والظرف والانجماع عَن النَّاس بمنزله المجاور للأزهر والاستغناء عَنْهُم بإقطاع بِيَدِهِ بل كَانَ يبر الطّلبَة والفقراء أَيْضا وَبَلغنِي أَنه كَانَ يَقُول إِذا استغرقت فِي غوامض الْمِيقَات أحس بالظلام فِي قلبِي وَأَنِّي كالممقوت. وَولي مشيخة الجانبكية الدوادارية بالشارع ولاه إِيَّاهَا الْأَشْرَف وَهُوَ المبتكر للتصوف فِيهَا لكَون واقفها كَانَ عتيقه وَأسْندَ إِلَيْهِ وَصيته. وَاسْتمرّ على طَرِيقَته الجميلة حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة

السبت حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة خمسين عَن أَربع وَثَمَانِينَ سنة وَدفن من الْغَد بِالْقربِ من الطَّوِيلَة فِي مشْهد حسن أمّهم شَيخنَا وَلم يخلف بعده فِي فنونه مثله وَلم يذكرهُ شَيخنَا مَعَ وَاقعَة دينية اتّفقت لَهُ عَارضه فِيهَا بمقصد صَالح من كل مِنْهُمَا أَشَارَ إِلَيْهَا فِي سنة ثَلَاثِينَ. وَقد قَالَ الْعَيْنِيّ فِي تَارِيخه كَانَ من أهل الْعلم وَالدّين كَاف الشَّرّ عَن النَّاس مُنْقَطِعًا عَنْهُم ملازما لبيته وَعِنْده بعض مسك الْيَد مَعَ الْقُدْرَة على الدُّنْيَا انْتهى، ومستنده فِي ذَلِك فِيمَا ظهر لي أَنه لأجل كَون عِيَاله كن إِمَاء كَانَ يخرج لَهُنَّ مَا يحتجن إِلَيْهِ فِي كل يَوْم بِالْمَعْرُوفِ خوفًا من تبذيرهن ويصل ذَلِك كَذَلِك على لِسَان النسْوَة إِلَى الْبَدْر لكَونه من جِيرَانه وَإِلَّا فَلم أر من طلبته الْفُقَرَاء وَنَحْوهم إِلَّا وَهُوَ يذكر بره وصلته إِلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن رَجَب بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن جميل الشّرف البقاعي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الْبُرْهَان بن الزُّهْرِيّ الْمَاضِي. / مَاتَ فِي فتْنَة التتار سنة ثَلَاث. أَحْمد بن رسْلَان. / هُوَ ابْن الْحُسَيْن بن الْحسن بن عَليّ بن رسْلَان. أَحْمد بن رسْلَان السفطي القاهري الشَّافِعِي / أحد من جد وَمهر إِلَى أَن صَار يستحضر الْكثير من الْفُرُوع الْفِقْهِيَّة ويباحث ويستشكل وَيفهم قَلِيلا وَهُوَ من كبار الطّلبَة بالخانقاه الشيخونية مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَعشْرين وَقد أكمل السِّتين. أَحْمد بن رضوَان بن عَليّ بن رضوَان شهَاب الدّين القاهري الشَّافِعِي. / نَشأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَدَار مَعَ أَبِيه فِي الأسباع وَنَحْوهَا واشتغل يَسِيرا وترفع عَن طَريقَة وَالِده فناب فِي الْقَضَاء وتنزل فِي وظائف وباشر فِي جِهَات كالخشابية وَكَانَ عَاقِلا كيسا ذَا ثروة كأبيه واستجد دَارا دَاخل بَاب النَّصْر. مَاتَ فَجْأَة فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فِي حَيَاة أَبِيه وَقد جَازَ الْأَرْبَعين وَكثر تأسف النَّاس عَلَيْهِ مَعَ التوجع لِأَبِيهِ رَحمَه الله. أَحْمد بن رَمَضَان بن عبد الله الشهَاب السُّلَيْمَانِي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي الضَّرِير نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بالشهاب الْحلَبِي. / ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بالسليمانية بِالْقربِ من آمد وانتقل مِنْهَا فِي صغره فجود الْقُرْآن بعد أَن حفظه على كل من عبد الله الشِّيرَازِيّ بحصن كيفا والْعَلَاء عَليّ بن أبي سعيد وَابْنَة الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بماردين وَابْن شلنكار بعنتاب، وتلا لعاصم وَالْكسَائِيّ وَابْن عَامر على الْبَدْر حُسَيْن الرهاوي بهَا وَلأبي عَمْرو على عبيد الضَّرِير وَمُحَمّد الأعزازي كِلَاهُمَا بحلب ولعاصم على الشَّمْس الحوراني بطرابلس وَله وَلابْن عَامر

وَغَيرهمَا على الشَّمْس بن النجار بِدِمَشْق وللكسائي على الشَّمْس القباقبي بغزة وبالجامع الْكَبِير على الْبُرْهَان الكركي بِالْقَاهِرَةِ وَكَذَا جمع الْبَعْض بهَا على التَّاج بن تمريه وَطَاف سوى مَا سلف من الْأَمَاكِن كل ذَلِك مَعَ ضَرَره الَّذِي كَانَ ابتداؤه فِي صغره من جدري عرض لَهُ وحافظته قَوِيَّة قَالَ لي أَنه حفظ الْعُمْدَة ومعالم التَّنْزِيل والشاطبيتين وألفية الْعِرَاقِيّ فِي الحديثية وَالْحَاوِي والمنهاج الفرعيين وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك والحاجبية وَجُمْلَة وَلَكِن اشْتِغَاله فِي غير الْقرَاءَات يسير فَأخذ فِي الْفِقْه والعربية وَالتَّفْسِير وَغَيرهَا عَن ابْن زهرَة بطرابلس وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْبُرْهَان الْحلَبِي والتاج بن بردس وَابْن نَاصِر الدّين وَابْن العصياتي وَطَائِفَة وقطن الْقَاهِرَة دهرا وَقَرَأَ على شَيخنَا من حفظه من أول البُخَارِيّ إِلَى مَوَاقِيت الصَّلَاة وأقرأ الطّلبَة وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الْأَمِير يشبك الْفَقِيه رَأَيْته عِنْده وَفِي مجْلِس شَيخنَا كثيرا وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن الْقصاص إِمَام الجيعانية، وَهُوَ حسن الأبهة نير الشيبة كثير التودد زَائِد الْمقَال لَهُ فهم فِي الْجُمْلَة. وَمَات قريب الثَّمَانِينَ عَفا الله عَنهُ. أَحْمد بن رَمَضَان التركماني الأجقي / صَاحب أدنة وسيس وَإيَاس وَغَيرهَا. ولي الأمرة من قبل الثَّمَانِينَ وَاسْتمرّ يُشَاقق الْعَسْكَر الشَّامي تَارَة ويصالحوه أُخْرَى وتجردوا لَهُ مرّة سنة ثَمَانِينَ كَمَا فِي الْحَوَادِث ثمَّ فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ فَكسر فِيهَا أَمِير عسكره أَخُوهُ إِبْرَاهِيم فَلَمَّا كَانَت الْفِتْنَة الْعُظْمَى وَرجع اللنك إِلَى الْعرَاق اسْتَقر قدم أَحْمد وَاسْتمرّ على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة تسع عشرَة. وَكَانَ شَيخا كَبِيرا مهيبا شهما عَليّ الهمة كَرِيمًا صاهره النَّاصِر على ابْنَته، وَله الْيَد الْبَيْضَاء فِي طرد الْعَرَب عَن حلب فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَابْن خطيب الناصرية وَزَاد مَعَ طيش ومحبة فِي الْفِتَن فَكَانَ تَارَة يدْخل تَحت الطَّاعَة وَتارَة يُشَاقق وَيكثر الْفساد وتجردت إِلَيْهِ العساكر الحلبية مرَارًا. أَحْمد بن زَكَرِيَّا التلمساني المغربي الْمَالِكِي. / أَخذ عَن ابْن مَرْزُوق الْحَفِيد وَتقدم فِي أصُول الْفِقْه والمنطق وشارك فِي الْفِقْه وَغَيره، وَهُوَ فِي سنة تسعين حَيّ وَيكون تَقْرِيبًا فِي حُدُود السّبْعين، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ صاحبنا عبد الله الحسناوي وَله ذكر فِي أبي الْفضل البجائي. أَحْمد بن الزين الْوَالِي. / يَأْتِي فِي ابْن عمر. أَحْمد بن سَالم بن حسن شهَاب الدّين الجدي نزيل مَكَّة وقاضي جدة وَيعرف

بِابْن أبي الْعُيُون. / تفقه كثيرا بِابْن سَلامَة نور الدّين وَحضر دروس الْجمال بن ظهيرة وَولده الْمُحب عَليّ وَكَانَ لَهما وادا، وجاءه توقيع بِقَضَاء جدة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَوَافَقَهُ الْمُحب على ذَلِك وَتوجه لَهَا فباشر الْأَحْكَام على صفة لَا يعْهَد مثلهَا بهَا فشق ذَلِك على الْمُحب فاستدعاه لأمر مَا فَلم يحضر فَعَزله ثمَّ أَعَادَهُ وَسُئِلَ فِي صرفه فَأجَاب وَكَانَ مِمَّا يعانى التِّجَارَة وَحصل دنيا وعقارا والتقط من المنسك الْكَبِير لِابْنِ جمَاعَة مَا يتَعَلَّق بِهِ بِمذهب الشَّافِعِي فِي كراريس وَكَانَ يذكر أَنه من ربيعَة الْفرس. مَاتَ بِمَكَّة فِي أَوَائِل ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين وَدفن بالمعلاة وَهُوَ) فِي عشر الْخمسين ظنا. ذكره الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة. أَحْمد بن سَالم بن حسن الإسحاقي / نِسْبَة لمحلة إِسْحَاق من الغربية. ولد قبل الْخمسين وَثَمَانمِائَة وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَنسخ واشتغل قَلِيلا وَقد اجْتمع بِي فَأخذ عني شَيْئا. أَحْمد بن سَالم الْعَبَّادِيّ ثمَّ القاهري الأزبكي شَقِيق إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَمُحَمّد الْآتِي / مِمَّن يتسمى شافعيا كَأَنَّهُ لأجل الْوَظَائِف وَإِلَّا فالثلاثة لَا أَهْلِيَّة فيهم، وَقد حج مَعَ أَبِيه وأخيه فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين فَرَجَعَا وَتَأَخر إِبْرَاهِيم. أَحْمد بن أبي السعادات بن عَادل الْحُسَيْنِي الْمدنِي أَخُو عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَعبد الْكَرِيم الْمَذْكُورين. / ولد سنة سبع وَسِتِّينَ بِالْمَدِينَةِ وَحفظ الْقُرْآن والقدوري واشتغل قَلِيلا وَهُوَ مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. أَحْمد بن سعد بن أَحْمد الشهَاب الخيفي بِالْمُعْجَمَةِ ثمَّ تَحْتَانِيَّة بعْدهَا فَاء الْمَكِّيّ / حفظ الْقُرْآن وتنزل مَعَ قراء سبع سودون الطياري وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة الْجَوْهَرِي وَعبد الْكَرِيم حفيد القطب الْحلَبِي وَأَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ وَعَائِشَة بنة عبد الْهَادِي وَغَيرهم وَسمع بِمَكَّة سنة أَربع عشرَة على الزين المراغي المسلسل بالأولية وَختم البُخَارِيّ وَكَانَ مُبَارَكًا لَهُ نظم، كتب عَنهُ النَّجْم بن فَهد وَقَالَ مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد تَاسِع شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة. أَحْمد بن سعد بن مُسلم شهَاب الدّين الأريحي الدِّمَشْقِي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ / نَائِب مقَام الْحَنَفِيَّة بهَا وَشَيخ رِبَاط ربيع. شهد على ابْن عَيَّاش فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِإِجَازَة عبد الأول المرشدي. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس مستهل جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. أَحْمد بن سعد الْهِنْدِيّ الْمَكِّيّ / الْقَائِد نَائِب مَكَّة للسَّيِّد بَرَكَات ثمَّ لوَلَده وَكَانَ طَويلا مهابا جريئا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.

أَحْمد بن سعد الدّين. / فِي بدلاي. أَحْمد بن أبي السُّعُود. / فِي ابْن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى. أَحْمد بن سعيد بن أَحْمد السماقي الحسباني أَخُو القَاضِي شرف الدّين قَاسم وَالشَّاهِد بسوق صاروجا. / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْ عشرَة عَن سبعين سنة بِدِمَشْق. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. أَحْمد بن سعيد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم قَاضِي الشَّام السنوسي. / ذكره ابْن عزم. أَحْمد بن سعيد بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الْجريرِي بِفَتْح الْجِيم وبمهملتين نِسْبَة لقرية من قرى القيروان تنْسب لشخص يُقَال لَهُ ابْن جرير الْمرَادِي المالقي الْمَالِكِي. / ولد فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة بالقرية الْمَذْكُورَة وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن لنافع ثمَّ انْتقل إِلَى القيروان فَأخذ الْفِقْه عَن عمر المسراتي ثمَّ إِلَى تونس فَأَخذه عَن أَبَوي الْقسم بن أَحْمد البرزالي ولازمه أَرْبعا وَعشْرين سنة فَأكْثر حَتَّى كَانَ انتفاعه بِهِ وَابْن عَبدُوس وَعمر بن مُحَمَّد القلشاني بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون ثمَّ مُعْجمَة ثمَّ نون وَعنهُ أَخذ الْأَصْلَيْنِ والعربية والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَمُحَمّد الطبلبي بموحدتين الأولى مَضْمُومَة بَينهمَا لَام سَاكِنة مُحَمَّد بن مَرْزُوق وَأبي الْقسم العقباني والعربية أَيْضا عَن حسن العلويني وَأحمد الشماع، والفرائض والحساب عَن يُوسُف التّونسِيّ، وَسمع على البرزالي وَابْن مَرْزُوق والعقباني والشماع فِي آخَرين ثمَّ قصد التجرد وَظهر لَهُ أَن النِّيَّة فِي الِاشْتِغَال والأشغال فَاسِدَة فارتحل لِلْحَجِّ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وسافر فِي الْبَحْر فِي أَوَاخِر ربيع الآخر مِنْهَا فِي مركب لبَعض الفرنج فَخرج عَلَيْهِم مركب للحسويين فأصيب مركبهم مِنْهُ فقصدوا رودس وَأَقَامُوا بهَا نَحْو عشْرين يَوْمًا حَتَّى أصلحوها ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وسافر مِنْهَا فِي الْبَحْر أَيْضا إِلَى مَكَّة فَقَدمهَا فِي رَمَضَان مِنْهَا فحج وزار صُحْبَة الْمركب وقطن الْمَدِينَة وصاهر قاضيها فتح الدّين بن صَالح وَبَقِي على طَرِيق السياحة مُدَّة ثمَّ سُئِلَ فِي الأشغال فَامْتنعَ ثمَّ استخار الله فانشرح لَهُ صَدره وتصدى لإقراء الْفِقْه والعربية وَكَانَ مُحَمَّد بن نَافِع الْآتِي وَغَيره يمتنعون من الإقراء مَعَه وَرُبمَا حضر بَعضهم عِنْده مَعَ الصّلاح وَالْعِبَادَة حَتَّى أنني رَأَيْت أهل الْمَدِينَة فِيهِ كلمة إِجْمَاع وَمَعَ ذَلِك فَقَالَ البقاعي أَنه لقِيه فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَكتب عَنهُ من نظمه: (يَا سَيِّدي يَا رَسُول الله يَا سندي ... يَا عمدتي يَا رجائي مُنْتَهى أملي) (أنته الْوَجِيه الَّذِي ترجى شَفَاعَته ... كن لي شَفِيعًا غَدا يَا خَاتم الرُّسُل)

وَمن إنشاده لأبي يحيى بن عقيبة القفصي مِمَّا أنْشد لَهُ: (أزف الْحمام وَأَنت ساه معرض ... عَن كل خطب فَمَا لئيم يعرض) (يَا وَيْح من ركب البطالة واعتدى ... يشْتَد فِي طلب الْخِصَام وينهض) وَبحث مَعَه وَأَنه رَآهُ شَدِيد الْإِعْجَاب بِنَفسِهِ مَعَ إِظْهَار الصّلاح وَالْمُبَالغَة فِي التبرئ من الدُّنْيَا) وَبَالغ فِي الْحَط مِنْهُ وَوَصفه بالعجب وَالْكبر والحسد قَالَ وَأهل الْمَدِينَة مفتونون بِهِ، وهجاه بقوله: (وثعبان بدا فِي زِيّ حَبل ... لأجعله جَرِيرًا للبعير) (يُخَادع كالجريري كل كسر ... فَقلت لحاك رَبِّي من جريري) قلت وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي صَبِيحَة يَوْم الْخَمِيس لخ رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم لم يتَخَلَّف عَنهُ أحد من أهل السّنة رَحمَه الله وإيانا وَهُوَ وَالِد زَوْجَة الْبَدْر حسن بن زين الدّين وَقد اسْتَفَدْت بعض شُيُوخه من إِجَازَته لعبد السَّلَام الأول ابْن الشَّيْخ نَاصِر الدّين الكازروني حِين عرض عَلَيْهِ بعض محافيظه. أَحْمد بن سعيد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس التلمساني المغربي الْمَالِكِي. / ولي قَضَاء الاسكندرية ودمشق وطرق الْبِلَاد وَدخل شيراز وَشهد بهَا وَفَاة ابْن الْجَزرِي وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، وَعمر الدَّار وَالْحمام دَاخل بَاب الْفرج فَلم يمتع بذلك إِلَّا قَلِيلا، وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ على شَيخنَا فِي صَحِيح مُسلم وَغَيره وَأثْنى على مُبَاشَرَته لقَضَاء الاسكندرية فِي تَرْجَمَة الْجمال عبد الله بن الدماميني من تَارِيخه فَإِنَّهُ قَالَ أَنه اسْتَقر بعده وباشره متحفظا فِي مُبَاشَرَته إِلَى أَن شاعت سيرته المستحسنة وَقد رَأَيْته كثيرا بَين يَدَيْهِ، وَولي قَضَاء الشَّام بعد وانفصل بِابْن عبد الْوَارِث ثمَّ أُعِيد ثمَّ انْفَصل، مَاتَ مصروفا فِي رَابِع ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَسبعين بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ بالجامع وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس فِي الْجِهَة الشرقية وَكَانَ قد قدم الْقَاهِرَة قبل بِيَسِير وحاول عود الْقَضَاء فَمَا أمكن رَحمَه الله، وَكَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا. أَحْمد بن سعيد ويكنى أَبَا نَافِع هُوَ بِهِ أشهر. / شيخ مسن من صوفية البيبرسية كَانَ حكويا ضخم الشكالة طلق الْعبارَة كثير المماجنة والدعابة، غير متحرز فِي أَلْفَاظه وحكاياته، سَمِعت من ذَلِك جملَة بَاب البيبرسية وَكَأَنَّهُ كَانَ من قدماء صوفيتها فقد رَأَيْته سَمَاعه بهَا على النُّور عَليّ بن سيف الأبياري لليسير من سنَن ابْن مَاجَه فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَشَيْخه ضَابِط الْأَسْمَاء وَكَانَت وَفَاته

بعد سنة أَرْبَعِينَ عَفا الله عَنهُ. أَحْمد بن سَفَرِي الإِمَام شهَاب الدّين. / سمع هُوَ وصهره برهَان الدّين على شَيخنَا المتباينات لَهُ بِقِرَاءَة يحيى بن فَهد. أَحْمد بن سُلْطَان النشيلي ثمَّ القاهري. / نَشأ فِي خدمَة صهره فَقِيرا جدا وَكَانَ يحضر دروسه وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا بل أم بالسابقية فَلَمَّا ولي الْقَضَاء صَار أحد شُهُود الْمُودع وَحضر التّرْك وكاس وتعددت ثِيَابه النفيسة الفاخرة وَكَثُرت جهاته فَلَمَّا امتحن القَاضِي وجماعته اختفى فدام مُدَّة الترسيم عَلَيْهِم ثمَّ لما عملت الْمصلحَة ظهر وَيُقَال أَنه على مَال أَيْضا وَهُوَ من نمطهم فِي إِظْهَار الْأَدَب مَعَ بَاطِن الله أعلم بحقيقته. أَحْمد بن سلمَان بن مُحَمَّد الشهَاب الْحَمَوِيّ. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عوجان الشهَاب المغربي الأَصْل الْمَقْدِسِي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن عوجان بِمُهْملَة ثمَّ وَاو ثمَّ جِيم مفتوحات وَالِد مُحَمَّد وَفَاطِمَة. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بالقدس فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَكَانَ ثَانِي مالكي بهَا وعزل غير مرّة ثمَّ يُعَاد وَلم تحمد سيرته فِي الْقَضَاء لبذله ثمَّ ارتشائه مَعَ أَنه كَانَ عَالما فَقِيها فَاضلا يُفْتِي ويدرس وَيعرف صناعَة الْقَضَاء حَتَّى كَانَ فِي كِتَابَة الشُّرُوط وإتقانه لَهَا وَمَعْرِفَة الْخلاف فِيهَا بمَكَان، قَالَ الشَّمْس الْهَرَوِيّ كَانَ يكْتب مائَة سطر مَا يحكم عَلَيْهِ فِي سطر. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَرَآهُ الْبُرْهَان بن غَانِم فِي النّوم بعد مَوته بِقَلِيل فَسَأَلَهُ عَن حَاله فَحلف لَهُ بِالطَّلَاق أَن الله قد غفر لَهُ، وَاسْتقر عوضه فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة ابْنه. ذكره ابْن أبي عذيبة مطولا وَقَالَ أَن الشهَاب أخبرهُ أَنه حج مرّة فَنَامَ فِي الْحرم الْمدنِي فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَالِسا دَاخل الْحُجْرَة وَأَنه رام الدُّخُول مَعَ من يدْخل فَمنع فَصَارَ يترقق لمن يمنعهُ ويبالغ فَقَالَ لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَدخل على مَا فِيك من دبر فَكَانَ يحكيها وَهُوَ بكي قَالَ وَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ لما دخل عَلَيْهِ سلم على غفير إيلياء إِذا رجعت إِلَيْهَا فَقَالَ وَمن هُوَ يَا رَسُول الله فَقَالَ خَليفَة، وَقَالَ ابْن أبي عذيبة أَن وَالِده سُلَيْمَان مَاتَ فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة عَن تسعين بِتَقْدِيم التَّاء فأزيد وَكَانَ مرقيا للخطباء وجابي الصَّدقَات الْحكمِيَّة وبلغنا من الثِّقَات أَنه كَانَ سيء العقيدة يعْتَقد أَن الشَّمْس فعالة وَأَنَّهَا تسْتَحقّ الْعُبُودِيَّة. أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد الشهَاب الْمصْرِيّ ثمَّ السكندري الْمَالِكِي وَيعرف

بالتروجي / نِسْبَة لتروجة من نواحي الاسكندرية سكن الاسكندرية وقتا ثمَّ جال فِي الْبِلَاد وَدخل الْعرَاق والهند وَعظم أمره ببنجالة من بِلَاد الْهِنْد وَحصل لَهُ فِيهَا دنيا ثمَّ ذهبت عَنهُ وانتقل إِلَى الْحجاز وَأقَام بالحرمين سِنِين، وَمَات بِمَكَّة فِي رَابِع شَوَّال سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَدفن بالمعلاة عَن نَحْو سِتِّينَ سنة. وَكَانَت لَهُ نباهة فِي الْعلم ويذاكر بأَشْيَاء حَسَنَة من الحكايات وَالشعر وينطوي على خير وَبَلغنِي أَنه وقف عدَّة كتب وَجعل مقرها برباط الخوزي من مَكَّة وَبِه كَانَ يسكن وَفِيه توفّي رَحمَه الله. قَالَه الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة. أَحْمد بن سُلَيْمَان بن جَار الله بن زايد السنبسي الْمَكِّيّ. / ذكره ابْن فَهد هَكَذَا مُجَردا. أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن الْعِزّ مُحَمَّد بن التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو عبد الرَّحْمَن الْآتِي. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنَّهَا أجَاز لَهُ فِي استدعاء الصرخدي سنة اثْنَتَيْنِ وبيض لَهُ. أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عقبَة الْبناء. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ. أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عِيسَى البدماصي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الإينالية / بالشارع وإمامها ووالد التقي مُحَمَّد الْحَنْبَلِيّ البسطي شيخ سوق الْفَاضِل الْآتِي. شيخ معمر من أهل الْقُرْآن يذكر بِخَير. مَاتَ وَقد أضرّ. أَحْمد بن سُلَيْمَان بن غَازِي بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن تورشاه بن أَيُّوب بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب بن شاذي الْأَشْرَف أَبُو المحامد بن الْعَادِل بن الْمُجَاهِد بن الْكَامِل بن الْعَادِل بن الأوحدي الْمُعظم بن الصَّالح نجم الدّين صَاحب مصر بن الْكَامِل الأيوبي صَاحب حصن كيفا وأعمالها من ديار بكر. / وَليهَا بعد أَبِيه فِي سنة سبع وَعشْرين وَكَانَ مشكور السِّيرَة محبا لرعيته لوفور عقله وسياسته وديانته مَعَ فضل وميل زَائِد إِلَى الْأَدَب ومشاركة فِي فنون وكرم وشجاعة وظرف. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ أَنه كَانَ خرج فِي عسكره لملاقاة السُّلْطَان على حِصَار آمد فاتفق أَنه نزل لصَلَاة الصُّبْح فَوَقع بِهِ فريق من التركمان فأوقعوا بِهِ على غرَّة فَقتل وَذَلِكَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَدفن بالحصن وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة وَوصل وَلَده الصَّالح خَلِيل مَعَ بَقِيَّة أَصْحَابه إِلَى السُّلْطَان فقرره فِي مملكة أَبِيه ولقب بالكامل قَالَ وَكَانَ فَاضلا أديبا لَهُ شعر حسن

وقفت على ديوانه وَهُوَ يشْتَمل على نوائح فِي أَبِيه وغزل وزهديات وَغير ذَلِك، وَكَانَ جوادا محبا فِي الْعلمَاء رَحمَه الله. قلت وَمِمَّنْ ذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَنه مَاتَ عَن نَحْو السِّتين فَالله أعلم وشق قَتله على الْأَشْرَف كثيرا، وَمن نظمه: (بدا حبي وَقد خضب الْيَدَيْنِ ... فأتلف مهجتي بالحاجبين) (وَبَين النّوم والجفن اخْتِلَاف ... كَمَا بَين الَّذِي أَهْوى وبيني) ) (ترفق يَا حبيب الْقلب واعطف ... لتنعم بِالرِّضَا عَيْني بعيني) (إِذا رمت سلوا الق قلبِي ... يجرجره الْجمال بقائدين) (وَإِن أذنبت ذَنبا يَا غزالي ... أرى لَك عِنْد قلبِي شافعين) (يعنفني فُؤَادِي كَيفَ أسلو ... مليحا سَاكِنا فِي الناظرين) (يذوب الْقلب مني حِين يضحى ... شرودا للغرام محركين) (فزرني يَا حَبِيبِي تلق أجرا ... ودس فضلا على رَأْسِي وعيني) أَحْمد بن النَّجْم سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مَرْوَان بن عَليّ بن منْجَاب بن حمايل الزملكاني الشَّيْبَانِيّ البعلي ثمَّ الصَّالِحِي. / أحد رَوَاهُ الصَّحِيح عَن الحجار وَسمع أَيْضا من غَيره وَله إجَازَة من أبي بكر بن مُحَمَّد بن عنتر وَغَيره، وَحدث سمع عَلَيْهِ الياسوفي وَغَيره. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه أجَاز لَهُ التقي بن تَيْمِية وَغَيره وَأَنه مَاتَ فِي دمشق وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ. أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الله الشهَاب الْكِنَانِي الحوراني الأَصْل الْغَزِّي الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ نزيل مَكَّة وأخو عبد الله الْآتِي. / اشْتغل بالقراءات وتميز فِيهَا وَفهم العريبة واشتغل وقطن مَكَّة على خير وانجماع مَعَ تحرز وتخيل، وَقد لازمني كثيرا فِي الرِّوَايَة وكتبت لَهُ إجَازَة وسمعته ينشد من نظمه: (سَلام على دَار الْغرُور لِأَنَّهَا ... مكدرة لذاتها بالفجائع) (فَإِن جمعت بَين المحبين سَاعَة ... فعما قَلِيل أردفت بالموانع) ثمَّ قدم الْقَاهِرَة من الْبَحْر فِي رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وأنشدني من لَفظه قصيدتين فِي الْحَرِيق والسيل الْوَاقِع بِالْمَدِينَةِ وبمكة وكتبهما لي بِخَطِّهِ وسافر لغزة لزيارة أمه وجاءتني مطالعته فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَنه قَرَأَ فِيهَا البُخَارِيّ وَأَقْبل عَلَيْهِ جمَاعَة من أَهلهَا ويلتمس مني سندي بِهِ وَبِغَيْرِهِ. أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد الديروطي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن عزيرة وَهِي أمه. /

قَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ وَكَذَا على الْبُرْهَان الكركي وشاركه مُشَاركَة يسيرَة فِي الْفِقْه والنحو والفرائض وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَحج. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن ربيع الأول سنة سِتّ وَسبعين. أَحْمد بن سُلَيْمَان بن نصر الله بن إِبْرَاهِيم الشهَاب البلقاسي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَالِد سُلَيْمَان الْآتِي وَيعرف جده إِبْرَاهِيم بالخطيب وَهُوَ بالزواوي / لكَونه كَمَا سمعته مِنْهُ كَانَ يجلس فِي الْمكتب وَحده بالزاوية مِنْهُ فَهُوَ لقب كَمَا كَانَ الشَّيْخ صَالح الزواوي يَقُول فِي شهرته بهَا أَنه لقب. ولد سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا ببلقاس من الغربية وانتقل مِنْهَا وَهُوَ صَغِير إِلَى الْقَاهِرَة فقطن بالأزهر وَحفظ الْقُرْآن والعقيدة للغزالي ومختصر التبريزي والمنهاج كِلَاهُمَا فِي الْفِقْه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك والعراقي والشاطبية وَكَذَا بُلُوغ المرام لشَيْخِنَا فِيمَا بَلغنِي وَغير ذَلِك وَعرض فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا على خلق مِنْهُم شَيخنَا والقاياتي والشهاب بن المحمرة وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الديري والأقصرائي وباكير والبساطي والزين عبَادَة وَابْن تَقِيّ والحناوي وطاهر والمحب بن نصر الله وَأَقْبل بجد على الِاشْتِغَال فلازم القاياتي فِي الْفِقْه والأصلين والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا من الْفُنُون بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَابْن المجدي فِي الْفَرَائِض والحساب والميقات والهيئة والهندسة وَغَيرهمَا مِمَّا كَانَ يُؤْخَذ عَنهُ وَالشَّمْس الْحِجَازِي فِي الْفِقْه وَغَيره أَخذ عَنهُ فِي مُخْتَصره للروضة وَفِي العجالة والونائي وَالْعلم البُلْقِينِيّ لَكِن يَسِيرا وَكَذَا اشتدت عنايته فِي الْفُنُون بملازمة الكافياجي، وَأخذ عَن الشمني وَابْن الْهمام وَمن لَا أحصيه كَثْرَة، وَجمع للعشر على الزين طَاهِر والشهاب السكندري وللثمان على الزين رضوَان الْمُسْتَمْلِي وَأكْثر التَّرَدُّد إِلَيْهِ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وَأَشْيَاء مِنْهَا قِطْعَة من الْحِلْية لألبي نعيم واغتبط بشيخنا وَأخذ عَنهُ الْكثير بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره فَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ هُوَ السّنَن للدارقطني وزوائد ابْن حبَان على الصَّحِيحَيْنِ وَالْمَوْجُود من صَحِيح ابْن خُزَيْمَة وَأكْثر فِي الرِّوَايَة والدراية عَمَّن دب ودرج ورافقنا على ابْن الْفُرَات والرشيدي والصالحي والشهاب العقبي، وَسمعت الْكثير بقرَاءَته وَكَذَا سمع بِقِرَاءَتِي أَشْيَاء بل وَأخذ عَن جمَاعَة قبلنَا كَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان والزين الزَّرْكَشِيّ وَلَا يزَال يدأب حَتَّى برع وَتقدم فِي فنون وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة وَأذن لَهُ القاياتي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فِي إقراء الْفِقْه وأصوله والمعاني وَالْبَيَان والبديع لمن شَاءَ فِي أَي

وَقت شَاءَ قَالَ لعلمه بتأهله لذَلِك فِي آخَرين مِنْهُم كشيخنا وَابْن المجدي والزين طَاهِر، وتصدى للاشتغال فِي حَيَاة جلّ شُيُوخه فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة وَرُبمَا كتب على الفتوي، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة قوي الحافظة حسن الفاهمة مشاركا فِي فنون طلق اللِّسَان محبا فِي الْعلم والمذاكرة والمباحثة غير منفك عَن التَّحْصِيل بِحَيْثُ أَنه كَانَ يطالع فِي مَشْيه ويقرئ الْقرَاءَات فِي حَال أكله خوفًا من ضيَاع وقته فِي غَيره أعجوبة فِي هَذَا الْمَعْنى لَا أعلم فِي وقته من يوازيه فِيهِ طارحا للتكلف كثير التَّوَاضُع مَعَ الْفُقَرَاء سَهْما على غَيرهم سريع الْقِرَاءَة جدا، وَقد حج مَعَ وَالِده وَلم يزل على طَرِيقَته فِي الِاشْتِغَال والأشغال حَتَّى مَاتَ قبل أَن يتكهل فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين ببيته فِي سويقة السباعين وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر وَدفن بتربة يُونُس الدوادار المستجدة تجاه تربة برقوق رَحمَه الله وإيانا، وَلم يسلم من أَذَى البقاعي حَيْثُ وَصفه فِي بعض الْأَثْبَات بِابْن الْمُهْتَدي وَهَذَا لَو صَحَّ لم يكن بقادح فِيهِ وَالله حسيبه. أَحْمد بن سُلَيْمَان الْهِنْدِيّ. / يَأْتِي فِي مكي. أَحْمد بن سِنَان بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْمَكِّيّ الْقَائِد. / مَاتَ فِي يَوْم السبت تَاسِع رَجَب سنة سبع وَأَرْبَعين بِالْهَدةِ وَحمل إِلَى مَكَّة فوصلوا بِهِ فِي آخر لَيْلَة الْأَحَد فَدفن بالمعلاة. أَحْمد بن سَنَد. / هَكَذَا بخطى فِي الآخذين عني وَأَظنهُ مُحَمَّد بن سَنَد الْمُسَمّى أَبوهُ بعلي وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله. أَحْمد بن شاه روخ بن تيمورلنك كوركان الْمَعْرُوف بِأَحْمَد جوكي. / كَانَ من أَعْيَان أَوْلَاد أَبِيه وَمِمَّنْ لَهُ سطوة وإقدام وشجاعة فَكَانَ لذَلِك يُرْسِلهُ فِي العساكر إِلَى الأقطار وَفتح عدَّة بِلَاد وقلاع وَوَقع بَينه وَبَين اسكندر بن قرا يُوسُف متملك تبريز حروب ووقائع آخرهَا فِي سنة وَفَاته، وَمَات بعد ذَلِك فِي شعْبَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَاشْتَدَّ حزن أَبِيه عَلَيْهِ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار قَالَ وَاتفقَ أَن وَالِده مَاتَ لَهُ فِي هَذِه السّنة ثَلَاثَة أَوْلَاد كَانُوا مُلُوك الشرق بشيراز وكرمان وَهَذَا كَانَ من أَشَّدهم. أَحْمد بن شاهين الكركي سبط شَيخنَا وشقيق يُوسُف الْآتِي. / مَاتَ فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ بعد أَن استجاز لَهُ جده فِي سنة خمس وَعشْرين جمَاعَة. أَحْمد بن شاور بن عِيسَى الشهَاب العاملي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الفرضي /

تقدم فِي الْفَرَائِض والحساب ومتعلقاتهما، وَمن شُيُوخه الشَّمْس الكلائي وَوَصفه الزين الْعِرَاقِيّ فِي طبقَة الشَّيْخ، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ عَالما بالفرائض مشاركا فِي غَيرهَا. مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ. قلت وَأخذ عَنهُ مِمَّن لَقيته الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن الرُّومِي الْحَنَفِيّ وكتبت لَهُ كَمَا فِي تَرْجَمته من معجمي إجَازَة بليغة والشهاب السيرجي وَله تقريظ لمنظومة أثْبته فِي تَرْجَمته. أَحْمد بن شبوان بن عمر أَبُو الْعَبَّاس بن أبي الْجُود الحصيني من عرب بِالْقربِ من الجزائر العابدي الْعلوِي المغربي الْمَالِكِي. / شيخ فَاضل مفنن قدم علينا الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على ألفية الْعِرَاقِيّ بحثا وَسمع مني فِي الأمالي وَغَيرهَا وَكَذَا قَرَأَ على ابْن قَاسم وَغَيره ثمَّ رَجَعَ إِلَى غَزَّة فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا عِنْد قاضيها وَغَيره وَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي الطَّاعُون سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ شَهِيدا وَكَانَ مَعَ فضيلته صَالحا رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. أَحْمد بن الشَّرِيفَة. / هُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب. يَأْتِي. أَحْمد بن شعْبَان بن عَليّ بن شعْبَان الشهَاب الْأنْصَارِيّ الفارسكوري الأَصْل الْغَزِّي الشَّافِعِي أمثل بني أُميَّة وَيعرف بِابْن شعْبَان الكساني. / نَشأ بغزة فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفيتي الحَدِيث والنحو وَغير ذَلِك كالشاطبية والرائية، وَأخذ عَن ابْن الْحِمصِي فِي الْفِقْه وَغَيره، وَقدم الْقَاهِرَة فاخذ عَن الْمَنَاوِيّ والعبادي وَغَيرهمَا وتلا فِيهَا للأربعة عشر على الزين جَعْفَر وَفِي بَيت الْمُقَدّس للسبع على الشَّمْس بن عمرَان وَفِي غَزَّة على الزين مُحَمَّد أبي شامة القادري وبرع وتفنن ونظم وَأفَاد وتصدى للتدريس والإفتاء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة مَعَ تصون وَخير واستقامة، وَقد أَخذ عني قَلِيلا ثمَّ بعد مُدَّة رَجَعَ إِلَى بَلَده فاستقر بهَا وتمشيخ وَصَارَ يجمع النَّاس على الذّكر فراج بَين عرب الْبَوَادِي والقرى بِالنِّسْبَةِ لكساد سوق الْعلم، وَحج وجاور وأقرأ الطّلبَة هُنَاكَ وبالاسكندرية ودمياط ودمشق وَبَيت الْمُقَدّس وَغَيرهَا وَكَثُرت طلبته وَاسْتقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي فِي قِرَاءَة الحَدِيث بمدرسته بغزة وَنعم الرجل. أَحْمد بن شعْبَان. / عمل البرددارية فِي الْخَاص وتمول وَأَنْشَأَ دَارا حَسَنَة بِالْقربِ من زَاوِيَة الشَّيْخ مَدين بالمقسم وَكَانَ مِمَّن يثني عَلَيْهِ فِي طائفته مَعَ أَنه كَانَ قد أعرض عَن البرددارية وقتا وتعلل مُدَّة إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشري جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد الصَّلَاة وَدفن فِي حوش

بِالْقربِ من تربة الْأَشْرَف برسباي وَكَانَ مصاهرا للبدر بن الْغَرْس فَعمل لَهُ بعد جُمُعَة مأتما عَفا الله عَنهُ. أَحْمد بن شُعَيْب / خطيب بَيت لهيا كَانَ عابدا قَانِتًا كثير التَّهَجُّد وَالذكر حَتَّى قَالَ الشهَاب بن حجي أَنه قل من كَانَ يحلقه فِي ذَلِك. مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. أَحْمد بن شُعَيْب. / فِي ابْن مُحَمَّد بن شُعَيْب. يَأْتِي. أَحْمد بن سكر / ويدعى بدير يَأْتِي فِي الْمُوَحدَة. أَحْمد بن شهَاب الدّين بن أَحْمد بن شهَاب بن أَحْمد بن عَبَّاس الشرباصي ثمَّ الفارسكوري الخامي وَيعرف بِابْن الأديب. / ولد تَقْرِيبًا فِي سنة ثَمَانمِائَة بشرباص يحركها أَولهَا مُعْجمَة وَآخِرهَا مُهْملَة من عمل دمياط، ونظم الشّعْر وارتزق من الحياكة، ولقيه ابْن فَهد والبقاعي وَابْن الإِمَام فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فَكَتَبُوا عَنهُ من نظمه قصيدة أَولهَا: (من ذَا الَّذِي من مقلتيه يقيني ... هَذَا الَّذِي أخلصت فِيهِ يقيني) وَغير ذَلِك، وَكَانَ عاميا مطبوعا مَعَ كَونه أُمِّيا لَا يحسن الْكِتَابَة وَكَذَا كَانَ أَبوهُ من المشتهرين هُنَاكَ بالأدب. أَحْمد بن الشَّهِيد. / هَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي سنة ثَلَاث عشرَة من أنبائه وَقَالَ أَنه كَانَ أَولا يتعانى صناعَة الْفراء ثمَّ اشْتغل قَلِيلا وباشر فِي ديوَان السُّلْطَان ثمَّ ولي الوزارة ثمَّ وَقعت فتْنَة اللنك وَهُوَ وَزِير فاستصحبه إِلَى بِلَاده ثمَّ خلص مِنْهُ بعد ثَلَاثِينَ وَورد دمشق فباشر نظر الْجَيْش وَغَيره فِي شعْبَان انْتهى. أَحْمد بن شيخ بن عبد الله المظفر الشهَاب أَبُو السعادات بن الْمُؤَيد المحمودي وَأمه سعادات من أهل الشَّام. / ولد فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، ولي السلطنة بعد أَبِيه فِي الْيَوْم الَّذِي دفن فِيهِ أَبوهُ من الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين وسنه حِينَئِذٍ سنة وَثَمَانِية أشهر وَبَعض شهر، وَدخل حلب مَعَ أمه لما تزَوجهَا الطَّاهِر ططر قبل أَن يتسلطن ثمَّ خلعه فِي شعْبَان مِنْهَا. وَمَات بعد ذَلِك فِي سجن الاسكندرية هُوَ وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيم الصَّغِير الْمَاضِي فِي الطَّاعُون فَكَانَت وَفَاة هَذَا فِي لَيْلَة الْخَمِيس سلخ جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ودفنا

بالثغر ثمَّ نقلا بعد مُدَّة إِلَى الْقَاهِرَة فدفنا عِنْد أَبِيهِمَا بالقبة من الْجَامِع المؤيدي وَكَانَ بِعَيْنِه حول فَاحش حصل عِنْد سلطنته من دق الكوسات حِين غَفلَة فلاقوه إِلَّا بِاللَّه. وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار جدا والمقريزي فِي عقوده. أَحْمد بن صَالح بن أَحْمد بن عمر / وَاخْتلف فِيمَن فَوْقه فَفِي ثَبت الْبُرْهَان الْحلَبِي يُوسُف بن أبي السفاح وَقيل أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن صَلَاح الدّين أبي الْبَقَاء الْحلَبِي الشَّافِعِي وَالِد عمر وَصَالح الآتيين وأخو نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَيعرف بِابْن السفاح لكَون أَبِيه ابْن أُخْت قَاضِي حلب النَّجْم عبد الْوَهَّاب والزين عمر ابْني أبي السفاح. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَغَيره وَسمع من الْكَمَال بن حبيب سنَن ابْن مَاجَه وَغَيرهَا) وعَلى الشهَاب بن المرحل وَغَيره واشتغل يَسِيرا وتعانى بِبَلَدِهِ الْكِتَابَة فِي التوقيع إِلَى أَن مهر فِيهِ ثمَّ ولي نظر الشَّيْخ بهَا بعد الْفِتْنَة التمرية ثمَّ عزل وسافر إِلَى الْقَاهِرَة فاستقر موقع الْأَمِير يشبك أتابك العساكر بعد أَخِيه نَاصِر الدّين ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بصفد ثمَّ بحلب مرّة بعد أُخْرَى وباشرها مُبَاشرَة حَسَنَة ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَاسْتقر فِي توقيع الْأَشْرَف قبل سلطنته فَلَمَّا تسلطن اسْتَقر بِهِ كَاتب السِّرّ ابْن الكويز فِي كِتَابَة السِّرّ بِبَلَدِهِ إِرَادَة للراحة مِنْهُ فَتوجه إِلَيْهَا بعد أَن كَانَ يُبَاشر توقيع الدست مُدَّة فَلَمَّا مَاتَ الشريف شهَاب الدّين أَحْمد ابْن ابراهيم بن عدنان الْحُسَيْنِي كَاتب السِّرّ وَأَخُوهُ الْعِمَاد أَبُو برك استدعى الْأَشْرَف فاستقر بِهِ فِي كِتَابَة السِّرّ بِمصْر وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَاسْتقر بولده عمر عوضه فِي حلب فباشر الشهَاب الْوَظِيفَة بِدُونِ دربة وسياسة لكَونه لم يكن بالفاضل حَتَّى وَلَا فِي الْإِنْشَاء مَعَ سوء خطّ بِحَيْثُ أَنه أرسل مطالعة للأشرف فَلم يحسن الْبَدْر بن مزهر قرَاءَتهَا لضعف خطها وتركيب ألفاظها وَلَا فهم المُرَاد نها فَجَعلهَا فِي طي كتاب يتَضَمَّن أَنا قد عجزنا عَن فهمما فِي كتابك فالمخدوم ينْقل خطواته إِلَيْنَا ليقرأه على السُّلْطَان، وَكَانَ ذَلِك سَببا لغرامته جملَة وَكَذَا مَعَ طيش وخفة مزاج بِحَيْثُ أَنه كثيرا مَا كَانَ يكلم نَفسه وَمَعَ ذَلِك فاستمر فِيهَا حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ بعد توعكه خَمْسَة أَيَّام وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان والقضاة والأمراء والأعيان فِي مصلى المؤمني وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى وَاسْتقر عوضه الصاحب كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن كَاتب المناخات. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: وَكَانَ قَلِيل الشَّرّ غير مهاب ضَعِيف التَّصَرُّف قَلِيل الْعلم جدا وَلذَا كَانَ السُّلْطَان يتمقته

فِي طول ولَايَته مَعَ اسْتِمْرَار خدمته لَهُ بِبدنِهِ وَمَاله وَيُقَال أَنه أزعجه بِشَيْء هدده بِهِ فضعف قلبه من الرعب وَكَانَ ذَلِك سَبَب مَوته، وَقَالَ فِي مُعْجَمه: وَكَانَت قد انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الحلبيين بهَا. وَقَالَ الْعَلَاء بن خطيب الناصرية كَانَ أخي من الرضَاعَة وصديقي وَفِيه حشمة ومروءة وعصبية وَقيام فِي حَاجَة من يَقْصِدهُ مَعَ دين وميل إِلَى أهل الْعلم وَالْخَيْر وإحسان إِلَيْهِم قَالَ وَبنى بحلب مدرسة ورتب فِيهَا مدرسا وخطيبا على مَذْهَب الشَّافِعِي. وَقَالَ الْعَيْنِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس من بَيت مَشْهُور بحلب وَلكنه لم يكن من أهل الْعلم وَبِه بعض وَسْوَسَة، وَقد سَهَا شَيخنَا حَيْثُ سمى جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي السفاح وَأما فِي مُعْجَمه فَلم يزدْ على اسْم أَبِيه. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ثلاثيات ابْن مَاجَه وَغَيرهَا الْمُحب بن الشّحْنَة، وَأثْنى التقي بن قَاضِي شُهْبَة عَلَيْهِ فَقَالَ أَنه بَاشر جيدا وَكَانَت وطأته خَفِيفَة على النَّاس بِالنِّسْبَةِ إِلَى من تقدمه. وَاخْتصرَ المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته وأرخه فِي تَاسِع عشر رَمَضَان عَفا الله عَنهُ. أَحْمد بن صَالح بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الحسني قَبيلَة من خولان الرازحي ورازح بَينهَا وَبَين أَب نَحْو يَوْمَيْنِ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي / كتبت لَهُ فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَنا بِمَكَّة على نُسْخَة مَعَه بالمنهاج إجَازَة وَهُوَ شيخ مبارك. أَحْمد بن صَالح بن تَاج الدّين الشهَاب الْمحلى / خطيب جَامع ابْن ميالة. يَأْتِي فِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله. أَحْمد بن صَالح بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم اللَّخْمِيّ السكندري شيخها الْمَالِكِي. / ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بالاسكندرية وَسمع وَهُوَ كَبِير من العرضي لما قدمهَا عَلَيْهِم بعد سنة سِتِّينَ جَامع التِّرْمِذِيّ وَحدث بِهِ عَنهُ بِسَمَاعِهِ من زَيْنَب بنة مكي وإجازته من الْفَخر على ابْن البُخَارِيّ بسندهما وَكَذَا قَرَأَ على يحيى بن أَحْمد بن مُحَمَّد الملقي كَمَا أثْبته ابْن الْجَزرِي فِي تَرْجَمَة يحيى إِلَى المفلحون قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لي فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين، وَمَات بعد الْقرن. قلت قد تَلا عَلَيْهِ السراج عمر بن يُوسُف البسلقوني فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة بل وَأخذ عَنهُ الْفِقْه أَيْضا وَقَالَ أَنه قَرَأَ على أبي عبد الله الأريسي القباقبي، وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار. أَحْمد بن صَالح بن خلاسة الشهَاب الزواوي المغربي الْمَالِكِي نزيل جَامع الْأَزْهَر. / سمع على الشّرف بن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيرهمَا وَكتب عَن شَيخنَا

فِي الأمالي وَغَيرهَا وجاور بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَعمل فِيهَا حارسا بِبَعْض النّخل وَكَانَ الْمجد صَالح الزواوي الْآتِي يجْتَمع مَعَه هُنَاكَ لوثوقه بخيره وفضله وَكَثْرَة عِبَادَته وَقد أَقَامَ بالأزهر مُدَّة. وَمَات فِي ربيع الأول سنة خمس وَخمسين عَن نَحْو السّبْعين بعد أَن أجازني. أَحْمد بن صَالح بن الشَّيْخ مُحَمَّد بن أبي بكر المرشدي الْمَكِّيّ الأَصْل والمنشأ الْهِنْدِيّ المولد الشَّافِعِي. / مِمَّن حفظ الْقُرْآن وتكسب بِعَمَل الْعُمر وَكَذَا بالتسبب قَلِيلا وسافر فِيهِ لليمن وَغَيره وَسمع مني بِمَكَّة ثمَّ سَافر إِلَى مندوه للمعيشة. أَحْمد بن صَالح بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي السفاح. / هَكَذَا نسبه شَيخنَا فِي أنبائه وَصَوَابه أَحْمد صَالح بن أَحْمد بن عمر، وَقد تقدم. أَحْمد بن صَالح بن مُحَمَّد شهَاب الدّين الشطنوفي القاهري وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي. / ذكره شَيخنَا فِي الأنباء فَقَالَ الْعَامِل بمودع الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ يجيد الْكِتَابَة والضبط وللجهد بِهِ جمال. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشري ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وتلاشى الْأَمر بعده جدا فَللَّه الْأَمر، وَذكر لي وَلَده وَهُوَ من النجباء أَن مولد وَالِده ومض، وَقَالَ غَيره أَنه جَازَ الثَّمَانِينَ رَحمَه الله. أَحْمد بن صَالح الشَّاعِر. / هُوَ ابْن مُحَمَّد بن صَالح يَأْتِي. أَحْمد بن صبح / أحد الظلمَة بِدِمَشْق. مَاتَ بقلعتها فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين. أَحْمد بن صحصاح / بمهملات يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان. أَحْمد بن صَدَقَة بن أَحْمد بن حُسَيْن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو الْفضل بن فتح الدّين أبي الْفَتْح بن أبي الْعَبَّاس الْعَسْقَلَانِي الْمَكِّيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الصَّيْرَفِي، / هَكَذَا أملي عَليّ نسبه وَأرَانِي مَكْتُوبًا مؤرخا سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بابتياع وَالِده من أَبِيه وَغَيره مَكَانا بحارة زويلة ليشهد بذلك ثمَّ كتب لي ذَلِك بِخَطِّهِ وَزعم أَن جده كَانَ عَالما قَارِئًا للسبع وَأَن أَبَاهُ حُسَيْنًا كَانَ من أكَابِر التُّجَّار لَهُ وَصِيَّة فِيهَا قرب ومبرات ثبتَتْ على السُّبْكِيّ فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وابتنى مَسْجِدا وَعَلِيهِ أوقاف بَاقٍ بَعْضهَا فَالله أعلم. كَانَ وَالِده صيرفيا بالاصطبلات الشَّرِيفَة وَيعرف بِابْن شهَاب وَكَانَ كأبيه يسكن بحارة زويلة فولد لَهُ هَذَا فِي سَابِع ذِي الْحجَّة سنة تسع وَعشْرين وَكتب لي بِخَطِّهِ أَنه وَقت صَلَاة الْجُمُعَة سَابِع ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَأَنه كَانَ توءما لآخر اسْمه أَبُو بكر عَاشَ سَبْعَة أشهر وَأَن أمهما رَأَتْ فِي زمن حملهَا رُؤْيا غَرِيبَة حَسَنَة وَأَنه

نَشأ فحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن تسع وَلم يحْتَج إِلَى إِعَادَته والعمدة والشاطبيتين والجزرية فِي التجويد وألفيتي الحَدِيث والنحو والتنبيه وَجمع الْجَوَامِع وتلخيص الْمِفْتَاح والخزرجية فِي الْعرُوض والقوافي وحاوي الْحساب والبردة وَبَانَتْ سعاد وانْتهى حفظه لَهَا فِي أَوَاخِر سنة خمس وَأَرْبَعين وَتزَوج فِي الَّتِي تَلِيهَا وَحج مَعَ أَبَوَيْهِ فِي الَّتِي تَلِيهَا فَلَمَّا رَجَعَ وَذَلِكَ فِي أول سنة ثَمَان وَأَرْبَعين أقبل على التفهم وَالْأَخْذ عَن الْمَشَايِخ فِي الَّتِي تَلِيهَا فَأخذ الْقرَاءَات عَن الزين طَاهِر والنورين البلبيسي إِمَام الْجَامِع وَابْن يفتح الله والشموس أبي عبد الْقَادِر الضَّرِير الْأَزْهَرِي وَابْن الْعَطَّار وَابْن مُوسَى الْحَنَفِيّ والشهاب السكندري والتاج بن تمرية والْعَلَاء القلقشندي والزين بن عَيَّاش وَكَأَنَّهُ إِن صَحَّ لقِيه) بِمَكَّة وأقصى مَا جمع للعشر، وَالْعرُوض والقوافي عَن الشهابين الْخَواص والأبشيطي وَغَيرهمَا والفرائض والحساب عَنْهُمَا وَعَن البوتيجي والشهاب الشارمساحي فِي آخَرين من المغاربة وَغَيرهم كَابْن المجدي فَإِنَّهُ أخذهما عَنهُ مَعَ الْجَبْر والمقابلة وَغير ذَلِك من الْحساب المفتوح وَغَيره والفلك والمقنطرات والجبر والهندسة والهيئة وَالْحكمَة والعربية عَن الْخَواص والقلقشندي وطاهر وَكَذَا الحناوي وَابْن قديد والشرواني والأبدي والبدر الْعَيْنِيّ فِي آخَرين من عُلَمَاء الْقَاهِرَة وَغَيرهم كالتقي الحصني فِيهَا وَفِي الصّرْف وَعلم الحَدِيث عَن شَيخنَا وَأَنه سمع عَلَيْهِ وعَلى الْعَيْنِيّ وَابْن الديري فِي آخَرين وَالْفِقْه والأصلين والمعاني وَالْبَيَان وفن الْأَدَب والبديع والمنطق والتصوف وَغَيرهَا عَن جمَاعَة، وَمن شُيُوخه الَّذين لازمهم فِي الْفِقْه وأصوله الْمحلى وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه لجمع الْجَوَامِع وغالب شَرحه للمنهاج الفرعي وَفِي العقليات وَنَحْوهَا الكافياجي والشرواني وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الْعَضُد مَعَ حَوَاشِيه وَشرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ للأسنائي، وَأخذ بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَسبعين التصوف عَن عبد الْمُعْطِي المغربي وَكَذَا مَعَ السلوك بِالْقَاهِرَةِ عَن أبي الْفَتْح بن أبي الْوَفَاء وتلقن الذّكر من مَدين ولازم فِي الْفِقْه وَغَيره القلقشندي والمناوي والبوتيجي وَقسم عَلَيْهِ الْمُهَذّب وَابْن حسان وَفِي الْكِتَابَة بأنواعها ابْن الصَّائِغ وَفِي الْكُوفِي والهندي مَعَ غَيرهمَا وبالتذهب بِالْمُشَاهَدَةِ من فقيهه الشَّمْس بن البهلوان، وَتعلم اللِّسَان التركي بِالْمُشَاهَدَةِ من بعض رفقائه فِي الْمكتب وَسمي من شُيُوخه فِي أَوَائِل اشْتِغَاله القاياتي والونائي وجد فِي التَّحْصِيل واجتهد فِي التَّفْرِيع والتأصيل والعقلي والنقلي وأنهى الْكتب الْكِبَار من مشكلات الْعُلُوم والفنون مَعَ الْمُحَقِّقين حَتَّى تميز وترافق مَعَ أبي البركات الغراقي فِيمَا أَخذه عَن شَيخنَا

من شرح الألفية وَفِيمَا أَخذه عَن الْعَيْنِيّ من شرح الشواهد لَهُ، وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة مَعَ مزِيد الذكاء وَسُرْعَة النادرة والطلاقة حَتَّى أذن لَهُ غير وَاحِد فِي التدريس والإفتاء وعظمه الْمحلى وَغَيره ودرس وَأفْتى وأسمع الحَدِيث بالطيبرسية لكَون إمامتها مَعَه ثمَّ حصلت لَهُ مشيختها وَكَانَ يجْتَمع عِنْده فِي ختومه الْأَئِمَّة وَعمل بِسَبَب ذَلِك التَّذْكِرَة فِي مجَالِس الْكِرَام فِي ختم البُخَارِيّ. وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة بل كتب عَنهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد فِيهَا حِين دَخلهَا مَعَ الرجبية وَكَانَ قَاضِي ركبهمْ بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْمَنَاوِيّ فَمن بعده وَجلسَ بقاعة الصالحية وإيوانها وقتا ثمَّ بخلوة فِيهَا وشق فِي الِابْتِدَاء ذَلِك على كثيرين سِيمَا أَهلهَا لصِغَر سنة وحرفة أَبِيه فَلم يلتف لهَذَا وَاسْتمرّ) على طَرِيقَته فِي الِاشْتِغَال وتعاطي الْأَحْكَام إِلَى أَن صَار فِي الْأَيَّام الولوية من أماثل النواب وَزَاد حَتَّى سجل عَلَيْهِ فِي وصف أَبِيه بِالْعلمِ وَأكْثر من ذَلِك بل وصف جده بالتسليك وَنَحْوه وَمَا نَهَضَ أحد يمنعهُ سِيمَا وَقد أبرز الْمَكْتُوب الَّذِي أَشرت إِلَيْهِ أَولا وَيذكر بتساهل فِيهِ وَقَامَت عَلَيْهِ الثائرة حِين أثبت أَنه عصبَة لعَلي بن عبد الرَّحْمَن الصَّيْرَفِي بل وَفِي أَكثر مَا يخبر بِهِ سِيمَا فِي إكثاره الْحِكَايَة عَن شَيخنَا وَابْن المجدي مِمَّا اتّفق لَهُ مَعَهُمَا وَيكثر عجبي من إكثاره لذَلِك عَن أَولهمَا بحضرتي وَمَعِي مَعَ عدم التَّوَقُّف فِي تقدمه فِي الْفَضَائِل ولحاقه بالجوجري فِي تفننه وذكائه وتفرده عَنهُ بالقراءات كَمَا تفرد هُوَ بِصدق اللهجة وَحسن النّظم وَلَكِن قد أَكثر هَذَا مِنْهُ وَرَأَيْت من ينْسبهُ للشرقة فِيهِ أَحْيَانًا وَالْحق أَن الْكثير مِنْهُ كالتضمين، وَلَو فرغ نَفسه للْعلم فِي هَذِه الْأَزْمَان الَّتِي قل فِيهَا من يزاحمه فِي فضائله وَلزِمَ التَّحَرِّي لما لحقه غَيره وَقد حركته لذَلِك غير مرّة فَمَا وفْق. وَمن تصانيفه شرح التبريزي فِي الْفِقْه والورقة فِي أصُول الْفِقْه للعز بن جمَاعَة وَالْكَافِي لشيخه الْخَواص فِي الْعرُوض ومقدمة فِي الْفلك وَكِتَابَة على ديوَان ابْن الفارض وَهُوَ من رُؤُوس الذابين عَن كَلَامه الرافعين لأعلامه ونظم فِي واقعتها أَشْيَاء أودعتها فِي أَخْبَارهَا بل لَهُ جَوَاب أَكْثَره غير مرضِي وَلَقَد قَالَ لَهُ بعض الفسقة من الشُّعَرَاء حِين سمع مِنْهُ قَوْله فِي كائنتها لم أزل أَنا وَأبي وجدي وجد أبي نعتقده نَحن فِي وَاقعَة لَا ننتقل عَنْهَا إِلَى أَبْيَات لَيست فِي ضمنهَا أَو كَمَا قَالَ، ونظم النخبة لشَيْخِنَا والإرشاد فِي الْفِقْه لِابْنِ الْمقري وَالْحَاوِي فِي الْحساب لِابْنِ الهائم مَعَ شَرحه للْأَصْل وَفِي الْقرَاءَات قصيدة

على روى الشاطبية ووزنها وأبوابها مَعَ مَا تفرد بِهِ كل من الْكتب الثَّلَاثَة التَّيْسِير والعنوان والشاطبية بل لَهُ ديوَان شعر ومنظومة فِي الْعرُوض وَأُخْرَى فِي أصُول الْفِقْه، وسمعته ينشد كثيرا من نظمه وَمن ذَلِك: (أَسْتَار بَيْتك أَمن المستجير وَقد ... علقتها طامعا فِي الْعَفو يَا باري) (وَقد نزلت بِبَيْت قد أمرت بِأَن ... نأتيه للأمن فِي العقبى من النَّار) (وإنني جَار بَيت أَنْت حافظه ... فَارْحَمْ جواري كَمَا أوصيت للْجَار) وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بالشيخونية برغبة الْجلَال بن الْأَمَانَة لَهُ عَنهُ وَفِي الميعاد وَالتَّفْسِير بالبرقوقية بعد اللَّقَّانِيّ وَعمل فِي كل مِنْهُمَا أجلاسا ثَانِيهمَا أحفل مَعَ كَونه أهمل، وتزايد انتماؤه للبدري أبي الْبَقَاء بن الجيعان وخدمته لَهُ وخطب بِالْمحل الَّذِي جدده بالزاوية الْحَمْرَاء وَكَذَا الْأَمِير أخور وَأَتْبَاعه وَكَانَ فِي رَكبه سنة ثَمَان وَتِسْعين مَعَ الانجماع وَكَأَنَّهُ للنفرة من مُخَالطَة) غَيره مِمَّن كَانَ مَعَه. أَحْمد بن صَدَقَة بن تَقِيّ الْعزي / نِسْبَة للعز بن جمَاعَة لكَونه كَانَ فِي خدمته بل كَانَت أمه زوجا لمفتاح بن عبد الله عَتيق الْبَدْر وَالِد الْعِزّ أَخذ الْفِقْه واشتغل قَلِيلا ثمَّ لَازم سوق الْكتب فِي حَانُوت ثمَّ افْتقر فَصَارَ يُنَادي على الْكتب وينسخ مَعَ ضعف خطه وَكَانَ سَاكِنا ضَعِيف الْحَال والبنية. مَاتَ فِي سنة تسع. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والمقريزي فِي عقوده. أَحْمد بن الصّلاح / هُوَ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن نصر بن المحمرة. يَأْتِي. أَحْمد بن طَاهِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد جلال الدّين بن الزين بن جلال الخجندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن جلال. / ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ حادي عشر الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة وَعرض على بعض الشُّيُوخ بل سمع على الزين بن أبي بكر المراغي واشتغل يَسِيرا عِنْد أَبِيه وَعَمه واعتنى بالأسفار وَقَضَاء حوائج أخوانه وَنَحْوهم ثمَّ توجه إِلَى الْحَج وَركب الْبَحْر فَانْقَطع خَبره وَيُقَال أَنه مَاتَ قبل الثَّمَانِينَ بنواحي سَمَرْقَنْد رَحمَه الله. أَحْمد بن ططر. / كَذَا رَأَيْته بِهَامِش نُسْخَتي من الأنباء أَظُنهُ نقلا من الْعَيْنِيّ وَصَوَابه مُحَمَّد وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله. أَحْمد بن طوغان وَيُسمى عَليّ بن عبد الله الصَّالِحِي الحمامي وَيعرف بِابْن البيطار. /

سمع فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة على أبي الهول الْجَزرِي أَشْيَاء مِنْهَا جُزْء فِيهِ عوالي من مسموعات أبي نعيم، وَحدث سمع مِنْهُ ابْن فَهد وَغَيره وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بصالحية دمشق وَدفن بسفح قاسيون رَحمَه الله. أَحْمد بن طوغان بن عبد الله الشيخوني وَيعرف بدوادار النَّائِب. / مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فرباه سودون النَّائِب فباشر الدوادارية عِنْده وأثرى وَكَانَ يحب أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح وترامى على أهل الحَدِيث وَالصَّلَاح واختص بهم ولازم مطالعة كتب أهل الظَّاهِر واشتهر ذَلِك حَتَّى صَار مأوى لمن ينْسب إِلَى ذَلِك مَعَ تعانيه الْعَمَل بِمَا يَقْتَضِيهِ قَول الْأَطِبَّاء فِيمَا يتَعَلَّق بالغداء وَالْعشَاء بِحَيْثُ يكثر الحمية فِي زمن الصِّحَّة وَلَا يَأْكُل إِلَّا بالميزان فَلَا يزَال مُعْتَلًّا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان رَحمَه الله. ذكره شَيخنَا فِي الأنباء. أَحْمد بن الطّيب مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن الشهَاب بن الْجمال النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. / حفظ الْمِنْهَاج وتفقه بِأَبِيهِ وَأذن لَهُ بالإفتاء وَلكنه تورع عَنْهَا فِي حَيَاته بل وَبعده وشارك فِي الْفَضَائِل وَحصل من الْكتب جملَة ودرس وَأفَاد وَكَانَ متواضعا حسن الْأَخْلَاق معرضًا عَن الشُّهْرَة. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَسبعين رَحمَه الله. أَحْمد بن عَابِد الشهَاب الْقُدسِي الشَّافِعِي / وَأَظنهُ مَنْسُوبا إِلَى جده. ذكر لي أَبُو الْعَبَّاس الْقُدسِي الْوَاعِظ أَنه لَازمه فِي الْفِقْه وَغَيره. أَحْمد بن عَادل بن مَسْعُود الشريف الْفَقِيه شهَاب الدّين الْمدنِي الْحَنَفِيّ. / سمع على النُّور الْمحلى سبط الزبيرِي فِي الِاكْتِفَاء للكلاعي سنة عشْرين. أَحْمد بن عَاشر. / هُوَ ابْن قَاسم بن أَحْمد. يَأْتِي. أَحْمد بن عَاصِم الفيومي ثمَّ الشبراوي الشَّافِعِي. / تحول من الفيوم مَعَ أَبِيه ظنا فقطن شبرى الْخَيْمَة مَعَ تردده للاشتغال. أَحْمد بن عَامر الشهَاب المجدلي الشَّافِعِي وَيعرف بكنانة. / ذكر لي بلديه أَبُو الْعَبَّاس الْقُدسِي الْوَاعِظ أَنه أول شيخ تخرج بِهِ. أَحْمد بن عباد بن شُعَيْب الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس القنائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل القطبية الْمُجَاورَة للصاحبية وَيعرف بالخواص / لكَونه كَانَ يتكسب أول مَا قدم الْجَامِع الْأَزْهَر بِعَمَل المراوح بعد رعي الْغنم فِي بِلَاده. ولد بقنا من أَعمال أسيوط بالصعيد وَقدم مِنْهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَهُوَ كَمَا أخبر رجل كَامِل فَدخل الْأَزْهَر وَحفظ الْقُرْآن والبهجة وألفية ابْن مَالك وعروض الشاري وَبَانَتْ سعاد وَغَيرهَا

واشتغل بالفنون فَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن ابْن المجدي وناصر الدّين البارنباري وَعنهُ أَخذ الْعرُوض وَكَذَا أَخذ عَنهُ وَعَن الشّرف السُّبْكِيّ وَالشَّمْس البوصيري الْفِقْه وحضره عِنْد الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والبرهان البيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والنحو عَن الشَّمْس بن الجندي والحناوي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيح فِي آخَرين فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا حَتَّى بَلغنِي أَنه كَانَ يقْرَأ على الشَّمْس بن سارة فِي الْعَضُد أَو غَيره وَلم يزل يدأب حَتَّى أُشير إِلَيْهِ بالفضيلة والبراعة فِي الْفِقْه وأصوله وَفِي الْفَرَائِض والحساب والعربية وَالْعرُوض والمعاني وَغَيرهَا مَعَ الْحِرْص على تَكْرِير محافيظه، وتصدى للإقراء مُدَّة طَوِيلَة فَانْتَفع بِهِ النَّاس وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَعمل فِي الْعرُوض مُقَدّمَة رَأَيْتهَا وسماها الْكَافِي فِي الْعرُوض والقوافي وَقد شرحها من طلبته الشهَاب بن الصَّيْرَفِي ونظمها هُوَ الشهَاب القليجي،) وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الزين المنهلي وَابْن سولة وَابْن الصَّيْرَفِي وَمن لَا أحصيه كَثْرَة وَكَانَ حسن التَّعْلِيم لين الْجَانِب حاد الْخلق مديما للأشغال طول نَهَاره بِدُونِ ضجر وَلَا ملل مَعَ التقشف ونحافة الْبدن وَكَثْرَة التوعك ومزيد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ بل لم يره أحد إِلَّا اعتقده والتقلل من الدُّنْيَا فَلم يكن باسمه سوى وَظِيفَة التصوف بالفخرية ثمَّ الْإِمَامَة بالقطبية ومشيختها وَكَانَت مَحل إِقَامَته وَلذَلِك كَانَ الْمَنَاوِيّ يُرْسل إِلَيْهِ وَلَده زين العابدين ليصحح عَلَيْهِ لوجه فِي الْبَهْجَة، رَأَيْته وَنعم الرجل كَانَ وَلكنه لم يكن بالذكي. مَاتَ بالقطبية بعد تمرضه مُدَّة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَخمسين وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَدفن خَارج بَاب النَّصْر فِي حوش الصُّوفِيَّة رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ. أَحْمد بن عباد الشهَاب السفطي. / ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه ذكر أَنه سمع الصَّحِيح من التقي بن حَاتِم وَهُوَ مِمَّن أثْبته الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِيمَن سمع مِنْهُ الْإِمْلَاء فِي سنة ثَمَان عشرَة وَسمي أَبَاهُ أرسلان. أَحْمد بن عبَادَة بن عَليّ بن صلح بن عبد الْمُنعم الشهَاب بن الزين الْأنْصَارِيّ الخزرجي الزرزاري الأَصْل القاهري الْمَالِكِي. / أَخذ الْفِقْه عَن أَبِيه وَغَيره والعربية عَن الحناوي وَكَذَا أَخذ عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ الْعَرَبيَّة والمنطق وَتردد للمجد الْبرمَاوِيّ وَسمع عَلَيْهِ كثيرا من السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَكَذَا سمع من شَيخنَا وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وشارك فِي الْفِقْه وَكَانَ مُتَأَخِّرًا عَن أَخِيه النُّور عَليّ فِيهِ مقدما عَلَيْهِ فِي غَيره، وباشر تدريس الأشرفية بعد موت وَالِده بل تصدى

للإقراء وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وناب فِي الْقَضَاء، وَكَانَ فَقِيرا ضَعِيف النّظر بل كف وَرغب عَن جلّ وظائفه وَلم يكن بالمرضي. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ زَاد عَن السِّتين وَرَأَيْت بعض المهملين أرخه سنة سبع وَخمسين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. أَحْمد بن عبَادَة. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبَادَة. أَحْمد بن عَبَّاس بن أَحْمد بن عمر بن نَاصِر بن أَحْمد الْمَنَاوِيّ نِسْبَة لمنية مسود بالمنوفية الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. / شَاب يكثر الِاشْتِغَال جدا وَيَأْخُذ عَمَّن دب ودرج، وَمن شُيُوخه الزين زَكَرِيَّا وَكَذَا تردد إِلَيّ وقتا فِي شرحي للألفية وَغَيره وَهُوَ حسن الْفَهم غير سريعه نَاب فِي إِمَامَة البيبرسية ثمَّ اسْتَقل بإمامة سعيد السُّعَدَاء ولازم ابْن الصَّيْرَفِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي البرقوقية حِين اسْتَقر فِي التَّفْسِير بهَا بل كَانَ يجلس عِنْده أَحْيَانًا للشَّهَادَة، وترقى حَاله قَلِيلا وَتزَوج. أَحْمد بن عَبَّاس بن أَحْمد البارنباري. / شهد على بعض الْحَنَفِيَّة سنة إِحْدَى. أَحْمد بن الْعَبَّاس الْعَبَّادِيّ التلمساني. / مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه ابْن عزم. أَحْمد بن عبد الباسط بن خَلِيل شهَاب الدّين بن الزيني نَاظر الْجَيْش الْآتِي أَبوهُ. / مَاتَ بالطاعون فِي مستهل شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بعد أَن بلغ وناب عَن وَالِده فِي كِتَابَة الْعَلامَة وَكَانَت جنَازَته حافلة. أَحْمد بن عبد الْبَاقِي الشهَاب بن الْعِمَاد الأقفهسي. / هَكَذَا رتبه بَعضهم وَهُوَ غلط وَصَوَابه ابْن عماد بن يُوسُف يَأْتِي. أَحْمد بن عبد الحميد بن سُلَيْمَان بن حميد شهَاب الدّين اللاري النابلسي ثمَّ الصَّالِحِي. / سمع من الصّلاح بن أبي عمر فِي سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة الْأَوَّلين من تَخْرِيج أبي سعد الْبَغْدَادِيّ عَن شُيُوخه. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَلم يزدْ. أَحْمد بن عبد الحميد الْمَالِكِي. / فِي ابْن يُوسُف بن عمر بن يُوسُف. أَحْمد بن عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة محب الدّين الْقرشِي الشَّافِعِي قَاضِي جدة وأخو عَطِيَّة وَابْن عَم كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن وَزوج أُخْته فَاطِمَة وَأمه من زبيد. / ولد فِي رَجَب ظنا سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل عِنْد شُيُوخ بَلَده وَسمع من الزين الأميوطي وَأبي الْفَتْح المراغي وقريبه أبي السعادات بن ظهيرة، وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ جُزْء ابْن الجهم وإحياء الْقلب الْمَيِّت، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ من أجَاز لقريبه الْمُحب مُحَمَّد بن أبي حَامِد مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي السُّعُود

مُحَمَّد بن حُسَيْن، وَدخل مصر غير مرّة أَولهَا فِي سنة أَربع وَخمسين وَكَذَا دخل دمشق وحلب وطرابلس وَغَيرهَا وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وناب فِي قَضَاء جدة وخطابتها من سنة بضع وَسِتِّينَ عَن قَرِيبه الْكَمَال أبي البركات بن ظهيرة وَغَيره فحمدت سيرته لمزيد تواضعه ورفقه وَلينه وخفة وطأته، وَهُوَ مِمَّن أَكثر التَّرَدُّد إِلَيّ فِي مجاورتي الْأَخِيرَة كَانَ الله لَهُ. أَحْمد بن عبد الْخَالِق بن عبد المحيي بن عبد الْخَالِق الشهَاب بن السراج الأسيوطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل الناصرية ووالد الولوي أَحْمد الْمَاضِي وأخو إِسْمَاعِيل الْآتِي. / ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من عَمه الْعِزّ عبد الْعَزِيز والتنوخي وَعبد الله بن الْمعِين وَمُحَمّد بن عَليّ بن قيم الكاملية وَجُوَيْرِية ابْنة الهكاري وَمن مسموعه عَلَيْهَا ثلاثيات البُخَارِيّ وجزء فِيهِ مجلسان من أمالي أبي جَعْفَر البخْترِي وَأبي بكر الشَّافِعِي وَغير ذَلِك، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ وَلَده، وَكَانَ صَالحا عابدا خيرا رَضِي الْأَخْلَاق جدا كثير التَّهَجُّد والتلاوة ذَا هَيْئَة حَسَنَة وشكالة مَقْبُولَة وَشَيْبَة منورة عَلَيْهِ سمت الصَّالِحين وسكينتهم ووقارهم اجْتمع النَّاس على الثَّنَاء عَلَيْهِ حَتَّى قَالَ بعض رفقائه فِي الشَّهَادَة رافقته نَحْو أَرْبَعِينَ سنة فَمَا سَمِعت مِنْهُ مَا أكره، وَقَالَ يحيى العجيسي جَاره فِي الناصرية أَنا فِي جواره مُنْذُ نَيف وَثَلَاثِينَ سنة مَا عبت عَلَيْهِ خصْلَة وَقَالَ أَخُوهُ: مَاتَ أَبونَا وَخلف دنيا وَاسِعَة فخرتها وَكنت أعْطِيه الْيَسِير جدا فِي كل يَوْم فَلَمَّا بلغ واستقل بِنَفسِهِ لم يقل لي يَوْمًا من الْأَيَّام مَا فعلت فِي تَرِكَة وَالِدي لَا تَصْرِيحًا وَلَا تَلْوِيحًا. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَانِي عشري ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِالْمَدْرَسَةِ الصالحية مَحل سكنه وَدفن بتربة الصُّوفِيَّة شيعه الْعلم البُلْقِينِيّ وَخلق. رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن عبد الْخَالِق بن عَليّ بن الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْفُرَات الشهَاب بن الصَّدْر بن النُّور الْبَدْر القاهري الْمَالِكِي. / كَانَ أَبوهُ من أَعْيَان الموقعين وَنَشَأ هُوَ بِالْقَاهِرَةِ فاشتغل بالفقه وأصوله والعربية والطب وَالْأَدب وَمهر فِي الْفُنُون الْعَقْلِيَّة ونظم الشّعْر الْحسن مَعَ لطافة الشكل وبشاشة الْوَجْه وَحسن الْخلق. قَالَه شَيخنَا قَالَ وَكَانَت بَيْننَا مَوَدَّة سمع مَعنا من بعض الشُّيُوخ وَسمعت من نظمه كثيرا وَهُوَ الْقَائِل: (إِذا شِئْت أَن تحيا حَيَاة سعيدة ... ويستحسن الأقوام مِنْك المقبحا) (تزي بزِي التّرْك واحفظ لسانهم ... وَإِلَّا فجانبهم وَكن متصولحا)

مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَلم يدْخل فِي الكهولة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه كَانَ إِذا كتب لَهُ الْبَيْت من الشّعْر أَو نَحوه فِي ورقة لم يرهَا وَدفعت إِلَيْهِ وَيَده من تَحت ذيله قَرَأَهَا وَيَده وثوبه يحول بَين بَصَره وَبَين رؤيتها إِلَّا أَنه يمر بِيَدِهِ على الْمَكْتُوب خَاصَّة فَيقْرَأ مَا كتب فِي الورقة امتحناه بذلك غير مرّة وشاهدت غَيره أَيْضا يفعل مثله انْتهى. وَحكى لنا الزيني عبد الباسط بن ظهيرة عَن شخص من التُّجَّار اسْمه عمر بن بسيس أَنه شَاهد هُوَ وَغَيره مِنْهُ مثل ذَلِك. أَحْمد بن عبد الْخَالِق بن مُحَمَّد بن خلف المجاصي بِفَتْح الْمِيم وَالْجِيم مخففا / قَرْيَة فِي الْمغرب أَحْمد بن عبد الدَّائِم بن عمر الشهَاب بن القَاضِي زين الدّين المرصفاوي. / قَالَ الزين رضوَان أَنه سمع على الشّرف بن الكويك وَأَشَارَ إِلَى أَنه مَاتَ وَلم يبين تَارِيخ مَوته. أَحْمد بن عبد الدَّائِم بن عمر الشريف الحسني بن عمر الشريف الْبَدْر النسابة. / قيل أَنه بالمشهد الْحُسَيْنِي وَأَنه استجيز وَهَذَا لَا أعرفهُ أصلا. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْمُوفق أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الزين أبي الْفرج الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو يُوسُف الْآتِي وَيعرف أَبوهُ بِابْن الذَّهَبِيّ وَهُوَ بِابْن نَاظر الصاحبية وَرُبمَا أسقطت الْيَاء. / ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وأرخه بَعضهم بِسنة سِتّ وَسِتِّينَ لغَرَض، وَسمع من أَبِيه وَمُحَمّد بن الرشيد عبد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي وَأحمد بن مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم بن غَنَائِم بن المهندس والشهاب أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي والعماد أبي بكر بن يوزسف الخليلي وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة فِي آخَرين، وقرأت بِخَط الخيضري مَا نَصه: ذكر لي شَيخنَا يَعْنِي ابْن نَاصِر الدّين الْحَافِظ مرَارًا أَن وَالِد صَاحب التَّرْجَمَة قَالَ لَهُ مَا فرحت بِشَيْء من أَنِّي أحضرت وَلَدي وعني صَاحب التَّرْجَمَة جَمِيع مُسْند أَحْمد على الْبَدْر أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الرقَاق بن الجوخي أخبرتنا بِهِ زَيْنَب ابْنة مكي بمندة، قَالَ ابْن نَاصِر الدّين وَكَانَ وَالِده

من الثِّقَات، وَكَذَا حَكَاهُ الْمُحدث نَاصِر الدّين بن زُرَيْق عَن ابْن نَاصِر الدّين معينا لكَونه حِين الْحُضُور فِي الثَّالِثَة وَلكنه سكت عَن توثيقه، ثمَّ قَالَ ابْن زُرَيْق فَالله أعلم بِصِحَّة ذَلِك انْتهى. وَقد اعْتمد النَّاس قَول ابْن نَاصِر الدّين وحكاية توثيقه لوالده فَحدث صَاحب التَّرْجَمَة بالمسند أَو جله بِدِمَشْق بل واستدعى بِهِ الظَّاهِر جقمق بعناية بعض أمرائه فِي سنة خمس وَأَرْبَعين مَعَ آخَرين من المسندين إِلَى الْقَاهِرَة، وَحدث بِهِ أَيْضا وَبِغَيْرِهِ من مروياته وَسمع من الْأَعْيَان وَكَانَ ختم الْمسند وَهُوَ تَرْجَمَة عبد الرَّحْمَن بن أَزْهَر بِحُضُور شَيخنَا، وَرجع إِلَى بَلَده فَمَاتَ فِي شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين، وَكَانَ دينا خيرا أحد الشُّهُود بِمَجْلِس الحكم الْحَنْبَلِيّ بِدِمَشْق رَحمَه الله. وَقد ذكره) شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار فَقَالَ أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن النَّاظر الْحَنْبَلِيّ سمع من الْمسند الْحَنْبَلِيّ على أَحْمد بن جوخي وَحدث أجازنا فِي سنة تسع وَعشْرين. وترجمته فِي الأنباء إِنَّمَا كتبهَا الخيضري وَلست لمؤلفه فاعتمده. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْبَهَاء بن الْجلَال الْأنْصَارِيّ الأسنائي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن العكم. / ولد قبل الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وناب فِي الْقَضَاء بعد وَفَاة أَبِيه بل ولي أَمَانَة الحكم وَحبس الأسيوطي يَده بِأخرَة ثمَّ رَفعه بِالْكُلِّيَّةِ زَكَرِيَّا وَصَارَ مُقْتَصرا على النِّيَابَة إِلَى أَن سَافر فِي الْبَحْر حِين رأى اختلال أَمر قاضيه وجماعته فوصل مَكَّة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين على هَيْئَة إملاق فدام بهَا حَتَّى حج وبلغه وَفَاة ولد لَهُ فَاشْتَدَّ حزنه وَلم يلبث أَن تعلل ومل فَرجع إِلَى جدة ليتوجه مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة بعد الزِّيَارَة فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الضعْف بهَا فَعَاد لمَكَّة فتزايد ضعفه وَاسْتمرّ كَذَلِك نَحْو شَهْرَيْن إِلَى أَن مَاتَ فِي ثَالِث عشري جُمَادَى الأولى أَو الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين ثَانِي يَوْم طلق زَوْجَة لَهُ كَانَ اتَّصل بهَا هُنَاكَ وبالغت فِي خدمته وَيُقَال أَنه لم يكن حِينَئِذٍ واعيا وَصلى عَلَيْهِ بعض عصر يَوْمه ثمَّ دفن بالمعلاة بتربة لِابْنِ شمس وَكَانَت فِيهِ حشمة فِي الْجُمْلَة لَكِن مَعَ تساهل شَدِيد عَفا الله عَنهُ. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب أَبُو مُحَمَّد بن الْبَهَاء بن الشهَاب القمصي البارنباري وبارنبار مُقَابل منية القمص وَهِي أعظم مِنْهَا القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْجلَال عبد الرَّحْمَن الْآتِي. / كَانَ أَبوهُ من أَصْحَاب عبد العال خَليفَة الشَّيْخ أَحْمد البدوي مِمَّن يذكر بالكرامات وَالْأَحْوَال وَله بِبَلَدِهِ منية القمص

زَاوِيَة أَنْشَأَهَا وَولد لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة بهَا قَرِيبا من سنة خمسين وَسَبْعمائة فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ وَلَده وَالْأَشْبَه أَن يكون بعد ليناسب تَارِيخ عرضه فحفظ الْقُرْآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وَغَيرهَا وَعرض فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة على الأبناسي وَوصف وَالِده بالشيخ الصَّالح الزَّاهِد العابد المربي الناسك السالك كَهْف الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين الشَّيْخ بهاء الدّين بن الشَّيْخ الصَّالح شهَاب الدّين البارنباري، وَكَذَا عرض على ابْن الملقن وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة وَقَالَ أَولهمَا أَنه سمع عَلَيْهِ قبل ذَلِك دروسا فِيهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعضه بحثا وَكتب شَرحه لَهُ أَي الْمِنْهَاج الفرعي بِكَمَالِهِ والصدر الأبشيطي وَالْجمال الأسنوي والشهاب بن النَّقِيب والبهاء أَحْمد بن التقي السُّبْكِيّ وَمُحَمّد بن عبد الْبر السُّبْكِيّ والبدر حسن بن الْعَلَاء القونوي وأكمل) الدّين الْحَنَفِيّ والسراج الْهِنْدِيّ وَآخَرين، وَوصف كلهم وَالِده بِالْولَايَةِ وَالصَّلَاح وَرَأَيْت خطّ الْكَمَال الدَّمِيرِيّ على الْجُزْء الْأَخير من شَرحه للمنهاج بِخَط صَاحب التَّرْجَمَة بِمَا نَصه: بلغ الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْمُحَقق مُفِيد الطالبين وَصدر المدرسين وأوحد الْعلمَاء العاملين سَيِّدي الشَّيْخ شهَاب الدّين بن سَيِّدي الشَّيْخ الإِمَام الْعَارِف المسلك صَاحب الْأَحْوَال السّنيَّة والطرائق المرضية زين الدّين بن الشَّيْخ شهَاب الدّين القمصي أدام الله النَّفْع بِهِ قَرَأَهُ عَلَيْهِ من أول بَاب الْمُسَاقَاة إِلَى هَهُنَا وقابل أَصله هَذَا بأصلي فَالله تَعَالَى يَجعله وإياي من الَّذين أَحْسنُوا الْحسنى وَزِيَادَة وَأَن يبلغ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة مُرَاده وَأَن يرفعهُ مَعَ الَّذين أُوتُوا الْعلم دَرَجَات وَأَن يوفقه وإياي فِي الحركات والسكنات وَكَانَ انْتِهَاء ذَلِك فِي تَاسِع عشر شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة انْتهى وَحكى لي وَلَده أَنه قَرَأَ على الْجمال الأسنوي مُعظم تصانيفه بعد أَن كتبهَا بِخَطِّهِ وَكَذَا كتب النكت لِابْنِ النَّقِيب وَقرأَهَا عَلَيْهِ وَتَخْرِيج المصابيح للصدر الْمَنَاوِيّ وقرأه عَلَيْهِ قَالَ وَكَانَ فَقِيها فَاضلا مُتَقَدما فِي عُلُوم مَعَ كَثْرَة التِّلَاوَة حَتَّى أَنه رُبمَا تَلا الْخَتْم بِكَمَالِهِ وَهُوَ منتصب على قَدَمَيْهِ وَله صَوت عريض، وَقد أَخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم وَلَده والزين القمني وَغَيرهمَا وانعزل عَن النَّاس وَأقَام بزاوية وَالِده عِنْد ضريحه إِلَى أَن مَاتَ فِي رَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بمنية ابْن سلسل وَكَانَ خرج إِلَيْهَا بمفرده فقدرت وَفَاته بهَا واستجيبت دَعوته فَإِنَّهُ دَعَا أَن لَا يَمُوت بِبَلَدِهِ فَحمل مِنْهَا إِلَى الْمنية وَدفن عِنْد أَبِيه رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِي الأَصْل الْمَكِّيّ

الشهير كأبيه ابْن قيم الجوزية. / مِمَّن ورث أَبَاهُ وَتزَوج ابْنة أبي الْبَقَاء بن الضياء واستولدها وَمَاتَتْ تَحْتَهُ ثمَّ تناقص حَاله وَصَارَ عطارا بِبَاب السَّلَام ثمَّ ارتحل بولديه وأخيه إِلَى الْقَاهِرَة فماتوا بهَا فِي طاعون سنة ثَلَاث وَسبعين بعد دُخُوله مِنْهَا الشَّام عَفا الله عَنهُ. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن أَحْمد بن مَنْصُور بن نعيم بِالْفَتْح ككبير الشهَاب أَبُو الأسباط العامري نسبه لقبيلة بني عَامر الرَّمْلِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بكنيته. / ولد سنة خمس أَو سِتّ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالرملة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ مُعظم الْقُرْآن عِنْد الشهَاب بن رسْلَان وَصَحبه إِلَى أَن مَاتَ وَحفظ الْحَاوِي وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم الْوَلِيّ بن الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا وَأَجَازَ لَهُ بل أَخذ عَن ثَانِيهمَا النخبة وَغَيرهَا وَأذن لَهُ فِي الإقراء وتفقه بِابْن رسْلَان وبالشمسين الْمَالِكِي نِسْبَة الشَّافِعِي والبرماوي عَنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَغَيرهمَا، وَسمع بِبَيْت الْمُقَدّس على القبابي وَابْن بردس وَغَيرهمَا كَالشَّمْسِ بن الديري فَإِنَّهُ حضر عَلَيْهِ فِي صغره وبالخليل عَليّ التدمري جُزْءا ابْن عَرَفَة وبدمشق على ابْن نَاصِر الدّين وَغَيره وَدخل الديار المصرية غير مرّة وَكَذَا دخل الشَّام وَحج وزار وتصدى للإقراء فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس الْقُدسِي الْوَاعِظ. وَولي قَضَاء بَلَده فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَأَرْبَعين حِين كَانَ الونائي قَاضِي دمشق فحسنت سيرته جدا وَكثر ثَنَاء النَّاس عَلَيْهِ وَصرف عَنْهَا غير مرّة ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَلزِمَ الِاشْتِغَال والأشغال والإفتاء وَالتِّجَارَة فِي الصابون وَغَيره وَعرف بِتمَام الْفَضِيلَة حَتَّى صَار عَالم بَلَده وَرُبمَا نظم الشّعْر مَعَ الإقبال على الْعِبَادَة وسلوك طَرِيق الْخَيْر ومزيد التَّوَاضُع واقتفاء طَرِيق السّلف وَصدق اللهجة والمحاسن الجمة، وَقد لَقيته بِبَلَدِهِ فَأخذت عَنهُ أَحَادِيث ثمَّ كثر اجتماعي مَعَه بِالْقَاهِرَةِ وَأرْسل إِلَيّ بمصنف لَهُ أفرده لرجال البُخَارِيّ استمد فِيهِ من تَهْذِيب شَيخنَا وَأَصله فأصلحته لَهُ، وقطن بِبَيْت الْمُقَدّس بِأخرَة حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبع وَسبعين. وَقد تَرْجمهُ البقاعي مرَارًا مراعيا التَّعَرُّض لبَعض رفقائه فَقَالَ أَنه لَيْسَ فِي تلامذة ابْن رسْلَان مثله علما وعقلا وَأَنه برع فِي الْفِقْه والنحو وَالْأُصُول وَغَيرهَا وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ الْحسن السَّرِيع وَعِنْده عقل وافر وتواضع كثير وَصَلَاح وسكينة وَبشر للأصحاب وتودد مَعَ تؤدة وشكل مَقْبُول وسمت حسن وَلَيْسَ فِي الرملة الْآن من يدانيه علما ودينا وعقلا، وَوَصفه بِالْإِمَامِ الْعَلامَة قَاضِي الرملة وعالمها رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حسن أَبُو حسيل النجار وَيعرف بِابْن بنيفة. / مَاتَ

فِي الْمحرم سنة تسع وَخمسين. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حمدَان بن حميد بِالتَّكْبِيرِ الشهَاب بن الزين العنبتاوي بِفَتْح النُّون وَإِسْكَان الْمُوَحدَة بعْدهَا فوقانية نِسْبَة إِلَى عنبتا قَرْيَة من عمل نابلس الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي. / ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من الْمُحب الصَّامِت وَأبي الهول وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد وتكسب بِالشَّهَادَةِ. مَاتَ فِي سَابِع عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين مطعونا. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد بن الكويز أَخُو صَلَاح الدّين مُحَمَّد الْآتِي. / سمع فِيمَا أَظن على شَيخنَا. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن هرون بن بدر بن عَليّ بن عَامر بن هَارُون بهاء الدّين بن عماد الدّين العامري الْجُهَنِيّ التتائي القاهري الشَّافِعِي. / هَكَذَا قَرَأت نسبه بِخَطِّهِ، وَيعرف بِابْن حرمي بمهملتين مفتوحتين ثمَّ مِيم وَكَأَنَّهُ عَمه فَسَيَأْتِي حرمي بن سُلَيْمَان. ولد بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وبخطى أَيْضا سنة أَربع وَتِسْعين فَالله أعلم، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية النَّحْو وَبَعض منهاج الْأُصُول، وَعرض على جمَاعَة كالبرهان البيجوري وَعنهُ أَخذ فِي الْفِقْه وَكَذَا عَن الشمسين الْبرمَاوِيّ والعراقي وَآخَرين بل ذكر أَنه سمع مَعَ أَخِيه الْبَدْر مُحَمَّد عَليّ السراج البُلْقِينِيّ ختم البُخَارِيّ بِقِرَاءَة الشهَاب الْحُسَيْنِي قَالَ وأحفظ عَنهُ قَوْله لَهُ أَحْسَنت يَا شهَاب الدّين قَالَ وَكنت فِيمَن ظهر مَعَ الزين الْعِرَاقِيّ للاستسقاء فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَسمعت خطبَته انْتهى. وَرَأَيْت لَهُ سَمَاعا على النُّور الأبياري نزيل البيبرسية فِي سنَن ابْن مَاجَه سنة ثَلَاث عشرَة وَهُوَ مِمَّن لَازم شَيخنَا فَأكْثر وَكتب عَنهُ شرح البُخَارِيّ وَغَيره فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَزَاد بره لَهُ وَلم تكن ثروته فِي أثْنَاء ذَلِك من إِرْث أَخِيه بمانعة لَهُ عَن قبُول بره إِمَّا لعدم ظَنّه وُجُوبه أَو كَانَ يَدْفَعهُ لمستحق، وَقد أم بالحجازية وتنزل فِي بعض الْجِهَات وتكسب بالنساخة وقتا وَكَذَا بِالشَّهَادَةِ إِلَى آخر وقته، وَحكى لي أَن عَدَالَته ثبتَتْ على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بِشَهَادَة الحناوي وَالشَّمْس الطنتدائي والشريف عمر بن محَاسِن وَتَمام تِسْعَة وَاحْتج للعاشر لالتزام الْوَلِيّ أَن لَا يثبت عَدَالَة لغير شَافِعِيّ يُزَكِّيه عشرَة فَأثْنى عَلَيْهِ وَلَده التَّاج عبد الْوَهَّاب. وَكَانَ ثِقَة خيرا متعبدا بالتلاوة وَالْقِيَام محبا فِي الحَدِيث وَأَهله ذَاكِرًا لكثير من الْمُتُون مَعَ التَّحَرِّي فِي نَقله وألفاظ الحَدِيث يتعانى التِّجَارَة فِي الصابون وَغَيره عَلَيْهِ سِيمَا الْخَيْر وَكنت

مِمَّن استأنس بِهِ وبزيارته إِلَى أَحْيَانًا وَسمعت مِنْهُ مَا أسلفته فِي الشهَاب الأبشيطي مِمَّا هُوَ فِي مَنَاقِب شَيخنَا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس سادس شَوَّال سنة خمس وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد حَضَره الْأمين الأقصرائي والعبادي وَالشَّافِعِيّ وَتقدم للصَّلَاة وَغَيرهم وَدفن بتربة البيبرسية وَأثْنى عَلَيْهِ النَّاس كثيرا وَخلف دنيا طائلة وَولدا ذكرا رَحمَه الله وإيانا. (سقط) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب بن الصَّالح الْقدْوَة بركَة الْمُسلمين الزين الدفري الْمَالِكِي. / أجَاز لَهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي سنة ثَمَان عشرَة بعد سَمَاعه مِنْهُ وَعَلِيهِ أَشْيَاء. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن يُوسُف بن هِشَام الشهَاب بن التقي بن الْجمال الْأنْصَارِيّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الولوي مُحَمَّد الْآتِي وَذَاكَ أكبر وَيعرف كسلفه بِابْن هِشَام. / ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل كثيرا وَأول مَا أَخذ الْعَرَبيَّة عَن الشَّمْس الشطنوفي وَلم يلبث مَعَه إِلَّا يَسِيرا حَتَّى برع فِيهَا ثمَّ أَخذهَا عَن قَرِيبه الشَّمْس العجيمي سبط ابْن هِشَام وعظمه جدا بِحَيْثُ أَنه لما قدم الْعَلَاء البُخَارِيّ ولازمه قَالَ لَهُ أَنَّك لم تستفد مِنْهُ أَكثر مَا عنْدك فَقَالَ أوليس صرنا فِيهِ على يَقِين. وَكَذَا لَازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي الْعُلُوم الَّتِي كَانَ يقرئها وَأخذ عَن الْبرمَاوِيّ فِي آخَرين كَالشَّمْسِ الْبِسَاطِيّ وَقَرَأَ أَيْضا على النظام يحيى الصيرامي المواقف وَحضر مَعَه عِنْده فِيهِ القاياتي والجلال الْمحلى وَخلق وَكَانَ يَقُول قَرَأت على الْبُرْهَان بن

حجاج الأبناسي فِي الْمنطق وَلم أفهم عَنهُ شَيْئا ثمَّ لما صَار يبْحَث مَعَه فِيهِ كَانَ يحمد الله على ذَلِك، وَحضر دروس الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وإملاءه وَأثبت اسْمه فِي بَعْضهَا سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة وَتقدم فِي الْفُنُون سِيمَا الْعَرَبيَّة بِحَيْثُ فاق فِيهَا وتصدى للإقراء وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ فِي الْمُخْتَصر والمحيوي يحيى الدماطي فِي التسهيل وَكَانَ يكْتب عَلَيْهِ شرحا كَمَا أَنه كتب على نسخته من توضيح الألفية لجده حَوَاشِي كَثِيرَة جردها فِي تصنيف مُسْتَقل الشَّمْس البلاطنسي فِي مُجَلد انْتفع بِهِ الْفُضَلَاء والعز السنباطي فِي شرح الشمسية كل ذَلِك فِي بَيت ابْن الْبَارِزِيّ وَشَيخنَا ابْن خضر والفرباني بل وَحضر دروسه الشهَاب بن المجدي وتنزل فِي صوفية المؤيدية ثمَّ أعرض عَنهُ وتنزل فِي التَّفْسِير بهَا مَعَ مُرَتّب يسير فِي الجوالي وَكَذَا ولي خزن كتب الأشرفية ثمَّ أعرض عَنهُ لما وَقع بَينه وَبَين ابْن الْهمام فاستقر فِيهِ حِينَئِذٍ الشَّمْس بن الجندي وَقَامَ الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ بكفايته وَكَانَ غَايَة فِي الذكاء مجيدا للعب الشطرنج بل كَانَ غَالِيَة فِيهِ مَعَ حسن الشكالة ومزيد الْكَرم والحدة المفرطة وَسْوَسَة فِي الطَّهَارَة، وَالصَّلَاة وَلم يكن اشْتِغَاله إِلَّا وَهُوَ كَبِير فَإِن الشهَاب الريشي واجهه وهما يتلاعبان الشطرنج بقوله يَا عَامي فحمى من ذَلِك واشتغل من ثمَّ. وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار، وَقَالَ أَنه فاق فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكَانَ يجيد لعب الشطرنج وانصلح بِآخِرهِ وَسكن دمشق فَمَاتَ بهَا فِي ضحوة يَوْم الْخَمِيس رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ بالإسهال شَهِيدا وَدفن بِبَاب الصَّغِير وَكَانَ قدمهَا لزيارة الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ ثمَّ عَاد لمصر، ثمَّ رَجَعَ فَمَاتَ وَحضر جنَازَته الْعَلَاء البُخَارِيّ والقضاة والأعيان رَحمَه الله وإيانا، وأرخ بَعضهم مولده سنة سبع وَتِسْعين وَأَنه مَاتَ عَن نَحْو أَرْبَعِينَ ولقب وَالِده صفي الدّين. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد شهَاب الدّين بن القَاضِي مجد الدّين بن فَخر الدّين القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان. / نَشأ فِي كنف أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن وَغَيره، وَتخرج فِي الْمُبَاشرَة قَلِيلا وباشر الْكِتَابَة فِي الخانقاه البيبرسية فَلم يحمده ضعفاء أَهلهَا وَكَانَ مترفعا لَا لِمَعْنى، وَقد حج غير مرّة. مَاتَ وَقد جَازَ الْأَرْبَعين فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشري ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالأزهر ثمَّ دفن بتربتهم فِي مشْهد حافل وَاسْتقر بعده فِي البيبرسية أَخُوهُ عبد الرَّحِيم خَاتِمَة بني أَبِيه عَفا الله عَنهُ.

أَحْمد بن الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْفضل النابلسي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مَكِّيَّة وَهِي أم أَحْمد الْأَعْلَى. / إِمَام الْجَامِع الْكَبِير بنابلس والمتكلم فِيهِ على الْعَامَّة، سمع مني المسلسل وَغَيره وقرأه على بعض القَوْل البديع وَسمع عَليّ أَشْيَاء وَقَالَ لي أَنه سبط خطبا ابْنة عبد الله بن تَقِيّ ابْنة خَالَة التقي أبي بكر القلقشندي وَالَّتِي كَانَت تروي عَن أبي الْخَيْر بن العلائي وَتوفيت قبل السّبْعين بعد أَن أَخذ عَنْهَا الطّلبَة من المقادسة وَنَحْوهم. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن فضل الْحوَاري الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمزي الشَّافِعِي. / كتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَقَالَ أَنه الإِمَام يَوْمئِذٍ بالشرفي يُونُس الأشرفي بِمَدِينَة غَزَّة. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد النَّاصِر الزبيرِي. / يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر. أَحْمد بن الزين عبد الرَّحْمَن الْمَدْعُو عبيد بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم الديروطي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن أبي المنيح. / أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ أَشْيَاء. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أبي بكر بن أَحْمد بن مَسْعُود الشهَاب الريمي الْيَمَانِيّ / وأربعي النَّوَوِيّ والبردة وَقرأَهَا بِالْمَدِينَةِ على الأبشيطي وَمُحَمّد بن المراغي، كَانَ شافعيا فتحنبل وَقرر فِي درس خير بك بِمَكَّة وَصَارَ ملازما للحنبلي فِي ذَلِك وَغَيره وَهُوَ الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ وَابْنه نزيل الْكِرَام. ولد فِي أول لَيْلَة من إِحْدَى الجمادين سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن، وَهُوَ إِنْسَان خير كثير الطّواف وَالْعِبَادَة عَلَيْهِ سِيمَا الْخَيْر زار الْمَدِينَة غير مرّة وَصَحب النَّجْم عمر بن فَهد وَسمع مِنْهُ وَمن غَيره كوالده التقي وَأبي الْفَتْح المراغي وَقَرَأَ) الْفَاتِحَة على الزين بن عَيَّاش وتكسب بِفعل الْعُمر ثمَّ بإقراء الْأَوْلَاد وَكتب عَنهُ ابْن فَهد: (أهوَ مليح من أول حرف اسْمه عين ... إِذا قلبته وجدته يَا وَلَام فِي عين) (جرح قلبِي وَأخذ عَقْلِي حبيب الْعين ... ترك دموعي تجْرِي كشبه الْعين) وَكَانَ فِي ظله ثمَّ فِي رفد وَلَده وَكَذَا لازمني بِمَكَّة فِي سَماع أَشْيَاء وَسمعت مِنْهُ هَذَا. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الشهَاب الْمحلى القاهري الأَصْل الطولوني الشَّافِعِي المبتلي. / كَانَ أَبوهُ من مياسير التُّجَّار وَنَشَأ هُوَ كَذَلِك مَعَ مصاحبة الِاشْتِغَال فلازم السَّيْف الْحَنَفِيّ فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَحج مَعَ أَبِيه فِي سنة سِتّ وَخمسين فَقَرَأَ الْقُرْآن على الديروطي وَحضر دروس أبي البركات الهيثمي وَيَعْقُوب المغربي

وَغَيرهمَا وَسمع هُنَاكَ وَهنا بِقِرَاءَتِي يَسِيرا على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره، وابتلى بالجذام ولازال فِي تزايد حَتَّى مَاتَ عَن نَحْو الثَّلَاثِينَ ظنا أَظُنهُ فِي حَيَاة أَبِيه عوضهما الله الْجنَّة. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ السكندري المسدي. / سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر شهَاب الدّين الْبِسَاطِيّ. / أثْبته الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي السامعين أَمَالِيهِ فِي سنة عشر. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عوض بن مَنْصُور بن أبي الْحسن الشهَاب الأندلسي الأَصْل الطنتدائي القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. / ولد سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة الطنتدي وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي وَغَيره وَدخل الْقَاهِرَة فعرضها على الْبُرْهَان بن جمَاعَة فِي ولَايَته الأولى ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده وأكب على الِاشْتِغَال وَحفظ مَا نَيف عَن خَمْسَة عشر ألف بَيت رجز فِي عدَّة عُلُوم مِنْهَا تَفْسِير الشَّيْخ عبد الْعَزِيز الديريني ونظم الْمطَالع للموصلي ثمَّ قدم الْقَاهِرَة قبيل الثَّمَانِينَ فقطنها ولازم الأبناسي والبلقيني وَابْن الملقن والزين الْعِرَاقِيّ وَكَذَا قَرَأَ على الضياء العفيفي وتميز وَلَا سِيمَا فِي الْفَرَائِض وَكَأَنَّهُ أَخذهَا عَن الكلائي، وَولي إِعَادَة الحَدِيث بقبة البيبرسية وإمامة الرِّبَاط بهَا والتدريس بالمنكوتمرية وخطب بِجَامِع الْحَاكِم ولكونه كَانَ يَقُول فِي خطبَته عِنْد أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر اقيدا بالخيرا مَا لَقيته السُّلْطَان مُنْذُ أسلم أنكر عَلَيْهِ يُونُس الواحي فَلم يلْتَفت لإنكاره وَقدر اجْتِمَاعهمَا تجاه الْحُجْرَة النَّبَوِيَّة فَقَالَ يُونُس يَا رَسُول الله إِن هَذَا الرجل يَقُول كَذَا فِي حق صَاحبك وَأَنا أنهاه فَلَا يَنْتَهِي فَخَجِلَ الشَّيْخ، وتصدى لإقراء الْعلم فَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء كشيخنا ابْن خضر، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعم وَالْوَالِد. وَكتب على جَامع المختصرات شرحا فِي ثَمَان مجلدات وتوضيحا فِي مُجَلد، وَكَانَ فَقِيها فرضيا متواضعا متقشفا على طَريقَة السّلف، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه اجْتمع بِي كثيرا وطالت مجالستي لَهُ وَالسَّمَاع من فَوَائده وَكتب بِخَطِّهِ من تصانيفي كثيرا وَكَذَا كتب عني أَكثر مجالسي فِي الْإِمْلَاء وَسمع كثيرا عَليّ وَمَعِي وَحصل هَل فِي آخر عمره خلط فِي رجلَيْهِ ثمَّ فِي لِسَانه ثمَّ مَاتَ فِي ثَالِث شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، وَتَبعهُ فِي ذكره ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته والمقريزي فِي عقوده وَلم يذكرهُ شَيخنَا فِي الأنباء وَكَانَ من مجاوريه وَدفن فِي حوش البيبرسية رَحمَه الله. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف بن عِيسَى بن عساس بن بدر بن عَليّ بن يُوسُف بن عُثْمَان كَمَال الدّين أَبُو البركات بن التقي أبي الحزم بن

الْحَافِظ الْجمال أبي عبد الله الْأنْصَارِيّ الخزرجي المطري الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي / ولد كَمَا قرأته بِخَط أَخِيه أبي حَامِد نقلا عَن خطّ أَبِيهِمَا بعد غرُوب الشَّمْس من يَوْم الْخَمِيس لثمان خلون من شعْبَان سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَسمع من الْعِزّ بن جمَاعَة جُزْءا من حَدِيثه تَخْرِيجه لنَفسِهِ وَغَيره وَمن الْأمين بن الشماع وَحَمْزَة بن عَليّ الحسني السُّبْكِيّ، وَدخل الْقَاهِرَة والاسكندرية وَسمع بهَا من حسن بن عَليّ الْعمريّ وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ فَمَا بعْدهَا أَبُو الْحرم القلانسي وناصر الدّين التّونسِيّ ومصطفى الدّين الْعَطَّار وَأحمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْقُسْطَلَانِيّ وَآخَرُونَ، وَحدث سمع مِنْهُ التقي بن فَهد وروى عَنهُ هُوَ وَأَبُو الْفَتْح بن صَالح، وَكَانَ فَقِيها صوفيا عَارِفًا بِعلم الصُّوفِيَّة والْحَدِيث والعربية وأصول الدّين غواص الْفِكر على الدقاق واستنباط الْفَوَائِد ويذاكر بأَشْيَاء مفيدة، وينسب إِلَى معاناة الكيمياء، وَقد تزهد وَدخل الْيمن وَأقَام بهَا نَحوا من عشرَة أَعْوَام وَأقَام فِي مَدِينَة حلْس عِنْد القَاضِي ابْن الْعرَاق حَتَّى مَاتَ وَكَانَت وَفَاته فِي أول ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَدفن هُنَاكَ رَحمَه الله، وَهُوَ فِي أنباء شَيخنَا بِاخْتِصَار. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الشهَاب بن الْوَجِيه الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن الْجمال الْمصْرِيّ. / حفظ الْقُرْآن وجوده على الزين بن عباش وأحضر فِي الثَّالِثَة سنة ثَلَاث عشرَة ثمَّ فِي الرَّابِعَة على الزين المراغي فِي مُسلم وَابْن حبَان، وَدخل الْهِنْد وقطنها وقتا واستولد بهَا أَوْلَادًا وَرجع بهم إِلَى مَكَّة ثمَّ عَاد إِلَيْهَا فَكَانَت الْمنية سنة ثَلَاث وَسبعين عَفا الله عَنهُ. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ مُحَمَّد بن حسن أَبُو الْيُسْر بن أبي الْفضل الْحَنَفِيّ. / فِي الكنى. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله السَّيِّد نور الدّين بن الصفي الْحُسَيْنِي الأيجي الشَّافِعِي أَخُو السَّيِّد معِين الدّين مُحَمَّد الْآتِي وَهَذَا أكبر وَذَاكَ أعلم. / ولد فِي ضحى الْجُمُعَة تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بشيراز وَأخذ فِي النَّحْو وَالصرْف عَن غياث الدّين الأيجي وَفِي الْكَلَام عَن الشّرف حسن البدخشوني الْحَنَفِيّ وَفِي الْمعَانِي عَن قوام الدّين الشيفكي وأخيه إِمَام الدّين فِي الْفِقْه عَن سعد الدّين الكازروني وصاهره على ابْنَته وَلَكِن جلّ اشْتِغَاله عِنْد أَبِيه، وَسمع الحَدِيث بشيراز على الشّرف الجرهي وَابْن الْجَزرِي وبمكة وَكَانَ أول دُخُوله لَهَا فِي سنة خمس وَأَرْبَعين على أبي الْفَتْح المراغي وبالمدينة على الْمُحب المطري فِي آخَرين مِنْهُم الزين بن عَيَّاش وتلا عَلَيْهِ

فِي الْقُرْآن وزار بَيت الْمُقَدّس وَلَقي بهَا بعض المعتمرين وَكَذَا دخل الشَّام وحلب وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وشارك فِي الْفَضَائِل قَلِيلا وَانْفَرَدَ عَن أهل بَيته بإقبال مُلُوك عصره وعظمائهم عَلَيْهِ بِحَيْثُ يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ وَلَا ينفكون عَن أوامره إِلَى أَن حصل بَينه وَبَين صَاحب هرموز تنافر بِحَيْثُ قطع مَا كَانَ يصل إِلَيْهِ وَهُوَ شَيْء كثير وتناقص حَاله بِسَبَب ذَلِك مَعَ كَونه لم يكن يدّخر شَيْئا بل لَهُ جِهَات هِيَ بيد أقربائه وَنَحْوهم فَلَا يسْأَل عَنْهَا وَأَنا أحضر لَهُ مِنْهَا مهما كَانَ قنع بِهِ كَمَا بَلغنِي مَعَ مزِيد من ذَلِك وَقد رَأَيْته بِمَكَّة حِين قدومه لَهَا مَعَ بني جبر فِي موسم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَهُوَ بالمفاصل بِحَيْثُ لَا يمشي إِلَّا مُعْتَمدًا على العكاز وَنَحْوه بل لَا يَسْتَطِيع النهوض فِي كثير من أوقاته فحج ثمَّ تلبث ليزور بعد انْفِصَال المولد من ربيع الأول سنة أَربع فعاقه الْمَرَض وَاسْتمرّ كَذَلِك ينشط تَارَة وَيَنْقَطِع أُخْرَى وَبَالغ فِي التأدب معي وَجَاء ليعيزين فِي الْأَخَوَيْنِ وَالْتمس مني الْإِجَازَة لوَلَده ولجماعته بل حدثت بِحَضْرَتِهِ وماشاني فِي بعض الأسئلة وَعَلِيهِ نور وخفر ومهابة مَعَ لطف ذَات وَجَمِيل عشرَة كل ذَلِك وَهُوَ غير مقتصر على مَا يلائمه بل يسْتَعْمل أَشْيَاء غير مُنَاسبَة وَيكثر الْجِمَاع حَتَّى أَنه تزوج عدَّة زَوْجَات وَاحِدَة بعد أُخْرَى سوى مَا مَعَه من السراري وَأكْثر من تحمل الدُّيُون فِي الْإِنْفَاق وَنَحْوه وَيُقَال أَنه مِمَّن يرغب فِي الكيمياء وأنفدت ابْنَته السيدة بديعة جلّ مَا كَانَ مَعهَا حَتَّى ملت، وَقد فارقته بِمَكَّة بعد انْفِصَال الْمَوْسِم وسافر للمدينة فدام بهَا قَلِيلا ثمَّ ركب الْبَحْر من الينبوع ليرْجع لبلاده وَبلغ جدة فتعلل فَعَاد لمَكَّة وَكَانَت منيته بهَا فِي عصر يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشري جُمَادَى الأول سنة خمس وَتِسْعين وَدفن من الْغَد عقب الصُّبْح عِنْد سلفه من المعلاة رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر بن تَاج الرياسة شهَاب الدّين بن التقي الْمحلى ثمَّ الزبيرِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ الْعَلَاء عَليّ. / ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ أحد موقعي الحكم كَانَ قد مهر فِي صناعته وَحصل مِنْهَا مَالا جزيلا مَعَ شدَّة إِمْسَاكه حَتَّى كَانَ مَا وَرثهُ أَخُوهُ مِنْهُ نَحْو ألفي دِينَار سوى العقارات وَكَانَ شَدِيد الْإِتْلَاف فهما طرفا نقيض. مَاتَ فِي نصف ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة وَلَيْسَ مُحَمَّد فِي نسبه فِي الأنباء بل نسب فِيهِ لجد أَبِيه. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النُّور العثماني التّونسِيّ. / سمع بِقِرَاءَتِي فِي

مَكَّة على أبي الْفَتْح المراغي سنة سِتّ وَخمسين. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شرف بن مَنْصُور الشهَاب بن الزين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَغَيره ووالد الْعَلَاء عَليّ الْحَنَفِيّ الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي عجلون. / اشْتغل على الشّرف الْغَزِّي وباشر التوقيع عِنْد أركماس الدوادار ثمَّ فِي أول ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين ولي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق بعد الْبَهَاء بن حجي ثمَّ صرف عَنْهَا فِي ربيع الأول من الَّتِي تَلِيهَا بالصلاح خَلِيل بن السَّابِق. وَمَات فِي لَيْلَة الْخَمِيس تَاسِع عشري ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ رَحمَه الله. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الشَّامي الْمدنِي وَيعرف بِابْن الشَّامي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد الشهَاب بن الإِمَام الْمُقْرِئ الزيني الفكير بِفَتْح الْفَاء ثمَّ كَاف مَكْسُورَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ رَاء نِسْبَة لقبيلة التّونسِيّ ثمَّ السكندري الْمَالِكِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بالعسلوني بمهملتين / ولد سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالاسكندرية وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه وَغَيره وَحفظ الْعُمْدَة واشتغل على وَالِده فِي التَّهْذِيب للبرادعي وَأَجَازَ لَهُ الزين أَبُو بكر المراغي. وَدخل الْقَاهِرَة ودمشق وَغَيرهمَا وَأم بِجَامِع الغربي بالاسكندرية خَمْسَة وَثَلَاثِينَ عَاما وَجلسَ شَاهدا بِبَاب الْبَحْر مِنْهَا وقتا ثمَّ ترك وَأَقْبل على التكسب بِالتِّجَارَة، قَرَأت عَلَيْهِ بالثغر جُزْءا وَكَانَ خيرا وضيئا أنشأ مَاتَ بِهِ قريب السّبْعين رَحمَه الله. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن النَّاظر الْحَنْبَلِيّ. / فِيمَن جده أَحْمد بن إِسْمَاعِيل. أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْعَلامَة جمال الدّين بن هِشَام. / مضى أَيْضا فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف. أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الشهَاب بن التَّاج أبي الْفضل الْهَمدَانِي الْكُوفِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الفصيح بفاء مَفْتُوحَة ثمَّ مُهْملَة مَكْسُورَة وَآخِرهَا مُهْملَة / نَشأ فتعانى التِّجَارَة ثمَّ عمل نقيب الحكم الْحَنَفِيّ بِدِمَشْق ثمَّ سكن الْقَاهِرَة مُدَّة، وَكَانَ ابْن الْآدَمِيّ يُكرمهُ ويعظمه لقرابة بَينهمَا من جِهَة النِّسَاء وبعنايته اسْتَقر فِي خدمَة البيبرسية سنة خمس عشرَة فاستمر فِيهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي مستهل شعْبَان سنة ثَمَان وَعشْرين عَن بضع وَسبعين سنة. قَالَ شَيخنَا: وَكَانَ قَلِيل الْكَلَام محبا فِي الانجماع معاشرا لِأُنَاس مخصوصين كثير الْمعرفَة بالأمور الدُّنْيَوِيَّة وَمَا تردد أَنه سمع على ابْن أميلة وَمن قبله لَكِن لم أَقف

على ذَلِك تَحْقِيقا وَسَأَلته عَنهُ فَلم يعْتَرف بِهِ بل سَأَلته أَن يُجِيز لجَماعَة فَامْتنعَ ظنا مِنْهُ أَن ذَلِك على سَبِيل السخرية لشدَّة تخيله. قلت مَعَ أَنه من بَيت حَدِيث وَقد حَدثنَا غير وَاحِد عَن أَبِيه، وَهُوَ وَأَبوهُ فِي الدُّرَر الكامنة. أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن حسن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْقسم الشهَاب بن الزين بن الْبَدْر أبي مُحَمَّد التلعفري الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن المحوجب. / ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَعرض على البلاطنسي والتقي الْأَذْرَعِيّ وَحميد الدّين الْحَنَفِيّ وَابْن مُفْلِح وَآخَرين وَسمع على وَالِده وَعَمه وَأَسْمَاء ابْنة المهراني وَالْجمال بن جمَاعَة حِين قدم عَلَيْهِم وعَلى الشاوي ونسوان الكنانية بِالْقَاهِرَةِ فِي آخَرين بل قَرَأَ على الشهَاب بن زيد البُخَارِيّ وعَلى الْبُرْهَان النَّاجِي بعضه والسيرة بكمالها وَغير ذَلِك وَأَجَازَ لَهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَأخذ عَن البلاطنسي والبدر بن قَاضِي شُهْبَة وخطاب والرضى الْغَزِّي والزين النشاوي وحسين قَاضِي الجزيرة فِي آخَرين، وَكتب الْمَنْسُوب وشارك فِي الْفَضَائِل وَحج فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ واختص بالزين بن مزهر وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة وَاسْتقر بعد النابلسي فِي نظر الْمَسْجِد الشهير بِابْن طَلْحَة تجاه البرقوقية ثمَّ رغب عَنهُ لإمامها عبد الْقَادِر وخالط غير وَاحِد من الْأُمَرَاء سِيمَا نَائِب الشَّام قجماس وانتفع النَّاس بِهِ مَعَ حشمه وكرم ورفق وتواضع ورغبة فِي الْخَيْر وميل إِلَى أهل الحَدِيث وَتوجه لكثير من الْكتب بِخَطِّهِ واستكتابه حَتَّى أَنه حصل أَشْيَاء من تصانيفي، وَمِمَّا كتبه طَبَقَات ابْن السُّبْكِيّ الْكُبْرَى وتاريخ قزوين للرافعي وبيننا وَبَينه آنسة وَله أفضال كثر الْحَمد لَهُ بِسَبَبِهِ وَقد تعرض لَهُ لمرافعة من لم يراقب الله فِيهِ ودام فِي الترسيم مُدَّة وَبَاعَ كتبه وَغَيرهَا وانجمع سِيمَا بعد موت الزيني بن مزهر وَبعد انْقِضَاء الطَّاعُون الْمُنْفَصِل عَن موت بنيه وَعِيَاله وارتفاقه بذلك فِي وَفَاء بعض دُيُونه توجه لمَكَّة فِي الْبَحْر من الطّور فوصلها فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَتِسْعين وتكرر الِاجْتِمَاع مَعَه والاستئناس بمحاسنه ثمَّ عَاد مصحوبا بالسلامة وَالْقَبُول. أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم الْوَلِيّ أَبُو زرْعَة بن الزين أبي الْفضل الْكرْدِي الأَصْل المهراني القاهري الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كأبيه بِابْن الْعِرَاقِيّ. / ولد فِي سحر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث

ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَأمه عَائِشَة ابْنة لمغاي العلائي أحد أجناد أرغون النَّائِب بكر بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ الْكثير على ابْن الْحرم القلانسي والمحب أبي الْعَبَّاس الخلاطي وناصر الدّين التّونسِيّ والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْعَسْقَلَانِي بن الْعَطَّار والعز بن جمَاعَة وَالْجمال بن نباتة وَخلق، ورحل أول مَا طعن فِي الثَّالِثَة سنة خمس وَسِتِّينَ إِلَى دمشق فَأحْضرهُ بهَا على الحافظين الشَّمْس الْحُسَيْنِي والتقي بن رَافع والمحدث أبي الثَّنَاء المنبجي وَأبي حَفْص الشحطبي والشرف يَعْقُوب الحريري والعماد مُحَمَّد بن مُوسَى بن السيرجي وَابْن أميلة وَابْن النَّجْم وَابْن الهبل وَابْن السوقي وست الْعَرَب حفيدة الْفَخر بن البُخَارِيّ وَغَيرهم من أَصْحَاب الْفَخر بن البُخَارِيّ وَغَيره وببيت الْمُقَدّس على الزيتاوي واستجاز لَهُ خلقا كالعرضي وَابْن الجوخي وَأبي حَفْص عمر بن عَليّ بن شيخ الدولة السُّيُوطِيّ خَاتِمَة أَصْحَاب الْعِزّ الْحَرَّانِي، وَكَذَا روى بِالْإِجَازَةِ عَن الْعَفِيف اليافعي وَلما رَجَعَ من الرحلة مَعَ أَبِيه حفظ الْقُرْآن وعدة مختصرات من الْفُنُون وَنَشَأ يقظا طلب بِنَفسِهِ واجتهد فِي اسْتِيفَاء شُيُوخ الديار المصرية وَأخذ عَمَّن دب ودرج. وَمن شُيُوخه أَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ والبهاء بن خَلِيل والزين بن الْقَارِي والحراوي والبهاء بن الْمُفَسّر وَجُوَيْرِية والباجي، بل وارتحل إِلَى دمشق وَمَعَهُ رَفِيق وَالِده الْحَافِظ نور الدّين الهيثمي بعد الثَّمَانِينَ وَلَكِن بعد موت تِلْكَ الطَّبَقَة وَأخذ بهَا عَن الْحَافِظ أبي بكر بن الْمُحب وَأبي الهول الْجَزرِي وناصر الدّين بن حَمْزَة وَالشَّمْس بن الصفي الغزولي وَجَمَاعَة من أَصْحَاب التقي سُلَيْمَان وَأبي الْمَعَالِي الْمطعم وَأبي نصر بن الشِّيرَازِيّ وَالْقسم بن عَسَاكِر، وَكَذَا ارتحل مَعَ أَبِيه إِلَى مَكَّة وَالْمَدينَة غير مرّة ترافق مَعَ وَالِده فِي أَولهَا وَكَانَت سنة ثَمَان وَسِتِّينَ الشهَاب بن النَّقِيب أحد الْأَعْلَام وابتدأ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فأقاما بهَا شهرا ثمَّ توجها إِلَى مَكَّة فَكَانَ لصَاحب التَّرْجَمَة مِنْهُ حَظّ كَبِير من الْإِحْسَان والملاطفة، وَسمع بِمَكَّة على الْكَمَال أبي الْفضل النويري والبهاء بن عقيل النَّحْوِيّ) وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي وَأحمد بن سَالم بن ياقوت الْمَكِّيّ والعفيف النشاوري وَالْجمال الأميوطي وبالمدينة على الْبَدْر عبد الله بن فَرِحُونَ، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مكثر سَمَاعا وشيوخا وَكتب الطباق وَضبط الْأَسْمَاء وَسمع الْأَئِمَّة بقرَاءَته وَخرج لغير وَاحِد من شُيُوخه كالصدر بن الْمَنَاوِيّ وَعبد الْوَهَّاب الأخنائي الْمَالِكِي وَابْن الشيخة والبلقيني وَأبي البركات بن النظام القوصي وَلم يتهيأ لَهُ إِفْرَاد شُيُوخه ومسموعه لَعَلَّه لقُصُور الهمم خُصُوصا

فِي هَذَا النَّوْع، نعم عمل لنَفسِهِ فهرستا لطيفا وَكَذَا أورد ابْن مُوسَى فِي أوراق رحلته والتقي الفاسي فِي ذيله على التَّقْيِيد من مروياته نبذة وَشَيخنَا فِي مُعْجَمه يَسِيرا وتدرب بوالده فِي الحَدِيث وفنونه وَكَذَا فِي غَيره من فقه وأصل وعربية وعادت بركَة تَرْبِيَته عَلَيْهِ وَكَذَا تفقه بالأبناسي وَعظم انتفاعه بِهِ وَتوجه الشَّيْخ إِلَيْهِ بِحَيْثُ ساعده فِي تَحْصِيل وظائف لخصوصية كَانَت بَينه وَبَين وَالِده وبالسراج البُلْقِينِيّ بِحَيْثُ كَانَ معوله فِي الْفِقْه عَلَيْهِ وأفرد حَوَاشِيه على الرَّوْضَة وانتفع النَّاس بهَا خُصُوصا فِيمَا تجدّد من الْحَوَاشِي بعد جمع الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ وطرز تصانيفه بِكَثِير من اختياراته ومباحثه مفتخرا بإيرادها وإضافتها إِلَيْهِ وبابن الملقن وَغَيرهم بل حضر دروس الْجمال الأسنائي بالناصرية مُدَّة وعلق عَنهُ وَسمع عَلَيْهِ التَّمْهِيد والكوكب وَقطعَة من أول الْمُهِمَّات وَغير ذَلِك من تصانيفه ومروياته بل قَرَأَ عَلَيْهِ بِنَفسِهِ المسلسل بالأولية وَأخذ أصُول الْفِقْه والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهمَا من الْفُنُون عَن الضياء عبيد الله العفيفي الْقزْوِينِي الشَّافِعِي فَقَرَأَ عَلَيْهِ منهاج الْبَيْضَاوِيّ وغالب التَّلْخِيص مَعَ سَماع سائره إِلَى غَيره من كتب عديدة وفنون شَتَّى انْتفع بِهِ فِيهَا، والعربية عَن شيخ النُّحَاة أبي الْعَبَّاس بن عبد الرَّحِيم التّونسِيّ الْمَالِكِي وانتفع بِهِ فِيهَا وَلم يلبث أَن برع فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وأصوله والعربية والمعاني وَالْبَيَان وشارك فِي غَيرهَا من الْفَضَائِل، وَأذن لَهُ غير وَاحِد من شُيُوخه بالإفتاء والتدريس، وَاسْتمرّ يترقى لمزيد ذكائه حَتَّى سَاد وَأبْدى وَعَاد وَظَهَرت نجابته ونباهته واشتهر فَضله وبهر عقله مَعَ حسن خلقه وخلقه وَنور خطه ومتين ضَبطه وَشرف نَفسه وتواضعه وَشدَّة انجماعه وصيانته وديانته وأمانته وعفته وَطيب نغمته وضيق حَاله وَكثر عِيَاله، ودرس وَهُوَ شَاب فِي حَيَاة أَبِيه وشيوخه فِي عدَّة أَمَاكِن وَقَالَ أَبوهُ فِي دروسه قَدِيما: (دروس أَحْمد خير من دروس أبه ... وَذَاكَ عِنْد أَبِيه مُنْتَهى أربه) بل قَامَ بسد وظائف أَبِيه حِين توجه على قَضَاء الْمَدِينَة وخطابتها وَلَكِن وثب عَلَيْهِ شَيْخه) السراج بن الملقن فَانْتزع دَار الحَدِيث الكاملية خَاصَّة مِنْهُ وتحرك صَاحب التَّرْجَمَة لمعارضته وتحدث فِي تَمْيِيز كفاءته فَحمل عَلَيْهِ كل من شَيْخه الأبناسي والبلقيني فَسكت وطار بِكُل ذَلِك ذكره وَسَار فِيهِ فخره ثمَّ أضيفت إِلَيْهِ جِهَات أَبِيه بعد مَوته فزادت رياسته وانتشرت فِي الْعُلُوم وجاهته، وَكَانَ من الْأَمَاكِن الَّتِي درس فِيهَا الحَدِيث الْمدرسَة الظَّاهِرَة البيبرسية والقانبيهية والقراسنقرية

وجامع طولون وَالْفِقْه الْفَاضِلِيَّةِ والجمالية الناصرية مَعَ مشيخة التصوف بهَا وَمَسْجِد علم دَار، وناب الْقَضَاء عَن الْعِمَاد أَحْمد بن عِيسَى الكركي فِي سنة نَيف وَتِسْعين فَمن بعده وأضيف إِلَيْهِ فِي بعض الْأَوْقَات قَضَاء منوف وعملها وَغير ذَلِك وَسَار فِيهِ سيرة حَسَنَة وَاسْتمرّ فِي النِّيَابَة نَحْو عشْرين سنة ثمَّ ترفع عَن ذَلِك وَفرغ نَفسه للإفتاء والتدريس والتصنيف وَكَذَا الْإِمْلَاء بعد موت وَالِده بالديار المصرية بل وبمكة حِين حج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فَإِنَّهُ أمْلى هُنَاكَ مَجْلِسا ابتدأه بالمسلسل بالأولية مَعَ فَوَائِد تتَعَلَّق بِهِ حَضَره الْأَئِمَّة من المكيين وَغَيرهم ثمَّ مَجْلِسا آخر أمْلى عَلَيْهِ أَحدهمَا الزين رضوَان وَالْآخر التقي بن فَهد ولقيه الشّرف بن الْمُقْرِئ الْعَلامَة حِينَئِذٍ، وَكَذَا أمْلى بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي تِلْكَ السّنة مَجْلِسا باستملاء الزين رضوَان للْأولِ والشرف الْمَنَاوِيّ للثني إِلَى أَن خطبه الظَّاهِر ططر بِغَيْر سُؤال إِلَى قَضَاء الديار المصرية فِي منتصف شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة مَعَ وجود السعاة فِيهِ بالبذل وَذَلِكَ عقب موت الْجلَال البُلْقِينِيّ بأَرْبعَة أَيَّام فَسَار فِيهِ أحسن سيرة بعفة ونزاهة وَحُرْمَة وصرامة وشهامة وَمَعْرِفَة وَكَانَ يحض أَصْحَابه على الاهتمام بإجابة من يلْتَمس مِنْهُم الشَّفَاعَة عِنْده عملا بِالسنةِ وليكون لَهُم عِنْد المسؤول لَهُ بذلك أياد وَقَامَ جمَاعَة عَلَيْهِ حَتَّى ألزموه بتفصيل الرفيع من الثِّيَاب وقرروا لَهُ أَن فِي ذَلِك قُوَّة للشَّرْع وتعظيما للقائم بِهِ، وَإِلَّا فَلم يكن عزمه التَّحَوُّل عَن جنس لِبَاسه قبله، وَلم يكن فِيمَا بلغنَا فِي حَال نيابته يثبت عَدَالَة غير شَافِعِيّ بتعديل عشرَة أنفس احْتِيَاطًا وتحريا، وَلم يلبث أَن مَاتَ الظَّاهِر فَبَايع لوَلَده الصَّالح مُحَمَّد بالسلطنة بعده قبل انْفِصَال السّنة ثمَّ لنظامه الْأَشْرَف برسباي فِي ثامن ربيع الآخر من الَّتِي بعْدهَا وَاسْتمرّ القَاضِي حَتَّى صرف فِي سادس ذِي الْحجَّة مِنْهَا لإقامته الْعدْل وَعدم محاباته لأحد من أَجله وتصميمه فِي أُمُور لَا يحتملها أهل الدولة حَتَّى شقّ على كثيرين مِنْهُم وتمالؤوا عَلَيْهِ بعد أَن كَانَ منع نوابه من الحكم فِي شَوَّال مِنْهَا مُخْتَارًا لأمر خُولِفَ فِيهِ وَبلغ الْأَشْرَف فاسترضاه وَوَافَقَهُ على الْأَمر الَّذِي كَانَ غضب بِسَبَبِهِ حَتَّى كَانَ ذَلِك سَببا للتمادي والممالأة) عَلَيْهِ فِي صرفه فَكَانَت مُدَّة ولَايَته سنة وَدون شَهْرَيْن وَمِمَّنْ ساعد فِي صرفه قصروه أَمِير أخور وَابْن الكويز كَاتب السِّرّ والْعَلَاء بن المغلي قَاضِي الْحَنَابِلَة وَظَهَرت كَرَامَة الْوَلِيّ فِي المتعصبين فِي عَزله وأكبرهم الْعَلَاء فَإِنَّهُ قَامَ بِقَلْبِه وقالبه فِي صرفه لكَونه كَانَ يتمشيخ عَلَيْهِ وَولَايَة الآخر لكَونه كَانَ تتلمذ لَهُ فَأحب أَن يكون رَفِيقه مِمَّن

يعرف لَهُ دون من يتعاظم عَلَيْهِ فانعكس الْأَمر وَنَدم بعد أَن تورط وَصَارَ يُبَالغ فِي نقيض مَا كَانَ مِنْهُ بِحَيْثُ كتب على فتيا بَالغ فِيهَا فِي الْحَط عَلَيْهِ ثمَّ عُوقِبَ بِأَن أُصِيب بولده قبل إِكْمَال الْحول من عزل الْوَلِيّ ثمَّ أُصِيب فِي نَفسه. قَالَه شَيخنَا قَالَ وَكَذَا صنع الله بِابْن الكويز فَإِنَّهُ كَانَ الأَصْل الْكَبِير فِي ذَلِك لِامْتِنَاع الْوَلِيّ من إجَابَته فِي أَخذ مجمع الزَّوَائِد بِخَط مُؤَلفه ولغير ذَلِك فَلم ينْتَفع بِنَفسِهِ بعد إِلَّا قَلِيلا وَاسْتمرّ موعوكا سِتَّة أشهر إِلَى أَن مَاتَ عقب الْوَلِيّ بِشَهْر وَاحِد ومجتمع الْكل عِنْد الله انْتهى بِزِيَادَة، وتألمت الخواطر الصافية لعزله وتكدرت معيشته هُوَ سِيمَا وَقد جاهره وَقت عَزله بعض المزورين بِمَا لَا يَلِيق واستقروا بِبَعْض تلامذته وَإِن كَانَ هُوَ ابْن شَيْخه وَصَارَ المستقر يتَكَلَّم بِمَا لَا يجمل مِمَّا يَقُول صَاحب التَّرْجَمَة حِين وُصُول ذَلِك إِلَيْهِ أعرف ذَنبي وَيُشِير لما أَشرت إِلَيْهِ مَعَ شَيْخه ابْن الملقن وَأظْهر السرُور بِهِ فِي الْحَالة الراهنة من اقْتصر على مُلَاحظَة الْأُمُور الدُّنْيَوِيَّة وَلزِمَ طَرِيقَته قبل فِي الانجماع على الْعلم وإفادته وتصنيفه وإسماعه إِلَى أَن مَاتَ قبل استكمال سنة من صرفه مبطونا شَهِيدا آخر يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشري شعْبَان سنة سِتّ وَعشْرين وَصلى عَلَيْهِ صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة بالأزهر فِي مشْهد حافل شهده خلق من الْأُمَرَاء والقضاة وَالْعُلَمَاء والطلبة تقدم القَاضِي المستجد مَعَ كَونه أوصى لمُعين ثمَّ دفن إِلَى جَانب وَالِده بتربة طشتمر من الصَّحرَاء رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ وبسلفه وعلومهما. وتأسف الخيرون على فَقده، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَلما صرف عَن الْقَضَاء حصل لَهُ سوء مزاج من كَونه صرف بِبَعْض تلامذته بل بِبَعْض من لَا يفهم عَنهُ كَمَا يَنْبَغِي وَكَانَ يَقُول لَو عزلت بِغَيْر فلَان مَا صَعب عَليّ قَالَ واستيعاب قضاياه يطول، وَكَانَ من خير أهل عصره بشاشة وصلابة فِي الحكم وقياما فِي الْحق وطلاقة وَجه وَحسن خلق وَطيب عشرَة، وَلما وقف القَاضِي علم الدّين على كَونه صرف بِبَعْض الدَّهْر وَغلظ الْيَمين فَرَأى ذَلِك مُصَنف الطَّبَقَات فضبب عَلَيْهِ فِي نسخته، وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أَنه قَرَأَ وَسمع عَلَيْهِ وَمن لَفظه قَالَ وَكَانَ مجْلِس الْإِمْلَاء قد انْقَطع بعد موت أَبِيه إِلَى أَن شرع فِيهِ من ابْتِدَاء شَوَّال سنة عشر وَثَمَانمِائَة فأحيا الله بِهِ نوعا) من الْعُلُوم كَمَا أَحْيَاهُ قبل بِأَبِيهِ، وَأثْنى على ولَايَته قَالَ إِلَّا أَنه غلب عَلَيْهِ بعض أصهاره مِمَّن لم يسر سيرته فلزق بِهِ اللوم وتعصب عَلَيْهِ بعض أهل الدولة، قَالَ وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر والتواضع وسلامة الْبَاطِن قَالَ وتحدث بِكَثِير من مسموعاته عاليها ونازلها، قَالَ

وَأَعْلَى مَا عِنْده مُطلقًا جُزْء ابْن عَرَفَة حَضَره على القلانسي بإجازته من الْعِزّ الْحَرَّانِي عَن ابْن كُلَيْب قَالَ وَلم يخلف بعده مثله، وَقَالَ فِي رفع الأصر وَكثر الأسف عَلَيْهِ خُصُوصا من طلبة الْعلم، وَقَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي أَنه سمع بقرَاءَته على أَبِيه وَغَيره قَالَ وَهُوَ عَالم نَشأ نشأة حَسَنَة فِي غَايَة من اللطافة والحشمة وَحسن الْخلق والخلق كثير الأشغال والاشتغال من أول عمره إِلَى آخِره وَكَانَ بعد موت الْجلَال البُلْقِينِيّ أوحد فُقَهَاء مصر والقاهرة وَعَلِيهِ الْمُعْتَمد فِي الْفتيا. وَقَالَ التقي الفاسي أخذت عَنهُ أَشْيَاء من تواليفه ومروياته وانتفعت بِهِ كثيرا فِي علم الحَدِيث وَغَيره قَالَ وَهُوَ أَكثر فُقَهَاء عصرنا هَذَا حفظا للفقه وتعليقا لَهُ وتخريجا وفتاويه على كثرتها مستحسنة ومعرفته للتفسير والعربية وَالْأُصُول متقنة وَأما الحَدِيث فأوتي فِيهِ حسن الرِّوَايَة وعظيم الدِّرَايَة فِي فنونه، قَالَ وَحدث بِكَثِير من مسموعاته وَله آمال كَثِيرَة أملاها بعد وَالِده، وَقد كتب لَهُ وَالِده أَنه سامع فِيمَا حَضَره بِبِلَاد الشَّام مَعَ كَونه كَانَ فِي الثَّالِثَة لما رأى فِيهِ وَالِده من الفطنة الْكَثِيرَة قَالَ وَهُوَ كثير الذكاء والمروءة والمحاسن قَاض لحوائج النَّاس إِلَى أَن قَالَ وَكَانَ يغلب عَلَيْهِ الْخَيْر والتواضع وسلامة الْبَاطِن، وَقَالَ الْجمال بن مُوسَى: الإِمَام الْعَلامَة الفريد شيخ الْحفاظ هُوَ أشهر من أَن يُوصف. وَقَالَ الْبَدْر الْعَيْنِيّ كَانَ عَالما فَاضلا لَهُ تصانيف فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وَفِي شرح الْأَحَادِيث وَيَد طولى فِي الْإِفْتَاء كَانَ آخر الْأَئِمَّة الشَّافِعِيَّة بالديار المصرية. وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ وحسنوا للسُّلْطَان تَوْلِيَة ابْن شَيْخه على بذل مَال الْتزم بِهِ مَعَ قَوْلهم أَنه أعلم مِنْهُ وَأَنه من بَيت الْعلم والرياسة تنغصت حَيَاته وَأُصِيب كل من تعصب عَلَيْهِ وَاسْتمرّ بطالا من الحكم عمالا فِي الأشغال والتدريس وَالْجمع فِي حلقته متوفر وَأكْثر أَيَّامه يشْتَغل ويشغل وتصنيفه ودروسه من محَاسِن الدُّرُوس يجْرِي فِيهَا بِدُونِ تلعثم وَلَا توقف، وَكَانَ فِي أوخر حَيَاته بعد وَفَاة السراج البُلْقِينِيّ أوحد فُقَهَاء مصر والقاهرة وَمن عَلَيْهِ الْفَتْوَى وَالْمُعْتَمد انْتهى. وَسمعت من يَقُول أَنه كَانَ فِي تَقْرِيره للْعلم كَأَنَّهُ خطيب فصاحة وطلاقة وإعرابا بل لَو رام شخص كِتَابَة ذَلِك تمكن مها إِن كَانَ سريعها وَجعله وَالِده ثَانِي اثْنَيْنِ يرجع إِلَيْهِمَا بعده فِي علم الحَدِيث كَمَا بَينته فِي تَرْجَمَة شَيخنَا وَوَصفه بِالْحَافِظِ وَهُوَ جدير بذلك وَكَانَ إِذا وَردت عَلَيْهِ) مناسخة يسْتَعْمل أحد جماعته الزين البوتيجي فِيهَا

مَعَ قَوْله لَيْسَ ذَلِك عَجزا مني إِنَّمَا لتيسره عَلَيْك سِيمَا وينشأ عَنهُ تزيينه والتفات النَّاس إِلَيْهِ فِي ذَلِك وَقَرِيب مِنْهُ أَنه لما اجْتمع بِهِ ابْن الْمُقْرِئ فِي مَكَّة كَمَا قدمنَا قَالَ لَهُ أَنْت الْقَائِل قل لِلشِّهَابِ بن عَليّ بن حجر قَالَ نعم قَالَ فأنشدناهما فَفعل، قد كثرت تلامذته والآخذون عَنهُ بِحَيْثُ أَنه قل من فضلاء سَائِر الْمذَاهب من لم يَأْخُذ عَنهُ وَأكْثر عَنهُ مِمَّن أخذت عَنهُ الزين رضوَان والبوتيجي الْمحلى عَنهُ وَقَالَ لنا أَنه كَانَ فِي طاقيته قِطْعَة من عود السيسان يَعْنِي شجر الْمخيط لأجل الْعين والمناوي وَكَانَ أَكثر من علمناه ويحكى عَنهُ بِأَن الْوَلِيّ كَانَ زوجا لأخته والأبي، وَفِي الْأَحْيَاء الْكثير مِمَّن أَخذ عَنهُ رِوَايَة وَطَائِفَة مِمَّن أَخذ عَنهُ دراية كالعبادي وَقَالَ لنا أَنه أعلمهُ بِرُؤْيَتِهِ للأسنوي فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ الْوَلِيّ بعد أَن كنت تلميذا صرت رَفِيقًا وَرُبمَا يعِيش بعض الروَاة عَنهُ إِلَى مُضِيّ عشْرين من الْقرن الْعَاشِر وَأَعْلَى من ذَلِك مَا رَوَاهُ لنا شَيخنَا عَن شَيْخه الزين قَالَ سَمِعت ابْني أَبَا زرْعَة يَقُول لَا أعلم حَدِيثا كثير الثَّوَاب مَعَ قلَّة الْعَمَل أصح من حَدِيث من بكر وابتكر وَغسل واغتسل ودنا وأنصت كَانَ لَهُ بِكُل خطْوَة يمشيها كَفَّارَة سنة الحَدِيث بل أَعلَى من هَذَا أَيْضا أَن الشّرف يَعْقُوب المغربي المنوفي فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة كَانَ يواظب الْحُضُور عِنْده فِي الظَّاهِرِيَّة لكَونه منزلا فِي طلبتها مَعَ كَون السراج بن الملقن كَانَ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي مَذْهَب مَالك وَلذَا قَالَ الْوَلِيّ فقد أَخذ الْمَذْكُور عني وَأخذ عَنهُ شَيْخي قَالَ وَهَذِه ظريفة، وَحدث عَنهُ شَيخنَا فِي حَيَاته فَقَالَ أَنا أَبُو الْعَبَّاس بن أبي الْفضل بن أبي عبد الله الصحراوي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بالصالحية وَلم ينتبه لكَونه هُوَ الْإِفْرَاد مَعَ كَونه فِي السامعين مِنْهُ لتخريجه الْوَاقِع فِيهِ ذَاك غير وَاحِد من طلبته، وَحدث الْوَلِيّ فِي غير مَا مَوضِع من ضواحي الْقَاهِرَة كانبابة وساقية مَكَّة من الجيزة والجزيرة الوسطي وَالْمَكَان الْمَعْرُوف بالسبع وُجُوه وطنان وَغَيرهَا من القليوبية ومنوف بل وببعض من مناهل الْحجاز كالينبوع وَكَانَ يتَوَلَّى ضبط الْأَسْمَاء بِنَفسِهِ لقُصُور غَالب الطّلبَة فِي ذَلِك وَرُبمَا أحضر بعد المسندين المنفردين لمجلسه يسمع عَلَيْهِ هُوَ وَمن شَاءَ الله وَمن طلبته وجماعته قصدا للخير وَعُمُوم النَّفْع وَلَكِن بلغنَا أَنه لم يلْحق فِي ذَلِك شَيخنَا، وَبِالْجُمْلَةِ فمحاسنه كَثِيرَة. وَمِمَّا عَلمته من تصانيفه فهرست مروياته على وَجه الِاخْتِصَار وَالْبَيَان والتوضيح لمن أخرج لَهُ فِي التَّصْحِيح وَقد مس بِضَرْب من التجريح وَهُوَ أول مَا صنفه والمستجاد فِي مبهمات الْمَتْن والإسناد جمع فِيهِ بَين تصانيف من قبله فِي ذَلِك مَعَ) زيادات جمة رتبه على الْأَبْوَاب، وتحفة

التَّحْصِيل فِي ذكر رُوَاة الْمَرَاسِيل، وأخبار المدلسين، والذيل على الكاشف للذهبي ذكر فِيهِ من تَركه الذَّهَبِيّ مِمَّن فِي تَهْذِيب الْمزي وأضاف إِلَيْهِ رجال مُسْند أَحْمد مِمَّا استمده من الشريف الحسني، والأطراف بأوهام الْأَطْرَاف للمزي، والذيل على ذيل وَالِده على الوفيات لِلْحَافِظِ أبي الْحُسَيْن بن أيبك افتتحه من سنة مولده وقفت مِنْهُ على نَحْو مُجَلد لطيف يَنْتَهِي إِلَى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقَالَ التقي الفاسي أَنه وقف مِنْهُ إِلَى سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَالظَّاهِر أَنه أكمله، وترجمة وَالِده وسماها تحفة الْوَارِد، وَشرح نظم وَالِده للاقتراح فِي الِاصْطِلَاح وقفت على أَمَاكِن مِنْهُ بل شرح أبياتا من ألفية وَالِده وَشرح السّنَن لأبي دَاوُد كتب مِنْهُ إِلَى أثْنَاء سُجُود السَّهْو سبع مجلدات سوى قِطْعَة من الْحَج وَمن الصّيام أَطَالَ فِيهِ النَّفس وَهُوَ من أَوَائِل تصنيفه لم يكمله وَلم يهذبه وأكمل شرح وَالِده على تَرْتِيب المسانيد وتقريب الْأَسَانِيد وَهُوَ كتاب حافل وَعمل كتابا فِي الْأَحْكَام على تَرْتِيب سنَن أبي دَاوُد كتب مِنْهُ قطعا مفرقة وَجمع طرق حَدِيث الْمهْدي وَفضل الْخَيل وَمَا ورد فِيهَا من الْخَيْر والنيل وَأَرْبَعين فِي الْجِهَاد بِدُونِ إِسْنَاد وَشرح الصَّدْر بِذكر لَيْلَة الْقدر والأجوبة المرضية عَن الأسئلة المكية الْوَارِدَة عَلَيْهِ من التقي بن فَهد وَالدَّلِيل القويم على صِحَة جمع التَّقْدِيم وجزء فِي الْفقر بَين الحكم بِالصِّحَّةِ والموجب وتنقيح اللّبَاب للمحاملي وَشرح الْبَهْجَة الوردية وَسَماهُ النهجة المرضية وَاخْتصرَ الْمُهِمَّات مَعَ إِضَافَة حَوَاشِي شَيْخه البُلْقِينِيّ على الرَّوْضَة وَغَيرهَا إِلَيْهَا بل أفرد حَوَاشِي شَيْخه الْمشَار إِلَيْهَا كَمَا قَدمته فِي مجلدين وانتفع فِيهِ بِمَا كَانَ الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ جمعه فِي الْأَمَاكِن الَّتِي ألمحت من رَوْضَة الشَّيْخ وَعمل التعقبات على الرَّافِعِيّ كتب مِنْهُ نَحْو سِتّ مجلدات على أَمَاكِن مفرقة والنكت على المختصرات الثَّلَاثَة جمع فِيهَا بَين نكت ابْن النَّقِيب على الْمِنْهَاج ونكت النَّسَائِيّ على التَّنْبِيه وَتَصْحِيح الْحَاوِي لِابْنِ الملقن والتوشيح للتاج السُّبْكِيّ مَعَ زيادات من كَلَام البُلْقِينِيّ وَغَيره سَمَّاهَا تَحْرِير الفتاوي وَاخْتصرَ المنسك الْكَبِير للعز بن جمَاعَة وَعمل نكتا على الْإِيضَاح فِي الْمَنَاسِك للنووي فِي كراسة ونكتا على الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ سَمَّاهَا التَّحْرِير لما فِي منهاج الْأُصُول من الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول وجزءا فِي أَفْرَاد تراجم رِجَاله الْمَذْكُورين فِيهِ وشرحا للمتن مُخْتَصرا جدا اقْتصر فِيهِ على حل اللَّفْظ وشرحا لنظم وَالِده لَهُ الْمُسَمّى النَّجْم الْوَهَّاج ولجمع الْجَوَامِع مُلَخصا لَهُ من شَرحه للزركشي وَاخْتصرَ الْكَشَّاف مَعَ تَخْرِيج أَحَادِيثه وتتمات وَنَحْوهَا وَله تذكره مفيدة فِي عدَّة مجلدات، إِلَى غير ذَلِك) مِمَّا انْتَشَر كثير مِنْهُ وَحمله عَنهُ

الْأَئِمَّة وَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ مبهماته فِي سنة خمس وَتِسْعين شَيخنَا أَبُو الْفَتْح المراغي وَأقر الْأَئِمَّة بِبَعْض تصانيفه فِي حَيَاته وَكَانَ يسر بذلك وَهِي مهذبة محررة سِيمَا شَرحه للبهجة والنكت وَشرح جمع الْجَوَامِع. وَله نظم كثير ونثر يسير وخطب فَمن نثره مَا قرض بِهِ الْمِائَة العشاريات تَخْرِيج شَيخنَا لشيخهما التنوخي وَمَا كتبه فِي إجَازَة أبي الْفَتْح المراغي مِمَّا كتبه فِي مَوضِع آخر. وَمن نظمه وَيَقَع فِيهِ المقبول مِمَّا كتبته عَن غير وَاحِد من أَصْحَابه مِمَّا أنْشدهُ فِي أَمَالِيهِ: (إِن ترد رَحْمَة وَاسِعَة ... فِي الدنا ثمَّ فِي القارعة) (فَارْحَمْ الْخلق طرا تَجِد ... راحما رَحْمَة وَاسِعَة) وَمِنْه: (يَا رب عفوا شَامِلًا لسَائِر الذُّنُوب ... فقد صبوت فِي الصِّبَا وشبت فِي المشيب) وَمِنْه: (قَالُوا الْكَرِيم من الْقَبِيح لضيفه ... عِنْد الْقدوم مَجِيئه بالزاد) (قلت الْقَبِيح أَن يَجِيء مُخَالفا ... تزودوا فَإِن خير الزَّاد) وأنشدونا عَنهُ عَن شَيْخه الْجمال الأسنائي سَمَاعا مِمَّا قَالَه وَقد رويته عَن أَصْحَابه: (يَا من سما نفسا إِلَى نيل الْعلَا ... ونحا إِلَى الْعلم الْعَزِيز الرافع) (قلد سمى الْمُصْطَفى ونسيبه ... والزم مطالعة الْعَزِيز الرَّافِعِيّ) وَعَن شَيْخه الْجمال بن نباتة حضورا مِمَّا قَالَه وَقد رويته أَيْضا عَن أَصْحَابه: (دَعونِي فِي حل من الْعَيْش ماشا ... ومرتقبا من بعده عَفْو رَاحِم) (أمد إِلَى ذَات الأساور مقلتي ... وأسأل للأعمال حسن الْخَوَاتِم) وامتدحه بعض الشُّعَرَاء بقصيدة فَلم يجزه عَلَيْهَا فَكتب لَهُ: (أقاضي ولي الدّين إِن قصيدتي ... يتيمة بكر بَعْلهَا قَادر ملي) (تفض بِلَا شَيْء لَهَا وتردها ... عَليّ بِلَا مهر وَأَنت لَهَا ولي) وترجمته تحْتَمل أَضْعَاف هَذَا. أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن صَالح بن سعيد الشهَاب أَبُو الْبَهَاء أَبُو حَامِد القلقشندي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْخَطِيب أَخُو الْعَلَاء عَليّ ابْنا التقي أبي بكر الآتيين. / ولد فِي سَابِع عشر رَمَضَان سنة ثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عَن الْعَلَاء بن اللفت الضَّرِير وَحفظ التَّنْبِيه وَعرضه على الشهَاب بن الهائم وَالشَّمْس الْهَرَوِيّ وَغَيرهم وَسمع الحَدِيث على الشهَاب بن الناصح وَالشَّمْس مُحَمَّد بن سعيد شيخ زَاوِيَة

الدركاه وَأبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن الْحَافِظ أبي مَحْمُود ويوسف الغانمي وَمُحَمّد بن يُوسُف التازي وغزال عتيقة عَمه فِي آخَرين وبنابلس على الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن السَّيْف وَأَجَازَ لَهُ الْعِرَاقِيّ والهيثمي والصدر الْمَنَاوِيّ وَآخَرُونَ واشتغل يَسِيرا وتنزل طَالبا بالصلاحية فَقِيها فِي سنة إِحْدَى عشرَة ثمَّ معيدا بهَا وَكَذَا فِي ربع الخطابة بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى كِلَاهُمَا بعد موت وَالِده سنة إِحْدَى وَعشْرين، لَقيته بِبَيْت الْمُقَدّس فَحملت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ خيرا متواضعا من بَيت علم ورياسة. وَهُوَ جد الصّلاح خَلِيل الجعبري لِأَنَّهُ مَاتَ فِي رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وَاسْتقر بعده فِي ربع الخطابة أَخُوهُ فَصَارَ مَعَه النّصْف فِيهَا. أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن مَحْمُود بن أَحْمد الشهَاب بن الزين بن شَيخنَا الْبَدْر الْعَيْنِيّ الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ. / ولد فِي حُدُود سنة خمسين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي حَيَاة أَبِيه عِنْد الْأَمِير خشقدم لكَونه ابْن ربيبته فرباه وَاسْتمرّ مَعَه حَتَّى تسلطن فأنعم عَلَيْهِ بإمرة عشرَة ثمَّ بعدة إقطاعات وَسكن قلعة الْجَبَل كعادة بني الْمُلُوك وَصَارَ يُخَاطب بسيدي وَيكْتب لَهُ الْمقَام الشهابي سبط الْمقَام شرِيف وَلَا زَالَ يرقيه حَتَّى صيره من مقدمي الألوف بالديار المصرية فزادت حرمته وعظمته وَصَارَت الْأُمُور غَالِبا لَا تصدر إِلَّا عَنهُ فِي الولايات والعزل وَنَحْو ذَلِك مَعَ لطف وَصَوت طري بِالْقِرَاءَةِ وَنَحْوهَا وتقريب اللطفاء وذوق جيد وعقل رصين وَفهم متين وَلم يُغير مَعَ ارتفاعه طباعه فِي البشاشة والتواضع وَالْإِحْسَان للواردين عَلَيْهِ بل سَار على سيرة أكَابِر الْمُلُوك فِي الإنعام والمماليك خُصُوصا لما سَافر مَعَ جدته خوند الْكُبْرَى أَمِير الْحَاج سنة ثَمَان وَسِتِّينَ فَإِنَّهُ فعل من الْمَعْرُوف وَالْإِحْسَان شَيْئا كثيرا وَعقد عِنْده مجْلِس الحَدِيث فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة فَمَا تخلف كَبِير أحد عَن حُضُور مَجْلِسه ابْتِدَاء ومخطوبا رَاغِبًا أَو رَاهِبًا وَصَارَ يعطيهم الصرر عِنْد الْخَتْم وَالْخلْع وَغير ذَلِك وَكنت مِمَّن خطب لذَلِك وَجَاءَنِي قاصده مرّة أُخْرَى فَمَا انْشَرَحَ الخاطر لتغيير مألوفي، بل وَعمل مدرسة جده تداريس وتصوفا وَنَحْو ذَلِك وَكَانَ من جملَة المقررين هُنَاكَ الشمني والأقصرائي والحصني والعبادي وَخلق وَكَانَ ينزل فِي مَجْلِسه كل أحد مَنْزِلَته بِحَيْثُ أَن الْعَبَّادِيّ رام الْجُلُوس فَوق الشمني فَأَخذه بِيَدِهِ وَحَوله إِلَى الْجِهَة) الْأُخْرَى وَكَذَا لما امْتنع التقي القلقشندي من تَمْكِين خطيب مَكَّة أبي الْفضل النويري من الْجُلُوس فَوْقه زبره أعظم زبر بِحَيْثُ فَاتَ الْمجْلس وَآخر أمره فِي أَيَّام الظَّاهِر كَونه أَمِير أخور ثمَّ فِي أَيَّام الظَّاهِر تمربغا ارْتقى لأمرة مجْلِس وَلم يلبث أَن زَالَ ذَلِك كُله أول

اسْتِقْرَار الْأَشْرَف وصودر على أَمْوَال كَثِيرَة تفوق الْوَصْف وأهين مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ انصلح أمره مَعَ السُّلْطَان بِحَيْثُ أَنه أمده فِي ختان بنيه بِبَعْض مَا أَخذ مِنْهُ وَكَانَ مهما حافلا وأسعفه بِمَا يرتفق بِهِ فِي عمَارَة بَيت جده المجاور لمدرسته بل عزل الشَّافِعِي والمالكي لتوقفهما فِي ثُبُوت الْتِزَام من بَعضهم لَهُ فِي تِلْكَ الْأَيَّام كَمَا شرحته فِي الْحَوَادِث وكل هَذَا بِحسن نِيَّته وكرم أَصله وبنيته وَلذَا تزايد إقبال السُّلْطَان عَلَيْهِ بِحَيْثُ صَار يتَكَلَّم مَعَه فِي كثير من المآرب فتقضي وَشرع فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين فِي تَكْمِلَة عِمَارَته تجاه مدرسة جده لتَكون سكنا لوَلَده مُحَمَّد عِنْد اتِّصَاله بابنة الْأَمِير لاشين أَمِير مجْلِس كَانَ فِي بَيت هائل بالأزبكية وَصَارَ بَابه محط رحال المستغيثين من القاطنين والوافدين ثمَّ انجمع عَن ذَلِك بعد تلافيه لما كَانَ قرر مَعَ الْملك فِي شَأْنه بِحَيْثُ تكلّف شَيْئا كثيرا وَاسْتمرّ على وجاهته ثمَّ جاور بِمَكَّة واستبدل الْمدرسَة المجاهدية ثمَّ قائمه عَظِيم وَهدم مَا تحتهَا من الدكك فِي الْمَسْجِد وبرز فِي الشَّارِع الْأَعْظَم بروزا فَاحِشا، وارتحل إِلَى الْمَدِينَة الشَّرِيفَة سنة ثَمَان وَتِسْعمِائَة وَتُوفِّي ابْن النّحاس فِي ذِي الْحجَّة وَدفن بقبة سيدنَا الْحسن وَالْعَبَّاس وَالله يجازيه على أَفعاله. أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن يُوسُف وَيعرف بِابْن الغزولي. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ قريب التسعين. أَحْمد بن عبد الرَّزَّاق بن سُلَيْمَان بن أبي الْكَرم بن سُلَيْمَان الشهَاب الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن أبي الْكَرم. / مُتَوَلِّي ديوَان الناصري مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن منجك كأبيه كَانَ مثريا معدودا فِي رُؤَسَاء دمشق مَذْكُورا بِحسن الْمُبَاشرَة وبخير وبر وَهُوَ الَّذِي زَاد فِي مدرسة أبي عمر بصالحية دمشق من جِهَة الْمشرق ووقف على ذَلِك وَقفا، مَاتَ فِي ثامن عشر رَجَب سنة سبع وَأَرْبَعين وَدفن بالروضة من صالحية دمشق. أَحْمد بن بعد الرَّزَّاق بن عُثْمَان الشهَاب القاهري التَّاجِر الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن النّحاس / حِرْفَة أَبِيه الْمُنْتَقل عَنْهَا إِلَى التِّجَارَة الْمُقْتَدِي صَاحب التَّرْجَمَة بِأَبِيهِ فِيهَا بِحَيْثُ حصل دنيا طائلة يُقَال أَنَّهَا عشرَة آلَاف دِينَار مَعَ اشْتِغَاله بِالْعلمِ عِنْد الْمحلى والمناوي والعبادي والحناوي وَابْن قديد فِي الْفِقْه والنحو وَغَيرهم وتميز بِحَيْثُ ذكر بعض الطّلبَة بِمَكَّة والقاهرة، كل هَذَا مَعَ يبس وَحبس يَد وَلذَا ضَاعَ جلّ مَا حصل أَو جَمِيعه على يَد وَلَده فِي السَّبَب وَنَحْوه، وَقد حج كثيرا وجاور غير مرّة وَرجع فِي سنة تسعين قَاضِي الْمحمل لكَون قاضيه فِي تِلْكَ السّنة وَهُوَ

أَبُو الْحجَّاج الأسيوطي تخلف عَن الركب مجاورا ثمَّ لم يلبث أَن تزوج أم حَافظ الدّين المنهلي وَصَارَ يبيت مَعهَا بالنابلسية. ومولده فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث رَمَضَان سنة أَربع وَعشْرين. أَحْمد بن عبد السَّلَام بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن أبي الْمَعَالِي الشهَاب الكازروني الْمُؤَذّن. / ولد بِمَكَّة وَبهَا نَشأ وَتزَوج وباشر الْأَذَان بِبَاب الْعمرَة كأبيه ثمَّ سَافر إِلَى الْيمن والديار المصرية غير مرّة وَانْقطع بِمصْر نَحْو عشْرين سنة. حَتَّى مَاتَ بِبَعْض قرى الصَّعِيد فَإِنَّهُ كَانَ يُسَافر إِلَيْهَا لعمل مصَالح صوفية سعيد السُّعَدَاء لكَونه مِنْهُم وَرُبمَا أذن بالخانقاه أَحْيَانًا وَكَانَ حسن التأذين صيتًا. مَاتَ فِي آخر سنة سبع عشرَة أَو أَوَائِل الَّتِي بعْدهَا. تَرْجمهُ الفاسي فِي مَكَّة. أَحْمد بن عبد السَّلَام الشريف الصفي التّونسِيّ الْحَكِيم / بَقِيَّتهمْ وَصَاحب التصانيف فِي الْفَنّ. مَاتَ فِي حُدُود سنة عشْرين أَو بعْدهَا بِقَلِيل. أَحْمد بن عبد الطَّاهِر بن أَحْمد بن عبد الظَّاهِر التفهني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد القاهر الْآتِي. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. أَحْمد بن عبد العال بن عبد المحسن بن يحيى الشهَاب السندفائي ثمَّ الْمحلى الشَّافِعِي الجزيري وَيعرف بِابْن عبد العال. / ولد سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بسندفا من أَعْرَاب الغربية وَهِي بِفَتْح الْمُهْمَلَتَيْنِ بَينهمَا نون سَاكِنة ثمَّ فَاء ممدودة، وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَبَعض الْمِنْهَاج، وَحضر دروس القاضيين الْعِمَاد إِسْمَاعِيل الباريني والكمال جَعْفَر وَالشَّيْخ عمر الطريني فِي الْفِقْه والنحو وَغَيرهمَا، وَحج قبل الْقرن سنة مَاتَ بهادر، وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا قَرَأَ فِي بَعْضهَا من البُخَارِيّ على شَيخنَا بل سمع جَمِيعه فِي سنة ثَمَانِي عشرَة على التَّاج أبي البركات إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّمِيمِي الخليلي الشَّافِعِي بِسَمَاعِهِ لَهُ على أبي الْخَيْر بن العلائي، وتعانى النّظم بالطبع وَإِلَّا فَهُوَ عَامي وَرُبمَا وَقع لَهُ الْجيد وَقد أفرده بديوان سَمَّاهُ الْجَوْهَر الثمين فِي مدح سيد الْمُرْسلين صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولقيه ابْن فَهد والبقاعي وَغَيرهمَا فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بالمحلة فكتبا عَنهُ مِنْهُ: (مَكَانك من قلبِي وعيني كِلَاهُمَا ... مَكَان السويدا من فُؤَادِي وَأقرب) ) (وذكرك فِي نَفسِي وَإِن شفها الظما ... ألذ من المَاء الزلَال وأعذب) وَأنْشد لَهُ المقريزي فِي عقوده:

(يَا من يَقُول الشّعْر غير مهذب ... ويسومني تهديب مَا يهذي بِهِ) (لَو أَن أهل الأَرْض فِيك مساعدي ... لعجزت عَن تَهْذِيب مَا تهذي بِهِ) وَقَالَ توفّي سنة عشْرين وَهَذَا غلط. أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن سَالم بن ياقوت الشهَاب الْمَكِّيّ الْمُؤَذّن. / ولد فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع على ابْن صديق مُسْند الدَّارمِيّ وَأَجَازَ لَهُ الْعَفِيف النشاوري والتنوخي والعراقي والهيثمي وَطَائِفَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَدخل بِلَاد سواكن من مُدَّة تزيد على ثَلَاثِينَ سنة وسافر مِنْهَا إِلَى بر السودَان فَتزَوج هُنَاكَ ورزق أَوْلَادًا وَصَارَ يحجّ غَالِبا وَرُبمَا جاور ثمَّ انْقَطع عَن الْحَج من بعد الْأَرْبَعين بِقَلِيل وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ هُنَاكَ فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَخمسين وَكَانَ خيرا ساذجا. أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الْعَلامَة إِمَام الدّين أَو همام الدّين الشيفكي ثمَّ الشِّيرَازِيّ، / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه قَرَأَ على السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ الْمِصْبَاح فِي شرح الْمِفْتَاح وَقدم مَكَّة فَنزل فِي رِبَاط رامست وأقرأ الطّلبَة وَكَانَ حسن التَّقْرِير قَلِيل التَّكَلُّف مَعَ لطف الْعبارَة وَكَثْرَة الْوَرع ومعرفته بالسلوك على طَرِيق كبار الصُّوفِيَّة وتحذيره من مقَالَة ابْن الْعَرَبِيّ وتنفيره عَنْهَا وَاتفقَ أَنه كَانَ يقرئ فِي بَيته بِمَكَّة فَسقط بهم الْبَيْت إِلَى طبقَة سفلى فَلم يصب أحد مِنْهُم بِشَيْء بل خَرجُوا يَمْشُونَ فَلَمَّا برزوا سقط السّقف الَّذِي كَانَ فَوْقهم. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشري رَمَضَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ، وَاقْتصر ابْن فَهد على تَارِيخ وَفَاته وَلكنه أَفَادَ اسْم جده نعم تَرْجمهُ فِي ذيله لتاريخ مَكَّة. أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد بن عمر بن عياد الشهَاب الْأنْصَارِيّ المغربي الأَصْل الْمدنِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. / أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عُثْمَان الشهَاب الأبياري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد بن الْأَمَانَة الْآتِي / تَرْجَمَة وَلَده فِيمَا نَقله شَيخنَا عَنهُ فَقَالَ كَانَ يعرف الْفَرَائِض والحساب وينقل كثيرا من الْفِقْه من كتاب تَمْيِيز التَّعْجِيز وَيقْرَأ بالسبع وَله حَظّ من إتقان الْقرَاءَات ومخارج الْحُرُوف، ورحل إِلَى حلب وأقرأ. مَاتَ فِي ثَانِي عشر سنة اثْنَتَيْنِ وَقد نَيف على السّبْعين وَأما أَبوهُ فَكَانَت وَفَاته فِي سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة.

أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن رشيد الشهَاب القاهري الْحَنْبَلِيّ النجار أَبوهُ. / ولد تَقْرِيبًا سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بحدرة عَلَاء من الْقَاهِرَة، نَشأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا كالعمدة وَالْمقنع وألفية النَّحْو والملحة وَجل الطوفي والشاطبية، وَعرض على الْأمين الأقصرائي وَسيف الدّين والأمشاطي وَالْفَخْر المقسي والجوجري والبكري والبامي واشتغل فِي الْفِقْه على الْبَدْر السَّعْدِيّ والشهاب الشيني ولازم الأبناسي وَابْن خطيب الفخرية وَابْن قَاسم والبدر حسن الْأَعْرَج والْعَلَاء الحصني فِي الْعَرَبيَّة والأصلين وَغَيرهَا وَكَذَا لازمني فِي الألفية وَشَرحهَا وَشرح النخبة وَالْبُخَارِيّ بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَقَرَأَ على الزين زَكَرِيَّا فِي الرسَالَة القشيرية وَغَيرهَا، وَحج وتميز وَفهم وتنزل فِي الْجِهَات كالشيخونية وَكتب بالأخرة وَغَيرهَا وتكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ ولي عاقدا فاسخا بعد سعي كَبِير وصاهر ابْن بيرم على ابْنَته. أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الشهَاب الْجَوْجَرِيّ الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْجمال عبد الله بن هِشَام لأمه وَلذَا يعرف بِابْن هِشَام / بل انتسب أَنْصَارِيًّا. ولد فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ تَحت كنف أَخِيه وَرُبمَا حضر دروسه فِي الْفِقْه وَغَيره واختص بِابْن الأهناسي وبالولوي بن تَقِيّ الدّين وقتا ولازمه قَدِيما وحديثا وناب عَنهُ فِي بعض الْعَمَل الْمُضَاف لَهُ ثمَّ لَا زَالَ يجْتَهد ويتوسل بطرق فِي التَّقَرُّب من قَاضِي الْحَنَابِلَة الْعِزّ حَتَّى زوجه ابْنَته واستنابه فِي الْقَضَاء واستولدها ولدا، أضيف لَهُ بعد موت جده تدريس الصَّالح وَغَيره من التداريس والجهات بِبَعْض كلفة وَصَارَ يَنُوب عَنهُ بعد الْمَشْي مَعَ الأبناسي أَو كَاتبه أَحْيَانًا فِيمَا يُؤَدِّيه، وَحج غير مرّة وجاور سنة ثَلَاث وَتِسْعين بجماعته وبولده بعد مُفَارقَته لزوجته ابْنة الْبَدْر السَّعْدِيّ، وتكررت مناكدته للبدر مرّة بعد أُخْرَى مَعَ كَونه مِمَّن نَاب عَنهُ وَكثر اجتماعه وانقطاعه لضَعْفه بِحَيْثُ انْقَطع عَن مُبَاشرَة الْقَضَاء بمنية وشبرى وَلَكِن رُبمَا يعين عَلَيْهِ الْبَدْر قاضيهم مَا يرتفق بِهِ وَهُوَ من أحبابنا مَعَ عَليّ همة وتودد. أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز الشهَاب بن الْبَدْر / وَغَيره وَدَار مَعَ الطّلبَة قَلِيلا وَاسْتقر فِي الْمُبَاشرَة بِجَامِع طولون والناصرية

والأشرفية وَغَيرهَا بعد أَبِيه وَحسن حَاله بِالنِّسْبَةِ لما قبله وَتزَوج زَوْجَة التقي القلقشندي بعد وَذكر بالدربة وَالْعقل والتودد والخبرة والمباشرة واليقظة فِيهَا. وَمَات مزاحما للخمسين ظنا فِي لَيْلَة خَامِس صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ) بعد تعلله مُدَّة طَوِيلَة وفقد بَصَره رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن يُوسُف بن عبد الْغفار بن وجيه بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن عبد النُّور الشهَاب بن الْعِزّ السنباطي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي نزيل الباسطية والآتي أَبوهُ وجده. / ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن واشتغل عِنْد الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والمناوي والشريف النسابة والتقي الحصني وزَكَرِيا فِي النَّحْو وَالصرْف وَالْفِقْه وَغَيرهَا من الْعقلِيّ والنقلي، ولازم الشهَاب الأبدي فِي الْعَرَبيَّة وَلذَا أحضر فِيهَا عِنْد الْبَدْر أبي السعادات البُلْقِينِيّ. وَأَجَازَ لَهُ خلق قَدِيما باستدعاء ابْن فَهد، بل وَسمع قَلِيلا وَلَا أستبعد سَمَاعه عِنْد شَيخنَا وتميز فِي الْعَرَبيَّة وأقرأها الطّلبَة وَأَجَازَ تعليمها وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتنزل فِي الصلاحية والبيبرسية وَغَيرهمَا، وهمته عَلَيْهِ سِيمَا مَعَ من يمِيل إِلَيْهِ مَعَ التأنق فِي ملبسه وَعَمَّته ومعيشته بِحَيْثُ لَا يبْقى على شَيْء، وَفِيه محَاسِن وَبسط فِي الْكَلَام مدحا وَقَدحًا كَانَ الله لَهُ. أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الشيفكي ثمَّ الشِّيرَازِيّ. / مضى فِيمَن جده أَحْمد. أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الرَّزَّاق بن أبي الْفرج الشهابي بن الْأَمِير فَخر الدّين بن الْوَزير تَاج الدّين / ولي قطيا وَحج، وَمَات وَهُوَ فِي الكهولة بقطيا فِي أَوَائِل الْمحرم سنة سبع وَخمسين وَنقل فَدفن بمدفنهم من الْمدرسَة. أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الصَّدْر أَبُو البركات بن الْمجد المكراني الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / مضى فِي ابْن إِسْمَاعِيل وَرَأَيْت بِخَط بَعضهم تَسْمِيَته مُحَمَّدًا كأخيه. أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن حُسَيْن بن عَليّ الغمري الْآتِي جده وَأَخُوهُ مُحَمَّد. / مِمَّن سمع مني فِي سنة خمس وَتِسْعين. أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن عبد الْوَهَّاب الْقرشِي الْآتِي أَبوهُ. / ولد فِي مستهل ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فأسمعه يَسِيرا عَليّ وَكَذَا على الفتحي وَقبل ذَلِك أحضرهُ على النشاوي والرضى والأوجاقي وَأبي السُّعُود الغراقي ثمَّ على عبد

الْغَنِيّ الْبِسَاطِيّ وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة. أَحْمد بن عبد الْقَادِر أبي الْقسم بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن المحيوي الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي الْآتِي أَبوهُ وَولده أَبُو السعادات مُحَمَّد. / ولد فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة، وَرَأَيْت من أرخه سنة أَربع بِمَكَّة، وَنَشَأ بهَا فِي كنف وَالِده فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ على الْعَادة وأربعي النَّوَوِيّ والمختصرين الْأَصْلِيّ والفرعي لِابْنِ الْحَاجِب وألفية ابْن مَالك وَعرض على ابْن الْهمام والبلاطنسي وَأبي السعادات بن ظهيرة وَأبي الْبَقَاء بن الضياء، وَغَيرهم من أهل مَكَّة والقادمين عَلَيْهَا، وتلا بِالْقُرْآنِ تجويدا على عَليّ الديروطي وَأخذ الْفِقْه والعربية عَن وَالِده وَالْأُصُول عَن أَحْمد بن يُونُس وَابْن إِمَام الكاملية والزين خطاب والمحب أبي البركات الهيثمي والمنطق عَن مظفر الدّين الشِّيرَازِيّ، وَسمع من أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره وتصدر بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام فِي الْفِقْه والعربية والْحَدِيث، وناب فِي الْقَضَاء وَكَانَ جم المحاسن مَعَ صغر سنه. مَاتَ فِي آخر يَوْم الثُّلَاثَاء منتصف ربيع الأول سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح من الْغَد عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة وفجع بِهِ وتجرع غصته رحم الله شبابه. أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد أبي عبد الله الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ. / ولد بعد الْعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فكفلته أمه وَهِي أم الْوَفَاء ابْنة الإِمَام رَضِي الدّين مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضي الطَّبَرِيّ، وَسمع من أبي شعر وَأبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي وَأبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَإِبْرَاهِيم الزمزمي وَابْن أَخِيه عبد السَّلَام وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة تسع وَعشْرين جمَاعَة مِنْهُم الوَاسِطِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَعَائِشَة الحنبلية والتدمري والقبابي وَخلق، وناب فِي إِمَامَة الْمقَام الْحَنْبَلِيّ وقتا وَدخل الْقَاهِرَة وَكَانَ مفرط الْعُقُود. مَاتَ فِي ضحى يَوْم الْخَمِيس ثَانِي صفر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الظّهْر وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن طريف بِالْمُهْمَلَةِ كرغيف الشهَاب بن المحيوي النشاوي بِالْمُعْجَمَةِ القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو أم الْخَيْر وَابْن أخي التَّاج عبد الْوَهَّاب الآتيين وَكَذَا أَبوهُ. / ولد فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة كَمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ ويتأيد بِإِثْبَات كَونه كَانَ فِي الْخَامِسَة سنة تسع وَتِسْعين، وَحِينَئِذٍ فَمن قَالَ أَنه فِي سنة

سِتّ وَتِسْعين فقد أَخطَأ بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ومقدمة أبي اللَّيْث وَالْكثير من الْمجمع، واسمع فِي الْخَامِسَة على ابْن أبي الْمجد الصَّحِيح وعَلى التنوخي والعراقي والهيثمي ختمة وَسمع عَليّ الحلاوي كثيرا من مُسْند أَحْمد وَعلي الهيثمي بعضه وعَلى سارة ابْنة التقي السُّبْكِيّ مشيخة ابْن شَاذان وغالب مُعْجم أَبِيهَا، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو حَفْص البالسي وَابْن قوام وَفَاطِمَة ابْنة المنجا وَفَاطِمَة ابْنة عبد الْهَادِي وَطَائِفَة وتنزل فِي) صوفية الجمالية بعد الصلاحية، وَدخل الاسكندرية والصعيد، وتكسب بِعَمَل السراسيج وَجلسَ لذَلِك بِبَعْض الحوانيت وَصَارَ وجيها بَين أَرْبَابهَا سِيمَا حِين يَقْصِدهُ الطّلبَة ثمَّ أعرض عَنْهَا وَلزِمَ التقي الشمني فَحَضَرَ عِنْده بعض دروسه ثمَّ بعنايته قَرَّرَهُ الجمالي نَاظر الْخَاص بالسبيل الَّذِي جدده بنواحي الْمنية إِلَى أَن رغب عَنهُ بعد مَوته وَصَارَ يرتفق مَعَ تصوفه ببر التقي لَهُ ثمَّ بعده ببر الطّلبَة وَنَحْوهم، وَحدث بالبخاري غير مرّة سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَذَا حدث بِغَيْرِهِ وَصَارَ بِأخرَة فريد الْوَقْت وَهُوَ مِمَّن سمعنَا عَلَيْهِ قَدِيما ثمَّ صَار بِأخرَة يكثر التَّرَدُّد ويلازم حُضُور مجْلِس الْإِمْلَاء غَالِبا، وَكَانَ خيرا قانعا باليسير محبا للطلبة صبورا عَلَيْهِم متوددا إِلَيْهِم حَافِظًا لنكت ونوادر وفوائد لَطِيفَة ذَا همة وجلادة على الْمَشْي مَعَ تقدمه فِي السن لكَونه فِيمَا يظْهر لم يتَزَوَّج إِلَّا بعد الْأَرْبَعين ومتع بمواته إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشري ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر تقدم النَّاس فِي الصَّلَاة الزيني زَكَرِيَّا وَقد ناف عَن التسعين وَنزل النَّاس بِمَوْتِهِ فِي البُخَارِيّ بِالسَّمَاعِ الْمُتَّصِل دَرَجَة رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن الْفَخر عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن البعلي الْحَنْبَلِيّ ابْن عَم عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْآتِي. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع على الْمزي وَأحمد بن عَليّ الْجَزرِي الأول وَالثَّانِي من حَدِيث أبي نجيح وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وَابْن خطيب الناصرية وَكَانَ لقِيه لَهُ فِي سنة خمس عشرَة وَآخَرُونَ، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه توفّي بعد سنة خمس عشرَة. أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ مُرْتَفع الشهَاب النيربي الصَّالِحِي / سمع من أبي حَفْص عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشحطبي تَابع حَدِيث ابْن عُيَيْنَة رِوَايَة مُحَمَّد بن عبد الله بن يزِيد الْمقري أنابه الْفَخر وَحدث سمع مِنْهُ ابْن مُوسَى وَشَيخنَا الأبي. وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَأَنه أجَاز لابنته رَابِعَة. أَحْمد بن عبد الْقوي بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن معمر بن

سُلَيْمَان بن عبد الْعَزِيز بن أَيُّوب بن عَليّ الشهَاب بن الْعَلامَة الْوَلِيّ أبي مُحَمَّد البجائي الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي أَخُو القطب أبي الْخَيْر مُحَمَّد ووالدهم الْمَدْعُو يسر الآتيين وَيعرف بِابْن عبد الْقوي. / ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر ربيع الأول سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع من ابْن صديق والزين المراغي وَمُحَمّد بن عبد الله البهنسي وَأَجَازَ لَهُ الْعِرَاقِيّ والهيثمي والشهاب الْجَوْهَرِي وَآخَرُونَ، وَحضر دروس أَبِيه والبساطي حِين جاور بِمَكَّة، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَيُقَال أَنه لم يحمد فِيهَا وناب فِي حسبَة مَكَّة عَن أبي الْبَقَاء بن الضياء، وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة ورأيته بِمَكَّة فأنشدني من نظمه لفظا: (أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة ... بِطيبَة حَيْثُ الطيبون نزُول) (وَهل أرد الزَّرْقَاء ريا وأنثني ... إِلَى رَوْضَة الظل ثمَّ ظَلِيل) مَاتَ فِي عشَاء لَيْلَة السبت حادي عشر رَجَب سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ صَبِيحَة الْغَد وَدفن بالمعلاة سامحه الله. أَحْمد بن عبد الْكَافِي بن عبد الْوَهَّاب البليني / هَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة من أنبائه وَهُوَ سَهْو بِمِائَة سنة سَوَاء فوفقته سنة سِتّ وَسَبْعمائة مَعَ أَنه لم يذكرهُ فِي الدُّرَر. أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبَادَة بن عبد الْغَنِيّ الشهَاب بن النَّجْم بن الشَّمْس الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْمَذْكُور أَبوهُ وعماه أَمِين الدّين مُحَمَّد وشهاب الدّين أَحْمد، وَيعرف كسلفه بِابْن عبَادَة. / كَانَ كل من جده وَأحد أَوْلَاده الشهَاب حنبليا وَخَالفهُ ولداه الْآخرَانِ فتشفع الْأمين وتحنف وَالِد صَاحب التَّرْجَمَة وَنَشَأ هَذَا خَطِيبًا وَولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق كجده وَعَمه الشهَاب وَذَلِكَ بعد صرف الْبُرْهَان بن مُفْلِح فدام قَلِيلا ثمَّ صرف بِهِ أَيْضا، وَعرض لَهُ ضَرْبَان فِي رجلَيْهِ فَانْقَطع بِهِ مُدَّة وسافر لمَكَّة فجاور بهَا حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَكَانَ مَعَه وَلَده من ابْنة ابْن الدقاق وزوجه ابْنة خَاله مُحَمَّد بن عِيسَى الْقَارِي. أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن البشيري الْموقع. / سكن بِقرب بَاب زِيَادَة جَامع الْحَاكِم. مَاتَ فِي سَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَ مِمَّن يخالط الْفُضَلَاء بل سمع فِي النَّسَائِيّ الْكَبِير بِقِرَاءَة البقاعي على جمَاعَة وَتردد لَهُ. أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد السنبسي بمهملتين مكسورتين بَينهمَا نون ثمَّ مُوَحدَة مَكْسُورَة الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي جده والآتي شقيقه عبد الْعَزِيز. / حفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره واشتغل فِي الْفِقْه والعربية مَعَ

فهم وَخير وعقل وانتفع بتربية خَاله الشَّيْخ أبي سعد الْهَاشِمِي، وَمَات فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشري رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن أبي بكر بن أَحْمد بن عمر الشهَاب بن السراج الشرجي ثمَّ الزبيدِيّ الْحَنَفِيّ الْآتِي، / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه اشْتغل كثيرا وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا كَانَ أَبوهُ ودرس بالصالحية بزبيد، اجْتمعت بِهِ وَسمع عَليّ شَيْئا من الحَدِيث وَسمعت من فَوَائده. مَاتَ بحرض فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة عَن أَرْبَعِينَ سنة انْتهى، وَذكره الخزرجي فِي تَارِيخه فِي تَرْجَمَة وَالِده وَقَالَ أَنه أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره وتفنن فِي الْفِقْه والنحو والآداب ودأب وَحصل كثيرا وَكَانَ حسن الْخط جيد الضَّبْط وَالنَّقْل عَارِفًا ذكيا ناسكا تقيا حَافِظًا مرضيا سَاد فِي زمن الشَّبَاب. أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن عَليّ الشريف الشهَاب بن الْكَمَال المحرنق. / مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن مُوسَى بن عميرَة بِالْفَتْح بن مُوسَى بن صَالح الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن السراج الْقرشِي المَخْزُومِي اليبناوي بِضَم التَّحْتَانِيَّة وَسُكُون الموحة بعْدهَا نون ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ نزيل صالحية دمشق والآتي أَبوهُ وَابْن أخي االشهاب أَحْمد بن مُوسَى الْمَذْكُور فِي المكيين للفاسي / وَأَنه توفّي سنة تسعين وَسَبْعمائة. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة عشري ربيع الأول سنة سبع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة نَشأ بهَا فحفظ أربعي النَّوَوِيّ والشاطبية ومختصر الْخرقِيّ والعمدة فِي الْفِقْه أَيْضا للشَّيْخ موفق الدّين والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وعرضهما على جمَاعَة من أهل مَكَّة والقادمين إِلَيْهَا، وَسمع على الزين المراغي وَطَائِفَة، وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد، وارتحل إِلَى دمشق بعد الثَّلَاثِينَ فقطنها مَعَ تردده فِي بعض السنين إِلَى مَكَّة وَطلب بِنَفسِهِ وَسمع بِالْقَاهِرَةِ ودمشق وحلب وَغَيرهَا ورافق ابْن فَهد وَابْن زُرَيْق والخيضري وَغَيرهم وَقَرَأَ وَكتب الطباق وتميز ولازم الْأُسْتَاذ أَبَا شعر وتفقه وَأثْنى عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل الْمُحدث وَأَنه سريع الْقِرَاءَة صحيحها وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُحدث الْفَاضِل وَسنَن ابْن مَاجَه ومشيخة الْفَخر بن البُخَارِيّ وَغير ذَلِك، وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ ابْن نَاصِر الدّين وَشَيخنَا وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنْهُمَا أَيْضا وَقَرَأَ على ابْن الطَّحَّان سيرة ابْن هِشَام، وَوَصفه المرداوي بالمحدث والمتقن. وَقَالَ غَيره أَنه نظم الشّعْر وَحدث بِشَيْء من شعره، وَقَالَ ابْن فَهد: وَكَانَ خيرا دينا سَاكِنا منجمعا. مَاتَ فِي أَوَائِل رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِدِمَشْق

وَدفن بالروضة بسفح قاسيون. أَحْمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الشهَاب أَبُو الْخَيْر بن الْمُوفق الْآتِي وَيعرف بِابْن موفق الدّين وَالِد بهاء الدّين مُحَمَّد. / مولده فِي شَوَّال سنة خمس وَعشْرين بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج والملحة وَغير ذَلِك وَعرض على شَيخنَا والقاياتي والشرف السُّبْكِيّ وَابْن البُلْقِينِيّ وَغَيرهم بل سمع على شَيخنَا وَكَانَ يَجِيء إِلَيْهِم السراج الوروري لإقرائه وَالشَّمْس الْمَالِكِي لتكتيبه، وَحج وباشر بعد أَبِيه كِتَابَة ديوَان جَيش الشَّام والأشراف ثمَّ انْفَصل عَن الأولى بالبدر بن الأنبابي وَعَن الثَّانِيَة بتاج الدّين بن قريميط أحد كتاب المماليك ثمَّ صَارَت للبدري أبي الْبَقَاء بن الجيعان وَلذَلِك كَانَ كثير الْإِمْدَاد لَهُ فِي حَال انْقِطَاعه حَتَّى مَاتَ بعد تعلله مُدَّة صَبِيحَة يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَتِسْعين وَدفن بتربته. أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ وَيعرف بالحرضي. / ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وَسمع من الزينين أبي بكر المراغي والطبري وَالشَّمْس الشَّامي وَابْن الْجَزرِي وَالْجمال بن ظهيرة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة مولده التنوخي وَابْن الذَّهَبِيّ وَابْن العلائي وَخلق، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وسجل على الْحُكَّام. مَاتَ سنة سِتّ وَعشْرين بِمَكَّة. ذكره ابْن فَهد وَغَيره وَكَانَ حَيا سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن زعرور بِالْفَتْح بن عبد الله بن أَحْمد بن أبي محلى المرداوي الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن عبد الله وَرُبمَا لقب زعرور وَيُقَال أَنه لقب جده أَحْمد. / ولد فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع على أبي الهول الْجَزرِي النّصْف الثَّانِي من عوالي أبي نعيم تَخْرِيج الضياء وَحدث سمع مِنْهُ ابْن فَهد وَغَيره. وَمَات. أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله الشهَاب بن الْجمال القلقشندي. / يَأْتِي فِي ابْن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله فَالصَّوَاب فِي اسْم أَبِيه عَليّ. أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد الشهَاب بن الْجمال بن الشهَاب بن إِمَام الدّين بن السَّيْف بن الْفَخر أبي المحاسن بن القَاضِي الشَّمْس الْقزْوِينِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ النَّقِيب وَالِد مُحَمَّد الْآتِي. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ حنفيا يستحضر كثيرا من الْأَحْكَام الْمُتَعَلّقَة بمذهبه وباشر النقابة

عِنْد ابْن الطرابلسي وَولده مُدَّة، ثمَّ لما عزل بِابْن العديم اتَّصل هُوَ بالجلال البُلْقِينِيّ فقرره نَقِيبًا مُضَافا لغيره وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ لَوْلَا مكر فِيهِ ودهاء ورام الِاسْتِقْرَار بعده عِنْد الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فَأَبْعَده فَلَمَّا صرف بِابْن البُلْقِينِيّ الْأَصْغَر خدمه إِلَى أَن مَاتَ وَذَلِكَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَعشْرين بعد ضعف شَدِيد مُدَّة. أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد اليرتقي. / فِي ابْن مُحَمَّد المريقي. أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْجمال الْعقيلِيّ الزَّيْلَعِيّ الْيَمَانِيّ الْحَنَفِيّ. / راسلني وَأَنا بِمَكَّة بعد الثَّمَانِينَ يطْلب الْإِجَازَة فَكتبت لَهُ وَذكرت فِيهَا مَا بَلغنِي من أَوْصَافه حَسْبَمَا أثْبته فِي التَّارِيخ الْكَبِير. أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد الجزائري الرابطي. / ذكره ابْن عزم مُجَردا. أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ / شيخ الإقراء بِدِمَشْق فِي زَمَنه وَيعرف بِابْن اللبان. مَاتَ بهَا فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين عَن سنّ عالية وَقد سمع كثيرا. قَالَه ابْن أبي عذيبة وَيُحَرر. أَحْمد بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن الْأَحْمَر. / رُوِيَ عَن الْمَيْدُومِيُّ، سمع مِنْهُ شَيخنَا التقي أَبُو بكر القلقشندي نُسْخَة إِبْرَاهِيم بن سعد فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَحدثنَا بهَا. أَحْمد بن عبد الله بن بدر بن مفرح بن بدر بن عُثْمَان بن كَامِل أَو جَابر بن ثَعْلَب الشهَاب أَبُو نعيم العامري الْغَزِّي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الرضي مُحَمَّد وَيعرف بالغزي. / ولد فِي ربيع الأول سنة سبعين وَسَبْعمائة وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا وَفِي أنبائه سنة بضع وَخمسين بغزة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَفِي كبره الْحَاوِي وَأخذ عَن قاضيها الْعَلَاء عَليّ بن خلف بن كَامِل وَسمع عَلَيْهِ الصَّحِيح أنابه الحجار ثمَّ تحول إِلَى دمشق بعد الثَّمَانِينَ وَهُوَ فَاضل فقطنها وَأخذ بهَا عَن الشرفين بلديه الْغَزِّي وَابْن الشريسي وقاضيها الشهَاب أَحْمد الزُّهْرِيّ الْفِقْه وأصوله وَمِمَّا أَخذه عَن الْأَخير الْمُخْتَصر مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء سنة إِحْدَى وَسبعين وَكَذَا أَخذ عَن الْبُرْهَان الصنهاجي، ورحل إِلَى الْقُدس فَأخذ عَن التقي القلقشندي، وبرع فِي الْفِقْه وأصوله وشارك فِي غَيرهمَا مَعَ مذاكرة حَسَنَة فِي الحَدِيث ومتعلقاته، وناب فِي الحكم عَن الشَّمْس االأخنائي فِي آخر ولَايَته وَعَن غَيره وَولي نظر البيمارستان النوري وَغَيره فحمدت قوته وعفته وَعين مُدَّة للْقَضَاء اسْتِقْلَالا فَلم يتم وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل والتدريس بعدة أَمَاكِن وتصدى للإقراء قَدِيما وَجلسَ لذَلِك بالجامع فِي حَيَاة مشايخه وَأفْتى وَأعَاد واشتهر

وَتفرد برياسة الْفَتْوَى بِدِمَشْق فَلم يبْق فِي أَوَاخِر عمره من يُقَارِبه فِي رياسة الْفِقْه إِلَّا ابْني نشوان بل لم يزل فِي ارْتِفَاع حَتَّى صَار من مفاخر دمشق وأذكر أَهلهَا للفقه وَأَصله، وَكَانَ يرجع إِلَى دين وعفة من صغره وَكَذَا فِي الْقَضَاء مَعَ علو همة ومروءة ومساعدة لمن يَقْصِدهُ وَحسن عقيدة وسلامة بَاطِن لَكِن مَعَ عجلة فِيهِ وحدة خلق، قَالَ شَيخنَا وَكَانَ صديقنا النَّجْم الْمرْجَانِي يقرظه ويفرط فِيهِ. وَمن تصانيفه الْحَاوِي الصَّغِير فِي أَرْبَعَة) أسفار وَشرح جمع الْجَوَامِع للتاج السُّبْكِيّ ومختصر الْمُهِمَّات للأسنوي فِي خَمْسَة أسفار وَأحسن فِيهِ وَغير ذَلِك وَعمل شَيْئا على رجال البُخَارِيّ وَكم لكل مِنْهُم فِيهِ من الحَدِيث. وَحج من دمشق غير مرّة وجاور بِمَكَّة ثَلَاث سِنِين مُتَفَرِّقَة وَكَانَت وَفَاته بهَا مبطونا فِي ظهر يَوْم الْخَمِيس سادس شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَله اثْنَتَانِ وَسِتُّونَ سنة وَصلى عَلَيْهِ فِي عصر يَوْمه عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة بجوار قبر أبي الْفضل النويري وجماعته، وَقد ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وَأَنه أجَاز لِابْنِهِ مُحَمَّد وَتفرد برياسة الْفَتْوَى بِدِمَشْق وَلذَا قَالَ فِي أنبائه مَعَ بسط تَرْجَمته قَالَ وَبَلغنِي أَن صديقه النَّجْم الْمرْجَانِي صاحبنا رَآهُ فِي النّوم فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك فَتلا عَلَيْهِ يَا لَيْت قومِي يعلمُونَ بِمَا غفر لي رَبِّي الْآيَة وَقَالَ الْعِزّ عبد السَّلَام كُنَّا إِذا جِئْنَا درس الملكاوي وَلم يَجِيء هُوَ وَلَا يَجِيء القبابي نَكُون كالحدادين بِلَا فَحم، وَقَالَ الْعَلَاء البُخَارِيّ: بَلغنِي صيته وَأَنا وَرَاء النَّهر من أقْصَى بِلَاد الْعَجم، وَذكره التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته فَقَالَ أجزت لَهُ محبَّة سنة خمس وَتِسْعين، وَحج وجاور ثَلَاث مَرَّات وناب فِي الحكم بعد الْفِتْنَة وَاسْتمرّ وباشر المرستان وَالْجَامِع فَانْحَطَّ بِسَبَب ذَلِك، وَكَانَ فصيحا ذكيا جريئا مقداما وبديهته أحسن من رويته وطريقته جميلَة بَاشر الحكم على أحسن وَجه، وَاخْتصرَ التقي الفاسي تَرْجَمته فِي ذيل التَّقْيِيد وطولها فِي تَارِيخ مَكَّة وَقَالَ فِيهِ أَنه سمع مِنْهُ فَوَائِد علمية كَثِيرَة وحكايات مستحسنة وَأَنه أجَاز لَهُ ورزق قبولا عِنْد نَائِب دمشق قَالَ وَولي نظر البيمارستان النوري وَالْجَامِع الْأمَوِي وَغير ذَلِك من الأنظار الْكِبَار كوقف الْحَرَمَيْنِ والبرج والغاية وَحمد فِي مُبَاشَرَته لتنمية غلال مَا ينظر فِيهِ من الْأَوْقَاف وَقلة طمعه فِي ذَلِك وعادى بِسَبَبِهَا جمَاعَة مِمَّن لَهُ فِيهَا اسْتِحْقَاق من الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء وَغَيرهم وَظهر عَلَيْهِم فِي غير مَا قَضِيَّة، إِلَى أَن قَالَ وَفِي خلقه حِدة وعادت عَلَيْهِ هَذِه الحدة بِضَرَر فِي غير مَا قَضِيَّة وَكَانَ بِأخرَة عِنْد حكام دمشق أعظم قدرا من كثير من قضاتها وفقهائها وَإِلَيْهِ الْإِشَارَة فِيمَا يعْقد من

الْمجَالِس وَحكم بِجرح غير وَاحِد من الْقُضَاة بِدِمَشْق وَمنع بعض الْمُفْتِينَ والوعاظ وَتمّ مُرَاده، قَالَ وَتوجه من مَكَّة فِي بعض مجاوراته إِلَى الطَّائِف لزيارة ابْن عَبَّاس وأقرأ بِمَكَّة الْمُخْتَصر الْأَصْلِيّ فِي حَلقَة حافلة بالفقهاء وَكَذَا أَقرَأ غير ذَلِك وَأذن فِيهَا لغير وَاحِد من طلبته بالإفتاء والتدريس. قلت وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ ابْن مُوسَى وابي وروى لنا عَنهُ وَذكر بَعضهم من تصانيفه اخْتِصَار تعليقة الْبُرْهَان الْفَزارِيّ على التَّنْبِيه ورتبها وَأَنه ابْتَدَأَ فِي شَرحه للحاوي من الْبيُوع فَلَمَّا تمّ شرع فِي تكملته من أَوله فوصل إِلَى التَّيَمُّم ثمَّ مَاتَ فشرع ابْنه فِي تكملته وَله منسك وَشرح لمختصر ابْن الْحَاجِب بديع وَلكنه احْتَرَقَ فِي الْفِتْنَة وَقطعَة على الْمِنْهَاج إِلَى الصَّلَاة فِي مجلدين وَكَذَا قِطْعَة عَن الْبَيْضَاوِيّ وعَلى ألفية ابْن مَالك وعَلى الْعُمْدَة وَفِي أَسمَاء البُخَارِيّ وَغير ذَلِك وَكَانَ يَقُول الْحَافِظ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ قد شاركته فِي اسْمه وَاسم أَبِيه فَلَا تكنوني إِلَّا بكنيته، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار. أَحْمد بن عبد الله بن بِلَال الْفراش والوقاد بِالْحرم الْمَكِّيّ وأخو مُحَمَّد وَإِسْحَاق، / الظَّن أَنه عَم أبي نَار الزَّيْت أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِلَال. قَالَه ابْن فَهد. أَحْمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله شهَاب الدّين أَبُو الْفضل بن الْجمال النابلسي الأَصْل القاهري المولد التَّاجِر أَبوهُ وَيعرف باللفاف. / قَرَأَ عَليّ بِحَضْرَة أَبِيه وَغَيره من حفظه من أول الْمِنْهَاج إِلَى التَّيَمُّم وَسمع من لَفْظِي المسلسل وأوائل الْكتب السِّتَّة كل ذَلِك فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين بمنزلي وأجزت لَهما. أَحْمد بن عبد الله بن حسن بن أبي بكر العامري الحرضي الْيَمَانِيّ / مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَتِسْعين. أَحْمد بن عبد الله بن الْحسن بن طوغان بن عبد الله الشهَاب الأوحدي / نِسْبَة لبيبرس الأوحدي نَائِب القلعة لكَون جده لما قدم من بِلَاد الشرق سنة عشر وَسَبْعمائة اتَّصل بخدمته وناب عَنهُ بالقلعة فشهر بِهِ القاهري الْمُقْرِئ الشَّافِعِي الأديب المؤرخ. ولد فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وتلا بالسبع بل بالأربع عشرَة على التقي الْبَغْدَادِيّ وَكَذَا لَازم الْفَخر البلبيسي الإِمَام فِي ذَلِك اثْنَتَيْ عشرَة سنة، وَسمع الحَدِيث وَطَاف على الشُّيُوخ الحراوي وَجُوَيْرِية ثمَّ ابْن الشيخة وَغَيرهم وَقَرَأَ التَّيْسِير للداني على السوداوي، ورافق شَيخنَا فِي بعض ذَلِك وَكتب بِخَطِّهِ وبرع فِي الْقرَاءَات وَالْأَدب وَجمع مجاميع واعتنى بالتاريخ وَكَانَ لهجا بِهِ وَكتب مسودة كَبِيرَة لخطط مصر والقاهرة تَعب فِيهَا وَأفَاد وأجاد

وبيض بَعْضهَا فبيضها التقي المقريزي ونسبها لنَفسِهِ مَعَ زيادات، وَله نظم كثير قَالَ شَيخنَا سَمِعت من نظمه وفوائده وَأنْشد عَنهُ قَوْله: (إِنِّي إِذا مَا نابني أَمر نفى تلذذي ... وَاشْتَدَّ مِنْهُ جزعي وجهت وَجْهي للَّذي) قَالَ وَكتب عَنهُ رفيقنا الصّلاح الأقفهسي: (أغيد زَاد فِي تباعده ... عني فسقمي لأَجله حَاصِل) (مذ دَامَ لي هاجرا بِلَا سَبَب ... مَا زلت حَتَّى عملته وَاصل) ونظمه سَائِر وَمِنْه: (رب قد ضَاقَتْ المسالك طرا ... واعتراني هم براني ضرا) (فأجرني من الهموم وهب لي ... يَا إلهي من عسر أَمْرِي يسرا) وَكَانَ بزِي الأجناد قَلِيل ذَات الْيَد. مَاتَ فِي تَاسِع عشري جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه وَأثبت ابْن الْجَزرِي فِي تَرْجَمَة الْفَخر البلبيسي من طَبَقَات الْقُرَّاء لَهُ قِرَاءَة هَذَا عَلَيْهِ وَكَذَا قَرَأت بِخَطِّهِ أَنه يروي عَن زَيْنَب ابْنة مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن السكرِي ابْنة العصيدة وَفِي تَرْجَمته من عُقُود المقريزي فَوَائِد واعترف بانتفاعه بمسوداته فِي الخطط وَأَنه نَاوَلَهُ ديوَان شعره قَالَ وَكَانَ ضابطا متقنا ذَاكِرًا لكثير من الْقرَاءَات وتوجيهها وعللها حَافِظًا لكثير من التَّارِيخ سِيمَا أَخْبَار المصريين فَإِنَّهُ لَا يكَاد يشذ عَنهُ من أَخْبَار مُلُوكهَا وخلفائها وأمرائها وَقلع حروبها وخطط دورها وتراجمع أعيانها إِلَّا الْيَسِير مَعَ معرفَة النَّحْو وَالْعرُوض وَالنّظم الْحسن وَالْحِفْظ فِي الْفِقْه لمَذْهَب الشَّافِعِي وَكَثْرَة التعصب للدولة التركية والمحبة لطريق الله، إِلَى آخر كَلَامه عَفا الله عَنْهُمَا. أَحْمد بن عبد الله بن الْحسن بن عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن الْمُؤَيد الزيدي. / توفّي محرما ملبيا فِي لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع ذِي الْحجَّة سنة سبع وَدفن بالمعلاة. قَالَه التقي الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة. أَحْمد بن عبد الله بن حسن الشهَاب البوصيري الْمصْرِيّ الشَّافِعِي / قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه تفقه ولازم الولوي الملوي وبرع فِي الْفُنُون ودرس مُدَّة وَأفَاد وتعانى التصوف وَتكلم على مصطلح الْمُتَأَخِّرين فِيهِ، حضرت دروسه وَكَانَ ذكيا صَاحب فنون لكنه غير متثبت فِي النَّقْل ولازم عبد الله الْحَجَّاجِي المجذوب إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس، وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَأَنه خدم الشَّيْخ عبد الله الْحَجَّاجِي المجذوب. أَحْمد بن عبد الله بن خلف بن أبي بكر بن مُحَمَّد الشهَاب الشبراوي ثمَّ القاهري

الشَّافِعِي / إِمَام الشرابسية. سمع على المؤرخ نَاصِر الدّين بن الْفُرَات فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَتِسْعين ختم الشفا أَخذ عَنهُ ابْن فَهد وَأَجَازَ. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس صفر، وأرخه بَعضهم بربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين وَدفن من يَوْمه. أَحْمد بن عبد الله بن رشيد الشهَاب السّلمِيّ الْحِجَازِي الْحَنَفِيّ الضَّرِير. / سمع عَلَيْهِ الْمجد إِمَام الصرغتمشية فِي سنة أَربع وَتِسْعين الْخَتْم من الدَّارَقُطْنِيّ وجزء الغطريف. وكتبته هُنَا حدسا وَإِلَّا فَمَا وقفت لَهُ على تَرْجَمَة. أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عَليّ بن عبد المحسن بن جمال الثَّنَاء شهَاب الدّين بن أَمِين الدّين الْبَصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شَقِيق الْعَفِيف عبد الله الْآتِي والشهاب أكبرهما. / اشْتغل وَسمع عَن التقي بن فَهد وَغَيره وسافر لبر سواكن قَرِيبا من سنة سبعين وانتفع بِهِ أهل تِلْكَ النواحي فِي إِدْخَاله فِي قضاياهم وَنَحْوهَا شبه القَاضِي، وَهُوَ الْآن سنة ثَلَاث وَتِسْعين فِي قيد الْحَيَاة. أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب الْعلوِي الزبيدِيّ أَخُو الشّرف إِسْمَاعِيل الْوَزير الْآتِي. / قَتله الظَّاهِر صَاحب الْيمن وأخو النَّاصِر لكَونه رأى زَوْجَة أَخِيه الْمَذْكُور فأعجبه جمَالهَا فَأمره بِطَلَاقِهَا وضيق عَلَيْهِ حَتَّى فعل وَمَا وَسعه بعد دُخُوله بهَا إِلَّا الْفِرَار إِلَى مَكَّة رَجَاء إِزَالَة قهره وألمه فَلَمَّا بلغ الظَّاهِر ذَلِك قتل أَخَاهُ وَنهب بيوتهما وأزل نعمتهم وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. أَحْمد بن عبد الله بن عبد الْغفار الأشموني. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. أَحْمد بن عبد الله بن عبد الْقَادِر بن عبد الْحق بن عبد الْقَادِر الْحَكِيم بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام نور الدّين أَبُو الْفتُوح بن الْجلَال أبي الْكَرم بن أبي الْفتُوح بن أبي الْخَيْر الطاوسي نِسْبَة لطاوس الْحَرَمَيْنِ الأبرقوهي الأَصْل الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي وَالِد القطب مُحَمَّد وَابْن أخي الظهير عبد الرَّحْمَن الْآتِي / هُوَ وَأَبوهُ من بَيت كَبِير لَهُم شهرة وجلالة بشيراز ذكرت فِي تاريخي الْكَبِير فهم جملَة ولد تَقْرِيبًا فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة وتلا الْقُرْآن بَعْدَمَا تعلمه من أدباء مجودين لعاصم على أَبِيه وَسمع الْكثير مِنْهُ بالعشر على ابْن الْجَزرِي وَكَذَا قَرَأَ الْقُرْآن ومقدمات الْعُلُوم على الظهير عبد اللَّطِيف الْبكْرِيّ وَأخذ فِي مبادئ الْعُلُوم أَيْضا عَن التَّاج مَحْمُود الفاروثي والشهاب دَاوُد اللاري وَالْفَخْر أَحْمد الشيفكي والكمال مَحْمُود الْخَوَارِزْمِيّ ولازم الثَّانِي كثيرا فِي الكافيتين وشروحهما وَشرح الشمسية فِي الْمنطق بل وَبَعض الْكَشَّاف

وَالثَّالِث فِي كَافِيَة النَّحْو والريحانية فِي الصّرْف وشرحهما لكل من السد ركن الدّين والتفتازاني وَالرَّابِع شرح الشمسية للقطب وَأخذ الْحَاوِي وَشَرحه للقونوي والمنهاج الْأَصْلِيّ وَشَرحه للأسنوي عَن الْجمال مَحْمُود بن أبي الْفَتْح السرسنائي وَالْكثير من شرح المواقف عَن مُؤَلفه الصَّدْر الْأَصْبَهَانِيّ وَجُمْلَة من المطول والمختصر وَغَيرهمَا عَن السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ مَعَ حَاشِيَة على أَولهمَا وَشَرحه لمفتاح السكاكي وَعَن الرُّكْن الخوافي شَرحه للمختصر الْأَصْلِيّ والمواقف للأيجي وَعَن الشَّمْس التسترِي المطول فِي آخَرين فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا، وتفنن وبرع وَأذن لَهُ غير وَاحِد من الأكابر كالركن الخوافي، واعتنى بالرواية وارتحل بِسَبَبِهَا وَلَكِن مَا أَظُنهُ دخل مصر وَالشَّام وَحصل مِنْهَا جانبا بِحَيْثُ زاحمت شُيُوخه سَمَاعا وإجازة الْمِائَتَيْنِ وَلم يتَوَقَّف فِي الْأَخْذ عَن أقرانه بل وَمن دونهم وأفرد لَهُ مشيخة طالعتها وفيهَا الْكثير مِمَّا ينْتَقد وَفِيهِمْ عَمه مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الْآتِي وفيهَا أَن من تصانيفه خزانَة الآلي فِي الْأَحَادِيث العوالي وَنشر الْفَضَائِل فِي تَرْجَمَة رجال الشَّمَائِل وتنقيح الْحَاوِي فِي الْفِقْه وَتَحْقِيق التَّنْقِيح ورسائل وَغَيرهَا كَالَّذي كتبه على الكافية وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ جمع فِيهِ أَكثر مَا فِي شروحهما حَتَّى شرح النَّجْم الرضي، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من نَوَادِر تِلْكَ النواحي وَقد لقِيه صاحبنا السَّيِّد العلائ الأيجي فَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة وَسمع مِنْهُ بعض الْأَحَادِيث وَقَالَ لي أَنه كَانَ عَالما صنف فِي الْفِقْه وَغَيره وَأخذ عَنهُ الأجلاء. وَمَات وَقد عمر قَرِيبا من سنة إِحْدَى وَسبعين وَمن شُيُوخه بِالسَّمَاعِ عماه عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد والجنيد البلياني وَابْن الْجَزرِي وَالْمجد الفيروزابادي وَالسَّيِّد نور الدّين الأيجي والشرف الجرهي وَسعد الدّين الْمصْرِيّ، وَأما بِالْإِجَازَةِ فكثير كالجمال أبي الْفضل مُحَمَّد بن عَليّ النويري وَمِمَّنْ قبلهم كَانَ ابْن صديق أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة. أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الشهَاب المنهلي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. / ولد بمنا وهلة بِالْقربِ من منوف سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا واتقل مِنْهَا هُوَ وَأَبوهُ وَآله فقطن الْقَاهِرَة وجاور بالأزهر فحفظ الْقُرْآن وجوده على جمَاعَة أَجلهم إِمَامَة النُّور البلبيسي وَقَرَأَ بِبَعْض الرِّوَايَات على الزين جَعْفَر السنهوري وَكَذَا حفظ الْمِنْهَاج ولازم الْعَبَّادِيّ فِي الْفِقْه فِي أَكثر من عشْرين سنة كَانَ الْقَارئ فِيهَا فِي التقاسيم واشتغل فِي النَّحْو على السنهوري والجوجري وَفِي الْفَرَائِض على السَّيِّد على تلميذ ابْن المجدي وَفِي الْأُصُول عَن الإمامي وَسمع على شَيخنَا النَّسَائِيّ الْكَبِير

أَو جله وتميز فِي الْفِقْه والفرائض وأقرأ فِيهِ الطّلبَة وَهُوَ أجل قراء الصّفة بالباسطية طيب النغمة وارتفق فِي معيشته بتعليم بني واقفها ثمَّ التاجي بن عبد الْغَنِيّ بن الجيعان، وَحج وجاور كثيرا وَاسْتقر فِي مشيخة الرواق بعد الشَّمْس الخالدي وَهُوَ إِنْسَان خير متواضع. أَحْمد بن عبد الله بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْحِيرِي الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي / أحد الفراشين هُوَ وَأَبوهُ بِالْحرم الْمدنِي. قَرَأَ عَليّ فِي مجاورتي بهَا أربعي النَّوَوِيّ ثمَّ قدم وَأَبوهُ الْقَاهِرَة فاجتمعا فِي آخر سنة إِحْدَى وَتِسْعين. أَحْمد بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن أبي الْفَتْح بن هَاشم بن إِسْمَاعِيل بن نصر الله بن أَحْمد الشهَاب بن الْجمال بن العلائي الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ الْآتِي أَبوهُ وَكَانَ يعرف بِابْن الجندي. / ولد فِي أَوَاخِر سنة ثَمَانمِائَة أَو فِي الَّتِي بعْدهَا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتسهيل فِي الْفِقْه وَسمع على وَالِده فَأكْثر وعَلى الشهَاب الطريني وَابْن الكويك وصالحة التركمانية فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَالْجمال بن ظهيرة وَطَائِفَة كعائشة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي، وَحج وسافر إِلَى دمياط وزار الْقُدس والخليل وارتزق مُدَّة بالسمسرة فِي الْكتب وَتقدم من أَهلهَا لمعرفته بل لأصله ثمَّ تَركهَا بعد ولَايَة ابْن عَمه الْعِزّ قَضَاء الْحَنَابِلَة وَجلسَ مَعَ الْحَنَابِلَة بِبَاب الصالحية فتكسب بِالشَّهَادَةِ مَعَ جِهَات باسمه كالتصوف بالأشرفية، وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ، وَمَات بعد أَن ورث الْعِزّ وَغَيره وَكَونه لم يحصل على طائل فِي لَيْلَة الثَّامِن من شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. أَحْمد بن عبد الله بن عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسن العجمي وَيعرف بالصرفي نزيل مَكَّة. / مَاتَ بهَا فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد وَوَصفه بالشيخ. أَحْمد بن عبد الله بن عمر السرسي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي نزيل الصَّحرَاء. / مِمَّن لازمني فِي الرِّوَايَة والدراية واشتغل يَسِيرا ثمَّ تكسب بالتعليم لفقره وضرورته. أَحْمد بن عبد الله بن فَرح الْمَكِّيّ الشهير بالأقباعي. / حفظ الْقُرْآن وَكَانَ شيخ حَلقَة السَّبع بِالْمَسْجِدِ وتكسب بالسمسرة وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ مقلا لكَونه سَافر إِلَى كنباية فارتاش بِحَيْثُ اشْترى بِمَكَّة بعد عوده دَارا وَاسْتمرّ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَخمسين.

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن لاجين الشهَاب بن الْجمال الرَّشِيدِيّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي وأبوهما وعمهما. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين وَسَبْعمائة واعتنى بِهِ أَبوهُ فأسمعه الْكثير على ابْن حَاتِم وَأبي الْيمن بن الكويك وعزيز الدّين المليجي وَابْن الفصيح وَابْن الشيخة والتنوخي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْحَافِظ الْعَلَاء وَابْن الذَّهَبِيّ وَجَمَاعَة وَحدث سمع من الْفُضَلَاء، وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثامن عشر شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله. أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم السخاوي ثمَّ البُلْقِينِيّ نزيل الْقَاهِرَة ثمَّ مَكَّة وَيعرف بالشاذلي. / ولد بسخا وَقدم مَعَ أَبِيه إِلَى بلقينة ثمَّ بمفرده إِلَى الْقَاهِرَة فلازم الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ سِنِين ثمَّ تحول إِلَى مَكَّة فَقَدمهَا فِي سنة إِحْدَى وَهُوَ ابْن ثَمَانِي عشرَة سنة فقطنها حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين، وَكَانَ خيرا يخْطب بوادي الْمُبَارك من نخله وَله سَماع فِي المنسك الْكَبِير لِابْنِ جمَاعَة على الشهَاب المرشدي. أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الرُّومِي الْآتِي أَخُوهُ مُحَمَّد وأبوهما. / كَانَ تَارَة يجلس مَعَ أَخِيه شَاهدا وَتارَة تَاجِرًا فِي الشّرْب وَنَحْوه وَهُوَ خير من أَخِيه بِكَثِير. مَاتَ بعيد الثَّمَانِينَ تَقْرِيبًا. أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن عَمْرو بن عَليّ بن عبد الدَّائِم الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْكِنَانِي الأَصْل المجدلي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْوَاعِظ وَيعرف بِأبي الْعَبَّاس الْقُدسِي. / ولد كَمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَكَذَا نَقله غَيْرِي عَنهُ وَأَنه فِي أوائلها وَزعم البقاعي أَنه أخبرهُ بِأَنَّهُ فِي حُدُود سنة خمس عشرَة فَالله أعلم بالمجدل وَنَشَأ بِهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد بلديه عبد الله بن خلد وَصلى بِهِ وتلاه تجويدا على الشَّمْس مُحَمَّد بن مُوسَى الْمَعْرُوف بِابْن أبي بيض وَالْجمال مَحْمُود بن حنون القَاضِي المجدليين، وَحفظ الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وتصريف الْعزي والجمل للخونجي فِي الْمنطق والياسمينية فِي الْجَبْر والمقابلة والنخبة لشَيْخِنَا وَغَيرهَا، وَعرض على جمَاعَة وَأول مَا انْتقل من بَلَده إِلَى غَزَّة ثمَّ إِلَى الرملة ثمَّ إِلَى بَيت الْمُقَدّس ثمَّ إِلَى الشَّام ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة وَمَكَّة وجاور بهَا فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَلزِمَ الِاشْتِغَال فِي كل مِنْهَا بالفقه والأصلين والعربية والفرائض والحساب وَالْعرُوض وَأول مَا تخرج بالشهاب أَحْمد بن عَامر الْمَعْرُوف بكتانة وَابْن أبي بيض الْمَذْكُور والبرهان إِبْرَاهِيم بن رَمَضَان الْبَصِير، وَلَقي بِدِمَشْق الْعَلَاء البُخَارِيّ وَسمع كَلَامه وَجلسَ

بحلقته وَرَاءَهَا، وَجل انتفاعه فِي الْفُنُون بِأبي الْقسم النويري وَمن ذَلِك الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذهَا عَن الْعَلَاء القابوني وناصر الدّين الإياسي الْحَنَفِيّ وَأخذ عَن رسْلَان ولازمه فِي الْفِقْه وأصوله والنحو واللغة والْحَدِيث وَهُوَ الْآمِر لَهُ بالوعظ وَالْفِقْه عَن ماهر والعز الْقُدسِي والتقيين ابْن قَاضِي شُهْبَة والحريري والشهاب بن) المحمرة وَالْعلم البُلْقِينِيّ والشرف السُّبْكِيّ وَالْجمال الأمشاطي وَعَلِيهِ قَرَأَ الْعرُوض أَيْضا والقاياتي والونائي وعظمت ملازمته لَهما فِي الْفِقْه والعربية والأصلين وَغَيرهَا وَالشَّمْس الْمَالِكِي نسبا الشَّافِعِي مذهبا وَعنهُ أَخذ اليامسينية وَكَثِيرًا من بهجة الْحَاوِي فِي آخَرين مِنْهُم القَاضِي شمس الدّين الأعسر وَولي الله الشهَاب بن عايد وَالشَّمْس القباقبي وَعَلِيهِ سمع بعض مُصَنفه فِي الْقرَاءَات الْأَرْبَعَة عشر والعبادي وَأبي الأسباط الرَّمْلِيّ وَالشَّمْس المكيني، وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الأَصْل وَغَيره من الْفُنُون والعماد بن شرف والْحَدِيث التَّاج بن الغرابيلي وَشَيخنَا أَكثر من ملازمته وَحُضُور مجالسه فِي الْإِمْلَاء وَغَيره، وَكَذَا سمع الحَدِيث على الزين بن عَيَّاش بِمَكَّة بل وتلا عَلَيْهِ لأبي عَمْرو، وَأبي الْفَتْح المراغي والمحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ والبساطي والزين الزَّرْكَشِيّ والقبابي والتدمري والعز الْقُدسِي والسعد بن الديري وَعَائِشَة الحنبلية فِي آخَرين حَتَّى أَنه أَخذ عَن غَالب مَشَايِخ الْعَصْر فِي مصر وَالشَّام وَمَكَّة وَغَيرهَا وَتردد لمن دب ودرج، وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن الْفُرَات وَجَمَاعَة وَلَقي بِمَكَّة أَيْضا الشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني الْمقري، وجد فِي التَّحْصِيل حَتَّى برع وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء القاياتي والونائي وَابْن قَاضِي شُهْبَة والبلقيني والعبادي وَآخَرُونَ وَرَأَيْت إِذن القاياتي لَهُ بالإقراء وَوَصفه بالمولى الإِمَام الْفَاضِل الْكَامِل سلالة الأماثل ونجل الأفاضل الشَّيْخ الْعَلامَة وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الرّبع الأول من الْحَاوِي وَكَذَا من الْوَصَايَا إِلَى النِّكَاح وَمن الْعدَد إِلَى آخِره وَمن الْمِنْهَاج من البيع قِطْعَة وافرة مُتَوَالِيَة وبقراءة غَيره من كل من بَاقِي أَرْبَاعه كَأَنَّهُ فِي التَّقْسِيم وبقراءته الْكثير من جمع الْجَوَامِع كل ذَلِك بحثا وتحقيقا ونظرا، وَولي الْإِعَادَة بالصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس والتصدير فِي الْمَسْجِد الْأَقْصَى وتصدى لنفع الطّلبَة، وناب بِأخرَة عَن الْعلم البُلْقِينِيّ وَجلسَ بِبَعْض الحوانيت بعناية الولوي البُلْقِينِيّ فَإِنَّهُ كَانَ مِمَّن اخْتصَّ بِهِ وقتا وراج أمره عَلَيْهِ وَلَكِن مَا تحصل فِي الْقَضَاء على طائل، وَعقد مجْلِس الْوَعْظ قَدِيما من سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وساد فِيهِ وتمول مِنْهُ جدا وتخطى النَّاس فِيهِ لكَونه غَايَة فِي الذكاء وَسُرْعَة

الْحِفْظ بِحَيْثُ سمعته يَحْكِي أَنه حفظ نَحْو خمسين سطرا من صِحَاح الْجَوْهَرِي بِحَضْرَة السفطي من مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثَة مستحضرا لكثير من التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه وأصوله والعربية حَافِظًا لجمل مستكثرا من الْأَشْعَار الْقَدِيمَة وَغَيرهَا وَكَذَا الحكايات والنوادر فِي ذَلِك كُله ومجالسه فِي الْوَعْظ نِهَايَة وَلَو تحرى الصدْق لَكَانَ نَسِيج وَحده فِي مَعْنَاهُ إِلَّا أَنه ينْسب إِلَى مجازفة فِي القَوْل وَالْفِعْل بِحَيْثُ) يحصل التَّوَقُّف فِي أَكثر مَا يبديه مَعَ دهاء وملق وقدرة على استجلاب الخواطر وإلفات النَّاس إِلَى جَانِبه مَعَ أَنه لَيْسَ عَلَيْهِ رونق الْعلمَاء وَلَا أَئِمَّة الوعاظ، وَقد تَرْجمهُ الشهَاب بن أبي عذيبة فَبَالغ وَوَصفه بشيخنا الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْوَاعِظ الْمُفْتِي الْمدرس معيد الصلاحية وَإِمَام أهل الْوَعْظ بِلَا مُنَازع من مُدَّة متطاولة وَكتب عَلَيْهَا الْبُرْهَان الْأنْصَارِيّ والشهاب العميري وَغَيرهمَا من أهل بَيت الْمُقَدّس إِن الْأَمر فَوق مَا ذكر بل كَانَ الْعِزّ الْقُدسِي يُبَالغ فِي إطرائه وَيَقُول أَنه لم يصعد كرْسِي الْوَعْظ بعد الزين الْقرشِي مثله، قَالَ ابْن أبي عذيبة وَمَعَ ذَلِك فَلم ينصفه لِأَنَّهُ أحفظ من الزين بِكَثِير قَالَ وَلَقَد قَالَ الْعِزّ أَيْضا أَنه أحفظ من ابْن تَيْمِية مَعَ مَا انْضَمَّ إِلَيْهِ من معرفَة الحَدِيث وتمييز صَحِيحه من ضعيفه إِلَى غير ذَلِك من فنونه وَقيل إِن البلاطنسي كَانَ كثير الْمحبَّة وَالثنَاء عَلَيْهِ وَكَذَا غَالب أهل دمشق حَتَّى أَنه عرض عَلَيْهِ قَضَاء بعض بلادها فَامْتنعَ، وَأما شَيخنَا فَإِنَّهُ أورد لَهُ حَادِثَة فِي تَارِيخه مؤذنة بإجلاله وَقَالَ أَنه اشْتغل كثيرا بالقدس وَفِيه فرط ذكاء وتعانى الْكَلَام على الْعَامَّة فمهر فِي ذَلِك وَاجْتمعَ عَلَيْهِ خلق كثير وَنقل عَن أبي الْبَقَاء بن الضياء الْحَنَفِيّ الْمَكِّيّ أَنه من الْفُضَلَاء الأذكياء انْتفع بِهِ النَّاس واشتغل عَلَيْهِ الطّلبَة وَكتب على الفتوي وَوعظ بِالْمَسْجِدِ فَاجْتمع عَلَيْهِ الْعَوام وَبَعض الْخَواص انْتهى. وَإِلَى هَذِه الكائنة أَو غَيرهَا أَشَارَ ابْن أبي عذيبة فَقَالَ وَجَرت لَهُ محنة بِسَبَب الْوَعْظ افتراء عَلَيْهِ فنصره الله بِقِيَام أهل الْحق مَعَه. قلت بل جرت لَهُ حوادث وخطوب أشنعها كائنته مَعَ عشيره وَصديقه البقاعي الَّتِي أوردتها فِي سيرته المفردة ومحصلها حِكَايَة التفاعل من الجنبين والمقاهرة بِأخذ مَال كثير كَانَ مودعا لصَاحب التَّرْجَمَة عِنْد الآخر فجحده إِيَّاه واتفقت قضايا قبيحة من الطَّرفَيْنِ أنزه قلمي عَن الْمُرُور عَلَيْهَا وَآل الْأَمر إِلَى وزن البقاعي بعد مَا رغب عَن شَيْء من وظائفه ليمنع عَنهُ ظن صدقه فِي دَعْوَاهُ أَكثر المَال الْمُدعى بِهِ وَأشْهد كل مِنْهُمَا على نَفسه بِالْبَرَاءَةِ من المَال وَالْعرض وَصَارَ كل مِنْهُمَا بِهَذِهِ الْحَادِثَة مثلَة

لَكِن صَار البقاعي يسلى نَفسه بقوله أما المَال فَلَا يظنّ بِي أَخذه وَأما التفاعل فأكبر مَا فِيهِ أَن يُقَال رام شخص فعلا فَفعل فِيهِ مثله وأقبح، وبواسطة هَذِه الْحِكَايَة أَكثر من التَّرَدُّد للدوادار الْكَبِير يشبك الْفَقِيه والزيني كَاتب السِّرّ وَعقد مجْلِس الْوَعْظ عِنْد كل مِنْهُمَا واغتبطا بِهِ وَمَا نَهَضَ الْغَرِيم إِلَى بُلُوغ أربه وَالله أعلم بِحَقِيقَة أَمرهمَا والجنسية عِلّة الضَّم، هَذَا وَقد كتب البقاعي عَنهُ جَوَابه عَن لغز ابْن الوردي بل كتب عَنهُ من نظم وَلَده وَشَيْخه ابْن رسْلَان والمحب بن الشّحْنَة وَغَيرهم وَاعْتَمدهُ فِي أَشْيَاء أثبتها وَوضع تَرْجَمته فِي شُيُوخه وَآل أمره إِلَى أَن تعلل من يَده من وقْعَة فِي الْحمام كسرت مِنْهَا رجله فِيمَا قيل ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سادس عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبعين وَدفن من الْغَد بالقرافة الصُّغْرَى فِي تربة يشبك الدوادار وتجاذب كل من إِبْرَاهِيم الجبرتي وسميه البقاعي الدعوي بِأَن مَوته من كرامته لسبق خُصُومَة قريبَة بَينه وَبَين الجبرتي أَيْضا وَقد لقِيت أَبَا الْعَبَّاس كثيرا وَكَانَ يكثر الْمَجِيء إِلَيّ خُصُوصا بعد كائنته الْمشَار إِلَيْهِ وَقَرَأَ عَليّ بِمَجْلِس الْعَلَاء الصَّابُونِي ديباجة بعض تصانيفه واستجازني بروايته مَعَ سَائِر مَا صنفته ورويته وَلما اجتزت بالمجدل اجْتمع بِي وأوقفني على شرح كتبه على منظومة لأبي الْفَتْح السُّبْكِيّ فِي تعداد الْخُلَفَاء وذيلها الشهَاب بن أبي عذيبة وَهُوَ فِي نَحْو عشرَة كراريس وأنشدني أشعارا زعم أَنَّهَا نظمه وَلَيْسَ بمدفوع عَن كل هَذَا وَالله أعلم وَمن ذَلِك مَا ذكر أَنه جَوَابه عَن لغز ابْن الوردي وَهُوَ: (عِنْدِي سُؤال حسن مستظرف ... فرع على أصلين قد تفرعا) (قَابض شَيْء بِرِضا مَالِكه ... وَيضمن الْقيمَة والمثل مَعًا) فَقَالَ: (خُذ الْجَواب نظم در مبدعا ... بالْحسنِ هَذَا محسن تَبَرعا) (أعَار صيدا من حَلَال ثمَّ إِذْ ... احرم ذَا أتْلفه فاجتمعا) وَمِمَّا أنْشدهُ ملغزا فِي حر وَكتبه عَنهُ ابْن أبي عذيبة أَبْيَات تزيد على عشْرين أَولهَا: (سَأَلتك يَا خير الْأَنَام بأسرهم ... عَن اسْم ثلاثي بنظم مسطر) (عَلَيْهِ مدَار النّصْف من دين أَحْمد ... عَلَيْهِ صَلَاة الله والآل تعطر) أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِلَال الْوَقَّاد بِالْمَسْجِدِ الْمَكِّيّ وَيعرف بقار الزَّيْت / وَقد ينْسب لجده بِلَال. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسبعين. أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْعَبَّاس النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ. / كَانَ فَقِيها فَاضلا كَرِيمًا قَرَأَ الحَدِيث على وَالِده واشتغل

فِي بدايته بِالْعلمِ بِجَامِع المهجم وَغَيره. وَتزَوج ابْنة عَم لَهُ ثمَّ بَان بِأَن بنيهما رضَاعًا فحجبت عَنهُ مَعَ مزِيد حبه لَهَا وَكَاد يَمُوت بل كَانَ ذَلِك فِي سنة أَربع وَعشْرين بعد مَوتهَا قبله. أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله السَّيِّد الشهَاب بن الْجلَال الحسني التبريزي الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي وخال الْعَلَاء مُحَمَّد بن الْعَفِيف مُحَمَّد الْآتِي أَيْضا سمع من أَخِيه الْمَذْكُور بعض مَا زعم أَنه سَمعه من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَكَذَا سمع مِنْهُ الْبردَة. مَاتَ. أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب بن الْعَفِيف اليمني الْعَدنِي الْمَكِّيّ / كَانَ أَبوهُ من أَعْيَان التُّجَّار بعدن بِولد لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة بهَا ثمَّ انْتقل مَعَ أَبِيه إِلَى مَكَّة وَأقَام بهَا مَعَه وَبعده نَحْو أَرْبَعِينَ سنة إِلَّا أَنه رُبمَا سَافر فِي بعض السنين إِلَى الْيمن لحَاجَة ثمَّ يعود إِلَى أَن توجه إِلَيْهَا مرّة فأدركه الْأَجَل بجدة فِي جُمَادَى الأولى سنة عشْرين فَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بالمعلاة وَكَانَ تعانى الزِّرَاعَة بعد موت وَالِده فِيمَا خَلفه لَهُ ولأخوته من الْأَرَاضِي والسقايات بِأَرْض نَافِع من وَادي نَخْلَة، وَمَا مَاتَ حَتَّى بَاعَ نصِيبه فِي ذَلِك وَغَيره وَكَانَ ينطوي على خير ومروءة، وصاهر الْجمال مُوسَى بن الْبَدْر بن جَمِيع على ابْنَته وَكَانَ لَهُ ولد اسْمه مُحَمَّد ويلقب بالجمال توفّي قبله بِمَكَّة فِي سنة سبع عشرَة. ذكره الفاسي. أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ الشهَاب القليجي القاهري الْحَنَفِيّ. / ولد فِي ثامن عشري ذِي الْقعدَة سنة تسع وَعشْرين وثماني مائَة وَحفظ الْقُرْآن والكنز واشتغل على ابْن الديري والشمني والزين قَاسم وَكَذَا حضر دروس ابْن الْهمام والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَأخذ أَيْضا عَن الْبُرْهَان الْهِنْدِيّ والأبدي والتقي الحصني والشهاب الْخَواص وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وتعانى الْأَدَب وتميز وشارك فِي الْفَضَائِل وَاسْتقر فِي موقعي الدست وناب فِي الْقَضَاء فِي سنة ثَلَاث وَخمسين عَن شَيْخه ابْن الديري فَمن بعده وقرأه عَلَيْهِ الْعلم الزواوي وَقَالَ لي أَنه بارع فِيهِ بِدُونِ تكلّف فَإِنَّهُ أتقن أَصله مَعَ مُؤَلفه وَلكنه مزري الْهَيْئَة غير متصون، وَمن نظمه إِجَابَة لمن سَأَلَهُ إجَازَة قَول الْقَائِل: (هَذَا صباح وصبوح فَمَا ... عذرك فِي ترك صباح الصَّباح)

فَقَالَ: (تمنع الْحبّ وفقد الندى ... وَخَوف واش ورقيب ولاح) وَله أَيْضا: (لقد ضرني من كنت أَرْجُو بِهِ نفعا ... وَقد سَاءَنِي أَفعاله خلتها أَفْعَى) (إِذا مَا بدا لي ضَاحِكا زِدْت خيفة ... وَفِي ضحك الأفعى لَا تأمن اللسعا) وَقَوله: (عودتني مِنْك الْجَمِيل تكرما ... فَعَن المكارم لَا أَعُود محيرا) (فَامْنُنْ بِهِ مجْرى عوائد فَضلكُمْ ... فالقطر أحسن مَا يكون مكررا) أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى ولي الدّين بن الْجمال القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَولده التقي مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الزيتوني. ولد فِي صَبِيحَة يَوْم الْأَحَد سَابِع عشر ربيع الآخر سنة عشر وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس بن الخص وَبَعضه عِنْد صهره الْفَخر عُثْمَان القمني وَصلى بِهِ والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك وَعرض على الْجمال وَالشَّمْس البساطيين وَالْجمال عبد الله السملاي المالكيين فِي آخَرين، وَأخذ فِي الْفِقْه عَن أَبِيه والبرهان بن حجاج الأبناسي وَالْجمال يُوسُف الأمشاطي والشرف السُّبْكِيّ والشمسين الْحِجَازِي والونائي فِي آخَرين وَعَن أوليهما والحناوي وَالْجمال بن هِشَام أَخذ الْعَرَبيَّة، وأملى عَلَيْهِ الحناوي على مقدمته فِيهَا تَعْلِيقا عزم صَاحب التَّرْجَمَة على تبييضه ولازم ابْن خضر والشنشي فِي الْفِقْه والعربية وَالْأُصُول وَغَيرهَا وَكَذَا قَرَأَ فِي الْأُصُول والعربية على الولوي السنباطي وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الحناوي والنور بن الْقيم وَشَيخنَا، وَأكْثر من التَّرَدُّد إِلَيْهِ وأسمع وَلَده مَعَه عَلَيْهِ وَحضر مجَالِس السعد بن الديري فِي التَّفْسِير وَغَيره وخطب بِجَامِع الطواشي وَغَيره بل تصدر عقب وَالِده بِبَعْض الْأَمَاكِن وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ قد تدرب فِيهَا بِأَبِيهِ بِحَيْثُ كَانَ يزبره إِذا اقْتصر على عبارَة وَاحِدَة فِيمَا يتَكَرَّر لَهُ وَيَقُول لَهُ تسلك مَسْلَك لعوام فِي التقيد بالألفاظ ليَكُون ذَلِك حثا مِنْهُ على تنوع الْعبارَات فِي الْمَعْنى الْوَاحِد، وَقد حج وباشر النقابة عِنْد الْمَنَاوِيّ ثمَّ عِنْد الْبَدْر البُلْقِينِيّ وراج أمره فِيهَا وَكَذَا جلس للتوقيع بِبَاب الحسام بن حريز ثمَّ أُصِيب بالفالج وَانْقطع مُدَّة تزيد على عشر سِنِين مديما للتلاوة فِيمَا بَلغنِي إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة السبت ثامن ربيع الثَّانِي سنة تسعين وَدفن من الْغَد بحوش سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ عَاقِلا متواضعا كثير التودد حسن الْهَيْئَة حُلْو الْكَلَام بعيد الْغَوْر متميزا فِي صناعَة الشُّرُوط مشاركا مَعْرُوفا بِصُحْبَة بَيت ابْن الْأَشْقَر رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الْخَالِق بن خَلِيل بن مقلد بن سَالم بن جَابر محيي الدّين أَبُو الْيُسْر بن التقي بن النُّور أبي البركات

بن أبي الْمَعَالِي بن الشّرف بن الْعَفِيف الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزيل الصالحية وَيعرف بِابْن الصائع وَهُوَ بكنيته أشهر، / ولد فِي الْعشْر الْأَخير من جُمَادَى الآولى أَو الْآخِرَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأحضر على الشهَاب أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي وأسمع على أبي عبد الله بن الخباز وَأَجَازَ لَهُ مُحَمَّد بن عمر السلاوي وَدَاوُد بن سُلَيْمَان خطيب بَيت الْأَبَّار وَالشَّمْس بن النَّقِيب وَسمع من الْحَافِظ الْمزي والتقي السُّبْكِيّ وَالْجمال إِبْرَاهِيم بن الشهَاب مَحْمُود وَمن ابْن الوردي الْبَهْجَة من نظمه وَغير ذَلِك وَكَذَا سمع من أبي الْفرج بن عبد الْهَادِي وَعبد الرَّحْمَن بن أَحْمد المرداوي والوادياشي وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَعبد الْقَادِر بن القرشية وَأكْثر ذَلِك بعناية أَبِيه فَأكْثر وَتفرد بأَشْيَاء سَمعهَا واشتغل قَلِيلا وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ على مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل الإعزازي وَالصَّلَاح بن أبي عمر مفترقين مشيخة الْفَخر وَكتب الطباق وَتخرج قَلِيلا بِابْن سعد، وَكَانَ حسن المذاكرة وَلكنه لم ينجب كَمَا أَنه يحب التواريخ والآداب وَلَكِن لم يكن يدْرك الْوَزْن. قَالَه شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَحكى مَا يشْهد لذَلِك وَقَالَ إِنَّه قَرَأَ عَلَيْهِ وَكتب عَنهُ أبياتا لِابْنِ الوردي وَكَانَ عسرا فِي التحديث وَأَجَازَ لابنته وروى لنا عَنهُ مجير الدّين الذَّهَبِيّ وَشَعْبَان الْعَسْقَلَانِي وَآخَرُونَ، مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبع وَذكره المقريزي فِي عقوده بِحَذْف مُحَمَّد الثَّالِث. أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب الْأمَوِي الدِّمَشْقِي الْمَالِكِي. / نَشأ بِدِمَشْق فتعاطى الشَّهَادَة وَكتب جيدا وخدم الْبُرْهَان التادلي ثمَّ ولي قَضَاء طرابلس ثمَّ دمشق فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة نَحْو ثَلَاثَة أشهر ثمَّ صرف ثمَّ أُعِيد فِي الَّتِي بعْدهَا فَامْتنعَ النَّائِب من إِمْضَاء ولَايَته ثمَّ أُعِيد من قبل شيخ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وانفصل بعد أَرْبَعَة أشهر وهرب مَعَ شيخ إِلَى بِلَاد الرّوم وقاسى شدَّة فَلَمَّا تسلطن شيخ ولاه قَضَاء الديار المصرية فِي ثامن عشر ربيع الآخر سنة سِتّ عشرَة بعد عزل الشَّمْس مُحَمَّد الْمدنِي مَعَ كَرَاهِيَة شيخ لَهُ ويسميه السَّاحر وَلَكِن كَانَ ذَلِك بعناية بعض أهل الدولة وَلم يتم لَهُ سنة حَتَّى صرف فِي ثَانِي عشر رَمَضَان من الَّتِي تَلِيهَا بالجمال عبد الله الأقفهسي ثمَّ ولي قَضَاء الشَّام فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين فَأَقَامَ بِهِ نَحْو أَرْبَعَة أشهر وَصرف ثمَّ أُعِيد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَعشْرين وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء حادي عشر صفر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ لكَون الْأَشْرَف كَانَ يَعْتَقِدهُ فَإِنَّهُ بشره وَهُوَ فِي السجْن بالسلطنة فَلَمَّا تسلطن اتّفق أَنه كَانَ حِينَئِذٍ قَاضِيا فاستمر

بِهِ وَلم يسمع فِيهِ كلَاما لأحد مَعَ شهرته بِسوء السِّيرَة ومزيد الْجَهْل والتجاهر بالرشوة حَتَّى حصل من ذَلِك مَالا جزيلا تمزق بعده عَفا الله عَنهُ، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَرفع الأصر.) أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصَّدْر أَبُو الْمَعَالِي بن الْجمال أبي مُحَمَّد بن الشّرف بن نَاصِر الدّين المقدادي البهوتي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ، مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الآخر سنة أَربع وَثَمَانِينَ بعد أَن توعك مُدَّة وَكَانَ ينتمي للمحب بن الْأَشْقَر وللعضدي الصيرامي بل كَانَ يزْعم أَنه من جمَاعَة وَالِده النظام وَأَنه كَانَ هُوَ ووالده مِمَّن يَنُوب عَن قُضَاة الْحَنَفِيَّة. وَقد كتب فِي التوقيع وَسمع ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة وَتردد إِلَى الأكابر وَكَانَ يَحْكِي من أَحْوَال ذَاك الدّور الْكثير وَرُبمَا اسْتَقل وَلم يصدق ثمَّ بعد انْقِضَاء تِلْكَ الحلبة انْعَزل سامحه الله وإيانا. أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الشهَاب الردماني الْيَمَانِيّ. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. أَحْمد بن الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد الششتري الْمدنِي. / مِمَّن سمع على الزين المراغي فِي سنة خمس عشرَة وَكتب قصيدة ابْن عَيَّاش فِي الْقرَاءَات الثَّلَاثَة فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الشهَاب الطلياوي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ. / سمع على ابْن الكويك والكمال بن خير وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والفوي والطبقة وَيُقَال أَنه أَخذ الْقرَاءَات عَن الْفَخر البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر وتلا عَلَيْهِ لأبي عَمْرو الشهَاب السجيني الفرضي ولغالب السَّبع إفرادا وجمعا جَعْفَر السنهوري وَكَانَ يقرئ الْأَطْفَال وانتفع بِهِ جمَاعَة فِي ذَلِك أجَاز وَمَات فِي أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الشهَاب القلعي الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف بشيخ الْمِنْبَر. / قطن مَكَّة وَتردد مِنْهَا مرَارًا إِلَى الْقَاهِرَة ودمشق وتنزل فِي الشيخونية وخالط النَّاس وَحضر بعض الدُّرُوس وَكَذَا سمع على ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان بِحَضْرَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ بالجيزة ولازم الْحُضُور عِنْدِي فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة بِمَكَّة بل كَانَ يزْعم أَن سَبَب تلقيبه بشيخ الْمِنْبَر ملازمته لجلوسه أَسْفَل مِنْبَر الْقَارئ بَين يَدي شَيخنَا وينشد عَنهُ أبياتا قَالَهَا فِيهِ فَالله أعلم. مَاتَ وَقد قَارب السّبْعين ظنا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بالشخونية وَكَانَ قدم من الشَّام وَهُوَ متوعك وَدفن من الْغَد عَفا الله عَنهُ. أَحْمد بن عبد الله برهَان الدّين السيواسي قاضيها الْحَنَفِيّ. / اشْتغل ببلاده ثمَّ قدم

حلب فلازم الِاشْتِغَال بهَا وَدخل الْقَاهِرَة فَأخذ عَن فضلائها أَيْضا ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده فصاهر صَاحبهَا ثمَّ عمل عَلَيْهِ حَتَّى قَتله وَصَارَ حَاكما بهَا وتزيا بزِي الْأُمَرَاء وَاتفقَ لَهُ مَعَ عَسْكَر الظَّاهِر برقوق مَا ذكر فِي حوادث سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَفِي سنة تسع وَتِسْعين نازله التتار الَّذين كَانُوا بِأَذربِيجَان فاستنجد الظَّاهِر فأمده بجريدة من عَسَاكِر الشَّام فَلَمَّا أشرفوا على سيواس انهزم التتار مِنْهُم فقصده قرابلوك بن طور على التركماني أَوَاخِر سنة ثَمَانمِائَة فتقابلا فانكسر عَسْكَر سيواس وَقتل برهَان الدّين فِي المعركة إِمَّا فِيهَا كَمَا أرخه الْعَيْنِيّ أَو فِي أول سنة إِحْدَى كَمَا لشَيْخِنَا فِي وفياتها وحوادثها وَلذَا أوردته هُنَا. أَحْمد بن عبد الله شهَاب الدّين بن جمال الدّين القوصي ثمَّ الْمصْرِيّ / أحد الشُّهُود المميزة بِمصْر ولد سنة نَيف وَسبعين وَسَبْعمائة واشتغل بالفقه وَالْأَدب سمعنَا من نظمه أَشْيَاء حَسَنَة وَحج مَعنا فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة، مَاتَ فِي ثَانِي عشر رَمَضَان سنة عشر، قَالَه شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَهُوَ غير أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الشهَاب القوصي الْمَاضِي مَعَ اتِّفَاقهمَا فِي الِاسْم واللقب وَالنِّسْبَة وَالْوَقْت وَلَكِن ذَاك يماني وَهَذَا مصري وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه تفقه للشَّافِعِيّ وبرع فِي الوراقة وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَقَالَ الشّعْر وَمَات فِي ثامن عشري رَمَضَان. أَحْمد بن عبد الله الشهَاب البوتيجي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / قَالَ شَيخنَا فِي الأنباء: تفقه وَمهر وَكَانَ يستحضر الْمِنْهَاج عَن ظهر قلبه وَبعد تكسبه بِالشَّهَادَةِ تَركهَا تورعا مَاتَ سنة سبع وَعشْرين. أَحْمد بن عبد الله الشهَاب البوصيري / فِيمَن جده حسن. أَحْمد بن عبد الله الشهَاب الحسني الأَصْل الْمدنِي شيخ الفراشين والمداحين بحرمها، / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. أَحْمد بن عبد الله الشهَاب الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / قَاضِي كرك نوح وسمى شَيخنَا مرّة وَالِده مُحَمَّدًا قَالَ ابْن حجي فِيمَا نَقله عَنهُ شَيخنَا فِي الأنباء: كَانَ من خِيَار الْفُقَهَاء وَقد ولي الخطابة وَالْقَضَاء بكرك نوح ثمَّ قَضَاء الْقُدس وناب بالخطابة بالجامع الْأمَوِي وَفِي تدريس البادرائية. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس. أَحْمد بن عبد الله الشهَاب الْمَكِّيّ مكبر حرمهَا وَيعرف بالحلبي / قَالَ الفاسي فِي مَكَّة: كَانَ من طلبة درس يلبغا وسافر مرَارًا إِلَى مصر وَالشَّام للاسترزاق وَانْقطع لذَلِك بِالْقَاهِرَةِ سِنِين حَتَّى صَار بهَا خَبِيرا ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة فدام بهَا سِنِين حَتَّى

مَاتَ فِي يَوْم النَّحْر سنة تسع وَذَلِكَ فِيمَا أَحسب قبل التَّحَلُّل. وَدفن بالمعلاة سامحه الله. أَحْمد بن عبد الله الشهَاب الطوخي ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ سبط الْبُرْهَان الصَّالِحِي الْمَاضِي أَو قَرِيبه. / اشْتغل وَحفظ الْمُحَرر ورافق ابْن الجليس وَغَيره فِي الْحُضُور عِنْد الْمُحب بن نصر الله واختص بالشرف بن الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وَقَرَأَ على قَرِيبه الْبُرْهَان البُخَارِيّ فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين. وَمَات فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَكَانَ فِيهِ زهو وَإِعْجَاب وَرُبمَا دعِي بِالْإِمَامِ أَحْمد. أَحْمد بن عبد الله الشهَاب العجيمي الْحَنْبَلِيّ / قَالَ شَيخنَا فِي الأنباء: أحد الْفُضَلَاء الأذكياء أَخذ عَن شُيُوخنَا وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَقَرَأَ فِي عُلُوم الحَدِيث ولازم الإقراء والاشتغال فِي الْفُنُون. وَمَات عَن ثَلَاثِينَ سنة بالطاعون فِي رَمَضَان سنة تسع بِالْقَاهِرَةِ. أَحْمد بن عبد الله شهَاب الدّين الْقزْوِينِي. / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف. أَحْمد بن عبد الله الشهَاب القلقشندي، / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن عبد الله وَأَن صَوَابه أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله وَسَيَأْتِي. أَحْمد بن عبد الله الشهَاب النحريري الْمَالِكِي. / قدم الْقَاهِرَة وَهُوَ فَقير جدا واشتغل وأقرأ النَّاس فِي الْعَرَبيَّة ثمَّ ولي قَضَاء طرابلس وامتحن من منطاش بِالضَّرْبِ بالمقارع والسجن بِدِمَشْق فَلَمَّا فر منطاش رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وَقد تمول فسعى إِلَى أَن ولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة فِي الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين بعد موت الشَّمْس مُحَمَّد الركراكي فَلم تحمد سيرته بل كَانَ كَمَا قيل: (لقد كشف الأثراء عَنهُ خلائقا ... من اللؤم كَانَت تَحت ثوب من الْفقر) فصرف فِي ذِي الْقعدَة مِنْهَا وَكَذَا كَانَ بِيَدِهِ نظر وقف الصَّالح تَلقاهُ عَن الْعِمَاد الكركي فِي رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وَلم تحمد سيرته فِيهِ أَيْضا مَاتَ معزولا فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشر رَجَب سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ فِي رفع الأصر وَحط عَلَيْهِ المقريزي فِي عقوده. أَحْمد بن عبد الله الشهَاب النحريري الْمَالِكِي / آخر من نَاب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق ثمَّ ولي قَضَاء حماة ثمَّ حلب. وَمَات بهَا فِي شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ. أرخه ابْن اللبودي. أَحْمد بن عبد الله أَبُو مغامس الْمَكِّيّ / أحد تجارها وَهُوَ بكنيته أشهر كَانَ فِي مبدأ أمره صيرفيا ثمَّ حصل دنيا وَصَارَ يداين النَّاس كثيرا فاشتهر. مَاتَ فِي

يَوْم الْجُمُعَة رَابِع ربيع الآخر سنة خمس عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السِّتين أوجازها. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. أَحْمد بن عبد الله النَّوَوِيّ شيخ نوى من القليوبية وَيعرف بِابْن طفيش / مِمَّن تكَرر نزُول الْأَشْرَف قايتباي لَهُ بل حج مَعَه فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وضخم حَتَّى صَار لَيْسَ بِالْوَجْهِ البحري أرفع كلمة مِنْهُ مَعَ كَونه صادره أثْنَاء مصادقته. وَمَات وَاسْتقر بعده ابْنه عبد الله. أَحْمد بن عبد الله الدمياطي وَيعرف بالشيخ حطيبة بمهملتين مُصَغرًا / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه نقلا عَن خطّ المريزي: أحد المجاذيب الَّذين يعْتَقد فيهم الْعَامَّة الْولَايَة قيل أَنه كَانَ متزوجا محبا للْمَرْأَة فَبَلغهُ أَنَّهَا اتَّصَلت بِغَيْرِهِ فَحصل لَهُ من ذَلِك طرف خبال ثمَّ تزايد بِهِ إِلَى أَن اخْتَلَّ عقله وَنزع ثِيَابه وَصَارَ عُريَانا وَله فِي حَالَته هَذِه أشعار مِنْهَا مواليا: (سرى فضحتي وَأَنت سركي قد صنت ... قصدي رضاك وَأَنت تطلبي لي الْعَنَت) (ذليت من بعد عزي فِي الْهوى وهنت ... يَا لَيْت فِي الْخلق لَا كنتي وَلَا أَنا كنت) مَاتَ فِي أول الْمحرم سنة ثَمَان. أَحْمد بن عبد الله الرُّومِي وَيعرف بالشيخ صارو وَهُوَ الْأَشْقَر بالتركية / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه قدم من بِلَاده فَعَظمهُ نَائِب الشَّام شيخ قبل أَن يتسلطن وَصَارَ من خواصه وَسكن الشَّام فَكَانَ يقبل شَفَاعَته ويكرمه وولاه عدَّة وظائف وَكَانَ كثير الْإِنْكَار للْمُنكر. وَقد حج وجاور. مَاتَ فِي شعْبَان سنة خمس عشرَة بحلب عِنْد شيخ لما ولي نيابتها وَقد شاخ. أَحْمد بن عبد الله البوصيري. / مَاتَ سنة إِحْدَى. ذكره ابْن عزم وَينظر فِيمَن اسْم جده حسن بل الظَّاهِر أَنه غَيره. أَحْمد بن عبد الله التركماني / أحد من كَانَ يعْتَقد بِمصْر. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. أَحْمد بن عبد الله الخالع النَّاسِخ. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب إِلَّا أَنه يحب ابْن تَيْمِية ومقالاته وَكَانَ حسن الْخط كتب ثلثمِائة مصحف وعدة نسخ من صَحِيح البُخَارِيّ. مَاتَ سنة سبع عشرَة مطعونا وأرخه التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس عشرَة فيحرر.

أَحْمد بن عبد الله الدوري الْمَكِّيّ فرَاش بحرمها. / سمع الْعِزّ بن جمَاعَة وَمَا عَلمته حدث وباشر الفراشة سِنِين كَثِيرَة جدا وَأَمَانَة الزَّيْت والشمع قَلِيلا وَلم يحمد فِي انتمائه وَكَانَ على ذهنه قَلِيل من الحكايات المضحكة يحكيها عِنْد قبَّة الفراشين ويجتمع عِنْده الْأَطْفَال لسماعها ويترددون إِلَيْهِ لذَلِك وَكَانَ مَعَ ذَلِك يُصَلِّي بِالنَّاسِ التَّرَاوِيح بِالْقربِ مِنْهَا فَيصَلي مَعَه الجم الْغَفِير لمزيد تخفيفه ويلقبون صلَاته المسلوقة وَقد أثكل عدَّة أَوْلَاد فِي حَيَاته وَلذَا رغب قبل مَوته بِقَلِيل عَن الفراشة لِابْنِ أُخْته ووقف جانبا من دَاره بالمسفلة من مَكَّة على أَوْلَاد أُخْته وَمَات بِمَكَّة سحر يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشر شَوَّال سنة تسع عشرَة وَقد جَازَ السِّتين ظنا غَالِبا وَدفن بالمعلاة. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة. أَحْمد بن عبد الله الذَّهَبِيّ الشَّافِعِي، / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه اشْتغل قَلِيلا وَحفظ الْمِنْهَاج ثمَّ صحب الشَّيْخ قطب الدّين وَغَيره وسافر بعد اللنك إِلَى الْقَاهِرَة فَعظم بهَا وسافر مَعَه أكَابِر الْأُمَرَاء فِي الاعتناء بعمارة الْجَامِع الْأمَوِي والبلد وَحصل لَهُ إقبال كَبِير ثمَّ عَاد إِلَى مصر فِي أول الدولة المؤيدية ثمَّ توجه رَسُولا إِلَى صَاحب الْيمن وحصلت لَهُ دنيا ثمَّ عَاد فَمَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع عشرَة. أَحْمد بن عبد الله الزهوري. / مضى فِي أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الله. أَحْمد بن عبد الله الزواوي الملوي المغربي الْمَالِكِي نزيل الجزائر. / من الْمَشْهُورين بالصلاح وَالْعلم والورع وَالتَّحْقِيق. مَاتَ فِي عَاشر الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ عَن أَربع وَثَمَانِينَ سنة. أَفَادَهُ لي بعض المغاربة. أَحْمد بن عبد الله العرجاني الدِّمَشْقِي. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه اشْتغل قَلِيلا وَكتب خطا حسنا وتعانى الْإِنْشَاء وَالنّظم وباشر أوقاف السميساطية وَكَانَ يحب السّنة والْآثَار. مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس. أَحْمد بن عبد الله القوصي. / مضى فِي الملقبين شهَاب الدّين قَرِيبا. أَحْمد بن أبي عبد الله بن أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي. أَحْمد بن عبد الْملك بن أبي بكر بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ الشهَاب الْموصِلِي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. / من بَيت كَبِير قدم عَليّ بِولد لَهُ عرض الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع والألفية واستفدت مِنْهُ وَفَاة أَبِيه. أَحْمد بن عبد الْمهْدي بن عَليّ بن جَعْفَر المشعري. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة سبع وَأَرْبَعين.

أَحْمد بن عبد النُّور بن أَحْمد الْبَهَاء أَبُو الْفَتْح الفيومي القاهري الشَّافِعِي وَالِد الصَّدْر مُحَمَّد الْآتِي وَهُوَ بكنيته أشهر. / كَانَ أحد خطباء الفيوم ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فقطنها وَأخذ عَن علمائها وَكتب بِخَطِّهِ جملَة وَمن ذَلِك كَمَا وقفت عَلَيْهِ أَوسط شُرُوح الْمِنْهَاج لِابْنِ الملقن وأرخه فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وناب فِي الْقَضَاء عَن الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وأنجب أَوْلَادًا. مَاتَ فِي وَثَمَانمِائَة رَحمَه الله. أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الشهَاب البهوتي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمصْرِيّ التَّاجِر صهر الْفَخر عُثْمَان الديمي أَخُو زَوجته ثمَّ وَالِد الَّتِي تَلِيهَا. / سمع بقرَاءَته ومعنا على الرَّشِيدِيّ والصالحي بل وَشَيخنَا، وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ بالظاهرية، وَأخذ الْقرَاءَات عَن الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي واشتغل يَسِيرا وَحضر الدُّرُوس وَفهم فِي الْجُمْلَة وَلَكِن همته متوجهة للتِّجَارَة والتحصيل مَعَ يبس وإمساك وَهُوَ وَالِد جلال الدّين خَال صَلَاح الدّين مُحَمَّد بن الديمي. أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الشهَاب بن التَّاج بن الشهَاب الدِّمَشْقِي بن الزُّهْرِيّ. / قَرَأَ بعض التَّمْيِيز واشتغل قَلِيلا فِي حَيَاة أَبِيه ثمَّ ترك بعد موت أَبِيه وَاسْتقر هُوَ وَأَخُوهُ الْجلَال فِي جِهَات أَبِيهِمَا مَعَ كثرتها لم يخرج عَنْهُمَا سوى تدريس الشامية البرانية ودرس بالعادلية الصُّغْرَى وَلبس خلعة بِقَضَاء الْعَسْكَر فِي سنة خمس وَعشْرين فباشر أَيَّامًا ثمَّ ترك مطعونا فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر بيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن التقي أبي بكر الْغَزِّي وَكيل الناصري. / يَأْتِي فِي أَوَاخِر الأحمدين مِمَّن لم يسم أَبوهُ. أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن دَاوُد بن عَليّ بن مُحَمَّد السَّيِّد سعد الدّين أَبُو مُحَمَّد بن التَّاج الْحُسَيْنِي المحمدي القوصي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. / ولد بقوص وتفقه ثمَّ دخل الْقَاهِرَة واشتغل وبرع فِي الْفِقْه وَغَيره ثمَّ الشَّام فَأَقَامَ بهَا فَأَقَامَ بتبريز وأصبهان ثمَّ يزدْ ثمَّ شيراز وَأقَام بِالْمَدْرَسَةِ البهائية مِنْهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث عَن نَيف وَسبعين سنة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، زَاد غَيره وَكَانَ يروي مصنفات النَّوَوِيّ عَن وَالِده وَكَذَا الْبردَة عَنهُ سَمَاعا بِرِوَايَة أَبِيه عَن النَّوَوِيّ والبوصيري ويروي بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن زَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَصَحبه السَّيِّد صفي الدّين عبد الرَّحْمَن الأيجي والطاوسي وَوَصفه بِأَنَّهُ مفتي الشَّافِعِيَّة بشيراز، وَذكره الْعَفِيف الجرهي فِي مشيخته وَأَنه مَاتَ عَن نَيف وَتِسْعين كَذَا فِي نُسْخَة بِتَقْدِيم التَّاء. أَحْمد بن عبيد الله بن عوض بن مُحَمَّد الشهَاب بن الْجلَال بن التَّاج الأردبيلي

الشرواني القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْبَدْر مَحْمُود الْآتِي وَيعرف بِابْن عبيد الله. / ولد فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة واشتغل قَلِيلا وَتعلم بالتركي وَكَانَ جميل الصُّورَة فقربه كثير من الْأُمَرَاء وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن نَاب فِي الحكم بالجاه عَن التفهني فَمن بعده مَعَ قلَّة البضاعة فِي الْفِقْه والمصطلح وَلذَلِك حفظت عَنهُ عدَّة أَحْكَام فَاسِدَة. وَكَانَ مَعَ ذَلِك يلازم الْجُلُوس بِمَسْجِد بِظهْر الخانقاه الشيخونية إِلَى أَن مَاتَ بالإسهال الدموي والقولنج والصرع فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشري رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه، وَله ذكر أَيْضا فِي حوادث سنة خمس وَعشْرين وَالَّتِي قبلهَا مِنْهُ، وَأَخْبرنِي أَخُوهُ أَنه حفظ النافع وَأَنه درس بالايتمشية برغبته لَهُ عَنْهَا فَلَمَّا مَاتَ عَادَتْ الْوَظِيفَة لَهُ عَفا الله عَنهُ. أَحْمد بن عبيد الله وَرُبمَا قيل عبيد بِلَا إِضَافَة ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد العال الشهَاب السجيني ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الفرضي أَخُو عبد الْوَهَّاب ووالد عبد الله الآتيين. / ولد أول لَيْلَة من رَمَضَان سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة بسجين الْمُجَاورَة لمحلة أبي الْهَيْثَم من الغربية وَهِي بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة ثمَّ جِيم مُخَفّفَة، وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن بهَا ابْتِدَاء ثمَّ بالْمقَام الأحمدي من طنتدا عِيَادَة، وتحول صُحْبَة جده لأمه بعد أَن قَرَأَ بعض الْمِنْهَاج إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فقطن الْأَزْهَر وأكمل بِهِ الْمِنْهَاج مَعَ حفظ ألفية ابْن مَالك وشذور الذَّهَب واشتغل فِي الْفِقْه على الشّرف السُّبْكِيّ والجلال الْمحلى بل أَخذ عَنهُ قِطْعَة من شَرحه لجمع الْجَوَامِع فِي الْأَصْلَيْنِ وَغير ذَلِك، وَقَرَأَ على الْعَبَّادِيّ فِي بعض التقاسيم وَكَذَا حضر دروس القاياتي والونائي والحجازي مُخْتَصر الرَّوْضَة والشرواني وَابْن حسان وَغَيرهم من الشَّافِعِيَّة وَابْن الْهمام والشمني والأقصرائي والكافياجي وَغَيرهم من الْحَنَفِيَّة وَمِمَّا أَخذه عَن الشرواني أصُول الدّين واشتدت عنايته بملازمة ابْن المجدي فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والفرائض والحساب والمساحة والجبر والمقابلة والهندسة والميقات وَسَائِر فنونه الَّتِي انْفَرد بهَا وَقصر نَفسه عَلَيْهِ بِحَيْثُ تكَرر لَهُ أَخذ كثير من هَذِه الْفُنُون عَنهُ غير مرّة وَكَانَ جلّ انتفاعه بِهِ، وجود الْقُرْآن على ابْن الزين النحراري فِي بعض قدماته الْقَاهِرَة بل قَرَأَ لأبي عمر وَعلي الشهَاب الطلياوي والزين طَاهِر وَسمع عَلَيْهِ غَالب شرح الألفية لِابْنِ المُصَنّف ولازم الشهَاب الْخَواص فِي الْفَرَائِض والميقات والشهاب الأبشيطي فِي الصّرْف وَقَرَأَ عَلَيْهِ عدَّة مناظيم لَهُ مِنْهَا منظومة النَّاسِخ والمنسوخ للباري وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ وَطَائِفَة كَابْن

الديري وَالشَّمْس الشنشي بل تردد لشَيْخِنَا فِي الرِّوَايَة والدراية وَقَرَأَ على السَّيِّد النسابة البُخَارِيّ وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء ابْن فَهد المؤرخ بتاسع عشري رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ خلق وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وجاور بِالْمَدِينَةِ نَحْو عَاميْنِ لضبط بعض العمائر وَكَذَا ضبط بعض العمائر فِي) غَيرهَا وَسمع بِمَكَّة على ابي الْفَتْح المراغي وبالمدينة على أَخِيه والمحب المطري بل قَرَأَ عَلَيْهِ أَكثر النّصْف الأول من البُخَارِيّ وَسمع من لَفظه غير ذَلِك، وسافر فِي بعض حجاته إِلَى الطَّائِف للزيارة وَكَذَا دخل الصَّعِيد فزار أَبَا الْحجَّاج الأقصري وَعبد الرَّحِيم القنائي وَغَيرهمَا من السادات واختص بالشرف بن الجيعان وَسمع عَلَيْهِ الشّرف بعض تصانيف شيخهما ابْن المجدي بل قَرَأَ عَلَيْهِ وأقرأ الشهَاب أَوْلَاده فَعرف بصحبتهم وانتفع بمددهم وَلَكِن لم يتوجهوا إِلَيْهِ فِي أَمر يَلِيق بِهِ بلَى قد ولي مشيخة رواق ابْن معمر بِجَامِع الْأَزْهَرِي فِي سنة سِتّ وَخمسين عقب الشَّمْس بن الْمَنَاوِيّ والتاجر وَقِرَاءَة الحَدِيث بتربة الْأَشْرَف قايتباي. وتنزل فِي الْجِهَات وَجلسَ مَعَ بعض الشُّهُود من طلبته وقتا وَكَذَا مَعَ آخَرين ببولاق وَعرف بالبراعة فِي الْفَرَائِض والحساب والتقدم فِي العمليات والمساحة وَتردد عَلَيْهِ الْفُضَلَاء لأخذ ذَلِك وَلكنه لم يتَكَلَّف لَهُ للتصدي وَلَو تفرغ لذَلِك لَكَانَ أولى بِهِ، وَكتب على كل من مَجْمُوع الكلائي والرحبية شرحا. وَكَانَ فَاضلا حاسبا فرضيا خيرا متقشفا متواضعا طارحا للتكلف ممتهنا نَفسه مَعَ الْمشَار إِلَيْهِم حضر إِلَيّ مَعَهم غير مرّة وَقَرَأَ عَليّ شَيْئا من كَلَامي وَهُوَ كثير المحاسن تعلل مرّة بعد أَن سقط وَفسخ عصب رجله الْأَيْسَر بِحَيْثُ صَار يمشي على عكاز وَاسْتمرّ مُعَللا حَتَّى مَاتَ فِي آخر يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ بمنزله من بولاق وَحمل إِلَى بَيته بالباطلية فَغسل فِيهِ من الْغَد ثمَّ صلى عَلَيْهِ بالأزهر فِي أنَاس مِنْهُم الْمَالِكِي والزيني زَكَرِيَّا والبكري تقدمهم الشهَاب الصندلي ثمَّ دفن بتربة بِالْقربِ من تربة الشَّيْخ سليم بجوار أَخِيه وتأسف النَّاس عَلَيْهِ وأثنوا عَلَيْهِ جميلا حَتَّى سَمِعت من بعض قدماء الأزهريين أَن الشَّيْخ حسن النهياوي كتب فِي بعض مراسلاته أَن بَقَاءَهُ أَمن من الدَّجَّال رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن عبيد بن عَليّ بن أَحْمد. / مضى فِي ابْن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد. أَحْمد بن عبيد بن مُحَمَّد بن أَحْمد. / فِي ابْن عبيد الله قَرِيبا. أَحْمد بن عبيد الله بن مُحَمَّد المنيني. / مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة. أَحْمد بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن النَّجْم بن عبد الْمُعْطِي

الشهَاب بن الْفَخر الْبرمَاوِيّ القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. / ولد قبل سنة عشر وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فاشتغل بالفقه والعربية وَغَيرهمَا، وَمن شُيُوخه فِي النَّحْو الحناوي وتميز فِيهِ وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل ولي الْقَضَاء وَلم يحصل فِيهِ على طائل، وَكَانَ خيرا وَفِي الظَّن أَنه تَأَخّر إِلَى قريب السِّتين. أَحْمد بن عُثْمَان بن أَحْمد القجطوخي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي أَبُو عُثْمَان. / ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بقوج طوخ من الغربية وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ تحول إِلَى الْأَزْهَر واشتغل وَقَرَأَ على دَاوُد وَغَيره فِي الْفِقْه وَغَيره وَكَذَا قَرَأَ فِي الرِّوَايَة على النشاوي والمحب بن الشّحْنَة والزين زَكَرِيَّا وَآخَرين مِنْهُم كأبيه والديمي، وَهُوَ قَارِئ الحَدِيث عِنْد تغري بردي القادري الاستادار فِي حَيَاة صَاحبه الدوادار الْكَبِير وَبعده ختم كتبا كبارًا وهرع الْفُضَلَاء فَمن دونهم لسماعها كخلد والكمال الطَّوِيل، وتنزل بِوَاسِطَة ذَلِك فِي جِهَات وانتعش بعض انتعاش وَرُبمَا تكلم فِي بعض تعلقات البيبرسية وَتَأَخر عَلَيْهِ بعض شَيْء بل فِي شَيْء يتَعَلَّق بالاستدارية. أَحْمد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الشهَاب أَبُو الْفَتْح الْكرْمَانِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ الْمُحدث وَيعرف بالكلوتاتي. / ولد فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَهُوَ الْمُعْتَمد أَو فِي رَمَضَان كَمَا قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة فهرست مروياته وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَخلق وحبب إِلَيْهِ الطّلب بعناية صديقه الشَّمْس بن الرفا وَدَار على الشُّيُوخ وَسمع على نَاصِر الدّين الحراوي والعفيف النشاوي والتقي بن حَاتِم وَجُوَيْرِية ابْنة الهكاري وَغَيرهم من أَصْحَاب ابْن الصَّواف وَابْن الْقيم ثمَّ من أَصْحَاب وزيرة والحجار والواني والدبوسي والختني ثمَّ من أَصْحَاب النجيب ثمَّ من أَصْحَاب الْفَخر ثمَّ من بعدهمْ حَتَّى قَرَأَ على أقرانه وَمن سمع بعده وَكَانَ ابْتِدَاء قِرَاءَته سنة تسع وَسبعين وهلم جرا مَا فتر وَلَا وني وتكررت قِرَاءَته للكتب الْكِبَار حَتَّى أَنه قَرَأَ البُخَارِيّ أَكثر من سِتِّينَ مرّة وشيوخه فِيهِ نَحْو من ذَلِك إِلَى غَيره من الْكتب الْكِبَار والمعاجم والمشيخات وَالْمَسَانِيد والأجزاء مِمَّا لَا ينْحَصر. وَأخذ عُلُوم الحَدِيث عَن الْعِرَاقِيّ وَولده وَشَيخنَا وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الاقتراح لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وعلوم الحَدِيث للتركماني بل لِابْنِ الصّلاح والإلمام وَغير ذَلِك من تصانيفه كتعليق التَّعْلِيق بِكَمَالِهِ وَقطعَة من أَطْرَاف الْمسند ومروياته وَأَجَازَهُ غير وَاحِد مِنْهُم شَيخنَا

بالإقراء. بل كَانَ شَيخنَا مِمَّن اسْتَفَادَ مِنْهُ المسموع والشيوخ وَوَصفه فِي إجَازَة لَهُ بالأخ فِي الله تَعَالَى الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْفَاضِل الْكَامِل الأوحد الْمُحدث مُفِيد الطالبين عُمْدَة الْمُحدثين جمال الكملة الْقدْوَة الْمُحَقق، زَاد فِي أُخْرَى البارع صدر المدرسين جمال الْحفاظ المعتبرين بَقِيَّة السّلف الْمُتَّقِينَ خَادِم سنة سيد الْمُرْسلين، وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن الْعِزّ الرَّازِيّ وَالشَّمْس ابْن أخي الْجَار والبدر بن) خَاص بك وأكمل الدّين والجلال التباني وَغَيرهم والقراءات عَن جمَاعَة وَأكْثر من الِاشْتِغَال بِالْعَرَبِيَّةِ على الغماري والشهاب الصنهاجي وَعبد الحميد الطرابلسي والسراج وَطَائِفَة وَلم يمهر فِيهَا حَتَّى كَانَ بعض الشُّيُوخ إِذا سمع قِرَاءَته يَقُول لَهُ احرم سلم وَكَذَا لم يمهر فِي غَيرهَا حَتَّى قَالَ شَيخنَا أَنه لم ينْتَقل عَن الْحَد الَّذِي ابْتَدَأَ فِيهِ فِي الْفَهم والمعرفة وَالْحِفْظ وَالْقِرَاءَة دَرَجَة مَعَ شدَّة حرصه على الِاشْتِغَال فِي الحَدِيث وَالْفِقْه والعربية وَالْقِرَاءَة وتحصيله الْكثير من الْكتب بِحَيْثُ كتب بِخَطِّهِ جملَة من تصانيف الشُّيُوخ ثمَّ من تصانيف الأقان كالولي الْعِرَاقِيّ ثمَّ شَيخنَا وَآخَرين وخطه رَدِيء وفهمه بطيء ولحنه فَاش لكنه كَانَ دينا خيرا كثير الْعِبَادَة على وَجهه وضاءة الحَدِيث وَكَانَ فِي أَكثر عمره متقللا من الدُّنْيَا حَتَّى كَانَ يحْتَاج إِلَى التكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ قرر فِي قِرَاءَة الحَدِيث بِالْقصرِ الْأَسْفَل من القلعة بِأخرَة بعد السراج قَارِئ الْهِدَايَة فَقَرَأَ صَحِيح مُسلم عدَّة سنوات فَلَمَّا كَانَت سنة أَربع وَثَلَاثِينَ كَانَ متوعكا فقرر عوضه شَيخنَا الشَّمْس الرَّشِيدِيّ لكَونه كَانَ مصاهرا لَهُ وَلذَا اسْتَقر فِيهَا عوضه، بل كَانَ باسمه قبل ذَلِك إسماع الحَدِيث بتربة الظَّاهِر برقوق خَارج بَاب النَّصْر اسْتَقر فِيهَا فِي سنة سبع شَعْرَة، قَالَ شَيخنَا وَقد صاهر الزين الْعِرَاقِيّ على ابْنَته جوَيْرِية فأولدها أَوْلَادًا مَاتُوا وَتزَوج ابْنة لَهُ مِنْهَا النَّجْم الفاسي فأولدها وَلدين وَمَات عَنْهُمَا فَنَشَأَ فِي كفَالَته إِلَى أَن فَارق جدتهما فسافرت بهما مَعَ ابْنَته إِلَى مَكَّة فماتا هُنَاكَ قَالَ وَقد أَشرت عَلَيْهِ أَن يجمع شُيُوخه إِرَادَة أَن يتيقظ وَيتَخَرَّج كَمَا تمهر غَيره فَمَا أَظُنهُ فعل. قلت قد رَأَيْته اختصر النَّاسِخ والمنسوخ للحازمي وَعمل مُخْتَصرا فِي عُلُوم الحَدِيث قَالَ أَنه من كَلَام الْعلمَاء وتخريجا لنَفسِهِ لم يكمله ومختصر تَهْذِيب الْكَمَال شرع فِيهِ وَله ثَبت فِي مجلدين فِيهِ أَوْهَام كَثِيرَة الْتقط شَيخنَا مِنْهَا الْيَسِير وَبَينه فِي جُزْء سَمَّاهُ سكُوت ثَبت كلوت، وأسمع فِي أَوَاخِر عمره من لَفظه لكَونه عرض لسمعه ثقل، سمع مِنْهُ خلق من الْأَعْيَان كالمناوي

وَابْن حسان وتغري برمش الْفَقِيه وَابْن قمر وَفِي الْإِحْيَاء مِنْهُم جمَاعَة، وَلم يرْزق حظا وَلَا نباهة، وَمَات فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشري جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَدفن جوَار الزين الْعِرَاقِيّ وَلم يخلف بعده فِي مَعْنَاهُ مثله رَحمَه الله ونفعنا بِهِ، وَرَأَيْت من نقل عَن تغري برمش الْفَقِيه أَنه قَالَ لم ندرك فِيمَن أدركنا أَكثر سَمَاعا مِنْهُ قيل لَهُ وَلَا ابْن حجر قَالَ نعم وَلَا أشياخه. وَهَذَا مجازفة فكم من كتاب وجزء ومشيخة ومعجم قَرَأَهُ شَيخنَا أَو سَمعه لَعَلَّ الكلوتاتي مَا رَآهُ. وَقد تَرْجمهُ المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَأَنه لم يخلف بعده فِي قِرَاءَة الحَدِيث مثله. أَحْمد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْبَهَاء أَبُو الْفتُوح بن الْفَخر أبي عَمْرو بن التَّاج أبي عبد الله بن الْبَهَاء أبي الْفِدَاء الْمَنَاوِيّ الأَصْل السّلمِيّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الْبَدْر مُحَمَّد ووالد عَليّ وَعمر الْآتِي ذكرهم. / ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل على ابْن عَم وَالِده الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وَغَيره وأجيز بالإفتاء والتدريس وَاسْتقر هُوَ وَأَخُوهُ بعد أَبِيهِمَا فِي وظائفه كالجاولية والسعدية والسكرية والقطبية العتيقة والمجدية والمشهد الْحُسَيْنِي وإفتاء دَار الْعدْل، وخطب بالجامع الحاكمي وَقَبله بالصالحية وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا من أَعمال الْوَجْه البحري، وَولي أنظارا كَثِيرَة وَتزَوج خَدِيجَة ابْنة النُّور عَليّ بن السراج بن الملقن وأولدها الْمَذْكُورين وَابْنَة تزوج بهَا الولوي السفطي وَغَيره، وَكَانَ حسن السمت والتودد وافر الْعقل كثير الْمُرُوءَة محبا فِي أهل الْعلم رَئِيسا ذَا وجاهة زَائِدَة بِحَيْثُ عين مرّة للْقَضَاء وَكَانَت نَفسه تسمو إِلَيْهِ فَلم يتَّفق. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشر رَمَضَان سنة خمس وَعشْرين عَن نَحْو الْأَرْبَعين وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى، وَاسْتقر ابناه فِي جهاته واستنيب عَنْهُمَا خالهما جلال الدّين بن الملقن رَحمَه الله. ذكره شَيخنَا بِاخْتِصَار فِي إنبائه، وَحكى لي وَلَده النُّور أَنه روى عَن الشهَاب البطائحي وَأَنه كَانَ يطالع الْمطلب ويحضر دروس الْجلَال البُلْقِينِيّ فيستكثر الْجلَال مَا يبديه من الأبحاث والنقول ويضج من ذَلِك بِحَيْثُ أَدَّاهُ إِلَى أَخذ النُّسْخَة الَّتِي كَانَ يطالع مِنْهَا من خَازِن كتب الخطيري واستكتمه وَمَعَ هَذَا فَلم يخف على الْبَهَاء وَعدل لنظر غَيره من كتب الْأَصْحَاب الَّتِي بالمحمودية وَغَيرهَا وَلزِمَ طَرِيقَته فِي المباحثة وَنَحْوهَا حَتَّى صَار الْجلَال يَقُول لَهُ أَنْت تطالع من خزانَة مَحْمُود وَأَنا أَسْتَمدّ من الْملك الْمَحْمُود.

الجزء 2

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم 1 - أَحْمد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن أَحْمد بن يُوسُف الشهَاب بن الْفَخر الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن الصلف بِفَتْح الْمُهْملَة وَكسر اللَّام ثمَّ فَاء. / ولد فِي شعْبَان سنة عشر وَثَمَانمِائَة وأحضره أَبوهُ فِي الثَّانِيَة مَعَ الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي الصَّحِيح وثلاثيات الدَّارمِيّ وَعَلَيْهَا وعَلى الْجمال بن الشرايحي مَجْلِسا من أمالي أبي مُوسَى الْمَدِينِيّ أَخّرهُ وحزنه، وباشر الرياسة بِجَامِع بني أُميَّة بعد وَالِده وَكَذَا اسْتَقر فِي غَيرهَا من الْجِهَات، أجَاز فِي بعض الاستدعاءات بل حدث أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة، وَقَالَ لي أَنه عرض لَهُ فالج مَعَ الْعقل وَالْمَشْي، وَأَنه حَيّ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ. 2 - أَحْمد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الشهَاب الريشي القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالكوم الريشي / وَهِي من ضواحي الْقَاهِرَة خربَتْ. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ والعمدة وَقَالَ أَنه عرضهَا على ابْن الملقن والبرهانين ابْن جمَاعَة والأبناسي والصدر الأبشيطي وكتبا، واشتغل يَسِيرا بالفقه ثمَّ انْتقل إِلَى كوم الريش فسكنها وخطب بجامعها عَن التقي الزبيرِي وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ مُدَّة فاشتهر بالانتساب لَهَا، ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة وخطب بِجَامِع عَمْرو وَغَيره وأدب الْأَطْفَال وَأَقْبل على الطّلب فَأخذ الْفِقْه عَن الْبُرْهَان البيجوري وَالشَّمْس الشطنوفي والْعَلَاء البُخَارِيّ وَآخَرين، ولازم الشَّمْس الْعِرَاقِيّ فِي الْفِقْه والفرائض قَالَ وَأَجَازَ لي، وَبحث فِي الْحساب على الْجمال المارداني وَأخذ النَّحْو عَن الشطنوفي والعز بن جمَاعَة وَغَيرهمَا كَالشَّمْسِ السُّيُوطِيّ والمعقولات عَن الْعِزّ الْبِسَاطِيّ والْعَلَاء البُخَارِيّ وَغَيرهم وَعلم الحَدِيث عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بل كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي شَرحه لجمع الْجَوَامِع وعَلى الْعِزّ ابْن مَاجَه وَشَرحه لِابْنِ الصّلاح وَشرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد بِحَيْثُ قيل أَنه لَو عكس كَانَ أولى وَمِمَّا بَحثه على الْعِزّ التَّمْهِيد والكوكب وَشرح الألفية لِابْنِ المُصَنّف وَشرح الطوالع للأصبهاني وَالْكثير، وتلا بِبَعْض الرِّوَايَات على الْفَخر إِمَام الْأَزْهَر والشرف يَعْقُوب الجوشني والشطنوفي وَغَيرهم وبالسبع جمعا على الزراتيني وَسمع الحَدِيث على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والعراقي والهيثمي وَابْن الكويك والشهاب البطائحي وقاري الْهِدَايَة وَآخَرين وَلم يَنْفَكّ عَن مُلَازمَة الدُّرُوس سِيمَا القاياتي والونائي بل لَازم الأمالي عِنْد شَيخنَا وَغَيرهَا خُصُوصا فِي شهر رَمَضَان وَمَعَ ذَلِك كُله فَلم يمهر وَلَا كَاد نعم كَانَ يستحضر أَشْيَاء

مفيدة لِكَثْرَة تواليها على سَمعه وَيكثر من إيرادها بِحَيْثُ صَار الطّلبَة تضيفها إِلَيْهِ هَذَا مَعَ إِذن الْعُزْلَة وَكَذَا أذن لَهُ الزراتيتي فِي إقراء السَّبع وَغَيرهَا وَآخَرُونَ كالشطنوفي وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل الْكَامِل الْعَالم الْقدْوَة الْعُمْدَة بل أذن لَهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ حِين قِرَاءَته عَلَيْهِ لألفية أَبِيه بحثا وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل البارع الْكَامِل المفنن ذِي المناقب الحميدة والمزايا العديدة نَفعه الله ونفع بِهِ ورزقه فهم المشتبه وقراءته بِأَنَّهَا قِرَاءَة بحث وَنظر وإتقان مُعْتَبر فِي إقرائها وإفادتها، وانْتهى ذَلِك فِي شَوَّال سنة عشْرين، وَحج فِي سنة تسع عشرَة وَقَالَ كَمَا قرأته بِخَطِّهِ أَنه تَلا من الْبركَة إِلَى الينبوع إِحْدَى عشرَة ختمة وَمِنْه لمَكَّة خمْسا وَفِي الطّواف وَاحِدَة، وَمن مَكَّة إِلَى) منى ثمَّ عَرَفَة ثَلَاثَة وَمن منى إِلَى طيبَة سَبْعَة وَعند رَأس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاثَة وَمن الْمَدِينَة إِلَى الينبوع خَمْسَة وَكَذَا مِنْهُ إِلَى الأزلم ثمَّ مِنْهُ إِلَى الْعقبَة ثمَّ مِنْهَا إِلَى الْبركَة خَمْسَة فجملتها أَرْبَعُونَ وَبَدَأَ فِي ختمة بِالْبركَةِ وَأهْدى ثَوَابهَا للحضرة النَّبَوِيَّة زِيَادَة فِي شرفه وَإِلَى سَائِر الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ وَالصَّحَابَة أَجْمَعِينَ، وَحدث باليسير سَمِعت عَلَيْهِ أَشْيَاء وكتبت من نوادره وَمَا جرياته جملَة وفيهَا الْكثير من المضحكات سِيمَا أَبْيَات ذيل بهَا على أَبْيَات السُّهيْلي يَا من يرى وَأنْشد عَن شَيْخه الشَّمْس السُّيُوطِيّ قَوْله: (جَاوَزت سِتِّينَ سنه ... كَأَنَّهَا كَانَت سنه) (وعيشتي قد أَصبَحت ... من بعد صفو آسنه) (إِن كَانَ لي عمر فقد ... قطعت مِنْهُ أحْسنه) (يَا لَيْت شعري كُله ... سَيِّئَة أَو حسنه) وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا فَقَالَ فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ: كَانَ أَبوهُ طحانا بكوم الريش وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَحصل الْقرَاءَات وَحفظ كتبا وناب فِي الخطابة عَن الْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ بكوم الريش وأقرأ أَوْلَاد التَّاج بن الظريف ثمَّ أَوْلَاد نَاصِر الدّين بن التنسي ثمَّ أقبل على الِاشْتِغَال فلازم الشطنوفي وَالشَّمْس الْعِرَاقِيّ والعز بن جمَاعَة، واشتهر بِالطَّلَبِ وَنزل فِي الْجِهَات وَكَانَ حسن المفاكهة صبورا على مزح من يعاشره من الرؤساء ويجيد اللّعب بالشطرنج ويستحضر كثيرا من الْمسَائِل وَإِذا حفظ شَيْئا أتقنه وَلكنه لم يكن فِي حسن التَّصْوِير بالماهر مواظبا مجالسي فِي الْإِمْلَاء إِلَى أَوَاخِر ذِي الْحجَّة فَلم يَنْقَطِع عَنْهَا غير مجلسين، وَكَانَ يذكر أَنه واظب الْقِرَاءَة فِي مشْهد اللَّيْث نَحْو خمسين سنة انْتهى. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء حادي عشري الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه بِجَامِع الْأَزْهَر تقدم النَّاس الولوي السفطي القَاضِي وَدفن بِالْقربِ من ضريح اللَّيْث بالقرافة رَحمَه الله وإيانا. 3 - أَحْمد بن عُثْمَان بن نظام الجرخي البُخَارِيّ الْحَنَفِيّ / وَيُقَال لَهُ مَالا زَاده. قَرَأَ عَلَيْهِ يُوسُف بن أَحْمد الْآتِي المصابيح فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وعظمه جدا وَكتب لَهُ إجَازَة حافلة.

4 - أَحْمد بن عُثْمَان بن يُوسُف الخرباوي البعلي. / ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة واشتغل على ابْن اليونانية والعماد يَعْقُوب وَسمع عَلَيْهِمَا وَولي قَضَاء بعلبك ثمَّ قدم دمشق، وَكَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه وَغَيره وَعِنْده سُكُون وانجماع وعفة. مَاتَ مطعونا فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَعشْرين، تَرْجمهُ شَيخنَا فِي أنبائه. 5 - أَحْمد بن عُثْمَان بن الْعَفِيف علم الدّين الْعلوِي الحصني الأسعردي الشَّافِعِي الصُّوفِي وَيعرف بالعلمي / رَأَيْت خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الدمياطي كتب مِنْهُ عقيدة لَهُ نظمها أَولهَا: (الله رَبِّي وَاحِد فِي ذَاته ... أحد قديم دَائِم بصفاته) (حَيّ عليم قَائِم بحياته ... وَهُوَ الْقَدِير وَمَاله من رافد) وَأَجَازَهُ بهَا وبإقرائها وبماله من تصنيف نظما ونثرا وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. 6 - أَحْمد بن عُثْمَان شهَاب الدّين بن الْفَقِيه فَخر الدّين القمني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي. / نَشأ بِالْقَاهِرَةِ واشتغل وَفضل فِي فنون وَرُبمَا أَقرَأ وَحج وجاور مَعَ أَبَوَيْهِ وَمَات فِي حياتهما شَابًّا قبيل سنة ثَلَاثِينَ بعد أَن تزوج أُمِّي بكرا وَلم يلبث أَن مَاتَ فاتصلت بالوالد. 7 - أَحْمد بن عربشاه. / فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم. 8 - أَحْمد بن عَرَفَات. / تكسب بِالشَّهَادَةِ وبرع فِيهَا مَعَ نقص ديانته وفحش طباعه، وَحج غير مرّة وجاور سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. 9 - أَحْمد بن أبي الْعِزّ بن أَحْمد بن أبي الْعِزّ بن صلح بن وهيب فَخر الدّين الْأَذْرَعِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ ابْن الكشك وَيعرف بِابْن الثور بِفَتْح الْمُثَلَّثَة / سمع من أول البُخَارِيّ إِلَى الْوتر عَليّ الحجار وَمن إِسْحَاق الْآمِدِيّ وَعبد الْقَادِر بن الْمُلُوك وَغَيرهمَا. مَاتَ فِي صفر سنة إِحْدَى عَن ثَمَانِينَ سنة إِلَّا أَيَّامًا. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه أجَاز لَهُ فِي سنة سبع وَتِسْعين، زَاد فِي الأنباء وَكَانَ أحد الْعُدُول بِدِمَشْق، والمقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار. 10 - أَحْمد بن عطا الله بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 11 - أَحْمد بن عَطِيَّة بن عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن أبي ظهيرة الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ ابْن أخي الْمُحب قَاضِي جدة / عرض عَليّ قبل بُلُوغه أَو مَعَه فِي ربيع سنة ثَلَاث وَتِسْعين محافيظه أربعي النَّوَوِيّ ومختصر الْخرقِيّ والألفية فِي أَفْرَاد أَحْمد عَن الثَّلَاثَة للعز مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن ومختصر الْبُرْهَان بن مُفْلِح فِي أصُول الْفِقْه وألفية ابْن مَالك والجرومية وتلخيص الْمِفْتَاح بل وَقَرَأَ على من حفظه جَمِيع الْأَرْبَعين وَسمع فِي البُخَارِيّ، وَهُوَ ذكي قوي الْجنان والحافظة حل فِي كِتَابه الفقهي على الْعَلَاء بن الْبَهَاء الْبَغْدَادِيّ حِين مجاورته ويحضر عِنْد قَاضِي مَكَّة والكريمي الحنبليين وترجى لَهُ البراعة إِن لزم الِاشْتِغَال وَقد أجزت لَهُ.

12 - أَحْمد بن عقبَة الْيَمَانِيّ الْحَضْرَمِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ نزيل الْقَاهِرَة / أحد من يَعْتَقِدهُ الْكثير من النَّاس دَامَ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين بتربة من الصَّحرَاء. 13 - أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَمُحَمّد الْآتِي. / ولد تَقْرِيبًا سنة تسعين بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتبريزي فِي الْفِقْه وَعرضه على الشَّمْس الْعِرَاقِيّ وَغَيره وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الْجمال الْقَرَافِيّ والمحب الْمَنَاوِيّ، وَحج فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَبعدهَا وزار الْقُدس والخليل وتكسب بِالشَّهَادَةِ إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ رَفِيقه فِيهَا أَولا الشَّمْس مُحَمَّد بن قَاسم السُّيُوطِيّ فَسمع عَلَيْهِ جُزْءا من تساعيات الْعِزّ بن جمَاعَة تَخْرِيجه لنَفسِهِ بِسَمَاع الأسيوطي مِنْهُ وَحدث بِهِ قرأته عَلَيْهِ وَكَانَ صوفيا بخانقة سعيد السُّعَدَاء وطالبا بالسابقية وَغَيرهَا سَاكِنا مديما للجلوس بحانوت السروجيين بِالْقربِ من سوق أَمِير الجيوش وَرُبمَا جلس بِغَيْرِهِ وَلم يكن بالماهر فِي صناعته. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمَه الله. 14 - أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عدنان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عدنان الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْعَلَاء الْحُسَيْنِي الْمنْقري الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو الْعِمَاد أبي بكر. / ولد فِي سَابِع شَوَّال سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وَقيل سنة إِحْدَى بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ التَّنْبِيه واشتغل فِي الْفِقْه وَشَيْء من الْعُلُوم وَسمع الحَدِيث وَلَكِن لم يصرف همته لذَلِك ولي نظر العذراوية ثمَّ نظر الْجَامِع الْأمَوِي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَبعد الْفِتْنَة بَاشر كأبيه وجده نقابة الْأَشْرَاف بِدِمَشْق لما ولي أَبوهُ كِتَابَة السِّرّ، وناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن عَبَّاس والأخنائي وَالزهْرِيّ، وَولي نظر الْجَيْش لنوروز مُدَّة لَطِيفَة ثمَّ عزل وصودر وأخرجت جهاته ثمَّ استرجعها وَولي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق فِي الْأَيَّام المؤيدية سنة عشْرين بعد أَن نَاب عَن أَبِيه فِيهَا فباشر خمس سِنِين وشهرين ثمَّ استنابه النَّجْم بن حجي فِي الْقَضَاء لما حج أَولا وَثَانِيا فَلَمَّا اسْتَقر النَّجْم فِي كِتَابَة سر مصر اسْتَقل هَذَا بِقَضَاء الشَّام فِي الْأَيَّام الأشرفية وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين فَلَمَّا عزل ابْن حجي وَعَاد لمصر حصل بَينهمَا شَرّ كَبِير أدّى لبذل الْأَمْوَال الجزيلة من كل مِنْهُمَا وَعَاد النَّجْم للْقَضَاء وَرجع السَّيِّد لدمشق مُنْفَصِلا إِلَى أَن اسْتَقر فِي نظر جيشها بعد الْبَدْر حُسَيْن فدام نَحْو عشرَة أشهر ثمَّ اسْتَقر فِي كِتَابَة سر مصر بعد جلال بن مزهر فِي منتصف ذِي الْحجَّة سنة) اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، وَكَانَت طرحته خضراء برقمات ذهب فباشرها مُبَاشرَة حَسَنَة وَلم يلبث أَن مَاتَ مطعونا فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشري جُمَادَى الْآخِرَة من الَّتِي بعْدهَا وَدفن فِي تربة الْأَشْرَف عِنْد السَّيِّد حسن بن عجلَان بعد الصَّلَاة عَلَيْهِ بِبَاب الْوَزير فِي محفل

شهده السُّلْطَان، وَلما جَاءَ الْخَبَر لدمشق بوفاته وَأخذ أَهله فِي الْبكاء عَلَيْهِ سقط سقف العزيزية الَّتِي كَانَت تَحت نظره. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه ومعجمه وَابْن خطيب الناصرية فِي ذيله لكَونه سَافر مَعَ نَائِب دمشق أَيَّام الْمُؤَيد إِلَى حلب وَكَانَ من رُؤَسَاء بَلَده ذَا حشمة وعقل وتخير وتمول لَهُ ثروة جزيلة ومآثر بهَا حَسَنَة وأملاك كَثِيرَة مَعَ مَكَارِم وأفضال عَارِيا من الْفَضَائِل بِحَيْثُ يتأسف لذَلِك وَيَقُول لَيْتَني كنت من أهل الْعلم وَلم يحجّ وَلَا عمل من الصَّالِحَات الَّتِي يذكر بهَا شَيْئا وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لأولادي وَلم أَقف لَهُ على سَماع طائل إِلَّا إِن كَانَ أَخذ شَيْئا عَن بعض شُيُوخنَا اتِّفَاقًا، وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ مطبوعا بشوشا لكنه مُتَّهم بأَشْيَاء وَقَالَ غَيره كَانَت بِيَدِهِ تداريس وأنظار وَهِي بِبَاب الْجَامِع القاعة الْعَظِيمَة الْمَعْرُوفَة بقاعة القَاضِي الْفَاضِل وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ المقريزي فِي عقوده قَالَ عِنْد الله نحتسبه ونسأله أَن يلْحقهُ بسلفه الْكَرِيم. 15 - أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد شهَاب الدّين الْحُسَيْنِي سكنا الشَّافِعِي الشَّاهِد وَالِد بَرَكَات وَيعرف بِابْن أبي الروس. / مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَأخذ عَن الزين البوتيجي وَنقل لي عَنهُ بِشَارَة تتَعَلَّق بِي وَكَذَا أَخذ عَن الشريف النسابة والحناوي وَعبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَلم يتَمَيَّز فِي الْعلم مَعَ دين وَستر وَقد انهرم وَالظَّاهِر كَمَا قَالَ لي وَلَده أَن مولده تَقْرِيبًا سنة خمس عشرَة وَهُوَ سنة تسع وَتِسْعين فِي الْإِحْيَاء. 16 - أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مَكْنُون الشهَاب الهيتي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. / ولد بهيت وَهِي من أَعمال المنوفية وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن وكتبا كالمنهاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وَبَلغنِي أَنه كَانَ يعد نَفسه إِذا ختم الْمِنْهَاج أَنه يطْعمهَا من عرعر طباخ على بَاب الْجَامِع ولازم الِاشْتِغَال عِنْد أَئِمَّة الْعَصْر كالقاياتي والونائي وَالْجمال بن الْمُجبر وَابْن المجدي وَشَيخنَا وَكتب عَنهُ من أَمَالِيهِ وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الزين الزَّرْكَشِيّ وناصر الدّين الفاقوسي وَعَائِشَة الكنانية وَآخَرين وبرع فِي الْفِقْه وَكثر استحضاره لَهُ بل وللكثير من شرح مُسلم للنووي لإدمان نظره فِيهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الطّلبَة ودرس بِجَامِع الفكاهين ولازمه الْفَخر عُثْمَان الديمي وَهُوَ الَّذِي كَانَ يُعينهُ على المطالعة فِي إِكْمَال ابْن مَاكُولَا وَشرح مُسلم وَكَانَ لَا يمل من) المطالعة والاشتغال مَعَ الْخَيْر وَالدّين والتواضع وَالْجد الْمَحْض والتقلل الزَّائِد والاقتدار على مزِيد السهر وَلَوْلَا بطء الْفَهم لَكَانَ نادرة فِي وقته وَقد سَمِعت بقرَاءَته فِي الرَّوْضَة على شَيخنَا الونائي وَكَثُرت مجالستي مَعَه وَسمعت من فَوَائده وأبحاثه وَكَانَ جرش الصَّوْت فِي مباحثته ومخاطباته لَا يعرف الفضول وَلَا الْخَوْض فِيمَا لَا يعنيه طوَالًا حسنا وضيئا فِي لِسَانه لثغة، وَعين فِي أَوَاخِر عمره لبَعض التداريس فَلم يتم أمره فِيهِ، وَلم يلبث أَن مَاتَ بالطاعون فِي يَوْم الْأَحَد

رَابِع عشر الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من يَوْمه بالأزهر وَدفن بجوار شَيْخه القاياتي وَقد زَاد على الْأَرْبَعين بِيَسِير رَحمَه الله وإيانا. 17 - أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْحلَبِي ابْن أخي الصوة / يَأْتِي فِي أَوَاخِر الأحمدين فِيمَن لم يسم أَبوهُ. 18 - أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الشهَاب الْمدنِي وَيعرف بالخياط / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. 19 - أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الشهَاب القاهري الْحَنَفِيّ خَادِم الْأمين الأقصرائي وَيعرف بالقريصاتي / حِرْفَة أَبِيه بل وَاسْتمرّ هُوَ يزاولها وقتا وَيُقَال لَهُ اللالي أَيْضا. ولد فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وترقى بِخِدْمَة الشَّيْخ وملازمته فِي الْحَج والمجاورة بالحرمين وَغَيرهمَا وَحضر دروسه وَمَا انْفَكَّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ بعد إِذْنه لَهُ فِي التدريس والإفتاء فِيمَا قيل وتموله بالانتماء لَهُ جدا واستقراره بجاهه فِي جهاته وظائف كَثِيرَة، وباشر الْخدمَة بالأشرفية نِيَابَة وَكَانَ يروم استقلاله بهَا بعد موت صَاحبهَا فَسبق مِمَّا كَانَ الْأَمر فِيهِ على خلاف الْقيَاس، وَقد أَخْبرنِي أَنه رافق أَبَا السُّعُود بن شيخة فِي الْأَخْذ عَن الشَّمْس الفيومي والعجمي وَفِي السماع على الزين الزَّرْكَشِيّ وَمن ذكر فِي تَرْجَمته بل قَرَأَ على أبي الْجُود فِي الْفَرَائِض وعَلى الشّرف العلمي الْمَالِكِي أَيْضا فِي النَّحْو وَكَذَا قَرَأَ فِيهِ الحاجبية على الْمُحب الأقصرائي، وجاور بعد شَيْخه مَعَ أُخْت الْمُحب الَّتِي كَانَت زوجا للدويدار سنة سبع وَثَمَانِينَ وَكَانَ هُوَ الْمُتَوَلِي للأمور الظَّاهِرَة وَزَوجته للأمور الْبَاطِنَة فَلَا يتعداهما شَيْء إِلَى أَن مَاتَت وَسلم لَهما مَا كنزاه ظَاهرا وخفية كل ذَلِك مَعَ قلَّة كلفته وتبسطه وَكَذَا لَازم خدمَة البرهاني الكركي الإِمَام حَتَّى صَار فِي أَيَّام اختفائه هُوَ الْمُتَوَلِي لقبض جهاته وانتزعها مِنْهُ الْملك. 20 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْمُحب بن الْعَلَاء القلقشندي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي لِأَبِيهِ وَذَاكَ الْأَصْغَر. / صاهر الشَّمْس بن قمر على ابْنَته وَسمع الحَدِيث وأجيز وَلَكِن لم يتأهل لجفاء أَبِيه لَهُ. 21 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر الشهَاب الشاذلي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن أبي الْحسن وَهِي كنية أَبِيه. / سمع من شَيخنَا فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة تَرْجَمَة البُخَارِيّ من جمعه. 22 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن عَبَّاس الشهَاب البنبي ثمَّ القاهري الجيزي الشَّافِعِي نزيل الخروبية بالجيزة / ومؤدب الْأَطْفَال بهَا. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بقرية بنب وَقَرَأَ بهَا بعض الْقُرْآن ثمَّ نَقله أَبوهُ إِلَى الْقَاهِرَة وأكمله بهَا وتلا لأبي عَمْرو عَليّ الشّرف يَعْقُوب الجوشني وَحفظ التَّنْبِيه والمنهاج الفرعي وألفية ابْن مَالك وَأخذ الْفِقْه عَن الأبناسي والبلقيني وقريبه أبي الْفَتْح والبدر الطنبذي وَغَيرهم والنحو عَن الْمُحب بن هِشَام ولازم الشَّيْخ قنبر فِي الْعُلُوم الَّتِي كَانَت تقْرَأ

عَلَيْهِ الْأُصُول والمنطق والنحو وَغَيرهَا وانتفع بِهِ كثيرا وَبحث على الشهَاب بن الهائم فِي الْحساب والفرائض فَأكْثر، وَحج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وجاور وَسمع جلّ البُخَارِيّ على ابْن صديق وَجل الشفا على أبي الْحسن عَليّ بن القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد النويري الْمَالِكِي وبالقاهرة جَمِيع عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح عَليّ الحلاوي وتحول إِلَى الجيزة حِين جعل الْمُؤَيد الخروبية مدرسة فقطنها وتصدى لتعليم الْأَطْفَال فانجب عِنْده جمَاعَة، وَكَانَ صَالحا كثير التِّلَاوَة غَنِيا بِالْقُرْآنِ عَن النَّاس، لقِيه السنباطي والبقاعي وَآخَرُونَ وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بالجيزة رَحمَه الله وإيانا. 23 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن المحن بن يُوسُف الحسني الصُّوفِي القادري المرغياني / نِسْبَة لقرية من قريات حلب الْحَنْبَلِيّ شيخ الْفُقَرَاء بِتِلْكَ النَّاحِيَة وَيعرف بِابْن المحن مِمَّن أثْبته البقاعي وَأَنه ولد فِي سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة. 24 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم الشهَاب بن النُّور الْعقيلِيّ الْهَاشِمِي النويري الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. / ولد فِي صفر سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن والرسالة لِابْنِ أبي زيد وَسمع من الْعَفِيف النشاوري وَابْن صديق وَأَجَازَ لَهُ ابْن حَاتِم والمليجي وَأَبُو الهول الْجَزرِي والعراقي والهيثمي وَجَمَاعَة وَحضر دروس الشريف عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر الفاسي وَولي إِمَامَة مقَام الْمَالِكِيَّة شَرِيكا لِأَخِيهِ وناب فِي الْقَضَاء ثمَّ وليه اسْتِقْلَالا عوضا عَن التقي الفاسي وَلكنه لم يتَمَكَّن من الْمُبَاشرَة وَلم يزل يحصل لَهُ من التِّجَارَة الدُّنْيَا الطائلة وَهُوَ ينفدها أَولا فأولا. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين وَدفن بالمعلاة، وَقد طول التقي الفاسي تَرْجَمته فِي تَارِيخ مَكَّة. 25 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله الشهَاب بن الْجمال أبي الْيمن الْفَزارِيّ القلقشندي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد النَّجْم مُحَمَّد الْآتِي. / ولد سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل بالفقه وَغَيره وَسمع على ابْن الشيخة وَمن فِي وقته. وَكَانَ أحد الْفُضَلَاء مِمَّن برع فِي الْفِقْه وَالْأَدب وَكتب فِي الْإِنْشَاء وناب فِي الحكم وَشرح قطعا من جَامع المختصرات بل شرع فِي نظمه وَعمل صبح الْأَعْشَى فِي قوانين الإنشا فِي أَربع مجلدات جمع فِيهِ فأوعى وَكَانَ يستحضر أَكثر ذَلِك مَعَ جَامع المختصرات وَالْحَاوِي وكتابا فِي أَنْسَاب الْعَرَب، وَهُوَ مِمَّن قرض سيرة الْمُؤَيد لِابْنِ ناهض مَعَ تواضع ومروءة وَخير، مَاتَ فِي يَوْم السبت عَاشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَله خمس وَسِتُّونَ سنة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه والمقريزي والعيني وَآخَرُونَ وسمى الْعَيْنِيّ والمقريزي وَالِده عبد الله وَهُوَ وهم وَقَالَ آخر أَنه برع فِي الْعَرَبيَّة وَعرف الْفَرَائِض وشارك فِي الْفِقْه وَسمع الحَدِيث ونظم ونثر وأرخ وَفَاته فِي لَيْلَة السبت عَاشر جُمَادَى الثَّانِيَة.

26 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد المغيث بن فضل الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ النشرتي الأَصْل نِسْبَة لنشرت بالغربية بِالْقربِ من سخا وسنهور القاهري الشَّافِعِي الْآتِي وَالِده وَولده مُحَمَّد وَيعرف بالنشرتي. / ولد فِي مستهل ربيع الأول سنة تسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه وَصلى بِهِ فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة والعمدة والتنبيه والشاطبية وَغَيرهَا، وَعرض على الزين الْعِرَاقِيّ وَولده والهيثمي والكمال الدَّمِيرِيّ والزين الفارسكوري والبرشنسي وَأبي الْحسن بن الملقن فِي آخَرين مِنْهُم مِمَّن لم أر فِي كتابتهم التَّصْرِيح بِالْإِجَازَةِ البُلْقِينِيّ وَغَيره وَابْنه الْجلَال والصدر الْمَنَاوِيّ، وتلا بالسبع على الشهَاب بن هَاشم والزراتيتي واشتغل بالفقه على السَّيِّد النسابة وَهُوَ من أَوَائِل من قَرَأَ عَلَيْهِ وَغَيره وتكسب بإقراء المماليك بالطباق السُّلْطَانِيَّة وبتلاوة الأجواق ورافق ابْن الركاب فِي ذَلِك وقتا وَصَارَ بِأخرَة يكرهها لما فِيهَا من التمطيط وَشبهه وَلذَا تَركهَا وَحج فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وجاور وتلا بعض الْقُرْآن هُنَاكَ بالسبع على ابْن عَيَّاش وَمُحَمّد الكيلاني وَحضر الْإِيضَاح للنووي عِنْد الْجلَال الْبكْرِيّ وَكَانَ صَالحا خيرا كثير التِّلَاوَة وَالتَّسْبِيح والتهجد وإدمان الصَّوْم وَاسْتمرّ على الطَّرِيق الْحَسَنَة حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة سِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. 27 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر أَبُو الْفضل بن النُّور المنوفي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. / ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن أَو أَكْثَره وَجلسَ مَعَ أَبِيه شَاهدا وَسمع مني بل أجَاز لَهُ شَيخنَا وَغَيره باستدعائي. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسعين وَدفن فِي يَوْمه وَكَانَ مَوته هُوَ وَأَخُوهُ وأبوهما متقاربا عَفا الله عَنهُ. 28 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة شهَاب الدّين بن فَخر الدّين بن نجم الدّين بن عز الدّين بن التقي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْخَطِيب بالجامع المظفري. / أرخه شَيخنَا فِي أنبائه سنة أَربع عشرَة وَلم يترجمه. 29 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن وجيه الشهَاب أَبُو حَامِد بن النُّور أبي الْحسن بن الشهَاب بن القطب أبي البركات الشيشيني الأَصْل القاهري الميداني الْحَنْبَلِيّ. / ولد بعد عصر يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشر شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بميدان الْقَمْح خَارج بَاب القنطرة وَنَشَأ بِهِ فِي كنف أَبَوَيْهِ

فحفظ الْقُرْآن وَالْمُحَرر والطوفي وألفية النَّحْو وتلخيص الْمِفْتَاح وغالب الْمُحَرر لِابْنِ عبد الْهَادِي وَعرض على جمَاعَة فَكَانَ مِنْهُم من الشَّافِعِيَّة الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والبوتيجي والمحلى والعبادي والشنشي وَيحيى الدماطي والزين خلد المنوفي والكمال بن إِمَام الكاملية والتقي الحصني وَالْفَخْر المقسي والزين زَكَرِيَّا وَمن الْحَنَفِيَّة ابْن الديري والأقصرائي وَابْن أُخْته الْمُحب والشمني وَمن الْمَالِكِيَّة السنباطي وَمن الْحَنَابِلَة الْعِزّ الْكِنَانِي والنور بن الرزاز وَأَجَازَهُ كلهم وَكَانَ أول عرضه فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَلما ترعرع أقبل على الِاشْتِغَال فَأخذ الْفِقْه عَن وَالِده واليسير عَن الْعِزّ والْعَلَاء المرداوي والتقي الجراعي حِين قدومهما الْقَاهِرَة والأصلين والمعاني واليبان والمنطق عَن التقي الحصني بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ والعربية عَن الشمني وأصول الدّين أَيْضا عَن الكافياجي فِي آخَرين وَكَذَا لَازم الشرواني، وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة مِمَّن كَانَ يسمع الْوَلَد عَلَيْهِم بل سمع عَليّ ختم الدَّلَائِل للبيهقي مَعَ تصنيفي فِي تَرْجَمَة مؤلفها وَكتب من تصانيفي أَشْيَاء وقابل بَعْضهَا معي وَكَانَ يراجعني فِي كثير من أَلْفَاظ الْمُتُون وَنَحْوهَا بل أخبر أَنه سمع فِي صغره مَعَ وَالِده على شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَكَذَا مَكَّة حِين كَانَ مجاورا مَعَه فِي سنة إِحْدَى وَخمسين على أبي الْفَتْح المراغي والشهاب الزفتاوي وَحج مَعَ الرجبية فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وجود فِي الْقُرْآن على الْفَقِيه عمر النجار وبرع فِي الْفَضَائِل وناب فِي الْقَضَاء عَن الْعِزّ ثمَّ عَن الْبَدْر لَكِن يَسِيرا) وَاسْتقر بعد الْعِزّ فِي تدريس الأشرفية برسباي بكلفة لمساعدة وَكَذَا أعَاد لي الصَّالح ودرس وَأفْتى وتعانى الْقِرَاءَة على الْعَامَّة فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وراج بَينهم بذلك وَهُوَ قوي الحافظة وَفِي فهمه قُصُور عَنْهَا مَعَ ديانَة وَخير مَا أعلم لَهُ صبوة وَلكنه لَا تَدْبِير لَهُ بِحَيْثُ أَنه هُوَ المحرك بفتياه لِابْنِ الشّحْنَة فِي كائنة شقرا مِمَّا كَانَ السَّبَب فِي عَزله وأسوأ من ذَلِك أَنه عمل مؤلفا حِين تحدث الْملك بجباية شَهْرَيْن من الْأَمَاكِن فِي سنة أَربع وَتِسْعين ليستعين بذلك فِي الْإِنْفَاق على المجردين لدفع الْعَدو ومؤيدا لَهُ فقبحه الْعَامَّة فِي ذَلِك وأطلقوا ألسنتهم فِيهِ نظما ونثرا وكادوا قَتله وإحراق بَيته حَتَّى أَنه اختفى وَلم يجد لَهُ مغيثا وَلَا ملْجأ وَنقص بذلك نقصا فَاحِشا وَسَار أَمر تقبيحه فِيهِ إِلَى الْآفَاق وَلم يلبث أَن مَاتَ شخص مغربي بعدن كَانَ لَهُ مَعَه زِيَادَة على ألفي دِينَار بَعْضهَا أَو كلهَا لتركة بني الشَّيْخ الْجَوْهَرِي فَإِنَّهُ أحد الأوصياء وَكَاد يَمُوت من كلا الْأَمريْنِ وَلَكِن ورد عَلَيْهِ الْعلم بِأَنَّهُ قبل مَوته أقرّ ثمَّ ضبط وَحفظ

مِمَّا اطْمَأَن بِهِ فِي الْجُمْلَة وسافر لمَكَّة فِي الْبَحْر بعياله أثْنَاء سنة سبع وَثَمَانِينَ فَأَقَامَ بهَا وَعقد الميعاد فَلم يكن لَهُ تِلْكَ القابلية بِمصْر وَاسْتمرّ حَتَّى حج ثمَّ رَجَعَ فِيهَا مَعَ الركب على أَنه قد دخل فِي عدَّة وَصَايَا وَكَاد أمره فِي أَيَّام الأمشاطي أَن يتم فِي الْقَضَاء حِين صرف الْبَدْر وَكَذَا قيل أَنه تحدث لَهُ فِي قَضَاء مَكَّة بعد السَّيِّد المحيوي الفاسي ولمي يتهيأ لَهُ ذَلِك. 30 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن يُوسُف بن أبي الْحسن الشهَاب المنزلي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد السكرِي لِأَبِيهِ خَاصَّة وَيعرف بِابْن الْقطَّان. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة بالمنزلة، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج الفرعي ثمَّ تحول مَعَ أَخِيه إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها وجاور بالأزهر فجود الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه عمر التتائي وأكمل الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع والألفيتين وَعرض على الْمَنَاوِيّ والشمني والأقصرائي والكافياجي وَالْفَخْر السُّيُوطِيّ وَجَمَاعَة وَأخذ عَن الْعَبَّادِيّ وَالْفَخْر المقسمي ولازم تقسيمهما فِي الْفِقْه من سنة سبعين إِلَى أَن مَاتَ ثَانِيهمَا وَكَذَا أَخذ بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره عَن التقي الحصني الْفِقْه والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَعلم الْكَلَام، ولازم إِبْرَاهِيم العجلوني فِي الْفِقْه وأصوله والشرف عبد الْحق السنباطي فِي الْعُلُوم المتداولة والسنهوري فِي الْعَرَبيَّة وأصول الْفِقْه بل قَرَأَ عَلَيْهِ كلا من الصَّحِيحَيْنِ وَسنَن أبي دَاوُد وَعظم انتفاعه بِهِ وأصول الْفِقْه أَيْضا عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف والعربية أَيْضا وَغَيرهَا عَن الْجَوْجَرِيّ والنور ابْن التنسي والمنطق عَن أَحْمد بن يُونُس المغربي والفرائض والسحاب عَن الْبَدْر المارداني، وجود مُعظم الْقُرْآن على عبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي وَسمع على الجلالين ابْن الملقن والقمصي والشاوي والزفتاوي ونشوان والهوريني وَهَاجَر وَخلق كالديمي والمشهدي وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ الْكثير ولازمني فِي الِاصْطِلَاح والمالي وَغير ذَلِك دراية وَرِوَايَة، وَحج فِي سنة أَربع وَسبعين وجاور الَّتِي بعْدهَا وَقَرَأَ هُنَاكَ على النَّجْم ابْن فَهد والكمال الْمرْجَانِي بل وَحج قبلهَا وَاجْتمعَ بالشرواني وَهُوَ أحد قراء شرح الرَّوْض على مُؤَلفه الزيني زَكَرِيَّا أَيَّام قَضَائِهِ وَأَقْبل عَلَيْهِ لحسن تصَوره وسكونه وعقله وتواضعه ولطافة عشرته، وَله ذوق حسن فِي الْأَدَب وطبع مُسْتَقِيم فِي الْوَزْن وَغَيره بِحَيْثُ تخرج بِهِ بعض من صَار شَاعِرًا وَكَذَا تميز فِي الْقبُول بِهَذَا الشَّأْن وَخرج بمراجعتي لشيخه النُّور على سبط الْجمال يُوسُف بن العجمي عَن شُيُوخه

وقرأه عَلَيْهِ بحضرتي، كل ذَلِك مَعَ تقلله وَكَونه لَيست مَعَه وَظِيفَة وَلَا تصوف بل هُوَ فِي ظلّ أَخِيه وَلزِمَ من ذَلِك مساعدته لَهُ فِي صناعته وتعب فِي ذَلِك كثيرا سِيمَا فِي هَذِه السنين وكل وَقت يهم بِالْإِعْرَاضِ عَنهُ ويأبى الله إِلَّا مَا أَرَادَ ثمَّ أَنه سَافر فِي الْبَحْر وطلع مِنْهُ لجدة فِي ليَالِي الْحَج من سنة سبع وَتِسْعين فَلم يتَمَكَّن من إِدْرَاكه وجاور السّنة الَّتِي تَلِيهَا وأقرأ الطّلبَة مَعَ ملازمته لإقراء الْبَدْر ابْن أخي وللقراءة على دراية وَرِوَايَة بِحَيْثُ ختم على فِيهَا كتبا وَكُنَّا مستأنسين بِهِ وَحضر كثيرا من دروس القَاضِي وَأثْنى عَلَيْهِ سِيمَا حِين الْمُرَاجَعَة بَينه وَبَين الْخَطِيب الوزيري بل كَانَ الْفُضَلَاء كلهم مَعَه فِيمَا قَالَه ثمَّ رَجَعَ مَعَ الركب أسمعنا الله عَنهُ كل خير. 31 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الشهَاب الْبَغْدَادِيّ الشَّافِعِي قَاضِي الركب الْعِرَاقِيّ وَيعرف بِابْن الدخنة. / سجن بالبرج مُدَّة ثمَّ خلص بعد أَن أجزته. 32 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الشهَاب البقاعي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن عبِّيَّة / وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق وصاهر الْعَلَاء المرداوي على ابْنَته وَكَانَ سريع الْحَرَكَة مِمَّن نافره البقاعي مَعَ اخْتِصَاصه بِهِ وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ عني. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَمَانِينَ عَفا الله عَنهُ. 33 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الشهَاب السكندري ثمَّ القاهري الْمَالِكِي أَخُو الشَّاهِد بالكعكيين وَيعرف بِابْن الْقصاص / مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية وَمن ذَلِك الْمجْلس الْأَخير بل قَرَأَ فِي شعْبَان سنة خمس وَأَرْبَعين على الزَّرْكَشِيّ بعض صَحِيح مُسلم وَسمع على شَيخنَا واشتغل وَفهم. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَلم يكن مَحْمُودًا عَفا الله عَنهُ. 34 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الشهَاب الزيَادي الأَصْل نِسْبَة لمحلة زِيَاد بِالتَّشْدِيدِ من الغربية القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. / ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبية والمنهاج وَعرض على جمَاعَة وجود الْخط وَكتب بِهِ أَشْيَاء وَحضر دروس الْبكْرِيّ وَغَيره وَكَذَا حضر عِنْدِي فِي البرقوقية وَغَيرهَا وتنزل فِي بعض الْجِهَات وَقَرَأَ فِي الجوق وَحج وجاور بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَهُوَ فَقير خير متودد. 35 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الشهَاب الطَّيِّبِيّ القاهري ابْن عَم يُوسُف بن مُحَمَّد الْآتِي مِمَّن أَخذ عني. / 36 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الحسني الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الْأَمِير / صَاحب وَاسِط

من وَادي مر. مَاتَ بهَا فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. 37 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد النويري الْمَالِكِي / إِمَام مقَام الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم. 38 - أَحْمد بن عَليّ بن أزدمر شهَاب الدّين الطرابلسي النَّاسِخ وَيعرف بِابْن يومند. / ولد فِي الْمحرم سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بطرابلس الشَّام وَنَشَأ بهَا وَسمع ببعلبك من الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْحُسَيْنِي وَمُحَمّد بن عَليّ بن أَحْمد اليونيني وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجردي صَحِيح البُخَارِيّ، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وتكسب بِالشَّهَادَةِ. مَاتَ فِي 39 - أَحْمد بن عَليّ بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن مصلح بن عمر بن عبد الْعَزِيز حاجي هَكَذَا أملي على نسبه وَسَاقه بَعضهم فَجعل بعد مُحَمَّد الثَّانِي عمر بن عبد الْعَزِيز بن مصلح فَالله أعلم. شهَاب الدّين بن الْعَلَاء التَّمِيمِي الدَّارِيّ الخليلي الشَّافِعِي أَخُو عبد الرَّحْمَن الْآتِي وسبط الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن مَحْمُود القرماني الْمَاضِي. ولد فِي ثامن عشري ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بالخليل وَنَشَأ بِهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن على جمَاعَة مِنْهُم الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مكي وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مَرْوَان وَغَيرهمَا وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وألفية ابْن مَالك وَعرض على وَالِده وَكَانَ قَاضِي بَلَده وَابْن الهائم والزين القمني والْعَلَاء بن الرصاص فِي آخَرين وتفقه بِأَبِيهِ وَعنهُ أَخذ فِي الْعَرَبيَّة وَعَن ابْن الهائم فِي الْفَرَائِض وَقَرَأَ البُخَارِيّ فِيمَا أخبر عَن جده لأمه بل قَالَ أَنه سَمعه على أبي الْخَيْر بن الْعَلَاء بِقِرَاءَة القلقشندي وَوَجَدته كَذَلِك بِخَط الْعِمَاد إِسْمَاعِيل بن جمَاعَة وَالله أعلم. وَحج مرَّتَيْنِ وَولي قَضَاء الْخَلِيل والرملة فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وأضيف إِلَيْهِ مرّة قَضَاء غَزَّة مَعَ الْخَلِيل وانفصل فِي أثْنَاء ذَلِك مرَارًا وَكَذَا نَاب بِالْقَاهِرَةِ عَن شَيخنَا بِجَامِع الصَّالح وبولاق. وَولي بِأخرَة قَضَاء بَيت الْمُقَدّس عوضا عَن الْبُرْهَان بن جمَاعَة فَأَقَامَ دون نصف سنة وانفصل بالمذكور فَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا، وَمَات فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَدفن بمقبرة بَاب الرَّحْمَة رَحمَه الله. وَكَانَ متواضعا خيرا ذَاكِرًا لمسائل وأشعار وَسمعت من يصفه بالعفة فِي قَضَائِهِ وَلكنه كَانَ رَأس إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ المتحاربتين بِبَلَد الْخَلِيل نسْأَل الله التَّوْفِيق. وَمِمَّا كتبت عَنهُ مَا أنشدنيه لفظا من نظمه: (أُمَم أَمَام الْمُصْطَفى فلك الهنا ... بِالْفَضْلِ والفوز الْكثير وبالمنى) (وَانْزِلْ بساحته ولذ بجنابه ... مَا خَابَ من يلجو إِلَيْهِ وَإِن جنى)

(يحمي النزيل بجاهه وذمامه ... نَالَ السَّعَادَة من أَتَى هَذَا الفنا) (هَذَا الفنا قد حل فِيهِ بَينا ... هَذَا الفنا قد حل فِيهِ شفيعنا) 40 - أَحْمد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى تَاج الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن القَاضِي عَلَاء الدّين البهنسي الأَصْل الْمصْرِيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الظريف بِالْمُعْجَمَةِ المضمومة وَتَشْديد التَّحْتَانِيَّة بعْدهَا فَاء. ولد فِي الْمحرم سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَسمع من نَاصِر الدّين التّونسِيّ السّنَن لأبي دَاوُد وَمن الْعِزّ بن جمَاعَة المسلسل والبردة وَغَيرهمَا وبمكة من قاضيها الشهَاب الطَّبَرِيّ وَعلي بن الزين وَالشَّيْخ خَلِيل الْمَالِكِي وَمُحَمّد بن سَالم بن عَليّ الْحَضْرَمِيّ، وَطلب الْعلم فأتقن الشُّرُوط وَمهر فِي الْفَرَائِض والحساب وَالْفِقْه وانْتهى إِلَيْهِ التميز فِي فنه مَعَ حَظّ كَبِير من الْأَدَب وَمَعْرِفَة حل المترجم وَفك الألغاز والذكاء المفرط، وَقد وَقع للحكام بل نَاب فِي الحكم وَنسخ بِخَطِّهِ التَّارِيخ الْكَبِير للصفدي وتذكرته بكمالها وَشرح عرُوض ابْن الْحَاجِب وَجُمْلَة، قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه وَكَانَ يودني كثيرا وَكتب عني من نظمي وَقد نقم عَلَيْهِ بعض شهاداته وَحكمه ثمَّ نزل عَن وظائفه بِأخرَة وَتوجه إِلَى مَكَّة فَمَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة إِحْدَى عشرَة، وَقَالَ فِي مُعْجَمه كَانَ أوحد عصره فِي معرفَة الوثائق سريع الْخط جدا وافر الذكاء يحل المترجم والألغاز فِي أسْرع من رَجَعَ الطّرف نَاب فِي الحكم فَلم يحمد ثمَّ خم لَهُ بِخَير فَإِنَّهُ حج فِي سنة عشر فجاور بِمَكَّة فَمَاتَ بهَا فِي رَجَب من الَّتِي تَلِيهَا، سَمِعت عَلَيْهِ الْعَاشِر من أبي دَاوُد وَأَخْبرنِي الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ الهيثمي قَالَ اجْتمعت مَعَه فَكتبت لَهُ مترجما: (هَذَا المترجم قد كتبت لكَي أرى ... من ذهنك الْوَقَّاد مَا لَا يُوصف) ) (فَامْنُنْ على بحله فِي سرعَة ... إِذْ كنت فِي حل المترجم تعرف) قَالَ فَكتب لي بعد أَن تفكر فِيهِ لأجل حلّه: (إِنِّي إِذا كتب المترجم لي فَتى ... أظهرت أَنِّي عِنْده لَا أعرف) (فأطيل فِيهِ الْفِكر وقتا وَاسِعًا ... هَذَا الَّذِي من أَجله أتوقف) وَقد تَرْجمهُ الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة وذيل التَّقْيِيد وَأَنه دفن بالمعلاة بِقرب الفضيل بن عِيَاض بعد تعلله مُدَّة بالاستسقاء وَقَالَ أَنه اجْتمع بِهِ بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة وَلم يقدر لَهُ السماع مِنْهُ لكنه أجَاز لَهُ، وَذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه أجَاز لَهُ الْعَفِيف اليافعي والشهاب الْحَنَفِيّ والتقي الْحرَازِي وَطَائِفَة وَلم يدانه أحد فِي زَمَنه فِي معرفَة الوثائق والسجلات وَلَا فِي سرعَة كتَابَتهَا بِحَيْثُ أَنه يفرغ من كِتَابَة الْبَسْمَلَة

قبل أَن تَجف الْبَسْمَلَة فِي الْمَكْتُوب الْكَبِير الَّذِي هُوَ عدَّة أسطر، وَكَانَ جميل المحاضرة حسن الْعشْرَة جيد المذاكرة وَكَانَ يَرْمِي قبل كِتَابَته بعظائم فِي تَصْوِير الْحق بِصُورَة الْبَاطِل وَعَكسه وامتحن بِسَبَب ذَلِك وَتردد إِلَى مَكَّة غير مرّة وَلم يرقى مَعْنَاهُ مثله. وَمن محاسنه أَنه كَانَ لَا يرى غَضبا بل لَا يزَال بشوشا انْتهى. وَقد سمع مِنْهُ جمَاعَة عدَّة أَجزَاء من السّنَن مِمَّن حَدثنَا عَفا الله عَنهُ. 41 - أَحْمد بن عَليّ بن إينال شهَاب الدّين بن الْعَلَاء بن الأتابك اليوسفي. / نَشأ بِالْقَاهِرَةِ فَلَمَّا ترعرع أَخذه الظَّاهِر جقمق وَهُوَ إِذْ ذَاك من أُمَرَاء العشرات لسابق حُقُوق لِأَبِيهِ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ كَانَ فِي رقّه قبل استرقاق الظَّاهِر برقوق لَهُ وَكَذَا كَانَ يُقَال جقمق العلائي فرباه ورقاه وَعَمله خازنداره ثمَّ بسفارته أمره الْأَشْرَف بطرابلس فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن ملك الظَّاهِر فَأمره بِالْقَاهِرَةِ عشرَة ثمَّ عمله نَائِب الاسكندرية مُدَّة ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بإمرة طبلخاناه فدام كَذَلِك سِنِين ثمَّ أعطَاهُ مُقَدّمَة بعد انْتِقَال إينال الأجرود إِلَى الأتابكية فَأَقَامَ حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سَابِع عشري ذِي الْقعدَة سنة خمس وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان بسبيل المؤمني وَقد تَرْجمهُ فِي الوفيات مطولا. 42 - أَحْمد بن عَليّ بن أَيُّوب الشهَاب المنوفي / إِمَام الصالحية بِالْقَاهِرَةِ. اشْتغل كثيرا وَكَانَ كثير المزاح حَتَّى رَمَاه بَعضهم بالزندقة. مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَله سِتُّونَ سنة، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده: الشَّافِعِي اشْتغل كثيرا وضبطت عَلَيْهِ كَلِمَات حمله عَلَيْهَا مجونه لَو نُوقِشَ عَلَيْهَا هلك. 43 - أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر بن حسن الشهَاب بن أبي الْحسن الشوبكي الأَصْل النحريري القاهري نزيل الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة ووالد الشَّمْس مُحَمَّد النحريري الْمَالِكِي. / مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ وَخمسين عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة. وَله ذكر فِي وَلَده. 44 - أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر بن شَدَّاد شهَاب الدّين الزبيدِيّ الْمقري. / ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من وَالِده وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء روى عَنهُ ابْن فَهد فَإِنَّهُ أجَاز لَهُ فِي استدعاء مؤرخ بالمحرم سنة تسع عشرَة. 45 - أَحْمد بن عَليّ بن الشّرف أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشهَاب بن النُّور الْمَنَاوِيّ الأَصْل القاهري الْآتِي أَبوهُ وَعَمه عبد الرَّحِيم. / الْموقع بِبَاب الشَّافِعِي بل أحد جمَاعَة الْمُودع مِمَّن اشْتغل فِي التَّنْبِيه على الشَّمْس الْعِمَاد الأقفهسي وَسكن بِالْقربِ من سَيِّدي حبيب جوَار بَيت ابْن الْعلم. مَاتَ بِالْعقبَةِ وَهُوَ مُتَوَجّه لمَكَّة آخر شَوَّال سنة ثَمَان

وَتِسْعين وَدفن بهَا فِي مستهل ذِي الْقعدَة وَكَانَ بارعا فِي التوقيع سَاكِنا جَامِدا. 46 - أَحْمد بن القَاضِي موفق الدّين عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله الشهَاب أَبُو الْفضل النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ أَخُو عبد الْمجِيد الْآتِي. / ولد سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَحفظ الْمِنْهَاج وَكَثِيرًا من الْفَوَائِد الأدبية وَحضر مجَالِس عَمه الشهَاب أَحْمد وَسمع الْمجد اللّغَوِيّ وَابْن الْجَزرِي وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على عبد الله بن مُحَمَّد النَّاشِرِيّ والفرائض على عَليّ بن أَحْمد الجلاد وَأخذ عَنهُ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ وَوَصفه بِالْفَضْلِ والأخلاق الْحَسَنَة وَالشَّمَائِل المرضية مَعَ مداومة الْعِبَادَة وَالْقِيَام والأوراد وَأَنه ولي قَضَاء زبيد نِيَابَة عَن وَالِده من سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة أَربع وَخمسين وأنجب أَوْلَادًا مِنْهُم الْجمال مُحَمَّد وَكَانَ أَبوهُ ولي الْقَضَاء الْأَكْبَر بعد الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر الرداد الْمَاضِي. 47 - أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن قوام الشهَاب البالسي ثمَّ الصَّالِحِي. / ولد فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَحضر فِي الرَّابِعَة على عمر بن مُحَمَّد الشحطبي السَّابِع من حَدِيث ابْن عُيَيْنَة وَسمع من عَليّ بن الْبَهَاء عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد بن الرشيد عبد الرَّحْمَن المقدسيين وَأبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر البالسي والمحب الصَّامِت وَأبي الهول الْجَزرِي وَآخَرين، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى وَشَيخنَا الأبي، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لابنتي رَابِعَة وَمن مَعهَا وَكَذَا ذكره المقريزي فِي عقوده. وَمَات قريب الْعشْرين. 48 - أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر الشهَاب الْحُسَيْنِي / سكنا الترجمان أحد الصُّوفِيَّة بخانقاه سعيد السُّعَدَاء. ولد قبل الْقرن بِكَثِير بل الظَّن أَنه قبل سنة سبعين وَكَانَ يذكر أَنه كتب عَن الزين الْعِرَاقِيّ من أَمَالِيهِ. وروى عَن الشَّيْخ عمر السمنودي مَا أنْشدهُ إِيَّاه وَكَأَنَّهُ من نظمه: (يَا أَيهَا الراضي بأحكامنا ... لَا بُد أَن تحمد عُقبى الرِّضَا) (فوض إِلَيْنَا وابق مستسلما ... فالراحة الْعُظْمَى لمن فوضا) فِي أَبْيَات. كتب عَنهُ البقاعي فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَقَالَ أَنه مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ. 49 - أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر الشهَاب بن النُّور بن الزين الشارمساحي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمقري الفرضي، / وشارمساح من أَعمال دمياط. شيخ جَاوز الثَّمَانِينَ بِيَسِير لكنه لم يكتف بسنه حَتَّى ادّعى أَنه عمر وَجَاز الْمِائَة بِأَرْبَعِينَ سنة فَأكْثر وأعانه

على ذَلِك الْهَرم فهرع إِلَيْهِ من لَا يُحْصى ثمَّ تبين لَهُم حَيْثُ روجعت فِيهِ فَسَاده وَظُهُور الْخلَل فِيهِ بالكشط فِي أوراق عرضه وَغَيرهَا فانكشف الْمُعظم عَنهُ. وَقد حفظ الْعُمْدَة والشاطبيتين وَالْحَاوِي وَعرض فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين فَمَا بعده على الأبناسي وَابْن الملقن والعسقلاني والغماري والنور أخي بهْرَام وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عمر بن يُوسُف الْمقري الضَّرِير عرف بالشنشي، وأجازوا لَهُ ولقب فِي أَكْثَرهَا بِالْوَلَدِ على الْعَادة، وَسمع على الفوي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين صَحِيح مُسلم وسيرة ابْن سيد النَّاس وَكَانَ يذكر أَنه أَخذ الْقرَاءَات عَن الْعَسْقَلَانِي وَأبي الصَّفَا خَلِيل بن الْمسيب وَغَيرهمَا كَأَخِي بهْرَام وَأَنه تفقه بالأبناسي والطبقة وَأخذ الْعَرَبيَّة والفرائض عَن الغماري وَأَنه تجرد وَطَاف الْبِلَاد وكل ذَلِك مُمكن، وَهُوَ مِمَّن برع فِي الْفَرَائِض والحساب والقراءات وَمهر فِي الْحَاوِي مَعَ مُشَاركَة فِي فنون كالنحو وَكتب على مَجْمُوع الكلائي شرحا حافلا فِي مُجَلد أقرأه الطّلبَة وَكَذَا أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات والفرائض والحساب جمَاعَة وَيُقَال أَن مِمَّن أَخذ عَنهُ الشَّمْس البامي وَحدث باليسير. مَاتَ وَقد ضعف بَصَره فِي رَجَب سنة خمس وَخمسين بعد أَن كتب على استدعاء بعض الْأَوْلَاد وَدفن دَاخل الْمدرسَة الجاولية رَحمَه الله وإيانا. 50 - أَحْمد بن عَليّ بن حسن الغمري. / مِمَّن سمع مني فِي سنة خمس وَتِسْعين. 51 - أَحْمد بن عَليّ بن حُسَيْن بن حسن بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد الشهَاب الْعَبَّادِيّ ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي ابْن أخي السراج عمر الْآتِي. / ولد فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بمنية عباد وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفيتي الحَدِيث والنحو وَجمع الْجَوَامِع وَغَيرهَا، وَعرض على جمَاعَة واشتغل عِنْد الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والبرهان البيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والطبقة ثمَّ شَيخنَا وداوم مَجْلِسه فِي الْإِمْلَاء وَفِي رَمَضَان وَأَحْيَانا فِي غَيرهمَا وَابْن المجدي والقاياتي والنائي وَالْعلم البُلْقِينِيّ بِحَيْثُ صَار يستحضر الْكثير من الْفِقْه وتصدى للإقراء بِجَامِع الْأَزْهَر فِيهِ غَالِبا وَرُبمَا أَقرَأ الْفَرَائِض والحساب واليسير من الْعَرَبيَّة وَعَمله فِي الْفِقْه أحسن من ذَلِك كُله وحافظته أمتن من غَيرهَا كل ذَلِك مَعَ المداومة على التِّلَاوَة وشهود الْجَمَاعَة ومباشرة إمْلَائِهِ بالخشابية وَالشَّافِعِيّ وَغَيرهمَا وتصوفاته بالجمالية والبيبرسية وَغَيرهمَا وَعدم انفكاكه عَن ذَلِك وارتفاقه فِي معيشته بِالشَّهَادَةِ بحانوت الطارمة وَصَارَ بِأخرَة يقْصد بالفتاوى وشكر بعض الطّلبَة كِتَابَته فِيهَا، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ خيرا قَلِيل الفضول كثير السّكُون محبا فِي المذاكرة بِالْعلمِ شَدِيد الصحب فِي مباحثاته

وَهُوَ مِمَّن أنكر على البقاعي من التَّوْرَاة وَنَحْوهَا وتحرك لذَلِك فتوسل إِلَيْهِ بِعَمِّهِ حَتَّى سكت على مضض وَنعم الرجل كَانَ. مَاتَ بعد انْقِطَاعه أَزِيد من شهر فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشر ربيع الأول سنة ثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالأزهر بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء وَقد جَازَ السّبْعين رَحمَه الله وإيانا. 52 - أَحْمد بن عَليّ ن حُسَيْن بن عَليّ بن يُوسُف الشهَاب الدمياطي وَيعرف بالأشموني نِسْبَة لأمه لكَون أَصْلهَا مِنْهَا. / ولد بدمياط وَنَشَأ بهَا قبانيا ثمَّ حبب إِلَيْهِ الْعلم فَأخذ عَن الشهَاب الجديدي ولازم الشهَاب البيجوري فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا حَتَّى برع وَمِمَّا حمله عَنهُ جَامع المختصرات، وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة وَأخذ عَن الْعلم البُلْقِينِيّ وَكَذَا قَرَأَ على الْبُرْهَان العجلوني فِي الْفِقْه والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا وَعَن الْجَوْجَرِيّ وَابْن قَاسم وزَكَرِيا وَلَكِن جلّ انتفاعه إِنَّمَا هُوَ بالشهابين وبثانيهما أَكثر بِحَيْثُ لم يشْتَهر بِغَيْرِهِ وَقَرَأَ فِي تَقْسِيم التَّنْبِيه عِنْد إِمَام الكاملية وَحضر عِنْدِي فِي عدَّة مجَالِس وَكَذَا أَخذ عَن البقاعي وتزايد اخْتِصَاصه بِهِ بِحَيْثُ كَانَ يُرْسل إِلَيْهِ بِبَعْض تصانيفه وناب عَن الصّلاح بن كميل فِي قَضَاء دمياط وَحج وجاور وانْتهى هُنَاكَ لِابْنِ أبي الْيمن وَكتب عَنهُ، وَلما مَاتَ الصّلاح ضيق عَلَيْهِ فانتمى للأمير تمراز فكفهم عَنهُ وَاسْتمرّ مُقيما عِنْده حَتَّى سَافر مَعَه فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ إِلَى الْبِلَاد الحلبية ودام مَعَه حَتَّى مَاتَ بحلب غَرِيبا فِي ثَانِي ربيع الأول سنة تسعين عَن نَحْو خمسين سنة وَخلف أما وأولادا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ، وَكَانَ شَدِيد الْحِرْص على التَّحْصِيل بِدُونِ تحر وَلَا تعفف مَعَ تضييق على نَفسه بِحَيْثُ تمول جدا حَسْبَمَا بَلغنِي وَأَنه زَائِد الذكاء حسن الْفَهم قَلِيل الحافظة بِحَيْثُ لم يحفظ الْقُرْآن شَدِيد الحقد عديم التصون لَهُ ذوق فِي النّظم وَمِنْه قَوْله: (إِذا وَافق الأربعا رَابِع ... ورابع عشر مضى أَو بَقِي) (ورابع عشْرين أَو أَربع ... بَقينَ فنحس فثق وَاتَّقِ) وَبَلغنِي أَنه كتب للمحلى سؤالا فَرَأى قُوَّة تركيبه فَسَأَلَهُ عَن كِتَابه فَقَالَ جَامع المختصرات فَقَالَ وَلذَلِك سؤالك يكد أَو كَمَا قَالَ. 53 - أَحْمد بن عَليّ بن حُسَيْن بن الْبَدْر النَّجْم بن الزين الرِّفَاعِي الصحراوي شيخ طائفته ووالد عَليّ الْآتِي. / ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث شعْبَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَتردد إِلَيّ كثيرا فِي سَماع الحَدِيث ومجالس الْإِمْلَاء وَكَذَا سمع على بقايا من المسندين وَقَرَأَ على إِمَام الكاملية وَفِيه حشمة وتودد. 54 - أَحْمد بن عَليّ بن حُسَيْن الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن جوشن / كَانَ

أحد التُّجَّار بِمَكَّة وَبَلغنِي أَنه وقف على الْفُقَرَاء جِهَة بِالْهَدةِ بني جَابر. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. قَالَه الفاسي فِي تاريخها. 55 - أَحْمد بن عَليّ بن خلف بن عبد الْعَزِيز بن بدران الشهَاب الطنتدائي ثمَّ القاهري الْحُسَيْنِي لسكناه الحسينية مِنْهَا الشَّافِعِي وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي / قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَغَيره لَازم شَيخنَا البُلْقِينِيّ فَقَرَأَ عَلَيْهِ وَكتب عَنهُ من فَتَاوِيهِ قدر مُجَلد وَمن غَيرهَا وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وشارك فِي الْفُنُون وَكتب الْخط الْحسن وَكَانَ حسن الْقِرَاءَة للْحَدِيث جدا لطيف المزاج حسن الْخلق رافقنا فِي السماع على عدَّة مَشَايِخ وَسَمعنَا من فَوَائده ونظمه مرَارًا. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث عشرَة وَقد زوجه الشَّمْس البوصيري ابْنَته واستولدها وناهيك بِهَذَا جلالة لصَاحب التَّرْجَمَة أَيْضا. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه سمع بقرَاءَته الْحَسَنَة على البُلْقِينِيّ. 56 - أَحْمد بن عَليّ بن خَلِيل شهَاب الدّين الْمَقْدِسِي صهر التقي أبي بكر القلقشندي الْمَقْدِسِي على ابْنَته وسبط الْجمال عبد الله بن جمَاعَة شيخ الصلاحية وَيعرف بِابْن اللدي. / ولد سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج والألفيتين وَغَيرهَا وَسمع على جده لأمه وصهره وَابْن أَخِيه أبي حَامِد أَحْمد بن عبد الرَّحِيم والسراج الْحِمصِي بل وَعَائِشَة الكنانية فِي آخَرين من أهل بَلَده والواردين عَلَيْهِ، وَهُوَ مِمَّن سمع معي كثيرا مِمَّا قرأته هُنَاكَ وَكَانَ عَارِفًا بلقاء الأكابر بمروءة وتودد وكرم. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ بِبَيْت الْمُقَدّس وَدفن بتربة ماملا عِنْد القلقشندي رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 57 - أَحْمد بن عَليّ بن أبي رَاجِح. / يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن إِدْرِيس. 58 - أَحْمد بن عَليّ بن زَكَرِيَّا الشهَاب الجديدي وَالِد الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي. / كَانَ مَعْرُوفا بالصلاح والكرامات وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد. مَاتَ فِي لَيْلَة سَابِع صفر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين رَحمَه الله. 59 - أَحْمد بن عَليّ بن سَالم بن أَحْمد بن عبد الْخَالِق الشهَاب الْبُرُلُّسِيّ الشوري الْمَالِكِي أَخُو الْبَدْر حسن الْآتِي. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بشورى من البرلس وَحفظ الْقُرْآن وَابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي وكافيته فِي الْعَرَبيَّة وجود الْقُرْآن على مُحَمَّد الجبرتي وَأخذ عَن الشهَاب بن الأقيطع وأخيه الْبَدْر وَغَيرهمَا وَلَكِن جلّ انتفاعه بأَخيه، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة ثَمَانِينَ وَأخذ عني

بقرَاءَته وسماعا أَشْيَاء وكتبت لَهُ إجَازَة طَوِيلَة وتكسب بِالشَّهَادَةِ مَعَ فهم وَخير ووجاهة بَين أهل بَلَده بِحَيْثُ يرجعُونَ إِلَيْهِ وَيشْهد بَينهم. 60 - أَحْمد بن عَليّ بن سعيد بن عمر اليافعي الْمَكِّيّ الخراز الدَّلال. / مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. 61 - أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن شهَاب الدّين الفيشي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي النَّاسِخ. / حفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل يَسِيرا وشارك وَكتب الْخط الْجيد وتشاغل بالنسخ بِالْأُجْرَةِ حَتَّى كتب الْكثير جدا وَمِمَّا كتبه شرح البُخَارِيّ لشَيْخِنَا نَحْو مرَّتَيْنِ وَأكْثر وَشرح ابْن الملقن وَجل الْخَادِم وَهُوَ سريع الْكِتَابَة غير صحيحها وَأم بِجَامِع الغمري وَبِغَيْرِهِ وخطب وَقَرَأَ على القَوْل البديع تصنيفي بعد أَن كتب مِنْهُ نسخا وَكَذَا قَرَأَ على غَيره بل قَرَأَ الحَدِيث على الْعَامَّة بِبَعْض الْجَوَامِع وَحج غير مرّة وجاور وتكسب بِالشَّهَادَةِ زَمنا وتعانى التِّجَارَة وَآخر أمره جلس لَهَا فِي سوق الشّرْب حَتَّى مَاتَ فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ لَيْلَة السب ثَالِث الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ بعد توعكه أَيَّامًا بِمَرَض حاد وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بحوش بِتِلْكَ النواحي وَلم يقصر عَن الْخمسين وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا مُحْتملا قَائِما بِمَا يصلحه رَحمَه الله وإيانا. 62 - أَحْمد بن عَليّ بن سِنَان بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ / أحد قواد مَكَّة. مَاتَ فِي مقتلة أَشرت إِلَيْهَا فِي الْحَوَادِث فِي صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وطيف بِرَأْسِهِ بجدة ثمَّ دفن من يَوْمه، وَكَانَ من أَعْيَان القواد المنفردين بمزيد التمول وَالْعَقار وَالْأَمْوَال ويضارب ويقارض وَله سَبِيل بطرِيق المعلاة بِالْقربِ من مَسْجِد الرَّايَة وقف عَلَيْهِ الدَّار الْمُتَّصِلَة بِهِ. 63 - أَحْمد بن عَليّ بن الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس بن أبي الْحسن القبابلي. / يَأْتِي فِي أَحْمد بن عَليّ بِدُونِ زِيَادَة. 64 - أَحْمد بن عَليّ بن صبيح الْمدنِي أحد فراشيها وأخو مُحَمَّد الْآتِي. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 65 - أَحْمد بن عَليّ بن عَامر بن عبد الله الشهَاب بن نور الدّين المسطيهي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. / نَشأ فلازم الْبُرْهَان بن حجاج الأبناسي فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وانتفع بِهِ وَأمره بِالْقِرَاءَةِ على الْعَبَّادِيّ وَكَانَ من أَوَائِل من أَخذ عَنهُ وَكَذَا حضر دروس الونائي فِي التَّقْسِيم وَغَيره والقاياتي لَكِن يَسِيرا فِي

آخَرين مِنْهُم ابْن البُلْقِينِيّ وَشَيخنَا وَأكْثر من التَّرَدُّد إِلَيْهِ والاستفادة مِنْهُ وبرع فِي فنون وَكَانَ غَايَة فِي الذكاء مَعَ حسن الشكالة ولطف الْعشْرَة وَالْبزَّة وَله نظم ونثر وناب فِي الْقَضَاء عَن السفطي فَمن بعده بل سَمِعت أَن أول من ابتكر ولَايَته القاياتي بعناية الولولي بن تَقِيّ الدّين فَإِنَّهُ كَانَ من عشرائه المختصين بِهِ وَعمل أَمَانَة الحكم لِابْنِ البُلْقِينِيّ. مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه فِي سحر يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس عشر الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين عَن نَحْو الْأَرْبَعين وَدفن فِي يَوْمه عَفا الله عَنهُ، وَخلف ابْنة نشأت فِي كَفَالَة أمهَا وَقد خَلفه شَيْخه الْعَبَّادِيّ عَلَيْهَا وَتزَوج بالابنة بعد الْبَهَاء بن المحرقي الْخَطِيب واستولدها يحيى الْآتِي. وَمن نظم صَاحب التَّرْجَمَة: (بِمَا بجفنيك من سحر وَمن سقم ... أحكم بِمَا شِئْت غير الهجر واحتكم) (يَا راشقي بسهام من لواحظه ... أصبت قلبِي فدا والكلم بالكلم) (وكف كف الجفا بالوصل مِنْك فقد ... أَصبَحت من ألمي لَحْمًا على وَضم) فِي أَبْيَات 66 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن تَمِيم بن عبد الصَّمد بن أبي الْحسن بن عبد الصَّمد بن تَمِيم التقي أَبُو الْعَبَّاس بن الْعَلَاء بن المحيوي الْحُسَيْنِي العبيدي البعلي الأَصْل القاهري سبط ابْن الصَّائِغ وَيعرف بِابْن المقريزي / وَهِي نِسْبَة لحارة فِي بعلبك تعرف بحارة المقارزة وَكَانَ أَصله من بعلبك وجده من كبار الْمُحدثين فتحول وَلَده إِلَى الْقَاهِرَة وَولي بهَا بعض الْوَظَائِف الْمُتَعَلّقَة بِالْقضَاءِ وَكتب التوقيع فِي ديوَان الْإِنْشَاء وأنجب صَاحب التَّرْجَمَة. وَكَانَ مولده حَسْبَمَا كَانَ يخبر بِهِ ويكتبه بِخَطِّهِ بعد السِّتين، وَقَالَ شَيخنَا أَنه رأى بِخَطِّهِ مَا يدل على تَعْيِينه فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَذَلِكَ بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا نشأة حَسَنَة فحفظ الْقُرْآن) وَسمع من جده لأمه الشَّمْس بن الصايغ الْحَنَفِيّ والبرهان الْآمِدِيّ والعز بن الكويك والنجم بن رزين وَالشَّمْس بن الخشاب والتنوخي وَابْن أبي الشيخة وَابْن أبي الْمجد والبلقيني والعراقي والهيثمي والفرسيسي وَغَيرهم بل كَانَ يزْعم أَنه سمع المسلسل على الْعِمَاد بن كثير. وَلَا يكَاد يَصح وَحج فَسمع بِمَكَّة من النشاوري والأميوطي وَالشَّمْس بن سكر وَأبي الْفضل النويري القَاضِي وَسعد الدّين الاسفرايني وَأبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي وَجَمَاعَة، وَأَجَازَ لَهُ الأسنوي والأذرعي وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَعلي بن يُوسُف الزرندي وَآخَرُونَ وَمن الشَّام الْحَافِظ أَبُو بكر بن الْمُحب وَأَبُو الْعَبَّاس بن الْعِزّ وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد

بن دَاوُد وَطَائِفَة واشتغل كثيرا وَطَاف على الشُّيُوخ وَلَقي الْكِبَار وجالس الْأَئِمَّة فَأخذ عَنْهُم وتفقه حنفيا على مَذْهَب جده لأمه وَحفظ مُخْتَصرا فِيهِ ثمَّ لما ترعرع وَذَلِكَ بعد موت وَالِده فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَهُوَ حِينَئِذٍ قد جَازَ الْعشْرين تحول شافعيا وَاسْتقر عَلَيْهِ أمره لكنه كَانَ مائلا إِلَى الظَّاهِر وَلذَلِك قَالَ شَيخنَا أَنه أحب الحَدِيث فواظب على ذَلِك حَتَّى كَانَ يتهم بِمذهب ابْن حزم وَلكنه كَانَ لَا يعرفهُ انْتهى. هَذَا مَعَ كَون وَالِده وجده حنبليين. وَنظر فِي عدَّة فنون وشارك فِي الْفَضَائِل وَخط بِخَطِّهِ الْكثير وانتقى وَقَالَ الشّعْر والنثر وَحصل وَأفَاد وناب فِي الحكم وَكتب التوقيع وَولي الْحِسْبَة بِالْقَاهِرَةِ غير مرّة أَولهَا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة والخطابة بِجَامِع عَمْرو وبمدرسة حسن والإمامة بِجَامِع الْحَاكِم وَنَظره وَقِرَاءَة الحَدِيث بالمؤيدية عوضا عَن الْمُحب بن نصر الله حِين استقراره فِي تدريس الْحَنَابِلَة بهَا وَغير ذَلِك، وحمدت سيرته فِي مباشراته وَكَانَ قد اتَّصل بِالظَّاهِرِ برقوق وَدخل دمشق مَعَ وَلَده النَّاصِر فِي سنة عشر وَعَاد مَعَه وَعرض عَلَيْهِ قَضَاؤُهَا مرَارًا فَأبى وَصَحب يشبك الدوادار وقتا ونالته مِنْهُ دنيا بل يُقَال أَنه أودع عِنْده نَقْدا. وَحج غير مرّة وجاور وَكَذَا دخل دمشق مرَارًا وَتَوَلَّى بهَا نظر وقف القلانسي والبيمارستان النوري مَعَ كَون شَرط نظره لقاضيها الشَّافِعِي وتدريس الأشرفية والإقبالية وَغَيرهَا ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَأقَام بِبَلَدِهِ عاكفا على الِاشْتِغَال بالتاريخ حَتَّى اشْتهر بِهِ ذكره وَبعد فِيهِ صيته وَصَارَت لَهُ فِيهِ جملَة تصانيف كالخطط للقاهرة وَهُوَ مُفِيد لكَونه ظفر بمسودة الأوحدي كَمَا سبق فِي تَرْجَمته فَأَخذهَا وزادها زَوَائِد غير طائلة، ودرر الْعُقُود الفريدة فِي تراجم الْأَعْيَان المفيدة ذكر فِيهِ من عاصره، وإمتاع الأسماع بِمَا للرسول من الْأَبْنَاء والأخوال والحفدة وَالْمَتَاع وَكَانَ يحب أَن يكْتب بِمَكَّة وَيحدث بِهِ فتيسر لَهُ ذَلِك، والمدخل لَهُ وَعقد جَوَاهِر الأسفاط فِي مُلُوك مصر والفسطاط وَالْبَيَان) وَالْإِعْرَاب عَمَّا فِي أَرض مصر من الْأَعْرَاب والإلمام فِيمَن تَأَخّر بِأَرْض الْحَبَشَة من مُلُوك الْإِسْلَام والطرفة الغريبة فِي أَخْبَار حَضرمَوْت العجيبة وَمَعْرِفَة مَا يجب لآل الْبَيْت النَّبَوِيّ من الْحق على من عداهم وإيقاظ الحنفاء بأخبار الْأَئِمَّة الفاطميين الْخُلَفَاء والسلوك بِمَعْرِِفَة دوَل الْمُلُوك يشْتَمل على الْحَوَادِث إِلَى وَفَاته والتاريخ الْكَبِير المقفي وَهُوَ فِي سِتَّة عشر مجلدا وَكَانَ يَقُول أَنه لَو كمل على مَا يرومه لجاوز الثَّمَانِينَ، وَالْأَخْبَار عَن الْإِعْذَار وَالْإِشَارَة وَالْكَلَام بِبِنَاء

الْكَعْبَة بَيت الْحَرَام ومختصره وَذكر من حج من الْمُلُوك وَالْخُلَفَاء، والتخاصم بَين بني أُميَّة وَبني هَاشم وشذور الْعُقُود وضوء الساري فِي معرفَة خبر تَمِيم الدَّارِيّ والأوزان والأكيال الشَّرْعِيَّة وَإِزَالَة التَّعَب والعناء فِي معرفَة الْحَال فِي الْغناء وَحُصُول الإنعام والمير فِي سُؤال خَاتِمَة الْخَيْر والمقاصد السّنيَّة فِي معرفَة الْأَجْسَام المعدنية وَتَجْرِيد التَّوْحِيد وَمجمع الفرائد ومنبع الْفَوَائِد يشْتَمل على علمي الْعقل وَالنَّقْل المحتوى على فني الْجد والهزل بلغت مجلداته نَحْو الْمِائَة وَمَا شَاهده وسَمعه مِمَّا لم ينْقل فِي كتاب وشارع النجَاة يشْتَمل على جَمِيع مَا اخْتلف فِيهِ الْبشر من أصُول دياناتهم وفروعها مَعَ بَيَان أدلتها وتوجيه الْحق مِنْهَا وَالْإِشَارَة والإيماء إِلَى حل لغز المَاء وَهُوَ ظريف وَغير ذَلِك. وقرض سيرة الْمُؤَيد لِابْنِ ناهض وَقد قَرَأت بِخَطِّهِ أَن تصانيفه زَادَت على مِائَتي مجلدة كبار وَأَن شُيُوخه بلغت سِتّمائَة نفس، وَكَانَ حسن المذاكرة بالتاريخ لكنه قَلِيل الْمعرفَة بالمتقدمين وَلذَلِك يكثر لَهُ فيهم وُقُوع التحريف والسقط وَرُبمَا صحف فِي الْمُتُون مِمَّا رَأَيْته بِخَطِّهِ فِي ذَلِك ابْن الْبَدْر وَهُوَ بِفَتْح الْمُوَحدَة وَالدَّال الْمُهْملَة فضبطه بِخَطِّهِ بِالْبَدَلِ وَعلي بن مَنْصُور الكرجي شيخ السلَفِي وَهُوَ بِالْجِيم فضبطه بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَكَثِيرًا مَا يَجْعَل عبد الله عبيد الله وَعَكسه بل وَبَلغنِي أَنه جعل أَبَا طَاهِر بن محمش رَاوِي الحَدِيث المسلسل بالأولية حِين حدث بِهِ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة بدل الْمُهْملَة، وَأما فِي الْمُتَأَخِّرين فقد انْفَرد فِي تراجمهم بِمَا لَا يُوَافق عَلَيْهِ كَقَوْلِه فِي ابْن الملقن أَنه كَانَ يسيء الصَّلَاة جدا وَكَانَ مَعَ ذَلِك يكثر الِاعْتِمَاد على من لَا يوثق بِهِ من غير غَزْو إِلَيْهِ حَتَّى فعل ذَلِك فِي نسبه فَإِن مُسْتَنده فِي كَونه من العبيديين كَونه دخل مَعَ وَالِده جَامع الْحَاكِم فَقَالَ لَهُ يَا وَلَدي هَذَا جَامع جدك لَا سِيمَا وَمَا قَالَه ابْن رَافع فِي نسبه عبد الْقَادِر جده أَنْصَارِيًّا يخدش فِي هَذَا وَإِن توقف صَاحب التَّرْجَمَة فِيهِ لكنه مَعَ ذَلِك لم يكن يتَجَاوَز فِي تصانيفه فِي سِيَاق نسبه عبد الصَّمد بن تَمِيم وَإِن أظهر زِيَادَة على ذَلِك فَلِمَنْ يَثِق بِهِ ثمَّ رَأَيْت مَا يدل على أَنه اعْتمد فِي هَذِه النِّسْبَة) العرياني الْمَشْهُور بِالْكَذِبِ فَالله أعلم وَمن يصف من يكون كَذَلِك بِالْحَافِظِ يُرِيد الِاصْطِلَاح فقد جازف وَمَا أحسن قَول بَعضهم مِمَّا فِي بعضه توقف. وَكَانَ كثير الاستحضار للوقائع الْقَدِيمَة فِي الْجَاهِلِيَّة وَغَيرهَا وَأما الوقائع الإسلامية وَمَعْرِفَة الرِّجَال وأسمائهم وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل والمراتب وَالسير وَغير ذَلِك من أسرار التَّارِيخ ومحاسنه فَغير ماهر فِيهِ، وَكَانَت لَهُ معرفَة قَليلَة بالفقه والْحَدِيث والنحو واطلاع على أَقْوَال السّلف

وإلمام بِمذهب أهل الْكتاب حَتَّى كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ أفاضلهم للاستفادة مِنْهُ مَعَ حسن الْخلق وكرم الْعَهْد وَكَثْرَة التَّوَاضُع وعلو الهمة لمن يَقْصِدهُ والمحبة فِي المذاكرة والمداومة على التَّهَجُّد والأوراد وَحسن الصَّلَاة ومزيد الطُّمَأْنِينَة فِيهَا والملازمة لسننه حَتَّى أَن بعض الرؤساء فِيمَا بَلغنِي عَتبه على انْقِطَاعه عَنهُ فَأَنْشد قَول غَيره: (قَالَت الأرنب اللفوت كلَاما ... فِيهِ ذكرى لتفهم الْأَلْبَاب) (أَنا أجري من الْكلاب وَلَكِن ... خير يومي أَن لَا تراني الْكلاب) وَلَو أنْشدهُ قَول ابْن الْمُبَارك: (قد أَرحْنَا وَاسْتَرَحْنَا ... من غدو ورواح) (واتصال بلئيم ... أَو كريم ذِي سماح) (بعفاف وكفاف ... وقنوع وَصَلَاح) (وَجَعَلنَا الْيَأْس مفتاحا ... حا لأبواب النجاح) لَكَانَ أحسن، والخبرة بالزايرجة والاصطرلاب والرمل والميقات بِحَيْثُ أَنه أَخذ لِابْنِ خلدون طالعا وَالْتمس مِنْهُ تعْيين وَقت ولَايَته فَيُقَال أَنه عين لَهُ يَوْمًا فَكَانَ كَذَلِك وعد من النَّوَادِر كل ذَلِك مَعَ تبجيل الأكابر لَهُ إِمَّا مداراة لَهُ خوفًا من قلمه أَو لحسن مذاكراته، وَقد حدث بِبَعْض تصانيفه ومروياته بِمَكَّة والقاهرة سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَأخْبر أَنه سمع فضل الْخَيل للدمياطي على أبي طَلْحَة الحراوي مرَّتَيْنِ فاعتمدوا إخْبَاره بذلك وَقُرِئَ عَلَيْهِ مرّة بل كتب بِخَطِّهِ قبيل مَوته بِسنة أَنه لَا يعلم من يُشَارِكهُ فِي رِوَايَته، وَرَأَيْت بِخَط صاحبنا النَّجْم بن فَهد أَنه حضر فِي الرَّابِعَة على الحراوي وَمَا علمت مُسْتَنده فِي ذَلِك. وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا فِي مُعْجَمه بقوله وَله النّظم الْفَائِق والنثر الرَّائِق والتصانيف الباهرة وخصوصا فِي تَارِيخ الْقَاهِرَة فَإِنَّهُ أَحْيَا معالمها وأوضح مجاهلها وجدد مآثرها وَترْجم أعيانها. وَلكنه لم يُبَالغ فِي أنبائه لهَذَا الْحَد بل قَالَ وأولع) بالتاريخ فَجمع مِنْهُ شَيْئا كثيرا وصنف فِيهِ كتبا وَكَانَ لِكَثْرَة ولعه بِهِ يحفظ كثيرا مِنْهُ قَالَ وَكَانَ حسن الصُّحْبَة حُلْو المحاضرة. وَقَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ مشتغلا بِكِتَابَة التواريخ وبضرب الرمل تولى الْحِسْبَة بِالْقَاهِرَةِ فِي آخر أَيَّام الظَّاهِر يَعْنِي برقوق ثمَّ عزل بمسطره ثمَّ تولى مُدَّة أُخْرَى فِي أَيَّام الدودار الْكَبِير سودون ابْن أُخْت الظَّاهِر عوضا عَن مسطره بِحكم أَن مسطره عزل نَفسه بِسَبَب ظلم سودون الْمَذْكُور. وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية فِي تَرْجَمَة جده: وَهُوَ جد الإِمَام الْفَاضِل المؤرخ تَقِيّ الدّين وَقَالَ غَيره جمع كتابا فِيمَا شَاهده وسَمعه مِمَّا لم يَنْقُلهُ من كتاب وَمن أعجب مَا فِيهِ أَنه كَانَ فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين مارا بَين القصرين فَسمع الْعَوام يتحدثون أَن الظَّاهِر برقوق خرج من

سجنه بالكرك وَاجْتمعَ عَلَيْهِ النَّاس قَالَ فضبطت ذَلِك الْيَوْم فَكَانَ كَذَلِك. وَمن شعره فِي دمياط: (سقى عهد دمياط وحياه من عهد ... فقد زادني ذكرَاهُ وجدا على وجدي) (وَلَا زَالَت الأنواء تسقى سحابها ... ديارًا حكت من حسنها جنَّة الْخلد) وَهِي أَكثر من عشْرين بَيْتا. مَاتَ فِي عصر يَوْم الْخَمِيس سادس عشري رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ بعد مرض طَوِيل وَذَلِكَ على مَا قَالَه شَيخنَا تَكْمِلَة ثَمَانِينَ سنة من عمره وَدفن يَوْم الْجُمُعَة قبل الصَّلَاة بحوش الصُّوفِيَّة البيبرسية رَحمَه الله وإيانا. 67 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد الشهَاب ابْن الشَّيْخ نور الدّين بن النقاش الميقاتي الْآتِي أَبوهُ. / ولد سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ. فَاضل متميز فِي الْمِيقَات متقن للحسابيات والوضعيات خَبِير بِالْمُبَاشرَةِ فِي الرياسة خلف وَالِده فِي مباشراته وقطن البارزية فِي بولاق لسد مباشرتها واستنابه فِي جهاته بِالْقَاهِرَةِ. وَكَانَ منجمعا عَن النَّاس مَعَ مُشَاركَة فِي النَّحْو وَالصرْف وَغَيرهمَا ونظم حسن وَعشرَة لَطِيفَة واستحضار لنكت وظرائف وَأَظنهُ لم يتَزَوَّج. وَمن نظمه فِيمَن اسْمه يُونُس: (قُم فاقطف الوردة من خَدّه ... وَلَا تخف فِي ذَاك من يحرس) (وآنس النَّفس بِذكر الَّذِي ... لساقه فَهُوَ لَهَا يُونُس) (عذاره وَالْقد مَعَ طرفه ... مَا الآس مَا البان مَا النرجس) (وَذكره العذب إِذا مَا نبا ... حلت مخافات العدى يُونُس) وَقَوله:) (كل من طبعه الأذية ... مَا يَمُوت إِلَّا مقهر) (شامت فِيهِ الأعادي ... وعَلى نَفسه يحسر) (لَا تكن يَا صَاح تغتاب ... لَا وَلَا صَاحب نميمه) (واترك المزح ودعه ... مَعَ الْأَلْفَاظ الدميمه) (والزم التَّقْوَى فَفِيهَا ... سَاعَة مِنْهَا غنيمه) (لَا ترم قطّ سواهَا ... تندم الْآن وتخسر) (وَتصير بَين الْخَلَائق ... أخمل النَّاس وتقهر) وَقَوله: (من ذَا الَّذِي يمْنَع مَا قدره ... من أمره وَهُوَ الَّذِي صوره) (لَو كَانَ للنَّاس من نَفسه ... موعظة أَو كَانَ ذَا تبصره) (رأى بِعَين الْحَال فِي حَاله ... وَحَال عَمَّا حَاله انكره) (فَكيف وَالْآيَة فِيهِ أَتَت ... أَي قتل الْإِنْسَان مَا أكفره) (يَا أَيهَا الْإِنْسَان مَا غَرَّك ... بِرَبِّك الْمُنعم إِلَّا الشره) (فاقلع عَن الذَّنب وَتب واستقم ... واخضع لَهُ إِن ترتجي الْآخِرَه) (وَقل إلهي سَيِّدي مقصدي ... سؤلي مناي الْعَفو والمغفره) مَاتَ تَقْرِيبًا سنة سبع وَتِسْعين.

68 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن حَاتِم بن مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف الشهَاب بن الْعَلَاء الطرابلسي الأَصْل الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الحبال. / ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وتفقه واشتغل قَدِيما وَسمع الحَدِيث من عَمه الْجمال يُوسُف وَكَانَ مَعَ القائمين فِي إِزَالَة دولة الظَّاهِر برقوق بِحَيْثُ أَخذ مَعَهم وَضرب ثمَّ اشْتهر بعد اللنك بطرابلس وَعظم شَأْنه وناب فِي قَضَائهَا ثمَّ اسْتَقل بل صَار أَمر الْبَلَد إِلَيْهِ وَأكْثر من الْقيام مَعَ الطّلبَة وَالرَّدّ عَنْهُم والتعصب لعقيدة الْحَنَابِلَة والإنصاف لأهل الْعلم مَعَ قلَّة بضاعته فِي الْعلم وَكَانَ أهل طرابلس يَعْتَقِدُونَ فِيهِ أقْصَى رتب الْكَمَال حَتَّى نقل ابْن قَاضِي شُهْبَة عَن الشَّاب التائب أَنهم لَو علمُوا جَوَاز بعث الله لنَبِيّ فِي هَذَا الزَّمَان لَكَانَ هُوَ، وَاسْتمرّ إِلَى أَن نوه بِهِ ابْن الكويز فِي أول ولَايَة الظَّاهِر ططر وبعناية الدودار الْكَبِير برسباي قبل سلطنته بِقَلِيل لكَونه كَانَ يعرفهُ من طرابلس حَتَّى اسْتَقر فِي قَضَاء الشَّام فَدَخلَهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَعشْرين وَشرط أَن لَا يلْزم بالركوب مَعَ الْقُضَاة لدار السَّعَادَة فاستمر إِلَى أَن صرف فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بِسَبَب مَا اعتراه من ضعف الْبَصَر والارتعاش وَثقل السّمع بِحَيْثُ كَانَ الْأُمُور لذَلِك تخرج كَثِيرَة الْفساد مَعَ كَونه وَهُوَ كَذَلِك يكثر الْعِبَادَة ويلازم الْجَمَاعَة، قَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة: وَكَانَ قد بَاشر مُبَاشرَة رَدِيئَة بِاعْتِبَار أَنه كَانَ لَا يبصر وَلَا يَهْتَدِي لشَيْء ففسد النظام وَأثبت أَشْيَاء مزمنة وَمَعَ ذَلِك مشت لكَونه فِي نَفسه جيدا والنائب وَغَيره يعتقدونه فَهَلَك بِسَبَب ذَلِك خلق كثير واستفتى عَلَيْهِ عُلَمَاء الشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة والحنابلة فأفتوا بعزل القَاضِي بالعمى وَآخر أمره لم يبْق لَهُ فهم وَلَا بصر إِلَّا الْيَسِير، كل ذَلِك مَعَ كَثْرَة عِبَادَته على كبر سنه وإلمامه بِالْحَدِيثِ وَكَونه لَيْسَ فِي الْفِقْه بِذَاكَ، وَبعد عَزله حمل إِلَى طرابلس فَمَاتَ بعد وُصُوله إِلَيْهَا بِيَوْم فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ عَن أَربع وَثَمَانِينَ سنة، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَاخْتَصَرَهُ فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لنا غير مرّة. وَفِي عصره أَحْمد بن الحبال أَيْضا وَهُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي غَانِم وَسَيَأْتِي. 69 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن أبي رَاجِح مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشهَاب الْقرشِي الشيبي الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين عَفا الله عَنهُ. 70 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد القاهري الأَصْل المقسي وَيعرف بِابْن قريميط. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الفيومي

إِمَام الزَّاهِد وَأخي الْفَخر المقسي وَقَرَأَ فِي الْمِنْهَاج عِنْد الشَّمْس المسيري ولازمه فِيهِ بِالْقَاهِرَةِ وَكَذَا بِمَكَّة حِين مجاورته بهَا وتكسب قِيَاسا ثمَّ من سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بِالْمُبَاشرَةِ بديوان يشبك الجمالي وسافر مَعَه فِي التجاريد الثَّلَاثَة وَحمد عقله وحذقه وأدبه مَعَ الْفُضَلَاء وإحسانه إِلَيْهِم بِحَيْثُ رتب لنُور الدّين الكلبشي فِي كل شهر دِينَارا وَكَذَا يكثر الْإِحْسَان لأمين الدّين بن النجار ولحذقة طلبته واستخبرته عَن تجريدة سنة خمس وَتِسْعين فَوَجَدته محررا ضابطا. 71 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله الشهَاب الدلجي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي / اشْتغل بِمصْر وَفضل فِي النَّحْو وَغَيره من العقليات ثمَّ توجه لطرابلس فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وَقد تميز فدرس بالأتابكية نِيَابَة عَن الْبَارِزِيّ وتعانى الشَّهَادَة وَحصل مِنْهَا دنيا وَولي مشيخة خانقاه حَانُوت بسفارة الْعَلَاء البُخَارِيّ وَكِتَابَة إِلَى مصر بِحَيْثُ انتزعت من ابْن حجي، وَكَانَ حسن الْعبارَة جيد الْخط عَارِفًا بالصناعة فصيح الْعبارَة فَاضلا وَلكنه كَانَ متنقصا للنَّاس كثير الِاسْتِهْزَاء بهم. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَهُوَ فِي عشر السّبْعين ظنا وَلم يتَزَوَّج قطّ وَكَانَ يزْعم أَنه يعِيش الْعُمر الطبيعي. والتقط من شرح البُخَارِيّ للكرماني فَوَائِد وأفادنيها وَجمع بَين التَّوَسُّط وَالْخَادِم فِي مجلدات مَعَ زَوَائِد كَثِيرَة ومعقولات بِخَطِّهِ الْجيد وَوَقع لخطيب مَكَّة مِنْهَا أَرْبَعَة أَجزَاء ضخمة أَو أَكثر وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي يشكره وَيَقُول أَنه يسْتَدلّ بِهِ على زِيَادَة فضيلته. قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة كَانَ فَاضلا فِي صناعَة الشَّهَادَة جيد الْخط وَيتَكَلَّم فِي العقليات جيدا غير أَنه كَانَت تنْسب إِلَيْهِ أَشْيَاء فَالله أعلم. 72 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله النفياني الأَصْل القاهري نزيل المنكوتمرية. / شَاب حفظ الْقُرْآن واشتغل عِنْد الْبَدْر حسن الْأَعْرَج والزينين الأبناسي وَأخي ولازمني فِي تقريب النَّوَوِيّ وَغَيره وتنزل فِي الصُّوفِيَّة. 73 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله قيم مدرسة الولوي البُلْقِينِيّ وَيعرف بالبصيري بِالتَّصْغِيرِ. / مِمَّن نَشأ فِي بَيت الولوي الْمشَار إِلَيْهِ وأقربائه وَكَثُرت مرافعاته وَلم يحصل على طائل بل نسبت إِلَيْهِ جريمة فَاحِشَة مَعَ زِيَارَة اللَّيْث وَنَحْوه. 74 - أَحْمد بن عَليّ بن خيل الشهَاب القاهري أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء وَيعرف بِابْن السكرِي حِرْفَة أَبِيه. / مِمَّن يشْتَغل عِنْد الزين زَكَرِيَّا والبكري ثمَّ نزل للكمال الطَّوِيل وَنَحْوه، وَقد حج وَتردد إِلَيّ وَعِنْده سُكُون وأدب.

أَحْمد بن عَليّ بن عَليّ بن عِيسَى فتح الدّين أَبُو الْفَتْح المنوفي القلعي الشَّافِعِي. / أحد النواب وَهُوَ بكنيته أشهر. يَأْتِي فِي الكنى. 75 - أَحْمد بن عَليّ بن عَليّ بن مُحَمَّد الشهَاب القمني الأَصْل ثمَّ القاهري الْمُقْرِئ وَيعرف بِابْن الشَّيْخ عَليّ. / وَكَانَ وَالِده وَهُوَ ابْن أُخْت الزين القمني من أهل الْقُرْآن وَالْخَيْر فولد لَهُ هَذَا فِي خَامِس عشري رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ دَاخل بَاب زويلة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب الصعيدي أحد من جمع للسبع على الزين طَاهِر وتلاه لأبي عَمْرو وعَلى الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي وتدرب فِي قِرَاءَة الأجواق فتميز حَتَّى صَار أحد رُؤَسَاء الْقُرَّاء وَانْفَرَدَ بالتبرع فِي الْقِرَاءَة فِي الْمشَاهد والمجامع وَنَحْوهَا وَعدم مزاحمته لجماعته فِي ذَلِك وَكَثُرت جهاته وأملاكه وثروته مَعَ رغبته فِي الملاطفة والمماجنة والألفاظ الَّتِي يستطرفها عشراؤه ورام الْأَشْرَف قايتباي التَّعَرُّض لَهُ رَجَاء حوز شَيْء وضيق عَلَيْهِ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ، وَيُقَال أَن سَببه تَسْمِيَته لَهُ قاشان فَمَا ظفر مِنْهُ بِشَيْء فَأَطْلقهُ وَلم يلبث أَن احْتَرَقَ لَهُ ملك هائل بحارة الرّوم وتحاموا إِعْلَامه لضَعْفه إِذْ ذَاك، وَقد قصدني غير مرّة وَعرض وَلَده عَليّ، ورأيته كتب على مَجْمُوع البدري مَقْطُوعًا أَظُنهُ لغيره وَلكنه قَالَ إِنَّه لكَاتبه فَالله أعلم. 76 - أَحْمد بن عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن أبي بكر بن سَالم الشهَاب الكلَاعِي الْحِمْيَرِي الشوايطي اليمني ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد الْجمال مُحَمَّد وَعلي. / ولد فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بشوايط بِمُعْجَمَة ثمَّ مُهْملَة بَلْدَة بِقرب تعز وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ثمَّ قدم تعز بعد التسعين فحفظ بهَا الشاطبية وتلا على الشَّيْخ عبد الله البنبي ختمة جمع فِيهَا بَين قِرَاءَة قالون عَن نَافِع وَابْن كثير وَأبي عَمْرو بل وَجمع عَلَيْهِ للسبع من أول الْقُرْآن إِلَى ويسألونك عَن الْأَهِلّة ثمَّ تَلا ختمة للسبع على الْمُقْرِئ عبد الرَّحْمَن بن هبة الله الملحاني، ثمَّ انْتقل إِلَى مَكَّة سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فقطنها حَتَّى مَاتَ وسافر مِنْهَا إِلَى الزِّيَارَة النَّبَوِيَّة غير مرّة وَلذَا تردد إِلَى الْيمن مرَارًا وَلَقي بحران من بلادها مُحَمَّد بن يحيى الشارفي الْهَمدَانِي شيخ الملحاني الْمُتَقَدّم فَتلا عَلَيْهِ أَيْضا للسبع وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَكَذَا تَلا فِي حَال إِقَامَته وأذنوا لَهُ فِي الإقراء وتفقه فِي الْمَدِينَة بالجمال الكازروني بحث عَلَيْهِ من التَّنْبِيه إِلَى الرَّهْن وَفِي مَكَّة بالشمس الغراقي بحث عَلَيْهِ فِي التَّنْبِيه أَيْضا والمنهاج وَسمع بِمَكَّة

على الشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي وَابْن صديق والمراغي وَالْجمال بن ظهيرة والزين الطَّبَرِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ حِين قدمهَا وَعلي بن مَسْعُود بن عَليّ بن عبد الْمُعْطِي فِي آخَرين وبالمدينة على المراغي أَيْضا والرضى أبي حَامِد المطري ورقية ابْنة ابْن مزروع وَجَمَاعَة وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير لنَفسِهِ وَلغيره وأقرأ الْأَطْفَال مُدَّة وَعَكَفَ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام يقرئ ويدرس ويفيد فَعم الِانْتِفَاع، وباشر مشيخة الباسطية هُنَاكَ حِين أعرض عَنْهَا الشَّيْخ عمر الشيبي بعد أَن كَانَ أحد صوفيتها وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا الْأمين الأقصرائي تَلا عَلَيْهِ لأبي عَمْرو فِي بعض مجاوراته ولقيته بِمَكَّة فَحملت عَنهُ الْكثير، وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا مفننا خيرا دينا سَاكِنا متواضعا ذَا سمت حسن ونسمة لَطِيفَة بالجرم وانجماع وملازمة لِلْعِبَادَةِ والإقراء وَالطّواف محبا إِلَى النَّاس قاطبة مبارك الإقراء. وَقد وَصفه شَيخنَا بالشيخ الْقدْوَة الْفَاضِل الأوحد الْفَقِيه. مَاتَ فِي صبح يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا. 77 - أَحْمد بن عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحرز الشهَاب بن النُّور بن السراج الصندفي الْمحلى الْمَالِكِي سبط الشَّيْخ أبي بكر الطريني وَيعرف بِابْن مُحرز. / مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ. 78 - أَحْمد بن عَليّ بن عمر بن كنان شهَاب الدّين الْعَيْنِيّ الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي وَالِد الْفَخر يَعْنِي الْآتِي / هُوَ وَأَبوهُ أَيْضا كَانَ يذكر أَنه ينتسب للزبير بن الْعَوام وَوصل نسبه بِهِ. ولد بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَقَرَأَ على ابْن الْجَزرِي طيبته من حفظه وَأَجَازَ لَهُ وَكَذَا سمع على النُّور الْمحلى سبط الزبير فِي سنة عشر بعض الِاكْتِفَاء للكلاعي. وَكَانَ خيرا متعبدا منجمعا عَن النَّاس كثير التِّلَاوَة تحول فِي آخر عمره لمَكَّة فدام بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَدفن بجوار وَالِده فِي المعلاة رَحمَه الله وإيانا. 79 - أَحْمد بن عَليّ بن عمر شهَاب الدّين القاهري نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن الشوا. / عَامي تعلق على المتجر فَحصل قدرا وَلم يكن بالمرضي. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَقد قَارب السّبْعين وَهُوَ الَّذِي لفت خَالِي عَن طَريقَة وَالِده إِلَى التِّجَارَة وَركب بِهِ الْبَحْر متوغلا فِي الْبِلَاد حَتَّى قيل إِنَّه أتْلفه فَالله قبيله. 80 - أَحْمد بن عَليّ بن عواض الشهَاب التروجي ثمَّ السكندري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن عواض. / حفظ فِيمَا قيل الْكَنْز واشتغل بِالتِّجَارَة وبذل فِي قَضَاء الاسكندرية ثَلَاثَة

آلَاف دِينَار عجل ثلثهَا وَصرف بِهِ الدرشابي فَمَكثَ أَزِيد من شهر بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَيُقَال أَنه هدد بالمقشرة فِي وزن الْبَاقِي بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك سَببا لمَوْته وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر ثمَّ دفن بتربة المجاورين وَهُوَ فِي نَحْو السِّتين وَكَانَ مصاهرا لِابْنِ محليس مِمَّن يذكر بِخَير وديانة عَفا الله عَنهُ. 81 - أَحْمد بن عَليّ بن عِيسَى بن عَليّ بن عِيسَى بن عبد الْكَرِيم الشهَاب الزملكاني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن السديدارة بِضَم السِّين وَفتح الدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ ثمَّ تَحْتَانِيَّة. / ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ بِبَعْض الاستدعاءات، وَرَأَيْت من قَالَ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَن أَبَاهُ مَاتَ سنة خمس وَسبعين وَهُوَ ابْن سبع سِنِين وَسمع فِي صغره من مَشَايِخ بَلَده وَشهد على الْقُضَاة قَدِيما وَتعين بعد موت السويدي وَابْن الحساني إِلَى أَن صَار هُوَ ورفيقه الشَّمْس الْأَذْرَعِيّ عين شُهُود الشَّام بل عمل نقيب الشَّافِعِي هُنَاكَ، مَعَ شح زَائِد حَتَّى على نَفسه. مَاتَ) فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخلف من النَّقْد شَيْئا كثيرا. أَحْمد بن عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى الحسني السمهودي. / مضى فِي ابْن أبي الْحسن. 82 - أَحْمد بن عَليّ بن عِيسَى الزين الْأنْصَارِيّ الدهروطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي والدا التَّاج مُحَمَّد الأتي وَيعرف بِالْأَنْصَارِيِّ / تزوج ابْنة الْمجد اسماعيل قَاضِي الْحَنَفِيَّة وَكَانَ بعد صهره بِقَلِيل. 83 - أَحْمد بن عَليّ بن أبي الْقسم بن الْقسم بن مُحَمَّد بن حسن اليمني الْمَكِّيّ الزيدي وَيعرف بِابْن الثقيف. / عَنى قَلِيلا بِالْعَرَبِيَّةِ وَالشعر ونظم ومدح السَّيِّد حسن صَاحب مَكَّة وَغَيره وهجا صَاحب يَنْبع وَأَقْبل على اللَّهْو واجتماع النَّاس عِنْده لذَلِك وحنق بَعضهم مِنْهُ لِاجْتِمَاع بعض الشَّبَاب عِنْده فَقتل لذَلِك فِيمَا قيل فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشري شَوَّال سنة تسع عشرَة عَن نَحْو الثَّلَاثِينَ أَو أَزِيد بِقَلِيل وطل دَمه وَأنكر الْمُتَّهم بقتْله ذَلِك والموعد الْقِيَامَة وَقد فَازَ بِالشَّهَادَةِ ولعلها أَن تكفر عَنهُ. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة. 84 - أَحْمد بن عَليّ بن قرطاي الشهَاب أَبُو الْفضل بن الْعَلَاء بن السَّيْف الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ سبط مُحَمَّد بن بكتمر الساقي الْحَنَفِيّ وَيعرف بسيدي أَحْمد بن بكتمر. / ولد فِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشري شعْبَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي ترف زَائِد ونعمة سابغة وثروة ظَاهِرَة من أقطاع وأوقاف كَثِيرَة جدا حَتَّى أَن غَلَّته تزيد على عشرَة دَنَانِير كل يَوْم فِيمَا قيل وَمَعَ ذَلِك فَلَا يزَال فِي دين كثير لكَونه

يقتني الْكتب النفيسة بالخطوط المنسوبة والجلود المتقنة وَغير ذَلِك من الْآلَات البديعة وَالْقطع المنسوبة الْخط وَقد اشْتغل فِي الْفُنُون وأتقن صنائع عدَّة وبرع فِي الْفِقْه وَكتب على الْعَلَاء بن عُصْفُور فبرع فِي الْكِتَابَة وفنونها حَتَّى فاق فِي الْمَنْسُوب لَا سِيمَا فِي طَريقَة ياقوت، وَكَانَ يَقُول إِنَّه سمع على ابْن الْجَزرِي حَدِيث قصّ الْأَظْفَار وعَلى القبابي وَأكْثر النّظر فِي التَّارِيخ والأدبيات وَقَالَ الشّعْر الْجيد وَهُوَ مِمَّن قرض سيرة الْمُؤَيد لِابْنِ ناهض. وَكَانَ فَاضلا أديبا شَاعِرًا لطيفا حسن المحاضرة صبيح الْوَجْه محبا فِي الْفَضَائِل والتحف ذَا ذهن وقاد مَعَ السّمن الْخَارِج عَن الْحَد بِحَيْثُ لَا يحملهُ إِلَّا الْجِيَاد من الْخَيل حَتَّى أَنه يقترح لأَصْحَاب الصَّنَائِع أَشْيَاء فِي فنونهم فيقرون بِأَنَّهَا أحسن مِمَّا كَانُوا يُرِيدُونَ عمله وَهُوَ من أفكه النَّاس محاضرة وأحلاهم نادره وَأحسنه وَجها وأطهرهم وضاءة عِنْده من لطيفات الصِّفَات بِقدر مَا عِنْده من ضخامة الذَّات، وَله وجاهة عِنْد الأكابر، ومحاسنه شَتَّى غير أَنه كَانَ مُسْرِفًا على نَفسه ينْفد أَوْقَات جده ويستدين أَيْضا كَمَا تقدم، وَقد قطن الْقُدس ودمشق والقاهرة) وَتُوفِّي بهَا فِي الطَّاعُون لَيْلَة الِاثْنَيْنِ عَاشر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَحمل جنَازَته ثَمَانِيَة أنفس مِنْهُم أَرْبَعَة بالخشب الَّذِي يسمونه أقوابا رَحمَه الله. وَمن نظمه مِمَّا كتبه عَنهُ البقاعي: (تسلطن إِلَى مَا بَين الأزاهر نرجس ... بِمَا خص من إبريزه ولجينه) (فَمد إِلَيْهِ الْورْد رَاحَة مقتر ... فَأعْطَاهُ تبرا من قراضة عينه) وَمن نظمه: (إِن إِبْرَاهِيم أورى ... فِي الحشا مِنْهُ ضراما) (لَيْت قلبِي بلقاه ... نَالَ بردا وَسلَامًا) وَقَوله: (رعى الله أَيَّام الرّبيع وروضها ... بهَا الْورْد يزهو مثل خد حَبِيبِي) (وَإِنِّي وَحقّ الْحبّ لَيْسَ ترحلي ... سوى لمَكَان ممرع وخصيب) وَعِنْدِي من نظمه بِهَامِش الأنباء سوى هَذَا وَقد أثنى عَلَيْهِ المقريزي. أَحْمد بن عَليّ بن قوام / فِيمَن جده أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن قوام. 85 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشهَاب السنديمي الْمَكِّيّ. / أجَاز لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة الْعَفِيف النشاوري وَابْن حَاتِم والعراقي والهيثمي وَابْن صديق والصردي وَابْن خلدون وَابْن عَرَفَة والغياث العاقولي وَآخَرُونَ، وَسمع على ابْن الْجَزرِي وَغَيره أجَاز لي وَكَانَ أحد خدام دَرَجَة الْكَعْبَة وأضر بِأخرَة ثمَّ قدح لَهُ فأبصر. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع صفر سنة أَربع وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالمعلاة. 86 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن

أَحْمد. حفيد الْبَدْر ابْن شَيخنَا ابْن حجر. / 87 - أَحْمد بن عَليّ بن أبي رَاجِح مُحَمَّد بن إِدْرِيس أَبُو المكارم الْعَبدَرِي الشيبي الحَجبي الْمَكِّيّ / كَانَ من أَعْيَان الحجبة. توفّي فِي أَوَائِل سنة ثَمَان غريقا فِي الْبَحْر المالح وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَى بِلَاد الْيمن. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. 88 - أَحْمد بن الْفَقِيه عَليّ بن مُحَمَّد بن تَمِيم شهَاب الدّين أَبُو عبد الباسط الدمياطي الشَّافِعِي وَيعرف بالزلباني. / شيخ معمر رَأَيْته بالسابقية فِي سنة سبع وَسبعين حَيْثُ قدم الْقَاهِرَة فِي بعض الْمَقَاصِد وَأَخْبرنِي أَنه جَازَ الْمِائَة بسنين وأمارات الصدْق عَلَيْهِ لائحة، وَقد تسارع جمَاعَة للاجتماع بِهِ ومصافحته، وَهُوَ مِمَّن صحب الزين أَبَا بكر الخوافي وَعبد الْعَزِيز الغزنوي وتلقن مِنْهُمَا الذّكر وصافحاه، وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَن الشبرلسي سمعته يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله وَيذكر شَيْئا من الْآدَاب الصُّوفِيَّة وَقَرَأَ الْفَاتِحَة ودعا لي، وَلم يلبث أَن رَجَعَ إِلَى بَلَده وَمَات. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الزين زَكَرِيَّا. 89 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْبَهَاء الْأنْصَارِيّ الثتائي القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي أَخُو الشّرف مُوسَى وأخويه مُحَمَّد وَأبي بكر ووالد مُحَمَّد الْمَاضِي. / ولد فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة بتتا قَرْيَة بالمنوفية وَقدم الْقَاهِرَة فاشتغل بِالْعلمِ وَكتب الْمَنْسُوب ثمَّ صحب الأكابر وتعانى المتجر وَعرف بالصيانة والديانة وجاور بِمَكَّة عدَّة سِنِين حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة، وَكَانَ حُلْو اللِّسَان كثير الْأَدَب كريم النَّفس متجملا فِي حركاته وخدمه والواردين رَحمَه الله وإيانا. 90 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن ضوء الشهَاب أَبُو عبد الْعَزِيز الْآتِي الصَّفَدِي الأَصْل الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن النَّقِيب أَخُو يُوسُف الْآتِي. / ولد فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري رَمَضَان سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من الزيتاوي سنَن ابْن مَاجَه بفوت وَمن اليافعي وخليل بن إِسْحَاق الدَّارَانِي وَعبد الْمُنعم بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ والعلائي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَالم وَشَيخنَا الأبي، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لأولادي وَذكره فِي أنبائه فَقَالَ: أَحْمد بن عَليّ بن النَّقِيب. تقدم فِي فقه الْحَنَفِيَّة وشارك فِي فنون وَكَانَ يؤم بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى مَاتَ سنة سِتّ عشرَة. 91 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن حسن الكيلاني الْمَكِّيّ وَيعرف أَبوهُ بالخواجا شيخ عَليّ. / ولد سنة سبع بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع فِي سنة أَربع من الزين أبي بكر المراغي الْخَتْم من مُسلم وَأبي دَاوُد وَابْن حبَان. وَمَات ظنا بِالْيمن.

92 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الشهَاب البُلْقِينِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ القادري. / أَخذ عَن حسن الكشكشي القادري بل وَفِيمَا قيل عَن ابْن الناصح وتجرد وساح مُدَّة ثَمَانِي عشرَة سنة وَصَارَ مَشْهُورا بالصلاح. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين وَدفن ظَاهر بَاب النَّصْر رَحمَه الله. 93 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن البتنوني الأَصْل القاهري الباسطي زوج ابْنة أبي الْعَبَّاس الغمري الْآتِي / سمع مني مَعَ أَبِيه وَكَذَا سمعا على القمصي. 94 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف الْكَمَال أَبُو الْعَبَّاس بن الصّلاح الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ الشَّمْس الرقي الْمقري وَيعرف بِابْن عبد الْحق وقديما بَاب قَاضِي الْحصن وَعبد الْحق جد جده لأمه وَهُوَ عبد الْحق بن خَلِيل الْحَنْبَلِيّ. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأحضر بإفادة جده لأمه على أبي مُحَمَّد بن أبي التائب والبندنيجي وَأَسْمَاء ابْنة صصرى وَسمع على الْمزي والبرزالي وَأكْثر وَالشَّمْس بن نباتة وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي عصرون وَعَائِشَة ابْنة الْمُسلم الحرانية وَخلق كثير من أَصْحَاب ابْن عبد الدَّائِم وَتفرد بأَشْيَاء وَحدث بالكثير، قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا جملَة وَقَالَ إِنَّه لم يكن مَحْمُودًا فِي سيرته ويتعسر فِي التحديث. مَاتَ فِي ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَنا بِدِمَشْق وَقد جَازَ السّبْعين. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه والفاسي فِي ذيله والمقريزي فِي عقوده. 95 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن حَمْزَة بن مُحَمَّد بن نَاصِر بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد الباقر بن عَليّ زين العابدين بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن أبي هَاشم بن الْحَافِظ الشَّمْس أبي المحاسن الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الْعِزّ حَمْزَة الْآتِي وَكَذَا أَبوهُ. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن صديق وَأبي الْعَبَّاس بن عبد الْحق الْحَنَفِيّ وَأبي الْيُسْر ابْن الصَّائِغ وَزَيْنَب ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان السكرِي وَغَيرهم الْكثير، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَأذن بالجامع الْأمَوِي بل كَانَ رَئِيس المؤذنين فِيهِ. مَاتَ بِدِمَشْق فِي سلخ صفر أَو أول ربيع الأول سنة ثَمَان وَأَرْبَعين رَحمَه الله. 96 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن ضرغام بن عَليّ بن عبد الْكَافِي الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْقرشِي التَّمِيمِي الْبكْرِيّ الغضايري الْحَنَفِيّ الْمُؤَذّن أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد يعرف بِابْن سكر بِضَم الْمُهْملَة ثمَّ كَاف مُشَدّدَة / سمع بإفادة أَخِيه من الْبَدْر الفارقي

وَأبي زَكَرِيَّا يحيى بن الْمصْرِيّ وَأبي الْفرج بن عبد الْهَادِي وَالْحسن بن السديد ويوسف بن عبد الله الدِّمَشْقِي والشهاب أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ الزبيرِي والموفق أَحْمد بن أَحْمد بن عُثْمَان الشارعي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر السراج وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن تَيْمِية فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ الْمزي والذهبي وَابْن الْجَزرِي وَفَاطِمَة ابْنة الْعِزّ وَآخَرُونَ وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة كشيخنا بِالْقَاهِرَةِ والتقي الفاسي وَذكره فِي تَقْيِيده والمقريزي فِي عقوده وَأَنه روى لَهُ المسلسل والعمدة، وَكَانَ شَيخا سَاكِنا مُؤذنًا بالمنصورية وجامع الْحَاكِم وَله بِقُرْبِهِ دكان يَبِيع فِيهِ الفخار. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي رَجَب سنة سِتّ وَله بضع وَسَبْعُونَ سنة. 97 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر الشهَاب بن النُّور الفاكهي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ابْن أُخْت السراج معمر الْآتِي وَأَبوهُ. / ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وثماني مائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والإرشاد لِابْنِ الْمقري وألفية ابْن مَالك وَعرض على الْبُرْهَان بن ظهيرة والمحب الطَّبَرِيّ والعلمي فِي آخَرين وَسمع مني بِمَكَّة وبالمدينة أَشْيَاء بل قَرَأَ عَليّ بِالْقَاهِرَةِ فِي سنَن أبي دَاوُد وتكرر قدومه لَهَا وَهُوَ حاذق فطن متودد. 98 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ شهَاب الدّين بن السَّابِق. / مَاتَ فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة فِي محبسه بالمقشرة وَكَانَ شيخ الْعَرَب بالغربية تلقاها بعد موت ابْن عَمه السراج عمر بن عبد الله بن السَّابِق وَاسْتمرّ فِيهَا مُدَّة إِلَى أَن صودر فِي نَحْو ثَلَاثِينَ ألف دِينَار فِيمَا قيل وَآل أمره إِلَى أَن طيف بِهِ وَقد سلخ رَأسه على جمل ثمَّ أودع السجْن فَلم يلبث إِلَّا نَحْو شهر وَمَات، كل ذَلِك بعد أَن اسْتَقر عوض إِبْرَاهِيم بن عمر الْمَذْكُور وَهُوَ أَخُوهُ لأمه. 99 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر الْمُحب أَو الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الفاكهي وَهُوَ عَم وَالِد لمذكور قَرِيبا وَابْن أُخْت الْجلَال عبد الْوَاحِد المرشدي. / ولد سنة سبع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج والعمدة فِي أصُول الدّين للنسفي وعرضهما على جمَاعَة. وتفقه بِالنَّجْمِ الوَاسِطِيّ ولازمه حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج بحثا وَسمع الْحَاوِي غير مرّة عَلَيْهِ بحثا وَكَذَا حضر دروس خَاله فِي التَّفْسِير والعربية وَغَيرهمَا ودروس أبي السعادات بن ظهيرة وتفنن وبرع وَأذن لَهُ النَّجْم فِي الإقراء والإفتاء سمع على الزين المراغي الصَّحِيحَيْنِ بفوت، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وناب فِي قَضَاء جدة عَن

القَاضِي نور الدّين عَليّ بن دَاوُد الكيلاني وَعَن اليونيني، ورام النِّيَابَة بِمَكَّة فَمَا تمكن بعد أَن أذن لَهُ فِيهِ، أجَاز لي وَمَات فِي عَاشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة رَحمَه الله وإيانا. 100 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله شهَاب الدّين الردادي الْحَنَفِيّ أَخُو المحمدين / اشْتغل قَلِيلا. وَمَات فِي منتصف شعْبَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ عَن أَربع وَسِتِّينَ سنة عَفا الله عَنهُ. 101 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح النُّور الْمُنْذِرِيّ الدِّمَشْقِي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن النّحاس وبالمحدث. / اشْتغل بِالْحَدِيثِ وَحصل مِنْهُ طرفا وَأخذ عَن الصّلاح الصَّفَدِي وَسمع بِدِمَشْق وحلب الْكثير من أَصْحَاب ابْن عبد الدَّائِم ثمَّ أَقَامَ بهَا وأقرأ بهما بعض الطّلبَة وَكَانَت محاضرته حَسَنَة يستحضر من التَّارِيخ وَأَيَّام النَّاس طرفا جيدا وَأثْنى البُلْقِينِيّ على فضيلته وتحول إِلَى كلمز من أَعمال حلب فسكنها وَقَرَأَ البُخَارِيّ على النَّاس ثمَّ انْتقل إِلَى سرمين فَمَاتَ بهَا فِي سنة ثَلَاث فِيمَا يغلب على ظَنِّي. قَالَه ابْن خطيب الناصرية، وَأوردهُ شَيخنَا فِي سنة أَربع وَمن إنبائه بِاخْتِصَار نقلا عَنهُ. 102 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَيُّوب الشهَاب بن النُّور بن البرقي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وجده وأخواه مُحَمَّد وَأَبُو بكر وهما شقيقان / وَصَاحب التَّرْجَمَة شَقِيق لأخته. ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وناب عَن ابْن الديري فَمن بعده، وَله حشمة وَستر فِي الْجُمْلَة بِالنِّسْبَةِ لأخويه وَهُوَ مِمَّن كَانَ مَعَ الركب الأول فِي سنة سِتّ وَتِسْعين فحج وَرجع. أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبَادَة. / يَأْتِي قَرِيبا فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عبَادَة. 103 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن نور الدّين بن أبي عبد الله الحسني الفاسي الممكي الْمَالِكِي وَالِد التقي مُحَمَّد الْآتِي. / ولد فِي ثَانِي عشري ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع بهَا من الْعِزّ بن جمَاعَة منسكه الْكَبِير وَغَيره وَمن الْفَقِيه خَلِيل الْمَالِكِي واليافعي وَطَائِفَة وبالقاهرة من الْبَهَاء أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَغَيره وبحلب من جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ العلائي وَسَالم الْمُؤَذّن وَغَيرهمَا كالصلاحين الصَّفَدِي وَابْن أبي عَمْرو وَابْن النَّجْم وَابْن أميلة وَابْن الجوخي وزغلش والبياني والزيتاوي، وَحفظ فِي صغره كتبا وَأخذ الْفِقْه والعربية عَن جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي ومُوسَى المراكشي وَأَشْيَاء من الْعلم عَن القَاضِي أبي الْفضل النويري وَكَذَا أَخذ عَن غير وَاحِد بِمصْر وَغَيرهَا الْأُصُول

والمعاني وَالْبَيَان وَالْأَدب وَغير ذَلِك وَأذن لَهُ ابْن عبد الْمُعْطِي بالإفتاء، وَتقدم فِي معرفَة الْأَحْكَام والوثائق ودرس وَأفْتى وَحدث وصنف فِي مسَائِل مَعَ نظم ونثر فِيهِ أَشْيَاء حَسَنَة وَأكْثر من مدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَذَا لَهُ مدائح فِي أُمَرَاء مَكَّة وَولي مُبَاشرَة الْحرم) بعد أَبِيه فِي سنة إِحْدَى سبعين وناب فِي قضايا عَن صهره وَشَيْخه القَاضِي أبي الْفضل وَعَن وَلَده الْمُحب وَالْجمال بن ظهيرة وَابْن أُخْته السراج عبد اللَّطِيف الْحَنْبَلِيّ وَكَذَا نَاب فِي الْعُقُود عَن الْمُحب النويري وَولده الْعِزّ بل نَاب بِأخرَة فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة عَن وَلَده التقي، وَدخل الديار المصرية وَالشَّام واليمن غير مرّة وَكَذَا زار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرَارًا كَانَ فِي بَعْضهَا مَاشِيا وجاور بِالْمَدِينَةِ أوقاتا كَثِيرَة وَكَانَ مُعْتَبرا بِبَلَدِهِ ذَا مكانة عِنْد ولاتها بِحَيْثُ يدخلونه فِي أُمُورهم وَهُوَ ينْهض بِالْمَقْصُودِ من ذَلِك بل صاهر أَمِير مَكَّة السَّيِّد حسن بن عجلَان على ابْنَته أم هَانِئ وَمن نظمه فِيهِ من قصيدة: (عدلت فَمَا تؤوي الْهلَال الْمَشَارِق ... لينظره بالمغربين الْمَشَارِق) (فَمَا رائح إِلَّا بخوفك أعزل ... وَلَا صَامت إِلَّا بِفَضْلِك نَاطِق) كل ذَلِك مَعَ كَثْرَة الْمُرُوءَة وَالْإِحْسَان إِلَى الْفُقَرَاء وَغَيرهم وَشدَّة التخيل والانجماع. تَرْجمهُ وَلَده فِي تَارِيخ مَكَّة وبيض لَهُ فِي ذيل التَّقْيِيد. وَقَالَ شَيخنَا فِي إنبائه أَنه عني بِالْعلمِ فمهر فِي عدَّة فنون وخصوصا الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر الرَّائِق وفَاق فِي معرفَة الوثائق ودرس وَأفْتى وَحدث قَلِيلا، أجَاز لي وباشر شَهَادَة الْحرم نَحْو خمسين سنة، زَاد فِي مُعْجَمه وَكَانَ كثير التخيل والانجماع سَمِعت من نظمه وفوائده وَأَجَازَ لِابْني مُحَمَّد. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشري شَوَّال سنة تسع عشرَة وَصلى عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْجُمُعَة عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة بجوار ابْنَته الْمَذْكُورَة وَكَانَت جنَازَته حافلة، وَمِمَّنْ تَرْجمهُ المقريزي فِي عقوده. رَحمَه الله وإيانا. 104 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد شَيْخي الْأُسْتَاذ إِمَام الْأَئِمَّة الشهَاب أَبُو الْفضل الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الْمصْرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن حجر / وَهُوَ لقب لبَعض آبَائِهِ. ولد فِي ثَانِي عشري شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة بِمصْر العتيقة وَنَشَأ بهَا يَتِيما فِي كنف أحد أوصيائه الزكي الخروبي فحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن تسع عِنْد الصَّدْر السفطي شَارِح مُخْتَصر التبريزي وَصلى بِهِ على الْعَادة بِمَكَّة حَيْثُ كَانَ مَعَ وَصِيّه بهَا والعمدة وألفية ابْن الْعِرَاقِيّ وَالْحَاوِي الصَّغِير ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ والملحة وَغَيرهَا، وَبحث فِي صغره وَهُوَ بِمَكَّة الْعُمْدَة على الْجمال بن ظهيرة

ثمَّ قَرَأَ على الصَّدْر الأبشيطي بِالْقَاهِرَةِ شَيْئا من الْعلم وَبعد بُلُوغه لَازم أحد أوصيائه الشَّمْس بن الْقطَّان فِي الْفِقْه والعربية والحساب وَغَيرهَا وَقَرَأَ) عَلَيْهِ جانبا كَبِيرا من الْحَاوِي وَكَذَا لَازم فِي الْفِقْه والعربية النُّور الأدمِيّ وتفقه بالأبناسي بحث عَلَيْهِ فِي الْمِنْهَاج وَغَيره وَأكْثر من ملازمته أَيْضا لاختصاصه بِأَبِيهِ وبالبلقيني لَازمه مُدَّة وَحضر دروسه الْفِقْهِيَّة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكثير من الرَّوْضَة وَمن كَلَامه على حواشيها وَسمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة الشَّمْس الْبرمَاوِيّ فِي مُخْتَصر الْمُزنِيّ وبابن الملقن قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة كَبِيرَة من شَرحه الْكَبِير على الْمِنْهَاج، ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي غَالب الْعُلُوم الَّتِي كَانَ يقرئها دهرا وَمِمَّا أَخذه عَنهُ فِي شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَفِي جمع الْجَوَامِع وَشَرحه للعز وَفِي الْمُخْتَصر الْأَصْلِيّ وَالنّصف الأول من شَرحه للعضد وَفِي المطول وعلق عَنهُ بِخَطِّهِ أَكثر من شرح جمع الْجَوَامِع، وَحضر دروس الْهمام الْخَوَارِزْمِيّ وَمن قبله دروس قنبر العجمي وَأخذ أَيْضا عَن الْبَدْر بن الطنبدي وَابْن الصاحب والشهاب أَحْمد بن عبد الله البوصيري وَعَن الْجمال المارداني الموقت الحاسب، واللغة عَن الْمجد صَاحب الْقَامُوس والعربية عَن الغماري والمحب بن هِشَام، وَالْأَدب وَالْعرُوض وَنَحْوهمَا عَن الْبَدْر البشتكي وَالْكِتَابَة عَن أبي عَليّ الزفتاوي والنور البدماصي، والقراءات عَن التنوخي قَرَأَ عَلَيْهِ بالسبع إِلَى المفلحون وجوده قبل ذَلِك على غَيره، وجد فِي الْفُنُون حَتَّى بلغ الْغَايَة وحبب الله إِلَيْهِ الحَدِيث وَأَقْبل عَلَيْهِ بكليته طلبه من سنة ثَلَاث وَتِسْعين وهلم جرا، لكنه لم يلْزم الطّلب إِلَّا من سنة سِتّ وَتِسْعين فعكف على الزين الْعِرَاقِيّ وَتخرج بِهِ وانتفع بملازمته وَقَرَأَ عَلَيْهِ ألفيته وَشَرحهَا ونكته على ابْن الصّلاح دراية وتحقيقا وَالْكثير من الْكتب الْكِبَار والأجزاء الْقصار وَحمل عَنهُ من أَمَالِيهِ جملَة واستملى عَلَيْهِ بَعْضهَا. وتحول إِلَى الْقَاهِرَة فسكنها قبيل الْقرن وارتحل إِلَى الْبِلَاد الشامية والمصرية والحجازية وَأكْثر جدا من المسموع والشيوخ فَسمع العالي والنازل وَأخذ عَن الشُّيُوخ والأقران فَمن دونهم وَاجْتمعَ لَهُ من الشُّيُوخ الْمشَار إِلَيْهِم والمعول فِي المشكلات عَلَيْهِم مَا لم يجْتَمع لأحد من أهل عصره لِأَن كل وَاحِد مِنْهُم كَانَ متبحرا فِي علمه ورأسا فِي فنه الَّذِي اشْتهر بِهِ لَا يلْحق فِيهِ فالتنوخي فِي معرفَة القراءت وعلو سَنَده فِيهَا والعراقي فِي معرفَة عُلُوم الحَدِيث ومتعلقاته والهيثمي فِي حفظ الْمُتُون واستحضارها والبلقيني فِي سَعَة الْحِفْظ وَكَثْرَة الِاطِّلَاع وَابْن الملقن فِي كَثْرَة التصانيف وَالْمجد الفيروزابادي فِي حفظ اللُّغَة واطلاعه عَلَيْهَا والغماري فِي معرفَة الْعَرَبيَّة ومتعلقاتها

وَكَذَا الْمُحب بن هِشَام كَانَ حسن التَّصَرُّف فِيهَا لوفور ذكائه وَكَانَ الغماري فائقا فِي حفظهَا والعز بن جمَاعَة فِي تفننه فِي عُلُوم كَثِيرَة بِحَيْثُ أَنه كَانَ يَقُول) أَنا أَقْْرِئ فِي خَمْسَة عشر علما لَا يعرف عُلَمَاء عصري أسماءها، وَأذن لَهُ جلهم أَو جَمِيعهم كالبلقيني والعراقي فِي الْإِفْتَاء والتدريس. وتصدى لنشر الحَدِيث وَقصر نَفسه عَلَيْهِ مطالعة وَقِرَاءَة وإقراء وتصنيفا وإفتاء وَشهد لَهُ أَعْيَان شُهُوده بِالْحِفْظِ وزادت تصانيفه الَّتِي معظمها فِي فنون الحَدِيث وفيهَا من فنون الْأَدَب وَالْفِقْه والأصلين وَغير ذَلِك على مائَة وَخمسين تصنيفا ورزق فِيهَا من السعد وَالْقَبُول خُصُوصا فتح الْبَارِي بشرح البُخَارِيّ الَّذِي لم يسْبق نَظِيره أمرا عجبا بِحَيْثُ استدعى طلبه مُلُوك الْأَطْرَاف بسؤال عُلَمَائهمْ لَهُ فِي طلبه وَبيع بِنَحْوِ ثلثمِائة دِينَار وانتشر فِي الْآفَاق وَلما تمّ لم يتَخَلَّف عَن وَلِيمَة خَتمه فِي التَّاج والسبع وُجُوه من سَائِر النَّاس إِلَّا النَّادِر وَكَانَ مَصْرُوف ذَلِك إِلَيْهِم نَحْو خَمْسمِائَة دِينَار، واعتنى بتحصيل تصانيفه كثير من شُيُوخه وأقرانه فَمن دونهم وكتبها الأكابر وانتشرت فِي حَيَاته وأقرأ الْكثير مِنْهَا وَحفظ غير وَاحِد من الْأَبْنَاء عدَّة مِنْهَا وعرضوها على جاري الْعَادة على مشائخ الْعَصْر. وَأنْشد من نظمه فِي المحافل وخطب من ديوانيه على المنابر لبليغ نظمه ونثره. وَكَانَ مصمما على عدم دُخُوله فِي الْقَضَاء حَتَّى أَنه لم يُوَافق الصَّدْر الْمَنَاوِيّ لما عرض عَلَيْهِ قبل الْقرن النِّيَابَة عَنهُ عَلَيْهَا ثمَّ قدر أَن الْمُؤَيد ولاه الحكم فِي بعض القضايا وَلزِمَ من ذَلِك النِّيَابَة وَلكنه لم يتَوَجَّه إِلَيْهَا وَلَا انتدب لَهَا إِلَى أَن عرض عَلَيْهِ الِاسْتِقْلَال بِهِ وألزم من أَجَابَهُ بقبوله فَقبل وَاسْتقر فِي الْمحرم سنة سبع وَعشْرين بعد أَن كَانَ عرض عَلَيْهِ فِي أَيَّام الْمُؤَيد فَمن دونه وَهُوَ يَأْبَى وتزايد ندمه على الْقبُول لعدم فرق أَرْبَاب الدولة بَين الْعلمَاء وَغَيرهم ومبالغتهم فِي اللوم لرد إشاراتهم وَإِن لم تكن على وفْق الْحق بل يعادون على ذَلِك واحتياجه لمداراة كَبِيرهمْ وصغيرهم بِحَيْثُ لَا يُمكنهُ مَعَ ذَلِك الْقيام بِكُل مَا يرومونه على وَجه الْعدْل وَصرح بِأَنَّهُ جنى على نَفسه بتقلد أَمرهم وَأَن بَعضهم ارتحل للقائه وبلغه فِي أثْنَاء توجهه تلبسه بوظيفة الْقَضَاء فَرجع، وَلم يلبث أَن صرف ثمَّ أُعِيد وَلَا زَالَ كَذَلِك إِلَى أَن أخْلص فِي الإقلاع عَنهُ عقب صرفه فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بعد زِيَادَة مدد قَضَائِهِ على إِحْدَى وَعشْرين سنة وزهد فِي الْقَضَاء زهدا تَاما لِكَثْرَة مَا توالى عَلَيْهِ من الأنكاد والمحن بِسَبَبِهِ وَصرح بِأَنَّهُ لم تبْق فِي بدنه شَعْرَة تقبل اسْمه. ودرس فِي أَمَاكِن كالتفسير بالحسنية والمنصورية

والْحَدِيث بالبيبرسية والجمالية المستجدة والحسنية والزينية والشيخونية وجامع طولون والقبة المنصورية والإسماع بالمحموية وَالْفِقْه بالخروبية البدرية بِمصْر والشريفية الفخرية والشيخونية والصالحية النجمية والصلاحية) الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ والمؤيدية وَولي مشيخة البيبرسية ونظرها والإفتاء بدار الْعدْل والخطابة بِجَامِع الْأَزْهَر ثمَّ بِجَامِع عَمْرو وخزن الْكتب بالمحمودية وَأَشْيَاء غير ذَلِك مِمَّا لم يجْتَمع لَهُ فِي آن وَاحِد، وأملى مَا ينيف على ألف مجْلِس من حفظه واشتهر ذكره وَبعد صيته وارتحل الْأَئِمَّة إِلَيْهِ وتبجح الْأَعْيَان بالوفود عَلَيْهِ وَكَثُرت طلبته حَتَّى كَانَ رُؤْس الْعلمَاء من كل مَذْهَب من تلامذته وَأخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد أُخْرَى وَألْحق الْأَبْنَاء بِالْآبَاءِ والأحفاد بل وأبناءهم بالأجداد وَلم يجْتَمع عِنْد أَحْمد مجموعهم وقهرهم بذكائه وتفوق تصَوره وَسُرْعَة إِدْرَاكه واتساع نظره ووفور آدابه وامتدحه الْكِبَار وتبجح فحول الشُّعَرَاء بمطارحته وطارت فتواه الَّتِي لَا يُمكن دُخُولهَا تَحت الْحصْر فِي الْآفَاق، وَحدث بِأَكْثَرَ مروياته خُصُوصا المطولات مِنْهَا كل ذَلِك مَعَ شدَّة تواضعه وحلمه وبهائه وتحريه فِي مأكله ومشربه وملبسه وصيامه وقيامه وبذله وَحسن عشرته ومزيد مداراته ولذيذ محاضراته ورضى أخلاقه وميله لأهل الْفَضَائِل وإنصافه فِي الْبَحْث ورجوعه إِلَى الْحق وخصاله الَّتِي لم تَجْتَمِع لأحد من أهل عصره وَقد شهد لَهُ القدماء بِالْحِفْظِ والثقة وَالْأَمَانَة والمعرفة التَّامَّة وَالذَّهَب الْوَقَّاد والذكاء المفرط وسعة الْعلم فِي فنون شَتَّى وَشهد لَهُ شَيْخه الْعِرَاقِيّ بِأَنَّهُ أعلم أَصْحَابه بِالْحَدِيثِ. وَقَالَ كل من التقي الفاسي والبرهان الْحلَبِي: مَا رَأينَا مثله، وَسَأَلَهُ الْفَاضِل تغري برمش الْفَقِيه أَرَأَيْت مثل نَفسك فَقَالَ الله تَعَالَى: فَلَا تزكوا أَنفسكُم. ومحاسنه جمة وَمَا عَسى أَن أَقُول فِي هَذَا الْمُخْتَصر أَو من أَنا حَتَّى يعرف بِمثلِهِ خُصُوصا وَقد تَرْجمهُ من الْأَعْيَان فِي التصانيف المتداولة بِالْأَيْدِي التقي الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد والبدر البشتكي فِي طبقاته للشعراء والتقي المقريزي فِي كِتَابه الْعُقُود الفريدة والْعَلَاء بن خطيب الناصرية فِي ذيل تَارِيخ حلب وَالشَّمْس بن نَاصِر الدّين فِي توضيح المشتبه والتقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي تَارِيخه والبرهان الْحلَبِي فِي بعض مجاميعه والتقي بن فَهد الْمَكِّيّ فِي ذيل طَبَقَات الْحفاظ والقطب الخيضري فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَجَمَاعَة من أَصْحَابنَا كَابْن فَهد النَّجْم فِي معاجيمهم وَغير وَاحِد فِي الوفيات وَهُوَ نَفسه فِي رفع الأصر وَكفى بذلك فخرا وتجاسرت فأوردته فِي

معجمي والوفيات وذيل الْقُضَاة بل وأفردت لَهُ تَرْجَمَة حافلة لَا تَقِيّ بِبَعْض أَحْوَاله فِي مُجَلد ضخم أَو مجلدين كتبهَا الْأَئِمَّة عني وانتشرت نسخهَا وَحدثت بهَا الأكابر غير مرّة بِكُل من مَكَّة والقاهرة وَأَرْجُو كَمَا شهد بِهِ غير وَاحِد أَن تكون غَايَة فِي بَابهَا سميتها الْجَوَاهِر والدرر. وَقد قَرَأت عَلَيْهِ الْكثير جدا من تصانيفه ومروياته بِحَيْثُ لَا أعلم من شاركني فِي مجموعها وَكَانَ رَحمَه الله يودني كثيرا وينوه بذكرى فِي غيبتي مَعَ صغر سني حَتَّى قَالَ لَيْسَ فِي جماعتي مثله وَكتب لي على عدَّة من تصانيفي وَأذن لي فِي الإقراء والإفادة بِخَطِّهِ وَأَمرَنِي بتخريج حَدِيث ثمَّ أملاه. وَلم يزل على جلالته وعظمته فِي النُّفُوس ومداومته على أَنْوَاع الْخيرَات إِلَى أَن توفّي فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَكَانَ لَهُ مشْهد لم ير من حَضَره من الشُّيُوخ فضلا عَمَّن دونهم مثله وَشهد أَمِير الْمُؤمنِينَ وَالسُّلْطَان فَمن دونهمَا الصَّلَاة عَلَيْهِ وَقدم السُّلْطَان الْخَلِيفَة للصَّلَاة وَدفن تجاه تربة الديلمي بالقرافة وتزاحم الْأُمَرَاء والأكابر على حمل نعشه وَمَشى إِلَى تربته من لم يمش نصف مسافتها قطّ، وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله. ورثاه غير وَاحِد بِمَا مقَامه أجل مِنْهُ رَحمَه الله وإيانا. وَمن نظمه مِمَّا قرأته عَلَيْهِ وأنشدنيه لفظا: (خليلي ولى الْعُمر منا وَلم نتب ... وننوي فعال الصَّالِحَات وَلَكنَّا) (فحتى مَتى نَبْنِي بُيُوتًا مشيدة ... وأعمارنا منا تهد وَمَا تبنى) وَقَوله: (لقد آن أَن نتقي خَالِقًا ... إِلَيْهِ المآب وَمِنْه النشور) (فَنحْن لصرف الردى مالنا ... جَمِيعًا من الْمَوْت واق نصير) وَقَوله: (سِيرُوا بِنَا لمتاب ... إِن الزَّمَان يسير) (إِن الدَّار الْبلَاء مَا ... لنا مجير نضير) وَقَوله: (أخي لَا تسوف بالمتاب فقد أَتَى ... نَذِير مشيب لَا يُفَارِقهُ الْهم) (وَإِن فَتى من عمره أَرْبَعُونَ قد ... مَضَت مَعَ ثَلَاث عدهَا عمر جم) 105 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر بن يفتح الله الشهَاب بن النُّور السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن يفتح الله. / مَاتَ بِمَكَّة وَكَانَ مجاورا بهَا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين بعد أَن تعلل مُدَّة وَدفن من الْغَد جوَار قبر أَبِيه، وَكَانَ ظريفا خَفِيف الرّوح وَلم يسْلك مسالك أَبِيه وَقد استنابه الْبَدْر بن المخلطة فِي الْقَضَاء بالاسكندرية وَمَا حمد لَهُ ذَلِك سامحه الله وإيانا.

106 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عبَادَة بِالْفَتْح الشهَاب الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْمُؤَذّن وَيعرف بِابْن الشحام بِمُعْجَمَة ثمَّ مُهْملَة مثقلة / ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة قبيل الصَّلَاة خَامِس عشري الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه وَالْفَخْر العجلوني وَغَيرهمَا والعمدة للموفق بن قدامَة وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد الْعَلَاء بن اللحام بل حضر مواعيد الزين بن رَجَب وَالْجمال العرجاوي وَسمع الحَدِيث على الكمالين ابْن النّحاس وَابْن عبد الْحق وَالْحسن بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح البعلي وَأبي حَفْص البالسي، وَآخَرين وَحدث بِبَلَدِهِ وَبَيت الْمُقَدّس وَغَيرهمَا سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وحملت عَنهُ بالصالحية وَكفر بَطنا أَشْيَاء وَكَانَ خيرا منورا محبا فِي الحَدِيث بَاشر مشيخة الْكَهْف والإمامة بجبل قاسيون وَالْأَذَان بِجَامِع بني أُميَّة وَحج مرَّتَيْنِ وزار بَيت الْمُقَدّس، وَمَات هُنَاكَ فِي إِحْدَى الجمادين سنة أَربع وَسِتِّينَ وَدفن بمقبرة الزاهرة. 107 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مكي بن مُحَمَّد بن عبيد بن عبد الرَّحِيم الْأنْصَارِيّ الدماصي بمهملتين نِسْبَة لدماص قَرْيَة بالشرقية ثمَّ القاهري البولاقي الْحَنَفِيّ وَيعرف بقرقماس / لمشاركته لتركي اسْمه كَذَلِك اشْتهر بالعسف فِي أَحْكَامه. ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار وَتَذْكِرَة الْكَبِير والمنظومة كلهَا فِي الْفِقْه والمنار فِي أُصُوله والحاجبية فِي الْعَرَبيَّة واشتغل فِي الْفِقْه على الْجمال يُوسُف الضَّرِير وَخير الدّين وَفِي أُصُوله على الزين طَاهِر وَغَيره وَفِي العريبة على الْعِزّ بن جمَاعَة بل حضر دروسه فِي غَيره وَسمع سنَن أبي دَاوُد وَابْن مَاجَه على الغماري وختمهما على الأبناسي وأولهما على الْمُطَرز وَثَانِيهمَا على الْجَوْهَرِي. وَحج فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَدخل دمياط والصعيد وناب فِي الْقَضَاء عَن التفهني والعيني فَمن بعدهمَا، وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكنت مِمَّن أَخذ عَنهُ شَيْئا، وَتكلم فِي سيرته وأهين فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق وطيف بِهِ وَأَنْشَأَ ببولاق جملَة أَمَاكِن أَتَى الْحَرِيق على أَكْثَرهَا. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشر ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بكرَة الْجُمُعَة الْأمين الأقصرائي عِنْد جَامع الحظيري وَدفن بالقرافة. وَولده قريب النمط مِنْهُ وَأما حفيده عبد الْقَادِر فَهُوَ وَإِن كَانَ أحد الْفُضَلَاء فسيرته أَيْضا غير مرضية وَسَيَأْتِي. 108 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مَنْصُور الشهَاب بن النُّور أبي الْحسن الْمحلى ثمَّ الْمدنِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. / ولد بِطيبَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة

وَنَشَأ بهَا فَحَضَرَ على الْجمال الأميوطي فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ عدَّة أَجزَاء وَسمع مِنْهُ وَمن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن الْبَنَّا وَسليمَان بن أَحْمد السقا وَجَمَاعَة، وَأَجَازَ لَهُ الْعِرَاقِيّ والهيثمي والبلقيني وَآخَرُونَ، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، قَرَأت عَلَيْهِ بمنى وَالْمَدينَة أَشْيَاء، وَكَانَ خيرا ذَا همة وَمَعْرِفَة ودهاء. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت عَاشر أَو خَامِس الْمحرم سنة ثَمَان وَخمسين بِمَكَّة المشرفة وَكَانَ أَقَامَ بهَا لمَرض عرض لَهُ أَيَّام الْحَج رَحمَه الله وإيانا. 109 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن نصر الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن نصر الله الدركواني الأَصْل الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ الْمُقْرِئ، / ودركو بِفَتْح الدَّال الْمُهْملَة قَرْيَة من قرى حماة، وَيعرف كأبيه وجده بالخطيب لكَون جده كَانَ خطيب دركوا. كَانَ مولد أَبِيه بهَا وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول مِنْهَا إِلَى حماة فولد لَهُ الشهَاب هَذَا فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَمَات هُوَ فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ فحفظ الْقُرْآن وجوده على عبد الرَّحْمَن الكازواني نِسْبَة لقرية كازو من حماة الْحَمَوِيّ وَعَلِيهِ قَرَأَ البُخَارِيّ بل تَلا عَلَيْهِ إفرادا وجمعا للسبع وَأَجَازَ لَهُ وَكَذَا تَلا مُعظم الْبَقَرَة للسبع بِالْقَاهِرَةِ مَعَ الْأَزْرَق أحد رُوَاة ورش والأصبهاني أحد رُوَاة قالون على الزين جَعْفَر السنهوري وَقَرَأَ فِي الْمُحَرر من كتبهمْ على قَاضِي طرابلس الْعَلَاء بن باديس الْعَلَاء الْحَمَوِيّ قبل انْتِقَاله لطرابلس وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى الشَّمْس بن قريحان فِي الْعَرَبيَّة وَعَلَيْهِمَا مَعًا فِي البُخَارِيّ وَقَرَأَ فِيهِ أَيْضا على الشَّمْس بن الْحِمصِي الْغَزِّي بهَا، وَحج وزار الْقُدس والخليل وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا وَقَرَأَ فِيهَا البُخَارِيّ على الديمي ثمَّ اجْتمع بِي أَوَاخِر سنة خمس وَتِسْعين فَقَرَأَ عَليّ من أول كل من الْكتب الْمَنّ مُسْند إِمَامه أَحْمد وإمامنا الشَّافِعِي وَغير ذَلِك وقأ على الخيضري وَغَيره وخطب بالجامع الْكَبِير بِبَلَدِهِ نِيَابَة وَقَرَأَ فِيهِ على الْعَامَّة وتكسب بِالتِّجَارَة على وَجه جميل. 110 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس الشاذلي الشَّافِعِي. / رَأَيْت نُسْخَة من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ قَالَ ناسخها أَنه كتبهَا من نسخته وَهِي مقروءة على شَيخنَا وَأذن لَهُ. وعَلى القاياتي أَيْضا وَيُشبه أَن يكون أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ الْآتِي فِي الكنى وَقع الْغَلَط فِي نسبه ومذهبه فيحرر. 111 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الشهَاب الْحُسَيْنِي الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن بنت شقائق. / كَانَ شريفا مَعْرُوفا يتعانى الشَّهَادَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. 112 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الشهَاب الْمَنَاوِيّ وَيعرف بِابْن زُرَيْق / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 113 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الشهَاب الْقَرَافِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالشاب التائب. /

كَانَ أديبا فَاضلا مطارحا جيد الْخط مِمَّن أَخذ عَن ابْن الْهمام وَله فِيهِ قصيدة حَسَنَة، وَعَن الشمني والحصني وَمِمَّا أَخذه عَنهُ المطول وَغَيرهم وَله مَجْمُوع مُفِيد وأقرأ التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام. لَقيته وكتبت عَنهُ قَوْله فِيمَن اسْمهَا شقراء: (سبقت لميدان الْفُؤَاد بحبها ... شقراء تجذب مهجتي بعنان) (فتراكبت حمر الدُّمُوع شبهها ... مذ جالت الشقراء فِي الميدان) وكتبت عَنهُ غير ذَلِك. وَمِمَّنْ تطارح مَعَه الشهَاب المنصوري وَبَلغنِي عَن ابْن بردبك دَعْوَاهُ فِيهِ التفرد بمجموعه. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس شعْبَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. وَهُوَ غير الشهَاب أَحْمد الشَّافِعِي الْمَعْرُوف أَيْضا بالشاب التائب فَذَاك اسْم أَبِيه عمر بن أَحْمد بن عبد الله وَسَيَأْتِي. 114 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الشهَاب الْمصْرِيّ التَّاجِر نزيل مَكَّة وَيعرف بالعاقل. / مِمَّن أنشأ بِمَكَّة دَارا وَكَذَا بمنى مَعَ شيل عمله بهَا فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَكَانَ مُسْرِفًا على نَفسه. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس عشري رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ بجدة وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا وَخلف أَوْلَادًا. أرخه ابْن فَهد. 115 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الشهَاب الصُّوفِي الشَّافِعِي. / مِمَّن سمع ختم النَّسَائِيّ الْكَبِير على النسابة واللذين مَعَه. 116 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الشهَاب الْغَزِّي الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة / من أَصْحَاب يحيى الْوَاعِظ. قَرَأَ عَليّ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين أربعي النَّوَوِيّ ثمَّ فِي الَّتِي تَلِيهَا بعض البُخَارِيّ ولازمني فيهمَا وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ بِمَكَّة على الْمُحب بن حرباش فِي الْفِقْه وعَلى عبد الله الشَّامي فِي النَّحْو، وَفِيه سُكُون وجمود. 117 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الشهَاب الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ أحد الخواجكية وَيعرف بالكواز / نِسْبَة فِيمَا يزعمونه لصالح شهير بَينهم مِمَّن لَهُ مآثر وَقرب فِي إصْلَاح الْمَسْجِد الْحَرَام وَعين حنين وَمحل المولد الْحَنَفِيّ النَّبَوِيّ وَغير ذَلِك بل عمل سَبِيلا بِالْأَبْطح وَيُقَال إِن مَا كَانَ بِيَدِهِ من الْمَالِيَّة لِأَخِيهِ حُسَيْن وَكَانَ مُعظما جوادا يجْتَمع عِنْده الْأَعْيَان من التُّجَّار والدولة ويكرمهم بِحَيْثُ كَانَ شاه بندر نحده ممدحا بِحَيْثُ كَانَ مِمَّن يمدحه الْبُرْهَان الزمزمي فضلا عَن أبي الْخَيْر بن عبد الْقوي وَيَرْمِي مَعَ ذَلِك بالبشع. مَاتَ بعد أَن تضعضع وخدم الدولة بكلبرجة. 118 - أَحْمد بن الشَّيْخ عَليّ بن نَاصِر الدّين بن مُحَمَّد البعلي الْعَطَّار / هُوَ وَأَبوهُ. ولد ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَسمع الصَّحِيح على الزين عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب أَنا الحجار

لَقيته بهَا فَقَرَأت عَلَيْهِ الثلاثيات وَنعم الرجل. مَاتَ فِي 119 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الخانكي شَقِيق أبي الْخَيْر مُحَمَّد الْآتِي وسبط النُّور الرَّشِيدِيّ وَيعرف بِابْن التَّاجِر. / ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالخانقاه وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل عِنْد النُّور البوشي ثمَّ قَاضِي بَلَده الشَّمْس الونائي ومحمود الْهِنْدِيّ وتنزل فِي صوفية الْمَكَان، وتقنع وَقد حضرني بِولد لَهُ عرض عَليّ الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع والألفية وَعَلِيهِ سِيمَا الْخَيْر. 120 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد السجسْتانِي الْحَنَفِيّ / لقِيه الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين غير مرّة مِنْهَا بسجستان فِي سنة سِتّ وَخمسين حِين عود الشَّيْخ من مَكَّة فحدثه بالأحاديث الزينيات المكذوبات عَن الْجلَال أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد الحافظي البُخَارِيّ السرغي الْآتِي. 121 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْهِنْدِيّ. / مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة. 122 - أَحْمد بن عَليّ بن مَنْصُور الْحِمْيَرِي والبجائي شَارِح الجرومية. / مِمَّن أَخذ عَنهُ بِالْقَاهِرَةِ الْبُرْهَان اللَّقَّانِيّ. مَاتَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن عزم. 123 - أَحْمد بن عَليّ بن مُوسَى أَبُو يُوسُف الأتكاوي الْمَالِكِي أَخُو زَوْجَة الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الأتكاوي / الْمَاضِي كَمَا أَن الشَّيْخ إِبْرَاهِيم أَخُو زَوجته فَالْحَاصِل أَن كلا مِنْهُمَا أَخُو زَوْجَة الآخر، وَهُوَ بكنيته أشهر وَيُقَال لَهُ أَيْضا أَبُو نجور بنُون ثمَّ جِيم مُشَدّدَة وَآخره رَاء تَأَخَّرت وَفَاته عَن صهره إِلَى قريب الْأَرْبَعين ظنا وَكَانَ سيدا كَبِيرا يذكر بصلاح كثير قَالَ لَهُ الْجمال يُوسُف الصفي أحد السادات كَمَا سَمعه مِنْهُ الشهَاب أَحْمد الصندلي يَا سَيِّدي أَحْمد أفض عَليّ من قَلْبك إِلَى غير ذَلِك من الكرامات وَالْأَحْوَال الصَّالِحَة وَقد جود الْقُرْآن على بلديه شيخ الْقُرَّاء الشَّمْس مُحَمَّد بن سيف الدّين تَلا عَلَيْهِ لأبي عَمْرو وَتَمام أَربع رِوَايَات وَأَقْبل على الطَّرِيق وَأخذ عَن بلديه صهره الْمشَار إِلَيْهِ أَخذ عَنهُ جمَاعَة من أهل بَلَده وَغَيرهَا وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة فَأخذ عَنهُ الْعَبَّادِيّ والصندلي وَإِمَام الكاملية وَحكى من كراماته وكشفه وَاجْتمعَ بِهِ فِي آخرهَا الزين زَكَرِيَّا، وَحج وَمَات بهَا سنة خمس وَأَرْبَعين تَقْرِيبًا وَدفن بتربة الشَّيْخ سليم رَحمَه الله وإيانا. وَهُوَ جد عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْآتِي لأمه. 124 - أَحْمد بن عَليّ بن مُوسَى الْأَزْرَق الْمَكِّيّ شيخ معلاتها وَيعرف بكباس بموحدتين ثانيتهما مُشَدّدَة بَينهمَا كَاف مَفْتُوحَة وَآخره مُهْملَة. / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ.

125 - أَحْمد بن عَليّ بن يحيى بن تَمِيم بن حبيب بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْقسم بن الْحسن الشهَاب الْحُسَيْنِي الْعلوِي الدِّمَشْقِي / وَكيل بَيت المَال بهَا. ولد سنة سبع عشرَة وَسَبْعمائة وَسمع من الحجار وَابْن تَيْمِية والمزي وَغَيرهم الْكثير، وَولي وكَالَة بَيت المَال وَنظر المرستان النوري وَنظر الأحباس وَنظر الأوصياء فَشكر فِي مباشراته وَكَانَ تيدمر يعظمه ويقدمه ثمَّ ترك الْمُبَاشرَة وَانْقطع ببيته وَكَانَ الشريف نَاصِر الدّين بن عدنان يطعن فِي نسبه، قَالَ شَيخنَا لكني رَأَيْت بِخَط السُّبْكِيّ نسبته حسينيا، وَقد حدث بالكثير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا أَشْيَاء وَذكره فِي مُعْجَمه وأنبائه وَقَالَ إِنَّه مَاتَ وَقد تغير قَلِيلا من الْهَرم فِي رَابِع ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَله سبع وَثَمَانُونَ سنة واستراح من رعب الكائنة الْعُظْمَى. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار. 126 - أَحْمد بن عَليّ بن يحيى بن جَمِيع الشهَاب بن النُّور الصعدي الْعَدنِي. / رَئِيس تجار الْيمن، كَانَت لَهُ بعدن وَغَيرهَا أَمْوَال جمة مَعَ حشمة ووجاهة وَتمكن من الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل صَاحب الْيمن وآداب وَمَعْرِفَة وَحسن وَجه، قَالَ المقريزي فِي عقوده إِنَّه اجْتمع بِهِ بِالْقَاهِرَةِ بِمَجْلِس ابْن خلدون وذاكره بأَشْيَاء من أَحْوَال الْيمن. وَمَات بعدن بعد رُجُوعه من الْحَج فِي محرم سنة سبع عَن خمس وَعشْرين سنة وَأَظنهُ مَذْكُورا فِي كتابي فيراجع. أَحْمد بن عَليّ بن يفتح الله. / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب. 127 - أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْمحلي وَيعرف بالطريني ويلقب مشمش. / كَانَ يخْدم أَوْلَاد القونوي ورافقهم فِي السماع صُحْبَة الزين الْعِرَاقِيّ على العرضي لمشيخة الْفَخر وَغَيرهَا وعَلى المظفر بن الْعَطَّار والمحب الخلاطي وَأبي الْحرم القلانسي وَآخَرين مِنْهُم أَبُو طَلْحَة الحراوي سمع عَلَيْهِ فضل الْعلم للمرهبي وَعبد الْقَادِر بن أبي الدّرّ الْبَغْدَادِيّ سمع عَلَيْهِ من سنَن أبي دَاوُد وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ وَابْن خَاله الشهَاب أَحْمد بن عبد الله والشمني، قَالَ شَيخنَا أجَاز لي وَهُوَ مِمَّن كَانَ يحضر عِنْدِي درس الْقبَّة البيبرسية لما وليته سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة، وَكَانَ شَاهدا فِي شؤون الْمُفْرد ومباشرا فِي بعض الْمدَارِس وَعند بعض الْأُمَرَاء سَاكِنا خيرا سَمِعت أَصْحَابنَا يثنون عَلَيْهِ، وَمَات فِي أول جُمَادَى الأولى وَقيل ثَانِي ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة. ذكره فِي الْقسم الثَّانِي من مُعْجَمه وَنسبه كَمَا هُنَا وَكَذَا

فِي أنبائه، وَأما فِي الأول فَقَالَ: أَحْمد بن يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد، وَكَذَا رَأَيْته فِي غير مَا مَوضِع وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا هُوَ فِي عُقُود المقريزي. أَحْمد بن عَليّ بن شهَاب الدّين بن أبي الروس. / فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد. 128 - أَحْمد بن عَليّ الشهَاب بن الْأَمِير نور الدّين التركماني وَيعرف بِابْن الشَّيْخ عَليّ. / ولي نِيَابَة الكرك وصفد وَاسْتقر بِأخرَة أَمِيرا كَبِيرا بِدِمَشْق مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ بِمصْر. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه وترجمه غَيره بِأَنَّهُ من أُمَرَاء الظَّاهِر برقوق وَأَنه ولي نِيَابَة صفد ثمَّ تنقل فِي الولايات حَتَّى صَار من مقدمي الألوف بِدِمَشْق. وَمَات بهَا فِي ذِي الْقعدَة وَرَأَيْت فِي حوادث سنة إِحْدَى أَن أَحْمد بن الشَّيْخ عَليّ الَّذِي كَانَ نَائِب صفد مَاتَ فِيهَا وَحمل موجوده إِلَى الظَّاهِر برقوق وَقِيمَته نَحْو عشرَة آلَاف دِينَار فيحرر مَعَ مَا تقدم. 129 - أَحْمد بن عَليّ الْمصْرِيّ أَخُو مُحَمَّد الضَّرِير الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن أبي الرداد / أحد أُمَنَاء النّيل. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشري شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بتربتهم عِنْد أَبِيه. أَحْمد بن عَليّ بن الحبال. / فِيمَن جده عبد الله بن عَليّ بن حَاتِم بن مُحَمَّد. أَحْمد بن عَليّ بن النَّقِيب الْحَنَفِيّ / منيمن جده مُحَمَّد بن ضوء. 130 - أَحْمد بن عَليّ الزفوري وَيعرف بِابْن سابة / كَانَ رَأْسا فِي المعاملين الَّذين يحملون اللَّحْم للمماليك وصاهره أَبُو الْفَوْز بن زين الدّين على بنته وَمَات قريب التسعين. 131 - أَحْمد بن عَليّ الشهَاب الحبيشي نِسْبَة لمينة حُبَيْش ثمَّ القاهري الْمَالِكِي الْأَزْهَرِي ثمَّ الْمَدِينِيّ. / كَانَ أَبوهُ نجارا فحفظ الْقُرْآن والرسالة وألفية النَّحْو وَقطعَة من الشَّامِل لبهرام وتفقه بالوراق والسنهوري والنور بن التنسي والبدر بن مخلطة وشارك فِيهِ والعربية والأصلين والفرائض وَغير ذَلِك. وتكسب بِالشَّهَادَةِ وأقرأ الطّلبَة بالأزهر وَغَيره وَنعم الرجل سكونا وفضلا. 132 - أَحْمد بن عَليّ شهَاب الدّين الْحلْوانِي التعزي السباك. / ولد فِي حُدُود سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَأخذ عَن جمَاعَة أقدمهم الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد المرغياني التعزي وَتخرج بِأَبِيهِ الْجمال مُحَمَّد وتميز ثمَّ لَازم القَاضِي الشَّمْس يُوسُف بن الجاي عَالم الْجبَال فِي وقتنا وَقَررهُ عَليّ بن طَاهِر فِي أَمَاكِن فأثرى وناب فِي الْقَضَاء ودرس بل وتصدى للإفتاء بتعز فأجاد وَكَانَ أديبا لبيبا ناسكا رَاغِبًا فِي الانجماع بمنزله. مَاتَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ بتعز.) أَفَادَهُ لي بعض اليمانيين.

أَحْمد بن عَليّ الشهَاب السكندري الْمَالِكِي. / فِيمَن جده أَحْمد. 133 - أَحْمد بن عَليّ السكندري الْمدنِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 134 - أَحْمد بن عَليّ الفيلالي المغربي. / كَانَ كأبيه عَالما صَالحا حج وَلَقي بِالْقَاهِرَةِ جمَاعَة وَمَات فِي سنة سِتِّينَ. أفادنيه بعض المغاربة. 135 - أَحْمد بن عَليّ أَبُو الْعَبَّاس بن الرئيس أبي الْحسن بن الشَّيْخ القبايلي. / وَزِير صَاحب الْمغرب كَانَ سلفه من خَواص بني عبد الْمُؤمن وَقتل أَبوهُ أَبُو الْحسن سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة بيد يَعْقُوب بن عبد الْحق المريني وَكَانَ كَاتبا مطيقا وَنَشَأ وَلَده فأتقن الْكِتَابَة وباشر الْأَعْمَال السُّلْطَانِيَّة وتميز فِي معرفَة الْحساب وصناعة الدِّيوَان فَلَمَّا ظهر السُّلْطَان أَبُو الْحسن امتحن ثمَّ خدمه وناصحه وَقَامَ بعده بِولَايَة وَلَده أبي فَارس ثمَّ عقد لِأَخِيهِ أبي عَامر ثمَّ ببيعة أَخِيه أبي سعيد ثمَّ أوقع أهل الشَّرّ بَينهمَا فَأرْسل إِلَيْهِ وَإِلَى ابْنه عبد الرَّحْمَن فسجنهما ثمَّ ذبحهما فِي شَوَّال سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 136 - أَحْمد بن عَليّ الْمصْرِيّ الرسام. / ولد بعد الْخمسين وَسَبْعمائة وتعانى صناعَة الرَّسْم وتعاطى النّظم مَعَ عامية شَدِيدَة وَلكنه كَانَ سهلا عَلَيْهِ وَله نَوَادِر لَطِيفَة. قَالَه شَيخنَا فِي مُعْجَمه سَمِعت من نظمه وَأَنا شَاب وَكَانَ عِنْد إنشائه الشّعْر كَأَنَّهُ يتَكَلَّم لعدم تكلفه لذَلِك. مَاتَ فِي ثَالِث ربيع الأول سنة سبع عشرَة، وعنوان نظمه فِي ابْن خلدون لما عزل من أَبْيَات: (تداعت روحه للقدس لما ... عزل يَوْمًا بِأَنْفَاسِ الْخَلِيل) وَمِمَّنْ ذكره بِاخْتِصَار المقريزي فِي عقوده. أَحْمد بن الشَّيْخ عَليّ أحد قراء الجوق. / فِيمَن جده عَليّ بن مُحَمَّد. أَحْمد بن الشَّيْخ عَليّ أَخُو نَائِب صفد. / مضى قَرِيبا فِي الملقبين شهَاب الدّين. أَحْمد بن عَليّ. / صَوَابه مُحَمَّد بن سَنَد وَسَيَأْتِي. 137 - أَحْمد بن عماد بن يُوسُف بن عبد النَّبِي الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الآقفهسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن الْعِمَاد. نَشأ فَأخذ قَدِيما عَن الْجمال الأسنوي من أول الْمُهِمَّات إِلَى الْجِنَايَات وَأَحْكَام الخناثي بقرَاءَته والكوكب والتمهيد سَمَاعا وَكَانَ يحضر مجْلِس السراج البُلْقِينِيّ وَسمع على خَلِيل بن طرنطاي الدوادار الزيني كتبغا صَحِيح البُخَارِيّ أَنا بِهِ الحجار ووزيرة وصحيح مُسلم أنابه الْعِزّ أَبُو عمرَان الموسوي وعَلى ابْن الشَّهِيد نظم السِّيرَة لَهُ وعَلى الشَّمْس الرفاء

صَحِيح ابْن حبَان بفوت قيل إِنَّه أُعِيد لَهُ وعَلى ابْن الصَّائِغ تخميس الْبردَة وعَلى الْجمال الْبَاجِيّ وَآخَرين وَكَذَا سمع على الزين أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الأيوبي الْأَصْبَهَانِيّ المجلدين الْأَوَّلين من سنَن الْبَيْهَقِيّ بِسَمَاعِهِ لجَمِيع الْكتاب على الْعِزّ أبي الْفضل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن الْحَمَوِيّ بِسَمَاعِهِ لَهُ على الْفَخر بن البُخَارِيّ بِسَنَدِهِ، وَمهر وَتقدم فِي الْفِقْه وسعة نظره بِحَيْثُ كتب على الْمُهِمَّات لشيخه الأسنوي كتابا حافلا فِيهِ تعقبات نفيسة سَمَّاهَا التعقبات على الْمُهِمَّات اكثر فِيهِ من تخطئته وَرُبمَا أفذع فِي بعض ذَلِك وَنسبه لسوء الْفَهم وَفَسَاد التَّصَوُّر مَعَ قَوْله إِنَّه قَرَأَ الأَصْل على مُصَنفه وَلَكِن قد سَمِعت بعض الْفُضَلَاء يُقرر حسن مقْصده فِي ذَلِك لتَضَمّنه الْتِفَات النَّاس إِلَى سَماع مَا رأى أَن غَيره خطأ لِأَنَّهُ لَو أورد الْكَلَام ساذجا بِدُونِهِ لم يلتفتوا إِلَيْهِ لكَون الأسنوي أجل عِنْدهم وَأعلم، وَأما شَيخنَا فَقَالَ إِن فِي ذَلِك أدل دَلِيل على بركَة الشَّيْخَيْنِ وَالْجَزَاء من جنس الْعَمَل، وَكَذَا لَهُ على الْمِنْهَاج عدَّة شُرُوح وجد من أكبرها قِطْعَة إِلَى صَلَاة الْجَمَاعَة فِي ثَلَاث مجلدات أَطَالَ فِيهِ النَّفس يكثر الاستمداد فِيهِ من شرح الْمُهَذّب وأصغرها فِي مجلدين سَمَّاهُ التَّوْضِيح وَفِي أَحْكَام الْمَسَاجِد وَفِي أَحْكَام النِّكَاح وَسَماهُ تَوْقِيف الْحُكَّام على غوامض الْأَحْكَام وَفِي آدَاب الطَّعَام والأبريز فِيمَا يقدم على موت التَّجْهِيز وَالْقَوْل التَّام فِي أَحْكَام الْمَأْمُوم وَالْإِمَام وَهُوَ غير آخر فِي موقف الْمَأْمُوم وَالْإِمَام وَشرح الْعُمْدَة وَالْأَرْبَعِينَ النووية والبردة وَعمل كتابا فِي أَحْكَام الْحَيَوَان وَاخْتَصَرَهُ وَسَماهُ التِّبْيَان فِيمَا يحل وَيحرم من الْحَيَوَان ونظمه فِي أَرْبَعمِائَة بَيت وَله التِّبْيَان فِي آدَاب حَملَة الْقُرْآن وَرُبمَا يُسمى تحفى الأخوان فِي نظم التِّبْيَان للنووي يزِيد على سِتّمائَة بَيت نونية تعرض فِيهِ لمؤدب الْأَبْنَاء والاقتصاد فِي كِفَايَة العقاد تزيد على خَمْسمِائَة بَيت وَله عَلَيْهِ شرح مُخْتَصر وكشف الْأَسْرَار تسلط بِهِ الدوادار على الأسئلة لكثير من الْفُقَهَاء بعد الثَّمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وَهُوَ مَسْبُوق بِهِ من النَّيْسَابُورِي، والدرة الفاخرة يشْتَمل على أُمُور تتَعَلَّق بالعبادات وَالْآخِرَة وَفِيه الْكَلَام على قَوْله تَعَالَى: وَنَضَع الموازين بِالْقِسْطِ ونظم قصيدة فِي حوادث الْهِجْرَة سَمَّاهَا نظم الدُّرَر من هِجْرَة خير الْبشر وَشَرحهَا وَله آدَاب دُخُول الْحمام ونظم التَّذْكِرَة لِابْنِ الملقن فِي عُلُوم الحَدِيث وَشَرحهَا وَغير ذَلِك نظما ونثرا. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: أحد أَئِمَّة الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة فِي هَذَا الْعَصْر سَمِعت من نظمه من لَفظه. وَقَالَ فِي مُعْجَمه سَمِعت

من لَفظه قصيدة مدح بهَا) شَيخنَا البُلْقِينِيّ، زَاد فِي مُعْجم الْبُرْهَان الْحلَبِي يَوْم ختمت عَلَيْهِ قِرَاءَة دَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي ومدحني فِيهَا وَهُوَ من نبهاء الشَّافِعِيَّة كثير الِاطِّلَاع والتصانيف قَالَ وَنعم الشَّيْخ كَانَ رَحمَه الله وَكَانَ أَخذ عَنهُ شَيخنَا الرَّشِيدِيّ أَحْكَام الْمَسَاجِد وَكتبه بِخَطِّهِ وقرأه عَلَيْهِ أَيْضا الْبُرْهَان الْحلَبِي مَعَ سَماع التِّبْيَان من تصانيفه وَكتب عَنهُ: (إِمَام محب نَاشِئ متصدق ... مصل وَبَاكٍ خَائِف سطوة الباس) (يظلهم الرَّحْمَن فِي ظلّ عَرْشه ... إِذا كَانَ يَوْم الْحَشْر لَا ظلّ للنَّاس) قَالَ وَهُوَ كثير الْفَوَائِد دمث الْأَخْلَاق وَفِي لِسَانه بعض حبسة. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وعينه المقريزي بِأحد الجمادين وَقَالَ أَنه أحد فضلاء الشَّافِعِيَّة وَرَأَيْت لَهُ جُزْءا سَمَّاهُ الْبَيَان التقريري فِي تخطئة الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وَكتب عَلَيْهِ شَيخنَا ابْن خضر الْمُخطئ الْكَمَال هُوَ الْمُخطئ رَحِمهم الله، وَكَذَا من مناظيمه المواطن الَّتِي تُبَاح فِيهَا الْغَيْبَة وَهِي عشرَة أَبْيَات وَبَلغهَا إِلَى نَحْو الْعشْرين والدماء المجبورة فِي نَحْو أَرْبَعِينَ بَيْتا وَبَلغهَا سِتَّة وَثَلَاثِينَ ظنا والأماكن الَّتِي تُؤخر فِيهَا الصَّلَاة عَن أول الْوَقْت وَبَلغهَا نَحْو أَرْبَعِينَ فِي اثْنَي عشر بَيْتا وَشَرحهَا والنجاسات المعفو عَنْهَا وَيُسمى الدّرّ النفيس وَهِي مِائَتَان وَسَبْعُونَ بَيْتا وقصيدة لامية نَحْو خَمْسمِائَة بَيت مُشْتَمِلَة على مسَائِل نثرية ومنظومة فِي الْعدَد الْكثير. أَحْمد بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن هَاشم القمني / الْآتِي أَبوهُ وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد. 138 - أَحْمد بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الشهَاب الخليلي الموقت حفيد الْمُحدث الْبُرْهَان القلانسي. / ولد فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَسمع على التدمري وَإِبْرَاهِيم بن حجي سمع عَلَيْهِمَا بِقِرَاءَة ابْن نَاصِر الدّين فِي سنة سِتّ وَعشْرين جُزْء الْحسن بن عَرَفَة بل سمع من لفظ الْقَارئ جُزْءا من عواليه ثمَّ سمع فِي كبره على الْجمال بن جمَاعَة. وَكَانَ خيرا كثير التِّلَاوَة وَالصَّلَاة محبا لطلبة الحَدِيث كتب على استدعاء فِي سنة تسعين وَمَات فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشري ربيع الثَّانِي سنة خمس وَتِسْعين بِبَيْت الْمُقَدّس وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالأقصى ثمَّ دفن بِبَاب الرَّحْمَة رَحمَه الله وإيانا. 139 - أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن عمر الشهَاب الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ المنقش وَالِد عمر الْآتِي / كَانَ فَقِيها مشاركا فِي فنون كَثِيرَة مَشْهُورا بالنحو فِيهَا وصنف

فِيهِ شرحا على الظَّاهِرِيَّة وَمن شُيُوخه فِيهِ الْجمال مُحَمَّد بن أبي الْقسم الْمَقْدِسِي بِالْمُعْجَمَةِ وَفِي الْفِقْه الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ، وَولي كِتَابَة الشَّرْع مُدَّة طَوِيلَة. أفادنيه بعض أَصْحَابنَا اليمانيين. وَذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ وَأَنه تفقه بالجمال الطَّبِيب وَقَرَأَ اللُّغَة على الرضي أبي بكر بن مُحَمَّد الديمي وَالْعرُوض على الْبَدْر الدماميني والفرائض على احْمَد بن أبي بكر المكوي وَالْفِقْه وَالتَّفْسِير على الشهَاب النَّاشِرِيّ والعربية عَن الْجمال الْمَقْدِسِي وَكَانَ مبارك التدريس انْتفع بِهِ جمَاعَة أخذت عَنهُ النَّحْو وَولي كِتَابَة الشَّرْع بزبيد والأنكحة بل وتدريس الصلاحية بهَا وصنف دُرَر الْأَخْبَار وجواهر الْآثَار يشْتَمل على آدَاب وحكايات وَغَيره من التآليف وَله نظم ونثر وَشرح مُقَدّمَة طَاهِر فِي النَّحْو وَكَانَ جده حنفيا فتحول بنوه شافعية. 140 - أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن عِيسَى الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ الشاذلي الشَّافِعِي الْوَاعِظ وَيعرف بالشاب التائب / لقبه بذلك كَمَا قرأته بِخَطِّهِ بلبل الأفراح أَبُو صَالح عبد الْقَادِر الْجبلي فِي الْمَنَام. ولد على مَا قرأته بِخَطِّهِ بعد عصر يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَطلب الْعلم واشتغل بالنحو وتفقه شافعيا وَصَارَ معدودا فِي الْفُضَلَاء وَقَالَ الشّعْر الَّذِي حدث بِبَعْضِه. وَمن شُيُوخه البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والعز بن الكويك وَمن الْمَالِكِيَّة الغماري وَابْن خلدون وَالشَّمْس بن مكين الْمصْرِيّ وَصَحب أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن الزيات أحد أَصْحَاب يحيى الصنافيري وَمَال إِلَى التصوف وَلبس الْخِرْقَة الشاذلية من حُسَيْن الخباز الموسكي عَن القطب ياقوت الحبشي عَن أبي الْعَبَّاس المرسي عَن أبي الْحسن الشاذلي، والقادرية من الْعَلَاء عَليّ الحسني الْحَمَوِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى جده عبد الْقَادِر، وسافر إِلَى الْحجاز وَدخل الْيمن ثمَّ رَجَعَ بعد سِنِين فخلق لِلْمِيعَادِ بالأزهر وَغَيره على طَرِيق الشاذلية والأشعرية وَكَانَ يكثر فِيهِ النَّقْل الْجيد بِعِبَارَة حَسَنَة وَطَرِيقَة مليحة ونظم الشّعْر على طريقتهم كل ذَلِك مَعَ الظّرْف واللطف والتواضع، وَبنى زَاوِيَة خَارج بَاب زويلة هِيَ الَّتِي كَانَت مَعَ الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ بعد وَصَارَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد جيد، وَاخْتصرَ زَاد الْمسير وَسَماهُ لب الزَّاد وَعمل النكت والحواشي على التفاسير وَغير ذَلِك وزار بَيت الْمُقَدّس وَوعظ بَقِيَّة السلسلة مُدَّة وَكَذَا ارتحل إِلَى دمشق فقطنها وَبنى بهَا أَيْضا زَاوِيَة بَين النهرين وَعمل بهَا المواعيد الهائلة وأحبه أَهلهَا وَزَاد اعْتِقَادهم فِيهِ حَتَّى مَاتَ بهَا بسكنه من أَعلَى المؤيدية تَحت القلعة فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشر أَو ثَانِي عشر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ عَن نَحْو

السّبْعين وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير شمَالي بِلَال وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَاتفقَ على أَن) مَوته فِي رَجَب وَاخْتلف فِي تعْيين يَوْمه وعدده. وَآخر مَا جاور بِمَكَّة السّنة الَّتِي قبلهَا قَالَ وَهِي مجاورتي الْخَامِسَة وَعرض عَلَيْهِ صاحبنا النُّور بن أبي الْيمن فِيهَا بعض محافيظه. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَقَالَ إِنَّه اشْتغل بالفقه قَلِيلا وتعانى المواعيد فمهر فِيهَا وَكَانَ بلغ من حفظه وَطَاف الْبِلَاد فِي ذَلِك فَدخل الْيمن مرَّتَيْنِ ثمَّ الْعرَاق مرَارًا وَدخل حصن كيفا وَكَثِيرًا من بِلَاد الشرق وَأقَام بِدِمَشْق مُدَّة وَحج مرَارًا، وَكَانَ فصيحا ذكيا يحفظ شَيْئا كثيرا وَله رواج زَائِد عِنْد الْعَوام وَبنى عدَّة زَوَايَا بالبلاد انْتهى. وسمى المقريزي وَابْن فَهد فِي مُعْجَمه جده عبد الله وَقَالَ أَولهمَا سَمِعت ميعاده بالجامع الْأَزْهَر فَتكلم فِي تَفْسِير آيَة وَأكْثر من النَّقْل الْجيد بِعِبَارَة حَسَنَة وَطَرِيقَة مليحة قَالَ وَنعم الرجل كَانَ. 141 - أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن مَنْصُور بن مُوسَى الشهَاب التروجي الشَّافِعِي وَيعرف فِي نايحته بَان عمر. / ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بتروجة قَرْيَة من أَعمال الْبحيرَة قرب الاسكندرية وَحفظ الْقُرْآن بالاسكندرية وَصلى بِهِ وتلاه بالروايات على بعض المغاربة والمنهاج الفرعي وَعرضه على الْبَدْر بن الدماميني وَبحث فِيهِ وَفِي ألفية ابْن مَالك على النُّور عَليّ بن صلح والزين خلف التروجي بالاسكندرية وَتردد للقاهرة كثيرا فَحَضَرَ بهَا دروس الشَّمْس الْعِرَاقِيّ والجلال البُلْقِينِيّ والبساطي والقاياتي والونائي وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَحج فِي سنة ثَمَان وَعشْرين ونظم الشّعْر الْحسن وَحل المترجم مِمَّا أَجَاد فِي الْكثير مِنْهُ. وَله فِي شَيخنَا مدائح مِنْهَا قصيدة سَمعتهَا مِنْهُ أَولهَا: (جمال أَحْمد جَاءَت فِيهِ آيَات ... وَفِي مَعَانِيه قد صحت رِوَايَات) (وَفِي محاسنه الْحَسْنَاء قد وَردت ... أَخْبَار صدق وَفِي الْمَعْنى حكايات) وسبقتها بِتَمَامِهَا فِي الْجَوَاهِر، وَكَذَا فِي تَرْجَمته من معجمي غير ذَلِك وَكَانَ خيرا سَاكِنا يذاكر بنبذة يسيرَة فِي الْفِقْه والعربية مَعَ سَلامَة الصَّدْر وَله بفقيهنا الشهَاب بن أد صُحْبَة وَرُبمَا كَانَ يُرَاجِعهُ فِي بعض الْأَلْفَاظ وَقد كتب عَنهُ هُوَ وَغير وَاحِد من أَصْحَابنَا بل وتطارح مَعَ البقاعي وَمَا سلم من أَذَاهُ وَأَظنهُ كَانَ عَاقد الْأَنْكِحَة بناحيته. مَاتَ فِي حُدُود سنة سِتِّينَ بالاسكندرية وَخلف ولدا اسْمه عَليّ قطنها. 142 - أَحْمد بن عمر بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الوَاسِطِيّ الأَصْل الغمري

الْمحلي الشَّافِعِي أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي. / مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين بالمحلة) وَقد رَأَيْته كثيرا وَسمعت أَنه اشْتغل وَأقَام بالأزهر مُدَّة وَفضل وَمَا كَانَ أَخُوهُ يحمد أمره وَرُبمَا هجره رَحمَه الله وإيانا. 143 - أَحْمد بن عمر بن أَحْمد الشهَاب النمراوي ثمَّ الْمحلى صهر الغمري وَيعرف بِابْن النخال. / اشْتغل يَسِيرا وَسمع مني أَشْيَاء. 144 - أَحْمد بن عمر بن أَحْمد الشرنبابلي. / سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 145 - أَحْمد بن عمر بن أصلم الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ يحيى وَهَذَا أكبرهما / أَو كَانَ ظن ذَاك أَن يكون هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ وَكَانَ هَذَا هُوَ الْمُتَأَخر مَعَ عدم تصونه. 146 - أَحْمد بن عمر بن بدر الشهَاب الدِّمَشْقِي التَّاجِر نزيل مَكَّة ووالد مُحَمَّد وأخو مُحَمَّد الآتيين وَيعرف بالجعجاع. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 147 - أَحْمد بن عمر بن جعمان أَبُو الْعَبَّاس الصريفي، / من أهل بَيت وَصَلَاح مِمَّن لَا يشك من يرَاهُ أَنه من كبار الْأَوْلِيَاء الأخيار الأتقياء. مَاتَ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. ذكره الْعَفِيف، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ وَلَده الْجمال الطَّاهِر الْآتِي فِي المحمدين وقريبه أَبُو الْقسم بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْآتِي أَيْضا. 148 - أَحْمد بن عمر بن حجي بن مُوسَى بن أَحْمد الشهَاب بن النَّجْم بن الْعَلَاء الحسباني الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو الْبَهَاء مُحَمَّد وَيعرف بِابْن حجي. / ولد فِي ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَرغب لَهُ أَبوهُ قبل قَتله عَن تدريس الشامية البرانية واستنكر النَّاس ذَلِك لصغره جدا ولكونها لم يلها إِلَّا الأساطين واستنيب عَنهُ فِيهَا واستمرت مَعَه حَتَّى مَاتَ فِي رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَأَرْبَعين فاستقر بعده فِيهَا أَخُوهُ. 149 - أَحْمد بن عمر بن خَلِيل الشهَاب العميري الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْوَاعِظ وَيعرف بالعميري بِالتَّصْغِيرِ. / ولد فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفيتي الحَدِيث والنحو وَغَيرهَا، وَأخذ عَن الزين ماهر والعماد بن شرف والشهاب الزبيدِيّ وَالِد أبي الْبَقَاء وَكَانَ يَجعله وَرَاء ظَهره لكَونه أَمْرَد، وبالقاهرة عَن الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَتخرج فِي الْأُصُول بسراج الرُّومِي وَأبي الْفضل المغربي وَعَن أَولهمَا أَخذ أَشْيَاء من العقليات وَلبس خرقَة التصوف من ابْن رسْلَان وَسمع الحَدِيث من الْجمال بن جمَاعَة والتقي

القلقشندي والشهاب بن حَامِد والزين القابوني فِي آخَرين من أهل بَلَده والواردين) عَلَيْهَا، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة وَأخذ فِيهَا عَن السَّيِّد النسابة والأمين الأقصرائي وَمِمَّا أَخذ عَنهُ فِي التَّفْسِير وَسيف الدّين بل أَخذ عَن شَيخنَا وَسمع أَيْضا على الشاوي والأبودري وَالْمجد إِمَام الصرغتمشية فِي آخَرين وَدخل حلب فَمَا دونهَا وَتخرج فِي الْوَعْظ بِأبي الْعَبَّاس الْقُدسِي وَعقد الْمجْلس بالأزهر وبمكة حِين جاور بهَا وببلده ورزق الْقبُول فِي الْوَعْظ ودرس وَأفْتى وَحدث وعد فِي أَعْيَان الْوَقْت وَقَررهُ الْأَشْرَف قايتباي فِي مشيخة مدرسته بالقدس فدام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة السبت تَاسِع ربيع الأول سنة تسعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد النَّجْم بن جمَاعَة ثمَّ دفن بتربة ماملا وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم لم ير بِتِلْكَ الْبِلَاد مثله وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر صَلَاة الْغَائِب. وَكَانَ خيرا فَاضلا متوددا متأدبا رَحمَه الله وإيانا. 150 - أَحْمد بن عمر بن رضوَان بن عمر بن يُوسُف بن مُحَمَّد الشهَاب بن الزين الْحلَبِي وَيعرف بِابْن رضوَان. / ولد فِي حُدُود سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن وَسمع من ابْن صديق الصَّحِيح أنابه الحجار وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَقدم الْقَاهِرَة فَلَقِيته بهَا وَأخذت عَنهُ شَيْئا وَكَانَ خيرا ذَا مُرُوءَة ومحافظة على التِّلَاوَة عدلا مرضيا مَحْمُود السِّيرَة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة منتصف رَجَب سنة إِحْدَى وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بعد الْجُمُعَة بِجَامِع المهمندار وَدفن بِالْجَبَلِ التحتاني. 151 - أَحْمد بن عمر بن سَالم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الشهَاب بن السراج الشَّامي الأَصْل القاهري البولاقي الشَّافِعِي وَيعرف بالشامي. / ولد تَقْرِيبًا فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج والألفية وعرضها فِيمَا قَالَ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة على الْعِرَاقِيّ وَابْن الملقن والغماري والدميري والقويسني وَطَائِفَة واشتغل فِي الْفِقْه على الآخرين والأبناسي والطنتدائي فِي آخَرين وَحضر دروس الغماري فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَقَالَ أَنه سمع على ابْن الملقن مَجْلِسا أملاه فِي المسلسل، وَكَذَا رَأَيْت سَمَاعه فِي أمالي الْعِرَاقِيّ الْكَبِير بِخَطِّهِ فِي سنة تسع وَتِسْعين وَوصف وَالِده بالرسول، وَكَانَ خيرا شَاهدا هَذَا بِالْقربِ من جَامع الوَاسِطِيّ ببولاق حَرِيصًا على كِتَابَة الْإِمْلَاء عَن شَيخنَا مَعَ بعد مَكَانَهُ. وَمِمَّا كتبته عَنهُ مِمَّا كتبه عَن الزين الْعِرَاقِيّ فِي إمْلَائِهِ من نظمه: (الله أنزل لِلْخَلَائِقِ رَحْمَة ... وسعت جَمِيع الْخلق فِي دنياهم) (ويتمها مائَة غَدا مَخْصُوصَة ... بِالْمُؤْمِنِينَ فَلَا تنَال سواهُم)

مَاتَ بعيد شَيخنَا بِيَسِير ظنا. 152 - أَحْمد بن عمر بن شرف الشهَاب الْقَرَافِيّ ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن قومة. / كَانَ مَذْكُورا بالصلاح وجودة التَّعْلِيم للأبناء انْتفع بِهِ فِي ذَلِك الشهَاب بن تَقِيّ وَولده، وَبَلغنِي مِمَّا يشْهد لصلاحه أَنه غَابَ عَن بني مكتبه ثمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ فِيمَا يَلْعَبُونَ بِهِ عمل أحدهم قَاضِيا وَآخر شَاهدا آخر رَسُولا وَنَحْو ذَلِك فَقَالَ هَكَذَا يكون فَكَانَ كَذَلِك، مَعَ الْفضل فِي الْفِقْه والعربية بِحَيْثُ أَن وَلَده أَخذ الْعَرَبيَّة عَنهُ. أَحْمد بن عمر بن عبد الله الشَّاب التائب. / هَكَذَا سمي جده عبد الله المقريزي ثمَّ ابْن فَهد، وَسَماهُ شَيخنَا وَغَيره أَحْمد بن عِيسَى وَقد تقدم. 153 - أَحْمد بن عمر بن عُثْمَان بن عَليّ الشهَاب الْخَوَارِزْمِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن قرا / أحد الْأَعْيَان مِمَّن أَخذ فِي الْفِقْه عَن نَاصِر الدّين التنكزي والتقي الحصني كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي كِتَابه الْحَاوِي والتقي بن قَاضِي شُهْبَة، وَبَلغنِي أَنه سمع على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وارتحل فَسمع على التَّاج ابْن بردس وَغَيره وَقَرَأَ على ابْن نَاصِر الدّين ثمَّ باينه كالبلاطنسي فَلم يلبث أَن نافره البلاطنسي وَجمع فِيهِ جُزْءا سَمَّاهُ جد المفترى فِيمَا ابتدعه ابْن قرا ثمَّ غير اسْمه وَسَماهُ الْبَاعِث. وَكَانَ عَالما صَالحا دينا مُصَرحًا بالحط على الطَّائِفَة الْعَرَبيَّة بل وَأَتْبَاع ابْن تَيْمِية بِحَيْثُ أَنه قَالَ مجيبا لمن سَأَلَهُ عَن اعْتِقَاده من الْمُخَالفين لَهُ: اعتقادي زيتونة مباركة لَا غربية ابْن عَرَبِيّ وَلَا شرقية ابْن تَيْمِية وَقد درس وَوعظ وَحلق للأوراد وَالذكر وَجمع فِي ذَلِك شَيْئا بل بنى زَاوِيَة شهيرة خلف بُسْتَان الصاحب وَكَانَ يجْتَمع عَلَيْهِ الْفُقَرَاء يُطعمهُمْ مَعَ نورانية وتجمل وَحسن بزَّة بِحَيْثُ يُسمى ملك الْعباد وَلما دخل بَيت الْمُقَدّس اجْتمع عَلَيْهِ أعيانه كالكمال بن أبي شرِيف وأخذو عَنهُ ثمَّ سَافر مِنْهُ إِلَى الْخَلِيل ثمَّ إِلَى مَكَّة مَعَ الركب وَكَانَ ذَلِك فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وفيهَا شهد على بن عمرَان بإجازته للنوبي وَقَالَ لي أَنه كَانَ مجيدا لإقراء الْحَاوِي وَأمره بالاجتماع على الزين ماهر وأعلمه بِأَن ابْن أبي الْوَفَاء فَاسد العقيدة قَالَ وَكَانَت عمَامَته شَبيهَة ببني الأتراك مَعَ صغرها. وَقَالَ ابْن أبي عذيبة أَنه أحد الْأَعْيَان الصلحاء الْمشَار إِلَيْهِم بِدِمَشْق، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي بَلَده فِي عَاشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد عَن بضع وَسِتِّينَ وَدفن بالقبيبات بتربة قبلي مَقْبرَة التقي الحصني وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله.)

154 - أَحْمد بن عمر بن عَليّ بن عبد الصَّمد بن أبي الْبَدْر الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالجوهري / وَرُبمَا نسبه شَيخنَا اللولوي وَقد يُقَال اللال. ولد سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَقدم مَعَ أَبِيه وَعَمه دمشق فَأَسْمع بهَا من الْمزي والذهبي وَدَاوُد بن الْعَطَّار وَآخَرين، وَقدم الْقَاهِرَة فاستوطنها وَسمع فِيهَا من الشّرف بن عَسْكَر وَحدث بهَا وبمصر بسنن ابْن مَاجَه وَغَيره غير مرّة أَخذ عَنهُ الأكابر كشيخنا وَقَالَ أَنه كَانَ شَيخا وقورا سَاكِنا حسن الْهَيْئَة محبا فِي الحَدِيث وَأَهله عَارِفًا بصناعته جميل المذاكرة بِهِ على سمت الصُّوفِيَّة ولديه فَوَائِد مَعَ الْمُرُوءَة التَّامَّة وَالْخَيْر ومحبة التواجد فِي السماع والمعرفة التَّامَّة بصنف الْجَوْهَر. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَقد تغير ذهنه قَلِيلا. قلت وَقد أثنى عَلَيْهِ المقريزي فِي عقوده وسَاق عَنهُ حكايات تَأَخّر بعض من حضر عَلَيْهِ وَأَجَازَ لَهُ إِلَى قريب التسعين. 155 - أَحْمد بن عمر بن قطينة بِالْقَافِ وَالنُّون مصغر شهَاب الدّين / كَانَ أَبوهُ عاميا فَنَشَأَ ابْنه فِي الخدم وتنقل حَتَّى بَاشر استادارية بعض الْأُمَرَاء فأثرى من ذَلِك ثمَّ بَاشر سد الكارم فِي أَيَّام الظَّاهِر برقوق وامتحن مرَارًا ثمَّ خدم عِنْد تغري بردي وَالِد الْجمال يُوسُف استادارا وطالت مدَّته فِي خدمته ثمَّ اسْتَقر بِهِ السُّلْطَان وزيره فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة واستعفى بعد اسبوع بمساعدة أميره الْمشَار إِلَيْهِ فأعفي وَعَاد إِلَى خدمته ثمَّ تصرف فِي عدَّة أَعمال حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر الْمحرم سنة تسع عشرَة عَن مَال جزيل، وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار جدا. 156 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام الشهَاب بن الزين بن الْحَافِظ الشَّمْس الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ نزيل الشبلية وَيعرف بِابْن زين الدّين. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وأحضر على أبي الهول الْجَزرِي وَدُنْيا وَفَاطِمَة وَعَائِشَة بَنَات ابْن عبد الْهَادِي، وَسمع من أَبِيه وَمُحَمّد بن الرشيد عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر والشهاب أَحْمد بن أبي بكر بن الْعِزّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عمر بن عوض وَجَمَاعَة، وَزعم ابْن أبي عذيبة أَنه سمع ابْن أميلة وطبقته وَكذب بحت، وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة، ولقيته بصالحية دمشق فَقَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَانَ خيرا من بَيت حَدِيث وجلالة. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ رَحمَه الله. 157 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد شهَاب الدّين بن الْمُحب بن الشَّمْس الخصوصي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو أثير الدّين مُحَمَّد الْآتِي / وَسمع من الْوَلِيّ

الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ كثيرا وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتميز فِيهَا وَتَأَخر عَن أَخِيه. 158 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر المرشدي الْمَكِّيّ ابْن عَم أَحْمد ابْن صَالح بن مُحَمَّد الْمَاضِي وشقيق أبي حَامِد وَمُحَمّد الْآتِي / مِمَّن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وتكسب بإقراء الْأَبْنَاء وبالعمر وَكَذَا أَحْيَانًا بِالسَّفرِ للطائف وَنَحْوه وَسمع مني بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة وَهُوَ خير. 159 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر الشهَاب القاهري ثمَّ المنوفي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن القنيني. / ولد فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية ابْن مَالك وعرضها فِيمَا أخبر على البُلْقِينِيّ والصدر الْمَنَاوِيّ والقويسني والدميري وَغَيرهم، وقطن منوف وَوَقع على قضاتها ولقيته بهَا فاستجزته لقرائن تودي باعتماده فِي مقاله. مَاتَ قبل السِّتين تَقْرِيبًا. 160 - أَحْمد بن النَّجْم أبي الْقسم عمر بن التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْمُحب أَبُو الطّيب الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ. / مَاتَ وَهُوَ ابْن سِتِّينَ وَخَمْسَة أشهر فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَأَرْبَعين. 161 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو الْعَبَّاس الطنبذي القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ طَالبا للْعلم وبرع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والمعاني وَالْبَيَان ودرس وَأفْتى وَعمل المواعيد وَكَانَ مفرطا فِي الذكاء والفصاحة، مُتَقَدما فِي الْبَحْث وَلَكِن لكَونه لم يتَزَوَّج يتَكَلَّم فِيهِ وَلم يكن ملتفتا لذَلِك بل لَا يزَال مُقبلا على الْعلم على مَا يعاب بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي حادي عشري ربيع الأول سنة تسع وَقد جَازَ السِّتين، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ الْفَقِيه اشْتغل كثيرا ولازم أَبَا الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَسمع على القلانسي وناصر الدّين الفارقي وَرَأَيْت سَمَاعه عَلَيْهِ لجزء حَنْبَل بن إِسْحَاق بِخَط شَيخنَا الْعِرَاقِيّ فِي أول الْمحرم سنة سبع وَخمسين وَكَذَا قَرَأَ على مغلطاي جُزْءا جمعه فِي الشّرف قَائِما فِي سنة تسع وَخمسين وَكتب لَهُ خطه وَأفْتى ودرس وَوعظ وَمهر فِي الْفُنُون وَكَانَ رَدِيء الْخط غير مَحْمُود الدّيانَة وَقد سَمِعت من فَوَائده وَحَضَرت دروسه، وَنَحْوه فِي الإنباء لكنه سمى وَالِده مُحَمَّدًا وَنَصّ تَرْجَمته فِيهِ: بدر الدّين أحد) الْفُضَلَاء المهرة أَخذ عَن أبي الْبَقَاء والأسنوي وَنَحْوهمَا وَأفْتى ودرس وَوعظ وَكَانَ عَارِفًا بالفنون ماهرا فِي الْفِقْه والعربية فصيح الْعبارَة وَله هَنَات سامحه الله. وَقَالَ المقريزي بعد أَن سمى وَالِده

عمر بن مُحَمَّد كَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء الأذكياء الأدباء الفصحاء العارفين بالأصول وَالتَّفْسِير والعربية، وَأفْتى ودرس وَوعظ عدَّة سِنِين وَلم يكن مرضِي الدّيانَة، وَكَذَا سَمَّاهُ فِي عقوده وَقَالَ إِنَّه كَانَ مفرط الذكاء فصيح الْعبارَة مُتَقَدما على كل من باحثه إِلَّا أَنه أَخّرهُ عدم تزَوجه وَمَا سمع عَنهُ بمعاشرة المتهمين فَكثر الطعْن عَلَيْهِ وشنعت القالة فِيهِ وَلم يكن هُوَ يفكر فِي هَذَا بل لَا يزَال مُقبلا على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ على مَا يعاب بِهِ انْتهى. وَالصَّوَاب أَنه أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر فقد قَرَأت بِخَط تِلْمِيذه الشهَاب الْجَوْجَرِيّ مَا نَصه: توفّي شَيخنَا الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْأُسْتَاذ رَئِيس الْمُحَقِّقين عُمْدَة الْمُفْتِينَ أوحد الزَّمَان شيخ الْفُنُون النقلية والعقلية المفوه الْمُحَقق المدقق النصوح للطللبة بدر الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الشَّيْخ الْعدْل شمس الدّين مُحَمَّد بن الشَّيْخ سراج الدّين عمر الطنبذي الشَّافِعِي بِالْمَدْرَسَةِ الحسامية تجاه سوق الرَّقِيق فِي لَيْلَة الْأَحَد ثامن عشري ربيع الأول سنة تسع وَصلى عَلَيْهِ يَوْم الْأَحَد بِجَامِع الْحَاكِم تقدم النَّاس الْجمال عبد الله الأقفهسي الْمَالِكِي وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم وَأثْنى الْخلق عَلَيْهِ حسنا وَدفن خَارج بَاب النَّصْر بتربة الْجمال يُوسُف الاستادار فرحمه الله مَا أغزر علمه وَأكْثر تَحْقِيقه وَأحسن تَدْقِيقه. قلت وَقد بلغنَا أَنه كَانَ يضايق الصَّدْر الْمَنَاوِيّ القَاضِي فِي المباحث وَنَحْوهَا فتوصل حَتَّى علم وَقت مَجِيئه وَهُوَ مَشْغُول لمحله من الْمدرسَة الْمشَار إِلَيْهَا وَهِي قريبَة من سكن القَاضِي فَجَاءَهُ لَيْلًا وَمَعَهُ بقجة قماش ودراهم فَوَجَدَهُ غَائِب الْعقل فَأمر من غسل أَطْرَافه وَنزع تِلْكَ الأثواب ثمَّ ألبسهُ بدلهَا وَوضع الدَّرَاهِم وَقَالَ لبواب الْمدرسَة اعْلَم أخي بمجيئي حِين بَلغنِي انْقِطَاعه فَوَجَدته مغمورا فَقَرَأت الْفَاتِحَة ودعوت لَهُ بالعافية ثمَّ انصرفت فَكَانَ ذَلِك سَببا لخضوعه ورجوعه وعد ذَلِك فِي رياسة القَاضِي. 162 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد شهَاب الدّين النشيلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد دلال الْكتب. / مِمَّن اشْتغل وَقَرَأَ على الخيضري وَنَحْوه وعَلى النشاوي وَعبد الصَّمد الهرساني. 163 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد القاهري الشيخي الْمَاوَرْدِيّ أَخُو نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْآتِي. / مِمَّن سمع على شَيخنَا ختم البُخَارِيّ بالظاهرية. 164 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي. / مِمَّن قرض لِلشِّهَابِ السيرجي نظما ونثرا. 165 - أَحْمد بن عمر بن مطرف الْقرشِي الْمَكِّيّ السمان وَيعرف بجده. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. 166 - أَحْمد بن عمر بن معيبد / وَزِير الْيمن. مَاتَ سنة أَربع وَعشْرين. ذكره ابْن عزم.

167 - أَحْمد بن عمر بن هِلَال الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْحلَبِي الصُّوفِي المعتقد. / اشْتغل بحلب وَقدم الْقَاهِرَة فصحب البلالي ثمَّ رَجَعَ لبلده وَكثر أَتْبَاعه ومعتقدوه وَلَكِن حفظت عَنهُ شطحات فمقته الْفُقَهَاء فِي إِظْهَار طَرِيق ابْن عَرَبِيّ فَلم يزدْ أَتْبَاعه ذَلِك إِلَّا محبَّة فِيهِ وتعظيما لَهُ حَتَّى كَانُوا يسمونه نقطة الدائرة وَمَات فِي سنة أَربع وَعشْرين. تَرْجمهُ هَكَذَا المقريزي فِي عقوده. 168 - أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز الشهَاب بن الزين الْحلَبِي الشَّافِعِي الْموقع وَالِد النَّجْم عمر والمحب مُحَمَّد الآتيين وَكَانَ يعرف قَدِيما بِابْن كَاتب الخزانة. / ولد فِي خَامِس شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب ولازم الْعِزّ الحاضري حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وَاسْتمرّ على الْعَمَل فِيهِ حَتَّى صَار تَامّ الْفَضِيلَة فِي الْعَرَبيَّة جدا مَعَ الْفَضِيلَة أَيْضا فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالْعرُوض، وَسمع على الْبُرْهَان الْحلَبِي والطبقة، وَأَجَازَ لَهُ ابْن خلدون وَالسَّيِّد النسابة الْكَبِير بل عين لَهَا وَولي كِتَابَة الخزانة، كل ذَلِك مَعَ التَّعَبُّد وَالْقِيَام والمثابرة على الْجَمَاعَات والاتصاف بِالْعقلِ والرياسة والحشمة والتودد ومراعاة أَرْبَاب الدولة والطريقة الْحَسَنَة والمحاسن الجمة. أَخذ عَنهُ ابْن فَهد وَغَيره. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأَعْظَم ثمَّ صلى عَلَيْهِ بِبَاب دَار الْعدْل نَائِب حلب تغري برمش وَدفن بتربته خَارج بَاب الْمقَام. ذكره ابْن خطيب الناصرية بأنقص من هَذَا واصفا لَهُ بالفضيلة وَالدّين وَالْعقل والطريقة الْحَسَنَة. 169 - أَحْمد بن عمر الشهَاب بن الزين الْحلَبِي والوالي وَيعرف بِابْن الزين. / بَاشر عدَّة وظائف مِنْهَا ولَايَة الْقَاهِرَة فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة برقوق وَكَانَ جبارا ظَالِما غاشما لَكِن كَانَ للمفسدين بِهِ ردع مَا، مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَهُوَ مَعْزُول، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَكَذَا المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا وَوَصفه بالأمير بن الْحَاج. 170 - أَحْمد بن عمر الشهَاب البلبيسي الْبَزَّار، / مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ وَكَانَ من خِيَار التُّجَّار ثِقَة ودينا وَأَمَانَة وَصدق لهجة جاور عدَّة مجاورات بِمَكَّة وَسمع الْكثير وأنجب أَوْلَادًا رَحمَه الله. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَأَظنهُ وَالِد السراج عمر الْآتِي وَإِن سميت جده فِي تَرْجَمَة شَيخنَا مُحَمَّدًا. 171 - أَحْمد بن عمر الشهَاب الدنجيهي ثمَّ القاهري القلعي الشَّافِعِي. / مَاتَ وَقد

قَارب السّبْعين أَو حازها فِي يَوْم الْأَحَد حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسبعين وَثَمَانمِائَة، وَكَانَ قد نَشأ فَقِيرا بِجَامِع القلعة ثمَّ ترقى حَتَّى صَار أحد مؤذنيه ثمَّ رَئِيسا فِيهِ بِحَيْثُ رقي فِي الخطابة بالجلال البُلْقِينِيّ وَغَيره بل جلس فِيهِ مَعَ الشُّهُود ثمَّ صَار شَاهد ديوَان عليباي الأشرفي ثمَّ كسباي المؤيدي ثمَّ اسْتَقر فِي جملَة أَئِمَّة الْقصر بعناية يشبك الْفَقِيه وَعمل نقابة أئمته والنيابة فِي نظر الْأَوْقَاف الْجَارِيَة تَحت نظر مقدم المماليك فِي أَيَّام جَوْهَر النوروزي ثمَّ نِيَابَة الأنظار الزمامية عَنهُ أَيْضا، وَكَانَ خيرا رَحمَه الله وإيانا. 172 - أَحْمد بن عمر الشهَاب السعودي البلان / نقيب الذكارين بزاوية أبي السُّعُود. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَكَانَ مشكور السِّيرَة. أرخه الْمُنِير. 173 - أَحْمد بن عمر المصراتي القيرواني / إِمَام جَامع الزيتونة بتونس. مَاتَ بهَا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ. 174 - أَحْمد بن عِيسَى بن أَحْمد بن عِيسَى بن أَحْمد القاهري أَخُو أبي الْفَتْح مُحَمَّد الكتبي. / لَهُ ذكر فِي أَبِيه وَلم يكن بمحمود. مَاتَ قريب السّبْعين. 175 - أَحْمد بن عِيسَى بن أَحْمد الشهَاب الصنهاجي المغربي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الْمُقْرِئ / نزيل جَامع الْأَزْهَر. كَانَ ماهرا فِي الْقرَاءَات والعربية وَالْفِقْه متصديا للإقراء جَمِيع النَّهَار وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّمْس الْقَرَافِيّ. مَاتَ فِي سَابِع الْمحرم سنة سبع وَعشْرين وَكثر التأسف عَلَيْهِ. تَرْجمهُ شَيخنَا فِي أنبائه. 176 - أَحْمد بن عِيسَى بن أَحْمد الدمياطي ثمَّ القاهري النجار وَالِد الْأمين مُحَمَّد الْآتِي. / مِمَّن تميز جدا فِي صناعته وأتى أشغالا ثقالا وَرَأى حظا فِي أَيَّام الجمالي نَاظر الْخَاص وَهُوَ الَّذِي عمل الْمِنْبَر الْمَكِّيّ ثمَّ مِنْبَر المزهرية وجامع الغمري، وَحج غير مرّة وجاور وَقد هش وَعجز وأظن مولده فِي سنة عشْرين. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَتِسْعين بالمنزلة. 177 - أَحْمد بن عِيسَى بن عُثْمَان بن عِيسَى بن عُثْمَان الشهَاب بن الشّرف القاهري أَخُو الْفَخر مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن جوشن / سمع على شَيخنَا فِي رَمَضَان وَغَيره وَكَانَ فَقِيرا ضَعِيف الْحَرَكَة ألثغ يُقيم أَحْيَانًا عِنْد أَخِيه وقتا بالزاوية الْمُجَاورَة لتربتهم بالصحراء وَكَانَ هُوَ الْخَطِيب بهَا غَالِبا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد ثامن شعْبَان سنة تسع وَسبعين رَحمَه الله. 178 - أَحْمد بن عِيسَى بن عَليّ بن يَعْقُوب بن شُعَيْب الدَّاودِيّ الأوراسي المغربي الْمَالِكِي. / ولد تَقْرِيبًا فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بأوراس وَحفظ بهَا الْقُرْآن بِرِوَايَة ورش

والرسالة ثمَّ انْتقل إِلَى تونس فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن لنافع بِكَمَالِهِ وَحفظ بهَا بعض ابْن الْحَاجِب الفرعي ثمَّ أَخذ الْفِقْه عَن أَبَوي الْقسم الْبُرْزُليّ سمع عَلَيْهِ جَمِيع كِتَابه الْحَاوِي فِي الْفِقْه وَهُوَ فِي ثَلَاث مجلدات والعبدوسي وَسمع عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ وَمُحَمّد بن مَرْزُوق وَبحث عَلَيْهِ فِي الْأُصُول والمنطق والمعاني وَالْبَيَان، وحشى كتبه الَّتِي قَرَأَهَا على مشايخه، لَقيته بالميدان وَقد قدم حَاجا فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَمَات. 179 - أَحْمد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب المنزلي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الضَّرِير وَيعرف فِي ناحيته بعصفور وَقد يصغر. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالمنزلة وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول بعد بُلُوغه مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فقطن الْأَزْهَر وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج والرحبية وألفية ابْن مَالك والجرومية وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْمَنَاوِيّ والعبادي بل وَعَن الْعلم البُلْقِينِيّ وَغَيرهم وَفِي الْأَصْلَيْنِ عَن الْعَلَاء الحصني وَكَذَا الْمعَانِي وَالْبَيَان والعربية بل أَخذ عَن التقيين الحصني والشمني قَلِيلا ولازم السنهوري فِي الْعَرَبيَّة وَمن قبله الأبدي والشهاب السجيني فِي الْفَرَائِض والحساب وَتزَوج ابْنَته وَالسَّيِّد عَليّ تلميذ ابْن المجدي بل أَخذ عَن البوتيجي وَأبي الْجُود وَسمع على السَّيِّد النسابة وَابْن الملقن والنور البارنباري وناصر الدّين الزفتاوي وَأم هَانِئ الهورينية والحجاري والمحبين الفاقوسي والحلبي بن الألواحي وَالشَّمْس الرَّازِيّ القَاضِي الْحَنَفِيّ وَالْجمال بن أَيُّوب الْخَادِم والبهاء بن الْمصْرِيّ وَغَيرهم، ولازم التَّرَدُّد لغير هَؤُلَاءِ، وَحصل لَهُ وَمد كف مِنْهُ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ فَمَا يظْهر صابر وشاكر وَلَكِن كثرت منازعاته فِي الدُّرُوس والمجالس مَعَ يبس عِبَارَته وكلمته وَعدم تأدبه سِيمَا بعد انفكاكه. 180 - أَحْمد بن عِيسَى بن مُوسَى بن عِيسَى بن سليم أَو سَالم / وَجمع المقريزي بَيْنَمَا فَقَالَ سليم ككثير بن سَالم بن جميل ككبير أَيْضا، وَزَاد بن رَاجِح: بن كثير بن مظفر بن عَليّ بن عَامر الْعِمَاد أَبُو عِيسَى بن الشّرف أبي الرّوح بن الْعِمَاد أبي عمرَان الْأَزْرَقِيّ العامري المقيري بِضَم الْمِيم ثمَّ قَاف مَفْتُوحَة وَآخره رَاء مصغر نِسْبَة للمقبري قَرْيَة من أَعمال الكرك الشَّافِعِي أَخُو الْعَلَاء عَليّ. ولد فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَقيل اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بكرك الشوبك) وَحفظ الْمِنْهَاج وجامع المختصرات وَغَيرهَا واشتغل بالفقه وَغَيره وَقدم مَعَ أَبِيه وَكَانَ قَاضِي الكرك الْقَاهِرَة بعد الْأَرْبَعين فَسمع بهَا من أبي نعيم الأسعردي وَأبي المحاسن الدلاصي وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن كشتغدي وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل الأيوبي فِي آخَرين مِنْهُم الْحَافِظ الْمزي،

وبالقدس من الْبَيَانِي وَغَيره، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَاسْتقر فِي قَضَاء الكرك بعد أَبِيه وَكَانَ كَبِير الْقدر فِيهِ محببا إِلَى أَهله بِحَيْثُ أَنهم لم يَكُونُوا يصدرون إِلَّا عَن رَأْيه فَلَمَّا سجن الظَّاهِر برقوق بِهِ قَامَ هُوَ وَأَخُوهُ فِي خدمته ومساعدته ومعاونته فَلَمَّا خرج وصلا مَعَه إِلَى دمشق فحفظ لَهما ذَلِك فَلَمَّا تمكن أحضرهما إِلَى الْقَاهِرَة وَاسْتقر بِهَذَا فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة وبأخيه فِي كِتَابَة السِّرّ وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فباشر بِحرْمَة ونزاهة وصيانة وَدخل مَعَه حلب واستكثر فِي ولَايَته من النواب وشدد فِي رد الرسائل وتصلب فِي الْأَحْكَام فتمالأ عَلَيْهِ أهل الدولة وألبوا حَتَّى عزل فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَتِسْعين بالصدر الْمَنَاوِيّ وَأبقى السُّلْطَان مَعَه تدريس الْفِقْه بالصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ والْحَدِيث بِجَامِع طولون وَنظر وقف الصَّالح بَين القصرين مَعَ درس الْفِقْه وَاسْتمرّ إِلَى أَن أشغرت الخطابة بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وتدريس الصلاحية هُنَاكَ فاستقر بِهِ فيهمَا وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَتِسْعين فَتوجه إِلَى الْقُدس وباشرهما وانجمع عَن النَّاس وَأَقْبل على الْعِبَادَة والتلاوة حَتَّى مَاتَ فِي سَابِع عشر أَو يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشْرين ربيع الأول سنة إِحْدَى بعد أَن رغب فِي مرض مَوته عَن الخطابة لوَلَده الشّرف عِيسَى وَلَكِن لم يتم لَهُ، وَكَانَ سَاكِنا كث اللِّحْيَة أثنى عَلَيْهِ ابْن خطيب الناصرية، وَنقل شَيخنَا عَن التقي المقريزي أَنه حلف لَهُ أَنه مَا تنَاول بِبَلَدِهِ وَلَا بالديار المصرية فِي الْقَضَاء رشوة وَلَا تعمد حكما بباطل انْتهى، والمقريزي مِمَّن طول تَرْجَمته فِي عقوده وَهُوَ أول من كتب لَهُ من الْقُضَاة عَن السُّلْطَان الجناب العالي بعد أَن كَانَ يكْتب لَهُم الْمجْلس وَذَلِكَ بعناية أَخِيه كَاتب السِّرّ فَإِنَّهُ اسْتَأْذن لَهُ السُّلْطَان بذلك وَاسْتمرّ لمن بعده وَقد كَانَت لَفْظَة الْمجْلس فِي غَايَة الرّفْعَة للمخاطب بهَا فِي الدولة الفاطمية ثمَّ انعكس ذَلِك فِي الدولة التركية وَصَارَ الجناب أرفع رُتْبَة عَن الْمجْلس وَلذَا وَقع التَّغْيِير. أَفَادَهُ شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ إِنَّه حدث بِبَلَدِهِ قَدِيما وَلما قدم الْقَاهِرَة قَاضِيا خرج لَهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ مشيخة سَمعهَا عَلَيْهِ شَيخنَا بل قَرَأَ بَعْضهَا وَكَذَا سمع عَلَيْهِ غير وَاحِد مِمَّن أَخذنَا عَنهُ. 181 - أَحْمد بن عِيسَى بن مُوسَى بن قُرَيْش الشهَاب الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد الزين عبد الْوَاحِد الْآتِي. / نَشأ بِمَكَّة وَبهَا ولد فحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ فِي التَّنْبِيه وتلا بِالْقُرْآنِ على ابْن عَيَّاش والكيلاني وَسمع على الزين المراغي فِي سنة

ثَلَاث عشرَة وَبعدهَا الحَدِيث، وَقدم الْقَاهِرَة وَغير مرّة وَكَذَا دمشق وَسمع على شَيخنَا وَغَيره، وَكَانَ لين الْجَانِب فَقِيرا. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشر شعْبَان سنة سبع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد، وَبَلغنِي أَنه تسلق فِي ثوب الْكَعْبَة حَتَّى صعد إِلَى أَثْنَائِهَا مُبَالغَة فِي التوسل بذلك لبَعض مَقَاصِد. 182 - أَحْمد بن عِيسَى بن يُوسُف بن عمر بن عبد الْعَزِيز الهواري البنداري أَمِير عرب هوارة وَيعرف بِابْن عمر. / اسْتَقر بعد صرف أَخِيه سُلَيْمَان الْآتِي إِلَى أَن مَاتَ فِي أول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ أحسن حَالا من أَخِيه وَاسْتقر بعده فِي الإمرة ابْن أَخِيه دَاوُد بن سُلَيْمَان. 183 - أَحْمد بن الشّرف عِيسَى القيمري الخليلي الْغَزِّي. / ولد سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع الْكثير وَحدث وروى أجَاز لنا. قَالَه ابْن أبي عذيبة. أَحْمد بن عِيسَى السنباطي الْحَنْبَلِيّ. / فِي ابْن مُحَمَّد بن عِيسَى بن يُوسُف. 184 - أَحْمد بن عِيسَى الْعلوِي نزيل مَكَّة خَال أبي عبد الله وَأبي البركات وكمالية بني القَاضِي / على النويري. مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين. 185 - أَحْمد بن غُلَام الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الريشي القاهري الميقاتي. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ اشْتغل فِي فن النُّجُوم وَعرف كثيرا من الْأَحْكَام وَصَارَ يحل الزيج وَيكْتب التقاويم واشتهر بذلك. مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَقد أناف على الْخمسين. 186 - أَحْمد بن أبي الْفَتْح بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد شهَاب الدّين الْبَيْضَاوِيّ الْمَكِّيّ الزمزمي الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي وأبوهما. / ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْمِنْهَاج وَغَيره وَسمع على القَاضِي عبد الْقَادِر وباشر الْأَذَان. أَحْمد بن أبي الْفَتْح العثماني. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد. أَحْمد بن أبي الْفضل بن ظهيرة. / فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة. 187 - أَحْمد بن قَاسم بن أَحْمد بن عبد الحميد التَّمِيمِي التّونسِيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن عَاشر، / اسْتَقر بِهِ السُّلْطَان فِي مشيخة تربته بعد شَيْخه القلصاني. 188 - أَحْمد بن قَاسم بن ملك بن عبد الله بن غَانِم الشريف الْعلوِي الْمَكِّيّ. / كَانَ مُقيما بالروضة من وَادي مر، مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. 189 - أَحْمد بن أبي الْقسم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير

الشهَاب بن الشّرف بن الشهَاب بن أبي إِسْحَاق الْحكمِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ، من بَيت كَبِير. ولد سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة واشتغل فِي الْفِقْه على وَالِده وَعَمه عمر والبدر حُسَيْن الأهدل وتميز على أَخِيه أبي الْفَتْح وَغَيره بالاشتغال، وَقدم مَكَّة غير مرّة وَأخذ عَن نحويها القَاضِي عبد الْقَادِر الْعَرَبيَّة وترجمه بِأَنَّهُ ذَاكر لفقه الشَّافِعِي يدرس التَّنْبِيه وَالْحَاوِي وَنقل من فَوَائده جملَة. فَمِنْهَا: (وكل أداريه على حسب حَاله ... سوى حَاسِد فَهِيَ الَّتِي لَا أبالها) (وَكَيف يُدَارِي الْمَرْء حَاسِد نعْمَة ... إِذا كَانَ لَا يرضيه إِلَّا زَوَالهَا) وَقَول الْقَائِل: (إِن الزَّمَان إِذا رمى بصروفه ... شكيت عظائمه إِلَى عظمائه) (فلجوا بجودهم دياجي صرفه ... عَمَّن رمى فَيَعُود فِي نعمائه) مَاتَ سنة بضع وَسِتِّينَ. أَحْمد بن أبي الْقسم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن المغربي الخلوف. / يَأْتِي فِيمَن اسْم أَبِيه مُحَمَّد قَرِيبا. أَحْمد بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمُحب النويري الْمَكِّيّ الْخَطِيب. / يَأْتِي فِي أَحْمد بن مُحَمَّد. 190 - أَحْمد بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو الْخَيْر النَّاشِرِيّ وَيُسمى عبد الْقَادِر أَيْضا. / ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن جده أبي عبد الله وارتحل لزبيد فَأخذ بهَا عَن الْمُوفق عَليّ بن أبي بكر النَّاشِرِيّ وتفقه بِابْن عَمه الْجمال أبي الطّيب وَبِغَيْرِهِ. وَسمع على ابْن الْجَزرِي وَغَيره، وَكَانَ فَقِيها عَلامَة صَالحا عَارِفًا بالفرائض والعربية منعزلا ورعا قانعا مديما للاشتغال وَلَا زَالَ يترقى فِي الْمُحَافظَة على الطَّاعَات، وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ جمَاعَة كأخويه إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عطيف، وناب عَن أَبِيه فِي الْأَحْكَام بسهام وَولي خطابتها بعد عَمه الْفَقِيه عَليّ، بل اسْتَقل بعد أَبِيه بِالْأَحْكَامِ بالكدرا وَمَا يواليها سِهَام. مَاتَ بعد سنة خمس وَأَرْبَعين. 191 - أَحْمد بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عَليّ الْفَقِيه أَبُو جَعْفَر بن الرصافي الأندلسي الغرناطي نزيل مَكَّة وَشَيخ الْمُوفق. / أثنى عَلَيْهِ ابْن عزم بِالسُّكُونِ والديانة والتحري وسلامة الصَّدْر المؤدية للغفلة مَعَ إِلْمَام بالفقه وتصور جيد، وَقَالَ لي غَيره كَانَ عَارِفًا بالفقه مَعَ إكثاره الطّواف وَالْقِيَام والتلاوة بل قيل إِنَّه لم يكن ينَام اللَّيْل وَأَنه ورث من وَالِده نَقْدا كثيرا ذهب مِنْهُ بِحَيْثُ احْتَاجَ فِي آخر عمره. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين عَن بضع وَسبعين وَدفن بتربة المغاربة من المعلاة. 193 - أَحْمد بن أبي الْقسم بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى العبدوسي. / ذكره ابْن عزم.

193 - أَحْمد بن أبي الْقسم الضراسي ثمَّ اليمني الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / ولد فِي ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة قَالَ فِيمَا كتب بِهِ إِلَيّ بِمَكَّة إِن من شُيُوخه الْمجد الشِّيرَازِيّ وَابْن الْجَزرِي والنفيس الْعلوِي وَابْن الْخياط وَغَيرهم وَمَا علمت قدرا زَائِدا على هَذَا. نع رَأَيْت القَاضِي محيي الدّين بن عبد الْقَادِر الْمَالِكِي قاضيها وَصفه بِالْإِمَامِ الْعَلامَة شهَاب الدّين وَنقل عَن خطه سؤالا لشَيْخِنَا أَجَابَهُ عَنهُ أوردته فِي فَتَاوِيهِ. 194 - أَحْمد بن أبي الْقسم القسنطيني. / ذكره ابْن عزم أَيْضا. أَحْمد بن قرطاي. / مضى فِي ابْن عَليّ بن قرطاي. 195 - أَحْمد بن قفيف بن فُضَيْل بن ذحير ثلاثتها بِالتَّصْغِيرِ العدواتي خَال مُحَمَّد بن بدير وَيعرف بِأَبِيهِ. / قَتلهمَا الشريف مُحَمَّد بن بَرَكَات عِنْد مَسْجِد الْفَتْح بِالْقربِ من الجموم من وَادي مرفي يَوْم الْخَمِيس سَابِع الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين وحملا إِلَى مَكَّة فدفنا بهَا. 196 - أَحْمد بن قوصون الدِّمَشْقِي الشَّيْخ الْمقري. / مَاتَ فِي لَيْلَة حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين. 197 - أَحْمد بن قِيَاس بِكَسْر أَوله مخففا بن هِنْد والشهاب بن الْفَخر الشِّيرَازِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد وَالِد نَاصِر الدّين مُحَمَّد. / مَاتَ سنة تسع عشرَة. 198 - أَحْمد بن كندغدي بنُون سَاكِنة بعد الْكَاف الْمَفْتُوحَة وغين مُعْجمَة بدل الْمُهْملَة المضمومة وَكسر الدَّال بعْدهَا تَحْتَانِيَّة شهَاب الدّين التركي القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الحسينية / بِالْقربِ من جَامع آل ملك. كَانَ عَالما فَقِيها دينا بزِي الأجناد توجه عَن النَّاصِر فرج رَسُولا إِلَى تمرلنك فَمَرض بحلب وعزم على الرُّجُوع فَاشْتَدَّ مَرضه حَتَّى مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة السبت رَابِع عشر ربيع الأول سنة سبع وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن خَارج بَاب الْمقَام بتربة مُوسَى الْحَاجِب وَقد جَازَ السِّتين. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَأوردهُ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَضَبطه كَمَا قدمنَا وَقَالَ: أحد الْفُضَلَاء المهرة فِي فقه الْحَنَفِيَّة والفنون اتَّصل أخيرا بِالظَّاهِرِ برقوق ونادمه ثمَّ أرْسلهُ النَّاصِر إِلَى تمرلنك فَمَاتَ بحلب فِي جُمَادَى الأولى كَذَا قَالَ سَمِعت من فَوَائده كثيرا وَقَرَأَ عَلَيْهِ صاحبنا الْمجد بن مكانس القمامات بحثا، زَاد فِي إنبائه وَكَانَ يجيد تقريرها على مَا أَخْبرنِي بِهِ الْمجد وَقَالَ فِيهِ إِن اشْتغل فِي عدَّة عُلُوم وفَاق فِيهَا واتصل بِالظَّاهِرِ فِي أَوَاخِر دولته ونادمه بتربته شيخ الصفوي أحد خَواص الظَّاهِر وَحصل الْكثير من الدُّنْيَا وَقَالَ إِنَّه مَاتَ قبل أَن يُؤَدِّي الرسَالَة فِي رَابِع عشر ربيع الأول. أرخه الْبُرْهَان الْمُحدث وَأثْنى عَلَيْهِ بِالْعلمِ والمروءة وَمَكَارِم الْأَخْلَاق. وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ

ذكيا مستحضرا مَعَ بعض مجازفة وَيتَكَلَّم بالتركي. وَمِمَّنْ ذكره القمريزي فِي عقوده وَقَالَ إِنَّه قَارب الْخمسين وَبَلغهَا رَحمَه الله. 199 - أَحْمد بن لاجين الظَّاهِر جقمق الْآتِي أَبوهُ / لَهُ ذكر فِيهِ. 200 - أَحْمد بن مباركشاه وَيُسمى مُحَمَّد بن حُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان الشهَاب القاهري السيفي يشبك الْحَنَفِيّ الصُّوفِي بالمؤيدية وَيعرف بِابْن مباركشاه. / ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ واشتغل بالعلوم على ابْن الْهمام وَابْن الديري وَآخَرين حَتَّى برع وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة وصنف أَشْيَاء وَجمع التَّذْكِرَة وأقرأ الطّلبَة مَعَ التَّوَاضُع وَالْأَدب والسكون والقناعة والمداومة على التَّحْصِيل والإفادة وتعانى نظم الشّعْر على الطَّرِيقَة البيانية وَقد سَمِعت مِنْهُ من نظمه الْكثير بل سَمِعت بقرَاءَته على شَيخنَا فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ وَفِي غَيره، وَكَانَ شَيخنَا كثير التبجيل لَهُ والإصغاء إِلَى كَلَامه، وامتدحه بقصيدة طنانة دالية أودعتها الْجَوَاهِر وغالب الظَّن أنني سمعته وَهُوَ ينشدها لَهُ، وَمن العجيب أنني رَأَيْته كتب نُسْخَة بِخَطِّهِ من مَنَاقِب اللَّيْث لَهُ وَقرأَهَا على أبي الْيُسْر بن النقاش عَنهُ. مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ، وَمِمَّا كتبته من نظمه: (لي فِي القناعة كنز لَا نفاد لَهُ ... وَعزة أوطأتني جبهة الْأسد) (أَمْسَى وَأصْبح مسترفدا أحدا ... وَلَا ضنينا بميسور على أحد) 201 - أَحْمد بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ وَيعرف بالهدباني / نِسْبَة لأمير حج وَمَا حققت لماذا، وَكَانَ من أَعْيَان أَشْرَاف ذَوي رميثة مَشْهُورا فيهم بالشجاعة وتجرأ على قتل الْقَائِد مُحَمَّد بن سِنَان بن عبد الله بن عمر الْعمريّ وَمَا الْتفت إِلَى أقربائه مَعَ فروسيتهم وَتزَوج ابْنة السَّيِّد أَحْمد بن عجلَان وَورث مِنْهَا عقارا طَويلا تجمل بِهِ حَاله. مَاتَ فِي شَوَّال أَو ذِي الْقعدَة سنة عشْرين وَنقل إِلَى مَكَّة فَدفن بالمعلاة مِنْهَا عَن بضع وَسِتِّينَ سنة، تَرْجمهُ الفاسي فِي مَكَّة. 202 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ الشهَاب أَبُو زرْعَة بن الشَّمْس بن الْبُرْهَان البيجوري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي شقيقه إِبْرَاهِيم وجدهما والآتي والدهما. / ولد فِي أَيَّام التَّشْرِيق سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَأمه ابْنة أُخْت جده. وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وبلوغ المرام لشَيْخِنَا والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحَدِيث والنحو وتلخيص الْمِفْتَاح وَغير ذَلِك، وَعرض على جمَاعَة فَمنهمْ مِمَّن لم يَأْخُذ عَنهُ بعد الْبَدْر بن الْأَمَانَة والجلال الْمحلي، واعتنى بِهِ

أَبوهُ فأسمعه على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَابْن الْجَزرِي والفوي والواسطي والزين القمني والكلوتاتي وَشَيخنَا، وَمِمَّا سَمعه من لفظ الْأَوَّلين المسلسل وَكَذَا سَمعه على الرَّابِع وَعَلِيهِ وعَلى الأول جُزْء الْأنْصَارِيّ فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من أَصْحَاب الْمَيْدُومِيُّ وَابْن الخباز وَغَيرهمَا، وتفقه بالشرف السُّبْكِيّ والْعَلَاء القلقشندي والونائي ولمناوي وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن وَالِده وَشَيخنَا والقاياتي وَالْعلم البلقين، وَأكْثر من مُلَازمَة الْبُرْهَان بن خضر فِي الْفِقْه بِحَيْثُ أَخذ عَنهُ التَّنْبِيه وَالْحَاوِي والمنهاج وجامع المختصرات إِلَّا نَحْو ورقتين من أول الْجراح من الْأَخير فَقَرَأَهُمَا على ابْن حسان، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن وَالِده والقلقشندي وَابْن خضر والأبدي وَالشَّمْس الْحِجَازِي والبدرشي وَابْن قديد والشمني وَأبي الْفضل المغربي، وَالصرْف عَن وَالِده والفرائض والحساب عَن الْحِجَازِي وَأبي الْجُود والبوتيجي، وأصول الْفِقْه عَن القلقشندي وَابْن حسان والآبدي والشمني وأصول الدّين عَن الآبدي والمغربي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والمعاني وَالْبَيَان عَن الشمني، والمنطق عَن القلقشندي وَابْن حسان والآبدي والمغربي والتقي الحصني وطاهر نزيل البرقوقية، والطب عَن الزين ابْن الْجَزرِي والميقات عَن الشَّمْس الطنتدائي نزيل البيبرسية والجيب عَن الْعِزّ الونائي وَالْكِتَابَة عَن الزين بن الصَّائِغ وتدرب فِي صناعَة الحبر وَنَحْوهَا والنشابة عَن الأسطا حَمْزَة وبيغوت وطرفا من لعب الدبوس وَالرمْح عَن ثَانِيهمَا والميقات عَن الشَّمْس الشَّاهِد أخي الْخَطِيب دراية والشاطر شومان وصنعة النقطة وابداب المساحة عَن أَحْمد بن شهَاب الدّين وتفنن فِيمَا ذكرته فِي غَيره حَتَّى برع فِي سبك النّحاس وَنقل المبارد وَعمل ريش الفصاد والزركش بِحَيْثُ لَا أعلم الْآن من اجْتمع فِيهِ وَلَيْسَ لَهُ فِي كثير من الصَّنَائِع أستاذ بل بَعْضهَا بِالنّظرِ وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ خامل بِالنِّسْبَةِ لغيره مِمَّن هُوَ دونه بِكَثِير. وَقد تصدى للإقراء بالأزهر على رَأس الْخمسين وأقرأ فِيهِ كتبا فِي فنون، وَحج غير) مرّة وجاور بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي سنة سِتّ وَخمسين وأقرأ بهَا أَيْضا كتبا فِي فنون وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل الاسكندرية ومنوف والمحلة ودمياط ورسخ قدمه بهَا من سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وهلم جرا وانتفع بِهِ جمَاعَة من أَهلهَا وَصَارَ يتَرَدَّد أَيَّامًا من الْأُسْبُوع لفارسكور للتدريس بمدرسة ابتناها الْبَدْر بن شُعْبَة، وَفِي غُضُون ذَلِك حج عَن زَوْجَة للأمير تمراز وسمعته بعد عوده يَقُول إِن فَرِيضَة الْحَج سَقَطت عَنَّا لعدم الِاسْتِطَاعَة وَاسْتقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي فِي تدريس مدرسته هُنَاكَ ثمَّ فِي مشيخة المعينية بعد وَفَاة الجديدي بعد

مُنَازعَة بَينهمَا فِيهَا أَولا، وعلق على مَا علمه من الدبوس وَالرمْح شَيْئا وَاخْتصرَ مِصْبَاح الظلام فِي المنقاف وَزَاد عَلَيْهِ أَشْيَاء تلقفها عَن شَيْخه وَكَذَا اختصر من كتاب الْمنَازل لأبي الْوَفَاء البوزجاني الْمنزلَة الَّتِي فِي المساحة وَزَاد عَلَيْهَا أَشْيَاء من مساحة التبريزي وَشرح جَامع المختصرات لكَونه أمس أهل الْعَصْر بِهِ وَسَماهُ فتح الْجَامِع ومفتاح مَا أغلق على الْمطَالع لجامع المختصرات ومختصر الْجَوَامِع وَرُبمَا اختصر فَيُقَال مِفْتَاح الْجَامِع وَاخْتَصَرَهُ وَسَماهُ أَسْنَان الْمِفْتَاح. وَهُوَ مِمَّن صحبته قَدِيما وَسمع بِقِرَاءَتِي وَمَعِي أَشْيَاء وراجعني فِي كثير من الْأَحَادِيث وَنعم الرجل توددا وتواضعا. 203 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْعَلامَة الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو المحاسن بن الشَّمْس بن الْبُرْهَان الخجندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي جده. / ولد فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثامن رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والكنز وَعرض فِي سنة خمس وَخمسين فَمَا بعْدهَا على غير وَاحِد بِبَلَدِهِ والقاهرة ودمشق مِنْهُم السَّيِّد عَليّ لعجمي شيخ الباسطية وَابْن الديري والأمين والمحب الأقصرائيين وَابْن الْهمام والزين قَاسم والكافياجي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ الحنفيون والبلقيني والمحلي والعبادي والْعَلَاء الشِّيرَازِيّ وَالسَّيِّد عَليّ الفرضي الشافعيون والولوي السنباطي والقرافي المالكيان والعز الْحَنْبَلِيّ وَأَجَازَ لَهُ من عدا المالكيين وَابْن الْهمام والأمين واشتغل عَلَيْهِ وعَلى الْعِزّ والكافياجي وَالسَّيِّد المذكرين والشرواني وَابْن يُونُس وَعُثْمَان الطرابلسي، وَفضل بِحَيْثُ درس وَخلف أَبَاهُ فِي إِمَامَة الْحَنَفِيَّة المستجدة بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ خيرا دينا فَاضلا. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشري رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَكَانَ قدم من الشَّام فقطن بصالحية قطيا وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء بِالْقربِ من الْبَدْر الْحَنْبَلِيّ وَاسْتقر بعده فِي الْإِمَامَة أَخُوهُ إِبْرَاهِيم الْمَاضِي. 204 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن هَاشم الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْكَمَال الْأنْصَارِيّ الْمحلي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد المحمدين الْجلَال الْعَالم والكمال. / ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن البُلْقِينِيّ والطبقة وَكتب من تصانيف ابْن الملقن وَحفظ التَّنْبِيه وتكسب بِالتِّجَارَة فِي الْبر وَكَانَ خيرا رَأَيْته، وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَولده غَائِب فِي الْحَج فصلى عَلَيْهِ وَدفن بتربتهم تجاه تربة جوشن خَارج بَاب النَّصْر رَحمَه الله. 205 - احْمَد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر وَقيل عبد الله بدل أبي بكر وَكَأن

أَبَا بكر كنية عبد الله الشهَاب بن الشَّمْس الشطنوفي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. / ولد كَمَا بِخَط أَبِيه فِي سنة سبع وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل يَسِيرا وَأخذ عَن وَالِده وَغَيره وترافق هُوَ والزين السندبيسي على أَبِيه فِي شرح التسهيل لِابْنِ أم قَاسم وَلكنه لم يتَمَيَّز، وَسمع على ابْن الكويك والكمال بن خير وَالْجمال عبد الله بن فضل الله والشمسين الشَّامي وَابْن البيطار والكلوتاتي والفوي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وتنزل فِي الْجِهَات كالمؤيدية وباشر أوقاف الْحَرَمَيْنِ بل وتدريس الحَدِيث بالشيخونية تَلقاهُ عَن وَالِده واختص بشيخنا وبولده وعظمت محبته فيهمَا وَكَذَا كَانَ من خَواص الزين البوتيجي ومحبيه، وَقد زوج الْمَنَاوِيّ وَلَده زين العابدين بابنته، سَمِعت عَلَيْهِ كتاب الثَّمَانِينَ للأجراء بِقِرَاءَة التقي القلقشندي برباط الْآثَار الشَّرِيفَة. وَكَانَ خيرا دينا متواضعا وقورا كثير التودد حسن الْعشْرَة لين الْجَانِب. مَاتَ فِي سادس عشري صفر سنة خمس وَخمسين وَدفن من الْغَد وَاسْتقر بعده فِي الشيخونية الْفَخر عُثْمَان المقسي نِيَابَة واستقلالا. 206 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن سعيد الصفي أَبُو اللطائف بن الشَّمْس الْوَزير الْمَالِكِي أَبوهُ الْحَنَفِيّ هُوَ لأجل جده لأمه نور الدّين السدميسي الْحَنَفِيّ. / عرض عَليّ فِي ربيع الأول سنة تسعين الْأَرْبَعين النووية والكنز وَسمع مني المسلسل بالأولية وَكَانَ مَعَه الْمُحب القلعي خَازِن المؤيدية، وَهُوَ فطن لَبِيب. 207 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أبي البركات الْبَهَاء أَبُو المحاسن بن الْجمال أبي السُّعُود بن الْبُرْهَان الْقرشِي الْمَكِّيّ شَقِيق الصّلاح مُحَمَّد الْآتِي وَهَذَا أصغرهما وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. / ولد فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَسمع مني حضورا بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة وَهُوَ فِي الرَّابِعَة المسلسل وَغَيره وَكَذَا على أم حَبِيبَة زَيْنَب ابْنة الشوبكي من أول ابْن مَاجَه إِلَى بَاب التوقي وَمن الشَّفَاعَة إِلَى آخِره مَعَ مَا فِيهِ من الثلاثيات وثلاثيات البُخَارِيّ وجزء أبي سهل بن زِيَاد الْقطَّان وَأبي يعلى الْخَلِيل وأسلاف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للمسيتي وَحَدِيث الول للديرعاقولي، ثمَّ سمع عَليّ بِقِرَاءَة أَخِيه الشفا وَغَيره، وَدَار مَعَ وَالِده قبل ذَلِك الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَسمع بهَا على الشَّيْخ مُحَمَّد بن أبي الْفرج المراغي، ولازم وَالِده فِي سَمَاعه الحَدِيث وَغَيره، وَهُوَ حاذق فطن بورك فِيهِ. 208 - أَحْمد بن مُحَمَّد الطّيب بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي اليمني. / تفقه بِعَمِّهِ أَحْمد وبالأزرق وَغَيرهمَا وَمَات بعد أَبِيه بِنَحْوِ ثَلَاث سِنِين قَالَه الأهدل. 209 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَاخْتلف فِيمَن بعده فَقيل ابْن شَافِع وَقيل ابْن عَطِيَّة بن قيس الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الفيشي بِالْفَاءِ والمعجمة ثمَّ القاهري الْمَالِكِي نزيل الحسينية وَيعرف بالحناوي بِكَسْر الْمُهْملَة وَتَشْديد النُّون. / ولد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بفيشا المنارة من الغربية بِالْقربِ من طنتدا وانتقل وَهُوَ صَغِير مَعَ وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة فجود بهَا الْقُرْآن على الْفَخر وَالْمجد عِيسَى الضريرين وَعرض ألفية ابْن مَالك على الشَّمْس بن الصَّائِغ الْحَنَفِيّ وَابْن الملقن وأجازا لَهُ وَقَالَ أَولهمَا إِنَّه سَمعهَا على الشهَاب أحد كتاب الدرج عَن ناظمها، وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّمْس الزواوي والنور الجلاوي بِكَسْر الْجِيم وَيَعْقُوب المغربي شَارِح ابْن الْحَاجِب الفرعي وَغَيرهم، والنحو عَن الْمُحب بن هِشَام ولازمه كثيرا حَتَّى بحث عَلَيْهِ الْمُغنِي لِأَبِيهِ وَسمع عَلَيْهِ التَّوْضِيح لِأَبِيهِ أَيْضا الطنبذي، ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي الْعُلُوم الَّتِي كَانَت تقْرَأ عَلَيْهِ مُدَّة طَوِيلَة وانتفع بِهِ، وَكَذَا لَازم فِي فنون الحَدِيث الزين الْعِرَاقِيّ وَوَصفه بالعلامة وَمرَّة بالشيخ الْفَاضِل الْعَالم وَكتب عَنهُ كثيرا من أَمَالِيهِ وَسمع عَلَيْهِ ألفيته فِي السِّيرَة غير مرّة وألفيته فِي الحَدِيث وَشَرحهَا أَو غالبه وَمن لَفظه نظم غَرِيب الْقُرْآن وَأَشْيَاء وَسمع أَيْضا على الهيثمي بمشاركة شَيْخه الْعِرَاقِيّ وَعلي الحراوي والعز بن الكويك وَابْن الخشاب وَابْن الشيخة والسويداوي وَمِمَّا سَمعه على الحراري رباعيات الصَّحَابَة ليوسف بن خَلِيل وَفضل صَوْم سِتّ شَوَّال للدمياطي وعَلى ابْن الكويك موطأ ملك ليحيى بن يحيى بفوت، ولازم الْحُضُور عِنْد الْجلَال البُلْقِينِيّ وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ السراج مِمَّن يجله وانتفع بدروس أَبِيه كثيرا وجود الْخط عِنْد الوسيمي فأجاد وَأذن لَهُ وَكَانَ يَحْكِي أَن بَعضهم رَآهُ عِنْده وَقَالَ لَهُ وَقد رأى حسن تصَوره أترك الِاشْتِغَال بِالْكِتَابَةِ وَأَقْبل على الْعلم فقصارى أَمرك فِي الْكِتَابَة أَن تبلغ مرتبَة شيخك فَقِيه كتاب فنفعه الله بنصيحته وَأَقْبل على الْعلم من ثمَّ، وَحج مرَّتَيْنِ وناب فِي الحكم عَن الْجمال الْبِسَاطِيّ فَمن بعده وحمدت سيرته فِي أَحْكَامه وَغَيرهَا، وَعرف بالفضيلة التَّامَّة لَا سِيمَا فِي فن الْعَرَبيَّة، وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ خلق وَصَارَ غَالب فضلاء الديار المصرية من تلامذته، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ النُّور بن الرزاز الْحَنْبَلِيّ مَعَ شيخوخته، وَكَانَ حسن التَّعْلِيم للعربية جدا نصُوحًا، وَله فِيهَا مُقَدّمَة سَمَّاهَا الدرة المضية فِي علم الْعَرَبيَّة مَأْخُوذَة من شذور الذَّهَب كثر الاعتناء بتحصيلها وحرص هُوَ على إفادتها بِحَيْثُ كَانَ يكْتب النّسخ مِنْهَا بِخَطِّهِ للطلبة وَنَحْوهم وَكنت مِمَّن أَعْطَانِي نُسْخَة بِخَطِّهِ، حكى أَن سَبَب تصنيفها أَنه بحث الألفية جَمِيعهَا فِي مبدأ حَاله فَلم يفتح عَلَيْهِ بِشَيْء فَعلم أَنه لَا بُد للمبتدئ من مُقَدّمَة يتقنها قبل الْخَوْض فِيهَا أَو فِي غَيرهَا من الْكتب الْكِبَار أَو الصعبة وَلذَا لم يكن يقرئ الْمُبْتَدِئ إِلَّا إِيَّاهَا، وَشَرحهَا جمَاعَة من طلبته كالمحيوي الدماطي وَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وَطوله جدا بل كَانَ المُصَنّف قد أمْلى على عَليّ الولوي بن الزيتوني عَلَيْهَا تَعْلِيقا، ودرس الْفِقْه بالمنكوتمرية وَولي مشيخة خانقاه تربة النُّور الطنبذي التَّاجِر فِي طرف الصَّحرَاء بعد الْجمال الْقَرَافِيّ النَّحْوِيّ وَكَذَا مشيخة التربة الكلبكية بِبَاب الصَّحرَاء، وخطب بِبَعْض الْأَمَاكِن وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَعرضت عَلَيْهِ عُمْدَة الْأَحْكَام وَأخذت عَنهُ بِقِرَاءَتِي وَغَيرهَا أَشْيَاء والتحقت فِي ذَلِك بجدي لأمي فَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ وَلذَا كَانَ الشَّيْخ يكرمني، وَكَانَ خيرا دينا وقورا سَاكِنا قَلِيل الْكَلَام كثير الْفضل فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مديما للتلاوة سريع الْبكاء عِنْد ذكر الله وَرَسُوله كثير المحاسن على قانون السّلف مَعَ اللطافة والظرف وإيراد النادرة وَكَثْرَة الفكاهة والممازحة ومتع بسمعه وبصره وَصِحَّة بدنه، من لطائفه قَوْله تَأَمَّلت اللَّيْلَة وِسَادَتِي الَّتِي أَنَام عَلَيْهَا أَنا وَأَهلي فَإِذا فَوْقهَا مائَة وَسَبْعُونَ عَاما فَأكْثر لِأَن كل وَاحِد منا يزِيد على ثَمَانِينَ أَو نَحْوهَا، وَكَانَ يُوصي أَصْحَابه إِذا مَاتَ بشرَاء كتبه دون ثِيَابه ويعلل ذَلِك بمشاركة ثِيَابه لَهُ فِي غَالب عمره فَهُوَ لخبرته بهَا يحسن سياستها بِخِلَاف من يَشْتَرِيهَا فَإِنَّهُ بِمُجَرَّد غسله لَهَا تتمزق أَو كَمَا قَالَ، مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بمقبرة البوابة عِنْد حَوْض الكشكشي من نواحي الحسينية رَحمَه الله وإيانا. 210 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشهَاب الشكيلي الْمدنِي / ملقن الْأَمْوَات بهَا. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. مَاتَ بهَا فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر ربيع الآخر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ فِي عصره. كتب إِلَيّ بوفاته الْفَخر الْعَيْنِيّ. 211 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الخواجا شهَاب الدّين الكيلاني الْمَكِّيّ وَيعرف بشفتراش بِمُعْجَمَة مَضْمُومَة وَفَاء أَو موحة وَهِي بِالْفَارِسِيَّةِ الحلاق. / مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس صفر سنة سبع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد وَكَانَ مُبَارَكًا حَرِيصًا على الْمُبَادرَة للْجَمَاعَة. 212 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْهِنْدِيّ. / مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة. 213 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُفْلِح الشهَاب بن الشَّمْس القلقيلي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَابْنه النَّجْم مُحَمَّد. / كَانَ صيتًا حسن الصَّوْت ناظما ناثرا كَاتبا مجموعا حسنا. مَاتَ فَجْأَة فِي ثامن عشري شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين فِي حَيَاة أَبِيه وتأسف أَبوهُ على فَقده بِحَيْثُ كَانَ كثيرا مَا ينشد: (شَيْئَانِ لَو بَكت الدِّمَاء عَلَيْهِمَا ... عَيْنَايَ حَتَّى تؤذنا بذهاب) (لم يبلغ المعشار من عشريهما ... فقد الشَّبَاب وَفرْقَة الأحباب) وَمن نظم صَاحب التَّرْجَمَة يُخَاطب شهَاب الدّين موقع جَانِبك: (يَا شهابا رقي العلى ... لَا تخن قطّ صَاحبك) (زادك الله رفْعَة ... ورعى الله جَانِبك) 214 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن دَاوُد الشهَاب بن الشَّمْس بن الشهَاب القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الله وأخويه وَيعرف كسلفه بِابْن الرُّومِي. / 215 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الصَّعِيد ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ نزيل دمشق / وسبط الشَّيْخ عبد الْقوي. ذكره النَّجْم عمر بن فَهد فِي مُعْجَمه وَغَيره وَأَنه ولد بِمَكَّة قبل سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ بهَا وسافر لدمشق فَانْقَطع بسفح قاسيون ولازم أَبَا شَعْرَة كثيرا وَبِه تفقه وانتفع وَتزَوج هُنَاكَ وَأقَام بهَا وَقد سمع فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ مَعَ ابْن فَهد بِدِمَشْق على ابْن الطَّحَّان وَغَيره بل كتب عَنهُ ابْن فَهد مَقْطُوعًا من نظمه. وَمَات بهَا فِي الطَّاعُون سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَدفن بسفح قاسيون، وَكَذَا ذكره البقاعي وَزَاد فِي نسبه قبل إِسْمَاعِيل يُوسُف وَبعده عقبَة بن محَاسِن، وَقَالَ سبط

تفقه بِعَمِّهِ أَحْمد وبالأزرق وَغَيرهمَا وَمَات بعد أَبِيه بِنَحْوِ ثَلَاث سِنِين قَالَه الأهدل. أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَاخْتلف فِيمَن بعده فَقيل ابْن شَافِع وَقيل ابْن عَطِيَّة بن قيس الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الفيشي بِالْفَاءِ والمعجمة ثمَّ القاهري الْمَالِكِي نزيل الحسينية وَيعرف بالحناوي بِكَسْر الْمُهْملَة وَتَشْديد النُّون. ولد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بفيشا المنارة من الغربية بِالْقربِ من طنتدا وانتقل وَهُوَ صَغِير مَعَ وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة فجود بهَا الْقُرْآن على الْفَخر وَالْمجد عِيسَى الضريرين وَعرض ألفية ابْن مَالك على الشَّمْس بن الصَّائِغ الْحَنَفِيّ وَابْن الملقن وأجازا لَهُ وَقَالَ أَولهمَا إِنَّه سَمعهَا على الشهَاب أحد كتاب الدرج عَن ناظمها، وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّمْس الزواوي والنور الجلاوي بِكَسْر الْجِيم وَيَعْقُوب المغربي شَارِح ابْن) الْحَاجِب الفرعي وَغَيرهم، والنحو عَن الْمُحب بن هِشَام ولازمه كثيرا حَتَّى بحث عَلَيْهِ الْمُغنِي لِأَبِيهِ وَسمع عَلَيْهِ التَّوْضِيح لِأَبِيهِ أَيْضا وَغير ذَلِك وَعَن الشَّمْس الغماري والشهاب أَحْمد السعودي وظنا الْبَدْر الطنبذي، ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي الْعُلُوم الَّتِي كَانَت تقْرَأ عَلَيْهِ مُدَّة طَوِيلَة وانتفع بِهِ، وَكَذَا لَازم فِي فنون الحَدِيث الزين الْعِرَاقِيّ وَوَصفه بالعلامة وَمرَّة بالشيخ الْفَاضِل الْعَالم وَكتب عَنهُ كثيرا من أَمَالِيهِ وَسمع عَلَيْهِ ألفيته فِي السِّيرَة غير مرّة وألفيته فِي الحَدِيث وَشَرحهَا أَو غالبه وَمن لَفظه نظم غَرِيب الْقُرْآن وَأَشْيَاء وَسمع أَيْضا على الهيثمي بمشاركة شَيْخه الْعِرَاقِيّ وَعلي الحراوي والعز بن الكويك وَابْن الخشاب وَابْن الشيخة والسويداوي وَمِمَّا سَمعه على الحراري رباعيات الصَّحَابَة ليوسف بن خَلِيل وَفضل صَوْم سِتّ شَوَّال للدمياطي وعَلى ابْن الكويك موطأ ملك ليحيى بن يحيى بفوت، ولازم الْحُضُور عِنْد الْجلَال البُلْقِينِيّ وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ السراج مِمَّن يجله وانتفع بدروس أَبِيه كثيرا وجود الْخط عِنْد الوسيمي فأجاد وَأذن لَهُ وَكَانَ يَحْكِي أَن بَعضهم رَآهُ عِنْده وَقَالَ لَهُ وَقد رأى حسن تصَوره أترك الِاشْتِغَال بِالْكِتَابَةِ وَأَقْبل على الْعلم فقصارى أَمرك فِي الْكِتَابَة أَن تبلغ مرتبَة شيخك فَقِيه كتاب فنفعه الله بنصيحته وَأَقْبل على الْعلم من ثمَّ، وَحج مرَّتَيْنِ وناب فِي الحكم عَن الْجمال الْبِسَاطِيّ فَمن بعده وحمدت سيرته فِي أَحْكَامه وَغَيرهَا، وَعرف بالفضيلة التَّامَّة لَا سِيمَا فِي فن الْعَرَبيَّة، وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ خلق وَصَارَ غَالب فضلاء الديار المصرية من تلامذته، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ النُّور بن الرزاز الْحَنْبَلِيّ مَعَ شيخوخته، وَكَانَ حسن التَّعْلِيم للعربية جدا نصُوحًا، وَله فِيهَا مُقَدّمَة سَمَّاهَا الدرة المضية فِي علم الْعَرَبيَّة مَأْخُوذَة

من شذور الذَّهَب كثر الاعتناء بتحصيلها وحرص هُوَ على إفادتها بِحَيْثُ كَانَ يكْتب النّسخ مِنْهَا بِخَطِّهِ للطلبة وَنَحْوهم وَكنت مِمَّن أَعْطَانِي نُسْخَة بِخَطِّهِ، حكى أَن سَبَب تصنيفها أَنه بحث الألفية جَمِيعهَا فِي مبدأ حَاله فَلم يفتح عَلَيْهِ بِشَيْء فَعلم أَنه لَا بُد للمبتدئ من مُقَدّمَة يتقنها قبل الْخَوْض فِيهَا أَو فِي غَيرهَا من الْكتب الْكِبَار أَو الصعبة وَلذَا لم يكن يقرئ الْمُبْتَدِئ إِلَّا إِيَّاهَا، وَشَرحهَا جمَاعَة من طلبته كالمحيوي الدماطي وَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وَطوله جدا بل كَانَ المُصَنّف قد أمْلى على عَليّ الولوي بن الزيتوني عَلَيْهَا تَعْلِيقا، ودرس الْفِقْه بالمنكوتمرية وَولي مشيخة خانقاه تربة النُّور الطنبذي التَّاجِر فِي طرف الصَّحرَاء بعد الْجمال الْقَرَافِيّ النَّحْوِيّ وَكَذَا مشيخة التربة الكلبكية بِبَاب الصَّحرَاء، وخطب بِبَعْض الْأَمَاكِن وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَعرضت عَلَيْهِ) عُمْدَة الْأَحْكَام وَأخذت عَنهُ بِقِرَاءَتِي وَغَيرهَا أَشْيَاء والتحقت فِي ذَلِك بجدي لأمي فَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ وَلذَا كَانَ الشَّيْخ يكرمني، وَكَانَ خيرا دينا وقورا سَاكِنا قَلِيل الْكَلَام كثير الْفضل فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مديما للتلاوة سريع الْبكاء عِنْد ذكر الله وَرَسُوله كثير المحاسن على قانون السّلف مَعَ اللطافة والظرف وإيراد النادرة وَكَثْرَة الفكاهة والممازحة ومتع بسمعه وبصره وَصِحَّة بدنه، من لطائفه قَوْله تَأَمَّلت اللَّيْلَة وِسَادَتِي الَّتِي أَنَام عَلَيْهَا أَنا وَأَهلي فَإِذا فَوْقهَا مائَة وَسَبْعُونَ عَاما فَأكْثر لِأَن كل وَاحِد منا يزِيد على ثَمَانِينَ أَو نَحْوهَا، وَكَانَ يُوصي أَصْحَابه إِذا مَاتَ بشرَاء كتبه دون ثِيَابه ويعلل ذَلِك بمشاركة ثِيَابه لَهُ فِي غَالب عمره فَهُوَ لخبرته بهَا يحسن سياستها بِخِلَاف من يَشْتَرِيهَا فَإِنَّهُ بِمُجَرَّد غسله لَهَا تتمزق أَو كَمَا قَالَ، مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بمقبرة البوابة عِنْد حَوْض الكشكشي من نواحي الحسينية رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشهَاب الشكيلي الْمدنِي ملقن الْأَمْوَات بهَا. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. مَاتَ بهَا فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر ربيع الآخر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ فِي عصره. كتب إِلَيّ بوفاته الْفَخر الْعَيْنِيّ. أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الخواجا شهَاب الدّين الكيلاني الْمَكِّيّ وَيعرف بشفتراش بِمُعْجَمَة مَضْمُومَة وَفَاء أَو مُوَحدَة وَهِي بِالْفَارِسِيَّةِ الحلاق. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس صفر سنة سبع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد وَكَانَ مُبَارَكًا حَرِيصًا على الْمُبَادرَة للْجَمَاعَة.

أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْهِنْدِيّ. مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُفْلِح الشهَاب بن الشَّمْس القلقيلي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَابْنه النَّجْم مُحَمَّد. كَانَ صيتًا حسن الصَّوْت ناظما ناثرا كَاتبا مجموعا حسنا. مَاتَ فَجْأَة فِي ثامن عشري شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين فِي حَيَاة أَبِيه وتأسف أَبوهُ على فَقده بِحَيْثُ كَانَ كثيرا مَا ينشد: (شَيْئَانِ لَو بَكت الدِّمَاء عَلَيْهِمَا ... عَيْنَايَ حَتَّى تؤذنا بذهاب) (لم يبلغ المعشار من عشريهما ... فقد الشَّبَاب وَفرْقَة الأحباب) وَمن نظم صَاحب التَّرْجَمَة يُخَاطب شهَاب الدّين موقع جَانِبك: (يَا شهابا رقي العلى ... لَا تخن قطّ صَاحبك) ) (زادك الله رفْعَة ... ورعى الله جَانِبك) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن دَاوُد الشهَاب بن الشَّمْس بن الشهَاب القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الله وأخويه وَيعرف كسلفه بِابْن الرُّومِي. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الصعيدي ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ نزيل دمشق وسبط الشَّيْخ عبد الْقوي. ذكره النَّجْم عمر بن فَهد فِي مُعْجَمه وَغَيره وَأَنه ولد بِمَكَّة قبل سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ بهَا وسافر لدمشق فَانْقَطع بسفح قاسيون ولازم أَبَا شَعْرَة كثيرا وَبِه تفقه وانتفع وَتزَوج هُنَاكَ وَأقَام بهَا وَقد سمع فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ مَعَ ابْن فَهد بِدِمَشْق على ابْن الطَّحَّان وَغَيره بل كتب عَنهُ ابْن فَهد مَقْطُوعًا من نظمه. وَمَات بهَا فِي الطَّاعُون سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَدفن بسفح قاسيون، وَكَذَا ذكره البقاعي وَزَاد فِي نسبه قبل إِسْمَاعِيل يُوسُف وَبعده عقبَة بن محَاسِن، وَقَالَ سبط عفيف الدّين البجائي. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن زيد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّمْس الْموصِلِي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن زيد. ولد كَمَا كتبه لي بِخَطِّهِ نقلا عَن أَبِيه فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَمن قَالَ سنة ثَمَان فقد أَخطَأ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفقه والعربية وَغَيرهمَا حَتَّى برع وأشير إِلَيْهِ بالفضائل وَسمع الْكثير على عَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي وَالصَّلَاح عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الأرموي وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَالْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن التقي المرداوي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب فِي آخَرين، ولازم الْعَلَاء بن زكنون حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الْكتب السِّتَّة ومسند إمامهما والسيرة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام وَغَيرهَا من مصنفاته وَغَيرهَا وَكَذَا قَرَأَ بِنَفسِهِ صَحِيح البُخَارِيّ على أَسد الدّين

أبي الْفرج بن طولوبغا، وَقَرَأَ أَيْضا على ابْن نَاصِر الدّين وَوَصفه بالشيخ الْمُقْرِئ الْعَالم الْمُحدث الْفَاضِل وَسمع أَيْضا على شَيخنَا بِدِمَشْق، وَحدث ودرس وَأفْتى ونظم يَسِيرا وَجمع فِي أشهر الْعَام ديوَان خطب وَاخْتَصَرَهُ وَكَذَا اختصر السِّيرَة لِابْنِ هِشَام وَعمل منسكا على مذْهبه سَمَّاهُ إِيضَاح المسالك فِي أَدَاء الْمَنَاسِك وأفرد مَنَاقِب كل من تَمِيم وَالْأَوْزَاعِيّ فِي جُزْء سمي الأول تحفة الساري إِلَى زِيَارَة تَمِيم الدَّارِيّ وَالثَّانِي محَاسِن المساعي فِي مَنَاقِب أبي عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ وَله كراسة فِي ختم البُخَارِيّ سَمَّاهُ تحفة السَّامع والقاري فِي ختم صَحِيح البُخَارِيّ وَغير ذَلِك، لَقيته بِدِمَشْق فَحملت عَنهُ أَشْيَاء وعلقت عَنهُ من نظمه. وَكَانَ خيرا عَلامَة عَارِفًا بالفقه والعربية) وَغَيرهمَا مُفِيدا كثير التَّوَاضُع والديانة محببا عِنْد الْخَاصَّة والعامة تلمذ لَهُ كثير من الشَّافِعِيَّة مَعَ مَا بَين الْفَرِيقَيْنِ هُنَاكَ من التنافر فضلا عَن غَيرهم لمزيد عقله وَعدم خوضه فِي شَيْء من الفضول، مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشري صفر سنة سبعين وَدفن بمقبرة الحمريين ظَاهر دمشق بعد أَن صلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل الْبُرْهَان بن مُفْلِح وَحمل نعشه على الرؤوس رَحمَه الله وإيانا. وَمِمَّا كتبته من نظمه قصيدة فِي التشوق إِلَى مَدِينَة الرَّسُول وزيارة قَبره ومسجده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِلَى مَكَّة على منوال بَيْتِي بِلَال رَضِي الله عَنهُ أَولهَا: (أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة ... بِطيبَة حَقًا والوفود نزُول) (وَهل أردن يَوْمًا مياه زريقة ... وَهل يبدون لي مَسْجِد وَرَسُول) أَحْمد بن مُحَمَّد الطّيب بن أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو عبد الله أَو قَالَ الْعَبَّاس النَّاشِرِيّ. بيض لَهُ الْعَفِيف وَمضى فِي أَحْمد بن الطّيب. أَحْمد بن مُحَمَّد بن جِبْرِيل بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ الْمَكِّيّ الأَصْل ثمَّ القاهري نزيل البرقوقية وَيعرف بِأبي الْعَبَّاس الْحِجَازِي، ولد فِي عشر خمسين وَسَبْعمائة وَقَالَ بَعضهم قبل سنة خمس بشعب جِيَاد من الْحجاز ثمَّ انْتقل مِنْهَا وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْ عشرَة إِلَى الْقَاهِرَة مَعَ الزكي بن الخروبي فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ بالبيمارستان المنصوري فِي الطَّاعُون سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَكَانَ شَيخا حسنا عَلَيْهِ سِيمَا الْخَيْر وَالصَّلَاح، ولد شعر حسن كتب عَنهُ بعض أَصْحَابنَا مِمَّا أنْشدهُ فِي قصيدة طَوِيلَة يمدح بهَا شَيْخه: (غاض صبري وفاض مني افتكاري ... حِين شال الصِّبَا وشاب عِذَارَيْ)

(طرقتني الهموم من كل وَجه ... وَمَكَان حَتَّى أطارت قراري) وَكَذَا امتدح غَيره من الأكابر وَرُبمَا رمى بِسَرِقَة الشّعْر. وَقد ذكره شَيخنَا فِي سنة أَرْبَعِينَ من أنبائه وَسمي جده رَمَضَان وَلم يزدْ فِي نسبه وَقَالَ: الْمَكِّيّ الشَّاعِر الْمَعْرُوف بالحجازي أَبُو الْعَبَّاس ذكر لي أَنه ولد فِي سنة إِحْدَى وَسبعين تَقْرِيبًا بجياد من مَكَّة، وتولع بالأدب وَقدم الديار المصرية فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ صُحْبَة الزكي الخروبي وَتردد ثمَّ اسْتَقر بِالْقَاهِرَةِ وتكسب فِيهَا بمدح الْأَعْيَان وَكَانَ ينشد قصائد جَيِّدَة منسجمة غالبها فِي المديح فَمَا أَدْرِي أَكَانَ ينظم حَقِيقَة أَو كَانَ ظفر بديوان شَاعِر من الْحِجَازِيِّينَ وَكَانَ يتَصَرَّف يه وَإِنَّمَا ترددت فِيهِ لوقوعي فِي بعض) القصائد على إصْلَاح فِي بعض الأبيات عِنْد المخلص أَو اسْم الممدوح لكَونه فِيهِ زحاف أَو كسر وَالله يعْفُو عَنهُ قَالَ وَأَظنهُ مخطئا فِي سنة مولده فَإِنَّهُ كَانَ اشْتَدَّ بِهِ الْهَرم وَظهر عَلَيْهِ جدا فَالله أعلم. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب قطب الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي أَخُو الْكَمَال مُحَمَّد قَاضِي مَكَّة. ولد فِي صفر سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَسمع من مُحَمَّد بن معالي وَعلي بن مَسْعُود بن عبد الْمُعْطِي وَأبي حَامِد الطَّبَرِيّ وَابْن سَلامَة وبالاسكندرية من سُلَيْمَان بن خلد الْمحرم، وَأَجَازَ لَهُ سنة مولده فَمَا بعْدهَا جمَاعَة كَأبي الْخَيْر بن العلائي وَأبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ، وَدخل كنباية سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة فَمَاتَ هُنَاكَ قبل الْعشْرين، وَكَذَا ذكر ابْن الزين رضوَان: الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الزين، وَقَالَ إِنَّه قَاضِي مَكَّة سمع على ابْن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ رَفِيقًا لأبي الْبَقَاء بن الضياء وَابْن مُوسَى. وَالظَّاهِر أَنه هَذَا وَلَيْسَ بقاضي مَكَّة وَإِنَّمَا هُوَ أَخُو قاضيها. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن رَاهِب شهَاب الدّين القاهري وَيعرف بالدبيب تَصْغِير دب. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ شَيخا ظريفا مفرط الْقصر داهية حَافِظًا لكتاب الله حضر عِنْد ابْن أبي الْبَقَاء وَغَيره وتنزل فِي الْجِهَات وباشر النقابة فِي بعض الدُّرُوس وَكِتَابَة الْغَيْبَة بالخانقاه البيبرسية وَرَأَيْت بعد مَوته سَمَاعه لصحيح مُسلم على الْجمال الأميوطي وَكَذَا بِأخرَة على الشهَاب الوَاسِطِيّ للمسلسل وأجزائه، وَمَا أَظُنهُ حدث نعم قد لَقيته مرَارًا وعلقت عَنهُ من نوادره ولطائفه الْيَسِير وَكَانَ مكرما لي. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن ربيع الأول

سنة سبع وَأَرْبَعين بعد أَن فجع بِولد لَهُ كَانَ حسن الذَّات فَصَبر وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل وَدفن بتربة الشَّيْخ نصر خَارج بَاب النَّصْر عِنْد وَلَده عوضهما الله الْجنَّة. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سرحان السّلمِيّ النهيايي التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي. سمع على أبي الْحسن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد الْأنْصَارِيّ البطرني المسلسل وَقَرَأَ عَلَيْهِ عرضا الشاطبيتين والرسالة وَأَجَازَ لَهُ وَكَذَا عرضهَا على عِيسَى الغبريني وَسمع من لَفظه صَحِيح البُخَارِيّ وتفقه عَلَيْهِ تَرْجمهُ كَذَلِك الزين رضوَان وَقَالَ أَنه أنْشدهُ لنَفسِهِ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين آخر قصيدة لَهُ فِي جمع أصُول الْحَلَال:) (فَتلك تسع أصُول الْعَيْش طيبَة ... واسأل ان احتجت حَتَّى يَأْتِي الْفرج) واستجازه فِيهَا لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة الشهَاب بن الْعِزّ الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ. سمع من الْعِزّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر وَغَيره. وناب فِي الحكم عَن أَخِيه الْبَدْر. مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَله إِحْدَى وَسِتُّونَ سنة، قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه قَالَ ولي مِنْهُ إجَازَة، وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمن مروياته الْمُنْتَقى من أربعي عبد الْخَالِق بن زَاهِر سَمعه على الْعِزّ الْمَذْكُور. وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن السَّيْف الشهَاب الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ. سمع من عَليّ بن الْعِزّ عمر وَفَاطِمَة ابْنة الْعِزّ إِبْرَاهِيم وَغَيرهمَا وَحدث، قَالَ شَيخنَا فِي تَارِيخه ومعجمه: أجَاز لي وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة بن أَحْمد بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الشهَاب بن الْخَطِيب الْكَمَال أبي الْفضل بن الشهَاب الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد أبي الْفضل مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة وَأمه فتاة لِأَبِيهِ. ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع من أَبِيه وَابْن الْجَزرِي والشامي وَابْن سَلامَة وَالشَّمْس الكفيري وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن الْهَادِي وَابْن طولوبغا وَابْن الكويك وَالْمجد اللّغَوِيّ، وَآخَرُونَ وتفقه بالوجيه عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ ودرس، واختل بِأخرَة وبرأ. وَمَات فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن ولي الدّين الْمحلى الشَّافِعِي الْخَطِيب الْوَاعِظ وَالِد مُحَمَّد صهر الغمري الْآتِي. أَخذ عَن الْوَلِيّ بن قطب والبرهان الكركي

وَغَيرهمَا، وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على شَيخنَا البُخَارِيّ وعَلى الْعلم البُلْقِينِيّ وَمن قبلهمَا على جمَاعَة، وَحج مرَارًا وَرغب فِي الانتماء للشَّيْخ الغمري فزوج وَلَده لإحدى بَنَاته وابتنى بالمحلة جَامعا وخطب بِهِ بل وَبِغَيْرِهِ وَوعظ وَكَانَ رَاغِبًا فِي التَّحْصِيل زَائِد الْإِمْسَاك مَعَ ميله إِلَى الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَقد سجنه الظَّاهِر جقمق بالبيمارستان وقتا لكَونه أنكر الشخوص الَّتِي بقناطر السبَاع واستتباع النَّاس رقيقهم مَعَ تكليفهم بِمَا لَعَلَّهُم لَا يطيقُونَهُ من الجري خلف دوابهم وَكَثْرَة الربوع الَّتِي يسكنهَا بَنَات الخطا حَيْثُ لم يفهم حَقِيقَة مُرَادة بل ترْجم لَهُ عَنهُ بِأَنَّهُ يروم هدم قناطر السبَاع والربوع وَمنع اسْتِخْدَام الرَّقِيق فَقَالَ هَذَا جُنُون. وَكَذَا شهره مَعَ غَيره الزين الاستادار) من الْمحلة إِلَى الْقَاهِرَة على هَيْئَة غير مرضية لكَونه نسب إِلَيْهِ الإغراء على قتل أَخِيه. وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ سليم الْفطْرَة. مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَورثه أحفاده وَغَيرهم لكَون وَلَده مَاتَ فِي حَيَاته رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عُثْمَان بن سَنَد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْبَدْر الْأنْصَارِيّ الأبياري الأَصْل ثمَّ القاهري الصَّالِحِي الشَّافِعِي أحد الْأُخوة الْخَمْسَة وَهُوَ أَصْغَرهم، وَيعرف كسلفه بِابْن الْأَمَانَة. ولد يَوْم الْأَرْبَعَاء منتصف رَجَب سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالصالحية وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض على جمَاعَة وَأخذ عَن الْعَلَاء القلقشندي فِي الْفِقْه وَغَيره ولازمه وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن السَّيِّد النسابة والمناوي فِي عدَّة تقاسيم والزين البوتيجي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْفَرَائِض وعَلى الأبدي فِي الْعَرَبيَّة وَسمع على شَيخنَا وَغَيره، وَكَانَ مِمَّن يحضر عِنْدِي حِين تدريسي بالظاهرية الْقَدِيمَة بل أجَاز لَهُ باستدعاء ابْن فَهد خلق من الأجلاء، وَحج غير مرّة وتميز قَلِيلا وأجاد الْفَهم وشارك وَنزل فِي الْجِهَات وباشر الأقبغاوية وَأم بالظاهرية الْقَدِيمَة وَتكلم فِي الجمالية نَائِبا مَعَ حسن عشرَة ولطافة وديانة وتواضع. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْجمال عبد الله بن عَليّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الشهير بِابْن أبي مَدين. ولد فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِدِمَشْق، وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي جَامع يلبغا والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو والشاطبية والجزرية فِي التجويد وَعرض على الشهَاب الزرعي والناجي وملا حاجي والخيضري

والبقاعي وضيا الكشح وَالشَّمْس بن حَامِد وَغَيرهم وَقَرَأَ فِي النَّحْو على الزين الصَّفَدِي وَفِي الْفِقْه على ضِيَاء وَحج وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن عمر بن عبد الْقوي التَّاج السكندري الْمَالِكِي سبط الشاذلي وَيعرف بِابْن الْخَرَّاط. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَقيته بالاسكندرية فَأرَانِي ثبته بِخَط الوادياشي وَأَنه سمع عَلَيْهِ التَّيْسِير للداني والموطأ، وبخط غَيره أَنه سمع عَلَيْهِ أَيْضا الشفا وترجمة عِيَاض لَهُ فِي جُزْء ودرء السمط فِي خبر السبط لِابْنِ الْأَبَّار بِسَمَاعِهِ للأخير على مُحَمَّد بن حبَان عَن مُؤَلفه وَبَعض التَّقَصِّي لِابْنِ عبد الْبر. وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا مسموعه مِنْهُ) وَبَعض الْمُوَطَّأ وسداسيات الرَّازِيّ بِسَمَاعِهِ لَهَا على الشّرف أبي الْعَبَّاس بن الصفي والجلال أبي الْفتُوح بن الْفُرَات وَغير ذَلِك. وَمَات فِي عَاشر صفر سنة ثَلَاث وَلم يذكرهُ فِي إنبائه. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا بِدُونِ أَحْمد وَمَا بعد عبد الله. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْجمال عبد الله الغمري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن المداح. حفظ الْقُرْآن وكتبا عرضهَا عَليّ فِي جملَة الْمَشَايِخ وَسمع عَليّ، وَهُوَ فطن ذكي وَإِلَى سنة سِتّ وَتِسْعين لم يبلغ. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن البريدي ربيب ابْن الْمفضل. مِمَّن سمع مني مَعَ زوج أمه بِالْقَاهِرَةِ. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد المحسن بن مُحَمَّد الشهَاب الْكِنَانِي الزفتاوي الْمصْرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عَليّ الْآتِي. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث أَو أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وَقتل سنة سبعين بِمصْر وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَالْحَاوِي والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَقَالَ أَنه أَخذ الْفِقْه بقرَاءَته عَن أَبِيه وَالشَّمْس بن الْقطَّان والبدر القويسني والنور الأدمِيّ والأبناسي وَابْن الملقن والبلقيني، وَعَن ابْن الْقطَّان والصدر الأنشيطي والعز بن جمَاعَة أَخذ الْأُصُول وَعَن الْعِزّ اشياء من العقليات وَعَن وَالِده وَالشَّمْس القليوبي وناصر الدّين دَاوُد بن منكلي بغا النَّحْو وَسمع الحَدِيث على التنوخي والعراقي والهيثمي والأبناسي والمطرز والنجم البالسي وناصر الدّين بن الْفُرَات والشرف الْقُدسِي فِي آخَرين. وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَحج مرَارًا وناب فِي الحكم عَن الصَّدْر الْمَنَاوِيّ فَمن بعده. واختص بشيخنا لكَونه بلديه وَحصل فتح الْبَارِي وَجلسَ بِجَامِع الصَّالح خَارج بَاب زويلة وقتا ثمَّ بالصليبة وَغَيرهمَا. وَكتب فِي التوقيع الجكمي كثيرا وَحدث بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة

وَغَيرهمَا وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، حملت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ خيرا سَاكِنا جَامِدا محبا فِي الحَدِيث وَأَهله وَقَالَ فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ أَن جده التقي الْبَيَانِي. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بصليبة الْقَاهِرَة رَحمَه الله وإيانا. (انْتهى التّكْرَار) 231 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد المحسن السُّبْكِيّ الْحِمصِي الشَّافِعِي. / أجَاز لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره بِإِخْبَار بن مُوسَى المراكشي وَصَوَابه مُحَمَّد بن مُحَمَّد كَمَا فِي رحْلَة ابْن مُوسَى. 232 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عرندة الشهَاب الْمحلي القاهري الشَّافِعِي وَالِد عبد الرَّحْمَن الْآتِي وَيعرف بالوجيزي. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بالمحلة وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ الْوَجِيز فَعرف بِهِ وَأخذ عَن عُلَمَاء عصره ولازم التَّاج السُّبْكِيّ لما قدم الْقَاهِرَة وَكتب الْكثير جدا لنَفسِهِ وَلغيره، وَكَانَ صَحِيح الْخط ويذاكر بأَشْيَاء حَسَنَة مَعَ معرفَة بِالْحِسَابِ، ثمَّ حصل لَهُ سوء مزاج وانحراف لَكِن لم يتَغَيَّر بِهِ عقله، مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانِي عشرَة. وَمِمَّا كتبه من تصانيف شَيخنَا تَعْلِيق التَّعْلِيق وسَمعه أَو جله على مُصَنفه بِقِرَاءَة الشَّمْس الزَّرْكَشِيّ وَكَانَ خطه نيرا، وَقد ذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه صَحبه مُدَّة وناب عَنهُ فِي بعض تعلقاته وَأَنه أخبرهُ أَنه ركب بَحر النّيل لبَعض نواحي الصَّعِيد فرافقه تركي وَجمع فيهم رجل فَقير صَالح مُعْتَقد فَكَانَ يتورع عَن الْأكل مَعَهم ودام على ذَلِك أَيَّامًا لَا يتَنَاوَل شَيْئا فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِك هَب ريح عاصف اضْطربَ مِنْهُ النّيل وعظمت أمواجه فَإِذا بحوت من المَاء وثب وثبة ثمَّ سقط عَن يَدَيْهِ فتناوله وَجعله غذَاء لَهُ أَيَّامًا. 233 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الذروي ثمَّ الْمَكِّيّ ابْن أُخْت النَّجْم مُحَمَّد بن أبي بكر الْمرْجَانِي. / ولد بِذرْوَةِ من صَعِيد مصر الْأَعْلَى وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واستوطن مَكَّة أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْ عشرَة فَلم يخرج مِنْهَا إِلَّا فِي التِّجَارَة لليمن مرَارًا وَكَذَا دخل الْقَاهِرَة وابتنى بهَا دورا وأثرى وَكَثُرت أَمْوَاله وتكسب أَولا بالبز فِي دَار الْإِمَارَة من مَكَّة مُدَّة ثمَّ ترك، وَكَانَ مديما للتلاوة، أجَاز لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا باستدعاء خَاله الحافظان الْمُحب الصَّامِت والصدر الياسوقي ورسلان الذَّهَبِيّ وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد المنبجي ومحمدبن أَحْمد بن عمر بن مَحْبُوب وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عوض وَيحيى بن يُوسُف الرَّحبِي والكمال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن النّحاس وَأحمد بن عبد الْغَالِب المكسيني

وَإِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن السلار وَأحمد بن إِبْرَاهِيم بن يُونُس الْعَدوي. وَأَجَازَ لي وَآخَرُونَ أَجَازُوا لي، وَمَات فِي لَيْلَة السبت خَامِس الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وعنا. 234 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن حسن الباريني ثمَّ الطرابلسي الشَّافِعِي تلميذ التَّاج بن زهرَة وَيعرف بِابْن الشَّيْخ عَليّ. / مِمَّن سمع مني المسلسل بِشَرْطِهِ وَقَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ وَسمع بعضه أَيْضا وَكَذَا سمع على النشاوي والديمي وَغَيرهمَا وأجزت لَهُ. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب بن القرداح. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن. 235 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عِيسَى شهَاب الدّين بن التَّاج الْأنْصَارِيّ الدهروطي الأَصْل القاهري لشافعي أحد جيران المنكوتمرية كأبيه الْآتِي وجده الْمَاضِي وَيعرف بِالْأَنْصَارِيِّ. / مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَغَيره وَعرض على شَيخنَا وَجَمَاعَة وَسمع عَلَيْهِ ثمَّ تكسب بِالشَّهَادَةِ وَرُبمَا جلس عِنْد زوج أُخْته الْفَخر الأسيوطي وبأخرة كَانَ بِمَجْلِس ابْن فيشة مَعَ ابْن الرُّومِي بالحسينية وَيُقَال أَنه لم يتحرر وَقد خطب بِبَعْض الْأَمَاكِن وباسمه جِهَات صَارَت إِلَيْهِ من أَبِيه. مَاتَ بعد أَن انْقَطع مُدَّة بالفالج فِي لَيْلَة سَابِع عشر ربيع الثَّانِي سنة خمس وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بعد صَلَاة الْجُمُعَة بِجَامِع الْحَاكِم ثمَّ دفن بزاوية سمر مَحل سكنه تجاه المنكوتمرية. 236 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الشهَاب بن التقي بن الدَّمِيرِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ القاهري الْمَالِكِي ابْن أُخْت التَّاج إِبْرَاهِيم ووالد عبد الْقَادِر وَعبد الْغَنِيّ الآتيين وَيعرف بِابْن تَقِيّ وَابْن أُخْت بهْرَام. / ولد بفوة فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ أَو قبلهَا أَو بعْدهَا وانتقل إِلَى الْقَاهِرَة فِي صغره مَعَ وَالِده فحفظ بهَا الْقُرْآن والموطأ والعمدة وَابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَالتَّلْخِيص وَغَيرهَا وَمن فقهائه الشهَاب أَحْمد الْقَرَافِيّ وَالِد الشَّمْس الشهير وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم التقي الزبيرِي وناصر الدّين الصَّالِحِي والطبقة وتفقه بخاله وبالشمس بن مكين وَعبد الحميد الطرابلسي المغربي فِي آخَرين، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الغماري والأصلين عَن الْبِسَاطِيّ وأصول الدّين أَيْضا بحلب عَن سعد الدّين الْهَمدَانِي قَرَأَ عَلَيْهِ شرح الطوالع للبهنسي قِرَاءَة بِحَيْثُ وَالْعرُوض لِابْنِ الْحَاجِب عَن مَحْمُود الْأَنْطَاكِي وَسمع على الحلاوي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد والعراقي والنجم البالسي والتقي الدجوي وَطَائِفَة وَبَعض ذَلِك بقرَاءَته وَلكنه لم يكثر، واشتهر بِقُوَّة الحافظة بِحَيْثُ كَانَ فِيهَا من نَوَادِر الدَّهْر

يحفظ الورقة بِتَمَامِهَا من مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب من مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاث تأملا بِدُونِ درس على جاري عَادَة الأذكياء غَالِبا بل بَلغنِي أَنه حفظ سُورَة النِّسَاء فِي يويمن والعمدة فِي سِتَّة أَيَّام والألفية فِي أُسْبُوع وَأَن السراج عمر الأسواني أنْشد قصيدة مُطَوَّلَة من إنشائه وكررها مرّة أَو مرَّتَيْنِ فَأحب إخجاله فَقَالَ لَهُ أَنَّهَا قديمَة فَأنْكر السراج ذَلِك فبادر الشهَاب وسردها حفظا وَكَانَت نادرة وَاتفقَ كَمَا بَلغنِي أَن بعض شُيُوخه سَأَلَهُ فِي لَيْلَة عيد هَل يحفظ لَهُ خطْبَة رَجَاء استنابته فِيهَا فَقَالَ لَا لَكِن إِن كَانَ عنْدك نُسْخَة بِخطْبَة فأرنيها حَتَّى أَمر عَلَيْهَا فَأخْرج لَهُ خطْبَة فِي كراسة بأحاديثها ومواعظها على جاري عَادَة خطب الْعِيد فتأملها فِي دون سَاعَة ثمَّ خطب بهَا. وَلم يزل مجدا فِي الْعُلُوم حَتَّى برع وَتقدم باستحضار الْفِقْه وأصوله والعربية والمعاني وَالْبَيَان والمشاركة فِي جَمِيعهَا مَعَ الفصاحة وَمَعْرِفَة الشُّرُوط وَالْأَحْكَام وجودة الْخط وَقُوَّة الْفَهم وَالنّظم الْوسط والاستحضار لشرحي مُسلم للْقَاضِي وَالنَّوَوِيّ وَمَعَ هَذَا كُله فَكَانَ غير متأنق فِي هَيئته مَعَ ثروته، ودرس وَأفْتى وطار صيته وَصَارَ إِلَيْهِ مرجع الْمَالِكِيَّة خُصُوصا بعد الْبِسَاطِيّ بل عين فِي حَيَاته للْقَضَاء فَلم يتَّفق لكنه اسْتَخْلَفَهُ بمرسوم من السُّلْطَان حِين جاور بِمَكَّة وَحج هُوَ مرَّتَيْنِ مُفردا وَكَانَ دُخُوله حلب ودمشق متضمنا لأمير الْمُؤمنِينَ المستعين بِاللَّه حِين سَار النَّاصِر وَمَعَهُ الْقُضَاة والخليفة على الْعَادة بعد سنة عشر لقِتَال شيخ، وَأول مَا نَاب عَن ابْن خلدون فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَاسْتمرّ يَنُوب عَمَّن بعده، ولي تدريس الشيخونية برغبة الْبِسَاطِيّ عقب موت الْجمال الأقفهسي وَكَذَا بالحجازية بِالْقربِ من رحبة الْعِيد برغبة قَرِيبه الولوي بن التَّاج بهْرَام المتلقي لَهُ عَن أَبِيه وبجامع الْحَاكِم والفاضلية والقراسنقرية برغبة أصيل الخضري لَهُ عَنْهَا وبالقمحية وَغَيرهَا وَأعَاد بالحسينية وناب فِي الْخطب بالمشهد الْحُسَيْنِي قَلِيلا وَلم يشغل نَفسه بتصنيف نعم شرع فِي تَعْلِيق على كل من الْمُوَطَّأ وَالْبُخَارِيّ فَكتب مِنْهُمَا يَسِيرا، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْفِقْه الشَّمْس بن عَامر وَكَذَا أَقرَأ فِي الشيخونية شرح الألفية لِابْنِ عقيل وَكَانَ الْكَمَال بن الأسيوطي يحضر عِنْده فِيهِ بل هُوَ الَّذِي قدمه وَاسْتمرّ على جلالته حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ بسبيل المؤمني ثمَّ دفن بجوار بَيته فِي تربة السيدة رقية بِالْقربِ من المشهد النفيسي قَرِيبا من قبر قَرِيبه التَّاج بهْرَام وَلم يخلف بعده مثله، وترجمته مبسوطة فِي ذيل الْقُضَاة والمعجم وَغير ذَلِك، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه ومشتبه النِّسْبَة

وبن فَهد فِي مُعْجَمه وَآخَرُونَ مِنْهُم ابْن أبي عذيبة بِاخْتِصَار وَوهم فِي عدَّة أَمَاكِن تعلم مِمَّا تقدم فَقَالَ: الْحَافِظ الْفَقِيه المؤرخ نَاب فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة مُدَّة وَسُئِلَ بِالْقضَاءِ الْأَكْبَر مرَارًا فَامْتنعَ وَكَانَ فَقِيها متفننا حَافِظًا نادرة من نَوَادِر الزَّمَان لَا يكَاد الْخُلَفَاء يفارقونه سَاعَة وَاحِدَة وَعِنْده تيه وحمق وعلق بأطراف أَصَابِعه جذام قبل مَوته. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَقد جَازَ السِّتين. قلت وقرأت بِخَط شَيخنَا وَصفه فِي عرض أَصْغَر ولديه عَلَيْهِ بأوحد المدرسين جمال الْمُفْتِينَ رحْلَة الطالبين أقضى الْقُضَاة الْعَلامَة. وبخط الْمُحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْبَحْر الزاخر الفهامة أقضى الْقُضَاة الْعَلامَة صدر المدرسين مفتي الْمُسلمين لِسَان الْمُتَكَلِّمين حجَّة الْمُجْتَهدين. ووالده بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة شمس الدّين. 237 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الشهَاب القاهري الشَّافِعِي التَّاجِر وَيعرف بِابْن قَيْصر. / مِمَّن حفظ الْقُرْآن ومختصر أبي شُجَاع والمنهاج وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة حَسْبَمَا زعم فِي كل ذَلِك وَأَنه اشْتغل عِنْد السنتاوي والبكري فِي التَّقْسِيم وَغَيره وَكَذَا فِي مَكَّة عِنْد الْخَطِيب أبي بكر بن ظهيرة واختص بِالنَّجْمِ بن يَعْقُوب الْمَالِكِي والزيني عبد الباسط بن ظهيرة وخالطهما وَصَارَت لَهُ حَرَكَة وَقُوَّة بهما ثمَّ وَقع بَينه وَبَينهمَا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِحَيْثُ شكاهما للسُّلْطَان وَأَن ثَانِيهمَا أَخذ مِنْهُ مَكَانا جدده بجدة يعرف قَدِيما بصهريج مَرْيَم ابْنة ابْن غزي بِالْقربِ من صهريج يُوسُف الظفاري وَأحمد بن مُخْتَار الجديين وَصَارَ مُشْتَمِلًا على ثَلَاث صهاريج وقاعة وبجانبها مَسْجِد. وَآل الْأَمر إِلَى أَن صَالحه عبقا عَنهُ بِمَال دَفعه ثمَّ صولح عَن الْمَالِكِي عِنْد نَائِب جدة وَمَا حمد فِي ذَلِك سِيمَا مَعَ مُعَامَلَته وَلم يلبث أَن سَافر بتقليد الْخَلِيفَة إِلَى صَاحب الْيمن فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وأكرمه ثمَّ رَجَعَ. 238 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن عبد الله الشهَاب بن الْجمال الْمَدْعُو بِالظَّاهِرِ. / من أَبْيَات الْفَقِيه أَحْمد بن مُوسَى بن عجيل من الْيمن وَيعرف كسلفه بِابْن جعمان وجعمان وعجيل أَخَوان لأم. ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِأَبْيَات ابْن عجيل وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وجوده على بلديه أبي الْقسم زبر بن مطر والبهجة وَبحث فِيهَا على أَبِيه وَإِبْرَاهِيم بن أبي الْقسم بن جعمان الملتقي نسبه مَعَه فِي عبد الله فَأَحْمَد جد هَذَا وَعمر جد ذَاك أَخَوان شقيقان، وَكَذَا قَرَأَ على ثَانِيهمَا الْإِرْشَاد وَربع الْعِبَادَات من الرَّوْضَة وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْجمل

وَشرح القطب للْمُصَنف وَسمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَالْوَجِيز لِلْوَاحِدِيِّ وَقَرَأَ على الْعَفِيف عبد الله بن جعمان عَن إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور الشِّفَاء وَسمع عَلَيْهِ الْوَسِيط لِلْوَاحِدِيِّ، وَتردد مِنْهَا لزبيد ثمَّ سَافر لِلْحَجِّ فِي سنة سبع وَتِسْعين ولقيني فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَمَعَهُ خطّ حَمْزَة بِأَنَّهُ رجل صَالح فَقِيه عَالم عَارِف فَاضل أديب أحد الْمُفْتِينَ المدرسين بزبيد يحب الْعلم وَالْعُلَمَاء فتفضلوا والحظوه بِعَين الْعِنَايَة وَارْفَعُوا قدره فَإِنَّهُ أهل فضل كَمَا هُوَ الظَّن فِيكُم جزاكم الله خيرا وَأحسن إِلَيْكُم فَحَدَّثته المسلسل تجاه الْكَعْبَة، وأنشدني من نظمه. وَسَيَأْتِي أَبوهُ فِي المحمدين. 239 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن رضوَان شهَاب الدّين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي سبط الشَّمْس مُحَمَّد بن عمر السلاوي وَلذَا يعرف بالسلاوي وَهُوَ وَالِد عمر الْآتِي. / ولد قبل الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ أَو نَحْوهَا، وَكَانَ أَبوهُ حريريا بِحَيْثُ عرف ابْنه بِابْن الحريري أَيْضا فَمَاتَ وَابْنه صَغِير وَنَشَأ يَتِيما فاشتغل بالفقه ولازم الْعَلَاء حجي والتقي الفارقي وَكَانَ يدعى أَنه سمع من جده لأمه لَكِن لم يُوقف على ذَلِك مَعَ نِسْبَة الْحَافِظ الهيثمي لَهُ إِلَى المجازفة، وَكَذَا سمع على التقي بن رَافع وَابْن كثير بل قَالَ ابْن حجي أَنه قَرَأَ عَلَيْهِمَا ثمَّ أَخذ فِي قِرَاءَة المواعيد وَقَرَأَ الصَّحِيح مرَارًا على عدَّة مَشَايِخ وعَلى الْعَامَّة وَكَانَ صَوته حسنا وقراءته جَيِّدَة وَولي قَضَاء بعلبك سنة ثَمَانِينَ ثمَّ قَضَاء الْمَدِينَة بعد الْعِرَاقِيّ بعد سنة تسعين ثمَّ تنقل فِي ولَايَة الْقَضَاء بصفد وغزة والقدس وَغَيرهَا، وَكَانَ كثير الْعِيَال متقللا. مَاتَ فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة ثَلَاث عشرَة بِدِمَشْق وَهُوَ آخر من بَقِي بهَا من طلبة الشَّافِعِيَّة وأكبرهم سنا فِيمَا قَالَه الشهَاب بن حجي، قَالَ شَيخنَا وَقد اجْتمعت بِهِ كثيرا وَسمعت جلّ البُخَارِيّ بقرَاءَته فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ بِمَكَّة على النشاوري وَكَانَت بَيْننَا مَوَدَّة، تَرْجمهُ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وإنبائه. وَزَاد فِي إنبائه مُحَمَّدًا قبل عمر، وذكرته فِي تَارِيخ الْمَدِينَة وَذكره القمريزي فِي عقوده وَأَنه كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ بِدِمَشْق فَكَانَ يأنس بِهِ وأرخه فِي تَارِيخ عشري صفر بِدِمَشْق. 240 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن عَليّ الشهَاب الحوراني الأَصْل الْحَمَوِيّ نزيل مَكَّة / وَأحد أَعْيَان التُّجَّار والآتي أَخُوهُ عمر وَالِد يحيى وَذَاكَ أَصْغَر وأبذل للْفُقَرَاء وَأما هَذَا فَشَيْخ مُتَمَوّل شَدِيد الْحِرْص وَيعرف بالحوراني وَله أَبُو بكر وَغَيره. وَكلهمْ مِمَّن اجْتمع بِي بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الرَّابِعَة، وَكَانَ مِمَّن يبْذل الزَّكَاة وَغير ذَلِك من المآثر مَعَ تواضح واطراح وانجرار فِي الْخَيْر وإقبال على مَا يهمه وَله أَتبَاع

ووكلاء برا وبحرا، وَكنت مِمَّن وصلني. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء منتصف ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين وَلم يخلف فِي سنه بعده من التُّجَّار كَبِير أحد. 241 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن ثَابت بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مَيْمُون بن مَحْمُود بن حسان بن سمْعَان بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد بن أبي حنيفَة النُّعْمَان القَاضِي تَاج الدّين النعماني الفرغاني الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْكُوفِي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَالِد حميد الدّين مُحَمَّد الْآتِي / مَعَ الْكَلَام فِي نسبه. ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ حادي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْكُوفَةِ، وَسمع الحَدِيث، وبرع فِي فنون، ودرس وَأفْتى، وَأخذ عَنهُ الْأَعْيَان، وَكتب رِسَالَة تشْتَمل على أَرْبَعَة عشر علما، ونظم أرجوزة فِي عُلُوم الحَدِيث وَشَرحهَا) وَاخْتصرَ شرح البُخَارِيّ للكرماني، وَولي قَضَاء بَغْدَاد فحمدت سيرته وامتحن على يَد قرا يُوسُف لكَونه يُرِيد إِظْهَار أَمر الشَّرْع فَقبض عَلَيْهِ وجدع أَنفه ثمَّ أخرجه من بَغْدَاد ففارقها وَقدم الْقَاهِرَة بعد سنة عشْرين فَأكْرمه الْمُؤَيد وأجرى عَلَيْهِ راتبا يَكْفِيهِ ثمَّ رسم لَهُ بالتوجه إِلَى دمشق فَمَا تيَسّر لَهُ إِلَّا بعد اسْتِقْرَار الظَّاهِر ططر فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي أول الْمحرم سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْنه والزين قَاسم الْحَنَفِيّ وارتحل مَعَه إِلَى الشَّام حَتَّى أَخذ عَنهُ عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وجامع مسانيد أبي حنيفَة للخوارزمي وَغير ذَلِك وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه صَحبه وَرَأى بِخَطِّهِ إجَازَة لبَعض الطّلبَة ذكر فِيهَا مرويات عديدة. 242 - أَحْمد بن القَاضِي أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن الضياء مُحَمَّد بن عُثْمَان الشهَاب الْقرشِي الْأمَوِي الْحلَبِي الشَّافِعِي أَخُو عَليّ الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن العجمي وَهُوَ بِابْن أبي جَعْفَر. / ولد بعيد الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض واشتغل يَسِيرا وَسمع معي الْيَسِير بِبَلَدِهِ على أُخْته عَائِشَة وَغَيرهَا وصاهر أَبَا ذَر بن الْبُرْهَان الْحلَبِي على ابْنَته عَائِشَة وَمَا سلك الطَّرِيق المرضي بِحَيْثُ أملق جدا. وَمَات بالاسكندرية بعد أَن عمل حارسا بِبَعْض حماماتها فِي أَوَاخِر سنة سبع وَثَمَانِينَ أَو أَوَائِل الَّتِي بعْدهَا. 243 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشهَاب بن الْأَمِير نَاصِر الدّين التنوخي الْحَمَوِيّ الدوادار أَخُو يحيى الْآتِي وَيعرف بِابْن الْعَطَّار. / ولد فِي أَوَائِل الْقرن تَقْرِيبًا بحماة وَقدم مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة وتنقل مَعَه فِي ولايات حَتَّى مَاتَ بالقدس وَهُوَ ناظره حِينَئِذٍ فَعَاد الشهَاب

إِلَى الاهرة فَأَقَامَ بهَا فِي ظلّ صهره الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ مُدَّة ثمَّ بسفارة الزين عبد الباسط عمل الدوادارية لتمرباي التمربغاوي الدوادار الثَّانِي وَاسْتمرّ فِيهَا إِلَى أَن مَاتَ الْأَشْرَف فاستقر بِهِ الظَّاهِر جقمق بعناية خوند البارزية دوادارا للعزيز فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر قربه وَجعله من جملَة الدوادارية وأثرى فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس وَأَرْبَعين، وَكَانَ عَاقِلا حَافِظًا لكثير من الشّعْر وأخبار النَّاس مشاركا فِي فَضِيلَة مَعَ ذكاء وَفهم وَحسن محاضرة وبراعة فِي أَنْوَاع الفروسية كالرمي بالنشاب علما وَعَملا، وَلم يخلف فِي أَبنَاء جنسه مثله. 244 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عَليّ الشهَاب بن الْمُحب بن الشهَاب بن الزين الْحلَبِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي جده. أحد الموقعين وخادم الجمالية وَابْن أخي النَّجْم موقع بردبك. / أَخذ عني يَسِيرا. وَمَات فِي ثَانِي عشر ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ قبل إِكْمَال الْأَرْبَعين. وَهُوَ مِمَّن لَازم الْمُحب بن الشّحْنَة كأبيه وَعَمه. وَهُوَ وَالِد الْمُحب مُحَمَّد سبط النَّجْم الْموقع. 245 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى الميقاتي المناخلي. / ذكره ابْن عزم فَلم يزدْ. 246 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفضل وَيُسمى مُحَمَّدًا بن عبد الله بن جمال الدّين الشهَاب بن الْجمال الحراري الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الله الْآتِي سبطا القَاضِي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة وَقدم الْقَاهِرَة فِي أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ عَاد لمَكَّة فِي موسمها. 247 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر بن قَاسم الشهَاب بن الشَّمْس العثماني البيري الأَصْل ثمَّ الْحلَبِي القاهري وَالِد مُحَمَّد الْآتِي، وَيعرف بِابْن أخي الْجمال الاستادار. / كَانَ أَبوهُ شيخ سعيد السُّعَدَاء وَكَذَا البيبرسية فِي وَقْتَيْنِ مُخْتَلفين ثمَّ كَانَ هُوَ أحد الْحجاب بِالْقَاهِرَةِ، أجَاز لَهُ باستدعاء ابْن فَهد جمَاعَة. وَمَات فِي صَبِيحَة يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر صفر سنة تسع وَخمسين وَله سَبْعُونَ سنة تَقْرِيبًا وَدفن بتربة عَمه بالصحراء خَارج الْقَاهِرَة عَفا الله عَنهُ. 248 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن النَّاصِر أبي عبد الله الْمَقْدِسِي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن زُرَيْق بِتَقْدِيم الزَّاي قريب نَاصِر الدّين

مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْآتِي، وَأمه أمة اللَّطِيف ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب سَيَأْتِي أَيْضا. / ولد على رَأس الْقرن وَمَات أَبوهُ وَهُوَ طِفْل فَقَرَأَ الْقُرْآن والخرقي ومختصر الْهِدَايَة لِابْنِ رزين وزوائد الْكَافِي على الْخرقِيّ نظم الصرصري والطوفي ومفردات الْمَذْهَب نظم ابْن عَمه القَاضِي عز الدّين وجانبا من الْفُرُوع، واشتغل فِي الْعُلُوم على الشَّمْس القباقبي والشرف بن مُفْلِح، وناب فِي الْقَضَاء لِابْنِ الحبال وَغَيره ولازم الْمَسْجِد للوعظ وَنَحْوه، وَكَانَ زَائِد الذكاء ذَا فَضِيلَة ونظم ونثر وملكة فِي تنميق الْكَلَام بِحَيْثُ يبكي ويضحك فِي آن وَاحِد وفصاحة وَحسن مجالسة، وَكَثْرَة استحضار لمحافيظه وغالب اشْتِغَاله بِعَمَلِهِ ودبكة لامع الْأَشْيَاخ، وَلما مَاتَت أمه رغب عَن وظائفه وانجمع عَن النَّاس وَأَقْبل على الْعِبَادَة وَكثر بكاؤه وندمه، وَلم يلبث أَن مَاتَ بعد سنتَيْن وَذَلِكَ فِي سنة) اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين سامحه الله وَعَفا عَنهُ. تَرْجمهُ لي قَرِيبه الْمشَار إِلَيْهِ. 249 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْمُحب بن الْعِزّ بن الْمُحب بن القَاضِي الْكَمَال أبي الْفضل الْهَاشِمِي النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد الشّرف أبي الْقَاسِم. / ولد فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشر شَوَّال سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه كمالية ابْنة القَاضِي عَليّ بن أَحْمد النويري. نَشأ بِمَكَّة فَسمع بهَا من الزين أبي بكر المراغي المسلسل وَغَيره وَمن ابْن الْجَزرِي الشَّمَائِل وَغَيرهَا وَمن ابْن سَلامَة والتقي الفاسي وَغَيرهمَا وَمن ابْن سَلامَة والتقي الفاسي وَشَيخنَا وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الأرموي وَابْن طولوبغا وَآخَرُونَ واشتغل يَسِيرا وَحدث سمع مِنْهُ بعض الطّلبَة وَأَجَازَ فِي بعض الاستدعاءات وَولي حسبَة مَكَّة وقتا وَكَانَ فَقير النَّفس شَدِيد التشكي ذَا همة مَعَ من يَقْصِدهُ جَلَست مَعَه فِي مجاورتي الأولى كثيرا. وَمَات فِي ضحى يَوْم الْأَرْبَعَاء مستهل صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة ثمَّ دفن بالمعلاة قَرِيبا من الفضيل بن عِيَاض مِمَّا يَلِي الْقبْلَة سامحه الله ورحمه وإيانا. 250 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الشهَاب أَبُو الطَّاهِر بن الزين ابْن الْجمال بن الْمُحب الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَأمه عَائِشَة ابْنة سعد أبي رَحْمَة النويري وَسمع على أَبِيه وَابْن الْجَزرِي وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَآخَرُونَ. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة عَن عشْرين أَو أَكثر. 251 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قُرَيْش هَكَذَا

قَرَأت نسبه بِخَط وَلَده الشهَاب أَو النَّجْم أَبُو الْعَبَّاس بن النَّجْم أَو الشَّمْس أبي عبد الله بن الشهَاب المَخْزُومِي البامي الأَصْل بباء مُوَحدَة ثمَّ مِيم كَمَا هُوَ على الْأَلْسِنَة وَهُوَ الَّذِي قرأته بخطهما نِسْبَة لقرية من الصَّعِيد تحول مِنْهَا قبل بُلُوغه القاهري الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي وَالْمَذْكُور جده وَأَبوهُ وَيعرف بالبامي. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه كَانَ يصحب الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وَتقدم فِي ولَايَة الْقَضَاء ثمَّ ولي تدريس الشريفية بِالْقربِ من الجودرية وَسكن بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة أَرْبَعِينَ وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ. وَذكره فِي مشتبه النِّسْبَة فِي اليامي بالتحتانية والنامي بالنُّون فَقَالَ وبموحدة شهَاب الدّين البامي صاحبنا بِالْمَدْرَسَةِ الشيخونية انْتهى. وَمن شُيُوخه الصَّدْر الأبشيطي وَرَأَيْت إِذْنه لَهُ فِي التدريس وَالْفَتْوَى وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَقَالَ أَنه عاشره) سفرا وحضرا وخالطه فَوَجَدَهُ دينا عفيفا حسن الْأَخْلَاق محافظا على أَدَاء الْفَرَائِض وَالسّنَن ملازما لتلاوة كتاب الله تَعَالَى مداوما على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ سخي النَّفس بالجود وَالْمَعْرُوف حسن الصُّحْبَة والمخالطة مَعَ مَا من الله بِهِ عَلَيْهِ من الْفَهم الْمليح فِي الْعلم ورزقه الذِّهْن السَّلِيم وَحسن تصور الْمسَائِل والعثور على الصَّوَاب فِي شرح فقه التَّنْبِيه وَغَيره، إِلَى آخر كَلَامه. 252 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عوض بن عبد الْخَالِق الزين أَبُو الْعَبَّاس بن نَاصِر الدّين الْبكْرِيّ الدهروطي الشَّافِعِي جد الْجلَال مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْآتِي. / ولد فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بدهروط وَأخذ عَن أَبِيه وَعنهُ ابْنه عبد الرَّحْمَن بل وحفيده الْجلَال وَاخْتصرَ الرَّوْضَة مَعَ مزِيد كثير فِي مُجَلد سَمَّاهُ عُمْدَة الْمُفِيد وَتَذْكِرَة المستفيد وَله أَيْضا الرابح فِي علم الْفَرَائِض. وَمَات فِي الْمحرم سنة تسع عشرَة بعد أَن أثكل ابْنه. أفادنيه حفيده. 253 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب العروفي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ صهر الْجمال الباعوني ونقيبه وَيعرف بالعروفي. / ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَمَانمِائَة بالصالحية وشنأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة وَحضر فِيهَا عِنْد التقي ابْن قندس وَسمع على عبد الرَّحْمَن بن خَلِيل الحرستاني سَابِع حَدِيث شَيبَان وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الطّلبَة قرأته عَلَيْهِ ببرزة من ضواحي الشَّام وَكَانَ قد تعانى الشُّرُوط وباشر النقابة عِنْد صهره فحمدت سيرته، وَحج غير مرّة وَأم بالصاحبة وَنعم الرجل. مَاتَ بعد السّبْعين.

254 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الْكَمَال أَبُو الْبَقَاء بن الشَّيْخ الْمُحب أبي الْفضل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن الإِمَام، / وَلما جَازَ التَّمْيِيز عرض عَليّ منظومة أَبِيه فِي العقائد الْمُسَمَّاة تحفة الْعباد بِمَا يجب عَلَيْهِم فِي الِاعْتِقَاد، وَسمع مني المسلسل فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِمَكَّة ثمَّ بعد تحفة الأحباب قَوَاعِد الْفَرَائِض والسحاب لِأَبِيهِ أَيْضا، سمع مني وَعلي مَعَ أَبِيه غير ذَلِك كختم البُخَارِيّ مَعَ النّصْف الأول من مُؤَلَّفِي فِي خَتمه وَختم مُسلم وَأبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ مَعَ مؤلفاتي فِي ختم كل مِنْهَا وَختم الشفا مَعَ النّصْف الأول من مُؤَلَّفِي فِي خَتمه والمسلسل بِيَوْم الْعِيد بعد فرَاغ الإِمَام من الصَّلَاة وشروعه فِي خطْبَة الْعِيد وَحَدِيث زُهَيْر العشاري وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة فِيهَا تَعْظِيم زَائِد لِأَبِيهِ، وَهُوَ فطن لَبِيب قد شرع أَبوهُ فِي تصنيف كتاب فِي الْأَحْكَام لأَجله وَرُبمَا كَانَ يراجعني فِيهِ. 255 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عمر الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الأيكي الْفَارِسِي الخواصري الفيروزابادي الْحَنْبَلِيّ نزيل بَيت الْمُقَدّس ثمَّ الرملة وَيعرف بِابْن العجمي وبابن المهندس ويلقب بزغلش بِفَتْح الزَّاي وَسُكُون الْمُعْجَمَة وَكسر اللَّام وَآخره مُعْجمَة / قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه سمع بالقدس وَالشَّام من جده وَأَبِيهِ وَأَبوهُ صَاحب الْفَخر أَيْضا وَمن الْمَيْدُومِيُّ وَابْن الهبل وَابْن أميلة فِي آخَرين مِنْهُم مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان بن خطيب بَيت الْآبَار سمع عَلَيْهِ جُزْء الْأنْصَارِيّ وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن فلاح قَالَ أَنه سمع عَلَيْهِ الْأَذْكَار، وَطلب بِنَفسِهِ وَمهر فِي الْقرَاءَات وَحصل الْكثير من الْأَجْزَاء والكتب وتمهر قَلِيلا ثمَّ افْتقر وخمل فِي آخر عمره وَصَارَ يكدي، لَقيته بالرملة فَذكر لي مَا يدل على أَنه ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين، وَمِمَّا سَمعه على الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وَقد سَمعه مِنْهُ شَيخنَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ غير ذَلِك، وَمَات فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث، وَقَالَ فِي الأنباء وجدته حسن المذاكرة لكنه عاني الكدية واستطابها وَصَارَ زري الملبس والهيئة قَالَ وَتَفَرَّقَتْ يَعْنِي بعد مَوته كتبه مَعَ كثرتها. قلت وَسَمَاع الزين الزَّرْكَشِيّ لصحيح مُسلم على الْبَيَانِي بقرَاءَته فِي الشيخونية وانْتهى فِي رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَذكره القريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار. 256 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن زبالة الشهَاب بن الشَّمْس الهواري

الأَصْل القاهري الينبوعي الْآتِي أَبوهُ، / ولي قضاءها بعد موت أَبِيه وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَهُوَ مِمَّن سمع مَعَ أَبِيه على أبي الْفَتْح المراغي وَاسْتقر بعده ابْن عَمه مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد. 257 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الشهَاب بن نَاصِر الدّين الْمصْرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن المهندس. / اسْتَقر بعد أَبِيه فِي كثير من جهاته حَتَّى فِي الدُّعَاء بَين يَدي القَاضِي الشَّافِعِي فِي تدريس الصالحية وَكَانَ مطبوعا فِيهِ، وَمَات فِي رَابِع عشري ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسبعين وَأَظنهُ دخل فِي سنّ الكهولة عَفا الله عَنهُ. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الحراري. / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن أبي الْفضل. 258 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي بن مكي بن طراد بن حسن بن مخلوف الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن أبي عبد الله بن شيخ النُّحَاة أبي الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الخزرجي السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي ابْن عَم عبد الْقَادِر بن أبي الْقسم الْآتِي. / ولد فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع من الزين الطَّبَرِيّ وَابْن سَلامَة، وَلبس الْخِرْقَة من الشهَاب بن الناصح وَأذن لَهُ فِي إلباسها وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا البُلْقِينِيّ والعراقي وَابْن الملقن والهيثمي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد والعلائي وَابْن الذَّهَبِيّ وَابْن الشيخة وَآخَرُونَ وَأَجَازَ فِي الاستدعاءات. وَمَات فِي حادي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة عِنْد أَهله رَحمَه الله. 259 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله أَو أَيُّوب الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن نَاصِر الدّين بن أصيل أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. / ولد فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه وَحج مَعَ قبح سيرته واتهم بإخفاء وَدِيعَة كَانَت عِنْد أَبِيه لقراجا الطَّوِيل وَمكث فِي المقشرة زِيَادَة على سِتّ سِنِين بعد أَخذ السُّلْطَان قاعته وَغَيرهَا وَفِي أثْنَاء ذَلِك حِين الترسيم على جمَاعَة الشَّافِعِي زعم خَبره بِجَامِع طولون فَأخْرج بالترسيم لعمل حسابه فَلم يبد شَيْئا فَعَاد بعد أَن ذكرت لَهُ جريمة فَاحِشَة فِي لَيْلَة السَّابِع وَالْعِشْرين من رَمَضَان أَن ارتكبها هُنَاكَ وَكَذَا زعم فِي هَذَا الْحَال مَسْتُورا بِأَن تزويره فِي أَشْيَاء من هَذَا النمط وَطَالَ حَبسه مَعَ تزَوجه وَهُوَ بهَا عدَّة نسَاء كن يجئن إِلَيْهِ بهَا مِنْهُنَّ ابْنة الولوي البُلْقِينِيّ وَرُبمَا يتَوَجَّه لبعضهن

بعد إرضاء الْمعلم وَالْأَمر فَوق هَذَا، وَهُوَ مِمَّن سمع البُخَارِيّ ومشيخة ابْن شادان وَغَيرهمَا على النشاوي وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَعرض على جمَاعَة وَاسْتمرّ مسجونا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين. 260 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمُحب أَبُو الْعَبَّاس بن فتح الدّين الْمَالِكِي الْخَطِيب الْآتِي أَبوهُ وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الْمُحب. / ولد فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن ربيع الأول سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ الْفِقْه عَن الزين طَاهِر وَأبي الْقسم النويري وَكَذَا عَن الزين بعادة والعربية عَن الرَّاعِي والأصلين وَغَيرهمَا عَن الشمني والشرواني بل وَحضر دروس الْبِسَاطِيّ والقاياتي ولازم النواجي فِي الْعَرَبيَّة واللغة وَالْعرُوض وَغَيرهَا من فنون الْأَدَب وبرع وَصَارَ أحد الْفُضَلَاء وَلَا أستبعد أَن يكون نظم، وخطب بِجَامِع القيمري بسويقة صَفِيَّة وَأم للمالكية بالصالحية وَكَانَ حسن الْعشْرَة سَمِعت بقرَاءَته على شَيخنَا الْمُوَطَّأ لِابْنِ مُصعب وَقطعَة من السِّيرَة لِابْنِ هِشَام وحمدت فَصَاحَته وإتقانه حَتَّى أَن شَيخنَا وَصفه فِي ثبته لذَلِك بالشيخ الْفَاضِل الْأَصِيل الباهر الْعَلامَة الْخَطِيب بل بَلغنِي أَن الزين طَاهِرا كَانَ يَقُول لَهُ: أَنْت زين الْمجَالِس الَّتِي تحضرها، وَكَذَا كَانَ غير وَاحِد من شُيُوخه يعظمه وَكتب يَسِيرا على الْمُخْتَصر للشَّيْخ خَلِيل وَأَقْبل بِأخرَة على الذّكر والتلاوة والملازمة لبَعض المتصوفة حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشري الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين عَن أَزِيد من ثَلَاث وَأَرْبَعين عَاما بأشهر وَدفن بَين الصوفيتين بقارعة الطَّرِيق، شهِدت دَفنه وَالصَّلَاة عَلَيْهِ وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن رضوَان الشهَاب السلاوي. / مضى بِدُونِ مُحَمَّد الثَّانِي. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر. / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عمر. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن أبي سَالم الشهَاب بن الْبَدْر بن الشهَاب بن الأطعاني الْحلَبِي. / ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأخذ عَن أَبِيه وَجلسَ بعده بزاويته بِإِشَارَة الشّرف أبي بكر الحيشي وَكَانَ مقْعدا لكَون أَبِيه صَاح فأثر ذَلِك عَلَيْهِ. وَمَات فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي عشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْ عشرَة. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد الشهَاب بن الْبَهَاء أبي

الْبَقَاء بن الشهَاب أبي الْخَيْر بن الضياء الْعمريّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ شَقِيق الجمالي مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن الضياء. / ولد فِي لَيْلَة الْأَحَد تَاسِع ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وناب عَن أَخِيه وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة وَنسب إِلَيْهِ مَا لَا أثْبته. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت خَامِس عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 263 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن الْبَهَاء الشهَاب بن الْعدْل الشَّمْس الْأنْصَارِيّ الأخميمي القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد الناصري مُحَمَّد وَعلي الآتيين وجدهما فِي محالهم. / ولد وَقَرَأَ الْقُرْآن على رَفِيق وَالِده الْفَقِيه خَلِيل الْحُسَيْنِي وتلا بِهِ عَليّ وَأم بِالظَّاهِرِ جقمق وَهُوَ أَمِير فَلَمَّا تسلطن اسْتَقر بِهِ، وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي يَوْم السبت تَاسِع عشري شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ رَحمَه الله. 264 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان أَبُو السُّعُود بن الْمُحب الطوخي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط النُّور الفوي وخطيب جَامع الفكاهين الْآتِي أَبوهُ وَهُوَ بكنيته أشهر. / ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والملحة والورقات، وَعرض على جمَاعَة ورافق الْبَدْر أَبَا السعادات البُلْقِينِيّ فِي الْأَخْذ عَن غَالب شُيُوخه وقتا ثمَّ ترك وَجلسَ مَعَ الشُّهُود ثمَّ تصرف بِبَاب الشَّافِعِي، ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَاقْتصر على الخطابة الْمشَار إِلَيْهَا مَعَ مَا باسمه من مرتبات ووظائف كالتصوف بالشيخونية ورزق من قبل أسلافه وَمَعَ ذَلِك رُبمَا نسخ لنَفسِهِ وبالأجرة وَصَارَ بِأخرَة يجمع النَّاس والقراء فِي بَيته عِنْد الهكارية على طَعَام يعمله فِي كل شهر ويتكلف لذَلِك وأظن أَكْثَره على الْفَتْح لاعتقاد كثير من النَّاس فِيهِ وَرُبمَا يحضر عِنْده الْقُضَاة والمشايخ وَبَعض الْأُمَرَاء وقصدني لذَلِك غير مرّة فَمَا تيَسّر، وَقد أَكثر التَّرَدُّد إِلَيّ قبل ذَلِك وَبعده وَقَرَأَ عَليّ الْعُمْدَة وتصنيف للصدر الْمَنَاوِيّ وَغير ذَلِك، ثمَّ هش وَضعف بَصَره وَظهر مَا كَانَ بِيَدِهِ من الْبيَاض وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ مأنوس بهج خَفِيف الْوَطْأَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعين. 265 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله الشهَاب بن الشَّمْس بن نَاصِر الدّين السكندري الأَصْل الْمصْرِيّ القاهري الْمَالِكِي شَقِيق عَليّ الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن التنسي. / ولد تَقْرِيبًا قريب الْعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والرسالة وَابْن الْحَاجِب وَبحث فيهمَا عِنْد الزين عبَادَة بل حضر دروس الْبِسَاطِيّ وَغَيره وَفهم ونبل وَلَكِن لم يلبث أَن ترك تَصْدِيقًا لؤيا عبرها لَهُ أول شيخيه وَجلسَ عِنْد أَبِيه بِمَسْجِد الفجل شَاهدا رَفِيقًا للقرافي وَنَحْوه فأتعب نَفسه

ذَلِك، وتولع بِالتِّجَارَة وسافر فِيهَا بنزر يسير جدا بعد اسْتِئْذَان أَبَوَيْهِ إِلَى الاسكندرية غير مرّة فنتج وَلَا زَالَ يترقى حَتَّى تمول جدا وعد فِي ذَوي الوجاهات سِيمَا مَعَ تموله وبهائه ونورانيته ومديد قامته وَذكره بعلي الهمة والفتوة وَسُرْعَة الْحَرَكَة، وَحج أَوَائِل اشْتِغَاله بِالتِّجَارَة سنة أَرْبَعِينَ وَكَانَت الوقفة الْجُمُعَة ثمَّ تكَرر حجه بل سَافر إِلَى بِلَاد الْيمن ودمشق فَمَا دونهَا وَوصل الجون وزار بَيت الْمُقَدّس وَغَيرهَا وخالط الأكابر سِيمَا عَظِيم الدولة الجمالي نَاظر الْخَاص وَبعده أَخذ فِي الانهباط إِلَى أَن صَار كآحاد النَّاس مُقيما بالبرقوقية وَذكر لي أَن همته للجماع انْقَطَعت من مُدَّة متطاولة وَأَنه عرض على ابْن الْهمام حِين رُجُوعه مَعَ جَانِبك الجداوي من مَكَّة جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي رُجُوعه بِحَيْثُ لَا يحْتَاج إِلَى الْمشَار إِلَيْهِ رام بذلك التَّقَرُّب لخاطره فَقَالَ لَهُ يَا أَحْمد إِن تسكت وَإِلَّا أعلمته بِهَذَا فَكف. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَتِسْعين رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. 266 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله الشهَاب بن الْجمال بن النَّاصِر بن التنسي ابْن عَم الَّذِي قبله والآتي أَبوهُ / وَأَنه غرق فِي سنة أَربع عشرَة. 267 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الشَّمْس الْمصْرِيّ الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي الرئيس هُوَ وجد أَبِيه فَمن يَلِيهِ بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَيعرف بِابْن الريس وبابن الْخَطِيب. / ولد فِي رَابِع شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْمِنْهَاج والعمدة وَسمع بهَا واشتغل وَأخذ عني بهَا الْكثير ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَتِسْعين فاشتغل عِنْد مدرسي الْوَقْت وَدخل الشَّام وَغَيرهَا وَلَا بَأْس بِهِ. 268 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف أَبُو الْفضل بن الشَّمْس بن الشهَاب العقبي الصحراوي الْآتِي جده وَأَبوهُ، / اعتنى بِهِ عَم أَبِيه الزين رضوَان فأسمعه على الشّرف بن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس الشَّامي والنور الفوي وَطَائِفَة واستجاز لَهُ خلقا، وَمَا عَلمته حدث وَلكنه أجَاز فِي استدعاء ابْني. 269 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس الْيَمَانِيّ الْأَشْعَرِيّ شيخ الْقرَاءَات فِي عصره بِالْيمن مُطلقًا. / ولد سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة ثمَّ مَال إِلَى أَنه سبع بِتَقْدِيم السِّين، مِمَّن انْتفع بِهِ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ فِي الْقرَاءَات وأرخ وَفَاته فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشر شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ بِمَسْجِد الأشاعر بعد صبح يَوْم الْجُمُعَة وَدفن عِنْد شَيْخه الْمُقْرِئ أبي بكر بن عَليّ بن نَافِع. 270 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الْمدنِي الأَصْل الدمياطي / وانتقل

مِنْهَا قبل بُلُوغه إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ فِي الْفِقْه عَن الشهَاب الطنتدائي وَفِي غَيره عَن الأبناسي وَكَذَا أَخذ عَن ابْن خضر وَعَن شَيخنَا فِي الألفية الحديثية وَشَرحهَا رَفِيقًا للكوراني وَلزِمَ الِاشْتِغَال مُدَّة وجاور بِمَكَّة نَحْو عشر سِنِين فِي مرَّتَيْنِ وَأقَام فِي غُضُون ذَلِك بِالْمَدِينَةِ أشهرا وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وتقرب من الظَّاهِر جقمق فمس جمَاعَة من الْأَعْيَان وَغَيرهم من غَايَة الْمَكْرُوه ووثب عَلَيْهِ قَاضِي الْمَالِكِيَّة الْبَدْر التنسي وسجنه وَكَاد أَن يقْتله وَكَذَا عزره ابْن الديري وَآل أمره إِلَى أَن خذل وَجلسَ يتكسب بِالشَّهَادَةِ تجاه سوق أَمِير الجيوش مَعَ كَونه غير مَقْبُول وَكتب من فتح الْبَارِي بِخَطِّهِ الرَّدِيء كثيرا، وَكَانَ يقصدني للاستفادة مني وَفِي كثير من الأسئلة وَكنت أتحامى الْكَلَام) مَعَه كَمَا أَنه حضر هُوَ وَابْنه إِلَى الشرواني وَكَانَ يُقرر فِي العقائد فَقطع التَّقْرِير حَتَّى انْصَرف وَقَالَ مَا الْمَانِع من تحريفه مَا نَحن فِيهِ وَيشْهد هُوَ وَابْنه علينا بِمَا يَقْتَضِيهِ، وخطب بِجَامِع ابْن ميالة وَغَيره حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشري الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة تجاه الأهناسية عَفا الله عَنهُ. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / مضى فِيمَن جد أَبِيه مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي بن أَحْمد. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي العوريفي. / كَذَا كتبه ابْن عزم وصوا بِهِ العروفي، وَقد مضى بِزِيَادَة أَحْمد بن مُحَمَّد ثَالِث فِي نسبه. 271 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مظفر قطب الدّين / صَاحب كجرات الَّتِي مِنْهَا كهنات وأخو صَاحبهَا الْآن محمودشاه. وَكَأَنَّهُ اسْتَقر بعد القطب وَكَانَ سفاكا منهمكا بِحَيْثُ كَانَ سَبَب مَوته إِصَابَته بِعُود سَيْفه على سَاقه أَو نَحوه. 272 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن أبي بكر الشهَاب ابْن قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِطيبَة الشَّمْس السخاوي بن القصبي أَخُو خير الدّين مُحَمَّد الْآتِي وأبوهما. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ وَالْمَدينَة وَكَذَا سمع على صهره الْجلَال القمصي وَكَانَ أَبوهُ زوجه بابنته ثمَّ فَارقهَا وقطن مَعَ أَبِيه بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ مصاب بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ. 273 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يحيى الشهَاب المسيري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل المؤيدية / وَأحد الْفُضَلَاء المعروفين بالديانة والانجماع رَأَيْته كثيرا بالمحمودية بَين يَدي شَيخنَا، وَمن محافيظه الْمِنْهَاج وَالْحَاوِي وَكِلَاهُمَا فِي الْفُرُوع والمنهاج الْأَصْلِيّ وَأخذ عَن الْمجد الْبرمَاوِيّ وَالْجمال بن الْمُجبر، وَسمع على ابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة

وَابْن الطَّحَّان فِي آخَرين، وتنزل فِي المؤيدية عِنْد الْمُحدثين وَغَيرهَا وأقرأ الطّلبَة وَلم يتَزَوَّج وَحج وجاور. مَاتَ فِي رُجُوعه فِي الْمحرم سنة تسع وَخمسين وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن عقبَة بن محَاسِن الصعيدي ثمَّ الدِّمَشْقِي. / مضى بِدُونِ يُوسُف. 274 - أَحْمد بن الولوي مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن حجاج السفطي الأَصْل القاهري. / مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ غير متصون خُصُوصا وَقد تدرب بخاله عبد الْبر بن الشّحْنَة وَذَوِيهِ وَخَاصم أُخْته وَغَيرهَا. مَاتَ فِي 275 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن معالي الشهَاب أَبُو الْفضل الزعيفريني / أحد المباشرين بِبَاب الولوي الأسيوطي ثمَّ الزيني زَكَرِيَّا وسبط الْبَدْر حسن البرديني وَلَيْسَ بمحمود. وَسَيَأْتِي جده وَأَبوهُ وَأَنه سمع بقرَاءَته على الْعِزّ بن الْفُرَات شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وَكَذَا سمع مَعَه بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين على التقي بن فَهد وَسمع بِالْقَاهِرَةِ على الزَّرْكَشِيّ فِي صَحِيح مُسلم وعَلى ابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة والزين رضوَان، وسافر لبيت الْمُقَدّس مَعَ وَالِده فَسمع على الْجمال بن جمَاعَة والتقي أبي بكر القلقشندي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة باستدعاء أَبِيه وَغَيره. ومولده فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وَعرض على الْمحلى والبلقيني والمناوي والأقصرائي وَآخَرين. 276 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد شهَاب الدّين المسيري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن حُذَيْفَة وَهُوَ ابْن عَم مُحَمَّد بن أَحْمد الْآتِي. / قدم الْقَاهِرَة فاشتغل بالفقه والعربية يَسِيرا وَتردد لبَعض الشُّيُوخ وأدمن مطالعة شرح الْمِنْهَاج للتقي الحصني وَكَانَ قد كتبه أَو جله بِخَطِّهِ وَحضر عِنْدِي كثيرا فِي مجَالِس الْإِمْلَاء وَغَيرهَا وَسمع بِقِرَاءَتِي على جمَاعَة وَرَأى لي مناما حسنا أثْبته فِي مَكَان آخر بل سمع على شَيخنَا وَغَيره وَكَانَ من جمَاعَة الغمري ثمَّ إِمَام الكاملية صوفيا بالصلاحية والبيبرسية وَبِيَدِهِ بعض دريهمات. مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة خمس وَسبعين بِالطورِ رَاجعا من مَكَّة بعد أَن حج فَإِنَّهُ كَانَ مِمَّن سَافر صُحْبَة إِمَام الكاملية. وَقد اشْترك مَعَ الشهَاب المسيري الْمَاضِي قَرِيبا فِي اسْمه وَاسم أَبِيه وجده ونسبته وَذَاكَ متيمز باسم جد أَبِيه يحيى وبفضيلته وشهرته. 277 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد القَاضِي شهَاب الدّين بن قَاضِي الْقُضَاة الشَّمْس بن الحلاوي

الْحلَبِي قاضيها الْحَنَفِيّ / مُنْفَصِلا فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين. أرخه ابْن اللبودي. 278 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب الذَّهَبِيّ أَبوهُ الصَّالِحِي من ذُرِّيَّة بني الأرموي وَيعرف بِابْن الذَّهَبِيّ. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من أبي الهول الْجَزرِي بفوت وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد، وَمَات قبل دُخُول الشَّام. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد. 279 - أَحْمد بن فَخر الدّين مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد الْقرشِي القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد قَاسم الْآتِي وَيعرف بِابْن السَّبع، / بَاشر النقابة عِنْد الْكَمَال بن العديم وَولده. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن السَّيْف الْحَنْبَلِيّ. / مضى فِي السِّين الْمُهْملَة من أجداد الْأَب. 280 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب بن الشَّمْس الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن الشَّيْخ. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 281 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشريف شهَاب الدّين بن كِنْدَة. / مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ. 282 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب السمنودي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة ووالد الْعِزّ عبد الْعَزِيز وَيعرف بِابْن المراحلي / وَهِي حرفته وحرفة أَبِيه من قبله كَانَ حفظ الْقُرْآن وَصَحب الشَّمْس البوصيري وَغَيره من الأكابر وعادت بركتهم عَلَيْهِ وَحفظ من كرامات الْأَوْلِيَاء ومناقبهم جملَة بل ألم بِبَعْض الْمسَائِل وَسمع على ابْن الْجَزرِي التِّرْمِذِيّ وَغَيره وَمن الفوي والكلوتاتي وَشَيخنَا وَطَائِفَة، وَلما ترقى وَلَده فِي التِّجَارَة صَار فِي ظله وَأقَام مَعَه بِمَكَّة مديما فِيهَا للطَّواف والتلاوة والمطالعة لكتب الرَّقَائِق والأذكار وَنَحْوهَا من وظائف الْعِبَادَات مَعَ الانجماع إِلَّا عَن مجَالِس الحَدِيث وَنَحْوهَا وَرُبمَا اشْتغل فِي النَّحْو وَغَيره، وَكنت أستأنس بِرُؤْيَتِهِ فِي غُضُون ذَلِك. ورد الْقَاهِرَة مَعَ وَلَده ثمَّ إِنَّه تحرّك بِأخرَة للقدوم عَلَيْهِ إِذْ كَانَ بِالْقَاهِرَةِ. فَمَاتَ فِي رُجُوعه بِموضع من مراسي الْعرض قريب الطّور فِي ثَانِي عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ، وَدفن هُنَاكَ وَقد قَارب السّبْعين وَقد ضَاعَ لوَلَده عِنْد بَعضهم بِسَبَب تفريطه بعض المَال وَلم يُمكنهُ الْمُطَالبَة بِذَاكَ رِعَايَة لوالده وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. 283 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمدنِي وَيعرف بِابْن الْمُرَجح. / مِمَّن أَخذ عني بِالْمَدِينَةِ. 284 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب الْمحلي الأَصْل القاهري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن النُّسْخَة. / شهد كأبيه فِي الْقيمَة أَزِيد من ثَلَاثِينَ سنة وَامْتنع شَيخنَا حِين كَانَ

نَائِبا من قبُوله أَيَّام عزه وضخامته بجاه جمال الدّين وَقد أقبل اثْنَيْنِ من المهندسين دونه لكَونه كَانَ كَمَا قَالَ شَيخنَا غَايَة فِي إبِْطَال الْأَوْقَاف وتصييرها ملكا بضروب من الْحِيَل ومهارة شهر بهَا بِحَيْثُ فاق فِي ذَلِك أهل عصره مَعَ مُرُوءَة وعصبية ومداراة وَلكنه كَانَ يقدم فِي صناعته على أَمر عَظِيم وَذَاكَ شَيْء مَشْهُور وَزَاد رواجا فِي أَيَّام الْأَشْرَف بِحَيْثُ أقدم على إِعْلَام الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بعزله بفظوظة وجرأة ورقاه وَلَده الْعَزِيز لوكالة بَيت المَال وَكَانَت شاغرة بِمَوْت نور الدّين بن مُفْلِح ثمَّ صرفه الظَّاهِر عَنْهَا بالولوي السفطي. وَمَات بِذَات الْجنب فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشري صفر سنة تسع وَأَرْبَعين عَن سِتِّينَ سنة أَو زِيَادَة وَأمره إِلَى الله تَعَالَى. 285 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الحسني أَو الْحُسَيْنِي الهدوي اليمني الْمَكِّيّ وَيعرف بسواسوا مِمَّن نوزع فِي شرف أَبِيه، أمه سبطة أبي الْبَقَاء بن الضياء. / مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الْأَحَد ثامن ربيع الأول سنة أَربع وَتِسْعين وَهُوَ مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة، وَكَانَ شَابًّا حسن الصُّورَة وَالْوَصِيّ عَلَيْهِ بِمَكَّة قاضيها الْحَنْبَلِيّ وبالقاهرة يشبك الجمالي. 286 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب الأسنوي ثمَّ القاهري شَقِيق عبد الْكَرِيم وَابْن أُخْت الشّرف الْأنْصَارِيّ وَأُخْته. / ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين أَو الَّتِي بعْدهَا وَحفظ الْقُرْآن وَزوج ابْنه بخاله الشّرف من أمه وتكسب بِالتِّجَارَة. 287 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب المشهدي القاهري الزَّرْكَشِيّ الْحَنْبَلِيّ. / مِمَّن اشْتغل وَفهم وَسمع ختم البُخَارِيّ على أم هَانِئ الهورينية وَمن كَانَ مَعهَا وَقَرَأَ فِي الجوق وتكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ كف مَعَ ملازمته حُضُور بعض وظائفه وَكَانَ حاد الْخلق. 288 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمعلم الشهَاب القافلي وَالِد الْكَمَال مُحَمَّد وأخو أبي بكر. / مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ، وَكَانَ خيرا رَاغِبًا فِي مجَالِس الحَدِيث بِحَيْثُ سمع عِنْدِي غَالب دَلَائِل النُّبُوَّة وَقطعَة من الْبِدَايَة لِابْنِ كثير وَمن القَوْل البديع وَغير ذَلِك ذَا ثروة حصلها من التِّجَارَة وَغَيرهَا رَحمَه الله. 289 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب الكيلاني الشَّافِعِي نزيل مَكَّة ووالد مُحَمَّد وحسين وَعبد الْغفار وَإِبْرَاهِيم الْمَذْكُورين فِي محالهم وَيعرف بقاوان بقاف معقودة. / نَشأ فَأخذ الْعلم عَن عبد الرَّحْمَن الْحَلَال وَغَيره وَفضل وَقدم الْقَاهِرَة وَمَعَهُ أول ولديه فأخذا عَن الزين الزَّرْكَشِيّ ثمَّ عَن شَيخنَا وَكتب لَهُ فهرسته البقاعي، وَكَانَ ذَا سمت حسن وجلالة واحتشام ووجاهة عِنْد الْمُلُوك وتفضل سِيمَا من الغرباء

من الْعلمَاء وَنَحْوهم عَظِيم الرَّغْبَة فِي الِاجْتِمَاع بذوي الْفَضَائِل محبا للمذاكرة مَعَهم وَلذَا رغب فِي تزَوجه بابنة الشريف شمس الدّين ابْن أخي التقي الحصني واستولدها إِبْرَاهِيم وَغَيره وَزوج ابْنه الصَّغِير بابنة الْكَمَال بن الْهمام حِين مجاورته بِمَكَّة وَلَكِن لكَونه لم يُوَافق على تَركه بِمَكَّة حِين رُجُوعه لمصر وَلَا سمح هُوَ أَيْضا بِفِرَاق وَلَده تفارقا. وَمن لطائفه أَنه لما اجْتمع بِيَحْيَى العجيسي حِين ورد مَكَّة صَحبه ابْن الْبَارِزِيّ سنة خمسين رام جر الْكَلَام مَعَه فِي شَيْء من الْعلم ليستأنس بِهِ جَريا على عَادَته، فَكَلمهُ يحيى بِمَا فِيهِ جفَاء وعض على شَفَتَيْه على طَرِيقَته فَلم يحْتَمل ذَلِك وبادر لفراقه قَائِلا لَهُ يَا شيخ أَنْت جمعت بَين الْجَهْل وَقلة الْأَدَب. لَقيته فِي سنة سِتّ وَخمسين بِمَكَّة وَجَلَست مَعَه وَحصل مِنْهُ فضل مَا وَذَلِكَ مجْلِس للتدريس بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام لختام رِبَاط السِّدْرَة فِي حَلقَة فَكثر الْحُضُور عِنْده فِيهَا فَمر بالشهر وَغَيره. مَاتَ فِي آخر لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا. 290 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد القطب ويدعى أَيْضا الشهَاب بن اخْتِيَار الدّين بن فَخر الدّين الردي الأَصْل الْهَرَوِيّ المولد وَالدَّار الشَّافِعِي الْوَاعِظ نزيل بلد الْخَلِيل. / ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بجوخا بجيم مَفْتُوحَة ثمَّ وَاو بعْدهَا مُعْجمَة من أَعمال طبس الكيلكي مِمَّن حج وَطَاف الْبِلَاد وَوعظ فِي كلهَا وتكرر قدومه الْقَاهِرَة وَعقد حِين جَاءَ مستفتيا فِيمَا عَارضه فِيهِ البقاعي الْمجْلس بالأزهر وَأخذ حِينَئِذٍ عني وكتبت لَهُ إجَازَة متضمنة للجواب عَن مَسْأَلته وسمعته يَقُول: (يَا عين كوني بِالْقَلِيلِ قنوعة ... فيا طول مَا جاك الْكثير وَرَاح) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمُحب بن الْعِزّ النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز. 291 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد البسطامي. مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة. 292 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد البسكري المغربي الْمدنِي بن حَامِد أَخُو مُحَمَّد الْآتِي / مِمَّن أَخذ عني بِالْمَدِينَةِ فِي مجاورتي بهَا. 293 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد السلي. / كَذَا قَالَه ابْن عزم وَأَنه مَاتَ سنة بضع وَثَلَاثِينَ. 294 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْحِجَازِي. / مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة. 295 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَالِكِي. / عرض عَلَيْهِ ابْن فَهد بعض محافيظه فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بِمَكَّة وَأَجَازَهُ وَأوردهُ فِي شُيُوخه وَقَالَ أَنه لم يعرفهُ

وَأَظنهُ ابْن النُّسْخَة الْمَاضِي قَرِيبا. 296 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْخَطِيب بمنية سمنود. / مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الهدوي. مضى قَرِيبا فِيمَن يلقب سواسوا. 297 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن سمير بن خازم أَبُو هَاشم الْمصْرِيّ الطاهري التَّيْمِيّ وَيعرف بِابْن الْبُرْهَان. / ولد فِيمَا بَين الْقَاهِرَة ومصر فِي ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل بالفقه شافعيا وَسمع الحَدِيث وأحبه ثمَّ صحب بعض الظَّاهِرِيَّة وَهُوَ شخص يُقَال لَهُ سعيد السحولي فَجَذَبَهُ إِلَى النّظر فِي كَلَام ابْن حزم فَأَحبهُ ثمَّ نظر فِي كَلَام ابْن تَيْمِية فغلب عَلَيْهِ بِحَيْثُ صَار لَا يعْتَقد أَن أحدا أعلم مِنْهُ، وَكَانَت لَهُ نفس أبيَّة ومروءة وعصبية وَنظر كَبِير فِي أَخْبَار النَّاس فطمحت نَفسه إِلَى الْمُشَاركَة فِي الْملك مَعَ أَنه لَيْسَ لَهُ فِيهِ قدم لَا من عشيرة وَلَا وَظِيفَة وَلَا مَال فَلَمَّا غلب الظَّاهِر برقوق على المملكة وَحبس الْخَلِيفَة رام جعل ذَلِك وَسِيلَة لما حدثته بِهِ نَفسه فَغَضب من ذَلِك وَخرج فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ إِلَى الشَّام ثمَّ إِلَى الْعرَاق يَدْعُو إِلَى طلب رجل من قُرَيْش فاستقرأ جَمِيع الممالك وَدخل حلب فَلم يبلغ قصدا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الشَّام فاستغوى كثيرا من أَهلهَا وَكَانَ أَكثر الموافقين لَهُ مِمَّن يتدين مِنْهُم الياسوفي والحسباني لما يرى من فَسَاد الْأَحْوَال وَكَثْرَة الْمعاصِي وفشو الرِّشْوَة فِي الْأَحْكَام وَغير ذَلِك فَلم يزل على هَذِه الطَّرِيقَة إِلَى أَن نمى أمره إِلَى بيدمر نَائِب الشَّام فَسمع كَلَامه وأصغى إِلَيْهِ وَلم يشوش عَلَيْهِ لعلمه أَنه لَا يَجِيء من يَدَيْهِ ثمَّ نمى أمره إِلَى نَائِب القلعة شهَاب الدّين بن الْحِمصِي وَكَانَت بَينه وَبَين بيدمر عَدَاوَة شَدِيدَة فَوجدَ فرْصَة فِي التألب عَلَيْهِ بذلك فَاسْتَحْضر ابْن الْبُرْهَان واستخبره وَأظْهر أَنه مَال إِلَى مقَالَته فَبَثَّ لَهُ جَمِيع مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ فَتَركه ثمَّ كَاتب السُّلْطَان بذلك كُله فَلَمَّا علم بذلك كتب إِلَى النَّائِب يَأْمُرهُ بتحصيل ابْن الْبُرْهَان وَمن وَافقه على رَأْيه وبتسميرهم فتوزع النَّائِب عَن ذَلِك وتكاسل عَنهُ وَأجَاب بالشفاعة فيهم وَالْعَفو عَنْهُم وَأَن أَمرهم متلاش وَإِنَّمَا هم قوم خفت أدمغتهم من الدَّرْس وَلَا عصبَة لَهُم وَاسْتمرّ ابْن الْحِمصِي فِي انتهاز الفرصة فكاتب أَيْضا بِأَن النَّائِب قد عزم على المخامرة فوصل إِلَيْهِ الْجَواب بمسك ابْن الْبُرْهَان وَمن كَانَ على رَأْيه وَإِن آل الْأَمر فِي ذَلِك إِلَى قتل بيدمر فَمَاتَ الياسوفي خوفًا بعد أَن قبض عَلَيْهِ وفر الحسباني وَلما حضر ابْن الْبُرْهَان إِلَى السُّلْطَان استذناه واستفهمه عَن سَبَب قِيَامه عَلَيْهِ فَأعلمهُ بِأَن غَرَضه أَن يقوم رجل من قُرَيْش يحكم بِالْعَدْلِ فَإِن

هَذَا هُوَ الدّين الَّذِي لَا يجوز غَيره وَزَاد فِي نَحْو هَذَا فَسَأَلَهُ عَن من مَعَه على مثل رَأْيه من الْأُمَرَاء فبرأهم فَأمر بضربه فَضرب هُوَ وَأَصْحَابه وحبسوا فِي الخزانة حبس أهل الجرائم وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ واستعملوا مَعَ المقيدين ثمَّ أفرج عَنْهُم فِي) ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين فاستمر ابْن الْبُرْهَان مُقيما بِالْقَاهِرَةِ على صُورَة إملاق إِلَى أَن مَاتَ لأَرْبَع بَقينَ من جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وحيدا فريدا بِحَيْثُ لم يحضر فِي جنَازَته إِلَّا سَبْعَة أنفس لَا غير ورأيته بعد مَوته فَقلت لَهُ أَنْت ميت قَالَ نعم فَقلت مَا فعل الله بك فَتغير تغيرا شَدِيدا حَتَّى ظَنَنْت أَنه غَابَ ثمَّ أَفَاق فَقَالَ نَحن الْآن بِخَير لَكِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عتْبَان عَلَيْك فَقلت لماذا قَالَ لميلك إِلَى الْحَنَفِيَّة فَاسْتَيْقَظت مُتَعَجِّبا وَكنت قلت لكثير من الْحَنَفِيَّة إِنِّي لأود لَو كنت على مذهبكم فَيُقَال لماذا فَأَقُول لكَون الْفُرُوع مَبْنِيَّة على الْأُصُول فاستغفرت الله من ذَلِك، قَالَ وَقد كنت أنسيت هَذَا الْمَنَام فذكرنيه شهَاب الدّين أَحْمد بن أبي بكر البوصيري بعد عشر سِنِين. وَكَانَ ذَا مُرُوءَة علية وَنَفس أبيَّة حسن المذاكرة والمحاضرة عَارِفًا بِأَكْثَرَ الْمسَائِل الَّتِي يُخَالف فِيهَا أهل الظَّاهِر الْجُمْهُور يكثر الِانْتِصَار لَهَا ويستحضر أدلتها وَمَا يرد على معارضيها، وأملي وَهُوَ فِي الْحَبْس بِغَيْر مطالعة مِمَّا يدل على وفور اطِّلَاعه مَسْأَلَة رفع الْيَدَيْنِ فِي السُّجُود وَمَسْأَلَة وضع الْيُمْنَى على الْيُسْرَى فِي الصَّلَاة ورسالة فِي الْإِمَامَة، قَالَه شَيخنَا قَالَ وَقد جالسني كثيرا وَسمعت من فَوَائده كثيرا وَكَانَ كثير الْإِنْذَار لما حدث بعده من الْفِتَن والشرور بِمَا جبل عَلَيْهِ من الِاطِّلَاع على أَحْوَال النَّاس وَلَا سِيمَا ماحدث من الغلاء وَالْفساد بِسَبَب رخص الْفُلُوس بِالْقَاهِرَةِ بِحَيْثُ أَنه رأى عِنْدِي قَدِيما مرّة مِنْهَا جانبا كَبِيرا فَقَالَ لي احذر أَن تقتنيها فَإِنَّهَا لَيست رَأس مَال فَكَانَ كَذَلِك لِأَنَّهَا كَانَت فِي ذَلِك الْوَقْت يُسَاوِي القنطار مِنْهَا عشْرين مِثْقَالا فَأكْثر وَآل الْأَمر فِي هَذَا الْعَصْر إِلَى أَنَّهَا تَسَاوِي أَرْبَعَة مَثَاقِيل ثمَّ صَارَت تَسَاوِي ثَلَاثَة ثمَّ اثْنَيْنِ وَربع وَنَحْو ذَلِك ثمَّ انعكس الْأَمر بعد ذَلِك وَصَارَ من كَانَ عِنْده مِنْهَا شَيْء اغتبط فِيهِ لما رفعت قيمتهَا من كل رَطْل لسِتَّة إِلَى اثْنَي عشر ثمَّ إِلَى أَرْبَعَة وَعشْرين ثمَّ تراجع الْحَال لما فقدت ثمَّ ضرب فلوس أُخْرَى خَفِيفَة جدا وَجعل سعر كل رَطْل ثَلَاثِينَ وَظهر فِي الْجُمْلَة أَنَّهَا لَيست مَالا يقتنى لوُجُود الْخلَل فِي قيمتهَا وَعدم ثباتها على قيمَة وَاحِدَة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه ومعجمه بِمَا تقدم وَقَالَ فِي الثَّانِي وَقد سمع بِبَغْدَاد وحلب ودمشق وَغَيرهَا من جمَاعَة من المسندين إِذْ ذَاك وَمن مسموعه على الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن الصفي الغزولي منتقي الذَّهَبِيّ من

المعجم الصَّغِير للطبراني كَمَا رَأَيْته بِخَط الشّرف الْقُدسِي وَوَصفه فِيهِ بالشيخ الإِمَام وَفِي الطَّبَقَة الصَّدْر الياسوفي بِقِرَاءَة الحسباني وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَرَأَيْت الْبُرْهَان الْحلَبِي يطري ابْن الْبُرْهَان ويصفه بِالْفَضْلِ وَسمع مَعَه وبقراءته وَكَذَلِكَ نور الدّين بن عَليّ بن يُوسُف بن مَكْتُوم بحماة، وَقَالَ فِي أنبائه قرات بِخَط الْبُرْهَان الْمُحدث بحلب أَنْشدني أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الْبُرْهَان عَن الشَّيْخ برهَان الدّين الْآمِدِيّ قَالَ دخلت على الْعَلامَة أبي حَيَّان فَسَأَلته عَن القصيدة الَّتِي مدح بهَا ابْن تَيْمِية فأقربها وَقَالَ كشطناها من ديواننا ثمَّ جِيءَ بديوانه فكشف وَأرَانِي مَكَانهَا فِي الدِّيوَان مكشوطا، قَالَ الْمُحدث فَلَقِيت الْآمِدِيّ فَقَالَ لي لم أنْشدهُ إِيَّاهَا وَلَا أحفظها إِنَّمَا أحفظ مِنْهَا قطعا قَالَ وَكَانَ الْآمِدِيّ قد ذكر قبل ذَلِك الْحِكَايَة بِزِيَادَات فِيهَا وَلم يذكر القصيدة قَالَ ثمَّ لقِيت ابْن الْبُرْهَان بحلب فِي أَوَائِل سنة سبع وَثَمَانِينَ فذاكرته بِمَا قَالَ لي الْآمِدِيّ فَقَالَ لي أَنا قرأتها على الْآمِدِيّ فَظهر أَنه لم يحرر النَّقْل فِي الأول، وَالْقَصِيدَة مَشْهُورَة لأبي حَيَّان وَأَنه رَجَعَ عَنْهَا. وَقد ذكره ابْن خطيب الناصرية مُلَخصا من شُيُوخنَا والبرهان الْحلَبِي والمقريزي فِي عقوده وَطوله وَآخَرُونَ. 298 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن حسن جلال الدّين بن الْمولى قطب الدّين بن الْعَلامَة تَاج الدّين بن السراج الكربالي نِسْبَة لكربال من شيراز المرشدي نِسْبَة لجد أمه الشَّافِعِي عفيف الدّين الْجُنَيْد الكازروني البلياني خَليفَة الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الكازروني أحد المسلكين الصفوي نِسْبَة للسَّيِّد صفي الدّين الحسني الأيجي لكَون جدة وَالِده لأمه أُخْت الصفي الْمَذْكُور الشَّافِعِي. / ولد فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بشيراز وَنَشَأ بهَا فَأخذ فِي النَّحْو الصّرْف والمعاني وَالْبَيَان عَن ملا صفي الدّين مَحْمُود الشِّيرَازِيّ النَّحْوِيّ الشَّافِعِي تلميذ غياث الدّين الَّذِي كَانَ يُقَال لَهُ سِيبَوَيْهٍ الثَّانِي وَلذَا قيل لهَذَا سِيبَوَيْهٍ الثَّالِث، والمنطق عَن ملا جلال الدّين مُحَمَّد الدواني قريبَة بكازرون الشَّافِعِي قَاضِي شيراز ومفتيها والفرد فِي تِلْكَ النواحي، وَفِي الْفِقْه عَن السَّيِّد وجيه الدّين إِسْمَاعِيل بن الْعِزّ إِسْحَاق بن نظام الدّين أَحْمد الأحمدي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْمُفْتِي، وَكلهمْ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين أَحيَاء، وَسمع الحَدِيث على السَّيِّد نور الدّين أَحْمد بن صفي الدّين وَحج مَعَه فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين ولقيني فِي الَّتِي بعْدهَا فَسمع من لَفْظِي أَشْيَاء مِنْهَا المسلسل وَحَدِيث زُهَيْر، وَحضر بعض الدُّرُوس، وَسمع الْبَاب الْأَخير من البُخَارِيّ وَمَا فِي الصَّحِيح من الثلاثيات وَالنّصف الأول من مصنفي فِي خَتمه

وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة، وَهُوَ إِنْسَان فَاضل متميز نير الشكالة فصيح الْعبارَة ثمَّ اخْتَلَّ أمره لتعاني الكيمياء وَتحمل ديونا مَعَ كَثْرَة تزَوجه وَمَا وسمه بِهِ إِلَّا الْفِرَار لبلاده لطف الله بِهِ. 299 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل شهَاب الدّين الشنباري ثمَّ السنيكي القاهري الشَّافِعِي / قدم الْقَاهِرَة فَنزل فِي صوفية الصلاحية وَغَيرهَا واشتغل يَسِيرا ولازم أَبَا الْعدْل البُلْقِينِيّ وَسمع بِقِرَاءَتِي الشَّمَائِل النَّبَوِيَّة وَختم الشفا على شُيُوخ فِي يَوْم عَرَفَة وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَلم يمهر وَرُبمَا أم بالخانقاه، وَكَانَ مديما للتلاوة لَا بَأْس بِهِ. مَاتَ فِي رَجَب سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ جَازَ السِّتين. 300 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الصَّفَدِي الحسري. / مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة. 301 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل المجدي ويلقب ينوص / لشدَّة شقرة شعره. كَانَ يُبَاشر أوقاف الْحَنَفِيَّة حسن الْمُبَاشرَة. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. 302 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الياس الشهَاب بن الشَّمْس بن الزين أحد الصلحاء المعتبرين وَيُسمى أَيْضا عُثْمَان الدينَوَرِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالمزملاتي. / قَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ الْعُمْدَة والتنبيه وَعرض على البُلْقِينِيّ والعراقي وَولده والكمال الدَّمِيرِيّ والتقي الدجوي والعز بن جمَاعَة والزين الفارسكوري وعَلى ابْن الملقن والبيجوري وأجازوه والبلالي وَغَيره مِمَّن لم يجز، وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ على ابْن أبي الْمجد والختم على الْعِرَاقِيّ والهيثمي والتنوخي وباشر كأبيه السِّقَايَة بالخانقاه الصلاحية وَكَانَ لذَلِك يعرف بالمزملاتي. وَكَانَ خيرا أجَاز لي وَمَات. 303 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أيدمر الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْأَبَّار. / سمع على صَدَقَة الركني العادلي تصنيفه منهاج الطَّرِيق وَحدث بِهِ فِي سنة عشْرين. وَمِمَّنْ سَمعه مِنْهُ النُّور بن الركاب الْمقري. 304 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن بركوت الصّلاح بن الْجمال بن الشهَاب المكيني الأَصْل نِسْبَة لمكين الدّين اليمني لكَونه مُعتق سعيد مُعتق جده صَاحب التَّرْجَمَة القاهري الشَّافِعِي ربيب ابْن البُلْقِينِيّ ووالد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي وَأَبوهُ وَيعرف أَولا بأمير حَاج. / ولد فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فِي كَفَالَة أمه وَتَحْت نظر زَوجهَا ابْن البُلْقِينِيّ وَقَرَأَ فِي الْقُرْآن وكل من المنهاجين الفرعي وألفية ابْن مَالك وبعضا من جَامع المختصرات وَأقَام مُدَّة بزِي الْجند ثمَّ بعد أَن كبر تزيا

للفقهاء وعدله بعض الْحَنَفِيَّة وَصَارَ يركب مَعَ عَمه الْمشَار إِلَيْهِ للدروس وَغَيرهَا وولع بِالنّظرِ فِي بعض دواوين الشُّعَرَاء وأتقن الموسيقى وَنَحْوهَا وَتردد لكل من الحناوي والأبدي فِي النَّحْو البوتيجي فِي الْفَرَائِض وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي يثنى على ذكائه والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والكافياجي فِي آخَرين مِنْهُم ابْن المجدي كل ذَلِك يَسِيرا جدا حضر دروس عَمه فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهمَا وَكَذَا سمع على شَيخنَا الْيَسِير اتِّفَاقًا وعَلى الْبَدْر النسابة والْعَلَاء) القلقشندي والكمال بن الْبَارِزِيّ وَتَمام أَرْبَعِينَ نفسا الْخَتْم من البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة فِي آخَرين. وَحج مَعَ أمه وَأول مَا استنابه عَمه فِي قَضَاء خانقاه سرياقوس ثمَّ انْفَصل عَن قرب وَلزِمَ بَابه والانتماء لوَلَده الْبَهَاء أبي الْبَقَاء وَكَذَا التَّرَدُّد للولوي البُلْقِينِيّ مَعَ الْأَخْذ عَنهُ فِي العجالة وَغَيرهَا وَلما مَاتَ الْبَهَاء اسْتَقل بالتكلم عَمه وانقاد لَهُ جدا وَلم يصد عَنهُ بِوَجْه من الْوُجُوه بل حضر الْوَصَايَا والتحدثات والتعازير وَشبههَا مِمَّا يجلب نفعا دنيويا فِيهِ وَصَارَ مَا يشغر من النظائف يُعينهُ لَهُ حَتَّى يرغب عَنهُ أَو يبقيه وَلم يتَمَكَّن أحد من إبرام أَمر وَلَو قل بِدُونِ مُرَاجعَته وَقَامَ فِي بَابه بِمَا لَا ينْهض بأعبائه غَيره وَقصد بالهدايا الجليلة من النواب والمباشرين والجباة وَنَحْوهم وأحدث لَهُ عَمه فِي كثير من الْأَوْقَاف الَّتِي تَحت نظره إِمَّا نِيَابَة أَو مُبَاشرَة أَو غير ذَلِك خَارِجا من المرتبات الَّتِي فِي أوقاف الصَّدقَات وَغَيرهَا فتأثل وَكَثُرت أَمْوَاله وذخائره وصفي لَونه وَوَقته واقتنى الْكتب النفيسة والأملاك وَزَاد فِي التنعم والتبسط فِي أَنْوَاع المآكل والمشارب وَسَائِر التفهكهات وَمَشى على طَريقَة أماثل المبشرين فِي الخدم والأتباع والمركوب خُصُوصا من وَقت تزَوجه بابنة السبرباي على الْفَسْخ على زَوجهَا وَصَارَت لَهُ وجاهة عِنْد النواب فَمن بعده وَكتب لَهُ عَمه فِي التعايين الشَّيْخ صَلَاح الدّين خَليفَة الحكم بالديار المصرية أبقاه الله تَعَالَى وَأذن لَهُ حَسْبَمَا بَلغنِي فِي الْإِفْتَاء والتدريس فأقرأ الْمِنْهَاج وَالْحَاوِي وَغَيرهمَا لجَماعَة مِمَّن استنابهم القَاضِي بسفارته أَو بترقيها وَغَيرهَا كل ذَلِك فِي حَيَاة عَمه، وَولي فِي أَيَّامه أَيْضا تدريس الْفِقْه بالناصرية بعد أبي الْعدْل البُلْقِينِيّ ثمَّ استرضاه الولوي الأسيوطي فِيهِ فَتَركه لَهُ والشريفية البهائية تدريسا ونظرا وتدريس الْفِقْه بالخروبية البدرية بِمصْر وَالشَّهَادَة بوقف الصارم والخطابة وَالنَّظَر بِجَامِع المغربي بِالْقربِ من قنطرة الموسكي برغبة الولوي البُلْقِينِيّ لَهُ عَنْهَا وتدريس الْفِقْه بالأشرفية الْقَدِيمَة بعد الشهَاب بن صَالح والإسماع بالمحمودية بعد الشهَاب بن الْعَطَّار والحسبة

بِالْقَاهِرَةِ ومصر بعد الشَّيْخ عَليّ العجمي بِبَدَل نَحْو ثَلَاثَة آلَاف دِينَار ثمَّ لم يلبث أَن عزل عَنْهَا وَكَذَا ولي بعد وَفَاة عَمه مشيخة الخانقاه الجاولية وتدريس الحَدِيث بهَا وَالنَّظَر عَلَيْهَا برغبة النُّور بن الْمَنَاوِيّ الأسمر لَهُ عَن ذَلِك والخطابة بِجَامِع الْحَاكِم والمباشرة بِهِ عَنهُ أَيْضا وتدريس الصَّالح بعد ابْن المقن بكلفه للنَّاظِر ابْن الْعَيْنِيّ وَغير ذَلِك، وَمَا زَالَ مرعي الْجَانِب نَافِذ الْأَوَامِر عِنْد عَمه حَتَّى بعد وَفَاة أمه غير أَنه أنهى إِلَى الْأَشْرَف اينال مَا اقْتضى عِنْده الْأَمر بسجنه فِي حبس الرحبة مرّة ونفيه أُخْرَى وَفِي كليهمَا يسترضي بِالْمَالِ حَتَّى يتَخَلَّص على كره مِنْهُ، وَقَالَ الزيني بن مزهر حِين حَبسه هَذَا بِجِنَايَتِهِ على صَاحب الْحَاوِي حَيْثُ أقدم على إقرائه، واختفى مرّة بعد عزل عَمه مُدَّة من أجل الْفَسْخ السَّابِق لتزويجه الْمشَار إِلَيْهَا وَكَانَت قلاقل طَوِيلَة وَمَا ظفر الْمعَارض بأرب. وَلما مَاتَ عَمه رام الفات الشّرف الْمَنَاوِيّ إِلَيْهِ فَمَا أمكن بل صَار يُصَرح ويلوح ويلوب ويؤنب ويقبح ويرجح ويدندن ويعين مِمَّا لم يحْتَملهُ صَاحب التَّرْجَمَة مَعَ وفور مداراته ومراعاته حَتَّى كَانَ ذَلِك سَببا لولايته الْقَضَاء وباشره على قَاعِدَته فِي بَاب عَمه بسياسة ومداراة وَاحْتِمَال وتدبير لدنياه وَعدم هرج لكَونه درب الْأُمُور وَلم يحْتَج لوسائط إِلَّا فِي النَّادِر وَأظْهر كل من كَانَ يناوئ الْمَنَاوِيّ من النواب فضلا عَن غَيرهم مَا كَانَ لديهم كامنا حَسْبَمَا شرحت ذَلِك كُله فِي الْحَوَادِث بل وَفِي تَرْجَمته من الْقُضَاة إِلَى أَن انْفَصل بعد نَحْو سَبْعَة أشهر وَلزِمَ منزله غير آيس من الْعود مَعَ كدر متجدد وضيق معيشة وقهر حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس خَامِس ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بعد أَن تعلل مُدَّة بالاستسقاء وَغَيره وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم فِي مشْهد لَيْسَ بالطائل ثمَّ دفن فِي الفسقية الَّتِي فِيهَا البُلْقِينِيّ الْكَبِير وَأَوْلَاده وَأنكر الْعُقَلَاء وَغَيرهم ذَلِك عَفا الله عَنهُ وإيانا. 305 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن بطيخ شهَاب الدّين. / أحد فضلاء الْأَطِبَّاء وخيارهم تنزل فِي الْجِهَات وَكَانَ عَاقِلا بهي المنظر متوددا. مَاتَ فِي وَله ذكر فِي أَخِيه على ابْن بطيخ. 306 - أَحْمد بن الْمُحب مُحَمَّد بن بلكا القادري. / اعتنى بِهِ أَبوهُ فأسمعه بِقِرَاءَتِي وَعلي وَلم يلبث أَن مَاتَ بالطاعون سنة أَربع وَسِتِّينَ وَكَانَ رَفِيقًا لوَلَدي عوضهما الله الْجنَّة. 307 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد الشهَاب القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد مُحَمَّد الْآتِي، وَيعرف بِابْن الخازن وبخازن صهريج منجك / لكَون أَبِيه كَانَ أَمينا على حواصل منجك. ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة بصهريج منجك بِالْقربِ من قلعة الْجَبَل من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَبحث على الشهَاب بن خَاص بك

كتاب النافع فِي فقه مذْهبه ثمَّ تكسب بِالشَّهَادَةِ وَعرف بِالْعَدَالَةِ وَكَثْرَة التِّلَاوَة وَلَو اعتنى بِهِ فِي السماع لأدرك القدماء وَلكنه سمع بِأخرَة على التنوخي والفرسيسي والسويداوي وَآخَرين، وَحج وجاور بالحرمين مرَارًا وَسمع هُنَاكَ على الْعَفِيف النشاوري وَأبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، مَاتَ فِي ثَانِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين بسكنه من الصهريج رَحمَه الله وإيانا. 308 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن بن عمر أَبُو الرضى بن الْجمال أبي الْيمن المراغي الْمدنِي أَخُو الْحُسَيْن الْآتِي. / سمع على جده فِي سنة خمس عشرَة. 309 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن رسْلَان بن نصير الشهَاب بن نَاصِر الدّين البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي ابْن أخي السراج عمر الْآتِي. / ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض على جمَاعَة وتدرب بِأَبِيهِ فِي توقيع الحكم واشتغل بالقراءات والعربية وَوَقع فِي الحكم ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء بِأخرَة وَأم بالملكية بِالْقربِ من المشهد الْحُسَيْنِي وَكَانَ حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ جدا فَكَانَ النَّاس يهرعون إِلَى سَمَاعه سِيمَا فِي قيام رَمَضَان من الْأَمَاكِن النائية بِحَيْثُ يضيق الشَّارِع عَنْهُم، وخدم ابْن الكويز وَهُوَ كَاتب السِّرّ ثمَّ ابْن مزهر فأثرى وَصَارَت لَهُ وجاهة وَحصل جِهَات ثمَّ تمرض أَكثر من سنة بعلة السل حَتَّى مَاتَ فِي سادس عشري رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَدفن عِنْد أَبِيه بمقابر الصُّوفِيَّة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، ورأيته شهد على التَّاج بن تمرية فِي إِجَازَته لأبي عبد الْقَادِر سنة خمس وَثَلَاثِينَ ورقم شَهَادَته بِخَطِّهِ الْحسن فَلَعَلَّهُ قَرَأَ على التَّاج. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سعد الله الوَاسِطِيّ. / يَأْتِي فِيمَن جده أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن سعد الله. 310 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سعد بن مُسَافر بن إِبْرَاهِيم الشهَاب الدِّمَشْقِي النيني الشَّافِعِي نزيل مَسْجِد الْقصب وَيعرف بِابْن عون، / مَاتَ فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس. أرخه ابْن اللبودي وَوَصفه بالشيخ الْفَقِيه وَقَالَ رَأَيْت خطه على استدعاء وَمَا وقفت لَهُ على شَيْء، وَكَذَا ذكر البقاعي فِي شُيُوخه وأرخ مَوته بِالظَّنِّ الْمُخطئ. 311 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن الْحسن بن أبي بكر بن عَليّ بن الْحسن الْهَاشِمِي العباسي أَخُو الْعَبَّاس. / كَانَ أَبوهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل

على الله، عهد إِلَيْهِ بالخلافة بعده ولقبه بالمعتمد على الله ثمَّ خلعه وسجنه حَتَّى مَاتَ وَلما خلعه عهد لِابْنِهِ الآخر الْعَبَّاس. 312 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أبي بكر بن عمر بن صَالح الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الهيثمي القاهري الْمَالِكِي ابْن أخي الْحَافِظ عَليّ بن أبي بكر الْآتِي. / ولد سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من أَبِيه وَعَمه والزين الْعِرَاقِيّ وَابْن الشيخة والتنوخي وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة أخوته الْعَفِيف النشاوري وَجَمَاعَة، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ خيرا يتكسب بِالشَّهَادَةِ عِنْد حبس الرحبة، مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سادس ذِي الْحجَّة سنة أَرْبَعِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَدفن من الْغَد بالصحراء بعد أَن صلى عَلَيْهِ شَيخنَا بمصلى بَاب النَّصْر رَحمَه الله وإيانا. 313 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْملك بن الزين أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن الصفي مُحَمَّد بن الْمجد حُسَيْن بن التَّاج عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالقسطلاني وَأمه حليمة ابْنة الشَّيْخ أبي بكر بن أَحْمد بن حميدة النّحاس. / ولد فِي ثَانِي عشري ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وَنصف الطّيبَة الجزرية والوردية فِي النَّحْو، وتلا بالسبع على السراج عمر بن قَاسم الْأنْصَارِيّ النشار وبالثلاث إِلَى وَقَالَ الَّذين لَا يرجون لقاءنا على الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي، وبالسبع ثمَّ بالعشر فِي ختمتين على الشهَاب بن أَسد وبالسبع لجزء من أول الْبَقَرَة على الزين خلد الْأَزْهَرِي، وَكَذَا أَخذ الْقرَاءَات عَن الشَّمْس بن الحمصاني إِمَام جَامع ابْن طولون والزين عبد الدَّائِم ثمَّ الْأَزْهَرِي وَأذن لَهُ أكبرهم وَأخذ الْفِقْه عَن الْفَخر المقسي تقسيما والشهاب الْعَبَّادِيّ وَقَرَأَ ربع الْعِبَادَات من الْمِنْهَاج وَمن البيع وَغَيره من الْبَهْجَة على الشَّمْس البامي وَقطعَة من الْحَاوِي على الْبُرْهَان العجلوني وَمن أول حَاشِيَة الْجلَال الْبكْرِيّ على الْمِنْهَاج إِلَى أثْنَاء النِّكَاح بفوت فِي أَثْنَائِهَا على مؤلفها وَعَن العجلوني أَخذ النَّحْو قَرَأَ عَلَيْهِ شرح الشذور لمؤلفه والْحَدِيث عَن كَاتبه قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة كَبِيرَة من شَرحه على الْهِدَايَة الجزرية وَسمع مَوَاضِع من شَرحه على الألفية وَكتبه بِتَمَامِهِ غير مرّة ثمَّ قَرَأَ مِنْهُ بِمَكَّة أَكثر من ثلثه، ولازمني فِي أَشْيَاء وَسمع على الْمُتُون والرضي الأوجاقي وَأبي السُّعُود الغراقي وَقَرَأَ الصَّحِيح بِتَمَامِهِ فِي خَمْسَة مجَالِس على النشاوي وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ ثلاثيات مُسْند أَحْمد وَسمع عَلَيْهِ مشيخة ابْن شَاذان الصُّغْرَى وَغَيرهَا، وَحج غير مرّة وجاور سنة أَربع وَثَمَانِينَ ثمَّ سنة أَربع وَتِسْعين وَسِتِّينَ قبلهَا على التوالي.

وَرجع مَعَ الركب فَتخلف بِالْمَدِينَةِ وَقَرَأَ بِمَكَّة على زَيْنَب ابْنة الشوبكي السّنَن لِابْنِ مَاجَه وَغَيرهَا وعَلى النَّجْم بن فَهد وَآخَرين وَصَحب الْبُرْهَان المتبولي وَغَيره وَجلسَ للوعظ بالجامع الغمري سنة ثَلَاث وَسبعين وَكَذَا بالشريفية بالصبانيين بل وبمكة وَكُنَّا يجْتَمع عِنْده الجم الْغَفِير مَعَ عدم ميله فِي ذَلِك وَولي مشيخة مقَام أَحْمد بن أبي الْعَبَّاس الحراز بالقرافة الصُّغْرَى وأقرأ الطّلبَة وَجلسَ بِمصْر شَاهدا رَفِيقًا لبَعض الْفُضَلَاء وَبعده انجمع وَكتب بِخَطِّهِ لنَفسِهِ وَلغيره أَشْيَاء بل جمع فِي الْقرَاءَات الْعُقُود السّنيَّة فِي شرح الْمُقدمَة الجزرية فِي التجويد والكنز فِي) وقف حَمْزَة وَهِشَام على الْهَمْز وشرحا على الشاطبية وصل فِيهِ إِلَى الْإِدْغَام الصَّغِير زَاد فِيهِ زيادات ابْن الْجَزرِي من طرق نشره مَعَ فَوَائِد غَرِيبَة لَا تُوجد فِي شرح غَيره وعَلى الطّيبَة كتب مِنْهُ قِطْعَة مزجا وعَلى الْبردَة مزجا أَيْضا سَمَّاهُ مَشَارِق الْأَنْوَار المضية فِي مدح خير الْبَريَّة قرضته أَنا وَجَمَاعَة وَله أَيْضا نفائس الأنفاس فِي الصُّحْبَة واللباس وَالرَّوْض الزَّاهِر فِي مَنَاقِب الشَّيْخ عبد الْقَادِر ونزهة الْأَبْرَار فِي مَنَاقِب الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس الْحرار وتحفة السَّامع والقاري بِخَتْم صَحِيح البُخَارِيّ ورسائل فِي الْعَمَل بِالربعِ وَأَظنهُ أَخذه عَن الْعِزّ الوفائي. وَهُوَ كثير الأسقام قَانِع متعفف جيد الْقِرَاءَة لِلْقُرْآنِ والْحَدِيث والخطابة شجي الصَّوْت بهَا مشارك فِي الْفَضَائِل متواضع متودد لطيف الْعشْرَة سريع الْحَرَكَة وَقد قدم مَكَّة أَيْضا بحرا صُحْبَة ابْن أخي الْخَلِيفَة سنة سبع وَتِسْعين فحج ثمَّ رَجَعَ مَعَه كَانَ الله لَهُ. 314 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الشهَاب بن الْجمال الْأنْصَارِيّ الذروي الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن الْجمال الْمصْرِيّ. / ولد فِي رَجَب سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا، وَسمع بِمَكَّة من الْعَفِيف النشاوري التعقبات وَغَيرهَا وَمن الْجمال الأميوطي، وَأَجَازَ لَهُ الْعِرَاقِيّ والهيثمي والبلقيني والتنوخي وَآخَرُونَ وَدخل مَعَ أَبِيه الْيمن فَانْقَطع بهَا وَتزَوج وَصَارَ يتَرَدَّد لمَكَّة ثمَّ انْقَطع بهَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ فِي رُجُوعه من الْقَاهِرَة إِلَى مَكَّة بالبحر المالح أَوَاخِر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَدفن بِبَعْض الجزائر رَحمَه الله. 315 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الشهَاب بن الْجمال الذروي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ابْن عَم الَّذِي قبله وَيعرف بِابْن المرشدي. / ولد بِمَكَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَسمع بهَا على الزين المراغي وَغَيره وَحفظ

الْمِنْهَاج وَغَيره وَحضر دروس الْفِقْه وَغَيره عِنْد غير وَاحِد بِمَكَّة، وزار الْمَدِينَة فِي بعض السنين مَاشِيا، وَدخل الْيمن غير مرّة مِنْهَا فِي صُحْبَة أَبِيه سنة ثَلَاث وَعشْرين وَعَاد فِي آخرهَا فأدركه أَجله فِي الْبَحْر على نَحْو يَوْمَيْنِ فَمَاتَ غريقا شَهِيدا فِي نصف ذِي الْقعدَة مِنْهَا وفاز بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ ذَا خير وَدين وَعبادَة وحياء. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة. 316 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الشهَاب بن النَّجْم ابْن عَم اللَّذين قبله وَيعرف بِابْن الْمرْجَانِي. / سمع على الزين المراغي فِي سنة ثَلَاث عشرَة صَحِيح مُسلم وَالْبُخَارِيّ وَابْن حبَان بفوت يسير مِنْهُمَا واليسير من أبي دَاوُد، وَتوجه من مَكَّة فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ أَو الَّتِي بعْدهَا لبلاد الْهِنْد فَأَقَامَ بكنباية وَكَانَ يقْرَأ الحَدِيث عِنْد ملكهَا ويثيبه على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَسِتِّينَ. 317 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن السلار الشهَاب الصَّالِحِي ابْن أخي الشَّيْخ نَاصِر الدّين إِبْرَاهِيم. / ولد فِي الْعشْر الأول من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسَبْعمائة، وَسمع من الشّرف بن الْحَافِظ وَابْن التائب وَمُحَمّد بن أَحْمد بن رَاجِح وَغَيرهم، وأحضر على الحجار جُزْء أبي الجهم، وَأَجَازَ لَهُ أَيُّوب بن نعْمَة الكحال وَجَمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ الْحَافِظ الْغَرْس الأقفهسي، أجَاز لي من دمشق. وَمَات فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه ثمَّ المقريزي فِي عقوده. 318 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن جَعْفَر بن يحيى بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن يُوسُف الشهَاب بن الْبَدْر المَخْزُومِي السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الدماميني. / ولد فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة بالاسكندرية وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على الشَّيْخ مقبل والشهاب بن اللاج وَغَيرهمَا وَصلى بِهِ وَحفظ الرسَالَة لِابْنِ أبي زيد وألفية ابْن مَالك والحاجبية وَقطعَة كَبِيرَة من مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل، وتفقه عِنْد أَبِيه والكمال الشمني والفقيه سعيد السكندريين وَغَيرهم، وَعرض مُقَدّمَة فِي الْعَرَبيَّة على السراج البُلْقِينِيّ وَابْن خلدون والشرف الدماميني وَغَيرهم وَسمع الحَدِيث على ابْن الْمُوفق وَابْن الْخَرَّاط وَابْن الهزير والتاج بن مُوسَى، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَآخَرُونَ، وَقدم الْقَاهِرَة فَحدث بهَا سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت مِنْهُ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بالاسكندرية، وَكَانَ إنْسَانا حسنا منعزلا عَن النَّاس ذَا وجاهة فِي بَلَده مَعَ ثنائهم عَلَيْهِ بِالْخَيرِ والفضيلة لكنه كَانَ أحد شُهُود الْخمس وَلَو تعفف عَنْهَا كَانَ أولى بِهِ وَقد تعانى الْأَدَب وقتا،

وَنظر فِي دواوين الشّعْر فحفظ من ذَلِك جملَة صَالِحَة كَانَ يذاكر بِهِ، وَرُبمَا نظم وَمِنْه مِمَّا قَالَ إِن وَالِده كتبه عَنهُ فِي تَذكرته فِي ضَرِير: (وضرير قَالَ لي إِذا أظلمت ... مقلتاه وسخت بالعبرات) (طرفِي الْبَحْر ودمعي درة ... قلت لَكِن هُوَ بَحر الظُّلُمَات) مَاتَ قريب سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا بالاسكندرية. 319 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن حسن بن سلمَان الْجمال أَبُو الْعَبَّاس ابْن الشَّيْخ نَاصِر الدّين الْجَزرِي الأَصْل السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن قرطاس / أحد عدُول الثغر فِي مسطبة العتالين مِنْهُ. ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بالثغر وَقَرَأَ بِهِ الْقُرْآن وَصلى بِهِ، وَحفظ الرسَالَة وغالب ألفية ابْن مَالك وَبحث الرسَالَة على سعيد الْمَهْدَوِيّ مَعَ بعض ابْن الْحَاجِب الفرعي وَبَعض الألفية وَجَمِيع الجرومية، وَسمع الْمُوَطَّأ على الْكَمَال بن خير وَأبي الطّيب مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن علوان والشفا وسداسيات الرَّازِيّ على أَولهمَا، وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة عشْرين تَقْرِيبًا وَلم يقْرَأ بهَا على أحد ثمَّ رَحل فِي سنة تسع وَعشْرين وَلَقي شَيخنَا والشهاب بن المحمرة وَغَيرهمَا وعني بالشفا فقرأه على جمَاعَة وأتقن قِرَاءَته بل قَالَ الشهَاب بن هَاشم أَنه حسن الْقِرَاءَة للْحَدِيث النَّبَوِيّ جدا، وَقد حدث باليسير وَمِمَّنْ لقِيه البقاعي وَقَالَ أَنه مَاتَ فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ بالاسكندرية وَأَبوهُ مِمَّن أَخذ عَنهُ شَيخنَا وأرخه فِي سنة تسع وَتِسْعين أَو بعْدهَا. 320 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سعد الله الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي ثمَّ القاهري وَيعرف بالواسطي. / ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع على الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وَغَيره وعَلى الْبُرْهَان بن جمَاعَة، وَقدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا نيفا وَعشْرين سنة وَلَكِن مَا شعر بِهِ أَهلهَا حَتَّى أفادهم إِيَّاه الزين عبد الرَّحْمَن القلقشندي فِي سنة سِتّ وَعشْرين فتبادر النَّاس إِلَى السماع مِنْهُ واستدعى بِهِ كل من الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا والتلواني لمجلسه فَأَسْمع عَلَيْهِ طلبته وَأكْثر النَّاس عَنهُ، وَفِي الْمَوْجُودين مِمَّن سمع مِنْهُ الشهَاب البيجوري الْمَاضِي، وَكَانَ خيرا دينا يكثر الْجُلُوس بالأدميين كَأَنَّهُ كَانَ أدميا مواظبا على الصَّلَاة على عاميته جلدا جَازَ التسعين وَهُوَ قوي البنية قَلِيل الشيب لَا يشك من رَآهُ أَنه لم يجز السّبْعين أَو نَحْوهَا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء حادي عشر رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد

بالمصلى خَارج بَاب النَّصْر وَدفن بِالْقربِ من تربة الشَّيْخ جوشن. وَقد ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه والمقريزي فِي عقوده كِلَاهُمَا بِاخْتِصَار. 321 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عمر بن الشَّيْخ أبي الْحسن عَليّ الشهَاب الْحُسَيْنِي الْعلوِي الدهروطي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الدقاق. / ولد بدهروط وتحول مِنْهَا لمصر وَأخذ الْفِقْه عَن والعربية عَن ابْن عمار وناب فِي الْقَضَاء وَكَانَ مَاتَ فِي رُجُوعه من الْحَج فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَدفن بعجرود وَكَانَ قد جاور بِمَكَّة وأقرأ. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْقُسْطَلَانِيّ. / مضى فِيمَن جده أَبُو بكر بن عبد الْملك بن مُحَمَّد بن أَحْمد. 322 - أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَدْعُو مظفر بن أبي بكر بن مظفر بن إِبْرَاهِيم الشهَاب التركماني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي شَقِيق عمر الْآتِي وأمهما تونسية أَقَامَت فِي صُحْبَة والدهما خمسين سنة لم يختلفا وَيعرف بِابْن مظفر. / ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو على أَبِيه وَالْبَعْض من الشاطبية والمنهاج وَقَرَأَ فِيهِ على النُّور الأدمِيّ وَاجْتمعَ بالأبناسي الْكَبِير وَحضر دروس الأبناسي الصَّغِير وَصَحب الشهَاب أَحْمد الزَّاهِد ثمَّ الْجمال الزيتوني وتكسب فِي بعض سني الغلاء بسقي المَاء وإقراء الْأَطْفَال وقتا، وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده الشَّمْس مُحَمَّد بن الغرزوبة، وانتفع فِي الْعُزْلَة والتقلل وَكَانَ كثير السياحة يتَوَجَّه للقرافة على قَدَمَيْهِ لزيارة الشَّافِعِي وَاللَّيْث وَغَيرهمَا ويتفكر فِي عجائب الْمَخْلُوقَات متقللا من الدُّنْيَا بل متجردا لَا يلوي على أهل وَلَا مَال مَا عَلمته تزوج قطّ إِلَّا قبيل مَوته فِيمَا قيل لَا قصدا للاستمتاع بل للسّنة، وَعرض عَلَيْهِ بعد أَخِيه التَّكَلُّم لَهُ فِي وظائفه فَأبى مؤثرا الِانْفِرَاد وَحب الخمول وَعدم الشُّهْرَة بل رُبمَا فر من بعض من يَقْصِدهُ للدُّعَاء قانعا باليسير حَرِيصًا على مواساة قريبَة لَهُ لِانْعِدَامِ يَأْخُذ مالعله يرد عَلَيْهِ مائلا لمخالطة الْفُقَرَاء وَنَحْوهم، كل ذَلِك مَعَ لطف الْعشْرَة والتودد وَالْأَدب والفصاحة والسمت وَحسن التِّلَاوَة وَالصَّلَاة واستحضار أَشْيَاء من مقامات الحريري وَغَيرهَا من نكت وفوائد، وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد، وَلما قدم الْعَلَاء البُخَارِيّ مصر عرضوا عَلَيْهِ أَن يؤم بِهِ فَفعل ثمَّ أعرض عَن ذَلِك لِكَثْرَة القاصدين للعلاء وميله للعزله، وَصَارَ بِأخرَة يبيت بالمنكوتمرية ويؤثرها على غَيرهَا لقلَّة من يأوي بهَا فكثرت مجالستي مَعَه بهَا وَصليت خَلفه

وَسمعت قِرَاءَته الشجية بل قَرَأت عَلَيْهِ الْفَاتِحَة وَسمعت من كَلِمَاته النافعة جملَة ودعا لي كثيرا وَأَخْبرنِي بجملة من أَحْوَال أَبِيه الْمَذْكُور فِي سنة تسع وَتِسْعين. مَاتَ بالإسهال فِي يَوْم السبت ثَانِي عشر صفر سنة سِتّ وَتِسْعين وَدفن من يَوْمه رَحمَه الله وإيانا. 323 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى الشهَاب الْقرشِي الْيَمَانِيّ الحرضي ثمَّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة ثمَّ مَكَّة وَيعرف بالزبيدي. / ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وتفقه فِي بِلَاده بالفقيه عمر القمني أَخذ عَنهُ الْإِرْشَاد لشيخه ابْن الْمقري قِرَاءَة وسماعا وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سبع وَسِتِّينَ، وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ الْقرَاءَات فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ على إِمَام الْأَزْهَر النوري وَعبد الدَّائِم والشهاب السكندري وَابْن كزلبغا ثمَّ على الزين جَعْفَر السنهوري ولازم الزين زَكَرِيَّا وَحمل عَنهُ شَرحه للبهجة والجوجري وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْإِرْشَاد أَيْضا وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل الْعَالم الْكَامِل وَقَالَ قَرَأَهُ بفهم ودراية بِحَيْثُ اطلع على خباياه وفوائده واتضحت لَهُ مَعَانِيه مَعَ تَقْيِيد شوارده وَحصل شَرحه لَهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَسمع قِطْعَة مِنْهُ، وَقَالَ إِنَّه كَانَ السَّبَب فِي تأليفه لَهُ فطالما سَأَلَ فِيهِ وَوَصفه بالفقيه الْفَاضِل الْمُقْرِئ المجود المفنن وَأذن لَهُ فِي إفادتهما وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَكَذَا أَخذ عَن ابْن قرقماس وَسمع على جمَاعَة من المسندين لازمني بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بِمَكَّة حَتَّى قَرَأَ عَليّ شرحي على ألفية الحَدِيث وَسمع القَوْل البديع وحصلهما مَعَ شرح الْهِدَايَة وَقَرَأَ قِطْعَة مِنْهُ وَغَيرهَا من تصانيفي وَغَيرهَا وكتبت لَهُم إجَازَة حَسَنَة وتصدى بِمَكَّة لإقراء المبتدئين وانتفعوا بِهِ فِي الْقرَاءَات وَفِي الْعَرَبيَّة مَعَ خير وَسُكُون وتقنع وإقبال على شَأْنه ومحبة فِي الْعلم وَأَهله وإرفاد للْفُقَرَاء بعيشه فِي بعض الْأَوْقَات وَلكنه جامد الْحَرَكَة، وَقد قدم الْقَاهِرَة فِي أثْنَاء سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ ثمَّ عَاد لمَكَّة وسافر مِنْهَا إِلَى الْيمن وَأخذ مِنْهُ رَأس علمائه الْفَقِيه يُوسُف الْمقري شرحي على الألفية وَنعم الرجل، ثمَّ لما تزايدت فاقته سِيمَا حِين الغلاء بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين عَاد إِلَى الْيمن لطف الله بِهِ. أَحْمد بن النَّجْم مُحَمَّد بن أبي بكر الشهَاب الْمرْجَانِي الأَصْل الْمَكِّيّ. / مضى فِيمَن جده أَبُو بكر بن عَليّ بن يُوسُف. 324 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حاجي بن دانيال الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الكيلاني الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بِالْحَافِظِ الْأَعْرَج، / برع فِي فنون وأتقن الْقرَاءَات مَعَ ابْن الْجَزرِي وَغَيره وأقرأها غير وَاحِد، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ جَعْفَر السنهوري، وَأثبت شَيخنَا اسْمه فِي الْقُرَّاء بِمصْر فِي وسط هَذَا الْقرن، وَمَات فِي الطَّاعُون بعد الْأَرْبَعين.

أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُذَيْفَة المسيري. / مضى فِيمَن جده أَحْمد رَأَيْته مَنْسُوبا لذَلِك فِيمَن سمع على التقي بن فَهد بِمَكَّة. 325 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسب الله الْقرشِي الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن الزعيم. / مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فاستولى أَخُوهُ على مَاله وَفَاتَ مِنْهُ وعوضه بِيَسِير من النَّقْد فأضاعه الآخر وَاحْتَاجَ إِلَى أَن صَار يتكسب بالخياطة ثمَّ عاجلته الْمنية بالاخترام فِي منتصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة عَن نَحْو ثَلَاثِينَ فأزيد. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة. 326 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسن بن الشَّيْخ أبي الْحسن الشهَاب اللامي نِسْبَة لجده وَالِد الشَّيْخ مِصْبَاح الصندلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالصندلي. / شيخ معمر كثير التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة مَعَ السّكُون مِمَّن رافق الشَّيْخ مهنا فِي الْأَخْذ عَن شَيخنَا والشهاب بن المحمرة والقاياتي وَكَذَا أَخذ عَن إِبْرَاهِيم الأدكاوي وَقَالَ الغمري فِيهِ وَفِي مهنا كَمَا سَيَجِيءُ هُنَاكَ أَنَّهُمَا خُلَاصَة النَّاس أَو نَحْو هَذَا، وتزايد اعْتِقَاد الْكَمَال إِمَام الكاملية فِيهِ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد ثامن عشري ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ التسعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْأَزْهَر فِي محفل مأنوس وَدفن بجوار الشَّيْخ سليم بِالْقربِ من تربة طشتمر حمص أَخْضَر، وَكنت مِمَّن احب سمته وسكونه وزرته مرَارًا رَحمَه الله وإيانا. 327 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن عبد الرَّحِيم اللَّقَّانِيّ الأَصْل القاهري / أحد فضلاء الْمَالِكِيَّة أَبوهُ. أثكله أَبَوَاهُ وَقد قَارب المراهقة فِي ربيع الثَّانِي سنة خمس وَتِسْعين. 328 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسن بن كريم بِضَم أَوله البعلي التَّاجِر. / سمع فِي سنة خمس وَتِسْعين بِبَلَدِهِ صَحِيح البُخَارِيّ على التقي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب أنابه الحجار وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. وَمَات قبل رحلتي. أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن إِبْرَاهِيم. / مضى فِي أَحْمد بن مباركشاه. 329 - أَحْمد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن حُسَيْن بن الزين مُحَمَّد بن الْأَمِير مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ. / سمع بهَا من الْعَفِيف النشاوري وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سبعين جمَاعَة واشتغل قَلِيلا وجود الْكِتَابَة وَصَارَ يكْتب الوثائق ويسجل على الْحُكَّام مَعَ تأديبه الْأَبْنَاء بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام تَحت مَنَارَة بَاب عَليّ. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من شَوَّال سنة ثَلَاث بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. 330 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الشهَاب بن الشَّمْس الأوتاري الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس واشتغل وتميز وَكَانَ مقرئا أديبا ناظما ناثرا صَاحب فنون. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع رَجَب سنة أَربع وَسبعين رَحمَه الله.

أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن النصيبي. / مضى بِدُونِ مُحَمَّد. 331 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَمْزَة بن عبد الله بن عَليّ بن عمر بن حَمْزَة الشهَاب الْعمريّ الْحَرَّانِي الأَصْل الْمدنِي وَالِد عبد الْقَادِر الْآتِي وَيعرف بالحجار. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 332 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن عَرَفَات الشهَاب بن خَلِيل الخباز جده والمتصرف أَبوهُ الشَّافِعِي نزيل المنكوتمرية وقتا. / قَرَأَ الْقُرْآن والمنهاج واشتغل فِي الْفِقْه والعربية والمعاني وَغَيرهَا. وَمن شُيُوخه الزين الأبناسي والبدر ابْن خطيب الفخرية وَابْن قَاسم وَأخي، ولازمني فَقَرَأَ البُخَارِيّ وَغَيره وَسمع أَشْيَاء وتولع بالميقات ففهم شَأْنه وباشر بِالْمَدْرَسَةِ الجمالية نَاظر الْخَاص نِيَابَة وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء كشرحي للألفية وَجلسَ شَاهدا مَعَ ابْن دَاوُد. 333 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن هِلَال بن حسن الشهَاب بن الْعِزّ الحاضري الْحلَبِي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ. / ولد فِي سادس شَوَّال سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بحلب وَسمع بهَا على الشهَاب بن المرحل إِلَى الطَّلَاق من النَّسَائِيّ وَأَجَازَ لَهُ الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي الْمقري وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عمر بن عوض وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. لَقيته بحلب وَقد شاخ وكف فَقَرَأت عَلَيْهِ من أول النَّسَائِيّ جُزْءا وَكَانَ خيرا كثير الْمُحَافظَة على التِّلَاوَة الْحَسَنَة وشهود الْجَمَاعَات مداوما على السَّبع فِي الْجَامِع الْكَبِير نَحْو أَرْبَعِينَ سنة حسن الْمعرفَة بالتعبير مَشْهُورا بِهِ صنف بِهِ حادي العلبير فِي علم التَّعْبِير، وَحفظ فِي صغره الْمُخْتَار واشتغل على أَبِيه وَغَيره، وَلم يل الْقَضَاء كأخوته وَلذَا كَانَ الْبُرْهَان الْحلَبِي يقدمهُ، بل أَقَامَ مُدَّة يتكسب من صناعَة الْحَرِير وَهِي عقد الأزرار فَلَمَّا كف تعطل. مَاتَ فِي حُدُود سنة سِتِّينَ ظنا. 334 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن رَجَب شهَاب الدّين بن نَاصِر الدّين أحد الْأُمَرَاء العشرات بالديار المصرية وحجابها الصغار. / مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد حادي عشر رَجَب سنة خمس وَكَانَ شَابًّا جميل الصُّورَة شجاعا باسلا. أَحْمد بن مُحَمَّد بن رَمَضَان الْحِجَازِي. / فِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جِبْرِيل بن أَحْمد. 335 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن زين شهَاب الدّين السخاوي ثمَّ القاهري. / أثْبته الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ هَكَذَا فِيمَن سمع مِنْهُ الْمجْلس الْخمسين بن الْمِائَتَيْنِ من أَمَالِيهِ وَأَظنهُ ابْن مون الَّذِي كَانَ بارعا فِي النَّحْو وَغَيره وَأخذ عَنهُ الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ والسراج بن حريز وَغَيرهمَا وَقَالَ بعض الْمَالِكِيَّة إِنَّه كَانَ يحضر دروس أبي الْقسم النويري إِلَى آخر وَقت وَأَنه كَانَ يزْعم أَخذه عَن بهْرَام. وَسَيَأْتِي فِي أَوَاخِر الأحمدين مِمَّن لم يسم

آباؤهم وَأَنه عمر وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ. احْمَد بن مُحَمَّد بن سَالم بن مُحَمَّد بن قَاسم. / هُوَ شميلة، يَأْتِي فِي الْمُعْجَمَة. 336 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد الشهَاب الشرعبي الْيَمَانِيّ التعزي الشَّافِعِي المقرئي نزيل السميساطية من دمشق إِمَام عَالم مقرئ مفنن أديب بارع / لقِيه البقاعي وَقَالَ أَنه ولد بِالْيمن سنة خمس وَتِسْعين تَقْرِيبًا. وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشري ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِدِمَشْق. 337 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد الْحِمصِي الشَّافِعِي. / ولد فِي ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقَالَ أَنه سمع من شَيخنَا المسلسل وَأَنه أَخذ عَن الشّرف الْمَنَاوِيّ وبلديه الشَّمْس بن العصياتي ولقيه الشَّمْس بن مُسَدّد الْمدنِي بعد الثَّمَانِينَ فَأخذ عَنهُ. 338 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن أبي أَحْمد القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالزاهد. / أَخذ التصوف عَن القطب الدِّمَشْقِي الأصفهيدي وتسلك بِهِ وَبِغَيْرِهِ وَالْفِقْه عَن الشهَاب بن الْعِمَاد وانتفع بتصانيفه كثيرا وتلقن من الشهَاب الدِّمَشْقِي وتسلك على يَدَيْهِ أَبُو عبد الله الغمري ومدين وَعبد الرَّحْمَن بن بكتمر وَخلق، وصنف كثيرا للمريدين وَنَحْوهم وَمن ذَلِك رِسَالَة النُّور تشْتَمل على عقائد وَفقه وتصوف فِي أَربع مجلدات وهداية المتعلم وعمدة الْمعلم فقه وتصوف فِي مُجَلد وبداية المسترشد وتحفة الْمُبْتَدِي ولمعة الْمُنْتَهى وهداية الناصح وحزب الْفَلاح الناصح والمنية الْوَارِدَة عباد الله الشاردة وَالْكَوَاكِب الدرية اختصر فِيهَا الرسَالَة الْكُبْرَى وكفاية المتعبد فِي الْأَذْكَار والدعوات وَآخر فِي الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ أذكار مهمة وَبَيَان الْكَبَائِر والصغائر ومختصر فِيهِ نبذة من ذَلِك وَمن مختصراته كتاب الْمسَائِل السِّتين وَالْفَرْض وَالسّنة من تعبد الْأمة وَالْغَرَض المستبين فِي الْوَاجِب على الْمُسلمين والنصيحة والإرشاد للأعمال الصَّحِيحَة والاعتقاد وتحفة السلاك فِي أدب السِّوَاك وَحقّ الرَّقِيق وَالْمَشْي فِي الطَّرِيق ونصيحة الْعلمَاء لأخوانهم الْمُؤمنِينَ وهداية الأحباب فِي الصِّحَّة والمآب وَطلب الزَّاد ليَوْم الْمعَاد وَالْعدة عِنْد الشدَّة والنصيحة فِي التَّرْغِيب فِي الصَّفّ الأول وآداب شرب المَاء وَالْكَلَام على المسكرات مخدرها ومسكرها ومقدمة فِي الْفِقْه وَالْبَيَان الشافي فِي الْحَج الْكَافِي فِي الْمَنَاسِك، بل لَهُ قريب عشرَة تآليف فِيهَا إِلَى غير ذَلِك من مجَالِس فِي الْفِقْه وَالتَّرْغِيب فِي طلب الْعلم وَذكر الْحَلَال وَالْحرَام وَبنى عدَّة أَمَاكِن مِنْهَا الْجَامِع الشهير بالمقسم واشتهر ذكره وَبعد صيته، وَقد ذكره

شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ أَنه انْقَطع فِي بعض الْأَمْكِنَة فاشتهر بالصلاح ثمَّ صَار يتبع الْمَسَاجِد المهجورة فيبني بَعْضهَا ويستعين بأنقاض الْبَعْض فِي الْبَعْض ثمَّ أنشأ جَامعا بالمقس وَصَارَ يعظ النَّاس خُصُوصا النِّسَاء، ونقموا عَلَيْهِ فتواه بِرَأْيهِ من غير نظر جيد فِي) الْعلم مَعَ سَلامَة الْبَاطِن وَالْعِبَادَة. وَكَذَا ذكره الْعَيْنِيّ فِي تَارِيخه بِبَعْض ذَلِك فَقَالَ: الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بالزاهد كَانَ يعظ وغالب وعظه للنِّسَاء وَبنى الْجَامِع الَّذِي بالمقس وَقَالَ أَنه مَاتَ فِي رَابِع عشري ربيع الأول سنة تسع عشرَة انْتهى. وَدفن بجامعه الْمشَار إِلَيْهِ وقبره ظَاهر يزار نفعنا الله تَعَالَى بِهِ وَتَأَخر أَصْحَابه إِلَى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ. وَهُوَ غير أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد الزَّاهِد الْمَاضِي. وَقد رَأَيْت ورقة من إمْلَائِهِ فِي مرض مَوته نَصهَا: يَقُول الْفَقِير أَحْمد الزَّاهِد إِنَّنِي قَائِل اشْهَدْ أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وأنني بَرِيء من كل دين خَالف دين الْإِسْلَام وكل فرقة غير فرقة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكل وهم وخاطر آمَنت بِاللَّه وَبِمَا جَاءَ من عِنْد الله على مُرَاد الله وَآمَنت برَسُول الله وَمَا جَاءَ عَن رَسُول الله على مُرَاد رَسُول الله وَكلما خطر فِي وهمي أَو خاطري فَالله عز وَجل بِخِلَافِهِ أستودع الله هَذِه الشَّهَادَة وَهِي لي عِنْد الله وَدِيعَة يُؤَدِّيهَا إِلَيّ يَوْم أحتاج إِلَيْهَا ثمَّ أوصيكم يَا إخْوَانِي بتقوى الله والسمع وَالطَّاعَة وَإِذا دفنت فاقرأوا عِنْد رَأْسِي فَاتِحَة الْبَقَرَة إِلَى المفلحون وخواتمها إِلَى آخرهَا واجلسوا واقرأوا سُورَة يس وتبارك واهدوهما إِلَيّ وَاجْعَلُوا ثوابهما لي وَقُولُوا الله إِنَّا نَسْأَلك بِحَق مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد أَن لَا تعذب هَذَا الْمَيِّت ثَلَاثًا وتصدقوا عني سَبْعَة أَيَّام بِمَا تيَسّر من حِين الدّفن من خبز أَو فلوس أَو مَاء وأخواني الْفُقَرَاء يكونُونَ أوصياء على الْجَامِع وَالْأَوْلَاد شمس الدّين الشاذلي أَظن الْحَنَفِيّ وَالشَّيْخ مَسْعُود وَعبد الرَّحْمَن وَحسن وَعبيد ومسطرها وَالشَّيْخ عَليّ بن المغربي وَعبد الرَّحْمَن الشاذلي وَالشَّيْخ زين الدّين السطحي وَمُحَمّد العطوفي وَالشَّيْخ أَحْمد الحصصي ومُوسَى وَعَيَّاش وَالشَّيْخ أَحْمد السقا وَالشَّيْخ أَحْمد السنبوسكي وَنور الدّين البهرمسي وَهُوَ وَالِد مُحَمَّد صهر الغمري وعلاء الدّين القطبي وَالشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن بكتمر وَالشَّيْخ يُوسُف الطيلوني وَالْفَقِير مُحَمَّد بن الْجمال وَالشَّيْخ إِبْرَاهِيم البطايني الشَّامي وَإِبْرَاهِيم النَّقِيب وَالشَّيْخ يُوسُف البوصيري وَالشَّيْخ يُوسُف الصفي وَالْقَاضِي بدر الدّين بن مزهر وَالشَّيْخ أَبُو السُّعُود وَعبد الله الكيماني وَالشَّيْخ عز الدّين الْحَكِيم وعلاء الدّين بن بدر يَعْنِي المجدد لجامع الواجهة تجاه حمام ابْن الرطيل

وَالشَّيْخ مُحَمَّد القيسوني وَعبد الله اليموني وزين الدّين بن قَاسم وَبدر الدّين خَادِم الشَّيْخ والمعلم على النقلي وَالشَّيْخ مُحَمَّد أَخُو بدر الدّين والحاج ابْن الأبوقيري وَالشَّيْخ إِبْرَاهِيم الأبناسي يَعْنِي وَالِد عبد الرَّحِيم وَالشَّيْخ عبد الله الغمري يَعْنِي الْوَاعِظ الَّذِي تزوج الغمري ابْنَته وَالشَّيْخ مُحَمَّد الغمري والمرجي وَالشَّيْخ الزفتاوي لَعَلَّه) عمر وَالشَّيْخ عَليّ خَادِم جَعْفَر الصَّادِق وشمس الدّين بن البيطار وجمال الصَّغِير وَالشَّيْخ أَحْمد والمعلم سُلَيْمَان الخامي وَالشَّيْخ أَحْمد خَادِم سَيِّدي نصر والحاج أَحْمد بن بطوط وشمس الدّين مُحَمَّد بن البرددار يَكُونُوا أوصياء على الْجَامِع وَالْأَوْلَاد مُجْتَمعين وَمُتَفَرِّقِينَ. ثمَّ نقل عَنهُ الْجَمَاعَة الْحَاضِرُونَ أَنه قَالَ هَؤُلَاءِ ركب إِلَى الْجنَّة. وبخطه رِسَالَة نَصهَا الْحَمد لله على كل حَال من أَحْمد الزَّاهِد إِلَى الْوَلَد الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري لطف الله بِهِ وَغفر لَهُ وَختم لَهُ بِخَير وَالسَّلَام عَلَيْك وعَلى الْجَمَاعَة وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته ونسأل الله تَعَالَى كَمَال الْإِعَانَة لَك وللأصحاب على خيري الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَالْقَصْد من هَذِه الرسَالَة ذكرهَا. وَأُخْرَى افتتحها بقوله: الْحَمد لله على كل حَال من أَحْمد إِلَى الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري وَجَمَاعَة الْفُقَرَاء السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته وليحذر أَن يكون خاطركم متغيرا لقلَّة الِاجْتِمَاع فَإِن ثمَّ للْفَقِير ضَرُورَة من جِهَة جمع الْبدن والم فِيهِ يَمْنعنِي الِاجْتِمَاع فَإِن كَانَ عنْدكُمْ الْتِفَات إِلَى حَرَكَة سفر فالإذن مَعكُمْ وَإِن كَانَ ثمَّ إِقَامَة بِشَرْط أَن لَا تلتفتوا إِلَى اجْتِمَاع إِلَّا إِذا قدر وَلَا بَأْس أَن تقَابل إِلَى آخر مَا كتب. وَأُخْرَى بعد الْحَمد وَالصَّلَاة من أَحْمد الزَّاهِد إِلَى جمَاعَة الْفُقَرَاء لطف الله بهم أَجْمَعِينَ وَأَعَانَهُمْ على طَاعَته وجعلهم من خَواص عباده بفضله وَرَحمته إِنَّه على مَا يَشَاء قدير وَالْفَقِير بلغه فضل الله تَعَالَى عَلَيْكُم من محبَّة الْخلق وقبولهم والمنزل الصَّالح والإعانة على ذَلِك تيسير الرزق فَللَّه الْحَمد فَأَكْثرُوا من الشُّكْر والدوام على الْعِبَادَة وَالذكر جَمعنَا الله وَإِيَّاكُم فِي دَار كرامته مَعَ الْمُتَّقِينَ الأخيار وَالْفَقِير لَا بُد لَهُ أَن شَاءَ الله تَعَالَى من الْهِجْرَة إِلَيْكُم وَالْإِقَامَة عنْدكُمْ أَيَّامًا بعد أَيَّام قَلَائِل فَإِن الْفَقِير معوق من جِهَة عمَارَة إِلَى آخرهَا. 339 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبي بكر الخواجا شهَاب الدّين الدِّمَشْقِي وَالِد الْعَلَاء عَليّ الْآتِي وَيعرف بِابْن الصَّابُونِي. / بَاشر قَضَاء دمشق حِين تولاه وَالِده وَنظر جَيْشه وَبنى جَامعا خَارج بَاب الْجَابِيَة وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي لَيْلَة ثامن عشري الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين بقلعة دمشق وَكَانَ معتقلا بهَا ثَلَاثَة أشهر وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع دمشق وَدفن بجامعه عَفا الله عَنهُ وإيانا. 340 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَبِيل الطاهري الْمدنِي. / مِمَّن أَخذ عني بهَا.

341 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن شعْبَان الصَّالِحِي الْقصار بن الجوازة. / مَاتَ سنة أَربع عشرَة. ذكره ابْن عزم. 342 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن شُعَيْب الشهَاب الغمري ثمَّ الْمحلي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن شُعَيْب. / مِمَّن سمع مني وَكَذَا سمع على الشاوي والقمصي وَآخَرين ولازم ولد شَيْخه أَبَا الْعَبَّاس الغمري وَصَارَ مَقْصُودا فِي كثير من حوائج أهل تِلْكَ الغواحي، وَحج غير مرّة مِنْهَا فِي سنة سِتّ وَخمسين وتكرر قدومه مَعَ الْمشَار إِلَيْهِ الْقَاهِرَة، وتعلل فِيهَا آخر قدماته أَزِيد من شهر وَحمل مِنْهَا وَهُوَ ضَعِيف جدا إِلَى شَرّ نبابل فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر رَجَب سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ السِّتين وخلت مبلغأ مَا كَانَ الظَّن فِيهِ الْقُدْرَة عَلَيْهِ وَحصل التأسف على فَقده فقد كَانَ عالي الهمة دربا عَاقِلا من أجل أَصْحَاب الْمشَار إِلَيْهِ وأنفعهم لَهُ كَمَا أَن وَلَده كَانَ من أصلح أَصْحَاب أَبِيه رَحِمهم الله وإيانا. 343 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَالح بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو الثَّنَاء بن الشَّمْس بن الصّلاح بن الْفَخر بن النَّجْم بن المحيوي الأشليمي ثمَّ الْحُسَيْنِي القاهري الشَّافِعِي نزيل البرقوقية وَيعرف بِابْن صَالح وَيُقَال لَهُ أَيْضا سبط السعودي يَعْنِي الشَّيْخ الْعَالم الْمُبَارك الأديب المُصَنّف الشَّمْس السعودي وَلَكِن شهرته بِابْن صَالح أَكثر / لِأَن جده كَانَ كَمَا قدمت يلقب صَلَاح الدّين فغلب عَلَيْهِ الصّلاح بِغَيْر إِضَافَة وَرُبمَا قيل لَهُ صَلَاح فَظن أَنه اسْمه وَكَانَ آخر أجداده محيي الدّين قَاضِي الدمار وجده الصّلاح ذَا أَمْوَال عَظِيمَة وَمَكَارِم عميمة واتصال بالأكابر ويحكي أَنه مر بِهِ بعض مَشَايِخ الْعَرَب فأضافه فَقَالَ إِنَّه لم ير أكْرم من ثَلَاثَة كلهم فُقَهَاء وَالصَّلَاح أكْرمهم. ولد فِي الْعشْر الأول من ربيع الأول سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بالحسينية وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ والعمدة والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع والفية ابْن مَالك ومقدمة الحناوي وَالتَّلْخِيص، وَعرض على شَيخنَا والمحب بن نصر الله وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وأجازوه وَغَيرهم، وَأخذ عَن القاياتي الْفِقْه والأصلين وَالصرْف وَغَيرهَا وَالْفِقْه وأصوله عَن الونائي وأصول الدّين عَن الشمني والعربية عَن الحناوي وَالْفِقْه أَيْضا عَن الْفَقِيه النسابة ولازم الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والعضد الصيرامي شيخ

البرقوقية فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالصرْف وَغَيرهَا وَأَبا الْقسم النويري فِي الْمنطق وَالْعرُوض وَأخذ شرح النخبة وَغَيره عَن شَيخنَا، ثمَّ كَانَ بعد مِمَّن جفاه مَعَ أَنه كَانَ يَقُول كنت أجيئه وَأَنا فِي غَايَة الانحراف مِنْهُ فَمَا أفارقه إِلَّا وَقد امْتَلَأَ قلبِي لَهُ حبا بِخِلَاف غَيره فإنن كنت آتيه وَأَنا ممتلئ الْقلب من حبه فبمجرد أَن يَقع بَصرِي عَلَيْهِ ويناولي يَده يذهب ذَلِك رَحِمهم الله، وبرع فِي فنون وَأَقْبل على فن الْأَدَب ففاق فِيهِ وطارح الأدباء وَقَالَ) النّظم الرَّائِق الْمُمكن القوافي المنسجم الْأَلْفَاظ والمعاني والنثر الْفَائِق ونظم عقائد النَّسَفِيّ الَّتِي شرحها التَّفْتَازَانِيّ فِي قصيدة من بَحر الْبَسِيط روية اللَّام ألف بِغَيْر حَشْو، وَكَانَ هُوَ والشهاب بن أبي السُّعُود مَعَ مَا بَينهمَا من التباين كفرسي رهان وامتدح الْأَعْيَان كشيخنا والبهاء بن حجي والزين عبد الباسط والكمال بن الْبَارِزِيّ وارتبط بفنائه واختص بِهِ وقتا وَحج صحبته، وَولي تدريس الْفِقْه بالأشرفية الْقَدِيمَة والْحَدِيث بِبَعْض الْمَسَاجِد والخطابة بالمنجكية وَغير ذَلِك وَأَقْبل بِأخرَة على إقراء التَّلْخِيص وَغَيره وَأعْرض عَن الانتساب إِلَى الشّعْر، وَكَانَ غَايَة فِي الذكاء أعجوبة فِي سرعَة الْإِدْرَاك والنادرة ذَاكِرًا لمحفوظاته إِلَى آخر وَقت مَعَ حسن المحاضرة ولطف النَّسمَة وظرف البزة وَقلة الْخَوْض فِيمَا لَا يعنيه وَلم يكن عِنْد الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ فِي مَعْنَاهُ مثله حَتَّى إِنَّه كَانَ يكثر التأسف على فَقده وَسمعت بعض من يعاني الشّعْر من مخالطيه يَقُول إِنَّه كَانَ أرق نظما من شعراء عصره وَكَذَا كَانَ الشّرف بن الْعَطَّار الَّذِي لمزيد اخْتِصَاصه مَال مَعَه عَن جَانب شَيخنَا يُنَوّه بِهِ جدا ويطريه بِحَيْثُ يرجحه على ابْن نباتة وَقد كتب عَنهُ غير وَاحِد من أَصْحَابنَا واعتنى النَّجْم بن حجي بِجمع نظمه ونثره فَوَقع لَهُ من ذَلِك الْكثير وَكنت مِمَّن كتب عَنهُ جملَة كَمَا أثبت شَيْئا مِنْهَا فِي معجمي والجواهر بل قرض لي بعض تآليفي فَأحْسن وَمن ذَلِك قَوْله فكانني عنيته بِقَوْلِي فِي شيخ شيخ الحَدِيث قَدِيما إِذْ نثرت عَلَيْهِ عقد مدحي نظيما: (وَقد حفظ الله الحَدِيث بحفظه ... فَلَا ضائع إِلَّا شذى مِنْهُ طيب) (وَمَا زَالَ يملا الطرس من بَحر صَدره ... لآلئ إِذْ يملي علينا ونكتب) مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ عَاشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بقبة البرقوقية وَدفن بِبَاب النَّصْر وتأسفنا على فَقده رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. 344 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَالح الشهَاب الْحلَبِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الشيخونية وَيعرف بِابْن الْعَطَّار / كَانَ أَبوهُ عطارا فَقدم ابْنه الْقَاهِرَة فانتمى للزين التفهني وَأخذ

عَنهُ الْفِقْه وَغَيره وَنزل بالصرغتمشية والشيخونية وَصَارَ أحد المقررين لسَمَاع الحَدِيث بِالْقصرِ عِنْد السُّلْطَان فَأقبل الْأَشْرَف عَلَيْهِ وأصغى فِي مقاله إِلَيْهِ ثمَّ عرضت لَهُ ماليخوليا فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ سَافر إِلَى الشَّام وَأخذ وَهُوَ هُنَاكَ عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ بقرَاءَته فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَأثْنى عَلَيْهِ وَعَن غَيره وَصَحب تغري بردي المحمودي وَاسْتقر إِمَامه بل عمله مبَاشر وَقفه وَلما اجتاز الْأَشْرَف) بِالشَّام سنة آمد انْتَمَى لجوهر الخازندار وَرجع مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة فعاونه فِي إِعَادَته بالصرغتمشية وَغَيرهَا كتوصف بالشيخونية وحلقة فِي البُخَارِيّ وَمَعْلُوم بالخاص، وَصَارَت لَهُ وجاهة بِحَيْثُ راج أمره عِنْد من يَصْحَبهُ أَو يتَرَدَّد إِلَيْهِ من الْأُمَرَاء لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من التفنن والمهارة باللغة التركية حسن الشكالة مَعَ الفصاحة وَالْكَرم وَكَذَا قرا على الزين الزَّرْكَشِيّ صَحِيح مُسلم وعَلى شَيخنَا غَالب البُخَارِيّ وَجَمِيع شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وناب فِي الْعُقُود عَن ابْن الديري وَاعْتذر عَن رغبته فِيهِ باضطراره فِي الْمجَالِس لمباشرته وَإِلَّا فَمَا كَانَ يقصر بِهِ عَن أَعلَى، وباشر قِرَاءَة البُخَارِيّ عِنْد حرماس الكريمي أَمِير مجْلِس الملقب فَاسق، بل لما مَاتَ شَيخنَا اسْتَقر عوضه فِي إسماع الحَدِيث بالمحمودية ورام أَخذ الْقِرَاءَة أَيْضا فنازعه الْبَدْر الدَّمِيرِيّ فِيهَا متمسكا بِعَدَمِ إِمْكَان الْجمع بَين الوظيفتين وَكَانَت بَينهمَا قلاقل، وامتحن فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق وَضرب بَين يَدَيْهِ ثمَّ أَمر بنفيه إِلَى الطينة لكَونه قَالَ ليوسف الرُّومِي أحد صوفية الشيخونية وَأَصْحَاب الشَّمْس الْكَاتِب لما اجتاز بِهِ وَهُوَ فِي شباكها الكافياجي وَأَبُو يزِيد الرُّومِي وَقد أرخيا العذبة وَقَالَ لَهما قد طولتما أذنابكما هَذَا يتَضَمَّن الِاسْتِهْزَاء بِالسنةِ النَّبَوِيَّة فَهُوَ كفر فانزعج يُوسُف من مقَالَته واستعان بالكاتب فِي إنهاء الْأَمر إِلَى السُّلْطَان بعد الاستفتاء وَالْكِتَابَة بِعَدَمِ الاستلزام الْمقَالة ذَلِك وراسل الشهَاب شيخ الْمَكَان وَهُوَ الْكَمَال بن الْهمام يلْتَمس مِنْهُ الشَّفَاعَة فِيهِ مَعَ كَون الْكَمَال منحرفا عَنهُ فَأجَاب وَكتب إِلَى السُّلْطَان رِسَالَة نَصهَا أما بعد فَإِن شهَاب الدّين بن الْعَطَّار وَإِن كَانَ رجلا فِيهِ شدَّة فَهُوَ من أهل الْعلم وَقد حصل لَهُ من التَّعْزِير زِيَادَة من الْمُبَالغَة وَكَونه أَسَاءَ على خَصمه فَلَا بُد أَن خَصمه أَيْضا أَسَاءَ عَلَيْهِ وَلَو أرسلتموها إِلَيّ لكفيتكم همهما وأصلحت بَينهمَا الله إِلَّا إِن كُنْتُم تصغروني وتستضعفون جَانِبي فَترك الْوَظِيفَة ليل أعز من التَّكَلُّم فِيهَا وَالْقَصْد الصفح عَنهُ وَالْعَفو من التقي وَترك هَذِه السَّاعَة الْعَظِيمَة الَّتِي حصل بِسَبَبِهَا الردع عَن الْعود لمثلهَا وَكَذَا شفع فِيهِ غَيره من الْأُمَرَاء فَأجَاب وَاسْتمرّ مُقيما بِالْقَاهِرَةِ

يدرس وَيحدث إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله وَقد اقتنى كتبا نفيسة وَأَشْيَاء مهمة حضرت مبيعها. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْبُرْهَان الكركي الإِمَام. 345 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَالح المسيري الرجل الصَّالح المجذوب نزيل نَاحيَة منية ابْن سلسل وَيعرف بالخشاب. / ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة فِيمَا أَحسب وَكَانَ الْبُرْهَان بن عليبة يحفظ كثيرا من كراماته وماجرياته وأثبته البقاعي فِي مُعْجَمه. 346 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَدَقَة بن مَسْعُود بن أبي الْفرج الشهَاب بن الصّلاح الدلجي الأَصْل والموطن القاهري المولد عَالم الصَّعِيد وَيعرف بالدلجي وَهُوَ سبط عبد الْمُؤمن الْقرشِي جد صاحبنا عبد الْقَادِر بن عبد الْوَهَّاب الْآتِي وَلذَا يعرف هُنَاكَ بسبط عبد الْمُؤمن. / ولد بِالْقَاهِرَةِ قبيل الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِيَسِير وانتقل مَعَ أمه إِلَى دلجة فحفظ الْقُرْآن والتنبيه والبهجة وألفيتي الحَدِيث والنحو والشاطبيتين وَجمع الْجَوَامِع وَعرض بَعْضهَا على جمَاعَة كالجلال الْمحلي وَقَالَ أَنه سمع على شَيخنَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ يَسِيرا وَكَذَا قَرَأَ على التقي بن فَهد والشوايطي بِمَكَّة حِين مجاورته بهَا وَأخذ عَن الْمحلي والمناوي والوروري فِي الْفِقْه وَعَن الْأَخير الْعَرَبيَّة وَعَن البامي فِي الْأُصُول ولازم الزين زَكَرِيَّا فِي فنون وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَحضر عِنْدِي مجْلِس الْإِمْلَاء بل سَأَلَني فِي تَقْرِير الضَّعِيف من الألفية مَعَ سَمَاعه لدروس مِنْهَا وَمن شرحها وَقَرَأَ على الْبَعْض من عُمْدَة المحتج وَتَنَاول سائره وَكنت عِنْده بِالْمحل الْأَعْلَى وَقد حضر مرّة عِنْد الخيضري فَجَاءَنِي وَأبْدى من عجبه الْمَزِيد، وناب فِي الْقَضَاء هُنَاكَ ودرس وَأفْتى وَتزَوج ابْنة الْمحلي بعده مَعَ عدَّة زَوْجَات، وَهُوَ وافر الذكاء قوي الحافظة يستحضر كثيرا من الحَدِيث وشروحه والتاريخ وَالْأَدب مَعَ مُشَاركَة فِي الْفِقْه والعربية ومزاحمة بذكائه فِي كل مَا يرومه وطلاقة وقدرة على جلب الخواطر إِلَيْهِ، وَلَو تفرغ للاشتغال كَمَا يَنْبَغِي لَكَانَ أمه وتزايد تَعبه لِكَثْرَة تولع الْملك بِكَثْرَة رزقه حِين المرافعة فِيهِ سِيمَا بعد قتل الدوادار الْكَبِير مَعَ أَنه كَانَ انحل عَنهُ. مَاتَ بعد أَن ضعف بَصَره بعلة عسر الْبَوْل فِي تَاسِع ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخلف أَرْبَعَة عشر ولدا سَبْعَة ذُكُور واجتهد أَمِير سلَاح تمراز بسفارة أبي الطّيب السُّيُوطِيّ وَكَونه أحد أوصيائه فِي عدم إِخْرَاج شَيْء من رزقه عَنْهُم. وَدفن بزاوية جده لأمه فِي دلجة وَلم يخلف هُنَاكَ مثله عَفا الله عَنهُ وإيانا. 347 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَدَقَة الشهَاب الْمصْرِيّ القادري الشَّافِعِي / أحد الصُّوفِيَّة

بالصلاحية وَالْجَمَاعَة القادرية. وجدت مَعَه أوراقا بِعرْض الْعُمْدَة على البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والعراقي والدميري وَغَيرهم فِيهَا كشط بِمحل اسْمه فَأَعْرَضت عَنْهَا مَعَ إِمْكَانه وَلكنه قد سمع الشاطبية على الشّرف بن الكويك والزراتيتي مَعَ شَيخنَا الزين رضوَان فاستجزناه لذَلِك. مَاتَ فِي حُدُود السِّتين. أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَلَاح. هُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن نصر بن عِيسَى. / يَأْتِي فصلاح لقب جده لَا اسْمه. 348 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن طلاداي شهَاب الدّين الباسطي لسكناه حارة عبد الباسط الْحَنَفِيّ الْمقري وَيعرف بدقماق. / مِمَّن لازمني يَسِيرا فِي قِرَاءَة الشفا وَغَيره وَقَرَأَ على الزين جَعْفَر السنهوري ثمَّ على الناصري الأخميمي فِي الْقرَاءَات وَحفظ الشاطبية وَرُبمَا اشْتغل فِي الْعَرَبيَّة وَلست أَحْمَده. 349 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عاصد الْفرْيَابِيّ الشَّامي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. أَحْمد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي. / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي. 350 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس الحفصي ابْن أخي السُّلْطَان أبي فَارس / وَصَاحب بجاية. مَاتَ فِي سنة عشر فقرر السُّلْطَان بدله أَخَاهُ الدبال مُحَمَّد. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. 351 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى بن عَليّ الشهَاب بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي. / نَاب فِي الحكم عَن أَخِيه وَولي نظر بَيت المَال بِالْقَاهِرَةِ. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. وَقَالَ غَيره كَانَ فَقِيها فَاضلا درس عَن أَبِيه بالظاهرية بِدِمَشْق، وَقدم الْقَاهِرَة فَلَمَّا اسْتَقر أَبوهُ فِي قَضَائهَا اسْتَقر عوضه فِي نظر بَيت المَال، وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشري ربيع الآخر فَجْأَة. وَغلط من زَاد فِي نسبه مُحَمَّدًا أَيْضا كالمقريزي فِي عقوده فَقَالَ: أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْبر. 352 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْحق بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السنباطي ثمَّ القاهري شَقِيق الشّرف عبد الْحق الْآتِي. / مِمَّن سمع على جمَاعَة من الشُّيُوخ وَحج مَعَ أيبه وجاور يَسِيرا وسافر وتقلب بِهِ فِي أَحْوَال لم ينجح فِي جملَة مِنْهَا وتعب قلب أَخِيه بِسَبَبِهِ مَعَ حبه لَهُ. 353 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْحق الشهَاب الغمري ثمَّ القاهري الْخَطِيب التَّاجِر أَخُو عَليّ الْآتِي. / ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بمنية غمرو وَنَشَأ

بهَا فحفظ الْقُرْآن وتكسب كأبيه بِالتِّجَارَة فِي الْبَز وتحول بعده إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها وخطب أَحْيَانًا بِجَامِع الغمري بهَا، وَحج وأنجب أَوْلَادًا وَسمع عَليّ بل وعَلى شَيخنَا فِيمَا أَظن. مَاتَ بعد أَن تضعضع حَاله وتوعك قَلِيلا فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ تَاسِع شَوَّال سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم ثمَّ بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بالقراسنقرية رَحمَه الله. 354 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم الأشموني الأَصْل القاهري الْمَالِكِي الْآتِي أَبوهُ وَذَاكَ ابْن أُخْت الشَّيْخ مَدين. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل قَلِيلا عِنْد الزين الأبناسي وَغَيره وَسمع عَليّ بِالْقَاهِرَةِ فِي شرح مَعَاني الْآثَار وَغَيره ثمَّ قَرَأَ عَليّ بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين فِي الشفا وَغَيره ولازمني فِيهَا وَفِي الَّتِي تَلِيهَا فِي سَماع أَشْيَاء وكتبت لَهُ إجَازَة وَكَانَ نور الدّين الحسني أحد مريدي وَالِده حِين فَارق مَكَّة فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين اسْتَخْلَفَهُ فِي مشيخة رِبَاط السُّلْطَان فاستمر مُقيما هُنَاكَ وَلَكِن يَده محبوسة عَن تَمام التَّصَرُّف وَقد تزوج هُنَاكَ وجاءتة ابْنة، مَعَ اشْتِغَاله بالفقه وَغَيره عِنْد بعض المغاربة وحضوره درس قَاضِي الْمَالِكِيَّة وانجماعه وجودة طَرِيقَته، ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فاستقل وَعَاد فِي الْبَحْر أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين على خير من مُلَازمَة التِّلَاوَة وَالذكر والاشتغال بالفقه وَغَيره مَعَ كَثْرَة أدبه وتودده كَانَ الله لَهُ. 355 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد رب النَّبِي الشهَاب البدراني. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين. 356 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمَحْمُود السهروردي الْبَغْدَادِيّ. / مِمَّن شَارك وَالِده فِي الْأَخْذ عَن السراج الْقزْوِينِي أَخذ عَنهُ الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن عَليّ الْبَغْدَادِيّ القَاضِي فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وَأَظنهُ كَانَ حنبليا. 357 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان الشهَاب بن التَّاج بن الْجلَال بن السراج البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي وأوسط الْأُخوة الثَّلَاثَة. / ولد فِي سَابِع شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد النُّور المنوفي والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَعرض على جده وَالْوَلِيّ العرقي والشطنوفي وَالشَّمْس بن الديري والعز عبد الْعَزِيز البُلْقِينِيّ وَالْجمال عبد الله الأقفهسي الْمَالِكِي فِي آخَرين مِنْهُم الْمجد الْبرمَاوِيّ بل قَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى وَالِده الْمِنْهَاج بِتَمَامِهِ وعَلى عَم وَالِده الْعلم الْعُمْدَة بِتَمَامِهَا وَشَيخنَا وَسمع على جده وَابْن الكويك والشهاب البطائحي وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وقاري الْهِدَايَة وَغَيرهم،

وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم عَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الأرموي، وتلقن الذّكر من الْبُرْهَان الأدكاوي وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة لما قدم لزيارة جده واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد الْمجد الْبرمَاوِيّ وَكَانَ يثني على ذهنه وَحضر دروس جده، وَحج مَعَ وَالِده فِي سنة خمس وَعشْرين صُحْبَة الرَّحبِي وناب فِي الْقَضَاء عَن عَم وَالِده وَلكنه لم ينتدب لَهُ بل أعرض عَنهُ بعد، ودرس برباط الْآثَار النَّبَوِيَّة برغبة أَبِيه لَهُ عَنهُ وَعمل الميعاد بالحسينية برغبة عَم وَالِده الضياء عبد الْخَالِق لَهُ عَنهُ، وَكَانَ يذاكر بجملة من الْفَوَائِد وَالْفُرُوع محافظا على الْجَمَاعَات وشهود تصوفية بالبيبرسية والسعيدية منجمعا عَن النَّاس بارا بوالده بل وَبِغَيْرِهِ من الْفُقَرَاء سرا محبا فِي النُّكْتَة والنادرة طارحا للتكلف يمِيل إِلَى الفضاء وأماكن النزه مَعَ الْحِرْص وَالِاسْتِقْصَاء فِي الطّلب لما يسْتَحقّهُ وَلَو أدّى لنَقص، كثير الوسواس فِي الطَّهَارَة وترديد النِّيَّة ثمَّ بَطل وَصَارَ أحسن حَالا مِمَّا تقدم لَا سِيمَا فِي ميزد الانجماع لضعف حركته، توعك أشهرا ثمَّ مَاتَ فِي آخر صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم فِي محفل فِيهِ الْقُضَاة وَغَيرهم تقدم النَّاس أَخُوهُ البدري أَبُو السعادات ثمَّ دفن بمدرستهم رَحمَه الله وإيانا. 358 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خليف بن عِيسَى الشهَاب أَبُو الْخطاب بن الإِمَام أبي حَامِد المطري الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي. / سمع على أبي الْحسن الْمحلي سبط الزبير وَمن قبله على الزين المراغي فِي سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة. 359 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن زُرَيْق. / أسره اللنكية وَهُوَ شَاب ابْن عشر سِنِين فَمَاتَ أَبوهُ أسفا عَلَيْهِ كَمَا سَيَأْتِي عوضهما الله الْجنَّة. 360 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان الشهَاب أَبُو الْفضل السخاوي الأَصْل القاهري وَلَدي. / ولد فِي عصر يَوْم السبت خَامِس جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة بسكننا بِالْقربِ من المنكوتمرية وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ وَاجْتَهَدت فِي الاعتناء بِهِ فأحضرته فِي السّنة الأولى من عمره على الْعَلَاء القلقشندي وَابْن الديري وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمحلي والزينين شعْبَان ابْن عَم شَيخنَا وَابْن الشَّيْخ خَلِيل القابوني وَخلق وأسمعته الْكثير من الْكتب الْكِبَار والأجزاء الْقصار وانتفع النَّاس فِي ذَلِك بمرافقته وَأَجَازَ لَهُ خلق من الْأَمَاكِن النائية وَغَيرهَا وثبته فِي مُجَلد وَمَشى فِي زفة حَيَاته خلق فيهم من لم يمش فِي ذَلِك قطّ وَكَانَ نجيبا ذكيا بارعا فِي الْجمال محببا إِلَى الأكابر أَتَى على مُعظم الْقُرْآن وَكتب عني بعض الأمالي وقابل معي كثيرا.

مَاتَ بالطاعون فِي ضحى يَوْم الْأَحَد سادس جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم فِي مشْهد حافل لم يعْهَد فِي هَذِه الْأَيَّام نَظِيره تقدمهم الشَّافِعِي ثمَّ دفن بحوش البيبرسية وشيعه خلق أَيْضا وتأسف النَّاس عَلَيْهِ ورثاه غير وَاحِد عوضني الله وَأمه خيرا فَلَقَد كَانَ من محَاسِن الْأَبْنَاء فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون. 361 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس وَأَبُو زرْعَة بن الشَّمْس بن الزين الصبيبي الْمدنِي الشَّافِعِي / حفظ الْحَاوِي والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَأخذ الْفِقْه عَن قَرِيبه الْجمال الكازروني ولازمه كثيرا حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ جملَة من كتب الحَدِيث وَبِه تخرج وَكَذَا قَرَأَ البُخَارِيّ وَمُسلمًا على الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب، وَأخذ الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول عَن النَّجْم السكاكيني وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ الألفية، وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة فِي آخَرين من عُلَمَاء الشاميين وَغَيرهم، وَكتب الْمَنْسُوب وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض وصنف فِي الْعرُوض وَغَيره وَحدث ودرس وَقَرَأَ عَلَيْهِ سُلَيْمَان بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن وهبان الشفا. مَاتَ فِي أَوَائِل سنة تسع وَأَرْبَعين وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله. 362 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن رَجَب الشهَاب الطوخي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن رَجَب وَفِي الْقَاهِرَة بالطوخي. / ولد فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بطوخ بني مزِيد وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والمنهاج التَّنْقِيح وألفيتي الحَدِيث والنحو والملحة والشاطبية وَجمع الْجَوَامِع وبعضا من غَيرهَا وَعرض على جمَاعَة كالشمني والأقصرائي، وَقَرَأَ الشاطبية بِتَمَامِهَا على الشَّمْس بن الحمصاني وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا ثمَّ قطنها، وَحج غير مرّة وجاور بِمَكَّة شهرا وأدمن الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه والْحَدِيث والأصلين والعربية وَالصرْف والمنطق والمعاني وَالْبَيَان والفرائض والحساب والقراءات والتصوف وَغَيرهَا، وبرع وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة، ونظم جمع الْجَوَامِع والورقات لإِمَام الْحَرَمَيْنِ والنخبة والمنهاج وَشرح بعض مناظيمه وَشرح فِي نظم الْمُغنِي وَغير ذَلِك وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَأم بالباسطية وخطب بهَا وبغيرها نِيَابَة وَمن شُيُوخه الْجلَال الْبكْرِيّ وَأَبُو السعادات والمحيوي الطوخي والشرف البرمكيني والزين زَكَرِيَّا والأبناسي وَأخي وَعبد الْحق والْعَلَاء الحصني وَابْن أبي شرِيف والجوجري وَالْفَخْر الديمي والزين جَعْفَر، وَمن الْمَالِكِيَّة السنهوري وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض وَسمع على النشاوي والقمصي وحفيد الشَّيْخ يُوسُف العجمي وَابْنَة الزين القمني وَآخَرين وَكثير مِنْهُ بقرَاءَته

وَقَرَأَ عَليّ شرحي للألفية مرّة بعد أُخْرَى وَكَذَا حمل عني شرح الْمُؤلف بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَأكْثر عني رِوَايَة كالكتب السِّتَّة ودراية وأملى وَكتب بِخَطِّهِ من تصانيفي أَشْيَاء ومدحني بعدة قصائد سَمعتهَا من لَفظه مَعَ أَشْيَاء من نظمه مِمَّا امتدح بِهِ ابْن مزهر وَابْن حجي والكمال بن نَاظر الْخَاص وَغير ذَلِك وأقرأ الطّلبَة بالباسطية وَغَيرهَا وَعرض عَلَيْهِ الزين زَكَرِيَّا قَضَاء بَلَده وَامْتنع وَاقْتصر على التكسب بِالشَّهَادَةِ وَحج غير مرّة آخرهَا فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وجاور فِي الَّتِي تَلِيهَا وأقرأ هُنَاكَ الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وَحضر قَلِيلا عِنْد القَاضِي امتدحه بل قَرَأَ عَليّ فِي الِاسْتِيعَاب ولازم دروسي إِلَى أَن تعلل فدام نَحْو شَهْرَيْن ثمَّ مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَدفن بالمعلاة. وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَخلف ذكرا وَأُنْثَى وَأما وَزَوْجَة رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. 363 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن أبي الْقسم الْحِمْيَرِي الفاسي الأَصْل القسنطيني المولد التّونسِيّ الدَّار المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بالخلوف. / ولد فِي ثَالِث الْمحرم سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بقسنطينة وسافر بِهِ أَبوهُ وَهُوَ فِي المهد إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ مَعَه فِيهَا أَربع سِنِين ثمَّ تحول بِهِ إِلَى بَيت الْمُقَدّس فقطنه وَحفظ بِهِ الْقُرْآن وكتبا جمة فِي فنون وَعرض على جمَاعَة ولازم أَبَا الْقسم النويري فِي الْفِقْه والعربية وَالْأُصُول وَغَيرهَا حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَذَا أَخذ رِوَايَة وَغَيرهَا عَن الشهَاب بن رسْلَان والعز الْقُدسِي وماهر وَغَيرهم وبالقاهرة النَّحْو وَالصرْف والمنطق وَغَيرهَا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي آخَرين وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة بِبِلَاد الْمغرب أَحْمد السلاوي وَقَالَ أَنه أحفظ من لقِيه بهَا، وتعانى الْأَدَب فبرع نظما ونثرا وَكتب لمولاي مَسْعُود بن صَاحب الْمغرب عُثْمَان حفيد أبي فَارس ولي عهد أَبِيه الملقب بِذِي الوزارتين، ونظم الْمُغنِي وَالتَّلْخِيص وَغير ذَلِك وَعمل بديعية ميمية سَمَّاهَا مواهب البديع فِي علم البديع أَولهَا: (أَمن هوى من ثوى بالبان وَالْعلم ... هلت براعة مزن الدمع كالعنم) وَشَرحهَا شرحا حسنا وَكَذَا لَهُ رجز فِي تصريف الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال سَمَّاهُ جَامع الْأَقْوَال فِي صِيغ الْأَفْعَال وَفِي علم الْفَرَائِض سَمَّاهُ عُمْدَة الفارض وَعمل فِي الْعرُوض تَحْرِير الْمِيزَان لتصحيح الأوزان وامتدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كثيرا وَكَذَا مدح مُلُوك بِلَاده، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي أثْنَاء سنة سبع وَسبعين وَثَمَانمِائَة فِي الْبَحْر

إِلَى أَن حج فِي موسمها ثمَّ عَاد) وَاسْتمرّ إِلَى أَن سَافر فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأكْرم نزله وانصرافه ولقيته مودعا لَهُ فَكتبت عَنهُ من نظمه مَا ضمن فِيهِ قَول ابْن الْأَحْمَر صَاحب الأندلس: (أفاتكة اللحظ الَّتِي سلبت نسكي ... على أَي حَال كَانَ لَا بُد لي مِنْك) (فَأَما بذل وَهُوَ أليق بالهوى ... وَإِمَّا بعز وَهُوَ أليق بِالْملكِ) فَقَالَ: (أماط الْهوى عَن واضحي برقع النّسك ... فَوجدت من أهواه عَن هوة الشّرك) (فَقلت وَقد أفتت لحاظك بِالْفَتْكِ ... أفاتكة اللحظ الَّتِي سلبت نسكي) على أَي حَال كَانَ لَا بُد لي مِنْك (يَمِينا بِنَجْم القرط مِنْك إِذا هوى ... وخال على عرش بوجنتك اسْتَوَى) (لَئِن لم تفني لَا بُد للقلب مَا نوى ... فَأَما بذل وَهُوَ أليق بالهوى) وَإِمَّا بعز هُوَ أليق بِالْملكِ وَهُوَ حسن الشكالة والأبهة ظَاهر النِّعْمَة طلق الْعبارَة بليغا بارعا فِي الْأَدَب ومتعلقاته وَيذكر بظرف وميل إِلَى البزة وَمَا يلائمها كتب عَنهُ غير وَاحِد بِالْقَاهِرَةِ والاسكندرية وَقد أثنى عَليّ نظما ونثرا بِمَا أثْبته فِي مَكَان آخر. أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن القرداح. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن. 364 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن التَّاج أَبُو الْعَبَّاس البلبيسي ثمَّ القاهري الْخَطِيب الشَّافِعِي الْخَطِيب. / ولد سنة ثَمَان عشرَة أَو سبع عشرَة وَسَبْعمائة واشتغل وتفقه وَلم يحصل لَهُ من سَماع الحَدِيث مَا يُنَاسب سنه وَلكنه جاور بِمَكَّة فَسمع من الْكَمَال بن حبيب عدَّة كتب كسنن ابْن مَاجَه ومعجم ابْن قَانِع وَأَسْبَاب النُّزُول وَحدث بهَا عَنهُ وَمِمَّنْ سمع من شُيُوخنَا الشَّمْس الرَّشِيدِيّ وَولي أَمَانَة الحكم بِالْقَاهِرَةِ للبرهان بن جمَاعَة فَشَكَرت سيرته ثمَّ تَركهَا تورعا وزهادة وَكَذَا نَاب فِي الحكم ببولاق وَولي التدريس مَعَ الخطابة بِجَامِع الخطيري وَسكن بِهِ، ومازال يعرف بِالْخَيرِ حَتَّى مَاتَ فِي ثَانِي عشري ربيع الأول سنة إِحْدَى. قَالَ شَيخنَا اجْتمعت بِهِ والمنني سَمِعت مِنْهُ شَيْئا من مُعْجم ابْن قَانِع وَلَو كَانَ سَمَاعه على قدر سنه لعلا فِيهِ دَرَجَة، وَذكره المقريزي فِي عقوده. 365 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أبي زيد شيخ المسر. / ذكره ابْن عزم كَذَا. 366 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السطوحي الْمُنِير من الْمَشَايِخ الأحمدية. / لازمني فِي الْإِمْلَاء وَغَيره مُدَّة بل وَقَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ والمجلس الَّذِي عملته فِي خَتمه وتمسح على طريقتهم. أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الجرهي. / هُوَ نعْمَة الله يَأْتِي.

367 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد الشهَاب البوتيجي القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بَين أهل بَلَده بالميري بِفَتْح الْمِيم ثمَّ تَحْتَانِيَّة وَآخره رَاء مُهْملَة. / ولد كَمَا بِخَط أَبِيه فِي يَوْم الْأَحَد منتصف ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بأبوتيج وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على الشَّمْس الْمدنِي بن فَرِحُونَ وجوده على جمَاعَة مِنْهُم الْفَقِيه بركَة الْمُقِيم بزاوية الشّرف بن حريز عَم حسام الدّين وَحفظ التبريزي وَغَيره وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَعشْرين فَنزل بالفاضلية عِنْد بلديه الزيني البوتيجي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْفِقْه والفرائض وَغَيرهمَا ثمَّ التمس مِنْهُ الشّرف الْمَنَاوِيّ ليقيم عِنْده فَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وملازمته لَهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْبَهْجَة تقسيما وَكَذَا قَرَأَ على أَحْمد الْخَواص فِي الْفِقْه وَغَيره وعَلى عمر الحصني فِي ايساغوجي، وَكَانَ يكْتب عَن شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء بل سمع على الزين الزَّرْكَشِيّ فِي مُسلم وَأَجَازَ لَهُ الشهَاب البوصيري وَأخذ عَن الأدكاوي وَعمر الطباخ وَالسَّيِّد مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطباطبي وَلم يتَمَيَّز فِي شَيْء من هَذَا، وَحج هُوَ زين العابدين ابْن شَيْخه فِي سنة خمسين وسمعا على أبي الْفَتْح المراغي ثلاثيات الصَّحِيح بِقِرَاءَة ابْن الفالاتي وَكَذَا على التقي بن فَهد، وتنزل فِي جِهَات وَتردد للْأَنْصَارِيِّ وقانم التَّاجِر وَآخَرين وَمَعَ مزِيد اخْتِصَاصه بالمناوي زعم أَنه لم يدْخل فِي شَهَادَة فضلا عَن الْقَضَاء هَذَا مَعَ أَن باسمه شَهَادَة فِي الْكسْوَة وَتزَوج زَوْجَة وَلَده بعد مَوته وَلم يحمد ابناه صَنِيعه مَعَهُمَا وتناقص حَاله جدا. مَاتَ فِي سنة وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ. 368 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مَسْعُود الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْجمال الطّيب الْبكْرِيّ الصديقي القاهري الطنتدي الأَصْل اليمني الزبيدِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالطنتداوي. / ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَسبعين وَثَمَانمِائَة بزبيد وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَحل الْإِرْشَاد لِابْنِ الْمُقْرِئ واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد الْكَمَال مُوسَى بن زين العابدين بن الرداد وَفِي الْكَافِي فِي الْعرُوض لِابْنِ العمك اليمني على أبي بكر الزبيدِيّ التليمي وسافر لقَضَاء فَرِيضَة الْحَج فوصل مَكَّة فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة فَحَضَرَ قَلِيلا عِنْد قاضيها الشَّافِعِي ولازم الْحَنْبَلِيّ فِي التصوف وَقَرَأَ عَليّ بعض بُلُوغ المرام وَسمع الْيَسِير من التَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ ثمَّ توجه فِي الْقَافِلَة الَّتِي كُنَّا فِيهَا صُحْبَة الْحَنْبَلِيّ إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَحَضَرَ عدَّة من دروس الشريف السمهودي وَقَرَأَ عَليّ أَيْضا الشَّمَائِل النَّبَوِيَّة وَسمع على غَيرهَا وَعمل قصيدة نبوية. 369 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَالِب بن مُحَمَّد بن عبد القاهر الماكسيني الشَّافِعِي. / ولد فِي سَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من جده جُزْء

ابْن زبر الصَّغِير أنابه إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَمن عَليّ بن الْعِزّ عمر مشيخته وَكَانَ يكْتب خطاحسنا ويتكسب بِكِتَابَة الْقَصَص ثمَّ جلس مَعَ الشُّهُود بالعادلية وَهُوَ من بَيت رِوَايَة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وَقَالَ أجَاز لي سنة سبع وَتِسْعين وَبعدهَا وَأَظنهُ مَاتَ على رَأس الْقرن، وَقَالَ فِي أنبائه أَنه مَاتَ فِي صفر سنة تسع وأرخ مولده سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَفِي مُعْجَمه سنة بضع وَالْأول أثبت، وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده وَفِي النُّسْخَة سنة ثَلَاث وضبب. 370 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس السرسي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ الشاذلي / وَهُوَ بكنيته أشهر مِمَّن أَخذ عَن الْجمال الضَّرِير وانتفع بِهِ وَرُبمَا وَافقه فِي الْمَجِيء إِلَى الْعِزّ بن جمَاعَة قَرَأَ على شَيخنَا شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَصَحب مُحَمَّد الْحَنَفِيّ فاختص بِهِ وتلمذ لَهُ مَعَ تقدمه عَلَيْهِ فِي الْفُنُون وَغَيرهَا بِحَيْثُ راج أَمر الْحَنَفِيّ بِهِ وَكَانَ ابْن الْهمام يُصَرح بفضيلته وَرُبمَا أرسل إِلَيْهِ الطّلبَة لقِرَاءَة تصانيف ابْن الْهمام عَلَيْهِ بل هُوَ فِي الْفَضِيلَة وَالصَّلَاح كلمة اتِّفَاق وتصدى للإقراء فِي حَيَاة الشَّيْخ مُحَمَّد وَبعده فَتخرج بِهِ جمَاعَة وتسلك بإرشاده غير وَاحِد، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة واعظا فصيحا طارحا للتكلف كثير المحاسن سَمِعت وعظه. وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ عَن أَزِيد من ثَمَانِينَ سنة فِيمَا قيل وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم رَحمَه الله وإيانا. 371 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ الْأَزْدِيّ السكندري وَيعرف بِابْن شَافِع / ولد فِي رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة وأسمع على ابْن الصفى وَغَيره قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه قَرَأت عَلَيْهِ مشيخة الرَّازِيّ وَمَات بعد الْقرن بِيَسِير. 372 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سُلْطَان بن سرُور النابلسي الْحَنْبَلِيّ الْمعبر عَم الْبَدْر مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الْآتِي. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: الْفَقِيه الْمُفْتِي لَقيته بنابلس فَقَرَأت عَلَيْهِ المستجاد من تَارِيخ بَغْدَاد تَخْرِيج ابْن جعوان بِسَمَاعِهِ لَهُ على الْبَيَانِي. قلت وَمِمَّنْ روى لنا عَنهُ التقي أَبُو بكر القلقشندي، وَله تصنيف فِي التَّعْبِير. 373 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الشهَاب التزمنتي ثمَّ الْقُدسِي الشَّافِعِي وَالِد الولوي مُحَمَّد الْآتِي. / قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه سمع من القلانسي واشتغل بالفقه ثمَّ سكن بَيت الْمُقَدّس وَبِه لَقيته وَسمعت مِنْهُ شَيْئا من المعجم الصَّغِير للطبراني. مَاتَ سنة بضع. 374 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الْخَولَانِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. / إِنْسَان خير قطن مَكَّة مديما للاشتغال عِنْد النُّور بن عطيف بل أَخذ فِي الْيمن عَن فقيهه عمر الفتي

وَجَمَاعَة كالنهاري القَاضِي وتميز فِي الْفِقْه ولازم عبد الْحق السنباطي فِي مجاورته ثمَّ لازمني فِي أَخذ شرحي للألفية وحصله بِخَطِّهِ وَغير ذَلِك من تصانيفي ثمَّ قَرَأَ عَليّ جلّ الألفية مَعَ سَمَاعه لَهَا وَنعم الرجل سكونا وانجماعا وتقنعا وَرُبمَا أَقرَأ الطّلبَة سِيمَا فِي الْإِرْشَاد وناب فِي مشيخة رِبَاط ابْن الزَّمن وأقرأ هُوَ فِي بَيت الْبونِي اضطرارا ثمَّ أعرض عَن ذَلِك. 375 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن أبي السرُور الشهَاب أَبُو السرُور بن القطب أبي الْخَيْر الحسني الفاسي الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي أَخُو عبد اللَّطِيف الْآتِي هُوَ وأبوهما. / عرض عَليّ بِالْقَاهِرَةِ محافيظه وَسمع عَليّ بِقِرَاءَة أَبِيه وَغَيره وَهُوَ الْآن سنة سبع وَتِسْعين إِمَّا بالروم أَو حلب. 376 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن الْفُرَات الْمصْرِيّ الأديب الطشت دَار وَيعرف بَين أَبنَاء صَنعته بجردمرد. / ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وتعانى من صغره الارتزاق بِغسْل الثِّيَاب وصقلها وخدم فِي بيُوت الأكابر بذلك وَنَحْوه وتعانى حفظ الشّعْر بحوره وفنونه فَحصل من ذَلِك الْكثير بل نظم وَحج بعد سنة ثَلَاثِينَ وسافر إِلَى حلب وَدخل الاسكندرية ودمياط واقترح عَلَيْهِ شَيخنَا أَن ينظم على قَوْله المواليا لَك يَا عَليّ عين فَقَالَ ارتجالا، وَكتب عَنهُ البقاعي فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين، وَمَات بعد ذَلِك. 377 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الشهَاب بن النظام بن التَّاج الْهَمدَانِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الكلوتاتي. / ولد فِي نصف شعْبَان سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَسمع بِمَكَّة على ابْن صديق الصَّحِيح وعَلى أبي الطّيب السحولي الشفا أنابه الزبير بن عَليّ الأسواني وعَلى الْجمال بن ظهيرة أَشْيَاء، ولقيته بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة إِحْدَى وَخمسين فَأجَاز لي وَذكر أَنه كَانَ سمع بِالْقَاهِرَةِ على غير وَاحِد فَضَاعَت أثباته بذلك، وَكَانَ إنْسَانا بهيا خيرا سَاكِنا يتكسب بِبيع الأقباع والكلوتات مُحْتَرما بَين جِيرَانه وَأهل حرفته. وَأَظنهُ مَاتَ قَرِيبا من وَقت لقيي لَهُ وَلَو اتنى بِهِ لعلا سَنَده رَحمَه الله. 378 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن حمام الشهَاب الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن حمام. / كَانَ عطارا بِبَاب السَّلَام ثمَّ سَافر سفيرال للرازار التَّاجِر واتهم ثمَّ صاهره ابْن قيت على أُخْته وانتفع بِهِ أَيْضا وَصَارَ من التُّجَّار المتمولين السفارين حَتَّى مَاتَ بعد أَن صَارَت لَهُ دور بِمَكَّة وَجدّة فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. 379 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن أبي نصر مُحَمَّد بن عرب شاه بن أبي بكر الْأُسْتَاذ الشهَاب أَبُو مُحَمَّد بن الشَّمْس الدِّمَشْقِي الأَصْل الرُّومِي الْحَنَفِيّ وَالِد التَّاج عبد الْوَهَّاب وَيعرف بالعجمي وبابن عرب شاه وَهُوَ الْأَكْثَر / وَلَيْسَ هُوَ بقريب

لداود وَصَالح ابْني مُحَمَّد عربشاه الْهَمدَانِي الأَصْل الدمشقيين الحنفيين أَيْضا. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة منتصف ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على الزين عمر بن اللبان الْمُقْرِئ ثمَّ تحول فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فِي زمن الْفِتْنَة مَعَ أخوته وأمهم وَابْن أُخْته عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن خولان إِلَى سَمَرْقَنْد ثمَّ بمفرده إِلَى بِلَاد الخطا وَأقَام بِبِلَاد مَا وَرَاء النَّهر مديما للاشتغال وَالْأَخْذ عَن من هُنَاكَ من الأستاذين فَكَانَ مِنْهُم السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَابْن الْجَزرِي وهما نزيلا سَمَرْقَنْد الأول بمدرسة أيدكوتمور وَالثَّانِي بَاعَ جدا وَعبد الأول وعصام الدّين بن الْعَلامَة بن الْملك وهما من ذُرِّيَّة صَاحب الْهِدَايَة وَأحمد التِّرْمِذِيّ الْوَاعِظ وَأحمد الْقصير وحسام الدّين الْوَاعِظ إِمَام مَسْجِد السَّيِّد الإِمَام وَمُحَمّد البُخَارِيّ الزَّاهِر، وَلَقي بسمرقند فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة الشَّيْخ عربان الأدهمي الَّذِي استفيض هُنَاكَ أَنه ابْن ثلثمِائة سنة فَالله أعلم. وبرع فِي فنون واستفاد اللِّسَان الْفَارِسِي والخط الموغولي وأتقنهما وَاجْتمعَ فِي بِلَاد الْمغل بالبرهان الأندكاني وَالْقَاضِي جلال الدّين السيرامي وَأخذ عَنهُ وَقَرَأَ النَّحْو على حاجي تلميذ السَّيِّد، ثمَّ توجه إِلَى خوارزم فَأخذ عَن نور الله وَأحمد بن شمس الْأَئِمَّة السيراني الْوَاعِظ وَكَانَ يُقَال لَهُ ملك الْكَلَام الْفَارِسِي والتركي والعربي، ثمَّ إِلَى بِلَاد الدشت وسراي، وحاجي ترخان وبهاء الزاخر مَوْلَانَا حَافظ الدّين مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد البزازي الكردري فَأَقَامَ عِنْده نَحْو أَربع سِنِين وَأخذ عَنهُ الْفِقْه وأصوله وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ المنظمة ثمَّ إِلَى قرم وَاجْتمعَ بِأَحْمَد ببروق وَشرف الدّين شَارِح) الْمنَار ومحمود البلغاري ومحمود اللب أبي وَعبد الْمجِيد الشَّاعِر الأديب، ثمَّ قطع بَحر الرّوم إِلَى مملكة ابْن عُثْمَان فَأَقَامَ بهَا نَحْو عشر سِنِين فترجم فِيهَا للملل غيات الدّين أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أبي يزِيد بن مُرَاد بن عُثْمَان كتاب جَامع الحكايات ولامع الرِّوَايَات من الْفَارِسِي إِلَى التركي فِي نَحْو مجلدات وَتَفْسِير أبي اللَّيْث السَّمرقَنْدِي القادري بالتركي نظما وباشر عِنْده ديوَان الْإِنْشَاء وَكتب عَنهُ إِلَى مُلُوك الْأَطْرَاف عَرَبيا وشاميا وتركيا فبالعجمي لقرا يُوسُف وَنَحْوه وبالتركي لأمراء الدشت وسلطانها وبالمغلي لشاروخ وَغَيره وبالعربي للمؤيد شيخ، كل ذَلِك مَعَ حرصه على الاستفادة بِحَيْثُ قَرَأَ الْمِفْتَاح على الْبُرْهَان حيدر الخوافي وَأخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة أَيْضا فَلَمَّا مَاتَ ابْن عُثْمَان رَجَعَ إِلَى وَطنه الْقَدِيم فَدخل حلب فَأَقَامَ بهَا نَحْو ثلث سنة ثمَّ الشَّام وَكَانَ دُخُوله لَهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَعشْرين فَجَلَسَ بحانوت مَسْجِد الْقصب مَعَ شُهُوده يَسِيرا لكَون مُعظم أوقاته الانعزال عَن النَّاس وَقَرَأَ بهَا على القَاضِي شهَاب الدّين

بن الحبال الْحَنْبَلِيّ صَحِيح مُسلم فِي سنة ثَلَاثِينَ فَلَمَّا قدم الْعَلَاء البُخَارِيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ مَعَ الركب الشَّامي من الْحجاز انْقَطع إِلَيْهِ ولازمه فِي الْفِقْه والأصلين والمعاني وَالْبَيَان والتصوف وَغَيرهَا حَتَّى مَاتَ وَكَانَ مِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ الْكَافِي فِي الْفِقْه والبزدوي فِي أُصُوله، وَتقدم فِي غَالب الْعُلُوم وإنشاء النّظم الْفَائِق والنثر الرَّائِق وصنف نظما وثنرا مرْآة الْأَدَب فِي علم الْمعَانِي وَالْبَيَان والبديع وسلك فِيهِ أسلوبا بديعا نظم فِيهِ التَّلْخِيص عمله قصائد غزلية كل بَاب مِنْهُ قصيدة مُفْردَة على قافية أَشَارَ إِلَيْهِ شَيخنَا بقوله وأوقفني على منظومة فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان أَجَاد نظمها وَجعل كل بَاب قصيدة مُسْتَقلَّة غزلا يُؤْخَذ مِنْهُ مقصد ذَلِك الْبَاب انْتهى، ومقدمة فِي النَّحْو وعقود النَّصِيحَة والرسالة الْمُسَمَّاة العقد الفريد فِي التَّوْحِيد، ونثرا تَارِيخ تمولنك سَمَّاهُ عجائب الْمَقْدُور فِي نَوَائِب تيمور وَفَاكِهَة الْخُلَفَاء ومفاكهة الظرفاء وخطاب الأهاب الناقب وَجَوَاب الشهَاب الثاقب والترجمان المترجم بمنتهى الأرب فِي لُغَة التّرْك والعجم وَالْعرب. وأشير إِلَيْهِ بالتفنن حَتَّى كَانَ مِمَّن يجله ويعترف لَهُ بالفضيلة شَيخنَا وَأثْنى على نظمه التَّلْخِيص كَمَا قَدمته، بل كتب عَنهُ من نظمه ليدخله فِي البلدانيات فَقَالَ أَنْشدني بِمَنْزِلَة بَرزَة بِالْقربِ من قَرْيَة القابون التحتاني فِي سَابِع رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ لنَفسِهِ: (السَّيْل يقْلع مَا يلقاه من شجر ... بَين الْجبَال وَمِنْه الأَرْض تنفطر) (حَتَّى يوافي عباب الْبَحْر تنظره ... قد اضمحل فَلَا يبْقى لَهُ أثر) ) مَعَ حرص صَاحب التَّرْجَمَة حِين كَونه بِالْقَاهِرَةِ على ملازمته والاستفادة مِنْهُ بل امتدحه بقصيدة بديعة أَتَى فِيهَا بألغاز وتعام وأهاج وجناسات وتلعب فِيهَا بضروب الْأَدَب أودعتها الْجَوَاهِر والدرر سَمعتهَا مِنْهُ وَمن لطيف أبياتها بَيْتا جمع فِيهِ حُرُوف الهجاء وَهُوَ: (خض بَحر لفظ حَدِيثه تغش الْعلَا ... واجزم بصدقك ناطقا إِذْ تسند) وَبَيت عاطل: (الْعَالم الْعلم الإِمَام لَدَى الْعلَا ... الْعَامِل الحكم الْهمام الأوحد) وَبَيت شطره الأول مِمَّا يَسْتَحِيل بالانعكاس وشطره الثَّانِي عاطل مَعَ كَونه مِمَّا لَا يَسْتَحِيل أَيْضا فَالْأول مركب من آمن وَالثَّانِي من أَحْمد وَهُوَ: (نم آمنا من نم انما آمن ... دم حامدا مَا أم آدم أَحْمد) وَكثر اجْتِمَاعهمَا وَطرح شَيخنَا عَلَيْهِ من الأسئلة الَّتِي فِيهَا من الفكاهة والمداعبة مِمَّا تعرف مِنْهُ الملاءة وَالْقُدْرَة على التَّخَلُّص مِنْهُ مَا أودعت مِنْهُ أَشْيَاء فِي الْجَوَاهِر عِنْد الْكَلَام على قُوَّة شَيخنَا فِي التَّفْسِير وَغَيره رحمهمَا الله، وَكَانَ أحد الْأَفْرَاد فِي إجادة

النّظم باللغات الثَّلَاث الْعَرَبيَّة والعجمية والتركية جيد الْخط جيد الإتقان والضبط عذب الْكَلَام بديع المحاضرة مَعَ كَثْرَة التودد ومزيد التَّوَاضُع وعفة النَّفس ووفور الْعقل والرزانة وَحسن الشكالة والأبهة سِيمَا الْخَيْر ولوائح الدّين عَلَيْهِ ظَاهِرَة، وَقد لَقيته بِالْقَاهِرَةِ فِي الخانقاه الصلاحية سنة خمسين فَكتبت عَنهُ من نظمه أَشْيَاء وَسمعت من لَفظه العقد الفريد وعقود النَّصِيحَة وكتبهما إِلَيّ بِخَطِّهِ وَبَالغ فِي الْأَدَب والتواضع. وَمَات بالخانقاه الْمَذْكُورَة فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ منتصف رَجَب سنة أَربع وَخمسين وَدفن بتربتها وَالنَّاس مشغولون فِي الاسْتِسْقَاء عِنْد توقف النّيل غَرِيبا عَن أَهله ووطنه بعد أَن امتحن على يَد الظَّاهِر جقمق وَطَلَبه لشكوى حميد الدّين عَلَيْهِ وَأدْخلهُ سجن الْمُجْرمين فدام فِيهِ خَمْسَة أَيَّام ثمَّ أخرج وَاسْتمرّ مَرِيضا من الْقَهْر حَتَّى مَاتَ بعد اثْنَي عشر يَوْمًا عوضه الله خيرا، وترجمته مُحْتَملَة للبسط فقد كَانَ من محَاسِن الزَّمَان وَمِمَّنْ تَرْجمهُ بِاخْتِصَار المقريزي فِي عقوده. وَمِمَّا كتبته عَنهُ لنَفسِهِ: (قَمِيص من الْقطن من حلّه ... وشربة مَاء قراح وقوت) (ينَال بِهِ الْمَرْء مَا يَبْتَغِي ... وَهَذَا كثير على من يَمُوت) وَمِنْه معمي:) (وَجهك الزاهي كبدر ... فَوق غُصْن طلعا) (واسمك الزاكي كمشكا ... ة سناها لمعا) (فِي بيُوت أذن الل ... هـ لَهَا أَن ترفعا) (عكسها صحفه تلق ... الْحسن فِيهِ أجمعا) وَمِنْه: (فعش مَا شِئْت فِي الدُّنْيَا وَأدْركَ ... بهَا مَا شِئْت من صيت وَصَوت) (فحبل الْعَيْش مَوْصُول بِقطع ... وخيط الْعُمر مَعْقُود بِمَوْت) وَمِنْه: (وَمَا الدَّهْر إِلَّا سلم فبقدر مَا ... يكون صعُود الْمَرْء فِيهِ هُبُوطه) (وهيهات مَا فِيهِ نزُول وَإِنَّمَا ... شُرُوط الَّذِي يرقى إِلَيْهِ سُقُوطه) (فَمن صَار أَعلَى كَانَ أوفى تهشما ... وَفَاء بِمَا قَامَت عَلَيْهِ شُرُوطه) وترجمه بَعضهم فَقَالَ: الْعَلامَة أحد أَفْرَاد الدَّهْر فِي الْفضل والسجع وَعلم الْمعَانِي وَالْبَيَان والبديع والنحو وَالصرْف وَالنّظم والنثر، كَانَ مِمَّن أسر مَعَ اللنك وَنقل إِلَى سَمَرْقَنْد ثمَّ خرج مِنْهَا فِي سنة إِحْدَى عشرَة وجال بِبِلَاد الشرق وَرجع إِلَى دمشق فِي سنة خمس وَعشْرين فَأَقَامَ بهَا مُدَّة يتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي بعض حوانيتها، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة أَرْبَعِينَ وصنف عجائب الْمَقْدُور فِي نَوَائِب تيمور من ابْتِدَائه إِلَى انتهائه أبان فِيهِ عَن فضل كَبِير وملكة للسجع وغزارة اطلَاع بِحَيْثُ لخصه المقريزي وَترْجم مُؤَلفه فَقَالَ: نثره سجعا فعلا ووشحه بالأشعار فحلا إِلَى أَن

قَالَ لِأَنَّهُ بَحر بلاغة وفصاحة أنشدنا كثيرا من شعره وَله معرفَة بالفقه واللغة وَلَكِن الْغَالِب عَلَيْهِ الْأَدَب، وَله نظم كثير مِنْهُ كتاب مرآه الْأَدَب يشْتَمل على الْمعَانِي وَالْبَيَان والبديع وَهُوَ نظم بطريقة الْغَزل يكون نَحْو ألفي بَيت وَكتاب فِي علم النَّحْو نظمه بطريقة الْغَزل أَيْضا نَحْو مِائَتي بَيت وقصيدة غزلية فِي الصّرْف بديعة مدح بهَا بعض أَعْيَان الدولة وعقيدة فِي نَحْو مِائَتي بَيت وَشَرحهَا فِي مُجَلد وخطاب الإهاب الناقب وَجَوَاب الشهَاب الثاقب بَينه وَبَين الْبُرْهَان الباعوني وَحميد الدّين القَاضِي أبان فِيهِ عَن حفظ كثير للغة وَكَثْرَة اطلَاع وغزارة فضل وَسبب وَضعه أَن الباعوني كتب لَهُ بِسِتَّة أَبْيَات الْتزم فِيهَا بالظاء الممالة أَولهَا: (أأحمد لم تكن وَالله فظا ... وَلَكِن لَا أرى لي مِنْك حظا) ) وَاسْتوْفى كثيرا من اللُّغَة وَكَانَ قد وَقع بَينه وَبَين حميد الدّين فَحصل لِلشِّهَابِ سِتَّة أُخْرَى قبل نظره فِي كتب اللُّغَة وعملها فِي سِتَّة أَبْيَات فَعجب من كَثْرَة اطِّلَاعه وسعة دائرته ثمَّ كتب إِلَيْهِ بِأَبْيَات الْتزم فِيهَا الرَّاء قبل الْألف وَالرَّاء بعْدهَا أَولهَا: (من مجيري من ظلوم مِنْهُ ... أبعدت فِرَارًا) وَاسْتوْفى مَا فِي الْبَاب قَالَ الشهَاب فَلم أجد لَهُ قافية فَكتبت لَهُ على لِسَان حميد الدّين قصيدة بغدادية أَولهَا: (أَي خداوند عجعبوا ... عَن مُوالَاة التناغي) فَلم يقدر على الْجَواب بِمِثْلِهَا وَكتب إِلَيّ بقوله: (يَا شهَاب الدّين يَا أحم ... مد يَابْنَ عرب شاه) وَاسْتوْفى القافية فظفرت بأَشْيَاء تَركهَا فَقلت: (قد أَتَى الْفضل عَلَيْهِ ... حلل اللطف موشاه) فتعجب من سَعَة دائرته وَكَثْرَة اطِّلَاعه ثمَّ قَالَ لَهُ أَنا وَالله مَا عرفتك إِلَّا الْآن قَالَ فَقلت لَهُ وَالله وَإِلَى الْآن مَا عَرفتنِي وَطَالَ الْجَواب بَينهمَا على هَذَا المنوال حَتَّى ألف من ذَلِك مجلدا فَمن ذَلِك مَا كتب بِهِ الْبُرْهَان: (ابْن عرب شاه كف عني ... أَولا فَخذ مَا يجيك مني) (وَاعْلَم بِأَنِّي خصم أَلد ... الشَّرّ دأبي وَالْمَكْر فني) (خَلْفي رجال لَهُم مجَال ... فِي الْحَرْب لَا يخلفون ظَنِّي) إِلَى آخرهَا وَمن جملَة المراسلات أَن الْبُرْهَان أرسل إِلَيْهِ بِعشْرَة أَبْيَات الْتزم فِيهَا الْبَاء وَالتَّاء وَاسْتوْفى مَا فِي الصِّحَاح أَولهَا: (إِن الذميم وَأَنت يَا ... هَذَا بِهِ عين الْخَبِير) وَاسْتوْفى القوافي وَظن أَنِّي لم أجد قافية فأجبته وَآخر الْأَمر توجه حميد الدّين إِلَى

مصر وشكاهما إِلَى السُّلْطَان وَقَالَ لَهُ الْبُرْهَان هجاني فَلم يرد عَلَيْهِ إِلَّا بقوله يكْتب لَهُ من الْيَوْم بكفه عَن هجائك فَلَمَّا خرج قَالَ السُّلْطَان للشمس الْكَاتِب إِن الباعوني رجل جيد لَوْلَا أَنه عرف مِنْهُ شَيْئا مَا قَالَه، وألغز إِلَيْهِ أَبُو اللطف الحصكفي فَأَجَابَهُ بعد أَن أجَاب شعراء الْقَاهِرَة بِغَيْر المُرَاد ثمَّ ألغز هُوَ إِلَيْهِ وأجابه بِمَا لم أطل بإيراده هُنَا، وشعره كثير جدا وتصنيفه الْمَاضِي فَاكِهَة الْخُلَفَاء ومفاكهة الظرفاء فِي مُجَلد ضخم فِيهِ عجائب وغرائب على لِسَان الْحَيَوَانَات من أَوَاخِر مَا ألف، وَلما دخل مصر بعد الْخمسين فِي الطَّاعُون وجد غَالب بَيت الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ مَاتَ كزوجته وَأُخْته فرثاهم بقصيدة طنانة على عدَّة قواف وَأظْهر فِي مخالصها من كل قافية إِلَى الْأُخْرَى قُوَّة عَجِيبَة وملكة للنظم لَا ينْهض غَيره لشق غبارها من قافية اللَّام إِلَى قافية الْألف إِلَى الْهَاء إِلَى غَيرهَا تزيد على سبعين بَيْتا أَولهَا: (إلام الدَّهْر يردي بالكمال ... ويوذي بالردى أهل الْكَمَال) 380 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الشهَاب بن محيي الدّين القاهري وَيعرف بِابْن الْأَزْهَرِي الْآتِي أَبوهُ. / بَاشر أوقاف الباسطية وَغَيرهَا بل خطب بمدرستها وَامْتنع اللَّقَّانِيّ حِين جَاءَ عقدانها من الصَّلَاة خَلفه بل أنزلهُ وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع المارداني وَأَظنهُ جَازَ الْأَرْبَعين وَلم يكن بالمرضى فعلا وقولا سامحه الله وإيانا وَاسْتقر بعده فِي الخطابة أخي أَبُو بكر وَكَانَ هُوَ خطيب يَوْم الْمَنْع الْمشَار إِلَيْهِ اتِّفَاقًا فَكَانَ ذَلِك من نَوَادِر الاتفاقيات. 381 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن بن يُوسُف بن هَارُون بن فَرِحُونَ / هَكَذَا أملاه عَليّ مَعَ اخْتِلَاف فِيمَن بعد حسن فَقيل فَرِحُونَ بن عبد الحميد بن رَحْمَة وَقيل غير ذَلِك ولي الدّين أَبُو حَاتِم بن القطب الْقرشِي المهلبي البهنسي القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ عبد الله. ولد فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَسمع على المطرزي والغماري والتنوخي والأبناسي وَابْن الشيخة والعراقي والجوهري فِي آخَرين مِنْهُم أَبوهُ حَسْبَمَا كَانَ يَقُوله، وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وعرضهما على البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والعراقي والأبناسي وَجَمَاعَة، وَحج غير مرّة أولاها فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وجاور وتلا لأبي عَمْرو إِلَى الْأَنْعَام على بعض الْقُرَّاء وَبحث على عبد الْوَهَّاب بن اليافعي من أول التَّنْبِيه إِلَى التَّفْلِيس وعَلى الْبَدْر حسن الزمزمي فِي الْفَرَائِض وَجَمِيع المرشدة فِي الْحساب لِابْنِ الهائم وَقَالَ أَنه سمع حِينَئِذٍ على الْفَقِيه عَليّ

النويري وَالشَّمْس بن سكر واشتغل كثيرا ثمَّ ترك وجاور أَيْضا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَنه سمع بالقلعة على ابْن أبي الْمجد فِي سنة تسع وَتِسْعين وَأَن الشَّمْس بن الصَّالِحِي سَأَلَهُ فِي النِّيَابَة عَنهُ وَأَمَانَة الْمُودع فَأبى تعففا، وَكَانَ مُعظما عِنْد الْخُلَفَاء العباسيين مَعْرُوفا بصحبتهم وَله تردد إِلَى الأكابر وأثرى بعد أَخِيه الْمشَار إِلَيْهِ وتعانى التِّجَارَة وَكَثُرت أَسْفَاره بِسَبَبِهَا وطوف بِلَاد الصَّعِيد وَدخل الاسكندرية ودمياط وَصَارَ من رجال الْعَالم، ورأيته يذاكر فِي مجْلِس شَيخنَا بأسماء الْبلدَانِ وأحوالهم وتراجم أَهلهَا مذاكرة حَسَنَة يربى فِيهَا على غَيره قَرَأت عَلَيْهِ يَسِيرا، وَمَات فِي شعْبَان سنة أَربع وَخمسين بجدة وَدفن بهَا على مَا بَلغنِي وَخلف مَالا جزيلا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حمام. / مضى فِيمَن جده عبد الله بن إِبْرَاهِيم. 382 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حَمْزَة الشهَاب الأشليمي الْمصْرِيّ الجيزي نزيل خروبيتها الشَّافِعِي. / ولد فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة أَو قبلهَا فِي قَرْيَة سمنديل من قرى الغربية وتحول مِنْهَا إِلَى إشليم فَقَرَأَ الْقُرْآن وَكَانَ أَبوهُ أحد مقطعيها ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فَتلا لأبي عَمْرو على الْفَخر البلبيسي والشرف يَعْقُوب الجوشني والزراتيتي، وَحفظ الْحَاوِي وألفية ابْن مَالك وتصريف الْعزي والشاطبية وَبحث الْحَاوِي والمنهاج على الأبناسي ولازمه كثيرا حَتَّى بحث عَلَيْهِ الألفية وَغَيرهَا وَالْحَاوِي فَقَط على الْبَدْر الطنبذي وَحضر دروس السراج البُلْقِينِيّ كثيرا وَسمع على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والعراقي والهيثمي، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَحج قبل الْقرن وَولي مشيخة خانقاه المحسني بالاسكندرية وَأقَام بهَا فَوق السّنة والخانقاه الصلاحية بالفيوم وَأقَام بهَا سِتّ سِنِين وعقود الْأَنْكِحَة بالديار المصرية عَن الْبَدْر بن أبي الْبَقَاء، ثمَّ قطن الجيزة من وَقت جعل الْمُؤَيد الخروبية مدرسة حَتَّى مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة تسع وَأَرْبَعين بعد أَن ضعف بَصَره من حُدُود سنة سِتّ وَأَرْبَعين رَحمَه الله، وَكَانَ فَاضلا صَالحا كثير التِّلَاوَة كَرِيمًا وَحكى أَنه سمع الأبناسي يَقُول للبلقيني أَنه سمع كَلَام الْمَوْتَى فِي قُبُورهم وَذَلِكَ أنني كنت فِي البقيع من الْمَدِينَة الشَّرِيفَة فوقفت عِنْد قبر جَدِيد لأسأل عَن صَاحبه فَقَالَ لي شخص كَانَ يقْرَأ على قبر: يَا سَيِّدي لم تقف عِنْد قبر هَذِه الرافضية قَالَ فَرَأَيْت البُلْقِينِيّ احمر وَجهه وَنزلت دُمُوعه وَقَالَ آمَنت بذلك.

383 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن دَاوُد الشهَاب القليوبي الأَصْل القاهري المولد الْمَكِّيّ المنشأ الشَّافِعِي سبط الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطَّوِيل وَيعرف بِابْن خبطة بِمُعْجَمَة ثمَّ مُوَحدَة مفتوحتين / وَهُوَ لقب لبَعض أجداده لكَونه مرض فأختبط ثمَّ صَحَّ. ولد فِي سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالكاملية وانتقل صُحْبَة أمه وخاله الزين عبد الْغَنِيّ الْآتِي إِلَى مَكَّة قبل استكماله السّنة الأولى فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَحفظ الْعُمْدَة والشاطبيتين وَمن الْمِنْهَاج إِلَى الْجراح والمنهاج الْأَصْلِيّ والكافية وَبَعض الألفية وَعرض بعض محافيظه على الْجمال المرشدي والزين بن عَيَّاش وَجَمَاعَة بِمَكَّة وَالْجمال الكازروني وَغَيره بِالْمَدِينَةِ وَقَرَأَ الحَدِيث بِمَكَّة على التقي بن فَهد وَأبي السعادات بن ظهيرة وَسمع بهَا من أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره من أَهلهَا والقادمين إِلَيْهَا كالزين أبي شعر الْحَنْبَلِيّ وبالقاهرة على ابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَالزَّرْكَشِيّ والشريف عبد اللَّطِيف الفاسي وَقَرَأَ على الشريف النسابة ولازم شَيخنَا فِي قِرَاءَة الْكثير من البُخَارِيّ وَبَعض شَرحه للنخبة وَسَمَاع غَالب التَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وَغير ذَلِك وتلا بِبَعْض الرِّوَايَات على ابْن عَيَّاش والطباطبي ثمَّ جمع بِأخرَة على بعض الْقُرَّاء وَاسْتظْهر حِينَئِذٍ الشاطبية فَإِنَّهُ كَانَ نَسِيَهَا وَأذن لَهُ وَقَرَأَ فِي الْفِقْه قَدِيما على الْكَمَال إِمَام الكامية بِمَكَّة وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الكازروني بِالْمَدِينَةِ والقاياتي والونائي بِمصْر وَحضر دروس أبي السعادات بِمَكَّة وَغَيره وَأخذ عَن الشمني فِي حَاشِيَته على الشفا وَغَيرهَا وعَلى الكازروني قَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا حضر فِيهَا عِنْد الأبدي وَقَرَأَ فِي الْأُصُول على إِمَام الكاملية أَخذ عَنهُ الْكثير من شَرحه للمنهاج الْأَصْلِيّ وَأخذ أَيْضا عَن مظفر الدّين الشِّيرَازِيّ وتولع بفن الْأَدَب وتدرب فِيهِ يَسِيرا بمذاكرة الشهَاب بن صَالح الْمَاضِي وَكَذَا تدرب فِي التوقيع والاسجالات بِأبي السعادات وبرع فيهمَا بوفور ذكائه وفطنته وامتدح أَبَا السعادات وَغَيره ورثى بعض أُمَرَاء مَكَّة وَأَنْشَأَ الْخطب وَترسل عَن سلاطين مَكَّة وَغَيرهم مَعَ الشكالة الْحَسَنَة والمحاضرة اللطيفة وَالْبزَّة الجميلة والذكاء المفرط وَكِتَابَة الْمَنْسُوب، وَقد نَاب فِي قَضَاء جدة وخطابتها عَن الْكَمَال أبي البركات بن ظهيرة واختص بِأبي السعادات من صغره وهلم جرا وحظي عِنْد وتأثل من صناعَة التوقيع وَغَيرهَا ونسبت لَهُ هَنَات لكنه أظهر بِأخرَة التَّوْبَة وانعزل وَأكْثر الطّواف وَالْعِبَادَة والتلاوة ورأيته على خير وَطَرِيقَة جميلَة، وَقد دخل مصر

مرَارًا أَولهَا فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وزار الْمَدِينَة غير مرّة وَأقَام فِي بَعْضهَا أشهرا لَقيته فِي الْحجَّة الأولى بِمَكَّة وعلقت عَنهُ من نظمه ونثره ثمَّ لَقيته ثَانِيًا واستعار الْجَوَاهِر فانتقى مِنْهُ كثيرا وَبَالغ فِي إطرائه وَكتب فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وعَلى مُؤَلفه أَشْيَاء سمع بَعْضهَا مِنْهُ النَّجْم بن فَهد أعجله الْمَوْت عَن تبييضها وَمَا رَأَيْت هُنَاكَ فِي فن الْأَدَب أَذُوق مِنْهُ. مَاتَ على إنابة وَخير وَأَنا بِمَكَّة فِيهَا فِي لَيْلَة ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسبعين مبطونا شَهِيدا وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. وَمِمَّا كتبته من نظمه) يَسْتَدْعِي قاضيه الْجلَال أَبَا السعادات للحضور عِنْده: (قَاضِي الْقُضَاة الشَّرْع يَا أَعلَى الورى ... قدرا وَأَعْلَى رُتْبَة وكمالا) (أَنا اجْتَمَعنَا عاريين فاكسنا ... فجمال مقدمك السعيد جلالا) مِنْهُ: (وَالله وَالله مَا أَعدَدْت لي عددا ... يَوْم الْقِيَامَة تنجيني من النَّار) (سوى شَفَاعَة خير الْخلق قاطبة ... الْمُصْطَفى الْمُجْتَبى من صفوة الْبَارِي) (عَسى بِهِ الله أَن يعْفُو ويصفح عَن ... جُرْمِي وجرمي وأسراري وأسراري) 384 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْمُحب أَبُو الْعَبَّاس وَأَبُو الْفَتْح بن الْجمال أبي حَامِد الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة وَأمه علما ابْنة عَم أَبِيه الشهَاب بن ظهيرة: / ولد فِي أثْنَاء يَوْم الْخَمِيس رَابِع جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَمَانِينَ وسعبمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي سنة تسع وَتِسْعين وكتبا كالمنهاجين والألفيتين والشاطبية وَعرض على جمَاعَة كالأبناسي وَسمع عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ بل وَحضر عِنْده دروسا فِي الْفِقْه وَسمع من ابْن صديق والزين المراغي وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ النشاوري والأميوطي والتنوخي وَابْن حَاتِم والبلقيني وَخلق ولازم دروس أَبِيه نَحْو خمس عشرَة سنة وَبِه انْتفع كثيرا وَقَرَأَ على المراغي الْعمد فِي شرح الزّبد لِابْنِ الْبَارِزِيّ وعَلى الشهَاب الْعمريّ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ مَعَ سَماع جَانب من جمع الْجَوَامِع عَلَيْهِ وَحضر عِنْد أبي عبد الله الوانوغي دروسا كَثِيرَة فِي التَّفْسِير وَالْأُصُول والعربية وَغَيرهَا وَقَرَأَ فِي الْمنطق عَلَيْهِ وَحضر عَنهُ الحسام الأبيوردي فِي الْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَأخذ الْفَرَائِض والحساب والفلك عَن حُسَيْن الزمزمي وَأَجَازَ لَهُ بالإفتاء والتدريس المراغي وَابْن حجي والجلال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ لما حج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين والشهاب الْغَزِّي مُكَاتبَة وبرع وتفنن فِي الْفِقْه والفرائض والحساب وَغَيرهَا وتصدى لنشر الْعلم بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام عِنْد الأسطوانة الْحَمْرَاء فِي سنة تسع

وَثَمَانمِائَة فَحَضَرَ دروسه أهل مَكَّة والغرباء وأثنوا على دروسه فِيهَا، استنابه أَبوهُ فِي الْقَضَاء والخطابة بل نزل لَهُ فِي مرض مَوته عَن تدريس المجاهدية والبنجالية فباشرهما قَرِيبا من عشر سِنِين وَكَانَ وَالِده استنجز لَهُ مرسوما بِأَن يكون نَائِبا عَنهُ فِي حَيَاته مُسْتقِلّا بعد وَفَاته فَحكم لَهُ نَائِب الْحَنْبَلِيّ بِمَكَّة بعد موت أَبِيه فِي رَمَضَان) سنة سبع عشرَة بِصِحَّة هَذِه الْولَايَة الْمُعَلقَة وباشر بهَا أَشْيَاء ثمَّ جَاءَت الْولَايَة لغيره ثمَّ لَهُ فِي شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا فباشر بعفة ونزاهة وَحُرْمَة وَلم يلبث أَن حرف فِي شَوَّال من الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ أُعِيد بعد شهر إِلَى أَن مَاتَ. وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة خيرا دينا عَاقِلا صينا ورعا نزها متواضعا زَائِد التودد كَبِير الْإِنْصَاف قَلِيل الشَّرّ ذكيا فصيحا مُسَددًا فِي فَتَاوِيهِ كثير التَّحْقِيق فِي دروسه جميل المحاضرة حسن التَّصَرُّف فِي الزكوات وَالصَّدقَات يسوى فِي ذَلِك بَين الْقَرِيب والبعيد ذَا وَسْوَسَة فِي الطَّهَارَة وَالصَّلَاة حدث ودرس وَأفْتى، وَردت عَلَيْهِ أَشْيَاء كَثِيرَة من الطَّائِف وَغَيره فَأجَاب عَنْهَا وَله نظم ونثر فَمن نظمه: (دِمَاء حج على أَنْوَاع أَرْبَعَة ... تفصيلها فِي خلال النّظم منثور) الأبيات. وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ صاحبنا ابْن فَهد، وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ: قَاضِي مَكَّة وَابْن قاضيها ومفتيها وَابْن مفتيها قَالَ وَكَانَ ماهرا فِي الْفِقْه والفرائض والحساب والفلك حسن السِّيرَة فِي الْقَضَاء قَالَ وخلت مَكَّة بعده مِمَّن يُفْتِي فِيهَا على مَذْهَب الشَّافِعِي زَاد فِي مَوضِع آخر وَكَذَا انقرض بِمَوْتِهِ الذُّكُور من نسل جمال الدّين، وَكَأَنَّهُ لم يستحضر وَلَده أَبَا الْفَتْح مُحَمَّد الْآتِي أَو لصغره سِيمَا وَقد مَاتَ تلوه بِخَمْسَة وَخمسين. وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ التقي الفاسي وَقَالَ أَنه لم يخلف بعده مثله وَذكره ابْن قَاضِي شُهْبَة وَآخَرُونَ كالمقريزي فِي عقوده وَقَالَ نعم النَّاس نزاهة وديانة وَخيرا وإنصافا وَحسن فَضِيلَة وَجَمِيل محاضرة تردد إِلَيّ فحجت سنة خمس وَعشْرين وأهدي إِلَيّ. مَاتَ بعد تمرض نَحْو أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن عشر ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة ونادى الْمُؤَذّن بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَوق زَمْزَم وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر، تقدم النَّاس الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى الكفيري الدِّمَشْقِي وَدفن بالمعلاة عِنْد أَبِيه وجده بجوار قبر جده مقرئ مَكَّة الْعَفِيف عبد الله الدلاصي وَكثر الأسف عَلَيْهِ لمحاسنه رَحمَه الله وإيانا. 385 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمُنعم الشريف الشهَاب بن الشَّمْس بن الْكَمَال الحسني الجرواني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي عَاشر رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج

الفرعي وَعرض على ابْن الملقن والبدر بن أبي الْبَقَاء وَغَيرهمَا، وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد الأبناسي والقويسني وَجَمَاعَة وناب فِي الحكم عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ وَغَيره، وَحج مرَارًا وزار الْقُدس والخليل، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا ثمَّ ترك وَكَانَ أحد صوفية البيبرسية نير الشيبة حسن الْهَيْئَة أجَاز لي. وَمَات فِي حُدُود الْخمسين وَحكى لي أَن الأبناسي كتب بِحَضْرَتِهِ على فتيا ثمَّ بعد توجه السَّائِل تذكر أَنه أَخطَأ فتألم وَأرْسل فِي طلبه فَلم يُوجد فَمَا كَانَ يعد يسير إِلَّا وَقد جَاءَهُ السَّائِل وَأخْبر بِأَن تِلْكَ الورقة سَقَطت فِي الْبَحْر فسر بذلك وَكتب لَهُ بِالْجَوَابِ فَكَانَت من النَّوَادِر. 386 - احْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن أبي الْفَتْح بن أبي البركات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْقسم بن حسن بن عبد الْقوي البجائي التّونسِيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِأبي الْعَبَّاس بن كحيل / ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بتونس وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلا الْفَاتِحَة على أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُسَافر العامري وَقَالَ أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ المسلسل، وتلا بالسبع وَيَعْقُوب على أبي الْقسم بن أَحْمد الْبُرْزُليّ وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن مَسْعُود الْقرشِي عرف بِابْن قرشية وَأبي عبد الله الشقوري وَأبي مُحَمَّد القلاق فِي آخَرين، وَأَعْلَى مَا عِنْده فِي ذَلِك طَرِيق الْحَرَمَيْنِ قَرَأَ بهَا على أبي الْقسم بن مَيْمُون الْمَعْرُوف بالفلاحي بَينه وَبَين ابْن وضاح ثَلَاثَة أنفس وَأخذ النَّحْو عَن أبي عبد الله الصنهاجي صَاحب الجرومية بِحَيْثُ عَلَيْهِ الْجمل للزجاجي والمقرب لِابْنِ عُصْفُور وَغَيرهمَا وَأبي الْحسن الأندلسي الْمَعْرُوف بسمعت بحث عَلَيْهِ ألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا والمنطق وَعلم الْكَلَام عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن خلفة الْآتِي بِالضَّمِّ وآباء الْعَبَّاس العرجوني والبسيلي والشماع وَعَن الْأَخيرينِ والأبي وَأبي الْعَبَّاس المدغري أصُول الْفِقْه وَعَن الصنهاجي وَأبي الْقسم الْبُرْزُليّ والعبدوسي وَأبي يُوسُف يَعْقُوب الزعبي وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن مَرْزُوق العجيسي وَغَيرهم الْفِقْه وَعَن الشماع والمرغدي وَأبي الْفضل بن الإِمَام وَغَيرهم الْمعَانِي وَالْبَيَان كل ذَلِك بقرَاءَته وَعلم الهندسة حضورا وسماعا عَن ابْن مَرْزُوق بل سمع فِي مَجْلِسه غَالب مَا كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ من عُلُوم شَتَّى وَكَذَا على أبي الْقسم العقباني، وَأما علم الوثائق وَالْأَحْكَام وَمَا يتَعَلَّق بذلك فَأَخذه عَن المعمر أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الخزرجي وَيعرف بِابْن الْحَاج، وَسمع الحَدِيث على أبي زَكَرِيَّا يحيى بن مَنْصُور وَأبي عبد الله بن مُسَافر وَأبي الْقَاسِم الأندلسي والشريف أبي عبد الله التلمساني وَسمع بحث ابْن الصّلاح على أبي مُحَمَّد عبد الْوَاحِد العرياني وَمن شُيُوخه أَيْضا أَبُو عبد الله السماد

وَالْقَاضِي أَبُو مهْدي الغبريني وَأَبُو بكر العبري وَفِي شُيُوخه كَثْرَة وَلَقي شَيخنَا فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وأنشده قَوْله: (قد فزتم بَين الْأَنَام وحزتم ... رهن السباق بنشر فتح الْبَارِي) (فَالله يكلؤكم وَيبقى مجدكم ... ويحوطكم من أعين الأغيار) وصنف متْنا فِي الْفِقْه سَمَّاهُ الْمُقدمَات فِي مُجَلد لطيف وكتابا فِي الوثائق سَمَّاهُ الوثائق العصرية وَفِي التصوف سَمَّاهُ عون السائرين إِلَى الْحق، ولقيته بِالْقَاهِرَةِ فِي جَامع الْأَزْهَر فَكتبت عَنهُ مَا تقدم وَغَيره، وَكَانَ فَاضلا مفوها طلق الْعبارَة حسن المحاضرة بهي المنظر حسن الْخَبَر والمخبر وَالْغَالِب عَلَيْهِ التصوف وَالصَّلَاح وَقد ألزمهُ صَاحب تونس فِي السّنة الْمشَار إِلَيْهَا أَن يكون قَاضِي الركب وبلغنا أَنه مَاتَ قريب سنة تسع وَسِتِّينَ، وَله أقَارِب عُلَمَاء مصنفون رَحمَه الله وإيانا. 387 - أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن الْعَفِيف عبد الله بن القَاضِي تفي الدّين أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الشهَاب بن الْجمال الْقرشِي الْعمريّ الْحرَازِي الْمَكِّيّ. / سمع من الزين المراغي فِي سنة أَربع عشرَة الْخَتْم من مُسلم وَأبي دَاوُد. مَاتَ بهَا فِي عصر يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشري شَوَّال سنة تسع وَخمسين. 388 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن التقي مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب الْقرشِي الْعمريّ الْحرَازِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ابْن عَم الَّذِي قبله. / مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَالِث رَجَب سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد أَيْضا، وَهُوَ مِمَّن لَازم البرهاني بن ظهيرة وانتفع بِهِ وانجذب ثمَّ صَحَّ. رَحمَه الله. 389 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْعمريّ الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ لخواص الْآتِي أَبوهُ. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 390 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس القلشاني المغربي الْمَالِكِي أَخُو عمر الْآتِي. / مِمَّن أَخذ عَن عِيسَى الغبريني وَغَيره كَابْن عَرَفَة وَتقدم بِحَيْثُ شرح ابْن الْحَاجِب والرسالة، ولي قَضَاء الْجَمَاعَة بتونس بعد مُحَمَّد بن عِقَاب الْمُتَوَلِي بعد عمر أخي صَاحب التَّرْجَمَة ثمَّ صرف بِابْن أَخِيه مُحَمَّد بن عمر الْآتِي وَلزِمَ

الْإِمَامَة بِجَامِع الزيتونة والفتيا حَتَّى مَاتَ بعد السِّتين بل قَالَ ابْن عزم سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ، أفادني تَرْجَمته بعض تلامذته مِمَّن أَخذ عني. أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله التَّاج السكندري بن الْخَرَّاط. / فِيمَن جده أَحْمد بن عبد الله بن عمر. 391 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن صَلَاح الدّين الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / خطيب جَامع ابْن ميالة بِالْقربِ من بَين السورين. مِمَّن أَخذ الْفِقْه عَن الأبناسي والطبقة وأصول الْفِقْه والفرائض والعربية وَغَيرهَا عَن غير وَاحِد وَاخْتصرَ شرح الشذور وناب فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ وَجلسَ بِأخرَة فِي حَانُوت الشَّافِعِيَّة ظَاهر بَاب الشعرية وخطب بالجامع الْمَذْكُور وَسكن فِيهِ وتصدى بِهِ لإشغال الطّلبَة وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الِابْتِدَاء الْفَخر عُثْمَان المقسي وَابْن قَاسم وَكَذَا أَبُو الْبَقَاء بن الْعلم البُلْقِينِيّ. وَكَانَ إِمَامًا بارعا فِي الْفِقْه وأصوله والفرائض والعربية وَالصرْف مَعَ النّسك وَالْعِبَادَة وَالصَّلَاح واعتقاد النَّاس فِيهِ وَكَانَت بَينه وَبَين الظَّاهِر جقمق وَهُوَ أَمِير صُحْبَة فَلَمَّا اسْتَقر امْتنع من الصعُود إِلَيْهِ. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَأَرْبَعين. أرخه المقريزي وسمى وَالِده صَالح بن تَاج الدّين وَكَأَنَّهَا كَانَت صَلَاح فتحرفت وتاج الدّين لقب جده وَقَالَ كَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه والفرائض والنحو وَله سلوك ونسك وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد ودرس وخطب مُدَّة رَحمَه الله. أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشهَاب بن الناصح. / يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد لَا عبد الله. 392 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشهَاب الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الذنابي. / مِمَّن أَخذ عني. 393 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشهَاب المغراوي الْمَالِكِي. / كَانَ عَالما بالفقه وأصوله والنحو وَأخذ عَنهُ الْجلَال البُلْقِينِيّ وَالْجمال الطيماني وَكَانَ يُعَارض ابْن خلدون فِي أَحْكَامه ويفتي عَلَيْهِ ويناظره وَكَانَ الْعِزّ بن جمَاعَة يعظمه كثيرا وَأما هُوَ فَيَقُول مَتى كَانَ الْعِزّ إِنَّمَا اشْتغل على كبر وَكَانَ جنديا وَأَنا اشتغلت قبله بِزَمَان، وَمَعَ فَضله كَانَ خاملا جدا لأمور مِنْهَا أَنه كَانَ مِمَّن صحب السالمي وَتمكن مِنْهُ وعادى بِسَبَبِهِ أكَابِر الدولة فَلَمَّا ذهب السالمي آذوه سِيمَا مَعَ عدم تردده للأكابر وتحامقه عَلَيْهِم، وَقدم دمشق فِي سنة أَربع عشرَة وَنزل بِالْمَدْرَسَةِ الزنجيلية وَأخذ عَنهُ الطّلبَة ثمَّ عَاد لبلده وَترك الِاشْتِغَال بِحَيْثُ قل استحضاره وَمَعَ ذَلِك فَقَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة أَنه لم يتْرك بِمصْر وَالشَّام فِي الْمَالِكِيَّة مثله. مَاتَ فِي شَوَّال سنة عشْرين وَقد قَارب السّبْعين، وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ: أَحْمد بن أبي أَحْمد المغراوي الْمَالِكِي اشْتغل كثيرا وبرع فِي الْعَرَبيَّة

وَغَيرهَا وشارك فِي الْفُنُون وشغل النَّاس وَعين مُدَّة للْقَضَاء فَلم يتم ذَلِك. مَاتَ فِي تَاسِع عشر شعْبَان. وَنقل ابْن قَاضِي شُهْبَة عَن الشَّيْخ محيي الدّين الْمصْرِيّ حِكَايَة أَنه سمع صَاحب التَّرْجَمَة يَحْكِي أَنه حضر مجْلِس ابْن عَرَفَة فَقَالَ لأَصْحَابه يَوْمًا بعد تَقْرِير شَيْء: من يعْتَرض على هَذَا بِدُونِ مُحَابَاة فَانْتدبَ أَبُو عبد الله بن مَنْصُور لانتقاده فَرده ابْن عَرَفَة واستمرا فِي الْمُعَارضَة بَقِيَّة الدَّرْس ثمَّ كَذَلِك فِي كل من الْأَيَّام الثَّلَاثَة بعده إِلَى أَن أغْلظ ابْن عَرَفَة على ابْن مَنْصُور وَشَتمه وَهُوَ لَا يَنْفَكّ عَن انتقاده بل قَالَ لَهُ هَذَا الْكَلَام لَا يردني فَإِن كنت تردني بِغَيْرِهِ فافعل فَمَا وَسعه إِلَّا أَن قَالَ لَهُ الْحق مَعَك فِي كل مَا قلت ثمَّ أذن لَهُ بالإفتاء فَقَالَ بعض الْحَاضِرين أما كَانَ هَذَا فِي الْيَوْم الأول ووفرت لنا دروسنا فِي هَذِه الْأَيَّام فَقَالَ إِنَّمَا أردْت أتيقن أهوَ ثَابت أَو مزلزل حَتَّى علمت تمكنه أَو نَحْو هَذَا، وَلم يلبث شغور تدريس فَشهد لَهُ بِانْفِرَادِهِ باستحقاقه وولاه لَهُ وَحضر ابْن عَرَفَة مَعَه قَالَ المغراوي وَكنت مِمَّن حضر مَعَهُمَا. وَعَن الشّرف عِيسَى الْمَالِكِي القَاضِي أَن المغراوي بحث مَعَ الْبِسَاطِيّ فِي مَسْأَلَة فَقَالَ لَهُ أعرفهَا وَأَنت فِي مغراوة خلف الْبَقر فَقَالَ لَهُ يَا جَاهِل يَا ولد خرى مغراوة مَا فِيهَا بقر قطّ أُولَئِكَ عرب أَصْحَاب إبل ترحل وتنزل وَأما أَنا فوَاللَّه الْعَظِيم هُوَ ذَاك الَّذِي أعرفهَا وَأَنت فِي بِسَاط ترعى الْبَقر. 394 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشهَاب النفطي الْمدنِي. / كَانَ أَمينا على حواصل الْحرم النَّبَوِيّ وخدام الْحرم وَله ملاءة وَأَوْلَاده بِالْمَدِينَةِ تردد مها إِلَى مَكَّة لِلْحَجِّ مرَارًا فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة فِي أثْنَاء السّنة وَأقَام بهَا إِلَى أَن خرج إِلَى الْحَج ثمَّ توفّي بمنى بعد وُقُوفه بِعَرَفَة فِي أَيَّام التَّشْرِيق مِنْهَا وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السِّتين ظنا، وَهُوَ مِمَّن سمع بِالْمَدِينَةِ من قاضيها الْبَدْر بن الخشاب. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة. 395 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الطّيب التّونسِيّ وَيعرف بالسقطي. / مِمَّن أَخذ عني بِالْمَدِينَةِ. أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بلكا. / فِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن بلكا. 396 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم الشهَاب البوصيري القاهري الْمَالِكِي / مِمَّن طلب بِنَفسِهِ ورافق الأقفهسي ثمَّ شَيخنَا وَوَصفه الْفَخر عُثْمَان الْبرمَاوِيّ من أَئِمَّة الْقُرَّاء بالشيخ المقريئ وَكَأَنَّهُ قَرَأَ الْقرَاءَات وَكَانَ عِنْده أَجزَاء كَثِيرَة وَيُقَال لَهُ بِكَوْنِهَا ألفا أَو أَلفَيْنِ بل كتب بِخَطِّهِ بعض الْأَجْزَاء رَأَيْت جُزْءا أرخ كاتبته فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَهُوَ سقيم جدا مَعَ نَقله من خطّ صَحِيح جدا. أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُهَيْمِن / كَذَا رَأَيْته فِي نُسْخَة من عُقُود المقريزي وَسَيَأْتِي بِزِيَادَة مُحَمَّد قبل الْمُهَيْمِن. 397 - أَحْمد بن الْبَهَاء مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن بن خَليفَة أَبُو الْعَبَّاس الدكالي الْمَكِّيّ

أَخُو أبي الْفضل وَمُحَمّد. / ولد فِي أَوَائِل عشر السّبْعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فِي كَفَالَة السيدة أم الْحُسَيْن ابْنة أَحْمد بن الرضي الطَّبَرِيّ على وَجه جميل وَسمع على الْعِزّ بن جمَاعَة فَلَمَّا بلغ واستقل بِنَفسِهِ رغب لأخويه عَمَّا يَخُصُّهُ من الْوَظَائِف والصرر بِمَال أذهبه فِيمَا لَا فَائِدَة فِيهِ ثمَّ خدم الدولة بِمَكَّة من بني حسن وتزيا بزيهم فِي اللبَاس وَغَيره وتنقل فِي خدم أنَاس مِنْهُم ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَسكن بِبَعْض الرَّبْط بِمَكَّة متجرعا ألم الْفقر وَالْحَاجة إِلَى أَن توجه إِلَى الينبع فِي أثْنَاء سنة عشْرين فَأَقَامَ هُنَاكَ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَقد بلغ السِّتين أَو جازها، وَقد دخل مصر غير مرّة واليمن فِيمَا أَحسب. ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَقَالَ وَمَا إخَاله حدث وَلَكِن أَظُنهُ أجَاز لي. 398 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن يُوسُف الشهَاب بن القَاضِي فتح الدّين أبي الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو سعد وَسَعِيد وَعبد الله وَمُحَمّد وَهُوَ وَسَعِيد أفضل أخوتهما. / مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَلم يعقب ذكرا. أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبِّيَّة الْمَقْدِسِي. / يَأْتِي بِإِثْبَات مُحَمَّد ثَان قبل عبِّيَّة. 399 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَيُّوب شهَاب الدّين الأشليمي ثمَّ القاهري أَخُو الشّرف مُحَمَّد الْأصيلِيّ والنور عَليّ الأشليمي ووالد النَّجْم مُحَمَّد. / نَشأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَتكلم فِي أوقاف أَخِيه فَحَمدَ تصرفه وطاب أمره مَعَ تَقْصِيره عَن أَخَوَيْهِ فِي الِاشْتِغَال فِي الْجُمْلَة وتأخره عَنْهُمَا فِي السن وَله حرص على الْجَمَاعَة وإقبال على شَأْنه وملازمة لتصوفيه ووظائفه. 400 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان الشهَاب بن الْمُحب القرمي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد وَيعرف كأبيه بِابْن الْأَشْقَر. / اسْتَقر فِي مشيخة الخانقاه السرياقوسية عوضا عَن أَبِيه وانفصل عَنْهَا ثمَّ أُعِيد ثمَّ رغب عَنْهَا لِأَخِيهِ الْأَصْغَر وَكَانَ مخمول الحركات مبذرا. 401 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله وَقيل أَيُّوب بدل عبد الله الشهَاب بن القَاضِي أصيل الدّين الأشليمي القاهري وَالِد نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن أصيل. / نَاب فِي الحكم وَمَات فِي صفر سنة تسع عشرَة مطعونا. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 402 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عمر بن عبد الله النابلسي الأَصْل الْمَقْدِسِي نزيل غَزَّة وَيعرف بِابْن عُثْمَان الخليلي. / ولد فِي ثامن عشري رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع بإفادة أَخِيه الْمُحدث برهَان الدّين المترجم فِي الْمِائَة قبلهَا على الْمَيْدُومِيُّ وَالشَّمْس مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم الْقرشِي الذَّهَبِيّ سمع عَلَيْهِ جُزْء الغطريف والبهاء مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان خطيب بَيت الْآبَار سمع عَلَيْهِ اقْتِضَاء الْعلم الْعَمَل

للخطيب والْعَلَاء عَليّ بن أَيُّوب بن مَنْصُور الْمَقْدِسِي تلميذ النَّوَوِيّ وَفَاطِمَة وحبيبة ابْنَتي إِبْرَاهِيم بن عبد الله أبي عمر والبرهان بن جمَاعَة وَالْفَخْر النويري وَآخَرين كالعلائي سمع عَلَيْهِ كتبا من تصانيفه مِنْهَا القَوْل الْحسن فِي بعث معَاذ إِلَى الْيمن وَتَحْقِيق المُرَاد فِي أَن النَّهْي يَقْتَضِي الْفساد، وَأَجَازَ لَهُ الْمزي والذهبي وَعبد الْقَادِر بن القرشية ويوسف المعدني وَابْن السديد وَأَبُو نعيم الأسعردي وَجَمَاعَة من الشاميين والمصريين. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: وَكَانَ دينا صَالحا فَاضلا خَبِيرا بِبَعْض الْمسَائِل مُنْقَطِعًا بمسجده الَّذِي بناه بغزة مَقْبُول القَوْل فِي أَهلهَا اجْتمعت بِهِ فِيهِ وَعرفت بركته وقرأت عَلَيْهِ أَشْيَاء مِنْهَا المسلسل، زَاد فِي أنبائه: وَكَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد وَنعم الشَّيْخ كَانَ وسمى الَّذِي بناه جَامعا. وَكَذَا ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَقَالَ أَنه سمع مِنْهُ فِي رحلته الأولى بغزة وَكَانَت لَدَيْهِ فَضِيلَة وَله شهرة فِي الصّلاح وَالْخَيْر وَبَلغنِي أَنه ينتحل فِي التصوف مَذْهَب ابْن عَرَبِيّ وَذكر لي أَنه قدم مَكَّة مرَارًا وجاور بهَا ثمَّ حج فِي سنة أَربع وَأقَام بِمَكَّة حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس مستهل صفر سنة خمس بمنزله برباط الدمشقية بِأَسْفَل مَكَّة وَصلى عَلَيْهِ ضحى وَدفن بالمعلاة شهِدت الصَّلَاة عَلَيْهِ ثمَّ دَفنه وَله اثْنَان وَسَبْعُونَ سنة. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَزَاد فِي نسبه عليا بعد عمر. 403 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عثمن بن عمر الشهَاب الأبوصيري المسيري الأَصْل الْمحلي ثمَّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بالمسيري. / ولد فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالمحلة وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على الْمَنَاوِيّ والبلقيني والأقصرائي فِي آخَرين وَأخذ عَن الْبَدْر حسن الضَّرِير ثمَّ عَن الشّرف عبد الْحق السنباطي والجوجري ولازم ابْن قَاسم فِي كتب كَثِيرَة سردها وَالْفَخْر المقسي والعبادي فِي آخَرين وَكَانَ انتفاعه فِي الْفِقْه بالمقسي وَقَرَأَ على الشهوي والشرق العبر مكيني فِي التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وَسمع على الْعَلَاء الحصني فِي الْكَلَام وَكَذَا أَخذ عَن الديمي وكاتبه وتميز فِي فنون سِيمَا الْفِقْه وأقرأ بعض الطّلبَة بل صَار مِمَّن يقسم عَلَيْهِ وَقَرَأَ الحَدِيث بِبَعْض أَمَاكِن الْمحلة وَصَارَت لَهُ وجاهة فِيهَا وَبَين كثير من الْفُضَلَاء مَعَ خير فِي الْجُمْلَة، وَحج فِي سنة أَربع وَتِسْعين ثمَّ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَرجع فِي كليهمَا وتكرر تردده إِلَيّ فيهمَا أَيْضا. 404 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن الْجمال يُوسُف بن إِبْرَاهِيم الشهَاب التبريني ثمَّ الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بالتبريني. / ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بتبرين

وَرجع وَهُوَ صَغِير مَعَ أَبَوَيْهِ) إِلَى حلب فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي جَامعهَا بمحراب الْحَنَابِلَة وَالْمُخْتَار وَالْفِقْه الْأَكْبَر فِي أصُول الدّين والكافية وتصريف الْعزي واشتغل عِنْد ابْن أَمِير حَاج وَغَيره وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب على يُوسُف الأسعردي ولازم الْكَمَال الأردبيلي نزيل حلب الشَّافِعِي فِي فنون وَقدم علينا من حلب مرافقا للمحيوي عبد الْقَادِر بن الْأَبَّار فَقَرَأَ على شرح النخبة بِتَمَامِهِ بحثا وَجل الْمَقَاصِد الْحَسَنَة وَسمع على فِي الْبَحْث غَالب شرحي للألفية وَبَعض الصَّحِيحَيْنِ وَغير ذَلِك بل قَرَأَ عَليّ أَمَاكِن من الْكتب السِّتَّة والموطأ ومسند الشَّافِعِي ومسند أَحْمد وَشرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي والأذكار والرياض وَمن لَفْظِي المسلسل وعشاريين ومسلسل الصَّفّ وحديثا لأبي حنيفَة: وأنشدني لنَفسِهِ يخاطبني مِمَّا فِيهِ بعض خلل: (سما فضلك اسْتَقر بهَا شهب ... الْمعَانِي حسادك فِي عكس ونكس) (غَدَوْت مَحْمُودًا وَأَنت مُحَمَّد ... وناهيك فخرا بِمن رقي الْعَرْش والكرسي) (مدحت الشهَاب تكرما وَلَكِن مَا ... نِسْبَة الشهَاب فِي الْمَدْح للشمس) وَقَوله: (لَئِن فضلت البشاشة على الْقرى ... فَهِيَ وَهُوَ مَعَ السخاوي أفضل) وَله مُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف مَعَ عقل وأدب وَرُبمَا اتّجر وَكتبه واصلة إِلَيّ مَعَ أخباره. 405 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الشهَاب النحريري ثمَّ القاهري الضَّرِير نزيل الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة / وَمن بقايا شيوخها المكثرين من الْجُلُوس ببابها. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ رَابِع رَجَب سنة تسع وَسبعين عَن سنّ عالية سامحه الله وإيانا. 406 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان البربهاري الْمَكِّيّ الدهان وَيعرف بجده. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة سبع وَسبعين. أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان المزملاتي. / فِي من جده الياس. 407 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب القاهري الْوَاعِظ وَيعرف بِابْن القرداح، / وَرُبمَا قيل لَهُ القرداح بِضَم الْقَاف ومهملات وَهُوَ لقب أَبِيه. ولد بعد الثَّمَانِينَ أَو فِي حُدُودهَا وَجزم شَيخنَا فِي تَارِيخه نقلا عَنهُ بِأَنَّهُ سنة ثَمَانِينَ، ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي فنون كالموسيقا وَغَيرهَا، وَأخذ علم الْمِيقَات وَغَيره عَن الْجمال المارداني، وَعلم الْفلك عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن أَيُّوب رَئِيس الْجَامِع الْعمريّ بِمصْر وَضرب فِي كثير من الْفُنُون بِنَصِيب ونظم ونثر) النّظم الْوسط فَمَا دونه وَسمعت أَنه بحث اقليدس بِكَمَالِهِ على ابْن المجدي وانْتهى إِلَيْهِ حسن الإنشاد فِي زَمَانه مَعَ قبُول الْوَجْه وَالْكَلَام والفصاحة ورخامة الصَّوْت وَحسن

الشكل وَله الْيَد الطُّولى فِي الضَّرْب بِالْعودِ والبراعة فِي ضرب السنطير، وَكَانَ الْمُؤَيد شيخ يمِيل إِلَيْهِ وَيَأْخُذهُ مَعَه فِي منتزهاته وخلواته وباشر التأذين وَالتَّسْبِيح عِنْده فَكَانَ لَا يتَمَكَّن من الْأكل على سماطه لشرف نَفسه فضلا عَن تعَاطِي الخطف كَغَيْرِهِ وَلذَا قَالَ مُخَاطبا لناصر الدّين بن الْبَارِزِيّ: (ارْحَمْ عبيدا ذاب من ألم العنا ... والجوع والتسهيد والتبريح) (هبني عملت مُؤذنًا لكنني ... بشر وَلست أعيش بالتسبيح) كتب عَنهُ غير وَاحِد، قَالَ شَيخنَا أَنه من مفاخر الديار المصرية فِي حسن الإنشاد لَا يفوقه أحد من أهل الْعَصْر فِيهِ وَلم يكن بِمصْر وَالشَّام فِي هَذَا الْوَقْت أحد يُسَاوِيه فِيمَا اجْتمع فِيهِ من طيب النغمة وَمَعْرِفَة الْفَنّ وَاجْتنَاب اللّحن واختراع التلحين الَّذِي لم يسْبق إِلَيْهِ قَالَ ونظم الشّعْر فَكَانَ رُبمَا يدْرك مِنْهُ الْوسط المقبول وَالْكثير مِنْهُ سفساف وَلَكِن كَانَ يسهله بِحسن إنشاده، قَالَ وَقد حضر مجَالِس الحَدِيث وَسَمعنَا من نظمه الْكثير ومدحني بِأَبْيَات عدَّة مرار وطارحني بِأَبْيَات تائية فوقانية معتذرا عَن قَضِيَّة اتّفقت لَهُ وأبرزها فِي قالب الاستفتاء، وَقَالَ فِي تَارِيخه وَكَانَ يعْمل الألحان وينقل كثيرا مِنْهَا إِلَى مَا ينظمه فَإِذا اشْتهر وَكثر الْعَمَل بِهِ تحول إِلَى غَيره، وَلم يسق شَيخنَا فِي تَارِيخه نسبه بل اقْتصر على أَحْمد بن مُحَمَّد ثمَّ قَالَ ابْن عبد الرَّحْمَن وَأما فِي مُعْجَمه فَقَالَ بعد مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن وَفِيه قلب. مَاتَ فِي يَوْم السبت خَامِس عشر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ فِي الطَّاعُون بعد أَن أسْرع إِلَيْهِ الشيب والهرم وَخلف مَالا جزيلا وكتبا تزيد على ألف مُجَلد سوى مَا اختلس فِيمَا قيل مِنْهَا، وَأورد لَهُ شَيخنَا من نظمه فِي مُعْجَمه: (الْحَمد لله طَابَ الْعَيْش وابنسطت ... نفوسنا حِين زَالَ الْهم وانصرفا) (ببرء قَاضِي الْقُضَاة الْعَالم الْعلم ال ... بَحر الخضم وَمن للرسل قدخلفا) (قد أظهر الله فِي توعيكه عجبا ... لِلْخلقِ شاع جهارا لَيْسَ فِيهِ خفا) (لما شكا جِسْمه نقصا فشابهه ... بَحر الْقيَاس وَولي يطْلب التلفا) (وَحين عوفي زَاد الْبَحْر وانحدرت ... أمواجه ثمَّ نلنا فرحة ووفا) وَقد ذكره الْعَيْنِيّ فَقَالَ الْوَاعِظ الْفَائِق لم يكن مثله فِي زَمَانه مَعَ اشْتِغَاله بِبَعْض الْعلم. وأغفله المقريزي من تَارِيخه وَهُوَ عَجِيب وَلكنه أوردهُ فِي عقوده بِاخْتِصَار وَقَالَ كَانَ لي بِهِ أنس وأرخ مَوته فِي شَوَّال. 408 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُوسَى الشهَاب بن فتح الدّين أبي الْفَتْح الأبشيهي الْمحلي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وأخو الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي وسبط الشهَاب

بن العجيمي الْمَاضِي الْوَاعِظ وَيعرف بالأبشيهي. / ولد بالمحلة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ بِبَلَدِهِ عَن يَعْقُوب الرُّومِي فِي النَّحْو وَالصرْف وَعَن خَاله أوحد الدّين فِي الْفِقْه وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على النظام الْحَنَفِيّ فِي الْعَرَبيَّة وعَلى التقي الحصني فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وعَلى الْجلَال الْمحلي فِي شرحيه للمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وَكَذَا أَخذ عَن الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَآخَرين قَلِيلا مِنْهُم الزين زَكَرِيَّا وَمِمَّا أَخذ عَنهُ القطب شرح الشمسية والمختصر للتفتازاني وَفِي الْعَضُد وَغير ذَلِك وَيُقَال أَن جلّ انتفاعه إِنَّمَا كَانَ بِهِ مَعَ مزاحمة صَاحبه مَعَ مُحَمَّد الطنتدائي الضَّرِير وَمن شُيُوخه أَيْضا السنهوري الْمَالِكِي وَأَبُو السعادات البُلْقِينِيّ وَسمع على أم هاني الهورينية وَغَيرهَا وبرع وناب فِي الْقَضَاء وَأكْثر من التَّرَدُّد للأمير تمراز وخدمته فَلَمَّا مَاتَ الْبَدْر بن الْقطَّان وَكَانَ إِذْ ذَاك رَأس نوبَة النوب قَرَّرَهُ فِي تدريس الشَّافِعِيَّة بالشيخونية وَقَامَ الْجلَال الْبكْرِيّ وَقعد وأفحش عماد الْكرْدِي وَأبْعد فَلم يلْتَفت النَّاظر لذَلِك وَاسْتمرّ خاطر الْجلَال مغيرا مِنْهُ بِحَيْثُ شافهه بالمكروه وقابله هُوَ بِنَحْوِهِ، وَلم يحمد الْعُقَلَاء ذَاك مِنْهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ صغَار المشتغلين فِي التَّقْسِيم وَغَيره سِيمَا بعد اسْتِقْرَار شَيْخه زَكَرِيَّا فِي المنصب فَإِنَّهُ صَار بِيَدِهِ الْوَصْل وَالْقطع والتقديم وَالتَّأْخِير وَعين عَلَيْهِ الْأُمُور المهمة النافعة وَأظْهر التعفف مَعَ إِخْبَار بعض المعتبرين لي مِمَّن وثق هُوَ بِهِ بتعاطيه على يَدَيْهِ وَصَارَ بَيته مجمعا خُصُوصا وَابْن قَاسم أحد نواب الْمَالِكِيَّة جَاره وصهره وَابْن خَالَته ونقيب الشَّافِعِي الْعَلَاء الْمحلي صَاحبه وعشيره وَاسْتقر فِي تربة طشتمر حمص أَخْضَر وَكَذَا فِي تدريس الألجيهية بكلفة لناظرها عقب ابْن المرخم وَلَكِن قَامَ عَلَيْهِ الأتابك حمية لولد الْمُتَوفَّى إِلَى أَن أعذر ثمَّ لم يلبث الْوَلَد أَن رغب عَنْهَا لغيره واسترضى هَذَا بل قَرَّرَهُ القَاضِي فِي تدريس الحَدِيث بالأشرفية الْقَدِيمَة بعد أبي السعادات البُلْقِينِيّ وَفهم عَن الشهَاب الْغَضَب لذَلِك فَبَالغ فِي قبولي لَهُ ورغبته عَنهُ فَمَا سمحت نَفسِي بذلك وَلما قبض على جمَاعَة أستاذه كَانَ هُوَ مِنْهُم ثمَّ أطلق دونهم. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ عَاقِلا متوددا وَلَكِن كَانَت نَفسه تحدثه بِالْقضَاءِ الْأَكْبَر فعوجل. وَمَات بعد تعلله فِي تَاسِع عشر ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين، وَدفن بحوش صوفية) سعيد السُّعَدَاء وَاسْتقر بعده فِي الشيخونية الْجلَال بن الْأَمَانَة وَفِي الأشرفية ابْن القَاضِي وَابْن أخي الْمَيِّت رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 409 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن نَاصِر الشهَاب الدرشابي الأَصْل نِسْبَة لبلدة بالبحيرة السكندري الْمَالِكِي. / ولد بهَا سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمختصر والرسالة وَالثلث من ابْن الْحَاجِب والجرومية وألفية النَّحْو

وَعرض على جمَاعَة وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على أبي الْقسم النويري والزين طَاهِر والولوي السنباطي والأبدي والنور الْوراق وَأبي الْفضل المغربي وَأحمد بن يُونُس وَآخَرين وَبَعْضهمْ أَكثر من بعض وَفِي الْعَرَبيَّة على ابْن يُونُس والأبدي وَكَذَا عَن الشمني وَفِي الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود وَالشَّمْس بن جنيبات وَسمع على شَيخنَا والأمين الأقصرائي والزكي الْمَنَاوِيّ بل قَرَأَ على السَّيِّد النسابة فِي البُخَارِيّ وعَلى ابْن يفتح الله الْمُوَطَّأ وَغَيره كَمَا أملي على ذَلِك كُله مِمَّا لم أعرف شَيْئا مِنْهُ وَكَذَا سمع مني المسلسل بِشَرْطِهِ وَقَرَأَ عَليّ يَسِيرا من أول البُخَارِيّ وأجزت لَهُ. وناب فِي الْقَضَاء بالاسكندرية عَن ابْن الْبَدْر بن المخلطة ثمَّ اسْتَقل بقضائها فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَمَانِينَ عوضا عَن الْعَفِيف فدام بِهِ إِلَى إِحْدَى الجمادين من الَّتِي تَلِيهَا وَصرف بِهِ ثمَّ عَاد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَاسْتمرّ، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَحج فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وجاور وَرَأَيْت جمَاعَة من المكيين يحْمَدُونَ تصرفه حِين قدومهم عَلَيْهِ فِيمَا لَهُم من الْأَوْقَاف تَحت نظره. 410 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد اللياني ثمَّ البسكري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن فَاكِهَة. / قدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ فحج ثمَّ اجْتمع بِي فَسمع مني المسلسل وَغَيره وَقَرَأَ عَليّ فِي الصَّحِيحَيْنِ والموطأ وَقَالَ لي أَنه ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بليانة بِكَسْر اللَّام وتحتانية وَبعد الْألف نون قَرْيَة من بسكرة وتحول مِنْهَا لبسكرة وَهُوَ طِفْل فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن والرسالة وَإِلَى النِّكَاح من ابْن الْحَاجِب والجرومية والألفية ثمَّ ارتحل لتونس ومسافة مَا بَينهمَا نَحْو اثْنَي عشر يَوْمًا فلازم إِبْرَاهِيم الأخضري فِي الْفِقْه وَأَصله وَالتَّفْسِير والْحَدِيث وَغَيرهَا وَأقَام بهَا خَمْسَة أَعْوَام وَلَاء وارتحل إِلَيْهَا مرّة بعد أُخْرَى وَمن شُيُوخه أَيْضا فِي الْفِقْه وَأَصله والعربية وَغَيرهَا مُحَمَّد الكومي وَكَذَا أَخذ عَن مُحَمَّد الواصلي وَمُحَمّد الرَّضَاع وَأحمد النخلي والسلاوي وَآخَرين من شُيُوخ تونس بل وَأخذ فِي بجاية وَبَينهَا وَبَين بسكرة خَمْسَة أَيَّام عَن سُلَيْمَان بن يُوسُف الحسناوي وَعِيسَى بن أَحْمد الحنديسي وَقَرَأَ للسبع جُزْءا من أول الْقُرْآن على مُحَمَّد التّونسِيّ الْعَرَبِيّ الْمُؤَدب. 411 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب الزَّاهدِيّ الدِّمَشْقِي. / شيخ صَالح مَشْهُور بِالصّدقِ معمر أخبر أَن مولده سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وتأيد بِأَن أهل دمشق ينقلون عَن من تقدمهم الِاعْتِرَاف لَهُ بقدم السن فعلى هَذَا فقد أدْرك إجَازَة زَيْنَب ابْنة الْكَمَال الْعَامَّة وَلذَا قَرَأَ بعض الْجَمَاعَة عَلَيْهِ بهَا شَيْئا. وَكَانَ خَادِم مقَام الشَّيْخ رسْلَان بِدِمَشْق. مَاتَ فِي يَوْم

الْأَرْبَعَاء تَاسِع جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَلَاثِينَ بالجامع الناصري من مَسْجِد الْقصب وَصلى عَلَيْهِ وَدفن بمقبرة الشَّيْخ رسْلَان وَكَانَت جنَازَته حافلة. 412 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الشهَاب الْمَدْعُو بَرَكَات بن الشَّمْس الْمحلي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بالخطيب / وَهُوَ كَاتب الْغَيْبَة لكَونه كَاتب غيبَة جمَاعَة الأشرفية بِمَكَّة. ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبية وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه ومختصر أبي شُجَاع وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة كالبرهاني بن ظهيرة وَولده والقضاة الثَّلَاثَة وَالْإِمَام الْمُحب الطَّبَرِيّ وَعبد الْمُعْطِي المغربي الْخَطِيب والمحب النويري فِي آخَرين من طبقتهم فَمَا دونهَا وَسمع عَليّ الشِّفَاء وَغَيره فِي سنة سبع وَتِسْعين وأدب الْأَبْنَاء وَرُبمَا كتب. 413 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُفْلِح الشهَاب الزبيدِيّ. / كَانَ رجلا صَالحا عابدا زاهدا ملازما لبيته لَا يخرج مِنْهُ إِلَّا للْجُمُعَة ويتقوت هُوَ وَعِيَاله من نسخ الْمَصَاحِف وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد سِيمَا فِي آخر عمره بِحَيْثُ اشْتهر ذكره وَبعد وَصيته وَكَانَ يَحْكِي أَن وَالِده سَأَلَ إِسْمَاعِيل الجبرتي فِي الدُّعَاء لَهُ وَهُوَ طِفْل فَلَمَّا رَآهُ قَالَ هَذَا وَارِث ولآخرته حَارِث، سَمعه من صَاحب التَّرْجَمَة الْكَمَال مُوسَى الدوالي وَقَالَ أَنه كَانَ كَمَا تفرس فِيهِ الشَّيْخ فَإِنَّهُ كَانَت أَمَارَات الْخَيْر والفلاح عَلَيْهِ من صغره ظَاهِرَة، وَلم يزل على طَرِيقَته المرضية صلاحا وزهدا وورعا ومحاسن حَتَّى مَاتَ فِي أول دولة على بن طَاهِر سنة سِتِّينَ وَهُوَ مِمَّن شهد جنَازَته وَحمل نعشه بل وشهده الجم الْغَفِير وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع زبيد وَدفن بِجَانِب جده عَليّ رَحمَه الله. 414 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْفَقِيه الْعَالم الْمُفْتِي الشهَاب أَبُو عبد الله أَو قَالَ الْعَبَّاس حفيد قَاضِي الْقُضَاة الْمُوفق الْيَمَانِيّ النَّاشِرِيّ سبط عَم أَبِيه الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر. / ولد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والشاطبية وَالْحَاوِي وقرأه على كل من خَاله القَاضِي الطّيب وَالْجمال مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن نَاصِر تلميذ ابْن الْمُقْرِئ وبرع فِيهِ وَصَارَ يستحضره فِي الوقائع ويستخرج مِنْهُ أَكثر الْفِقْه منطوقا ومفهما ثمَّ قَرَأَ الرَّوْضَة على أَولهمَا وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس فدرس وَأفْتى وقتا، وَكَانَ قد اشْتغل أَولا بالقراءات السَّبع وَقَرَأَ عِنْد أَخِيه الْمُقْرِئ عبد الله الْقرَاءَات وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ القراءت عَن الْعَفِيف النَّاشِرِيّ، ثمَّ عكف على الْحَاوِي فنقله فِي أسْرع مُدَّة، وَهُوَ جيد الْحِفْظ لَهُ مَعَ ذَلِك يَد طولى فِي الْجب والمقابلة وَمَشى على طَريقَة حَسَنَة من النّسك ولعبادة كأخيه وَمَات فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ

سنة سبع وَخمسين فَاشْتَدَّ جزعهما عَلَيْهِ وسافر أَقَاربه وَنَحْوهم وقدرت وَفَاة أَخِيه صَالح ثَانِي يَوْم مَوته وَلم يكن كاسمه عِنْد خَاله فتمثل بِمَا قيل: (من شَاءَ بعْدك فليمت ... فَعَلَيْك كنت أحاذر) 415 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد الخواجا الشهَاب بن الخواجا الشَّمْس الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي بن المزلق بِضَم الْمِيم وَفتح الزَّاي وَكسر اللَّام الْمُشَدّدَة أَخُو حسن وَعلي الآتيين. / مَاتَ فِي لَيْلَة ثَالِث عشر الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع دمشق وَدفن بتربة وَالِده خَارج بَاب الْجَابِيَة وَكَانَت جنَازَته حافلة وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ، وَهُوَ الَّذِي أنشأ المطبخ بِبَاب الْبَرِيد ثمَّ وقف عَلَيْهِ أهل الْخَيْر رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن تَقِيّ. / فِيمَن جده أَحْمد بن عَليّ. 416 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن بن إِبْرَاهِيم الزكي ثمَّ الشهَاب أَبُو الطّيب أَو أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الخزرجي السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الشَّافِعِي الْمُقْرِئ سبط أخي النُّور الهيثمي وَيعرف بالشهاب الْحِجَازِي. / ولد فِي سَابِع عشري شعْبَان سنة تسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ قريب البيبرسية وَطَاف بِهِ أَبوهُ يَوْم سابعه بجوانبها تبركا بأماكن الصَّالِحين وَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة وَنور الْعُيُون والتنبيه والملحة والمقامات الحريرية إِلَّا الْيَسِير مِنْهَا وَكَانَ غَايَة فِي سرعَة الْحِفْظ وَقَالَ إِنَّه عرض على ابْن حَاتِم والأبناسي والعراقي والهيثمي والمحب بن هِشَام وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والزين الفارسكوري وَالْفَخْر الْبرمَاوِيّ فِي آخَرين، وجود الْقُرْآن على أَبِيه والزراتيتي بل قَرَأَ على أَبِيه عدَّة رِوَايَات وَلبس الْخِرْقَة من الشهَاب الناصح وتلقن الذّكر من الحافي وَسمع على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والعراقي والهيثمي والأبناسي وَالْمجد الْحَنَفِيّ والبدر النسابة الْأَكْثَر وَابْن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والنور الفوي فِي آخَرين مِنْهُم فِيمَا كَانَ يَقُوله الفرسيسي ولازم) الْعِزّ بن جمَاعَة فِي كثير مِمَّا كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث والعربية وَكتب عَنهُ أَكثر أَمَالِيهِ بل قَرَأَ عَلَيْهِ المقامات وَكَذَا قَرَأَ معظمها على شَيخنَا ولازم مَجْلِسه أَيْضا فِي الأمالي وَغَيرهَا وَقَرَأَ فِيهَا أَيْضا على الْبِسَاطِيّ وَأخذ فِي الْفِقْه وأصوله والعربية أَيْضا عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْفِقْه أَيْضا عَن البيجوري والنحو أَيْضا عَن الْبِسَاطِيّ بل وَعَن الشَّمْس السُّيُوطِيّ والشهاب المغراوي وناصر الدّين بن أنس ثمَّ عَن الحناوي وَعَن ابْن أنس أَخذ الْفَرَائِض وَالْعرُوض عَن نَاصِر الدّين البارنباري وَأكْثر الْحُضُور فِي صغره عِنْد الْكَمَال الدَّمِيرِيّ بدرس الحَدِيث فِي قبَّة البيبرسية وَسمع عَلَيْهِ من شَرحه لِابْنِ مَاجَه وَفِي المقامات والعربية

وَكَانَ الْكَمَال يُنَوّه بنجابته وَقُوَّة ذكائه وحافظته وَرُبمَا سبق بالدرس يَقُول نعيد للشَّيْخ الصَّغِير ولحظه كثيرا وتدرب بوالده فِي قِرَاءَة الجوق وَمَعْرِفَة الْأَنْغَام بِحَيْثُ كَانَ يقْصد لسَمَاع قِرَاءَته فِي حَال صغره من الْأَمَاكِن النائية وَكَذَا تدرب فِي الْخط الْمَنْسُوب بالزين عبد الرَّحْمَن بن الصايغ وتنزل فِي صوفية السعيدية والبيبرسية وَكَانَ أحد قراء الصّفة بهما، وَلم يزل مُتَقَدما فِي الذكاء وَسُرْعَة الْحِفْظ إِلَى أَن تعاطى حب البلاذر وَأكْثر مِنْهُ بِحَيْثُ كَانَت سَلَامَته على غير الْقيَاس قَالَ وَمن ثمَّ صرت لَا أحفظ إِلَّا بتكلف زَائِد وأعقبني ذَلِك فِي السّنة الْمُسْتَقْبلَة حرارة خرج فِي بدني مِنْهَا أَزِيد من مائَة دمل واحمرت واستمرت الدماميل تعتريني كل قَلِيل بل انْقَطَعت عَن الْقِرَاءَة بِسَبَب تعاطيه مُدَّة ن وَأَقْبل على فن الْأَدَب وهجر مَا عداهُ حَتَّى غلب عَلَيْهِ وفَاق فِيهِ وطارح الأدباء وَكَانَ مِمَّن طارحه شَيخنَا بل كَانَ كثير الْميل إِلَيْهِ وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل الْعَلامَة فَخر المدرسين عُمْدَة البلغاء، وناهيك بِهَذَا من مثله جلالة وَقد كتب بِخَطِّهِ الْكثير لنَفسِهِ وَغَيره وَبَلغت تَذكرته أَزِيد من خمسين مجلدة واخصتر شرح المقامات للشريشي بل عمل لَهَا شرحا وَله كتاب فِي الألغاز وَآخر فِي الحماقة رتبه على حُرُوف المعجم وَآخر فِي النّيل وَآخر فِيمَا وَقع فِي الْقُرْآن على أوزان البحور وَقرأَهَا عَلَيْهِ الشهَاب بن عرب شاه وَكتب لَهُ أبياتا يلْتَمس مِنْهُ الْإِجَازَة فِيهَا وَأَشْيَاء كَثِيرَة وَخمْس الْبردَة وَجمع شعره ونثره فِي دوان استدرك عَلَيْهِ بعض طلبته مَا تجدّد لَهُ أَو فَاتَهُ مِنْهُمَا مُرَتبا لذَلِك على الْحُرُوف كَأَصْلِهِ وَهُوَ قل من كثر ومدح الأكابر وطار صيته فِي فن الْأَدَب وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ المقامات الْبَدْر بن المخلطة، وَحدث بالبخاري وَغَيره مرَارًا أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء حملت عَنهُ أَشْيَاء وكتبت عَنهُ من نظمه جملَة وقرض لي عدَّة من تصانيفي بل أَكثر من حُضُور الْإِمْلَاء عِنْدِي) وَهُوَ أحد من حضر إملائي وإملاء شَيْخي ورفيقي وشيخهما الْعِرَاقِيّ، وَحج وَدخل دمياط والاسكندرية وَغَيرهمَا وَكَانَ خيرا مديما للتلاوة وَالْكِتَابَة والانجماع على نَفسه خُصُوصا بِأخرَة حسن المجالسة وَالْعشرَة طارحا للتكلف كثير التودد لأَصْحَابه وَالذكر لمحاسنهم والأسف على من يفقده مِنْهُم سريع الدمعة ظريف النادرة حُلْو الْكَلَام سريع الْجَواب كثير المحاسن مَشْهُورا بخفة الرّوح بديع النّظم والنثر، وترجمته عِنْدِي فِي المعجم والوفيات أبسط مِمَّا هُنَا. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس وَسبعين وَدفن بتربة تجاه الناصرية فرج بن برقوق وَكثر التأسف على فَقده رَحمَه الله وإيانا. وَمن نظمه: (قَالُوا إِذا لم يخلف ميت ذكرا ... ينسى فَقلت لَهُم فِي بعض أشعاري) (بعد الْمَمَات أصيحابي ستذكرني ... بِمَا أخلف من أَوْلَاد أفكاري)

وَقَوله: (يَا من غَدا من الذُّنُوب فِي خجل ... وخائفا من الْخَطَايَا والزلل) (ارْحَمْ جَمِيع الْخلق وارج رَحْمَة ... فَإِنَّمَا الْجَزَاء من جنس الْعَمَل) 417 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن المارديني الأَصْل الكركي ثمَّ الخانكي وَيعرف بِابْن سميط. / كَانَ بواب الْمدرسَة الأشرفية بالخانقاه بل هُوَ الْمُتَوَلِي الصّرْف على عمارتها مَعَ ولعه بالمطالب وخدمته للواردين. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ عَفا الله عَنهُ. 418 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن الخانكي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل البيبرسية. / مِمَّن اشْتغل قَلِيلا وَصَحب ابْن الشَّيْخ يُوسُف الصفي وَسمع مني فِي جمَاعَة وَجلسَ بحانوت الْحَنَابِلَة ظَاهر بَاب الْفتُوح لَا بَأْس بِهِ. 419 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن درباس شهَاب الدّين بن عَلَاء الدّين الْمصْرِيّ. / ذكره البقاعي فِي شُيُوخه مُجَردا وَمَا علمت أمره. 420 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سَالم الولوي أَبُو الْخَيْر بن الْمُحب الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كهما بِابْن سَالم. / ولد فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِدِمَشْق وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع والألفية وَعرض الأول بالشامية البرانية. أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شعْبَان. / يَأْتِي بِإِثْبَات مُحَمَّد قبل شعْبَان. أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ الشهَاب أَو الشَّمْس الطولوني لبلد المهندسين. / مضى فِي وَلَده أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ. 421 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله السفطي الْآتِي أَبوهُ. / مِمَّن أَخذ عني. 422 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْهَادِي الشهَاب القمني القاهري الْمَالِكِي. / حفظ الْقُرْآن والإرشاد والجرومية وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَأخذ الْفِقْه عَن الزنيين عبَادَة وطاهر وَغَيره عَن القاياتي وَابْن الْهمام فِي آخَرين مِنْهُم شَيخنَا سمع عَلَيْهِ الحَدِيث بل قَرَأَ بِنَفسِهِ على الْبَدْر بن التنسي والحسام بن الحريز وناب فِي الحكم عَن الْبَدْر فَمن بعده، وَحج مرَارًا مِنْهَا فِي الرجبية سنة إِحْدَى وَسبعين ثمَّ بعْدهَا اعتل وجاور أَيْضا وَكَانَ خيرا طوَالًا فَاضلا. مَاتَ فِي الْعشْر الثَّانِي من ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين بعد أَن اعتل بالفالج مُدَّة وَقد قَارب السّبْعين رَحمَه الله وإيانا. 423 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن عبد الْغفار الْمَالِكِي. / مِمَّن عرض عَلَيْهِ خير الدّين بن القصبي بعيد الْخمسين وَأَظنهُ الَّذِي قبله. 424 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد الشهَاب بن الْبَدْر الْقرشِي الطنبذي القاهري وَالِد الصّلاح والمحب أبي الْفضل المحمدين الآتيين وَيعرف كسلفه بِابْن

عرب. / مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَسبعين بعد أَن أثكل أول ولديه، وَكَانَ فِي خدمَة فَيْرُوز الزِّمَام وقتا عَفا الله عَنهُ. 425 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن مهنا الصَّفَدِي الْحَنَفِيّ الْآتِي وَالِده. / عرض عَلَيْهِ الصّلاح الطرابلسي فِي ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وَمَا علمت تَرْجَمته وَقَالَ لي الصّلاح الْمشَار إِلَيْهِ أَنه ولي قَضَاء طرابلس. 426 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عنبر. / هَكَذَا ذكره ابْن فَهد مُجَردا. 427 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم بن رشيد الدّين بن عبد الدَّائِم بن خَليفَة بن مظفر الشهَاب السّلمِيّ المنصوري الشَّافِعِي ثمَّ الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الهائم وبالمنصوري أَكثر. / ولد فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَقَالَ فِيمَا كتبه إِنَّه سنة تسع وَتِسْعين وبلفظه أَنه قبيل الْقرن بِيَسِير بالمنصورة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ التَّنْبِيه وَعرضه على الْجمال الأقفهسي الْمَالِكِي وَغَيره والملحة وَدخل فِي صغره مَعَ وَالِده دمشق وقطن الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَخمسين وَبحث فِي التَّنْبِيه على الشّرف عِيسَى الأقفهسي الشَّافِعِي القَاضِي وألفية ابْن مَالك على الشَّمْس بن الجندي وَأخذ عَنهُ أَشْيَاء من تصانيفه فِي الْفَنّ كالزبدة والقطرة وَقَالَ لما فرغ من قِرَاءَته:) (ثناؤك شمس الدّين قد فاح نشره ... لِأَنَّك لم تَبْرَح فَتى طيب الأَصْل) (أَفَاضَ علينا بَحر علمك قَطْرَة ... بهَا زَالَ عَن ألبابنا ظمأ الْجَهْل) وَكَذَا أَخذ النَّحْو أَيْضا عَن الْبَدْر حسن الْقُدسِي شيخ الشيخونية وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا والرشيدي وتنزل فِي حنابلة الصُّوفِيَّة بالشيخونية وتعانى الْأَدَب وطارح الشُّعَرَاء وَصَارَ بِأخرَة أوحد شعراء الْقَاهِرَة مَعَ عدم تقدمه فِي الْفُنُون حَتَّى كَانَ الْعِزّ قَاضِي الْحَنَابِلَة وناهيك بِهِ يرجحه على كثيرين، وَقد حج وامتدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعدة قصائد أنْشد بَعْضهَا بَين يَدَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَخمْس الْبردَة وامتدح غير وَاحِد من الْأَعْيَان مِنْهُم شَيخنَا كَمَا أثبت قصيدة لَهُ فِيهِ بالجواهر أنشدها بِحَضْرَتِهِ قَدِيما وكتبها عَنهُ الأكابر كشيخنا ابْن خضر وَسمعتهَا من لَفظه مَعَ أَشْيَاء وَجمع نظمه فِي ديوَان كَبِير ثمَّ انتخبه فِي مُجَلد وسط وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله: (رب جبان كبدر الدجى ... نعشقه وَهُوَ لنا يقلي) (وَاعجَبا مِنْهُ كريم غَدا ... يجمع بَين الْجُبْن وَالْبخل) وَقَوله فِي مَوْلُود لي: (لِيَهنك شمس الدّين فرعك مشبه ... سجاياك والقطر الشهي من الطخا)

(وَذَلِكَ من جود اإله وفضله ... فقرعك من جود وأصلك من سخا) وَكَانَ ظريفا كيسا متواضعا متقللا قانعا مشارا إِلَيْهِ بالشعر فِي الْآفَاق. مَاتَ بعد انْقِطَاعه فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا. 428 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُثبت بِضَم الْمِيم وَفتح الْمُثَلَّثَة وَتَشْديد الْمُوَحدَة الْمَكْسُورَة بعْدهَا مثناة الشهَاب، ولقبه القريزي فِي عقوده بالبدر الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن مُثبت. / ولد فِي رَجَب سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَسمع الْكثير من الْمَيْدُومِيُّ والعلائي والبياني والعز بن جمَاعَة والعماد مُحَمَّد بن مُوسَى بن السيرجي والعفيف اليافعي وخليل الْمَالِكِي وَالْفَخْر عُثْمَان النويري وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ ليحيى بن بكير وَأبي الْحرم القلانسي وَأبي عبد الله ابْن الخباز وَمُحَمّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز الْجَزرِي وَمُحَمّد بن عمر بن قَاضِي شُهْبَة والخطيب عبد الله بن الْمُحب الطَّبَرِيّ ويوسف بن الْحسن الْحَنَفِيّ والتقي الْحرَازِي وَغَيرهم بِبَيْت الْمُقَدّس وَمَكَّة والقاهرة وَغَيرهَا، وَمِمَّا سَمعه على الْمَيْدُومِيُّ جُزْء الْأنْصَارِيّ ونسخة إِبْرَاهِيم بن سعد والغيلانيات وثمانيات النجيب وجزء مُحَمَّد بن يزِيد بن عبد الصَّمد وعَلى الْعِزّ بن جمَاعَة متبايناته الْكُبْرَى وعَلى ابْن الخباز قمع الْحِرْص بالقناعة للخرائطي وعَلى الْجَزرِي القطيعيات إِلَّا خَامِسهَا أنابه الْفَخر وَزَيْنَب ابْنة مكي قَالَ أَنا ابْن طبرزد، وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا والتقيان أَبُو بكر القلقشندي وَابْن فَهد قَالَ شَيخنَا وَكَانَ إِمَام الْمَسْجِد الْأَقْصَى خطه رديا وفهمه بطيا فِي نَقله يزِيد على مَا ذكره الْحَافِظ النُّور الهيثمي وَلَكِن قد وَصفه الشهَاب العسجدي بالمحدث الْفَاضِل والشهاب أَبُو مَحْمُود بالفقيه الْمُحدث ابْن الشَّيْخ الإِمَام والعز بن جمَاعَة بالحذق. مَاتَ بعد أَن اخْتَلَط اختلاطا شَدِيدا فِي سنة ثَلَاث عشرَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَرَأَيْت من كتب تجاه وفهمه بطيا أَي فهم خطه وَهُوَ خلاف الظَّاهِر فَالله أعلم. 429 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جوشن الْمَكِّيّ أَخُو أبي الْقسم وَعبد الْكَرِيم. / مَاتَ بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسبعين. 430 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن شعْبَان الشهَاب الصَّالِحِي الْقصار الْآدَمِيّ الاسكاف القباني وَالِده أَخُو مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن الجوازة / وَرُبمَا حذف مُحَمَّد الثَّانِي من نسبه. ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع من أَحْمد بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي جُزْء الجابري ونسخة إِسْمَاعِيل بن قِيرَاط وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء ولقيه ابْن مُوسَى فِي سنة خمس عشرَة فَسمع عيه هُوَ ورفيقه الْمُوفق الأبي، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه أجَاز لأولاده سنة أَربع عشرَة.

431 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر الرضي بن الْكَمَال بن الْعَلَاء البُلْقِينِيّ القاهري الشَّافِعِي الزَّرْكَشِيّ. / مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد الْعشْرين من ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين عَن خمس وَعشْرين سنة. 432 - أَحْمد بن الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الشهَاب الهيثمي الأَصْل القاهري أَخُو عبد الْكَرِيم وَعلي وَهُوَ أَصْغَر الثَّلَاثَة. / اشْتغل بِالتِّجَارَة وتكرر سَفَره لمَكَّة وَغَيرهَا وخالط أَمِين الدّين الهيصم وَغَيره وَلم يحصل على طائل. مَاتَ قريب السِّتين بعد أَن افْتقر جدا. 433 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن معِين بن سَابق الشهَاب بن معِين الدّين بن الْحَاج الفارسكوري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن معِين. / ولد بعد سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بفارسكور من أَعمال المرباحية وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فارتزق بعده بالحياكة ثمَّ أقبل على الْخَيْر فَقَرَأَ الْقُرْآن والرحبية والملحة ثمَّ سَافر إِلَى الْقَاهِرَة والاسكندرية ولازم الطّلب وَصَارَ يسْأَل من يلقاه من الْفُضَلَاء فَعرف من النَّحْو مَا يصلح بِهِ لِسَانه ونظم الشّعْر وَمِنْه: (لَا تلمني على سكوني صَاح ... أَنا مذ ذقت حبهم غير صَاح) فِي أَبْيَات كتبهَا عَنهُ ابْن فَهد وَغَيره بِبَلَدِهِ، وَكَانَ دينا خيرا فَقِيرا يثني عَلَيْهِ أهل بَلَده حَيا فِي سنة سبعين. 434 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن هَارُون بن عَليّ الشهَاب الْمحلي ثمَّ السكندري قاضيها الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد وَيعرف بالشهاب الْمحلي. / ولد تَقْرِيبًا قبل الْقرن بِيَسِير بالمحلة من الغربية وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتعانى التكسب بِمَاء الْورْد وَنَحْوه فِي بعض الحوانيت بل كَانَ ينْتَقل إِلَى سنباط للابتياع على عطار بهَا من أَصْنَاف الْعطر وَغَيره واستنابه حِينَئِذٍ الشَّمْس الشنشي بجوجر وعملها فِي سنة أَربع وَعشْرين ثمَّ قارض بعض الأتراك وسافر فِي ذَلِك للحجاز وَغَيره وَاسْتمرّ إِلَى أَن تزوج امراة من ذِي الْيَسَار وأثرى بِمَا وَرثهُ مِنْهَا فخالط حِينَئِذٍ الأكابر ولازم خدمتهم بِمَالِه وَنَفسه، وناب عَن شَيخنَا فِي بعض حوانيت الْقَاهِرَة بِالْقربِ من درب ابْن النيدي، وترقى بعناية الجمالي نَاظر الْخَاص إِلَى قَضَاء الاسكندرية ببذل كثير سنة ثَلَاث وَخمسين بعد الولوي السنباطي ولقيته بهَا وَهُوَ قاضيها مَا علمت تعينه ورأيته يحفظ من شرح الْمِنْهَاج للدميري الْكثير ويسرده سردا حسنا بِدُونِ تلعثم وَلكنه

كَانَ خَبِيرا بِأَمْر دُنْيَاهُ عَارِيا إِلَّا من المَال مَعَ سَلامَة صدر ومداراة وخدم بالأموال الجزيلة وكرم زَائِد حَتَّى صَار بَيته محلا للوافدين من الْفُضَلَاء والمعتبرين. مَاتَ فِي توجهه من الْقَاهِرَة إِلَى الاسكندرية بقرية أدكوبا لمزاحمتين فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتِّينَ، وَكَانَ قد عزم على الْحَج وَأذن لَهُ فِيهِ فعاقه عَن الْمَرَض وَغَيره عَفا الله عَنهُ وعنا. 435 - أَحْمد بن عَليّ بن يَعْقُوب الشهَاب بن الشَّمْس القاياتي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي بن القاياتي. / ولد تَقْرِيبًا فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وتنقيح اللّبَاب لِابْنِ الْعِرَاقِيّ، وَعرض على شَيخنَا والنائي وَغَيرهمَا وَحضر ختانه وختان أَخِيه فِي يَوْم وَاحِد الْبُرْهَان الأدكاوي، واشتغل يَسِيرا على جمَاعَة وَالِده فَقَرَأَ على الزين طَاهِر والوروري وَيحيى العلمي فِي الْعَرَبيَّة وعَلى ثانيهم خَاصَّة فِي الصّرْف وعَلى ثالثهم فِي الْأُصُول على ابْن حسان فِي الْفِقْه وعَلى أبي الْجُود فِي الْفَرَائِض وَلم ينجب وَلَا كَاد وَسمع صَحِيح مُسلم على الزَّرْكَشِيّ وَكَذَا سمع على ابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر لصاحبة وَشَيخنَا فِي آخَرين وَلما مَاتَ أَبوهُ اشْترك مَعَ أَخِيه فِي وظائفه ودرس فِي الحَدِيث بالبرقوقية وَكَذَا درس بغَيْرهَا واختص بمشيخة البيبرسية وَكَانَ شَيخنَا استرجعها بعد موت وَالِده فاقتلعها الظَّاهِر جقمق مِنْهُ لهَذَا وتألم شَيخنَا أَشد من تألمه بِأخذ وَالِده لَهَا وامتحن هُوَ وَأَخُوهُ على يَد تمر الْوَالِي وطيف بهما على هَيْئَة غير مرضية وَغَضب الْأمين الأقصرائي لذَلِك وَامْتنع من حُضُور الأشرفية فِي ذَاك الْيَوْم وشافه الأمشاطي الْأَمِير بِمَا يَنْفَعهُ عِنْد الله لكَونه انتصارا لبني الْعلمَاء فِي الْجُمْلَة وَإِلَّا فقد قَالَ البقاعي فِي تَرْجَمَة أَبِيه وَإِن كَانَ فِيهِ شَائِبَة غَرَض مَا نَصه: وَبَالغ أَوْلَاده فِي الرقاعة وَالْجُلُوس فَوق الأكابر من الْأُمَرَاء وَغَيرهم فِي المحافل مَعَ ارْتِكَاب الْفَوَاحِش والانهماك فِي المساوئ والنشأة الدنية فِي سنّ الطفولية والسيرة القبيحة على قرب الْعَهْد قَالَ وانضم إِلَيْهِ ولي الدّين أَحْمد بن تَقِيّ الدّين البُلْقِينِيّ وَكَانَ مَعْرُوفا بالمجاهرة بأنواع الْفسق والانقطاع إِلَى الخلاعة والسخرية والإضحاك للأكابر فَزَادَهُم فِي الْفساد وجرأهم على أَنْوَاع العناد فَكَانَ ذمهم كَلمه إِجْمَاع انْتهى. وَقد حج بعد أَبِيه فِي موسم سنة سِتّ وَخمسين وَرجع فَأَقَامَ منعزلا عَن النَّاس مَعَ مُبَاشرَة وظائفه وَصَارَ عَاقِلا متواضعا متوددا لين الْجَانِب إِلَى أَن مَاتَ فِي الْأَرْبَعَاء حادي عشر صفر سنة تسع وَسبعين

وَدفن من يَوْمه بحوش سعيد السُّعَدَاء جوَار وَالِده بعد أَن صلي عَلَيْهِ بعد الْعَصْر بمصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حسن وَخلف طفْلا وابنتين وَاسْتقر بعده أَخُوهُ أَبُو الْفَتْح فِي البيبرسية ثمَّ بعد يسير مَاتَ الطِّفْل ثمَّ إِحْدَى البنتين عَفا الله عَنهُ ورحمه وإيانا. 436 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس القاهري الأَصْل الْمحلي الشَّافِعِي التَّاجِر وَيعرف بِابْن الْمصْرِيّ / لكَون جد أَبِيه أَو جده مِنْهَا. ولد فِي الْمحرم سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالمحلة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة واشتغل يَسِيرا فَفِي الْفِقْه عِنْد الْمَنَاوِيّ وَغَيره وَفِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا عِنْد الشمني والسنهوري، وتكسب بالبز وخطب بِجَامِع الغمري بالمحلة وَكَذَا قَرَأَ فِيهِ الطّلبَة وناب فِي الْقَضَاء وَصَارَ أحد فضلاء بَلَده وأعيانها مِمَّن أحسن النّظم والنثر وَشرع فِي نظم الْإِرْشَاد لِابْنِ الْمُقْرِئ وَكتب مِنْهُ إِلَى الْإِقْرَار بحضرتي مِنْهُ الْخطْبَة وَسَماهُ نتيجة الْإِرْشَاد، وَسمع مني مَعَ ولديه فِي سنة ثَمَان وَسبعين المسلسل وكتبت من نظمه:) (إِذا تقرر أَن الرزق مقسوم ... وَأَنه لم يفت والحرص مَذْمُوم) (مازال ذُو الزّهْد مرزوقا بِلَا تَعب ... كَمَا الْحَرِيص معنى وَهُوَ محروم) وَقَوله: (مَالَتْ لتوديعي يَوْم النَّوَى ... ودمعها ينهل فِي الخد) (فأذكرتني الْغُصْن لما انثنى ... وانتثر الظل على الْورْد) وَعِنْدِي مِمَّا كتبته من نظمه قَدِيما غير ذَلِك. 437 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ حَافظ الدّين أَبُو الْمَعَالِي بن الشَّمْس الجلالي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الجلالي. / نَشأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وَأخذ عَن أيبه والأمين الأقصرائي والشمني وَسيف الدّين وَابْن عبيد الله والتقي الحصني وَطَائِفَة وبرع وَاسْتقر بعد أَبِيه فِي خزن كتب المحمودية وَفِي تدريس الألجيهية وخطابة البرقوقية وَغير ذَلِك ولازمني فِي بحث ألفية الْعِرَاقِيّ وَقَرَأَ عَليّ أربعي النَّوَوِيّ وَغَيرهَا وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن بعض تصانيفي وَأَشْيَاء، وناب فِي الْقَضَاء ثمَّ ترك حِين مناكدة ابْن الشّحْنَة لَهُ فِي كتب المحمودية، وَكَانَ فَاضلا متأنقا سليم الْفطْرَة عديم لشر جمع خطبا بل وَكتب على الْهِدَايَة فِي دروسه شَيْئا. مَاتَ فِي حَيَاة أمه بعد أَن رغب حِين الْيَأْس عَن التدريس والخطابة للصلاح الطرابلسي فِي عَاشر شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَنا بِمَكَّة وَلم يبلغ الثَّلَاثِينَ عوضه الله الْجنَّة، وَاسْتقر بعده فِي الخزن سَالم الْعَبَّادِيّ وَفَسَد أمرهَا.

438 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْحِمصِي الأَصْل الشَّافِعِي. / ولي قَضَاء دمشق أَزِيد من ثلث سنة ثمَّ عزل وَقدم حلب وَهُوَ مَعْزُول فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وَكتب عَنهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي لبَعْضهِم: (إِن الولائم عشرَة فِي وَاحِد ... من عدهَا قد عز فِي أقرانه) الأبيات. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ عشرَة. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَلم يؤرخه إِنَّمَا أرخ وَفَاته التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَقَالَ أَنه ولي الشَّام أَيْضا مرَّتَيْنِ فَلم يُمكنهُ النَّائِب من الْمُبَاشرَة لدُخُوله فِيمَا لَا يَلِيق بآحاد النَّاس فضلا عَن أهل الْعلم. 439 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب أَبُو مَرْحُوم القاهري الزَّرْكَشِيّ الْمَاوَرْدِيّ الوفائي. / مِمَّن تردد إِلَيّ فِي الْإِمْلَاء وَغَيره. 440 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب بن الشَّمْس القاهري الفاضلي الضَّرِير أَخُو عبد الْعَزِيز الزريكشي وَيعرف بصهر ابْن الجندي وبابن الرَّقِيق. / كَانَ أحد أهل الشّرْب مِمَّن يتجر ويعامل النَّاس على خير وسداد ورغبة فِي الصَّالِحين وَالْعُلَمَاء وَأحسن حَالا من أَخِيه. مَاتَ فِي ثامن ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ، وَدفن لَيْلَة الْجُمُعَة رَحمَه الله. 441 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب بن الشَّمْس الْعَاقِل الْموقع أَبوهُ الْآتِي / أَخذ عَن سيف الدّين بن الخوندار فِي فنون ثمَّ عَن ملا على الْكرْمَانِي ثمَّ عَن الْخَطِيب الوزيري ولازمني فِي الصرغتمشية وَقَرَأَ عَليّ بهَا فِي شرح ألفية الحَدِيث مَعَ جودة الْفَهم وظرف البزة ولطف الْعشْرَة لكنه كثير التعلل عافاه الله. 442 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب السنهوري الْأَزْهَرِي. / مِمَّن أَخذ عني. 443 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن شهيبة وبابن بيضون ثمَّ هجرا وَصَارَ يعرف بالكتبي. / ولد سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا نَشأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلا بِهِ للسبع على الزين جَعْفَر، وَكَذَا حفظ غَيره من كتب الْعلم واشتغل عِنْد السَّيِّد النسابة والزين البوتيجي والعز بن عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَغَيرهمَا وَكتب الْإِمْلَاء عَن شَيخنَا وَقَرَأَ على القَاضِي ولي الدّين السنباطي والبوتيجي فِي آخَرين وَحضر دروس الْعَبَّادِيّ بالبرقوقية وَغَيرهَا والبدر المارداني والبرهان التلواني بالحاجبية وَكَذَا سمع على الْعَلَاء القلقشندي والتقي بن المنمنم والنجم عبد الْأَعْلَى المقسمي وَعبد الْملك الطوخي وَطَائِفَة وَدَار مَعَ الطّلبَة وَعمل كتيبا وقتا ثمَّ ترك ذَلِك وَحج وَتردد لبَعض الْأَعْيَان وَزَاد تودده وأدبه وتنزل فِي الْجِهَات وَأم بِسَعِيد السُّعَدَاء. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين وَدفن بحوش الصُّوفِيَّة السعيدية. وَهُوَ شَقِيق عَليّ الهنيدي الغزولي وَكَانَ أَبوهُمَا يدولب القزازة رَحمَه الله وإيانا.

444 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب الفيشي الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي. / ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَأَرْبَعين بفيشا الصُّغْرَى وَحفظ الْقُرْآن والرسالة وَبَعض ابْن الْحَاجِب وَجَمِيع الجرومية والواغليسية لعبد الرَّحْمَن الْمَالِكِي فِي العقائد، وتحول إِلَى الْقَاهِرَة قبيل السّبْعين فلازم النُّور بن التنسي فِي عدَّة تقاسيم وَكَذَا فِي الْعَرَبيَّة وَأخذ عَن أَحْمد بن يُونُس فِي الْمنطق وَعَن الْبَدْر بن خطيب الفخرية فِي أصُول الدّين والمنطق وَعَن عبد الرَّحِيم الأبناسي فِي الْعَرَبيَّة وَعَن يحيى العلمي وَابْن تَقِيّ فِي الْفِقْه وَعَن الطنتدائي الضَّرِير والسنتاوي فِي الْعَرَبيَّة وَعَن الْجَوْجَرِيّ وزَكَرِيا فِي أصُول الْفِقْه ولازم اللَّقَّانِيّ فِي الْفِقْه مُدَّة فِي التقاسيم وَغَيرهَا وَكَذَا لَازم السنهوري حَتَّى برع وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة فِي فنون وَأخذ عَن عبد الْحق السنباطي فِي الْأُصُول وَالصرْف والنحو والمنطق وَعَن الْعَلَاء الحصني فِي الْأَصْلَيْنِ والعريبة وَالصرْف وَعَن التقي الحصني فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والمنطق وَعَن ملا على الْكرْمَانِي فِي الصّرْف وَغَيره وَعَن عبد الله الكوراني الْمُخْتَصر بِكَمَالِهِ وَبَعض نَحْو ومنطق وَعَن الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي الْأُصُول وَعَن أَخِيه فِي النَّحْو وَقَرَأَ على جلّ ألفية الْعِرَاقِيّ وَغَيرهَا وَكتب القَوْل البديع وَغَيره وَسمع على الشمني وَغَيره كالحسام بن حريز بل قَرَأَ على الديمي فِي البُخَارِيّ وتلا لنافع وَأبي عَمْرو على الشَّمْس مُحَمَّد الشرواني نزيل تربة السُّلْطَان وَحفظ بِالْقَاهِرَةِ ألفية النَّحْو وَجمع الْجَوَامِع وإيساغوجي وَنصف الشاطبية وأقرأ الطّلبَة فِي الْفِقْه وَغَيره مَعَ تعففه وقناعته وتقلله وإقبال الْبُرْهَان اللَّقَّانِيّ عَلَيْهِ وتنزل فِي جِهَات كتربة السُّلْطَان قايتباي وسكنها والمزهرية وتكسب قَلِيلا بِالشَّهَادَةِ ثمَّ استنابه ابْن تَقِيّ وَجلسَ بحانوت الشوائين وَنعم الرجل. 445 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْعَبَّاس المصمودي الماجري بجيم معقودة بَينهَا وَبَين الْقَاف المغربي نزيل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة / قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن أبي الْيمن البُخَارِيّ بروايته لَهُ عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق. أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الفيومية. / فِيمَن لم يسم أَبوهُ من أَوَاخِر الأحمدين. 446 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْبُرُلُّسِيّ الْمَالِكِي تلميذ ابْن الأقيطع وَيعرف بِابْن الحصان بمهملتين الأولى مَضْمُومَة وَالثَّانيَِة خَفِيفَة / من الْفُضَلَاء الْخِيَار مِمَّن سمع مني. 447 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ البعلي ثمَّ الصَّالِحِي الْقطَّان أَبوهُ نزيل مدرسة أبي عَمْرو وَيعرف بحلال ضد حرَام. / سمع فِي سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة من الْمُحب الصَّامِت الثقفيات خلا الْأَوَّلين وَقطعَة من أول الراابع وَمن أَخِيه عمر بن الْمُحب ورسلان الذَّهَبِيّ

وَعبد الله الحرستاني وَأحمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر والعماد أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الحبال فِي آخَرين وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَعمر. وَمَات قبل دخولي دمشق. 448 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفَقِيه عَليّ الخيوطي الْمصْرِيّ. / قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه اشْتغل كثيرا وعني بالقراءات ورافقنا فِي سَماع الحَدِيث وَأخذت عَنهُ من الْقُرْآن تجويدا وَنسخ لي كثيرا، وَمَات فِي أول الكهولة فِي شَوَّال سنة سبع. 449 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد بن عَليّ الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْقَرَافِيّ الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْمَذْكُور فِي أَوَاخِر الْقرن قبله وَيعرف بِابْن الهائم. / ولد فِي سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة كَمَا جزم بِهِ الفاسي وَابْن مُوسَى وَغَيرهمَا وَتردد شَيخنَا فِي مُعْجَمه بَينه وَبَين ثَلَاث وَخمسين وَجزم بِالثَّانِي فِي أنبائه بالقرافة وَسمع فِي كبره من التقي بن حَاتِم وَالْجمال الأميوطي والعراقي وَنَحْوهم واشتغل كثيرا وبرع فِي الْفِقْه والعربية وَتقدم فِي الْفَرَائِض ومتعلقاتها وارتحل إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَانْقَطع بِهِ للتدريس والإفتاء وناب هُنَاكَ فِي تدريس الصلاحية عَن الزين القمني مُدَّة بل ولي نصفه شَرِيكا للهروي ودرس بأماكن وانتفع بِهِ النَّاس وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ بل جهز لَهُ القمني مرسوم الْخَلِيفَة بِانْفِرَادِهِ بِهِ فعورض وَكَانَ خيرا مهابا مُعظما قواما بِالْحَقِّ عَلامَة فِي الْفِقْه وفرائضه والحساب وأنواعه والنحو وَإِعْرَابه وَغير ذَلِك انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي الْحساب والفرائض وَجمع فِي ذَلِك عدَّة تآليف عَلَيْهَا معول من بعده كالفصول فِي الْفَرَائِض وَهُوَ نَافِع وترغيب الرائض فِي علم الْفَرَائِض والجمل الوجيزة فِي الْفَرَائِض والأرجوزة الْكُبْرَى الألفية فِي الْفَرَائِض الْمُسَمَّاة بالكفاية وَالصُّغْرَى الْمُسَمَّاة النفحة المقدسية فِي اخْتِصَار الرحبية فِي الْفَرَائِض والفصول المهمة فِي علم مَوَارِيث الْأمة والمعونة فِي صناعَة الْحساب الهوائي ومختصرها الأول الْمُسَمّى بالوسيلة وَالثَّانِي الْمُسَمّى بالمبدع وَأَيْضًا اللمع المرشدة فِي صناعَة الْغُبَار ومختصرها نَزعَة النظار فِي صناعَة الْغُبَار ومختصر تَلْخِيص ابْن الْبَنَّا الْمُسَمّى بالحاوي وَشرح الياسمينية فِي الْجَبْر والمقابلة والمنظومة اللامية فِي الْجَبْر أَيْضا من بَحر الْبَسِيط وَأُخْرَى لامية من بَحر الطَّوِيل الْمُسَمَّاة بالمقنع وَشَرحهَا الْكَبِير الْمُسَمّى بالممتع فِي شرح الْمقنع والمختصر الْمُسَمّى بالمشرع وَكَذَا لَهُ فِي الْفِقْه شرح قِطْعَة من الْمِنْهَاج فِي مُجَلد وقفت عَلَيْهِ والعجالة فِي حكم اسْتِحْقَاق الْفُقَهَاء أَيَّام البطالة وَغَايَة السول فِي الْإِقْرَار بِالدّينِ الْمَجْهُول وَالْمغْرب عَن اسْتِحْبَاب رَكْعَتَيْنِ قبل الْمغرب وجزء فِي صِيَام سِتّ شَوَّال والتحرير لدلَالَة نَجَاسَة الْخِنْزِير وَرفع الملام عَن الْقَائِل باستحباب الْقيام ونزهة النُّفُوس فِي بَيَان حكم التَّعَامُل بالفلوس

وَفِي الْأُصُول وَنَحْوه اللمع فِي الْحَث على اجْتِنَاب الْبدع وَتَحْقِيق الْمَنْقُول والمعقول فِي نفي الحكم الشَّرْعِيّ عَن الفعال قبل بعثة الرَّسُول ومختصر اللمع للشَّيْخ أبي إِسْحَاق فِي الْأُصُول وَله فِي الْعَرَبيَّة الضوابط الحسان فِيمَا يتقوم بِهِ اللِّسَان الَّتِي صَارَت علما على السماط وَشَرحهَا شرحا حسنا وَالْقَصِيدَة الميمية الَّتِي هِيَ من بَحر الْبَسِيط نظم السماط وعدتها ثلثمِائة وَخَمْسُونَ بَيْتا ونظم قَوَاعِد الْإِعْرَاب لِابْنِ هِشَام وَسَماهُ تحفة الطلاب وَشَرحهَا شرحا مطولا فِي مُجَلد ومختصرا وخلاصة الْخُلَاصَة فِي النَّحْو والتبيان فِي تَفْسِير غَرِيب الْقُرْآن وَغير ذَلِك وَقَالَ فِيمَا قراته بِخَطِّهِ إِن الَّذِي لم يكمل مِنْهَا شرح الجعبرية فِي الْفَرَائِض وَشرح الْكِفَايَة فِي الْفَرَائِض أَيْضا وَقد قَارب الْفَرَاغ وَهُوَ ثَلَاثَة أَجزَاء ضخمة وَالْعقد النضيد فِي تَحْقِيق كلمة التَّوْحِيد كتب مِنْهُ ثَلَاثِينَ كراسا وتحرير الْقَوَاعِد العلائية وتمهيد المسالك الْفِقْهِيَّة وَالْبَحْر العجاج فِي شرح الْمِنْهَاج وَشرح الْخطْبَة خَاصَّة مِنْهُ فِي عشْرين كراسا فِي قطع الْكَامِل من مسطرة خَمْسَة وَعشْرين وَقطعَة جَيِّدَة من التَّفْسِير إِلَى قَوْله فأزلهما الشَّيْطَان عَنْهَا وإبراز الخفايا فِي فن الْوَصَايَا والعجالة فِي حكم اسْتِحْقَاق الْفُقَهَاء أَيَّام البطالة وتعاليق على مَوَاضِع من الْحَاوِي وَله تَعْرِيض فِي أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن السيرجي وسارت بمؤلفاته وفضائله الركْبَان وَتخرج بِهِ كثير من الْفُضَلَاء ورحل إِلَيْهِ من الْآفَاق وَأخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد أُخْرَى ورأيته كتب للعماد بن شرف إجَازَة حافلة وَلَقِيت جمعا من أَصْحَابه وَكتب لشَيْخِنَا على استدعاء أجزت لَهُم وَإِن لم أكن بِصِفَات الْمَطْلُوب مِنْهُم الْإِجَازَة متصفا وَقَالَ فِي تَارِيخه اجْتمعت بِهِ فِي بَيت الْمُقَدّس وَسمعت من فَوَائده. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من جُمَادَى الْآخِرَة كَمَا قَالَه المقريزي وَنَحْوه قَول شَيخنَا فِي أنبائه وَلكنه قَالَ فِي مُعْجَمه فِي رَجَب وَهُوَ الَّذِي مَشى عَلَيْهِ المقريزي فِي عقوده مَعَ اختصاره لترجمته قَالَ وَله بِي اجْتِمَاع فِي الْمُقَدّس وقربه ابْن مُوسَى بالعشر الْأَوْسَط مِنْهُ سنة خمس عشرَة بعد ان أثكل وَلَده الْمشَار إِلَيْهِ وَكَانَ نادرة عصره فَصَبر واحتسب، وَمِمَّنْ روى لنا عَنهُ الزين ماهر والتقي القلقشندي وَسمع مِنْهُ الأبي ثلاثيات البُخَارِيّ وَبَعض التَّحْرِير وَالْمغْرب وَصِيَام سِتّ شَوَّال وَابْن يَعْقُوب بعض الْإِعْرَاب وَشَرحهَا. 450 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الضَّرِير نزيل حلب وَيُقَال لَهُ حميد الضَّرِير وَحميد الْمعبر. / اشْتغل بِالْقَاهِرَةِ وَدخل الشَّام مرَارًا وَكَانَ جيدا حسنا لطيفا عِنْده ظرف وَله فِي التَّعْبِير يَد طولى وينظم نظما جيدا وَيعلم النَّاس الْوَعْظ مسترزقا بذلك كُله وسافر إِلَى الْقَاهِرَة وَتُوفِّي بعد الْفِتْنَة التمرية. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَكتب عَنهُ النَّاس من نظمه مرثيته فِي أَحْمد بن عمر

بن مُحَمَّد بن أبي الرضى وَغَيرهَا وارخه شَيخنَا فِي سنة ثَلَاث وَأَنه كَانَ يعلم الوعاظ مَا يَقُولُونَهُ فِي الْمشَاهد والمجامع وَأَشَارَ للمرثية بالموشح الْمَشْهُور وَقَالَ غَيره أَنه دخل الشَّام يسترزق مَعَ الوعاظ وَأَنه كَانَ يعبر بِغَيْر أُجْرَة وَله إصابات عَجِيبَة وَله نظم وَيَد فِي الْوَعْظ. 451 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد الدمنهوري ثمَّ الْمَكِّيّ الْعَطَّار بهَا وَالِد الْجمال مُحَمَّد الْآتِي. / قدم إِلَيْهَا بعد الثَّمَانِينَ بِقَلِيل وعانى التَّسَبُّب فِي الْعطر بِبَعْض الحوانيت مَعَ نسخ كتب الْعلم وَالرَّغْبَة فِي تَحْصِيلهَا كسيرة ابْن هِشَام والرياض النضرة للمحب الطَّبَرِيّ وَغَيرهمَا وتمول وَأَنْشَأَ ملكا بِنَاحِيَة الْحَزْوَرَة ثمَّ ذهب مِنْهُ ذَلِك وَضعف حَاله كثيرا حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ عشرَة وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السِّتين أَو جارها وَكَانَ ينطوي على خير وَدين. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة. أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد صَوَابه ابْن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عماد الشهَاب الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ / وَقد مضى. 452 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن نزار الطفَاوِي. / لَهُ ذكر فِي أَخِيه عبد الله. 453 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن عَليّ بن عمر الشهَاب أَبُو البقا بن الْمُحب خَليفَة الشَّيْخ أبي السُّعُود بن أبي الْغَنَائِم وَشَيخ الطَّائِفَة السعودية الْآتِي أَبوهُ. / ولد قَرِيبا من سنة ثَمَان عشرَة فقد كَانَ ختانه فِي سنة ثَمَان وَعشْرين، وَنَشَأ على طَريقَة غير مرضية بِحَيْثُ أتلف كثيرا من جهاة الزاوية الَّتِي لَهُم بالقرافة وَنَحْوهَا وَآل أمره إِلَى أَن افْتقر وَانْقطع فِيهَا قَائِما بِسَبَب الْعَادة وفقرائه. 454 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ الشهَاب بن الشَّمْس القليحي القاهري الْحَنَفِيّ. / كَانَ منموقعي الحكم بل نَاب أَيْضا. 455 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن خُزَيْمَة الْفراش بِالْمَسْجِدِ الْمَكِّيّ المولد. / مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَولي وَظِيفَة إِفْتَاء دَار الْعدْل مَعَ حسن الْعشْرَة وَعدم اشتهار بِعلم. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَاسْتقر بعده فِي وَظِيفَة الْإِفْتَاء ابْن الطرابلسي. ذكره شَيخنَا فِي تَارِيخه. وَهُوَ عَم أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْمَاضِي وَقد تزوج صَاحب التَّرْجَمَة شهدة ابْنة سارة ابْنة التقي السُّبْكِيّ وأولدها رَجَب امْرَأَة سمع مِنْهَا الطّلبَة وَسَتَأْتِي هِيَ وَأمّهَا فِي النِّسَاء إِن شَاءَ الله. 456 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر شهَاب الدّين الْحُسَيْنِي سكنا الزيات أَبوهُ الشَّاهِد هُوَ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن عَزِيز تَصْغِير عز. / مِمَّن لازمني فِي قِرَاءَة البُخَارِيّ وَغَيره بل قَرَأَ عَليّ الْأَذْكَار بِتَمَامِهِ وَكَذَا قَرَأَ على الديمي واشتغل يَسِيرا عِنْد ابْن قَاسم وَغَيره وتنزل فِي البرقوقية وَغَيرهَا وَحج غير مرّة وجاور وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء

وَجلسَ بحانوت الْمَالِكِيَّة بالجوانية وانتمى للعلاء بن الصَّابُونِي نَاظر الْخَاص وتكرر دُخُوله مَكَّة فِي التِّجَارَة مَعَ مُشَاركَة وإرسال بِمَا لَعَلَّه يكون من الْأَخْبَار لمن يكون بِمَكَّة. 457 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ولي الدّين أَبُو زرْعَة ابْن الْجمال البارنباري الْمصْرِيّ الشَّافِعِي سبط دَاوُد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي السبتي وَيعرف بِابْن البارنباري. / ولد فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمِنْهَاج، واشتغل عِنْد الْبَهَاء بن الْقطَّان والشهاب بن مبارك شاه الأول فِي الْفِقْه وَالثَّانِي فِي الْعَرَبيَّة وَصَحب الْبُرْهَان المتبولي وَغَيره، وَحج مرَّتَيْنِ وَكتب عَن شَيخنَا الْإِمْلَاء بل وَسمع بِأخرَة على جمَاعَة كعمه النُّور عَليّ والبدر النسابة وَهَاجَر القدسية، وناب فِي الْقَضَاء عَن الْمَنَاوِيّ فِي سنة أَربع وَخمسين فَمن بعده وَاسْتقر بِهِ الْعِزّ الْكِنَانِي سنة سبعين فِي مشيخة الْآثَار وَكَذَا اسْتَقر بِهِ الزين زَكَرِيَّا فِي قَضَاء دمياط بعد الصّلاح بن كميل وَحمد فِي ذَلِك كُله لعقله ومداراته وخبرته وسياسته مَعَ فَضِيلَة وتواضع، وَقد تردد إِلَيّ كثيرا وسمعته وَنَحْو علو الأهرام يَحْكِي عَن جده لأمه وَكَانَ من الصَّالِحين أَنه سَمعه يَحْكِي عَن أَبِيه عَن جده عَن ولي الله أبي الْعَبَّاس السبتي أَنه قَالَ يُصَلِّي الْعشَاء بِجَامِع عَمْرو فِي مصر كل لَيْلَة مائَة رجل من رجال القيروان وَقَابِس وبعرفات وَالصُّبْح ثَمَانُون مِنْهُم. وتصدر بِجَامِع عَمْرو ثمَّ رغب عَنهُ وأقرأ بعض الطّلبَة وَكتب على مُخْتَصر أبي شُجَاع مطولا ومختصرا وَشرع فِي شرح على الْمِنْهَاج. وَمَات هُوَ بدمياط فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر الْمحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة تجاه فتح الأسمر رَحمَه الله وإيانا. 458 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن هَاشم بن مُحَمَّد بن عبد الله الشهَاب الصنهاجي نِسْبَة لقبيلة بالغرب السكندري المولد والمنشأ القاهري الْحُسَيْنِي الدَّار الْمَالِكِي الْمُقْرِئ وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن هَاشم. / ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر رَجَب سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بثغر الاسكندرية وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ والعمدة والرسالة لِابْنِ أبي زيد وغالب الْمُخْتَصر الفرعي لِابْنِ الْحَاجِب وَجَمِيع مِفْتَاح الغوامض فِي أصُول الْفَرَائِض للصردي وألفية ابْن مَالك وَعرض على قَرِيبه الشريف الْعَلامَة الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن مخلوف الْحُسَيْنِي السكندري الْمَالِكِي وَأَجَازَهُ بل وَبحث عَلَيْهِ فِي مبادئ ابْن الْحَاجِب الفرعي وَيُقَال أَنه مِمَّن أَخذ عَن الْفَاكِهَانِيّ وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَكَذَا أَخذ الْفِقْه أَيْضا عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف

الْأنْصَارِيّ المسلاتي الْمَالِكِي وانتفع بِهِ جدا والبدر الدماميني والنحو عَن الْجمال الْقَرَافِيّ النَّحْوِيّ بحسينية الْقَاهِرَة وتلا بالسبع على الزين عبد الرَّحْمَن العسلوني التّونسِيّ الفكيري نزيل الثغر والنور عَليّ بن مُحَمَّد اللَّخْمِيّ السكندري المرخم ثمَّ ارتحل سنة سِتّ وَتِسْعين إِلَى الْقَاهِرَة لِلْحَجِّ فَقَرَأَ بالسبع أَيْضا على الْفَخر البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر ربع حزب وَحج ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده ثمَّ استوطن الْقَاهِرَة من سنة تسع وَثَمَانمِائَة مَعَ دُخُوله بَلَده فِي كل سنة وَلَقي ابْن الْجَزرِي بِالْقَاهِرَةِ سنة تسع وَعشْرين فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفَاتِحَة وَالِي المفلحون بالسبع من طريقي الشاطبية والتيسير وَالْتمس مِنْهُ نظرا فَأَجَابَهُ نظما أَيْضا وَطلب الحَدِيث من كبرة من سنة سبع وَعشْرين فَمَا بعْدهَا فَسمع على الْكَمَال بن خير وَأبي الطّيب مُحَمَّد بن أَحْمد بن علوان التّونسِيّ الشهير بِابْن الْمصْرِيّ والواسطي وَالزَّرْكَشِيّ والطبقة ولازم شَيخنَا وَكَانَ عَظِيم الِاغْتِبَاط بِهِ وَقبل ذَلِك على ابْن خمسين، وبرع فِي القراآت وتصدى لَهَا فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشهَاب بن أَسد والشهاب المنيحي، وَكتب عَنهُ وَلَده البقاعي وَولي مشيخة البساصية بالثغر وَأم بِجَامِع كَمَال من الحسينية. وَكَانَ خيرا وقورا عَلَيْهِ سكينَة وَعِنْده فضل جيد وتنقيب كثير لحقائق مَا يرد عَلَيْهِ من الْمسَائِل وسلامة فطْرَة جدا وَدين متين مقرئا حسن التأدية بِالْقُرْآنِ اعتنى بالنظم فنظم متوسطا. مَاتَ فِي لَيْلَة سَابِع عشري ذِي الْقعدَة سنة خمس وَخمسين بالاسكندرية رَحمَه الله وإيانا. 459 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن وجيه بن مخلوف بن صلح بن جِبْرِيل بن عبد الله الشهَاب أَبُو حَامِد بن القطب أبي البركات الشنشي ثمَّ الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي حفيده أَحْمد بن عَليّ والآتي وَلَده وَأَبوهُ وَيعرف بِابْن قطب. / ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالمحلة وَنَشَأ بهَا ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَعرضه واشتغل يَسِيرا وَسمع مَعَ أيبه على قَرِيبه النُّور الهوريني الشفا، وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي ميدان الْقَمْح وَغَيره وقاسى فاقة ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا إِلَى أَن مَاتَ فِي سادس ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بعد أَن أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة. 460 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّمْس أبي عبد الله الغمري الأَصْل الْمحلي الشَّافِعِي وَيعرف بِأبي الْعَبَّاس الغمري. / مَاتَ وَالِده وَهُوَ صَغِير مراهق أَو دون ذَلِك فَنَشَأَ فحفظ الْقُرْآن عِنْد أبي جليدة وَقَرَأَ على شَيخنَا الْيَسِير وَكَذَا على الْعلم البُلْقِينِيّ وَسمع على الشاوي والقمصي والحجازي وَإِمَام الكاملية وَآخَرين بل أسمعهُ وَالِده حِين كَانَ مَعَه بِمَكَّة وَهُوَ صَغِير على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وَحمل عني شَيْئا كثيرا فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَرَأَيْت خير الدّين

بن القصبي عرض عَلَيْهِ محافيظه قَدِيما فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وانتدب لجامعي أَبِيه بالمحلة والقاهرة فَزَاد فيهمَا زيادات كَثِيرَة بل وَأَنْشَأَ بِطرف الْمحلة جَامعا كَانَ موطنا للْفَسَاد وَلذَا عرف بِجَامِع التَّوْبَة، إِلَى غَيره من الْأَمَاكِن الَّتِي جددها أَو أَنْشَأَهَا وَله فِي كل ذَلِك همة عالية مَعَ فهم جيد وتدبر وَسُكُون وعقل وَاحْتِمَال ومزيد تواضع بِحَيْثُ اشْتهر اسْمه وارتقى صيته، وَحج غير مرّة وجاور وَكَاد أَن يَأْخُذهُ الْعَرَب خَارج الْمَدِينَة لكنه سلمه الله بعد أَن استلبوه وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَمن ذَلِك عدَّة من تصانيفي بل رُبمَا جمع وَلم يزل أمره فِي نمو مَعَ عدم تردده لأحد من بني الدُّنْيَا وأنجب عدَّة أَوْلَاد أكبرهم أَبُو الْفَتْح وَكَذَا لَهُ عدَّة أحفاد وأسباط بورك فيهم. 461 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الشهَاب الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن أبي عذيبة. / ولد فِي سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فاشتغل على جمَاعَة مِنْهُم الْعِمَاد بن شرف والعز عبد السَّلَام الْقُدسِي ولازم أَبَا الْعَبَّاس الْقُدسِي فِي الْمِنْهَاج والبهجة والألفية وَقَرَأَ عَلَيْهِ البديع وَغَيره ورغبه فِي هَذَا الْفَنّ وأمده وَلذَا كَانَ قريب النمط مِنْهُ فِي الْكَذِب والمجازفة وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ وقتا وَسمع بِبَلَدِهِ على القبابي وَعَائِشَة الحنبلية والشموس بن الْمصْرِيّ والصفدي الْحَنَفِيّ والعرياني المغربي وَابْن الْجَزرِي والشهابين ابْن المحمرة وَابْن حَامِد وَأبي بكر الْحلَبِي فِي آخَرين وبغزة على الناصري الإياسي، وَحج وجاور فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَلَقي هُنَاكَ وبالمدينة جمَاعَة وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ بهَا عَن شَيخنَا قَرَأَ عَلَيْهِ جُزْء أبي الجهم فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَغَيره وَعَن الشّرف السُّبْكِيّ وَسمع الزين الزَّرْكَشِيّ والمحب بن نصر الله وناصر الدّين الفاقوسي فِي آخَرين وَلَقي بِالشَّام التقي بن قَاضِي شُهْبَة فاستمد مِنْهُ وانتفع بتاريخه وتراجمه وَقَالَ إِنَّه أول من أذن لَهُ فِي الْكِتَابَة فِي التَّارِيخ وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل والتصنيف وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِهِ وَقَالَ لَهُ أَنْت حَافظ هَذِه الْبِلَاد بل وَغَيرهَا وَقَالَ قد أجزت ذَلِك لَك بإجازتي لذَلِك) من الْحَافِظ الشهَاب بن حجي سعيد بن الْمسيب فِي زَمَانه بإجازته لذَلِك من الحافظين الْعِمَاد بن كثير والتقي بن رَافع بإجازتهما لذَلِك من الحافظين الذَّهَبِيّ والبرزالي انْتهى. وَكَذَا أَخذ وَهُوَ هُنَاكَ عَن حافظه ابْن نَاصِر الدّين وَأول سَمَاعه فِيمَا غلب على ظَنّه سنة ثَلَاثِينَ وَقَالَ إِنَّه يروي عَن الْبُرْهَان الْحلَبِي بِالْإِجَازَةِ الْمُكَاتبَة مِنْهُ غير مرّة بل كتب عَن التقي الحصني والْعَلَاء البُخَارِيّ وَغَيرهمَا مِمَّن قدم بَيت الْمُقَدّس، وولع بالتاريخ وَجمع من ذَلِك جملَة لكنه تتبع مساوئ النَّاس فترق لذَلِك بعده وَلم يظفر

مِمَّا كتبه بطائل مَعَ مَا فِيهِ من فَوَائِد وَإِن كَانَ لَيْسَ بالمتقن وَجمع لنَفسِهِ معجما وقفت على جلد بِخَطِّهِ وَفِيه اوهام كَثِيرَة جدا ومجازفات تفوق الْحَد بل من أجل مَا سلكه كَانَ الْقدح فِيهِ بَين كثيرين. مَاتَ فِي غرُوب لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر ربيع الآخر سنة سِتّ وَخمسين وَغسل بالسلامية وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَدفن بِجَامِع خجا على الأردبيلي من بَاب الرَّحْمَة عَفا الله عَنهُ وإيانا. وَرَأَيْت بِخَطِّهِ من نظمه: (وَفِي الصَّحِيح خبر مسلسل ... عَن ابْن عَمْرو يرو أَصْحَاب الْأَثر) (الراحمون رَبنَا يرحمهم ... هَذَا بِمَعْنَاهُ وَبَاقِيه اشْتهر) 462 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْفَقِيه الْعَلامَة النَّحْوِيّ الشهَاب الحاجر. / قَرَأَ على أَبِيه وَغَيره وبرع فِي الْعَرَبيَّة وأفادها النَّاس وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الشهَاب أَحْمد بن عَليّ النَّاشِرِيّ مَعَ خطّ جيد كتب بِهِ الْكثير وَسَار. مَاتَ فِي أوئل هَذَا الْقرن وتفرق مَاله بِمَوْتِهِ. أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْبَدْر الطنبذي / تقدم فِي ابْن عمر بن مَحْمُود وَذكره هُنَا هُوَ الصَّوَاب. 463 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر البرشومي القاهري. / سمع الحَدِيث وَكتب الطباق وَرُبمَا كتب فِي الاستدعاءات وَنَحْوهَا عَن ابْن الشيخة وَغير من المسندين للضَّرُورَة. أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَيَّاش. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن عَيَّاش. 464 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن الْحسن تَقِيّ الدّين الياسوفي ثمَّ الدِّمَشْقِي وَيعرف بالثوم بِضَم الْمُثَلَّثَة / أحضر على الشهَاب أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي بعض عوالي فضل الله بن الْجبلي وَرُوِيَ عَنهُ وَعَن غَيره. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لي وَدخلت دمشق وَهُوَ بهَا وَلم أسمع مِنْهُ، وَقَالَ فِي تَارِيخه وَكَانَ لَهُ مَال وثروة ثمَّ افْتقر بعد الكائنة وَصَارَت أَمْوَاله حجَجًا لَا تَحْصِيل مِنْهَا. مَاتَ فِي الْعشْر الأول من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس عَن سِتّ وَسِتِّينَ سنة وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ الْجُزْء الْمشَار إِلَيْهِ التقي الفاسي وَشَيخنَا عبد الْكَافِي بن الذَّهَبِيّ وَآخَرُونَ. 465 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عَليّ الشهَاب اللجائي بِفَتْح اللَّام الْمُشَدّدَة وَالْجِيم نِسْبَة لقبيلة من أورنة إِحْدَى قبائل البربر الفاسي المغربي الْمَالِكِي. / ولد بفاس فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي عبد الله مُحَمَّد الفيشي الكفيف وَأبي الْحجَّاج يُوسُف بن منحوت الْأنْصَارِيّ وتفقه بِأَبِيهِ وبالخطيب أبي الْقَاسِم عبد الْعَزِيز الباز عِنْد راي وَمِمَّا قَرَأَهُ على ثَانِيهمَا الْمُدَوَّنَة فِي مُدَّة اثْنَتَيْ عشرَة وَكَانَ يشْهد على قِرَاءَته وَعَن أَبِيه أَخذ الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا وناب فِي قَضَاء بَلَده خمس عشرَة سنة ثمَّ عرض عَلَيْهِ اسْتِقْلَالا فَأبى وضيق

عَلَيْهِ ليقبل ثمَّ خلص وسافر حَاجا فاجتاز بِأبي فَارس وأكرموا وُرُوده وصل لمَكَّة بعد الثَّلَاثِينَ بِيَسِير وَتردد مِنْهَا للزيارة النَّبَوِيَّة ثمَّ سَافر لمصر وَلما قدم الْقَاهِرَة أَخذ عَن المقريزي بعض كِتَابه إمتاع الأسماع وَقيل إِنَّه عرض عَلَيْهِ الْقَضَاء بعد الْبِسَاطِيّ فَلم يُوَافق، وترجمه المقريزي فِي عقوده فَقَالَ وَنعم الرجل هُوَ أَخْبرنِي أَنه فِي سنة عشْرين كثرت الأمطار والسيول بأعمال فاس فَظهر إِنْسَان طوله ذِرَاع فِي عرض شبر. ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَتوجه مِنْهَا فِي الْبَحْر لبلاده فَأسر بِجَزِيرَة رودس ثمَّ خلص بِمَال جبي لَهُ من الْقَاهِرَة وَعَاد إِلَيْهَا ثمَّ سَافر مِنْهَا فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَبَلغنَا مَوته وَهُوَ بالصحراء قبل وُصُوله انْتهى. وَهُوَ مِمَّن تميز فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا كالفرائض والحساب وَبحث عَلَيْهِ ابْن أبي الْيمن فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة الْعُمْدَة فِي الحَدِيث وألفية النَّحْو والرسالة لِابْنِ أبي زيد وَقطعَة من مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الفرعي وَأذن لَهُ فِي الإقراء والمحيوي عبد الْقَادِر إِلَى الرَّضَاع من تَهْذِيب البرادعي وفرائض ابْن الْحَاجِب وَإِلَى بَاب الضروب من تَلْخِيص ابْن الْبَنَّا فِي الْحساب وَالْبَعْض من التسهيل وَالْمُغني وَأذن لَهُ فِي إقراء الْفِقْه والعربية والحساب وَقَالَ أَنه لم ير من الْعلمَاء أعظم مِنْهُ بَحر لَا يجارى فِي الْفِقْه والعربية وعلوم الْأَدَب والقراءات مَعَ حسن الْخلق وَكَثْرَة التَّوَاضُع واللطافة لكنه يَعْتَرِيه فِي أثْنَاء تدريسه بعض غيبَة وَأَنه دخل التكرور بعد الْأسر فَأَقَامَ سنة يقْرَأ بهَا التفسيرن وَمَات هُنَاكَ وَكَذَا أَخذ عَنهُ بِالْقَاهِرَةِ الْبُرْهَان اللَّقَّانِيّ وَآخَرُونَ وأرخه ابْن عزم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. 466 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُوسَى بن عمرَان بن أبي بكر بن أَحْمد بن زَكَرِيَّا الشهَاب الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الفولاذي. / ولد فِي سِتَّة أَربع أَو سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على عُثْمَان الْحداد وَحفظ الْحَاوِي والألفية والحاجبية والمنهاج الْأَصْلِيّ وتفقه بالجمال) الطيماني وناصر الدّين السكرِي وَغَيرهمَا وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد الْمدنِي وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي الْأُصُول وَسمع على التَّاج والْعَلَاء ابْني بردس وَعبد الْقَادِر الأرموي وَابْن الْمُحب الْأَعْرَج وَابْن الْجَزرِي بل وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالْجمال بن الشرائحي والجلال البُلْقِينِيّ وَبَعض ذَلِك بقرَاءَته ولازم بِأخرَة ابْن نَاصِر الدّين فَقَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَمُسلم وتصدى لإقراء الْفِقْه فِي حَيَاة الْعَلَاء البُخَارِيّ فأقرأ من أَوله إِلَى أثْنَاء الرَّهْن عَن ظهر قلبه وَكَذَا حج وأقرأ ثمَّ أعرض عَن وظائف الْفُقَهَاء وتكسب بحرفة الفولاذ

وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، حملت عَنهُ الْيَسِير وَمَات فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ رَابِع عشري ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ وَدفن بمقبرة عَاتِكَة خَارج دمشق وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. 467 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الموازيني. / ولد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع ختم الصَّحِيح على ابْن صديق وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَأَجَازَ لي، وَكَانَ قد طلب وَفضل وَولي نظر الْجَامِع الْكَبِير والخطابة مَعَ الْإِمَامَة بِجَامِع تغري بردي وقتا وَجلسَ يتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي بَاب الحلاوية من حلب وَكتب الحكم عَن الْعِزّ الحاضري كل ذَلِك مَعَ عدَّة فِي أَرْبَاب الْأَصْوَات الطربة وَأهل الْخَيْر وَكَذَا كَانَ وَالِده فِي المؤذنين المعروفين بِالْخَيرِ. مَاتَ فِي حُدُود سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ رَحمَه الله. 468 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن يُوسُف الشهَاب بن الْعدْل بن الشَّمْس بن الشّرف السنباطي الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ وَالِد عبد الله الْآتِي وَيعرف بِابْن عِيسَى. / ولد تَقْرِيبًا بعد السّبْعين وَسَبْعمائة وَسمع البُخَارِيّ بِتَمَامِهِ على الْعَزِيز المليجي وناب فِي الحكم عَن الْمُحب الْبَغْدَادِيّ والعز الْقُدسِي وَكَانَ يُوصف أَحْيَانًا فِي التَّعْيِين بالزاهد لِأَنَّهُ لم يكن يتَنَاوَل على الْأَحْكَام شَيْئا، وَكَانَ يُبَاشر فِي دواوين الْأُمَرَاء وَلما مرض الْمُحب مرض الْمَوْت طمع فِي ولَايَة المنصب لكَونه كَانَ يُبَاشر شَهَادَة ديوَان الناصري مُحَمَّد بن الظَّاهِر جقمق فَلم يلبث أَن مرض قبل وَفَاة الْمُحب مرض الْمَوْت وَمَات بعد الْمُحب بأيام فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشري جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين عَن قريب السّبْعين. وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا فِي الأنباء وَقَالَ أَنه اشْتغل قَلِيلا وتعانى الشَّهَادَة عِنْد الْأُمَرَاء بل كَانَ شَاهدا فِي الأحباس سَاكِنا وقورا متعففا نَاب فِي الحكم مُدَّة، زَاد غَيره وَكَانَ عِنْده طرف يسير من الْعلم وَدَعوى كَثِيرَة وَكَانَ وَالِده يكْتب خطا حسنا كتب بِخَطِّهِ كتبا قَالَ فِي مُخْتَصر الْخرقِيّ مِنْهَا أَنه كتبه برسم ابْنه يَعْنِي هَذَا وأرخها فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ.) وَلَيْسَ صَاحب التَّرْجَمَة بِأَخ لعمر بن عِيسَى الَّذِي أكمل شرح الْخرقِيّ للزركشي فَذَاك اسْم جده مُحَمَّد بن مُوسَى وَسَيَأْتِي فِي مَحَله. 469 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن فرج الخواجا الصَّيْرَفِي. / مَاتَ سنة تسع عشرَة. ذكره ابْن عزم. 470 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَرح الشهَاب بن الناصري نقيب الْجَيْش وَابْن نقيبه وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن أبي الْفرج، / اسْتَقر بعد أَبِيه فِيهَا على مَال مَعَ كَونه بَاشَرَهَا فِي حَيَاته لعَجزه عَن الطُّلُوع وَالرُّكُوب وسافر فِي خدمَة السُّلْطَان السفرة الشمالية فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة فَمَاتَ هُوَ وَرَأس نوبَته مُحَمَّد بن الْمُرضعَة فِيهَا بحلب وَاسْتقر بعده حفيد عَمه نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْمَدْعُو أَمِير حَاج بن مُحَمَّد بن الْفَخر عبد الْغَنِيّ

صَاحب الفخرية الْآتِي. أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفَلاح. / يَأْتِي قَرِيبا فِي ابْن مُحَمَّد بن اللاح. 471 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن فندو المظفر شاه بن الْجلَال / صَاحب بنجالة من الْهِنْد وَابْن صَاحبهَا. استقروا بِهِ بعد أَبِيه فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْن أَربع عشرَة سنة. أَحْمد بن مُحَمَّد بن فهيد المغيربي. / يَأْتِي فِيمَن لم يسم جده. 472 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن قَاسم الشهَاب الطوخي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي خَادِم الجمالية. / ولد فِي صفر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل وتنزل فِي الْجِهَات. وَصَحب نصر الله الرَّوْيَانِيّ وَابْن أبي الْوَفَاء وتسلك، وأخشى أَن يكون على طريقتهما وَسمع الحَدِيث على ابْن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَكَانَ سنه يحْتَمل أقدم مِنْهُمَا، وَقَررهُ جمال الدّين كَاتب غيبَة مدرسته وَرُبمَا كَانَ يَنُوب عَنهُ فِيهَا الْجلَال القمصي وَلذَا كَانَ خَادِمًا بهَا، وَكَانَ مديما لِلْعِبَادَةِ وَالْخَيْر بهيا نير الشيبة حسن السمت على ذهنه فَوَائِد ونوادر حملت عَنهُ أَشْيَاء. وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَخمسين بعد أَن تعلل مُدَّة وَاسْتقر بعده فِي الْخدمَة الشَّمْس ابْن أُخْت الشَّيْخ مَدين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. 473 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم الْحوَاري ثمَّ العثماني شَاهد المطبخ السلطاني / كَانَ محبا فِي أهل الْخَيْر دَامَ فِي وظيفته من أول دولة الْأَشْرَف نَحْو خمسين سنة. مَاتَ فِي ثَالِث ربيع الأول سنة أَربع عشرَة ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والمقريزي فِي عقوده وَأَنه أناف على السّبْعين. وَقَالَ أَنه كَانَ من أَصْحَاب أَبِيه وَأَنه أخبرهُ عَن مُفْلِح العلائي أَنه لما نفى الْوَزير علم الدّين عبد الله بن زنبور لقوص حملت لَهُ من أستاذي الْعَلَاء عَليّ بن فضل الله كَاتب السِّرّ ألف دِينَار برسم النواتية فَردهَا. وَقَالَ سلم عَلَيْهِ واشكر إحسانه وَقل لَهُ أَنه أَخذ مَعَه برسم الْمشَار إِلَيْهِم سِتَّة وَثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَدفع إِلَى القنا خَمْسمِائَة دِينَار، فَلَمَّا رجعت قَالَ لي سَيِّدي همة الصاحب أكبر من هَذَا وَلم يعارضني فِيمَا أعطَاهُ لي. 474 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن قَاضِي خَان بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّمْس بن الحميد بن الْبَهَاء الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ. / حج فِي سنة تسع وَتِسْعين وجاور وَأخْبر أَن مولده سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَنه اشْتغل على وَالِده وجده وعَلى مَوْلَانَا مَحْمُود بن إِدْرِيس وَأَجَازَ لَهُ مشايخه بالتدريس والإفتاء وولاه السُّلْطَان مَحْمُود شاه بن مُحَمَّد شاه منصب الْإِفْتَاء بدار ملكه، وَأخْبر أَن جده مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل هُوَ الْفَقِيه مُحَمَّد الْعَدنِي الْمَشْهُور عِنْدهم بِالْولَايَةِ والمناقب الْكَثِيرَة، وَهُوَ أول من سكن نهر واله من

أجداده وَله ذُرِّيَّة كَثِيرُونَ هُنَاكَ، أَخذ عني بِمَكَّة وَقَرَأَ عدَّة كتب مِنْهَا صَحِيح البُخَارِيّ وصحيح مُسلم والشفا للْقَاضِي عِيَاض وَحضر عِنْدِي دروسا وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة وسافر مصحوبا بالسلامة فِي أثْنَاء سنة تِسْعمائَة. 475 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن قماقم شهَاب الدّين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي، وقماقم لقب أَبِيه وَيعرف أَيْضا بالفقاعي / وَهِي حِرْفَة أَبِيه ورأيته بخطي من مُعْجم شَيخنَا القباقبي وَالْأول الصَّوَاب. نَشأ هُوَ فاشتغل بِالْعلمِ وَأخذ عَن الْعَلَاء حجي وَغَيره وَأذن لَهُ مدرس الشامية فِي الْإِفْتَاء سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقَرَأَ بالروايات على ابْن السلار، وَقدم الْقَاهِرَة سنة الكائنة الْعُظْمَى فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَاجْتمعَ بشيخنا مرَارًا وَسمع بقرَاءَته على البُلْقِينِيّ وَغَيره فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَكَانَ يفهم ويذاكر، بل قَالَ ابْن حجي أَنه كَانَ يستحضر الْبُوَيْطِيّ بِحَيْثُ سَمِعت البُلْقِينِيّ يُسَمِّيه الْبُوَيْطِيّ لِكَثْرَة استحضاره لَهُ. وَقد درس بالأمجدية. مَاتَ فِي جُمَادَى سنة تسع بِدِمَشْق. قَالَه شَيخنَا فِي تَارِيخه. 476 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن قوصون السمان الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. / كَانَ أَبوهُ سمسارا فَقَرَأَ هُوَ الْقُرْآن وَحفظ الْمِنْهَاج واشتغل على الشّرف الْغَزِّي فَكَانَ يثني على حفظه وجودة ذهنه وَقَرَأَ فِي آخر عمره على الْجمال الطيماني وأدب الْأَبْنَاء قبل الْفِتْنَة وَبعدهَا بأماكن فَانْتَفع بِهِ خلق قَالَ التقي الشهبي عرض على بعض تلامذته عشر مصنفات وَكَانَ دينا خيرا صَالحا حصل لَهُ فِي آخر عمره ضعف فِي بدنه وخلط فِي عَيْنَيْهِ وَضعف عَن الْمَشْي وَكَانَ التقي الحصني كثير التَّرَدُّد إِلَيْهِ والمحبة لَهُ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشر ذِي لحجة سنة سِتّ وَأَرْبَعين عَن سنّ عالية وَدفن بِالْبَابِ الصَّغِير بِالْقربِ من قبر مُعَاوِيَة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. 477 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَمَال بن عَليّ بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن يَعْقُوب بن شهَاب بن عمر بن عبد الرَّحْمَن الْعَلامَة الشهَاب بن الْكَمَال الدلواني الْهِنْدِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ / من اشْتغل فَقَرَأَ على الشهَاب بن الضياء أَمَاكِن من الْهِدَايَة وَمن الْمُغنِي فِي أصولهم وَغير ذَلِك بل سَافر إِلَى الْقَاهِرَة وَأخذ بهَا أَيْضا وَأَجَازَهُ قبل ذَلِك فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة الْعَفِيف النشاوري والتقي بن حَاتِم والبرهان بن فَرِحُونَ والعراقي والهيثمي وَآخَرُونَ وناب عَن الشهَاب بن الْمُفِيد سنة سبع وَعشْرين فِي إِمَام الْمقَام الْحَنَفِيّ وتميز فِي الوثائق مَعَ معرفَة بالنحو وَالصرْف ومسائل الْفُرُوع والخلافيات. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين وَدفن بالمعلاة. أَفَادَهُ ابْن فَهد فِيمَا استدركه على الفاسي. أَحْمد بن مُحَمَّد بن كميل. / صَوَابه مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن كحيل.

478 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن اللاج القلاحي السكندري الْمُقْرِئ / أجَاز لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره فِي سنة سبع عشرَة. وَيُحَرر اسْم جده فقد وجدته فِي استدعاء هَكَذَا وَفِي مُعْجم شَيخنَا الْفَلاح وَقَالَ إِنَّه انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الإقراء بِبَلَدِهِ. 479 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحِيم الشهَاب بن الشَّمْس الحروري بِفَتْح الْمُهْملَة ثمَّ رَاء مُشَدّدَة مَضْمُومَة وَآخره مُهْملَة نِسْبَة إِلَى قَرْيَة تسمى حرور من دمشق القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو على الشّرف يَعْقُوب الجوشني والنور أخي بهْرَام واشتغل بالفقه على أَبِيه وجده وَقَالَ إِنَّه كَانَ فَاضلا وَسمع على التنوخي والأبناسي والغماري وَابْن الشيخة والعراقي والمطرز والجوهري وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن الْعَلَاء وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لي وَكَانَ قد حج فِي سنة خمس وَعشْرين وَدخل الاسكندرية وباشر عِنْد الزِّمَام، وَكَانَ نَافِذ الْكَلَام أَيَّام فَارس الخزندار. مَاتَ بعد الْخمسين تَقْرِيبًا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. 480 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الشهَاب بن نَاصِر الدّين بن النَّجْم الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري البريدي وَيعرف بِابْن الشَّهِيد. / ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة وَسمع الصَّحِيح ومسند الشَّافِعِي وَغَيرهمَا على ابْن الْمجد وَكَذَا سمع على التنوخي والعراقي والهيثمي والمطرز والحلاوي والسويداوي وَآخَرين أجَاز لي وَكَانَ أَبوهُ بريديا فسافر مَعَه إِلَى دمشق والاسكندرية فِي اشْتِغَال الْمُلُوك وَخَلفه فِي اسْم البريدية وتنزيله فِي ديوَان الأجناد السُّلْطَانِيَّة إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَكَأن فتح الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن ناظم السِّيرَة عَم وَالِده فيحرر. 481 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي غَانِم الشهَاب الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي الأَصْل الصَّالِحِي السكندري بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَذْكُور فِي الْمِائَة قبلهَا وَيعرف بِابْن الحبال وبابن الصَّائِغ. / سمع من الشهَاب أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن المرداوي جَالس المخلدي الثَّلَاثَة وَمن عبد الله بن الْقيم وَالشَّمْس عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْعِزّ بن أبي عمر والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن علس وَحسن بن عَليّ بن مُسلم اللبان وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل الْجَلِيل الْمسند وَشَيخنَا الأبي عدَّة أَجزَاء وَأَجَازَ لشَيْخِنَا وَذكره فِي مُعْجَمه والمقريزي فِي عقوده. وَمَات يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشري رَجَب سنة خمس وَعشْرين بالصالحية وَدفن من الْغَد بالسفح. 482 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم بن عبد الرَّحْمَن بن الْمُحب أبي مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن أبي الْفضل الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري

الْمَكِّيّ الْخَطِيب وَابْن الْخَطِيب الشَّافِعِي سبط القتي بن فَهد أمه أم هَانِئ. / ولد فِي النّصْف الثَّانِي من لَيْلَة السبت سادس عشري رَجَب سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَقَرَأَ فِي التَّنْبِيه وَغَيره وأحضر على مُحَمَّد بن عَليّ الزمزمي وَالْجمال مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المرشدي والتقي المقرزي وَحسن ابْنة مُحَمَّد الحافي وَسمع على أبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي والزين شعر وَأبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي وَزَيْنَب ابْنة اليافعي وَطَائِفَة مِنْهُم جده لأمه وأحضر فِي الرَّابِعَة على عبد الرَّحْمَن بن خَلِيل القابوني تقريب الْعرَاق عني بِسَمَاعِهِ لَهُ على مُؤَلفه وَأَجَازَ لَهُ خلق باستدعاء خَاله النَّجْم بن فَهد وَاسْتقر فِي ربع الخطابة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام شَرِيكا لِأَبِيهِ وَعَمه وَولده ثمَّ اسْتَقر أَوْلَاده بهَا بعد أَبِيهِم وَطَاف هَذَا أَمَاكِن كاليمن وَالروم والحبشية وَغَيرهَا وَكَذَا دخل الْقَاهِرَة غير مرّة وخطب بالأزهر وَكَذَا بغَيْرهَا من الْأَمَاكِن الَّتِي دَخلهَا كل ذَلِك للسحت كَمَا أَنه تزوج الضريرة ابْنة سَيِّدي الْكَبِير مَعَ تقدمها فِي السن طَمَعا فِي مَالهَا وأتلف عَلَيْهَا بتبذيره وَعدم تَدْبيره شَيْئا كثيرا إِلَى أَن مَاتَت مَعَه وَبعده انْكَشَفَ حَاله جدا وطيف لَهُ) على مثلهَا أَو نَحْوهَا ليستتر بهَا فَمَا تهَيَّأ وَلم يكن عَمه يرضاه، وَعِنْده من الْحمق ومزيد الجرءة والتساهل مَا الله بِهِ عليم، وَحكى لي المظفر الأمشاطي وَهُوَ من أصدقاء أَبِيه وَعَمه أَنه عرض لَهُ فِي صغره اختلال بِحَيْثُ صَار يتَعَلَّق بأذيال الْكَعْبَة وَرُبمَا مزقها وَجِيء بِهِ حِينَئِذٍ للشَّيْخ سَلام الله الْعَالم الطَّبِيب فَقَالَ بِحَسب مَا أَظُنهُ هَذَا احتيال مِنْهُ على التظالم من الْكتاب، قَالَ الحاكي وَالَّذِي ظهر لغيره بقرائن خِلَافه وَلذَا لوطف بالحقن وَنَحْوهَا وَمَعَ ذَلِك فَيظْهر فِيهِ بقايا مَعَ تحامق سِيمَا ويرتكب فِي خطبه مَا لَا يحمده عَلَيْهِ من لَهُ أدنى عقل بل رُبمَا يُؤَدِّي إِلَى إِبْطَالهَا وَلَا زَالَ يترسل فِي ذَلِك إِلَى أَن منع وَأذن لإِمَام الْمقَام فِي الخطابة وَكَانَ يتناوب هُوَ وَأَوْلَاده فِيهَا وجر ذَلِك لمرافعته فِي عَالم الْحجاز فَمَا تمكن بل منع من الْوُصُول إِلَى الْقَاهِرَة واختير لَهُ الْإِقَامَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فَمَا كَانَ بأسرع من سحبه مِنْهَا فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَقد اسْتَلَبَ فِي مَجِيئه ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة فِي موسمها على وَظِيفَة بعد أَن خطب بالجامع الْأَزْهَر وَتعرض لشَيْء مِمَّا أنكر عَلَيْهِ فَوجدَ الجمالي أَبَا السُّعُود صَار رَئِيس الْحجاز بعد موت وَالِده وسلك مَعَه مَا اقتضته رياسته بمقابلته بِالسَّلَامِ وَالْإِكْرَام بل ساعده فِي تمشية مَا رسم لَهُ بِأَخْذِهِ من مَكَان بِبَاب شبيكة حَتَّى بناه بَيْتا وَاسْتمرّ التودد الظَّاهِر بَينهمَا وَترك جلّ مَا كَانَ يسلكه فِي خطبه وَلَا شكّ أَن معاداة الْعَاقِل أسلم من مُخَالطَة الأحمق والمداراة خير من المماراه والتمكن

أحسن من التلون، وَقد تزوج كل من وَلدين لِابْنِ عَمه أبي بكر بن أبي الْفضل بابنتين لَهُ كبيرتين وَكَانَت حكايات وَالله يحسن الْعَاقِبَة. 483 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز نسيم الدّين أَبُو الطّيب ابْن صاحبنا الْكَمَال أبي الْفضل بن أبي الْفضل الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ابْن عَم الَّذِي قبله وسبط الخواجا جمال الكيلاني أمه أم هاني. / ولد قبيل السِّتين بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والبهجة وعرضها فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَنا بِمَكَّة. وَكنت مِمَّن عرض عَليّ وَأقَام فِي الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه يحضر مَعَه. بل قَرَأَ فِي التَّقْسِيم على الْعَبَّادِيّ وَتردد لزكريا وَغَيره وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم السبت رَابِع رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين بِالْقَاهِرَةِ مطعونا وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع المارداني وَدفن عِنْد الونائي بالتنكزية فِي بَاب القرافة وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل عوضه الله الْجنَّة. 484 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى بن رَحْمَة بن ظهير الْعلم الْمَالِكِي. / ولد سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَقَالَ شَيخنَا قبيل التسعين وَهُوَ أشبه بمنشية المهراني وَقَرَأَ الْقُرْآن والرسالة فِي الْفُرُوع وتفقه بالشمس الْبِسَاطِيّ وَغَيره حَتَّى تقدم فِي فنون وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة واستحضار فروع الْمَذْهَب وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وناب فِي الحكم عَن الْجمال الأقفهسي فَمن بعده وشكرت سيرته فِي أَحْكَامه وعد من أَعْيَان النواب المترشحين للْقَضَاء الْأَكْبَر ودرس وَأفْتى ونظم ونثر وَكتب الْخط الْحسن مَعَ الثروة والحشمة وَالْبَيْت الشهير، وَهُوَ أحد من أجَاب البقاعي فِي مخاصمته الَّتِي سَمَّاهَا أَشد الْبِقَاع نظما، وَقد حج غير مرّة وجاور وتعانى التِّجَارَة وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس عشري رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين مطعونا بعد أَن تعلل مُدَّة. وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ أَنه جَازَ الْخمسين. قَالَ ورام ولَايَة الْقَضَاء فَلم يتَّفق لَهُ. وَكَانَ ضعفه عقب وَفَاة الْبِسَاطِيّ فاستقر بعد ابْن التنسي وَقد ثقل هُوَ فِي الضعْف. قَالَ وَكَانَ يتعانى الْآدَاب ويتولع بالنظم وَصَحب التقي بن حجَّة مُدَّة وَوَقع عِنْده وَعند المقريزي إِبْدَال أَحْمد فِي نسبه بِمُحَمد فَصَارَ أَرْبَعَة على الْوَلَاء وَالصَّوَاب مَا قَدمته، وَقَالَ المقريزي أَنه كَانَ فَقِيها جسيما من بَيت علم ورياسة. 485 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن روزبة الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن النَّاصِر أبي الْفَرح بن الْجمال الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي. / ولد فِي لَيْلَة رَابِع صفر سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاجين الفرعي والأصلي والشاطبية وألفية ابْن مَالك وَعرض فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا بِبَلَدِهِ وبالقاهرة

وَالشَّام وحلب وحماة على خلق مِنْهُم أَبُو الْفَتْح المراغي والمحب المطري وَشَيخنَا والمقريزي والبرهان الباعوني والصدر بن هبة الله بن الْبَارِزِيّ، وَسمع بِالْقَاهِرَةِ على الزين الزَّرْكَشِيّ وبالمدينة على جده وَأخذ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ بحثا عَن أبي السعادات بن ظهيرة حِين كَانَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ أصيلا. مَاتَ فِيهَا شَهِيدا نفخ عَلَيْهِ ثعبان فِي رجله وَهُوَ بالفقير حديقة من العوالي فَحمل إِلَى بَيته فَأَقَامَ أَكثر من شهر وَقضى. وَذَلِكَ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ رَحمَه الله. 486 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن عُثْمَان الشهَاب بن الْبَدْر الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري المولد وَالدَّار الشَّافِعِي أَخُو الزين أبي بكر الْآتِي وأبوهما وَيعرف سكلفه بِابْن مزهر. / ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي قبلهَا وَنَشَأ فِي رياسة أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والتنبيه واشتغل يَسِيرا وَحج وجاور وَسمع هُنَاكَ أَشْيَاء على الشّرف أبي الْفَتْح المراغي وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس وَلم يُوَافق على الدُّخُول فِيمَا عرض عَلَيْهِ من الْوَظَائِف اللائقة بِهِ، وعاش بعد وَالِده مُدَّة حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون وَدفن من الْغَد بتربة وَالِده بالصحراء وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل رَحمَه الله. 487 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الْحِمصِي. / ولد فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة كَمَا كتبه بِخَطِّهِ وَكتب على استدعاء وأثبته البقاعي فِي شُيُوخه. مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَدفن بمقبرة بَاب توما وَكَانَت جنَازَته حافلة. قَالَه ابْن اللبودي قَالَ وَمَا وقفت لَهُ على شَيْء. 488 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عز الدّين الشهَاب بن الْمُحب بن الأوجاقي أَخُو الرضى مُحَمَّد وَعبد الرَّحِيم الآتيين. / ولد فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن وَغَيره وشارك أَخَاهُ فِي السماع على الشّرف بن الكويك وَالْجمال بن الحنبيل وَمَات فِي إِحْدَى الجمادين سنة سِتِّينَ فِي حَيَاة أمه وَدفن بِالْقربِ من مقَام الشَّافِعِي رَحمَه الله. 489 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشّرف الششتري الْمدنِي الشَّافِعِي سبط نَاصِر الدّين بن صَالح القَاضِي وأخو الشَّمْس مُحَمَّد الْمُقْرِئ ووالد مُحَمَّد الْآتِي كل مِنْهُم. / حفظ الْمِنْهَاج والشاطبية والطيبة وَقَرَأَ الْقرَاءَات على الشَّمْس الكيلاني وَالسَّيِّد إِبْرَاهِيم الطباطبي بل قَرَأَ على الْجمال الكازروني فِي الصَّحِيح وَأقَام بِمَكَّة زِيَادَة على عشْرين سنة وَأخذ بهَا عَن حفيد اليافعي وَالشَّمْس الزعيفريني وناب فِي خطابة بَلَده وإمامتها عَن خَاله فتح الدّين بن صَالح فَمن بعده وَكَانَ خيرا رَضِيا مشاركا فِي الْفِقْه والعربية أَقرَأ الطّلبَة وَمَات فِي الْمحرم سنة سبع وَسبعين وَقد زَاد على السِّتين.

490 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن موفق الشهَاب الديروطي الشَّافِعِي. / سمع مني بِالْقَاهِرَةِ ورأيته فِيمَن شهد على الديروطي فِي إِجَازَته لِابْنِ القصبي. 491 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب الْبَهَاء أَبُو الْفضل بن الْبَدْر أبي الْبَقَاء بن فتح الدّين أبي عبد الله وَأبي الْفَتْح الْقرشِي المَخْزُومِي المحرقي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي جده وَولده يحيى وَأَخُوهُ الْمُحب مُحَمَّد والبهاء الْأَصْغَر وَيعرف كسلفه بِابْن المحرقي. / ولد بعد ظهر السبت ثَالِث عشري رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقربِ من الْأَزْهَر، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو، وَأخذ الْفِقْه عَن الْمَنَاوِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج بحثا وَعَن الْعَبَّادِيّ وصاهره على ربيبته ابْنة المسطيهي وَالْفَخْر عُثْمَان المقسي والزين زَكَرِيَّا والجلال الْبكْرِيّ قِرَاءَة وسماعا ولازمهم فِي التقاسيم وَمِمَّا قَرَأَهُ على الزين العجالة وَالْأُصُول عَن الأول سمع عَلَيْهِ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَإِمَام الكاملية قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من شَرحه لَهُ وَقَرَأَ كثيرا من الْفِقْه وأصوله على أبي السعادات البُلْقِينِيّ والعربية بِمَكَّة عَن أَحْمد بن يُونُس المغربي والشهاب التغلبي وبالقاهرة على الْبُرْهَان الْحلَبِي والجوجري والسنهوري وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِمَا التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وعَلى ثَانِيهمَا من شرح إيساغوجي والفرائض والحساب عَن الشهَاب السجيني والميقات عَن الْعِزّ الوفائي والنور النقاش والبدر المارداني قَرَأَ عَلَيْهِم رسالتي الجيب والمقنطرات للجمال المارداني جد الْأَخير لأمه وَبَعض شرح ألفية الْعِرَاقِيّ عَن الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَعلم الْكَلَام مَعَ فنون كَثِيرَة عَن التقي الحصني وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ شرح العقائد للتفتازاني وَكَذَا أَخذ عَن الكافياجي بعض تصانيفه وَغَيره، وَسمع الحَدِيث بِمَكَّة فِي سنة خمس وَسِتِّينَ على الزين الأميوطي والتقي بن فَهد وبمنى فِي أَيَّامهَا على النَّجْم مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله القلقشندي وَكَانَ حج فِي موسم الَّتِي قبلهَا ثمَّ جاور وَسمع بعد ذَلِك سنة سِتّ وَسبعين بِالْقَاهِرَةِ على الشهَاب الشاوي والزين عبد الصَّمد الهرساني والبهاء المشهدي والخيضري شَاركهُ فِي الْأَرْبَعَة ابْنه الْمشَار إِلَيْهِ، وَاجْتمعَ فِي مَكَّة بِكُل من عبد الْكَبِير الْحَضْرَمِيّ وَإِدْرِيس الْيَمَانِيّ وَمُحَمّد الزعيفريني وَأذن لَهُ كل من الْعَبَّادِيّ وَأبي السعادات فِي الْإِفْتَاء والتدريس بعد امتحان ثَانِيهمَا لَهُ فِي مسَائِل كَثِيرَة من فنون مُتعَدِّدَة وَكَذَا أذن لَهُ الحصني فِي إقراء شرح العقائد وكل من الْجَوْجَرِيّ والسنهوري فِي إقراء التَّوْضِيح والعربية وَفِي الْإِفْتَاء وَثَانِيهمَا فِي إقراء شرح إيساغوجي، وَحلق فِي الْأَزْهَر وأسمع الحَدِيث وخطب بالأزهر وبجامع عَمْرو بن اسْتَقر بِهِ

الْأَشْرَف قايتباي فِي خطابة تربته وحمدت خطابته وَحسن تأديته مَعَ سكونه وحشمته وَالْجَمَاعَة وَرُبمَا خطب بالسلطان فِي جَامع القلعة حِين يعرض للْقَاضِي توعك. أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبِّيَّة. / يَأْتِي بِدُونِ أبي بكر. 492 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حميد بن بدران بن تَمام بن درغام بمهملتين ثمَّ مُعْجمَة بن كَامِل الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّمْس بن القَاضِي الشَّمْس الْأنْصَارِيّ الْقُدسِي الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد ووالد الشَّمْس أبي حَامِد الآتيين وَيعرف بِابْن حَامِد. / ولد فِي سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَقيل سنة أَربع وَخمسين بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن والشاطبية والمنهاج والألفية والملحة وَغَيرهَا وَعرض على الْبُرْهَان بن جمَاعَة وَهُوَ كَبِير فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَابْني القلقشندي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وَسمع على جده السَّفِينَة الجرائدية وَغَيرهَا وعَلى الْجلَال عبد الْمُنعم الْأنْصَارِيّ جُزْء أبي الجهم بِكَمَالِهِ وَغَيره وَسمع على أَبِيه أَيْضا وَكَذَا من لفظ الشهَاب بن مُثبت المسلسل وَغَيره وَقَرَأَ على الْجمال عبد الله بن سُلَيْمَان الأجاري الْمَالِكِي الشفا وعَلى الْبُرْهَان بن الشهَاب أَي مُحَمَّد صَحِيح مُسلم بل أخبر أَنه سمع على الْبُرْهَان بن جمَاعَة وَأبي الْخَيْر بن العلائي وَابْن مَرْزُوق وَيحيى الرَّحبِي والعاقولي وَكله مُمكن وَكَذَا سمع على عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الكالدنسي وَالشَّمْس الندرومي مُجْتَمعين بحرم الْقُدس فِي سنة إِحْدَى وَسبعين والْعَلَاء بن النَّقِيب وَابْن الرصاص والتقي القلقشندي وولديه الشَّمْس مُحَمَّد والبرهان إِبْرَاهِيم وصهر وَالِده الشَّمْس بن الْخَطِيب والبدر مَحْمُود العجلوني والعليمي والشهاب بن الناصح والسراج البُلْقِينِيّ وسرى الدّين القَاضِي وخطيب الْقُدس الْعِمَاد الكركي والنجم بن جمَاعَة وَابْن عَمه الْخَطِيب عماد الدّين إِسْمَاعِيل وَأَجَازَ لَهُ بسؤال أَبِيه الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة والبرهان إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن فلاح وَعبد الْوَهَّاب بن السلار وَالشَّمْس بن قَاضِي شُهْبَة وَابْن الْمُحب وَآخَرُونَ باستدعاء الإِمَام شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الندرومي مؤرخ بربيع الآخر سنة أَربع وَسبعين وَالشَّيْخ مُحَمَّد القرمي وَجَمَاعَة وَصَحب عبد الله البسطامي وَأَبا بكر الْموصِلِي وسَمعه ينشد مرَارًا: (نَحن فِي غَفلَة وَفِي عَمه ... والمنايا تخطفن خطف الذُّبَاب) (قل لمن لَا يهوله كتفه الص ... ى يهيأ لكتفة القصاب) وَأكْثر من الِاشْتِغَال والتحصيل وَالسَّمَاع وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَولي مشيخة

الفخرية وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء الْقُدس قَدِيما بسؤال الشَّمْس الْهَرَوِيّ لَهُ فِيهِ فَأبى، وَكَانَ صَالحا زاهدا ناسكا قانعا باليسير دينا خيرا منجمعا عَن النَّاس على طَرِيق السّلف طارحا للتكلف تعفف حَتَّى عَمَّا كَانَ باسمه من الْوَظَائِف وَلزِمَ بَيته إِلَّا إِلَى الْمَسْجِد وَصَارَ مَقْصُودا بِالدُّعَاءِ والتبرك بِهِ، أثنى عَلَيْهِ غير وَاحِد وانتفع بِهِ وَلَده بل أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء، وَحدث بأَشْيَاء وَصَارَ خَاتِمَة من يروي عَن جمَاعَة من شُيُوخه بِتِلْكَ النواحي أجَاز لي. وَأَبوهُ مِمَّن مَاتَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وجده فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة. وَمَات هُوَ بعد أَن ثقل سَمعه وأقعد قبل وَفَاته بِنَحْوِ ثَلَاثَة أشهر فِي ظهر يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين وَصلى بعد الْعَصْر عِنْد الْمِحْرَاب الْكَبِير وَدفن من يَوْمه بمقبرة البسطامية عِنْد عَمه الْعَلَاء عَليّ بن حَامِد رَحمَه الله وإيانا. 493 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن يحيى بن مُحَمَّد بن خلف الله بن خَليفَة التقي أَبُو الْعَبَّاس بن الْكَمَال بن أبي عبد الله التَّمِيمِي الدَّارِيّ القسنطيني الأَصْل السكندري المولد القاهري المنشأ الْمَالِكِي ثمَّ الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بالشمني بِضَم الْمُعْجَمَة وَالْمِيم ثمَّ نون مُشَدّدَة / نِسْبَة لمزرعة بِبَعْض بِلَاد الْمغرب أَو لقرية وَقد لَا يتنافيا. ولد فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بالاسكندرية وَقدم الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه فأسمعه على ابْن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والصدر الأبشيطي والتقي الزبيرِي والفوي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشهاب الطريني وخليل الْقرشِي الْقَارئ والشموس الشَّامي وَابْن البيطار والزراتيتي والنور الْأَنْبَارِي الْكثير وَأَجَازَ لَهُ البُلْقِينِيّ والعراقي والهيثمي وَالْجمال الرَّشِيدِيّ والتقي الدجوي والجوهري والحلاوي والبدر النسابة وناصر الدّين بن الْفُرَات والزين المراغي وَالْجمال بن ظهيرة ورقية بنة يحيى وَآخَرُونَ، وتلا لأبي عمر على الزراتيتي وتفقه أَولا كأبيه لمَالِك بِأَحْمَد الصنهاجي والبساطي وانتفع بِهِ فِي الْأَصْلَيْنِ والنحو والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَغَيرهَا وَكَذَا انْتفع بِالْعَلَاءِ البُخَارِيّ حَيْثُ سمع عَلَيْهِ التويح والتوضيح فِي أصُول فقه الْحَنَفِيَّة وَالْهِدَايَة وَفِي فقههم وَشرح الْمِفْتَاح فِي الْمعَانِي وَجُمْلَة وَأخذ عَن النظام الصيرامي الْمنطق والمطول بِتَمَامِهِ ولازمه مُلَازمَة تَامَّة فِي العقليات وَغَيرهَا حَتَّى فِي الْفِقْه قبل تحنفه أَخذ عَنهُ الْهِدَايَة وتحول حنفيا فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بعد مَوته بِوَاسِطَة وَلَده العضدي وَحضر عِنْده فِيمَا قبل تَقْسِيم الْكَنْز وَالْهِدَايَة وَغَيرهَا حِين كَانَ صوفيا بالبرقوقية وَمُقِيمًا بهَا، وَسمعت من يذكر فِي سَبَب تحوله حنفيا كَون الْبِسَاطِيّ قدم بعض رفاقه مِمَّن التقى أمثل مِنْهُ بِكَثِير عَلَيْهِ، وَأخذ الْعَرَبيَّة

عَن الصنهاجي أَيْضا وَالشَّمْس الشطنوفي وَبِه وبالشمس العجيمي سبط ابْن هِشَام انْتفع بِهِ فِيهَا وأصول الدّين عَن ابْن خضر شاه الرُّومِي الْحَنَفِيّ مدرس الجانبكية والطب عَن الشَّمْس مُحَمَّد البلادري وَكَانَ إِلَيْهِ الْغَايَة فِيهِ والخزرجية فِي الْعرُوض والقافية وفصول ابْن الهائم فِي الْفَرَائِض والنزهة فِي الْحساب بالقلم ورسالتي المارداني عَن نَاصِر الدّين البارنباري والهندسة والهيئة بقرَاءَته والحساب سَمَاعا عَن ابْن الْمجد والمنطق بقرَاءَته وآداب الْبَحْث عَن أبي بكر العجمي الطَّبِيب والْحَدِيث عَن شَيخنَا بحث عَلَيْهِ دروسا من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَكَانَ لَازمه بعد وَالِده فَأحْسن) إِلَيْهِ وساعده فِي استخلاص مبلغ مِمَّن وثب عَلَيْهِ فِي بعض وظائف أَبِيه وآثره هُوَ بِمثلِهِ وَزَاد إقبالا عَلَيْهِ حِين وَقع السُّؤَال عَن حِكْمَة الترقي من الذّرة إِلَى الْحبَّة إِلَى الشعيرة فِي قَوْله فَلَحقُوا ذرة وَأجَاب التقي بديهة بِأَن صنع الْأَشْيَاء الدقيقة فِيهِ صعوبة وَالْأَمر بِمَعْنى التَّعْجِيز فَنَاسَبَ التدلي من الْأَعْلَى إِلَى الْأَدْنَى فَاسْتَحْسَنَهُ وَزَاد فِي إكرامه والتعريف بفضيلته وَحضر مَعَ وَالِده مجْلِس أبي الْحسن عَليّ بن وفا وَيُقَال أَنه حمله فِي حَال صغره وَدَار بِهِ فِي مجْلِس السماع وَأَخْبرنِي عَنهُ أَنه رد على الْعِرَاقِيّ تصنيفه الْبَاعِث على الْخَلَاص من حوادث الْقصاص ثمَّ صحب بعده أَبَا الْفَتْح وَكَذَا رأى خَليفَة حِين اجْتمع على الْإِنْكَار عَلَيْهِ وَكتب على بعض الْكتاب بالمحمودية وَكَذَا عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن الصَّائِغ ولازمه مُدَّة وَحضر عِنْد أبي الْفضل بن الإِمَام التلمساني وَاسْتمرّ يدأب فِي الْفَضَائِل حَتَّى اشْتهر وتصدى للإقراء وصنف شرحا لنظم وَالِده النخبة عمله فِي حَيَاة شَيخنَا وحاشية على الْمُغنِي لخصها من حَاشِيَة الدماميني وَزَاد عَلَيْهَا اشياء نفيسة سَمَّاهَا الْمنصف من الْكَلَام على مُغنِي ابْن هِشَام وتعليقا لطيفا على الشفا فِي ضبط الفاظه لخصه من شرح الْبُرْهَان الْحلَبِي وأتى بتتمات يسيرَة فِيهَا تحقيقات دقيقة سَمَّاهُ مزيل الخفا عَن أَلْفَاظ الشفا وشرحا متوسطا للنقاية فِي فقه الْحَنَفِيَّة وسمعته يتألم مِمَّن سلخه وزاحمه فِيمَا لَهُ فِيهِ من التحقيقات وَنَحْوهَا مِمَّا لم يسْبق إِلَيْهِ وفهرستا لمروياته وَغير ذَلِك وأقرأها مرَارًا وتنافس النَّاس فِي تَحْصِيل الْحَاشِيَة وتوسل بعض المغاربة بسلطانهم عِنْد من ارتحل إِلَيْهِ وكتبها فِي إعارتها وَكَذَا أَقرَأ غَيرهَا من مشكلات الْكتب كالكشاف واليبضاوي فِي التَّفْسِير والدارحديثي وَشرح المواقف وَشرح الْمَقَاصِد فِي أصُول الدّين والعضد والفنري فِي أصُول الْفِقْه والرضي شرح الكافية فِي الْعَرَبيَّة وَهُوَ غَايَة مَا فِي هَذَا النَّوْع من الْفَنّ المطول والمختصر فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَمَا على مَا سبق من الْحَوَاشِي وَانْفَرَدَ بتقرير جَمِيع ذَلِك بِدُونِ مُلَاحظَة كراس

وَلَا حَاشِيَة مَعَ استحضاره لتقرير مشايخه فِيمَا يتَوَقَّف الْعلم بالمراد غَالِبا عَلَيْهِم يه وَحكى لي بعض أخصائه من ثِقَات تلامذته أَنه سَمعه بعيد الْخمسين يَقُول أَنه أَقرَأ المطول بِغَيْر مطالعة اثْنَتَيْ عشرَة مرّة قَالَ ذَلِك وَقد اتّفق دُخُول اثْنَيْنِ من أَبنَاء الْعَجم الجمالية فوجداه يقرئ فِيهِ فَجَلَسَا عِنْده وبحثا مَعَه واستشكلا عَلَيْهِ فَلم يَنْقَطِع عَنْهُمَا بل افحمهما بِحَيْثُ امْتَلَأت أعينهما من جلالته وصرحا بعد الِانْفِصَال عَنهُ للمشار إِلَيْهِ بِأَنَّهُمَا لم يظنا فِي أَبنَاء الْعَرَب من ينْهض بذلك وَبلغ الشَّيْخ فَتَبَسَّمَ وَقَالَ مَا تقدم، وَأخذ عَنهُ علم الْعرُوض رَفِيقه الْعَلامَة سيف الدّين) بن الخوندار، وَكَذَا حدث بِأَكْثَرَ مروياته قَرَأت عَلَيْهِ الْكثير من سنة خمسين وَبعدهَا وَحَضَرت كثيرا من دروسه فِي الْعَضُد والكشاف وَغَيرهمَا وَأخذت عَنهُ شَرحه لنظم النخبة وَشرح وَالِده لمتن النخبة وَخرجت لَهُ قَدِيما مشيخة وقف عَلَيْهَا شَيخنَا وَكتب عَلَيْهَا وَوصف التقي بِالْإِمَامِ الْعَلامَة فَخر المدرسين مُفِيد الطالبين مفتي الْمُسلمين ووالده بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة الْمُحدث المكثر الْمُفِيد وَقَالَ متع الله الْمُسلمين بِبَقَائِهِ وداوم ارتقائه وَحدث بهَا مرَارًا وَخرجت لَهُ باخرة المسلسل بالنحاة وَحدث بِهِ أَيْضا وَكَانَ لَا يقدم على أحد من الأكابر فضلا عَن غَيرهم وينوه بِي فِي غيبتي كثيرا وقرض لي عدَّة من تصانيفي بل وانتقى بَعْضهَا وَفِي تَفْصِيل ذَلِك طول وَكَانَ إِمَامًا علما عَلامَة مفننا سنيا متين الدّيانَة زاهدا عفيفا متواضعا متوددا صبورا حسن الصِّفَات مُنْقَطع القرين سريع الْإِدْرَاك قوي الحافظة ممتع المحاضرة جيد الْكِتَابَة فصيحا رائق الْعبارَة قادرأ على التَّعْبِير عَن مُرَاده بعبارات متنوعة فِي نثر حسن وَرُبمَا نظم أَيْضا فَكتبت من نظمه مَا عمله لما ولي الظَّاهِر ططر ونوه بقتْله وَخيف من فَسَاد التّرْك: (يَقُول خليلي العدا أضمرت ... إِذا مَاتَ ذَا الْملك سوء الورى) (فَقلت سل الله إبقاءه ... وَيَكْفِينَا الظَّاهِر المضمرا) كل ذَلِك مَعَ الشهامة وَحسن الشكالة والأبهة وبشاشة الْوَجْه ومحبة الحَدِيث وَأَهله وحطه على الاتحادية وَمن زاغ مِمَّن ينْسب إِلَى التصوف وتقلله من التبسط فِي الدُّنْيَا وتقنعه بخلوة فِي الجمالية يسكنهَا وَأمة سَوْدَاء لقَضَاء وطره وَغير ذَلِك وَكَونه لَيْسَ باسمه سوى مشيخة مدرسة اللالا وراتب يسير بالجوالي وَلذَلِك لما التمس مِنْهُ قانباي الجركسي حِين ابتنى تربته الَّتِي تَحت قلعة الْجَبَل بإرشاد بعض أَصْحَابه لَهُ فِي ذَلِك الْإِقَامَة فِيهَا وَيكون خطيبها وَشَيخ الصُّوفِيَّة بهَا مَعَ غير ذَلِك من الْوَظَائِف ويهيئ لَهُ مسكنا حسنا أجَاب وتحول فَأَقَامَ بهَا وَكَانَ ذَلِك سَببا لمزيد انجماعه وعكوفه

على مَا هُوَ بصدده ورسم لَهُ بفرس من اسطبل السُّلْطَان وألح عَلَيْهِ فركبها لَحْظَة وَعجز فَنزل عَنْهَا وأرسلها لموضعها فَرَجَعُوا بهَا إِلَيْهِ وَقَالُوا لَهُ إِن لم تركبها فَانْتَفع بِثمنِهَا وَلم يَنْفَكّ الْفُضَلَاء عَن ملازمته والأكابر عَن التَّبَرُّك بِهِ وزيارته وَأَشَارَ عَلَيْهِ بعض الْجَمَاعَة بعد موت واقفها بِالْعودِ إِلَى الجمالية ويأتيها يَوْمًا بعد يَوْم ليزِيد الِانْتِفَاع بِهِ فَمَا وفْق وَاسْتمرّ مُقيما بالقانبهية لكنه مكث مُدَّة يَجِيء إِلَى الجمالية أَيَّامًا مُعينَة وَلم يَنْقَطِع عَنْهَا إِلَّا لعذر وناب عَن العضدي شيخ البرقوقية فِي مشيختها حِين مجاورته بِمَكَّة وَكَذَا فِي سَفَره لبيت) الْمُقَدّس وَلم أسمع أَنه كتب على فتيا مَعَ سُؤَالهمْ لَهُ فِي ذَلِك وَلَا كَانَ لَهُ رَغْبَة فِي حُضُور عُقُود الْمجَالِس وَنَحْوهَا بِحَيْثُ لم يتَّفق لَهُ ذَلِك فِيمَا أعلمهُ سوى مرّة وَاحِدَة بعد جهد كَبِير فِي مجْلِس لم يكن يه غَيره والأمين الأقصرائي والسيفي فَمن دونهم وَتكلم بِكَلِمَات يسيرَة وَكَذَا ألح عَلَيْهِ حفيد الْعَيْنِيّ أَيَّام ضخامته فِي الْحُضُور عِنْده وَكَانَ قَرَّرَهُ متصدرا فِيمَا جدده بمدرسة جده بَطل أمره بعد يسير فَلم يجد بدا من ذَلِك وَجَاء الْعَبَّادِيّ ليجلس فَوْقه بَينه وَبَين الْحَنَفِيّ فأشير بِخِلَاف هَذَا وَجعل السراج من جِهَة أُخْرَى بل كَانَ خطب للْقَضَاء فَأبى بعد مَجِيء كَاتب السِّرّ إِلَيْهِ واخبره أَنه لم يجب نزل إِلَيْهِ السُّلْطَان فصمم وَقَالَ: الاختفاء مُمكن فَقَالَ لَهُ فيماذا تجيب إِذا سَأَلَك الله عَن امتناعك مَعَ تَعْيِينه عَلَيْك، فَقَالَ يفتح الله حِينَئِذٍ بِالْجَوَابِ وَلم يكن يحابي فِي الدّين أحدا، التمس مِنْهُ بعض الشبَّان من ذَوي الْبيُوت إِذْنه لَهُ بالتدريس بعد أَن أهْدى إِلَيْهِ شَيْئا فبادر لرد الْهَدِيَّة وَامْتنع من الْإِذْن وَرُبمَا كتب فِيمَا لَا يرتضيه لقصد جميل ككتابته على كراس من تَفْسِير البقاعي الَّذِي سَمَّاهُ المناسبات فَإِنَّهُ قَالَ لي حِين عتبته على ذَلِك: إِنَّمَا كتبت لصونه عَمَّا رام تمربغا أَن يوقعه بِهِ وَالله مَا طالعته وَلَيْسَ هُوَ عِنْدِي فِي زمرة الْعلمَاء، وَلم وسع الله عَلَيْهِ بِسَبَب مَا تقدم صَار يواسي الطّلبَة وَغَيرهم من قدماء أَصْحَابه وَمن يعلم احيتاجه وَيُصَرح لبَعض خواصه أَنه لَو تحقق إبْقَاء الْوَظَائِف باسم أَوْلَاده لآثر بِجَمِيعِ مَا يفضل عَنهُ وَقد عَم النَّفْع بِهِ حَتَّى بَقِي جلّ الْفُضَلَاء من سَائِر الْمذَاهب من أهل مصر بل وَغَيرهَا من تلامذته واشتدت الرَّغْبَة فِي الْأَخْذ عَنهُ وتزاحموا عَلَيْهِ وهرعوا صباحا وَمَسَاء إِلَيْهِ وامتدحه من الشُّعَرَاء الشهَاب المنصوري وَغَيره وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ كلمة إِجْمَاع لم يتدنس بِمَا حيط مِقْدَاره بل رَاعى لمنصب الْعلم حَقه منحه الله تَعَالَى كَثْرَة الأسقام من قبل الثَّلَاثِينَ فِي الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة وَكَذَا بِحَبْس الْبَوْل بالحصاة وَكَثْرَة الرعاف وَغير ذَلِك فَكَانَ قل أَن يَصح لكنه لَا يَنْقَطِع إِلَّا عَن امْر كَبِير ويتحرى مَا يلائمه من أكل وَنَحْوه إِلَى قبيل مَوته وَعرض لَهُ حِينَئِذٍ استسقاء ورمد

وَمَات بمنزله من تربة قايتاي شَرْقي قلعة الْجَبَل فِي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع شعري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد عِنْد بَاب مَحل سكنه تقدم النَّاس الشَّافِعِي وَدفن بحوش دَاخل التربة وتأسف النَّاس على فَقده وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله وَخلف ذكرين وَأُنْثَى من جَارِيَة وَألف دِينَار وحفظت جهاته لِوَلَدَيْهِ ورثاه غير وَاحِد رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ. 494 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن أَبُو الْهدى بن أبي الْخَيْر بن الشَّيْخ الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وجده. / ولد سنة سبع وَثَمَانمِائَة سنة مَاتَ جده. 495 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الشهَاب بن الْكَمَال أبي البركات بن الْجمال أبي السُّعُود الْقرشِي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع ابْن صديق والمراغي وَالْجمال بن ظهيرة وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ التنوخي والعراقي والهيثمي وَابْن منيع وابنتا ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ وَنزل طَالبا فِي الْمدَارِس وَدخل مصر للتنزه وَبَعض بِلَاد الْيمن للتِّجَارَة وَكَانَ مائلا لحفظ الْأَشْعَار وَالنَّظَر فِي التَّارِيخ مذاكرا بأَشْيَاء مستحسنة فِي ذَلِك. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَعشْرين ذكره الفاسي فِي مَكَّة. 496 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خلد بن مُوسَى الْحِمصِي الْحَنْبَلِيّ ابْن أخي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن خلد الْآتِي هُوَ وَأَبوهُ وَيعرف بِابْن زهرَة. / ولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بِبَلَدِهِ وَقدم الْقَاهِرَة فناب عَن قاضيها الْعِزّ الْكِنَانِي. 497 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دمرداش الشهَاب الْغَزِّي الْحَنَفِيّ ابْن أُخْت قَاضِي الْحَنَفِيَّة الشَّمْس بن المغربي وَيعرف بِابْن دمرداش. / مِمَّن أَخذ الْفِقْه عَن خَاله والعربية والمعاني وَالْبَيَان والتصوف عَن الشَّمْس الْحِمصِي فِي آخَرين مِمَّن وردوا عَلَيْهِ وبرع فِي فنون مَعَ الدّين وجودة النّظم والنثر والسيرة الجميلة وتكسبه بِالشَّهَادَةِ الَّتِي صَار عين اهل بَلَده فِيهَا. 498 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ريحَان البعلي. / كَذَا فِي ابْن عزم. 499 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَالم بن مُحَمَّد الضياء الْقرشِي الْمَكِّيّ ثمَّ القاهري القباني أَخُو سَالم الْآتِي. / ولد سنة ثَلَاث وَتِسْعين تَقْرِيبًا وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَغَيرهمَا أجَاز لنا وتكسب بِالْوَزْنِ بالقبان وَكَذَا بِالْوَزْنِ فِي مخبز سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ أحد صوفيتها مشكور السِّيرَة موثوقا بأمانته كثير التَّحَرِّي فِي صناعته عديم الْخَوْض فِيمَا لَا يعنيه سَاكِنا دينا لم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمَه الله. وَرَأَيْت من قَالَ فِي نسبه الْحَمَوِيّ الْمَكِّيّ فيحرر.

500 - أَحْمد بن الشَّمْس مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن السراج البُخَارِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ ابْن شيخ الباسطية المكية الْآتِي كل من أَخَوَيْهِ عبد الله وشقيقه مُحَمَّد وأبيهم. / ولد فِي صفر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه بَيْضَاء مَاتَت حِين تميزه وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ عَليّ فِي سنة سبع وَتِسْعين فِي أبي دَاوُد ولازمني فِي الشفا وَغَيره بل سمع مني قبل طفوليته. 501 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن عمر بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل الشهَاب أَبُو الْخَيْر بن الضياء الصَّاغَانِي الأَصْل نِسْبَة للْإِمَام الشهير الرضي صَاحب الْمَشَارِق وَغَيرهَا فِيمَا قَالَه الْهِنْدِيّ الأَصْل الْمدنِي المولد الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَالِد المحمدين الآتيين وَيعرف بِابْن الضياء. / ولد فِي ضحى سادس عشري ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَسمع بهَا من خَلِيل الْمَالِكِي والعفيف المطري والعز بن جمَاعَة وَكَذَا سمع مِنْهُ وَمن الْمُوفق الْحَنْبَلِيّ بِمَكَّة وَمن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ والبهاء بن خَلِيل وَعبد الْقَادِر الْحَنَفِيّ وَإِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الْآمِدِيّ وَغَيرهم بِالْقَاهِرَةِ وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَخلق من بَغْدَاد وَغَيرهَا تجمعهم مشيخته تَخْرِيج التقي بن فَهد، وَحدث سمع مِنْهُ غير وَاحِد من أَصْحَابنَا فَمن فَوْقهم. وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَأَجَازَ لأولادي. وَقَالَ الفاسي أَنه اعتنى بِالْعلمِ كثيرا وَله فِي الْفِقْه نباهة ودرس وَأفْتى كثيرا وَولي بعد وَفَاة أَبِيه درس يلبغا الخاصكي بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَكَذَا ولي تدريس البنجالية والزنجيلية والأرغونية بدار العجلة فِيهَا ثمَّ نقل الدَّرْس بالأخيرتين إِلَى الْمَسْجِد وناب فِي عُقُود الْأَنْكِحَة عَن الْعِزّ النويري ثمَّ فِي الْأَحْكَام عَنهُ أَيْضا سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة ثمَّ عَزله فَلم يتَجَنَّب الْأَحْكَام محتجا بِأَن مذْهبه أَن القَاضِي لَا يَنْعَزِل إِلَّا بجنحة وَأَنه لم يأتها وَلم يلبث أَن اسْتَقل بِقَضَاء مَكَّة من قبل النَّاصِر فرج سنة سِتّ وَكَانَ أول حَنَفِيّ اسْتَقل بهَا ثمَّ عزل بعد أَيَّام قَليلَة وناب عَن الْجمال بن ظهيرة ثمَّ أُعِيد اسْتِقْلَالا ثمَّ صرف بالجلال المرشدي وَلكنه لم يقبل فأعيد وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ بعد أَن عجز عَن الْحَرَكَة وَالْمَشْي لسقوطه من سَرِير مُرْتَفع عَن الأَرْض فانفكت بعض أَعْضَائِهِ وتألم كثيرا لذَلِك نَحْو شَهْرَيْن فِي لَيْلَة الْأَحَد رَابِع عشر ربيع الأول سنة خمس وَعشْرين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَدفن على أَبِيه بالمعلاة وَذكره المقريزي فِي عقوده وَصدر تَرْجَمته بالهندي الْمَكِّيّ وَقَالَ نعم الرجل رَحمَه الله. 502 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبَادَة بن عبد الْغَنِيّ بن مَنْصُور الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الشَّمْس بن أبي عبد الله بن الشَّمْس بن الْفَقِيه الزين بن الْجمال الْحَرَّانِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن عبَادَة بِالضَّمِّ / من بَيت

وجيه فعبادة وَعبد الْغَنِيّ عِنْد الذَّهَبِيّ وَغَيره. ولد فِي صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على الْعَلَاء الشحام وَغَيره والعمدة والخرقي وعرضهما على الْعَلَاء بن اللحام والشهاب بن حجي وَغَيرهمَا وعَلى ابْن اللحام اشْتغل فِي الْفِقْه وَكَذَا حضر فِيهِ وَهُوَ صَغِير جدا عِنْد ابْن رَجَب وَغَيره وَسمع على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وناب فِي الْقَضَاء لِأَبِيهِ ثمَّ اسْتَقل بِهِ بعد وَفَاته فباشره بعفة ونزاهة وَصرف قبل استكمال سنتَيْن فَلَزِمَ منزله منجمعا عَن النَّاس وَكتب بِخَطِّهِ تَفْسِير ابْن كثير وَعرض عَلَيْهِ الْعود فَأبى وَحج مرَّتَيْنِ وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ وَكَانَ متواضعا بهيا حسن الشكالة مزجي البضاعة. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وَدفن من يَوْمه بمقبرتهم شَرْقي الرَّوْضَة من سفح قاسيون رَحمَه الله. أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبدا لبر بن يحيى السُّبْكِيّ. هُوَ ابْن مُحَمَّد بن عبد الْبر مضى وَمُحَمّد الثَّانِي زِيَادَة. 503 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الشهَاب بن التقي بن نَاصِر الدّين الأقفهسي ثمَّ القاهري نزيل مَكَّة أَبُو الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي. / ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا لفحظ الْقُرْآن ومختصر أبي شُجَاع والملحة وعرضها فِي سنة سبع وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا على جمَاعَة وَقدم مَكَّة بعد الثَّلَاثِينَ فقطنها وأدب الْأَبْنَاء وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا سَاكِنا كثير التِّلَاوَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين وَدفن بالمعلاة. ذكره ابْن فَهد. 504 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد الشهَاب البجائي الأبدي المغربي الْمَالِكِي نزيل الباسطية وَيعرف بالآبدي. / اشْتغل فِي بِلَاده وَقَرَأَ فِي بجاية على أبي عبد الله مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله البيوسقي البجائي الشفا وَبَعضه على أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد القماح الأندلسي وَقدم الْقَاهِرَة فَحَضَرَ دروس القاياتي وَابْن قديد والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وترافق هُوَ وَابْن يُونُس الْآتِي فِي الْأَخْذ رِوَايَة عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْقُدسِي وَلَا أستبعد أَن يكون أَخذ عَن شَيخنَا وَحج وَأخذ عَن الْجمال الكازورني بِالْمَدِينَةِ إجَازَة وَعَن غَيره وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء بل درب زَوجته نفيسة وَكَانَت تكْتب لَهُ أَيْضا وَتقدم فِي الْعُلُوم سِيمَا الْعَرَبيَّة فَلم يكن بعد شَيخنَا ابْن خضر من يدانيه فِي إرشاد المبتدئين وَله فِيهَا حُدُود نافعة كَمَا أَنه كتب على إيساغوجي شرحا مُفِيدا وتصدى لنفع الطّلبَة بالأزهر أَولا ثمَّ بالباسطية حِين سكنها برغبة أحد شُيُوخه الْعِزّ الْبَغْدَادِيّ لَهُ عَنْهَا إِلَى أَن مَاتَ

وَأخذ عَنهُ الْأَعْيَان من كل مَذْهَب فنونا كالفقه والعربية وَالصرْف والمنطق وَالْعرُوض، وَكنت مِمَّن أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا بل أَخذ عَنهُ أخي أَيْضا وَكَانَ كثير الْميل إِلَيْنَا متواضعا بشوشا رَضِيا مجاب الدعْوَة حَتَّى قيل أَنه لِكَثْرَة مَا كَانَ يرى من تهكم الشباسي بالطلبة بل وبالشيوخ دَعَا عَلَيْهِ فابتلي بالجذام، عديم التَّرَدُّد لبني الدُّنْيَا بَعيدا عَن الشَّرّ ودخوله مَعَ أبي الْفضل المغربي فِي كائنة الشريف الكيماوي بتلبيس من الْمشَار إِلَيْهِ ليتقوى بِهِ وَمَعَ ذَلِك فَلم يتَكَلَّم وَلم يزل على وجاهته فِي الْعلم وإقرائه حَتَّى مَاتَ فِي عشري رَمَضَان سنة سِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بتربة الصلاحية وَقد جَازَ السِّتين ظنا رَحمَه الله وإيانا. وَرَأَيْت من يَقُول أَن سنة وَفَاته سنة إِحْدَى وَأَن الجمالي نَاظر الْخَاص أرسل يلْتَمس مِنْهُ قَضَاء الْمَالِكِيَّة بعد وَفَاة السنباطي فَاعْتَذر بضعفه وَلم يلبث أَن مَاتَ، وَهُوَ ملتئم مَعَ كَونهَا فِي سنة إِحْدَى فَإِن السنباطي مَاتَ فِي رَجَب مِنْهَا. 505 - أَحْمد بن الْكَمَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن يُوسُف بن مَنْصُور القاهري شَقِيق مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن وَيعرف كأبيه بِابْن إِمَام الكاملية / قَالَ إِنَّه ولد فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بالكاملية وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ مَعَ النِّسَاء فَقَرَأَ بعض الْمِنْهَاج وَجَمِيع الزّبد وَاخْتلف عَلَيْهِ غير وَاحِد من المعلمين وَرُبمَا قَرَأَ تفهما على أبي الْعَزْم الحلاوي وَالشَّمْس المسيري وَنَحْوهمَا وَلم ينجب وَلَا كَاد وَسمع مَعَ وَالِده بِقِرَاءَتِي على عدَّة من الشُّيُوخ وَحج مَعَه وجاور غير مرّة وَسمع هُنَاكَ على التقي بن فَهد وَغَيره كَأبي الْفَتْح المراغي وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس وَسمع بِهِ بَعْضًا على التقي القلقشندي وَنَحْوه وَلما مَاتَ أَبوهُ تمشيخ بِدُونِ مقتضيها لَكِن لكَون الْفُسَّاق وَثبُوا لَهُ ولأخيه عَليّ حَتَّى اغتصبوا مني مشيخة الحَدِيث بالكاملية بل تلطف معي السُّلْطَان فِي أمرهَا إِكْرَاما لخوند بسفارة بعض الطواشية وَكَذَا لكَونه عمل شيخ السَّبع الْأصيلِيّ وَصَارَ يتجوه على الضُّعَفَاء بالطواشي الْمُتَّهم وَرُبمَا حصل لَهُ أَشْيَاء وسلك شبه طَريقَة أَبِيه فِي عمل وَقت فِي يَوْم عَاشُورَاء يجمع لَهُ من النَّاس أَمْوَالًا يدّخر جلها وتباين مَعَ أَخِيه عبد الرَّحْمَن لأسباب دنيوية وَآل الْأَمر إِلَى النُّزُول عَن التدريس الْمشَار إِلَيْهِ لِابْنِ النَّقِيب وتعجب أهل الدّيانَة من هَذَا الصَّنِيع أَولا وَثَانِيا وَكَانَ بِمَكَّة مجاورا فِي سنة تسع وَتِسْعين وَزَوْجَة أَخِيه هُنَاكَ فَلم يصلها بِشَيْء وَلَا أَظُنهُ سَأَلَ عَنْهَا. 506 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن مُوسَى الشهَاب أَبُو الْخَيْر بن

الْعِزّ المنوفي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي قَاضِي منوف وَيعرف بِابْن عبد السَّلَام. / ولد بعد صَلَاة الْجُمُعَة رَابِع عشر ربيع الأول سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة ونشا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية ابْن مَالك وَعرض على البوتيجي والمحلي والمناوي والأقصرائي وَإِمَام الكاملية وَسمع على أَبِيه جُزْء البطاقة فِي آخَرين وتفقه بِالْعلمِ البُلْقِينِيّ وَابْن عَمه الْبَدْر أبي السعادات والسراج الْعَبَّادِيّ والجلال الْبكْرِيّ وَآخَرين كالبدر حسن الْأَعْرَج وَعنهُ أَخذ أَيْضا الْفَرَائِض والحساب وَأخذ عَن ابْن قَاسم والزين الأبناسي فِي النَّحْو وَعَن ثَانِيهمَا فِي الْأُصُول وَأخذ عني فِي الحَدِيث أَشْيَاء وَكتب عني جملَة، وبرع فِي الْفِقْه وشارك فِي غَيره وناب عَن الزين زَكَرِيَّا فِي بَلَده منوف ثمَّ عَنهُ بِالْقَاهِرَةِ مُضَافا إِلَى منوف، وَكتب شرحا على مُخْتَصر أبي شُجَاع وعَلى السِّتين مسئلة للزاهد وعَلى الجرومية وَعمل فَتَاوَى شَيْخه الْبكْرِيّ وَعمل كتابا فِي النّيل وَغير ذَلِك وَحج وجاور وَحضر دروس الْبُرْهَان بن ظهيرة وَجمع نبذة من فَتَاوِيهِ أَيْضا بإشاراته وَقَرَأَ على الْعَامَّة بزاوية شرف الدّين وولع بالنظم فَأتى مِنْهُ بقصائد وَغَيرهَا مَعَ نثر جيد وَخط حسن واستحضار لكثير من فروع الْفِقْه وَمن شرح مُسلم وَغَيرهمَا ومشاركة فِي كثير من الْفَضَائِل وسلامة فطْرَة ومحاسن. أَحْمد بن الْبَدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْمُبَاشر. / مضى فِي أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد. 507 - أَحْمد بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطَّوِيل بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ. / ولد بهَا من مُسْتَوْلدَة لِأَبِيهِ الْآتِي وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة وَدخل مصر للاسترزاق مرَّتَيْنِ فأدركه أَجله فِي الثَّانِيَة بالطاعون بهَا سنة أَربع وَخمسين. 508 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد المحسن بن مُحَمَّد الصَّدْر أَبُو الْعَبَّاس بن نَاصِر الدّين الْكِنَانِي الزفتاوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ / ولد سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين وألفية النَّحْو وَعرض على شَيخنَا والعز عبد السَّلَام الْقُدسِي وَابْن البُلْقِينِيّ والتلواني والونائي والبدر بن الْأَمَانَة وَابْن الديري والمحب بن نصر الله وأجازوه فِي آخَرين كالقاياتي والشهاب بن تَقِيّ وَآخَرين مِمَّن لم يجز واشتغل فِي النَّحْو عِنْد الأبدي والراعي والخواص والتقي الحصني وَعَلِيهِ قَرَأَ الْأُصُول وَسمع على الشمني فِي حَاشِيَته على الْمُغنِي بل سمع عَلَيْهِ فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَغَيرهمَا وَفِي الْفِقْه عِنْد البوتيجي والبلقيني والمناوي والعبادي واشتدت ملازمته للْأولِ فِيهِ حَتَّى أَنه

قَرَأَ عَلَيْهِ شرح) الْبَهْجَة لشيخه الْوَلِيّ وَفِي الْفَرَائِض حَتَّى أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الْمَجْمُوع للكلائي مرَّتَيْنِ والأشنهية وَشَرحهَا لِابْنِ الهائم وعدة مُقَدمَات فِي الْحساب وانتفع بِهِ كثيرا وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكتب السِّتَّة وَكَذَا للمناوي بِحَيْثُ حضر عِنْده تقاسيم الْمُتُون الْأَرْبَعَة التَّنْبِيه والمنهاج وَالْحَاوِي والبهجة بل أَخذ عَنهُ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَغَيره وَأخذ الْمَجْمُوع أَيْضا عَن أبي الْجُود بل حضر دروس ابْن المجدي فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا ودروس ابْن حسان فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا بل كتب عَنهُ فِي الْإِمْلَاء والزين الزَّرْكَشِيّ بعض صَحِيح مُسلم فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس بعض مُسْند أَحْمد والرشيدي وَالْبُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة وَمُسلمًا بالحلاوية وَالنَّسَائِيّ الْكَبِير على أَبِيه وَجَمَاعَة مِنْهُم الأبودري وَإِمَام الصرغتمشية والشمني والجلال بن الملقن والعراقي وبابن حَانُوت وَأَجَازَ لَهُ آخَرُونَ وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَشرح الرحبية فِي الْفَرَائِض وَله جُزْء فِي عَاشُورَاء وَغير ذَلِك، وَجلسَ عِنْد أيبه شَاهدا ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء وَلم يَنْفَكّ عَن طَرِيقَته فِي الْكِتَابَة والتحصيل وَهُوَ أمثل جماعته فضلا وَخيرا. وَحج فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين مَعَ أَبِيه وَفِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَحضر دروس قاضيها البرهاني راوية ودراية وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس والخليل بِأخرَة سنة تسعين وَسمع فيهمَا من جمَاعَة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بعد الْجُمُعَة فِي الْأَزْهَر رَحمَه الله وإيانا، وَقد رَأَيْت بِخَط شَيخنَا الزين رضوَان استدعاء لهَذَا وأخويه الولوي أبي الْفضل مُحَمَّد وَأم مُحَمَّد زَيْنَب ولمحمد ابْن ثَانِيهمَا وَأحمد بن ثالثهما وَهُوَ ابْن التَّاج الأخميمي أرخه بربيع الأول سنة سِتّ وَأَرْبَعين أجَاز لَهُم فِيهِ شَيخنَا وَابْن عَمه شعْبَان والشريف النسابة الشافعيون والعيني وَابْن الديري والأمين الأقصرائي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والعز عبد الرَّحِيم بن الْفُرَات وَالشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف الرَّازِيّ الحنفيون والشهاب الْحِجَازِي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر السعودي الْفَقِيه وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عَبَّاس العاملي والصدر بن روق والعز بن أبي التائب وَعمر بن السفاح وَالْجمال يُوسُف بن عَليّ الدَّمِيرِيّ وَالشَّمْس مُحَمَّد الطوخي والبدر حُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْكلابِي الضَّرِير وَأم هَانِئ الهورينية الشافعيون وَرَجَب الخيري الْمَالِكِي والشريف السراج عبد اللَّطِيف الحسني الْمَكِّيّ قاضيها الْحَنْبَلِيّ والعز أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْحَنْبَلِيّ وقريبه الْمُحب مُحَمَّد بن يحيى وابنا خَاله نشوان وَأحمد والبرهان الصَّالِحِي الحنبليون وتجار ابْنة نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن التقي) مُحَمَّد بن مُسلم.

509 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن خيضر بن سُلَيْمَان النَّجْم بن القطب الدِّمَشْقِي الخيضري الشَّافِعِي الَّاتِي أَبوهُ. / ولد فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه لحفظ الْقُرْآن وَعرض وَقدم مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة فَسمع على الشاوي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَرُبمَا قَرَأَ هُوَ بل قسم جَامع المختصرات على الْعَبَّادِيّ والبكري والجوجري وزَكَرِيا فَكَانَ مَا تحاكاه الطّلبَة وأذنوا لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَتكلم على الْعَوام بِجَامِع الْأَزْهَر فَمَنعه قَاضِي الْمَالِكِيَّة الْمُقْتَضِي لذَلِك غير ملتفت لِأَبِيهِ قَاصِدا وَجه الله وَتوجه فباشر جِهَات أيبه حَتَّى تدريس دَار الحَدِيث الأشرفية وَسمعت أَن البقاعي حضر عِنْده فِيهَا وَقَضَاء دمشق وَكِتَابَة سرها وَذكر بأوصاف فأهانه السُّلْطَان بل كَانَ سَببا لتكليف أَبِيه ثمَّ رَضِي عَنْهُمَا وَصرف بعد مُدَّة عَن الْقَضَاء بالشهاب بن الفرفور وَاسْتمرّ على كِتَابَة السِّرّ خَاصَّة ثمَّ صرف عَنْهَا فِي سنة تسعين بالشريف موفق الدّين الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ وأخباره معجرفة وكلماته مقرفة حَتَّى قيل أَنه يرافع فِي أَبِيه وَأَنه كَانَ يَدْعُو عَلَيْهِ وَلم يزل على حَاله حَتَّى بلغه توعك أَبِيه فبادر إِلَى الْمَجِيء فأدركه وَهُوَ غَائِب بِحَيْثُ لم يع لَهُ وَمَات فَوضع يَده على كتبه فَبَاعَهَا، وَحضر إِلَيّ لما قدمت من مَكَّة فِي الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين فَسلم عَليّ وَلم يلبث أَن شيع أَنه جن وَاسْتمرّ فِي خلطته وَرجع إِلَى بلدته وتكرر قدومه إِلَى الْقَاهِرَة. أَحْمد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة. / كَذَا فِي بعض نسخ الأنباء وَمُحَمّد الأول زِيَادَة فِي نسبه والمحب لقب أَحْمد وَقد مضى فِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة. 510 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُهَيْمِن الشهَاب الْبكْرِيّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد عبد الرَّحْمَن وَيعرف بِابْن خطيب بستيل. / سمع الْكثير من الْمَيْدُومِيُّ وَمِمَّا سَمعه مَعَه جُزْء الدراع فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بِقِرَاءَة الزين الْعِرَاقِيّ وَهُوَ من العوالي الَّتِي تفرد بهَا الْمَيْدُومِيُّ، واشتغل فَأخذ عَن الْبَهَاء بن عقيل وناب عَنهُ لما ولي الْقَضَاء وَالْجمال الأسنوي وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء بِخَط الزين الْعِرَاقِيّ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الأيوبي وَابْن النّحاس والقلانسي وَابْن القطرواني وَابْن الأكرم وَابْن الرصاص وَأحمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن الجزائري وناصر الدّين الفارقي والشريف أَبُو الركب الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن وَمُحَمّد بن عبد الْحق بن عبد الْكَافِي وَعلي بن أَحْمد بن عبد المحسن وَابْن الرّفْعَة وَابْن جمَاعَة والعلائي وَآخَرُونَ وَورث من أَبِيه مَالا جزيلا فمزقه فِي اللَّهْو وعني بِالنّظرِ فِي كَلَام الصُّوفِيَّة وَفتن بمقالة ابْن عَرَبِيّ فَكَانَ دَاعِيَة إِلَيْهَا. وَمَات لَهُ ابْن مُتَمَوّل فورثه فمزق ذَلِك أَيْضا وَكبر فَاحْتَاجَ فَصَارَ يسْأَل وَلَكِن لَا يلحف باليسير، سمع عَلَيْهِ غير وَاحِد مِمَّن أَخذنَا عَنهُ وَمِنْهُم شَيخنَا وترجمه هَكَذَا. وَقَالَ سَمِعت عَلَيْهِ الثَّالِث من

أبي دَاوُد بِسَمَاعِهِ لَهُ على الْمَيْدُومِيُّ، زَاد فِي مَوضِع آخر وَلَا أستبيح الرِّوَايَة عَنهُ. مَاتَ فِي سنة تسع وأغفلة فِي الأنباء، وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار. 511 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبيد أَبُو البركات بن أبي سعد بن الْقطَّان الْآتِي أَبوهُ. / اعتنى بِهِ أَبوهُ فَأَقْرَأهُ الْقُرْآن وأسمعه الحَدِيث وَهُوَ مِمَّن سمع مني وَخلف وَالِده سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا. 512 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبِّيَّة وَهُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبِّيَّة حَسْبَمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ الشهَاب الْحلَبِي الأَصْل الْمَقْدِسِي المولد الشَّافِعِي الْوَاعِظ نزيل دمشق وَيعرف بِابْن عبِّيَّة. / برع مَعَ نظم جيد وَخط حسن وخبرة بالوعظ ورياضة وَرَأَيْت خطه فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ بِالشَّهَادَةِ فِي إجَازَة النوبي كابنه وَأثْنى الْمَشْهُود لَهُ عَلَيْهِ بالفضيلة وجودة النّظم وَكَذَا رَأَيْت خطه فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِمَّا نظمه تخميس الْبردَة وَولي قَضَاء الْقُدس وقتا وامتحن فِي حِين الترسم على كَنِيسَة الْيَهُود وَزيد فِي إهانته وَآل أمره إِلَى أَن خلص وَرجع فَأَقَامَ بِالشَّام يسترزق من الْوَعْظ بل قَرَأَ على الْبُرْهَان بن مُفْلِح صَحِيح مُسلم وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله فِي كائنته الْمشَار إِلَيْهَا واستغاثته أَولهَا: (يَا رب مس الضّر قلبِي وانكسر ... فاجبر لكسري أَنْت أرْحم من جبر) (وأغث فقد أمسيت مُنْقَطع الرجا ... مِمَّا سواك وَمَا بغيرك ينتصر) (ناداك فِي الظُّلُمَات يُونُس ضارعا ... وكذاك أَيُّوب وَقد عظم الضَّرَر) 513 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله الْأَمِير شهَاب الدّين بن كَاتب السِّرّ نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ أَخُو الْكَمَال مُحَمَّد ووالد عبد الرَّحِيم الْآتِي. / مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين. أرخه شَيخنَا، زَاد المقريزي وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان وَدفن خلف شباك ضريح إمامنا الشَّافِعِي من القرافة رَحمَه الله تَعَالَى. 514 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُوسَى بن عَليّ الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الطوخي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي. / من بَيت صَلَاح وديانة قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ جيد الْخط حسن الضَّبْط سريع الْكِتَابَة جدا يُقَال إِنَّه كَانَ يكْتب بالمدة الْوَاحِدَة عشْرين سطرا. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَوَصفه الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ فِي عرض بعض أَوْلَاده بالأخ فِي الله الشَّيْخ الإِمَام الْمُحَقق الصَّالح الْقدْوَة، وَابْن الملقن بالفقيه الإِمَام الْعَالم الْفَاضِل الصَّالح الأَصْل، والأبناسي بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة والصدر الْمَنَاوِيّ بِالْإِمَامِ الْفَاضِل الناسك العابد المعتقد صَاحب الْأَصَالَة المرضية والديانة الزكية، والبرشنسي بِالْإِمَامِ الْعَالم الْعَامِل الْوَرع الناسك الْكَامِل،

والركراكي بِالْإِمَامِ الْعَالم الْعَلامَة. 515 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن نصر بن عِيسَى بن عُثْمَان الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْأمَوِي العثماني القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن المحمرة، وَهِي أمه نسبت إِلَى التحمير من الْحمرَة، وبابن السمسار لكَون أَبِيه وَعَمه كَانَا من سماسرة الغلال بساحل بولاق وبابن الصّلاح لكَونه لقب أَبِيه أَو جده وبابن البحلاق، / وَكَانَ يأنف مِنْهَا إِلَّا من الثَّالِث وَلكنه بِالْأولِ أشهر. ولد فِي لَيْلَة خَامِس عشري صفر سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَقيل تسع وَالْأول أصح بالمقس خَارج الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَغَيرهمَا وَكَانَ ذكيا فلازم ابْن الملقن والبلقيني والعراقي والغماري فِي الْعلم وَكَذَا الْمجد الْبرمَاوِيّ وَطلب الحَدِيث وقتا وَدَار على الشُّيُوخ وَأخذ عَن الْبَاجِيّ والتقي بن حَاتِم وَابْن رزين وَابْن الخشاب وَغَيرهم من أول سنة خمس وَسبعين وهلم جرا وَكتب الطباق ثمَّ صحب السالمي وَصَارَ يقْرَأ لَهُ على الشُّيُوخ كَابْن أبي الْمجد والتنوخي والصردي وَابْن الشيخة وَنَحْوهم وَصَحبه إِلَى مَكَّة وَقَرَأَ لَهُ بِالْمَدِينَةِ على بعض شيوخها وَمن مسموعه على الْبَاجِيّ الْمُحدث الْفَاضِل والسلماسيات وَقطعَة من المعجم الْكَبِير للطبراني وَقَالَ إِنَّه قَرَأَ سدس مُسلم فِي مجلسين وجميعه فِي سِتَّة مجَالِس وَكَانَ فصيحا مفوها سريع الْقِرَاءَة جيدها بِحَيْثُ قَالَ لَهُ التقي الدجوي لما قَرَأَ عَلَيْهِ لقد قَرَأت قِرَاءَة لَو قَرَأَهَا الْعلم البرزالي لتحدا بهَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْخَيْر بن العلائي وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَجَمَاعَة وباشر شَهَادَة المخبز بالصلاحية وتكسب بِالشَّهَادَةِ سِنِين فِي رحبة العَبْد وَصَحب الأكابر وناب فِي الْحِسْبَة عَن المقريزي وَجلسَ بِبَابِهِ أَيَّامًا فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعده وتصدى لذَلِك بكليته، واقتنى مَالا وعقارا وَصَارَت لَهُ دربة فِي الْأَحْكَام إِلَى أَن اشْتهر بذلك وَبِغَيْرِهِ من الْفَضَائِل فَإِنَّهُ كَانَت لَهُ مُشَاركَة جَيِّدَة فِي الْعُلُوم مَعَ الشكالة الجميلة والشيبة النيرة والأبهة) والمهابة والسكينة وَحسن الْعشْرَة والطلاقة والفصاحة والمداومة على الأوراد والتعبد والمداراة لأرباب الدولة، ودرس وَأفْتى وَحدث بالكثير أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وَعرف بالتجمل جدا وَولي عدَّة مناصب كالمشيخة بِسَعِيد السُّعَدَاء وتدريس الْفِقْه بالشيخونية وَقَضَاء الشَّام، وَكَانَت ولَايَته لَهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وباشره مُبَاشرَة حَسَنَة بعفة ونزاهة وصرامة، ودرس بالعادلية فِي الْكَشَّاف وبالغزالية وبدار الحَدِيث الأشرفية وَغَيرهَا ثمَّ ولي مشيخة الصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس ودرس بهَا فِي الرَّوْضَة مستمدا من الْخَادِم للزركشي لكَونه كَانَ فِي ملكه وَاسْتمرّ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة السبت سادس عشر ربيع الآخر سنة أَرْبَعِينَ وَدفن بتربة ماملا

وَلما رغب لَهُ شَيخنَا عَن الْفِقْه بالشيخونية وَرغب للبدر بن الْأَمَانَة عَن الحَدِيث بالمنصورية قَالَ النَّاس لَو عكس كَانَ أولى فَقَالَ شَيخنَا: إِنَّمَا أردْت بَيَان حَال كل من الرجلَيْن فِيمَا لم يشْتَهر بِهِ وناهيك بِهَذَا من مثله. وَذكره التقي بن قَاضِي شُهْبَة فوصفه بِالْإِمَامِ الْعَالم الْعَلامَة الْجَامِع بَين أشتات الْعُلُوم بَقِيَّة الْعلمَاء الْأَعْلَام قَاضِي الْقُضَاة وَقَالَ أَنه تفنن فِي الْعُلُوم ودرس وَأفْتى وناب فِي الْقَضَاء مُدَّة وَدخل فِي قضايا كبار وفصلها وَولي بعض الْمُعَامَلَات على قَاعِدَة فُقَهَاء مصر فَحصل مِنْهَا مَالا وَصَارَ يتجر بعد أَن كَانَ مقلا يتكسب من شَهَادَة المخبز وَمهر فِي صناعَة الْقَضَاء وَحج وجاور، وَلما ولي قَضَاء دمشق سَار سيرة حَسَنَة مرضية بِحَسب الْوَقْت وَلم يعْدم من يفتري عَلَيْهِ إِلَّا أَنه كَانَ متساهلا بِحَيْثُ لَا يبْحَث عَن القضايا الْبَاطِلَة وَلَا يتَوَلَّى الحكم بِنَفسِهِ وَلَا يفصل شَيْئا وَلَا يُنكر على مَا يصدر من نوابه مَعَ اطِّلَاعه على حَالهم وَيُصَرح بِأَنَّهُ لَا يجوز لَهُم مداراة عَن المنصب، قَالَ وَكَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه والْحَدِيث والنحو يحفظ كثيرا من التَّارِيخ حسن المحاضرة لطيف المفاكهة يكْتب على الفتاوي كِتَابَة حَسَنَة، وَله أوراد وَصَلَاة وَذكر وَغَيرهَا، وَخلف دنيا طائلة حازها وَلَده، وَلم يزدْ صَاحبه المقريزي على مولده ووفاته وَشَيْء من وظائفه وَلكنه تَرْجمهُ فِي عقوده بِاخْتِصَار وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ وَنعم الرجل سياسة وصرامة وَمَعْرِفَة وفضيلة، وَصدر تَرْجَمته بقوله أَحْمد بن صَلَاح. وَقَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ لَهُ استعداد فِي صناعَة التوقيع وينسب لبخل عَظِيم. 516 - أَحْمد بن أَي الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ أَخُو عَليّ الْآتِي وَيعرف بِابْن أبي الْيمن. / ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَمَات فِي رَمَضَان من الَّتِي تَلِيهَا. 517 - أَحْمد بن مُحَمَّد صحصاح بمهملات بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن عُثْمَان الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الأبشيهي الفيومي الأَصْل الخانكي الشَّافِعِي عَم عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن أبي حرفوش / وَرُبمَا يكْتب بِخَطِّهِ أَحْمد بن صحصاح. ولد بعيد الْخمسين تَقْرِيبًا واشتغل قَلِيلا عِنْد الْعَبَّادِيّ والشرف عبد الْحق والشهاب بن شعْبَان الْغَزِّي وَالشَّمْس البلبيسي الفرضي وزاحم بذكائه وفطنته وسافر وَدخل الشَّام وَبَيت الْمُقَدّس وَحج وجاور مرَارًا بل وسافر فِي أثْنَاء سنة أَربع وَتِسْعين من مَكَّة إِلَى الْهِنْد ولقيني بِالْقَاهِرَةِ فَأخذ عني شَيْئا ثمَّ بِمَكَّة فِي السّنة الْمَذْكُورَة وَالَّتِي قبلهَا فَحمل عني الْكثير بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره دراية وَرِوَايَة من تصانيفي وَغَيرهَا وَكتب أَشْيَاء من تصانيفي وانتقى كلا من الْمَقَاصِد الْحَسَنَة

وارتياح الأكباد وَعِنْده أَنه اختصرهما، وَمِمَّا قَرَأَهُ عَليّ قِطْعَة من أول شرحي لتقريب النَّوَوِيّ بحثا ومدحني كثيرا وَأنْشد ذَلِك من لَفظه للْجَمَاعَة بحضرتي بل سَمِعت من نظمه غير ذَلِك: (يَا رب اشف غَرِيبا مَا لَهُ أحد ... سواك يَا رَاحِم الْمِسْكِين يَا شافي) (وَانْظُر إِلَيْهِ بِعَين اللطف وارحمه ... يَا رَاحِم الْخلق يَا ذَا الْحلم يَا كَافِي) وكتبت لَهُ بمسموعاته ومقروآته عَليّ ثبتا بل قرضت لَهُ بعض مجاميعه، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ بديع الذكاء سريع الْحَرَكَة بهمة وعفة وَقد اجْتمع بالبرهان الْبَاجِيّ بِدِمَشْق وبالديمي بِالْقَاهِرَةِ ليسمع مِنْهُمَا بل سمع بِبَلَدِهِ وبالقاهرة من جمَاعَة بإرشاد ابْن الشَّيْخ يُوسُف الصفي وَلَو توجه كَمَا يَنْبَغِي للاشتغال لأدرك. 518 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْخَالِق الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس النويري الْغَزِّي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي أَخُو أبي الْقسم مُحَمَّد الْآتِي. / ولد فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالميمون وتحول فِي صغره مِنْهَا مَعَ أَبِيه إِلَى غَزَّة فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والطيبة الجزرية والرسالة فِي فروعهم وألفية ابْن مَالك وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم ابْن مَرْزُوق شَارِح الْبردَة وَغَيرهَا حِين لقِيه بالاسكندرية فِي ربيع الأول سنة عشْرين وَأَجَازَ لَهُ وَكَذَا أَخذ عَن ابْن الْجَزرِي وَابْن رسْلَان وَآخَرين واشتغل على أَخِيه فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا كالقراءات بل تلاه بالعشر فِي سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة على الزين بن عَبَّاس وَلم يمهر فِي شَيْء من ذَلِك وَولي قَضَاء غَزَّة مرَارًا وَكَذَا حج غير مرّة وجاور ولقيته بِالطورِ فِي بعض توجهاته إِلَى مَكَّة فَسمِعت خطبَته وَغير ذَلِك وَهُوَ متواضع طارح للتكلف مديم التِّلَاوَة شَدِيد الْعِنَايَة بِالتِّجَارَة ثمَّ أعرض عَنْهَا وَصَارَ يرتفق فِي معيشته بِعقد الأزرار غير منفك عَنهُ وَمَعَ ذَلِك فَلَيْسَ من المنسيين. مَاتَ فِي منتصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَدفن بِجَانِب صهره الشَّمْس بن الْحِمصِي بتربة التفليسي وَكَانَت جنَازَته حافلة سامحه الله وإيانا. 519 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن رسْلَان بن نصير الولوي أَبُو الْفضل وَأَبُو الرِّضَا بن التقي بن الْبَدْر بن السراج البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَأمه من ذُرِّيَّة الْمُحب نَاظر الْجَيْش فَهِيَ كَافِيَة ابْنة أَحْمد بن التقي عبد الرَّحْمَن نَاظر الْجَيْش ابْن الْمُحب ناظره. / ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج والألفية وَغَيرهَا كجمع الْجَوَامِع وَعرض فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين فَمَا بعْدهَا على البيجوري والشطنوفي والبهاء الْمَنَاوِيّ وَشَيخنَا

وأجازوا لَهُ فِي آخَرين كالمحب بن نصر الله وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَأخذ عَن الْأَخير والطنتدائي والوفائي وَعم وَالِده فِي الْفِقْه وَعَن القاياتي وَابْن الْهمام والمحلي والبرهان الأبناسي فِي الْأُصُول وَعَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَعَن الكافياجي فِي الْمنطق وَغَيره وَسمع على الشهَاب الوَاسِطِيّ وَالْوَلِيّ بن الْعِرَاقِيّ وَعم وَالِده الْجلَال البُلْقِينِيّ وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد وَتقدم بجودة ذكائه فدرس الْفِقْه بِجَامِع ابْن طولون وبالحجارية مَعَ الخطابة بهَا وبجامع المغربي والميعاد بهما وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده وَصَحب الرؤساء كالزيني عبد الباسط ثمَّ الجمالي نَاظر الْخَاص وَغَيرهمَا واختص بهم وحظي عِنْدهم وَرَأى وقتا وبارز شَيخنَا بِمَا نقمه عَلَيْهِ أهل الدّيانَة وَلم يحمد هُوَ عاقبته، ثمَّ بِأخرَة أعرض عَن ذَلِك كُله وأقرأ الطّلبَة قبل وَبعد وَصَحب الشَّيْخ مَدين وتلمذ لَهُ وابتنى بجوار بَيت نَفسه مدرسة لَطِيفَة وَعقد فِيهَا مَجْلِسا للوعظ على طَريقَة بني أبي الوفا فَكَانَ يُورِدهُ من إنشائه فَيَقَع الْموقع عِنْد الْخَاصَّة والعامة، ثمَّ ترقى حَتَّى صَار يعمله بالأزهر وازدحم النَّاس لسماعه، وسافر للشام فِي أثْنَاء ذَلِك للتنزه وَبَيت الْمُقَدّس للزيارة وتصدر على طَرِيقَته للوعظ بِجَامِع بني أُميَّة فَوَقع من الشاميين موقعا عَظِيما وحسنوا لَهُ الدُّخُول فِي الْقَضَاء فَرجع فسعى وبذل فِيهِ قدرا طائلا بَاعَ من أَجله قاعته ووظائفه حَتَّى أُجِيب بعد صرف الباعوني وسافر فِي رَمَضَان وَمَعَهُ جمَاعَة من أَصْحَابه فوصلها وَأقَام بهَا وَلم يرْزق فِي بدنه صِحَة وَلَا فِي أَصْحَابه سَلامَة بل مَاتَ بَعضهم وتعلل بَعضهم وَاسْتمرّ هُوَ فِي التوعك، وَهُوَ مَعَ ذَلِك يُبَاشر بشهامة وعفة فِي أول أمره وَطَالَ مَرضه إِلَى أَن مَاتَ بعد سنة وأزيد من شهر من ولَايَته فِي) يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسِتِّينَ بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ بجامعها وَدفن بتربة ابْن حنقرا بمقبرة الصُّوفِيَّة فِي طرفها القبلي على جادة الطَّرِيق وَقد حضرت عِنْده فِي مجالسه وخطبه جملَة وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَليّ بِمَا أثْبته فِي مَوضِع آخر، وَكَانَ متواضعا اعجوبة فِي الذكاء والفطنة والفهم الثاقب مَعَ كَثْرَة الْمَحْفُوظ حسن الشكالة والخط متأنقا فِي مأكله وشمربه وملبسه وَسَائِر أُمُوره طلق الْعبارَة قوي المناظرة طري الصَّوْت جهوريه يضْرب بِحسن خطابته الْمثل جيد الْعشْرَة مَعَ سرعَة التقلب كثير المحاسن ظريفا لطيفا سريع النادرة وافر الحشمة لطيف المنادمة كثير الاستحضار للشعر وفن الْأَدَب نادرة فِي أَقَاربه بل فِي أَبنَاء جنسه محبا فِي الْفُضَلَاء كثير الْأَدَب مَعَهم والتكرم عَلَيْهِم والتنويه بذكرهم ورزق حظا فِي كَثْرَة من مَكَان يلم بِهِ مِنْهُم بِحَيْثُ قَرَأَ بَين يَدَيْهِ فِي دروسه جمَاعَة من الْأَعْيَان وانتفعوا على يَدَيْهِ من مَاله

وبسفارته، درس وَأفَاد وخطب وَأعَاد وَوعظ وَذكر وَأَنْشَأَ خطبا غَايَة فِي الْحسن وبيض من مواعيده جملَة وَشرع فِي شرح حافل للمنهاج الفرعي كتب مِنْهُ يَسِيرا وَكَذَا ابْتَدَأَ فِي كِتَابَة نكت على قِطْعَة الأسنوي ابتدأها من بَاب الْخِيَار أبدى فِيهَا فَوَائِد حَسَنَة، وسمعته ينشد وَكَأَنَّهُ لغيره: (لِسَان الْفَتى نصف وَنصف فُؤَاده ... فَلم يبْق إِلَّا صُورَة اللَّحْم وَالدَّم) (وَكم من وجيه سَاكِت لَهُ معجب ... زِيَادَته أَو نَقصه فِي التَّكَلُّم) 520 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الشغري بِضَم الشين وَسُكُون الْغَيْن المعجمتين / نِسْبَة لبليدة من الْحُصُون الغربية يجْرِي عِنْدهَا نهر العَاصِي قريبَة من الْبَحْر حلب بَينهَا وَبَين الْفُرَات وَلكنهَا إِلَى الْفُرَات أقرب وَلَا يعرف بِبِلَاد حلب بَلْدَة تسمى بالشغر غَيرهَا الْحلَبِي الشَّافِعِي حفظ الْقُرْآن واشتغل بالفقه والعربية وَغَيرهمَا وَبَلغنِي أَن من شُيُوخه السراج الْحِمصِي، وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ عَن شَيخنَا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وقرض لَهُ منظومته فِي الْعَرَبيَّة الْمُسَمَّاة ملحة الْوَارِد بمدح زين الشَّاهِد بِمَا أثْبته فِي الْجَوَاهِر وَغَيره وعلقتها مَعَ نظم عوامل الْجِرْجَانِيّ لَهُ عَنهُ حِينَئِذٍ ثمَّ رَأَيْت لَهُ بعد دهر شرحا لجمع الْجَوَامِع والبهجة وكتابا قريب الشّبَه من عنوان الشّرف اشْتَمَل على الْفِقْه والأصلين وَعلم الحَدِيث وأربيعن حَدِيثا سَمَّاهُ الشّرف العوالي وَهُوَ تَابع فِي الْفِقْه غَالِبا الْمِنْهَاج وَفِي الْأُصُول جمع الْجَوَامِع وكأنهما من محافيظه وَهُوَ متوط الْمرتبَة. مَاتَ قَرِيبا من سنة خمس وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا. أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي غَانِم بن الحبال. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي غَانِم. / 521 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن البهلوان الشهَاب بن الْبَدْر بن الشَّمْس الْآتِي أَبوهُ وجده. / 522 - أَحْمد بن التقي أبي الوفا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد الْجَعْفَرِي القاهري الْآتِي أَبوهُ وَعَمه وشقيقه مُحَمَّد. / ولد سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْمِنْهَاج وَغَيره وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَقِرَاءَة الجوق وَهُوَ مِمَّن سمع مني. 523 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْمُحب أَبُو الطّيب بن الْجلَال أبي السعادات الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ قاضيها الشَّافِعِي وَابْن قاضيها وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة وَأمه أم كُلْثُوم ابْنة الْعَفِيف عبد الله بن التقي الحراري. / ولد فِي صفر سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَالْأَرْبَعِينَ النووية والعقائد النسفية وألفية ابْن مَالك وَالْحَاوِي الصَّغِير والمنهاج الْأَصْلِيّ وَالتَّلْخِيص والشاطبية وَعرض فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَمَا

بعْدهَا على التقي المقريزي وَيحيى بن مُحَمَّد المغربي الشاذلي وَالْعلم أَحْمد الأخنائي وَأبي الْقسم النويري الْمَالِكِيَّة والزين بن عَيَّاش وَأبي شعر الْحَنْبَلِيّ وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم العجمي والسفطي وَابْني الأقصرائي وَابْني الضياء ومحمود بن مُحَمَّد بن أَحْمد الموسوي الخوافي وأجازوه إِلَّا الثَّانِي وَالثَّالِث وأحضر على ابْن الْجَزرِي وَسمع على الشهَاب المرشدي وَأبي شعر والمقريزي وَأبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي وَأبي الْفَتْح المراغي والأهدل والتقي بن فَهد والشوائطي وَابْن الديري والمحب المطري وَالْجمال الكازروني فِي آخَرين بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَبَعض ذَلِك بقرَاءَته وَأَجَازَ لَهُ التقي الفاسي وَابْن سَلامَة والنور الْمحلي وَالشَّمْس الشَّامي والنجم بن حجي وابنا ابْن بردس والقبابي والتدمري وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحي وَآخَرُونَ مِنْهُم شَيخنَا وَأخذ الْفِقْه عَن أَبِيه والكمال الأسيوطي بِحَيْثُ عَلَيْهِ جلّ الْحَاوِي وَأكْثر ذَلِك بقرَاءَته وَقَالَ أَنَّهَا قِرَاءَة بحث وإجادة وإتقان وإفادة وَأذن لَهُ فِي إقرائه وتدريسه بعد التَّحْرِير والمراجعة والتثبت والمطالعة وَالشَّمْس بن عبد الْعَزِيز الكازروني بَحثه عَلَيْهِ بِتَمَامِهِ وَأذن لَهُ فِي إقرائه وَالشَّمْس الأقفهسي قَرَأَ عَلَيْهِ الْأَعْلَام بِمَا يتَعَلَّق بالتقاء الختانين من الْأَحْكَام وتنوير الدياجير بِمَعْرِِفَة أَحْكَام المحاجير كِلَاهُمَا من تأليفه بحثا ومقابلة وَأذن لَهُ أَيْضا فِي إقرائهما وروايتهما والمعاني وَالْبَيَان عَن الشَّمْس بن سارة قَرَأَ عَلَيْهِ التَّلْخِيص بِتَمَامِهِ) وَأذن لَهُ فِي إقرائه وَقَالَ أَنَّهَا قِرَاءَة بحث وَتَحْقِيق وَكَذَا أَخذ فِي الْمعَانِي أَيْضا عَن الكريمي وَعنهُ وَعَن الأهدل وَابْن الْهمام وَأبي الْفضل المغربي وَابْن قديد وَأبي الْقسم النويري أَخذ أصُول الْفِقْه بحث على ثانيهم فِيهِ الْمِنْهَاج وَشَرحه للأسنوي وَعَن الآخرين أَخذ فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا بحث على فقيهه ومؤدبه الشوائطي فِي أَبْوَاب من الألفية والملحة بحثا دلّ على سرعَة فهم وجودة إِدْرَاك فِي آخَرين وَعَن مَحْمُود الخوافي أَخذ أصُول الدّين قَرَأَ عَلَيْهِ العقائد للنسفي بحثا والتصوف عَن البلاطنسي قَرَأَ عَلَيْهِ بحثا منهاج العابدين للغزالي وَقَالَ أَنَّهَا قِرَاءَة بحث اطلع بهَا على مَقَاصِد الْكتاب ووقف بهَا على مَا فِيهِ من اللّبَاب وَسمع عَلَيْهِ فَاتِحَة الْعُلُوم للغزالي أَيْضا وَأَجَازَ لَهُ وناب فِي الْقَضَاء بِمَكَّة عَن أَبِيه فِي سنة سبع وَأَرْبَعين بِإِشَارَة صاحبنا النَّجْم بن فَهد ثمَّ اسْتَقل بِهِ بعد وَفَاته إِلَى أَن انْفَصل بِابْن عَمه البرهاني ثمَّ اعيد بعد مُدَّة مَعَ اسْتِمْرَار أَمْوَال الْأَيْتَام والغائبين تَحت يَد الْمُنْفَصِل بعد إحضارها ومشاهدتها ثمَّ أضيف إِلَيْهِ نظر الْحرم ورباط السِّدْرَة ورباط كلاله وميضأة بركَة وَقَضَاء جدة، ثمَّ انْفَصل عَن كل ذَلِك بعد يسير إِلَى أَن مَاتَ وَقد درس وَأفْتى وَحدث وصنف جُزْءا رد فِيهِ على ابْن عَمه الْخَطِيب فَخر الدّين أبي بكر أَمَاكِن من تصنيفه فِي الدِّمَاء وقفت

عَلَيْهِ وَكَذَا بَلغنِي أَن لَهُ غير ذَلِك وَكَانَ فَاضلا فاهما جامد الْحَرَكَة نَاقص الْعبارَة قَاصِر الْيَد والتودد حضرت بعض ختومه باستدعائه وَسمعت كَلَامه وصاهر النَّجْم الْمرْجَانِي على ابْنَته واستولدها عدَّة أَوْلَاد. مَاتَ عَن أَكْثَرهم مِنْهُم أَبُو الْيمن مُحَمَّد الْآتِي. وَكَانَت وَفَاته يَوْم الْخَمِيس تَاسِع صفر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَدفن على أَبِيه بالمعلاة بعد أَن صلى عَلَيْهِ ابْن عَمه البرهاني بعد صَلَاة الْعَصْر قبالة الْحجر الْأسود كعادة بني مَخْزُوم وَنُودِيَ للصَّلَاة عَلَيْهِ فَوق قبَّة زَمْزَم وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته حافلا رَحمَه الله وإيانا. 524 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الشهَاب بن الصَّدْر السكندري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد الشّرف مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن روق. / ولد سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وعرضهما على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَسمع على الوَاسِطِيّ وَغَيره وناب فِي الْقَضَاء فِي عدَّة من الضواحي وَغَيرهَا وخطب للْحَاكِم وَغَيره وَكَانَ متساهلا فِي الْأَحْكَام وَغَيرهَا. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشري شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَشهِدت الصَّلَاة عَلَيْهِ وَدَفنه عَفا الله عَنهُ. 525 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله بن عواض بن نجا بن حمود بن نَهَار نَاصِر الدّين أَبُو البعاس بن الْجمال بن الشَّمْس بن الرَّشِيدِيّ الزبيرِي السكندري الْمَالِكِي سبط ابْن التّونسِيّ بِفَتْح الْمُثَنَّاة الفوقانية وَالنُّون بعْدهَا مُهْملَة وَرُبمَا يُقَال لَهُ ابْن التّونسِيّ وَهُوَ وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد وَغَيره مِمَّن سَيَأْتِي وأخو الْكَمَال مُحَمَّد الَّذِي أَخذ عَنهُ الْجمال بن ظهيرة. / ولد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وتفقه بِبَلَدِهِ واشتغل كثيرا فِي فنون وَمهر وفَاق فِي الْعَرَبيَّة بِحَيْثُ شرع فِي شرح على التسهيل وصل فِيهِ إِلَى التصريف بل وَعمل تَعْلِيقا على مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الفرعي وَكَذَا شرح الْمُخْتَصر الْأَصْلِيّ وللكافية كِلَاهُمَا لَهُ وَغير ذَلِك وَولي قَضَاء بَلَده فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وتكرر صرفه ثمَّ عوده مرَارًا وَكَانَ عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَظَهَرت فضائله وَولي بهَا قَضَاء الْمَالِكِيَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَتِسْعين فقطنها وتحول بأَهْله وَأَوْلَاده وأسبابه وباشر بعفة ونزاهة مَعَ عقل وتودد وسلامة صدر وطهارة ذيل وَقلة كَلَام وَلم يعرف لَهُ أَذَى بقول لَا فعل بل عَاشر النَّاس بجميل فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ بالمحبة سِيمَا وَهُوَ من بَيت رياسة ووجاهة، وناب عَنهُ الْبَدْر بن الدماميني صهرهم الْقَائِل فِيهِ يخاطبه من أَبْيَات: (وأجاد فكرك فِي بحار علومه ... سبحا لِأَنَّك من بني الْعَوام) لَكِن شَيخنَا مُتَوَقف فِي نسبته للزبير بن الْعَوام. وتعانى التِّجَارَة كثيرا وَكَانَ موسعا عَلَيْهِ فِي المَال وَلم يكن دخل فِي المنصب إِلَّا لصيانته. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس

مستهل رَمَضَان سنة إِحْدَى وَاسْتقر بعده فِي الْقَضَاء ابْن خلدون. ذكره شَيخنَا فِي تَارِيخه وَرفع الأصر وَأثْنى عَلَيْهِ بِمَا تقدم، وَكَذَا قَالَ الْجمال البشبيشي فِي وَصفه أَقَامَ دهرا طَاهِر اللِّسَان لم ينل أحدا بمكروه وَكَانَت أَيَّامه كالعافية والرعية فِي أَمَان على أنفسهم وَأَمْوَالهمْ لَا ينظر إِلَى مَا بِأَيْدِيهِم وَلم يعرف النَّاس قدره حَتَّى فقد وَلم يدْخل عَلَيْهِ فِي طول ولَايَته خلل وَلَا أَدخل عَلَيْهِ أحد شَيْئا من ذَلِك. قَالَ وَفِي الْجُمْلَة كَانَ هُوَ وَابْن خير قبله من محَاسِن الْوُجُود وَذكره ابْن خطيب الناصرية فِي تَارِيخ حلب لكَونه دَخلهَا مَعَ الظَّاهِر برقوق فِي سفرته الثَّانِيَة نَاقِلا من شَيخنَا والمقريزي فِي عقوده فَإِنَّهُ حَسَنَة من إِحْسَان الدهور وزينة لأهل عصره لَهُ ثراء وَاسع وَمَال جزيل ومتاجر كَثِيرَة. 526 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الشهَاب أَبُو بكر بن شيخ الْقُرَّاء الشَّمْس أبي الْخَيْر الدِّمَشْقِي بن الْجَزرِي الْمُتَوَسّط بَين أَخَوَيْهِ المحمدين الآتيين. / ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشر رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح بن أبي عمر والحافظ أَبُو بكر بن الْمُحب وَابْن قَاضِي شُهْبَة وَابْن مَحْبُوب وَابْن عوض وَعبد الْوَهَّاب بن السلار وَابْن عَمه إِبْرَاهِيم، بل حضر على بَعضهم وَسمع من أَكثر وَمِمَّا سَمعه عَليّ الْعَسْقَلَانِي جَمِيع الْقرَاءَات جمعا للاثني عشر والشاطبية والعنوان وسَمعه أَيْضا على الصّلاح البلبيسي والتيسير وَغَيره من كتب الْقرَاءَات على السويداوي بل عرض الشاطبية على التنوخي وتلا عَلَيْهِ وعَلى أَبِيه بالعشر وَحفظ كتبا وتصدر وأقرأ. هَكَذَا تَرْجمهُ أَبوهُ فِي طَبَقَات الْقُرَّاء لَهُ، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة الزين عبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي وَابْن أَسد وَقَالَ أَنه أَخذ عَنهُ شَرحه لطيبة وَالِده، وَآخَرُونَ وَمَات بعد أَبِيه بِقَلِيل. 527 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد تَقِيّ بن الشَّيْخ مُحَمَّد روزبة الشهَاب بن الشَّمْس بن فتح الدّين أبي الْفَتْح الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن تَقِيّ بِفَتْح الْمُثَنَّاة وَكسر الْقَاف. / لازمني بِالْمَدِينَةِ فِي سَماع الْكثير وَقَرَأَ الْيَسِير وَكتب القَوْل البديع وسَمعه من لَفْظِي وَهُوَ مِمَّن سمع قبل ذَلِك على أبي الْفرج المراغي وَابْنَة أَخِيه فَاطِمَة ابْنة أبي الْيمن المراغي. أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمُحب أَبُو بكر بن فَهد وَهُوَ بكنيته أشهر. / يَأْتِي فِي الكنى. أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الزين أَبُو الطّيب بن حجر الْمَدْعُو شعْبَان وَهُوَ بِهِ أشهر. / يَأْتِي فِي الْمُعْجَمَة.

528 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو الْأمين مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن الأخصاصي. / ولد فِي سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على التقي بن قَاضِي شُهْبَة ورثاه بعد مَوته وَسمع على ابْن نَاصِر الدّين، ارتحل فَقَرَأَ على شَيخنَا شرح النخبة لَهُ بحثا وَأذن لَهُ وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء كالبخاري وَشَرحه لشَيْخِنَا وَعمل فِي الْوَعْظ حادي الْأَسْرَار إِلَى دَار الْقَرار اشْتَمَل على مِائَتَيْنِ وَخمسين مَجْلِسا فِي عشرَة أسفار وَكَذَا شرح مُخْتَصر أبي شُجَاع فِي الْفِقْه حَرَّره مَعَ الشَّمْس المسيري فِي بعض مجاوراته وَخلف أَخَاهُ فِي مشيخة زاويته بِدِمَشْق وَكثر اجتماعه معي بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة وَسمعت من نظمه وفوائده وَحصل بعض تصانيفي وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر والانجماع وسلامة الصَّدْر والتواضع والتودد وَالرَّغْبَة فِي الصَّالِحين وجمعهم على الطَّعَام. مَاتَ فِي رجل سنة تسع وَثَمَانِينَ بِدِمَشْق رَحمَه الله وإيانا. 529 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن غَازِي لِسَان الدّين بن أثير الدّين بن الْمُحب أبي الْفضل الْحلَبِي الْآتِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه وَعَمه وَأَخُوهُ أَبُو الْبَقَاء مُحَمَّد، وَيعرف كسلفه بِابْن الشّحْنَة. / ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه وجده فحفظ الْقُرْآن والوقاية وَقدم على جده الْقَاهِرَة فِي جملَة عِيَاله وعَلى الزين قَاسم وَابْن عبيد الله وَإِبْرَاهِيم الْحلَبِي وَنَحْوهم يَسِيرا وَكَذَا قَرَأَ على النَّجْم بن قَاضِي عجلون فِي الْفَرَائِض وَالْعرُوض وَسمع على جده والبدر النسابة وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد وناب عَن جده فِي كِتَابَة السِّرّ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِبَلَدِهِ عوضا عَن أَبِيه وَحج مَعَ أَبِيه وجده وفارقهما من عقبَة أَيْلَة إِلَى حلب لمباشرته، وَكَانَ عَاقِلا كيسا عفيفا مشاركا فِي الْفَرَائِض مَعَ فتور ذهنه وَله نظم وسط فَمِنْهُ لما انْفَصل جده عَن كِتَابَة السِّرّ بِابْن الديري: (كِتَابَة السِّرّ قد أضحت مبهدلة ... لما قلاها محب الدّين قد هَانَتْ) (وَأصْبح النَّاس يدعونَ الْمُحب لَهَا ... كَيْمَا يرق عَلَيْهَا بَعْدَمَا بَانَتْ) مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس سلخ صفر أَو مستهل ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بالطاعون شَهِيدا وَاسْتقر بعده فِي الْقَضَاء الْعِزّ بن العديم بعد ذكر وَالِده لذَلِك رحم الله شبابه. 530 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجلَال أَبُو الطَّاهِر بن الشَّمْس بن الْجلَال بن الْجمال الخجندي ثمَّ الْمدنِي وَيعرف بالأخوي لكَون جده جلال الدّين وَالِد وَالِده ووالد والدته وَهُوَ سعد الدّين أَخَوَيْنِ فهما أَبنَاء عَم / وَلَكِن قد اخْتَصَرَهُ بَعضهم فَقَالَ لكَون جد لَهُ زوج أَخَاهُ لأمه لأخته من أَبِيه.

ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة وَاسم أمه صَفِيَّة وبشرت أمهَا فِي منامها لَيْلَة ولادَة ابْنَتهَا من رجل بهي الْهَيْئَة وَسَماهُ أَحْمد وَلِهَذَا سَمَّاهُ بِهِ أَبوهُ وَنَشَأ فِي حجر أَبَوَيْهِ فَلَمَّا بلغ سِتا أَو سبعا توجه بِهِ أَبوهُ لمولانا الضياء علم الشَّام حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا من الْقَدُورِيّ وَحفظ سورا من الْقُرْآن والتوشيح فِي اللُّغَة والكافية فِي النَّحْو لِابْنِ الْحَاجِب والفرائض السِّرَاجِيَّة والمنظومة فِي الْفِقْه للنسفي ومختصر الأخسيكتي فِي أُصُوله وَغَيرهَا وبحثها على أَبِيه ثمَّ لَازم الْعَلَاء البرهاني الخجندي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ مُخْتَصر القصاري فِي) الصّرْف لَهُ مرَارًا ومختصراته فِي الْفَرَائِض وأبوابا من كِتَابه الَّذِي جمعه فِي فتاوي الْمَذْهَب وَلم يكمل وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَال وَلزِمَ وَلَده الْكَبِير الْبُرْهَان مُحَمَّد حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ بعض كتاب النَّحْو وَكتاب ذَوي الْأَرْحَام لوالده ثمَّ فَارقه وَهُوَ كهل ولازم أوحد الدّين المنيري دهرا فِي قِرَاءَة الْجَبْر والمقابلة وَالصرْف والعربية وَالْعرُوض والنجديات وَالْألف المختارة للغزي وَقد أَخذ خَمْسمِائَة بَيت من نظمه فَأكْثر وَغير ذَلِك وَلما مَاتَ رَآهُ بعد مَوته بِثَلَاثَة أَيَّام وَكَأَنَّهُ رام الْقِرَاءَة عَلَيْهِ على عَادَته فَامْتنعَ وَأَشَارَ بجلوسه مَكَانَهُ، وَمن شُيُوخ الْجلَال أَيْضا سيف الدّين الحسامي وَهُوَ أَخُو جدته وخال والدته قَرَأَ عَلَيْهِ ديوانه والزبدة مُخْتَصر القانون فِي الطِّبّ والمقامات الحريرية وَجَمَاعَة آخَرُونَ كلهم بخجندة ثمَّ ارتحل مِنْهَا وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأول مَا حل سَمَرْقَنْد وَلَقي بهَا الْعَلامَة شمس الْأَئِمَّة بن حميد الدّين الزرندي فَحَضَرَ دروسه وخواجه حسام الدّين بن عماد الدّين وكبير الدّين فَحَضَرَ درسهما ووعظهما وزار من بهَا كقثم بن عَبَّاس وَأبي مَنْصُور الماتريدي وَصَاحب الْبَزْدَوِيّ وَالْهِدَايَة والمنظومة وَغَيرهم من الْعلمَاء والمشايخ المدفونين بمقبرة جاكردره ثمَّ بخارا وَنزل فِيهَا بمدرسة خَان وَهِي مَدِينَة قديمَة مباركة مشرفة بِكَثِير من الْعلمَاء وَلَقي بهَا صدر الشَّرِيعَة فَحَضَرَ عِنْده واستفاد مِنْهُ وَسيف الدّين العزيري فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْعُمْدَة الحافظية فِي أصُول الْكَلَام وَسمع عَلَيْهِ بعض الأخسيكتي وَغير ذَلِك وعلاه الدّين الغوري فَأخذ عَنهُ الْجَامِع الصَّغِير الحسامي قِرَاءَة وسماعا وَالسَّيِّد شمس الدّين السَّمرقَنْدِي فَسمع عَلَيْهِ بعض تَلْخِيص الْمِفْتَاح وعماد الدّين الكلكي فَحَضَرَ درسه وفوائده والحسام الياغي فَحَضَرَ وعظه وَحميد الدّين البلاغاسوني فَقَرَأَ عَلَيْهِ اللب فِي النَّحْو إِلَّا يَسِيرا من آخِره والنجم الوابكني وَكَانَ لقِيه لَهما بوابكن قَرْيَة من بخارا وَهُوَ بمدرسة ثمَّ فِيهَا نَحْو ثَمَانِينَ طَالبا وَأقَام ببخارا سنة وَثلثا وزار من بهَا من الْعلمَاء والكبراء كَأبي حَفْص الْكَبِير وشمس الْأَئِمَّة الْحلْوانِي والكردري وحافظ الدّين

الْكَبِير وَأبي إِسْحَاق الكلاباذي وَسيف الدّين الباخرزي وَسَائِر من تبتغي زيارته هُنَاكَ ثمَّ دخل خوارزم على درب قريب من جيحون وَسكن فِيهَا بِالْمَدْرَسَةِ التنكية ووافى بهَا من محققي الْعلمَاء شُيُوخًا وكهولا وشبانا عددا كثيرا وَأما من الطّلبَة فنحو ألف طَالب نبلاء أذكياء وَلأَهل الْعلم وَالدّين فِيهَا رونق تَامّ وبهجة وَحُرْمَة وافرة لَا مزِيد عَلَيْهَا وفيهَا مَا تشْتَهي من كل خير وثمار، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ بهَا السَّيِّد جلال الدّين الكرلابي الْحَنَفِيّ شَارِح الْهِدَايَة وَغَيرهَا لَازمه) قَرِيبا من إِحْدَى عشرَة سنة حَتَّى أَخذ عَنهُ فِي الشّركَة الْهِدَايَة فِي الْفِقْه فِي مُدَّة ثَمَان سِنِين وبقراءته بمفرده قنية التفاري وبالسماع المصابيح وَالْبَعْض من الْمَشَارِق للصغاني والبزدوي والجامعين والزيدات وَمن الْأُصُول وَالْفُرُوع والفرائض وَالتَّفْسِير والْحَدِيث مَا يطول شَرحه وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء الْعَلَاء بن الحسام السغناقي قَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا التَّلْخِيص والمعاني وَالْبَيَان من الْمِفْتَاح للسكاكي والطوالع والمقصد الْأَقْصَى وَإِلَى الْمُحْصنَات من الْكَشَّاف وَالْبَعْض أَيْضا من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَمن شرح الْمَقَاصِد للْأَنْصَارِيِّ وَسمع البديع والبزدوي وَالْهِدَايَة الأخسيكتي وَالْمُغني بكلمالها وَألبسهُ الطاقية وَأَجَازَ لَهُ إجَازَة عالية وَبكى بكاء طَويلا وجعا لمفارقته والبهاء الْحلْوانِي لَازمه سِنِين وَسمع عَلَيْهِ التَّلْخِيص والإيضاح والتمهيد وَالْبَعْض من الْهِدَايَة وَالْمُغني وَالْجَامِع الْكَبِير وَمن الْكَشَّاف وَصرف الْمِفْتَاح بل قَرَأَ الْبَعْض مِنْهُمَا أَيْضا مَعَ نَحْو الْمِفْتَاح والمعاني وَالْبَيَان وَغير ذَلِك والنظام الدارحديثي قَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا من بعض كتب النَّحْو وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك والسراج السَّبْعَة الْهَمدَانِي لَازمه سِنِين وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشاطبية والتجريد فِي النَّحْو وَالْمقنع فِي رسم الْمُصحف وتلا عَلَيْهِ لعاصم وَكتب لَهُ إجَازَة بديعة والحسام اللشكينة قَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا من مُقَدّمَة الخلافي والتاج الْخطابِيّ وَالسَّيِّد الْعزي اليمني سمع عَلَيْهِمَا كثيرا وحافظ الدّين التَّفْتَازَانِيّ الشَّافِعِي لَازمه مُدَّة وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا من الْمُحَرر وَبَعض الْحَاوِي والمصابيح وَجَمِيع الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ أَو جله بحثا وَكتب لَهُ إجَازَة بالمذهبين والكمال البُخَارِيّ لَازمه وَقَرَأَ عَلَيْهِ عدَّة من الْعُلُوم مِنْهَا الْبَعْض من الْمِفْتَاح وَمن الْكَشَّاف وَمن الْبَزْدَوِيّ وَمن الْهِدَايَة والعربية والمعقول وَالْبَيَان وَجَمِيع شرح الإشارات للطوسي وَغير ذَلِك وَكَذَا سمع عَلَيْهِ بعض القانون والشفا والنجاة وَغَيرهَا وَكتب لَهُ إجَازَة لم يَكْتُبهَا لغيره وَعبد الرَّحْمَن البُخَارِيّ شرحيك قَرَأَ عَلَيْهِ شرح التَّنْقِيح وشيئا من الْبَزْدَوِيّ وَالْمُغني للخبازي وَالتَّحْقِيق وَالْفَخْر الْخَوَارِزْمِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ ديوَان المتنبي والمعري واليمني للعيني

وَبَعض الحماسة والعراقيات وشيئا من الْكَشَّاف وَالْفَائِق للزمخشري وَسمع عَلَيْهِ المقامات وشيئا من النَّحْو وَالصرْف وَغير ذَلِك وَكتب لَهُ إجَازَة بليغة والنجم الألكني سمع عَلَيْهِ شَيْئا من إِيضَاح التَّلْخِيص ونصير الدّين المتوني سمع عَلَيْهِ ماقرئ عَلَيْهِ من الْعُلُوم والتاج الْأَنْبَارِي الشَّافِعِي قَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا من إنجاز الْمُحَرر وَسمع عَلَيْهِ بعض الْحَاوِي فِي آخَرين مِمَّن حضر دروسهم واستفاد مِنْهُم، وَكَانَت مُدَّة إِقَامَته بخوارزم اثْنَتَيْ عشرَة سنة ونيفا وزار من فِيهَا من الْعلمَاء والمشايخ كالنجم الْكُبْرَى والحسام السغناقي صَاحب الْهِدَايَة) والْعَلَاء عزيزاني من الْكِبَار المدفونين بجوار صَاحب الْكَشَّاف، ثمَّ ارتحل إِلَى بَلَده سراي بركَة فَأدْرك بهَا الْبَهَاء الْخطابِيّ وزار فِيهَا من الْأَمْوَات سيف الدّين السَّائِل وشهاب الدّين السَّائِل ونعمان ثمَّ إِلَى أقصراي وَأدْركَ أفلاطون زَمَانه القطب الرَّازِيّ وجد بهَا حَافظ الدّين وَسعد الدّين التفتازانيات ثمَّ إِلَى قرم ثمَّ إِلَى كفة ثمَّ إِلَى جَزِيرَة يُقَال لَهَا سنوت ثمَّ عَاد إِلَى قرم وَأدْركَ بهَا جمعا مِنْهُم أَبُو الوفا عُثْمَان المغربي الشاذلي صَاحب ياقوت العرشي ونال مِنْهُ حظا وافرا وَأقَام بقرم نَحْو سنتَيْن ثمَّ إِلَى دمشق فلقي بهَا الشهَاب بن السراج والبهاء أَبَا الْبَقَاء قَاضِي الْعَسْكَر وناصر الدّين بن الربوة والحسام الْمصْرِيّ والعلامة ابْن اللبان وَالسَّيِّد حسن والعز عبد الْعَزِيز الكاشغريان والولوي والمنفلوطي، ثمَّ ارتحل صُحْبَة الْحَاج إِلَى الْحجاز فزار الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصاحبيه رَضِي الله عَنْهُمَا وَأدْركَ بِمَكَّة من الْفُقَرَاء حيدر ثمَّ لما عَاد إِلَى من الْحَج عزم على استيطان الْمَدِينَة وأشير إِلَيْهِ بِالْعودِ لجِهَة الشَّام فَتوجه مَعَ الْحَاج أَيْضا إِلَى دمشق فَلَمَّا وصل معَان عرج من هُنَاكَ إِلَى بلد الْخَلِيل فزاره ثمَّ إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَأَقَامَ بهَا شهرا وَنصفا من سنة سِتِّينَ وَلَقي فِي صفر مِنْهَا العلائي الْحَافِظ فَكتب بعض تأليفاته ومسلسلاته وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَحضر دروسه بالصلاحية وَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ من أول البُخَارِيّ إِلَى الْغَضَب فِي الموعظة بِالْمَدْرَسَةِ الكريمية وناوله سائره وَاتفقَ توجه فقه صالحين فألزموه بِالرُّجُوعِ مَعَهم فَاسْتَأْذن الشَّيْخ فَأذن بعد أَن كتب لَهُ على الْإِجَازَة وَهِي بِخَط الْمجد الفيروزابادي كناه بالطاهر لِأَنَّهُ لما أَرَادَ الْكِتَابَة سَأَلَهُ عَن اسْمه ولقبه فَذكر هماله وَعَن كنيته فَقَالَ لَا أعلم لي كنية وَلَكِن أُرِيد تشريفي بذلك مِنْكُم فَقَالَ افْعَل ثمَّ لما فرغ قَالَ قد جرى الْقَلَم بِأبي طَاهِر، وَوَصفه بالشيخ الْفَقِيه الإِمَام الْعَالم الْفَاضِل الرّحال المتقن ووالده بالشيخ الإِمَام الْعَالم شمس الدّين بن الإِمَام الْعَالم جلال الدّين وَمِمَّنْ أدْرك من الشُّيُوخ بالقدس الْجمال البسطامي شيخ الشُّيُوخ مدرس الْحَنَفِيَّة والشهاب

أَبُو مُحَمَّد الْحَافِظ وَآخَرُونَ وَلما انْتهى إِلَى دمشق نزل بالسميساطية وسافر مَعَ الْحَاج إِلَى الْحجاز فزار وَحج فَلَمَّا عَاد إِلَى الْمَدِينَة تردد أَيْضا فِي الْمُجَاورَة فأشير عَلَيْهِ فِي الْمَنَام بالحركة فسافر بعد إِلَى بَغْدَاد وزار مشْهد عَليّ ثمَّ أَي حنيفَة وَأقَام بِهِ نَحْو أَرْبَعَة أشهر مشتغلا بالمذاكرة مَعَ فُقَهَاء الْمشَاهد وعلمائه وزار من قبر هُنَاكَ من الْعلمَاء والأكابر والصلحاء وهم بِالرُّجُوعِ إِلَى الشَّام فاحتال رفاقه حَتَّى أخفوا عَنهُ جَمِيع كتبه فجَاء إِلَى بَغْدَاد وَسكن المستنصرية واشتغل بِالطَّلَبِ والمذاكرة والإفتاء مُدَّة سنتَيْن) وَنصف وَمِمَّنْ أدْرك بِبَغْدَاد الشَّمْس الْكرْمَانِي والشهاب فضل الله السيرافي الْوَاعِظ وَالْفَخْر العاقولي وَقَرَأَ عَلَيْهِ ثلاثيات البُخَارِيّ وكتبها لَهُ ابْن المسمع الْفَاضِل غياث الدّين بل كتب عَنهُ الْإِجَازَة والعماد بن الْمُحب الْقرشِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْمَشَارِق وَجَمِيع تساعياته وناوله مُسْند ابْن فويرة والمشارق مَعَ الْإِجَازَة وَالْجمال عبد الصَّمد بن شرف الدّين الحصري قَرَأَ عَلَيْهِ أَحَادِيث كتبهَا لَهُ تذكرة مِنْهُ وناوله جَامع السمانيد لِابْنِ الْجَوْزِيّ وَأَجَازَ لَهُ وَالسَّيِّد الْحسن السمناني والكمالي الكارثي القَاضِي الْحَنَفِيّ وَالشَّمْس الْمَالِكِي مدرس الْمَالِكِيَّة والشباري السالك الْعَالم الْعَامِل والفقيه الصَّادِق نور الدّين زَاده بن خواجه أفضل بن النُّور عبد الرَّحْمَن الاسفرايني ثمَّ الْبَغْدَادِيّ ولازم خدمته وَصَاحبه وتلقن مِنْهُ الذّكر بِثَلَاث حركات وَأخْبرهُ أَنه تلقن ذَلِك من الشَّيْخَيْنِ جِبْرِيل وَأبي بكر الْخياط وَهُوَ من أَصْحَاب جده بل دخل زَاده أَيْضا الْخلْوَة والرياضة عِنْد الشَّيْخ خلد الكردستناي وهما من أَصْحَاب شَيْخه أبي بكر الْخياط ثمَّ أَن صَاحب التَّرْجَمَة لَقِي خَالِد الْمَذْكُور فَإِنَّهُ مر بِبَغْدَاد وَنزل فِي رِبَاط درب القرنفليين فصاحبه ولازمه وتلقن مِنْهُ الذّكر أَمَام خلْوَة الشَّيْخ وَدخل الْخلْوَة وَألبسهُ طاقية كَانَت على رَأسه وَأَجَازَهُ بالسلوك والتلقين وَكتب زَاده إجَازَة السلوك والتشبيك والتلقين أَيْضا وَلَقي أَيْضا بالحلة الْفَخر بن المطهر وتكلف لَهُ وَألبسهُ فرجيته التبريزية واستنطقه من مبَاحث علمية وَكَانَ الْجلَال صَاحب التَّرْجَمَة يدْخل الْخلْوَة الْأَيَّام الْبيض من كل شهر مُدَّة سنتَيْن قريب النونيزية وَولي الدّين محب بن الشَّيْخ سراج الدّين الْمُحدث وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض مسموعاته وَكتب لَهُ إجَازَة ثمَّ ارتحل إِلَى كربلاء وزار سبط رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحُسَيْن الشَّهِيد ثمَّ إِلَى سر من رأى وزار بهَا ثَلَاثَة من كبار أهل الْبَيْت ثمَّ إِلَى إيوَان كسْرَى فِي الْمَدَائِن وزار قبر سلمَان الْفَارِسِي وَحُذَيْفَة بن الْيَمَان، ثمَّ ارتحل إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة صُحْبَة الْحَاج هُوَ وخلد الْمَذْكُور فَلَمَّا قضى الْحَج عَاد إِلَيْهَا فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأقَام بجوار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَأَيْت فِي مَكَان آخر أَنه قدم الْمَدِينَة فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة

سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فَلَعَلَّهُ قبل استيطانها وَكَانَ مِمَّن أدْرك بهَا الْعَفِيف المطري والعفيف اليافعي فلازمه وَسَأَلَهُ الأسماع فأنظره مُدَّة ثمَّ أمره بِجمع الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا مِمَّا يُرِيد فِي الرَّوْضَة وَأَن يقْرَأ عَلَيْهِ من كل بعضه ويناوله إِيَّاهَا مَعَ الْإِجَازَة فَفعل ذَلِك فِي السِّتَّة والموطأ ومسند الشَّافِعِي وَأحمد والوسيط لِلْوَاحِدِيِّ والمصابيح وَشرح السّنة وجامع الْأُصُول والمشارق والعوارف والرسالة وصحاح الْجَوْهَرِي ثمَّ ابْن حبَان وَالشَّمَائِل) لِلتِّرْمِذِي والبداية ومنهاج العابدين والإحياء ثلاثتها للغزالي ثمَّ جَمِيع أربعي النَّوَوِيّ قَرَأَهَا فِي أَرْبَعَة مجَالِس بِحُضُور جمَاعَة من الْفُقَهَاء فِي الرَّوْضَة بِجنب الْمِنْبَر وَكَذَا سمع عَلَيْهِ بعض تواليفه وَأَجَازَهُ بكلها وَلَقي بهَا أَيْضا الْأمين أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الشماع الْمصْرِيّ قَاضِي الْقُدس فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْيَسِير من جَامع الْأُصُول وَسمع عَلَيْهِ شَيْئا من التِّرْمِذِيّ والعز بن جمَاعَة فَسمع عَلَيْهِ الشفا بالروضة بِجنب الْمِنْبَر بِقِرَاءَة الشَّمْس الخشبي والبردة والشقراطسية وَذَلِكَ فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا وَأَجَازَهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْكَشَّاف وَالْفَائِق بواسطتين بَينه وَبَين مؤلفها وَبَعض ابْن حبَان والبدر أَبَا مُحَمَّد عبد الله بن فَرِحُونَ فَسمع عَلَيْهِ بالروضة بعض البُخَارِيّ وَجَمِيع مُسْند الطَّيَالِسِيّ وَأَجَازَ لَهُ وَالْقَاضِي نور الدّين على ابْن الْعِزّ يُوسُف الزرندي سمع عَلَيْهِ الطَّيَالِسِيّ أَيْضا وَبَعض الصَّحِيحَيْنِ وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وحدثه بمكارم الْأَخْلَاق بمناظرة الْحَرَمَيْنِ لَهُ وَأَجَازَهُ وزوجه ابْنَته عَائِشَة واستولدها وَلبس مِنْهُ وَمن الْعَفِيف المطري وَابْن جمَاعَة الْخِرْقَة الصُّوفِيَّة والبهاء أَحْمد بن التقي السُّبْكِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ أربعي النَّوَوِيّ بالروضة وخطبة شَرحه للتلخيص المسى عروس الأفراح وناوله لَهُ وَكَذَا سمع بِمَكَّة على الْكَمَال بن حبيب مُسْند الطَّيَالِسِيّ أَيْضا فِي سنة ثَلَاث وَسبعين بِقِرَاءَة الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وقطنها وَهُوَ ابْن أَرْبَعِينَ سنة بعد أَن فضل وأشير إِلَيْهِ بالبراعة وَالْجَلالَة وَاسْتمرّ بهَا إِلَى أَن مَاتَ أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة يدرس ويروي ويفتي ويدرس ويصنف على طَريقَة شريفة من الْإِحْسَان لأَهْلهَا والواردين عَلَيْهَا وَنشر الْعلم وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر والتوضع وإلحاق الْأَصْغَر بالأكبر حَتَّى انْتفع بِهِ أَهلهَا وَغَيرهم وَولي تدريس الْأَمِير يلبغا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ وانتفع بِهِ كثيرا وَقَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع مصنفاته وَغَيرهَا كالبخاري القَاضِي نور الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الزرندي وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة وحيد دهره وفريد عصره والشرف أَبُو الْفَتْح المراغي قَرَأَ عَلَيْهِ مُسْند الطَّيَالِسِيّ ومسلسلات العلائي وفوائد الْحَاج للعلائي وَألبسهُ الْخِرْقَة وَهِي فرجية صوف أَزْرَق ولقنه الذّكر وزوجه ابْنَته أمة الله وَكَانَت عابدة خيرة ثمَّ طَلقهَا كَأَنَّهُ بعد

موت أَبِيهَا وَكَذَا حدث بِجُزْء عَن الْعِزّ بن جمَاعَة وَمن تصانيفه شرح الْبردَة أمعن فِيهِ من التصوف مَعَ الْإِعْرَاب واللغات وَمَا لَا بُد للشرح مِنْهُ وَهُوَ فِي مُجَلد ضخم وَشرح الْأَرْبَعين النووية وَالْأَرْبَعِينَ التوحيدية الْمُسَمّى بالأنوار التفريدية فِي شرح الْجَوَامِع الأربعينية وَشرع فِي شرح الشفا فَكتب مِنْهُ قِطْعَة فِي كراريس وَكَذَا فِي شرح التَّلْخِيص وَفِي تفيسير وَفِي) حَاشِيَة على الْكَشَّاف بَين فِيهَا اعتزاله لَكِنَّهَا فقدت إِلَى غير ذَلِك من نظم ونثر وَعمل رِسَالَة لَطِيفَة فِي علم الْكَلَام وَعشر رسائل فِي الْكَلَام على آيَات وَأَحَادِيث وَالشرَاب الطّهُور فِي التصوف، وَفِي آخِره شرح قصيد ابْن الفارض الَّذِي أَوله شربنا على ذكر الحبيب مدامه وفردوس الْمُجَاهدين يشْتَمل على مَا يتَعَلَّق بِالْجِهَادِ من الْآيَات وَالْأَحَادِيث وَشَرحهَا فِي مُجَلد ضخم وارجوزة فِي أَسمَاء الله وَصِفَاته اشْتَمَلت على نَحْو ألف سَمَّاهَا رَاح الرّوح وسلسل الْفتُوح. وَمَات فِي رَمَضَان وَقيل فِي لَيْلَة الْخَمِيس سَابِع ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ بِالْمَدِينَةِ البنوية وَدفن من الْغَد مَعَ شُهَدَاء أحد بِالْقربِ من حَمْزَة خَارج الْمَدِينَة فِي قبر كَانَ حفره بِيَدِهِ لنَفسِهِ وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَثَمَانِينَ سنة وَيُقَال إِنَّه رام الِانْتِقَال عَنْهَا قبل مَوته بأشره فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَقَالَ لَهُ أرغبت عَن مجاورتي فانتبه مذعورا وآلى على نَفسه أَن لَا يَتَحَرَّك مِنْهَا فَلم يبث إِلَّا قَلِيلا وَمَات رَحمَه الله وإيانا، وَسمعت من يَحْكِي أَنه كَانَ يلقب بمقبول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لكَونه كَانَ يُصَلِّي عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيَقُول اللَّهُمَّ صل على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله صَلَاة أَنْت لَهَا أهل وَهُوَ لَهَا أهل فَرَأى رجل من أكَابِر أهل الْحرم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين هم صَاحب التَّرْجَمَة بالتحول من الْمَدِينَة وَهُوَ يَقُول لَهُ قل لفُلَان لَا تُسَافِر فَإِنَّهُ يحسن الصَّلَاة عَليّ، وَسُئِلَ الشَّيْخ عَن كَيْفيَّة صلَاته فَذكرهَا، وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ أَنه شغل النَّاس بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعِينَ سنة وانتفع النَّاس بِهِ لدينِهِ وَعلمه، وَأَعَادَهُ فِي سنة ثَلَاث وَأَشَارَ إِلَى أَن الْعَيْنِيّ أرخه فِيهَا. قلت وَالْأول هُوَ الصَّوَاب. وَكتب إِلَيْهِ أَبُو عبد الله بن مَرْزُوق وَقد أرسل إِلَيْهِ صَاحب التَّرْجَمَة يستد عَلَيْهِ الْإِجَازَة لنَفسِهِ ولولديه إِبْرَاهِيم وطاهر بِمَا نَصه: (أجزت السَّائِل الأَرْض المجازا ... جلال الدّين خير من استجازا) (أَمَام معارف وَكفى إِمَامًا ... لعلم مَذَاهِب النُّعْمَان حازا) (وَإِن كنت الأحق بِذَاكَ مِنْهُ ... لتقصيري حَقًا لَا مجَازًا) (وَلَكِنِّي ائتمرت لَهُ امتثالا ... ومتتفيا مناهج من أجازا) وَوَصفه بالقدوة الْعلم والعلامة الَّذِي مِنْهُ الْأَعْلَام تتعلم إِمَام الطَّائِفَة السّنيَّة

المحمدية وقدوة الْجَمَاعَة الحنيفية الْحَنَفِيَّة رَأس المدرسين فِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَصدر المتصدرين بالروضة الشَّرِيفَة القدسية، وَوصف أَبَاهُ بافمام الْعَلامَة الْقدْوَة الْأَكْبَر الْأَشْهر أبي عبد الله انْتهى. وَكَانَ كل من أَبِيه وجده وجد أَبِيه عُلَمَاء، وَكتب إِلَيْهِ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة أَبوهُ من بِلَاده. أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد علم الدّين الأخنائي الْمَالِكِي. / صَوَابه أَحْمد بن مُحَمَّد بن حمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى وَقد مضى. 531 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس وَأَبُو الرضي بن الشَّمْس الْمدنِي رَئِيس المؤذنين بِالْحرم النَّبَوِيّ كأبيه وَيعرف قَدِيما بِابْن الْخَطِيب ثمَّ بِابْن الريس وَهُوَ وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله الْمَذْكُورين. / سمع بِالْمَدِينَةِ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ على الْجمال الكازروني وَفِي سنة تسع وَأَرْبَعين على أبي السعادات بن ظهيرة وَقَرَأَ على الْمُحب المطري جملَة وباشر حسبَة بَلَده قَلِيلا، وَدخل الْقَاهِرَة وَالشَّام وَغَيرهمَا مرَارًا فَسمع بِدِمَشْق من شَيخنَا الْمجْلس الَّذِي أملاه بجامعها وبحلب على حافظها الْبُرْهَان، وَله نظم فِيهِ المقبول رَأَيْت بِخَطِّهِ مِنْهُ جملَة. وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع شعر صفر سنة أَربع وَخمسين بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَلم يكمل الْخمسين، وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله وَمن عنوان نظمه: (يَا من نزلُوا نجدا وفيهَا حلوا ... أَنْتُم أملي) (يَا من جعلُوا الجفا وبعدي حلوا ... لموا شملي) (وارثوا لمحبكم وهجري خلوا ... واشفوا عللي) (وامحوا زللي فالجسم ... بلي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب بن وفا أَخُو عَليّ الْآتِي. / صَوَابه بِحَذْف ثَالِث المحمدين وإبداله بوفا وَسَيَأْتِي. 532 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّدًا لمحب الْقرشِي الزبيرِي النويري الْمصْرِيّ. / ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَذكر أَنه سمع من التقي بن حَاتِم. ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَلم يزدْ، وَقد أجَاز سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فِي بعض الاستدعاءات. أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأخميمي النَّقِيب. / هُوَ أَبُو الْقسم مَشْهُور بكنيته يَأْتِي. 533 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن ولي الدّين بن بهاء الدّين بن شمس الدّين البالسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. / ولد، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن واشتغل باللهو فأتلف مَا وَرثهُ وَرغب عَن جهاته وقاسى شدَّة وفاقة وسافر إِلَى الشَّام وَغَيرهَا وَكَذَا حج وجاور وزار بَيت الْمُقَدّس وَكَانَت مَعَه أمه فَمَاتَتْ هُنَاكَ وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة فَلم يظفر بطائل) وَوجد الشَّافِعِي قد فتح خلوته بالسابقية وَأَعْطَاهَا

لأمينه وَكَاد أَن يَمُوت ثمَّ لم يلبث أَن ظهر الْعَسْكَر فِي ربيع الثَّانِي سنة تسعين فسافر موقعا مَعَ بعض الْأُمَرَاء، وَهُوَ ذكي حاذق ماهر فِي الْحساب والمباشرة وَقَوي الْحَظ مَعَ تودد ولقش وظرف. 534 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُفْلِح الشهَاب أَبُو الضياء بن الْخَطِيب الشَّمْس الحارسي النابلسي ثمَّ الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الرماح. / مِمَّن أَخذ عني. 535 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المنجا بن عُثْمَان بن أسعد بن المنجا التقي بن الصّلاح بن الشّرف. الزين بن الْعِزّ بن الْوَجِيه التنوخي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ عَم أسعد بن عَليّ الْآتِي. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه تفقه قَلِيلا وناب عَن أَخِيه الْعَلَاء عَليّ وَكَانَ هُوَ الْقَائِم بأَمْره، ودرس وَولي الْقَضَاء بِأخرَة يَسِيرا وَصرف، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي سنة أَربع قبل إِكْمَال الْخمسين، وَكَانَ شهما نبيها. أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الناصح. / سَيَأْتِي قَرِيبا فِيمَن لم يسم جد أَبِيه. 536 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا الشهَاب السكندري الأَصْل الْمصْرِيّ الشاذلي الْمَالِكِي أَخُو عَليّ الْآتِي ووالد أبي المكارم إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَأبي الْفضل مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد وَأبي الْجُود حسن وَأبي السعادات يحيى الْمَذْكُورين فِي محالهم وَيعرف كسلفه بِابْن وفا. / ولد بِظَاهِر مصر سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَنَشَأ على طَريقَة حَسَنَة ملازما الْخلْوَة والانجماع عَن النَّاس حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشري شَوَّال سنة أَربع عشرَة وَدفن بالقرافة عِنْد أَبِيه وأخيه. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَهُوَ أسن من أَخِيه وَذَاكَ أشهر قَالَ وَكَانَ عِنْده سُكُون وَقلة كَلَام وتذكر لَهُ أَحْوَال حَسَنَة وَلَيْسَ لَهُ نظم وَلَا كَانَ يعْمل المواعيد إِلَّا مَعَ خَواص أَصْحَابه قَالَ ونبغ لَهُ أَبُو الْفضل مُحَمَّد ففاق الأقران فِي النّظم والذكاء وغرق بعد أَبِيه بِسنة، وَزَاد شَيخنَا فِي نسبه مُحَمَّدًا وارخه فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة، وَنَحْوه قَول المقريزي فِي عقوده إِن وَلَده أَبَا الْفضل غرق سنة ثَلَاث عشرَة عَن نَحْو خمسين. 537 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الحريري الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي وَيعرف بِابْن الشَّرِيفَة. / ولد تَقْرِيبًا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فَسمع على التقي عبد الله بن خَلِيل الحرستاني والْعَلَاء عَليّ بن أَحْمد المرداوي والزين عمر البالسي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء ولقيته بِدِمَشْق فَسمِعت عَلَيْهِ بصالحيتها وبداريا أَيْضا، وَكَانَ خيرا كَبِير الهمة محافظا على الْجَمَاعَة بِجَامِع الْحَنَابِلَة لَا يفتر عَن ذَلِك وَحج وزار وَرَأَيْت خطه فِي إجَازَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بل لقِيه الْعِزّ بن فَهد سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَظنهُ مَاتَ قَرِيبا من ذَلِك.

538 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف بن عَيَّاش الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الجوخي الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ الشَّافِعِي نزيل تعز ووالد الزين عبد الرَّحْمَن الْآتِي وَيعرف بِابْن عَيَّاش. / ولد فِي أحد الربيعين سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وتعانى بيع الجوخ فرزق فِيهِ حظا وَحصل مِنْهُ دنيا طائلة وعني بالقراءات فَقَرَأَ على الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وبدمشق على الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد اللبان وَعبد الْوَهَّاب بن السلار وأسمع فِي صغره على عَليّ بن الْعِزّ عمر حُضُور جُزْء عَرَفَة وَحدث بِهِ عَنهُ بِمَكَّة وَغَيرهَا وَكَذَا سمع من الْبَيَانِي وَابْن قوالح وتصدى للقراءات وانتفع بِهِ جمع من أهل الْحجاز واليمن ولقن جمعا الْقُرْآن احتسابا وَكَانَ بَصيرًا بالقراءات دينا خيرا غَايَة فِي الزّهْد فِي الدُّنْيَا ترك بِدِمَشْق أَهله وَمَاله وخيله وخدمه وساح فِي الأَرْض مَعَ مواظبته وَهُوَ بِدِمَشْق على صَلَاة الأولى بجامعها الْأمَوِي وتلاوته كل يَوْم نصف ختمة وجاور بِمَكَّة مُدَّة ثمَّ دخل الْيمن فَأَقَامَ بِهِ عدَّة سِنِين فِي خشونة من الْعَيْش ومداومة على الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر. وَقد ذكره ابْن الْجَزرِي فِي طَبَقَات الْقُرَّاء وَقَالَ: صاحبنا أَبُو الْعَبَّاس فَاضل كَامِل مقرئ خير صَالح دين أَخذ السَّبع عَن شَيخنَا ابْن اللبان وَابْن السلار وَجلسَ للإقراء بالجامع الْأمَوِي وانتفع بِهِ جمَاعَة مَعَ التَّقْوَى والسكون وَهُوَ فِي زِيَادَة علم وَخير قَرَأَ عَلَيْهِ السَّبع صَدَقَة بن سَلامَة ثمَّ رَحل إِلَى مصر فَقَرَأَ ختمة بالعشر على الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي، وَعَاد إِلَى دمشق فأقرأ بهَا وبالقدس والخليل وَغَيرهَا، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر أخونا فِي الله وصاحبنا فِي تِلَاوَة كتاب الله الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الصَّالح الخاشع الناسك الَّذِي جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل فَترك الدُّنْيَا وَأعْرض عَن الْخلق حَتَّى جَاءَهُ الْأَجَل. وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة أَنه حكى لَهُ أَنه كَانَ يَشْتَرِي الْبيعَة بِخَمْسِينَ ألفا فَرُبمَا يربح فِي الْحَال من مُشْتَر غَيره خَمْسَة آلَاف، وأرخ وَفَاته فِي ثَانِي شعْبَان وَقَالَ عمر بن حَاتِم العجلوني لم أر أحدا على طَريقَة السّلف فِي رفض الدُّنْيَا وَرَاء ظَهره مَعَ إقبالها عَلَيْهِ وَالْقُدْرَة عَلَيْهَا مثله وَله سَماع وَرِوَايَة. مَاتَ فِي حادي عشري ريع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بتعز وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده رَحمَه الله. 539 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الصَّدْر بن الصّلاح الْأنْصَارِيّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن صدر الدّين. / ولد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج رَفِيقًا للوالد عِنْد الْفَقِيه الشَّمْس السعودي وَعرض عَليّ جمَاعَة واشتغل قَلِيلا وَسمع شَيخنَا وَغَيره وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ بالظاهرية وتنزل بالبيبرسية وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت بَاب الْقوس دَاخل بَاب القنطرة

وَفِي سوق الرَّقِيق وَلم يكن فِيهَا بالماهر معرفَة وخطا وَلكنه كَانَ لَا بَأْس بِهِ سكونا ومحافظة على الْجَمَاعَة ثمَّ انجماعا واقتصادا فِي معيشته مَعَ دريهمات بِيَدِهِ رُبمَا يُعَامل فِيهَا وَقد حج غير مرّة وجاور. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ منتصف رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بحوش البيبرسية وَأوصى بِثُلثِهِ لمعينين وَغَيرهم رَحمَه الله وإيانا. 540 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب بن فتح الدّين القوصي ثمَّ القاهري موقع الحكم. / نَشأ بقوص وَقدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وباشر التوقيع وَتقدم فِيهِ لكنه مَا كَانَ يَخْلُو عَن غَفلَة. مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الآخر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَقد أكمل التسعين على مَا كَانَ يزْعم. استفدته من تذكرة شَيخنَا وَلم يذكرهُ فِي تَارِيخه. أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمولي. / فِي آخر الأحمدين فِي أَحْمد بن الشَّرِيفَة. 541 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عز الدّين مُحَمَّد الشهَاب بن الْجلَال الْجَوْهَرِي الْحَنَفِيّ خَادِم البرقوقية. / ولد وَنَشَأ فِي خدمَة العضدي الصيرامي وَحضر دروسه وناب فِي الْقَضَاء وباشر النقابة عِنْد ابْن الشّحْنَة وبسفارته وَافق العضدي على تزوج عبد الْبر بابنته وَكَانَ مَا علم، ثمَّ انْتَمَى لسالم الْعَبَّادِيّ المحتوي على الْأَمِير ازبك الظَّاهِرِيّ ولازم خدمته وَلم يتفرغ لغيره وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وبأميره وساس الْأُمُور بتؤدة وعقل وحشمة وباطن متسع بِحَيْثُ حَمده غَالب أَصْحَابه وَاسْتقر شيخ الصُّوفِيَّة بالجامع الأزبكي وَحج مَعَه فِي سنة ثَمَان وَسبعين فَكَانَت الْأُمُور معذوفة بِهِ. أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الشغري. / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عمر. 542 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس القوصي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن البلقاسي ثمَّ بالقوصي. / ولد بقوص وتحول مِنْهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل ولازم النّظم فِي كتب الشَّيْخ أَحْمد الزَّاهِد وَكَأَنَّهُ أَخذ عَنهُ فحفظ مِنْهَا فَوَائِد خُصُوصا فِي ربع الْعِبَادَة لشدَّة حرصه على إتقان مسَائِله، وَجلسَ للعامة فأوضح لَهُم كثيرا من مهمات الدّين وانتفع بِهِ كثير مِنْهُم، وَبَلغنِي عَن القاياتي أَنه كَانَ يَقُول لَهُ أَنَّك قَائِم عَنَّا بِفَرْض كِفَايَة، وَجمع فَوَائِد نظما ونثرا سَمِعت من نظمه وفوائده وَصليت خَلفه وَكَانَ يسترزق مِمَّا أَشرت إِلَيْهِ. وَمِمَّا كتبته عَنهُ مِمَّا أنشدنيه مرَارًا مَا قَالَه فِي الدَّوَابّ الَّتِي تدخل الْجنَّة وَكتبه عَنهُ ابْن فَهد أَيْضا فِي سنة خمسين وَهُوَ: (يدْخل يَا صَاح دَوَاب عشره ... فِي جنَّة الْخلد بِنَقْل البرره) (عَددهمْ فِي نَقله مقَاتل ... حَقًا مَا صَححهُ الْأَوَائِل) أكملتها فِي مَوضِع آخر، وَكَانَ فَقِيرا متقشفا قانعا باليسير وَتزَوج شَابة فَلم يحصل

على طائل. وَحصل لَهُ رمد أشرف مِنْهُ على الْعَمى وَانْقطع بِسَبَبِهِ مَعَ ضعف بدنه مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. 543 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْمصْرِيّ الْقَرَافِيّ ثمَّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الصُّوفِي وَيعرف بِابْن الناصح. / ذكر أَنه سمع من الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وَأَبا دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ من لفظ الْمُحدث أَي الْحسن الهمذاني وَهُوَ فِي السّنة الأولى وَأَنه سمع من ابْن عبد الْهَادِي صَحِيح مُسلم وَحدث بذلك كُله بِمَكَّة وبغيرها. روى لنا عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم التقيان أَبُو بكر القلقشندي وَابْن فَهد، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أخذت عَنهُ قَلِيلا وَكَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد وَنعم الشَّيْخ كَانَ سمتا وَعبادَة ومروءة. مَاتَ فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة أَربع وَتقدم فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ الْخَلِيفَة المتَوَكل على الله، قَالَ ابْن خطيب الناصرية أَنه سَافر فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين صُحْبَة الظَّاهِر برقوق إِلَى الْبِلَاد الشامية وَرجع مَعَه فَأَقَامَ بالقرافة حَتَّى مَاتَ. وَقَالَ لمقريزي فِي عقوده بعد أَن سمى جده عبد الله: إِنَّه اشْتهر عِنْد الكافة بالصلاح وتغالى النَّاس فِي اعْتِقَاده وحكوا لَهُ عدَّة كرامات وترددوا إِلَيْهِ وسألوه حوائجهم فتصدى لقضائها سِنِين فِي أَيَّام الظَّاهِر برقوق، وَكَانَت رسالاته مَقْبُولَة عِنْده فَمن دونه من الْأُمَرَاء حَتَّى مَاتَ وقدقارب السّبْعين. وَقَالَ غَيرهمَا أَنه كَانَ غَايَة فِي الْقُوَّة ويحكون عَنهُ فِي ذَلِك الْعَجَائِب مَعَ الدّين وَالصَّلَاح والزهد. أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب الْأمَوِي الْمَالِكِي. / صَوَابه أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَقد مضى. 544 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب السنباطي ثمَّ القاهري. / مِمَّن أَخذ عني. 545 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب الصلطي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي. / اشْتغل قَدِيما وَسمع على الْبُرْهَان بن جمَاعَة وَأبي الْخَيْر بن العلائي وناب فِي الْقَضَاء مُدَّة وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشري شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ عَفا الله عَنهُ. 546 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الشاذلي الْمُقْرِئ وَيعرف بالمسدي شيخ رِبَاط ربيع بِمَكَّة ووالد الْمُحب مُحَمَّد إِمَام الظَّاهِر خشقدم فَمن بعده. / لَازم الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ فِي زاويته وَقَرَأَ الشَّيْخ عَلَيْهِ مَعَ أَوْلَاده وَكَانَ للشَّيْخ إقبال عَلَيْهِ وَلما مَاتَ تجرد ثمَّ هَاجر إِلَى مَكَّة وَقَرَأَ بهَا الْقرَاءَات على الزين بن عَيَّاش وأقرأ. مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْأَحَد عَاشر شَوَّال سنة خمس وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده الْقُرْآن الْبَدْر بن الْغَرْس وَالثنَاء عَلَيْهِ مستفيض رَحمَه الله وإيانا. 547 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب الْهَوِي ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ، / اشْتغل قَلِيلا وَسمع ختم البُخَارِيّ عِنْد أم هَانِئ الهورينية وَمن كَانَ مَعهَا وَكَانَ سَاكِنا.

548 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس البعلي الاسكاف هُوَ وَأَبوهُ وَيعرف بِابْن ريحَان. / ولد فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَسمع الصَّحِيح إِلَّا يَسِيرا على الزين أبي الْفرج بن الزعبوب أنابه الحجار وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة ولقيته ببعلبك فَقَرَأت عَلَيْهِ الحَدِيث الْأَخير من الصَّحِيح وَأَجَازَ وَمَات قريب السِّتين ظنا. أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأبدي. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد. 549 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأنبابي المدولب أَبوهُ وَيعرف بِابْن خنبج بخاء مُعْجمَة مَضْمُومَة ثمَّ نون سَاكِنة بعْدهَا مُوَحدَة مَضْمُومَة ثمَّ جِيم. / مِمَّن يحفظ الْقُرْآن ويتلوه وَدخل الْيمن وجاور بِمَكَّة أَكثر من سنة ولازمني فِي سنة سبع وَتِسْعين فَكَانَ معنيا فِي حمل السجادة وَنَحْوهَا، سمع على حل الشفا وسيرة ابْن هِشَام بفوت يسير وَالْكثير من البُخَارِيّ وَختم سيرة ابْن سيد النَّاس ومؤلفاتي فِي ختم السيرتين والشفا وقصيدة البوصيري الهمزية وَذخر الْمعَاد وكتبت لَهُ ثمَّ سَافر، وَهُوَ فِي ظلّ أَبِيه لطف الله بِهِ. 550 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد القاهري المارداني وَيعرف بالهنيدي الشهَاب بن الشَّمْس بن نَاصِر الدّين أحد التُّجَّار. / ولد سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَكَانَ جده مديما لزيارة الشَّافِعِي وَاللَّيْث فِي أوقاتهما ويسقي المَاء للتبرك فيهمَا وَيجْلس على البسطة الَّتِي على يسَار الدَّاخِل للشَّافِعِيّ قبل الْوُصُول إِلَى بَاب الْقبَّة ادبا، واختص بالدوادار دولات باي المؤيدي فاتفق أَنه شفع عِنْد رَأس نوبَته فِي تَخْفيف بعض الظلامات فَأبى فَلَمَّا علم الْأَمِير بذلك صرفه وَاسْتقر بِهِ مَكَانَهُ مَعَ إِبْطَاله مَا جرت الْعَادة بِهِ من تَقْرِيره على رُؤُوس النوب وَنَشَأ حفيده فَقَرَأَ الْقُرْآن أَو أَكْثَره) وتعانى التِّجَارَة وَصَحب بني الْقَارئ وَكَانَ يصل الْكثير من أهل مَكَّة الْبر مِنْهُم على يَدَيْهِ بل رُبمَا يصلهم من نَفسه وَكَثُرت إِقَامَته بِمَكَّة على خير من الْجَمَاعَات وَالطّواف أحسن الله إِلَيْهِ. 551 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الحكري الْمصْرِيّ الشَّافِعِي / رَأَيْته كتب على استدعاء وَقَالَ أَنه ولد فِي أَوَاخِر سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وَكَأَنَّهُ الَّذِي كَانَ يعرف بِابْن الْجمال. نَاب عَن شَيخنَا فَمن بعده وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء واشتغل يَسِيرا وَكتب شرح الْمِنْهَاج للدميري بِخَطِّهِ، وَكَانَ يُقَال لَهُ المنهاجي، وأظن أَبَاهُ مُحَمَّد مُحَمَّد بن أَحْمد الْآتِي. 552 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمحلي الهيثمي ثمَّ القاهري خَادِم الشَّيْخ مُحَمَّد بن صلح الْآتِي وَيعرف بِابْن الحسود. / مِمَّن أَخذ عني. 553 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عبد الْغفار الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّمْس الحسني الفوي القاهري الْحَنَفِيّ القَاضِي / قَرَأَ عَلَيْهِ الْكَمَال الشمني فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة

وَثَمَانمِائَة بالشيخونية بعض عوارف المعارف وَلَا أَدْرِي أكمله أم لَا وَلَا عَن من رَوَاهُ وَمِمَّنْ سمع بقرَاءَته الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والجلال القمصي وَضبط الْأَسْمَاء. 554 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عمر بن فَخر الدّين أَبُو نور شيخ بن شيخ طَاهِر بن عمر الشهَاب الْخَوَارِزْمِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ إِمَام مقَام الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة وَابْن إِمَامه الْآتِي وَولده مُحَمَّد فِي مَحلهمَا وَيعرف بِابْن المعيد. / ولد فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَأَجَازَ لَهُ فِي الَّتِي بعْدهَا وَمَا بعْدهَا النشاوري وَالْجمال الأميوطي وَعبد الْوَاحِد الصردي والعراقي والبرهان بن فَرِحُونَ وَغَيرهم وَسمع على الزين المراغي المسلسل وَختم الصَّحِيح وتفقه بِأَبِيهِ وناب عَنهُ فِي إِمَامَة الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة مُدَّة لعَجزه ثمَّ رغب لَهُ عَنْهَا قبيل وَفَاته وَكَذَا تلقى عَنهُ مشيخة رِبَاط رامست وتدريس الْحَنَفِيَّة بدرس ايتمش والإعادة بدرس يلبغا وَلكنه رغب عَن التدريس والإعادة لأبي حَامِد بن الضياء وَدخل الديار المصرية والشامية وبلاد الْيمن والعجم وتمول من الْأَخِيرَة بِمَا أتْلفه فِي الكيمياء. مَاتَ فِي ظهر يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشري رَمَضَان سنة خمسين وَدفن بالمعلاة بِقَبْر أَبِيه لجَانب إِمَام الْحَرَمَيْنِ عبد المحسن الخفيفي وَاسْتقر بعده فِي الْإِمَامَة ابْنه. ذكره ابْن فَهد. 555 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن يُوسُف بن عَليّ الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الكراني الْهِنْدِيّ وَالِده ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن مَحْمُود. / ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع بهَا من الْعِزّ بن جمَاعَة والموفق الْحَنْبَلِيّ جُزْء ابْن نجيد وَمن خَلِيل الْمَالِكِي والتقي الحراري وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ الأسنوي وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَابْن الْقَارئ وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَجَمَاعَة، حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم بِجُزْء ابْن نجيد القَاضِي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي، وَمَات فِي ظهر يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع شعْبَان سنة ثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد الْعَصْر وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. 556 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَسْعُود المغربي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي وَيعرف بالمزجج. / مسع على الزين المراغي وَغَيره، وَمَات فِي سنة تسع وَعشْرين بِالْمَدِينَةِ. 557 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن معِين الدّين أَبُو الْعَبَّاس القاهري الكتبي القصصي. / اسْتَكْتَبَهُ بَعضهم فِي استدعاء فِيهِ بعض الْأَوْلَاد وَقَالَ لَهُ نظم لَا بَأْس بِهِ وَكَانَ يكْتب الْقَصَص بالرملة وَيبِيع الْكتب تَحت الصرغتمشية فَينْظر شَيْء من نظمه، وَمَتى مَاتَ. 558 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج الشهَاب بن الشَّيْخ شمس الدّين الْمَقْدِسِي الأَصْل الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو التقي الْمَاضِي / أَبوهُمَا فِي الْمِائَة قبلهَا. قَالَ شَيخنَا

فِي أنبائه: ولد سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل قَلِيلا وَسمع من جمَاعَة ثمَّ انحرف وسلك طَرِيق المتصوفة والسماعات. مَاتَ سنة أَربع عشرَة. 559 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَكْنُون الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّمْس بن أبي الْيُسْر الْمنَافِي القطوي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مَكْنُون. / ولد بقطية وَأَبوهُ إِذْ ذَاك حاكمها سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ نشوة حَسَنَة فحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي واشتغل بالفرائض ولازم الشَّمْس الغراقي فِيهِ وَكَذَا اشْتغل فِي الْفِقْه وَكَانَ يستحضر الْحَاوِي وَكَثِيرًا من شَرحه وبالعريبة قَلِيلا ثمَّ ولي بعد أَبِيه قَضَاء قطية ثمَّ غَزَّة فِي أول الدولة المؤيدية بعناية نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ ثمَّ دمياط مَعَ بَقَاء قطية مَعَه فاستناب فِيهَا قَرِيبه الزين عبد الرَّحْمَن وَاسْتمرّ هُوَ فِي دمياط غَايَة فِي الإعزاز وَالْإِكْرَام إِلَى أَن انفصلت الدولة المؤدية، فتسلط عَلَيْهِ أنَاس بالشكاوي والتظلم مَعَ كَثْرَة احْتِمَاله وَحسن أخلاقه. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه قَالَ وصاهر عِنْدِي على ابْنَتي رَابِعَة تزَوجهَا بكرا. قلت: وَعمل صَدَاقهَا الهيثمي كَمَا أثْبته فِي الْجَوَاهِر وَمَات عَنْهَا فِي رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَكثر الأسف عَلَيْهِ، وَقَالَ المريزي كَانَ فَاضلا يعرف الْفِقْه معرفَة جَيِّدَة ويشارك فِي غَيره وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا. أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَنْصُور الأشموني. / فِي ابْن مَنْصُور. 560 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مهنا بن طريطاي الشهَاب بن نَاصِر الدّين بن الزين العلائي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن مهنا. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن وَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَصَحب الْفُقَرَاء وَعظم اخْتِصَاصه بهم بل هُوَ محب فِي الْعلمَاء متودد للطائفتين عَلَيْهِ وضاءة وَله شيبَة نيرة مَعَ تأدب وتهذب ورزق متيسر من إقطاع وَنَحْوه وَتقدم فِي المعابرة حَتَّى أَنه يعالج بِمِائَة وَسِتِّينَ وَحج غير مرّة مِنْهَا فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس وَكثر اجتماعه بِي وحمدت أدبه وَقد كبر وشاخ وَله عدَّة أَوْلَاد أكبرهم أَبُو الْقسم وفارقته أم من عداهُ وتوجهت لمَكَّة فجاءنا مَوته وَأَنه فِي منتصف شَوَّال سنة أَربع وَتِسْعين وَلم يحصل بعده على طائل رَحمَه الله وإيانا. 561 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن فياض بن عبد الْعَزِيز بن فياض الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي الأَصْل الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ القَاضِي. / ولي قَضَاء حلب سِنِين فِي مرَّتَيْنِ إِحْدَاهمَا عَن عَمه الشهَاب أَحْمد بن مُوسَى بِسُكُون وعقل، وَكَانَ شكلا حسنا رَئِيسا عِنْده لطف وحشمة ورياسة وَمَكَارِم ومحبة فِي الْعلمَاء. مَاتَ معتقلا فِي الْفِتْنَة بقلعة حلب فِي رَابِع عشر رَجَب سنة ثَلَاث. ذكره ابْن خطيب الناصية. 562 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد الشهَاب المغراوي الأَصْل الأبشيهي ثمَّ القاهري وَالِد الْبَهَاء مُحَمَّد الْآتِي. / كَانَ يُبَاشر فِي جِهَات كالسابقية ويتكسب

بِالشَّهَادَةِ ولازم شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء وعاش بعده مُدَّة حَتَّى مَاتَ وَلم يكن بالمرضي عَفا الله عَنهُ. 563 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مَحْمُود بن قُرَيْش الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّمْس القاهري الصُّوفِي الْحَنَفِيّ إِمَام الشيخونية وَابْن إمامها ووالد تَاج الدّين وَيعرف بِابْن إِمَام الشيخونية / قَرَأَ على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ الشفا فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين وَوَصفه بسيدنا ومولانا الإِمَام الْفَاضِل النحرير ذِي الْجد والتشمير وقراءته بِأَنَّهَا تطرب مِنْهَا الأسماع ويتسجلب إِلَى رونقها الطباع لَا لجلجة فِيهَا وَلَا اضْطِرَاب بِلَا شكّ وارتياب بل سمع قبل ذَلِك على ال بدر حُسَيْن البوصيري مَا قَرَأَهُ عَلَيْهِ أَبُو الْقسم النويري من سنَن الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ ثَلَاثُونَ ورقة من أَوله كَمَا بِخَطِّهِ على الْجُزْء الأول مِنْهَا وَكَذَا سمع على الزَّرْكَشِيّ صَحِيح مُسلم أَو جله وناب فِي الْقَضَاء واختص بِخِدْمَة جَانِبك الْفَقِيه وسافر مَعَه لمَكَّة وَكَانَ عَاقِلا أشبه من وَلَده. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين بعد أَبِيه بِقَلِيل عَفا الله عَنهُ. 564 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى الشهَاب الْبَيْرُوتِي ثمَّ الخانكي الشَّافِعِي / قدم الْقَاهِرَة فَنزل زَاوِيَة المتبولي ببركة الْحَاج وَأخذ عَن إِبْرَاهِيم العجلوني بل على الْجلَال الْمحلي وبرع فِي الْفِقْه وَحفظ جَامع المختصرات بل كتب عَلَيْهِ شروحا وقطن الخانكاه من بعد السّبْعين وَنزل فِي صوفيتها ودرس بأماكن مِنْهَا وصاهر بهَا محتسبها الْجمال عبد الله الوفائي على ابْنَته واستولدها وَتردد للشرفي بن الجيعان وَأفضل عَلَيْهِ وَكَذَا أَكثر من التَّرَدُّد إِلَيّ وَهُوَ إِنْسَان سَاكن ذُو فَضِيلَة يَقِين، وَحج وجاور وَسمع الحَدِيث على الْمُحب الطبي وَأبي بكر بن فَهد. 565 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن نَاصِر بن عَليّ بن يُوسُف بن صديق الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْمصْرِيّ العقبي ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي نزيل بجيلة والعطار بهَا وَيعرف بِابْن جميلَة. / ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع بهَا من الْعِزّ بن جمَاعَة والكمال بن حبيب وَالْجمال بن عبد الله الْمُعْطِي وَأحمد بن سَالم والشهاب بن ظهيرة وَإِبْرَاهِيم بن يحيى الصنهاجي وَعلي بن أَحْمد الفوي وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَسمع بهَا الْبَهَاء بن خَلِيل وَأحمد بن حسن الرهاوي وَابْن الْقَارئ فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ عمر العقبي وَمُحَمّد بن أبي بكر السوقي وَابْن النَّجْم وَابْن الهبل وَابْن رَافع وَجمع روى عَنهُ ابْن فَهد وَغَيره. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بقرية ضفادع من أَعمال بجيلة. 566 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن نَاصِر بن عَليّ الشهَاب الْكِنَانِي الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ. / ولد قبل الْخمس بِمَكَّة وَسمع بهَا الْعِزّ بن جمَاعَة وَالْفَخْر النويري والكمال بن حبيب

وَالْجمال بن عبد الْمُعْطِي والنشاوري وَغَيرهم وارتحل فَسمع بِدِمَشْق ابْن أميلة وَابْن قوالح وبحماة بعض أَصْحَاب ابْن مزيز وبحلب من جمَاعَة سنة سبعين وبالقاهرة عبد الْوَهَّاب الْقَرَوِي وَغَيره وبالاسكندرية الْبَهَاء الدماميني وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن يفتح الله وَصَارَ لَهُ بعض أخساس، بل قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه كَانَ خيرا فَاضلا وَكَذَا قَالَ ابْن خطيب الناصرية وَكَانَت لَدَيْهِ فَضِيلَة وَفِيه خير وَاحْتِمَال وَحدث باليسير انْتهى. قَالَ الفاسي: مَاتَ فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْ عشرَة بعد أَن أقعد وَدفن بالمعلاة عَن سِتِّينَ أَو أَزِيد، روى عَنهُ ابْن فَهد وأرخه فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة كَمَا قدمنَا وهما أمس بِهِ وَأما شَيخنَا فَفِي الَّتِي قبلهَا وَكَذَا ابْن خطيب الناصرية لَكِن ظنا. 567 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن نشوان بن مُحَمَّد بن نشوان. / ولد سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة وَقدم دمشق فَقَرَأَ الْقُرْآن وادب بني الشهَاب الزُّهْرِيّ فَصَارَ يحفظ بتحفظهم التَّمْيِيز للبارزي بل دَار مَعَهم على الشُّيُوخ فِي الدُّرُوس إِلَى أَن تنبه وَفضل وَأذن لَهُ الزُّهْرِيّ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَكَذَا أَن لَهُ البُلْقِينِيّ فِي الْإِفْتَاء سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَاسْتقر فِي تدريس الشامية البرانية وتصدر بالجامع وناب فِي الحكم بعد الْفِتْنَة الْكُبْرَى وانتفع بِهِ الطّلبَة وَقصد بالفتاوى وَكَانَ يحسن الْكِتَابَة عَلَيْهَا وَيتَكَلَّم فِي الْعلم بتؤدة وَسُكُون وإنصاف لوفور عقله وَحسن محاضرته. مَاتَ بعد أَن حصل لَهُ استسقاء طَال مَرضه بِهِ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع عشرَة ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَابْن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته. 568 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن نصر الديروطي. / حدث فِي دمياط بالشفا عَن شَيخنَا النُّور بن يفتح الله أَخذ عَنهُ الْجلَال بن الردادي. أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الوفا / فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا. 569 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن شَاكر الشهَاب بن القَاضِي صَلَاح الدّين بن الجيعان. / شَاب حسن يقْرَأ فِي النَّحْو وَغَيره على الشَّمْس الأبودري وزوجه أَبوهُ بابنة أَخِيه البدري أبي الْبَقَاء واستولدها فِي شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين ذكرا وَقد سمع على الديمي ومني وَصَارَ يكْتب فِي الدِّيوَان مَعَ حذق. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس عشري ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَتِسْعين عَن نَحْو اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة عوضه الله وإيانا الْجنَّة. 570 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مصلح المنزلي الشَّافِعِي أَخُو يحيى الْآتِي وَيعرف بِابْن مصلح. / أَصله من فلاحي الْمنزلَة فَنَشَأَ هَذَا هُوَ وَجَمَاعَة من أخوته وَأَهله مفارقين لَهُم وَقَرَأَ على الناصري بن سويدان فِي الْفِقْه والعربية وعَلى الزين عبد الرَّحْمَن

الديروطي تلميذ الشَّمْس بن الصَّائِغ أَربع قراءات من السَّبْعَة وَكَانَ قد حفظ فِي كبره الْقُرْآن والمنهاج والملحة والشاطبية، وعرضها على جمَاعَة مِنْهُم الْعلم البُلْقِينِيّ فِيمَا بَلغنِي وَأقَام بمنية راضي من أَعمال الْمنزلَة وابتنى بهَا جَامعا وانتمى إِلَيْهِ الْفُقَرَاء والمريدون والطلبة وَكَانَ قَائِما بكلفتهم مِمَّا يرد عَلَيْهِ من الفتوحات وَنَحْوهَا مَعَ تحريه فِي الْقبُول لَا يدّخر شَيْئا بل وَيقوم على جمَاعَة فِي بركه، وَرُبمَا أَخذ مَا كَانَ مَعَهم ووزعه عَلَيْهِم وعَلى غَيرهم فِي السّفر وَغَيره، على قدم عَظِيم من الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر والتلاوة وَالْعِبَادَة وملازمة الْأَذْكَار والاشتغال بِمَا يهمه بِحَيْثُ لم ار أحدا إِلَّا وَهُوَ يخبر بتفرده بذلك، وَرُبمَا أَقرَأ فِي ربع الْعِبَادَات. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الثُّلَاثَاء عشْرين جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. 571 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن شيبَة بن إياد بن عَمْرو بن الْعَلَاء الشهَاب الشَّيْبَانِيّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الرَّحْمَن الْآتِي وَيعرف بِابْن زبرق. / ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع الْبُرْهَان بن صديق وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا النشاوري وَابْن حَاتِم والتنوخي والعراقي وَمَرْيَم الأذرعية وَآخَرُونَ، وَكَانَ إِمَامًا وخطيبا بسولة من وَادي نحلة اليمانية وَله بهَا مَال، روى عَنهُ النَّجْم بن فَهد وَغَيره. مَاتَ فِي ضحى يَوْم السبت سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة. 572 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن الشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن حجاج بن سيف الشهَاب بن الصَّدْر بن الْمجد بن الْجمال بن الشَّيْخ الْقدْوَة الزَّاهِد الْعَارِف صَاحب المزار فِي تربة بلبيس الْأنْصَارِيّ البلبيسي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْعَارِف وبابن صدر. / ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا ببلبيس من الشرقية وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو على الْبَدْر حسن الغمري بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة ومختصر التبريزي فِي الْفِقْه وَعرضه فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين على التَّاج مُحَمَّد بن أَحْمد بن النُّعْمَان وَأَجَازَ لَهُ بل هُوَ الَّذِي كتبه بِخَطِّهِ برسمه وَفِي رمضانها على الْجمال البهنسي، وخطب فِي جامعي بلبيس الأعظمين الْعَزِيز والمأموني وَكَانَ يُؤَدِّي الخطابة بِصَوْت جَهورِي وَله رَغْبَة تَامَّة فِي تأديتها وَرُبمَا شهد مَعَ كَون وجاهته أعظم من كثير من قُضَاة ناحيته فَإِنَّهُ من أَعْيَان أهل بَلَده ورؤسائها وَذَوي الْيَسَار

بهَا، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من عدولها وَعِنْده عَصا من خشب القيقب ورثهَا من أسلافه كَانُوا يَقُولُونَ إِنَّهَا من عكاز سَيِّدي إِبْرَاهِيم بن ادهم قَالَ وَكَانَ القَاضِي برهَان الدّين بن جمَاعَة وَغَيره من أهل الْعلم ينزلون عندنَا ويتبركون بهَا وَكَانَ يَقُول إِن عَمه موفق الدّين بن سيف الدّين كَانَ من المسندين وَإِن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ مِمَّن أَخذ عَنهُ قَالَ وَكَذَا الْجمل العرياني. قلت وَعم وَالِده وَهُوَ إِسْمَاعِيل بن أَحْمد خَاتِمَة من حدث عَن الْمُنْذِرِيّ بِالْإِجَازَةِ وَله تَرْجَمَة فِي الْمِائَة قبلهَا. وَلَهُم قريب أَيْضا اسْمه أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حجاج مترجم فِي ابْن رَافع وَغَيره، أجَاز لي صَاحب التَّرْجَمَة وَمَات وَقد جَازَ الْمِائَة سنة بضع وَخمسين تَقْرِيبًا. 573 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن سَلامَة بن الْبَهَاء بن سعيد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن نَاصِر الدّين وَرُبمَا اختصر فَقيل نَاصِر العقبي الشَّافِعِي نزيل النِّيَابَة وأخو الزين رضوَان ووالد مُحَمَّد الآتيين وَيعرف بالعقبي. / ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بمنية عقبَة وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة وتلاه بهَا للسبع على غير وَاحِد من الشُّيُوخ واشتغل يَسِيرا وَحضر دروس الشَّمْس الغراقي والشطنوفي فِي الْفِقْه والفرائض والنحو وَكَذَا دروس البُلْقِينِيّ والأبناسي فِي آخَرين ولازم الزين الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَغَيرهَا، وَكَانَ يَأْتِي إنبابة للاشتغال على يُوسُف بن إِسْمَاعِيل الإنبابي فَتلا عَلَيْهِ للسبع وَبحث عَلَيْهِ الشاطبية ومقدمة لَهُ فِي الْفَرَائِض مَعَ جَمِيع الْحَاوِي فِي الْفِقْه وَنصف الْمِنْهَاج وَسمع الحَدِيث بِالْقَاهِرَةِ على الْمَذْكُورين والهيثمي والحلاوي والسويداوي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الكشك وَمَرْيَم ابْنة الْأَذْرَعِيّ وَسَارة ابْنة السُّبْكِيّ فِي آخَرين مِنْهُم الْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ والشرف بن الكويك وبمكة فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة على ابْن صديق والزين المراغي وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء شَيخنَا وَغَيره جمَاعَة كَأبي حَفْص البالسي والبدر بن قوام وَابْن منيع وَابْنَة ابْن النجا وابنتي ابْن عبد الْهَادِي وأفردت لَهُ مشيخة مُسَمَّاة الْقُرْبَى فِي مشيخة الشهَاب العقبي حدث بهَا غير مرّة بعد أَن وقف عَلَيْهَا شَيْخي وقرضها وَكَذَا حدث بغَيْرهَا من مسموعاته بل وأقرأ القراءت أَيْضا مَعَ كَونه كَانَ تَارِكًا للفن لَكِن لقصد سنه وَإِسْنَاده، وَحج غير مرّة وزار وَهُوَ صَغِير مَعَ وَالِده بَيت الْمُقَدّس وتنزل فِي صوفية الشيخونية، ثمَّ انْقَطع دهرا بجوار ضريح يُوسُف الأنبابي بهَا وَكَانَ خيرا متين الدّيانَة ظَاهر الْوَضَاءَة ضَاحِك السن سَاكِنا وقورا حسن الْخُشُوع وَالذكر والابتهال والبكاء عِنْد ذكر الله وسوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يديم التِّلَاوَة منقلا من الدُّنْيَا قانعا باليسير صَحِيح السّمع وَالْبَصَر قوي الهمة

رَاغِبًا فِي الْخَيْر عَظِيم الْبركَة صبورا على التحديث مكرما للطلبة قَرَأت عَلَيْهِ الْكثير بأنبابة وَغَيرهَا وتحول بِأخرَة إِلَى ابْنة لَهُ بِالْقربِ من الأشرفية وَنزل وهومتوعك لصَلَاة عصر الْجُمُعَة بهَا فَسقط من سلم الميضأة فَمَاتَ شَهِيدا وَحمل إِلَى منزله ثمَّ صلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن عِنْد أَخِيه بتربة قجماس وَذَلِكَ فِي يَوْم السبت رَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ رَحمَه الله ونفعنا ببركته. 574 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن خضر الشهَاب بن التَّاج بن الْجمال الْكرْدِي الكوراني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد وَعلي الْمَذْكُورين وَهُوَ أوسطهما وَيعرف كسلفه بِابْن العجمي. / أجَاز لَهُ من أجَاز لأخويه وَأخذ عَن أَبِيه. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة عشْرين وَقد جَازَ الثَّلَاثِينَ. 575 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن مُوسَى الشهَاب الشويكي الأَصْل الخليلي الْأَزْرَقِيّ الشهير بالشافعي. / ولد على رَأس الْقرن تَقْرِيبًا وَسمع على جمَاعَة مِنْهُم التدمري وَابْن حجي وَابْن نَاصِر الدّين وَتُوفِّي يَوْم الْخَمِيس سادس عشري ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين بِبَلَد الْخَلِيل وَدفن بالمقبرة السُّفْلى. 576 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الشهَاب المنوفي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن فسية بِالْفَاءِ المضمومة وَفتح السِّين الْمُهْملَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة وَهُوَ لقب أَبِيه وَكَانَت أمه تلقب مثله لَكِن بنُون بدل الْفَاء وَلذَا يعرف بهَا أَيْضا. / ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة فِي محلّة منوف وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَنِهَايَة الِاخْتِصَار والرحبية والملحة وعرضها على القَاضِي عز الدّين بن سليم وَغَيره وعَلى الْعِزّ الْمَذْكُور بحث فِي النِّهَايَة وَبحث على التَّاج عبد الله الْقَرَوِي فِي الملحة والجمل لِابْنِ فَارس. وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة ثَلَاثِينَ وتكسب بالعطر وَغَيره وَتردد للقاهرة والاسكندرية ودمياط مرَارًا وَجمع فِي مدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَمْسَة دواوين بيض أَكْثَرهَا وَيُسمى أَحدهَا لوحظ الْأَبْكَار وعرائس الأفكار وَكتب عَنهُ ابْن فَهد والبقاعي فِي نَفْيه من نظمه وَقَالَ ثَانِيهمَا مِمَّا تبعه فِيهِ الأول إِنَّه عريض الدَّعْوَى وشعره فِي الْغَالِب غير متناسب الصُّدُور والأعجاز قَالَ وَطعن بَعضهم فِي صدقه كَذَا قَالَ وَمن أبياته فِي قصيدة: (يَا خير خلق الله يَا شمس الْهدى ... يَا من لَهُ عِنْد الْإِلَه مَكَان) (إِنِّي امْرُؤ يرْعَى الدياجي ناظري ... فِي الْمَدْح وَهُوَ بهَا إِذا سهران) وَمَات قَرِيبا فِي حُدُود الْأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا. 577 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف العجمي الأَصْل الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو يحيى الْآتِي وَذَاكَ الْأَكْبَر وَيعرف بالذاكر. / مِمَّن سمع بِالْمَدِينَةِ. وَمَات فِي تَاسِع ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين.

578 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُونُس بن مُحَمَّد بن عمر الشهَاب بن الْمُحب بن الشّرف البكتمري القاهري شَقِيق يحيى وَعبد الرَّحْمَن الآتيين وأبوهم وَعَمه سيف الدّين وجدهم لأمهم الزين قَاسم بن قطلوبغا الْحَنَفِيّ. / ولد فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَسمع على أم هَانِئ جدة أَبِيه واشتغل قَلِيلا وَسمع مني. 579 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الْأَقْرَب. / ولد فِي سنة بضع وَثَمَانمِائَة بحلب واشتغل عِنْد أَبِيه وَسمع على الشهَاب بن الرسام الْحَنْبَلِيّ والبرهان الْحلَبِي وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتميز يها وَامْتنع من قَضَاء عنتاب وَحدث وَمَات بعد التسعين وَقد كف وَانْقطع بمنزله. 580 - أَحْمد بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين وَيعرف بِابْن أَمِين الحكم / كَانَ يَنُوب فِي الحكم بِمصْر وعدة من بِلَاد البهنساوية. مَاتَ فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ بعد انْقِطَاعه مُدَّة بِمَرَض عرض لَهُ مِنْهُ فالج. 581 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الأوتاري الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي. / مِمَّن كتب بِخَطِّهِ تقريضا لمجموع البدري فِي سنة ثَمَان وَسبعين فَكَانَ من نظمه فِيهِ: (لنا مَجْمُوع قد جمع الْمعَانِي ... وديوان أَتَى فِي الْحسن مُفْرد) (فَفِي ذَا الْبَاب جدا حَاز حدا ... فَهَل لَك طَاقَة الْبَاب المجدد) وَكَذَا كتب عَلَيْهِ: (مجموعنا رائق بهي ... لَهُ معَان بهَا تفرد) (رَأَيْت مَجْمُوع كل شخص ... قد غَار مِنْهُ وَمَا تجلد) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الحبال. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي غَانِم. 582 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الطبلاوي. / كَانَ وَالِي الْقَاهِرَة وَكَاشف الْوَجْه الشَّرْقِي من أَعمالهَا. ضرب النَّاصِر فرج بن الظَّاهِر عُنُقه بِيَدِهِ لكَونه اتهمَ بمطلقته خوند ابْنة صرق فِي لَيْلَة سَابِع عشري ذِي الْقعدَة سنة أَربع عشرَة بعد قتل الْمَرْأَة وَلم يكن بمشكور السِّيرَة جَريا على عَادَة الْوُلَاة فأراح الله الْمُسلمين مِنْهُ فقد كَانَ ساعيا فِي الأَرْض بِالْفَسَادِ، وَيُحَرر إِن كَانَ هُوَ أَخُو عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْآتِي. 583 - أَحْمد بن مُحَمَّد السنهوري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن عز الدّين / أَخذ القراءت عَن بلديه جَعْفَر. 584 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الدِّمَشْقِي بن الْعَطَّار / مُسْتَوْفِي الْجَامِع الاموي كَانَ أجل من بَقِي من مباشريه وَقد طلب الحَدِيث وقتا رَفِيقًا للشمس بن سيد وَابْن إِمَام المشهد. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 585 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب بن أبي الْفَتْح العثماني الْأمَوِي القاهري ثمَّ الْمدنِي الْمَالِكِي أَخُو عبد الرَّحْمَن الْآتِي / قدم الْمَدِينَة فَتزَوج ابْنة الْبَدْر عبد الله بن فَرِحُونَ وَقَرَأَ على التَّاج عبد الْوَهَّاب بن صلح وَاسْتقر فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِالْمَدِينَةِ

عوضا عَن الشَّمْس بن القصبي السخاوي وَفِي سنة تسع وَسِتِّينَ فَأَقَامَ أَرْبَعَة أشهر ثمَّ انْفَصل وَرجع إِلَى الْقَاهِرَة فَكَانَت منيته بحلب قَرِيبا من سنة سبعين أَو بعْدهَا عَفا الله عَنهُ. 586 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الصَّفَدِي قاضيها الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الفرعمي / نِسْبَة لقرية من ضواحي صفد. ولي قَضَاء صفد بعد الْعَلَاء بن حَامِد بالبذل فدام سِنِين ثمَّ أُعِيد الْعَلَاء فَلَمَّا مَاتَ أُعِيد الشهَاب وَمَات بعد يسير وَذَلِكَ بعد السّبْعين وَلم تحمد سيرته فِي أول الْمَرَّتَيْنِ وَأما فِي الثَّانِيَة فَكَانَ أشبه خوفًا وَبَلغنِي من فضلاء بَلَده أَنه كَانَ فَاضلا وَأَنه قَرَأَ الصَّحِيح على ابْن نَاصِر الدّين عَفا الله عَنهُ. 587 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الشَّمْس بن المغيربي. / يَأْتِي قَرِيبا. 588 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الْقصاص السكندري الْمَالِكِي. / قَرَأَ على شَيخنَا التَّرْغِيب الْمُنْذِرِيّ وَغَيره وَكَانَ حسن الْقِرَاءَة فَاضلا. 589 - أَحْمد بن مُحَمَّد شرِيف كَانَ خَادِم شيخ الصُّوفِيَّة بالخانقاه السرياقوسية وَيعرف بِابْن كِنْدَة. / اسْتَقر فِي الْخدمَة برغبة ابْن يحيى الْخَادِم لَهُ عَنْهَا. وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشري ربيع الأول سنة تسعين وَقد قَارب الْأَرْبَعين. وَكَانَ كأبيه عَاقد يتكسب مِنْهَا وَمن الشَّهَادَة مَعَ البشاشة والتواضع والتوسط فِي الثروة وَله نظم. 590 - أَحْمد بن مُحَمَّد شهَاب الدّين بن نَاصِر الدّين الجمالي حفيد أُخْت الْجمال الاستادار / كَانَ أَبوهُ حسن الْعشْرَة والمحاضرة والمكارم يستحضر نكتا وأشعارا وفوائد وَخَلفه ابْنه فِي رزقه بمنية خضير من الْمنزلَة وَلكنه ضبط موجوده وصاهر بني الجيعان. 591 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الشَّمْس الْمصْرِيّ بن فهيد تَصْغِير فَهد وَيعرف بِابْن المغيربي بِالتَّصْغِيرِ أَيْضا وَأمه أمة سَوْدَاء. / ولد بعد السّبْعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فِي حجر أَبِيه فَلم شغله بِعلم وَلكنه زوجه ابْنة الْأَمِير أبي بكر بن بهادر وَأكْثر من معاشرة التّرْك مَعَ تزيه بزيهم ومعرفته بلسانهم فراج عِنْدهم لَا سِيمَا مَعَ انتسابه للْفُقَرَاء حَتَّى أَنه ولي فِي سلطنة الظَّاهِر جقمق مشيخة الْمقَام الدسوقي وانتزعه مِمَّن كَانَ مَعَه بِغَيْر مُسْتَند وَكَثُرت فِيهِ الشكوى وَكَانَ مَعَ كَونه لم يتَمَيَّز فِي شَيْء مِمَّن يَأْكُل الدُّنْيَا بِالدّينِ وَلَا يتوقى من يَمِين يحلفها فِيمَا لَا قيمَة لَهُ مَعَ إِظْهَار تحري الصدْق والديانة الْبَالِغَة ويتوسع فِي المأكل والملابس من غير مَادَّة فَلَا يزَال مديونا ويشكو الضّيق وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ بعد ضعفه سِتَّة أشهر فِي لَيْلَة ثامن ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين. 592 - أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَمِير شهَاب الدّين بن نَاصِر الدّين الْمَعْرُوف بِابْن قليب

بقاف وَلَام مصغر نِسْبَة لأجداده من أمه / صَاحب حَاجِب طرابلس وأستادار السُّلْطَان بهَا. مَاتَ بهَا بعد مرض طَوِيل فِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَهُوَ فِي الكهولة وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا رَضِي الْخلق عِنْده كرم وحشمة عَفا الله عَنهُ. أَحْمد بن مُحَمَّد بن الهائم. / مضى فِيمَن جده عماد. 593 - أَحْمد بن مُحَمَّد وَيعرف بِابْن وَالِي. / ولد تَقْرِيبًا سنة تسعين أَو قبلهَا كتبت عَنهُ قَوْله: (يَقُولُونَ لي فِي الْبَحْر تمساح كاسر ... أصاد لصياد وَقد كاده كيدا) (فَقلت لَهُم هَذَا نِهَايَة عمره ... وَلَو رَاح بيروت لَكَانَ لَهُ صيدا) 594 - أَحْمد بن مُحَمَّد فَخر الدّين أَبُو مُحَمَّد ويدعى أَيْضا بِأبي شمس الدّين المراغي نزيل مَكَّة وَيعرف بالخياط. / ولد فِي حُدُود سنة سَبْعمِائة أَو نَحْوهَا بمراغة من بِلَاد الْعرَاق وَقدم مَكَّة فِي حُدُود سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع بهَا فِي هَذِه الْحُدُود فَمَا بعْدهَا على شيوخها والقادمين إِلَيْهَا وَلبس مِنْهُم الْخِرْقَة الصُّوفِيَّة وَكَانَ أحد مَشَايِخ الصُّوفِيَّة بهَا مُقيما برباط رامشت وَمَات بِمَكَّة. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه. أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَدْر الطنبذي. / فِيمَن اسْم أَبِيه عمر بن مُحَمَّد. 595 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب البالسي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ الجواشني. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه اشْتغل فِي صباه وصاهر أَبَا الْبَقَاء على ابْنَته وَأفْتى ودرس وناب فِي الحكم وَولي نظر الأوصياء ووظائف كَثِيرَة بِدِمَشْق وَكَانَ حسن السِّيرَة واستقل بِالْقضَاءِ قَلِيلا بسعي مِنْهُ ثمَّ عزل وسعى فِي الْعود فَلم يتم لَهُ وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع. 596 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب البالسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاوَرْدِيّ ابْن أُخْت النواجي. / مِمَّن اشْتغل قَلِيلا وَسمع الحَدِيث وتنزل فِي الجمالية وَغَيرهَا وَنسخ بِخَطِّهِ الضَّعِيف أَشْيَاء كل ذَلِك مَعَ تكسبه بالوراقين وَكَانَ يقْرَأ على التقي القلقشندي فِي الْعُمْدَة حِين كَانَ يَنُوب عَن ابْن خَاله بالجمالية وَكَذَا على الزين المنهلي وَكتب عَنهُ بعض الْأَجْوِبَة وقرأه مَعَ عقل واشتغال بِمَا يعنيه ثمَّ افْتقر وكف وَانْقطع حَتَّى مَاتَ بعد التسعين ظنا. 597 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب البسطامي وَيعرف بالمتوكل. / مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشري صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه الْمُنِير. 598 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب البهنسي الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ. / ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَالْوَجِيز وَاسْتمرّ على حفظه وَحُضُور دروس قاضيهم الْعِزّ الْكِنَانِي وَكَانَ ينتمي لَهُ بِقرَابَة بِحَيْثُ استنابه فِي الْقَضَاء قبيل مَوته وبرع فِي الشطرنج مَعَ شدَّة بلادته وجموده. مَاتَ فَجْأَة سَقَطت عَلَيْهِ سَقِيفَة بِمصْر الْقَدِيمَة فِي

لَيْلَة الْخَمِيس تَاسِع الْمحرم سنة تسع وَسبعين وَحمل من الْغَد للقاهرة فَصلي عَلَيْهِ وَدفن بحوش البغاددة بالقربة من قاضيه وتأسفت عَلَيْهِ أمه عوضهما الله الْجنَّة. 599 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب التلعفري ثمَّ الدِّمَشْقِي / كَاتب الْمَنْسُوب. مَاتَ بِدِمَشْق كهلا فِي سنة إِحْدَى عشرَة، وَيُقَال أَنه كَانَ أستاذا فِي ضرب القانون حسن المحاضرة. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي / قَاضِي كرك نوح. مضى فِي ابْن عبد الله. 600 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الشهَاب الشارعي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي. / كَانَ أَبوهُ وَكيلا بِبَاب ابْن الديري فَنَشَأَ هَذَا وتدرب فِي التوقيع وتعانى فِي تسجيله الْكِتَابَة بقلم الثُّلُث وَجَاء للمحب بن الشّحْنَة بأسجال عَلَيْهِ فَقَالَ إِذا كتبت أَنْت بِالثُّلثِ فَمَاذَا أكتب ثمَّ اقْتضى رَأْيه الْكِتَابَة بالنسخ ليحصل التَّمْيِيز، وَقد استنابه الحسام بن حريز وعينه الظَّاهِر خشقدم للتوجه للمرقب لسَمَاع الدَّعْوَى على تمراز الْمَحْبُوس بِهِ فَفعل وَحكم بإراقة دَمه فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين وَبَقِي خَائفًا يترقب بِحَيْثُ سَافر لمَكَّة وَغَيرهَا وَنسب إِلَيْهِ بعض من كَانَ فِي خدمته بهَا من الْأُمَرَاء اختلاسا فضيق عَلَيْهِ بِحَيْثُ رام قتل نَفسه وانزعج الْأَمِير لذَلِك فَكف عَنهُ وَآل أمره إِلَى أَن صَار حِين التَّوَقُّف فِي عمل الِاسْتِبْدَال بِالْقَاهِرَةِ يشارط هُوَ عَلَيْهَا وَيخرج للاسكندرية وَنَحْوهَا فينهيها هُنَاكَ وَهُوَ الْآن بِدِمَشْق منضم لحاجبها يُونُس الأشرفي وراج بذلك. أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الطوخي النَّاسِخ. / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عُثْمَان. 601 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب العجيمي الصُّوفِي بالخانقاه السرياقوسية وصهر ابْن الْجَوْجَرِيّ الأبرازي. / قَرَأَ على شَيخنَا التِّرْمِذِيّ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَبلغ لَهُ بالشيخ وَكَانَ متوددا. مَاتَ فِيمَا أَظن بعد السِّتين. 602 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الْقرشِي الجبرتي التعزي الْيَمَانِيّ / صَاحب المداجر. اشْتغل فِي ابْتِدَائه بالعلوم بِحَيْثُ شَارك فِي كثير مِنْهَا مُشَاركَة حَسَنَة خُصُوصا الْأَدَب فَإِنَّهُ كَانَ فِيهِ آيَة، وبرع فِي الخطوط المتنوعة وفَاق فِيهَا ثمَّ أقبل على الرياضة وملازمة الْخلْوَة وَالذكر حَتَّى ارْتقى إِلَى مقَام السادات بل يُقَال إِنَّه كَانَ يستخدم الروحانية وَكَانَ من رجال الدَّهْر أدبا وحزما وفهما وعلما وشهرة لطيف الطَّبْع حسن المحاورة حُلْو الْإِيرَاد مليح المفاكهة فريدا فِي مَجْمُوعه محببا إِلَى الْفَاكِهَة زَائِد التودد بِحَيْثُ يظنّ كل أحد أَنه أخص النَّاس بِهِ، وَله كرامات وأخبار بمغيبات وَكَانَ فِيمَا يُقَال لَا يَأْكُل من غير خطه ويتعفف عَمَّا يصل إِلَيْهِ من الْهَدَايَا. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَدفن بالإحساد مَقْبرَة تعز وقبره ظَاهر يزار. أَفَادَهُ صَاحب صلحاء الْيمن.

603 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الكنجي الدِّمَشْقِي. / مَاتَ فِي يَوْم عَاشُورَاء سنة أَربع وَتِسْعين بِالْمَدْرَسَةِ الرواحية وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَدفن قبلي الشَّيْخ حَمَّاد من مَقْبرَة الْبَاب الصَّغِير، وَكَانَ صَالحا تاليا أحد شَيْخي الإقراء بِالْمَدْرَسَةِ الكلاسة وَشَيخ السّمع بمحراب الْمَالِكِيَّة فِي جَامع دمشق. 604 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب المتيجي السكندري الْمَالِكِي ثمَّ الشَّافِعِي وَالِد أبي الْقسم الْآتِي. / أَخذ الْقرَاءَات عَن بلديه الشهَاب بن هَاشم وَكَذَا اشْتغل فِي الْفِقْه مالكيا والعريبة وَغَيرهمَا وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ عَن الزين القمني والبرهان بن حجاج الأبناسي وَشَيخنَا والقاياتي وَآخَرين، وَسمع فِي بَلَده على الْكَمَال بن خير وبمكة على التقي بن فَهد وَكَانَ فَاضلا دينا تصدى للإقراء بِبَلَدِهِ ثمَّ بفوة وَانْقطع بهَا حَتَّى مَاتَ بعد أَن كف وَعمر. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ النُّور عَليّ بن سُلَيْمَان الحوشي وَكَذَا الشَّمْس النوبي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين. 605 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب المريني بِفَتْح ثمَّ تَخْفيف المغربي الْمَالِكِي / قاضيهم بِدِمَشْق وَكَانَ يَنُوب فِيهَا عَن الشهَاب التلمساني ثمَّ ابْن عبد الْوَارِث ثمَّ اسْتَقل بعده وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ، وَكَذَا كَانَ مِمَّن نَاب فِي نظر اليبمارستان بِدِمَشْق عَن الْجمال الباعوني وَفِي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ عَن قاضيها وَجلسَ بِجَامِع الصَّالح، وَيذكر بمشاركة فِي الْفِقْه والعقليات مَعَ سَلامَة فطْرَة وعفة بِحَيْثُ يعْتَقد مَعَ التثبت إِلَّا فِي أوقاف الْمَالِكِيَّة فينسب لتقصير فِيهَا وَكَأَنَّهُ لبذله حِين يرام عَزله. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين أَو الَّتِي بعْدهَا على مَا تحرر عَن سنّ عالية وَله ابْن الله يصلحه. 606 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الوَاسِطِيّ الْمَنَاوِيّ. / مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ. أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الوَاسِطِيّ الاصم /: مضى فِيمَن جده أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن سعد الله. 607 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب اليغموري. / ولي الحجوبية وَشد الدَّوَاوِين بِدِمَشْق وَكَانَ مَشْهُورا بِمَعْرِِفَة الْمُبَاشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه قَالَ ورأيته عِنْد جمال الدّين الأستادار وَكَانَ يظْهر محبَّة الْعلمَاء وتعجبه مباحثتهم وَيفهم جيدا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى عشرَة. أَحْمد بن مُحَمَّد النَّجْم والشهاب البامي. / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قُرَيْش. أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو طَاهِر الخجندي. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد. 608 - أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس الشلقي بِمُعْجَمَة مَفْتُوحَة ثمَّ لَام مَكْسُورَة. / يروي عَن الْجمال الريمي وَغَيره وَصَارَ أحد المفننين بتعز. مَاتَ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ قَالَ الْعَفِيف وَقدر رويت عَنهُ إجَازَة.

609 - أَحْمد بن مُحَمَّد الأعري الْيَمَانِيّ. / ولد سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة. أَحْمد بن مُحَمَّد البُلْقِينِيّ / جمَاعَة: ابْن أبي بكر بن رسْلَان وَابْن عبد الرَّحْمَن وَابْن مُحَمَّد بن عمر. 610 - أَحْمد بن مُحَمَّد الحريري / وَكيل الشَّرْع ودلال الْكتب أَبوهُ. مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة سِتِّينَ. أَحْمد بن مُحَمَّد الْحلَبِي قَاضِي كرك نوح. / مضى فِي ابْن عبد الله. 611 - أَحْمد بن مُحَمَّد الدهان / رَئِيس المؤذنين بالجامع الْأمَوِي. كَانَ شجي الصَّوْت عَارِفًا بالميقات وَعمر حَتَّى صَار أقدم المؤذنين عهدا واعترفهم واشجاهم صَوتا وَقد دخل بِلَاد الْعَجم تَاجِرًا وَأقَام هُنَاكَ مُدَّة وَكَانَت لَدَيْهِ خبْرَة بالأمور. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث عشرَة عَن أَربع وَثَمَانِينَ عَاما. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 612 - أَحْمد بن مُحَمَّد التّونسِيّ الدهان / الطَّبِيب فِي بضع وَأَرْبَعين. أَحْمد بن مُحَمَّد الذروي / اثْنَان اسْم جد أَحدهمَا أَبُو بكر بن عَليّ بن يُوسُف وَالْآخر أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد. أَحْمد بن مُحَمَّد السنهوري الْمَالِكِي. / مضى فِيمَن يعرف بِابْن عز الدّين. 613 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشباسي القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الأجذم. / اشْتغل فِي فنون وتميز وَحضر عِنْد القاياتي وَشَيخنَا والسفطي وَغَيرهم، وَسمع ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة وَكَانَ مَعَ فَضله جريئا بذيئا بِحَيْثُ ابْتُلِيَ بالجذام زِيَادَة على الْحَد وَيُقَال أَن الشهَاب الأبدي دَعَا عَلَيْهِ وَلم يَنْفَكّ عَن بذاءته وانتمى لعبد الرَّحِيم بن الْبَارِزِيّ فحج بِهِ مَعَه فِي الرحبية وَكَانَ عِنْد تَقْبِيل الْحجر الْأسود يتقذر النَّاس مِنْهُ. وَمَات بعد السّبْعين وَكَانَ أَبوهُ من الْخِيَار. أَحْمد بن مُحَمَّد الشكيلي الْمدنِي. / فِيمَن جده إِبْرَاهِيم. أَحْمد بن مُحَمَّد الطنبذي الشَّافِعِي. / كَذَا رَأَيْته بِخَطِّهِ فِي إجَازَة وَأَظنهُ أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد الْبَدْر الطنبذي الْمَاضِي. أَحْمد بن مُحَمَّد الطولوني. / مضى فِي أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله. 614 - أَحْمد بن مُحَمَّد العباسي نِسْبَة للعباسية ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ. / كَانَ كأبيه تَاجِرًا فانتمى لعبد الْبر بن الشّحْنَة وأقرضه فَلَمَّا ولي ابْن الأخميمي الْقَضَاء سعى عِنْده حَتَّى استنابه بل وَأَعْطَاهُ مجْلِس ابْن فيشا بعد مَوته ثمَّ لم يكتف بِهَذَا حَتَّى زعم أَنه عمل ألغازا وتوصل بِمن أوصلها للْملك فتمقته سِيمَا وَقد سَأَلَهُ أَن يكون إِمَامه بعد الْمُحب بن المسدي وَأَعْطَاهُ ورقة وَأشيع أَن مستنبيه عَزله لذَلِك وَأَغْلظ عَلَيْهِ فَمَا وَسعه إِلَّا أَن سَافر لمَكَّة بحرا كل ذل فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَلما حج عَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَامْتنع مستنبيه من إِعَادَته. أَحْمد بن مُحَمَّد القلشاني. / فِيمَن جده عبد الله بن مُحَمَّد. 615 - أَحْمد بن مُحَمَّد الكبيسي بِالْكَاف وعَلى الْأَلْسِنَة بِالْقَافِ وَكَأَنَّهَا معقودة عبد صَالح مرافق للشَّيْخ إِدْرِيس الْآتِي يَأْتِي مَعَه / من الْيمن كل سنة لِلْحَجِّ.

616 - أَحْمد بن مُحَمَّد الماحوزي المصمودي الشَّيْخ نزيل مَكَّة. / ذكره شَيخنَا فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ من أنبائه وبيض لَهُ، وأرخه ابْن فَهد فِي جُمَادَى الْآخِرَة مِنْهَا بِمَكَّة وَلم يزدْ على وَصفه بالشيخ بل قَالَ فِيمَا ذيل بِهِ على الفاسي أَنه تفقه بتلمسان على أبي عبد الله بن مَرْزُوق وبتونس على أبي حَفْص عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد القلشاني وَصدر تَرْجَمته بِأَنَّهُ الماجري وَكَأَنَّهُ أصوب من الماحوزي. 617 - أَحْمد بن مُحَمَّد المرحومي القاهري الْمَدِينِيّ الشَّافِعِي. / رَأَيْته عرض عَلَيْهِ فِي سنة خمس وَتِسْعين. 618 - أَحْمد بن مُحَمَّد المرتقي الْحَنْبَلِيّ. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أحد فضلاء الْحَنَابِلَة اشْتغل قَلِيلا وناب فِي الحكم وَكَانَ خيرا صَالحا. مَاتَ فِي عشري ذِي الْقعدَة سنة تسع عشرَة، ثمَّ أَعَادَهُ فِي الَّتِي بعْدهَا فَلم يسم أَبَاهُ وَنسبه البرنقي بِالْمُوَحَّدَةِ وَالنُّون وَقَالَ: الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمَكِّيّ كَانَ يُؤَدب الْأَوْلَاد بِدِمَشْق وَكَانَ خيرا كثير التِّلَاوَة ثمَّ أَنه توجه إِلَى مَكَّة وجاور بهَا نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة وتفرغ لِلْعِبَادَةِ على اخْتِلَاف أَنْوَاعهَا، وأضر فِي آخر عمره، وَمَات بِمَكَّة، وَكَذَا ذكره النَّجْم بن فَهد فِي ذيله على التقي الفاسي مِمَّا نَقله من ذيل الْأَعْلَام فِي المشتبه لِابْنِ نَاصِر الدّين فَقَالَ: أَحْمد البرنقي الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّيْخ الصَّالح العابد الناسك الزَّاهِد شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس كَانَ يُؤَدب الْأَبْنَاء بِدِمَشْق بالسنجارية ثمَّ بالكلاسة خيرا كثير التِّلَاوَة ثمَّ تَركه وَتوجه لمَكَّة فجاور بهَا نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة متفرغا لِلْعِبَادَةِ والتلاوة وَالصَّلَاة وَالطّواف وَالْحج والاعتمار مَقْصُودا بالفتوحات مَعَ تقنعه بالنساخة وَلَكِن أضرّ قبل مَوته بِمدَّة. مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين. قلت وَرَأَيْت من ترْجم أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد البريقي شهَاب الدّين الشَّيْخ الإِمَام الصَّالح العابد سمع كثيرا وَتُوفِّي كَبِيرا فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَقد بلغ السّبْعين وَهُوَ هَذَا وَلَكِن الظَّاهِر أَنه غير الْحَنْبَلِيّ الأول. 619 - أَحْمد بن مَحْمُود بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ الشهَاب بن المحيوي بن النَّجْم الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَأَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن الكشك. / ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشر رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل قَلِيلا ودرس بالظاهرية وَأَخذه تمر مَعَ وَالِده إِلَى تبريز ثمَّ رجعا وَخلف أَبَاهُ فِي جهاته وناب فِي الْقَضَاء ثمَّ اسْتَقل بِهِ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وعزل بعد شَهْرَيْن ثمَّ أُعِيد فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ عزل فِي أَوَاخِر سنة أَربع عشرَة ثمَّ أُعِيد قبل مُبَاشرَة ابْن القضامي الَّذِي انْفَصل بِهِ ثمَّ انْفَصل فِي أَوَاخِر سِتّ عشرَة وولاه

الْمُؤَيد نظر الْجَيْش لما خرج لقِتَال نوروز ثمَّ أَعَادَهُ إِلَى الْقَضَاء مُضَافا لَهُ ثمَّ انْفَصل عَن الْجَيْش بعد مُبَاشَرَته لَهُ سِتّ سِنِين وَثلث سنة ثمَّ عَن الْقَضَاء بعد ثَلَاث عشرَة سنة وَثَمَانِية أشهر فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ثمَّ أُعِيد لَهُ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَهِي الْولَايَة السَّادِسَة وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ وَعين لكتابة سر مصر، وَكَانَ جريئا مقداما شَدِيد الرَّأْي، قَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة حكى لي أَنه غرم من سلطنه الْمُؤَيد إِلَى سلطنة ططر سبعين ألف دِينَار وَبعد ذَلِك أَمْوَالًا كَثِيرَة وَكَانَ يُقَال أَن ذَلِك مِمَّا صَار إِلَيْهِ وَإِلَى أَبِيه من الْأَمْوَال فِي أَيَّام التتار بِحَيْثُ أَنه قَالَ فِي مرض مَوته مَا ملك فَقِيه فِي زماني من النَّقْد مَا ملكت وَملك مِائَتي مَمْلُوك ومائتي جَارِيَة وَكَانَ بِيَدِهِ غَالب مدارس الْحَنَفِيَّة تداريس وأنظارا من عَامر وخراب ثمَّ إِن القَاضِي شمس الدّين الصَّفَدِي انتزع مِنْهُ تدريس القصاعين والصادرية فَلَمَّا عزل استعادهما، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة أهل الشَّام فِي زَمَانه، وَكَانَ شهما قوي النَّفس يستحضر الْكثير من الْأَحْكَام، ولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق اسْتِقْلَالا مُدَّة ثمَّ أضيف إِلَيْهِ نظر الْجَيْش فِي الدولة المؤيدية وَبعدهَا ثمَّ صرف عَنْهُمَا مَعًا ثمَّ أُعِيد للْقَضَاء وَعين لكتابة السِّرّ بِمصْر بعد الشهَاب بن السفاح فَاعْتَذر بعسر الْبَوْل وَكَانَت بَينه وَبَين النَّجْم بن حجي معاداة فَكَانَ كل مِنْهُمَا يُبَالغ فِي الآخر غير أَن هَذَا أَجود. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة سبع وَثَلَاثِينَ عَن بضع وَخمسين سنة وأرخة شَيخنَا فِي صفر الاول. أصح وَهُوَ من بَيت شهير بِالْعلمِ والرياسة. ولد بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فاشتغل بالفقه وَغَيره وَصَارَ رَئِيس الشَّام بِلَا مدافع مَعَ ثروة زَائِدَة وَفضل وأفضال، وَقد وَصفه شَيخنَا فِي تَرْجَمَة أَبِيه برئيس الشَّام، وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة أَنه لم يكن وَلَا أحد من نوابه يتعاطى فِي الْقَضَاء شَيْئا مَعَ كَثْرَة المداراة قَالَ وَكَانَ يتَكَلَّم فِي الْعلم جيدا ويستحضر جملَة من التَّارِيخ. 620 - أَحْمد بن مَحْمُود بن عبد السَّلَام بن مَحْمُود الشهَاب الْعَدوي نِسْبَة لأبي البركات بن مُسَافر أخي عدي البقاعي البيتفاري بِفَتْح الْمُوَحدَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة ثمَّ فوقانية وَفَاء وَقبل يَاء النِّسْبَة رَاء نِسْبَة إِلَى بَيت فار من الْبِقَاع الشَّافِعِي خطيب صرفند وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالشهاب الْعَدوي. / ولد فِي جُمَادَى الأولى أَو الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بصرفند من عمل صيدا وَنَقله أَخُوهُ الزين عبد السَّلَام إِلَى دمشق صَغِيرا فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو على الشهَاب بن عَيَّاش واشتغل بالفقه على الشهب الْغَزِّي ووالد رَضِي الدّين وَابْن نشوان وَالزهْرِيّ وَسمع على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَولي

خطابة جَامع صرفند فشهر بهَا، وسافر إِلَى طرابلس وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا مِنْهَا فِي أَوَاخِر سنة سِتّ وَأَرْبَعين صُحْبَة الونائي ثمَّ سَافر فِي الَّتِي بعْدهَا وَدخل ثغري الاسكندرية ودمياط، ونظم الشّعْر الْحسن وَولي نقابة الشهَاب الْأمَوِي فَمن بعده من قُضَاة دمشق وَكَانَ دينا مُتَمَكنًا من عقله مجانبا للنَّاس مسالما لَهُم شجاعا يقظا لَهُ ثروة ورياسة حكى عَنهُ الشريف عَليّ بن مَحْمُود القصيري الْكرْدِي الْآتِي أَنه قَالَ رافقت بعض الْفُقَرَاء فِي الشتَاء فوصلنا إِلَى سيل عَظِيم لَا يقدر على جَوَازه فِي الْعَادة فَقَالَ لي خاطرك معي فَقلت يَا سَيِّدي هَذَا لَا يقدر على خوضه فَلم يلتف وودعني ثمَّ لما دنا مِنْهُ لم أشعر إِلَّا وَهُوَ فِي الْجَانِب الآخر وَلم يتَبَيَّن لي كَيفَ جازه. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَانِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِدِمَشْق وَكَانَت لَهُ جَنَازَة حافلة. 621 - أَحْمد بن مَحْمُود بن عبد الله بن مَحْمُود بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم بن الْعِمَاد إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشّرف الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن الفرفور بفاءين، / هَكَذَا أمْلى على نسبه وَقَالَ أَنه ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَأَنه حفظ الْقُرْآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَعرض على الْبُرْهَان الباعوني وَسمع مِنْهُ المسلسل والزين بن الشَّيْخ خَلِيل القابوني وَقَرَأَ عَلَيْهِ بَعْضًا من مروياته والبدر بن قَاضِي شُهْبَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه الصَّغِير على الْمِنْهَاج والزين خطاب وَأخذ عَنهُ فِي الْفِقْه فِي آخَرين مِمَّن اشْتغل عَلَيْهِم كالنجم بن قَاضِي عجلون وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْعرُوض وَأَنه تميز فِيهِ بِحَيْثُ كتب على الخزرجية توضيحا وَمولى حاجي قَرَأَ عَلَيْهِ بالشامية الجوانية فِي النَّحْو والمنطق وأصول الْفِقْه وَأَنه كتب فِي الشامية على جاري عَادَتهم فِي ذَلِك سنة سبعين، وَقدم فِي الَّتِي بعْدهَا الْقَاهِرَة فَأخذ عَن الْعَبَّادِيّ فِي العجالة وَأذن لَهُ وَكَذَا الْبَدْر، وَحج مِنْهَا مَعَ أَبِيه فِي خدمَة الزيني بن مزهر مَعَ الجربية، وَحضر مَا قرئَ حِينَئِذٍ على عبد الْمُعْطِي المغربي. وَمَات أَبوهُ هُنَاكَ وَكَانَ استاداره بِدِمَشْق فاستمر فِي خدمَة الْمشَار إِلَيْهِ حَتَّى نَاب بسفارته أول قدومه مَعَه فِي الْقَضَاء السّنة الَّتِي تَلِيهَا أَيَّام ابْن الصَّابُونِي بمرسوم سلطاني ثمَّ نَاب عَن الخيضري وَاسْتمرّ إِلَى أَن اسْتَقر فِي نظر جَيش الشَّام فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ عوضا عَن الشريف موفق الدّين الْحَمَوِيّ ثمَّ بعد دون شهر وَذَلِكَ فِي مستهل صفر فِي الْقَضَاء الْأَكْبَر عوضا عَن ابْن الخيضري فدام فيهمَا إِلَى ثامن عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَمَانِينَ فانفصل عَن الْقَضَاء فَقَط بالشمس مُحَمَّد بن المزلق ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ بعده ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى من الَّتِي تَلِيهَا كل ذَلِك بالبذل الزَّائِد والخدم الَّتِي لَا تَنْتَهِي. وسافر فِي أَوَاخِر الَّذِي يَلِيهِ

بعد مصاهرة الخيضري على ابْنة لَهُ بكر أمهَا تركية وَكَذَا تزوج ابْنة عبد الرَّحِيم بن الجيعان بعد أبي وَلَدهَا التقي بن الرسام وَهُوَ عشير ظريف فهم ذكي قل من يسد مسده مسكره متودد وجده الْعِمَاد الَّذِي اتَّصل بِهِ مترجم فِي الدررويذ كركثير من الشاميين أَصله بِحَيْثُ قيل مِمَّا أسْتَغْفر الله من حكايته: (يَا ابْن الأراذل وليت فِينَا قَاضِيا ... خرف الزَّمَان أم جن الْفلك) (إِن كنت تحكم باليهود فَرُبمَا ... أما بدين مُحَمَّد فَمن أَيْن لَك) وَقَالَ التقي السُّبْكِيّ الْموقع: (تَبًّا لدهر قد أَتَى بعجائب ... ومحا فنون الْعلم والآداب) (وأتى بقاض لَو انبسطت يَدي ... فِيهِ لردته إِلَى الْكتاب) وَقدم الْقَاهِرَة مَطْلُوبا فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَتِسْعين فانتظم أمره على مَال كثير ودام حَتَّى رَجَعَ لبلده أَوَائِل جُمَادَى الأولى من الَّتِي تَلِيهَا. 622 - أَحْمد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الدّين بن جمال الدّين بن القَاضِي شمس الدّين الطولوني الْحَنَفِيّ / هُوَ السمين، كَانَ عَارِيا مَعَ إِلْمَام يسير بصناعة الشُّهُود وَقد نَاب للحنفية بالكبش بعناية صهر لَهُ، وبواسطته سَافر على قَضَاء ركب الْمحمل فِي سنة سبعين ثمَّ صرفه الأمشاطي عَن النِّيَابَة وتوسل بِكُل طَرِيق فِي لعود فَمَا أَفَادَهُ إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثامن عشر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ أَبوهُ مِمَّن يشْهد عِنْد الْمَيْمُونِيّ وَالْولد سر أَبِيه، وَقد سمعا مَعًا ومعهما أَخُوهُ عبد الْقَادِر الْمجْلس الْأَخير من البُخَارِيّ بالظاهرية العتيقة عَفا الله عَنْهُم وعنا. 623 - أَحْمد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد الله الصَّدْر بن الْجمال القيسري الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن العجمي. / ولد سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأَقْرَأهُ الْقُرْآن وَصلى بِهِ قبل استكماله إِحْدَى عشرَة سنة فِي البرقوقية أول مَا فتحت سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَكَذَا أقرأه الْفِقْه والعربية والمعاني وَغَيرهَا وأحضر لَهُ المؤدبين والمعلمين من الْعَجم وَغَيرهم إِلَى أَن ترعرع وبرع فِي فنون وَصَارَ معدودا فِي الْفُضَلَاء، وباشر التوقيع فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَنظر الْجَيْش بِالشَّام والحسبة بِالْقَاهِرَةِ غير مرّة وَنظر الجوالي ومشيخة الشيخونية وَغير ذَلِك متنقلت بِهِ الْأَحْوَال. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، وَكَانَ بارعا فَاضلا نحويا نقبها مفننا فِي عُلُوم كَثِيرَة مَذْكُورا بالذكاء التَّام وَحسن التَّصَوُّر وجودة الْفَهم حسن المحاضرة فصيحا بليغا مقداما مَعَ الْكَرم والتواضع جَالس الْمُؤَيد ونادمه وقتا وَاتفقَ أَن الْمُؤَيد أرسل عسكرا ومقدمه الْفَخر بن أبي الْفرج فَرَأى فِي الْمَنَام أَن الْفَخر مَكْشُوف الرَّأْس فاغتنم لذَلِك وقصه

على ندمائه فَسَكَتُوا إِلَّا الصَّدْر فَإِنَّهُ بشره بالنصر أخذا من قَول الشَّاعِر: (أَنا ابْن جلا وطلاع الثنايا ... مَتى أَضَع الْعِمَامَة تعرفوني) وَكَانَ كَذَلِك، وَهُوَ مِمَّن قرض سيرة الْمُؤَيد لِابْنِ ناهض. مَاتَ بالطاعون فِي يَوْم السبت رَابِع عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، قَالَ المقريزي كَانَ من فضلاء الْحَنَفِيَّة وَله معرفَة جَيِّدَة بالنحو، وَقَالَ الْعَيْنِيّ إِنَّه حصل بعض مَادَّة من الْعُلُوم يشارر بهَا النَّاس وَلم يكن جميل المعاشرة وَلذَا كَانَ أَكثر النَّاس يكرهونه وَولي وظائف عدَّة وَلم ينْفَصل عَن وَاحِدَة مِنْهَا بِخَير وَلَا شكر، ولي الْحِسْبَة فِي الْأَيَّام المؤيدية فَخرج مِنْهَا خَائفًا يترقب وَنظر الْجَيْش بِدِمَشْق فعزل عَنهُ بِالضَّرْبِ وَالْعصر والمصادرة، وَنظر الْمَوَارِيث فِي الْأَيَّام المؤيدية فَخرج غير مشكور وَكَذَا نظر الْكسْوَة، وَآخر الْأَمر تولى مشيخة الشيخونية فَأخذ من وَقفهَا مِقْدَار سبعين ألفا وَمَات وَهِي فِي ذمَّته وَكَذَلِكَ بَقِي فِي ذمَّته أَشْيَاء كَثِيرَة لِأُنَاس مُعينين، وَكَانَ الشَّمْس بن الديري عزره تعزيرا) بَالغا لكَلَامه فِي ابْن عَبَّاس بل أَرَادَ الْمُؤَيد قَتله حِين شهد عَلَيْهِ أَنه زنديق وَمَا كَفه عَنهُ إِلَّا مسطره، وَمن جملَة مَا صدر مِنْهُ أَن النَّاصِر أودع عِنْده فِي بعض سفراته عشرَة آلَاف دِينَار فتصرف فِيهَا وَلم يبْق مِنْهَا غير شَيْء يسير فسلمه النَّاصِر إِلَى ابْن الهيصم فقاسى شَدَائِد وَتَأَخر عِنْده بعد أَخذ كل شَيْء لَهُ ألف دِينَار وَخَمْسمِائة وَلَا زَالَ يتوسل بالشفاعات عِنْد النَّاصِر حَتَّى أطلقهُ وَسكت، وترجمه بَعضهم فَقَالَ بَاشر التوقيع وَقدم دمشق مَعَ النَّاصِر فِي الْفِتْنَة التمرية وتخلف مَعَ المتخلفين فَوَقع فِي الْأسر ثمَّ تخلص وَولي حسبَة الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ وَأكْثر ثمَّ قدم دمشق مَعَ الْمُؤَيد مُتَوَلِّيًا نظر جيشها فِي أول سنة سبع عشرَة فباشره سنة وَتِسْعَة أشهر ثمَّ عزل ثمَّ ولي حسبَة الشَّام ثمَّ ذهب إِلَى مصر واختص بالمؤيد فَوَقع بَينه وَبَين ابْن الْبَارِزِيّ فَعمل عَلَيْهِ حَتَّى أخرج إِلَى الْقُدس بطالا وَهُوَ فِي الترسيم فهرب من أثْنَاء الطَّرِيق وَلم يعلم خَبره فاتهم ابْن الْبَارِزِيّ بقتْله وليم ثمَّ ظهر أَنه رَجَعَ إِلَى مصر واختفى، وأوذي صهره الولوي السنباطي بِسَبَب ذَلِك كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته ثمَّ لم يظْهر حَتَّى تسلطن الْأَشْرَف فَظهر واتصل بِهِ ثمَّ لما ولي التفهني الْقَضَاء فِي صفر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأعْطى عوضه مشيخة الشيخونية وَكَانَ فَاضلا فِي العقليات شَاعِرًا كَرِيمًا متلافا لَا يبْقى على شَيْء رَحمَه الله. 624 - أَحْمد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد الشهَاب أَو الصَّدْر القاهري الْمَاوَرْدِيّ أَبوهُ الْمَالِكِي أَخُو التقي مُحَمَّد الْآتِي وسبط ابْن العجمي الْمَاضِي وَيعرف بِابْن مَحْمُود. / اشْتغل فِي

الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَأخذ عَن ابْن حجى وَنَحْوه وتميز وَسمع الحَدِيث ولازم ابْن الغرز ثمَّ جفاه وَكَذَا تردد إِلَيّ قَلِيلا واختص بقربيه الْبَدْر حسن بن الطولوني وتنزل فِي تربة الاشرف قايتباي وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَحج غير مرّة بل صَار يحمل كثيرا من صدقَات أهل الْحَرَمَيْنِ بِحَيْثُ تمول وضارب وعامل وَالله يوفقه. 625 - أَحْمد بن مَحْمُود بن يُوسُف بن مَسْعُود الشهَاب بن الْكَمَال القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو فَاطِمَة الشاعرة لأَبِيهَا وَيعرف كأبيه بِابْن شيرين بِالْمُعْجَمَةِ شَاب، / ولد فِي لَيْلَة سلخ رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن وكتبا كالنقاية فِي الْفِقْه والجرومية وحدود الابدي وَعرض على نظام واللقاني وَآخَرين ثمَّ لَازم خدمَة المظفر الامشاطي ليتدرب بِهِ فِي الطِّبّ، ثمَّ سَافر فِي الْبَحْر من الطّور ليحج فِي أثْنَاء سنة سِتّ وَتِسْعين فحج ولاطف هُنَاكَ بِيَسِير ثمَّ عَاد. 626 - أَحْمد بن مُسَدّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الْعَفِيف أَبُو الْوَلِيد الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي سبط أبي الْفرج الكازروني وأخو عبد الْعَزِيز وَمُحَمّد الْمَذْكُورين فِي محالهم، / ولد فِي الْمَدِينَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ من أول الْبَيْضَاوِيّ إِلَى الْفَصْل الْخَامِس فِي الِاشْتِرَاك على سَلام الله الْبكْرِيّ وَأَجَازَ لَهُ وَأخذ عَن الشهَاب الابشيطي أَشْيَاء وتلقن الذّكر من مُحَمَّد الْخُرَاسَانِي وَقَرَأَ على حُسَيْن بن الشهَاب قاوان فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِالْمَدِينَةِ وعَلى جده أبي الْفرج بعض الْمِنْهَاج وإيضاح الْمَنَاسِك كِلَاهُمَا للنووي وتناولهما مَعَ قِرَاءَة غير ذَلِك من مروياته، ولقيني بمنى فَقَرَأَ عَليّ ثلاثيات البُخَارِيّ وَسمع مني المسلسل وَغير ذَلِك وَكَذَا سمع مني بِالْمَدِينَةِ أَشْيَاء وَلما وَقع الْحَرِيق فِي الْمَسْجِد النَّبَوِيّ أشرف على الْهَلَاك فسلمه الله لكنه بَقِي متوعكا إِلَى رَجَب سنة سبع وَثَمَانِينَ أَو قرينه وتعاني النّظم والنثر وأنى مِنْهُمَا بِمَا لَعَلَّه يستحسن مَعَ خطّ حسن وذكاء وَفهم فِي الْجُمْلَة وَعمل جُزْءا فِي الْمُفَاخَرَة بَين قبا والعوالي سَمَّاهُ الحدائق الغوالي فِي قبا والعوالي قرضه لَهُ غير وَاحِد وَكنت مِنْهُم وَكَذَا عمل وُرُود النعم وصدور النقم فِي الْحَرِيق الْمشَار إِلَيْهِ أَجَاد فِيهِ ونثر البديع من الْأَدَب فِي زهر المراثي وَالنَّدْب بعد موت أَخِيه عبد الْعَزِيز وَغير ذَلِك مِمَّا أرسل لي بأكثره مَعَ مرثية فِي الشهَاب الابشيطي وَغَيرهَا بِخَطِّهِ وَمِنْه قَوْله: (يَا مَالك الْحسن حَال الْحول وَاجْتمعت ... مني ومنك شُرُوط توجب الصدقه) (وَأَنت تعلم فقري من وصالك لي ... وَلست أطلب غير الْقُوت والنفقه)

وَقَوله فِي مطر لَيْلَة الْحَرِيق: (لم أنس إِذْ زارت بجنح الدجى ... سافرة عَن ثغرها بارقه) (نَادَى رَقِيب الْوَصْل فِي اثرها ... يَا قوم قد أَنْذَرْتُكُمْ صاعقه) 627 - أَحْمد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب النابلسي ثمَّ القاهري النَّاسِخ المفنن. / ولد فِي سنة ثَلَاثِينَ وثماثمائة أَو الَّتِي قبلهَا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن. 628 - أَحْمد بن مَسْعُود بن خَليفَة الْمَكِّيّ المطيبير / سمع فِي شعْبَان سنة سِتّ عشرَة بِعدْل على الاخوين عَليّ ومسعود ابْني هَاشم بن عَليّ بن غَزوَان جُزْءا فِيهِ منتقى التقى بن فَهد من الثقفيات وبقراءته. مَاتَ فِي آخر يَوْم الْخَمِيس ثامن الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة، أرخه ابْن فَهد، وبرع فِي التذهيب وَالْكِتَابَة وفَاق فِي تدقيقها بِحَيْثُ كتب الاخلاص على أرزة مَعَ مُشَاركَة فِي عَرَبِيَّة وَغَيرهَا من الْفَضَائِل، وَقدم الْقَاهِرَة فَنَوَّهَ بِهِ الْجمال بن السَّابِق، وَكتب لكل من ابْن مزهر وَابْن حجى واختص بِهِ والانصاري وسافر مَعَه لمَكَّة فَكَانَت منية مخدومه هُنَاكَ وَرجع هَذَا فَأَقَامَ موقعا بِبَاب الأتابك أزبك فَأَنَّهُ كَانَ مِمَّن اسْتَقر فِي الموقعين قبل ذَلِك وَلَكِن من ذَا يُمَيّز، وَتردد إِلَى يَسِيرا وراجعني فِي أَشْيَاء حِين كِتَابَته البُخَارِيّ للانصاري وَنعم الرجل عقلا وفضلا وسكونا، وَقد رَأَيْت لَهُ تقريظا لمجموع البدري أحْسنه خطا ولفظا وتذهيبا، بل من نظمه فِي معداوي: (معداوي بَحر هَمت فِيهِ ... يُبَالغ فِي القطيعة والبعاد) (فَلَا يطْمع فَتى بِالْقربِ مِنْهُ ... وَطيب الْوَصْل الافي المعادي) 629 - أَحْمد بن مَسْعُود بن هَاشم بن عَليّ بن مَسْعُود بن غَزوَان بن حُسَيْن الشهَاب أَبُو حَامِد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ ابْن عَم الشَّيْخ أبي سعد مُحَمَّد بن عَليّ بن هَاشم الآني. / ولد بعد الْعَصْر من يَوْم الاربعاء سَابِع عشرى ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانمِائَة. ذكره ابْن فَهد وَلم يزدْ. 630 - أَحْمد بن مَسْعُود الْمدنِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالخرية بِمُعْجَمَة مَفْتُوحَة ثمَّ رَاء سَاكِنة وتحتانية. / كَانَ سَاكِنا خيرا يتكسب بقيسارية دَار الْإِمَارَة وَله دَار بِجِهَة الْمُدعى. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سِتِّينَ وَدفن بالمعلاة. 631 - أَحْمد بن مظفر بن أبي بكر المعمر الطولوني. / مَاتَ فِي سنة تسع وَخمسين قَالَه ابْن عزم أحمدبن أبي بكر. / فِي ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر. 632 - أَحْمد ويدعى بديد بن مِفْتَاح بن عبد الله السُّلَيْمَانِي الْمدنِي الموله. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ

633 - أَحْمد بن مِفْتَاح الشهَاب الْمَكِّيّ وَيعرف بالقفيلينسبة / لمَكَان شهير من أَعمال حليبن يَعْقُوب كَانَ أَبوهُ عِنْد أَمِير مَكَّة ثقبة بن رميثة الحسني فَنَشَأَ هَذَا مَعَ بنيه فِي خدمتهم ثمَّ تقلل مِنْهَا وَأَقْبل على التِّجَارَة فاكتسب دنيا وَتردد لليمن تَاجِرًا وَعرف عِنْد النَّاس مَعَ خير وَأَمَانَة. مَاتَ فِي الْعشْر الأول من ذِي الْحجَّة قبل عَرَفَة سنة تسع عشرَة. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة. 634 - أَحْمد بن مفرح الصّباغ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 635 - أَحْمد بن مُفْلِح الكازروني. / مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. قَالَه ابْن عزم. أحمدبن مَكْنُون. / فِي ابْن مُحَمَّد بن مَكْنُون. 636 - أَحْمد بن مَنْصُور وَقيل ابْن مُحَمَّد بن مَنْصُور وَهُوَ فِي مُعْجم شَيخنَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ وقرأته بِخَطِّهِ نَفسه باثبات مُحَمَّد الشهَاب الأشموني ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ وَيعرف بالشهاب الأشموني. / قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه كَانَ فَاضلا فِي الْعَرَبيَّة مشاركا فِي الْفُنُون ونظم فِي النَّحْو منظومة على قافية اللَّام أذن فِيهَا بعلو قدره فِي الْفَنّ وَشَرحهَا شرحا مُفِيدا سَمِعت مِنْهُ شَيْئا مِنْهَا وسألني فِي تقريظها فَكتبت عَلَيْهَا شَيْئا وَكَذَا صنف كتابا فِي فضل لَا اله الا الله، وَكَانَ يقْرَأ على شَيخنَا الْعِرَاقِيّ فِي كل سنة فِي رَمَضَان فَسمِعت بقرَاءَته. وَمَات فِي ثامن عشري شَوَّال سنة تسع انْتهى. قَالَ المقريزي فِي عقوده بعد أَن نسبه: ابْن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن عبد الله عَن نَحْو سِتِّينَ وَأَنه صحب سِنِين وَكَانَ يَقُول الشّعْر الْجيد وشارك فِي الْفِقْه وَمَال إِلَى أهل الطَّاهِر ثمَّ انحرف عَنْهُم وَأكْثر الوقيعة فيهم. قلت وَمِمَّا قَرَأَهُ على الْعرَاق فِي صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم وَكتب الْخط الْمَنْسُوب. 637 - أَحْمد بن مَنْصُور الشهَاب الْمَالِكِي. / مِمَّن انْتَمَى للقرافي وتدرب فِي الْجُمْلَة فِي الشَّهَادَة وَجلسَ بِبَابِهِ ثمَّ لَازم وَلَده الْبَدْر. مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَتِسْعين وَكَانَ عديم الْفَضِيلَة عَفا الله عَنهُ. 638 - أَحْمد بن مَنْصُور الْحَكِيم. / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ. 639 - أَحْمد بن مهْدي الريس. / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. 640 - أَحْمد بن مُوسَى بن أبراهيم بن طرخان الشهَاب بن الضياء القاهري الْحَنْبَلِيّ وَالِد مُحَمَّد وَأحمد الْمَذْكُورين وَيعرف بِابْن الضياء. / كَانَ بعث قَاضِي مذْهبه القَاضِي نَاصِر الدّين نصر الله وَاتفقَ كَمَا حَكَاهُ الْعِزّ حفيد القَاضِي أَنه قبض لَهُ من معاليمه قدرا لَهُ وَقع ثمَّ جَاءَهُ وأبرز طرف كمه وَهُوَ مطروز وَقَالَ أَن السَّارِق قطعه وَأخذ الْمبلغ. وَمَات فِي صفر سنه ثَلَاث. أرخه شَيخنَا. قَالَ وَهُوَ وَالِد

صاحبنا الشَّمْس بن الضياء الشَّاهِد بِبَاب الْبَحْر ظَاهر الْقَاهِرَة. 641 - أَحْمد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْحلَبِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ أحد النواب ووالد عبد الرَّحِيم وَعبد الله الآتيين. / مِمَّن وصف بِالْعلمِ وَعرض عَلَيْهِ جمَاعَة مِمَّن لَقِينَاهُمْ وَسَيَأْتِي فِيمَن لم يسم جده. 642 - أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب أَبُو الْفَتْح القاهري الْحُسَيْنِي سكنا الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بالمتبولي / نِسْبَة لشيخه الْبُرْهَان الشهير. ولد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن واشتغل على السَّيِّد النسابة وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والعبادي وَإِبْرَاهِيم الشرواني فِي الْفِقْه، وَأخذ عَن الْأَخير والبوتيجي وَأبي الْجُود الْفَرَائِض والحساب وَكَذَا أَخذ فِي الْحساب عَن التقي الحصني بل لَازمه فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير والأصلين والمعاني وَالْبَيَان والعربية وَغَيرهَا من الْعقلِيّ والنقلي، وَأخذ عَن الكافياجي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ أَشْيَاء، وَتردد لِابْنِ الديري فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَغَيرهمَا وَأخذ القراآت عَن النُّور إِمَام الْأَزْهَر وَالشَّمْس بن عمرَان وَعبد الْغَنِيّ الهيثمي وَجمع على ابْن أَسد للسبع، وَسمع الحَدِيث على غير وَاحِد كالسيد النسابة وَابْن الملقن والقمصي وَابْن الْمصْرِيّ والحجازي والنشاوي وَهُوَ مِمَّن سمع البُخَارِيّ بِكَمَالِهِ فِي الكاملية، وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد كالبرهان الباعوني والنظام بن مُفْلِح والشهاب بن زيد، وَأذن لَهُ البُلْقِينِيّ والكافياجي والعبادي الحصني فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَابْن أَسد فِي الإقراء بل قرص لَهُ البُلْقِينِيّ والكافياجي والعبادي والحصني بعض تصانيفه وَكَذَا كتب لَهُ الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ على بَعْضهَا ووقفت على عدَّة مِنْهَا وَالْتمس مني تقريظا فَمَا تيَسّر، وَصَحب المتبولي فَعرف بِهِ، وخطب وَقَرَأَ على الْعَامَّة وتصدر لقِرَاءَة الجوق وتكسب بذلك وَكَذَا بِالشَّهَادَةِ، وَحج وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا، وَمِمَّا صنفه الرَّد على البقاعي فِي انكار قَول يَا دَائِم الْمَعْرُوف وَعمل المدد الفائض فِي الذب عَن ابْن الفارض وامتدح شَيْخه الحصني بقصيدة وَكَذَا قَالَ: (من ادّعى الْعلم وَلم يُوصف بِهِ ... فَذَاك قد عرض للنقص) (فالعلم مَعْرُوف لأربابه ... يظْهر بالنطق وبالفحص) واستنابه الزين زَكَرِيَّا فِي الْقَضَاء وباشر ذَلِك غير متحول عَن طَرِيقَته وَجمع حِينَئِذٍ فِي آدَاب الْقَضَاء تصانيف وَكثر تردده إِلَيّ وإقباله عَليّ وغالب مَا أثْبته مِمَّا أعلمني بِهِ. أحمدبن مُوسَى بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الجبراوي. / هَكَذَا رَأَيْته فِي خطّ شَيخنَا بِبَعْض الْأَمَاكِن. وَالصَّوَاب فِي جده مُحَمَّد وَقد تَرْجمهُ كَذَلِك فِي مُعْجَمه وَغَيره وَسَيَأْتِي. 643 - أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن عَليّ بن عجيل الشهَاب اليمني بن أبي بكر

ابْن الشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْآتِي أَبوهُ وَابْنه إِسْمَاعِيل وَيعرف بالمشرع. / ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وتفقه قَلِيلا وَقَرَأَ على خَاله إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد العجيل الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا أَخذه عَن أَبِيه عَن النفيس سُلَيْمَان العلويثم صحب إِسْمَاعِيل بن أبي بكر بن الشَّيْخ اسماعيل بن إِبْرَاهِيم الجبرتي وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الرسَالَة والعوارف ونوادر الْأُصُول وَغَيرهَا وَشَيْخه فصحبه خلق وَانْقطع إِلَيْهِ جمَاعَة لسُهُولَة الْعَيْش عِنْده والرفق بهم وَكَانَ ذَا مَكَارِم وأخلاق مرضية مَا لم يغْضب مَعَ رُجُوعه وَلكنه كَانَ مَعَ مطالعته وفهمه لبَعض كَلِمَات الْقَوْم يتهور ويتطور ويدعى مَا لَيْسَ لَهُ. مَاتَ فِي أول ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين وَقيل سنة ثَمَان عَن أَربع وَخمسين وَلم يتهيأ لَهُ كأبيه الْحَج رَحمَه الله. 644 - أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن مُحَمَّد الذوالي الصريفيني الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن المكشكش. / سمع مني بِمَكَّة مَعَ أَبِيه أَشْيَاء وكتبت لَهُ ثبتا أثنيت فِيهِ عَلَيْهِمَا كَمَا بَينته فِي مَوضِع آخر. 645 - أَحْمد بن مُوسَى بن أَيُّوب. / مَاتَ فِي سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. أرخه ابْن عزم. 646 - أَحْمد بن مُوسَى بن رَجَب الشهَاب الدِّمَشْقِي الفاخوري. / طلب وقتا وَسمع بِقِرَاءَة شَيخنَا ابْن خضر فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ سنَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن الْبَدْر حُسَيْن البوصيري وَكَذَا سمع بِالشَّام فِي الَّتِي قبلهَا عَليّ وَمَات. 647 - أَحْمد بن الشريف مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن بن عبد النَّاصِر الشطنوفي القاهري الأتي أَبوهُ. / سمع على الْحَاوِي مشيخة صَالح الأسنوي وفضائل لَيْلَة نصف شعْبَان لأبي الْقسم بن عَسَاكِر، وَأخذ عَنهُ بعض الطّلبَة. 648 - أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الله بن مُوسَى بن عبد الله الشهَاب المغربي الصنهاجي الأَصْل المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي قريب الْعِزّ بن عبد السَّلَام / لم يجْتَمع مَعَه فِي مُوسَى الثَّانِي، ولد تَقْرِيبًا فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بمنوفوقرأ بهَا الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج ثمَّ نَقله أَبوهُ إِلَى الْقَاهِرَة فأكمله بهَا وَعرضه على الأبناسي وَابْن الملقن والعراقي وَغَيرهم وتفقه بأولهم وَأذن لَهُ فِي التدريس وَكَذَا بالبهاء أبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ والبيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بل حضر عِنْد البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْمُحب بن هِشَام والبرشنسي والشطنوفي وَالْأُصُول عَن الزين الفارسكوري والبرماوي وَسمع على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والعراقي والهيثمي، وَحج فِي سنة عشر، وناب فِي

الْقَضَاء عَن البُلْقِينِيّ فَمن بعده وَلزِمَ الْكِتَابَة فِي الْإِمْلَاء عَن شَيخنَا وَأم بِجَامِع أصلم وَكَانَ يسكن بِالْقربِ مِنْهُ وَيجْلس بحانوت الشُّهُود هُنَاكَ وَكَانَ خيرا سَاكِنا فَاضلا سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ وَمَات فِي سنة ثَمَان وَخمسين. 649 - أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الْوَاحِد. / فِي ابْن أبي حمو وَرَأَيْت من قالأحمدبن مُوسَى بن يُوسُف بن أبي حمو نَائِب تلمسان. مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ فيحرر مَعَ الَّذِي قبله. 650 - أَحْمد بن مُوسَى بن عَليّ الْمَكِّيّ بن الْيَمَانِيّ نزيل أجياد من مَكَّة / مَاتَ بهَا فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ. 651 - أَحْمد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب الحبراوي الخليلي. / شيخ معمر سمع الْمَيْدُومِيُّ وَحدث بالقدس والخليل وَكَانَ أحد خدام مَسْجده. روى لنا عَنهُ الأبي حَيْثُ كَانَ مُوَافقا لِابْنِ مُوسَى فِي الْأَخْذ عَنهُ وَكَذَا روى لنا عَنهُ التقي أَبُو بكر القلقشنديوذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لابنتي رَابِعَة. قلت وَتَأَخر حَتَّى أجَاز فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ. أحمدبن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ المنوفي ثمَّ القاهري. / مضى لَهُ ذكر فِي أَخِيه إِبْرَاهِيم. 652 - أَحْمد بن مُوسَى بن نصير بِالتَّكْبِيرِ الشهَاب المتبولي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي. / ولد بعد الْخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من مُحَمَّد بن الْمُحب عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي منتقى الْمزي من جُزْء أبي حَامِد الْحَضْرَمِيّ وَمن الْبَيَانِي صَحِيح البُخَارِيّ وَمن الْبَدْر بن الجوخي وَعبد الرَّحْمَن بن خير والتلبنتي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ مُحَمَّد ابْن أزبك وزغلش والزيتاوي وَابْن أميلة وَالصَّلَاح وَغَيرهم، وتعاني الشُّرُوط وَتقدم فِي الوثائق وَكتب الْخط الْحسن وَهُوَ الَّذِي كتب وقف الْجَامِع المؤيدي بل نَاب فِي الحكم ثمَّ لما كبر وَضعف أعرض عَنهُ وَحدث بِالصَّحِيحِ وَغَيره غير مرّة وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ شَيخنَا وَابْن مُوسَى والكاوتاتي والْعَلَاء القلقشندي والأبي. وَأَبُو البركات بن عزوز التّونسِيّ والمحيوي الطوخي والبدر الدَّمِيرِيّ وَآخَرُونَ وَتغَير قبل مَوته. مَاتَ فِي ثَانِي ربيع الأول سنة ثَلَاثِينَ وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ وأرخها بَعضهم فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشريه وَقَالَ عَن خمس وَثَمَانِينَ سنة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وبيض لَهُ فِي إنبائه، وَأما الْعَيْنِيّ فَقَالَ لَهُ يَد طولى فِي صناعَة التوقيع وباشرها عِنْد الْقُضَاة مُدَّة ثمَّ نَاب عَن الْمَالِكِيَّة فِي الْقَضَاء وَلم يكن مَذْمُوم السِّيرَة بل كَانَ يُقَال أَنه يَأْخُذ الْأُجْرَة الْكَثِيرَة على الْكِتَابَة. 653 - أَحْمد بن مُوسَى بن هرون الشهَاب القاهري الْمُقْرِئ وَيعرف بِابْن الزيات. / مِمَّن اشْتغل وترقى فِي رياسة قراء الجوق وتمول مِنْهَا وسافر إِلَى حلب فِي سنة آمد وَسمع على شَيخنَا والبرهان الْحلَبِي وَغَيرهمَا. مَاتَ فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ خَامِس ربيع

الآخر سنة سبع وَسِتِّينَ وَدفن من الْغَد، وَلَعَلَّه جَازَ السّبْعين أَو قاربها. أَحْمد بن مُوسَى الشهَاب بن الضياء الْحَنْبَلِيّ. / مضى فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بن طرخان. 654 - أَحْمد بن مُوسَى الشهَاب الْحلَبِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ. / قدم الْقَاهِرَة وَنزل فِي الصرغتمشية وشارك فِي الْفِقْه وَفِي الْفَضَائِل وناب فِي الحكم. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقد مضى فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بِاخْتِصَار وَرَأَيْت خطه فِي الشَّهَادَة على الْفَخر عُثْمَان المنوفي بِالْإِذْنِ فِي الإقراء للجمال الزيتوني أرخها بشوال سنة إِحْدَى وَتِسْعين، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه قدم الْقَاهِرَة وَأخذ الْفِقْه بهَا عَن السراج الْهِنْدِيّ وترقى حَتَّى نَاب فِي الْقَضَاء وَجلسَ بِبَعْض الحوانيت ثمَّ بالصالحية وَكَانَ مقتصدا فِي زيه مَشْهُورا بِالْخَيرِ فَلَمَّا جدد يلبغا السالمي الخطابة بالأقمر اسْتَقر بِهِ خَطِيبًا وَكَانَ يربح فِيهَا كثيرا وَاسْتمرّ على النِّيَابَة والخطابة حَتَّى مَاتَ. أَحْمد بن مُوسَى الأدكاوي الْمَالِكِي. / فِي ابْن عَليّ بن مُوسَى نسب هُنَا لجده. أَحْمد بن مُوسَى. / فِي ابْن أبي حمو. 655 - أَحْمد بن نَاصِر بن خَليفَة بن فرج بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب الْمَقْدِسِي الباعوني الناصري، وباعون بِالْقربِ من عجلون من عمل صفد كَانَ أَبوهُ مِنْهَا فانتقل إِلَى الناصرة من عمل صفد وَأَيْضًا الشَّافِعِي نزيل دمشق وَالِد إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد ويوسف الْمَذْكُورين. / ولد بالناصرة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَعرض محافيظه على التَّاج السُّبْكِيّ وَالشَّمْس بن خطيب يبرود وَالْجمال بن قَاضِي الزبداني وَابْن قَاضِي شُهْبَة وَغَيرهم وَأخذ عَنْهُم والعماد الحسباني الْفِقْه، وَعَن أبي الْعَبَّاس العنابي تلميذ أبي حَيَّان النَّحْو وَأَجَازَ لَهُ، وَسمع على زغلش وَابْن أميلة وَالشَّمْس بن الْمُحب أَصْحَاب الفخرين البُخَارِيّ فِي آخَرين، وَكتب الْخط الْحسن وَأقَام بصفد إِلَى بعيد التسعين وَسَبْعمائة، وَجَرت لَهُ مَعَ أَهلهَا كائنة لكَونه مدح منطاش وغض من برقوق فَخرج مِنْهَا خَائفًا يترقب حَتَّى قدم الْقَاهِرَة وَنزل سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ السالمي يعرفهُ من صفد فَنَوَّهَ بِهِ عِنْد الظَّاهِر برقوق حَتَّى أحضرهُ عِنْده وقربه وعامله مُعَاملَة أهل الصّلاح وَزَاد فِي إكرامه وولاه خطابة جَامع بني أُميَّة بِدِمَشْق ثمَّ الْقَضَاء بهَا وَسَار سيرة مرضية فِي سلوك الْحق وَعدم الْمُحَابَاة مَعَ الْحُرْمَة الوافرة ثمَّ امتحن لكَونه امْتنع من إقراض السُّلْطَان من مَال الْأَيْتَام بِالْعَزْلِ والإهانة بالسجن وَنَحْوه بعد الْمُبَالغَة فِي التنقيب عَلَيْهِ وَعدم وجودهم كَبِير أَمر يتعلقون بِهِ وَإِن كَانَ الْمَرْء لَا يَخْلُو من حَاسِد ثمَّ أطلق وَلزِمَ دَاره ثمَّ اسْتَقر فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة فِي خطابة بَيت الْمُقَدّس

وَتوجه فباشرها مُدَّة ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ النَّاصِر فرج مَعهَا قَضَاء دمشق وَذَلِكَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْ عشرَة فباشر ذَلِك مُبَاشرَة حَسَنَة بعفة ونزاهة ومداراة وَحُرْمَة ثمَّ عزل فَتوجه إِلَى بَيت الْمُقَدّس على خطابته ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وَلما اسْتَقر الْأَمر للمستعين بعد النَّاصِر ولاه قَضَاء الديار المصرية لكَونه مِمَّن قَامَ فِي خلعه وَأثبت) الْمحْضر المكتتب فِي حَقه ثمَّ صرف عَن قرب قبل أَن يُبَاشر لَا بِنَفسِهِ وَلَا بنائبه، وَلذَا أعرض شَيخنَا عَن ذكره فِي رفع الأصر وأثبته فِي ذيلهوقد حدث روى لنا عَنهُ وَلَده وَشَيخنَا وَجَمَاعَة، وَكَانَ إِمَامًا بارعا دينا فَاضلا آمرا بِالْمَعْرُوفِ وناهيا عَن الْمُنكر شكلا حسنا منور الشيبة طوَالًا ذَا نظم ونثر فائقين وَمن نظمه: (سلم إِلَى الله ماقضاه ... لَا بُد أَن ينفذ الْقَضَاء) (سَيجْعَلُ الله بعد عسر ... يسرا بِهِ يذهب العناء) (يدبر الْأَمر مِنْهُ جمعا ... وَيفْعل الله مَا يَشَاء) وَمِنْه: (وَلما رَأَتْ شيب رَأْسِي بَكت ... وَقَالَت عَسى غير هَذَا عَسى) (فَقلت الْبيَاض لِبَاس الْمُلُوك ... فَإِن السوَاد لِبَاس الأسى) (فَقَالَت صدقت وَلكنه ... قَلِيل النِّفَاق بسوق النسا) وَله قصيدة فِي العقيدة أَولهَا: (أثبت صِفَات العلى وأنف الشبيه فقد ... أخطا الَّذين على مَا قد بدا جمدوا) (وضل قوم على التَّأْوِيل قد عكفوا ... فعطلوا وَطَرِيق الْحق مقتصد) (ألله حَيّ سميع مبصر وَله ... علم مُحِيط مُرِيد قَادر صَمد) (لَهُ كَلَام قديم قَائِم أبدا ... بِذَاتِهِ وَهُوَ فَرد وَاحِد أحد) مَاتَ فِي ثَالِث أَو رَابِع الْمحرم سنة سِتّ عشرَة بِدِمَشْق وَدفن بتربة وبزاوية الشَّيْخ أبي بكر بن دَاوُد. قَالَ المقريزي وَسميت الْقرْيَة باعونة من أجل أَنه كَانَ موضعهَا دير لِلنَّصَارَى اسْم راهبة باعونة فَلَمَّا أزيل الدَّيْر وعملت الْقرْيَة مَكَانَهُ عرفت بِهِ. قَالَ وَكَانَ أَبوهُ حائكا بهَا ثمَّ اتّجر فِي الْبَز وركض بِهِ فِي الْبِلَاد وَولد لَهُ أَحْمد وَإِسْمَاعِيل فَأَما إِسْمَاعِيل فصحب الْفُقَرَاء وَنظر فِي التصوف وَسكن صفد وناب فِي قَضَاء الناصرة عَن قَاضِي صفد وَبِه تخرج أَخُوهُ هَذَا وأقرأه فِي المنهاجإلى أَن قَالَ وَكَانَ يَعْنِي صَاحب التَّرْجَمَة رجلا طوَالًا مهابا عَلَيْهِ خفر وَله منظق فصيح وَعبارَة عذبة وقدرة على سرعَة النّظم وارتجال الْخطب مَعَ جميل المحاضرة وَحسن المذاكرة وَكَثْرَة الْفَوَائِد وَسُرْعَة الْبكاء والعفة الزَّائِدَة لكنه كَانَ شَدِيد الْإِعْجَاب بِنَفسِهِ. وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ إِنَّه اشْتغل فِي الْأَدَب

وتفقه قَلِيلا وَسمع الحَدِيث، وَكَانَ شَاعِرًا مجيدا) وكاتبا مطيقا وخطيبا مصقعا قَالَ وَاتفقَ أَنه خرج ليخطب فَلم ير السُّلْطَان النَّاصِر حضر فاستمر جَالِسا على الْمِنْبَر قدر ثلث سَاعَة حَتَّى جَاءَ فَقَامَ حِينَئِذٍ وَأَشَارَ إِلَى المؤذنين بِالْأَذَانِ فعاب عَلَيْهِ جمَاعَة ذَلِك، قَالَ وَكَانَ كثير المنامات جدا حَتَّى كَانَ يتهم فِي الْكثير مِنْهَا، وَكَانَ يتعانى الْوَعْظ وَيكثر الْبكاء وَلكنه كَانَ لَا يستحضر من الْفِقْه إِلَّا قَلِيلا، وَقَالَ اجتمعتبه بِبَيْت الْمُقَدّس وَسمعت عَلَيْهِ الثَّالِث من فَوَائِد ابْن الأخشيد وَسمعت من نظمه وفوائده، وَقَالَ فِي أنبائه إِنَّه نظم كتابا فِي التَّفْسِير، وَكَانَ ذكيا فطنا قَالَ وَكَانَ عريض الدَّعْوَى كثير المنامات الَّتِي يشْهد سامعها بِأَنَّهَا بَاطِلَة، قَالَ وَكَانَ سريع الدمعة جدا مقتدرا على ذَلِك حَتَّى حكى لي من شَاهده يبكي بِعَين وَاحِدَة قَالَ وَكَانَ عفيفا نزها لَا يحابي وَلَا يداهن وَلَا يعاب إِلَّا بالإعجاب والتزيد فِي الْكَلَام والمنامات، وَقَالَ التقى بن قَاضِي شُهْبَة إِنَّه كَانَ يُكَاتب السُّلْطَان فِيمَا يُرِيد فيرفع الْجَواب بِمَا يخْتَار وانضبطت الْأَوْقَاف فِي أَيَّامه وَحصل للفقهاء مَالا كَانُوا لَا يصلونَ إِلَيْهِ قبله وانتزع مشيخة الشُّيُوخ من ابْن أبي الطّيب كَاتب السِّرّ قَالَ وَوَقعت لَهُ أُمُور تغير خاطر برقوق عَلَيْهِ مِنْهَا وَكَانَ طلب مِنْهُ اقتراضا من مَال الْأَيْتَام فَامْتنعَ فَعَزله وعقدت لَهُ بعد عَزله مجَالِس ولفقوا عَلَيْهِ قضايا فَلم يسمع عَلَيْهِ مَعَ كَثْرَة من تعصب عَلَيْهِ أَنه ارتشى فِي حكم وَلَا أَخذ من قُضَاة الْبر شَيْئا، قَالَ وَكَانَ خَطِيبًا بليغا لَهُ الْيَد الطُّولى فِي النّظم والنثر وَالْقِيَام التَّام فِي الْحق، وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَجمع أَشْيَاء، وَمِمَّنْ تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصريه والمقريزي فِي عقوده وَأنْشد عَن الْجلَال بن خطيب داربا فِيهِ لما ولي قَضَاء دمشق: (قَضَاء دمشق بادل ... لسه خلتك لايراعوني) (رميت بِكُل مصقعة ... وَبعد الْكل باعوني) أَحْمد بن نَاصِر الدّين. / فِي ابْن مُحَمَّد بن يُوسُف بن سَلامَة. 656 - أَحْمد بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد الْمُحب والشهابكما للكرمانيأبو الْفضل أَو أَبُو يحيى أَو أَبُو يوسفكما لشيخنابن الْجلَال أبي الْفَتْح بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن السراج أبي حَفْص التسترِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ المولد وَالدَّار نزيل الْقَاهِرَة الْحَنْبَلِيّ سبط السراج أبي حَفْص عمر بن عَليّ بن مُوسَى بن خَلِيل الْبَغْدَادِيّ الْبَزَّاز / إِمَام جَامع الْخَلِيفَة بهَا والمعيد بالمستنصرية وَأحد المصنفين فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَالرَّقَائِق حَسْبَمَا ذكره ابْن رَجَب فِي طَبَقَات الْحَنَابِلَة الْآتِي كل من أَخَوَيْهِ عبد الله وَفضل ووالدهم وَغَيرهم من وَلَدي صَاحب التَّرْجَمَة الْمُوفق مُحَمَّد ويوسف وَبني أَخَوَيْهِ وَيعرف بالمحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ. ولد فِي ضحى يَوْم السبت سَابِع عشر رَجَب سنة خمس

وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا على الْخَيْر والإشتغال بالعلوم على اخْتِلَاف فنونه وَكَانَت لَهُم هُنَاكَ ثروة وَكلمَة وَكَانَ وَالِده شيخ المستنصرية فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل عَلَيْهِ فِي الْفِقْه وَأَصله والْحَدِيث والعربية وَغَيرهَا وَكَذَا قَرَأَ على جمَاعَة وأظن شيخ الْحَنَابِلَة بِبَغْدَاد فِي وقته ومدرس مستنصريتها الشَّمْس مُحَمَّد بن القَاضِي نجم الدّين النهرماري المتوفي فِي حُدُود السّبْعين وَسَبْعمائة والشرف بن يشبكا أحد أَعْيَان الْحَنَابِلَة بِبَغْدَاد والمتوفي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ مِمَّن أَخذ عَنْهُمَا الْفِقْه فَالله أعلم، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ أحد شُيُوخ أَبِيه الشَّمْس الْكرْمَانِي الشَّارِح وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَوَصفه بِالْوَلَدِ الْأَعَز الأعلم الْأَفْضَل صَاحب الإستعدادات والطبع السَّلِيم والفهم الْمُسْتَقيم أكمل أقرانه وحيد الْعَصْر شهَاب الدّين أَحْمد بلغه الله غَايَة الْكَمَال فِي شرائف الْعُلُوم وصوالح الْأَعْمَال فِي ظلّ وَالِده الشريف الشَّيْخ الْعَلامَة قدوة الْأَئِمَّة جَامع فنون الْفَضَائِل الفاخرة ومجموع عُلُوم الدُّنْيَا وَالْآخِرَة بَقِيَّة السّلف استظهار الْمُسلمين جلال الْملَّة وَالدّين زَاده الله جلالة فِي معارج الكمالات ونصرة ممدودا فِي مدارج السعادات وَأَنه بِحَمْد الله فِي عنفوان شبابه وريعان عمره على طَريقَة الشُّيُوخ الْكِرَام وطبقة الْأَئِمَّة الْأَعْلَام والسيل فِي الْمخبر مثل الْأسد والمرجو من فضل الله وَكَرمه أَن يَجعله من الْعلمَاء الصَّالِحين والفضلاء الكاملين (إِن الْهلَال إِذا رَأَيْت نموه ... أيقنت أَن سيصير بَدْرًا كَامِلا) فاستخرت الله تَعَالَى واخترت لَهُ أَن يروي عني جَمِيع مَا صَحَّ عَنهُ مني من التفاسير وَالْأَحَادِيث وَالْأُصُول وَالْفُرُوع والأدبيات وَغير ذَلِك خُصُوصا الصِّحَاح الْخَمْسَة الَّتِي هِيَ الْأُصُول الْإِسْلَام ودفاتر الشَّرِيعَة وشرحى صَحِيح البُخَارِيّ الْمُسَمّى بالكواكب الدراري وناهيك بِهَذَا جلالة مَعَ صغر سنّ الْمجَاز ذَاك، وَأخذ أَيْضا على الْمجد الشِّيرَازِيّ صَاحب الْقَامُوس حَيْثُ قدم عَلَيْهِم هُنَاكَ فِي حُدُود نَيف وَثَمَانِينَ وَسمع بِبَلَدِهِ على الْمُحدث أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الفوي قدم عَلَيْهِم أَيْضا فِي سنة سبع وَسبعين أَو قريبها صَحِيح مُسلم، وَقَرَأَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا على النَّجْم أبي بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن قَاسم السنجاري جَامع المسانيد لِابْنِ الْجَوْزِيّ والموطأ وَسنَن أبي دَاوُد وعَلى الشّرف حُسَيْن بن سالار بن مَحْمُود الغزنوي المشرقي شيخ دَار الحَدِيث المستنصرية بعض المصابيح وأجيز فِي بَغْدَاد) بالإفتاء والتدريس سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَولي بهَا إِعَادَة المستنصرية وارتحل فَسمع بحلب فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ على الشهَاب بن المرحل والشرف أبي بكرالحراني وَأخذ الْفِقْه أَيْضا ببعلبك عَن الشَّمْس بن اليونانية وبدمشق عَن الزين بن رَجَب الْحَافِظ ولازمه

وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث وَكَذَا سمع بهَا على الْحَافِظ أبي بكر بن الْمُحب وَالْجمال يُوسُف ابْن أَحْمد بن الْعِزّ، واستدعى فِي هَذِه السّنة لِأَخِيهِ النُّور عبد الرَّحْمَن الْآتِي جمَاعَة من شُيُوخ الشَّام، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ بعد زيارته بَيت الْمُقَدّس فَسمع بهَا الْعِزّ أَبَا الْيمن بن الكويك وَولده الشّرف أَبَا الطَّاهِر والنجم ابْن رزين والتقي بن حَاتِم والمطرز والتنوخي والسويداوي وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَابْن الشيخة والبلقيني وَابْن الملقن والشهاب الْجَوْهَرِي وَالشَّمْس الفرسيسي وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ والتقي الدجوي والشهاب الطريني، فِي آخَرين زعم بَعضهم مِنْهُم جوَيْرِية الهكارية وَالْكثير من ذَلِك بقرَاءَته وسافر مِنْهَا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فقرأعلى الْبَهَاء الدماميني وَإِلَى الْحَج ثمَّ عَاد فقطنها، ولازم حِينَئِذٍ فِي الْفِقْه الصّلاح مُحَمَّد بن الْأَعْمَى الْحَنْبَلِيّ وَكَذَا لَازم البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن وَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ على ثَانِيهمَا من تصانيفه التَّلْوِيح فِي رجال الْجَامِع الصَّحِيح وَمَا ألحق بِهِ من زَوَائِد مُسلم وَذَلِكَ بعد أَن كتب بِخَطِّهِ مِنْهُ نُسْخَة وَوَصفه مُؤَلفه بِظَاهِرِهِ بالشيخ الإِمَام الْعَالم الأوحد الْقدْوَة جمال الْمُحدثين صدر المدرسين علم المفيدين وكناه بِأبي الْعَبَّاس، وقراءته بِأَنَّهَا قِرَاءَة بحث وَنظر وَتَأمل وتدقيق وتفهم وَتَحْقِيق فَأفَاد وأربى على الحلبة بل زَاد وَصَارَ فِي هَذَا الْفَنّ قدوة يرجع إِلَيْهِ وإماما تحط الرَّوَاحِل لَدَيْهِ مَعَ استحضاره للفروع وَالْأُصُول والمعقول وَالْمَنْقُول وَصدق اللهجة وَالْوُقُوف مَعَ الْحجَّة وَسُرْعَة قِرَاءَة الحَدِيث وتجويده وعذوبة لَفظه وتحريره وَقَالَ فَاسْتحقَّ بذلك أَخذ هَذِه الْعُلُوم عَنهُ وَالرُّجُوع فِيهَا إِلَيْهِ والتقدم على أقرانه والإعتماد عَلَيْهِ، قَالَ وأذنت لَهُ سدده الله وإياي فِي رِوَايَة هَذَا التَّأْلِيف الْمُبَارك وإقرائه وَرِوَايَة شرحي لصحيح البُخَارِيّ وَقد قَرَأَ جملا مِنْهُ عَليّ وَرِوَايَة جَمِيع مؤلفاتي ومروياتي وأرخ ذَلِك بجمادى الْآخِرَة سنة تسعين، والعجيب من عدم ملازمته الزين الْعِرَاقِيّ وَهُوَ الْمشَار إِلَيْهِ إِذْ ذَاك فِي علم الحَدِيث بل لَا أعلم أَنه أَخذ عَنهُ بِالْكُلِّيَّةِ أصلا وَإِن أدرجه بَعضهم فِي شُيُوخه مَعَ اعتنائه بِالْحَدِيثِ وَكَونه غير مستغن عَن ألفيته وَشَرحهَا وَلذَا كَانَ يراسل شَيخنَا حِين إقرائه لَهما بِمَا يشكل عَلَيْهِ من ذَلِك وَرُبمَا اسْتشْكل فيوضح لَهُ الْأَمر مَعَ قَول شَيخنَا أَنه لم يمعن فِي الطّلب أَي فِي الحَدِيث قَالَ وَلَكِن لَهُ عمل كَبِير فِي الْعُلُوم. قلت: وخصوصا فِي شرح مُسلم وَلما) اسْتَقر بِالْقَاهِرَةِ استدعى بوالده فَقدم عَلَيْهِ فِي سنة تسعين وامتدح الظَّاهِر برقوق بقصيدة وَعمل لَهُ أَيْضا رِسَالَة فِي مدح مدرسته فقرره فِي تدريس الحَدِيث بهَا فِي محرم السّنة بعْدهَا بعد وَفَاة مَوْلَانَا زَاده ثمَّ فِي تدريس الْفِقْه بهَا فِي سنة خمس وَتِسْعين بعد موت الصّلاح بن الْأَعْمَى وَصَارَ

هُوَ ووالده يتناوبان فيهمَا ثمَّ اسْتَقل بهما بعد موت وَالِده فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة، وتوزع كل مِنْهُمَا وساعده جمَاعَة حَتَّى اسْتمرّ فيهمَا بل بَلغنِي أَن قَارِئ الْهِدَايَة انتزع تدريس الحَدِيث مِنْهُ بعد مزِيد التعصب على صَاحب التَّرْجَمَة وَكَذَا ولي الْمُحب تدريس الْحَنَابِلَة بالمؤيدية بعد شغوره عَن الْعِزّ الْقُدسِي وبالمنصورية أَظُنهُ عَن الْعَلَاء ابْن اللحام وبالشيخونية بعد الْعَلَاء بن المغلي، وناب فِي الحكم مُدَّة عَن الْمجد سَالم ثمَّ عَن ابْن المغلي ثمَّ اسْتَقل بِهِ بعده فِي صفر سنة ثَمَان وَعشْرين وتصدى لنشر الْمَذْهَب قِرَاءَة وإقراء وإفتاء وَلم يلبث أَن صرف بعد سنة وَثلث بالعز الْقُدسِي فَلَزِمَ منزله على عَادَته فِي الإشتغال إِلَى أَن أُعِيد بعد سنة وثلثي سنة فِي صفر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بِصَرْف الْمشَار إِلَيْهِ وَعرف النَّاس الْفرق بَينهمَا وَاسْتمرّ بعد الْمُحب حَتَّى مَاتَ فمجموع ولَايَته فِي الْمَرَّتَيْنِ أَربع عشرَة سنة وَنصف سنة وَنَحْو عشْرين يَوْمًا، وَمِمَّنْ انْتفع بِهِ فِي الْمَذْهَب الْعِزّ الْكِنَانِي والبدر الْبَغْدَادِيّ والنور المتبولي وَالْجمال بن هِشَام وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَلَده مُسْند إِمَامه بِكَمَالِهِ وَكَذَا حدث بالصحيحين وَغَيرهمَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ التقي القلقشندي وَغَيره للنِّسَاء، قَالَ شَيخنَا وَهِي أَعلَى مَا عِنْده، وَلما سَافر السُّلْطَان الْأَشْرَف إِلَى آمد كَانَ مِمَّن سَافر مَعَه فِي جملَة الفضاة على الْعَادة فَسمع من لَفظه أحد رفقته شَيخنَا المسلسل عَن الْعِزّ أبي الْيمن بن الكويك وَعَلِيهِ بِقِرَاءَة غَيره حَدِيث عَرَفَة فِي الْبدن من السّنَن لأبي دَاوُد، كل ذَلِك بِظَاهِر بيسان وَكتب عَنهُ من نظمه فِي هَذِه السفرة أَيْضا: (شوقي إِلَيْكُم لَا يحد وَأَنْتُم ... فِي الْقلب لَكِن للعيان لطائف) (فالجسم عَنْكُم كل يَوْم فِي نوى ... وَالْقلب حول رَبًّا حماكم طائف) قَالَ وسمعته يَقُول سَمِعت سودون النَّائِب يَقُول: التّرْك إِن أحبوك أكلوك وَإِن أبغضوك قتلوك. وَأوردهُ فِي الْقسم الْأَخير من مُعْجَمه وَقَالَ إِنَّه اجْتمع بِهِ كثيرا واستفاد مِنْهُ تَرْجَمَة أَبِيه وَغَيرهَا، هَذَا مَعَ مزِيد إجلاله أَيْضا لشَيْخِنَا حَتَّى إِنِّي قَرَأت بِخَطِّهِ وَقد رفع إِلَيْهِ سُؤال ليكتب عَلَيْهِ بعد أَن أجَاب شَيخنَا مَا نَصه مَا أجَاب بِهِ سيدنَا ومولانا قَاضِي الْقُضَاة أَسْبغ الله ظلاله هُوَ الْعُمْدَة وَلَا مزِيد لأحد عَلَيْهِ فَإِنَّهُ إِمَام النَّاس فِي ذَلِك:) (إِذا قَالَت حذام فصدقوها ... فَإِن القَوْل مَا قَالَت حذام) فَالله تَعَالَى يمتع بحياته الْأَنَام ويبقيه على توالي اللَّيَالِي وَالْأَيَّام، وامتدحه بِأَبْيَات كتبهَا بِخَطِّهِ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فِي آخر نُسْخَة من تصنيفه تَخْرِيج الرَّافِعِيّ بعد مُقَابلَة نسخته بِنَفسِهِ عَلَيْهَا فَقَالَ:

(جزى الله رب الْعَرْش خير جَزَائِهِ ... مخرج ذَا الْمَجْمُوع يَوْم لِقَائِه) (لقد حَاز قصبات السباق بأسرها ... وفاز لمرقى لَا انتها لارتقائه) (يَدُوم لَهُ عز بِهِ وجلالة ... وَذكر جميل شامخ فِي ثنائه) (فَلَا زَالَ مَقْرُونا بِكُل سَعَادَة ... وَلَا انْفَكَّ محروس العلى فِي اعتلائه) (وَلَا بَرحت أقلامه فِي سَعَادَة ... توقع بِالْأَحْكَامِ طول بَقَائِهِ) (وخرقت الْعَادَات فِي طول عمره ... يزِيد على الْأَعْمَار عِنْد وفائه) وَكَانَ إِمَامًا فَقِيها مفتيا نظارا عَلامَة مُتَقَدما فِي فنون خُصُوصا مذْهبه فقد انْفَرد بِهِ وَصَارَ عَالم أَهله بِلَا مدافعة، كلذلك مَعَ الذِّهْن الْمُسْتَقيم والطبع السَّلِيم وَكَثْرَة التَّوَاضُع والخلق الرضي والأبهة وَالْوَقار والفقد لإحدى كريمتيه والتودد والقرب من كل وسلوك طَرِيق السّلف والمداومة على الأوراد وَالْعِبَادَة والتهجد وَالصِّيَام وَكَثْرَة الْبكاء وَالْخَوْف من الله تَعَالَى والحرص على شُهُود الْجَمَاعَات والإتباع للسّنة وإحياء لَيْلَة من كل شهر فِي جمَاعَة بِتِلَاوَة الْقُرْآن وإهدائه ذَلِك فِي صحيفَة إِمَامه وَغَيره مَعَ إنشاد قصيدة يبتكرها فِي تِلْكَ اللَّيْلَة غَالِبا وَعظم الرَّغْبَة فِي الْعلم والمذاكرة والمحبة فِي الْفَائِدَة حَتَّى إِنَّه اعتنى بضبط مَا يَقع فِي مجَالِس الحَدِيث وَنَحْوهَا بالقلعة من المباحث وَشبههَا أَيَّام قَضَائِهِ على مَا بَلغنِي وفتاويه مسددة وحواشيه فِي الْعُلُوم وَسَائِر تعاليقه مفيدة وَقد رَأَيْت لَهُ حواش على تَنْقِيح الزَّرْكَشِيّ وَكَذَا على فروع ابْن مُفْلِح جرد كلا مِنْهُمَا وَكَذَا على الْوَجِيز وَالْمُحَرر وَشَرحه وَالرِّعَايَة وَأَشْيَاء وعطل وَلَده على النَّاس عُمُوم الإنتفاع بهَا وَكَانَ أَبوهُ شرع فِي تَجْرِيد مَا يتَعَلَّق بالعضد من النُّقُود والردود للكرماني ثمَّ لم يكمله فأكمله صَاحب التَّرْجَمَة. وَذكره التقى بن الشَّمْس الْكرْمَانِي فِي ضمن تَرْجَمَة وَالِده نصر الله، فَقَالَ وَكَانَ وَالِده يَعْنِي صَاحب التَّرْجَمَة عِنْده فَضِيلَة أَيْضا خطر فِي خاطره فِي وَقت شرح صَحِيح مُسلم وَصَارَ يجمع وَيكْتب قَالَ وَكَانَ وَالِده أَعور الْيُمْنَى وَهُوَ أَعور الْيُسْرَى ثمَّ كف وَالِده وقارب هُوَ أَيْضا ذَلِك، وَذكره الْعَلَاء بن خطيب الناصرية فَقَالَ) وَهُوَ صَاحِبي اجْتمعت بِهِ مرَارًا بِالْقَاهِرَةِ وحلب وتكلمت مَعَه وَهُوَ رجل فَاضل عَالم دين فَقِيه جيد وَيكْتب على الْفَتَاوَى كِتَابَة حَسَنَة مليحة وأخلاقه حَسَنَة وَانْفَرَدَ برياسة مَذْهَب أَحْمد بِالْقَاهِرَةِ وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة سَأَلت عَنهُ الشهَاب بن المحمرة فَقَالَ لَهُ فضل فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهمَا ثمَّ اجْتمعت بِهِ بِدِمَشْق فرأيته من أهل الْعلم الْكِبَار يتَكَلَّم بعقل وتؤدة مَعَ حسن الشكالة وَلكنه مصاب بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ

وَلم ير فِي زَمَاننَا أحسن من عِبَارَته على الْفَتْوَى، وَقَالَ التقى المقريزي أَنه لم يخلف فِي الْحَنَابِلَة بعده مثله. قَالَ وَلَا أعلم فِيهِ مَا يعاب، وَذكر نَحْو ذَلِك فِي عقوده وَأَنه لم يزل مُنْذُ قدم الديار المصرية مصاحبا لَهُ فِيمَا علمه إِلَّا صواما قواما صَاحب حَظّ من قيام وأوراد وأذكار وَاتِّبَاع للسّنة ومحبة لَهَا ولأهلها، وَصدر تَرْجَمته أَنه كَانَ أول حنبلي ولي الْقَضَاء حِين عمل الظَّاهِر بيبرس البندقداري الْقُضَاة أَرْبَعَة الشَّمْس مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي بل كَانَ أول من درس الْمَذْهَب الْحَنْبَلِيّ بالمدارس الصالحية وَأما قبله فَكَانَ فِي تَقْلِيد الشّرف أبي المكارم مُحَمَّد بن عبد الله ابْن عين الدولة بن أبي الْمجد بن عين الدولة الشَّافِعِي لقضاة مصرمن الْكَامِل أَنه لَا يَسْتَنِيب لِكَثْرَة نُسكه ومتابعته للسّنة إِلَّا أَنه ولي الْقَضَاء فَالله يرضى عَنهُ أخصامه وَأَشَارَ رَحمَه الله فِي كَلَامه إِلَى مَا قَالَ شَيخنَا حَيْثُ نقل عَن الْعِزّ الْكِنَانِي توَافق صَاحب التَّرْجَمَة مَعَ عَمه يَعْنِي الْآتِي بعده فِي اسْمه وَاسم أَبِيه وجده ومذهبه ومنصبه ومسكنه بالصالحية. قَالَ وفارقه فِي اللقب وأصل الْبَلَد وَالنِّسْبَة إِلَى الْجد الْأَعْلَى وَطول الْمدَّة وسعة الْعلم والتبسط فِي بيع الْأَوْقَاف وَنَحْو ذَلِك انْتهى. وَقد عرضت عَلَيْهِ بعض محفوظاتي وَكَذَا عرض عَلَيْهِ من قبلي الْوَالِد وَالْعم رحمهمَا الله وَاتفقَ فِي ذَلِك أَمر غَرِيب وَهُوَ أَنه كتب عرض كل مِنْهُمَا فِي ورقة كَامِلَة وعرضي بِهَامِش كِتَابَة غَيره وَلم يُصَرح فِي خطه بِالْإِجَازَةِ للأولين مَعَ طول كِتَابَته وكتبها لي مَعَ اختصاره وَلم يزل على جلالته ورياسته حَتَّى مَاتَ بعلة القولنج، وَكَانَ يَعْتَرِيه أَحْيَانًا ويرتفع لكنه فِي هَذِه الْعلَّة اسْتمرّ أَكثر من شَهْرَيْن ثمَّ قضى بعد أَن صلى الصُّبْح بِالْإِيمَاءِ يَوْم الْأَرْبَعَاء منتصف جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين بِالْمَدْرَسَةِ المصورية من الْقَاهِرَة عَن ثَلَاث سبعين عَاما إِلَّا دون شَهْرَيْن وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه خَارج بَاب النَّاصِر تقدم النَّاس شَيخنَا وَدفن بتربة السلَامِي وتعرف الْآن بتربة البغاددة بِالْقربِ من تربة الْجمال الأسنائي وَلم يغب لَهُ ذهن رَحمَه الله، وَاسْتقر بعده فِي الْقَضَاء الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وَفِي المؤيدية الْعِزّ الْكِنَانِي وَفِي بقيتها ابْنه يُوسُف، وَوَقعت لشَيْخِنَا) اتفاقية غَرِيبَة فَإِنَّهُ قَالَ كنت أنظر فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى فِي دمية الْقصر للباخرزي فمررت فِي تَرْجَمَة المظفر بن عَليّ أَن لَهُ هَذِه الأبيات الْمُلْتَزم فِيهَا النُّون ثمَّ الْمُوَحدَة قبل اللَّام يرثي بهَا وَهِي: (بلاني الزَّمَان وَلَا ذَنْب لي ... بلَى إِن بلواه للأنبل) (وَأعظم مَا سَاءَنِي صرفه ... وَفَاة أبي يُوسُف الْحَنْبَلِيّ) (سراج الْعُلُوم وَلَكِن خبا ... وثوب الْجمال وَلَكِن بلَى)

قَالَ فتعجبت من ذَلِك وَوَقع فِي نَفسِي أَنه يَمُوت بعد ثَلَاثَة أَيَّام عدد الأبيات فَكَانَ كَذَلِك، وَنَحْوه قَول القَاضِي عز الدّين الْكِنَانِي لما مرض الْعَلَاء بن المغلي مرض الْمَوْت سَأَلتنِي والدتي عَنهُ وَأَنا أتصفح كتابا وَكنت أحب مَوته ليتولى صَاحب التَّرْجَمَة فَوَقع بَصرِي على قَول الشَّاعِر: (رب قوم بَكَيْت مِنْهُم فَلَمَّا ... أَن توَلّوا بَكَيْت أَيْضا عَلَيْهِم) فَلم يلبث الْعَلَاء أَن مَاتَ وَولي صَاحب التَّرْجَمَة وَكَانَ مَا نطق بِهِ الشّعْر. 657 - أَحْمد بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن هَاشم بن إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم بن نصر الله بن أَحْمد الْمُوفق بن نَاصِر الدّين الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ سبط الْمُوفق عبد الله بن مُحَمَّد القَاضِي أمه زَيْنَب وأخو إِبْرَاهِيم وَالِد أَحْمد الماضيين وَرُبمَا نسب لجده فَقيل أَحْمد بن نصر الله بن أبي الْفَتْح. / ولد فِي الْمحرم سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا جده، واشتغل وَمهر وَولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بالديار المصرية بعد أَخِيه إِبْرَاهِيم وَلم يلبث أَن صرف بعد سَبْعَة أشهر أَو دونهَا بِالنورِ الحكري من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة ثمَّ أُعِيد فِي آخرهَا فَلم يلبث أَن دهمت النَّاس الكائنة الْعُظْمَى بالبلاد الشامية باللنكية فَخرج مَعَ الْعَسْكَر الْمصْرِيّ ثمَّ رَجَعَ بعد الْهَزِيمَة فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ حادي عشر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَدفن من الْغَد. قَالَ الْعَيْنِيّ وَكَانَ رجلا حَلِيمًا ذَا تواضع ومسكنة وَلكنه كَانَ قَلِيل الْعلم وَقَالَ ابْن أَخِيه: كَانَ حسن الشكل كثير الْعلم قوي الْإِدْرَاك حسن المحاضرة نزها لَهُ تعاليق فِي الْفِقْه والنحو وَغَيرهمَا تدل على حِين تصرفه بِالْعلمِ، وَقَالَ المقريزي كَانَ مشكورا، وأرخه فِي ثَانِي عشر رَمَضَان، وَفِي عقوده فِي حادي عشرَة وَأَنه كَانَ خيرا متواضعا حييا محببا إِلَى النَّاس من بَيت دين وَعلم وعفاف، وَلم يذكرهُ شَيخنَا فِي أنبائه، بِعلم وترجمه فِي رفع الأصر اعْتِمَادًا على ابْن أَخِيه، وَقد مضى لَهُ ذكر فِي الَّذِي قبله. 658 - أَحْمد بن نعْمَة الله بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن يحيى بن أبي الْمجد ابْن أبي الْبَقَاء بن مكرم الْفَاضِل نور الدّين أَبُو الْبَقَاء بن كَمَال الدّين بن نور الدّين الفالي السيرافي الشَّافِعِي سبط الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن مكرم الْمَاضِي. / ولد سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة واشتغل على أَبِيه فِي النَّحْو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان وَالْفِقْه ثمَّ على جده لأمه وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ شرح القطب على الشمسية مَعَ حَاشِيَة السَّيِّد وَسمع أَكثر شرح التَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان مَعَ شَيْء من الْكَشَّاف وَبَعض الْحَاوِي الصَّغِير وَسَائِر شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ للعبري وَدخل شيراز فَأخذ أصُول الدّين

وَالنَّظَر وَالْفِقْه عَن الْجلَال مُحَمَّد بن أسعد الصديقي الدواني والمعين جُنَيْد الْعمريّ الشيرازيين، وَقدم مَكَّة فِي موسم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَأَقَامَ بهَا مَعَ خَاله الْعَلَاء مُحَمَّد إِلَى أثْنَاء ربيع الأول من الَّتِي بعْدهَا وتوجها للمدينة ثمَّ رجعا فِي قافلتنا أَوَاخِر شعْبَان واستمرا بِمَكَّة بَقِيَّة السّنة ثمَّ عادا مصحوبين بالسلامة وَقد لازمني فِي الْحَرَمَيْنِ دراية وَرِوَايَة فِي تصانيفي وَغَيرهَا وَحمل عني جَمِيع الْهِدَايَة الجزرية بحثا وغالب ألفية الْعِرَاقِيّ وَسمع بعض شرحي وَمن لَفْظِي جَمِيع القَوْل البديع وَقَرَأَ عَليّ أَشْيَاء وَكتب لي تراجم جمَاعَة من أَقَاربه، وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة كتبت ملخصها فِي التَّارِيخ الْكَبِير وَنعم الرجل فضلا ومحاسن. 659 - أَحْمد بن نوروز شهَاب الدّين الخضري الظَّاهِرِيّ برقوق / لكَون أَبِيه كَمَا سَيَأْتِي من مماليكه. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي قبلهَا تَقْرِيبًا وَنَشَأ يَتِيما ثمَّ اتَّصل بِالظَّاهِرِ حقمق فاستقر بِهِ حِين كَانَ أَمِير اخرو شاد الشربخاناة فَلَمَّا تملك عمله أَمِير عشْرين بِالشَّام وعداد الأغنام ثمَّ ضم إِلَيْهِمَا امرة عشرَة بِالْقَاهِرَةِ، وأثرى وسافر إِلَى الشَّام غير مرّة وَتزَوج زَيْنَب ابْنة الْجلَال البُلْقِينِيّ وَكَانَت تتهالك فِي الترامي عَلَيْهِ وَتعرض عَن ابْن عَمها مَعَ مزِيد ميله إِلَيْهَا ونقصه من الآخر إِلَى أَن أعرض عَنْهَا الْبَتَّةَ وَآل أمره إِلَى أَن ولي إمرة الركب الأول وَأخذ فِي أَسبَاب ذَلِك فَمَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد رَابِع عشر شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَكَانَ أشقر معتدل الْقد يلثغ بِالسِّين وَلَا يذكر بِخَير وَلَا دين. 660 - أَحْمد بن نَاصِر الدّين بن سُلَيْمَان الْهَوِي / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 661 - أَحْمد بن نوكار الشهابي الناصري الْآتِي أَبوهُ. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن والقدوري والمنار وألفية النَّحْو والشاطبية عِنْد فَارس الْآتِي وَعرض على شَيخنَا والعيني وَغَيرهمَا بل عرض على الظَّاهِر جقمق وأنعم على فقيهه بِمِائَة دِينَار وَزَاد جامكيته وأخيه، وَحج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وجاور قبلهَا وسافر مَعَ أَبِيه وزار بَيت الْمُقَدّس واشتغل بالتجويد وَغَيره وَكَذَا اخْتصَّ بِأخرَة بالجلال السُّيُوطِيّ وَأخذ عَنهُ فِي فنون وبذكر بصلاح وورع وتحر وعقل وانعزل وتودد وَبَلغنِي أَن الْأَشْرَف قايتباي جعل نظر جَامعه بالكبس لَهُ. 662 - أَحْمد بن هرون الشهَاب الشرواني الشَّافِعِي. / قدم الْقَاهِرَة قَرِيبا من سنة سبعين وَحضر بعض الدُّرُوس وَأخذ عني يَسِيرا وَظَهَرت براعته فِي فنون مَعَ دين وَخير وانجماع وَمِمَّنْ أذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء الْفَخر عُثْمَان المقسي وسافر إِلَى الْقُدس فَمَاتَ قَرِيبا بعد أَن وقف كتبه وجئ بهَا لجامع الْأَزْهَر ثمَّ أَخذهَا الْمَذْكُور وَنعم كَانَ رَحمَه الله.

663 - أَحْمد بن هَاشم بن قَاسم بن خَليفَة الْقرشِي الهاشميمات / فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ خَارج مَكَّة، وَحمل وَدفن بمعلاتها. 664 - أَحْمد بن هَاشم الكراني. / مَاتَ بِمَكَّة فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ. 665 - أَحْمد بن هَانِئ الشهَاب الْموقع. / 666 - أَحْمد بن هِلَال الشهَاب الحسباني ثمَّ الْحلَبِي الصُّوفِي وَيعرف بِابْن هِلَال / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه اشْتغل قَلِيلا على القَاضِي شمس الدّين بن الْخَرَّاط وَغَيره وَكَانَ مفرط الذكاء وَأخذ التصوف عَن الشَّمْس البلالي ثمَّ توغل فِي مَذْهَب أهل الْوحدَة ودعا إِلَيْهِ وَصَارَ كثير الشطح وَجَرت لَهُ وقائع وَكَانَ أَتْبَاعه يبالغون فِي إطرائه وَيَقُولُونَ هُوَ نقطة الدائرة إِلَى غير ذَلِك من مقالاتهم المستبشعة، وَذكره فِي لِسَان الْمِيزَان فَقَالَ أحد زنادقة الْوَقْت. ولد بعد السّبْعين وَنَشَأ بِدِمَشْق وَقدم حلب على رَأس الْقرن فَقَرَأَ على القَاضِي شرف الدّين الْأنْصَارِيّ فِي مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ ودرس فِي الْمُنْتَقى لِابْنِ تَيْمِية وَقَرَأَ فِي أصُول الدّين فَلَمَّا كَانَت كائنة الططر وَقع فِي أسر اللنكية وشج رَأسه ثمَّ خلص مِنْهُم بعد مُدَّة وبرح إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا وَأخذ عَن بعض شيوخها وَصَحب البلالي مُدَّة رَجَعَ إِلَى حلب فصحب الأطعاني ثمَّ انْقَطع فتردد إِلَيْهِ النَّاس وَعقد الناموس وَصَارَ يَدعِي دعاوي عريضة مِنْهَا أَنه مُجْتَهد مُطلق وَيُطلق لِسَانه فِي أكَابِر الْأَئِمَّة وَأَنه مطلع على الكائنات وَلَا يعتني بِعبَادة وَلَا مواظبة على الْجَمَاعَات ويدعى أَنه أَخذ من الحضرة وَأَنه نقطة الدائرة وَنقل عَنهُ أَتْبَاعه كفريات صَرِيحَة وَسمع شخصا ينشد قصيدة نبوية فَقَالَ هَذِه فِي وَقَالَ لأتباعه أَن قصرتم بِي عَن دَرَجَة النُّبُوَّة نقصتم منزلتي وَزعم أَنه يجْتَمع بالأنبياء كلهم فِي الْيَقَظَة وَأَن الْمَلَائِكَة تخاطبه فِي الْيَقَظَة وَأَنه عرج بِهِ إِلَى السَّمَوَات) وَأَن مُوسَى أعْطى مقَام التكليم ومحمدا مقَام التَّكْمِيل وَهُوَ أعْطى المقامين مَعًا إِلَى غير ذَلِك مِمَّا ذاع واشتهر وَكثر أَتْبَاعه وَعظم بهم الْخطب واشتدت الْفِتْنَة بِهِ وَقَامَ عَلَيْهِ جمَاعَة وتعصب لَهُ بعض الأكابر إِلَى أَن مَاتَ فِي تَاسِع عشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين. نقلت تَرْجَمته من خطّ الْبُرْهَان الْمُحدث بحلب. قلت: وَمَا تقدم عَن أنبائه ذكره فِي سنة أَربع وَعشْرين وَالْأول أشبه، وَسمعت الْمُحب بن الشّحْنَة يَحْكِي أَنه أَخذ عَنهُ وَأَنه آيف فِي عقله، وَلَيْسَ هَذَا بِبَعِيد عَن من تصدر مِنْهُ الخرافات، وَذكره ابْن أبي عذيبة فَقَالَ: الشَّيْخ الإِمَام الصَّالح الزَّاهِد الْوَرع الْعَارِف الْمُحَقق شهَاب الدّين سُئِلَ الشَّيْخ عمر بن حَاتِم العجلوني عَن أمثل من رَأَتْ عَيناهُ

فِي الدُّنْيَا فِي الْعلم وَالْعَمَل فَقَالَ من الْأَمْوَات ابْن هِلَال وَمن الْأَحْيَاء ابْن رسْلَان سمع كثيرا وَعمر. مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين. 667 - أَحْمد بن سُلْطَان الْيمن الظَّاهِر هزبر الدّين يحيى بن النَّاصِر أَحْمد بن الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن رَسُول شهَاب الدّين الغساني شَقِيق إِسْمَاعِيل وَالِد يحيى الْآتِي وَيعرف بِابْن سُلْطَان الْيمن. / مِمَّن فر بعد كحله من شقيقه إِلَى مَكَّة سنة سبع وَأَرْبَعين وسافر مِنْهَا للقاهرة وَاسْتولى على المنصورية بِمَكَّة وسكنها. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت ثامن عشرى جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. أحمدبن يحيى بن أَحْمد ملك. فِيمَن لم يسم جده. أحمدبن يحيى بن شَاكر بن عبد الْغَنِيّ أَبُو البركات بن الجيعان /. يَأْتِي فِي الكني. 668 - أَحْمد بن يحيى بن عبد الله الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْحَمَوِيّ الرواقي الصُّوفِي. / ولد سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَذكر أَنه سمع بِمَكَّة على الْعَفِيف اليافعي فِي سنة خمس وَخمسين وتلقن الذّكر وَلبس الْخِرْقَة الصُّوفِيَّة من يُوسُف العجمي وأسندها عَن النَّجْم الْأَصْفَهَانِي عَن نور الدّين عبد الصَّمد عَن الشهَاب السهر وردي وتعاني طَرِيق التصوف وَسكن فِي الْأَخير حماة وَتردد إِلَى طرابلس وَغَيرهَا وزار الْقُدس سنة سبع وَعشْرين. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. قَالَ وَقَالَ الْعَلَاء يَعْنِي ابْن خطيب الناصرية: كَانَ صَالحا خيرا ناسكا مسلكا يستحضر أَشْيَاء حَسَنَة عَن الصُّوفِيَّة اجْتمعت بِهِ فِي طرابلس فأنشدني، وسَاق لَهُ عَن أبي حَيَّان قصيدة أَولهَا: (لاخير فِي لَذَّة من دونهَا حذر ... وَلَا صفا عيشة فِي ضمنهَا كدر) (فالرفع من بعده نصب وفاعله ... عَمَّا قَلِيل بِحرف الْجَرّ ينكسر) وَهِي نَحْو عشْرين بَيْتا لَا تشبه نظم أبي حَيَّان وَلَا نَفسه وَلَا يتَصَوَّر لمن ولد سنة سبع وَأَرْبَعين السماع من أبي حَيَّان المتوفي قبل ذَلِك بِمدَّة وَلَقَد عجبت من خَفَاء ذَلِك على العلاءثم حسبت أَن يكون بَين الروافي وَأبي حَيَّان وَاسِطَة انْتهى. وقرأت بِخَط شَيخنَا فِي مَوضِع آخر وَقد زعم أَنه أنشدها لَهُ الْجمال بن هِشَام قَالَ أنشدنا أَبُو حَيَّان قَالَ وَلَا يعرف أَن ابْن هِشَام أَخذ عَن أبي حَيَّان بل كَانَ يجتنبه، قَالَ وَكَانَ الرواقي يُقيم بحماة وَيَأْتِي طرابلس ثمَّ بَلغنِي أَنه توجه إِلَى الْقُدس وَأقَام بِهِ وَمَات مَا بَين ثَمَان وتسع وَعشْرين. 669 - أَحْمد بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن فَهد أَبُو الْخَيْر الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ. / مَاتَ وَقد طعن فِي الثَّانِيَة فِي ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.

670 - أَحْمد بن يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي زَكَرِيَّا بن صلح بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن يحيى الشهَاب الصالحينسبة لمنية أم صلح قَرْيَة بِنَاحِيَة مليج من الغربية وَبهَا ضريح ليحيى الْأَعْلَى عصري دَاوُد العزب وَغَيره من الْأَوْلِيَاء وَكَذَا إِلَى حارة الصالحية بالبرقية دَاخل الْقَاهِرَة وَيعرف بِابْن يحيى. / نَشأ فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين والتيسير والمنهاج وقرأه بِتَمَامِهِ على الصَّدْر الأبشيطي وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء وَكَذَا حضر فِي دروس البُلْقِينِيّ والأبناسي وَغَيرهمَا وَأخذ القراآت عَن بعض أَهلهَا وَسمع على الزين الْعِرَاقِيّ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ غَالب السّنَن للدارقطني وعَلى الفرسيسي وناب فِي الْقَضَاء، وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بالبرقوقية وجامع الْأَزْهَر والقراآت بالمؤيدية والإمامة بِالْقصرِ برغبة أَخِيه لَهُ عَنْهَا فِي مرض مَوته فَلَمَّا مَاتَ وثب عَلَيْهِ الشهَاب الكوراني وانتزع البرقوقية مِنْهُ بعناية كَاتب السِّرّ ابْن الْبَارِزِيّ وَكَذَا وثب عَلَيْهِ غَيره فِي المؤيدية محتجا بِأَن واقفها شَرط أَنه إِن وَقع نزُول لَا يُقرر وَاحِد مِنْهُمَا وَلَكِن لم ينهضوا لأخراجها عَنهُ بل بَاشَرَهَا مَعَ تدريس الْحَاكِم وَكنت مِمَّن لم يحضر عِنْده فِيهِ مَعَ قلَّة بضاعته وجموده وَكَذَا خطب بِجَامِع الْأَزْهَر وَاتفقَ أَنه حصل لَهُ أَوَائِل بعض الْفُصُول شبه الْإِغْمَاء لصفرة كَانَت تعتريه وَهُوَ فِي الْخطْبَة فماج النَّاس وظنوا أَنه مَاتَ فَخَطب بِالنَّاسِ الشهَاب الهيتي وَصلى غَيره لكَونه ألثغ. وعاش صَاحب التَّرْجَمَة حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع واربعين وَدفن بتربة كزل الناصري تجاه تربة خوند أم أنوك من البرقية رَحمَه الله وَكَانَ رغب عَن نصف إِمَامَة الْقصر للنور التلواني وَاسْتقر بعده فِي تدريس الْحَاكِم ابْن أَسد. 671 - أَحْمد بن يحيى بن عمر بن مُحَمَّد بن محَاسِن الشهَاب الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي. / نزيل مَكَّة وَمِمَّنْ ولي نظر الْقُدس فَلم يحمد واقفين. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سادس عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. 672 - أَحْمد بن يحيى بن عِيسَى بن عَيَّاش بن إِبْرَاهِيم العوكلي القسنطيني. / نزيل مَكَّة وَشَيخ رِبَاط الموفى، وَكَانَ ماهرا فِي آلَات التِّجَارَة. مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة سِتِّينَ. أرخه ابْن عزم. 673 - أَحْمد بن يحيى بن عِيسَى الشهَاب الصنهاجي المغربي الْمُقْرِئ. / سمع التَّيْسِير للداني على الفوي مَعَ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الكركي. 674 - أَحْمد بن يحيى بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الشريف قَاضِي الْجَمَاعَة أَبُو الْعَبَّاس الحسني التلمساني المغربي الْمَالِكِي حفيد شَارِح الْجمل للخونجي / مِمَّن أَخذ عَنهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْأَزْرَق وَقَالَ أَنه مِمَّن عمر، وَهُوَ سنة سِتّ وَتِسْعين من الْأَحْيَاء.

675 - أَحْمد بن الْفَقِيه محيي الدّين يحيى بن مُحَمَّد بن تَقِيّ الكازروني الْمدنِي أَخُو عَليّ. / سمعا عَليّ الزين المراغي فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة. 676 - أَحْمد بن يحيى بن يشبك الْفَقِيه الشهَاب الْآتِي أَبوهُ وجده. / كَانَ قد جَازَ الْبلُوغ حِين موت أَبِيه وَلم يتصون مَعَ حسن شكالته وَإِضَافَة مَا كَانَ باسم أَبِيه إِلَيْهِ بل ورث جده. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين. 677 - أَحْمد بن يحيى الشهَاب العثماني المعري / معرة سرميناشتغل وَمهر وَولي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بحلب فِي مستهل شَوَّال سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَكَانَ حسن السِّيرَة فَلم يلبث أَن قتل فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشرِيَّة هجم عَلَيْهِ شخص فَضَربهُ فِي خاصرته فَمَاتَ. قَالَه شَيخنَا فِي تَارِيخه نقلا عَن خطّ مَجْهُول وجده بِهَامِش جُزْء من مسودة تَارِيخ حلب لِابْنِ العديم قَالَ ثمَّ وجدته فِي تَارِيخ الْعَلَاء فَقَالَ: أَحْمد بن يحيى بن أَحْمد بن ملك السرميني من معرة سرمين كَانَ قَاضِي بَلَده مُدَّة ثمَّ ولي قَضَاء حلب بعد الْفِتْنَة الْكُبْرَى فاغتيل بعد صَلَاة الصُّبْح ثَالِث عشر شَوَّال سنة خمس قبل استكمال شهر قَالَ وَكَانَت لَهُ مُرُوءَة وَفِيه سُكُون وَسيرَته حَسَنَة رَحمَه الله. 678 - أَحْمد بن الحسني الدروي المخلافي الْيَمَانِيّ. / رجل مُعْتَقد تحكى لَهُ كرامات. توفّي تَقْرِيبًا قبيل الْخمسين وَخَلفه ابْنه محيي الدّين مُحَمَّد وَمِمَّنْ صَحبه الشريف عبد الله بن عَامر بن مُحَمَّد الْبَدْر الْآتِي. 679 - أَحْمد بن أبي يحيى بن مُحَمَّد بن خلف أَبُو جَعْفَر الغساني الأندلسي الوادياشي الْمَالِكِي وَيعرف بالازيرق. / قدم الْقَاهِرَة فِي أثْنَاء سنة سِتّ وَتِسْعين ليحج فَاجْتمع بِي مَعَ رَفِيقه وبلديه أبي الْقسم بن عَليّ بن مُحَمَّد، وَسمع مني المسلسل بِشَرْطِهِ وَبَعض ارتياح الأكباد بل قَرَأَ على التَّوَجُّه للرب بدعوات الكرب من تصنيفي من نُسْخَة بِخَطِّهِ وأجزت لَهُ. ومولده فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بوادياش وَحفظ الْقُرْآن وألفية النَّحْو والجرومية وعرضهما على بلديه على بن أَحْمد ابْن دَاوُد البلوي ودرس غَيرهمَا مِمَّا لم يكمله وانتفع بِهِ فِي الْفِقْه والعربية وَغير ذَلِك وَكَذَا أَخذ عَن غَيره قَلِيلا ثمَّ سمع عَليّ مني أَمَاكِن من الْكتب السِّتَّة والموطأ ومسند الشَّافِعِي وَغير ذَلِك وكتبت لهوسافر فِي أَوَائِل رَجَب مِنْهَا فِي الْبَحْر من الطّور ثمَّ عَاد مَعَ الركب بعد قَضَاء نُسكه وَنعم الرجل. 680 - أَحْمد بن أبي يزِيد من طرباي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي وَهُوَ الْأَصْغَر. / ولد فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ مِمَّن أَخذ عني مَعَ أَخِيه وَكَذَا سمع من الْخَطِيب الْحَنْبَلِيّ

وَغَيره وَحج وخالطه أَخَاهُ فِي بعض مَا كَانَ ينوبه من الضرورات لمخدومه وَغَيرهَا. مَاتَ فِيمَا بَلغنِي وَأَنا بِمَكَّة سنة سبع وَتِسْعين. 681 - أَحْمد بن يس بن خلد المعبدي. / مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ. 682 - أَحْمد بن يَعْقُوب بن أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس ابْن الشّرف الأطفيحي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن يَعْقُوب. / ولد فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وعدة كتب عرضهَا على البُلْقِينِيّ وَنَحْوه وَمن محفوظاته تقريب الْأَسَانِيد للزين الْعِرَاقِيّ عرضه بِتَمَامِهِ على مُؤَلفه وَحمل عَنهُ شَيْئا كثيرا من أَمَالِيهِ وَغَيرهَا واشتغل يَسِيرا وَكَانَ وَالِده كَمَا سَيَأْتِي عَلامَة مقرئا صَالحا خيرا فَأحْسن بربيته وأدبه واكتسب مِنْهُ دماثة الْأَخْلَاق واطراح النَّفس وأسمعه الْكثير عِنْد الْعِرَاقِيّ والهيثمي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الشيخة والحلاوي والسويداوي وَابْن الهاشم وَمَرْيَم الأذرعية وَخلق، وَأَجَازَ لَهُ ابْن الذَّهَبِيّ وَابْن العلائي وَآخَرُونَ من الشَّام والإسكندرية وَغَيرهمَا وَتزَوج زَيْنَب ابْنة شَيْخه الْعِرَاقِيّ وأولدها عدَّة وَصَارَ مَشْهُورا بِبَيْت الْعِرَاقِيّ فَلَمَّا ولي الْوَلِيّ أَبُو زرْعَة الْقَضَاء بَاشر عِنْده النقابة ثمَّ كَانَ نَقِيبًا لشَيْخِنَا وَفِي الآخر بَاشر مَعهَا أَمَانَة الحكم وأوقاف الْحَرَمَيْنِ وَولي عِنْد غَيرهمَا وَكَانَ من رجال الْقَاهِرَة عقلا واحتمالا وتواضعا ومداراة وكرما ومروءة مَعَ الحشمة والرياسة والوضاءة والبشاشة وظرف المحاضرة واستجاب الخواطر وَكَثْرَة الصَّوْم والتهجد والتلاوة وزيارة الصَّالِحين وَالْإِحْسَان إِلَى الْفُقَرَاء والطلبة والمحبة فِي الحَدِيث وَأَهله والإنقياد مَعَهم للأماكن الَّتِي تقصد للإسماع فِيهَا وَقد حج غير مرّة وسافر صُحْبَة شَيخنَا فِي الركاب السلطاني إِلَى الْبِلَاد الشامية وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة، أخذت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ شَيخنَا ينبهني فِي بعض مَا أقرأه عَلَيْهِ على مشاركته لَهُ فِيهِ ويأمره بِالْجُلُوسِ للإسماع مَعَه فعل ذَلِك معي مرَارًا وَرُبمَا امْتنع صَاحب التَّرْجَمَة من الْجُلُوس وَيسْتَمر قَائِما بل سمع مِنْهُ شَيخنَا بعض الْأَحَادِيث فِي السفرة الْمشَار إِلَيْهَا وَكفى بذلك فخرا لكل مِنْهُمَا، وتراخت وَفَاته عَن شَيخنَا فَلم يحصل بعده على طائل وَمَات فِي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشر ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَدفن من الْغَد فِي أقْصَى الصَّحرَاء بجوار سَيِّدي عبد الله المنوفي بِوَصِيَّة مِنْهُ تعد أَن صلى عَلَيْهِ الشّرف الْمَنَاوِيّ وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل بالقضاة وَالْعُلَمَاء والطلبة وَالصَّالِحِينَ كثير الْإِنْس، وَعظم التأسف لفقده وأطبقوا على حسن الثَّنَاء عَلَيْهِ وَلَقَد كَانَ جَدِيرًا بذلك وَلم يخلف فِي مَعْنَاهُ مثله رَحمَه الله وإيانا.

683 - أَحْمد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن صديق الْبُرُلُّسِيّ الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد. / تعاني التِّجَارَة وصاهر الْبُرْهَان بن عليبة على ابْنَته وَلم يحصل مِنْهُ رَاحَة ومولده قبل الْخمسين وَثَمَانمِائَة. 684 - أَحْمد بن يلبغا شهَاب الدّين الْعمريّ الخاصكي الحسني صَاحب الْكيس وأستاذ الظَّاهِر برقوق. / كَانَ مُعظما فِي الدولة أحد المقدمين بِمصْر فِي أَيَّامه ثمَّ أَمِير مجْلِس ثمَّ نَفَاهُ إِلَى الشَّام وَأقَام بطالا فِي طرابلس وَآل أمره إِلَى أَن ذبح مَعَ أيتمش فِي رَابِع شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَقد زَاد على الْأَرْبَعين وقارب السّبْعين. أغفله شَيخنَا فِي أنبائه. 685 - أَحْمد بن يهود الشهَاب الدِّمَشْقِي ثمَّ الطرابلسي الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ. / ولد سنة بضع وَسبعين وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتعانى الْعَرَبيَّة فمهر فِيهَا واشتهر بهَا وأقرأها فَانْتَفع النَّاس بِهِ فِيهَا بالبلدين، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْبُرْهَان السوبيني وَشرع فِي نظم التسهيل فنظم مِنْهُ سَبْعمِائة بَيت وَمَات قبل إكماله، وَكَانَ تحول بعد فتْنَة اللنك إِلَى طرابلس فقطنها حَتَّى مَاتَ بهَا فِي آخر سنة عشْرين. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 686 - أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن يُوسُف بن سَالم بن دليم الدَّمِيرِيّ الْبَصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ ابْن أخي أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن دليم. / مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد. 687 - أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد بن يُوسُف الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الزرعي الأَصْل الْمَقْدِسِي التَّاجِر وَيعرف بِابْن سياج بِكَسْر الْمُهْملَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة خَفِيفَة وَآخره جِيم. / رجل خير أنس سليم الصَّدْر من أهل الْقُرْآن والاعتناء بِالتِّجَارَة صحب إِمَام الكاملية واشتغل يَسِيرا عَلَيْهِ وعَلى غَيره، ولازمني حَتَّى قَرَأَ البُخَارِيّ فِي سنة ثَمَانِينَ مَعَ الْمجْلس الَّذِي عملته فِي خَتمه وحصله وَحضر عِنْدِي عدَّة مجَالِس فِي الْإِمْلَاء إِلَى غَيرهَا مِمَّا سَمعه وَنعم الرجل. 688 - أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد الشهَاب الصحراوي السعودي الْحَنَفِيّ. / أحد الْفُضَلَاء بِالْعَرَبِيَّةِ وَغَيرهَا غرق ببحر النّيل فِي ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَهُوَ مِمَّن أَخذ فِي الِابْتِدَاء عَن الشهَاب الزواوي ثمَّ عَن التقيين الشمني والحصني وَغَيرهمَا وَسمع على الْبَدْر النسابة والنور البارنباري والطبقة بِقِرَاءَتِي وأقرأ الطّلبَة وَكَانَ يَجِيء بَيت ابْني الأخميمي لذَلِك بل تردد إِلَيّ للسؤال عَن قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سني كَسِنِي يُوسُف وَغَيره رَحمَه الله. 689 - أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد الشهَاب بن الْجمال الاستادار التتري الأَصْل القاهري / عُوقِبَ مَعَ الرابية وَأَتْبَاعه ثمَّ قتل فِي ربيع الآخر سنة أَربع عشرَة وَكَانَ

قد جهزه أَبوهُ أَمِير الْحَاج فِي سنة إِحْدَى عشرَة على وَجه يفوق الْوَصْف وَعَاد فِي أول الَّتِي تَلِيهَا، وَيُقَال إِنَّه مبدع الْجمال بِحَيْثُ امتحن أعجمي بِهِ وَلكنه كَانَ يقنع بِالنّظرِ وَذهب فِي خدمته فِي الْحجَّة الْمشَار إِلَيْهَا مَاشِيا وَكَانَ أَبوهُ يعلم ذَلِك إِلَّا إِنَّه لعلمه بِعَدَمِ شَيْء زَائِد على هَذَا لم يزبره. أَحْمد بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان الشهَاب الكوراني. / مضى بِدُونِ يُوسُف. 690 - أَحْمد بن يُوسُف بن الْحسن الْعزي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الهرس. / مِمَّن أَخذ عني. 691 - أَحْمد بن يُوسُف بن حُسَيْن بن عَليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن رَجَب بن أَحْمد الْمُحب أَبُو البركات الحسني الحصنكيفي الأَصْل الْمَكِّيّ الْمُقْرِئ بِالْحرم وَيعرف بِابْن الْمُحْتَسب. / ولد فِي سحر لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَأَجَازَ لَهُ العساقي والهيثمي وَابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والفرسيسي والسحولي وَأَبُو الْيُسْر بن الصَّائِغ وَابْن الكويك والمراغي وَزِيَادَة على مائَة وناب فِي الْحِسْبَة بِمَكَّة ثمَّ تَركهَا وَدخل مصر واليمن مرَارًا للاسترزاق وَكَانَ يقْرَأ ويمدح فِي الْجَامِع وَيُؤذن بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَعَلِيهِ فِي كل ذَلِك أنس كَبِير مَعَ التودد الزَّائِد للنَّاس حَتَّى وَصفه صَاحب ابْن فَهد بشيخ المقرئين بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام، أجَاز لي ورأيته هُوَ وَأَخُوهُ أَبُو عبد الله فِيمَن سمع على التقي بن فَهد، وَمَات فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سادس صفر سنة خمس وَخمسين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالمعلاة. 692 - أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَالِد صديق الْآتِي وَيعرف بالأهدل. / أحد من يَعْتَقِدهُ النَّاس بِالْيمن وَهُوَ من بَيت صَلَاح وَعلم، جاور بِمَكَّة زَمَانا، وَمَات فِي سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة. ذكره الفاسي مطولا. 693 - أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الْكَرِيم الشهَاب بن الْجمال نَاظر الْخَاص الْمَعْرُوف بِابْن كَاتب جكم وَهُوَ سبط الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وأخو الْكَمَال مُحَمَّد نَاظر الْجَيْش. / قَرَأَ الْقُرْآن وَغَيره وَاسْتقر فِي نظر الجوالي وقتا وَكَذَا فِي نظر الْجَيْش مرّة بعد أَخِيه وَمرَّة بعد ولد أَخِيه. وَحج غير مرّة وَالْغَالِب عَلَيْهِ اليبس والانجماع. 694 - أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن خضر الشهَاب بن الْجمال الْكرْدِي الكوراني الأَصْل الْقَرَافِيّ الشَّافِعِي أَخُو التَّاج مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الشَّيْخ يُوسُف العجمي. / تسلك بِأَبِيهِ واشتغل وَفضل ونظم الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَعمل حِين

صلى ابْن أَخِيه عَليّ بِالنَّاسِ خطْبَة بليغة ضمنهَا سور الْقُرْآن سَمعتهَا من على الَّذِي عَملهَا لأَجله وَأَخْبرنِي أَنه أنشأ لأجل أَخِيه عبد الله لكَونه ألثغ خطْبَة خَالِيَة من الرَّاء وَأَنه مَاتَ فِي سنة عشر بالبحرارية وَدفن هُنَاكَ رَحمَه الله. 695 - أَحْمد بن يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عُثْمَان بن إِسْمَاعِيل الشهَاب الْبُرُلُّسِيّ الْمَالِكِي وَيعرف كجده بِابْن الأقيطع. / ولد سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بالبرلس وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ على الْفَقِيه عَليّ المنطرح وَكَانَ صَالحا ثمَّ على الْفَقِيه عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الْحُسَيْنِي وَحفظ ابْن الْحَاجِب الفرعي وَأكْثر مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل وَبَعض ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك بكمالها وَكَذَا الشذور للحنفي عَن ناظمه وَأخذ الْفِقْه عَن مُحَمَّد الريَاحي المغربي تلميذ ابْن مَرْزُوق ونزيل البرلس ثمَّ بعد وَفَاته قدم الْقَاهِرَة وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر أَيَّام الْبِسَاطِيّ فَأخذ عَن الزينين عبَادَة وطاهر وَحج بعد السِّتين ثمَّ بعد ذَلِك وَدخل دمياط والاسكندرية والمحلة وتصدى فِي بَلَده وَغَيرهَا كالقاهرة والمحلة للإقراء فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة وَتخرج بِهِ فضلاء مَعَ ملازمته للتكسب بالنسج بِالْجِيم على طَريقَة جميلَة وَأخذ عني الْبَعْض من البُخَارِيّ وَغَيره بل حضر عِنْدِي فِي مجَالِس الْإِمْلَاء وَسمع دروسا فِي الِاصْطِلَاح وَالْتمس مني الْإِجَازَة فأجبته وَأَخْبرنِي أَنه جمع كتابا فِي الْوَعْظ سَمَّاهُ نزهة النظار فِي المواعظ والأذكار فِي مجلدين وَأَنه شرح مُقَدّمَة فِي العقائد للشَّيْخ عبد الْعَزِيز الديريني والجرومية وقواعد القَاضِي عِيَاض لكنه لم يكمل وَعمل منظومة فِي الْفَرَائِض أَولهَا: (الْحَمد لله الْعلي ذِي الْكَرم ... حمدا يوافي مالنا من النعم) وَشَرحهَا، وَكَذَا تردد للبقاعي وَأخذ عَنهُ وَنعم الرجل علما وصلاحا وتواضعا وتقشفا وتقنعا مِمَّن اجْتمع لَهُ الْحِفْظ والذكاء. أَحْمد بن يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد الشهَاب الطريني. / مضى فِي ابْن عَليّ بن يُوسُف. 696 - أَحْمد بن يُوسُف بن عمر بن يُوسُف الشهَاب الطوخي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي وَالِد يُوسُف وَمُحَمّد وَابْن أَخ عبد الحميد الْآتِي وَلذَا يُقَال لَهُ ابْن أخي عبد الحميد وَرُبمَا قيل لَهُ ابْن عبد الحميد، وَكَانَ أَبوهُ يعرف بِابْن رقية. / ولد فِي سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَقدم الْقَاهِرَة وَهُوَ ابْن عشر فِي شَوَّال سنة سبع وَعشْرين مَعَ عَمه فحفظ الْقُرْآن والرسالة وعرضها على الْبِسَاطِيّ والزين عبَادَة وَابْن التنسي وَشَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والعيني وَغَيرهم ولازم الِاشْتِغَال عِنْد الزينين عبَادَة

وطاهر وَأبي الْقسم النويري وَغَيرهم وتميز فِي الْجُمْلَة وَجلسَ بِبَاب الحسام بن حريز ثمَّ اللَّقَّانِيّ وَحج مَعَه بل نَاب عَنهُ فِي الْقَضَاء وَلكنه لم يتعاط حكما فِيمَا قَالَ وَقد هش وَكبر ولديه غلظة ويبس. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين رَحمَه الله. 697 - أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن تَاج الدّين بن مُحَمَّد بن الزين مُحَمَّد بن رسْلَان بن فَخر الْعَرَب أَبُو الْعَبَّاس الحلوجي بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَضم اللَّام الْمُشَدّدَة وَقبل يَاء النِّسْبَة جِيم الأَصْل الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كأبيه بالسيرجي. / ولد فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بعد قتل الْأَشْرَف شعْبَان بِنَحْوِ عشرَة أَيَّام بالمحلة وَحفظ بهَا الْقُرْآن والمنهاج وَغَيرهمَا وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ الْفِقْه وَغَيره عَن الأبناسي والبلقيني وَالشَّمْس الْعِرَاقِيّ والبدر الطنبذي وَحضر دروس الْجلَال البُلْقِينِيّ وَغَيره والنحو عَن ابْن خلدون والشهاب أَحْمد بن أبي بكر الْعَبَّادِيّ الْحَنَفِيّ وَعنهُ وَعَن الشهَاب أَحْمد بن شاور العاملي الشَّافِعِي أَخذ الْفَرَائِض وأذنا لَهُ فِي إقرائها فِي آخَرين، وَكَانَ يذكر أَنه سمع على البُلْقِينِيّ والعراقي وَالصَّلَاح الزفتاوي فِي سنة أَربع وَتِسْعين، وَهُوَ مُمكن وَلَكِن لم نقف عَلَيْهِ، نعم أجَاز لَهُ الشهَاب بن الهائم وَابْن خلدون وَابْن الْجَزرِي وَغَيرهم مِمَّن قرض لَهُ منظومته بل أذن لَهُ ابْن الْجَزرِي فِي إقراء الْفَرَائِض والحساب وَشهد لَهُ بالأهلية، وناب قَدِيما فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعده وَصَارَ من أَعْيَان النواب، وَلكنه لكَونه هُوَ وَصَاحبه الْعِزّ بن عبد السَّلَام لم يتحاميا الرّكُوب مَعَ الرهوي نالتهما بعض الْمَشَقَّة من الْجلَال كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ شَيخنَا فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين من تَارِيخه وَكَذَا لكَونه سمع الدَّعْوَى على الْمُحب بن الْأَشْقَر بِبَاب الْمَنَاوِيّ أَقَامَ مُدَّة معزولا مَعَ تصديه للإفتاء والتدريس سِنِين بل وصنف الطّراز الْمَذْهَب فِي أَحْكَام الْمَذْهَب وَعمل قَدِيما أرجوزة فِي ثلثمِائة بَيت وَثَلَاثَة عشر بَيْتا عدد الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ مُشْتَمِلَة على الْحساب والفرائض والوصايا والجبر والمقابلة والخطأين والتناسب وَالْوَلَاء وَغير ذَلِك مَعَ صغر حجمها سَمَّاهَا المربعة لِأَنَّهُ جعلهَا أَرْبَعَة أَقسَام وقف عَلَيْهَا فِي سنة سبع وَتِسْعين غير وَاحِد من أَئِمَّة الشَّأْن وبالغوا فِي تقريظها وَالثنَاء على ناظمها مِنْهُم ابْن الهائم وَوَصفه بالعلامة وَأثْنى عَلَيْهَا وَاسْتظْهر بهَا لإمامة ناظمها وَكتب النَّاظِم عَلَيْهَا شرحا فِي مُجَلد تلقى ذَلِك عَنهُ مَعَ غَيره من كتب الْفَنّ وَغَيره غير وَاحِد من الْفُضَلَاء، وَكنت مِمَّن سمع من فَوَائده ونظمه كَمَا أثبت شَيْئا مِنْهُ فِي معجمي وَعرضت بعض محفوظاتي عَلَيْهِ، وَحج وخطب بالصالحية وتصدر بِجَامِع الْأَزْهَر بوقف فَيْرُوز الناصري، وَكَذَا درس بالطوغانية بِرَأْس حارة برجوان

وبالحجازية بِرَأْس المنجبية من الشَّارِع كلهَا من واقفيها بل هُوَ الَّذِي كتب وقف أَولهَا، وَكَانَ رجلا طوَالًا مفوها بارعا فِي الشُّرُوط حسن الْخط مستحضرا لكثير من الْفِقْه مُتَقَدما فِي الْفَرَائِض مُتَأَخِّرًا فِي الْفَهم قَالَ البقاعي مبالغا فِي أذيته جَريا على عَادَته بعد قَوْله إِن أَبَاهُ كَانَ يلقب شغيلة بمعجمتين الأولى مَضْمُومَة وَالثَّانيَِة مُشَدّدَة مِمَّا لَيْسَ فِي ذكره فَائِدَة تتَعَلَّق بالمترجم وَهُوَ من أَعْيَان نواب الشَّافِعِيَّة بِالْقَاهِرَةِ أَو عينهم علما وَقدم هِجْرَة واشتغال غير أَن قلمه فِي التصنيف أحسن من لِسَانه ويخطئ كثيرا فِي الْبَحْث ويتنقل ذهنه من مَسْأَلَة إِلَى أُخْرَى ويجازف فِي النَّقْل لَا يتَوَقَّف أَن ينْسب لمَذْهَب الشَّافِعِي مهما خطر فِي ذهنه بل وَإِلَى نَص الشَّافِعِي ثمَّ حكى أَشْيَاء من مجازفاته قَالَ وَهُوَ مُتَكَلم فِيهِ من جِهَة الْقَضَاء وَغَيره فَالله تَعَالَى يوفقنا وإياه لما يرضيه أَو يعجل لَهُ قَضَاء الْمَوْت ليستريح النَّاس مِنْهُ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ فِي جَامع الْأَزْهَر بعد عصر الْجُمُعَة حَيْثُ لم يسْعد وَلَده بِإِخْرَاجِهِ وَقت الْجُمُعَة تقدم النَّاس البُلْقِينِيّ وَدفن بتربة أَنْشَأَهَا بالصحراء رَحمَه الله وإيانا. 698 - أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن معالي بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو مُحَمَّد الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالزعيفريني. / ولد فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء عشر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَكَانَت لَهُ فَضِيلَة فِي نظم الشّعْر وَغَيره وَجمع ديوَان نظمه وَكَانَ يزْعم أَنه يعلم علم الْحَرْف ويستخرج من الْقُرْآن مَا يعلم بِهِ علم المغيبات وخدع بذلك طَائِفَة من الْأُمَرَاء فِي الْأَيَّام الناصرية وَغَيرهم من الأكابر وتحرك لَهُ حَظّ راج بِهِ مديدة يسيرَة وأثرى ثمَّ ركدت رِيحه وامتحن فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقطع النَّاصِر لِسَانه وعقدتين من أَصَابِع يمناه لَكِن رفق الْمُتَوَلِي لذَلِك بِهِ فِي قطع لِسَانه بِحَيْثُ لم يكن بمانع لَهُ من الْكَلَام غير أَنه لم يبد ذَلِك إِلَّا بعد النَّاصِر بل وَصَارَ يكْتب باليسرى مَعَ أَنه لم يرج لَهُ أَمر بعد بل انْقَطع حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي ربيع الأول سنة ثَلَاثِينَ وَكَانَ السَّبَب فِي امتحانه أَنه نظم لجمال الدّين الاستادار ملحمة أَوْهَمهُ أَنَّهَا قدمية وفيهَا أَنه تملك مصر هُوَ وَولده من بعده وَمن نظمه وَكتبه بِيَدِهِ الْيُسْرَى بعد تَعْطِيل الْيُمْنَى وَأرْسل بِهِ للصدر عَليّ بن الأدمِيّ: (لقد عِشْت دهرا فِي الْكِتَابَة مُفردا ... أصور مِنْهَا أحرفا تشبه الدرا) (وَقد عَاد خطي الْيَوْم أَضْعَف مَا ترى ... وَهَذَا الَّذِي قد يسر الله لليسرى)

فَأَجَابَهُ الصَّدْر بقوله: (لَئِن فقدت يمناك حسن كِتَابَة ... فَلَا تحْتَمل هما وَلَا تعتقد عسرا) (وأبشر ببشر دَائِم ومسرة ... ففد يسر الله الْعَظِيم لَك الْيُسْرَى) وَمِمَّا كتبه عَنهُ شَيخنَا الزين رضوَان العقبي مَا أنْشدهُ إِيَّاه من نظمه فِي مستهل صفر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة فِي الشفا: (هَذَا الشِّفَاء من السقام حَقِيقَة ... لَا مَا روى بقراط أَو جاليس) (سر إِذا مَا الراح سرت أنفسا ... دارت على الْأَرْوَاح مِنْهُ كؤس) (شرف بِهِ خص النَّبِي مُحَمَّد ... دون الورى فمديحه تقديس) (جدعت أنوف الْمُشْركين ونكست ... بصفاته للملحدين رُؤْس) (وَعلا بِهِ من قبل آدم رُتْبَة ... حسدا عَلَيْهَا قد هوى إِبْلِيس) (أهْدى عِيَاض للنفوس بنعته ... أنسا تميل براحه وتميس) (من كل معنى قد حكى نفس الصِّبَا ... يحويه لفظ كالمدام نَفِيس) (طلعت بلَيْل النَّفس أقمار لَهُ ... وبدت بصبح الطرس مِنْهُ شموس) (لَو شاهدت بلقيس وصف كِتَابه ... نزلت لَهُ عَن عرشها بلقيس) وَقَوله مكتفيا مضمنا موريا:) (إِنِّي تجنبت المديح لِأَنَّهُ مثل الْهوى ... خلت الديار فَلَا كريم يرتجى مِنْهُ النَّوَى) وَأَشَارَ إِلَى قَول إِبْرَاهِيم الأديب الْعزي: (خلت الديار فَلَا كريم يرتجى ... مِنْهُ النوال وَلَا مليح يعشق) وَهُوَ مِمَّن قرض سيرة الْمُؤَيد لِابْنِ ناهض. أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد البانياسي سَيَأْتِي فِيمَن لم يسم جده. 699 - أَحْمد بن يُوسُف بن مَنْصُور بن فضل بن عَليّ بن أَحْمد بن حسن الْفَزارِيّ البسكري المغربي وَالِد نَاصِر بن مرني الْآتِي. / كَانَ من أُمَرَاء الْعَرَب صَاحب ثروة وَمَعْرِفَة فَغَضب السُّلْطَان مِنْهُ فأوقع بِهِ ونكبه وَأهل بَيته فِي غيبَة وَلَده بِالْقَاهِرَةِ وَذَلِكَ بعد سنة ثَلَاث وَكَانَ ذَلِك باعثا لوَلَده على الِاسْتِقْرَار بهَا حَتَّى مَاتَ. أَفَادَهُ شَيخنَا فِي تَرْجَمَة ابْنه من مُعْجَمه وأنبائه وأفرده المقريزي فِي عقوده. 700 - أَحْمد بن يُوسُف الشهَاب الحوراني الدِّمَشْقِي الْعدْل الرضي الْفَقِيه. / مَاتَ فِي يَوْم السبت عَاشر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِدِمَشْق وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس وَكَانَت جنَازَته حافلة.

701 - أَحْمد بن يُوسُف الشهَاب الْخَطِيب ويلقب درابة بِضَم الْمُهْملَة وَتَشْديد الرَّاء وَبعد الْألف مُوَحدَة / اشْتغل قَلِيلا وَجلسَ مَعَ الشُّهُود دهرا طَويلا وَعمل توقيع الحكم ثمَّ توقيع الدرج ثمَّ الدست وَكَانَ سليم الْبَاطِن قَلِيل الشَّرّ مَعَ غَفلَة. مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين وَقد قَارب التسعين. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 702 - أَحْمد بن يُوسُف الأديب شهَاب الدّين الرعيني. / مَاتَ فِي سنة ثَلَاثِينَ. قَالَه ابْن عزم. 703 - أَحْمد بن يُوسُف البانياسي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ / قَرَأَ بالروايات وَسمع الحَدِيث من سنة سبعين من بعض أَصْحَاب الْفَخر وَغَيرهم. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث عَن سبعين سنة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وسمى بَعضهم جده مُحَمَّدًا. 704 - أَحْمد بن يُوسُف الْبِسَاطِيّ القاهري الْمَالِكِي. / أَظُنهُ رَفِيق المقسمي وَصَاحب خَالِي وَلذَا شَهدا فِي أسجال عَدَالَته. أَحْمد بن يُوسُف الكوراني. / مضى فِيمَن جده إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان وَأَنه مضى غَلطا فِي أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان بِدُونِ يُوسُف. 705 - أَحْمد بن يُوسُف المرداوي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن يُوسُف. / نَاب فِي قَضَاء بَلَده بل وَفِي الشَّام أَيْضا وَكَانَ فَقِيها نحويا حَافِظًا لفروع مذْهبه مفتيا لَكِن مَعَ تساهله ونسبته إِلَى قبائح. وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْعَلَاء المرداوي قَالَ بَعضهم لَا يعاب بِأَكْثَرَ من ميله لِابْنِ تَيْمِية فِي اختياراته. توفّي فِي صفر سنة خمسين وَقد جَازَ السّبْعين وَلَيْسَ بِابْن ليوسف بن مُحَمَّد بن عمر المرداوي الْآتِي. 706 - أَحْمد بن يُونُس بن سعيد بن عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن بن يعلى بن مدافع بن خطاب بن عَليّ الشهَاب الْحِمْيَرِي القسنطيني المغربي الْمَالِكِي نزيل الْحَرَمَيْنِ وَيعرف بِابْن يُونُس. / ولد فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بقسنطينة، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والرسالة، وتفقه بِمُحَمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى الزلدوي وَأبي الْقسم الْبُرْزُليّ وَابْن غُلَام الله القسنطيني وقاسم بن عبد الله الهزبري، وَعَن الأول أَخذ الحَدِيث والعربية والأصلين وَالْبَيَان والمنطق والطب وَغَيرهَا من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية وَبِه انْتفع وَغير ذَلِك، وَسمع الْمُوَطَّأ على ثانيهم رَوَاهُ لَهُ عَن أبي عبد الله بن مَرْزُوق الْكَبِير عَن الزبير بن عَليّ المهلبي وَأخذ شرح الْبردَة وَغَيرهَا عَن مؤلفها أبي عبد الله حفيد ابْن مَرْزُوق حِين قدومه عَلَيْهِم وتلا بالسبع على بلديه يحيى وارتحل لِلْحَجِّ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَأخذ عَن الْبِسَاطِيّ شَيْئا من العقليات وَغَيرهَا وَعَن شَيخنَا والعز عبد السَّلَام الْقُدسِي والعيني وَابْن الديري وَآخَرين وَرجع إِلَى بَلَده فَأَقَامَ على طَرِيقَته فِي الِاشْتِغَال إِلَى أَن حج أَيْضا بعد الْأَرْبَعين وجاور بِمَكَّة

حِينَئِذٍ وَسمع على الْأَخَوَيْنِ الْجلَال وَالْجمال ابْني المرشدي فِي الْعلم والْحَدِيث وعَلى الزين بن عَيَّاش وَأبي الْفَتْح المراغي وَطَائِفَة وتكرر بعد ذَلِك ارتحاله من بَلَده لِلْحَجِّ مَعَ الْمُجَاورَة فِي بَعْضهَا إِلَى أَن قطن مَكَّة فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَتزَوج بهَا وتصدى فِيهَا لإقراء الْعَرَبيَّة والحساب والمنطق وَغَيرهَا فَأخذ عَنهُ غير وَاحِد من أَهلهَا والقادمين عَلَيْهَا وَكَذَا جاور بِالْمَدِينَةِ غير مرّة ثمَّ قطنها وأقرأ بهَا أَيْضا وَقدم فِي غُضُون ذَلِك الْقَاهِرَة أَيْضا فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا وسافر مِنْهَا إِلَى الْقُدس وَالشَّام وكف بَصَره وجزع لذَلِك وَأظْهر عدم احْتِمَاله وقدح لَهُ فَمَا أَفَادَ ثمَّ أحسن الله إِلَيْهِ بِعُود ضوء إِحْدَاهمَا وَقد لَقيته بِمَكَّة ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ واغتبط بِي وَالْتمس مني إسماعه القَوْل البديع فَمَا وافقته فقرأه أَو غالبه عِنْد أحد طلبته النُّور الْفَاكِهَانِيّ بعد أَن استجازني هُوَ بِهِ وَسمع مني بعض الدُّرُوس الحديثية وَسمعت أَنا كثيرا من فَوَائده ونظمه وأوقفني على رِسَالَة عَملهَا فِي تَرْجِيح ذكر السِّيَادَة فِي الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصَّلَاة وَغَيرهَا عبد أَن استمد مني فِيهَا وَكَذَا رَأَيْت لَهُ اجوبة عَن أسئلة وَردت من صنعاء سَمَّاهَا رد المغالطات الصنعانية وقصيدة امتدح بهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَولهَا: (يَا أعظم الْخلق عِنْد الله منزلَة ... وَمن عَلَيْهِ الثنا فِي سَائِر الْكتب) وَكَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة والحساب والمنطق مشاركا فِي الْفِقْه والأصلين والمعاني واليبان والهيئة مَعَ إِلْمَام بِشَيْء من عُلُوم الْأَوَائِل عَظِيم الرَّغْبَة فِي الْعلم والإقبال على أَهله قَائِما بالتكسب خَبِيرا بالمعاملة ممتهنا لنَفسِهِ بمخالطة الباعة والسوقة من أجلهَا وَلم يزل مُقيما بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله. 707 - أَحْمد بن يُونُس الْفَاضِل شهَاب الدّين الْغَزِّي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي وَالِد إِبْرَاهِيم الضَّعِيف الْمَاضِي، / أرخ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَفَاته فِي سنة ثَلَاث وَوَصفه بِالْفَضْلِ. 708 - أَحْمد بن يُونُس الشهَاب الصَّفَدِي قاضيها الشَّافِعِي صهر الشَّمْس بن حَامِد / ولي قضاءها غير مرّة صرف فِي بَعْضهَا بالعيزري ثمَّ أُعِيد فِي ذِي الْحجَّة سنة تسعين. 709 - أَحْمد ين يُونُس التلواني الأَصْل الْحُسَيْنِي / سكنا سبط السَّيِّد النسابة، سمع عَلَيْهِ وعَلى غَيره وتكسب بِالشَّهَادَةِ. 710 - أَحْمد بن شمس الْأَئِمَّة السرائي الْوَاعِظ. / لقِيه ابْن عربشاه فِي خوارزم فَأخذ عَنهُ وَقَالَ أَنه كَانَ يُقَال لَهُ ملك الْكَلَام الْفَارِسِي والتركي والعربي. أَحْمد بن السَّيِّد صفي الدّين الأيجي / مضى فِي ابْن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله. 711 - أَحْمد نور الدّين ويدعى حاجي نور بن عز الدّين بن نور الدّين اللاري

البيد شهيوري وَيعرف بِخِدْمَة السَّيِّد قَاضِي الْحَنَابِلَة بالحرمين / وَهُوَ بِنور أشهر. مِمَّن سمع مني بالحرمين أَشْيَاء وَلَا بَأْس بِهِ. أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الضياء الْحَنْبَلِيّ. / فِي ابْن أَحْمد بن الضياء مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن طرخان. 712 - أَحْمد الشهَاب بن الْأَذْرَعِيّ الْمَالِكِي / قَاضِي طرابلس ومحدثها. قتل فِي مقتلة افتات بهَا نائبها فِي سنة اثْنَتَيْنِ. أَحْمد الشهَاب بن أصيل. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عُثْمَان. 713 - أَحْمد الشهَاب بن البابا. / تميز فِي الْقرَاءَات وتلا عَلَيْهِ لأبي عَمْرو والحسام بن حريز. 714 - أَحْمد الشهَاب بن البشازي بِكَسْر الْمُوَحدَة ثمَّ شين مُعْجمَة خَفِيفَة بعْدهَا زَاي مُعْجمَة / من عُلَمَاء دنجية أَو دمياط قَرَأَ عَلَيْهِ عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الله الدنجيهي. 715 - أَحْمد الشهَاب الكيلاني الأَصْل الْمَكِّيّ الشهير بِابْن خواجا. / مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْأَحَد سلخ ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَأوصى للْقَاضِي وَغَيره، وَهُوَ أَخُو أبي الْقسم بن محب الدّين لأمه وَاسم أَبِيه أَبُو بكر بن عَليّ. 716 - أَحْمد الشهَاب بن الدِّيوَان / استادار حلب ثمَّ وَكيل السُّلْطَان بعد ابْن الصوة. سلخ فِي تَاسِع جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ وَقد جَازَ السّبْعين وَاسم أيبه أَبُو بكر. 717 - أَحْمد الشهَاب بن الشَّرِيفَة الْقُدسِي ثمَّ الْمَكِّيّ وَهُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمولى / مِمَّن كَانَ يتكسب بالكتب وَغَيرهَا وَله إحساس فِي النّظم وَنَحْوه امتدح شَيخنَا وَغَيره وَمَات بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين. 718 - أَحْمد الشهَاب الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن الصاحب / كَانَ أولاديران لبَعض الْأُمَرَاء ثمَّ عمل نَقِيبًا لِابْنِ عمته القطب الخيضري ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء عَن ابْن الفرفور فَلَمَّا توفّي القطب طلب لمصر فَتوجه وانزعج عَن مكالمة الْملك وتعلل حَتَّى مَاتَ فِي ثَالِث شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين وَدفن بالقرافة. أَحْمد الْأَمِير الشهَاب بن الطبلاوي الْوَالِي. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد. أَحْمد الشهَاب بن الطولوني. / فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله وَفِي وَلَده أَحْمد بن أَحْمد. 719 - أَحْمد الشهَاب بن الفيومية جابي وقف الزِّمَام بِمَكَّة وَهُوَ ابْن مُحَمَّد بن عَليّ / مِمَّن يحفظ الْقُرْآن وَمَات فِي الْمحرم سنة تسع وَخمسين. أَحْمد الشهَاب بن المراحل. / فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد. 720 - أَحْمد الشهَاب بن مونن السخاوي الْمَالِكِي. / برع فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وأصوله وَغَيرهَا وتصدى للإقراء بأبوتيج وَكَانَ مُقيما بهَا وبالقاهرة وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ من الْمَالِكِيَّة السراج بن حريز وَفِي الْعَرَبيَّة الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وَسمعت أَنه كَانَ يحضر عِنْد شَيخنَا

فِي الْإِمْلَاء بالكاملية بل كَانَ يحضر دروس أبي الْقسم النويري إِلَى آخر وَقت وَيَزْعُم أَنه أَخذ عَن بهْرَام وَأَنه عمر بِحَيْثُ جَازَ التسعين أَو قاربها وَمَات فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ. 721 - أَحْمد الشهَاب الدِّمَشْقِي الْمَالِكِي بن النّحاس. / أحد الْفُسَّاق مِمَّن استنابه الْمَالِكِي عَجزا وَغَلَبَة بِبَدَل ثلثمِائة دِينَار لمن ألزمهُ بذلك ثمَّ عَزله وَمَات بعد مصروفا فَجْأَة سقط عَن فرسه بِبَاب جيرون فَمَاتَ فِي سَاعَته سنة ثَلَاث وَتِسْعين. أَحْمد الشهَاب أَبُو الْبَقَاء الزبيرِي / فِي ابْن حُسَيْن بن عَليّ. أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس اللجائي المغربي الفاسي الْمَالِكِي، / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عَليّ. أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس المغراوي المغربي. / مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الشهَاب الْحِجَازِي وَغَيره فِي النَّحْو وَغَيره. وَمضى فِي ابْن مُحَمَّد. 722 - أَحْمد علم الدّين أَبُو الْعَبَّاس الحصني الشَّافِعِي، / كتب عَنهُ يُوسُف بن تغري بردي نظما لَهُ فِي حريق بولاق الْكَائِن فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَكَذَا فِي نيل مصر قَوْله: (عجبت من نيل مصر ... لما وافى بالزياده) (وجاءنا بوفاءال ... حسني لنا وزياده) (سُبْحَانَ من من فضلا ... وعَلى الورى وَأَعَادَهُ) (فِي كل عَام وأجرى ... بالجبر فِي الْكسر أَعَادَهُ) 723 - أَحْمد الشهَاب الأبشيهي الْمُقْرِئ بنواحي جَامع الطباخ وخال شمس الدّين بن طرطور الْمُقْرِئ / لكَونه أَخا أمه من الرَّضَاع وَلذَا جود عَلَيْهِ المدوري للسوسي فِي ختمتين حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ وَلم يدر على من قَرَأَ. 724 - أَحْمد الشهَاب الْأَزْهَرِي الغزولي بالسرب. / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين. 725 - أَحْمد الشهَاب الأقباعي الدِّمَشْقِي الصُّوفِي القادري الشَّافِعِي. / ولد فِي حُدُود سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأخذ عَن مَشَايِخ دمشق قبل الْفِتْنَة وَسمع مِنْهُم وَكَذَا أَخذ عَن الشَّيْخ أبي بكر الْموصِلِي وَلزِمَ النّظر فِي الْإِحْيَاء ومنهاج العابدين والدرة الفاخرة وَغَيرهَا من تصانيف الْغَزالِيّ مَعَ الْعِبَادَة والتخلق بالأخلاق الشَّرِيفَة حَتَّى صَارَت لَهُ جلالة ووجاهة وَلأَهل الشَّام فِيهِ ميزد اعْتِقَاد وَله فِيهَا زَاوِيَة بهَا أَصْحَاب ومريدون وَكَانَ أَولا يخيط الأقباع ثمَّ ترك. مَاتَ بِدِمَشْق فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَخمسين رَحمَه الله. أَحْمد الشهَاب الباريني الْمحلي الشَّافِعِي. / مِمَّن تفقه عَلَيْهِ بالمحلة الْمُحب بن الإِمَام. مضى. أَحْمد الشهَاب البامي، / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد. أَحْمد الشهَاب البجائي الْحِمْيَرِي. / فِي ابْن عَليّ بن مُوسَى. أَحْمد الشهَاب البوتيجي. / مِمَّن سمع بِمَكَّة على التقي بن فَهد وَهُوَ ابْن مُحَمَّد

بن عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد، مضى. 726 - أَحْمد الشهَاب الْحِجَازِي نزيل الْقَاهِرَة الْقَدِيمَة / وَقيل إِنَّه يلقب كلوت كَانَ فِي أول أمره بحانقيا بسوق أَمِير الجيوش ثمَّ تحول وتنزل فِي صوفية البيبرسية وَغَيرهَا وَأخذ بَيْتا بالظاهرية الْمشَار إِلَيْهَا كَانَ بيد الجمالي بن السَّابِق ثمَّ خلْوَة الكماخي بهَا وسكنها وَتكلم فِي خزانَة كتبهَا وَفِي غَيرهَا من جهاته لكَونه فِي ذَلِك كُله من جِهَة ناظرها بل كَانَ الْمُتَكَلّم فِيهَا وَكنت أرى مِنْهُ عقلا وسكونا. مَاتَ فِي أثْنَاء سنة ثَلَاث وَتِسْعين عَن بضع وَسِتِّينَ ظنا. 727 - أَحْمد الشهَاب الحجيراني اللؤْلُؤِي / كَانَ أَبوهُ خطيب قَرْيَة حجيرا فَنَشَأَ هَذَا فِي طلب الْعلم وَقَرَأَ على ابْن الْحباب ثمَّ صحب الشَّيْخ الْموصِلِي وَحصل كتبا كثيرا وَكَانَ يرتزق من ثقب اللُّؤْلُؤ. مَاتَ بقريته فِي الْمحرم سنة سبع وَعشْرين عَن نَحْو السِّتين. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. 728 - أَحْمد الشهَاب الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بخازوق / ولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بحلب مرَارًا وَصرف فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ بِابْن الرسام فَدخل الْقَاهِرَة ساعيا فِي الْعود فَلم يتهيأ إِلَّا بعد مُدَّة وَرجع فَمَرض بِدِمَشْق وَدخل حلب فِي محفة لعَجزه بِالْمرضِ فاستمر قَلِيلا ثمَّ مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا أَيْضا. 729 - أَحْمد الشهَاب الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي / رَئِيس المؤذنين بجامعها، مَاتَ بهَا فَجْأَة فِي خَامِس جُمَادَى الأولى سنة تسع وَخمسين وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي علم الْهَيْئَة وَلم يخلف بدمش فِيهِ مثله وَاسْتقر بعده فِي الرياسة شمس الدّين الْحِمصِي. 730 - أَحْمد الشهَاب الْحِمصِي ثمَّ الدِّمَشْقِي / الْمُقِيم فِيهَا بزاوية أَحْمد الأقباعي الْمَاضِي قَرِيبا. كَانَ بارعا فِي الْفَرَائِض أَخذهَا عَنهُ التَّاج بن عرب شاه. أَحْمد الشهَاب الْحِمْيَرِي. / فِي البجائي وَأَنه ابْن عَليّ بن مُوسَى. 731 - أَحْمد الشهَاب الْحَنَفِيّ / قَاضِي طرابلس. قتل فِي مقتلة افتات فِيهَا نائبها سنة اثْنَتَيْنِ. 732 - أَحْمد الشهَاب الدَّمِيرِيّ / كَانَ فَاضلا يستحضر كثيرا من الْمسَائِل الْفِقْهِيَّة وناب فِي الحكم بِبَعْض النواحي وبالقاهرة وَمرض مُدَّة طَوِيلَة بوجع الظّهْر ثمَّ بالإسهال. مَاتَ فِي حادي عشري صفر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَظنهُ جَازَ السِّتين. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. 733 - أَحْمد الشهَاب السَّاعِي الْحلَبِي. / مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَفِيف عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد.) الشريف الإسحاقي الْقُرْآن. أَحْمد الشهَاب السخاوي. / مضى قَرِيبا فِيمَن يعرف بِابْن مونن. 734 - أَحْمد الشهَاب السنهوري / التَّاجِر بالشرب المتزوج بابنة أخي فتح الدّين

الْمُؤَذّن بِجَامِع صلم. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَيُحَرر مَعَ أَحْمد الشهَاب الْأَزْهَرِي الغزولي الْمَاضِي قَرِيبا. أَحْمد الشهَاب الشارعي. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد. 735 - أَحْمد الشهَاب الصوة. هُوَ ابْن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْحلَبِي ابْن أخي الْمَقْتُول. وَهُوَ الملقب بالصوة / لَهُ نظم سَيَأْتِي مِنْهُ فِي عبيد الله بن عبد الله بل كتب عَنهُ مِنْهُ بِمَكَّة بعد التسعين الْعِزّ بن فَهد. أَحْمد الشهَاب الطوخي الْحَنْبَلِيّ. / فِي ابْن عبد الله. أَحْمد الشهَاب الطولوني كَبِير المهندسين / فِي ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ. أَحْمد الشهَاب الْعَدوي، / فِي ابْن مَحْمُود بن عبد السَّلَام بن مَحْمُود. 736 - أَحْمد الشهَاب الْعَبَّادِيّ. / أحد صوفية الأشرفية. مَاتَ فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخلف تَرِكَة تبلغ ألف دِينَار فَأكْثر مَعَ تقتيره. 737 - أَحْمد الشهَاب الغزاوي وَكيل الخواجا الناصري. / مَاتَ فِي آخر يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بعد صبح يَوْم الْجُمُعَة ثمَّ دفن بالمعلاة وَهُوَ ابْن عبد الْوَهَّاب بن تَقِيّ الدّين أبي بكر وَخلف أَخا تَاجِرًا اسْمه شعْبَان كَانَ الْمَيِّت يَقُول أَن مَا مَعَه من المَال لَهُ فَلم يلتفتوا لذَلِك وَلَا لكَونه عصبته وَجَاء مبَاشر نَائِب جدة شاهين الجمالي وداوداره فختموا على بَيته بِحَضْرَة أَخِيه ثمَّ أخذُوا الْأَخ وَجَارِيَة للْمَيت وذهبوا بهما إِلَى جدة وَيُقَال إِن المغري لَهُم عمر النيربي لكَون بَينه وَبَين أَخ الْمَيِّت وَحْشَة وَزعم أَنا مَا مَعَ الْمُتَوفَّى إِنَّمَا هُوَ للناصري فَالله أعلم. 738 - أَحْمد الشهَاب الغزاوي وَكيل الخواجا الناصري الفيومي ثمَّ القاهري / نزيل بَيت شَيخنَا بِبَاب الْبَحْر وَيعرف بِابْن الْخَطِيب كَانَ يُبَاشر عِنْد الدوادار وَغَيره وَفِيه حشمة وإنسانية وفتوة وَرُبمَا نظم ويخطب أَحْيَانًا بِجَامِع المقسي مَعَ مزِيد سمنه والقدح فِيهِ، مَاتَ سنة أَربع وَتِسْعين أَو الَّتِي بعْدهَا. أَحْمد بن الفيومي. / 739 - أَحْمد الشهَاب الْقَرَوِي المغربي الْمَالِكِي / رجل صَالح متصوف سلك طَرِيق الشاذلية مَعَ ترك مخالطته للملوك والأمراء وَيَجِيء بركب من الغرب لِلْحَجِّ كل سنة فيبجل ويرعى لاعتقاد خَيره وَلما كَانَ فِي آخر سنيه ورد بَيت الْمُقَدّس للزيارة وسافر مَعَ الركب الشَّامي فَمَاتَ بعد الزِّيَارَة وَهُوَ مُتَوَجّه لمَكَّة فَجْأَة بالجديدة فِي آخر سنة تسع وَسِتِّينَ وَقد اجْتمعت بِهِ فِي الميدان وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. 740 - أَحْمد الشهَاب الْقَزاز، / لقِيه الْمُحب بن الإِمَام الْمحلي بِمَكَّة فَتلا عَلَيْهِ لِابْنِ كثير وَنَافِع وَكَانَ مقرئا. أَحْمد الشهَاب القمني الْمَالِكِي / فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْهَادِي. 741 - أَحْمد الشهَاب القوصي ثمَّ القاهري، / كَانَ مِمَّن يعتني بِالتِّجَارَة ويسافر إِلَى الْحجاز لذَلِك فِي الْبَحْر وَغَيره ثمَّ صحب التَّقْوَى البُلْقِينِيّ وَولده ولي الدّين ثمَّ

الزيني بن مزهر وَاقْتصر عَلَيْهِ وَحج مَعَه فِي الرجبية مَعَ ملازمته التِّلَاوَة ومباشرة تصوف الصلاحية سعيد السُّعَدَاء وَهُوَ فِي آخر عمره أحسن حَالا. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَسبعين رَحمَه الله. 742 - أَحْمد الشهَاب الكاسي الكركي، / بَاشر كِتَابَة سرها ثمَّ التوقيع بِبَلَد الْخَلِيل واستوطنه وَكَانَ قدم الْقُدس فِي حِصَار فرج لشيخ ونوروز بالكرك رَفِيقًا لوالد الشَّمْس بن الغرابيلي وعباس الثَّلَاثَة فِي زِيّ وَاحِد متجندين ذَوي فضل وضخامة. مَاتَ هَذَا سنة خمس وَعشْرين وَكَانَ شَاعِرًا جيدا لَهُ نظم كثير فَمِنْهُ فِي حلاوي: (وَجه الحلاوي حلا ... أُعِيذهُ بالمرسل) (بِلَا نَبَات عَارض ... وريقه من عسل) (عاشقه مكفن قَتِيل ... تِلْكَ الْمقل) (وسهمه مسير ... من طرفِي المكحل) (ومدمعي سكب غَدا ... كشبه غيث همل) (قلبِي عَلَيْهِ ناطف ... يَا ليته لَو من لي) 743 - أَحْمد الشهَاب الكاشف. / عَامي تنقل فِي الخدم حَتَّى ولي كشف التُّرَاب بالغرية وأثرى جدا بِحَيْثُ سعى فِي الاستادارية وَلزِمَ من ذَلِك أَن دبر الاستادار عَلَيْهِ حَتَّى أخرجه السُّلْطَان منفيا إِلَى دمشق فَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين. 744 - أَحْمد الشهَاب المارديني ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ، / كَانَ حسن الشكالة والخط يتكسب بِالشَّهَادَةِ كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعَة قَوْله: (عزمت على حبي بِسُورَة يُونُس ... وَكَانَ نفورا كالظبا فتأنسا) (وَمَال إِلَى نحوي وَحقّ بَرَاءَة ... لقد نلْت وصلا من عَزِيمَة يونسا) مَاتَ تَقْرِيبًا بعد سنة أَربع وَسِتِّينَ. أَحْمد الشهَاب المنيجي وَالِد أبي الْقسم، / مضى فِي ابْن مُحَمَّد. 745 - أَحْمد الشهَاب الْمدنِي وَيعرف بالنشار. / كَانَ يتَرَدَّد إِلَى الْقَاهِرَة بل يكثر بهَا الْإِقَامَة قتل فِي رُجُوعه مَعَ نَائِب جدة بالينبوع سنة ثَمَان وَسبعين غير مأسوف عَلَيْهِ. 746 - أَحْمد الشهَاب المعلقي الْمَالِكِي الإِمَام الْعَلامَة الْمسند المعمر. / مَاتَ سنة تسع وَعشْرين عَن نَحْو السّبْعين أَو التسعين ليُوَافق وَصفه بالتعمير. 747 - أَحْمد الشهَاب لمغربي الصنهاجي الْمَالِكِي. / كَانَ إِمَامًا فَاضلا مفننا درس بالأزهر وَغَيره وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع ربيع الأول سنة خمس وَخمسين رَحمَه الله. 748 - أَحْمد الشهَاب المغربي الْمَالِكِي / قاضيهم بطرابلس. أَخذ عَنهُ القَاضِي عبد الْقَادِر بِمَكَّة وَيحْتَمل أَن يكون الَّذِي قبله وَلَكِن تحرر كَونه ولي قَضَاء طرابلس، نعم فِي شُيُوخ القَاضِي أَيْضا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود

الْآتِي وَهُوَ ولي قَضَاء طرابلس جزما. 749 - أَحْمد الشهَاب المنبجي الدِّمَشْقِي. / مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَخمسين. 750 - أَحْمد الشهَاب النشرتي المقرئي الحيسوب. / تَلا عَلَيْهِ الْمُحب بن الإِمَام لأبي عَمْرو بالمحلة. 751 - أَحْمد الشهَاب النفياي بِكَسْر النُّون وَسُكُون الْفَاء بعْدهَا تَحْتَانِيَّة مثناة نِسْبَة إِلَى بليدَة بِالْوَجْهِ البحري وَيعرف بالزلباني. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه كَانَ من مشاهير الطّلبَة عِنْد قدماء الْمَشَايِخ ثمَّ نزل فِي فقاهة المؤيدية وتكسب بِالشَّهَادَةِ مُدَّة حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. 752 - أَحْمد الشهَاب النفادي. / مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن الصَّدْر أَحْمد الزفتاوي. 753 - أَحْمد الشهَاب الهيثمي. / تَلا عَلَيْهِ الحسام بن حريز لأبي عَمْرو. 754 - أَحْمد الشهَاب الْمَعْرُوف باليمني / أحد قراء الجوق بِالْقَاهِرَةِ تلمذ لِابْنِ الطباخ وَقَرَأَ مَعَه وحاكاه، وَكَانَ للنَّاس فِي سَمَاعه رَغْبَة زَائِدَة، مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَعشْرين وَلم يخلف بعده من يقْرَأ على طَرِيقَته قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. أَحْمد بهاء الدّين الْحوَاري الدِّمَشْقِي. / مضى فِي ابْن أبي بكر. 755 - أَحْمد الْفَخر الشيفسكي الشِّيرَازِيّ. / قَالَ الطاوسي قَرَأت عَلَيْهِ بشيراز مُقَدمَات الْعُلُوم كالكافية فِي النَّحْو وَالصرْف للزنجاني وشرحهما للسَّيِّد ركن الدّين والتفتازاني وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لي فِي شهور سنة ثَمَانمِائَة وَالظَّاهِر أَنه تَأَخّر عَنْهَا وَلذَا كتبته. 756 - أَحْمد أَبُو طاقية عمر / نَحْو التسعين. وَمَات سنة تسع وَعشْرين وَدفن عِنْد الشَّيْخ عبد الله المنوفي وَكَانَت إِقَامَته بالظاهرية الْقَدِيمَة لكَونه متزوجا بِأم أَحْمد النحريري الضَّرِير نزيلها وَقد صَحبه جمَاعَة كالسراج الوروري والعز السنباطي وَقَالَ لي إِنَّه إخبره أَنه صحب الشَّيْخ يُوسُف العجمي أشهرا وَأخذ عَنهُ الْمِيقَات الشّرف بن الخشاب. 757 - أَحْمد أَبُو الطرار بن عروس. / مَاتَ سنة بضع وَسِتِّينَ. 758 - أَحْمد أَبُو الْعَبَّاس القبيباتي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن فريفير / مِمَّن قَرَأَ البُخَارِيّ على مصطفى بن بقطمر الْحَنَفِيّ بعد الْعشْرين وَثَمَانمِائَة. 759 - أَحْمد أَبُو الْعَبَّاس بن الْعجل قَاضِي فاس. / مَاتَ سنة سبع وَخمسين. أرخه ابْن عزم وَقَالَ مرّة أُخْرَى سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَحَدهمَا غلط بل رَأَيْت من يُنكر كَونه قَاضِيا وَأَنه كَانَ مدرسا بمدرسة الصهريج بفاس بِالْقربِ من جَامع الأندلس

عَالما بعلوم من فقه وعربية وَغير ذَلِك. 760 - أَحْمد ابْن أُخْت جمال الدّين الاستادار وأخو حَمْزَة الْآتِي. / كَانَ مِمَّن صودر فِي محنته مَعَ أقربائه وَآله وخنق فِي ربيع الآخر سنة أَربع عشرَة. أَحْمد بن الأكرم، / هُوَ أَحْمد المشرقي يَأْتِي. 761 - أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن رياض الأحمدي. / أَخذ عَن أبي شامة صَاحب الشَّيْخ إِسْمَاعِيل الأنبابي وَكَانَ صَالحا مُعْتَقدًا مَاتَ فِي يَوْم السبت خَامِس عشري رَجَب سنة سِتّ وَخمسين. 762 - أَحْمد بن السِّت التّونسِيّ. / وَصفه ابْن عزم. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة سِتِّينَ. 763 - أَحْمد بن السرُوجِي الجابي / بوقف المؤيدية. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَقد افْتقر جدا وَعجز بعد أَن كَانَ شَدِيد الباس قوي الرَّأْس وَأَظنهُ جَازَ السِّتين. 764 - أَحْمد بن الشَّهِيد. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ أَولا يتعانى صناعَة الفرى ثمَّ اشْتغل قَلِيلا وباشر فِي ديوَان السُّلْطَان ثمَّ ولي الوزارة وَوَقعت فتْنَة اللنك وَهُوَ وَزِير فاستصحبه مَعَه إِلَى بِلَاده ثمَّ خلص منم بعد يسير وَورد دمشق فباشر نظر الْجَيْش وَغَيره فِي شعْبَان. وَمَات سنة ثَلَاث. 765 - أَحْمد بن الصلف / أحد فِرَاشِي البيمارستان المنصوري. مَاتَ بِمَكَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ. أَحْمد بن العجيل. / مضى فِي المكنيين بِأبي الْعَبَّاس. أَحْمد بن عروس، / مضى فِي المكنيين بِأبي الطرار. أَحْمد بن فريفر، / فِي المكنيين بِأبي الْعَبَّاس. أَحْمد بن الْكرْدِي / فِي ابْن إِبْرَاهِيم. 766 - أَحْمد بن المومني / مِمَّن يذكر بَين الْعَوام بالجذب ويعتقد لذَلِك مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشر ربيع الأول سنة سبعين وَدفن قَرِيبا من تربة الشَّيْخ خلد الْحَجَّاجِي قبلي جَامع قوصون، أرخه الْمُنِير. 767 - أَحْمد أَخُو الزين الاستادار / لِأَنَّهُ قتل بالمحلة فِي رَمَضَان سنة أَربع وَخمسين وَكَانَ عبلا أَخْضَر اللَّوْن ربعَة مُسْرِفًا على نَفسه. أَحْمد الأقطع. / يَأْتِي فِي أَحْمد الدوادار قَرِيبا. 768 - أَحْمد حلولو الأزليتني ثمَّ الْقَرَوِي المغربي الْمَالِكِي نزيل تونس / مِمَّن أَخذ عَنهُ أَحْمد بن حَاتِم المغربي وَذكر لي أَنه شرح مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل وَجمع الْجَوَامِع والتنقيح للقرافي والإشارات للباجي وعقيدة الرسَالَة وَأَنه فِي سنة خمس وَتِسْعين فِي قيد الْحَيَاة وَلَا يقصر سنة عَن الثَّمَانِينَ، وَقد ولي قَضَاء طرابلس سِنِين ثمَّ عزل عَنْهَا وَرجع إِلَى تونس فأنعم عَلَيْهِ بمشيخة مدارس أعظمها المنسوبة للقائد تنبك عوضا عَن إِبْرَاهِيم الأخدري وَهُوَ أحد الْأَئِمَّة الحافظين لفروع الْمَذْهَب

وَغَيره فِي التَّحْقِيق أمكن وعربيته قَليلَة. أَحْمد خازوق / فِي الملقبين بشهاب الدّين الْحلَبِي. أَحْمد ذويبة، / يَأْتِي فِي أَحْمد الصَّامِت قَرِيبا. 769 - أَحْمد الْمَعْرُوف بشكر الروحي، / قدم من الرّوم قبل الْفِتْنَة فَسمع بحلب وحماة وحمص ودمشق وَبَيت الْمُقَدّس وَصَارَ واعظ بِلَاده ثمَّ وعظ بِبَيْت الْمُقَدّس وبالشام بالتركي والعربي والعجمي وأحبه النَّاس واعتقدوه وقطن بَيت الْمُقَدّس وَكَانَت طَرِيقَته حَسَنَة مَرِيضَة ممتعا بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ، مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد عَاشر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَخمسين بِبَيْت الْمُقَدّس وَدفن بمقبرة بَاب الرَّحْمَة وبنوا على قَبره قبَّة كَبِيرَة وَلَيْسَ بِتِلْكَ الْمقْبرَة سواهَا وقبة الْعَلَاء الأردبيلي رحمهمَا الله، وَمن فَوَائده فِي لُغَات الْأصْبع: (تثليث با اصبع مَعَ شكل همزته ... بِغَيْر قيل مَعَ الأصبوع قد كملا) أَحْمد كلوت، / فِي الملقبين بالشهاب الْحِجَازِي. 770 - أَحْمد كمونة الصعيدي، / مِمَّن خدم عِنْد الْأَشْرَف قايتباي حِين إمرته فَلَمَّا تسلطن اسْتَقر بِهِ مهتار الشربخاناه وَكَانَ إِلَى الْخَيْر أقرب مَاتَ فِيمَا قيل سنة أَربع وَتِسْعين وَخَلفه فِي وظيفته. أَحْمد النشار. / فِي الملقبين بالشهاب الْمدنِي. 771 - أَحْمد الآثاري / مَاتَ بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين. أَحْمد الْأَذْرَعِيّ / فِي ابْن إِبْرَاهِيم. أَحْمد الأريحي / إِمَام مقَام الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة نِيَابَة قَرَأَ عَلَيْهِ الديروطي الْقرَاءَات وَهُوَ ابْن سعد بن مُسلم، مضى. أَحْمد البامي /، فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد. أَحْمد البرنقي، / فِي ابْن مُحَمَّد. 772 - أَحْمد البسيلي التّونسِيّ، / مَاتَ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. 773 - أَحْمد الترابي / شيخ صَالح مُعْتَقد عِنْد كثيرين. مَاتَ فَجْأَة فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشري ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين وَدفن من الْغَد بزاويته تجاه تربة الأسنوي خَارج بَاب النَّصْر رَحمَه الله. 774 - أَحْمد التِّرْمِذِيّ الْوَاعِظ، / مِمَّن لقبه الشهَاب بن عرب شاه وَأخذ عَنهُ. 775 - أَحْمد الحجافي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. 776 - أَحْمد الجمالي / موقت سوسة. أَحْمد حطيبة / أحد المجاذيب يَأْتِي فِي حطيبة. 777 - أَحْمد الْحَمَوِيّ الْمُقْرِئ، نزيل حلب / رجل صَالح دين ورع أَقَامَ بحلب سِنِين يقرئ النَّاس الْقُرْآن وَيكثر التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة غير ملتفت إِلَى الدُّنْيَا أصلا وفارقها قبل الْوَقْعَة فسكن الْقُدس مُدَّة ثمَّ انْتقل إِلَى طرابلس وَتزَوج حِينَئِذٍ بهَا وَمَات فِيهَا وَجَاء الْخَبَر بذلك إِلَى حلب فِي شَوَّال سنة سبع عشرَة فصلى عَلَيْهِ بجامعها صَلَاة

الْغَائِب، ذكره ابْن خطيب الناصرية وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن. 778 - أَحْمد الخالدي / أحد الْقُرَّاء بصفد وَكَانَت عِنْده عبَادَة وَخير وَله شهرة، مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة عشرَة، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. أَحْمد الخشاب المجذوب / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن صَالح. أَحْمد الْخَواص / هُوَ ابْن عبَادَة بن شُعَيْب. 779 - أَحْمد الْخَواص آخر، / كَانَ أحد رُؤَسَاء قراء الأجواق وَيعْمل المواليد ويتكسب بذلك مَعَ عمل الخوص وَله نظم مِنْهُ كثير فِي المدائح النَّبَوِيَّة واقترح عَلَيْهِ الشهَاب الْحِجَازِي النّظم فِي طَرِيق ابْن سكرة حَيْثُ قَالَ مِمَّا اقتفى شَيخنَا أَثَره فِي قَوْله جَاءَ الشتَاء وَعِنْدِي من حَوَائِجه الأبيات فَقَالَ: (مَا باله الْمَرْء فِي دُنْيَاهُ أحسن من ... أَشْيَاء سَبْعَة لم تنقص عَن الْعدَد) (صَبر وصون وصنوان وصادحة ... وصرة وَصفا ود وَصرف يَد) 780 - أَحْمد الْخَواص آخر / أحد المعتقدين بِمَكَّة، مَاتَ غريقا فِي توجهه لسواكن سنة عشْرين، ذكره ابْن فَهد. 781 - أَحْمد الدهماني القيرواني المغربي نزيل طرابلس. / مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَقد أَلممْت بِهِ فِي حوادثها. 782 - أَحْمد الدوادار نَائِب الاسكندرية وَيعرف بالأقطع، / مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَوَصفه الْعَيْنِيّ بالأسود وَأَشَارَ إِلَى أَن وَالِده كَانَ طرقيا يفرش البسطات بالرميلة وَغَيرهَا بِحَيْثُ أَن وَلَده لما خدم الأتراك صَار يستنكف مِنْهُ بل رُبمَا أنكرهُ وَقد بَاشر الدوادارية الصُّغْرَى للأشرف وَكَذَا الذردكاشية ثمَّ النِّيَابَة وَأقَام مِقْدَار شَهْرَيْن وَكَانَ لما ابْتَدَأَ ضعفه اسْتَأْذن فِي التَّحَوُّل إِلَى فوة ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة وَلم يلبث بهَا سوى يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة وَمَات وَاسْتقر بعده فِي الينابة جَانِبك الناصري. 783 - أَحْمد الدوري شيخ الفراشين بِمَكَّة وخال لمُحَمد بن يسق. / أَحْمد الزَّاهِد / اثْنَان ابْن أبي بكر بن أَحْمد وَابْن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان. أَحْمد الزواوي / اثْنَان أَحدهمَا الْمُقِيم بالأزهر وَهُوَ ابْن صَاح بن خلاسة وَالثَّانِي ابْن سُلَيْمَان بن نصر الله. أَحْمد الذروي / فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ. أَحْمد السخاوي جمَاعَة ابْن مُحَمَّد بن زين أَو مونن وَابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وَابْن قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِطيبَة شمس الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن أبي بكر. / أَحْمد السطوحي. / فِي ابْن خضر. أَحْمد السعودي الْحَنَفِيّ / فِي ابْن يُوسُف بن أَحْمد.

784 - أَحْمد السلاوي ثمَّ التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي / تقدم فِي الْعَرَبيَّة وشارك فِي غَيرهَا وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ عمر القلجاني بل قَالَ لي الشهَاب بن حَاتِم المغربي أَنه أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة قَالَ وَكَانَ شَيخا مسنا فَقِيها نحوبا مِمَّن لَقِي ابْن عَرَفَة وَغلب عَلَيْهِ الاشتهار بِالْعَرَبِيَّةِ مَعَ تقدمه فِي غَيرهَا سِيمَا الْفِقْه، مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين بتونس فِي الطَّاعُون. 785 - أَحْمد السلوي المغربي / كَانَ فَاضلا صَالحا، مَاتَ سنة ثَلَاث وَخمسين. 786 - أَحْمد السنبلي الْجَبَّار، / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة أَربع وخسمين. 787 - أَحْمد الشَّامي النجار / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب. 788 - أَحْمد الشربيني ثمَّ السنباطي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الأديب / قدم سنباط فدرس بهَا وَكَانَ يحفظ الْحَاوِي ويوصف بِالْعلمِ والشجاعة وَالْكَرم وانتفع بالعز بن جمَاعَة وَكَانَ الْعِزّ يَقُول عَن ذهنه أَنه لَا يقبل الْخَطَأ، وتنزل صوفيا بالجمالية وَكَانَ يقْرَأ على شَيخنَا همام الدّين وَوَصفه الْعَلَاء بن المغلي الناصري بن الْبَارِزِيّ فَأحْضرهُ لإقراء وَلَده الْكَمَال، مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة تسع عشرَة أفادني تَرْجَمته الْعِزّ السنباطي. 789 - أَحْمد الشربيني ثمَّ القاهري / أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا نسخ بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَهُوَ الْآن فِي سنة خمس وَتِسْعين. حَيّ. أَحْمد الشغري جمَاعَة ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر وَابْن. / 790 - أَحْمد الشماع قَاضِي الْمحلة، / مَاتَ سنة بضع وَثَلَاثِينَ. 791 - أَحْمد السيدي التّونسِيّ، / مَاتَ فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين أرخه ابْن عزم. أَحْمد الصَّابُونِي وَالِد الْعَلَاء / فِي ابْن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان. 792 - أَحْمد صارو وَمَعْنَاهُ بالتركية الْأَشْقَر، / كَانَ من الأتراك المقربين فَيرى الْفُقَرَاء المتصوفة مَعَ مُخَالطَة أُمَرَاء الدولة فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة برقوق واستوطن دمشق حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع عشرَة وَهُوَ فِي عشر السِّتين، أثنى عَلَيْهِ المقريزي فِي عقوده وَأَنه حسن الِاعْتِقَاد كثير الْإِنْكَار على المبتدعين محب فِي السّنة وَأَهْلهَا وَنقل عَنهُ فِي عدم إِجَابَة الدُّعَاء على الظَّالِمين مَعَ الْعلم بورود إِجَابَة الْمَظْلُوم مِمَّا صدقه فِيهِ أَنه لم يبْق مظلوم فِي الْحَقِيقَة بل كل يظلم فِي الْمَعْنى الَّذِي هُوَ فِيهِ من لَهُ قدرَة على ظلمه وَلَا يتَخَلَّف إِلَّا للعجز، وَأَنه قَالَ لَهُ عَن الظَّاهِر برقوق يرى ذَا عجيبا قَالَ لَهُ لَا يلْتَفت لما فِي البُخَارِيّ وَمُسلم إِذْ أَكثر مَا فيهمَا كذب فَقَالَ لَهُ برقوق يَا شيخ إنَّهُمَا كَانَا فِي زمن لَو كذب فِيهِ أحد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَتَلُوهُ انْتهى.

793 - أَحْمد الصَّامِت المجاور بِبَاب جَامع الظَّاهِر وَيعرف بذويبة، / مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد سادس عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتِّينَ وَدفن فِي زَاوِيَة هُنَاكَ على الطَّرِيق وَكَانَ مُعْتَقدًا، ذكره الْمُنِير. أَحْمد الصَّيْرَفِي العجمي نزيل مَكَّة، / مَاتَ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمضى فِي ابْن عبد الله بن عمر بن أَحْمد. أَحْمد الصعيدي كمونة / مضى قَرِيبا. أَحْمد الصندلي / فِي ابْن مُحَمَّد بن حسن بن أبي الْحسن. أَحْمد الصنهاجي المغربي / بالملقبين بالشهاب. أَحْمد الطوخي جمَاعَة: / فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن رَجَب وَابْن مُحَمَّد بن قَاسم وَابْن أَحْمد بن فَخر الدّين عُثْمَان. 794 - أَحْمد العداس شيخ دمشق / صَالح مبارك أعجوبة فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر لَا يهاب فِي ذَلِك أحدا وَله فِيهِ اتِّبَاع ووقائع شهيرة مَعَ عاميته وَهُوَ الَّذِي بنى الْجَامِع بِدِمَشْق خَارج بَاب النَّصْر مِنْهَا بمعاونة أهل الْخَيْر وَكَانَ مَحَله قبل ذَلِك حانة وَقد لقِيه بِدِمَشْق وترافقت مَعَه فِي أثْنَاء طَرِيق الزبداني وَكَذَا رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ حِين قدومه إِيَّاهَا، مَاتَ بعد عصر يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَدفن من الْغَد بمقبرة بَاب الفراديس رَحمَه الله. 795 - أَحْمد العقبي / جابي الأشرفية برسباي مَاتَ فِي تَاسِع عشر شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ، وَابْن مُحَمَّد بن يُوسُف. 796 - أَحْمد العوكلي المغربي الموقت / مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتِّينَ بِمَكَّة، أرخه ابْن فَهد. 797 - أَحْمد الْعَيْنِيّ الشَّامي / مَاتَ بِمَكَّة سنة سبع وَخمسين وَأَظنهُ الْمَاضِي. 798 - أَحْمد الغمري المراكبي وَيعرف بِابْن خروب / كَانَ لَا بَأْس بِهِ فِي أَبنَاء طائفته من جمَاعَة الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري سمع عَليّ يَسِيرا وَمَات فِي لَيْلَة مستهل صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. 799 - أَحْمد الفهمي الموقت / بتونس. 800 - أَحْمد الْقرشِي / مَا عَرفته وَلَكِن رَأَيْت لَهُ قصيدة امتدح بهَا فتح الدّين المحرقي أَولهَا: (يَا صدر حبك سَائِر فِي سائري ... حَتَّى خيالك فِي مَنَامِي زائري) أَحْمد الْقَرَوِي / اثْنَان مغربيان قَائِد الركب وحلولو. 801 - أَحْمد الْقزْوِينِي ثمَّ الْمَكِّيّ وَيُقَال لَهُ الخواجا مير أَحْمد بِالْمِيم / مَاتَ بِمَكَّة فَجْأَة فِي لَيْلَة مستهل الْمحرم سنة ثَمَان وَخمسين، أرخه ابْن فَهد وَسمي فِي ذيله أَبَاهُ حُسَيْن بن مُحَمَّد وَله دور بِمَكَّة وَجدّة وَكَانَ شرس الْأَخْلَاق ومتعاظما مِمَّن دخل مصر وخالط الأتراك. 802 - أَحْمد القسيطي المرابط / مِمَّن أَخذ عَنهُ فِي الْفِقْه مساعد بن حَامِد وَمَات فِي حُدُود سنة سِتِّينَ. 803 - أَحْمد الْقصير، / مِمَّن لقِيه الشهَاب بن عربشاه وَأخذ عَنهُ.

أَحْمد القليجي: / اثْنَان حنفيان أَحدهمَا ابْن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ وَالْآخر ابْن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر ابْن أخي الأول. أَحْمد القوصي / اثْنَان اتفقَا فِي الْأَب وَالْجد أَيْضا فَمَا ابْنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد. 804 - أَحْمد الْقَيْسِي الفاسي المتلاعب. / أَحْمد الكلوتاتي / اثْنَان: ابْن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله وَابْن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف. أَحْمد المتبولي / اثْنَان كل مِنْهُمَا اسْم أَبِيه مُوسَى أقدمهما اسْم جده نصير وَالْآخر اسْم جده أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن. 805 - أَحْمد المرجرلدي نِسْبَة لبني مزجرلدة المغربي الْمَالِكِي / أحد الْعلمَاء المدرسين مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ 806 - أَحْمد المزدعي المغربي / أَحْوَال وكرامات وَكَانَ عَالما صَالحا مَاتَ فِي الطَّاعُون بِمصْر بعد السّبْعين. 807 - أَحْمد المشرقي الْغَزِّي وَيعرف بِابْن الأكرم. / أحد المجاذيب مِمَّن يذكر فِي بَلَده بكرامات ولأهلها فِيهِ مزِيد اعْتِقَاد وَلم يكن يلوي على أهل وَلَا مَال، مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَنزل نائبها فصلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل. 808 - أَحْمد المعلقي، / مَاتَ سنة بضع وَثَلَاثِينَ. 809 - أَحْمد الْمَغَازِي الطَّبِيب تونسي. / 810 - أَحْمد الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ. / رَأَيْته أجَاز لمن عرض عَلَيْهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ فَينْظر من هُوَ. 811 - أَحْمد الْمَقْدِسِي الشَّيْخ، / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين. أَحْمد المكيني ربيب البُلْقِينِيّ / فِي ابْن مُحَمَّد بن بركوت. 812 - أَحْمد الملوتشي الْوَلِيّ الشهير، / مَاتَ فِي سنة بضع وَثَلَاثِينَ. أَحْمد النحريري الْمَالِكِي. / فِي ابْن عبد الله. 813 - أَحْمد النخلي بِضَم النُّون أَو فتحهَا كَمَا هُوَ على الْأَلْسِنَة ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة التّونسِيّ / من علمائها الْمُفْتِينَ الْعُقَلَاء مِمَّن انْتفع بِهِ الْفُضَلَاء وَولي قَضَاء بني زرت من أَعمال تونس مَعَ جُلُوسه للشَّهَادَة بتونس، مَاتَ بالطاعون سنة ثَلَاث وَسبعين وَمن شُيُوخه عمر القلشاني وَابْن عِقَاب وَيَعْقُوب الزعبي. أَحْمد الهيثمي، / فِي ابْن حسن بن مُحَمَّد. 814 - أَحْمد الْوراق / نزيل الْجَامِع الوَاسِطِيّ ببولاق وَأحد المعتقدين عِنْد الْعَامَّة وَنَحْوهم، مِمَّن زرته ودعا لي وَكَانَ يحجّ فِي كل سنة والفتوحات ترد عَلَيْهِ وَحكى لي أَن بَعضهم سَأَلَهُ الدُّعَاء وَهُوَ جَالس بالروضة النَّبَوِيَّة. فَقَالَ لَهُ يَا قَلِيل الْعقل فِي هَذَا

ذكر من اسمه إدريس إلى انتهاء حرف الألف

الْمحل وَأَنت عِنْد سيد الْكل هَذَا أَو نَحوه، مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَخمسين وَدفن بالجامع الْمَذْكُور رَحمَه الله تَعَالَى. 815 - أَحْمد يبروق. لقِيه ابْن عربشاه بقرم. 816 - أَحْمد مِمَّن يذكر بالجذب ويعتقد بَين الْعَامَّة، مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد سلخ ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ، وَدفن بجوار زَاوِيَة حليمة المبرقعة دَاخل بَاب الشعرية من الْقَاهِرَة وَكَانَ لَا يزَال فِي عُنُقه طبل، أرخه الْمُنِير (ذكر من اسْمه إِدْرِيس إِلَى انْتِهَاء حرف الْألف) 817 - إِدْرِيس بن حسن بن عجلَان الحسني الْمَكِّيّ / مَاتَ فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ أرخه ابْن فَهد. 818 - إِدْرِيس بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حسن بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن حمديس بن الحوات الْعقيلِيّ فِيمَا قيل الْيَمَانِيّ الزَّيْلَعِيّ الحديدي نِسْبَة إِلَى الحديدة من الْيمن بمهملات أولاها مَضْمُومَة وَالثَّانيَِة مَفْتُوحَة ثمَّ مثناة تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة الشَّافِعِي، / ولد بهَا فِي سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا. شيخ صَالح مُعْتَقد لَهُ جلالة وشهرة بناحيته روى عَن الْقسم بن مُحَمَّد بن الأهدل ولقيته بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وسيما الْخَيْر عَلَيْهِ ظَاهِرَة فَسلمت عَلَيْهِ ودعا لي وَله تردد كَبِير إِلَى الْحَرَمَيْنِ لِلْحَجِّ والزيارة بل لَا يَنْقَطِع كل عَام عَن الْمَجِيء وجاور بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَسبعين وَله بهَا دَار اشْتَرَاهَا مِمَّا أرسل بِهِ إِلَيْهِ أحد نواب الشَّام وَهُوَ خَمْسمِائَة دِينَار وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. 819 - إِدْرِيس بن ودي الحسني النموي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَأَرْبَعين، ذكره ابْن فَهد. 820 - إِدْرِيس بن يحيى بن أبي الفهد بن عبد الْقوي السّري أَبُو الْعَلَاء البجائي الأَصْل الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ وجده وأخوته نعم وَغَيره، / ولد فِي صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن والرسالة لِابْنِ أبي زيد أَو غالبها، وَدخل الْقَاهِرَة وَالشَّام واليمن للاسترزاق وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة. 821 - أدكى بِكَسْر الدَّال الْمُهْملَة وَفتحهَا / صَاحب مملكة الدست مَاتَ قَتِيلا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَاسْتقر بعده مُحَمَّد خَان من ذُرِّيَّة جنكزخان. 822 - أرخن بك بن مُحَمَّد كرسجي عُثْمَان أَخُو مُرَاد بك ملك الورم، / لَهُ ذكر فِي وَلَده سُلَيْمَان. 823 - أردبغا الظَّاهِرِيّ برقوق / نَائِب صفد فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي، وَليهَا فِي سنة سبع وَعشْرين إِلَى أَن مَاتَ بعد سنة ثَلَاثِينَ. 824 - أرسطاي الظَّاهِرِيّ برقوق. / كَانَ فِي أَيَّام أستاذه من أَعْيَان أُمَرَاء الطبلخاناه

وباشر فِيهَا رَأس نوبَة كَبِير بِحرْمَة وافرة عِنْد المماليك ثمَّ تولى الحجوبية الْكُبْرَى بِالْقَاهِرَةِ فِي الدولة الناصرية ثمَّ نِيَابَة الْإسْكَنْدَريَّة حَتَّى مَاتَ فِي الْعشْر الْأَوْسَط من ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة وَاسْتقر عوضه فِي النِّيَابَة سنقر الرُّومِي ذكره الْعَيْنِيّ وَأَهْمَلَهُ شَيخنَا. 825 - أرغون شاه الإبراهيمي المنجكي الظَّاهِرِيّ برقوق / نَائِب السلطنة بحلب. كَانَ أَصله لإِبْرَاهِيم بن منجك فتنقل حَتَّى صَار جمدارا عِنْد النَّاس وخازندارا وأرسله أَيَّام يلبغا الناصري إِلَى حلب حاجبا فَلم يُمكنهُ الناصري وَكَاتب فِي الإعفاء فَأُجِيب فَلَمَّا قتل النَّاصِر ولاه الظَّاهِر نِيَابَة صفد ثمَّ طرابلس ثمَّ حلب فِي سنة ثَمَانمِائَة وَبهَا مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من صفر فِيمَا قيل سنة إِحْدَى وَدفن خَارج بَاب الْمقَام بتربة بنت لَهُ، وَيُقَال أَن بعض الأكابر سقَاهُ وَقيل أَن بعض الْعَرَب أغار على جمال لَهُ فَتوجه فِي طَلَبهمْ فَفرُّوا مِنْهُ فلج فِي أَثَرهم وغر بِنَفسِهِ فَأَصَابَهُ عَطش بِحَيْثُ مَاتَ بعض من مَعَه من أنَاس وخيول وَضعف هُوَ وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ، وَكَانَ حسن السِّيرَة بل سَار فِي حلب أحسن سيرة، قَالَ شَيخنَا تبعا لِابْنِ خطيب الناصرية وَكَانَ شَابًّا جسيما عَاقِلا عادلا شجاعا كَرِيمًا، وَمن عدله أَن غلمانه توجهوا لتحويل الْملح الَّذِي فِي أقطاع النِّيَابَة فاستكروا جمالا فَخرج عَلَيْهِم الْعَرَب فنهبوهم فغرم لأصحابها ثمنهَا وَإِن شخصا ادّعى عِنْده فِي جمل عِنْد صَلَاة الْجُمُعَة وجد بِهِ عَيْبا ليَرُدهُ فاستمهله إِلَى أَن يُصَلِّي فَمَاتَ الْجمل فغرم لَهُ ثمنه وَقَالَ نَحن فرطنا. 826 - أرغون شاه البيدمري الظَّاهِرِيّ برقوق، / كَانَ من مماليك بيدمر الخوازرمي نَائِب الشَّام فقدمه للظَّاهِر فحظي عَلَيْهِ وَجعله ساقيا خَاصّا ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بأمرة عشرَة ثمَّ طبلخاناه وَجعله رَأس نوبَة ثمَّ قدمه وَجعله أَمِير مجْلِس وَكَانَ شجاعا جسيما خيرا محبا فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ ذَا خلق حسن وتواضع تركي الْجِنْس يفهم لُغَة الْعَجم وَلَكِن مَعَ عجلة وَقلة تثبت، قَالَه الْعَيْنِيّ قَالَ وَقد سمع على البُخَارِيّ وَمُسلمًا والمصابيح وَقتل مَعَ أيتمش فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ بقلعة دمشق وَقد زَاد على الثَّلَاثِينَ، زَاد غَيره وَهُوَ أَبُو الْمقَام الناصري مُحَمَّد بن الظَّاهِر جقمق. 827 - أرغون شاه السيفي / تغري بردي أتابك غَزَّة بعد تقدمة دمشق، مَاتَ فِي سنة تسع عشرَة. 828 - أرغون شاه النوروزي نورز الحافظي وَيُقَال لَهُ المحمودي أَيْضا / عمل استدارية أستاذه فظلم وعسف فَلَمَّا انْقَضتْ أَيَّامه صودر ثمَّ ولي الوزارة بعد الْفَخر بن أبي الْفرج ثمَّ قبض عَلَيْهِ وعوقب ثمَّ نفي ثمَّ عَاد وولاه الْأَشْرَف الاستادراية مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ أضيفت إِلَيْهِ الوزارة أَيْضا ثمَّ عزل عَنْهُمَا وصودر ثمَّ أفرج عَنهُ بطالا ثمَّ اسْتَقر فِي

استادارية السُّلْطَان بِدِمَشْق حَتَّى مَاتَ فِي حادي عشر رَجَب سنة أَرْبَعِينَ، وَكَانَ أَعور طوَالًا مسمنا ظَالِما عسوفا من سيآت الدَّهْر، ذكره شَيخنَا فِي أبنائه بِاخْتِصَار. 829 - أرغون الناصري، / مَاتَ سنة تسع عشرَة. 830 - أرغون السبعاوي الظَّاهِر برقوق الْأَمِير أخور، / مَاتَ بطالا بِبَيْت الْمُقَدّس فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع عشرَة وَكَانَ دينا خيرا متواضعا يمِيل إِلَى دين وَخير وتلاوة وَعدم خوض فِيمَا لَا يعنيه، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ: أرغون الرُّومِي ولي نِيَابَة الْغَيْبَة للناصر فرج وَكَانَ يرجع إِلَى دين وَخير، مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة بالقدس بطالا. أرغون الرُّومِي. / هُوَ الَّذِي قبله. 831 - أرغون دوادار الزيني عبد الباسط. / 832 - أركماس من صفر خجا المؤيدي أحد أُمَرَاء العشرات وَرَأس نوبَة وَيعرف بأركماس الْأَشْقَر، / مَاتَ فِي ويم السبت سلخ ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون وَكَانَ زَائِد الْغَفْلَة رَحمَه الله. أركماس الْأَشْقَر، / هُوَ الَّذِي قبله. 833 - أركماس الجاموس اليشبكي / نِسْبَة ليشبك الشَّعْبَانِي، أحد العشرات فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي أَوَاخِر ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَقد علت سنه. 834 - أركماس الجلباني قرا سنقر الظَّاهِرِيّ جقمق. / رقاه الْمُؤَيد حَتَّى صَار أحد المقدمين بالديار المصرية ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة غَزَّة ثمَّ نَقله ططر إِلَى نِيَابَة طرابلس ثمَّ خرج إِلَى الطَّاعَة فَأمْسك وَأقَام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة نَحْو عَام ثمَّ بالقدس زِيَادَة على عشرَة أَعْوَام ثمَّ ولي نظر الْقُدس والخليل ونيابة الْقُدس فَلم تحمد سيرته فعزل وَأعْطى تقدمة بِالشَّام وَمَات بالرملة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَحمل إِلَى الْقُدس فقبربه، قَالَ شَيخنَا فِي آخر سنة سبع وَثَلَاثِينَ من أنبائه: وَقدم جمَاعَة من المقادسة والخليلية يَشكونَ من نائبها أركماس الجلباني أنواعا من الظُّلم والأذية بِجَمِيعِ الطوائف وَمِمَّا اعْتَمدهُ أَنه حبس القَاضِي شمس الدّين البصروي وَهُوَ يَوْمئِذٍ قَاضِي الشَّافِعِيَّة بِهِ وَزعم أَنه استنقذه من الْعَوام لِئَلَّا يرجموه وَحجر على الْمِيَاه الَّتِي بِبَيْت الْمُقَدّس فختم على الْآبَار وَمنع النَّاس من الاسْتِسْقَاء مِنْهَا إِلَّا بِثمن إِلَى غير ذَلِك فَلَمَّا علم السُّلْطَان بسيرته أَمر بعزله وَقرر غَيره فِي الْأَمر. 835 - أركماس الطَّوِيل اليشبكي / نِسْبَة ليشبك الشَّعْبَانِي. مِمَّن تزوج أُخْت النظام الْحَنَفِيّ واستولدها عضد الدّين مُحَمَّد النظامي الْآتِي، وَكَانَ خيرا بارا بالأيتام وَنَحْوهم رَاغِبًا فِي زِيَارَة مشَاهد الصَّالِحين بل قيل إِنَّه مِمَّن صحب أكمل الدّين وَابْن عرب الزَّاهِد نزيل الشيخونية وَغَيرهمَا، وَحج وَكَانَ الظَّاهِر جقمق يمِيل إِلَيْهِ ثمَّ إينال بل هُوَ

مِمَّن قدم رَفِيقًا لَهُ فِي الْحَلب مَاتَ فِيمَا قرأته بِخَط صهره النظام فِي نصف لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشر رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَقد أسن فأكمل الدّين مَاتَ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ من ذكر الْقرن. 836 - أركماس الظَّاهِرِيّ برقوق. / عمل نَائِب القلعة دمشق فِي أَيَّام الظَّاهِر ططر ثمَّ قدم الْأَشْرَف برسباي بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ عمله رَأس نوبَة ثمَّ دوادارا كَبِيرا وطالت أَيَّامه وتزايدت بالمفاصل الْأمة مَعَ ضخامته وعلو مكانته وَلكنه لم يكن يعرف اللُّغَة التركية فضلا عَن الْعَرَبيَّة وَلما اسْتَقر الظَّاهِر جقمق بقاه على الدوادارية الْكُبْرَى وَفهم عدم استبقائه فبادر إِلَى الاسْتِغْفَار وَالْإِذْن لَهُ فِي الْإِقَامَة بدمياط فَأُجِيب فَأَقَامَ بِهِ مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة فَأكْرمه إِكْرَاما زَائِدا، وَلزِمَ بَيته حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَخمسين وَقد زَاد على السّبْعين وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان بمصلى المومني وَكَانَ دينا عَاقِلا سَاكِنا رَحمَه الله. 837 - أركماس من طرباي الْأَشْرَف قايتباي / أحد خاصكيته ثمَّ أبعده لنيابة طرابلس ثمَّ نَقله لدواداريته بحلب بعد قتل ازدمر نَائِب طرسوس ثمَّ لدواداريته بِالشَّام بعد موت جَانِبك الطَّوِيل وسافر مَعَ المجردين. أركماس المؤيدي / هُوَ من صفر الْمَاضِي قَرِيبا. 838 - أركماس النوروزي أَمِير شكار. / أَصله من مماليك نوروز الحافظي ويلقب بالجاموس أَيْضا تَأمر فِي الأشرفية برسباي عشرَة وَصَارَ أَمِير شكار ثمَّ ولي الْكَشْف بِالْوَجْهِ القبلي غير مرّة إِلَى أَن قتل بالصعيد الْأَعْلَى فِي محاربة الزنج سنة خمس وَأَرْبَعين تَقْرِيبًا. أركماس اليشبكي. / هُوَ الطَّوِيل: أركماس الجاموس / هُوَ النوروز قبله. 839 - أركماس دوادار يلبغا المظفري / قبل استقراره فِي الأتابكية ثمَّ دوادار يشبك الْأَعْرَج الساقي أتابكية كَانَ حسن السياسة عَارِفًا بالأمور مشكور السِّيرَة قَلِيل الشَّرّ، وَولي نظر الْأَوْقَاف بعد موت قطلوبغا حجى، مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. 840 - أرنبغا بِضَم الْهمزَة وَالْمُوَحَّدَة بن عقبَة الْمَكِّيّ الْبَانِي، / مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَأَنَّهُ سمي بذلك لمجيء تركي أَو تَأمره عِنْد ولاته وَالظَّاهِر أَنه الْآتِي قَرِيبا. أرنبغا الحافظي، / فِي الَّذِي بعده. 841 - أرنبغا الظَّاهِرِيّ برقوق. / عمل أَمِير عشرَة، وَمَات فِي حَيَاة أستاذه فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس عشر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى. أرخه الْعَيْنِيّ وَنسبه أرنبغا الحافظي. وَاقْتصر شَيخنَا على اسْمه أرنبغا فِيمَن مَاتَ من الْأُمَرَاء أَو ذبح. 842 - أرنبغا اليونسي الناصري / فرج عمل أَمِير عشرَة وَرَأس نوبَة فِي أَيَّام الْأَشْرَف

برسباي وجاور بِمَكَّة مقدما على المماليك السُّلْطَانِيَّة سِنِين ثمَّ جعله الظَّاهِر من جملَة الطبلخانات ثمَّ قدم الْأَشْرَف إينال فَلم تطل أَيَّامه فِيهَا، وَمَات فِي ربيع الأول سنة سبع وَخمسين. 843 - أزبك جحا السيفي قايتباي. / أَصله من مماليك نوروز الحافظي ثمَّ صَار لقانباي المحمدي نَائِب الشَّام وَصَاحب الْمدرسَة الْمُجَاورَة للشيخونية ثمَّ بعده خدم الْمُؤَيد شيخ وَصَارَ خاصكيا ثمَّ فِي الْأَيَّام الأشرفية برسباي صَار أَمِير عشرَة وَمن رُؤْس النوب وعينه الظَّاهِر جقمق للسَّفر إِلَى الْبِلَاد الشامية بالأعلام سلطنة الْعَزِيز فَلَمَّا تسلطن هُوَ كَانَ مِمَّن عصى فَقبض عَلَيْهِ وسجن بالإسكندرية ثمَّ بصفد حَتَّى مَاتَ بقلعتها فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَهُوَ فِي الكهولة وَكَانَ ذَا مُرُوءَة وكرم مَعَ إِسْرَاف على نَفسه وخفة روح ومجون ودعابة وَلذَلِك لقب جحا. 844 - أزبك من ططخ الأشرفي ثمَّ الظَّاهِرِيّ جقمق. / جلبه الخواجا ططج من بِلَاد جركس فَاشْتَرَاهُ الْأَشْرَف برسباي فِي سنة أحدى وَأَرْبَعين وَكَانَ مراهقا ثمَّ انْتقل لوَلَده الْعَزِيز وَاشْتَرَاهُ الظَّاهِر جقمق وَسمع وَهُوَ إِذْ ذَاك عِنْد الْأَمِير تغري برمش الْفَقِيه نَائِب القلعة فِي صفر سنة خمس وَأَرْبَعين على ابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس من أول مُسْند عَليّ من مُسْند أَحْمد إِلَى قَوْله حَدثنِي سُوَيْد ابْن سعيد أَخْبرنِي عبد الحميد بن الْحسن الْهِلَالِي عَن أبي إِسْحَاق عَن هُبَيْرَة عَن عَليّ رَفعه اطْلُبُوا لَيْلَة الْقدر، وَهُوَ الْمجْلس الثَّالِث بِكَمَالِهِ، وَوَصفه التقي القلقشندي وَهُوَ الْقَارئ فِي الطَّبَقَة بقوله: وَهُوَ لَا يفهم من الْعَرَبِيّ كلمة، وَكَذَا سمع على الْأَخيرينِ مَعَ شَيخنَا تَرْجَمَة عبد الرَّحْمَن بن أَزْهَر من الْمسند بِالْقِرَاءَةِ أَيْضا إِلَى غير ذَلِك عَلَيْهِم وَمَا ذكره التقي لَا يمْنَع كَونه سَمَاعا، وَأعْتقهُ أستاذه ورقاه بِحَيْثُ جعله ساقيا ثمَّ عمله أَمِير عشرَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين عوضا عَن تمراز البكتمري المؤيدي المصارع ثمَّ من رُؤْس النوب، ثمَّ زوجه ابْنَته من مطلقته خوند مغلي ابْنة النَّاصِر بن الْبَارِزِيّ وَعمل لَهَا مهما حافلا جدا واستولدها عدَّة كالناصري مُحَمَّد وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ فَلَمَّا مَاتَ الظَّاهِر دَامَ فِيمَا كَانَ فِيهِ من أَمر الطبلخانات والخازندارية الثَّانِيَة الَّتِي كَانَ اسْتَقر فيهمَا بعد انْتِقَال قراجا عَنْهُمَا فِي أَيَّام الْمَنْصُور وَلم تطل مدَّته حَتَّى قبض عَلَيْهِ الْأَشْرَف أينال لكَونه مِمَّن قَاتل مَعَ ابْن أستاذه فِي القلعة وَحمل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فأودع بهَا مُدَّة ثمَّ نقل إِلَى صفد فأودع بهَا ثمَّ أطلق فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَخمسين وَوجه إِلَى الْقُدس بطالا فَأَقَامَ بِهِ على طَريقَة جميلَة ولقيته هُنَاكَ فأظهر) تألمه من جمَاعَة من المقادسة ونمهم عَلَيْهِ فِي كَونه كل قَلِيل

يركب وَمَعَهُ جمع كَثِيرُونَ مَعَ إِن ذَلِك إِنَّمَا وَقع بِالْإِذْنِ لَهُ فِيهِ للزيارة وَنَحْوهَا وَلم يلبث أَن فرج الله عَنهُ وأحضره الْأَشْرَف فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بسفارة الجمالي نَاظر الْخَاص وخوند البارزية وَاسْتِعْمَال ابْن السُّلْطَان وخوند فِي ذَلِك واختص بِابْن السُّلْطَان حَتَّى كَانَ يركب مَعَه للصَّيْد إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ بعد قَلِيل فِي الَّتِي تَلِيهَا بأمرة عشرَة جَيِّدَة بعد موت جانم الأشرفي البهلوان، وَاسْتمرّ فِي الترقي إِلَى أَن صَار أحد المقدمين فَلَمَّا أَن قتل الظَّاهِر خشقدم عَظِيم الدولة جَانِبك الدوادار وتنم كَانَ من جملَة المقدمين الَّذين سيرهم إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فَقَامَ الْأَشْرَف قايتباي وَهُوَ إِذْ ذَاك شاد الشربخانات فِي مراغمته حَتَّى جِيءَ بهم قبل استيفائهم فِي الْمحل المأمورين بالتعويق فِيهِ نصف يَوْم فَأَقل، وَعَاد صَاحب التَّرْجَمَة فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَسِتِّينَ على تقدمته فَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا واستقل حَاجِب الْحجاب فِي تَاسِع جُمَادَى الأولى مِنْهَا بعد انْتِقَال بردبك الجمالي الظَّاهِرِيّ عَنْهَا لنيابة حلب وتعزز زَائِد مِنْهُ فدام فِيهَا قَلِيلا ثمَّ نقل إِلَى رَأس نوبَة النوب عوضا عَن تمربغا فِي أَوَاخِر رَمَضَان من الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبعين تزوج بابنة أستاذه الثَّانِيَة الَّتِي كَانَت زوجا لجانبك الطريف بعد وَفَاته وَأمّهَا أم ولد تعرف بالقرقماسية نِسْبَة للأتابك قرقماس الشَّعْبَانِي واستولدها عدَّة كَالَّتِي صاهر أَمِير اخور قانصوه خَمْسمِائَة عَلَيْهَا لم يتَأَخَّر لَهُ مِنْهَا بعد طاعون سنة سبع وَتِسْعين فَلَمَّا كَانَ فِي أَوَاخِر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين أرْسلهُ الظَّاهِر بلباي لنيابة الشَّام عوضا عَن برد بك البجمقدار المتخلف عِنْد سوار وَمَا كَانَ بأسرع من اسْتِقْرَار الْأَشْرَف الْمشَار إِلَيْهِ فِي المملكة فرسم بإحضاره وَكَانَ وُصُوله فِي عشري صفر من الَّتِي تَلِيهَا وارتجت الديار المصرية لذَلِك حَتَّى كَانَ لقدومه من السرُور مَا لم يعْهَد نَظِيره غَالِبا وبرز الأكابر والأعيان فَمن يليهم لملاقاته إِلَى قطيا فَمَا فَوْقهَا ودونها بل نزل إِلَيْهِ السُّلْطَان الزبدانية لَيْلًا وابتهج بِهِ أتم ابتهاج وَجلسَ مَعَه سَاعَة بل وَوضع بَين يَدَيْهِ النمجاة وَقَالَ لَهُ أَنْت أَحَق مني فَدَعَا لَهُ وَاسْتقر بِهِ فِي الأتابكية عوضا عَن جَانِبك قلقسين لتخلفه فِي الْقَبْض عَلَيْهِ عِنْد سوار وَبَالغ الْأَمِير فِي الِامْتِنَاع لكَونه حَيا ورسخت قدمه فِيهَا وتكرر سَفَره قبل ذَلِك وَبعده للبحيرة لعمل مصالحها غير مرّة وللقبض على الْأَخْذ لملاقاة الحجيج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وللتجار يدمرارا مُتعَدِّدَة وَكَذَا لِلْحَجِّ وَأعظم حجارته الَّتِي فِي سنة تسع وَسبعين فَإِنَّهُ برز من الْقَاهِرَة فِي ثَالِث شَوَّال وَبَدَأَ بالزيارة النَّبَوِيَّة وَأقَام بهَا خَمْسَة أَيَّام ثمَّ كَانَ وُصُوله لمَكَّة فِي تَاسِع عشر ذِي) الْقعدَة ودام بهَا نَحْو شهر وَظهر من مَكَّة فِي منتصف ذِي الْحجَّة بعد الْمحمل، وَدخل الْقَاهِرَة يَوْم

الثُّلَاثَاء سَابِع عشر محرم الَّتِي تَلِيهَا وطلع من الْغَد فَبَالغ الْملك فِي إكرامه كَمَا أَنه بَالغ فِي إكرام خوند لما قدمت مَعَ الركب الموسمي وَهُوَ بِمَكَّة بِالْمَشْيِ بَين يَدي محفتها من الْمُدَّعِي، وَمِمَّنْ كَانَ فِي ركب الْأَمِير ذَهَابًا وإيابا الأميني الأقصرائي وَفِيه توفّي وَلَده أَبُو السُّعُود بعد بدر وَفِي أَيَّام أتابكيته جرف تِلْكَ الْأَمَاكِن الَّتِي بخرائب عنتر وابتنى فِيهَا جَامعا هائلا وقصورا منيعة وحماما ووكالة بل أذن للأعيان وَمن دونهم فابتنوا هُنَاكَ أَمَاكِن على مَرَاتِبهمْ كل ذَلِك محاكاة لبركة الرطلي وَصَارَت محلا للنزه وَنَحْوهَا كهي ولكسر السد المتوصل لبركتها فِي أَيَّام النّيل يَوْم مشهود، ثمَّ قرر بالجامع صوفية ومدرسين وقراء وَغير ذَلِك بل عمل فِيهِ خزانَة لكتب الْعلم، وَقد عمل بعض الْفُضَلَاء مقامة فِي المناظرة بَين الأزبكية وبركة الرطلي وَبَالغ فِي نصح السُّلْطَان وَكَانَ كل مِنْهُمَا زَائِد الابتهاج بِالْآخرِ وَلم أزل أشهد مِنْهُ وأسمع مزِيد التودد وَالثنَاء وَلَكِن لَيْسَ عِنْده من الوسائط من يرشده لفعل مَا لَا أحب مشافهته بِهِ سِيمَا وَهُوَ منفعل مَعَ وَاحِد من جماعته وَذَاكَ لَهُ أغراض وأهوية مَعَ كَون الْأَمِير فِي حسن الصفاء وَسُرْعَة البادرة الَّتِي رُبمَا جَرّه التَّعَرُّض لمن لَا يظْهر لَهُ حسن فعله كالبدر الدَّمِيرِيّ والتاج الأخميمي وَأبي الطّيب الأسيوطي وَأبي الْفَتْح السوهائي، وَأبي الْفضل الْمحلي الْحَنَفِيّ والْعَلَاء الحصني والمحب بن هِشَام وَعبد الرَّحِيم بن الْمُوفق عبد الرَّحْمَن العباسي، بل وَمن التّرْك يشبك الجمالي فِي بعض التجاريد ووثب على بردداره مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بعد أَن كَانَ عِنْده بالدرجة الْعَالِيَة فِي قبُوله وَبَالغ فِي إهانته والتضييق عَلَيْهِ وَغير ذَلِك حَتَّى استخلص مِنْهُ مَا يفوق الْوَصْف وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من محَاسِن الْأُمَرَاء لَهُ أوراد وأذكار وتهجد وَتعبد وتواضع وَحفظ لقدماء أَصْحَابه وللمملكة بِهِ جمال. 845 - أزبك من قايتباي وَيعرف بجحا. / مضى قَرِيبا فِي أزبك جحا. 846 - أزبك الْأَشْقَر الرمضاني الظَّاهِرِيّ برقوق / أَمِير طبلخناه وَرَأس نوبَة، مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع عشر ربيع الأول سنة سِتّ وَدفن من الْغَد وَخلف شَيْئا كثيرا استولى عَلَيْهِ النَّاصِر، وَكَانَ عِنْده بِمحل عَظِيم. 847 - أزبك اليوسفي الخازندار وَيُقَال لَهُ نَاظر الْخَاص. / مِمَّن جلب هُوَ وأزبك اليوسفي الشهير بفستق فِي الْأَيَّام العزيزية، وانتقل إِلَى الظَّاهِر جقمق فَأعْتقهُ ورام تَوليته نظر الْخَاص ورقاه الْأَشْرَف قايتباي للتقدمة ثمَّ أرْسلهُ أَمِير الْمحمل فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصَارَ بعد برسباي قرا رَأس نوبَة النوب وسافر فِي عدَّة تجاريد شكرت شجاعته

وفروسيته وديانته. أزبك خَاص خرجي، / يَأْتِي قَرِيبا فِي أزبك الظَّاهِرِيّ برقوق. 848 - أزبك الدوادار، / مَاتَ بالقدس بطالا فِي يَوْم السبت سادس عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالطاعون بعد أَن فني بِهِ جَمِيع أَوْلَاده وخدمه ثمَّ ختم بِهِ أهل بَيته، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَقَالَ غَيره: أزبك الظَّاهِرِيّ برقوق تقدم فِي أَيَّام نوروز بِدِمَشْق ثمَّ حبس مُدَّة إِلَى أَن أطلقهُ الْمُؤَيد وأنعم عَلَيْهِ بأمرة خَمْسَة بِدِمَشْق ثمَّ قدمه الظَّاهِر ططر بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ فِي أَيَّام ابْنه عمل رَأس نوبَة النوب ثمَّ اسْتَقر فِي الْمحرم سنة سبع وَعشْرين فِي الدوادارية الْكُبْرَى ثمَّ نفي فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ إِلَى الْقُدس بطالا فَأَقَامَ بِهِ حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ جَلِيلًا مهابا وقورا دينا مَعَ عقل وَمَعْرِفَة وهمة عالية وَفِي إِحْدَى عَيْنَيْهِ خلل. 849 - أزبك السمسماني المؤيدي. / اشْتَرَاهُ الْمُؤَيد قبل سلطنته ثمَّ صَار خاصكيا ثمَّ فِي أَيَّام الْأَشْرَف إينال أَمِير خَمْسَة وسافر مَعَ المجردين إِلَى الجون وَعَاد وَهُوَ مَرِيض فَمَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ عَن نَحْو الثَّمَانِينَ. أزبك الظَّاهِرِيّ برقوق الدوادار، / مضى قَرِيبا. 850 - أزبك الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بأزبك خَاص خرجي / لكَونه كَانَ خصيصا عِنْد أستاذه بِحَيْثُ رقاه حَتَّى صَار من المقدمين مَعَ كَثْرَة شَره وفتنه إِلَّا أَنه كَانَ حسن الصُّورَة مَشْهُورا بالشجاعة قتل فِي سنة سبع تَقْرِيبًا. 851 - أزبك الظَّاهِرِيّ جقمق / من ممالكيه وسقاته مَاتَ بالطاعون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ أزبك الظَّاهِرِيّ جقمق / هُوَ أزبك الخازندار. 852 - أزبك القَاضِي / أحد الخاصكية مِمَّن مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة وَكَانَ من الأجناد المقيمين بِمَكَّة مَعَ الباشى. 853 - أزبك الْأَشْرَف قايتباي قفص. / مِمَّن قتل حَسْبَمَا كتب لي فِي الْوَقْعَة فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين. 854 - أزدمر الإبراهيمي الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بالطويل، / كَانَ بعد أستاذه وَولده مبجلا فِي الْأَيَّام الأشرفية فَلَمَّا اسْتَقر الظَّاهِر خشقدم أمرة عشرَة ثمَّ نَفَاهُ وَقدمه الْأَشْرَف قايتباي ثمَّ أعطَاهُ الحجوبية بعناية الدوادار الْكَبِير بعد تمر وَقدمه على من هُوَ أولى بهَا مِنْهُ وَآل أمره إِلَى أَن نفي لمَكَّة ثمَّ جِيءَ بِهِ فِي الْحَدِيد إِلَى أسيوط ثمَّ جهز إِلَيْهِ من خنقه وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَكَانَ شجاعا فَارِسًا مقداما يَتْلُو الْقُرْآن وَيقْرَأ مَعَ قراء الجوق رياسة مَعَ فهم فِي الْجُمْلَة وَقُوَّة نفس بِحَيْثُ أدته إِلَى معاداته من كَانَ السَّبَب فِي ترقيه، وَلِهَذَا كَانَ سَببا فِي إعدامه

وخوض فِيمَا لَا يعنيه وَسُوء عقيدة واستخفاف بِأُمُور الدّين وتنكيل بِكَثِير من الْفُقَهَاء وازدرائهم وبذل وكرم، وَقد حَارب الأمشاطي فِي استبدال بَيت سكنه بالكبش فِيمَا اسْتَطَاعَ بل أغْلظ عَلَيْهِ القَاضِي حِين قَالَ لَهُ بِحَضْرَة الْقُضَاة والأمراء وَقد اجْتَمعُوا بِالْبَيْتِ الْمشَار إِلَيْهِ لعمل مصْلحَته فِيهِ لَو كَانَ بَيت فِي الْجنَّة مَا أَخَذته مِنْك نسْأَل الله السَّلامَة، وَاسْتقر بعده فِي الحجوبية الْأَمِير برسباي قرا الظَّاهِرِيّ. 855 - ازدمر أَخُو أينال اليوسفي الظَّاهِرِيّ برقوق عز الدّين / أحد مقدمي الْقَاهِرَة ووالد يشبك الْآتِي. قتل فِي سنة ثَلَاث بِظَاهِر حلب وَهُوَ وَالِد فَرح سبط الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن، قَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ من مماليك الظَّاهِر فَأعْتقهُ وَأحسن إِلَيْهِ ثمَّ أمره طبلخانات ثمَّ تغير عَلَيْهِ فِي فتْنَة عليباي ونفاه إِلَى الشَّام مِمَّا عمله ابْنه النَّاصِر مقدما بِدِمَشْق وفقد فِي معركة حلب بعد أَن قَاتل قتالا شَدِيدا. 856 - ازدمر الأزبكي مُعتق الأتابك أزبك. / لم تكن لَهُ عِنْده وجاهة بل كَانَ غَالب أوقاته شادا لَهُ فِي سبك الثَّلَاث ثمَّ أعْتقهُ وَبعد ذَلِك علم الْأَشْرَف قايتباي أَنه ابْن عَمه فأنعم عَلَيْهِ ثمَّ ولاه نِيَابَة طرسوس فرحمه أَهلهَا ثمَّ ولاه سيس فَخرج مِنْهَا خَائفًا يترقب قَاصد الْقَاهِرَة فَوجه القاصد إِلَيْهِ فِي أثْنَاء الطَّرِيق بتقليد حماة فَرجع وباشر بعسف وَقلة دربة وَبنى قيسارية أَخذ فِيهَا من الطَّرِيق جانبا وتعدى وَزَاد وَيُقَال أَن أستاذه لَام السُّلْطَان على جعله نَائِبا لعلمه بِعَدَمِ تأهله لشَيْء وَلم يلبث أَن فتك بِهِ سيف ابْن عَليّ أَمِير العشير بِظَاهِر حماة فَقتله مَعَ أتابك حماة طومانباه وَلم يوارهما فَحَضَرَ حَمْزَة بن سفلسيس نَائِب حماة فواراهما وَخرج الدوادار الْكَبِير فِي عَسْكَر لذَلِك فَلم يظفر بطائل وَاسْتقر بعده فِي النِّيَابَة بِخِدْمَة جانم السيفي دوادار أستاذه جَانِبك الجداوي. 857 - ازدمر تمساح من يلباي / أحد المقدمين من مماليك الظَّاهِر جقمق ولقب بتمساح لضربه لَهُ بَين يَدي أستاذه حج أَمِير الْمحمل غير مرّة مِنْهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَكنت مِمَّن رَجَعَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين فِي الركب مَعَه فحمدت سيره وفضله وتواضعه وعلو شجاعته وسلامة صَدره ثمَّ سَافر مَعَه أَيْضا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَنعم الْأَمِير. 858 - ازدمر من مَحْمُود شاه الظَّاهِرِيّ جقمق الخازندار / أحد المقدمين وصهر الْأَمِير يشبك الْفَقِيه على أَنْبَتَهُ وَيُقَال لَهُ المسرطن تَأمر على الْحَج فِي سنة تسعين وَخرج مَعَ المجردين فِي سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ أرسل نَائِبا لبَعض الْبِلَاد وَيذكر بِخَير مَعَ إمْسَاك. 859 - ازدمر دوادار الظَّاهِر برقوق / أرخه المقريزي فِي سنة إِحْدَى. 860 - ازدمر دوادار الْأَشْرَف قايتباي / بحلب بعد أَن كَانَ نَائِب طرسوس

وَقَتله عَلَاء الدولة مَعَ وردبش صبرا. 861 - ازدمر سَيِّدي / أوشا بِهِ أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار نقل لنيابة ملطيه فِي أول سنة ثَلَاثِينَ ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب أَمِيرا وَمَات بهَا فِي سادس ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَكَانَ من مماليك الظَّاهِر برقوق ثمَّ صَار من أَتبَاع شيخ فَلَمَّا تسلطن أمره قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه وأرخه الْعَيْنِيّ فِي جُمَادَى الأولى قَالَ وَلم يكن مشكورا، وَقَالَ غَيره أَنه كَانَ ذميم الْأَوْصَاف وَالْأَفْعَال وترجمه فَقَالَ ازدمر من على خَان عز الدّين الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بأزدمر سيا أحد مقدمي الْقَاهِرَة ثمَّ نَائِب ملطية ثمَّ أحد أُمَرَاء حلب وَبهَا مَاتَ فِي ربيع الآخر. 862 - ازدمر من سربابق الأشرفي برسباي / أَمِير منزل نزيل بَيت مَنْصُور من حارة بهاء الدّين، مَاتَ تجاه برشوم وَهُوَ رَاجع من بلد اقطاعه فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين وَكَانَ خيرا وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين. 863 - ازدمر الصُّوفِي الظَّاهِرِيّ / أحد أُمَرَاء الْأَرْبَعين قيل أَنه يحفظ الْهِدَايَة وَيذكر بِخَير ويتردد إِلَيْهِ أَبُو الْخَيْر بن الرُّومِي ليقرئه. 864 - ازدمر الظَّاهِرِيّ جقمق قريب الْأَشْرَف قايتباي / أمره عشرَة ثمَّ عمل أتباك حلب بعد قتل إينال الْحَكِيم وَنَقله عَنْهَا قبل خُرُوجه إِلَيْهَا لنيابة صفد بعد موت بلباي ثمَّ لنيابة طرابلس بعد الْقَبْض على نائبها يشبك النحاسي فدام بهَا سِنِين إِلَى أَن نقل لنيابة حلب لانتقال قانصوه اليحياوي عَنْهَا إِلَى الشَّام وَكَانَ مِمَّن شهد وقْعَة الرها مَعَ الدوادار الْكَبِير وَقطع أَنفه وشفته مَعَ الْقَبْض عَلَيْهِ فَلَمَّا توجه جَانِبك حبيب رَسُولا من الأتابك أزبك بِسَبَب الصُّلْح المتضمن إِطْلَاق الْمَقْبُوض عَلَيْهِم كَانَ مِمَّن أفرج عَنهُ وَجِيء بِهِ إِلَى الْقَاهِرَة مَعَ الأتابك فَأعْطى إمرة مجْلِس وَكَانَت شاغرة بِمَوْت لاشين ثمَّ سَافر باش التجريدة المجهزة لعلاء الدولة بن دلغادر فِي سنة ثَمَان) وَثَمَانِينَ فَلَمَّا قتل نَائِب جَانِبك الْمَدْعُو ودربس أُعِيد لنيابة حلب وابتنى بهَا حَماما هائلا وريعا وَكَذَا تربة بجوار الْأنْصَارِيّ عقب موت زَوجته سورباي بل أسْرع فِي بِنَاء خَان عَظِيم بِالْقربِ من سوق الصابون. 865 - ازدمر الظَّاهِرِيّ برقوق. / هُوَ ازدمر أَخُو إينال. 866 - ازدمر الْمزي / أحد أُمَرَاء الطبلخانات بِالْقَاهِرَةِ، مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري ربيع الأول سنة إِحْدَى وَكَانَ جيدا عفيفا دينا. أرخه الْعَيْنِيّ. 867 - أزدمر قَصَبَة الْأَشْرَف برسباي / أحد رُؤْس النوب وَمِمَّنْ تَأمر على الركب الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَاسْتقر أَمِير المراكز بِمَكَّة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بعد

موت شادبك ودام ضَعِيفا لَا يشْهد جُمُعَة وَلَا جمَاعَة غَالِبا مَعَ شدَّة ظلمه وقبح يامه ثمَّ صرف فِي سنة خمس وَتِسْعين وَلم يُؤذن لَهُ فِي الْمَجِيء ثمَّ رَجَعَ فِي موسم الَّتِي تَلِيهَا ويلبغا أحد الْعَرَب يحل مَحَله. أزدمر المسرطن. / تقدم قَرِيبا. أزدمر من عَليّ جَان. / تقدم قَرِيبا. 868 - أزدمر الناصري نِسْبَة لجالبه نَاصِر الدّين الظَّاهِرِيّ برقوق، / أحد مقدمي الْقَاهِرَة وفرسانها فقد فِي سنة أَربع وَعشْرين. 869 - أزدمر من يشبك الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بالفقيه. / تنقل حَتَّى صَار أَمِير عشرَة فِي دولة الْأَشْرَف قايتباي ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بطبلخاناه عِنْد رُجُوعه من وقْعَة أذنة ثمَّ سَافر صُحْبَة قانصوة الشَّامي إِلَى حلب. 870 - اسحق بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَامِل التَّاج التدمري / خطيب بلد الْخَلِيل. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه ذكرانه أَخذ عَن قَاضِي حلب الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن المُهَاجر وَعَن شُيُوخنَا الْعِرَاقِيّ رابن الملقن وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ ابْن الملقن فِي الْفِقْه، وَمَات لَيْلَة مستهل شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، قلت وأرخه ابْن حسان عَن من يَثِق بِهِ من أهل الضَّبْط فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن رَمَضَان وَرَأَيْت لَهُ كتابا سَمَّاهُ مثير الغرام إِلَى زِيَارَة قبر الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَكَأَنَّهُ ابْن أَخ لشَيْخِنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَامِل الآني. 871 - اسحق بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل وَقيل فِي أَبِيه سعد بن إِبْرَاهِيم النَّجْم الإمامي لكَونه فِيمَا قيل ينْسب لأبى مَنْصُور الماتريدي القرمي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ قَاضِي الْعَسْكَر. / مَاتَ فِي ثَالِث صفر سنة ثَمَانِينَ وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ وَكَانَ بِيَدِهِ مَعَ قَضَاء الْعَسْكَر تدريس القانبيهية جوَار الشيخونية والتربة المقدمية وَغَيرهمَا وَكَانَ يُرْخِي العذبة ويركب البغلة وَتردد للسُّلْطَان فَمن دونه من الْأُمَرَاء وأقرأ الطّلبَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان الزين عبد الباسط خَلِيل بن شاهين بل أَخذ عَنهُ ابْتِدَاء الْبُرْهَان الكركي الإِمَام وَكَانَ وَخيرا سليم الفطنة أَكثر ابْن الشّحْنَة من أذيته وتسليط كَمَال الدّين بن أبي الصَّفَا على الْجُلُوس فَوْقه محتجا بشرفه فَالله حسيبه، وَهُوَ مِمَّن سمع بِالْقَاهِرَةِ على ابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس فِي الْمسند وَغَيره بِقِرَاءَة التقي القلقشندي وَلَا أستبعد أَخذه عَن شَيخنَا بل بَلغنِي أَنه أَخذ عَن حَافظ الدّين البزازي فيحرر. 872 - اسحق بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن قرمان الْمَاضِي أَبوهُ. / عهد إِلَيْهِ أَبوهُ بمملكة بِلَاد قرمان مَعَ كَونه مُتَأَخِّرًا عِنْده لَكِن لكراهته فِي مُحَمَّد بن عُثْمَان متملك الرّوم لكَون أم بَقِيَّة أَوْلَاده مِنْهُم بِحَيْثُ كَانَ يَقُول إِن دَامَ ملك إِسْحَاق فاسم بني قرمان بَاقٍ وَإِن انتزعه أحد من بَقِيَّة أَوْلَادِي صَار الِاسْم لأعدائنا بني عُثْمَان

فَكَانَ كَذَلِك لم يلبث أَن عصى على اسحق سَائِر إخْوَته وَقَامَ بنصرهم ابْن عمتهم مُحَمَّد بن عُثْمَان فَكَانَت حروب انْكَسَرَ فِيهَا وخاب ظَنّه فِي مساعدة صَاحب مصر لَهُ وَتوجه إِلَى حسن بك بن عَليّ بك بن قرابلك متملك ديار بكر فَمَاتَ هُنَاكَ غَرِيبا فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة سبعين واشتهر إخْوَته بمملكة ابْن قرمان غير أَنهم مَعَ ابْن عُثْمَان كاقل النواب وَالِاسْم لَهُم. اسحق بن أسعد بن إِبْرَاهِيم النَّجْم القرمي. / مضى قَرِيبا فِي ابْن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل. 873 - اسحق بن دَاوُد بن سيف أرغد ملك الْحَبَشَة وَصَارَ بَحر الملقب الحطي / وَمَعْنَاهُ السُّلْطَان هلك أَبوهُ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة كَمَا سَيَأْتِي بعد أَن طَالَتْ مدَّته فأقيم بعده ابْن لَهُ اسْمه تدروس فَهَلَك سَرِيعا فأقيم بعده هَذَا فطالت مدَّته وفخم أمره وَهلك فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فاستقر بعده ابْنه اندراس ثمَّ عَمه حرنباي بن دَاوُد ثمَّ سَلمُون بن إِسْحَاق وَلم تطل مددهم بل كَانُوا فِي سنة وَاحِدَة وَفتح الله عَلَيْهِ بتزايد جَيش جمال الدّين بن سعد الدّين مُحَمَّد وتأييده عَلَيْهِم وفتحه المتوالي لبلادهم. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار والمقريزي فِي عقوده مطولا. 874 - إِسْحَاق بن عبد الْجَبَّار بن مَحْمُود بن فرفور الْحُسَيْنِي الْقزْوِينِي. / انْتَمَى للشَّيْخ مُحَمَّد بن قاوان وَتزَوج ابْنَته من ابْنة عمهم قبائل ونال وجاهة وَمَاتَتْ زَوجته تَحْتَهُ بِالْقَاهِرَةِ فَلم يكن ذَلِك بقاطع لصهره عَن تقريبه بل زَادَت وجاهته وَقدم الْقَاهِرَة مَعَه وبمفرده غير مرّة وتولع يَسِيرا بالاشتغال فِي النَّحْو وَالصرْف وأصول الدّين وَصَارَ لَهُ إحساس فِي الْجُمْلَة وَدخل دمشق فَمَا فَوْقهَا وزار بَيت الْمُقَدّس وَرجع فِي موسم سنة تسع وَثَمَانِينَ إِلَى مَكَّة فواجه القاصد بِمَوْت صهره فَعَاد لينظم الْأَمر لوَرثَته وقاسى فِي رُجُوعه مشقة وَمَا سلم إِلَّا ببذل مَال وَلما قدم نزل فِي تربة السُّلْطَان وهرع النَّاس لتعزيته وَكنت مِنْهُم ثمَّ تحول لقاعة الماحوزي وَتزَوج سِتّ الْخُلَفَاء سبطة ابْن البُلْقِينِيّ وَابْنَة أَمِير الْمُؤمنِينَ واغتبط بهَا وَبعد أشهر سَافر فِي الْبَحْر صُحْبَة الخواجا عَليّ بن ملك التُّجَّار مَحْمُود خواجا جهان بن قاوان وَكَانَ قدم فِي الركب الموسمي وَاسْتمرّ الشريف بِمَكَّة حَتَّى بلغته وَفَاة زَوجته فَبَقيَ يَسِيرا ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة بعد أَن زار الْمَدِينَة فِي وسط السّنة وَمَعَهُ الشهابي بن حَاتِم الْمغرب وَكَذَا زار الطَّائِف وَبعد ضعفه بِمَكَّة أشهرا بِحَيْثُ كَاد أَن يَمُوت وَأعْرض عَن تركتهَا، كثر تردد النَّاس إِلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى كَانَ مِمَّن يَجِيئهُ للعب الشطرنج الْجمال عبد الله المكوراني وَرُبمَا قَرَأَ صَاحب التَّرْجَمَة عَلَيْهِ ورام الْقِرَاءَة على فرفضه بعض أَصْحَابنَا حَسْبَمَا بَلغنِي وَللَّه الْحَمد وَلم يتَخَلَّف عَن الْمَجِيء إِلَيْهِ من الْأُمَرَاء كَبِير أحد بل اجْتمع عِنْده الأتابكي وأمير سلَاح وَمن دونهمَا من المقدمين فضلا عَن غَيرهم وَيُقَال أَن لَهُ عِنْد الْملك

وجاهة بِحَيْثُ انْتَمَى إِلَيْهِ بِسَبَبِهَا غير وَاحِد مَعَ كَونه متوسط الْحَال فِي الْإِحْسَان إِلَّا لمن ينْهض للتقصير فِي جانبهم، وَلما قدمت مَكَّة فِي موسم سنة سِتّ وَتِسْعين قصدني بِالسَّلَامِ بالإهداء وَسمعت أَنه تزوج ابْنة أُخْرَى للشَّيْخ مُحَمَّد من أمه ورايته على خير من طواف وأدب، وتزايدت وضاءته، وشكالته وَعمل فِي سنة سبع وَتِسْعين وَلِيمَة للمولد النَّبَوِيّ سَمِعت من يصف سماطها بِأَمْر عَظِيم وَأَن الكلفة لَهُ ترتقي لمئين من الدَّنَانِير وَعم النَّاس بِالْإِرْسَال مِنْهَا ورأيته زَائِد الْإِعْجَاب بِنَفسِهِ بِحَيْثُ يرقى نَفسه على صَاحب الْحجاز بل قَالَ لي إِنَّه رجح نَفسه على الخيضري عِنْد السُّلْطَان وَأرْسلت لَهُ بمؤلفي فِي أهل الْبَيْت كل هَذَا مَعَ تردد بعض أَصْحَابه من الْعَجم لقرَاءَته عَلَيْهِ وَصَارَ مِمَّن يرغب فِي لتردد إِلَيْهِ إِمَّا للرغبة أَو الرهبة بِحَيْثُ أَنه رُبمَا يوصى لَهُ بعض التُّجَّار، وَرَأَيْت بعض أهل بِلَاده يصف أوليته بالتقلل الزَّائِد وَإِن مَا فِيهِ من الثروة من جِهَة صهره سِيمَا وَقد قسمت لتركة على وَجه لَا أخوض فِيهِ وَالله أعلم بِحَقِيقَة أمره اعتقادا وانتقادا وَتَعَفُّفًا وتشرفا. 875 - إِسْحَاق بن عبد الله بن بِلَال الْفراش بِمَكَّة أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَمُحَمّد وَقَرِيب أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِلَال الْمَاضِي. / 876 - إِسْحَاق بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّاج والشرف بن السراج بن الشَّمْس الجعبري الخليلي. / ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بالخليل وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو واشتغل يَسِيرا وَقدم الْقَاهِرَة فَسمع من المسلسل وَرجع فَمَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَتِسْعين وَدفن بتربة الرَّأْس إِلَى جَانب وَالِده أرخه ابْن أَخِيه الصّلاح خَلِيل وَوَصفه بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل. 877 - إِسْحَاق بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله أَبُو يَعْقُوب النَّاشِرِيّ. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الشاطبية وَجل الْحَاوِي واشتغل فِي الْعَرَبيَّة على الشّرف إِسْمَاعِيل البومة وَسمع من جده وأخويه مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم وناب عَن ثَانِيهمَا فِي الْأَحْكَام الفخمة وَكَانَ فَقِيها صَالحا ذكره الْعَفِيف وَلم يؤرخ وَفَاته. 878 - إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّاج أَبُو البركات التَّمِيمِي الخليلي الشَّافِعِي / سمع من أبي الْخَيْر بن العلائي الصَّحِيح وَحدث بِهِ وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ أَحْمد بن عبد العالي الْمَاضِي وَكَذَا سمع مِنْهُ بسنباط الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن يُوسُف كَمَا سَيَأْتِي. 879 - إِسْحَاق بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى الْجمال بن الْجلَال بن الْعِزّ بن نَاصِر الدّين الفالي الشَّافِعِي. / ولد سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأخذ أَكثر الْعُلُوم عَن وَالِده وَأقَام فِي تَحْقِيق الْحَاوِي عَلَيْهِ خمس سِنِين وبرع فِي الْفِقْه وأصوله وتصدى

بعد مَوته للتدريس والإفتاء وَقصر أوقاته على ذَلِك حَتَّى تخرج بِهِ الْفُضَلَاء وعول على فَتَاوِيهِ بَين الإجلاء انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة هُنَاكَ فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة بِحَيْثُ بَلغنِي عَن السَّيِّد الصفي الأيجي أَنه قَالَ هُوَ فِي هَذَا الْعَصْر مثل إِمَام الْحَرَمَيْنِ وناهيك بِهَذَا من مثله وَكَانَ مهابا موقرا مُعظما عِنْد السلاطين وَعرض عَلَيْهِ غير مرّة الْقَضَاء فآبى. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبعين رَحمَه الله أفادني تَرْجَمته بعض ثِقَات أقربائه مِمَّن حمل عني. إِسْحَاق النَّجْم القرمي / قيل أَنه ابْن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل أَو بن سعد بن إِبْرَاهِيم وَهُوَ أصح مضى 880 - أَسد الله بن لطف الله بن روح الله بن سَلامَة الله المظفر أَبُو اللَّيْث بن النظام بن الْفَخر بن الْعِزّ الْحُسَيْنِي الكازروني ثمَّ الشِّيرَازِيّ / فَاضل قدم قريب الْأَرْبَعين فَأخذ عَن شَيخنَا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ المتباينات وَشرح النخبة وَقَالَ قِرَاءَة بحث واستفادة تشْتَمل على دلَالَة الْفَهم الثاقب والإفادة وَكَذَا قرئَ عَلَيْهِ فِي البُخَارِيّ وَكَانَ كل قَلِيل يمده بِأَلف دِرْهَم فَلَمَّا رام الرُّجُوع تكلم لَهُ شَيخنَا ابْن خضر فِي شَيْء يتزود بِهِ فَأمر لَهُ بثلثمائة فتأثر السَّائِل والمسئول لَهُ وسافر فحين وُصُوله لبيت الْمُقَدّس توفّي قبل فرَاغ الْمبلغ الْمعِين فعد ذَلِك من كرامات شَيخنَا. 881 - أَسد بن البسيلي ثمَّ القاهري / أحد تجار الشّرْب مِمَّن حج كثيرا وجاور وعامل وَيظْهر توددا وَلكنه لم يخرج عَن جلّ أَقَاربه وأظن بَينه وَبَين زَوْجَة الزيني زَكَرِيَّا قرَابَة أصلحه الله. 882 - أسعد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المنجا بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن المنجا الْوَجِيه أَبُو الْمَعَالِي بن الْعَلَاء أبي الْحسن بن الصّلاح بن الشّرف بن الزين ابْن الْوَجِيه التنوخي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن المنجا، / ولد بِدِمَشْق قبيل الْقرن بِيَسِير فأبوه مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَانمِائَة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس اللَّيْثِيّ وَحفظ الْخرق وألفية ابْن مَالك وعرضهما على الْعِزّ الْبَغْدَادِيّ القَاضِي وَغَيره وبالعز وَكَذَا بالشرف بن مُفْلِح تفقه وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق وباشر نظر المسمارية وتدريسها وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وأحضر فِي صغره على ابْن قوام والبالسي وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة ولقيته بِدِمَشْق فَسمِعت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَانَ خيرا متواضعا محبا فِي الحَدِيث وَأَهله وبهي الْهَيْئَة مرضِي السِّيرَة عريقا فِي الْمَذْهَب، مَاتَ فِي سلخ الْمحرم سنة إِحْدَى وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه بالجامع المظفري وَدفن بتربتهم جوَار دَارهم غربي الرِّبَاط الناصري من سفح قاسيون. 883 - أَسد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْجلَال الشِّيرَازِيّ الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ. / ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ أَنه قدم بَغْدَاد فِي صغره فاشتغل على الشَّمْس السَّمرقَنْدِي فِي القراآت وَالْقُرْآن وَالْفِقْه ثمَّ حضر مجْلِس الكرمائي وَقَرَأَ عَلَيْهِ

البُخَارِيّ كثيرا وجاور مَعَه بِمَكَّة وَكَانَ يقرئ ولديه وَغَيرهمَا فِي النَّحْو وَالصرْف وَغير ذَلِك مَعَ سَلامَة بَاطِن وَدين وتعفف وتواضع وَخط حسن وَقدم دمشق وَولي أُمَامَة الخانقاه السميساطية بهَا ودرس وَأعَاد وَحدث وَأفَاد مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ انْتهى مُلَخصا، وَذكره التقي الْكرْمَانِي أحد من أُشير إِلَيْهِ أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهِ الْقُرْآن والشاطبية وَغَيرهمَا وَكَانَ فَاضلا فِي القراآت والنحو وَالصرْف واللغة وَفقه مذْهبه مشاركا فِي غَيرهَا مَعَ حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ والْحَدِيث وَهُوَ كَانَ الْقَارئ للْبُخَارِيّ بِمَجْلِس وَالِدي مُدَّة طَوِيلَة بل لَازم مجْلِس وَالِدي نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وجاور مَعَه بِمَكَّة وَلَزِمَه حَتَّى مَاتَ، وَلما قدم علينا الشَّيْخ نور الدّين الزرندي الْحَنَفِيّ سمعنَا عَلَيْهِ بقرَاءَته وارتحل بِسَبَب الْفِتْنَة اللنكية فِي سنة خمس وَتِسْعين عَن بَغْدَاد إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا بعد زيارته الْقُدس والخليل حَتَّى مَاتَ عَن نَيف وَسِتِّينَ أَو سبعين وَدفن بِظَاهِر دمشق رَحمَه الله. 884 - اسكندر شاه بن أميرزة عمر شيخ بن تيمورلنك أَخُو مُحَمَّد الْآتِي / ملك شيراز من بِلَاد فَارس بعد قتل أَخِيه فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة وأحضر قَاتل أَخِيه فعتبه فَقَالَ لَهُ مَا علمت فِي حَقك إِلَّا خيرا فلولا قتلته مَا وصلت للمملكة فبادر بقتْله لِئَلَّا يُقَال أَنه كَانَ بدسيسة مِنْهُ مَعَ عدم ذَلِك وَكَانَ ذَلِك فِي سنة ثَمَان عشرَة. 885 - اسكندر بن قرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد بن بيرم خجا لتركمان متملك تبريز وَمَا والاها وأخو جهانشاه الْآتِي / ملك الْبِلَاد بعد موت أَبِيه سنة ثَلَاث وَعشْرين كَمَا سَيَأْتِي فدام مُدَّة وَخَربَتْ الْبِلَاد فِي أَيَّامه من كَثْرَة حروبه وشروره إِلَى أَن مَاتَ ذبحا على يَد ابْنه قوماط شاه فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَهُوَ إِذْ ذَاك محاصر بقلعة النجباء من أَخِيه جهانشاه وَكَانَ شجاعا مقداما أهوج فَاسِقًا لَا يتدين بدين. ذكره المقريزي فِي عقوده مطولا. 886 - اسكندر دلال العقارات / مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَكَانَ خَاتِمَة أَرْبَاب طائفته وَمَعَ ذَلِك فمستراح مِنْهُ لما كَانَ عِنْده من الْإِقْدَام على أوقاف الْمُسلمين وَعدم احترامها مَعَ إزراء هَيئته واحتكار صَنعته وَخَلفه طلماس. أسلم بِالسِّين أَو بالصَّاد هُوَ أَحْمد بن اسحق بن عَاصِم بن مُحَمَّد بن عبد الله. / مضى. 887 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عجيل الْيَمَانِيّ الْفَقِيه الصَّالح، / مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين ورثاه الشّرف بن الْمُقْرِئ بقوله: (وَمَا موت إِسْمَعِيل موت مجاور ... إِذا مَاتَ أبكى ابْنا وأوحش منزلا)

(وَلكنه موت رمى كل منزل ... بِمَا أرمل الناشين فِيهِ وأثكلا) وَابْن الْجَزرِي بقوله: (يرحم الله سيدا كَانَ فَردا ... فِي الندي والعلا إِمَامًا جَلِيلًا) (لَو يفْدي بِالروحِ كَانَ قَلِيلا ... لَيْسَ بدعا فدَاء إسمعيلا) 888 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل الْمجد الغمراوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / حفظ الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا عِنْد الْجَوْجَرِيّ والْعَلَاء الحصني والبدر بن أبي السعادات البُلْقِينِيّ وَابْن خطيب الفخرية وَكَذَا أَخذ عني وَآخَرين وحدج وجاور مَعَ الرجبية وَتزَوج ابْنة ابْن أخي المقريزي، وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وتكسب قَلِيلا من الشَّهَادَة بل نَاب وقتا فِي بعض الْقرى عَن قضاتها ثمَّ أعرض عَن ذَلِك كُله لعدم ظفره مِنْهُ بطائل واختص بالشرف بن البقري وأقرأ أَوْلَاده وارتقى بذلك حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَجْأَة سقط عَن ظهر دَابَّة فَانْقَطع نخاعه وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل وَأَظنهُ جَازَ الْأَرْبَعين وَكَانَ صَالحا متوددا ساذجا رَحمَه الله. 889 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن بكر السويري الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي، / ولد سنة أَربع وثماني مائَة بزبيد وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن مُوسَى الجلاد الفرضي والشرف بن الْمُقْرِئ وَالطّيب الناشر والكمال مُوسَى الضجاعي الْفِقْه والْحَدِيث وَسمع على ابْن الْجَزرِي والبرشكي وَغَيرهمَا وَعمر حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بزبيد وَكَانَ خيرا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْفَاضِل عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْآتِي وَأفَاد تَرْجَمته. إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن جوشن / سَيَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد. 890 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن إِبْرَاهِيم بن عمر الْمجد القلعي القاهري الشَّافِعِي، / ولد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة وثماني مائَة بقلعة الْجَبَل وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ على النُّور عَليّ ابْن أَحْمد الْكرْدِي الرِّفَاعِي ثمَّ جوده بِمَكَّة على الشَّيْخ عَليّ الديروطي وَقَرَأَ على القاياتي ربع الْعِبَادَات من الْمِنْهَاج وعَلى ابْن المجدي كشف الْحَقَائِق فِي حِسَاب الدرج والدقائق من تصنيفه مَعَ عدَّة رسائل وَأخذ الْفَنّ من قبله عَن الكوم الريشي وأدام الِاشْتِغَال فِي التَّقْوِيم وَالْأَحْكَام حَتَّى برع فِي ذَلِك ثمَّ ترك التَّقْوِيم بِإِشَارَة التقي المقرزي أحد المهرة فِيهِ وَأكْثر من التَّرَدُّد للتقي الْمَذْكُور حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ وَسمع من لفظ شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء حَدِيثا وَاحِدًا وَكَذَا سمع على ابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة والزين الزَّرْكَشِيّ وبمكة على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره وَأكْثر بِأخرَة عَن بقايا من الشُّيُوخ لإسماع أَوْلَاده وَمن مُلَازمَة مجلسي فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وكتبها عني وَحج غير مرّة وجاور سنة وَكَانَ خيرا متوددا سخيا حسن الْعشْرَة تَامّ الْعقل كثير الْأَدَب مائلا للْفُقَرَاء والغرباء كتبت عَنهُ من نظمه فِيمَن اسْمهَا ألف

(على وصالي عاذليمن جهل لَام ألف ... وَجَاءَنِي يعذلنيقلت لَهُ لَام ألف) وكتبت عَنهُ غير ذَلِك مِمَّا أوردته فِي معجمي مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين رَحمَه الله. 891 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن خضر عماد الدّين بن برهَان الدّين الناصري، / نِسْبَة للناصرة قَرْيَة من صفد الدِّمَشْقِي النَّفْي أَخُو الْفَاضِل محيي الدّين الملقب كبيش المعجم وَصَاحب التَّرْجَمَة أسن فمولده قريب سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة وَكَانَ أَبوهُمَا شَاهدا وخدم هَذَا الْعَلَاء بن قَاضِي عجلون وترقى عِنْده وَلَكِن مَعَ ذَلِك لم يستنبه فَلَمَّا اسْتَقر الشّرف ابْن عيد استنابه بمرسوم سلطاني قيل إِنَّه تكلّف لأَجله بِخَمْسِمِائَة دِينَار ثمَّ نَاب عَن التَّاج بن عربشاه وَامْتنع من النِّيَابَة عَن ابْن القصيف ثمَّ اسْتَقل بعده فِي سادس عشري رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَحمد مَعَ جَهله فِي سياسته ودربته مَعَ إِلْمَام بالتوقيع وَحسن الْخط والشكالة والعمة بِحَيْثُ انْفَرد بِحسن عمَامَته وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين ثمَّ أودع المقسرة ودام مُدَّة ثمَّ أطلق ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا. 892 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن أبي رَحْمَة الْعِمَاد أَبُو الفدا بن الْبُرْهَان الجعبري / مِمَّن قَرَأَ على الْبُرْهَان الْحلَبِي سيرة ابْن سيد النَّاس وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل الصَّالح الْخَيْر المحصل وأرخ قِرَاءَته فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ودعا لَهُ بقوله نفع الله بِهِ ونفعه. إِسْمَعِيل بن إِبْرَاهِيم بن شرف. / يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن عَليّ بن شرف قَرِيبا. 893 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الصَّمد الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ الجبرتي ثمَّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ صَاحب الْأَحْوَال والمقامات لَقيته بزبيد ولأهلها فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد على الْوَصْف وَكَانَ يلازم قِرَاءَة سُورَة يس وَيَأْمُر بهَا وَيَزْعُم أَن قرَاءَتهَا لقَضَاء كل حَاجَة ويروى فِيهَا حَدِيث يس لما قُرِئت لَهُ، وَأول مَا اشْتهر أمهره فِي كائنة زبيد لما حاصرها الإِمَام صَلَاح الدّين الْهَرَوِيّ إِمَام الزيدية فَقَامَ هُوَ فِي ذَلِك وَبشر السُّلْطَان بالنصر وانهزام الإِمَام فَوَقع كَمَا قَالَ فَصَارَت لَهُ عِنْده منزلَة ملْجأ لكل أحد أما أهل الْعِبَادَة فللذكر وَالصَّلَاة وَأما أهل البطالة فللسماع وَاللَّهْو وَأما أهل الْحَاجَات فلجاهه، وتلمذ لَهُ أَحْمد بن الرداد وَمُحَمّد المزجاجي فجالسا السُّلْطَان، وَكَانَ الشَّيْخ مغرما بالرقص والسماعات دَاعِيَة لمقالة ابْن عَرَبِيّ يوالي عَلَيْهَا ويعادي بِسَبَبِهَا وَبلغ فِي العصبية إِلَى أَن صَار من لَا يحصل نسخه من الفصوص تنقص مَنْزِلَته عِنْده وَاشْتَدَّ الْبلَاء بِأَهْل السّنة بِهِ وبأتباعه جدا وَقد حَدثنِي عَن الْحَافِظ أبي بكر بن الْمُحب بِالْإِجَازَةِ وَعَن أبي مُحَمَّد بن عَسَاكِر بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة لِأَنَّهُ كَانَ يذكر إِن مولده سنة بضع عشرَة ووقفت على استدعاء بِخَط النَّجْم الْمرْجَانِي مؤرخ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فِيهِ اسْمه أجَاز لمن فِيهِ أهل ذَاك الْعَصْر كأحمد

ابْن إِبْرَاهِيم بن يُونُس بن حَمْزَة وَعمر بن أَحْمد الجرهي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن خطيب المزة وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الصفي الغزولي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن مُحَمَّد ابْن عوض وَآخَرُونَ وَفِيه يَقُول شَاعِر الْيَمين الْجمال الذوالي من قصيدة وَكَانَ) منحرفا عَنهُ مُعْتَقدًا لصلاح صَالح الْمصْرِيّ وَكَانَ صَالح هَذَا صَاحب كرامات فَقَامَ على إِسْمَاعِيل وَأَتْبَاعه فتعصبوا عَلَيْهِ وأخرجوه إِلَى الْهِنْد: (صَالح الْمصْرِيّ قَالُوا صَالح ... ولعمري إِنَّه للمنتخب) (كَأَن ظَنِّي أَنه من فتية ... كلهم أَن تمتحنهم مختلب) (رَهْط إِسْمَاعِيل قطاع الرّيّ ... ق إِلَى اله وأرباب الريب) (سف حمقى رعاع غاغة ... أكلب فيهم على الدِّينَا كلب) (تخذوا دينهم زندقة ... فاستباحوا اللَّهْو فِيهِ والطرب) وَقَالَ فِي الأنباء أَنه ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسَبْعمائة على مَا ذكر وتعانى الِاشْتِغَال ثمَّ تصوف وَكَانَ خيرا عابدا حسن السمت والملبوس مُغْرِي بِالسَّمَاعِ محبا فِي مقَالَة ابْن الْعَرَبِيّ وَكنت أَظن أَنه لَا يفهم الِاتِّحَاد حَتَّى اجْتمعت بِهِ فرأيته يفهمهُ ويقرره وَيَدْعُو إِلَيْهِ حَتَّى صَار من لم يحصل كتاب الفصوص من أَصْحَابه لَا يلْتَفت إِلَيْهِ، وَكَانَ الْأَشْرَف قد عظمه بِسَبَب أَنه قَامَ مَعَه عِنْد حِصَار الإِمَام صَلَاح الزيدي بزبيد فاعتقده وَصَارَ أهل زبيد يتقرحون لَهُ كرامات وَكَانَ يداوم قِرَاءَة سُورَة يس فِي كل حَالَة ويعتقد فِيهِ حَدِيثا مَوْضُوعا وَأرَانِي جُزْءا جمعه لَهُ شَيخنَا الْمجد الشِّيرَازِيّ فِي ذَلِك وَقَامَ عَلَيْهِ مرّة الشَّيْخ صَالح الْمصْرِيّ فتعصبوا عَلَيْهِ حَتَّى نفوه إِلَى الْهِنْد ثمَّ كَانَ الْفَقِيه أَحْمد النَّاشِرِيّ عَالم زبيد يقوم عَلَيْهِ وعَلى أَصْحَابه وَلَا يَسْتَطِيع أَن يغريهم عماهم فِيهِ لميل السُّلْطَان إِلَيْهِم وَقد حدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن الْقسم ابْن عَسَاكِر وبالخاصة عَن أبي بكر بن الْمُحب انْتهى. وَكَانَ تحديثه بالأربعين الَّتِي من جمالة شَيخنَا ولقبه فِيهَا كَمَا قَالَ الْجمال بن الْخياط بشيخ الْإِسْلَام هادي الْأَنَام وَأَطْنَبَ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَذَا بَالغ فِي تَعْظِيمه أَبُو الْحسن الخزرجي فِي تَارِيخه وكناه أَبَا الْفِدَاء وأرخ مولده بشعبان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين قَالَ وَكَانَ فِي أول أمره معلم أَوْلَاد ثمَّ اشْتغل بالنسك وَالْعِبَادَة وَصَحب الشُّيُوخ فَفتح عَلَيْهِ وتسلك على يَدَيْهِ الجم الْغَفِير وَبعد صيته وانتشرت كراماته وَارْتَفَعت مكانته عِنْد الْخَاص وَالْعَام وَبَالغ الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس فِي امْتِثَال أوامره وَكَانَ مَسْكَنه ومنشأه بزبيد إِلَى آخر كَلَامه، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ وَبَالغ فِي تَعْظِيمه أَيْضا الشّرف أَبُو الْفَتْح المراغي وَلبس الْخِرْقَة من السراج أبي بكر بن مُحَمَّد الصُّوفِي، وَقَالَ الْعَفِيف الناشر مَا نَصه

الْقَائِم برياسة الصُّوفِيَّة فِي وقته من جملَة السادات وأرباب الْجد فِي المجاهدات نَافِذ الْكَلِمَة مَعَ الْمُلُوك فِيمَن دونهم ومناقبه كَثِيرَة وَفِي أَصْحَابه كَثْرَة، وَقد رَأَيْت من أَصْحَابه جمَاعَة كلهم يعظمهم وَيذكر عَنهُ فَضَائِل جمة لَا تنبغي إِلَّا لذِي ولَايَة عَظِيمَة ومرتبة جسيمة وَقد لبست الْخِرْقَة من يَد أبي الْفِدَاء إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْحَنَفِيّ شيخ نحاة عصره بلباسه لَهَا مِنْهُ انْتهى. ومنن طول تَرْجَمته المقريزي فِي عقوده وصدرها بالهاشمي الْعقيلِيّ الشَّافِعِي. مَاتَ فِي نصف رَجَب سنة سِتّ وَله بضع وَثَمَانُونَ سنة. 894 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله الْعِمَاد أَبُو الفدا حفيد شَيخنَا الْخَطِيب الْجمال بن جمَاعَة الْكِنَانِي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي أَخُو النَّجْم مُحَمَّد الْآتِي والماضي أَبوهُ. / ولد فِي ثَالِث عشري رَمَضَان سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبية والمنهاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع والحاجبية وَعرض على جمَاعَة كالشهاب بن المحمرة والتقي القلقشندي وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَقَرَأَ على شَيخنَا شرح النخبة فِي مجَالِس مُتعَدِّدَة وَأثْنى عَلَيْهِ وعَلى الْجلَال الْمحلي شَرحه لجمع الْجَوَامِع وَغَيره سردا أَيْضا، ولازم غَيرهمَا وَسمع الحَدِيث بهَا من الْعِزّ بن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة وببلده من أَهلهَا والقادمين إِلَيْهَا، وَحج فَلم يسمع هُنَاكَ شَيْئا بل وَلَا سمع معي إِذْ وصلت إِلَيْهِم إِلَّا الْيَسِير وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَذكر لي أَنه سمع على عَائِشَة ابْنة الْعَلَاء الْحَنْبَلِيّ وَكَذَا المسلسل على التدمري وَأَنه أَخذ عَن الشهَاب بن رسْلَان وَفِي هَذَا نظر، وَخرج لنَفسِهِ معجما سَمَّاهُ ملتمس القناعة وَكَذَا خرج لجده مشيخة وعشاريات انتزعها من عشاريات شَيخنَا وَغَيره وَعَلِيهِ فِي كليهمَا مؤاخذات وَبَلغنِي أَنه شرع فِي شرح الشفا وَكَذَا قيل أَنه شرح ألفية الحَدِيث وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ ذكيا فَاضلا ظريفا متعففا عَن كثير مِمَّا يَرْمِي بِهِ أَبوهُ منجمعا عَن النَّاس مَعَ تساهل وترفع. مَاتَ فِي إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن شرف. يَأْتِي قَرِيبا. 895 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَصْرِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيم والآتي حفيده مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز وَيعرف بِابْن زقزق. / 896 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شرف بن مشرف الْعِمَاد أَبُو الفدا الْقُدسِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن شرف / وَرُبمَا قيل فِيهِ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن شرف أَو إِسْمَاعِيل بن شرف أَو ابْن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن شرف. ولد سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة الشَّك مِنْهُ بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَسمع على أبي الْخَيْر بن العلائي ولازم الشهَاب بن الهائم حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ غَالب تصانيفه وانتفع بِهِ

جدا بِحَيْثُ صَار إِمَامًا فِي الْحساب مُطلقًا بأنواعه وَفِي عُلُوم الْوَقْت على اخْتِلَاف أوضاعه رَأْسا فِي الْفَرَائِض عَالما بالفقه مبرزا فِي النَّحْو وَغَيره من عُلُوم الْأَدَب مُتَقَدما فِي الْأُصُول بحرا فِي الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول محققا ورعا عَالما عَاملا حسن الْخلق لين الْجَانِب وَلم يقْتَصر فِي الْأَخْذ عَنهُ بل أَخذ عَن جمَاعَة كالشمسين القلقشندي والبرماوي والحسام حسن بن عَليّ الخطيبي الأبيوردي قدم عَلَيْهِم الْقُدس سنة أَربع عشرَة، وَحج وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة وَغَيرهَا وَأخذ عَن الْبُرْهَان البيجوري والجلال البُلْقِينِيّ وَشَيخنَا وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَخَصه بمزيد الْمُلَازمَة فِي الْفِقْه وَغَيره وَهُوَ السَّبَب فِي إِكْمَال شَرحه للبهجة حَسْبَمَا كَانَ الْوَلِيّ يخبر بِهِ، وَسمع الحَدِيث على ابْن الْعَلَاء بِبَلَدِهِ كَمَا تقدم وعَلى الشّرف بن الكويك وَغَيره بِالْقَاهِرَةِ، وتجرع الْفقر حَتَّى أَنه أول مَا قدم الْقَاهِرَة كَانَ فِيمَا بَلغنِي يَبِيع الْبِطِّيخ المحزور لَيْلًا على بَاب جَامع الْأَزْهَر بالفلس وَنَحْوه فَلَمَّا بلغ الْوَلِيّ ذَلِك شقّ عَلَيْهِ وَاسْتقر بِهِ فِي تَعْلِيم أَوْلَاد وَلَده تَاج الدّين ليرتفق بالغداء مَعَهم وبماله من جامكية وَحِينَئِذٍ قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّرّ ف الْمَنَاوِيّ مصنفا لِابْنِ الهائم ي الْحساب وَذَلِكَ سنة عشْرين وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ غَيره من جمَاعَة الْوَلِيّ، وَرجع إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بِهِ وَصَارَ أحد أَرْكَان الْعلم هُنَا وتصدى لنشر الْعلم فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة كَابْن حسان وَابْن أبي شرِيف والبقاعي وَلم يكن نَاظرا إِلَى الدنيابل توجهه للْعلم وَله تصانيف عديدة وأوضاع مفيدة مِنْهَا توضيح لبهجة الْحَاوِي فِي مجلدين بل وَشَرحهَا شرحا مطولا كتب مِنْهُ إِلَى صَلَاة الْجُمُعَة أسفارا ونظم أدلتها وَشرح التَّنْبِيه ومصنفات شَيْخه ابْن الهائم وَكتب على ألفية شَيْخه الْبرمَاوِيّ فِي الْأُصُول توضيحا حسنا مُفِيدا وَاخْتصرَ ألغاز الأسنوي وطبقات الشَّافِعِيَّة إِلَى غير ذَلِك من المجاميع المفيدة كل ذَلِك مَعَ الْجَمَاعَة وتقلله وَطَرحه للتكلف ومداومة الْخلْوَة للكتابة والتصنيف بِحَيْثُ كتب بِخَطِّهِ سوى تصانيفه أَشْيَاء، وَله نظم قَلِيل متوسط وَلم يَنْفَكّ عَن ذَلِك حَتَّى مَاتَ بعد ظهر يَوْم الثُّلَاثَاء عشري ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد الْمِحْرَاب الْكَبِير بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى تقدم الإِمَام شمس الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي عبد الله ثمَّ دفن بمقبرة الساهرة رَحمَه الله وإيانا وَمن نظمه كَمَا نقلته من خطه مِمَّا قَالَه بِمَكَّة بعد دُخُوله الْبَيْت الْمُعظم: (طوباى طوباى فِي سعين وَفِي سَفَرِي ... وَقد دخلت لبيت الله مولَايَ) ) (حاشاى حاشاى من خزى وَمن نَدم ... وَمن عَذَابي فِي موتِي ومحياي) (من بعد وعد إلهي بالأمان لمن ... يدْخل إِلَى الْبَيْت يَا بشراي بشراي)

وَقد سبقه السلَفِي فَقَالَ: (أبعد دُخُول الْبَيْت وَالله ضَامِن ... يبْقى قَبِيح والخطايا الكوامن) (فحاشا وكلا بل تسَامح كلهَا ... وَيرجع كل وَهُوَ جذلان آمن) 897 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى الْمجد أَبُو الْفِدَاء الْكِنَانِي البلبيسي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ القَاضِي. / ولد سنة ثَمَان أَو تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة واشتغل فِي الْفِقْه والفرائض والحساب، وَمِمَّنْ تفقه بِهِ الْفَخر الزَّيْلَعِيّ ورافق الْجمال الزَّيْلَعِيّ الْمُحدث فَأكْثر من سَماع الْكتب والأجزاء بقرَاءَته بل وَطلب بِنَفسِهِ وَحصل بعض الْأَجْزَاء وَسمع من أَصْحَاب النجيب والعز الحرانيين كأحمد بن كشتغدي وَبني الفيومي الثَّلَاثَة إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد وَفَاطِمَة وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل الأيوبي والميدومي، وَتخرج بمغلطاي والتركماني وبرع فِي الْفَرَائِض وَالْأَدب وَكتب بِخَطِّهِ تذكرة مُشْتَمِلَة على فنون وَخمْس الْبردَة وَغير ذَلِك كشرحه للتلقين فِي النَّحْو لأبي الْبَقَاء ومصنف فِي الشُّرُوط وَاخْتصرَ الْأَنْسَاب للرشاطي مَعَ زيادات من ابْن الْأَثِير وَغَيره وَعمل كتابا فِي الْفَرَائِض والحساب، قَالَ شَيخنَا سَمِعت التَّاج بن الظريف وَكَانَ ماهرا فيهمَا يثني عَلَيْهِ قَالَ وَقد لَقيته قَدِيما وطارحني بلغز على قافية الْعين وَسمعت عَلَيْهِ مشيخته الَّتِي خرجها لَهُ صاحبنا الصّلاح الأقفهسي وَهِي ثَمَانِيَة أَجزَاء بقرَاءَته وقراءتي متثبتا فِي التحديث لَا يحدث إِلَّا من أَصله وَمَعَ هَذَا فَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض الطّلبَة جُزْء البطاقة بِسَمَاعِهِ من نور الدّين الْهَمدَانِي بِسَمَاعِهِ من الْمعِين وَابْن عزرون وَهُوَ خطأ فَاحش فالهمداني لم يلق أحدا مِنْهُمَا ثمَّ ظهر لي وَجه الْغَلَط وَهُوَ أَن السماع كَانَ بِقِرَاءَة الْهَمدَانِي على التفليسي، قَالَ وَمهر فِي الشُّرُوط وَوَقع على الْحُكَّام ثمَّ نَاب فِي الحكم ثمَّ أعرض عَن النِّيَابَة عَن الشَّمْس الطرابلسي فِي ولَايَته الثَّانِيَة لشَيْء وَقع لَهُ مَعَه وَلم يلبث أَن اسْتَقر بِهِ الظَّاهِر برقوق عوضه وَذَلِكَ فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمَكَان حِينَئِذٍ معتكفا بالطيبرسية فَخرج من اعْتِكَافه بَقِيَّة الشَّهْر وباشر بصلابة ونزاهة وعفة وتسدد فِي الْأَحْكَام وَفِي الشُّهُود، وَكن الظَّاهِر يجله ويكرمه لكَونه مِمَّن امْتنع من الْكِتَابَة فِي الفتاوي الَّتِي كتبت عَلَيْهِ فِي كائنة الكرك وَاسْتمرّ بمنزله بكوم الريش حَتَّى انْقَضتْ تِلْكَ المحنة وَكَانَ يشْكر لَهُ ذَلِك وَيُقَال أَن علم السُّلْطَان بذلك) أَنه لما طلبه ليوليه سَأَلَهُ عَن اسْمه وَنسبه فَذكر لَهُ فَأمر بعض خدمه فَاحْضُرْ كيسا من الْحَرِير الْأسود وَأخرج مِنْهُ وَرقا وَأمر بعض مماليكه بتصفح أَسمَاء من فِيهِ هَل فِيهِ اسْمه فَلم يجده فَقَالَ لَهُ أما كتبت فِي الْفَتَاوَى

فَذكر لَهُ فراره واستتاره بمنزله فأعجبه قَالَ المقريزي لكنه دخل فِي ولَايَته الْجُبْن خشيَة من عود الطرابلسي فَكَانَ لَا يقْضى لأحد وَيعْتَذر بِأَن الطرابلسي وَرَاءه فَوقف حَاله ومقته من كَانَ يُحِبهُ وَنَدم على ولَايَته من تمناها لَهُ ليبس قلمه عَن الْأُمُور الْعَامَّة والخاصة حَتَّى أَنه لم يتَّفق أَنه عدل من الشُّهُود فِي مُدَّة ولَايَته غير اثْنَيْنِ وأبغضه الرؤساء لرد رسائلهم وَذكر بعض من يعرفهُ أَن سَبَب خموله فِي المنصب أَنه كَانَ يزهو بِنَفسِهِ ويربى أَن المنصب دونه لما كَانَ عِنْده من الاستعداد وَلما فِي غَيره من النَّقْص فِي الْعلم والمعرفة فانعكس أمره لذَلِك وَذكر أَيْضا أَن كبار الموقعين فِي زَمَانه كَانُوا يرجعُونَ إِلَيْهِ فِيمَا يَقع لَهُم من المعضلات ويحمدون أجوبته فِيهَا وَكَانَ جمعهم إِذْ ذَاك متوفرا، واشتهر عَنهُ أَنه كَانَ إِذا رأى الْمَكْتُوب عرف حَاله من أول سطر بعد الْبَسْمَلَة غَالِبا، وَبِالْجُمْلَةِ فَلم يكن فِيهِ مَا يعاب بِهِ سوى مَا قدمْنَاهُ من التَّوَقُّف فِي الْأُمُور وَلَو كَانَت وَاضِحَة تولم يزل على مَنْزِلَته عِنْد الظَّاهِر حَتَّى تحرّك للسَّفر إِلَى الشَّام فتوسل القَاضِي جمال الدّين العجمي نَاظر الْجَيْش حِينَئِذٍ بصهره وصهر السُّلْطَان الشهَاب الطولوني لكَون الشهَاب كَانَ شفع عِنْده فِي شَاهد ليجلسه بِبَعْض الحوانيت فتوقف فحقدها عَلَيْهِ فَتكلم مَعَ السُّلْطَان فِي أَن الْمجد عَاجز عَن السّفر لنقل بدنه وَلم يتَوَقَّف السُّلْطَان فِي الْأَخْبَار بذلك لكَونه يُشَاهد أَيَّام الموكب حِين جُلُوسه عَن يسَاره يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس ثقل حركته وبطأه إِلَى الْغَايَة لكَونه عبل الْبدن وَلَا يقوم إِلَّا بعد بطء مَعَ الاتكاء على يَدَيْهِ وَرفع عجيزته فَأمر بإعفاء، وسعى الْجمال حِينَئِذٍ ببذل مَال فولاه فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَانْصَرف الْمجد إِلَى منزله بالسيوفية فَأَقَامَ فِيهِ بطالا وَلكنه يشغل الطّلبَة ويحضر وظائفه الَّتِي كَانَت بِيَدِهِ قبل الْقَضَاء نعم امْتنع عَلَيْهِ مُبَاشرَة التوقيع الَّذِي كَانَ جلّ تكسبه مِنْهُ فَضَاقَ حَاله وتعطل إِلَى أَن نسي كَأَن لم يكن سِيمَا بعد موت الظَّاهِر لكَونه كَانَ يتفقده بِالْعَطِيَّةِ وَحِينَئِذٍ كف بَصَره وتزايد عَجزه وَضَعفه وانهرم وَسَاءَتْ حَاله إِلَى الْغَايَة حَتَّى مَاتَ فِي أول ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وأرخه شَيخنَا فِي معجه بعاشر جُمَادَى الأولى وَالصَّوَاب الأول، وَكَانَ كثير النّظم جيد الْوَزْن فِيهِ إِلَّا أَنه لم يكن بالماهر فِي عمله وَله أَشْيَاء كَثِيرَة من قسم المقبول كَقَوْلِه:) (لَا تحسبن الشّعْر فضلا بارعا ... مَا الشّعْر إِلَّا محنة وخبال) (فِي الهجو قذف والرياء نياحة ... والعتب ضغن والمديح سُؤال) وَقد روى لنا عَنهُ غير وَاحِد من أواخرهم الشهَاب الْحِجَازِي، وَذكره المقريزي فِي عقوده مطولا وَأَن شعره كثير وأدبه غزير وَعلمه جم غير يسير صحبته أَعْوَام

وَأخذت عَنهُ فَوَائِد وَكَانَ لي بِهِ أنس وَلِلنَّاسِ بِوُجُودِهِ جمال وَأنْشد عَنهُ مِمَّا اخْتَارَهُ من ديوانه الْكثير وَمن ذَلِك: (إِذا شِئْت أَن تبقى من المَال مَعْدُوما ... فَكُن قَائِلا للشعر أَو كن معلما) (وَإِن تَكُ نساخا فَذَاك بحارف ... وَأعظم من هَذَا تكون منجما) وَقَوله: (تقللت من وزني قريضا ودرهما ... وَقد نقدت من بَيت مَالِي الذَّخَائِر) (وَهَا أَنا عَن أهل القريض بمعزل ... فلست بوزان وَمَا أَنا شَاعِر) 898 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن جوشن قريب الْفَخر مُحَمَّد بن عِيسَى الْآتِي. / مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا وَسمع على ابْن الكويك وَغَيره. 899 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ الْفَاضِل مجد الدّين بن برهَان الدّين الحياني نِسْبَة لمنزل حبَان من الشرقية ثمَّ القاهر الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. / ولد بهَا وتحول مِنْهَا وَهُوَ بَالغ إِلَى الْأَزْهَر فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَبحث الْمِنْهَاج على الوروري وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ الْقطر فِي النَّحْو وَحضر دروس الْمَنَاوِيّ والعبادي والبكري وزَكَرِيا والمقسي والجوجري وَآخَرين من طبقتهم ودونها وَفهم فِي الْفِقْه وَفِي الْعَرَبيَّة فِي الْجُمْلَة وأدب الكال بن نَاظر الْخَاص وَلذَا اسْتَقر بِهِ فِي مشيخة التصوف بمدرسة أَبِيه بعد المحيوي الدماطي وبعنايته فِي الخطابة بِجَامِع الخطيري مَعَ مُبَاشَرَته عوضا عَن عز الدّين الْمَنَاوِيّ أَو يحيى الْبكْرِيّ بل نَاب فِي الْإِمَامَة بالأزهر مَعَ كَثْرَة تردده فِي النِّيَّة وَلكنه خير وَالْغَالِب عَلَيْهِ الصفاء واليبس والميل إِلَى التَّحْصِيل وَرُبمَا أَقرَأ بل كَانَ يكثر الْأَبْنَاء من تَصْحِيح ألواحهم عَلَيْهِ وَنعم الرجل. مَاتَ بعد ضعف طَوِيل فِي شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين عَن نَحْو السّبْعين ظنا، وَاسْتقر بعده فِي الجمالية على ابْن قَرِيبه الْمحلي. 900 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مَرْوَان الْعِمَاد الخليلي. / ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وأحضر فِي الثَّالِثَة وَالرَّابِعَة على الْمَيْدُومِيُّ أَشْيَاء وَأخذ الْقرن تجويدا وبالروايات عَن الشهَاب بن عَيَّاش وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. وَمِمَّنْ روى لنا عَنهُ الأبي وخليل القيمري وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن لأبي عمر والزين عبد الرَّحْمَن ابْن عَليّ بن إِسْحَاق الخليلي شقير، وَكَانَ صَالحا يُؤَدب الْأَبْنَاء بِبَلَدِهِ. مَاتَ فِي سادس الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه أجَاز لِابْنِهِ مُحَمَّد وَلم يحدد وَقت وَفَاته، وَأما المقريزي فَقَالَ فِي عقوده نه توفّي سنة خمس وَعشْرين وَالْأول أضبط ظنا. 901 - إِسْمَعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن سعيد بن عَليّ الشَّيْخ أَبُو السُّعُود المنوفي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة ووالد مُحَمَّد وَأحمد ورمضان الْمَذْكُورين فِي أماكنهم. /

كَانَ عَالما صَالحا مِمَّن أَخذ عَن الأبناسي وَصَحب البلالي والزاهد وَغَيرهمَا من السادات وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء ودرس وَأفْتى ونظم الشّعْر سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من غير وَاحِد كالشيخ مَدين. مَاتَ سنة عشْرين تَقْرِيبًا. 902 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الشف الزبيدِيّ الْحَنَفِيّ البومة. / أحد مَشَايِخ النَّحْو بزبيد لَازم السراج عبد اللَّطِيف الشرجي حَتَّى مهر فِيهِ وَفِي الصّرْف وَفِي اللُّغَة بِحَيْثُ أَنه لما قدم الْبَدْر الدماميني زبيد لم يكن فِي طلبة زبيد من يجاريه سواهُ وَكَانَ لذَلِك يُبَالغ فِي احترامه وينصفه ويعترف لَهُ بالفضيلة والتقدم فِي فنه هَذَا مَعَ اشْتِغَال فِي الْفِقْه أَيْضا. مَاتَ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ. أَفَادَهُ لي بعض فضلاء الْيمن، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ قِرَاءَة وسماعا الْعَفِيف النشاوي وَقَالَ أَنه شيخ نحاة عصره برع فِي فنون وَأم بمدرسة الْجمال المزجاي ودرس بالصلاحية والرحمانية بزبيد فِي النَّحْو وانتفع بِهِ جمَاعَة بل أَخذ عَنهُ خلق. إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الجبرتي. / فِيمَن جده عبد الصَّمد. 903 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الجحافي الأديب التعزي. / قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه شَاعِر مقتدر على النّظم هنأني بالسلامة لما قدمت بِلَاده سنة ثَمَانمِائَة بقصيدة أَولهَا: (سكر السّير السابقات بالعراب ... الأعوجيات بَنَات الْغُرَاب) فَأَجَابَهُ شَيخنَا بقصيدة أَولهَا: (أَهلا بهَا حسناء رَود الشَّبَاب ... وافت لنا سافرة للنقاب) قَالَ شَيخنَا وطارحته بلغز فَأجَاب عَنهُ وَلما دخلت بِلَادهمْ سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة لم ألقه وَأَظنهُ مَاتَ قبل. 904 - إِسْمَاعِيل بن الْأمين أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عجبل شرف الدّين. / من بَيت شهير بِالْيمن كَانَ يكرم الوافدين وَلكنه لم تطل مدَّته فَإِن وَالِده كَمَا تقدم مَاتَ فِي سنة أَرْبَعِينَ، وَمَات هُوَ سلخ ربيع الأول سنة سبع وَخمسين. 905 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْعِمَاد بن القطب القلقشندي القاهري الشَّافِعِي أَخُو شَيخنَا الْعَلَاء على الْآتِي وأخيه إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَغَيرهمَا ووالد الْبَدْر مُحَمَّد. / مِمَّن سمع الكويك بعض الشفا واشتغل قَلِيلا وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَكَانَ ثقيل السّمع أجَاز لي وَمَات فِي.

906 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف ابْن عمر بن عَليّ بن رَسُول الْأَشْرَف النَّصْر بن الْأَشْرَف الغساني الْيَمَانِيّ الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده قَرِيبا. / ولي الْيَمين بعد أَخِيه الْمَنْصُور عبد الله فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَهُوَ صَغِير قبل اختتانه ثمَّ قبض عَلَيْهِ الْعَسْكَر بِمَدِينَة تعز وخلعوه بِعَمِّهِ يحيى وَلم يلبث أَن مت فِي السّنة بالدملوه. وَرَأَيْت من أرخه سنة خمس وَثَلَاثِينَ. 907 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن أبي بكر الْمجد القاهري الأخفاق / فِي صهر شَيخنَا ابْن خضر. كَانَ وجيها من أَرْبَاب حرفته كثير السّكُون وَالْخَيْر. مِمَّن لَازم مجْلِس شَيخنَا فِي السماع وَغَيره وَأَظنهُ حضر بعض دروس الطنتدائي وَغَيره. مَاتَ فِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين أَو قاربها. 908 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب التَّاج أَبُو الفدا الخطبا المَخْزُومِي القاهري الْحَنَفِيّ خَال أم المقريزي. / ذكره فِي عقوده مطولا وَأَنه ولد بِالْقَاهِرَةِ فِي حُدُود بضع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَمَات فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث بعد أَن اخْتَلَط وأتلف مَاله وَسَاءَتْ حَاله، وَكَانَ ذَا فَوَائِد كَثِيرَة وبرف غزيرة. مِمَّن مناب فِي الْحِسْبَة سِنِين وَكَذَا فِي الْقَضَاء عَن الْجمال عبد الله بن التركماني الْحَنَفِيّ وَزَاد اخْتِصَاصه بِهِ وَلم يتَزَوَّج قطّ امتثالا لوَصِيَّة أَبِيه، قَالَ وَأَخْبرنِي أَنه كَانَ لَهُ هوي أَيَّام صباه فِي بعض الصُّور فَرَأى فِي مَنَامه من ينشده: (لَا أوحش الله عَيْني من محاسنهم ... وَلَا خلا سَمْعِي من طيب الْخَبَر) وَلم أكن أحفظ فتطيرت من ذَلِك فَلم البث أَن جَاءَ نعي من كنت أهواه. حكى عَنهُ مِمَّا حفظه فِي مَنَامه غير ذَلِك. 909 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن عَليّ الْيَمَانِيّ من بَيت جده الْفَقِيه على بن العجيل وَيعرف كأبيه بالمشرع. / لَقِيَنِي فِي رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة وَسمع على فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة لِابْنِ سيد النَّاس وَقَالَ لي أَنه ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين بِبَيْت ابْن عجيل وَأَنه سمع على أَبِيه وَعَمه عبد اللَّطِيف فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه وَرَأَيْت لَهُ جمَاعَة يعتقدونه ويمشون مَعَه وَلم يلبث أَن توجه لزيارة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 910 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن يَعْقُوب السنهوري القاهري الْأَزْهَرِي الْمُقْرِئ الشَّافِعِي. / اشْتغل فِي القراآت على الشهَاب السكندري والتاج بن تمرية والدزوجته الزين طَاهِر ثمَّ ترك وَأم بِجَامِع الْأَزْهَر فِي وَقت وَقَامَ عَلَيْهِ جمَاعَة فِي ذَلِك مَعَ مساعدة بلديه النُّور السنهوري الْمَالِكِي محتجا بقدمه واشتغاله فِي القراآت وَكَذَا أَقرَأ فِي مكتب الْأَيْتَام بِهِ رب الأتراك وقتا وَعمل مشيخة سبع الكلوتاتي. مَاتَ

فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بعد انْقِطَاعه مُدَّة وَهُوَ أسن من بلديه الْمشَار إِلَيْهِ بِيَسِير وَنعم الرجل رَحمَه الله. 911 - إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم السيدوجيه الدّين ابْن الْعِزّ بن النظام الْحُسَيْنِي الحسني الأحمدي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي وَالِد عبد الْجَلِيل وأخو حُسَيْن الآتيين / عَالم مفنن أَخذ عَنهُ فِي الْفِقْه الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن حسن الصفوي الْمَاضِي وَهُوَ الْمُفِيد لترجمته وَقَالَ أَنه حَيّ فِي سنة أَربع وَتِسْعين. 912 - إِسْمَاعِيل بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عَليّ الْعِمَاد أَبُو الفدا بن الْعِمَاد أبي الْجُود بن أنيس الدّين الْأنْصَارِيّ النابلسي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْعِمَاد، / ولد فِي لَيْلَة سَابِع عشري رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بفلاميا من أَعمال نابلس بِقرب جلجوليا ثمَّ انْتقل مَعَ أَبَوَيْهِ إِلَى نابلس فَنَشَأَ بهَا وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَكَفَلَهُ خَاله شرف الدّين الموقت فَلَمَّا ترعرع وَقَرَأَ الْقُرْآن والغاية نَقله إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَأَقَامَ عِنْد ابْن رسْلَان وَكَانَ ذَلِك بِوَصِيَّة أَبِيه فاشتغل عِنْده وَألبسهُ الْخِرْقَة وَوَجهه لِلْحَجِّ فِي الْبَحْر فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين فَنزل عِنْد أبي الْيمن وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْمِنْهَاج وَحضر دروس أبي السعادات بن ظهيرة وتلا إِلَى آخر الْأَنْعَام تجويدا على الزين بن عَيَّاش وَإِلَى آخر مَرْيَم على عمر المرشدي وَرجع صُحْبَة الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة فقطن الشَّام ولازمه وَكتب شَرحه الْكَبِير للمنهاج وَشَرحه للاشهية فِي الْفَرَائِض وقرأهما عَلَيْهِ بل قَرَأَ على أَبِيه ف يمتن الْمِنْهَاج، وَمَات وَقد انْتهى إِلَى أثْنَاء الْإِقْرَار مِنْهُ وَكَذَا حضر تَقْسِيم البلاطنسي غير مرّة وَكتب مُخْتَصره لمنهاج العابدين وقرأه عَلَيْهِ مَعَ غَالب الْمِنْهَاج وَقَرَأَ على) السوبيني فَرَائض الْمِنْهَاج ومصنفه فِي شُرُوط الصَّلَاة وَأخذ أَيْضا عَن الزين خطاب وَغَيره من الشامين والمقادسة وَأول من تصور مَعَه مسَائِل الْفِقْه الزين مُفْلِح مولى الْبرمَاوِيّ ثمَّ التقى الْأَذْرَعِيّ وَقَرَأَ الجرومية فِي النَّحْو على الزين الشاوي وَشرح العقائد على يُوسُف الرُّومِي وَالشَّمْس بن سعد والكمال بن أبي شرِيف وَالْقُرْآن تجويدا على الشَّمْس بن عمرَان وَصَحب غير وَاحِد من الصُّوفِيَّة وَقَرَأَ وَسمع فِي بَيت الْمُقَدّس على الْجمال بن جمَاعَة والتقي أبي بكر القلقشندي والمحب بن الشّحْنَة وَكَذَا سمع على الْعِزّ الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ وَابْن خَاله الشهَاب حِين كَانَا بالقدس أَيْضا فِي رَجَب سنة سِتّ وَخمسين أَشْيَاء أثبتها لَهُ ابْن أبي شرِيف وَأَجَازَ لَهُ الْبُرْهَان الباعوني والتاج عبد الْوَهَّاب بن الديري وناصر الدّين بن زُرَيْق وَأَبُو اللطف وَآخَرُونَ بالاستدعاء وَغَيره ولقيني بِمَكَّة حِين مجاورة كل منا فلازمني حَتَّى حمل عني الْكثير من تصانيفي ومروياتي رِوَايَة ودراية وَأثبت لَهُ ذَلِك فِي كراسة واغتبط باجتماعه بِي وأرسلني بعد من الشَّام

بِطَلَب القَوْل البديع لكَونه سمع جله فَأرْسلت لَهُ بِهِ بل تَكَرَّرت مطالعاته بالتودد وَهُوَ إِنْسَان خير لَهُ إِلْمَام بِكَثِير من الْمسَائِل وَالْأَحَادِيث ينطوي على محَاسِن. 913 - إِسْمَاعِيل بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الصَّمد الشّرف أَبُو الْمَعْرُوف بن الرضي الجبرتي الْيَمَانِيّ ابْن عَم إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْآتِي وهما حفيد الداعية الْمَاضِي قَرِيبا. / ولد سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَخلف أَبَاهُ وَله نَحْو خمس عشرَة سنة فِي المشيخة بعناية الشَّيْخ مُحَمَّد المزجاجي وَقدمه على جمَاعَة من أَتْبَاعه أسن مِنْهُ لما ظهر لَهُ فِيهِ من لوائح النجابة وَالْخَيْر وحقق الله فراسته حِين نَشأ على الطَّرِيق الْمُسْتَقيم وعاشر الْعلمَاء وتأدب وتهذب وشارك فِي الْفَضَائِل وأدمن المطالعة والمباحثة حَتَّى تميز وفَاق وَصَارَ أَمَام الصُّوفِيَّة وَشَيخ العارفين وسلك على يَده جمَاعَة مِنْهُم أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن عَليّ بن عجيل الْمَعْرُوف بالمشرع، مَاتَ فِي سَابِع عشري ربيع الأول سنة خمس وَسبعين بزبيد تَرْجمهُ صَاحب صَالحا الْيَمين مَعَ جده وَأَبِيهِ وَرَأَيْت من أرخ وَفَاته سنة أَربع وَالْأول أثبت وَذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ وَقَالَ أَنه اتّفقت الْقُلُوب على محبته لحسن أخلاقه وجودة سيرته. 914 - إِسْمَاعِيل بن أبي بكر بن عبد الله الْمقري بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عَطِيَّة بن عَليّ الشريف أَبُو مُحَمَّد الشغدري بِفَتْح الْمُعْجَمَة والمهملة بَينهمَا مُعْجمَة سَاكِنة ثمَّ رَاء قبل يَاء النّسَب لقب لعَلي الْأَعْلَى الشاوري الشرجي الْيَمَانِيّ الْحُسَيْنِي نِسْبَة لأبيات حسن من الْيمن الشَّافِعِي الأسوي وَيعرف بِابْن الْمُقْرِئ / وَسمي الخزرجي جده عبد الله ابْن مُحَمَّد وَلم يزدْ كَمَا أَن النفيس الْعلوِي لم يزدْ أحدا بعد جده عبد الله وَاقْتصر شَيخنَا فِي الأنباء على إِسْمَاعِيل بن أبي بكر وَفِي المعجم قَالَ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أبي بكر، وَتَبعهُ فِيهِ التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَأَصله من الشرجة من سواحل الْيمن كَمَا قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، وَقَالَ غَيره مِمَّا لَا يُنَافِيهِ أَصله من بني شاور قَبيلَة تسكن جبال الْيمن شَرْقي المحالب. ولد كَمَا كتبه بِخَطِّهِ فِي منتصف جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة، وَقَالَ الْجمال بن الْخياط أَنه رَجَعَ عَنهُ وَصَحَّ لَهُ أَنه سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة، وَقَالَ الْجمال بن الْخياط أَنه رَجَعَ عَنهُ وَصَحَّ لَهُ أَنه سنة أَربع وَخمسين بِأَبْيَات حُسَيْن وَنَشَأ بهَا ثمَّ انْتقل إِلَى زبيد وتفقه بالجمال الريمي شَارِح التَّنْبِيه فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمُهَذّب وَسمع غَيره فِي آخَرين تفقه بهم وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن عُلَمَاء وقته كمحمد ابْن زَكَرِيَّا وَعبد اللَّطِيف الشرجي وَمهر فيهمَا وَفِي غَيرهمَا من الْعُلُوم وبرز فِي الْمَنْطُوق وَالْمَفْهُوم، وتعانى النّظم فبرع فِيهِ وَأَقْبل عَلَيْهِ مُلُوك الْيمن وَصَارَ لَهُ ثمَّ حَظّ عِنْد الْخَاص وَالْعَام. وولاه الْأَشْرَف تدريس المجاهدية بتعز والنظامية بزبيد فَأفَاد واستفاد وانتشر ذكره فِي سَائِر الْبِلَاد وَولي أَمر المحالب وَعين للسفارة

إِلَى الديار المصرية ثمَّ تَأْخِير ذَلِك لطمعه فِي الِاسْتِقْرَار فِي قَضَاء الْأَقْضِيَة بعد الْمجد الشِّيرَازِيّ اللّغَوِيّ فَلم يتم لَهُ مناه بل كَانَ يرجوه فِي حَيَاة الْمجد ويتحايل عَلَيْهِ بِحَيْثُ أَن الْمجد عمل للسُّلْطَان الْأَشْرَف كتابا أول كل سطر مِنْهُ ألف واستعظمه السُّلْطَان فَعمل الشّرف كِتَابه الْحسن الَّذِي لم يسْبق إِلَى مِثَاله الْمُسَمّى عنوان الشّرف وَالْتزم أَن تخرج من أَوَائِله وأواخره وأواسطه عُلُوم غير الْعلم الَّذِي وضع الْكتاب لَهُ وَهُوَ الْفِقْه لكنه لم يتم فِي حَيَاة الْأَشْرَف فَقدم لوَلَده النَّاصِر وَوَقع عِنْده بل وَعند سَائِر عُلَمَاء عصره بِبَلَدِهِ وَغَيرهمَا موقعا عَظِيما وأعجبوا بِهِ وَهُوَ مُشْتَمل مَعَ الْفِقْه على نَحْو وتاريخ وعروض وقواف. وَكَذَا اختصر الرَّوْضَة وَسَماهُ الرَّوْض بِاخْتِصَار اسْمهَا أَيْضا وَالْحَاوِي الصَّغِير وَسَماهُ الْإِرْشَاد وَشَرحه فِي مجلدين وَعمل بديعيه على نمط بديعية الصفي الْموصِلِي وقصيدة استنبط فِيهَا معَان كَثِيرَة تزيد على ألف ألف معني إِلَى غير ذَلِك نظما ونثرا ونظمه كثير التَّجْنِيس والبديع حسن التَّرْتِيب والترصيع حَتَّى أَن النفيس الْعلوِي قَالَ أَنه سمع بِالْيمن كلا من شَيخنَا وَشَعْبَان الآثاري يَقُول مَا أعلم اعْلَم وَلَا أفْصح فِي الشّعْر مِنْهُ وَهُوَ يُربي على أبي الطّيب المتنبي وَقَالَ هُوَ الْفَقِيه الإِمَام الْعَالم ذُو الْفَهم الثاقب والرأي الصائب بهاء الْفُقَهَاء نور الْعلمَاء علما وَعَملا وَصَاحب الْحَال) المرضي قولا وفعلا الْمُعْتَكف عل التصنيف والتحرير والمقبل عَلَيْهِ مُلُوك الْيمن فِي الرَّأْي وَالتَّدْبِير لَهُ الحظوظ التامه عِنْد الْخَاصَّة والعامة وَهُوَ بذلك جدير وحقيق، وَقَالَ الْمُوفق الخزرجي إِنَّه كَانَ فَقِيها محققا باحثا مدققا مشاركا فِي كثير من الْعُلُوم والاشتغال بالمنثور والمنظوم أَن نظم أعجب وأعجز وَإِن نثر أَجَاد وأوجز فَهُوَ المبرز على أترابه والمقدم على أقرانه وَأَصْحَابه وَكَانَ يَقُول الشّعْر الْحسن مَعَ كَرَاهَته أَن ينْسب إِلَيْهِ قلت حَتَّى أَنه قَالَ: (بِعَين الشّعْر أبصرني أنَاس ... فَلَمَّا سَاءَنِي أخرجت عينه) (خُرُوجًا بعد رَاء كَانَ رأبى ... فَصَارَ الشّعْر مني الشَّرّ عينه) ثمَّ قَالَ الخزرجي ويتعانى فِي غالبه التَّجْنِيس واستنباط الْمعَانِي الغريبة بِحَيْثُ يَأْتِي بِمَا يعجز عَنهُ غَيره من الشُّعَرَاء فِي أحسن وضع وأسهل تركيب وامتدح الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس وَغَيره وَلم يزل الْأَشْرَف يلحظه ويقدمه وَهُوَ جدير بذلك فقد كَانَ غَايَة فِي الذكاء والفهم لَا يُوجد لَهُ نَظِير، وَله تصانيف فِي النَّحْو وَالشَّرْع وَالْأَدب وَغير ذَلِك، وَقد قَرَأَ على ديوَان المتنبي فاستفدت بفهمه وذكائه أَكثر مِمَّا اسْتَفَادَ مني وَكنت أحب أَن لَو أتمه لَكِن حصل عائق. وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه

أَنه مهر فِي الْفِقْه والعربية وَالْأَدب وَجمع كتابا فِي الْفِقْه سَمَّاهُ عنوان الشّرف يشْتَمل على أَرْبَعَة عُلُوم غير الْفِقْه يخرج من رموز فِي الْمَتْن عَجِيب الْوَضع اجْتمعت بِهِ فِي سنة ثَمَانمِائَة ثمَّ فِي سنة سِتّ فِي كل مرّة يحصل لي مِنْهُ الود الزَّائِد والإقبال وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال وَولى إمرة بعض الْبِلَاد فِي دولة الْأَشْرَف وناله من النَّاصِر جَائِحَة تَارَة وإقبال أُخْرَى، وَكَانَ يتشوق لولاية الْقَضَاء بِتِلْكَ الْبِلَاد فَلم يتَّفق لَهُ وَمن نظمه بديعية الْتزم أَن يكون فِي كل بَيت تورية مَعَ التورية باسم النَّوْع البديعي وَله مسَائِل وفضائل وَعمل مرّة مَا يتَفَرَّع من الْخلاف فِي مَسْأَلَة المَاء المشمس فبلغت آلافاوله شرح مُخْتَصر الْحَاوِي فِي مجلدين، وَحج سنة بضع عشرَة وأسمع كثيرا من شعره بِمَكَّة وترجمه فِي استدعاء بِأَنَّهُ إِمَام فَاضل رَئِيس كَامِل لَهُ خُصُوصِيَّة بالسلطان وَولى عدَّة ولايات دون قدره وَله تصانيف وحذق تَامّ ونظم مليح إِلَى الْغَايَة مَا رَأَيْت بِالْيمن أذكى مِنْهُ. وَقَالَ فِي مُعْجَمه اسْتَفَدْت مِنْهُ الْكثير وَسمع مني كتابي ضوء الشهَاب الْمُنْتَخب من نظمي وَأحسن السفارة لي عِنْد السُّلْطَان وطار حَتَّى بِأَبْيَات رائية، وَحج وَحدث بِشَيْء من شعره وَعين للسفارة إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ تَأَخّر ذَلِك وَكَانَ يطْمع فِي ولَايَة الْقَضَاء فَلم يتَّفق لَهُ وصنف عنوان الشّرف وَهُوَ مُخْتَصر فِي الْفِقْه أودعهُ علوما أُخْرَى) تستخرج من أَوَائِل السطور وأواخرها لم يسْبق إِلَى مثله وَأَجَازَ لأولادي فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته قَالَ لي بعض الْمُتَأَخِّرين شامخ الْعرنِين فِي الْحسب ومنقطع القرين فِي عُلُوم الْأَدَب تصرف للأشرف صَاحب الْيمن فِي الْأَعْمَال الجليلة وناظر أَتبَاع ابْن عَرَبِيّ فعميت عَلَيْهِ الْأَبْصَار ودمغهم بأبلغ حجَّة فِي الأفكار وَله فيهم غرر القصائد تُشِير إِلَى تَنْزِيه الصَّمد الْوَاحِد وَله الْمَدْح الرَّائِق وَالْأَدب الْفَائِق إِلَى أَن قَالَ ترشح لقَضَاء الْأَقْضِيَة بعد القَاضِي مجد الدّين ودرس بمدارس منسوبة إِلَى مُلُوك قطره وَلم يزل مُحْتَرما إِلَى أَن توفّي فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فِي رَجَب مِنْهَا ظنا يَعْنِي بزبيد، وَقَالَ غَيره أَنه حج فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة وَحدث فِيهَا ببديعيته فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَلَقي فِيهَا الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بِمَكَّة وَقَالَ لَهُ أَنْت الْقَائِل: (قل لِلشِّهَابِ بن عَليّ بن حجر ... سور على مودتي من الْغَيْر) (فسور ودي فِيك قد بنيته ... من الصَّفَا والمروتين وَالْحجر) فَقَالَ نعم قَالَ فأنشدنيهما فَفعل وَفِي سنة ثَمَان وَعشْرين وأنشدنا عَنهُ الْمُوفق الآبي قصيدة سَمعهَا مِنْهُ أَولهَا: (إِلَى كم تَمَادى فِي غرور وغفلة ... وَكم هَكَذَا نوم إِلَى غير يقظة)

والتقى بن فَهد مَا أثْبته فِي مُعْجَمه وَكَذَا عِنْدِي من نظمه أَشْيَاء وَهُوَ شَائِع فَلَا نطيل بِهِ وَله كتاب فِي الرَّد على الطَّائِفَة الْعَرَبيَّة وَأَشْيَاء فِي ذَلِك منظومة ومنثورة وَآخر من عَلمته من عُلَمَاء أَصْحَابه التقي عمر الفتي المتوفي فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَكَانَ يرجح مُخْتَصر الرَّوْضَة للأصفوني على الرَّوْض لشيخه لعدم تقيده فِيهِ بِلَفْظ الأَصْل الَّذِي قد يُؤَدِّي لتباين ظَاهر بِخِلَاف الأصفوني فَهُوَ متقيد بِلَفْظ الأَصْل وَلذَا عمل كتابا سَمَّاهُ الإلهام لما فِي الرَّوْض من الأوهام وَشرح الرَّوْض شرحا بليغا قَاضِي الشَّافِعِيَّة فِي وقتنا ومحقق الْوَقْت الزين زَكَرِيَّا الْأنْصَارِيّ وَقد ختم تَحْقِيقه بَين يَدَيْهِ فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَذَا شَرحه الشَّيْخ شمس الدّين بن سولة الدمياطي شرحا مطولا بل اختصر الرَّوْض نَفسه وَشرح الْإِرْشَاد للعلامة الْمُحَقق الْكَمَال بن أبي شرِيف الْمَقْدِسِي وتداوله الْفُضَلَاء والعلامة الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ، وأولهما أتقنهما وأخصرهما نفع الله بِجَمِيعِ ذَلِك. وَقَالَ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ. وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ: مدقق وقته فِي الْعُلُوم وأشعر أهل زَمَانه قَالَ وَسمعت طلبته يذكرُونَ عَنهُ كَثْرَة الْعِبَادَة وَالذكر وَقَالَ أَيْضا فِي تَرْجَمَة عَمه) الْمُوفق إِن صَاحب التَّرْجَمَة كَانَ غَايَة فِي التدقيق إِذا غاص فِي مسئلة وَبحث فِيهَا اطلع فِيهَا على مَا لم يُدْرِكهُ غَيره لكَون فهمه ثاقبا ورأيه وبحثه صائبا حَتَّى أَنه حرر كثيرا مِمَّا اخْتلف فِيهِ أتم تَحْرِير وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ غَايَة فِي النسْيَان قيل أَنه لَا يذكر مَا كَانَ فِي أول يَوْمه وَمن أعجب مَا يحْكى فِي نسيانه أَنه نسى مرّة ألف دِينَار بزنبيل ثمَّ وَقع عَلَيْهِ بعد مُدَّة اتِّفَاقًا فتذكره وحاله لَا يَقْتَضِي نِسْيَان دون هَذَا الْقدر فضلا عَنهُ انْتهى. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَنسبه ابْن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله وسَاق من نظمه أَشْيَاء وترجمته تحْتَمل كراريس رَحمَه الله تَعَالَى. 915 - إِسْمَاعِيل بن أبي بكر واسْمه مُحَمَّد بن عَليّ الخوافي الْآتِي أَبوهُ، / قدم الْقَاهِرَة مَعَه فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فَقَالَ لشَيْخِنَا: (أَقمت بِمصْر يَا صدر الأعالي ... وصيتك فِي العوالم غير خَافَ) (وزينت الورى جيلا فجيلا ... فشرفت القوادم والخوافي) 916 - إِسْمَاعِيل بن أبي الْحسن بن عَليّ بن عِيسَى كَمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ وَقيل بدله عبد الله الْمجد أَبُو مُحَمَّد الْبرمَاوِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي. / ولد فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي نواحي الغربية، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ حمل فَلَمَّا ترعرع اشْتغل بالفقه على ابْن البازغي النحريري شَارِح أبي شُجَاع ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة قَدِيما وَحضر دروس مشايخها وابتدأ بالسراج البُلْقِينِيّ وَتكلم مَعَه فَأقبل عَلَيْهِ واختص بِهِ وَأَسْكَنَهُ هُوَ وَأمه بِالْمَدْرَسَةِ بالبدرية بِبَاب سر الصالحية وَأرْسل إِلَيْهِ يَوْمًا بِطَعَام فأتعب

أمه ذَلِك وَقَالَت لَهُ نَحن سُؤال وَمَرَّتْ ابْنهَا فَرده ثمَّ شرت تعطيه من مصاغها فيبيعه وينفقون مِنْهُ على أَنفسهمَا إِلَى أَن سَأَلَهُ الَّذِي كَانَ يَشْتَرِي مِنْهُ وَكَانَ نَصْرَانِيّا فِي كِتَابه بَرَاءَة بَينهمَا فَفعل وَكتب فِي آخرهَا قَالَ ذَلِك فَقير رَحْمَة ربه فلَان فَقَالَ لَهُ ذَلِك النَّصْرَانِي أَنْتُم عبتم على من قَالَ من أهل الْكتاب فَقير وَنحن أَغْنِيَاء وَأَنت قد وَقعت فِي ذَلِك وَكَانَ عاميا لَا يفهم مَعَاني الْكَلَام قَالَ فَقلت لَهُ الْمَكَان يضيق عَن شرح هَذَا فتعال إِلَى الْمنزل أزيل لَك هَذَا الشَّك وفارقته فَبَيْنَمَا أَنا نَائِم فِي تِلْكَ اللَّيْلَة رَأَيْت الْمَسِيح بن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام قد نزل من السَّمَاء وَعَلِيهِ قَمِيص أَبيض قَالَ فَقلت فِي نَفسِي إِن كَانَ من لِبَاس الْجنَّة فَهُوَ غير مخيط قَالَ فلمسته بيَدي واستثبت فِي أمره فَإِذا هُوَ قِطْعَة وَاحِدَة لَيْسَ فِيهِ خياطَة فَقلت لَهُ أَنْت عيس بن مَرْيَم الَّذِي قَالَت النَّصَارَى أَنه ابْن الله فَقَالَ ألم تقْرَأ الْقُرْآن قلت قَالَ: لقد) كفر الَّذين وَقَالَت النَّصَارَى الْمَسِيح ابْن الله الْآيَات ثمَّ استيقظت فَأَتَانِي ذَلِك النَّصْرَانِي فِي الصُّبْح وَهُوَ يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وَأسلم وَحسن إِسْلَامه وَلم يكن لذَلِك سَبَب أعلمهُ إِلَّا بركَة رؤيتي عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام. وَلم يزل الْمجد يلازم مَعَ مزِيد تعلله الِاشْتِغَال فِي فنون الْعلم وَلَا سِيمَا على البُلْقِينِيّ فَإِنَّهُ جعله محط رَحْله وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ بِحَيْثُ كَانَ يَقُول أَنا السَّائِل للبدر الزَّرْكَشِيّ مِنْهُ الْأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَكَانَت مُدَّة ملازمته لَهُ نَحْو أَرْبَعِينَ سنة حَتَّى صَار أوحد أهل الْقَاهِرَة وَتخرج بِهِ عدَّة من علمائها بل أَكثر علمائها كَالشَّمْسِ الْبرمَاوِيّ بلديه، وَقَالَ الشهَاب بن المحمرة إِنَّه قَرَأَ عَلَيْهِ هُوَ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْجمال بن ظهيرة وَالْجمال الطيماني جَامع المختصرات تقسيما فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بل قَرَأَ عَلَيْهِ الزين الفارسكوري وَهُوَ أسن من هَؤُلَاءِ وَالْفَخْر الْبرمَاوِيّ وَكَانَ من كبار الْفُضَلَاء وَصَارَ عَالما عَلامَة بحرا فهامة حبرًا راسخا وطودا شامخا وَمَعَ صبره على الْفقر كَانَ زاهدا فِي الدُّنْيَا موقنا بِأَن ذَلِك هُوَ الْحَالة الحسني حَتَّى بلغنَا أَنه كَانَ يسْأَل أَن يَجْعَل الله ثَلَاثَة أَربَاع رزقه علما فَكَانَ قرير الْعين بفقره وَمَا آتَاهُ الله من الْعلم بل يعتب على من يتَرَدَّد إِلَى غنى لمَاله أَو ذِي جاه لجاهه، وَعرض عَلَيْهِ الْجلَال البُلْقِينِيّ أَن يقبل مِنْهُ التَّفْوِيض فِيمَا فوض إِلَيْهِ السُّلْطَان فَقَالَ أَنا لَا أعرف حكم الله فَقَالَ لَهُ فَإِذا قلت أَنْت هَذَا فَمَا نقُول نَحن أَلَسْت مُقَلدًا للشَّافِعِيّ فَقَالَ أَنا مقلده فِي الْعِبَادَات. وَاسْتمرّ مُنْقَطِعًا فِي بَيته مُقبلا على خَاصَّة نَفسه وَكن يَدْعُو بِبَقَاء شَيخنَا وَيَقُول أَنا أقدم حَيَاته على حَياتِي فبحياته ينْتَفع الْمُسلمُونَ وَقد سمع على ابْن الْقَارئ مشيخته وَالصَّحِيح وَغَيرهمَا وعَلى أبي طَلْحَة الحراوي الأول من فضل الْعلم للمرهبي

وَفِيمَا كَانَ يخبر بِهِ على الْعِزّ بن جمَاعَة وَمن لفظ إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الْآمِدِيّ الثَّالِث عشر من الخلعيات. وَقد ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه خطب بِجَامِع عَمْرو يَعْنِي بعد موت صهره وَكتب بِخَطِّهِ وَجمع مجاميع حَسَنَة وفوائد مستحسنة وَحصل كثيرا وشارك فِي عدَّة فنون من فقه وأصول وَنَحْو وَغير ذَلِك وَكَانَ كثير الاستحضار خاملا وَلم يشْتَهر بذكاء وَمِمَّنْ انْتفع بِهِ الشهَاب بن المحمرة وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَأخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد طبقَة وَألْحق الْأَبْنَاء بِالْآبَاءِ بل بالأجداد وَتَأَخر أَصْحَابه إِلَى بعد سنة تسع وَثَمَانِينَ بل وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالزين رضوَان وَابْن خضر ثمَّ البقاعي. وَمَات فِي يَوْم الْأَحَد رَابِع عشر ربيع الآخر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ عَن أَربع وَثَمَانِينَ سنة بعد أَن تعلل مُدَّة وانهرم مُنْذُ أكمل الثَّمَانِينَ بل قبل ذَلِك، قَالَ) شَيخنَا أجَاز فِي استداعاء أَوْلَادِي وَكتب بِخَطِّهِ: أَذِنت لَهُم ناطقا بِمَا كتبت مَا طلب لَهُم مِمَّا صَحَّ عِنْدهم أنني قرأته أَو سمعته أَو أجزت بِهِ، وَقَالَ فِي أنبائه إِنَّه مهر فِي الْفِقْه والفنون وتصدى للتدريس، وَفِي مَوضِع آخر أَنه أسن الشَّافِعِيَّة فِي وقته، وَذكره التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته وَقَالَ أَنه أَخذ عَن الأسنوي ولازم البُلْقِينِيّ مُدَّة طَوِيلَة وشارك فِي الْفُنُون وَتقدم واشتهر بِمَعْرِِفَة الْفِقْه وَقَرَأَ عَلَيْهِ فضلاء طلبة البُلْقِينِيّ وَحكى لي الشهَاب بن المحمرة أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ هُوَ وَذكر مَا تقدم قَالَ وَفِي آخر عمره من نَحْو عشْرين سنة ترك الِاشْتِغَال وَكَانَ فِي جَمِيع عمره خاملا وَلم تحصل لَهُ وَظِيفَة وَإِنَّمَا درس بمدرسة خاملة ظَاهر الْقَاهِرَة وخطب بِجَامِع عمر وبمصر وَكَانَ لخموله يُقَال أَن فِي اعْتِقَاده شَيْئا، وَقَالَ ابْن فَهد إِنَّه كَانَ مُتَّهمًا فِي دينه بل يُقَال أَنه يتْرك الصَّلَاة على دين الْأَوَائِل من عدم الْبَحْث وَنَحْوه انْتهى. وَلم يثبت ذَلِك عِنْدِي كَمَا أَنه قيل أَنه كَانَ يَقُول البُخَارِيّ وَمُسلم جنيا على الْإِسْلَام حَيْثُ أوهما عَامَّة النَّاس حصر الصَّحِيح فِيمَا جمعاه وردوا كل مَا لم يكن فيهمَا. وَأَسْتَغْفِر الله من حِكَايَة كل هَذَا بل كَانَ عَلامَة مفننا وَلَكِن لم ينْتَفع بمسوداته الَّتِي مِنْهَا فِيمَا بَلغنِي من بعض الآخذين عَنهُ مُخْتَصر الْمُهِمَّات وكتبت فِي إجَازَة لفتح الدّين صَدَقَة الشارمساحي: (فتح ديني وصل سري بالصلات ... فِي عُلُوم كاشفات فِي الصِّفَات) (فَاء فتحي قَاف قلبِي عَن فلات ... بَاء بَاقٍ حاء حتم فِي حلات) (لَام ألفى ألف ألف مردوات ... كاملات فِي وُجُوه معدمات) (صَاد سبع دَال زَاي فِي ثبات ... فاؤها ختم بدا تَاء الصلات)

وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وأرخه فِي رَابِع عشر جُمَادَى الأولى عَن بضع وَسبعين وَالْأول قَالَ وَله مجاميع مفيدة وَقد تردد إِلَى سِنِين ولي بِهِ أنس رَحمَه الله تَعَالَى وإيانا. إِسْمَاعِيل بن حُسَيْن بن حسن الْكَمَال أَبُو البركات بن الشَّيْخ الفتحي الْمَكِّيّ وَهُوَ بكنيته أشهر يَأْتِي. 917 - إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن بن الرباح الْمَعْرُوف بجده. / ولد فِي حُدُود سنة تسعين وَسَبْعمائة واشتغل فِي الْفِقْه وَسمع من جمَاعَة وَصَارَ يَلِي قَضَاء بِلَاد من حلب كأريحا وسرمين من عمل قاسرين وَله نظم حسن مَعَ خير وتودد وإحسان للواردين وَمن نظمه مِمَّا لَا يَسْتَحِيل بالانعكاس: (جرى سيل بطرفي كَيفَ رطب لَيْسَ يرج ... حرقتي فرط دا فَإِذا طرفِي تقرح) وَمِنْه: (أفديه من ظَالِم الجفون رشا ... يسْأَل فِي الْحبّ عَن متيمه) (يحيا إِذا مَا سقى قَتِيل هوى ... سَمِعت هَذَا الحَدِيث من فَمه) لقِيه ابْن أبي عذيبة بحلب فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَقَالَ كنت آنس بِصُحْبَتِهِ، وَذكره النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجَمه فَقَالَ ابْن الْحُسَيْن بن سَالم بن أبي الْفضل بن يحيى بن يَعْقُوب ابْن سَلامَة الْعِمَاد أَبُو الفدا الخزرجي الفوعي ثمَّ السرميني الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الزرباح. ولد فِي أحد الربيعين سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل بالفقه والنحو على أَبِيه وَفِي النَّحْو فَقَط على السراج النَّحْوِيّ وَولي قَضَاء بَلَده سرمين من أَعمال حلب وينظم الشّعْر الْحسن ومدح رُؤَسَاء حلب بقصائد بديعة مَعَ كرم وشجاعة. إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن بن سَالم بن أبي الْفضل / هُوَ الَّذِي قبله. 918 - إِسْمَاعِيل بن خَلِيل بن يُونُس بن سعود عماد الدّين الخليلي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ. / ولد تَقْرِيبًا فِي عشر الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة بالخليل وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وجوده على الشهَاب بن عَيَّاش وَالشَّمْس القباقبي وَغَيرهمَا وَحفظ بعض الْمِنْهَاج، وتصدر بِبَلَدِهِ وناب فِي الْإِمَامَة والخطابة بالْمقَام مِنْهَا وَغير ذَلِك، وَكَانَ خيرا ذَا شكالة حَسَنَة أبهة رَأَيْته بالخليل وَصليت وَرَاءه وَسمعت قِرَاءَته وَلست أستبعد أَن يكون سمع وَلَو على ابْن الْجَزرِي والتدمري وَإِبْرَاهِيم بن حجى فصغار الْبَلَد فضلا عَن كبارهم مِمَّن سمع عَلَيْهِم. مَاتَ قَرِيبا سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا. 919 - إِسْمَاعِيل بن رسْلَان بن مُحَمَّد الشبلي. / مِمَّن سمع مني. 920 - إِسْمَاعِيل بن زايد بن أحد مَشَايِخ العربان بالبحيرة. / وسط فِي أَوَاخِر

ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَخمسين. 921 - إِسْمَاعِيل بن شَبابَة من جبال نابلس. / قتل فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 922 - إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن رَسُول / يُقَال أَن رَسُول مُحَمَّد بن هرون بن أبي الْفَتْح بن نوحى بن رستم الْأَشْرَف ممهد الدّين أَبُو الْعَبَّاس بن الْأَفْضَل بن الْمُجَاهِد بن الْمُؤَيد بن المظفر بن الْمَنْصُور الغساني التركماني الأَصْل اليمني ملكهَا ووالد النَّاصِر أَحْمد الْمَاضِي. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَاسْتقر فِي المملكة بعد وَفَاة أَبِيه وَقبل استكماله ثَمَانِي عشرَة سنة وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين فَسَار سيرة محمودة حَمده الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ جوادا لَا نَظِير لَهُ فِي ذَلِك قَرِيبا مهيبا حَلِيمًا صبورا عطوفا متحريا عَن سفك الدِّمَاء بِغَيْر حق شَدِيد الْبَأْس حسن السياسة ممدحا مدحه الْأَعْيَان كالفقيه عَليّ بن مُحَمَّد النَّاشِرِيّ والشرف بن الْمقر، اشْتغل بفنون من النَّحْو وَالْفِقْه وَالْأَدب والتاريخ والأنساب والحساب وَغَيرهَا فَأخذ الْفِقْه عَن عَليّ النشاوري والنحو عَن عبد اللَّطِيف الشرجي وَسمع الحَدِيث على الْمجد الفيروزابادي وصنف العسجد المسبوك والجوهر المحبوك فِي أَخْبَار الْخُلَفَاء والملوك والعقود واللؤلؤية فِي أَخْبَار الدولة الرسولية إِلَى غير ذَلِك فِي النَّحْو والفلك وَغَيرهمَا وَذَلِكَ أَنه كَانَ يضع وضعا وَيحد حدا ثمَّ يَأْمر من يتمه على ذَلِك الْوَضع ويعرض عَلَيْهِ فَمَا ارْتَضَاهُ أثْبته وَمَا شَذَّ عَن مَقْصُوده حذفه وَمَا وجده نَاقِصا أتمه وابتنى بتعز مدرسة فِي سنة ثَمَانمِائَة وَله مآثر حميدة. ذكره الْمُوفق الخزرجي مطولا وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه أَقَامَ فِي المملكة خمْسا وَعشْرين سنة وَكَانَ فِي ابْتِدَاء أمره طائشا ثمَّ توقر وَأَقْبل على الْعلم وَالْعُلَمَاء وَأحب جمع الْكتب وَكَانَ يكرم الغرباء ويبالغ فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِم امتدحته لما قدمت بَلَده فأثابني أحسن الله إِلَيْهِ. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث بِمَدِينَة تعز وَدفن بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بهَا وَلم يكمل الْخمسين، زَاد غَيره وَاسْتقر بعده ابْنه أَحْمد ولقب بالناصر، وَقَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ مُولَعا بالتاريخ مشتغلا بأخبار النَّاس وَقد جمع تَارِيخا حسنا لطيفا فِي آخَرين. قَالَ وَكَانَت لَدَيْهِ فَضِيلَة وَمَعْرِفَة بالإنشاء وَالنّظم وَله أشعار حَسَنَة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. 923 - إِسْمَاعِيل بن عبد الْخَالِق بن عبد المحيي بن عبد الْخَالِق مجد الدّين بن الإِمَام سراج الدّين بن محيي الدّين بن سراج الدّين السُّيُوطِيّ القاهري نزيل الناصرية الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي. / ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ. وأحضر الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وأحضر فِي الرَّابِعَة على أَبى الْفرج بن الْقَارئ غَالب مشيخته وَسمع من عَمه الْعِزّ عبد

الْعَزِيز وجويرة الهكارية وَالْمَال عبد الله بن الْمعِين قيم الكاملية وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ جُزْء الْآجُرِيّ والختلى وعَلى الَّتِي قبله جُزْء من حَدِيث البخْترِي والتنوخي وَطَائِفَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن أَخِيه، وَكَانَ شَيخا وقورا كثير التِّلَاوَة متكسبا بِالشَّهَادَةِ صوفيا بالبيبرسية. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي الْمحرم سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَصلى عَلَيْهِ عقب صلَاتهَا بالحاكم. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ كَانَ وقورا ملازما حَانُوت الشُّهُود قَلِيل الشَّرّ. إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن الجيعان / يَأْتِي فِي أَمِير حَاج فَهُوَ بِهِ أشهر. 924 - إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن التَّاجِر شيخ سفط أبي تُرَاب أَبوهُ. / سلخ كل مِنْهُمَا فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين لاتهامهما بقتل شيخ أبشيه الملق وَكَانَا من مساوئ الدَّهْر لفظا وَمعنى. إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّزَّاق الْمجد أَبُو البركات الصُّوفِي الْكَاتِب وَيعرف ببني الجيعان وَهُوَ بكنيته أشهر، / فِي الكني. 925 - إِسْمَاعِيل بن عبد الْعَظِيم بن عَليّ بن يُوسُف الزفتاوي البوتيجي الأَصْل الأنبابي ثمَّ المقسي ابْن أخي عبد الْقَادِر بن عَليّ بن يُوسُف / من أولى النغمات الطربة مِمَّن لَهُ نوبَة مَعَ المنشدين الَّذين يماشون الْملك فِي تِلْكَ التلحينات وخالط الْبَدْر حسن بن الطولوني وَغَيره، وَهُوَ عثير لطيف لَهُ عقل وأدب وتودد يتكسب فِي حَانُوت سوق أَمِير الجيوش. ومولده فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بأنبابة وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول وَهُوَ صَغِير مَعَ أمه فسكنت بِهِ عِنْد إخوتها بالمقسم وَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشهابين العقيبي والزبيدي ثمَّ تعانى الْأَنْغَام وذاق الْفَنّ وَوزن الشّعْر وَتردد إِلَيّ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ كثر مخالطته لي حِين كَانَ مجاورا فِي سنة سبع وَتِسْعين بأبويه وَكَانَ جَاءَ بهما فِي موسم الَّتِي قبلهَا وحمدت مجاورته وفهمه وَحسن تأديته. 926 - إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف ابْن عَليّ بن عمر بن رَسُول الْأَشْرَف بن الطَّاهِر بن الْأَشْرَف الْآتِي أَبوهُ. / ملك بعده فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَله نَحْو عشرُون سنة فَسَاءَتْ سيرته بسفك الدِّمَاء وَأخذ الْأَمْوَال وَغير ذَلِك من أَنْوَاع الْفساد حَتَّى أَنه قتل الْأَمِير سيف الدّين برقوق الْقَائِم بدولتهم فِي عدَّة من الأتراك وَغَيرهم وَهُوَ مَذْكُور فِي حوادث شَيخنَا إِمَّا فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين أَو بعْدهَا. قلت: وَسَيَأْتِي فِي ابْن يحيى بن إِسْمَاعِيل قَرِيبا. 927 - إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الشّرف الْعلوِي الزبيدِيّ

الْيَمَانِيّ الْوَزير أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْعلوِي. / مِمَّن ولد بِالْيمن وَنَشَأ بهَا وَمَات بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْخَمِيس خَامِس الْمحرم سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَقد قَارب الْخمسين، وَكَانَ عَاقِلا حازما كَامِلا كَاتبا ماهرا سَيْفا باترا اسْتَقر بِهِ النَّاصِر بعد قتل أَبِيه وَعَمه فِي شدّ الِاسْتِيفَاء مَعَ كَونه إِذْ ذَاك ابْن أَربع عشرَة سنة لمحبته فِي وَالِده فباشره ونجب فِي الْكِتَابَة وَاسْتمرّ يترقى إِلَى أَن استوزره الْمَنْصُور ثمَّ الْأَشْرَف فَلَمَّا خلع وَاسْتقر الظَّاهِر نكبه وصادره وَبَالغ فِي أَذَاهُ بِكُل مُمكن مَعَ إحسانه لَهُ فِي مُدَّة أَخِيه النَّاصِر وَابْن أَخِيه الْمَنْصُور والأشرف وَلكنه كَانَ يحسده وَمَا وَسعه إِلَّا الْهَرَب إِلَى مَكَّة فخرب الظَّاهِر بَيته وَقبض أملاكه وأزال نعْمَته بل قتل أَخَاهُ وَاسْتمرّ هَذَا بِمَكَّة حَتَّى مَاتَ بل يُقَال إِنَّه دس عَلَيْهِ من سمه رَحمَه الله. 928 - إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عُثْمَان بن عبد الله الْمجد الشطنوفي القاهري الشَّافِعِي. / ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَفِي ظَنّه أَنه بشطنوف، وَقَرَأَ بهَا غَالب الْقرَاءَات ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فأكمله وتلا بِهِ لنافع على الْفَخر الضَّرِير، وَعرض التَّنْبِيه على الأبناسي وَابْن الملقن والبلقيني وَغَيرهم وَأخذ الْفِقْه عَن الأبناسي والبيجوري وَجَمَاعَة والنحو عَن الشَّمْس البوصيري، وَحج قبل الْقرن وَسمع ابْن أبي الْمجد وَأم بالقراسنقرية بِالْقَاهِرَةِ وسكنها حَتَّى مَاتَ وتكسب بِالشَّهَادَةِ بحانوت قرب جَامع الْحَاكِم وَكتب على الاستدعاءات. وَمَات فِي يَوْم الْأَحَد سادس ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَدفن من الْغَد بتربة الصُّوفِيَّة خَارج بَاب النَّصْر. 929 - إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مُحَمَّد الريمي. / ولي الْقَضَاء بتعز وَمَات سنة سبع وَثَلَاثِينَ بالطاعون بعد اخْتِلَاطه بخلط سوداوي. 930 - إِسْمَاعِيل بن عبد الله المغربي الْمَالِكِي نزيل دمشق. / كَانَ بارعا فِي مذْهبه تفقه بِهِ الشاميون وَأفْتى وناب فِي الحكم. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث عَن نَحْو السّبْعين وَقد ضعف بَصَره، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. 931 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل النبتيتي الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كَهُوَ بِابْن الْجمال بِالتَّشْدِيدِ وَالْجِيم / قَرَأَ الْقُرْآن وتعانى الزَّرْع، وَحج وَذكر بِالْخَيرِ لكنه أمسك فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ بِعَمَل الكيمياء وَجَرت لَهُ بِسَبَبِهَا حَادِثَة تألم لَهَا الخيرون وَذَا الظَّن خير بِهِ كثير من المزلزلين وَقَامَ الشَّافِعِي حَتَّى سكن أمرهَا وَالظَّاهِر أَن سَببهَا عدم طوعه لِأَبِيهِ بِحَيْثُ عجز الأكابر عَن إصْلَاح مَا بَينهمَا. 932 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل. / جد الَّذِي قبله. 933 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن أبي بكر بن عبد الله بن أَحْمد الْيَمَانِيّ الصُّوفِي وَيعرف

بالحندج. / لبس الْخِرْقَة من السراج عبد اللَّطِيف بن حُسَيْن بن عبد الْملك الحسني القبيصي الْيَمَانِيّ بلباسه لَهَا من إِسْمَاعِيل بن الصّديق الجبرتي وَهُوَ من السراج أبي بكر بن مُحَمَّد الصُّوفِي، لقِيه بِالْيمن فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ عبد الله بن عبد الْوَهَّاب الكازروني الْمدنِي فلبسها مِنْهُ. وَسَيَأْتِي إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد وَأَنه يعرف أَيْضا بالحندج. 934 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الشّرف أَبُو الْفِدَاء النَّاشِرِيّ. / ولد سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن عَمه وَلزِمَ مجْلِس وَالِده واعتنى بكتب الْأَدْعِيَة وَولي نظر بعض مَسَاجِد تعز وتكسب بالزراعة وَحج. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين. 935 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن حسن بن هِلَال بن مُعلى الْمجد الصعيدي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مُعلى. / ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِخَط بَاب الْخرق وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وكتبا كالعمدة والمنهاج ومختصر ابْن الْحَاجِب وألفية النَّحْو واشتغل بالفقه والعربية وَالصرْف والأصلين والمنطق وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه الْمَنَاوِيّ والتقي الحصني والْعَلَاء الحصني والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والشمني والآبدي، وشارك فِي الْفَضَائِل وتميز وَأكْثر المباحثة فِي الدُّرُوس وَنَحْوهَا بِصَوْت جَهورِي وتنزل فِي بعض الْجِهَات وأقرأ الطّلبَة بل أَخْبرنِي أَنه مر على الرَّوْضَة بكمالها تدريسا مَعَ مُلَاحظَة الْمُهِمَّات وَالْخَادِم وَغَيرهمَا وَعمل اللَّيْث العابس فِي صدمات الْمجَالِس وَحفظه بَعضهم وَكَذَا أَخْبرنِي أَنه شرح قَوَاعِد ابْن هِشَام وَأَن لَهُ غير ذَلِك كل هَذَا مَعَ التكسب تَحت الرّبع فِي سوق النِّسَاء وَإِلَيْهِ الْمرجع هُنَاكَ، وَحج غير مرّة وَكثر تردده إِلَيّ وتودده. 936 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن شمس بن عبد الله بن رستم الْمجد أَبُو الطَّاهِر الْبَيْضَاوِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الزمزمي الشَّافِعِي الْمُؤَذّن أَخُو إِبْرَاهِيم وحسين ووالد نَائِب أبي إِسْمَاعِيل الْمَذْكُورين. / ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع بهَا من أبي الطّيب السحولي وَابْن صديق وَغَيرهمَا، وَدخل الْقَاهِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة فَسمع بهَا من الحلاوي بعض مُسْند أَحْمد وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ ابْن النَّجْم وَابْن الهبل وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَغَيرهم واشتغل كثيرا وَأخذ الْعرُوض عَن النَّجْم الْمرْجَانِي، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَكَانَ يتعانى النّظم وَله نظم مَقْبُول ومدائح نبوية من غير اشْتِغَال بآلاته ثمَّ أَخذ الْعرُوض عَن النَّجْم الْمرْجَانِي وَمهر، وَكَانَ فَاضلا قَلِيل الشَّرّ مشتغلا بِنَفسِهِ وَعِيَاله مشكور السِّيرَة ملازما لخدمة قبَّة الْعَبَّاس وَله سَماع من قدماء المكيين وَحدث بِشَيْء يسير سَمِعت من نظمه وَقَالَ فِي مُعْجَمه

اشْتغل كثيرا وتعانى النّظم وَكَانَ أَبوهُ على سِقَايَة الْعَبَّاس فاستمر هُوَ وأخوته بهَا، وَأول مَا لَقيته فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمعت من شعره وَكَانَ إِذْ ذَاك أول مَا تعاناه ثمَّ مهر وَعمل قصائد نبويات ومدائح فِي مُلُوك الْيمن وَغَيرهم بل مدحني بعد ذَلِك بقصيدة: (إِن لم تجودوا بالوصال وَطَالَ فِي ... هجرانكم ليلِي البهيم من السهر) (فدجاه يجلوه شهَاب ثاقب ... من جده كيد العدى عني حجر) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ قصيدة نونية وَغير ذَلِك. مَاتَ فِي عصر يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشري شَوَّال سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَدفن من الْغَد بالحجون، وَقد لقِيه شَيخنَا الْعَلَاء القلقشندي فِي سنة إِحْدَى عشرَة بِمَكَّة فَأخذ عَنهُ علم الْعرُوض وَكتب من نظمه مِمَّا سَمعه مِنْهُ فِي ضبط بحور الشّعْر: (طَوِيل يمد الْبسط بالوفر كَامِل ... ويهزج فِي رجز ويرمل مسرعا) (فسرح خَفِيفا يقتضب لنا ... من اجتث من قرب لندرك مطمعا) وَمِمَّنْ ذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَنه سمع مِنْهُ من شعره وَنعم الرجل كَانَ. 937 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْخَيْر البقاعي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي النَّاسِخ. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ يشْتَغل بِالْعلمِ ويصحب الْحَنَابِلَة ويميل إِلَى معتقدهم مَعَ كَونه شافعيا وَيقْرَأ الحَدِيث للعامة وينصحهم ويعظهم وَيكْتب للنَّاس مَعَ الدّين وَالْخَيْر وَله نظم حسن أَنْشدني مِنْهُ بِدِمَشْق وَكتب بِخَطِّهِ صَحِيح البُخَارِيّ فِي جلد وَاحِد مَعْدُوم النظير من الْحَرِيق إِلَّا الْيَسِير من هوامشه بيع بأزيد من عشْرين مِثْقَالا فر من الكائنة إِلَى طرابلس فَأَقَامَ بهَا إِلَى آخر سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَرجع فَمَاتَ بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة سبع، وَقَالَ فِي مُعْجَمه: شيخ حسن يكْتب الْخطب الْمَنْسُوب وينظم الشّعْر المقبول ويتدين لَقيته بِدِمَشْق فَسمع معي وأنشدني من شعره وَكَانَ شافعيا لكنه على مُعْتَقد الْحَنَابِلَة وَيقْرَأ الحَدِيث للعامة وَيُعلمهُم أُمُور الدّين إرشادا، وَذكره المقريزي فِي عقوده وأرخه فِي الْمحرم سنة سِتّ. 938 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد الْمجد أَبُو الفدا الرَّحبِي القاهري الشَّافِعِي. / فَاضل يجلس بحانوت فِي الدجاجين بِالْقربِ من اليونسية، أجَاز لَهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيره فِي عرضه الْعُمْدَة والمنهاج واستدعاه بعض الطّلبَة لبَعض الْأَوْلَاد. ومولده بالرحبة من عمل الشَّام، طَاف الْبِلَاد وَدخل سيوط مرَّتَيْنِ وأخميم وقوص وَغَيرهَا وَسُئِلَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة عَن مولده فَقَالَ لي الْآن نَحْو الثَّمَانِينَ وَهُوَ مَعَ هَذَا

السن يستحضر الْمِنْهَاج ويحفظه. مَاتَ قريب السّبْعين تَقْرِيبًا. 939 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن يُوسُف الرُّومِي وَيعرف وَالِده بالبهلوان. / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ. 940 - إِسْمَاعِيل بن عمرَان بن عَليّ الصحافي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي أَخُو مُوسَى الْآتِي. / مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل وَتردد لي يَسِيرا فِي تَقْرِير ألفية الحَدِيث مَعَ حفيد القاياتي وَغَيره وتكسب بتعليم الْأَبْنَاء وبالنساخة وَرُبمَا اشْتغل عِنْد المتجددين من المدرسين. وَهُوَ خير من أَخِيه. 941 - إِسْمَاعِيل بن عمر بن إِسْمَاعِيل بن السَّيِّد بِمُهْملَة مَكْسُورَة ثمَّ مثناة تَحْتَانِيَّة واسْمه جَعْفَر بن إِبْرَاهِيم بن حسان الْعِمَاد أَبُو مُحَمَّد الدِّمَشْقِي العاملي الصفار. / ولد سنة سبع عشرَة وَسَبْعمائة وَسمع من الحجار عوالي طراد ومسند الدَّارمِيّ بفوت فِيهِ، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لي من دمشق. وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى، قَالَ فِي الأنباء وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. 942 - إِسْمَاعِيل بن عمر الْعلوِي الْيَمَانِيّ / سمع على شَيخنَا فِي سنة ثَمَانمِائَة بِالْيمن من الْمِائَة العشاريات. 943 - إِسْمَاعِيل بن عمر المغربي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة. / كَانَ فِيمَا قَالَه الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة فَقِيها نبيلا صَالحا ورعا زاهدا كَبِير الْقدر لم أر مثله بِمَكَّة على طَرِيقَته فِي الْخَيْر، وَأَخْبرنِي صاحبنا الإِمَام أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد العرياني التّونسِيّ الْآتِي عَنهُ بحكاية تدل على عظم شَأْنه وملخصها أَن الْخَبَر رأى بِمَكَّة فِي النّوم شخصا سَمَّاهُ مِمَّن توفّي بالاسكندرية فَسَأَلَهُ عَن حَاله فَقَالَ لَهُ إِنَّه مثقف أَي مسجون وَلَا يخلص إِلَّا أَن ضمنه أَو شفع فِيهِ الشَّيْخ إِسْمَاعِيل يَعْنِي صَاحب التَّرْجَمَة فَأَتَاهُ وقص عَلَيْهِ الرُّؤْيَا وَسَأَلَهُ الدُّعَاء لَهُ فَدَعَا لَهُ واستغفر فَرَآهُ بعد فِي الْمَنَام أَيْضا فَسَأَلَهُ عَن حَاله فَأعلمهُ بِأَنَّهُ خلص بشفاعة الشَّيْخ إِسْمَاعِيل أَو بضمانه سكن إِسْمَاعِيل الاسكندرية مُدَّة ثمَّ تحول إِلَى مَكَّة فجاور بهَا من سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة إِلَى أَن مَاتَ إِلَّا أَنه ذهب فِي بعض السنين إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة زَائِرًا وَأقَام بهَا وقتا برباط الْمُوفق غَالِبا. توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشر رَمَضَان سنة عشر بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَشهِدت الصَّلَاة عَلَيْهِ وَدَفنه. وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ جاور بِمَكَّة مُدَّة وَكَانَ خيرا فَاضلا عَارِفًا بالفقه تذكر لَهُ كرامات. 944 - إِسْمَاعِيل بن عِيسَى بن دولات أَو دولت بِدُونِ ألف كَمَا بِخَطِّهِ فِي موضِعين

البلكشهري هَكَذَا ضَبطه بِخَطِّهِ فِي موضِعين بشين مُعْجمَة مَفْتُوحَة أَو مَضْمُومَة وَقد تجْعَل الْهَاء واوا المولد الْحَنَفِيّ نزيل الْحَرَمَيْنِ وَيعرف بالأوغاني بِفَتْح الْهمزَة بِخَطِّهِ ومعجمة، / اُحْدُ الصلحاء المائلين لإيواء الْفُقَرَاء وإطعامهم كَانَ قدم من بِلَاده مَعَ أَبِيه وقطنا بَيت الْمُقَدّس عِنْد الصَّامِت فَمَاتَ أَبوهُ وتسلك هُوَ بِهِ وَعَاد فقطن مَكَّة وتسلك عَلَيْهِ الْفُقَرَاء وَرُبمَا آواهم وَكَانَ على قدم عَظِيم من التِّلَاوَة وَالصِّيَام وإدامة الاعتمار وَجمع بعض الْمُقدمَات فِي الْفِقْه بل اختصر جَامع المسانيد للخوارزمي أبي الْمُؤَيد مُحَمَّد بن مَحْمُود وَسَماهُ اخْتِيَار اعْتِمَاد المسانيد فِي اخْتِصَار أَسمَاء رجال الْأَسَانِيد رَأَيْته بِخَطِّهِ عِنْد صَاحبه عبد الْمُعْطِي المغربي وَقَالَ أَنه اخْتَصَرَهُ أَيْضا الْجمال بن مَحْمُود بن أبي الْعَبَّاس القونوي وَأَبُو الْبَقَاء بن الضياء وَأبْدى فِي كل مِنْهُمَا عِلّة وَفِي كِتَابه أَيْضا علل وَكَذَا أَرَانِي لَهُ عقيدة حَسَنَة وَهُوَ مِمَّن أثنى عَلَيْهِ عِنْدِي كثيرا، وَبِالْجُمْلَةِ فَلهُ طلب وَقد لَقيته بِمَكَّة ثمَّ قدم علينا الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا أَيَّامًا وقصدني للسلام ثمَّ توجه بعد زيارته للشَّافِعِيّ وَغَيره فزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَرجع لمَكَّة فَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة ثمَّ دفن بالمعلاة بجوار أبي الْعَزْم الْقُدسِي قَرِيبا من تربة عبد الْمُعْطِي رَحمَه الله وإيانا. 945 - إِسْمَاعِيل بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو الذَّبِيح النَّاشِرِيّ. / أَخذ عَن جده أبي عبد الله وَعَن عَمه الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن وأخيه الْفَقِيه شهَاب الدّين، وَكَانَ فَاضلا صَالحا ناسكا نَاب عَن ابْن عَمه عبد الْقَادِر بن عبد الله فِي الْأَحْكَام بالحديدة فحمدت سيرته. مَاتَ فَجْأَة من لفح الْبَرْق فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ. 946 - إِسْمَاعِيل بن الْجمال بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مصلح بن إِبْرَاهِيم الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي جده. / مِمَّن يحضر دروس حنبلي مَكَّة وَأكْثر الْحُضُور عِنْدِي. 947 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مبارز الشّرف أَبُو الْمَعْرُوف اليمني الزبيدِيّ الشَّافِعِي وَالِد أبي النجا مُحَمَّد الطّيب الْآتِي. / ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بزبيد وَنَشَأ بهَا فاشتغل بعد حفظ الْقُرْآن بالفقه وأصوله وَالتَّفْسِير والْحَدِيث والتصوف على مفتي بَلَده الْمُوفق عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الفخري وَأخذ رِوَايَة عَن ابْن الْجَزرِي والتقي الفاسي والنفيس الْعلوِي ثمَّ عَن أبي الْفَتْح المراغي فِي آخَرين كالزين البرشكي وَصَحب إِسْمَاعِيل الجبرتي وَعبد الله بن سَلامَة ومنهما وَمن

الفخري والمراغي لبس خرقَة التصوف، وَكَانَ فَقِيها خيرا صوفيا كثير الذّكر والتلاوة وَالْعِبَادَة، عمر ولقيه الْجمال عبد الله بن عبد الْوَهَّاب الكازروني الْمدنِي وَمَات فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء منتصف الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ، وَهُوَ جد الْفَاضِل عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْآتِي لأمه. 948 - إِسْمَاعِيل بن الْعِزّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن القَاضِي أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَاهِيم والمحب أَحْمد الماضيين. / ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَسمع بهَا من الزين المراغي وَابْن الْجَزرِي والتقي الفاسي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَأَبُو الْيُسْر بن الصَّائِغ وَعبد الْقَادِر الأرموي وَابْن طولوبغا وَآخَرُونَ وباشر حسبَة مَكَّة شَرِيكا لِأَخِيهِ، وَدخل الْقَاهِرَة فاشتغل بهَا وَنبهَ وَفضل، وَمَات بهَا بالطاعون فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَدفن بتربة الصلاحية رَحمَه الله. 949 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الصَّمد الشّرف الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ الجبرتي اليمني الزبيدِيّ حفيد الْمَاضِي. / ولد فِي سنة سِتّ عشرَة. مَاتَ فِي ظهر يَوْم الثُّلَاثَاء عشري ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 950 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله النَّاشِرِيّ الْآتِي أَبوهُ. / كَانَ فَاضلا ذَا خطّ جيد وَصَوت حسن مديما التِّلَاوَة. ذكره الْعَفِيف فِي أَبِيه. 951 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْأمين بن عَليّ بن الْأمين بن عبد الْملك بن الْأمين بن هَارُون بن يحيى بن فضل الْأمين الْمليكِي اليمني الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالأمين. / سمع على شَيخنَا فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمنى المتباينات وَتَخْرِيج أربعي النَّوَوِيّ وَغَيرهمَا من تصانيفه وَكَذَا سمع على ابْن الْجَزرِي بل أجَاز لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين جمَاعَة وَحصل وَكتب بِخَطِّهِ مجاميع مفيدة. إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْمُقْرِئ. / مضى فِي ابْن أبي بكر بن عبد الله. 952 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن حسن بن طريف الْعِمَاد أَبُو الفدا الزبداني الأَصْل الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع من مُحَمَّد بن حسن بن عمار الشَّافِعِي قِطْعَة من آخر الثَّانِي من مِائَتي المخلصياتي انتقاء ابْن أبي الفوارس وَحدث بهَا سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ صَالحا معمرا يحْتَمل سنة أحسن من هَذَا وَهُوَ أحد المقرئين بمدرسة الشَّيْخ أبي عمر. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَثَلَاثِينَ بسفح قاسيون وَدفن بِهِ رَحمَه الله. 953 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الجبرتي الْحَنَفِيّ. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ

النَّبَوِيَّة وَله فضل ولديه أدب وَفِيه خير. 954 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن صَلَاح بن إِمَام الصرغتمشية. / مَاتَ سنة أَربع وَسِتِّينَ، وَإِسْمَاعِيل زِيَادَة فالمجد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن صَلَاح مَاتَ حِينَئِذٍ. 955 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّيْخ سعد الدّين بن الزين الْعِرَاقِيّ. / كتب بِبَعْض الاستدعاءات بعد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، وَقَالَ شَيخنَا الزين رضوَان أَن من شُيُوخه فِي التَّلْقِين النُّور عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ وَمُحَمّد سِيرِين وصفي الدّين عبد الْمُؤمن فتلقن الصفي من الْعِزّ طَاهِر السرائي وَهُوَ من أَبِيه مَحْمُود الشكيني بِوَاسِطَة أَخِيه وَأَبوهُ من الشهَاب السهروردي والنور تلقن من أبي بكر الْموصِلِي وَهُوَ من عبد الرَّحْمَن الْخُرَاسَانِي جد النُّور. إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن مِيكَائِيل. / يَأْتِي فِيمَن جده مِيكَائِيل قَرِيبا. إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أبي يزِيد بن الشَّيْخ جمال الدّين التوريزي الأَصْل الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شَارِح الألفية النحوية. / سَيَأْتِي فِي ابْن أبي يزِيد. 956 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد شرف الدّين الشرجي الْيَمَانِيّ الحندج بِضَم الْحَاء وَالدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ بَينهمَا نون سَاكِنة وَآخره جِيم. / نَشأ فِي تصوف وعفاف وَصَحب الشّرف إِسْمَاعِيل بن أبي بكر الجبرتي وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة وَنظر فِي بعض كتب الْقَوْم وتهذب وتأدب واشتهر بِالْإِطْعَامِ والمكارم مَعَ التقلل وبالسعي فِي الْحَوَائِج والشفاعات بِحَيْثُ انْتَشَر ذكره وَصَارَ ذَا وجاهة وَوَقع فِي الْقُلُوب مَعَ أخلاقه الرضية وَنَفسه الزكية ونسكه. مَاتَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ. تَرْجمهُ لي بعض الثِّقَات مِمَّن أَخذ عني. وَقد مضى إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن أبي بكر بن عبد الله بن أَحْمد وَأَنه يعرف أَيْضا بالحندج. 957 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد البيجوري الْأَزْهَرِي. / مِمَّن كتب بعض تصانيفي وَأخذ عني. 958 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي ثمَّ الْمَكِّيّ الصُّوفِي. / صحب بالقدس الشَّيْخ مُحَمَّد القرمي سِنِين وَكَذَا صحب غَيره، وَقدم مَكَّة فِي موسم سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَأَقَامَ بهَا ثمَّ توجه بعد الْحَج من السّنة الَّتِي تَلِيهَا إِلَى الْمَدِينَة فجاور بهَا ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة وَتوجه مِنْهَا إِلَى الْيمن فِي أول سنة تسع ثمَّ قدم فِي أثْنَاء الَّتِي تَلِيهَا وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم السبت منتصف ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السِّتين أَو جازها ظنا، وَكَانَ يسكن فِي مَكَّة بمعبد الْجُنَيْد وَعمر فِيهِ أَمَاكِن وتأهل بِمَكَّة بابنة الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي النَّحْوِيّ ورزق مِنْهَا ابْنه وَله نظم كتب مِنْهُ بَعضهم: (خذوني مني وأفردوني وغيبوا ... وجودي عني فِي صفاتكم الْحسنى) (فنائي بقائي فِيكُم ولديكم ... حَياتِي مماتي واللقا عيشي الأهنى)

فِي أَبْيَات، ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَاسم جده مِيكَائِيل. إِسْمَاعِيل بن مَرْوَان، / فِي ابْن إِبْرَاهِيم بن مَرْوَان. 959 - إِسْمَاعِيل من نابت بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد مجد الدّين الزمزمي الْآتِي أَبوهُ الْمَاضِي جده. / قَرَأَ الْمِنْهَاج والألفية وَعرض وَحضر عِنْد القَاضِي محيي الدّين الْمَالِكِي فِي الْعَرَبيَّة واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَرَأَ البُخَارِيّ وَسمع عَليّ يَسِيرا، وَهُوَ أحد المباشرين للأذان وسقاية الْعَبَّاس. مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَتِسْعين بِمَكَّة. 960 - إِسْمَاعِيل بن نَاصِر بن خَليفَة عماد الدّين الباعوني اخو الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي. / كَانَ شيخ الناصرية من عمل صفد على طَريقَة الْفُقَرَاء، لَهُ وجاهة وثروة وتجارة. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع عَن سبعين سنة. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. 961 - إِسْمَاعِيل بن محيي الدّين يحيى بن أَحْمد بن يحيى الرسولي الْمَكِّيّ سبط ابْن الضياء الْحَنَفِيّ وأخو عمر الْآتِي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَدخل الْقَاهِرَة واقتات هُوَ وَأَخُوهُ بانتزاع الْمدَارِس الرسولية بِمَكَّة وتصديرها كالملك وَلزِمَ من ذَلِك انْقِطَاع أوقافها وتعديا لأوقاف البغداني وَكتبه وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. 962 - إِسْمَاعِيل بن يحيى بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد الْأَشْرَف بن الظَّاهِر بِحَسب آخرا بَعْضهَا الْأَشْرَف بن الْأَفْضَل الغساني الْيَمَانِيّ / الْمَاضِي جده قَرِيبا مُلُوك الْيمن. اسْتَقر بعد أَبِيه وَكَانَت فِيهِ حِدة مفرطة فعامل الْعَسْكَر بالحدة والغلظة فَكَانَ لَا يَخْلُو يَوْمًا من قتل وعقوبة ومصادرة وَتوجه إِلَى بعض الْعَرَب المفسدين فَهزمَ غير مرّة وكحل أَخَاهُ وشقيقه أَحْمد خوفًا مِنْهُ على الْملك وأخاه حسن فِي آخَرين جُمْلَتهمْ من أقربائه أحد عشر نفسا بل قتل عمته شَقِيقَة أَبِيه وَامْرَأَة أُخْرَى بِيَدِهِ لاتهامه بمصاحبتها وَقطع يَد امْرَأَة أُخْرَى تضرب بالرمل كل ذَلِك لتخوفه وتخيله أَنهم يسعون عَلَيْهِ فِي الْملك ويفسدون النَّاس عَلَيْهِ، وَكَانَت أَيَّامه عَجِيبَة وأحواله غَرِيبَة وَلم يتهن بالسلطنة، وَمَات بِمَدِينَة تعز فِي ثامن شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين وَدفن عِنْد أَبِيه بمدرسته الظَّاهِرِيَّة وَاسْتقر بعده المظفر يُوسُف بن عمر بن الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس. 963 - إِسْمَاعِيل بن يحيى بن عَليّ بن يحيى مجد الدّين بن شرف الدّين الْمُهَاجِرِي الْكرْدِي السنهوتي بِمُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ نون سَاكِنة بعْدهَا هَاء مَضْمُومَة وَآخره تَاء مثناة الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ الشطرنجي أَخُو أحد نواب الْحَنَفِيَّة الشَّمْس مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن يحيى. / ولد فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثمانمامئة أَو أَوَائِل الَّتِي قبلهَا بِالْقَاهِرَةِ

وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَيَقُول العَبْد والكنز والمنظومة النسفية والمنار وألفية النَّحْو وَعرض على عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الْهمام وَابْن قديد وَغَيرهم وَحضر دروس بَعضهم وَغَيرهم وَتخرج فِي الشطرنج بالوزة وَابْن سونج والجعيدي بل فاقهم وَصَارَ على العوال وتدرب فِي غَيره بغيرهم مَعَ توليده أَشْيَاء مستحسنة. وتميز وفَاق فِي كَثْرَة الْمَحْفُوظ نظما ونثرا بل رُبمَا نظم مَعَ مُشَاركَة لَطِيفَة فِي الْفَضَائِل وعقل وَسُكُون وَقد أَخذ عني مصنفي فِي الشطرنج وَتردد لي غير مرّة وكتبت من نظمه وَسمع على جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين كالزين الفاقوسي وناصر الدّين الزفتاوي، وَحج وجاور بالحرمين وَسمع بِالْمَدِينَةِ من أبي الْفرج المراغي وَطَاف الْبِلَاد واشتهر بَين النَّاس سِيمَا ذَوي المناصب وتنزل فِي الْجِهَات ثمَّ رغب عَنْهَا وَرَأَيْت مِنْهُ أمرا بديعا غَرِيبا وَهُوَ أَنه إِذا ذكر لَهُ كَلَام يسابق لبَيَان عدد حُرُوفه عِنْد تَمَامه فَلَا يحزم وَأمره فِي ذَلِك وَرَاء الْعقل حَتَّى فِي الْكَلَام الْكثير وَمِمَّا أنشدنيه نظمه فِي غصون: (إِن قلبِي هام وجدا ... وولوعا بحماك) (فَلِذَا ذبت غراما ... واشتياقا للقاك) (يَا غصونا فِي رياض ... من زهور وأراك) (أَنْت قد أضنيت قلبِي ... فشفائي فِي شفاك) فِي أَبْيَات. مَاتَ بغزة فِي مرستانها سنة ثَلَاث وَتِسْعين أَو الَّتِي قبلهَا. إِسْمَاعِيل بن يحيى مجد الدّين بن علم الدّين بن البقري أَخُو الشّرف عبد الباسط / ذكر فِي الألقاب. 964 - إِسْمَاعِيل بن أبي يزِيد مَنْسُوب لجده فَهُوَ ابْن مُحَمَّد بن أبي يزِيد بن الشَّيْخ جمال الدّين التوريزي الأَصْل الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن بنت غنا. / فَاضل سَاكن دين لَازم الْفَخر أَبَا بكر بن ظهيرة وَكَانَ هُوَ الْقَارئ عَلَيْهِ فِي دروسه غَالِبا ثمَّ قَرَأَ على ابْن أَخِيه الْجمال أبي السُّعُود بل على أَبِيه من قبله بالأشرفية المكية وَغَيرهَا، كل ذَلِك مَعَ فضيلته سِيمَا فِي الْعَرَبيَّة بِحَيْثُ كتب على الألفية شرحا قرضته أَنا وغيري، ودرس الطّلبَة فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَتردد إِلَيّ بِمَكَّة يَسِيرا، وَأخذ عني بعض الشَّيْء مَعَ سُكُون وَخير وتقلل وَمن شُيُوخه فِي الْفِقْه ابْن عطيف وَالشَّمْس الْجَوْجَرِيّ حِين كَانَا بِمَكَّة وَكَانَ ثَانِيهمَا يعظمه وَفِي النَّحْو عبد الْقَادِر، وَنعم الرجل علما وتواضعا ولين جَانب بورك فِيهِ وَفِي بنيه. 965 - إِسْمَاعِيل بن يَعْقُوب بن المتَوَكل على الله أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد العباسي الْهَاشِمِي أَخُو المتَوَكل على الله الْعزي عبد الْعَزِيز وَمُحَمّد الآتيين / للْأَب وبيرم مِمَّن دخل فِي بني أخوة المعتضد من استدعاء ابْن فَهد. وَهُوَ حَيّ فِي سنة خمس وَتِسْعين.

966 - إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن عمر بن عبد الْعَزِيز البنداري الهواري / أَمِير هوارة الْقبلية من بِلَاد الصَّعِيد وأخو عِيسَى الْآتِي. كَانَ مَذْكُورا بِالْخَيرِ وَحسن السّير لَكِن لم يكن السُّلْطَان يمِيل إِلَيْهِ وعزله وقتا بِيُوسُف بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مَازِن بل سجنه بالكرك وَغَيرهَا فَلم تُطِع هوارة ابْن مَازِن وَجَرت مفاسد ثمَّ هرب ابْن مَازِن وأعيد هَذَا بعد أَن كَادَت الْبِلَاد تختل وَذَلِكَ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمَات فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بِالْقَاهِرَةِ. 967 - إِسْمَاعِيل بن يُوسُف السَّمرقَنْدِي الْحَنَفِيّ / مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا مرافقا لعَلي بن إِسْلَام الْآتِي. 968 - إِسْمَاعِيل بن العجمي / أَمِير الإسماعيلية بقلعة الْكَهْف مدينتها أحد حصون الإسماعيلية المنيعة. قدم عَلَيْهِ عَسْكَر من طرابلس فهدموا القلعة وأنعم عَلَيْهِ بأمرة فِي طرابلس وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. 969 - إِسْمَاعِيل الْعِمَاد السرميني / نَائِب كَاتب السِّرّ بِدِمَشْق ومنشئها وشاعرها. نظم ونثر وَكَانَ من أَفْرَاد الدَّهْر. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ كهلا. 970 - إِسْمَاعِيل الْمجد / خطيب جَامع المقسي وَأحد قراء الصّفة بالبيبرسية. كَانَ خيرا حسن التِّلَاوَة يتكسب من الشَّهَادَة بحانوت الدكة. مَاتَ فِي أول ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَخمسين. 971 - إِسْمَاعِيل البهلول. / رجل صَالح. مَاتَ فِي رَجَب سنة سبع وَسِتِّينَ وأرخه الْمُنِير. إِسْمَاعِيل التبريزي. / فِي الرُّومِي قَرِيبا. إِسْمَاعِيل الجياني. / مضى فِي ابْن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ. 972 - إِسْمَاعِيل الرُّومِي الشَّافِعِي الصُّوفِي الطَّبِيب نزيل البيبرسية وَيعرف بكردنكس / لكَونه كَانَ أَعْوَج الرَّقَبَة. ذكره لي بعض الْفُضَلَاء مِمَّن أَخذ عَنهُ وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَأَنه كَانَ ماهرا بالطب والقراءات وَغير ذَلِك صوفيا عفيفا وَأما شَيخنَا فَإِنَّهُ قَالَ فِي أنبائه أَنه كَانَ يقرئ الْعَرَبيَّة والتصوف وَالْحكمَة وامتحن بمقالة ابْن الْعَرَبِيّ وَنهى مرَارًا عَن إقرائها وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة وَلَا العلاج وَكَانَ من صوفية البيبرسية. مَاتَ فِي تَاسِع شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ انْتهى. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشّرف بن الخشاب وَنسبه تبريزيا وَأذن لَهُ فِي إقراء الطِّبّ وَكَانَ المظفر الأمشاطي يصحح عَلَيْهِ بعض محافيظه. 973 - إِسْمَاعِيل الرُّومِي نزيل رِبَاط ربيع بِمَكَّة. / مَاتَ بهَا فِي سلخ الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين. 974 - إِسْمَاعِيل المغربي / نَائِب الحكم بِدِمَشْق. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة. 975 - إِسْمَاعِيل المهانمي. / مَاتَ فَجْأَة فِي صفر سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة. 976 - إِسْمَاعِيل الْمُقْرِئ المجود / إِمَام مدرسة الخواجا إِبْرَاهِيم بصالحية دمشق. مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع وَخمسين. أرخه اللبودي.

977 - إِسْمَاعِيل أَخُو إِسْحَاق. / شيخ أعجمي فَاضل مبارك خواجا. مَاتَ بِمَكَّة فِي أَوَائِل رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. 978 - إِسْمَاعِيل أحد أَئِمَّة الْقصر. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَانِينَ بالمقشرة وَكَانَ أودعها من أَيَّام لكَونه نسب إِلَيْهِ التَّعَرُّض لسرقة جواري النَّاس وبيعهن فِي قرى الأرياف وَغَيرهَا بعد ضرب الْوَالِي ثمَّ السُّلْطَان لَهُ. 979 - اسنباي التركماني. / فِي حوادث سنة عشر وَثَمَانمِائَة. 980 - اسنباي الظَّاهِرِيّ برقوق الزردكاش. / أسره تمرلنك واختص بِهِ بِحَيْثُ عمله زردكاشا عِنْده وَلزِمَ خدمته حَتَّى مَاتَ فَقدم الْقَاهِرَة وَاسْتقر بِهِ الْمُؤَيد زردكاشا كَبِيرا ثمَّ عزل فِي أَيَّام الظَّاهِر ططر وَأقَام أَمِير عشرَة ثمَّ نَقله الْأَشْرَف إِلَى نِيَابَة دمياط ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة أَيَّام الظَّاهِر جقمق على أَمرته وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين عَن نَحْو تسعين سنة وَهُوَ ممتع بحواسه وبلغنا عَن المقريزي أَنه قَالَ أَنه لم ير من يحفظ الْحَوَادِث والوقائع برمتها يَعْنِي من أَبنَاء جنسه مثله. 981 - اسنباي الظَّاهِر جقمق وَيعرف بالجمالي وبالساقي. / رقاه أستاذه إِلَى إمرة عشرَة ثمَّ عمله ابْنه دوادارا ثَانِيًا فَلَمَّا نكب فر هَذَا واختفى أَيَّامًا ثمَّ أمسك ورسم بتوجهه للقدس بطالا فاستمر حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتِّينَ. 982 - اسنباي أميراخور. / فِي حوادث سنة عشر وَثَمَانمِائَة، وَينظر إِن كن غير اسنباي التركماني الْمَاضِي قَرِيبا. 983 - اسنبغا النَّاجِي الْحَاجِب. / مَاتَ فِي الْعشْر الأول من جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث بالأشمونين وَكَانَ توجه لعمارة الجسور السُّلْطَانِيَّة فأحضروه فِي مركب إِلَى الْقَاهِرَة فَدفن بهَا. قَالَه الْعَيْنِيّ. 984 - اسنبغا الناصري مُحَمَّد بن رَجَب ثمَّ الطياري سودون وَهُوَ الْأَكْثَر فِي شهرته. / اتَّصل بعد سودون بِخِدْمَة النَّاصِر فرج وَصَارَ من الدوادارية الصُّغْرَى ثمَّ صَار فِي أَيَّام الْأَشْرَف أَمِير عشة ثمَّ مقدم البريدية ثمَّ توجه إِلَى جدة شادا وَحسنت سيرته بِالنِّسْبَةِ لغيره وَمَعَ ذَلِك فصودر وَنفي إِلَى طرابلس ثمَّ أنعم عَلَيْهِ فها بأمرة طبلخاناة وَآل أمره إِلَى أَن عمل حاجبا ثَانِيًا بِالْقَاهِرَةِ وأمير طبلخاناه ثمَّ عمله الْعَزِيز دوادارا ثَانِيًا ثمَّ قدمه الظَّاهِر جقمق ثمَّ عمله رَأس نوبَة النوب وَمَات وهم فِي حِصَار المنصورة ضحوة بهار الْجُمُعَة خَامِس ربيع الأول سنة سبع وَخمسين وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَكَانَ مَذْكُورا بِالْعقلِ وَالْكَرم والتواضع وَالْأَدب والشجاعة مَعَ مُشَاركَة فِي الْفِقْه والتاريخ وَأَيَّام النَّاس مذاكرة لَطِيفَة.

985 - اسنبغا الزردكاش. / كَانَ أَصله من أَوْلَاد حلب فَبَاعَ نَفسه تسمى اسنبغا وتوصل إِلَى أَن خدم النَّاصِر فحظي عِنْده وَارْتَفَعت مَنْزِلَته حَتَّى زوجه أُخْته واستنابه لما خرج إِلَى السفرة الَّتِي قتل فِيهَا فَجرى مِنْهُ مَا شرح فِي الْحَوَادِث إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ وَحبس بالاسكندرية فَقتل بهَا فِي سنة ثَمَان عشرَة، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ قَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ ظَالِما غاشما لم يشْتَهر عَنهُ إِلَّا الشرور الَّتِي فِي تَارِيخه وَلم يشْتَهر لَهُ مَعْرُوف. 986 - اسنبغا العلائي دوادار الظَّاهِر برقوق. / مَاتَ فِي سادس عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث. أرخه المقريزي وَينظر اسنبغا النَّاجِي. 987 - اسندمر الجقمقي أرغون شاوي الرُّومِي / عمل فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق أَمِير خَمْسَة ثمَّ عشرَة ثمَّ نَدبه الْأَشْرَف لمَكَّة باشا على مماليكها فَتوجه إِلَيْهَا فِي موسم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ فَلم يلبث أَن مرض بالبطن فَرجع فِي موسم سنة ثَلَاث فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ أشهرا وَمَات فِي تَاسِع جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ وَقد زَاد على السِّتين وَقيل إِنَّه كَانَ مُسْرِفًا على نَفسه. 988 - اسندمر النوري الظَّاهِرِيّ برقوق. / تَأمر عشرَة فِي أَيَّام النَّاصِر فرج ثمَّ طبلخاناه فِي أَيَّام الْمُؤَيد ثمَّ تقدم بعده وَولي نِيَابَة الاسكندرية فِي أَيَّام الْأَشْرَف ثمَّ حَبسه بدمياط مُدَّة ثمَّ وَجهه إِلَى دمشق على تقدمة بهَا واستقدمه الظَّاهِر وَعمل لَهُ على ديوَان الْمُفْرد فِي كل شهر خَمْسَة آلَاف وَكَانَ أمله مِنْهُ فَوق هَذَا. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَهُوَ فِي حُدُود السّبْعين وَذكر بالإسراف على نَفسه حَتَّى بعد كبره مَعَ سَلامَة الْبَاطِن وَكَثْرَة التغفل. 989 - أشرف بن حسن بن مُحَمَّد بن حسن معِين الدّين بن قَاضِي كازرون الْفَخر بن الشّرف بن الْبَهَاء الحسني الموسوي الكازروني الشَّافِعِي سبط سعيد الدّين مُحَمَّد الكازروني. / ولد فِي ثَانِي ربيع الثَّانِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة واعتنى بِهِ جده لأمه فاستجاز لَهُ ابْن الخباز الْمَيْدُومِيُّ والتقي السُّبْكِيّ وَالشَّمْس مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الملقن وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الْحسن بن عبد الله بن الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْوَلِيّ بن جبارَة وَتَمام مائَة وَخمسين نفسا وَأخذ عَن جده الْمشَار إِلَيْهِ وَإِمَام الدّين البردي وَأبي الْفتُوح الطاوسي وَالْمجد إِسْمَاعِيل الفالي والصدر البزغشي والنور الأيجي وَسعد الدّين الْمصْرِيّ وَطَائِفَة، أَخذ عَنهُ الطاوسي وَقَالَ إِنَّه كَانَ مفتي الشَّافِعِيَّة بِفَارِس. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين. 990 - أَصْبَهَان شاه بن قرا يُوسُف. / لَهُ ذكر فِي حُسَيْن بن عَلَاء الدولة. 991 - أصلان بن سُلَيْمَان بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن دلغادر الْأَمِير سيف الدّين /

ملك أصلان نَائِب الأتليسيين وَأحد من عدى فِي الْمُلُوك وَصَارَت لَهُ ضخامة ورياسة ومالية. مَاتَ قَتِيلا بيد فداوي لَا يعلم من هُوَ وَقت صَلَاة الْجُمُعَة من ربيع الأول سنة سبعين، وَقتل الفداوي من وقته وأحضر سَيْفه إِلَى الْقَاهِرَة فقرر عوضه أَخُوهُ شاه بضع. 992 - أعظم شاه بن اسكندر شاه بن شمس الدّين غياث الدّين أَبُو المظفر السجسْتانِي الأَصْل / صَاحب منجالة من بِلَاد الْهِنْد. كَانَ حنفيا ذَا حَظّ من الْعلم وَالْخَيْر محبا فِي الْفُقَهَاء وَالصَّالِحِينَ شجاعا كَرِيمًا جوادا ابتنى بِمَكَّة عِنْد بَاب أم هَانِئ مدرسة صرف عَلَيْهَا وعَلى أوقافها اثْنَي عشر ألف مِثْقَال مصرية وَقرر بهَا دروسا للمذاهب الْأَرْبَعَة وانتهت ودرس فِيهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع عشرَة. وَكَذَا عمل بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة مدرسة بمَكَان يُقَال لَهُ الْحصن الْعَتِيق عِنْد بَاب السَّلَام، هَذَا مَعَ بَعثه غير مرّة لأهل الْحَرَمَيْنِ بصدقات طائلة. مَاتَ فِي سنة أَربع عشرَة أَو الَّتِي تَلِيهَا. تَرْجمهُ الفاسي فِي مَكَّة مطولا وَكَذَا المقريزي فِي عقوده وَقد أَخذ الْمدرسَة المكية صَاحب الْحجاز ابْن بَرَكَات وبناها لنَفسِهِ وَكَذَا أَخذ الَّتِي بِالْمَدِينَةِ صَاحب مصر. 993 - أقباي بن عبد الله بن حُسَيْن شاه الطرنطاي الظَّاهِرِيّ برقوق. / صَاحب الْحَاصِل وَالرّبع بالبندقانين وَغَيرهمَا ترقى فِي أَيَّام النَّاصِر فرج للتقدمة ثمَّ للحجوبية الْكُبْرَى ثمَّ لإمرة سلَاح ثمَّ لرأس نوبَة الْأُمَرَاء وَمَات عَلَيْهَا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَنزل النَّاصِر من الْغَد لداره ثمَّ تقدم رَاكِبًا إِلَى مصلى المؤمني فصلى عَلَيْهِ وَشهد دَفنه بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا خَارج بَاب البرقية فِي الرَّوْضَة، وَيُقَال إِن الَّذِي تَركه من النَّقْد أَرْبَعِينَ ألف دِينَار مصرية واثني عشر ألف دِينَار مشخصة خَارِجا عَن غَيره. فَأخذ السُّلْطَان الْجَمِيع، وَكَانَ بَخِيلًا شَرها مَعَ ديانَة وَخير، وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه خلف شَيْئا كثيرا جدا فاحتاط السُّلْطَان عَلَيْهِ قَالَ وَلم يكن مَحْمُودًا فِي سيرته وَلَا فِي طَرِيقَته وَلَا اشْتهر بِمَعْرُوف. 994 - أقباي الأشرفي قايتباي وَلَيْسَ من مشترواته الطَّوِيل، / كَانَ كاشف الشرقية ثمَّ ولاه نِيَابَة غَزَّة بعد سيباي الظَّاهِرِيّ حِين انْتقل لحجوبية الشَّام ثمَّ الرملة مُضَافا إِلَيْهَا وَكثر الْأَمْن بالطرقات فِي أَيَّامه لشدَّة بأسه وَعرض لَهُ فِي بدنه بَيَاض. أقباي الأقنص. / يَأْتِي قَرِيبا. أقباي الدوادار. / هُوَ المؤيدي يَأْتِي قَرِيبا. أقباي طاز. / يَأْتِي قَرِيبا. أقباي الطرنطاي. / مضى قَرِيبا. أقباي الطَّوِيل الأشرفي قايتباي. / ذكر قَرِيبا وَالظَّاهِر خشقدم. يَأْتِي قَرِيبا.

995 - أقباي الظَّاهِرِيّ خشقدم وَيعرف بالأقنص، / وسط فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين بالرملة لقَتله ملوكا للزيني الاستادار وَمَا قبل السُّلْطَان مِنْهُ وَمن رفقته دفع ألف دِينَار لمستحقي الدِّيَة لِكَثْرَة شَره وضرر الْمُسلمين من جِهَته. 996 - أقباي الظَّاهِرِيّ خشقدم وَيُقَال لَهُ الطَّوِيل، / اسْتمرّ خاملا إِلَى أَن أمره الْأَشْرَف قايتباي عشرَة لأعلام الأتابك عَنهُ أَنه أبان وَقت المعركة فِي كائنة ابْن حرسك عَن شجاعة وَاسْتمرّ حَتَّى كَانَ من المجردين سنة خمس وَتِسْعين. 997 - أقباي الكركي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بطاز الخازندار / تقدم للناصر فرج ثمَّ سجن بالاسكندرية ثمَّ أُعِيد إِلَى تقدمته وَلم يلبث أَن مَاتَ بعد مرض طَوِيل فِي لَيْلَة السبت رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَدفن من الْغَد بحوش الظَّاهِر ظَاهر بَاب النَّصْر. ذكره الْعَيْنِيّ وَغَيره. 998 - أقباي المؤيدي / ولاه أستاذه الدوادارية الْكُبْرَى بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ نِيَابَة السُّلْطَان بحلب فِي سنة ثَمَانِي عشرَة ثمَّ خرج مِنْهَا بعد يسير مختفيا على الهجن بِحَيْثُ وصل الْقَاهِرَة فِي اثْنَي عشر يَوْمًا لكَونه بلغه أَنه تكلم فِي حَقه عِنْد السُّلْطَان فاكرمه وولاه نِيَابَة دمشق فَتوجه إِلَيْهَا فِي أَوَائِل سنة عشْرين ثمَّ لما دخل الْمُؤَيد الْبِلَاد الشامية اعتقله بقلعتها وَقدر أَنه هرب فَأمْسك ثمَّ قتل بالقلعة فِي أواخرها، وَكَانَ أَمِيرا كَبِيرا مهيبا جبارا ذَا حُرْمَة وَله وقف على زَاوِيَة جلبان. ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه قدمه الْمُؤَيد إِلَى الدوادارية الْكُبْرَى ثمَّ نِيَابَة حلب، وأحال على الْحَوَادِث. 999 - أقباي اليشبكي يشبك الشَّعْبَانِي الجاموس / نَاب بالاسكندرية فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم السبت حادي عشري ذِي الْقعدَة وَقيل فِي آخر شَوَّال سنة أَرْبَعِينَ، وَخلف شَيْئا جزيلا، وَاسْتقر بعده فِي النِّيَابَة الزين عبد الرَّحْمَن بن الكويز وَكَانَ غَايَة فِي الطمع والتعصب لمن يرشيه، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه إِنَّه اسْتَقر بعد أستاذه دويدارا صَغِيرا وَولي نِيَابَة الاسكندرية فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ متواضعا بشوشا كثير الْحِرْص على التَّحْصِيل وَلم يحمد فِي ولَايَته الْمَذْكُورَة قلت وَهُوَ أول أَزوَاج زَيْنَب ابْنة الناصري مُحَمَّد بن قلمطاي. 1000 - أقبردي الأشرفي / برسباي أَمِير أخور ثَالِث فِي أَيَّام أستاذه ثمَّ أخرجه الظَّاهِر إِلَى طرابلس أَمِيرا بهَا فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ قبل الْخمسين. 1001 - أقبردي الأشرفي إينال استادار الأغوار وخازندار السُّلْطَان / المتوجه لاستخلاص الْأَمْوَال، قتل فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين فِي مَقْتَله.

1002 - أقبردي الأشرفي قايتباي بل هُوَ ابْن عَمه وقريبه. / كَانَ خاصكيا سِنِين ثمَّ ترقى لإمرة عشرَة ثمَّ تقدم دفْعَة بعد جانم ثمَّ اسْتَقر بِهِ فِي الدوادارية الْكُبْرَى عقب موت يشبك من مهْدي وَسكن بَيته الْعَظِيم وَتزَوج ابْنة ابْن خَاص بك أُخْت زَوْجَة أستاذه الَّتِي كَانَت زوجا لجانم الْمشَار إِلَيْهِ وأضيف إِلَيْهِ الْوزر بِمُبَاشَرَة موفق الدّين تَارَة وَابْن الْبَدْر حسن أُخْرَى وقاسم شقيقه لنظر الدولة مَعَه ثمَّ صَار الْمُتَكَلّم فِي ديوانه الشّرف الْمَعْرُوف بِأبي الْمَنْصُور وَولي أمرة السرحة بِالْوَجْهِ القبلي غير مرّة فجلب الْأَمْوَال مِنْهُ وَمن الْجِهَات النابلسية وَغَيرهَا وَكَانَ مَا يفوق الْوَصْف وَبَالغ حَتَّى كَاد أَمِير سلَاح أَن ينقمع مِنْهُ وَغَضب مِنْهُ مماليكه فكاد أَن يكون فتْنَة كَمَا شرح ذَلِك فِي الْحَوَادِث وَيُقَال أَنه أرسل بثلاثمائة دِينَار فرقت بالأزهر وَغَيره، وَحج قبل ترقيه وَصَارَ إِلَيْهِ الْحل والربط وأضيف إِلَيْهِ والزر والاستادارية وَغَيرهَا. 1003 - أقبردي التماسيحي الظَّاهِرِيّ جقمق، / اسْتَقر أَمِير الراكز بِمَكَّة عوض أزدمر وقدمها مَعَ الركب سنة خمس وَتِسْعين فدام وَمَاتَتْ زَوجته فِي أثْنَاء سنة سبع وَتِسْعين وَتزَوج أم الْحسن ابْنة التقي البُلْقِينِيّ ورأيته مغتبطا بهَا، وهوتركي خَالص وَالْبَلَاء من مقدميه وَأَتْبَاعه. 1004 - أقبردي الساقي الظَّاهِرِيّ جقمق. / اشْتَرَاهُ فِي سلطنته ونزله فِي الطباق مَعَ جلبانه البالفانباي الجركسي حَتَّى جعله خاصكيا ثمَّ ساقيا كل ذَلِك فِي أقرب مُدَّة ثمَّ نَدبه لأمر بحلب يتَعَلَّق بالسلطنة فَلَمَّا وَصلهَا بعث إِلَيْهِ خلعة بنيابة قلعتها مَعَ صغر سنه ثمَّ نَقله إِلَى أتابكيتها بعد سودون القرماني، وَقدم الْقَاهِرَة بعد يسير فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب بعد إلباسه خلعة ثمَّ نقل مِنْهَا إِلَى نِيَابَة ملطية، وَمَات بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين وَحمل مِنْهَا إِلَى حلب فَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بهَا وسنه نَحْو الثَّلَاثِينَ وَكَانَ عفيفا عَاقِلا سَاكِنا. 1005 - أقبدي القجماسي قجماس ابْن عَم الظَّاهِر برقوق. / تنقل حَتَّى نَاب بغزة فِي الْأَيَّام الأشرفية بِمَال فباشرها قَلِيلا وَمَات فِي الْعشْر الْأَوْسَط من شَوَّال وَقيل ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بمخيمه الَّذِي كَانَ رام التحفظ فِيهِ من الفناء خَارج غَزَّة وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ، قَالَ المقريزي وأراح الله بِمَوْتِهِ من جوره وطمعه. 1006 - أقبردي المظفري / عمل رَأس نوبَة الجمدارية فِي أَيَّام الْمُؤَيد ثمَّ أَمِير عشرَة فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق ثمَّ صَار من رُؤْس النوب الصغار ثمَّ أرْسلهُ أَمِير الركب لأوّل مرّة ثمَّ وَجهه إِلَى مَكَّة مقدما على المماليك السُّلْطَانِيَّة بهَا بعد سودون المحمدي

وَكَانَ مشكور السِّيرَة، مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع عشري شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين. 1007 - أقبردي منتو لقب بِطَعَام. / كَانَ من أُمَرَاء الدولة المؤيدية ثمَّ نقل إِلَى دمشق أَمِير طبلخاناه وحاجبا ثَانِيًا حَتَّى مَاتَ بعد سنة ثَلَاثِينَ. 1008 - أقبردي المؤيدي المنقار. / أحد المقدمين فِي أَيَّام أستاذه. مَاتَ بِدِمَشْق فِي صفر سنة عشْرين وَلم يكن مشكور السِّيرَة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار. أقبردي / مَذْكُور فِي حوادث سنة عشرَة. 1009 - أقبغا من مامش التركماني الناصري فرج. / أمره أتاذه بِأخرَة وتعطل بعده حَتَّى أمره الْأَشْرَف عشرَة ثمَّ نظر الخانقاه بسرياقوس وولاه إمرة الْحَاج فِي آخر سني سلطنته وَرجع فَأَقَامَ على إمرته إِلَى أَن اسْتَقر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فِي نِيَابَة الكرك عوضا عَن خَلِيل بن شاهين فَلم تطل مدَّته وَقبض عَلَيْهِ لتعاطيه الْخمر وسجن بقلعتها، وَاسْتقر عوضه فِي النِّيَابَة مازي الظَّاهِرِيّ برقوق ثمَّ شفع فِيهِ فَأمر بِإِطْلَاقِهِ وَأَنه إِن لم يتب ينفى إِلَى قبرس فَمَا تمّ المرسوم حَتَّى جَاءَ الْخَبَر بِمَوْتِهِ بمجلسه فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين على الصَّحِيح أَو الَّتِي تَلِيهَا، وَكَانَ كَرِيمًا حسن الْمُلْتَقى وَقَول شَيخنَا أَنه كَانَ أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار فِي دولة الْأَشْرَف موول، وَينظر حوادث ثَلَاث وَأَرْبَعين من أنبائه. 1010 - أقبغا سيف الدّين العديمي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ فَتى الْكَمَال عمر بن العديم. / ولد فِي حُدُود سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع بحلب على ابْن صديق بعض الصَّحِيح وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ دينا خيرا ملازما للخير مَعَ الْعقل والسكون والتقنع بأوقاف وإقطاع من سَيّده. مَاتَ فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ. 1011 - أقبغا الْعَلَاء الهدباني الظَّاهِرِيّ برقوق الأطروش، / ولي لأستاذه بعد رُجُوعه إِلَى اللنكية من الكرك الحجوبية الْكُبْرَى بحلب ثمَّ نِيَابَة صفد ثمَّ طرابلس ثمَّ حلب عوضا عَن ارغون شاه فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَأسسَ بهَا جَامعه وَلم يكمله ثمَّ أمْسكهُ النَّاصِر لكَونه مِمَّن أعَان تنم نَائِب دمشق فَلَمَّا انْكَسَرَ تنم أسر أقبغا فِيمَن أسر ثمَّ أطلقهُ النَّاصِر ثمَّ ولاه نِيَابَة طرابلس سنة أَربع ثمَّ دمشق ثمَّ أُعِيد إِلَى حلب بعد دقماق وَاسْتمرّ على نيابتها أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ وَدفن قبل الصَّلَاة بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا دَاخل جَامعه، وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا قَلِيل الشَّرّ مائلا إِلَى الْخَيْر ذكره ابْن خطيب الناصرية ثمَّ شَيخنَا. 1012 - أقبغا الْعَلَاء التمرازي نَائِب الشَّام، / تقدم فِي الْأَيَّام المظفرية ثمَّ عمله الْأَشْرَف أَمِير مجْلِس ثمَّ نَائِب الاسكندرية مَعَ استمراره على إقطاع التقدمة ثمَّ عَاد إِلَى

الْقَاهِرَة على إمرة مجْلِس ثمَّ اسْتَقر فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة أتابك العساكر ثمَّ نَائِب الشَّام فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْم السبت سادس شعر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين خرج بعد الصُّبْح إِلَى الميدان بِدِمَشْق فلعب الرمْح وَعلم عدَّة من مماليكه ثمَّ الكرة وَغير ذَلِك كُله عدَّة خُيُول فَلَمَّا كَانَ قرب الميدان مَال عَن فرسه فَلحقه مماليكه قبل سُقُوطه إِلَى الأَرْض وتكاثروا عَلَيْهِ ثمَّ حملوه إِلَى قاعة بِالْقربِ من الميدان وَهُوَ ميت ثمَّ نقل إِلَى دَار السَّعَادَة فِي محفة على أَنه مَرِيض ثمَّ بعد يسير أشيعت وَفَاته فصلى عَلَيْهِ وَدفن بتربة تنم الحسني نَائِب دمشق وَقد زَاد على السِّتين وَكثر الأسف عَلَيْهِ فقد كَانَ دينا متهجدا متعبدا كثير الصَّدقَات والمحبة فِي الصلحاء وَالْعُلَمَاء مَعَ الِانْفِرَاد بفنون الفروسية بِحَيْثُ تخرج بِهِ جمَاعَة رَحمَه الله. وَهُوَ مَذْكُور فِي حوادث شَيخنَا وتمراز مَوْلَاهُ من مماليك الظَّاهِر برقوق. أقبغا عَلَاء الدّين التركي، / فِي أقبغا الطولوني. أقبغا عَلَاء الدّين الرُّومِي / فِي أقبغا الجمالي قَرِيبا. أقبغا عَلَاء الدّين الظَّاهِرِيّ / فِي أقبغا شَيْطَان. أقبغا التركماني / مضى فِي أقبغا من مامش قَرِيبا. أقبغا التمرازي / سبق قَرِيبا. 1013 - أقبغا الجمالي كمشبغا عَلَاء الدّين الرُّومِي / أحد أُمَرَاء الطبلخاناه بِالْقَاهِرَةِ عمل كشف الْوَجْه القبلي وَغَيره بل ولي الاستادارية بالسعي بِالْمَالِ فَلم ينْتج أمره وَسَاءَتْ سيرته فعزل وَضرب بالمقارع ثمَّ وَليهَا ظنا مرّة أُخْرَى وعزل أقبح من الأول ثمَّ أنعم عَلَيْهِ الْأَشْرَف وَهُوَ مَعَه فِي آمد بأمرة عشرَة ثمَّ عَاد فَعمل كشف الْوَجْه البحري وَتوجه إِلَى دمنهور فَلم تطل أَيَّامه وَقتل فِي معركة مَعَ العربان فِي ربيع الآخر سنة سبع وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ كريها مبغضا أهوج، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: إِنَّه ولي الاستادارية الْكُبْرَى غير مرّة وَفِي الآخر ولاه السُّلْطَان كشف الْبحيرَة فَتوجه إى ل هُنَاكَ فَأَغَارَ على بعض الْعَرَب فتجمعوا عَلَيْهِ وقتلوه وَخرج الْوَزير الاستادار كريم الدّين بن كَاتب المناخات بعسكر فَجمع الْعَرَب وأمنهم وأحضرهم إِلَى السُّلْطَان وَذهب دَمه هدرا، وَكَانَ أهوج مقداما غشوما، وأرخ الْعَيْنِيّ قَتله بِالْقربِ من مريوط من حوالي الاسكندرية فِي الْعشْر الْأَخير من جُمَادَى الأولى. 1014 - أقبغا الجندي الْفَقِيه الدوادار الصَّغِير للناصر. / مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَانِي عشري جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَدفن من الغدو وَخلف مَوْجُودا كثيرا فَمن الذَّهَب الْعين فِيمَا قيل اثْنَا عشر ألف دِينَار فَأَخذه النَّاصِر وَلم يكن مشكورا فِي وظيفته بل اشْتهر بالرشا والبرطيل وَأخذ الْأَمْوَال وارتكاب الْمُحرمَات. قَالَه الْعَيْنِيّ. أقبغا جيار، / يَأْتِي قَرِيبا. أقبغا دوادار يشبك. / كَذَلِك

1015 - أقبعا شَيْطَان عَلَاء الدّين الظَّاهِرِيّ / ولي حسبَة الْقَاهِرَة وولايتها وَشد الدَّوَاوِين وَجمع بَينهمَا مرّة ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَحبس ثمَّ قتل فِي لَيْلَة الْخَمِيس سادس شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين، وَكَانَ نبيها مَعَ ظلم وعفة عَن الْمُنْكَرَات والفروج، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه إِنَّه كَانَ حسن الْمُبَاشرَة قَلِيل الْفسق. 1016 - أقبغا الطولوني عَلَاء الدّين التركي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف باللكاس وبأقبغا جيار. / كَانَ من خَواص أستاذه الظَّاهِر فأنعم عَلَيْهِ بأمرة عشرَة ثمَّ بطبلخاناه وَجعله رَأس نوبَة ثمَّ قدمه وَجعله أَمِير مجْلِس عوضا عَن بيبرس ابْن أُخْته ثمَّ انحطت مَنْزِلَته عِنْد أستاذه لِوَقْعَة عليباي ورسم لَهُ بنيابة غَزَّة ثمَّ أمسك قبل دُخُوله لَهَا وَحمل إِلَى قلعة الصبيبة فاعتقل بهَا ثمَّ صَار من حزب تنم وولاه غَزَّة ثمَّ جرى عَلَيْهِ مَا ذكر فِي الْحَوَادِث إِلَى أَن قتل مَعَ ايتمش فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَقد ناهز الْأَرْبَعين وَكَانَ يمِيل إِلَى الْعلمَاء والفقراء. 1017 - أقبغا الْفِيل. / من المماليك السُّلْطَانِيَّة الظَّاهِرِيَّة برقوق وَأحد أخوة عليباي الْمَقْتُول وسط مَعَ سَبْعَة من المماليك فِي سَابِع عشر الْمحرم سنة إِحْدَى. 1018 - أقبغا القديدي وَيعرف بدوادار يشبك / كَانَ مقدما عِنْد يشبك ثمَّ اسْتَقر عِنْد النَّاصِر دوادارا صَغِيرا وَأمره عشرَة وَكَانَت لَهُ وجاهة وَمَعْرِفَة ويقتدي بِرَأْيهِ فِي كثير من الْأُمُور. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه ثمَّ نقل قَول الْعَيْنِيّ كَانَ يَدعِي الْحِكْمَة ووفور الْعقل مَعَ مكر وخبث وَعدم اشتهار بِخَير وَحب لجمع المَال وَحصل فِي أَيَّام يشبك مَالا جما ثمَّ لم يزل فِي ازدياد إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشر شَوَّال سنة أَربع عشرَة وَخلف شَيْئا كثيرا تمول مِنْهُ بعده جمَاعَة وَاسْتولى السُّلْطَان على غالبه. أقبغا اللكاش. / فِي الطولوني قَرِيبا. أقبغا الهدباني الظَّاهِرِيّ. / مضى قَرِيبا. 1019 - اق بلاط الدمرداشي دمرداش المحمدي. / ترقى بعد أستاذه فقدمه الْمُؤَيد ثمَّ ولاه نِيَابَة حماة وَغَيرهَا ثمَّ أتابكية ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة ملطية وَمَات بهَا ظنا بعد الثَّلَاثِينَ واشتهر بالشجاعة وَحسن السِّيرَة. 1020 - اق خجا الأحمدي الظَّاهِرِيّ، / مَاتَ وَهُوَ وَالِي كشف الْوَجْه القبلي فِي عشري الْمحرم سنة خمس وَعشْرين، وَلم يكن مشكورا. 1021 - اق سنقر الأشرفي شعْبَان بن حُسَيْن، / أحد الْحجاب فِي الدولة الأشرفية وَكَانَ يُسَمِّيه أغا، مَاتَ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَهُوَ فِي سنّ الشيخوخة. 1022 - اقطوه الموساوي الظَّاهِرِيّ برقوق / كَانَ من مماليكه ثمَّ صَار دوادارا

صَغِيرا فِي أَيَّام الْمُؤَيد ثمَّ أَمِير عشرَة وَولي المهمندارية فِي أَيَّام الْأَشْرَف ثمَّ إمرة طبلخاناه ثمَّ نَفَاهُ مرّة بعد أُخْرَى إِلَى أَن مَاتَ بطالا بِالْقَاهِرَةِ بعد ضعف بباطنه فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَلم يكن مشكور السِّيرَة. 1023 - أقفجا أَمِير عشرَة / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين وَأعْطيت إمرته لأقبغا التركماني. 1024 - ألتش الشَّعْبَانِي / نَائِب القلعة، مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَدفن بتربة بالصحراء جوَار تربة الظَّاهِر برقوق عِنْد قبَّة النَّصْر، ذكره الْعَيْنِيّ. 1025 - الطنبغا سيف الدّين القرمشي الظَّاهِرِيّ برقوق / كَانَ بعد أستاذه مِمَّن انْتَمَى ليشبك ثمَّ كَانَ فِي الَّذين تَنقلُوا فِي الْبِلَاد الشامية فِي الْفِتَن فِي الْأَيَّام الناصرية وَكَانَ فِي الآخر مَعَ شيخ وَهُوَ بِالشَّام قبل سلطنته ثمَّ كَانَ مَعَه حِين نَاب بحلب فولاه حجوبية الْحجاب بهَا فَلَمَّا اسْتَقل ولاه أَمِيرا كَبِيرا ثمَّ أتابك مصر، وَقدم مَعَه حلب فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَلم يلبث أَن جَاءَ الْخَبَر بِمَوْت الْمُؤَيد فاضطرب الْأُمَرَاء هُنَاكَ فَكَانَ النَّصْر لصَاحب التَّرْجَمَة وَملك حلب ثمَّ قرر غَيره فِيهَا وَقصد هُوَ دمشق مُوَافقَة لنائبها على المصريين وَكَانَ الْمُؤَيد أوصى أَن يكون متحدثا على وَلَده فَلم يُوَافق ططر على ذَلِك وَجَاء الْعَسْكَر الْمصْرِيّ إِلَى دمشق فبادر القرمشي لموافقتهم وَخرج فعانق ططر فَخلع عَلَيْهِ وَاسْتمرّ حَتَّى طلعوا القلعة فَأمر ططر بإمساكه ثمَّ قَتله فَقتل فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَعشْرين وَدفن بتربة الطنبغا الحوباني، وَكَانَ أَمِيرا سَاكِنا عَاقِلا كَارِهًا للشر، ذكره ابْن خطيب الناصرية وَكَذَا قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه كَانَ من خِيَار الْأُمَرَاء، زَاد غَيره تواضعا ولينا، قَالَ الْعَيْنِيّ لكنه كَانَ بَخِيلًا طماعا وَلم يشْتَهر عَنهُ خير وَلَا مَعْرُوف. 1026 - الطنبغا الْعَلَاء المرقبي المؤيدي شيخ، / كَانَ من أَعْيَان مماليكه قبل سلطنته وَعَمله فِي أَيَّام تِلْكَ الْفِتَن بقلعة المرقب من أَيَّام طرابلس فَأَقَامَ بهَا مُدَّة فَعرف بَينهم بالمرقبي وولاه بعْدهَا نِيَابَة قلعة حلب لاستئمانه عِنْده ثمَّ قدمه بِمصْر ثمَّ نَقله إِلَى الحجوبية الْكُبْرَى فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر ططر قبض عَلَيْهِ وسجنه مَعَ من سجن من المؤيدية ثمَّ أطلفه ودام معطلا مُدَّة ثمَّ أَعَادَهُ الظَّاهِر جقمق إِلَى التقدمة فَلم تطل مدَّته وَمَات فِي لَيْلَة عَاشر رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين، ذكره المقريزي بِاخْتِصَار، وَقَول الْعَيْنِيّ أَنه أحد أُمَرَاء الطبلخاناة ورؤس النوب تَقْصِير. 1027 - الطنبغا الْعَلَاء المهمندار أَمِير عشرَة، / مَاتَ فِي يَوْم السبت منتصف شعْبَان سنة سِتّ عشرَة، ذكره الْعَيْنِيّ.

1028 - الطنبغا التركي الدِّمَشْقِي مولى ابْن القواس، / سمع من الحجار بعض البُخَارِيّ وَلم يظْهر إِلَّا قبل مَوته بِقَلِيل وَلم نعلم أَنه حدث وَلَكِن قد استجازه بعض أَصْحَابنَا، مَاتَ فِي سنة خمس عشرَة، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه قَالَ وَهُوَ آخر من سمع من الحجار من الرِّجَال. الطنبغا الرقبي. / فِي المرقبي على الصَّوَاب قَرِيبا. 1029 - الطنبغا من عبد الْوَاحِد وَيعرف بالصغير، / كَانَ أحد المقدمين بِالْقَاهِرَةِ وَرَأس نوبَة الْمُؤَيد ثمَّ قدم حلب مُجَردا مَعَ الطنبغا القرمشي الْمَاضِي قَرِيبا فَأَقَامَ بحلب مُدَّة فَلَمَّا جَاءَ الْخَبَر بِمَوْت الْمُؤَيد وَملك القرمشي حلب قرر هَذَا فِي نيابتها وَلم يلبث أَن قتل فِي وقْعَة بَينه وَبَين التركمان سنة أَربع وَعشْرين وَكَانَ فَاضلا يستحضر كثيرا من السِّيرَة والتاريخ، ذكره ابْن خطيب الناصرية. 1030 - الطنبغا شادي كَانَ من مماليك يلبغا الْعمريّ / قتل مَعَ ايتمش النخاسي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَقد جَازَ الْخمسين. 1031 - الطنبغا سقل / أحد المماليك مِمَّن تنقل فِي خدمَة شيخ حِين نيابته بِالشَّام وَتقدم عِنْده بِحَيْثُ بَعثه فِي مهماته غير مرّة للناصر فرج فألفت إِلَيْهِ وَاسْتمرّ مَعَه حَتَّى قتل بوقعة اللجون فِي الْمحرم سنة خمس عشرَة هُوَ ومقبل الرُّومِي وَكَانَ من أهل الشَّرّ والفتن وَهُوَ أعظم أَسبَاب الْفِتَن الَّتِي كَانَت بَين النَّاصِر وَشَيخ حَتَّى زَالَت الدولة الناصرية، ذكره المقريزي فِي عقوده. 1032 - الطنبغا الظَّاهِرِيّ برقوق الْمعلم وَيعرف باللفاف / أَقَامَ دهرا خاملا ثمَّ صَار فِي الْأَيَّام الأشرفية جملَة معلمي الرمْح فَلَمَّا كَانَت الْوَقْعَة بَين السُّلْطَان وقرقماس الشَّعْبَانِي أَصَابَته جراحات بل وتقطر عَن فرسه فَعرف لَهُ السُّلْطَان ذَلِك وأنعم عَلَيْهِ بإقطاع قلمطاي الإسحاقي الأشرفي الخاصكي ثمَّ بأمرة عشرَة زِيَادَة على ذَلِك بعد نفي سودون المغربي ثمَّ زَاده أمرة طبلخاناه عقب نفي أقطوه الْمسَاوِي أَيْضا ثمَّ عمله نَائِب الاسكندرية مُدَّة ثمَّ صيره بعد موت تمرباي رَأس نوبَة النوب أحد المقدمين، إِلَى أَن ضعف وَكَاد يخْتَلط فاستعفي وَلزِمَ بَيته يَسِيرا ثمَّ مَاتَ فِي عَاشر ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَخمسين، وَكَانَ خيرا عَاقِلا سليم الْبَاطِن جدا رَأْسا فِي لعب الرمْح عريا عَن التَّدْبِير والرأي رَحمَه الله. 1033 - الطنبغا العثماني الظَّاهِرِيّ / نَائِب الشَّام، مَاتَ فِي ثَانِي عشري شَوَّال سنة إِحْدَى وَعشْرين بالقدس بطالا. الطنبغا القرمشي، / مضى قَرِيبا فِيمَن يلقب سيف الدّين. الطنبغا اللفاف والمعلم / مضى قَرِيبا. 1034 - الطنبغا أَمِير، / مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ، أرخه ابْن فَهد.

1035 - الغي برص / أحد العشرات، مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان أرخه الْعَيْنِيّ. 1036 - الماس الأشرفي برسباي. / تَأمر بحلب وتنقل فِيهَا لعدة ولايات ثمَّ صَار أتابكها إِلَى أَن قتل فِي وقْعَة سوار يَوْم الْوَقْعَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد زَاد على الْخمسين وَكَانَ مليح الشكل مشكور السِّيرَة مَشْهُورا بالشجاعة رَحمَه الله. الماس الأشرفي برسباي، / فِي الْعَلَاء قَرِيبا. 1037 - الماس الأشرفي قايتباي، / رقاه أستاذه بعد كِتَابَته الْخط الْجيد وقراءته الْحَسَنَة وصيره شاد الشربخاناة فَكثر الثَّنَاء على عفته وديانته سِيمَا حِين أبطل فِي ولَايَته مَا كَانَ مُضَافا لَهَا من حماية العاجينية بعد جمع الْأَطِبَّاء وعد فِي حَسَنَاته هَذَا مَعَ خفره وبهائه ثمَّ صرفه عَنْهَا وَاسْتقر بِهِ فِي نِيَابَة صفد وَخرج مَعَ العساكر لدفع دولات، وَكَانَ مِمَّن قتل فِي رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَهُوَ ابْن ثَلَاثِينَ وَعظم الأسف عَلَيْهِ. 1038 - الماس العلائي الأشرفي برسباي / أحد الخاصكية، ابتنى لَهُ تربة وَعمل فِيهَا للحنفية دروسا قرر فِيهَا الزين عبد الرَّحِيم المنشاوي مَعَ سَبْعَة من الطّلبَة وَمَات قَرِيبا من سنة ثَمَانِينَ. الوغ بك بن شاه رخ. / يَأْتِي فِي المحمدين. 1039 - الياس الكركي / أحد الْحجاب بِدِمَشْق، مِمَّن حج بالركب الشَّامي مرَارًا. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ، أرخه ابْن اللبودي. 1040 - الياس الْهِنْدِيّ الشَّيْخ الصَّالح نزيل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة، / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانِينَ. 1041 - احمان وَسَماهُ المقريزي فِي أَمَاكِن وميان بالوار ولد بن مَانع بن عَليّ بن عَطِيَّة بن مَنْصُور بن حمَار بن سيخة الْحُسَيْنِي الْمدنِي / أميرها، وَليهَا بعد قتل أَبِيه فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وعزل غير مرّة ونازلها وَهُوَ مَعْزُول فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمَعَهُ جمع كثير من عربانها وَيُقَال أَنه كَانَ قصد نهبها فَخرج إِلَيْهِ أميرها سُلَيْمَان بن عَزِيز وَمَعَهُ جمع قَلِيل وَلَكِن حصل النَّصْر للفئة القليلة وخذل الْمَذْكُور وَانْهَزَمَ وَعَاد الْمُتَوَلِي منصورا ثمَّ وَليهَا حَتَّى مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخمسين وَاسْتقر بعده زبيري بن قيس. 1042 - أميران شاه بن تيمور كور وَالِد خَلِيل الْآتِي. / ولاه أَبوهُ أذربيجان فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة عِنْد قدومه من بِلَاد الْهِنْد إِلَى الْبِلَاد الشامية وَجعل مَعَه أَخَوَيْهِ أبي بكر وَعمر وَجَمَاعَة من أمرائه وَكَانَ تَحْتَهُ تبريز وَقتل بعد وَالِده الْمَذْكُور فِي سنة تسع. 1043 - أَمِير جَان بن شكر الله بن مرتضى الحسني الْقزْوِينِي، / سمع مني بِمَكَّة

فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ رَفِيقًا لمُحَمد بن جَعْفَر بن عَليّ الْآتِي. 1044 - أَمِير حَاج بن طنبغا الزين الْحلَبِي ثمَّ القاهري إِمَام الجمالية / والمتصدر بهَا. مِمَّن تَلا على بيرو وَقَرَأَ فِي البُخَارِيّ على شَيخنَا أَخذ عَنهُ الشَّمْس بن عمرَان السَّبع إِلَى آخر ق وَكَذَا روى عَنهُ ابْن الد وجود عَلَيْهِ النواجي بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَلَاء بن اقبرس شرح الحاجبية لمؤلفها، وَكَانَ مَعَ تقدمه فِي الْعلم مَوْصُوفا بالصلاح الغزير حَتَّى حكى عَنهُ الشَّمْس بن شعيرات كرامات كَثِيرَة. مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ أَو نَحْوهَا رَحمَه الله وإيانا. 1045 - أَمِير حَاج بن الْمجد عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد وَيُسمى إِسْمَاعِيل وَلكنه بِهَذَا أشهر وَيعرف سكلفه بِابْن الجيعان أحد الْأُخوة. / حج غير مرّة وَسمع على جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا وَغَيره وَحصل لَهُ إقعاد فسافر لدمياط وزار جمعا من الصَّالِحين ثمَّ عَاد معافى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بتربتهم. 1046 - أَمِير حَاج بن الْمَنْصُور عُثْمَان بن الظَّاهِر جقمق الْآتِي جده وَأَبوهُ أكبر بني أَبِيه الْمَذْكُور، / حفظ الْقُرْآن والنقاية والألفية وَهُوَ الْآن مشتغل بِالْحِفْظِ أَمِير حَاج بن أبي الْفرج / فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج. 1047 - أَمِير حَاج بن مغلطاي زين الدّين بن الْأَمِير عَلَاء الدّين، / ولد فِي حجر السَّعَادَة وارتضع ثدي الْعِزّ والسيادة، نَاب فِي الاسكندرية مُدَّة ثمَّ ولي الاستدارية فِي سلطنة الْمَنْصُور حاجي بن الْأَشْرَف شعْبَان، ثمَّ نَفَاهُ برقوق إِلَى دمياط فَمَاتَ بهَا بطالا فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والمقريزي فِي عقوده وَعَمله فِي الْحَاء الْمُهْملَة. أَمِير حَاج بن مُحَمَّد بن بركوت الصّلاح المكيني. / مضى فِي أَحْمد. 1048 - أَمِير حَاج الزيني الْحلَبِي / مِمَّن قَرَأَ على شَيخنَا وَبلغ لَهُ بالشيخ وَلَعَلَّه ابْن طنبغا. 1049 - أَمِير زاه عَليّ ابْن أخي قرا يُوسُف، / لَهُ ذكر فِي مُحَمَّد شاه بن قرا يُوسُف فيحرر. 1050 - أَمِير زاه بن مُحَمَّد بن شاه أَحْمد بن قرا يُوسُف / مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسبعين بمسكنه فِي بَاب الْوَزير من الْقَاهِرَة وَقد زَاد على الثَّلَاثِينَ وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ وَكَانَ قد أحضرهُ حَوَاشِي أَبِيه من الْعرَاق فِي صغره أَيَّام الظَّاهِر جقمق خوفًا عَلَيْهِ من عَمه أَصْبَهَان بن قرا يُوسُف متملك بَغْدَاد فَأَقَامَ كآحاد أَبنَاء الْأُمَرَاء إِلَى الْآن. 1051 - أَمِين بن إِدْرِيس بن عَليّ الْيَمَانِيّ الْمَاضِي أَبوهُ، / مَاتَ فِي ربيع الأول

سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. 1052 - أنس بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن خَلِيل نَاصِر الدّين أَبُو حَمْزَة بن الْحَافِظ الْبُرْهَان أبي الْوَفَاء الْحلَبِي أَخُو أبي ذَر احْمَد الْمَاضِي، / ولد فِي صفر سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحَدِيث والنحو وَعرض واشتغل يَسِيرا وَسمع على أَبِيه وَشَيخنَا وَآخَرين وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والشهاب أَحْمد بن حجي وَآخَرُونَ وَقَرَأَ على الْكُرْسِيّ فِي الْجَامِع فِي حَيَاة أَبِيه يَسِيرا ولقيته بحلب فاجاز لنا، وَقد حج وَدخل الْقَاهِرَة للتِّجَارَة غير مرّة وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَحدث بِأخرَة وَحسن حَاله قبيل مَوته، مَاتَ فِي أَوَائِل الطَّاعُون سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ أَو أول الَّتِي قبلهَا. 1053 - أنس بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد بن سَالم بن عمر بن يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن الْبَدْر أَبُو حَمْزَة الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي. / ولد فِي ربيع الأول سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة وأحضر بِوَاسِطَة قَرِيبه الصَّدْر بن إِمَام المشهد على عبد الله بن الْقيم وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة وَأَبُو الْحرم القلانسي وَغَيرهمَا ثمَّ طلب بِنَفسِهِ فَسمع ابْن أميلة وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن المنبجي وَسَعِيد السُّبْكِيّ وَغَيرهم وَأكْثر عَن أَصْحَاب التقي سُلَيْمَان القَاضِي وَنَحْوه وَكَانَ أَولا بزِي الْجند ثمَّ تزيا للفقهاء ولازم ابْن الْمُحب وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وتميز فِي علم الحَدِيث وانتقى لنَفسِهِ ولبعض شُيُوخه فَخرج للتقي عبد الله بن يُوسُف الكفري أَرْبَعِينَ، وَكَانَ مستيقظا نبيها عَارِفًا بالوثائق معتنيا بالأدبيات مَعَ الْمُرُوءَة والديانة قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: لَقيته بِدِمَشْق وَسمع معي وَكتب عني من نظمي وحَدثني بِجُزْء من حَدِيث سعيد بن مَنْصُور، قَالَ أنابه مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن المنبجي أنابه أَبُو نصر بن الشِّيرَازِيّ أَنا ابْن أبي المكارم الْمصْرِيّ إجَازَة أَنا عَسَاكِر بن عَليّ أَنا الرَّازِيّ بِسَنَدِهِ ثمَّ أثنى عَلَيْهِ بِمَا تقدم، وَقَالَ فِي الأنباء سمع معي كثيرا وأفادني مَاتَ فِي سادس عشري رَجَب سنة سبع بِدِمَشْق، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار. 1054 - أنس بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الفخري. / مِمَّن أَخذ عني. 1055 - أنس بن مَحْمُود بن أبي بكر بن كَمَال نَاصِر الدّين بن الشّرف بن الْعَفِيف الدراكاني الفركي وَرُبمَا تكْتب بِالْجِيم بدل الْكَاف / وَهِي من أَعمال شبانكارة الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي خَال السَّيِّد صفي الدّين عبد الرَّحْمَن الأيجي كَانَ لَهُ عَم اسْمه شمس الدّين مُحَمَّد وصف بِالْعلمِ وَالْعَمَل وَأما الشّرف وَالِد هَذَا فَكَانَ صَالحا مقتفيا

آثَار السّلف، أجَاز لناصر الدّين هَذَا فِي استدعاء مؤرخ بِذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة جمَاعَة وهم الْجمال الأميوطي والبرهان القيراطي والأبناسي والشهاب بن ظهيرة والعفيف النشاوري وَسعد الله الاسفرايني وَآخَرُونَ أثبتهم فِي تَرْجَمته من التَّارِيخ الْكَبِير، سمع عَلَيْهِ السَّيِّد الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ. وَمَات. 1056 - أويس بن شاه ولد بن شاه زادة بن أويس صَاحب بَغْدَاد، / قتل فِي حَرْب بَينه وَبَين مُحَمَّد شاه بن قرا يُوسُف وَاسْتولى مُحَمَّد شاه على بَغْدَاد مرّة أُخْرَى قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه وأرخه سنة ثَلَاثِينَ. 1057 - إِيَاس الجلالي الْحَاجِب الظَّاهِرِيّ، / كَانَ أحد أُمَرَاء الْأَرْبَعين ثمَّ أخرج إقطاعه وانفصل من الحجوبية وَمَات بطالا فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء تَاسِع عشي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 1058 - ايتمش من أردباسي الناصري فَرح ثمَّ المؤيدي / أعْتقهُ الْمُؤَيد وَصَارَ من المماليك السُّلْطَانِيَّة ثمَّ ترقى بعده وَصَارَ خاصيكا ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَيَّام الْعَزِيز ثمَّ صَار فِي أَيَّام الظَّاهِر استادار الصُّحْبَة بعد مغلباي الجقمقي، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة إِحْدَى وَخمسين، وَكَانَ فِيمَا قيل مُسْرِفًا على نَفسه مَعَ الشُّح وَعدم الشجَاعَة. 1059 - ايتمش البحاسي الجركسي / أتابك العساكر فِي أَيَّام الظَّاهِر برقوق قربه وَأَدْنَاهُ ثمَّ بعده أمسك وَقتل بقلعة دمشق فِي أوئل شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَقد ناهز السِّتين، وَكَانَ خيرا سيوسا عَاقِلا دينا وَهُوَ صَاحب الْمدرسَة الايتمشية للحنفية بِالْقربِ من بَاب الصوة. ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ مِمَّن قَامَ مَعَ برقوق فِي ابْتِدَاء أَمرته فأبلى فِي كائنته بلَاء حسنا فحفظ لَهُ ذَلِك وَصَارَ عِنْده مقربا ثمَّ كَانَ هُوَ مقدم العساكر الَّتِي جهزها لقِتَال يلبغا الناصري لما خرج عَلَيْهِ فَكَسرهُ الناصري وحبسه بِدِمَشْق فَلَمَّا خرج الظَّاهِر من الكرك خلص وَاجْتمعَ بِالظَّاهِرِ لما توجه لمصر فقرره أَمِيرا كَبِيرا ثمَّ لما حَضَره الْمَوْت أوصاه على وَلَده وَجعله الْمُتَكَلّم فِي الدولة فآل أمره إِلَى أَن قتل، وَأثْنى عَلَيْهِ الْعَيْنِيّ بالميل إِلَى الْخَيْر وَقلة الشَّرّ وَكَثْرَة الصَّدقَات ومحبة الْعلمَاء والفقراء ومجالستهم قَالَ وَلَكِن كَانَت فِيهِ غَفلَة وَله ميل زَائِد فِي الذُّكُور وَهُوَ صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بِبَاب الْوَزير أَمَام القلعة والبرج الَّذِي بطرابلس على سَاحل الْبَحْر. 1060 - ايتمش الخضري الظاهي برقوق / كَانَ من مماليكه ثمَّ صَار من جملَة الدوادارية فِي أَيَّام ابْنه النَّاصِر فَرح ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَيَّام الْمُؤَيد إِلَى أَن اسْتَقر فِي الاستادارية الْكُبْرَى أَوَائِل أَيَّام الْأَشْرَف فَلم ينْتج فِيهَا وعزل بعد يسير وَاسْتمرّ

على إمرته مُدَّة إِلَى أَن أُصِيب فِي جسده ببياض بِحَيْثُ كَانَ يستره بالحمرة فأخرجها الْأَشْرَف عَنهُ ودام بطالا بل أخرج إِلَى الْقُدس وَغَيره فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر دَاخله وَقرب مِنْهُ جدا ثمَّ لم يلبث أَن أبعده ونفاه إِلَى الْقُدس أَيْضا ثمَّ رسم بعوده فَلَزِمَ دَاره إِلَى أَن سقط عَلَيْهِ جِدَار فَأخْرج من تَحْتَهُ مغشيا عَلَيْهِ فَعَاشَ بعد قَلِيلا وَمَات فِي رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَدفن بتربة الْأَمِير قطلوبك فِي الصَّحرَاء وَكَانَ كَمَا قَالَ شَيخنَا قَارِئًا لِلْقُرْآنِ محبا فِي حَملته كثير الْبر بهم مَعَ شَرّ فِيهِ وبذاءة لِسَان وارتكاب أُمُور فِيمَا يتَعَلَّق بِالْمَالِ وَلذَا قَالَ الْعَيْنِيّ إِنَّه لم يكن مشكور السِّيرَة. 1061 - ايدكو ملك التّرْك / وتدعى قبيلته قرنكرات من أَرض الدشت. ترقى إِلَى أَن صَار من أُمَرَاء الخان توقياميس وَأحد رُؤُوس أُمَرَاء الميسرة المعدين لمهمات الْأُمُور وللمشورة والرأي إِلَى أَن أحس من اخان بالتعبر عَلَيْهِ فخاف مِنْهُ وَأخذ حذره واستعد للفرار مِنْهُ سِيمَا وَقد قَالَ لَهُ وَهُوَ محمور لي وَلَك وأجابه بقوله أعيذ الخان من أَن يحقد على عَبده ثمَّ احتال حَتَّى فر وَلم يفْطن بِهِ إِلَّا وَقد قطع مَسَافَة وَمَا أمكن إِدْرَاكه فوصل إِلَى تيمور فشرح لَهُ أمره وأغراه بِالْمُشَارِ إِلَيْهِ واستلوش عساكره بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك حَامِلا لَهُ على الْمسير إِلَى الدشت بعساكر لَا تعد كَثْرَة فَكَانَ الظفر لَهُ بانهزام توقياميس وغنم تيمور مَالا يدْخل تَحت الْحصْر وَعظم ايدكو عِنْده وَمَعَ ذَلِك فخادعه بحيلة حَتَّى مكنه من الِانْصِرَاف لأَهله ثمَّ سقط فِي يَد تيمور وَلم يعلم أَنه انخدع لغيره وَمَا زَالَ ايدكو حَتَّى استعد لقِتَال توقياميس وَكَانَت بَينهمَا وقعات كَثِيرَة آل الْأَمر فِيهَا إِلَى إخراب الدشت وَصَارَت قفارا ثمَّ انهزم ايدكو وتشتت جموعه وَلم يُوقف لَهُ على خبر وَصفا الْوَقْت لتوقياميس وَلم يلبث ايدكو أَن مَاتَ قَرِيبا جريحا فِي نحر سيحون فِي سنة أَربع عشرَة، وَكَانَ من رجال الْعَالم ذَا أَخْبَار غَرِيبَة ونوادر عَجِيبَة ومكايد فِي أعدائه صائبة وأفكار بديعة ووقائع وسياسات ومحبة فِي الْعلمَاء والصلحاء ومواظبة على مُتَابعَة شرائع الْإِسْلَام لَهُ عشرُون ولدا ملوكا مَا مِنْهُم إِلَّا من لَهُ عمل بمفرده وجند يطيعه، وَأقَام فِي الدشت عشْرين سنة وَكَانَت أَيَّامه غرَّة فِي جبين الدَّهْر وَهُوَ الَّذِي منع الطير من بيع أَوْلَادهم بِحَيْثُ قل جلبهم إِلَى الشَّام ومصر طوله المقريزي فِي عقوده وَالله أعلم بِحَقِيقَة مَا أثْبته. 1062 - ايدكي الجاركسي الأشرفي برسباي. / تَأمر عشرَة فِي أَوَائِل أَيَّام الظَّاهِر خشقدم وَصَارَ من رُؤْس النوب إِلَى أَن قتل فِي وقْعَة سوار سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين عَن أَزِيد من خمسين سنة وَكَانَ متحركا شجاعا مَعَ إِسْرَاف على نَفسه.

1063 - ايدكي الظَّاهِر جقمق / من مماليكه وَأحد الدوادرية عِنْده. مَاتَ بالطاعون فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين. 1064 - ايدن الخشقدمي الزِّمَام. / أحد خدام الْمَسْجِد النَّبَوِيّ مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 1065 - اينال باي بن قجماس بن أسن ابْن أخي الظَّاهِر برقوق. / قتل بغزة فِي سنة عشر، وَيَأْتِي لَهُ ذكر فِي وَلَده يُوسُف. 1066 - اينال باي أَخُو جانم أَمِير اخور كَبِير. / مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَكَانَ جيدا. 1067 - اينال باي الْفَقِيه الحسني الظَّاهِرِيّ برقوق / الْحَاجِب الثَّانِي وَيُقَال لَهُ أَيْضا حَاجِب ميسرَة وَرَأَيْت بخطي فِي مَحل آخر أَنه رَأس نوبَة ثَانِي وَأَحَدهمَا غلط، مِمَّن يتَرَدَّد لَهُ الصّلاح الطرابلسي ليقرئه، تَأمر على الأول سنة خمس وَتِسْعين وَأُصِيب أُصْبُعه فِي وقْعَة ثَلَاث وَتِسْعين وَلَا بَأْس بِهِ. 1068 - اينال حطب العلائي. / مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس ذِي الْقعدَة سنة تسع وَدفن من الْغَد وَحضر النَّاصِر جنَازَته بمصلى المومني. ذكره الْعَيْنِيّ. 1069 - اينال شيخ الإسحاقي الظَّاهِرِيّ جقمق، / ولي مشيخة الخدام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة عقب مرجان التقوي الظَّاهِرِيّ فِي سنة ثَمَانِينَ. وَكَانَ شَدِيدا سريع البادرة بِالضَّرْبِ فضلا عَن غَيره حَتَّى للقفهاء، وللسلطان إِلَيْهِ ميل تَامّ ومبالغة فِي الثَّنَاء على دينه ويبسه، حج غير مرّة آخرهَا فِي السّنة الْمَاضِيَة وَرجع إِلَى الْمَدِينَة فَمَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن بِالبَقِيعِ عَفا الله عَنهُ، وَاسْتقر بعده فِي المشيخة قانم. 1070 - اينال الأجرود. / ذبح مَعَ من أَمر النَّاصِر بذَبْحه من الْأُمَرَاء فِي سنة إِحْدَى شَعْرَة. اينال الأجرود العلائي الْأَشْرَف. / يَأْتِي قَرِيبا. 1071 - اينال الأحمدي الظَّاهِرِيّ برقوق / أحد العشراوات تزوج أُخْت الْأمين ووالدة الْمُحب الأقصرائيين بعد موت زَوجهَا وَالِد الْمُحب واستولدها فَاطِمَة الْآتِيَة. مَاتَ فِي. 1072 - اينال الأشرفي برسباي الطَّوِيل. / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. 1073 - اينال الأشرفي قايتباي، / رقاه حَتَّى نَاب بالاسكندرية ثمَّ بطرابلس وَخرج مَعَ العساكر لدفع دولات فَكَانَ مِمَّن أسر، وَاسْتقر عوضه فِي طرابلس بيبرس الأشرفي قايتباي عَاد الشربخاناة وَلم يلبث أَن افتدى نَفسه بِمَال وَرجع فقدمه أستاذه ثمَّ مَاتَ بيبرس فَرجع إِلَى طرابلس وسافر حِين برز الْعَسْكَر فِي سنة تسعين لمحل كفَالَته وليكون فِي المهم الْمشَار إِلَيْهِ.

1074 - اينال الْحكمِي. / تقدم فِي أَيَّام الْمُؤَيد وَولي نِيَابَة حلب ثمَّ أمْسكهُ الظَّاهِر ططر وحبسه إِلَى أَن أطلقهُ الْأَشْرَف فحج فِي سنة سِتّ وَعشْرين ثمَّ عَاد إِلَى الشَّام ثمَّ ولي تقدمة بِالْقَاهِرَةِ سِنِين ثمَّ الإمرة الْكُبْرَى ثمَّ عَاد إِلَى نِيَابَة حلب عوضا عَن قرقماس فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وبمجرد أَن وصل ورد عَلَيْهِ مرسوم مَعَ هجان بنيابة الشَّام فَتوجه إِلَيْهَا، ذكره ابْن خطيب الناصرية وَاسْتمرّ حَتَّى قتل بعد خُرُوجه عَن الطَّاعَة السُّلْطَانِيَّة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَحمل رَأسه إِلَى الْقَاهِرَة ودفنت جثته بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالْقربِ من جَامع كريم الدّين قبلي دمشق قبل إكمالها، وَقد أثنى عَلَيْهِ المقريزي بقوله كَانَ مَشْهُورا بالشجاعة مشكور السِّيرَة إِلَّا أَنه لم يسْعد جده. 1075 - اينال الجلالي وَيُقَال لَهُ اينال المنقار، / مَاتَ بغزة فِي شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة لما دَخلهَا شيخ ونوروز، أرخه شَيخنَا فِي أنبائه. 1076 - اينال الحسني الأشرفي برسباي، / أحد الشعرات مِمَّن يسكن سويقة صَفِيَّة جوَار الزير الْمُعَلق، مَاتَ فِي التَّجْرِيد سنة ثَلَاث وَتِسْعين. 1077 - اينال الخصيف الأشرفي قايتباي، / واصله ليحيى بن الْأَمِير يشبك الْفَقِيه، ثمَّ صَار لَهُ وَغَضب عَلَيْهِ واعتقله بقلعة دمشق مُدَّة ثمَّ أطلقهُ وَأَعْطَاهُ أمرة ميسرَة بحلب، ثمَّ نَقله لأتابكيتها وَقبض عَلَيْهِ فِي كائنة الرها ثمَّ أَعَادَهُ على وظيفته إِلَى أَن نَقله لنيابة صفد بعد قتل الماس فشكوه فَطَلَبه ونقم عَلَيْهِ ورام نَفْيه فشفع فِيهِ نَائِب الشَّام قجماس وَاسْتقر بِهِ حَاجِب الْحجاب بهَا فَلَمَّا مَاتَ سيباي نَقله لنيابة حماة فقمع عَلَيْهِ الْفساد، وَهُوَ فِي الْفسق وَالظُّلم بمَكَان، لَهُ ذكر فِي جَانِبك الطَّوِيل. 1078 - اينال الششماني الناصري فرج، / تَأمر فِي أَيَّام أستاذه، ثمَّ امتحن بعده وَحبس ثمَّ أطلق وتأمر عشرَة بعد الْمُؤَيد ثمَّ صَار من رُؤْس النوب فِي الْأَيَّام الأشرفية وباشر الْحِسْبَة بعد عزل الْعَيْنِيّ سِنِين، وتأمر على الْمحمل فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بل وعَلى الأول قبلهَا سنة سبع وَعشْرين ثمَّ صَار أَمِير طبلخاناه وَثَانِي رَأس نوبَة ثمَّ ولي نِيَابَة صفد ثمَّ صَار أحد المقدمين بِدِمَشْق ثمَّ أتابكها بعد قانباي البهلوان إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَكَانَ فِيهِ تدين وتعفف مَعَ جبن وشح فِيمَا قيل، وَقد قَالَ شَيخنَا فِي مقبل الرُّومِي من سنة سبع وَثَلَاثِينَ أَن هَذَا اسْتَقر بعده فِي نِيَابَة صفد وَكَانَ قريب الْعَهْد من الْمَجِيء من إمرة الْحَاج وهم يَشكونَ من جوره ووهنه فَللَّه الْأَمر. 1079 - اينال الصصلاي / نَائِب حلب وَليهَا عَن الْمُؤَيد ثمَّ كَانَ مِمَّن عصى عَلَيْهِ، فَقتل فِي شعْبَان سنة ثَمَان عشرَة بقلعة حلب، وَكَانَ عَاقِلا شجاعا حسن

الشكالة، ذكره ابْن خطيب الناصرية بأطول من هَذَا، وَقد قَرَأَ عِنْده القَاضِي علم الدّين البُلْقِينِيّ فِي حَيَاة أَخِيه البُخَارِيّ وَألبسهُ خلعة وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ من الظَّاهِرِيَّة وتنقل فِي الخدم إِلَى أَن ولي الحجوبية الْكُبْرَى بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ كَانَ مِمَّن انْضَمَّ إِلَى شيخ فولاه نِيَابَة حلب فِي شَوَّال سنة سِتّ عشرَة وَكَانَ فِيمَن حاصر مَعَه نوروز إِلَى أَن قتل نوروز وَرجع إِلَى ولَايَته بحلب وَكَانَ شكلا حسنا عَاقِلا شجاعا عَارِفًا بالأمور قَلِيل الشَّرّ، ثمَّ كَانَ مِمَّن عصى على الْمُؤَيد هُوَ وقانباي نَائِب الشَّام ونائب طرابلس ونائب حماة وَآل أَمرهم إِلَى أَن انْهَزمُوا وأسروا وَقتل اينال بقلعة حلب فِي شعْبَان، قَالَ وَرَأَيْت الحلبيين يثنون عَلَيْهِ كثيرا وَلما حاصر على الْمُؤَيد لم يحصل لأحد من أهل بَلَده مِنْهُ شَرّ بل طلب أَخذ القلعة فعصى عَلَيْهِ نائبها فحاصره أَيَّامًا ثمَّ تَركه وَتوجه إِلَى الشَّام. 1080 - اينال العلائي الظَّاهِرِيّ ثمَّ الناصري الْأَشْرَف سيف الدّين أَبُو النَّصْر وَيُقَال لَهُ الأجرود وَهُوَ وَالِد أَحْمد الْمَاضِي / اشْتَرَاهُ الظَّاهِر برقوق هُوَ وَأَخُوهُ طوخ وَهُوَ أكبرهما من جالبهما عَلَاء الدّين فَأعتق طوخا وانتقل هَذَا بعده لوَلَده النَّاصِر فَرح فَأعْتقهُ وَصَارَ خاصكيا إِلَى أَن تَأمر عشرَة فِي أَيَّام المظفر وَصَارَ من رُؤُوس النوب ثمَّ من الطبلخاناة ثمَّ رَأس نوبَة ثَانِي ثمَّ ولاه الْأَشْرَف ينابه غَزَّة فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسافر مَعَه إِلَى آمد ثمَّ لما ولي الرها ولاه نيابتها مَعَ تمنع زَائِد وأمده فِيهَا بِالسِّلَاحِ وَالْمَال والعليق وَغير ذَلِك لخرابها حِينَئِذٍ وَجعل عِنْده مِائَتي مَمْلُوك لحفظها ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بتقدمة بِمصْر زِيَادَة على مَا بِيَدِهِ ثمَّ عَزله عَن الرها بعد نَحْو ثَلَاث سِنِين وَأقَام مقدما مُدَّة ثمَّ نَقله لنيابة صفد إِلَى أَن استقدمه الظَّاهِر وَقدمه ثمَّ عمله دواداره بعد تغري بردي المؤذي فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين، وسافر لغزو الفرنج مقدما غير مرّة بل كَانَ من جملَة الْأُمَرَاء فِي غَزْوَة قبرس الْكُبْرَى ثمَّ عمله أتابكا بعد يشبك السودوني إِلَى أَن اسْتَقر فِي المملكة بعد خلع وَلَده الْمَنْصُور فِي ربيع الأول سنة سبع وَخمسين وَظهر بولايته مصداق مَا حَكَاهُ أَبُو الْفضل المغربي أَنه كَانَ عِنْد الشّرف يحيى بن الْعَطَّار وَهُوَ فِي غَمَرَات الْمَوْت فَسَمعهُ يَقُول اينال الأجرود بَقِي لرياسته خمس درج وَذَلِكَ نظرا إِلَى جبر الْكسر فِي سنة وَفَاة الْقَاتِل فَإِنَّهَا كَانَت فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين وَولَايَة صَاحب التَّرْجَمَة وَكَون المُرَاد بالدرج السّنة. وَجَرت فِي أَيَّامه حوادث بيّنت الْكثير مِنْهَا فِي التبر المسبوك، وَاسْتمرّ سُلْطَانا إِلَى أَن اسْتَقر وَلَده الشهابي أَحْمد بعد خلعه نَفسه وَمَوته بعد ذَلِك بِيَوْم بَين الظّهْر وَالْعصر منتصف جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسِتِّينَ

وَقد قَارب الثَّمَانِينَ بعد مَرضه نَحْو نصف شهر وَصلى عَلَيْهِ بِبَاب الْقلَّة من القلعة ثمَّ دفن بالقبة من مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء فَكَانَت مُدَّة مَمْلَكَته ثَمَان سِنِين وشهرين وَسِتَّة أَيَّام وَكَانَ عَاقِلا سيوسا بِذِي اللِّسَان كثير الِاحْتِمَال صبورا بَعيدا عَن إثارة الْفِتَن والشرور شجاعا مقداما عَارِفًا بالحروب والوقائع بأنواع الملاعب من الفروسية متحريا فِي سفك الدِّمَاء وَالْحَبْس يحْسب كثيرا من العواقب الدُّنْيَوِيَّة حَتَّى أَنه قَالَ لمن لامه على إبْقَاء شخص كَانَ يعلم مِنْهُ ذمَّة عقل الْأَمر غير عقل السلطنة وَقَالَ عَن البقاعي مَا أسلفته فِيهِ مَعَ لين رُبمَا يُؤَدِّي إِلَى خراب الإقليم وَقلة الْمُرُوءَة بل أدّى إِلَى تجرئ مماليكه عَلَيْهِ بِالرَّجمِ وَغَيره وعَلى سَائِر الرعايا بِجَمِيعِ أَنْوَاع الْفسق والكبائر بِحَيْثُ غطى ذَلِك جَمِيع مَا لَعَلَّه يذكر فِي حَسَنَاته خُصُوصا وميله إِلَيْهِم أَكثر واعتذاره عَنْهُم أشهر هَذَا مَعَ مزِيد شحه ومحبته لِلْمَالِ من أَي وَجه كَانَ وَلذَا تزايدت الرِّشْوَة فِي أَيَّامه وَبِذَلِك الْأَمْوَال فِيمَا لم تجر الْعَادة بالبذل) فِيهِ وانقاد فِي أُمُوره كلهَا لزوجته فتزايد الْبلَاء وَعم الضَّرَر سِيمَا للفقهاء وَأهل الْعلم بِالنِّسْبَةِ للجوالي والوظائف مِمَّا فِي شَرحه طول غير رَاغِب فِي بر وَلَا قربَة بل هُوَ عديم الصَّدَقَة عري عَن الانقياد إِلَى الْخَيْر تَامّ البلادة وَمَا أَظن السَّبَب فِي قصر مدَّته وَإِلَّا فَهُوَ نقيضه بِكُل وَجه وَأَنْشَأَ الْمدرسَة الَّتِي دفن فِيهَا والتربة الْمُقَابلَة لَهَا وهما فِي غَايَة الْحسن ووسع الشَّارِع الَّذِي بَين القصرين عِنْد بناية الحمامين وَالرّبع والقيسارية وَغير ذَلِك وَبِالْجُمْلَةِ فَفِيهِ محَاسِن مَعْدُودَة روى لَهُ بعد مَوته مَنَام نسْأَل الله الْعَفو. 1081 - اينال الغرسي خَلِيل بن شاهين. / كَانَ خازندار سَيّده لأمانته وَصدق لهجته ثمَّ عمله دواداره لما نَاب بملطية، وَكَانَ عَاقِلا خيرا يقْرَأ الْقُرْآن بل قَرَأَ فِي بعض الرسائل الْفِقْهِيَّة مَعَ سياسة وسمت وأدب وَذَا قربه أستاذه وأثرى وزوجه أم ولديه. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي الطَّاعُون أَوَاخِر ذِي الْحجَّة ظنا سنة سبع وَأَرْبَعين وَقد زَاد على الثَّلَاثِينَ وَخلف مَالا وأثاثا كثيرا، تَرْجمهُ ابْن سَيّده. اينال الْفَقِيه الظَّاهِرِيّ جقمق، / هُوَ اينال باي الْمَاضِي. 1082 - اينال اكركي / أحد الخاصكية بل هُوَ كَبِير أغوات السُّلْطَان وَلذَا نزل بعد صَلَاة الْجُمُعَة سَابِع عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبعين للصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى المومني. اينال المنقار، هُوَ الجلالي، / مضى قَرِيبا. 1083 - اينال النوروزي أَمِير سلَاح، / مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة تسع وَعشْرين

بِالْقَاهِرَةِ وَدفن خَارج بَاب القرافة وَخلف شَيْئا كثيرا وَترك زَوجته وَهِي ابْنة تغري بردي الَّذِي كَانَ نَائِب الشَّام حُبْلَى فَوضعت بعده ذكرا. 1084 - اينال اليحياوي الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بالأشقر، / تَأمر فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم وَعمل الْولَايَة وَأخرج لنيابة ملطية وَلَا زَالَ يتنقل حَتَّى عمل نِيَابَة طرابلس ثمَّ حلب ثمَّ فِي الْأَيَّام الأشرفية قايتباي عمل رَأس نوبَة النوب وقاسى النَّاس مِنْهُ فِي أَحْكَامه شدَّة وتجرد لسوار مُدَّة بعد أُخْرَى وَعمل أَمِير سلَاح وَجَرت لَهُ كائنة يُقَابل عَلَيْهَا شرحتها فِي محلهَا من الْحَوَادِث، وَاسْتمرّ بعْدهَا فِي جمود إِلَى أَن سَافر إِلَى الشرقية من أجل الْعَرَب فَأَقَامَ أشهرا ثمَّ ضعف فجيء بِهِ فِي محفة فبمجرد أَن وصل وَذَلِكَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس رَمَضَان سنة تسع وَسبعين مَاتَ غير مأسوف عَلَيْهِ فقد كنت أشهد فِي وَجهه المقت وَكَانَ من سيآت الدَّهْر رحم الله الْمُسلمين. 1085 - اينال اليشبكي يشبك الْحكمِي / وَيُقَال لَهُ حَاج اينال وَنسبه بَعضهم مؤيديا خدم عِنْد بعض الْأُمَرَاء قَلِيلا لما أمسك أستاذه الْمَذْكُور ثمَّ صَار من أُمَرَاء دمشق ثمَّ قدم بهَا فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق ثمَّ نقل لنيابة الكرك ثمَّ لحماة ثمَّ لطرابلس ثمَّ لحلب بعد جَانب فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ كل ذَلِك بالبذل إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْخَمِيس سَابِع عشري شعْبَان وَدفن من الْغَد وَقد قَارب السِّتين، وَكَانَ مُسْرِفًا على نَفسه بل ساءت سيرته بِأخرَة وأبغضه الحلبيون ورجموه غير مرّة لِكَثْرَة متاجره وشرهه فِي جمع المَال مَعَ سُكُون وعقل ورياسة وحشمة وتواضع. 1086 - اينال اليشبكي يشبك الشَّعْبَانِي، / صَار بعد أستاذه فِي أَيَّام الْأَشْرَف خاصكيا وَرَأس نوبَة الجمدارية ثمَّ امتحن بِسَبَب تربة أستاذه وَأمره الظَّاهِر عشرَة إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين. 1087 - اينال مُعْتَقد لكثيرين تسلك بِهِ خجا بردي الْآتِي / وَكَانَ حنفيا جركسيا من مماليك نوروز نَائِب الشَّام فتجرد فِي أَيَّامه وجال فِي الرّوم وَغَيرهَا بعد اشْتِغَاله بالجامع الْأَزْهَر، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة جقمق وَنزل بزاوية قريبَة من مضَارب الْخيام بالرملة وانتمى إِلَيْهِ جمَاعَة وَكَانَ يقْصد بالمبرات وَفِي الشفاعات وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ عَن سنّ بالطاعون سنة أَربع وَسِتِّينَ وَدفن بزاوية تِلْمِيذه الْمشَار إِلَيْهِ عِنْد مضَارب الْخيام من الرملة. 1088 - أَيُّوب بن إِبْرَاهِيم الجبرتي شيخ رِبَاط ربيع بِمَكَّة، / كَانَ ذَا حَظّ جيد من الْعِبَادَة وَالْخَيْر وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد، وَدخل الْقَاهِرَة مرَارًا للاسترزاق وقررت

لَهُ صرر بأوقاف الْحَرَمَيْنِ وَاسْتقر فِي مشيخة رِبَاط ربيع سِنِين إِلَى أَن مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين وَدفن بالمعلاة وَقد جَازَ السِّتين ظنا وَكَانَت إِقَامَته بِمَكَّة نَحْو أَرْبَعِينَ سنة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة فِيمَن سمع من شَيخنَا أَيُّوب اليمني وَأَظنهُ هَذَا. 1089 - أَيُّوب بن حسن بن مُحَمَّد نجم الدّين بن الْبَدْر بن نَاصِر الدّين بن بِشَارَة / مقدم العشير بِبِلَاد صيدا. أَقَامَ فِيهَا مُدَّة ارْبَعْ سِنِين فَفعل كل قَبِيح وَآل أمره إِلَى أَن وسط فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَخمسين. 1090 - أَيُّوب بن سعيد أَو سعد بن علوي نجم الدّين الحسباني الباعوني الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي، / ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَحفظ التَّنْبِيه وَعرضه على ابْن جميلَة وطبقته وَأخذ عَن لعماد الحسباني ودونه ثمَّ فتر عَن الطّلب وَاعْتذر بِأَنَّهُ لم يحصل لَهُ فِيهِ نِيَّة خَالِصَة وَسمع من سِتّ الْعَرَب حفيدة الْفَخر الأول وَالثَّانِي من أمالي القَاضِي أبي بكر الْأنْصَارِيّ أنابهما جدي حضورا أَنا ابْن طبرزد وَكَانَ ذَا أوراد من تِلَاوَة وقيامة وقناعة واقتصاد فِي الْحَال وفراغ من الرياسة مَعَ سَلامَة الْبَاطِن، روى لنا عَنهُ الأبي لقِيه مَعَ ابْن مُوسَى، وَمَات فِي صفر سنة ثَمَان عشرَة، ذكره شَيخنَا بِاخْتِصَار فِي أنبائه. 1091 - أَيُّوب بن سُلَيْمَان المغراوي الْمُؤَدب. / شيخ صَالح جاور بِالْمَدِينَةِ وَقَرَأَ فِي ألفية ابْن مَالك على القَاضِي نور الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الزرندي بعد سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة. 1092 - أَيُّوب بن عبد السَّلَام بن أَيُّوب بن مخلوف الشبشيري من أَعمال الْمحلة الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالشيخ أَيُّوب / قدم الْقَاهِرَة واشتغل يَسِيرا وتنزل فِي الْجِهَات ثمَّ مرض شَدِيدا وَأقَام بالبيمارستان مُدَّة فاشرف على الشِّفَاء وَكَانَ على خلاف الْقيَاس ثمَّ سَافر إِلَى مَكَّة حِين توجه إِلَى الْعَافِيَة فِي سنة احدى وَثَمَانِينَ فقطنها على خير واستقامة وكتبت مَعَه إِلَى القَاضِي فَأكْرمه وشمله بلحظه فِي جِهَات تيسرت لَهُ كمشيخة سبع حانربك ورباط ابْن مزهر والتصوف بالأشرفية وَدخل فِي بعض الْوَصَايَا فتعب وأتعب وَحضر دروسه ودروس وَلَده وَرُبمَا أَقرَأ، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَتِسْعين لشَيْء من ذَلِك فَقضى أربه وَحضر عِنْد القَاضِي وَغَيره ثمَّ عَاد فِي موسم سنة خمس ثمَّ سَافر فِي موسم الَّتِي تَلِيهَا، وَهُوَ مِمَّن اجْتمع بِي هُنَاكَ وَأخذ عني فِي الِاصْطِلَاح وَغَيره وَصليت التَّرَاوِيح خَلفه وَظَاهره لَا بَأْس بِهِ ولكثيرين من أهل مَكَّة فِيهِ كَلَام. 1093 - أَيُّوب بن عَليّ بن مَحْمُود بن الْعَادِل سُلَيْمَان الأيوبي أَخُو الصَّالح زين

المجلد الثاني

الدّين آخر مُلُوك الْحصن من بني أَيُّوب. / كَانَ هُوَ الْقَائِم بتدبير المملكة لِأَخِيهِ إِلَى أَن قَتلهمَا مَعَ أَخ لَهما ثَالِث اسْمه عبد الرَّحْمَن حسن باك بن عَليّ بن قرا بلوك صَاحب ديار بكر وَملك الْحصن بمخامرة بعض امراء الصَّالح عَلَيْهِ وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ كَمَا سَيَأْتِي فِي خلف بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان. 1094 - أَيُّوب الْيَمَانِيّ، / مِمَّن سمع من لفظ شَيخنَا فِي البُخَارِيّ وَلَعَلَّه ابْن إِبْرَاهِيم الجبرتي. الْمَاضِي. آخر حرف الْهمزَة واخترت أَن يكون انْتِهَاء المجلد الأول. وَكَانَ فَرَاغه يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة على يَد العَبْد الْفَقِير عبد العال الخيضري الْحَنَفِيّ. انْتهى الْجُزْء الثَّانِي. ويليه الْجُزْء الثَّالِث أَوله حرف الْبَاء الْمُوَحدَة.) (المجلد الثَّانِي) (الْجُزْء الثَّالِث)

الجزء 3

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (حرف الْبَاء الْمُوَحدَة) بَابي سنقر بن شاه رخ بن تيمور لنك صَاحب مملكة كرمان وأخو مُحَمَّد / الْآتِي. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَقيل من الَّتِي قبلهَا، وَكَانَ ولي عهد أَبِيه وَفِيه شجاعة مَوْصُوفَة وجرأة عَظِيمَة. ذكره شَيخنَا بِاخْتِصَار عَن هَذَا. باشاه الْحَاجِب بالديار المصرية، / مَاتَ وَهُوَ بطال فِي الْعشْر الْأَخير من شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ. باكير هُوَ أَبُو بكر بن إِسْحَاق بن خلد. / باك نَائِب قلعة حلب، / مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة احدى وَأَرْبَعين. بايزيد فِي أبي يزِيد من الكنى. / بتخاس بمثناة ثمَّ مُعْجمَة السودوني. / أرخ ابْن دقماق مَوته فِي سنة أَربع. بتخاص العثماني الظَّاهِرِيّ. برقوق. / دَامَ جنديا نَحْو خمسين سنة ثمَّ أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة ثمَّ صَار حاجبا ثَانِيًا إِلَى أَن أخرج الظَّاهِر خشقدم أقطاعه ووظيفته وأنعم عَلَيْهِ بأقطاع حَلقَة تقوم بأوده وَاسْتمرّ بطالا حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الاول سنة أَربع وَسبعين، وَقد ناهز الْمِائَة. بجاس بِضَم أَوله وَتَخْفِيف الْجِيم وَآخره مُهْملَة سيف الدّين العثماني النوروزي النَّحْوِيّ / من كبار الجراكسة فِي بِلَاده، وَأَصله من مماليك يلبغا الخاصكي. قدم الْقَاهِرَة وَهُوَ كَبِير فَاشْتَرَاهُ الظَّاهِر برقوق وترقى عِنْده إِلَى أَن أمره وَصَارَ أحد المقدمين وَكَانَ خيرا قَلِيل الشَّرّ مَاتَ فِي عَاشر رَجَب سنة ثَلَاث بطالا فانه كَانَ استعفى فأعفاه الظَّاهِر وَأَعْطَاهُ أقطاعا تكفيه مَعَ مَا كَانَ لَهُ من الثروة وَالْمَال والاملاك، واليه ينْسب جمال الدّين الاستادار وَتزَوج ابْنَته سارة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار عَن هَذَا. بختك الناصري أحد أُمَرَاء العشرات وصهر يشبك الْفَقِيه، مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون، وَكَانَ متوسط السِّيرَة. بداق بن جهانشاه بن قرا يُوسُف، نَاب عَن أَبِيه فِي شيراز ثمَّ خَالف عَلَيْهِ فقصده أَبوهُ ففر لبغداد فتملكها وحاصره أَبوهُ دون السنتين حَتَّى ملكهَا

من اسمه بدر

وَقَتله مَعَ خلق كثيرين جدا وغلت) الاسعار بِسَبَب الْحصار حَتَّى حكى لي بعض من كَانَ فِي الْعَسْكَر أَن رَأس الْغنم بيع بِمَا يوازي مائَة دِينَار مصرية والرطل الْبَغْدَادِيّ من الثوم بِنَحْوِ خَمْسَة عشر دِينَارا قَالَ وأكلت لُحُوم البغال والحمر الاهلية وَنَحْوهَا وَكَانَ شجاعا كَرِيمًا ظهر لَهُ كنز كَبِير قيل انه اثْنَا عشر خابية ففرقه على الْعَسْكَر وَلم ينظر إِلَيْهِ بل قَالَ إِن أَصْحَابه لم ينتفعوا بِهِ فَنحْن أولى، هَذَا مَعَ شيعيته وَفَسَاد عقيدته وتجاهره بِالْمَعَاصِي بِحَيْثُ يَأْكُل فِي رَمَضَان نَهَارا على السماط مَعَ كثيرين. (من اسْمه بدر) بدر بن عَليّ القويسني القاهري الشَّافِعِي، / كَانَ عَالما صَالحا درس وَأفْتى وَأخذ عَنهُ غير وَاحِد مِمَّن لَقِينَاهُمْ، وَأَجَازَ النُّور البلبيسي وَكتب فِي عرض سنة سِتّ وَمَا رَأَيْت من تَرْجمهُ. وَكَأن بَدْرًا لقبه واسْمه. بدر الْقبَّة واسْمه بدر أَبُو النُّور الحبشي فَتى ابْن عزم. / اعتنى بِهِ سَيّده وأسمعه الْكثير واستجاز لَهُ ثمَّ مَاتَ فِي سنة ارْبَعْ وَسبعين، وَكَانَ حاذقا. بدر الحبشي مولى سَابق الدّين مِثْقَال الطواشي. / كَانَ بوابا لمدرسته بِالْقصرِ وَفِيه خير وديانة، مَاتَ بعد سنة ثَمَانمِائَة ذكره المقريزي فِي عقوده وانه اخبره انه من ولد بعض اجناد الحطي متملك الْحَبَشَة وانهم كَانُوا إِذا توقف نزُول الْمَطَر ببلادهم من وقته احضر الحطي طَائِفَة معروفين بَينهم فيأمرهم ان ينزلُوا الْمَطَر فان امْتَنعُوا عاقبهم إِلَى ان يَقع الْمَطَر وَعِنْدهم ان هَذِه الطَّائِفَة تسحر الْمَطَر حَتَّى لَا ينزل وانه شَاهد هُنَاكَ حَيَّة تنتصب بِأَعْلَى الْجَبَل وتمتد محنية فَتَصِير على قدر قَوس قزَح وانه شَاهد شَجَرَة يستظل بهَا مِائَتَا فَارس وَقَالَ انه ثِقَة صَدُوق شَدِيد فِي الله يوثق بقوله وامانته صحبناه سِنِين. بدر الحبشي مولى أبي جمال الدّين المغربي. / رباه سَيّده وَعلمه الْقُرْآن والخطوط المتنوعة مَعَ فصاحة ثمَّ صَار لِابْنِ عليبة ثمَّ للسُّلْطَان واغتبط بِهِ وعول عَلَيْهِ فِي أَشْيَاء، وَصَارَ يكثر السّفر لمَكَّة واسكندرية فِي التِّجَارَة مَعَ عقل وتؤدة. بدر الكمالي بن ظهيرة. / ذبح بجدة سنة احدى وَتِسْعين. بدر الشهير بالحسام. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة احدى وَسِتِّينَ بِمَكَّة. الْبَدْر بن الشجاع عمر الْكِنْدِيّ ثمَّ الْمَالِكِي من بني مَالك بطن من كِنْدَة الظفاري ملك ظفار / ووالد احْمَد الْمَاضِي. غلب ابوه على مملكة ظفار فِي حُدُود السِّتين وَسَبْعمائة، وَكَانَ وَزِير صَاحبهَا المغيث بن الواثق من ذُرِّيَّة عَليّ بن رَسُول فَوَثَبَ عَلَيْهِ فَقتله وتملك ظفار ثمَّ مَاتَ عَن قرب فاستقر وَلَده صَاحب التَّرْجَمَة فطالت

من اسمه بردبك

مدَّته، وَغلب على أعدائه ومهد بِلَاده وَعدل فِيهَا واشتهر، وَكَانَ جوادا مهابا. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. بدلاي الْمُسَمّى شهَاب الدّين احْمَد بن سعد الدّين أبي البركات بن احْمَد ابْن عَليّ الجبرتي / سُلْطَان الْمُسلمين بِالْحَبَشَةِ وَمن كَانَ ينكى هُوَ وَأَخ لَهُ اسْمه صير الدّين فِي كفار الْحَبَشَة حَسْبَمَا حكى الْعَيْنِيّ بعضه فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة من تَارِيخه. قتل فِي المعركة سنة سبع وَأَرْبَعين، وَكَانَ ابْتِدَاء ملكه فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ بعد موت أَخِيه جمال الدّين مُحَمَّد الْآتِي بدير وَيُسمى أَحْمد بن سكر شهَاب الدّين الحسني نِسْبَة لحسن بن عجلَان / لكَون وَالِده عتيقه كَانَ زعيم الأقطار الحجازية وعميدها ووزيرها. ولد فِي سنة سبع أَو تسع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسِتِّينَ، وَرَأَيْت من أرخه فِي الَّتِي بعْدهَا بوادي الْآبَار من عمل مَكَّة، وَحمل إِلَى مَكَّة فَغسل بِالْبَيْتِ الَّذِي أنشأه صَاحب مَكَّة، وَصلى عَلَيْهِ عقب الصُّبْح وَدفن بالمعلاة على وَالِده وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا وَمَشى الشريف فَمن دونه مَعهَا إِلَى مَحل دَفنه: وَلم يخلف من أَبنَاء جنسه مثله رياسة وحشمة ووجاهة وسناء وتواضعا وَهُوَ الْقَائِم بأعباء ولَايَة السَّيِّد الْجمال مُحَمَّد بن بَرَكَات بعد موت أَبِيه ثمَّ مَشى الواشي بَينهمَا فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَسِتِّينَ فَنزع عَن طَاعَته إِلَى مَوضِع يُقَال لَهُ اليربوع فَتَبِعَهُ بعسكره فَلم يُقَابله وَأرْسل يطْلب الامان إِلَى أَن أصلح بَينهمَا عبد الْكَبِير الْحَضْرَمِيّ وَغَيره فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَسِتِّينَ وَحلف على الطَّاعَة وَكتب بذلك خطه عَفا الله عَنهُ. بديد فِي أَحْمد بن مِفْتَاح. برجان قرا الناصري. / كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعه قَوْله: (من آل حام قمر مشرق ... تحسبه فِي سيره سَاكن) (سَأَلته مَا الِاسْم يَا سَيِّدي ... فَقَالَ يَا مغرور بِي فاتن) (من اسْمه بردبك) بردبك اثْنَي عشر، يَأْتِي قَرِيبا فِي بردبك الظَّاهِرِيّ. بردبك الاسمعيلي الظَّاهِرِيّ برقوق / أحد العشرات. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة أَرْبَعِينَ بردبك الأشر فِي اينال. / ملكه فِي سني قبرس سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فرباه وَأعْتقهُ وَعَمله خازنداره وزوجه ابْنَته الْكُبْرَى ثمَّ دواداره فَلَمَّا تسلطن عمله دوادارا ثَالِثا مَعَ اقطاعه امرة عشرَة ثمَّ نَقله إِلَى الدوادارية فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَاسْتقر فِي امرته أنيه شاذبك بن صديق وَفِي الشادية قانصوه الطَّوِيل

الاشرفي برسباي بعد نفي تمراز الأشرفي فارتقى فِي العظمة ونفوذ الْكَلِمَة وقصده النَّاس فِي حوائجهم فساس الامور وادخر الْأَمْوَال الْكَثِيرَة سوى مَا ينفده فِي الصَّدقَات والانعامات وَنَحْو ذَلِك وَعقد ببيته فِي الاشهر الثَّلَاثَة مَجْلِسا للْبُخَارِيّ فهرع الجل من الْفُقَهَاء والقضاة وشبههم لَهُ وَبلغ بِهِ كثير مِنْهُم لمقاصد وَكنت مِمَّن خطب للحضور فِيهِ وَزيد فِي الالحاح عَلَيْهِ فَمَا انْشَرَحَ الخاطر لذَلِك بل بنى بقناطر السبَاع جَامعا هائلا وَكَذَا بغزة ودمشق، كل ذَلِك مَعَ كَثْرَة مماليكه وَزِيَادَة حشمه وَاسْتمرّ على وجاهته إِلَى أَن مَاتَ أستاذه، وَاسْتقر ابْنه وَكَانَ على عَادَته بل لما خلع صودر بِأخذ مَا يفوق الْوَصْف من الاموال ثمَّ أَمر بِلُزُوم دَاره إِلَى أَن رسم لَهُ بالتوجه لمَكَّة فَتوجه ببنيه وَعِيَاله فِي موسم سنة سِتّ وَسِتِّينَ فَأَقَامَ بهَا على طَريقَة حَسَنَة وَعمل لَهُ مَكَانا على جبل أبي قبيس ينْفَرد بِهِ أَو يتنزه إِلَى أَن سمح لَهُ بِالْعودِ إِلَى الْقَاهِرَة فسافر صُحْبَة الْحَاج فَلَمَّا قرب من خليص مَحل يُقَال لَهُ الديمة ركب بغلة وَسبق بمفرده مَعَ السقائين فَخرج عَلَيْهِ جمَاعَة من العربان فسلبوا السقائين ثمَّ قَتَلُوهُ وهم لَا يعرفونه بِحَرْبَة وَلم يستلبوه وَذَلِكَ فِي يَوْم الْأَحَد منتصف ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ فَحمل إِلَى خليص فَغسل بهَا وكفن وَصلى عَلَيْهِ وَدفن إِلَى أَن نقل إِلَى مَكَّة فِي السّنة الَّتِي بعْدهَا وَكَانَ وُصُول جثته فِي يَوْم الاحد خَامِس رَجَب وَدفن بالمعلاة وَجعل عَلَيْهِ قبَّة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وَقد جَازَ الْخمسين تَقْرِيبًا وَكَانَ عَاقِلا سيوسا ضخما إِلَى الطول والشقرة أقرب متواضعا ذَا أدب وحشمة ومحبة للْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ ومزيد إِحْسَان وبر لَهُم حَتَّى انه تفقد بعد زَوَال عزه وَقبل خُرُوجه إِلَى مَكَّة كثيرا من الطَّائِفَتَيْنِ بِالْمَالِ الجزيل بل وإلفاته غَالِبا لأستاذه إِلَى الْخَيْر وَالْمَعْرُوف مَعَ الْحِرْص على جمع المَال بطرق يدبرها وَمَعَ مَعْرفَته للْكَلَام الْعَرَبِيّ وسرعته لتأديته بِدُونِ توقف وَلكنه كَانَ يلثغ بعدة حُرُوف وَهُوَ الَّذِي قرب البقاعي وَخَالف غَرَض أستاذه) فِي قصد إبعاده حَتَّى نَالَ وجاهة دنيوية وَلكنه لم يتجر مَعَه فِي جَمِيع مقاصده وَلذَا خاطبه بعد انْقِضَاء ايامه بمكروه كَبِير وَأظْهر التشفي مِنْهُ بذلك بِحَيْثُ ان الْأَمِير قَالَ لقَاضِي مَكَّة البرهاني ابْن ظهيرة انه خيلني من صُحْبَة كل فَقِيه وَنَحْو ذَلِك مِمَّا حَكَاهُ البرهاني، هَذَا مَعَ كَونه فِي أَيَّام عطلته مَشى من بَيته إِلَى الْمَسْجِد الَّذِي فِيهِ البقاعي حَتَّى خلصه من نقيبين اشتكاه بهما بعض الاتراك من جِيرَانه وَوزن لَهما الغرامة من عِنْده بل لما قدم أَوْلَاده الْقَاهِرَة بعد قَتله لم يجِئ للسلام عَلَيْهِم وَلَا عزاهم مَعَ قرب بَيتهمْ مِنْهُ جدا ثمَّ جَاءَهُم بعد مُدَّة وخيلهم من أَمر يحصل بِزَعْمِهِ التَّخَلُّص مِنْهُ بِدفع

قدر كَبِير لبَعض أَتبَاع الظَّاهِر خشقدم قَاصِدا بذلك جر النَّفْع لَهُ ليحظى بِهِ عِنْده وَأبْدى ذَلِك فِي قالب النصح حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ أكبرهم. بردبك الاشرفي إينال. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. بردبك الاشرفي قايتباي / مَاتَ فِي سنة سبع وَتِسْعين. بردبك البجمقدار يَأْتِي قَرِيبا. بردبك التاجي الأشرفي برسباي الأبرص /. تنقلت بِهِ الاحوال حَتَّى ولي امرة عشرَة عَن أركماس الجاموس اليشبكي ثمَّ عين بعد لكشف التُّرَاب بالبهنساوية فَأَقَامَ مُدَّة ثمَّ استعفى مِنْهُمَا جَمِيعًا وَآل أمره إِلَى أَن عَاد لامرة عشرَة، وَقد ولي بِمَكَّة فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق نظر الْحرم وشاد الْعِمَارَة ثمَّ انْفَصل وَعَاد بعد أَن فسخت عَلَيْهِ زَوجته سعادات ابْنة السرباي وَجَرت قلاقل وحوادث وَلَا زَالَ فِي تقهقر وقهر حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الاول سنة خمس وَثَمَانِينَ. بردبك الجمالي الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بالبجمقدار / ترقى حَتَّى صَار فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم مقدما ثمَّ حاجبا كَبِيرا وسافر أَمِير الْحَاج ثمَّ بَاشر المجردين إِلَى جَزِيرَة قبرس حَتَّى سخط عَلَيْهِ لعوده بِدُونِ إِذن فَصَرفهُ عَن الحجوبية وأنفده لنيابة حلب ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة الشَّام بعد برسباي البجاسي ثمَّ كَانَ فِيمَن خرج لدفع سوار فنسب لمواطأته مَعَه حَتَّى خذل عَسْكَر السُّلْطَان، وتخلف هُوَ عِنْده وَجَاء الْخَبَر بذلك فِي أَيَّام الظَّاهِر بلباي فَصَرفهُ عَن النِّيَابَة بخشداشه رَأس نوبَة النوب أزبك عقب مَجِيئه من تجريدة الْعقبَة، وَلم يلبث أَن فَارق بردبك سوارا وسافر قَاصِدا الديار المصرية فَأرْسل إِلَيْهِ بلباي من رَجَعَ بِهِ إِلَى الْقُدس بطالا فَأَقَامَ بِهِ إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الاشرف قايتباي بِرُجُوعِهِ إِلَى الشَّام على نيابتها، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ مسموما فِيمَا قيل اما فِي صفر أَو الَّذِي قبله سنة خمس وَسبعين، وَاسْتقر بعده فِي النِّيَابَة برقوق الظَّاهِرِيّ.) بردبك الخليلي ويلقب قصقا / وَهُوَ بالتركي الْقصير. نَاب بصفد، وَمَات فِي منتصف رَجَب سنة احدى وَعشْرين، وَلم يكن مشكورا. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. بردبك السيفي / أحد مقدمي الألوف بِمصْر. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالطاعون كهلا وَهُوَ وَالِد فَرح. 27 - بردبك طرخان الظَّاهِرِيّ جقمق / أحد العشرات مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى أَو أَوَائِل الَّذِي يَلِيهِ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. 28 - بردبك الظَّاهِرِيّ / أحد مماليك السُّلْطَان وخاصكيته وَيعرف بِاثْنَيْ عشر. مَاتَ بالطاعون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين.

من اسمه برسباي

29 - بردبك العجمي الجكمي / جكم من عوض. تنقل فِي الولايات ثمَّ عمل فِي الايام الاشرفية الحجوبية بحلب ثمَّ فِي أول أَيَّام الظَّاهِر النِّيَابَة بحماة، وَأقَام بهَا إِلَى أَن تنافر مَعَ أَهلهَا وَقتل مِنْهُم جمَاعَة بل وَخرج عَن الطَّاعَة وَآل أمره إِلَى أَن أمسك ثمَّ سجن باسكندرية ثمَّ نقل إِلَى دمياط ثمَّ صَار فِي سنة ثَلَاث وَخمسين أحد المقدمين بِدِمَشْق وَتوجه وَهُوَ كَذَلِك أَمِير الْحَاج الشَّامي فحج ثمَّ عَاد فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي أَوَائِل رَجَب سنة خمس وَخمسين. بردبك قصفا. مضى قَرِيبا. 30 - بردبك المحمدي الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بهجين / عمله استاذه بجمقدارا ثمَّ صَار من بعده اميراخور ثَالِث ثمَّ ثَانِي ثمَّ قدمه الظَّاهِر خشقدم ثمَّ عمل خازندارا بعد شغورها سِنِين ثمَّ حَاجِب الْحجاب ثمَّ نَقله الظَّاهِر تمربغا إِلَى الأخورية الْكُبْرَى ثمَّ الاشرف قايتباي لامرة سلَاح، وسافر فِي التجريدة لقِتَال سوار فَقتل فِي الْوَقْعَة يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَلم تُوجد رمته وَقد قَارب الْخمسين وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ. 31 - بردبك المحمدي الطَّوِيل ابْن عَم الاشرف برسباي. / تَأمر عشرَة وَعمل شاد أوقاف الاشرفية فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَاسْتقر فِي امرته ابْنه شاذبك من صديق وَفِي الشادية قانصوه الطَّوِيل الاشرفي برسباي. بردبك هجين. مضى قَرِيبا. (من اسْمه برسباي) 32 - برسباي بن حَمْزَة الناصري / فَرح. انْتَمَى بعد أستاذه لنوروز الحافظي وَصَارَ من أُمَرَاء دمشق فَلَمَّا خرج نوروز عَن طَاعَة الْمُؤَيد كَانَ مَعَه فَقبض عَلَيْهِ الْمُؤَيد بعد الْقَبْض على مخدومه وحبسه ثمَّ أطلقهُ فِي أَوَاخِر أَيَّامه وَبَقِي فِي تِلْكَ الْبِلَاد إِلَى أَن ولاه الاشرف حجوبية الْحجاب بِدِمَشْق فَأَقَامَ فِيهَا مُدَّة وأثرى وضخم ثمَّ نَقله السُّلْطَان إِلَى نِيَابَة طرابلس بعد قانباي الحمزاوي حِين اسْتَقر فِي حلب ثمَّ إِلَى حلب بعد موت قانباي البهلوان وَلم يلبث أَن مرض فاستعفى وَخرج متوعكا فَمَاتَ فِي أثْنَاء طَرِيق الشَّام فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة احدى وَخمسين. وَكَانَ دينا خيرا عفيفا. 33 - برسباي الاشرفي اينال ثمَّ الظَّاهِرِيّ /. ملكه وصيره خاصكيا دوادارا فضخم حَتَّى كَانَ من القائمين بقتل الدوادار جَانِبك وَلزِمَ من ذَلِك أَنه تجرأ على أستاذه وَاتفقَ هُوَ والاجلاب على قَتله وَوصل لَهُ علم ذَلِك فبادر برسباي إِلَى الاختفاء ثمَّ أمسك وجئ بِهِ إِلَيْهِ فَعَاتَبَهُ ثمَّ ضربه أَزِيد من ألف عَصا ثمَّ وَسطه فِي الحوش فِي تَاسِع صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وشق على كثيرين الْجمع بَين الضَّرْب المهلك ثمَّ التوسيط. 34 - برسباي البجاسي. أَصله من مماليك تنبك البجاسي / نَائِب الشَّام الْخَارِج على الاشرف برسباي بِدِمَشْق فِي سنة سبع وَعشْرين وَقتل بهَا وخدم بعده بِالْقَاهِرَةِ

عِنْد جَانِبك الاشرفي الدوادار الثَّانِي ثمَّ اتَّصل بعد مَوته بأستاذه الْأَشْرَف وَصَارَ فِي آخر أَيَّامه خاصكيا ثمَّ فِي آخر أَيَّام الظَّاهِر ساقيا ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ صَار من رُؤُوس النوب ثمَّ نَائِب اسكندرية ثمَّ تقدم فِي أَيَّام الاشرف اينال بسفارة نَاظر الْخَاص الجمالي مَعَ خدمَة كَثِيرَة ثمَّ تزوج ابْنه بردبك سبطة السُّلْطَان فراج أمره وَولي الحجوبية الْكُبْرَى بعد جَانِبك القرماني ثمَّ الاخورية الْكُبْرَى بعد يُونُس العلائي وَلم يرع مَعَ ذَلِك كُله حَقه فِي وَلَده الْمُؤَيد بل مَال إِلَى الاتابك فَلَمَّا اسْتَقر فِي المملكة لم يحظ عِنْده بل كَانَ ذَلِك سَببا لتأخيره وَلكنه بسفارة قانم التَّاجِر ولاه نِيَابَة طرابلس ثمَّ نِيَابَة الشَّام بعد تنم ببذل فَلم يشْكر لعدم حرمته وَطول مَرضه مَعَ طمعه وبخله وَإِن كَانَ سَاكِنا عَاقِلا يظْهر الْعِبَادَة والعفة مَاتَ بهَا فِي صفر سنة احدى وَسبعين وَقد زَاد على السِّتين وَدفن بزاوية القلندرية من مَقْبرَة الْبَاب الصَّغِير ومستراح مِنْهُ. 35 - برسباي البواب زوج سَرِيَّة الظَّاهِر خشقدم أم وَلَده الْمَنْصُور /. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث) وَتِسْعين بأذنة. برسباي بلاشه. 36 - برسباي التنمي / خشداش السُّلْطَان والمقرب عِنْده وَأَظنهُ الْمَعْرُوف بلاشه مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين. برسباي الخازندار. يَأْتِي قَرِيبا فِي المحمودي. 37 - برسباي الخازندار الاشرفي. / مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين. 38 - برسباي الدقماقي الظَّاهِرِيّ برقوق / الاشرف أَبُو النَّصْر ودقماق الْمَنْسُوب إِلَيْهِ هُوَ نَائِب حماة من عُتَقَاء الظَّاهِر برقوق ابتاعه وَأرْسل بِهِ فِي جملَة تقدمة لأستاذه فأنزله فِي جملَة مماليك الطباق ثمَّ أخرج لَهُ قبل مَوته خيلا وأنزله من الطباق وَقد أعْتقهُ وَاسْتمرّ فِي خدمته ثمَّ خدمَة ابْنه النَّاصِر ثمَّ صَار من أَتبَاع نوروز وَمن قبله كَانَ مَعَ جكم ثمَّ صَار مَعَ شيخ بعد قتل النَّاصِر وَحضر مَعَه إِلَى مصر فولاه نِيَابَة طرابلس ثمَّ غضب مِنْهُ فاعتقله نَائِب دمشق فَلَمَّا دخل ططر الشَّام بعد الْمُؤَيد استصحبه إِلَى الْقَاهِرَة وَقَررهُ دوادارا كَبِيرا فَلَمَّا اسْتَقر ابْنه الصَّالح مُحَمَّد كَانَ نَائِبا عَنهُ فِي التَّكَلُّم مُدَّة أشهر إِلَى أَن اجْتمع الرَّأْي على خلعه وسلطنة صَاحب التَّرْجَمَة وَذَلِكَ فِي ثامن ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وأذعن الْأُمَرَاء والنواب لذَلِك وساس الْملك ونالته السَّعَادَة ودانت لَهُ الْبِلَاد وَأَهْلهَا وخدمته السُّعُود حَتَّى مَاتَ وَفتحت فِي أَيَّامه بِلَاد كَثِيرَة من أَيدي الباغين من غير قتال، وَكَذَا فتحت فِي أَيَّامه قبرس وَأسر ملكهَا ثمَّ فودي بِمَال جزيل حمله إِلَيْهِ وَقرر عَلَيْهِ شَيْئا يحملهُ كل سنة وَأطْلقهُ وَكَانَ الْفَتْح الْمشَار إِلَيْهِ فِي رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ونظم الزين بن الْخَرَّاط فِيهِ قصيدة هائلة أنشدها للسُّلْطَان وخلع عَلَيْهِ حِينَئِذٍ أَولهَا:

(بِشِرَاك يَا ملك المليك الْأَشْرَف ... بفتوح قبرس بالحسام المشرفي) (فتح بِشَهْر الصَّوْم تمّ فياله ... من أشرف فِي أشرف فِي أشرف) (فتح تفتحت السَّمَوَات العلى ... من أَجله بالنصر واللطف الْخَفي) وَخرج فِي رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بعساكره المصرية ثمَّ الشامية وَسَائِر نواب الممالك لطرد عُثْمَان بن قرا بلوك عَن الْبِلَاد حَتَّى وصل إِلَى آمد فنازلها وحاصرها ثمَّ رَجَعَ فَدخل الْقَاهِرَة فِي الْمحرم من الَّتِي تَلِيهَا بعد أَن حلف على بذل الطَّاعَة لَهُ كَمَا شرح مَعَ غَيره فِي محاله، وَاسْتمرّ إِلَى أَن مرض فعهد لِابْنِهِ يُوسُف بالسلطنة فِي رَابِع ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين ولقب بالعزيز وَأَن يكون الأتابكي جقمق نظام المملكة وَأقَام فِي توعكه أَكثر من عشْرين شهرا) إِلَى أَن مَاتَ فِي عصر يَوْم السبت ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة مِنْهَا فَجهز بعد أَن انبرم أَمر الْبيعَة للعزيز، وَصلى عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْقلَّة، تقدم الشَّافِعِي النَّاس ثمَّ دفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء قبل غرُوب الشَّمْس وَكثر ترحم الْعَامَّة عَلَيْهِ، قَالَ المقريزي وَقد أناف على السِّتين وَكَانَت أَيَّام هدوء وَسُكُون إِلَّا أَنه كَانَ لَهُ فِي الشُّح وَالْبخل والطمع مَعَ الْجُبْن والخور وَسُوء الظَّن ومقت الرّعية وَكَثْرَة التلون وَسُرْعَة التقلب فِي الْأُمُور وَقلة الثَّبَات أَخْبَار لم نسْمع بِمِثْلِهَا وَشَمل بِلَاد مصر وَالشَّام فِي أَيَّامه الخراب وَقلت الْأَمْوَال بهَا وافتقر النَّاس وَسَاءَتْ سير الْحُكَّام والولاة مَعَ بُلُوغ آماله ونيل أغراضه وقهر أعاديه وقتلهم بيد غَيره انْتهى. وَله مآثر مِنْهَا الْمدرسَة الهائلة الشهيرة وَكَذَا التربة الَّتِي بهَا الْخطْبَة والتصوف أَيْضا وَغير ذَلِك كالجامع الهائل بخانقاه سرياقوس، وَاتفقَ أَن الْعَيْنِيّ أَخذ فِي إطرائه ومدحه بِأَنَّهُ أحسن للطلبة والقراء وَالْفُقَهَاء بِمَا فاق فِيهِ على من تقدمه حَيْثُ لم يرتبوا للفقهاء كَبِير أَمر فَقَالَ لَهُ السَّبَب فِي ذَلِك أَنهم كَانُوا يوافقونهم على أغراضهم فَلم يسمحوا لَهُم بكبير أَمر وَأما فُقَهَاء زَمَاننَا فهم لأجل كَونهم فِي قبضتنا وطوع أمرنَا نسمح لَهُم بِهَذَا النزر الْيَسِير. قلت وَهَذَا كَانَ إِذْ ذَاك وَإِلَّا فَالْآن مَعَ موافقتهم لَهُم فِي إشاراتهم فضلا عَن عباراتهم لَا يعطونهم شَيْئا بل يتلفتون لما بِأَيْدِيهِم ويحسدونهم على الْيَسِير ويقدمون آحَاد الغرباء مِمَّن لَا نِسْبَة لكبيرهم لكثير مِنْهُم عَلَيْهِم ويتكلفون لاعطائهم مَا لَا يُوجد من هُوَ يُقَارب شَرط الواقفين إِلَيْهِم فانا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون وَلما بنى الْمدرسَة الْمشَار إِلَيْهَا وَاشْترط فِيهَا أَن من غَابَ أَكثر من مُدَّة أشهر الْحَج تخرج وظيفته عَنهُ سعى عِنْده فِي وَظِيفَة بعض المقررين بهَا لكَونه جاور عملا بِمَا شَرطه فَقَالَ أستحيي من الله أَن أعزل

شخصا هُوَ فِي حرم الله ومجاور لبيته، ثمَّ ألحق بِشَرْطِهِ مَا يخرج ذَلِك وَنَحْوه، ومدرسته الْآن فِي سنة خمس وَتِسْعين أحسن الْأَمَاكِن صرفا فَهِيَ مصروفة شهرا بِشَهْر، وَسيرَته تحْتَمل مجلدا أَو نَحوه وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي فِي دون كراسة. 39 - برسباي الشرفي يُونُس الدوادار / أستادار الصُّحْبَة وأمير الْمحمل فِي سنة سبع وَسبعين القادم فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا والمتوجه فِي رَابِع عشر ربيع الأول مِنْهَا رَسُولا عَن السُّلْطَان لمتملك الرّوم يشْكر صَنِيعه فِي معاونة العساكر المصرية وَمَعَهُ إِلَيْهِ هَدَايَا سنية مِنْهَا مصحف بِخَط ياقوت وخيول وجواهر مَعَ تَقْلِيد من الْخَلِيفَة لَهُ فَأَدْرَكته الْمنية وَهُوَ مُتَوَجّه فِي حلب سلخ ربيع الآخر، وَكَانَ من خِيَار أَبنَاء جنسه عَفا الله عَنهُ.) 40 - برسباي قرا الظَّاهِرِيّ جقمق / أَمِير مجْلِس. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَتِسْعين بأذنة وَكَانَ بِالنِّسْبَةِ لكثير مِنْهُم لَا بَأْس بِهِ يتظاهر باكرام الْفُقَهَاء وَالصَّالِحِينَ ويتأدب مَعَهم رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 41 - برسباي كجي الخاصكي القجمدار الأشرفي برسباي / مَاتَ فِي شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين. 42 - برسباي المحمودي الأشرفي برسباي وَيعرف بالخازندار / اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي نَاظرا على أوقافه الْمُتَعَلّقَة بالتربة بعد جَانِبك الْأَشْقَر لاختصاصه بِهِ وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ وَفِيه حشمة مَعَ سوء تصرفه. مَاتَ فِي مستهل رَمَضَان سنة تسعين وَاسْتقر بعده فِي النّظر برسباي أحد مماليك السُّلْطَان وخازنداريته مَعَ التَّكَلُّم على أوقاف الْمَدِينَة. 43 - برسباي المؤيدي شيخ. / صَار خاصكيا فِي الْأَيَّام الأشرفية ثمَّ ساقيا فِي أَيَّام السُّلْطَان ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة بعد موت اينال الكمالي الناصري وَكَانَ عَاقِلا دينا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَخمسين. 44 - برسباي نابش البرك بِمَكَّة، / مَاتَ فِي جُمَادَى الاولى سنة أَربع وَسِتِّينَ. 45 - برسبغا الجلباني. / تقدم فِي أَيَّام النَّاصِر فرج بِوَاسِطَة عبد اللَّطِيف الطواشي وَكَانَ يَخْدمه وَاسْتقر فِي الدويدارية، وَنفي فِي الدولة المؤيدية إِلَى الْقُدس وَكَانَ فصيحا عَارِفًا لَا يظنّ من جَهله إِلَّا أَنه من أَوْلَاد النَّاس. مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ تَرْجمهُ شَيخنَا فِي أنبائه. 46 - برصيغا أحد المقدمين من الظَّاهِرِيَّة برقوق. / كَانَ من خِيَار النَّاس عقلا مِمَّن يحفظ الْقُرْآن وَيقْرَأ مَعَ قراء الجوق. قَتله الْمُؤَيد فِي سنة سبع عشرَة. 47 - برعوث بن بثير الجرشِي / من أَشْرَاف الْمَدِينَة الرفضة الحسينيين تجرأ على الْحُجْرَة الشَّرِيفَة وسرق من قناديلها هُوَ وَغَيره جملَة وَآل أمره أَن شنق بِالْمَدِينَةِ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. 48 - برقوق بن أنص الظَّاهِر أَبُو سعيد الجركسي العثماني / نِسْبَة لجالبه من

جركس الخواجا عُثْمَان ابتاعه مِنْهُ يلبغا الْكَبِير فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة واسْمه حِينَئِذٍ الطنبغا فَسَماهُ لنتوء فِي عَيْنَيْهِ برقوقا وَكَانَ من جملَة مماليكه الْكِتَابِيَّة ثمَّ كَانَ بعد قَتله فِيمَن نفي إِلَى الكرك ثمَّ اتَّصل بمنجك نَائِب الشَّام وَحضر مَعَه إِلَى مصر فاتصل بالأشرف شعْبَان فَلَمَّا قتل ترقى إِلَى إمرة أَرْبَعِينَ وَكَانَ فِي جمَاعَة من إخْوَته فِي خدمَة أيبك البدري ثمَّ لما قَامَ طلقتمر على مخدومهم وَقبض عَلَيْهِ ركب برقوق وبركة وَمن تابعهما عَلَيْهِ وَأَقَامَا طشتمر العلائي بتدبير المملكة أتابكا) واستمروا فِي خدمته إِلَى أَن قَامَ عَلَيْهِ مماليكه فِي أَوَاخِر سنة تسع وَسبعين فآل الْأَمر إِلَى اسْتِقْرَار برقوق وبركة فِي تَدْبِير المملكة بعد الْقَبْض عَلَيْهِ فَلم يلبث أَن اخْتلفَا وتباينت أغراضهما وَكَانَ برقوق قد سكن الاسطبل السلطاني فَأول شَيْء صنعه أَن قبض على ثَلَاثَة من أكَابِر الْأُمَرَاء مِمَّن كَانَ فِي أَتبَاع بركَة فَبَلغهُ ذَلِك فَركب على برقوق ودام الْحَرْب بَينهمَا أَيَّامًا إِلَى أَن قبض على بركَة وسجن باسكندرية وَانْفَرَدَ برقوق بِالتَّدْبِيرِ مَعَ تَدْبيره سرا الْأَمر لنَفسِهِ اسْتِقْلَالا إِلَى أَن دخل رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ فَجَلَسَ حِينَئِذٍ وَذَلِكَ فِي ثامن عشره على تخت الْملك ولقب بِالظَّاهِرِ وَبَايَعَهُ الْخَلِيفَة والقضاة والأمراء فَمن دونهم، وخلعوا الصَّالح حاجي بن الْأَشْرَف وَأدْخل بِهِ إِلَى دور أَهله بالقلعة فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِك بِمدَّة خرج يلبغا الناصري وَاجْتمعَ إِلَيْهِ نواب الْبِلَاد كلهَا وانضم إِلَيْهِ منطاش وَكَانَ أَمِير ملطية وَمَعَهُ جمع كثير من التركمان فَجهز لَهُم الظَّاهِر عسكرا بعد آخر فانكسروا فَلَمَّا قرب الناصري من الْقَاهِرَة تسلل الْأُمَرَاء إِلَيْهِ إِلَى أَن لم يبْق عِنْد الظَّاهِر الا الْقَلِيل فتغيب حِينَئِذٍ واختفى فِي دَار بِقرب الْمدرسَة الشيخونية ظَاهر الْقَاهِرَة فاستولى الناصري وَمن مَعَه على المملكة وأعيد حاجي ولقب الْمَنْصُور وَاسْتقر الناصري أتابكا عِنْده وَأَرَادَ منطاش قتل برقوق فَلم يُوَافقهُ الناصري بل شيعه إِلَى الكرك فسجنه بهَا ثمَّ لم يلبث أَن ثار منطاش على الناصري فحاربه إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ وسجنه باسكندرية واستقل منطاش بِالتَّدْبِيرِ وَكَانَ أهوج فَلم يَنْتَظِم لَهُ أَمر وَانْقَضَت عَلَيْهِ الاطراف فَجمع العساكر وَخرج إِلَى جِهَة الشَّام فاتفق خُرُوج الظَّاهِر من الكرك وانضم إِلَيْهِ جمع قَلِيل فَالْتَقوا فِي شقحب بمنطاش فَقدر أَنه انْكَسَرَ وَانْهَزَمَ إِلَى جِهَة الشَّام وَاسْتولى الظَّاهِر على جَمِيع الانفال وَفِيهِمْ الْخَلِيفَة والقضاة وأتباعهم فساقهم إِلَى الْقَاهِرَة وصادف خُرُوج المستخفين من مماليكه بقلعة الْجَبَل وقوتهم على نَائِب الْغَيْبَة فَدخل الظَّاهِر فاستقرت قدمه بالقلعة وَأعَاد ابْن الاشرف إِلَى مَكَانَهُ من دور أَهله كل ذَلِك فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين ثمَّ جمع العساكر

وَتوجه إِلَى الشَّام فحصرها فِي شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا وهرع إِلَيْهِ الامراء وتعصب الشاميون لمنطاش فَمَا أَفَادَ بل انهزم منطاش بعد أَن دَامَت الْحَرْب بَينهمَا مُدَّة وَوصل فِي تِلْكَ السّنة إِلَى حلب وَقرر أَمر الْبِلَاد ونوابها وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة فِي الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين، وَاسْتقر قدمه فِي المملكة حَتَّى مَاتَ على فرَاشه فِي لَيْلَة نصف شَوَّال سنة احدى بعد أَن عهد بالسلطنة لوَلَده فرج وَله يَوْمئِذٍ تسع سِنِين لِأَنَّهُ ولد عِنْد خُرُوجه من الكرك وَلذَا سَمَّاهُ فرجا واستخلف القَاضِي) الشَّافِعِي الْخَلِيفَة وَجَمِيع الامراء وخلع عَلَيْهِ وَيُقَال انه بلغ سِتِّينَ سنة وَكَانَت مُدَّة استقلاله بِأُمُور المملكة من غير مشارك تسع عشرَة سنة وأشهرا، وَمُدَّة سلطنته فِي الْمَرَّتَيْنِ سِتّ عشرَة سنة وَنَحْو نصف سنة، وَمن آثاره الْمدرسَة الفائقة بَين القصرين لم يتَقَدَّم بِنَاء مثلهَا فِي الْقَاهِرَة وسلك فِي تَرْتِيب من قَرَّرَهُ فِيهَا مَسْلَك شيخون فِي مدرسته قرر فِيهَا أَرْبَعَة من الْمذَاهب وَشَيخ تَفْسِير وَشَيخ اقراء وَشَيخ حَدِيث وَشَيخ ميعاد بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَغير ذَلِك وحبب الشَّرِيعَة وانتفع بِهِ المسافرون كثيرا وأماكن بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَبَعض المواليد وقبة عَرَفَة وَغير ذَلِك بِهِ وبالمدينة النَّبَوِيَّة وأبطل ضَمَان المغاني بعدة بِلَاد مِنْهَا منية بني خصيب والكرك والشوبك وَكَانَ الاشرف أبْطلهُ من الديار المصرية ومكس الْقَمْح بعدة بِلَاد أَيْضا وَكَذَا أبطل مَا كَانَ يُؤْخَذ من أهل البرلس وَمَا حولهَا وَهُوَ فِي السّنة سِتُّونَ ألفا وعَلى الْقَمْح بدمياط وعَلى الفراريج بالغربية وعَلى الْملح بعنتاب وعَلى الدَّقِيق بالبيرة وعَلى الدريس والحلفا بِبَاب النَّصْر، وَكَانَ شهما شجاعا ذكيا خَبِيرا بالامور إِلَّا أَنه كَانَ طماعا جدا لَا يقدم على جمع المَال شَيْئا وَلَقَد أفسد أُمُور المملكة بِأخذ الْبَدَل على الولايات حَتَّى وَظِيفَة الْقَضَاء والامور الدِّينِيَّة وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت كَبِير اللِّحْيَة وَاسع الْعَينَيْنِ عَارِفًا بالفروسية خُصُوصا اللّعب بِالرُّمْحِ يحب الْفُقَرَاء ويتواضع لَهُم وَيتَصَدَّق كثيرا وَلَا سِيمَا إِذا مرض. وَقد تَرْجمهُ الفاسي فِي مَكَّة قَالَ وَله سيرة طَوِيلَة جمعهَا بعض أهل الْعَصْر فِي مُجَلد. قلت قد جمعهَا ابْن دقماق ثمَّ الْعَيْنِيّ، وَذكره المقريزي فِي عقوده وبيض لَهُ وَأَنه أول مُلُوك الجراكسة. 49 - برقوق الظَّاهِرِيّ جقمق. / كَانَ من خَواص السقاة ثمَّ تَأمر فِي الايام الاينالية ورقاه الظَّاهِر خشقدم وَصَارَ أحد المقدمين وجدد تربة بِبَاب القرافة وَعمل فِيهَا صوفية شيخهم ابْن السُّيُوطِيّ بسفارة الْموقع أبي الطّيب السُّيُوطِيّ وَلم يلبث أَن ولي نِيَابَة الشَّام بعد برسباي البجاسي. وَمَات وَهُوَ مَعَ الْعَسْكَر بحلب فِي شَوَّال سنة سبع وَسبعين وَاسْتقر بعده فِي النِّيَابَة جَانِبك قلقسين وأنجب ولدا ذكيا اسْمه عليباي.

من اسمه بركات

(من اسْمه بَرَكَات) 50 - بَرَكَات بن حسن بن عجلَان بن رميثة السَّيِّد زين الدّين أَبُو زُهَيْر بن الْبَدْر أبي الْمَعَالِي الحسني الْمَكِّيّ. / ولد سنة احدى وَثَمَانمِائَة وَقيل فِي الَّتِي بعْدهَا بالحشافة بِضَم الْمُهْملَة وَتَشْديد الْمُعْجَمَة ثمَّ فَاء بِالْقربِ من جدة. وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا باستدعاء الْجمال بن مُوسَى الْبُرْهَان بن صديق والزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين الْعِرَاقِيّ وَابْنه والهيثمي والشهاب بن حجي والشهاب الحسباني وَالْجمال بن الشرايحي وَالْجمال بن ظهيرة وَالْمجد اللّغَوِيّ والفرسيسي وَغَيرهم وَقَرَأَ الْقُرْآن وَكتب الْخط الْحسن، وَنَشَأ شرِيف الهمة سني الافعال جميل الاخلاق فأشركه وَالِده مَعَه فِي امرة مَكَّة بِولَايَة من السُّلْطَان وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة اَوْ فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ جعله شَرِيكا لِأَخِيهِ أَحْمد فِي سنة احدى عشرَة حَيْثُ صَار والدهما نَائِب السلطنة بالأقطار الحجازية ثمَّ عزلا فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ أعيدها فِي أواخرها واستمرا إِلَى سنة ثَمَانِي عشرَة فعزلا بالسيد رميثة بن مُحَمَّد بن عجلَان ثمَّ عزل بوالدهما فِي الَّتِي تَلِيهَا وَصَارَ فِي سنة عشْرين يُنَوّه بولده هَذَا وَيَقُول لبني حسن هُوَ سلطانكم، فَلَمَّا كَانَ فِي الَّتِي تَلِيهَا تخلي عَن الامرة لَهُ بِانْفِرَادِهِ ثمَّ لما بلغه موت الْمُؤَيد رام أَن يُشْرك مَعَه أَخُوهُ ابراهيم فَلم يتهيأ لَهُ ثمَّ عزل عَنْهَا فِي أثْنَاء سنة سبع وَعشْرين بالسيد عَليّ بن عنان وَدخل الْبَدْر حسن الْقَاهِرَة فوليها وقدرت وَفَاته بهَا فِي جُمَادَى الاولى سنة تسع وَعشْرين وَجَاء الْخَبَر لمَكَّة فارتحل صَاحب التَّرْجَمَة إِلَى الْقَاهِرَة وَالْتزم للسُّلْطَان بِمَا كَانَ وَالِده الْتزم بِهِ وَمن جملَته عشرَة آلَاف دِينَار فِي كل سنة على ان مَا جرت بِهِ الْعَادة من مكس جدة يكون لَهُ دون مَا تَجدهُ من مراكب الهنود فانه للسُّلْطَان خَاصَّة فوليها فِي أواخرها بمفرده فحسنت سيرته وَعم النَّاس فِي أَيَّامه الْأَمْن والرخاء فَلَمَّا مَاتَ الْأَشْرَف وَاسْتقر الظَّاهِر طلبه فتوقف لكَونه كَانَ حِين حج فِي حُدُود سنة سبع وَثَلَاثِينَ جرت لَهُ مَعَه قَضِيَّة نقمها عَلَيْهِ فَامْتنعَ من الْقدوم عَلَيْهِ خوفًا مِنْهُ فرام ولَايَة أَخِيه السَّيِّد عَليّ وَكَانَ إِذْ ذَاك بِالْقَاهِرَةِ فَمَا وَافقه من يعْتَمد عَلَيْهِ من أهل دولته على ذَلِك فأمهل يَسِيرا ثمَّ ولاه وَذَلِكَ فِي أثْنَاء سنة خمس وَأَرْبَعين، وَصرف هَذَا ثمَّ أُعِيد فِي سنة خمسين لما طلب وَلَده إِلَى الْقَاهِرَة فِي الْعشْر الاول من ربيع الاول مِنْهَا واستدعاه السُّلْطَان للقدوم عَلَيْهِ فَمَا خَالف، وَقدم الْقَاهِرَة فِي مستهل شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا فَنزل السُّلْطَان للقائه وَبَالغ فِي إكرامه حَسْبَمَا ذكر فِي مَحَله من الْحَوَادِث ثمَّ رَجَعَ فِي عاشره. وَقد رأى من) الْعِزّ مَا لم يسْبقهُ إِلَيْهِ أحد من أَهله وَذَلِكَ بعد أَن اجْتمعت بِهِ وَأخذت عَنهُ عَن بعض شُيُوخه بالاجازة شَيْئا وَسمعت من نظمه مَا أثبت فِي معجمي مِمَّا اختير

مِنْهُ عدَّة أَبْيَات، وَكَانَ شهما عَارِفًا بالامور فِيهِ خير كثير وَاحْتِمَال زَائِد وحياء ومروءة طائلة مَعَ حسن الشكالة والسياسة والشجاعة المفرطة والسكينة وَالْوَقار والثروة الزَّائِدَة وَله بِمَكَّة مآثر وَقرب نافعة. مَاتَ فِي شعْبَان سنة تسع وَخمسين بِأَرْض خَالِد من وَادي مر من أَعمال مَكَّة وَحمل فِي سَرِير على أَعْنَاق الرِّجَال حَتَّى دخلُوا بِهِ مَكَّة من أَسْفَلهَا من ثنية كدا بِضَم الْكَاف من بَاب الشبيكة فَغسل بمنزله وكفن وطيف بِهِ حول الْكَعْبَة سبعا وَصلى عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة بِالْقربِ من قبَّة جده وَبنى أَيْضا عَلَيْهِ قبَّة وَإِلَى جَانبهَا سَبِيل وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم إِلَى الْغَايَة رَحمَه الله وَبَارك فِي حَيَاة وَلَده. 51 - بَرَكَات بن حسن الْمرْجَانِي الاصل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة وَقَرَأَ عَليّ أربعي النَّوَوِيّ وَالْبَعْض من مُسلم. 52 - بَرَكَات بن حُسَيْن بن حسن الشِّيرَازِيّ الاصل الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن الفتحي شَقِيق مُحَمَّد وَأحمد / الْمَذْكُورين وَهُوَ أَصْغَر الثَّلَاثَة. ولد فِي سنة تسع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَكَانَ مِمَّن سمع مني بهَا وبالقاهرة وَقد قدمهَا مَعَ أَبِيه وبمفرده. وَنزل عِنْد الأتابك واسْمه اسمعيل وَسَيَأْتِي فِي الكنى. 53 - بَرَكَات بن سَلامَة بن عوض الطنبداوي ثمَّ الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة سبع وَسِتِّينَ وَكَانَ عطارا بِبَاب السَّلَام ثمَّ ترك. 54 - بَرَكَات بن التقي عبد الرَّحْمَن بن يحيى العساسي السمنودي أَخُو الْفَاضِل الشَّمْس مُحَمَّد / الْآتِي وَهَذَا أَصْغَر وَأبْعد عَن الاسْتقَامَة وَالْخَيْر بِحَيْثُ تَعب أَبوهُ وَأَخُوهُ من قبله. وَهُوَ مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 55 - بَرَكَات بن مُحَمَّد بن بَرَكَات بن حسن بن عجلَان بن رميثة السَّيِّد زين الدّين بن الْجمال الحسني الْمَكِّيّ / أجل بني أَبِيه وأقربهم إِلَى خِلَافَته. ولد فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة إِمَّا فِي ربيع أَو بعده وَأمه شريفة من بني حسن وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَمَعَهُ قَاضِي مَكَّة البرهاني فَأكْرم السُّلْطَان فَمن دونه موردهما بعد خدمَة طائلة من أَبِيه وَغَيره وأشركه مَعَ أَبِيه وَرجع متزايد الْعِزّ، وَاسْتمرّ يتزايد فِي الترقي حَتَّى صَار مرجعا فِي حل الْأُمُور. وَرُبمَا سَافر لدفع الْعَدو وَيرجع مَسْرُورا محبورا. وَقد رَأَيْته غير مرّة وَمِنْهَا فِي زيارتي سنة ثَمَان وَتِسْعين) وقصدني بِمَجْلِس جلوسي فَسلم عَليّ بأدب وَسُكُون وَكَانَ مَعَه حِينَئِذٍ عجلَان وَأَبُو الْقَاسِم وَعلي من بنيه جملهم الله بحياته وحياة أَبِيه.

56 - بَرَكَات بن مُحَمَّد بن مُحرز الجزيري. / مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. ذكره ابْن عزم هَكَذَا. 57 - بَرَكَات بن مُحَمَّد بن يُوسُف الشَّامي الْمدنِي سبط ابْن عبد الْعَزِيز / أحد شُهُود الْحرم. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 58 - بَرَكَات بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن حسن الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ وجده. ولد بعد السِّتين وَثَمَانمِائَة. 59 - بَرَكَات بن يُوسُف بن أبي البركات. / 60 - بَرَكَات ابْن أُخْت السَّيِّد حسن دوادار المزرة / عِنْد الكريمي بن كَاتب المناخات. نَشأ فِي الرسلية عِنْد الْعَلَاء بن الأهناسي حِين بردداريته واختص بخدمته وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ من أكبر المرافعين هُوَ وَزَوجته فِيهِ ثمَّ خدم عِنْد الشّرف الانصاري ثمَّ عِنْد ابْن مزهر، ثمَّ عمل برد دَارا عِنْد ابْن عبد الباسط حِين استقراره فِي الجوالي، وَآخر أمره اسْتَقر بعد اختفاء عبد الحفيظ فِي برددارية الْمُفْرد. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ غير مأسوف عَلَيْهِ. 61 - بركوت شهَاب الدّين عَتيق سعيد المكيني عَتيق مكين الدّين اليمني. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ حَبَشِيًّا صافي اللين حسن الْخلق كثير الافضال محبا فِي أهل الْعلم وَأهل الْخَيْر كثير الْبر لَهُم والتلطف بهم لَقِي حظا عَظِيما من الدّين وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال وَبني بعدن أَمَاكِن عديدة ثمَّ تحول إِلَى مَكَّة فسكنها وَبنى بهَا دَارا عَظِيمَة وصاهر إِلَى بَيت الْمحلى التَّاجِر فنكح ابْنَته آمِنَة واستولدها، وَكَانَ كثير التَّزْوِيج وَالْأَوْلَاد بِحَيْثُ مَاتَ لَهُ فِي حَيَاته أَكثر من خمسين ولدا. وَمَا مَاتَ حَتَّى تضعضع حَاله وَذَلِكَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاثِينَ بعدن وَله نَحْو السِّتين وَدفن بالقطيع وَمن مآثره بطرِيق انس سَبِيل وحوض للبهائم رَحمَه الله. 62 - برند قيل إِنَّه مغربي وَإنَّهُ كَانَ نجاما بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة علوي وعظيم هُنَاكَ وَصَارَ من الْأَعْيَان وَقيل بل مكي أَو مدنِي / تمكن من تيمورلنك تمَكنا زَائِدا وتحكم فِي غَالب مَا استولى عَلَيْهِ أحد عِنْده بِحَيْثُ أقطعه أَمَاكِن من ممالك خُرَاسَان استمرت فِي عقبه وَقدم مَعَه دمشق ذكره المقريزي مطولا وكتبته هُنَا، وَإِلَّا فَهُوَ لم يعين وَقت وَفَاته. 63 - برهَان بن الشَّيْخ عبد الْكَرِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الانصاري الْحَضْرَمِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ أَخُو يس / الْآتِي وأبوهما. مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث) وَثَمَانِينَ وَدفن عِنْد وَالِده بالشبيكة من أَسْفَل مَكَّة. 64 - بُرْهَة بن عبد الله الْهِنْدِيّ. / سمع مني بِمَكَّة.

65 - بِسَاط بن مبارك بن مُحَمَّد بن عاطف بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين. 66 - بسطَام العجمي الخواجا نزيل مَكَّة. / مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانِينَ. 67 - بشباي رَأس نوبَة كَبِير وَهُوَ تَخْفيف من باشباي. / مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى عشرَة وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر ثمَّ صلى عَلَيْهِ السُّلْطَان بمصلى المؤمني وَدفن فِي القرافة، وَأَظنهُ صَاحب الخان بِالْقربِ من المشهد الْحُسَيْنِي. 68 - بشير الحبشي الأميني فَتى الْأمين الطرابلسي / ولد تَقْرِيبًا فِي عشر التسعين وَسَبْعمائة وَقدم مَعَ مَوْلَاهُ مُحَمَّد بن سُوَيْد الْحلَبِي وَهُوَ دون الْبلُوغ فَأَقَامَ عِنْده يَسِيرا ثمَّ اشْتَرَاهُ مِنْهُ الامين الطرابلسي الْحَنَفِيّ فخدمه وربى أَوْلَاده وَسمع مَعَهم عَليّ الشّرف بن الكويك وَقَرَأَ يَسِيرا من الْقُرْآن وَأعْتقهُ سَيّده سنة وَفَاته فتعاني التِّجَارَة فِي السكر وَغَيره وَدخل الْيمن وَحج كثيرا وجاور وَتردد إِلَى دمياط مرَارًا ثمَّ قطنها مختفيا من دُيُون تراكمت عَلَيْهِ ولقيته بهَا فَقَرَأت عَلَيْهِ جُزْءا. وَمَات بهَا فِي الطَّاعُون سنة أَربع وَسِتِّينَ بعد أَن اخْتَلَّ قَلِيلا لتقدم موت أَهله وبنيه عوضه الله خيرا. 69 - بشير الحبشي النويري / أحد الفراشين بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين بِمَكَّة. 70 - بشير الحبشي ثمَّ القاهري مولى الخواجا يَعْقُوب كرت وَالِد أبي بكر سبط الحلاوي، / حفظ الْقُرْآن والتنبيه واشتغل بالقراآت فَجمع للسبع بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين على الشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني وللأربعة عشر بهَا أَيْضا فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين عَليّ الزين بن عَيَّاش رَفِيقًا للشمس بن الحمصاني بل وَأخذ قبل ذَلِك أَيْضا عَن ابْن الْجَزرِي حِين قدومه الْقَاهِرَة وَأخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن القاياتي والونائي وانتفع بمرافقة الوروري والدماطي فِي الِاشْتِغَال وَأخذ فِي الْفَرَائِض والحساب عَن ابْن الْمجد وَصَحب فِي ذَلِك أَيْضا أَبَا الْجُود وتسلك بالشيخ مُحَمَّد الفوي وَكَانَ قَائِما بِأَكْثَرَ كلفه وَأَسْكَنَهُ عِنْده بل وارتحل لشيخه الادكاوي بهَا فَأخذ عَنهُ وتلقن مِنْهُ الذّكر واغتبط الشَّيْخ بِهِ وَتردد إِلَى الشَّيْخ ابْن الصَّائِغ الْمكتب فِي الْكِتَابَة يَسِيرا وَصَارَ يكْتب الْمَنْسُوب) وَأَقْبل على الْعِبَادَة صياما وقياما وتلاوة وَبرا للْفُقَرَاء واحسانا اليهم واغتباطا بِصُحْبَة الصَّالِحين بِحَيْثُ عد مِنْهُم وَذكر بالاوصاف الجزيلة والكرامات العديدة كل ذَلِك مَعَ السّكُون وَالْوَقار والانجماع على أَنْوَاع الطَّاعَات واستحضار لكثير من الْفِقْه وَغَيره. وتعاني التِّجَارَة فأثرى وَتزَوج زَوْجَة سَيّده بعده وَحج غير مرّة وجاور وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَرجع وَهُوَ متوعك فَلم يلبث أَن

مَاتَ مطعونا فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ وَقد جَازَ السِّتين وَدفن بتربة الحلاوي وَالِد زَوجته ظَاهر الرَّوْضَة. وَأوصى بميراث ووقف كتبا وَقد رَأَيْته وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله. 71 - بشير سعد الدّين التنمي الطواشي / اسْتَقر فِي مشيخة الخدام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة بعد فَيْرُوز الركني الْمَطْلُوب إِلَى الْقَاهِرَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمَات فِي آخر سنة أَرْبَعِينَ وَهُوَ مُتَوَجّه لمَكَّة وَدفن ببدر وَاسْتقر عوضه الولوي بن قَاسم سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَكَأَنَّهُ صرف قبل مَوته. 72 - بطان الوتاد. / جرده ابْن عزم هَكَذَا. 73 - بطيخ بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم النصيح الْعمريّ / أحد القواد بِمَكَّة مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخمسين بجدة وَحمل لمَكَّة فَدفن بهَا وَكَانَ من أَعْيَان القواد ومشموليهم مِمَّن عشرته بِخَمْسَة عشر. 74 - بغا الحسني / نَائِب حمص، أرخه المقريزي فِي سنة احدى. 75 - بقر بن رَاشد بن احْمَد شيخ عرب الشرقية وَابْن أخي بيبرس. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَسبعين بعد ضربه ضربا مبرحا مرّة بعد أُخْرَى. 76 - بك بلاط الاشرفي إينال / نفي بعد أستاذه إِلَى طرابلس على امرة بهَا إِلَى أَن قتل فِي وقْعَة سوار فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين شَابًّا، وَبِك هُوَ الْأَمِير. 77 - بكتمر بن عبد الله السَّعْدِيّ مَمْلُوك سعد الدّين بن غراب / تربى عِنْده صَغِيرا وَتعلم الْكِتَابَة وَالْقُرْآن وَكَانَ فصيحا ذكيا ترقى إِلَى أَن سَفَره السُّلْطَان إِلَى صَاحب الْيمن ثمَّ عَاد فتأمر وَتقدم وَكَانَ فَاضلا شجاعا عَارِفًا بالأمور ورعا يخَاف الله. مَاتَ فِي ربيع الاول سنة احدى وَثَلَاثِينَ، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه ثمَّ المقريزي فِي عقوده وأرخه فِي ربيع الآخر وَأثْنى عَلَيْهِ بالديانة والصيانة والشجاعة والفروسية وَشَيْء من الْفِقْه وَأَنه صَحبه سفرا وحضرا. 78 - بكتمر جلق / نَائِب طرابلس ودمشق. مَاتَ سنة خمس عشرَة.) 79 - بكلمش بن عبد الله السيفي اينال باي قجماس، / سمع عَليّ الغماري فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بعض البُخَارِيّ وَحدث رَفِيقًا لشَيْخِنَا الشَّيْخ رضوَان بِبَعْض ذَلِك، سمع عَلَيْهِمَا التقي القلقشندي وَآخَرُونَ كالبقاعي. 80 - بكلمش العلائي / أحد الامراء الْكِبَار. مَاتَ بالقدس بطالا فِي صفر سنة احدى وَكَانَ من جمَاعَة الظَّاهِر برقوق وَتقدم فِي الدولة كثيرا قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ عَتيق بعض الْجند ثمَّ انْتَمَى لطيبغا الطَّوِيل فَقيل لَهُ العلائي قَالَ وَكَانَ

مقداما جسورا عِنْده نوع كبر وعسف مَعَ أَنه كَانَ شجاعا شهما مهيبا وعقيدته صَحِيحَة وَيُحب الْعلمَاء وَيجْلس إِلَيْهِم ويذاكر بمسائل ويتعصب للحنفية جدا. 81 - بكير / شيخ، لعوام النَّاس فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير لاندراجه عِنْدهم فِي المجاذيب بل سَمِعت عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ وأخيه أَنَّهُمَا مِمَّن كَانَ يَعْتَقِدهُ وَرُبمَا حضر ميعادهما وَقد رَأَيْته كثيرا وَكَانَ يكثر الْوُقُوف بالطرقات. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَدفن فِي زَاوِيَة بسويقة صَفِيَّة. 82 - بلاط بن عبد الله القجماسي سيف الدّين / أَمِير مجْلِس، سمع على الغماري فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بعض البُخَارِيّ وَأثبت البقاعي اسْمه فِي شُيُوخه. مَاتَ فِي. 83 - بلاط السَّعْدِيّ، / كَانَ طبلخاناه فِي أَيَّام الظَّاهِر برقوق وَجَرت عَلَيْهِ أُمُور كَثِيرَة إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الاولى سنة ثَمَان وَهُوَ بطال. ذكره الْعَيْنِيّ. 84 - بلاط / أحد المقدمين كَانَ من الْفجار المفسدين الْجَاهِلين بِأُمُور الدّين فَغَضب عَلَيْهِ السُّلْطَان وحبسه باسكندرية ثمَّ أخرجه مِنْهَا إِلَى دمياط فَقتل فِي الطَّرِيق فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة. ذكره الْعَيْنِيّ أَيْضا. بلاط تقدم قَرِيبا فِي بك بلاط. 85 - بِلَال الحبشي الْعِمَادِيّ الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ فَتى الْعِمَاد اسماعيل بن خَلِيل الاعزازي ثمَّ الْحلَبِي. / ولد فِي حُدُود سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع عَليّ ابْن صديق غَالب الصَّحِيح وَحدث بِهِ سَمعه عَلَيْهِ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ الثلاثيات وَغَيرهَا، وَكَانَ سَاكِنا متقنا للكتابة على طَريقَة الْعَجم بِحَيْثُ لم تكن تعجبه كِتَابَة غَيره من الْمَوْجُودين تعاني علم الْحَرْف واشتغل بالكيمياء مَعَ إلمامه بالتصوف ومحبة فِي الْفُقَرَاء وَالْخلْوَة وأقرأ فِي ابْتِدَاء أمره مماليك النَّاصِر فرج وَلذَا كَانَ ماهرا بِاللِّسَانِ التركي ثمَّ ولي النقابة لقَاضِي الْحَنَابِلَة بحلب ثمَّ لقَاضِي الشَّافِعِيَّة أَيْضا ثمَّ أعرض عَن ذَلِك كُله، وقطن الْقَاهِرَة وَصَحب جمعا من الاكابر وانتفع بِهِ جمَاعَة من المماليك) فِي الْكِتَابَة وَتردد للجمالي نَاظر الْخَاص ثمَّ الاتابك أزبك الظَّاهِرِيّ، وَتقدم فِي السن وشاخ. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ وَسبعين وَشهد الاتابك وَغَيره من الامراء الصَّلَاة عَلَيْهِ بِجَامِع الازهر عَفا الله عَنهُ. 86 - بِلَال فَتى الْمسند عبد الرَّحْمَن بن عمر القبابي الْقُدسِي. / سمع على سَيّده وَمَات فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسِتِّينَ وَدفن عِنْد سَيّده بِبَاب الرَّحْمَة رَحمَه الله. 87 - بِلَال السروي بِفَتْح الْمُهْمَلَتَيْنِ وَكسر الْوَاو الْحِجَازِي / شيخ صَالح معمر زاهد. ولد بِبِلَاد الطَّائِف سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ثمَّ انْتقل وَهُوَ ابْن خمس سِنِين إِلَى دمياط وَاسْتمرّ يتَرَدَّد فِي الْبِلَاد مَا بَين دمياط واسكندرية والقدس

وَغَيرهَا ويواظب الْحَج لقِيه القلقشندي والبقاعي والسنباطي فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين بالأشرفية من مَدِينَة الخانقاه وَأثْنى النَّاس عَلَيْهِ وَكَاد أَن يدعى فِيهِ أمرا عَظِيما فَالله أعلم بِحَقِيقَة أمره وأرخ وَفَاته بِالْقَاهِرَةِ سنة تسع وَأَرْبَعين على مَا بلغه وَأَنه زَاد على الْمِائَة 88 - بِلَال / رجل صَالح مُعْتَقد يُؤَدب الْأَطْفَال بالجملون الْعَتِيق. مَاتَ فِي سلخ ربيع الأول سنة احدى وَخمسين. 89 - بلبان الزيني عبد الباسط. / سمر ثمَّ وسط فِي ربيع الثَّانِي سنة سبع وَخمسين. 90 - بلبان الدمرداشي أَخُو حَمْزَة بن مُحَمَّد الْمَدْعُو طوغان / الْآتِي وَهَذَا الاكبر واسْمه عَليّ، مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن ظَاهرا بل قَالَ إِنَّه جوده فِي مجاورته بِمَكَّة فانه حج وجاور غير مرّة وجود الْكِتَابَة بهَا وبالقاهرة، واشتغل بِعلم الْهَيْئَة وَلزِمَ التَّرَدُّد لجانبك الجداوي وَلذَا أخرج الظَّاهِر خشقدم أقطاعه بعد قَتله فَلَمَّا اسْتَقر تمربغا أَعَادَهُ بل عمله خاصكيا ثمَّ لما امتحن أَخُوهُ كَمَا ستأتي الاشارة إِلَيْهِ فِي أَيَّام الْأَشْرَف محى اسْمه ثمَّ عمله فِي سنة خمس وَتِسْعين ساقيا وَكَانَ أَيْضا مِمَّن انْتَمَى لخشقدم الزِّمَام وقتا فِي استدارية الْوَجْهَيْنِ القبلي والبحري، وسافر فِي عدَّة تجاريد وَسمع مني أَشْيَاء وَكَانَ أحد الراكزين بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَالَّتِي بعْدهَا وَنعم الرجل. 91 - بلبان المحمودي / حَاجِب الْحجاب بِدِمَشْق. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ. 92 - بهادر بن عبد الله الأرمني ثمَّ الدِّمَشْقِي السندي بِفَتْح الْمُهْملَة وَالنُّون / عَتيق ابْن سَنَد. سمع مَعَ مَوْلَاهُ من أبي الْعَبَّاس المرداوي وَابْن قيم الضيائية وَأحمد ابْن مُحَمَّد بن أبي الزهر الغشولي وَزَيْنَب ابْنة قَاسم الدبابيسي فِي آخَرين. قَالَ شَيخنَا قَرَأت عَلَيْهِ بِدِمَشْق كتاب الصِّفَات) للدارقطني وَغَيرهَا وَمَات بهَا فِي شَوَّال سنة عشر مقتولا. 93 - بهادر بن عبد الله الْأَمِير بهاء الدّين التركي المجاهدي الْمَعْرُوف بالشمشي، / مَاتَ فِي سنة ثَمَان عشرَة. 94 - بهادر بن عبد الله الشهابي الطواشي / مقدم المماليك. كَانَ ليلبغا وَولي التقدمة من قبل سلطنة الظَّاهِر إِلَى أَن مَاتَ وَخرج من تَحت يَده خلق كَثِيرُونَ من أكَابِر الْأُمَرَاء من آخِرهم شيخ المحمودي الْمُؤَيد. وَكَانَ مُحْتَرما كثير المَال محبا فِي جمعه. مَاتَ فِي سَابِع عشري رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ بِالْقَاهِرَةِ وَقد هرم، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 95 - بهادر العثماني / نَائِب البيرة، مِمَّن قتل مَعَ ايتمش فِي سنة اثْنَتَيْنِ. 96 - بهْرَام بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن عمر بن عوض بن عمر التَّاج أَبُو الْبَقَاء السّلمِيّ الدَّمِيرِيّ القاهري الْمَالِكِي. / ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وتفقه بالشرف الرهوني وَأخذ عَن الشَّيْخ خَلِيل وَغَيره وَسمع على الْبَيَانِي

وَجَمَاعَة فَقَرَأت بِخَطِّهِ أَنه سمع مجَالِس من البُخَارِيّ على أبي الْحرم القلانسي وجميعه على الْجمال التركماني الْحَنَفِيّ وَالسّنَن لأبي دَاوُد على الشَّيْخ خَلِيل بِمَكَّة فِي سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة وَالتِّرْمِذِيّ على الْجمال بن خير والشفا على الشَّمْس الْبَيَانِي فِي آخَرين كالعفيف اليافعي، وَفضل فِي مذْهبه وبرع وَأفْتى ودرس بالشيخونية وَغَيرهَا وناب فِي الْقَضَاء عَن الاخنائي وَالْجمال الْبِسَاطِيّ وَابْن خير ثمَّ بعد مَوته اشْتغل بِهِ وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة احدى وَتِسْعين وَسَبْعمائة أَيَّام قيام منطاش، وَتوجه مَعَ الْقُضَاة إِلَى الشَّام لِحَرْب الظَّاهِر فَلَمَّا عَاد الظَّاهِر عَزله بعد أَن طعن فِي صَدره وشدقه، وَشرح مُخْتَصر شَيْخه الشَّيْخ خَلِيل شرحا مَحْمُودًا انْتفع بِهِ الطّلبَة لِأَنَّهُ فِي غَايَة الوضوح بِحل أَلْفَاظه من غير تَطْوِيل بِدَلِيل أَو تَعْلِيل وَاعْتَمدهُ كل من فِي زَمَنه فضلا عَمَّن بعده وَله أَيْضا الشَّامِل فِي الْفِقْه وَشَرحه والمناسك فِي مجلدة وَشَرحهَا فِي ثَلَاثَة أسفار وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك والدرة الثمينة نَحْو ثَلَاثَة آلَاف بَيت وَشَرحهَا فِي حَوَاشِي بِخَطِّهِ عَلَيْهَا إِلَى غَيرهَا من نظم وَغَيره وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة لين الْجَانِب عديم الشَّرّ كثير البرقل أَن يمْنَع سَائِلًا شَيْئا يقدر عَلَيْهِ انْتفع بِهِ الطّلبَة سِيمَا بعد صرفه عَن الْقَضَاء وَمَات كَذَلِك فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَقيل فِي ربيع الأول سنة خمس وَقد جَازَ السّبْعين ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار جدا.) بولاد نزيل بَيت الْمُقَدّس. فِي فولاد. 97 - بولاد العجمي الخواجا. / مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشري رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. 98 - بَيَان بن عيان بن بَيَان الكاسكاني الكازروني / وَالْأولَى قَرْيَة مِنْهَا، الشَّافِعِي وَالِد عيان الْآتِي. ولد بكازرون فِي صفر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فخدم الْعلم وترقى فِي فنونه لغايات بديعة بِحَيْثُ كَانَ يقرئ مشكلاته ثمَّ انتسب للسَّيِّد صفي الدّين وَأَضْرَابه وَحج إِلَى أَن حصلت لَهُ ماخوليا فَزعم أَنه الْحَارِث الَّذِي يوطئ للمنصور مُقَدّمَة الْمهْدي إِلَى غَيرهَا من الخرافات كَكَوْنِهِ خَاتم الولياء بل تكلم بكفريات كَثِيرَة وهجره الْمشَار اليهم لذَلِك مَعَ أَنه لَو خرج لما تخلف عَنهُ كَبِير أحد من أهل تِلْكَ النواحي لمزيد اعْتِقَادهم فِيهِ وإجلالهم لَهُ وَلَكِن كَفه الله بل يُقَال إِنَّه سكن وَتَابَ وَرجع فِي مرض مَوته. وَمَات بشيراز فِي آخر جُمُعَة من شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين. 99 - بيبرس بن أَحْمد بن بقر شيخ العربان بالشرقية من الْوَجْه البحري وَعم بقر الْمَاضِي قَرِيبا. / مَاتَ فِي سلخ الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ عَن قريب السّبْعين، وَكَانَ مليح

الْوَجْه طوَالًا حشما كَرِيمًا دينا كثير الْأَدَب والتواضع نادرة فِي أَبنَاء جنسه رَحمَه الله. 100 - بيبرس بن عَليّ بن مُحَمَّد بن بيبرس الركني بن العلائي بن الناصري بن الركني سبط الْكَمَال مَحْمُود بن شيرين وجد أَبِيه / هُوَ الْآتِي قَرِيبا. ولد فِي لَيْلَة عيد الْأَضْحَى سنة سِتّ وَسبعين بِالْقَاهِرَةِ وَمَات وَالِده وَهُوَ طِفْل ابْن سنتَيْن فَنَشَأَ فِي كَفَالَة أمه تَحت نظر وَصِيّه الأتابك أزبك من ططج الظَّاهِرِيّ وَتردد إِلَيْهِ الشَّمْس الْعَبَّادِيّ فِي اقرائه الْقُرْآن وَكتب عَلَيْهِ باشارة الأتابك وسافر لمَكَّة مَعَ والدته سنة سِتّ وَثَمَانِينَ حِين كَانَ الشهابي أَحْمد بن نَاظر الْخَاص أَمِير الأول ثمَّ تزوج ورزق بعض الاولاد ثمَّ حج هُوَ وَأمه فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا، وَكَانَ منجمعا عَن النَّاس وَرُبمَا قَرَأَ على الْمحلى الشَّافِعِي فِي مُقَدّمَة أبي اللَّيْث وَتردد إِلَيّ أَحْيَانًا، ورزقه من قبل سلفه متيسر وَذَلِكَ أَن الظَّاهِر برقوق وقف حصصا أعظمها الأمناوية من الْخَيْرِيَّة على شقيقته خوند عَائِشَة والمعين مِنْهُم بيبرس الاكبر وَأَوْلَاده. وَكَانَ أَبوهُ على سنَن بني الاكابر الامراء كَمَا سَيَأْتِي. 101 - بيبرس ابْن أُخْت الظَّاهِر برقوق وَيُقَال لَهُ الركني وَأمه عَائِشَة ابْنة أنس / الْآتِيَة. أحضرهُ خَاله) حِين أتابكيته سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وصيره بعد أحد المقدمين ثمَّ عمله أَمِير مجْلِس ثمَّ نَقله عَنْهَا وَأَعْطَاهَا لاقبغا اللكاش وصير هَذَا أتابك العساكر وَقيل إِن الَّذِي عمله أتابكا ابْن خَاله النَّاصِر ثمَّ كَانَ مِمَّن ذبح فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَهُوَ وَالِد مُحَمَّد الْآتِي. 102 - بيبرس الأشرفي إينال. / تكلم على جِهَات أستاذه وَولده الْمُؤَيد ثمَّ أعطَاهُ الْملك امرة عشرَة عوض نانق الاشرفي إينال وَحج فِي سنة سبع وَتِسْعين ثمَّ عَاد مَعَ الركب. 103 - بيبرس الأشرفي برسباي خَال الْعَزِيز يُوسُف وَلَيْسَ بشقيق أمه جلبان، / كَانَ خاصكيا فِي أَيَّام أستاذه وَلم يمْتَحن بعده لعدم شَره بل تَأمر فِي أَيَّام الظَّاهِر عشرَة ثمَّ فِي أَيَّام إينال طبلخاناه ثمَّ صَار مقدما ثمَّ حاجبا كَبِيرا فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ ثمَّ رَأس نوبَة النوب فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم عوض قانم التَّاجِر فَلم تطل مدَّته بل أمسك فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ وَحبس باسكندرية مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ وَتوجه للقدس بطالا إِلَى أَن مَاتَ فِي أَوَاخِر رَمَضَان أَو أول شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين وَقد زَاد على السِّتين. وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا عديم الشَّرّ كَمَا سلف لكنه منهمك فِي اللَّذَّات طول عمره. 104 - بيبرس الاشرفي قايتباي. / رقاه حَتَّى عمله شاد الشربخاناه ثمَّ نَائِب طرابلس بعد إينال الاشرفي حِين أسره وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي سنة تسعين.

بيبرس ابْن أُخْت الظَّاهِر برقوق مضى قَرِيبا. 105 - بيبرس الطَّوِيل الظَّاهِرِيّ جقمق / الَّذِي عمل باش مَكَّة وقتا فِي الايام الاشرفية قايتباي ثمَّ رقاه بعد رُجُوعه. وَمَات فِي تَاسِع الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ. 106 - بيبغا المظفري التركي. / كَانَ من مماليك الظَّاهِر وتأمر فِي دولة النَّاصِر وَعمل الأتابكية، وَقد سجن مرَارًا ونكب وَكَانَ قوي النَّفس. مَاتَ فِي لَيْلَة الاربعاء سادس جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. بيخجا الظَّاهِرِيّ برقوق. هُوَ طيفور يَأْتِي. 107 - بيدمر الْحَاجِب الصَّغِير بِمصْر /. كَانَ معلم الرمْح. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد سادس عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ لجراحة حصلت فِيهِ فِي وقْعَة أيتمش. 108 - بيرم خجا بن قشتدي أُصَلِّي الشاد، / ولي نظر الْمَسْجِد الْحَرَام فِي أَوَاخِر سنة خمسين عوضا عَن الخواجا الظَّاهِر وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي فِي الَّتِي بعْدهَا ووليها مرّة ثَانِيَة، وَله) بالمعلاة سَبِيل وحوض للبهائم انْتفع بهما وَكَانَ شَدِيد الْبَأْس. مَاتَ بِمَكَّة فِي ظهر يَوْم الِاثْنَيْنِ حادي عشر صفر سنة سِتِّينَ أرخه ابْن فَهد. 109 - بيرم التركي أحد المعتقدين /، كَانَ مُقيما بِجَامِع الْحَاكِم مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَدفن بتربة جاني بك المشد. أرخه الْمُنِير. 110 - بير أَحْمد الخواجا الجيلاني. / مَاتَ فِي سنة احدى وَعشْرين وَينظر من اسْمه أَحْمد. 111 - بير بضع بن جهاتشاه بن قرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد التركماني / صَاحب بَغْدَاد حاصره أَبوهُ فِيهَا زِيَادَة على سنتَيْن إِلَى أَن عجز وَسلمهَا فِيمَا قيل لَهُ مَعَ تقادم كَثِيرَة فأقره أَبوهُ عَلَيْهَا وَرجع إِلَى بِلَاده فَحسن لَهُ بعض أَتْبَاعه الِاسْتِمْرَار على مشاققته وانه إِنَّمَا أذعن لَهُ عَجزا وَغَلَبَة فندب إِلَيْهِ وَلَده الآخر مُحَمَّد شَقِيق هَذَا وتصادما فَقتل صَاحب التَّرْجَمَة وجهز بِرَأْسِهِ إِلَى أَبِيه وَذَلِكَ فِي ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة سبعين وَهُوَ فِي الكهولة وَقتل مَعَه من عساكره نَحْو أَرْبَعَة آلَاف نفس صبرا. 112 - بير مُحَمَّد بن الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن الشهَاب احْمَد الْمَكِّيّ سبط بير مُحَمَّد الخواجا / الْآتِي بعده أمه صَفِيَّة وَيعرف بِابْن المراحلي. مَاتَ فِي الْمحرم سنة احدى وَتِسْعين. 113 - بير مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الخواجا جمال الدّين الكيلاني الْمَكِّيّ. / مَاتَ سنة سِتِّينَ، وَسَيَأْتِي فِي المحمدين. 114 - بيسق الشيخي أميراخور الظَّاهِرِيّ برقوق. / مَاتَ بالقدس بطالا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَكَانَ النَّاصِر نَفَاهُ إِلَى بِلَاد الرّوم وَقدم فِي الدولة المؤيدية فَلم يقبل الْمُؤَيد عَلَيْهِ ثمَّ نَفَاهُ إِلَى الْقُدس، وَله آثَار بِمَكَّة كعمارة

الرواق الغربي لِلْمَسْجِدِ الْحَرَام، وَكَانَ كثير الشَّرّ شرس الْخلق جماعا لِلْمَالِ مَعَ الْبر وَالصَّدَََقَة وتأمر على الْحَاج. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. وَأَظنهُ الَّذِي قَالَ الفاسي فِي تَرْجَمَة عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن احْمَد بن عبد الْعَزِيز النويري الْمَكِّيّ إِمَام مقَام الْمَالِكِيَّة بهَا أَنه أغرى بِهِ نوروز الحافظي فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة حَتَّى ضربه وسجنه بِغَيْر طَرِيق شَرْعِي وَلَكِن لتخيل بيسق انه جَاءَ من مَكَّة ليرافع فِيهِ لما كَانَ يَفْعَله بِمَكَّة من الْأُمُور الشاقة على النَّاس. قلت: وَهَذَا يشْعر بِأَن يكون ولي بِمَكَّة شَيْئا وَلَكِن لم أر لَهُ عِنْده تَرْجَمَة، نعم جرى ذكر شَيْء من مباشراته فِي أثْنَاء تَرْجَمَة السَّيِّد حسن وَغَيره. 115 - بيسق اليشبكي يشبك الشَّعْبَانِي. /. عمله السُّلْطَان أَمِير خَمْسَة ثمَّ عشرَة ثمَّ نَائِب قلعة صفد ثمَّ رَجَعَ) على امرة عشرَة ثمَّ نَائِب دمياط ثمَّ نَائِب قلعة دمشق وَمَات بهَا فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَخمسين، وَكَانَ متواضعا خيرا شجاعا. بيسق هُوَ مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم. / بيسق / شيخ الفراشين بِالْحرم الْمَكِّيّ. فِي مُحَمَّد بن احْمَد بن عبد الْعَزِيز. 116 - بيغوت من صفر خجا المؤيدي الْأَعْرَج. / صَار بعد أستاذه خاصكيا إِلَى أَن نَفَاهُ الاشرف إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ أمره بهَا طبلخاناه إِلَى أَن ولاه الظَّاهِر نِيَابَة غَزَّة ثمَّ صفد ثمَّ حماة، وَاتفقَ أَن بعض أَهلهَا شكا مِنْهُ وَمن وَلَده ابراهيم فَطلب الْوَلَد هُوَ وَابْن العجيل على أقبح وَجه فَأرْسل صَاحب التَّرْجَمَة بولده فِي الْحَدِيد فحبس بالبرج من القلعة ثمَّ أرسل بِالْأَمر بِحَبْس وَالِده بقلعة دمشق فَبَلغهُ الْخَبَر ففر من حماة عَاصِيا حَتَّى لحق بالأمير جهان كير بن عَليّ بك بن قرا بلوك صَاحب آمد وانضم إِلَيْهِ واتفقا على الْعِصْيَان على الظَّاهِر فَلم يلبثا أَن طرقهما بعض أُمَرَاء جهانشاه ابْن قرا يُوسُف صَاحب تبريز فَقبض على هَذَا وَأخذ جَمِيع مَا مَعَه وراسل يعلم الظَّاهِر بذلك ثمَّ حَبسه بقلعة الرها إِلَى أَن استولى عَلَيْهَا الشَّيْخ حسن بن عَليّ بك ابْن قرا يلوك فَأَطْلقهُ وخيره فِي أَي مَكَان يذهب إِلَيْهِ فَاخْتَارَ الرُّجُوع إِلَى الظَّاهِر وَركب حَتَّى وصل البيرة ثمَّ حلب فكاتب نواب الْبِلَاد الشامية بالشفاعة فِيهِ فقبلوا ورسم بقدومه الْقَاهِرَة فَقَدمهَا فِي سنة خمس وَخمسين فَأَقَامَ أَيَّامًا ثمَّ رسم بِرُجُوعِهِ إِلَى دمشق ورتب لَهُ مَا يَكْفِيهِ، وَلم يلبث أَن مَاتَ برد بك العجمي أحد مقدميها فأنعم عَلَيْهِ باقطاعه ثمَّ بعد أشهر مَاتَ يشبك الحمزاوي نَائِب صفد فِي رَمَضَان مِنْهَا فَنقل لنيابة صفد عوضا عَنهُ وَحمل تَقْلِيده وتشريفه على يَد يشبك الْفَقِيه فدام بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي أَوَاخِر شعْبَان أَو ثَانِي رَمَضَان وَهُوَ أقرب سنة سبع وَخمسين

حرف التاء المثناة

عَن أَزِيد من سِتِّينَ سنة. وَكَانَ شجاعا مقداما عَاقِلا عفيفا عَن القاذورات دينا خيرا مُعظما فِي الدول رَحمَه الله. 117 - بيغوت السيفي من برد بك من طبقَة الْمُقدم. / مِمَّن سمع مني قريب التسعين. 118 - بيغوت قرا من قبجق السلحدار. / هُوَ الَّذِي طعن برمحه قَاصِدا قتل أَمِير سلَاح حِين الالتقاء فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين فأقلبه مَيتا وعد ذَلِك فِي فروسيته. 119 - بيغوت اليحياوي. / مِمَّن قتل مَعَ ايتمش فِي سنة اثْنَتَيْنِ. 120 - بيغوت الْأَمِير الْكَبِير. / مِمَّن أَمر النَّاصِر بذَبْحه فِي سنة احدى عشرَة، وَيُحَرر مَعَ بيبرس) الركني الْمَاضِي. (حرف التَّاء الْمُثَنَّاة) 121 - تَاج بن سَيْفا بن عبد الله الفارابي ثمَّ الشويكي بِضَم الْمُعْجَمَة مصغر نِسْبَة إِلَى الشويكة مَكَان ظَاهر دمشق وَيعرف بالتاج الْوَالِي /، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: كَانَ فِي ابْتِدَائه يتعاطى خدمَة الاكابر فِي الْحَاجة، وَذكر لي أَنه كَانَ يخْدم الشهَاب بن الجابي بِدِمَشْق وَمَا يدل على أَن مولده بعد الْخمسين، ثمَّ اتَّصل بالمؤيد قبل سلطنته بعد أَن اتَّصل بطيبغا القرمشي فخدمه وراج عَلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَقر فِي الْملك ولاه الشرطة فباشرها وفوض إِلَيْهِ فِي أثْنَاء ذَلِك الْحِسْبَة فَكَانَ فِي مُبَاشَرَته لَهَا ذَاك الغلاء المفرط ثمَّ فِي أَوَاخِر الدولة صرف عَنْهَا وَاسْتقر أستادار الصُّحْبَة ثمَّ أُعِيد اليها فِي مرض موت الْمُؤَيد، وَحصل لَهُ فِي أَوَائِل دولة الاشرف انحطاط مَعَ استمراره على الْولَايَة ثمَّ خدم الاشرف فراج عَلَيْهِ أَيْضا وأضاف إِلَيْهِ مَعَ الْولَايَة المهمندارية وأستادارية الصُّحْبَة وشاد الدَّوَاوِين والحجوبية وَنظر الاوقاف الْعَامَّة وَغَيرهَا وَكَانَ الْمُبَاشر للولاية عَنهُ غَالِبا أَخُوهُ عمر ثمَّ صَار بِأخرَة كالمستبد بهَا ثمَّ صرف عَنْهَا فَقَط، وَاسْتمرّ فِيمَا عَداهَا حَتَّى مَاتَ بعلة حبس الْبَوْل وقاسى مِنْهُ شَدَائِد وَكَانَ يَعْتَرِيه قبل هَذَا بِحَيْثُ أَنه شقّ عَلَيْهِ مرّة فَخرجت مِنْهُ حَصَاة كَبِيرَة وأفاق دهرا ثمَّ عاوده حَتَّى كَانَت هَذِه القاضية، وَلم يتَعَرَّض السُّلْطَان لمَاله وترافع أَخُوهُ عمر وَزَوجته وَقرر عَلَيْهَا خَمْسَة آلَاف دِينَار ثمَّ أعفيت مِنْهَا باعتناء أهل الدولة، وَكَانَ حسن الفكاهة ذرب اللِّسَان لَا يُبَالِي بقول وينقل عَنهُ كَلِمَات كفرية مختلطة بمجون لَا ينْطق بهَا من فِي قلبه ذرة من ايمان مَعَ كَثْرَة الصَّدَقَة وَالْبر المستمر، وأرخ وَفَاته فِي الْعشْرين من صفر وَالصَّوَاب انها كَمَا قَالَ الْعَيْنِيّ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة الْعشْرين من ربيع الاول سنة تسع وَثَلَاثِينَ، وَقَالَ إِنَّه صلى عَلَيْهِ من الْغَد خَارج بَاب النَّصْر وَدفن بحوش لَهُ بحذاء تربة صوفية سعيد السُّعَدَاء وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا،

قَالَ وَكَانَ متواضعا متسع الْكَرم لَهُ وضع عِنْد الْمُؤَيد جَاءَ مَعَه من الشَّام وتزايد وَضعه عِنْد الاشرف، وَولي ولايات كَثِيرَة وَكَانَ أهل مصر يحبونه وَلَكِن كَانَ فِي لِسَانه زلق يرْمى مِنْهُ مهما جَاءَ. وَقَالَ المقريزي كَانَ أَبوهُ قدم دمشق من بِلَاد حلب وَصَارَ من جملَة أجنادها وَمِمَّنْ قَامَ مَعَ منطاش فَأخْرج عَنهُ الظَّاهِر برقوق أقطاعه وَولد لَهُ التَّاج بِنَاحِيَة الشويكة الَّتِي تسميها الْعَامَّة الشريكة خَارج دمشق وَنَشَأ بِدِمَشْق فِي خمول وَطَرِيقَة غير مرضية إِلَى أَن اتَّصل بشيخ حِين نيابته لَهَا فعاشره على مَا كَانَ مَشْهُورا بِهِ من) اتِّبَاع الشَّهَوَات وتقلب مَعَه فِي طوال تِلْكَ المحن وولاه وزارة حلب لما ولي نيابتها فَلَمَّا قدم الْقَاهِرَة بعد قتل النَّاصِر فرج قدم مَعَه فِي جملَة أخصائه وندمائه فولاه فِي سلطنته ولَايَة الْقَاهِرَة مُدَّة أَيَّامه فَمَا عف وَلَا كف عَن اثم، وأحدث من أَخذ الْأَمْوَال مَا لم يعْهَد قبله ثمَّ تمكن فِي الْأَيَّام الاشرفية وَارْتَفَعت دَرَجَته وَصَارَ جَلِيسا نديما للسُّلْطَان وأضيفت لَهُ عدَّة وظائف حَتَّى مَاتَ من غير نكبة، وَلَقَد كَانَ عارا على جَمِيع بني آدم لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من المخازي الَّتِي جمعت سَائِر القبائح وأربت بشاعتها على جَمِيع الفضائح. قلت وَهُوَ الَّذِي شفع عِنْد الاشرف فِي الْقُضَاة سنة آمد حَتَّى أعفوا من الْمسير إِلَيْهَا ورسم باقامتهم فِي حلب بل وأنعم على الْمَالِكِي والحنبلي لقتللهما بِالنِّسْبَةِ للآخرين بِمَال وعد ذَلِك وأشباهه فِي مآثره. 122 - تَاج بن مَحْمُود تَاج الدّين العجمي الاصفهيدي الشَّافِعِي نزيل حلب. / ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَورد من الْعَجم إِلَى حلب فَتوجه مِنْهَا إِلَى الْحجاز فحج ثمَّ عَاد إِلَيْهَا وَسكن الرواحية بهَا وَولي تدريس النَّحْو بهَا واقراء الْحَاوِي أَيْضا، وَكَانَ إِمَامًا عَالما ورعا عزبا عفيفا غير متطلع للدنيا صنف شرحا على الْمُحَرر وعَلى ألفية ابْن مَالك فِي النَّحْو وَلكنه لَيْسَ بالطائل وَغير ذَلِك، وَلم يكن لَهُ حَظّ وَلَا تطلع إِلَى أَمر من أُمُور الدُّنْيَا، وتصدى لشغل الطّلبَة والافتاء، وَكَانَت أوقاته مستغرقة فِي ذَلِك فالاقراء من بعد الصُّبْح إِلَى الظّهْر بالجامع الْكَبِير وَمن ثمَّ إِلَى الْعَصْر بِجَامِع منكلي بِنَا والافتاء من الْعَصْر إِلَى الْمغرب بالرواحية وَرُبمَا يَقع لَهُ الْوَهم فِي الفتاوي الْفِقْهِيَّة، وَهُوَ مِمَّن أسر فِي الْفِتْنَة وَأرْسل ابراهيم صَاحب شماخي يَطْلُبهُ من تمر لنك واستدعاه إِلَى بِلَاده مكرما فَتوجه مَعَه إِلَيْهَا وَاسْتمرّ هُنَاكَ حَتَّى مَاتَ فِي أثْنَاء ربيع الأول سنة سبع وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن خطيب الناصرية وترجمه بِمَا هَذَا ملخصه وَنَحْوه لشَيْخِنَا فِي أنبائه. 123 - تاني بك بن سَيِّدي بك الناصري الساقي المصارع رَأس نوبَة. / مَاتَ

سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ. 124 - تاني بك الاياسي الاشرفي برسباي. / ترقى حَتَّى صَار أحد الأربعينات ثمَّ حَاجِب ميسرَة وأغاة طبقَة الرفرف وَهُوَ وَالِد أَحْمد الْمَاضِي. كناه وَلَده أَبَا مُحَمَّد ولقبه أَسد الدّين وَأَنه مَاتَ مَعَ المجردين بِالْمصِّيصَةِ فِي يَوْم السبت تَاسِع عشر ربيع الأول سنة احدى وَتِسْعين وَحمل إِلَى حلب فَدفن بهَا وَقد قَارب السّبْعين وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ يسكن فِي بَاب الْوَزير بدرب الاقصرائي فِي بَيت يعرف بأَخيه تنم الْآتِي.) 125 - تاني بك البجاسي / نَائِب دمشق. تنقل فِي الخدم أَيَّام مَوْلَاهُ النَّاصِر فرج وَولي نِيَابَة حماة فِي أَيَّام الْمُؤَيد سنة سبع عشرَة ثمَّ كَانَ فِيمَن خامر مَعَ قانباي فَلَمَّا انكسروا هرب إِلَى التركمان فَسَار أقباي وَرَاءه إِلَى العمق فَانْهَزَمَ إِلَى بِلَاد الرّوم، فَلَمَّا مَاتَ الْمُؤَيد دخل دمشق فولاه ططر نِيَابَة حماة ثمَّ نَقله بعد سلطنته إِلَى طرابلس ثمَّ قرر أَيَّام ابْنه الصَّالح فِي نِيَابَة حلب وَسَار لقِتَال نائبها قبله وَهُوَ تغرى بردي من قصروه لعصيانه، ثمَّ نقل فِي أَيَّام الاشرف إِلَى نِيَابَة دمشق بعد موت تاني بك ميق الْآتِي بعده ثمَّ بلغ السُّلْطَان عَنهُ شَيْء فَكتب إِلَى الْحَاجِب بالركوب عَلَيْهِ فَرَكبُوا وقاتلوه فانكسروا مِنْهُ وَدخل إِلَى دَار الْعدْل مظْهرا الاحسان والمخامرة على السُّلْطَان فَجهز لَهُ سودون من عبد الرَّحْمَن فِي عَسْكَر فَلَمَّا بلغه خرج إِلَيْهِم فانكسروا مِنْهُ مَعَ تغيب خُيُول من مَعَه، وَسَار فِي أَثَرهم إِلَى أَن جَازَ بَاب الْجَابِيَة فَسَقَطت رجل فرسه فِي حُفْرَة من الْقَنَاة فَوَقع فأمسكوه فَأمر بقتْله فَقتل بِدِمَشْق بقلعتها فِي ربيع الاول سنة سبع وَعشْرين، وَكَانَ كثير الْحيَاء والشجاعة والشفقة، وَقد أحسن فِي تِلْكَ السّنة إِلَى الْحَاج لما رجعُوا فانهم لقوا مشقة عَظِيمَة بتراكم الرِّيَاح بحوران فَخرج إِلَيْهِم بِنَفسِهِ وَمَعَهُ أَنْوَاع الزَّاد حَتَّى البغال وَفرق ذَلِك عَلَيْهِم فَانْتَفع الْغَنِيّ وَالْفَقِير وأفرطوا فِي الدُّعَاء لَهُ فَكَانَ عاقبته الشَّهَادَة سامحه الله. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَابْن خطيب الناصرية. 126 - تاني بك الجركسي شاد الشربخاناة. / تنقل فِي الخدم إِلَى أَن ولي إمرة الْحَج فِي سنة ثَمَانِي عشرَة، وَقدم فِي أول الَّتِي تَلِيهَا وَهُوَ ضَعِيف فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي صفرها، وَقد شكر النَّاس سيرته. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. 127 - تاني بك القصروي. سكنه بِبَاب الْوَزير / أَيْضا مَاتَ قريب الثَّمَانِينَ أَو نَحْوهَا وَيذكر بِخَير 128 - تاني بك ميق العلائي الظَّاهِرِيّ. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: ولي الحجوبية بالديار المصرية ثمَّ نِيَابَة دمشق، وَكَانَ قد خَافَ من الطَّاعُون فَصَارَ يتنقل يَمِينا وَشمَالًا فَلَمَّا ارْتَفع الطَّاعُون عَاد لدمشق فَمَاتَ فِيهَا بِدُونِ طاعون يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن

من اسمه تغري بردى

شعْبَان سنة سِتّ وَعشْرين وَاسْتقر عوضه فِي نِيَابَة الشَّام تاني بك البجاسي الْمَذْكُور قَرِيبا، وَهُوَ مِمَّن أغفله ابْن خطيب الناصرية، وَسَيَأْتِي فِي تنبك جمَاعَة. 129 - تبل بن مَنْصُور بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْمَكِّيّ / الْقَائِد من أعيانهم، مَاتَ فِي شَوَّال أَو رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين عَن دون الْخمسين أَو بلغَهَا. ذكره) الفاسي. (من اسْمه تغري بردى) 130 - تغرى بردي بن أبي بكر بن قرابغا الناصري الْحَنَفِيّ نزيل الرَّوْضَة وسبط الشنشي. / ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة واشتغل وَأخذ عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الديري وَابْن الْهمام والاقصرائي وَابْن عبيد الله وَسيف الدّين وَغَيرهم كخير الدّين خضر الْمُقِيم بكعب الاحبار وَالِد الْبُرْهَان الْحَنَفِيّ قَالَ إِنَّه أَخذ عَنهُ الْمنطق وَفهم الْفِقْه والعربية والقراءات وَكَانَ يَقُول انه أَخذهَا عَن نور الدّين الديروطي وَابْن عَيَّاش وَأَنه سمع من شَيخنَا وتميز قَلِيلا وأقرأ صغَار المبتدئين وتنزل فِي بعض الْجِهَات، وَكَانَ مجاورا فِي سنة سِتّ وَخمسين بِمَكَّة فَسمع بِقِرَاءَتِي على أبي الْفَتْح المراغي ثمَّ سمع بِالْقَاهِرَةِ على أم شَيْخه سيف الدّين وَغَيرهَا وَكَذَا جاور بعد سنة احدى وَسبعين. مَاتَ فِي جُمَادَى الاولى سنة خمس وَتِسْعين عَن نَحْو السّبْعين، وَكَانَ خيرا فَاضلا أَقرَأ وَأفَاد. 131 - تغرى بردي من قصروه / نَائِب حلب. مَاتَ سنة ثَمَان عشرَة قَالَه ابْن عزم. 132 - تغرى بردي سيف الدّين الظَّاهِرِيّ برقوق البشبغاوي / نَائِب حلب ثمَّ دمشق وَكَانَت ولَايَته لَهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث عشرَة وَاسْتمرّ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس عشرَة، وَكَانَ كثير الْحيَاء والسكون حَلِيمًا عَاقِلا، ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا والمقريزي فِي عقوده. 133 - تغرى بردي الرُّومِي البكلمشي وَيعرف لأذاه بالمؤذي، / كَانَ فِي أَيَّام أستاذه بكلمش من جملَة المماليك ثمَّ ترقى حَتَّى صَار من جملَة العشرات فِي الدولة الناصرية فرج ثمَّ أخرج الْمُؤَيد قبل سلطنته أقطاعه وَأَعَادَهُ بعد أَن تسلطن بِمدَّة، وَأقَام خاملا إِلَى بعد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فأنعم عَلَيْهِ الاشرف بامرة طبلخاناه بعد أَن عمله قبل من رُءُوس النوب ثمَّ صَار رَأس نوبَة ثَانِي ثمَّ أحد المقدمين ثمَّ حَاجِب الْحجاب فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بعد انْتِقَال سودون السودوني لامرة مجْلِس، وَلم يلبث أَن صَار دوادارا كَبِيرا بعد نفي اركماس فَعظم أمره جدا وَقصد فِي الْمُهِمَّات ونالته السَّعَادَة، وَعمر مدرسة حَسَنَة فِي طرف سوق الاساكفة

بالشارع قَرِيبا من صليبة جَامع ابْن طولون وَجعل فِيهَا خطْبَة ومدرسا وشيخا وصوفية ووقف عَلَيْهَا أوقافا كَثِيرَة غالبها كَمَا قَالَ شَيخنَا مغتصب وَقرر فِي مشيختها الْعَلَاء القلقشندي وَكَانَ قد اخْتصَّ بِهِ وقتا وَأول مَا أُقِيمَت الْجُمُعَة بهَا فِي شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين، وَكَانَ كَمَا قيل عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ قَاصِدا فِيهَا) خلاص الْحُقُوق لَا تلفته عَن ذَلِك رِسَالَة وَلَا غَيرهَا وَيكْتب الْخط الَّذِي يُقَارب الْمَنْسُوب ويتفقه وَيسْأل الْفُقَهَاء ويذاكر بأَشْيَاء من التواريخ ويعف عَن القاذورات مَعَ سبه وفحش لَفظه وَعدم بشاشته، مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء حادي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين بعد مرض طَوِيل وَصلى عَلَيْهِ بمصلى المؤمني وشهده السُّلْطَان والقضاة. قَالَ شَيخنَا وسر أَكثر النَّاس بِمَوْتِهِ لنقل وطأته عَلَيْهِم قَالَ وَأَظنهُ قَارب السّبْعين، وَأما الْعَيْنِيّ فَقَالَ انه كَانَ يقْرَأ وَيكْتب خطا جيدا وَعِنْده ذوق من الْكَلَام وتحرير فِي الْأَحْكَام وَلم يكن جبارا وَلَا عسوفا. 134 - تغرى بردي السيفي خازندار / أَمِير سلَاح الظَّاهِرِيّ. اخْتصَّ بتمرار العزيزي وقتا، وَقَرَأَ على شَيخنَا بُلُوغ المرام تأليفه وَحضر مجالسه ومجالس غَيره من الْعلمَاء. رمات فِي الْعشْر الْأَخير من جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين، وَكَانَ عَاقِلا خيرا مسيكا، وَهُوَ آخر من عَلمته قَرَأَ على شَيخنَا من أَبنَاء جنسه رَحمَه الله. 135 - تغرى بردي الظَّاهِرِيّ وَيعرف بسيدي صَغِير. / مَاتَ قَتِيلا فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع شَوَّال سنة سِتّ عشرَة. قَالَه الْعَيْنِيّ وَهُوَ أَخُو قرقماس الْآتِي مَعَ ذكر لهَذَا فِيهِ، وَكَانَ هَذَا أعظم من ذَاك فِي الشجَاعَة وَالْكَرم وهما مَعًا ابْنا أخي دمرداش المحمدي الْمَاضِي. تغرى بردي الصَّغِير ابْن أخي دمرداش. هُوَ الَّذِي قبله. 136 - تغرى بردي ططر الظَّاهِرِيّ جقمق / وَتقدم ثمَّ اسْتَقر فِي حجوبية الْحجاب وسافر فِي عدَّة تجاريد وَحج أَمِير الْمحمل فِي بعض السنين، وَمَات فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين على فرَاشه بحلب قبل توجههم لِلْقِتَالِ، وَبَلغنِي أَنه لما برز بِدُونِ تطلب وَانْفَرَدَ عَن الْأُمَرَاء بذلك دَعَا عَلَيْهِ السُّلْطَان. 137 - تغرى بردي الظَّاهِرِيّ القلاوي /. كَانَ من جملَة المماليك الظَّاهِرِيَّة الجقمقية أَيَّام امرته فَكَانَ يُرْسِلهُ إِلَى اقطاعه قلا بِالْوَجْهِ القبلي كثيرا فَلِذَا اشْتهر بِالنِّسْبَةِ اليها وَلما تسلطن أستاذه ولاه كشف الْخَيْرِيَّة ثمَّ نَقله لعدة ولايات آخرهَا الْوزر فِي آخر دولته عوضا عَن أَمِين الدّين بن الهيصم فَأَقَامَ فِيهِ أشهرا ثمَّ عزل بالأمين فِي الدولة المنصورية وأعيد لكشف اقليم البهنساوية بِالْوَجْهِ القبلي، وَوَقعت لَهُ أُمُور مَعَ الاشرف اينال وَأخذ مِنْهُ جملَة مستكثرة ثمَّ ولاه البهنسية ثَانِيًا فَلَمَّا خرج

اليها نَدم السُّلْطَان على ذَلِك وَأرْسل إِلَيْهِ سونجبغا رَأس نوبَة فَتَلقاهُ صَاحب التَّرْجَمَة بِالْقربِ من قمن مَعَ علمه بِسَبَب مَجِيئه وأذعن بِالطَّاعَةِ وَتقدم وَسلم عَلَيْهِ فَلَمَّا حاذاه) قبض عَلَيْهِ سونجبعا وأسلمه بِسَبَب مَجِيئه وَأَنه مَأْمُور بِوَضْعِهِ فِي الْحَدِيد فَقَالَ الطائع لَا يحْتَاج لهَذَا فَقَالَ لَهُ لشَيْء كَانَ عِنْده مِنْهُ قَدِيما لَا بُد من هَذَا فَنَادَى تغرى بردي رفقته فحطموا عَلَيْهِ وهم كثير بِالنِّسْبَةِ لمن مَعَ الآخر وَوَقع الْقِتَال فأصيب سونجبعا بِسَهْم فِي رقبته فَسقط عَن فرسه إِلَى الارض مغشيا عَلَيْهِ ثمَّ أَفَاق وَتكلم بِكَلِمَة وَاحِدَة ثمَّ قضى فَلَمَّا رأى ذَلِك رفقته برز بَعضهم وَضرب تغرى بردي بِالسَّيْفِ فطارت يَده ثمَّ مَاتَ وَاسْتمرّ الْقِتَال بَين الْفَرِيقَيْنِ إِلَى أَن انهزم أعوان سونجبعا وَأَخذهم وَلَده وَعَاد بهم إِلَى الْقَاهِرَة، كل ذَلِك فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين ووصلت رمة هَذَا إِلَى الْقَاهِرَة فدفنت بالقرافة وَاسْتقر بعده فِي البهنساوية قراجا الْعمريّ. 138 - تغرى بردي الكمشبغاوي الرُّومِي وَالِد الْجمال يُوسُف المؤرخ. / بَالغ ابْنه فِي تَعْظِيمه وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: كَانَ جميل الصُّورَة رقاه الظَّاهِر برقوق حَتَّى صيره مقدما فِي منتصف رَمَضَان سنة أَربع وَتِسْعين ثمَّ ولي نِيَابَة حلب فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين فَسَار فِيهَا سيرة حَسَنَة وَأَنْشَأَ بهَا جَامعا كَانَ ابْن طولون ابْتَدَأَ فِي تأسيسه ووقف عَلَيْهِ قَرْيَة من عمل سرمين وَنصف السُّوق الَّذِي كَانَ لَهُ بحلب وَقرر فِي الْجَامِع مدرسين شَافِعِيّ وحنفي ثمَّ صرف عَنْهَا بأرغون شاه وَطلب إِلَى مصر فَأعْطى تقدمة، وَكَانَ مِمَّن توجه إِلَى الشَّام مَعَ ايتمش فنفي إِلَى الْقُدس ثمَّ ولي نِيَابَة الشَّام ثمَّ صرف ففر إِلَى دمرداش بحلب ثمَّ فَارقه وَتوجه فِي الْبَحْر إِلَى مصر فقربه النَّاصِر وَأَعْطَاهُ تقدمة ثمَّ اسْتَقر سنة ثَلَاث عشرَة أتابك العساكر ثمَّ فِي أواخرها نَائِب دمشق فَلم يلبث أَن مرض فِي أَوَاخِر الَّتِي تَلِيهَا. وَمَات فِي الاسبوع الَّذِي دخل فِيهِ النَّاصِر مُنْهَزِمًا وَذَلِكَ فِي الْمحرم سنة خمس عشرَة. قَالَ ابْن خطيب الناصرية: كَانَ عِنْده عقل وحياء وَسُكُون، وَقَالَ أَيْضا انه كَانَ كثير الْحيَاء والسكون حَلِيمًا عَاقِلا مشارا إِلَيْهِ بالتعظيم فِي الدولة. وَقَالَ شَيخنَا عقب ذَلِك انه كَانَ جميلا حسن الصُّورَة قَالَ وَكَانَ يلهو لَكِن فِي ستْرَة وحشمة وافضال وَالله يسمح لَهُ. 139 - تغرى بردي المحمودي الناصري. / تنقل فِي الخدم إِلَى أَن تقدم وَقرر رَأس نوبَة النوب ثمَّ حبس بعد أَن كَانَ رَأس الَّذين غزوا الفرنج بقبرس ثمَّ أفرج عَنهُ وَقرر أَمِيرا بِدِمَشْق بل أتابكها، وَمَات فِي قتال قرايلوك فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ. 140 - تغرى بردي المؤيدي، / عمل رَأس نوبَة النوب وَله ذكر فِي زَوجته

فَاطِمَة ابْنة قانباي فانه) خَلفه عَلَيْهَا جرباش. 141 - تغرى بردي من يلباي الظَّاهِرِيّ القادري الْحَنَفِيّ الخازنداري بل الاستادار. / ولد تَقْرِيبًا قبيل الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة واشتغل بِالْعلمِ على غير وَاحِد من الْفُضَلَاء كَأبي الْفضل الْمحلى وَالسَّيِّد الوفابي وَعبد الرَّزَّاق، وَكَانَ يتحفظ الْقُرْآن حَتَّى بعد ترقيه باللوح مَعَ نور الدّين البوصيري وَصَحب الاشراف القادرية وخدمهم وأمثالهم وَتزَوج مِنْهُم وَاحِدَة بعد أُخْرَى، بل سمع الْكثير على جمَاعَة من متأخري المسندين مَعَ الْوَلَد وَنَحْوه وكتبت لَهُ ذَلِك فِي كراريس وَكنت مِمَّن لازمني، وَحضر دروس الْأمين الأقصرائي واختص بامام الكاملية وَنَحْوه فَلَمَّا اسْتَقر يشبك من مهْدي فِي الدوادارية وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة أسن مِنْهُ بل هُوَ أغاته قدمه لخازنداريته وَصَارَ الْمُتَوَلِي لعمائره وَكثير من جهاته، وَلَا زَالَ فِي ترق زَائِد من ذَلِك بِحَيْثُ لم يشذ عَنهُ من الْأَمَاكِن المنسوبة لمخدومه إِلَّا النزر الْيَسِير وشكر الْعمَّال وَنَحْوهم صَنِيعه مَعَهم فِي المصروف وَنَحْوه وَبكوا من سَالم فِي عمائر الاتابك وَجَرت على يَدَيْهِ من مبرات مخدومه أَشْيَاء جزيلة وَرُبمَا كَانَ هُوَ الْمحرم لَهُ فِي ابتدائها، وجدد أَشْيَاء أَو كملها من الْمَسَاجِد والجوامع كجامع الخشابين وَالْمَسْجِد المقارب لَهُ والمقابل لدرب الركراكي من المقس وجامع بالكبش وَهُوَ خَاصَّة باسم السُّلْطَان وزاوية الشَّيْخ شرف الدّين بالحسينية والمشهد النفيسي ومشهد غَانِم بسويقة اللَّبن، وَلم ينْهض أحد بِمَا نَهَضَ لَهُ من ذَلِك كُله مَعَ تؤدة وعقل وَعدم طيش بل لم يتَحَوَّل عَن طَرِيقَته الأولى فِي التَّوَاضُع والتأدب غَالِبا، وَتكلم عَنهُ فِي سعيد السُّعَدَاء والبيبرسية والصالح وَحمد فِي هَذَا كُله، وَلما مَاتَ الدوادار أضيف إِلَيْهِ التَّكَلُّم فِي الأستادارية مَعَ مبالغته فِي التنصل والاستعفاء وَعدم إجَابَته فساس الْأُمُور وَسمعت غير وَاحِد يشكرون مُبَاشَرَته وَأَن لَهُ مزِيد نظر فِي عمَارَة الْجِهَات وَرُبمَا نَدبه السُّلْطَان لعمارة بعض الْأَمَاكِن كالمطهرة لجامع الْأَزْهَر وَجَاءَت بهجة وكجامع سُلْطَان شاه وَكَذَا اسْتَقل بالتكلم فِيمَا كَانَ يَنُوب عَن مخدومه فِيهِ كسعيد السُّعَدَاء بِطَلَب كثير من الْمُسْتَحقّين لذَلِك وَعمر جلّ أوقاف سعيد السُّعَدَاء كالحمام وجدد لَهَا أَشْيَاء بل وَعمر الْمدرسَة وَغير كثيرا من معالمها وَكَذَا عمر مطهرتها وَغير بَابهَا وَصَارَ بهجا وَلم يعْدم من مُتَكَلم فِيهِ بِسَبَبِهِ سِيمَا حِين تعطلت النَّفَقَة من أجل ذَلِك غَالِبا عَلَيْهِم وَرُبمَا شوفه بالمكروه، وَيُقَال إِنَّه وجد دَفِينا قَدِيما وانه أَخذ مِنْهُ وأضيف إِلَيْهِ بِأخرَة التَّكَلُّم فِي القرافتين بعد صرف القَاضِي الزيني زَكَرِيَّا عَنْهُمَا، وابتنى لأخي زين) العابدين القادري بِالْقربِ من زَاوِيَة سكنهم بِبَاب القرافة أمكنة

هائلة بل ابتنى فِي نفس الزاوية رواقا وَغَيره وَتكلم فِي جِهَات أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل عز الدّين صَاحبه من بِلَاد وَغَيرهَا حَتَّى المشهد النفيسي بسؤال مِنْهُ لَهُ وَأذن السُّلْطَان فِيهِ فَفرض لَهُ فِي كل يَوْم من متحصلها أَرْبَعَة دَنَانِير وَالْبَاقِي يرصد لوفاء الدُّيُون وَنَدم الْعِزّ لما نَشأ عَنهُ من التَّضْيِيق عَلَيْهِ وَلَكِن استحكم الامر، وَكَذَا لَهُ فِي جَامع الغمري والكاملية الْيَد الْبَيْضَاء، وتزاحم كثير من مجاوري جَامع الازهر وَنَحْوهم على بَابه، وَنزل كثيرا من مستحقيهم فِيمَا يشغر تَحت نظره من التصوفات وَنَحْوهَا، وَمِمَّنْ قَرَّرَهُ الزين جَعْفَر الْمقري بل بَلغنِي انه قرر كَمَال الدّين الطَّوِيل فِي مشيخة البيبرسية بعد الْجلَال الْبكْرِيّ وَلكنه لم يتم، وَعقد عِنْده مَجْلِسا للْحَدِيث فِي كل لَيْلَة فهرع كَثِيرُونَ إِلَيْهِ وَقُرِئَ فِيهِ من الْكتب الْكِبَار وَشبههَا كدلائل النُّبُوَّة والمعجم الْكَبِير للطبراني مَا يفوق الْوَصْف وَلَكِن لَا أَهْلِيَّة فِي الْقَارِي وَلَا فِي أَكثر الْحَاضِرين وانتفع كثير مِنْهُم بملازمته كالزين خلد الْوَقَّاد حَيْثُ اسْتَقر بِهِ فِي مَسْجِد خَان الخليلي الَّذِي أنشأه للدوادار وَفِي غَيره من الْجِهَات وانتعش هُوَ والقاري وَغَيرهمَا وَكَثِيرًا مَا يتفقد المنقطعين من الْعلمَاء وَنَحْوهم كالبدر حسن الاعرج وَعُثْمَان الديمي، بل قل أَن يَمُوت عَالم أَو فَقِيه أَو صَالح أَو فَاضل إِلَّا ويبادر للوقوف على غسله بل وَرُبمَا يساعد فِي تَجْهِيزه كالأمشاطي وَابْن سولة وَابْن قَاسم وجعفر وَابْن الشَّيْخ يُوسُف الصفي وَلذَا كَانَ كثير مِنْهُم يسند رصيته إِلَيْهِ كَابْن قَاسم وَأمره فِي هَذَا مشَاهد وخيره إِن شَاءَ الله متزايد وَلَا زَالَ فِي كدر وضرر ومرافعات ومدافعات إِلَى أَن تغيب بعد أَن مل وتعب، وَيُقَال إِنَّه توجه لضريح الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَلم يثبت ذَلِك عِنْدِي فرج الله ضائقته. تغرى برمش بن أَحْمد البهستي / نَائِب حلب، يَأْتِي قَرِيبا فِي تغرى ورمش. تغرى برمش بن عبد الله التركماني. / فِي الَّذِي بعده. 142 - تغرى برمش بن يُوسُف بن الْمُحب أَبَا اغلى، / وَرَأَيْت من كتبه عَليّ بن عبد الله الزين أَبُو المحاسن التركماني الاقحالي القاهري الْحَنَفِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه قدم الْقَاهِرَة شَابًّا وَقَرَأَ على الْجلَال التباني وَغَيره وداخل الامراء الظَّاهِرِيَّة وَصَارَت لَهُ عصبَة، وَكَانَ يتعصب للحنفية مَعَ محبته لأهل الحَدِيث والتنويه بهم وتعصبه لأهل السّنة وإكثاره الْحَط على ابْن الْعَرَبِيّ وَنَحْوه من متصوفي الفلاسفة ومبالغته فِي ذَلِك بِحَيْثُ صَار يحرق مَا يقدر عَلَيْهِ من كتبه بل ربط مرّة) كتاب الفصوص فِي ذَنْب كلب وَصَارَت لَهُ بذلك سوق نافقة عِنْد كثيرين وَقَامَ عَلَيْهِ جمَاعَة من أضداده

فَمَا بالي بهم مَعَ انه لم يكن بالماهر فِي الْعلم، وَلما تسلطن الْمُؤَيد عرفه فقربه وأكرمه واستأذنه فِي الْحَج والمجاورة بعد أَن قرب مِنْهُ بعض تلامذته فسافر إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا من سنة سبع عشرَة إِلَى أَن مَاتَ. وَصَارَ التلميذ الْمشَار إِلَيْهِ ينْفق سوقه بِهِ وَيحصل لَهُ الْأَمْوَال ويرسلها لَهُ فتزايد جاهه وَكتب لَهُ توقيع بتغيير الْمُنْكَرَات فَأَبْغضُوهُ ورموه بالمعائب حَتَّى قَالَ فِيهِ شعْبَان الآثاري من أَبْيَات: مبارك ابرك فِيهِ مَا ترى وَذكره فِي مُعْجَمه فَسمى وَالِده عبد الله وَقَالَ إِنَّه كَانَ متعبدا تخرج بِهِ جمَاعَة وَكَانَ قَائِما فِي هدم الْبدع الاعتقادية كثير العصبية للسّنة مَعَ محبته للحنفية، وَكَانَ الْمُؤَيد يعظمه، وَحج فِي ولَايَته فجاور بِمَكَّة إِلَى أَن مَاتَ. وَقد اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَسمعت كَلَامه وفوائده، وَكَانَ أعداؤه يقعون فِيهِ كثيرا ويتهمونه بِأَمْر فظيع، وَذكره الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة وَقَالَ إِنَّه ذكر انه عَنى فِي بِلَاده بِالْعلمِ ثمَّ أَتَى وَهُوَ شَاب الْقَاهِرَة وعنى فِيهَا أَيْضا بفنون من الْعلم وَأخذ بهَا عَن جمَاعَة أكَابِر كالجلال التباني، قَالَ وَكَانَ يستحضر فِيمَا يذكرهُ من الْمسَائِل أَو تجْرِي عِنْده أَلْفَاظ بعض المختصرات فِي ذَلِك وَلكنه كَانَ قَلِيل البصارة والذكاء وَكَانَ يستحضر كثيرا من الْكَلِمَات الْمُنْكَرَات الْوَاقِعَة فِي كَلَام ابْن عَرَبِيّ وَغَيره من الصُّوفِيَّة وَذكر مَا أَشَارَ إِلَيْهِ شَيخنَا وَأَنه كَانَ قد سَأَلَ عَنهُ وَعَن كتبه البُلْقِينِيّ وَغَيره من أَعْيَان عُلَمَاء الْمذَاهب الْأَرْبَعَة بِالْقَاهِرَةِ فأفتوه بذم ابْن عَرَبِيّ وَكتبه وَجَوَاز اعدامها فَصَارَ يعلن بذمه وذم أَتْبَاعه وَكتبه وتكرر ذَلِك عصرا بعد عصر، قَالَ وَكَانَ قد صحب جمَاعَة من التّرْك بِمصْر واستفاد بصحبتهم جاها وتعظيما عِنْد أَعْيَان النَّاس بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا فِي دولة الظَّاهِر ثمَّ وَلَده ثمَّ الْمُؤَيد مَعَ أَن جلّ أَيَّامه كَانَ بِمَكَّة وَلذَا كَانَ يصل لأهل الْحَرَمَيْنِ على يَدَيْهِ مِنْهُ بر كثير وَكتب لَهُ مرسوما بانكار الْمُنْكَرَات الْمجمع عَلَيْهَا وَأمر الْحُكَّام بمعونته فِي ذَلِك ونالته الألسن كثيرا بِسَبَب ذَلِك لعدم دربته فِي صرف المبرات ومبالغته فِي الْمُنْكَرَات بل رُبمَا أوقع بِهِ الْفِعْل بعض الْعَوام وَكَانَ الظفر لَهُ وانتفع بِصُحْبَتِهِ أنَاس من أهل الْحَرَمَيْنِ، وَذكر من وقائعه أَشْيَاء أَكْثَرهَا مِمَّا يستحسن وأرخ وَفَاته لَيْلَة الْأَرْبَعَاء مستهل الْمحرم سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَنه دفن فِي صبيحتها بالمعلاة وَحمل اليها فِيمَا يحمل فِيهِ الطرحي وَلم يشيعه الا الْقَلِيل وَأَنه كَانَ جاور بِمَكَّة قَرِيبا من سنة عشر) وَثَمَانمِائَة وَكَانَ حِينَئِذٍ خامل الذّكر كثير التقشف وَالْعِبَادَة وأشعر كَلَامه بِأَنَّهُ كَانَ اذ ذَاك يقْرَأ على الشَّمْس مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ المعيد امام الْحَنَفِيَّة قَالَ شَيخنَا وَقد تَرْجمهُ المقريزي يَعْنِي فِي عقوده وَغَيرهَا فَبَالغ فِي ذمه فَقَالَ رَضِي من

دينه وأمانته بالحط على ابْن عَرَبِيّ مَعَ عدم مَعْرفَته بمقالته، وَكَانَ قد اشْتغل فَمَا بلغ وَلَا كَاد لبعد فهمه وقصوره ويتعاظم مَعَ دناءته ويتمصلح مَعَ رذالته حَتَّى انْكَشَفَ للنَّاس ستره وَانْطَلَقت الألسن بذمه بالداء العضال مَعَ عدم مداراته وَشدَّة انتقامه مِمَّن يُعَارضهُ فِي أغراضه وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ وَكَذَا ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وان السُّلْطَان الْمُؤَيد رتبه مدرسا بالجامع الَّذِي بناه بالقلعة وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الجراكسة وَأَنه سمع من الْجلَال الخجندي شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي أنابه عفيف الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف المطري أنابه التقي عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَلِيّ اليلداني عَن الْحَافِظ الضياء وَأبي الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن عَليّ الْقُرْطُبِيّ وَعبد الله بن بَرَكَات بن ابراهيم الخشوعي وَمُحَمّد بن عبد الْهَادِي ابْن يُوسُف الْمَقْدِسِي قَالُوا أنابه الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ بِسَنَدِهِ. قلت وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ هَذَا الْكتاب أَو جله الْأمين الاقصرائي وَابْن أُخْته الْمُحب ووقف مِنْهُ نسختين مَعَ كثير من كتب الحَدِيث وَغَيرهَا، وَسمي جده فِيهَا بالمحب أَبَا أغْلى كَمَا صدرت بِهِ تَرْجَمته فَمن سَمَّاهُ عليا فقد وهم. 143 - تغرى برمش سيف الدّين الجلالي الناصري ثمَّ المؤيدي الْحَنَفِيّ / نَائِب القلعة بِالْقَاهِرَةِ وَيعرف بالفقيه، كَانَ يزْعم أَن أَبَاهُ كَانَ مُسلما وَأَن بعض التُّجَّار اشْتَرَاهُ مِمَّن سَرقه فابتاعه مِنْهُ الخواجا جلال الدّين وَقدم بِهِ حلب فَاشْتَرَاهُ السُّلْطَان وَقدم بِهِ الْقَاهِرَة فقدمه لِأَخِيهِ جاركس المصارع فَلَمَّا أحيط بِهِ صَار للناصر فَأَقَامَ بالطبقة إِلَى أَن ملك الْمُؤَيد فَأعْتقهُ وَحِينَئِذٍ ادعاد وَاشْتَرَاهُ الْمُؤَيد مِنْهُ ثمَّ صَار بعد موت الْمُؤَيد خاصكيا فَلَمَّا اسْتَقر الاشرف أخرجه عَنْهَا مُدَّة ثمَّ أَعَادَهُ وَاسْتمرّ إِلَى أَن اسْتَقر الظَّاهِر فرام أَن يتأمر وكلم السُّلْطَان فِي ذَلِك بِمَا فِيهِ خشونة فَأمر بنفيه إِلَى قوص فَأَقَامَ مُدَّة ثمَّ شفع فِيهِ عِنْده فَأحْضرهُ وأنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة وَقَررهُ نَائِب القلعة فِي رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين بعد موت ممجق النوروزي وقربه وَأَدْنَاهُ واختص بِهِ إِلَى الْغَايَة، وَصَارَت لَهُ كلمة وَحُرْمَة لكنه لم يحسن عشرَة من هُوَ أقرب إِلَيْهِ مِنْهُ وَأطلق لِسَانه فِيمَا لَا دخل لَهُ فِيهِ من أُمُور المملكة بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك سَببا لارساله للروم فِي بعض الْمُهِمَّات ثمَّ عَاد فَمشى على حَالَته تِلْكَ فعين أَيْضا لغزو رودس فسافر ثمَّ عَاد فَلم يُغير طَرِيقَته فَأمر بنفيه إِلَى) الْقُدس فَتوجه إِلَيْهِ وَأقَام بِهِ بطالا إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَقد زَاد على الْخمسين وَكَانَ قد اعتنى بِالْحَدِيثِ وَطَلَبه وقتاء، وَأخذ عَن شَيخنَا بقرَاءَته الْكِفَايَة للخطيب وَغَيرهَا ولازمه، وَعَن الكلوتاتي وناصر الدّين الفاقوسي وَالشَّمْس بن

الْمصْرِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ سنَن ابْن مَاجَه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ والزين الزَّرْكَشِيّ وَطَائِفَة وَلَقي بِالشَّام ابْن نَاصِر الدّين وبحلب الْبُرْهَان الْحلَبِي، وَوَصفه شَيخنَا بصاحبنا الْمُحدث الْفَاضِل، وَسَأَلَ هُوَ شَيخنَا هَل رَأَيْت مثل نَفسك فَقَالَ قَالَ الله فَلَا تزكوا أَنفسكُم وقرأت بِخَطِّهِ على تَعْلِيق التَّعْلِيق لَهُ مناما رَآهُ لشَيْخِنَا أثبت مِنْهُ الْأَلْفَاظ الَّتِي وصف بهَا فِي حكايته شَيخنَا فِي كتابي الْجَوَاهِر، وبسفارته أحضر ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس من الشَّام إِلَى مصر فأسمعوا بالقلعة وَغَيرهَا وبصحبته انْتفع التقي القلقشندي وَلَا زَالَ بشيخنا حَتَّى لقبه بِالْحَافِظِ وخاشن أَخَاهُ الْعَلَاء بِسَبَبِهِ وَلذَا كَانَ التقي يطريه بِحَيْثُ سمعته يَقُول انه لَا يشذ عَنهُ من التَّهْذِيب لَفْظَة وَكَذَا لما رَجَعَ من الشَّام أخبر شَيخنَا بِأَنَّهُ لم ير فِي طلبة ابْن نَاصِر الدّين أنبه من قطب الدّين الخيضري لقُرْبه من الطّلب دونهم وانتفع القطب حِين حُضُوره الْقَاهِرَة بذلك، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ فَاضلا ذَاكِرًا لجملة من الرِّجَال والتاريخ وَأَيَّام النَّاس مشاركا فِي الْأَدَب وَغَيره، حسن المحاضرة حُلْو المذاكرة جيد الْخط فصيحا عَارِفًا بفنون الفروسية محبا فِي الحَدِيث وَأَهله مستكثرا من كتبه فَردا فِي أَبنَاء جنسه مَعَ زهو وَإِعْجَاب وتعاظم، وَرُبمَا كَانَ يَقُول إِن الْأَمر، وَرُبمَا كَانَ يَقُول إِن الْأَمر يصير إِلَيْهِ ويترجى تَأَخره عَن وَفَاة شَيخنَا وَيَقُول إِنَّمَا تكْثر ديوني بعد مَوته إِشَارَة إِلَى انه هُوَ الَّذِي يَأْخُذ كتبه ويأبى الله الا مَا أَرَادَ وَقد رَأَيْته بِمَجْلِس شَيخنَا وَسمعت من كَلَامه وفوائده وكتبت من نظمه: (خُذ الْقُرْآن والْآثَار حَقًا ... وتوقيفا واجماعا بَيَانا) (دع التَّقْلِيد بِالنَّصِّ الصَّرِيح ... وَلَا تسمع قِيَاسا أَو فلَانا) وَغير ذَلِك، وَبَلغنِي أَن لَهُ قصيدة باللغة التركية عَارض بهَا بعض شعر الرّوم يعجز عَنْهَا فِيمَا قيل الفحول مَا وقفت عَلَيْهَا عَفا الله عَنهُ. 144 - تغرى برمش السيفي قراقجا الحسني، / أَصله من سبي قبرس سنة سبع وَعشْرين وَملكه قراقجا الْمَذْكُور فَأعْتقهُ ورقاه حَتَّى جعله دواداره ثمَّ صَار بعده خاصكيا إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الظَّاهِر خشقدم بامرة عشرَة وَجعله من رُؤْس النوب لأياد كَانَت لَهُ عِنْده ودام إِلَى أَن مَاتَ بالفالج فِي) ذِي الْحجَّة سنة سبعين وَقد قَارب السِّتين وَدفن من الْغَد وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ. 145 - تغرى برمش اليشبكي يشبك من ازدمر الزردكاش، / ترقى بعد أستاذه حَتَّى صَار زردكاشا صَغِيرا فِي الْأَيَّام الأشرفية ثمَّ ولي الزردكاشية الْكُبْرَى، وأنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة ثمَّ جعله الظَّاهِر مَعَ الزردكاشية من جملَة الطبلخاناه، وسافر

فِي الْغَزَوَات فِي عدَّة دوَل وَكَذَا تَأمر على الْحَاج غير مرّة، وَله مآثر كالجامع بساحل بولاق وعدة أَمْلَاك. وَكَانَ ضخما مثريا مَعَ الْبُخْل. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة أَربع وَخمسين وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ. 146 - تغرى برمش أستادار شيخ، / خامر عَلَيْهِ إِلَى النَّاصِر فولاه الاستادارية بِالشَّام فَبَالغ فِي العسف فَسَلَّطَهُ الله عَلَيْهِ فصادره وعاقبه حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَلَاث عشرَة ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. تغرى برمش / نَائِب حلب. هُوَ الَّذِي بعده. 147 - تغرى ورمش بن أَحْمد واسْمه حُسَيْن وَكَانَ أَبوهُ يدعى بِابْن الْمصْرِيّ، من بهستا / أحد أجنادها قبل الْفِتْنَة التمرية، وَكَانَ لَهُ ملك بهَا فخربت أملاكه فِي الْفِتْنَة وافتقر وتحول بأولاده كَهَذا فخدم بعض الامراء واتصل بالامير طوخ وَحضر مَعَه إِلَى حلب وَهُوَ دواداره. وَذَلِكَ فِي سنة خمس عشرَة فَلَمَّا قتل طوخ خدم جقمق دوادار الْمُؤَيد وَعمل دواداره وَاسْتقر بِهِ فِيهَا حِين صَار نَائِب دمشق فَلَمَّا أمسك جقمق برسباي الَّذِي صَار بعد سُلْطَانا واعتقله خدمه صَاحب التَّرْجَمَة وَأحسن إِلَيْهِ فراعى لَهُ ذَلِك حِين استقراره فِي المملكة وَأمره بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ رقاه حَتَّى صَار أحد المقدمين ثمَّ أَمِير آخور وَلَا زَالَ حَتَّى ولاه نِيَابَة حلب فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ ثمَّ شقّ الْعَصَا فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق، وَآل أمره إِلَى أَن قتل فِي يَوْم الاحد سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة إثنتين وَأَرْبَعين، طول ابْن خطيب الناصرية بوقائعه ويليه المقريزي، وأحال شَيخنَا فِي الوفيات على الْحَوَادِث. تَقِيّ بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الكازروني. / يَأْتِي فِي مُحَمَّد. 148 - تَقِيّ بن مُحَمَّد بن تَقِيّ الفخري السنجاري الْمدنِي. / سمع على النُّور الْمحلى سبط الزبير بعض الِاكْتِفَاء للكلاعي. 149 - تمراز البكتمري / وَوَجَدته فِي مَوضِع الابو بكري المؤيدي المصارع، تنقل فِي الخدم وَصَارَ فِي الْأَيَّام العزيزية من جملَة الدوادارية ثمَّ أمره الظَّاهِر عشرَة وأرسله إِلَى الْقُدس نَائِبا مرّة بعد) أُخْرَى ونفاه فِي الْمرة الاولى إِلَى الشَّام وَأخرج أقطاعه فِي الثَّانِيَة وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ بطالا وقتا وَعَمله شادا لبندر جدة غير مرّة وَآخِرهَا أَخذ مَا اجْتمع فِيهَا من المَال وفر فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَخمسين وَكَانَ مَا حكيته فِي حوادث التبر المسبوك وَأَنه قتل فِي المعركة بَين الحديدة وَبَيت الْفَقِيه ابْن حشيبر من الْيمن فِي خَامِس عشري رَمَضَان من الَّتِي تَلِيهَا وَأرْسل السُّلْطَان مِثْقَالا الحبشي لصَاحب الْيمن بهدية وَأرْسل إِلَيْهِ بِجَمِيعِ موجوده، وَكَانَ أشقر ضخما إِلَى

الطول أقرب رَأْسا فِي الصراع مَعَ شجاعة وإقدام وحدة وبطش وخفة وَسُوء خلق. 150 - تمراز الاينالي الاشرفي برسباي وَيعرف بالزردكاش، / وتأمر عشْرين ثمَّ اسْتَقر دوادارا ثَانِيًا فِي أَيَّام الاشرف إينال. 151 - تمراز الجركسي الاينالي الأشرفي. / جلبه إينال المحمودي فَاشْتَرَاهُ الْمُؤَيد شيخ ثمَّ انْتقل للأشرف برسباي فَأعْتقهُ وَعَمله زردكاشا، ثمَّ صَار من حزب الظَّاهِر جقمق إِلَى أَن أبعده إِلَى الْبِلَاد الشامية وقاسى محنا نشأت عَن سوء طباعه وَسُرْعَة تغيره ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر وأنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة بعد موت عليباي الأشرفي بالبذل، ثمَّ أعطَاهُ إينال إمرة طبلخاناه بل وَعَمله دوادارا ثَانِيًا، وَعظم فِي الدولة وَسَاءَتْ سيرته مَعَ الْملك فَمن دونه إِلَى أَن نفي للبلاد الشامية فَلَمَّا مَاتَ وتسلطن ابْنه الْمُؤَيد جَاءَ بِغَيْر إِذْنه فَعظم عَلَيْهِ ورسم بعوده وَلم يلْتَفت لمساعدته وَلَكِن أنعم عَلَيْهِ بتقدمه هُنَاكَ وَمَا كَانَ بأسرع من اغرائه نائبها جانما على الْوُثُوب على السُّلْطَان وَحضر مَعَه إِلَى خانقاه سرياقوس فَلم ينْتج لَهما أَمر بل رجعا وَأعْطى صَاحب التَّرْجَمَة نِيَابَة صفد فَلم يلبث أَن سحب مِنْهَا تلوه إِلَى حسن بك بن قرايلك صَاحب آمد فَلَمَّا قتل جانم أرسل حسن بك يشفع فِي تمراز وأنعم عَلَيْهِ بعد بامرة عشْرين بطرابلس ثمَّ حبس بالمرقب لشكوى مظلوم تعدى بضربه وَلم يلبث أَن مَاتَ الْمَضْرُوب فعين السُّلْطَان الشارعي أحد نواب الْمَالِكِيَّة للْحكم فِيهِ فَتوجه إِلَيْهِ وَحكم باراقة دَمه فَقتل بالمرقب فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين ثمَّ نقل إِلَى طرابلس فَدفن بهَا وَقد زَاد على السِّتين، وَكَانَ قَبِيح السِّيرَة. 152 - تمراز الشمسي الأشرفي برسباي العزيزي نِسْبَة للعزيز بن الْأَشْرَف / فَهُوَ مُعْتقه أَمِير سلَاح وَابْن أُخْت الْأَشْرَف قايتباي، كَانَ قدومه مَعَ جالبه فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ قريب المراهقة فدام إِلَى أَن صَار فِي الْأَيَّام الاينالية ساقيا ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ إمرة عشرَة وعظمه وقربه وسَاق الْمحمل فِي أَيَّامه أحد الباشات فَلَمَّا أكره الأتابك جرياش كرد المحمدي على الرّكُوب فِي الْأَيَّام) الظَّاهِرِيَّة خشقدم وَأَخذه المماليك من تربته وَذَلِكَ فِي أثْنَاء سنة تسع وَسِتِّينَ واجتازوا بِهِ من دَاخل الْبَلَد كَانَ مِمَّن ركب مَعَه فَلَمَّا فر الْمشَار إِلَيْهِ إِلَى القلعة أمسك هَذَا وَتحقّق الظَّاهِر ركُوبه عَلَيْهِ بجراح حصل فِي يَده وجهز لدمياط وَأكْرم فِي تَجْهِيزه لَهَا دون اسكندرية لصهره أبي زَوجته قرقماس الجلب الأشرفي أَمِير سلَاح ودام بهَا متحفظا بالانقطاع ببيته حَتَّى عَن الْجُمُعَة حذرا من غائلة الظَّاهِر خُصُوصا وجرباش كَانَ أَيْضا منفيا بهَا فَلَمَّا انْتهى الْأَمر إِلَى الظَّاهِر تمربغا جئ بِهِ فِي حادي عشري جُمَادَى الأولى سنة

اثْنَتَيْنِ وَسبعين هُوَ ودولات باي النجمي بعناية خَاله الاتابك قايتباي فَنزل فِي بَيته تجاه الْمدرسَة السودونية من زَاده بعد أَن كَانَ الْأَمِير أزبك من ططخ الظَّاهِرِيّ تملكه، وسافر الْبَدْر بن الْقطَّان وَمَعَهُ ابْن حسن لدمياط للاشهاد على صَاحب لترجمة وَكَانَ نُزُوله بِهِ فِيمَا قيل باذن من خَاله مَعَ ارسال المكاتيب لَهُ ليعود الامر كَمَا كَانَ وامتناعه من ذَلِك وَاسْتمرّ على ملك الاتابك وَأَعْطَاهُ الظَّاهِر حِينَئِذٍ طبلخاناه ثمَّ لم يلبث أَن تملك خَاله فصيره أحد المقدمين على اقطاع الظَّاهِر الْمُنْفَصِل وجهزه كاشف التُّرَاب بالغربية فدام سِنِين، وسافر فِي تجريدة سوار وَكَانَ هُوَ أجل من رغب سوار للنزول بأمانه وَلذَا اشْتَدَّ غَضَبه هُوَ وَخير بك حَدِيد حِين نقض ذَلِك واستمرت الوحشة بَين الدوادار وَبَينهمَا، ثمَّ اسْتَقر رَأس نوبَة النوب بعد انْتِقَال اينال الاشقر لامرة سلَاح، وَمَاتَتْ زَوجته ملكباي ابْنة قرقماش فِي سنة تسع وَسبعين وجهز الشهَاب البيجوري لِلْحَجِّ عَنْهَا واتصل بعْدهَا بابنة الْمَنْصُور بن الظَّاهِر جقمق وَهِي بكر وَله مِنْهَا ابْنة مَاتَت فِي الطَّاعُون وَولي أَمر الْبحيرَة فنظمها وحمدت سيرته ودان لَهُ أهل تِلْكَ النواحي وَفِي أثْنَاء تكَلمه فِيهَا كَانَ قتل الدوادار يشبك من مهْدي فاستقر بِهِ عوضه بعد سنة فأزيد فِي امرة سلَاح فتزايدت ضخامته وَارْتَفَعت مكانته، وَفِي أثْنَاء ذَلِك مَاتَت زَوجته الْمشَار اليها فَتزَوج فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ ابْنة جانم الاشرف نَائِب الشَّام كَانَ وَهِي بكر أَيْضا واستولدها وَكَذَا تحول لبيت الظَّاهِر تمربغا الْمَعْرُوف بمنجك بعد سفر قجماش لنيابة الشَّام بالاجرة لجريانه فِي أوقافه، فَلَمَّا كَانَ فِي تَاسِع جُمَادَى الاولى سنة تسع وَثَمَانِينَ برزباش التجريدة المجهزة لدفع على دولات أخي سوار وناب عَنهُ فِي الْبحيرَة مَمْلُوكه قراكز فَلَمَّا قبض بَقِيَّة خراج سنة أستاذه وَأَرْدَفَ ذَلِك بِسنة أُخْرَى انْفَصل عَنْهَا بكرتباي الاشرفي قايتباي، وَاسْتمرّ صَاحب التَّرْجَمَة غَائِبا فِي المهم إِلَى أَن أرسل الاتابك اليهم فِي عَسْكَر ثقيل وَصَارَ هُوَ الباش، وَكَانَ مَا حُكيَ فِي الْحَوَادِث ثمَّ كَانَ قدوم العساكر فِي أَوَاخِر ذِي) الْقعدَة سنة احدى وَتِسْعين وَهُوَ متوعك فدام حَتَّى سَافر أَيْضا لدفع عَسْكَر ابْن عُثْمَان صُحْبَة الاتابك فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَاد أَن يقتل فِيهَا فانه لما اخْتَطَف السنجق وَحمله بِنَفسِهِ وَدخل بِهِ إِلَى ذَاك الْفَرِيق ونال مِنْهُم تكاثروا عَلَيْهِ فعاين قَبضه بل ضرب سبع ضربات جرح مِنْهَا فِي جَبينه وَيَده وَلَوْلَا لطف الله لتلف، وعولج لينزل عَن جَوَاده فَلم يقدروا وَأظْهر من يقظته وفروسيته مَا الله بِهِ عليم وبادر خشداشه بيغوت لطعن القاصد لاتلافه فأتلفه ودام متعللا إِلَى أَن عَاد مَعَهم فِي ربيع الاول من الَّتِي تَلِيهَا وَاسْتمرّ حَتَّى سَافر صُحْبَة الاتابك

أَيْضا فِي ربيع الثَّانِي سنة خمس، وَنعم الامير توددا للْعُلَمَاء والفقراء واقبالا عَلَيْهِم والارشاد لما يقدر عَلَيْهِ مِمَّا تكون فِيهِ الْمصَالح للعامة، وَلم أزل أشهد مِنْهُ الود وَالثنَاء حَتَّى فِي الْغَيْبَة مَعَ قلَّة ترددي إِلَيْهِ وتكرر إِلْزَامه لي بذلك بِالنِّسْبَةِ إِلَى عُمُوم الْأُمَرَاء وَنَحْوهم مِمَّا أَرْجُو جميل قَصده فِيهِ. 153 - تمراز القرمشي الظَّاهِرِيّ برقوق، / نَاب بقلعة الرّوم وبغزة فِي الْأَيَّام الأشرفية سِنِين، ثمَّ صَار أحد المقدمين بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ رَأس نوبَة النوب ثمَّ أميراخور ثمَّ أَمِير سلَاح بعد يشبك السودوني حَتَّى مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَلم يحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ لاشتغاله بِجنَازَة ابْنَته، وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا قَلِيل الْكَلَام فِيمَا لَا يعنيه كَرِيمًا جوادا نادرة فِي أَبنَاء جنسه مَعَ الاسراف على نَفسه. 154 - تمراز المؤيدي / نَائِب صفد ثمَّ غَزَّة. مَاتَ مخنوقا بسجن اسكندرية فِي ثَالِث عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَلم يكن فِيمَا قَالَه المقريزي مشكورا. 155 - تمراز المؤيدي أحد المقدمين بِدِمَشْق /. وَكَانَ قبل ذَلِك أَمِير طبلخاناه بهَا، ثمَّ اسْتَقر حاجبا بهَا فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين ثمَّ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث اسْتَقر مقدما عوضا عَن أَخِيه طوخ إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَدفن بتربة قانباي البهلوان قبلي تربة العجمي خَارج بَاب الْجَابِيَة. 156 - تمراز الناصري، / كَانَ فِي أَيَّام الظَّاهِر طبلخاناه مَعَ خصوصيته بِهِ ثمَّ تقدم فِي الايام الناصرية ثمَّ اسْتَقر أَمِير مجْلِس ثمَّ نَائِب السلطنة. وَكَذَا نَائِب الْغَيْبَة غير مرّة ثمَّ خامر على النَّاصِر وَآل أمره إِلَى أَن مَاتَ خنقا فِي سنة أَربع عشرَة، وَكَانَ جميل الصُّورَة حسن الْهَيْئَة من خَاص التّرْك جيدا يحب الْعلمَاء ويكرمهم ويعتقد الْفُقَرَاء رَحمَه الله.) 157 - تمراز النوروزي نِسْبَة لنوروز الحافظي / نَائِب الشَّام وَيعرف بتعرمص، أحد امرة عشرات وَرَأس نوبَة، أمره السُّلْطَان فَلَمَّا سَافر الْعَسْكَر لرودس كَانَ مِمَّن جرح فِي حصارها وَحمل وَهُوَ كَذَلِك فقدرت وَفَاته بِالْقربِ من ثغر دمياط فَدفن بِهِ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الثَّانِيَة أَو أَوَائِل رَجَب سنة سبع وَأَرْبَعين. وَكَانَ حسن الشكالة متجملا فِي ملبسه ومركبه ذَا لحية كَبِيرَة وَعِنْده كرم وحشمة، وَقد قَالَ الْعَيْنِيّ انه مَاتَ فِي رشيد فَالله أعلم. 158 - تمراز من حَمْزَة الناصري فرج وَيعرف بتمرباي ططر. / خدم بعد أستاذه بِأَبْوَاب الْأُمَرَاء ثمَّ صَار بعد الْمُؤَيد فِي المماليك السُّلْطَانِيَّة ثمَّ خاصكيا ثمَّ ساقيا

فِي الظَّاهِرِيَّة جقمق ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ فِي اواخر دولة الاشرف أَمِير طبلخاناه وسافر أَمِير حَاج الْمحمل ثمَّ قدمه الظَّاهِر خشقدم، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ وَكَانَ مَذْكُورا بالشح وَسُوء الْخلق وَعدم الشجَاعَة وَترك التجمل فِي أَحْوَاله كلهَا. 159 - تمرباي الاشرفي برسباي الساقي / أحد أُمَرَاء العشرات ورؤس النوب. قتل فِي الموقعة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَكَانَ قَبِيح السِّيرَة. 160 - تمرباي الأشرفي قايتباي كاشف الشرقية. / طعن وَهُوَ فِي مَحل ولَايَته فبادر إِلَى المجئ وَكَانَت منيته فِي سَابِع ذِي الْحجَّة سنة احدى وَثَمَانِينَ، وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان بمصلى الْمُؤمنِينَ، وَكَانَ فِيمَا قيل مشكورا فِي ولَايَته قَائِما بشأنها لَهُ حُرْمَة عِنْد المفسدين بِحَيْثُ انه يَوْم وَفَاته قطعُوا الطَّرِيق على جمَاعَة بِرَأْس الدّور. 161 - تمرباي التمرازي تمراز القرمشي الظَّاهِرِيّ / أَمِير سلَاح. كَانَ أحد أُمَرَاء العشرات ومهمندار السُّلْطَان. توجه إِلَى حلب بتقليد نائبها، فَمَاتَ هُنَاكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسبعين وَهُوَ فِي الكهولة وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ وَعِنْده معرفَة ونهضة وَزعم انه أَخُو الظَّاهِر تمربغا. 162 - تمرباي التَّمْر بغاوي تمربغا المشطوب / نَائِب حلب، اتَّصل بعده بِالظَّاهِرِ ططر وَهُوَ أَمِير فَلَمَّا تسلطن جعله دوادارا ثَالِثا ثمَّ نَقله الاشرف إِلَى الدوادارية الثَّانِيَة على إمرة عشرَة ثمَّ بعد مُدَّة صَار من أُمَرَاء الطبلخاناة ثمَّ قدمه الْعَزِيز ثمَّ نَقله الظَّاهِر إِلَى رَأس نوبَة النوب فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ بعد أَن سَافر أَمِير الْحَاج غير مرّة وَكَذَا بَاشر نِيَابَة اسكندرية بعد الزين بن الكويز فِي سنة اثْنَتَيْنِ واربعين، وَكَانَت وَفَاته بالطاعون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَهُوَ فِي عشر) السِّتين، وَكَانَ عفيفا متصدقا لَهُ مآثر مِنْهَا سَبِيل وقبة ظَاهر خانقاه سرياقوس وسبيل بِالْقربِ من الفساقي الَّتِي بالمعلاة من مَكَّة، وتربته الَّتِي دفن فِيهَا تجاه تربة الظَّاهِر برقوق مَعَ شراسة خلق وبذاءة لِسَان. 163 - تمرباي السيفي الماس / نَائِب قلعة حلب وَليهَا بعد موت أستاذه بالبذل إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة أَربع وَسبعين وَلم يذكر أستاذه فضلا عَنهُ مِمَّن يذكر. 164 - تمرباي الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بقزل. / تَأمر فِي دولة الظَّاهِر تمربغا، قتل فِي الْوَقْعَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين. 165 - تمرباي / أحد مقدمي حلب ودوادار السُّلْطَان هُنَاكَ. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَرْبَعِينَ. 166 - تمربغا الحافظي. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث عشرَة ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.

167 - تمربغا الظَّاهِر أَبُو سعيد الرُّومِي الظَّاهِرِيّ جقمق. / قدم بِهِ بعض تجار الرّوم الْبِلَاد الشامية فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فملكه شاهين الزردكاش نَائِب طرابلس ثمَّ تنقل إِلَى أَن ملكه الظَّاهِر وَهُوَ أميراخور فَأحْسن تَرْبِيَته وأدبه وهذبه ثمَّ اخْتصَّ بِهِ وقربه وَجعله خاصكيا وسلحدارا فِي أول سلطنته ثمَّ نَقله إِلَى الخازندارية ثمَّ أمره عشرَة، وَحج أَمِير الأول غير مرّة ثمَّ أَمِير الْمحمل ورقاه إِلَى الدوادارية الثَّانِيَة عوضا عَن دولات باي فباشرها بِحرْمَة وافرة ومهابة ودام على ذَلِك مُدَّة فاشتهر اسْمه وَبعد صيته وارتقى فِي الوجاهة لأزيد من منصبه فَلَمَّا تسلطن ابْن أستاذه نَقله إِلَى الدوادارية الْكُبْرَى وَصَارَ هُوَ الْمُدبر للمملكة وَأظْهر فِي أَيَّام المحاصرة من الشجَاعَة والاقدام والفروسية مَا علم وَلم يلبث أَن انْقَضتْ تِلْكَ الايام فَكَانَ فِيمَن سجن باسكندرية ثمَّ نقل مِنْهَا إِلَى الصبيبة فاستمر بهَا سِنِين ثمَّ أطلق وَأذن لَهُ فِي التَّوَجُّه إِلَى الْحَج مَعَ الركب الشَّامي فَأَقَامَ بِمَكَّة أَيْضا سِنِين فَلَمَّا اسْتَقر الظَّاهِر خشقدم استقدمه للجنسية ولأياد لَهُ سَابِقَة عَلَيْهِ فقدمه وَعَمله رَأس نوبَة النوب ثمَّ أخرجه إِلَى اسكندرية فِي جملَة جمَاعَة قبض عَلَيْهِم ثمَّ أُعِيد بعد أَيَّام قَلَائِل على مَا كَانَ عَلَيْهِ بل ولي إمرة مجْلِس أَيْضا فَلَمَّا تسلطن يلباي صَار أتابك العساكر ثمَّ صَار بعده سُلْطَانا فِي آخر يَوْم السبت سَابِع جُمَادَى الاولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بعد خلعه وسر جُمْهُور النَّاس بِهِ لمزيد عقله وتؤدته ورياسته وفصاحته وفهمه، وَلم يلبث أَن خلع فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس رَجَب مِنْهَا بالأشرف قايتباي ثمَّ أرسل إِلَى دمياط ليقيم بِهِ بِدُونِ ترسيم فَأَقَامَ بِهِ إِلَى أول الْعشْر الثَّالِث من ذِي الْقعدَة فَحَضَرَ إِلَيْهِ مُحَمَّد بن عجلَان) وَعِيسَى بن سيف وَمن انْضَمَّ اليهما من الْأَعْرَاب حمية لَهُ فَأَخَذُوهُ وحضروا بِهِ إِلَى جِهَة الصالحية ليدبر أَمر عوده إِلَى المملكة أَو لغير ذَلِك فَسَار وهم فِي خدمته مَعَ أبي الْفَتْح نَاظر دمياط ودولات باي وتنم الظاهريين خشقدم وَثَلَاثَة مماليك تَقْرِيبًا إِلَى قطيا ثمَّ مِنْهَا إِلَى جِهَة غَزَّة فَأمْسك وَأرْسل نائبها أرغون شاه يعلم السُّلْطَان بذلك ويسئل فِي إرْسَال من يتسلمه مِنْهُ ثمَّ ركب بعساكره وَهُوَ مَعَه إِلَى أَن وصل بِهِ إِلَى بلبيس فتسلمه مِنْهُ الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي، وَتوجه بِهِ إِلَى اسكندرية ليَكُون بهَا فِي بَيت الْعَزِيز يُوسُف بِدُونِ ترسيم وَلَا تحفظ وَأَنه يحضر الْجُمُعَة وَالْعِيدَيْنِ مَعَ الْجَمَاعَة وَأرْسل هُوَ يُبَالغ فِي الترقق والتعطف وَيعْتَذر عَن صَنِيعه وَأَنه إِنَّمَا حمله عَلَيْهِ مَا كَانَ يطْرق سَمعه من الْأَمر بسجنه باسكندرية والتضييق عَلَيْهِ فرام التَّوَجُّه إِلَى الطّور ليتوصل مِنْهُ فِي الْبَحْر إِلَى مَكَّة وَاسْتمرّ مُقيما بالثغر على أعز حَال وَأكْرم هَيْئَة مِمَّا لم يسْبق إِلَيْهِ غَيره، إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن ذِي الْحجَّة

سنة تسع وَسبعين بعد توعكه عدَّة أشهر، وَدفن هُنَاكَ بحوش لنائبها إِذْ ذَاك الْأَمِير قجماس بِجَانِب مدرسته ثمَّ عمل على قَبره قبَّة لَطِيفَة نَافِذَة لَهَا، ورتب هُنَاكَ قراء. وَوجد عِنْده من النَّقْد نَحْو تِسْعَة عشر ألف دِينَار فِيمَا قيل سوى مَاله هُنَاكَ من أثاث ومتاجر وَغير ذَلِك هَذَا مَعَ كَونه من قريب أرسل يشتكي الْفقر والفاقة بِحَيْثُ جهز لَهُ السُّلْطَان فِيمَا قيل ألف دِينَار وَغير ذَلِك، وَكَانَ ملكا لائقا فَقِيها فَاضلا يحفظ الْمَنْظُومَة للنسفي ويستحضر كثيرا من الْمسَائِل الْفِقْهِيَّة مَعَ مُشَاركَة حَسَنَة فِي فنون كالتاريخ وَالشعر وحذق وذكاء وعقل تَامّ وجودة رَأْي وتدبير وفصاحة اللغتين الْعَرَبيَّة والتركية وطهارة لِسَان وحشمة وأدب وتجمل زَائِد فِي ملبسه ومركبه ومأكله ومشربه ومسكنه، وَله فِي ذَلِك اختراعات تنْسب إِلَيْهِ وعَلى ذهنه الْكثير من الصَّنَائِع كعمل الْقوس والسهام عَارِفًا برمي النشاب معرفَة تَامَّة إِلَيْهِ انْتَهَت الرياسة فِيهِ بل وَفِي غَيره من أَنْوَاع الفروسية والملاعيب. لكنه كَانَ غير عفيف فِيمَا يُقَال قَائِما فِي أغراض نَفسه جدا مَعَ اثارة فتن ومكر وخداع ومزيد تكبر وَدخُول فِيمَا يقصر أَمْثَاله عَن دونه، وَتعرض للْخلاف بَين الْحَنَفِيَّة وَالشَّافِعِيَّة وَرُبمَا نسب إِلَيْهِ التَّكَلُّم بِمَا لَا يَلِيق مِمَّا أَظُنهُ السَّبَب فِي سرعَة انْقِضَاء مدَّته بِحَيْثُ زبره الْمَنَاوِيّ فِي أَيَّام عزهما أعظم زبر، وَلذَا رام الانتقام مِنْهُ فِي الْأَيَّام المنصورية فعوجل مَعَ انه لما تسلطن تواضع جدا وَأعْرض عَن كثير مِمَّا كَانَ ينْسب إِلَيْهِ مَعَ توهم طول مدَّته وَأَن الْأَمر عَاد إِلَى الرّوم آخِذا ذَلِك من قَوْله تَعَالَى سيغلبون فِي بضع سِنِين حَيْثُ كَانَت الْبَاء) بِاثْنَيْنِ وَالْعين بسبعين وَالضَّاد بثمانمائة، بل زعم أَن طَالبا شاميا أخبرهُ انه سمع بسلطنته بِمَدِينَة غَزَّة وَأَنه أخبر بِدِمَشْق بمشاهدة دِرْهَم عَتيق سكته باسم الظَّاهِر تمربغا، وَذَلِكَ قبل سلطنته بأيام حَسْبَمَا شوهد من جمَاعَة معتبرين فَالله أعلم. وَقد خطبني فِي أَيَّام امرته على لِسَان المحبي بن الشّحْنَة للاجتماع بِهِ، وَبَالغ الْمشَار إِلَيْهِ فِي ترغيبي فِيهِ فَمَا انْشَرَحَ الخاطر لذَلِك وَللَّه عَاقِبَة الْأُمُور. 168 - تمربغا القجاوي كاشف الطير. / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة احدى. 169 - تمربغا المشطوب. / كَانَ شجاعا فَارِسًا متواضعا خيرا. تَأمر عشرَة فِي أَيَّام أستاذه الظَّاهِر برقوق ثمَّ طبلخاناه فِي أَيَّام النَّاصِر ثمَّ قدمه ثمَّ التف على جكم وَذهب مَعَه إِلَى قرايلك وقاسى هُنَاكَ شدَّة ثمَّ تخلص وَجَاء إِلَى حلب والتف عَلَيْهِ بعض الظَّاهِرِيَّة وَغَيرهم وَاسْتولى على حلب مُدَّة، مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث عشرَة بِأَرْض البلقاء من الشَّام، وَهُوَ مَعَ شيخ ونوروز حِين توجههما إِلَى مصر، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ: تمربغا المشطوب. مَاتَ بحسبان.

170 - تمربغا النحراري / نَائِب الشَّام. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. تمرلنك. / فِي تيمور قَرِيبا. 171 - تمر من مَحْمُود شاه الظَّاهِرِيّ جقمق، / تنقل فِي الامرة وباشر الْولَايَة دهرا ثمَّ الحجوبية الْكُبْرَى. وَكَانَ جائرا فِي الاحكام متساهلا فِي الْأَمْوَال والدماء قاسى النَّاس مِنْهُ شدَّة، وَشهر ولدى القاياتي وَوصل أَذَاهُ لمجاوري الْجَامِع الْأَزْهَر. وَكَانَ ذَلِك ابْتِدَاء خذلانه. مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَانِينَ بعد تعلله مُدَّة بالزحير وَغَيره، وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان فَمن دونه بمصلى الْمُؤمنِينَ وَلم تكن عَلَيْهِ وضاءة أهل الاسلام بل كَانَ هُوَ وإينال الشقر كفرسي رهان مَعَ شهامة وعصبية وتجمل فِي أُمُوره كلهَا. 172 - تنبك الاشرفي برسباي وَيعرف بالصغير، / كَانَ فِي دولة أستاذه خاصكيا ثمَّ فِي أَيَّام وَلَده دوادارا ثمَّ نكب بعده وَأخرج إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَيَّام الْأَشْرَف اينال وَصَارَ من رُؤُوس النوب إِلَى أَن نَدبه الظَّاهِر خشقدم مَعَ المجردين إِلَى الْبحيرَة فَقتل هُنَاكَ بيد عرب الطَّاعَة فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَقد زَاد على الْخمسين، وَكَانَ عَاقِلا هينا لينًا فصيح الْعبارَة جيد التِّلَاوَة مليح الصَّوْت متواضعا حشما رَحمَه الله. 173 - تنبك البردبكي الظَّاهِرِيّ برقوق. / صَار خاصكيا فِي الْأَيَّام المؤيدية وَرَأس نوبَة الجمدارية ثمَّ) بعد مَوته أَمِير عشرَة وَمن رُءُوس النوب ثمَّ نَائِب القلعة فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي وأنعم عَلَيْهِ أَيْضا بطبلخاناه ثمَّ قدمه فِي آخر أَيَّامه ثمَّ أضيف اليها فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة نِيَابَة القلعة ثمَّ نَقله إِلَى حجوبية الْحجاب، وَأمره على الْحَاج غير مرّة ثمَّ نَقله إِلَى دمياط بِسَبَب عبد قَاسم الكاشف الَّذِي زعم الصلاحية كَمَا ذكرته فِي التبر المسبوك ثمَّ رضى عَلَيْهِ وَأَعَادَهُ للتقدمة، ثمَّ عمله ابْنه الْمَنْصُور أَمِير مجْلِس ثمَّ الاشرف أَمِير سلَاح ثمَّ أتابكا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَقد قَارب التسعين تَقْرِيبًا، وَكَانَ شَيخا وقورا هينا لينًا متدينا رَحمَه الله. 174 - تنبك الجانبكي جَانِبك الناصري الثور. / اتَّصل بعده بِخِدْمَة السُّلْطَان إِلَى أَن تَأمر عشرَة فِي أَوَائِل دولة خشقدم وَقتل فِي الْوَقْعَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين. 175 - تنبك الجمالي الظَّاهِرِيّ جقمق / أحد المقدمين مِمَّن غضب لكَونه لم يُعْط امرة مجْلِس ثمَّ اسْترْضى وَصَارَ فِي مرتبَة متوليها مَعَ شغولها وسافر فِي التجريدة سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ اسْتَقر فِيهَا ثمَّ فِي امرة الْمحمل سنة سبع وَتِسْعين، وَكَذَا تَأمر على الْمحمل أَيْضا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بعد حجه قبل ذَلِك فِي جملَة الركب حَيَاة أستاذه. وَيذكر بعقل ووقار وميل للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ سِيمَا وكل من أَبَوَيْهِ

مِمَّن تشرف بالاسلام، وَقدم الْقَاهِرَة وَمَات بهَا وَأمه آخرهما موتا، وَرُبمَا قرب بعض الأسقاط، وَقد اجْتمعت بِهِ مرّة وَبَالغ فِي التأدب والاكرام وَكَانَ حِين امرته على الْمحمل قَارنا وَلم يتَعَرَّض لأحد بمكروه. وَمَات لَهُ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين عدَّة عوضه الله خيرا وزاده فضلا. 176 - تنبك الطولوني / أحد أُمَرَاء العشرات وَكَاشف المنوفية. قتل فِي ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين وَاسْتقر بعده فِي الْكَشْف ابْنه يُونُس وَفِي الامرة غَيره وَختم على موجوده 177 - تنبك قرا الاشرفي اينال / حَاجِب الْحجاب. تنقل إِلَى أَن عمل الدوادارية الثَّانِيَة فِي أَيَّام الاشرف قايتباي وقتا ثمَّ صَار أحد المقدمين ثمَّ حَاجِب الْحجاب. وسافر فِي عدَّة تجاريد مِنْهَا الَّتِي فِي سنة خمس وَتِسْعين وحمدت مباشراته سِيمَا مَعَ ميله للْعُلَمَاء فِي الْجُمْلَة، حَتَّى انه يقْرَأ على الزين جَعْفَر فِي الْقُرْآن وعَلى الامشاطي قبل الْقَضَاء فِي الْفِقْه ثمَّ على غَيره وَتردد إِلَيْهِ عَبَّاس المغربي والخطيب الوزيري وتكرر سخطه عَلَيْهِمَا، وَآل أمره إِلَى أَن صَار يقْرَأ على التقي بن الاوجاقي بِحَيْثُ تعصب مَعَه على الزيني زَكَرِيَّا، وسئلت فِي أَيَّام دواداريته فِي الِاجْتِمَاع بِهِ لقرَاءَته عَليّ فَمَا سمحت مَعَ سَمَاعه مني لبَعض الْأَحَادِيث واستجازته لي بِفضل الْخَيل) للدمياطي، وَحلف لي مرّة انه لَا يقدم على أحدا وَلَكِن مَا وجدت لذَلِك مِنْهُ وَلَا من كثيرين مِمَّن بِزَعْمِهِ مِنْهُم ثَمَرَة، وَمِمَّنْ يتَرَدَّد إِلَيْهِ وينوه هُوَ بفضيلته أَبُو النجا بن الشَّيْخ خلف وَقَامَ مَعَه فِي ردع الْجلَال بن الاسيوطي كثر الله من أَمْثَال الْأَمِير فَهُوَ من حَسَنَات أَبنَاء جنسه وَقد توفى لَهُ عدَّة أَبنَاء فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين من ابْنة الدوادار بردبك. 178 - تنبك المحمودي / نَائِب دمشق. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين. 179 - تنبك الناصري أحد أُمَرَاء العشرات وَرَأس نوبَة وَيعرف بالبهلوان وبالمصارع. مَاتَ بآمد فِي شَوَّال سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ. 180 - تنبك / أَمِير الركب الْمصْرِيّ فِي سنة ثَمَانِي عشرَة. مَاتَ فِي السّنة بعْدهَا، وكل من هَؤُلَاءِ يُقَال لَهُ أَيْضا تاني بك وَلذَا كتبت هُنَاكَ جمَاعَة. 181 - تنم من بخشاش الجركسي الظَّاهِرِيّ جقمق وَيُقَال لَهُ تنم رصاص / أحد خاصكية أستاذه، ترقى بعده حَتَّى ولي الْحِسْبَة فِي آخر أَيَّام الْأَشْرَف اينال بالبذل ثمَّ صَار أَمِير عشرَة فِي أَوَائِل الظَّاهِر خشقدم ثمَّ نقل لامرة طبلخاناه وَاسْتمرّ حَتَّى قتل بيد بعض الاجلاب فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ بِبَاب الْقلَّة وَلم يستكمل الاربعين غير مأسوف عَلَيْهِ، وَكَانَ مليح الشكل شجاعا عَارِفًا متحركا

متجملا مَعَ مزِيد ظلمه وجبروته وَشدَّة قسوته وانتشار أَذَاهُ وَلذَا زَاد جَانِبك الجداوي فِي تقريبه حَتَّى كَانَ من أعوانه، وابتنى جَامعا بِالْقربِ من سكنه بالسبع سقايات وَإِنَّمَا يتَقَبَّل الله من الْمُتَّقِينَ. 182 - تنم من عبد الرَّزَّاق الجركسي المؤيدي. / أَصله للمشير بدر الدّين بن محب الدّين الطرابلسي وَقدمه للمؤيد فَأعْتقهُ وَعَمله خاصكيا ثمَّ خازندارا صَغِيرا وَمَات قبل أَن يلتحي ثمَّ رَأس فِي الْأَيَّام الأشرفية رَأس نوبَة الجمدارية ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ ولاه الظَّاهِر جقمق الْحِسْبَة ثمَّ نِيَابَة اسكندرية ثمَّ حماة ثمَّ حلب فَلم يحمد فِيهَا ورجم من أَهلهَا فصرف وَصَارَ بالبذل أحد المقدمين ثمَّ أَمِير مجْلِس ثمَّ فِي أَيَّام الْمَنْصُور أَمِير سلَاح ثمَّ قبض عَلَيْهِ اينال لما تسلطن وسجنه باسكندرية إِلَى أَن أطلقهُ الظَّاهِر خشقدم، وَاسْتقر بِهِ فِي نِيَابَة الشَّام فَلم تحمد سيرته أَيْضا لطمعه وشحه وشرهه واسرافه على نَفسه إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الاولى سنة ثَمَانِي وَسِتِّينَ بدار السَّعَادَة مِنْهَا وسر أهل دمشق بِمَوْتِهِ كثيرا وَمنع الْعَامَّة من دَفنه فَلم يدْفن إِلَّا بعد يَوْمَيْنِ ثمَّ دفن بالتربة الَّتِي أَنْشَأَهَا قانبك المؤيدي شمَالي تربة جانم نَائِب الشَّام بمقبرة الصُّوفِيَّة) وَلم يبلغ مَا كَانَ يخبر بِهِ بعض المنجمين من سلطنة مصر فَللَّه الْحَمد. 183 - تنم سيف الدّين الحسني الظَّاهِرِيّ برقوق. / تنقل فِي خدمَة أستاذه إِلَى أَن ولاه نِيَابَة دمشق بعد وَفَاة كمشبغا الخاصكي، ثمَّ فِي سنة سبع وَتِسْعين قاد الجيوش الاسلامية إِلَى سيواس نجدة لصَاحِبهَا برهَان الدّين بِأَمْر أستاذه الظَّاهِر فَلَمَّا مَاتَ أستاذه خرج عَن طَاعَة المصريين وعزم على التَّوَجُّه بِمن وَافقه من النواب والامراء إِلَى مصر، واجتمعوا كلهم بِدِمَشْق، ثمَّ سَار بهم فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة، فَلَمَّا سمع المصريون خَرجُوا وَمَعَهُمْ النَّاصِر فرج وَهُوَ صَغِير، فَلَمَّا وصلوا إِلَى غَزَّة وبلغهم أَن تنم وَمن مَعَه وصلوا إِلَى الرملة استعظموا أمره فراسلوه مَعَ الصَّدْر الْمَنَاوِيّ قَاضِي الشَّافِعِيَّة وَغَيره فِي الصُّلْح فَلَمَّا دخلُوا عَلَيْهِ أكْرمهم وخلع عَلَيْهِم وأنعم عَلَيْهِم وَمَال إِلَى الصُّلْح فأفسد عَلَيْهِ ذَلِك بعض الامراء فَرجع الصَّدْر وَلم يَنْتَظِم الامر وتهيأ الْفَرِيقَانِ للملتقى فانكسر تنم وَمن مَعَه من الامراء وَأمْسك هُوَ وغالب من مَعَه فِي الْوَقْعَة وَاسْتمرّ ركاب السُّلْطَان إِلَى دمشق وَصعد قلعتها وَبث النواب وَقرر أُمُور دمشق وقواعدها وَحبس تنم بهَا ثمَّ توفّي مقتولا بهَا فِي رَجَب أَو شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَكَانَ أَمِيرا كَرِيمًا كَبِيرا شجاعا مهيبا عادلا مُحْتَرما ذَا همة عالية وَرَأى وتدبير وخبرة وعرفان، بنى خَانا للسبيل بِالْقربِ من

القطيفة على بريد من دمشق وتربة بِدِمَشْق. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَقَالَ غَيره قتل خنقا فِي أول رَمَضَان وَدفن بتربته بالقبيبات. 184 - تنم الابو بكري المؤيدي وَيُقَال لَهُ الْفَقِيه ويلقب صَلَاح الدّين. / كَانَ أحد رُءُوس النوب وأمير عشرَة، مَاتَ شَهِيدا بالاسهال وَهُوَ رَاجع من الْحَج ببير الْقَرَوِي وَدفن باكري فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَكَانَ خيرا صاهر الْمُحب الاقصرائي على ابْنَته وَمَاتَتْ تَحْتَهُ، وسافر فِي الْغَزَوَات والتجاريد غير مرّة وَهُوَ صَاحب الْبَيْت المجاور لمَسْجِد الأميني الاقصرائي بِالْقربِ من الايتمشية الَّذِي صَار لشقيقه تاني بك الاياسي الْمَاضِي. 185 - تنم الاشرفي قايتباي. / أرْسلهُ أستاذه لنيابة جدة مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ أَخّرهُ السّنة الثَّالِثَة بعد أَن ألبسهُ الخلعة لَهَا وانتزعها وألبسها لبرد بك الْمَاضِي. تنم الحسني الظَّاهِرِيّ، / مضى فِي تنم سيف الدّين قَرِيبا. 186 - تنم الحسني الأشرفي برسباي. كَانَ من خَواص أستاذه وسقاته وامتحن بعده بِالْحَبْسِ ثمَّ أطلق وَآل أمره إِلَى أَن تَأمر عشرَة فِي أَيَّام اينال وَصَارَ من رُؤُوس النوب ثمَّ فِي أول أَيَّام خشقدم) عمل رَأس نوبَة ثَانِي ثمَّ نَائِب حماة ثمَّ بَطل ثمَّ قدم بحلب. وَمَات بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ فِي عشر السّبْعين. 187 - تنم الْفَقِيه الْحَنَفِيّ. / أَخذ عَن ابْن قديد النَّحْو وَالصرْف وَغَيرهمَا وَكَذَا عَن ملا شيخ وتصدر للاقراء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة من التّرْك وَأَبْنَائِهِمْ وَغَيرهم. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ خضر بن شماف وَمِنْه استفدته. 188 - تنم المحمدي وَالِد زَوْجَة أبي بكر بن صلغاي / وَأحد تجار الباسطية. تردد الي غير مرّة وَسمع مني المسلسل وَبَعض البُخَارِيّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. 189 - تنم المؤيدي دوادار / السُّلْطَان بِدِمَشْق. مَاتَ فِي شعْبَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ، أرخه ابْن اللبودي. 190 - تنم وسمى تنبك / نَائِب دمشق. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة، وَأَظنهُ الْمَاضِي قَرِيبا. 191 - توران شاه بن تهمتن شاه بن توران شاه صَاحب هرموز /، كَانَ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَهُوَ مَذْكُور فِي الْحَوَادِث وَبَلغنِي أَنه حج فِي صغره مَعَ ابيه وَعمر حَتَّى مَاتَ قبيل سنة سبعين، وَكَانَ خيرا يُرْسل بالقاتل وَالسَّارِق إِلَى قُضَاة الشَّرْع وَيكرم المراكب الْوَاصِلَة من مَكَّة بالاعفاء من المكس وَيَأْكُل من صيد يَده، وسم غير مرّة وَاسْتقر بعده ابْنه مَقْصُود فدام قَلِيلا ثمَّ كحل ثمَّ ابْنه الملا شهَاب الدّين وشنق بعد سِنِين فِي الحمانة ثمَّ ابْنه الثَّالِث مرغل وَهُوَ بهَا إِلَى تَارِيخه سنة سبع وَتِسْعين.

192 - تيمور وَهُوَ تمرلنك بن طرغاي الحفظاي الْأَعْرَج / وَهُوَ اللنك بلغتهم فَعرف بِتَمْر اللنك ثمَّ خفف فَقيل تمرلنك. تغلب على سلطانهم الْمُتَّصِل نسبه بعظيم القان إِلَى حفظاي واسْمه مَحْمُود وَكَانَ ابْتِدَاء ملكه انه لما انقرضت دولة بني جنكزخان وتلاشت فِي جَمِيع النواحي ظهر فِي أعقاب بني حفظاي بَين كش وسمرقند تيمور هَذَا وتغلب على ملكهم مَحْمُود بعد أَن كَانَ أتابكه وَتزَوج أمه بعد مهلك أَبِيه واستبد عَلَيْهِ وَكَانَ فِي عصره أَمِير لبخاري يعرف بِحسن من أكَابِر الْمغل وَآخر بخوارزم من قبل مُلُوك سراي أهل التخت يعرف بالحاج حسن الصُّوفِي وَهُوَ من كبار التتر فنبذ اليهم تيمور الْعَهْد وزحف إِلَى بُخَارى فملكها من يَد حسن ثمَّ زحف إِلَى خوارزم وتحرش بهَا وَهلك حسن فِي خلال ذَلِك وَولي أَخُوهُ يُوسُف فملكها تيمور من يَده وخربها فِي حِصَار طَوِيل ثمَّ كلف بعمارتها وتشييد مَا خرب مِنْهَا وانتظم لَهُ ملك مَا وَرَاء النَّهر وَنزل بُخَارى ثمَّ انْتقل إِلَى سَمَرْقَنْد ثمَّ زحف إِلَى خُرَاسَان وَطَالَ تحرشه بهَا وحروبه مَعَ صَاحبهَا) شاه ولي إِلَى أَن ملكهَا عَلَيْهِ سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنَجَا شاه ولي فِي قلَّة إِلَى تبريز وَبهَا أَحْمد بن أويس بن حسن صَاحب الْعرَاق وأذربيجان إِلَى أَن زحف عَلَيْهِم تيمور سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَهَلَك شاه ولي فِي حروبه عَلَيْهَا وملكها تيمور ثمَّ زحف إِلَى اصبهان فَأتوهُ طَاعَة ممرضة وحالفه فِي قومه كَبِير من أهل نسبه يعرف بقمر الدّين وأمده طقتمش صَاحب التخت لصراي فكر رَاجعا إِلَيْهِ وشغل بحروبه إِلَى أَن محى أَثَره واشتغل بسُلْطَان الْمغل وزاحم طقتمش مرَارًا حَتَّى أوهن أمره ثمَّ رَجَعَ إِلَى أصفهان سنة أَربع وَتِسْعين فملكها ثمَّ سَار إِلَى فَارس وَبهَا أعقاب بني المظفر اليزدي المتغلبين عَلَيْهَا بعد هَلَاك بني هولاكو فملكها من أَيْديهم آخر سنة أَربع وَتِسْعين ثمَّ زحف إِلَى بَغْدَاد سنة خمس فاجفل عَلَيْهَا أَحْمد بن أويس المتغلب عَلَيْهَا بعد بني هولاكو وألحقه بِالشَّام وَاسْتولى تيمور على بَغْدَاد والجزيرة وديار بكر إِلَى الْفُرَات واتصلت أخباره بِالظَّاهِرِ برقوق ملك مصر فاستعد للقائه وَجمع وَنزل عَسْكَر حلب بِالْقربِ من الْفُرَات وَنزل تيمور بالرها وَأَخذهَا ونهبها وبالغه زحف طقتمش فِي جموع الْمغل ووصوله إِلَى الابواب فأحجم وَتَأَخر إِلَى قلاع الاكراد وأطراف بِلَاد الرّوم وأناخ على قرا بَاغ باش أذربيجان والابواب وَرجع طقتمش صَاحب اليخت إِلَى صراي ثمَّ سَار إِلَيْهِ تيمور أول سنة سبع وَتِسْعين وغلبه على ملكه وَأخرجه من سَائِر أَعماله فلحق ببلغادر وَرجع سَائِر الْمغل الَّذين كَانُوا مَعَه إِلَى تيمور فَأَصْبَحت أُمَم الْمغل والتتر كلهَا فِي حَملته وصاروا تَحت لوائه وَالْملك لله فَلَمَّا بلغه موت الظَّاهِر برقوق فرج وَأعْطى من بشره بذلك

خَمْسَة عشر ألف دِينَار تهَيَّأ للمسير إِلَى بِلَاد الشَّام فجَاء إِلَى بَغْدَاد فَأَخذهَا ثَانِيًا لِأَنَّهَا كَانَت استرجعت من نَائِبه بهَا وهرب مِنْهَا أَحْمد بن أويس فلحق بِالشَّام ثمَّ قصد تيمور سيواس فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة فحاصرها مُدَّة وَلم يَأْخُذهَا ثمَّ إِلَى عينتاب فأجفل أهل الْقرى بَين يَدَيْهِ وجفل أهل الْبِلَاد الحلبية وَاجْتمعَ عَسَاكِر الممالك الشامية بحلب وَوصل تيمور إِلَى مرج دابق وجهز رَسُولا إِلَى حلب فَأمر سودون النَّائِب بقتْله ثمَّ نزل فِي يَوْم الْخَمِيس تَاسِع ربيع الاول سنة ثَلَاث على حلب ونازلها وحاصرها فَخرج النواب بالعساكر إِلَى ظَاهرهَا من جِهَة الشمَال مَا بَين نابلي وبالقوسا وتقاتلوا يَوْم الْخَمِيس وَالْجُمُعَة فَلَمَّا كَانَ يَوْم السبت حادي عشر الشَّهْر الْمَذْكُور ركب تيمور وَجمع وحشد والفيلة تقاد بَين يَدَيْهِ وَهِي فِيمَا قيل ثَمَانِيَة وَثَلَاثُونَ وَكَانَ قد دخل بِلَاد الشَّام فِي جموع وأمم لَا يعلمهَا الا الله من ترك وتركمان وعجم وأكراد وتتار وزحف على حلب فَانْهَزَمَ) الْمُسلمُونَ من بَين أَيْديهم وَجعلُوا يلقون أنفسهم من الاسوار والخنادق والتتار فِي أَثَرهم يَقْتُلُونَهُمْ وَيَأْسِرُونَهُمْ إِلَى أَن دخلُوا حلب عنْوَة بِالسَّيْفِ فلجأ النِّسَاء والاطفال إِلَى الْجَوَامِع والمساجد فَلم يفد ذَلِك شَيْئا واستحر الْقَتْل والاسر فِي أهل حلب من التتار فَقتلُوا الرِّجَال وَسبوا النِّسَاء والأطفال وَقتل خلق كثير من الاطفال تَحت حوافر الْخَيل وعَلى الطرقات وأحرقوا الْمَدِينَة وَكَانَت وقْعَة فظيعة ثمَّ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشره تسلم قلعتها بالامان وَصعد اليها فِي الْيَوْم الَّذِي يَلِيهِ وَجلسَ فِي إيوانها وَطلب الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء للسلام عَلَيْهِ فامتثلوا أمره. وَجَاءُوا إِلَيْهِ فِي لَيْلَة الْخَمِيس فَلم يكرمهم وَجعل يتعنتهم بالسؤال وَكَانَ آخر مَا سَأَلَهُمْ عَنهُ أَن قَالَ مَا تَقولُونَ فِي مُعَاوِيَة وَيزِيد هَل يجوز لعنهما أم لَا وَعَن قتال عَليّ وَمُعَاوِيَة فَأَجَابَهُ القَاضِي علم الدّين القفصي الْمَالِكِي بِأَن عليا اجْتهد وَأصَاب فَلهُ أَجْرَانِ وَمُعَاوِيَة اجْتهد وَأَخْطَأ فَلهُ أجر وَاحِد فتغيظ من ذَلِك ثمَّ أجَاب الشّرف أَبُو البركات مُوسَى الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي بِأَن مُعَاوِيَة لَا يجوز لَعنه لِأَنَّهُ صَحَابِيّ فَقَالَ تمرلنك مَا حد الصَّحَابِيّ فَأَجَابَهُ القَاضِي شرف الدّين أَنه كل من رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ تمرلنك فاليهود وَالنَّصَارَى رَأَوْا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأجَاب بَان ذَلِك بِشَرْط كَون الرَّائِي مُسلما وَأجَاب القَاضِي شرف الدّين بِأَنَّهُ رأى حَاشِيَة على بعض الْكتب أَنه يجوز لعن يزِيد فتغيظ لذَلِك وَذَلِكَ بعد أَن وعد بِالْعَفو ثمَّ أَمر بالانصراف وَذَلِكَ فِي الثُّلُث الأول من لَيْلَة الْخَمِيس المسفرة عَن سادس عشر فانصرفوا ثمَّ ان تمرلنك حضر إِلَى مقَام ابراهيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَجرى لَهُ مَعَ الْقُضَاة بعض مَا اتّفق أَولا وَاسْتمرّ بِهِ إِلَى

قريب طُلُوع الْفجْر ثمَّ توجه إِلَى قاعة السُّلْطَان الكائنة بالقلعة وَأمر بِطَلَب دَرَاهِم مِمَّن هُوَ بالقلعة من الحلبيين فَكتبت أَسمَاء النَّاس وَقبض عَلَيْهِم وعوقبوا بأنواع من الْعَذَاب بِحَيْثُ لم يسلم من الْعقُوبَة الا الْقَلِيل ونهبوا القلعة وَأخذُوا من الْأَمْوَال والأقمشة مَا أذهل التتار وَلم يظفروا فِي مملكة بِمثلِهِ وَأقَام التتار بحلب يعاقبون وَيَأْخُذُونَ الْأَمْوَال إِلَى يَوْم السبت مستهل أَو ثَانِي ربيع الآخر، ثمَّ رَحل إِلَى جِهَة دمشق وَترك بحلب طَائِفَة من التتار بالقلعة وبالمدينة وَأمر على القلعة الْأَمِير مُوسَى، وَكَانَ فِيهِ لطف على مَا قيل واحسان مَعْرُوف وَحبس من كَانَ فِي القلعة من الْأَعْيَان بهَا تَحت أَيدي التتار وَلم يسلم من ذَلِك الا من هرب فوصل تمر إِلَى دمشق وَكَانَ قد وصل اليها النَّاصِر فرج بعساكر الديار المصرية لدفع التتار وَحصل بَينهم قتال أَيَّامًا ثمَّ إِن الْعَسْكَر الْمصْرِيّ وَقع الْخلف بَينهم فِي الْبَاطِن وداخلهم الفشل فانكسروا وولوا رَاجِعين) إِلَى جِهَة مصر، واقتفى التتار آثَارهم يسلبون من قدرُوا عَلَيْهِ أَو لحقوه وَرجع السُّلْطَان إِلَى مصر وَأخذ تمرلنك دمشق وَفعل بهَا أعظم من فعله بحلب فقصد من بالقلعة أَن يمْتَنع مِنْهُ فَأخذ بالأخشاب وَالتُّرَاب وَالْحِجَارَة وَبنى برجين قبالة القلعة من نَاحيَة جسر الزلابية فأذعنوا حِينَئِذٍ ونزلوا فتسلمها وَنهب الْمَدِينَة وخربها خرابا فَاحِشا لم نسْمع بِمثلِهِ وَلم يصل التتار أَيَّام هولاكو إِلَى قريب مِمَّا فعل بهَا التتار أَيَّام تيمور وَاسْتمرّ بِدِمَشْق إِلَى الْعشْر الثَّانِي من شعْبَان ثمَّ رَجَعَ إِلَى نَاحيَة حلب قَاصِدا بِلَاده فَلَمَّا قرب مِنْهَا أَمر من كَانَ من التتار بهَا بالرحيل وان يصحبوا من بالقلعة من المعتقلين خلا الْقُضَاة فَأطلق الشّرف مُوسَى الانصاري والكمال عمر بن العديم وَجَمَاعَة مَعَهم وَأخذ بَقِيَّتهمْ إِلَى جِهَة بِلَاده فَمنهمْ من هرب من أثْنَاء الطَّرِيق وَمِنْهُم من اسْتمرّ مَعَهم عَجزا ورحل التتار كَمَا أَمرهم تمرلنك من حلب فِي الْعشْر الثَّانِي من شعْبَان وأسروا جَمِيع من صادفوا فِي طريقهم من النِّسَاء وَالصبيان بعد أَن أحرقوا حلب مرّة ثَانِيَة وهدموا أبراج القلعة وسور الْمَدِينَة وخربوا الْمَسَاجِد والجوامع والمدارس وَقتلُوا وَسبوا وأسروا وَاسْتَحَلُّوا الدِّمَاء والفروج وَقَالَ الشُّعَرَاء فِي ذَلِك قصائد شبه الرثاء والتوجع وَنَحْو ذَلِك، وَلما رَجَعَ إِلَى جِهَة بِلَاده أَنَاخَ على قرا بَاغ إِلَى السّنة الثَّانِيَة وَهِي سنة أَربع فَجمع وحشد وَقصد بِلَاد الرّوم فَجمع سلطانها أَبُو يزِيد عسكره وَتقدم كل من الْفَرِيقَيْنِ إِلَى الآخر فحصلت مقتلة عَظِيمَة انْكَسَرَ فِيهَا صَاحب الرّوم وَأسر وتفرق شَمل عَسْكَر الرّوم فَأخذ تمرلنك مَا يَلِي أَطْرَاف الشَّام من بِلَاد الرّوم وَأخذ برصا وَهِي كرْسِي مملكة الرّوم ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده وَمَعَهُ أَبُو يزِيد صَاحب الرّوم معتقلا فتوفى فِي اعتقاله من السّنة وَاسْتمرّ تمرلنك فِي بِلَاد

الْعَجم وَدخل الْهِنْد فنازل مملكة الْمُسلمين حَتَّى غلب عَلَيْهَا ثمَّ جرى بَينه وَبَين النَّاصِر فرج مراسلات وَصلح وَأهْدى كل مِنْهُمَا للْآخر، وَكَانَ شَيخا طوَالًا مهولا طَوِيل اللِّحْيَة حسن الْوَجْه أعرج شَدِيد العرج سلب رجله فِي أَوَائِل أمره وَمَعَ ذَلِك يُصَلِّي عَن قيام، مهابا بطلا شجاعا جبارا ظلوما غشوما فتاكا سفاكا للدماء مقداما على ذَلِك أفنى فِي مُدَّة ولَايَته من الْأُمَم مَا لَا يحصيهم الا الله وَوصل إِلَى أَطْرَاف الْهِنْد وَخرب بلدانا كَثِيرَة يفوتها الْحصْر جهير الصَّوْت يسْلك الْجد مَعَ الْقَرِيب والبعيد وَلَا يحب المزاح وَيُحب الشطرنج وَله فِيهَا يَد طولى ومهارة زَائِدَة وَزَاد فِيهَا جملا وبغلا وَجعل رقعته عشرَة فِي أحد عشر بِحَيْثُ لم يكن يلاعبه فِيهِ إِلَّا أَفْرَاد يقرب الْعلمَاء والشجعان والاشراف وينزلهم مَنَازِلهمْ وَلَكِن من خَالف أمره أدنى مُخَالفَة استباح دَمه) فَكَانَت هيبته لَا تدابي بِهَذَا السَّبَب وَمَا أخرب الْبِلَاد الا بذلك فانه كَانَ من أطاعه من أول وهلة أَمن وَمن خَالفه أدنى مُخَالفَة وَهِي، ذَا فكر صائب ومكائد فِي الْحَرْب عَجِيبَة وفراسة قل أَن تخطئ عَارِفًا بالتواريخ لادمانه على سَمَاعه لَا يَخْلُو مَجْلِسه عَن قِرَاءَة شَيْء مِنْهَا سفرا أَو حضرا مُغْرِي بِمن لَهُ معرفَة بصناعة مَا إِذا كَانَ حاذقا فِيهَا، أُمِّيا لَا يحسن الْكِتَابَة حاذقا باللغة الفارسية والتركية والمغلية خَاصَّة ويعتمد قَوَاعِد جنكزخان ويجعلها أصلا وَلذَلِك أفتى جمع جم بِكُفْرِهِ مَعَ أَن شَعَائِر الاسلام فِي بِلَاده ظَاهِرَة وَله جواسيس فِي جَمِيع الْبِلَاد الَّتِي ملكهَا وَالَّتِي لم يملكهَا وَكَانُوا ينهون إِلَيْهِ الْحَوَادِث الكائنة على جليتها ويكاتبونه بِجَمِيعِ مَا يروم فَلَا يتَوَجَّه إِلَى جِهَة الا وَهُوَ على بَصِيرَة من أمرهَا، وَبلغ من دهائه أَنه كَانَ إِذا أَرَادَ قصد جِهَة جمع أكَابِر الدولة وَتَشَاوَرُوا إِلَى أَن يَقع الرَّأْي على التَّوَجُّه فِي الْوَقْت الْفُلَانِيّ إِلَى الْجِهَة الْفُلَانِيَّة فيكاتب جواسيس تِلْكَ الْجِهَات فتأخذ الْجِهَة الْمعينَة حذرها ويأمن غَيرهَا، فَإِذا ضرب النفير وَأَصْبحُوا سائرين ذَات الشمَال عرج بهم ذَات الْيَمين فَإلَى أَن يصل الْخَبَر الثَّانِي دهم هُوَ الْجِهَة الَّتِي يُرِيد وَأَهْلهَا غافلون. مَاتَ وَهُوَ مُتَوَجّه لأخذ بِلَاد الخطا على مَدِينَة اترار فِي لَيْلَة الاربعاء سَابِع عشر شعْبَان سنة سبع وأرخه المقريزي فِي الَّتِي تَلِيهَا وَأَظنهُ غَلطا. وَلم يكن مَعَه من بنيه وأحفاده سوى حفيده خَلِيل بن ميران شاه وحسين ابْن أُخْته فاتفق رَأْيهمْ على اسْتِقْرَار الْحَفِيد الْمَذْكُور عوضه بسمرقند مَعَ وجود أَبِيه وَعَمه شاد رخ بهراة وَوُجُود بير عمر فِي فَارس وَكَانَ تيمور قد جعل أَولا ولي عَهده حفيده

حرف الثاء المثلثة

مُحَمَّد سُلْطَان فَمَاتَ على أقشهر من بِلَاد الرّوم فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة فعهد إِلَى أَخِيه بير مُحَمَّد وأبعده فَصَارَ ولي الْعَهْد وَهُوَ بِفَارِس، فَلَمَّا مَاتَ تيمور وَاسْتولى حفيده خَلِيل على الخزائن وَتمكن من الْأُمَرَاء والعساكر بذل لَهُم الاموال الْعَظِيمَة حَتَّى دخلُوا تَحت طَاعَته وَسَار فَلَمَّا قَارب سَمَرْقَنْد تَلقاهُ من بهَا وَعَلَيْهِم ثِيَاب الْحداد وهم يَبْكُونَ وَمَعَهُمْ التقادم فقبلها مِنْهُم ودخلها وجثة جده تيمور فِي تَابُوت أبنوس وَجَمِيع الْمُلُوك والامراء مشَاة مكشوفة رُءُوسهم وَعَلَيْهِم ثِيَاب الْحداد حَتَّى دفنوه وَأَقَامُوا عَلَيْهِ العزاء أَيَّامًا وَلَعَلَّه قَارب الثَّمَانِينَ فَإِنَّهُ قَالَ للْقَاضِي شرف الدّين الانصاري وَغَيره كم سنكم فَقَالَ لَهُ الشّرف سني الْآن سَبْعَة وَخَمْسُونَ سنة وأجابه غَيره بِنَحْوِ ذَلِك فَقَالَ أَنا أصلح أَن أكون والدكم. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَت لَهُ همة عالية وتطلع إِلَى الْملك وَكَانَ مُغْرِي بغزو الْمُسلمين وَترك الْكفَّار وصنع ذَلِك فِي بِلَاد الرّوم ثمَّ فِي بِلَاد الْهِنْد، وَأَنْشَأَ بِظَاهِر سَمَرْقَنْد عدَّة بساتين وقصور) عَجِيبَة فَكَانَت من أعظم النزه، وَبنى عدَّة قصبات سَمَّاهَا بأسماء الْبِلَاد الْكِبَار كحمص ودمشق وبغداد وشيراز وَكَانَ يجمع الْعلمَاء وَيَأْمُرهُمْ بالمناظرة ويسألهم ويعنتهم بالمسائل، وَلما مَاتَ كَانَ لَهُ من الاولاد ميران شاه وشاه رخ وَبنت اسْمهَا سُلْطَان تخت وَمن الزَّوْجَات ثَلَاث وَمن السراري شَيْء كثير، وأخباره مُطَوَّلَة وَقد أفردها بعض من أخذت عَنهُ بالتأليف وَالْقدر الَّذِي اقتصرت عَلَيْهِ هُنَا اعتمدت فِيهِ ابْن خطيب الناصرية وَشَيخنَا، وترجمته فِي عُقُود المقريزي نَحْو كراستين. (حرف الثَّاء الْمُثَلَّثَة) 193 - ثَابت بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن حبيب أَبُو بكر بن حبيب العزازي الجرائحي، / وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي شعْبَان سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة، وَسمع جُزْء ابْن عَرَفَة على أَرْبَعَة وَعشْرين شَيخا وَحدث بِهِ قَرَأَهُ عَلَيْهِ شَيخنَا بِدِمَشْق، وَذكره المقريزي فِي عقوده. 194 - ثَابت بن نعير بن مَنْصُور بن جماز بن شيخة الْحُسَيْنِي / أَمِير الْمَدِينَة. وَليهَا سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وعزل عَنْهَا بجماز ثمَّ أُعِيد اليها بعد صرف جماز، وَمَات سنة احدى عشرَة، طول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته. 195 - ثامر / مجذوب للعامة فِيهَا اعْتِقَاد كَبِير وَله كَلِمَات فِيهَا اعْتِبَار سَمِعت مِنْهُ الْكثير مِنْهَا، وَكَانَ يكثر الْوُقُوف عِنْد بَاب جَامع الغمري لاعْتِقَاده فِي صَاحبه. مَاتَ بعد الْخمسين. 196 - ثقبة بن أَحْمد بن ثقبة بن رميثة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. / مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَأَرْبَعين خَارج مَكَّة وَحمل فَدفن بمعلاتها.

حرف الجيم

(حرف الْجِيم) جَاءَ الْخَبَر. اسْمه فائد. / 197 - جَابر بن عبد الله الحراشي بمهملتين مفتوحتين وَبعد الْألف مُعْجمَة وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. ولد سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة، وَتردد فِي التِّجَارَة لمَكَّة كثيرا ورزق فِيهَا حظا وخدم السَّيِّد حسن بن عجلَان وَكَانَ نَظِير الشاد لَهُ فِي أُمُور مَكَّة، واشتهر بالامانة وَالْحُرْمَة وَبِحسن الْمُبَاشرَة حَتَّى قرر لبني حسن الرسوم وَزَادَهُمْ، وَبنى بجدة فرضة ثمَّ تغير على مخدومه لكَونه تنكر عَلَيْهِ فِي رَمَضَان سنة تسع فَقبض عَلَيْهِ ثمَّ أفرج عَنهُ فَتوجه إِلَى الْيمن ثمَّ قدم مصر موليا عَلَيْهِ فَمَا أَفَادَهُ ذَلِك فَرجع ووالى أَصْحَاب يَنْبع وباشر لَهُم. وَعمل لَهُم قلعة ولمدينتهم سورا، وَكَانَ قد دخل أَيْضا مصر فثار عَلَيْهِ النَّاصِر وصادره وَحمله فِي الْحَدِيد إِلَى مخدومه فتسلمه ثمَّ أفرج عَنهُ وَأَعَادَهُ إِلَى ولَايَة جدة فباشرها على عَادَته فاتهمه بموالاة ابْن أَخِيه رميثة بن مُحَمَّد بن عجلَان وَكَانَ رميثة قد هجم على مَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ عشرَة وهجم على جدة مِنْهَا فَقَامَ جَابر فِي الصُّلْح فَلم يفده ذَلِك عِنْد مخدومه الا التُّهْمَة بموالاة رميثة ثمَّ ظفر بِهِ فشنقه على بَاب الشبيكة فِي منتصف ذِي الْحجَّة مِنْهَا بعد أَن أرسل بِهِ النَّاصِر أَيْضا إِلَيْهِ فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَدفن بالمعلاة وَكَانَ داهية مَاكِرًا دَاعِيَة إِلَى مَذْهَب الزيدية زَائِد الظُّلم بِحَيْثُ كثر الدُّعَاء عَلَيْهِ خُصُوصا فِي موسم هَذِه السّنة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَطوله التقي الفاسي فِي مَكَّة عَن هَذَا 198 - جارقطلي وَهُوَ على ألسن الْعَامَّة بالشين الْمُعْجَمَة بدل الْجِيم سيف الدّين الاشرفي / من عُتَقَاء الظَّاهِر برقوق نَائِب الشَّام. تنقل فِي الخدم إِلَى أَن ولي نِيَابَة حماة فِي الدولة المؤيدية. ثمَّ نَقله الاشرف لنيابة حلب عوضا عَن تاني بك البجاسي فَكَانَ دُخُوله لَهَا فِي شَوَّال سنة سِتّ وَعشْرين ثمَّ نقل إِلَى الْقَاهِرَة فَأمر تقدمة ثمَّ عمل أتابكا ثمَّ نَائِب دمشق فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ بعد سودون من عبد الرَّحْمَن وَمَات بهَا بعد سنة فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشر رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَكَانَ شهما مُسْرِفًا على نَفسه يحب الْعدْل والانصاف وَلم يخلف ولدا، وَذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ انه كَانَ أَمِيرا كَبِيرا شجاعا مشكور الْأَيَّام بِدِمَشْق مَعَ حِدة يُبَادر بهَا إِلَى سفك الدِّمَاء. 199 - جَار الله بن احْمَد بن جَار الله بن زَائِد السنبسي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ،) أرخه ابْن فَهد. 200 - جَار الله بن بحير من أهل وَادي أبي عُرْوَة ثمَّ نزيل مَكَّة. / مِمَّن سمع مني

بهَا فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَلم يلبث أَن قتل بجدة وَرَاح هدرا: 201 - جَار الله بن حسن بن مُخْتَار. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة سبعين، وَسَيَأْتِي أَبوهُ. 202 - جَار الله بن جويعد بن حَازِم بن عبد الْكَرِيم بن أبي نمي الشريف الحسني النموي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد أَيْضا. 203 - جَار الله بن صَالح بن أبي الْمَنْصُور احْمَد بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْمَعَالِي يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن شيبَة بن اياد بن عَمْرو بن الْعَلَاء بن مَسْعُود جلال الدّين الشَّيْبَانِيّ الطَّبَرِيّ الاصل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَالِد احْمَد وَعلي وَمُحَمّد. / سمع من خَلِيل الْمَالِكِي والعز بن جمَاعَة وَابْن بنت أبي سعد والشهاب الهكاري والنور الْهَمدَانِي والموفق الْحَنْبَلِيّ والكمال ابْن حبيب وَابْن عبد الْمُعْطِي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ ابراهيم بن مُحَمَّد بن يُونُس بن القواس والشهاب احْمَد بن مُحَمَّد بن عمر زغلس وَمُحَمّد بن ابراهيم بن أزبك وَخلق، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء رَغْبَة فِي اسْمه وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ التقي الفاسي، وَذكره فِي تَارِيخ مَكَّة وَشَيخنَا قَرَأَ عَلَيْهِ أَحَادِيث من التِّرْمِذِيّ بِمَدِينَة يَنْبع، وَقَالَ فِي مُعْجَمه كَانَ خيرا عَاقِلا، زَاد غَيره أحد المنزلين بدرس يلبغا بِمَكَّة، تردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا وأدركه أَجله بهَا فِي آخر سنة خمس عشرَة بخانقاه سعيد السُّعَدَاء وَدفن بمقبرة صوفيتها وَقد بلغ السّبْعين، وَهُوَ الْقَائِل فِيهِ الصَّدْر بن الادمي مَا اشْتهر مِمَّا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته وَذكره المقريزي فِي عقوده بِزِيَادَة مُحَمَّد فِي نسبه بعد صَالح. 204 - جَار الله وَيُسمى الْمُحب أَبَا الْفضل مُحَمَّدًا وَلكنه بجار الله أشهر بن عبد الْعَزِيز بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد سبط عَم أَبِيه أبي بكر بن مُحَمَّد بن فَهد أمه كمالية. / ولد فِي لَيْلَة السبت لعشرين من شهر رَجَب سنة احدى وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ وَحضر عَليّ وَهُوَ فِي الرَّابِعَة فِي مجاورتي الرَّابِعَة من لَفْظِي وبقراءة أَبِيه وَغَيره أَشْيَاء ثمَّ سمع عَليّ بعد ذَلِك أَشْيَاء وَكَذَا أحضر على الْمُحب الطَّبَرِيّ الامام ختم مُسلم وثلاثيات البُخَارِيّ وَالرّبع الأول من تساعيات الْعِزّ بن جمَاعَة كل ذَلِك بعد المسلسل وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة كَعبد الْغَنِيّ بن الْبِسَاطِيّ وَغَيره، مِمَّن أجَاز لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي) وَالشَّمْس مُحَمَّد بن الشهَاب البوصيري وَغَيره مِمَّن سمع عَليّ ابْن الكويك. 205 - جَار الله بن عبد الله الْمَكِّيّ الْمُؤَدب. / مَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة ثَمَانِي عشرَة وَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد نقلا عَن خطّ ابْن مُوسَى. 206 - جَار الله بن مبارك الصَّفَدِي الْقَائِد. / سمع عَليّ ابْن سَلامَة والتقي بن فَهد فِي

سنة سبع وَثَلَاثِينَ. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 207 - جَار الله الهذباني الشريف الحسني. / مَاتَ فِي سلخ شعْبَان سنة سِتّ وَسبعين بوادي الْآبَار وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا. أرخه ابْن فَهد أَيْضا. 208 - جانباي الأشرفي قايتباي بل هُوَ ابْن أُخْته وَأحد العشرات، / تلقى أقطاع نَائِب اسكندرية قَائِم قُشَيْر عَنهُ وَلم يلبث أَن مَاتَ مطعونا فِي سنة احدى وَثَمَانِينَ. 209 - جَانِبك بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن قلاون سيف الدّين بن الامير شرف الدّين ابْن النَّاصِر بن الْمَنْصُور / ولد سنة بضع وَخمسين وَأمر طبلخاناه فِي سلطنة أَخِيه الْأَشْرَف شعْبَان وَلما زَالَت دولة آل قلاون اسْتمرّ سَاكِنا فِي القلعة مَعَ أهل بَيته وَكَانَت عدتهمْ اذ ذَاك سِتّمائَة نفس فَمَا زَالَ الْمَوْت يقلل عَددهمْ إِلَى أَن تسلطن الاشرف برسباي فَأَمرهمْ بِالسُّكْنَى حَيْثُ شَاءُوا من الْقَاهِرَة فتحولوا وَلم يكن فيهم يَوْمئِذٍ أقعد نسبا من صَاحب التَّرْجَمَة بل كَانَ قبله بِقَلِيل ولد النَّاصِر حسن، مَاتَ فِي سنة احدى وَثَلَاثِينَ وَقد زَاد على السّبْعين، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، وَذكره المقريزي فِي عقوده. 210 - جَانِبك من أَمِير الأشرفي برسباي وَيعرف بالظريف. / كَانَ من صغَار خاصكية أستاذه ثمَّ عمله الظَّاهِر خازندارا صَغِيرا ثمَّ دوادارا صَغِيرا ثمَّ أمره عشرَة ثمَّ صيره من رُءُوس النوب فَلَمَّا تسلطن اينال كَانَ من حزبه وَلم يراع للظَّاهِر حَقه فِي وَلَده فعمله طبلخاناه وخازندارا وَعظم ونالته السَّعَادَة رساق الْمحمل وَتزَوج بابنة الظَّاهِر واستولدها، وَقدمه الظَّاهِر خشقدم بل وَعَمله دوادارا ثَانِيًا فخف وطاش وتعاظم وتفاقم فَقبض عَلَيْهِ وحبسه باسكندرية ثمَّ أخرجه إِلَى الْبِلَاد الشامية فحبسه بقلعة صفد حَتَّى مَاتَ فِيهَا سنة سبعين وَهُوَ فِي عشر الْخمسين، وَكَانَ مليح الشكل حُلْو الْوَجْه عَارِفًا بأنواع الفروسية وَنَحْوهَا مَعَ مزِيد بخل وجبروت وَخَلفه على زَوجته الْأَمِير أزبك من ططخ الظَّاهِرِيّ. 211 - جَانِبك من ططخ الظَّاهِرِيّ جقمق ويدعى بالفقيه، / كَانَ أبي يلبغا الجركسي رَأس نوبَة الناصري) مُحَمَّد بن الظَّاهِر، وَمَات أستاذه وَهُوَ أحد الجمدارية ثمَّ صَار فِي أَيَّام الاشرف اينال خاصكيا ثمَّ أمره الظَّاهِر خشقدم عشرَة وطبلخاناه وَعَمله أميراخور ثَانِي ثمَّ مقدما ثمَّ أميراخور أول ثمَّ صَار أَمِير سلَاح، وَحج بِالنَّاسِ وَهُوَ كَذَلِك فِي سنة ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ فَلم يحمد تصرفه فِي سيره وَأمْسك لبَعض الاغراض بِالْعقبَةِ فِي رُجُوعه وَتوجه بِهِ إِلَى الْقُدس منفيا فَلم يلبث أَن مَاتَ بِهِ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ، وَكَانَ فِيهِ خير وبر وتواضع مَعَ الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وَله تربة جوَار تربة خشقدم قرر فِيهَا جمَاعَة وَكَذَا عمل سَبِيلا عِنْد رَأس سويقة منعم

ثمَّ هَدمه الدواد للْمصْلحَة زعم لكَونه كَانَ فِي الطَّرِيق وَهُوَ المغري للسُّلْطَان بِهِ بِحَيْثُ أَنه لما جَاءَ مُبشر الْحَاج وَكَانَ من أجناد ابْن عُثْمَان قَالَ من يروم السلطنة يُرْسل قاصده هَذَا اشارة إِلَى عدم تَدْبيره وَنقص عقله عَفا الله عَنهُ. 212 - جَانِبك من يلخجا الظَّاهِرِيّ جقمق. / صاهر الامين الاقصرائي على ابْنَته زَيْنَب واستولدها ولدا ذكرا، وَمَات عَنْهُمَا فِي طاعون سنة سبع وَأَرْبَعين وَلم يكمل الثَّلَاثِينَ وَكَانَ قد جود الْخط وَكتب بِهِ عدَّة مصاحف وَغَيرهَا كالشفا وقرأه على صهره وَوَقفه فتنظر من عِنْد جقمق الَّذِي خَلفه على زَوجته. جَانِبك الأبلق هُوَ الظَّاهِرِيّ / يَأْتِي. 213 - جَانِبك الأبو بكري الاشرفي برسباي، / أحد من تَأمر فِي الْأَيَّام الاينالية وتنمر ثمَّ بَطل وشاخ وَكَانَ يسكن جوَار جَامع ابْن ميالة بَين السورين. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَكنت الْمُصَلِّي عَلَيْهِ اماما اتِّفَاقًا بمصلى بَاب النَّصْر. 214 - جَانِبك الأشرفي الخاصكي / مِمَّن قتل على يَد الْعَرَب فِي تجريدة للبحيرة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ 215 - جَانِبك الاشرفي برسباي / اُحْدُ المقدمين وَيعرف بالمشد، اسْتَقر بِهِ الاشرف اينال فِي الشربخاناه ثمَّ اضاف إِلَيْهِ الظَّاهِر خشقدم مَعهَا التقدمة إِلَى أَن أمْسكهُ فِي جمَاعَة من الاشرفية وسجن باسكندرية ثمَّ نقل إِلَى الْقُدس ثمَّ افرج عَنهُ الاشرف قايتباي وَقدم فَأَقَامَ ببيته بِالْقربِ من بَاب سر جَامع قوصون واختص بِهِ التقي الحصني. وَمَات بطالا فِي رَمَضَان سنة احدى وَثَمَانِينَ وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى المؤمني وَدفن بتربة قريبَة من تربة استاذه، وَكَانَ راميا معدودا متدينا مبجلا رَحمَه الله. 216 - جَانِبك الأشرفي برسباي. / اشْتَرَاهُ صَغِيرا فرقاه إِلَى أَن إمرة طبلخاناه فِي محرم سنة سِتّ) وَعشْرين وأرسله إِلَى الشَّام لتقليد النواب فَأفَاد مَالا جزيلا وتقرر أَولا خازندارا ثمَّ دويدارا ثَانِيًا بعد سفر قرقماش إِلَى الْحجاز وَصَارَت غَالب الْأُمُور معذوقة بِهِ وَلَيْسَ للدوادار الْكَبِير مَعَه كَلَام، وَتمكن من أستاذه غَايَة التَّمَكُّن حَتَّى صَار مَا يعْمل بِرَأْيهِ يسْتَمر وَمَا لَا ينْتَقض عَن قرب وَشرع فِي عمَارَة الْمدرسَة الَّتِي بالشارع عِنْد القربيين خَارج بَاب زويلة وابتدأ بِهِ مَرضه بالمغص ثمَّ انْتقل إِلَى القولنج وواظبه الاطباء بالأدوية والحقن ثمَّ اشْتَدَّ بِهِ الامر فعاده سَائِر أهل الدولة بعد الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة فحجبوا دونه فَلَمَّا بلغ السُّلْطَان نزل إِلَيْهِ الْعَصْر فعاده واغتم لَهُ وَأمر بنقله إِلَى القلعة وَصَارَ يُبَاشر تمريضه بِنَفسِهِ مَعَ مَا شاع بَين النَّاس أَنه سقى السم وعولج بِكُل علاج إِلَى أَن تماثل وَدخل الْحمام وَنزل لداره

فانتكس أَيْضا لِأَنَّهُ ركب إِلَى الصَّيْد بالجيزة فَرجع موعوكا وَتَمَادَى بِهِ الامر حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الاول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ عَن خمس وَعشْرين سنة تَقْرِيبًا فَنزل السُّلْطَان إِلَى دَاره وَجلسَ بحوشه على دكة حَتَّى فرغ من غسله وتكفينه، ثمَّ توجه رَاكِبًا لمصلى الْمُؤمنِينَ وَمَشى النَّاس بأجمعهم مَعَه ثمَّ دفن بمدرسته. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه قَالَ وَكَانَ شَابًّا حاد الْخلق عَارِفًا بالامور الدُّنْيَوِيَّة كثير الْبر للْفُقَرَاء شَدِيدا على من يتعانى الظُّلم من أهل الدولة وهم أستاذه غير مرّة أَن يقدمهُ فَلم يقدر ذَلِك وَكَانَ هُوَ فِي نَفسه وحاله أكبر من المقدمين، وَلم تلبث زَوجته بعده سوى سِتَّة أَيَّام فَيُقَال انه كَانَ جَامعهَا لما أَفَاق قبل النكسة فأصابها مَا كَانَ بِهِ، وَنقل السُّلْطَان أَوْلَاده عِنْده وَبنى لَهُم خَان مسرور وَكَانَ قد استهدم فَأخذ بِالربعِ وعمره عمَارَة متقنة بِحَيْثُ صَار الَّذِي يتَحَصَّل من ريعه يَفِي لأهل الرّبع بِالْقدرِ الَّذِي كَانَ يتَحَصَّل لَهُم من جَمِيعه وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ شَيخنَا بقوله: (الدوادار قَالَ لي أَنا أَقْْضِي مآربك ... قُم زن المَال قلت لَا حفظ الله جَانِبك) وَذكره المقريزي فِي عقوده. 217 - جَانِبك الْأَشْقَر وَيُقَال لَهُ أَيْضا المغربي الاشرفي قايتباي. / أَصله من مماليك قانباي المؤيدي أحد أُمَرَاء الْبِلَاد الشامية فأهداه لقايتباي حِين توجه فِي إمرته لتقليد برد بك البشمقدار واختص بِهِ حَتَّى عمل دواداره فَلَمَّا تسلطن أمره عشرَة وصيره من جملَة الدوادارية وسافر أَمِير الأول مرّة ثمَّ أَمِير الْمحمل مرَّتَيْنِ، وَكَانَ مشكورا فِي الْجُمْلَة. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ بعد تعلله نَحْو شهر وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان فِي مشْهد حافل بمصلى الْمُؤمنِينَ وَدَفنه فِي تربته. جَانِبك الاشرفي اينال وَيعرف بالاشقر.) 218 - جَانِبك السيفي اقبردي ثمَّ الاشرفي برسباي / وَالِد نَاصِر الدّين مُحَمَّد أحد جمَاعَة الصرغتمشية. مَاتَ فِي لَيْلَة ثَانِي جُمَادَى الاولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 219 - جَانِبك الاينالي الاشرفي برسباي، وَيعرف بقلقسين. / مِمَّن سجن فِي أول الايام الظَّاهِرِيَّة جقمق ثمَّ أطلق وَتعلم الْكِتَابَة على كبر ثمَّ لَا زَالَ يترقى فِي الامرة وَاسْتقر مَعَ تقدمته فِي الحجوبية الْكُبْرَى أَيَّام الظَّاهِر خشقدم، وَحج أَمِير الْمحمل فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَعمل الاتابكية وَكَانَ وَهُوَ كَذَلِك مِمَّن أسر فِي كائنة سوار وشل ابهام يَده ثمَّ تخلص وَولي نِيَابَة الشَّام حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ، وَكَانَ فِي الفروسية بمَكَان. جَانِبك البواب. يَأْتِي قَرِيبا. 220 - جَانِبك التاجي نِسْبَة للتاج الْوَالِي الجركسي المؤيدي / شيخ. صَار

خاصكيا بعد شيخ إِلَى أَن استنابه الظَّاهِر فِي بيروت وأثرى فتحول إِلَى غَزَّة ثمَّ صفد ثمَّ حماة كل ذَلِك بالبذل ثمَّ حلب إِلَى أَن عَزله الظَّاهِر خشقدم فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ ليَكُون على أقطاع برد بك البشمقدار حَاجِب الْحجاب بِالْقَاهِرَةِ، وَلم يلبث أَن تمرض أَيَّامًا قبل خُرُوجه مِنْهَا وَبعد تأهبه ثمَّ مَاتَ بدار السَّعَادَة مِنْهَا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة من السّنة وَهُوَ فِي عشر السّبْعين، وَكَانَ قد حرج إِلَيْهِ التَّقْلِيد بنيابة الشَّام بعد تنم فَمَاتَ وَجَاء الْعلم والقاصد المتوجه بذلك فِي قطيا فاستقر برسباي. 221 - جَانِبك الثور السيفي / أَمِير التّرْك بِمَكَّة بل ولي نِيَابَة جدة وناب باسكندرية وقتا وَكَانَ اُحْدُ الطبلخاناه والحاجب الثَّانِي. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة احدى واربعين. ارخه ابْن فَهد وَغَيره، قَالَ المقريزي ومستراح مِنْهُ. جَانِبك الجداوي يَأْتِي قَرِيبا. 222 - جَانِبك الجكمي جكم من عوض المتغلب على حلب. / صيره الظَّاهِر جقمق اُحْدُ العشرات ورءوس النوب حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة ارْبَعْ وَخمسين وَكَانَ متوسطا. 223 - جَانِبك الجكمي أَيْضا الظَّاهِرِيّ /. تنقل فِي الخدم والولايات إِلَى أَن نَاب فِي ملطية مُدَّة حَتَّى مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَقد اسن وَاسْتقر بعده فِي ملطية اينال الْأَشْقَر الْوَالِي. جَانِبك حبيب هُوَ العلائي /. جَانِبك حرامي شكل. هُوَ المؤيدي /. 224 - جَانِبك الحمزاوي. / ولي نِيَابَة غَزَّة وَمَات قبل وُصُوله إِلَى آمد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَدفن بِدِمَشْق وَلم يكن مشكورا. 225 - جَانِبك الزيني المؤيدي شيخ. / صَار خاصكيا فِي دولة المظفر احْمَد بن استاذه وتأمر عشرَة ثمَّ طبلخاناه كِلَاهُمَا فِي ايام خشقدم، ثمَّ سَافر فِي المجردين إِلَى سوار فَعَاد وَهُوَ مَرِيض وَلزِمَ) الْفراش اشهرا ثمَّ مَاتَ فِي مستهل رَجَب سنة أَربع وَسبعين وَقد ناهز السّبْعين، وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا صينا قَلِيل الشَّرّ. 226 - جَانِبك الزيني عبد الباسط. / ولي الاستادارية فِي الدولة الاشرفية برسباي حِين كلف استاذه بسدها وَاسْتمرّ إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ الظَّاهِر فِي جملَة حَوَاشِي مَوْلَاهُ وَقرر فِيهَا دواداره مُحَمَّد بن أبي الْفرج، وَلما أفرج عَن سَيّده حج مَعَه ثمَّ رجعا إِلَى الشَّام وَأقَام هُنَاكَ إِلَى أَن قدم الْقَاهِرَة فِي أَيَّام الاشرف اينال فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا، وَمَات فِي رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين وَدفن بتربة سَيّده خَارج بَاب النَّصْر من الصَّحرَاء. 227 - جَانِبك السُّلَيْمَانِي / أحد أُمَرَاء دمشق وَإِلَيْهِ ينْسب خَان السُّلَيْمَانِي بظاهرها ظنا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَخمسين. 228 - جَانِبك السودوني من عبد الرَّحْمَن / نَائِب رَأس نوبَة الجمدارية. مِمَّن قتل

على يَد الْعَرَب فِي تجريدة الْبحيرَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. جَانِبك السيفي. / مضى فِي جَانِبك الثور قَرِيبا. 229 - جَانِبك الشمسي المؤيدي /. اشْتَرَاهُ الْمُؤَيد فِي أَيَّام أتابكيته، وترقى من بعده حَتَّى صَار من أُمَرَاء طرابلس، ثمَّ ولي حجوبية الْحجاب بحلب ثمَّ عزل وَتوجه إِلَى دمشق فأنعم عَلَيْهِ بامرة طبلخاناه بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِيهَا فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة أَو أَوَائِل الَّذِي بعده سنة تسع وَخمسين. جَانِبك شيخ. هُوَ المؤيدي / يَأْتِي. 230 - جَانِبك الصُّوفِي الظَّاهِرِيّ برقوق / أحد المقدمين وَصَاحب تِلْكَ الوقائع والحروب. فر من محبسه باسكندرية وأعيا السُّلْطَان تطلبه، وامتحن جمَاعَة بِسَبَبِهِ إِلَى أَن ظهر عِنْد ابْن دلغادر. مَاتَ فِي منتصف ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَاخْتلف فِي سَبَب قَتله، وَكَانَ فِيمَا قَالَه المقريزي ظَالِما عاتيا جبارا لم يعرف بدين وَلَا كرم. 231 - جَانِبك الطياري الظَّاهِرِيّ / مُتَوَلِّي مكس جدة. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. أرخه ابْن عزم، وَيُحَرر مَعَ الْآتِي بعد ثَلَاثَة. 232 - جَانِبك الطَّوِيل الأشرفي قايتباي /. رقاه أستاذه لنيابة صفد ثمَّ الكرك ثمَّ لدواداريته بِدِمَشْق، وَتزَوج ابْنة جانم زوج النجمي وَأم وَلَده فاشترت لَهُ دَار إِبْرَاهِيم بن بيغوت، وَهِي من أجل دور دمشق بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار واتحد مَعَ حاجبها اينال الخصيف فِي الظُّلم والمعاصي) والمخالفة على نائبها فِي الْخُرُوج مَعَ التجريدة حَتَّى كَانَت منيته بعد انْفِصَال نائبها عَنْهَا للتجريدة إِمَّا فِي رَجَب أَو شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين. واستراح الدمشقيون مِنْهُ. 233 - جَانِبك الظَّاهِرِيّ الأبلق / أحد العشرات مِمَّن سَاق الْمحمل فِي جملَة الباشات قَتله الفرنج فِي الماعوصة بِجَزِيرَة قبرس فِي أحد الجمادين سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. 234 - جَانِبك الظَّاهِرِيّ البواب عفريت، / مِمَّن قتل على يَد الْعَرَب فِي تجريدة الْبحيرَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. 235 - جَانِبك الظَّاهِرِيّ جقمق الجركسي الدوادار شاد جدة. / أَصله فِيمَا قيل لجرباش المحمدي الناصري ثمَّ ملكه قبل بُلُوغه اسنبغا الطياري وَاشْتَرَاهُ مِنْهُ الظَّاهِر قَرِيبا من سنة سبع وَثَلَاثِينَ، وَأعْتقهُ وسافر مَعَه فِي تجريدة أرزنكان فَلَمَّا تسلطن صيره خاصكيا، ثمَّ ولاه النّظر على الْكَنَائِس وَهدم مَا تجدّد فِيهَا ثمَّ شادية جدة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين، فَنَهَضَ بخبرته فِي الظُّلم لما لم يصل إِلَيْهِ من قبله

وَعَاد بِشَيْء كثير لَهُ وللسلطان فَزَاد عِنْده حظوة، وَظَهَرت لَهُ كفاءته وَلَا زَالَ أمره فِيهَا فِي نمو وَزِيَادَة وَعظم حَتَّى قيل لَهُ نَائِب جدة، ثمَّ بعد أستاذه اسْتَقر بِهِ الْمَنْصُور فِي الاستادارية وَتعذر لذَلِك توجهه لجدة فِي تِلْكَ السّنة، بل تخلف عَنْهَا فِيمَا تقدم أَحْيَانًا، ثمَّ كَانَ فِي أَيَّام الْأَشْرَف اينال أعز طائفته بِحَيْثُ انْتفع بسفارته من شَاءَ الله من الظَّاهِرِيَّة، وأعفى من الاستادارية وَاسْتمرّ على تكَلمه فِي جدة بل زيد من الأقطاعات وَصَارَ من أُمَرَاء الطبلخانات وأثرى وَحصل بِالشِّرَاءِ وَغَيره من الْقرى والضياع بديار مصر وَغَيرهَا الْكثير وَأَنْشَأَ التربة الجميلة خَارج بَاب القرافة الْمُشْتَملَة على الْمدرسَة والتصوف وَكتاب الايتام والحوض وَغير ذَلِك، والبستان الهائل الْفَائِق الْوَصْف وَمَا احتوى عَلَيْهِ من البحرة، وَكَذَا القبتين والرصيف تجاههما الدَّال على علو همته والبستان والسبيل ظَاهر مَكَّة قَرِيبا من العسيلات بطرِيق منى وَغير ذَلِك وَملك الاشرفية فضلا عَن الظَّاهِرِيَّة بالعطاء والبذل انقادت لَهُ العظماء، وانثالت عَلَيْهِ الاموال من كل وَجه لَا سِيمَا من بِلَاد الْحجاز فَهُوَ الْمُتَصَرف فِيهِ بِحَيْثُ كَاتبه أكَابِر مُلُوك الْهِنْد وَغَيرهَا وجلبوا إِلَيْهِ التحف وَلذَا لم يتَخَلَّف عَن الْمسير اليها فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ مَعَ كَونه مقدما بل كَانَ هُوَ الْقَائِم بخلع المؤيدي مَعَ مزِيد ترفقه بِهِ واستجلابه لَهُ ثمَّ بِرُجُوع جانم وانحلال أمره لقُوَّة شوكته من خجداشيته وحواشيه وَبعد ثَلَاثَة أَيَّام من اسْتِقْرَار الظَّاهِر خشقدم اسْتَقر بِهِ فِي الدوادارية الْكُبْرَى بعد موت يُونُس الاقباي، وَصَارَ مُدبر المملكة وَصَاحب حلهَا) وعقدها ومحط الرّحال وزادت عَظمته وشاع ذكره وَبعد صيته فِي الْآفَاق، وكاتبه الْمُلُوك وَقصد فِي الْمُهِمَّات الَّتِي لَا يسدها غَيره وسمح بالبذل بِمَا يفوق الذّكر كألفي دِينَار دفْعَة وَمِائَة نَاقَة وَدون ذَلِك وفوقه، وَكَانَ مهابا شهما حاذقا حسن الشكالة فصيح الْعبارَة باللسانين قصير الْقَامَة كيسا سيوسا، ومحاسنه كَثِيرَة وضدها أَكثر وأفحش. مَاتَ مقتولا بيد الاجلاب وَقت الاسفار من يَوْم الثُّلَاثَاء مستهل ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ عِنْد بَاب سر الْجَامِع الناصري فَجهز ثمَّ صلى عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْقلَّة ثمَّ دفن بتربته بِبَاب القرافة وَمَا تبعه إِلَّا دون عشرَة من مماليكه من أَكثر من مِائَتي مَمْلُوك فسبحان الْمعز المذل الفعال لما يُرِيد وَمَا أحسن مَا قيل: (باتوا على قلل الاجبال تحرسهم ... غلب الرِّجَال فَلم تمنعهم القلل) (واستنزلوا من أعالي عز معقلهم ... فأسكنوا حُفْرَة يَا بئس مَا نزلُوا) (ناداهم صارخ من بعد مَا دفنُوا ... أَيْن الأسرة والتيجان وَالْحلَل) (أَيْن الْوُجُوه الَّتِي كَانَت محجبة ... من دونهَا تضرب الاستار والكلل)

(فأفصح الْقَبْر عَنْهُم حِين سَاءَ لَهُم ... تِلْكَ الْوُجُوه عَلَيْهَا الدُّود يقتتل) (قد طالما أكلُوا دهرا وَمَا نعموا ... فَأَصْبحُوا بعد ذَاك الاكل قد أكلُوا) وَقَالَ الْفَاضِل عَليّ بن برد بك مُشِيرا لقتل تنم رصاص مَعَه: (الدوادار ضجت الأَرْض مِنْهُ ... وبقاع الدنا شكت والعراص) (فأزال الْجَبَّار دُنْيَاهُ عَنهُ ... وأذيبت كَمَا أذيب الرصاص) جَانِبك الظريف /. جَانِبك عفريت. / مضيا. 236 - جَانِبك العلائي بن اقبرس ثمَّ الأشرفي إينال وَيُقَال لَهُ جَانِبك حبيب، / كَانَ خاصكيا فِي أَيَّام أستاذه بل تَأمر وفر بعده مرّة للغرب وَلابْن عُثْمَان ثمَّ رَجَعَ يطْلب من الاشرف قايتباي وَصَارَ أميراخور ثَانِي وَهُوَ مِمَّن يذكر بِخَير وتقريب للصالحين وَفهم جيد وآداب ومزيد تواضع وكرم، مَعَ تقلل رزقه وفروسية، وأرسله السُّلْطَان فِي أَوَائِل سنة تسعين لملك الرّوم أبي يزِيد بن أبي عُثْمَان رَسُولا فِي طلب الصُّلْح وحسم مَادَّة الْفِتَن، فَعَاد فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة مِنْهَا بخفي حنين ثمَّ هُوَ المنجد للسُّلْطَان حِين كبابه فرسه مرّة فِي بركَة أَو نَحْوهَا وَالثَّانيَِة بالحوش وَحمله فِي كل مِنْهُمَا، وَلم يُكَافِئهُ على ذَلِك حَتَّى مَاتَ بعد مرض طَوِيل فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَاسْتقر دَفنه بتربة سرُور شاد الحوش الَّتِي أَنْشَأَهَا بحوش الظَّاهِر برقوق، وَلم يقدر) لَهُ الْحَج مَعَ مزِيد تلفته لذَلِك بل هيأ نَفسه ليَكُون مَعَ السُّلْطَان حِين توجهه لمَكَّة فتلطف بِهِ حَتَّى كف. جَانِبك الْفَقِيه. / هُوَ من ظطخ الظَّاهِرِيّ أَمِير سلَاح. مضى أَولا. 237 - جَانِبك القرماني الظَّاهِرِيّ برقوق /. كَانَ مِمَّن خرج على ولد أستاذه النَّاصِر فرج وَوَقعت لَهُ محن بِحَيْثُ سمر فِي بَعْضهَا ورسم النَّاصِر بتوسيطه ثمَّ شفع فِيهِ فأفرج عَنهُ، وَتوجه إِلَى بِلَاد ابْن قرمان وَأقَام بهَا مُدَّة طَوِيلَة وَلذَا نسب إِلَيْهِ، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وترقى بعد الْمُؤَيد إِلَى إمرة عشرَة ثمَّ إِلَى طبلخاناه فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق ثمَّ إِلَى التقدمة ثمَّ إِلَى الحجوبية الْكُبْرَى، كِلَاهُمَا فِي أَيَّام الْأَشْرَف إينال ثمَّ كَانَ من المجردين إِلَى بِلَاد ابْن قرمان. وَمَات فِي رُجُوعه بِالْقربِ من الصالحية فَحمل إِلَى الْقَاهِرَة، وَدفن بِالْقربِ من بَاب القرافة فِي شَوَّال سنة احدى وَسِتِّينَ وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ. وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا عَارِفًا بأنواع الرمْح غير متجمل فِي مركبه وملبسه لشحه فِيمَا قيل. 238 - جَانِبك قصروه. / مَاتَ سنة أَربع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن عزم. جَانِبك قلقسيز، هُوَ الاينالي الاشرفي. / مضى.

239 - جَانِبك القوامي المؤيدي شيخ، / خرج بعد مَوته بِمدَّة إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ تَأمر بِدِمَشْق إِلَى أَن قدم الْقَاهِرَة فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم فَأمره عشرَة فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ، وَقد زَاد على السِّتين، وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ. وَكَانَ عَاقِلا رَئِيسا كثير الْأَدَب والتواضع حسن الشكل عديم الشَّرّ رَحمَه الله. 240 - جَانِبك كوهيه / أحد المقدمين غير أَنه بَطل قبل وَفَاته من التقدمة لضَعْفه. مَاتَ وَأَنا بِمَكَّة فِي سنة. 241 - جَانِبك المحمودي المؤيدي أَخُو قانبك / الْآتِي. اشتراهما الْمُؤَيد وأعتقهما وَصَارَ هَذَا بعده خاصكيا إِلَى أَن أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة وَجعله من رُءُوس النوب لكَونه مِمَّن قَامَ مَعَه وَخَوف الاشرفية إِن دَامَ ابْن أستاذهم عاقبته وَلذَا اخْتصَّ بِهِ، وَصَارَت لَهُ كلمة ووجاهة مَعَ طيش وخفة وَعدم حشمة إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وسجنه بالبرج من القلعة وَأعْطى اقطاعه لخير بك المؤيدي الْأَشْقَر ثمَّ نَقله إِلَى اسكندرية ثمَّ إِلَى الْبِلَاد الشامية إِلَى أَن قدمه بحلب فَلم يلبث أَن أثار فتْنَة ووثب على نائبها قانباي الحمزاوي، وَقبض عَلَيْهِ وسجن) بالبلاد الشامية إِلَى أَن فرج عَنهُ، وأنعم عَلَيْهِ الاشرف إينال بأمرة طبلخاناه بطرابلس إِلَى أَن مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة سِتِّينَ، وَقد ناهز السِّتين تَقْرِيبًا. جَانِبك الْمُرْتَد / يَأْتِي قَرِيبا جَانِبك المشد. هُوَ الاشرفي برسباي / جَانِبك المغربي / مضيا 242 - جَانِبك المؤيدي شيخ وَيعرف بحرامي شكل /، طَالَتْ أَيَّامه فِي الجندية بعد أستاذه إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الظَّاهِر جقمق فِي أول دولته بأقطاع جيد وَصَارَ بوابا ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَيَّام إينال، وَاسْتقر فِي رُءُوس النوب وتزايد حِينَئِذٍ جُنُونه وطيشه حَتَّى كَانَ العبيد وَالصغَار والغلمان يسخرون بِهِ، وَله فِي ذَلِك حكايات مضحكة، مَاتَ بعد مرض طَوِيل عَن نَحْو الثَّمَانِينَ فِي ربيع الاول سنة سبعين، وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ. 243 - جَانِبك المؤيدي الدوادار. مَاتَ سنة سبع عشرَة. 244 - جَانِبك المؤيدي شيخ وَيعرف بجانبك شيخ. / طَالَتْ جنديته إِلَى أَن أنعم خجداشية الظَّاهِر خشقدم بامرة ضَعِيفَة تقَارب الجندية إِلَى أَن مَاتَ بَعْدَمَا شاخ بطالا فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين. وَكَانَ من المهملين المنهمكين. جَانِبك / نَائِب بعلبك. فِي النوروزي قَرِيبا. 245 - جَانِبك الناصري فرج وَيعرف بالمرتد. / أَصله من عُتَقَاء النَّاصِر ثمَّ

توجه بعده إِلَى جركس ثمَّ عَاد إِلَى مصر وَلذَا قيل لَهُ الْمُرْتَد ثمَّ صَار خاصكيا بعد الْمُؤَيد شيخ إِلَى أَن تَأمر عشرَة فِي أول دولة الظَّاهِر جقمق بعد مُبَاشرَة السِّقَايَة أَيَّامًا ثمَّ صَار من رُؤْس النوب ثمَّ فِي دولة الاشرف من أُمَرَاء الطبلخاناه إِلَى أَن صَار من المقدمين فَلَمَّا كبر وشاخ أخرج الظَّاهِر أقطاعه وَأَعْطَاهُ رزقا يَأْكُلهُ فدام نَحْو سنة. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة احدى وَسبعين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ، وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالْقربِ من التربة الاشرفية الاينالية بالصحراء، وَكَانَ دينا خيرا مكفوف الشَّرّ لين الْجَانِب متواضعا سليم الْبَاطِن مَعَ بخل رَحمَه الله. 246 - جَانِبك الناصري فرج /، خدم بعده عِنْد خجداشيه برسباي الناصري حَاجِب دمشق فَلَمَّا خرج إينال الجكمي نَائِب الشَّام ركب هَذَا بِأَمْر أستاذه الْمَذْكُور فِي طَائِفَة حَتَّى قبض عَلَيْهِ وَحمله إِلَى قلعة دمشق، فأنعم عَلَيْهِ الظَّاهِر جقمق لذَلِك بأمرة طبلخاناه بِدِمَشْق ثمَّ صَار حاجبا ثَانِيًا بهَا ثمَّ تنقل حَتَّى نَاب بصفد ثمَّ بحماة بعد جَانِبك التاجي ثمَّ بطرابلس كل ذَلِك بالبذل إِلَى أَن مَاتَ بطرابلس فِي رَجَب سنة تسع وَسِتِّينَ وَقد جَازَ السّبْعين، وشكرت حشمته، وَلم يكن يدْخل) الْقَاهِرَة الا زَائِرًا. 247 - جَانِبك النوروزي نوروز الحافظي / نَائِب دمشق وَيعرف بنائب بعلبك. صَار بعد أستاذه للمؤيد ثمَّ عمل بعده خاصكيا إِلَى أَن أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة وَصَارَ من رُءُوس النوب ثمَّ جهزه إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة لقمع المفسدين بهَا، فَأَقَامَ هُنَاكَ سِنِين وحمدت سيرته وشجاعته مَعَ اصابته بجراحة من الْعَرَب فِي رقبته وَدخل سَرِيعا للاستشفاء للقبر الشريف ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر إِلَى أَن أرْسلهُ لمَكَّة أَمِير التّرْك بهَا فَأَقَامَ أَيْضا مُدَّة وأنعم عَلَيْهِ وَهُوَ هُنَاكَ باقطاع شَرِيكه تغري برمش الْفَقِيه ثمَّ رسم بعوده إِلَى مصر بعد اخراج الاقطاع الْمشَار إِلَيْهِ لبردبك التاجي المستقر فِي امرة التّرْك عوضه فَقَدمهَا صبحة خلع الظَّاهِر نَفسه وسلطنة وَلَده فأنعم عَلَيْهِ زِيَادَة على أقطاعه بطبلخاناه إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف فِي نِيَابَة اسكندرية بعد يُونُس العلائي سنة ثَمَان وَخمسين فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي مستهل صفر سنة خمس وَسِتِّينَ عَن نَحْو الثَّمَانِينَ، وَكَانَ شجاعا مقداما كَرِيمًا متواضعا خيرا نادرة فِي أَبنَاء جنسه جمع بَين الشجَاعَة والتواضع وَالْكَرم والديانة رَحمَه الله. 248 - جَانِبك النوروزي / أَيْضا. أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة ثمَّ ولاه نِيَابَة صهيون. وَمَات بمنزله بالعريش حِين كَانَ قادما الْقَاهِرَة معزولا عَنْهَا فِي رَجَب سنة أَربع وَخمسين. وَكَانَ ذَا شجاعة وإقدام رَحمَه الله. 249 - جَانِبك اليشبكي يشبك الجكمي. / صَار بعده خاصكيا فِي الدولة الأشرفية

برسباي ثمَّ ساقيا فِي الظَّاهِرِيَّة ثمَّ تَأمر عشرَة بعد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَصَارَ رَأس نوبَة ثمَّ ولي ولَايَة الْقَاهِرَة على كره مِنْهُ والججوبية ثمَّ أضيفت لَهُ الحسة فِي سنة أَربع وَخمسين ثمَّ عزل عَنْهَا بعد مُدَّة، وَاسْتمرّ على الْولَايَة إِلَى أَن نَقله الْأَشْرَف اينال إِلَى الزردكاشية بعد الْقَبْض على لاجين الظَّاهِرِيّ فَلم يُبَاشِرهَا بل مرض وَلزِمَ الْفراش أَيَّامًا قَليلَة ثمَّ مَاتَ فِي ربيع الاول سنة سبع وَخمسين، وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة وَدفن بتربة طيبغا الطَّوِيل بالصحراء، وَكَانَ مشكور السِّيرَة فِي أَحْكَامه مَعَ ظرف ورشاقة وَمَعْرِفَة بأنواع الفروسية ومشاركة فِي الْفَضَائِل وَحسن محاضرة وذكاء ويقظة بِحَيْثُ كَانَ نادرة فِي أَبنَاء جنسه عَفا الله عَنهُ. 250 - جَانِبك اليشبكي من حيدر. / رباه سَيّده وَتعلم الْكِتَابَة وَقَرَأَ وَفهم وتدرب حَتَّى كَانَ هُوَ بَاب مَوْلَاهُ لمزيد يقظته وخبرته وَلما كَانَ أستاذه أَمِير الاول ثمَّ أَمِير الْمحمل أنبأ هَذَا عَن فروسية وتدبير) وشجاعة وَقُوَّة قلب وسافرنا مَعَه فِي الاول فحمدناه وَأهْديت لَهُ نُسْخَة من مصنفي الابتهاج بأذكار الْمُسَافِر الْحَاج، وَهُوَ زوج ابْنة أبي بكر بن صلغاي وَله إِلَى بعض التَّرَدُّد ثمَّ سَار مُسلما لحماة حِين اسْتِقْرَار مَوْلَاهُ نائبها، وَقَالَ لَهُ السُّلْطَان الْمعول انما هُوَ عَلَيْك. 251 - جَانِبك / أحد المقدمين بِدِمَشْق ودوادار السُّلْطَان بهَا أَصله من عُتَقَاء تغري برمش التركماني نَائِب حلب وَكَانَ يزْعم مَعَ جَهله الْعرْفَان قتل فِي تجريدة سوار سنة ثَلَاث وَسبعين 252 - جَان بلاط الاشرفي اينال، / اخْتصَّ بأستاذه وَعَمله ساقيا ثمَّ امتحن إِلَى أَن أمره الاشرف قايتباي عشرَة، وَمَات فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَ طوَالًا مليحا جميل الْهَيْئَة أحسن حَالا من خجداشيته. 253 - جَان بلاط الأشرفي قايتباي /، أَصله لدولات باي المحجوجب فقدمه حِين كَانَ نَائِبا بملطية للدوادار يشبك فقدمه مَعَ غَيره للاشرف فَأعْتقهُ وَعَمله خاصكيا ثمَّ دوادارا صَغِيرا عوضا عَن أربك قفص بل وصيره الشاد فِي أوقافه والناظر على خانقاه سرياقوس مَعَ دوادارية المناشير لطرابلس وَغَيرهَا من الْجِهَات رَغْبَة فِي تنميته ومحبة لرفعته ثمَّ أمره عشرَة عوضا عَن شاذبك آخوخ حِين اسْتَقر فِي نِيَابَة القلعة وَأمره على الْمحمل فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَلَمَّا عَاد أعطَاهُ إمرة أَرْبَعِينَ وَألبسهُ إمرة الْحَج ثَانِيًا فَلم تتمّ بل سَافر مَعَ المجردين الَّذين باشهم قانصوه الشَّامي إِلَى حلب فدام بهَا ثمَّ عينه رَسُولا إِلَى ابْن عُثْمَان وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين وَعين مَعَه الْبَدْر بن جُمُعَة مَعَ الانعام عَلَيْهِ، وَفِي غيبته أعطَاهُ تِجَارَة المماليك وَلما عَاد وَاسْتقر أَمر ابْن عُثْمَان على الصُّلْح أعطَاهُ تقدمة ثمَّ استبدل

لَهُ بَيت الزيني عبد الباسط تجاه مدرسته ورقاه جدا وَكَانَ قد تزوج ابْنة الْمُؤَيد بن الاشرف اينال وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وَزوج ابْنة الزيني كَاتب السِّرّ وَذكر بعقل. 254 - جانم الاشرفي برسباي وَيعرف بالبهلوان، / كَانَ من خاصكية أستاذه ثمَّ صيره ساقيا ثمَّ امتحن بعده بِالنَّفْيِ وَالْحَبْس، وَأمره الْأَشْرَف اينال عشرَة وَجعله من رُؤُوس النوب وسَاق الْمحمل من جملَة الباشات وَمَات فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة وَكَانَ طوَالًا مليح الشكل تَامّ الْخلقَة شجاعا مقداما كَرِيمًا عَارِفًا بأنواع الفروسية رَأْسا فِي الصراع مُسْرِفًا فِيمَا قيل على نَفسه. 255 - جانم الأشرفي برسباي بل هُوَ قَرِيبه / وَلذَا استقدمه من جركس ثمَّ عمله خاصكيا ثمَّ أشركه مَعَ) غَيره فِي إمرة الطبلخاناه ثمَّ قدمه فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ثمَّ عمله أميراخور إِلَى أَن تجرد صُحْبَة الْعَسْكَر إِلَى أرزنكان وَكَانَ قدومهم بعد موت قَرِيبه فَقبض عَلَيْهِ الأتابك وحبسه باسكندرية مُدَّة ثمَّ نقل مِنْهَا إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ أطلق فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَأرْسل لمَكَّة بطالا ثمَّ للقدس ثمَّ حبس بقلعة الكرك إِلَى أَن أطلقهُ الْأَشْرَف اينال وَقدمه بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة حلب ثمَّ الشَّام فَلَمَّا تسلطن الْمُؤَيد خَافَ من غائلته لقُوَّة شوكته وَكَاتب أَعْيَان دمشق بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ مَتى أمكنهم وَاتفقَ مجئ وَلَده الشّرف يحيى الْقَاهِرَة شافعا فِي بعض الْأُمَرَاء فوعد بذلك بعد مُدَّة وَكَانَ ذَلِك سَببا لمشيه سرا مَعَ الامراء حَتَّى أذعن جمهورهم لوالده وَأخذ عَلَيْهِم فِي ذَلِك العهود والمواثيق واستكتب خطوطهم وَرجع وَعِنْده ان الامر قد تمّ لِأَبِيهِ وَضم أَبوهُ ذَلِك لما كَانَ يرَاهُ من المنامات وَمَا يبشره بِهِ من يعْتَقد صَلَاحه فبادر بعد أَن وَقعت هجة نهب فِيهَا جَمِيع مَاله من خُيُول وقماش ومتاع وَغير ذَلِك إِلَى الميدان على أقبح وَجه، وَتوقف فِي دُخُوله الْقَاهِرَة كَذَلِك فحسنه لَهُ بعض مفسدي أَتْبَاعه فَمَا أمكنته الْمُخَالفَة وَوصل مطرودا منهوبا إِلَى الصالحية فَبَلغهُ اسْتِقْرَار الظَّاهِر خشقدم فَسقط فِي يَده وَمَا أمكن كل مِنْهُمَا إِلَى المخادعة لصَاحبه حَتَّى اسْتَقر بِهِ على حَاله فِي نِيَابَة دمشق وَعَاد اليها بعد وُصُوله لخانقاه سرياقوس على رغمه وتلافى أمره مَعَ عوام دمشق بالاحسان والمغالطة وسلوك الْعدْل وَكَذَا اسْتعْمل مَعَ السُّلْطَان مَا يَقْتَضِي استجلاب خاطره فَلم ينجر مَعَه بل أرسل لَهُ بعد مديدة بِالْعَزْلِ وَأَن يتَوَجَّه للقدس بطالا فَلم يجب وَخرج من دمشق بمماليكه وحشمه إِلَى جِهَة الشرق وَوَقعت لَهُ أُمُور فِيهِ إِلَى أَن توجه لصَاحب آمد حسن بك فَقَامَ مَعَه وَقدم إِلَى مُعَاملَة حلب فَلم ينْتج أمره فَعَاد إِلَى الرها إِلَى أَن دس عَلَيْهِ فِيهَا من قَتله من مماليكه فِي ربيع الاول سنة سبع

وَسِتِّينَ، وَأرْسل حسن بك بولده الشّرف يحيى مَعَ قَاصد لَهُ لاستعطاف السُّلْطَان عَلَيْهِ فَأمر بتوجهه للقدس بطالا ووبخ القاصد فَاعْتَذر وساعده الامراء حَتَّى رضى عَنهُ وَألبسهُ خلعة وجهز مَعَه أُخْرَى هائلة لمرسله مَعَ هَدِيَّة، وَكَانَ جانم دينا متعبدا مقتفيا اثر السّنة محبا فِي الْفُقَهَاء وَالصَّالِحِينَ منور الشيبة قصير الْقَامَة كثير الافضال والمؤاساة مُجْتَهدا فِي أَحْكَامه متحريا فِي أَحْوَاله بِحَيْثُ عدت حركته وانقياده مَعَ من لم يتدبر الْعَاقِبَة محنة لما نَشأ عَنْهَا من السفك والنهب مَعَ حِدة وبادرة وَسُرْعَة حَرَكَة وَلَكِن محاسنه كَثِيرَة وَمَا رَأَيْت أحدا من ثِقَات أَصْحَابه كالزين قَاسم والبرهان القادريين إِلَّا وَيذكر عَنهُ أوصافا جميلَة وَأَنه لَا مَال لَهُ مَعَهم بل هُوَ فِيهِ) كأحدهم، وَأما خطيب مَكَّة الْكَمَال أَبُو الْفضل النويري فَلهُ مَعَه الْيَد الْبَيْضَاء خُصُوصا حِين ورد عَلَيْهِ الشَّام فانه مَا رَجَعَ إِلَّا ملكا، وَبِالْجُمْلَةِ فقد عَاشَ سعيدا وَمَا شَهِيدا رَحمَه الله وإيانا. 256 - جانم الاشرفي قايتباي ابْن أخي السُّلْطَان /. بَالغ فِي ترقيه مَعَ صغر سنه فَأعْطَاهُ نظر الجوالي ثمَّ الْكسْوَة ثمَّ شاد الشربخاناه وسافر الْبِلَاد الشامية فجبي مِنْهَا شَيْئا يفوق الْوَصْف ثمَّ قدمه وزوجه اخت زَوجته ابْنة الْعَلَاء بن خَاص بك وسيق إِلَيْهِ بِسَبَب ذَلِك مَا لَا يُحْصى بل عزم حَسْبَمَا استفيض على إِعْطَائِهِ الدوادارية الْكُبْرَى فَلم يلبث أَن مَاتَ مسموما فِيمَا قيل من الدوادار وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَقد زَاد على الْعشْرين بعد أَن توعك أَيَّامًا بِمَرَض حاد وحول فِي محفة من بَيته بسويقة الْعُزَّى إِلَى بولاق لَيْلًا فَأَقَامَ بِهِ الْيَوْم التَّالِي لَهَا ثمَّ مَاتَ فَحمل وَقت الزَّوَال فِي محفة أَيْضا فَغسل وكفن وَصلى عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ شهده السُّلْطَان وَجَمِيع الْأُمَرَاء والعسكر والقضاة الا الْحَنَفِيّ وَمَشى الامراء وَنَحْوهم إِلَى تربة السُّلْطَان فَدفن بالقبة الْكُبْرَى مِنْهَا وتأسف هُوَ وغالب النَّاس على فَقده، وَكَانَ شَابًّا سَاكِنا عَاقِلا حييا غَايَة فِي الْجمال عوضه الله الْجنَّة. 257 - جانم الاشرفي قايتباي وَيعرف بالأشقر / أحد العشرات الْمَذْكُورين بمزيد الفروسية لكنه كَانَ شهما مبغضا. مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ قد أَمر قبل مَوته بِيَسِير على كشف الْبحيرَة فَمَاتَ قبل توجهه اليها غير مأسوف عَلَيْهِ. 258 - جانم السيفي تمرباي الزردكاش /. عمل خازندار سَيّده ودواداره وَاسْتقر بِهِ السُّلْطَان فِي الزردكاشية أول أمره بعد أَن كَانَ رَأس نوبَة عَصَاهُ وَأحد العشرات، وَكَانَ مِمَّن سَافر لسوار وَحصل لَهُ من الدوادار جفَاء وَيذكر بثروة لِكَثْرَة مَا مَعَه من الاقاطيع والرزق المشتروات وَغَيرهَا مَعَ عدم خير وَلكنه قد ابتنى بجوار منزله بِالْقربِ من زقاق حلب سَبِيلا ومكتبا للأيتام.

مَاتَ بعد أَن كَانَ عين لَا مرّة الأول فِي شعْبَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَاسْتقر بعده فِي الزردكاشية يشبك الجمالي نَاظر الْخَاص. 259 - جانم السيفي جَانِبك الجداوي الخازنداري. / قَرَأَ على التَّاج السكندري فِي الْقُرْآن وَحج بِهِ مَعَه ايام أستاذه وتلطف بِهِ فِي ذَلِك مَعَ حلفه لَهُ على تحري الْحل فِي مصروفه فِيهِ، وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وأتقنه مَعَ يس الجلالي وَكتب بِهِ أَشْيَاء مِنْهَا مصحف جليل أتقنه وزمكه وَكَانَ وَسِيلَة لتخلصه من الظَّاهِر خشقدم بعد أستاذه وَكَذَا كَانَ يذكر بالفروسية بِحَيْثُ كَانَ أحد الباشات فِي) سوق الْمحمل، كل ذَلِك مَعَ رغبته فِي ذَوي الْفَضَائِل واحسانه اليهم، وَقد اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي بسفارة الدوادار الْكَبِير فِي نِيَابَة حماة على مَال فَأَقَامَ يَسِيرا ثمَّ استعفى رَجَاء عوده إِلَى الْقَاهِرَة فعاكسه السُّلْطَان ورسم أَن يكون بِالشَّام أَمِيرا كَبِيرا وَقرر عوضه فِي النِّيَابَة سيباي الطيوري وَكَانَ قَصِيرا أعرج. مَاتَ فِيمَا بلغنَا بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ. 260 - جانم / نَائِب قلعة حلب كَانَ وَقَرِيب سُلْطَان الْوَقْت مِمَّن قدمه ورام أَن يُزَوجهُ ابْنَته فَمَاتَ هُوَ واياها فِي سنة سبع وَتِسْعين. 261 - جانم الظَّاهِرِيّ جقمق / أحد مماليكه ودواداريته وَيعرف بجانم خَمْسمِائَة. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون. 262 - جانم ابْن خَالَة يشبك الدوادار / وَصَاحب الْمدرسَة الْمُقَابلَة لباب جَامع قوصون من الشَّارِع وَبهَا خطْبَة خطبهَا يس البلبيسي المظفري مَحْمُود الامشاطي بخصوصيته بصاحبها كَانَ أحد الدوادارية بل تَأمر عشرَة وَتَوَلَّى كشف الصَّعِيد وفتك وَحصل بِحَيْثُ أَخذ مِنْهُ الْملك جملَة وَكَانَ يكره انتماءه لقريبه فِيمَا قيل وسافر فِي عدَّة تجاريد وَأَظنهُ من الاشرفية برسباي بعد أَن كَانَ لبَعض أُمَرَاء الشَّام. 263 - جانم المؤيدي شيخ. / ولي فِي أَيَّام أستاذه رَأس نوبَة السقاة ثمَّ صَار أَمِير عشرَة ثمَّ من رُءُوس النوب كِلَاهُمَا فِي أَيَّام الاشرف اينال، وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا حشما وقورا. مَاتَ فِي الْمحرم سنة احدى وَسِتِّينَ. 264 - جانم / كَانَ قد أعْطى تقدمة وناب فِي غَزَّة وَفِي حماة وطرابلس، قَالَ الْعَيْنِيّ لم يشْتَهر عَنهُ إِلَّا كل شَرّ، مَاتَ فِي سنة أَربع عشرَة. ذكره شَيخنَا. 265 - جاهنشاه بن قرا يُوسُف وَالِد بداق / الْمَاضِي. 266 - جِبْرِيل بن ابراهيم بن مُحَمَّد العطيري الشَّافِعِي / رَأَيْته عرض عَلَيْهِ فِي سنة خمس وَتِسْعين. 267 - جِبْرِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد القابوني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. / سمع على الْبُرْهَان

ابراهيم بن جمَاعَة الْأَدَب الْمُفْرد للْبُخَارِيّ وعَلى الْكَمَال بن النّحاس والبدر حسن بن مُحَمَّد البعلي واسمعيل بن ابراهيم بن مَرْوَان وَجَمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي وَكَانَ ثِقَة صَالحا خيرا مديما للتلاوة. مَاتَ بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَقد جَازَ الْمِائَة رَحمَه الله. 268 - ججكبغا دوادار السُّلْطَان بِالشَّام /. جهزه الظَّاهِر جقمق لشاه رخ بن تمرلنك ملك مَا وَرَاء النَّهر) وَقَالَ إِنَّه سالك عَن ابْن حجر وَابْن الديري وَابْن قَاضِي شُهْبَة وَابْن المزلق كل وَاحِد على انْفِرَاده وَأَنا أَقُول طيب أَو بِخَير وَلم يسْأَل عَن غَيرهم ثمَّ قَالَ الْحَمد لله بعد فِي النَّاس بَقِيَّة، وَمَات بعد ذَلِك. 269 - جخيدب بن جُنْدُب بن جخيدب بن لِحَاف بن رَاجِح. / مَاتَ سنة تسع وَعشْرين. جرقطلي فِي جَار قطلي. 270 - جرباش كرت الجركسي المحمدي الناصري فرج بن برقوق وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. ترقى عِنْد أستاذه حَتَّى صَار سلحدارا وَكَانَ مِمَّن أسْند إِلَيْهِ وَصيته وزوجه ابْنَته شقراء واستولدها أَوْلَادًا وَعمل فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق أميراخور ثَانِي ثمَّ لَا زَالَ يترقى حَتَّى عمل الاتابكية فِي دولة الظَّاهِر خشقدم فَلَمَّا قبض على جمَاعَة من الاشرفية برسباي وثب المماليك وتوجهوا إِلَيْهِ ليملكوه فاختفى ثمَّ توجه لتربته فَأَخَذُوهُ مِنْهَا كرها وأركبوه وَمَعَهُ ابْنه وعدة من المماليك والأمراء ودخلوا بِهِ الْقَاهِرَة إِلَى أَن وصل للبيت الْمُقَابل لباب السلسلة فصرف من كَانَ مَعَه لبيوت الامراء وسَاق هُوَ فَارًّا إِلَى السُّلْطَان وَكَانَ بالاسطبل فَقَامَ إِلَيْهِ وعانقه وخمدت الْفِتْنَة وَمَعَ ذَلِك فحقد عَلَيْهِ ركُوبه مَعَهم إِلَى أَن نَفَاهُ لدمياط مَعَ الاذن لَهُ فِي ركُوب الْخَيل وَصرف خَمْسَة دَنَانِير لَهُ فِي كل يَوْم ثمَّ أحضرهُ إِلَى الْقَاهِرَة وَأقَام ببيته حَتَّى مَاتَ عَن قرب فِي شَوَّال سنة سبع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ فِي مجمع شهده السُّلْطَان والقضاة وَدفن بتربة الظَّاهِر برقوق. وَقيل لَهُ كرت لكَونه كثير الشّعْر. 271 - جرباش الاشرفي برسباي. / كَانَ فِي أَيَّامه خاصكيا ثمَّ أمره ابْنه الْعَزِيز عشرَة ثمَّ أخرجه الظَّاهِر جقمق لتابكية غَزَّة وَتُوفِّي بهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ. 272 - جرباش الكريمي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بعاشق. / كَانَ من المماليك السُّلْطَانِيَّة أَيَّام مُعْتقه ثمَّ صَار فِي أَيَّام ابْنه النَّاصِر خاصكيا ثمَّ سلحدارا ثمَّ أَمِير عشرَة وَرَأس نوبَة ثمَّ أمْسكهُ شيخ وحبسه ثمَّ لما اسْتَقر فِي المملكة أطلقهُ وَأمره بل قدمه ثمَّ ولاه الاشرف برسباي الحجوبية الْكُبْرَى ثمَّ أَمِير مجْلِس ثمَّ نِيَابَة طرابلس ثمَّ انْفَصل وَعَاد إِلَى إمرة مجْلِس ثمَّ نَفَاهُ إِلَى دمياط ثمَّ عرض عَلَيْهِ نِيَابَة غَزَّة فَأبى

وَاسْتمرّ بدمياط حَتَّى قدمه الظَّاهِر جقمق ثمَّ جعله أَمِير مجْلِس ثمَّ أَمِير سلَاح ثمَّ لعَجزه صرفه الْمَنْصُور عَنْهَا وَأخرج أقطاعه، وَاسْتمرّ ملازما لداره فِي سويقة الصاحب حَتَّى مَاتَ فِي الْمحرم سنة احدى وَسِتِّينَ بَعْدَمَا شاخ وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا) بالصحراء، وَكَانَ وجيها ذَا ثروة رَأْسا فِي رمي البندق مَعَ انهماكه فِيمَا قيل فِي اللَّذَّات. 273 - جركس سيف الدّين القاسمي الظَّاهِرِيّ برقوق المصارع. / كَانَ من خَواص أستاذه وَتقدم بعده فولاه ابْنه النَّاصِر نِيَابَة حلب عوضا عَن دمرشاس فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَلم يَقع بهَا الا مُدَّة اقامة النَّاصِر بهَا يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ، وَرجع مَعَه للقاهرة خوفًا من جكم، وَكَانَ شهما شجاعا قتل فِي سنة عشر بِنَاحِيَة بعلبك. وَهُوَ أَخُو الظَّاهِر جقمق الَّذِي تسلطن بعد دهر. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَابْن خطيب الناصرية. 274 - جشار النصيح بن احْمَد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الله بن عمر الْعمريّ / اُحْدُ القواد بِمَكَّة. قتل فِي مقتلة الْحَدِيد بجدة فِي صفر سنة سِتّ واربعين وَقطع رَأسه وطيف بِهِ ثمَّ دفن آخر يَوْمه. 275 - جشار بن عبد الله المجاش الشريف الْحِجَازِي / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين 276 - جشار بن قَاسم من بني أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. / كَانَ من اعيان الاشراف شجاعا بدر إِلَى مبارزة كبيش يَوْم أداخر فعقر كبيش فرسه. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة احدى عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. 277 - جشار الخضيري، / مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَخمسين بِمَكَّة. 278 - جَعْفَر بن ابراهيم بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان بن زُهَيْر بن حريز بن عريف ابْن فضل بن فَاضل الزين أَبُو الْفَتْح الْقرشِي الدهني السنهوري القاهري الازهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ /. ولد تَقْرِيبًا كَمَا كتبه بِخَطِّهِ سنة عشر وَثَمَانمِائَة بسنهور الْمَدِينَة وَنَشَأ بهَا فأوقع الله فِي قلبه الْهِجْرَة عَن أَهله أُمَرَاء الْعَرَب ففارقهم إِلَى الْمحلة لأبي عبد الله الغمري، وَأقَام تَحت نظر إِمَام جَامعه ابْن جليدة فَقَرَأَ عِنْده الْقُرْآن ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فَنزل جَامع الازهر وَجمع للسبع على أبي عبد الْقَادِر والشهاب السكندري، وعَلى ثَانِيهمَا سمع الشاطبية والتيسير والعنوان، وَكَذَا على النُّور الامام لَكِن إِلَى الحزب فِي الْكَهْف وعَلى التَّاج الطوخي إِلَى المفلحون وَمن الْأَحْقَاف إِلَى آخِره وعَلى الشهَاب الطلياوي وَعبد الدَّائِم لغالبه وعَلى الْبُرْهَان الكركي إِلَى النِّسَاء وعَلى الْعَلَاء القلقشندي وَالشَّمْس بن الْعَطَّار والتاج الْمَيْمُونِيّ إِلَى أثْنَاء الْبَقَرَة وعَلى شَيخنَا والزين أبي بكر الْمصْرِيّ وَابْن زين النحراري إِلَى المفلحون وللسبع مَعَ يَعْقُوب عَليّ الزين رضوَان وللعشر إِلَى آل عمرَان على الْفَخر بن دانيال

الْأَعْرَج وللأربعة عشر فِي ختمة على الشَّمْس العفصي ولعاصم وَكَذَا لِابْنِ كثير لَكِن إِلَى رَأس الحزب فِي الصافات على التَّاج بن تَيْمِية وَأخذ عَنهُ فِي بحث) شرح الشاطبية لِابْنِ القاصح وللكسائي وَكَذَا لنافع لَكِن لأثناء قد أَفْلح عَليّ الزين طَاهِر وَعَلِيهِ سمع فِي الْبَحْث الشاطبية بِاسْتِيفَاء شرحيها للجعبري والفاسي وَلابْن كثير إِلَى أثْنَاء الْبَقَرَة على أبي الْقَاسِم النويري وقاسم الاخميمي، وَأكْثر فِي ذَلِك عَمَّن دب ودرج وَقَرَأَ على الْبُرْهَان الصَّالِحِي من كتب الْفَنّ الشاطبية والعنوان وَالتَّلْخِيص لأبي معشر الطَّبَرِيّ، وأذنوا كلهم لَهُ وَكَذَا اجازه الشَّمْس بن القباقبي فِي آخَرين وَلم يقْتَصر على الْقرَاءَات بل اشْتغل فِي الحَدِيث وَالْفِقْه والاصلين والعربية وَالصرْف والفرائض والحساب وَغَيرهَا فَحَضَرَ دروس الشّرف السُّبْكِيّ فِي تَقْسِيم الْكتب الثَّلَاثَة وَغَيرهَا وَالشَّمْس الْحِجَازِي فِي مُخْتَصره للروضة والقاياتي فِي الْقطعَة للأسنوي مَعَ دروس فِي ألفية الْعِرَاقِيّ وَالصرْف والونائي فِي الرَّوْضَة مَعَ دروس فِي جمع الْجَوَامِع وَابْن المجدي فِي الْحَاوِي وَعنهُ أَخذ كتبا فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهَا، وَكَذَا سمع عَليّ الْعَلَاء القلقشندي فِي الْفِقْه والْحَدِيث والنحو، وَعلي الزين طَاهِر الشافية لِابْنِ الْحَاجِب وَشَرحهَا للْجَار بردي بحثا، وَسمع عَلَيْهِ الألفية بِاسْتِيفَاء شرحها لِابْنِ المُصَنّف وتوضيحها لِابْنِ هِشَام ولازم التقي الشمني فِي الاصلين والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا، وَصَحب أَبَا عبد الله الغمري، وَسمع عَليّ الزين الفاقوسي المسلسل بالأولية ومعظم مُسْند عبد، وعَلى الْمُحب بن نصر الله فِي الْمسند وَغَيره، وعَلى عَائِشَة الكنانية المسلسل بالأولية وبحرف الْعين فِي آخَرين من شُيُوخه الماضين كشيخنا ورضوان والقلقشندي والصالحي والشمني وَمن غَيرهم، وجود الْخط على الزين بن الصَّائِغ وَتقدم فِي الْقرَاءَات، وَلم يذكر بغَيْرهَا، وتصدى لَهَا قَدِيما فَقَرَأَ عَلَيْهِ خلق كَثِيرُونَ وَعم الِانْتِفَاع بِهِ، وَأخذ الْفُضَلَاء عَنهُ طبقَة بعد أُخْرَى وَشهد عَلَيْهِ الأكابر كشيخنا مرّة فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل المجود الْكَامِل الأوحد الماهر الأمثل الباهر، وَوَصفه بعده بالفاضل المجود المفنن ثمَّ فِي سنة وَفَاته بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل الْمُقْرِئ المجود المفنن الأوحد بل قرض لَهُ كتابا سَمَّاهُ الْجَامِع الْمُفِيد فِي صناعَة التجويد فَقَالَ: وقفت على هَذَا العقد الفريد والدر النضيد والتحرير الْمجِيد لتلاوة الْقُرْآن الْمجِيد

فَوَجَدته مجموعا جموعا وحاويا لأشتات الْفَضَائِل وللحشو والاسهاب منوعا فَالله يَجْزِي جَامعه على جمعه جَوَامِع الْخيرَات ويعده أَعلَى الغرفات الْمعدة لمن كَانَ لرَبه مُطيعًا وَكَذَا قرضه لَهُ الْعلم البُلْقِينِيّ والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الديري والشمني والكافياجي وَابْن قرقماش والعز الْحَنْبَلِيّ والسكندري وَابْن الْعَطَّار، وَلم يسمح الْمُحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ بِالْكِتَابَةِ على مؤلف) البقاعي فِي التجويد إِلَّا بعد شَهَادَة صَاحب التَّرْجَمَة لَهُ بالاجادة فِيهِ، ثمَّ لم يرع البقاعي لَهُ ذَلِك حِين وثب عَلَيْهِ فِي تدريس الْقرَاءَات بالمؤيدية حِين كَاد أَن يتم لَهُ وتقوى عَلَيْهِ بجاه مخدومه بردبك وَكَذَا أَيْضا لَهُ الْجَامِع الازهر الْمُفِيد لمفردات الْأَرْبَعَة عشر من صناعَة الرَّسْم والتجويد وَغير ذَلِك وَمَعَ كَونه قاصرا فِيمَا عدا الْقرَاءَات لم يقْتَصر على اقرائها بل رُبمَا أَقرَأ الْعَرَبيَّة وَالصرْف وَالْفِقْه والفرائض والحساب وَله فِيهَا أَيْضا براعة وَغَيرهَا للمبتدئين، وَله فِيمَا سمينا مَا عدا الْفِقْه مُشَاركَة حَتَّى إِنَّه قَرَأَ عَلَيْهِ غير وَاحِد مِمَّن صَار لَهُ فضل فِي الْمذَاهب كالبدر حُسَيْن بن فيشا الْحُسَيْنِي سكنا الْحَنَفِيّ والبدر السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ فِي فقه مَذْهَبهمَا، كل ذَلِك وَهُوَ يتجرع الْفَاقَة ويتقنع باليسير من رزيقات ومرتبات وَرُبمَا أحسن لَهُ بعض الْأُمَرَاء بل رتب لَهُ الدرادار الْكَبِير يشبك من مهْدي فِي كل شهر خَمْسَة دَنَانِير وقمحا فِي كل سنة وَغير ذَلِك، وَنزل بعده فِي سعيد السُّعَدَاء وبيبرس وَقَبله فِي البرقوقية الْحَنَفِيَّة مَعَ كَونه شافعيا وَفِي مُرَتّب يسير بالجوالي وَتكلم فِي نظر جَامع سَار وجا وانصلح حَاله يَسِيرا وطار اسْمه فِي الْآفَاق بالفن حَتَّى أَن النَّجْم القلقيلي لما ادّعى أَن ابْن الشّحْنَة عبد الْبر لَا يحسن الْفَاتِحَة لم يتَخَلَّص الا باعلامه السُّلْطَان حِين قَرَأَهَا عَلَيْهِ ابحضرته بِأَنَّهَا تصح بهَا الصَّلَاة. وَعرض لَهُ رمد بِعَيْنيهِ وقدح لَهُ فأبصر بِوَاحِدَة، وَكَذَا عرض لَهُ فالج دَامَ بِهِ مُدَّة وَبَقِي مِنْهُ بقايا، وَمَعَ ذَلِك لم يَنْفَكّ عَن الْكِتَابَة والاقراء، وَمِمَّا كتبه القَوْل البديع من تصانيفي وَسمع مني بعضه وَكثر تردده الي واستكتابه لي فِي الاشهاد عَلَيْهِ لمن يقْرَأ عَلَيْهِ وهم خلق إِجَازَته لكل مِنْهُم تكون نَحْو مُجَلد، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ أخي عبد الْقَادِر، وَفِي الْأَسَانِيد من الْخَلْط المستحكم مَا يعسر إِصْلَاحه، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ متفرد بِهَذَا الْفَنّ مَعَ مُشَاركَة فِي غَيره وصفاء الخاطر وَطرح التَّكَلُّف وكدر الْمَعيشَة إِمَّا بالفقر وتنكن زَوجته وَإِمَّا بهما وَلذَا فَارقهَا بعد أَن تزوج ابنتهما خَدِيجَة انعام الشريف على الخصوصي ثمَّ لم يزل متعللا حَتَّى مَاتَ ي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَتِسْعين وَدفن بحوش صوفية سعيد السُّعَدَاء وَخلف أُخْتا شَقِيقَة

اسْمهَا فَاطِمَة وَابْنَته الْمشَار اليها رَحمَه الله وإيانا. 279 - جَعْفَر بن احْمَد بن عبد الْمهْدي. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَكَّة. 280 - جَعْفَر بن أبي بكر بن رسْلَان بن نصير البُلْقِينِيّ القاهري الشَّافِعِي ابْن أخي السراج عمر وأخو الْبَهَاء رسْلَان وناصر الدّين مُحَمَّد والشهاب احْمَد. / ذكره شَيخنَا فِي تَرْجَمَة وَالِده من أنبائه اسْتِطْرَادًا فَقَالَ كَانَ فَقِيها فَاضلا دينا متواضعا نَاب فِي الحكم وَولي قَضَاء بعض الْبِلَاد كسمنود وَتَأَخر بعد رسْلَان. 281 - جَعْفَر بن مُحَمَّد بن جَعْفَر البعلي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الشويخ بمعجمتين مصغر سمع فِي سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة عَليّ الزين عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب الصَّحِيح ببعلبك / وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمَا لَقيته فِي الرحلة فَكَأَنَّهُ مَاتَ قبلهَا. 282 - جَعْفَر بن يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي الغياث أَبُو الْغَيْث الْمَكِّيّ الْمَالِكِي أَخُو معمر وَفضل الآتيين وأبوهما وَيعرف بِابْن عبد الْقوي. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا، وَعرض بِالْقَاهِرَةِ على شيوخها وعَلى كَاتبه واشتغل فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة يحيى العلمي والجوجري بل اختصر شَرحه للشذور من أَجله وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن أَولهمَا وَحضر السنهوري واللقاني وَغَيرهمَا وَلَكِن جلّ انتفاعه انما هُوَ بأَخيه، ولازمني فِي أَشْيَاء بل قَرَأَ على جلّ المنسك الْكَبِير لِابْنِ جمَاعَة وَقدمه البرهاني ابْن ظهيرة للتوقيع بِبَابِهِ فَسبق من قبله لِثِقَتِهِ وأمانته وعقله وتواضعه وخفة مُؤْنَته بِحَيْثُ أقبل عَلَيْهِ أَصْحَاب الاشغال وتميز فِي ذَلِك. مَاتَ فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين وَأَنا بِمَكَّة وَشهِدت الصَّلَاة عَلَيْهِ وَدَفنه وتأسفنا على فَقده رَحمَه الله. 283 - جَعْفَر الزين العجمي الْحَنَفِيّ نزيل المؤيدية /. مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الزين زَكَرِيَّا القَاضِي شرح الشمسية وغالب حاشيتها للسَّيِّد وَكَذَا أَخذ عَنهُ الْحِكْمَة وَوَصفه بِالْفَضْلِ والديانة. 284 - جغنوس الناصري. / ولي نِيَابَة بيروت ثمَّ صرف عَنْهَا. وَمَات فِي أَوَائِل الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة سبع وَخمسين. 285 - جقمق بن جخيدب بن أَحْمد بن حَمْزَة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمسين خَارج مَكَّة وَحمل إِلَيْهَا فَدفن بهَا. أرخة ابْن فَهد. 286 - جقمق الصفوي / الْحَاجِب بِدِمَشْق، قبض عَلَيْهِ فِي الْمحرم سنة خمس وَثَمَانمِائَة ثمَّ أرسل إِلَى غَزَّة فَلَمَّا تولى نوروز سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة استصحبه لدمشق وَقَررهُ فِي الحجوبية فَلَمَّا انْكَسَرَ نوروز، مَاتَ فِيهَا، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.

287 - جقمق الظَّاهِر أَبُو سعيد الجركسي العلائي نِسْبَة للعلاء عَليّ بن الاتابك، اينال اليوسفي / لكَونه اشْتَرَاهُ من جالبه إِلَى مصر الخواجا كزلك وَهُوَ صَغِير ورباه وأرسله إِلَى الْحجاز صُحْبَة وَالِده) ثمَّ أعْتقهُ وَبَقِي عِنْده مُدَّة حَتَّى عرفه أَخُوهُ جركس القاسمي المصارع الْمَاضِي قَرِيبا. فَكلم أستاذه الظَّاهِر برقوق فِي طلبه لَهُ من سَيّده فَفعل وَأَعْطَاهُ اياه من غير أَن يُعلمهُ بِعِتْقِهِ فَدفعهُ الظَّاهِر لِأَخِيهِ أنيا فِي طبقَة الزِّمَام وأنعم عَلَيْهِ بخيل وقماش ثمَّ جعله خاصكيا بعد ايام كل ذَلِك بسفارة أَخِيه وَلذَا ينتسب ظاهريا أَيْضا ثمَّ صَار فِي الدولة الناصرية ساقيا ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ قبض عَلَيْهِ النَّاصِر وحبسه بالقلعة لما خرج أَخُوهُ عَن الطَّاعَة ثمَّ أطلقهُ وَاسْتمرّ إِلَى أَن اعطاه الْمُؤَيد إمرة عشرَة ثمَّ طبلخاناه وَجعله خازندارا بعد يُونُس الركني الْأَعْوَر ثمَّ صَار بعد الْمُؤَيد أحد المقدمين ثمَّ اسْتَقر فِي الحجوبية الْكُبْرَى أَيَّام الاشرف برسباي ثمَّ نَقله فِي سنة سِتّ وَعشْرين إِلَى الأخورية الْكُبْرَى وباشر حِينَئِذٍ نظر الخانقاة الصلاحية سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ يَنُوب عَنهُ فِيهِ الْغَرْس خَلِيل السخاوي أحد أخصائه ثمَّ نَقله إِلَى امرة سلَاح ثمَّ إِلَى الاتابكية وَاسْتمرّ فِيهَا إِلَى ان مَاتَ الاشرف بعد أَن أوصاه على وَلَده المستقر بعده فِي السلطنة والملقب بالعزيز، وَصَارَ صَاحب التَّرْجَمَة نظاما إِلَى أَن خلع الْعَزِيز بعد يسير وتسلطن فِي يَوْم الاربعاء تَاسِع عشر ربيع الاول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَاتفقَ فِي ذَلِك ثمَّ فِي أَوَائِل دولته مَا عرف من محاله إِلَى أَن صفا لَهُ الْوَقْت وَظهر بتملكه صِحَة مَا حَكَاهُ النَّجْم بن عبد الْوَارِث الْبكْرِيّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي أَنه فِي حُدُود سنة أَربع وَثَمَانمِائَة جَاءَ شخص اسْمه جلال إِلَى الْبُرْهَان بن زقاعة الْغَزِّي ليشفع لَهُ عِنْد النَّاصِر فرج فِي قَضِيَّة فأركبه على فرس فَحل حبشِي عَال أصفر معصم بسواد حسن المنظر قَالَ النَّجْم فَأَعْجَبَنِي ذَلِك الْفرس جدا فَقلت للبرهان لمن هَذَا الْفرس فَقَالَ لمن سيصير ملكا قَالَ فَسَأَلت عَنهُ فَقيل لي انه لجقمق أخي جركس هَذَا مَعَ انه حِينَئِذٍ لم يكن فِي أهل هَذِه الزمرة بل كَانَ يظْهر الوله والتعامي الزَّائِد والتغفل عَن أَحْوَال النَّاس والتعاطي للأسباب الَّتِي تقلل غَالِبا الهيبة من مزِيد التَّوَاضُع وَسَائِر مَا يُنَافِي أَحْوَال الْمُلُوك وَلَكِن قد ظَهرت كفاءته وبهرت حَسَنَاته وَكَذَا بشر بِهِ قَدِيما جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ المعتقد الزين عبد اللَّطِيف بن عبد الرَّحْمَن الانصاري الخزرجي وَيعرف بِابْن غَانِم ووعده إِن ولي بِبِنَاء زَاوِيَة لَهُ فِي الْقُدس فَمَا اتّفق ورام حِين سلطنته أَن يتسمى بِمُحَمد تشرفا وَيبْطل اسْمه ثمَّ رأى الْجمع بَينهمَا لما خيل من طمع الْمُلُوك فِيهِ لظنهم كَونه من غير الاتراك وَكتب كَذَلِك على أَبْوَاب كَثِيرَة من الْأَمَاكِن المجددة

كالمنبر الَّذِي جدده للبرقوقية والمدرسة الفخرية بِالْقربِ من سوق الرَّقِيق وَاسْتمرّ فِي المملكة إِلَى أَن عهد لوَلَده الْمَنْصُور أبي السعادات عُثْمَان فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء) الْعشْرين من الْمحرم سنة سبع وَخمسين وَكَانَت مدَّته خمس عشرَة سنة الا نَحْو شهر وَاتفقَ فِي أَيَّامه مَا شرح فِي الْحَوَادِث مِمَّا يطول إِيرَاده خُصُوصا وَقد أفرد سيرته فِي حَيَاته بالتأليف الرضي مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الْغَزِّي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَرَأَيْت شَيخنَا ينتقي مِنْهَا. وَكَانَ ملكا عدلا دينا كثير الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالْعِبَادَة عفيفا عَن الْمُنْكَرَات والقاذورات لَا تضبط عَنهُ فِي ذَلِك زلَّة وَلَا تحفظ لَهُ هفوة، متقشفا بِحَيْثُ لم يمش على سنَن الْمُلُوك فِي كثير من ملبسه وهيئته وجلوسه وحركاته وأفعاله، متواضعا يقوم للفقهاء وَالصَّالِحِينَ إِذا دخلُوا عَلَيْهِ ويبالغ فِي تقريبهم وَعدم ارتفاعه فِي الْجُلُوس بحضرتهم وَمَا فعله فِي يَوْم قِرَاءَة تَقْلِيده من جُلُوسه على الْكُرْسِيّ والمعتضد بِاللَّه الْخَلِيفَة دونه بِحَيْثُ اقْتدى بِهِ وَلَده الْمَنْصُور فِي ذَلِك فَكَأَنَّهُ لجَرَيَان الْعَادة بِهِ والا فَهُوَ فِي بَاب التَّوَاضُع لَا يلْحق، ذَا إِلْمَام بِالْعلمِ واستحضار فِي الْجُمْلَة لِكَثْرَة تردده للْعُلَمَاء فِي حَال امرته ورغبته فِي الاستفادة مِنْهُم كالعلاء البُخَارِيّ بل لَا أستبعد أَن يكون لَهُ حُضُور عِنْد السراج البُلْقِينِيّ وطبقته فضلا عَن وَلَده الْجلَال وَنَحْوه وَلِهَذَا انْتفع بِهِ كثير مِمَّن كَانَ يرافقه عِنْدهم فِي تقديمهم للمناصب الجليلة كالقاياتي والونائي وَغَيرهمَا، مديما للتلاوة على بعض مَشَايِخ الْقُرَّاء وجوده فِي حَال كَونه أميراخور على السراج عمر بن عَليّ الدموشي، تَامّ الْكَرم بِحَيْثُ يصل إِلَى التبذير حَتَّى انه أعْطى النَّجْم بن عبد الْوَارِث الْمَاضِي النَّقْل عَنهُ أول تَرْجَمته حِين أعلمهُ بِأَنَّهُ عزم على الْحَج زِيَادَة على ألف دِينَار دفْعَة وَأما قَاضِي الْحَنَابِلَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ حِين حج فشيء كثير جدا وَكَذَا الْكَمَال بن الْهمام، وَكَانَ زَائِد الاصغاء اليهما فِي الشفاعات رَاغِبًا فِي إِزَالَة مَا يُعلمهُ من الْمُنْكَرَات غير نَاظر لكَون بعضه من شعار الْمُلُوك كابطاله سوق الرماحة للمحمل حسما لمادة الْفساد الَّذِي جرت الْعَادة بِوُقُوعِهِ عِنْد ادارته لَيْلًا وَنَهَارًا فَمَا عمل فِي جلّ ولَايَته وَذَلِكَ من مُدَّة عشر سِنِين إِلَى أَن مَاتَ ومسايرة أَمِير الْحَاج والمولد الَّذِي يعْمل فِي طنتدا وَمَا كَانَ يعْمل بالقلعة من الزفة بالمغاني والمواصيل والخليلية عِنْد غرُوب الشَّمْس وَعند فتح بَاب القلعة باكر النَّهَار وَبعد الْعشَاء الَّتِي يُقَال لَهَا نوبَة خاتون وَمَا كَانَ يسقاه الْمُلُوك وَمن بجانبهم من المراء بداخل الْمَقْصُورَة وَقت خطْبَة الْجُمُعَة من المشروب بارشاد شَيخنَا لَهُ فِي هَذَا، وخرق جَمِيع مَا مَعَ أَصْحَاب خيال الظل من الشخوص وألزمهم بِعَدَمِ الْعود لفعله وشدد فِي

أَمر المطاوعة جدا كثير التفقد للمحابيس والكشف عَنْهُم والاحسان إِلَى الْأَيْتَام بِحَيْثُ أَنه كَانَ يُرْسل من يحضرهم لَهُ فيمسح رُءُوسهم) وَيُعْطِي كل وَاحِد مِنْهُم دِينَارا، مائلا لتجديد القناطر والجوامع وَنَحْوهَا من الْمصَالح الْعَامَّة كقناطر بني منجا وقنطرة بَاب الْبَحْر وقناطر تبري الدمسيس وقناطر أَمِين الدّين اللاهون وقناطر الرستن بَين حمص وحماة وَالْجَامِع الْمُعَلق المجاور لكنيسة الملكيين الَّتِي هدمها دَاخل قصر الشمع وَالْمَسْجِد الَّذِي بخان الخليلي وَعمل فِيهِ درسا للشَّافِعِيَّة وَآخر للحنفية وَغير ذَلِك وجامع الظَّاهِر حَيْثُ لم شعثه بالبياض والبلاط وَنَحْو ذَلِك وجامع الْحَاكِم حَيْثُ أَزَال من بعض أروقته مَا كَانَ بِهِ من الاتربة المهولة وسقفته بعد تعطيله دهرا مَعَ تبليط الْجَامِع وحدد مِنْبَر مدرسة أستاذه البرقوقية، وَأَنْشَأَ رصيفا هائلا ببولاق انتهاؤه عِنْد السبكية وجسرا لأسيوط من الْجَبَل إِلَى الْبَحْر وَفِيه قناطر أَيْضا وسورا لخانقاه سرياقوس لم يتم وَقرر لأهل الْحَرَمَيْنِ دشيشة للْفُقَرَاء فِي كل يَوْم ولكثير مِنْهُم رواتب الذَّخِيرَة كل سنة تحمل اليهم من مائَة دِينَار إِلَى عشرَة أَو أَكثر من ذَلِك وَقِرَاءَة البُخَارِيّ بِمَكَّة وَمَا يفوق الْوَصْف مِمَّا كثر الدُّعَاء لَهُ بِسَبَبِهِ وَكَانَ يرى أَن إصْلَاح مَا يشرف على الْهدم أولى من الابتكار وَلذَا لم يبتكر مدرسة بل وَلَا تربة وهادن مُلُوك الْأَطْرَاف وهاداهم وتودد اليهم ولكثير من التركمان حَتَّى بالتزوج مِنْهُم وَكَانَ يُبْدِي مقْصده فِي ذَلِك بقوله كل مَا أَفعلهُ مَعَهم لَا يَفِي بنعل الْخَيل أَن لَو احْتِيجَ إِلَى الْمسير اليهم، وأثكل ولدا لَهُ من نَوَادِر أَبنَاء جنسه فَصَبر واحتسب كل ذَلِك والأقدار تساعده والسعد يعاضده بِحَيْثُ أَنه لم يجرد فِي مدَّته إِلَى الْبِلَاد الشامية وَلَا أرسل تجريدة مُطلقًا سوى مرّة وَاحِدَة وَهِي نوبَة الجكمي أول سلطنته مَعَ حِدة تعتريه وَسُرْعَة بَطش وبادرة مفرطة رُبمَا تُؤدِّي إِلَى مَا لَا يَلِيق بِهِ من ادخال غير وَاحِد من الاعيان حبس أولى الجرائم وَغَيره من الحبوس وضربه لآخرين ونفيه لغَيرهم بِحَيْثُ وَصفه بعض من أَشرت إِلَيْهِ مِمَّن سجنه بقوله: إِنَّه حج فِي حُدُود سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَجَرت لَهُ مَعَ صَاحب الْحجاز قَضِيَّة حقدها عَلَيْهِ فقابله عَلَيْهَا بعد تمكنه، قَالَ وَقد كَانَ أحقد النَّاس وأسوءهم انتقاما لم يكن لَهُ دأب إِلَّا أَن عَاجل كل من كَانَ أغضبهُ يَوْمًا مَا انْتهى وَوَصفه بالحقد الزَّائِد غير صَحِيح وَكم مِمَّن مَسّه مِنْهُ مَكْرُوه مَعَ كَونه من خواصه وأحبابه وَمِمَّنْ لم يبغضه قطّ وَمَا كَانَ ينقم عَلَيْهِ الا أَنه بِمُجَرَّد سَمَاعه عَن أحد مَا يُنكره قابله عَلَيْهِ بِدُونِ تفحص وَلَا تثبت وليت هَذَا الواصف اقْتصر على هَذَا بل أفحش فِي حَقه بِمَا لَا يقبل من مثله جَريا على عَادَته وعَلى كل حَال فالكمال

لله، وَمِمَّا يعاب بِهِ أَيْضا انه كَانَ ينْفد مَا يتَحَصَّل فِي يَدَيْهِ مَعَ كثرته جدا أَولا فأولا حَتَّى انه لم يدع فِي الخزانة مَا) لَا بل وَلم يتْرك من الزردخاناه والشوب والاسطبلات السُّلْطَانِيَّة الا الرّبع مِمَّا خَلفه الْمُلُوك قبله أَو أقل والاعمال بِالنِّيَّاتِ، وَقد ذكره شَيخنَا مَعَ كَونه مِمَّن ألفته الحساد فِي أثْنَاء أمره عَنهُ وناله مِنْهُ مَا يخْشَى عَلَيْهِ بِسَبَبِهِ فِي تَرْجَمَة الظَّاهِر من نزهة الْأَلْبَاب فِي الألقاب لَهُ فَقَالَ وَآخرهمْ يَعْنِي مِمَّن يلقب بِالظَّاهِرِ سُلْطَان الْعَصْر الْملك الظَّاهِر جقمق فاق مُلُوك عصره بِالْعلمِ وَالدّين والعفة والجود أمتع الله الْمُسلمين بِبَقَائِهِ. قلت وَقد اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَأهْديت إِلَيْهِ بعد وَفَاة شَيخنَا بعض التصانيف وأنعم هُوَ عَليّ بِمَا ألهمه الله بِهِ وَصَارَ يكثر من الترحم على شَيخنَا والتأسف على فَقده بل سَمَّاهُ امير الْمُؤمنِينَ، وَهُوَ مِمَّن اِسْعَدْ فِي مماليكه بِحَيْثُ أضيفت المملكة الْعُظْمَى لغير وَاحِد مِنْهُم فضلا عَمَّن دونهَا، وَلم يزل على ملكه إِلَى أَن ابْتَدَأَ بِهِ الْمَرَض وَصَارَ يظْهر الْجلد وَلَا يمْتَنع من الْكِتَابَة وَالْحكم حَتَّى غلب عَلَيْهِ الْحَال وَعجز فَانْحَطَّ وَلزِمَ الْفراش نَحْو شهر ثمَّ مَاتَ وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ وَذَلِكَ بَين الْمغرب وَالْعشَاء من لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث صفر سنة سبع وَخمسين فَمَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَة والقراء حوله إِلَى أَن جهز من الْغَد وَصلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب الْقلَّة وَحضر وَلَده الْمَنْصُور الصَّلَاة عَلَيْهِ وَكَذَا الْخَلِيفَة وَهُوَ الَّذِي تقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ بِالْجَمَاعَة وَكَانَ يَوْمًا مشهودا لم تَرَ جَنَازَة لملك كجنازته فِي عدم الغوغاء وَكَثْرَة الْأنس والخفر وَدفن بتربة قانباي الجركسي أميراخور كَانَ الَّتِي جددها وأنشأها عِنْد دَار الضِّيَافَة بِالْقربِ من القلعة، وَحكى لي بعض الْخِيَار بعد دهر أَنه رَآهُ بعد مَوته وَكَأَنَّهُ فِي قصر مُرْتَفع وَمَعَهُ جمَاعَة مِنْهُم وَالِده وَالشَّيْخ أَبُو الْجُود وَأَنه سَأَلَهُ عَمَّا فعل الله بِهِ فَقَالَ لَهُ وَالله لقد أَعْطَانَا الْملك من قبل أَن نرد عَلَيْهِ قَالَ الرَّائِي فَقلت فِي نَفسِي هَذَا مُحْتَمل لارادة الْملك الدنيوي وَهُوَ قد أعْطِيه وَأَرَدْت تَحْقِيق الْأَمر فَقلت لَهُ مَا الْملك الَّذِي أعطاكه قَالَ الْجنَّة ثمَّ قَالَ وَجَاء جمَاعَة بَعدنَا لَيْسَ لَهُم فِيهَا وَقت وَلَا مَكَان رَحمَه الله وإيانا. 288 - جقمق سيف الدّين من أَبنَاء التركمان / وَلكنه اتّفق مَعَ بعض التُّجَّار أَن يَبِيعهُ وَيقسم ثمنه بَينهمَا فَفعل وَلذَا كَانَ يتَكَلَّم بالعربي بِحَيْثُ لَا يشك من جالسه أَنه من بنى الاحرار، وَسمي بَعضهم وَالِده عبد الله وَهُوَ اسْم لمن لَا يعلم اسْمه غَالِبا. تنقل فِي الخدم حَتَّى تقرر دوادارا ثَانِيًا للمؤيد قبل تملكه ثمَّ اسْتمرّ بل عمله دوادارا كَبِيرا ثمَّ ولاه دمشق سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ثمَّ بعد مَوته أظهر الْعِصْيَان وَآل أمره إِلَى أَن أمْسكهُ ططر بقلعة دمشق وعصره وَأخذ مِنْهُ مَالا ثمَّ

أَمر بقتْله فَقتل صبرا فِي الْعشْر الاخير من شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وَدفن بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا) بِالْقربِ من شمَالي الْجَامِع الاعظم بِحَضْرَة الخانقاه السميساطية وَكَانَ عَارِفًا شَدِيدا فِي دواداريته على النَّاس. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَشَيخنَا فِي أنبائه. 289 - جقمق الأرغون شاوي الدوادار. / ولي نِيَابَة دمشق وابتنى فِيهَا فِي جوَار الْجَامِع الاموي مدرسة تعرف بالجقمقية ثمَّ خرج بهَا عَن طَاعَة الْمُؤَيد وَجرى لَهُ مَا جرى. قلت وَهُوَ الَّذِي قبله. 290 - جقمق المحمدي الاشرفي برسباي. / أحد الخاصكية صاهر الْأمين الاقصرائي على ابْنَته زَيْنَب بعد زَوجهَا جَانِبك. وَمَاتَتْ مَعَه وتهذب بصهره وَصَارَت لَهُ وجاهة وَحفظ الْقُرْآن جيدا وَخَلفه فِي إِنْزَال أهل الْحَرَمَيْنِ وإكرامهم فِي الْجُمْلَة وَاسْتقر بِهِ السُّلْطَان حِين سفر الْعَسْكَر فِي أَوَاخِر ربيع الثَّانِي سنة خمس وَتِسْعين رَأس نوبَة السلحدارية ثمَّ أذن لَهُ فِي التَّكَلُّم عَن الدوادار الثَّانِي شَاذ بك حِين بلغه عَن الْمُتَكَلّم مَا لَا يُعجبهُ، ومولده سنة خمس وَعشْرين تَقْرِيبًا، وَحج غير مرّة وجاور وسافر فِي عدَّة تجاريد، وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل. وَنعم الرجل. جقمق المؤيدي الدوادار / نَائِب الشَّام. مضى قَرِيبا. 291 - جكم قرا بجيم وكاف كقمر العلائي الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بأميراخور الْجمال. / ترقى بعد أستاذه اليها ودام على ذَلِك مُدَّة إِلَى أَن تسلطن الظَّاهِر بلباي فَأمره عشرَة ثمَّ ولاه الاشرف قايتباي كشف الجسور والشرقية بعناية الدوادار الْكَبِير فانه كَانَ مِمَّن تقرب مِنْهُ جدا ولازم خدمته وَالرُّكُوب مَعَه حَتَّى عرف بِهِ وصيره بعد عَليّ كثير من تعلقاته بل جعله نَائِبا عَنهُ بالمؤيدية وَغَيرهَا حِين خرج فِي التجريدة الَّتِي تلف فِيهَا، ثمَّ ولي نِيَابَة اسكندرية بعد اينال الاشرفي قايتباي حِين انْتِقَاله مِنْهَا إِلَى طرابلس، وَتوجه اليها فَلم تطب لَهُ وتوعك بهَا مُدَّة فراسل وَحضر بعد الاسْتِئْذَان إِلَى الْقَاهِرَة ليتداوى فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بتربته الَّتِي بناها عِنْد بَاب مقَام الشَّافِعِي. وَكَانَ ذَا همة عالية ورغبة فِي لِقَاء الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ مِمَّن يتَرَدَّد إِلَيْهِ الْفَخر الديمي حَتَّى كَانَ يقْرَأ هُوَ وَغَيره عِنْده، وَكَذَا كَانَ غَيره من عُلَمَاء الْحَنَفِيَّة يتَرَدَّد إِلَيْهِ للأخذ عَنهُ وَكَثِيرًا مَا كَانَ يحضر دروس التقي الحصني لمجاورته لَهُ، وَيجمع الْكتب العلمية ويقتنيها وَيظْهر التفقه والتدين وَلما مَاتَ التقي دَفنه بتربته وساعد وَلَده، وزارني غير مرّة وَأظْهر همة فِي التَّكَلُّم مَعَ تمراز وَغَيره فِي الصرغتمشية، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من محَاسِن أتراك وقته رَحمَه الله وايانا وَاسْتقر بعده فِي نِيَابَة اسكندرية بعد أشهر عليبدي المحمدي

الأشرفي قايتباي نقلا لَهُ من نِيَابَة سيس.) 292 - جكم أَبُو الْفرج الظَّاهِرِيّ برقوق، / أمره أستاذه طبلخاناه فِي سنة مَوته ثمَّ اسْتَقر بعده خَامِس ذِي الْقعدَة سنة احدى رَأس نوبَة بل قيل إِنَّه لم يتأمر فِي أَيَّام استاذه وَأول مَا شهر أمره فِي تَاسِع الشَّهْر الْمَذْكُور نعم ركب على الدوادار يشبك بِالْقَاهِرَةِ فَكَانَت النُّصْرَة لَهُ فاستقر فِي الدوادارية عوضه وَأظْهر الْعدْل ثمَّ اعتقل بقلعة الْمركب ثمَّ نقل إِلَى حلب فحبس بدار الْعدْل ثمَّ إِلَى غَيرهَا ثمَّ أطلق وَآل امْرَهْ إِلَى ان ملك حلب وَأقَام فِيهَا أَيَّامًا ثمَّ اتّفق هُوَ وَجَمَاعَة من الامراء على الْعِصْيَان ووصلوا إِلَى الصالحية فَخرج النَّاصِر وَكَانَت الكسرة على عسكره وَرجع هَارِبا ثمَّ كرّ عَلَيْهِم الْعَسْكَر الْمصْرِيّ ثَانِيًا فَكَانَت النُّصْرَة لَهُم وَآل أَمر جكم إِلَى أَن أَخذ هُوَ وَشَيخ دمشق ودخلاها واستمرا بهَا مُدَّة ثمَّ اخذا أَيْضا حماة وَفِي اثناء ذَلِك ظهر النَّاصِر فرج وتسلطن فَجهز تَقْلِيد شيخ بنيابة دمشق وجكم بحلب ثمَّ أضيف إِلَيْهِ نِيَابَة الرها وَملك عدَّة قلاع كَانَ نعير أَمِير الْعَرَب قد استولى عَلَيْهَا ومزق التركمان كل ممزق وَحصل بحلب وبالرها الْعدْل والامان وَقطع الْخطْبَة للناصر، وخطب وَضربت السِّكَّة باسمه ولقب بالعادل ثمَّ أظهر الدعْوَة وَصرح بخلع النَّاصِر وَتوجه نَحْو آمد لقِتَال قرايلوك فَقتل فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع، وَكَانَ مهابا شجاعا مقداما مُدبرا لَهُ حُرْمَة ومهابة ممدحا مائلا لمجالسة الْعلمَاء ومذاكرتهم مصغيا لنظم الشّعْر محبا لسماعه بل ويجيز عَلَيْهِ الجوائز السّنيَّة يتحَرَّى الْعدْل وَيُحب الانصاف لَا يتَمَكَّن أحد مَعَه من الْفساد، طول ابْن خطيب الناصرية ثمَّ شَيخنَا تَرْجَمته وَكَذَا المقريزي فِي عقوده. 293 - جكم الاشرفي قايتباي / أحد الخاصكية ويلقب بالبهلوان لتقدمه فِي الصراع. مَاتَ بالطاعون سنة احدى وَثَمَانِينَ. 294 - جكم الظَّاهِرِيّ خشقدم ابْن اخت الاشرف قايتباي، / امْرَهْ استاذه عشرَة ثمَّ صَار أحد الطبلخاناه وحاجب ثَانِي، مَاتَ بالطاعون فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ عَن نَحْو الثَّلَاثِينَ وَحضر خَاله الصَّلَاة عَلَيْهِ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَ من مساوئ الدَّهْر. 295 - جكم الظَّاهِرِيّ برقوق الجركسي / ذكره شَيخنَا مُجَردا فِي سنة ثَلَاث. 296 - جكم النوري المؤيدي وَيعرف بقلقسيز /. أعْتقهُ الْمُؤَيد وَأقَام فِي جملَة المماليك السُّلْطَانِيَّة إِلَى أَن عمله الظَّاهِر جقمق خاصكيا ثمَّ ساقيا ثمَّ فَصله عَنْهَا وَجعله من الاجناد ثمَّ عمله الاشرف اينال أَمِير عشرَة ثمَّ من رُؤُوس النوب ثمَّ كَانَ مِمَّن خرج مَعَ المجردين، وَمَات فِي عوده بغزة فِي شَوَّال سنة احدى وَسِتِّينَ.)

297 - جكم / نَائِب قلعة كركر تحيل عَلَيْهِ جمَاعَة من الاكراد حَتَّى قَتَلُوهُ وَطَائِفَة من مماليكه وملكوها وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. 298 - جلال الاسلام بن نور الاسلام بن مَحْمُود بن عَليّ عضد الدّين بن شهَاب الدّين بن نور الدّين الْكرْمَانِي الشَّافِعِي. / مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة. 299 - جلبان بن أبي سُوَيْد بن أبي دعيج بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ /. كَانَ مَوْجُودا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين لِابْنِ مقبل بن وَهبة استقبله فَضَربهُ لَيْلًا بِالسَّيْفِ وَهُوَ مُتَوَجّه لمَكَّة فحمى لجلبان قومه قَالَه ابْن فَهد. 300 - جلبان الْعمريّ الظَّاهِرِيّ برقوق / أحد أُمَرَاء العشرات والحجاب مِمَّن يمِيل لدين وَخير، ولي حجوبية غَزَّة بعد سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَمَات فِيهَا بعد ذَلِك بسنيات. 301 - جلبان الكمشبغاوي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بقراسقل / تنقل فِي خدم استاذه إِلَى أَن اسْتَقر فِي نِيَابَة حلب عوضا عَن قرا دمرداش سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَجَرت لَهُ مَعَ التركمان وقْعَة بِالْبَابِ انتصر فِيهَا عَلَيْهِم ثمَّ أُخْرَى مَعَ نغير انتصر فِيهَا أَيْضا ثمَّ قبض عَلَيْهِ أستاذه سنة سِتّ وحبسه مُدَّة بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ أطلقهُ وَعَمله أتابكا بِدِمَشْق ثمَّ كَانَ مِمَّن عصى على وَلَده النَّاصِر، وَقَامَ مَعَ تنم فَأمْسك وَقتل بقلعة دمشق صبرا فِي رَجَب أَو شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَقد أناف على الثَّلَاثِينَ، وَكَانَ جميلا جيدا كَرِيمًا شجاعا سيوسا يحب الْعلمَاء ويعتقد الْفُقَرَاء، ذكره ابْن خطيب الناصرية وَشَيخنَا. 302 - جلبان المؤيدي / نَائِب الشَّام وَيعرف بالأميراخور. يُقَال انه كَانَ من مماليك تنبك أميراخور الظَّاهِرِيّ المتوفي سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة، فَاشْتَرَاهُ بعد سودون طاز الظَّاهِرِيّ أميراخور وَأعْتقهُ، وتنقل فِي الخدم حَتَّى صَار فِي خدمَة جركس المصارع القاسمي ثمَّ اتَّصل بالمؤيد أَيَّام امرته فَجعله من جملَة أُمَرَاء آخوريته فَلَمَّا تسلطن جعله من الآخورية أَيْضا، ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة ثمَّ جعله أميراخور ثَانِي ثمَّ فِي حُدُود سنة عشْرين جعله من المقدمين ثمَّ لما جهز عسكره إِلَى الشَّام فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين كَانَ من جملَة المقدمين المتوجهين فِيهِ، وَلم يلبث أَن مَاتَ الْمُؤَيد والعسكر هُنَاكَ وَتوجه ططر بالمظفر أَحْمد إِلَى الشَّام فَكَانَ من جملَة الْمَقْبُوض عَلَيْهِم وَحمل إِلَى قلعة صفد فحبس بهَا إِلَى أَن أطلقهُ نائبها اينال حِين خرج عَن طَاعَة الاشرف برسباي فهرب مِنْهُ وَقدم دمشق رَغْبَة فِي طَاعَته وَمَعَ ذَلِك قَبضه الاشرف ثَانِيًا وحبسه أَيْضا) ثمَّ أطلقهُ بعد يسير وأنعم عَلَيْهِ بتقدمة بِدِمَشْق ثمَّ بنيابة حماة بعد جارقطلو

ثمَّ بنيابة طرابلس بعد موت الأتابك طراباي، ثمَّ نَقله الظَّاهِر إِلَى نِيَابَة حلب بعد عصيان تغري برمش التركماني ثمَّ إِلَى دمشق بعد موت أقبغا التمرازي وَحمل إِلَيْهِ التَّقْلِيد والتشريف دولات باي المحمودي المؤيدي فناله مِنْهُ شَيْء كثير جدا وَاسْتمرّ فِيهَا حَتَّى مَاتَ وَتردد مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة غير مرّة، وَكَانَ مَعَ قصره جدا أَمِيرا جَلِيلًا عَاقِلا سيوسا عَارِفًا بمداراة الْمُلُوك مجربا للوقائع والحروب والمحن متجملا فِي مركبه ومماليكه وحشمه قل ان يتَّفق لأحد مَا اتّفق لَهُ فانه أَقَامَ نَحْو ثَلَاثًا وَأَرْبَعين سنة أَمِيرا بِمصْر وَالشَّام إِلَى غير ذَلِك، وَلم يزل على جلالته حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة تسع وَخمسين عَن نَحْو الثَّمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق وَدفن بتربة عتيقه ودواداره شَاذ بك ظَاهر دمشق قبلي جَامع تنكز رَحمَه الله. 303 - جلبان المؤيدي / أحد المقدمين فِي الدولة المؤيدية وَرَأس نوبَة الصارمي ابراهيم الْمَدْعُو سَيِّدي. توفّي بِحَبْس اسكندرية مقتولا سنة أَربع وَعشْرين. 304 - جماز بن مِفْتَاح الْعجْلَاني الْمَكِّيّ. / أحد القواد. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. 305 - جماز بن مقبل الْعمريّ الْقَائِد، / قتل مَعَ السَّيِّد رميثة فِي رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِبِلَاد الشرق، أرخه ابْن فَهد أَيْضا. 306 - جماز بن مَنْصُور بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْقَائِد بِمَكَّة، / مَاتَ بِنَاحِيَة الْيمن سنة سِتّ وَأَرْبَعين، أرخه ابْن فَهد أَيْضا. 307 - جماز بن هبة بن جماز بن مَنْصُور الْحُسَيْنِي أَمِير الْمَدِينَة، / مَاتَ مقتولا فِي حَرْب بَينه وَبَين أعدائه سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقد كَانَ أَخذ حَاصِل الْمَدِينَة ونزح عَنْهَا فَلم يُمْهل مَعَ أَنه كَانَ يظْهر إعزاز أهل السّنة ومحبتهم بِخِلَاف ثَابت بن نعير. 308 - جمال بن عز الدّين بن جمان أَحْمد الكيلاني /. هَكَذَا جرده ابْن فَهد. جقمق / فِي حوادث سنة عشر. 309 - جميل بن أَحْمد بن عميرَة بن يُوسُف وَيعرف بِابْن يُوسُف شيخ الْعَرَب بِبَعْض إقليم الغربية والسخاوية من الْوَجْه البحري. / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسِتِّينَ عَن أَزِيد من سِتِّينَ سنة وَخلف شَيْئا كثيرا من حَلَال وَحرَام مَعَ أَنه كَانَ يتدين ويعف لَكِن عَمَّا عدا الْمَظَالِم.) 310 - جَنْبك اليحياوي الظَّاهِرِيّ أتابك العساكر بحلب / وَهُوَ تَخْفيف من جَانِبك قتل فِي وقْعَة حلب بساجورا مَعَ أَحْمد بن أويس وقرا يُوسُف فِي منتصف شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ. 311 - جنتمر بن عبد الله التركماني الطرنطاي / وَهُوَ تَخْفيف أَيْضا من جَان

تمر. كَانَ قد ولي نِيَابَة حمص ونيابة بعلبك وَأسر فِي المحنة الْعُظْمَى ثمَّ خلص من الْأسر بعد مُدَّة وَحضر إِلَى مصر فَتَوَلّى كشف الصَّعِيد فَقتله عرب ابْن عمر فِي صفر سنة أَربع، وَقتلُوا من حَاشِيَته مِقْدَار مِائَتي نفس ونهبوا جَمِيع مَا كَانَ مَعَهم من الانفال والاحمال والخيول. وَكَانَ حسن المحاضرة بشوشا كَرِيمًا شجاعا مقداما مَعَ ظلم كثير وعسف. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 312 - الْجُنَيْد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي طَالب عفيف لدين أَبُو عبد الله بن جلال الدّين أبي الْفتُوح الكازروني البلياني الاصل الشِّيرَازِيّ / الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الْمِائَة قبلهَا. ولد فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة سمع مَعَ أَبِيه بِمَكَّة من ابْن عبد الْمُعْطِي والشهاب بن ظهيرة وَأبي الْفضل النويري وَجَمَاعَة وَمن آخَرين بِالْمَدِينَةِ وبلاده، وَأَجَازَ لَهُ ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن كثير والعز بن جمَاعَة والمحب الصَّامِت وَآخَرُونَ مِنْهُم أَبُو عبد الله مُحَمَّد اليزدي والنور الايجي وَسعد الدّين الْمصْرِيّ والزين عَليّ بن كلاه الخنجي وَأَبُو الْفتُوح الطاووسي خرج لَهُم عَنْهُم الشَّمْس الْجَزرِي مشيخة، وَحدث بهَا وَأخذ عَنهُ الطاووسي وَقَالَ كَانَ ملاذ الضُّعَفَاء وَالْمَسَاكِين ذَا كرامات ظَاهِرَة وأحوال شهيرة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشر ربيع الثَّانِي سنة تسع بعد أَن صَار عَالم شيراز ومحدثها وفاضلها. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار لَكِن فِي سنة احدى عشرَة وَقَالَ أفادنا عَنهُ وَلَده الشَّيْخ نور الدّين مُحَمَّد لما قدم رَسُولا عَن ملك الشرق بكسوة الْكَعْبَة فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. 313 - الْجُنَيْد بن حسن بن عَليّ محب الدّين التخجواني وَرُبمَا يُقَال الاقشواني القاهري الشَّافِعِي خَادِم البيبرسية ووالد مُحَمَّد / الْآتِي وَيُسمى احْمَد. ولد تَقْرِيبًا بعد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وَكتب بِخَطِّهِ على بعض الاستدعاءات مَعَ أَنا لم نر لَهُ سَمَاعا نعم سمع بِأخرَة عَليّ الشهَاب الوَاسِطِيّ المسلسل والاجزاء الَّتِي اشْتهر بروايتها وَقبل ذَلِك على النُّور الابياري نزيل البيبرسية ثمَّ على الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن المرخم بل سمع بِقِرَاءَتِي على شَيخنَا وَالسَّيِّد النسابة وَغَيرهمَا، وَلزِمَ وظيفته بصولة وَحُرْمَة حَتَّى شاخ فَانْقَطع، وباشرها ابْنه إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَخمسين فاستقر فِيهَا بعده رَحمَه الله.) الْجُنَيْد السكرِي. / فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن. وَكَذَا فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد فَقَط فيجمعا.

314 - جهانشاه بن قرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد التركماني الاصل صَاحب العراقين وَملك الشرق، إِلَى شيراز وممالك اذربيجان. / مَاتَ قتلا فِيمَا قيل بيد أعوان حسن بك بن قرا يلك بِالْقربِ من ديار بكر أَو موتا سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين، وَقد زَاد على السِّتين ونهبت أَمْوَاله وَأرْسل حسن بك بِرَأْسِهِ إِلَى الْقَاهِرَة فعلقت، وَكَانَ من أجلاء الْمُلُوك وعظمائها لَا يتَقَيَّد بدين كأقاربه واخوته مَعَ التعاظم والجبروت وَسَفك الدِّمَاء بِحَيْثُ انه قتل ابْنه بيرشاه بضع بداق صَاحب بَغْدَاد وَرُبمَا احتجب عَن رَعيته الشَّهْر فِي انهماكه. وينسب مَعَ قبائحه إِلَى فضل فِي العقليات وَغَيرهَا وعَلى كل حَال فمستراح مِنْهُ، وَكَانَ مولده فِي اوائل الْقرن تَقْرِيبًا بماردين. وَلذَا قيل انه كَانَ سمي ماردين شاه وَأَن اباه لما ذكر لَهُ ذَلِك غضب وَقَالَ هَذَا اسْم للنسوة وَسَماهُ جهانشاه. وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه ثمَّ أَخِيه اسكندر ثمَّ لما ترعرع فر مِنْهُ إِلَى جِهَة شاه رخ ابْن تيمور فَأرْسل إِلَيْهِ من قبض عَلَيْهِ وَجِيء بِهِ إِلَيْهِ فَأَرَادَ قَتله فكفته أمه ثمَّ بعد يسير فر ثَانِيًا وَلحق بشاه رخ فَأكْرمه وأنعم عَلَيْهِ بِعَدَد ومدد عونا لَهُ على قتال أَخِيه إِلَى أَن انْكَسَرَ ثمَّ قَتله ابْن نَفسه شاه فوماطفي ذِي الْقعدَة سنة احدى واربعين وَبعث لِعَمِّهِ صَاحب التَّرْجَمَة بذلك، ورسخت قدمه حِينَئِذٍ فِي مملكة تبريز وَمَا والاها على انه نَائِب شاه رخ، وَعظم وَاسْتمرّ فِي تزايد إِلَى أَن عد فِي مُلُوك الأقطار ثمَّ ملك بَغْدَاد بعد موت أَخِيه أَصْبَهَان وَكَثُرت عساكره وعظمت جُنُوده وَأخذ فِي مُخَالفَة شاه رخ بَاطِنا، وَحج النَّاس فِي أَيَّامه بالمحمل الْعِرَاقِيّ من بَغْدَاد فِي سني نَيف وَخمسين، وَلَا زَالَ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ شاه رخ وَتَفَرَّقَتْ كلمة أَوْلَاده واستفحل أمره لذَلِك جدا بِحَيْثُ جمع عساكره وَمَشى على ديار بكر فِي سنة أَربع وَخمسين لقِتَال جهان كير الْمَذْكُور بعده وَأخذ مِنْهُ أرزنكان بعد قتال عَظِيم والرها بقلعتها وَأرْسل قِطْعَة من عساكره لحصار جهان كير بآمد ووصلت عساكره إِلَى أَرَاضِي ملطية ودوركي ثمَّ أرسل قصاده فِي سنة خمس وَخمسين إِلَى الظَّاهِر بِأَنَّهُ بَاقٍ على الْمَوَدَّة وَأَنه مَا مَشى على جهان كير الاحمية لَهُ ورماه بعظائم فَأكْرم قصاده وَأحسن اليهم وَأرْسل صحبتهم قانم التَّاجِر مَعَه جملَة من الْهَدَايَا والتحف. جهان شاه هُوَ مَحْمُود بن مُحَمَّد بن قاوان. / يَأْتِي. 315 - جهان كير بن عَليّ بك بن عثمن الْمَدْعُو قرا يلك بن قطلو بك صَاحب آمد وماردين وأرزنكان / وَغَيرهَا. ولد بديار بكر فِي حُدُود الْعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ تَحت كنف أَبِيه وجده وَقدم) مَعَ وَالِده إِلَى الديار المصرية، وأنعم عَلَيْهِ بامرة حلب فَتوجه اليها وَأقَام بهَا مُدَّة إِلَى أَن ولاه الظَّاهِر جقمق الرها، وَعظم

وَكَثُرت جُنُوده ثمَّ ملك آمد بعد موت عَمه حَمْزَة بعد حروب ثمَّ أرزنكان ثمَّ ماردين وَغَيرهَا إِلَى أَن صَار حَاكم ديار بكر وأميرها وَحِينَئِذٍ أظهر الْخلاف على الظَّاهِر وَضرب بعض بِلَاده وانضم إِلَيْهِ بيغوت الْأَعْرَج نَائِب حماة وَمن شَاءَ الله وبينما هُوَ كَذَلِك طرقه جها نشاه الْمَاضِي قبله فشتت شَمله ومزق عساكره، فَلَمَّا ضَاقَ الامر على صَاحب التَّرْجَمَة أرسل بِأُمِّهِ إِلَى الْبِلَاد الحلبية تستأذن نواب الْبِلَاد الشامية وهم بأجمعهم بحلب إِذْ ذَاك فِي قدومها إِلَى الديار المصرية لاسترضاء السُّلْطَان على وَلَدهَا وَكَانَ قد أرسل قبل ذَلِك بولده يسْأَل الدُّخُول تَحت الطَّاعَة فمنعوها فَرَجَعت إِلَى آمد وَفِي غُضُون ذَلِك أرسل بأَخيه حسن فِي شرذمة من عساكره إِلَى عَمه حسن بن قرا يلوك وَهُوَ فِي عَسْكَر كثيف من عَسْكَر جهانشاه فظفر عَمه بِهِ فَقتله وَبعث بِرَأْسِهِ إِلَى أَخِيه صَاحب التَّرْجَمَة بعد أَن قتل حسن الْمَقْتُول جمَاعَة من عَسْكَر جهانشاه الَّذين كَانُوا مَعَ عَمه وَلما بلغ ذَلِك جهانشاه غضب وَاشْتَدَّ حنقه وَقدم إِلَى آمد فحاصرها وَجْهَان كير بهَا . جوان اللعين صَاحب قبرس. / يَأْتِي فِي صَاحب من الألقاب. 316 - جوبان الظَّاهِر برقوق الْمعلم. / كَانَ خاصكيا ومعلما للرمح فِي أَيَّام أستاذه تركي الْجِنْس سليم الْبَاطِن انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي تَعْلِيم الرمْح فِي زَمَانه بِحَيْثُ كَانَ حكما بَين أَهله فِي الْأَيَّام المؤيدية ثمَّ الأشرفية برسباي، وَاسْتمرّ على مَا هُوَ عَلَيْهِ من الْقُوَّة فِي تَعْلِيمه حَتَّى بعد شيخوخته. مَاتَ فِي سنة نَيف وَثَلَاثِينَ. جوكي بن شاه رخ. / مضى فِي أَحْمد. 317 - جَوْهَر صفي الدّين الارغوني شاوي الحبشي. / خدم بعد موت أستاذه فِي حُدُود سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ عِنْد الظَّاهِر جقمق وَهُوَ أميراخور وسافر مَعَه فِي بعض سفراته إِلَى الْبِلَاد الشمالية فَلَمَّا تسلطن جعله ساقيا وَعظم قدره فِي الدولة وَصَارَت لَهُ كلمة مسموعة مَعَ عقل وأدب وسيرة حَسَنَة مَعَ النَّاس ثمَّ صَار بعد مَوته رَأس نوبَة الجمدارية فزادت بذلك عَظمته وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبعين وَدفن من الْغَد بتربة قانباي الجركسي وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ وَهُوَ فِي عشر السِّتين وَلم يخلف بعده مثله دينا وأدبا وحشمة ورياسة وتواضعا وعقلا مَعَ محبته فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وَكِتَابَة للمنسوب وفضيلة فِي الْجُمْلَة رَحمَه الله وإيانا.) 318 - جَوْهَر صفي الدّين عَتيق الزهوري الْمصْرِيّ الدَّلال. / سمع على الْجمال الْحَنْبَلِيّ ثمانيات النجيب وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ سنة بضع وَأَرْبَعين، وَكَانَ وَكيلا بِبَاب الْخرق وَرُبمَا دلل. 319 - جَوْهَر التَّمْر بغاوي الظَّاهِرِيّ الحبشي. مِمَّن يندبه الاشرف فِي أُمُور من

جُمْلَتهَا بركَة ابْن الجريش بِمَكَّة. 320 - جَوْهَر التمرازي تمراز الناصري النَّائِب الحبشي. / خدم بعده الْمُؤَيد شيخ وَصَارَ من الجمدارية الْكِبَار ثمَّ بعد دهر ولاه الظَّاهِر جقمق الخازندارية بعد موت جَوْهَر القنقباي فحسنت مُبَاشَرَته وَلم يلبث أَن عزل بفيروز النوروزي الرُّومِي بل وصودر وسجن ثمَّ أطلق وَأقَام بطالا إِلَى أَن ولي مشيخة الخدام بِالْحرم النَّبَوِيّ بعد موت فَيْرُوز الركني، وَتوجه إِلَى الْمَدِينَة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر الَّتِي بعْدهَا بعد أَن تمرض أَيَّامًا وَهُوَ فِي الْخمسين تَقْرِيبًا، وَاسْتقر بعده فِي المشيخة فَارس كَبِير الطواشية هُنَاكَ وَكَانَ مليح الشكل كَرِيمًا ذَا حشمة وتواضع وذوق، محبا فِي النادرة والنكتة سريع الْفَهم لَهَا عَفا الله عَنهُ. ذكره الْعَيْنِيّ بِاخْتِصَار. 321 - جَوْهَر الحبشي فَتى عبد الْقَادِر بن فريوات الْحلَبِي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 322 - جَوْهَر الحبشي فَتى عَليّ بن الزكي أبي بكر / الْآتِي. مِمَّن سمع مني أَيْضا بِمَكَّة. 323 - جَوْهَر السيفي / استادار الذَّخِيرَة، وَصرف عَنْهَا بالزين عبد الرَّحْمَن بن الكويز فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين. 324 - جَوْهَر شرا قطلي الحبشي الخازندار الزِّمَام، / مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ، وَصلى عَلَيْهِ ثمَّ دفن بتربة بِالْقربِ من تربة كنفوش، وَاسْتقر بعده خشقدم الاحمدي اللالا شاد السواقي. 325 - جَوْهَر الشمسي بن الزَّمن الحبشي. / رباه أحسن تربية وبرع فِي التِّجَارَة، وَصَارَ من أعيانهم وابتنى بعض الدّور بِمَكَّة وَقد رافقته فِي عودي من الْمَدِينَة بِمَكَّة فحمدت عقله وأدبه وخدمته ورغبته فِي الْخَيْر. جَوْهَر الصفوي. يَأْتِي فِي المنجكي قَرِيبا. 326 - جَوْهَر الْعجْلَاني نِسْبَة لعجلان بن رميثة صَاحب مَكَّة / كَانَ ينطوي على خير وديانة وَهُوَ المربي لوَلَدي سَيّده عَليّ وَحسن مَاتَ فِي سنة تسع أَو عشر وَدفن بالمعلاة، ذكره الفاسي فِي مَكَّة.) 327 - جَوْهَر القنقباي نِسْبَة لقنقباي الجركسي الطواشي الحبشي الخازندار الزِّمَام بِالْبَابِ السلطاني، / تنقلت بِهِ الاحوال بعد سَيّده إِلَى أَن خدم عِنْد الْعلم ابْن الكويز فَسَار عِنْده سيرة حَسَنَة لِأَنَّهُ كَانَ يحب أهل الْقُرْآن، ويدرس فِيهِ وَيقرب أَهله ويتدين ويتعفف فَعظم بذلك قدره عِنْده، وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ فَحمل قَلِيلا ثمَّ اتَّصل بالأشرف بِوَاسِطَة سميه جَوْهَر اللالا الْآتِي قَرِيبا، فاستخدمه فِي بَاب السُّلْطَان وقربه مِنْهُ فآنس بِهِ لعقله وسكونه وتدينه وَلم يلبث أَن اسْتَقر

بِهِ فِي الخازندارية عوضا عَن خشقدم لانتقاله للزمامية فباشرها فِي أول أمره مُبَاشرَة حَسَنَة وتقرب من النَّاس جدا وتزاحموا على بَابه وَصَارَ يقْضِي حَاجَة من ينتمي إِلَيْهِ فاشتهر بذلك وهرع إِلَيْهِ أَرْبَاب الْحَوَائِج وَأخذ فِي التَّقَرُّب من السُّلْطَان بتحصيل الْأَمْوَال من وُجُوه أَكْثَرهَا لَا يحل، وَكَانَ يغريه ويتبرأ عِنْد النَّاس من ذَلِك وَيظْهر الانكار سرا وَهُوَ السَّبَب الاعظم فِي اطلاق أَمْوَال التُّجَّار وَرخّص بضائعهم وَغَلَبَة الفرنج لَهُم حَتَّى صَار التَّاجِر يغيب السّنة فَمَا فَوْقهَا ويحضر فَلَا يَسْتَطِيع أَن يَبِيع حملا وَاحِدًا من بضاعته وَلَا يجد من يَشْتَرِيهِ ويستدين نَفَقَته على نَفسه وَعِيَاله وَعِنْده مَا يُسَاوِي عشرَة آلَاف دِينَار وبقوا على هَذَا الْبلَاء نَحْو عشر سِنِين بَقِيَّة مُدَّة الاشرف بل تَمَادى الْحَال على ذَلِك بعده، وأضيفت إِلَيْهِ بعد الاشرف وَظِيفَة الزِّمَام عوضا عَن فَيْرُوز الجركسي بسفارة خوند البارزية فانها كَانَت تعرفه حِين كَانَ زوجا لِابْنِ الكويز بِتِلْكَ الْأَوْصَاف هَذَا مَعَ كَونه كَانَ يعرف مَا كَانَ يُعَامل بِهِ النَّاس فِي الْأَيَّام قبله بل كَانَ أحد المنكرين لسيرته وَلكنه أعنى جَوْهَر مَعَ جمعه بَين الوظيفتين ومساعدة خوند لم يتَمَكَّن مِمَّا كَانَ يَفْعَله قبل وَصَارَ خَائفًا يترقب ويتوقع الايقاع بِهِ وَالسُّلْطَان يغضى عَنهُ إِلَى أَن حصل لَهُ فِي مَوضِع مباله دمل فآلمه وَحبس عَنهُ الاراقة ثمَّ فتح فتألم مِنْهُ شَدِيدا مَعَ كَونه استراح بفتحه من الالم وَكَون فِي مَوضِع آخر فَأَقَامَ بذلك نَحْو الشَّهْرَيْنِ وَاشْتَدَّ بِهِ الامر فِي الْعشْر الاوسط من رَجَب وأرجف بِمَوْتِهِ ثمَّ كَانَت وَفَاته فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ مستهل شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين آخر يَوْم من كيك وَقد جَازَ السّبْعين وَله مآثر مِنْهَا الدَّار الَّتِي بدرب الاتراك بِالْقربِ من جَامع الازهر والمدرسة الَّتِي عِنْد بَاب السِّرّ لجامع الازهر من الْجِهَة الْقبلية وَفتح لَهَا شباكا فِي جِدَار الْجَامِع وَأَفْتَاهُ بذلك جمَاعَة وَامْتنع من الْكِتَابَة الْعَيْنِيّ بل حط عَلَيْهِ فِي تَارِيخه بِسَبَبِهِ كثيرا وَكَانَ بِنَاؤُه لَهَا فِي أَوَاخِر عمره وَلما قرب فراغها مَاتَ فَدفن بهَا، وَمن قبائحه انه كَانَ لَهُ قريب من الحبوش فأسكنه فِي دير عِنْد بساتين الْوَزير فعمره وَصَارَ هُوَ وَمن مَعَه يتظاهرون بِمَا لَا) يتظاهر بِهِ غَيرهم بجاهه فَالله أعلم بسريرته وَأَنه حِين سَافر الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ لدمشق على قَضَائهَا وَكَانَ باسمه قَضَاء دمياط اسْتَقر فِيهِ حِين سفر الولوي بن قَاسم إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة عوضا عَنهُ، وَكَانَ هُوَ مقررا فِيهِ بعد موت ابْن مَكْنُون سَأَلَهُ أَن ينزل لَهُ عَنهُ فَفعل فَجرى على عَادَة ابْن قَاسم فِيهَا لِأَنَّهُ كَانَ يطلع على ذَاك لما بَينهمَا من الصداقة بل زَاد عَلَيْهِ اسْتِئْجَار الْأَوْقَاف بالنزر الْيَسِير بِالنِّسْبَةِ لما يحصل لَهُ مِنْهَا جَريا على عَادَته فِي سَائِر مستأجراته فانه كَانَ

يسْتَأْجر الْقرْيَة بِخَمْسِينَ دِينَارا وَهِي تغل قدر الْمِائَة أَو أَزِيد وَيصرف أجرتهَا على حِسَاب صرف الدِّينَار بِأحد عشر وَربع دِرْهَم وزنا وَهُوَ يُسَاوِي حِينَئِذٍ أَرْبَعَة عشر درهما وَربع دِرْهَم ثمَّ يَبِيع عَلَيْهِم بذلك عسلا يقيمه عَلَيْهِم بِثَلَاثِينَ درهما وَهُوَ يُسَاوِي عشْرين وَنَحْوهَا فَلَا يتَحَصَّل لَهُم من الْجِهَة نَحْو عشْرين وَقس على ذَلِك، وَمن خَالفه فِي شَيْء مِمَّا يرومه لَا يَأْمَن على نَفسه وَلَا مَاله وَفِي الاحيان يمْتَنع من صرف الاجرة أصلا وَيَقُول إِن كَانَت الارض مصرية شَرقَتْ مَعَ أَنه كَانَ رُبمَا اسْتَأْجرهَا مقيلا ومراحا وان كَانَت شامية كَانَت ممحلة من الْمَطَر وَنَحْو ذَلِك وَكَانَت علامته فِي مراسيمه لنوابه فِي دمياط وَنَحْوهم بِخَطِّهِ الدَّاعِي جَوْهَر الْحَنَفِيّ، وَتوسع فِي تَحْصِيل الاقطاع والارصادات إِلَى أَن قيل إِنَّه وجد باسمه بعد مَوته نَحْو خمسين مَا بَين رزق واقطاع ومستأجرات، هَذَا وَهُوَ مَعَ ذَلِك يواظب على الصَّلَاة والتلاوة وَيقرب أهل الْقُرْآن وَيتَصَدَّق فِي فُقَرَاء الْحَرَمَيْنِ بجمل من المَال. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 328 - جَوْهَر اللالا عَتيق أَحْمد بن جلبان، / وَكَانَ قبله لعمر بن بهادر المشرف ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة الشّرف قبل تملكه فتنقل مَعَه وَقَررهُ لآلة وَلَده الْأَكْبَر مُحَمَّد ثمَّ يُوسُف ثمَّ تقرر زماما بعد موت خشقدم مُضَافا للوظيفة الْأُخْرَى، فَلَمَّا تسلطن الْعَزِيز فخم أمره وشمخت نَفسه وَظن الْأُمُور تَدور عَلَيْهِ فانعكس عَلَيْهِ الْأَمر وَقبض عَلَيْهِ فِي أول دولة الظَّاهِر وسجن بالبرج ثمَّ أفرج عَنهُ وَهُوَ ضَعِيف بِمَرَض القولنج ثمَّ حصل لَهُ الصرع إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين عَن نَحْو السِّتين وَدفن بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالمصنع وَهِي حَسَنَة كَانَ شيخها شَيخنَا التقي الشمني رَحمَه الله. وَكَانَ محبا فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ محسنا اليهم مكرما لَهُم، أثنى عَلَيْهِ المقريزي وَغَيره رَحمَه الله. 329 - جَوْهَر المحبي بن الاشقر الحبشي /. مِمَّن تردد لسَمَاع الحَدِيث مَعَ أَوْلَادنَا. 330 - جَوْهَر المعيني الحبشي نِسْبَة لمُعين الدّين الدمياطي الابرص. / كَانَ لَهُ أَخ من جملَة مماليك بردبك الاشرفي اينال فالتمس من سَيّده أَخذه من معِين الدّين فَفعل فبادر لارساله إِلَيْهِ فَأَقَامَ فِي خدمته وَصَارَ لخوند الْكُبْرَى أم خوند زَوْجَة أستاذه إِلَيْهِ بعض الْميل فَقدر سفرهما إِلَى الْحَج فاستصحبته الْكُبْرَى مَعهَا فَلَمَّا وصلت إِلَى مَكَّة أشارت ابْنَتهَا باقامته هُنَاكَ فَأَقَامَ مُدَّة وَضعف بِحَيْثُ أشرف على الْمَوْت وتوسل حَتَّى أذنوا لَهُ فِي الرُّجُوع فَرجع وَصَارَ يتَرَدَّد إِلَى الْكَمَال امام الكاملية وَيقْرَأ عَلَيْهِ أَحْيَانًا فاختص بِصُحْبَتِهِ وَلزِمَ خدمَة خوند الْكُبْرَى

وَابْن أَخِيهَا الْعَلَاء بن خَاص بك وَابْنَته وأحبوه بِالنِّسْبَةِ لابنَة أستاذه فَلَمَّا آل الْأَمر إِلَى الْأَشْرَف قايتباي وَصَارَت ابْنة الْعَلَاء زَوجته هِيَ خوند كَانَ هَذَا من جملَة خدامها وَعمل ساقيا وَذكر بديانة ومحبة فِي الْعلمَاء وَلزِمَ من ذَلِك مساعدته لبني شَيْخه الْكَمَال فِي أَخذ وظيفتي مشيخة الحَدِيث بدار الحَدِيث الكاملية الَّتِي صَارَت إِلَيّ بعد أَبِيهِم بطرِيق شَرْعِي مُتَوَهمًا أَن ذَلِك فِرْيَة سِيمَا وَلم يعْدم مخاصما مِمَّن يتشبه بالفقهاء وَنَحْوهم يحثهم على ذَلِك وَمَعَ ذَلِك فَلم ينجر السُّلْطَان مَعَهم ومللت فسكنت فبذل هَذَا حِينَئِذٍ مَالا حَتَّى اتَّصل كتاب الْوَقْف بشاهدي زور لكَون فِيهِ أَن للنَّاظِر الْعَزْل بجنحة وَغَيرهَا مِمَّا مَعَ ارتكابهم فِيهِ لما أَشرت إِلَيْهِ لَا يَقْتَضِي إِخْرَاج المتأهل وَتَقْرِير غَيره وَآل الْأَمر إِلَى أَن صَارَت لعبد الْقَادِر بن النَّقِيب بنزول مِمَّا ساعده الْمشَار إِلَيْهِ بِقدر يسير كَانَ يُمكن هَذَا لَو كَانَ توجهه صَحِيحا دَفعه وابقاء الْوَظِيفَة مَعَ من هُوَ مُنْفَرد باستحقاقها وَلَكِن شَأْن هَذَا غَالِبا عدم الاهتداء للاصلاح بِحَيْثُ لم يصلح بَين وَلَدي شَيْخه وَلَا بَين وَلَدي النُّور الفاكهي وَنَحْو ذَلِك وَرُبمَا يتَعَلَّق بِأَمْر يتوهمه تدينا، وَمَا أحسن قَول الْقَائِل: من عبد الله بِجَهْل كَانَ مَا يفْسد أَكثر مِمَّا يصلح. وَقد حج فِي خدمَة خوند وابتنى مدرسة بغيط الْعدة بِالْقربِ من نواحي جَامع أَمِير حُسَيْن قرر بهَا مدرسا وقارئا للْبُخَارِيّ وَنَحْو ذَلِك وَصَارَ إِلَى ضخامة ووجاهة، وانتمى إِلَيْهِ غير وَاحِد من الطّلبَة ونالوا بِسَبَبِهِ بعض الْجِهَات وعَلى كل حَال فَهُوَ أولى من خشقدم الزِّمَام ومثقال الْحَبَشَة وَنَحْوهمَا. 331 - جَوْهَر المنجكي ابراهيم بن منجك صفي الدّين الحبشي الطواشي وَيُقَال لَهُ الصفوي. / صَار من جملَة مقدمي الاطباق مُدَّة حَتَّى ولاه الظَّاهِر جقمق نِيَابَة تقدمة المماليك بعد فَيْرُوز الركني فحسنت حَاله وَعمر مدرسة بِرَأْس سويقة منعم عِنْد عَرصَة الْقَمْح تجاه سَبِيل الْمُؤمنِينَ وَلم يتأنق فِيهَا وَعمل بهَا درسا فِي الْفَرَائِض قرر بِهِ أَبَا الْجُود الْمَالِكِي وَهُوَ الْآن مَعَ عبد الرَّحِيم المنشاوي وَأول مَا أُقِيمَت الْجُمُعَة بهَا فِي رَابِع رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وعزل عَن النِّيَابَة) بجوهر النوروزي حَتَّى مَاتَ فَجْأَة فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة احدى وَخمسين، وَرَأَيْت من أرخه سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فَالله أعلم، وَكَانَ طارحا للتكلف رَقِيقا إِلَى الطول أقرب. 332 - جَوْهَر النوروزي نوروز الحافظي صفي الدّين الحبشي. / أَصله من خدم ابْنة الخواجا الشمسي بن المزلق فَلَمَّا تزوج بهَا الْأَمِير نوروز الْمشَار إِلَيْهِ صَار فِي خدمته فَعرف بِهِ، وَرَأَيْت قَائِل هَذَا قَالَ فِي مَوضِع آخر ان أَصله من خدام أُخْت نوروز فَالله أعلم، ثمَّ خدم بعده جمَاعَة من أَعْيَان الْأُمَرَاء كالأتابك جارقطلي إِلَى أَن

ولي نِيَابَة تقدمة المماليك بعد سميه الَّذِي قَتله فِي حُدُود سنة خمسين ثمَّ اسْتَقر فِي الْخدمَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بعد عزل عبد اللَّطِيف العثماني الرُّومِي ثمَّ انْفَصل فِي سنة أَربع وَخمسين بمرجان العادلي المحمودي الَّذِي كَانَ اسْتَقر عوضه فِي النِّيَابَة وَلزِمَ هَذَا دَاره مُدَّة إِلَى أَن مَاتَ مرجان فِي سنة خمس وَسِتِّينَ فأعيد وباشرها على أجمل وَجه إِلَى أَن اخْتَار الِانْفِصَال عَنْهَا للعجز عَن جلبان الظَّاهِر خشقدم وَاسْتقر عوضه نَائِبه مِثْقَال الْحَبَشَة وَلزِمَ هَذَا دَاره على أحسن حَال، وَقيل إِنَّه أخرج بعد انْفِصَاله بمرجان إِلَى الْقُدس بطالا فَالله أعلم، وَكَانَ متجملا فِي ملبسه ومركبه. 333 - جَوْهَر اليشبكي الْهِنْدِيّ الْمَعْرُوف بالتركماني / لكَونه على الاشهر مُعتق أُخْت يشبك الجكمي أميراخور زَوْجَة أقبغا التركماني بل قيل انه مُعتق يشبك نَفسه. اتَّصل بعد موت أقبغا بِبَيْت السُّلْطَان وَصَارَ بعد مُدَّة شاد الحوش ثمَّ اسْتَقر فِي دولة الظَّاهِر خشقدم فِي الزمامية والخازندارية بالبذل بعد عزل لولو الاشرفي فِي أَوَائِل سنة خمس وَسِتِّينَ أَو أَوَائِل الَّتِي بعْدهَا مَعَ كَونه من صغَار الخدام، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بعد تمرضه أشهرا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة مستهل جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ قبل الْجُمُعَة بِالْمُؤْمِنِينَ، وَدفن بالصحراء وَقد ناهز السِّتين وَهُوَ صَاحب الْبُسْتَان الَّذِي أنشأه بقرية دموة بالجيزة. 334 - جويعد بن بريم بن صَبِيحَة بن عمر الْعمريّ الْقَائِد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين أرخه ابْن فَهد. 335 - جياش بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن أبي بكر زين الدّين السنبلي الْيَمَانِيّ / أحد عُظَمَاء الْأُمَرَاء بهَا وَمَات. 336 - جيرك أَو ميرك القاسمي وَرُبمَا زيد الْفَاء أَوله. / من كبار الْأُمَرَاء تنقل فِي الولايات مِنْهَا نِيَابَة غَزَّة، وَمَات بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الأولى سنة احدى وَعشْرين ذكره شَيخنَا فِي أنبائه) 337 - جينوس بن جاكم بن بيدو بن أنطون بن جينوس / متملك قبرس ملكهَا بعد أَبِيه فِي حُدُود سنة ثَمَانمِائَة، وَاسْتمرّ بهَا حَتَّى قبض عَلَيْهِ عَسْكَر الاشرف برسباي وجئ بِهِ فِي جملَة اسرى إِلَى الديار المصرية فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة ثمَّ أُعِيد إِلَى مَمْلَكَته بعد تَقْرِير شَيْء معِين عَلَيْهِ فِي كل سنة إِلَى أَن هلك فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَاسْتقر بعده ابْنه جوان، وَكَانَ شكلا طوَالًا خَفِيف اللِّحْيَة أشقرها لَهُ ذوق فِي الْجُمْلَة وَمَعْرِفَة لكنه غير عَارِف بِاللِّسَانِ الْعَرَبِيّ وداخله من الركب من عَسَاكِر الْمُسلمين ووفور نظامهم مَا اقْتضى لَهُ الْوَصِيَّة لأولاده وَأَتْبَاعه بِعَدَمِ الْخُرُوج عَن طَاعَة سُلْطَان مصر فِيمَا بلغنَا، وَطول المقريزي فِي عقوده بِذكرِهِ.

حرف الحاء المهملة

(حرف الْحَاء الْمُهْملَة) 338 - حَاتِم بن عمر بن زكي الدّين الدِّمَشْقِي. / مِمَّن سمع منى بِمَكَّة. 339 - حاجي بن إِيَاس الْهِنْدِيّ مولى السَّيِّد مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَليّ / الْآتِي سمع منى مَعَ سَيّده. 340 - حاجي بن الاشرف شعْبَان بن حُسَيْن بن النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون، / اسْتَقر فِي السلطنة بعد أَخِيه الْمَنْصُور على وَهُوَ ابْن نَيف على عشر سِنِين، ولقب بالصالح ثمَّ انْفَصل بعد سنة وَنصف وَخَمْسَة عشر يَوْمًا بمدبر مَمْلَكَته الأتابك برقوق فِي رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأمره باقامته فِي دَاره بقلعة الْجَبَل جَريا على عَادَة بني الأسياد إِلَى أَن خلع الظَّاهِر برقوق وسجن بقلعة الكرك فأعيد ثَانِيًا وَغير الصَّالح لقبه بالمنصور كأخيه، وَكَانَ يلبغا الناصري مُدبر مَمْلَكَته حِينَئِذٍ بل هُوَ السُّلْطَان فِي الْحَقِيقَة فَأَقَامَ دون تِسْعَة أشهر وَعَاد الظَّاهِر بعد خلعه لَهُ ودخلا مصر فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وَاسْتمرّ الْمَنْصُور ملازما لداره إِلَى أَن مَاتَ، وَقد زَاد على الْأَرْبَعين فِي تَاسِع عشر شَوَّال سنة أَربع عشرَة بعد أَن تعطلت حَرَكَة يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ مُنْذُ سِنِين، وَدفن بتربة جدته خوند بركَة أم الاشرف شعْبَان، قَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ شَدِيد الْبَأْس على جواريه لسوء خلقه من غَلَبَة السَّوْدَاء غير منفك عَن الِاشْتِغَال باللهو وَالسكر، ذكره شَيخنَا. 341 - حاجي بن عبد الله الزين الرُّومِي وَيعرف بحاجي فَقِيه شيخ التربة الظَّاهِرِيَّة / خَارج الْقَاهِرَة. كَانَ عريا من الْعلم إِلَّا ان لَهُ اتِّصَالًا بِالتّرْكِ كدأب غَيره، مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَان عشرَة وَاسْتقر فِي مشيختها الشَّمْس الْبِسَاطِيّ. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. 342 - حاجي بن مُحَمَّد بن قلاوون الْملك الْمَنْصُور /. مَاتَ فِي سنة احدى.) حاجي بن مغلطاي وَيُقَال لَهُ أَمِير حَاج /، مضى فِي الْهمزَة. حاجي فَقِيه / فِي ابْن عبد الله قَرِيبا. 343 - حَازِم بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ / كَانَ من أَعْيَان الْأَشْرَاف مِمَّن صاهره الشريفان أَحْمد وَعلي ابْنا عجلَان الأول على أُخْته وَالْآخر على ابْنَته وَعظم أمره لذَلِك، وَمَات فِي أول الْقرن، ذكره الفاسي وَرَأَيْت من قَالَ فِي سنة عشر. 344 - حَافظ بن مهذب بن نير الجانفوري الْهِنْدِيّ. / مِمَّن سمع منى بِمَكَّة. حَافظ. / فِي عبيد الله بن عبد الله. حَافظ / آخر مقرئ كَانَ شيخ قبَّة المرح. فِي مُحَمَّد بن عَليّ. 345 - حَامِد بن أبي بكر بن عَليّ الزين الجيرتي الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ نزيل مَكَّة / والمتوفي بهَا فِي نَحْو التسعين مِمَّن سمع منى بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ دَائِما خيرا مديما للأشتغال.

346 - حَامِد المغربي التَّاجِر السفار. / مِمَّن اسْتَأْجر بالسويقة من مَكَّة بَيْتا من أوقاف السَّيِّد حسن بن عجلَان. مَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة. 347 - حبك بِضَم الْمُهْملَة وَالْمُوَحَّدَة وَآخره كَاف. / رَأس نوبَة وَأحد الطبلخاناه بِمصْر فِي أَيَّام النَّاصِر فرج. مَاتَ فِي مستهل ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخرج أقطاعه الْخمسين من مماليك النَّاصِر، وَكَانَ من الجهلة المفسدين. قَالَه الْعَيْنِيّ. 348 - حبيب الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ السنغري اليزدي الشَّافِعِي /. قدم الْقَاهِرَة فِي رَجَب سنة أَربع وَتِسْعين وَهُوَ ابْن بِضَم وَثَلَاثِينَ فَنزل البيبرسية وأكرمه السُّلْطَان بعناية مرزا وَغَيره ثمَّ خمد بعد أَن حج فِيهَا وَعَاد وَدخل فِي الَّتِي تَلِيهَا دمياط وَتزَوج عدَّة وأقرأ بعض الطّلبَة كالجلال بن الابشيهي ولازمه التَّاج بن شرف وَغَيره ورأيته كتب فِي إجَازَة أَنه يرْوى عَن جمَاعَة مِنْهُم صهره نظام الدّين إِسْحَق وَبَلغنِي انه أَخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن عبد الْغَنِيّ بن الْبِسَاطِيّ والديمي وببيت الْمُقَدّس عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف وان لَهُ تصانيف وَلَا عهد لَهُ بالفقه وَنَحْوه، وَقَالَ لي الْبَدْر العلائي وَهُوَ مِمَّن يطريه انه متميز فِي الْأَصْلَيْنِ وَأَنه فِي أصل الدّين أميز مَعَ العقليات والرياضيات والعربية وانه يقرئ القونوي بِحل الْعبارَة من غير تميز فِي الْحِفْظ والاستحضار وَلكنه فِي معارفه كلهَا يقرئ مَا يطالعه، ثمَّ حكى لي بعض أهل تِلْكَ النواحي أَن أَبَاهُ من آحَاد المكاسين وان هَذَا مِمَّن عرف بالسفه بِحَيْثُ أَخذ بأمرد وعزر أقبح تَعْزِير وان مَا سبق فِيهِ) مُبَالغَة إِذْ لَا وزن لَهُ هُنَاكَ بِحَيْثُ لَا يؤهل لَا قراء مُقَدمَات الصّرْف ونعجب فِي هَذَا من المصريين، ورام الِاجْتِمَاع بِي وَالْتمس من بعض الطّلبَة إِعْلَامه بِتَعْيِين يَوْم خَتمه عَليّ لصحيح مُسلم فَمَا وَافَقت، وَاسْتمرّ بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى مَاتَ مطعونا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ. 349 - حبيب الله بن خَلِيل الله بن مُحَمَّد الكازروني. / مِمَّن سمع منى بِمَكَّة. 350 - حبيب الله بن عبيد الله بن الْعَلَاء مُحَمَّد بن مُحَمَّد الحسني الأيجي الشِّيرَازِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَأمه السيدة بديعة ابْنة النُّور أَحْمد بن السَّيِّد صفي الدّين عَم أَبِيه وَيعرف كأبيه وجده بِابْن السَّيِّد عفيف الدّين، / ولد فطن لَبِيب قَارب المراهقة سمع عَليّ فِي مَكَّة بل قَرَأَ عَليّ يَسِيرا وَكَانَ مشتغلا بِالْقُرْآنِ والنجابة عَلَيْهِ لائحة مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عوضه الله وأبويه الْجنَّة. 351 - حبيب بن يُوسُف بن صَالح بن مُحَمَّد الكيلاني القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ. / قَرَأَ على التَّاج بن تمرية وأقرأ وَكَانَ صوفيا بالأشرفية برسباي وقرض لجَعْفَر بعض تصانيفه. 352 - حبيب بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن الزين الرُّومِي العجمي الْحَنَفِيّ /. قَرَأَ للثمان على

الشَّمْس الغماري بقرَاءَته على أبي حَيَّان وَكَذَا قَرَأَ على التقي الْبَغْدَادِيّ وروى عَن الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وَغَيره وَأم بالأشرفية برسباي وَاسْتقر فِي مشيخة الْقُرَّاء بالشيخونية وبالمؤيدية وتصدى للاقراء فَانْتَفع بِهِ خلق. وَمِمَّنْ تَلا عَلَيْهِ للسبع الشَّمْس بن عمرَان وَابْن كزلبغا، وَاسْتقر فِي امامة الأشرفية بعده ورافقه فِي الْأَخْذ عَنهُ التقي أَبُو بكر الحصني وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين أَو بعْدهَا وروى عَنهُ بالاجازة ابْن أَسد والتقي بن فَهد وَآخَرُونَ. 353 - حبيب / آخر يدْرِي الْقرَاءَات. تَلا عَلَيْهِ فِي جَامع الْأَزْهَر وَغَيره غير وَاحِد مَاتَ نَحْو سنة سبعين. 354 - حجاج بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الفارسكوري الحريري /. ولد بعد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بفارسكور وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن واشتغل فِي النَّحْو على يُوسُف البلان الْآتِي، ولقيه البقاعي وَابْن فَهد فكتبا عَنهُ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة من نظمه. (هَب النسيم سرى فِي غيهب الغسق ... على الأزاهر مَاس الْغُصْن بالورق) (وَأَيْقَظَ الْوَرق مثل الْغُصْن فِي سحر ... هبت بِهِ نسمَة تحيي لمنتشق) فِي أَبْيَات، وَهُوَ حُلْو النّظم بِلَا تكلّف وَإِن كَانَ غَيره أشبه مِنْهُ فِي الْعَرَبيَّة، وَتَأَخر إِلَى بعد سنة) أَربع وَتِسْعين. 355 - حجر بن يُوسُف بن شاهين الكركي الاصل القاهري / الْآتِي أَبوهُ تشبه أَبوهُ فِي تَسْمِيَته بلقب الْجد الاعلى لجده لأمه شَيخنَا وَلم يلبث أَن مَاتَ وَهُوَ طِفْل . حدندل، / فِي على غير مَنْسُوب. 356 - حَرْب بن بن عبد الْقَادِر شيخ جبال نابلس / مَاتَ بالبرج فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ. 357 - حرسان بن شميلة بن مُحَمَّد بن سَالم الحفيصي الْمَكِّيّ / الْآتِي أَخُوهُ رَاجِح وأبوهما، مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة سبع وَتِسْعين شبه الْفُجَاءَة وَدفن عِنْد سلفه بالمعلاة. 358 - حرمي بن سُلَيْمَان الببائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي، / ولد قبل الْخمسين وَسَبْعمائة وتفقه قَلِيلا وَسمع من الْبَهَاء بن خَلِيل وَغَيره وناب فِي الحكم، ودرس بالشريفية وَأعَاد بالمنصورية لرغبة بعض الْعَجم لَهُ عَنْهَا وَقَالَ الشَّاعِر فِي ذَلِك: (قَالُوا تولى الببائي مَعَ جهالته ... وَكَانَ أَجْهَل مِنْهُ النَّازِل العجمي) (فَأَنْشد الْجَهْل بَيْتا لَيْسَ تنكره ... مَا سرت من حرم الا إِلَى حرم) وَاتفقَ أَن جركس الخليلي غضب على شَاهد عِنْده مرّة فَصَرفهُ واستخدم عِنْده حرميا هَذَا فنقم عَلَيْهِ أمرا فَأَنْشد الشّطْر الْأَخير وَأَشْبع فَتْحة الرَّاء فعد ذَلِك

من نَوَادِر الخليلي، مَاتَ فِي ربيع سنة سبع وَقد جَازَ السِّتين، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 359 - حزمان بِالْفَتْح وَهُوَ اسْم جركسي الظَّاهِرِيّ برقوق /. مِمَّن ترقى فِي أَيَّام ابْن أستاذه حَتَّى عمل نَائِب الْقُدس ثمَّ صَار دوادارا ثَانِيًا ثمَّ خرج عَن طَاعَته وفر قَاصِدا دمشق فَأمْسك بغزة وجئ بِهِ فحبسه النَّاصِر أَيَّامًا ثمَّ وَسطه فِي سنة أَربع عشرَة. 360 - حزمان الأبو بكري المؤيدي شيخ. / ترقى إِلَى أَن صَار خاصكيا وَعرض عَلَيْهِ الاشرف إينال الامرة عوضا عَن بعض الْأُمَرَاء المجردين لِابْنِ قرمان لكَونه كَانَ مَعَه عَليّ الْمَنْصُور وَأُصِيب بنصل نشاب خرق خَدّه وَدخل فِيمَا قيل لجوفه فَأبى وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة احدى وَسِتِّينَ وَدفن بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا تجاه حدرة الْبَقر من الشَّارِع وخطيبها وامامها الْآن الْمُقْرِئ الشَّمْس قرمش الضَّرِير، وَبَلغنِي انه كَانَ خيرا. 361 - حزمان اليشبكي يشبك الشَّعْبَانِي، / ترقى بعد أستاذه إِلَى أَن تَأمر فِي أَوَاخِر دولة الْمُؤَيد أَو فِي دولة وَلَده، وَلم تطل أَيَّامه وَمَات فِي سنة أَربع وَعشْرين وَدفن بتربة سَيّده بالصحراء. 362 - حسام بن عبد الله حسام الدّين الصَّفَدِي / كَانَ مِمَّن يعْتَقد بِبَلَدِهِ وَله زَاوِيَة فِي حارة يَعْقُوب مِنْهَا،) مَاتَ فِي ربيع الاول سنة سِتّ عشرَة ذكره شَيخنَا. 363 - حسب الله بن سُلَيْمَان بن رَاشد السالمي الْمَكِّيّ /، مَاتَ بهَا سنة ثَلَاثِينَ. 364 - حسب الله بن سِنَان بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْمَكِّيّ الْقَائِد، / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَأَرْبَعين. 365 - حسب الله بن مُحَمَّد بن بركوت السُّبْكِيّ الْعجْلَاني الْقَائِد / من خَواص السَّيِّد أبي الْقَاسِم، مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَأَرْبَعين بجدة وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا، أرخهما ابْن فَهد. 366 - حسب الله بن مُحَمَّد بن حسب الله بن معقب الزيدي. / 367 - حسب الله النجار /، مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين. 368 - حسن بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن ابراهيم الْبَدْر بن الْبُرْهَان الْمَنَاوِيّ الاصل القاهري التَّاجِر ابْن التَّاجِر أَخُو عبد الْقَادِر / الْآتِي والماضي أَبوهُمَا وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن عليبة تَصْغِير علبة نَشأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وَأَقْبل على التِّجَارَة وَكَانَ حاذقا فِيهَا كثير التودد وَالْعقل صبورا مُحْتملا معدودا فِي وُجُوه النَّاس، مَاتَ فِي ظهر يَوْم الْخَمِيس ثَانِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَمَانِينَ ببولاق وجئ بِهِ فِي محفة إِلَى بَيتهمْ بدرب جقمق من سوق أَمِير الجيوش، وَأَظنهُ قَارب الْخمسين فقد

من اسمه حسن

تزوج خَدِيجَة ابْنة عَمه نَاصِر الدّين مُحَمَّد فِي سنة سبع وَخمسين، وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل ثمَّ دفن بتربتهم بِالْقربِ من مصلى بَاب النَّصْر. 369 - حسن بن ابراهيم بن حُسَيْن بن ابراهيم بن حَمْزَة بن أبي بكر بن عمر الْبَدْر الخالدي المَخْزُومِي التلوي بمثناة ثمَّ لَام ثقيلتين ثمَّ وَاو مَكْسُورَة نِسْبَة لتلو قَرْيَة بِظَاهِر أسعرد. / ولد بهَا فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تحول مِنْهَا مَعَ أَبِيه فِي تجريدة آمد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ حَتَّى دخل الْقَاهِرَة فحفظ بهَا الْمِنْهَاج وَعرضه على شَيخنَا، وَاسْتمرّ كأبيه شافعيا إِلَى أَن تحول أول سلطنة الظَّاهِر جقمق حنفيا، وَقَرَأَ على الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وتعانى النّظم فَأكْثر مِنْهُ وأتى بِمَا يستحسن وَأَكْثَره قصائد. هَذَا مَعَ كِتَابَة الْخط الْجيد بِحَيْثُ يتدرب بِهِ فِيهِ واستحضاره لجملة من التَّارِيخ سِيمَا الاتراك الْمُتَأَخِّرين وَنَحْوهم والمام بِالْعَرَبِيَّةِ وَفهم جيد وَالْغَالِب عَلَيْهِ الشّعْر وَقد كَانَ يُوسُف بن تغري بردي مِمَّن يطريه ويصفه بالفاضل بدر الدّين ويورد فِي تَارِيخه من نظمه، وَهُوَ يَقُول عَنهُ انه كَانَ عاميا وَقد أمره الظَّاهِر بالتزيي للترك وأدرجه فِي الخاصكية وسافر عَنهُ رَسُولا لبَعض مُلُوك الشرق ثمَّ) ولاه الظَّاهِر خشقدم نِيَابَة دمياط فَأَقَامَ بهَا دون السنتين، وَكَذَا نَاب فِي بعض الْبِلَاد الشامية بل نَاب سنة سبع وَثَلَاثِينَ فِي حصن الاكراد ودام بِهِ نَحْو سنتَيْن أَيْضا ثمَّ تحول فسكن بعلبك فَلَمَّا كَانَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ واجتاز الْأَشْرَف قايتباي بِتِلْكَ النواحي فِي السفرة الشمالية ولاه نظر مقَام نوح بالكرك وَاسْتمرّ فِي ركابه إِلَى الشَّام وتكرر دُخُوله الْقَاهِرَة وَهُوَ بهَا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ، كتب عَنهُ غير وَاحِد مِمَّن أَخذ عني من نظمه وَمن ذَلِك فِي الْآثَار: (ان يكن عز وُصُول ولقا ... من حبيب رَبنَا صلى عَلَيْهِ) (فَلَقَد نلْت المنى يَا مقلتي ... هَذِه آثاره إِن لم تريه) وَقَوله: (فديتك قد مَرَرْت وَلم تسلم ... فحركت السواكن من شجوني) (فَهَب خفت السَّلَام من اللواحي ... أقل من الاشارة بالعيون) وَقَوله وَقد عَبث عفريت الْمحمل بالخواجا سُلَيْمَان تَاجر المماليك: (أرى كل شَيْء يَسْتَحِيل بضده ... وَلم أر شَيْئا فِي زماني كَمَا كَانَا) (سُلَيْمَان كم أردى العفاريت فِي بلَى ... وعفريت هَذَا الدَّهْر أردى سليمانا) وَلكنه انما قَالَ أرمي فِي الْمَوْضِعَيْنِ. وَهُوَ مِمَّن قرض مَجْمُوع البدري. (من اسْمه حسن) 370 - حسن بن ابراهيم بن عمر بدر الدّين بن الْبُرْهَان الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي / أَبوهُ وَيعرف بِابْن الصَّواف. وَحفظ الْمُحَرر وَأخذ عَن وَالِده والبرهان بن حجاج الابناسي

وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت بَاب الْفتُوح، رَأَيْته كثيرا وَكَانَ فَاضلا منزلا فِي الْجِهَات ذَا عزم وجلادة على الْمَشْي بِحَيْثُ كَانَ يمشي غَالب اللَّيَالِي لبولاق لسكناه ظنا هُنَاكَ مَعَ ثروته وقرابته من الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ قَاضِي مذْهبه وَلذَا لما مَاتَ أسْند وَصيته إِلَيْهِ وَجعل لَهُ إِمَّا مائَة دِينَار أَو نصفهَا. حسن بن ابراهيم الخالدي. / مضى فِيمَن جده حُسَيْن بن ابراهيم قَرِيبا. 371 - حسن بن ابراهيم الصَّفَدِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ الْخياط /. قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَلَاء المرداوي وَوَصفه بالامام الْمُحدث الْمُفَسّر الزَّاهِد. 372 - حسن بن ابراهيم السي من أهل حصن كيفا /. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه انه جمع لَهَا تَارِيخا وَكتب إِلَيّ بِبَعْضِه سنة بضع وَعشْرين. 373 - حسن بن احْمَد بن حرمي بن مكي بن فتوح بدر الدّين ابو مُحَمَّد بن الشهَاب ابي الْعَبَّاس بن الْمجد العلقمي القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَهَاء مُحَمَّد / الْآتِي. ولد بالعلاقمة قبيل السّبْعين وَسَبْعمائة وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا، وَعرض فِي سنة احدى وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا على الأبناسي وَابْن الملقن والكمال الدَّمِيرِيّ وَبدر بن عَليّ القويسني فِي آخَرين وأجازوا لَهُ والبرهان بن جمَاعَة والبدر الزَّرْكَشِيّ وَطَائِفَة مِمَّن لم يجز، وَأخذ الْفِقْه عَن البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والقراءات عَن الْفَخر البلبيسي إِمَام الازهر وَكَذَا أَخذ عَن مُوسَى الدلاصي وَغَيرهم، وناب فِي الْقَضَاء عَن الصَّدْر الْمَنَاوِيّ فَمن بعده بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا وَكَانَ نَاظر الاوقاف، وَعرف بالرياسة والحشمة. مَاتَ فِي سادس عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ عَن نَحْو من خمس وَسِتِّينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَأَنه جَازَ السِّتين، وَكَانَ حسن الْعشْرَة والأخلاق بساما. 374 - الْحسن بن أَحْمد بن حسن بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي الْبَدْر أَبُو يُوسُف بن الشهَاب الْقرشِي الْعمريّ العبدوي الْقُدسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن عبد الْهَادِي وبابن الْمبرد. ولد بالصالحية وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والخرقي واشتغل وَسمع الحَدِيث عَليّ الزين عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْعِزّ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن) حَمْزَة الْجُزْء الثَّانِي من حَدِيث عِيسَى بن حَمَّاد زغبة عَن اللَّيْث وَحدث بِهِ قَرَأَهُ عَلَيْهِ نَاصِر الدّين بن زُرَيْق وناب فِي الْقَضَاء عَن الْعَلَاء ابْن مُفْلِح، وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة عفيفا دينا متواضعا ذَا مُرُوءَة وهمة وكرم طارحا للتكلف. مَاتَ عَن بضع وَسِتِّينَ فِي سنة ثَمَانِينَ بالصالحية وَدفن بالروضة رَحمَه الله وايانا. وَهُوَ وَالِد جمال الدّين يُوسُف والشهاب أَحْمد.

375 - الْحسن بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بدر الدّين ابْن الامام الشهَاب الاذرعي وَالِد مُحَمَّد مامش، وَأمه جركسية فتاة لِأَبِيهِ. / حفظ الْقُرْآن وجوده على أَبِيه وَبَعض الْمِنْهَاج وَسمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية، وَمَات وَقد تكهل سنة ثَمَانِينَ تَقْرِيبًا. 376 - الْحسن بن أَحْمد بن حسن الْبَدْر العاملي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل سعيد السُّعَدَاء / وَأحد أئمتها. ولد سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بمنية عَامل وَقدم الْقَاهِرَة أَوَائِل الْقرن فحفظ الْقُرْآن والتنبيه والملحة، وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْبُرْهَان البيجوري وَحضر فِي الْفَرَائِض عِنْد الشهَاب العاملي وَصَحب نَاصِر الدّين الشاطر وَمُحَمّد الاسيوطي وَغَيرهمَا، وَكَانَ صَالحا دينا ورعا زاهدا كثير التِّلَاوَة محافظا على قيام اللَّيْل جَلَست مَعَه كثيرا وَصليت خَلفه وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير وَهُوَ مِمَّن تصدى لتعليم الاطفال بمكتب السابقية دهرا وانتفع بِهِ فِي ذَلِك وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده الولوي الاسيوطي وتلطف فِي رد شَهَادَته بتعديل بَعضهم مَعَ اعترافه بصلاحه وَالشَّمْس بن الفالاتي والبدر ابْن شَيخنَا، ثمَّ شاخ فَترك ذَلِك وَاقْتصر على وظائف الْخَيْر تِلَاوَة وتهجدا وصوما وَتردد إِلَيْهِ لقصد بركته ودعائه. عمر وَمَات فِي سنة ثَلَاث وَسبعين رَحمَه الله. 377 - الْحسن بن أَحْمد بن صَدَقَة بن مُحَمَّد بن عين الدولة الْبَدْر الشكري الحصوني الْحلَبِي الشَّافِعِي /. ولد فِي أَوَائِل سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي الصَّغِير وحله حلا حسنا، وَمن شُيُوخه فِي الْفِقْه الشهَاب الاذرعي والزين بن الكركي وَفِي النَّحْو أَبُو جَعْفَر الغرناطي والسراج الفوي وَالسَّيِّد الاخلاطي وَمُحَمّد الكازروني وَعنهُ أَخذ الْمنطق وَعَن الفوي والسحري الاصول، وَقد أعرض بِأخرَة عَن الِاشْتِغَال مَعَ فقهه، وناب فِي الْقَضَاء عَن الْجمال الحسفاوي وَله نظم حسن لَكِن رُبمَا يدعى الشَّيْء مِنْهُ وَيكون جَمِيعه أَو بعضه لغيره أَو يَأْخُذ مَعْنَاهُ ثمَّ يحوله لبحر آخر، وَهُوَ كثير المجون محب للخلاعة وَاللَّهْو عَارِف بعض الْآلَات المطربة وَقد كتب عَنهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد قصيدة رائية فِي شَيخنَا أودعتها الْجَوَاهِر وَكَذَا كتب عَنهُ فِي مدحه غَيرهَا. وَمَات قريب الاربعين ظنا.) 378 - الْحسن بن أَحْمد بن عَليّ بدر الدّين بن شهَاب الدّين الْمصْرِيّ ثمَّ الدمياطي الشَّافِعِي وَيعرف فِي دمياط بِحسن الْمَوَّاز وَقبل بِابْن قرمش بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الرَّاء وَكسر الْمِيم ثمَّ مُعْجمَة. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة بفندق الكارم

من مصر العتيقة وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَحفظ الْعُمْدَة وعرضها على الْبَدْر بن الصاحب وَالشَّمْس المراغي فَلَمَّا توفّي وَالِده خدم القَاضِي كريم الدّين بن عبد الْعَزِيز إِلَى أَن انْتقل لدمياط بعد سنة خمس وَتِسْعين فقطنها وخدم الْفُقَرَاء، وَحج فِي سنة عشر وأسره الفرنج عقب حجه من صيدا وَأقَام عِنْدهم ثَلَاثِينَ شهرا ثمَّ خلص وَعَاد إِلَى مَحَله ثمَّ سَافر إِلَى الشَّام تَاجِرًا وَدخل حلب فَمَا دونهَا وزار بَيت الْمُقَدّس وَاجْتمعَ بأكابر أهل تِلْكَ الْبِلَاد ولقيه صاحبنا النَّجْم بن فَهد وترجمه وَمَا علمت وَفَاته وَكَذَا لقِيه البقاعي وَكَأَنَّهُ مَاتَ قريب الاربعين. 379 - الْحسن بن أَحْمد بن عَليّ بدر الدّين الشيشيني. / سمع عَليّ شَيخنَا قلعة من متبايناته بِقِرَاءَة الفتحي وَوَصفه بالشيخ. 380 - الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة بن عطوف بن يعلى الْبَدْر السّلمِيّ الْمَكِّيّ الْبَزَّار أَخُو النُّور / على الْآتِي وَيعرف بِابْن سَلامَة. ولد سنة احدى وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء أَخِيه الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَابْن الهبل وَابْن رَافع والبهاء بن خَلِيل وَأَبُو الْبَقَاء بن السُّبْكِيّ وَابْن الْقَارئ وَابْن قواليح وَغَيرهم، وَحدث سمع مِنْهُ التقي بن فَهد وَغَيره، وَهُوَ أحد الشُّيُوخ الَّذين خرج لَهُم الْجمال بن مُوسَى. وَكَانَ يَبِيع الْحَرِير والبز ويذاكر بأشعار فِي وُلَاة مَكَّة من الاشراف ويجهر بِالْقِرَاءَةِ لبلاغته ويطيل فِي ذَلِك. وأضر بِأخرَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الاولى سنة سبع وَعشْرين وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة ثمَّ ابْن فَهد فِي مُعْجَمه. 381 - الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الدواخلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل طيبَة وأخو مُحَمَّد / الْآتِي وَذَاكَ أكبره مِمَّن حفظ الْقُرْآن واشتغل وجاور بالحرمين مُدَّة وَسمع منى فيهمَا ثمَّ تزوج فتاة يحيى بن فَهد بعد مَوته وَأقَام بهَا فِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة، وَصَارَ بوابا بمدرسة السُّلْطَان هُنَاكَ وَلَا بَأْس بِهِ. 382 - الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْبَدْر أَبُو عَليّ الطنتدائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الضَّرِير وَالِد الْبَهَاء مُحَمَّد وشقيقيه أَحْمد ثمَّ يحيى /، ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بطنتدا وَحفظ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تحول مِنْهَا فِي سنة تسع عشرَة إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ الْعُمْدَة والشاطبية وألفية) ابْن مَالك، وَعرض بَعْضهَا على شَيخنَا والبساطي وَابْن مغلى والتلواني والمحب الاقصرائي فِي آخَرين، وَجمع للسبع على الشَّمْس العاصفي وحبِيب وَالْبَعْض على ابْن الْجَزرِي والزراتيتي، وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد القاياتي والونائي، وَأخذ عَن الشَّمْس بن هِشَام فِي الْعَرَبيَّة وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ حفظا إِلَى أول الْجَنَائِز، وَكَانَ يطلع إِلَى الظَّاهِر جقمق أَحْيَانًا لصحبة بَينهمَا قبل

السلطنة وميله إِلَيْهِ بِحَيْثُ عمل لَهُ راتبا على الجوالي وَرُبمَا أحسن إِلَيْهِ بِغَيْر ذَلِك، وَكَانَ خيرا سليم الصَّدْر منعزلا على التِّلَاوَة وَرُبمَا اسْتَعَانَ بِمن يطالع لَهُ فِي شرح الْمِنْهَاج للدميري وَنَحْوه، وَكنت مِمَّن يقصدني لذَلِك وللسؤال عَن أَشْيَاء قانعا باليسير سِيمَا بِأخرَة متعففا. انْقَطع ببيته مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر دفن هُنَاكَ رَحمَه الله وايانا. 383 - الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا أَبُو الْجُود بن الشهَاب السكندري الاصل الْمصْرِيّ الْمَالِكِي أَخُو ابراهيم وَعبد الرَّحْمَن مُحَمَّد وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد وَيحيى، وَيعرف كسلفه بِابْن وفا / مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه سنة ثَمَان وَهُوَ ابْن تسع عشرَة سنة. 384 - الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَدْر البرديني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / ولد بقرية بردين من الشرقية فِي حُدُود الْخمسين وَسَبْعمائة، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه إِنَّه قدم يَعْنِي مِنْهَا وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ فَقِيرا ونزله أَبُو غَالب القبطي الْكَاتِب بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بجوار بَاب الخوخة فَقَرَأَ على الشَّمْس الكلائي وَلم يتَمَيَّز فِي شَيْء من الْعُلُوم وَلكنه لما ترعرع تكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ ولي التوقيع واشتهر بِهِ مَعَ معرفَة بالأمور الدُّنْيَوِيَّة فراج بذلك على ابْن خلدون فَنَوَّهَ بِهِ والصدر الْمَنَاوِيّ. قلت ورأيته شهد على الصَّدْر الابشيطي فِي إِذْنه للجمال الزيتوني بالتدريس والافتاء فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة، قَالَ وَلم ينْتَقل فِي غَالب عمره عَن ذَلِك وَلَا عَن ركُوب الْحمار حَتَّى كَانَ بآخر دولة الْجمال الاستادار فان كَاتب السِّرّ فتح الله نوه بِهِ فَركب حِينَئِذٍ الْفرس وناب فِي الحكم وَطَالَ لِسَانه واشتهر بالمروءة والعصبية فهرع إِلَيْهِ النَّاس فِي قَضَاء حوائجهم وَصَارَ عُمْدَة القبط فِي مهماتهم يقوم بهَا أتم قيام فَاشْتَدَّ ركونهم إِلَيْهِ وخصوه بهَا بِحَيْثُ لَا يَثِق أحد مِنْهُم فِيهَا بِغَيْرِهِ فَصَارَت لَهُ بذلك سمعة وَكَانَ يتجوه على كل من فتح الله كَاتب السِّرّ وَابْن نصر الله نَاظر الْجَيْش بِالْآخرِ وعَلى سَائِر الاكابر بهما فحوائجه مقضية عِنْد الْجَمِيع، وَلما بَاشر نِيَابَة الحكم أظهر الْعِفَّة وَلم يَأْخُذ على الحكم شَيْئا فَأَحبهُ النَّاس وفضلوه على غَيره من المهرة لذَلِك) وحفظت عَنهُ كَلِمَات مُنكرَة مثل انكاره أَن يكون فِي الْمِيرَاث خمس أَو سبع لِأَن الله لم يذكرهُ فِي كِتَابه وَغير ذَلِك من الخرافات الَّتِي كَانَ يسميها الْمُفْردَات، بل حج بِأخرَة فَذكر لي عَنهُ الصّلاح بن نصر الله أمورا مُنكرَة من التبرم والازدراء نسْأَل الله الْعَفو وَكَانَ مَعَ شدَّة جَهله عريض الدَّعْوَى غير مبال بِمَا يَقُول وَيفْعل. مَاتَ فِي رَجَب سنة احدى وَثَلَاثِينَ وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ وَتغَير عقله وَله فِي هدم الاماكن الَّتِي أَخذهَا الْمُؤَيد حِين بنى جَامعه بِبَاب زويلة مصائب استوعبها المقريزي

فِي تَارِيخه وَذكره فِي عقوده مطولا، وَسَيَأْتِي لَهُ ذكر فِي تَرْجَمَة صهره الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد الزعيفريني. 385 - الْحسن بن احْمَد البعلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْفَقِيه. / ولد فِي نصف شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من أَحْمد بن عبد الْكَرِيم البعلي صَحِيح مُسلم وَمن يُوسُف بن الحبال السِّيرَة لِابْنِ اسحق. 386 - الْحسن بن أَحْمد النويري الطرابلسي الْحَنَفِيّ، / عرض عَلَيْهِ الصّلاح الطرابلسي الشاطبية فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَقَالَ انه كَانَ قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِبَلَدِهِ. 387 - الْحسن بن اسماعيل الْبَدْر البنبي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد / الْآتِي، قَرَأَ على السراج البُلْقِينِيّ بعض تصانيفه وَوَصفه بالفاضل الْعَالم وَأَنه بحث وأجاد فِيمَا يبديه وَأَجَازَ لَهُ وأرخ ذَلِك فِي صفر سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وصاهر الْبَدْر بن الامانة على أُخْته، وَكَانَت وَفَاته بعد سنة احدى فان مولد وَلَده فِيهَا وَلكنه لم يُدْرِكهُ ادراكا بَينا. 388 - الْحسن بن الياس الرُّومِي / من أَعْيَان التُّجَّار ذَوي الوجاهات بِحَيْثُ انتسب إِلَيْهِ جمَاعَة من الخدام مِنْهُم لولو الحسني ومرجان الحسني، وَمَات بِالْحَبَشَةِ وَهُوَ وَالِد الْجمال مُحَمَّد الْآتِي. الْحسن بن أَمِير عَليّ بن سنقر حمام الدّين بن غرلو نِسْبَة لجد لَهُ من جِهَة الْأُم. يَأْتِي فِي آخر من اسْمه حسن. الْحسن بن أَيُّوب. / يَأْتِي فِي ابْن يُوسُف بن أَيُّوب. 389 - الْحسن بن أبي بكر بن أَحْمد الْبَدْر بن الشّرف بن الشهَاب الْقُدسِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف فِي الْقُدس بِابْن بقيرة وبقيرة لقب أَبِيه. ولد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَأخذ فِيهِ عَن عَمه الشهَاب أَحْمد والشريحي وَخير الدّين والطبقة. قَالَ شَيخنَا فِي الانباء انه اشْتغل قَدِيما من سنة ثَمَانِينَ وهلم جرا بالقدس ثمَّ بِدِمَشْق ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ) وَكَانَ فَاضلا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وناب فِي الْقَضَاء عَن التفهني ثمَّ اسْتَقر فِي مشيخة الشيخونية لما أُعِيد التفهني إِلَى الْقَضَاء فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، قَالَ الْعَيْنِيّ انه قدم مصر وَهُوَ لَا يلْتَفت إِلَيْهِ مثل آحَاد الطّلبَة وَاسْتقر شَاهدا فِي سوق الْجوَار ثمَّ ترقى إِلَى الشيخونية من غير أَن يخْطر ببال أحد لِأَنَّهُ لم يكن كُفؤًا لَهَا وَلَكِن الزَّمَان تغير وَالرِّجَال قلوا، وَكَذَا ولي تدريس مدرسة سودون من زَاده والامامة بهَا وتدريس مدرسة إينال بالشارع والتدريس بِجَامِع المارداني والخطابة بالبرقوقية. مَاتَ فِي ثَالِث ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَقد قَارب السّبْعين وَدفن

فِي جَامع شيخون بالفسقية الَّتِي فِيهَا الْعِزّ الرَّازِيّ، وَاسْتقر فِي الشيخونية بعده باكير وَفِي جَامع المارد اني الْمُحب الأقصرائي وَكَانَ اسْتَقر فِيهِ سعد الدّين ابْن الديري قبله، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي النَّحْو الشهَاب المنصوري الشَّاعِر. 390 - الْحسن بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَحْمد بن عمر بن سَلامَة الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد المارديني ثمَّ الْحلَبِي الْحَنَفِيّ أَخُو الْبَدْر مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف بِابْن سَلامَة. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة بماردين وَكَانَ أَبوهُ مدرسها فانتقل وَلَده هَذَا إِلَى حلب فقطنها وَحج وجاور فَسمع هُنَاكَ عَليّ ابْن صديق الصَّحِيح وَعلي الْجمال بن ظهيرة واشتغل كثيرا عَليّ أَخِيه بل شَاركهُ فِي الطِّبّ وَحفظ الْكَنْز والمنار وعمدة النسفى والحاجبية وساح ثمَّ أَقَامَ وتكسب بِالشَّهَادَةِ مَعَ السذاجة وَأم فِي البانية بِجَامِع حلب وَنزل لَهُ أَخُوهُ عِنْد مَوته عَن تدريس الحدادية. وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ بحلب بعد أَن انهرم بعد سنة خمسين ظنا. 391 - الْحسن بن ثقبة بن رميثة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. / كَانَ مِمَّن تغير عَلَيْهِ ابْن عَمه أَحْمد بن عجلَان فَقبض عَلَيْهِ وعَلى أَخِيه احْمَد وَابْنه عَليّ وعنان بن مغامس ثمَّ كحلوا خلا عنانا. وَمَات على ضَرَره فِي شعْبَان سنة سِتّ عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السِّتين أَو قاربها وَهُوَ آخر بني أَبِيه موتا قَالَه الفاسي فِي مَكَّة ودكره المقريزي فِي عقوده. 392 - حسن بن جَعْفَر / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَلَعَلَّه ابْن مُحَمَّد بن جَعْفَر يَأْتِي. 393 - الْحسن بن جودي المارديني / لَهُ نظم على مَجْمُوع البدري أَوله: (لله مَجْمُوع لَهُ قد تشهد المجامع ... بِأَنَّهُ قطب لَهَا نعم وفرد جَامع) وخطه بديع. 394 - حسن بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جوشن. / كَذَا كتبه ابْن فَهد وأرخه فِي رَجَب سنة أَربع وَسبعين. 395 - حسن بن حسن بن عَليّ الْبَدْر النائي نِسْبَة لناي بالقليوبية القاهري الشَّافِعِي الرِّفَاعِي، / ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة، وَنَشَأ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ بالجمالية نَاظر الْخَاص والمنهاج الفرعي وألفية النَّحْو وَجمع الْجَوَامِع وَكَذَا منظومة ابْن الوردي النحوية فِي لَيْلَة كَمَا قَالَ وَعرض على ابْن البُلْقِينِيّ والمناوي والكمال بن إِمَام الكاملية ثمَّ ترقى للأخذ فِي الْفِقْه عَنْهُم وَعَن الْفَخر المقسي والعبادي بل وَقَرَأَ فِي شرح جمع الْجَوَامِع للمحلى على الْكَمَال بن أبي شرِيف وَفِي العقليات عَن الكافياجي وَسيف الدّين وقاسم الحنفيين، وَحج غير مرّة أَولهَا فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَقَرَأَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على أبي الْفرج المراغي أَوَائِل الْكتب السِّتَّة

بِحَضْرَة الشهَاب الابشيطي وقاضيها الشَّمْس بن القصبي وَصَحب راجحا وَأَبا الصَّفَا وَآخَرين وتلقن من إِمَام الكاملية وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة واختص بشاهين الجمالي وأخيه وَغَيرهمَا وحمدوا عقله ودربته وأدبه وسياسته وَهُوَ أحد كتاب الزردخانات مَعَ جِهَات مُضَافَة إِلَيْهِ وهمة علية، وَبَلغنِي انه هُوَ وَأَخُوهُ مُحَمَّد من فلاحي ناي وطلبا ليقيما بهَا فتعصب لَهُ الْمَذْكُورَان وأخذا لَهُم مربعة من الظَّاهِر خشقدم بأعقابهما واستقرا بِهِ عريف كتاب الايتام بمدرسة أستاذهما وانه انما حفظ مَعَ الْقُرْآن قِطْعَة من الْمِنْهَاج وَلم يشْتَغل الا عَليّ الْبَدْر بن خطيب الفخرية فَالله أعلم. 396 - الْحسن بن حُسَيْن بن احْمَد بن احْمَد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ الْبَدْر بن الطولوني الْحَنَفِيّ سبط القَاضِي جمال الدّين مَحْمُود القيصري / والماضي جده فِي الأحمدين وَيعرف كسلفه بِابْن الطولوني. ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ. ولازم الْأمين الاقصرائي والزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَكَذَا أَخذ عَن غَيرهمَا بل أَخذ عني أَشْيَاء وكتبت لَهُ اجازة. وَحج وعانى الانغام فِي الْقرَاءَات وَالْأَذَان وَغَيرهمَا، وسَاق الْمحمل فِي الْأَيَّام الأشرفية إينال بل اسْتَقر بِهِ فِي المعلمية لكَونه قَامَ مَعَه فِي المحاصرة قيَاما كَبِيرا فراعى لَهُ ذَلِك، وَصرف عَنْهَا يُوسُف شاه وَذَلِكَ فِي أَوَائِل سلطنته وقتا، ثمَّ بَاشَرَهَا بعناية الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي لاختصاصه بِهِ فِي الْأَيَّام الأشرفية قايتباي. وَكَانَ قَائِما على بِنَاء جَامع الرَّوْضَة الْمَعْرُوف بالمقسي وَسكن هُنَاكَ وللملك إِلَيْهِ بعض الْميل والملاطفة بالْكلَام وَرُبمَا يكلمهُ فِيمَا يتوسل بِهِ عِنْده فِيهِ، وَفِيه خير وأدب وتواضع وتودد للطلبة وإحسان للْفُقَرَاء مَعَ اعتنائه بالتاريخ ومذاكرته فِي أَشْيَاء مِنْهُ وَقد اراني جمعا لَهُ فِيهِ وَسمعت أَنه شرح مُقَدّمَة أبي اللَّيْث والجرومية وَنعم الرجل، وَقد حج) فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين موسميا وَكَانَ على خير وهيئة حَسَنَة بِحَيْثُ قل أَن رَأَيْت فِي الركب مِمَّن يذكر على طَرِيقَته مَعَ الافضال جوزي خيرا ومحاسنه جمة زَاده الله فضلا. 397 - الْحسن بن حُسَيْن بن عَليّ بن عبد الدَّائِم بدر الدّين الأميوطي القاهري الْحُسَيْنِي سكنا وَالِد الْمُحب مُحَمَّد / الْآتِي تعانى التَّوْكِيل فِي أَبْوَاب الْقُضَاة فازدحم النَّاس عَلَيْهِ لحذقه فِيهَا وَلَا زَالَ حَتَّى اسْتَقر بِهِ العلمي البُلْقِينِيّ فِي نقابته بل صَار هُوَ المبرم للقضايا لَيْسَ لَهُ فضلا عَن رَفِيقه فِيهَا وَهُوَ الشريف الجرواني مَعَه أَمر والنواب تَحت قهره حَتَّى أَنه تعدى إِلَى إزدراء أقَارِب أستاذه كَأبي الْعدْل قَاسم ابْن أَخِيه وَلما ضَاقَ الخناق مِنْهُ قَامَ عَلَيْهِ الولوي البُلْقِينِيّ فِي أول ولَايَة الظَّاهِر بمساعدة ابْن عَم أَبِيه قَاسم الْمَذْكُور وَجَمَاعَة وَكتب فِيهِ محضرا شهد عَلَيْهِ فِيهِ بِأُمُور معضلة

بَعْضهَا يَقْتَضِي الزندقة والاستهزاء بالشريعة وَأَهْلهَا وَغير ذَلِك من ارْتِكَاب كَبَائِر من لواط وَشرب خمر، وَمِمَّنْ كتب فِيهِ التقي القلقشندي والشهاب السيرجي وَقَالَ ان فوض إِلَيّ أمره حكمت بسفك دَمه أَو كَمَا قَالَ والبقاعي وَشَكَوْهُ إِلَى السُّلْطَان فَأمر بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وبلغه ذَلِك فَاسْتَجَارَ بالزين عبد الرَّحْمَن بن الكويز فسعى لَهُ ثمَّ قبض عَلَيْهِ بعض الأعوان وَجمع من الشَّرْط لَيْلًا ففر مِنْهُم إِلَى بَيت ابْن الكويز فَأصْبح الْقَوْم فَرفعُوا أَمرهم ثَانِيًا إِلَى السُّلْطَان فَأمر الْوَالِي ونقب الْجَيْش بالجد فِي طلبه فَلم يقدروا عَلَيْهِ وَاسْتمرّ توريه إِلَى ان شفع فِيهِ تنم الْمُحْتَسب ودولات باي أميراخور عِنْد نَاظر الْجَيْش لكَون الولوي مِمَّن ينتمي إِلَيْهِ فَتكلم مَعَ شَيخنَا فِي سَماع الدَّعْوَى عَلَيْهِ وَالْحكم بحقن دَمه فَأجَاب وَحِينَئِذٍ آمن على نَفسه وَظهر وَلَكِن لم يَقع حكم لَهُ وَلَا عَلَيْهِ وصادف قرب الْقرب على نَاظر الْجَيْش فَتحَرك صَاحب التَّرْجَمَة وساعده السفطي حَتَّى وقف للسُّلْطَان وأنهى أَن الولوي تعصب عَلَيْهِ بجاهه وَمَاله وان الَّذين كتبُوا فِي حَقه رَجَعَ أَكْثَرهم وَأظْهر خطوط بَعضهم بذلك فَأمر بِعقد مجْلِس بالقضاة وَالْعُلَمَاء فعقد بالصالحية فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَادّعى عَلَيْهِ بِأُمُور معضلة فَسمع الدَّعْوَى عَلَيْهِ بِبَعْضِهَا شَيخنَا وببعضها الْحَنَفِيّ وَأمر الْحَنَفِيّ بحبسه ليبين مَا ادَّعَاهُ من الطعْن فِي الشُّهُود وَاجْتمعَ بِسَبَب ذَلِك من لَا يُحْصى عددا من النَّاس بِحَيْثُ قاسى فِي توجهه إِلَى الْحَبْس من الاهانة والصفع مَا لَا يزِيد عَلَيْهِ وَلَوْلَا دفع نقيب الْجَيْش عَنهُ لقتل فِيمَا قيل ثمَّ أخرج فِي الْيَوْم الثَّانِي من الشَّهْر الَّذِي يَلِيهِ لمجلس الْحَنَفِيّ فَضرب على ظَهره مُجَردا نَحْو أَرْبَعِينَ وأهين فِي أثْنَاء ذَلِك إهانة عَظِيمَة ثمَّ أُعِيد إِلَى الْحَبْس وَاجْتمعَ من النَّاس أَيْضا من لَا يعد كَثْرَة) وَلَوْلَا الْوَالِي لقتلوه فِي رُجُوعه بِهِ، ثمَّ أخرج ثَانِيًا بعد أَيَّام إِلَى الْحَنَفِيّ أَيْضا وَادّعى عَلَيْهِ ثَانِيًا وَلم يكن مَا كَانَ يظنّ، ثمَّ أُعِيد إِلَى الْحَبْس ثمَّ أخرج عَنهُ فِي الْحَال وسكنت الْقَضِيَّة بعد أَن كَانَ يظنّ إِرَاقَة دَمه لَا محَالة وَلما خلص توصل إِلَى الدوادار دولات باي وأعلمه بِأَن تَقِيّ الدّين البُلْقِينِيّ وَالِد غَرِيمه الْمشَار إِلَيْهِ أوصى من ثلثه بعمارة ميضأة جَامع الْحَاكِم الْجَارِي تَحت نظر الْأَمِير حِينَئِذٍ فَأرْسل إِلَيْهِ نقباءه فَمَا خَالف وَمَا تمكن من مكافأته لأكْثر من هَذَا واجتهد فِي أَخذ الْمحْضر حَتَّى عجز وَلزِمَ التَّرَدُّد إِلَى الأكابر كالجمالي نَاظر الْخَاص وَصَارَ إِلَى ضخامة وَبنى دَارا هائلة بِالْقربِ من صليبة الحسينية وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَخمسين قبل إِكْمَال السِّتين وَلم يتمتع هُوَ وَلَا ابْنه وَلَا أحد مِمَّن ملكهَا بعده بِالدَّار الْمشَار اليها بل هِيَ مجمولة مشئومة وَيُقَال انه سمع فِي قَبره عوي، وَكَانَ من سيئات الدَّهْر عَفا الله عَنهُ.

398 - الْحسن بن حَمْزَة بن يُوسُف بن الْأَمِير الْحلَبِي نزيل الْقَاهِرَة / ووالد. 399 - الْحسن بن خَاص بك الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد الْحَنَفِيّ. / كَانَ جنديا بارعا عَالما مفننا فِي الْفِقْه وأصوله والعربية مشاركا فِي غَيرهَا، تصدى للافتاء والتدريس مُدَّة وانتفع بِهِ الطّلبَة مَعَ وجاهته عِنْد الأكابر من الْأُمَرَاء وَغَيرهم بِحَيْثُ لَا ترد رسَالَته. قَالَ المقريزي بعد ثنائه عَلَيْهِ بِأَنَّهُ أحد أَعْيَان الْحَنَفِيَّة ومقدمي المماليك السُّلْطَانِيَّة وَسمي وَلَده لاجين، سمعنَا بقرَاءَته بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة الصَّحِيحَيْنِ وَمَات سنة ثَلَاث عشرَة عَن نَحْو سِتِّينَ سنة، وَسَماهُ شَيخنَا فِي الأنباء مُحَمَّدًا وَسَيَأْتِي. 400 - الْحسن بن خَلِيل بن خضر بدر الدّين القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو نَاصِر الدّين مُحَمَّد الكلوتاتي / الْآتِي. كَانَ قد اشْتغل عِنْد الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَغَيره وَفضل وَحج وجاور وداوم الْعِبَادَة مَعَ الانجماع واليبس الَّذِي يُؤَدِّي بِهِ إِلَى نوع ترفع وَكَانَ يقصدني كثيرا للمراجعة فِي شَيْء كَانَ يجمعه فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَنَحْو ذَلِك وَأَخْبرنِي انه رأى كَأَنَّهُ فِي الرَّوْضَة النَّبَوِيَّة وَالنَّاس وقُوف ينتظرون فتح الْحُجْرَة وَأَنه قيل لَهُم إِن الْمِفْتَاح مَعَ الْخَادِم وسيجئ الْآن قَالَ فَلم يكن بأسرع من مجيئك ففتحت الْحُجْرَة الشَّرِيفَة وَدخل النَّاس أَو كَمَا قَالَ وَهُوَ عِنْدِي بِخَط بعض الْفُضَلَاء مِمَّن سَمعه مِنْهُ، مَاتَ فِي ربيع الاول سنة ثَمَانِينَ بَين الخطارة وبلبيس وَحمل حَتَّى دفن ببلبيس رَحمَه الله وايانا. 401 - الْحسن بن خَلِيل بن عَليّ بن حسن بن يُوسُف بن خازم بمعجمتين ابْن هَاشم الْبَدْر الانصاري الخزرجي السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ البقاعي الجديثي بِفَتْح الْجِيم وَكسر الْمُهْملَة وَآخره مُثَلّثَة الشَّافِعِي نزيل بيروت /. ولد سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا. وَمَات فِي حُدُود سنة خمسين ظنا. قَالَه البقاعي. الْحسن بن دَاوُد بن حُسَيْن الاطفيحي ثمَّ الطنتدائي الغمري / قاضيها وَيعرف بِفَارِس ياتي 402 - الْحسن بن ريس بن حُسَيْن السفطي. / مِمَّن سمع منى بِالْقَاهِرَةِ. 403 - حسن بن زبيري بن قيس بن ثَابت بن نغير بن مَنْصُور الْبَدْر الْحُسَيْنِي / أَمِير الْمَدِينَة. وَليهَا بعد أَبِيه الْآتِي فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَن الشريف مُحَمَّد بن بَرَكَات، وَهُوَ مَعَ صغره يُوصف بعقل، وَقد رَأَيْته بِالْمَدِينَةِ سنة ثَمَان وَتِسْعين. 404 - الْحسن بن زَكَرِيَّا من يُوسُف البلبيسي. / مِمَّن سمع منى أَيْضا بِالْقَاهِرَةِ. 405 - الْحسن بن سودون بدر الدّين الْفَقِيه صهر الظَّاهِر ططر وخال وَلَده الصَّالح مُحَمَّد. / كَانَ وَالِده كَمَا سَيَأْتِي جنديا من المماليك الظَّاهِرِيَّة برقوق فَتزَوج ططر بابنته شَقِيقَة صَاحب التَّرْجَمَة فَصَارَ فِي خدمته فَلَمَّا تسلطن قربه وَعظم وأنعم

عَلَيْهِ الصَّالح بأمرة طبلخاناه ثمَّ بتقدمة، وَلم تطل أَيَّامه وَلَا متع بالامرة لكَونه لم يزل موعوكا إِلَى أَن مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر صفر سنة خمس وَعشْرين وَورثه أَبوهُ وَقد أَسف عَلَيْهِ وَلكنه صَبر وتجلد. وَكَانَ فِي حَال شبيبته أَيَّام الْمُؤَيد حسن الشكالة بارع الْجمال ثمَّ حصل لَهُ فِي إِحْدَى عَيْنَيْهِ خلل من رمد غشاها مَعَ خلوه عَن الْفَضَائِل فِيمَا قيل، وَمَوته كَانَ سَببا للتغير والمنافرة بَين الأميرين الكبيرين طراي وبرسباي. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه مُخْتَصرا. الْحسن بن سودون الفيه. / هُوَ الَّذِي قبله. 406 - الْحسن بن سُوَيْد بدر الدّين الْمصْرِيّ الْمَالِكِي وَالِد عبد الرَّحْمَن / الْآتِي وَيعرف بِابْن سُوَيْد. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَصله من وسق شنودة، وسلفه من القبط وَيُقَال إِن وَالِده كَانَ يَبِيع الفراريج، ذكر لي ذَلِك بعض ثِقَات المصريين عَن شَيخنَا شمس الدّين المراغي أَنه شَاهده، ورزق من الْأَوْلَاد جمَاعَة نبغوا وصاروا من أَعْيَان الشُّهُود بِمصْر مِنْهُم شمس الدّين الْأَكْبَر صَاحب التَّرْجَمَة فلازم الِاشْتِغَال وَحُضُور دروس شَيخنَا الشَّمْس الْمَذْكُور ومركز الشَّافِعِيَّة بِبَاب الْعِيد والمتجر الكارمي ومجلس الْفَخر القاياتي، ثمَّ حصل مَالا واتجر فِيهِ إِلَى الْيمن سنة ثَمَانمِائَة ثمَّ عاود الْبِلَاد مرَارًا واتسع أمره جدا وَتزَوج أم هاني ابْنة الهوريني سبطة الْفَخر) الْمَذْكُور بعد موت زَوجهَا وَالِد السَّيْف الْحَنَفِيّ وَإِخْوَته فاستولى على تَرِكَة جدها بعد مَوته وَأدْخل مَعَه فِيهَا من شَاءَ، وَبنى مدرسة مُقَابل حمام جندر مَاتَ قبل اكمالها وَأوصى لتكمينها بأَرْبعَة آلَاف دِينَار فصيرها بنوه بعد جَامعا وأبطوا مَا كَانَ صيره هُوَ من كَونهَا مدرسة والتدريس الَّذِي كَانَ بهَا وَحصل فِي ذَلِك خبط كَبِير. مَاتَ فِي أَوَائِل صفر سنة تسع وَعشْرين. 407 - حسن بن طَلْحَة الْيَمَانِيّ الدَّلال، / كَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ كثير التِّلَاوَة. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ 408 -. الْحسن بن عَبَّاس بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد الصَّفَدِي ثمَّ الدمياطي الزيات بهَا. / ولد بنواحي الشَّام فِي عشر التسعين وَسَبْعمائة وانتقل إِلَى دمياط بعد بُلُوغه بِيَسِير فقطنها، وَحج وَدخل الْقَاهِرَة وَكَانَ عاميا خيرا متوددا للنَّاس لَقيته بدمياط وكتبت عَنهُ من نظمه فِي شَيخنَا وَغَيره. وَمَات بعد ذَلِك أَظُنهُ قريب السِّتين 409 -. الْحسن بن عبد الله بن تَقِيّ بدر الدّين القاهري القباني المقرىء وَيعرف بِابْن تَقِيّ بمثناة مَفْتُوحَة ثمَّ قَاف مَكْسُورَة. / ولد بعد الْخمسين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بالسبع على أَئِمَّة عصره حَتَّى أتقنها واشتغل فِي غَيرهَا

وَتزَوج بابنة الشَّمْس بن الصَّائِغ خَالَة التقي المقريزي ثمَّ تعلم الْوَزْن بالقبان فاستمر، وَكَانَ يؤم شَيخنَا فِي التَّرَاوِيح بِالْمَدْرَسَةِ المنكوتمرية إِلَى أَن مَاتَ وَوَصفه فِي تَارِيخه بقوله كَانَ خيرا كثير التأني أتقن السَّبع قَالَ وَذكر لنا التقي المقريزي أَنه كَانَ شَابًّا وَصَاحب التَّرْجَمَة رجل. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين عَن سنّ عالية تقرب من التسعين انْتهى، وَقد صليت خَلفه وَسمعت قِرَاءَته وَكَانَ لكبره يكثر توقفه فِي الْقِرَاءَة أَو غلطه فَيفتح عَلَيْهِ شَيخنَا رحمهمَا الله وإيانا 410 -. الْحسن بن عبد الله الْبَدْر الطرابلسي المشير وَيُقَال لَهُ الْأَمِير وَيعرف بِابْن محب الدّين. / كَانَ أَبوهُ من مسلمة طرابلس فتسمى بعد اسلامه مُحَمَّدًا وَكَانَ مِمَّن تعاني الخدم فِي الدِّيوَان فَنَشَأَ وَلَده على ذَلِك وَولى كِتَابَة سر بَلَده واتصل بشيخ حِين كَانَ نَائِب طرابلس وَلزِمَ خدمته حَتَّى صَار كافل مملكة الْخَلِيفَة المستعين بِاللَّه فاستقر بِهِ حِينَئِذٍ أستادارا، فباشرها بِحرْمَة وعظمة وتزايدت عَظمته لما تسلطن الْمُؤَيد وولاه الاشاعره ثمَّ عزل بالفخر عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج فِي سنة سِتّ عشرَة وَتَوَلَّى نِيَابَة اسكندرية عوضا عَن خَلِيل التوريزي ثمَّ عزل وأعيد إِلَى الاستادارية وتزايد ظلمه وعسفه فَقبض عَلَيْهِ الْمُؤَيد بعد أَن أوسعه سبا وهم بقتْله فشفع فِيهِ) عِنْده على مَال كثير بعد عصره وعقوبته وعقوبة أَتْبَاعه حَتَّى عوقبت زَوجته الشَّرِيفَة الْقَدِيمَة دون زَوجته خوند حَاج ملك الكركية زَوْجَة الظَّاهِر برقوق ثمَّ أفرج عَنهُ ثمَّ اسْتَقر فِي كشف الْوَجْه القبلي وَتوجه فظلم أَيْضا، وَلم يلبث أَن صودر وأهين وَكَذَا ولى الْوزر فِي أَيَّام الْمُؤَيد وقتا ثمَّ بعد مُدَّة أعْطى تقدمة بطرابلس فَلَمَّا عصى جقمق على ططر انْتَمَى إِلَيْهِ فصادر النَّاس وَجمع الْأَمْوَال، فَلَمَّا سَافر الأتابك ططر إِلَى الشَّام أمسكوه وضربوه وعصروه، وَلَا زَالَ تَحت الْعقُوبَة إِلَى أَن هلك فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَعشْرين، وَكَانَ ظَالِما منهمكا فِي اللَّذَّات قَلِيل الْخَيْر كثير الشَّرّ، وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ أهوج ظَالِما عسوفا طماعا. 411 - الْحسن بن عبد الْأَحَد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن هبة الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ الْحَرَّانِي الرَّسْعَنِي الْحَنْبَلِيّ الْمُؤَدب. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين وَسَبْعمائة بِمَدِينَة رَأس الْعين مُعَاملَة ماردين وَحضر فِي الرَّابِعَة على الْبَهَاء عبد الله بن مُحَمَّد الدماميني منتقي من مشيخة السفاقسي تَخْرِيج مَنْصُور بن سليم وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء وجاور بِمَكَّة سِنِين وأدب بهَا الْأَطْفَال بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَكَانَ خيرا متعبدا سَاكِنا. مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة سِتّ وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. تَرْجمهُ الفاسي فِي مَكَّة وَابْن فَهد فِي مُعْجَمه.

412 - الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن شُجَاع الْبَدْر بن الزين المقرىء / قَالَ إِمَام الْأَقْصَى كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن أبي الوفا أَنه تَلا عَلَيْهِ للسبع الْفَاتِحَة وَالْبَقَرَة وَوَصفه بالامام الْعَالم. 413 - الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان فَخر الدّين الشارمساحي الاصل الغمري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الموقت. / ولد سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا ببساط فِي توجه أَبَوَيْهِ لمنية غمر وَنَشَأ بمنية غمر فحفظ الْقُرْآن وَقدم الْقَاهِرَة وَصَحب أَبَا عبد الله الغمري وَعمل الرياسة بجامعه والترقية، وَهُوَ مِمَّن أَخذ فِي الميات عَن عبد الرَّحِيم بن رزين بل أَخذ يَسِيرا عَن الشهَاب بن المجدي ثمَّ عَن الْبَدْر المارداني وتميز فِي ذَلِك واشتغل بالفقه والعربية قَلِيلا وَسمع على شَيخنَا وَغَيره بل قَرَأَ البُخَارِيّ على الْبَهَاء بن الْمصْرِيّ وَكَذَا قَرَأَ عَليّ ولازمني وباشر الرياسة بأماكن وأقرأ الابناء ثمَّ بِأخرَة تكسب أَيْضا بِالشَّهَادَةِ وَرُبمَا خطب نِيَابَة وَحج عشرا وجاور غير مرّة وَكَذَا أَقَامَ بِبَيْت الْمُقَدّس نَحْو سنتَيْن ثمَّ رَجَعَ وَمَات فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين 414 - الْحسن بن عبد الرَّحْمَن الْبَدْر التعزي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي بن الصباحي /. كَانَ أَبوهُ أَو عَمه وزيرا للمسعود من بني رَسُول فَنَشَأَ هَذَا طَالب علم وَأخذ عَن الْفُقَهَاء عمر الفتي ويوسف المقرىء وَغَيرهمَا بزبيد وَغَيرهَا، وتميز فِي الْفِقْه والفرائض والحساب والجبر والمقابلة بِحَيْثُ كَانَ مدَار الْفتيا بتعز عَلَيْهِ، وَولى تدريس زِيَادَة عبد الْوَهَّاب بن طَاهِر بالجامع المظفري وانتفع بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي تَاسِع عشر شَوَّال سنة ثَمَان وَتِسْعين بتعز وَقد جَازَ الكهولة، وَله نظم رائق كل ذَلِك فِيمَا بَلغنِي رَحمَه الله. 415 - الْحسن بن عبد الْوَلِيّ الاسعردي الصَّالِحِي / من كبار التُّجَّار بِدِمَشْق. مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 416 - الْحسن بن السُّلْطَان عُثْمَان بن الْعَادِل سُلَيْمَان الأيوبي / صَاحب مَدِينَة حصن كيفا. قَتله ابْن عَمه سنة تسع وَخمسين وَاسْتقر فِي المملكة عوضه 417 -. حسن بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمى مُحَمَّد بن أبي سعد حسن بن عَليّ ابْن قَتَادَة بن إِدْرِيس بن مطاعن السَّيِّد الْبَدْر أَبُو الْمَعَالِي الحسني الْمَكِّيّ أميرها ونائب السلطنة بالبلاد الحجازية. ولد فِي سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كَفَالَة أَخِيه أَحْمد فَلَمَّا مَاتَ قدم الْقَاهِرَة فِي أَوَائِل سنة تسعين لتأييد أَمر أَخِيه عَليّ وَعَاد إِلَى مَكَّة فِي ثَانِي ربيعيها أَو الَّذِي يَلِيهِ وَمَعَهُ جمَاعَة من الأتراك أَخِيه ثمَّ سَافر مَعَ أَخِيه ورام الْأَمر لنَفسِهِ فَلم يُمكنهُ إِلَّا بعد مَوته وَكَانَ إِذْ ذَاك معتقلا

بالقلعة، وَوصل مَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمَعَهُ يلبغا السالمي مُسْفِرًا وعدة أتراك يزِيدُونَ على الْمِائَة أَو دونهَا وَمن الْخُيُول دون الْمِائَة، وَلم تتمّ السّنة حَتَّى وَقع بَينه وَبَين بني حسن قتلة أَخِيه مقتلة كَانَ الظفر فِيهَا لَهُ بِحَيْثُ لم يقتل مِمَّن مَعَه غير مَمْلُوك وَعبد، وَقتل من أَشْرَاف الْفَرِيق الآخر سَبْعَة وَمن أتباعهم نَحْو الثَّلَاثِينَ، وَعظم بذلك جدا وساس الْأُمُور بجدة مَعَ التُّجَّار حَتَّى قدومها بعد تَركهم لَهَا، وَاسْتمرّ فِي نمو وَزِيَادَة وهيبة فِي الْقُلُوب إِلَى أَن نَاب عَن السلطنة بالأقطار الحجازية واستناب بِالْمَدِينَةِ عجلَان بن نغير بن جماز بن مَنْصُور وخطب لَهُ على منبرها قبل عجلَان وَبعد السُّلْطَان ثمَّ عزل فِي أثْنَاء سنة ثَمَان عشرَة بالسيد رميثة بن مُحَمَّد بن عجلَان ثن أُعِيد فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ استعفى وَسَأَلَ فِي اسْتِقْرَار الْأَمر لِوَلَدَيْهِ بَرَكَات وَإِبْرَاهِيم وأنهما أولى بالامرة مِنْهُ لقوتهما وَضعف بدنه ورغبته فِي التفرغ لِلْعِبَادَةِ وتكرر مِنْهُ ذَلِك مرّة بعد أُخْرَى وَيُقَال لَهُ لسنا نثق فِي أَمر مَكَّة إِلَّا بك وَأَن أردْت ذَلِك فاستنب أَنْت من شِئْت، وباشر خدمَة الْمحمل والأمراء إِلَى أَن صرف فِي سنة سبع) وَعشْرين بالشريف عَليّ بن عنان بن مغامس وَلم يلبث أَن أُعِيد فِي موسم الَّتِي تَلِيهَا وَاجْتمعَ بأمراء الحجا، وَحج وسافر إِلَى الْقَاهِرَة وَكَانَت منيته بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَعشْرين وَدفن بالصحراء بحوش الْأَشْرَف برسباي وَكَانَ فِيهِ خير كثير وَاحْتِمَال وحياء ومروءة عَظِيمَة وصدقات وصلات وَله مآثر مِنْهُ رِبَاط للْفُقَرَاء بِالْقربِ من الْمَسْجِد الْحَرَام وَآخر بأجياد واستأجر البيمارستان المنصوري بالجانب الشَّامي من الْمَسْجِد والقيسارية الْمَعْرُوفَة بدار الْإِمَارَة وعمرهما وَزَاد فِي البيمارستان مَا كثر النَّفْع بِهِ إِلَى غير ذَلِك كتجويد رِبَاط رامشت، وَانْفَرَدَ بذلك كُله عَن أُمَرَاء مَكَّة الْأَشْرَاف وَملك من الْعقار بوادي مر كثيرا وَمن العبيد نَحْو خَمْسمِائَة. ذكره التقي الفاسي فِي نَحْو كراسين من مَكَّة والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه أجَاز لَهُ جمَاعَة من مصر وَالشَّام حدث عَنْهُم، وَخرج لَهُ التقي نَفسه أَرْبَعِينَ حَدِيثا حدث بِشَيْء من أَولهَا، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَأَنه قدم صُحْبَة قرقماش من الْحجاز فِي الْمحرم فَاجْتمع بالسلطان وَقَررهُ فِي الامرة على عَادَته وَالْتزم بِثَلَاثِينَ ألف دِينَار أحضر مِنْهَا خَمْسَة وَأقَام ليتجهز فَتَأَخر سَفَره إِلَى يَوْم الْخَمِيس سادس عشر جُمَادَى الْآخِرَة فَمَاتَ بعد أَن تجهز فِيهِ وَأخرج أنفاله ظَاهر الْقَاهِرَة وَقد زَاد على السِّتين وَكَانَ أول مَا ولى الامرة بعد قتل أَخِيه عَليّ فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَتِسْعين، وَكَانَت مُدَّة إمرته اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سنة سوى مَا تخللها من ولَايَة غَيره وَقدم وَلَده بَرَكَات فِي رَمَضَان فالتزم بِمَا

بَقِي على وَالِده أَن يحمل كل سنة عشرَة آلَاف دِينَار مَعَ مَا جرت بِهِ الْعَادة من كَون مكس جدة لَهُ وَمَا تجدّد من مراكب الْهِنْد يخْتَص بالسلطان، وَطول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته. 418 - حسن بن عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ ابْن عَم صاحبنا النَّجْم عمر، / أمه فَاطِمَة ابْنة الشَّيْخ الْمُوفق النَّحْوِيّ الشهَاب أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن كَمَال الدولوالي. ولد فِي صفر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ للحنفية بعد مختصراتهم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا والمقريزي وَالْجمال الكازروني والمحب المطري والبدر بن فَرِحُونَ والزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَخلق وَدخل الْقَاهِرَة مرَارًا وَغَيرهَا للاسترزاق، وَسمع مني ثمَّ جلس مَعَ الشُّهُود وتطور وتهور 419 -. حسن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة البدري نِسْبَة لمنية بدر بالدقهلية الشَّافِعِي / خطيب جَامع بَلَده الَّذِي أنشأه قجماس بهَا. حفظ الْمِنْهَاج وَقَرَأَ فِيهِ على أَحْمد بن مصلح الْمَاضِي وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على الديمي وكاتبه وَمِمَّا قَرَأَهُ عَليّ فِي قدمتين الْمجْلس الَّذِي عملته فِي ختم البُخَارِيّ وَبَعض مُسلم ومجالس من المتجر الرابح للدمياطي، وَنعم الرجل مَعَ فضل وتميز 420 -. حسن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن حُسَيْن بدر الدّين بن الْعَلَاء بن الْفَخر الحسني الأرموي / نقيب الْأَشْرَاف كأبيه وجده وَيعرف بنائب قَاضِي الْعَسْكَر. اسْتَقر بعد أَبِيه فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين، كَانَ رَئِيسا ضخما كَرِيمًا لكنه كَانَ مُسْرِفًا على نَفسه وَلَا يزَال بِسَبَب ذَلِك أكثرا لأوقات فِي إملاق حَتَّى أَنه يحْتَاج إِلَى التَّعَرُّض لمن يتَوَهَّم كَونه دخيلا فِي الشّرف مِمَّن يستضعف جَانِبه وَكَذَا كَانَ أَبوهُ، ويحكى أَن وَالِده احْتَاجَ فِي تجهيز ابْنة لَهُ يُقَال اسْمهَا صرغتمش وَسَأَلَ الجمالي الاستادار فِي مساعدته فَكتب لَهُ بِمِائَة ألف، فرام الصَّيْرَفِي دَفعهَا لَهُ فَقَالَ بل امش معي لتباشر شِرَاء مَا أحتاج إِلَيْهِ وتدفع أَنْت الثّمن وَإِلَّا فَمَتَى أَخَذتهَا ضَاعَت فِي غير الْمَقْصُود أَو كَمَا قَالَ فَفعل، وَلما على الجمالي بذلك تحقق صدق مقاله وَأَنه لم يَجْعَل ذَلِك وَسِيلَة فِي الطّلب فزاده مبلغا آخر، وَلَا تصافه بِمَا ذكرته مِمَّا كَانَ السُّلْطَان يعرفهُ إِذْ كَانَ يجىء وَهُوَ أَمِير لِجَار لَهُ تركي اسْمه ارنبغا عَزله عَن النقابة فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين بِحُسَيْن بن أبي بكر الْفراء الْآتِي، وَاسْتمرّ معزولا حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين. وَله أَخ اسْمه حُسَيْن فِي قيد الْحَيَاة سنة إِحْدَى وَتِسْعين يتَصَرَّف فِي أَبْوَاب الْقُضَاة على هَيْئَة إملاق. 421 - الْحسن بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد فتح الدّين أَبُو الْفَتْح المنزلي ثمَّ القاهري

الطولوني الْحَنَفِيّ أحد تواب الْحَنَفِيَّة، وَيعرف بالسراجي نِسْبَة لجده لَهُ أَعلَى يُقَال لَهُ سراج. مِمَّن اشْتغل وتميز وَكتب الْخط الْحسن وَمِمَّا كتبه الْقَامُوس بل وأوقفني على قصيدة من نظمه أَولهَا: (بكأس ثغرك هَل للصب تَعْلِيل ... وَهل على الْوَصْل يَا لمياء تعويل) وَشَرحهَا، وَكَانَ قد لَازم الْجلَال بن السُّيُوطِيّ لكَونه من خطته جوَار جَامع ابْن طولون وَكتب عَنهُ من مجموعاته أَشْيَاء وَقرأَهَا ثمَّ لكَونه لم يمش مَعَه فِيمَا لم يُوَافق باينه، وَفِي غُضُون ذَلِك فِي أول ذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين سمع مني المسلسل بِشَرْطِهِ وحدي زُهَيْر العشاري واستجازني ومدحني وَعِنْده أدب وفضيلة وَفِيه تجمل وحشمة، وَأول من ابتكر نيابته الشَّمْس الْغَزِّي ثمَّ ولاه الاخميمي وَجلسَ بحاوت بخطته، كَانَ الله لَهُ. 422 - حسن بن عَليّ بن أَحْمد الْبَدْر أَبُو عَليّ الدماطي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الضَّرِير / ودماط من الغربية بِالْقربِ من الْمحلة. قدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو) والشاطبية وتوضيح النخبة لشَيْخِنَا وَأَخذه بحثا عَنهُ بقرَاءَته ولازمه كثيرا فِي الرِّوَايَة والدراية وَأذن لَهُ فِي الاقراء وَأثْنى عَلَيْهِ، وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن الشّرف السُّبْكِيّ والونائي والبلقيني والمناوي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي بعض التقاسيم وَحضر أَيْضا دروس القاياتي والأمين الاقصرائي والزين طَاهِر وَغَيرهم والقراآت عَن التَّاج بن تمرية والعفصي والزين رضوَان والشهاب السكندري وأكمل عَلَيْهِ والعربية عَن كريم الدّين العقبي وَلم يمهر فِيهَا خَاصَّة بلَى برع فِي الْفِقْه والقراءات، وتصدر للاقراء زَمنا، وانتفع بِهِ الطّلبَة، وخطب بالجامع الْأَزْهَر نِيَابَة وَبِغَيْرِهِ وَسمع على الرَّشِيدِيّ وَجَمَاعَة وَحج تنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ فَقِيها فَاضلا متقنا ضابطا متحريا مقرئا مجودا متعبدا كثير التِّلَاوَة فَقِيرا قانعا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بعد أَن توعك أشهرا بِحَيْثُ استثقلت بِهِ زَوجته فحول إِلَى البيمارستان من نَحْو شهر، ثمَّ حمل إِلَى الاقبغاوية مَيتا فَبَاتَ بهَا وَختم الْقُرْآن عِنْده ثمَّ غسل من الْغَد وَصلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل تقدم الزين زَكَرِيَّا ثمَّ دفن بتربة سعيد السُّعَدَاء عَن نَحْو السِّتين وَنعم الرجل حرمه الله وإيانا. 423 - حسن بن عَليّ بن أَحْمد حسام الدّين الكجكني الْحلَبِي البانقوسي / نَائِب السلطنة بالكرك. ترقى فِي الخدم إِلَى أَن أَمر بطرابلس وَقدم مَعَ يلبغا الناصري لما انتزع الْملك من برقوق فَأمره بالكرك وَتقدم عِنْد الظَّاهِر برقوق لكَونه خدمه بالكرك ثمَّ قربه وَأمره بِمصْر إمرة خمسين وَبَعثه رَسُولا إِلَى الرّوم فَمَاتَ فِي ثَالِث رَجَب سنة

إِحْدَى. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، زَاد غَيره عَن سِتِّينَ وَدفن فِي تربته تجاه حوش السُّلْطَان ورسم لَهُ السُّلْطَان بثلثمائة دِينَار فِي ختمات واطعام وَنَحْو ذَلِك على قَبره فَتَوَلّى ذَلِك الْعَيْنِيّ بِإِشَارَة أرغون شاه البيدمري لَهُ بذلك، وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا جميل المحاضرة حُلْو المداعبة تَامّ الْمعرفَة بجياد الْخَيل والجوارح محبا فِي الْعلمَاء وَأهل الْخَيْر عَاقِلا سيوسا، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي 424 -. حسن بن عَليّ بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُفْلِح الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو عبد الْمُنعم / الْآتِي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ 425 -. حسن بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو عَليّ بن الْمُوفق النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ. / أَخذ عَن أَبِيه وَابْن عَمه الْجمال الطّيب بل وَعَمه الشهَاب القَاضِي وَأم بِمَسْجِد وَالِده وَكَانَ شجى الصَّوْت جيد التِّلَاوَة وَلَا زَالَ متعللا حَتَّى مَاتَ فِي سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَعشْرين. 426 - حسن بن عَليّ بن أبي بكر بدر الدّين السُّبْكِيّ الأَصْل الريشي ثمَّ القاهري وَالِد خير الدّين مُحَمَّد الْآتِي أحد الشُّهُود. قَرَأَ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وَعرض على جمَاعَة وَحضر عِنْد الابناسي وَغَيره وَصَحب الزين بن النقاش وجاور مَعَه بِمَكَّة وَقَرَأَ بَين يَدَيْهِ فِي الميعاد ثمَّ جاور فِيهَا بمفرده سِنِين وَتزَوج بهَا، وَجلسَ بِبَاب السَّلَام ينْسَخ وَيشْهد وَكَانَ يكْتب خطا جيدا فَلِذَا كَانَ يكْتب الْعُمر هُنَاكَ فِيمَا بَلغنِي. مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين وَدفن بالمعلاة. 427 - حسن بن عَليّ بن جوشن بن مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد القاهري البدوي الركاب بالاسطبلات السُّلْطَانِيَّة كأسلافه ونزيل الخانقاه القوصونية من القرافة الصُّغْرَى. / ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ بعض الْقُرْآن وَاسْتمرّ على حفظه ثمَّ وَفقه الله لملازمة الصَّالِحين والطلبة، وحبب إِلَيْهِ سَماع الحَدِيث فأكب عَلَيْهِ وَسمع من التنوخي وَابْن الشيخة والنجم البالسي والفرسيسي والابناسي والهيثمي والقدسي وَالشَّمْس بن مكين الْمَالِكِي فِي آخَرين وَقَالَ كنت أتوجه من القرافة الْكُبْرَى إِلَى الحسينية للسماع على ابْن الشيخة حَتَّى سَمِعت عَلَيْهِ صَحِيح ابْن حبَان وَسمعت على الفرسيسي سيرة ابْن سيد النَّاس وعَلى الْعِرَاقِيّ وَولده الْوَلِيّ والهيثمي والبلقيني قَالَ وَكَانَ يحبني ويلقبني النجيب وعَلى السويداوي وَابْن حَاتِم وَغَيرهم، وَحج فِي سنة سبع وَسبعين ثمَّ توجه فِي الْقَابِل مَعَ الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن فَلَمَّا رَجَعَ من الْعقبَة رَجَعَ مَعَه، ثمَّ حج بعد تِلْكَ السّنة وسافر إِلَى دمشق

مَعَ الظَّاهِر ططر وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل اسكندرية وَمَا سمع فِي مَوضِع مِنْهَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء بل كتب عَنهُ بعض الْجَمَاعَة من نظمه: (قلبِي بحب الَّذِي أهواه مَشْغُول ... وَشرح حَالي فِي تَفْصِيله طول) (إِن زرتموني فيا بشراي يَا فرحي ... يَا من هم بغيتي وَالْقَصْد والسول) فِي أَبْيَات وَكَانَ خيرا مجيدا محبا للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ مُعْتَقدًا بَين طائفته وَمن يعرفهُ ذَا منزلَة عِنْد الْمُلُوك وَنَحْوهم مستحضرا لكثير من الحَدِيث وَغَيره سِيمَا الْخَيْر عَلَيْهِ ظَاهِرَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَدفن بالقرافة رَحمَه الله. 428 - حسن بن عَليّ بن حسن بن أبي بكر بن صَلَاح الدّين بن الشَّيْخ نصر الْبَدْر النمراوي الشَّافِعِي / أحد أَصْحَاب أبي الْعَبَّاس الغمري وَيعرف بِابْن الطَّوِيل. ولد قبل سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بنمرة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَكَثِيرًا من الْمِنْهَاج الفرعي وَقطعَة من الْأَصْلِيّ وَجَمِيع هَدِيَّة الناصح وألفية النَّحْو والشاطبية ورائية الشَّيْخ عبد الْعَزِيز الديريني فِي مرسوم الْخط وَحضر فِي دروس الْعَبَّادِيّ وَابْن أَخِيه الشهَاب وَالْفَخْر المقسي والجوجري والبرمكيني فِي آخَرين وشارك فِي الْفَضِيلَة وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء ولازمني فِي الاملاء وَغَيره وخطب بِجَامِع الغمري وَغَيره، وأقرأ مماليك أزدمر المسرطن أحد المقدمين، وَنعم الرجل. 429 - حسن بن عَليّ بن حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن عز الْعَرَب بن عَليّ بن فضَالة بن عز الْعَرَب بن فضل بن فضَالة الْبَدْر أَبُو الضياء بن النُّور الغمريني وَرُبمَا قيل لَهُ التتائي المتوفي ثمَّ القاهري الازهري الْمَالِكِي، وَيعرف بِابْن مشعل. ولد بِكفْر يعرف ببني غمرين مجاور لتتا وَكِلَاهُمَا من قرى منوف الْعليا من الْجِهَة البحرية وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه هرون وَغَيره، ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فَنزل رواق الريافة من الْأَزْهَر وَحفظ الرسَالَة وألفية النَّحْو وَعرض على شَيخنَا والقاياتي وَابْن البُلْقِينِيّ، وَحضر دروس أبي الْقَاسِم النويري وَقَرَأَ على ابْن المجدي فِي النَّحْو والفرائض وعَلى ابْن قديد فِي الصّرْف ثمَّ على السنهوري فِي الْفِقْه وَغَيره، وَصَحب الانصاري وسافر مَعَه فِي سنة خمس وَأَرْبَعين إِلَى حلب وَأخذ بهَا عَن ابْن الشماع وَحج غير مرّة وجاور وزار الطَّائِف وَكَانَ بِمَكَّة مَعَ الانصاري حِين مَاتَ ومسه بعده مَكْرُوه بِسَبَبِهِ وتحول إِلَى الشمام فقطنها وناب عَن قاضيها بل نَاب قبل بِالْقَاهِرَةِ عَن اللَّقَّانِيّ وَذكر أَن وَالِده كَانَ من شُيُوخ أهل تِلْكَ النَّاحِيَة وَأَنه عمر مائَة وثمان سِنِين وَهُوَ كَامِل الْأَعْضَاء والحركات. 430 - حسن بن عَليّ بن حسن بن عَليّ بن قَاسم الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد بن القَاضِي

عَلَاء الدّين المشرقي الأَصْل ثمَّ التلعفري الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد وَعبد الرَّحِيم الآتيين وَيعرف بالمحوجب. كَانَ أَبوهُ قَاضِي تلعفر من نواحي الْموصل قَالَ ابْن الْأَثِير تبعا لأصله وظني أَنَّهَا التل الأعفر فخففوها وَقَالُوا تلعفر. فولد صَاحب التَّرْجَمَة بهَا ثمَّ قدم قبل استكماله عشر سِنِين مَعَ أَبِيه دمشق وَكَانَ ذَلِك ظنا فِي أَيَّام التَّاج السُّبْكِيّ فاشتغل على أهل تِلْكَ الطَّبَقَة فِي الْفِقْه والقراآت والعربية والفرائض وَمن شُيُوخه فيهمَا الْعَلَاء التلعفري أحد تلامذة ابْن تَيْمِية وَلَيْسَ بِأَبِيهِ بل هُوَ آخر شَاركهُ فِي النِّسْبَة واللقب، صَارَت لَهُ يَد فِي القراآت والفرائض وبراعة فِي الشُّرُوط مَعَ الضَّبْط لدينِهِ ودنياه والوجاهة فِي الْعَدَالَة، ثمَّ لزم بِأخرَة مَسْجِد الْخَوَارِزْمِيّ من القبيبات إِلَى أَن مَاتَ سنة أَربع عشرَة عَن نَحْو التسعين بِتَقْدِيم التَّاء، وَدفن بالقبيبات جوَار التقي الحصني رحمهمَا الله وإيانا. 431 - حسن بن عَليّ بن حسن بن عبد الرَّحْمَن الْمَنَاوِيّ الأَصْل نِسْبَة لمنية الرخا من بحري البولافي الشَّافِعِي / أحد النواب وَيعرف بِابْن القلفاط حِرْفَة أَبِيه، ويلقب جده بالبدوي. ولد فِي ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَأمه هِيَ أُخْت الشَّيْخ مُحَمَّد ابْنا عَليّ بن صَلَاح الْمَنَاوِيّ نِسْبَة لمينة ابْن خصيب فَنَشَأَ عِنْد خَاله الْمَذْكُور ببولاق وَحفظ عِنْده الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية النَّحْو وَقَرَأَ على النُّور الْمَنَاوِيّ شيخ الاستادارية والشرف مُوسَى البرمكيني فِي التَّقْسِيم وَغَيره ولازم ثَانِيهمَا أَكثر وَكَذَا حضر عِنْد الشّرف الْمَنَاوِيّ وناب عَنهُ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بعناية البرمكيني وَاسْتمرّ يَنُوب لمن بعده، بل اسْتَقر فِي شَهَادَة أوقافه الْحَرَمَيْنِ برغبة الشهَاب البيجوري لَهُ عَنْهَا فِي الْأَيَّام الولوية رَفِيقًا لِلشِّهَابِ الزعيفريني وَتكلم فِي عمل انبابة وبلقس وَغَيرهمَا وَكَذَا بَاشر حسبَة بولاق فِي أَيَّام يشبك الجمالي ثمَّ أعرض عَن ذَلِك، وَقَرَأَ على القَاضِي زَكَرِيَّا فِي شَرحه للبهجة وَسمع غير ذَلِك، وسافر مَعَ أَبِيه لمَكَّة وَهُوَ صَغِير ثمَّ حج فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا، وَكَانَ يجْتَمع على حَتَّى سمع السِّيرَة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام إِلَّا مَجْلِسا وَالْكثير من التَّذْكِرَة للقرطبي، وَهُوَ صهر الناصري مُحَمَّد بن مُحَمَّد مهتار الطشتخاناه للمؤيد بن إينال والمهتار أَبوهُ لَا ابْنه، وَله حَادِثَة أَشَرنَا إِلَيْهَا فِي سنة خمس وَتِسْعين 432 -. حسن بن عَليّ بن حسن الحاسم أَبُو مُحَمَّد السَّرخسِيّ الأَصْل الابيوردي. ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بأبيورد الْمُنْتَقل جده إِلَيْهَا، وَنَشَأ بهَا وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ يعرف كل مِنْهُمَا فِيهَا بالخطيب وَلذَا قيل لَهُ الخطيبي. واشتغل بعلوم على جمَاعَة من الْكِبَار وَكَانَ أَبوهُ يمنعهُ فِي الِابْتِدَاء من الِاشْتِغَال بالعقليات ثمَّ أذن لَهُ فسر

بذلك ولازم السعد التَّفْتَازَانِيّ مُلَازمَة جَيِّدَة، ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقَرَأَ بهَا على الشهَاب أَحْمد الْكرْدِي الْحَاوِي فِي الْفِقْه والغاية القصوى، ولازم فِيهَا الشَّمْس الْكرْمَانِي، ثمَّ دَخلهَا أَيْضا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين قَاصِدا الْحَج من خُرَاسَان فَلم يقدر لَهُ فَأَقَامَ بهَا وَقَرَأَ بهَا صَحِيح مُسلم على النُّور عبد الرَّحْمَن بن أفضل الدّين الاسفرايني، ثمَّ رَحل مِنْهَا فِي أَوَائِل سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ رَجَعَ إِلَى خُرَاسَان وارتحل إِلَى قزوين فَقَرَأَ بهَا على الشّرف الْقزْوِينِي وَصَحب بهَا النُّور الشالكاني أحد مَشَايِخ) الصُّوفِيَّة الْمَذْكُورين بالكشف وَقَرَأَ بهَا الحَدِيث على الصَّدْر أبي الْمَعَالِي أَحْمد بن أبي الْفَضَائِل نصر الله بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي الْمَعْرُوف بِابْن الْمولى ورحل إِلَى أَصْبَهَان فَقَرَأَ عُلُوم الرياضات على مَحْمُود الراشاني قَرَأَ عَلَيْهِ التَّذْكِرَة فِي علم الْهَيْئَة وَالِي بخاري فَقَرَأَ بهَا شَيْئا من أول البُخَارِيّ على الشَّمْس مُحَمَّد بن جلال الدّين الحافظي الجعبري أَنا حَافظ الدّين أَبُو طَاهِر مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد الاوسي انا السراج عمر بن عَليّ الْقزْوِينِي إجَازَة انا الرشيد أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْقسم عبد الله بن عمر المقرىء انا أَبُو الْحسن عَليّ بن أبي بكر القلانسي بِسَنَدِهِ، وَالِي سَمَرْقَنْد وتركستان وَغَيرهمَا وَتقدم على أقرانه مَعَ كثرتهم وصنف التصانيف الجيدة المفيدة، وَحج سنة أَربع وَثَمَانِينَ ثمَّ سنة أَربع عشرَة وجاور الَّتِي بعْدهَا، ثمَّ سَافر فِي آخرهَا إِلَى زبيد من بِلَاد الْيمن فَحل لَهُ الْقبُول من متوليها ثمَّ إِلَى تعز فَدَخلَهَا فِي الْعشْر الْأَخير من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ عشرَة فَلم يلبث أَن مرض ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَالِث عشر جُمَادَى الثَّانِيَة مِنْهَا وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَكَذَا أوردهُ شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وسمى جده مُحَمَّدًا وَقَالَ: حسام الدّين الابيوردي الشَّافِعِي الْخَطِيب نزيل مَكَّة كَانَ عَالما بالمعقولات ثمَّ دخل الْيمن وَاجْتمعَ بالناصر ففوض إِلَيْهِ تدريس بعض الْمدَارِس بتعز فعاجلته الْمنية وَكَانَ قد أَخذ عَن التَّفْتَازَانِيّ مَعَ الدّين وَالْخَيْر والزهد، وَله من التصانيف ربيع الْجنان فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، وَغير ذَلِك 433 -. حسن بن عَليّ بن حسن الْبَدْر السفطي الازهري الشَّافِعِي / اشْتغل يَسِيرا واختص بِالنَّجْمِ بن حجي وَسمع جمَاعَة وَكَانَ يراجعني فِيمَن تَأَخّر من أهل الرِّوَايَات لأخذ خطوطهم على الاستدعاءات فَصَارَت لَهُ بهم براعة وخبرة، وَهُوَ مِمَّن أَخذ عني. 434 - حسن بن عَليّ بن حسن الْبَدْر المباشري ثمَّ الشبراوي الملسي / أحد شهودها. قدم الْقَاهِرَة فسكن المنكوتمرية وقتا وَقَرَأَ عَليّ وعَلى غَيْرِي يَسِيرا وَجلسَ مَعَ الشُّهُود ثمَّ رَجَعَ 435 -. حسن بن عَليّ بن خلف الْبَدْر السجيني الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي خَال الشهَاب

السجيني الفرضي الْمَاضِي، كَانَ يُؤَدب الْأَطْفَال وَيقْرَأ الأجواق رياسة وَرُبمَا وعظ وَأكْثر من النّسخ بِحَيْثُ كتب عدَّة مصاحف وربعات ووقف مِمَّا كتبه صَحِيح البُخَارِيّ على أبي الْعَبَّاس الغمري. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَانِينَ وَقد قَارب السِّتين رَحمَه ال 436 - لَهُ. حسن بن عَليّ بن سَالم بن أَحْمد بن عبد الْخَالِق الْبَدْر الْبُرُلُّسِيّ الشوري ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَيعرف بالشوري. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بشورى قَرْيَة من البرلس وَنَشَأ فحفظ الرسَالَة وغالب ابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك والشاطبية وتلا لعدة قراء على مُحَمَّد الْمصْرِيّ قدم عَلَيْهِم، وَأخذ الْفِقْه وَغَيره عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن عرام، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة سنة ثَلَاث وَخمسين فَأخذ عَن طَاهِر فِي الْفِقْه والاصول وَكَذَا لَازم يحيى العلمي فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا والتريكي فِي الْفِقْه وأصوله وَأَبا الْجُود فِي الْفَرَائِض وَأخذ عَن التقي الحصني فنونا وَعَن الكافياجي وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على السَّيِّد النسابة فِي البُخَارِيّ ولازمني فِي كثير من شرح الالفية وَفِي الامالي وَغير ذَلِك، وكتبت عَنهُ من نظمه أبياتا فِي البقاعي عِنْدِي فِي مَوضِع آخر، وَحج سنة سِتِّينَ ثمَّ سنة ثَمَانِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَحضر عِنْد الْبُرْهَان بن ظهيرة وَكَانَ يتدرب بِهِ أَبُو الْخَيْر الفاسي حِين كَانَ يحكم بهَا، وَفضل فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وأقرأ الطّلبَة بِبَلَدِهِ وَكَذَا بِجَامِع الازهر وَغَيره وتكسب بِالشَّهَادَةِ وبالتكلم على النَّاس بل نَاب هُوَ فِي الْقَضَاء عَن اللَّقَّانِيّ ثمَّ ترك وَيُقَال إِنَّه غير مَحْمُود 437 -. حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد الفيومي القاهري الشَّافِعِي / إِمَام جَامع الزَّاهِد بالمقسم. ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَحفظ فِي صغره مَعَ الْقُرْآن الْعُمْدَة والتنبيه فِي الْفِقْه وعرضهما فِي سنة سبع عشرَة على جمَاعَة مِنْهُم الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا، وَأَجَازَ لَهُ فِي آخَرين مِمَّن لم يجز كالبيجوري والبرماوي والبلالي وَابْن النقاش والبوصيري، وَكَانَ أحد الصُّوفِيَّة بِسَعِيد السُّعَدَاء مديما إقراء الاطفال بِجَانِب مَحل إِمَامَته مِمَّن اعتنى بالترغيب لِلْمُنْذِرِيِّ وأتقنه مَعَ النواجي وَغَيره. وَكَذَا قَرَأَ فِيهِ وَفِي غَيره على شَيخنَا ابْن خضر والشهاب الْمحلى خطيب جَامع ابْن ميالة والبرهان الكركي بل سمع فِيهِ على شَيخنَا أَو قَرَأَ وَكتب مِنْهُ عدَّة نسخ بِخَطِّهِ الْمَنْسُوب الَّذِي جوده ظنا على البسراطي المقسي بل قَرَأَهُ على الْعَامَّة بالجامع الْمشَار إِلَيْهِ، وَزَاد اعتناؤه بِهِ حَتَّى حصل فَوَائِد فِي شرح كثير من أَحَادِيثه التقطها فِي طول عمره من بطُون الْكتب مُشْتَمِلَة على الْجيد وَغَيره مَعَ التكرير والتبتير لعدم تأهله وَضم

ذَلِك لتراجم جمَاعَة من رُوَاته وَنَحْوهم وَرُبمَا استمد فِي ذَلِك مني ورام قِرَاءَة مَا كتبه عَليّ وَهُوَ شَيْء كثير يكون نَحْو مجلدين فَأكْثر فَمَا اتّفق، وَتردد بِأخرَة للشمس ابْن قَاسم فَكَانَ مَا استفاده مِمَّا أُشير إِلَيْهِ أَكثر مِمَّا أَفَادَهُ، وَنعم الرجل كَانَ صلاحا وسلامة فطْرَة لكنه كَانَ قَاصِر الْفَضِيلَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبعين رَحمَه الله وإيانا.) ::: 438 - حسن بن عَليّ بن عَامر الجدي /. مَاتَ بساحل جدة فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها. 439 - حسن بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن غفاه البدراني وَالِد المحمدين الثَّلَاثَة / الْآتِي ذكرهم. قَرَأَ الْقُرْآن وأقرأه أَوْلَاده وَكَانَ خيرا صَالحا. مَاتَ فِي سنة ثَمَان بمنية بدران رَحمَه الله. 440 - حسن بن عَليّ بن عَليّ بن رضوَان الطلخاوي ثمَّ القاهري الْوَقَّاد / أَبوهُ ثمَّ هُوَ بِجَامِع الغمري ونزيل مَكَّة. ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا واشتغل بِالْقَاهِرَةِ، وقطن مَكَّة من سنة سبع وَسبعين ولازم الشَّمْس المسيري فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا، وَكَذَا قَرَأَ النَّحْو على يحيى العملي وأبى الْعَزْم الْقُدسِي وَالْفِقْه وأصوله على الشّرف الدمسيسي حِين مجاورته وَحضر فِي النَّحْو عِنْد السراج معمر وَقَرَأَ على السَّيِّد عبد الله ثمَّ قَرَأَ على ابْن جرباش شرح العقائد حِين مجاورته، وَحمل عني بهَا وبغيرها أَشْيَاء وَتزَوج بِمَكَّة ورزق الْأَوْلَاد، وَفهم الْفِقْه والعربية مَعَ دربة وتقنع وارتفق بِبَعْض التعاليم وَاسْتقر فِي مدرسة السُّلْطَان بعد أبي الْيمن حفيد أبي السعادات بن ظهيرة وَفِي الزمامية عَن غَيره وَرُبمَا أَقرَأ الْفِقْه والعربية وَنعم الرجل. 441 - حسن بن عَليّ بن عمر الْبَدْر الاسعردي، / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه صاحبنا بدر الدّين كَانَ من بَيت نعْمَة وثروة فَأحب سَماع الحَدِيث فَسمع فَأكْثر وَكتب الطباق وَحصل الْأَجْزَاء وَسمع من أَصْحَاب التقي سُلَيْمَان وَنَحْوهم وَأحب هَذَا الشَّأْن وَذَهَبت أجزاؤه فِي فتْنَة تمرلنك، وَقد رافقني فِي السماع وَأَعْطَانِي أَجزَاء بِخَطِّهِ، وَبَلغنِي أَنه حدث بِدِمَشْق فِي سنة وَفَاته بِبَعْض مسموعاته. وَمَات بهَا فِي ربيع الأول سنة تسع وَكَذَا قَالَ نَحوه فِي المعجم. وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. 442 - حسن بك بن عَليّ بك بن قرا يلوك عُثْمَان صَاحب ديار بكر وأخو جهانكير الْمَاضِي ووالد أبي المظفر يَعْقُوب صَاحب الشرق وَيعرف بالطويل. / انتزع مملكة الْحسن من بني أَيُّوب بقتْله لزين العابدين الملقب بالصالح وأخويه بني عَليّ بن مَحْمُود بن الْعَادِل سُلَيْمَان وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ. وَمَات فِي جُمَادَى

أَو رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد أَن أَخذ ملك الرّوم ابْن عُثْمَان جنده، وَاسْتقر بعده ابْنه الْكبر خَلِيل فحاربه أَخُوهُ الْمشَار إِلَيْهِ يَعْقُوب وَقتل ذَلِك بعد هَذَا الْآن بِيَسِير بل كَانَ أحد أُمَرَاء صَاحب التَّرْجَمَة وَهُوَ بايندر قتل ولدا فِي حَيَاة أَبِيه لَهُ أَيْضا يُقَال لَهُ مُحَمَّد باغرلو 443 -. الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَدْر أَبُو عبد الله بن الْعَلَاء بن الشَّمْس الحصني ثمَّ الْحَمَوِيّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الصَّواف /. كَانَ جد وَالِده مُبَارَكًا مُعْتَقدًا وخدم وَلَده الْعَلَاء القضامي فِي التِّجَارَة وَغَيرهَا حَتَّى قيل إِن ثروتهم مِنْهُ وتعاني وَلَده التِّجَارَة لنَفسِهِ وَصَارَ ذَا خبْرَة بالابل وانتقل فِي كنف أَبِيه فَارًّا من الْفِتْنَة لحصن الأكراد بَين حماة وطرابلس، وَكَانَ مولد الْبَدْر هَذَا هُنَاكَ فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فَلَمَّا انْقَضتْ الْفِتْنَة رجعُوا إِلَى محلهم حماة، وَنَشَأ الْبَدْر على طَريقَة وَالِده فِي الْمُعَامَلَة وَالتِّجَارَة وَحفظ الْمُخْتَار والأخسيكتي ومنظومة النَّسَفِيّ وَأخذ الْفِقْه عَن قاضيها نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان بن الجيني وَسمع فِي صَحِيح مُسلم على الشَّمْس بن الْأَشْقَر وَحج وَقدم الْقَاهِرَة فَحَضَرَ دروس الشَّمْس بن الديري وقاري الْهِدَايَة وَكَانَ مِمَّن عينه أَولهمَا من طلبته لصوفية المؤيدية أول مَا فتحت، وَرجع إِلَى بِلَاده ثمَّ قدم والكمال بن الْهمام إِذْ ذَاك شيخ الاشرفية المستجدة فلازمه وَقَرَأَ عَلَيْهِ نصف التَّحْقِيق شرح الاخسيكتي وَسمع عَلَيْهِ بَاقِيَة مَعَ بعض شرح ألفية الحَدِيث، وَصَارَ ذَا مُشَاركَة فِي الْأُصُول مَعَ حفظ جَانب من الْفِقْه واتفقت وَفَاة شَيْخه ابْن الجيتي والبدر إِذْ ذَاك بِالْقَاهِرَةِ فَقَامَ مَعَه الْجمال بن مصطفى الْحَنَفِيّ أحد أَصْحَابه أتم قيم بملاحظة شَيْخه الْكَمَال وَكَذَا الْأمين الاقصرائي لكَونه مِمَّن كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ عِنْد بعض الْأُمَرَاء حَتَّى ولى قَضَاء بَلَده فِي أول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فَأَقَامَ فِيهِ إِلَى أَن مَاتَ وَتقدم بِكَثْرَة الْهَدَايَا والخدم ومزيد الْبَذْل لأرباب الْحل وَالْعقد وَالْمُبَالغَة فِي الضِّيَافَة وَنَحْوهَا للقادمين عَلَيْهِ من ذَوي الوجاهات والمناصب فزادت بذلك وجاهته وانتشرت متاجره ومستأجراته وروعي جَانِبه وَكثر الرَّاغِب فِي الْحُلُول بساحته وطالبه، حَتَّى كَانَ الجمالي نَاظر الْخَاص من المساعدين فِي مآربه والقاهرين لمن يلْتَمس خفض جَانِبه لِكَثْرَة مَا كَانَ يجلبه إِلَيْهِ ويحكمه فِيمَا يَقُول فِيهِ عَلَيْهِ،

وَكَانَ بَينه وَبَين الْمُحب بن الشّحْنَة مزِيد اخْتِصَاص فَرغب فِي تَزْوِيج ابْنه الصَّغِير لابنَة الْبَدْر وَاتفقَ قدومه الْقَاهِرَة والمحب قاضيها فأنزله بجانبه وَكَاد أَمر الْمُصَاهَرَة أَن يتم فطرأت منافرات بَين النِّسَاء اقْتَضَت حُصُول وَحْشَة وحاول جمَاعَة إِزَالَتهَا بِكُل طَرِيق فَمَا أمكن وتكلف الْبَدْر بِسَبَبِهَا قدرا طائلا حَتَّى انْقَطَعت الوصلة وتطرق للسعي فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بالديار المصرية وساعده الدوادار جَانِبك الجداوي حَتَّى اسْتَقر ببذل مَال بعد صرف الْمُحب الْمشَار إِلَيْهِ، وَلم يلبث أَنْت تعلل ثمَّ مَاتَ وَقد اسْتكْمل خَمْسَة أشهر واياما يُقَال وَهُوَ مَسْمُوم فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي جمع حافل مِنْهُم الاتابك قانم التَّاجِر وَدفن فِي حوش مَنْسُوب للاتابك بِجَانِب تربته بِالْقربِ من تربة الظَّاهِر برقوق، وَقد أطلت تَرْجَمته فِي الْقُضَاة والوفيات، وَكَانَ صَالحا تَامّ الْعقل متواضعا محبا فِي المذاكرة بمسائل الْعلم وَالْأَدب بل يُقَال انه من المتميزين فِي الْفِقْه والاصول وَقد جَلَست مَعَه مرّة أَو مرَّتَيْنِ قبل ولَايَته وسألني عَن بعض الْأَحَادِيث مرّة بعد أُخْرَى رَحمَه الله وإيانا. 444 - حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الرَّزَّاق بن القطب عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن عُثْمَان بن أبي بكر بن عبد الرَّزَّاق بن القطب عبد الرَّحْمَن الشَّمْس الانصاري الخزرجي الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي /، ولد فِي ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة وَقَرَأَ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو على وَالِده واشتغل فِي الْفِقْه على الْبِسَاطِيّ وَالْجمال الاقفهسي والتاج بهْرَام وَكَانَ خَال وَالِده والزينين خلف النحريري وقاسم النويري فِي آخَرين وَكَانَ يزْعم أَن ابْن شاوسن صَاحب الْجَوَاهِر وَابْن المكين الْمصْرِيّ من أقاربهم وَأَن أُصُوله كلهم مالكية إِلَّا جده فَكَانَ شافعيا، وَأَن وَالِده تَلا بالسبع على النُّور على بن عبد الله أخى شَيْخه بهْرَام عَن أبي بكر بن الجندي، وَأخذ هُوَ النَّحْو عَن الشموس الشطنوفي والعجيمي والبساطي ولازمهم بل لَازم الشَّيْخ قنبر نَحْو السنتين فِي الْعُلُوم الَّتِي كَانَ يقرئها وَقَرَأَ بِأخرَة على القاياتي فِي سعيد السُّعَدَاء جَمِيع ابْن المُصَنّف، وَسمع الحَدِيث على الصّلاح الزفتاوي وَابْن الشمني وَابْن الابناسي والمراغي والغماري والسويداوي والحلاوي وَغَيرهم، وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي فِي آخَرين وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء فرأت عَلَيْهِ وَكَانَ ظَاهر الْعَدَالَة حاد اللِّسَان محبا فِي الحَدِيث وَأَهله مستكثرا من زِيَارَة الصَّالِحين وتعاهد قُبُورهم بِحَيْثُ صَارَت لَهُ فِيمَا بَلغنِي مهارة فِي تَعْيِينهَا مَوْصُوفا قبل ذَلِك بالفضيلة لكنه جلس للتكسب بِالشَّهَادَةِ فاشتغل بهَا ولتقدم سنه مَعَ فاقته ومعرفته بالخطوط كَانَ مَقْصُودا للشَّهَادَة عَلَيْهَا، وَقد أَقَامَ مُدَّة

بحانوت الخيميين رَفِيقًا للزين أبي بكر المشهدي الْآتِي إِن شَاءَ الله إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَخمسين رَحمَه الله. 445 - حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الاذرعي ثمَّ الصَّالِحِي / قَاضِي أَذْرُعَات وَالِد الشهَاب أَحْمد الإِمَام وَعبد الله وأخو حُسَيْن الْمَذْكُورين. سمع من شَيخنَا وَكَانَ بَينهمَا مَوَدَّة بل سمع شَيخنَا من نظمه. 446 - حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْبَدْر أَبُو الْمجد الطلخاوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي لَيْلَة الْأَحَد مستهل رَمَضَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بطلخا من الغربية، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن ومختصر أبي شُجَاع وتلقن الذّكر من يُوسُف الازهري أحد أَصْحَاب الغمري الْكَبِير ثمَّ تحول مَعَ خَاله الْحَاج عَليّ إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَخمسين فقطنها، وَأقَام بالازهر فجود الْقُرْآن وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وألفية الْفَرَائِض لِابْنِ الهائم واللمحة للعفيف فِي الطِّبّ وغالب جمع الْجَوَامِع وألفية الحَدِيث وَالتَّلْخِيص وَأخذ الْفَرَائِض والحساب والميقات والهيئة والهندسة والجبر والمقابلة وَحل الشَّمْس بطرِيق الدّرّ الْيَتِيم عَن الشهَاب السجيني وَرُبمَا رَاجع الشرفي بن الجيعان فِي شَيْء من الْفَرَائِض والحساب والهيئة مَعَ الوضعيات عَن الْمُحب بن الْعَطَّار والوضعيات فَقَط عَن ابْن ولي الدّين صهر الغمري والميقات فَقَط عَن نور الدّين النقاش وَولده والبدر المارداني والحرف عَن نَاصِر الدّين بن قرقماس والرمل عَن مُحَمَّد النحريري وَالْفِقْه عَن الْعَبَّادِيّ والوروري وَإِمَام الكاملية وزَكَرِيا والشرف مُوسَى البرمكيني والبرهان العجلوني وَالْفَخْر المقسي وَعبد اللَّطِيف الشارمساحي والزين الابناسي وَالشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وَعَن الشّرف وَكَذَا ابْن قَاسم وَالْجمال الكوراني أَخذ أصُول الدّين بل أَخذه أَيْضا عَن الكافياجي وَعَن العجلوني والشرف والكوراني أَخذ الْمنطق وَكَذَا أَخذ عَن العجلوني وَإِمَام الكاملية وَابْن المرخم والابناسي أصُول الْفِقْه وَأَخذه أَيْضا مَعَ الْمعَانِي وَالْبَيَان عَن الشهَاب بن الأقيطع وَعَن السنهوري وَابْن يُونُس المغربي ونظام الْحَنَفِيّ وَكَذَا الابناسي والكوراني والوروري الْعَرَبيَّة، وَكَذَا أَخذهَا مَعَ الصّرْف عَن السُّهيْلي وَعَن مظفر الامشاطي الطِّبّ قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه للمحة وَغَيره وَكَذَا أَخذ فِي الطِّبّ عَن التقي الشمني وَعَن كريم الدّين الهيثمي الوراقة والشروط ولازم الْبَدْر بن الْقطَّان فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير والمعاني وَالْبَيَان والاصلين والمنطق والابناسي فِي التَّفْسِير والْحَدِيث والمعاني وَالْبَيَان وَالصرْف، ولازمني فِي الحَدِيث رِوَايَة ودراية بِحَيْثُ حمل عني شرح ألفية الْعِرَاقِيّ

لناظمها وَالْكثير من شرحي وَقَرَأَ عَليّ فِي شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد بل أَخذ عني دروسا من شرح ألفية النَّحْو، وَبَعض هَؤُلَاءِ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض وَأذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس فدرس وناب فِي الْقَضَاء، وَحج وتكسب) بالطب قَلِيلا ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَلزِمَ التكسب بِالشَّهَادَةِ، وَصَارَ مرجع خطته إِلَيْهِ فِيهَا وداوم الْجُلُوس فِي بعض الْمَسَاجِد لَهَا وللاقراء وَلم يتعاط من الاحكام إِلَّا قَلِيلا مَعَ تواضعه وانطراح نَفسه واقباله على مَا يهمه، وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء مَعَ ثروة وَشدَّة حرص اقْتضى تَعبه من قبل بنيه وَنَحْوهم. حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الْبَدْر أَبُو عبد الله بن الصَّواف. /. مضى فِيمَن جد أَبِيه عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد تَقْرِيبًا. 447 - حسن بن عَليّ بن الزكي مُحَمَّد بن مُوسَى بن مراج الْمَكِّيّ الْعَطَّار الْبَزَّار / بقيسارية دَار الامارة مِنْهَا، وَيعرف بِابْن الزكي. ولد قبيل الاربعين وَسَبْعمائة بِيَسِير، وَسمع عَليّ الْفَخر بن النويري وَابْن الصفي الطَّبَرِيّ والسراج الدمنهوري والتاج ابْن بنت أبي سعد والشهاب الهكاري والنور الْهَمدَانِي والعز بن جمَاعَة فِي آخَرين كالقطب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المكرم سمع عَلَيْهِ جُزْء الْخرقِيّ ومجالس من أمالي التنوخي. قَالَ الفاسي وَمَا عَلمته حدث لكنه أجَاز فِي بعض الاستدعاءات، وَكَانَ خيرا عطارا بِمَكَّة. مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَدفن بالمعلاة. ترجه الفاسي بِمَكَّة ثمَّ التقى بن فَهد فِي مُعْجَمه 448 -. حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْبَدْر البهوتي القاهري الْمَالِكِي نزيل مدرسة حسن بالرميلة / وَأحد الْعُدُول على بَاب خانقاه شيخو. ولد سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا يَتِيما فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة والرسالة فِي الْفِقْه، واشتغل بالفقه على التَّاج بهْرَام وَالشَّمْس بن مكين الْمصْرِيّ والبساطي وبالنحو على الشَّمْس الشطنوفي، وَسمع المئة الَّتِي انتقاها ابْن تَيْمِية من البُخَارِيّ عَليّ الشَّمْس مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سراج الكفربطناوي الدِّمَشْقِي قدم عَلَيْهِم أَنا بِهِ الحجار وَكَذَا أخبر أَنه سمع عَليّ الغماري والعراقي، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَحج غير مرّة أَولهَا سنة تسعين سنة بُلُوغه، وَدخل اسكندرية فرابط بهَا شهرا وتكسب بِالشَّهَادَةِ. مَاتَ فِي أَيَّام عيد النَّحْر سنة خمس وَأَرْبَعين رَحمَه الله، وَهُوَ يشْتَرك مَعَ الْبَدْر الدَّمِيرِيّ الْمَاضِي قَرِيبا فِي الِاسْم وَاسم الْأَب وَالْجد وَالْمذهب والحرفة وَالْعصر وَإِن تَأَخّر ذَاك.

449 - حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْبَدْر الفيشي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / إِمَام المؤيدية. اشْتغل عِنْد الشريف النسابة وَغَيره، وأتقن الْقرَاءَات مَعَ الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي وَغَيره وَأم بالمؤيدية نِيَابَة وازدحم الْعَامَّة على سَمَاعه خُصُوصا فِي ليَالِي رَمَضَان، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ. مَاتَ) فِي رُجُوعه من الْحَج ببدر فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين وَأَظنهُ زَاد على الْخمسين رَحمَه الله. 450 - حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْبَدْر الْمَنَاوِيّ ثمَّ القاهري الازهري ثمَّ المرجوشي الشَّافِعِي الْأَعْرَج. / ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بالمنية الْمُجَاورَة لصافور من الشرقية، وَقدم الْقَاهِرَة فلازم فِي الْفِقْه الْعلم البُلْقِينِيّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج الفرعي بِتَمَامِهِ قِرَاءَة بحث وَتَحْقِيق وَفهم وتدقيق، وَأخذ الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا عَن ابْن المجدي والشهاب السيرجي وأذنوا لَهُ فِي الاقراء والافتاء والعربية وَغَيرهَا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَشَيخنَا ابْن خضر والشريف الْحَنَفِيّ شيخ الجوهرية، وَسمع على شَيخنَا مُسْند الشَّافِعِي إِلَّا الْيَسِير وَغير ذَلِك، وتميز فِي الْفِقْه والفرائض والحساب واختص بِصُحْبَة أبي الْعدْل قَاسم البُلْقِينِيّ بِحَيْثُ كَانَ أحد قراء التقاسيم عِنْده وانتفع كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ فَصَاحب لترجمة بِمَا كَانَ يسديه إِلَيْهِ من الْمَعْرُوف والاخر بمذاكرته وَنَحْوهَا وبواسطة سكناهُ بمدرسة البُلْقِينِيّ كَانَ يُؤَدب فتح الدّين تَقِيّ الدّين وَحكى أَنه من شدَّة خَوفه من ضربه أشهد على نفس بِأَمْر يسْتَوْجب الْقَتْل ليخلص من ضربه بِحَيْثُ احْتِيجَ إِلَى حقن دَمه وَالْحكم باسلامه وَبعده لزم الاقامة بِمَسْجِد بِطرف سوق أَمِير الجيوش متقنعا بمعلومه فِي البيبرسية والجمالية وَمَا لَعَلَّه يصل إِلَيْهِ من المبرات سِيمَا مِمَّن يقرىء أَوْلَادهم من التُّجَّار كَابْن عليبة وَنَحْوهم وَإِذا وسع الله وسع مَعَ تردد الطّلبَة إِلَيْهِ حَتَّى انْتفع بِهِ جمَاعَة كَثِيرُونَ طبقَة بعد أُخْرَى، وَحج فِي الْبَحْر وجاور بعض سنة، وَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الشهَاب بن عبد السَّلَام والكمال الْحُسَيْنِي الطَّوِيل وَابْن الْعِزّ السنباطي والشرف بن روق وَالْجمال عبيد الضاني، وَلم يَنْفَكّ عَن مُلَازمَة الْمَسْجِد الْمشَار إِلَيْهِ وَلَا عَن المزاح والكلمات الْيَابِسَة وَيُقَال إِنَّه تجرأ على الشَّيْخ سليم، وَله همة عالية وفتوة وكرم وَقد طرقه السراق فِي مَسْجده لَيْلًا وَأخذُوا لَهُ من الثِّيَاب والنقد مَا لم يكن يظنّ بِهِ وَمَا سلمه من الْقَتْل إِلَّا الله، وتحول عَنهُ أَيَّامًا وَأمْسك بعهم وَلم يحصل مِنْهُم على طائل وَلَكِن بره الْخَلِيفَة وَكَاتب النّسَب والاستادار وَغَيرهم ثمَّ عَاد وتزايد عَجزه وهرمه، وَمَعَ ذَلِك لم يَنْفَكّ عَن الاقراء ثمَّ عجز، وسافر مَعَ أُخْته إِلَى بِلَاده ثمَّ عَاد.

حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد حسام الدّين الابيوردي. / مضى فِيمَن جده حسن. 451 - حسن بن عَليّ بن مَحْمُود الشِّيرَازِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / ولد فِي صفر سنة ثَمَان وَسبعين، وَنَشَأ فاشتغل قَلِيلا فِي النَّحْو وَالصرْف وَغَيرهمَا ولازمني فِي مجاورتي الرَّابِعَة وَالْخَامِسَة وَسمع مني أَشْيَاء بل قَرَأَ عَليّ فِي الْمشكاة وَغَيرهَا. 452 - حسن بن عَليّ بن معِين الْبَدْر السنباطي ثمَّ القاهري الكتبي / وَالِده الشَّافِعِي إِمَام الْمُؤَيد أَحْمد. ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَحفظ كتبا جليلة، وَطَاف بِهِ أَبوهُ حَتَّى عرضهَا على من دب ودرج فِي الْقَاهِرَة ومصر وضواحيها ثمَّ قَرَأَ القراآت واشتغل يَسِيرا وَسمع البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة وَكَذَا سمع من شَيخنَا وَغَيره وسافر ليحج فانصلع الْمركب بِكُل مَا فِيهِ وَسلم مُجَردا عَن أهل وَمَال، وَلم يلبث أَن توصل إِلَى أَن صَار فِي خدمَة ابْن الْأَشْرَف اينال وحظى عِنْده وَقصد عِنْده بالمهمات فأثرى وَركب الْخُيُول وحمدت عشرته بِالنِّسْبَةِ لغيره وَلم يزل إِلَى أَن انفصلت دولة الاشرف ثمَّ ابْنه الْمُؤَيد فَلَزِمَ حِينَئِذٍ الانجماع مَعَ الْقيام بِخِدْمَة أم الْمُؤَيد وَصَحب فِي أثْنَاء ذَلِك مُحَمَّد ابْن أُخْت الشَّيْخ مَدين مديدة وَلزِمَ الذّكر والتلاوة وَقِرَاءَة الاحياء وَنَحْوه وَصَارَ يحضر مَجْلِسه بعض الْعَوام وتحول للمدرسة البقرية بعد موت شَيْخه، وسافر إِلَى مَكَّة فحج ثمَّ إِلَى الشَّام وَأظْهر تجردا وَتَعَفُّفًا وانجماعا وَلما رَجَعَ قطن البقرية أَيْضا، وَلم يلبث أَن جَاءَ أستاذه من اسكندرية فِي عِلّة أمه فتردد إِلَيْهِ ثمَّ سَافر مَعَه بعد مَوتهَا إِلَيْهَا فَأَقَامَ يَسِيرا ثمَّ مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ، وَأَظنهُ زاحم الْخمسين رَحمَه الله وإيانا. 453 - حسن بن عَليّ بن نَاصِر الْحِجَازِي أَخُو حُسَيْن / الْآتِي وأبوهما وَيعرف كأبيه بِابْن نَاصِر. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وتجرأ كأبيه فَكَانَ يقْرَأ على الْعَامَّة على بعض الكراسي بِالْمَسْجِدِ 454 - حسن بن عَليّ بن يُوسُف بن سَالم بن عَطِيَّة بن عبد الْغَنِيّ بن صَالح بن حسن بن إِدْرِيس الْبَدْر الْمَكِّيّ، وَيعرف بِابْن أبي الْأصْبع. / ولد فِي عَاشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بمنى، وَسمع بِمَكَّة من الْجمال بن عبد الْمُعْطِي والفروي وَأَجَازَ لَهُ النشاوري وَابْن عَرَفَة والتنوخي وَآخَرُونَ. مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه. 455 - حسن بن عَليّ بن يُوسُف الاربلي الأَصْل الحصكفي الْحلَبِي الشَّافِعِي / أحد فضلاء حلب الْآن وَيعرف بِابْن السيوفي، وَهِي حِرْفَة أَبِيه. ولد قَرِيبا من سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بحصكفا وقرأت بِخَطِّهِ أَنه قَرَأَ الشاطبية وَالْقُرْآن بمضمونها على شيخ الاقراء أبي مُحَمَّد سُلَيْمَان بن أبي) بكر بن الْمُبَارك شاه الْهَرَوِيّ، وَهُوَ عَليّ

الْجلَال أبي عبد الله يُوسُف بن رَمَضَان بن الْخضر الْهَرَوِيّ وَهُوَ عَليّ ابْن الْجَزرِي وللأربعة عشر عَليّ الزين جَعْفَر السنهوري بِالْقَاهِرَةِ فَإِنَّهُ قدمهَا وَلَكِن قَالَ شَيْخه إِنَّه لم يقْرَأ عَلَيْهِ إِلَّا ثمن حزب أَو دونه، وَأخذ حِينَئِذٍ عَن الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره يَسِيرا وَعَن الخيضري رِوَايَة وَكَذَا قَرَأَ بعض السَّبع على أبي الْحسن الجبرتي نزيل سطح الْأَزْهَر والشاطبية على الشَّمْس السلَامِي الْحلَبِي بهَا وَعنهُ أَخذ الْفِقْه والْحَدِيث، والْحَدِيث فَقَط عَن أبي ذَر وأصول الدّين والمنطق والمعاني وَالْبَيَان عَن الشَّيْخ عَليّ درويش وَأخذ أَيْضا عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف، وَكَذَا عَن البقاعي ظنا وتميز وأقرأ الطّلبَة وَرُبمَا أفتى وتنافس فِي مباحثه مَعَ عبد النَّبِي المغربي حِين قدم عَلَيْهِم حلب وَقدم الْقَاهِرَة فِي غيبتي مَطْلُوبا بِسَبَب وَصِيَّة. 456 - حسن بن عَليّ الْبَدْر البشكالسي القاهري الْمَالِكِي /. مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا. 457 - حسن بن عَليّ الْبَدْر القيمري الشَّافِعِي الريس بِجَامِع قانم بالكبش وبجامع القلعة وَأحد مؤذني الحسنية. كَانَ بارعا فِي الْحساب والفرائض والجبريات وَالْعرُوض والميقات مَعَ مُشَاركَة فِي الْفِقْه والنحو وَمن شُيُوخه ابْن المجدي وَأَبُو الْجُود وَاسْتقر فِي تدريس الْفَرَائِض بمدرسة جَوْهَر الصَّفَدِي من الرملة بعد شَيْخه أبي الْجُود المتلقي لَهَا عَن الْوَاقِف. مَاتَ فِي أثْنَاء الْمحرم سنة خمس وَثَمَانِينَ وَقد زَاد على السّبْعين، وَكَانَ حسن السِّيرَة انْتفع بِهِ جمَاعَة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الزين زَكَرِيَّا إِمَام الحسنية والبرهان الكركي رَحمَه الله. 458 - حسن بن عَليّ الْبَدْر المرجوشي وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. كَانَ شَيخا تَاجِرًا فِي الشّرْب وَنَحْوه خيرا مقربا للصالحين وَأهل الْفضل، أوردت عَنهُ حِكَايَة فِي تَرْجَمَة شَيخنَا وَهُوَ مِمَّن سمع مِنْهُ. مَاتَ عَن أَزِيد من سبعين سنة بعد الْخمسين رَحمَه الله. 459 - حسن بن عَليّ الْجمال الْخَطِيب ابْن قَاضِي الْقُضَاة بالحصن نور الدّين الحصكفي الشَّافِعِي / أَخذ عَنهُ بلديه أَبُو اللطف نزيل بَيت الْمُقَدّس الْمنطق وَالْعرُوض والقوافي وَغَيرهَا. 460 - حسن بن عَليّ الشّرف بن الْعَلَاء السَّمرقَنْدِي، وَيعرف بعطار، لقِيه الطاووسي / وَقَالَ هُوَ الشَّيْخ الْمُقْتَدِي الْأَعْظَم الْمَشْهُور فِي الْعَالم المتصوف فِي بَاطِن الْأُمَم الخواجه شرف الْملَّة وَالدّين صحبته وَأَجَازَ لي شفاها فِي سنة أَربع عشرَة. قلت وَسَيَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ مِمَّن اسْمه حُسَيْن بِالتَّصْغِيرِ شخص يكنى شرف الدّين أصبهاني شَافِعِيّ الْمَذْهَب أَخذ عَن النُّور) الايجي وَعنهُ حفيد النُّور صاحبنا الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين، وأجوز أَن يكون هَذَا تحرف فِي أحد الْمَوْضِعَيْنِ. 461 - حسن بن عَليّ الأمدي بِفتْحَتَيْنِ بِدُونِ مد / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه:

كَانَ من أهل الحسينية بزِي الْجند ثمَّ توصل بِصُحْبَة بعض الْأُمَرَاء حَتَّى ولي مشيخة سرياقوس وَترك لبس الْجند وَلبس الفقيري. مَاتَ فِي شعْبَان سنة خمس وَقَالَ غَيره شيخ الشُّيُوخ. كَانَ خيرا دينا مُعْتَقدًا. 462 - حسن بن عَليّ السنباطي الميقاتي وَيعرف بالحاسب. / 463 - حسن بن عمر بن الزين عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد بن عمر بن عياد بتحتانية الْبَدْر الْأنْصَارِيّ المغربي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن زين الدّين. / ولد فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ، وَحفظ الْقُرْآن والرسالة وألفية النَّحْو وَقطعَة من ابْن الْحَاجِب الفرعي وَمن الكافية وَعرض الرسَالَة على مُحَمَّد بن مبارك، وَعنهُ وَعَن يحيى الهواري وَيحيى العلمي وَأحمد بن يُونُس أَخذ الْفِقْه ولازمهم فِيهِ، وَعَن الْأَخير والشهاب الأبشيطي فِي الْعَرَبيَّة والمنطق وَعَن أَولهمَا فِي الْأُصُول وَعَن ثَانِيهمَا فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، وَسمع عَليّ ابْن الكازروني والمحب المطري وَأبي الْفرج المراغي وَغَيرهم كل ذَلِك بِالْمَدِينَةِ، وَقَرَأَ بِمَكَّة على عبد الْمُعْطِي جلّ الشِّفَاء وعَلى النُّور الزمزمي فِي الْحساب والميقات بل حضر يَسِيرا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا عِنْد القَاضِي عبد الْقَادِر، وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَسبعين فَأخذ عَن الْأمين الاقصرائي أَشْيَاء والفرائض عَن النُّور الطنبذي ثمَّ دَخلهَا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ فَأخذ عَن الديمي رِوَايَة وَكَذَا عني مَعَ دروس فِي الألفية وَشَرحهَا ثمَّ لازمني مُدَّة إقامتي فِي الْمَدِينَة حَتَّى حمل الألفية بكمالا فِي الْبَحْث مَعَ أَمَاكِن من الشَّرْح وَجل الْمُوَطَّأ وَأَشْيَاء أثبتها لَهُ فِي تَارِيخ الْمَدِينَة مَعَ إجَازَة حافلة وَكَذَا الازمني فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بِالْمَدِينَةِ أَيْضا وَسمع عَليّ وَدخل هجر والبحرين بِلَاد ابْن حبر لصحبة بَينهمَا وزرار من بِالْيَمَامَةِ وتميز وشارك فِي الْفَضَائِل مَعَ همة علية وتودد كَبِير وبشاشة وتواضع وَخير وَنعم هُوَ 464 -. حسن بن عمر بن عمرَان. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد. 465 - حسن بن عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمرَان الْمَكِّيّ الْوَكِيل بِأَبْوَاب الْحُكَّام. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ. 466 - حسن بن عمر بن مُحَمَّد القلشاني أَخُو حُسَيْن وهما توءمان وَمُحَمّد / الآتيين. مِمَّن أَخذ عَن الأحمدين النخلي والصائغ والسلاوي وَغَيرهم وتميز فِي فنون، وَولي قَضَاء الجزيرة الْقبلية لتونس ثمَّ باجة. وَكَانَ أَخُوهُ مُحَمَّد مَسْتُورا بِهِ فِي قَضَاء الْجَمَاعَة فَلَمَّا مَاتَ انْكَشَفَ. مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين عَن تسع وَثَلَاثِينَ سنة. 467 - حسن بن غَازِي. / حدث بالخليل فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بالمسلسل فِي

جمَاعَة عَن الْمَيْدُومِيُّ. رَوَاهُ لنا عَنْهُم التقي أَبُو بكر القلقشندي. 468 - حسن بن قَاسم بن عَليّ الناصري الأَصْل النابلسي / المولد الْغَزِّي الدَّار هُوَ وَأَبوهُ. سمع منى المسلسل بِالْقَاهِرَةِ. 469 - حسن بن قراد الْعجْلَاني الْمَكِّيّ الْقَائِد /. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين، أرخه ابْن فَهد 470 -. حسن بن قرا يلوك وَاسم قرا يلوك عُثْمَان /. قتل فِي المعركة سنة خمس وَخمسين كَمَا كتبته فِي الْحَوَادِث وَهُوَ عَم جهانكير وَحسن بن عَليّ بن عُثْمَان قرايلوك 471 -. حسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد ابْن الْبَدْر ابْن شَيخنَا ابْن حجر. / مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَله دون السّنة. أرخه جده شَيخنَا فِي أنبائه. 472 - حسن بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن مُحَمَّد بن حصن النسابة بن إِدْرِيس النسابة بن الْحسن بن عَليّ بن عِيسَى الْبَدْر وَرُبمَا قيل لَهُ الحسام أَبُو مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين بن نجم الدّين الحسني نسبا الْحُسَيْنِي سكنا بل ونسبا أَيْضا القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالشريف النسابة. / ولد فِي أَوَاخِر سنة سبع وَسِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو وَنَافِع على الْفَخر الضَّرِير إِمَام الزهر والشرف يَعْقُوب الجوشني وتفقه بالأبناسي والبيجوري وعظمت ملازمته لَهُ وبالبدر القويسني، وَحضر دروس البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والبدر الطنبذي وَالْجمال الطيماني والشرف عِيسَى الْعزي شَارِح الْمِنْهَاج فِي آخَرين إِلَى أَن برع وَأذن لَهُ الابناسي وَغَيره واشتغل بالنحو يَسِيرا عِنْد الْمُحب بن هِشَام والزين الانطاكي وَجَمَاعَة، وَكَانَ يَقُول أَنه لم يفتح على فِيهِ بِشَيْء، وَسمع الْكثير على الصّلاح الزفتاوي والحلاوي والسويداوي والابناسي والغماري والمراغي وَابْن الشيخة والتنوخي والزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والشرف بن الكويك والتقي الدجوي والتاج بن الفصيح وَالْقَاضِي الْبرمَاوِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشهاب البطائحي) وقاري الْهِدَايَة وَشَيخنَا، وعظمت رغبته فِي حُضُور مجالسه وَكَانَ شَدِيد الاجلال لَهُ بِحَيْثُ أَنه بِمُجَرَّد رُؤْيَته ينْتَصب لَهُ قَائِما وَرُبمَا لَا يشْعر فَإِذا الْتفت وَرَاءه نَهَضَ قَائِما، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمُحب ولطيفة ابْنة الْعِزّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد الاياسي وَغَيرهمَا، وتصدى لأشغال الطّلبَة فَقَرَأَ عَلَيْهِ خلق لَا يُحصونَ كَثْرَة من الْكِبَار فَمن دونهم طبقَة بعد طبقَة، وَولى مشيخة التربة الطنبذية بعد شَيخنَا الحناوي والتدريس بِجَامِع الخطيري بعد

الشهَاب الطنتدائي والنيابة فِي مشيخة البيبرسية وَغير ذَلِك، وَحدث بالكثير سمع عَلَيْهِ القدماء وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ السّنَن الْكُبْرَى للنسائي الكلوتاتي بزاوية الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ وسَمعه الشَّيْخ هُوَ وَأَوْلَاده وَكَذَا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الْجمال البدراني وسَمعه مَعَه صاحبنا النَّجْم بن فَهد وأحضروه حِين قرىء على شَيخنَا وَأَخْبرُوهُ بِسَنَدِهِ فِيهِ بعد انْفِصَاله عَنهُ أدبا وَإِلَّا فشيخنا لم يكن مِمَّن يتأثر لذَلِك، وَكثر تحديثه بِهَذَا الْكتاب بِخُصُوصِهِ حَتَّى كَانَ يظنّ هُوَ وَغَيره من جُمْهُور النَّاس تفرده بِهِ، وَحج مرَّتَيْنِ الأولى فِي أَوَائِل الْقرن وَكَانَ يتعانى فِي أول أمره التِّجَارَة ويسافر بِسَبَبِهَا حَتَّى إِنَّه سَافر إِلَى دمشق مرَارًا الأولى قبل الْفِتْنَة وَأخذ عَن الشريشي وَغَيره وَدخل حماة وَأخذ بهَا عَن ابْن خطيب المنصورية وحلب وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل ثغر اسكندرية أَيْضا ثمَّ لزم الاقامة فِي بَلَده مُقْتَصرا على الاقراء وَشرح الابريز فِيمَا يقدم على مُؤَن التَّجْهِيز لِابْنِ الْعِمَاد وَكَذَا شرح منظومته فِي العقاد وَسَماهُ نزهة القصاد والتنقيح للْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ، وَغير ذَلِك مِمَّا قرض لَهُ شَيخنَا بعضه. وحصلت لَهُ فِي عَيْنَيْهِ رُطُوبَة لم يكن يَسْتَطِيع مَعهَا المطالعة بل وَلَا الْكِتَابَة إِلَّا نَادرا بتكلف ثمَّ لم يزل يتزايد حَتَّى أشرف على الْعَمى، وَجَاز هَذِه الْمرتبَة الْعُظْمَى وَهُوَ صابر شَاكر، وَكَانَ فَقِيها فَاضلا دينا متواضعا سليم الصَّدْر نير الشيبة حسن الابهة كثير التودد للخاص وَالْعَام محبا فِي الْعلم ومذاكرته وإثارته الْفَوَائِد فِيهِ رَاغِبًا فِي الاشغال ونفع الطّلبَة وترغيبهم فِي الِاشْتِغَال لَا تكَاد مُجَالَسَته تَخْلُو من فَوَائِد ونوادر لازمته مُدَّة وقرأت عَلَيْهِ الْفِقْه والْحَدِيث بل هُوَ أول من قَرَأت عَلَيْهِ الحَدِيث وقرأت عَلَيْهِ كثيرا من تصانيفه وناولني جَمِيعهَا وَكَانَ حَرِيصًا على إذاعتها ونشرها كثير الاجلال لي وَالدُّعَاء سرا وجهرا وَقد بَالغ البقاعي فِي أَذَاهُ فعلا وَكِتَابَة بِمَا قد رأى عُقُوبَته. مَاتَ وَقد عمر فِي مستهل صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ ثمَّ دفن بحوش من الرَّوْضَة خَارج بَاب النَّصْر وَكثر التأسف على فَقده رَحمَه الله وإيانا ونفعنا ببركته.)

(إِن الصِّحَاح مُفِيد قد غَدا وَله ... من الْفَضَائِل يشفى من بِهِ وَله) (فَإِن أردْت بِهِ كشفا لمعضلة ... فلباب آخِره والفصل أَوله) وَغير ذَلِك مِمَّا أودعته فِي التَّارِيخ الْكَبِير. (سقط) حسن بن مُحَمَّد بن جَعْفَر. / أُحِيل عَلَيْهِ فِي الْحسن بن جَعْفَر فَينْظر. 474 - حسن بن مُحَمَّد بن حسن بن إِدْرِيس بن حسن بن عَليّ بن عِيسَى بن عَليّ بن عِيسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْقسم بن يحيى بن يحيى الْبَدْر بن نَاصِر الدّين بن حصن الدّين بن نَفِيس الدّين الحسني سبط الشريف النسابة حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان الْحُسَيْنِي وَعم الْبَدْر حسن بن مُحَمَّد بن أَيُّوب / الْمَاضِي قَرِيبا وَيعرف ذَلِك بالنسابة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ ذكر لي ابْن أَخِيه يَعْنِي الْمشَار إِلَيْهِ أَنه اشْتغل بالقراءات وَالْفِقْه وأجيز بِجَمِيعِ ذَلِك وَجمع مجاميع وتجرد مَعَ الْفُقَرَاء قَدِيما وَخرج لَهُم عَن جَمِيع مَا خَلفه أَبوهُ وَهُوَ كثير جدا وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال، وَولى مشيخة الخانقاه البيبرسية مُدَّة وَجَرت لَهُ مَعَ أَهلهَا منازعات فعزل مِنْهَا ثمَّ أُعِيد، وَكَانَ قد سمع من الوادياشي والميدومي وَغَيرهمَا وَحدث أنني سَمِعت عَلَيْهِ شَيْئا لكنني لم أظفر بِهِ الْآن، والتقيت مَعَ مرَارًا وَكَانَت فِيهِ شهامة مقداما جريئا نَازع نقيب الْأَشْرَاف مرّة ورام الْخلَافَة أُخْرَى واعتل بِأَنَّهُ حسني وَأمه من بني الْعَبَّاس قَالَ ووقفت لَهُ على تصنيف لطيف فِي آدَاب الْحمام بِخَطِّهِ قرضه لَهُ عُلَمَاء الْعَصْر فِي سنة سبعين كالبلقيني وَابْنه والابناسي والطنبذي) وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والغمادي وَابْن مكين والشرف عبد الْمُنعم الْبَغْدَادِيّ والجلال نصر الله الْبَغْدَادِيّ وَآخَرُونَ، وخفي على الْجَمِيع انه استلبه من مُصَنف جليل ووقفت عَلَيْهِ لمُحَمد بن عبد الله الشبلي الدِّمَشْقِي صَاحب آكام المرجان فِي أَحْكَام الجان وَغَيره وَمَا أَظن المقرضين وقفُوا عَلَيْهِ وَفِيه فَوَائِد كَثِيرَة وَلم يكن الشريف فِي مرتبَة من يَهْتَدِي لذَلِك الْجمع انْتهى. وَكَذَا للشريف أبي المحاسن مُحَمَّد بن عَليّ الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الالمام فِي آدَاب دُخُول الْحمام، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه ان أَصله من سرسة وتكسب بِالشَّهَادَةِ مُدَّة وَأقَام

فِي مشيخة البيبرسية نَحْو عشر سِنِين، ثمَّ ثار عَلَيْهِ الصُّوفِيَّة لسوء سيرته فيهم فعزل عَنْهُم ثمَّ أُعِيد، وَكَانَ عَارِفًا بأنساب الْأَشْرَاف كثير الطعْن فِي كثير مِمَّن يدعى الشّرف وَكَانَ يذكر أَن أمه حسينية وَقد سَاق شَيخنَا نَسَبهَا وَنسبه، وَيذكر أَيْضا أَن أم أَبِيه من بني الْعَبَّاس وَهِي صَفِيَّة خاتون ابْنة الْخَلِيفَة المستمسك بِاللَّه مُحَمَّد ابْن الْحَاكِم، وَكَانَ يَتَطَاوَل إِلَى الْخلَافَة مَعَ جهل مفرط وَقلة ديانَة. مَاتَ فِي سادس عشر شَوَّال سنة تسع، قَالَ فِي الأنباء وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ، وَفِي المعجم وَقد قَارب التسعين ممتعا بسمعه وبصره. قلت وَقد روى لنا عَنهُ ابْن أَخِيه وَجَمَاعَة وَذكره المقريزي فِي عقوده. 475 - حسن بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن حُسَيْن بن الزين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ الاصل الْمَكِّيّ /. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي تَلِيهَا، وَدخل الديار المصرية والشامية ورتبت لَهُ المرتبات بل ولي مُبَاشرَة فِي الْحرم الْمَكِّيّ وَفِي الْأَوْقَاف الْحكمِيَّة بِالْقَاهِرَةِ وَكَذَا نظر أوقاف الْحَرَمَيْنِ باسكندرية. وَمَات بِالْقَاهِرَةِ بعد أَن سكنها سِنِين فِي شَوَّال سنة تسع وَقد قَارب الْخمسين. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. 476 - حسن بن مُحَمَّد بن حسن الصَّالِحِي اللحام وَيعرف بِابْن قندس بِضَم الْقَاف والمهملة وَآخره مُعْجمَة. / ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة على مَا يظْهر من مسموعه فَإِنَّهُ سمع من لفظ الْمُحب الصَّامِت سنة أَربع وَسبعين قِطْعَة من أول مُسْند عُثْمَان من مُسْند أبي يعلى، وَكَذَا سمع من مُحَمَّد الْبَانِي ابْن الرشيد عبد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي الأول الْكثير من فَوَائِد ابْن بَشرَان وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَوْسَط من الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ وَدفن بسفح قاسيون 477 -. حسن بن مُحَمَّد بن حسن الْقرشِي الدخي الْمدنِي أَخُو عبد الحميد الْحَكِيم / الْآتِي. سمع عَليّ الزين المراغي. وَمَات فِي صفر سنة خمس عشرَة.)

(حب النَّبِي وَأَصْحَاب النَّبِي وأه ... ل الْبَيْت أَرْجُو بِهِ تَخْفيف أوزاري) سقط) (ومذهبي هُوَ مَا صَحَّ الحَدِيث بِهِ ... وَلَا أُبَالِي بلاح فِيهِ أوزاري) وَقَالَ الْعَفِيف كَانَ فَقِيها مقرئا نحويا لَهُ تبصرة أولى الْأَلْبَاب فِي النَّحْو والزراري المسفرة نظم الدرة فِي الْقرَاءَات وَلما فرغه أرسل إِلَيّ بنسخة مِنْهُ لزبيد وَكتب مَعَه أبياتا أَولهَا: (أَهْدَيْتهَا تَمرا إِلَى خَيْبَر ... يقبلهَا ذُو الْحسب الطَّاهِر) فمشيت عَلَيْهِ وأصلحت لَهُ فِيهِ كثيرا. 481 - حسن بن مُحَمَّد بن الزين عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد بن عمر بن عياد الْأنْصَارِيّ المغربي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي أَخُو حُسَيْن / الْآتِي. ابْن عَم الْبَدْر حسن ابْن عمر الْمَاضِي قَرِيبا وَيعرف كأخيه بِابْن كَمَال. حفظ الرسَالَة وَسمع على الْجمال الكازروني فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. وَمَات 482 - حسن بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن شرشيق الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد ابْن شمس الدّين بن محيي الدّين بن نور الدّين بن شمس الدّين الأكحل بن حسام الدّين شرشيق القادري وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد وأخو عَليّ /. كَانَ أسن الْجَمَاعَة المقيمين بزاوية عدي بن مُسَافر خَارج القرافة الصُّغْرَى الْمَشْهُورَة الْآن بزاوية القادرية، كَانَ صَالحا نيرا سليم الْفطْرَة منجمعا عَن النَّاس قَلِيل الْخِبْرَة بمخالطتهم تزوج صاحبنا الشَّيْخ إِبْرَاهِيم القادري ابْنَته ومؤاخيه قَاسم ابْنة أُخْرَى. وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسِتِّينَ بالزاوية الْمَذْكُورَة وَصلى عَلَيْهِ هُنَاكَ ثمَّ دفن فِيهَا رَحمَه الله وإيانا. 483 - حسن بن مُحَمَّد بن عبد الله الْبَدْر الْحلَبِي الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بَرزَة. / ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع على الْعَفِيف النشاوري، أجَاز لَهُ فِي سنة سبعين وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا الأزرعي والاسنوي وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَابْن الْقَارِي والكمال بن حبيب وَالْحُسَيْن بن حبيب وَآخَرُونَ. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة سبع وَعشْرين أَو بعْدهَا. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه سامحه الله. 484 - حسن بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم الْبَدْر بن الشَّمْس بن الظهير الْعِرَاقِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف بالسهروردي / لانتسابهم فِيمَا قَالَ للشَّيْخ أبي حَفْص. ولد بالعراق فِي سنة ثَلَاثِينَ وَورد مَكَّة فِي سنة خمسين فحج وزار ثمَّ عَاد لمَكَّة وَتردد فِي التِّجَارَة

لكلبرجة وهرموز وقيلان وكنباية وَغَيرهَا ثمَّ عَاد لمَكَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَتوجه مِنْهَا للزيارة أَيْضا وتأهل بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ وَالِد زَوْجَة الْجمال الكازروني سبط أبي الْفرج المراغي الْمدنِي بورك فِيهِ، وَعَاد لمَكَّة وَاسْتمرّ بهَا إِلَى سنة خمس وَسبعين ثمَّ عَاد إِلَى الْمَدِينَة وَصَارَ يتَرَدَّد مِنْهَا لمَكَّة وتكررت رؤيتي لَهُ بهَا وَهُوَ الْآن سنة ثَمَان وَتِسْعين فِيهَا ثمَّ رَجَعَ فِي موسمها إِلَى طيبَة. 485 - حسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْبَدْر بن الخواجا الشَّمْس الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي وَالِد إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد وأخو أَحْمد وَيعرف سلفه بِابْن المزلق / ولد بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه وسلك طَرِيقه فِي المتاجر وجال الأقطار بِسَبَبِهَا وجاور بِمَكَّة مرَارًا بل ولي إمرة جدة فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين حِين كَانَ سعد الدّين بن الْمرة ناظرها وسافرا فِي الْبَحْر من الطّور وَأعْطى السُّلْطَان صَاحب التَّرْجَمَة خَمْسَة آلَاف دِينَار ليعمر بهَا عين عَرَفَة وَكَذَا قدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَولي نظر جَيش الشَّام وَغَيره، وَكَانَ رَئِيسا وجيها عريا عَن الْفَضَائِل وَفِي سَمعه ثقل وَقد لَقِيَنِي بِدِمَشْق وتجمل. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين وَدفن بتربتهم. 486 - حسن بن مُحَمَّد بن عَليّ الْعِزّ أَبُو أَحْمد الْعِرَاقِيّ الشَّاعِر نزيل حلب. / كَانَ ذَا نظم جيد يمتدح بِهِ أكَابِر حلب فيجيزونه ويتكسب بِالشَّهَادَةِ كل ذَلِك مَعَ خمول وهيئة رثَّة وينسب للتشيع ورقعة الدّين وَله مؤلف سَمَّاهُ الدّرّ النفيس من أَجنَاس التَّجْنِيس ويشتمل على سبع قصائد يمدح) بهَا الْبُرْهَان بن جمَاعَة أول القصيدة الأولى مِنْهَا: (لَوْلَا الْهلَال الَّذِي من حيك سفرا ... مَا كنت أنوي إِلَى مغناكم سفرا) (وَلَا جرى فَوق خدي مدمعي دررا ... حَتَّى كَأَن جفوني ساقطت دررا) (يَا أهل بَغْدَاد لي فِي حيكم قمر ... بمقلتيه لعقلي فِي الْهوى قمرا) وَكَذَا لَهُ عدَّة قصائد نبويات على حُرُوف المعجم. مَاتَ بحلب فِي سَابِع عشر الْمحرم سنة ثَلَاث. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَقَالَ رَأَيْته وَلم أكتب عَنهُ وتبه شَيخنَا فِي أنبائه. 487 - حسن بن مُحَمَّد بن عَليّ الْبَيْرُوتِي ثمَّ الغمري القاهري البطيخي الشَّافِعِي /. مِمَّن أَخذ عَن الشّرف السُّبْكِيّ وَشَيخنَا وجاد فهمه دون عِبَارَته، وَصَحب الغمري واختص بِهِ وَبعد مَوته لزم وَلَده قَلِيلا مَعَ الِاشْتِغَال بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْفِقْه وَغَيرهمَا ثمَّ انْسَلَخَ من ذَلِك كُله وسلك مسالك السوقة وَبَاعَ الْقصب والبطيخ وَنَحْوهَا وَاسْتمرّ يتناقص حَتَّى مَاتَ فِي تَاسِع رَمَضَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين بعد أَن كف وقطن جَامع الغمري وَقد جَازَ السِّتين رَحمَه الله وعوضه خيرا. 488 - حسن بن مُحَمَّد بن عَليّ النمراوي صهر بلديه الْبَدْر حسن بن عَليّ بن حسن /

الْمَاضِي. قَرَأَ الْقُرْآن وهدية الناصح وَسمع مني بِالْقَاهِرَةِ وَرُبمَا حضر بعض الدُّرُوس. 489 - حسن بن مُحَمَّد بن عمر بن الْحسن بن هبة الله بن كَامِل بن نَبهَان الْبَدْر الدِّمَشْقِي / الْآتِيَة أمه أَسمَاء، وَيعرف بِابْن نَبهَان. ولد فِي صفر سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا وَسمع على عَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي الصَّحِيح فِيمَا ذكره بل قيل إِنَّه وجد بِخَط أَبِيه وَقد حدث قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الطّلبَة وَأَجَازَ، وَهُوَ ذُو همة علية وكرم ومحبة فِي الحَدِيث وطلبته. مَاتَ بعد عرُوض الفالج لَهُ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله. 490 - حسن بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ بن أَحْمد التَّاجِر الْكَبِير بدر الدّين الصعدي اليمني نزيل مَكَّة ووالد الْجمال مُحَمَّد وَعلي / الآتيين وَيعرف بالطاهر بِالْمُهْمَلَةِ. كَانَ يذكر أَنه من ذُرِّيَّة حمير بن سبأ وَأَنه ولد فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي قبلهَا بصعدة من الْيمن وَنَشَأ بهَا ثمَّ سَافر مَعَ عَمه إِلَى مَكَّة فحج وَعَاد إِلَيْهَا فَأَقَامَ ثَلَاثَة أشهر ثمَّ سَافر فِي التِّجَارَة إِلَى عدن ثمَّ إِلَى الديار المصرية بل وَدخل أَيْضا عدَّة بِلَاد من الْهِنْد وَكَذَا الْقصير وسواكن وَمَكَّة غير مرّة ثمَّ انْقَطع بهَا من سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فَلم يخرج مِنْهَا إِلَّا فِي بعض الْأَوْقَات إِلَى الْقَاهِرَة، وَعمر بهَا دورا بل اسْتَأْجر رِبَاطًا بِبَاب السويقة أحد أَبْوَاب الْمَسْجِد الْحَرَام وعمره ووقف مَنَافِعه على الْفُقَرَاء فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين، وَعمر أَمَاكِن كَثِيرَة من عين حنين وسبيلا فِي دَاره يمنى، وَولى نظر الْمَسْجِد الْحَرَام عوضا عَن القَاضِي أبي الْيمن فِي أَوَائِل سنة خمسين ثمَّ عزل فِي أواخرها ببيرم خجا وَكَذَا ولى شدّ جدة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَكَانَ خيرا سَاكِنا متواضعا وافر الملاة ذَا مُرُوءَة وإفضال بالتصدق وَالْقَرْض لأهل الْحَرَمَيْنِ وَغَيرهم مُعظما فِي الدولة عَارِفًا بِأُمُور الدُّنْيَا بلغ الْغَايَة فِي الْمعرفَة بِأُمُور التِّجَارَة حَتَّى صَار كَبِير التُّجَّار بِمَكَّة ومرجعهم مَعَ صدق اللهجة. رَأَيْته كثيرا وَسمعت كَلَامه. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين بِمَكَّة وَدفن بمعلاتها رَحمَه الله وإيانا. 491 - حسن بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عبد الرَّحْمَن الحسني الفاسي الكلبرجي ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ /. ولد بِبِلَاد كلبرجة من الْهِنْد وَحمل إِلَى مَكَّة وَهُوَ ابْن نَحْو عشر سِنِين بعد الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَسمع بهَا من التقي بن فَهد، وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء وَله النَّجْم عمر جمَاعَة، وَدخل مَعَ عَمه عبد اللَّطِيف بِلَاد الْعَجم بعد الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة فوصلا إِلَى الرّوم ثمَّ حلب وَكَانَت منيته بهَا وَدفن هُنَاكَ رَحمَه الله. 492 - حسن شلبي وَمَعْنَاهُ سَيِّدي بن ملا شمس الدّين مُحَمَّد شاه بن الْعَلامَة

الْمولى شمس الدّين مُحَمَّد بن حَمْزَة الرُّومِي الْحَنَفِيّ / الْآتِي جده وَيعرف كسلفه بالفناري وَهُوَ لقب لجد أَبِيه لِأَنَّهُ فِيمَا قيل لما قدم على ملك الرّوم أهْدى لَهُ فنيارا فَكَانَ إِذا سَأَلَ عَنهُ يَقُول أَيْن الفنري فَعرف بذلك. ولد سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة بِبِلَاد الرّوم، وَنَشَأ بهَا فاشتغل على ملا فَخر الدّين وملا عَليّ طوسي وملا خسرو حَتَّى برع فِي الْكَلَام والمعاني والعربية والمعقولات وأصول الْفِقْه وَلَكِن جلّ انتفاعه بِأَبِيهِ وَعمل حَاشِيَة فِي مجدل ضخم على شرح المواقف وَأُخْرَى على المطول كبرى وصغرى وَأُخْرَى على التَّلْوِيح وَغير ذَلِك من نظم بالعجمي والعربي وذكاء تَامّ واستحضار وثروة وحوز لنفائس من الْكتب وتواضع واشتغال بِنَفسِهِ، وَقد قدم الشَّام فِي سنة سبعين فحج مَعَ الركب الشَّامي وَكَذَا تردد للقاهرة قَرِيبا من سنة ثَمَانِينَ فَسلم عَليّ الزين بن مزهر ببولاق وَلم ير فِيمَا زعم من ينزله مَنْزِلَته وَلَا ارتضاها وَلَا أَقرَأ بهَا أحدا سِيمَا مَعَ توعكه فِي مُعظم مدَّته فبادر إِلَى التَّوَجُّه لمَكَّة من جِهَة الطّور فِي الْبَحْر وَمَعَهُ جمَاعَة من طلبته فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا وأقرأ هُنَاكَ، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ ثمَّ الشَّمْس الوزيري الْخَطِيب وَأثْنى هُوَ وَغَيره على فضائله وتحقيقه، وَلما قدم الْقَاهِرَة أخْبرت أَن ابْن الاسيوطي اسْتعَار حَاشِيَته على المطول وَزعم أَنه كتب عَلَيْهَا حَوَاشِي وَأَوْقفهُ هُوَ على كراريس كتبهَا عَليّ الْبَيْضَاوِيّ فَردهَا عَاجلا مُصَرحًا بِعَدَمِ ارتضائها وبادر لطلب حَاشِيَته غير ملتفت لما زَعمه إهمالا لشأنه. مَاتَ ببلاده فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. 493 - حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن أبي الْفضل الْبَدْر بن الْبَهَاء بن الْعَلامَة الشَّمْس البعلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ سبط عبد الْقَادِر بن القرشية / وَلذَا يعرف أَيْضا بِابْن القرشية. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من جده عبد الْقَادِر وَعبد الرَّحِيم بن أبي الْيُسْر وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال والشهاب الْجَزرِي، وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَغَيره، وَقَالَ فِي مُعْجَمه إِنَّه مَاتَ وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَى بعلبك فِي شعْبَان أَو رَمَضَان سنة ثَلَاث بعد انْفِصَال الْعَدو عَن دمشق، وَجزم فِي إنبائه بشعبان، وَتَبعهُ فِي التَّرَدُّد المقريزي فِي عقوده. 494 - حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْبَدْر الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَالِد أبي الْجُود مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الشويخ لقب جده. / ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ وَصَحب الشهَاب بن رسْلَان وكناه أَبَا الْبشر وَغَيره من السادات، وَحج مرَارًا كَثِيرَة أَولهَا سنة إِحْدَى وَخمسين وَسمع بِمَكَّة على أبي الْفَتْح المراغي

وَألبسهُ الْخِرْقَة والتقي بن فَهد وَكَذَا تكَرر دُخُوله للقاهرة وَحضر عِنْد العلمي البُلْقِينِيّ وَرَأى شَيخنَا وَغَيره من السادات وَدخل الشَّام وَغَيرهَا وتكرر اجتماعه عَليّ، وَكَانَ مجاورا سنة ثَمَان وَتِسْعين وَيكثر من الِاجْتِمَاع بالشيخ عبد الْمُعْطِي المغربي وَلَا بَأْس بِهِ. 495 - حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد البلبيسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وأخو الشَّيْخ مُحَمَّد / الْآتِي. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة عِنْد الشَّيْخ ابْن مصلح بِالْقربِ من تربة بَيت ابْن عبد الْقوي وَخلف أَوْلَادًا وَكَانَ فَقِيرا يتكسب بالخياطة صَالحا يُقَال إِنَّه كَانَ مديم الِاعْتِمَاد فِي كل يَوْم جُمُعَة وَفِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة كل يَوْم وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَهُوَ مِمَّن أَخذ عني وَنعم الرجل رَحمَه الله. حسن بن مُحَمَّد بن نصر الله. / يَأْتِي قَرِيبا بِدُونِ مُحَمَّد 496 -. حسن بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الطهطاوي الْمَكِّيّ أَخُو عَليّ / الْآتِي. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.) سقط) حسن بن مُحَمَّد الْأَمِير الْبَدْر بن الْمُحب الطرابلسي الاسلمي. / مضى فِي ابْن عبد الله. 499 - حسن بن مُحَمَّد العيثاوي / أحد مشاهير الطّلبَة. ذكر ابْن حجى أَنه كَانَ أفضل أهل طبقته. مَاتَ فِي أول سنة إِحْدَى وَقد جَازَ الثَّلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 500 - حسن بن مُخْتَار وَالِد جَار الله / الْمَاضِي. مَاتَ بِمَكَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ. 501 - حسن بن مخلوف آب المركان الرَّاشِدِي المعتقد بالمغرب. / مَاتَ سنة سبع وَخمسين. أرخه ابْن عزم. 502 - حسن بن مَنْصُور الْبَدْر الْحَنَفِيّ القَاضِي / بل كَانَ أَيْضا قد تولى الْحِسْبَة بِدِمَشْق. مَاتَ فِي عُقُوبَة اللنك سنة ثَلَاث. قَالَه الْعَيْنِيّ. 503 - حسن بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن مكي الْبَدْر الْقُدسِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مكي. / سمع عَليّ الزفتاوي المسلسل وجزء ابْن عَرَفَة وجزء البطاقة ونسخة إِبْرَاهِيم بن سعد وَغَيرهَا وَحدث سمع عَلَيْهِ شَيخنَا وَابْن مُوسَى وَوَصفه بِالْقَاضِي

الرئيس الْفَاضِل والتقي أَبُو بكر القلقشندي والأبي وَولي قَضَاء الْقُدس مرَارًا وَكَانَ مزجي البضاعة فِي الْعلم. مَاتَ عَن سبعين سنة فِي سنة سبع عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. 504 - حسن بن نابت بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْبَدْر الزمزمي الْمَكِّيّ. / حفظ الْبَهْجَة والألفية وعرضهما على جمَاعَة وتميز فِي الْفَرَائِض والحساب وَأَخذهمَا عَن قَرِيبه نور الدّين وَفِي الْمِيقَات أَخذه عَن قَرِيبه الْجمال مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح وَدخل الشَّام وَغَيرهَا. حسن بن نَبهَان /. فِي ابْن مُحَمَّد بن عمر بن الْحسن بن نَبهَان. 505 - حسن بن نصر الله بن حسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن عبد السَّلَام. / هَكَذَا كتبه لي أَخُوهُ فَخر الدّين النَّاسِخ الصاحب بدر الدّين بن نَاصِر الدّين بن بدر الدّين بن شرف الدّين بن كَمَال الدّين بن كريم الدّين بن زين الدّين الأدكوي الأَصْل الفوي القاهري وَيعرف بِابْن نصر الله، وَزَاد بَعضهم مُحَمَّدًا بَينه وَبَين نصر الله وَهُوَ غلط. أَصله من أدكو قريبَة بالمزاحمتين من أَعمال الْقَاهِرَة. كَانَ جده الْأَعْلَى الشّرف مُحَمَّد بن أَحْمد خطيبها ثمَّ بذبي وَبعده تعانى ابْنه الْبَدْر الْمُبَاشرَة وفطن لِلْحسابِ، وباشر عِنْد سيف الدّين الْكِنَانِي مُتَوَلِّي فوة وَولد لَهُ نصر الله فَنَشَأَ بهَا وباشر بهَا ثمَّ باسكندرية عدَّة وظائف وَولد لَهُ صَاحب لترجمة فِي ربيع الأول وَقبل الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بفوة، وَنَشَأ فِي كنفه وزوجه بابنة ناظرها ابْن الصَّغِير وَصَارَ عديل الْفَخر بن غراب وَقدم الْقَاهِرَة فِي حُدُود التسعين وَسَبْعمائة وَهُوَ فَقير جدا ثمَّ بعد ذَلِك وَهُوَ كَذَلِك فَكتب التوقيع بِبَاب القَاضِي نَاصِر الدّين بن التنسي ثمَّ خدم نَحْو الشَّهْرَيْنِ شَاهدا فِي ديوَان أرغون شاه أَمِير مجْلِس فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة برقوق ثمَّ انْتَمَى إِلَى مهنى دوادار بكلمش العلائي أَمِير سلَاح وَحسن حَاله وَلَا زَالَ يترقى حَتَّى ولي الْحِسْبَة وَنظر الْجَيْش بالديار المصرية ثمَّ وزارتها ثمَّ الْخَاص بهَا فِي الدولة الناصرية فَرح وَكَذَا ولي الوزارة وَالْخَاص فِي الدولة المؤيدية ثمَّ صودر مرَارًا ثمَّ عمل لاستادارية فِي دولة الصَّالح مُحَمَّد ثمَّ انْفَصل عَنْهَا وأعيد إِلَى الْخَاص عوضا عَن مرجان الخازندار ثمَّ أُعِيد إِلَى الاستادراية فِي الدولة الأشرفية عوضا عَن وَلَده صَلَاح الدّين مُحَمَّد وانفصل عَن الْخَاص بالكريمي عبد الْكَرِيم بن كَاتب حكم فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين ثمَّ انْفَصل عَن الاستادارية وصودر هُوَ وَولده الْمَذْكُور ثمَّ أُعِيد ثَالِثا بعد مُدَّة إِلَى الاستادارية فَلم تطل مدَّته فِيهَا بل عزل عَن قرب، وَلزِمَ دَاره إِلَى أَن مَاتَ وَلَده فاستقر بعده فِي كِتَابَة السِّرّ

وَلم يلبث أَن عَزله الظَّاهِر بالكمالي بن الْبَارِزِيّ وَلزِمَ الْبَدْر منزله واستولت عَلَيْهِ الْأَمْرَاض الْمُخْتَلفَة حَتَّى مَاتَ فِي سلخ ربيع الأول سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَدفن من الْغَد بتربته الَّتِي بالصحراء خَارج الْبَاب الْجَدِيد عِنْد وَلَده صَلَاح الدّين وَكَانَ شَيخا طوَالًا ضخما حسن الشكالة مدور اللِّحْيَة كَرِيمًا شهما مَعَ بادرة وحدة وصياح وإقدام على الْمُلُوك وانهماك فِي اللَّذَّات وتأنق فِي المآكل والمشارب وَله بفوة مدرسة حَسَنَة على الْبَحْر فِيهَا خطْبَة وتدريس ومآثر غير ذَلِك، وَله ذكر فِي حوادث سنة سِتّ عشرَة من أنباء شَيخنَا، وَذكره المقريزي فِي عقوده سامحه الله. 506 - حسن بن لاجين. / ذكره المقريزي فِي عقوده. 507 - حسن بن يحيى البير الحجاري نِسْبَة لبئر الحجار / على نَحْو أَرْبَعَة فراسخ من فاس لناحية الْمشرق، كَانَ عَالما صَالحا. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة. 508 - حسن بن يُوسُف بن أَيُّوب الْبَدْر التركماني وَيعرف بجده، / ولي نِيَابَة الْقُدس والرملة ونابلس والكرك غير مرّة فِي أَوْقَات مُخْتَلفَة، ورأيته غير مرّة مِنْهَا فِي الْقُدس، وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَانِينَ 509 -. حسن بن يُوسُف بن حسن بن صَالح الْأنْصَارِيّ / الْمَرْوِيّ نِسْبَة إِلَى المرية من الأندلس الْمَالِكِي واشتغل بالطب والهيئة وَنَحْوهمَا من فقه وَنَحْو عِنْد أَحْمد الْقصار، وَقدم قَرِيبا من سنة تسعين، وَحج من دمشق وجاور ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فاستمر حَتَّى اجْتمع بِي فِي أثْنَاء سنة سِتّ وَتِسْعين وَسمع منى. حسن بن عَلَاء الدولة بن أَحْمد بن أويس /. يَأْتِي لَهُ ذكر فِي أَخِيه الْحُسَيْن. 510 - حسن بن الحمامي بدر الدّين /. ولي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِبَيْت الْمُقَدّس بعد المحيوي بن جِبْرِيل مَعَ ذكره بأوفر نقص، وَقدم الْقَاهِرَة ثمَّ عَاد فِي أَوَاخِر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسعين على قَضَائِهِ. 511 - حسن بن الصعيدي، / شخص كَانَ يتَكَلَّم فِي الْحيرَة ونواحيها عَن الْوَزير وَالسُّلْطَان. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ، وَوجد لَهُ من النَّقْد شَيْء كثير جدا مِمَّا لم تكن هَيئته ومرتبته مُنَاسبَة لَهُ وَلَا لبعضه، فاحتيط عَلَيْهِ للسلطنة غير ملتفتين لولد وَلَا غَيره. 512 - حسن بن غرلو حسام الدّين جارنا. / مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ عَن سبعين فَأكْثر وَخلف طفْلا وَهُوَ ابْن أَمِير عَليّ بن سنقر. 513 - حسن بن قلقيلة بدر الدّين الْحُسَيْنِي سكنا الْحَنَفِيّ /. أَخذ عَن الْبَدْر الْعَيْنِيّ

وَاسْتقر بِهِ إِمَام مدرسته، وَكَذَا قَرَأَ على الْجمال عبد الله بن الرُّومِي، وَاسْتقر بعده فِي تدريس الْحَنَفِيَّة بِجَامِع الظَّاهِر وَأم بالبرقوقية نِيَابَة وتكسب بِالشَّهَادَةِ وصاهره الشَّمْس بن خَلِيل على ابْنَته وَكَانَت بَينهمَا قلاقل. مَاتَ قريب السِّتين تَقْرِيبًا. 514 - حسن بدر الدّين بن النح الْبَغْدَادِيّ الشَّافِعِي / أحد الْفُضَلَاء. كتبه عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعَة قَوْله. (حريري لَهُ خد نضير ... تسامى عَن مُرَاعَاة النَّضِير) (ونادمني بأقوال صِحَاح ... فَمَا أحلى مقامات الحريري) ) ::: 515 - حسن بن الْبَدْر الْهِنْدِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ نزيل حماة. / امام عَالم عَلامَة بَحر مُحَقّق مدقق ذُو فنون عديدة وأقوال سديدة مُتَمَكن من العقليات بِحَيْثُ كَانَ التَّاج بن بهادر يثنى عَلَيْهِ فِيهَا ثَنَاء بَالغا مَعَ فَصَاحَته وَحسن تَقْرِيره وَكَونه متزهدا يلبس اللباد وَنَحْوه وَيُقَال إِنَّه لَازم السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ ثَلَاثِينَ سنة وَقَالَ الزين عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الشاوي إِنَّه أخبرهُ أَنه بحث على الزين الخوافي، وَقَالَ غَيره إِنَّه رافق الشَّمْس الشرواني فِي الْأَخْذ عَن الرُّكْن الخوافي، وَقد استقدمه الصَّدْر بن هبة الله بن الْبَارِزِيّ إِلَى حماة وَأحسن إِلَيْهِ وزوجه ورتب لَهُ كِفَايَته وَكَانَت إِقَامَته بهَا أَكثر من خمس سِنِين حَتَّى مَاتَ وانتفع بِهِ الطّلبَة فِي النَّحْو وَالصرْف والاصلين وَغَيرهَا وَكَانَ على نمط رَفِيقه الشرواني فِي تربية الطّلبَة وحدة الْخلق، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الصَّدْر الْمَذْكُور وَالْجمال بن السَّابِق وَأَخُوهُ فرج وَآخَرُونَ مِنْهُم الزين خطاب أَخذ عَنهُ أصُول الْفِقْه والبقاعي قَالَ إِنَّه بحث عَلَيْهِ فِي أَوَائِل الشمسية سنة ثَمَان وَعشْرين، وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْجمال بن السَّابِق الْفِقْه وَالصرْف والعربية فَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض ابْن المُصَنّف وتصريف الْعزي ومعظم الخسيكتي والمراح وَقَالَ لي انه مَاتَ فِي لَيْلَة الجمة منتصف جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِالْمَدْرَسَةِ المعزية بحماة عَن نَحْو السّبْعين ظنا. 516 - حسن الْبَدْر الحسني القاهري الْوَاعِظ. / شيخ اشْتغل يَسِيرا وَطَاف الْقرى وَنَحْوهَا فِي الْوَعْظ، ولازمني يَسِيرا بعد أَن منعته من إِيرَاد الأكاذيب وَنَحْوهَا، وَاسْتمرّ على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَظنهُ بلغ السّبْعين أَو جازها رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 517 - حسن بدر الدّين الشكلي الكركي /. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي رَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، وَكَانَ عَارِفًا بِالْمُبَاشرَةِ مشكورا فِيهَا. ولي نظر الْقُدس والخليل مُدَّة فِي أَيَّام الْمُؤَيد وَغَيره. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَزَاد غَيره أَنه ولي غَزَّة أَيْضا.

518 - حسن بن بدر الدّين الشريف / أحد التُّجَّار باسكندرية. مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين وَخلف أَمْوَالًا كَثِيرَة وَكَانَ تَامّ الْخِبْرَة بدنياه متين التوسل فِي التَّوَصُّل لمقاصده، وَقد رَافع فِي الخواجا فَخر الدّين التوريزي حَتَّى أَخذ مِنْهُ السُّلْطَان مَا ينيف على مائَة ألف دِينَار، وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة عَفا الله عَنهُ. 519 - حسن حسام الدّين /. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، وَكَانَ قدم من الْقُدس وَولي فِي الْأَيَّام الناصرية فرج فِيمَا بعْدهَا عدَّة نيابات بغزة والقدس وَغَيرهمَا. قَالَه المقريزي وَأَظنهُ نَاظر الْقُدس وَصَاحب الْمدرسَة بِهِ الْمَذْكُور فِي ابْن رسْلَان. 520 - حسن الشّرف الاصبهاني الشَّافِعِي. / أَخذ عَن النُّور الايجي وَعنهُ السَّيِّد الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين. لَهُ ذكر فِي الْحسن بن عَليّ. 521 - حسن الاذرعي الشَّامي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ. 522 - حسن البدوي / مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ. 523 - حسن الدمياطي نزيل الحسينية. / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِحَبْس الديلم وَكَانَ مِمَّن يكثر المرافعة بِحَيْثُ رَافع فِي الشَّافِعِي بِسَبَب خَان السَّبِيل ثمَّ تغير عَلَيْهِ السُّلْطَان لعدم انتظام أمره وأودعه السجْن حَتَّى مَاتَ. 524 - حسن الديروطي المقرىء /. مَاتَ قَرِيبا من سنة سبعين. 525 - حسن الرُّومِي وَيعرف بزغل /. هَكَذَا جرده ابْن فَهد. 526 - حسن السخاوي / محتسب الغروليين من سوق الشّرْب. مِمَّن اشْتغل بِالْعلمِ قَلِيلا وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين. 527 - حسن السقا نزيل طنبذي من الصَّعِيد وَيعرف بالعريان / وَيذكر بالجذب والكرامات الَّتِي مِنْهَا بشارته للسُّلْطَان شفاها بالتملك بِحَيْثُ بنى لَهُ لما ملك بعد مَوته زَاوِيَة بِالْمحل الْمَذْكُور وَكَانَت سنة ثَلَاث وَسبعين عَن بضع وَسبعين. 528 - حسن السَّمرقَنْدِي الخواجا /. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين. حسن الشريف السكندري. / مضى فِي الملقبين بدر الدّين قَرِيبا. 529 - حسن الضاني وَالِد عبيد الْأمين الزيني / قَرَأَ الْقُرْآن عِنْد زَكَرِيَّا، وَعلم بعض الابناء بل واختلى عِنْد الْمَنَاوِيّ وتلقن مِنْهُ الذّكر بِإِشَارَة شَيْخه الشريف الطباطبي، وتكسب بسوق النِّسَاء من سوق الْحَاجِب على طَريقَة جميلَة وَلم يخالط وَلَده فِيمَا دخل فِيهِ بل لما ألزمهُ الْمشَار إِلَيْهِ أَن يكون عوضه أول مَا رسم عَلَيْهِ قعد قَلِيلا ثمَّ وفر لعَجزه وديانته وَهُوَ الْآن حَيّ. 530 - حسن الصبحي الجدي / مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها.

من اسمه حسين

531 - حسن العجمي / شيخ زَاوِيَة بِبَاب الْوَزير. مِمَّن كَانَ يصحب شاهين الْغَزالِيّ. رَأَيْته كتب على مَجْمُوع البدري من قَوْله:) (لله مَجْمُوع بديع حوى ... جواهرا تلمع فِي عقدهَا) (كَادَت مجاميع الورى عِنْده ... تَمُوت للخشية فِي جلدهَا) وَقَوله: (ومجموع بِهِ أَبْيَات شعر ... وَلَكِن كل بَيت مثل قصر) (بنظم كاللآلي لم أَجِدهُ ... لعمر أَبِيك فِي مَجْمُوع عمري) 532 - حسن العجمي الْمدنِي / صاهره شَيخنَا الشهَاب الشوايطي على ابْنَته خَدِيجَة واستولدها أَوْلَاده وَمَاتَتْ سنة تسع وَخمسين، وَمَا علمت مَتى مَاتَ أَبوهَا صَاحب التَّرْجَمَة. حسن العلقمي. / فِي ابْن أَحْمد بن حرمي بن مكي بن مُوسَى. 533 - حسن الْغَزِّي صهر أَوْلَاد حسن الخالدي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ أَو إِحْدَى وَأَرْبَعين. حسن الفيومي إِمَام الزَّاهِد /. فِي ابْن عَليّ بن سُلَيْمَان. حسن الْقُدسِي / شيخ الشيخونية. فِي ابْن أبي بكر بن أَحْمد. 534 - حسن المغيلي نِسْبَة لقرية مغيلة من أَعمال فاس الْمَالِكِي /. كَانَ عَالما مدرسا. مَاتَ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ. ذكره لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة. 535 - حسن النابلسي التَّاجِر وَيعرف بعصفورة. / وجد مَيتا فِي فرَاشه فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. وَكَانَ قد سكنها وَاشْترى بهَا دَارا بقعيقعان وعمرها عمَارَة هائلة وَهُوَ طارح التَّكَلُّف مِمَّن كَانَ يجله شاد جدة. حسن النمراوي اثْنَان: ابْن عَليّ بن حسن بن أبي بكر وَابْن مُحَمَّد بن عَليّ وهما صهران. / حسن الْهِنْدِيّ /. مضى قَرِيبا. 536 - حسن الْهِنْدِيّ آخر. تنزل برباط السَّيِّد حسن بن عجلَان. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسبعين. 537 - حسن الهيثمي / رجل صَالح من محلّة أبي الْهَيْثَم. صحب أَبَا عبد الله الغمري وَأقَام مَعَه بالمحلة ثمَّ تحول بإشارته لمنية غمر منجمعا على التِّلَاوَة وَالذكر مَعَ فَضِيلَة وأحوال وكرامات، مَاتَ وَهُوَ مُتَوَجّه لحجة الاسلام قبيل الاربعين وَقد قَارب الْخمسين رَحمَه الله. (من اسْمه حُسَيْن) 538 - حُسَيْن بِالتَّصْغِيرِ بن إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان بن الكنك بدر الدّين الرَّمْلِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن الكنك بنُون بَين كافين مكسورات، / ولد سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ولقيته بِالْقَاهِرَةِ فأنشدني لفظا مِمَّا أنْشدهُ الْبَدْر البشتكي لنَفسِهِ فِي الْبَدْر بن الدماميني المَخْزُومِي: (تَبًّا لقاض لَا ترى أَحْكَامه ... إِلَّا على المنثور والمنظوم)

(خَان الشَّرِيعَة إِذْ أطَاع فا ... وانقاد للفساق كالمخزومي) وَفِي غَيره مِمَّا أثْبته فِي المعجم وَكَانَ نير الشيبة ضريرا. مَاتَ فِي آخر ربيع الأول أَو أول الَّذِي بعده سنة خمس وَخمسين. 539 - حُسَيْن بن أبي المكارم أَحْمد بن عَليّ بن أبي رَاجِح مُحَمَّد بن إِدْرِيس بدر الدّين الْعَبدَرِي الشيبي الحَجبي الْمَالِكِي الشَّافِعِي، / حفظ الْبَهْجَة وعانى الِاشْتِغَال بِالْعَرَبِيَّةِ وَالشعر وَله نظم وذكاء وَكِتَابَة جَيِّدَة وَدخل الْيمن ومصر للاسترزاق فأدركه الْأَجَل بِالْقَاهِرَةِ فِي صفر سنة سبع وَعشْرين وَله إِحْدَى وَعِشْرُونَ سنة فِيمَا بَلغنِي. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. حُسَيْن بن أَحْمد بن عَليّ الْمَوَّاز. / تقدم فِي حسن بِالتَّكْبِيرِ. 540 - حُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَامِل الْبَدْر القطي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي وَيعرف بالفقيه حُسَيْن، / ولد بعد الْقرن بِيَسِير أَو على رَأس الْقرن بمنية القط من الشرقية وَقدم الْقَاهِرَة وَقد قَارب الْبلُوغ فانتمى لبَعض صوفية الشيخونية فَعلمه الْخط ثمَّ انْتَمَى للزين الزَّرْكَشِيّ وَقَرَأَ بعض الْقُرْآن ثمَّ انْتقل للأزهر فأكمل بِهِ حفظه وَقَرَأَ فِي أبي شُجَاع على الشهَاب الابشيطي وَصَحب الشَّيْخ يُوسُف الصفي ولازم خدمته وَحج مَعَه وجاور وَكَانَ يكثر من حكايات كراماته وَجلسَ بعد مَوته لاقراء الاطفال مَعَ عقد الازرار، وَتزَوج بعمتي وساعدته فِي التنزل بصوفية البرقوقية وَفِي إِقَامَته مَعهَا بِبَيْت الْوَالِد وَلذَا كَانَ يأخذني مَعَه لمكتبه حَتَّى ختمت عِنْده الْقُرْآن ولازم السماع عِنْد شَيخنَا لَيْلًا وَلم يكن فِي قِرَاءَته واقرائه بالماهر وَلَكِن لطائفة من النَّاس فِيهِ اعْتِقَاد مَعَ ميله للْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ وتقلله جدا وَترك بِأخرَة الاقراء وَضعف بَصَره وَكَانَ يكثر الْحُضُور عِنْدِي فِي الامالي وَغَيرهَا، مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين وَدفن بالمرجوشية بِبَاب النَّصْر بعد أَن صلى عَلَيْهِ هُنَاكَ فِي طَائِفَة حَسَنَة) رَحمَه الله وإيانا. 541 - حُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَدْر بن الخواجا الشهَاب الكيلاني ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن قاوان. / ولد فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ من أَوَاخِر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بكيلان وَنَشَأ بهَا فِي كنف وَالِده فَأَقْرَأهُ الْحَاوِي ووعده على إنهاء حفظه بِأَلف دِينَار وَأمر أَخَاهُ بدفعها لَهُ من تركته فَفعل وقرأه حفظا ومباحثة على جمَاعَة مِنْهُم الْعَالم مُحَمَّد بن خضر بن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي بقرَاءَته لَهُ على الْعِزّ طَاهِر بن مُحَمَّد بن عَليّ الروانيري الأسفرايني نزيل نيسابور بقرَاءَته لَهُ على الشَّمْس السابوري بقرَاءَته لَهُ على الْعَلَاء الطاووسي بروايته لَهُ عَن مُؤَلفه، وَعَن ابْن خضر هَذَا أَخذ فِي الصّرْف

والنحو والْحَدِيث وَالتَّفْسِير أَيْضا، وَأخذ الْكَلَام والعربية والمعاني وَالْبَيَان عَن الشَّيْخ مُحَمَّد الْمَدْعُو حاجي الفرحي السجسْتانِي الْحَنَفِيّ والفرائض والمنطق والمعاني عَن الْهمام الْكرْمَانِي أحد أَصْحَاب الخوافي وَالْكَلَام عَن الْمعِين بن السَّيِّد صفي الدّين الايجي بل أَخذه عَنهُ فِي تَفْسِيره والنحو والمنطق وَعلم الْخلاف وأدب الْبَحْث عَن مظفر الكازروني، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ بِمَكَّة الْكَمَال بن الْهمام ولازمه فِي مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وزوجه وَالِده ابْنة الْكَمَال وَكَذَا لَازم إِمَام الكاملية فِي الْأُصُول وَالْفِقْه والْحَدِيث وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ ومواضع من شَرحه، وَسمع عَلَيْهِ أَكثر الْمِنْهَاج الفرعي وَأَبا الْفضل المغربي فِي الْأُصُول والمنطق وَالْعرُوض وَالْكَلَام وَابْن يُونُس فِي الْأُصُول والجبر والمقابلة والحساب وَالْعرُوض، كل ذَلِك بِمَكَّة وارتحل إِلَى الشَّام فِي سنة إِحْدَى وَسبعين فَأخذ بِدِمَشْق عَن الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة فِي الْفِقْه وَعَن الزين خطاب فِي الْفِقْه وأصوله والقراءات والْحَدِيث وَسمع على عبد الرَّحْمَن بن خَلِيل القابوني وبحلب عَن الشهَاب المرعشي التَّفْسِير والتصوف وَالْكثير من نظمه، وَإِلَى الْقَاهِرَة فِي الَّتِي تَلِيهَا فَأخذ عَن الكافياجي فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان بل قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْكَشَّاف وَغَيره وَإِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَقَرَأَ بهَا على الشهَاب الابشيطي شَرحه لخطبة الْمِنْهَاج، وَسمع فِيهَا على أبي الْفرج المراغي، وبمكة على أَخِيه الشّرف أبي الْفَتْح بل قَرَأَ على الزين عبد الرَّحِيم الأميوطي البُخَارِيّ وَأخذ عَن السَّيِّد إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْكَافِي الطباطبي، وتلقن الذّكر من كل من الْهمام الْكرْمَانِي وَإِمَام الكاملية الماضيين وَعبد الْكَرِيم وَإِدْرِيس الحضرميين فِي آخَرين فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا وبرع فِي الْفَضَائِل وأقرأ الطّلبَة بل شرح الورقات لامام الْحَرَمَيْنِ ورسالة الْعَضُد فِي أصُول الدّين) وَالْقَوَاعِد الصُّغْرَى فِي النحور والتصريف وأربعي النَّوَوِيّ وَهُوَ فِي مجلدين وَلكنه أودع فِيهِ تَصرفا كثيرا وَكتب حَاشِيَة على خطْبَة تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وجزءا فِي الْقزْوِينِي صَاحب الْحَاوِي وَله نظم فِي الْجُمْلَة، قرض لَهُ بَعْضهَا الشهَاب الابشيطي وَوَصفه بزين الْملَّة وَالدّين الملا الامام الْعَلامَة وَقَالَ إِنَّه اطلع فِيهِ على فَوَائِد جمة كل مِنْهَا رحْلَة فاق فِيهَا من كَانَ قبله، قَالَ وأجزت لَهُ إقراء تِلْكَ التصانيف النفيسة وَكَذَا مَا يجوز لي وعني رِوَايَته وقراءته وَالسَّيِّد السمهودي وَقَالَ إِنَّه أبدع فِي تَحْقِيقه لما أودع من تَدْقِيقه مَعَ التَّلْخِيص والايضاح وَحسن السبك وجودة الافصاح قَالَ فاقتطفت من غصنه معترفا بحسنه وَقمت لَهُ إِكْرَاما وَقَعَدت عَن تقريضه احتراما وَللَّه در الْقَائِل:

(وَلَيْسَ يزِيد الشَّمْس نورا وبهجة ... إطالة ذِي رصف وإكثار مادح) إِلَى غَيرهمَا مِمَّن قرض، وَكَذَا قرضت لَهُ غير وَاحِد مِنْهَا امتثالا لسؤاله بل سمع مني بعض تَرْجَمَة النَّوَوِيّ وَالْقَوْل البديع من تصانيفي واستجازني بهما وبغيرهما من مؤلفاتي وَغَيرهَا وأفردت للعضد تَرْجَمَة بسؤاله وَكَانَ كثير الطّواف وَالْعِبَادَة والأوراد مَعَ خشوع وأدب بِحَيْثُ كنت أستأنس بِرُؤْيَتِهِ، محبا فِي الْفَضَائِل والفضلاء مكرما لَهُم حسب استطاعته. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت ثامن ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة تقدم النَّاس السَّيِّد المحيوي الْحَنْبَلِيّ بِتَقْدِيم ابْن عَمه ملك التُّجَّار وَكَأَنَّهُ بِوَصِيَّة مِنْهُ لحسن إعتقاده فِيهِ ومصاهرة بَينهمَا فَإِنَّهُ تزوج أُخْتَيْنِ للسَّيِّد وَاحِدَة بعد أُخْرَى وماتتا تَحْتَهُ وَاحِدَة بِمَكَّة وَالْأُخْرَى بِالْمَدِينَةِ ثمَّ دفن بتربتهم من المعلاة رَحمَه الله وإيانا. 542 - حُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى الْأَمِير / مفتي تونس. مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ. ذكره ابْن عزم. 543 - حُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن نَاصِر الْبَدْر أَبُو عَليّ الْهِنْدِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ. / ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا بِمَكَّة وَسمع بهَا من الْعِزّ بن جمَاعَة قِطْعَة من مَنَاسِكه وَمن النشاوري والاميوطي وَدخل ديار مصر وَالشَّام واليمن غير مرّة للاسترزاق وَسمع فِي أثْنَاء ذَلِك بِالْقَاهِرَةِ من الْبَهَاء بن خَلِيل وَابْن الملقن وَابْن حَدِيدَة فِي آخَرين وبدمشق من الْأمين مُحَمَّد ابْن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عبد الله الانفي الْمَالِكِي قَرَأَ عَلَيْهِ فِي سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق الاقتراح لِابْنِ دقي الْعِيد من نُسْخَة بِخَطِّهِ رَوَاهُ لَهُ عَن) الْمزي عَن مُؤَلفه ثمَّ قَرَأَهُ بعد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ على الزين الْعِرَاقِيّ، وَسمع بإسكندرية من الْبَهَاء بن الدماميني وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ أَحْمد بن عبد الْكَرِيم البعلي وَابْن كثير وَابْن الهبل وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر والاذرعي وَطَائِفَة وتفقه بِمَكَّة على الضياء الْحَنَفِيّ وبدمشق على الصَّدْر بن مَنْصُور القَاضِي وَولي تدريس مدرسة عُثْمَان الرنجيلي بالجانب الغربي من الْمَسْجِد الْحَرَام وَنظر وَقفهَا بعدن أبين، وناب فِي الحكم بِمَكَّة فِي بعض القضايا وَكَذَا فِي الْعُقُود وَكَانَ يذاكر بمسائل من مذْهبه معنيا بالفائدة مقررا قِرَاءَة الصَّحِيح كل سنة فِي أَوَاخِر عمره وَيعْمل المواعيد بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام. مَاتَ ممتعا بسمعه وحواسه وقوته فِي صفر سنة أَربع وَعشْرين بِقرب عدن وَحمل إِلَى الرجع فَدفن بِهِ، ذكر التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَمن قبله الفاسي وأرخه فِي جُمَادَى الأولى لَا صفر، وَأوردهُ شَيخنَا فِي مُعْجَمه

بِاخْتِصَار وَقَالَ قدم الْقَاهِرَة أخيرا فِي الدولة المؤيدية، وَأَجَازَ لأولادي، والمقريزي فِي عقوده وَقَالَ كَانَ خيرا. قلت وَقَالَ الْعِرَاقِيّ عَن قِرَاءَته إِنَّهَا قِرَاءَة حَسَنَة مَعَ استكشاف عَن مُشكل واستفتاح لمقفل، وَأذن لَهُ عَن الإِمَام نَاصِر الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم التّونسِيّ عَن مُؤَلفه، وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْفَاضِل وَكَذَا بِدُونِ الْفَاضِل، وَصفه الأنفي وَقَالَ قِرَاءَة حَسَنَة مفيدة. 544 - حُسَيْن بن أَحْمد مقدم العشير بِالشَّام وَيعرف بِابْن بِشَارَة. / مَاتَ فِي سَابِع الْحجَّة سنة خمس وَعشْرين وَيُحَرر أهوَ بِالتَّصْغِيرِ أَو مكبر 545 -. حُسَيْن بن أَحْمد السراوي العجمي التَّاجِر /. جاور بِمَكَّة مُدَّة وَأوصى بِقرب كعمارة عين مَكَّة. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى عشرَة وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السّبْعين أَو جازها ظنا. ذكره الفاسي. حُسَيْن بن أَحْمد، / مضى فِي تغرى برمش. 546 - حُسَيْن بن إِسْحَاق بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم السَّيِّد نصير الدّين أَبُو عبد الله بن الْعِزّ بن الاستاذ شيخ الوعاظ / والمذكورين وخاتمتهم بِتِلْكَ النواحي نظام الْملَّة وَالدّين ابْن الْعِزّ بن الشّرف الْحُسَيْنِي من قبل أَبِيه الحسني من قبل أمه الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي إِنْسَان فَاضل جليل مبجل فِي ناحيته وَأَهْلهَا، مِمَّن أَخذ عني بقرَاءَته وَغَيرهَا بِمَكَّة فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وكتبت لَهُ. حُسَيْن بن أصيل /، يَأْتِي فِي ابْن عبد الله بن أوليا.) ::: 547 - حُسَيْن بن أبي بكر بن حسن الْبَدْر الْحُسَيْنِي القاهري نقيب الْأَشْرَاف وأخو نَاصِر الدّين مُحَمَّد / أحد فضلاء الْحَنَفِيَّة، ويلقب بالشاطر وَيُقَال لَهُ ابْن الْفراء. أَيْضا اسْتَقر فِي نقابة الْأَشْرَاف فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين بعد صرف حسن ابْن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الْمَاضِي وَمَا تمت السّنة حَتَّى قَامَ بعمارة مشْهد السيدة رقية بِالْقربِ من المشهد النفيسي للاحتواء على سكناهُ بِحَيْثُ تعطلت زيارته من سِنِين وشكر لَهُ ذَلِك وَلكنه اشْتَدَّ تساهله فِي إِدْخَال النَّاس فِي الشّرف طَمَعا فِي الْيَسِير فَانْحَطَّ مِقْدَاره سِيمَا مَعَ عاميته ونقصه. مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَثَمَانِينَ وَقد أسن بِعْ إِخْرَاج النّظر عَنهُ للسَّيِّد عَليّ الْكرْدِي، وَاسْتقر بعده فِي النقابة مُحَمَّد ابْن حسن الحسني خَازِن الشربخاناه 548 -. حُسَيْن بن أبي بكر بن حُسَيْن بدر الدّين القاهري الغزولي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن جبينة تَصْغِير جبنة. / مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وَبَعض التَّنْبِيه وتشاغل بِالدّلَالَةِ فِي أسواق الْغَزل كسوق الجمالية ثمَّ قيسارية ابْن شَيخنَا ثمَّ قيسارية الْأَشْرَف

اينال، وَقَامَ وَقعد وَحج وجاور وَدخل الْيمن وَغَيرهَا وَلم يحصل على طائل. حُسَيْن بن بيرحاجي من الْقَاهِرَة ويدعى بالأمير حُسَيْن. ولد بشيراز وَنَشَأ بهراة فخدم سلطانها أَبَا سعيد بن شاه رخ وترقى عِنْده حَتَّى صَار من جملَة خازندارياته ثمَّ تحول إِلَى الرّوم وَاجْتمعَ بمحمود باشاه أجل أُمَرَاء مُحَمَّد بن عُثْمَان فَأَحبهُ وحظى عِنْده ودام بِبِلَاد الرّوم نَحْو ثَمَان سِنِين ثمَّ استأذنه فِي الْحَج فَأذن لَهُ فَلَمَّا وصل لحلب وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَسبعين أَو الَّتِي قبلهَا توصل بالدوادار الْكَبِير يشبك مهْدي حَيْثُ مسيره لسوار فلاق بخاطره بِحَيْثُ أكْرمه وأنعم عَلَيْهِ وَرجع مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة فَزَاد فِي إكرامه وأنزله بقبته الَّتِي بناها كل ذَلِك لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من حسن الصَّوْت والالمام الْكَبِير بِعلم الموسيقى مَعَ فهم وعقل ولطف عشرَة وَذكر بأوراد وَقيام وبر للْفُقَرَاء والواردين عَلَيْهِ الْقبَّة. وَقد ذكر أَنه قَرَأَ على سِنَان شيخ تربة الدوادار فِي الْمُتَوَسّط على الكافية الحاجبية، وَقد رَأَيْته بالقبة غير مرّة ثمَّ بِمَكَّة وَقد طلع إِلَيْهَا فِي الْبَحْر من سنة ثَمَان وَتِسْعين. 550 - حُسَيْن بن جَعْفَر المشعري الْمَكِّيّ /. مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. 551 - حُسَيْن بن حَامِد بن حُسَيْن السرائي التبريزي ويلقب بيرو. / ذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ المقرىء نزيل حلب كَانَ عَالما بالقراءات السَّبع فَاضلا فِي الْفِقْه دينا ورعا عَاقِلا سَاكِنا كَانَ يقرىء القراآت بِجَامِع منكلي بغا الشمسي وَهُوَ من ذَوي الْأَمْوَال يتجر، رَأَيْته بحلب وَاجْتمعت بِهِ وَلم آخذ عَنهُ شَيْئا ثمَّ رَحل إِلَى الْقُدس فسكنه حَتَّى مَاتَ فِي سنة إِحْدَى، وَفِي تَرْجَمَة أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن عَليّ بن اللبان من طَبَقَات ابْن الْجَزرِي إِن مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الإِمَام شمس الدّين بيرو السرائي وَهُوَ ملتئم مَعَ مَا هُنَا وَلَكِن ذكر فِي الْأَسْمَاء مَا يحْتَاج لمراجعة من أصل الذَّهَبِيّ وَكَذَا تَلا بيرو هَذَا بالسبع على الْأمين عبد الْوَهَّاب بن يُوسُف بن السلار تَلا عَلَيْهِ السَّبع مَعَ قِرَاءَة الشاطبية والرائية والتيسير الشَّمْس الْحلَبِي قَاضِي الْجِنّ. 552 - حُسَيْن بن حسن بن حُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حسن الْغَازِي بن أَحْمد الْجمال أَبُو مُحَمَّد وكناه شَيخنَا أَبُو عبد الله بن الشّرف الشِّيرَازِيّ المقرىء الشَّافِعِي نزيل الْحَرَمَيْنِ / وَيعرف بالفتحى بفاء ثمَّ مثناة لكَون جد وَالِده فِيمَا زعم بنى مَسْجِدا بشيراز وَسَماهُ مَسْجِد الْفَتْح. ولد فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة ثمَّ قَالَ لي بعد مُدَّة أَنه تحرر لَهُ فِي سنة عشر بشيراز وَأَن أمه

أخْبرته أَن أَبَاهُ حمله وَهُوَ جَنِين إِلَى الْجُنَيْد الكازروني البلياني فبرك عَلَيْهِ ودعا لَهُ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَحفظ فِيمَا قَالَ أربعي النَّوَوِيّ والشاطبيتين والدرة لِابْنِ الْجَزرِي وَالْحَاوِي فِي الْفِقْه والكافية والشافية كِلَاهُمَا لِابْنِ الْحَاجِب وَطَاف مَعَ الوعاظ وقتا ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وتلا بِهِ على ابْن الْجَزرِي إِلَى أثْنَاء سُورَة النَّحْل فِيمَا قَالَ وَهُوَ مُمكن وَلزِمَ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الخنجي الْمَاضِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء مِنْهَا مُخْتَصر الْأَذْكَار للنووي والتتمة عَلَيْهِ وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَعشْرين وَوَصفه بِالْوَلَدِ المقرىء العابد الطَّالِب الْحَاج وَاسْتمرّ مَعَه حَتَّى مَاتَ وَكَذَا أَخذ عَن السَّيِّد بن الصفي والعفيف ابْني السَّيِّد نور الدّين الايجي واختص بهما ثمَّ بينيهما من بعدهمَا وَعَن الْمولى قيام الدّين مُحَمَّد بن الغياث الكازروني قاضيها أحد من ناهز الْمِائَة مِمَّن يرو عَن سعيد الدّين مَسْعُود البلياني وَنور الدّين الايجي وَغَيرهمَا، وَلَقي فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ الشهَاب أَبَا الْمجد عبد الله ابْن مَيْمُون الكيكي الْكرْمَانِي عرف بشهاب الاسلام فَأخذ عَنهُ الْأَرْبَعين لفضل الله التوربشتي وَغَيرهَا إجَازَة وَحج فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا وَأخذ فِيهَا بِمَكَّة وَالْمَدينَة عَن جمَاعَة، وَكَانَ دُخُوله الْمَدِينَة فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس ذِي الْقعدَة فَقَرَأَ فِيهَا على الْجمال أبي البركات الكازروني بالروضة النَّبَوِيَّة أَشْيَاء. وَكَذَا على الْمُحب المطري وَأبي الْفَتْح المراغي وعَلى النَّجْم السكاكيني تخميسه لكل من بَانَتْ سعاد والبردة مَعَ) أَصلهمَا وثلاثيات البُخَارِيّ والمسلسل بالمحمدين وَغير ذَلِك، وَأَجَازَ لَهُ النُّور على بن مُحَمَّد الْمحلي سبط الزبير وفيهَا بِمَكَّة على الزين بن عَيَّاش بالعشر إِلَى رَأس الحزب الأول من الْبَقَرَة مَعَ أَمَاكِن مُتعَدِّدَة من الشاطبية وَجَمِيع منظومته غَايَة الْمَطْلُوب فِي قِرَاءَة أبي جَعْفَر وَخلف وَيَعْقُوب بعد أَن كتبهَا بِخَطِّهِ فِي أَيَّام التَّشْرِيق بمنى وَأَجَازَ لَهُ وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل الْعَالم، وَقَرَأَ على أبي السعادات بن ظهيرة بعض البُخَارِيّ بل سمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة المحيوي عبد الْقَادِر الْأنْصَارِيّ الْمَالِكِي أَمَاكِن مفرقة مِنْهُ كل ذَلِك فِي رَمَضَان مِنْهَا وَلَقي الْجمال مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المرشدي فِي أَوَائِل ذِي الْحجَّة مِنْهَا تجاه الْكَعْبَة فَقَرَأَ عَلَيْهِ الشاطبية والرائية وخطبة التَّيْسِير للداني وَغَيرهَا، بل سمع من لَفظه المسلسل بالأولية بِشَرْطِهِ، وَعَاد إِلَى بَلَده فَقَرَأَ على الْعَفِيف مُحَمَّد بن الشّرف عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم الجرهي ثلاثيات البُخَارِيّ وَقطعَة من الاسْتِئْذَان مِنْهُ والبردة وَغير ذَلِك كالأربعين لِابْنِ الْجَزرِي الَّذِي زعم أَنه شَيْخه ولازمه كثيرا وَسمع عَلَيْهِ الْأَرْبَعين

النووية فِي صفر سنة تسع وَثَلَاثِينَ بالجامع الْعَتِيق وَغير ذَلِك بمشهد الحريصي كِلَاهُمَا من شيراز وَأَجَازَ لَهُ وَهُوَ مِمَّن يروي عَن ابْن صديق، وتكرر لَهُ دُخُول الْحَرَمَيْنِ وَمِمَّا قَرَأَ على الْجمال الكازروني بالروضة فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين تساعيات الْعِزّ بن جمَاعَة الْأَرْبَعين وتساعيات ابْن الخشاب واليسير من الْمُوَطَّأ والكتب السِّتَّة مَا عدا النَّسَائِيّ مَعَ مناولتها وَجَمِيع الشفا، وَفِي سنة سبع وَأَرْبَعين جَمِيع سنَن الدَّارَقُطْنِيّ وعَلى الْمُحب المطري فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين من الصَّلَاة فِي البُخَارِيّ إِلَى الطَّلَاق والسيرة النَّبَوِيَّة لِابْنِ سيد النَّاس وَدَلَائِل النبوه للبيهقي، وَقيل ذَلِك فِي سنة خمسين بالروضة زَوَائِد مُسْند أَحْمد جمع الهيثمي بِسَمَاعِهِ لأكْثر الْمسند على الْجمال الْحَنْبَلِيّ فِي الْقَاهِرَة بِقِرَاءَة الْمُحب بن نصر الله وعجالة الرَّاكِب فِي ذكر أشرف المناقب للكمال أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن عَليّ بن الزملكاني بقرَاءَته لَهُ على جده لأمه الزين أبي بكر بن الْحُسَيْن المراغي بالروضة بقرَاءَته لَهُ على الْعَفِيف المطري بِسَمَاعِهِ لَهُ من لفظ مُؤَلفه بل سمع من لَفظه الْكثير من التَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وعَلى أبي الْفَتْح المراغي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين سنَن ابْن مَاجَه بِالْمَدِينَةِ وَبَعض البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَالشَّمَائِل والموطأ والمصابيح وَالتَّرْغِيب مَعَ مناولتها وَجَمِيع الْمجْلس الْمَعْرُوف بفوائد الْحَاج وَالْأول من مسلسلات العلائي بالروضة وَفِي سنة خمس وَأَرْبَعين التَّرْغِيب وَسنَن أبي دَاوُد وأربعي النَّوَوِيّ بِمَكَّة وفيهَا بِمَكَّة أَيْضا قَرَأَ على التقي بن) فَهد سنَن ابْن مَاجَه وقصيدة كَعْب بن زُهَيْر مَعَ قصَّتهَا من السِّيرَة والبردة، وَأخذ بِمَكَّة أَيْضا على الزين الاميوطي والمحب الطَّبَرِيّ إِمَام الْمقَام وَأذن لَهُ فِي كِتَابَة مَا يَكْتُبهُ للحمى، وَفِي سنة خمس وَأَرْبَعين قَرَأَ بِالْمَدِينَةِ على زَيْنَب ابْنة اليافعي المسلسل بالأولية بِطرقِهِ وَهُوَ أولى حَدِيث قَرَأَهُ عَلَيْهَا وَكتب بهَا عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف الزعيفريني شَيْئا من نظم أَخِيه الشهَاب، وَكَذَا أَخذ بهَا عَن الشَّمْس مُحَمَّد الششتري، وارتحل إِلَى الديار المصرية وَقدم الْقَاهِرَة فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَسمع بهَا على الْعَلَاء ابْن خطيب الناصرية منتقى من مُسْند الْحَارِث بن أبي أُسَامَة بِقِرَاءَة التقي القلقشندي والدعوات للمحاملي بِقِرَاءَة ابْن قمر بعد سَمَاعه من لَفظه للمسلسل، وَقَرَأَ فِي الَّتِي تَلِيهَا على الْمُحب مُحَمَّد بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ السّنَن الصُّغْرَى للنسائي وانْتهى مِنْهَا فِي صفرها بعد سَمَاعه مِنْهُ للمسلسل فِي السّنة الَّتِي قبلهَا وعَلى الزين الزَّرْكَشِيّ صَحِيح مُسلم وَعشرَة أَحَادِيث من تساعيات شَيْخه الْبَيَانِي وانْتهى مِنْهُ فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وعَلى السَّيِّد النسابة قِطْعَة من السّنَن الْكُبْرَى للنسائي فِي جُمَادَى الأولى مِنْهَا وعَلى التَّاج الْمَيْمُونِيّ فِي رِسَالَة الشَّافِعِي بِقِرَاءَة القطب الخيضري وبقراءته هُوَ

الشاطبية فِي جُمَادَى الْآخِرَة مِنْهَا وعَلى الْعِزّ بن الْفُرَات تساعيات ابْن جمَاعَة واليسير من الْأَدَب الْمُفْرد للْبُخَارِيّ فِي رمضانها وَفِيه على الشهَاب السكندري الْفَاتِحَة وَإِلَى المفلحون للسبعة وَأَجَازَهُ بالاقراء وَكَذَا على الزين رضوَان مَعَ عُمْدَة الاحكام بعد سَمَاعه من لَفظه للمسلسل ولبسه للخرقة الصُّوفِيَّة مِنْهُ وعَلى التقي المقريزي الْبَعْض من أول البُخَارِيّ بعد أَن حَدثهُ فِي منزله بالمسلسل، وَرَأَيْت المقريزي نقل عَنهُ فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن الدمدكي من عقوده شَيْئا فَقَالَ وَلما قدم على المقرىء الْمُحدث الْفَاضِل وَنسبه الشِّيرَازِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي سَأَلته عَنهُ فَأَخْبرنِي أَن جمَاعَة يَثِق بهم حدثوه يَعْنِي بِصفتِهِ، وعَلى الرَّشِيدِيّ الْبَعْض من سيرة ابْن سيد النَّاس وعَلى الْبُرْهَان الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ السلماسيات وعَلى الشهَاب بن يَعْقُوب المسلسل وجزء ابْن زبان وجزء المؤمل وعَلى الولوي السلطي بالطيبرسية الْمُجَاورَة للأزهر الشفا وانْتهى فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسمع على الزين قَاسم بن الكويك مَعنا جُزْء أبي الجهم بِقِرَاءَة الديمي فِي ربيع الثَّانِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَفِي رمضانها على الزين رَجَب الخيري جُزْء ابْن مخلد بِقِرَاءَة التقي القلقشندي، وَقَرَأَ فِي شوالها على الزين شعْبَان ابْن عَم شَيخنَا سداسيات الرَّازِيّ وفيهَا على الْعلم البُلْقِينِيّ جُزْء أبي الجهم وَالْجُمُعَة وَسمع على الشَّمْس البالسي وتجار البالسية وَطَائِفَة، وسافر من) الْقَاهِرَة لزيارة بَيت الْمُقَدّس والخليل فَدخل غَزَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين فَكتب عَن خطيب جَامع الجاولي بهَا يُوسُف بن عَليّ بن سَالم خطْبَة سَمعهَا مِنْهُ حِين تأديته لَهَا، وَلَقي فِي رجبها بِبَيْت الْمُقَدّس القَاضِي الشَّمْس مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن عمر بن الأعسر فَأجَاز لَهُ وَقَرَأَ على الشَّمْس مُحَمَّد بن خَلِيل المقرىء عرف بِابْن القباقبي شيخ الْقُرَّاء قصيدتين من نظمه وَاجْتمعَ بشيخ الْوَقْت وزاهده الشهَاب بن رسْلَان فِي منزله الملاصق لِلْمَسْجِدِ الْأَقْصَى فَأخذ عَنهُ خرقَة التصوف وحدثه بِحَدِيث من مُسْند الدَّارمِيّ وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة فِي منتصف شعبانها وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء بِخَط ابْن قمر مؤرخ برجب سنة خمس وَأَرْبَعين ابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَمُحَمّد بن يحيى الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ فِي آخَرين، وقطن الْقَاهِرَة مُدَّة وَفِي إِقَامَته بهَا ملازما لشَيْخِنَا بل كَانَ هُوَ قَصده مِنْهَا وَكتب عَنهُ فِي الأمالي وَحصل جملَة من تصانيفه وَحمل عَنهُ من مروياته ومؤلفاته أَشْيَاء بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره فمما قَرَأَهُ من مروياته مُسْند الدَّارمِيّ وَعبد وَسنَن الدَّارَقُطْنِيّ واليسير من الْكتب السِّتَّة وَمتْن الْمُوَطَّأ ومسند الشَّافِعِي وَالتَّرْغِيب للاصبهاني وللمنذري وَجَمِيع جُزْء الْجُمُعَة للنسائي وجزء أبي الجهم والمورد الهنى فِي المولد السّني لشيخه الْعِرَاقِيّ وَمِمَّا سَمعه مِنْهُ

الِانْتِصَار لامامي الْأَمْصَار ومشيخة قَاضِي المرستان ومسموعه من صَحِيح ابْن خُزَيْمَة ونزهة الْحفاظ لأبي مُوسَى الْمَدِينِيّ وجزء من اسْمه مُحَمَّد وَأحمد لِابْنِ بكير وَالْأَرْبَعِينَ الجهادية لِابْنِ عَسَاكِر وَالْأَرْبَعِينَ النووية ومجالس من أَوَاخِر الْحِلْية لأبي نعيم ومجالس كَثِيرَة من صَحِيح مُسلم وَبَعض الْخُلَاصَة فِي عُلُوم الحَدِيث للطيبي وَجَمِيع الْكِفَايَة للخطيب بفوت يسير لِابْنِ سيد النَّاس وَمَا قَرَأَهُ من تصانيفه الْأَرْبَعين المتباينة والخصال المكفرة وقصيدة من أول ديوانه وَمَا سَمعه مِنْهَا توالي التأنيس فِي مَنَاقِب ابْن إِدْرِيس وجزء المدلسين وَالْأَرْبَعِينَ الَّتِي خرجها لشيخه الزين المراغي بِقِرَاءَة ابْنه أبي الْفرج وَبَعض بُلُوغ المرام وَشرح النخبة وَتَخْرِيج الْكَشَّاف، وَكَانَ شَيخنَا يمِيل إِلَيْهِ كثيرا وَلما انْتقل شَيخنَا بِمَجْلِس إمْلَائِهِ لدار الحَدِيث الكاملية قَرَأَ فِي أول يَوْم سُورَة الصَّفّ بِصَوْت شجى فأبكى النَّاس وَوَقع ذَلِك موقعا عَظِيما ورام بَنو القاياتي الايقاع بِهِ فَمَا تمكنوا، وَقدم الْقَاهِرَة بعد شَيخنَا غير مرّة وناله من الْأَمِير أزبك الظَّاهِرِيّ الْجَمِيل من تَقْرِيره وَغَيره لسبق مَعْرفَته لَهُ خُصُوصا فِي قَدمته الْأَخِيرَة فَإِنَّهُ أَقَامَ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِبَيْت الخطابة من جَامعه وَكَانَ قد كف وَثقل سَمعه، وَكَذَا سَافر بِأخرَة إِلَى الشَّام فَأخذ بهَا عَن الْبُرْهَان الباعوني والجرادقي وقطن مَكَّة دهرا) وسافر مِنْهَا إِلَى الْهِنْد فَحصل جملَة وَيُقَال إِن الخلجي جعله شيخ الحَدِيث بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِمَكَّة وَلم يظْهر ذَلِك، واشتهر أَنه بَاعه ثَوَاب عمله المتطوع بِهِ من حج وعمره وَغَيرهمَا بمبلغ كَبِير على قَول من يرَاهُ وَرُبمَا أسمع الحَدِيث بِمَكَّة وَالْمَدينَة بل وبالقاهرة فِي قدماته الْمُتَأَخِّرَة. وَهُوَ إِنْسَان ظريف كثير التودد والخبرة بمداخلة النَّاس شجى الصَّوْت بِالْقُرْآنِ والْحَدِيث قَرَأَ وَطلب وبرع فِي الْقرَاءَات وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن كثيرا وَحصل بِغَيْرِهِ أَشْيَاء وَلَكِن فِي نَقله توقف وَفِي قِرَاءَته وخطه تَصْحِيف وَعِنْده جَرَاءَة وإقدام ولسان لَا يتدبر مَا يخرج مِنْهُ قد صحبته قَدِيما وَسمعت على شَيخنَا بقرَاءَته مُسْند عبد والمورد الهني وَأَشْيَاء بل ونقلت عَنهُ فِي تَرْجَمَة شَيخنَا مَا عزوته إِلَيْهِ، وَكَذَا رَأَيْت بِخَطِّهِ من نمط ذَلِك أَشْيَاء أودعتها بِخَطِّهِ حَتَّى ألحقتها وَحصل من تصانيفي القَوْل البديع وَغَيره وتناوله منى وَكَانَ يسألني عَن أَشْيَاء ويزورني كثيرا حَتَّى بعد أَن كف وَقَرَأَ عَلَيْهِ أخي الْأَوْسَط بحضرتي الْفَاتِحَة وَإِلَى المفلحون للسبع فرأيته ذَاكِرًا للفن وَكتب إِلَى مرّة: وأحيى ذَا الْمحيا الميمون بألوف التحايا سَائِلًا من الله لكم صنوف الْمنح والعطايا إِلَى أَن قَالَ: وَأَنا وَالله كثير الْفَرح بوجودكم فَإِن العساكر المنصورة المحمدية قد قلت جدا، وفارقته فِي

موسم سنة أَربع وَتِسْعين بِمَكَّة وَهُوَ حَيّ، أغلب أوقاته عِنْد أكبر أَوْلَاده وَلسَانه طَوِيل وبدنه عليل وَمَعَ ذَلِك فجَاء لتعزيتي بأخوي وَبكى كثيرا ثمَّ مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا. 553 - حُسَيْن بن حسن بن عَليّ بن أبي بكر الْبَدْر المنصوري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْعَنْبَري وَالِد كَمَال الدّين مُحَمَّد، / لَازم الْعَبَّادِيّ كثيرا، وَكَذَا بن قرقماس وَأَسْكَنَهُ مَعَه فِي تربته بِنَاحِيَة بَاب البرقية وتميز فِي تَعْبِير الرُّؤْيَا وَسمع مَعنا الحَدِيث على سارة ابْنة ابْن جمَاعَة. 554 - حُسَيْن بن حسن بن يُوسُف الْبَدْر الهوريني ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الكتبي وَالِد عبد الرَّحْمَن / وهورين من الغربية. قدم مِنْهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة وَأخذ عَن النُّور الأدمِيّ والبرهان البيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وبرع فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع البُخَارِيّ على الْجمال الْحَنْبَلِيّ وأسئلة البرقاني للدارقطني فِي سنة أَربع عشرَة وَبَعض سنَن أبي دَاوُد كِلَاهُمَا على الشّرف بن الكويك والشفا على الْكَمَال بن خير، ودرس وَأفَاد وتكسب بالكتبيين وَصَارَ رَأس الْجَمَاعَة وَأحسن من رَأَيْته مِنْهُم وانتفع بِهِ الطّلبَة فِي ذَلِك ورفق بهم وَكَانَ متعبدا بالتهجد والتلاوة متواضعا بشوشا. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَلم يخلف بعده فِي فنه مثله رَحمَه الله وإيانا. حُسَيْن بن أبي الْخَيْر الْفَاكِهَانِيّ. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ. 555 - حُسَيْن بن زِيَادَة بن مُحَمَّد الْبَدْر الفيومي الْأَزْهَرِي الْحَنَفِيّ نزيل خانقاه شيخو /. ولد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بالفيوم ثمَّ انْتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن واشتغل فِي النَّحْو على الغماري وَغَيره ثمَّ سَافر إِلَى حلب سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَتلا فِيهَا لنافع وَابْن كثير وَأبي عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر على بيرو وَغَيره وَأخذ الْفِقْه عَن الْجمال الْمَلْطِي وَغَيره، وَحج سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وطوف فِي بِلَاد الشَّام وَأخْبر أَنه سمع بِدِمَشْق وحلب والقاهرة وَغَيرهَا، وَكَانَ إِمَام إينال باي بن قجماس، وَسمع عِنْده على التقي الدجوي وَسمع قِطْعَة من آخر سيرة ابْن هِشَام على النُّور الفوي بخانقاه شيخو لقِيه البقاعي فاستجازه وَمَات فِي 556. حُسَيْن بن صديق بن حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر ابْن الشَّيْخ الْكَبِير على الأهدل الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد حفيد شَيخنَا الْبَدْر الْحُسَيْنِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وجده، وَيعرف كأبيه بِابْن الأهدل ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بِأَبْيَات حُسَيْن وَنَشَأ بنواحيها واشتغل بهَا فِي الْفِقْه على الفقيهين أبي بكر بن قيس وَأبي الْقسم بن عمر بن مطير وَغَيرهمَا،

وَفِي النَّحْو على أَولهمَا وَغَيره، ثمَّ انْتقل إِلَى بِلَاد المراوعة واشتغل بهَا على الْفَقِيه على الْأَحْمَر فِي النَّحْو، ثمَّ إِلَى بَيت ابْن عجيل فاشتغل على الْفَقِيه إِبْرَاهِيم بن أبي الْقسم جعمان وَغَيره، ثمَّ دخل زبيد فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ فاشتغل بهَا فِي الْفِقْه على عمر الفتي وَغَيره وَفِي الْأَدَب على الدّين الشرجي ثمَّ حج سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَحضر مجَالِس البرهاني والمحيوي قاضييها وَأذن لَهُ الْبُرْهَان وَغَيره وزار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسمع بهَا من أبي الْفرج المراغي ثمَّ عَاد لبلاده وَأخذ عَن يحيى العامري وَبحث عَلَيْهِ الْمِنْهَاج ثمَّ عَاد ولازمني فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة بِمَكَّة فَقَرَأَ على أَشْيَاء من تصانيفي بعد أَن كتبهَا بِخَطِّهِ وَكَذَا سمع من لَفْظِي وَعلي أَشْيَاء، وَهُوَ فَاضل بارع فِي فنون ناظم مُفِيد حسن الْقِرَاءَة والضبط لطيف الْعشْرَة متودد قَانِع عفيف أَقرَأ الطّلبَة بناحيته، وَقَرَأَ الحَدِيث على الْعَامَّة سِيمَا القَوْل البديع وَنَحْوه، مدحني بقصيدة أنشدنيها بِحَضْرَة الْجَمَاعَة، وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة وَرَأَيْت النَّجْم بن فَهد كتب عَنهُ من نظمه كثيرا وترجمه، وَبَلغنِي أَنه فِي هَذِه السنين تحول عَن طَرِيقَته فسلك التسليك والشياخة الصُّوفِيَّة، وَكَأَنَّهُ لمناسبة الْوَقْت، ووردت على كتبه فِي سنة تسع وَتِسْعين وَمَا قبلهَا بالتشوق الزَّائِد والمدح الْعَائِد. 557 - حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن الشَّيْخ الْكَبِير على الأهدل بن عمر بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبيد بن عِيسَى بن علوي بن مُحَمَّد بن حمحام بن عدي بن الْحسن بن الْحُسَيْن مصغر بن زين العابدين وَيُقَال لَهُ عُيُون ابْن مُوسَى بن عِيسَى الكاظم بن جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ ابْن أبي طَالب الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو عَليّ الحسني نسبا وبلدا الشَّافِعِي الاشعري / جد الَّذِي قبله ووالد صديق الْآتِي وَيعرف بِابْن الأهدل. ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بالقحزية غربي الحقة من بِلَاد الْيمن، وَنَشَأ بهَا لحفظ الْقُرْآن وَرغب فِي الْفِقْه فانتقل إِلَى المراوغة قبل الْبلُوغ سنة خمس أَو سِتّ وَتِسْعين فاشتغل على الْفَقِيه عَليّ بن آدم الزَّيْلَعِيّ وَقَرَأَ الْحَاوِي كَمَا قرأته بِخَطِّهِ على من قَرَأَهُ على شَيْخه عَليّ الْأَزْرَق وَيُمكن أَن يكون عني الزَّيْلَعِيّ هَذَا بِقِرَاءَة الْأَزْرَق لَهُ على أبي بكر الزبيدِيّ بِسَنَدِهِ، وطالع كثيرا من كتب الْفِقْه ثمَّ رَحل إِلَى أَبْيَات حُسَيْن فِي رَجَب سنة ثَمَان وَتِسْعين فتفقه بهَا على الشَّيْخَيْنِ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الحرضي والنور عَليّ بن أبي الْأَزْرَق واختص بِهِ ولازمه كثيرا وَتخرج بِهِ وَسمع عَلَيْهِ الْكثير وَأذن لَهُ فِي الافتاء وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَن اليافعي، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْحَاوِي عَن النَّجْم والرضى الطبريين بسندهما، وَكَذَا قَرَأَ على الإِمَام مُحَمَّد بن نور الدّين الموزعي لما قدم عَلَيْهِم

أَبْيَات حُسَيْن وَدخل زبيد فَقَرَأَ على ابْن الرداد الرسَالَة القشيرية وَسمع من عَليّ ابْن عمر الْقرشِي اللطائف لِابْنِ عَطاء الله كلهَا أَو بَعْضهَا وَغَيرهَا وَأخذ عَن القَاضِي جمال الدّين عبد الله بن مُحَمَّد النَّاشِرِيّ ووالده كثيرا وَكَانَ مِمَّا قَرَأَ على الْجمال اللمع فِي أصُول الْفِقْه للشَّيْخ أبي اسحق، وتفقه أَيْضا بالفقيه أبي بكر الحادري وَأخذ عَنهُ كثيرا، وَمِمَّا أَخذ عَنهُ وَعَن الحرضي الْمَاضِي وَمُحَمّد بن زَكَرِيَّا طرف من النَّحْو وَأخذ أصُول الدّين عَن غير وَاحِد، وَحج مرَارًا وجاور فِي بَعْضهَا وَسمع بِمَكَّة من الْجمال ابْن ظهيرة والتقي الفاسي الْكثير وبالمدينة من الزين المراغي وَأبي حَامِد المطري، وباليمن من الْمجد الشِّيرَازِيّ وَابْن الْجَزرِي لما قدمهَا عَلَيْهِم فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَقَالَ فِي إجَازَة انه يروي عَن شَيخنَا إجَازَة وَإنَّهُ أَخذ عَن الْجمال أبي النجباء مُحَمَّد ابْن عبد الله النَّاشِرِيّ وَعلي ابْن ملير، وَنظر فِي كتب الحَدِيث وَالتَّفْسِير واللغة والدواوين وَكتب الصُّوفِيَّة وَعرف عقائد الْأَئِمَّة ومصطلحات الْعلمَاء) من الْفُقَهَاء والمحدثين والمفسرين والاصولين وَأهل الْأَدَب وحقق علم التصوف ومصطلحاتهم رميز أهل السّنة من غَيرهم وَألف حَوَاشِي عَليّ البُخَارِيّ انتقاها من الْكرْمَانِي مَعَ زيادات وسماها مِفْتَاح الْقَارِي الْجَامِع البُخَارِيّ وَعمل كشف الغطا عَن حقائق التَّوْحِيد وعقائد الْمُوَحِّدين وَبَيَان ذكر الْأَئِمَّة الْأَشْعَرِيين وَمن خالفهم من المبتدعين والملحدين فِي مُجَلد ضخم واللمعة المقنعة فِي ذكر فرق المبتدعة يَعْنِي الثِّنْتَيْنِ وَسبعين قدر كراسة والرسائل المرضية فِي نصر مَذْهَب الاشعرية وَبَيَان فَسَاد مَذْهَب الحشوية فِي قدر عشر وَرَقَات كبار وَقد تكت فِي كراسين والتنبيهات على التَّحَرُّز فِي الرِّوَايَات مُجَلد والكفاية فِي تحصين الرِّوَايَة فِي ثَلَاثَة كراريس كبار وَقَالَ إِنَّه أنموذج لطيف وَإنَّهُ ذكر فِيهِ بطلَان المعمرين وطبقات الأشاعرة وعدة المنسوح من الحَدِيث ومطالب أهل القربه فِي شرح دُعَاء أبي حربه فِي مُجَلد وَالْقَوْل النَّضر على الدعاوي الفارغة بحياة أبي الْعَبَّاس الْخضر والاشارة الوجيزة إِلَى الْمعَانِي الغريزة فِي شرح الْأَسْمَاء الْحسنى وَكتاب الرُّؤْيَة وَالْكَلَام فِيهَا فِي ثَلَاثَة مَوَاطِن فِي الْآخِرَة وَفِي الدُّنْيَا يقظة ومناما فِي ثَلَاثَة كراريس كبار وَجَوَاب مسئلة الْقدر عشر وَرَقَات وقصده بِهِ الرَّد على الجبرية وقصيدة فِي الْحَث على الْعلم وَتَعْيِين مَا يعْتَمد من الْعلم والكتب فِي الشَّرْع والتصوف وَبَيَان حكم الشلح وَالنَّص على مروق ابْن الْعَرَبِيّ وَابْن الفارض وأتباعهما من الْمُلْحِدِينَ وتمهيد الْعذر عَن اغترار من لم يعرف حَالهم من الْمُتَأَخِّرين وَشَرحهَا وَالْقَصِيدَة اللامية فِي السلوك وَشَرحهَا ولعلها الَّتِي قبلهَا والحجج

الدامغة وَاخْتصرَ تَارِيخ الْيمن للجندي فِي مجلدين وَزَاد عَلَيْهِ زيادات حَسَنَة وَسَماهُ تحفة الزَّمن فِي تَارِيخ سَادَات الْيمن وقفت عَلَيْهِ وانتقيت مِنْهُ وقف عَلَيْهِ شَيخنَا ولخص مِنْهُ مفتتحا لما لخصه بقوله أما بعد فقد وقفت على مُخْتَصر تَارِيخ الْيمن للفقيه الْعَالم الْأَصِيل بدر الدّين فَوَجَدته قد ألحق فِيهِ زيادات كَثِيرَة مفيدة مِمَّا اطلع عَلَيْهِ فعلقت فِي هَذِه الكراسة مَا زَاده بعد عصر الجندي وانتهاء مَا أرخه الجندي إِلَى حُدُود الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة، وَكَذَا اختصر تَارِيخ اليافعي ولخص من مَنَاقِب الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَمن روض الرياحين كتابا سَمَّاهُ المطرب للسامعين فِي حكايات الصَّالِحين، وَكَذَا لَهُ الباهر فِي مَنَاقِب الشَّيْخ عبد الْقَادِر وقرأت بِخَطِّهِ المؤرخ بِسنة ثَمَان وَأَرْبَعين أَن جملَة تصانيفه بضعَة عشر، وقطن مَكَّة مُدَّة وَأخذ عَنهُ غير وَاحِد من أَهلهَا والقادمين عَلَيْهَا كالبرهان بن ظهيرة وَابْن عَمه وَابْن فَهد واستجازه لي وَإِمَام الكاملية وَنقل لي عَنهُ أَنه أَفَادَ عَن ابْن عَرَبِيّ أَنه قَالَ أَن كَلَامي على) ظَاهره وَإِن مرادي مِنْهُ ظَاهره والْعَلَاء ابْن السَّيِّد عفيف الدّين وَابْن حريز وَفتح الدّين بن سُوَيْد، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة فَقِيها مفتيا متضلعا من الْعُلُوم راسخا فِي كثير من الْمَنْقُول والمعقول مؤيدا للسّنة قامعا للمبتدعة كثير الْحَط على الصُّوفِيَّة من أَتبَاع ابْن عَرَبِيّ بِبِلَاد الْيمن حدث ودرس وَأفْتى ودارت عَلَيْهِ الْفتيا بِأَبْيَات حُسَيْن وباديتها بل صَار شيخ الْيمن بِدُونِ مدافع وَهُوَ كَمَا قَالَه شَيخنَا فِي تَرْجَمَة بعض أقربائه من بَيت علم وَصَلَاح. مَاتَ فِي صبح يَوْم الْخَمِيس تَاسِع الْمحرم سنة خمس وَخمسين بِأَبْيَات حُسَيْن وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الظّهْر وَدفن بِمَسْجِد أنشأه رَحمَه الله وإيانا. وَذكره الْعَفِيف فَقَالَ الْفَقِيه الأصولي المؤرخ قَالَ لي الْفَقِيه الْمُوفق عَليّ بن أبي بكر الحسني الدَّاودِيّ أَنه كَانَ راسخ الْقدَم فِي النقلي والعقلي مِمَّن تَدور عَلَيْهِ الْفَتْوَى بِبَيْت حُسَيْن وباديتها، وَقد وقفت لَهُ على مؤلف فِي الْأُصُول دَال على فَضله وتبحره. وَهُوَ مِمَّن يرد على الشَّيْخ مُحَمَّد الْكرْمَانِي وَيَقُول بِفساد عقيدته. حُسَيْن بن عبد الْعَزِيز الحفصي. / فِي ابْن أبي فَارس 558 -. حُسَيْن بن عبد الله بن أوليا بن مجتبي بن حَمْزَة الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد بن أصيل الدّين الْكرْمَانِي الأَصْل الْمَكِّيّ المولد وَالدَّار وَيعرف بِابْن أصيل الدّين لقب وَالِده /، شَاب يشْتَغل بالنحو وَالصرْف وَنَحْوهمَا وَرُبمَا حضر الْفِقْه عِنْد الْجمال القَاضِي ولقيني بِمَكَّة فلازمني فِي البُخَارِيّ وَفِي شرحي للألفية والتقريب، وَكَانَ يكْتب فِيهِ وَسمع على أربعي النَّوَوِيّ وَغَيرهَا بل قَرَأَ على مُسْند الشَّافِعِي وعدة الْحصن الْحصين وَمن تصانيفي التَّوَجُّه للرب والابتهاج وكتبهما واستجلاب ارتقاء الغرف

وَسمع الْمَشَارِق للصغاني وَمن لَفْظِي ثلاثيات البُخَارِيّ والمسلسل وَحَدِيث زُهَيْر وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة، وَعِنْده حَيَاء وَسُكُون، وَقد سَافر فِي موسم سنة سِتّ وَتِسْعين إِلَى دابول من بِلَاد الْهِنْد. وَمَات أَبوهُ فِي غيبته ثمَّ بلغنَا قدومه إِلَى عدن مُتَوَجها مِنْهَا لمَكَّة فوصل فَأَقَامَ حَتَّى حج ثمَّ رَجَعَ وَقَالَ انه مُتَوَجّه لليمن وَنَحْوه. 559 - حُسَيْن بن عبد الله نجم الدّين السامري الأَصْل / كَاتب السِّرّ بِدِمَشْق وَقد جمع بَينهَا وَبَين نظر الْجَيْش بعناية صهره زوج ابْنة امْرَأَته ازبك الدوادار، وَكَانَ عريا عَن الْعُلُوم جملَة مَعَ انه كَانَ باسمه التدريس بدار الحَدِيث الأشرفية. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ 560 -. حُسَيْن بن عبد الْمُؤمن بن المظفر الْجمال بن الصَّدْر بن الْعِزّ الشِّيرَازِيّ /. لقِيه الطاووسي فِي سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بشيراز فاستجازه لدُخُوله فِي عُمُوم إجَازَة الْمزي) وَابْنَة الْكَمَال وَمَات فِي غرَّة ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ عَن مائَة وَسِتِّينَ. 561 - حُسَيْن بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان بن رَسُول بن أَمِير يُوسُف بن خَلِيل بن نوح الْبَدْر بن الشّرف الكرادي الأَصْل القرمي القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْمُحب مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الاشقر /. مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَأَرْبَعين وَلم يكمل السِّتين وتأسف عَلَيْهِ أَخُوهُ كثيرا وَكَانَ قَائِما بأموره كلهَا حَتَّى استنابه فِي نظر البيمارستان حِين ولَايَته لَهَا رَحمَه الله. 562 - حُسَيْن بن عُثْمَان الجمالي الجبلجيلوي. / ولد فِي غرَّة ربيع الأول سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة، ولقيه الطاووسي بشيراز سنة سبع وَعشْرين فاستجازه لدُخُوله فِي عُمُوم إجَازَة جمَاعَة من الْمُتَقَدِّمين. 563 - حُسَيْن الْأَكْبَر بن عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ أَخُو حسن. / مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَلم يكمل شهرا. أرخه ابْن عَمه. 564 - حُسَيْن الْأَصْغَر بن عَطِيَّة / شَقِيق الَّذِي قبله. ولد فِي شعْبَان سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وقطن الْمَدِينَة وقتا وَكَذَا الْقَاهِرَة أوقاتا على وَجه فاقة وَالشَّام وزار بَيت الْمُقَدّس وَغَيرهَا وَانْقطع عَنَّا خَبره قريب التسعين وَيُقَال إِنَّه مأسور بأيدي الفرنج خلصه الله. حُسَيْن بن عَلَاء الدولة، / سَيَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ. 565 - حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم الْحلَبِي الْحَنَفِيّ الشَّاهِد تَحت القلعة مِنْهَا وَيعرف بِابْن الْبُرْهَان /. ولد فِي سنة سبعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل وَفضل وَسمع على ابْن صديق

بعض الصَّحِيح، وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل درس بالسيفية بحلب وقتا ثمَّ نزل عَنهُ، وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ من بَيت علم وَخير وَلكنه يذكر بلين وتساهل. مَاتَ فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ بحلب 566 -. حُسَيْن بن عَليّ بن أبي بكر بن سَعَادَة شرف الدّين بن نور الدّين الفارقي ثمَّ الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ / أحد أَعْيَان التُّجَّار. رقاه الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن الْأَفْضَل عَبَّاس سُلْطَان الْيمن، واستوزره فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَأَقَامَ بهَا إِلَى حادي عشري رَمَضَان مِنْهَا فانفصل عَنْهَا بالشهاب أَحْمد بن عمر بن معيبد ثمَّ أُعِيد بعد مُدَّة مَعَ غَيره، وَمَات فِي شعْبَان سنة إِحْدَى. ذكره الخزرجي فِي تَرْجَمَة أَبِيه من تَارِيخ الْيمن، وَقَالَ شَيخنَا فِي الأنباء إِنَّه عزل بعد أَربع سِنِين وَهُوَ مُخَالف لما تقدم قَالَ وَكَانَ يدْرِي الطِّبّ رايته بزبيد فِي الرحلة الأولى،) وَمَات بَعدنَا فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ كَانَ رَئِيسا فَاضلا حسن الْكِتَابَة لَهُ معرفَة بالطب، وسمى جده عبد الله. 567 - حُسَيْن بن عَليّ بن حُسَيْن الْبَدْر الكلبشاوي الغمري الْفَقِيه النَّاسِخ الشَّافِعِي /. كَانَ صَالحا خيرا سليم الْفطْرَة اشْتغل بالفقه والعربية والفرائض يَسِيرا وَلم ينجب، وَسمع على شَيخنَا وَغَيره، وَكتب بِالْأُجْرَةِ الْكثير بِخَطِّهِ الصَّحِيح وَمن ذَلِك عدَّة نسخ من تصنيفي القَوْل البديع وسَمعه منى مَعَ غَيره وَأذن بالباسطية وَغَيرهَا وأدب الْأَوْلَاد وقتا، وَحج مرَارًا آخرهَا فِي موسم سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بعد أَن فجع بِمَوْت وَلدين لَهُ فِي الطَّاعُون الْمَاضِي قَرِيبا فحج وَرجع للزيارة النَّبَوِيَّة مَاشِيا، وَكَانَت منيته بَين الْحَرَمَيْنِ فِيهَا قبل الْوُصُول عَن بضع وَخمسين ظنا وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله. 568 - حُسَيْن بن عَليّ بن حُسَيْن الشَّامي وَيعرف بِابْن مكسب. / مِمَّن سمع منى بِمَكَّة وَكَانَ من خِيَار التُّجَّار اسْتَدَانَ مِنْهُ السَّيِّد نور الدّين بن الصفي الايجي فِي آخر قدماته لمَكَّة مبلغا. وَمَات فسافر لأجل اسْتِيفَائه من تركته هُنَاكَ فَكَانَت منيته بعد أَن قَبضه بِهِ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين رَحمَه الله. 569 - حُسَيْن بن عَليّ بن خَالِد الْفَقِيه بدر الدّين العقيبي وَيعرف قَدِيما بِابْن الجاموس. / مِمَّن سمع على التنوخي ثمَّ الْجمال الْحَنْبَلِيّ واستجازه الزين رضوَان لمولده وَأَشَارَ لمَوْته من غير تَبْيِين وَكَأَنَّهُ بعد الثَّلَاثِينَ. 570 - حُسَيْن بن عَليّ بن خراج اليمني /. مَاتَ سنة أَربع وَعشْرين. 571 - حُسَيْن بن عَليّ بن سَالم بن إِسْمَاعِيل بن ظهير الدّين الْبَدْر الفوي الأَصْل القاهري /

الشَّافِعِي الشاذلي الكتبي. ولد سنة خمس وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وَصَحب الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ ولازمه وتكسب بسوق الْكتب مَعَ يبس وَشدَّة وَقيل لي انه يعْتَقد ابْن عَرَبِيّ، وَلذَا كَانَ ابْن عزم وَغَيره من أضرابه يمِيل إِلَيْهِ كثيرا مَعَ سماحة بالعارية وحرصه على الْجَمَاعَة وملازمة التِّلَاوَة حَتَّى بعد أَن هش وَانْقطع عَن السُّوق ثمَّ انْقَطع أَيَّامًا. وَمَات فِي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي الْأَزْهَر وبيعت كتبه بِالْعدَدِ لكثرتها وَجَهل النَّاس عَفا الله عَنهُ. 572 - حُسَيْن بن عَليّ بن سبع الْبَدْر والشرف أَبُو عَليّ البوصيري القاهري الْمَالِكِي. / ولد سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَكتبه بَعضهم سنة خمس وَأَرْبَعين وَحفظ الْقُرْآن والعمدة وَابْن الْحَاجِب الفرعي والرسالة لِابْنِ أبي زيد وَعرض على الْعَلَاء مغلطاي وَأَجَازَ لَهُ وَأبي أُمَامَة بن النقاش صَاحب التَّفْسِير والتقي السُّبْكِيّ وَالْجمال الاسنائي وَخلف بن إِسْحَاق الْمَالِكِي فِي آخَرين وَكَانَ يذكر أَنه حضر مجْلِس الشَّيْخ خَلِيل صَاحب الْمُخْتَصر وبهرام وَأبي عبد الله بن مَرْزُوق وَأَنه بحث على ابْن هِلَال السكندري مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الفرعي وَأَنه سمع السِّيرَة لِابْنِ هِشَام مرَّتَيْنِ أحداهما بِقِرَاءَة الغماري وَالْأُخْرَى بِقِرَاءَة الْعِرَاقِيّ على الْجمال بن نباتة، وَكَذَا سمع على الْمُحب الخلاطي جلّ الدَّارَقُطْنِيّ وصفوة التصوف لِابْنِ طَاهِر وعَلى الْعِزّ أبي عمر بن جمَاعَة غَالب الْأَدَب الْمُفْرد للْبُخَارِيّ وَآخَرين مِمَّن تَأَخّر عَنْهُم كَابْن صديق والتنوخي وَابْن أبي الْمجد والعراقي، وتنزل فِي صوفية الشيخونية، وَحدث سمع مِنْهُ الْأَعْيَان وَعمر وَتفرد. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بمنزله بآخر العقيبة بِالْقربِ من جَامع طولون. وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده وبيض لَهُ رَحمَه الله وإيانا. 573 - حُسَيْن بن عَليّ بن سرُور بن خطيب حَدِيثَة /. مَاتَ سنة ثَلَاث. 574 - حُسَيْن بن عَليّ بن عبد الله بن سيف الْبَدْر الفيشي الأَصْل القاهري الْحُسَيْنِي سكنا الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن فيشا. / ولد سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالحسينية، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة فِي أصُول الدّين للنسفي وَالْمُخْتَار والمناور وألفية النَّحْو والْحَدِيث وَالتَّلْخِيص، وَأخذ عَن القَاضِي سعد الدّين الْفِقْه وأصوله، ولازم قبله الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي الْمُخْتَار وَشَرحه وَالصرْف والعربية والمنطق وَغَيرهَا واختص بِهِ كثيرا وَلزِمَ خدمته، وَقَبله لَازم الشَّمْس الطنتدائي خطيب جَامع الظَّاهِر ونزيل البيبرسية فِي الْمِيقَات وَنَحْوه وَهُوَ الَّذِي حنفه، وَأَظنهُ قَرَأَ محافيظه عِنْده ثمَّ الْأمين الاقصرائي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي أصُول الْفِقْه الكاكي شرح الْمنَار والتلويح

وَفِي الْفِقْه الْهِدَايَة وَكَذَا لَازم التقي الحصني فِي الاصلين والمعاني وَالْبَيَان والكشاف والعربية والمنطق وَغير ذَلِك مِمَّا بَين سَماع وَقِرَاءَة وَحضر دروس الكافياجي، وَكتب جملَة من تصانيفه وَأخذ يَسِيرا عَن الشمني وَابْن الْهمام وَقَرَأَ ابْن المُصَنّف على أبي الْقسم النويري وَقَالَ لي بعض رفقائه إِنَّمَا أَخذ عَنهُ الْمَتْن مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع غَالب مُخْتَصر الشَّيْخ لَهَا وَأذن لَهُ ابْن الديري والعز والكافياجي ثمَّ بِأخرَة تردد فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا لنظام وَحضر عِنْد الخيضري فِي شرح الألفية وَغَيرهَا للرغبة فِي الِانْتِفَاع بجاهه إِن كَانَ وَسمعت من يَقُول مِمَّن كَانَ يحضر مَعَه عِنْده إِنَّه لم يكن يسْتَشْكل شَيْئا وَلَا يسْأَل سؤالا وَيُجَاب عَنهُ بل قَرَأَ فِي الِابْتِدَاء على جَعْفَر السنهوري، وَفضل وتميز وناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن الديري من بعده وَحج وَذكر بالثروة الزَّائِدَة والتكسب كأبيه بالجبن وَالزَّيْت وَنَحْو ذَلِك، ثمَّ أرعض عَنهُ حِين تزايد فَسَاد الْحِسْبَة وَاقْتصر على الْقَضَاء وملازمة الِاشْتِغَال حَتَّى كَانَ بعد الشنشي أفضل النواب، كل ذَلِك مَعَ سُكُون ولين وتواضع وجمود وَعدم أبهى بِحَيْثُ لامه بعض قُضَاته عَلَيْهَا، وانقياد لصهر لَهُ يُقَال لَهُ مُحَمَّد ابْن الرُّومِي مِمَّن استفيض ضَرَره، وَلَكِن لم يذكر عَنهُ هُوَ إِلَّا الْخَيْر بل قيل إِنَّه لم يكن يتعاطى على الْقَضَاء شَيْئا وَقد اسْتَخْلَفَهُ الصُّوفِي فِي الطَّحَاوِيّ بالمؤيدية وراجعني أول الْأَمر فِي شَيْء من ذَلِك ثمَّ تكَرر مَجِيئه إِلَيّ وَكَانَ يتأسف لعدم الْمُلَازمَة، وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين وَلم يُوجد لَهُ من المخلف مَا كَانَ يدعى فِيهِ رَحمَه الله وإيانا. حُسَيْن بن عَليّ بن عبد الله الشّرف الفارقي ثمَّ الزبيدِيّ / أحد أَعْيَان تجار الْيمن. مضى فِيمَن جده أَبُو بكر بن سَعَادَة. حُسَيْن بن عَليّ بن عبد الله المارديني التَّاجِر نزيل حلب وَيعرف بِابْن تميرة، مِمَّن سمع منى بِمَكَّة. 576 - حُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن شمس بن رستم بن عبد الله الْبَدْر أَبُو عمر الْبَيْضَاوِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الفرضي الحاسب أَخُو إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل الماضيين وَيعرف بالزمزمي، ولد فِي حُدُود سنة سبعين وَسَبْعمائة وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه إِنَّه ولد قبل السّبْعين بِمَكَّة وَسمع بهَا من شيوخها والقادمين إِلَيْهَا وَأَجَازَ لَهُ ابْن النَّجْم وَابْن الهبل وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر والكمال بن حبيب وَأَخُوهُ الْبَدْر حسن وَغَيرهم وَطلب الْعلم واعتنى بالفرائض والحساب فَأخذ ذَلِك عَن الشهَاب ابْن ظهيرة والبرهان الْبُرُلُّسِيّ الفرضي نزيل مَكَّة وتبصر بهما ثمَّ ازْدَادَ فضلا بعد

أَخذه لذَلِك عَن الشهَاب بن الهائم فَإِنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ بِمَكَّة بعض تواليفه، وَأخذ علم الْفلك بِالْقَاهِرَةِ عَن الْجمال المارداني وَلم يزل فِي ازدياد ونباهة حَتَّى صَار إِمَامًا عَالما فَاضلا ماهرا من أعلم النَّاس بالفرائض والهيئة والحساب وَعلم الخطأين والجبر والمقابلة والهندسة والفلك والتقاويم وانتهت إِلَيْهِ رياسة هَذَا الْعلم بِبِلَاد الْحجاز مَكَّة وَالْمَدينَة واليمن وَألف فِيهِ وانتفع بِهِ أَخُوهُ الْبُرْهَان الْمَاضِي فِي ذَلِك وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالتقي بن فَهد وَغَيره كل) ذَلِك مَعَ حَظّ من الدّين وَالْعِبَادَة وَقدم مصر غير مرّة وَاجْتمعَ بفضلائها وَأثْنى عَلَيْهِ غير وَاحِد، وَكَذَا دخل الْيمن فِي سنة تسع عشرَة فِي تِجَارَة واستدعاه صَاحبهَا الْملك النَّاصِر للحضور عِنْده فَسَأَلَهُ أَشْيَاء عَن حاسبين عِنْده وناله مِنْهُ بعض الْبر، وَعَاد إِلَى مَكَّة فِي سنة عشْرين وَأقَام بهَا حَتَّى حج، وَمضى إِلَى مصر فِي الْبر ثمَّ رَجَعَ فِي الْبَحْر فوصل مَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَعشْرين فحج ثمَّ حصل لَهُ ضعف تعلل بِهِ سِتَّة أَيَّام، وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشري ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَدفن بالمعلاة وَكَانَ الْجمع فِي تشييعه وافرا رَحمَه الله وإيانا. تَرْجمهُ ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَبله الفاسي فِي مَكَّة وَشَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار فَقَالَ كَانَ فَاضلا ماهرا فِي الْهَيْئَة والحساب انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة هَذَا الْعلم بِبَلَدِهِ سَمِعت من فَوَائده وَقَالَ فِي أنبائه: اشْتغل بِالْعلمِ وَمهر فِي الْفَرَائِض والحساب وفَاق الأقران فِي معرفَة الْهَيْئَة والهندسة، والمقريزي فِي عقوده وَإنَّهُ يرجع إِلَيْهِ المكيون فِي علمي الْمِيقَات والحساب. 577 - حُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْبَدْر الاذرعي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي ابْن قَاضِي اذرعات أَخُو حسن وَالِد الإِمَام شهَاب الدّين أَحْمد / الْمَاضِي ذكرهمَا ووالد الْبَدْر مُحَمَّد ضفدع الْآتِي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه تفقه فِي صباه على الشّرف ابْن الشريشي والنجم بن الجابي وتعاني الْأَدَب وفَاق فِي الْفُنُون ودرس وَأفْتى وناظر وناب فِي الحكم ثمَّ تَركه تورعا وَولي عدَّة إعادات وَهُوَ مِمَّن أذن لَهُ البُلْقِينِيّ بالافتاء لما قدم الشَّام سنة ثَلَاث وَتِسْعين، وَكَانَ يثني عَلَيْهِ كثيرا، وَدخل الْقَاهِرَة بعد الكائنة الْعُظْمَى وَكَانَت بَيْننَا مَوَدَّة سَمِعت من نظمه وَسمع مني وانجمع بِأخرَة عَن النَّاس، وَقَالَ فِي المعجم كَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه والعربية حسن النّظم كثير النَّوَادِر اجْتمعت بِهِ بِدِمَشْق وَسمعت من نظمه وفوائده وأرخ قدومه الْقَاهِرَة سنة ثَلَاث وَأَنه أَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق، وَمَات فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة بالطاعون وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله. حُسَيْن بن عَليّ بن غضنفر / أحد الاشراف. يَأْتِي فِي أَوَاخِر الحسينيين.

578 - حُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد المرحومي ثمَّ القاهري / خَادِم الشَّيْخ مَدين ووالد أَحْمد الْمَاضِي. وَكَانَ قَائِما بِخِدْمَة الزاوية كَمَا يَنْبَغِي بِحَيْثُ لم يكن الشَّيْخ يسْأَل عَن شَيْء اسْتغْنَاء بِهِ وَمَا أَظن أَن غَيره كَانَ ينْهض بذلك لَا سِيمَا فِي استجلاب مَا يرتفق بِهِ فِيهِ من بنى الدُّنْيَا، وَكَثِيرًا مَا كَانَ يُرْسِلهُ فِي الشفاعات وَنَحْوهَا. مَاتَ فِي سنة سبعين وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله. 579 - حُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد المنوفي ثمَّ القاهري نزيل الجيعانية / مِمَّن أَخذ عني وَأَخْبرنِي أَنه رأى البُخَارِيّ فِي المام على هيئتي فَالله أعلم. 580 - حُسَيْن بن عَليّ بن نَاصِر بن أَحْمد البلبيسي الأَصْل الْحِجَازِي أَخُو حسن / الْمَاضِي وَيعرف أَبوهُمَا بِابْن نَاصِر مِمَّن سمع منى بِمَكَّة 581 -. حُسَيْن بن عَليّ بن يُوسُف بن سَالم الْبَدْر الْمَكِّيّ أَخُو حسن الْمَاضِي وَيعرف بِابْن أبي الْأصْبع /. ولد فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع من الزين أَب بكر المراغي بعض مُسْند الْحميدِي وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا الْعَفِيف النشاوري والتنوخي وَابْن صديق وَابْن حَاتِم والتاج الصردي وَمَرْيَم الاذرعية وَآخَرُونَ وَدخل الْيَمين مرَارًا فِي التِّجَارَة، وَكَانَ خيرا سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. حُسَيْن بن عَليّ الشّرف الفارقي /. مضى فِيمَن جده أَبُو بكر بن سَعَادَة. حُسَيْن بن عَليّ الْمَكِّيّ وَيعرف بالسقيف. مِمَّن سمع منى بِمَكَّة وَالْمَدينَة وجال الْبِلَاد. وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين. 583 - حُسَيْن بن عمر بن مُحَمَّد القلشاني المغربي أَخُو حسن / الْمَاضِي وَكَانَا توءمين وقاضي الْجَمَاعَة مُحَمَّد وَهُوَ أسن الثَّلَاثَة، مِمَّن شَارك أَخَاهُ فِي الْأَخْذ عَن شُيُوخه وَولي التدريس بمدرسة الرياض بتونس، وَبعد أَخِيه قَضَاء باجة ثمَّ صرف عَنْهَا بالفقيه سعيد القفصي وَلَيْسَ بمحمود كقاضي الْجَمَاعَة. مَاتَ مقتولا بأيدي الفرنج فِي ثَانِي عشر شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين قبل إِكْمَال السِّتين لحمله رِسَالَة من صَاحب تونس لملك الرّوم وَأُخْرَى لملك مصر يُشِير فيهمَا بِالصُّلْحِ والكف فَقَتَلُوهُ قبل وُصُوله لَهما، وَكَانَ ذَا صولة وإقدام على الْمُلُوك وتميز فِي الْفِقْه وأصوله مَعَ مزِيد كرم وأنجب أحد الآخذين عني بِمَكَّة الْفَاضِل شمس الدّين مُحَمَّد الْآتِي. 584 - حُسَيْن بن عمر كور الْهِنْدِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْبناء أَبُو عمر الْبناء. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة سِتِّينَ.

585 - حُسَيْن بن أبي فَارس عبد الْعَزِيز الحفصي الإِمَام الْعَلامَة الْمُفْتِي الْأَمِير ابْن أَمِير الْمُسلمين /. أَرَادَ الثورة على ولد أَخِيه لما اسْتَقر فِي المملكة بعد أَبِيه فظفر بِهِ فَقتله وَقتل أَخَوَيْنِ لَهُ وعظمت الْمُصِيبَة بقتل الْحُسَيْن وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ فَاضلا مناظرا ذكيا ذكره لي صاحبنا الزين عبد الرَّحْمَن البرشكي. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. 586 - حُسَيْن بن كبك حسام الدّين التركماني /. قتل فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَعشْرين بأرزنجان بعد أَن حاصر ملطية، وسر السُّلْطَان بقتْله. ذكره شَيخنَا فِي الْحَوَادِث. قَالَ غَيره وَكَانَ بطلا شجاعا أَمِير التركماني الكبكية. 587 - حُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل الْبَدْر المغربي الأَصْل السكندري ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الضَّرِير وَيعرف بِابْن النحال بنُون ثمَّ مُهْملَة مُشَدّدَة ويلقب بالكلابي وَلَيْسَ هُوَ من بني كلاب، / ولد فِي صفر سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تَلا الْفَاتِحَة على شيخ الْقُرَّاء الْمجد الكفتي، وَكَانَ وَالِده من أولي الْفضل فاعتنى بِهِ وَحفظه الْوَجِيز للغزالي والالمام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وألفية ابْن مَالك، واشتغل بالفقه على الْبَدْر الطنبذي والبرهان البيجوري والْعَلَاء الاقفهسي وَغَيرهم، بل سمع دروس السراج البُلْقِينِيّ وبالفرائض على الشَّمْس الغراقي وطنت على أُذُنه دروس النَّحْو عِنْد الشَّمْس الغماري والاسيوطي والبرهان الدجوي وقرع سَمعه كَلَام الشَّيْخ قنبر وَالْمَجْنُون العجمي فِي الْمنطق، وَكتب من أمالي الزين الْعِرَاقِيّ عَن وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ على النَّجْم بن رزين وختمه عَليّ ابْن أبي الْمجد والتنوخي والعراقي والهيثمي وصحيح مُسلم على الصّلاح مُحَمَّد بن مُحَمَّد البلبيسي، وسافر إِلَى دمشق وزار الْقُدس والخليل وَدخل ثغرى دمياط واسكندرية، وَكتب الْكثير بِخَط حسن فحصلت لَهُ غشاوة ورمد فكحله شخص فَكَانَ سَبَب عماه وَذَلِكَ فِي حُدُود سنة خمس وَثَلَاثِينَ فَانْقَطع فِي خلوته بِالْمَدْرَسَةِ السيفية، وَحدث أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وَكتب عَنهُ بَعضهم من نظمه مواليا: (بِاللَّه اعذروني فِي الْمصْرِيّ وعشقي فِيهِ ... على جناه وَمَا أحلى الجنى من فِيهِ) (غزال أهيف حريري مطربي أفديه ... من ظَبْي أصل الْكلابِي فانثني فِي التيه) مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين بالبيمارستان وَصلى عَلَيْهِ شَيخنَا بِجَامِع الْأَزْهَر. 588 - حُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد الرُّومِي الأَصْل القاهري الوزيري ثمَّ الْقَرَافِيّ خَادِم ضريح إمامنا الشَّافِعِي وَبِه يعرف. مِمَّن ترقى فِي خدمته وَصَارَ أجل الْجَمَاعَة وأثرى وانهمك على التَّحْصِيل وَحصل كتبا وَرُبمَا قَرَأَ الحَدِيث عِنْد الديمي وَغَيره

وَتردد إِلَيّ لقِرَاءَة مُسلم، وَكَانَ) متوددا. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَذكر لي أقرب أَوْلَاده أَنه قَارب الثَّمَانِينَ وَأَنه ولد بِالْقربِ من بَاب الْوَزير وتربى فِي خدمَة بَيت الأقصرائي ثمَّ تحول وَهُوَ ابْن عشْرين أَو نَحْوهَا إِلَى القرافة وَصَاحب الشَّمْس البدرشي وَحكى لي عَنهُ أَنه قَالَ لَهُ لبس الحلفايات سَبَب للخمول غَالِبا. 589 - حُسَيْن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْهِنْدِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ /. سمع على الْعِزّ بن جمَاعَة قلعة من مَنَاسِكه الْكُبْرَى وَقدم الْقَاهِرَة أخيرا فِي الدولة المؤيدية أجَاز لأولادي قَالَه شَيخنَا وَمَا رَأَيْته عِنْد غَيره، وَقد تقدم حُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن نَاصِر الْهِنْدِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَأَظنهُ هُوَ فيحرر 590 - حُسَيْن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن بن عمر بن يُونُس الْبَدْر أَبُو عبد الله بن الْجمال أبي الْيمن بن الزين المراغي الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي سبط الإِمَام الْعِزّ عبد السَّلَام الكازروني /. ولد سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة أَو سِتّ فَإِنَّهُ حضر فِي الثَّالِثَة وَذَلِكَ فِي صفر سنة تسع وَتِسْعين على جده، وَحفظ مورد الظمآن فِي مرسوم الْخط لأبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله الْأمَوِي الشريشي، وَعرض على جده والكمال الكازروني وَأبي حَامِد بن عبد الرَّحْمَن المطري وَمُحَمّد بن عبد الله بن زَكَرِيَّا البغداني الشَّافِعِي نزيل الْحَرَمَيْنِ وَخلف بن أبي بكر بن أَحْمد الْمَالِكِي والوانوغي فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَلم يفصح أحد مِنْهُم بِالْإِجَازَةِ وَسمع على جده وَغَيره. وَقتل مَعَ أَبِيه بدرب الشَّام. 591 - حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حسن بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُسلم كمحمد ابْن محيي بِالْمِيم ثمَّ مُهْملَة بعْدهَا مثناة كمعلى بن العليف بن ميس وَبَاقِي نسبه فِي أَبِيه بدر الدّين أَبُو عَليّ بن الْجمال الشراحيلي الْحكمِي العكي العدناني الحلوي نِسْبَة إِلَى مَدِينَة حلى ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد وعَلى / الْمَذْكُورين وَكَذَا أَبوهُ فِي محالهم وَيعرف بِابْن العليف تَصْغِير علف. ولد سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لنافع وَأبي عَمْرو على الشهَاب بن عَيَّاش وَأخذ المقامات بفوت عَن الْجمال بن ظهيرة واللغة والنحو عَن وَالِده بل بحث عَلَيْهِ المنسك الْكَبِير وَالصَّغِير والصحب لِابْنِ جمَاعَة بقرَاءَته لَهما على الْعِزّ مؤلفهما وَكَانَ يذكر أَنه تفقه أَيْضا بالشمس الْعِرَاقِيّ وَابْن سَلامَة وَأَنه أَخذ عَنهُ النَّحْو واللغة والنحو أَيْضا عَن الشَّمْس المعيد قَرَأَ عَلَيْهِ الكافية والبوصيري قَرَأَ عَلَيْهِ الألفية والحسام بن حسن الأبيوردي قَرَأَ عَلَيْهِ الْمفصل للزمخشري وَعنهُ أَخذ الْأَصْلَيْنِ والحساب بأنواعه والمساحة والتصوف سمع) عَلَيْهِ مجَالِس من الْأَحْيَاء وَأخذ فنون الْأَدَب

عَن شعْبَان الآثاري ولازمه وانتفع بِهِ كثيرا وَأذن لَهُ، وَقَرَأَ على ابْن خواجا على الكيلاني الشمسية وَسمع الحَدِيث على الزينين المراغي وَعمل فِي ختم البُخَارِيّ عَلَيْهِ لما قَرَأَهُ فتح الدّين النحريري قصيدة تائية مَفْتُوحَة طَوِيلَة أنشدت عقب الْخَتْم من شَوَّال سنة أَربع عشرَة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام والطبري وَابْن سَلامَة فِي آخَرين، وَدخل الْيمن مرَارًا وَسمع بهَا من النفيس الْعلوِي وَاجْتمعَ بالشرف ابْن المقرىء وأجابه عَن اللغز الَّذِي أَوله: (سل الْعلمَاء بِالْبَلَدِ الْحَرَام ... وَأهل الْعلم فِي يمن وشام) كَمَا ستأتي الْإِشَارَة إِلَيْهِ فِي عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ، وَتقدم فِي فنون الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر الْجيد ومدح أُمَرَاء بالشعر المفلق، وراسل شَيخنَا بقصيدة امتدحه بهَا وفيهَا أَيْضا من نثره حَسْبَمَا أودعت ذَلِك برمتِهِ الْجَوَاهِر، مَعَ الْخَيْر وَالدّين والسكون والانجماع عَن النَّاس والخط الْمَنْسُوب والمشاركة فِي الْفَضَائِل، لكنه كَانَ فِيمَا بَلغنِي كأبيه كثير الْمَدْح لنَفسِهِ. ولقب شَاعِر الْبَطْحَاء وَلَا يعلم أَنه هجا أحدا. وَقد درس بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام، وَكتب عَنهُ الْأَئِمَّة من نظمه ونثره، أجَاز لي وَكتب بِخَطِّهِ من نظمه مَا أودعته فِي تَرْجَمته من معجمي. وَمِمَّنْ كتب عَنهُ ابْن فَهد، وَمَات فِي الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين بِمَكَّة. وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وَمُسلم جده الْأَعْلَى كَانَ أَيْضا شَاعِرًا من فحول الشُّعَرَاء الوافدين على الْمُلُوك وكبراء الْعَرَب. ذكره الخزرجي وَغَيره بل ترْجم الإِمَام أَبَا الْحسن عَليّ ابْن قَاسم بن العليف بالفقه وَالْعلم وانه تفقه بِهِ غَالب الطَّبَقَة الْمُتَأَخِّرَة من غَالب النواحي، وَكَانَ مَقْصُودا فِيهِ مبارك التدريس ذَا تصانيف مفيدة كالدور فِي الْفَرَائِض والدرر فِيهِ بعض مشكلات الْمُهَذّب مَعَ كَثْرَة التِّلَاوَة. وَأثْنى عيه الجندي وانه كَانَ يُسمى اليافعي الصَّغِير، وَمَات فِي رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة. وَابْنه أَبُو الْعَبَّاس أَيْضا كَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ جليل الْقدر مِمَّن تفقه بِأَبِيهِ وَخَلفه وَمَات فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة، وَله ذُرِّيَّة بزبيد مبجلون محترمون ببركته. 592 - حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حسن بك بن عَليّ بك بن قرايلوك عُثْمَان ويلقب يمرزا / وَأَبوهُ باغرلو مِمَّن سبق لَهُ ذكر فِي جده. كَانَ قتل وَالِده على يَد بايندر قَاتل الدوادار الْكَبِير أحد أُمَرَاء أَبِيه لِخُرُوجِهِ عَلَيْهِ ففر حِينَئِذٍ هَذَا وَأَخُوهُ أَحْمد فَأَحْمَد لملك الرّوم فَأَقَامَ فِي ظلّ سُلْطَانه وَهَذَا لمملكة مصر فَأَقَامَ بهَا فِي ظلّ سلطانها واستقدم لَهُ ابْنة عَمه وَكَانَ لتزويجه بهَا مَا ذكر فِي الْحَوَادِث قبل الدُّخُول وَبعده وَأَسْكَنَهُ بَيت برسباي قرا بِالْقربِ من سويقة الصاحب وَلم يلبث أَن وَقع الطَّاعُون

فَانْفَرد عَن عِيَاله ببستان فِي فَم الخور رَجَاء للتخلص مِنْهُ بِحَيْثُ أَن زَوجته الْمشَار إِلَيْهَا مَاتَت فَلم يجىء لشهود الصَّلَاة عَلَيْهَا خوفًا من الْعَدْوى زعما أَو الْهَوَاء وَبعد انْتِهَاء الطَّاعُون حج فِي موسمه صُحْبَة الركب الأول فحج وَرجع مترجيا مَا وعده بِهِ السُّلْطَان من الْقيام مَعَه فِي مملكة الْعرَاق مِمَّا كثر توسل هَذَا بالامراء وبمشافهته فِي إِيقَاعه فَأَدْرَكته منيته بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي خَامِس عشر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين وَدفن بِالبَقِيعِ وَيُقَال انه سم وَكَانَت مَعَه أمه وَعِيَاله فَرَجَعُوا مَعَ الركب الغزاوي وَأخر من أجل سيرهم مَعَه قَلِيلا ابْنه هَذَا لمملكة مصر فَأَقَامَ بهَا فِي ظلّ سلطانها وفر أَخُوهُ لمملكة الرّوم فَأَقَامَ بهَا فِي ظلّ سلطانها. وَقد لَقِيَنِي صَاحب التَّرْجَمَة فِي سنة خمس وَتِسْعين وَسمع مني المسلسل واغتبط بذلك ولديه ذكاء وفطنة وميل للأدب والتاريخ مَعَ حسن عشرَة، وَمِمَّنْ انْتفع بجاهه حِين قدم عَلَيْهِ حبيب الله الْمَاضِي بل كثر تردد غير وَاحِد من الْفُضَلَاء إِلَيْهِ ونسبته إِلَى الرَّفْض غير مستبعدة وتتأيد بحكاية أهل الْمَدِينَة عَنهُ مَا كَانَ مَعَه من صَدَقَة وَنَحْوهَا إعظاما لَهُم فَالله أعلم عَفا الله عَنهُ وسامحه وإيانا. 593 - حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حسن حسام الدّين الْغَزِّي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الهرش بِكَسْر الْهَاء ثمَّ رَاء سَاكِنة وأخره مُعْجمَة. / أَخذه بِبَلَدِهِ عَن الشَّمْس الْحِمصِي وَقدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة أَخذ فِيهَا عَن الْجلَال الْمحلي وَغَيره. واختص بالعضدي الصيرامي، ونظم الشّعْر الْجيد وتراسل مَعَ الشهَاب بن صَالح وَفضل بِحَيْثُ كَانَ الطّلبَة يراجعونه فِي تفهيم مَا يشكل. مَاتَ فَجْأَة فِي أول سنة أَربع وَسبعين بغزة وَقد جَازَ الكهولة بِيَسِير وَمن نظمه: (شَكَوْت إِلَيْهِ عرق نسا ... بِهِ أَصبَحت مزويا) (وأصحابي تناسوني ... وَفِيهِمْ كنت مرعيا) (فَفِي الْحَالين يَا مولا ... ي قد أَصبَحت منسيا) 594 - حُسَيْن بن أبي حَامِد مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر بن أبي السُّعُود بن ظهيرة الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. / ولد فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة ولازم دروس أَحْمد بن حَاتِم المغربي وَكَذَا حضر قَلِيلا عِنْد غَيره، ورأيته يكْتب فِي شرح الارشاد للجوجري وزار الْمَدِينَة غير مرّة وَكَانَ فِي قافلتنا سنة ثَمَان وَتِسْعين ذَهَابًا وايابا.)

(سقط) ولد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره، وَسمع من جده وَغَيره وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا بعد موت جده على عَمه عبد الْبر ثمَّ عَاد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسعين ثمَّ قدم أَيْضا بعد موت أَخِيه فَأمر السُّلْطَان بنفيه إِلَى أَلْوَاح وَتوجه فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن شفع فِيهِ وَعَاد، وَيُقَال إِنَّه اشْتغل هُنَا عِنْد الْبُرْهَان ابْن أبي شرِيف والبقاعي وَهُنَاكَ عِنْد عبد الْقَادِر بن يُوسُف الْكرْدِي فِي الْفِقْه وَقد درويش فِي الْمَعْقُول وخطب بالجامع الْكَبِير، وَمَعَ كَثْرَة اشْتِغَاله فَهُوَ جامد وَله اعتناء بالخيول وباسمه جِهَات 601 -. حُسَيْن بن مُحَمَّد بن نَافِع الْبَدْر الْخُزَاعِيّ الْمَكِّيّ. / دخل بِلَاد الْعَجم والهند وَتَحْت الرّيح وَحصل بعض دنيا كَانَ ينتسب فِيهَا، وَمَات عَن بَعْضهَا وَذَلِكَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ. 602 - حُسَيْن بن مَحْمُود بدر الدّين الْأَصْبَهَانِيّ العجمي الشَّافِعِي الرِّفَاعِي نزيل النحرارية من الْوَجْه البحري، / كَانَ مَذْكُورا بالصلاح وَحسن السِّيرَة والعفة والانجماع عَن الأكابر والانقطاع إِلَى الله والملازمة لِلْعِبَادَةِ مَعَ السخاء والتواضع وانه مِمَّن ساح فِي بدايته وَطَاف شرقا وغربا حَتَّى بِلَاد الْكفْر والحبشة والهند وبحر الظُّلُمَات وبلاد التّرْك بِحَيْثُ كَانَت أقل غيبته عشْرين سنة وَلذَا كَانَ حسن المحاضرة حُلْو المذاكرة لَا سِيمَا فِيمَا رأى من أَعَاجِيب الْبِلَاد. مَاتَ بزاويته الَّتِي أَنْشَأَهَا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَدفن بهَا وَقد قَارب

الْمِائَة، وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم قَالَ الْجمال بن تغرى بردى وَهُوَ أحد الْأَفْرَاد الَّذين أدركناهم بل هُوَ من نَوَادِر أَبنَاء جنسه صحبته أَكثر من عشْرين سنة واستفدت من مُجَالَسَته فَوَائِد. 603 - حُسَيْن بن مَحْمُود الشريف الدلي /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ 604 -. حُسَيْن بن نابت بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد الزمزمي الْمَكِّيّ / الْمَاضِي جده والآتي أَبوهُ. مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة. 605 - حُسَيْن بن نعير بن حيار أَمِير الْعَرَب. مَاتَ سنة ثَمَان عشرَة. 606 - حُسَيْن بن يحيى بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف ابْن عمر بن عَليّ بن رَسُول الْمُؤَيد بن الظَّاهِر بن النَّاصِر بن الْأَشْرَف بن الْأَفْضَل ابْن الْمُجَاهِد بن الْمُؤَيد بن المظر بن الْمَنْصُور الغساني مُلُوك الْيمن /. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سبعين. أرخه ابْن فَهد. 607 - حُسَيْن بن يُوسُف بن أَحْمد الشغدي الصَّفَدِي الشَّافِعِي /. سمع على شَيخنَا فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ الْخِصَال المكفرة. 608 - حُسَيْن بن يُوسُف بن عَليّ الْعَلامَة الْبَدْر بن الْعِزّ بن الْعَلَاء الخلاطي الأَصْل الوسطاني نِسْبَة لمدينة وسطان من مَدَائِن الْعرَاق الْمَشْهُور جده بأخي عبد الله. ولد فِي مَدِينَة وسطان بعد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَالْحَاوِي والطوالع والكافية لِابْنِ الْحَاجِب وتخليص الْمِفْتَاح وَأخذ بهَا الْفِقْه والْحَدِيث والنحو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان عَن الشَّيْخ أَحْمد الكيلاني، ثمَّ رَحل إِلَى تبريز فلازم الشريف ولي بن شرف الدّين حُسَيْن بن أَحْمد الْحُسَيْنِي الاردبيلي حَتَّى أَخذ عَنهُ الزهراوين من الْكَشَّاف وَجَمِيع الْعَضُد وحاشية الشَّيْخ سعد الدّين وَغير ذَلِك من الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالْأُصُول وَقَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع شرح الْمطَالع للقلب الرَّازِيّ، وَكَانَ يحْكى أَن مَدِينَة تبريز لَيْسَ بهَا ذمِّي بل كل أَهلهَا مُسلمُونَ لَا يخلطهم غَيرهم، ثمَّ رَحل إِلَى الجزيرة) فولى بهَا تدريس المجدية والسيفية وانتفع بِهِ أَهلهَا ثمَّ ولي قَضَاء الجزيرة ثمَّ رَحل فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ بهَا على شَيخنَا البُخَارِيّ من نُسْخَة كتبهَا من نُسْخَة الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الحلالي وَهِي كتبت من نُسْخَة قَرَأت على مُؤَلفه وَعَلَيْهَا خطّ الْفربرِي، ثمَّ حج وَرجع مَعَ الركب الشَّامي ثمَّ رَجَعَ إِلَى الجزيرة ثمَّ رَحل بأَهْله إِلَى دمشق سنة إِحْدَى وَخمسين فقطنها وانتفع بِهِ أَهلهَا علما ودينا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة سنة سبع وَخمسين قَاصِدا الْحَج وَتوجه فِيهَا مَعَ الركب الْمصْرِيّ فحج وتخلف إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَخمسين رَحمَه الله، وَهُوَ مِمَّن لقِيه البقاعي وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة وَأَبوهُ بالامام

الْمُفِيد عز الدّين وجده بالامام عَلَاء الدّين. 609 - حُسَيْن بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن حُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْبَدْر الحصنكيفي الْمَكِّيّ / الْآتِي وَلَده يُوسُف وَيعرف بالحاصني بحاء مُهْملَة وَألف ثمَّ صَاد مُهْملَة ثمَّ نون ثمَّ يَاء النِّسْبَة. ولد فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة، وَسمع الزين الطَّبَرِيّ وَابْن بنت أبي سعد الهكاري والنور الْهَمدَانِي والعز بن جمَاعَة فِي آخَرين مِنْهُم أَبُو بكر الشمسي سمع عَلَيْهِ مجْلِس رزق الله التَّمِيمِي بِسَمَاعِهِ لَهُ من الابرقوهي، وَلكنه لم يحدث، نعم أجَاز وناب بِمَكَّة فِي الْحِسْبَة عَن الْمُحب النويري وَولده الْعِزّ وَكَانَ يقْرَأ ويمدح للنَّاس فِي مجتمعاتهم وَيُؤذن بِالْحرم وَهُوَ مأنوس فِي هَذَا كُله مَعَ تودد، وسافر إِلَى مصر وَالشَّام غير مرّة. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة وحى أَنه رؤى فِي النّوم فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ غفر لي وأدخلني الْجنَّة ورؤى مرّة أُخْرَى فَسئلَ عَن الْجنَّة مَا ترابها فَقَالَ الْمسك وَسُئِلَ عَن نباتها فَقَالَ الزَّعْفَرَان. قَالَ الرَّائِي وشممت مِنْهُ رَائِحَة الْمسك وَسقط مِنْهُ شَيْء من الزَّعْفَرَان وَشَيْء من الْمسك أَو كَمَا قَالَ. 610 - حُسَيْن بن يُوسُف الدِّمَشْقِي وَيعرف بقاضي الجزيرة. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين وَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد 611 -. حُسَيْن بن عَلَاء الدّين بن أَحْمد بن أويس. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه آخر مُلُوك الْعرَاق من ذُرِّيَّة أويس كَانَ اللنك أسره وأخاه حسنا وحملهما إِلَى سَمَرْقَنْد ثمَّ أطلقا فساحا فِي الأَرْض فقيرين مجردين فَأَما حسن فاتصل بالناصر فرج وَصَارَ فِي خدمته وَمَات عِنْده قَدِيما وَأما هَذَا فتنقل فِي الْبِلَاد إِلَى أَن دخل الْعرَاق فَوجدَ شاه مُحَمَّد بن شاه ولد بن أَحْمد بن أويس وَكَانَ أَبوهُ صَاحب الْبَصْرَة فَمَاتَ فَملك وَلَده شاه مُحَمَّد فصادفه حُسَيْن وَقد حَضَره الْمَوْت فعهد إِلَيْهِ بالمملكة فاستولى على الْبَصْرَة وواسط وَغَيرهمَا ثمَّ حاربه أَصْبَهَان شاه بن قرا يُوسُف فانتمى حُسَيْن إِلَى شاه رخ بن اللنك فتقوى بالانتماء إِلَيْهِ وَملك الْموصل واربل وتكريت وَكَانَت مَعَ قرا يُوسُف فقوى أَصْبَهَان شاه يُوسُف واستنقذ الْبِلَاد، وَكَانَ يخرب كل بلد ويحرقه إِلَى أَن حاصرها حُسَيْنًا بالحلة مُنْذُ سَبْعَة أشهر ثمَّ ظفر بِهِ بعد أَن أعطَاهُ الْأمان فَقتله خنقا فِي ثَالِث صفر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي فَقَالَ ابْن عَلَاء الدولة وترجمه. 612 - حُسَيْن بن بن جَعْفَر /. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد وبيض لِأَبِيهِ.

613 - حُسَيْن الْبَدْر المغربي. / مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ فِي النَّحْو فِي الْمحلة الْمُحب بن الامام. 614 - حُسَيْن الاعزاري البسطامي وَالِد أَحْمد / الْمَاضِي صحب ابْن الأطعاني. وَمَات بِمَكَّة فِي سنة خمس وَعشْرين وَدفن بالمعلاة جوَار الشَّيْخ عمر العرابي. حُسَيْن الأهدل /. فِي ابْن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ. وَفِي ابْن صديق بن حُسَيْن. حُسَيْن خَادِم الشَّافِعِي. / فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد. حُسَيْن السامري / كَاتب سر دمشق وناظر جيشها. مضى فِي ابْن عبد الله. 615 - حُسَيْن شيخ سروعة وَابْن شيخها. / مَاتَ فِي توجهه للسَّيِّد صَاحب الْحِجَازِيِّينَ بدر والينبع فَحمل إِلَى بدر فَدفن بهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ، وَكَانَ مُعظما فِي الشرق والغرب عَفا الله عَنهُ وَهُوَ ابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن غضنفر من الاشراف. 616 - حُسَيْن الكازروني الشَّافِعِي. / هُوَ ابْن ارتحل لشَيْخِنَا قصدا فَأخذ عَنهُ، وَمَات فِي طاعون سنة تسع وَأَرْبَعين وَرَأَيْت نُسْخَة من ابْن الصّلاح بلغ شَيخنَا للشَّيْخ بدر الدّين حُسَيْن بِالْقِرَاءَةِ فِي عدَّة أَمَاكِن من أَوله وَكَأَنَّهُ هَذَا 617 -. حُسَيْن الْمصْرِيّ / أحد من يعْتَقد بِي المصريين. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمسين وَدفن بالقرافة جوَار الْقَبْر الْمَنْسُوب لعقبة بن عَامر. 618 - حُسَيْن المكل /. مِمَّن أَخذ عَن ابْن الْجَزرِي وصنف فِي الْقرَاءَات والنحو وَالصرْف وَمَات بعيد الْخمسين، قَالَه لي بعض الآخذين عَنهُ. 619 - حطط بمهملات وَفتح أَوله وَثَانِي اسْم جركسي البكلمشي بكلمش العلائي /. تقدم بعد أستاذه عِنْد النَّاصِر فرج إِلَى أَن صَار أحد العشرات بالديار المصرية حَتَّى مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَهُوَ فِي حُدُود السّبْعين وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ. حطط الناصري فرج. تنقل بعده حَتَّى ولي نِيَابَة قلعة حلب فِي الدولة الاشرفية برسباي إِلَى أَن عزل الظَّاهِر عَنْهَا وصادره فِي سنة سبع وَأَرْبَعين ثمَّ بعد مُدَّة ولاه نِيَابَة غَزَّة فَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا وَصَرفه عَنْهَا ثمَّ بعد حِين أعطَاهُ إمرة عشْرين بطرابلس وَنَقله الْأَشْرَف إِلَى أتابكيتها فَأَقَامَ دون شهر. وَمَات بهَا فِي أَوَائِل ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين وَهُوَ فِي حُدُود السّبْعين أَيْضا، وَكَانَ من أصاغر الْأُمَرَاء. 621 - حطيبة واسْمه أَحْمد / أحد المجاذيب مَاتَ بدمياط فِي الْمحرم سنة ثَمَان ذكره المقريزي فِي عُقُود مطولا وَأَن أصل جذبته اتهامه محبوبة لَهُ بِرَجُل وانه أنْشدهُ لنَفسِهِ مواليا: (سري فضحته وَأَنْتُم سركم قد صنت ... فقصدي رضاكم وَأَنْتُم تطلبون الْعَنَت) (ذليت من بعد عزي فِي هواكم هنت ... يَا لَيْت فِي الْخلق لَا كُنْتُم وَلَا أَنا كنت)

وَأَنه سَأَلَهُ عَن محبوبته هَل بَقِي فِي نَفسه مِنْهَا شَيْء فَقَالَ وَالله يَا أديب عَليّ لَو أَقمت فِي قَبْرِي خمسين ألف سنة ثمَّ مرت بِي ونادتني وقدرت أَن أجيبها لأجبتها. 622 - حَمَّاد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن مصطفى بن سُلَيْمَان حميد الدّين أَبُو الْبَقَاء بن الْجمال بن الْعلَا بن الْفَخر المارديني الأَصْل الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن التركماني / وَهُوَ حفيد قَاضِي الْحَنَفِيَّة الْعَلَاء مُخْتَصر ابْن الصّلاح وَصَاحب التصانيف واسْمه عبد الحميد وَلكنه بحماد أشهر. ولد فِي رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وأسمع من مَشَايِخ عصره ثمَّ طلب بِنَفسِهِ فَسمع من القلانسي وَالْجمال ابْن نباتة وناصر الدّين مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن جهبل ومظفر الدّين بن الْعَطَّار والطبقة وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب الطباق ولازم القيراطي، وَكتب عَنهُ أَكثر شعره ودونه فِي الدِّيوَان الَّذِي كَانَ ابتدأه لنَفسِهِ ثمَّ رَحل إِلَى دمشق فَسمع بهَا وَأكْثر من المسموع فِي البلدين وَمن مسموعه على ابْن نباتة أَشْيَاء من نظمه وَبَعض السِّيرَة لِابْنِ هِشَام وَعلي القلانسي نُسْخَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بِسَمَاعِهِ من ابْن الطاهري وَابْن أبي الذّكر بِسَمَاعِهِ من ابْن المقير وَأَجَازَهُ الآخر من الْقطيعِي وَعلي ابْن جهبل المحمدين من مُعْجم ابْن جَمِيع أنابه ابْن القواس وَمن شُيُوخه أَيْضا الْمُحب الخلاطي وَأحمد بن مُحَمَّد الْعَسْقَلَانِي وَلَكِن قيل إِنَّه لما رَحل لدمشق كتب السماع وَأَنه سمع قبل الْوُصُول وَاعْتذر عَن) ذَلِك بالاسراع وَلذَا كَانَ الْحَافِظ الهيثمي يَقع فِيهِ وَينْهى عَن الْأَخْذ عَنهُ قَالَ شَيخنَا وَالظَّاهِر انه انصلح بِأخرَة وَأَجَازَ لَهُ الذَّهَبِيّ والعز بن جمَاعَة. قَالَ شَيخنَا ولازم السماع حَتَّى سمع مَعنا على شُيُوخنَا وَقد خرج لبَعض الْمَشَايِخ يَعْنِي عبد الْكَرِيم حفيد القطب الْحلَبِي وَسمعت مِنْهُ من شعر القيراطي وَكَانَ شَدِيد الْمحبَّة للْحَدِيث وَأَهله ولمحبته فِيهِ كتب كثيرا من تصانيفي كتعليق التَّعْلِيق وتهذيب التَّهْذِيب، ولسان الْمِيزَان وَغير ذَلِك وَرَأس فِي النَّاس مُدَّة لستوته، وَكَانَت بِيَدِهِ وظائف جمة فَلَا زَالَ ينزل عَنْهَا شَيْئا فَشَيْئًا إِلَى أَن افْتقر وَقلت ذَات يَده فَكَانَ لعزة نَفسه يتكسب بالنسخ بِحَيْثُ كتب الْكثير جدا وَلَا يتَرَدَّد إِلَى الْقُضَاة، وَقد أحسن إِلَيْهِ الْجلَال البُلْقِينِيّ على يَد شَيخنَا قَالَ فَمَا أَظُنهُ وصل لبَابَة وخطه سريع جدا لكنه غير طائل لِكَثْرَة سقمه وَعدم نقطه وشكله، وَلَا زَالَ يتقهقر إِلَى أَن انحط مِقْدَاره لما كَانَ يتعاطاه وساء حَاله وقبحت سيرته، حَتَّى مَاتَ مقلا ذليلا بعد أَن أضرّ بِأخرَة فِي طاعون سنة تسع عشرَة بِالْقَاهِرَةِ، وَحدث أَخذ عَنهُ الْأَئِمَّة كشيخنا وَأوردهُ فِي مُعْجَمه دون أنبائه وروى لنا عَنهُ جمَاعَة كالزين رضوَان

من اسمه حمزة

والموفق الأبي وحَدثني بِشَيْء من نظم ابْن نباتة بواسطته. وَذكره المقريزي فِي عقوده. (من اسْمه حَمْزَة) 623 - حَمْزَة بن الصاحب سعد الدّين إِبْرَاهِيم بن بركَة البشيري / الْمَاضِي أَبوهُ. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسبعين وَهُوَ مختف وَكَانَ قد ولي نظر الاهراء والمواريث والدولة فِي أَوْقَات مُخْتَلفَة وصاهر ابْن النقاش. 624 - حَمْزَة بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ السَّيِّد عز الدّين بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن أبي هَاشم بن الْحَافِظ الشَّمْس أبي المحاسن الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الْكَمَال مُحَمَّد / الْآتِي والماضي أَبوهُ. ولد فِي شَوَّال سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحظ الْقُرْآن والتنبيه وتصحيحه للاسنوي والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفيتي الحَدِيث والنحو والشاطبية وَعرض على الْعَلَاء البُخَارِيّ والتقي بن قَاضِي شُهْبَة وَعنهُ وَعَن وَلَده الْبَدْر أَخذ الْفِقْه، وَكَذَا عَن المحيوي القبابي الْمصْرِيّ واليسير عَن الْبَدْر بن زهرَة، وتلا بالسبع جمعا إِلَى غَافِر على الشهَاب بن قيسون وبجميع الْقُرْآن افرادا وجمعا على ابْن النجار وَابْن الصلف، وَأخذ النَّحْو بِبَلَدِهِ عَن الْعَلَاء القابوني وبمكة عَن القَاضِي عبد الْقَادِر فِي آخَرين وَالصرْف والمنطق عَن يُوسُف الرُّومِي وأصول الْفِقْه عَن الشرواني، وَسمع الحَدِيث على ابْن نَاصِر الدّين والشهاب بن نَاظر الصاحبة) وَغَيرهمَا من شُيُوخ بَلَده، وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة غير مرّة فَأخذ بهَا عَن شَيخنَا المشتبه وَغَيره وَوَصفه فِي أصل تَعْجِيل الْمَنْفَعَة بالمحدث الْفَاضِل بل قرض لَهُ بعض تصانيفه وَبَالغ، وَكَذَا أَخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن طَائِفَة ورافقني فِي السماع على بعض الشُّيُوخ وَسمعت أَيْضا بقرَاءَته ولقيته بِدِمَشْق فَأرَانِي ذيلا كتبه على مشتبه النِّسْبَة لشَيْخِنَا استمد فِيهِ من كتاب شَيْخه ابْن نَاصِر الدّين فِي ذَلِك وكتابا سَمَّاهُ بقايا الخبايا استدرك فِيهِ على خبايا الزوايا للزركشي وَهُوَ الَّذِي قرضه لَهُ شَيخنَا وكتابا حافلا فِي الْأَوَائِل وَأَظنهُ وَقع لَهُ كتاب شَيخنَا فِي ذَلِك ومصنفا سَمَّاهُ الايضاح على تَحْرِير التَّنْبِيه للنووي وطبقا النُّحَاة واللغويين فِي مُجَلد والذيل على طَبَقَات شَيْخه التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي نَحْو ثَلَاث كراريس وفضائل بَيت الْمُقَدّس فِي مُجَلد لطيف والمنتهى فِي وفيات أولى النَّهْي جَامع لأهل الْمذَاهب فِي غَايَة الِاخْتِصَار بِحَيْثُ جَاءَ فِي نَحْو عشرَة كراريس، وَحج مرَارًا وجاور فِي بَعْضهَا وناب فِي الْقَضَاء ودرس بالعمادية وتصدر بِجَامِع بني أُميَّة وصاهر الولوي بن قَاضِي عجلون على ابْنَته، وَكَانَ فَاضلا مفننا متواضعا لطيف الذَّات وَالْعشرَة كثير التودد وَالْعقل وبيننا مَوَدَّة، وَلما كنت بِمَكَّة راسل بِالسَّلَامِ وَطيب الْكَلَام. مَاتَ بِبَيْت الْمُقَدّس، وَكَانَ توجه إِلَيْهِ بعد الطَّاعُون فِي آخر سنة ثَلَاث وَسبعين

فَمَرض بهَا وَمَات فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسبعين، وَدفن بماملا بَين الشَّيْخ بولاد والشهاب بن الهائم، وَكَانَت جنَازَته حافلة وَصلى عَلَيْهِ بِدِمَشْق الصَّلَاة الْغَائِب رَحمَه الله وإيانا. 625 - حَمْزَة بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر سري الدّين بن التقي الْأَسدي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي شُهْبَة وَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره، ودرس بالمسرورية والمجاهدية وَغَيرهمَا. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتِّينَ، وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير عِنْد سلفه رَحمَه الله وإيانا. 626 - حَمْزَة بن جَار الله بن حَمْزَة بن رَاجِح بن أبي نمى الحسني الْمَكِّيّ. / كَانَ رَأس أَشْرَاف آل أبي نمى بعد أَبِيه لعقله وسماحته. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سِتّ عشرَة بِمَكَّة، وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي عشر الْخمسين فِيمَا أَحسب. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة. 627 - حَمْزَة بن زَائِد بن جَوْلَة. / شيخ أَوْلَاد أبي اللَّيْل. 628 - حَمْزَة بن سلقسيس / نَائِب حماة. لَهُ ذكر فِي أزدمر الازبكي. 629 - حَمْزَة بن عبد الله بن عَليّ بن عمر بن حَمْزَة الْعمريّ الْمدنِي / الْفراش بِالْحرم النَّبَوِيّ وَيعرف بالحجاز. ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة، وَأَجَازَ لَهُ ابْن أميلة وَابْن الهبل وَالصَّلَاح بن أبي عمر والكمال بن حبيب وَأَخُوهُ الْبَدْر وَغَيرهم، وَمِمَّنْ روى عَنهُ التقي بن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِالْمَدِينَةِ. 630 - حَمْزَة بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر التقي أَبُو الْعَبَّاس بن الْعَفِيف ابْن الْجمال بن قَاضِي الْأَقْضِيَة الْمُوفق النَّاشِرِيّ الزبيدِيّ الشافي قريب الْجمال مُحَمَّد الطّيب بن أَحْمد. / ولد فِي ثَالِث عشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِنَخْل وَادي زبيد من الْيمن، وَنَشَأ بزبيد فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وألفية ابْن مَالك وَالثلث الأول من الْحَاوِي الفرعي، وتلا بالسبع أفرادا إِلَّا الحمزة وورش فَلم يقْرَأ لَهما من ص، كل ذَلِك على مُحَمَّد بن أبي بكر بن بدير الزبيدِيّ المقرىء، وجمعا إِلَى الانعام على الْعَفِيف عبد الله بن الطّيب النَّاشِرِيّ وَبحث فِي الشاطبية على الشهَاب الشوايطي وَكَذَا فِي منظومة السكاكيني الوَاسِطِيّ بل تَلا عَلَيْهِ بعض الْقرَاءَات وَأَجَازَهُ، وَأخذ الْفِقْه عَن قَرِيبه الطّيب سمع عَلَيْهِ تأليفه الايضاح وَعَن عَمه أَحْمد بن مُحَمَّد النَّاشِرِيّ وَغَيرهمَا كالعفيف بن الطّيب بل قَرَأَ على الْبُرْهَان بن ظهيرة بِمَكَّة وقاضي عدن أبي حميش مُحَمَّد شَارِح الْحَاوِي المتوفي بعيد السِّتين، وَقَرَأَ النَّحْو على قَاضِي الْحَنَفِيَّة بزبيد صديق بن المطيب وَسمع على أَبِيه وقريبه الطّيب والزين أَحْمد الشرجي والتقي بن فَهد ووالده النَّجْم عمر وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ الزين عبد الرَّحِيم الاميوطي والبرهان الزمزمي وَابْن الْهمام وَأَبُو السعادات بن ظهيرة والفقيه عمر

ابْن مُحَمَّد الفتي، وَتردد لمَكَّة كثيرا ولقيني بهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَأخذ عني ومدحني وَكتب لي من نظمه أَشْيَاء وأفادني نبذة من تراجم أهل بَلَده، وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة واستجازني لِبَنِيهِ وَغَيرهم سِيمَا من كَانَ من الناشريين، ووردت على مطالعاته تَتَضَمَّن أسئلة وَكَأَنَّهُ مُتَوَجّه لجمع أَشْيَاء وَهُوَ فَاضل يقظ حسن المذاكرة كثير المحاسن مبالغ فِي شأني وَلم تَنْقَطِع كتبه عني وأسئلته مني جوزي خيرا. 631 - حَمْزَة بن عبد الرَّزَّاق بن البقري أَخُو يحيى وَابْن عَم الشّرف وَالْمجد / بَاشر الاسطبل وَغَيره. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة تسعين، وَيُقَال انه أسنهم. 632 - حَمْزَة بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب الشّرف بن الْفَخر بن الشّرف / أحد كتاب المماليك وَيعرف بِابْن فخيرة مصغر لقب أَبِيه، وَهُوَ وَالِد عبد الرَّزَّاق الْآتِي 633 -. حَمْزَة بن عُثْمَان قرايلوك بن طر على قطلوبك / صَاحب آمد ماردين وَغَيرهَا من ديار بكر. مَاتَ فِي أَوَائِل رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة كأبيه واخوته وَاسْتقر بعده ابْن أَخِيه جهان كير بن عَليّ بن عُثْمَان الْآتِي 634 -. حَمْزَة بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سَالم الْحلَبِي الأَصْل الاسنوي الشَّافِعِي الْوَاعِظ. / ولد بعد سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِمَدِينَة أخميم، وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ مَعَ أَبِيه وَحفظ بهَا الْقُرْآن، وَحج فِي سنة خمس وَعشْرين وطوف الْبِلَاد الشامية والمصرية، وَحفظ شعرًا كثيرا وتعاني النّظم ومدح النَّاس وَهُوَ من ذَوي الْأَصْوَات الطّيبَة وكل مَا طَال انشاده جاد صَوته وَعِنْده ظرف وكياسة ولقيه البقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فَكتب عَنهُ قَوْله فِي زِيَارَة الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام: (يَا عادلا عَن عاذل بملامه ... يَا من صبابته نمت بغرامه) (والشوق قاد فُؤَاده بزمامه ... اقصد خَلِيل الله عِنْد مقَامه) فِي حَيّ جيرون ولذ بزمامه (وابد الخضوع إِذا أتيت لبابه ... بخشوع قلب فِي علا أعتابه) (واطرح بِنَفْسِك فِي رحيب رحابه ... وائتي بآداب إِلَى سردابه) إِلَى آخِره وَكَذَا كتب عَنهُ ابْن فَهد. مَاتَ. 635 - حَمْزَة بك بن عَليّ بك بن نَاصِر الدّين بن دلغادر. / مَاتَ مسجونا بقلعة الْجَبَل فِي جُمَادَى الأولى سنة أَرْبَعِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 636 - حَمْزَة بن عَليّ الْعِزّ البهستاوي الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ. / أحد نواب الحكم بِدِمَشْق بل عينهم ثمَّ أعرض عَن الدُّخُول فِي الْأَحْكَام، وَكَانَ

شكلا حسنا عَارِفًا بمذهبه. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ، وَلم يخلف فِي نواب الحكم مثله رَحمَه الله. ذكره ابْن اللبودي. 637 - حَمْزَة بن غيث بن نصير الدّين / الْآتِي أَبوهُ. قَامَ الدوادار الْكَبِير جَانِبك الجداوي فِي قَتله فَحكم بذلك الحسام بن حريز الْمَالِكِي ونفذه بَقِيَّة الْقُضَاة فِي مجْلِس عقد لذَلِك فِي بَيت الدوادار ثمَّ أودع المقشرة، وسلخ فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وحشى تبنا وطيف بِهِ من الْغَد على جمل بشوارع الْقَاهِرَة بل وَحمل على تِلْكَ الْهَيْئَة إِلَى بِلَاد الرِّيف وطيف بِهِ الْقرى والبلاد وَفَرح جلّ الْمُسلمين بِهِ، فقد كَانَ فِي الْفسق بمَكَان من أَخذ الْأَمْوَال والمجاهرة بالمحرمات، وَضرب الْفضة الزغل، وَلَكِن من تألم إِنَّمَا كَانَ لأجل أَبِيه مَعَ انه لم يطق هَذِه) النَّازِلَة بل مَاتَ عَن قرب. 638 - حَمْزَة بن قَاسم بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن مخيط بن رَاجِح بن أبي نمى الحسني الْمَكِّيّ وَيعرف بالكردي /. مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين بوادي مر وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا. أرخه ابْن فَهد. 639 حَمْزَة بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن سُلَيْمَان أَمِير الْمُؤمنِينَ. / الْقَائِم بِأَمْر الله أَبُو الْبَقَاء بن المتَوَكل على الله بن المعتصم بِاللَّه بن الْحَاكِم بِأَمْر الله بن المستكفي بِاللَّه العباسي القاهري نَشأ فِي أَيَّام أَبِيه ثمَّ أَخَوَيْهِ وَهُوَ شَقِيق الْعَبَّاس مِنْهُم إِلَى أَن توفّي المستكفي سُلَيْمَان عَن غير عهد فاختاره الظَّاهِر جقمق لكَونه أسن اخوته، وولاه فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَاسْتمرّ إِلَى أَن كَانَ الرّكُوب على الْمَنْصُور، وَكَانَ هَذَا من أكبر قَائِم عَلَيْهِ وَأطلق لِسَانه فِي جِهَته ثمَّ صرح بخلعه غير ملتفت لتقديم وَالِده لَهُ فَلَمَّا تسلطن الْأَشْرَف راعي لَهُ قِيَامه مَعَه فزاده عدَّة أقاطيع وعظمه حَتَّى نَالَ من الوجاهة وَقيام الْحُرْمَة مَا لم ينله أحد من أقربائه فِي الدولة التركية، إِلَى أَن كَانَت ثورة المماليك الظَّاهِرِيَّة على السُّلْطَان فِي سلخ جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَخمسين فوافقهم، فَلم يكن بأسرع من انحلال أَمرهم فَسقط فِي يَده ورام الْعود إِلَى منزله أَو الطُّلُوع إِلَى السُّلْطَان فَلم يُمكن مِنْهُمَا وَنزل إِلَيْهِ جمَاعَة فَأَخَذُوهُ فوبخه السُّلْطَان ثمَّ أَمر بحبسه بقاعة البحرة من الحوش وعزله وَاسْتقر بأَخيه الجمالي يُوسُف وَوَقع الاشهاد بذلك فِي ثَالِث رَجَب مِنْهَا ولقب بالمستنجد وَأرْسل بِهَذَا إِلَى اسكندرية فَأَقَامَ بهَا مَحْبُوسًا ثمَّ مُطلقًا إِلَى أَن مَاتَ فِي سَابِع عشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بعد تمرضه أَيَّامًا، وَدفن بهَا بِجَانِب شقيقه أبي الْفضل الْعَبَّاس الَّذِي يُقَال إِنَّه وجد لم يبل وَقد زَاد

على السّبْعين، وَكَانَ معتدل الْقَامَة أَبيض اللِّحْيَة مدورها، وَفِيه فِيمَا قيل حِدة مَعَ طيش وخفة ومسكة فِي لِسَانه وَقد تزوج حَوَّاء ابْنة السراج الْحِمصِي رَحمَه الله وعوضه خيرا. 640 - حَمْزَة بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن عبد الْحَكِيم البجائي المغربي الْمَالِكِي نزيل الشيخونية. / ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة ببجاية وَبهَا نَشأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَأخذ عَن أبي الْقسم المشدالي وَولده مُحَمَّد الْأَصْغَر، وَهُوَ نمير أبي الْفضل وَغَيرهمَا، وَقد تونس فِي سنة ثَمَان وَخمسين فَأخذ بهَا عَن جمَاعَة مِنْهُم أَبُو اسحق إِبْرَاهِيم الاخدري ولازمه وَبِه انْتفع وتمهر فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَالْحكمَة وَهُوَ متفاوت فِيهَا) فأعلاها الأصلان والمنطق ويليها الْمعَانِي ثمَّ مَا ذكر. وَقدم الْقَاهِرَة فِي شعْبَان سنة سبع وَسبعين وَحج مِنْهَا وَرجع فَنزل فِي الخانقاه الشيخونية وقطنها ثمَّ حج ثَانِيًا رَفِيقًا للسَّيِّد عبيد الله بن السَّيِّد عفيفي الدّين وجاور أَيْضا وأقرأ بهَا يَسِيرا، ولازم وَهُوَ بِالْقَاهِرَةِ درس التقي الحصني وَبحث مَعَه، وَكَانَ الشَّيْخ حَسْبَمَا بَلغنِي يثنى عَلَيْهِ وَكَذَا اجْتمع بالكافياجي وَالسيف وَتكلم مَعَهُمَا، وَكَانَ الكافياجي يجله كَمَا سَمِعت أَيْضا وَأقَام منجمعا عَن النَّاس متقنعا منقبضا وأقرأ الطّلبَة وَاجْتمعَ بِهِ الْفُضَلَاء فَكَانَ من أَعْيَان من اجْتمع بِهِ المحيوي ابْن تَقِيّ والخطيب الوزيري وَقَرَأَ عَلَيْهِ سعد الدّين مُحَمَّد السمديسي شيخ الجانبكية المطول فِي آخَرين وَطَلَبه السُّلْطَان بعد محنة إِمَامه الكركي فَاجْتمع بِهِ ومازحه وَقرر لَهُ فِي الذَّخِيرَة كل سنة خمسين وَفِي الجوالي عوضا عَمَّن مَاتَ اثْنَيْنِ وَسبعين وَقبل شَفَاعَته فِي بعض الْأُمُور وَفِي عمر بن عبد الْعَزِيز حَتَّى أخرجه من المقشرة وعينه لكشف الجاولية مساعدة لمباشرها ابْن الطولوني السمين. كل ذَلِك مَعَ تقلل وتعزز وانقباض وانفراد بِحَيْثُ لم يتَزَوَّج، وَرُبمَا وصل إِلَيْهِ بر بعض المغاربة وَنَحْوهم قبل ذَلِك وَبعده بل يُعْطي من يتجر لَهُ وَقد سلمت عَلَيْهِ بعد قدومه من الْحَج الْمرة الثَّانِيَة فابتهج وَمَشى معي من خلوته لباب الْمدرسَة. والبعاث بِأَرْض مصر يستنسر. حَمْزَة بن مُحَمَّد بن مُوسَى. هُوَ طوغان / يَأْتِي. 641 - حَمْزَة بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الشّرف بن الشَّمْس البعلي /. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه مُجَردا وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه انه سمع الْأَرْبَعين المنتقاة من مُسْند الشاميين من مُسْند أَحْمد عَليّ ابْن الخباز بِسَمَاعِهِ من الْمُسلم بن عَلان انا حَنْبَل أجَاز لنا فِي سنة تسع يَعْنِي بِتَقْدِيم التَّاء وَعشْرين وَثَمَانمِائَة انْتهى. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ على مَا تحرر.

642 - حَمْزَة بن يَعْقُوب الدِّمَشْقِي الحريري /. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، وَقَالَ مَاتَ فِي صفر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. قلت وَأَظنهُ الَّذِي قبله 643 -. حَمْزَة ابْن أُخْت الْجمال البيري الاستادار وأخو أَحْمد القَاضِي. قتل خنقا فِيمَن قتل من آل خَاله وبنيه فِي ربيع الآخر سنة أَربع عشرَة. 644 - حَمْزَة / إِمَام مقَام الشَّافِعِي. مِمَّن أَقرَأ الْأَوْلَاد وَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الزين عبد الْغَنِيّ الاشليمي وَأثْنى عَلَيْهِ. (سقط) حميد الضَّرِير. هُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد /. 646 - حنتم بن السَّيِّد مُحَمَّد بن بَرَكَات بن حسن بن عجلَان الحسني الْمَكِّيّ الْمَاضِي جده وجد أَبِيه ويلقب بالجازاني /. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ قبل استكمال عشر سِنِين، وَدفن بالمعلاة عِنْد أسلافه وتأسف أَبوهُ على فَقده. 647 - حواس بن ميلب الشريف. / صاهر السَّيِّد عَليّ بن حسن بن عجلَان أَيَّام إمرته على مَكَّة على بعض بَنَاته فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمَات فِي أحد الجمادين سنة خمس وَسِتِّينَ. 648 - حيدرة بن دوغان بن جَعْفَر بن هبة بن جماز بن مَنْصُور الْحُسَيْنِي. / نَاب فِي إمرة الْمَدِينَة بعيد الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة عَن أميرها سُلَيْمَان بن عُزَيْر ثمَّ اسْتَقل باجماع أهل الْمَدِينَة إِلَى أَن جَاءَهُ المرسوم بعد نَحْو شَهْرَيْن، وَقد مَاتَ فَإِنَّهُ أُصِيب فِي معركة فتعلل نَحْو شَهْرَيْن ثمَّ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة، وَرَأَيْت ابْن فَهد قَالَ فِي ثَانِي رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين. 649 - حيدر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن الرُّومِي الأَصْل العجمي الْحَنَفِيّ الرِّفَاعِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بشيخ التَّاج والسبع وُجُوه. / ولد بشيراز فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة، وتسلك بِأَبِيهِ وَغَيره ورحل إِلَى الْبِلَاد ووفد على مُلُوك الشَّمْس وعلمائه، فَكَانَ مِمَّن اجْتمع بِهِ التَّفْتَازَانِيّ وَالسَّيِّد الْجِرْجَانِيّ والصدر تركا وَقدم الْقَاهِرَة سنة أَربع وَعشْرين بأخويه ابراهيم الشَّاب الظريف والموله جبران وأمهم فَأكْرمه الْأَشْرَف وأنزله المنظرة الْمشَار إِلَيْهَا وأنعم عَلَيْهِ برزقه عشْرين فدانا بأراضي ناحيتها وَاسْتمرّ بهَا إِلَى أَن أخرجه الظَّاهِر جقمق حِين ذكر لَهُ عَنهُ مُحَمَّد بن اينال قبائح بل وَأمر بهدمه ورسم للمرافع الْمشَار إِلَيْهِ بانقاضه مَعَ وجود ابْنه الْمُؤَيد بِاللَّه وَصَارَ بَلَاقِع، وَنَدم الظَّاهِر على انجراره مَعَ الْمشَار إِلَيْهِ وَطلب صَاحب التَّرْجَمَة وَأخذ بخاطره ووعده بالجميل

حرف الخاء المعجمة

وأنعم عَلَيْهِ بأَشْيَاء وربت لَهُ من الذَّخِيرَة وَغَيرهَا مَا يقوم بأوده، وَصَارَ يتَرَدَّد إِلَى السُّلْطَان وَيقْعد بمجلسه وسكنه بِالْقربِ من زَاوِيَة الرفاعية مُدَّة إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ بمشيخة زَاوِيَة قبَّة النَّصْر بعد صرف مَحْمُود الاصبهاني مِنْهَا وسكنها إِلَى أَن مرض وَطَالَ مَرضه، ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ حادي عشري ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين عَن نَحْو السّبْعين، وَدفن بِبَاب الْوَزير على أَخِيه ابراهيم بعد أَن صلى عَلَيْهِ بقبة النَّصْر وَكَانَ شكلا حسنا منور الشيبة إِلَى الطول أقرب ضخما حُلْو اللَّفْظ والمحاضرة حَافِظًا لكثير من الشّعْر فصيحا باللغتين التركية والعجمية بل لَهُ فيهمَا النّظم الْجيد، انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي فني الموسيقى والألحان وصنف فيهمَا مَعَ الدّيانَة وَكَثْرَة الْعِبَادَة والعفة سِيمَا عَمَّا ترمي الْأَعَاجِم بِهِ محبا فِي الصَّحَابَة مُتبعا للسّنة سليم الْبَاطِن إِلَى الْغَايَة قل أَن يكون فِي أَبنَاء جنسه مثله ولرقصه فِي السماع خفر ولأخيه ابراهيم الرياسة فِيهِ وَلم نر بعدهمَا من يدانيهما فِي الموسيقى والرقص وَعمل الْأَوْقَات وَجمع الْفُقَرَاء وَمَعْرِفَة آدابهم فَإِنَّهُ كَانَ لهَذَا نَيف على خمسين سنة يجلس على سجادة المشيخة بعد إِذن الأكابر لَهُ فِي ذَلِك كَمَا شوهد بخطوطهم. أَفَادَهُ يُوسُف بن تغري بردى، وَبَالغ فِي اطرائه عَفا الله عَنهُ. 650 - حيدر بن يُونُس وَيعرف بِابْن العسكري / أحد الفرسان الشجعان. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى بِدِمَشْق بطالا وَقد شاخ وَولي إمرة سنجار للأشرف شعْبَان. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. 651 - حيدر برهَان / الدّين مدرس القزارية بشيراز. مِمَّن أَخذ عَن التَّفْتَازَانِيّ قَالَ الطاووسي أجَاز لي فِي سنة إِحْدَى. حيدر العجمي / شيخ قبَّة النَّصْر. مضى فِي ابْن أَحْمد بن ابراهيم قَرِيبا. 652 - حيران بن أَحْمد بن ابراهيم العجمي أَخُو ابراهيم وحيدر. / قدم مَعَه الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَعشْرين كَمَا سبق فِيهِ. (حرف الْخَاء الْمُعْجَمَة) 653 - خَاصَّة بن برة الْحُسَيْنِي الكجراني الْمَدْعُو دستور خَان / لكَونه وَزِير مَحْمُود شاه بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مظفر صَاحب كجرات الاقليم الَّذِي مِنْهُ بندركهنايت كأسلافه كَانَ مِمَّن اخْتصَّ بِأَحْمَد شاه جده بِحَيْثُ كَانَ مُعْتَمد خزائنه وذخائره تَحت يَده وختمه لوثوقه بِهِ ثمَّ اقْتدى بِهِ وَلَده ثمَّ حفيده صَاحب التَّرْجَمَة بل اسْتَقر بِهِ وزيره مُضَافا لذَلِك مَعَ التَّفْوِيض لَهُ لنَحْو نصف مَمْلَكَته الْمُسَمّى بَينهم بالشق، وَذَلِكَ من بلد بلودره إِلَى رَأس حد الرُّكْن الَّذِي مِنْهُ كلبرجة،

من اسمه خالد

فَحَمدَ فِي هَذَا كُله وَقرب الصلحاء وَالْفُقَهَاء وَالْعُلَمَاء وَأهل الْقُرْآن خُصُوصا الغرباء سِيمَا أَبنَاء الْعَرَب وتزايد إكرامه لَهُم وللوافدين عَلَيْهِ مَعَ تحاميه عَن الْمُنْكَرَات وملازمته للْقِيَام والتلاوة بِحَيْثُ يَأْتِي على الْخَتْم فِي أُسْبُوع مَعَ جمَاعَة رتبهم برواتب مقررة ودام مُدَّة تخلها صرفه بِأَحْمَد الْمَدْعُو خداوندخان عَن الوزارة خَاصَّة حَتَّى انه حِين حَبسه وتأمين سراح الْملك عَلَيْهِ كَانَ يجىء وَهُوَ فِي قيوده لفتح الخزانة هَذَا مَعَ زعم خَصمه تَقْصِيره بهَا وَلكنه لم يثبت ذَلِك عِنْد سُلْطَانه ثمَّ أفرج عَنهُ وَحبس خَصمه عوضه لظُهُور خيانته، وَاسْتمرّ هَذَا مُنْفَصِلا عَن الوزارة حَتَّى مَاتَ، وَقد قَارب السّبْعين فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَتِسْعين بعد توعك يسير وَدفن فِي وسط جَامعه الَّذِي أنشأه بِأَحْمَد اباد وَكثر تأسلهم عَلَيْهِ. ذكره لي الْفَخر أَبُو بكر السّلمِيّ الْمَكِّيّ وَكتب لي تَرْجَمته مُطَوَّلَة وَأثْنى عَلَيْهِ جدا وَأَنه صرفه عَن اعْتِقَاد ابْن عَرَبِيّ بعد اعْتِقَاده كَأَهل تِلْكَ النواحي فِيهِ وَقِرَاءَة كتبه بالمساجد قَالَ وَلم يخلف هُنَاكَ مثله وانه اسْتَقر بعده فِي الخزائن ابْنه أَحْمد ولقب مجد الْملك رَحمَه الله. 654 - خاطر بن عَليّ بن ربيعَة بن وَحشِي بن خَليفَة بن عَمْرو السرميني الشَّافِعِي / خطيب قريبَة الحراجة من غربيات حلب. ولد فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بسرمين واشتغل فِي الْفِقْه والنحو على الْعِزّ الحاضري وَوَصفه النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجَمه بالذكاء وَالْخَيْر والديانة وَالْكَرم وَتَمام الْمُرُوءَة قَالَ وَله نظم حسن جيد مَعَ إِلْمَام بِعلم الْعرُوض انْتهى، وَكتب عَنهُ. مَاتَ سنة اثْنَتَيْ عشرَة فَإِن صَحَّ فَلَعَلَّهُ بعد مولد النَّجْم وَيكون قد أجَازه فِيهَا. (من اسْمه خَالِد) 655 - خَالِد بن أَحْمد الرهينة / صَاحب الْجب بِضَم الْجِيم وَتَشْديد الْمُوَحدَة وَاد على يَوْمَيْنِ من جازان بَينهَا وَبَين حلي شرِيف كَانَت عِنْده شهامة وشجاعة فتغلب وتصلب، وَمَات حريقا فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَظهر بذلك آيَة من آيَات الله فَإِن الْجب كَانَ أَولا فِي حكمه فتغلب عَلَيْهِ ابْن عَمه طير وَأخرجه مِنْهُ فَبعد مُدَّة توجه إِلَيْهِ خَالِد وأحرق الْقرْيَة فَاحْتَرَقَ ابْن عَمه طير بِدُونِ قصد من خَالِد فَقدر الله احتراق خَالِد وَهُوَ حَيّ بل قيل إِنَّه أحاطت بِهِ النَّار وَهُوَ على فرسه فَلم يجد مجالا فَهَلَك عَفا الله عَنهُ. 656 - خَالِد بن أَيُّوب بن خَالِد الزين المنوفي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد وَالصَّلَاح أَحْمد /. ولد بعد الْقرن بِيَسِير بِأبي الْمشْط من جَزِيرَة بني نصر الدَّاخِلَة فِي أَعمال منوف وانتقل مِنْهَا لمنوف فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة عِنْد الْخَطِيب جمال الدّين يُوسُف وَالِد زين الصَّالِحين وأخيه شرف الدّين، ثمَّ قدم

الْقَاهِرَة فقطن جَامع الْأَزْهَر وَحفظ فِيهِ الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيره واشتغل بالفقه على الشَّمْس بن النصار الْمَقْدِسِي نزيل القطبية، وَكَذَا أَخذ عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره، وَحضر تَقْسِيم التَّنْبِيه عِنْد التلواني ولازم القاياتي حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَقَرَأَ على التقي الشمني القطب شرح الشمسية فِي الْمنطق والمختصر فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، وَسمع على الشَّمْس الشَّامي الْحَنْبَلِيّ بِقِرَاءَة الكلوتاتي فِي سنة سبع عشرَة بعض الْمقنع لِابْنِ قدامَة، وتصدى لنفع الطّلبَة فَأخذ عَنهُ جمَاعَة، وَحج وَولي مشيخة سعيد السُّعَدَاء بعد ابْن حسان بعناية الشّرف الْأنْصَارِيّ وَصَارَ كل من واقفها وشيخها وخادمها ابْن أَيُّوب وَهِي اتفاقية حَسَنَة، وَكَانَ خيرا متواضعا كثير التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة ملازما للصمت مَعَ الْفضل والمشاركة فِي فنون وَالْغَالِب عَليّ الصّلاح وَالْخَيْر وَكنت مِمَّن أحبه فِي الله. مَاتَ فِي ثَانِي شَوَّال سنة سبعين وَدفن بتربة طشتمر حمص أَخْضَر، وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. 657 - خَالِد بن جَامع بن خَالِد الزين الْبِسَاطِيّ ثمَّ القاهري ابْن عَم القَاضِي شمس الدّين الْمَالِكِي /. ذكره شَيخنَا الزين رضوَان وَقَالَ انه سمع على الشهَاب الْجَوْهَرِي السّنَن لِابْنِ مَاجَه بفوت وَأَنه سمع على الْجمال الْحَنْبَلِيّ بعض ثمانيات النجيب وأرشد الطّلبَة إِلَيْهِ وأظن البقاعي مِمَّن لقِيه. مَاتَ قريب الْأَرْبَعين ظنا.) ::: 658 - خَالِد بن حَمْزَة بن الاسل. / مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. 659 - خَالِد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عياد بالتحتانية المنهلي الْأَزْهَرِي أَخُو عبد الرَّحْمَن الْآتِي وَهُوَ الْأَكْبَر بل هُوَ الَّذِي كفله بعد موت أَبِيهِمَا. وَكَانَ مُقيما برواق ابْن معمر من جَامع الْأَزْهَر خيرا صَالحا، مَاتَ قبل أَخِيه بِكَثِير. 660 - خَالِد بن عبد العال بن خَالِد السفطي / أحد أَصْحَاب الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري كَانَ خيرا مديما للتلاوة وَالذكر مرجعا لفقراء ناحيته حضر عِنْدِي يَسِيرا، وَمَات فِي ربيع الثَّانِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ قَارب السّبْعين رَحمَه الله. 661 - خَالِد بن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجرجي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي النَّحْوِيّ وَيعرف بالوقاد /. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بجرجة من الصَّعِيد وتحول وَهُوَ طِفْل مَعَ أَبَوَيْهِ إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة ومختصر أبي شُجَاع وتحول إِلَى الْأَزْهَر فَقَرَأَ فِيهِ الْمِنْهَاج وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على يعِيش المغربي نزيل سطحه وَدَاوُد الْمَالِكِي والسنهوري وَعنهُ أَخذ ابْن الْحَاجِب الْمصْرِيّ والعضد

ولازم الْأمين الاقصرائي فِي الْعَضُد وحاشيته والتقي الحصني فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والمنطق وَالْأُصُول وَالصرْف والعربية وَكَذَا أَخذ قَلِيلا عَن الشمني وداوم تَقْسِيم الْعَبَّادِيّ سِنِين، وَكَذَا المقسي بل والمناوي وَقَرَأَ على الْجَوْجَرِيّ وَإِبْرَاهِيم العجلوني والزين الأبناسي وَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن السَّيِّد على تلميذ ابْن المجدي واليسير عَن الشهَاب السجيني، والزين المارداني، وَسمع مني يسرا، وبرع فِي الْعَرَبيَّة وشارك فِي غريها، وأقرأ الطّلبَة ولازم تغري بردى القادري فقرره فِي الْمَسْجِد الَّذِي بناه الدوادار بخان الخليلي وَمَشى حَاله بِهِ وَبِغَيْرِهِ قَلِيلا وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا، وَشرح الجرومية وَغَيرهَا وَكتب على التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام، وَهُوَ انسان خير رَأَيْت كراسة بِخَط الحليبي انتقده فِيهَا وقرضها لَهُ الكافياجي وَغَيره 662 -. خَالِد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن خَالِد بن فائد بن أبي بكر بن مُحَمَّد ابْن فائد الزين أَبُو الْبَقَاء الشَّيْبَانِيّ الواني ثمَّ العاجلي الْحلَبِي، / وعاجل قَرْيَة من قراها الْحَنْبَلِيّ ولد فِي مستهل رَمَضَان سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة، وَقدم حلب فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فَسمع بهَا من أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن المرحل أربعي الفراوي وثلاثيات عبد وموافقاته وَكَذَا سمع من أبي بكر بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْحَرَّانِي، وَكَانَ قد لَازم القَاضِي شمس الدّين بن فياض وَولده أَحْمد، وَأخذ) عَن الشَّمْس ابْن اليانونية ببعلبك، وَأحب مقَالَة ابْن تَيْمِية، وَكَانَ من رُءُوس القائمين مَعَ أَحْمد بن الْبُرْهَان على الظَّاهِر فَأحْضرهُ فِي جُمْلَتهمْ إِلَى الْقَاهِرَة مُقَيّدا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فمرت بِهِ مَعَه تِلْكَ المحنة الشنيعة، وَيُقَال إِن سَببهَا غفلته وَقلة يقظته، وَلما قدمهَا سمع بهَا على التنوخي وعزيز الدّين المليجي وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَغَيرهم وَلم يزل بهَا حَتَّى استوطن رِبَاط الْآثَار عدَّة سِنِين ونزله الْمُؤَيد حنابلة مدرسته وَغلب عَلَيْهِ حب المطالب وَلم يظفر مِنْهُ بطائل. مَاتَ بالرباط الْمَذْكُور فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَدفن بالقرافة، وَهُوَ آخر القائمين مَعَ ابْن الْبُرْهَان موتا، وَقد حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالزين رضوَان وَابْن مُوسَى والابي وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه. وأرخه فِي أنبائه بثالث ذِي الْحجَّة، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَنسبه خَالِد بن مُحَمَّد بن قَاسم بن يُوسُف بن خَالِد بن فائد إِلَى آخِره وأرخه كَالْأولِ، وَقَالَ كَانَ دينا فَاضلا جميل المحاضرة رَحمَه الله. 663 - خَالِد بن مُحَمَّد بن خَالِد بن أَحْمد بن زيد بن شَدَّاد زين الدّين بن الشَّمْس ابْن زين الدّين القاهري وَالِد أبي الْفَوْز مُحَمَّد وَيعرف بِابْن زين الدّين. / سلك مَسْلَك أَبِيه فِي التكسب بِالشَّهَادَةِ بحانوت الْمَالِكِيَّة دَاخل بَاب الشعرية وخطب بِجَامِع

مَعْرُوف بهم، وَحج فِي سنة سبعين وَصَحب ابْن الاهناسي ومسه بِسَبَبِهِ بعض الْمَكْرُوه وَكَانَت فِيهِ همة ورغبة فِي الْخَيْر فِي الْجُمْلَة. مَاتَ وَقد جَازَ السِّتين بِقَلِيل فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد برحبة مصلى بَاب النَّصْر، وَدفن بتربة هَذِه جوَار تربة الأسنوي سامحه الله وإيانا. 664 - خَالِد بن يحيى المغربي / كَاتب الْوَزير اللباني، كَانَ صَالحا عَالما لَهُ نظم وَرِوَايَة أعرض عَن الْكِتَابَة للوزير وَلزِمَ الْمَسْجِد حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع وَسِتِّينَ. تَرْجمهُ لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة. 665 - خَالِد المغربي الْمَالِكِي. جاور بِمَكَّة / كثيرا من سِنِين كَثِيرَة، وَكَانَ فِي أَثْنَائِهَا يُقيم أشهرا بوادي ليه بقرية هُنَاكَ ويحج غَالب السنين وَرُبمَا زار غير مرّة. وَله حَظّ من الْعلم وَالْعِبَادَة وَالْخَيْر وَحسن السمت وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد حسن. مَاتَ فِي أَوَائِل سبع عشرَة وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي سنّ الكهولة فِيمَا أَحسب قَالَه الفاسي. 666 - خَالِد الْمَقْدِسِي / نَائِب إِمَام الْحَنَابِلَة بِمَكَّة. مَاتَ فِي طاعون سنة ثَلَاث وَسبعين بِالْقَاهِرَةِ، قَالَه ابْن فَهد.) (سقط)

خربندا فِي خذابنده وانه مُحَمَّد بن أرغون بن ايغا / يَأْتِي. خرز وَقيل بِالسِّين بدل الزَّاي الشَّامي. هُوَ ابراهيم بن عبد الله / مضى. 671 - خرص بن عَليّ الفلح، / جرده ابْن فَهد هَكَذَا. 672 - خروف المجذوب المعتقد. / خسرو / نَائِب الشَّام. كَذَا سَمَّاهُ الْعَيْنِيّ وَصَوَابه قصروه وَسَيَأْتِي فِي الْقَاف. 673 - خشرم بن دوغان بن جَعْفَر بن هبة بن جماز بن مَنْصُور بن جماز بن شيحة الْحُسَيْنِي أَخُو حديرة / الْمَاضِي، قتل فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ كَمَا ذكره شَيخنَا فِي عجلَان بن نعير من أنبائه وَأَظنهُ الْمَذْكُور فِي نابت بن نعير. 674 - خشرم بن مجاد بن ثَابت، / مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. 675 - خشرم الحسني. / مَاتَ فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بصوب الْيمن وَحمل لمَكَّة فَدفن) بمعلاتها قَالَه ابْن فَهد. 676 - خشقدم الارنبغاوي. أَصله لارنبغا / نَائِب قلعة صفد ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة نَائِب الشَّام قانباي الحمزاوي وَصَارَ دواداره فَلَمَّا مَاتَ اسْتَقر فِي حجوبية طرابلس بِمَال كثير وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ. 677 - خشقدم الرُّومِي اليشبكي يشبك الشعبان الاتابكي. / أَصله لنائب الشَّام تغرى بردى البشبغاوي الظَّاهِرِيّ فقدمه للظَّاهِر برقوق فأنعم بِهِ على مَمْلُوكه فَارس حَاجِب الْحجاب وَاشْتَرَاهُ يشبك من تركته فَلَمَّا قتل عَاد لَهُ فَلَمَّا مَاتَ صَار جمدارا عِنْد الْمُؤَيد ثمَّ نَاب بعده فِي تقدمة المماليك ثمَّ نَقله الاشرف إِلَى التقدمة نَفسهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ثمَّ قبض عَلَيْهِ الظَّاهِر وسجنه باسكندرية لممالأته مَعَ الْعَزِيز ثمَّ أطلقهُ ورسم لَهُ بالاقامة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة ثمَّ أذن لَهُ بِالرُّجُوعِ إِلَى الْقَاهِرَة حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَخمسين وَقد ناف على السّبْعين وَهُوَ صَاحب الدَّار الَّتِي بقنطرة طقز دمر والتربة الَّتِي دفن فيا بالصحراء بِالْقربِ من تربة أستاذه يشبك، وَكَانَ جسيما طوَالًا جميلا مترفعا مَعَ نَقصه فِيمَا قبل. 678 - خشقدم الزيني يحيى الاستادار / أحد الْكَشَّاف. وسط فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين مَعَ تكَرر الشَّفَاعَة فِيهِ بِدُونِ سَبَب ظَاهر 679 -. خشقدم السودوني من عبد الرَّحْمَن / نَاب بالقدس أَيَّام الظَّاهِر جقمق مرَارًا أضيف إِلَيْهِ فِي الثَّانِيَة كشف الرملة ونابلس وَمَات بِهِ فِي الْمرة الثَّالِثَة فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين، وَاسْتقر بعده قراجا الْعمريّ الناصري وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة مَشْهُورا بالشجاعة عَفا الله عَنهُ.

680 - خشقدم الظَّاهِرِيّ برقوق الخصني. / تنقل إِلَى أَن صَار خازندارا فِي الْأَيَّام الاشرفية ثمَّ صرف عَنْهَا وَاسْتقر زماما حَتَّى مَاتَ وَخلف مَالا جزيلا يُقَارب فِيمَا يُقيم مائَة ألف دِينَار مِنْهُ غلال مخزونة قومت بِسِتَّة عشر ألف دِينَار وَصَارَ للسُّلْطَان من تركته مَال كثير. مرض بالقولنج فِي أَوَائِل سنة تسع وَثَلَاثِينَ وتعافى ثمَّ انتكس مرَارًا إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى منا وَدفن بِالْقربِ من مشْهد اللَّيْث من القرافة الصُّغْرَى وَهُوَ فِي عشر السّبْعين وَاسْتقر جَوْهَر اللالا بعده زماما. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: وَكَانَ شهما يحب الصَّدَقَة وَفِيه عصبية مَعَ سوء خلق إِلَى الْغَايَة وَقد أنشأ مَكَانا بِالْقربِ من الاخفافيين ليجعله مدرسة وابتدأ بِبِنَاء صهريج ثمَّ بِعَمَل سَبِيل لسقي المَاء وانتهيا فِي مُدَّة ضعفه، وأهين الشَّمْس الرَّازِيّ الْحَنَفِيّ من جِهَة السُّلْطَان لكَونه أثبت وقفية دَاره فِي مرض مَوته، وَقَالَ الْعَيْنِيّ لم يسكن مشكور السِّيرَة، وَقَالَ غَيره إِنَّه صَاحب الخانقاه الزمامية بِمَكَّة وعدة عمائر وَأَنه حج أَمِير الركب الأول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ صُحْبَة خوند جلبان زَوْجَة الْأَشْرَف وَأم الْعَزِيز وَلم يتَمَكَّن الزيني عبد الباسط من استبداده بالتكلم بعد تفاحشهما وانتصاف خشقدم بِحَيْثُ خضع الآخر إِلَى أَن عَاد، قَالَ وَكَانَ طوَالًا رَقِيقا غير مليح الْوَجْه شرس الاخلاق سَفِيه اللِّسَان بَخِيلًا محبا لجمع المَال قوي الْحُرْمَة ذَا سطوة وجبروت اسْتَغَاثَ لَهُ بعض من ظلمه برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ الله يشق عَيْنَيْك يَا مَلْعُون فَمَا مَضَت إِلَّا أَيَّام ورمد بِحَيْثُ أشرف على الْعَمى وانشقت عَيناهُ وَضعف بَصَره حَتَّى مَاتَ. وَهُوَ صَاحب الدَّار الَّتِي تعرف الْآن بالاتابك أزبك بِالْقربِ من جَامع المغربي بجوار قنطرة الموسكي وَالَّذِي كَانَ للشمس النشاي مُخْتَصًّا بِهِ. 681 - خشقدم الظَّاهِر أَبُو سعيد الرُّومِي النَّاصِر نِسْبَة لتاجره المؤيدي. / اشْتَرَاهُ الْمُؤَيد وَهُوَ ابْن عشر تخمينا ثمَّ أعْتقهُ بعد مُدَّة وَصَارَ من المماليك السُّلْطَانِيَّة ثمَّ فِي دولة ابْنه المظفر خاصكيا ثمَّ فِي دولة الظَّاهِر ساقيا ثمَّ تَأمر عشرَة وَصَارَ من رُءُوس النوب ثمَّ مقدما بِدِمَشْق ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة على الحجوبية الْكُبْرَى ببذل فِيمَا قيل على يَد أبي الْخَيْر النّحاس وَغَيره فِي سنة أَربع وَخمسين ثمَّ نَقله الْأَشْرَف إينال فِي أَوَائِل أَيَّامه لامرة سلَاح ثمَّ ابْنه للاتابكية إِلَى أَن بُويِعَ بالسلطنة فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ ولقب بِالظَّاهِرِ وَلم يزل يتودد ويتهدد ويعد وَيبعد ويصافي وينافي ويراشي ويماشي حَتَّى رسخ قدمه ونالته السَّعَادَة الدُّنْيَوِيَّة مَعَ مزِيد الشره فِي جمع المَال على أبي وَجه لاسيما بعد تمكنه بِحَيْثُ اقتنى من كل شَيْء أحْسنه وَأَنْشَأَ مدرسة بالصحراء بِالْقربِ من قبَّة النَّصْر

وتربة وَكَثُرت مماليكه الَّذين غطوا مَا لَعَلَّه اشْتَمَل عَلَيْهِ من المحاسن، وَعظم وضخم وهابته مُلُوك الأقطار فَمن دونهم وَانْقطع معاندوه، إِلَى أَن مرض فِي أَوَائِل الْمحرم وَلزِمَ الْفراش حَتَّى مَاتَ بعد ظهر يَوْم السبت عَاشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد ناهز خمْسا وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بِبَاب الْقلَّة بِحَضْرَة الْخَلِيفَة فَمن دونه ثمَّ دفن بعد عصر يَوْمه بالقبة الَّتِي أَنْشَأَهَا بمدرسته وَكَانَ عَاقِلا مهابا عَارِفًا صبورا بشوشا مُدبرا متجملا فِي شئونه كلهَا حشما مليحا رشقا عَارِفًا بأنواع الملاعب كالرمح والكرة وسوق الْخَيل مكرما للْعُلَمَاء والفقراء مُعْتَقدًا فِيمَن ينْسب إِلَى الْخَيْر وَرُبمَا كَانَ يقْرَأ فِي الْقُرْآن على التَّاج السكندري وَغَيره واستدعى بِي فِي مرض مَوته فَقَرَأت لَهُ الشفا فِي لَيْلَة فاتحته) وخاتمته بِحَضْرَتِهِ وتأدب كثيرا وأنعم بِمَا قسمه الله وَله فهم وذوق بِحَيْثُ يلم بِبَعْض مَا يتكلمه الْفُقَهَاء عِنْده، ومحاسنه كَثِيرَة مَعَ مساوىء لَا حَاجَة لذكرها رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. خشقدم الظَّاهِرِيّ جقمق الرُّومِي اللالا وَيُقَال لَهُ أَيْضا الاحمدي لتاجره. لم ينْتَقل فِي أَيَّام أستاذه عَن كَون لالة وَلَده ثمَّ لم ينْتَقل عِنْد وَلَده لكراهته فِيهِ ثمَّ صَار بعد ذَلِك أحد السقاة ثمَّ فِي أَيَّام الاشرف قايتباي رَأس نوبَة السقاة وشاد السواقي وَرَأس نوبَة الجمدارية وترقى حَتَّى عمل وزيرا بمشارفة قَاسم شغيتة فِي نظر الدولة مُضَافا للوظائف الْمشَار إِلَيْهَا فدام بهَا إِلَى أَن اسْتَقر خازندارا زماما بعد موت جَوْهَر شراقطلي فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ مُضَافا للوزر وَشد السواقي مُنْفَصِلا عَمَّا عداهما فظلم وعسف وَذكر بِكُل سوء وأهين مرّة بعد أُخْرَى وتكررت إهانة الاشرف لَهُ وتمقته إِيَّاه ومصادرته مِمَّا هُوَ مُسْتَحقّ لأضعافه لفجوره واقدامه ونمى الْوزر فِي أَيَّامه وَكَانَ يحمل المتوفر مَعَ محاربات بَينه وَبَين قَاسم إِلَى أَن تغير عَن نظر الدولة بموفق الدّين ثمَّ أُعِيد قَاسم وَلم يلبث أَن انْفَصل صَاحب التَّرْجَمَة عَن الْوزر وتأمر على الْحَج فِي سنة سَافر السُّلْطَان حَتَّى انه كَانَ إِذا شكا لَهُ أحد يُرْسِلهُ إِلَيْهِ، وَقبل ذَلِك سَافر لِلْحَجِّ مرّة ثمَّ أُخْرَى مُنْضَمًّا لخوند الاحمدية بِحَيْثُ أَنه جِيءَ بِالْأَمر بنفيه إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَلم توَافق على ذَلِك وَرُبمَا كَانَ يَتْلُو الْقُرْآن وَيُصلي فِي اللَّيْل وَيسْتَعْمل بعض الأوراد ويبكي وَعمل أحد قاعاته بِالْقربِ من درب الرملة جَامعا تُقَام فِيهِ الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وجدد زَاوِيَة قطاي تَحت القلعة وَبنى بهَا بُيُوتًا وَنَحْوهَا، وحفر هُنَاكَ بِئْرا تكلّف بنقرها فِي الْحجر وَاسْتمرّ على الزمامية والخازندارية إِلَى أَن رسم عَلَيْهِ لما أظهر عَجزه عَنهُ وَكَاد يضْربهُ وَهُوَ غير منفك عَن فجوره حَتَّى إِنَّه قَالَ لَهُ فِيمَا قل أغضبت الله

وَمَا أرضيتك، وأرسله مَعَ ابْن عمر شيخ هوارية ليرسله إِلَى سواكن فَكَانَت منيته بسواكن فِي شَوَّال سنة أَربع وَتِسْعين ذليلا مهانا، وَأَظنهُ بلغ السّبْعين إِن لم يكن جازها، وَكَانَ يُقَال قبيل انْفِصَاله بِنَحْوِ سنة إِن لَهُ فِي القلعة أَرْبعا وَخمسين سنة رحم الله الْمُسلمين. 683 - خشقدم الميقاتي /. قَالَ ابْن عزم صاحبنا. 684 - خشكلدي البيسقي / تَأمر عشرَة وباشر وَهُوَ كَذَلِك الْحِسْبَة فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم ثمَّ عمل شاد الشَّرّ بخاناة فِي آخر أَيَّامه عوضا عَن نانق المحمدي ثمَّ رَأس نوبَة النوب 685 -. خشكلدي الدواداري الملكي الظَّاهِرِيّ /. أثْبته الفتحي فِيمَن سمع من مُسْند الدَّارمِيّ بقرَاءَته على شَيخنَا. 686 - خشكلدي الزيني عبد الرَّحْمَن بن الكويز /. رباه سَيّده صَغِيرا ثمَّ أعْتقهُ وَعلمه الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا ولازم الخازندار جَوْهَر القنقباي فرقاه حَتَّى عمله خازندارا ثمَّ من جملَة الدوادارية الصغار ثمَّ سعى فِي دوادارية السُّلْطَان بِدِمَشْق ثمَّ انْفَصل عَنْهَا ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بأمرة طبلخاناه فِيهَا حَتَّى مَاتَ بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ عَفا الله عَنهُ. 687 - خشكلدي العلمي. / قَرَأَ الصَّحِيح أَو بعضه على شَيخنَا كَمَا رَأَيْته فِي البلاغات بِخَطِّهِ بنسخة بالمؤيدية وَوَصفه بالأمير 688 -. خشكلدي الكوجكي / أحد مقدمي طرابلس. مَاتَ بهَا فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَكَانَت لَهُ شهرة وَفِيه مَكَارِم ومروءة وناب مرّة بحمص. 689 - خشكلدي من سَيِّدي بك الناصري فرج، وَيعرف بالجقمقي / جقمق الارغونشاوي لكَونه خدم عِنْده بعد أستاذه ثمَّ اتَّصل بالاشرف وَصَارَ خاصكيا ثمَّ رَأس نوبَة الجمدارية ثمَّ امرة عشرَة وصيره من رُؤْس النوب وانضم بعده فِي حَرْب وَلَده الْعَزِيز فَقبض عَلَيْهِ الظَّاهِر وحبسه ثمَّ أرْسلهُ إِلَى حلب بطالا حَتَّى مَاتَ بعد سنة خمس وَأَرْبَعين تَقْرِيبًا، وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا متواضعا مُسْرِفًا على نَفسه سامحه الله. 690 - خشكلدي الناصري فرج / أحد أُمَرَاء العشرات ورءوس النوب فِي الايام الظَّاهِرِيَّة جقمق وَيعرف بالبهلوان. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي حُدُود الْخمسين تَقْرِيبًا. 691 - خشكلدي اليشبكي يشبك بن ازدمر وَيعرف بدرت قلق يَعْنِي بأَرْبعَة آذان. / ترقى بعد سَيّده حَتَّى صَار خاصكيا فِي أَيَّام الاشرف برسباي بل نَدبه غير مرّة لمهماته ثمَّ ولاه نِيَابَة قلعة صفد إِلَى أَن نَقله الظَّاهِر إِلَى دواداريته بحلب

وأنعم عَلَيْهِ بتقدمة بهَا حَتَّى مَاتَ فِي سني خمس وَأَرْبَعين، وَكَانَ مليح الشكل حُلْو الْعبارَة مَعَ تواضع وَسُكُون. 692 - خشكلدي / نَائِب المشيخة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. أُصِيب فِي الْحَرِيق الْكَائِن بهَا فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. 693 - خضر بك بن القَاضِي جلال بن صدر الدّين بن حاجي إِبْرَاهِيم الْعَلامَة خير الدّين الرُّومِي الْحَنَفِيّ. / أحد عُلَمَاء الرّوم ومدرسيهم وأعيانهم. ولد فِي مستهل ربيع الأول سنة عشر وَثَمَانمِائَة، وَنَشَأ بِمَدِينَة بورسا فتفقه بالبرهان حيدر الخافي والفناري وقرا يَعْقُوب القرماني وَغَيرهم وبرع فِي النَّحْو وَالصرْف والمعاني والبين وَغَيرهَا وصنف وَجمع وَأفَاد ودرس وَمن تصانيفه حَوَاشِي على حَاشِيَة الْكَشَّاف وللتفتازاني وأرجوزة فِي الْعرُوض وَأُخْرَى فِي العقائد وَولي تدريس الْجَامِع الْكَبِير بأذرنة ومدرسة السُّلْطَان مُرَاد وَقدم مَكَّة فِي سنة تسع وَخمسين فَلَقِيَهُ ابْن عزم المغربي وأفادنيه وَقَالَ انه مَاتَ سنة سِتِّينَ. 694 - خضر بن إِبْرَاهِيم بن يحيى خير الدّين بن برهَان الدّين الروكي نزيل الْقَاهِرَة / كَانَ من كبار التُّجَّار كأبيه. مَاتَ مطعونا فِي ذِي الْحجَّة سنة عشْرين. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، وَذكره الفاسي فِي مَكَّة فَقَالَ الرُّومِي التَّاجِر الكازمي كَانَ ذَا ملاءة وافرة سكن مَعَ أَبِيه عدن عدَّة سِنِين ثمَّ انْتقل إِلَى مَكَّة وَأحب الِانْقِطَاع بهَا، وَمضى مِنْهَا إِلَى مصر وَعَاد إِلَيْهَا بعد موت أَبِيه سنة إِحْدَى عشرَة وَاشْترى بهَا ملكا واستأجر وَقفا ثمَّ أعرض عَن الاقامة بِمَكَّة لتعب لحقه بهَا من جِهَة الدولة وَسكن الْقَاهِرَة وَبهَا مَاتَ فِي ثَالِث ذِي الْقعدَة، قَالَ وَكَانَ ينطوي على دين وَفِيه سماح ومجموع مجاورته بِمَكَّة تزيد على خَمْسَة أَعْوَام. 695 - خضر بن أَحْمد بن عُثْمَان بن جَامع زين الدّين العثماني القاهري. ذكر شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ أَصله من وَكَانَ يتجر فِي الزَّيْت ثمَّ فِي الْبر يجلبه ويبيعه، وأنجب وَلَده ابراهيم صاحبنا، وَذكر أَن مولده سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَبلغ التسعين فَإِنَّهُ مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. وَكَانَ عجز بِأخرَة. وَانْقطع فآواه وَلَده حَتَّى مَاتَ رحمهمَا الله. 696 - خضر بن شماف أَو شوماف الزين أَبُو الْحَيَاة النوروزي الخاصكي الملكي الظَّاهِرِيّ أَبوهُ القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل على تنم الْفَقِيه ولازمه فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف وَالْفِقْه وَغير ذَلِك ثمَّ نَقله لشيخه ملا شيخ وَكَانَ حِينَئِذٍ بِالْقَاهِرَةِ

فَقَرَأَ عَلَيْهِ الصّرْف وَفِي شرح الارشاد فِي النَّحْو وَفِي شرح الدُّرَر كِلَاهُمَا من تأليفه وَقَرَأَ على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ شرح الْمَار فِي الْأُصُول للاقصرائي وَحمل عَنهُ الشفا مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع بقرَاءَته لَهُ على الشّرف بن الكويك، وَكَذَا سمع عَلَيْهِ غَيره وَحضر عِنْد ابْن الْهمام وَسيف الدّين، وَقَرَأَ على الشهَاب بن الْعَطَّار فِي البُخَارِيّ وَغَيره بل سمع على شَيخنَا بِجَامِع عَمْرو، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَاسْتقر خَازِن الْكتب بالصرغتمشية وَصَحب التَّاج بن المقسي وَغَيره وَعرف بلطف الْعشْرَة والكياسة مَعَ فَضِيلَة وتفنن، وَكَانَ الدوادار يشبك من مهْدي لمصاهرته لجانم دواداره يصغي) إِلَيْهِ لمحبته لَهُ وَبعده انجمع غَالِبا فِي خزانَة الْكتب الْمشَار إِلَيْهَا، وَفِي مَسْكَنه بالروضة وَغَيرهمَا وَأعْرض عَن تِلْكَ الْأُمُور وتكرر جلوسي مَعَه، وَاتفقَ انه خطبني مرّة لرؤية كتب الخزانة وعرضها عَليّ وَاحِدًا وَاحِدًا، وَكَانَ من جُمْلَتهَا فِيمَا أَظن كتاب الْبَدَائِع للكاساني وَأظْهر تألما لفقد مُجَلد مِنْهُ وفارقته فَلم ألبث أَن حضر إِلَى نَاسخ كَانَ يقْرَأ عَليّ وشكى لي أَن نَاصِر الدّين النبرواي مَاتَ وَله عِنْده أُجْرَة نسخ وَعِنْده مُجَلد كَانَ يكْتب مِنْهُ وأخره رَجَاء التَّوَصُّل بِهِ لأجرته فطلبته مِنْهُ فَكَانَ المجلد الْمشَار إِلَيْهِ فَأَمَرته بالتوجه بِهِ لصَاحب التَّرْجَمَة فَفعل وأنعم عَلَيْهِ بِدِينَار فَكَانَ ذَلِك بِحسن نِيَّته فِيمَا يظْهر، وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى انْقَطع متعللا نَحْو سنة أَو أَكثر ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس رَجَب سنة خمس وَتِسْعين بمنشية المهراني وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن رَحمَه الله وَاسْتقر بعده فِي الخزانة البرهاني الكركي. خضر بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم. / فِي مُحَمَّد. 697 - خضر بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر ابْن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو الْعَبَّاس النَّاشِرِيّ /. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا، وَأخذ عَن وَالِده القَاضِي موفق الدّين وَعَمه وَصَارَ فَقِيها فَاضلا يتحدث بنوادر مستحسنة، ولي إِمَامَة الواثقية بزبيد وَنظر المؤيدية بتعز وَمَات سنة سبع وَعشْرين. 698 - خضر بن مُحَمَّد بن الْخضر بن دَاوُد بن يَعْقُوب بن أبي سعيد الْبَهَاء أَبُو الْحَيَاة بن الشَّمْس أبي عبد الله بن أبي الْحَيَاة بن أبي سُلَيْمَان الْحلَبِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كأبيه بِابْن الْمصْرِيّ. ولد بحلب سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل بِالْعلمِ وَأخذ عَن الْبُرْهَان الْحلَبِي وَغَيره وبالقاهرة عَن الْبُرْهَان البيجوري وَطَائِفَة وَسمع الحَدِيث بحلب على ابْن صديق وَابْن ايدغمش والشريف الاسحقي وبالقاهرة على الشّرف بن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس الشَّامي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَآخَرين مِنْهُم وَالِده وَالشَّمْس البوصيري وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ

البيجوري والشهاب البطائحي والسراج قاري الْهِدَايَة. وَمن مسموعاته البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَجل مُسْند أَحْمد أَو جَمِيعه والشفا والاستيعاب والسيرة لِابْنِ هِشَام وَجل الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي، وَكَانَ قدومه الْقَاهِرَة مَعَ وَالِده وَهُوَ صَغِير فاستمر وَحدث بهَا سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء حملت عَنهُ أَشْيَاء، وَكَانَ خيرا متواضعا طارحا للتكلف مديما للتلاوة وَالصِّيَام والتهجد متين الدّيانَة منور الشيبة طَوِيل الرّوح حسن الْقِرَاءَة للصحيح وللسيرة اليعمرية كثير الادمان لقراءتهما وَلذَلِك كثر استحضاره لجملة من الْمُتُون والغزوات، كتب الْكثير بِخَطِّهِ، وَاسْتقر بعد موت وَالِده فِي قِرَاءَة الحَدِيث بالاشرفية الجديدة وَقِرَاءَة السِّيرَة بالجمالية وَأم بالناصرية مَحل سكنه، وَكَانَ أحد صوفية الخانقاه السعدية كل ذَلِك مَعَ مقاساة الْعِيَال وَالصَّبْر على تجرع الْفَاقَة حَتَّى أَدَّاهُ ذَلِك إِلَى الْكِتَابَة فِي عمَارَة الْأَشْرَف اينال ليرتفق بذلك. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سبعين رَحمَه الله وإيانا. 699 - حضر بن مُحَمَّد بن سمنطح بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ. / أجَاز لَهُ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة ابْن صديق والعراقي والهيثمي والمراغي وَابْنَة ابْن عبد الْهَادِي وَغَيرهم. 700 - خضر بن مُوسَى بن خضر بن عَليّ الْبُحَيْرِي الأَصْل الْجَعْفَرِي ثمَّ القاهري. / رجل عشير فِيهِ ظرف ومجون وطبع يزن بِهِ الشّعْر مِمَّن خالط ابْن عبد الرَّحْمَن صيرفي جدة وَغَيره كبني الجيعان وَصَارَ يتَكَلَّم عَنْهُم فِي بعض جِهَات الأشرفية مَعَ مُحَافظَة على الْجَمَاعَة ومجالس الْخَيْر بِحَيْثُ سمع على غَالب السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَحج غير مرّة، وَقد أثكل ولدا لَهُ كَانَ مُتَوَجها للخير فَصَبر. 701 - خضر بن نَاصِر الْفراش. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. 702 - خضر زين الدّين الاسرائيلي الزويلي الْحَكِيم /. كَانَ يتعانى الطِّبّ وَلَيْسَ فِيهِ بالماهر لَكِن تحرّك لَهُ نوع سعد فراج عِنْد الصاحب الْبَدْر حسن بن نصر الله ثمَّ عِنْد جمَاعَة من أَعْيَان الدولة تقليدا مَعَ زَعمه الْمُشَاركَة حَتَّى انه ينشد الاشعار ويذاكر بِمَا هُوَ غير منطبع فِيهِ، وَلَا زَالَ يداخل النَّاس إِلَى أَن مرض الْأَشْرَف فَصَارَ يدْخل مَعَ ابْن الْعَفِيف الْأَسْلَمِيّ عَلَيْهِ فِي ملاطفته وانفق طول مَرضه فَظن أَن ذَلِك لتقصيرهما وَأمر عمر الشوبكي الْوَالِي بتوسيط ابْن الْعَفِيف وَمَا تمّ كَلَامه حَتَّى حضر خضر فأضافه إِلَيْهِ وراجعه الْوَالِي مرّة بعد أُخْرَى وَهُوَ لَا يَنْفَكّ وَصَارَ خضر يَقُول عِنْدِي للسُّلْطَان ثَلَاثَة آلَاف دِينَار إِن أبقاني فَلم يفد ذَلِك وَبَقِي يستغيث عمر حَكِيم يوسط ويكرر ذَلِك ويتمرغ حَتَّى جازه السَّيْف على أقبح وَجه

بِخِلَاف ابْن الْعَفِيف فَإِنَّهُ سلم نَفسه فهانت مؤونته، وَذَلِكَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين 703 - خضر الزين أَو خير الدّين الرُّومِي نزيل الْقَاهِرَة الْحَنَفِيّ. / شيخ مَسْجِد يعرف بكعب الْأَحْبَار ووالد الْبُرْهَان الْحَنَفِيّ مِمَّن كَانَ الظَّاهِر جقمق يُكرمهُ ودرس وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الزين عبد الرَّحِيم المنشاوي وَقَالَ إِنَّه مَاتَ بِبَيْت الْمُقَدّس بعد أَيَّام الظَّاهِر وَأثْنى عَلَيْهِ وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ تغرى بردى بن أبي بكر. 704 - خضر الْخَادِم بِسَعِيد السُّعَدَاء. / تعصب مَعَه تمراز نَائِب السلطنة فِي أَيَّام النَّاصِر فرج حَتَّى صرف الشَّمْس البلالي بِهِ عَن مشيخة سعيد السُّعَدَاء ثمَّ بعد عشرَة أَيَّام صرف لمجيء الْأَمر بِقَبض تمراز وَرجعت المشيخة لصَاحِبهَا وعد ذَلِك من كراماته. وَمَا رَأَيْت من تَرْجمهُ فَينْظر. 705 - خضر الْكرْدِي الشَّافِعِي نزيل الشامية البرانية من دمشق /. مِمَّن يقرىء فِي العقليات لتقدمه فِيهَا وَكَذَا يقرىء فِي الْفِقْه مَعَ انطراح نفس وَتَدين بِحَيْثُ لَا يدْخل وَقت صَلَاة وَهُوَ على غير وضوء وَلَا يبْقى على شَيْء وَأكْثر أوقاته زَائِد الاملاق وَلَا يتحامى عَن أَمَاكِن الْخلق وَقَالَ لمن لامه عَن ذَلِك أَنا لم أعلم كَلَام الْعَرَب إِلَّا من هَذَا الْحلق، وَكذب التقي بن قَاضِي عجلون صَرِيحًا بِحَيْثُ قطع معلومه من الشامية، وَقَالَ للبقاعي أَنا كنت وَأَبُوك بالبقاع وَرُبمَا كَانَ يتجاذب مَعَ ضِيَاء نزيل الشامية أَيْضا وَهَذَا أعلم الرجلَيْن، وَذَاكَ أكثرهما احتراما. 706 - خضير بِالضَّمِّ مصغر بن بَحر العدواني / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين. 707 - خضير بن مطيرق بن مَنْصُور بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر ابْن مَسْعُود الْعمريّ. / ذكرهمَا ابْن فَهد فَلم يزدْ. 708 - خطاب بن عمر الدنجيهي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْمكتب /. حفظ الْقُرْآن وجود الْكِتَابَة على يس الجلالي وَالشَّمْس بن الحمصاني وَالْجمال الهيتي وَمن قبلهم عَليّ ابْن سعد الدّين، وَكتب بِخَطِّهِ زِيَادَة على خمسين مُصحفا وَصَارَ أحد الْكتاب مِمَّن اسْتَكْتَبَهُ يشبك الدوادار الْقَامُوس وَغَيره بل وَالسُّلْطَان فِي مصحف وتنزل فِي كثير من الْجِهَات، وَكَانَ كثير الْعِيَال ذَا زَوْجَات ثَلَاثَة وَأَبَوَاهُ وَعَمَّته وَغَيرهم فِي كفَالَته، وَمن وظائفه التصدر للتكتيب بالجامع الأزبكي مَعَ قِرَاءَة مصحف فِيهِ وَكَذَا قِرَاءَة البُخَارِيّ وَقِرَاءَة مصحف بتربة السُّلْطَان، وَبَلغنِي أَنه كَانَ يتَعَلَّق بالأدب ويشارك فِي الْعَرَبيَّة مَعَ دين. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَن نَحْو الْأَرْبَعين. 709 - خطاب بن عمر بن مهنى بن يُوسُف بن يحيى الزيني الغزاوي بِالتَّخْفِيفِ

نِسْبَة إِلَى الْقَبِيلَة الشهيرة بعجلون / وَأَبوهُ وجده من أُمَرَاء عرب تِلْكَ النواحي العجلوني ثمَّ الدِّمَشْقِي) الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ ولد فِي رَجَب سنة تسع وَثَمَانمِائَة بعجلون وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ بعض الْقُرْآن ثمَّ قتل أَبوهُ فتحول مَعَ أمه إِلَى أَذْرُعَات ثمَّ إِلَى دمشق فأكمله بهَا وَصلى بِهِ فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين بِجَامِع بني أُميَّة وَحفظ التَّنْبِيه والمنها الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو والشاطبية وَبَعض الطّيبَة لِابْنِ الْجَزرِي وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم الْبُرْهَان بن خطيب عذراء والشمسان الْبرمَاوِيّ والكفيري وَبِه وبالتقي بن قَاضِي شُهْبَة والتاج بن بهادر وَآخَرين تفقه وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الشَّمْس البيجوري والْعَلَاء القابوني وَالْأُصُول عَن حسن الْهِنْدِيّ والشرواني وتلا بالسبع إفرادا ثمَّ جمعا إِلَى أثْنَاء الْبَقَرَة على ابْن الْجَزرِي وَكَذَا جمع على غَيره فَلم يكمل أَيْضا، وَسمع على ابْن الْجَزرِي والمحيوي الْمصْرِيّ والشهاب بن الحبال وَابْن نَاصِر الدّين وَشَيخنَا وَغَيرهم، وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين، وَكتب عَن شَيخنَا فِي الاملاء، وَحضر دروس القاياتي وَغَيره وَتقدم فِي الْفُنُون وبرع فِي الْفَضَائِل بوفور ذكائه، وجاور بِمَكَّة وأقرأ بهَا وَكَذَا تصدى بِدِمَشْق للاقراء فَانْتَفع بِهِ خلق وَصَارَ بعد البلاطنسي شيخ الْبَلَد بِلَاد مدافع، ودرس أَيْضا فِي عدَّة أَمَاكِن وناب فِي الشامية البرانية عَن النَّجْم بن حجي بعد الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة واستقل بتدريس الركنية، كل ذَلِك مَعَ طرح التَّكَلُّف وَحسن الْعشْرَة ولطف المحاضرة والمذاكرة بجملة مستكثرة من الْأَدَب والنوادر بِحَيْثُ لَا تمل مُجَالَسَته وإجادة لعب الشطرنج والاسترواح بِهِ فِي بعض الْأَحَايِين وَرمى النشاب، والصدع بِالْحَقِّ والمخاشنة فِيهِ وَالْقِيَام مَعَ الغرباء خُصُوصا أهل الْحَرَمَيْنِ ووفور المحاسن، لَقيته بِدِمَشْق وكتبت عَنهُ مَا كتبه عَنهُ شَيخنَا حَيْثُ أنْشدهُ إيَّاهُمَا: (لَيْسَ الْمُسَمّى الِاسْم عِنْدِي فَكَذَا ... حَقَّقَهُ الْحفاظ من أهل النّظر) (وشاهدي ظرف ولطف طبعا ... فِي شيخ الاسلام الإِمَام ابْن حجر) وكتبت عَنهُ غير ذَلِك مِمَّا أودعته فِي معجمي، وَلم يزل على جلالته حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع بني أُميَّة وَكَانَ يَوْمًا مطيرا وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ مشهده حافلا وفدن بالروضة خلف بَاب الْمصلى وَلم يخلف بعده هُنَاكَ مثله فِي كَثْرَة التفنن وَجمع المحاسن رَحمَه الله وإيانا. 710 - خلف الله بن سعيد الطرابلسي المغربي القائدي /. مَاتَ سنة بضع وَأَرْبَعين. 711 - خلف بن أبي بكر بن أَحْمد الزين النحريري الْمصْرِيّ الْمَالِكِي نزيل

الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة /. ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَبحث على الشَّيْخ خَلِيل بعض مُخْتَصره وَفِي شرح ابْن) الْحَاجِب وبرع فِي الْفِقْه وناب فِي الحكم وَأفْتى ودرس وَسمع من القلانسي الْمُوَطَّأ لأبي مُصعب بفوت، ثمَّ توجه إِلَى الْمَدِينَة فجاور بهَا معنيا بالتدريس والتحديث والافادة والانجماع وَالْعِبَادَة. وحدت سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْفَتْح بن صَالح البُخَارِيّ فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَوَصفه بالعلامة وَعبد الرَّحْمَن بن أَحْمد النفطي وَكَذَا التقي بن فَهد فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْ عشرَة بِالْمَدِينَةِ قَرَأَ عَلَيْهِ جُزْءا فِيهِ ثَلَاثَة عشر حَدِيثا موافقات من الْمُوَطَّأ الْمَذْكُور وَعرض عَلَيْهِ الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الكازروني فِي سنة أَربع عشرَة، وَأَجَازَ لخلق مِنْهُم التقي الشمني وَآخَرُونَ بَعضهم فِي الاحياء، وَله أجوبة عَن مسَائِل عِنْد صاحبنا النَّجْم بن فَهد. مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان عشرَة بِالْمَدِينَةِ 712 -. خلف بن حسن بن عبد الله الطوخي القاهري / وَالِد عمر الْآتِي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: كَانَ كثير التِّلَاوَة ملازما لداره والخلق يهرعون إِلَيْهِ وشفاعاته مَقْبُولَة عِنْد السُّلْطَان وَمن دونه وَهُوَ أحد المعتقدين بِمصْر زَاد غَيره واشتهر ذكره فِي أَيَّام الظَّاهِر برقوق لتردد سودون النَّائِب إِلَيْهِ وَكَذَا كَانَ الْبَدْر مُحَمَّد ابْن فضل الله كَاتب السِّرّ يَأْتِيهِ عَن السُّلْطَان فضخم أمره لذَلِك وَبعد صيته وقصده النَّاس فِي حوائجهم. مَاتَ كَمَا لشَيْخِنَا فِي تَاسِع عشر ربيع الآخر، وَقَالَ غَيره فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ عشري ربيع الأول سنة إِحْدَى، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله. 713 - خلف بن حسن بن مهيوف بن نَاصِر بن مقدم القحطاني / ملك الْبحار الْقَائِم بدولة الشهَاب أبي الْمَغَازِي أَحْمد متملك كلبرجة من الْهِنْد. ولد فِي حُدُود سنة تسعين وَسَبْعمائة. ذكره المقريزي فِي عقوده مطولا وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَإنَّهُ كَانَ جوادا يحب الْعلمَاء والأشراف والفقراء ويواسيهم أعظم مواساة حَتَّى بالارسال لمن يُعلمهُ مِنْهُم بالأماكن النائية سِيمَا أَشْرَاف بني حسن وَلذَلِك لم يزل مظفرا بِحَيْثُ انه مَا توجه لأمر إِلَّا وظفر بِهِ مَعَ صيانته وَمنعه الْفَوَاحِش. قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ أحد أَفْرَاد الْعَالم فِي زَمَاننَا لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من الدّين والورع وَالْكَرم والشجاعة ونفوذ الْكَلِمَة ووفور الْحُرْمَة وَبسط الْيَد فِي الدول بِحَيْثُ إِنَّه لما مَاتَ سُلْطَانه الشهَاب أوصى بِهِ ابْنه أَبَا المظفر شاه أَحْمد وَقَالَ إِن أردتم قيام ملككم فَلَا تغيرُوا على الْملك خلف فامتثل وَصيته، وَصَارَ لَهُ من المكانة المكينة مَا لم يزل لَهُ وأقامه فِيمَا أَقَامَهُ فِيهِ أَبوهُ وَأنْشد من نظمه فِي قصيدة: (وَإِن زار دَاري زائر زار دَاره ... دَنَانِير تبر خلفهَا الْخَزّ يحمل)

) وَلم يؤرخ وَفَاته لِأَنَّهُ إِنَّمَا تقل بعده بِزَمن وَكَانَ ممدحا مَقْصُودا بذلك من شعراء مَكَّة وَغَيرهم 714 - خلف بن عبد الْمُعْطِي صَلَاح الدّين الْمصْرِيّ / نَاظر الْمَوَارِيث والحسبة. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 715 - خلف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن دَاوُد بن عِيسَى المغربي الأَصْل التروجي المولد السكندري الشَّافِعِي. / ولد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بتروجة قَرْيَة قرب اسكندرية ثمَّ انْتقل بِهِ خَاله الْعَلامَة الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّافِعِي بعد موت وَالِده لسكندرية فقطنها، وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وَالْحَاوِي والمنهاج كلاها فِي الْفِقْه والاشارة فِي النَّحْو للفاكهاني وألفية ابْن ملك وَبَعض الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ، وَأخذ الْفِقْه عَن الشهَاب أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الفرنوي وخاله الْبُرْهَان وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن فوز والنجم مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَالشَّمْس السنديوني وَالْجمال مَحْمُود بن عُثْمَان بن عبد الْمُعْطِي وَمُحَمّد بن عبد الرَّحِيم الرَّشِيدِيّ والنحو عَن أبي الْقسم بن حسن بن يَعْقُوب اليمني التّونسِيّ عرف بالطواب وَلم ينْتَفع فِيهِ بِأحد انتفاعه بالعلامة الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْعقيلِيّ الأندلسي، وَحج مرَارًا أَولهَا سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة وَحضر دروس السراج البُلْقِينِيّ وَمن الْمَالِكِيَّة ابْن خلدون وَابْن الْجلَال وَالْجمال الاقفهسي وَأَجَازَهُ ابْن عرفه وَمِمَّا قَرَأَهُ على شَيْخه الفرنوي الْأَرْبَعين النووية، وَسمع عَلَيْهِ كتاب الْمُنْتَخب فِي فروع الشَّافِعِيَّة وَأَجَازَهُ وَذكر عَنهُ أَنه قَالَ لخصت فِي جنايات الْحَاوِي عشرَة آلَاف مسئلة قَالَ وَله الْمُرَتّب فِي الحَدِيث وَالرَّدّ على الْجَهْمِية وفضائل اسكندرية، وَأخْبر السراج عمر بن يُوسُف البسلقوني وَهُوَ ثِقَة أَنه أجَاز لَهُ باستدعائه البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والعراقي والصدر الْمَنَاوِيّ وَقَالَ هُوَ إِنَّه سمع على ابْن الملقن جَمِيع الْمُوَطَّأ حِين قدومه عَلَيْهِم سكندرية وَإنَّهُ سمع الشفا فِي مجْلِس بِقِرَاءَة الْبَدْر بن الدماميني وَالْبُخَارِيّ وَمُسلمًا على التَّاج بن الريفي القَاضِي كِلَاهُمَا بِقِرَاءَة التَّاج بن فوز، وَصَارَ شيخ الشَّافِعِيَّة بل والمالكية بالثغر بِغَيْر مُنَازع وَحكى أَنه عرضت عَلَيْهِ ولايات ومناصب فأباها مَعَ كَونه يرتزق من كسب يَده. قَالَه البقاعي وَقد لقِيه باسكندرية فَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْأَجْزَاء، وَقَالَ إِنَّه بح بِحَضْرَتِهِ مَعَ السراج البسلقوني الْمَذْكُور فِي مسئلة كَانَ الْحق مَعَه فِيهَا فَترك المراء وَأظْهر أَن الْحق مَعَ الْخصم وَأنْشد إِذا قَالَت حذام الْبَيْت. مَاتَ باسكندرية فِي الْعشْر الْأَوْسَط من رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين رَحمَه الله وإيانا.)

(سقط) (قَالُوا بِمَوْت الْكَامِل الْحصن وهت ... وعزها قد حاد عَنْهَا وصدف) (فَقلت إِن كَانَ مضى كاملها ... فَإِن فِيهَا خلفا عَن من سلف) 717 - خلف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزين أَبُو مُحَمَّد المشالي ثمَّ الشيشيني القاهري الْحَنَفِيّ ثمَّ الشَّافِعِي الشاذلي وَالِد أبي النجا مُحَمَّد / الْآتِي. ولد بمشال من قرى الغربية وَنَشَأ بهَا يَتِيما فَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ جوده بالنحرارية على ابْن زين ثمَّ قدم الْقَاهِرَة ولازم الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ وَصَاحبه أَبَا الْعَبَّاس السرسي وَبِه انْتفع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وَمِمَّا أَخذه عَنهُ البديع فِي الْأُصُول لِابْنِ الساعاتي بحثا وَأَجَازَهُ بِهِ وَبِغَيْرِهِ، وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه للسراج الْهِنْدِيّ وَقَرَأَ على البسطامي أصُول الدّين وعَلى ابْن الْهمام أَشْيَاء من العقليات والنقليات وَمِنْهَا المسايرة فِي العقائد المنجية فِي الْآخِرَة من تأليفه، وَكتب لَهُ إجَازَة وَصفه فِيهَا بالأخ فِي الله الشَّيْخ الْأَجَل نفع الله بِهِ وَقَالَ قِرَاءَة بحث وَتَحْقِيق فَلَقَد أحسن الاستفادة والافادة وصادفت أَهْلِيَّته مُتَقَدّمَة على الْقِرَاءَة فَوَجَبت إِجَازَته بهَا بل وكل مَا كَانَ فِي مَعْنَاهَا فأجزته بِهَذَا الْفَنّ وَبِمَا أجزت بِهِ من أصُول وعربية ومنقول ومعقول، والمسئول مِنْهُ تذكرى بدعائه الصَّالح وَالله تَعَالَى يديم النَّفْع بِهِ إِنَّه سميع قريب جواد مُجيب، وَبَلغنِي أَنه لما رام قِرَاءَة المسايرة عَلَيْهِ أَشَارَ ببحثه لَهُ أَولا مَعَ أبي الْعَبَّاس السرسي فَفعل وَكَذَا اجْتمع بالقاياتي وَسمع عَلَيْهِ وبشيخنا وقرض لَهُ فِيمَا قيل بعض مناظيمه وَهِي كَثِيرَة فاثنتان فِي أصُول الدّين وَوَاحِدَة فِي علم) الحَدِيث وَأُخْرَى فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَأُخْرَى فِي أَحْوَال الْمَوْت سَمَّاهَا المبشرة وَأُخْرَى فِي الْعَرَبيَّة وَأُخْرَى

فِي فقه الْحَنَفِيَّة وَأُخْرَى فِي شرح الْكَنْز وَأُخْرَى فِي أصُول الشَّافِعِيَّة فَم تكمل وَاحِدَة من الثَّلَاثَة وَأُخْرَى اسْمهَا وُجُوه الْقُرْآن وَشَرحهَا وَعمل رِسَالَة فِي علم الْكَلَام سَمَّاهَا السلسلة وَشَرحهَا وَشرح الحكم لِابْنِ عَطاء الله وَغير ذَلِك كنظم التَّلْخِيص، ولقيته فِي زَاوِيَة القادرية بالقرافة فَسمِعت من لَفظه أَشْيَاء لم أَكتبهَا، وَكَانَ فَاضلا مِمَّن يمِيل إِلَى ابْن عَرَبِيّ وَينظر فِي فتوحاته المكية وَقَامَ عَلَيْهِ أَبُو الْقَاسِم النويري بِسَبَب ذَلِك كَمَا بَلغنِي، وَفِي الآخر اسْتَقر فِي مشيخة جَامع ابْن نصر الله بِقُوَّة وتصدى للاقراء والافتاء على مَذْهَب الشَّافِعِي وَحفظ الْمِنْهَاج حِينَئِذٍ فِي مُدَّة يسيرَة وَكَذَا حفظ إِذْ ذَاك الْمَشَارِق للصغاني وَتَفْسِير الديريني المنظوم كل هَذَا وَقد ناف على السّبْعين وَاسْتمرّ بِقُوَّة حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث الْمحرم سنة أَربع وَسبعين وَدفن دَاخل مقَام أبي النجا فِيهَا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. وَرَأَيْت لَهُ قصيدة تسمى زهر الكمام فِي شرح حَال الْوضُوء وَالصَّلَاة وَالصِّيَام على مَذْهَب الشَّافِعِي أرخ هُوَ كِتَابَته لَهَا فِي ربيع الأول سنة عشْرين وَكَذَا رَأَيْت بِخَطِّهِ المؤرخ كَذَلِك لَهُ عقيدة أهل الْحق وَطَرِيقَة أهل الصدْق من أهل السّنة من الْخلق قرضها لَهُ الْعَلَاء القطبي وَالِد إِبْرَاهِيم وأخيه وَعِنْدِي فِي تَرْجَمته من معجمي من نظمه ألغاز نحوية. وترجمه وَلَده بِأَنَّهُ كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ التصوف ومطالعة كَلَام أَهله والاكثار من نَقله وَأَنه أَخذ الطَّرِيق عَن جمَاعَة كَانَ يُشِير من بَينهم لمُحَمد الْحَنَفِيّ وَكَانَ محبا لجمع الْعَامَّة على الذّكر كثير السَّآمَة من طول الاقامة فِي بلد فَأَقَامَ بِكُل من الْقَاهِرَة والبرلس واسكندرية ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة حَتَّى كَانَت منيته بِقُوَّة وَكَانَ قدمهَا وَهُوَ شَاب فَبَاتَ بضريح أبي النجا فِيهَا وصادف رجلا صَالحا فَتَذَاكَرَ مَعَه فِي علم الطَّرِيق بِحَيْثُ طابا وَسمع للتابوت قعقعة عَجِيبَة وانه لم يغتب أحدا مذ عقل أمره وَلَا مكن من ذَلِك بِحَضْرَتِهِ مَعَ المداومة على التَّهَجُّد حَتَّى فِي الْبرد الشَّديد وَبعد الشيخوخة وملازمة المطالعة وَقلة الْكَلَام وسعة الخاطر والتأني والمحبة فِي الخمول وَعدم التأنق فِي معيشته وَسَائِر أَحْوَاله رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ. خلف الايوبي صَاحب حصن كيفا. / فِي ابْن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان. 718 - خلف الْمصْرِيّ. / مَاتَ بالبيمارستان النَّوَوِيّ من دمشق فِي ثامن ربيع الأول سنة سبع وَخمسين وَكَانَ مجاورا بِجَامِع دمشق أَكثر من عشْرين سنة يخْدم الْعلمَاء والصلحاء رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. 719 - خَليفَة بن عبد الرَّحْمَن بن خَليفَة بن سَلامَة المتناني بِفَتْح الْمِيم ثمَّ الْمُثَنَّاة وَبعدهَا نون مُشَدّدَة ثمَّ البجائي الْمَالِكِي أحد الْفُضَلَاء الصلحاء مِمَّن لَقِيَنِي بِالْمَدِينَةِ

بل قَالَ انه لَقِيَنِي بِالْقَاهِرَةِ مَعَ أَحْمد زَرُّوق وَحمل عني الالفية بحثا سَمَاعا وَقِرَاءَة وَسمع مني وعَلى الْكثير وكتبت لَهُ إجَازَة ثمَّ لَقيته بِمَكَّة وَكَانَ يحضر عِنْد قاضيها وَغَيره، وسافر مَعَ بني جبر مخطوبا فِي ذَلِك ليقيم عِنْدهم مدرسا أَو قَاضِيا. 720 - خَليفَة بن مُحَمَّد بن خَليفَة بن سَالم الْخُزَاعِيّ الفاخوري الْمَكِّيّ /. حضر فِي الرَّابِعَة سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة على الْعِزّ بن جمَاعَة السِّيرَة النَّبَوِيَّة الصُّغْرَى لَهُ وَأَجَازَ فِي الاستدعاءات، وَكَانَ خَادِم المولد النَّبَوِيّ بِرَأْس شُعَيْب بني هَاشم من مَكَّة، خيرا دينا أضرّ بِأخرَة وَانْقطع بمنزله، وَمَات فِي مستهل الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة، وَدفن بالمعلاة. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه. 721 - خَليفَة بن مَسْعُود بن مُوسَى المغربي الجابري الْمَالِكِي نزيل بَيت الْمُقَدّس ووالد مُحَمَّد / الْآتِي وَيُسمى عبد الرَّحْمَن أَيْضا وَلكنه بخليفة أشهر وَنسبه بَعضهم فَقَالَ خَليفَة بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ فَالله أعلم. أَقَامَ بِبَيْت الْمُقَدّس دهرا وَولى مشيخة المغاربة وَصَارَت لَهُ وجاهة وجلالة وتزايد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ وذكروه بالصلاح والتعبد وَالْفضل، وَلكنه كَانَ يقرىء كَلَام ابْن عَرَبِيّ، وَاعْتذر عَنهُ الْكَمَال بن الْهمام فَإِنَّهُ مِمَّن لقِيه بِبَيْت الْمُقَدّس بِأَنَّهُ لم يكن يعْتَقد مَا ينْسب لِابْنِ عَرَبِيّ وَإِنَّمَا كَانَ يؤول كَلَامه غَلطا مِنْهُ بِتَأْوِيل كَلَامه قَالَ والغلط لَا يخرج الانسان عَن الصّلاح، أَو نَحْو هَذَا مِمَّا سَمعه مِنْهُ صاحبنا الْكَمَال بن أبي شرِيف، وَمِمَّنْ أَخذ عَن خَليفَة هَذَا وَلَده. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت مستهل ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِبَيْت الْمُقَدّس وَدفن بمقبرة ماملا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ، وبلغنا عَن الشهَاب بن سُلَيْمَان بن عوجان قَاضِي الْمَالِكِيَّة بالقدس وجد ابْن أبي شرِيف هَذَا لأمه أَنه رأى فِي الْمَنَام وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة أَنه لما دخل للسلام عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ سلم على غفير ايلياء إِذا رجعت إِلَيْهَا قَالَ فَقلت يَا رَسُول الله وَمن هُوَ قَالَ خَليفَة. 722 - خَليفَة المغربي ثمَّ الْأَزْهَرِي /. شيخ مُعْتَقد انْقَطع بِهِ لِلْعِبَادَةِ نيفا وَأَرْبَعين سنة. مَاتَ فَجْأَة بالحمام فِي حادي عشري الْمحرم سنة تسع وَعشْرين وَصلى عَلَيْهِ بالجامع ثمَّ دفن بالصحراء وَوجد لَهُ شَيْء كثير وَكَانَ مُحْتَرما مهابا زَائِد لخفر رَحمَه الله. خَليفَة المغربي نزيل بَيت الْمُقَدّس. / مضى فِي ابْن مَسْعُود بن مُوسَى. 723 - خَليفَة الضَّرِير نزيل المشهد النفيسي / وإمامه مِمَّن يحضر عِنْدِي فِي الصرغتمشية وَله إِلْمَام بِمَا يشبه الْوَعْظ بِدُونِ إتقان وَلَا ضبط. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين.

724 - خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُوسَى الْغَرْس أَبُو الْجُود بن الْبُرْهَان بن الزين الزبيرِي الْقرشِي الْأَسدي البهوتي الأَصْل الدمياطي القاهري الشَّافِعِي / وَيعرف قَدِيما بالمنهاجي والقرشي ثمَّ الْآن بِإِمَام مَنْصُور ومُوسَى جده الْأَعْلَى مدفون عِنْد الشَّيْخ أبي الْفَتْح الوَاسِطِيّ باسكندرية وَابْنه عَليّ كَانَ ذَا ثروة من بهائم وأراض وَغير ذَلِك فتجرد وَانْقطع إِلَى الله فِي بهوت مُنْفَردا بهَا حَتَّى مَاتَ حَسْبَمَا أَخْبرنِي بذلك صَاحب التَّرْجَمَة وانه ولد فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدمياط وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ على الْفَقِيه مُوسَى البهوتي وَالِد عبد السَّلَام وَعبد الرَّحْمَن وَحفظ عقيدتي الاسلام للغزالي واليافعي والعمدة وأربعي النَّوَوِيّ والشاطبية والرائية ومقدمة فِي التجويد لِابْنِ الْجَزرِي وَكَذَا للخرفاني وألفية الحَدِيث والمنهاج الفرعي والفصول لِابْنِ المجدي وألفية النَّحْو مَعَ الملحة وَشَرحهَا لمؤلفها وقواعد ابْن هِشَام وتصريف الزنجاني ورسالة الْمِيقَات للجمال المارداني والجداول الزينية فِي الْمِيقَات وبديعية شعْبَان الآثاري وَعرض ذَلِك على عَليّ ابْن مُحَمَّد الهيثمي ثمَّ الطبناوي مَعَ أَخذ الْمِيقَات عَنهُ والتقويم وجداول الْأَهِلّة بقرَاءَته بل وَجَمِيع صَحِيح مُسلم من نُسْخَة كتبهَا بِخَطِّهِ، وَكتب لَهُ إجَازَة بِكُل ذَلِك أرجوزة دون خمسين بَيْتا رَأَيْتهَا، ووقفت بِخَط صَاحب التَّرْجَمَة على أَشْيَاء كرباعيات النَّسَائِيّ وألفية ابْن مَالك وإيساغوجي ورسالة ابْن أَيُّوب فِي الطِّبّ بل قَرَأَ على شَيخنَا حديثين من أول البُخَارِيّ وحديثا من أول الشفا بعد سَمَاعه من لفظ المسمع للمسلسل بِشَرْطِهِ ولسنده بالكتابين بِقِرَاءَة غَيره وَذَلِكَ فِي سادس ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَخمسين وكتبت أَنا لَهُ بذلك ثبتا وَصَححهُ شَيخنَا وَفِي تَارِيخه أَيْضا على الزين رضوَان الْمُسْتَمْلِي الْبَعْض من الْكِتَابَيْنِ الْمَذْكُورين بعد سَمَاعه للمسلسل أَيْضا من لَفظه وَأَجَازَ لَهُ وَأثبت ذَلِك بِخَطِّهِ وَقَرَأَ رباعيات النَّسَائِيّ على كل من النَّجْم مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله القلقشندي والشرف يحيى العلمي الْمَالِكِي وجود الْقُرْآن على الشَّمْس العطائي إِمَام المعينية الْآتِي وَأخذ فِي الْفِقْه عَن البوتيجي بل قَرَأَ عَلَيْهِ الاذكار، وَقَرَأَ فِي الْفِقْه أَيْضا على النُّور بن القزيط الْمحلي) محلّة أبي عَليّ الغربية من السنهورية بهَا وَعرض عَلَيْهِ عقيدة الْغَزالِيّ من إحيائه فِي شعْبَان سنة تسع وَخمسين وَوَصفه بِالْعَدْلِ الرضي الْفَاضِل المحصل الْعَالم الْعَامِل وَأخذ الْمِنْهَاج تقسيما كَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ عَن الْجلَال الْبكْرِيّ وفرائضه خَاصَّة عَن الْبَدْر حسن الْأَعْرَج والنحو وأصول الْفِقْه عَن الشهَاب أَحْمد بن عبَادَة الْمَالِكِي وَكَذَا النَّحْو والمنطق عَن السَّيِّد الْحَنَفِيّ نزيل الجوهرية

وَفِي النَّحْو فَقَط عَن الزين قَاسم النَّحْوِيّ وَيحيى العلمي الْمَالِكِي وَآخَرين وَفِي الْأُصُول فَقَط عَن الْعَلَاء الحصني وَفِي الصّرْف عَن التقي الحصني والميقات عَن حسن الصَّفَدِي والطتاوي وَعَلَيْهِمَا قَرَأَ فِي التصوف وَكَذَا على عمر الحصني وَعلم الدّين الاسعردي بل قَرَأَ على أَولهمَا صِيَانة الانسان من أَذَى النَّبَات والمعدن وَالْحَيَوَان لِابْنِ أَيُّوب القادري فِي دفع السمُوم وعَلى ثَانِيهمَا منظومة لَهُ فِي العقائد فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَجَازَ لَهُ اقراءهما وَجَمِيع تصانيفه وَالْأول بطريقتي القادري والعجمي وَحضر دروس الْعَبَّادِيّ وَآخَرين، وسافر إِلَى طرابلس وبيروت فِي الْبَحْر وَإِلَى غَيرهمَا واختص بمنصور بن صفي وقتا وَسَماهُ امامه وجوهر المعيني وَآخَرين ثمَّ ترقى لأمير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على الله الْعِزّ عبد الْعَزِيز. وَدخل فِي أَشْيَاء كَالْوَصِيَّةِ على بني أبي الْفضل بن أَسد وَيذكر بهمة وَغَيرهَا، وَقد سمع مني أَشْيَاء كالمسلسل، وَأخذ عني مُؤَلَّفِي فِي مَنَاقِب الْعَبَّاس وَلَا بَأْس بفهمه. 725 - خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ المالقي القاهري وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد المزور لقبور الصَّالِحين / الْآتِي. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَكَانَ عاميا صَالحا. أرخه ابْنه. 726 - خَلِيل بن إِبْرَاهِيم العنتابي الْخياط. / فِي أثْنَاء قَاسم بن أَحْمد بن أَحْمد ابْن مُوسَى وانه مَاتَ فِي سنة أَربع عشرَة بِالْقَاهِرَةِ. 727 خَلِيل بن إِبْرَاهِيم / صَاحب شماخي وَمَا والاها مِمَّا يزِيد على ثَلَاثَة آلَاف كورة. أَقَامَ فِي المملكة نَحْو أَرْبَعِينَ سنة بِدُونِ مُنَازع، وَصَارَ من أجل مُلُوك الشرق وَأَحْسَنهمْ سيرة وَأَكْثَرهم سياسة وأحزمهم رَأيا حَتَّى قيل إِن مُرَاد بك بن مُحَمَّد بك بن عُثْمَان أوصاه على ابْنه مُحَمَّد متملك الرّوم الْآن وَأمر وَلَده أَن لَا يخرج عَن طَاعَته ورأيه، وَكَانَ دينا خيرا يحض أَتْبَاعه على إِقَامَة الصَّلَاة وَلَا يتظاهر فِي بِلَاده بِفَاحِشَة بل غالبهم من مريدي الشَّيْخ عَليّ الاردبيلي وَلم يكن لَهُ سوى زَوْجَة بل الظَّن أَنه لم يتَزَوَّج غَيرهَا وَأما السراري فمائة، وَكَانَ مغرى بالصيد حَتَّى ان لَهُ ألف مَمْلُوك برسم حمل الطُّيُور بَين يَدَيْهِ وعساكره زِيَادَة على عشْرين ألف مقَاتل مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَاسْتقر بعده فِي المملكة ابْنه شروانشاه من زَوجته الْمشَار إِلَيْهَا. 728 - خَلِيل بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد غرس الدّين الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد / الْمَاضِي وَيعرف بِابْن اللبودي وبابن عرعر وبالبطائني. ولد وَسمع فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة الرائية من الزين عمر بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن اللبان المقرىء بِسَمَاعِهِ لَهَا من التنوخي، ولقيته بِدِمَشْق فَسمِعت كَلَامه وَكتب على بعض الاستدعاءات وَرَأَيْت الْعِزّ بن فَهد أَخذ عَنهُ عَن الشهَاب

أبي الْعَبَّاس بن حجي أَنه سَمعه يَقُول رَأَيْت أبي فِي النّوم فَعرفت أَنه ميت فَقلت لَهُ كَيفَ أَنْت فَقَالَ بعد أَن تَبَسم طيب. فَقلت فأيما أفضل الِاشْتِغَال بالفقه أَو الحَدِيث فَقَالَ الحَدِيث بِكَثِير. مَاتَ. 729 - خَلِيل بن أَحْمد بن أرغون شاه الشرفي شعْبَان بن حُسَيْن، / كَانَ جده مقدما عِنْده مِمَّن قتل حِين رَجَعَ مَعَه من عقبَة إيلة سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَولد لَهُ ابْنه أَحْمد بعد قَتله كَمَا تقدم ثمَّ كَانَ مولد هَذَا فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَأمه ابْنة نَائِب عنتاب وَنَشَأ فَقَرَأَ وَحضر عِنْد بعض الْمَشَايِخ وَفِي عدَّة مواعيد وَهُوَ بحارة عبد الباسط، وَكَانَت أُخْته زوجا للناصري مُحَمَّد بن الظَّاهِر جقمق وَلذَا كَانَ حَاضرا كَيفَ صَار أَبوهُ سُلْطَانا وَشرح لي ذَلِك على وَجه مُفِيد. 730 - خَلِيل بن أَحْمد بن جُمُعَة الْغَرْس الْحُسَيْنِي سكنا ثمَّ البهائي الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف بالفقيه خَلِيل. ولد بعد سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده وَحضر دروس الشَّمْس البوصيري والجلال البُلْقِينِيّ وَآخَرين بل لَا أستبعد أَن يكون قَرَأَ على الشهَاب الْحُسَيْنِي الْمَاضِي لرضاع كَانَ بَينهمَا وأتقن الْخط عِنْد الوسيمي أَو غَيره وَسمع من كتاب الْمَغَازِي إِلَى آخر الصَّحِيح على ابْن أبي الْمجد والختم فَقَط مِنْهُ على التنوخي والعراقي والهيثمي وَبَعض سنَن ابْن مَاجَه على الْجَوْهَرِي وَالشَّمْس المنصفي وجزء الْجُمُعَة للنسائي على السراج البُلْقِينِيّ واختص بِهِ وبولديه الْجلَال ثمَّ الْعلم وأدب بعض بني هَذَا الْبَيْت وَأم بمدرستهم، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وبالنسخ بِحَيْثُ كتب بِخَطِّهِ الْكثير وَرُبمَا علم الْكِتَابَة، وتنزل فِي صوفية البيبرسية وَحدث بِجُزْء الْجُمُعَة أَخذه عَنهُ غير وَاحِد من أَصْحَابنَا، وَكَانَ خيرا مديما للتلاوة والتهجد وَالْجَمَاعَة قانعا باليسير متقللا من الدُّنْيَا متوددا ظريفا فكها حسن الْخط بارعا فِي الشُّرُوط رَاغِبًا فِي سَماع الحَدِيث بِحَيْثُ أَكثر السماع مسَاء على شَيخنَا رَأَيْته غير مرّة وَسمعت كَلَامه وَكَانَ يكثر من أَخذ مصحفي وتأمله لكَونه من قديم خطه، وَهُوَ مِمَّن كثر اخْتِصَاصه بالوالد، حج غير مرّة وجاور فِي آخر أمره أشهرا وَرجع فَمَاتَ فِي خَامِس عشري ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بعد زيارته النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَدفن بِالرَّوْحَاءِ الْمَعْرُوفَة الْآن ببيرطاز رَحمَه الله وإيانا. 731 - خَلِيل بن أَحْمد بن حسن المطري وَيعرف بِابْن كبيبة تَصْغِير كبة وَهُوَ ابْن بركَة / الْآتِيَة فِي مُعْجم النَّسَائِيّ. ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالمطرية وَنَشَأ بهَا وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد مِنْهُم عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين أَبُو بكر المراغي

وَالصَّلَاح الأرموي والشرف بن الكويك ولقيته بالمطرية فَقَرَأت عَلَيْهِ حَدِيثا وَاحِدًا. مَاتَ بعد السِّتين تَقْرِيبًا. 732 - خَلِيل بن أَحْمد بن الْغَرْس خَلِيل بن عنَاق بِفَتْح الْمُهْملَة أَوله ثمَّ نون مُشَدّدَة وَآخره قَاف غرس الدّين أَو صَلَاح الدّين القاهري الْحَنَفِيّ، وَيعرف بِابْن الغرز. / ولد فِي رَجَب سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل بالنحو وَالْفِقْه وَغَيرهمَا وَمن شُيُوخه فِي النَّحْو نَاصِر الدّين البارنباري، وَكَذَا أَخذ عَن الْعِزّ بن جمَاعَة ولازم الْبَدْر البشتكي كثيرا فِي علم الْأَدَب حَتَّى فاق فِيهِ جدا ومدح الْأَعْيَان كشيخنا وأوردت فِي الْجَوَاهِر من مدحه فِيهِ قصيدة مَعَ لغز أَجَابَهُ عَنهُ وَأول الْجَواب: (أمولاي غرس الدّين والفاضل الَّذِي ... لَهُ ثَمَر الْآدَاب دانية الهذب) (وَمن لَاحَ حَتَّى فِي ذرى الشرق فَضله ... فَأجرى دموع الحاسدين من الغرب) وَكَذَا أثبت هُنَاكَ تقريضا حسنا لشَيْخِنَا فِي مرثية نونية رثى بهَا صَاحب التَّرْجَمَة وَلَده بعد وَفَاته، وطارح الْفُضَلَاء أَخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا ابْن خضر فَمن دونه وَحج وَدخل الشَّام وَكَانَ فَاضلا مفننا ظريفا كيسا فكها على سمنه مطمئن النَّفس حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ جدا يلبس زِيّ الْجند. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة عَاشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله وَمن نظمه: (عجوزة حدباء عاينتها ... تبسمت قلت استري فَاك) (سُبْحَانَ من بدل ذَاك البها ... بقبح أحداق وأحناك) وَقَوله:) (خليلي قد جعنا جَمِيعًا فبادرا ... لبيت فلَان مُسْرِعين وسيرا) (وَإِن تجدا قرقوشة فاجريانها ... لنحوي وَإِن ان الْعَجِين فطيرا) وَقَوله: (وافيت مَحْبُوب قلبِي فِي جبايته ... يَوْمًا وصادف ميعادا بِهِ اقتربا) (فأخلف الْوَعْد لما جِئْت منتجزا ... وَرَاح يمطل حَقًا ظَاهرا وجبا) وَقَوله: (خليلي ابسطالي الْأنس إِنِّي ... فَقير مت فِي حب الغواني) (وَإِن تجدا مداما أوقيانا ... خذاني للمدامة والقيان) وَفِي معجمي من نظمه أَشْيَاء وشعره سَائِر. 733 - خَلِيل بن الشهَاب أَحْمد بن خَلِيل التروجي السكندري نزيل مَكَّة، / كَانَ مَلِيًّا كثير الْمُعَامَلَة للنَّاس. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَبَنوهُ الْآن سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة. 734 - خَلِيل بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن غَازِي بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله

ابْن ثوران شاه الْملك الصَّالح ثمَّ الْكَامِل أَبُو المكارم بن الْأَشْرَف أبي المحامد ابْن الْعَادِل أبي المفاخر الأيوبي / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ يحيى. اسْتَقر فِي مملكة حصن كيفا بعد قتل وَالِده سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ كَمَا قَالَ شَيخنَا على طَرِيقَته فِي محبَّة الْعلمَاء خُصُوصا الشَّافِعِيَّة، وَسَار فِي بِلَاده سيرة حَسَنَة وَنشر الْعدْل. قَالَ وَله نظم وَوَصفه أَيْضا بِأَنَّهُ من أهل الْفضل وَأَنه أرسل بديوان من شعره على عَادَة أَبِيه إِلَى الديار المصرية فقرضه لَهُ الأدباء، وَمن لطيف مَا وقفت عَلَيْهِ مِمَّا كتب لَهُ قَول الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ: (أَبْرَح الشّعْر إِن غَدَتْ مِنْك فِي قَبْضَة الْيَد ... غير بدع فَإِنَّهَا للخليل بن أَحْمد) قَالَ شَيخنَا، وَقد انتقيت من الدِّيوَان الْمشَار إِلَيْهِ قَلِيلا وَمِنْه: (بانوا فأجروا عيوني ... من بعدهمْ كالعيون) (فِي حبهم مت عشقا ... يَا ليتهم قبلوني) وانتقى من ديوانه غير ذَلِك، وأظن أَن شَيخنَا مِمَّن قرضه، وَاسْتمرّ فِي المملكة حَتَّى وثب عَلَيْهِ ابْنه فَقتله صبرا فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين، ولقب بالعادل وَفِي تَرْجَمته من كتابي التبر المسبوك من نظمه غير ذَلِك، وَكَذَا فِي تَرْجَمَة أَبِيه من سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فِي أنباء شَيخنَا مَا يُمكن استفادته هُنَا. 735 - خَلِيل بن أَحْمد بن عَليّ غرس الدّين السخاوي ثمَّ القاهري وَالِد أَحْمد / الْمَاضِي، كَانَ فِي مبدئه عِنْد الزين القمني فِي مزوراته ثمَّ استنهضه الشَّيْخ فَصَارَ يرقيه لما هُوَ أَعلَى من ذَلِك مِمَّا يشبه التِّجَارَة وَأخذ هُوَ فِي شَيْء من هَذَا إِلَى أَن صحب الشَّمْس الحلاوي وَكيل بَيت المَال وَأحد خَواص الظَّاهِر جقمق قبل سلطنته وَصَارَ يتَرَدَّد مَعَه إِلَيْهِ فاستخدمه فِي بعض مهماته بل واستنابه فِي نظر سعيد السُّعَدَاء وقتا وَصَارَت أَمْوَاله بذلك مرعية وَلَا زَالَ فِي نمو فَلَمَّا اسْتَقر فِي السلطنة هرع الأكابر فَمن دونهم إِلَيْهِ فِي قَضَاء مآربهم وعد فِي الْأَعْيَان وَقَرَأَ عِنْده الشهَاب الزُّهْرِيّ وَغَيره البُخَارِيّ وَولي نظر الْقُدس والخليل فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين عوضا عَن طوغان نَائِب الْقُدس وَمَشى فيهمَا كَمَا قَالَ الْعَيْنِيّ مَشى الوزراء وَكتاب السِّرّ قَالَ وَقيل انه كَانَ أول أمره جابيا يجبي وعَلى كتفه خرج وَلم يكن لَهُ يَد فِي طرف من علم من الْعُلُوم بِالْكُلِّيَّةِ بل كَانَ يعد من الْعَوام. قلت لَكِن كَمَا بَلغنِي كَانَ فِيهِ بر وَخير ومعروف وَتَدين وَقد حج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس قبل رياسته وَبعدهَا، وَقد تَرْجمهُ المقريزي فِي حوادث سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَقَالَ انه قدمت بِهِ وبأخيه أمهما إِلَى الْقُدس وهما صبيان فنشآ بهَا

ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فاستوطنها مُدَّة وعانى المتجر وتعرف بالأمير جقمق وَصَحبه سِنِين وتحدث فِي أقطاعه وَمَا يَلِيهِ من نظر الْأَوْقَاف فَعرف بالنهضة وَشهر بِالْخَيرِ والديانة فَلَمَّا تسلطن جقمق لَازم حُضُور مَجْلِسه حَتَّى ولاه نظر الْقُدس والخليل انْتهى. مَاتَ بعد أَن أسن فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين. 736 - خَلِيل بن أَحْمد بن عِيسَى بن الصّلاح خَلِيل بن عِيسَى بن مُحَمَّد صَلَاح الدّين القيمري الْكرْدِي الأَصْل الخليلي الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالخليل وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مَرْوَان وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فجوده على الزراتيتي والنور عَليّ بن حسب البوصيري وَغَيرهمَا، وَسمع على الشّرف بن الكويك جُزْء ابْن عَرَفَة والبطاقة وَأَشْيَاء وببلده المسلسل على شَيخنَا بالاجازة الشَّمْس أبي عبد الله التدمري وفقيهه ابْن مَرْوَان الْمَذْكُور والشهاب أَحْمد بن حُسَيْن النصيبي وَإِبْرَاهِيم بن حجي الْحُسَيْنِي عظيمات والشحنة الْأَحْنَف قَالُوا أنابه الْمَيْدُومِيُّ، وَكَذَا سمع على ابْن الْجَزرِي وَغَيره وتصدى للقراءات بِمَسْجِد الْخَلِيل وَقَرَأَ على الْعَامَّة فَانْتَفع بِهِ فِي ذَلِك وَحج لَقيته بالخليل فَقَرَأت عَلَيْهِ جزءي ابْن عَرَفَة والبطاقة، وَكَانَ خيرا دينا عَارِفًا بالقراءات. مَاتَ فِي سنة سبع وَسِتِّينَ، وجد أَبِيه مِمَّن أجَاز لشَيْخِنَا أبي هُرَيْرَة القبابي. 737 - خَلِيل بن إِسْحَاق بن قازان الْغَرْس الخليلي / أحد خدام الْخَلِيل. ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا، وَسمع جُزْء ابْن عَرَفَة التدمري، وَكَانَ يذكر أَنه حضر مجْلِس ابْن الْجَزرِي واسماعه هُوَ والتدمري وَابْن حجي وَيذكر لذَلِك امارات، وَكَانَ إنْسَانا حسنا حَافِظًا لِلْقُرْآنِ حسن المحاضرة يستحضر كثيرا من مقامات الحريري وَطلب مَعَ قَاضِي الْخَلِيل بِسَبَب أَمِير جرم فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَحبس هُنَاكَ مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ سنة ثَلَاث وَحضر إِلَى بَلَده صُحْبَة دقماق نَائِب الْقُدس وَنظر الْحَرَمَيْنِ فَتوفي بقرية عجلَان على مرحلة من بلد الْخَلِيل فِي شهر جُمَادَى سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَنقل إِلَى بلد الْخَلِيل وَدفن بهَا رَحمَه الله. 738 - خَلِيل بن إِسْمَاعِيل بن عمر العمريطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الشَّاهِد أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد / الْآتِي. تكسب بِالشَّهَادَةِ وتميز فِيهَا مَعَ جودة الْخط وَلكنه لَيْسَ بالمتين مَعَ أدب وحشمة وَقد حج وَسمع هُنَاكَ على التقي بن فَهد. 739 - خَلِيل بن أميران شاه بن تيمور كور / الْمَاضِي أَبوهُ وجده ملك سَمَرْقَنْد بعد جده فِي حَيَاة وَالِده وأعمامه لكَونه كَانَ مَعَه عِنْد وَفَاته سنة سبع وَثَمَانمِائَة فَلم يجد النَّاس بدا من سلطنته وَعَاد بجنة جده يُرِيد سَمَرْقَنْد وَقد استولى على

الخزائن وَتمكن من الْأُمَرَاء والعساكر ببذله لَهُم الْأَمْوَال الْعَظِيمَة حَتَّى دخلُوا فِي طَاعَته سِيمَا وَفِيه رفق وتودد مَعَ حسن سياسة وَصدق لهجة وَجَمِيل صُورَة فَلَمَّا قَارب سَمَرْقَنْد تَلقاهُ من بهَا وهم يَبْكُونَ وَعَلَيْهِم ثِيَاب الْحداد وَمَعَهُمْ التقادم فقبلها مِنْهُم ودخلها وجثة جده فِي تَابُوت أبنوس بَين يَدَيْهِ وَجَمِيع الْمُلُوك والأمراء مشَاة مكشوفة رُءُوسهم حَتَّى دفنوه وَأَقَامُوا عَلَيْهِ العزاء أَيَّامًا ثمَّ أَخذ صَاحب التَّرْجَمَة فِي تمهيد مَمْلَكَته، وَملك قُلُوب الرّعية بالاحسان واستفحل أمره وَجَرت حوادث إِلَى أَن مَاتَ بِالريِّ مسموما فِي سنة تسع، ونحرت زَوجته سَاد ملك نَفسهَا بخنجر من قفاها فَهَلَكت من ساعتها ودفنا فِي قبر وَاحِد، ثمَّ قتل وَالِده أميران بعده بِقَلِيل، وَولي مَكَانَهُ بير عمر، وَطول يُوسُف بن تغري بردى تَرْجَمته تبعا للمقريزي فِي عقوده. 740 - خَلِيل بن أبي البركات بن مُوسَى صَلَاح الدّين بن سعد الدّين وَيعرف كسلفه بِابْن أبي الهول /. أحد كتاب المماليك. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَهُوَ صَاحب الْجَامِع الَّذِي ببركة قرموط، وَكَانَ مَسْجِدا قَدِيما فوسعه وَعمل فِيهِ خطْبَة ورتب فِيهِ أَرْبَاب وظائف، وَحج غير مرّة. 741 - خَلِيل بن أبي بكر بن عَليّ بن عبد الحميد غرس الدّين الأندلسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد وأخو عمر / الآتيين وَيعرف كسلفه بِابْن المغربل. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وَقطعَة من التَّنْبِيه ثمَّ اشْتغل بِالْقيامِ بعياله وَتزَوج صَالِحَة ابْنة النُّور عَليّ بن السراج بن الملقن وأنجبها وَلَده الْمشَار إِلَيْهِ وداوم التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة حَتَّى مَاتَ فِي ثامن عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ عَن أَربع وَسِتِّينَ سنة. خَلِيل بن حسن بك بن عَليّ بك بن قرا يلوك. / 742 - خَلِيل بن حسن بن حرز الله / قَاضِي الفلاحين. كَانُوا يرجعُونَ إِلَيْهِ فِي أُمُور الفلاحة وَكَانَ شَاهدا بِبَعْض المراكز وَقد حضر على الحجار وَغَيره. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 743 - خَلِيل بن خضر العجمي. / حَدِيث بالخليل سنة أَربع وَثَمَانمِائَة فِي جمَاعَة بالمسلسل بالأولية عَن الْمَيْدُومِيُّ. رَوَاهُ لنا عَنْهُم التقي أَبُو بكر القلقشندي. 744 - خَلِيل بن دنكز / أحد الْأُمَرَاء العشرات. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث. أرخه الْعَيْنِيّ. 745 - خَلِيل بن سبرج بِكَسْر الْمُهْمَلَتَيْنِ بَينهمَا مُوَحدَة سَاكِنة وَآخره جِيم / وَضَبطه شَيخنَا فِي سنة تسعين من تَارِيخه بِضَم أَوله وثالثه فيحرر غرس الدّين الكمشبغاوي كمشبغا خازندار صرغتمش الْمَالِكِي كَانَ أَبوهُ نَائِب قلعة مصر

فولد لَهُ هَذَا وَذَلِكَ فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن سِتّ فِي سنة تسعين فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشّرف مُوسَى الدفري الْمَالِكِي والرسالة لِابْنِ أبي زيد واللمع للتلمساني، واشتغل يَسِيرا وَسمع بعض التَّرْغِيب للأصفهاني على النجمي البالسي والحلاوي فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَجَازَ لَهُ فِيهَا أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَأَبُو الْعَبَّاس بن الْعِزّ وَابْن أبي النَّجْم وَابْن صديق وَابْنَة ابْن المنجا وَآخَرُونَ، وَحدث وأسمع شَيخنَا أَبُو النَّعيم عَلَيْهِ وَلَده ودلني عَلَيْهِ فَقَرَأت عَلَيْهِ جُزْءا بإجازته من أبي هُرَيْرَة قبل أَن أَقف على مسموعه الْمشَار إِلَيْهِ، وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي صفر سنة سبع أَو ثَمَان وَسِتِّينَ رَحمَه الله. 746 - خَلِيل بن سعد بن عِيسَى بن عَليّ الْقرشِي القاهري الْقَارِي / امام مدرسة آل مَالك بِالْقربِ من المشهد الْحُسَيْنِي. ولد بعد الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وعني بالقراءات وَسمع على ابْن الْقَارِي مشيخته تَخْرِيج الْعِرَاقِيّ وَعَلِيهِ وعَلى خَلِيل بن طرنطاي صَحِيح البُخَارِيّ، وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة سمع عَلَيْهِ من شُيُوخنَا الزين رضوَان وَعبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والتقي الشمني والعز الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ وَمن قبلهم الكلوتاتي والكمال الشمني وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أجَاز لِابْني مُحَمَّد وَمَات فِي أَوَائِل سنة تسع عشرَة. قلت وَهَكَذَا أرخه المقريزي فِي عقوده وَرَأَيْت من قَالَ سبع عشرَة وَكَأَنَّهُ تحرف فَالله أعلم. 747 - خَلِيل بن سَلامَة بن أَحْمد بن عَليّ الْأَذْرَعِيّ القابوني وَالِد شَيخنَا الزين عبد الرَّحْمَن / لَعَلَّه الْآتِي فِي ابْن عبد الله، وقفت على الْمَوْجُود من صَحِيح ابْن خُزَيْمَة بِخَطِّهِ. 748 - خَلِيل بن شاهين غرس الدّين الشيخي شيخ الصفوي الظَّاهِرِيّ برقوق وَالِد عبد الباسط / الْآتِي. ولد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بالحارة الخاتونية من بَيت الْمُقَدّس فَلَمَّا بلغ خم عشرَة سنة تحول مَعَ أَبِيه إِلَى الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن واشتغل ونظم فَأكْثر، ولازم بعد أَبِيه خدمَة أزبك الدوادار قَلِيلا فِي جملَة مماليكه ثمَّ صَار بعد الْقَبْض عَلَيْهِ من جملَة مماليك الْأَشْرَف برسباي بسفارة صهره زوج أُخْته الخواجا إِبْرَاهِيم بن قرمش ثمَّ ولاه نظر اسكندرية ثمَّ حجوبيتها ثمَّ نظر بيع البهار الْمُتَعَلّق بالذخيرة ثمَّ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ نيابتها وشكر فِي مباشراته ثمَّ تزوج بأصيل أُخْت خوند جلبان أم الْعَزِيز وحملت إِلَيْهِ إِلَى اسكندرية فَدخل بهَا وَصَارَ عديلا للأشرف ثمَّ استقدمه الْقَاهِرَة على إمرة طلبخاناه وَقرر فِي نظر دَار الضَّرْب ثمَّ نَقله إِلَى الوزارة وَلكنه استعفى مِنْهَا بعد مُدَّة يسيرَة وَأمره أَن يحضر الخدم مَعَ المقدمين ثمَّ سَافر فِي سنة أَرْبَعِينَ أَمِيرا على الْمحمل ثمَّ ولي نِيَابَة

الكرك فَلَمَّا مَاتَ الْأَشْرَف صرفه الظَّاهِر عَن نيابتها وولاه اتابكية صفد طرخانا ثمَّ ظهر لَهُ نصيحته فولاه نِيَابَة ملطية فاستمر فِيهَا زِيَادَة على أَربع سِنِين تَقْرِيبًا، قدم فِي غضونها الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ نقل فِي الثَّانِيَة مِنْهُمَا عَنْهَا إِلَى أتابكية حلب ثمَّ امتحن بهَا وسجن بقلعتها مُقَيّدا لشكوى نائبها مِنْهُ ثمَّ أطلق بعناية شَيخنَا وَأقَام بحرم الْخَلِيل طرخانا، وأنعم عَلَيْهِ بِمَا يزِيد على كِفَايَته ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة الْقُدس ثمَّ أعفي مِنْهَا بعد مُدَّة وَتوجه إِلَى دمشق على تقدمة بهَا كَانَت مَعَه حِين النِّيَابَة ثمَّ أضيف إِلَيْهِ إمرة عشرَة زِيَادَة على التقدمة ثمَّ صرف عَنْهُمَا ثمَّ ولي إمرة الْحَاج الدِّمَشْقِي مرّة فِي آخر الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة وَأُخْرَى فِي أول الدولة الأشرفية إينال وَأعْطى إمرة عشْرين بطرابلس طرخانا فَتوجه إِلَيْهَا ثمَّ أُعِيد إِلَى) دمشق على إمرة عشْرين طرخانا ورام الْمُؤَيد اعطاءه تقدمة بِالْقَاهِرَةِ فعوجل وَلَكِن أقره الظَّاهِر خشقدم على امرته الْمشَار إِلَيْهَا بهَا معفيا عَن سَائِر الكلف السُّلْطَانِيَّة بل وَأذن لَهُ بالاقامة فِي الْقَاهِرَة وَأَن يحضر مَجْلِسه فِي الاسبوع مرَّتَيْنِ لمسامرته ومنادمته ثمَّ حقد عَلَيْهِ وَأخرج إمرته وَأمره بالتوجه لبيت الْمُقَدّس فالتمس مِنْهُ أَن يكون بِمَكَّة فَأذن لَهُ وَتوجه مِنْهَا مَعَ الْحَاج الْعِرَاقِيّ إِلَى الْعرَاق وَدخل الْحلَّة وبغداد وَغَيرهمَا، فَلَمَّا مَاتَ الظَّاهِر رَجَعَ إِلَى حلب ثمَّ إِلَى طرابلس فتمرض حَتَّى كَانَت منيته بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَدفن بهَا فِي تربة كَانَ أعدهَا لنَفسِهِ وَكَانَ يتعانى الْأَدَب مَعَ اشْتِغَال ومشاركة فِيهِ ومذاكرة حَسَنَة بالتاريخ وَالشعر وَفهم جيد وَقد خمس الْبردَة وكتبت عَنهُ مَا أَنْشدني لنَفسِهِ مِمَّا أودعته فِي الْجَوَاهِر وخاطب بِهِ شَيخنَا: (وقائلة من فِي الْقُضَاة بأسرهم ... يلازم تقوى الله طرا بِلَا ضجر) (ويرأف فِي الْأَحْكَام بالخلق كلهم ... وَيَدْعُو لَهُم فِي كل ليل إِلَى السحر) (فَقلت لَهَا فَهُوَ الإِمَام أولو النهى ... وَذَاكَ شهَاب الْعَسْقَلَانِي بني الْحجر) (لَهُ كتب فِي كل فن لقارىء ... وَشرح عَجِيب للْبُخَارِيّ من الْخَبَر) (وَفِي النَّحْو والتصريف لم ير مثله ... كَذَا فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَفِي الْأَثر) فَأَجَابَهُ شَيخا بِمَا كتبته عَنهُ أَيْضا: (أيا غرس فضل أثمر الْعلم والندى ... فَللَّه مَا أزكى وَمَا أطيب الثَّمر) (يجود وينشي بَالغا مَا أَرَادَهُ ... فمستطلع درا ومستنزل الدُّرَر) (لَك الْخَيْر قد حركت بالنظم خاطرا ... لَهُ مُدَّة فِي الْعُمر ولت وَمَا شعر) (وقلدت جيدي طوق نعماك جائدا ... فغالا ونطقا صَادِقا الْخَبَر وَالْخَبَر)

(مُنَاسبَة اسمينا خَلِيل وَأحمد ... لرأس أولى النّظم الإِمَام الَّذِي غبر) وَكَذَا عِنْدِي من مراسلاته مَعَ شَيخنَا غير ذَلِك، وَقد كتبت لي وَلَده تَرْجَمته بِخَطِّهِ وَقَالَ إِن شَيخنَا أجَازه بالفتيا والتدريس بعد أَن لَازمه رِوَايَة ودراية حَتَّى كَانَ مِمَّا سَمعه عَلَيْهِ مَنَاقِب الشَّافِعِي من تأليفه وَشهد لَهُ بِأَنَّهُ شَارك أهل الْعلم فِي فنونهم مُشَاركَة فطن، إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أوردهُ شَيخنَا فِي عدَّة سجعات قَالَ وَلَده وَله نَحْو ثَلَاثِينَ مصنفا فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَالتَّعْبِير والتاريخ والانشاء وَغَيرهَا سمى يُوسُف بن تغري بردى مِنْهَا الْمَوَاهِب فِي اخْتِلَاف الْمذَاهب) مُرَتّب على أَبْوَاب الْفِقْه والمنيف فِي الانشاء الشريف، والكوكب الْمُنِير فِي أصُول التَّعْبِير والاشارات فِي علم الْعبارَات والدرة المضية فِي السِّيرَة المرضية، وديوان شعره وَهُوَ فِي عدَّة مجلدات وَقَالَ إِنَّه أنْشدهُ قصيدة قَالَهَا للْملك الظَّاهِر. فِي شرح حَاله حِين عزل عَن أتابكية حلب قصد فِيهَا الْوَزْن والقافية وانه وجد لَهُ مذاكرة بالشعر والتاريخ بِحَسب الْحَال. 749 - خَلِيل بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد غرس الدّين الْأنْصَارِيّ الخليلي الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن قوقب /. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَسمع شَرِيكا لِأَخِيهِ من ابْن الْجَزرِي وَإِبْرَاهِيم بن حجي والتدمري وَأحمد بن الْحسن النصيبي وَآخَرين، ولقيه بعض الطّلبَة فَأخذ عَنهُ واستجازه لبَعض الْأَوْلَاد وَكَانَ خيرا نَاب فِي إِمَامَة مَسْجِد الْخَلِيل وقتا وَعِنْده كَمَا قَالَ أَخُوهُ مُشَاركَة قَالَ وَالظَّاهِر انه قَرَأَ فِي النَّحْو على ابْن رسْلَان. مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي سنة أَربع وَسبعين رَحمَه الله. 751 - خَلِيل بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد النويري الْمَكِّيّ. / أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين الْعِرَاقِيّ والبلقيني وَابْن الملقن وَآخَرُونَ. خَلِيل بن عبد الرَّحْمَن صَلَاح الدّين بن الكويز أَخُو الْعلم دَاوُد الْآتِي. قدم مَعَ مؤيد شيخ إِلَى الْقَاهِرَة بعد قتل النَّاصِر فرج سنة خمس عشرَة، وَكَانَ يُبَاشر ديوانه حِين كَانَ نَائِب دمشق فَلَمَّا تسلطن قربه وَأَدْنَاهُ وولاه نظر ديوَان الْمُفْرد. وَعظم وعد فِي الْأَعْيَان حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَعشْرين، وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته وافرا إِلَّا أَن السُّلْطَان لم يحضر، وَدفن فِي تربة كمشبغا الْحَمَوِيّ وَأقَام الْقُرَّاء على قَبره أسبوعا على الْعدة، وَكَانَ فِيمَا قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه متواضعا كثير البشاشة حسن الملتقي كثير الصَّدَقَة. 752 - خَلِيل بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن حمائل بِالْمُهْمَلَةِ أَبُو عبد الْقَادِر النابلسي / كَانَ أَبوهُ نقيب القَاضِي الشَّافِعِي بنابلس، وَرُبمَا حضر عِنْد القلقشندي بِبَيْت

الْمُقَدّس فَكتب من أجل انتمائه لَهُم اسْم وَلَده هَذَا فِي بعض الاستدعاءات المؤرخة برمضان سنة ثَمَان وَتِسْعين الَّتِي أجَاز فِيهَا أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَغَيره، بل سمع على الشَّمْس مُحَمَّد بن سعيد الْمَقْدِسِي جُزْءا فِيهِ منتقى من ثمانيات النجيب سنة عشر وَثَمَانمِائَة أنابه الْمَيْدُومِيُّ وَنَشَأ بعد ذَلِك متصرفا بِأَبْوَاب الْقُضَاة ولقيته بنابلس فَقَرَأت عَلَيْهِ بهَا جُزْءا، وَمَات بعد السِّتين تَقْرِيبًا. 753 - خَلِيل بن عبد الْقَادِر بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم صَلَاح الدّين أَبُو سعيد حفيد شيخ بلد الْخَلِيل السراج أبي حَفْص الجعبري الأَصْل الخليلي الشَّافِعِي سبط الْخَلِيل الشهَاب القلقشندي / الْمَاضِي والآتي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه. ولد فِي الْمحرم سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِبَلَد الْخَلِيل وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو والشاطبيتين وَعرض على الشَّمْس بن حَامِد والنجم بن جمَاعَة والبرهان بن أبي شرِيف، وَبحث بِبَيْت الْمُقَدّس على الْأَخير فِي جمع الْجَوَامِع وعَلى أبي الْفضل بن الإِمَام شيخ النحاسية بِدِمَشْق فِي الْمِنْهَاج ثمَّ لَازم الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي فنون وَقَرَأَ عَلَيْهِ كتبا، وَقدم الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه وجده فبحث عَليّ فِي شرح النخبة وَسمع مني المسلسل بل قَرَأَ عَليّ السّنَن للشَّافِعِيّ رِوَايَة الْمُزنِيّ وجزء ابْن بخيت وَغير ذَلِك، وَكَذَا قَرَأَ عَليّ الخيضري والسنباطي والديمي وَسمع عَليّ حفيد يُوسُف العجمي وَأبي السُّعُود الغراقي وَعبد الْغَنِيّ بن الْبِسَاطِيّ وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَدخل الشَّام وَغَيرهَا وَطلب وَكتب وَفِيه نباهة فِي الْجُمْلَة وَفضل وتمييز وقراءته لَا بَأْس بهَا وَكَذَا كِتَابَته وَكَثُرت مراسلاته لي بالأسئلة وَفِي بَعْضهَا: وَوَاللَّه ثمَّ وَالله إِنَّنِي دَاع لكم كثيرا فَإِن فِي حَيَاتكُم للْعَالم غَايَة الْجمال وَكتب لبَعض أَصْحَابه وَإِن تقبلُوا أيادي شَيخنَا وأستاذنا حَافظ الاسلام وحيد دهره الشَّيْخ شمس الدّين السخاوي ختم الله لَهُ بِخَير وفسح فِي أَجله لنفع خدام السّنة الشَّرِيفَة وَسَائِر الْمُسلمين واعلامه أَن الْمَمْلُوك كثير الدُّعَاء فِي صحائفه وَالثنَاء على شيمه الطاهرة. 754 - خَلِيل بن عبد الله بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن عَمْرو بن عَليّ بن عبد الدَّائِم الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل المجدلي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي أَخُو أبي الْعَبَّاس أَحْمد الْوَاعِظ / الْمَاضِي. ولد فِيمَا أملاه على بعض الطّلبَة سنة خمس وَعشْرين وَأَنه حفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض على الْجمال بن جمَاعَة والْعَلَاء بن الرصاص واشتغل على أَخِيه، وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْعِزّ الْقُدسِي وماهر كثيرا بل أَخذ بِدِمَشْق عَن البلاطنسي والبدر بن قَاضِي شُهْبَة والزين الشاوي والتقي الْأَذْرَعِيّ فِي آخَرين وبطرابلس عَن السوبيني وبالقاهرة عَن الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والمحلي أَخذ

عَنهُ شَرحه لجمع الْجَوَامِع والبامي وخضر عِنْد القاياتي يَسِيرا. وَكَذَا أَخذ فِي العقليات عَن التقي والْعَلَاء الحصنيين، وَمِمَّا أَخذه عَن ثَانِيهمَا حَاشِيَة السَّيِّد على شُرَيْح العقائد ونظام الْحَنَفِيّ وَأَجَازَ لَهُ شَيخنَا وَابْن الديري وَالشَّمْس الشنشي وَغَيرهم وناب فِي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ عَن جمَاعَة ثمَّ اسْتَقل بِقَضَاء نابلس وصفد وَأكْثر هَذَا يحْتَاج إِلَى تَوْثِيق، نعم حضر عِنْد الصّلاح المكيني، وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء ثمَّ اسْتَقر فِي قَضَاء الْقُدس ومشيخة صلاحيته بسفارة الدواداريشبك من مهْدي وعد أمره فيهمَا من النَّوَازِل، وَآل أمره إِلَى أَن صرف عَنْهُمَا فَعَن الْقَضَاء بالشهاب ابْن عبِّيَّة وَعَن المشيخة بالكمال بن أبي شرِيف، وَكَانَ مجاورا بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَلم أره لاشتغاله فِيمَا بَلغنِي بالضعف حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة مِنْهَا، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ غير موثوق بِهِ كأخيه وَولده عَفا الله عَنْهُم. 755 - خَلِيل بن عبد الله الْأَذْرَعِيّ وَيعرف بالقابوني / ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ كَانَ صَالحا مُبَارَكًا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مثابرا على الْعِبَادَة كتب الْكثير للنَّاس بِخَطِّهِ الْحسن وَمن ذَلِك كَمَا وقفت عَلَيْهِ الْمَوْجُود من صَحِيح ابْن خُزَيْمَة، قَلِيل الْكَلَام كثير الْحَج مَعَ فقره، وَكَانَ النَّاس يأتمنونه على الصَّدقَات الَّتِي يُرِيدُونَ إرسالها إِلَى مَكَّة ويستبشر بِهِ المكيون إِذا حج لِكَثْرَة إحسانه إِلَيْهِم وَكَانَ للشاميين فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد. مَاتَ بالطاعون فِي صفر سنة أَربع عشرَة وَله ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة، وَكَانَت جنَازَته فِيهَا النَّائِب وَالنَّاس. قلت وَأَظنهُ وَالِد شَيخنَا الزين عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ خَلِيل القابوني فَإِن يكنه فَهُوَ الصّلاح أَبُو الصَّفَا خَلِيل بن سَلامَة بن أَحْمد بن عَليّ. 756 - خَلِيل بن عبد الله خير الدّين البابرتي العنتابي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة ووالد مُحَمَّد / الْآتِي. قَالَ الْعَيْنِيّ قدم من الْبِلَاد الشمالية فِي حُدُود سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة فتنزل بالصرغتمشية واشتغل كثيرا ثمَّ بالبرقوقية فِي أَيَّام الْعَلَاء ثمَّ السَّيْف السيراميين ولازم ثَانِيهمَا فِي الْعُلُوم وَتزَوج ابْنَته، وَكَانَ يعاشر الْأُمَرَاء كثيرا فسعوا لَهُ فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة عِنْد النَّاصِر فَأجَاب وَلكنه لم يتم. مَاتَ وَقد زَاد على السِّتين سنة تسع وَخلف كتبا كَثِيرَة، وَكَذَا قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه انه عين مرّة لقَضَاء الْحَنَفِيَّة فَلم يتم وَزَاد أَنه ولي قَضَاء الْقُدس فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَكَانَ فَاضلا فِي مذْهبه محبا للْحَدِيث وَأَهله مذاكرا بِالْعَرَبِيَّةِ كثير الْمُرُوءَة. 757 - خَلِيل بن عبد الْوَهَّاب بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر صَلَاح الدّين بن نجم الدّين الْأنْصَارِيّ بن الشيرجي /. ولد سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وتفقه قَلِيلا وباشر كثيرا من أوقاف الْمدَارِس كالشامية الجوانية. وَكَانَ قوي

النَّفس كثير الحشمة وَالْكَرم يتَرَدَّد إِلَيْهِ أَعْيَان الْفُقَهَاء وَهُوَ الَّذِي عمر الشاميتين بعد حريقهما فِي فتْنَة اللنك ثمَّ ضعف جَانِبه وَقَوي عَلَيْهِ الْحُكَّام وَصَارَت إِقَامَته بالمجدل وقف الشامية، وَآل أمره إِلَى فقر شَدِيد. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة) أَربع وَعشْرين وَهُوَ آخر من بَقِي من آل بَيتهمْ. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. 758 - خَلِيل بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْجَلِيل الشَّيْخ أَبُو الصَّفَا الْقَرَافِيّ الْمصْرِيّ المقرىء الْحَنْبَلِيّ ظنا وَيعرف بالمشبب بِمُعْجَمَة وموحدتين أولاهما مُشَدّدَة مَكْسُورَة. / ولد سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا سمع من الْبَدْر بالقرافة دهرا طَويلا، وَكَانَ مُنْقَطِعًا بسفح الْجَبَل، وللملك الظَّاهِر برقوق وَغَيره فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير وَيقبل الظَّاهِر شَفَاعَته، وَقد اجْتمعت بِهِ وَسمعت قِرَاءَته وَصليت خَلفه، وَمَا سَمِعت أشجى من صَوته فِي الْمِحْرَاب. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه إِلَّا مولده. زَاد فِي مُعْجَمه: وَكَانَ يرتل الْفَاتِحَة وَيُرْسل فِي السُّورَة. وَمن تلامذته الْمَشْهُورين بِحسن الْقِرَاءَة الزرزاري وَابْن الطباخ وَغَيرهمَا وَقد أثبت السراج بن الملقن اسْمه فِي طَبَقَات الْقُرَّاء لَهُ، وبيض لَهُ وَأما ابْن الْجَزرِي فَإِنَّهُ قَالَ مُحَرر ضَابِط مجود دين صَالح من خِيَار عباد الله رَأَيْته بِمَسْجِد اللؤلؤة من القرافة الصُّغْرَى وَأَخْبرنِي أَنه قَرَأَ على إِبْرَاهِيم الحكري والسراج عمر الدمنهوري، قَرَأَ عَلَيْهِ النُّور عَليّ بن مُحَمَّد بن المهتار والنور عَليّ الضَّرِير إِمَام الشَّافِعِي ومظفر الْقَرَافِيّ وَمُحَمّد الزَّيْلَعِيّ وَعبد الْمُعْطِي مُؤذن خانقاه قوصون، وَألف كراسا فِي النَّحْو، وَهُوَ على خير كثير بَارك الله لَهُ ثمَّ أضرّ وأقعد. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى زَاد المقريزي فِي عقوده فِي ربيع الأول، وَقَالَ غَيرهمَا انه كَانَت لَهُ طَريقَة فِي الْقِرَاءَة مَعْرُوفَة، قَالَ وَكَانَ يُنكر على جمَاعَة من قراء الاجواق بِحَيْثُ أَنه كَانَ إِذا مر بهم وهم يقرؤن يسد أُذُنَيْهِ، وَسيرَته حَسَنَة وطريقته جميلَة وَقد حبس رزقه بالجيزية جعل مآلها للحرمين وَجعل النّظر فِيهَا لقَاضِي الْحَنَابِلَة، وَكَأَنَّهُ حنبلي بل يُقَال إِن الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ جزم بذلك رَحمَه الله ونفعنا ببركاته. 759 - خَلِيل بن عَليّ بن أَحْمد بن بوزبا بِضَم الْمُوَحدَة وَسُكُون الْوَاو وَفتح الزَّاي بعْدهَا مُوَحدَة غرس الدّين الْمصْرِيّ. / ولد فِي سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة وَلم يرْزق السماع على قدر سنه وَلكنه سمع جُزْءا من حَدِيث أبي عَليّ الْحسن بن الْقسم الكوكبي على الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نمير المقرىء الْكَاتِب بن السراج وَحدث بِهِ قَرَأَهُ على شَيخنَا وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَن تكسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ من شُهَدَاء الْقيمَة

أسن جدا وارتعش، وَقَالَ فِي أنبائه أَنه سمع ابْن نمير وَغَيره، وَلَو كَانَ سَمَاعه على قدر سنه لأتى بالعوالي. مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع، وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده. 760 - خَلِيل بن عِيسَى بن عبد الله خير الدّين الْقُدسِي الْحَنَفِيّ وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي وقاضي الْقُدس. مِمَّن وَأخذ عَنهُ ابْنه وَغَيره، وَمَات مسموما فِي سنة إِحْدَى وَاسْتقر بعده فِي قَضَاء الْقُدس موفق الدّين العجمي. 761 - خَلِيل بن فرج بن برقوق الْغَرْس بن النَّاصِر بن الظَّاهِر /. ولد بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة أَربع عشرَة تَقْرِيبًا وَأمه أم ولد. دَامَ بِالْقَاهِرَةِ إِلَى أَن ملك الْمُؤَيد شيخ فَأرْسلهُ هُوَ وَأَخُوهُ مُحَمَّد إِلَى اسكندرية فحبسا بهَا فَأَما مُحَمَّد فَمَاتَ بالطاعون فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأما صَاحب التَّرْجَمَة فَبَقيَ فِي محبسه مُدَّة ثمَّ أطلق وَأذن لَهُ الْأَشْرَف بِالسُّكْنَى بهَا وَأَن لَا يركب إِلَّا لصَلَاة الْجُمُعَة على فرس من خُيُول نائبها وَاسْتمرّ إِلَى أَن رسم لَهُ الظَّاهِر بالركوب وَالنُّزُول وارساله فرسا بقماش ذهب، ثمَّ تكلم فِيهِ عِنْد السُّلْطَان بعض مماليكه بِمَا اقْتضى أَخذ الْخَلِيل وَمنعه من الْخُرُوج من بَاب الْبَحْر أحد أَبْوَاب اسكندرية، وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصَارَ يركب فِي الْمَدِينَة خَاصَّة ثمَّ أذن لَهُ فِي سنة خمس وَخمسين فِي الْخُرُوج من الْبَاب الْمَذْكُور وأنعم عَلَيْهِ بفرس بقماش ذهب، وَلم يلبث أَن رسم لَهُ بِالْحَجِّ فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا فَحَضَرَ إِلَى الْقَاهِرَة فِي نصف شَوَّال فَنزل عِنْد أُخْته خوند شقرا زَوْجَة جرباش المحمدي كرد أحد المقدمين حِينَئِذٍ وطلع إِلَى السُّلْطَان بالقلعة فَقَامَ إِلَيْهِ واعتنقه وَبَالغ فِي إكرامه حَتَّى إِنَّه أجلسه فَوْقه، ثمَّ نزل فَأَقَامَ بِبَيْت أُخْته إِلَى أَن سَافر لِلْحَجِّ، وَكنت هُنَاكَ فرأيته بل كنت أَحْيَانًا أرَاهُ بالدرب، وَلما عَاد كَانَ الظَّاهِر قد خلع نَفسه فِي مَرضه، وَاسْتقر وَلَده الْمَنْصُور فطلع إِلَيْهِ فألبسه كاملية بمقلب سمور ثمَّ عَاد الظَّاهِر فِي مَرضه ثمَّ نزل إِلَى تربة أَبِيه النَّاصِر فرج بالصحراء وَتوجه مِنْهَا امتثالا لِلْأَمْرِ إِلَى ثغر دمياط فِي يَوْمه فَأَقَامَ بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَخمسين، وَدفن عِنْد الشَّيْخ فتح الأسمر ثَمَانِيَة أَيَّام ثمَّ نقل إِلَى الْقَاهِرَة فَدفن بتربة وَالِده فِي الْقبَّة الَّتِي تجاه قبَّة جده الظَّاهِر برقوق، وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة، وَكَانَ فِيمَا قَالَ يُوسُف بن تغري بردى أَخْضَر اللَّوْن إِلَى الطول أقرب نحيف الْبدن أسود اللِّحْيَة عِنْده تمعقل ودهاء وَمَعْرِفَة مَعَ كبر وجبروت واسراف على نَفسه وانهماك فِي اللَّذَّات عَفا الله عَنهُ. 762 - خَلِيل بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم غرس الدّين الْعَطَّار الْمقري /. ولد سنة خمس وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة وعرضها فِي سنة تسع عشرَة على

الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والعز بن جمَاعَة والبرهان البيجوري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ والشهاب أَحْمد بن عبد الله القلقشندي وأجازوا ل واشتغل يَسِيرا وتعانى قِرَاءَة الجوق فَتقدم فِيهَا، وَصَارَ أحد الْأَفْرَاد استجازه بعض الطّلبَة لبَعض الْأَوْلَاد وَأَظنهُ تَأَخّر إِلَى بعد السِّتين. 763 - خَلِيل بن مُحَمَّد بن خَليفَة بن عبد العال الحسباني ابْن عَم الشهَاب / الْمَاضِي وصهره على ابْنَته. ولي قَضَاء حسبان وَكَانَ خيرا دينا ورث من أَبِيه مَالا جزيلا غرم أَكْثَره فِي تَزْوِيج ابْنة عَمه الْمَذْكُور ثمَّ كَانَ آخر أمره أَن طلقت مِنْهُ. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. 764 - خَلِيل بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ أبي مَدين عَليّ بن أَحْمد الرَّمْلِيّ ثمَّ الْمَقْدِسِي / الْآتِي جده. مِمَّن أَخذ عني 765 -. خَلِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن الْحَافِظ غرس الدّين وَصَلَاح الدّين أَبُو الصَّفَا وَأَبُو الْحرم وَأَبُو سعيد الاقفهسي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالأشقر وبالأقفهسي. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا. وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن واشتغل بالفقه قَلِيلا وَكَذَا اشْتغل بالفرائض والحساب وَالْأَدب وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وقتا ثمَّ أحب الحَدِيث قبيل التسعين وَتوجه لطلبه حَتَّى سمع الْكثير من الْكتب والأجزاء بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره بِالْقَاهِرَةِ ومصر على خلق كثيرين كعزيز الدّين المليجي وَصَلَاح الدّين البلبيسي وتقي الدّين بن حَاتِم والشهاب المنفر وَالصَّلَاح الزفتاوي وَأبي الْفرج بن الشيخة والتاج الصردي وَالشَّمْس الْمُطَرز وَمَرْيَم الأذرعية. ثمَّ حج فِي سنة خمس وَتِسْعين وجاور فَسمع بِمَكَّة من شيوخها كَابْن صديق وَابْن سكر. وَكَانَ عسرا فِي التحديث فَلم يزل يتلطف بِهِ حَتَّى سهل الله لَهُ. وَكَذَا سمع بِالْمَدِينَةِ من جمَاعَة ثمَّ قدم دمشق فِي سنة سبع وَتِسْعين فَأدْرك بهَا الشَّبَاب أَحْمد ابْن الْعِزّ وَأَبا هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ فَأكْثر عَنْهُمَا وَعَن غَيرهمَا، وَسمع الْكثير من حَدِيث السلَفِي بِالسَّمَاعِ الْمُتَّصِل وبالاجازة الْوَاحِدَة ثمَّ قدم الْقَاهِرَة سنة ثَمَان وَتِسْعين فَسمع بهَا الْكثير أَيْضا مرافقا لشَيْخِنَا وَغَيره. وسافر صُحْبَة شَيخنَا إِلَى مَكَّة فِي الْبَحْر فطلع هُوَ من جدة وَتوجه شَيخنَا وَغَيره. وسافر صُحْبَة شَيخنَا إِلَى مَكَّة فِي الْبَحْر فطلع هُوَ من جدة وَتوجه شَيخنَا إِلَى الْيمن فجاور سنة ثَمَانمِائَة وَأقَام بهَا الَّتِي تَلِيهَا لنذر كَانَ نَذره وَهُوَ إِن ملك ألف دِرْهَم فضَّة أَن يجاور سنة. فَلَمَّا لقِيه شَيخنَا فِي الْحَج سنة ثَمَانمِائَة أَخذ لَهُ من الشهَاب الْمحلي التَّاجِر ألف دِرْهَم فضَّة فَلَمَّا قبضهَا أعلمني بنذره وجاور ثمَّ رَحل إِلَى دمشق مرّة ثَانِيَة فَأَقَامَ بهَا وَقدم عَلَيْهِ شَيخنَا فرافقه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَرجع مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ حج فِي سنة أَربع وجاور سنة خمس فَلَقِيَهُ شَيخنَا فِي) آخرهَا مستمرا على مَا يعهده من الْخَيْر وَالْعِبَادَة والتخريج والافادة وَحسن

الْخلق وخدمة الاصحاب وَخرج وَهُوَ بهَا لِلْحَافِظِ الْجمال بن ظهيرة معجما وبالقاهرة للمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ مشيخة وَاسْتمرّ مجاورا بهَا من تِلْكَ السّنة نَحْو سبع سِنِين مُتَوَالِيَة غير أَنه كَانَ زار الْمَدِينَة من مَكَّة ثَلَاث مرار وزار الطَّائِف مرّة وَلما حج فِي سنة إِحْدَى عشرَة توجه مَعَ قافلة عقيل إِلَى الحسا والقطيف لالزام بعض أَصْحَابه لَهُ بذلك وَركب الْبَحْر إِلَى كنباية من الْهِنْد ثمَّ رَجَعَ إِلَى هرموز ثمَّ جال فِي بِلَاد الْمشرق فَدخل هراة وسمرقند وَغَيرهمَا وَصَارَ يُرْسل كتبه إِلَى مَكَّة بالتشوق إِلَيْهَا وَإِلَى أَهله وَخرج الْكثير لنَفسِهِ وَغَيره سوى مَا تقدم فمما خرجه لنَفسِهِ المتباينات قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه فبلغت مائَة حَدِيث، وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه رام إكمالها مائَة فَرَأَيْت بِخَطِّهِ تسعين وَأَحَادِيث الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة، وَمِمَّا خرجه لغيره مَا عمله للزين أبي الْفرج بن الشيخة وَهُوَ أَرْبَعُونَ حَدِيثا من مسموعه فِي الْأَدْعِيَة والأذكار سَمَّاهَا شعار الْأَبْرَار وَلست الْفُقَهَاء ابْنة أخي الْحَافِظ عماد الدّين بن كثير أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ صحابيا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا من شُيُوخ مَشَايِخ الْأَئِمَّة السِّتَّة عَن أَرْبَعِينَ شَيخا أَجَازُوا لَهَا، وَحدث كل مِنْهُمَا بذلك ونظم الشّعْر الْوسط ثمَّ جاد شعره فِي الغربة وطارح شَيخنَا مرَارًا بعدة مقاطيع وَتخرج بِهِ جمَاعَة كَابْن مُوسَى والتقي بن فَهد، وَحدث باليسير، قَالَ التقي الفاسي: انه صَار يتَرَدَّد من هرموز إِلَى بِلَاد الْعَجم للتِّجَارَة وَحصل دنيا قَليلَة ثمَّ ذهبت مِنْهُ وَلم يتكسب مثلهَا حَتَّى مَاتَ قَالَ وَكَانَ ماهرا فِي معرفَة الْمُتَأَخِّرين والمرويات والعوالي مَعَ بصارة فِي الْمُتَقَدِّمين ومشاركة فِي الْفِقْه والعربية وَمَعْرِفَة حَسَنَة للفرائض والحساب وَالشعر، وَله نظم كثير حسن وتخاريج حَسَنَة مفيدة لنَفسِهِ ولغير وَاحِد من شُيُوخه وأقرانه، قَالَ وَكَانَ حسن الْقِرَاءَة وَالْكِتَابَة والأخلاق ذَا مُرُوءَة كَبِيرَة وديانة وَقد تبصر فِي الحَدِيث كثيرا بالزين الْعِرَاقِيّ وبولده الْوَلِيّ وبالحافظ الهيثمي وبمذاكرة الحذاق من الطّلبَة وَالنَّظَر فِي التَّعَالِيق والكتب حَتَّى صَار مَشْهُور الْفضل وسمعته يذكر أَنه سمع حَدِيث السلَفِي مُتَّصِلا بِالسَّمَاعِ على عشرَة أنفس وَحَدِيث الحجار على أَزِيد من أَرْبَعِينَ نَفرا من أَصْحَابه وَلم يتَّفق لنا مثل ذَلِك، سَمِعت عَلَيْهِ بِقِرَاءَة صاحبنا الْحَافِظ ابْن حجر شَيْئا يرويهِ من حَدِيث السلَفِي مُتَّصِلا مِمَّا قَرَأَهُ الْحَافِظ على مَرْيَم بإجازتها من الواني شيخ شَيْخه وشيئا من حَدِيث الْفَخر بن البُخَارِيّ بإجازته الْعَامَّة للموجودين بِدِمَشْق من ابْن أميلة وَكَانَ بهَا حِين الاجازة وَذَلِكَ بقرية الْمُبَارك من وَادي نَخْلَة الشامية وَسمعت مِنْهُ أَشْيَاء) من شعره لَا تحضرني الْآن وَقَرَأَ عَليّ بعض تواليفي فِي تَارِيخ مَكَّة وَكثر أسفنا على

فِرَاقه ثمَّ مَوته، وَكَانَ مَوته فِي آخر سنة عشْرين ظنا غَالِبا بيزد من بِلَاد الْعَجم فِي مسلخ الْحمام عقب خُرُوجه من الْحمام قَالَ وبلغنا نعيه بِمَكَّة فِي موسم سنة إِحْدَى وَعشْرين، وَوَصفه شَيخنَا فِي مُعْجَمه بالمحدث الْمُفِيد الْحَافِظ قَالَ وَله تعاليق وفوائد وَمَا زَالَ مُنْذُ طلب فِي ازدياد وَهُوَ أمثل رفقتنا مُطلقًا وَقد انتفعت بثبته وأجزائه وَقَالَ انه سمع من لَفظه جُزْءا من حَدِيث الاسواري عَن حكايات الصّقليّ بِسَمَاعِهِ لَهُ على أَحْمد بن أَيُّوب بن المنفر أنابه الواني وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ الفاسي، وأرخ وَفَاته فَجْأَة فِي ذِي الْحجَّة سنة عشْرين وَوصل الْخَبَر بهَا فِي الَّتِي يَليهَا فأرخه بَعضهم فِيهَا وَهُوَ عِنْد الفاسي وَفِي عُقُود المقريزي. 766 - خَلِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن غرس الدّين الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ اللبان وَيعرف بِابْن الجوازة بجيم مَفْتُوحَة ثمَّ وَاو مُشَدّدَة بعْدهَا زَاي ثمَّ هَاء. / ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة على مَا يَقْتَضِيهِ سَمَاعه فَإِنَّهُ سمع فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة من أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْعِمَاد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الحميد الْمَقْدِسِي الأول من أول حَدِيث ابْن السماك وَكَذَا سمع من عمر بن أَحْمد الجرهمي وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء ولقيته بصالحية دمشق فَقَرَأت عَلَيْهِ الْجُزْء الْمعِين وَغَيره، وَكن خيرا مثابرا على الْجَمَاعَات مُقبلا على شَأْنه. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَخمسين بالصالحية وَدفن بسفح قاسيون. وَمضى أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن شعْبَان الصَّالِحِي الْعَطَّار وَيعرف بِابْن الجوازة. وَسَيَأْتِي فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن شعْبَان وهما أَخَوان، وَكَانَ أَولهمَا عَم صَاحب التَّرْجَمَة وَالْآخر أَبوهُ. وَحِينَئِذٍ فَحسن فِي نسبه غلط. 767 - خَلِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود صَلَاح الدّين بن نَاصِر الدّين بن شمس الدّين ابْن نور الدّين الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي عَم الْجمال مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف بِابْن السَّابِق. ولد بعيد الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بحماة، وَنَشَأ بالمعرة لكَون أَبِيه كَانَ مباشرا بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّيْخ يُوسُف الَّذِي ولي قضاءها بعد والتنبيه على قاضيها وعالمها الملحة فِي النَّحْو والمتقنة فِي الْفَرَائِض، وتدرب فِي توقيع الانشاء بقريبه الناصري بن الْبَارِزِيّ وَفِي الْحساب بالشرف مُوسَى مُسْتَوْفِي حماة فبرع فيهمَا جدا وترقى فِي المحاسن حَتَّى صَار من أَفْرَاد زَمَانه ديانَة وعقلا وجودة ومروءة وَمَكَارِم أَخْلَاق وعفة وعظمة عِنْد الْمُلُوك وَقد بَاشر نظر الدِّيوَان بحماة فَكَانَ النواب من تَحت أمره وَلَا يتقدمه أحد عِنْدهم وَمكث فِي كِتَابَة سرها خمْسا وَعشْرين

سنة، وَاسْتقر بِهِ الظَّاهِر جقمق لسابق خُصُوصِيَّة لَهُ بِهِ فِي نظر جَيش حلب فباشرها نَحْو خَمْسَة أشهر ثمَّ استعفى، وَرجع إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بهَا بطالا نَحْو سنة ثمَّ ولاه الظَّاهِر أَيْضا كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق فِي أَوَائِل سنة أَربع وَأَرْبَعين فباشرها نَحوا من ثَلَاث عشرَة سنة، وحمدت مباشراته كلهَا حَتَّى قَالَ الونائي أَنه رجل صَالح وَالله رافقته بِدِمَشْق مُدَّة فَمَا سمعته قطّ يتَكَلَّم فِي دَار الْعدْل إِلَّا بِمَا يخلصه من الله تَعَالَى، وَقَالَ لي ابْن أَخِيه وَالله مَا أعلم أَنه غش مُسلما وَلَا استشاره أحد إِلَّا وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِمَا يُشِير بِهِ على نَفسه وَذكر لي من أَوْصَافه مَا يشْهد لوفور رياسته وديانته، وَقَالَ غَيره أَنه كَانَ من محَاسِن الدُّنْيَا لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من الحشمة والرياسة والتواضع والبشاشة وَالدّين مَعَ حسن الشكل. مَاتَ مُنْفَصِلا عَن كِتَابَة السِّرّ بعد مرض طَوِيل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَخمسين وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله وإيانا. وَغلط من سَمَّاهُ مُحَمَّدًا. 768 - خَلِيل بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن سُلَيْمَان العباسي القاهري ابْن أخي أَمِير الْمُؤمنِينَ الْعِزّ عبد الْعَزِيز / الْآتِي. ولد فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين وَقدم مَكَّة لِلْحَجِّ بحرا فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين فاجتهد فِي الْعِبَادَة مُنْفَردا متجردا على طَريقَة التَّوَاضُع وَالْخَيْر وَالْأَدب وصحبته صاحبنا الشهَاب الْقُسْطَلَانِيّ وتكرر اجتماعي مَعَه فِي الطّواف وَغَيره، وأعلمني أَنه لم يحجّ أحد من الْخُلَفَاء المصريين وَأَبْنَائِهِمْ إِلَّا يحيى بن المستعين بِاللَّه العباسي الْآتِي 769 -. خَلِيل بن مُحَمَّد الجندي الصُّوفِي بالخاتونية المقرىء / جمع السَّبع على الشّرف خَادِم السميساطية وأقرأ. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث عشرَة، أرخه شَيخنَا فِي أنبائه. 770 - خَلِيل بن هرون بن مهْدي بن عِيسَى بن مُحَمَّد أَبُو الْخَيْر الصنهاجي الجزائري المغربي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة /. اشْتغل بِبِلَاد الغرب بِالْعَرَبِيَّةِ وَغَيرهَا، وَلَقي هُنَاكَ جمعا من الْعلمَاء والصلحاء فحفظ عَنْهُم وَعَمن لقِيه بالديار المصرية والشامية والحجازية أَخْبَارًا حَسَنَة من حكايات الصَّالِحين، وَانْقطع بِمَكَّة نَحْو عشْرين سنة وَتزَوج بهَا زَيْنَب ابْنة اليافعي، وَقَرَأَ بِمَكَّة الْكثير على ابْن صديق والزين المراغي وَالْقَاضِي على النويري والشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي وَأبي الْيمن الطَّبَرِيّ وَغَيرهم وبالمدينة على إِبْرَاهِيم بن فَرِحُونَ وَسليمَان السقا وَجَمَاعَة وببيت) الْمُقَدّس على أبي الْخَيْر بن العلائي وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد القرمي، وَعلي بن مُحَمَّد بن أَحْمد البعلي وَإِبْرَاهِيم وَمُحَمّد ابْني إِسْمَاعِيل القلقشندي وَطَائِفَة بِالْقَاهِرَةِ على السراج البُلْقِينِيّ

وباسكندرية على عبد الله بن أبي بكر الدماميني وَمُحَمّد بن يُوسُف بن أَحْمد السلار، وَكَانَ قد قَرَأَ بتونس على ابْن عَرَفَة، وَأَجَازَ لَهُ خلائق وَخرج لَهُ رَفِيقه الْجمال بن مُوسَى فهرستا لبَعض مسموعاته والتقط هُوَ مَا فِي الْكتب من الْأَحَادِيث القدسية وَجمع كتابا فِي الاذكار والدعوات سَمَّاهُ تذكرة الْأَعْدَاد لهول يَوْم الْمعَاد وَهُوَ كتاب جليل الْحسن كثير الْفَوَائِد وَاخْتَصَرَهُ. وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار جدا فَقَالَ اشْتغل بِالْعلمِ وَقَرَأَ الحَدِيث لَقيته بِمَكَّة قَدِيما وَسمعت من فَوَائده انْتهى. وأغفله الفاسي من تَارِيخ مَكَّة وبيض لَهُ المقريزي فِي عقوده فاستدركه ابْن فَهد على أَولهمَا. وَمَات فِي ثامن رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَدفن بِالبَقِيعِ وَقد قَارب السِّتين. خَلِيل بن أبي الهول. / فِي ابْن أبي البركات. 771 - خَلِيل بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم التَّاجِر صهر أخي أبي بكر ووالد أَحْمد الْمَاضِي. كَانَ منجمعا على النَّاس مُقبلا على معيشته وشأنه مسيكا مَعَ نوع توسعة. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين عَفا الله عَنهُ. 772 - خَلِيل بن الْوَزير جمال الدّين بن بِشَارَة الدِّمَشْقِي /. كَانَ شَابًّا فطنا ذكيا محبا للتاريخ جمع تَارِيخا وَكَانَ يؤرخ الْحَوَادِث ويضبطها ويذاكر بأَشْيَاء حَسَنَة إِلَّا أَنه مقبل على اللَّهْو. مَاتَ قبل الكهولة فِي سنة خمس عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 773 - خَلِيل الْغَرْس الكناوي نِسْبَة لكفر كُنَّا الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَظُنهُ الْمَعْرُوف باللدي / فَإِن يكنه فقد ولي مشيخة الاقراء بِجَامِع بني أُميَّة بعد الزين خطاب وَكَذَا بدار الحَدِيث الأشرفية وَأم بمقصورة الْجَامِع نِيَابَة وتلقي ذَلِك عَنهُ بعد مَوته الشهَاب الرَّمْلِيّ وَكَانَ قد أَخذ الْعشْر عَن الشَّمْس بن النجار ولازمه وَشرح قصيدة ابْن الْجَزرِي فِي التجويد وَأكْثر الِاشْتِغَال فِي المعقولات حَتَّى برع فِيهَا وأقرأ الطّلبَة. خَلِيل غرس الدّين الْمَقْدِسِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي الذَّهَبِيّ المقرىء مِمَّن لَازم عبد النَّبِي المغربي بل أَخذ عَن البقاعي حِين كَانَ بِدِمَشْق كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعه قَوْله: (كريم الدّين لَا تبخل بوصل ... ورق لعبد رق فِيك مضنى) ) (وَيَا قلبِي وَيَا كَبِدِي اسعفاني ... إِذا لم يرضني عبدا فَأَنِّي) (خَلِيل الْأَذْرَعِيّ. فِي ابْن عبد الله. ... خَلِيل البابرتي. فِي ابْن عبد الله.) خَلِيل التوريزي نَائِب اسكندرية وَيعرف بالشجاري، انْفَصل عَن النِّيَابَة فِي سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة أَو بعْدهَا بالبدر حسن بن محب الدّين الطرابلسي. خَلِيل صَاحب شماخي. فِي ابْن إِبْرَاهِيم. خَلِيل اليوسفي المهمندار. يَأْتِي فِي قانباي. 776 - خَمِيس جرباش الحسني مولى السَّيِّد حسن بن عجلَان الْقَائِد الْمَكِّيّ /. مَاتَ

خَارج مَكَّة فِي رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها. أرخه ابْن 777 - فَهد خنافر بن عقيل بن وبير الحسني / أَمِير الينبوع. وَليهَا بعد هجان بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بعد سنة سِتِّينَ ثمَّ انْفَصل بِسبع بن هجان ثمَّ أُعِيد إِلَى أَن قتل فِي مناطحة بَينه وَبَين سبع فِي سنة خمس وَسبعين. 778 - خير بك وَقد تثبت فِيهِ الْألف بعد الْمُعْجَمَة من حتيب لَا حَدِيد كَمَا هُوَ على الْأَلْسِنَة الأشرفي برسباي: / صَار من بعد أستاذه فِي أَيَّام وَلَده خاصكيا وخازندارا صَغِيرا ثمَّ قربه الظَّاهِر جقمق لديانته إِلَى أَن جعله فِي أَوَاخِر دولته دوادارا صَغِيرا ثمَّ جعله الْأَشْرَف أَمِير عشرَة ثمَّ الْأَشْرَف قايتباي وَكَانَت بَينهمَا خُصُوصِيَّة أَمِير طبلخاناه ثمَّ صيره أحد المقدمين، فَلَمَّا قتل الدوادار يشبك من مهْدي سَأَلَ فِي اقطاع تقدمته مَعَ وظيفته فحنق مِنْهُ إِمَّا لعلمه بِمَا كَانَ بَينهمَا من التنافر حِين نقض مَا كَانَ انبرم مَعَ سوار حَتَّى أذعن للنزول إِلَيْهِم وَأدّى ذَلِك إِلَى لكم الدوادار لَهُ بِحَيْثُ سَقَطت بخفيفته وَلم ينتطح فِيهَا شَاتَان أَو لغير ذَلِك ثمَّ بعث إِلَيْهِ فِي الْحَال نَفَقَة الْخُرُوج إِلَى السّفر فقبلها لظَنّه اجابته فِيمَا سَأَلَ فِيهِ وَتصرف فِي معظمها فَلم يُحَقّق الْمَنْع امْتنع من السّفر وشافه السُّلْطَان بِمَا زَاده مِنْهُ حنقا ثمَّ توجه إِلَى قريب جَامع قيدان بالسبيل الَّذِي أنشأه هُنَاكَ فَأَقَامَ بِنَاء على أَنه يتْرك ويخلي سَبيله، وَبلغ السُّلْطَان فَبعث من أحضرهُ إِلَيْهِ، ثمَّ أودعهُ البرج واستحضر بركه ويرقه فَلم ير كَبِير شَيْء فَسَأَلَهُ عَن المَال الَّذِي بعث بِهِ إِلَيْهِ ووبخه فِي الْمَلأ وَهُوَ مَعَ ذَلِك قوي الْجنان ثَابت الجأش يتَكَلَّم بالمخاشنة حَتَّى كَانَ من كَلَامه أَنا لَا حَاجَة لي فِي الامرة وَلَا فِي الدُّخُول فِيمَا لَا يعنيني فَأَعَادَهُ إِلَى البرج بسكن نَائِب القلعة وَقَالَ حِينَئِذٍ لبَعض أَصْحَابه والمصحف بَين يَدَيْهِ قد جعلت الْأَمر بِهِ فِي جَانب وَتركهَا وَطلب الْآخِرَة فِي جَانب واستخرت الله مرَارًا فَلم ينشرح خاطري لغير التّرْك وَلما قَالَ مَا تقدم أخرجه مُقَيّدا) فِي الْحَدِيد إِلَى دمشق صُحْبَة الاتابك أزبك فسجن بقلعتها وَقَالَ لي لم أكن فِي حَالَة أرْضى عَن الله عز وَجل فِيهَا من تِلْكَ، إِلَى أَن أفرج عَنهُ وَبعث بإكرامه واحترامه ورسم لعائلته هُنَا بِخَمْسِمِائَة دِينَار وَله من قلعة دمشق بِأَلف دِينَار وَأَن يتَوَجَّه لمَكَّة فَتوجه لَهَا صُحْبَة الركب الشَّامي فوصلها وَكنت هُنَاكَ فَأَقَامَ بهَا على طَرِيقَته فِي الْعِبَادَة الزَّائِدَة والاشتغال بِالذكر والمذاكرة وَفِي أثْنَاء ذَلِك توجه لزيارة الطَّائِف وأجهد نَفسه فِي الطّواف وَالْقِيَام إِلَى أَن تعلل بِمَرَض حاد مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ دخل عَلَيْهِ الاسهال، وَمَات فِي منتصف ربيع الأول سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة

وَكَانَ قد كتب الْخط الْجيد واشتغل بالقراءات وبالفقه وأصول الدّين، وَكَانَ يفهم فِيهِ فِي الْجُمْلَة لَكِن رُبمَا توغل وأبرز أَمْثِلَة لَو سكت عَنْهَا كَانَ أولى بِهِ وحرص كل الْحِرْص على أذكار وأوراد وألفاظ يَأْتِي بهَا ملحنة وَيسْتَعْمل الْأَوْلَاد وَنَحْوهم فِي حفظهَا، كل ذَلِك مَعَ الْعقل ومزيد الدّيانَة والصدع بِالْحَقِّ والشجاعة والسياسة وَالتَّدْبِير ومحبة الْعلم وَالْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ ومزيد الْأَدَب مَعَهم والتودد إِلَى النَّاس وَالْكَرم وَالْبر وَحسن السمت والفصاحة والبهاء، ومحاسنه كَثِيرَة وَهُوَ فَرد فِي أَبنَاء جنسه وَمن آثاره السَّبِيل الَّذِي أنشأه وَالْمَسْجِد والمكتب بِالْقربِ من جَامع الماس وَالْجَامِع الأنيق بزقاق حلب. وَكَذَا بَيت سكنه بِهِ وَمَا اخترعه بمقعده من الوزرات الرخام الدقي والعمد المموهة زِيَادَة على الْمُعْتَاد وَالْمَكَان الَّذِي عمله بالفيوم وَسَماهُ بالروضة اشْتَمَل على مزدرع قصب وَفَاكِهَة وبستان عَظِيم ومعصرة قصب وطاحون فاسي يَدُور بِالْمَاءِ بِدُونِ دَوَاب، وَصَارَ بَلَدا بِهِ مكَاتب أَطْفَال وَغَيرهَا وَفِيه خطْبَة واجراؤه المَاء بخليج كمل حفره ووسعه وَصَارَ مُتَّصِلا من الْيَمَانِيّ إِلَى الْمحلة قبل أَوَائِل جَرَيَانه بشهرين، وانتفع النَّاس بِهِ كثيرا، إِلَى غير ذَلِك من الدُّرُوس بالحرمين والقرب بهما وبغيرهما مِمَّا لم يشْتَرك مَعَه غَيره فِيهَا، وَقد جَلَست مَعَه كثيرا بل وَحضر عِنْدِي عدَّة مجَالِس بِمَكَّة كَانَ يجلس فِيهَا بِدُونِ حَائِل ويمنعني من ذَلِك رَغْبَة فِي مزِيد الْأَدَب وتعظيما للْعلم وَحَمَلته وَأحسن إِلَيّ بِمَا يثيبه الله عَلَيْهِ مَعَ الِاعْتِذَار، وَقد تزوج خَدِيجَة ابْنة الاتابك جرباش وَأمّهَا خوند شقرا ابْنة النَّاصِر وَله مِنْهَا السِّت فَاطِمَة صاهره عَلَيْهَا جَانِبك حبيب وبواسطتها كَانَ أَمر صدقاته منتظما بعض انتظام وَمَاتَتْ أمهَا فِي حَيَاته وَتزَوج حظية الظَّاهِر جقمق وَمَاتَتْ بعد إِخْرَاجه من الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. وترجمته عِنْدِي أبسط من هَذَا رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة.) ::: 779 - خير بك الأشرفي برسباي البهلوان /. تَأمر عشرَة فِي دولة إينال ثمَّ نَفَاهُ الظَّاهِر خشقدم إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ صَار من مقدمي دمشق. وَمَات فِي وقْعَة سوار فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ فِي عشر السِّتين. 780 - خير بك الأشرفي /. اسْتَقر فِي نظر الْحَرَمَيْنِ ونيابة الْقُدس بعد دقماق. 781 - خير بك الأشرفي اينال / أحد العشرات وَيعرف بغمغم. مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين. 782 - خير بك الظَّاهِرِيّ خشقدم. أَصله من مماليك سودون قرقاش فَاشْتَرَاهُ الظَّاهِر فِي أَيَّام إمرته وَعَمله بعد مُدَّة خازنداره وَلما تسلطن جعله من جملَة الخازندارية

الصغار ثمَّ أمره عشرَة ودام بِهِ على الخازندارية إِلَى أَن نَقله إِلَى الدوادارية الثَّانِيَة فِي شَوَّال سنة سبعين عوض جَانِبك كوهيه، وسافر فِيهَا أَمِير الْمحمل بعد أَن تزوج ابْنة الجمالي نَاظر الْخَاص بن كَاتب حكم واستولدها وحجت مَعَه، وَصَارَ هُوَ والشهباني حفيد الْعَيْنِيّ الْمرجع بِحَيْثُ كَانَا كفرسي رهان بل كَانَ عِنْد موت أستاذه عَظِيم الممالك الظَّاهِرِيَّة الخشقدمية والمتكلم عَنْهُم وَلذَا كَانَت ولَايَة الظَّاهِر بلباي بِرَأْيهِ وتدبيره وَلم يكن لَهُ مَعَه فِي مدَّته سوى الِاسْم ثمَّ نَقله الظَّاهِر تمربغا للدوادارية الْكُبْرَى فكافأه بالوثوب عَلَيْهِ وَأخذ أَتْبَاعه ممحاة الْملك والدرقة مِنْهُ وسلموهما لصَاحب التَّرْجَمَة وأجلسوه مَوضِع السُّلْطَان وَقيل إِنَّه سلطنوه وقبلوا لَهُ الأَرْض ولقبوه بالعادل وَنزل إِلَى الاسطبل السلطاني بخجداشيته الاجلاب مترقبا من يَجِيئهُ من غَيرهم مِمَّن كَانَ متواعدا مَعَه فخذلوه فَغير نقابه والتفت إِلَى جِهَة الظَّاهِر حِين علم الْعَجز وَالْغَلَبَة كل ذَلِك لَيْلًا وكف عَنهُ الظَّاهِر من رام قَتله وَلَكِن حَبسه بالخزانة الصَّغِيرَة من المقعد وَمَا تحرّك إِلَّا والأشرف قايتباي سُلْطَانا وبادر لحبس خير بك بالركب خاناه وَأخذ فِي جلب الْأَمْوَال من قبله ثمَّ أرسل بِهِ إِلَى اسكندرية فسجن بهَا إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ بالتوجه لمَكَّة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة على خير من اشْتِغَال وَنَحْوه ثمَّ شفع فِيهِ ليَكُون بِبَيْت الْمُقَدّس فأجيبت وَبلغ اصهاره ضعفه فَتوجه إِلَيْهِ نَاظر الْجَيْش وَأَخُوهُ ومعهما أختهما زَوجته لتقيم عِنْده فَكَانَ وصولهم إِلَى بلد الْخَلِيل فِي أَوَائِل ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة فطرقهم الْخَبَر بِأَنَّهُ على خطر فَأَسْرعُوا إِلَيْهِ فأدركوه بآخر رَمق فأقاموا عِنْده يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ وَمَات، وَقد كنت فِي رَكبه مُتَوَجها إِلَى مَكَّة حَال عزه فَرَأَيْت مِنْهُ إِكْرَاما ومزيد أدب وَحسن عشرَة وَفهم عَفا الله عَنهُ.) ::: 783 - خير بك القصروي /. صَار بعد موت أستاذه من جملَة المماليك السُّلْطَانِيَّة إِلَى أَن ولاه الْأَشْرَف اينال ولَايَة الْقَاهِرَة فتمول بِحَيْثُ سعى فِي نِيَابَة القلعة حَتَّى وَليهَا ثمَّ فِي نِيَابَة غَزَّة فَلم تطل مدَّته فِيهَا، وَنقل إِلَى نِيَابَة صفد فَلم يلبث أَيْضا أَن انْفَصل عَنْهَا لعدم وفائه بِمَا وعد بِهِ فِي هَذِه الولايات وَنقل إِلَى إمرة بطرابلس، ثمَّ وَقعت لَهُ محن وتخومل وافتقر إِلَى أَن مَاتَ. 784 - خير بك المؤيدي / شيخ الأجرود. صَار بعد أستاذه خاصكيا إِلَى أَن نَفَاهُ الْأَشْرَف إِلَى الشَّام حمية لجانبك اليشبكي جحا ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بإمرة هُنَاكَ ثمَّ جعله الظَّاهِر من مقدميها ثمَّ اتابكها ثمَّ أمْسكهُ فِي سنة سِتّ وَخمسين وحبسه لأمر

حرف الدال المهملة

اقْتَضَاهُ وَلم يلبث أَن أطلقهُ، وَأقَام بِدِمَشْق بطالا إِلَى أَن طلبه فألبسه نِيَابَة طرسوس وَهُوَ متكره ثمَّ أَعْفَاهُ إِلَى أَن أعطَاهُ تقدمة دولات بِأَيّ المؤيدي وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بعد مرض طَوِيل فِي ربيع الآخر سنة تسع وَخمسين وَهُوَ فِي حُدُود السِّتين بدراه المواجهة لمصلى المؤمني وَصلى عَلَيْهِ بالمصلي الْمَذْكُور وَلم يحضر السُّلْطَان وَلَا ابْنه 785 -. خير بك المؤيدي شيخ الْأَشْقَر /. كَانَ من صغَار المماليك المؤيدية وطالت أَيَّامه فِي الجندية وأمراء الاخورية الصغار إِلَى أَن عمله الظَّاهِر جقمق من الدوادارية الصغار ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ من رُءُوس النوب، وَحج أَمِير الأول وقتا ثمَّ صيره الْأَشْرَف اينال أميراخور ثَانِي حَتَّى مَاتَ فِي مستهل شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَقد جَازَ السِّتين. 786 - خير بك النوروزي نوروز الحافظي. / مَاتَ بعد عَزله عَن نِيَابَة صفد ثمَّ توجهه إِلَى دمشق أَمِيرا بهَا فِي أَوَائِل ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ بِدِمَشْق وَكَانَ قد ولي عدَّة ولايات مثل أتابكية غَزَّة ثمَّ صفد كل ذَلِك بالبذل وَإِلَّا فمرتبته فِيمَا قيل لم تبلغ ذَلِك عَفا الله عَنهُ. 788 - خير بك / أَمِير نَاب فِي غَزَّة وَأعْطى تقدمة قتل فِي سنة أَربع عشرَة أرخه شَيخنَا فِي أنبائه خير الذَّهَبِيّ معلم الدلالين بجدة، كَانَ مولى لنائبها جَانِبك فَإِنَّهُ اشْتَرَاهُ من سَيّده أحد أهل دَار الضَّرْب لما ادَّعَاهُ حِين معلميته وَله بِمَكَّة داران حبس إِحْدَاهمَا على معتقيه مَعَ إنهماكه وميله للضعفاء. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. (حرف الدَّال الْمُهْملَة) 789 - دَاوُد بن إِبْرَاهِيم الصَّيْرَفِي وَالِد نور الدّين عَليّ الْحَنَفِيّ. / كَانَ صيرفي الْمُفْرد والدولة مَعًا ثمَّ اقْتصر بِهِ على الدولة وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَخمسين، وَلَعَلَّه كَانَ خيرا من وَلَده. 790 - دَاوُد بن أَحْمد بن سبأ صارم الدّين الوصابي الأَصْل اليمني الْمَكِّيّ السَّقطِي / أحد أَصْحَاب عمر العرابي والقائم بعده فِي حلقته بِالْحرم بعد موت مُوسَى الجبرتي الْقَائِم عَن شيخهما وَله فِيهِ مدائح كَثِيرَة إِلَى أَن توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَدفن بِالْقربِ مِنْهُ، وَكَانَ سقطيا يتكسب بِبيع السفط بسوق الندا ضَعِيف الْحَال إِلَى أَن صحب الْمشَار إِلَيْهِ وَاتفقَ انه وَقعت لَهُ هفوة فَجعل عَلَيْهِ شَيْخه نَحْو خمسين مِثْقَالا للْفُقَرَاء فبذلها بِطيب نفس وَفرقت عَلَيْهِم فَعَادَت عَلَيْهِ بركته وَلم تتمّ السّنة حَتَّى ربح فِي سقط بائر كَانَ عِنْده حَملَة فاتسعت دائرته وَصَارَ لَا يرد فَقِيرا من عَطاء أَو قرض ويتمنى أَن شَيخنَا يَأْخُذ مثل لما شَاهده من الْبركَة. ذكره ابْن فَهد.

791 - دَاوُد بن أَحْمد بن عَليّ بن حَمْزَة نجم الدّين البقاعي الدِّمَشْقِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الشَّاهِد. / ولد بعد الْعشْرين ثمَّ بَلغنِي أَنه حَرَّره سنة أَربع وَعشْرين، وَسمع على الْحجاز ثَلَاثَة مجَالِس من أمالي أبي جَعْفَر بن البخْترِي وَحدث بِهِ قرأته عَلَيْهِ. وَمَات فِي شعْبَان سنة ثَلَاث. قَالَه شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. 792 - دَاوُد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن شمس بن عبد الله الْبَيْضَاوِيّ الْمَكِّيّ الزمزمي أَخُو أبي الْفَتْح / وَأحد المؤذنين العريضي الْأَصْوَات. مَاتَ بِمَكَّة عَن إنابة فِي الْمحرم سنة إثنتين وَثَمَانِينَ سامحه الله. 793 - دَاوُد بن أبي بكر بن بهادر السنبلي / أَمِير زبيد. مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ. دَاوُد بن دَاوُد بن مُحَمَّد القلتاوي /. يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد. 794 - دَاوُد بن سُلَيْمَان بن حسن بن عبيد الله أبي زِيَادَة أَبُو الْجُود بن أبي الرّبيع البنبي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي البرهاني وَيعرف بِأبي الْجُود. / ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة أَو قبلهَا بِقَلِيل ببنب من الغربية بِالْقربِ من جَزِيرَة بني نصر، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والرسالة والمختصر الفرعي أَيْضا وألفية ابْن مَالك ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فلازم الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه والفرائض والعربية وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه فِي الفق الشهَاب الصنهاجي وقاسم بن سعيد) العقباني المغربي وَالْجمال الاقفهسي والزين عبَادَة والبساطي وَعَن الْأَوَّلين والسراج قاري الْهِدَايَة أَخذ الْعَرَبيَّة أَيْضا، وَعَن الأول فَقَط أصُول الدّين أَيْضا. وَكَذَا أَخذه مَعَ الْبَيَان والمعاني عَن الْجلَال الْحلْوانِي وَأخذ الْفَرَائِض عَن الشَّمْس الغراقي والاخوين الشهَاب وَالشَّمْس الطنتدائيين بل والزين البوتيجي فِيمَا بَلغنِي وأصول الْفِقْه عَن القاياتي فِي آخَرين فِيهَا وَفِي غَيرهَا. وَحج فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَصَحب بعض الْخُلَفَاء بمقام الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم الدسوقي فاختص بِهِ وَنسب لذَلِك برهانيا، وَلم نر لَهُ سَمَاعا على قدر سنه وَالَّذِي وجدته بِخَط شَيخنَا أبي النَّعيم الْمُسْتَمْلِي انه سمع البُخَارِيّ وَمُسلمًا على أحد شُيُوخه السراج قاري الْهِدَايَة. وَكَذَا سمع على شَيخنَا وَغَيره وبرع فِي الْفَرَائِض وشارك فِي ظواهر الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وتصدى للتدريس والافتاء فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة خُصُوصا فِي الْفَرَائِض بِحَيْثُ أَخذ ذَلِك عَنهُ جمع من الأكابر، وأملى على مَجْمُوع الكلائي شرحا مطولا فِيهِ فَوَائِد وَكَذَا كتب على الرسَالَة شرحا فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ بعض جماعته، ودرس بالمنكوتمرية والبديرية والبرقوقية للمالكية وبغيرها وخطب بِبَعْض الْجَوَامِع بِظَاهِر الْقَاهِرَة وَولي مشيخة الصُّوفِيَّة بِمَسْجِد علم دَار بدرب ابْن سنقر بِالْقربِ من بَاب البرقية، واعتمدت فتياه فِي الْكَفّ عَن قتل سعد الدّين بن كير

القبطي مَعَ قيام قَاضِي الْمَالِكِيَّة وَغَيره فِي قَتله لَكِن بمعاونة الْعِزّ قَاضِي الْحَنَابِلَة حمية لقريبه أبي سهل بن عمار كَمَا بسطت الْحِكَايَة فِي الوفيات وَغَيرهمَا وتعاني تَحْصِيل الْكتب وَرُبمَا اتّجر فِيهَا على المغاربة والتكاررة وَنَحْوهمَا، وَكَانَ خيرا دينا ثِقَة مَأْمُونا متواضعا متوددا كَرِيمًا مشارا إِلَيْهِ بالصلاح على طَريقَة السّلف يعْقد الْقَاف مشوبة بِالْكَاف. عرضت عَلَيْهِ بعض محفوظاتي وَسمعت بعض دروسه واستجزناه لأجل اسْمه. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَذَلِكَ بمنزله بِالْقربِ من رحبة الْعِيد وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه بِبَاب النَّصْر فِي جمع كثير من الْقُضَاة والمشايخ والطلبة وَكثر ثناؤهم بِالْخَيرِ عَلَيْهِ، وَلم يخلف فِي الشُّيُوخ من يوازيه فِي الْفَرَائِض رَحمَه الله ونفعنا بِهِ 795 -. دَاوُد بن سُلَيْمَان بن عبد الله الزين الْموصِلِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ /. ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَسمع بِقِرَاءَة الشَّيْخ عَليّ بن زكنون على الْجمال ابْن الشرائحي الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي أنابها الصّلاح بن أبي عمر بل كَانَ يذكر أَنه سمع على ابْن رَجَب الْحَافِظ شَرحه للاربعين النووية ومجلسا فِي فصل الرّبيع من لطائفه مَعَ حُضُور مواعيده وَأَنه سمع على) الشهَاب بن حجي صَحِيح البُخَارِيّ وكتبا سَمَّاهَا، وَقد حدث كتب عَنهُ بعض أَصْحَابنَا، وَكَانَ شَيخا صَالحا فَاضلا. مَاتَ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن اللبودي. 796 - دَاوُد بن سيف أرغد صَاحب الْحَبَشَة وَيُقَال لَهُ الحطي. / مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة، وَاسْتقر بعده ابْنه تدرس 797 -. دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد علم الدّين أَبُو عبد الرَّحْمَن بن الزين الشوبكي الكركي القاهري وَيعرف بِابْن الكويز تَصْغِير كوز. كَانَ أَبوهُ كَاتبا عِنْد طنبغا الْحَمَوِيّ حِين كَانَ نَائِب حلب، ثمَّ ترقى فَنَشَأَ على الْكِتَابَة وَسكن طرابلس ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة شيخ. فَلَمَّا كَانَ على نِيَابَة حلب ولاه نظر جيشها فباشره مُدَّة إِقَامَة شيخة فِيهَا ثمَّ توجه فِي خدمته وَكَانَ مَعَه على حِصَار حماة فراعى لَهُ ذَلِك بِحَيْثُ أَنه لما تسلطن اسْتَقر فِي نظر الْجَيْش بالديار المصرية، وَكَانَ فِيمَا قَالَه ابْن خطيب الناصرية إنْسَانا حسنا عَاقِلا سَاكِنا محبا فِي الْعلمَاء والفقراء وَبني بحلب مكتبا للأيتام. وَاسْتقر بِهِ بعد الْمُؤَيد فِي كِتَابَة سر مصر وَلم يزل يُبَاشِرهَا حَتَّى مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي أول يَوْم من رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين، وأرخه شَيخنَا فِي صَبِيحَة يَوْم الِاثْنَيْنِ سلخ رَمَضَان بمنزله فِي بركَة الرطلي بعد أَن طَال مَرضه، قَالَ غَيرهمَا وَلم يبلغ الْخمسين، وَدفن بتربة كمشبغا الْحَمَوِيّ بالصحراء خَارج بَاب البرقية

عِنْد أَخِيه صَلَاح الدّين، وَحضر جنَازَته جَمِيع الْأُمَرَاء والأعيان والقضاة والمباشرين وَخلف شَيْئا كثيرا من سَائِر الْأَصْنَاف وَولدا ذكرا وَزَوْجَة هِيَ ابْنة الناصري ابْن الْبَارِزِيّ الَّتِي صَارَت خوند، وَاسْتقر فِي كِتَابَة السِّرّ بعده قَرِيبه الْجمال يُوسُف ابْن الصفي الكركي الَّذِي كَانَ أَبوهُ من نَصَارَى الكرك وتظاهر هُوَ ووالد الْعلم هَذَا بالاسلام فِي الْوَاقِعَة الْمشَار إِلَيْهَا قَرِيبا. وصولح ولد صَاحب التَّرْجَمَة بعد مَوته على أَرْبَعِينَ ألف دِينَار. قَالَ شَيخنَا وَكنت عدته فِي نصف رَمَضَان فَوَجَدته صَحِيح الْعقل وَالْبدن لَا يشكو ألما وَلَكِن غلب عَلَيْهِ الْوَهم بِحَيْثُ أَنه كَانَ فِي أثْنَاء كَلَامه يجْزم بِأَنَّهُ ميت من تِلْكَ الضعفة، وَكَانَت أُمُور المملكة فِي طول مُدَّة مَرضه لَا تصدر إِلَّا عَن رَأْيه وتدبيره، وَكَانَ يجْتَمع بالسلطان خلْوَة وَيذكر أَنه إِذا ركب يُنَادي بالركوب وَكَذَلِكَ إِن دخل الْحمام أَو جَامع، قَالَ وَكَانَ أَبوهُ من أهل الشوبك ثمَّ سكن الكرك وَهُوَ نَصْرَانِيّ يتعانى الديونة واسْمه جرجس، فَلَمَّا كَانَ سنة سبع وَسِتِّينَ ضيق يلبغا على جَمِيع النَّصَارَى الملكية خُصُوصا الشوابكة واتهموا بِأَنَّهُم مالؤا الفرنج حَتَّى هجموا على اسكندرية فَأسلم هُوَ وَكثير مِنْهُم وَتسَمى عبد الرَّحْمَن) وخدم نَائِب الكرك وتقرب مِنْهُ حَتَّى قَرَّرَهُ فِي كِتَابَة سرها ثمَّ تحول إِلَى حلب فخدم كمشبغا الْكَبِير وَقدم مَعَه للقاهرة صَاحب ديوانه، ورأيته شَيخا طوَالًا كَبِير اللِّحْيَة وَنَشَأ ابْنه علم الدّين هَذَا ترفا صلفا مَسْعُود الحركات فصاهر ابْن أبي الْفرج، وَكَانَ أَخُوهُ جَلِيلًا أسن مِنْهُ ثمَّ اتَّصل بشيخ حِين كَانَ نَائِب طرابلس فخدمه بهَا ثمَّ بِدِمَشْق ثمَّ بحلب ثمَّ قدما مَعَه الْقَاهِرَة فَعظم شَأْنهمَا وكبير قدرهما وباشر علم الدّين نظر الْجَيْش بطرابلس ثمَّ بِدِمَشْق، وامتحن هُوَ وَأَخُوهُ فِي وقْعَة صرخد وصودرا ثمَّ لما تسلطن الْمُؤَيد تقرر فِي نظر الْجَيْش ثمَّ اخْتصَّ بِالظَّاهِرِ ططر وَاسْتقر بِهِ فِي كِتَابَة السِّرّ عوضا عَن الْكَمَال ابْن الْبَارِزِيّ كَمَا اسْتَقر الْكَمَال فِي نظر الْجَيْش عوضه وَكَانَ يتدين ويلازم الصَّلَاة ويصوم تَطَوّعا ويتعفف عَن الْفَوَاحِش ويلازم مجالسة أهل الْخَيْر مَعَ طول الصمت، فَكَانَ يستر عواره بذلك إِلَّا أَنه لما ولي كِتَابَة السِّرّ افتضح للسكنة فِيهِ وَعدم فصاحة، وضبطت عَلَيْهِ أَلْفَاظ عامية وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ وقاره وَحسن تَدْبيره وجودة رَأْيه يستر عَوْرَته، وَمن فعلاته المستحسنة أَنه لما كَانَ بشقحب صُحْبَة الظَّاهِر رَاجعا إِلَى مصر استأذنه فِي زِيَارَة الْقُدس فَتوجه من طَرِيق نابلس فَشَكا إِلَيْهِ أهل الْقُدس والخليل مَا أضرّ بهم من أَمر الجباية وَكَانَت لنائب الْقُدس وَتحصل مِنْهَا لفلاحي الْقرى إجحاف شَدِيد ويتحصل للنائب الوف دَنَانِير وَلمن

يتَوَلَّى اسْتِخْرَاج ذَلِك ضعفه فَلَمَّا رَجَعَ اسْتَأْذن السُّلْطَان فِي إبِْطَال هَذِه الْمظْلمَة فَأذن لَهُ فَكتب بهَا مناشير وقرئت بالقدس والخليل فكثير الدُّعَاء لَهُ بِسَبَب ذَلِك، وَمن مضحكاته أَن بعض الْفُقَهَاء صلى بِهِ فَقَرَأَ بعد الْفَاتِحَة سُبْحَانَ رَبك رب الْعِزَّة عَمَّا يصفونَ الْآيَة فَقَالَ مَا علمت أَن الصَّلَاة تصح بِالدُّعَاءِ إِلَّا الْآن. وَأَنه رأى مَعَ بَعضهم التَّنْبِيه فِي الْفِقْه فَقَالَ اسْم هَذَا الْكتاب عَجِيب البنية فِي القفة وَهُوَ فِي ابْن خطيب الناصرية وعقود المقريزي. 798 - دَاوُد بن عبد الصَّمد الْقرشِي الْكرْدِي العجمي المجذوب نزيل مَكَّة. / مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سادس عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. أرخه ابْن عزم وَذكره ابْن فَهد مُقْتَصرا على اسْمه وتاريخ وَفَاته وَقَالَ كَانَ عَالما مُبَارَكًا مِمَّن درس بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام ثمَّ حصل لَهُ خلل فِي عقله وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ. 799 - دَاوُد بن عُثْمَان بن عَليّ النظام الْهَاشِمِي الْعَدنِي التَّاجِر /. مِمَّن كَانَ يتَرَدَّد من عدن لمَكَّة فِي التِّجَارَة ثمَّ انْقَطع بِمَكَّة نَحْو عشْرين سنة مَعَ سَفَره مِنْهَا للقاهرة مرَّتَيْنِ وَكَثُرت إِقَامَته بجدة لخدمة أَصْحَابه للتجار وَبهَا مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَعشْرين وَدفن بهَا، وَكَانَ فِيهِ خير وَأَمَانَة. ذكره الفاسي. 800 - دَاوُد بن عَليّ بن بهاء الدّين شرف الدّين الكيلاني التَّاجِر الخواجا وَالِد سُلَيْمَان وَعلي وَمُحَمّد. / مَاتَ وَهُوَ من أَبنَاء السّبْعين باسكندرية فِي الطَّاعُون فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد وَقَالَ إِنَّه كَانَ وجيها فِي التِّجَارَة استقربه الْأَشْرَف فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ شاد جدة ثمَّ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ نَاظر الْمَسْجِد الْحَرَام عوضا عَن أبي السعادات فَأنْكر ذَلِك أهل مَكَّة وَلم يمنه السَّيِّد بَرَكَات من التحدث وَأقَام عوضه سودون شاد العمائر، وَأَنه أوصى عِنْد مَوته على بنيه وَلَده عَليّ فَمَاتَ بعده بأيام قَلَائِل. 801 - دَاوُد بن عَليّ بن سعدون التجِيبِي الجزيري /. مَاتَ سنة أَربع. 802 - دَاوُد بن عَليّ بهاء الدّين الْكرْدِي الشَّافِعِي نزيل حلب. / قَرَأَ بهَا الْفِقْه على الْعَلامَة الزين أبي حَفْص الباريني، وَكَانَ خيرا دينا معدودا من أَعْيَان فقهائها مديما لتلاوة الْقُرْآن والتكسب مَعَ الْعُدُول. مَاتَ فِي كائنة التتار بحلب سنة ثَلَاث. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَاخْتَصَرَهُ شَيخنَا. دَاوُد بن عَليّ الغماري. / يَأْتِي فِي ابْن مُوسَى. 803 - دَاوُد بن عمر بن أبي بكر الشِّيرَازِيّ. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 804 - دَاوُد بن عِيسَى بن عمر شيخ هوار /. مِمَّن حج فِي موسم سنة ثَلَاث وَتِسْعين

وَأحسن لفقراء الْحَرَمَيْنِ وَغَيرهم. 805 - دَاوُد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن حُسَيْن المعتضد بِاللَّه أَبُو الْفَتْح بن المتَوَكل على الله الْهَاشِمِي العباسي الْمصْرِيّ أحد الْأُخوة وشقيق سُلَيْمَان / الْآتِي. بُويِعَ بالخلافة بعد خلع أَخِيه المستعين بِاللَّه أبي الْفضل الْعَبَّاس فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَاسْتمرّ دهرا، وَكَانَ خليقا لَهَا بِدُونِ مرافع كَرِيمًا عَاقِلا سيوسا دينا متواضعا حُلْو المحاضرة محبا فِي الْعلمَاء والفضلاء مَعَ جودة الْفَهم والميل إِلَى الْأَدَب وَأَهله والمحاسن الجمة وَلما سَافر مَعَ الْأَشْرَف إِلَى آمد كَانَ كثير الامداد لشَيْخِنَا والاهداء لَهُ فَكتب لَهُ شَيخنَا بقوله: (يَا سيدا سَاد بني الدُّنْيَا فهم ... تَحت لوائه الْكَرِيم المنعقد) ) (أمددتني فضلا وشكري قَاصِر ... فَإِن أردْت الشُّكْر مني فاقتصد) (أشبهت عَبَّاس الندى فِي الْمحل إِذْ ... أطاعه الْغَيْث وَكَانَ قد فقد) (إِلَى أبي الْفضل انْتهى الْجُود وَفِي ... أَوْلَاده بَقِيَّة فسل تَجِد) (ماجد حَتَّى حَاز جود جده ... إِلَّا أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتضد) مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَأَرْبَعين وَقد قَارب السّبْعين بعد مرض طَوِيل وَصلى عَلَيْهِ بالسبيل المؤمني بِحُضُور السُّلْطَان فَمن دونه، وَدفن بالمشهد النفيسي رَحمَه الله وَاسْتقر بعده فِي الْخلَافَة شقيقه سُلَيْمَان. 806 - دَاوُد بن مُحَمَّد بن عَليّ القلتاوي الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي /. ولد بقلتا قربَة من المنوفية وَقدم بعد بُلُوغه الْقَاهِرَة فقطن الْأَزْهَر وَحفظ الْقُرْآن وَابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي والرسالة لِابْنِ أبي زيد وألفية النَّحْو، وَأخذ عَن أبي الْقسم النويري والزين طَاهِر وَأبي الْجُود، وَكَذَا أَخذ فِي الْأُصُول والعقليات وَغَيرهَا عَن التقيين الشمني والحصني والاقصرائي، وجد فِي المطالعة والتحصيل بِحَيْثُ شَارك فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا مَعَ جموده ويبسه، وحافظته أشبه من فاهمته وكتابته أحسن من عِبَارَته وَسمع ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة. وكتبته هُنَاكَ غَلطا دَاوُد بن دَاوُد بن مُحَمَّد. وَقد سَأَلَني عَن حَدِيث كل الصيدفي جَوف الفرا وكتبت لَهُ جَوَابا حافلا سَمعه مني وَقَالَ قد سَأَلت عَنهُ كل الْجَمَاعَة فَمَا عرفوه، وَكَذَا كتبه البقاعي عني وتصدى للاقراء قَدِيما فَانْتَفع بِهِ صغَار الطّلبَة وَكَذَا كتب على الْفتيا وَصَارَ أحد شُيُوخ الْمَالِكِيَّة، حَتَّى أَن قَاضِي الْمَذْهَب اللَّقَّانِيّ رد على قَاضِي الْجَمَاعَة يَوْم مجْلِس الْكَنِيسَة حِين ذكر مَا ينْقضه بقوله بل هُوَ من مدرسي الْجَامِع من نَحْو عشْرين سنة وَنَحْو ذَلِك، وَحج وتنزل فِي البيبرسية وَسَعِيد

السُّعَدَاء وَغَيرهمَا بل تكلم فِي البرقوقية والسعيدية فَمَا حمد تصرفه سِيمَا مَعَ عدم المراعاة وَقلة المداراة وَلم يلبث أَن صرف وحوسب وَبَاعَ بعض جهاته حَتَّى وفى. مَا كَانَ استأداه وقاسى مَالا خير فِي شَرحه وَلَوْلَا مدافعة الدوادار عَنهُ لَكَانَ الْأَمر أفحش وَرجع إِلَى حَالَته الأولى من الْفَاقَة والتقلل والتقنع وَلَكِن قوي النَّفس وَلَقَد أَجَاد الْكِتَابَة حِين استفتى على من حسن جباية شَهْرَيْن من الْأَمَاكِن وصمم هُوَ على عدم الدّفع وَمَا نهضوا لمدافعته وَلم يلبث أَن نسب لوَلَده فِي الكيمياء عمل أَو إِيمَاء أَو مُخَالطَة، وَبَلغنِي أَنه كتب شرحا على كل من الرسَالَة والمختصر وَابْن الْحَاجِب وَكَذَا على إيساغوجي وَغَيرهَا وَأَنه عمل فِي النَّحْو شَيْئا وَلما مَاتَ ابْن تَقِيّ أعطَاهُ الأستادار النِّيَابَة فِي تدريس الصَّالح عَن ولد ابْن عمار (سقط) 808 -. دَاوُد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم التزيلي الْحكمِي الْيَمَانِيّ، / وتزيل بِالضَّمِّ ثمَّ مُعْجمَة مَفْتُوحَة من بني الْحكمِي. كَانَ جَلِيلًا مُقيما فِي جبل بقرية تسمى سعد بِضَمَّتَيْنِ لَهُ بهَا زَاوِيَة وَأَتْبَاع مَقْبُول الْكَلِمَة مَقْصُودا بالفتوح الَّذِي يستمد مِنْهُ لاطعام المقيمين تَحت نظره والواردين عَلَيْهِ مَعَ سلوك التَّوَاضُع وَتَوَلَّى خدمَة الْفُقَرَاء بِنَفسِهِ حَتَّى أَنه يُبَاشر المجذمين ويفلي أثوابهم ويطعمهم بانشراح لذَلِك. ويحكي لَهُ كرامات وأحوال. مَاتَ بعد سنة سبعين بِسَعْد، وَخلف ابْنَيْنِ ابراهيم وَمُحَمّد وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ عِيسَى بن عوضه وحَدثني بِكَثِير من كراماته. 809 - دَاوُد بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن السَّابِق الْحِمصِي. / سمع من أبي الْغَيْث مُحَمَّد ابْن عبد الله بن الصَّائِغ وَغَيره بعض الصَّحِيح أَنا بِهِ الحجار، ولقيه ابْن مُوسَى الْحَافِظ وَشَيخنَا الْمُوفق الأبي بحمص فأخذا عَنهُ حَدِيثا من البُخَارِيّ وَمَات. 810 - دَاوُد بن مُوسَى وَيُقَال ابْن عَليّ الغماري الْمَالِكِي. / عني بِالْعلمِ ثمَّ لَازم الْعِبَادَة وتزهد وجاور بالحرمين أَزِيد من عشْرين سنة وَكَانَت إِقَامَته بالمدية أَكثر مِنْهَا بِمَكَّة. مَاتَ فِي مستهل الْمحرم سنة عشْرين، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، وَذكره الفاسي فِي مَكَّة فَقَالَ: نزيل الْحَرَمَيْنِ عني فِي شبابه بفنون من الْعلم وتنبه فِي ذَلِك وَصَارَ على ذهنه فَوَائِد ونكت حَسَنَة يذاكر بهَا ثمَّ أقبل على التصوف وَالْعِبَادَة وجد فِيهَا كثيرا، وَسكن الْحَرَمَيْنِ نَحْو عشْرين سنة أَكْثَرهَا بِالْمَدِينَةِ حَتَّى كَانَت وَفَاته بهَا وَأَظنهُ فِي عشر السِّتين. وَله بِمَكَّة ابْنة وَملك. وَكَانَ كثير

الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر، وَله فِي ذَلِك إقدام على الْوُلَاة وَغَيرهم وبيننا مَوَدَّة ومحبة رَحمَه الله. 811 - دَاوُد شهَاب الدّين اللاري /. قَالَ الطاوسي تعلمت مِنْهُ فِي المبادىء مُقَدمَات الْعُلُوم كالكافيتين وشروحهما وَشرح الشمسية للقطبي وَبَعض الْكَشَّاف وَغَيرهَا، وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَن الْمُحَقِّقين وَأَجَازَ لي مرَارًا مِنْهَا فِي شهور سنة ثَلَاث. دَاوُد الصَّيْرَفِي وَالِد النُّور على القَاضِي. / فِي ابْن ابراهيم. دَاوُد الْكرْدِي. / مضى فِي ابْن عبد الصَّمد. 812 - دَاوُد المغربي التَّاجِر. مَاتَ فِي صفر سنة أَربع وَخمسين وَخلف أَشْيَاء كَثِيرَة. 813 - دَاوُد المغربي نزيل رِبَاط الْمُوفق من مَكَّة / ورفيق هبة بن أَحْمد الْآتِي. مَاتَ فِي إِحْدَى الجمادين سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.)

(سقط) دقماق الباسطي. هُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد / مضى. 819 - دقماق التركماني. / بَاشر الدوادارية لشاذ بك حِين كَانَ نَائِب غَزَّة فَشكر وَاسْتقر فِي نظر) الْحَرَمَيْنِ ونيابة الْقُدس بعد صرف العَبْد الصَّالح مُحَمَّد بن النشاشيبي فظلم وعسف، وَجِيء بِهِ فِي سنة خمس وَتِسْعين فخدم وَرجع فِي خدمَة الدوادار إِلَى أَن صرفه فِي ربيع الثَّانِي من السّنة الَّتِي بعْدهَا بخضر بك الاشرفي، وَكَانَ من أَذَاهُ أَن رَافع فِي الْكَمَال بن أبي شرِيف. 820 - دقماق المحمدي الظَّاهِرِيّ برقوق وَالِد مُحَمَّد الْآتِي. كَانَ من عتقائه وخاصكيته فِي سلطنته الأولى ثمَّ لما حبس بالكرك خدم هَذَا بعض الْأُمَرَاء إِلَى أَن ظهر أستاذه فَلَزِمَ الانتماء إِلَيْهِ فَلَمَّا عَاد إِلَى المملكة صيره مقدما ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة ملطية ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب بطالا فَلَمَّا مَاتَ الظَّاهِر قدم الديار المصرية فولا النَّاصِر نِيَابَة حماة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة ثمَّ كَانَ مِمَّن أمْسكهُ تيمور فِي الْفِتْنَة إِلَى أَن فرمن أسره وَجَاء الديار المصرية فولاه النَّاصِر صفد ثمَّ حلب فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة، وهرب مِنْهَا فِي سنة سِتّ لما استشعر بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ فقرر غَيره فِي نيابتها فَلم يلبث أَن مَاتَ فَعَاد دقماق إِلَيْهَا ففر مِنْهُ حاجبا واستنجد بِمن ساعده على محاصرته فَمَا نَهَضَ دقماق لمقاومتهم لقلَّة من مَعَه ففر إِلَى جِهَة التركمان وراسل يطْلب الْأمان فَأُجِيب وَأعْطى نِيَابَة حماة ثَانِيًا إِلَى قَتله جكم صبرا بظاهرها فِي رَجَب أَو شعْبَان سنة ثَمَان ونفرت الْقُلُوب من قَاتله، وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا كَرِيمًا شجاعا ذَا شكالة مليحة وَخلق حسن متواضعا قَرِيبا من النَّاس مَعَ حشمة ورياسة وَعدل فِي الرّعية وعفة عَن أَمْوَالهم. أنشأ تربة خَارج حلب ووقف عَلَيْهَا وَقفا، وَإِلَى دقماق هَذَا نِسْبَة الْأَشْرَف برسباي لكَونه قدمه فِي جملَة المماليك إِلَى الظَّاهِر فَعرف بِهِ. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه، وَكَذَا تَرْجمهُ غَيرهمَا.

821 - دمرداش الطَّوِيل الظَّاهِرِيّ /. مَاتَ سنة إِحْدَى وَسبعين. 822 - دمرداش المحمدي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بالخاصكي / وَهُوَ عَم تغري بردى وقرقماس الَّذِي يُقَال لأولهما سَيِّدي الصَّغِير ولثانيهما سَيِّدي الْكَبِير. ولاه أستاذه نِيَابَة طرابلس ثمَّ أتابكية حلب ثمَّ نِيَابَة حماة ثمَّ اسْتَقر بعده فِي نِيَابَة حلب وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَهُوَ الَّذِي سلم قلعتها لتمرلنك بالأمان لباطن كَانَ لَهُ مَعَه فَخلع عَلَيْهِ لذَلِك واستصحبه مَعَه إِلَى دمشق ثمَّ عَزله النَّاصِر فِي سنة أَربع ثمَّ ولاه نياب طرابلس فِي سنة سِتّ ثمَّ حلب أَيْضا، ثمَّ عمله الْمُؤَيد أتابك الديار المصرية ثمَّ ولي بعده حلب أَيْضا وَآل أمره إِلَى أَن طلبه ابْن أَخِيه قرقماس كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته وَقتل باسكندرية فِي الْمحرم سنة ثَمَان عشرَة، وَكَانَ مُعظما للْعُلَمَاء كَرِيمًا حييا حشما لَكِن لم تكن لأملاك النَّاس وَلَا للأوقاف عِنْده حُرْمَة، وابتنى بحلب جَامعا وبطرابلس زَاوِيَة وَلم يكن يواجه أحدا بِمَا يكره. ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه، وَقَالَ إِنَّه كَانَ مهيبا عَاقِلا مشاركا فِي عدَّة مسَائِل كَثِيرَة الاكرام لأهل الْعلم والعناية بهم، اجْتمعت بِهِ فَوَجَدته يستحضر كثيرا من كَلَام الْغَزالِيّ وَغَيره. وَكَذَا طول يُوسُف بن تغري بردى تَرْجَمته وَأَنه قتل وَله نَحْو خمسين سنة وَوَصفه بالشجاعة والاقدام وَالْكَرم ومباشرة الحروب وَحُضُور الوقائع وَلكنه كن قَلِيل السَّعَادَة فِي حركاته مَعَ معرفَة تَامَّة وخديعة ومكر ودهاء غير محبب إِلَى النَّاس، وَذكر أَن الْجَامِع الَّذِي لَهُ بحلب كَانَ قد أسسه أقبغا الهذباني الأطروش فكمله هُوَ ووقف عَلَيْهِ وَقفا جيدا وَإِن زاويته بطرابلس على بركَة داوية. 823 - دمشق خجا بن سَالم سيف الدّين الدكزي التركماني / نَائِب جَعْفَر وأمير التركمان. كَانَ غَالب أَيَّامه عَاصِيا على السلطنة وَوَقعت لَهُ أُمُور مَعَ نواب الْبِلَاد الشامية ثمَّ بَينه وَبَين نعير بن حيار بن مهنى أَمِير الْعَرَب مقتلة ودام بَينهمَا الْقِتَال أَيَّامًا ثمَّ قَتله نعير فِي رَمَضَان سنة سِتّ ومستراح مِنْهُ فقد كَانَ مَعَ المفسدين يرتكب عظائم من الْقَتْل والنهب لم تَأْخُذهُ رأفة على مُسلم كهفا للصوص وقطاع الطَّرِيق. ذكره ابْن خطيب الناصرية. 824 - دولات باي الأشرفي برسباي / من أُمَرَاء العشرات. مَاتَ فِي أَوَاخِر صفر سنة ثَمَانِينَ فَجْأَة طلع إِلَى الْخدمَة على الْعَادة فوجدوه مَيتا وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان غير مأسوف عَلَيْهِ قد ذكرت لَهُ قبائح ومساوىء. 825 - دولات باي الأشرفي اينال. تَأمر عشرَة ثمَّ تجرد عَن قريب لسوار فَمَاتَ بغزة فِي رُجُوعه سنة أَربع وَسبعين.

826 - دولات باي الأشرفي وَيعرف بحمام. / تنقل حَتَّى عمل رَأس نوبَة ثَانِي على إمرة عشرَة فِي أَيَّام الظَّاهِر تمربغا ثمَّ عمل شاد الشَّرّ بخاناه وَولي نِيَابَة اسكندرية وَمَات بهَا فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَاسْتقر بعده فِي النِّيَابَة اينال الأشرفي قايتباي. 827 - دولات باي الجاركسي المحمودي / نِسْبَة لخواجا مَحْمُود دجالبه لاسكندرية المؤيدي لكَونه أَخذه من سَيّده نَائِب اسكندرية أقبردي المنقار وَأعْتقهُ وَأخرج لَهُ خيلا ثمَّ جعله خاصكيا ثمَّ خازندارا ثمَّ صَار ساقيا إِلَى أَن أخرجه الْأَشْرَف مِنْهَا وَاسْتمرّ خاصكيا مُدَّة فَلَمَّا صاهر جانما قريب الْأَشْرَف صَار بسفارته أَمِير عشرَة وَرَأس نوبَة، ثمَّ جعله الظَّاهِر فِي أول تملكه أَمِير طبلخاناه وأميراخور ثَانِي ثمَّ بعد أشهر بعد أسنبغا الطياري دوادارا ثَانِيًا فباشرها بِحرْمَة وافرة) وَكلمَة نَافِذَة وازدحم النَّاس بِبَابِهِ لقَضَاء مآربهم فأثرى ونالته السَّعَادَة الدُّنْيَوِيَّة وَأَنْشَأَ الاملاك الهائلة واقتنى الْخُيُول المسومة وَغَيرهَا من التحف وَعظم فِي الدولة، وسافر أَمِير الْمحمل فِي سنة تسع وَأَرْبَعين ثمَّ صَار فِي سنة ثَلَاث وَخمسين أحد المقدمين بعد تمراز القرمشي ودام فِيهَا إِلَى أَن اسْتَقر فِي الدوادارية الْكُبْرَى عوض قانباي الجركسي بِمَال وعد بِهِ وَلذَلِك انحط قدره وانحل برمه وَصَارَ السُّلْطَان فِي كل قَلِيل يرشحه لنيابة حلب وَهُوَ يُكَرر الاستعفاء إِلَى أَن عينه لامرة حج الْمحمل فِي سنة سِتّ وَخمسين، وَحج فِي تجمل زَائِد مَعَ كَونه لم يتَنَاوَل من السُّلْطَان مَا جرت عَادَة أُمَرَاء الْحَد بِهِ هَذَا وَقد أعطَاهُ فِي تِلْكَ الْحجَّة عشرَة آلَاف دِينَار وَسَار سيرة حَسَنَة جدا وَكنت مِمَّن رَجَعَ فِي رَكبه وَرَأَيْت من حشمته ورفقه عجبا، وَاتفقَ فِي يَوْم نُزُوله وَله بركَة الْحَاج خلع الظَّاهِر نَفسه واستقرار وَلَده فطلع وَسلم على الْمَنْصُور فَخلع عَلَيْهِ الْمَنْصُور فِي أثْنَاء صفر وحبسه باسكندرية ثمَّ أطلقهُ الْأَشْرَف فِي أثْنَاء الشَّهْر الَّذِي يَلِيهِ بعد نَحْو شهر وَقدم الْقَاهِرَة فِي سَابِع عشره وأنعم عَلَيْهِ بعد ثَلَاثَة أَيَّام بتقدمة فَمَا كَانَ بأسرع من مَرضه فَأَقَامَ أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم السبت مستهل جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَخمسين وَدفن من يَوْمه بالصحراء خَارج الْقَاهِرَة، وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا مُعظما فِي الدول مهابا وقورا حسن الشكالة طَوِيل الْقَامَة رشيقا عَارِفًا بأنواع الفروسية ومقالبة الْمُلُوك، جماعا للأموال والخيول والتحف، كثير الْأَدَب والحشمة عَظِيم الْحُرْمَة على المماليك وحواشيه، متجملا فِي ملبسه ومركبه ومماليكه، كل هَذَا مَعَ الْعقل وجودة الرَّأْي وَالتَّدْبِير واعتقاده فِي الصَّالِحين وَالْفُقَهَاء وتعظيمهم وتقريبهم وَكَثْرَة بره لَهُم لَا سِيمَا الْفُقَرَاء

من الطائفين، وَله مآثر حَسَنَة مِنْهَا مكتب للايتام وسبيل فِي جَامع الْحَاكِم مَعَ قِيَامه على الولوي بن تَقِيّ الدّين البُلْقِينِيّ حَتَّى نفذ وَصِيَّة وَالِده بعمارة ميضأة الْجَامِع الْمَذْكُور، وَرُبمَا يُوصف بالبخل والامساك وَكَأَنَّهُ لكَونه لَا يضع الشَّيْء إِلَّا فِي مُسْتَحقّه وَقد عظم بِأخرَة وتحدث النَّاس بسلطنته بِحَيْثُ ثقل على الظَّاهِر ثمَّ على ابْنه بل نَدم الْأَشْرَف على اطلاقه وخافه فعاجلته الْمنية بِحَيْثُ ظن بَعضهم انه سم وَمِمَّا نقم عَلَيْهِ ولَايَته نظر البيبرسية ومناكدته لشَيْخِنَا وَقبل ذَلِك ولَايَة الطيبرسية وَنَحْوهَا، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ بِهِ تجمل فِي الزَّمَان رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 828 - دولات باي الحسني الظَّاهِرِيّ جقمق. تنقل حَتَّى صَار شاد الشؤن، وَحج وَهُوَ كَذَلِك بالركب سنة سبع وَثَمَانِينَ ورجعنا فِي رَكبه ثمَّ اسْتَقر رَأسه نوبَة ثَانِي فِي سنة تسعين وَمَات فِي المقتلة فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين. 829 - دولات باي النجمي الأشرفي برسباي / تنقل حَتَّى صَار أحد العشرات ورءوس النوب وسافر وَهُوَ كَذَلِك إِلَى الجون فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ رَفِيقًا لاسنبغا الناصري وَغَيره ثمَّ عَادوا فِي الَّتِي تَلِيهَا. وَتوجه فِيهَا مُسْفِرًا مَعَ تمربغا حِين وَجه لاسكندرية وَلم يلبث أَن أَمر باطلاقه هُوَ وَمن كَانَ بق مَعَه وَأَن يسجن هَذَا باسكندرية وَيُعْطِي اقطاعه لفارس السيفي دولات باي. ثمَّ أطلق وَصَارَ أحد المقدمين بِالشَّام وحاجب الْحجاب بهَا فأغرى النابلسي الْوَكِيل السُّلْطَان بِهِ بِحَيْثُ فر إِلَى بِلَاد الرّوم لِابْنِ عُثْمَان وَحضر مَعَه بعض الوقعات ثمَّ راسله السُّلْطَان بِمَا يطيب بِهِ خاطره بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك باعثا لَهُ على الْمَجِيء، وَوصل فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ فألبسه خلعة وَكَذَا ألبس وَلَده نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْمُمَيز الْآتِي وأنزله فِي بَيت قانم التَّاجِر بِالْقربِ من سويقة الصاحب وأنعم عَلَيْهِ بِنَفَقَة شَهْرَيْن من دَرَاهِم وغنم ودجاج وسكر وَعسل وَغير ذَلِك وَبَالغ فِي اكرامه ثمَّ ألبسهُ وَهُوَ وَولده أَيْضا بعد ذَلِك كاملية ووعده بِكُل خير فَلم يلبث أَن مَاتَ بالطاعون فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَنزل السُّلْطَان فصلى عَلَيْهِ رَحمَه الله. 830 - دولات خجا الظَّاهِرِيّ برقوق الَّذِي اسْتَقر فِي الْحِسْبَة وَكَانَ وَالِي الْقَاهِرَة. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بالطاعون. أرخه شَيخنَا فِي أنبائه، قَالَ المقريزي وَكَانَ عسوفا جبارا كثير الشَّرّ، يصفه من يعرفهُ كالاشرفي برسباي أَنه لَيْسَ بِمُسلم وَأَنه لَا يخَاف فِي الله وَقد شاخ 831 -. دِينَار الطواشي أحد الجمدارية. مِمَّن أضيفت إِلَيْهِ فِي سنة خمس وَتِسْعين خدمَة بالحجرة النَّبَوِيَّة بعد سرُور الحبشي الحسني قراقجا الْآتِي.

حرف الذال المعجمة

(حرف الذَّال الْمُعْجَمَة) ذُو النُّون جمَاعَة مِمَّن يُسمى يُونُس /. 832 - ذُو النُّون الْغَزِّي واسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن صَالح. / كَانَ عَظِيما يتجر حكى الزين عبد الرَّحْمَن القلقشندي عَن أَبِيه الشَّمْس أَنه قَالَ هُوَ خفير تِلْكَ الْبِلَاد. وَقد لقِيه شَيخنَا فِي سنة آمد. (حرف الرَّاء الْمُهْملَة) 833 - رَاجِح بن حُسَيْن بن مُحَمَّد الحجاري مؤدب يحيى بن أبي البركات بن ظهيرة. / رجل خير سَاكن مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة. 834 - رَاجِح بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن أَحْمد الْهِنْدِيّ الاحمداباي الْحَنَفِيّ /. ولد فِي تَاسِع صفر سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَمَانمِائَة بأحمداباد، وَنَشَأ بهَا يَتِيما لوفاة أَبِيه فِي ثَانِي سني مولده فقرا على بلديه مَحْمُود بن مُحَمَّد المقرىء الْحَنَفِيّ فِي النَّحْو وَالصرْف والمنطق والاصلين وَالْعرُوض وَغَيرهَا بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وعَلى مخدوم ابْن برهَان الدّين الْحَنَفِيّ الْمعَانِي وَالْبَيَان وعَلى مُحَمَّد بن التَّاج الْحَنَفِيّ الْهَيْئَة وَالْكَلَام، وبرع فِي الْفُنُون ونظم الشّعْر مَعَ جودة الْفَهم، لَقِيَنِي فِي أَوَائِل سنة أَربع وَتِسْعين بِمَكَّة وَكَانَ قد قدم هُوَ وَأَخُوهُ قَاسم وعمهما لِلْحَجِّ فأدركوا الْحَج فِي الَّتِي قبلهَا، وَكَانَت الوقفة الْجُمُعَة فحجوا ثمَّ توجهوا للزيارة النَّبَوِيَّة ثمَّ عَاد وَقَرَأَ عَليّ جَمِيع شرحي لألفية الحَدِيث من نُسْخَة حصلها الثَّلَاثَة بخطوطهم وانْتهى من قِرَاءَته فِي ربيع الأول وامتدحني بِأَبْيَات كتبتها فِيمَا امتدحت بِهِ وكتبت لَهُ إجَازَة هائلة مُشْتَمِلَة على أُمُور مهمة فِي نَحْو ثَلَاثَة كراريس وَأثبت لَهُ من جُمْلَتهَا تَرْجَمَة الْبَدْر الدماميني لسؤاله فِي ذَلِك لكَونه مَاتَ فِي الْهِنْد وزدت لَهُ تَرْجَمَة الْعَلَاء البُخَارِيّ الْحَنَفِيّ ونبهت على تكفيره لِابْنِ عَرَبِيّ وتكفير من يَعْتَقِدهُ ويعتقد مقاله وَجَاء انتفاعه بذلك فِي دفع من يَعْتَقِدهُ ويشتغل بتصانيفه لكَون الْعَلَاء مَعْرُوف الْجَلالَة بَينهم بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ صَاحب كلبرجا، وَكَانَ يُرْسل لَهُ الْهَدَايَا الجزيلة ثمَّ نبهت على دُخُول الصّلاح الاقفهسي أَيْضا بِلَاد الْهِنْد ولازمني فِي غُضُون قِرَاءَته، هُوَ وَأَخُوهُ حَتَّى سمعا عَليّ من أول البُخَارِيّ إِلَى قبيل قصَّة عكل وعرينة بِنَحْوِ صفحة وَهُوَ فِي النّصْف الثَّانِي مِنْهُ وَكَذَا من الصَّيْد والذبائح وَهُوَ أول الرّبع الْأَخير مِنْهُ إِلَى بَاب خَوَاتِيم الذَّهَب واختص هُوَ بِسَمَاع المسلسل من لَفْظِي بِشَرْطِهِ وبثلاثة أَحَادِيث من عشارياتي وَبِحَدِيث عَن أبي حنيفَة وبمصنفي فِي ختم البُخَارِيّ وَأعْطيت مِنْهُ نُسْخَة وبسماعه بِقِرَاءَة غَيره لبَعض) شرحي لتقريب النَّوَوِيّ وَغير

ذَلِك وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل البارع الْكَامِل المفنن الْمعِين الْمجِيد الْمُفِيد الفهامة البسامة النَّاظِم الْعَالم الأوحد الأمجد نخبة المحصلين وتحفة الطالبين من برز فِي كثير من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وتحرز فِي مبَاحث ومناظرته فِيمَا نرجو عَن العصبية بَارك الله تَعَالَى فِيهِ وتدارك باللطف جَمِيع حركاته وَسَائِر الْخَيْر الَّذِي يرتجيه وَسلمهُ سفرا وحضرا وألهمه أَسبَاب الْخيرَات زمرا وَأَنه مِمَّن اشْتغل فِي بِلَاده بِنَفسِهِ على أكَابِر علمائه فِي فنونهم وَاسْتعْمل مَعَهم اللين والرفق حَتَّى اشْتَمَل على مضمونهم ثمَّ هَاجر لقَضَاء فَرْضه وإمضا مَا بِهِ يتَوَصَّل لقصده ونقي عرضه، إِلَى أَن قلت وَقد استدللت حِين قِرَاءَته ومخالطته على مزِيد براعته وبديع تصَوره ومنيع تعرفه فِي تنويعه وتدبره وتأسفه على عدم طول الْمدَّة ليحظى بِبُلُوغِهِ من هَذَا الشَّأْن قَصده وَلكنه على كل خير مَانع وَرب مكثر فاقه من هُوَ بِمَا أتقنه قَانِع وَقد اسْتَفَادَ وَأفَاد واستعاد مَا قد يخفى فِيهِ المُرَاد وحقق وتوثق واغتبط وارتبط وَأنْشد فِي غُضُون ذَلِك وَالدُّخُول فِي هَذِه المسالك طَائِفَة مِمَّن حضر مَعَه وصور الْفَضِيلَة الَّتِي شَاهدهَا مِنْهُ أبياتا امتدح بهَا المُصَنّف بليغة فِي مَعْنَاهَا للمعارف الْمنصف فَكَانَ ذَلِك من تتمات فضائله ومهمات الدَّلَائِل على لطفه وَحسن شمائله بِحَيْثُ اشتهرت بِالْمَسْجِدِ الشريف فضيلته، وتقررت أَوْصَافه وفطنته. 835 - رَاجِح بن أبي سعد بن أبي نمى بن أبي سعد حسن بن عَليّ بن قَتَادَة الحسني الْمَكِّيّ. / كَانَ من أَعْيَان الاشراف آل أبي نمي حسن الشكالة يحفظ شعرًا للاشراف الْمشَار إِلَيْهِم ويذاكر بِهِ وَفِيه خير وَكَانَ يطْمع فِي إمرة مَكَّة فاخترمته الْمنية دون ذَلِك. مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي. 836 - رَاجِح بن شميلة بن مُحَمَّد بن سَالم الحفيصي الْمَكِّيّ / الْآتِي أَبوهُ والماضي أَخُوهُ حرشان. مبَاشر جدة وَابْن مباشرها بل ارْتقى للوزر وتكلف لمخدومه وعساكره الْكثير جدا. مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة سبع وَثَمَانِينَ وَجِيء بِهِ لمَكَّة فَغسل وَصلى عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة غير مأسوف عَلَيْهِ. 837 - رَاجِح بن عَليّ النشيط الْمَكِّيّ الْخياط. / مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين 838 -. رَاجِح الطَّحَّان /. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَسِتِّينَ. 839 - رَاشد بن أَحْمد بن رَاشد /. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة سِتّ وَخمسين. 840 - ربيع بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ القليوبي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.) ::: 841 - ربيع / شيخ صوفية الْمَكَان الَّذِي بناه الجمالي نَاظر الْخَاص بالكوم الْأَبْيَض.

رَجَب بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر الزين أَبُو البركات السنهوري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن العسيلي. مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن بلديه جَعْفَر. رَجَب بن كمشبغا الْحَمَوِيّ الْآتِي أَبوهُ. مَاتَ فِي سَابِع عشري رَمَضَان سنة إِحْدَى قبل أَبِيه بِيَوْم. رَجَب بن يُوسُف بن سُلَيْمَان زين الدّين القاهرية الخيري بِفَتْح الْمُعْجَمَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة نِسْبَة للجمال بن خير الْمَالِكِي لكَونه كَانَ فِي خدمته. ولد تَقْرِيبًا قبل السّبْعين وَسَبْعمائة وَرَأَيْت بِخَطِّهِ مولدِي بأخبار أبي سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ. وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والرسالة فِي فقه الْمَالِكِيَّة، واستفاد من مخدومه وَغَيره أَشْيَاء حَسَنَة كَانَ يذاكر بهَا ويحفظ نبذا من التَّارِيخ وسافر إِلَى اسكندرية ودمياط مرَارًا، وَسمع الْكثير على التقي بن حَاتِم والمليجي والشهاب المنفر والْعَلَاء بن السَّبع وَابْن الفصيح وَابْن الشيخة والتنوخي والمطرز والصردي والنجم البالسي والفرسيسي والبلقيني والعراقي والهيثمي والغماري وَالْمجد الْحَنَفِيّ وناصر الدّين نصر الله الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ وَالْفَخْر القاياتي وَابْن الشَّهِيد وَأكْثر من الشُّيُوخ والمسموع وَأَجَازَ لَهُ خلق، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء، وَقد ذكره شَيْخي فِي سنة أَربع وَعشْرين من تَارِيخه وَقَالَ انه كَانَ يخْدم ابْن خير ثمَّ صَار بعده يستجدي من الطّلبَة ويرافقهم فِي الطّلب وَالسَّمَاع فَسمع شَيْئا كثيرا، لكنه كَانَ يزن بالهنات وَلَا يزَال يحصل فِي مَكْرُوه من ذَلِك إِلَى أَن وَقعت لَهُ كائنة، وَذكرهَا وَهِي شنيعة مَا أَحْبَبْت ذكرهَا، قَالَ فَكَانَت أَشد شَيْء اتّفق لَهُ وعاش بعْدهَا دهرا. قلت وَحسنت حَاله وَتَابَ وأناب ولازم خدمَة ابْن عمار وتعاطى حَوَائِجه وقتا، وَحصل الْيَسِير من الْكتب، وَصَارَ متماسك الْأَمر بِحَيْثُ أَخذ عَنهُ غير وَاحِد من الْأَعْيَان مَعَ ظرف ورغبة فِي الْجَمَاعَات ومحبة فِي زِيَارَة الصَّالِحين حَتَّى كَانَ أحد خدام اللَّيْث. مَاتَ فِي شعْبَان سنة خمسين بعد أَن تعلل قَلِيلا وَنزل بالبيمارستان المنصوري ثمَّ خرج إِلَى الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة فَكَانَت منيته بهَا واختلست دريهماته من وَسطه عَفا الله عَنهُ. رَجَب بن النَّاسِخ الْمُؤَذّن مؤدب الابناء. فَقير تزوج ابْنة صهر أخي الْوسط وَمكث مَعهَا مُدَّة ثمَّ فَارقهَا. رَجَب وَلم ينْسب. مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة فِي السِّرّ المكتوم وَغَيره.)

ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ الْمُحَرر، وَقدم حلب ثمَّ دخل الرّوم ثمَّ الْقَاهِرَة فقطنها وَنزل البرقوقية مِنْهَا وَحضر عِنْد الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن البُلْقِينِيّ، وَسمع على شَيخنَا واختص بالكمال إِمَام الكاملية بِحَيْثُ لزم الْإِقَامَة عِنْده وهجر من عداهُ، وَاسْتمرّ على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون، وَكَانَ دينا متقشفا طارحا للتكلف متواضعا ورعا رَحمَه الله وإيانا. رَسُول بن عبد الله الشهَاب القيصري ثمَّ الْغَزِّي الْحَنَفِيّ. ثمَّ ولي نِيَابَة الحكم حُدُود السّبْعين، وَهُوَ فَاضل، وَسمع من ابْن أميلة وَابْن حبيب ثمَّ ولي نِيَابَة الحكم بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَقد شاخ قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ الْعَيْنِيّ القيسراني كَانَ أحد طلبة الْحَنَفِيَّة بالشيخونية أَيَّام أكمل الدّين وَغَيره وَتَوَلَّى قَضَاء غَزَّة عوضا عَن القَاضِي موفق الدّين وأرخ وَفَاته فِي ربيع الآخر ولقبه شرف الدّين فَالله أعلم.) ::: رَسُول بن مُحَمَّد بن عمر الْكرْدِي. مِمَّن سمع على شَيخنَا أَيْضا وَصَحب إِمَام الكاملية وَكَانَ يُقَال لأَحَدهمَا الْكَبِير وَللْآخر الصَّغِير للتمييز. رشيد بن عبد الله الْحَاج رشيد الدّين الفهدي البهائي أحد الفراشين فِي الْحرم النَّبَوِيّ وَيعرف. سمع على الْعِزّ بن جمَاعَة جُزْءا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الشّرف أَبُو الْفَتْح

المراغي فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بمبرك النَّاقة النَّبَوِيَّة من دَار أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ الْمَعْرُوفَة بِالْمَدْرَسَةِ الشهابية وَوَصفه بالشيخ الصَّالح الْخَيْر. 854 - رضوَان بن عَليّ بن رضوَان القاهري المقرىء وَالِد أَحْمد / الْمَاضِي وَأحد قراء الجوق الْمُجْتَهدين فِي التَّحْصِيل. تكسب بِالشَّهَادَةِ كأبيه وبالدوران فِي الاسباع بِبَيْت الْأُمَرَاء وَنَحْوهم وتنزل فِي كثير من الْجِهَات بل كتب الوصولات بالخشابية بعد وَلَده وَرُبمَا خطب وَكنت أَحْمد قِرَاءَته وَوجد لَهُ بعض الاسمعة فِي ثَبت الْجمال البدراني فاستجازه الطّلبَة لذَلِك. 855 - رضوَان بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن سَلامَة بن الْبَهَاء بن سعيد / شَيخنَا مُفِيد الْقَاهِرَة مُحدث الْعَصْر الزين أَبُو النَّعيم وَأَبُو الرِّضَا العقبي ثمَّ القاهري الصحراوي الشَّافِعِي المقرىء ولد فِي صبح جُمُعَة من رَجَب سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بمنية عقبَة بالجيزة وَنَشَأ بخانقاه شيخو فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وجود بعض الْقُرْآن على اسماعيل الانبابي وتلا بالسبع إفرادا إِلَّا نَافِعًا فَلم يكملها على النُّور أبي الْحسن عَليّ الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي أخي بهْرَام وَسمع عيه مَوَاضِع كَثِيرَة من الْقُرْآن جمعا لَهَا وللثلاث أَيْضا وَفِي الْبَحْث فِي شرح الجعبري للشاطبية ونهج الدماثة وَقَرَأَ الْكثير من الشاطبية وَجَمِيع الرائية عَلَيْهِ وعَلى الشَّمْس الغماري جمعا للسبع إِلَى رَأس الحزب الأول من الاعراف وَكَذَا من ثمَّ إِلَى رَأس الحزب فِي الْقَصَص مَعَ إِضَافَة يَعْقُوب إِلَيْهَا وعَلى الزكي أبي البركات الاسعردي الْمَالِكِي جمعا للثمان بِتَمَامِهَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض العقد وَسمع عَلَيْهِ بعض الْمَطْلُوب فِي قِرَاءَة يَعْقُوب وَكِلَاهُمَا لشيخه أبي حَيَّان وعَلى كل من الشّرف يَعْقُوب الجوشني الْمَالِكِي وَالشَّمْس النشوي الْحَنَفِيّ جملَة من الْقُرْآن للسبع وعَلى أَولهمَا بعض الشاطبية وعَلى النُّور بن سَلامَة بِمَكَّة بعضه للسبع أَيْضا وعَلى ابْن الْجَزرِي الْفَاتِحَة وَإِلَى المفلحون بالعشر دَاخل الْكَعْبَة وعَلى ابْن الزراتيتي جملَة كَثِيرَة من الْقُرْآن بالأثني عشر وَقَرَأَ عَلَيْهِ كلا من التَّيْسِير والعنوان والعقيلة والارشاد الصَّغِير وَغَيرهَا وَبَعض الْقُرْآن على الْفَخر عُثْمَان الْبرمَاوِيّ وَبحث عَلَيْهِ فِي شرحي الفاسي والجعبري للشاطبية وَقَرَأَ الشاطبية على نَاصِر الدّين) بن كشتغدي وَلَقي من الْقُرَّاء أَيْضا الْعَسْقَلَانِي وَابْن القاصح صَاحب المصطلح وَغَيره فَسمع عَلَيْهِمَا بعض الْقُرْآن بالجامع الطولوني وَالْفَخْر البلبيسي الضَّرِير إِمَام الْأَزْهَر فَسمع عَلَيْهِ بِهِ بعضه أَيْضا وَكَذَا أَخذ الْقرَاءَات عَن الشَّمْس الشطنوفي ويرويها بالاجازة

عَن التنوخي وَابْن السكاكيني فِي آخَرين واجتهد فِيهَا جدا، وَحضر دروس البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن وَكَذَا الصَّدْر الْمَنَاوِيّ والعز بن جمَاعَة ولازمهما وَكَذَا الصَّدْر الابشيطي كثيرا وتفقه بهم وبالشموس الثَّلَاثَة القليوبي والغراقي والشطنوفي وَأذن لَهُ ثَلَاثَتهمْ مَعَ ابْن الْجَزرِي فِي التدريس بل وَأذن لَهُ ابْن سَلامَة الْمَكِّيّ فِي الافتاء أَيْضا وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن ثَالِث الشموس وَعَن الغماري أَيْضا فِي شرح الألفية لِابْنِ النَّاظِم والفصول لِابْنِ عُصْفُور وَبَعض الحماسة وَغير ذَلِك وأصول الْفِقْه عَن أَوَّلهمْ وَعَن ابْن جمَاعَة أَيْضا والفرائض والحساب عَن ثانيهم، وَكَذَا أَخذ فِي هَذِه الْعُلُوم الْأَرْبَعَة مَعَ الْكَلَام والتصريف والمنطق والمعاني وَالْبَيَان والجدل عَن الْبِسَاطِيّ وَأذن لَهُ وَكتب عَن الْعِرَاقِيّ جملَة من أَمَالِيهِ ثمَّ عَن وَلَده الْوَلِيّ وَرُبمَا استملى عَلَيْهِ. وناب فِي عُقُود الْأَنْكِحَة بِالْقَاهِرَةِ وضواحيها عَن الصَّدْر الْمَنَاوِيّ، وَولي مشيخة الاسماع بالشيخونية بعد الزين الزَّرْكَشِيّ والخدمة بالاشرفية المستجدة بالعنبريين بسفارة شَيخنَا حَيْثُ قَالَ لواقفها وهما فِيهِ هَذِه جنَّة وَلَا تصلح خدمتها إِلَّا لرضوان فَاسْتحْسن ذَلِك وَقَررهُ والخطابة بِجَامِع المرج وَغير ذَلِك، وَحج مرَارًا وجاور مرَّتَيْنِ وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَمَا تيسرت لَهُ رحْلَة نعم أَخذ بالحرمين عَن جمَاعَة كالجمال بن ظهيرة وقريبه الْكَمَال، وَكَذَا سمع بِبَيْت الْمُقَدّس على بعض من لم يُعلمهُ لصغره شَيْئا فَإِن وَالِده سَافر إِلَيْهِ فلحقته أمه بِهِ وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وَهُوَ أول شَيْء سَمعه واشتدت عنايته بالرواية وَبَالغ فِي الطّلب وَقَرَأَ بِنَفسِهِ الْكثير وَاسْتوْفى من الْكتب بِالسَّمَاعِ وَالْقِرَاءَة بالعلو وَغَيره أصُول الاسلام السِّتَّة ومسند أَحْمد إِلَّا بعضه مُلَفقًا ومسند الشَّافِعِي تَاما وموطأ يحيى بن يحيى والقعنبي وَالْبَعْض من كل من موطأ أبي مُصعب وَيحيى بن بكير ومسند أبي حنيفَة وَجَمِيع شرحي مَعَاني الْآثَار للطحاوي وَالسّنَن للدارقطني والسيرة لِابْنِ هِشَام وَجُمْلَة، وَأخذ عَمَّن دب ودرج لكنه لم يكثر عَن القدماء من شُيُوخه بل عَن أهل الطَّبَقَة الْوُسْطَى فَمن دونهم حَتَّى كتب عَن رفقائه بل وَمن دونه أَيْضا، وَمن قديم مسموعه مِمَّا لم أسمعهُ عَلَيْهِ على التقي بن حَاتِم قِطْعَة من السّنَن الْكُبْرَى للبيهقي وعَلى ابْن أبي الْمجد الْمجْلس الْأَخير من مُسْند الشَّافِعِي وَمن عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَمن المقامات الحريرية) وعَلى الْمُطَرز والغماري الْكثير من أبي دَاوُد والختم مِنْهُ على الابناسي وَعَلَيْهِمَا والجوهري الْكثير من ابْن مَاجَه وعَلى الْعِرَاقِيّ الْكثير من أَمَالِيهِ، وَانْفَرَدَ فِي الديار المصرية بِمَعْرِِفَة شيوخها وَمَا عِنْدهم من المسموع وَنَحْو ذَلِك لاستقصائه فِي تتبعه لَهُ وَصَارَ الْمعول عَلَيْهِ فِيهِ

وَعرف العالي والنازل وَكتب بِخَطِّهِ الْجيد الْكثير من الْكتب والاجزاء والطباق وَخرج كثيرا لغيره وَالْبَعْض لنَفسِهِ كالاربعين المتباينات وَكَذَا خرجها لوَلَده وَلم يَتَعَدَّ لغير ذَلِك من هَذَا الْفَنّ وَبَالغ فِيهِ وَتوسع جدا مَعَ مُشَاركَة فِي الْفَضَائِل ونظم ونثر وَقد حدث بِأخرَة بالكثير من الْكتب والاجزاء وأقرأ الْقُرْآن وَتخرج بِهِ جمع من الْفُضَلَاء، وَكنت مِمَّن تخرج بِهِ وقرأت عَلَيْهِ الْكثير وانتفعت بتهذيبه وارشاده وأجزائه، وَكَانَ كثير الْمحبَّة لي والاقبال عَليّ وَالْتمس مني بِأخرَة جمع شُيُوخه ومروياته فَمَا تيَسّر وتوسم فِي الْمعرفَة ووصفني بالجميل ودعا لي كثيرا وَأَرْجُو أَن أنتفع بذلك فقد كَانَ خيرا دينا سَاكِنا بطيء الْحَرَكَة ربض الْخلق صَادِق اللهجة غزير الْمُرُوءَة متواضعا منطرح النَّفس وقورا بساما مهابا بهيا نير الشيبة حسن السمت كثير التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة غَايَة فِي النصح سليم الْبَاطِن محبا فِي الحَدِيث وَأَهله، سَمحا بِإِعَادَة كتبه وأجزائه منجمعا عَن النَّاس بتربة السيفي قجماس الظَّاهِرِيّ بِالْقربِ من البرقوقية قانعا باليسير عديم النظير على طَريقَة السلق قل أَن ترى الْعُيُون فِي مَجْمُوعه مثله طَار اسْمه بِمَعْرِِفَة الْأَسَانِيد والشيوخ والمرويات، وَأرْسل للسُّلْطَان أبي فَارس صَاحب الْمغرب أَرْبَعِينَ حَدِيثا خرجها لَهُ ولأولاده بالاجازة فأثابه عَلَيْهَا وَكَذَا خرج للجلال البُلْقِينِيّ والنور التلواني وَخلق، وقرض لَهُ شَيخنَا بعض ذَلِك أَو جَمِيعه وَكَانَ كثير الْميل إِلَيْهِ بِحَيْثُ ذكره فِي الْقسم الْأَخير من مُعْجَمه وَشهد لَهُ إِذْ ذَاك بِأَنَّهُ أمثل من تخرج على طَريقَة طلب الحَدِيث وَقدمه للاستملاء عَلَيْهِ فاستمر وَأثبت اسْمه مُجَردا فِي ورقة كتبهَا فِي الْقُرَّاء بالديار المصرية فِي وسط هَذَا الْقرن لكَونه كَانَ أَيْضا قصد فِيهَا لتقدم عمله فِيهَا حَسْبَمَا بَينته بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ غير وَاحِد من الْأَعْيَان الْقرَاءَات مَعَ انه كَانَ تَارِكًا وَشهد عَلَيْهِ فِي سنة إِحْدَى وَخمسين فِي إِجَازَته بعض من قَرَأَ عَلَيْهِ الْقرَاءَات فوصفه فِيهَا بالشيخ الامام الْفَاضِل شيخ الاقراء والتحديث الْحَافِظ فلَان، وَفِي أُخْرَى قبلهَا بِعشر سِنِين بالشيخ الامام الْعَالم الْعَلامَة الاوحد الْمُحدث الْحَافِظ الضَّابِط المقرىء المجود، هَذَا مَعَ سلوك صَاحب التَّرْجَمَة مَعَه الْأَدَب إِلَى الْغَايَة حَتَّى إِنَّنِي سمعته يسْأَل أَيّمَا أكبر أَنْت أَو هُوَ فَقَالَ أَقُول كَمَا قَالَ العباسي رَضِي الله عَنهُ أَنا أسن مِنْهُ وَهُوَ أكبر مني رحمهمَا الله تَعَالَى. ومدحه) بقصيدة حَسَنَة ذكرتها فِي الْجَوَاهِر. وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بسكنه بتربة قجماس، وَدفن بهَا بعد أَن شهد الصَّلَاة عَلَيْهِ جمع جم كشيخنا وَتقدم والحنبلي والاقصرائي فَمن دونهم وتأسف النَّاس خُصُوصا أهل

الحَدِيث على فَقده، وَلم يخلف بعده فِي مَعْنَاهُ مثله، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار، وترجمته تحْتَمل أَزِيد من هَذَا رَحمَه الله وإيانا ونفعنا ببركته. وَمِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه مِمَّا أنشدنيه لفظا: (الْحبّ فِيك مسلسل بِالْأولِ ... فَامْنُنْ وَلَا تسمع ملام العذل) (وَارْحَمْ عباد الله يَا من قد علا ... من يرحم السُّفْلى يرحمه الْعلي) (وخف الْعَذَاب ورج عفوا أَن ترم ... شربا من النّدب الرَّحِيق السلسل) 856 - رضوَان بن هِلَال الأندلسي /. 857 - ركاب /. شنق فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ كَمَا ذكرته فِي الْحَوَادِث. 858 - رَمَضَان بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الزين المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل القراسنقرية وأخو الشهَاب أَحْمد بن أبي السُّعُود / الْمَاضِي لِأَبِيهِ خَاصَّة فرمضان أمه أمة. مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ خيرا مديما للتلاوة وَالْعِبَادَة صوفيا بالخانقاه الصلاحية مَعَ غَيرهمَا من الْجِهَات وَلم يقصر عَن الْخمسين رَحمَه الله. 859 - رَمَضَان بن عَليّ بن أَحْمد أَبُو الْجُود الشاذلي الْمدنِي الْوَاعِظ /. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 860 - رَمَضَان بن عمر بن مزروع الاتكاوي الشَّافِعِي /. شيخ صَالح جليل أَخذ عَن بلديه الشَّيْخ إِبْرَاهِيم وَصَحبه جمَاعَة كالزيني زَكَرِيَّا القَاضِي وَالشَّمْس بن سَلامَة، وَكَانَ فَاضلا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأول سنة سبعين وَهُوَ عَم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عمر العمريطي الْآتِي. 861 - رَمَضَان بن يُوسُف بن رَمَضَان الشبراوي وَيعرف بِابْن تكا قَوْله /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 862 - رَمَضَان اللَّقَّانِيّ ثمَّ القاهري البهائي التَّاجِر /. مِمَّن قَرَأَ على ابْن أَسد وَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وَغَيرهمَا، وَحج وَكَانَ رَاغِبًا فِي الْخَيْر وَزوج ابْنه لابنَة يحيى ابْن شَيخنَا الرَّشِيدِيّ. مَاتَ فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَفا الله عَنهُ. 863 - رَمَضَان المنفلوطي ثمَّ القاهري المهتار / عَامي جلف. ولد ببني غَالب قَرْيَة من عمل منفلوط، رقاه أستاذه وَصَارَ يتَكَلَّم فِي الْكسْوَة وَغَيرهَا. مَاتَ فِي أَيَّام منى سنة تسع عشرَة بعد تغير عقله (سقط)

قَلِيلا من الْكبر وَدفن بالمعلاة عَن سِتّ وَسبعين فأزيد ذكره الفاسي. 866 - رميثة بن بَرَكَات بن حسن بن عجلَان الحسني ابْن صَاحب الْحجاز وأخو صَاحبه الجمالي مُحَمَّد / وَهُوَ أَصْغَر إخْوَته رام الْمُخَالفَة عَلَيْهِ بِحَيْثُ لما انْفَصل الاشرف قايتباي عَن مَكَّة وفارقه أَخُوهُ تخلف هُوَ مَعَه وشكاه فَأرْسل بِهِ إِلَى أَخِيه فاستمر مُتَأَخِّرًا عِنْده، ثمَّ فر إِلَى الْيمن كجازان وَغَيرهَا عِنْد أَخْوَاله ذَوي عمر، وَاجْتمعَ بعامر بن طَاهِر صَاحبهَا فِي سنة سبع وَتِسْعين ورام التَّوَصُّل فِي جلبه إِلَى عيداب فَمَا تمكن. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ الْآن مشتت، وَقد تزوج قبل بِمَكَّة عابدة ابْنه حليمة ابْنة السَّيِّد صفي الدّين الايجي وقتا ثمَّ فَارقهَا وَلها إِلَيْهِ مزِيد ميل. 867 - رميثة بن أبي الْقسم بن حسن بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمى الحسني الْمَكِّيّ. / مَاتَ غَرِيبا بالمحلة وَكَانَ رَاجعا من اسكندرية فِي ربيع الثَّانِي سنة تسع وَسبعين، وَشهد الصَّلَاة عَلَيْهِ ثمَّ دَفنه من لَا يُحْصى كَثْرَة، وَكَانَ توجهه إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَسبعين رَحمَه الله. 868 - رميثة بن مُحَمَّد بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمر الحسني الْمَكِّيّ. / ولي إمرتها مُدَّة فَلم تحمد سيرته فعزل وَاتفقَ خُرُوجه فِي طَائِفَة من الْعَسْكَر للوقيعة ببني إِبْرَاهِيم أَو غَيرهم على نَحْو ثَمَانِيَة أَيَّام من مَكَّة فَقتل فِي المعركة فِي رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِبِلَاد الشرق وَدفن هُنَاكَ. 869 - رُمَيْح بن حَازِم بن عبد الْكَرِيم بن أبي نمى الحسني /. مَاتَ فِي أول شعْبَان سنة سبع وَخمسين خَارج مَكَّة وَحمل فَدفن بهَا. 870 - روزبهان بن مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم بن مكرم الشَّيْخ صدر الدّين بن غياث الدّين ابْن روح الدّين الفالي ابْن أُخْت أَحْمد بن نعْمَة الله / الْمَاضِي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. 871 - ريحَان الحبشي التعكري / لكَونه عَتيق الْجمال مُحَمَّد بن عمر بن مَسْعُود التعكري وَالِد عَليّ وَزَيْنَب زوج مُحَمَّد بن حسن الصَّائِغ وَأم هاني أم أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ المرشدي) وَغَيره. كَانَ لَهُ من الدّور بدار الخفرة وَأُخْرَى تجاه دَار الشهَاب قاوان بالخرازين. مَاتَ سنة سِتّ وَعشْرين بِمَكَّة. 872 - ريحَان الحبشي الْعَطَّار /. هَكَذَا جرده ابْن فَهد. ريحَان الحبشي عَتيق الشيبي. مَاتَ بِمَكَّة فِي مستهل ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين. 874 - ريحَان الحبشي عَتيق الشهَاب بن الضياء. 875 - ريحَان الحبشي عَتيق القَاضِي عَليّ بن أَحْمد النويري الْمَالِكِي /. سمع من الْكَمَال بن حبيب شَيْئا من آخر مُسْند الطَّيَالِسِيّ، وَمن أَحْمد بن سَالم الْمُؤَذّن

حرف الزاي المنقوطة

والقروي قِطْعَة من أول موطأ يحيى بن يحيى وَآخره وَمن الْجمال الاميوطي قِطْعَة من سيرة ابْن سيد النَّاس أَخذ عَنهُ التقي بن فَهد وَأوردهُ فِي مُعْجَمه. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَأَرْبَعين بِمَكَّة. 876 - ريحَان الحبشي فَتى الزكي أبي بكر الْمصْرِيّ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 877 - ريحَان الحبشي الْمَكِّيّ وَيعرف بالعيني. / ولي أَمر المكس بجدة فِي دولة السَّيِّد عَليّ بن عجلَان وَحصل دنيا وأملاكا ثمَّ ذهب غالبه وَكَانَ ذَا مُرُوءَة. مَاتَ بزبيد فِي رَمَضَان أَو شَوَّال سنة سِتّ عشرَة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. 878 - ريحًا الزنْجِي الحبي /. ذكر بِالْخَيرِ وَالدّين، وَإنَّهُ كَانَ يتعاطى حلق رُؤْس الأكابر من الْأُمَرَاء وَغَيرهم ويسقي المَاء بطاسة بَين العشاءين بخانقاه شيخو سِنِين وَيكثر من الصَّلَاة وَنَحْوهَا مَعَ بشاشة وَاسْتقر بِهِ الاشرف قايتباي فِي السَّبِيل الَّذِي أنشأه بِزِيَادَة جَامع ابْن طولون. مَاتَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله. 879 - ريحَان الْعَدنِي وَيعرف بالرميدي /. كَانَ ذَا ملاءة وَعبادَة، وَفِيه خير وديانة تردد لمَكَّة غير مرّة، وجاور بهَا ثَلَاث سِنِين أَو نَحْوهَا مُتَّصِل بوفاته. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة عشر بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. 880 - ريحَان النوبي ثمَّ الْمَكِّيّ الْقَائِد عَتيق السَّيِّد حسن بن عجلَان وَيعرف بالفيل / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. 881 - ريحَان اليعقوبي نِسْبَة للخواجا يَعْقُوب الْبُرُلُّسِيّ الطواشي / أحد خدام الْمَدِينَة مِمَّن سمع مني، وَمَات سنة إِحْدَى وَتِسْعين. (حرف الزَّاي المنقوطة) 882 - زَاده العجمي الخرزباني الْحَنَفِيّ، وَيعرف بالشيخ زادة. / قدم من بِلَاده إِلَى حلب سنة أَربع وَتِسْعين، وَهُوَ شيخ سَاكن يتَكَلَّم فِي الْعلم بِسُكُون ويتعانى حل المشكلات فَنزل بجوار الْمُحب بن الشّحْنَة فشغل النَّاس وَكَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ والمنطق والكشاف مقتدر على حل المشكلات من هَذِه الْعُلُوم. طارحه السراج عبد اللَّطِيف الفوي بأسئلة من الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا نظما ونثرا مِنْهَا فِي قَول الْكَشَّاف إِن الِاسْتِثْنَاء فِي قَوْله تَعَالَى إِنَّا أرسلنَا إِلَى قوم مجرمين إِلَّا آل لوط مُتَّصِل أَو مُنْقَطع فَأَجَابَهُ بِجَوَاب حسن أَنه إِن كَانَ يتَعَلَّق بِقوم يكون مُنْقَطِعًا لِأَن الْقَوْم صفتهمْ الاجرام أَو بِمن الضَّمِير فِي صفتهمْ فَيكون مُتَّصِلا، وَاسْتشْكل بِأَن الضَّمِير هُوَ الْمَوْصُوف الْمُقَيد بِالصّفةِ فَلَو قلت مَرَرْت بِقوم مجرمين إِلَّا رجلا صَالحا

كَانَ الِاسْتِثْنَاء منقطا فَيَنْبَغِي أَن يكون الِاسْتِثْنَاء مُنْقَطِعًا فِي الصُّورَتَيْنِ فَأجَاب بِأَنَّهُ لَا إِشْكَال قَالَ وَغَايَة مَا يُمكن أَن يُقَال إِن الضَّمِير المستكن فِي الْمُجْرمين وَإِن كَانَ عَائِدًا إِلَى الْقَوْم بالاجرام إِلَّا أَن إِسْنَاد الاجرام إِلَيْهِ يَقْتَضِي تجرده عَن اعْتِبَار اتصافه بالاجرام فَيكون اثباتا للثابت إِلَى آخر كَلَامه، ونظم فِي الْجَواب أَيْضا قصيدة طَوِيلَة يَقُول فِيهَا: (وَلَا الشّعْر من ذاتي وَلَا شميتي ... وَلَا أَنا من خيل الفكاهة فِي الْخَبَر) ثمَّ دخل الْقَاهِرَة وَولي بعد ذَلِك تدريس الشيخونية ومشيختها فَأَقَامَ مُدَّة طَوِيلَة إِلَى أَن كَانَ فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة فَوَثَبَ عَلَيْهِ فِيهَا بالجاه الْكَمَال بن العديم لما شنع عَلَيْهِ بِأَنَّهُ طَال ضعفه وخرف وتألم الشَّيْخ لذَلِك هُوَ وَولده ومقت أهل الْخَيْر ابْن العديم بِسَبَب صَنِيعه هَذَا، وَلم يلبث أَن مَاتَ وَاسْتقر جمال الدّين بولده فِي تدريس الْحَنَفِيّ بمدرسته جبرا لما وَقع من إِخْرَاج الشيخونية عَن أَبِيه ثمَّ عَنهُ مَعَ كَونه نَاب عَنهُ فِيهَا، ذكره ابْن خطيب الناصرية وَتَبعهُ شَيخنَا فِي إنبائه، وأرخه المقريزي فِي سلخ ذِي الْقعدَة سنة تسع وَأَنه دفن بالشيخونية وَسَماهُ الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد قَالَ وَكَانَ من أَعْيَان الْحَنَفِيَّة، وَله يَد فِي الْعُلُوم الفلسفية واستدعاه السُّلْطَان من بَغْدَاد إِلَى الْقَاهِرَة، وَيُحَرر هَذَا كُله. 883 - زاهد بن عَارِف بن جلال اللكنوهي الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ. / قَرَأَ على أربعي النَّوَوِيّ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة أَربع وَتِسْعين 884 -. زَاهِر بن أبي الْقسم بن حسن بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمى الحسني / مِمَّن لَهُ ذكر فِي أَيَّام أَبِيه وسطوة وتجبر إِلَى أَن قَيده أَبُو ثمَّ رَضِي عَنهُ وَمَات بعد 885 -. زَائِد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل القلهاني الأَصْل نِسْبَة لبلدة من أَعمال هرموز الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / أحد الشُّهُود بِبَاب السَّلَام. مِمَّن حضر كثيرا من مجالسي بِمَكَّة ومولده بهَا سنة ثَمَان وَخمسين وَثَمَانمِائَة، وَنَشَأ فاشتغل عِنْد النُّور بن عطيف وَأبي الْعَزْم ولازم دروس الجمالي أبي السُّعُود وَرُبمَا حضر عِنْد وَالِده. وَكَانَ الشَّيْخ عبد الْمُعْطِي يمْشِيه عِنْده ثمَّ صَارَت عَلَيْهِ قابلية فِي صناعته بِالنِّسْبَةِ للجالسين هُنَاكَ. 886 - زبيري اسْم بِلَفْظ النّسَب ابْن قيس بن ثَابت بن نعير بن مَنْصُور الْحُسَيْنِي / أَمِير الْمَدِينَة. وَليهَا بعد ابْن عَمه ميان بن مَانع فِي رَمَضَان سنة أَربع وَخمسين وَأقَام بهَا إِلَى سنة خمس وَسِتِّينَ فانفصل بزهير بن سُلَيْمَان بن هبة بن جماز بن مَنْصُور ثمَّ اسْتَقر بِهِ الشريف مُحَمَّد بن بَرَكَات الْمُفَوض إِلَيْهِ أَمر الْحجاز بأسره فِي النِّيَابَة فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَمَانِينَ وخطب باسمهما. وَحضر عِنْدِي بعض الْمجَالِس

وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي الَّتِي تَلِيهَا وَاسْتقر الشريف بولده الْبَدْر حسن الْمَاضِي. 887 - الزبير بن سعد بن عبد الله النفطي الْمدنِي المادح. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ وَأنْشد نظما لغيره قَالَه فِي. 888 - زربة بن تبل بن مَنْصُور الْعمريّ الْقَائِد /. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 889 - زَكَرِيَّا بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن المستعصم بِاللَّه أَبُو يحيى العباسي. / ولي الْخلَافَة فِي أَيَّام اينبك بعد قتل الْأَشْرَف عوضا عَن المتَوَكل ثمَّ خلع ثمَّ أَعَادَهُ الظَّاهِر بعد الْقَبْض على المتَوَكل فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ثمَّ صرف عَنْهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين فَلَزِمَ دَاره إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى، وَكَانَ عاميا صرفا بِحَيْثُ يُبدل الْكَاف همزَة. 890 - زَكَرِيَّا بن حسن بن مُحَمَّد الزين الدَّمِيرِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمقري إِمَام الحسينية وَيُسمى عبد الرَّحْمَن أَيْضا وَلكنه بزكريا أشهر. / ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والتبريزي وَجمع الْجَوَامِع والألفيتين والشاطبيتين وَالتَّلْخِيص، وَعرض على الْمُحب بن نصر الله وَشَيخنَا والعيني وَابْن الديري فِي) سنة تسع وَثَلَاثِينَ وأجازوه بل سمع على من عدا الأول وَكَذَا على الزين الزَّرْكَشِيّ، وتلا بالسبع على الشهَاب السكندري بل قَرَأَ عَلَيْهِ التَّيْسِير والشاطبيتين والألفية بِتَمَامِهَا ولحمزة وَالْكسَائِيّ على ابْن كزلبغا بل قَالَ لي مرّة أَنه جمع عَلَيْهِ ولحمزة فَقَط على السنهوري الْمَالِكِي وللثلاثة عشر على النُّور البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر وَابْن أَسد، لكنه لم يكمل عَلَيْهِمَا ولنافع وَابْن كير وَأبي عَمْرو على ابْن الحمصاني وَلأبي عَمْرو على الشارمساحي وَعنهُ أَخذ الْمَجْمُوع فِي الْفَرَائِض وَالْحَاوِي الفرعي وَكَذَا أَخذ عَن الْبَدْر القيمري فِي الْفَرَائِض وَأخذ الْفِقْه أَيْضا عَن الشَّمْس الشنشي وَالْعلم البُلْقِينِيّ وحفيد أَخِيه الْبَدْر أبي السعادات والمناوي والعبادي فِي آخَرين، وَقَرَأَ على شرح ألفية الْعِرَاقِيّ للناظم بِتَمَامِهِ وَغير ذَلِك دراية وَرِوَايَة واغتبط بذلك مَعَ قِرَاءَته لَهُ قبل ذَلِك على الْفَخر عُثْمَان الديمي وَكَذَا قَرَأَ عَليّ من تصانيفي القَوْل البديع بعد أَن كتبه وَحج غير مرّة وجاور فِي بَعْضهَا وَأخذ فِي مجاورته عَن الشّرف عبد الْحق السنباطي، وَأذن لَهُ غير وَاحِد من شُيُوخه كالسكندري وَشهد عَلَيْهِ الْمَنَاوِيّ وَابْن الديري والأقصرائي وَإِمَام الْأَزْهَر والبدر الْبَغْدَادِيّ وَولي إِمَام الحسينية وتنزل بالشيخونية، وتكسب بِالشَّهَادَةِ على خير واستقامة وسلامة وفطرة واستحضار لكتبه وانجماع حَتَّى

عَن بني الدُّنْيَا مَعَ كَونه مِمَّن كَانَ اخْتصَّ بالأمير يشبك الْفَقِيه وقتا وَنعم الرجل، وَوَصفه ابْن أَسد فِي إجَازَة لوَلَده بِأَنَّهُ شيخ الْقُرَّاء ومعدن الاقراء الشَّيْخ الامام الْعَالم الْمُفِيد النافع لخلق الله فِي الْعُلُوم فيدرس وَيُعِيد. 891 - زَكَرِيَّا بن عَليّ بن كمشبغا التَّاجِر وَأمه عنقاء أُخْت جِهَة البدري ابْن شَيخنَا. / كَانَ أَبوهُ مصارعا قيمًا، وَنَشَأ وَلَده فَدخل دَار الضَّرْب إِلَى أَن اكْتسب قدرا فترقى حِينَئِذٍ لحرفة زوج أمه ابراهيم بن المرجوشي وَهِي بيع القماش السكندري وَمَا أشبهه فِي سوق الشّرْب ونال فِي ذَلِك حظا وافرا وشهرة تَامَّة مَعَ نهضة وحذق فِي سَبَب وتقلل فِي معيشته. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ سامحه الله وَعَفا عَنهُ. 892 - زَكَرِيَّا بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن زَكَرِيَّا الزين الْأنْصَارِيّ السنبكي القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي القَاضِي. / ولد فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بسنيكة من الشرقية، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الفقيهين مُحَمَّد بن ربيع والبرهان الفاقوسي البلبيسي أحد من كتبت عَنهُ وعمدة الاحكام وَبَعض مُخْتَصر التبريزي فِي الْفِقْه ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فقطن الْأَزْهَر وأكمل حفظ الْمُخْتَصر الْمَذْكُور بل حفظ أَيْضا الْمِنْهَاج الفرعي وألفية النَّحْو) والشاطبيتين وَبَعض الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَنَحْو النّصْف من ألفية الحَدِيث وَمن التسهيل إِلَى كَاد وَبَعض ذَلِك بعد هَذَا الأوان، وَأقَام بعد مَجِيئه الْقَاهِرَة بهَا يَسِيرا ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده ثمَّ رَجَعَ فداوم الِاشْتِغَال وجد فِيهِ وَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنْهُم الْفِقْه القاياتي وَالْعلم البُلْقِينِيّ فَقَرَأَ عَلَيْهِمَا شرح الْبَهْجَة مُلَفقًا بل وَأخذ عَنْهُمَا فِي الْفِقْه غير ذَلِك وَعَن الشّرف السُّبْكِيّ والشموس الونائي والحجازي والبدرشي والشهاب بن المجدي والبدر النسابة والزين البوتيجي بل وَعَن شَيخنَا والزين رضوَان فِي آخَرين، وَحضر دروس الشّرف الْمَنَاوِيّ وَغَيره بل قَرَأَ فِي التَّنْبِيه على الشَّمْس البامي كَمَا كَانَ يخبر بِهِ وأصول الْفِقْه القاياتي والكافياجي قَرَأَ عَلَيْهِمَا الْعَضُد مُلَفقًا والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الْهمام والشرواني والشمني وَجَمَاعَة وأصول الدّين على الْعِزّ الْمَذْكُور أَخذ عَنهُ شرح العقائد بِكَمَالِهِ مَا بَين سَماع وَقِرَاءَة والشرواني قَرَأَ عَلَيْهِ شرح المواقف وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْمَدْعُو بالشيخ البُخَارِيّ نزيل زَاوِيَة الشَّيْخ نصر الله قَرَأَ عَلَيْهِ العبري شرح الطوالع والأبدي وَغَيرهم وَعَن كل مشايخه فِي أصل الدّين أَخذ النَّحْو بل وَأَخذه أَيْضا عَن ابْن المجدي وَابْن الْهمام والشمني وَالصرْف عَن الْعِزّ والشرواني وَكَذَا عَن مُحَمَّد بن أَحْمد الكيلاني قَرَأَ عَلَيْهِ شرح تصريف الْعزي للتفتازاني وَطَائِفَة والمعاني وَالْبَيَان

والبديع عَن القاياتي أَخذ عَنهُ المطول مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع وَالشَّمْس البُخَارِيّ الْمَذْكُور قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُخْتَصر والكافياجي والشرواني وَعَن من عداهُ من شُيُوخ الصّرْف أَخذ الْمنطق وَكَذَا عَن ابْن الْهمام والأبدي والزين جَعْفَر العجمي الْحَنَفِيّ نزيل المؤيدية قَرَأَ عَلَيْهِ الشمسية وغالب حاشيتها للسَّيِّد والتقي الحصني أَخذ عَنهُ ظنا فِي القطب وحاشيته، وَأخذ عَن القاياتي فِي اللُّغَة وَكَذَا أَخذ عَنهُ وَعَن الكافياجي وَشَيخنَا فِي التَّفْسِير وَأخذ علم الْهَيْئَة والهندسة والميقات والفرائض والحساب والجبر والمقابلة وَغَيرهَا عَن ابْن المجدي وَقَرَأَ عَلَيْهِ من تصانيفه أَشْيَاء والفرائض والحساب أَيْضا عَن الشَّمْس الْحِجَازِي والبوتيجي وَكَذَا عَن أبي الْجُود البنبي قَرَأَ عَلَيْهِ الْمَجْمُوع والفصول وَالْحكمَة عَن الشرواني وجعفر الْمَذْكُور والطب عَن الشّرف بن الخشاب وَالْعرُوض عَن الوروري وَعلم الْحَرْف عَن ابْن قرقماس الْحَنَفِيّ والتصوف عَن أبي عبد الله الغمري والشهاب أَحْمد الادكاوي وَمُحَمّد الفوي وَكِلَاهُمَا من أَصْحَاب ابراهيم الادكاوي وَعَن السراج عمر النبتيتي والزين عبد الرَّحْمَن الخليلي شقير، وتلقن مِنْهُم وَمن أَحْمد بن الْفَقِيه عَليّ بن مُحَمَّد بن تَمِيم الدمياطي وَيعرف بالزلباني الذّكر وتلا بالسبع على كل) من النُّور البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر والزين رضوَان والشهاب القلقيلي السكندري بعد تدربه فِي ذَلِك بِبَعْض طلبتهم كالزين جَعْفَر وبالثلاث الزَّائِدَة عَلَيْهَا بِمَا تضمنته مصنفات ابْن الْجَزرِي النشر والتقريب والطيبة على الزين طَاهِر الْمَالِكِي وبالعشر لَكِن إِلَى المفلحون فَقَط على الزين بن عَيَّاش الْمَكِّيّ بهَا وَأخذ مرسوم الْخط عَن الزين رضوَان بل وَسمع عَلَيْهِ فِي الْبَحْث من شرح الشاطبية للجعبري وَحمل عَنهُ كتبا جمة فِي الْقرَاءَات والْحَدِيث وَغَيرهمَا كجملة من شرح ألفية الحَدِيث للعراقي وَعَن ابْن الْهمام أَخذ هَذَا الشَّرْح بِتَمَامِهِ سَمَاعا وَبَعضه قِرَاءَة وَعَن القاياتي بعضه بل وَأخذ عَن شَيخنَا الْكثير مِنْهُ وَمن ابْن الصّلاح وَجَمِيع شرح النخبة لَهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ بُلُوغ المرام من تأليفه أَيْضا والسيرة النَّبَوِيَّة لِابْنِ سيد النَّاس ومعظم السّنَن لِابْنِ مَاجَه وَأَشْيَاء غَيرهَا، وَسمع فِي صَحِيح مُسلم على الزين الزَّرْكَشِيّ وَكَذَا سمع على الْعِزّ بن الْفُرَات أَشْيَاء وعَلى سارة ابْنة ابْن جمَاعَة فِي المعجم الْكَبِير للطبراني بِقِرَاءَتِي وعَلى الْبُرْهَان الصَّالِحِي والرشيدي وَكثير مِمَّن تقدم كالزين رضوَان واشتدت عنايته بملازمته لَهُ فِي ذَلِك حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ مُسلما وَالنَّسَائِيّ والبوتيجي والبلقيني وبمكة فِي سنة خمسين حِين حج على الشّرف أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد والقاضيين أبي الْيمن النويري وَأبي السعادات بن ظهيرة فِي آخَرين بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا وَبَعض

من ذكر من جَمِيع شُيُوخه فِي أَخذه عَنهُ أَكثر من بعض، كَمَا أَن عمله فِي هَذِه الْعُلُوم أَيْضا يتَفَاوَت، وَلم يَنْفَكّ عَن الِاشْتِغَال على طَريقَة جميلَة من التَّوَاضُع وَحسن الْعشْرَة وَالْأَدب والعفة والانجماع عَن بني الدُّنْيَا مَعَ التقلل وَشرف النَّفس ومزيد الْعقل وسعة الْبَاطِن وَالِاحْتِمَال والمداراة إِلَى أَن أذن لَهُ غير وَاحِد من شُيُوخه فِي الافتاء والاقراء وَمِمَّنْ كتب لَهُ شَيخنَا وَنَصّ كِتَابَته فِي شَهَادَته على بعض الآذنين لَهُ: وأذنت لَهُ أَن يقرىء الْقُرْآن على الْوَجْه الَّذِي تَلقاهُ ويقرر الْفِقْه على النمط الَّذِي نَص عَلَيْهِ الإِمَام وارتضاه قَالَ وَالله المسؤل أَن يَجْعَلنِي وإياه مِمَّن يرجوه ويخشاه إِلَى أَن نَلْقَاهُ. وَكَذَا أذن لَهُ فِي اقراء شرح النخبة وَغَيرهَا وتصدى للتدريس فِي حَيَاة غير وَاحِد من شُيُوخه وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء طبقَة بعد طبقَة مَعَ إِعْلَام متفننيهم بِحَقِيقَة شَأْنه وَلَكِن الْحَظ أغلب، وَشرح عدَّة كتب مِنْهَا آدَاب الْبَحْث وَسَماهُ فتح الْوَهَّاب بشر الْآدَاب وفصول ابْن الهائم فِي الْفَرَائِض سَمَّاهُ غَايَة الْوُصُول إِلَى علم الْفُصُول مزج الْمَتْن فِيهِ وَآخر غير ممزوج سَمَّاهُ مَنْهَج الْوُصُول إِلَى تَخْرِيج الْفُصُول هُوَ أبسطهما والتحفة القدسية فِي الْفَرَائِض لِابْنِ الهائم أَيْضا وَسَماهُ التفة الأنسية لغلق التُّحْفَة القدسية وألفية) ابْن الهائم أَيْضا الْمُسَمَّاة بالكفاية وَسَماهُ نِهَايَة الْهِدَايَة فِي تَحْرِير الْكِفَايَة وبهجة الْحَاوِي وَسَماهُ الْغرَر البهية فِي شرح الْبَهْجَة الوردية وتنقيح اللّبَاب للْوَلِيّ بن الْعِرَاقِيّ ومختصر الرَّوْضَة لِابْنِ الْمقري الْمُسَمّى بالروض وحاشية على شرح الْبَهْجَة للْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشرح فِي النَّحْو شذور الذَّهَب بل كتب على ألفية النَّحْو يَسِيرا وَفِيمَا يتَعَلَّق بالقراءات شرح مُقَدّمَة التجويد لِابْنِ الْجَزرِي ومختصر قُرَّة الْعين فِي الْفَتْح والامالة وَبَين اللَّفْظَيْنِ لِابْنِ القاصح وَأَحْكَام النُّون الساكنة والتنوين وَالْمدّ وَالْقصر وَفِي الْمنطق شرح ايساغوجي وَشرح المنفرجة فِي مطول ومختصر وأقرأ مُعظم ذَلِك وطار مِنْهُ شرح الْبَهْجَة فِي كثير من الاقطار وَكنت أتوهم أَن كِتَابَته أمتن من عباريه إِلَى أَن اتَّضَح لي أمره حِين شرع فِي غيبتي بشرح ألفية الحَدِيث مستمدا من شرحي بِحَيْثُ عجب الْفُضَلَاء من ذَلِك وَقلت لَهُم من ادّعى مَا لم يعلم كذب فِيمَا علم، وخطر لي لقُصُور الطّلبَة الْمُرُور على شَرحه للبهجة وابراز مَا فِيهِ سِيمَا فِي كثير مِمَّا يزْعم المزج فِيهِ. وَقصد بالفتاوي وزاحم كثيرا من شُيُوخه فِيهَا، وَكَانَ أحد من كتب فِي كائنة ابْن الفارض بل هُوَ أحد من عظم ابْن عَرَبِيّ واعتقده وَسَماهُ وليا، وعذلته عَن ذَلِك مرّة بعد أُخْرَى فَمَا كف بل تزايد فصاحة بذلك بِأخرَة وأودعه فِي شَرحه للروض من مُخَالفَته الماتن فِي ذَلِك. وَله تهجد وتوجد وصبر

وَاحْتِمَال وَترك للقيل والقال وأوراد واعتقاد وتواضع وَعدم تنَازع بل عمله فِي التودد يزِيد عَن الْحَد ورويته أحسن من بديهته وكتابته أمتن من عِبَارَته وَعدم مسارعته إِلَى الفتاوي قيل مِمَّا يعد فِي حَسَنَاته، وبيننا أنسة زَائِدَة ومحبة من الْجَانِبَيْنِ تَامَّة وَلَا زَالَت المسرات واصلة إِلَى من قبل بِالدُّعَاءِ وَالثنَاء وَإِن كَانَ ذَلِك دأبه مَعَ عُمُوم النَّاس فحظي مِنْهُ أوفر ولفضي فِيهِ كَذَلِك أغزر وَقد عرض عَلَيْهِ إِمَامَة الْمدرسَة الزينية الاستادار أول مَا فتحت، وَيكون سَاكِنا بهَا فتوقف وَاسْتَشَارَ القاياتي فحسنه لَهُ وَلم يلبث أَن جَاءَهُ صَاحبه الشهَاب الزواوي وَسَأَلَهُ أَن يتَكَلَّم لَهُ مَعَ القاياتي فِي اشارته إِلَى الْوَاقِف بتقريره فِيهَا فبادر من غير اعلامه بِأَنَّهُ سُئِلَ فِيهَا وَتوجه مَعَه إِلَى القاياتي فَكَلمهُ فوعده بالاجابة بعد أَن علم الشهَاب مِنْهُ بتعيينها لَهُ وتمادي الْحَال، وَمَعَ ذَلِك فاستقر فِيهَا الشهَاب بن أَسد، وَكَذَا سَأَلَ فِي خزن كتب المحمودية بعد شَيخنَا فبادر النّحاس وَأَخذهَا للتريكي بل تكلم فِي أَخذ مَا كَانَ فِي تَرِكَة ابْن البُلْقِينِيّ من كتب الْأَوْقَاف حرصا مِنْهُ فِي ذَلِك وَفِي الخزن على الاستمداد من الْكتب وَعمل الميعاد بِجَامِع الظَّاهِر نِيَابَة ثمَّ وثب البقاعي على الْأَصِيل فَانْقَطع. وَاسْتمرّ بِهِ الْعلم بن الجيعان) فِي مشيخة التصوف بالجامع الَّذِي أنشأه ببركة الرطلي أول مَا فتح، وَكَذَا اسْتَقر فِي مشيخة التصوف بِمَسْجِد الطواشي علم دَار بدرب ابْن سنقر بِالْقربِ من بَاب البرقية عوضا عَن زَيْنَب ابْنة شَيْخه أبي الْجُود ثمَّ رغب عَنهُ وَقَررهُ الظَّاهِر خشقدم فِي التدريس بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء أول مَا فتحت. وَفِي تدريس الْفِقْه بِالْمَدْرَسَةِ السابقية بعد موت ابْن الملقن وَقدمه على غَيره مِمَّن نَازع مَعَ سبق كِتَابَة النَّاظر الْخَاص لَهُ. وتحول من ثمَّ للسكن فِي قاعتها وَزَاد فِي الترقي وَحسن الطلاقة والتلقي مَعَ كَثْرَة حاسديه والمتعرضين لجانبه وواديه، وَهُوَ لَا يلقاهم إِلَّا بالبشر والطي للنشر إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي فِي مشيخة الدَّرْس المجاور للشَّافِعِيّ وَالنَّظَر عَلَيْهِ عقب موت التقي الحصني بعد سعي جلّ الْجَمَاعَة فِيهِ بِدُونِ مَسْأَلَة مِنْهُ وَألبسهُ لذَلِك جندة خضراء وَتوجه إِلَى الْمقَام وَمَعَهُ الْقُضَاة الْأَرْبَعَة مَا عدا الْحَنَفِيّ لتوعكه وقاضي الشَّام القطب الخيضري وَمن شَاءَ الله وَبَعض الْأُمَرَاء. ثمَّ رَجَعَ إِلَى منزله وباشر الدَّرْس والتكلم على أوقافه واجتهد فِي عمارتها واستخلص مِنْهُ مَا كَانَ مُنْفَصِلا عَنهُ من مُدَّة بعد خطوب وحروب فِي استخلاصها يطول شرحها ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ بعد ذَلِك نظر القرافة بأسرها إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يُؤذن بمزيد خصوصيته عِنْده وَلذَا كثر توسل النَّاس بِهِ إِلَيْهِ وَإِلَى غَيره من أمرائه فَمن دونهم فِي كثير من المآرب وَانْفَرَدَ عَن

غَيره من المتطوعة بالمزيد من ذَلِك. وَدخل فِي وَصَايَا وَنَحْوهَا وَالسُّلْطَان فِي غُضُون ذَلِك يلهج بالتحدث بولايته الْقَضَاء مَعَ علمه بِعَدَمِ قبُوله عَن الظَّاهِر خشقدم بعد تصميمه عَلَيْهِ لذَلِك إِلَى أَن أذعن بعد مَجِيء الزِّمَام وناظر الْخَاص ونائب كَاتب السِّرّ وناظر الدولة وَغَيرهم إِلَيْهِ وَطَلَبه لَهُ فطلع مَعَهم وَمَا وجد بدا من الْقبُول وَذَلِكَ وَقت الزَّوَال من يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَقد صرف الولولي الأسيوطي فِي أول يَوْم مِنْهُ حِين التهنئة وَرجع وَمن شَاءَ الله مَعَه من الْأُمَرَاء والقضاة والمباشرين والنواب والطلبة إِلَى الصالحية على الْعَادة ثمَّ إِلَى منزله فباشر بعفة ونزاهة وَاسْتقر فِي أَمَانَة الحكم بِأحد فضلاء جماعته الْجمال الصاني الْأَزْهَرِي وَفِي النقابة بِأحد الْفُضَلَاء أَيْضا الْعَلَاء الْمحلي الْحَنَفِيّ أحد جمَاعَة قَاضِي الْمحلة أوحد الدّين العجيمي مَعَ تَدْبِير الشهَاب الأبشيهي لَهما ومراجعتهما لَهُ، وَامْتنع من ولَايَة أبي الْفَتْح السوهاي مَعَ توسله عِنْده بِكُل طَرِيق واجتهد فِي عمَارَة الْأَوْقَاف لاستيلاء الخراب على أَكْثَرهَا وَلم يظْهر أثر ذَلِك إِلَّا لمباشريها وجباتها لكَون الناصح لَهُ فِي الْعِمَارَة وَغَيرهَا عديم والمكافح فِي الدّفع عَنهُ غير) مُسْتَقِيم وَاسْتمرّ الْقطع لجل مستحقيها إِلَى أَن أمسك السُّلْطَان الْأمين والنقيب وَغَيرهمَا من جماعته ورسم عَلَيْهِم وَلم يلْتَفت لمن يعذله عَن ذَلِك مَعَ قلتهم بل عدمهم وَصَرفه فِي أثْنَاء ذَلِك عَن نظر القرافتين وَيُقَال كَانَت ولَايَته على الْمُسْتَحقّين نقمه وجهالته فِي تَصَرُّفَاته على الْمُسْتَحقّين الْمُسلمين غمه بِحَيْثُ عَادَتْ محبَّة النَّاس فِيهِ عَدَاوَة وزادت الرَّغْبَة إِلَى الله بزواله عقب الصَّلَاة والتلاوة وَاشْتَدَّ بغضه فِيهِ وَلم يعْتد بغالب مَا يبديه وَصرح بتمقته مرّة بعد أُخْرَى وَطرح جَانِبه سرا وجهرا وَلَو الْتفت لجِهَة الْمُسْتَحقّين لانكب عَنهُ بِيَقِين، وَلَكِن حب الدُّنْيَا رَأس كل خَطِيئَة وعَلى كل حَال فَهُوَ نِهَايَة العنقود وحامل الرَّايَة الَّتِي إِلَى الْخَيْر فِيمَا نرجو تعود وَلم تزل الأكابر تمتحن والصابر عَلَيْهَا يرتقي لكل أَمر حسن رفع الله بِهِ وَعنهُ كل مَكْرُوه وَدفع عَنهُ من يخفضه بفوه وَختم لَهُ بِخَير. 893 - زُهَيْر بن حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن سنجر بن عبد الله اليساري نِسْبَة لعرب الْيَسَار الْقَرَافِيّ الشَّافِعِي / أحد رُؤْس الركابة فِي الاسطبلات السُّلْطَانِيَّة كأسلافه واسْمه مُحَمَّد وَلكنه بزهير أشهر. ولد سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِبَاب القرافة، وَحضر دروس الونائي فَأكْثر وَكَذَا الْمَنَاوِيّ بل القاياتي وخالط الْفُقَهَاء من ذَلِك الْعَصْر وهلم جرا وَكَانَ لكثير مِنْهُم إِلَيْهِ الْميل وَدخل الْبِلَاد الشامية وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس واستفتى شَيخنَا وَقد حضر عِنْده مجْلِس الاملاء فِيمَن

أنكر عَلَيْهِ استمراره بزيه مَعَ مخالطته للفقهاء فَأَجَابَهُ بِمَا كتبته فِي فَتَاوِيهِ بل سَمعه بَعضهم بِحَضْرَتِهِ وَهُوَ يعْقد فِي كَلَامه الْقَاف على طريقتهم، فَقَالَ لَهُ أَلا تخلصا قافا فنصره بقوله لَو قَالَ فِي الْفَاتِحَة الْمُسْتَقيم بِالْقَافِ المعقودة مَعَ الْقُدْرَة على خلاصها صَحَّ بل استفتى جمَاعَة كالعبادي والمقسي والجوجري على من تعرض لَهُ بالاساءة وأجابوه كلهم بِالشَّهَادَةِ بخيره وحضوره مجَالِس الْعلمَاء وتكلمه فِي مسَائِل الْعلم وتأدبه وإنشاده الشّعْر وَنَحْو ذَلِك مِمَّا لم أزل أَيْضا أسمعهُ. وَقد زارني فِي سنة سِتّ وَتِسْعين واستأنست بِهِ وَحكى لنا عَن الونائي وَغَيره مِمَّن خالطهم من طبقتهم وَمن دونهَا كَأبي البركات الغراقي وَلَا يَخْلُو من ظرف ولطف. 894 - زُهَيْر بن سُلَيْمَان بن زبان بن مَنْصُور بن جماز بن شيخة الْحُسَيْنِي /. كَانَ فاتكا خَارِجا عَن الطَّاعَة يقطع الطّرق على الحجيج والمسافرين إِلَى أَن قتل فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فِي محاربة أَمِير الْمَدِينَة ابْن عَمه مَانع بن عَليّ بن عَطِيَّة ابْن مَنْصُور، وَقتل مَعَ زُهَيْر جمَاعَة من بني حُسَيْن وأراح الله مِنْهُ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 895 - زُهَيْر بن سُلَيْمَان بن هبة بن جماز بن مَنْصُور الْحُسَيْنِي / أَمِير الْمَدِينَة. وَليهَا بعد زبيري الْمَاضِي فِي آخر سنة خمس وَسِتِّينَ فاستمر حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَسبعين غير أَنه انْفَصل فِي شَوَّال سنة تسع وَسِتِّينَ نَحْو أَرْبَعَة أشهر بضغيم بن خشرم الْحُسَيْنِي المنصوري وَهُوَ المستقر بعد مَوته. 896 - زيد بن غيث بن سُلَيْمَان بن عبد الله الزين أَبُو الْيمن العجلوني ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ. / ولد قبل السّبْعين وَسَبْعمائة بِيَسِير وَسمع على مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد ابْن حَمْزَة وَمُحَمّد بن الرشيد عبد الرَّحْمَن بن السَّيْف مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الْمَقْدِسِي أَشْيَاء وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. وَكَانَ خيرا صَالحا، مَاتَ قبل سنة خمسين فِيمَا ظَنّه البقاعي 897 -. زيرك الرُّومِي القاسمي / قَاسم. مولى محظوظ فِي التِّجَارَة صَادِق اللهجة محبا فِي الْخَيْر متأدبا. ترقى فِي التِّجَارَة وَقدم بِسَبَبِهَا الْقَاهِرَة كثيرا، وسافر لغَيْرهَا وَصَارَ أحد الْمَذْكُورين. 898 - زين العابدين جمَاعَة مِنْهُم ابْن شقيقي أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر السخاوي الأَصْل القاهري واسْمه مُحَمَّد وَلَكِن غلب عَلَيْهِ هَذَا حَتَّى هجر اسْمه. / ولد ضحى الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر صفر سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة بمنزلنا المجاور لسكن شَيخنَا بحذاء المنكوتمرية وَنَشَأ بِهِ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والجرومية والعمدة والمنهاح وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على غير وَاحِد وَفهم فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا، وَلم يلبث أَن توفى وَالِده فتشاغل عَنْهَا

حرف السين المهملة

إِلَى أَن رجعت فِي محرم سنة خمس وَتِسْعين فَقَرَأَ عَليّ قَلِيلا وَكَذَا على الْبَدْر حسن الْأَعْرَج فِي الْمِنْهَاج وَالشَّمْس النوبي فِي النَّحْو وَغَيره، وباشر الخطابة وظيفته ووظيفة أَخِيه بالباسطية وَتزَوج وَولد لَهُ وَالله يصلحه. 899 - زين العابدين بن عَليّ بن مَحْمُود بن الْعَادِل سُلَيْمَان الأيوبي أَخُو أَيُّوب الْمَاضِي / وانه آخر مُلُوك الْحصن من بني أَيُّوب وَقتل فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ. 900 - زين الْعباد بن فَخر الدّين بن جلال بن أَحْمد فضل الوَاسِطِيّ. / مَاتَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. 901 - زين قرا بن الرماح / كتب عَنهُ شَيخنَا الزين رضوَان شعرًا للشَّافِعِيّ فِي صناعَة الرَّمْي بالنشاب (حرف السِّين الْمُهْملَة) 902 - ساسي الكلَاعِي الْقَائِد /. 903 - سَالم بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى الصنهاجي المغربي الْمَالِكِي. رَأَيْته فِيمَن عرض عَلَيْهِ ابْن أبي الْيمن بِمَكَّة وَكَأَنَّهُ الَّذِي ولد بمشدالة بعد السّبْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَنَشَأ ببجاية واشتغل بتونس إِلَى أَن فضل وارتحل فَوَقع فِي أسر الْكفَّار سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وناظر الأساقفة ببلادهم فأفحمهم ودام عَنْهُم مُدَّة ثمَّ أَخْرجُوهُ، وَسمع بالحجاز ومصر وَغَيرهمَا كدمشق وَمن محفوظاته الشفا وَولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق ثمَّ قَضَاء الْقُدس ثمَّ عَاد إِلَى الشَّام وَسَار فِي ذَلِك كُله سيرة حَسَنَة بِحرْمَة وصرامة وَكلمَة نَافِذَة وعفة ونزاهة، وَحدث ودرس وَأفْتى، وَكنت جوزت أَن يكون الزواوي الْآتِي وانه توفّي سنة ثَلَاث وَسبعين ثمَّ استبعدت ذَلِك سَالم بن أَحْمد الْحَنْبَلِيّ القَاضِي فِي سَالم بن سَالم بن سَالم بن إِسْمَاعِيل بن الْحسن البابي ثمَّ الْحلَبِي ثمَّ مُحَمَّد 904 - سَالم بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الزين الْعَبَّادِيّ القاهري الْحَنَفِيّ. نَشأ فَقِيرا مقلا وَصَحب أزبك الظَّاهِرِيّ جقمق قَدِيما ولازم خدمته وَأم بِهِ، بل كَانَ مَعَه بِبَيْت الْمُقَدّس فراج أمره وَصَارَ هُوَ المرجوع إِلَيْهِ عِنْده حَتَّى تمول كثيرا وضخم واشتهر ذكره، وأضيف إِلَيْهِ من الْجِهَات الدِّينِيَّة والمرتبات مَا يفوق الْوَصْف، وَمن ذَلِك خزن كتب المحمودية مَعَ عقل وَسُكُون وَاحْتِمَال وإقبال وتواضع وتوابع وَقد تكَرر حجه مرَارًا مِنْهَا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين موسميا ليَكُون نظره على ولد الْأَمِير حِين كَونه أَمِير الأول وعَلى زَوجته خوند ابْنة الظَّاهِر وَالله تَعَالَى يحسن عاقبته. 905 - سَالم بن ذَاكر بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن بن مُحَمَّد بن ذَاكر بن عبد الْمُؤمن بن أبي الْمَعَالِي بن أبي الْخَيْر بن ذَاكر الكازروني الأَصْل الْمَكِّيّ الْمُؤَذّن الصَّائِغ وَالِد مُحَمَّد وَعلي وَعبد الْعَزِيز. / سمع من الإِمَام أبي الْيمن الطَّبَرِيّ قِطْعَة من أول الْمُوَطَّأ لِابْنِ

بكير وَأَرْبَعين انتقاء الاقفهسي من أبي دَاوُد، وَمَا علمت مَتى مَاتَ. سَالم بن سَالم بن أَحْمد بن سَالم بن عبد الْملك بن عبد الْبَاقِي بن عبد الْمُؤمن ابْن عبد الْملك وَقيل عبد الْعَزِيز بدلهما القَاضِي مجد الدّين أَبُو البركات بن أبي النجا الْمَقْدِسِي ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ قريب الْمُوفق عبد الله بن عبد الْملك، فجده هُوَ جد أَحْمد جد صَاحب التَّرْجَمَة. ولد سنة ثَمَان أَو تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْمُحَرر فِي الْفِقْه وَغَيرهمَا) واشتغل بِبَلَدِهِ وبرع وشارك فِي الْفُنُون وناب فِي الحكم بهَا وَسمع على عبد الْقَادِر الْمدنِي الْحَنْبَلِيّ البُخَارِيّ ومسند الإِمَام أَحْمد بأفوات فيهمَا، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وتفقه أَيْضا بقاضي الْحَنَابِلَة الْمُوفق قَرِيبه وناصر الدّين الْكِنَانِي وبالعلاء بن مُحَمَّد وَعَلِيهِ وَقَرَأَ عُمْدَة الْأَحْكَام، فَلَمَّا مَاتَ الْمُوفق أَحْمد بن نصر الله فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة طلب أهل الدولة من يصلح للْقَضَاء بعده، وَكَانَ بِالْقَاهِرَةِ حِينَئِذٍ الْعَلَاء بن اللحام فَصَارَ كل مِنْهُمَا يعْتَرف بعجزه وصلاحية الآخر إِلَى أَن اختير الْمجد فَأَقَامَ قَاضِيا نَحْو خمس عشرَة سنة حج فِي غضونها وَكَانَ النَّاصِر فرج يعْتَمد عَلَيْهِ لكَونه وصف عِنْده بالجودة وَالْأَمَانَة بِحَيْثُ أَنه جهزه مرّة إِلَى الصَّعِيد مَعَ الْوَزير سعد الدّين البشيري للحوطة على تَرِكَة أَمِير عرب هوارة مُحَمَّد بن عمر مِمَّا كَانَ اللَّائِق بِهِ التَّنَزُّه عَنهُ، لكنه كَانَ يعْتَذر عَن اجابته بِقصد التَّخْفِيف عَن ورثته وَأَنه يوفر لَهُم بِسَبَب ذَلِك شَيْئا لَوْلَا وجوده نهبت، وَكَذَا نَدبه لغير ذَلِك مِمَّا هُوَ أشنع مِنْهُ ثمَّ صرفه الْمُؤَيد بِالْعَلَاءِ ابْن المغلي وأضيف لَهُ مَا كَانَ مَعَ الْمجد من التداريس فَقدر بعد أَيَّام قَليلَة شغور تدريس الجمالية الجديدة بِمَوْت أبي الْفَتْح الباهي فقرره السُّلْطَان فِيهِ فباشره هُوَ وتدريس أم السُّلْطَان بالتبانة والمدرسة الحسنية حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين خاملا وَقد أقعد وتعطل وَحصل لَهُ فالج وَنَحْوه تغير بِهِ، وَخلف عدَّة أَوْلَاد صغَار أسنهم مراهق وَهُوَ مُحَمَّد الْآتِي. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَرفع الاصر وَابْن خطيب الناصرية وَقَالَ إِنَّه كَانَ فَقِيها فَاضلا دينا عفيفا يحفظ الْمُحَرر ويستحضره. رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة ثَمَان أَو تسع وَهُوَ إِذْ ذَاك فِي مذْهبه فقيهها. سَالم بن سعيد بن علوي أَمِين الدّين الحسباني الشَّافِعِي. قدم الْقُدس وَهُوَ ابْن عشْرين سنة فتفقه بهَا ثمَّ قدم دمشق فِي حَيَاة السُّبْكِيّ واشتغل ودام على ذَلِك وتفقه بِالْعَلَاءِ حجي وَغَيره وَأخذ النَّحْو عَن جمَاعَة ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ فِيهِ على ابْن عقيل وَفِي الْفِقْه على البُلْقِينِيّ، وَقدم مَعَه دمشق لما ولي قضاءها وولاه قَضَاء بصرى ثمَّ لم يزل يتنقل فِي النِّيَابَة بالبلاد إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى

سنة ثَمَان وَقد جَازَ السّبْعين وَكَانَ مكبا على الِاشْتِغَال وَفِي ذهنه وَقْفَة. وَكَانَ مخلا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 908 - سَالم بن سَلامَة بن سلمَان مجد الدّين الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ، / ولي قَضَاء حلب فَلم تحمد سيرته بِحَيْثُ قتل فِيهَا ابْن قَاضِي عنتاب خنقا بِغَيْر مسوغ مُعْتَمد وَحبس لذَلِك بقلعة حلب إِلَى أَن خنق على بَاب محبسه فِي سنة ثَمَان وَخمسين. وَكَانَ فِيمَا قيل ذَا مُشَاركَة ومذاكرة بالشعر مَعَ معرفَة بِالْأَحْكَامِ فِي الْجُمْلَة. وَلكنه كَانَ مهورا حاد الْخلق محبا فِي الْقَضَاء عَفا الله عَنهُ 909 -. سَالم بن عبد الله بن سَعَادَة بن طاحين القسنطيني نزيل اسكندرية. / كَانَ أسود اللَّوْن جدا حَتَّى كَانَ يظنّ أَنه مولى وَأما هُوَ فَكَانَ يدعى أَنه أَنْصَارِي وَكَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد وَبَين عَيْنَيْهِ سجادة، وَقد لَازم الْبُرْهَان بن جمَاعَة واختص بِهِ وَصَارَ لَهُ صيت وطار لَهُ صَوت، ثمَّ صحب الْجمال مَحْمُود بن عَليّ الاستادار، وَتردد كثيرا إِلَى الْقَاهِرَة كل ذَلِك مَعَ محاضرة حَسَنَة وَله أناشيد وحكايات وعَلى ذهنه فنون. مَاتَ باسكندرية فِي سنة عشْرين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي مطول وَأَنه صَحبه وَتردد إِلَيْهِ مرَارًا وَأَنه أنْشدهُ وَكَأَنَّهُ متمثلا: (وَمن يعْتَرض وَالْعلم عَنهُ بمعزل ... يرى النَّقْص فِي عين الْكَمَال وَلَا يدْرِي) وَهُوَ أول بَيْتَيْنِ لأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبكْرِيّ الشريشي وَثَانِيهمَا: (وَمن لم يكن يدْرِي الْعرُوض فَرُبمَا ... يرى الْقَبْض فِي بَحر الطَّوِيل من الْكسر) 910 - سَالم بن عبد الْوَهَّاب الْمجد بن التَّاج الدِّمَشْقِي القاهري / خَليفَة الْمقَام الأحمدي بطنتدا. وليه فِي حَيَاة أَبِيه ثمَّ وليه أَبوهُ، فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ أُعِيد الْمجد إِلَيْهِ وَسمعت من يَحْكِي أَنه أعْطى أَبَاهُ السم وَقد صاهر الشَّمْس بن الزَّمن على ابْنة أُخْته واستولدها ابْنة اسْمهَا أصيل وَمَات عَنْهُمَا قَرِيبا من سنة ثَمَانِينَ تَقْرِيبًا وَخَلفه فِي المشيخة. 911 - سَالم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَالم بن مُحَمَّد الزين الْقرشِي الْحَمَوِيّ الْمَكِّيّ ثمَّ القاهري الكتبي بن الضيا أَخُو أَحْمد / الْمَاضِي. ولد قبل التسعين وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لَهُ الْمجد اللّغَوِيّ وَأَبُو بكر المراغي وَابْن سَلامَة وَشَعْبَان الآثاري وَمُحَمّد بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد الرَّازِيّ وتكسب بصناعة تجليد الْكتب، وَكَانَ سَاكِنا ضَعِيف الْحَرَكَة أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء أجَاز لنا وَمَات فِي شعْبَان سنة سِتّ وَسبعين رَحمَه الله. 912 - سَالم بن القَاضِي عفيف الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزين أَبُو النجا القسنطيني السكندري / قاضيها أَبوهُ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الْعَفِيف. أَخذ عَن الْجمال عبد الله الْمشرق وَالشَّمْس النوبي باسكندرية فِي الْعَرَبيَّة واشتغل يَسِيرا عِنْد السنهوري

وَغَيره، وَأخذ عني قَلِيلا وَأَظنهُ قَرَأَ البُخَارِيّ على الشاوي، وَسمعت أَنه تول بالنظم وتجرأ على أَشْيَاء سِيمَا فِي ولَايَة أَبِيه وعَلى) كل حَال فَهُوَ أشبه مِنْهُ وَحج فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ، وَعَاد فِي أول الَّتِي تَلِيهَا مَعَ الركب وَيذكر بتمول. 913 - سَالم بن مُحَمَّد بن نَاصِر الجبائي الهواري المغربي ثمَّ القاهري الْمَدِينِيّ / نِسْبَة لصحبة الشَّيْخ مَدين. مِمَّن يديم التِّلَاوَة وَالْقِيَام بالمرضى وَنَحْوهم وملازمة خدمتهم محتسبا، وَقد حضر عِنْدِي كثيرا فِي السِّيرَة وَغَيرهَا وَنعم الرجل 914 -. سَالم بن مُحَمَّد بن صنبة الْمَكِّيّ، / أوردهُ النَّجْم عمر بن فَهد فِي مُعْجَمه وَأنْشد لَهُ مَا سمعته مِنْهُ فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين: (أَلا لَيْت شعري هَل ابيتن لَيْلَة ... بوادي الصَّفَا حَيْثُ الْكِرَام نزُول) (وَهل أرد الشّعب الْيَمَانِيّ فَإِنَّهُ ... ظَلِيل وبالماء الزلازل يسيل) (وَهل أنظر الغزلان فِيهِ رواتعا ... فَإِن ضنى قلبِي بِهن يَزُول) 915 - سَالم الحوراني / فَقِيه فِي بَيت الْمُقَدّس قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن الزين عبد الْقَادِر النَّوَوِيّ 916 -. سَالم الزواوي المغربي الْمَالِكِي / قاضيهم بِدِمَشْق، مَاتَ بهَا فِي صفر سنة ثَلَاث وَسبعين بِالْمَدْرَسَةِ الشرابشية مِنْهَا، وَصلى عَلَيْهِ بالجامع، وَدفن بمقبرة الحميرية رَحمَه الله، وَينظر سَالم بن إِبْرَاهِيم الْمَاضِي. 917 - سبع بن هجان بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الحسني / أَمِير الينبوع. وَليهَا مرّة بعد أُخْرَى إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَاسْتقر بعده دراج ابْن مفري بتقرير من صَاحب الْحجاز لتفويض أمره إِلَيْهِ 918 -. سراج بن مُسَافر بن زَكَرِيَّا بن يحيى بن اسلام بن يُوسُف سراج الدّين القيصري الرُّومِي ثمَّ الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ وَيُسمى أَيْضا ضِيَاء وَعوض وَلكنه لم يشْتَهر بِوَاحِد مِنْهُمَا. / ولد سنة تسعين أَو بعْدهَا تَقْرِيبًا وَقيل سنة خمس وَتِسْعين بالمشهد من الرّوم، وَنَشَأ هُنَاكَ فاشتغل كثيرا ثمَّ ارتحل إِلَى بِلَاد الْعَجم فَقَرَأَ بهَا الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة، وَعَاد فَلَزِمَ الفنري حَتَّى كَانَ يعد من أَعْيَان جماعته وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْفِقْه والاصلان والنحو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان، وَقَرَأَ شرح الْمجمع لِابْنِ فرشتا على مُؤَلفه وَكَذَا أَخذ عَن الشَّيْخ مُحَمَّد بن أَبِيه أحد أَصْحَاب صَاحب دُرَر الْبحار واشتغل أَيْضا فِي الْفَرَائِض وَغَيرهَا، وتصدر للتدريس فدرس مُدَّة، ثمَّ بعد توغله فِي العقليات ومشاركته الجيدة فِي الشرعيات تجرد وسلك طرق التصوف فصحب جمَاعَة مِنْهُم) الزين أَبُو بكر الخافي، وَتوجه صحبته إِلَى الْحَج ثمَّ عَاد فَقدم بَيت الْمُقَدّس سنة ثَمَان وَعشْرين مُجَردا بِقصد الاقامة بهَا للتعبد فَكَانَ

القادمون إِلَيْهَا من الرّوم للزيارة يعظمون شَأْنه فَتنبه المقادسة وَغَيرهم لَهُ وَلَا زَالَ يتلطف بِهِ من لَهُ رَغْبَة فِي الِاشْتِغَال والاستفادة إِلَى أَن عاود التدريس والافادة فَأقبل النَّاس عَلَيْهِ وَظهر تقدمه فِي فنون مِنْهَا علم الْكَلَام والمنطق والمعاني وَالْبَيَان والنحو وَالصرْف ومشاركته فِي غَيرهَا وانتفع النَّاس بِهِ حَتَّى قل أَن يكون فِي الْفُضَلَاء والطلبة من لم يقْرَأ عَلَيْهِ واستغرق جلّ أوقاته فِي ذَلِك، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ صاحبنا الْكَمَال بن أبي شرِيف وَقَالَ أَنه كَانَ محررا لما يلقيه ويذاكر بِهِ ناصحا فِي تَعْلِيمه، عَلامَة فِي حل التراكيب المشكلة، ذَا قُوَّة فِي النّظر، لَهُ ممارسة جَيِّدَة لفقه مذْهبه مديم الاشغال والاشتغال فِي كتب مِنْهُ مُعْتَبرَة، كثير الْمُرَاجَعَة للهداية وشروحها ولشرح الْكَنْز للزيلعي وشغف بتلخيص الْجَامِع للخلاطي فَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِيهِ وَكتب عَلَيْهِ قِطْعَة جَيِّدَة، وَكتب أَيْضا بِخَطِّهِ كثيرا كالبخاري وَكَانَ معتنيا بِالنّظرِ فِيهِ وَفِي شروحه وَفِي شرح مُسلم للنووي والهروي وبالمصابيح وشروحه وبالكشاف وَتَفْسِير القَاضِي وَغَيرهمَا وَيُرَاجع الْفَخر الرَّازِيّ وَغَيره عِنْد إقراء الْكَشَّاف وحواشيه مَعَ الاكثار من مطالعة الاحياء وَكَانَ يُبَالغ فِي التحذير من كَلَام ابْن عَرَبِيّ وَيذكر أَنه خالط المشتغلين بِكَلَامِهِ فِي بِلَاد الرّوم وَغَيرهَا وَوجد كثيرا مِنْهُم زائفا يتستر بالتأويل ظَاهرا وَهُوَ فِي الْبَاطِن غير مؤول بل يعْتَقد مَا هُوَ أقبح من الْكفْر وَوجد بَعضهم وَاقعا فِي الْغَلَط. وَكَانَ بعد شَيْخه الفنري مَعَ علو مقَامه فِي الْعلم مِمَّن غلط فِي أَمر ابْن عَرَبِيّ وأشباهه، وَكَانَ ينظر فِيمَا كتبه ابْن تَيْمِية فِي الرَّد على ابْن عَرَبِيّ ويثنى على رده وَكتب هُوَ أَيْضا فِي الرَّد عَلَيْهِ كِتَابَة جَيِّدَة. وَله نظم متوسط ونثر يستكثر على كثير من أهل الرّوم، وبنيت لَهُ مدرسة بِبَيْت الْمُقَدّس بنتهَا لَهُ امْرَأَة من نسَاء وزراء الرّوم تعرف بخانم العثمانية بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن توفيت فآل النّظر إِلَى وَلَدهَا، وَكَانَ فِيمَا يُقَال يمِيل إِلَى ابْن عَرَبِيّ فاتصل بِهِ مُبَالغَة الشَّيْخ فِي التحذير مِنْهُ لِأَن ذَلِك كَانَ دأبه سِيمَا مَعَ الواردين من الرّوم، فَكَانَ هَذَا باعثا للْوَلَد على صرفه عَن الدَّرْس فَلم يكترث الشَّيْخ بذلك بل ظهر مِنْهُ السرُور بِهِ لكَونه سَببا لحمايته عَن تنَاول ريع وَقفه، وَكَانَ رَحمَه الله متين الدّيانَة يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر مواظبا على الْخَيْر إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة سِتّ وَخمسين وَدفن بِبَاب الرَّحْمَة شَرْقي الْمَسْجِد الْأَقْصَى. انْتهى مُلَخصا. وَقَالَ غَيره كَانَ متين الدّيانَة عفيفا عَن الْوَظَائِف وَمَا فِي أَيدي) النَّاس ذَا ورع زَائِد وَانْقِطَاع عَن النَّاس وتخل واطراح ولطافة وَصدق وَصِحَّة اعْتِقَاد وَترك للتكلف، مَعَ الاحسان للطلبة والمحاسن الجمة حَتَّى قَالَ الشَّيْخ عبد الْقَادِر النَّوَوِيّ

مَا أعلم أحدا اجْتمعت فِيهِ الْعَدَالَة الظَّاهِرَة والباطنة بعد ابْن رسْلَان غَيره، وَشرع فِي شرح مُخْتَصر الْجَامِع الْكَبِير وَأدْخل فِيهِ علوما على أسلوب جيد وَهُوَ جدير بقول الْقَائِل: (وَحل من الْمجد المؤثل رُتْبَة ... يقصر عَن إِدْرَاكهَا نظر الطّرف) وَقد لَقيته بِبَيْت الْمُقَدّس فَسمِعت من فَوَائده، وَكَانَ عَلامَة صَالحا نيرا سليم الْفطْرَة إِلَى الْغَايَة مديم الِاشْتِغَال والافادة لَكِن أَكثر ذَلِك لأبناء جنسه للكنة كَانَت فِي لِسَانه وَعدم طلاقة، وَذكر أَن جده الْأَعْلَى يُوسُف مدفون بِطيبَة رَحمَه الله وإيانا. 919 - سرداح بمهملات وَيُقَال ان أَوله صَاد مُهْملَة أَيْضا وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَهُوَ أصح وَالسِّين أشهر بن مقبل بن نخباز بن مقبل بن مُحَمَّد بن رَاجِح بن إِدْرِيس بن حسن بن أبي عَزِيز الحسني الينبعي. / ولي أَبوهُ إمرة الينبع مُدَّة ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَحبس باسكندرية فِي سنة خمس وَعشْرين إِلَى أَن مَاتَ بهَا وكحل وَلَده هَذَا فَيُقَال إِنَّه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَمسح عَيْنَيْهِ فأبصرواتهم السُّلْطَان من كحله فَالله أعلم. مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالطاعون قَالَه شَيخنَا فِي انبائه وَيُقَال أَنه أَقَامَ مُدَّة أعمى بعد أَن فقئت عَيناهُ وسالتا وورم دماغه ونتن ثمَّ توجه إِلَى الْمَدِينَة فَوقف عِنْد الْقَبْر النَّبَوِيّ وشكا مَا بِهِ وَبَات فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمسح بِيَدِهِ الشَّرِيفَة على عَيْنَيْهِ فَأصْبح وَعَيناهُ أحسن مَا كَانَت وَأَن الْبَيِّنَة أُقِيمَت للأشرف بمشاهدة الْميل المحمى بالنَّار وَهُوَ يكحل بِهِ بِحَيْثُ سَالَتْ حدقتاه بحضورهم وَكَذَا أخبر أَمِير الْمَدِينَة بذلك وَالْأَمر أعظم من هَذَا فَمن توسل بجنابه لَا يخيب. 920 - سرُور بن عبد الله بن سرُور بن أَحْمد بن عبد الحميد أَبُو الْوَلِيد وَأَبُو الْفرج بن أبي مُحَمَّد الْقرشِي العلبي المغربي التّونسِيّ الْمَالِكِي ابْن أُخْت عبد الله بن مَسْعُود بن عَليّ بن القرشية / الْآتِي ونزيل اسكندرية. ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بقسنطينة، وَقدم الْقَاهِرَة وَسمع من شَيخنَا فِي الاملاء وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ خَاله فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، وتميز فِي الْقرَاءَات وَمِمَّنْ أَخذهَا عَنهُ الشَّمْس الديروطي، وامتحن وَبَقِي مسلسلا فِي بعض المراكب أَوَاخِر سنة أَربع وَأَرْبَعين ثمَّ ذكر فِي شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا أَنه قتل وَانْقطع خَبره من ثمَّ رَحمَه الله.) (سقط) كَانَ فِي خدمتهما ثمَّ ترقى إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي بعد نفي مَعْرُوف شاد الحوش وَكَذَا استنابه مَعَ وجود الناصري مُحَمَّد ابْن سَيّده فِي أوقاف النَّاصِر فرج وضيق على مستحقي التربة الناصرية وكلفهم بِمَا لم يألفوه وجدد

الْمِنْبَر وفرش الْمَكَان بالبلاط وطراه بالزيت وَتصرف تَصرفا مُنْكرا وَلم يلبث أَن رَافع فِيهِ بعض الْمُسْتَحقّين فبادر إِلَى التَّخَلُّص بِكَوْنِهِ مُتَبَرعا بِمَا فعله، وَسكن الْحَال وَكَأَنَّهُ لخدمته، وَبنى فِي وسط حوش التربة الْمشَار إِلَيْهَا تربة حَسَنَة دفن فِي فسقية مِنْهَا جَانِبك حبيب وجدد بالخانقاه كتبا عمل لَهَا خزانَة غير خزانَة كتب الْوَاقِف. وَحج بِالْجُمْلَةِ فقد رَأَيْت من يشكره بمداومته لصوم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس وإكرام لأهل الْعلم وَنَحْوهم وتعففه فِي مباشراته وَعدم ارتشائه وَيتَكَلَّم فِي مسَائِل وَيقْرَأ من الْمُصحف. 922 - سرُور الحبشي قراقجا الحسني / رَأس نوبَة الجمدارية مَعَ إِضَافَة خدمَة بالحجرة النَّبَوِيَّة إِلَيْهِ. مِمَّن حج فِي أَيَّام أستاذه وَبعده وَيذكر بِخَير وَتعبد بِالصَّوْمِ وَغَيره كايثاره بمعلومه فِي الْخدمَة وَغَيره لفقراء الْمَدِينَة وَأثْنى على تصرفه فِي مدرسة سَيّده وأوقافها وَفِي غَيرهَا كالحجازية الْمُجَاورَة للجمالية. مَاتَ فِي لَيْلَة ثامن عشر صفر سنة خمس وَتِسْعين عَن بضع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان وَدفن بتربة أستاذه وَوجد لَهُ من النَّقْد شَيْء كثير مِنْهُ فِيمَا قيل مَا هُوَ لبني الْأَمِير برقوق وَغَيره وَدِيعَة. وَاسْتقر بعده فِي الحجازية الطواشي هِلَال الرُّومِي الأشرفي أحد السقاة وَفِي الْخدمَة الطواشي دِينَار أحد الجمدارية أَيْضا. 923 - سرُور الطرباي الحبشي. / اتَّصل باستاذه طرباي لخدمة السُّلْطَان فَعمل جمدارا فِي سنة خمس وَعشْرين وترقى حَتَّى ولي بعد صرف فَارس الأشرفي سنة أَربع وَخمسين ظنا مشيخة الخدام بِالْحرم النَّبَوِيّ إِلَى أَن مَاتَ هُنَاكَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَسبعين بهَا دفن بعد أَن شاخ. وَهُوَ من إخْوَة جَوْهَر القنقباي وَيذكر بدين وَخير وسيرة محمودة مَعَ كرم. وَاسْتقر بعده مرجان المحمدي التقوي. 924 - سعد الله بن حُسَيْن الْفَارِسِي السلماسي الْحَنَفِيّ الْمقري نزيل بَيت الْمُقَدّس / وَإِمَام الْحَنَفِيَّة بالأقصى. قدم من بِلَاده وَكَانَ شافعيا فتحنف وَأخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن سعد الدّين بن الديري وناب فِي قَضَاء دمشق عَن الْعَلَاء بن قَاضِي عجلون ابتكره وَابْن عبد فِي آن وَاحِد، وَيُقَال انه أَخذ بهَا الْقرَاءَات عَن الشَّمْس ابْن النجار ودام بهَا مُدَّة وَاسْتقر فِي إِمَامَة جَامع بردبك بهَا، وتميز) فِي الْقرَاءَات وشارك فِي غَيرهَا ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَسبعين، ورأيته بهَا وَاسْتقر فِي إِمَامَة الْحَنَفِيَّة بالاقصى وباشرها على هدى واستقامة وبهاء مَعَ تصديه لاقراء الْقُرْآن وَغَيرهَا بل رُبمَا أفتى. مَاتَ فِي ثَلَاث جُمَادَى الأولى سنة تسعين عَن نَحْو الثَّمَانِينَ، وَكَانَ نيرا ذَا شيبَة حَسَنَة ووقار وصولة وَحُرْمَة وشهامة وصدع

بِالْحَقِّ لَا يخَاف فِي الله لومة لائم أثنى عَلَيْهِ فِي فضيلته، وَكَذَا فِي مُبَاشَرَته للانظار المضافة لامامة الصَّخْرَة وعمارته لَهَا وَرَأَيْت من أرخه من أهل بَيت الْمُقَدّس فِي أَوَاخِر ربيع الأول، وانه دفن بماملا بحذاء تربة البسطامي، قَالَ وَكَانَ مولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة أَو الَّتِي بعْدهَا وأشرك السُّلْطَان فِي الامامة بَين ولد لَهُ صَغِير ابْن سبع سِنِين وَحفظ الْقُرْآن إِلَّا بعض الْبَقَرَة وَهُوَ نجيب ذكي فطن اسْمه إِمَام الدّين أَبُو السُّعُود ممد وَبَين الجناب نَاصِر الدّين الشنتير لأجل بذله بل حاول إِخْرَاج الْوَلَد طلبا للزِّيَادَة. 925 - سعد الله بن سعد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الشَّيْخ سعد الله الْهَمدَانِي الأَصْل العنتابي الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. قدم حلب مَعَ أَبِيه فَأَقَامَ بهَا، وَكَانَ شَابًّا ذكيا أديبا اشْتغل بالفقه وشغل ودرس بالمدرستين الكلباوية والأتابكية البرانية، وَمَات فِي رَابِع جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَعشْرين، وَدفن عِنْد أَبِيه خَارج بَاب الْمقَام، وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة حضرها النَّائِب والأعيان، وأسف النَّاس عَلَيْهِ. ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه 926 -. سعد الله الناتولي أَبُو حميد التكروري المعتقد / الْمُقِيم على بَاب جَامع الْحَاكِم. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين، وَدفن بتربة قانم. أرخه ابْن الْمُنِير. 927 - سعد الله / رجل كَانَ لَا يزَال وَاقِفًا تَحت قلعة الْجَبَل بالرميلة بِحَيْثُ عده كثير من النَّاس فِي طَائِفَة المجاذيب. مَاتَ فِي صفر سنة أَربع وَخمسين. 928 - سعد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ الأندلسي المغربي التَّاجِر وَالِد ابراهيم الْحَرْبِيّ الْمَالِكِي / الْمَاضِي. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 929 - سعد بن أَحْمد بن عَليّ الْمَكِّيّ الْبَنَّا وَيعرف أَبوهُ بِابْن نَاصِر. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 930 - سعد بن أَحْمد بن مَنْصُور سعد الدّين الْعَطَّار بِمَكَّة وَيعرف بِسَعْد الوركان / شيخ العطارين بِبَاب السَّلَام، وَعِنْده دُخُول. مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخلف ذُرِّيَّة. 931 - سعد بن الْجمال عبد الله بن أَحْمد الْمدنِي وَيعرف بِابْن النفطي / شيخ المؤذنين والفراشين بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة كأبيه ووالد طَلْحَة الْآتِي. مِمَّن حفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمِنْهَاج وَالْحَاوِي الفرعيين. سمع بِالْمَدِينَةِ على الْجمال الكازروني، وَفِي سنة أَربع وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ على الزين الزَّرْكَشِيّ فِي مُسلم والشفا وَوَصفه بالفقيه. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة بضع وَسِتِّينَ وَقد قَارب الْأَرْبَعين، وَيُقَال انه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَقَالَ أَنْت مؤذني. 932 - سعد بن عبد الله سعد الدّين الْآمِدِيّ ثمَّ الطرابلسي الشَّافِعِي. أَقَامَ

بطرابلس مُدَّة يشغل النَّاس فِي الْحَاوِي ويفتي قَلِيلا، وَكَانَ فَاضلا فِي الْأُصُول وَيحل الْحَاوِي، وَلَكِن لم يكن مَحْمُودًا فِي دينه. مَاتَ فِي إِحْدَى الجمادين سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه ثمَّ ابْن قَاضِي شُهْبَة. 933 - سعد بن عبد الله الحبشي عَتيق الطواشي بشير الجمدار /. اعتنى بِهِ سَيّده وَعلمه الْقُرْآن ورتبه فِي وظائف، وَاسْتمرّ بعد سَيّده على طَريقَة حَسَنَة وتزيا بزِي الْفُقَهَاء، وَكَانَ محبا فِي السّنة وَأَهْلهَا جميل الْعشْرَة كثير الْحَج يُقَال انه حج سِتِّينَ حجَّة، وَمن أعجب مَا كَانَ يحكيه انه شَاهد بعض الغلمان بَاعَ مَا حصل لَهُ من سماط السُّلْطَان بأَرْبعَة دَرَاهِم فَكَانَ فِيهَا ربع قِنْطَار لحم وَسِتَّة أَرْطَال حلوى خراجا عَمَّا عداهُ. مَاتَ فِي سنة خمس عشرَة. ذكر شَيخنَا فِي أنبائه 934 -. سعد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ خَادِم عبد الرَّحْمَن بن اليافعي ثمَّ عمر العرابي / مُدَّة تزيد على عشْرين عَاما وَكَانَ صَاحب ايثار وفتوة وانصاف ومروءة اعجوبة فِي جده واجتهاده وعبادته كَأَهل حَضرمَوْت مِمَّن ذكر باجابة الدعْوَة. مَاتَ بِالطَّائِف سنة ثَمَان عشرَة. 935 - سعد بن عَليّ بن اسماعيل سعد الدن الهمذاني العنتابي الْحَنَفِيّ وَالِد سعد الله / الْمَاضِي. قدم حلب فقطنها وأشغل الطّلبَة وَأفْتى، وَكَانَ مُقبلا على شَأْنه محسنا للطلبة مَعَ الْفضل وَالدّين وَالْعقل والسكون وَالْحيَاء وَله جلالة لخيره وديانته. توفّي فِي مستهل شعْبَان سنة سبع عشرَة وَدفن خَارج الْمقَام رَحمَه الله. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه. 936 - سعد بن عَليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن نصر بن الْأَحْمَر / صَاحب غرناطة الأندلس ووالد أبي الْحسن عَليّ وَأبي عبد الله مُحَمَّد. ذكرته اسْتِطْرَادًا فِي حوادث سنة سِتّ وَتِسْعين. 937 - سعد بن أبي الْغَيْث بن قَتَادَة بن إِدْرِيس بن حسن بن قَتَادَة بن إِدْرِيس ابْن مطاحن بن عبد الْكَرِيم بن عِيسَى بن حسن بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله ابْن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب الحسني الينبعي / أميرها. وَليهَا غير مرّة وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا وَكَانَت لَهُ فَضِيلَة ومحاسن. مَاتَ معز وَلَا فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَقد زَاد على السِّتين وَذكره المقريزي فِي عقوده. 938 - سعد بن مُحَمَّد بن جَابر سعد الدّين بن شمس الدّين بن الزين العجلوني ثمَّ الْأَزْهَرِي. / كَانَ خيرا دينا سليم الْبَاطِن يحفظ الْقُرْآن ويلازم الذّكر وَالْعِبَادَة ولكثير من النَّاس فِيهِ اعْتِقَاد وتذكر عَنهُ كرامات، وَكَانَ الْعَلَاء البُخَارِيّ يطريه جدا، وَمَا بَلغنِي عَنهُ فِي المعتقد إِلَّا الْخَيْر وَكَانَت بِيَدِهِ إِمَامَة الطيبرسية الْمُجَاورَة

للأزهر. مَاتَ فِي شَوَّال سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه إِلَّا بعضه فنقلته من بعض أَجزَاء تَذكرته 939 -. سعد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر ابْن سعد شَيخنَا القَاضِي سعد الدّين شيخ الْمَذْهَب وطراز علمه الْمَذْهَب الْعَالم الْكَبِير وحامل لِوَاء التَّفْسِير أَبُو السعادات بن القَاضِي شمس الدّين النابلسي الأَصْل الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بِابْن الديري / نِسْبَة لمَكَان بمردا جبل نابلس أَو الدَّيْر الَّذِي بحارة المرادويين من بَيت الْمُقَدّس. ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشر رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة كَمَا كتبه بِخَطِّهِ وَأخْبرنَا بِهِ غير مرّة وَنقل أَبِيه أَنه فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَقيل فِي الَّتِي تَلِيهَا بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّيْخ حَافظ وَغَيره وكتبا مِنْهَا الْكَنْز وَبَعض الْمَنْظُومَة وَجَمِيع مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ والمشارق لعياض وَحفظ أَكْثَره فِي اثنى عشر يَوْمًا وَكَانَ سريع الْحِفْظ مفرط الذكاء فعنى بِهِ أَبوهُ وأعانه هُوَ بِنَفسِهِ فأكب على الِاشْتِغَال وتفقه بِأَبِيهِ وبالكمال الشريحي وَسمع دروسه فِي الْكَشَّاف وبحميد الدّين الرُّومِي والْعَلَاء بن النَّقِيب وَغَيرهم وَعَن وَالِده أَخذ الاصلين والمعاني وَالْبَيَان وَكَذَا أَخذ الْمعَانِي وَالْبَيَان عَن خير الدّين وأصول الْفِقْه أَيْضا مَعَ النَّحْو عَن الشَّمْس بن الْخَطِيب الشَّافِعِي والنحو فَقَط عَن الْمُحب الفاسي والكمال الْمَذْكُور وَسمع على أبي الْخَيْر بن العلائي وَإِبْرَاهِيم وَمُحَمّد ابْني الْعِمَاد اسماعيل القلقشندي الصَّحِيح ووالده والشهاب بن المهندس والزين القبابي فِي آخَرين مِنْهُم بِقِرَاءَة مُحَمَّد بن كريم الْعَطَّار، وَأَجَازَ لَهُ فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ النَّجْم بن الكشك والصدر بن الْعِزّ والصدر سُلَيْمَان الياسوفي والشهاب الحسباني والشرف الْغَزِّي والزين الْقرشِي وتذاكر مَعَه وَابْن الكفري الْحَنَفِيّ وَجَمَاعَة وانه اجْتمع بِجَمَاعَة من مَشَايِخ الصُّوفِيَّة كالشيخ مُحَمَّد القرمي وَعبد الله البسطامي وَسعد الْهِنْدِيّ وَأبي بكر الْموصِلِي قَالَ وَكنت ودعته عِنْد تَوَجُّهِي لِلْحَجِّ فِي سنة سبع وَتِسْعين ودعا لي وَكَانَ وَالِدي) أَوْصَانِي أَن لَا أنزل إِلَّا فِي وسط النَّاس فَلم يمكني ذَلِك إِلَّا فِي عَرَفَة بل كُنَّا إِذا نزلنَا فِي الْوسط يرتحل من بجانبنا اتِّفَاقًا حَتَّى نبقى فِي الطّرف فَكنت أتعجب من ذَلِك قَالَ وَمَعَ هَذَا فإننا حفظنا وَلم نفقد مِمَّا مَعنا سوى سكين كنت أشتريتها فِي الطَّرِيق وَكَانَ يختلج فِي فكري ان فِيهَا شُبْهَة، ولازلت أتعجب مِمَّا اتّفق لنا إِلَى أَن لقِيت بأراضي غَزَّة جمالا شَيخا يتَكَلَّم بِكَلَام جيد فِي علم التصوف فَكنت أتعجب مِنْهُ إِلَى أَن أعلمني بِأَنَّهُ أدْرك جمَاعَة مِنْهُم الْموصِلِي الْمشَار إِلَيْهِ كَانَ قد حج بِهِ قَالَ وانه

لم يزل يوصيني أَن لَا أنزل إِلَّا فِي طرف النَّاس فَإِنَّهُ أطيب رَاحَة وَأقرب لقَضَاء الْحَاجة وَالْمَحْفُوظ من حفظ الله قَالَ فَحِينَئِذٍ علمت أَن مَا اتّفق لنا فِي الِانْفِرَاد كَانَ من مدده، وَكَذَا اجْتمع بالشمس القونوي صَاحب دُرَر الْبحار وَأَجَازَ لَهُ وبحافظ الدّين البزازي صَاحب جَامع الفتاوي وروى الْهِدَايَة وَغَيرهَا عَن الشَّيْخ كريم الدّين عبد الْكَرِيم القرماني الرُّومِي وَكَذَا نَاظر بِالْقَاهِرَةِ السراج بن الملقن فِي مَسْأَلَة الْبَسْمَلَة فِي الْوضُوء فِي مَذْهَب مَالك وَأحمد فِي آخَرين من الْعلمَاء بِالْقَاهِرَةِ ودمشق وَغَيرهمَا وَأكْثر من الرِّوَايَة بالاجازة عَن الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن الزين عبد الرَّحِيم بن جمَاعَة القَاضِي بأجازته من ابْن عَمه الْعِزّ أبي مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة القَاضِي وَهُوَ يروي عَن أَبِيه القَاضِي بدر الدّين عَن القَاضِي فَهَذَا مسلسل بالقضاة، وَلَو اعتنى لأدرك الاسناد العالي لكنه شمر عَن ساعد الِاجْتِهَاد وكحل عَيْني الْبَصَر والبصيرة بميل السهاد حَتَّى صَار من أوعية الْعلم مَعَ مَا رزقه الله من التَّوَاضُع والحلم واشتهر بِمَعْرِِفَة الْفِقْه حفظا وتنزيلا للوقائع وخبرة بالمدارك واستحضارا للْخلاف حَتَّى كَانَ وَالِده يقدمهُ على نَفسه فِي الْفِقْه وَغَيره. وَولي عدَّة وظائف ببلاده كالمعظمية والشركسية والمنجكية وانتفع النَّاس بدروسه وفتاويه، وجد فِي الْعُلُوم حَتَّى رجح على وَالِده فِي حَيَاته وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة، وَمرَّة فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين على أَبِيه وَهُوَ قَاضِي الْحَنَفِيَّة بهَا ثمَّ وردهَا بعد مَوته فِي ثَانِي عيد الْأَضْحَى سنة سبع وَعشْرين، وَولي بهَا مشيخة المؤيدية تصوفا وتدريسا بل كَانَ قد باشرهما فِي حَيَاته لما ولي الْقَضَاء، وانتفع النَّاس بِهِ فِي الفتاوي والمواعيد والأشغال ودرس بعده بعدة أَمَاكِن كالفخرية ابْن أبي الْفرج بتقرير واقفها وكجامع المارداني فِي الدَّرْس الَّذِي رتبه فِيهِ صرغتمش قبل بِنَاء مدرسته برغبة الْبَدْر حسن الْقُدسِي لَهُ عَنهُ قبيل مَوته فباشره درسا وَاحِدًا ثمَّ انتزعه مِنْهُ الْأَشْرَف برسباي لامامة الْمُحب الاقصرائي، وتألم هُوَ وأحبابه لذَلِك وَاعْتذر الْمُحب بِعَدَمِ الْقُدْرَة على ترك) الْقبُول، وَلم يلبث أَن سُئِلَ فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة وألح عَلَيْهِ حَتَّى قبله وَاسْتقر فِيهِ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين عوضا عَن شَيخنَا الْبَدْر الْعَيْنِيّ فباشره بمهابة وصرامة وعفة وأحبه النَّاس سِيمَا إِذْ شَرط على نَفسه إبِْطَال الاستبدالات وَلكنه لم يتم بل صَار بطائن السوء يحتالون عَلَيْهِ بِكُل طَرِيق لظُهُور مسوغ عِنْده، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ إِمَامًا عَالما عَلامَة جبلا فِي استحضار مذْهبه قوي الحافظة حَتَّى بعد كبر السن، سريع

الادراك شَدِيد الرَّغْبَة فِي المباحثة فِي الْعلم والمذاكرة بِهِ مَعَ الْفُضَلَاء وَالْأَئِمَّة، مقتدرا على الِاحْتِجَاج لما يروم الِانْتِصَار لَهُ بل لَا ينْهض أحد يزحزحه غَالِبا عَنهُ، ذَا عناية تَامَّة بالتفسير لَا سِيمَا مَعَاني التَّنْزِيل وبالمواعيد يحفظ من متون الْأَحَادِيث مَا يفوق الْوَصْف غير مُلْتَزم الصَّحِيح من ذَلِك وَعِنْده من الفصاحة وطلاقة اللِّسَان فِي التَّقْرِير مَا يعجز عَن وَصفه لَكِن مَعَ الاسهاب فِي الْعبارَة وَصَارَ مُنْقَطع القرين مفخر العصرين ذَا وَقع وجلالة فِي النُّفُوس وارتفاع عِنْد الْخَاصَّة والعامة على الرؤس من السلاطين والأمراء وَالْعُلَمَاء والوزراء فَمن دونهم بِحَيْثُ عرض على كل من ابْن الْهمام والأمين الاقصرائي الِاسْتِقْرَار فِي الْقَضَاء عوضه فَامْتنعَ مُصَرحًا بِأَنَّهُ لَا يحسن التَّقَدُّم مَعَ وجوده وَقدم أَولهمَا مرّة من الْحَج فابتدأ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِ فِي المؤيدية قبل وُصُول إِلَى بَيته وَعقد مجْلِس بالصالحية بِسَبَب وقف العجمي سبط الدَّمِيرِيّ فَسئلَ الْأمين إِذْ ذَاك عَن الحكم فَأجَاب بقوله: أَنا أَفْتيت وَلَا شُعُور عِنْدِي بِكَوْن الاستفتاء مُتَعَلقا بِحكم مَوْلَانَا، وَأَشَارَ إِلَيْهِ فَإِن الَّذِي عِنْدِي أَن مَشَايِخنَا الْمُتَأَخِّرين لَو كَانُوا فِي جِهَة وَهُوَ فِي جِهَة كَانَ أرجح وأوثق، وَأما شَيخنَا فَكَانَ أمرا عجبا فِي تَعْظِيمه وَالِاعْتِرَاف بمحاسنه، وترجمته لَهُ فِي رفع الاصر مَعَ كَونهَا مختصرة شاهدة لعنوان ذَلِك، وَكَذَا كَانَ صَاحب التَّرْجَمَة يكثر التأسف على فقد شَيخنَا بعد مَوته وَلَا يزَال يترحم عَلَيْهِ وَيذكر مَا مَعْنَاهُ: انه صَار بعده غَرِيبا فريدا، ويحكي من مذاكرته مَعَه جملَة ويقبح من كَانَ يمشي بَينهمَا بالافحاش الْمُقْتَضِي للاستيحاش فرحمهما الله تَعَالَى فَلَقَد كَانَ للزمان بوجودهما الْبَهْجَة، وَبِهِمَا فِي كل حَادِثَة المحجة، وَلذَلِك سمع هَاتِف يَقُول بعد أَحْمد وَسعد مَا يفرح أحد، وَقد اشْتهر ذكره وَبعد صيته ونشره حَتَّى إِن شاه رخ بن تيمور ملك الشرق سَأَلَ من رَسُول الظَّاهِر جقمق عَنهُ فِي جمَاعَة فَلَمَّا أخبرهُ ببقائهم أظهر السرُور وَحمد الله على ذَلِك، وَكَثُرت تلامذته وتبجح الْفُضَلَاء من كل مَذْهَب وقطر بالانتماء إِلَيْهِ وَالْأَخْذ عَنهُ حَتَّى أَخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد أُخْرَى وَألْحق الْأَبْنَاء بِالْآبَاءِ بل الأحفاد بالأجداد وَقصد بالفتاوي من سَائِر) الْآفَاق، وَحدث بالكثير قَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وكتبت من فَوَائده ونظمه جملَة أوردت الْكثير من ذَلِك فِي معجمي وَفِي الذيل على رفع الأصر، وقرض لي بعض تصانيفي فِي سنة خمسين ووصفني بِخَطِّهِ بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل الْمُحدث الْحَافِظ المتقن وَكنت أشهد مِنْهُ مزِيد الْميل والمحبة، وَمِمَّا حَكَاهُ أَنه كَانَ عِنْده فِي الْقُدس وَهُوَ شَاب يَهُودِيّ طَبِيب منجم وَكَانَ حاذقا فامتحنوه فِيمَا حكى لَهُ بِأَن أخذُوا بَوْل حمَار فجعلوه

فِي قنينة وَقَالُوا لَهُ انْظُر بَوْل هَذَا العليل فَنظر فِيهِ طَويلا ثمَّ قَالَ اذْهَبُوا بِهِ إِلَى البيطار وَأَنه قَالَ لَهُم أَنا أَمُوت فِي هَذِه السّنة فَكَانَ كَذَلِك، وَكَانَ مَعَ مَا تقدم قد رزقه الله السمت الْحسن وَصِحَّة الْحَواس وَكبر السن الَّذِي لَا يتَأَخَّر بِسَبَبِهِ عَن عَظِيم رغبته فِي الْإِلْمَام بأَهْله لَكِن أَعَانَهُ على ذَلِك مَا سمعته مِنْهُ غير مرّة من أَن النَّاس كلما تقدمُوا فِي السن غَالِبا يتَغَيَّر مزاجهم من الْحَرَارَة إِلَى الْبُرُودَة وانه هُوَ بالضد من ذَلِك وَلِهَذَا كَانَ لم يزل محمر الوجنتين كل هَذَا مَعَ كَثْرَة الْبشر ولين الْجَانِب والمحاضرة الفكهة وفرط التَّوَاضُع والقرب من كل أحد مَعَ الْوَقار والمهابة والشهامة على بني الدُّنْيَا والتقلل من الِاجْتِمَاع بهم وَالدّين المتين وسلامة الصَّدْر جدا ومزيد التعصب لمذهبه والميل الزَّائِد لأَصْحَابه وانقياده مَعَهم وَاتِّبَاع هواهم تحسينا للظن بهم وَمَا أُتِي إِلَّا من قبل ذَلِك، مَذْكُورا بإجابة الدعْوَة عَظِيم الرَّغْبَة فِي الْقيام بِأَمْر الدّين وقمع من يتَوَهَّم افساده لعقائد الْمُسلمين، اتّفق أَنه أحضر إِلَيْهِ شيخ من أهل الْعلم حصني فَادّعى عَلَيْهِ بَين يَدَيْهِ أَن عِنْده بعض تصانيف ابْن عَرَبِيّ وانه ينتحلها واعترف بِكَوْنِهَا عِنْده وَأنكر مَا عدا ذَلِك فَأمر بتعزيره فعزر بِحَضْرَتِهِ بِضَرْب عصيات ثمَّ أَمر بِهِ الظَّاهِر جقمق فنفي رحمهمَا الله كَيفَ لَو أدْرك هَذَا الزَّمن الَّذِي حل بِهِ الْكثير من الرزايا والمحن وَلم يشغل رَحمَه الله نَفسه بالتصنيف مَعَ كَثْرَة اطِّلَاعه وَحفظه وَلذَلِك كَانَت مؤلفاته قَليلَة فمما عَرفته مِنْهَا شرح العقائد المنسوبة للنسفي وَقد قَرَأَهُ عَلَيْهِ الزيني قَاسم الْحَنَفِيّ وَالْكَوَاكِب النيرات فِي وُصُول ثَوَاب الطَّاعَات إِلَى الْأَمْوَال اقتفي فِيهِ أثر السرُوجِي مَعَ زيادات كَثِيرَة والسهام المارقة فِي كبد الزَّنَادِقَة فِي كراريس وفتوى فِي الْحَبْس بالتهمة فِي جُزْء وَأُخْرَى فِي هَل تنام الْمَلَائِكَة أم لَا وَهل منع الشّعْر مَخْصُوص بنبينا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم عَام فِي جَمِيع الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام وَشرع فِي تَكْمِلَة شرح الْهِدَايَة للسروجي وَذَلِكَ من أول الْأَيْمَان بِفَتْح الْهمزَة فَكتب مِنْهُ إِلَى أثْنَاء بَاب الْمُرْتَد من كتاب السيرست مجلدات أَطَالَ فِيهَا تبعا لأصله النَّفس، وَله منظومة طَوِيلَة سَمَّاهَا النعمانية فِيهَا فَوَائِد نثرية) بديعة كَانَ يكثر انشادها وَلَا يزَال يلْحق فِيهَا حَتَّى صَارَت كراريس، وَكَذَا لَهُ قصيدة مخمسة فِي مدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَمعتهَا من لَفظه. وَكَانَ السَّبَب فِي نظمه إِيَّاهَا أَن وَالِده اقترح عَلَيْهِ بَيْتَيْنِ دوبيت فَعمل كل مِنْهُمَا ذَلِك ارتجالا ثمَّ قَالَ لَهُ اعْمَلْ ذَلِك من الأبحر فعملا كَذَلِك ثمَّ قَالَ لَهُ اعْمَلْ قصيدة كَامِلَة على مهلك قَالَ فنظمت قصيدة نَحْو سبعين بَيْتا لَكِن لم أقيدها بِالْكِتَابَةِ فَلَمَّا كَانَ فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ قيدت مِنْهَا مَا حفظته وخمسته وزدت عَلَيْهِ أبياتا وأولها:

(مَا بَال سرك بالهوى قد لاحا ... وخفى أَمرك صَار مِنْك بواحا) (ألفرط وَجدك من حبيب لاحي ... نم السقائم على الْمُحب فباحا) ونمى الغرام بِهِ فصاح وناحا وَلم يزل على جلالته وعلو مكانته، وأكرمه الله قبل مَوته بِنَحْوِ سِتَّة أشهر بالانفصال عَن الْقَضَاء باحتيال بَعضهم فِي التَّبْلِيغ عَنهُ أَنه طلب الاستعفاء فَأُجِيب لذَلِك وَفصل عَنهُ بالمحب بن الشّحْنَة وَعَن المؤيدية بِابْنِهِ التَّاج عبد الْوَهَّاب وَاسْتمرّ متوعكا حَتَّى مَاتَ فِي تَاسِع ربيع الآخر سنة سبع وَسِتِّينَ بِمصْر الْقَدِيمَة فَحمل فِي محفة إِلَى المؤيدية فَغسل ثمَّ صلى عَلَيْهِ بمصلى المؤمني تقدم المستقر بعده للصَّلَاة وَحضر السُّلْطَان والقضاة والأمراء والأعيان ثمَّ دفن بتربة الظَّاهِر خشقدم وتأسف النَّاس على فَقده كثيرا وَلم يخلف بعده مثله. وَهُوَ مِمَّن ذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار رَحمَه الله وإيانا ونفعنا ببركاته. 940 - سعد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَيعرف بِسَعْد الدّين أبي جمال. / مَاتَ بِدِمَشْق فِي أَوَائِل سنة أَرْبَعِينَ. أرخه ابْن فَهد. 941 - سعد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن يُوسُف سعد الدّين بن فتح الدّين أبي الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي قاضيها الْحَنَفِيّ /. سمع على أبي الْفَتْح المراغي وَولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِالْمَدِينَةِ مَعَ حسبتها بعد وَالِده مَعَ كَونه عَارِيا من الْفَضَائِل لَكِن بعناية الْأمين الأقصرائي ورسم بنيابة أَخِيه سعيد عَنهُ لكَونه كَانَ إِذْ ذَاك بالعجم فسد أَخُوهُ الْوَظِيفَة حَتَّى جَاءَ صَاحب التَّرْجَمَة، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا وَهُوَ قَاض فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق وشكا إِلَيْهِ دينه وانه ألف دِينَار فأنعم عَلَيْهِ بهَا بعد أَن حاققه عَن سَبَب تحمله الدّين. مَاتَ عَن بضع وَسِتِّينَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِالْمَدِينَةِ وَلم يعقب سوى ابْنة مَاتَت فِي سنة بضع وَثَمَانِينَ، وَاسْتقر عوضه أَخُوهُ الْمشَار إِلَيْهِ. 942 - سعد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الأسيوطي القاهري الشَّافِعِي أَخُو أبي الْحجَّاج الْآتِي. اشْتغل وَأخذ عَن القاياتي وَغَيره. مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. 943 - سعد بن نظام بن جمال بن حُسَيْن بن حسوبة سعد الدّين التَّمِيمِي الكازروني ثمَّ الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي. / سمع على الْمجد اللّغَوِيّ والشرف الجرهي وَابْن الْجَزرِي وَالْفَخْر أبي الْقسم مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عمر بن حُسَيْن الكازروني وَيعرف بالعبادي وَابْنه سعيد الدّين الكازروني وَكِلَاهُمَا كَمَا ذكر لَهُ اجازة من الْمزي وَأخذ عَن السَّيِّد نور الدّين الايجي وَسعد الدّين البشيري ومعين الدّين الْجُنَيْد الْوَاعِظ وَنَحْوهم، لقبه السَّيِّد الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين فَسمع مِنْهُ أَشْيَاء وَأذن لَهُ فِي

الافتاء قَالَ وَهُوَ رَأس عُلَمَاء شيراز والمفتين بهَا، وَله بعض التصانيف والحواشي وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ السَّيِّد أَحْمد بن صفي الدّين بل تزوج ابْنَته. مَاتَ بشيراز. 944 - سعد بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن سرُور بن نصر ابْن مُحَمَّد سعد الدّين بن صدر الدّين النَّوَوِيّ ثمَّ الخليلي الشَّافِعِي نزيل دمشق /. ولد فِي رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة، وَقدم دمشق بعد الْأَرْبَعين وَسمع من عبد الرَّحِيم بن أبي الْيُسْر وَالشَّمْس بن نباتة والذهبي وَنَحْوهم، وَمِمَّا سَمعه على الذَّهَبِيّ عوالي الحمادين لَهُ واشتغل بِالْعلمِ كثيرا على التَّاج المراكشي وَابْن كثير وَقَرَأَ عَلَيْهِ مُخْتَصره فِي عُلُوم الحَدِيث وَأذن لَهُ وَغَيرهمَا كَابْن قَاضِي شُهْبَة حَتَّى برع وفَاق وَصَارَ من الْعلمَاء الحذاق وَأفْتى، وتصدر بِجَامِع بني أُميَّة فدرس بِهِ وَكَذَا درس بِأم الصَّالح وَأعَاد بالناصرية وَولي إِمَامَة الْمدرسَة القيمرية، وَكَانَ أسن من بَقِي بِالشَّام من الشَّافِعِيَّة، وناب فِي الحكم بِدِمَشْق، وَحدث وَولي قَضَاء الْخَلِيل بعد كائنة تمر لنك فَمَاتَ بِهِ فِي سادس عشر جُمَادَى الأولى سنة خمس. قَالَ ابْن حجي كَانَ ذَا ثروة جَيِّدَة فاحترقت دَاره فِي الْفِتْنَة وَأخذ مَاله فافتقر وَاحْتَاجَ أَن يجلس مَعَ الشُّهُود وَولي قَضَاء بعض الْقرى ثمَّ قَضَاء بلد الْخَلِيل، وَمِمَّنْ روى لنا عَنهُ التقي بن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه. وَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي إنبائه ومعجمه والمقريزي فِي عقوده وَآخَرُونَ. سعد الْآمِدِيّ الطرابلسي /. مضى فِي ابْن عبد الله. سعد الْحَضْرَمِيّ /. مضى قَرِيبا فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله.) ::: 945 - سعد الْحَضْرَمِيّ آخر. نزل مَكَّة / وَكَانَ خرازا. مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين وَدفن بالشبيكة. 946 - سعد الشهير بالسمنودي. / مَاتَ فِي توجهه للقاهرة تائها برابغ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. سعيد بن إِبْرَاهِيم بن سعيد البرعي الْيَمَانِيّ الشهير بِسَعِيد الْجَبَل. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. 948 - سعيد بن أَحْمد سَابق الدّين الْمذْحِجِي الذبحاني الْيَمَانِيّ الْعَدنِي وَالِد عبد الله وَمُحَمّد / الآتيين، وذبحان بِضَم الْمُعْجَمَة ثمَّ مُوَحدَة سَاكِنة بعْدهَا حاء مُهْملَة وَآخره نون قَرْيَة قريبَة من حصن الدملوه إِحْدَى قلاع الْيمن. تفقه بالجمال الْخياط وطبقته بتعز واشتغل بزبيد أَيْضا وَحضر مجَالِس ابْن الْمقري وَسمع على ابْن الْجَزرِي أَشْيَاء من تصانيفه وَغَيرهَا، وَقدم بعد الْأَرْبَعين إِلَى عدن فاستوطنها واقتنى كتبا نفيسة وَكَانَ ضنينا بهَا وَكَذَا استولى على عدَّة خَزَائِن فأعدمها وَلم يكن بالمحمود مَعَ إقباله على التصوف والمباحثة فِيهِ والتكلف لذَلِك إِلَى أَن مَاتَ

عَن سنّ فِي أَوَاخِر رَجَب سنة سبع وَثَمَانِينَ وَكَانَ إِلَيْهِ تدريس الحَدِيث بالظاهرية بعدن عَفا الله عَنهُ وترجمته عِنْدِي مُطَوَّلَة فِي كَلَام بعض الآخذين عني. 949 - سعيد بن أبي بكر بن صَالح الْمدنِي الشَّافِعِي /. قَرَأَ على مُحَمَّد بن مبروك الشفا فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. 950 - سعيد بن صَالح اليمني. / مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة تسع وَثَمَانِينَ. 951 - سعيد بن عبد الله بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الرضى مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن يحيى العثماني الْمَكِّيّ. / أجَاز لَهُ فِي سنة خمس ابْن صديق والزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والعراقي والهيثمي، وَمَات فِي صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة. 952 - سعيد بن عبد الله المغربي المجاور بالأزهر /. أحد من يعْتَقد ويزار بل زَارَهُ السُّلْطَان مرّة، وَكَانَ عِنْده مَال جم من ذهب وَفِضة وفلوس يُشَاهِدهُ النَّاس وَيخرج أَحْيَانًا ذهبه هرجه ويصففه وَحَوله قفاف ذَوَات عدد ملأى من الْفُلُوس فَلَا يَجْسُر أحد على أَخذ شَيْء مِنْهُ سِيمَا وَقد شاع بَين النَّاس أَن من اختلس مِنْهُ شَيْئا أُصِيب فِي بدنه، وَكَانَ يحضر أَحْيَانًا ويغيب أَحْيَانًا إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بعد مرض طَوِيل وَكَانَت جنَازَته حافلة وَحمل المَال الَّذِي وجد لَهُ لبيت المَال، قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه: وبلغنا أَن الْبِسَاطِيّ احْتَاجَ مرّة فَتَبِعَهُ) لكثير من الْأَمَاكِن وَهُوَ يفرق رَجَاء إِعْطَائِهِ شَيْئا فكاد النَّهَار أَن يمْضِي ونفدت تِلْكَ القفاف فتألم الشَّيْخ لذَلِك فَالْتَفت إِلَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّد إِمَّا الْعلم أَو المَال، أَو كَمَا قَالَ 953 -. سعيد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم أَو عبد الْجَلِيل أَو عبد الْخَالِق، وَعبد الْكَرِيم أَكثر /، وَاقْتصر الزين رضوَان عَليّ الثَّانِي وَقَالَ الحسني الجزائري المغربي الْمَالِكِي نزيل الأشرفية برسباي، اشْتغل ببلاده وَقدم الْقَاهِرَة فلازم شَيخنَا فِي الاملاء وَأَحْيَانا فِي غَيره، وَكتب فتح الْبَارِي وَغَيره من تصانيفه وتصانيف غَيره، وَكَانَ متقنا فِيمَا يَكْتُبهُ متساهلا فِي غَيره مَعَ فَضِيلَة، وَسمع فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ على الشهَاب الوَاسِطِيّ بِقِرَاءَة ابْن حسان جُزْء الْأنْصَارِيّ والبطاقة وَابْن عَرَفَة ونسخة ابراهيم بن سعد وَغَيرهَا وَوَصفه الزين رضوَان بالسيد الشريف الْفَاضِل الْكَامِل أَبُو عُثْمَان وَقد تردد لي بعد موت شَيخنَا وَضعف حَاله. وَمَات فِي ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين عَفا الله عَنهُ وإيانا. 954 - سعيد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الْجمال أَبُو السعادات بن قَاضِي الينبوع الشَّمْس بن زبالة سبط القَاضِي فتح الدّين بن صَالح. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.

955 - سعيد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن يُوسُف جمال الدّين بن فتح الدّين أبي الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو سعد / الْمَاضِي وَهُوَ أصغرهما حفظ الْهِدَايَة واشتغل على أبي الْبَقَاء بن الضياء أَو أَخِيه أبي حَامِد بِمَكَّة. وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره، وبرع فِي استحضار الْمَذْهَب ودرس للطلبة، وَكَانَ جيد الالقاء. وَولي قَضَاء الْمَدِينَة وحسبتها بعد أَخِيه بل بَاشر بعد موت أَبِيه سد الْوَظِيفَة لغيبة أَخِيه الْمُتَوَلِي فِي بِلَاد الْعَجم. وَمَات عَن بضع وَسِتِّينَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسبعين بعد أَن أُصِيب بخلط، وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. وَهُوَ وَالِد عَليّ وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد الآتيين. 956 - سعيد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد العقباني. / مَاتَ سنة أَربع وَثَمَانمِائَة. 957 - سعيد بن مُحَمَّد بن مُفْلِح البليني حفيد مولى بَقِيَّة من رميثة. / أرْسلهُ السَّيِّد بَرَكَات صَاحب مَكَّة هُوَ وَأَخُوهُ سنة خمس وَأَرْبَعين إِلَى يَنْبع يتجسسان لَهُ أَخْبَار مصر فَلَمَّا تحقق ذَلِك صَاحبه السَّيِّد صَخْرَة أخرجهُمَا مِنْهُ فأقاما عِنْد ابْن دويغر قَرِيبا من بدر فَبعد أَيَّام بلغهما تَوْلِيَة أَخِيه عَليّ. مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. 958 - سعيد بن مَحْمُود بن أبي بكر الكوراني الشهير بالكردي نزيل مَكَّة ودلال الْكتب بهَا.) سمع على التقي بن فَهد، ورأيته فِي سنة إِحْدَى وَسبعين. مَاتَ فِي منتصف سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَاتفقَ أنني شَكَوْت لَهُ وَنحن بِالطّوافِ ريحًا فِي باطني فَالْتَفت إِلَى الْكَعْبَة وَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رياحا لاريحا فَكَانَت مضحكة. 959 - سعيد بن يُوسُف التبريزي أَو السغريري. / مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين. 960 - سعيد البليني الْمَكِّيّ الْقَائِد. / مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. 961 - سعيد جبروه الْعجْلَاني الْقَائِد وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد، وَقَالَ إِنَّه نَاب فِي إمرة مَكَّة وَقبض الْمَوَارِيث عَن ابْن سَيّده حسن بن عجلَان مُدَّة وَبنى دورا بسويقة واجياد وَمنى، وَأَنْشَأَ حديقة هائلة بِالْأَبْطح وَبنى بهَا قاعة مَعَ بركتين داخلها وخارجها وسبيلا خَارج الحديقة كَانَ ذَلِك منتزها لمجتازيه إِلَى غير ذَلِك، بل لَهُ نَحْو خمسين عبدا أعتقهم ووفد على النَّاصِر صَاحب الْيمن فَأكْرمه وأثابه على هديته وَرُبمَا تصدق. 962 - سعيد الحبشي وَيعرف بالمكين /. كَانَ يتَرَدَّد إِلَى مَكَّة لِلْحَجِّ والتسبب وَأقَام بهَا سبع سِنِين مُتَوَالِيَة ثمَّ مَاتَ فِي رَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة خمس عشرَة وَدفن بالمعلاة، وَكَانَ فِيهِ خير ومروءة واستأجر رِبَاطًا عِنْد الزريبة بِمَكَّة ليعمر دَارا فَمَاتَ قبل إِكْمَال عِمَارَته. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة.

963 - سعيد الحبشي عَتيق الطواشي بشير الجامدار /. اشْتَرَاهُ سَابق الدّين من مَكَّة وَحمله إِلَى مصر وَعلمه الْقُرْآن وتنزل فِي وظائف وتزيا بزِي الْفُقَهَاء إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة خمس عشرَة عَن سِتِّينَ أَو أَزِيد، أثنى عَلَيْهِ المقريزي بالتدين والميل للسّنة وَأَهْلهَا مَعَ رياضة وَطَرِيقَة مشكورة وتودد وَتردد لمجالس الْعلم، وَحكى عَنهُ حِكَايَة. 964 - سعيد الحبشي عَتيق إِبْرَاهِيم بن مصلح الْعِرَاقِيّ. / مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ، وَكَانَ أَيْضا يهلل وَرُبمَا أنكر عَلَيْهِ. 965 - سعيد المغربي المهلل /. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بِمَكَّة. 966 - سعيد الْهِنْدِيّ الْمَالِكِي /. أَخذ عَنهُ الْفِقْه شعْبَان بن جنيبات وَمَا عَرفته. 967 - سعيد / أحد المعتقدين المقيمين ببولاق. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتِّينَ، وَدفن بِبَعْض بساتين الطَّرِيق الجديدة. قَالَه الْمُنِير.) ::: 968 - سقر / أحد مَشَايِخ عربان الْبحيرَة. قتل فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَخمسين. 969 - سكنبغا. / مَاتَ سنة سبع وَأَرْبَعين 970 -. سَلام الله بن عَليّ بن مطبر بن عمر بن مطهر الرضى أَبُو طَاهِر بن الغياث ابْن الرضى الْبكْرِيّ الصديقي الكوبناني المحتد البمي المولد / وكؤبنان وَهِي: بِضَم الْكَاف وَالْمُوَحَّدَة ونم كِلَاهُمَا من أَعمال كرمان الْكرْمَانِي الْأَصْبَهَانِيّ الموطن الشَّافِعِي ولد بعيد الْعشَاء من لَيْلَة الثُّلَاثَاء من شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة وَأخذ عَن أبي سعيد بن الْجلَال الكازروني الْمُحدث وَأحمد الباوردي صَاحب الْحَاشِيَة على كل من الشمسية المنطقية وَشرح الْمطَالع والمطول وَعَن أحد أَصْحَاب السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَهُوَ سعد الدّين مُحَمَّد الْمَدْعُو لر نِسْبَة لطائفة فِي الْجبَال يدعونَ بذلك يَجِيء مِنْهَا لكرمان السّمن وَالْعَسَل وَالْبِغَال الجيدة وَغير ذَلِك، وَكَذَا أَخذ عَن الْعَفِيف الايجي وَأبي الْفَتْح المراغي وَالْبُخَارِيّ عَن الْوَجِيه عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ النابتي وَوَصفه بالعالم التقي الْوَرع أستاذ الْقُرْآن والْحَدِيث فِي خطة الْعرَاق رَوَاهُ لَهُ عَن الْعَفِيف ابراهيم بن مبارز الخنجي يَعْنِي الْمَاضِي عَن الْعَفِيف مُحَمَّد بن سعد الدّين مُحَمَّد ابْن مَسْعُود الكازروني عَن أَبِيه عَن السراج أبي حَفْص عمر بن عَليّ الْقزْوِينِي عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي الْقسم السلَامِي الْمدنِي عَن أبي الْحسن ابْن روزبة، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة حكيما مفننا صَالحا جاور بِمَكَّة مرَارًا أَو لَهَا قبيل الْخمسين وَثَمَانمِائَة وَأخذ عَنهُ حِينَئِذٍ المظفر مَحْمُود الأمشاطي الطِّبّ وعظمه فِيهِ جدا،

وَحكى لي عَنهُ أَنه كَانَ يَقُول بسنية أكل البسلة لَيْلَة الْجُمُعَة لِأَنَّهَا محركة للباه فَرُبمَا تكون سَببا لغسله وتغسيله، والمنطق رَفِيقًا لأبي الْفضل النويري الْخَطِيب، وَكَذَا أَقرَأ فِي الْأُصُول وَكثير من العقليات بل وَفِي الْفِقْه أَيْضا. وَكَانَ فِيمَا قيل مُتَقَدما فِي ذَلِك كُله مستحضرا شرح الْحَاوِي للقونوي ونسخته مِنْهُ بِخَطِّهِ، وَآخر مَا جاور سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ عبد المحسن الشرواني. مَاتَ فِي سنة سِتّ أَو سبع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا. 971 - سَلامَة بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي مُحَمَّد بن عَليّ بن صَدَقَة الزين بن أبي عبد الله الادكاوي الصُّوفِي الْمَالِكِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الشَّافِعِي / الْآتِي. أَخذ الطَّرِيق عَن بلديه الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم الادكاوي واختص بِهِ حَتَّى صَار أرجح جماعته وتصدى لاقراء الاطفال احتسابا، وتورع عَن الشَّهَادَة وَنَحْوهَا بل كَانَ ينْسَخ بِيَدِهِ مَعَ فَضِيلَة تَامَّة فِي مذْهبه والاصلين والعربية. أَخذ ذَلِك عَن عدَّة من الشُّيُوخ باسكندرية وَغَيرهَا. وَمَات فِي لَيْلَة ثَالِث عشري رَمَضَان سنة رَحمَه الله وإيانا. 972 - سَلام الْمصْرِيّ الشَّيْخ الْمُبَارك. / مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة أَربع وَسبعين بجدة وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها. 973 - سُلْطَان الكيلاني / أحد التُّجَّار المعتبرين واسْمه مَحْمُود بن بهاء الدّين. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الْجُمُعَة مستهل رَجَب سنة خمس وَخمسين، وَسَيَأْتِي فِي الْمِيم. 974 - سُلْطَان صهر الْعَلَاء بن الصَّابُونِي / وَأحد النواب. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بِالْقَاهِرَةِ. 975 - سلمَان بن حَامِد بن غَازِي بن يحيى بن مَنْصُور الْغَزِّي المقرىء، / كَانَ يذكر انه من بني عَامر أَعْرَاب الشَّام صحب الشَّيْخ مُحَمَّد القرمي وجاور بِمَكَّة سِنِين وَسمع من بعض الشُّيُوخ وأدب بهَا الْأَطْفَال، طعن فِي لَيْلَة تَاسِع عشري شَوَّال سنة ثَمَان فَمَاتَ من سَاعَته وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه. 976 - سلمَان بن عبد الحميد بن مُحَمَّد بن مبارك الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ نزيل القابون. / سمع ابْن الخباز وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل الْحَمَوِيّ والعرضي وَمُحَمّد بن مُوسَى الشقراوي فعلى الأول قمع الْحِرْص بالقناعة للخرائطي، وعَلى الثَّالِث مُعْجم ابْن جَمِيع. وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، ولقيه شَيخنَا وَغَيره وَكَانَ عابدا خيرا صوفيا بالخاتونية مستحضرا للمسائل الْفِقْهِيَّة على طَريقَة الْحَنَابِلَة ولديه فَضَائِل. مَاتَ فِي سنة خمس. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وإنبائه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.

977 - سلمَان بن مُسلم الْحَنَفِيّ أَخُو مُحَمَّد الْآتِي مِمَّن ابتكر القَاضِي سعد الدّين / بِأخرَة استنابته. بعد أَن كَانَ موقعا بِبَابِهِ، وَلم يكن فِي الْمعرفَة بِذَاكَ. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. 978 - سلمَان بِضَم أَوله ابْن أبي يزِيد / صَاحب برصا وَغَيرهَا من بِلَاد الرّوم. قتل فِي سنة أَربع عشرَة وَاسْتولى على مَمْلَكَته أَخُوهُ مُوسَى بعد حروب كَانَت بَينهمَا قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. 979 - سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن عَليّ بن عمر نَفِيس الدّين أَبُو الرّبيع بن الْبُرْهَان أبي إِسْحَاق الْمَكِّيّ العدناني التعزي الزبيدِيّ الْحَنَفِيّ / مُحدث الْيمن وَيعرف بالعلوي نِسْبَة لعَلي ابْن رَاشد بن بولان. ولد فِي ظهر يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشر رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة) وتفقه بِأبي يزِيد مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السراج وَسمع من وَالِده الْكثير وَمن إِبْرَاهِيم وَعِيسَى ابْني أَحْمد بن أبي الْخَيْر الشماخي وَعلي بن أبي بكر بن شَدَّاد بعض الصَّحِيح وَالْمجد اللّغَوِيّ وَأبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري وَغَيرهم من أهل بَلَده والواردين إِلَيْهَا وَمن مَكَّة وَغَيرهمَا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَأَجَازَ لَهُ البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي والتقي بن حَاتِم والصدر الْمَنَاوِيّ والحلاوي وَخلق تجمعهم مشيخته تَخْرِيج التقي بن فَهد بل خرج لَهُ شَيخنَا أَرْبَعِينَ حَدِيثا من مروياته سَمَّاهَا الْأَرْبَعين المهذبة وبرع فِي الحَدِيث وَصَارَ شيخ الْمُحدثين بِبِلَاد الْيمن وحافظهم قَالَ الخزرجي فِي تَارِيخه مَا ملخصه انه اسْتَقر فِي تدريس الحَدِيث بصلاحية زبيد ثمَّ بالافضلية والمجاهدية بتعز، وارتحل النَّاس إِلَيْهِ من الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة للتفقه والاسماع، وَأخذ عَنهُ من لَا يُحْصى كَثْرَة مِنْهُم أَخُوهُ مُحَمَّد، وَجمع كتبا نفيسة وَكَانَ جيد الضَّبْط حسن الْقِرَاءَة فريد وقته بقطره فِي الحَدِيث، سمعته يَقُول قَرَأت البُخَارِيّ أَكثر من خمسين مرّة، وَرَأَيْت بِخَط الْمجد اللّغَوِيّ تلو طبقَة سَماع عَلَيْهِ بِخَطِّهِ وَصفه بِأَنَّهُ إِمَام أهل السّنة وَأما شَيخنَا فَإِنَّهُ قَالَ فِي إنبائه أَنه عَنى بِالْحَدِيثِ وَأحب الرِّوَايَة واستجيز لَهُ جمَاعَة من المكيين، وَسمع مني وَسمعت مِنْهُ وَكَانَ محبا فِي السماع وَالرِّوَايَة مكبا على ذَلِك مَعَ عدم مهارته فِيهِ فَذكر لي أَنه مر على البُخَارِيّ مائَة وَخمسين مرّة مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع واسماع ومقابلة وَحصل من شروحه كثيرا وَحدث بالكثير. وَكَانَ مُحدث أهل بَلَده وَقَرَأَ الْكثير على شَيخنَا الْمجد اللّغَوِيّ وَنعم الرجل كَانَ لَقيته بزبيد وتعز فِي الرحلتين وَحصل لي بِهِ أنس وحَدثني بِجُزْء من حَدِيثه تَخْرِيجه لنَفسِهِ زعم أَنه مسلسل باليمنيين وَلَيْسَ الْأَمر فِي غالبه كَذَلِك. مَاتَ بعلة القولنج فِي سَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَعشْرين وَقد قَارب الثَّمَانِينَ، وراج أَمر السراج الْحِمصِي حِين دخل الْيمن عَلَيْهِ وتوهم صدقه فِيمَا أملاه عَلَيْهِ مِمَّا يدل على عدم يقظته، وَقد روى لنا عَنهُ جمَاعَة كالتقي بن فَهد

والأبي وَآخَرين. وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وأرخه فِي ذِي الْحجَّة وَأَنه جَازَ الثَّمَانِينَ. وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أَنه لقِيه فِي الرحلة الأولى فأعجبه حرصه على محبَّة الحَدِيث وَأَهله. وَسمع مني وَسمعت مِنْهُ ثمَّ لَقيته فِي الثَّانِيَة وَهُوَ مُسْتَمر على ملازمته للْحَدِيث قِرَاءَة ومطالعة ونسخا واستنساخا ومقابلة ووردت على مراسلاته بعد ذَلِك دَالَّة على صِحَة مودته وَلَا يزَال يبلغنِي عَنهُ الثَّنَاء الوافر وَأَجَازَ لِابْني مُحَمَّد فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين.) ::: 980 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن رَاشد السالمي الْمَكِّيّ. / سمع على أبي الْيمن الطَّبَرِيّ وَغَيره وَتوجه لزيارة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَعَاد متعللا، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة عشر وَدفن بالمعلاة عَن نَحْو عشْرين سنة. ذكره الفاسي. 981 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن نصر الله علم الدّين ابْن صاحبنا الشهَاب البلقاسي الأَصْل القاهري المولد وَالدَّار الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بالزواوي. ولد فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة قبل موت وَالِده بِدُونِ شهر وَنَشَأ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي والورقات لامام الْحَرَمَيْنِ وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو والجرومية وَالْحُدُود للأبدي وقطعا غير ذَلِك وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْعَبَّادِيّ والمناوي والبكري والبامي وَالْفَخْر المقسي فِي آخَرين وَفِي النَّحْو عَن السَّيْف الْحَنَفِيّ وَفِي الْأُصُول عَن الْعَلَاء الحصني والكافياجي وَعنهُ أَيْضا أَخذ فنونا وَفِي الْفَرَائِض والحساب عَن الْبَدْر المارداني والزيني بن شعْبَان والشهاب السجيني ولازم الشهَاب الْحِجَازِي والمنصوري فِي الْأَدَب وَكَذَا لَازم الابناسي فِي الْمنطق وآداب الْبَحْث وَغَيرهمَا وَسمع الحَدِيث على السَّيِّد النسابة والبارنباري وَخلق وَأَجَازَهُ جماعتي، ولازمني حَتَّى أَخذ عني الألفية دراية، وَقَرَأَ على تَرْجَمَة شَيخنَا وَغير ذَلِك وتميز وَجمع أَشْيَاء، وَهُوَ قوي الذكاء سريع الْحَرَكَة طارح التَّكَلُّف يذكر بأَشْيَاء. 982 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْأنْصَارِيّ الأسنوي. سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز علم الدّين أَبُو الرّبيع الْهِلَالِي المغربي الأَصْل الْمدنِي وَيعرف بِابْن السقا /. ولد بعد سنة عشْرين وَسَبْعمائة بِقَلِيل وحدده الشّرف أَبُو الْفَتْح المراغي فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ بست أَو سبع وَعشْرين وَسمع بِدِمَشْق من أبي الْفرج بن عبد الْهَادِي والشهاب أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي وَابْن الخباز والتاج ابْن أبي الْيُسْر وَالشَّمْس بن نباتة وَأبي الْخطاب السبتي وَإِبْرَاهِيم بن إِسْحَق بن الكحال وَمُحَمّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَدَاوُد بن إِبْرَاهِيم بن الْعَطَّار وَفَاطِمَة ابْنة الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن أبي عمر فِي آخَرين، وَكَانَ يُبَاشر الصَّدقَات بِالْمَدِينَةِ

فحمدت سيرته ثمَّ أضرّ وَانْقطع، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة من شُيُوخنَا كشيخنا وَذكره فِي مُعْجَمه وإنبائه وَأبي الْفَتْح المراغي وَأكْثر عَنهُ وَكَذَا سمع عَلَيْهِ الْمُحب المطري، وَمَات فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْنِ بِالْمَدِينَةِ، وَدفن بِالبَقِيعِ وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن فَرِحُونَ فِي تَارِيخ الْمَدِينَة فَقَالَ: علم الدّين بن الشَّيْخ شهَاب الدّين السقا رَأس بَين اخوانه قارىء خدوم للاخوان تولى نظر الرَّبْط والأوقاف من النخيل وَغَيرهَا فَلم ير أحسن مِنْهُ قيَاما بهَا من الْعِفَّة والنصح وَعمر ربطا كَثِيرَة كَانَت قد أشرفت على الخراب وَقد أَن يُشبههُ أحد من أَبنَاء جنسه فِي حسن طَرِيقَته أَعَانَهُ الله. انْتهى وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. 984 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عوجان المغربي ثمَّ الْمَقْدِسِي وَالِد الشهَاب أَحْمد / الْمَاضِي مَعَ شَيْء من تَرْجَمَة هَذَا، وَأَنه مَاتَ سنة سبع. 985 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عمر بن عبد الصَّمد بن أبي الْبَدْر الْعلم بن الشهَاب الْبَغْدَادِيّ الأَصْل القاهري الْمقري الضَّرِير / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كل مِنْهُمَا بالجوهري. ولد سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْعُمْدَة وَسمع على أَبِيه السّنَن لِابْنِ مَاجَه والختم مِنْهَا على الابناسي، وعَلى ابْن أبي الْمجد البُخَارِيّ وَمن بَاب قَول الله وَاذْكُر فِي الْكتاب إِسْمَاعِيل إِلَى آخِره على التنوخي والختم مِنْهُ على الابناسي والغماري وَابْن الشيخة والعراقي والهيثمي، وَكَذَا سمع على الْأَخيرينِ وَالْوَلِيّ، وَكَذَا أَولهمَا الْجُزْء الْأَخير من أبي دَاوُد وعَلى السويداوي الأكابر عَن الأصاغر للمنجنيقي، وعَلى التنوخي جُزْء أبي الجهم فِي آخَرين كالشرف ابْن الكويك، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة سِتّ عشرَة، وَدخل الْيمن والصعيد واسكندرية ودمياط وطوف ثمَّ أضرّ وتعانى قِرَاءَة الأسباع، وَكَانَ يرتزق مِنْهَا، وَحدث باليسير سَمِعت عَلَيْهِ جُزْء أبي الجهم وَغَيره، وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي سنة خمس أَو أَربع وَخمسين رَحمَه الله. 986 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عمر بن غَانِم علم الدّين البرنكيمي شَقِيق الشّرف مُوسَى الْعَالم واخوته ووالد الشَّمْس مُحَمَّد أحد نواب الْحَنَفِيَّة. حفظ الْقُرْآن واشتغل بتعليمه الابناء فِي طباق القلعة وَغَيرهَا وتنزل فِي بعض دروس الْحَنَفِيَّة ولأجله تحنف، وَمَات سنة سِتّ وَأَرْبَعين عَن بضع وَأَرْبَعين. 987 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ بن أَحْمد الصَّفَدِي ابْن أخي الخواجا الْبَدْر حسن الطَّاهِر / الْمَاضِي. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. 988 - سُلَيْمَان بن أرخن بك بن مُحَمَّد كرشجي بن عُثْمَان /. كَانَ جده ملك بِلَاد

الرّوم، فَلَمَّا مَاتَ قبض ابْنه مُرَاد بك على أَخِيه وَالِد صَاحب التَّرْجَمَة فسلمه ثمَّ حَبسه وَمنعه من إتْيَان النِّسَاء خوفًا من أَن يعقب فدست لَهُ جَارِيَة فأولدها سُلَيْمَان هَذَا وشاه زَاده ثمَّ مَاتَ ففر بهما مَمْلُوك لأبيهما وَقدم بهما عل الْأَشْرَف برسباي فأكرمهما وَضم سُلَيْمَان إِلَى وَلَده الْعَزِيز يُوسُف وَأُخْته إِلَى الْحرم السُّلْطَانِيَّة ثمَّ رام الْمَمْلُوك الْمشَار إِلَيْهِ الْفِرَار بهما إِلَى الرّوم لمَال وعد بِهِ من بعض ملوكه وَاتفقَ مَعَ جمَاعَة من التركمان وَغَيرهم فَأَخذهُمَا من القلعة وَركب بهما بَحر النّيل ليتوصل إِلَى فَم رشيد ويركب بهما فِي غراب أعد لذَلِك وَلما علم السُّلْطَان بِهَذَا تألم وَأرْسل فِي أَثَرهم فأدركوا بِالْقربِ من فَم رشيد وَقد عاقهم الرّيح عَن الْخُرُوج إِلَى بَحر المالح فاقتتل الْفَرِيقَانِ قتالا شَدِيدا فَكَانَ الظفر لجَماعَة السُّلْطَان فوسط الْمَمْلُوك وَقطع أيديي جمَاعَة وَحبس هَذَا بالبرج وَكَانَ يَوْمًا مهولا زَاد فِيهِ غضب السُّلْطَان إِلَى الْغَايَة ثمَّ أطلقهُ بعد مُدَّة وَصَارَ عِنْد الْعَزِيز على عَادَته ثمَّ تزوج السُّلْطَان بأخته وَصَارَت خوند شاه زَاده وَتَزَوجهَا الظَّاهِر بعده واستولدها أَوْلَادًا إِلَى أَن طَلقهَا فِي سنة خمس وَخمسين، وَمَات سُلَيْمَان قبل ذَلِك بالطاعون سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَهُوَ ابْن خمس عشرَة تَقْرِيبًا. وَذكره المقريزي بِاخْتِصَار. 989 - سُلَيْمَان بن جَار الله بن زَائِد السنبسي الْمَكِّيّ / أجَاز لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة الْعَفِيف النشاوري وَابْن حَاتِم والعراقي والهيثمي وَابْن عَرَفَة وَابْن خلدون وَغَيرهم. مَاتَ فِي شَوَّال سبع وَثَلَاثِينَ خَارج مَكَّة وَحمل فَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد. 990 - سُلَيْمَان بن خَالِد بن عمر علم الدّين أَبُو الرّبيع السكندري الخضري الْجمال أَبوهُ. / ذكر فِي سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة مَا يدل على أَن لَهُ من الْعُمر مائَة سنة وثمان وَعِشْرُونَ سنة بل أَزِيد وَأهل اسكندرية ينقلون عَن من تقدمهم الِاعْتِرَاف لَهُ بقدم السن مِمَّا يستشهد بِهِ لصدقه مَعَ اشتهار صدقه وطلوع الشّعْر الاسود بلحيته ونبات أَسْنَان جَدِيدَة حَسْبَمَا شَاهد ذَلِك مِنْهُ الْجمال بن مُوسَى المراكشي ورفيقه شَيخنَا الْمُوفق الأبي وسمعا مِنْهُ أَشْيَاء بإجازته الْعَامَّة من الْفَخر بن البُخَارِيّ. وَمَات بعد ذَلِك بِقَلِيل. 991 - سُلَيْمَان بن خَالِد بن مُحَمَّد بن خَالِد الفيشي ثمَّ القاهري الموسكي، وَيعرف بِابْن خَالِد /. مِمَّن تردد إِلَيّ وَكتب نُسْخَة لنَفسِهِ من القَوْل البديع بل كتبه مرّة ثَانِيَة لشيخه ابْن أَسد وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ وَرُبمَا خطب بِبَعْض الْأَمَاكِن، وَأَظنهُ جلس مَعَ الشُّهُود وقتا ثمَّ ترك إِلَى أَن مَاتَ قبل التسعين ظنا. 992 - سُلَيْمَان بن خَلِيل بن سُلَيْمَان بن عُثْمَان بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم علم الدّين

الطرابلسي الْحَنَفِيّ الرَّامِي /. ولد بعد سنة خمس وَثَمَانمِائَة ولقيه البقاعي. 993 - سُلَيْمَان بن دَاوُد بن أبي بكر بن بهادر السنبلي /. مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ. (سقط) ولد سنة تسع وَثَمَانمِائَة بالمنزلة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده عِنْد الفقاعي وناصر الدّين بن سويدان ولازمه فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الحَدِيث على صاحبنا الزين عبد الرَّحْمَن بن الْفَقِيه مُوسَى وَكَانَ إِذا روى عَنهُ يستره فَيَقُول أَنا أَبُو مُحَمَّد أَنا ابْن حجر، ثمَّ لَقِي شَيخنَا بعد ذَلِك بقطنا وَهُوَ مُتَوَجّه لآمد فَأجَاز لَهُ، وَكَذَا قَرَأَ على الْفِرْيَانِيُّ المغربي وَحفظ فِيمَا بَلغنِي الْمِنْهَاج والملحة وَكَانَ يتسلط بذكائه على الْخَوْض فِي فنون بِحَيْثُ شَارك فِي الْفِقْه والعربية والفرائض والحساب وَالْعرُوض وَغَيرهَا وأوتي مَعَ الذكاء سرعَة الْحِفْظ فَكَانَ يحفظ من التَّارِيخ شَيْئا كثيرا وَقَرَأَ البُخَارِيّ للعامة فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة بِالْمَدْرَسَةِ المسلمية فَكَانَت تعرض عَلَيْهِ فِي الْخَتْم الجوائز فَلَا يقبلهَا فاشتهر بذلك وهابه أَرْبَاب المناصب وَلَا زَالَ يترقى فِي دمياط حَتَّى صَار لَهُ الصيت الْعَظِيم والشهرة الزَّائِدَة بِحَيْثُ كَانَت شفاعاته لَا ترد خُصُوصا عِنْد الجمالي ناطر الْخَاص فَمن دونه والجمالي هُوَ المنوه بِذكرِهِ عِنْد الظَّاهِر جقمق حَتَّى استدعى بِهِ إِلَى الْقَاهِرَة وتعزر فِي الْمَجِيء ثمَّ فِي الِاجْتِمَاع مَعَه وَلما اجْتمعَا أنعم عَلَيْهِ بدنيا فَامْتنعَ من قبُولهَا وَلم يسمح بقبولها مُرَتبا بالجوالي فَقيل لَهُ فَيكون باسم ولدك فأظهر التمنع ثمَّ أذعن، وَكَذَا ولي تدريس الناصرية

بدمياط ونظرها وأقرأ فِيهَا الْكتب الثَّلَاثَة وَلم يكن مَعَ هَذِه) الشُّهْرَة والوجاهة يُعَارض أحدا من المباشرين وَنَحْوهم إِلَّا فِيمَا لَا ضَرَر عَلَيْهِم فِيهِ ونقم عَلَيْهِ الخيرون ذَلِك، وَكَذَا نقم عَلَيْهِ عدم تقريبه لوالده وتحاشيه عَن إِظْهَاره إِذا قَصده للزيارة وَالنَّاس مُخْتَلفُونَ فِي شَأْنه وَالْأَكْثَرُونَ على مَا أثْبته وَقد هجاه البقاعي وَتَبعهُ فِي ذَلِك غَيره بِمَا لَا خير فِي إثْبَاته، ولقيته بدمياط وَمَا سمح بإخباري بمولده بل وشرعت فِي الْكَلَام مَعَه فِي بعض الْمسَائِل فَمَا خَاضَ فِيهَا وبادر لاحضار الْأكل فقرأنا الْفَاتِحَة وانصرفنا. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسبعين بدمياط وَدفن بضريح الشَّيْخ عُثْمَان الشرباصي فِي سوق الحصريين، وَقد جَازَ السِّتين رَحمَه الله وإيانا. 997 - سُلَيْمَان بن دَاوُد بدر الدّين الشوبكي ثمَّ القاهري وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد وَأَخُوهُ الزين عبد الرَّحْمَن وَيعرف بِابْن الكويز / ولي اسْتِيفَاء الدولة. وَمَات فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين وَأثْنى عَلَيْهِ شَيخنَا وانه كَانَت بَينه وَبَين أَخِيه منافسات. قلت بل كَاد نَفْيه كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته. وَرَأَيْت من سَمَّاهُ سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد. سُلَيْمَان بن دَاوُد الْحِجَازِي نزيل سعيد السُّعَدَاء. / مضى فِيمَن جده عبد الله. 998 - سُلَيْمَان بن دَاوُد الْهِنْدِيّ الْمكتب /. كتب على عبد الله بن حجاج وتصدى للتكتيب وَكَانَ يُقيم بالمؤيدية وبتربة الْمُقدم خشقدم وَمِمَّنْ كتب عَلَيْهِ الشّرف يحيى الدمسيسي وَقَالَ لي أَنه مَاتَ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. 999 - سُلَيْمَان بن أبي السُّعُود بن عمر المغربي ثمَّ الْمَكِّيّ / الْمُؤَذّن بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام. مِمَّن سمع على الشَّمْس الْبرمَاوِيّ نظم ثلاثيات البُخَارِيّ وَشَرحه وَولي نصف الْأَذَان بمأذنة بَاب الْعمرَة بل كَانَ يَنُوب عَن الريس فِي الْأَذَان على زَمْزَم وَالتَّكْبِير مَعَ معرفَة بالتوقيت. مَاتَ بِمَكَّة فِي المحمر سنة تسع وَخمسين. 1000 - سُلَيْمَان بن شُعَيْب بن خضر الْبُحَيْرِي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي. / ولد تَقْرِيبًا بعد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَقدم الْقَاهِرَة وَهُوَ كَبِير فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلا بِهِ بِرِوَايَة أبي عَمْرو بِتَمَامِهَا على حبيب العجمي وَلَيْسَ بالمشهور، وَكَذَا تَلا لِابْنِ كثير بِتَمَامِهَا ولغيرها مِمَّا لم يتم على شَيْخه النُّور السنهوري وَبِه انْتفع فِي الْفِقْه لمزيد ملازمته لَهُ فِيهِ بل أَخذ فِيهِ أَيْضا عَن العلمي والنور الْوراق وَكَذَا أَخذ غير الْفِقْه عَن السنهوري بل أَخذ أصُول الدّين والمنطق عَن التقي الحصني، والمنطق أَيْضا مَعَ الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان عَن الْجمال عبد الله الكوراني) وأصول الْفِقْه عَن الْعَلَاء الحصني وَشرح نظم النخبة عَن مُؤَلفه

التقي الشمني وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْجلَال بن الملقن والشهاب الْحِجَازِي وَأم هانىء الهورينية وَغَيرهم أَشْيَاء، وبرع فِي الْفِقْه وتصدر لافادته بالأزهر وَغَيره وَحج وناب عَن السراج بن حريز ثمَّ عَن بنيه فِي تدريس الْمَالِكِيَّة بِجَامِع طولون وَكَذَا عَن ابْن شَيْخه السنهوري بالبرقوقية، وَحفظ الرسَالَة فِي الْفِقْه وألفية النَّحْو كل ذَلِك مَعَ سُكُون وتواضع وديانة وتقلل وتقنع وَهُوَ أحد المنزلين بتربة الْأَشْرَف قايتباي 1001 -. سُلَيْمَان بن صَالح بن عَليّ بن حسن بن عَليّ العجيسي البجائي الْمَالِكِي الْفَقِيه نزيل رِبَاط الْمُوفق بِمَكَّة / وَأحد الْفُضَلَاء. مِمَّن أَخذ عَن مُحَمَّد المشدالي. مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانِينَ. 1002 - سُلَيْمَان بن عبد الله بن يُوسُف علم الدّين وَقيل شرف الدّين البيري ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي نزيل مصر /. ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي لَيْلَة الْخَمِيس مستهل ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة بالبيرة واشتغل بهَا ولازم أَبَا عبد الله بن جَابر وَأَبا جَعْفَر الغرناطي. وَسمع عَلَيْهِمَا الشفا، وَمن أَولهمَا أَشْيَاء مِنْهَا بديعيته وَمن ثَانِيهمَا شرحها لَهُ وَشرح الطائية وَقدم الْقَاهِرَة فقطنها بعد سنة ثَمَانمِائَة وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال، وَكَانَ أَخُوهُ الْعَلَاء مقدما عِنْد يلبغا الناصري المتغلب على الديار المصرية وَتقدم هُوَ عِنْد الْجمال الاستادار فرافقه فِي خدمَة الْأُمَرَاء ثمَّ السُّلْطَان، ثمَّ فر لما قبض عَلَيْهِ إِلَى الْيمن فَأَقَامَ بهَا من سنة اثْنَتَيْ عشرَة إِلَى سنة سبع وَعشْرين وَقَالَ النفيس الْعلوِي إِنَّه قدم عَلَيْهِم تعز فِي شعْبَان سنة أَربع عشرَة وَقبلهَا فِي صفر من الَّتِي قبلهَا وَحج فِي أثْنَاء ذَلِك، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فقطنها بالبيبرسية إِلَى أَن مَاتَ فِي الطَّاعُون الأول يَوْم الْأَحَد عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ حسن الْبشر كثير الاقبال على الْعِبَادَة محبا فِي أَصْحَابه، حسن الْخط لَازم النّسخ رَحمَه الله. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لنا من تعز، وَذكره المقريزي فِي عقوده. 1003 - سُلَيْمَان بن عبد النَّاصِر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الصَّدْر الابشيطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالابشيطي. / ولد قبل الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَقيل سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَبِه جزم شَيخنَا فِي مُعْجَمه مَعَ قوه أَنه جَازَ الثَّمَانِينَ، واشتغل قَدِيما وَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْفِقْه، وتلا بالسبع على الْجمال أبي عبد الله مُحَمَّد بن السراج الْبكْرِيّ الدندري ثمَّ القوصي قاضيها الشَّافِعِي كَمَا نبه) عَلَيْهِ ابْن الملقن فِي تَرْجَمَة الْجمال الْمَذْكُور، وَكَذَا أَخذ عَن الْمجد إِسْمَاعِيل بن يُوسُف الكفتي وَسمع على الصَّدْر الْمَيْدُومِيُّ وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ القلانسي ومظفر بن النّحاس والقطرواني وَابْن الأكرم فِي آخَرين. وَكتب الْخطب الْحسن وبرع فِي الْفِقْه وَغَيره وَجمع ودرس وَأفَاد وَأفْتى وخطب، وَكَانَ أحد

صوفية الشيخونية وطلبة الْمدرسَة الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ، وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا من ضواحيها كسرياقوس، وَكَانَ الصَّدْر الْمَنَاوِيّ يعظمه لكَونه فِيمَا قيل قَرَأَ عَلَيْهِ وَبَلغنِي أَنه جلس بِمَجْلِس ميدان الْقَمْح وقتا وَأَنه توجه قَاضِيا مَعَ الْمحمل مرَارًا وَشرح ألفية ابْن مَالك وَحكى لي بعض الآخذين عَنهُ أَنه هم بالاشتغال بالْمَنْطق لِكَثْرَة مُعَارضَة من يبْحَث مَعَه فِيهِ وَقصد استشارة بعض الصَّالِحين فِي ذَلِك فَأخذ الشمسية فِي كمه وَتوجه للشَّيْخ شُعَيْب الحريفيش وَكَانَ باليانسية فبمجرد أَن رَآهُ قَالَ من الله علينا بكتابه الْعَزِيز وبالفقه والنحو وَالْأُصُول وَغير ذَلِك فَمَا لنا وللمنطق وكررها فَرجع عَمَّا كَانَ هم بِهِ وعد ذَلِك فِي كراماتهما، وَكَذَا مِمَّا عد فِي كَرَامَة الصَّدْر أَنه كَانَ يَجِيء لحضور الشيخونية فَينزل عَن بغلته وَلَيْسَ مَعَه من يمْسِكهَا لَهُ فَتوجه إِلَى الرميلة فتقمقم مِمَّا ترَاهُ هُنَاكَ ثمَّ ترجع عِنْد فرَاغ الْحُضُور سَوَاء وَقد أَخذ عَنهُ غير وَاحِد من الْأَئِمَّة كشيخنا، وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهِ شَيْئا من الْعلم فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَبعد ذَلِك قَرَأَ عَلَيْهِ وَسمع من لَفظه أَشْيَاء وَالْجمال الزيتوني والزين رضوَان والتاج عبد الْوَاحِد السرياقوسي، وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّاج الْمَيْمُونِيّ الشاطبية، وجود عَلَيْهِ الْقُرْآن الْجمال القمصي، ونبأ بِكَثِير من أَحْوَاله بل أنشدنا أَنه أنْشدهُ قَوْله لما أُعِيد الْجلَال البُلْقِينِيّ إِلَى الْقَضَاء فِي أَيَّام النَّاصِر: (لله حمد مدى الْأَزْمَان مَوْجُود ... عَاد الإِمَام لنا وَالْعود مَحْمُود) (جلال دين الْهدى لَا زَالَ فِي دعة ... لَهُ من الله إقبال وتأييد) اخْتَارَهُ الْملك السُّلْطَان ناصرنا (يَرْجُو سُلَيْمَان الابشيطي ناظمها ... أَن لَا يكون محبا وَهُوَ مطرود) وَكَذَا أَنْشدني الصَّدْر مَحْمُود الشيشيني لَهُ قصيدة فِي مَرْزُوق الْفِيل لما سَقَطت بِهِ القنطرة ذكرتها فِي تَرْجَمته بل أوردت لصَاحب التَّرْجَمَة خطْبَة فِي إِجَازَته بعض من قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَرَبيَّة فِي تاريخي الْكَبِير وأشرت لذَلِك فِي تَرْجَمَة الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرُّومِي من معجمي، وَقد عجز بِأخرَة وانهرم وَتغَير قَلِيلا، سِيمَا وَقد سقط قبل مَوته فَانْكَسَرت رجله بِحَيْثُ) صَار لَا يمشي إِلَّا على عكاز مَعَ استحضاره جيدا، وَمَات فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ وَأوصى أَن يحمل نعشه إِلَى قبَّة الإِمَام الشَّافِعِي فَفعل بِهِ ذَلِك، وَوضع عِنْد رَأس الإِمَام ثمَّ توجهوا بِهِ إِلَى مَحل دَفنه فِي تِلْكَ الْجِهَة وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه، وَقَالَ إِنَّه كَانَ ماهرا فِي أصُول الْفِقْه والعربية وَالْفِقْه والآداب والخط وحصلت لَهُ غَفلَة

استحكمت فِي أَوَاخِر عمره، وَتغَير قبل مَوته قَلِيلا، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه كتب الْخط الْجيد مَعَ اتقان الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَالْأَدب توجل لخطبته الْقُلُوب ويوصف لِكَثْرَة صفاء بَاطِنه بالغفلة. 1004 - سُلَيْمَان بن عَليّ بن أَحْمد القَاضِي نَفِيس الدّين أَبُو الرّبيع الْقرشِي اليمني وَيعرف بالجنيد أَو ابْن الْجُنَيْد /. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه سمع على ابْن شَدَّاد وَغَيره، وَولي قَضَاء عدن مُدَّة رَأَيْته بهَا، وَبهَا مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين، وَكَذَا أرخه التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه لَكِن بزبيد. 1005 - سُلَيْمَان بن عَليّ بن أبي بكر علم الدّين الصَّفَدِي ثمَّ الْمَقْدِسِي / رَئِيس المؤذنين بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَحفظ الْقُرْآن وتلاه بالقراءات على الشَّيْخ مُحَمَّد بن الخليلي وتعانى الْمَدْح فِي المواعيد من صغره وهلم جرا، وَحج وَكَانَ إنْسَانا حسنا لَقيته بِبَيْت الْمُقَدّس وَذكر لنا التقي أَبُو بكر القلقشندي أَنه سمع عَن أبي الْخَيْر بن العلائي فِي ختم الصَّحِيح فَقَرَأت عَلَيْهِ جُزْءا، وَمَات قريب السِّتين. 1006 - سُلَيْمَان بن عَليّ بن أبي زُرَيْع الْحَضْرَمِيّ نزيل مَكَّة. / مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين. 1007 - سُلَيْمَان بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن وهبان الْمدنِي. قَرَأَ الْمُوَطَّأ على التَّاج عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن صلح فِي سنة خمسين، وَقبل ذَلِك الشفا على الشهَاب أَحْمد ابْن مُحَمَّد الصبيبي فِي رَمَضَان سنة سبع وَأَرْبَعين. 1008 - سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله الْيَمَانِيّ. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. سُلَيْمَان بن عَليّ نَفِيس الدّين الْيَمَانِيّ بن الْجُنَيْد /. مضى قَرِيبا فِيمَن جده أَحْمد. 1009 - سُلَيْمَان بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ علم الدّين أَو فَخر الدّين بن الخواجا السراج الْمصْرِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الخروبي وَأمه بحار ابْنة نَاصِر الدّين بن مُسلم. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَانمِائَة أَو قبلهَا بِمصْر، وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ بعض الْقُرْآن وَأَجَازَ لَهُ الْمجد اللّغَوِيّ والشرف بن الْمقري وَعبد الرَّحْمَن بن حيدر وَغَيرهم، وعاش فِي ترف كثير ثمَّ نزل) بِهِ الْحَال، وَصَارَ يرتزق بِبَعْض المتجر، وسافر بِسَبَبِهِ إِلَى الصَّعِيد ثمَّ انهبط وتجمدت عَلَيْهِ دُيُون رُبمَا سجن بِبَعْضِهَا أجَاز لنا وَمَات فِي شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ. وَسَيَأْتِي ذكر إخْوَته الْأَرْبَعَة فِي المحمدين إِن شَاءَ الله. 1010 - سُلَيْمَان بن عمر بن مُحَمَّد علم الدّين الحوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل

سعيد السُّعَدَاء. / لَازم شَيخنَا ابْن خضر وَغَيره حَتَّى برع وشارك فِي الْفَضَائِل، وَكَانَ من أماثل الملازمين لدرس قَاسم بن البُلْقِينِيّ مَعَ ظرف ونكت وأظن أَنه كَانَ ينظم الشّعْر، وَسمع على شَيخنَا وَجَمَاعَة. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة خمس وَخمسين، وَدفن بحوش الصُّوفِيَّة سامحه الله. 1011 - سُلَيْمَان بن عِيسَى بن يُوسُف بن عمر بن عبد الْعَزِيز الهواري البنداري / أحد أُمَرَاء عرب هوارة. اسْتَقر فِي الامرة بعد عزل ابْن عَمه يُونُس بن إِسْمَاعِيل ثمَّ صرف بأَخيه أَحْمد، وَمَات بالبرج فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. 1012 - سُلَيْمَان بن غَازِي بن مُحَمَّد بن أبي بكر شادي وَقيل ابْن عبد الله بن تورانشاه بن أَيُّوب بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب بن شادي الْعَادِل فَخر الدّين أَبُو المفاخر بن الْمُجَاهِد شهَاب الدّين بن الْكَامِل مجير الدّين بن الموحد سيف الدّين ابْن الْمُعظم بن الصَّالح بن الْكَامِل أبي الْمَعَالِي بن الْعَادِل الأيوبي /. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه أقعد مُلُوك أهل الأَرْض فِي مملكة حصن كيفا إِلَّا صَاحب صعدة الإِمَام الزيدي فَإِنَّهُ أقعد فِي المملكة مِنْهُ. ملك الْحصن بعد أَبِيه فدام نَحْو خمسين سنة وشكرت سيرته وَحسنت أَيَّامه وَله فَضَائِل وَمَكَارِم وأدب وَشعر واعتناء بالكتب والآداب. مَاتَ فِي سنة سبع وَعشْرين وَاسْتقر بعده فِي مملكة الْحصن وَلَده الْأَشْرَف أَحْمد الْمَاضِي وَمن شعره (أريعان الشَّبَاب عَلَيْك مني ... سَلام كلما هَب النسيم) (سروري مَعَ زَمَانك الغوادي ... وَعِنْدِي بعده وجد مُقيم) (فَلَا بَرحت لياليك الغوادي ... وَبدر التم لي فِيهَا نديم) (يغازلني بغنج والمحيا ... يضيء وثغره در نظيم) (وَقد سل لدن ان تثنى ... وريقته بهَا يشفى السقيم) (إِذا مزجت رحيق مَعَ رضاب ... وَنحن بلَيْل طرته نهيم) (ونصبح فِي ألذ الْعَيْش حَتَّى ... تَقول وشاتنا هَذَا النَّعيم) ) (ونرفع فِي رياض الْحسن طورا ... وطورا للتعانق نستديم) وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي أطول من هَذَا. 1013 - سُلَيْمَان بن عَزِيز بن هيازع بن هبة الْحُسَيْنِي / أَمِير الْمَدِينَة. وَليهَا بعد أميان بن مَانع الْمصرف فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فدام إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَكَانَ نَائِبه حيدرة بن دوغان بن هبة. وَسَيَأْتِي لَهُ ذكر فِي ميان بن مَانع وَأبي الْفضل مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن المراغي.

1014 - سُلَيْمَان بن فَرح بن سُلَيْمَان علم الدّين أَبُو الرّبيع بن نجم الدّين أبي المنجا الحجيني الْحَنْبَلِيّ /. ولد سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، واشتغل على ابْن الطَّحَّان وَغَيره وارتحل إِلَى مصر فَأخذ عَن ابْن الملقن وَغَيره، ثمَّ عَاد بعد فتْنَة اللنك فناب فِي الْقَضَاء وشارك فِي الْفِقْه وَغَيره، وشغل بالجامع ودرس بمدرسة أبي عمر وَكَانَ قصير الْعِبَادَة متساهلا فِي أَحْكَامه. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. 1015 - سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد أَمِير الْمُؤمنِينَ المستكفي بِاللَّه أبي الرّبيع بن المتَوَكل على الله أبي عبد الله بن المعتصم بِاللَّه بن المستكفي بِاللَّه أبي الرّبيع بن الْحَاكِم بِأَمْر الله أبي الْعَبَّاس العباسي الْهَاشِمِي /. اسْتَقر فِي الْخلَافَة بِعَهْد من شقيقه المعتضد بِاللَّه أبي الْفَتْح دَاوُد فِي ربيع الآخر سنة خمس وَأَرْبَعين. وَمَات هُوَ فِي عشر السِّتين بعد أَن تمرض أَيَّامًا فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي الْمحرم سنة خمس وَخمسين، وَرَأَيْت من قَالَ يَوْم الْجُمُعَة سلخ ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل بمصلى المؤمني شهده السُّلْطَان بل وَعَاد أَمَام الْجِنَازَة مَاشِيا إِلَى المشهد النفيسي حَيْثُ دفن وَرُبمَا تولى حمله أَحْيَانًا وَكَانَ حسن السِّيرَة دينا خيرا عفيفا متواضعا تَامّ الْعقل كثير الصمت والتعبد وَالصَّلَاة والتلاوة منعزلا عَن النَّاس، قَالَ فِيهِ أَخُوهُ المعتضد لم أر عَلَيْهِ مُنْذُ نَشأ كَبِيرَة، وَكَانَ الظَّاهِر يَعْتَقِدهُ وَيعرف لَهُ حَقه وَآله خير آل دينا وَعبادَة وَخيرا وَكَانَ الْكَمَال الأسيوطي يؤم بِهِ وَاسْتقر بعده أَخُوهُ حَمْزَة رَحمَه الله وإيانا. 1016 - سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ /، ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة وَمَات بزبيد فِي حُدُود سنة ثَمَان عشرَة. ذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ فِي وَالِده. (سقط) ولد سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة واشتغل فِي فنون وتميز وَأخذ عَنهُ ابْن أَخِيه

الْمشَار إِلَيْهِ كَمَا أسلفته فِيهِ وَأَنه عاونه فِي كِتَابَة قِطْعَة من شرحي للالفية حِين أَخذه عني فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَاجْتمعَ بِي غير مرّة. 1021 - سُلَيْمَان بن ندى بن عَليّ بن أبي الْوَحْش بن فريج الْأَمِير علم الدّين بن زين الدّين بن نور الدّين القصري ثمَّ الْأَنْبَارِي أَخُو غيث / الْآتِي ويعرفون بِابْن نصير الدّين وَهُوَ لقب فريج. ولد بعد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا فِي بلد الْقصير وَقَرَأَ نصف الْقُرْآن وَتعلم الْخط، وَحج سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وعني بالنظم ولقيه ابْن فَهد والبقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بأبيار وَوصف بالشكالة الْحَسَنَة والذات اللطيفة وَالْكَرم والشجاعة والشهامة وَالْعقل والتؤدة والصدق والتواضع وأنشدا من نظمه: (أَنا فِي الوغى لَيْث العريكة وَالِدي ... يَوْم النزال مجدل الاقران) فِي أَبْيَات، وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين 1022 -. سُلَيْمَان بن هبة بن جماز بن مَنْصُور الْحُسَيْنِي / أَمِير الْمَدِينَة. وَليهَا مرّة ثمَّ عزل وَقبض عَلَيْهِ الْمُؤَيد شيخ وسجنه حَتَّى مَاتَ فِي سجنه بِالْقَاهِرَةِ فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة سبع عشرَة وَهُوَ فِي عشر الْأَرْبَعين. 1023 - سُلَيْمَان بن يحيى الْمَكِّيّ وَيعرف بالطوير. / سمع من الْعِزّ بن جمَاعَة وَالْفَخْر النويري فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وخدم غير وَاحِد من أُمَرَاء مَكَّة وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ بحمضة قرب حلي من الْبَحْر المالح وَهُوَ مُتَوَجّه من الْيمن إِلَى مَكَّة وَقد بلغ السِّتين أَو جازها. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.)

(سقط) مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه، وَسَماهُ غَيره سليم. 1027 - سليم ككبير بن عبد الرَّحْمَن بن سليم الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الجناني بِكَسْر الْجِيم ونونين مخففا / نِسْبَة لقرية من الشرقية القاهري الْأَزْهَرِي لاقامته بِهِ أَقَامَ فِيهِ ملازما لِلْعِبَادَةِ وَقِرَاءَة الْقُرْآن إِلَى أَن ظهر أمره وَصَارَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد وَقصد للزيارة وتأهل رزق الْأَوْلَاد، وَكَانَ لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم بل يكلم أَرْبَاب الدولة بِمَا فِيهِ الخشونة وبصوته العالي، مَعَ بله وسلامة بَاطِن، وَإِذا سمع بمنكر من خمر أَو غَيره جمع فقراءه وَتوجه إِلَيْهِ بِالسِّلَاحِ والمطارق فَإِن عورض قابلهم بِمن مَعَه فَمرَّة ينتصر وَمرَّة لَا يتَمَكَّن وَكَانَ الْأَشْرَف يجلسه بجانبه ويصغي لكَلَامه، وَرُبمَا يَقُول لَهُ الشَّيْخ لَا تكذب عَليّ فيضحك الْأَشْرَف وَيَقُول لَهُ مَا أكذب عَلَيْك، وَقَالَ مرّة وَقت اجْتِمَاع النَّاس لصَلَاة الْجُمُعَة وَقد خرج من رواق الريافة إِلَى صحن الْجَامِع وَبِيَدِهِ عصاة وَهُوَ يضْرب بهَا على الأَرْض الصَّلَاة على ابْن النَّصْرَانِيَّة وَكرر ذَلِك وعني بِهِ سعد الدّين إِبْرَاهِيم بن كَاتب جكم فَلم يقم الْمشَار إِلَيْهِ إِلَّا أَيَّامًا يسيرَة ثمَّ مرض وَلزِمَ الْفراش حَتَّى مَاتَ، وجاءه شخص فاستغفله حَتَّى كتب خطه بِالشَّهَادَةِ لَهُ فِي مَكْتُوب ثمَّ اطلع على تزويره فبادر إِلَى بعض الْقُضَاة وَقَالَ لَهُ أَنا شهِدت بالزور فعزرني فَقَالَ لي يَكْفِي رجوعك وَلَا تَعْزِير) يَعْنِي إِن لم تكن مُتَعَمدا فَتوجه إِلَى غَيره فَقَالَ لَهُ أَيْضا كَذَلِك فَصَارَ يستغيث مُنْكرا على من لم يعزره ثمَّ قَالَ أَنا أعزر نَفسِي وَأخذ عدَّة نعال وعلقها فِي عُنُقه وَطَاف الْأَسْوَاق وَهُوَ كَذَلِك وَأمر جمَاعَة من أَتْبَاعه ينادون عَلَيْهِ هَذَا جَزَاء من يشْهد بالزور إِلَى أَن تَعب هُوَ وهم. وَقد رَأَيْت خطه بِالشَّهَادَةِ على الشَّيْخ عبد الدَّائِم فِي إجَازَة أبي عبد الْقَادِر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ، وأحواله شهيرة، ويحكي أَن شخصا من الْفُضَلَاء ضربه أَو هم بضربه حَيْثُ أَشَارَ إِلَيْهِ بعصا فَلم يرْتَفع رَأسه بعد ذَلِك، وَقد دخل الشَّام وسلك طَرِيقه فأراق من خمارة مَا فِيهَا وَعظم الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن عمر بن عُثْمَان بن قرا كَمَا أسلفته فِي تَرْجَمته، وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: أحد من كَانَ يعْتَقد بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ شهما، حج مَرَّات وأرخ فِي الْحَوَادِث من أخباره وَلم يزل على طَرِيقَته إِلَى أَن مَاتَ بعد تمرضه مُدَّة يسيرَة فِي سنة أَرْبَعِينَ وَدفن بالصحراء خلف جَامع طشتمر الساقي الْمَعْرُوف بحمص أَخْضَر وَهُوَ ابْن أَربع وَسِتِّينَ وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وقبره هُنَاكَ مَعْرُوف يقْصد بالزيارة. وَله ذكر فِي صَاحبه مهنى بن عَليّ. 1028 - سليم بن عبد الله الصَّالِحِي الضَّرِير. / اشْتغل بالفقه وَمهر فِيهِ. مَاتَ بِدِمَشْق

سنة خمس عشرَة. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه 1029 -. سليم ولي الله غير ابْن عبد الرَّحْمَن / الْمَاضِي قَرِيبا. لَهُ ذكر فِي إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم الفاقوسي. 1030 - سمام الحسني الظَّاهِرِيّ برقوق /. صَار خاصكيا فِي أَيَّام ابْن أستاذه النَّاصِر ثمَّ انحط درها إِلَى أَن عَاد لَهَا فِي أَيَّام الظَّاهِر ططر ثمَّ أمره بِالظَّاهِرِ جقمق فِي أَوَائِل أَيَّامه عشرَة، وَحج بالركب الأول غير مرّة ثمَّ جعله الْأَشْرَف من رُؤْس النوب ثمَّ حاجبا ثَانِيًا عوض نوكار فَمَاتَ قبل تَمام الشَّهْر فِي ربيع الآخر سنة سبع وَخمسين وَقد ناف على السّبْعين تَقْرِيبًا. 1031 - سِنَان بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ /. كَانَ أحد القواد المعروفين بِالْعُمْرَةِ حضر الْحَرْب الَّذِي كَانَ بَين أَمِيري مَكَّة السَّيِّد بن حسن بن عجلَان وَابْن أَخِيه رميثة بن مُحَمَّد فِي شَوَّال سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة وأصابه جرح فِي ذَلِك الْيَوْم من بعض الْأَشْرَاف تعلل بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة مِنْهَا بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة ذكره الفاسي فِي مَكَّة. 1032 - سِنَان بن عَليّ بن جسار الْعمريّ الْقَائِد /. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. 1033 - سِنَان بن عَليّ بن سِنَان بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْقَائِد. / مَاتَ بالغد فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها. أرخه ابْن فَهد أَيْضا. 1034 - سِنَان الأرزنجاني نزيل دمشق ثمَّ الْقَاهِرَة /. قدمهَا فَنزل بزاوية نصر الله من خَان الخليلي وأقرأ بهَا فِي الْمُتَوَسّط وَغَيره، اسْتَقر بِهِ الدوادار شيخ تربته بالصحراء وسكنها وأقرأ الطّلبَة بهَا حَتَّى مَاتَ فِي منتصف الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ مِمَّن أنكر على البقاعي فِي كائنة تكلم مَعَه فِيهَا وخاشنه رحمهمَا الله. سِنَان آخر اسْمه يُوسُف بن أَحْمد الرُّومِي /. سنبل فَتى السُّلْطَان مَحْمُود بن بغيث خَان بن عَليّ شير الْهِنْدِيّ. 1035 - سنبل الأشرفي الطواشي وَيُقَال لَهُ سنبل الصَّغِير / للتمييز عَن آخر أكبر مِنْهُ. كَانَ خازندار أستاذه وَمن المبجلين المقربين مِمَّن حج فِي خدمَة خوند ثمَّ غضب عَلَيْهِ لبَعض الْأَسْبَاب وَسلمهُ لشيخ عرب هوارة وسندت بِالْهِنْدِ وسواكن وَغَيرهمَا كعدن وهرموز بعد. سنبل الأشرفي / آخر أكبر مِنْهُ بِالَّذِي قبله. 1037 - سَنَد بن ملاعب الجدي /. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. 1038 - سنطباي قرا الظَّاهِرِيّ جقمق. / صَار رَأس نوبَة الجمدارية فِي أَيَّامه ثمَّ أخرج بعده إِلَى الْبِلَاد الشامية وَقدم مِنْهَا فِي الْأَيَّام المؤيدية مختفيا فَلَمَّا علم الْمُؤَيد بِهِ أَعَادَهُ

إِلَيْهَا فَلم تطل مدَّته ثمَّ كَانَ مِمَّن قدم وتأمر عشرَة وَصَارَ من رُءُوس النوب إِلَى أَن مَاتَ قَتِيلا بيد عرب الطَّاعَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ. 1039 - سنقر بن وبير بن نخبار الْحُسَيْنِي / أَمِير الينبوع. وَليهَا فِي سنة خمس وَخمسين بعد أَخِيه هلمان وشكرت سيرته. وَرَأَيْت من أرخه سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فيحرر مَعَ التَّارِيخ الْمَذْكُور 1040 -. سنقر الجمالي نَاظر الْخَاص يُوسُف بن كَاتب جكم الزين أَبُو السعادات /. ترقى حَتَّى عمل الشادية على عمائر السُّلْطَان بِمَكَّة وَالْمَدينَة بل وأضيفت لَهُ الْحِسْبَة بِمَكَّة وَغَيرهَا ودام مُدَّة مَعَ عقل وأدب وتودد ومداراة بِحَيْثُ أَكثر من التَّرَدُّد إِلَيّ بِمَكَّة وَغَيرهَا. وَسمع مني المسلسل وَحَدِيث زُهَيْر العشاري ووصفته فِي ثَبت وَلَده مُحَمَّد بالأميري الكبيري المشيري الفاضلي الكاملي الأوحدي الأمجدي حبيب الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ ونسيب الأجلاء المعتمدين الْفَائِق بتدبره وتعقله والرائق بتودده وتوسله من ندب فِي الْأَيَّام الأشرفية لخدمة الْحَرَمَيْنِ وانتصب لما تقربه الْعين. انْتهى وَسمعت من يَقُول من أَعْيَان مَكَّة أَنه لم يقم عندنَا تركي مثله وَلَكِن ينْسب لتقصير فِي الْحِسْبَة وَالْكَلَام طَوِيل وَالْحق يقبل وَأَخُوهُ أعرف بالأمور وأسمح بِمَا تَنْشَرِح بِهِ الصُّدُور وعَلى كل حَال فيعز وجود مثله فِي احْتِمَاله وعقله، وَقد بسطت تَرْجَمته فِي تَارِيخ الْمَدِينَة بَارك الله فِي أَيَّامه. 1041 - سنقر الناصري فرج بن برقوق الْغَزِّي /، صَار خاصكيا بعد الْمُؤَيد ثمَّ أَمِير خَمْسَة فِي الْأَيَّام الأشرفية ثمَّ عشرَة ثمَّ نقل لنيابة حمص فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ إِلَى أَن انْضَمَّ مَعَ اينال الجكمي نَائِب الشَّام حَيْثُ عصى فِي أول الدولة الظَّاهِرِيَّة جقمق ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَحبس مُدَّة ثمَّ أطلق وَولي بعض القلاع الشامية، إِلَى أَن مَاتَ هُنَاكَ فِي حُدُود سنة خمس وَأَرْبَعين وَقيل إِنَّه كَانَ مهملا جَاهِلا. 1042 - سنقر / أحد الْحجاب بِدِمَشْق وأمير طبلخاناه وَكَانَ قبل نَائِبا بحمص. مَاتَ بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. 1043 - سنقر عبد من عبيد إِمَام الزيدية بِصَنْعَاء /. لَهُ ذكر فِي عَليّ بن صَلَاح. 1044 - سنقر أَمِير جاندار وأمير علم. مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. 1045 - سهل بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْيُسْر سهل بن أبي الْقسم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سهل بن مُحَمَّد بن سهل بن مَالك بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن الأندلسي الغرناطي الْأَزْدِيّ الأديب. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: الأديب الْعَلامَة قدم علينا حَاجا سنة أَربع عشرَة فحج

وَدخل الشَّام ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وَحج ثَانِيًا سنة ثَمَان عشرَة وَرجع فجالسني فِي إملاء شرح البُخَارِيّ وَبحث فِي مَوَاضِع لَطِيفَة ثمَّ أَرَادَ السّفر إِلَى الشَّام فعرضت عَلَيْهِ شَيْئا من الزوادة فَامْتنعَ تعففا، وَبَلغنِي سَلَامه وَهُوَ بِدِمَشْق ثمَّ دخل حلب وَكَانَ قدومه لَهَا كَمَا قرأته بِخَط الشَّيْخ برهَان الدّين الْمُحدث سنة عشْرين وَتوجه مِنْهَا قَاصِدا حصن كيفا ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب بعد أَن دخل عنتاب فَأَقَامَ بحلب أَيَّامًا ثمَّ نزح عَنْهَا وَانْقطع خَبره انْتهى. وَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَلما سَافر من مصر ترك عِنْد الْجلَال البُلْقِينِيّ رزمه ورق بِخَطِّهِ فِيهَا تعاليق وفوائد فاستمرت عِنْدهم، ووقفت على شَيْء مِنْهَا وَمن جُمْلَتهَا سُؤال أوردهُ على الشَّمْس الْهَرَوِيّ بَيت الْمُقَدّس فَأَجَابَهُ) بِجَوَاب جازف فِيهِ على عدته وَأخذ الشَّيْخ أَبُو الْحسن يفنده وينبه على فَسَاد مَوَاضِع فِيهِ، وَذكر الْبُرْهَان أَيْضا أَنه أنشدهم لكل من شيخيه أبي الْحسن عَليّ بن الْأَزْرَق الغرناطي وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن جزي وَذكر أبياتا ولغيرهما قَوْله: (منغص الْعَيْش لَا يأوي إِلَى دعة ... من كَانَ ذَا بلد أَو كَانَ ذَا ولد) (والساكن النَّفس من لم ترض همته ... سُكْنى مَكَان وَلم يركن إِلَى أحد) وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي 1046 -. سوار بن سُلَيْمَان بن نَاصِر الدّين يَك بن دلغادر التركماني وَيُسمى فِيمَا قيل مُحَمَّد وَيُقَال لَهُ شاه سوار / نَائِب الابلستين ومرعش. خرج عَن الطَّاعَة وَمَشى على بعض الْبِلَاد الحلبية محتجا بِأَنَّهُ لِآبَائِهِ وأجداده فقرر الظَّاهِر خشقدم فِي سنة إِحْدَى وَسبعين عوضه أَخَاهُ شاه بضع على عَادَته قبل فاستعان فِي استرجاعها مِنْهُ بتملك الرّوم ابْن عُثْمَان وَخرج إِلَيْهِ نواب الشَّام وحلب وَغَيرهمَا فكسرهم بمباطنة نَائِب الشَّام بردبك البجمقدار مَعَه ثمَّ جهز لَهُ الْأَشْرَف قايتباي تجريدة هائلة فَانْكَسَرت وفني من الْأُمَرَاء المصريين وَنَحْوهم من لَا يُحْصى كَثْرَة سوى من أسر فأردفها بِأُخْرَى فخذلت أَيْضا ثمَّ بثالثة كَانَ باشها الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي حَسْبَمَا شرح ذَلِك كُله فِي الْحَوَادِث فَعلم حِينَئِذٍ من نَفسه الْعَجز عَن المقاومة مَعَ مَا دبره الباش من الاحتيال حَتَّى نزل إِلَيْهِ بعد أَن ظهر لصَاحب التَّرْجَمَة تخلف غير وَاحِد من أَعْيَان الْعَسْكَر الْأَمْن فَلَمَّا نزل أكْرمه الباش وكف النَّاس عَنهُ لَا سِيمَا الغوغاء وشبههم واستصحبه مَعَه إِلَى الديار المصرية، فسر السُّلْطَان فَمن دونه بإحضاره لِكَثْرَة مَا تلف بِسَبَبِهِ من الْعدَد وَالْعدَد وَالْأَمْوَال الَّتِي تفوق الْوَصْف مَعَ صغر سنه وَكَونه من جنس التركمان وَقرب عَهده برياسة وإمرة وَبَالغ فِي توبيخه عَن مقالاته الَّتِي كَانَت تحكي

ذكر من اسمه سودون وكلهم جركسيون

عَنهُ وَبِمَا صدر مِنْهُ فِي حق العساكر ثمَّ أَمر الْوَالِي سرا بإتلافه فتسلمه وأركبه وَهُوَ مطوق بحديد بِهِ قَصَبَة فِي رَأسهَا جرس كَبِير من نُحَاس على هجين، كل ذَلِك بِقصد الازراء بِهِ إِلَى أَن جِيءَ بِهِ لباب زويلة فعلق بِكَلَالِيب شكت فِي كتفه فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْمه، وَذَلِكَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وَسبعين قبل الْغُرُوب بِدُونِ سَاعَة فَأنْزل وَغسل وكفن وَصلى عَلَيْهِ بِبَاب المحروق ثمَّ دفن بِجَانِب تربة يشبك جن بِالْقربِ من تربة الظَّاهِر خشقدم وَهُوَ ابْن بضع وَأَرْبَعين، وَكَانَ فِيمَا قيل يكثر التِّلَاوَة من الْمُصحف بطول الطَّرِيق ويصوم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس مَعَ فهم فِي الْجُمْلَة) ومشاركة فِي بعض الْمنطق ومعاناة النّظر فِي النُّجُوم قد نبذه الشيب بِبَعْض شَعرَات فِي لحيته من الْجَانِبَيْنِ بعمامة مُدَوَّرَة وفوقاني مَفْتُوح مزنر بقصب بمقلب لطيف على جاري عَادَة تَفْصِيل التركماني، وَوَجهه حسن أَبيض اللَّوْن ظَاهر الْحُرْمَة مستدير اللِّحْيَة بِشعر أسود جميل الْهَيْئَة مُحْتَرم الشكل وتألم غير وَاحِد من المقدمين لاتلافه وَالله يحسن الْعَاقِبَة. (ذكر من اسْمه سودون وَكلهمْ جركسيون) 1047 - سودون من زَاده الظَّاهِرِيّ برقوق، / وَكَانَ من أَعْيَان خاصكيته ثمَّ تَأمر عشرَة لِابْنِهِ النَّاصِر ثمَّ أعطَاهُ اقطاعا لامرة سِتِّينَ فَارِسًا وَاسْتقر بِهِ خازندارا ثمَّ استعفى مِنْهَا خَاصَّة وَعَاد رَأس نوبَة كَمَا كَانَ ثمَّ كَانَ مَعَ جكم ونوروز فِي عصيانهما فَقبض عَلَيْهِ مَعَهُمَا وسجن باسكندرية فِي رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانمِائَة ثمَّ أفرج عَنهُ وَصَارَ مقدما بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ولاه النَّاصِر فِي سلطنته الثَّانِيَة غَزَّة ثمَّ قبض عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة عشر وحبسه باسكندرية وَلم يلبث أَن قتل وَهُوَ صَاحب الْمدرسَة الهائلة فِي سويقة الْعُزَّى وَبهَا خطْبَة ودرس للشَّافِعِيَّة وَآخر للحنفية. 1048 - سودون بن عبد الرَّحْمَن الظَّاهِرِيّ برقوق. / كَانَ من خاصكيته ثمَّ ترقى فِي أَيَّام ابْنه النَّاصِر حَتَّى صَار مقدما، ثمَّ ولي نِيَابَة غَزَّة ثمَّ أُعِيد إِلَى التقدمة فِي أَيَّام تَدْبِير شيخ ثمَّ ولاه أَيَّام سلطنته طرابلس، ثمَّ كَانَ مِمَّن خرج مَعَ قايتباي المحمدي عَن الطَّاعَة فَلَمَّا انْكَسَرَ رفقاؤه فر إِلَى قرا يُوسُف صَاحب بَغْدَاد ثمَّ قدم على ططر حِين كَانَ بالبلاد الشامية مَعَ المظفر بن الْمُؤَيد فَأكْرمه ثمَّ جعله مقدما بالديار المصرية إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف برسباي فِي الدوادارية الْكُبْرَى ثمَّ فِي نِيَابَة الشَّام سنة سبع وَعشْرين عوضا عَن تنبك البجاسي والتقيا فَقتل تنبك وانتصر الْمَذْكُور، وَقدم الْقَاهِرَة فِي أَيَّام نيابته غير مرّة ثمَّ نقل إِلَى أتابكيتها، وسافر وَهُوَ أتابك مصر مَعَ الْأَشْرَاف إِلَى آمد فِي محفة ذَهَابًا وإيابا لضَعْفه وَبعد رُجُوعه

رسم لَهُ بالاقامة بطالا ثمَّ أرسل لدمياط فَكَانَت منيته بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين، وَكَانَ جَلِيلًا شجاعا مقداما عَارِفًا سيوسا وافر الْحُرْمَة متجملا فِي ملبسه ومركبه مليح الْوَجْه منور الشيبة حُلْو الْكَلَام والمحاضرة نالته السَّعَادَة فِي نيابته لدمشق وطالت أَيَّامه، وَعمر بهَا عدَّة أَمْلَاك بل أنشأ بخانقاه سرياقوس مدرسة بهَا خطْبَة، وَكَانَ فَرَاغه مِنْهَا سنة سِتّ وَعشْرين وَخلف ابْنة يُقَال إِنَّهَا لَيست بِذَاكَ أنفدت غَالب أوقاف مدرسة أَبِيهَا وَنَحْوهَا فِي الانهماك وَنَحْوه وَمَا مَاتَت حَتَّى صَارَت عِبْرَة من الْحَاجة والهيئة المزرية وَكَانَت وفاتها فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين رَحمَه الله وَعَفا عَنْهَا. 1049 - سودون الأبو بكري المؤيدي / شيخ الْفَقِيه وَيعرف بالاشقر صَار بعد أستاذه خاصكيا إِلَى أَن تَأمر عشرَة فِي أَيَّام اينال ودام حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبعين بعد مرض نَحْو سنتَيْن، وَكَانَ دينا خيرا فَقِيها صَالحا سَاكِنا عفيفا مديما للصَّلَاة وَالصَّوْم وَالْعِبَادَة حسن الِاعْتِقَاد نادرة فِي أباء جنسه رَحمَه الله. 1050 - سودون الأبو بكري الْمُؤَيد / شيخ أَيْضا كَانَ من صغَار عتقائه ثمَّ صَار بعده بالبلاد الشامية وخدم بِأَبْوَاب الْأُمَرَاء إِلَى أَن صَار فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق من أُمَرَاء حلب ثمَّ حَاجِب الْحجاب ثمَّ أتابكا كل ذَلِك بهَا ثمَّ نقل لنيابة حماة ثمَّ عزل وتعطل سِنِين ثمَّ صَار من مقدمي دمشق، ثمَّ عَاد إِلَى أتابكية حلب حَتَّى مَاتَ بهَا فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ، وَقد قَارب السِّتين وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا حشما وقورا متواضعا كثير الْأَدَب وَالْحيَاء رَحمَه الله. سودون اتمحكي. / فِي سودون المحمدي. 1051 - سودون الاسندمري. / مِمَّن أنشأه النَّاصِر فرج وَجعله أَمِير طبلخاناه وأميراخور ثَانِي، وَبعده قبض عَلَيْهِ الْمُؤَيد وحبسه باسكندرية مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ وَأَعْطَاهُ إمرة بطرابلس ثمَّ أتابكيتها، وَلم يلبث أَن قتل فِي وقْعَة التركماني على صافيتا من عَملهَا وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَهُوَ مَذْكُور فِي حوادثها من أنباء شَيخنَا. سودون الْأَشْقَر /. فِي سودون الظَّاهِر برقوق، وَآخر فِي الأبو بكري. سودون الأفرم /. فِي الظَّاهِرِيّ جقمق. 1052 - سودون الاينالي المؤيدي / شيخ وَيعرف بقراقاش. كَانَ من عُتَقَاء الْمُؤَيد وَعمل بعده خاصكيا إِلَى أَن صَار فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق من الدوادارية يَوْمًا وَاحِدًا ثمَّ تَأمر عشرَة ثمَّ صَار من رُؤْس النوب وَحج فِي بعض السنين أَمِير الأول وَعَاد إِلَى أَن أخرجه الظَّاهِر إِلَى الْقُدس بطالا ثمَّ استقدمه الْأَشْرَف فِي أَوَائِل سلطنته، وأنعم عَلَيْهِ بإمرة عشرَة وَكَونه من رُؤْس النوب كَمَا كَانَ ثمَّ صَار أَمِير طبلخاناه وَثَانِي رُؤُوس النوب ثمَّ أحد المقدمين بالبذل ثمَّ حَاجِب

الْحجاب عوض برسباي البجاسي فَلم يلبث سوى شهر وَخرج إِلَى الْجِهَاد فِي جملَة المقدمين فَكَانَت منيته بِجَزِيرَة قبرس فِي أول الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ بعد أَن مرض نَحْو عشرَة أَيَّام بِدُونِ جراح، وَقد قَارب السِّتين، وَكَانَ مليح الشكل متجملا فِي ملبسه ومركبه وبركه مَعَ سرعَة حَرَكَة وطيش وخفة وطمع وَقلة غيرَة ومساوىء كَثِيرَة فِيمَا قيل عَفا الله عَنهُ. سودون الاينالي. / يَأْتِي فِي الطَّوِيل. سودون البجاسي. / فِي حوادث سنة عشر. 1053 - سودون البردبكي الظَّاهِرِيّ برقوق / من صغَار مماليكه، وتأمر عشرَة بعد موت الْمُؤَيد شيخ ثمَّ ولاه الظَّاهِر جقمق نِيَابَة دمياط وَاسْتمرّ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي سنة خمسين، وَكَانَ عفيفا عَن الْمُنْكَرَات والفروج مهملا فِي الدول. 1054 - سودون البردبكي المؤيدي / شيخ أحد العشرات. مِمَّن ولي الْحِسْبَة أَيَّام الظَّاهِر خشقدم. سودون البرقي. / فِي الشمسي. سودون بقجة /. فِي سودون الظَّاهِرِيّ قَرِيبا. 1055 - سودون البلاطي / بلاط الْأَعْرَج شاد شربخاناه النَّاصِر فرج وَيُقَال لَهُ خجا سودون. خدم بعد قتل أستاذه مَعَ النَّاصِر عِنْد نوروز الحافظي ثمَّ اتَّصل بالمؤيد شيخ، وَصَارَ خاصكيا ثمَّ بجمقدارا، واختص بِهِ حَتَّى كَانَ يحملهُ على رقبته لما ضعفت حركته وَلَا يكترث بجهامته لكَونه كَانَ أحد الأقوياء الْمَضْرُوب بهم الْمثل، ثمَّ قربه الْأَشْرَف وَأمره عشرَة وَجعله من رُؤْس النوب ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بإمرة طبلخاناه وَمَعَ ذَلِك كَانَ يُقيم بالطبقة سنة فَأكْثر لَا ينزل مِنْهَا وَلَا يركب فرسا بل مَا كَانَ يرى غَالِبا إِلَّا فِي الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة ثمَّ يعود من الْقصر السلطاني إِلَى الطَّبَقَة فيقلع قماش الْخدمَة ثمَّ يدْخل إِلَى مدمنه يعالج بِالْحِجَارَةِ الَّتِي كل وَاحِد مِنْهَا كفردة الطاحون الْعَظِيمَة أَو أَكثر وَيُقَال إِن زنة حجره الَّذِي كَانَ يحملهُ بِرَقَبَتِهِ اثْنَا عشر قِنْطَارًا بالمصري، وَكَانَ السُّلْطَان عمله رَأس نوبَة لوَلَده الناصري مُحَمَّد فَكَانَ يضْطَر للنزول مَعَه فيركب على هَيْئَة الاجناد بِغَيْر تخفيفة على رَأسه وتعاظم فِي مركبه، وَبلغ السُّلْطَان مرّة أَنه مُنْذُ سِنِين مَا رأى الرّبيع وَلَا عدي إِلَى الجيزة فألزمه بذلك وَلم يقبل مِنْهُ استعفاءه وأنعم عَلَيْهِ بِمَا يَأْكُلهُ ثمَّ عَاد، وَلم يَنْفَكّ عَن طَرِيقَته حَتَّى قدمه الْأَشْرَف وألزمه النُّزُول لداره وَكَانَت تجاه مدرسة تغري بردى المؤذي ويسكن فِيهَا بمماليكه وَالَّذين فِي

خدمته مِنْهُم ينيفون على مائَة وَخمسين سوى الْكِتَابِيَّة فَكَانَ يَأْمُرهُم بالركوب فِي خدمته أَيَّام المواكب خَاصَّة وبعدم النُّزُول عَن خيولهم إِذا انْتهى لباب دَاره بل يقفون ركبانا يَمِينا ويسارا وَيدخل هُوَ إِلَى منزل وَحده) وَمَعَهُ البابا فَقَط كعادة الخاصكية وَلم يكن لَهُ جمدار وَلَا سلحدار وَلَا يمد سماطا بل يَأْكُل وَحده وَيُعْطى لكل من مماليكه ثَلَاثَة أَرْطَال لحم وَيعْتَذر بِأَن هَذَا أَنْفَع فِي حَقهم مَعَ أَن عمل السماط أوفر لَهُ وَيصرف ذَلِك وَكَذَا جوامكهم وعليقهم فِي أول الشَّهْر من حَاصله، وَكَانَت لَهُ ثروة زَائِدَة وَمَال جزيل وَسلَاح عَظِيم وبرك هائل يُشَاهد حِين توجهه فِي التجاريد وَنَحْوهَا وَيكون فِي سَفَره مُنْفَردا عَن الامراء وَلم يَنْفَكّ عَن إِقَامَته ببيته مشتغلا بأنواع الملاعب والعلاج بِالْحِجَارَةِ، وَلَا يتَزَوَّج حفظا لقُوته، وَكَانَ مِمَّن تجرد إِلَى الْبِلَاد الشامية صُحْبَة قرقماس الشَّعْبَانِي. وَمَات الْأَشْرَف قبل عود الْأُمَرَاء من ارزنكان إِلَى الْبِلَاد الحلبية وَكتب بحضورهم ورسم لهَذَا بتوجهه إِلَى الْقُدس بطالا فَكَانَت منيته بِهِ فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه الْعَيْنِيّ. وَكَانَ عَاقِلا عَارِفًا ذَا سكينَة مليحا أَحْمَر اللَّوْن أسود اللِّحْيَة مستديرها إِلَى الطول أقرب يقْرَأ يَسِيرا ويحفظ بعض الْمسَائِل مَعَ قلَّة الْكَلَام وَالْعشرَة للنَّاس والحرص على جمع المَال وَعدم صرفه إِلَّا فِي طَرِيقه رَحمَه الله. سودون التركماني. / فِي سودون اليشبكي. سودون تلِي. / فِي سودون المحمدي 1056 -. سودون الجكمي / أَخُو نَائِب الشَّام اينال الجكمي لِأَبَوَيْهِ فِي آخَرين هَذَا أَصْغَرهم. تَأمر فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة جقمق وَوَجهه الظَّاهِر لِأَخِيهِ الْمَذْكُور بخلعة الِاسْتِمْرَار ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا، وَعصى أَخُوهُ فاتهمه الظَّاهِر بِأَنَّهُ يتألف لَهُ الْجند والأمراء وَقيل إِن ذَلِك لَيْسَ بِبَعِيد فَقبض عَلَيْهِ وحبسه أَكثر من عشر سِنِين ثمَّ أطلقهُ وأنعم عَلَيْهِ بإقطاع هَين بِدِمَشْق فاستمر بهَا إِلَى أَن قدم فِي دولة الْأَشْرَف مَعَ المنفيين فَلم يقبل عَلَيْهِ السُّلْطَان بل أَقَامَ بطالا فَقِيرا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَخمسين وَأرْسل لَهُ السُّلْطَان بِعشْرَة دَنَانِير يُجهز بهَا عَفا الله عَنهُ. سودون الجلب. / فِي سودون الظَّاهِرِيّ. 1057 - سودون الحمزاوي الظَّاهِرِيّ برقوق. / كَانَ خصيصا عِنْده ثمَّ تنكر عَلَيْهِ وضربه ضربا مبرحا وحبسه ثمَّ أخرجه إِلَى الْبِلَاد الشامية، وَبعد مَوته بِمدَّة قدم الْقَاهِرَة وَصَارَ من جملَة أمرائها، ثمَّ ولي نِيَابَة صفد فِي صفر سنة أَربع وَثَمَانمِائَة ثمَّ استقدم الْقَاهِرَة وَصَارَ أحد المقدمين شاد الشربخاناه ثمَّ خازندارا ثمَّ رَأس نوبَة النوب، كل ذَلِك فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ حبس باسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ بعد يسير

وأعيد إِلَيْهِ إقطاعه ثمَّ لما عَاد النَّاصِر إِلَى الممالك، وَكَانَ ركُوبه من بَيته بِآلَة الْحَرْب والحمزاوي بَين يَدَيْهِ فِي جملَة الْأُمَرَاء عمله دوادارا كَبِيرا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة ثمَّ توجه فِي الَّتِي تَلِيهَا مُجَردا إِلَى الْبِلَاد الشامية فَلَمَّا صَار بِدِمَشْق عصى وَسَار إِلَى صفد فملكها ثمَّ قبض عَلَيْهِ شيخ بعد أَن قلعت عينه فِي المعركة الَّتِي كَانَت خَارج غَزَّة وجهز إِلَى النَّاصِر فحبسه فِي ربيع الآخر سنة عشر وَثَمَانمِائَة ثمَّ استدعى بِهِ بِحَضْرَة الْقُضَاة وَثَبت عَلَيْهِ قَتله لانسان ظلما فحكموا بقتْله فَقتل عَفا الله عَنهُ. 1058 - سودون الْحَمَوِيّ النوروزي نوروز الحافظي. / اتَّصل بعد قَتله بشيخ الْمُؤَيد وحظى عِنْده حَتَّى صَار من العشرات ورؤس النوب ثمَّ صَار فِي أَيَّام الظَّاهِر ططر من الطبلخاناه إِلَى أَن نَفَاهُ الْأَشْرَف إِلَى دمياط فِي أَوَائِل دولته ثمَّ بعد مُدَّة إِلَى الْبِلَاد الشامية إِلَى إمرة فاستمر بهَا حَتَّى مَاتَ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ. 1059 سودون الْحَمَوِيّ. / أحد المقدمين بِدِمَشْق وأتابكها وَكَانَ قبل ذَلِك من أُمَرَاء الْقَاهِرَة فنفاه الْأَشْرَف إِلَى دمياط بعد أَن حَبسه مُدَّة ثمَّ أرْسلهُ إِلَى الشَّام عوضا عَن قانباي الحمزاوي فِي الأتابكية والتقدمة فَمَاتَ بهَا فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة سبع وَعشْرين. ذكره الْعَيْنِيّ: سودون خجا /. فِي سودون البلاطي. 1060 - سودون دقماق الخاصكي وَالِد الناصري مُحَمَّد سبط نَاصِر الدّين ابْن الْعَطَّار / أمه عَائِشَة. قَتله جمَاعَة من فلاحيه. 1061 - سودون دوادار أركماس الدوادار الْكَبِير /. كَانَ غشوما عَارِفًا بأفانين الظُّلم صرف عَن وظيفته قبل موت الْأَشْرَف وَأُصِيب برمد أفسد عينه، وَلما قبض على أستاذه خدم فِي المماليك السُّلْطَانِيَّة وَكَانَ بصدد أَن يتَقَدَّم ففجأه الْمَوْت وَذَلِكَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين واحتاط نَاظر الْخَاص على موجوده وَهُوَ شَيْء كثير. قَالَه شَيخنَا فِي انبائه 1092 -. سودون السودوني الظَّاهِرِيّ برقوق /. تَأمر فِي الْأَيَّام المؤيدية، ثمَّ صَار فِي أَيَّام الْأَشْرَف من جملَة حجاب الْقَاهِرَة ثمَّ نَفَاهُ الظَّاهِر إِلَى الْقُدس ثمَّ شفع فِيهِ وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ بطالا ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة مَعَ الحجوبية ثمَّ نقل إِلَى الحجوبية الثَّانِي على إمرته ثمَّ نفي إِلَى الْقُدس أَيْضا ثمَّ أُعِيد على إمرة عشرَة مَعَ الحجوبية الثَّالِثَة ثمَّ نفي للقدس أَيْضا ثمَّ أُعِيد على الحجوبية فَقَط إِلَى أَن مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَخمسين عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة وَلم يكن بِذَاكَ. 1063 - سودون السودوني / أَمِير عشرَة وأميراخور السُّلْطَان، مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ جيدا مشكور السِّيرَة. ذكره الْعَيْنِيّ.)

سودون الشمسي. / فِي حوادث سنة عشر. 1064 - سودون الشمسي البرقي الظَّاهِرِيّ جركسي. / اشْتَرَاهُ الْأَشْرَف ثمَّ ملكه الظَّاهِر جقمق وَعَمله خاصكيا ثمَّ جمقدارا ثمَّ امتحن بعده واختفى إِلَى أَوَاخِر أَيَّام الْأَشْرَف اينال فَلَمَّا اسْتَقر الظَّاهِر أمره عشرَة وَعَمله من رُؤْس النوب ثمَّ آخور ثَانِي ثمَّ حَبسه باسكندرية مُدَّة ثمَّ رَضِي عَنهُ وَقدمه بِدِمَشْق وَحج مِنْهَا فِي موسم سنة إِحْدَى وَسبعين أَمِير الركب الشَّامي فَعَاد مَرِيضا فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر تمربغا بَادر إِلَى الْمَجِيء بِغَيْر إِذن فَرده إِلَيْهَا من خانقاه سرياقوس بعد أَن أرسل لَهُ بفرس مسرج وكاملية بمقلب سمور وَلم يلبث أَن قدمه الْأَشْرَف قايتباي لما اسْتَقر فبادر للمجيء بِغَيْر إِذن فَمَا طلع إِلَى القلعة إِلَّا بِجهْد من انحطاطه بِالْمرضِ فَلَزِمَ بعد نُزُوله الْفراش إِلَى أَن مَاتَ قبل انْقِضَاء شهر وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى المؤمني وَدفن من يَوْمه وَقد ناهز الْخمسين. 1065 - سودون طاز / من مماليك الظَّاهِر برقوق وخواصه. أمره عشرَة وَجعله معلما للرمح لكَونه كَانَ رَأْسا فِيهِ وَفِي غَيره من أَنْوَاع الفروسية يضْرب بِقُوَّة طعنه وَشدَّة مقاتلته الْمثل وَأما سرعَة حركته وَحين تسريحه بجواده فإليه الْمُنْتَهى، وَبعد موت أستاذه قدمه ابْنه النَّاصِر ثمَّ عمله أميراخور كَبِير فزادت عَظمته وَصَارَ إِلَيْهِ الْمرجع فِي غَالب أُمُور الرّعية وَعمل راتب سماطه فِي الْيَوْم ألف رَطْل من الضَّأْن خَارِجا عَن الدَّجَاج والأوز والرمسان من الضَّأْن لمزيد كرمه وَكَثْرَة إنعامه على المماليك السُّلْطَانِيَّة وَغَيرهم بِحَيْثُ قيل إِن رفده عَم جَمِيعهم وَلم يزل على جلالته إِلَى أَن صفا لَهُ الْوَقْت بِحَيْثُ لَو رام التسلطن لمشى لَهُ ذَلِك بِدُونِ مُنَازع ثمَّ نزل من الأسطبل السلطاني لداره وعزل نَفسه عَن الآخورية لما بلغه من كَلَام يشبك فِي حَقه عِنْد السُّلْطَان ثمَّ خرج بمماليكه وحواشيه من المماليك السُّلْطَانِيَّة وهم زِيَادَة على ألف لجِهَة سرياقوس رَجَاء أَنِّي يَأْتِيهِ غير من مَعَه من المماليك فَلم يَأْته أحد وترددت الرُّسُل بَينه وَبَين يشبك والناصر وَهُوَ يترجى أَن أمره سيقوى ويظفر بيشبك فَلم يلبث أَن عَزله النَّاصِر من الآخورية وراسله بِالْعودِ إِلَى الْقَاهِرَة على أقطاعه بِغَيْر وَظِيفَة أَو غير ذَلِك من الْبِلَاد الشامية فَلم يجب إِلَّا بعد إِخْرَاج أقباي الكركي فَمَا أذعن النَّاصِر لذَلِك وَقرر الارسال إِلَيْهِ مرّة أُخْرَى إِلَى أَن تحقق النَّاصِر مِنْهُ عدم الْمُوَافقَة فَركب حِينَئِذٍ بالعساكر وَنزل إِلَيْهِ فَلم يثبت من مَعَه من المماليك السُّلْطَانِيَّة وَآل أمره إِلَى أَن ترامى على يشبك فَقبله وَبَالغ فِي إكرامه وكلم النَّاصِر) فرسم بتوجهه لدمياط بطالا ورتب لَهُ مَا يَكْفِيهِ وَأَعْطَاهُ يشبك ألف دِينَار وَاسْتمرّ

بهَا إِلَى أَن ركب إِلَى الشرفية وَخرج لَهُ جمَاعَة من المماليك السُّلْطَانِيَّة فَجهز لَهُ السُّلْطَان من قبض عَلَيْهِ ثمَّ حبس باسكندرية بقلعة المرقب إِلَى أَن قتل فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ. وأرخه شَيخنَا فِي سنة خمس وَهُوَ سَهْو، وترجمته طَوِيلَة وَكثير من أخباره فِي حوادث تَارِيخ شَيخنَا، وَذكره المقريزي فِي عقوده رَحمَه الله. 1066 - سودون العلائي الطَّوِيل الأشرفي اينال /. كَانَ فِي أَيَّام أستاذه خاصكيا فَلَمَّا اسْتَقر الظَّاهِر خشقدم أرْسلهُ لمَكَّة بطالا فدام بهَا قَلِيلا وَكَانَ يقْرَأ ويشتغل قَلِيلا وَرُبمَا أَخذ عني، وزار الطَّائِف حِين زرناه فَلَمَّا مَاتَ الظَّاهِر جِيءَ بِهِ وترقى بِوَاسِطَة أغاته يشبك حسن للامرة وَلما مَاتَ عظم اخْتِصَاصه جدا بيشبك الدوادار وَصَارَ أحد الأربعينات وسافر مَعَه فِي التجريدة الَّتِي قتل فِيهَا وَأمر بعده بالتخلف على تقدمة فِي الْبِلَاد الشامية ثمَّ صَار أَمِير ميسرَة بهَا بعد صرف بردبك أَمِير الركب الشَّامي عَنْهَا وَيذكر بفروسية زَائِدَة بِحَيْثُ أَنه قبض على ابْن هرسك وكف عَن قَتله، مَعَ محبَّة فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وميله إِلَيْهِم وتوجهه لِلْعِبَادَةِ من صَوْم وَقيام سفرا وحضرا وبر للفضلاء، وَرُبمَا اشْتغل بِالشَّام على عبد النَّبِي المغربي فِي شرح العقائد وَمَا أحسن قَوْله نَحن لَا نعتقد صَالحا وَلَا عَالما يتَرَدَّد للامراء وَنَحْوهم. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث رَمَضَان سنة ثَان وَتِسْعين، وتأسف عَلَيْهِ كَثِيرُونَ من أهل الْخَيْر وَغَيرهم رَحمَه الله. 1067 - سودون الطيار الظَّاهِرِيّ برقوق. / من أَعْيَان خاصكيته وَمِمَّنْ صَار فِي أَيَّام ابْنه النَّاصِر فرج أميراخور ثَانِي ثمَّ أعطَاهُ الاخورية الْكُبْرَى وَلم يلبث أَن عينه للبلاد الشامية للكشف عَمَّا طرق من الْأَخْبَار الرومية وطالت غيبته فقرر فِي الاخورية غَيره ثمَّ أعْطى بعد مُدَّة إمرة بحلب مَعَ حجوبيتها فَامْتنعَ فَبعد مُدَّة اسْتَقر أَمِير مجْلِس ثمَّ أَمِير صَلَاح إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة عشر وَحضر السُّلْطَان جنَازَته وَدفن بتربة صهره أقبغا الدوادار خَارج بَاب البرقية، وَخلف مَوْجُودا كثيرا وَأوصى بِثلث مَاله وَعين جمَاعَة مِنْهُم الْعَيْنِيّ فاستولى النَّاصِر على التَّرِكَة بِوَاسِطَة جمال الدّين الاستادار وَلم ينفذ الْوَصِيَّة، وَكَانَ عفيفا شجاعا مقداما دينا محبا للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ موقرا لَهُم مشكور السِّيرَة، قَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ متورعا عَن الْحَرَام صَاحب أدب محبا فِي الْعلم وَالْعُلَمَاء مَشْهُورا بالفروسية وَلعب الرمْح وَرمى النشاب وتمرين الْخَيل الصعاب، وَإِلَيْهِ ينتسب اسنبغا الطياري رَأس نوبَة النوب لكَونه كن خدمه بعد موت أستاذه. 1068 - سودون الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بسودون بقجة /. من أَعْيَان مماليك

أستاذه وخاصكيته وَمن أَبْيَات نَائِب السلطنة تمراز الناصري وَزوج ابْنَته. تَأمر فِي أَيَّام النَّاصِر فرج وترقى حَتَّى قدم ثمَّ فر مَعَ صهره إِلَى شيخ فَلَمَّا تجرد النَّاصِر إِلَى الْبِلَاد الشامية حضر إِلَيْهِ فولاه نِيَابَة طرابلس ثمَّ أُعِيد بعد أُمُور إِلَى الْقَاهِرَة على تقدمة ثمَّ قبض عَلَيْهِ النَّاصِر وحبسه باسكندرية ثمَّ أطلقهُ وَأَعْطَاهُ تقدمة وسافر مَعَ السُّلْطَان إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ كَانَ مِمَّن انْتَمَى لشيخ، وَآل أمره إِلَى أَن قتل فِي معركة فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث عشرَة. 1069 - سودون الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بسودون الْأَشْقَر. / مِمَّن ترقى فِي أَيَّام النَّاصِر فرج إِلَى التقدمة وشاد الشربخاناه ثمَّ عزل عَنْهَا وَبَقِي على التقدمة خَاصَّة ثمَّ ولاه شيخ فِي أَيَّام المستعين بِاللَّه رَأس نوبَة النوب ثمَّ فِي أَيَّامه هُوَ إمرة مجْلِس ثمَّ قبض عله ثمَّ قدمه الْأَشْرَف برسباي بِدِمَشْق إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين وَكَانَ بَخِيلًا سيء السِّيرَة غير مشكور. 1070 - سودون الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بسودون الجلب، / ترقى فِي أَيَّام ابْن أستاذه النَّاصِر مَعَ أَنه لم يكن من أَعْيَان مماليك أَبِيه لكنه كَانَ مقداما شجاعا وَعِنْده جرْأَة فَلذَلِك تقدم وشاع اسْمه وناب فِي الكرك من قبل النَّاصِر ثمَّ استبد بهَا وَأظْهر الْعدْل، وَكَانَ من مثيري الْفِتَن ثمَّ أعْطى نِيَابَة طرابلس ثمَّ نِيَابَة حلب قبل دُخُوله طرابلس وَبعد قتل النَّاصِر وَتوجه إِلَى حلب وَهُوَ مَجْرُوح من سهم أَصَابَهُ إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمس عشرَة. ذكره شَيخنَا بِاخْتِصَار 1071 -. سودون الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بسودون الظريف. / ترقى فِي أَيَّام أستاذه حَتَّى ولي نِيَابَة الكرك فِي سنة إِحْدَى، فَلَمَّا توجه النَّاصِر إِلَى دمشق فِي الَّتِي تَلِيهَا قدم عَلَيْهِ فَصَرفهُ عَنْهَا، ثمَّ تنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى حجوبية دمشق ثمَّ قبض عَلَيْهِ شيخ وسجنه بالصبيبة ثمَّ أفرج عَنهُ وَأَعْطَاهُ إمرة بِدِمَشْق، ثمَّ قَبضه وحبسه كَذَلِك إِلَى أَن أفرج عَنهُ النَّاصِر وأنعم عَلَيْهِ بامرة الْقَاهِرَة إِلَى أَن قض عَلَيْهِ وحبسه ثمَّ وسط فِي رَجَب سنة أَربع وَعشْرين تَحت قلعة الْجَبَل. 1072 - سودون الظَّاهِرِيّ برقوق الْفَقِيه. / كَانَ صهر الظَّاهِر ططر وجد ابْنه الصَّالح مُحَمَّد وَالِد أحد المقدمين الْبَدْر حسن وَأحد رُؤْس الْفِتَن فِي الدولة الناصرية وَلذَا أبعده الْمُؤَيد هَذَا مَعَ تفقهه) واستحضاره وَكَثْرَة أبحاثه ومزيد تعصبه للحنفية وَلكنه كَانَ قوي النَّفس شهما وَلما تسلطن ططر وَقدم الْقَاهِرَة تَلقاهُ هَذَا فَقَامَ لَهُ وَأَجْلسهُ بجانبه فَوق الْأُمَرَاء، وَلما تسلطن سبطه الصَّالح رام تَقْبِيل يَد جده فَمَنعه كل ذَلِك وَلم يتأمر الْبَتَّةَ. مَاتَ بعد وَلَده الْمشَار إِلَيْهِ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ

وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: سودون الْفَقِيه كَانَ كَبِير الجراكسة تلمذ للشَّيْخ لاجين الجركسي، وَكَانَ أعجوبة فِي دَعْوَى الْعلم والمعرفة مَعَ عدمهما، وَكَانَ الْكثير مِنْهُم يعْتَقد أَنه لَا بُد أَن يَلِي السلطنة كَمَا كَانُوا يزعمونه فِي شَيْخه وَاتفقَ أَن زوج ابْنَته وَهُوَ الظَّاهِر ططر ولي السلطنة فارتكب من يتعصب الشطط وَقَالَ ظهر المُرَاد فِي ططر فَلم ينشب ططر أَن مَاتَ وَلم يحظ سودون فِي ولَايَته بطائل فضلا عَمَّا بعْدهَا وَكَانَ يكثر سُؤال من يجالسه عَن الشَّيْء المعضل فَإِذا أَجَابَهُ عَنهُ نفر فِيهِ قَائِلا لَيْسَ الْأَمر كَذَلِك ثمَّ يُعِيد الْجَواب بِعَيْنِه مظْهرا أَنه غَيره، وَله من ذَلِك عجائب. مَاتَ فِي ثَانِي عشر صفر سنة سِتّ وَعشْرين. سودون الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بِالْقَاضِي. / يَأْتِي قَرِيبا. 1073 - سودون الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بسودون قراسقل يَعْنِي لحيته سَوْدَاء /. تَأمر فِي أَيَّام ابْن أستاذه ثمَّ تَركه وانتمى لشيخ ونوروز إِلَى أَن قدم مَعَ شيخ بعد قتل النَّاصِر وَصَارَ مقدما ثمَّ ولي نِيَابَة غَزَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى تقدمته ثمَّ ولي حجوبية الْحجاب إِلَى أَن تجرد إِلَى الْبِلَاد الشامية فِي سنة عشْرين وَأعْطى حجوبية طرابلس فَكَانَت منيته بهَا فِي صفر. سودون الظَّاهِرِيّ برقوقي قَرِيبه /. يَأْتِي قَرِيبا. سودون الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بالمارداني /. يَأْتِي أَيْضا. 1074 - سودون الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بسدون المغربي لنشوفته /. مِمَّن تَأمر بعد موت الْمُؤَيد شيخ وَصَارَ حاجبا فِي أَيَّام الْأَشْرَف بعد أَن ولي نظر الْقُدس ثمَّ ولاه نِيَابَة دمياط ثمَّ انْفَصل عَنْهَا ثمَّ أَعَادَهُ الظَّاهِر إِلَيْهَا ثمَّ نَفَاهُ إِلَى الْقُدس ثمَّ أحضر إِلَى الْقَاهِرَة، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين، وَكَانَ خيرا دينا عفيفا فَقِيها فِي الْجُمْلَة متقشفا وَرُبمَا اشْتغل بالنحو، وتصوره فِي جَمِيع ذَلِك بل وغالب أُمُوره فَاسد عَفا الله عَنهُ. 1075 - سودون الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بسودون ميق /. مِمَّن تَأمر بعد موت الْمُؤَيد ثمَّ صَار فِي أَيَّام الْأَشْرَف أَمِير طبلخاناه وأميراخور ثَانِي ثمَّ مقدما وَتوجه صحبته إِلَى آمد فَأَصَابَهُ سهم لزم مِنْهُ الْفراش أَيَّامًا وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ، وَدفن بآمد وَخلف مَالا جما وَرثهُ ابْنه فَلم يتهن بِهِ وَكَانَ متوسط السِّيرَة. 1076 - سودون الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بالافرم. / تَأمر فِي أَيَّام ابْنه الْمَنْصُور عشرَة ثمَّ نكب وَحبس ثمَّ أطلق، وَقدم الْقَاهِرَة وأنعم عَلَيْهِ بعد مُدَّة بامرة عشرَة ثمَّ صَار فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم خازندارا ثمَّ طبلخاناه وَمَات فِي.

سودون الظَّاهِرِيّ جقمق الشمسي البرقي. / مضى فِي الشمسي. سودون الظريف. / فِي سودون الظَّاهِرِيّ. سودون العجمي. / فِي سودون النوروزي. سودون الْفَقِيه /. فِي سودون الظَّاهِر برقوق. 1077 - سودون القَاضِي الظَّاهِرِيّ برقوق /، مِمَّن أنشأه ابْن أستاذه ثمَّ خامر عَلَيْهِ وَذهب إِلَى نوروز وَشَيخ حَتَّى قدم الْقَاهِرَة مَعَ شيخ بعد قتل ابْن أستاذه وَصَارَ من مقدميها ثمَّ اسْتَقر حَاجِب الْحجاب ثمَّ رَأس نوبَة النوب، ثمَّ قبض عَلَيْهِ الْمُؤَيد وحبسه بالبلاد الشامية إِلَى أَن أفرج عَنهُ وصيره من مقدمي الْقَاهِرَة وَتَوَلَّى كشف الْوَجْه القبلي ثمَّ نِيَابَة طرابلس وَبهَا مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، ذكره شَيخنَا مُقْتَصرا على ذكر وَفَاته، قَالَ غَيره وَلم يكن مشكورا فِي أَحْكَامه قَالَ وَكَانَ قد تولى الحجوبية الصُّغْرَى ثمَّ الْكُبْرَى بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ الْكَشْف بِالْوَجْهِ القبلي وظلم فِيهِ وأفسد ثمَّ ولي النِّيَابَة الْمَذْكُورَة. سودون قراسقل / فِي سودون الظَّاهِرِيّ. سودون قراقاش /. فِي سودون الاينالي. 1078 - سودون القرماني الناصري فرج /. خدم بعد أستاذه بِأَبْوَاب الْأُمَرَاء ثمَّ صَار خاصكيا فِي دولة الظَّاهِر ططر ثمَّ ساقيا فِي أول أَيَّام الظَّاهِر جقمق ثمَّ أمره عشرَة ثمَّ قدمه بحلب ثمَّ صَار أتابكها فِي أَيَّام الْأَشْرَف ثمَّ نَقله إِلَى أتابكية طرابلس ثمَّ أُعِيد إِلَى أتابكية حلب وَتوجه أَمِيرا على الركب الْحلَبِي فَمَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. 1079 - سودون قريب الظَّاهِر برقوق وَيعرف بسيدي سودون. / قدم من جركس مَعَ جدته لأمه أُخْت الظَّاهِر وَخَالَة أمه أم الأتابك بيبرس أُخْت الظَّاهِر وَمَعَ جد أمه الْأَمِير أنص وَالِد الظَّاهِر وأقاربه بِطَلَب من الظَّاهِر حِين أتابكيته، وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فرباه فِي الْحَرِيم السلطاني فَلَمَّا كبر وترعرع رقاه حَتَّى صَار مقدما ثمَّ أميراخور كَبِير ثمَّ بعد مَوته قبض عَلَيْهِ وسجن باسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ وَاسْتقر دوادارا كَبِيرا مَعَ أقطاع كَبِير ثمَّ لم يلبث أَن اسْتَقر نَائِب الشَّام وَخرج لدفع تيمور وَثَبت بِمن مَعَه ثباتا مَشْهُورا وأبلى بلَاء حسنا بِحَيْثُ) أشرف الْعَدو على الخذلان ثمَّ تكاثروا حَتَّى خذل الْعَسْكَر الشَّامي ووبخ الطاغية صَاحب التَّرْجَمَة وتوعده بِكُل سوء محتجا بقتْله لرَسُوله قبل وَاسْتمرّ تَحت الْعقُوبَة فِي أسره إِلَى أَن مَاتَ إِمَّا ذبحا أَو تَحت الْعقُوبَة أَو إلقائه للفيلة وَذَلِكَ بِظَاهِر دمشق فِي أَوَاخِر رَجَب سنة ثَلَاث وَقد ناف على الثَّلَاثِينَ وَهُوَ مِمَّن نَشأ فِي السَّعَادَة وَمَات تَحت الاهانة، وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا ذَا شكالة حَسَنَة وَوجه صبيح وثقة فِي النَّاس عَارِفًا بأنواع الفروسية متجملا فِي ملبسه ومركبه ومماليكه. وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ ظَالِما عاتيا بَخِيلًا

متكبرا سيء الْخلق دميم الْخلقَة كثير الشَّرّ وَهُوَ الَّذِي فتح بَاب الشَّرّ بعد موت الظَّاهِر قَالَ وَيُقَال انه دفن فِي قَيده بِدِمَشْق، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. 1080 - سودون القصروي / قصروه من تمراز نَائِب الشَّام، خدم بعد أستاذه فِي بَيت السُّلْطَان ثمَّ صَار خاصكيا ثمَّ من الدوادارية الصغار فِي دولة إينال ثمَّ أَمِير عشرَة فِي أَيَّام خشقدم فَلَمَّا ولي خجداشه خير بك القصروي نِيَابَة غَزَّة اسْتَقر عوضه فِي نِيَابَة قلعة الْجَبَل إِلَى أَن قدمه يلباي بالبذل ثمَّ عمله الْأَشْرَف قايتباي رَأس نوبَة النوب ثمَّ عينه لتجريدة سوار فجرح فِي الْوَقْعَة وَحمل إِلَى حلب فَمَاتَ بهَا فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَقد قَارب السّبْعين. وَكَانَ جماعا لِلْمَالِ بَخِيلًا وَهُوَ صَاحب السَّبِيل بحارة الباطلية وَالْجَامِع الَّذِي هُنَاكَ. سودون قندوره، / فِي سودون اليشبكي. 1081 - سودون اللكاشي أقبغا، / اتَّصل بعده بالأمير شيخ فَلَمَّا تسلن أمره ثمَّ رقاه إِلَى التقدمة وَقبض عَلَيْهِ ططر فِي نظامته وحبسه إِلَى أَن أطلقهُ الْأَشْرَف وأنعم عله بطبلخاناه بطرابلس فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَلم يكن من الْأَعْيَان 1082 -. سودون المارداني الظَّاهِرِيّ برقوق / كَانَ خصيصا عِنْد سَيّده إِلَى أَن قدمه وَعَمله شاد الشربخاناه. ثمَّ عمله ابْنه النَّاصِر رَأس نوبَة النوب ثمَّ أَمِير مجْلِس ثمَّ دوادارا كَبِيرا فَلَمَّا ظهر النَّاصِر وَأَرَادَ الطُّلُوع إِلَى القلعة كَانَ مِمَّن قَاتله، وانتصر النَّاصِر فأمسكه وحبسه باسكندرية إِلَى أَن قتل فِي محبسه سنة إِحْدَى عشرَة وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا عَاقِلا سيوسا سَاكِنا قَلِيل الشَّرّ كثير الْخَيْر والاحسان مشكور السِّيرَة. 1083 - سودون المحمدي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بتلي بِعني مَجْنُون، / كَانَ من أَعْيَان خاصكية سَيّده، ثمَّ ترقى فِي أَيَّام ابْنه إِلَى التقدمة ثمَّ قبض عَلَيْهِ وحبسه باسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ إِلَى أَن اسْتَقر فِي الآخورية الْكُبْرَى وَكَانَ مِمَّن منع ابْن أستاذه الطُّلُوع إِلَى القلعة بعد اختفائه وانتصر عَلَيْهِم فَأخْرجهُ إِلَى دمشق على اقطاع فَقبض عَلَيْهِ نائبها شيخ ففر من السجْن وَلحق بنوروز وتقلب فِي محن وَملك غَزَّة وَشن بهَا الغارات إِلَى أَن ظفر بِهِ شيخ ثَانِيًا وحبسه أَيْضا بقلعة دمشق مُدَّة وراسله النَّاصِر فِي طلبه فَامْتنعَ ثمَّ أطلقهُ وَاتفقَ مَعَه على الْعِصْيَان على النَّاصِر إِلَى أَن ملك صفد من جِهَة شيخ ثمَّ خرج عَن طَاعَته وفر لنوروز ثَانِيًا ثمَّ اتَّفقُوا على الْعِصْيَان إِلَى أَن قتل النَّاصِر فَقدم هَذَا مَعَ شيخ الْقَاهِرَة فَأعْطَاهُ تقدمة ثمَّ قبض عَلَيْهِ وحبسه باسكندرية إِلَى أَن قتل بهَا فِي الْمحرم سنة ثَمَان عشرَة، وَقد ذكره الْعَيْنِيّ فَقَالَ سودون المحمدي الْمَجْنُون كَانَ شَابًّا شجاعا مفرطا فِي الْجَهْل. 1084 - سودون المحمدي / مَمْلُوك الَّذِي قبله وعتيقه. اتَّصل بعد قَتله بِخِدْمَة

الْمُؤَيد شيخ، ثمَّ صَار خاصكيا وَرَأس نوبَة الجمدارية فِي أَيَّام الْأَشْرَف بل رام أَن يُعْطِيهِ إمرة فَامْتنعَ وَترك وظيفته أَيْضا وَصَارَ من جملَة المماليك السُّلْطَانِيَّة على إقطاعه ثمَّ كَانَ مِمَّن انْضَمَّ للعزيز وَلَده فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر نَفَاهُ ثمَّ أَعَادَهُ وأنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة بسفارة خوند البارزية لكَونه زوج أُخْتهَا لأَبِيهَا فاستمر مُدَّة ثمَّ توجه إِلَى مَكَّة نَاظرا بهَا وشاد العمائر كَمَا كَانَ توجه فِي الْأَيَّام الأشرفية فَأَقَامَ نَحْو سنتَيْن أَو أَكثر وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا وَاسْتقر فِي نِيَابَة قلعة دمشق سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فَكَانَت منيته بهَا فِي صفر سنة خمسين وَكَانَ دينا خيرا عفيفا عَن الْمُنْكَرَات والفروج عَاقِلا سَاكِنا لكنه قَلِيل الْمعرفَة مَعَ استبداده بِرَأْي نَفسه بِحَيْثُ أَنه لما توجه لمَكَّة ليصلح مَا تشعب من حيطان الْحرم رفع سقف الْبَيْت الشريف والاخشاب الَّتِي كَانَت بِأَعْلَى الْبَيْت وَغَيرهَا وَمنعه أكَابِر مَكَّة وَغَيرهَا من ذَلِك فَأبى واعتل بِقصد منع الدلف من الْمَطَر وَلم يلْتَفت لما قيل من حُرُوف تمنع الطير أَن يَعْلُو الْبَيْت وَصَارَ الْبَيْت مكشوفا أَيَّامًا بِدُونِ سقف وَلَا كسْوَة وَخَافَ جمَاعَة من نزُول بلَاء بِسَبَب ذَلِك فرحلوا مِنْهَا إِلَى أَن تمّ عمل السّقف وَلم يكن بمانع لما اعتل بِهِ فعمره ثَانِيًا وتكرر مِنْهُ ذَلِك وَسَاءَتْ سيرته بِمَكَّة لأجل هَذَا ونقم عَلَيْهِ كل أحد وَصَارَ يدلف أَكثر من السّقف الْقَدِيم بل صَار سقف الْبَيْت مأوى للطيور وأتعب الخدم ذَلِك فَإِنَّهُم صَارُوا فِي كل قَلِيل يجمعُونَ مَا يتَحَصَّل من زبل الْحمام وَغَيره وَنَدم هُوَ على مَا فعل وعد ذَلِك من سيئاته سِيمَا وَقد أهان الْمُحب بن أبي الْحسن الْبكْرِيّ الشَّافِعِي وَكَانَ مجاورا حِينَئِذٍ بِالضَّرْبِ وَغَيره لكَونه أنكر على الصناع بِحَيْثُ قيل إِن ذَلِك سَبَب مَوته والواقعة مَذْكُورَة فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين من أنباء شَيخنَا. وَقد اثنى عَلَيْهِ الْعَيْنِيّ فَقَالَ كَانَ دينا خيرا، زَاد غَيره متعاظما وَكَانَت ولَايَته بعد دَاوُد الْمَاضِي لما أنكر أهل مَكَّة ولَايَته وَمنعه الشريف وَأرْسل فورد الْأَمر بتولية هَذَا. 1085 - سودون المحمدي المؤيدي شيخ وَيعرف بسودون اتمكجي يَعْنِي الخباز /. صَار خاصكيا بعد أستاذه الْمُؤَيد ثمَّ اسْتَقر رَأس نوبَة الجمدارية فِي أَيَّام الْأَشْرَف ثمَّ أمره الظَّاهِر عشرَة وَجعله من رُؤُوس النوب ثمَّ أميراخور ثَالِث ثمَّ أميراخور ثَانِي وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَخمسين، وَكَانَ شجاعا مشكور السِّيرَة سليم الْبَاطِن عِنْده حشمة وكرم. سودون المغربي. / فِي سودون الظَّاهِرِيّ. 1086 - سودون المنصوري عُثْمَان / من أُمَرَاء العشرات وَأحد رُؤْس النوب. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين، وَيُقَال انه سقط وَهُوَ ثمل. سودون ميق /. فِي سودون الظَّاهِرِيّ برقوق.

1087 - سودون النوروزي / نوروز الحافظي نَائِب الشَّام وَيعرف بسودون العجمي أحد العشرات ورؤس النوب. مِمَّن تَأمر فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق. مَاتَ فِي حُدُود الْخمسين، وَكَانَ فِيمَا قيل مهملا. سودون النوروزي. / فِي سودون المحمدي. 1088 - سودون النوروزي آخر /. تنقل بعد سيد نوروز الحافظي حَتَّى صَار سلحدارا فِي أَوَائِل الدولة الأشرفية برسباي ثمَّ أَمِير عشرَة فِي الظَّاهِرِيَّة ومدرس النوب ثمَّ ولاه الْأَشْرَف اينال نِيَابَة القلعة إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ عَن نَحْو سبعين، وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا بشوشا حشما متواضعا وقورا مليحا كَرِيمًا مَعَ اسراف على نَفسه فِيمَا قيل. 1089 - سودون النوروزي آخر /. تنقل بعد سَيّده إِلَى أَن صَار فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي دوادار السُّلْطَان بحلب وَأحد المقدمين بهَا ثمَّ نَقله الظَّاهِر لحجوبية دمشق الْكُبْرَى، وَقدم عَلَيْهِ بتقادم هائلة ثمَّ رج وَعظم ونالته السَّعَادَة الدُّنْيَوِيَّة حَتَّى مَاتَ بهَا فِي سنة سبع وَأَرْبَعين ظنا، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ متوسط السِّيرَة. 1090 - سودون اليشبكي يشبك الجكمي أميراخور التركماني هُوَ وَيعرف بقندورة. / صَار بعد سَيّده من المماليك السُّلْطَانِيَّة وَولي بعض قلاع الْبِلَاد الشامية ثمَّ نِيَابَة قلعة صفد ثمَّ نِيَابَة قلعة دمشق بالبذل فِي كل ذَلِك ثمَّ صَار أحد مقدمي دمشق وسافر أَمِير الْمحمل الشَّامي فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ فَمَاتَ بعد خُرُوجه من الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة إِلَى جِهَة الشَّام فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة مِنْهَا أَو أَوَائِل الْمحرم من الَّتِي تَلِيهَا، وَقد قَارب السِّتين أَو جازها. 1091 - سودون اليوسفي /. مِمَّن حَبسه الْمُؤَيد شيخ بقلعة دمشق، وَلم أر من تَرْجمهُ وَلَكِن علمت اسْمه من أثْنَاء سودون المحمدي تلِي. 1092 - سودون غير مَنْسُوب، / مِمَّن سمع من شَيخنَا الاملاء سنة عشر بالشيخونية. 1093 - سونجبغا اليونسي الناصري فرج أَخُو ارنبغا / الْمَاضِي، وَهَذَا أصغرهما. تَأمر فِي أَوَائِل دولة الظَّاهِر جقمق لكَونه كَانَ متزوجا أُخْت زَوجته، وسافر أَمِير الْمحمل غير مرّة آخرهَا سنة خمس وَخمسين ثمَّ أنعم عَلَيْهِ الْمَنْصُور باقطاع طبلخاناه وزاده الْأَشْرَف عَلَيْهِ إمرة عشرَة ثمَّ مَاتَ أَخُوهُ الْمشَار إِلَيْهِ فورث مِنْهُ مَالا جزيلا، وَلم يلبث أَن توجه لتغري بردى القلاوي فَكَانَ قَتله على يَده فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين وَقد زَاد على السِّتين تَقْرِيبًا، وَكَانَ متوسط السِّيرَة بَخِيلًا وَحسن حَاله بِأخرَة. 1094 - سونجبغا الظَّاهِرِيّ برقوق الْفَقِيه. كَانَ من خاصكية سَيّده.

اشْتغل كثيرا وَلم ين بِهِ بَأْس لَكِن كَانَ بليدا. مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس عشرَة وَدفن بالصحراء خَارج بَاب البرقية. ذكره الْعَيْنِيّ. 1095 - سويدان / مقدم الْوَالِي عدى عَلَيْهِ فِي لَيْلَة رَابِع عشري صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 1096 - سيباي الأشرفي إينال / نَائِب غَزَّة ثمَّ حَاجِب دمشق ثمَّ نِيَابَة حماة وَهُوَ أَخُو قانصوة. مَاتَ فِي التجريدة. 1097 - سيباي الظَّاهِرِيّ جقمق أميراخور ثَالِث / وحاجب ميسرَة. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ، وَنزل السُّلْطَان فصلى عَلَيْهِ فِي سَبِيل المؤمني وَكَانَ فِيمَا قيل خيرا. 1098 - سيباي العلائي الأشرفي اينال، / كَانَ فِي أَيَّام استاذه خاصكيا ثمَّ نفي فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم إِلَى منفلوط، فاستمر بهَا جَمِيع مدَّته ثمَّ رَجَعَ بعده على خاصكيته ثمَّ ولاه الْأَشْرَف قايتباي بعناية الدوادار الْكَبِير الْكَشْف بمنفلوط، فَقَامَ الْعَرَب فِي وَجهه وطردوه طردا كليا فَرجع بعد قَبضه على مَحْمُود شيخ بني عدي فَأعْطَاهُ إمرة عشرَة، وَرجع فِي خدمَة الدوادار وَحِينَئِذٍ ضخم وتمول ومهد الْوَجْه القبلي وَكَانَ مَعَ مزِيد ظلمه سِيمَا فِي المساحة يظْهر محبَّة جمَاعَة من الْفُقَهَاء والفقراء وَالرَّغْبَة فِي سَماع الْقُرْآن والانشاد ويبر من يتَرَدَّد إِلَيْهِ مِنْهُم بل كَانَت عَلَيْهِ رواتب لبَعض ديور النَّصَارَى محتجا بِقصد من يرد عَلَيْهِم من الْمُسلمين خُصُوصا وَهُوَ يكثر الْخُرُوج للصَّيْد وَيُقِيم عِنْدهم فِيهَا وَلم يزل فِي نمو إِلَى أَن قتل فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ بمخيمه على شاطىء النّيل قَرِيبا من طما من أَعمال أسيوط وَلم يعلم قَاتله بل وجد مشقوق الْبَطن مَقْطُوع الْيَد بِبدنِهِ جراحات أَرْبَعَة وَحمل إِلَى أسيوط فَدفن بهَا قَرِيبا من قبر ازدمر الْحَاجِب وَلم يكمل الْخمسين وَمَا تيَسّر لَهُ الْحَج. 1099 - سيف بن أبي الصَّفَا إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن يُوسُف أَبُو بكر الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي أَخُو الْكَمَال مُحَمَّد الْحَنَفِيّ / الْآتِي وَتقدم فِي الْفُنُون مَعَ الدّيانَة والمحاسن بِحَيْثُ أَنه لم يُوَافق وَالِده وَجَمَاعَة بَيته فِي دَعْوَى الشّرف وَلَا حمل شظفه، وَالثنَاء عَلَيْهِ مستفيض وَرَأَيْت لَهُ تقريظا لمجموع التقي البدري أبدعه خطا ونثرا ونظما وَمن نظمه فِيهِ: (جزيت خيرا تَقِيّ الدّين حَيْثُ جلا ... مجموعك الْحسن بِالْحُسْنَى وَذَاكَ نقي) (وَفِي وفى تَقِيّ قد وقيت أَذَى ... فَأَنت حَقًا بكلتي حالتيك تَقِيّ) 1100 - سيف بن شكر البدري الحسني الْقَائِد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي مستهل الْمحرم سنة سبع وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. 1101 - سيف بن عَليّ / أَمِير العشير خرج على عساف ابْن عَمه الْمُتَوَلِي الامرة وَقتل ازدمر قريب السُّلْطَان ونائب حماة، والتف عَلَيْهِ جَمَاهِير الْعَرَب إِلَى أَن

حرف الشين المعجمة

جهز لَهُ فداوي فَدخل عَليّ وَهُوَ جَالس مَعَ جمَاعَة فيهم إِمَام النَّائِب بِحَيْثُ لم يشْعر بِهِ سيف إِلَّا وَهُوَ على رَأسه فطعنه بسكين مَعَه وبادر سيف مختبلا ليقْتل فَعَادَت ضَربته على نَفسه وأدركه أَصْحَابه فَقتلُوا الفداوي بعد قَتله الْجَمَاعَة الَّذين كَانُوا عِنْد سيف وَاحْتَملُوا سَيْفا وَهُوَ حَيّ وَآل أمره إِلَى أَن قَتله ابْن عَمه عَامر بن عجل أخذا بثأر سُلَيْمَان بن عساف ابْن عَم سيف لكَونه كَانَ قَتله أَيْضا وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ إِمَّا فِي آخر صفر أَو أول الَّذِي يَلِيهِ. سيف بن عِيسَى سيف الدّين السيرامي. يَأْتِي فِي يُوسُف. سيف بن بن جُبَير /. (حرف الشين الْمُعْجَمَة) شَاذ بك آخوخ يَعْنِي بِهِ جنسه، / يَأْتِي قَرِيبا. 1102 - شاذبك الأشرفي برسباي وَيعرف بفرفور أتابك حماة /. مَاتَ فِي الْوَقْعَة السوارية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد زَاد على الْخمسين. 1103 - شاذبك الأشرفي برسباي وَيعرف بشاذبك بشق / كَانَ من صغَار مماليك أستاذه وَأخرج بعده إِلَى الْبِلَاد الشامية وتنقل فِي عدَّة ولايات متخللا ذَلِك ببطالات إِلَى أَن صَار بِأخرَة أَمِير مائَة بِدِمَشْق ودوادار السُّلْطَان بهَا وسافر أَمِير الركب الشَّامي، فَمَاتَ فِي رُجُوعه بِالْقربِ من الكرك أَوَاخِر الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين وَقد زَاد على الْخمسين. 1104 - شَاذ بك الأشرفي قايتباي وَيُقَال لَهُ شَاذ بك آخوخ الطَّوِيل، / عمله أستاذه خاصكيا ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ رَأس نوبَة مُضَافا لَهَا ثمَّ نَاب عَن ملج فِي نِيَابَة القلعة ثمَّ اسْتَقل بهَا بعد وَفَاته فَلَمَّا عَاد من التجريدة سنة أَربع وَتِسْعين اسْتَقر بِهِ دوادارا ثَانِيًا عوضا عَن قانصوه الألفي بِحكم انْتِقَاله مقدما، وَيذكر بفروسية وشكر لبَعض أَحْكَامه وَأَنه رفع الرَّسْم من رَأس نوبَته وبردداره وَأَنه لَا يَأْخُذ على الْأَحْكَام إِلَّا قدرا يَسِيرا وَأكْثر من التبرم من الدوادارية فصرف عَنْهَا بماميه وَأعْطى تقدمة مَعَ تعزز واظهار برغبته فِي التخلي عَن الامرة. شاذبك بشقن / تقدم قَرِيبا. 1105 - شاذبك الجكمي جكم من عوض /. تنقل بعد أستاذه إِلَى أَن اتَّصل بِخِدْمَة ططر، فَلَمَّا تسلطن عمله خاصكيا ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَوَائِل الدولة الأشرفية وَصَارَ من رُؤْس النوب ثمَّ من الطبلخاناه ثمَّ رَأس نوبَة ثَانِي ثمَّ ولي نِيَابَة الرها ثمَّ صرف على طبلخاناه بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ قدمه الظَّاهِر وَصَارَ أَمِير الْمحمل ثمَّ نَاب بحماة ثمَّ وَجه إِلَى الْقُدس بطالا ثمَّ حبس بقلعة المرقب ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقُدس فَلم يلبث أَن مرض وَطَالَ مَرضه حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَهُوَ فِي عشر السِّتين

تَقْرِيبًا، وَكَانَ قَصِيرا جدا وَعِنْده حِدة وَبَعض خفَّة متوسط السِّيرَة فِي فروسيته وأفعاله. 1106 - شاذبك الجلباني أتابك دمشق / وَصَاحب الْمدرسَة الَّتِي بالقنوات مِنْهَا. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بمدرسته. أَخْبرنِي بذلك امامها. 1107 - شاذبك الصارمي إِبْرَاهِيم بن الْمُؤَيد شيخ /. صَار بعد موت سَيّده من مماليك وَالِده) الْمُؤَيد ثمَّ أخرج إِلَى الْبِلَاد الشامية وتأمر هُنَاكَ وتنقل بالبذل حَتَّى صَار حَاجِب الْحجاب بطرابلس ثمَّ أتابك حلب ثمَّ نَائِب غَزَّة، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ، وَقد قَارب السِّتين. 1108 - شاذبك من صديق الاشرفي برسباي / شاد العمائر السُّلْطَانِيَّة وَأحد العشرات عوضا عَن بردبك المحمدي الطَّوِيل. مِمَّن رقاه الْأَشْرَف قايتباي للامرة وَغَيرهَا، وسافر فِي التجاريد غير مرّة. 1109 - شاذبك طاز الخاصكي أحد مماليك الْأَشْرَف اينال. مَاتَ بالطاعون فِي يَوْم الْأَحَد منتصف ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَهُوَ أول مطعون فِيمَا قيل. شاذبك فرفور. / مضى قَرِيبا. 1110 - شاذبك الْفَقِيه /. أَمِير الراكز بِمَكَّة والمستقر بعد بيبرس الطَّوِيل. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَاسْتقر بعده ازدمر قَصَبَة. 1111 - شاذبك الْفَقِيه. / مَاتَ سنة أَربع وَسِتِّينَ فَينْظر إِن لم يكن أحد من سلف. 1112 - شَاذ بك دوادار قجماس / نَائِب الشَّام. قتل فِي مصاففة بَين عَسْكَر الْأَشْرَف وعَلى دولات بمَكَان يُقَال لَهُ الأندرين فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ. 1113 - شاذي الْهِنْدِيّ / عَتيق السراج عبد اللَّطِيف قَاضِي الْحَنَابِلَة بِمَكَّة. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. 1114 - شَارِب بن عِيسَى وَيُسمى مُحَمَّدًا الصَّنْعَانِيّ / شيخها والمرجوع إِلَيْهِ فِيهَا. مِمَّن قدمه إِمَام صنعاء النَّاصِر بن مُحَمَّد، فَلَمَّا مَاتَ الإِمَام وثب عَامر بن طَاهِر عَلَيْهَا فملكها وَأقَام بهَا جمَاعَة من أَتْبَاعه، وأسكن مُحَمَّدًا ولد النَّاصِر فِيهَا ثمَّ عَن لَهُ اخراجه إِلَى تعز ليأمن على الْبَلَد مِنْهُ وَمن أَتبَاع أَبِيه واستشعر الْوَلَد بذلك فَكتب لشارب وَهُوَ فِي الْحُصُون ليأخذه عِنْده فبادر إِلَى الْمَجِيء لبابها القبلي فَكَسرهُ، وَأخذ الْوَلَد مظْهرا أَنه لَا رَغْبَة لَهُ فِي غير أَخذه لعلمه بعجزه عَنْهَا ثمَّ بدا لَهُ نهب بَيت يحيى الكراز شيخ من أَتبَاع عَامر بل توجه فرجم قصرهَا فَلم يكن بأسرع من خُرُوج أَتبَاع عَامر مِنْهُ عَجزا وَغَلَبَة وملكها شَارِب وَاسْتقر بهَا الْوَلَد وَبلغ ذَلِك عَامِرًا فجَاء ليستنقذها مِنْهُ فخذل، وَكَانَ ذَلِك سَبَب قَتله وَدفن هُنَاكَ وَأرْسل

أَخُوهُ عَليّ يسْأَل فِي نَقله إِلَى المعرانة فَمَا أذعنوا لذَلِك محتجين بِأَنا نتبرك بقبره وَكَأَنَّهُ للاستهزاء، وَيُقَال إِنَّه) نقل، وشارب الْآن سنة سبع وَتِسْعين فِي قيد الْحَيَاة على شياخته وَهُوَ من عوام الزيدية. 1115 - شَارِع بن سرعَان بن أَحْمد بن حسن بن عجلَان الحسني الْمَكِّيّ /. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسِتِّينَ 1116 -. شار بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن عجلَان الحسني. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَانِينَ بصوب الْيمن. 1117 - شَاكر بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب علم الدّين بن فَخر الدّين بن علم الدّين الْمصْرِيّ الأَصْل القاهري / أحد الْأَعْيَان، وأكبر أشقائه الْخَمْسَة أمّهم ابْنة مجد الدّين كَاتب المماليك فِي الْأَيَّام الناصرية، وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان. ولد فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وتدرب بِأَبِيهِ وجده لأمه وَغَيرهمَا فِي الْخدمَة الْمُبَاشرَة وَغَيرهَا إِلَى أَن مهر وبواسطة جده لأمه اشْتهر فِي الدولة فَإِنَّهُ كَانَ يُبَاشر عَنهُ إِذا غَابَ وَاسْتقر بعد وَالِده فِي كِتَابَة الْجَيْش ثمَّ قَرَّرَهُ الْمُؤَيد بسفارة الزيني عبد الباسط فِي عمالة المؤيدية واقتدى بِهِ فِي ذَلِك الاشرف برسباي وَفِي أَيَّامه كَانَ يتَكَلَّم عَن الزين الْمشَار إِلَيْهِ فِي الخزانة وَغَيرهَا ورقاه جدا ثمَّ صَارَت الخزانة بعد اليهم مُضَافا لما كَانَ مَعَهم من اسْتِيفَاء ديوَان الْجَيْش، وَلَا زَالَ فِي ارتقاء وعلو إِلَى أَن صَار مرجعا فِي الدول وَعرف بجودة الرَّأْي وَحسن التَّدْبِير ووفور الْعقل وَقُوَّة الْجنان وَعدم المهابة للملوك فَمن دونهم من غير إخلال بالمداراة مَعَ السّكُون والتواضع والبذل الْخَفي، وَله مآثر وَقرب مِنْهَا الْجَامِع الَّذِي بِالْقربِ من أَرض الطبالة الْمَعْرُوفَة الْآن ببركة الرطلي وجامع بالخانقاه السرياقوسية وخطبة بمَكَان الْآثَار الشريف كَانَت نِيَّته فِيهَا صَالِحَة وَإِن كَانَ الْوَقْت غير مفتقر إِلَيْهَا وبر كثير للْفُقَرَاء وَأهل الْحَرَمَيْنِ بل وغالب من يَقْصِدهُ وَقرب من المنسوبين للصلاح والاكثار من زيارتهم والتأدب مَعَهم والمبادرة لمآربهم وَالْحِفْظ لأهل الْبيُوت والتوجع لمن يتَأَخَّر مِنْهُم واستجلاب من يفهم عَنهُ نوع جفَاء بالاحسان وَمن محاسنه انه اضْطر بالزحام للوقوف عِنْد سَبِيل الْمُؤَيد بالشارع وشاعرا يقْرَأ على الْمُتَوَلِي للسقي فِيهِ وظهره للمارة قصيدة لَهُ يهجو فِيهَا بعض الاقباط من غير تَعْيِينه فَسمع مِنْهَا إِلَى أَن زَالَ الزحام ثمَّ انْصَرف وَأمر من مَعَه بِطَلَب الشَّاعِر لَهُ إِلَى بَيته

فَقَالَ لَهُ من هَذَا التعس الَّذِي وَصفته بِمَا سمعته فَأعلمهُ بِهِ وَذكر لَهُ السَّبَب الْمُقْتَضِي لذَلِك فعذره وَبَالغ فِي تقبيح المهجو ثمَّ قَالَ أيمكنك أَن تُعْطِينِي هَذِه القصيدة وتمحو مسودتها إِن كَانَت) وأصالحك عَنهُ بِكَذَا فأذعن أَو معنى هَذَا، وليتني أعلم من يغار من الْفُقَهَاء لأبناء جنسه كَهَذا، وَحج مرَارًا وفجع بِجَمِيعِ اخوته فَصَبر. قَالَ فِيهِ ابْن تغري بردى وهم أَي الاخوة أَصْحَاب الْحل وَالْعقد فِي الدولة فِي الْبَاطِن وَإِن كَانَ غَيرهم فِي الظَّاهِر فهم الاصل قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فهم أصلح أَبنَاء جنسهم انْتهى. وأنجب أَوْلَادًا أَجلهم علما وحلما وتواضعا ومحاسن الشرفي يحيى بل هُوَ فريد فِي مَجْمُوعه وَلم يزل على وجاهته حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بمنزله ببركة الرطلي وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل جدا مَعَ غيبَة الْعَسْكَر ثمَّ دفن بتربتهم جوَار الاشرفية برسباي من الصَّحرَاء وَرَأَيْت لَهُ بعد مديدة مناما يشْهد بِخَير ثمَّ آخر، وَكَانَ قد أجَاز لَهُ باستدعاء مؤرخ بشعبان سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة من أجل اخْتِصَاص عَمه التَّاج عبد اللَّطِيف بِبَعْض الْمُحدثين جمَاعَة كَثِيرُونَ مِنْهُم ابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَالصَّلَاح الارموي وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ فاستجيز لذَلِك رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنَّا. 1118 - شامان بن زُهَيْر بن سُلَيْمَان السَّيِّد الْحُسَيْنِي / خَال صَاحب مَكَّة الجمالي مُحَمَّد. مَاتَ خَارِجهَا بالغد فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَحمل إِلَيْهَا فَدفن بهَا بعد أَن عاث فِي جازان وأفسد فَمَا كَانَ بأسرع من قصمه، وَكَانَ مَذْكُورا بالتجاهر بالرفض كبني حُسَيْن. أرخه ابْن فَهد وَسَيَأْتِي ابْنه فَارس 1119 -. شاه رخ القان معِين الدّين سُلْطَان بن تيمور / ملك الشرق وسلطان مَا وَرَاء النَّهر وخراسان وخوارزم وعراق الْعَجم ومازندران ومملكة دُلي من الْهِنْد وكرمان وأذربيجان. ذكره المقريزي فِي عقوده مطولا. 1120 - شاهين الاشرفي / أحد الْحجاب قتل فِي تجريدة الْبحيرَة على يَد الْعَرَب فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. 1121 - شاهين الأفرم الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بشاهين كتك بِفَتْح الْكَاف وَضم الْمُثَنَّاة الفوقانية وَمَعْنَاهُ أفرم. / مَاتَ فِي الرملة عِنْد توجههم إِلَى قتال نوروز فِي سنة سبع عشرَة. قَالَ شَيخنَا فِي انبائه وَكَانَ مَشْهُورا بقلة الدّين بل كَانَ بعض النَّاس يتهمه فِي اسلامه وَذكر لي الْبُرْهَان بن رِفَاعَة شَيْئا من ذَلِك وَوَصفه الْعَيْنِيّ بأدمان الْخمر واللواط قَالَ وَلم يشْتَهر عَنهُ خير وَلَا مَعْرُوف مَعَ كَثْرَة أَمْوَاله انْتهى

وَذكر غَيره أَن الظَّاهِر أنعم عَلَيْهِ بإمرة عشرَة فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بعد ركُوب عليباي عَلَيْهِ لكَونه قَاتل عَسْكَر عليباي أَشد قتال بِحَيْثُ أظهر من الفروسية والشجاعة مَا هُوَ غَايَة وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِك اتِّفَاقًا وَإِلَّا فَهُوَ مِمَّن لم يكن رَاكِبًا مَعَ السُّلْطَان حِينَئِذٍ ثمَّ إِنَّه لم يفخر بذلك بل وَلَا طلع فِي يَوْمه القلعة فأعجب السُّلْطَان مِنْهُ ذَلِك كُله وأنعم عَلَيْهِ بِمَا تقدم، ثمَّ رقاه النَّاصِر ابْنه حَتَّى صَار أحد المقدمين ثمَّ أَمِير سلَاح ثمَّ كَانَ أحد من عين فِي الجالسين بَين يَدي النَّاصِر لقِتَال شيخ ونوروز فلحق بهما وَصَارَ من حزبهما فَلَمَّا قتل النَّاصِر اسْتَقر بِهِ شيخ قبل سلطنته ثمَّ بعْدهَا على عَادَته فِي إمرة سلَاح إِلَى أَن مَاتَ برملة لد وَهُوَ رَاجع مَعَ الْمُؤَيد بعد قَتله لنوروز وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة قَالَ هَذَا المترجم وَكَانَ شجاعا مقداما عَاقِلا سيوسيا هادئا كَرِيمًا عَارِفًا بفنون الفروسية وركوب الْخَيل وأنواع الملاعب. 1122 - شاهين الايدكاري الناصري / أحد أُمَرَاء حلب وَهُوَ غير الَّذِي قبله بل هُوَ مُتَأَخّر عَنهُ جدا. 1123 - شاهين الجمالي نَاظر الْخَاص يُوسُف بن كَاتب جكم. / ولد تَقْرِيبًا فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ، وَقدم فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَقد بلغ ترقى إِلَى أَن عمل شادية جدة سِنِين وحمدت مباشراته بِالنِّسْبَةِ لغيره لعقله ورفقه وفهمه وَعدم هرجه وسكونه مَعَ اقباله على الْعلم وتطلعه للْقِرَاءَة فِيهِ بِحَيْثُ قَرَأَ على الزين قَاسم بن قطلوبغا شَرحه لختصر الْمنَار فِي أصولهم والقدوري عَلَيْهِ وعَلى الصّلاح الطرابلسي وعَلى النَّجْم ابْن قَاضِي عجلون الصّرْف والعربية وعَلى الْبَدْر المارداني فِي الْفَرَائِض والحساب وعَلى الْبَدْر بن خطيب الفخرية فِي الْعَرَبيَّة وعَلى الْفَخر الديمي فِي البُخَارِيّ والشفا غير مرّة وَغير ذَلِك فِي آخَرين، وَقد سمع عَليّ ومني أَشْيَاء وندبه السُّلْطَان للوقوف على عِمَارَته فِي البندقانيين والخشابين فَشكر، وَقد تزوج ابْنة أستاذه بعد موت خير بك ثمَّ فَارقهَا مَعَ كَونهَا ولدت مِنْهُ غير مرّة وماتوا ثمَّ تزوج حفيدته ابْنة الكمالي نَاظر الْجَيْش وَلكنه لم يدْخل بهَا إِلَى الْآن، وَاسْتقر بِهِ فِي مشيخة الخدام بِالْمَدِينَةِ وَفِي أثْنَاء ذَلِك رسم بتوجهه لنيابة جدة وأضاف لذَلِك فِي ثَانِي سنيها عمَارَة بِالْمَسْجِدِ الْمَكِّيّ كعلو بِئْر زَمْزَم ورفرف الْمقَام الْحَنَفِيّ ثمَّ سِقَايَة الْعَبَّاس، واجتهد بعد ذَلِك فِي إِجْرَاء عين حنين وتخلف عَن توجهه للمدينة بِمَكَّة سنة خمس وَتِسْعين لذَلِك وساعدته الْقُدْرَة الالهية بالأمطار، وَكَانَ أَمِير الركب الأول فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وتعب كثيرا بِمن كَانَ مَعَه ثمَّ عَاد لمباشرة المشيخة وَعمر الْمكتب والسبيل وَغَيرهمَا مِمَّا كَانَ وَهِي من عمَارَة الْملك، وَهُوَ كفؤ لكل مَا يُفَوض إِلَيْهِ

حسن) النّظر والتأمل، وَله بِالْمَدِينَةِ مآثر وَقرب مَعَ تَجْدِيد أَمَاكِن واحياء أُخْرَى وانفاد أوقاته بِالْعبَادَة والتلاوة وَسَمَاع الحَدِيث والمطالعة والتطلع إِلَى الترقي فِي الْفَضَائِل، وَعِنْده من تصانيفي عدَّة مُضَافَة لما حواه من كتب الْعلم، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ نادرة فِي أَبنَاء جنسه حَسَنَة من حَسَنَات الْوَقْت ومحاضرته جَيِّدَة وأدبه كثير وعقله شهير وَأهل طيبَة مسرورون بِهِ. 1124 - شاهين الحسني الطواشي / تقدم فِي دولة النَّاصِر وَحج بِالنَّاسِ وَولي نظر البيبرسية وَغَيرهَا. ذكره الْعَيْنِيّ وأرخ وَفَاتَ سنة خمس عشرَة. 1125 - شاهين دست الاشرفي الجمدار. / مَاتَ سنة سبع. 1126 - شاهين الدوادار الشيخي / عمل دواداريته قبل سلطنته وَكَانَ شَابًّا حسنا عَاقِلا شجاعا مَيْمُون النقيبة مائلا إِلَى الْعدْل وَالْخَيْر يُقَال انه جدد جَامع التَّوْبَة بِدِمَشْق. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث عشرَة حِين توجهه إِلَى مصر بَين الغرابي والصالحية وَحمل فَدفن بالصالحية، وحزن عَلَيْهِ أستاذه كثيرا. ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَقَالَ شَيخنَا انه كَانَ من خِيَار الْأُمَرَاء شجاعا مقداما، لكنه أرخ وَفَاته فِي شعْبَان بالصالحية وَنسبه شجاعيا، وَأَظنهُ تحرف من الْكَاتِب. 1127 - شاهين الرُّومِي النوري الانبابي / نَائِب كَاتب السِّرّ. قَرَأَ الْقُرْآن وجود الْكِتَابَة على الْبُرْهَان الفرنوي ثمَّ يس وتميز فِيهَا، وَكتب عدَّة مصاحف وَغَيرهَا وَقدم بَعْضهَا للاشرف قايتباي. 1128 - شاهين الرُّومِي الظَّاهِرِيّ جقمق الطواشي وَيعرف بشاهين غزالي /. أَصله من خدام فَارس نَائِب قلعة دمشق فَرَآهُ جرباش المحمدي كرد الناصري فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بهَا حِين توجهه بِبَعْض التقاليد فأعجبه جمال صورته، وَأعلم الظَّاهِر جقمق بذلك فراسل بِطَلَبِهِ فَأرْسلهُ لَهُ سَيّده مَعَ تقدمة، وَحِينَئِذٍ أعْتقهُ الظَّاهِر وَجعله خَازِنًا ثمَّ ساقيا إِلَى أَن عمله الظَّاهِر خشقدم رَأس نوبَة الجمدارية بعد عزل خجداشه خشقدم الاحمدي، وَلما اسْتَقر الاشرف قايتباي خالطه مِنْهُ بعد خوف فِي الْبَاطِن فَلم يلبث أَن مرض فِي ربيع الآخر ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة ثامن إِحْدَى الجمادين سنة ثَلَاث وَسبعين، وَدفن من الْغَد، وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بالمؤمني وَقد قَارب الْخمسين، وَكَانَ من أحسن أَبنَاء جنسه وَجها وأطولهم قدا وَأَحْسَنهمْ لفظا وأفصحهم لِسَانا وأحلاهم مذاكرة وَأَكْثَرهم أدبا بل هُوَ نادرتهم فِي مَجْمُوع محاسنه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.

1129 - شاهين الرُّومِي الْمزي / عَتيق التقي أبي بكر الْمزي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ عَارِفًا) بِالتِّجَارَة على طَريقَة سَيّده فِي محبَّة أهل الْخَيْر ووصاه على أَوْلَاده فرباهم ثمَّ مَاتَ بالقولنج فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وهم صغَار فأحيط بموجوده فيسر الله الْقيام فِي أَمرهم مَعَ السُّلْطَان حَتَّى اسْتَقر الَّذِي لَهُم فِي ذمَّته بل ظهر لَهُ أَخ شَقِيق فَلَمَّا أثبت نسبه قبض مَا بَقِي من تَرِكَة أَخِيه بعد مصالحة نَاظر الْخَاص. 1130 - شاهين الزردكاش. / كَانَ أحد المقدمين بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ صَار حَاجِب حجاب دمشق ثمَّ نَائِب حماة ثمَّ طرابلس إِلَى أَن عَزله ططر عَنْهَا ودام بهَا بطالا إِلَى أَن مَاتَ فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَورثه الشهَاب أَحْمد بن عَليّ بن اينال لكَونه مولى لِأَبِيهِ أَو جده. 1132 - شاهين الزيني عبد الباسط. شاهين نزيل الباسطية / وَأَظنهُ مَمْلُوك واقفها. كَانَ خيرا يتفقه ويجيد الْخط ويتدين. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس أَو سِتّ وَتِسْعين. 1133 - شاهين الزيني يحيى الاستادار وَيعرف بالفقيه. / كَانَ دوادارا رَابِعا عِنْد الْأَشْرَف قايتباي بعد أَن كَانَ خصيصا عِنْد مَوْلَاهُ، وَكَانَ خيرا بِالنِّسْبَةِ لأبناء جنسه محبا فِي الْعلمَاء والصلحاء وَرُبمَا اشْتغل. مَاتَ فِي رَجَب سنة تسع وَسبعين. 1134 - شاهين السَّعْدِيّ الطواشي اللالا. / خدم الاشرف فَمن بعده وَتقدم فِي دولة النَّاصِر، وَولي نظر البيبرسية وَغَيرهَا. مَاتَ فِي سنة ثَمَان. أرخه شَيخنَا وَأَظنهُ شاهين الْحسنى الْمَاضِي قَرِيبا وَأحد التاريخين غلط. شاهين الشجاعي. / مضى فِي شاهين الدوادار 1135 -. شاهين الشجاعي /. ولي نِيَابَة الْقُدس ودواداري السُّلْطَان بِدِمَشْق. مَاتَ فِي تَاسِع عشر ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن اللبودي 1136 -. شاهين الشجاعي، ولي حجوبية دمشق، وَحج بالركب الشَّامي وَولي نِيَابَة القلعة بِدِمَشْق. مَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين أرخه ابْن اللبودي أَيْضا. 1137 - شاهين الشيخي شيخ الصفوي / وَالِد خَلِيل الْمَاضِي أبي عبد الباسط الْآتِي. تنقل بعد أستاذه فِي عدَّة خدم إِلَى أَن ولي نظر الْقُدس ونيابته ثمَّ صرف عَنهُ وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ بطالا يتَرَدَّد لخدمة أزبك الدوادار كأمير شكار لَهُ وَلَعَلَّه كَانَ فِي خدمته، وَكَانَ شَيخا طوَالًا يجيد لعب الطير من الْجَوَارِح. مَاتَ. شاهين الشيخي. / فِي شاهين الدوادار. 1138 - شاهين الطوغاني طوغان الحسني. كَانَ من دوادارية النَّاصِر فرج ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة الظَّاهِر جقمق قبل سلطنته فَلَمَّا اسْتَقر عمله أحد الدوادارية

الصغار ثمَّ ولاه نِيَابَة قلعة حلب ثمَّ عَزله وولاه بعد مُدَّة نِيَابَة قلعة دمشق إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين واحتيط على موجوده، وَكَانَ فِيمَا قيل أَحمَق بَخِيلًا جَبَانًا. 1139 - شاهين العلائي قطلوبغا الكركي / وَالِد الْجمال يُوسُف سبط شَيخنَا. أقرأه سَيّده الْقُرْآن وَصلى بِهِ ثمَّ صَار من مماليك النَّاصِر ثمَّ من خاصكيته فَلَمَّا سَافر لقِتَال شيخ وَكَانَ صحبته أسره جمَاعَة الْمُؤَيد وَنَقله حَتَّى ولاه الدوادارية الصُّغْرَى وسَاق الْبَرِيد وَحج وَصَارَ أحد العشراوات بِالْقَاهِرَةِ وسَاق الْمحمل فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر ططر أخرج الأمرية عَنهُ وصيره طرخانا إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الْأَشْرَف بِخمْس امرة عشرَة بِدُونِ خدمَة ثمَّ ألزمهُ الظَّاهِر بِالْخدمَةِ ثمَّ أخرج أقطاعه وَأمر بنفيه لدمشق ورسم لَهُ بِدَرَاهِم يَأْخُذهَا كل يَوْم من أستادارها وأنعم عَلَيْهِ فِي غُضُون ذَلِك بفرس وقماش وَكَذَا قدم على الْأَشْرَف اينال وأنعم عَلَيْهِ بذلك وباقطاع امرة عشرَة، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتِّينَ وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس بِالْقربِ من قبَّة النَّاصِر فرج وَكَانَ قد صاهر شَيخنَا على أكبر بَنَاته وَولدت لَهُ عدَّة أَوْلَاد تَأَخّر مِنْهُم الْجمال الْمَذْكُور، وَقد تَرْجمهُ بأبسط من هَذَا وَقَالَ انه كتب بِخَطِّهِ الشفا والموطأ وَغَيرهَا وخس بالورق فَلم ينْتَفع بهَا وانه كَانَ فِي خلقه شدَّة وزعارة انْتهى. وَاتفقَ أَن الْمُحب بن الْأَشْقَر لحظ إِلَيْهِ وهما فِي مجْلِس صهرهما وَقد توفيت تَحت الْمُحب ابْنة لشَيْخِنَا ثمَّ ثَانِيَة فَقَالَ لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة مَالك ترمقني أَتُرِيدُ أَخذ الثَّالِثَة وإقبارها فَضَحِك الْجَمَاعَة. شاهين غزالي. / فِي شاهين الرُّومِي. 1140 - شاهين الْفَارِسِي، / مِمَّن أنشأه الْمُؤَيد إِلَى أَن صيره أحد المقدمين ثمَّ قبض عَلَيْهِ ططر فِي أَيَّام نظاميته وحبسه باسكندرية فِي الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين، وَكَانَ من الفرسان ظنا. شاهين الْفَقِيه /. فِي شاهين الزيني يحيى. 1141 - شاهين قصقا / وَمَعْنَاهُ الْقصير. كَانَ من الخاصكية فنقله النَّاصِر شَيْئا بعد شَيْء حَتَّى صَار أحد المقدمين وَمَات عَن قرب فِي ذِي الْقعدَة سنة عشر وَدفن فِي حوش الظَّاهِر. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَكَذَا الْعَيْنِيّ وَقَالَ انه مَا اشْتهر بِخَير. شاهين كنك / فِي شاهين الافرم)

(سقط) أرخه الْعَيْنِيّ. 1145 - شاه رخ بن تيمور الطاغية معِين الدّين / صَاحب هراة وسمرقند وبخارى وشيراز وَمَا والاها من بِلَاد الْعَجم وَغَيرهَا، بل ملك الشرق على الاطلاق والماضي أَبوهُ. ملكهَا بعد ابْن أَخِيه خَلِيل بن أميران شاه وحمدت سيرته وَقدم رسله لمصر غير مرّة وراسله مُلُوكهَا، ثمَّ وَقع بَينه وَبَين الْأَشْرَف برسباي استيحاش لكَونه طلب كسْوَة الْبَيْت وَفَاء لنذره فَأبى الْأَشْرَف وخشن لَهُ فِي الرَّد وَتردد للرسل بَينهمَا مرَارًا ثمَّ أرسل إِلَيْهِ جمَاعَة زعم أَنهم أَشْرَاف وعَلى يدهم خلعة لَهُ فَاشْتَدَّ غَضَبه من ذَلِك ثمَّ جلس بالاسطبل السلطاني واستدعى بهم ثمَّ أَمر بالخلعة فمزقت وضربهم بِحَيْثُ أشرف عظيمهم على الْهَلَاك ثمَّ ألقوا منكسين فِي فسقية مَاء بالاسطبل والاوجاقية ممسكة بأرجلهم يغمسونهم بِالْمَاءِ حَتَّى أشرفوا على الْهَلَاك وَالسُّلْطَان مَعَ ذَلِك يسب مرسلهم جهارا ويحط من قدره مَعَ مزِيد تغير لَونه لشدَّة حنقه، ثمَّ قَالَ لَهُم وَقد جِيءَ بهم إِلَى بَين يَدَيْهِ بعد ذَلِك قُولُوا لشاه رخ الْكَلَام الْكثير لَا يصلح إِلَّا من النِّسَاء وَكَلَام الرِّجَال لَا سِيمَا الْمُلُوك إِنَّمَا هُوَ فعل وَهَا أَنا قد أبدعت فِيكُم كسرا لِحُرْمَتِهِ فَإِن كَانَ لَهُ مَادَّة وَقُوَّة فليتقدم وَكتب لَهُ بذلك وأزيد فتزايد رعبه وَسكت عَن مَطْلُوبه مُدَّة حَيَاة الْأَشْرَف، وَلما اسْتَقر الظَّاهِر أرسل إِلَيْهِ بِهَدَايَا وتحف وَأظْهر السرُور بسلطنته وَأَنه دقَّتْ لذَلِك البشائر بهراة زينت أَيَّامًا فَأكْرم الظَّاهِر قصاده وأنعم عَلَيْهِم ثمَّ بعث إِلَيْهِ فِي الرسلية ششك بغا دوادار السُّلْطَان بِدِمَشْق فَتوجه إِلَيْهِ وَعَاد بأجوبة مرضية، ثمَّ أرسل فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين يسْتَأْذن فِي وَفَاء نَذره فَأذن لَهُ حسما لمادة الشَّرّ ودفعا لحُصُول الضَّرَر بِالْمَنْعِ فصعب على الْأُمَرَاء والأعيان فَلم يلْتَفت السُّلْطَان لكلامهم، وَقد تكَرر مَجِيء قاصده بهَا فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فِي نَحْو مائَة) نفس مِنْهُم قَاضِي الْملك وَهُوَ مَشْهُور بِالْعلمِ ببلادهم إِلَى غَيرهم من الأتباع وتلقاهم الْأُمَرَاء والقضاة والمباشرون وَسلم عَلَيْهِ شَيخنَا وأنزلوا وأكرموا، ثمَّ صعدوا إِلَيْهِ بالكسوة وهدية فَأمر أَن يَأْخُذهَا نَاظر الْكسْوَة بِالْقَاهِرَةِ ويبعثها لتلبس من دَاخل الْبَيْت وَانْصَرفُوا فَلَمَّا وصلوا لباب القلعة أَخذهم الرَّجْم من الْعَامَّة والسب واللعن، بل جَاءُوا وَمَعَهُمْ من المماليك السُّلْطَانِيَّة الَّذين بالأطباق نَحْو ثلثمِائة نفس سوى من انْضَمَّ إِلَيْهِم من الغلمان والغوغاء إِلَى الْمحمل النازلين بِهِ فنهبوا مَا فِيهِ مِمَّا يفوق الْوَصْف كَمَا

حكيناه فِي حوادثها وَيُقَال أَنَّهَا مَا كَانَت تَسَاوِي ألف دِينَار مَعَ سَمَاعي من أهل تِلْكَ النواحي الْمُبَالغَة فِي شَأْنهَا بل تحدث بِهِ بعض بني شيبَة فَالله أعلم. وتألم السُّلْطَان لَهُم وَأمْسك بعض من نسب لَهُ ذَلِك، وَقطعت أَيدي جمَاعَة وَضرب جمَاعَة إِلَى غير هَذَا مِمَّا فِيهِ تلافي خاطرهم بل ضم إِلَيْهِم الْمُبَالغَة بالاكرام والبذل وَمَعَ ذَلِك تحرّك صَاحب التَّرْجَمَة للبلاد الشامية فَلَمَّا وصل لنواحي السُّلْطَانِيَّة أهلكه الله وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَكفى الله الْمُؤمنِينَ الْقِتَال. وَكَانَ ضخما وافر الْحُرْمَة نَافِذ الْكَلِمَة نَحوا من أَبِيه مَعَ عفة وَعدل فِي الْجُمْلَة وَتَلفت لكتب الْعلم وَأَهله بِحَيْثُ ورد كِتَابه فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بترغيب ابْن الْجَزرِي لَهُ على الْأَشْرَف برسباي يَسْتَدْعِي مِنْهُ هَدَايَا، وَمن جُمْلَتهَا كتب فِي الْعلم مِنْهَا فتح الْبَارِي لشَيْخِنَا فَجهز لَهُ مِنْهُ إِذْ ذَاك ثَلَاث مجلدات ثمَّ أعَاد طلبه فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَجهز لَهُ مِنْهُ أَيْضا قِطْعَة أُخْرَى ثمَّ فِي زمن الظَّاهِر جهزت لَهُ نُسْخَة كَامِلَة، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ عدلا دينا خيرا فَقِيها متواضعا محببا فِي رَعيته محبا لأهل الْعلم وَالصَّلَاح مكرما لَهُم قَاضِيا لحوائجهم لَا يضع المَال إِلَّا فِي حَقه وَلذَا يُوصف بالامساك متضعفا فِي بدنه يَعْتَرِيه الفالج كثيرا محبا فِي السماع ذَا حَظّ مِنْهُ، بل كَانَ يعرف الضَّرْب بِالْعودِ بِحَيْثُ كَانَ ينادمه الاستاذ عبد الْقَادِر ابْن الْحَاج غبى وَيخْتَص بِهِ، كل ذَلِك مَعَ حَظّ من الْعِبَادَة والأوراد ومحافظته على الطَّهَارَة الْكَامِلَة وجلوسه مُسْتَقْبل الْقبْلَة والمصحف بَين يَدَيْهِ. شاه سوار بن سُلَيْمَان بن نَاصِر الدّين بك بن دلغادر /. مضى فِي سوار. 1146 - شتوان بن بيدر المليكشي. / مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. 1147 شحاتة بن فرج الْأَحْمَر مولى بني عَبَّاس / شُيُوخ فيشا. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين تَقْرِيبًا وَقد جَازَ السّبْعين. شرباش. / فِي جرباش بِالْجِيم. 1148 - شربش بن عبد الله بن عَليّ بن جسار بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتِّينَ خَارج مَكَّة وَحمل فَدفن بمعلاتها، أرخه ابْن فَهد، وَهُوَ بمعجمتين وفتحات ثَلَاث. 1149 - شرعان بن أَحْمد بن حسن بن عجلَان الشريف الحسني الْمَاضِي وَلَده شَارِع مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ، أرخه ابْن فَهد. 1150 - شرف بن أَمِيرا السرائي ثمَّ المارديني الْكَاتِب ويلقب شرف الدّين. كَانَ مجيدا للكتابة فِي طريقتي ياقوت وَابْن البواب بِحَيْثُ فاق وَطَلَبه تمرلنك من صَاحب ماردين لذَلِك وألح فِيهِ فَامْتنعَ من الطُّلُوع إِلَيْهِ وأخفى نَفسه كَرَاهَة من

قربه ثمَّ بعد أَن توجه تمرلنك إِلَى بِلَاده خرج من ماردين إِلَى حصن كيفا فسكنها وانتفع بِهِ أَهلهَا فِي الْكِتَابَة، وَقدم حلب فِي توجهه لِلْحَجِّ سنة تسع وَعشْرين فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَكتب بعض النَّاس بهَا وَكَذَا أَقَامَ بِدِمَشْق وَكتب عَلَيْهِ أَهلهَا، وَكَانَ شَيخا سَاكِنا دينا وَهُوَ حَيّ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ، ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَقَالَ لي الْمُحب بن الشّحْنَة إِنَّه كتب عَلَيْهِ وَلَيْسَ بِبَعِيد وَكَذَا قَالَ لي التَّاج بن عرب شاه انه كتب عِنْده وانه كتب على عبد الْجَبَّار وَعمر كعمر شَيْخه زِيَادَة على الْمِائَة، ويتأيد من قَالَ انه ولد بِدِمَشْق سنة تسع وَأَرْبَعين وانه متع بحواسه كلهَا وَاسْتمرّ بكتب بِدُونِ مرْآة حَتَّى مَاتَ بِدِمَشْق فِي الْمدرسَة النورية فِي ثَانِي عشر رَجَب سنة إِحْدَى وَخمسين، وَأوردهُ شَيخنَا فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ من إنبائه وَقَالَ إِنَّه قَرَأَ تَرْجَمته فِي تَارِيخ ابْن خطيب الناصرية. قلت وَلَيْسَت وَفَاته فِي النُّسْخَة الَّتِي رَأَيْتهَا بل الَّذِي رَأَيْته ان كَانَ حَيا سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. 1151 - شرف بن عبد الْعَزِيز بن قَاسم شرف الدّين الْمدنِي الْمَالِكِي /. أحد الفراشين بِالْمَدِينَةِ وأخو أبي الْفرج مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن قَاسم. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 1152 - شرف بن عبد الله بن مَحْمُود الشِّيرَازِيّ القَاضِي الشيفكي الشَّافِعِي، / مِمَّن قدم زبيد وتصدى فِيهَا لاقراء الاصلين وَأَخذهمَا عَنهُ الْفُضَلَاء كابراهيم بن جعمان، وَكَانَ شرف يعظمه فِي الصّلاح وَالْعلم وحصلوا لَهُ كتبا جليلة وَأَقْبل عَلَيْهِ عَليّ بن طَاهِر ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده، وَهُوَ الْآن فِي الاحياء. 1153 - شرف القواس /. أديب شَاعِر ناظم ناثر أفرد من نظمه القَاضِي سري الدّين عبد الظَّاهِر بن الذَّهَبِيّ ديوانا وَمِنْه قَوْله: (فوض إِلَى الله أمرا أَنْت قاصده ... وَاعْلَم بِأَن سمين الْمَكْر مهزول) ) (وَالْبَغي سَوف يعاني قتل صَاحبه ... وحاكم الْغدر بالتفويض مَعْزُول) مَاتَ بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ عَفا الله عَنهُ. 1154 - شرف الْملك الحسني / بَاشر نقابة الاشراف بِدِمَشْق، وَبهَا مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمسين. 1155 - شرِيف كرغيف السكندري /. شيخ قيل انه ابْن مائَة وَثَلَاثِينَ سنة أَخذ عَنهُ الزين الخافي، وَذكر أَنه أَخذ عَن أبي الْحسن عَليّ الْحطاب، وَكَانَ ابْن مائَة وست وَثَلَاثِينَ سنة وَهُوَ عَن أبي عبد الله مُحَمَّد الصّقليّ، وَكَانَ ابْن ثلثمِائة وَسِتِّينَ، وَهُوَ عَن المعمر الَّذِي عَاشَ ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ سنة وَهُوَ عَن سيد الْخلق

وَهَذَا سَنَد بَاطِل جزما، وَسَيَأْتِي نَحوه فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزين الخافي. شرِيف بِالتَّصْغِيرِ الفيومي الْوَكِيل أَخُو الْعِزّ عبد الْعَزِيز. اسْمه شرف الدّين مُحَمَّد ابْن / سَيَأْتِي. شعْبَان بن دَاوُد الآثاري. / فِي ابْن مُحَمَّد بن دَاوُد. 1156 - شعْبَان بن حسن بن كبة ابْن أُخْت عَليّ بن صَدَقَة من أهل اسكندرية / وتجارها. رَأَيْته بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين. 1157 - شعْبَان بن عبد الله بن مُحَمَّد الدمنهوري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مَسْعُود. / حفظ الْقُرْآن والمنهاج ظنا لِأَنَّهُ كَانَ يكثر النَّقْل مِنْهُ، واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَرَأَ فِي الْقرَاءَات على الزين جَعْفَر السنهوري وَصَحب بلديه الشَّيْخ مُحَمَّد البلقطري وَتزَوج بعده بابنته، وَحج وتصدى للتسليك والتربية، وَعظم النَّفْع بِهِ فِي تِلْكَ النَّاحِيَة لمزيد اعْتِقَادهم فِيهِ مَعَ خير كثير واقتفاء للسّنة واعتناء بالترغيب لِلْمُنْذِرِيِّ وإكثاره للنَّقْل مِنْهُ وَمِمَّا يُشبههُ، وَحصل نُسْخَة من القَوْل البديع تصنيفي وَمَعَ مداومة للتلاوة بِحَيْثُ بَلغنِي أَنه لَيْلَة مَوته قَرَأَ ختمة وَالثنَاء عَلَيْهِ كثير. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ السِّتين وَحصل التأسف من أهل تِلْكَ النواحي كثيرا عَلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا. 1158 - شعْبَان بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم شرف الدّين الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ. / سمع من أَصْحَاب الْفَخر، وَكَانَ بَصيرًا بمذهبه ودرس فِي الْعَرَبيَّة وَحصل لَهُ خلل فِي عقله وَمَعَ ذَلِك فيدرس وَيتَكَلَّم فِي الْعلم، مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. 1159 - شعْبَان بن عَليّ بن أَحْمد المغربي الزواوي الأَصْل القاهري القباني، وَيعرف بالزواوي / ولد سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالجودرية وَكَانَ كل من أَبِيه وأخيه يتعانى وضع القبان فَنَشَأَ كهما وَلكنه تميز بِحَيْثُ وضع بضعَة عشر قبانا ألفيا وَصَارَ شيخ الْجَمَاعَة والمشار إِلَيْهِ بَينهم عِنْد الِاخْتِلَاف، وَسمعت غير وَاحِد مِمَّن يَقُول إِنَّه كَانَ فريدا فِي صناعته وَحج غير مرّة وسافر مرّة لاصلاح قبابين الْوَجْه البحري وَكَانَ أَخُوهُ مُحَمَّد إِذْ ذَاك معلما فعز ذَلِك عَلَيْهِ وَرَافِع فِيهِ بِحَيْثُ أحضر فِي الْحَدِيد، وَكَانَ ابْتِدَاء سعده فَإِنَّهُ اسْتَقر حِينَئِذٍ وَصرف أَخُوهُ وَذَلِكَ قريب الْخمسين وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي مستهل سنة خمس وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ. 1160 - شعْبَان بن عَليّ بن جميل البعلي الْقطَّان وَالِده الْعَطَّار هُوَ. سمع فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة من عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب وَمُحَمّد بن عُثْمَان الجردي وَمُحَمّد بن عَليّ بن اليونانية وَمُحَمّد بن عَليّ بن يحيى بن حمود والصدر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زيد الْمِائَة المنتقاة لِابْنِ تَيْمِية من البُخَارِيّ قَالُوا أَنا الحجار بِهِ، وَحدث بِهِ سمع مِنْهُ ابْن مُوسَى والأبي قبل الْعشْرين.

1161 - شعْبَان بن مُحَمَّد بن جميل بِالْفَتْح بن مُحَمَّد بن محَاسِن بن عبد المحسن ابْن عَليّ بن يحيى الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن جميل، / وَأَظنهُ ابْن عَم الَّذِي قبله. ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع على النَّجْم أَحْمد بن إِسْمَاعِيل ابْن الكشك السِّيرَة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام قَالَ أنابها عبد الْقَادِر بن الْمُلُوك وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين. أرخه ابْن اللبودي. 1162 - شعْبَان بن مُحَمَّد بن دَاوُد زين الدّين الْموصِلِي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّاعِر وَيعرف بالآثاري / وَمُحَمّد فِي نسبه مُخْتَلف فِيهِ وَأَشَارَ لذَلِك شَيخنَا فِي إنبائه فَإِنَّهُ قَالَ ثمَّ زعم أَن اسْم أَبِيه مُحَمَّد بن دَاوُد وَيُقَال إِن دَاوُد مِمَّن تشرف بالاسلام فَأحب أَن يبعد عَنهُ ثمَّ صَار يكْتب الآثاري نِسْبَة إِلَى الْآثَار النَّبَوِيَّة لكَونه أَقَامَ بمكانها مُدَّة، ولد فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمصْر واشتغل فِي مبدأ أمره بِالْكِتَابَةِ عِنْد أبي عَليّ الزفتاوي حَتَّى تمهر فِي الْمَنْسُوب وَصَارَ رَأس من كتب عَلَيْهِ وَأَجَازَهُ فَصَارَ يكْتب النَّاس ثمَّ اتّفق أَنه شرب البلادر وَهُوَ كَبِير فَحصل لَهُ نشاف وَأقَام مُدَّة عَارِيا من الثِّيَاب بل كَانَ فِي الشتَاء مَكْشُوف الرَّأْس ثمَّ أَفَاق مِنْهُ قَلِيلا وَلزِمَ الِاشْتِغَال عِنْد الغماري والبدر الطنبذي وَغَيرهمَا وَحفظ عدَّة مختصرات فِي أَيَّام يسيرَة ثمَّ تعانى النّظم نظما سافلا ثمَّ لَا زَالَ يستكثر مِنْهُ حَتَّى انصقل قَلِيلا) ونظم نظما متوسطا وَأَقْبل على ثلب الاعراض وتمزيقها بالهجو المقذع وَتعلق على توقيع الحكم فقرر بِهِ ثمَّ عمل نقيب الحكم بِمصْر ثمَّ اسْتَقر فِي حسبتها بِمَال وعد بِهِ فِي ثَانِي عشر شعْبَان سنة تسع وَتِسْعين عوضا عَن نور الدّين عَليّ بن عبد الْوَارِث الْبكْرِيّ بعد أَن كَانَ يُوقع بَين يَدَيْهِ فَلم ينْهض بِمَا وعد بِهِ فعزل فِي شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا بالشمس الشاذلي ثمَّ أُعِيد ثمَّ عزل بِهِ، وَنُودِيَ عَلَيْهِ فَادّعى عَلَيْهِ جمَاعَة بقوادح فأهين إهانة بَالِغَة ففر إِلَى الْحجاز فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة ثمَّ دخل الْيمن ومدح ملكهَا فأعجبه وأثابه وَكَذَا مدح أعيانها وتقرب مِنْهُم ثمَّ انْقَلب يهجوهم كعادته، وأثار بهَا شرا اقْتضى نَفْيه إِلَى الْهِنْد بِأَمْر النَّاصِر بن الْأَشْرَف فَأَقَامَ بِهِ سِنِين وَأكْرم ثمَّ عَاد إِلَى طبعه فَأخْرج بعد أَن اسْتَفَادَ مَالا أُصِيب بعضه وَعَاد إِلَى الْيمن فَلم يتَغَيَّر عَمَّا عهد مِنْهُ فَأخْرج مِنْهَا بعد يسير فَتوجه إِلَى مَكَّة فجاور بهَا وقطنها نَحْو عشر سِنِين أَيْضا وَجَرت لَهُ أُمُور غير طائلة وَنصب نَفسه غَرضا للذم وَتزَوج جَارِيَة من جواري الْأَشْرَاف يُقَال لَهَا خود اتخذها ذَرِيعَة لما يُريدهُ من الذَّم والمجون وَغير ذَلِك فَصَارَ ينْسب نَفسه إِلَى القيادة والرضى بذلك لعشقه فِيهَا إِلَى غير ذَلِك، وَهُوَ فِي كل هَذَا يتغالى فِي الهجاء ويتطور ويتمضغ

بالأعراض، ثمَّ دخل الشَّام فِي سنة عشْرين ثمَّ الْقَاهِرَة فِي الَّتِي تَلِيهَا بعد غيبته عَنْهَا دهرا فَأكْرمه جمَاعَة من الْأَيْمَان كالزيني عبد الباسط وَكَذَا وقف كتبه وتصانيفه بمدرسته ومدح كَاتب السِّرّ وَغَيره ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فاستوطنها وتكرر دُخُوله مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة مرّة بعد أُخْرَى فَكَانَت منيته ثَانِي يَوْم قدومه وَذَلِكَ سَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَعشْرين. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ انه أجَاز لِابْنِهِ مُحَمَّد وَكتب بِخَطِّهِ أَن تصانيفه الأدبية تزيد على الثَّلَاثِينَ غالبها منظومات وَمِنْهَا مِمَّا حدث بِهِ فِي مَكَّة منظومته فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَرَأَيْت لَهُ قصيدة نونية هَنأ شَيخنَا فِيهَا برمضان كتب بِخَطِّهِ فِي طرتها: تهنئة شعْبَان برمضان، أوردتها فِي الْجَوَاهِر، وَقَالَ فِي إنبائه انه مدحه بقصيدة تائية وَكَأَنَّهَا الْمشَار إِلَيْهَا فِي مُعْجَمه بقوله ومدحني بقصيدة طَوِيلَة، قَالَ وَسمعت من نظمه أَشْيَاء علقتها فِي التَّذْكِرَة وَوصف هُوَ شَيخنَا بقوله سيدنَا وَشَيخنَا وبركتنا. وَمن نظمه: (رَبِّي لَك الْحَمد كَمَا جدت لي ... بِنِعْمَة دائمة وافيه) (قد كَانَ ارى نَائِما وَحده ... فَصَارَ فِي خير وَفِي عافيه) وَكتب بِخَطِّهِ أَنه اشْترى عبدا فَسَماهُ خير وَجَارِيَة فسماها عَافِيَة وَكتب تَحت الْبَيْتَيْنِ الْأَسْرَار) عِنْد الْأَحْرَار. قَالَ شَيخنَا بعد ذكر أَكثر مَا تقدم فِي الانباء وَكَانَ فِيهِ تنَاقض فَإِنَّهُ يتماجن إِلَى أَن يصير أضحوكة ويتعاظم إِلَى أَن يظنّ أَنه فِي غَايَة التصون مَعَ شدَّة الاعجاب بنظمه لَا يظنّ أَن أحدا يقدر على نَظِيره مَعَ أَنه لَيْسَ بالفائق بل وَلَا جَمِيعه من الْمُتَوَسّط بل أَكْثَره سفساف كثير الحشو عرى عَن البديع وَلما قدم الْقَاهِرَة سنة عشْرين هجا الْبَهَاء بن الْبُرْجِي الَّذِي كَانَ يتَوَلَّى الْحِسْبَة قَدِيما وَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى قَوْله عِنْد ميل منار المويدية لكَونه كَانَ نَاظر الْعِمَارَة: (عتبنا على ميل الْمنَار زويلة ... وَقُلْنَا تركت النَّاس بالميل فِي هرج) (فَقَالَت قريني برج نحس أمالني ... فَلَا بَارك الرَّحْمَن فِي ذَلِك البرج) قَالَ ثمَّ صَادف أَن ولي الْهَرَوِيّ الْقَضَاء فهجاه ومدح الْجلَال البُلْقِينِيّ وَكَأَنَّهُ بِمَا شَاءَ ذكره فأثابه وَلَعَلَّه أَيْضا هجا البُلْقِينِيّ ثمَّ توجه إِلَى دمشق فقطنها إِلَى أَن قدم الْقَاهِرَة سنة سبع وَعشْرين، ومدحني بقصيدة تائية مُطَوَّلَة وَلَا أَشك أَنه هجاني كغيري، وَقَالَ وَخلف تَرِكَة جَيِّدَة قيل بلغت مَا قِيمَته خَمْسَة آلَاف دِينَار مَعَ أَنه كَانَ مقترا على نَفسه فاستولى عَلَيْهَا شخص ادّعى أَنه أَخُوهُ وأعانه على ذَلِك بعض أهل الدولة وتقاسما المَال. وَمن نظمه وَقد ركب مَعَه بعض الرؤساء الْبَحْر: (وَلما رَأينَا السفن تحمل عَالما ... عطاياه للعافين لَيْسَ لَهَا حصر)

(عجبت لَهَا إِذْ تحمل الْبَحْر وَالَّذِي ... عهدناه أَن السفن يحملهَا الْبَحْر) وَمِنْه قَوْله لما أُعِيد الْجلَال البُلْقِينِيّ عقب عزل الْهَرَوِيّ وزينت الْقَاهِرَة لذَلِك وللمؤيد وعلق الترجمان فِي الزِّينَة حمارا حَيا: (أَقَامَ الترجمان لِسَان حَال ... عَن الدُّنْيَا يَقُول لنا جهارا) (زمَان فِيهِ قد وضعُوا جلالا ... عَن الْعليا وَقد رفعوا حمارا) وَرَأَيْت من أرخ مولده سنة تسع وَخمسين وسمى ألفيته فِي النَّحْو كِفَايَة الْغُلَام فِي إِعْرَاب الْكَلَام قرظها لَهُ البُلْقِينِيّ وَعمل أرجوزة فِي النَّحْو أَيْضا سَمَّاهَا الْحَلَاوَة السكرية وَأُخْرَى سَمَّاهَا عنان الْعَرَبيَّة وَأُخْرَى فِي الْعرُوض سَمَّاهَا الْوَجْه الْجَمِيل فِي علم الْخَلِيل وَأُخْرَى فِي علم الْكِتَابَة ولسان الْعَرَب فِي عُلُوم الْأَدَب وديوان فِي النبويات سَمَّاهُ المنهل العذب وكتابا سَمَّاهُ الرَّد على من تجَاوز الْحَد وَشرح الألفية فِي ثَلَاث مجلدات وَلكنه لم يكمل. قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة: وَكَانَ مِمَّن يَتَّقِي لِسَانه وَيخَاف شَره وَهُوَ عِنْد ابْن فَهد فِي ذيله لتاريخ مَكَّة، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده انه لم يكن مرضِي الطَّرِيقَة وَلَا رَضِي الاخلاق يرميه معارفه بقبائح عَفا الله عَنهُ وإيانا. 1163 - شعْبَان بن مُحَمَّد بن عوض بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين أَبُو البركات بن الشَّمْس السكندري الْمَالِكِي القادري سبط الانصاري / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن جنيبات بجيم وَنون بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ مُوَحدَة وَآخره فوقانية مصغر. ولد فِي شعْبَان سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة باسكندرية وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ الرسَالَة وَقطعَة من الْمُخْتَصر كِلَاهُمَا فِي الْمَذْهَب وألفية ابْن مَالك والسراجية والرحبية فِي الْفَرَائِض وَنَحْو الثُّلثَيْنِ من نَاظر الْعين فِي الْمنطق وَغير ذَلِك، وَعرض على جمَاعَة وجود الْقُرْآن عِنْد أبي بكر بن مُحَمَّد بن خلف الْمقري عرف بالفقيه زُرَيْق والشهاب السكندري القلقيلي وَابْن عَيَّاش وَغَيرهم وَأخذ الْفِقْه عَن سعيد الْهِنْدِيّ وَعبد الرَّحْمَن الحصيني والزين عبَادَة وَأبي الْقسم النويري وَغَيرهم وَسمع عَليّ الْكَمَال بن خير ثمَّ شَيخنَا فِي آخَرين، وَحج فِي سنة خمس وَعشْرين وَبعدهَا دخل الْقَاهِرَة غير مرّة وناب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ وتصدر فِي بعض مدارسها ثمَّ اسْتَقل بقضائها وقتا، وناله بعض الْمَكْرُوه بِسَبَب ذَلِك وَتقدم فِي الصِّنَاعَة مَعَ ذكاء وَفضل ومشاركة فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا، وبراعة فِي الْفَرَائِض وذوق فِي فن الْأَدَب وَحسن عشرَة وتواضع وَقد لَقيته بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا وكتبت عَنهُ قصيدة لَهُ أَولهَا: (رعى الله أوقاتا سقى وردهَا السمعا ... حَدِيثا سمعناه فيا طيبه سمعا) وَقَوله: (مسَائِل قد خصت بِحكم قضاتنا ... وَلَاء ومل للْيَتِيم وغيب)

(وحد قصاص ثمَّ رشد وضده ... كَذَا نسب ايصا وَحبس معقب) مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين وَدفن بتربته المنفذة لجامع صَفْوَان رَحمَه الله وإيانا 1164 - شعْبَان بن مُحَمَّد بن كيكلدي الْأَمِير شهَاب الدّين الْحلَبِي. / ولد فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وَكَانَ إنْسَانا حسنا خيرا ذَا عصبية وَمَكَارِم ومحبة للْفُقَرَاء والصلحاء وَالْعُلَمَاء، سمع الحَدِيث على الْبُرْهَان الْحلَبِي وَغَيره، وَصَارَ يستحضر الْكثير من التَّارِيخ وَأَيَّام النَّاس ويذاكر بِهِ. مَاتَ بحلب بعد أَن مرض ثَمَانِيَة أَيَّام بجامعها الْكَبِير تقدم النَّاس شَيْخه الْبُرْهَان، وَدفن على قَارِعَة الطَّرِيق خَارج بَاب الْفرج بِوَصِيَّة مِنْهُ فِي ذَلِك كُله وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَكتب على) لوح قَبره قَول الأديب الشَّمْس مُحَمَّد الدِّمَشْقِي المزين: (بقارعة الطَّرِيق جعلت قَبْرِي ... لأحظى بالترحم من صديق) (فيا مولى الموَالِي أَنْت أولى ... برحمة من يَمُوت على الطَّرِيق) ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَكَانَ صديقه. 1165 - شعْبَان بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود بن أَحْمد المكثر الزين أَبُو الطّيب وَأَبُو المناقب وَيُسمى أَحْمد وَلكنه بشعبان أَكثر بل لَا يكَاد يعرف بِغَيْرِهِ ابْن تَقِيّ الدّين بن ولي الدّين بن قطب الدّين الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الْمصْرِيّ المولد القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن حجر / وَهُوَ حفيد عَم شَيخنَا يجْتَمع مَعَه فِي مُحَمَّد الثَّالِث. ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمصْر، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة وعرضهما على ابْن الملقن وَغَيره، وسَمعه قَرِيبه وَيُقَال انه كَانَ وَصِيّه على خلق من شُيُوخ الْقَاهِرَة كالعراقي والهيثمي وَابْن الملقن والابناسي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الشيخة والمطرز وَالْفَخْر القاياتي والصدر الابشيطي وناصر الدّين بن الْفُرَات والحلاوي والسويداوي والنجم البالسي والشرف بن جمَاعَة وَولده الْعِزّ والتاج الصردي وَأبي عبد الله مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن خواجا الْحَمَوِيّ وَمُحَمّد بن يُوسُف بن عبد الدَّائِم الزواوي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف الحكار والفرسيسي وَمَرْيَم ابْنة الاذرعي وَخلق وارتحل بِهِ إِلَى اسكندرية فأسمعه أَيْضا على التاجين ابْن مُوسَى وَابْن الْخَرَّاط وناصر الدّين بن الْمُوفق وَالشَّمْس بن الهزبر وَطَائِفَة ثمَّ استصحبه إِلَى الشَّام أَيْضا فَسمع مَعَه بسرياقوس وقطيا وغزة ونابلس والرملة وَبَيت الْمُقَدّس والخليل ودمشق والصالحية وَغَيرهَا على جَمِيع شُيُوخه مَا سَمعه عَلَيْهِم حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ بعض أَصْحَابنَا وَأَنه سَمعه من شَيخنَا

ولكنني لم أسمع ذَلِك مِنْهُ وَلَا يبعدنا فإنني لم أر طبقَة بِشَيْء مِمَّا قرىء هُنَاكَ إِلَّا واسْمه فِيهَا وَكَذَا أجَاز لَهُ غَالب من أجَاز لشَيْخِنَا أَو جَمِيعهم أَيْضا مِنْهُم أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَهُوَ مكثر سَمَاعا وشيوخا، وَكَانَ شَيخنَا قد رام اسْتِعْمَاله فِي كِتَابَة الْأَجْزَاء فَكتب لَهُ بَعْضهَا ثمَّ ترك، وَحج وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَوصل فِي خدمَة قَرِيبه أَيْضا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ إِلَى حلب فَمَا دونهَا ولازم خدمته ونزله فِي صوفية البيبرسية وَفِي غَيرهَا وَكَانَ يحضر عِنْده فِي مجالسه الْقَدِيمَة وَلم يزل فِي رفده وَتَحْت ظله حَتَّى مَاتَ فَقَامَ بأَمْره وَلَده وَقرر لَهُ مَا يَكْفِيهِ وَيُقَال إِن ذَلِك كَانَ بِوَصِيَّة من وَالِده لَهُ وكف بَصَره وَحصل لَهُ توعك انْقَطع بِسَبَبِهِ وقتا وَأدّى إِلَى ثقل لِسَانه ثمَّ تزايد تعلله وَضعف حركته لَكِن مَعَ صِحَة السّمع وَثُبُوت الْعقل وَعَسَى أَن يكفر عَنهُ بِجَمِيعِ ذَلِك مَا لَعَلَّه اقترفه على نَفسه قبل وَبِالْجُمْلَةِ فَمَا عَرفته إِلَّا بعد أَن تَابَ وأناب وَلزِمَ الاسْتقَامَة وَقد حدث بالكثير من الْكتب أَخذ عَنهُ القدماء وقرأت عَلَيْهِ جملَة من الْكتب المطولة والاجزاء والمشيخات، وَكَانَ شَيخنَا يَقُول لي لَا تقْرَأ عَليّ إِلَّا مَا انْفَرَدت بِهِ عَنهُ فَمَا انْشَرَحَ خاطري لذَلِك مَعَ وجوده نعم قد أكثرت عَنهُ بعد مَوته، وَكَانَ صبورا على التحديث قل أَن يمل أَو يتضجر وَرُبمَا جر ذَلِك إِلَيْهِ بعض الْبر مَعَ شرف النَّفس والقناعة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد عَاشر رَمَضَان سنة تسع وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بتربة القرا سنقرية رَحمَه الله وإيانا. 1166 - شعْبَان ابْن شيخ الخانقاه البكتمرية. / وسط فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ لكَونه خدع امْرَأَة فخنقها فِي تربة وَأخذ سلبها وَكَانَت لَهُ قيمَة وَظهر أمره بعد أَن أَخذ أَبوهُ وَحبس بالخزانة فَلَمَّا قبض على وَلَده ضرب فاعترف فَقتل بعد أَن سمر ثمَّ وسط. قَالَه شَيخنَا فِي حوادث إنبائه. 1167 - شعْبَان أَبُو رَجَب / عَامي خير مديم للجماعات خُصُوصا فِي الصُّبْح بالمنكوتمرية وَلَا يَنْفَكّ فِي مَجِيئه لَهُ عَن قنديل يستضيء مِنْهُ أَهلهَا. مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله. 1168 - شعْبَان صهر الْبَدْر بن الحلاوي / وَالِد زَوجته أم وَلَده أبي بكر وَغَيره وبواب دَار الضَّرْب مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَأَرْبَعين وَهُوَ مُتَوَجّه لمَكَّة قبل الاحرام بِيَوْم وَاسْتقر بعده فِي دَار الضَّرْب صهرد. 1169 - شُعَيْب بن حسن الجابي الْخَاص / أَبوهُ والاطروش جدا. كَانَ فَقِيرا مقلا إِلَى الْغَايَة مِمَّن خدم المظفر الامشاطي وتدرب بِهِ فِي صناعَة التجليد وَصَارَ يعْمل بيُوت الأمشاط فترقع حَاله وتوصل إِلَى الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ وَصَارَ يتَكَلَّم فِي الْأَوْقَاف

الْجَارِيَة تَحت نظره للحرمين وَغَيرهَا فنتج وارتقى إِلَى التَّكَلُّم فِي أوقاف الْحَنَفِيَّة أَيَّام الشَّمْس الأمشاطي بسفارة أَخِيه الْمشَار إِلَيْهِ لكَونه خَال زَوجته وَاسْتمرّ وَكبر عمَامَته بِحَيْثُ طرش وسافر يحمل الْجِهَتَيْنِ للحرمين غير مرّة إِلَى أَن استكثر عَلَيْهِ الشَّمْس بن المغربي الغري مَا هُوَ فِيهِ فَوَثَبَ عَلَيْهِ، وَكَانَ بَينهمَا مَا لَا خير فِي شَرحه وَآل أمره إِلَى أَن أزيل من الْجِهَتَيْنِ ثمَّ عَاد لأوقاف الْحَنَفِيَّة خَاصَّة عِنْد ابْن الاخميمي وَيَزْعُم أَنه غير مستريح، وَبَلغنِي إِن وَالِده كَانَ من خِيَار أهل حرفته. 1170 - شُعَيْب بن عبد الله. / أحد من كَانَ يعْتَقد فِي الْقَاهِرَة من المجاذيب. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى عشرَة وَكَانَ يسكن حارة الرّوم. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَكَانَ يعرف بالحريفيش حكى لنا الْجلَال القمصي وَغَيره من كراماته، وأسلفت فِي الصَّدْر سُلَيْمَان بن عبد النَّاصِر الابشيطي بَعْضهَا. 1171 - شفارة الْمعلم الجرائحي، / مَاتَ سنة خمس وَخمسين. 1172 - شَفِيع بن عَليّ بن مبارك بن رميثة الشريف الحسني الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة تسع وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. 1173 - شقرون الْجبلي المغربي. / كَانَ صَالحا زاهدا. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة سِتِّينَ. وَمن نظمه: (شربت عتيقا فَاسْتَنَارَ بسره ... فُؤَادِي وَأهْدى نشره لجوارحي) (فصرت بِلَا روح تشعشع فِي الورى ... وَمَا ذَاك إِلَّا من بوارق سابحي) أفادنيه بعض أَصْحَابنَا المغاربة. 1174 - شكر الْقَائِد الحسني عَتيق السَّيِّد حسن بن عجلَان ووالد بديد / الْمَاضِي ووزير مَكَّة لولد سَيّده بَرَكَات. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَأَرْبَعين بعد أَن أوصِي بِبَيْت من بيوته يَجْعَل رِبَاطًا وبآخر يُوقف عَلَيْهِ وَبعد سِنِين بنى ابْنه رِبَاطًا ووقف الْبَيْت عَلَيْهِ. 1175 - شكم الْمَكِّيّ شيخ للسفل /. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ. 1176 - شماف بِضَم الْمُعْجَمَة ثمَّ مِيم خَفِيفَة وَآخره فَاء، / وَهُوَ فَرد لَا نَظِير لَهُ النوروزي وَالِد الْفَاضِل خضر الْحَنَفِيّ الْمَاضِي. خدم بعد سَيّده النَّاصِر فرج، وَحج فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَسبعين عَن نَحْو الثَّمَانِينَ، وَصلى عَلَيْهِ فِي محفل فِيهِ الشَّافِعِي والدوادار الْكَبِير وَكَانَ خيرا بِالنِّسْبَةِ لأبناء جنسه يحافظ على الصَّلَوَات وَيَتْلُو مَا يحفظ من الْقُرْآن وَهُوَ جُزْء من آخِره كل يَوْم مرَارًا وَلَا يعرف فِيمَا قيل إِلَّا الْخَيْر . شمس بن عَطاء الله الْهَرَوِيّ /. فِي مُحَمَّد. 1177 - شمس العقعق التَّاجِر. هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف.

1178 - شميلة بن مُحَمَّد بن حَازِم بن شميلة بن مُحَمَّد أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. / كَانَ من أَعْيَان الاشراف النمويين مرعيا عِنْد أُمَرَاء مَكَّة لشجاعته دخل مصر أَيَّام الظَّاهِر واليمن أَيَّام النَّاصِر بن الاشرف ونال مِنْهُ بعض دنيا. مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي عشر السِّتين ظنا. ذكره الفاسي.) ::: 1179 - شميلة بن مُحَمَّد بن سَالم بن مُحَمَّد بن قَاسم وَيُسمى أَحْمد الحفيصي بِالتَّصْغِيرِ / نِسْبَة لبني حفيص قَبيلَة كَبِيرَة بِالْيمن السَّعْدِيّ فَخذ مِنْهَا الْمَكِّيّ مبَاشر جدة لصَاحِبهَا رَأَيْته بهَا، وَكَانَ فِيهِ خير فِي الْجُمْلَة وَله بعض مآثر كسبيل خَارج بَاب شبيكة انْتفع بِهِ النَّاس مُدَّة ثمَّ تعطل مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَهُوَ وَالِد رَاجِح وخرسان الماضيين 1180 -. شند الطواشي / أحد خدام الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة. أُصِيب فِي الْحَرِيق الْكَائِن بهَا فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله. 1181 - شهَاب الاسلام الْكرْمَانِي الشَّافِعِي /. قدم شيراز فَأخذ عَنهُ ابْن السَّيِّد عفيف الدّين وَوَصفه بِالْعلمِ. 1182 - شهَاب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مخلوف ابْن أُخْت الْأمين بن النجار /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 1183 - شهوان بن عجل بن رُمَيْح السَّيِّد النموي صهر صَاحب مَكَّة / على إِحْدَى بَنَاته وَأمه أَيْضا فَاطِمَة ابْنة بَرَكَات. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بِمَكَّة ثمَّ دفن. 1184 - شَيْخي بن مُحَمَّد بن عَليّ الخواجا التبريزي /. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ، أرخه ابْن فَهد، ورأيته فِي تَارِيخ مَكَّة سمى أَبَاهُ أَحْمد ابْن عَليّ، وَقَالَ الدّباغ سكن مَكَّة. 1185 - شيخ الحسني الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بشيخ الْمَجْنُون /. صَار بعد موت الْمُؤَيد أَمِير عشرَة وَمن رُؤْس النوب ونفاه الْأَشْرَف برسباي إِلَى حلب، وَمَات بهَا فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. أرخه الْعَيْنِيّ، زَاد غَيره انه كَانَ تركي الْجِنْس عِنْده نوع خفَّة وطيش مَعَ عدم معرفَة. 1186 - شيخ الخاصكي /. كَانَ أجمل مماليك الظَّاهِر برقوق وأقربهم إِلَى خدمته وأخصهم بِهِ وَكَانَ القَاضِي فتح الدّين فتح الله زوج والدته. قَالَه شَيخنَا قَالَ وَرَأَيْت بِخَط المقريزي انه كَانَ بارع الْجمال فائق الْحسن لَدَيْهِ معرفَة وَفِيه حشمة ومحبة للْعُلَمَاء وَفهم جيد نابها صلفا معجبا منهمكا فِي اللَّذَّات توجه إِلَى الكرك فَمَاتَ فِي أَوَائِل سنة إِحْدَى. 1187 - شيخ الركني بيبرس الأتابك. تنْتَقل إِلَى أَن صَار أميراخور ثَانِي بعد

سودون ميق فِي أَيَّام الاشرف برسباي وطبلخاناه. مَاتَ فِي لَيْلَة الاربعاء رَابِع عشري الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ بعد تمرض أَيَّام كَثِيرَة بحمرة، أرخه الْعَيْنِيّ وَزَاد غَيره انه كَانَ كَرِيمًا حشما حُلْو المحاضرة مَعَ دعابة واسراف على نَفسه. 1188 - شيخ السليمان الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بالمسرطن، / تنقل فِي عدَّة نيابات مِنْهَا طرابلس، وَمَات فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان خَارج دمشق. 1189 - شيخ الصفوي وَيعرف بشيخ الخاصكي. / كَانَ من أُمَرَاء الظَّاهِر برقوق وأعيان دولته ألبسهُ فِي الْمحرم سنة ثَمَانمِائَة نِيَابَة غَزَّة فَخرج من يَوْمه إِلَى الخانقاه السرياقوسية ثمَّ استعفى من الْغَد وَسَأَلَ فِي الاقامة بالقدس بطالا فَأُجِيب وَتوجه إِلَيْهِ فَلم يلبث أَن نقل إِلَى حبس المرقب لشكوى المقادسة من تعرضه لأبنائهم واكثاره من الْفساد وَمَات بِهِ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى. ذكره المقريزي فِي عقوده وَطول الْعَيْنِيّ تَرْجَمته فَقَالَ كَانَ شَابًّا جميل الصُّورَة محتشما سخيا كثير الْمعرفَة والذوق قَلِيل الاذى مشاركا فِي بعض الْمسَائِل بل يحفظ عقيدة الطَّحَاوِيّ، وَلذَا كَانَ صَحِيح العقيدة محبا فِي الْعلمَاء ومجالستهم يلقى عَلَيْهِم الْمسَائِل ثمَّ تغير وَأَقْبل على الملاهي وَعشرَة المساخر، ونصحه السُّلْطَان وَغَيره مرَارًا فَمَا أَفَادَ، وَآل أمره إِلَى أَن نَفَاهُ السُّلْطَان وأبعده، قَالَ وصنفت لَهُ شرحا لطيفا لتحفة الْمُلُوك، وَصدر تَرْجَمته بشيخ الصفوي الخاصكي أَمِير مجْلِس قلت وَأَظنهُ شيخ الخاصكي الْمَاضِي فيحرر. 1190 - شيخ المحمودي ثمَّ الظَّاهِرِيّ برقوق الْمُؤَيد أَبُو النَّصْر الجركسي الأَصْل. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين وَسَبْعمائة فَإِنَّهُ فِيمَا سَمعه مِنْهُ شَيخنَا مِمَّا ذكره فِي إنبائه ومعجمه كَانَ قدومه للقاهرة فِي أول سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ أَو آخر الَّتِي قبلهَا فِي السّنة الَّتِي قدم فِيهَا أنص وَالِد الظَّاهِر برقوق وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْ عشرَة سنة فَعرض وَهُوَ جميل الصُّورَة على الظَّاهِر فَقبل تسلطنه فرام شِرَاءَهُ من جالبه فاشتط فِي الثّمن وَلم يلبث أَن مَاتَ فَاشْتَرَاهُ الخواجا مَحْمُود شاه اليزدي تَاجر المماليك بِثمن يسير فنسب محموديا لذَلِك وَقدمه لبرقوق وَهُوَ حِينَئِذٍ أتابك العساكر فأعجبه فَأعْتقهُ وَنَشَأ ذكيا فتعلم الفروسية من اللّعب بِالرُّمْحِ وَرمى النشاب وَالضَّرْب بِالسَّيْفِ والصراع وسباق الْخَيل وَغير ذَلِك وَمهر فِي جَمِيع ذَلِك مَعَ جمال الصُّورَة وَكَمَال الْقَامَة وَحسن الْعشْرَة وَأول مَا كَانَ فِي الْكِتَابِيَّة ثمَّ فِي الخاصكية ثمَّ فِي السقاة، واختص بسيده إِلَى الْغَايَة مَعَ غَضَبه عَلَيْهِ بِسَبَب نَهْيه غير مرّة عَن التهتك والميل إِلَى اللَّهْو والطرب وَلَكِن لم يعزله عَن وظيفته وَلَا أبعده ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة فِي سلطنته

الثَّانِيَة بعد وقْعَة شقحب وَذَلِكَ فِي ثَانِي عشري صفر سنة أَربع وَتِسْعين، وَكَانَ مِمَّن سجن قبل ذَلِك من مماليكه فِي فتْنَة منطاش بخزانة) شمائل وَنذر حِينَئِذٍ إِن نجاه الله تَعَالَى مِنْهَا أَن يَجْعَلهَا مَسْجِدا فَفعل ذَلِك فِي سلطنته بعد بضع وَعشْرين سنة وتأمر على الْحَاج سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بعد موت أستاذه وناب فِي طرابلس وَلما نَازل اللنك حلب خرج مَعَ العساكر فَأسر ثمَّ خلص من اللنك بحيلة عَجِيبَة وَهِي أَنه لما أسر اسْتمرّ فِي أسر اللنكية إِلَى أَن فارقوا دمشق ثمَّ رجعُوا فاغتنم وَقت رحيلهم وَألقى نَفسه بَين الدَّوَابّ وستره الله فَمشى إِلَى قَرْيَة من عمل صفد ثمَّ توصل إِلَى طرابلس وَركب الْبَحْر إِلَى الطينة ثمَّ مَشى فِي الْبر إِلَى قطيا فَبَالغ الْوَالِي فِي إكرامه بعد أَن كَانَ جفاه لكَونه لم يعرفهُ وَاعْتذر وَقدم لَهُ خيلا فَركب وَدخل الْقَاهِرَة وأعيد كَمَا كَانَ أَولا لنيابة طرابلس ثمَّ ولي نِيَابَة الشَّام وَجَرت لَهُ من الخطوب والحروب مَا ذكر فِي الْحَوَادِث بل وأشير إِلَيْهِ فِي تَرْجَمته من تَارِيخ ابْن خطيب الناصرية، وَكَذَا ذكر شَيخنَا بعضه فِي مُعْجَمه وَملك وَكَانَت مُدَّة كَونه فِي السلطنة ثَمَان سِنِين وَخَمْسَة أشهر وَثَمَانِية أَيَّام وَأقَام فِي الْملك عشْرين سنة مَا بَين نَائِب ومتغلب وأتابك وسلطان قَالَ شَيخنَا وَكَانَ شهما شجاعا عالي الهمة كثير الرُّجُوع إِلَى الْحق محبا فِي الْعدْل متواضعا يعظم الْعلمَاء ويكرمهم وَيحسن إِلَى أَصْحَابه ويصفح عَن جرائمهم يحب الْهزْل والمجون لَكِن مستترا ومحاسنه جمة، وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه حدث بِصَحِيح البُخَارِيّ عَن السراج البُلْقِينِيّ بأجازة مُعينَة أخرجهَا بِخَطِّهِ وَذكر أَنَّهَا كَانَت مَعَه فِي أَسْفَاره لَا يفارقها وحضرنا عِنْده عدَّة مجَالِس، وَكَانَ يحب الْعلمَاء ويجالسهم ويكرمهم ويعظم الشَّرْع وَحَمَلته وَكَانَ مفرطا فِي الشجَاعَة محبا فِي الصَّلَاة لَا يقطعهَا وَإِن عرض لَهُ عَارض بَادر إِلَى قَضَائهَا، قَالَ وافتتح حصونا وخطب لَهُ بقيسارية ثمَّ جهز وَلَده إِبْرَاهِيم فظفر بِابْن قرمان وأحضروه أَسِيرًا وَلما أَصَابَته عين الكتمان مَاتَ ابْنه إِبْرَاهِيم ثمَّ مَاتَ هُوَ بعده بِقَلِيل وَذَلِكَ فِي أول الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين قَالَ وَقد ذكرت فِي الوفيات كثيرا من محاسنه وَمَا كَانَ يعاب بِهِ وَأَيْنَ أَيْن مثله سامحه الله وَعَفا عَنهُ، وَقَالَ الْعَيْنِيّ فِي تَارِيخه: لما مَاتَ كَانَ فِي الخزانة ألف ألف دِينَار وَخَمْسمِائة ألف دِينَار من الذَّهَب على مَا قيل فَلم تضم السّنة وفيهَا دِينَار وَاحِد، قَالَ وَهُوَ من طَائِفَة من الجراكسة يُقَال لَهُم كرموك وَيُقَال انه من ذُرِّيَّة اينال بن ركماس ابْن سرماس بن طحا بن جرباش بن كرموك وَكَانَ كرموك كَبِير طائفته وَكَذَلِكَ نسل، وَعمل الْعَيْنِيّ فِي سيرته أرجوزة سَمَّاهَا الْجَوْهَر انتقد مِنْهَا شَيخنَا مَا أفرده

فِي جُزْء سَمَّاهُ قذى الْعين من يعب غراب الْبَين وَكَذَا أفردها ابْن ناهض فِي مُجَلد حافل قرضه لَهُ كل عَالم وأديب ومؤرخ) وحبِيب، وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية وترجمته فِي تَارِيخه أَكثر من كراس وَنصف انه كَانَ ملكا مهيبا ماجدا أديبا جوادا عالي الهمة جليل الْمِقْدَار عفيفا عَن الْأَمْوَال تَامّ الشكل وَاسع الصَّدْر خَفِيف الركاب مظفرا فِي الوقائع يمْلَأ الْعين ويرجف الْقلب ذَا سطوة عَظِيمَة وحلم وأناة وصبر وإقدام وخبرة كَامِلَة انْتهى، وتكرر نُزُوله فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين إِلَى بَيت الناصري بن الْبَارِزِيّ ببولاق، وعام فِي الْبَحْر غير متستر مَعَ مَا بِهِ من ألم رجلَيْهِ وضربان المفاصل وَقَالَ المقريزي: كَانَ شجاعا مقداما يحب أهل الْعلم ويجالسهم ويجل الشَّرْع النَّبَوِيّ ويذعن لَهُ وَلَا يُنكر على الطَّالِب مِنْهُ أَن يمْضِي من بَين يَدَيْهِ إِلَى قُضَاة الشَّرْع بل يُعجبهُ ذَلِك وينكر على أمرائه مُعَارضَة الْقُضَاة فِي أحكامهم غير مائل إِلَى شَيْء من الْبدع لَهُ قيام فِي اللَّيْل إِلَى التَّهَجُّد أَحْيَانًا لكنه كَانَ بَخِيلًا مسيكا يشح حَتَّى بِالْأَكْلِ لجوجا غضوبا نكدا حسودا معيابا يتظاهر بأنواع الْمُنْكَرَات فحاشا سبابا بذيئا شَدِيد المهابة حَافِظًا لأَصْحَابه غير مفرط فيهم وَلَا مضيع لَهُم وَهُوَ أكبر أَسبَاب خراب مصر وَالشَّام لِكَثْرَة مَا كَانَ يثيره من الشرور والفتن أَيَّام نيابته بطرابلس ودمشق ثمَّ مَا أفْسدهُ فِي أَيَّام ملكه من كَثْرَة الْمَظَالِم وَنهب الْبِلَاد وتسليط أَتْبَاعه على النَّاس يسومونهم الذلة وَيَأْخُذُونَ مَا قدرُوا عَلَيْهِ بِغَيْر وازع من عقل وَلَا ناه من دين وأرخ وَفَاته بعد تنوع الاسقام وتزايد الآلام قبيل ظهر يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع الْمحرم وَقد أناف على الْخمسين، وَصلى عَلَيْهِ خَارج بَاب الْقلَّة، وَحمل إِلَى جَامعه فَدفن بالقبة قبيل الْعَصْر، وَلم يشْهد دَفنه كَبِير أحد من الْأُمَرَاء والمماليك، قَالَ وَاتفقَ فِي امْرَهْ موعظة فِيهَا أعظم عِبْرَة، وَهُوَ انه لما غسل لم تُوجد لَهُ منشفة ينشف بهَا فنشف بمنديل بعض من حضر غسله وَلَا وجد لَهُ مئزر تستر بِهِ عَوْرَته حَتَّى أَخذ لَهُ مئزر صوف صعيدي من فَوق رَأس بعض جواريه فَستر بِهِ وَلَا وجد لَهُ طاسة يصب عَلَيْهِ المَاء بهَا حِين غسله مَعَ كَثْرَة مَا خلف من المَال. قلت وَله مآثر كالجامع الَّذِي بِبَاب زويلة قيل انه لم يعمر فِي الاسلام أَكثر مِنْهُ زخرفة وَلَا أحسن ترخيما بعد الْجَامِع الْأمَوِي، وَأَصله خزانَة شمائل تَوْفِيَة لنذره، وَكَذَا عمل خطْبَة بالمقياس من الرَّوْضَة وَله الْمدرسَة الخروبية بالجيزة وعدة سبل ومكاتب، وَعمل جِسْرًا تجاه منشية المهراني وَنزل بِنَفسِهِ فِي مخيم هُنَاكَ وَعمر منظرة الْخمس وُجُوه الَّتِي بِالْقربِ من التَّاج الخراب صرف عَلَيْهَا شَيْئا كثيرا ورام

حرف الصاد المهملة

انشاء بُسْتَان حوله فَمَا تمّ إِلَى غير ذَلِك وترجمته نَحْو كراسين من عُقُود المقريزي) شيخ أميراخور وطبلخاناه. / هُوَ شيخ الركني مضى. 1191 - شيفكي إِمَام الدّين. كَانَ بحرا فِي الْعَرَبيَّة مِمَّن أَخذ عَن السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَعنهُ عبد الأول المرشدي بِمَكَّة وَهُوَ تَرْجمهُ. (حرف الصَّاد الْمُهْملَة) (من اسْمه صَالح) 1192 - صَالح بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد علم الدّين بن الشهَاب بن الرداد التَّيْمِيّ الْقرشِي الْيَمَانِيّ /، سلك على مَذْهَب أَبِيه فِي اقتفاء طَرِيق الشَّيْخ إِسْمَاعِيل الجبرتي، وَكَانَ لَهُ ذوق وَشعر، وَله فِي السماع فهم وحركة مزعجة سامحهم الله. 1193 - صَالح بن أَحْمد بن صَالح بن أَحْمد بن عمر بن أَحْمد صَلَاح الدّين بن الشهَاب بن السفاح الْحلَبِي أَخُو عمر / الْآتِي، وهما توءمان سبط قاضيها الشّرف الانصاري. ولد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وأحضر على ابْن أيدغمش، وَسمع على ابْن صديق، وَقَرَأَ شَيْئا فِي النَّحْو ثمَّ لما ولي أَبوهُ كِتَابَة السِّرّ اسْتَقر فِي توقيع الدست، وناب عَن أَبِيه وَكَانَ محتشما متوددا إِلَى النَّاس وافر الْعقل. مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَعشْرين. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه 1194 -. صَالح بن أبي بكر بن يحيى بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُوسَى بن عجيل الشهَاب بن الرُّكْن الْيَمَانِيّ، وَيعرف كسلفه بِابْن عجيل. / نَاب بقرية جده الْأَعْلَى الْفَقِيه أَحْمد بن مُوسَى إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة أَربع وَخمسين وَكَانَ فَقِيها جَلِيلًا رَحمَه الله. 1195 - صَالح بن خَلِيل بن سَالم بن عبد النَّاصِر بن مُحَمَّد بن سَالم تَقِيّ الدّين الْكِنَانِي الْغَزِّي الشَّافِعِي نزيل بَيت الْمُقَدّس. / ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وتفقه وَتقدم وناب فِي الحكم ولقيه شَيخنَا بِبَيْت الْمُقَدّس فحدثه بالمسلسل عَن الْمَيْدُومِيُّ فيا يظنّ شَيخنَا، وَقَرَأَ عَلَيْهِ مشيخة قَاضِي المرستان الصُّغْرَى تَخْرِيج أبي سعد السَّمْعَانِيّ بِسَمَاعِهِ لَهَا على الْمَيْدُومِيُّ جُزْء ابْن عَرَفَة وجزء الدارع. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع بِبَيْت الْمُقَدّس. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وإنبائه والمقريزي فِي عقوده 1196 -. صَالح بن صَالح بن حُسَيْن الْبَصْرِيّ الضَّرِير الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. / مِمَّن تَلا بالسبع على عمر النجار وَالِد يروطي وَسمع التقي بن فَهد وَغَيره، وَحضر دروس أبي البركات الهيثمي والبرهاني وَغَيرهمَا، وَكَانَ يكثر الصخب والصياح وَرُبمَا يُقَام. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ. 1197 - صَالح بن صَالح / وَزِير فاس. مَاتَ سنة بضع وَأَرْبَعين. 1198 - صَالح بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله السلجماسي المغربي نزيل مَكَّة /

فهرس كتب رِبَاط الْمُوفق بهَا فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَمَات بعد ذَلِك. صَالح بن عمر بن رسْلَان بن نصير بن صَالح شَيخنَا القَاضِي علم الدّين أَبُو الْبَقَاء بن شيخ الاسلام السراج أبي حَفْص الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَأول من سكن بلقينة من أُصُوله صَالح الْأَعْلَى. ولد فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا فِي كنف وَالِده فحفظ الْقُرْآن، وَصلى بِهِ للنَّاس التَّرَاوِيح على الْعَادة بمدرسة وَالِده فِي سنة تسع وَتِسْعين، والعمدة وألفية النَّحْو ومنهاج الْأُصُول والتدريب لِأَبِيهِ إِلَى النَّفَقَات والمنهاج من ثمَّ إِلَى آخِره، وَعرض بعض محافيظه على أَبِيه والزين الْعِرَاقِيّ وَجَمَاعَة وجميعها على أَخِيه وَكَانَ أَحْيَانًا يرمل الفتاوي بَين يَدي وَالِده وَحضر دروسه وَصحح عَلَيْهِ فِي التدريب، وَكَانَ متصونا متقللا من الدُّنْيَا غَايَة فِي الذكاء وَسُرْعَة الْحِفْظ فلازم الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والْحَدِيث وَغَيرهَا من الْعُلُوم، وانتفع فِي ذَلِك كُله بأَخيه خُصُوصا حِين عَزله بالهروي حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكتب بِخَطِّهِ من تصانيفه جملَة وَقرأَهَا عَلَيْهِ، كَذَا أَخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن الْمجد الْبرمَاوِيّ والبيجوري وَالشَّمْس الغراقي، وَفِي الْأُصُول عَن الْعِزّ بن جمَاعَة، وَفِي النَّحْو عَن الشَّمْس الشطنوفي وَفِي الحَدِيث عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ مجَالِس من أَمَالِيهِ بِحُضُور الهيثمي وَرَأَيْت المملي أثبت اسْمه فِي بَعْضهَا وَسمع على وَالِده جُزْء الْجُمُعَة للنسائي وَختم دَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي وَأَشْيَاء وعَلى الشهَاب بن حجي جُزْء ابْن بخيد، بل قَرَأَهُ هُوَ عَلَيْهِ بعض مشيخة الْفَخر وَسمع على أَخِيه عشارياته تَخْرِيج شَيخنَا أبي النَّعيم الْمُسْتَمْلِي وَغير ذَلِك فِي آخَرين كالجمال بن الشرائحي، وَأَجَازَ لَهُ التنوخي وَآخَرُونَ باستدعاء شَيخنَا وَغَيره. وَحج فِي سنة أَربع عشرَة وَلَقي الْحَافِظ الْجمال بن ظهيرة وَغَيره، وَدخل دمياط فَمَا دونهَا وَلم يزل ملازما لِأَخِيهِ حَتَّى تقدم وَأذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس بعد عزل الْهَرَوِيّ وَعوده إِلَى الْقَضَاء، وَوَصفه بالعالم المفنن، وخطب بالمشهد الْحُسَيْنِي حِين أحدث فِيهِ ابْن النُّسْخَة الْخطْبَة ليتمرن فِيهَا وَبِغَيْرِهِ، وَقَرَأَ البُخَارِيّ عِنْد الْأَمِير) اينال الصصلاي وَألبسهُ يَوْم الْخَتْم خلعة، وعاونه حَتَّى اسْتَقر فِي توقيع الدست كَمَا وَقع لأخويه وناب فِي الْقَضَاء عَن أَخِيه بدمنهور وأنشده بعض أهل الْأَدَب عقب عمله ميعادا بالنحرارية: (وعظ الْأَنَام إمامنا الحبر الَّذِي ... سكب الْعُلُوم كبحر فضل طافح)

(فشفا الْقُلُوب بِعِلْمِهِ وبوعظه ... والوعظ لَا يشفى سوى من صَالح) وَغَيرهَا ودرس الْفِقْه وَهُوَ شَاب بِالْمَدْرَسَةِ الملكية تلقاها عَن ابْن أبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ قبل الْعشْرين ثمَّ رغب لَهُ أَخُوهُ عَن درس التَّفْسِير والميعاد بالبرقوقية فِي سنة احدى وَعشْرين وَعمل فِيهَا إِذْ ذَاك إجلاسا حافلا ارْتَفع ذكره بِهِ وَكَذَا نوه أَخُوهُ بِذكرِهِ فِي مناظرات الْهَرَوِيّ بِحَيْثُ أَن القَاضِي كَانَ يخبر أَن الْمُؤَيد رام أَن يوليه الْقَضَاء عوضا عَن أَخِيه فَمَا أجَاب حَيَاء مِنْهُ وأدبا مَعَه وَقدمه أَخُوهُ أَيْضا لخطبة الْعِيد بالسلطان الظَّاهِر ططر حِين سَافر مَعَه وبرز صَاحب التَّرْجَمَة لتلقيه من قطيا فَوجدَ أَخَاهُ ضَعِيفا جدا وصادف ارسال السُّلْطَان يَأْمُرهُ أَن يتجشم الْمَشَقَّة فِي الْخطْبَة بِهِ لكَونه أول عيد من سلطنته والا فليعين من يصلح فَكَانَ هُوَ الصَّالح فَخَطب حِينَئِذٍ السُّلْطَان بالعسكر فَأَعْجَبَهُمْ جهورية صَوته وَاسْتقر فِي أنفسهم أَنه عَالم وَلذَلِك لما مَاتَ أَخُوهُ اسْتَقر عوضه فِي تدريس الخشابية وَالنَّظَر عَلَيْهَا وَحضر عِنْده فِيهِ الْكِبَار من شُيُوخه وَغَيرهم وَاسْتمرّ فِيهَا حَتَّى مَاتَ، ورام الظَّاهِر اخراجهما عَنهُ مرّة بعد أُخْرَى بل رام اخراجه من مصر جملَة فَمَا مكنه الله من ذَلِك كُله ثمَّ اسْتَقر بعد صرف شَيْخه الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بالديار المصرية فِي سادس ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين فَأَقَامَ سنة وَأكْثر من شهر وَصرف، وتكرر عوده لذَلِك ثمَّ صرفه حَتَّى كَانَت مُدَّة ولَايَته فِي مَجْمُوع المرار وَهِي سبع ثَلَاث عشرَة سنة وَنصف سنة وَعقد الميعاد بمدرستهم وَولي تدريس الحَدِيث بالقانبهية والميعاد والافتاء بالحسنية وَالْفِقْه بالشريفية بِمصْر مَعَ نظرها وَنظر الخانقاه البيبرسية وجامع الْحَاكِم كَمَا بيّنت كل ذَلِك فِي المعجم والذيل لرفع الأصر، وَكَانَ اماما فَقِيها عَالما قوي الحافظة سريع الادراك طلق الْعبارَة فصيحا يتحاشى عدم الْأَعْرَاب فِي مخاطباته بِحَيْثُ لَا يضْبط عَلَيْهِ فِي ذَلِك شَاذَّة وَلَا فاذة حسن الِاعْتِقَاد فِي الصَّالِحين كثير التودد اليهم بساما بشوشا طلق الْمحيا فاشيا للسلام مهابا لَهُ جلالة وَوَقع فِي صُدُور الْخَاصَّة والعامة لطيف المحاضرة فكها ذَاكِرًا لكثير من الْمُتُون والفوائد الحديثية والمبهمات الَّتِي حصلها حِين كَانَ) أَخُوهُ يقدمهُ لمناظرة الْهَرَوِيّ مستحضرا لجملة من الرَّقَائِق والمواعظ والاشعار وَكَذَا الوقائع والحوادث العلمية سَمحا بعارية الْكتب باذلا لجاهه وَأَنْشَأَ بقلمه وَلسَانه حَتَّى كَانَ بعض الْفُضَلَاء يَقُول إِن الْحُضُور بَين يَدَيْهِ من المفرحات شهما مقداما لَا يهاب ملكا وَلَا أَمِيرا ذَا بادرة رُبمَا تُؤدِّي إِلَى لومه سريع الْغَضَب وَالرُّجُوع والدمعة وَالْكِتَابَة سليم الصَّدْر لَا يتَوَقَّف عَن قبُول من اعتذر إِلَيْهِ معرضًا من تتبع زلات من يناوئه غير مشتغل بتنقيصه بل رُبمَا يمْنَع من يشْتَغل

فِي مَجْلِسه بذلك، وَهُوَ فِي آخر عمره فِي غَالب مَا أَشرت إِلَيْهِ أحسن حَالا فِيهِ قبله خُصُوصا فِي التَّوَاضُع وَالِاعْتِرَاف بالتقصير ومزيد المداراة غير متأنق فِي مأكله وملبسه متغافلا عَمَّا يحصله أَتْبَاعه بجاهه غير سَائل عَنهُ يقنع باليسير مِمَّا يهدي إِلَيْهِ إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يطول شَرحه ولشاعر الْوَقْت النواجي فِيهِ عدَّة قصائد وَكَذَا لغيره من الْفُضَلَاء، وَقد تصدى لنشر الْعلم قَدِيما وَكَذَا للوعظ والافتاء وَحضر مجْلِس وعظه السَّادة من الشُّيُوخ والرفاق وطارت فَتَاوِيهِ فِي الْآفَاق، وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء من كل نَاحيَة طقة بعد أُخْرَى حَتَّى صَار أَكثر الْفُضَلَاء من تلامذته وَكَذَا حدث بأَشْيَاء واشتهر اسْمه وَبعد صيته، وَكَانَ القاياتي يَقُول انه تخطى النَّاس بِحِفْظ التدريب وصنف تَفْسِيرا وشرحا على البُخَارِيّ لم يكمله وأفراد فتاوي أَبِيه والمهم من فتاوي نَفسه والتقط حَوَاشِي أَخِيه على الرَّوْضَة بل جمع بَين حَوَاشِي أَبِيه وأخيه عَلَيْهَا وأفرد كلا من تَرْجَمته وترجمة وَالِده وأكمل تدريب أَبِيه وبيض مَا كتبه أَبوهُ على الْمُهِمَّات، وَله القَوْل الْمُفِيد فِي اشْتِرَاط التَّرْتِيب بَين كلمتي التَّوْحِيد والخطب والتذكرة وَغَيرهمَا مِمَّا أثْبته فِي الْكِتَابَيْنِ الْمشَار اليهما وَله نظم ونثر قد يَقع فِي كل مِنْهُمَا الْوسط وَقد قَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَحَضَرت دروسه وَأذن لي بالتدريس والافتاء وَرُبمَا أرسل الي بالفتاوي وقرض لي غير تصنيف وَكَانَ يجلني ويقدمني على سَائِر الْجَمَاعَة بل ويثني على سَائِر الْأَهْل كالأبوين والعمين والجدين للْأَب وَالأُم وَالْخَال، وَاسْتمرّ على جلالته وعلو مكانته حَتَّى مَاتَ بعد أَن توعك قَلِيلا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم فِي محْضر جم تقدمهم ابْن الشّحْنَة القَاضِي الْحَنَفِيّ وَدفن بجوار وَالِده بمدرسته الشهيرة وَأَقَامُوا على قَبره أَيَّامًا يقرؤن وتأسف النَّاس على فَقده، وَلم يخلف بعده مثله رَحمَه الله وإيانا. 1200 - صَالح بن عوض بن غنيم بن مُحَمَّد بن صَالح / قَاضِي الزيدية ينبوع مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ. 1201 - صَالح بن عِيسَى بن ماضي المغربي. / مِمَّن سمع اخْتِلَاف الحَدِيث للشَّافِعِيّ بِقِرَاءَتِي.) 1202 - صَالح بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن دَاوُد بن سَالم الصمادي. كَانَ جده سَالم من مريدي الشَّيْخ عبد الْقَادِر وبنيت لسلفه زَاوِيَة بصماد قبلي بَصرِي، وَنَشَأ هَذَا بزاويته فَكَانَ يضيف الواردين كثيرا وَله أَتبَاع وشهرة وَكلمَة مسموعة عِنْد أهل الْبر مَعَ مزدرعات ومواش. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس وَعشْرين عَن نَحْو السّبْعين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 1203 - صَالح بن قَاسم بن أَحْمد بن أسعد بن مُحَمَّد بن الْفضل بن مياس الْمرَادِي

اليمني الصَّنْعَانِيّ الْحَنَفِيّ نزيل الصَّحرَاء وَيعرف بالشيخ صَالح. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بمخلاف صنعاء، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره، واشتغل هُنَاكَ قَلِيلا فِي الْفِقْه والعربية وأصل الدّين ثمَّ ارتحل فِي سنة ثَلَاث وَخمسين فحج وجاور ثمَّ ركب الْبَحْر إِلَى الْقَاهِرَة فَدَخلَهَا فِي رَمَضَان سنة خمس وَخمسين فلازم التقى الشمني فِي الْفِقْه والعربية وَكَانَ مِمَّا أَخذه عَنهُ حَاشِيَته للْمُغني وَشَرحه للنقاية وكتبهما بِخَطِّهِ، وَكَذَا أَخ عَن التقي الحصني الْمنطق والمعاني وَالْبَيَان وأصول الدّين وَغَيرهَا وَعَن الكافياجي أصُول الْفِقْه وسافر إِلَى الشَّام فَأخذ بهَا عَن حميد الدّين فِي أصولهم وَعَن ملا شيخ شَرحه لدرر الْبحار، وَتوجه لتبريز فَقَرَأَ على ملا ظهير الدّين فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَإِلَى الرّيّ فَأخذ عَن ملا عبد الرَّحِيم الْكِنْدِيّ بِفَتْح الْكَاف نِسْبَة لمدينة فِي الرّيّ، ودام فِي غيبته خمس سِنِين ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وقطن الصَّحرَاء بهَا، وَحج رَفِيقًا للابناسي وأقرأ الْفُضَلَاء، وتميز فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف والمنطق والمعاني وَالْبَيَان، وَعرف بالصلاح والفصاحة مَعَ تقلله وانجماعه وَعدم مزاحمته لبني الدُّنْيَا بِحَيْثُ عرض عَلَيْهِ النِّيَابَة فِي الْقَضَاء فَأبى. 1204 - صَالح بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف المرشدي الْمَكِّيّ أَخُو عمر / الْآتِي وخال بني الْمُحب الطَّبَرِيّ الامام. مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن ابْن عَيَّاش، وسافر للهند بِجُزْء من شَعْرَة منسوبة لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودام بهَا مُدَّة ورزق بعض الْأَوْلَاد ثمَّ قدم بهم مَكَّة وَكَانَ سَاكِنا وَمَات فِي صفر سنة سبع وَتِسْعين وَشهِدت الصَّلَاة عَلَيْهِ. 1205 - صَالح بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن دَاوُد اليافوري فَقِيه الْمَالِكِيَّة بالتكرور /. مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. صَالح بن مُحَمَّد بن عَليّ النَّاشِرِيّ. / فِي أَخِيه أَحْمد. 1206 - صَالح بن الْجمال أبي النجا مُحَمَّد بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء مُحَمَّد بن أَحْمد علم الدّين الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو أبي الْقسم مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن الضيا. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَكنت مِمَّن عرضهَا عَلَيْهِ بل سمع مني بِمَكَّة، وَحضر دروس أَبِيه ثمَّ أَخِيه وَقدم الْقَاهِرَة صُحْبَة الْأمين الاقصرائي فِي سنة وَفَاته فَأَقَامَ مَعَ أَخِيه تَحت نظره ثمَّ بمسجده وَتردد للبرهان الكركي وَغَيره، وَلم يذكر بفضيلة وَلَا همة لَهُ فِي هَذَا الْمَعْنى، وَقد توجه للقاهرة بحرا فِي سنة سبع وَتِسْعين فَبَلغهُ الطَّاعُون بهَا فَالْتَفت إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة، وَرجع مَعَ موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَبَين الاخوين تبَاين عَظِيم وَذَاكَ أَعلَى وأغلى. 1207 - صَالح بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن عَليّ / وَاخْتلف

فِيمَن بعده الشَّيْخ مجد الدّين أَبُو مُحَمَّد الحسني الريَاحي المدوكالي مولدا الذوادي مربي المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بالزواوي وَهُوَ لقب كَمَا قَالَ. ولد فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ على رَأس السِّتين وَسَبْعمائة بقرية مدوكال من أفريقية بَين بسكرة وَعمرَة وانتقل مِنْهَا وَهُوَ صَغِير إِلَى ذواد فحفظ الْقُرْآن واشتغل بالعلوم. وَقدم الْقَاهِرَة فَسمع بهَا عَليّ الشّرف بن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والعز بن جمَاعَة وَحميد الدّين حَمَّاد التركماني والكمال بن خير والنورين الفوي والابياري اللّغَوِيّ وَالْفَخْر الدنديلي والشموس الشَّامي والزراتيتي والبيجوري والصدر السويفي والزين بن النقاش وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا وَآخَرين، وَحج فَسمع بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة عَليّ الزين المراغي الْكثير وَعبد الرَّحْمَن الصبيبي ورقية ابْنة ابْن مزروع فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَأثْنى عَلَيْهِ شَيخنَا فِي تَارِيخه فَقَالَ كَانَ خيرا ذَاكِرًا لكثير من الْفِقْه ملازما لحضور مجَالِس الْعلم، جاور بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة مُدَّة وحصلت لَهُ جذبة ويحكي أَنه كَانَ يسمع تَسْبِيح النّخل فِي مروره بَين الينبوع فِي النّخل أَيَّام الرطب بل سَمعهَا تَقول لَهُ يَا صَالح كل مني وَكَذَا اتّفق لَهُ وَهُوَ بِمَكَّة أَنه وجد بعض الحطابين وَمَعَهُ حطب فَسَأَلَهُ أهوَ من الْحل أم من الْحرم فَقَالَ من الْحل فَاشْتَرَاهُ وَجَاء بِهِ إِلَى منزله فَلَمَّا أوقد النَّار صَاح الْحَطب فَقَالَ وَالله يَا صَالح أَنا من حطب الْحرم فأطفأه وَلم يقد بعد ذَلِك بِمَكَّة نَارا وهاجت مرّة مركب فِي الْبَحْر وَهُوَ فِيهَا بِحَيْثُ أشرفت على الْغَرق فَقَامَ وَرفع يَدَيْهِ وَقَالَ قد أَمْسَكت الْملك الْمُوكل بِالرِّيحِ فسكن الرّيح فِي الْحَال، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَسكن وقتا بتربة الظَّاهِر برقوق بالصحراء وَحسن ظن كثير من النَّاس فِيهِ ثمَّ سكن غَيرهَا من الْقَاهِرَة وتنزل بدرس الحَدِيث فِي المؤيدية ورتب لَهُ فِي الجوالي وَدخل فِي وَصَايَا كَثِيرَة لَكِن لم نسْمع عَنهُ سوءا فِي تصرفه وَكَانَ يصل إِلَيْهِ كل سنة من سُلْطَان الْمغرب مبلغا، كل ذَلِك مَعَ الشهامة) وَالْقِيَام فِي الْحق عِنْد الظلمَة وَعدم المبالاة بهم أجَاز لأولادي انْتهى. وَوَصفه أَبُو النَّعيم الْمُسْتَمْلِي بالصلاح وَالْعلم وَكَذَا سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من غير وَاحِد وانه فِي حَال جذبته اشْتريت لَهُ نَاقَة ليحج عَلَيْهَا فَكَانَ يسْمعهَا تَقول يَا صَالح أَتعبت ظَهْري فَينزل عَنْهَا وَيَمْشي فَتَقول لَهُ اركب يَا صَالح فقد استرحت إِلَى غير ذَلِك، وَبَلغنِي أَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ أوصى بِأَن يُصَلِّي عَلَيْهِ فبرز المستقر عوضه فِي المنصب وَهُوَ العلمي صَالح البُلْقِينِيّ وَقَالَ انه هُوَ المُرَاد لَا صَاحب التَّرْجَمَة ثمَّ صلى فَالله أعلم. مَاتَ فِي رَجَب سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَدفن من الْغَد بجوار الزين الْعِرَاقِيّ خَارج بَاب البرقية قَالَ البقاعي

من اسمه صدقة

وَكَانَ مَوْصُوفا بالصلاح ظَاهرا عَلَيْهِ سمته ذَا وجاهة عِنْد الأكابر بِحَيْثُ اني رَأَيْته يجلس إِلَى جَانب شَيخنَا حِين اجتماعه بِهِ وَكَانَ رث الْحَال متبذلا مقصدا للمغاربة فِي ضروراتهم وَكَانَ صديقا لشَيْخِنَا الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ بِحَيْثُ سَمِعت عَن بعض الْقُضَاة انه قَالَ مَا رفع إِلَى أَمر تَرِكَة إِلَّا ولصالح وَعبد السَّلَام فِيهِ تعلق أما أَن يَكُونَا وصيين أَو ناظرين أَو شَاهِدين أَو نَحْو ذَلِك وَكَانَ يخبر أَنه تلمذ للشَّيْخ أبي عبد الله مُحَمَّد المراكشي الأكمه نزيل بونة صَاحب منظومة الْمِصْبَاح فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَأخذ عَنهُ رَحمَه الله ونفعنا ببركاته. 1208 - صَالح بن يُوسُف بن صَالح الْحلَبِي وَيعرف بالسرميني /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 1209 - صَخْرَة بن مقبل بن نخبار أَمِير الينبوع /. مَاتَ سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَرَأَيْت من أرخه سنة اثْنَتَيْنِ بدل سِتّ وَاسْتقر بعده معزى. (من اسْمه صَدَقَة) 1210 - صَدَقَة بن أَحْمد بن قطلبك الْحلَبِي الخواجا. / ذكره ابْن فَهد فِي ذيله هَكَذَا وَأَظنهُ من شرطنا. 1211 - صَدَقَة بن أَحْمد بن أبي الْحجَّاج يُوسُف فتح الدّين الأقصري. / شيخ لقِيه الْبَدْر الْعمريّ فِي سنة سِتّ عشرَة فَأخذ عَنهُ. 1212 - صَدَقَة بن حسن بن مُحَمَّد الزين الأسعردي الْمصْرِيّ وَيعرف بالاستادار / لكَونه كَانَ استادارا لأزدمر أحد خَواص الظَّاهِر برقوق. خدم عِنْد غير وَاحِد من أَعْيَان الدولة بِالْقَاهِرَةِ، وَصَحب جمَاعَة مِنْهُم الْجمال مَحْمُود الاستادار وَسعد الدّين ابراهيم بن غراب وَكَانَ يعظمه وَحصل لَهُ بذلك شهرة ومكانة وتوسط عِنْده لجَماعَة من الْعلمَاء وَلأَهل الْحَرَمَيْنِ فِي قربات بل لَهُ أوقاف مِنْهَا خانقاه بالقرافة ووقف عَلَيْهَا أوقافا وَتردد إِلَى مَكَّة غير مرّة، وَسمع عَليّ الشهَاب بن الناصح فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين، وَكَانَ لَهُ المام بِالْعلمِ ومحبة فِيهِ قدم مَكَّة فِي السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا صَاحبه ابْن غراب سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة، وَحصل لَهُ زمن الْحَج مرض تعلل بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع، وَدفن بالمعلاة بِالْقربِ من تربة أم سُلَيْمَان ذكره الفاسي بِمَكَّة وانه كَانَت بَينهمَا مَوَدَّة، وَله عَلَيْهِ احسان كَبِير ورثاه الزين شعْبَان بن مُحَمَّد الآثاري بقوله وَكتب على قَبره: (مذ غَابَ عني جمال مِنْك يَا أملي ... عدمت عَيْش الهنا والأنس والشفقه) (يَا موت تطلب مني الرّوح دونكها ... لأنني كل مَالِي فِي الْهوى صدقه) 1213 - صَدَقَة بن سَلامَة بن حُسَيْن بن بدران بن ابراهيم بن حَملَة شرف الدّين المسحراتي / نِسْبَة لقرية مسحرا بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون السِّين وَفتح الْحَاء وَالرَّاء المهملات

من أَعمال الجيدور على مرحلة من دمشق بنواحي حوران ثمَّ الدِّمَشْقِي الضَّرِير الْمُقْرِئ. ولد فِي سنة سِتِّينَ أَو قبلهَا، وَقَالَ شَيخنَا فِي الانباء سنة بضع وَخمسين. وَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل بِالْعلمِ وعنى بالقراءات فَقَرَأَ الشاطبية على الْعَسْقَلَانِي امام جَامع ابْن طولون والتيسير عَليّ أبي الْحسن الغافقي وَأخذ الْقرَاءَات أَيْضا عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن اللبان واهتم بالفن حَتَّى انْتَهَت إِلَيْهِ هُوَ وَابْن شَيْخه الْمَذْكُور الزين عمر مشيخة الاقراء بِدِمَشْق واعترف لَهُ فِيهِ الْمُخَالف والموافق بِقُوَّة الاستحضار وَكَثْرَة الِاطِّلَاع وأقرأ الْقرَاءَات بالجامع الْأمَوِي وأدب خلقا من الاطفال وَغَيرهم بل انْتفع بِهِ خلائق بِدِمَشْق، وَتخرج بِهِ أَكثر مشايخها، وَمِمَّنْ جود عَلَيْهِ جلّ الْقُرْآن البقاعي مَعَ) سَمَاعه للتيسير عَلَيْهِ وَقَالَ انه عَنى بِهَذَا الْفَنّ جدا وأملى فِيهِ على الشاطبية وَغَيرهَا المصنفات الفائقة وَمن أحْسنهَا كِتَابَة التَّتِمَّة فِي قراءات الثَّلَاثَة الْأَئِمَّة وَهُوَ كتاب حافل استوعب فِيهِ مَا نقل عَن أبي جَعْفَر وَيَعْقُوب وَخلف من الْقرَاءَات مَعَ بَيَان الشاذ مِنْهَا، وَكَذَا أَخذ عَنهُ الشَّمْس الحوراني. مَاتَ وَقد ظهر عَلَيْهِ الْهَرم فِي لَيْلَة السبت عَاشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَعشْرين وَقَالَ بَعضهم فِي ربيع الآخر وَقد جَازَ السّبْعين بِخَط مَسْجِد الْقصب من دمشق وَدفن من يَوْمه بِبَاب الصَّغِير رَحمَه الله وايانا. 1214 - صَدَقَة بن عبد الله بن عَليّ بن المغربي ويدعى مُحَمَّدًا / أَيْضا. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لي وَمن مروياته من قَوْله فِي فضل رَمَضَان لِأَبْنِ شاهين مَا ذكر فِي فضل من صَامَ رَمَضَان إِلَى آخر الْجُزْء سَمعه عَليّ مُحَمَّد بن ابراهيم بن المظفر البعلي أَنا أَبُو الْفرج بن أبي عمر، وَمَات كَمَا أرخه فِي الانباء بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِدُونِ تَرْجَمَة. 1215 - صَدَقَة بن عَليّ بن مُحَمَّد فتح الدّين بن النُّور أبي الْحسن بن الشَّمْس الشارمساحي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن نور الدّين. / حفظ الْقُرْآن، وَقدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بزاوية الْبُرْهَان الابناسي حَتَّى حفظ التَّنْبِيه وَعرضه فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين على الْبُرْهَان صَاحبهَا وَبدر القويسني والبرشنسي والعراقي وَابْن الملقن وأجازوا لَهُ وَمِمَّا كتب لَهُ الْمجد الْبرمَاوِيّ: سَار فِي اسماعه سير الْبَرْق أَو أسْرع وأفصح بهَا أفْصح من أفْصح فصيح مصقع مطرقا حَيَاء لَا رهبا لم يكب فيا عجبا كَاد أَن يُنَاسب لقبه مُسَمَّاهُ ويكشف مَعْنَاهُ أسماه وأسماه، بل سمع عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم بقرَاءَته لَهُ فِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة على الْعَفِيف عبد الله بن مُحَمَّد المطري بِسَنَدِهِ وَقبل ذَلِك بِيَسِير سمع عَلَيْهِ بعض البُخَارِيّ وختمه بالآثار فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين ولازمه

فِي الِاشْتِغَال بالفقه وَرجع فَأَقَامَ بقرية عَطِيَّة بِالْقربِ من دمياط. وَولي قَضَاء شارمساح وعملها إِلَى شرباص بعد الثَّلَاثِينَ متكرها ثمَّ أعرض عَنهُ وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ قبل الْخمسين وَدفن بقرية عَطِيَّة وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل لأعتقادهم فِيهِ ووجاهته فِي ذَلِك فقد كَانَ ورعا دينا. 1216 - صَدَقَة بن مُحَمَّد بن حسن فتح الدّين التزمنتي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي /. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ فَاضلا فِي مذْهبه أَخذ عَن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَسمع من بعض أَصْحَاب الْفَخر بِدِمَشْق ثمَّ سمع مَعَ أَصْحَابنَا ومعنا كثيرا وَكَانَ ضيق الْحَال مَاتَ سنة تسع. وَفِي عُقُود المقريزي أَنه زين الدّين الأسعردي ثمَّ الْمصْرِيّ أحد أجناد الْحلقَة خدم الأكابر واختص بِسَعْد الدّين بن غراب فاشتهر وَعرف بِالْخَيرِ، وَبنى بالقرافة تربة وحماما وجامعا وجاور بِمَكَّة، مَاتَ فِي ربيع الآخر وَنعم الرجل كَانَ، وَيُحَرر التئامهما. 1217 - صَدَقَة بن مُحَمَّد بن صَدَقَة المتوفي ثمَّ الْمَكِّيّ الْمُؤَذّن المكبر بن الخوندار / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 1218 - صَدَقَة بن سري الدّين مُحَمَّد بن صَدَقَة المحرقي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي وَالِد الْفَاضِل عبد الرَّحِيم وأخيه عبد الْقَادِر /. كَانَ خيرا يتكسب بالخياطة، مَاتَ فِي غيبَة أول الْوَلَدَيْنِ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ، وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر وَأثْنى عَلَيْهِ رَحمَه الله. 1219 - صَدَقَة بن مُوسَى فتح الدّين أَبُو الشفا وَيعرف بِابْن صَدَقَة وبابن فَيْرُوز / وَهُوَ بهَا أشهر أحد الْأَطِبَّاء تخرج بِهِ جمَاعَة وصاهره ابْن الشريف على ابْنَته واستولدها ابْنه الْكَمَال مُحَمَّد الْآتِي وَكَانَ بارعا. مَاتَ قريب السّبْعين ظنا. 1220 - صَدَقَة الْحلَبِي نزيل مَكَّة / وَأحد التُّجَّار. مَاتَ بجدة فَجْأَة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَحمل إِلَى المعلاة فَدفن بمقبرة لَهُ قريبَة من تربة ابْن سَلامَة عَفا الله عَنهُ. 1221 - صديق بن أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن اسماعيل بن مُحَمَّد اليمني نزيل مَكَّة وَيعرف بالأهدل / شيخ صَالح. مَاتَ بهَا فِي ضحى الْجُمُعَة ثَالِث عشري الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَدفن بِجَانِب قبر وَالِده من المعلاة. 1222 - صديق بن ادريس بن مُحَمَّد بن قَاسم الرضي أَبُو بكر الْمذْحِجِي الْيَمَانِيّ الصُّوفِي نزيل مَكَّة وأخو عَليّ الفاكهي لأمه وَيعرف بالأجدل /. أَخذ عَن يحيى ابْن أبي بكر بن مُحَمَّد العامري الحرضي محدثها بل شيخ تِلْكَ النَّاحِيَة مصنفا لَهُ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَآخر فِي التَّارِيخ وَالْتمس مني تقريظهما لَهُ وَأخذ عني الابتهاج بأذكار

الْمُسَافِر الْحَاج ولازمني فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة، وَكَانَ قَائِما بِكَثِير من وظائف الطَّاعَة. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين بزبيد. 1223 - صديق بن الشَّيْخ حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الْحُسَيْنِي نسبا وبلدا الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَولده حُسَيْن وَيعرف بِابْن الأهدل. أَخذ الْكثير عَن أَبِيه، وَمَات فِي رَمَضَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وَقد زَاد على السّبْعين وَهُوَ أكبر الْمَوْجُودين من اخوته. 1224 - صديق بن سَالم التغلبي القاهري. / قَرَأَ الْقُرْآن وأدب بِهِ الابناء بجوار زَاوِيَة سَيِّدي يحيى الْبَلْخِي خَارج بَاب الشعرية وتنزل فِي البيبرسية وَكَانَ من جيران الْجد أبي الْأُم، وَمَات بعده قريب الْخمسين عَفا الله عَنهُ. 1225 - الصّديق بن عبد الرَّحْمَن رَضِي الدّين أَبُو عبد الله الصخري ثمَّ الحديدي الشَّافِعِي / قَاضِي زيلع. رَأَيْت من وَصفه من أهل بَلَده بِالْقَاضِي الْأَجَل الْفَاضِل الْكَامِل وَهُوَ حَيّ فِي سنة أَربع وَتِسْعين. 1226 - صديق بن عبد اللَّطِيف بن عِيسَى الأشيب الهتار اليمني التريبي / من نواحي زبيد أحد المتصوفة مِمَّن حج وزار ولقيني فِي أثْنَاء سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة فَسمع مني المسلسل وَغَيره وعَلى غَالب سيرة ابْن سيد النَّاس وَغَيرهَا وَهُوَ انسان سَاكن خير أيسر كثير الدُّعَاء لاخوانه وشيوخه والاهتمام بهم وبمؤاخاة من يختاره لذَلِك كتبت لَهُ إجَازَة أثنيت عَلَيْهِ فِيهَا، وسافر فِي أول سنة ثَمَان وَتِسْعين كتب الله سَلَامَته. 1227 - صديق بن عبد الله الصمصام. / قَالَ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ إِنَّه قدم عَلَيْهِ تعز فِي سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة وَهُوَ حسن السمت جيد السِّيرَة ثمَّ حكى عَنهُ فَائِدَة. 1228 - صديق بن عَليّ بن صديق بن حسن شرف الدّين الانطاكي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي /. ولد قبل سنة خمسين وَسَبْعمائة، وَقدم من أنطاكية إِلَى دمشق بعد سنة سِتِّينَ فَأخذ بهَا الْفِقْه ولازم التقي بن رَافع ثمَّ صحب الصَّدْر الياسوفي وَسمع على جمَاعَة كالصلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَابْن النَّجْم وَأحمد بن عبد الله بن الناصح وَأبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَآخَرين ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فقرر فِي صوفية البيبرسية وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى دمشق على طَريقَة حَسَنَة من الدّيانَة والصيانة ولين الْجَانِب وَلم يتَزَوَّج قطّ. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة تسع عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة وَدفن خَارج بَاب النَّصْر. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وإنبائه والمقريزي فِي عقوده وَقَالَ كَانَ فَاضلا خيرا لينًا مَا علمت عَلَيْهِ إِلَّا خيرا، وَكَذَا التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه.

1229 - الصّديق بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ القَاضِي الفقي الْعَلامَة رَضِي الدّين المطيب الزبيدِيّ الْحَنَفِيّ وَالِد عبد الرَّحْمَن وَيعرف بِابْن المطيب. / مَاتَ فِي سحر يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشري رَمَضَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين، وَكَانَ بارعا فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والأصلين وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه. ولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بزبيد بل كَانَ ولي بهَا قَضَاء الْأَقْضِيَة بِحَيْثُ كَانَ الشَّافِعِيَّة فِيهَا من نوابه فِي أَيَّام عَليّ بن طَاهِر ودرس وأقرأ سِيمَا الْعَرَبيَّة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ) حَمْزَة النَّاشِرِيّ وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ رَئِيس الْحَنَفِيَّة ورأسهم وَإِلَيْهِ مرجعهم، وَله وَقع فِي الْقُلُوب مَعَ الدّيانَة والصيانة غير أَنه يتغالى فِي تَعْظِيم أهل مذْهبه وَالْقِيَام بهم رَحمَه الله. إِلَيّ بِبَعْض هَذَا من الْيمن الْجمال مُوسَى الدوالي نفع الله بِهِ. 1230 - صديق بن عمر بن عمر بن نَبهَان بن عمر بن نَبهَان بن علوان الجبريني. / كَانَ شَيخا حسنا رَئِيسا كَرِيمًا بهيا حسن الشكالة متوددا مديما للْجُمُعَة بحلب وللجماعات بِبَلَدِهِ حج مَرَّات، وَمَات بعد الكائنة بحلب فِي سنة ثَلَاث بِالْبَابِ من أَعمال، وَدفن بهَا وَقد نَيف على السِّتين. ذكره ابْن خطيب الناصرية قَالَ وَالظَّاهِر انه حفظ الْقُرْآن. 1231 - صديق بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ الجدي الْمَكِّيّ الشهير بِابْن قديح. / مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد قدومه من جدة مطعونا وَكَانَ بزارا بجدة مُبَارَكًا. 1232 - صديق بن مُحَمَّد الجكمي الهيسي بِفَتْح الْهَاء ومهملة الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالوزيفي بِضَم أَوله ثمَّ مُعْجمَة وَفَاء مصغر. / ولد بالهبيرة قَرْيَة من رساع بِالْقربِ من جازان سنة بضع وَثَلَاثِينَ، وَأخذ فِي الْفِقْه عَن عمر الفتي وَعبد الرَّحْمَن ابْن الطّيب وَغَيرهمَا، وَفِي الحَدِيث عَن الْفَقِيه يحيى العامري الْآتِي، وتميز فِي الحَدِيث وشارك فِي الْفَضَائِل فقها وأصولا ونحوا وقطن زبيد وَهُوَ الْآن حَيّ، وانتفع النَّاس بِهِ وَمِنْهُم الْفَقِيه صديق بن مُوسَى الْآتِي وَهُوَ الْمخبر لي بِهِ. 1233 - صديق بن مُوسَى بن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن حسن الديباجي الجازاني العريشي / نِسْبَة لِابْنِ عَرِيش قَرْيَة من جازان الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. ولد آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِأبي عَرِيش، وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن أَبِيه وصديق الوزيقي الْمَاضِي والشهاب أَحْمد المزجد مفتي الْيمن وَالثَّلَاثَة أَحيَاء فِي آخَرين كالفخر أبي بكر بن ظهيرة قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الرَّوْضَة ولازم أَخَاهُ بل قَرَأَ على وَلَده فِي حَيَاته جمع الْجَوَامِع وَأخذ عَنهُ غَيره، وَسمع قَلِيلا عَليّ يحيى العامري، وَحج غير مرّة أَولهَا فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ ولقيني سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَبعد ذَلِك فِي سنة سبع وَتِسْعين وأقرأ الطّلبَة بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا. صديق الزبيدِيّ. / فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ قَرِيبا. 1234 - صراي تمر المحمدي / أتابك دمشق. هرب من أسر تمر فحصله ثمَّ

وَسطه فِي سنة أَربع. أرخه ابْن دقماق. صرداح بن مقبل. / مضى فِي سرداح من السِّين الْمُهْملَة. 1235 - صرغتمش وَيُقَال ان صَوَاب هَذَا الِاسْم صلغ اطمش بِضَم الصَّاد الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام وَفتح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَمَعْنَاهُ رمى على الْيَسَار القلمطاوي قلمطاي الدوادار /. تَأمر عشرَة بعد أستاذه فِي أَيَّام النَّاصِر فرج إِلَى أَن أخرج الاشرف برسباي أقطاعه فِي وسط دولته وَاسْتمرّ بطالا فِي منزله بِقرب خوخة أيدغمش مُدَّة إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الْأَشْرَف أَيْضا بامرة عشرَة، فاستمر حَتَّى مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَقد شاخ، وَكَانَ روميا عِنْده بخل وَسُوء خلق مَعَ جبن وَعدم بشاشة فِيمَا قيل. 1236 - صرغتمش سيف الدّين المحمدي الْقزْوِينِي من مماليك الظَّاهِر برقوق / وَمِمَّنْ رقاه حَتَّى جعله أَمِيرا ثمَّ ولاه نِيَابَة اسكندرية وَبهَا مَاتَ فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة احدى. أرخه شَيخنَا والمقريزي فِي عقوده وَغَيرهمَا، وَأما الْعَيْنِيّ فأرخه فِي الْعشْر الْأَوْسَط من جُمَادَى الثَّانِيَة، وَقَالَ كَانَ يحب الْعلمَاء ويعاشرهم وَخلف مَوْجُودا كثيرا، وَاسْتقر بعده فِي النِّيَابَة فرج الْحلَبِي. 1237 - صرق بِضَم الْمُهْمَلَتَيْنِ ثمَّ قَاف سَاكِنة وَهُوَ اسْم للرمح الظَّاهِرِيّ برقوق. / ترقى فِي أَيَّام النَّاصِر حَتَّى صَار مقدما ثمَّ ولي الْكَشْف بِالْوَجْهِ البحري فأبدع وفتك وأسرف فِي الْقَتْل ثمَّ ولاه النَّاصِر نِيَابَة الشَّام عوضا عَن شيخ لعصيانه وسافر مَعَه لقتاله فانكسر النَّاصِر وَقبض على هَذَا فَقتل بَين يَدي شيخ صبرا فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَكَانَ شجاعا مقداما عِنْده ظلم وجبروت. 1238 - صَعب بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن عبد الْقَادِر شيخ نابلس. / مِمَّن سمع منى بِالْقَاهِرَةِ وَمَات. 1239 - صندل الْعِزّ الخشقدمي خشقدم الزِّمَام / أحد خدام الْمَدِينَة الشَّرِيفَة. مِمَّن سمع مني بهَا. 1240 - صندل الزين المنجكي منجك اليوسفي / نَائِب الشَّام الرُّومِي الطواشي. تنقل إِلَى أَن خدم الظَّاهِر برقوق وحظى عِنْده حَتَّى جعله خازندارا كَبِيرا وقربه وَأَدْنَاهُ لعلمه بِدِينِهِ وأمانته فانه كَانَ خدم عِنْد أستاذه وقتا ونال صندل فِي أَيَّام الظَّاهِر من الوجاهة وَالْحُرْمَة مَا لم ينله غَيره من أَبنَاء جنسه وَهُوَ لَا يزْدَاد إِلَّا دينا وصلاحا وعفة حَتَّى ان انياته الَّذين هم من مماليك الظَّاهِر يَعْتَقِدُونَ فِيهِ ويحكون عَنهُ الكرامات، وانه لم يكن يَأْكُل من سماط السُّلْطَان وَلَا رواتبه انما كَانَ يَأْكُل من جِهَة لَهُ حقيرة يتَحَقَّق حلهَا مَعَ سرده الصّيام غَالِبا. مَاتَ فِي الْجُمُعَة ثَالِث

الجزء الرابع

عشري رَمَضَان سنة احدى، وَبلغ أمْنِيته فِي مَوته قبل الظَّاهِر وعد ذَلِك فِي كراماته وَدفن من الْغَد فِي تربته الَّتِي أَنْشَأَهَا تَحت صهريج سَيّده منجك بِالْقربِ من بَاب الْوَزير، وَلم يصل جَمِيع) مَا خَلفه من خُيُول وقماش وَنقد وَغَيرهَا ثلثمِائة دِينَار وَلَا وجد لَهُ ملك إِنَّمَا وقف بعض دور وحوانيت على صهريج عمله بتربة سَيّده وَهَذَا مَعَ تمكنه فِي الدولة كَاف فِي صَلَاحه وخيره. وَذكره المقريزي فِي عقوده، وَهُوَ مِمَّن أثنى عَلَيْهِ شَيخنَا فَقَالَ كَانَ من أخص النَّاس عِنْد الظَّاهِر وَمِمَّنْ يعْتَقد فِيهِ الْجَوْدَة وَالْأَمَانَة حَتَّى كَانَت أَكثر صدقاته تجْرِي على يَدَيْهِ مَعَ كثرتها، زَاد الْعَيْنِيّ وَأَنه كَانَ يحب الْعلمَاء ويعاشرهم وَيحسن اليهم مَعَ الدّيانَة وَكَثْرَة الْعِبَادَة وَالْعقل والسكون وَالسَّعْي فِي إِيصَال الْخَيْر للْمُسلمين وَعدم الشَّرّ رَحمَه الله. 1241 - صولة بن خَالِد بن حَمْزَة بن عمر بن طَالب / شيخ أَوْلَاد أبي اللَّيْل. مَاتَ سنة عشر. 1242 - صوماي الحسني الظَّاهِرِيّ برقوق. / أحد أُمَرَاء الديار المصرية وَرَأس نوبَة فِي الدولة الناصرية ثمَّ المؤيدية. مَاتَ فِي حُدُود الْعشْرين تَقْرِيبًا وَكَانَ سليم الْبَاطِن عديم الشَّرّ. 1243 - صَلَاح بن مُحَمَّد بن عَليّ الحسني الزيدي الطَّائِي الصعدي / صَاحب صنعاء، لَهُ ذكر بعيد الْأَرْبَعين من حوادث إنباء شَيخنَا، وقرأت بخطى فِي مَوضِع آخر صَلَاح بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم الزيدي اجْتمع الزيدية بعد موت النَّاصِر صَلَاح الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ صَاحب صنعاء على تملكه صنعاء ولقبوه بالمهدي وَذَلِكَ فِي أَوَائِل سنة أَرْبَعِينَ. انْتهى الْجُزْء الثَّالِث ويليه الْجُزْء الرَّابِع، أَوله حرف الضَّاد الْمُعْجَمَة (الْجُزْء الرَّابِع)

الجزء 4

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (حرف الضَّاد الْمُعْجَمَة) 1 - ضغيم بن خشرم بن ثَابت بن نعير الْحُسَيْنِي / أَمِير الْمَدِينَة. وَليهَا فِي شَوَّال سنة تسع وَسِتِّينَ فَأَقَامَ نَحْو أَرْبَعَة أشهر ثمَّ انْفَصل بابراهيم بن سُلَيْمَان ثمَّ أُعِيد بعد مَوته فِي سنة أَربع وَسبعين فاستمر إِلَى رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ فانفصل بقسيطل بن زُهَيْر 2 -. ضِيَاء بن مُحَمَّد الحاري الحوراني الشَّافِعِي الْأَعْرَج. / شهد فِي إجَازَة النوبي سنة خمس وَسِتِّينَ، وَبَلغنِي أَنه كَانَ ينزل الشامية البرانية من دمشق ويقرىء الْفِقْه وَيكرم الغرباء سِيمَا الْحِجَازِيِّينَ، وَأَنه مَاتَ فِي الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين رَحمَه الله. وَمضى لَهُ ذكر فِي خضر الْكرْدِي.) (سقط) ضِيَاء جمَاعَة كَثِيرُونَ كل مِنْهُم يلقب ضِيَاء الدّين كَالَّذي قبله، / مِنْهُم عبد الْخَالِق بن عمر بن رسْلَان البُلْقِينِيّ. 4 - ضيغم بن خشرم بن نجاد الْحُسَيْنِي / أَمِير الْمَدِينَة وَأَظنهُ أَخا ضغيم الْمَاضِي قَرِيبا. اسْتَقر فِيهَا بعد ابْن عَمه مَانع وَأقَام مُدَّة ثمَّ انْفَصل سنة خمسين بأميان بن مَانع الْمَذْكُور وَلم يذعن لذَلِك إِلَّا بِدَرَاهِم بذلها لَهُ المستقر فَأَخذهَا ثمَّ خرج مُتَوَجها فَقتل بعد يسير. 5 - ضيف بن أَحْمد بن عَليّ بن عُثْمَان النجار الْخَرَّاط. / سمع من الْحَاج عل التّونسِيّ حِكَايَة. وَحدث بهَا سَمعهَا مِنْهُ التقي بن فَهد، وَذكره فِي مُعْجَمه. مَاتَ سنة ثَمَان. (حرف الطَّاء الْمُهْملَة) 6 - طَاهِر بن الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد عز الدّين، ويلقب أَيْضا بالزين وبالمحب وبالشمس وبالبدر، أَبُو المعلا بن جلال الدّين أبي الطَّاهِر ابْن الشَّمْس أبي عبد الله بن الْجلَال أبي مُحَمَّد بن الْجمال أبي مُحَمَّد وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا الخجندي الأَصْل الْمدنِي الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَخُوهُ وأبوهما. ولد كَمَا قرأته بِخَط أَبِيه فِي وَقت الاسْتوَاء من يَوْم الِاثْنَيْنِ الْعشْرين من جُمَادَى الأولى سنة

سبعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة، وأحضر بهَا فِي الثَّانِيَة على أبي الْحسن عَليّ بن يُوسُف الزرندي ختم مُسْند الطَّيَالِسِيّ أَو جَمِيعه، وَسمع على أَبِيه والزين أبي بكر المراغي، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق بل أجَاز لَهُ فِي سنة مولده فَمَا بعْدهَا الْكَمَال بن حبيب وَأحمد بن سَالم الْمَكِّيّ الْمُؤَذّن وَزَيْنَب ابْنة أَحْمد بن مَيْمُون التّونسِيّ وَفَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن قَاسم الحراري وَابْن أبي الْمجد والتنوخي والبلقيني والعراقي وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والعسقلاني المقرىء والسويداوي والحلاوي وَآخَرُونَ وَحفظ الْقُرْآن واشتغل عفى جمَاعَة وتفقه بوالده وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء من مروياته، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة بارعا طارحا للتكلف جدا مُقبلا على الْآخِرَة كثير الِاسْتِغْرَاق والفكرة. تصدى للاقراء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة، وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ ابْنا التقي أَبُو بكر وَعمر وَآخَرُونَ وَهُوَ أول من ولي مشيخة الكلبرجية بِبَاب الرَّحْمَة بِشَرْط واقفها وَجعلهَا لذريته أَيْضا مَاتَ فِي ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي رَجَب سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِالْمَدِينَةِ، وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الظّهْر بالروضة، وَدفن بِالبَقِيعِ بِالْقربِ من سيدنَا إِبْرَاهِيم ابْن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَت جنَازَته حافلة. وَهُوَ عِنْد المقريزي وبيض لَهُ. 7 - طَاهِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد صفي الدّين بن فَخر الدّين بن الشَّيْخ شمس الدّين الكازروني أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. لقِيه الطاوسي فاستفاد مِنْهُ، وأرخ وَفَاته فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. 8 - الطَّاهِر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ الْآتِي أَبوهُ. حفظ الْقُرْآن وَحج فِي سنة سِتّ وَعشْرين. 9 - طَاهِر بن الْحُسَيْن بن عمر بن الْحسن بن عمر بن حبيب بن شويخ الزين أَبُو الْعِزّ ابْن الْبَدْر أبي مُحَمَّد الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن حبيب. ولد بعد الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِقَلِيل بحلب، وَسمع من إِبْرَاهِيم بن الشهَاب مَحْمُود وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ من دمشق الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس المرداوي خَاتِمَة أَصْحَاب ابْن عبد الدَّائِم وَمُحَمّد بن عمر السلاوي وَغَيرهمَا، وَمن دمشق ابْن القماح وَغَيره، واشتغل وَحصل ولازم الشَّيْخَيْنِ أَبَا جَعْفَر الغرناطي وَابْن جَابر وَغَيرهمَا وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وبرع فِي الْأَدَب وَغَيره ونظم تَلْخِيص الْمِفْتَاح والسراجية فِي فَرَائض الْحَنَفِيَّة ومحاسن الِاصْطِلَاح للبلقيني وَشرح الْبردَة وخمسها وذيل على تَارِيخ أَبِيه بطريقته، وَدخل الْقَاهِرَة ودمشق وَأقَام فِي كل مِنْهُمَا مُدَّة، وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء بِبَلَدِهِ وبالقاهرة بل نَاب فِيهَا عَن

كَاتب السِّرّ وَتعين للوظيفة مرَارًا فَلم يتهيأ فِيمَا قَالَه الْعَيْنِيّ قَالَ وَكَانَ يتهم بِشرب الْمُسكر. وَقَالَ شَيخنَا فِي إنبائه إِنَّه ولي عدَّة وظائف وَأَنه طارح الأدباء القدماء كفتح الدّين بن الشَّهِيد بِأَن كتب لَهُ بَيْتَيْنِ فَأَجَابَهُ بِثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ بَيْتا وطارح أَيْضا السراج عبد المطيف الفيومي نزيل حلب ونظم كثيرا وَأحسن مَا نظم محَاسِن الِاصْطِلَاح وَلَيْسَ نظمه بالمفلق وَلَا نثره، وَله قصيدة تِسْعَة أَبْيَات قافيتها عودي وَبَيت وَاحِد فِيمَا لَا يَسْتَحِيل بالانعكاس مَعَ الْتِزَامه الْحُرُوف الْمُهْملَة وَهُوَ ثَانِي أَبْيَات قَوْله: (أيا فَاضلا فِي الْعلَا سؤله ... لَهُ الْعلم والحلم سارا مَعًا) (أعد حَال ملك وَحل عَدو ... ودع لحو كل ملاح دَعَا) ) (وَدم سالما لاعداك السرُور ... وَلَا رام سعدك ساع سعى) وَله: (قلت لَهُ إِذْ مَاس فِي أَخْضَر ... وطرفه ألبابنا يسحر) (لحظك ذَا أَو أَبيض مرهف ... فَقَالَ لي ذَا موتك الْأَحْمَر) وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية: كَانَ ناظما بليغا فصيحا تَامّ الْفَضِيلَة فِي صناعَة الْإِنْشَاء بِحَيْثُ أَنه عين لكتابة سر مصر قَالَ وَمن نظمه مضمنا: (أضحى يموه وَهُوَ يعلم أنني ... كلف بِهِ ولذاك لم يتعطف) (فَغَدَوْت أنْشد والغرام يهزني ... روحي فدَاك عرفت أم لم تعرف) وَقَوله فِي ضبط أشهر القبط: (برمهات برمودة وبشنس ... وبؤون أبيب مسري الحرور) (ثمَّ توت وبابة وهتور ... وكيهك وطوبة أمشير) وَقَالَ فِيمَا يقْرَأ طردا وعكسا من المهمل بِغَيْر نقط وصدره بِثَلَاثَة أَبْيَات هِيَ مَا عدا الأول مِنْهَا مُهْملَة وأعقبه بِبَيْت آخر مهمل فَقَالَ: (أيا فَاضل ذلق مملق ... وَذَا فطنة قلب رفعا) (إِمَام أَمَام الْعلَا سؤله ... لَهُ الْعلم والحلم سارا مَعًا) (وَكم همم للسها سروها ... لَهَا سودد سرها أطلعا) (أعد حَال ملك وَحل عَدو ... ودع لحو كل ملاح دَعَا) (وَدم سالما لاعداك السرُور ... وَلَا رام سعدك ساع سعي) وإليها أَشَارَ شَيخنَا كَمَا تقدم مِمَّا يحْتَاج كل مِنْهُمَا لتحرير. وَله لما قبض الظَّاهِر برقوق على منطاش وَقَتله: (الْملك الظَّاهِر فِي عزه ... أذلّ من ظلّ وَمن طاشا) (ورد فِي قَبضته طَائِعا ... نعير العَاصِي ومنطاشا)

قَالَ شَيخنَا اجْتمعت بِهِ وَسمعت كَلَامه وأظن أَنِّي سَمِعت عَلَيْهِ شَيْئا من الحَدِيث وَمن نظمه وَلَكِن لم أظفر بِهِ إِلَى الْآن. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. وَقد ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه أَيْضا والمقريزي فِي عقوده.) ::: 10 - الطَّاهِر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف القَاضِي جمال الدّين الْأنْصَارِيّ الزبيدِيّ الْمَكِّيّ أَخُو الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن الْآتِي وَيعرف بِابْن الْجمال الْمصْرِيّ. / مَاتَ بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَدفن جوَار أَخِيه 11 -. طَاهِر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد العجمي نزيل مَكَّة / والمجلد بهَا. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة خمس وَثَمَانِينَ. 12 - طَاهِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد مكين الدّين أَبُو الْحسن بن الشَّمْس ابْن النُّور النويري ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي أَخُو عَليّ وَمُحَمّد / الْمَذْكُورين. ولد بعد التسعين وَسَبْعمائة بقرية دنديل بِالْقربِ من النويرة وانتقل إِلَى الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ كَمَا قرأته بِخَطِّهِ إفرادا وجمعا على الشَّمْس أبي عبد الله الحريري الشراريبي والنور الحبيبي وجمعا للعشر إِلَى أول النِّسَاء على ابْن الْجَزرِي وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء وللثلاث الزَّائِدَة عَلَيْهَا على ابْن عَيَّاش لقِيه بِمَكَّة حِين جاور بهَا. وتفقه بالجمال الأقفهسي والشهاب الصنهاجي وَأبي عبد الله بن مَرْزُوق شَارِح الْبردَة وَغَيرهَا وَعبيد البشكالسي وَكَذَا بالزين عبَادَة والبساطي ولازمه حَتَّى أذن لَهُ وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الصهاجي وَغَيره والفرائض عَن الصَّدْر السويفي وَسمع عَلَيْهِ جُزْءا فِيهِ أَحَادِيث مخرجة فِي مشيخة الْفَخر من جُزْء الْأنْصَارِيّ وَكَثِيرًا من الْفُنُون عَن القاياتي، ولازمه حَتَّى كَانَ أجل من أَخذ عَنهُ وَكَذَا أَخذ عَن يحيى العجيسي وَكنت مِمَّن قَرَأَهُ عَلَيْهِ بل تصدى لنشر الْعلم وقتا وَصَارَ من الْعلمَاء الْمَعْدُودين المتفننين العارفين بالفقه وأصوله والعربية والقراءات وَغَيرهَا السالكين طَرِيق أهل الصّلاح وَالْخَيْر، انْتفع بِهِ الْفُضَلَاء وَكَثُرت تلامذته كل ذَلِك مَعَ الانجماع عَن النَّاس والمحافظة على أَسبَاب الْخيرَات والتحرز عَن الْفتيا بِحَيْثُ إِنَّه إِذا ألح عَلَيْهِ لَا يزِيد فِي الْجَواب بِلَفْظِهِ على عبارَة كتاب، غير منفك عَن الِاشْتِغَال والمطالعة ومزيد التَّوَاضُع والخلق الرضي وَحسن الشكالة والخفر والبهاء والسكون قل أَن ترى الْأَعْين فِي مَعْنَاهُ مثله ولي مشيخة الاقراء بِجَامِع طولون بِالْقَاهِرَةِ وبالجمالية، وَالْفِقْه بِالْمَدْرَسَةِ الحسينية، وَوَصفه القاياتي فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِالْإِمَامِ الْعَلامَة،

وَأثبت شَيخنَا اسْمه فِي الْقُرَّاء بالديار المصرية فِي وسط هَذَا الْقرن وَقَالَ إِنَّه قَرَأَ على النشوي عَن أبي بكر بن أيدغدي عَن التقي بن الصَّائِغ فَالله أعلم. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بالصحراء فِي مشْهد حافل وَدفن بتربة طشتمر حمص أَخْضَر وَعظم الأسف على فَقده رَحمَه الله وإيانا.) ::: 13 - طَاهِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد معز الدّين بن الْعِمَاد بن الغياث بن السَّيْف الْهَرَوِيّ الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة. / ولد فِي سنة اثتتين وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بهراة، ونشا بهَا فَأخذ عَن ملا مُحَمَّد بن أَمِين الدّين القوهستاني فِي الْمُتُون وَغَيرهَا والنظام عبد الرَّحِيم الزباركاهي فِي الْعَرَبِيّ والمنطق والكمال حُسَيْن الْهَرَوِيّ فِي المطول وحواشي السَّيِّد وشروح الطوالع والمطالع، وَابْن أخي النظام الْمَذْكُور الْجلَال أبي المكارم بن الشهَاب عبد الله فِي كثير من الْفُنُون مَعَ الْفِقْه، ثمَّ هَاجر من بِلَاده فَدخل أَمَاكِن كالعراق وأذربيجان وَاجْتمعَ بفضلائها إِلَى أَن وصل لمَكَّة قريب التسعين فَاجْتمع عَلَيْهِ جمَاعَة من الأغراب ثمَّ انثنوا عَنهُ وَكَانَ هُوَ يحضر دروس القَاضِي الْبُرْهَان ثمَّ وَلَده ويبحث، وَلما وردتها فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين قَرَأَ عَليّ فِي شرحي للأفية قِطْعَة كَبِيرَة ولازمني فِي غَيرهَا واغتبط بِي كثيرا ثمَّ ترك الِاشْتِغَال وَأَقْبل على الْكِتَابَة للاسترزاق فَإِنَّهُ تزوج ورزق بعض الْأَوْلَاد مَعَ عدم انْقِطَاعه عَن دروس القَاضِي بل قَرَأَ على عبد الْمُعْطِي المغربي عوارف السهروردي وَغَيرهَا وَسمع عَلَيْهِ الرسَالَة القشيرية وَغَيرهَا وَرُبمَا ألم بالشريف قَاضِي الْحَنَابِلَة وَعَاد لإقراء الطّلبَة، وَبِالْجُمْلَةِ لَهُ فضل ومشاركة وَلكنه لطيف الْحَرَكَة وَالْعقل وَرُبمَا خرج فِي أَيَّام الْحر وَلبس الطرطور واللبد كَانَ الله لَهُ. 14 - طَاهِر بن يُونُس الْموصِلِي. / رَأَيْته كتب فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة على رِسَالَة للجمال عبد الله بن عَليّ بن أَيُّوب فِي الطِّبّ مَا سَيَأْتِي، وَفِي شُيُوخ أبي اللطف الحصكفي ثمَّ الْقُدسِي الْحَاج زين الدّين طَاهِر بن قَاضِي الْموصل قَرَأَ عَلَيْهِ الأدوار للصفي عبد الْمُؤمن الأرموي وَكَأَنَّهُ هَذَا. 15 - طَاهِر الْفَقِيه من ذُرِّيَّة عُثْمَان بن أبي بكر بن عمر النَّاشِرِيّ /. رجل مبارك ملازم للجماعات واكتساب الْخيرَات يَأْكُل من كسب يَده. مَاتَ سنة أَرْبَعِينَ بزبيد. 16 - طَاهِر رجل قدم الْقَاهِرَة فَنزل البرقوقية / وأقرأ الطّلبَة. وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ صاحبنا الشهَاب حفيد البيجوي قَرَأَ عَلَيْهِ غَالب القطب وَقَالَ لي إِن مَاتَ بِمَكَّة. 17 - طه بن خَالِد بن مُوسَى الاطفيحي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَالِد عبد اللَّطِيف. / مِمَّن اشْتغل ولازم الشرفي بن الجيعان واختص بِهِ وتنزل فِي جِهَات

على خير واستقامة وَمن شُيُوخه بل سمع على الزين شعْبَان بن حجر بِقِرَاءَتِي الْأَدَب الْمُفْرد للْبُخَارِيّ وَحج. مَاتَ فِي 18 - طرباي الأشرفي قايتباي. / اسْتَخْلَفَهُ أَخُوهُ تنم حِين سَفَره بعد قَضَاء أَمر جدة فِي سنة سِتّ وَتِسْعين فَأَقَامَ بهَا ثمَّ بِمَكَّة إِلَى أَن جَاءَ المستقر عوضهما فِي الَّتِي تَلِيهَا وَهُوَ مِمَّن يحسن التِّلَاوَة ويجيد الطّواف ويتشاهم 19 -. طرباي الظَّاهِرِيّ برقوق. / كَانَ من رُؤُوس الْفِتَن فِي أَيَّام النَّاصِر فرج ثمَّ أنعم عَلَيْهِ الْمُؤَيد بامرة طبلخاناه وَوَجهه فِي الرسلية لنوروز ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة غَزَّة ثمَّ كَانَ مِمَّن فر مِنْهُ لقرا يُوسُف فَلَمَّا دخل ططر بالمظفر لدمشق قدم عَلَيْهِ فَرَحَّبَ بِهِ فَلَمَّا تسلطن عمله حَاجِب الْحجاب وَقدم مَعَه الْقَاهِرَة ثمَّ نقل فِي أَيَّام ابْنه إِلَى الأتابكية ثمَّ أمْسكهُ برسباي قبل سلطنته وحبسه باسكندرية ثمَّ أرسل بِهِ بعْدهَا إِلَى الْقُدس بطالا ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة طرابلس فباشرها مُدَّة ثمَّ قدم عَلَيْهِ فَأكْرمه جدا وَرجع على نيابته ثمَّ كَانَ مِمَّن سَافر مَعَه إِلَى آمد، وَاسْتمرّ بطرابلس حَتَّى مَاتَ بهَا فَجْأَة عقب صَلَاة الصُّبْح وَهُوَ بمصلاه يَوْم السبت رَابِع رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَقد أناف على السِّتين وَكَانَ فِيمَا قيل أَمِيرا جَلِيلًا شجاعا دينا عفيفا عَن القاذورات غزير الْعقل حسن الشكالة ضخما مَعَ إقدام وتكبر وميل لأبناء جنسه الجراكسة. 20 - طرغلي بن سقل سيز من أُمَرَاء التركمان /. قتل مَعَ تغري ورمش فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. قيل إِنَّمَا هُوَ ضرغلي بالضاد الْمُعْجَمَة. 21 - طرمش بِضَم أَوله وَكسر ثالثه وَآخره مُعْجمَة وَمَعْنَاهُ قَامَ الكمشغاوي كشبغا الْحَمَوِيّ / نَائِب حلب. كَانَ دوادار سَيّده بهَا ثمَّ صَار من جملَة أُمَرَاء حلب وَبنى بهَا نقوشا مِنْهَا جَامعا مليحا ثمَّ نَقله الظَّاهِر برقوق إِلَى حجوبية الْحجاب بطرابلس وَبنى بهَا تربة ووقف علها أوقافا ثمَّ توجه إِلَى حصن الأكراد بعد سنة آمد فتوفى بهَا، وَكَانَ مشكور السِّيرَة. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَغَيره. 22 - ططر الظَّاهِرِيّ برقوق الْملك الظَّاهِر أَبُو الْفَتْح. / كَانَ من صغَار مماليك أستاذه ثمَّ كَانَ من خاصكية وَلَده النَّاصِر فرج إِلَى أَن انْضَمَّ على شيخ ونوروز فِي أَيَّامه بعد موت جكم فَلَمَّا قتل النَّاصِر وَدخل شيخ صُحْبَة الْخَلِيفَة المستعين بِاللَّه العباسي المستقر سُلْطَانا بالديار المصرية كَانَ مِمَّن قدم مَعَه فَلَمَّا تسلطن الْمُؤَيد تَأمر وَلَا زَالَ يترقى حَتَّى صَار أحد المقدمين بل عمله الْمُؤَيد نَائِب غيبته لما توجه لقِتَال قانباي المحمدي نَائِب الشَّام، وَسكن بَاب السلسلة فَلَمَّا رَجَعَ اسْتَقر بِهِ رَأس نوبَة النوب ثمَّ أَمِير مجْلِس ثمَّ جعله الْمُؤَيد فِي مرض مَوته متكلما على ابْنه المظفر

أَحْمد، وسافر بعد موت أَبِيه ثمَّ توجه بِأُمِّهِ خوند سعادات إِلَى الْبِلَاد الشامية فبمجرد) الْوُصُول لدمشق قبض على الأتابك الطنبغا القرمشي، وَاسْتقر ططر فِي الأتابكية كل ذَلِك وَهُوَ يمهد الْأَمر لنَفسِهِ إِلَى أَن خلع المظفر وَاسْتقر عوضه فِي المملكة يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشري شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وَهُوَ بِدِمَشْق وَقد رَجَعَ مَعَ المظفر من حلب ثمَّ برز فِي سَابِع عشر رَمَضَان عَائِدًا إِلَى الْقَاهِرَة فوصلها فِي رَابِع شَوَّال فَأَقَامَ إِلَى ثَانِي عشريه وَمرض فَلَزِمَ الْفراش إِلَى مستهل ذِي الْقعدَة فنصل يَسِيرا ثمَّ أَخذ يتزايد إِلَى ثَانِي ذِي الْحجَّة فَجمع الْخَلِيفَة والقضاة وعهد لوَلَده مُحَمَّد وَاسْتمرّ فِي انحطاط إِلَى أَن مَاتَ فِي ضحى يَوْم الْأَحَد رابعه من سنة أَربع وَله نَحْو خمسين سنة وَدفن من يَوْمه بالقرافة بجوار اللَّيْث فَكَانَت مدَّته أَرْبَعَة أَو خَمْسَة وَتِسْعين يَوْمًا. وَكَانَ فِيمَا قَالَ شَيخنَا يحب الْعلمَاء ويعظمهم مَعَ حسن الْخلق والمكارم الزَّائِدَة وَالعطَاء الْوَاسِع ذكر لي أَنه قبل أَن يتسلطن فِي لَيْلَة المولد النَّبَوِيّ من ربيع الأول سنة مَوته أَنه كَانَ فِي آخر الدولة المؤيدية فِي اللَّيْلَة الَّتِي مَاتَ فِي صبيحتها الْمُؤَيد قد ضَاقَتْ يَده لِكَثْرَة مصروفه وَقلة متحصله حَتَّى إِن شخصا قدم لَهُ مَأْكُولا فَأَرَادَ أَن يُكَافِئهُ عَلَيْهِ فَلم يجد فِي حَاصله خَمْسَة دَنَانِير وَمَا وجد أحدا من خواصه يقْرضهُ لَهُ بل كلهم يحلف أَنه لَا يقدر عَلَيْهَا إِلَّا وَاحِدًا مِنْهُم فَلم يكن بَين هَذَا وَبَين استيلائه على المملكة بأسرها وعَلى جَمِيع مَا فِي الخزانة السُّلْطَانِيَّة الَّتِي جمعهَا الْمُؤَيد سوى أُسْبُوع قَالَ وَأَمرَنِي أَن أكتب هَذِه الْوَاقِعَة فِي التَّارِيخ فَإِنَّهَا أعجوبة وَقَالَ المقريزي كَانَ يمِيل إِلَى تدين وَفِيه لين وَإِعْطَاء وكرم مَعَ طيش وخفة وَشدَّة تعصب لمذهبه يُرِيد أَن لَا يدع أحدا من الْفُقَهَاء غير الْحَنَفِيَّة، وأتلف فِي مدَّته مَعَ قصرهَا أَمْوَالًا عَظِيمَة وَحمل الدولة كلفا كَثِيرَة أتعب بهَا من بعده. وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية إِنَّه كَانَ مائلا للعدل وَأهل الْعلم يُحِبهُمْ ويكرمهم وَيتَكَلَّم فِي مسَائِل من الْفِقْه على مَذْهَب أبي حنيفَة، وَكَانَ صَاحِبي حِين كَانَ أَمِيرا، وَقَالَ غَيرهم نه كَانَ عَارِفًا فطنا عفيفا عَن المسكرات مائلا للعدل يحب الْفُقَهَاء وَأهل الْعلم ويجلهم ويذاكر بالفقه ويشارك فِيهِ وَله فهم وذوق وبراعة فِي حفظ الشّعْر باللغة التركية وإلمام بذلك فِي الْجُمْلَة مَعَ إقدام وجرأة وطيش وخفة وكرم مفرط وملاحة شكل وَكبر لحية سَوْدَاء وَقصر جدا وبحة فِي صَوته بشعة. 23 - طغرق من أَوْلَاد دلغادر التركماني / نَائِب حمص. قتل فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فِي وقْعَة للْعَرَب، وَاسْتقر ابْنه بعده. 24 - طغيتمر الجلالي البُلْقِينِيّ /. تَأَخّر بعد سَيّده حَتَّى خدم عِنْد أَخِيه الْعلي

البُلْقِينِيّ ثمَّ مَاتَ قريب الْخمسين تَقْرِيبًا. 25 - طقتمر الْبَارِزِيّ. / مَاتَ سنة سبع وَخمسين. 26 - طَلْحَة بن سعد بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس سيف الدّين أَبُو الوفا بن سعد الدّين بن بدر الدّين الْمدنِي / أحد مؤذنيها وفراشيها وَيعرف بِابْن النفطي لكَون أَصله من نفطة. حفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والمنهاج الفرعي والأصلي وألفيتي النَّحْو والْحَدِيث والشاطبية، وَعرض على جمَاعَة كالابشيطي وَأبي الْفرج المراغي وَأبي الْفَتْح بن تَقِيّ، وَقدم الْقَاهِرَة عرض عَليّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وكتبت لَهُ وَقَرَأَ على الديمي البُخَارِيّ وَغَيره، وَأخذ عَن الْبكْرِيّ وزَكَرِيا وَغَيرهمَا وتكرر قدومه الْقَاهِرَة وَدخل الشَّام وَسمع من النَّاجِي ومولده سنة أَربع وَسِتِّينَ تَقْرِيبًا بِالْمَدِينَةِ. 27 - طَلْحَة بن مُحَمَّد الشمة بن إِبْرَاهِيم. الشَّيْخ الصَّالح الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَيعرف بالشمة. / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وَقد كَانَ يسمع مَعنا بهَا على الشّرف أبي الْفَتْح المراغي وَفِي الظَّن أَنه من أَصْحَابه وَقبل ذَلِك سنة أَربع وَثَمَانمِائَة سمع عَليّ الشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي الشفا بأفوات. 28 - الطنبغا. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. 29 - طوخ من تمراز الناصري فرج وَيعرف ببني بازق / أَي غليظ الرَّقَبَة. اسْتَقر بعد أستاذه بِمدَّة فِي أتابكية حماة ثمَّ قدم صُحْبَة الظَّاهِر ططر وَصَارَ من العشرات ثمَّ فِي أَيَّام الْأَشْرَف من رُؤْس النوب ثمَّ أَمِير طبلخاناه ثمَّ رَأس نوبَة ثَانِي ثمَّ خرج فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم مُسْفِرًا مَعَ أقبغا التمرازي بنيابة دمشق ونابه مِنْهُ نَحْو عشرَة آلَاف دِينَار مَعَ ذمه وَعدم رِضَاهُ، ثمَّ صَار مقدما لِأَبَوَيْهِ لَهُ وَرُبمَا أرجف بِأخذ أقطاعه غير مرّة حَتَّى مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين. 30 - طوخ الظَّاهِرِيّ برقوق وَيُقَال لَهُ طوخ بطيخ. / ارْتقى بعد أستاذه إِلَى التقدمة فَلم يلبث أَن عصى على النَّاصِر ابْنه وانضم لشيخ ونوروز فَلَمَّا اقْتَسمَا الْبِلَاد ولاه نوروز نِيَابَة حلب، وَكَانَ مَعَه على الْمُؤَيد فَقبض عَلَيْهِ حِين ظفر الْمُؤَيد بِهِ وَقَتله ذبحا فِي ربيع الآخر سنة سبع عشرَة بعد أَن حوصر مَعَ مخدومه بقلعة دمشق مُدَّة طَوِيلَة. 31 - طوخ الناصري فرج وَيعرف بطوخ مازي / نِسْبَة لأغاته مازي الظَّاهِرِيّ. تَأمر بعد موت الْمُؤَيد عشرَة ثمَّ صَار من رُؤْس النوب وسافر لمَكَّة غير مرّة أَمِير الْمحمل وَالْأول ومقدما على المماليك ثمَّ أنعم عَلَيْهِ الْأَشْرَف بطبلخاناه ثمَّ صَار رَأس

نوبَة ثَانِي ثمَّ بعد مَوته ولاه ابْنه نِيَابَة غَزَّة وَاسْتمرّ بِهِ الظَّاهِر فِيهَا بعد قدومه عَلَيْهِ فدام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث واربعين وَهُوَ ابْن نَيف وَخمسين وَكَانَ فِيمَا قيل مُسْرِفًا على نَفسه غير محتشم تغلب عَلَيْهِ المداعبة والمزاح، وَقَالَ آخر أَنه لم يكن مشكورا، وَاسْتقر بعده فِي غَزَّة سميه الْآتِي، وَقَالَ المقريزي مستراح مِنْهُ فقد كَانَ من شرار خلق الله فسقا وظلما وَطَمَعًا. 32 - طوخ الأبو بكري المؤيدي شيخ. / كَانَ من مماليكه وخواصه وَبعده تَأمر بغزة وَصَارَ أتابكها ثمَّ قدمه الظَّاهِر بِدِمَشْق ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة غَزَّة بعد الَّذِي قبله فباشرها بضخامة وجلالة وشجاعة مَعَ مزِيد طمع إِلَى أَن مَاتَ قَتِيلا فِي وقْعَة كَانَت بَينه وَبَين أبي طبر من عرب جرم الْخَارِج عَن الطَّاعَة فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين أَو الَّتِي تَلِيهَا خَارج غَزَّة، وَخلف تَرِكَة هائلة مَعَ نوع كرم فِيمَا قيل وَبَلغنِي أَنه كَانَ مَقْطُوع الْأذن. طوخ بطيخ. / فِي الظَّاهِرِيّ قَرِيبا. 33 - طوخ الجكمي / جكم من عوض. تنقل بعد سَيّده إِلَى أَن تَأمر عشرَة فِي أَيَّام الْأَشْرَف ثمَّ غضب عَلَيْهِ وحبسه ثمَّ أَعَادَهُ لامرة عشرَة أَيْضا إِلَى أَن أمره الظَّاهِر طلبخاناه ثمَّ رَأس نوبَة ثَانِي ثمَّ أبْطلهُ لما ضعف بَصَره وَلزِمَ بَيته مديما فِيمَا قيل للانهماك مَعَ التعاظم والجبن وَالْبخل حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. 34 - طوخ الخازندار الظَّاهِرِيّ برقوق. / كَانَ من مماليكه وخاصكيته ثمَّ تقدم فِي أَيَّام ابْنه ثمَّ ولاه الخازندارية الْكُبْرَى وَصَارَ من أَعْيَان دولته لنفوذ كَلمته عِنْده. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَكثر التأسف عَلَيْهِ لحسن سيرته وعقله وشجاعته وَقَالَ الْعَيْنِيّ: الخزندار أحد المقدمين بالديار المصرية وأمير مجْلِس. طوخ مازي. / فِي الناصري. 35 - طوخ أحد المقدمين من الظَّاهِرِيَّة برقوق. / قَتله الْمُؤَيد سنة سبع عشرَة. 36 - طوخ أَمِير. / مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون وَمَا علمت شَيْئا من حَاله. 37 - طوغان شيخ الأحمدي. / ثمَّ ولي نظر الْمَسْجِد الْحَرَام الْمَكِّيّ وامرة الراكز بِمَكَّة مُدَّة، وَكَانَ يتفقه ويزاحم الْفُقَهَاء مَعَ بلادة وَعدم معرفَة وَأظْهر مؤلفا أَعَانَهُ فِيهِ غَيره عَارض فِيهِ السَّيِّد السمهودي فِي امتهان الْبسط الْمَكْتُوب عَلَيْهَا وَعدم احترامها كتب لَهُ عَلَيْهِ جمَاعَة وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. 38 - طوغان قيز العلائي عَلان / أحد المقدمين فِي الدولة الناصرية. ترقى بعده حَتَّى صَار فِي الدولة المؤيدية رَأس نوبَة الجمدارية ثمَّ أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة ثمَّ عمله أميرآخور ثَالِث ثمَّ استادارا بعد الناصري مُحَمَّد بن أبي الْفرج سنة

أَربع وَأَرْبَعين ثمَّ انْفَصل عَنْهَا حِين خدع بِطَلَبِهِ الاستعفاء وَأخرج إِلَى الْبِلَاد الشامية وتنقل فِي نِيَابَة ملطية ثمَّ أتابكية حلب ثمَّ مقدما بِدِمَشْق، وسافر أَمِير الركب الشَّامي ورام الْقَبْض على بعض قطاع الطَّرِيق فَاسْتَجَارَ بِأحد أَبْوَاب الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَأَرَادَ أَن يحرقه بل يُقَال أَنه أوقد بِهِ النَّار فَلَمَّا بلغ ذَلِك السُّلْطَان قبض عَلَيْهِ وحبسه بقلعة دمشق بل كتب الزين الاستادار لتخوفه من عوده إِلَى الْوَظِيفَة محضرا بِكُفْرِهِ وَمَا بلغ قَصده بل دَامَ فِي الْحَبْس مُدَّة ثمَّ أطلق وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ أَو أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا، وَكَانَ رَئِيسا مُعظما فِي الدول ذَا ذوق ومحاضرة فِي الْجُمْلَة وَمَعْرِفَة بتأدية الموسيقى. 39 - طوغان أميرآخور /، كَانَ فِي ابْتِدَائه مكاريا للبغال عِنْد طولون نَائِب صفد الْآتِي قَرِيبا فتنقل إِلَى أَن صَار جنديا وَركب فرسا واتصل بِخِدْمَة الْمُؤَيد وَهُوَ أَمِير فَلَمَّا تسلطن قربه وأنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة ثمَّ ولاه نِيَابَة صفد ثمَّ حجوبية الْحجاب بِدِمَشْق ثمَّ قدمه بالديار المصرية ثمَّ رقاه إِلَى الآخورية الْكُبْرَى وَعظم وضخم ثمَّ كَانَ مِمَّن جرده إِلَى الْبِلَاد الحلبية صُحْبَة الأتابك الطنبغا القرمشي فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَلم يلبث أَن مَاتَ الْمُؤَيد فَأخْرج ططر مُدبر وَلَده أقطاعه ووظيفته ثمَّ نَفَاهُ إِلَى طرابلس إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الْأَشْرَف فِيهَا بامرة عشرَة ثمَّ تغيظ عَلَيْهِ وحبسه بالمرقب إِلَى أَن قتل فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَعشْرين، وَكَانَ من المهملين الَّذِي قدمهم الْمُؤَيد ليجد بهم رَاحَة من ألم رجلَيْهِ وعجزه عَن الْحَرَكَة. 40 - طوغان الحسني الظَّاهِرِيّ برقوق الدوادار وَكَانَ يعرف بالمجنون. / مِمَّن رقاه النَّاصِر ابْنه حَتَّى عمله مقدما ثمَّ دوادارا كَبِيرا وباشرها بِحرْمَة وعظمة إِلَى أَن خامر مَعَ جمَاعَة كَانَ النَّاصِر قدمهم أَمَامه إِلَى الْبِلَاد الشامية جاليسا وانتموا لشيخ ونوروز وَاسْتقر بِهِ شيخ حِين نظاميته فِي الدوادارية فَلَمَّا تسلطن اسْتمرّ بِهِ فِيهَا وتزايدت عَظمته جدا ثمَّ ركب هُوَ ومماليك على السُّلْطَان وانتظر من كَانَ تواعد مَعَه فَلم يجئه أحد فاختفى ثمَّ وجد بِمصْر الْقَدِيمَة فَحمل إِلَى القلعة ثمَّ أرسل بِهِ إِلَى اسكندرية فسجن فِيهَا حَتَّى قتل فِي الْمحرم سنة ثَمَان عشرَة وَخلف أَمْوَالًا جمة، وَكَانَ شجاعا مقداما أهوج مُسْرِفًا على نَفسه متجاهرا مَعَ ظلم وعسف، وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ جميل الصُّورَة طَويلا عريضا محتشما يُرَاعِي الْعلمَاء ويعتقدهم متعصبا مَعَ من) يلوذ بِهِ، وَلكنه كَانَ مشتغلا بالشرب والمغاني أَيَّام النَّاصِر ثمَّ قصر عَن ذَلِك فَصَارَ يسمع من الْعُلُوم ويجالس الْعلمَاء، وَهُوَ وَالِد الناصري مُحَمَّد الْآتِي وَصَاحب الْمدرسَة بِرَأْس حارة برجوان من الشَّارِع وَبهَا ضريح وسبيل وَالرّبع وَالدَّار

المجاورين لبيت البُلْقِينِيّ من حارة بهاء الدّين. 41 - طوغان الدمرداشي أَخُو بلبان، رومي الأَصْل واسْمه حَمْزَة بن مُحَمَّد /. كَانَ وَالِده نَائِب قلعة الرّوم فتسببت عمته وَهِي زَوْجَة حزمان الأبو بكري الْمَاضِي فِي إِحْضَاره هُوَ وَأَخُوهُ فنزلهما الظَّاهِر جقمق فِي جملَة المماليك واحتالا على أَن صيرا أَنفسهمَا مملوكين لدمرداش تَاجر المماليك، ثمَّ كَانَ مِمَّن صَار للاشرف إينال بعد الْمَنْصُور، وخدم مِثْقَال الساقي وَهُوَ الَّذِي قربه للاشرف حَتَّى عمله خاصكيا فَلَمَّا مَاتَ إينال تودد لخشقدم اللالا وَزَاد اخْتِصَاصه بِهِ، وَفِي أثْنَاء أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي مسح اسْمه من الخاصكية لكَون علا عَلَيْهِ بِصَوْتِهِ فِي كائنة بل رام نَفْيه، ورد حِينَئِذٍ اسْمه فِي الدِّيوَان إِلَى الأَصْل وَهُوَ حَمْزَة وَاسم أَخِيه إِلَى عَليّ فَلَمَّا كَانَ فِي سنة خمس وَتِسْعين بعد بروز المجردين جعله من السلحدارية كل هَذَا مَعَ كَونه خيرا محبا فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ بِحَيْثُ كثر تردده إِلَيّ وَسمع مني وعَلى أَشْيَاء وَهُوَ مِمَّن حج غير مرّة وجاور، وَكَانَ من جملَة الراكزين بهَا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَالَّتِي بعْدهَا وتجرد غير مرّة وَقَرَأَ الْقُرْآن ظَاهرا وَنعم الرجل. 42 - طوغان دوادار طوخ الأبو بكري / الْمَاضِي قَرِيبا قتل مَعَه فِي سنة ثَمَان أَو تسع وَأَرْبَعين. 43 - طوغان السيفي دوادار / السُّلْطَان بِدِمَشْق. اخْتلف فِي سَيّده فَقيل نوروز الحافظي أَو اقبردي المنقار، كَانَ من أجناد الدولة الأشرفية ثمَّ عمله الظَّاهِر جقمق خاصكيا ثمَّ نَائِب دمياط ثمَّ أتابك غَزَّة ثمَّ أَمِير طبلخاناه بِدِمَشْق ثمَّ دواداره بهَا وسافر مِنْهَا أَمِير التّرْك ثمَّ اسْتَقر بِهِ فِي نِيَابَة الكرك، وَلم يلبث أَن قتل بهَا فِي سنة سِتّ وَخمسين، وَكَانَ مشكور السِّيرَة مَعَ سوء خلقه وبادرته وطيشه وَإِنَّمَا قدمه الظَّاهِر لكَونه لما نَدبه لقتل قرقماس الشَّعْبَانِي باسكندرية لم يستعف كَغَيْرِهِ. قلت وأظن أَنه وَالِد عَليّ دوادار قانصوه خَمْسمِائَة أميرآخور وَقد قَالَ لي أَنه كَانَ مؤيديا. 44 - طوغان السيفي تغري بردى / نَائِب الشَّام. رقاه السَّيِّد وَجعله خازنداره ثمَّ دواداره ثمَّ صيره النَّاصِر فرج حِين ولي سَيّده نِيَابَة دمشق الْمرة الثَّالِثَة أحد المقدمين بهَا مَعَ استمراره على دوادارية سَيّده، وَبعد سَيّده اسْتمرّ على التقدمة إِلَى أَن تقلبه الْأَشْرَف لحجوبية حلب ثمَّ عزل عَنْهَا بعد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ، وَعَاد لدمشق على تقدمة بهَا حَتَّى مَاتَ بهَا فِي حُدُود الْأَرْبَعين عَن نَحْو السّبْعين، وَكَانَ عَارِفًا بفنون الفروسية مغرما باقتناء الْخُيُول الجيدة غير ممتع بهَا إِلَّا أَنه كَانَ بَخِيلًا حَرِيصًا على الْجمع مَعَ حسن الشكالة وَالْعقل وجودة الرَّأْي وَالتَّدْبِير والخبرة بالوقائع والحروب. تَرْجمهُ ولد سَيّده.

45 - طوغان العثماني الطنبغا /. صَار بعد الْمُؤَيد خاصكيا ثمَّ ولاه الْأَشْرَف فِي أَوَائِل أَيَّامه نِيَابَة الْقُدس فَشَكَرت سيرته فِي قمع المفسدين بِتِلْكَ النواحي وأضيف إِلَيْهِ نظر الْحَرَمَيْنِ وقتا وأسرف فِي الْقَتْل إِلَى أَن عَزله الظَّاهِر وولاه حجوبية حلب ثمَّ نَقله إِلَى نِيَابَة غَزَّة بعد حطط وَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَكَانَ مَذْكُورا بالشجاعة وَالْكَرم. طوغان العلائي. / مضى فِي طوغان قيز تَقْرِيبًا. 46 - طوغان الْعمريّ المؤيدي شيخ. / تَأمر عشرَة فِي أول الْأَيَّام الخشقدمية إِلَى أَن قتل فِي الْوَقْعَة السوارية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد قَارب السّبْعين. 47 - طوغان ميق وَيُقَال لَهُ شَارِب. / تزوج ابْنة السفطي الْكُبْرَى، وتأمر فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم، وَمَات فِي. 48 - طولو بن عَليّ باشا الظَّاهِرِيّ برقوق. / كَانَ من أَعْيَان خاصكيته وترقى بعده إِلَى الامرة ثمَّ ولي نِيَابَة غَزَّة ثمَّ نِيَابَة اسكندرية ثمَّ صَار أحد المقدمين ثمَّ انْضَمَّ مَعَ شيخ وجكم وَاسْتمرّ بِالشَّام إِلَى رَمَضَان سنة ثَمَان فرسم باستقراره فِي نِيَابَة صفد إِلَى أَن قتل فِي مقتلة بَين حماة وحمص فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَهُوَ أستاذ طوغان أميرآخور الْمَاضِي قَرِيبا. 49 - طومان باي الظَّاهِرِيّ جقمق. / كَانَ فِي أَيَّامه خاصكيا وتأمر فِي أول أَيَّام خشقدم فَسَار فِيهَا أقبح سيرة لَا سِيمَا حِين عمر دَار الْمُجَاورَة للبيبرسية، ودام على ذَلِك إِلَى أَن تجرد لسوار وَرجع فَأَقَامَ ثَلَاثَة أَيَّام، وَمَات فِي صفر سنة أَربع وَثَمَانِينَ، وَقد قَارب الْخمسين. 50 - طوير بن أبي سعد الحسني. / مَاتَ بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين. 51 - طيبغا البدري حسن بن نصر الله الصاحب. / مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين. 52 - طيبغا وَيُسمى عبد الله أَيْضا الشريفي / عَتيق الشريف شهَاب الدّين نقيب الاشراف بحلب. سَمعه مَعَ أَوْلَاده من الْجمال بن الشهَاب مَحْمُود وَتعلم الْخط مَعَهم من الشَّيْخ حسن ففاق فِي) الْخط الْحسن بِحَيْثُ كتب النَّاس عَلَيْهِ، وَاسْتقر فِي وظيفته تَعْلِيم الْخط بالجامع الْكَبِير ثمَّ أجلسه الْكَمَال بن العديم مَعَ الْعُدُول وفر فِي الكائنة الْعُظْمَى إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا مُدَّة، وَحدث بهَا وَعلم الْخط إِلَى أَن مَاتَ فِي آخر سنة خمس عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه تبعا لِابْنِ خطيب الناصرية، وَنقل عَنهُ أَنه قَالَ كتبت عَلَيْهِ بحلب، وقرأت عَلَيْهِ الحَدِيث بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة.

حرف الظاء المعجمة

53 - طيبغا التركي فَتى ابْن القواس. / مَاتَ سنة خمس عشرَة وَيُحَرر مَعَ الَّذِي قبله 54 - الطّيب بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم العامري الحرضي الْيَمَانِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. استجازني أَبوهُ لَهُ ولنفسه فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَنا بِمَكَّة. 55 - الطّيب بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله أبي الْقسم النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ / الْمَاضِي. ولد فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَأخذ عَن أَبِيه فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَغَيرهمَا وَعَن الشهَاب أَحْمد ابْن أبي بكر النَّاشِرِيّ، وَحج غير مرّة وزار وَلَقي الْبُرْهَان بن فَرِحُونَ والزين المراغي فَسمع مِنْهُمَا وَأَجَازَهُ جمَاعَة وَلما حج وَالِده فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة اسْتَخْلَفَهُ على قَضَاء الكدرا فصمم على عدم الْقبُول فتلطف بِهِ أَخُوهُ عبد الله حَتَّى قبل فَكَانَ يُقَال ان بدايته كنهاية أَبِيه، وَقد أَخذ عَنهُ جمَاعَة من أَوْلَاده وأقربائه، وَقدم زبيد فِي رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين فَقَرَأَ عَلَيْهِ قَرِيبه الْعَفِيف عُثْمَان مؤلف الناشريين وَهُوَ المترجم لَهُ. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَأَرْبَعين فِي قَرْيَة المراوعة وَدفن عَن الشَّيْخ عَليّ بن عمر الأهدل. الطّيب الْيَمَانِيّ. / هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد. 56 - طيفور الظَّاهِرِيّ برقوق، / وَيُقَال انه كَانَ يُقَال لَهُ أَيْضا بيخجا وَلَكِن طيفور الْأَغْلَب وَلَيْسَ هُوَ بطيفور العواد. ترقى فِي أَيَّام أستاذه حَتَّى صَار أميرآخور ثَانِي ثمَّ نَائِب غَزَّة ثمَّ نقل بعد مُدَّة إِلَى حجوبية دمشق الْكُبْرَى ثمَّ كَانَ بعد موت أستاذه مِمَّن وَافق نائبها تنم الحسني على الْعِصْيَان وَمِمَّنْ قتل بقلعتها فِي منتصف شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ عَن نَيف وَثَلَاثِينَ وَكَانَ تركي الْجِنْس حسن الْقَامَة مليح الصُّورَة متصلفا مسيكا مائلا إِلَى اللَّهْو والطرب. (حرف الظَّاء الْمُعْجَمَة) 57 - ظافر بن مُحَمَّد بن مشرف الفيومي. / ولد تَقْرِيبًا على رَأس الْقرن ولقيه ابْن الأسيوطي فِي أول سنة تسع وَسِتِّينَ فَزعم أَن لَهُ فضية فِي النَّحْو وَالْفِقْه مَعَ فهم ونظم جمعه لكثرته فِي ديوَان وباشر الامرة كأسلافه بِتِلْكَ النَّاحِيَة ثمَّ أعرض عَنْهَا لوَلَده وَأَقْبل على الْعِبَادَة والأوراد وَصَحب الشَّيْخ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مهلهل فَعَادَت عَلَيْهِ بكرته وَحج وَدخل مصر وَكَذَا منفلوط وَغَيرهَا من الصَّعِيد ثمَّ رَجَعَ فَأَقَامَ بِبَلَدِهِ وَأثْنى على كرمه وَكتب عَنهُ من نظمه فِي قصيدة: (تَوَاتَرَتْ لكَمَال الدابلياتي ... تحكي مديد طَوِيل الدابليات) (وَقد تقَارب حتفي بالسريع إِلَى ... خَفِيف مَا سرح إِلَّا هُوَ المضلات)

58 - ظهيرة بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ. / ولد فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ظنا بِمَكَّة وَسمع من الْعِزّ بن جمَاعَة والموفق الْحَنْبَلِيّ والتقي الحراري وَالْجمال بن عبد الْمُعْطِي وَآخَرين كالكمال بن حبيب والبهاء بن خَلِيل وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْحرم القلانسي وَابْن الرصاص والخلاطي وَابْن كثير وَابْن أميلة وَحدث سمع مِنْهُ الْحفاظ لغرابة اسْمه وَمِنْهُم شَيخنَا قَرَأَ عَلَيْهِ بِمَكَّة قَلِيلا، وَذكره فِي قسمي مُعْجَمه والتقي بن فَهد وَأَوْلَاده وَتزَوج أم الْحُسَيْن ابْنة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة، وخدم جدَّتهَا فَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن الْقسم الْحرَازِي وابنتها خَالَة زَوجته زَيْنَب ابْنة الشهَاب الطَّبَرِيّ وَصَارَ يتجر فَكثر مَاله من نقد وعروض وعقار. مَاتَ فِي صفر سنة تسع عشرَة، وَمِمَّنْ ذكره المقريزي فِي عقوده. ظهيرة بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد. / يَأْتِي فِي أبي بكر من الكنى 59 -. ظهيرة بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عل بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة ظهير الدّين أَبُو الْفرج بن الرضي أبي حَامِد بن القطب أبي الْخَيْر بن الْكَمَال أبي السُّعُود الْقرشِي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / الْآتِي أَخُوهُ الْمُحب مُحَمَّد وأبوهما وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه أم الْحُسَيْن الصُّغْرَى ابْنة القَاضِي محب الدّين بن ظهيرة، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَالْأَرْبَعِينَ النووية ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ والفرعي مَعَ الرسَالَة لِابْنِ أبي زيد أَيْضا وألفية الحَدِيث والنحو، وَعرض على ابْن الْهمام والكافياجي وَأبي البقا ابْن الضيا وَإِبْرَاهِيم الزمزمي وَآخَرين وتفقه بِالْقَاضِي عبد الْقَادِر) وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذ طرفا مِنْهَا وَمن الْأُصُول والمنطق فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ عَن أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَرْزُوق وَالْأُصُول عَن الْكَمَال إِمَام الكاملية والزين خطاب وَسمع من أبي الْفَتْح المراغي والزين الاميوطي والتقي بن فَهد والشهاب الشوايطي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين جمَاعَة، وَكَانَ دينا حييا متصونا بارعا فِي الْفِقْه والعربية كثير المحاسن ولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة بعد ابْن أبي الْيمن فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وباشره بعفة ونزاهة ومبالغة فِي التأدب مَعَ شَيْخه ومراعاة لخاطره ثمَّ انْفَصل عَنهُ بعد أشهر حِين قدح لَهُ وَأبْصر بل يُقَال انه استعفى حَيَاء مِنْهُ، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي عشَاء لَيْلَة الْأَحَد ثامن ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَصلى عَلَيْهِ عِنْد الْحجر الْأسود ثمَّ دفن بالمعلاة وتأسف النَّاس عَلَيْهِ وصبر أَبوهُ على فَقده رحم الله شبابه. ظهير جمَاعَة / اختصارا من لقبهم ظهير الدّين مِنْهُم.

حرف العين المهملة

(حرف الْعين الْمُهْملَة) 60 - عادي بن إِسْمَاعِيل بن ملك بن عادي سُلْطَان دهلك. / مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ. 61 - عَامر بن طَاهِر بن معوضة بن تَاج الدّين الْيَمَانِيّ وَيعرف بِابْن طَاهِر /. ولد فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقتل على بَاب صنعاء فِي سنة سبعين كَمَا أُشير إِلَيْهِ فِي شَارِب، وَكَانَ قد ملكهَا وَغَيرهَا من حصون الْيمن، وَكَانَ عفيفا صَادِقا جوادا مقداما شجاعا لَكِن لم يكن أَخُوهُ عَليّ رَاضِيا كَمَا كَانَ يَفْعَله من شن الغارات واتلاف الزروع وطم الانهار وتحريك الاشجار على أهل صنعاء مِمَّا يلجئه إِلَيْهِ الْحَرْب، وَقد رثاه جمَاعَة من شعراء زبيد وَغَيرهَا، وَخلف سَبْعَة ذُكُور قَامَ أَخُوهُ الْمَذْكُور بكفالتهم ومصالحهم حَتَّى مَاتَ. 62 - عَامر بن عبد الْوَهَّاب بن دَاوُد بن طَاهِر حفي / أخي الَّذِي قبله. ملك الْيمن بعد أَبِيه وَاخْتلف عَلَيْهِ بَنو عَامر الَّذِي قبله وَلَكِن كَانَت شوكته قاهرة لَهُم واشتغل بِالنّظرِ فِي مدارس وَغَيرهَا بعمارتها وتنمية أوقافها، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر ومحبة الْعلمَاء مَعَ حسن العقيدة مِمَّن مدحه الشُّعَرَاء. 63 - عَامر وَيُسمى مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الرضي مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم شرِيف الدّين أَبُو الثَّنَاء الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ / مَاتَ بهَا قبل استكمال سنتَيْن فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين. عَامر بن الطباع.) ::: 64 - عَامر الخيفي. / مَاتَ فِي سلخ ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسِتِّينَ. ذكره ابْن فَهد فِي الذيل وَكَانَ نديما منشدا وَرُبمَا نظم وانعقد لِسَانه قبل مَوته. وَقد مضى أَحْمد بن سعد الخيفي وَلَعَلَّه أَخُوهُ. 65 - عايض بِمُعْجَمَة آخِره ابْن سعيد الحبشي الحسني مولى السَّيِّد حسن بن عجلَان الْقَائِد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة خمس وَخمسين. 66 - عبَادَة بن عَليّ بن صَالح بن عبد الْمُنعم بن سراج بن نجم بن فضل بن فَهد بن عَمْرو الزين الْأنْصَارِيّ الخزرجي الزرزاري القاهري الْمَالِكِي. / ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بزرزرا من قرى مصر وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ كتبا وَمَعَ الْكثير على التنوخي وَابْن الشيخة وَالصَّلَاح الزفتاوي والعزيز المليحي وَالشَّمْس بن ياسين الْجُزُولِيّ والتاج بن الفصيح وَابْن أبي الْمجد والمطرز والنور الهوريني وَالشَّمْس إِمَام الصرغتمشية والشهاب الْجَوْجَرِيّ والحلاوي والسويداوي وناصر الدّين بن الْفُرَات والشرف بن الكويك والسراج البُلْقِينِيّ والزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والتقي الدجوي والغماري والنور الابياري وَالْجمال الرَّشِيدِيّ وَالشَّمْس

مُحَمَّد وَمَرْيَم إبنا الاذرعي وَآخَرُونَ وتفقه بأَخيه الشَّيْخ نور الدّين وبالتاج بهْرَام وَالْجمال الاقفهسي وقاسم بن سعيد العقياني المغربي وَكَانَ يصفه بِأَنَّهُ من جلة الْعلمَاء والشهاب المغراوي وَالشَّمْس الغماري وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ الْعَرَبيَّة والاصلين والمعاني وَكَثِيرًا من الْعُلُوم عَن الْعِزّ بن جمَاعَة وَحضر أَيْضا عَن الْبِسَاطِيّ والشهاب الصنهاجي واللغة عَن الأبياري والْحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ والسراج البُلْقِينِيّ ولازم الْبَدْر الدماميني حَتَّى أَخذ عَنهُ حَاشِيَته على الْمُغنِي وَدخل صحبته الْيمن فِي سنة تسع عشرَة وفارقه لما توجه الْبَدْر إِلَى الْهِنْد وَحج حِينَئِذٍ وَكَانَ بِمَكَّة فِي سنة عشْرين وَعرض عَلَيْهِ بهَا حِينَئِذٍ أَبُو الْفرج بن المراغي بعض محافيظه ولازم الِاشْتِغَال حَتَّى تقدم فِي الْفِقْه والاصلين والعربية وشارك فِي غَيرهَا وَصَارَ أحد أَعْيَان مذْهبه وَنسخ بِخَطِّهِ الْحسن الْكثير ودرس للمالكية فِي الشيخونية بعد ابْن تَقِيّ وَفِي البرقوقية بعد ابْن عمار وَفِي الأشرفية برسباي من واقفها أول مَا فتحت بعد أَن كَانَ الْوَاقِف رام الِاقْتِصَار فِيهَا على الْحَنَفِيَّة فَقَط، وتصدى للتدريس والافتاء والافادة قَدِيما وَأخذ النَّاس عَنهُ من أهل كل مَذْهَب طبقَة بعد أُخْرَى وانتفعوا بِهِ فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا من الْفُنُون مَعَ حسن تَرْبِيَته للطلبة وَعدم مسامحته لَهُم بل يغلظ على من لم يرتض فهمه أَو بَحثه مِنْهُم إِلَى أَن اشْتهر ذكره وَبعد صيته وَعين لقَضَاء) الْمَالِكِيَّة بعد موت الْبِسَاطِيّ فَأبى وصمم مَعَ إلحاحهم عَلَيْهِ على الِامْتِنَاع ثمَّ اختفى بعد قَول كَاتب السِّرّ لَهُ عَن السُّلْطَان أَنه يخبر أَنه قد ولي السلطنة مَغْصُوبًا فَهُوَ أَيْضا يوليك مَغْصُوبًا فَقَالَ حَتَّى أستخيرا لله ثمَّ تسحب من وقته وسافر إِلَى دمياط فاختفى بهَا وَكَذَا أَقَامَ عِنْد الشَّيْخ إِبْرَاهِيم المتبولي مختفيا أَيَّامًا حَتَّى اسْتَقر الْبَدْر بن التنسي فَظهر حِينَئِذٍ وَلم أعلم بعد الْبُرْهَان الابناسي من أهل هَذَا الْقرن من شَاركهُ فِي الصدْق لعدم قبُول الْقَضَاء غير ثمَّ انْقَطع إِلَى الله تَعَالَى وَأعْرض من الِاجْتِمَاع بِالنَّاسِ بل والافتاء إِلَّا بِاللَّفْظِ أَحْيَانًا وَأقَام عِنْد الشَّيْخ مَدين فِي زاويته بالمقس مُقبلا على شَأْنه مُنْقَطِعًا إِلَى الْعَمَل وَالْعِبَادَة فِي ازدياد من الْخَيْر والمحاسن حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر تقدم النَّاس الشَّيْخ مَدين الْمَذْكُور وَكثر التأسف على فَقده وَلم يخلف بعده فِي الْمَالِكِيَّة مثله وَكَانَ فصيحا طلق اللِّسَان حسن التَّقْدِير عَلامَة مبرزا فِي الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول صَالحا خيرا زاهدا ورعا صلبا فِي الدّين غَايَة فِي التقشف خُصُوصا فِي آخر أمره سالكا طَرِيق السّلف لَا يتحاشى الْمَشْي على قَدَمَيْهِ فِي ضروراته وَغَيرهَا مُعَللا امْتنَاع الرّكُوب بِمَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ من أَمر المشاة وَنَحْوهم بالاستناد لَهُ بِغَيْر ضَرُورَة حَتَّى يمر عَلَيْهِ أنس ووقار قَلِيل

الْكَلَام إِلَّا فِيمَا يعنيه ومحاسنه كَثِيرَة، وَيَقُول مُشِيرا لشدَّة أعباء التَّزْوِيج على سَبِيل المماجنة: لَو كَانَت الشّركَة تصح فِي الزَّوْجَات لشاركت فِي جُزْء من أَرْبَعَة وَعشْرين جُزْءا وَهُوَ مَسْبُوق بِنَحْوِهِ من الاوزاعي فَإِنَّهُ قَالَ لصديق لَهُ ان اسْتَطَعْت أَن تكتفي فِي هَذَا الزَّمَان بِنصْف امْرَأَة فافعل روينَاهُ فِي معاشرة الاهلين لأبي عمر النوقاتي، وَقد حدث باليسير أَخذ عَنهُ أَصْحَابنَا وَاسْتشْهدَ بِهِ شَيخنَا على من أنكر عَلَيْهِ حكايته عَن البُلْقِينِيّ فِي تمْتَام كَمَا حكيتها فِي الْجَوَاهِر فَقَالَ كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَمِمَّنْ حضرها الشَّيْخ زين الدّين عبَادَة الْمَالِكِي الشهير وَقد كتبهَا بِخَطِّهِ بل تَرْجمهُ شَيخنَا فِي الانباء تَرْجَمَة جَيِّدَة فَقَالَ: الشَّيْخ الْعَالم الْعَلامَة المفنن رافقنا فِي السماع مُدَّة وَمهر فِي الْفِقْه وَغَيره وَصَارَ بِأخرَة رَأس الْمَالِكِيَّة وَانْقطع قبل مَوته بمديدة إِلَى الله تَعَالَى، وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ من أهل الْعلم وَالدّين رَحمَه الله تَعَالَى ونفعنا بِهِ. 67 - عَبَّاس بن أَحْمد بن عَبَّاس الزين الْقرشِي المغربي من الشاوية وَمن بني مزورة عرب وطنوا فاس. / ولد فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بصحراء تامستا آخر بِلَاد الْمغرب، وَكَانَ أَبوهُ من شُيُوخ الْعَرَب فان يحضر لَهُ الْفُقَهَاء فَقَرَأَ الْقُرْآن والبزي فِي قِرَاءَة نَافِع والخرازي فِي الرَّسْم وَكَذَا فِي الضَّبْط والجرومية والألفية ومقدمة ابْن بَاب شاد والرسالة ثمَّ انْتقل إِلَى فاس فَتلا بالسبع على إِبْرَاهِيم المصمودي الْحَاج وَأخذ عَنهُ فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذ فِيهَا عَن أبي الْقَاسِم بن يُوسُف وَأحمد بن الْعجل وَمُحَمّد الصَّغِير وَفِي الْعرُوض عَن عَليّ المسوسي وتحول إِلَى تلمسان فَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن أَحْمد الكماد والنحو كالتسهيل وَالْمُغني وأصول الْفِقْه كمختصر ابْن الْحَاجِب وأصول الدّين كالارشاد لامام الْحَرَمَيْنِ والمنطق كَالْجمَلِ للخونجي والمعاني وَالْبَيَان كالتلخيص كل ذَلِك عَن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بتلمسان بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم والمقامات للحريري والفصيح لثعلب ومقصورة ابْن دُرَيْد والطب كالرجز لِابْنِ سينا والمنصوري والموجز عَن الشريف الحسني وَلَقي هُنَاكَ مُحَمَّدًا الكازروني فَقَرَأَ عَلَيْهِ المطول والقطب ثمَّ دخل الأندلس فَتلا بالسبع أَيْضا على مُحَمَّد الموجاري وتونس فَأخذ عَن إِبْرَاهِيم الْخُدْرِيّ الارشاد لامام الْحَرَمَيْنِ والمقترح لأبي الْعِزّ مظفر فِي أصُول الدّين أَيْضا وعَلى مُحَمَّد الواصلي شرح المعالم الدِّينِيَّة لِابْنِ التلمساني وَشرح جمل الخونجي لِابْنِ وَاصل فِي آخَرين لَقِيَهُمْ بِهَذِهِ الْأَمَاكِن وَغَيرهَا وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَسِتِّينَ فقطنها ولازم الشمني والكافياجي وَغَيرهمَا وَأكْثر التَّرَدُّد للأكابر من الْأُمَرَاء والمباشرين وَغَيرهمَا وَزَاد على الْحَد حَتَّى صَار عِنْد أَكْثَرهم مطرحا بل اتهمَ بقضية قيل انه واطأ على

الاختلاس فِيهَا وَمَا أجوز ذَلِك وَلكنهَا محنة، وَحج صُحْبَة الْمَنْصُور وَتردد إِلَى حَتَّى أَخذ شرحي لمنظومة ابْن الْجَزرِي دراية وَغَيره رِوَايَة، وَكَانَ كثير الاستحضار وَالْمَحْفُوظ طارحا للتكلف محبا فِي المذاكرة غير متثبت فِيمَا يذكرهُ سِيمَا وفراغه للمطالعة قَلِيل وعَلى كل حَال فَهُوَ مَعْدُود فِي الْفُضَلَاء وَأكْثر تَرْجَمته من قَوْله. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ بعد أَن تعلل مُدَّة طَوِيلَة وود لَهُ تَرِكَة تزيد على مَا كَانَ يظنّ بِهِ رَحمَه الله وسامحه وإيانا. 68 - عَبَّاس بن أَحْمد بن مُحَمَّد السندبسطي القاهري. / شيخ معمر لَقِي أَبَا الْعَبَّاس الزَّاهِد وَنقل عَنهُ ثمَّ صحب غير وَاحِد من جماعته كالشيخ مَدين وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وَأقَام تَحت نظره، وَكَانَ كثير الْعِبَادَة والتوجه تاليا لما تيَسّر من الْقُرْآن ذَاكِرًا لنبذة من حكايات الصَّالِحين وَنَحْوهَا مُعْتَقدًا بَين كثير من الْخَاصَّة والعامة. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِبَلَدِهِ وَقد قَارب الْمِائَة نفعنا الله بِهِ ورحمه. 69 - عَبَّاس بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ / لكَون أمه مِنْهَا وَكَانَت تعرف بالحوفية وَأما هُوَ فمولده فِي تل بسطة من الشرقية، وَكَانَ أَبوهُ خطيبها وَمَات وَابْنه هَذَا صَغِير فتحول مَعَ أمه لبلدها منية الشيرج فَنَشَأَ بهَا ثمَّ تحول لبيت الْمُقَدّس وَهُوَ كَبِير فجود الْقُرْآن عِنْد الشهَاب بن رسْلَان بالختنية مِنْهُ وَصَحبه وتكرر قدومه عَلَيْهِ فَلَمَّا مَاتَ قطن بِجَامِع طرا ثمَّ بِجَامِع طولون ثمَّ بالأزهر، ودام بِهِ نَحْو ثَلَاثِينَ سنة على طَريقَة جميلَة من مداومة التِّلَاوَة والاغتسال بِالْمَاءِ الْبَارِد لكل حدث شتاء وصيفا بِدُونِ إِزَار حَتَّى عِنْد دُخُوله الْخَلَاء مَعَ ذوق فِي التَّعْبِير ورغبة فِي الشفاعات واعتقاد كثيرين يه وَحج قَدِيما مَاشِيا متجردا وساح فِي أَمَاكِن. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسعين فَجْأَة بالحمام. رَحمَه الله وإيانا. 70 - الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْحسن ابْن أبي بكر بن أبي عَليّ بن الْحسن أَمِير الْمُؤمنِينَ المستعين بِاللَّه أَبُو الْفضل بن المتَوَكل على الله بن المعتضد بِاللَّه بن المستكفي بِاللَّه بن الْحَاكِم بِأَمْر الله الْهَاشِمِي العباسي وَالِد يحيى. / بُويِعَ بالخلافة بعد أَبِيه بِعَهْد مِنْهُ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَاسْتمرّ إِلَى أَن أمسك النَّاصِر فِي أَوَائِل سنة خَمْسَة عشرَة فاتفق شيخ ونوروز على اقامته للْحكم وَالتَّوْلِيَة والعزل بِدُونِ سُلْطَان وَأقَام كَذَلِك إِلَى أَن اسْتَقل شيخ بالسلطنة ولقب بالمؤيد فخلعه من الْخلَافَة لكَونه لم يُوَافق على ذَلِك هَذَا مَعَ أَنه وَإِن كَانَت السلطنة أضيفت إِلَيْهِ مَعَ الْخلَافَة فَالْأَمْر حَقِيقَة إِنَّمَا هُوَ للمؤيد وبويع لِأَخِيهِ دَاوُد ولقب المعتضد بِاللَّه وَبَقِي هَذَا بالقلعة يَسِيرا ثمَّ أرسل بِهِ إِلَى

الثغر السكندري فسجن بِهِ إِلَى أَن أفرج عَنهُ الظَّاهِر ططر من السجْن خَاصَّة وخيره بَين الْقدوم إِلَى الْقَاهِرَة أَو الاقامة باسكندرية فاختارها لِأَنَّهُ استطابها، وَحصل لَهُ مَال كثير من التِّجَارَة وَأذن لَهُ فِي الرّكُوب لصَلَاة الْجُمُعَة وَغَيرهَا، وجهز لَهُ فرس بسرج ذهب وكنبوش زركش وبقجة قماش ورتب لَهُ هُنَاكَ فِي كل يَوْم ثَمَانمِائَة وَاسْتمرّ على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالطاعون شَهِيدا وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة، وَقد طول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته، وَكَانَ خيرا دينا حشما وقورا كَرِيمًا عِنْده تواضع وسودد وَقد امتدحه شَيخنَا لما عملوه سُلْطَانا بقصيدة سينية فِي ديوانه رَحمَه الله وإيانا. 71 - عَبَّاس بن مُحَمَّد بن زِيَاد الكاملي وَيعرف بجده. / مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. 72 - الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْكَمَال أَبُو الْفضل بن الْجمال أبي المكارم بن الْكَمَال أبي البركات الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد عبد الله / الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة وَيُسمى أَيْضا مُحَمَّدًا وَلكنه بكنيته أشهر مِنْهُ باسمينه. ولد فِي ثَانِي ربيع الأول سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَحمله أَبوهُ إِلَى مَكَّة فَنَشَأَ بهَا وَسمع من ابْن سَلامَة وَالْجمال مُحَمَّد بن عَليّ النويري وَابْن الْجَزرِي وَأحمد بن إِبْرَاهِيم المرشدي وأخيه الْجمال مُحَمَّد وَمُحَمّد بن أبي بكر المرشدي والتقي بن فَهد وَعَمه أبي السعادات وَأبي الْفَتْح المراغي وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق والتقي الفاسي وَمن الْمَدِينَة الْجمال الكازروني والنور الْمحلي وطاهر الخجندي والمحب المطري وَغَيرهم وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَسمع على شَيخنَا فِي الْمُحدث الْفَاضِل وَغَيره وَكَذَا دخل دمشق وَغَيرهَا وناب فِي الْقَضَاء بجدة عَن عَمه أبي السعادات فِي سنة خمسين وَغَيرهَا ثمَّ اسْتَقل بهَا فِي سنة سبع وَخمسين عوضا عَن ابْن عَمه الْكَمَال أبي البركات بن عَليّ ثمَّ عزل فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا وسافر إِلَى الْمَدِينَة للزيارة فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا ثمَّ مَاتَ بهَا بعد مرض طَوِيل فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ بالروضة الشَّرِيفَة، وَكَانَ فَاضلا ذكيا جيدا المحاضرة مليح الشكل كريم النَّفس محببا إِلَى أَهله وأقاربه تزوج ابْنة عَمه أم هاني ابْنة عَليّ وَقدر بعد دهر مَوتهَا بِالْمَدِينَةِ أَيْضا رحمهمَا الله وإيانا. 73 - عَبَّاس بن مُحَمَّد بن مُوسَى البلشوني. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. الْعَبَّاس بن المتَوَكل بن المعتضد. / مضى قَرِيبا فِي ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان. 74 - الْعَبَّاس أَبُو منديل الوهراني / قاضيها. مَاتَ سنة تسع وَعشْرين.

75 - عبد الْأَحَد بن مُحَمَّد بن عبد الْأَحَد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْخَالِق الزين أَبُو المحاسن الْحَرَّانِي الأَصْل الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. ولد سنة بضع عشرَة وَسَبْعمائة وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية أَنه فِيمَا يحْسب أخبرهُ أَنه سنة سِتّ عشرَة أَو الَّتِي قبلهَا وَأَنه قَرَأَ القراآت على جدي الْأَعْلَى لأمي وَعم جدتي لأبي الْفَخر عُثْمَان ابْن خطيب جبرين وعَلى غَيره وَكَانَ يعرف طرفا مِنْهَا وَمن فقه الْحَنَابِلَة وناب فِي الحكم بحلب وَكَانَ شَيخا دينا ظريفا حسن المحاضرة قَرَأَ عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي ختمتين لأبي عَمْرو، وَاجْتمعَ بِهِ ابْن خطيب الناصرية غير مرّة. مَاتَ فِي كائنة حلب بعد أَن عاقبه التتار فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَقد عمر وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فِي عبد الْأَحَد وَكَذَا فِي عبد الله وَثَانِيهمَا غلط وَقَالَ غَيرهمَا أَنه من مَشَايِخ) حلب الْمَشْهُورين صنف كَافِيَة القارىء فِي فنون المقارىء فِي الْقرَاءَات وَأَنه كَانَ حفظ الْمُخْتَار فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ يَا رَسُول الله على أَي مَذْهَب أشتغل فَقَالَ على مَذْهَب أَحْمد وَأَشَارَ لذَلِك وَلَده الْآتِي فِي أرجوزته الَّتِي نظم فِيهَا الْعُمْدَة لِابْنِ قدامَة فَقَالَ: (لما رَآهُ وَالِدي إِذْ نشا ... فِي الْبَعْض من كراته الَّتِي رأى) (فِيهَا رَسُول الله وَهُوَ يسْأَل ... مِنْهُ بِأَيّ مَذْهَب يشْتَغل) (قَالَ اشْتغل بِمذهب ابْن حَنْبَل ... أَحْمد فاخترناه عَن أَمر جلى) (وَلَا أرى تَأْوِيل هذي القصه ... إِلَّا لحكمة بِنَا مختصه) (فِيهِ أرادها لنا النَّبِي ... مِنْهُ وَإِلَّا كلهم مهدى) (جزاهم الله جزيل الرحمه ... عَنَّا وكل عُلَمَاء الأمه) 76 - عبد الْأَعْلَى ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ النَّجْم أَبُو الْعلَا بن الامام الشهَاب أبي الْعَبَّاس المقسمي القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي حُدُود سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ والحاجبية فِي النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي الْفِقْه وَأَصله والعربية عِنْد الابناسي وَغَيره وتنزل فِي الْجِهَات وَسمع على التقي بن حَاتِم والشرف بن الكويك والنور الفوي بل سمع من الزين الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَحج وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ وَكَانَ كيسا ظريفا بهيا حُلْو المحادثة حسن الايراد قانعا متعففا ذَا مُرُوءَة تَامَّة وشهامة وَصدق وَأَمَانَة وكرم للعلاء القلقشندي بِهِ مزِيد اخْتِصَاص. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَخمسين ورزق قبيل مَوته ولدا فَسَماهُ يُونُس لبصير يُونُس بن عبد الْأَعْلَى وَمَا أَظُنهُ عَاشَ رَحمَه الله وإيانا. 77 - عبد الأول بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب صاحبنا

سديد الدّين أَبُو الْوَقْت بن الْجمال المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي شعْبَان سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه حبشية مُسْتَوْلدَة أَبِيهَا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والشاطبيتين وَغَايَة الْمَطْلُوب فِي الْقرَاءَات الثَّلَاث للزين بن عَيَّاش والعمدة لحافظ الدّين النَّسَفِيّ فِي أصُول الدّين وَكَذَا الْمنَار فِي أصُول الْفِقْه لَهُ والكافية فِي الْعَرَبيَّة لِابْنِ الْحَاجِب ومختصر الْقَدُورِيّ فِي الْفِقْه، وَعرض على جمَاعَة كالفنري وَأَجَازَ لَهُ والتقي الْكرْمَانِي وتلا بالعشر على ابْن عَيَّاش فِي نَحْو عشْرين ختمة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَشهد عَلَيْهِ الْقُضَاة أَبُو السعادات بن) ظهيرة وَالْجمال الشيبي وَوصف الْمَشْهُود عَلَيْهِ شَيخنَا وَأَبُو البقا بن الضيا الْحَنَفِيّ وَأَبُو البركات بن الزين الْمَالِكِي والولري السفطي وَكَانَ حج وأرخ كِتَابَته بليلة الثَّلَاثِينَ من ذِي الْقعدَة مِنْهَا والكمال السُّيُوطِيّ وَكَانَ حِينَئِذٍ هُنَاكَ وَقَالَ إِنَّه حضر قِرَاءَته لبَعض الْمجَالِس فِي الْحرم الشريف وَعَمه الْجلَال عبد الْوَاحِد وَيحيى بن مُحَمَّد المغربي الشاذلي نزيل مَكَّة فِي سلخ ذِي الْقعدَة وَمُحَمّد بن عبد الله بن الرِّفَاعِي وَأحمد بن سعد الاريحي الْحَنَفِيّ وتفقه بِأَبِيهِ وبالسعد بن الديري وَابْن الْهمام وَهُوَ أجل من أَخذ عَنهُ وَبِه انْتفع وَكتب لَهُ بعد وَصفه بالشيخ الْعَالم سليل الْعلمَاء الأماثل أَنه يقرىء مَا شَاءَ من الْعُلُوم اللُّغَوِيَّة صرف وَنَحْو وَبَيَان وبديع والعقلية والمركبة كأصول الْفِقْه وَالْكَلَام ويفتي بعد التَّأَمُّل والمراجعة فَإِنَّهُ لذَلِك أهل وكفؤ كريم أَلا وَأَنه قَرَأَ عَليّ وَسمع كثيرا من الْفِقْه وَالْأُصُول وَألقى أبحاثا شريفة دَالَّة على رسوخ ملكته فِي الْفُنُون دلَالَة ترتقي عَن مُجَرّد الظنون فَاسْتحقَّ لذَلِك أَن يجثى بَين يَدَيْهِ وَأَن يعول الأفاضل فِي ذَلِك عَلَيْهِ وَعنهُ وَعَن يُوسُف الرُّومِي وَإِبْرَاهِيم الْكرْدِي أَخذ أصُول الْفِقْه بل سمع على الْأَخير أَيْضا فِي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ جملَة من المصابيح لِلْبَغوِيِّ بحثا وَسمع فِي الْعَضُد على أبي الْقسم النويري وَعنهُ أَخذ بَعْضًا من الْعَرَبيَّة وَكَانَ أَخذهَا من قبله عَن عَمه الْجلَال عبد الْوَاحِد وَإِمَام الدّين شيفكي قَالَ وَكَانَ بحرا فِيهَا وَهُوَ وَإِبْرَاهِيم الْكرْدِي مِمَّن أَخذ عَن السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَقَرَأَ فِي الْفَرَائِض على الْبُرْهَان الزمزمي وَحضر فِي الثَّالِثَة على أَبِيه فهرسته بِقِرَاءَة مخرجه ثمَّ سمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ والشفا بل قَرَأَ عَلَيْهِ العوارف للسهروردي وجمل عَن أبي الْفَتْح المراغي بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره أَشْيَاء وَكَذَا سمع على ابْن الْجَزرِي والزين عبد الرَّحْمَن أبي شعر الْحَنْبَلِيّ كل ذَلِك بِبَلَدِهِ، وَأَجَازَ لَهُ ابْن سَلامَة والتقي الفاسي وَأَبُو الْفضل بن ظهيرة وَآخَرُونَ من مَكَّة وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والزراتيتي وقارىء الْهِدَايَة والفوي والشموس البوصيري والبيجوري والبرماوي وَغَيرهم من الْقَاهِرَة والكمال بن خير من اسكندرية وَالشَّمْس بن الْمُحب والنجم بن

حجي ولطيفة ابْنة الاياسي وَطَائِفَة من دمشق وارتحل لمصر غير مرّة وَأخذ بهَا عَن غير ابْن الديري وَابْن الْهمام أَيْضا ع جمَاعَة أَجلهم شَيخنَا رِوَايَة ودراية، وَكَانَ كثير الْميل إِلَيْهِ والاصغاء لَهُ وَوَصفه بالفاضل الباهر الأوحد مُفِيد الطالبين فَخر المدرسين ووالده بالعلامة جمال الدّين مفتي الْمُسلمين رَأس الْمُحدثين واللغويين أمده الله تَعَالَى بمعونته وأيده بِروح مِنْهُ وَسلمهُ سفرا وحضرا وَجمع لَهُ الْخيرَات زمرا، وَأذن لَهُ فِي إِفَادَة مَا) أَلفه وأنشأه لمن أرادها مِنْهُ، وَكتب صَاحب التَّرْجَمَة إِلَيْهِ مِمَّا سمعته مِنْهُ قَوْله: (يَا سَيِّدي وَإِمَام النَّاس كلهم ... وحافظ السّنة الغرا على الْأُمَم) (عبيدكم قَائِم بِالْبَابِ منتظر ... يَرْجُو زيارتكم يَا خير مغتنم) (كَيْمَا يفوز بوصل أَي مستتر ... عَن الْعُيُون وسر أَي مكتتم) (فارفع حجابك يَا سؤلي وَيَا أملي ... وامنن عَليّ بوصل أحظ بِالنعَم) بل كتب لَهُ مرّة حِين قرب ارتحاله من كَلَام غَيره وَأرْسل بِهِ إِلَيْهِ دَاخل بَيته: (أفد الترحل غير أَن رِكَابنَا ... لما تزل برحالنا وَكَأن قد) وَكَذَا قَرَأَ بِالْقَاهِرَةِ على الشَّمْس الرَّشِيدِيّ فِي البُخَارِيّ، وسافر فِي سنة سبع وَسِتِّينَ إِلَى الْيمن فَسمع بهَا الْفَقِيه عمر الفتي من بني مطير من أهل أَبْيَات حُسَيْن وأخاه الْفَقِيه الْعِزّ عبد الْعَزِيز، وَكَانَ منجمعا عَن النَّاس فصيح الْعبارَة قوي المباحثة حسن الْخط والشكالة غَايَة فِي الذكاء والتفنن يحفظ جملَة من الأدبيات ويسرد ذَلِك سردا حسنا كل ذَلِك مَعَ سَلامَة الْفطْرَة حَسْبَمَا شهد لَهُ بهَا شَيْخه ابْن الْهمام، وَكَانَ مبجلا لَهُ إِلَى الْغَايَة وَهُوَ مِمَّن أذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس وعظمه جدا كَمَا تقدم وأوصافه حميدة وَقد أَقرَأ الْيَسِير لَكِن مَا كنت أَحْمد مِنْهُ المناضلة عَن ابْن عَرَبِيّ وَلكنه اقتفى أثر وَالِده رحمهمَا الله وكلمته فِي ذَلِك مرَارًا فَمَا أَفَادَ، وَله معي ماجريات لَطِيفَة ومكاتبات ظريفة أثبتها فِي مَوضِع آخر. سَافر من مَكَّة مَعَ الركب الغزاوي بعد انْقِضَاء الْحَج من سنة إِحْدَى وَسبعين إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فزار ولقيته بهَا ثمَّ وصل إِلَى غَزَّة وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَتوجه إِلَى الشَّام فَأَقَامَ هُنَاكَ حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين غَرِيبا، وَدفن بتربة الزين خطاب وَلم يخلف سوى ابْنة وَلَا خلف بِمَكَّة حنفيا متفننا مثله رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة. 78 - عبد الْبَارِي بن أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ بن عَتيق بن الشَّيْخ سعيد بن الشَّيْخ حسن أَبُو النجا العشماوي القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 79 - عبد الْبَارِي وَيُسمى مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله الطَّوِيل الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي /

من أَبْيَات الْفَقِيه ابْن عجيل وَيعرف بِابْن الطَّوِيل. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِأَبْيَات الْفَقِيه ولازم إِبْرَاهِيم بن جعمان فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير والْحَدِيث وَمن شُيُوخه عمر الْفَتى فَقِيه الْيمن فِي وقته قَرَأَ عَلَيْهِ الارشاد وَالرَّوْض كِلَاهُمَا لشيخه ابْن المقرىء ويوسف المقرىء، وَأَجَازَ لَهُ عبد الرَّحْمَن بن الطّيب النَّاشِرِيّ، وَأم بمدرسة الشَّيْخ عبد الْوَهَّاب، وَحج غير مرّة ولقيني فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين فَسمع مني المسلسل وَغَيره وكتبت لَهُ. 80 - عبد الباسط بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن زايد السنبسي الْمَكِّيّ أَخُو أبي الْفَتْح / الْآتِي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَمَات فِي أَوَاخِر صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بعد الْعَصْر ثمَّ دفن عِنْد قُبُورهم من المعلاة عوضه الله الْجنَّة. 81 - عبد الباسط بن خَلِيل / وَاخْتلف فِيمَن بعده فَقيل إِبْرَاهِيم وَهُوَ الْمُعْتَمد وَقيل يَعْقُوب كَمَا أثْبته شَيْخي بِخَطِّهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين من أنبائه الزين الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري وَهُوَ أول من تسمى بعيد الباسط. ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنقل عَنهُ أَنه فِي سنة تسعين أَو الَّتِي قبلهَا وَالْأول أشبه بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فِي خدمَة كَاتب سرها الْبَدْر مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن الشهَاب مَحْمُود واختص بِهِ ثمَّ اتَّصل من بعده بشيخ حِين كَانَ نَائِبا بِدِمَشْق وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى قدم مَعَه الديار المصرية بعد قتل النَّاصِر فرج وسلطنة المستعين بِاللَّه فَلَمَّا تسلطن شيخ ولقب الْمُؤَيد أعطَاهُ نظر الخزانة وَالْكِتَابَة بهَا ودام فِيهَا مُدَّة اشْترى فِي أَثْنَائِهَا بَيت تنكز فأصلحه وكمله وَجعله سكنا لَهُ هائلا واستوطنه وَكَذَا عمر تجاهه مدرسة بديعة انْتَهَت فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَعشْرين وسلك طَرِيق عُظَمَاء الدولة فِي الحشم والخدم والمماليك من سَائِر الْأَجْنَاس والندماء وَرُبمَا ركب بالسرج الذَّهَب والكنبوش الزركش وَالسُّلْطَان زَائِد الاصغاء إِلَيْهِ والتقريب لَهُ حَتَّى أَنه يَخُصُّهُ بِالْخلْعِ السّنيَّة السمور وَغَيرهَا زِيَادَة على منصبه بل تكَرر نُزُوله لَهُ غير مرّة فتزايدت وجاهته بذلك كُله وَصَارَ لَا يسلم على أحد إِلَّا نَادرا فَالْتَفت إِلَيْهِ الْعَامَّة بالتمقت واسماع الْمَكْرُوه كَقَوْلِهِم يَا باسط خُذ عَبدك فَلم يَحْتَمِلهُمْ وشكاهم إِلَى الْمُؤَيد فتوعدهم بِكُل سوء إِن لم ينكفوا فَأخذُوا فِي قَوْلهم يَا جبال يَا رمال يَا الله يَا لطيف فَلَمَّا طَال ذَلِك عَلَيْهِ الْتفت إِلَيْهِم بِالسَّلَامِ وخفض الْجنَاح فَسَكَتُوا عَنهُ وأحبوه وَلَا زَالَ يترقى إِلَى أَن أثرى جدا وَعمر الْأَمْلَاك الجليلة وَأَنْشَأَ القيسارية الْمَعْرُوفَة بالباسطية دَاخل بَاب زويلة وَكَانَ فَيْرُوز الطواشي قد شرع فِيهَا مدرسة فَلم يتهيأ إكمالها كل ذَلِك وَهُوَ كَاتب الخزانة وناظر المستاجرات السُّلْطَانِيَّة بِالشَّام والقاهرة إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الظَّاهِر ططر فِي نظر الْجَيْش عوضا عَن الكمالي

ابْن الْبَارِزِيّ فِي سَابِع ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَعشْرين فَلَمَّا اسْتَقر الاشرف بَالغ فِي التَّقْرِيب بالتقادم والتحف وَفتح لَهُ أبوابا فِي جَمِيع الْأَمْوَال وَأَنْشَأَ العمائر فَزَاد اخْتِصَاصه بِهِ) وَصَارَ هُوَ الْمعول عَلَيْهِ والمشار فِي دولته إِلَيْهِ مَعَ كَونه لم يسلم غَالِبا من معاند لَهُ عِنْده كالدوادار الثَّانِي جَانِبك والبدري بن مزهر وجوهر القنقباي إِلَّا أَن مزِيد خدمته بِنَفسِهِ وَبِمَا يجلبه إِلَيْهِ بل وَإِلَى من شَاءَ الله مِنْهُم قاهرة لَهُم، وأضيف إِلَيْهِ أَمر الْوزر والاستادارية فسدهما بِنَفسِهِ وببعض خدمه إِلَى أَن مَاتَ الْأَشْرَف وَاسْتقر ابْنه الْعَزِيز، وَكَانَ من أعظم القائمين فِي سلطنته وَمَعَ ذَلِك فأهين من بعض الخاصكية الأشرفية بالْكلَام وَاحْتَاجَ إِلَى الانتماء إِلَى الأتابك جقمق، وَلم يلبث أَن صَار الْأَمر إِلَيْهِ فَخلع عَلَيْهِ باستمراره فِي نظر الْجَيْش ثمَّ قبض عَلَيْهِ وحبسه بالمقعد على بَاب البحرة المطل على الحوش من القلعة فِي ثامن عشري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وصمم على أَخذ ألف ألف دِينَار فتلطف بِهِ صهره الكمالي بن الْبَارِزِيّ وَغَيره من أَعْيَان الدولة حَتَّى صَارَت إِلَى ثلثمِائة ألف دِينَار فِيمَا قيل وَأخذ مِنْهُ قِطْعَة قيل انها من نعل الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعْدَمَا نقل إِلَى البرج بالقلعة وأهين بِاللَّفْظِ غير مرّة ثمَّ أطلق ورسم لَهُ بالتوجه إِلَى الْحجاز فَأخذ فِي التجهز لذَلِك وسافر بعد أَن خلع عَلَيْهِ وعَلى عتيقه جَانِبك الاستادار هُوَ وَبَنوهُ وَعِيَاله وحواشيه فِي ثامن عشر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَأَقَامَ بِمَكَّة إِلَى موسم سنة أَربع فحج وَرجع مَعَ الركب الشَّامي إِلَى دمشق امتثالا لما أَمر بِهِ فَأَقَامَ بهَا سنيات وزار فِي أَوَائِل صفرها بَيت الْمُقَدّس وَأرْسل بهديته من هُنَاكَ إِلَى السُّلْطَان ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَكَانَ يَوْمًا مشهودا وخلع عَلَيْهِ وعَلى أَوْلَاده وَنزل لداره ثمَّ أرسل بتقدمة هائلة وَاسْتمرّ إِلَى أَن عَاد لدمشق بعد أَن أنعم عَلَيْهِ فِيهَا بإمرة عشْرين ثمَّ بعد سِنِين عَاد إِلَى الْقَاهِرَة مستوطنا لَهَا وَفِي أثْنَاء استيطانه حج رجبيا فِي سنة ثَلَاث وَخمسين فَكَانَ ابْتِدَاء سيره فِي شعبانها فوصل إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فزار أَولا ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا حَتَّى حج ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة بِدُونِ زِيَارَة وَكَانَ دُخُوله لَهَا فِي حادي عشر الْمحرم سنة أَربع وَخمسين فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا ثمَّ تمرض أشهرا، وَمَات غرُوب يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع شوالها وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء فِي قبر عينه لنَفسِهِ وَأسْندَ وَصيته لقَاضِي الْحَنَابِلَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وَغَيره وَعين لَهُ ألف دِينَار يفرقها ولنفسه الشّطْر مِنْهَا فَفرق ذَلِك بِحَضْرَة وَلَده على بَاب منزله وَضبط تركته أحسن ضبط ونفذت سَائِر وَصَايَاهُ رَحمَه الله وإيانا، وَكَانَ إنْسَانا حسن الشكالة نير الشيبة متجملا فِي ملبسه ومركبه وحواشيه إِلَى الْغَايَة وافر

الرياسة حسن السياسة كَرِيمًا وَاسع الْعَطاء اسْتغنى بالانتماء إِلَيْهِ جمَاعَة رَاغِبًا فِي المماجنة بِحَضْرَتِهِ وَلَو) زَادَت على الْحَد غَايَة فِي جودة التَّدْبِير ووفور الْعقل حَتَّى كَانَ شَيخنَا فِي أَيَّام محنته يكثر الِاجْتِمَاع بِهِ ليستروح بمحادثته وَينْتَفع باشارته وَكَذَا كَانَ عَظِيم الدولة الجمالي نَاظر الْخَاص مِمَّن يتَرَدَّد لبابه ويتلذذ بمتين خطابه وَله من المآثر والقرب المنتشرة بأقطار الأَرْض مَا يفوق الْوَصْف فَمن ذَلِك بِكُل من الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة وبدمشق وغزة والقاهرة مدرسة وَالَّتِي بِالْقَاهِرَةِ وَهِي كَمَا قدمت تجاه منزله بِخَط الكافوري أجلهَا وَأصْلح كثيرا من مسالك الْحجاز ورتب سَحَابَة تسير فِي كل سنة من كل من دمشق والقاهرة إِلَى الْحَرَمَيْنِ ذَهَابًا وإيابا برسم الْفُقَرَاء والمنقطعين وَحج وَهُوَ نَاظر الْجَيْش مرَّتَيْنِ وَأحسن فيهمَا بل وَفِيمَا بعدهمَا من الحجات لأهلهما إحسانا كثيرا، وَكَذَا دخل حلب غير مرّة وَلذَا تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية فِي ذيله لتاريخها وَوَصفه فِي أَيَّام عزه بمزيد إحسانه للخاص وَالْعَام ومحبة الْعلمَاء والفقراء والصلحاء والاحسان إِلَيْهِم وَالْمُبَالغَة فِي إكرامهم والتنويه بِذكر الْعلمَاء والصلحاء عِنْد السُّلْطَان وَقَضَاء حوائج النَّاس مَعَ إحسانه هُوَ إِلَيْهِم حَتَّى سَار ذكره واشتهر إحسانه وخيره وَصَارَ فَردا فِي رُؤَسَاء مصر وَالشَّام ملْجأ للنَّاس مُتَّصِلا إحسانه بِمن يعرفهُ وَمن لَا يعرفهُ وَمَا قَصده أحد إِلَّا وَرجع بمأموله من غير تطلع مِنْهُ لمَال وَنَحْوه وللشعراء فِيهِ مدائح ثمَّ أورد من ذَلِك ارجوزة للشمس أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن الباعوني أخي الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم شيخ خانقاه بالجسر الْأَبْيَض من صالحية دمشق ستأتي الاشارة إِلَيْهَا فِي تَرْجَمَة الْمَذْكُور إِن شَاءَ الله وَلما ذكر شَيخنَا فِي فتح الْبَارِي كسْوَة الْكَعْبَة وَإنَّهُ لم يزل الْمُلُوك يتداولون كسوتها إِلَى أَن وقف عَلَيْهَا الصَّالح إِسْمَاعِيل بن النَّاصِر فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة قَرْيَة من ضواحي الْقَاهِرَة يُقَال لَهَا بيسوس كَانَ اشْترى الثُّلثَيْنِ مِنْهَا من وَكيل بَيت المَال ثمَّ وَقفهَا على هَذِه الْجِهَة فاستمر قَالَ مَا نَصه: وَلم تزل تكسي من هَذَا الْوَقْف إِلَى سلطنة الْمُؤَيد شيخ فكساها من عِنْده سنة لضعف وَقفهَا ثمَّ فوض وأمرها إِلَى بعض أمنائه وَهُوَ القَاضِي زين الدّين عبد الباسط بسط الله فِي رزقه وعمره فَبَالغ فِي تحسينها بِحَيْثُ يعجز الواصف عَن صفة حسنها جزاه الله تَعَالَى عَن ذَلِك أفضل المجازاة انْتهى. وناهيك بِهَذَا جلالة. وَلما قدم ابْن الْجَزرِي الْقَاهِرَة أنزلهُ بمدرسته وَحضر مَجْلِسه يَوْم الْخَتْم، وَأَجَازَ لَهُ وَكَذَا سمع على الْبُرْهَان الْحلَبِي وَشَيخنَا وَغَيرهم، وَخرجت لَهُ عَنْهُم حَدِيثا كَانَ سَأَلَ عَنهُ وبينت لَهُ الْأَمر فِيهِ فابتهج وسر وَزَاد فِي الاكرام والاحترام كَمَا شرحته فِي مَحل آخر. وَمن الْغَرِيب ان جَوْهَر القنقباي الَّذِي ترقى فِي الْعِزّ إِلَى)

غَايَة لَا تخفى كَانَ رام بعد أستاذه ابْن الكويز أَن يخْدم عِنْد صَاحب التَّرْجَمَة فَمَا وَافق فتوصل لخدمة الْأَشْرَف حَتَّى صَار إِلَى مَا صَار بِحَيْثُ صَار صَاحب التَّرْجَمَة خاضعا لَهُ مَاشِيا فِي أغراضه حَتَّى فِيمَا يكرههُ مَعَ إغراء جَوْهَر للسُّلْطَان عَلَيْهِ وافتراء الْكثير مِمَّا يقرره لَدَيْهِ وَكَذَا أحضرت لَهُ أم الْعَزِيز قبل وصولها إِلَى الْأَشْرَف ليشتريها فَامْتنعَ فَصَارَت بعد إِلَى الْأَشْرَف وحظيت عِنْده بِحَيْثُ سَافر الزيني فِي خدمتها إِلَى مَكَّة وَرُبمَا مَشى بَين يَدي محفتها فسبحان الفعال لما يُرِيد. 82 - عبد الباسط بن خَلِيل بن شاهين الشيخي الأَصْل الْمَلْطِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الشيخونية. / ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بملطية، وَنَشَأ بهَا وبحلب ودمشق فَقَرَأَ فِي دمشق بعد بُلُوغه الْقُرْآن بِبَعْض الْقرَاءَات ثمَّ حفظ منظومة النَّسَفِيّ والكنز وَنصف الْمجمع وأقرأه أَبوهُ الْكثير، وَحضر دروس قوام الدّين وَحميد الدّين النعماني وَغَيرهمَا من عُلَمَاء مذْهبه وَغَيره وَقَرَأَ على جمَاعَة من فضلاء الرّوم كالعلاء الرُّومِي قَاضِي الْعَسْكَر بهَا فِي دمشق والبرهان الْبَغْدَادِيّ فِي طرابلس وَقدم الْقَاهِرَة فلازم النَّجْم القرمي فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان والشرف يُونُس الرُّومِي نزيل الشيخونية فِي الْمنطق وَالْحكمَة وَالْكَلَام بل المحيوي الكافياجي حَتَّى أَخذ عَنهُ كثيرا وَحضر دروسه فِي عُلُوم جمة وَكتب جليلة وَحمل عَنهُ أَيْضا كثيرا من رسائله وَأَجَازَ لَهُ الشمني وَابْن الديري وَآخَرُونَ، وَدخل الْمغرب فَأخذ دروسا فِي النَّحْو وَالْكَلَام والطب بل أتقنه بِخُصُوصِهِ مَعَ جمَاعَة وَمِمَّنْ لقِيه هُنَاكَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد الزلدوي أحد الآخذين عَن ابْن عَرَفَة، وبرع فِي كثير من الْفُنُون وشارك فِي الْفَضَائِل وَألف ونظم ونثر وَأَقْبل على التَّارِيخ واستمد فِيهِ مني كثيرا وَتردد إِلَيّ لَهُ وَلغيره من الدُّرُوس، وَهُوَ إِنْسَان سَاكن أصيل منجمع عَن النَّاس متودد سَمِعت من نظمه وفوائده بل امتدحني بِمَا كتبه لي بِخَطِّهِ. 83 - عبد الباسط بن شَاكر بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد الزين بن الْعلم ابْن الجيعان شَقِيق عبد الْغَنِيّ وَيحيى / الآتيين. ولد فِي سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ قَلِيلا وَتخرج بوالده وَغَيره من أقربائه وبرع فِي المباشرات وَتكلم فِي جِهَات كالشيخونية والمؤيدية والاشرفية وَسَعِيد السُّعَدَاء واستبد بهَا وبالبيمارستان ثمَّ أعرض عَن بَعْضهَا وَأثْنى على مباشراته وَشدَّة ضَبطه ونظافة قلمه وَعدم محاباته ووقوفه عِنْد قَوْله وبذله الْخَفي لمن يثبت عِنْده اسْتِحْقَاقه وَفَقره وَعَلِيهِ لَهُم رواتب سنوية وَغَيرهَا وَلِهَذَا كَانَ من لم يتدبر أمره يعْتَقد فِيهِ اليبس سِيمَا وَعدم محاباته ينشأ عَنْهَا نوع جفَاء وتمقت مِمَّا أَكْثَره يصدر عَن صدق، كل

هَذَا مَعَ سلوكه طرق الاسْتقَامَة من صَلَاة وَصَوْم وَتعبد وتهجد وَنَحْوهَا بِحَيْثُ لم يكن ينَام فِي ليَالِي رَمَضَان الثُّلُث الْأَخير مِنْهَا، وإكرام لأهل الْعلم وَنَحْوهَا حَسْبَمَا حَكَاهُ لي من أَثِق بِهِ وَحج غير مرّة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ، وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بتربتهم وناب حسن مَشْيه فِي الْجِهَات بعده عَفا الله عَنهُ وإيانا. 84 - عبد الباسط بن أبي شاهين. / قتل فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 85 - عبد الباسط بن عبد الرَّزَّاق سبط ابْن بَريَّة / شَاب من أَبنَاء الْكتاب. مِمَّن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وتدرب بالبدر حسن الطلخاوي يَسِيرا وَجلسَ عِنْده شَاهدا بل حج شَاهدا فِي الْمحمل وَكتب خطه أَشْيَاء وَفهم وَقَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ وَاسْتقر فِي خزن كتب سعيد السُّعَدَاء شَرِيكا لغيره. 86 - عبد الباسط بن عبد الْوَهَّاب القبطي / الْمُتَكَلّم عَن الْوزر فِي كثير من المكوس وَيعرف بكاتب الميسم. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت سَابِع شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَدفن من الْغَد بزاوية العصياتي بِالْقربِ من الكداشين، وَكَانَ قد جدد عمارتها، وَله ميل للْفُقَرَاء وإكرام للفضلاء فِي الْجُمْلَة حَتَّى إِن الْفَخر عُثْمَان الديمي كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ ليقْرَأ عِنْده البُخَارِيّ أَو غير فَإنَّا لله. 87 - عبد الباسط بن عمر بن عبد الْعَزِيز الْأنْصَارِيّ الْمدنِي أَخُو الْبَدْر حسن / الْمَاضِي وخادم قبَّة الْعَبَّاس من البقيع. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ 88 -. عبد الباسط بن عمر بن مُحَمَّد بن هبة الله الْحَمَوِيّ / الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن الْبَارِزِيّ. شَاب جاور مَعَ أَبِيه بِمَكَّة فَكَانَ يشْتَغل يَسِيرا وَرُبمَا حضر عِنْدِي مَعَ وَالِده وَعقد لَهُ على قريبَة لَهُ. 89 - عبد الباسط بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان الزين بن الْبَدْر بن الشهَاب بن التَّاج بن الْجلَال البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة سبعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وَعرض على جمَاعَة وتدرب بِأَبِيهِ بل اشْتغل على عَم وَالِده الْبَدْر أبي السعادات والزين زَكَرِيَّا القَاضِي والبدر حسن الْأَعْرَج وَختم عَلَيْهِمَا كتبا وَكَذَا لَازم الْجلَال الْبكْرِيّ ولازمني فِي قِرَاءَة ألفية الحَدِيث بحثا حَتَّى أكملها، وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ بل كتب شرحي على الألفية أَو جله وَغير) ذَلِك، وَسمع على الشاوي وَأبي السُّعُود الغرافي وتميز وَفهم، وَحج مَعَ أَبِيه وَجلسَ عِنْده شَاهدا مَعَ سُكُون وعقل وملازمة للقراء عِنْد الْكَمَال الطَّوِيل واهتمام بِمَجْلِس نَاظر الْجَيْش

البدري بن نَاظر الْخَاص فِي دروسه وَغَيرهَا ودرس بعد أَبِيه بالآثار وَهُوَ مُتَوَجّه لَهُ مزِيد وَتعلق على النّظم حَتَّى أَنه نظم الْأَسْمَاء النَّبَوِيَّة. 90 - عبد الباسط بن الشَّمْس مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الشهير أَبوهُ بِابْن الاستادار. / أثكله أَبوهُ وَقد جَازَ الْعشْرين فِي شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين 91 -. عبد الباسط بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ نور الدّين عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر الأدمِيّ القاهري / شريك الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وتلميذه. مِمَّن يكثر السّفر لمَكَّة فِي الْبَحْر ويعامل ويضارب وحصلت لَهُ جَائِحَة مرّة بعد أُخْرَى وَكَلَامه أَكثر من نَفعه وَفعله وَغَيره أولى فِي الصدْق مِنْهُ. 92 - عبد الباسط بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الزين بن الْبَدْر الجعبري النابلسي نزيل بَيت الْمُقَدّس / وقاضيه الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْكَمَال مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن عبد الْقَادِر. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ من بَيت جليل. 93 - عبد الباسط بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الزين إِبْرَاهِيم الجعبري الْخَلِيل / الْآتِي أَبوهُ وَعَمه عمر. ولد سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَأَجَازَ لَهُ التدمري والقبابي وَشَيخنَا وَآخَرُونَ وَقَرَأَ على إِمَام الكاملية وَغَيره من الْعَجم وَغَيرهم بل حضر دروس الْمَنَاوِيّ وَالْعلم البُلْقِينِيّ وبرع فِي الْفِقْه وَأَصله وأتقن الْفَرَائِض والعربية والميقات وَأذن لَهُ ابْن البُلْقِينِيّ فِي الافتاء والتدريس ودرس وَأفْتى وَاسْتقر فِي مشيخة الْخَلِيل شَرِيكا لِعَمِّهِ برغبة أَبِيه لَهُ عَنْهَا، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمَات فِي بَلَده بالطاعون سنة سبع وَتِسْعين. 94 - عبد الباسط وَيُسمى عمر أَيْضا ابْن مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن ابْن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الزين أَبُو المفاخر بن الْجمال أبي المكارم بن النَّجْم أبي الْمَعَالِي بن الكمالي أبي البركات الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / حفيد عَم الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم وَابْن أُخْته زَيْنَب ابْني عَليّ وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. ولد فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج كِلَاهُمَا للنووي وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة وَسمع على عَم وَالِده أبي السعادات جُزْء أبي الجهم واحياء الْقلب الْمَيِّت) للعراقي وفضيلة سُورَة الاخلاص لأبى نعيم ومجلسين من أمالي أبي الْحسن الْقزْوِينِي وعَلى الشّرف أبي الْفَتْح المراغي بعض البُخَارِيّ وعَلى الشهَاب الشوايطي جُزْء ابْن قلنبا وَغَيره فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ من مَكَّة السراج عبد اللَّطِيف وَأَبُو الْبَقَاء بن الضيا وكمالية ابْنة عَليّ بن ظهيرة وَابْنَة عَليّ النويري وَمن الْمَدِينَة الْمُحب المطري والبدر عبد الله بن فَرِحُونَ والشهاب أَحْمد بن عَليّ الْمحلي

وَمن بَيت الْمُقَدّس الْجمال بن جمَاعَة والتقي القلقشندي وَمن سَيذكرُ من الشاميين وَغَيرهم فِي عَمه النَّجْم مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد كَأبي جَعْفَر بن العجمي والضياء بن النصيبي ولازم خَاله الْبُرْهَان وَدخل فِي خدمته إِلَى الْقَاهِرَة فتردد للسراج الْعَبَّادِيّ حَتَّى أذن لَهُ وَقَرَأَ على الزين زَكَرِيَّا فِي شَرحه لفصول ابْن الهائم مَعَ سَماع دروس فِي الْفِقْه وَختم شَرحه للبهجة وَغير ذَلِك بل وَأذن لَهُ الْجلَال الْبكْرِيّ وَغَيره وَسمع على الْأمين الاقصرائي والشاوي والزكي الْمَنَاوِيّ وَعبد الصَّمد الهرساني وَقَرَأَ على الشّرف عبد الْحق السنباطي حِين مجاورته بِمَكَّة شرح العقائد بل أَخذ عَن غَيره من الغرباء فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية وَالْفِقْه وَغَيرهَا كَالشَّمْسِ الْجَوْهَرِي والكمال إِمَام الكاملية وَفِي الْعَرَبيَّة عَن المحيوي عبد الْقَادِر وفيهَا مَعَ الصّرْف عَن مظفر الشِّيرَازِيّ وفيهَا مَعَ الْمعَانِي عَن عبد المحسن ولازم خَاله الآخر الْفَخر أَبَا بكر رَفِيقًا للجمال أبي السُّعُود فَمن قبله فِي جلّ دروسه وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الألفية النحوية وَكتب لَهُ أَنَّهَا قِرَاءَة بحث وتحرير واتقان وَأذن لَهُ فِي الاقراء والافادة ان أحب وَذَلِكَ فِي سنة أَربع وَسبعين وَكَذَا أذن لَهُ المحيوي وَلما كنت بِمَكَّة لازمني أَيْضا فَمَعَ الْمشَار إِلَيْهِ للكثير من شرحي للألفية بحثا وَمَعَ غَيره لِلْقَوْلِ البديع وَأَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة أتيت على مقاصدها فِي تَرْجَمته من التَّارِيخ الْكَبِير وأملي على مِمَّن حضر عِنْده غير من ذكر. وَهُوَ عَالم فَاضل مفنن مشارك تَامّ الْعقل والرياسة والتجمل والمحاسن خَبِير باستجلاب الخواطر سِيمَا لأحبابه كثير التودد لطيف الْعشْرَة جَامع بَين الضدين طارح للرعونات غير مدرس فِي الْحرم صونا لنَفسِهِ عَن التَّشَبُّه بِمن هُوَ فِي رُتْبَة صغَار بني أَو حفظا لجَانب ابْن عَمه رَئِيس الْحجاز أَو لغير ذَلِك مِمَّا هُوَ أخبر بِهِ، كتب كراريس أجَاب بهَا من سَأَلَ عَن حِكْمَة الاسْتِغْفَار بعد شم الرَّائِحَة الطّيبَة قرضتها فِي سنة سبع وَتِسْعين حِين أرسلها إِلَيّ مَعَ بَيْتَيْنِ من نظمه جمل الله بحياته. 95 - عبد الباسط بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الزين الفشني الأَصْل بفاء ثمَّ شين مُعْجمَة سَاكِنة / من عمل البهنسا القاهري المولد وَالدَّار مبَاشر جدة وصهر الْجمال مُحَمَّد بن عِيسَى الْقرشِي وَيعرف بَين أهل بَلَده بِابْن الصَّيْرَفِي وَرُبمَا نسب أَنْصَارِيًّا كَانَ أَبوهُ مِمَّن بَاشر للذخيرة فِي الْأَعْمَال الجيزية وتوابعهم فتدرب بِهِ فِي الْمُبَاشرَة بِحَيْثُ تميز وَعمل كرائيا بمركب الشهابي بن الْعَيْنِيّ، وخدم الْأَشْرَف قايتباي حِين امرته بأقفاص فتسحب لما بَقِي عَلَيْهِ من الْخراج إِلَى جدة ثمَّ لما تسلطن اسْتَقر بِهِ فِي مُبَاشرَة جدة فباشرها فِي خدمَة الْأَمِير شاهين الشاد بهَا بضع عشرَة سنة ثمَّ مَعَ أبي الْفَتْح المنوفي ثمَّ مَعَ قراجا ثمَّ اشْترك مَعَ أبي الْفَتْح فِيهَا بل عرض عَلَيْهِ

الِاسْتِقْلَال فَامْتنعَ، وَكَانَ مَجْمُوع مُبَاشَرَته بهَا نَحْو ثَمَان عشرَة سنة إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي ثَالِث عشري صفر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها، وَلم يكمل الْأَرْبَعين، وَهُوَ عَم الزين أبي بكر ابْن شقيقه الشهَاب أَحْمد محتسب جدة الَّذِي أَبوهُ فِي الاحياء وَبَلغنِي أَنه قَرَأَ الْقُرْآن وَفِي الْمِنْهَاج وَغَيره واشتغل. 96 - عبد الباسط بن الهباء مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد الزرندي الْمدنِي سبط الْجمال الكازروني / وَأحد من سمع عَلَيْهِ. 97 - عبد الباسط بن يحيى شرف الدّين بن الْعلم بن البقري أَخُو الْمجد إِسْمَاعِيل / وَهَذَا أكبر وأبوهما صَاحب ديوَان الطنبغا اللفاف أحد المقدمين. تدرب فِي الْمُبَاشرَة بأقربائه إِلَى أَن اسْتَقر فِي نظر الاسطبل يَوْم الْخَمِيس تَاسِع رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ بعد صرف مَحْمُود بن الديري ثمَّ انْفَصل عَنهُ بعد أشهر فِي محرم الَّتِي تَلِيهَا بِالْعَلَاءِ الصَّابُونِي ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ مَعَ نظر الْأَوْقَاف فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسِتِّينَ عوضا عَن سعد الدّين كَاتب العليق وَلم يلبث أَن اسْترْجع سعد الدّين نظر الْأَوْقَاف بعد أَرْبَعَة أَيَّام ثمَّ انْفَصل عَن الاسطبل ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ ثمَّ انْفَصل عَنهُ بالتاج الشَّامي فِي سنة تسع وَسِتِّينَ، ثمَّ اسْتَقر فِي نظر البيمارستان فِي الْمحرم سنة سبعين عوضا عَن ابْن الصَّابُونِي ثمَّ انْفَصل عَنهُ بِأبي الْفَتْح المنوفي وَلزِمَ خدمَة الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي فَكَانَ كالشاد على الْأَمَاكِن الَّتِي خربها وبناها فِي نواحي الحسينية واجتهد فِي ذَلِك وَحصل بِهِ بعض رفق للأموات والأحياء فَلَمَّا مَاتَ الْعَبَّادِيّ اسْتَقر عوضه فِي نظر الاحباس ثمَّ ألزمهُ السُّلْطَان بعد مُدَّة بِنَظَر الْأَوْقَاف بعد ابْن العظمة وعَلى طَرِيقَته الَّتِي لَا أبلغ فِي الظُّلم مِنْهَا وَأَعْطَاهُ أَيْضا نظر الدولة فباشرها وَهُوَ فِي غَايَة التكره وَإِلَّا فَهُوَ إِلَى الْخَيْر أقرب لِأَنَّهُ نادرة فِي أَبنَاء جنسه مديم للصَّلَاة والتلاوة والانجماع ومزيد الْعقل ولطف الْعشْرَة والتأدب مَعَ) الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ والحرص على استجلاب خواطرهم وَلَا يَخْلُو بَيته من فَقير وَرُبمَا اشْتغل على بعض من يتَرَدَّد إِلَيْهِ كَالشَّمْسِ بن الفالاتي وَلذَا أحسن إِلَيْهِ بِحَيْثُ أَنه زوجه وَهُوَ مِمَّن سمع بقرَاءَته فِي البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة وَمِمَّنْ أَقَامَ عِنْده مُدَّة النُّور على الشنفاسي وَكَذَا اخْتصَّ بِهِ الْجلَال بن الْأَمَانَة والعز التقوي والخطيب الوزيري وَعمل عِنْده الميعاد وَالْفَخْر عُثْمَان الديمي ويوسف إِمَام جَامع الْحَاكِم وَمن شَاءَ الله وَقد جاورنا مُدَّة فحمدت مجاورته وَرُبمَا أهْدى لي بل لما قدمت من الْمُجَاورَة الثَّالِثَة جَاءَ للسلام وَمَعَهُ مبلغ كَبِير، وَرُبمَا صرح بالانكار على الْفُقَهَاء فِيمَا يسلكونه من تنقيص بَعضهم لبَعض وَقد حكى لي أَنه بَيْنَمَا هُوَ

عِنْد الدوادار وَبَين يَدَيْهِ فَقِيه وَإِذا بآخر ظهر من الدوار فَاسْتَقْبلهُ ذَاك الْجَالِس بالتنقيص عِنْد صَاحب الْمجْلس وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى وصل إِلَيْهِم فَقَامَ إِلَيْهِ ثمَّ انْصَرف فَاسْتَقْبلهُ القادم حَتَّى أكتفي ثمَّ توجه قَالَ فَسَأَلَنِي الدوادار من الصَّادِق مِنْهُمَا فَقلت أَنْتُم أخبر فَقَالَ انهما كاذبان فاسقان وَنَحْو ذَلِك، وَقَالَ لي أَيْضا كنت مرّة بَين يَدي الزيني بن مزهر وَالْجَمَاعَة الَّذين عِنْده يتناوبون الْحَط على الزين زَكَرِيَّا بِمَا استحيي من الله أَن أحضرهُ ففارقتهم وتوجهت للمشار إِلَيْهِ فَوَجَدته على أحسن حَال فِي إقراء الْعلم وَنَحْوه فَالْتمست دعاءه وانصرفت، وَبِالْجُمْلَةِ فالغالب عَلَيْهِ الْخَيْر مَاتَ بعد أَخِيه بِقَلِيل فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَترك سِتَّة ذُكُور أكبرهم إِبْرَاهِيم وشقيقة لَهُ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. 98 - عبد الباسط بن يَعْقُوب الزين بن منقورة القبلي / مُسْتَوْفِي الْمُتَكَلِّمين فِي المكوس. ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتدرب فِي الْمُبَاشرَة بِأَبِيهِ وَعَمه، وَحج وجاور وبرع فِي مباشراته مَعَ عقل وَحسن شكل وَفهم جيد وذوق واظهار للرغبة فِي التنصل مِمَّا هُوَ فِيهِ وكرب بِسَبَب بَقَاء أمه على نصرانيتها وتجنب للقاذورات وملازمة لكثير من الصَّلَوَات جمَاعَة وترام على الصَّالِحين وَالْعُلَمَاء خلصه الله. عبد الباسط الْمُبَاشر بجدة. / مضى فِيمَن أَبوهُ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد. عبد الْبَاقِي بن مَحْمُود صَلَاح الدّين بن تَاج الدّين / صَاحب حصن حب. مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ 100 - عبد الْبَاقِي بن يَعْقُوب جمال الدّين القاهري / أحد الكتبة وَيعرف بِابْن أبي غَالب من ذُرِّيَّة صَاحب الْمدرسَة الْمُجَاورَة للمدرسة الزينية يحيى الاستادار. كَانَ كَاتبا فِي ديوَان الْجَيْش الشَّامي ثمَّ صَار أحد موقعي الدست بل كتب التوقيع أَيْضا بِبَاب الدوادارية وَفِي الْخَاص وَكَانَ عِنْده ثَبت بِسَمَاع الصَّحِيحَيْنِ بِمَكَّة على الْجمال إِبْرَاهِيم الأميوطي مؤرخ بِسنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة فَقَرَأَ عَلَيْهِ التقي القلقشندي وَمَعَهُ السنباطي حَدِيثا أودعهُ التقي فِي متبايناته وَلم يشْتَهر أمره بَين أَصْحَابنَا وَلذَا لم آخذ عَنهُ، وَمَات عَن سنّ عالية فِي ذِي الْحجَّة سنة خمسين. أرخه الْعَيْنِيّ، وَكَانَ سَاكِنا خيرا متواضعا فِيهِ بر وَهُوَ أحد أَصْحَاب الشَّيْخ مُحَمَّد بن سُلْطَان وَمِمَّنْ كَانَ الشَّيْخ يعظمه ويثني عَلَيْهِ وَرَأَيْت من وَصفه بالشافعي رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا 101 -. عبد الْبر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى سري الدّين أَبُو الْيُسْر بن القَاضِي جلال الدّين بن القَاضِي بدر الدّين بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كأبيه وجده / الْآتِي ذكرهمَا بِابْن أبي البلقاء. نَشأ شَابًّا جميل الصُّورَة كأبيه طيب النغمة فاشتغل وَفضل ولازم الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي

الأمالي وَغَيرهَا، وَسمع الحَدِيث من لفظ الكلوتاتي وعَلى النُّور الفوي وَآخَرين وَلم يتصون، ودرس بالأقبغاوية وَغَيرهَا وناب فِي الحكم قبل مَوته بِسنة ثمَّ سَافر إِلَى الشَّام وَرجع فَمَاتَ فِي سَابِع عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَلم يكمل الثَّلَاثِينَ فَإِن وَالِده مَاتَ فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَابْنه صَغِير وَكَانَ هَذَا تزوج ابْنة الزين أبي بكر بن عَليّ المشهدي فاستولدها وَلَده الْبَهَاء أَبَا الْبَقَاء مُحَمَّدًا وَلذَا اسْتَقر الْبَهَاء المشهدي فِي تدريس الأقبغاوية. 102 - عبد الْبر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود سري الدّين أَبُو البركات بن الْمُحب أبي الْفضل بن الْمُحب أبي الْوَلِيد الْحلَبِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ سبط الولوي السفطي وَيعرف كسلفه بِابْن الشّحْنَة /. ولد فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بحلب وانتقل مِنْهَا صُحْبَة أَبَوَيْهِ إِلَى الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا فِي مختصرات الْعُلُوم وَمِنْهَا غَالب الألفية لجده، وَسمع بِبَيْت الْمُقَدّس حَال إِقَامَته فِيهِ مَعَ وَالِده على خَطِيبه وَشَيخ صلاحيته الْجمال ابْن جمَاعَة والتقي أبي بكر القلقشندي وَغَيرهمَا وبالقاهرة على الْبَدْر النسابة وَقَرَأَ بِنَفسِهِ قَلِيلا رِوَايَة بعد على الْأمين الاقصرائي والتقي الشمني والجلال القمصي وَالشَّمْس الملتوتي وَأم هانىء الهورينية وَهَاجَر القدسية وَطَائِفَة، وَأَجَازَ باستدعائي جمَاعَة وَأكْثر عَن أَبِيه وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن الْبَدْر عَن عبيد الله والزين قَاسم بن قطلوبغا مَعَ أُصُوله والْحَدِيث عَن ثَانِيهمَا وَتردد أَحْيَانًا للتقي الشمني ثمَّ الكافياجي وَقَرَأَ عَليّ بِحَضْرَة أَبِيه يَسِيرا، وَذكر بذكاء وفطنة بِحَيْثُ أذن لَهُ فِي التدريس والافتاء من أَبِيه وَنَحْوه فَأفْتى وَصرح الْأَشْرَف سُلْطَان وقتنا) بالتعجب من ذَلِك وَأخذ عَنهُ من يُشَارِكهُ فِي أَفعاله أَو يطْمع من الطّلبَة ذَاك الْوَقْت فِي بُلُوغ آماله، وَحج صُحْبَة وَالِده، وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء بل كَانَ هُوَ المستبد فِي أَكثر الْأَوْقَات بالتعايين خُصُوصا الاستبدالات وَنَحْوهَا وَكَثُرت القالات فِيهِ بِسَبَبِهَا وبسبب غَيرهَا مِمَّا هُوَ أشهر من أَن يذكر وَأَبوهُ مَعَ ذَلِك مفتتن بحبه وزوجه بابنة العضدي الصيرامي بعد امْتنَاع الْبَدْر بن الصَّواف من إِعْطَائِهِ ابْنَته، وَولي الخطابة بِجَامِع الْحَاكِم عوضا عَن الناصري الاخميمي الْحَنَفِيّ وتدريس الحَدِيث بالحسينية بعد وَفَاة ابْن النواجي وَالتَّفْسِير بالجمالية عوضا عَن التقي الحصني والاعادة بالصرغتمشية والْحَدِيث بالزينية المزهرية بعد الْبَهَاء المشهدي وَغير ذَلِك، بلم لما عجز أَبوهُ نَاب عَنهُ فِي الشيخونية تصوفا وتدريسا، وَكَذَا فِي تدريس

الحَدِيث بالمؤيدية، وتسلط على الْكِتَابَة فِي عدَّة فنون أوقفني على بَعْضهَا مَعَ الْخَوْض فِي الْأَدَب بِحَيْثُ نظم ونثر ومدح وهجا وَلَيْسَ بِثِقَة فِيمَا يَنْقُلهُ وَلَا بعمدة فِيمَا يَقُوله بل هُوَ غَايَة فِي الجرأة والتقول، وَقد اتهمَ باخفاء تَفْسِير الْفَخر الرَّازِيّ فِي مُجَلد من أوقاف المؤيدية وَعَاد الضَّرَر على كثيرين بِسَبَبِهِ وَوَضعه الدوادار النَّاظر ليضربه فشفع فِيهِ الأتابك وَلم يستبعد كَثِيرُونَ هَذِه النِّسْبَة وانه أرسل لملك الرّوم ابْن عُثْمَان، وَلَو تصون وسلك طَرِيق السداد أَو تستر أَو تأدب مَعَ مَشَايِخ الْوَقْت وفضلائها أَو ضبط لِسَانه عَن الوقيعة فِي الأكابر لَكَانَ أخْلص لَهُ وَأقرب إِلَى محبَّة النَّاس فِيهِ وَلَكِن مَا يسلم من أَذَاهُ كَبِير أحد بل وَلأَجل من سميته من شُيُوخه وأصهاره واستشعر السَّيْف الْحَنَفِيّ بذلك فَامْتنعَ من اقرائه مَعَ توسله إِلَيْهِ بِكُل طَرِيق وَصَارَ أَبوهُ بِسَبَبِهِ إِلَى غَايَة فِي الامتهان وقاسى من الذل ألوان وَلَكِن عَسى أَن يكفر ذَلِك عَنهُ بعض مَا اقترفه فَالْوَلَد سر أَبِيه، ولأجله أبْغض السُّلْطَان جلّ المتشبهين بِهِ سِيمَا من الْحَنَفِيَّة بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى انه ولي الْقَضَاء الْأَكْبَر عدَّة من الغرباء لما امْتَلَأت آذانه من سوء سيرته سِيمَا مِمَّن شَاءَ الله من الْعَسْكَر الْمُجَرّد فِي سنة خمس وَسبعين لسوار مِمَّا شافه وَالِده بِهِ إِجْمَالا وتفصيلا لبعضه، هَذَا مَعَ إنشاد وَالِده فِي غيبته مَعَ الْعَسْكَر لجَماعَة نوابه وَنَحْوهم مِمَّا اكتتبوه عَنهُ بِالْمَدْرَسَةِ المؤيدية قصيدة من نظمه فِي مدحه يضْحك أَو يبكي من ذكرهَا أوردتها فِي تَرْجَمَة الْأَب وأخف مِنْهَا قَوْله فِيهِ مقتفيا لمن قبله: (دروس عبد الْبر فاقت على ... أَبِيه فِي الْحِفْظ وَحسن الجدل) (وَذَاكَ عِنْد الْأَب أَمر بِهِ ... نِهَايَة السول وأقصى الأمل) ) وَقَالَ الابْن مِمَّا هُوَ عِنْدِي بِخَطِّهِ: (أأنصار الشَّرِيعَة لن تراعوا ... سيفني الله قوما ملحدينا) (ويخزيهم وينصركم عَلَيْهِم ... ويشب صُدُور قوم مؤمنينا) وَقَوله مِمَّا أستبعد كَونهمَا لَهُ: (ان البقاعي البذىء لفحشه ... ولكذبه ومحاله وعقوقه) (لَو قَالَ ان الشَّمْس تظهر فِي السما ... وقفت ذَوُو الْأَلْبَاب عَن تَصْدِيقه) وَلما أَكثر بملاحظة الشهابي الْجَوْهَرِي من التَّرَدُّد للزين سَالم إِمَام الأتابك والقائم بأعبائه دسه فِي مخدومه مَعَ مزِيد خبرته بِحَيْثُ قَرَّرَهُ فِي جَامعه مدرسا وَصَارَ يقْرَأ عَلَيْهِ أحد أَوْلَاد الزيني وَكَذَا دس نَفسه فِي عدَّة أُمَرَاء حَتَّى انه كَانَ مَعَ أميرآخور حُسَيْن حج أَمِير الركب سنة ثَمَان وَتِسْعين وَكَانَ مَا كتبه فِي الْحَوَادِث وَقد

تَكَرَّرت مناكدته للبدري كَاتب السِّرّ بعد تزايد إِحْسَان أَبِيه إِلَى أَبِيه وضمه مَعَه فِي الاحسان وَكَونه لَا يخفى عَنهُ مَا هُوَ مُشْتَمل عَلَيْهِ من الافتراء والبهتان وَمن انصف علم تقصيري فِيمَا أثْبته وان المرتجم فَوق مَا بِهِ وَصفته، وواقعته مَعَ الأتراك وَهُوَ أَمْرَد مثبتة فِي الْحَوَادِث. 103 - عبد الْجَبَّار بن عبد الله الْخَوَارِزْمِيّ الْحَنَفِيّ. / قدم حلب مَعَ تمرلنك فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَقَالَ حِينَئِذٍ انه ابْن نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وَهُوَ مُعظم عِنْد تمر وَدخل مَعَه دمشق ثمَّ بِلَاد الْعَجم وَمَات هُنَاكَ فِي سنة خمس وَكَانَ عَالم الدشت فِي زَمَانه كَمَا ذكره ابْن خطيب الناصرية وَوَصفه أَيْضا بِالْفَضْلِ والذكاء وانه تكلم مَعَ عُلَمَاء حلب بِحَضْرَة اللنك وطالع شرح الْهِدَايَة لأكمل الدّين وَخَطأَهُ فِي أَمَاكِن وَتَبعهُ شَيخنَا فِي انبائه وَوَصفه بالمعتزلي، وَذكره غَيرهمَا فَسمى أَبَاهُ نعْمَان بن ثَابت وَقَالَ انه ولد فِي حُدُود سنة سبعين، وَكَانَ إِمَامًا بارعا متفننا فِي الْفِقْه والأصلين والمعاني وَالْبَيَان والعربية واللغة انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي أَصْحَاب تيمور بِحَيْثُ كَانَ عَظِيم دولته وَكَانَ مَعَه بِالشَّام وَغَيرهَا فَكَانَ يباحث الْعلمَاء ولديه فصاحة بِالْعَرَبِيَّةِ والعجمية والتركية وثروة وخرمة كل ذَلِك مَعَ تبرمه من صحبته بل رُبمَا نفع الْمُسلمين عِنْده وَلَكِن فِي الْأَغْلَب لَا تسعه مُخَالفَته، وأرخ وَفَاته فِي ذِي الْقعدَة، وَقَالَ المقريزي كَانَ من فُقَهَاء تمر الْحَنَفِيَّة وَهُوَ مَعَه على عقيدته، وسمى أَبَاهُ نعْمَان بن ثَابت. 104 - عبد الْجَبَّار بن عبد الْمجِيد بن الْمُوفق على بن أبي بكر حَافظ الدّين النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ / أكبر بني أَبِيه. كَانَ عَالما صَالحا ولي الْقَضَاء وَمَات فِي سنة سبع وَخمسين وَسَيَأْتِي أَبوهُ. 105 - عبد الْجَبَّار بن عَليّ بن مُحَمَّد الاخطابي ثمَّ القاهري الطولوني الشَّافِعِي الشاذلي / خَطِيبه. ولد تَقْرِيبًا سنة خمسين وَثَمَانمِائَة باخطاب وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول مِنْهَا وَهُوَ صَغِير مَعَ أَبِيه لبولاق فَكَانَ يُعينهُ فِي بيع الليمون وَنَحْوه فَلَمَّا مَاتَ تحول لقنطرة سنقر فَلَزِمَ خدمَة الشَّيْخ مُحَمَّد المغيربي وَحفظ عِنْده الْقُرْآن والمنهاج بِكَمَالِهِ ظنا وعادت بركته عَلَيْهِ وَتردد لجلال الدّين بن السُّيُوطِيّ فاشتغل عِنْده وأقرأ أَوْلَاد ابْن الطولوني بل اسْتَقر فِي إِمَامَة بعض الْمدَارِس من نواحي قناطر السبَاع وَسكن بهَا وَاسْتقر أَيْضا فِي مشيخة بعض الْمدَارِس وناب فِي الخطابة بِجَامِع ابْن طولون وَكَذَا عَن الشهَاب الابشيهي فِي قِرَاءَة الميعاد وأقرأ فِي بعض الطباق من القلعة وراج بذلك فِي تَحْصِيل أَكثر هَذِه الْجِهَات وَفِي تَقْرِير الجوالي وطاب أمره وَفهم

فِي الْفِقْه قَلِيلا وَهُوَ سَاكن جامد جاور بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَقَرَأَ على الْعَامَّة الميعاد بل حلق بِجَمَاعَة من نمط أهل المواعيد فِي أبي شُجَاع وَنَحْوه وَرُبمَا اجْتمع بِي هُنَاكَ وَكَذَا بعد رُجُوعه بِالْقَاهِرَةِ، وَلَا يَخْلُو من هوس كشيخه. عبد الْجَبَّار بن نعْمَان بن ثَابت /. فِي ابْن عبد الله قَرِيبا. 106 - عبد الْجَلِيل بن أَحْمد بن الْفَقِيه على جلال الدّين الْحُسَيْنِي سكنا القباني /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 107 - عبد الْجَلِيل بن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن أَحْمد بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم السَّيِّد رفيع الدّين بن الْعَالم الْمُفْتِي وجيه الدّين وَهُوَ بِقَيْد الْحَيَاة بن الْعِزّ ابْن الاستاذ شيخ الوعاظ والمذكرين نظام الْملَّة وَالدّين ابْن عز الدّين بن شرف الدّين الْحُسَيْنِي الحسني الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي ابْن أخي حُسَيْن بن إِسْحَاق / الْمَاضِي. مِمَّن لَقِيَنِي بِمَكَّة فَأخذ عني قِرَاءَة وسماعا وكتبت لَهُ كَمَا بَينته فِي التَّارِيخ الْكَبِير. 108 - عبد الْجَلِيل / مَاتَ سنة بضع وَأَرْبَعين. 109 - عبد الحفيظ بن عَليّ بن أَحْمد بن حرمي الْخياط وَالِده والبرددار هُوَ. / كَانَ أَبوهُ خيرا فَكَانَ يَجِيء بولده فِي صغره للسماع على شَيخنَا وَلما ترعرع عمل فِي الرُّسُل ثمَّ البرددارية وبرع فِيهَا وَذكر فِي الدول إِلَى أَن انْقَطع بعد أَن أهين غير مرّة، وَحج وجاور وَهُوَ من خِيَار أَبنَاء طَرِيقَته وَلزِمَ الِانْقِطَاع حَتَّى مَاتَ فِي كَفَالَة زَوجته ابْنة نحيلة الْمُغنيَة بالفالج وَغَيره فِي) شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين، وَقد جَازَ السِّتين تَقْرِيبًا عَفا الله عَنهُ. 110 - عبد الحفيظ بن عمر الشريف الحسني الزبيدِيّ الشَّافِعِي / أحد الْفُضَلَاء هُنَاكَ كَمَا بَلغنِي. أرسل فِي سنة سبع وَتِسْعين يطْلب مني الاجازة لَهُ ولولده مُحَمَّد ولأقاربه فأجزتهم. 111 - عبد الحفيظ بن الْكَمَال أبي الْفضل بن الزين أبي بكر بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن المراغي الْمدنِي. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 112 - عبد الْحق بن إِبْرَاهِيم شمس الدّين الطَّبِيب وَالِد الْجمال عبد الله. / مِمَّن ولي رياسة الطِّبّ شَرِيكا لزوج أُخْته علم الدّين سُلَيْمَان بن رابخ الْمَالِكِي فِيمَا قَالَ لي وَلَده، وَأما شَيخنَا فَإِنَّهُ قَالَ فِي الأنباء سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة انه شركَة لكَمَال الدّين عبد الرَّحْمَن بن نَاصِر الدّين بن صَغِير فَالله أعلم وَقَالَ لي وَلَده أَيْضا انه اسْتَقل بالرياسة بعد موت صهره وَمَات فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة، وَرَأَيْت شَيخنَا سَمَّاهُ شمس الدّين بن عبد الْحق بن فَيْرُوز وَالظَّاهِر أَن عبد الْحق اسْم أَبِيه واسْمه مُحَمَّد فَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الْحق وَإِن كَانَ ابْنه سَمَّاهُ عبد الْحق فَهُوَ لكَونه اشْتهر بِابْن عبد الْحق.

113 - عبد الْحق بن أبي سعيد عُثْمَان بن أَحْمد بن أبي سَالم إِبْرَاهِيم بن أبي الْحسن المريني العَبْد الحقي / نِسْبَة لبني عبد الْحق سُلْطَان فاس. قَامَ عَلَيْهِ الشريف مُحَمَّد بن عمرَان الحسني نقيب الْأَشْرَاف بِسَبَب تَوليته الوزارة ليهودي وَأَخذه فذبحه فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشري رَمَضَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَاسْتقر الشريف مَوْضِعه بِاتِّفَاق من أهل الْحل وَالْعقد بفاس. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة وَعِنْدِي فِي الوفيات زِيَادَة على هَذَا. 114 - عبد الْحق بن عَليّ بن مُحَمَّد الْوَلَد شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن صاحبنا القَاضِي نور الدّين أبي الْحسن بن القَاضِي أَمِين الدّين أبي الْيمن الْعقيلِيّ النويري الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / هُوَ وَأَبوهُ الشَّافِعِي جده سبط السراج عمر الشيبي شيخ الحجبة وشقيق عبد الْقَادِر الْآتِي وَذَاكَ الْأَكْبَر وَيعرف كأبيه بِابْن أبي الْيمن. عرض عَليّ فِي مَكَّة سنة أَربع وَتِسْعين الْأَرْبَعين والرسالة فِي الْمَذْهَب وَكَانَ سمع عَليّ قبل ذَلِك فِي الابتهاج وَغَيره. 115 - عبد الْحق بن عَليّ بن الشريف الحسني البلقسي / شيخها ووالد عَليّ وَأبي نصر وَغَيرهمَا. مِمَّن انْتَمَى لعبد الرَّحِيم الابناسي وَحسن حَاله وَقدر أَنه تمرض عِنْده حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشر صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد حافل وَدفن بجوار سَيِّدي شهَاب خَارج بَاب الشعرية وَقد جَازَ السّبْعين وَكَانَ فِي آخر عمره أحسن مِنْهُ أَوله سِيمَا فِي هَذِه الْميتَة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 116 - عبد الْحق بن عَليّ الْجَزرِي /. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ. 117 - عبد الْحق بن مُحَمَّد بن عبد الْحق بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد العال الشّرف بن الشَّمْس السنباطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / وَأحمد هُوَ أَخُو أَمِين الحكم بسنباط مُحَمَّد جد صاحبنا الشَّمْس السنباطي لأمه وَيعرف صَاحب التَّرْجَمَة كأبيه بِابْن عبد الْحق. ولد فِي إِحْدَى الجمادين سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بسنباط وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي ثمَّ أقدمه أَبوهُ الْقَاهِرَة فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَخمسين فقطناها وَحفظ الْعُمْدَة والألفيتين والشاطبيتين والمنهاج الْأَصْلِيّ وتلخيص الْمِفْتَاح والجعبرية فِي الْفَرَائِض والخزرجية، وَعرض على خلق كالجلال الْمحلي وَابْن الْهمام وَابْن الديري وَأبي الْفضل المغربي وَالْوَلِيّ السنباطي والبدر الْبَغْدَادِيّ وجد فِي الِاشْتِغَال فَأخذ عَن الْأَوَّلين يَسِيرا وَالْفِقْه عَن الْمَنَاوِيّ ولازمه والعبادي وَمن قبلهمَا عَن الْجلَال الْبكْرِيّ والمحيوي الطوخي وَكَذَا أَخذ فِيهِ عَن الْفَخر المقسي والزين زَكَرِيَّا والجوجري والأصلين عَن التقيين الشمني والحصني والاقصرائي

والشرواني وأصل الدّين فَقَط عَن زَكَرِيَّا وأصل الْفِقْه عَن السنهوري وَكَذَا أَخذ عَنهُ وَعَن التقيين والنور الْوراق والأبدي الْعَرَبيَّة وَعَن الحصني والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ الصّرْف وَعَن الشرواني والسنهوري والتقيين الْمعَانِي وَالْبَيَان وَعَن الْوراق وَالسَّيِّد عَليّ الفرضي الْفَرَائِض والحساب واليسير من الْفَرَائِض فَقَط عَن أبي الْجُود وَعَن الشرواني قِطْعَة من الْكَشَّاف وحاشيته وَعَن السَّيْف الْحَنَفِيّ قِطْعَة من أَولهمَا وَبَعض الْبَيْضَاوِيّ عَن الشمني وَشرح ألفية الْعِرَاقِيّ بِتَمَامِهِ عَن الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَالْكثير مِنْهُ عَن الْمَنَاوِيّ والقراءات بقرَاءَته إفرادا لغالب السَّبع وجمعا إِلَى أثْنَاء الْأَعْرَاف عَن النُّور الامام وجمعا تَاما عَن ابْن أَسد بل قَرَأَ على الشهَاب السكندري يَسِيرا لنافع إِلَى غير هَؤُلَاءِ وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض وَجل انتفاعه بالتقي الحصني ثمَّ بالشمني وَمِمَّا أَخذه عَنهُ حَاشِيَته على الْمُغنِي والشرواني، وَسمع مني القَوْل البديع وَغَيره من التآليف والفوائد وَحضر عِنْدِي أَشْيَاء بل سمع بِقِرَاءَتِي جملَة، وَكَذَا سمع بِقِرَاءَة غَيْرِي وَرُبمَا قَرَأَ هُوَ، وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء مؤرخ بشوال سنة خمسين شَيخنَا والبدر الْعَيْنِيّ والعز بن الْفُرَات وَآخَرُونَ فِيهِ وَفِي آخر مؤرخ بِذِي الْحجَّة مِنْهَا وَخلق فِي غَيرهمَا، وَأذن لَهُ غير وَاحِد) فِي التدريس والافتاء وتنزل فِي الْجِهَات كالسعيدية والبيبرسية والاشرفية والباسطية بل وخانقاه سرياقوس مَعَ مُبَاشرَة وَقفهَا بعناية الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ المتحدث فِيهَا لكَونه صاهره على ابْنَته مخطوبا مِنْهُ فِي ذَلِك وَولي إِمَامَة الْمَسْجِد الَّذِي جدده الظَّاهِر جقمق بخان الخليلي وتدريس الحَدِيث بالقبة البيبرسية ومشيخة الصُّوفِيَّة بالازبكية فِي وقف الْمَنْصُور بن الظَّاهِر شَرِيكا للزين خَالِد الْوَقَّاد لكَون كل مِنْهُمَا يقرىء ولد الزيني سَالم وناب فِي تدريس التَّفْسِير بالمؤيدية عوضا عَن الْخَطِيب الوزيري حِين حج لكَونه أجل الطّلبَة فِيهِ وَكَذَا بقبة المنصورية عَن ولد النَّجْم ابْن حجي بعد موت الْجمال الكوراني بل كَانَ النَّجْم عينه للنيابة عَنهُ فِي حَيَاته فَوَثَبَ عَلَيْهِ الْمشَار إِلَيْهِ، وَقدر استقلاله بعد موت الْوَلَد الْمَذْكُور بكليفة وَكَذَا نَاب فِي الْفِقْه بالاشرفية برسباي عَن الْعَلَاء الحصني ثمَّ بعد مَوته عَن صَاحِبي الْوَظِيفَة إِلَى غَيرهَا من الْجِهَات الَّتِي حصلت لَهُ بعد موت صهره وَكَذَا بِجَامِع طولون وَغَيره وتصدى للاقراء بالأزهر وَغَيره وَكثر الآخذون عَنهُ، وَحج مَعَ أَبِيه أَولا فِي الْبَحْر وَسمع هُنَاكَ يَسِيرا ثمَّ حج بعده فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وجاور بِمَكَّة الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ بِمَكَّة أَيْضا مَعَ السنباطي سنة خمس وأقرأ الطّلبَة بالمسجدين فنونا كَثِيرَة بل قَرَأَ بِجَانِب الْحُجْرَة النَّبَوِيَّة مصنفي القَوْل البديع وَغَيره ثمَّ رَجَعَ

فاستمر على الاقراء وَرُبمَا تردد لأبي البركات بن الجيعان نَائِب كَاتب السِّرّ فِي الاقراء وبواسطته اسْتَقر فِي مُرَتّب بالجوالي وَكَذَا تردد لغيره، وَرُبمَا أفتى وَهُوَ على طَريقَة جميلَة فِي التَّوَاضُع والسكون وَالْعقل وسلامة الْفطْرَة وَفِي ازدياد من الْخَيْر بِحَيْثُ انه الْآن أحسن مدرسي الْجَامِع، وَلَكِن لَا أَحْمد مزِيد شكواه واظهار تأوهه وبلواه مَعَ إِضَافَة مَا يزِيد على كِفَايَته إِلَيْهِ ونظافة أَحْوَاله الْمُقْتَضِيَة لتجنبه مَا لَعَلَّه يُنكر عَلَيْهِ. 118 - عبد الْحق بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مرين المريني / صَاحب فاس وَمَا والاها من الْمغرب. هَكَذَا رَأَيْت بَعضهم نسبه وَقَالَ غير انه ابْن عُثْمَان بن أَحْمد كَمَا مضى. عبد الحميد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة أَبُو بكر /. فِي الكنى. عبد الحميد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ التركماني. / فِي حَمَّاد. عبد الحميد بن عبد الله الْمَالِكِي. / فِي عبد الحميد الطرابلسي قَرِيبا. 119 - عبد الحميد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر ابْن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله رَضِي الدّين أَبُو بكر الصّديق النَّاشِرِيّ /. تفقه بِأَبِيهِ وَعَمه الطّيب وَالْجمال مُحَمَّد بن أبي الْغَيْث الكمراني والموفق بن فَخر، وَقَرَأَ الْحساب على يُوسُف العامري والعربية على الشّرف إِسْمَاعِيل اليومة وناب فِي الْأَحْكَام بالمهجم عَن أَبِيه ثمَّ اسْتَقل بهَا بعده، وَكَانَ محسدا. مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين. 120 - عبد الحميد بن عمر بن يُوسُف بن عبد الله الطوخي ثمَّ الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي عَم الشهَاب أَحْمد بن يُوسُف / الَّذِي بِهِ يعرف فَيُقَال لَهُ ابْن أخي عبد الحميد كَمَا أسلفته فِي الْهمزَة. حفظ الْقُرْآن واشتغل بِالْعلمِ وَجلسَ لتعليم الْأَبْنَاء بالأزهر ثمَّ بمكتب الْأَيْتَام لسودون القصروي، وَكَانَ فَاضلا خيرا من رُفَقَاء الشَّيْخ سليم والغاسقي وناصر الدّين الكلوتاتي شيخ السَّبع وَنَحْوهم وَمِمَّنْ يكثر الْعِبَادَة وَالْخَيْر، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَهُوَ جد يحيى بن يُوسُف الْآتِي 121 - عبد الحميد بن الإِمَام تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الحميد الْمَدِين ابْن خَال أبي الْفَتْح المراغي. / سمع على الزين المراغي وَالْعلم سُلَيْمَان السقا فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَتَأَخر حَتَّى مَاتَ. 122 - عبد الحميد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن سعيد حميد الدّين الْكرْمَانِي أَخُو التقي يحيى / الْآتِي. أَخذ عَن وَالِده كثيرا وَنسخ شرح البُخَارِيّ لَهُ بِخَطِّهِ وَهِي النُّسْخَة الَّتِي فِي أوقاف الجمالية وَكَذَا أَخذ هُنَاكَ عَن غَيره، وَقدم هُوَ وَأَخُوهُ الْقَاهِرَة على رَأس الْقرن فَنزلَا الشيخونية تَحت نظر شيخها أكمل الدّين ثمَّ رجعا

إِلَى بَغْدَاد صُحْبَة السُّلْطَان أَحْمد وَلم يلبث أَن عَاد فقطنا الشَّام فَكَانَت منية صَاحب التَّرْجَمَة بهَا قبل سنة عشر وَقد زاحم الْأَرْبَعين. 123 - عبد الحميد الطرابلسي المغربي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي. / مِمَّن تفقه بِهِ الشهَاب بن تَقِيّ، وَقد رَأَيْت فِيمَن عرض عَلَيْهِ الزين بن الأدمِيّ عبد الحميد بن عبد الله الْمَالِكِي وَالظَّاهِر أَنه هَذَا. 124 - عبد الحميد / رجل ولي مشيخة الصُّوفِيَّة بالجامع الْجَدِيد بِمصْر إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَعشْرين. ذكره المقريزي هَكَذَا فِي عقوده. 125 - عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهير بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ / الأَصْل الْيَمَانِيّ. ولد بهَا وَأمه حسان ابْنة رَاجِح بن حسان الْكِنَانِي من حلي بن يَعْقُوب، وَنَشَأ بهَا ثمَّ كَانَ يتَرَدَّد مِنْهَا إِلَى مَكَّة لِلْحَجِّ بِحَيْثُ سمع فِيهَا على عَمه الْجمال بن ظهيرة وَابْن الْجَزرِي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة جمَاعَة كَابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي والعراقي والهيثمي والفرسيسي والشهاب الْجَوْهَرِي والشرف بن الكويك. 126 - عبد الْحَيّ بن مبارك شاه الْخَوَارِزْمِيّ القاهري القلعي الْحَنَفِيّ. / ولد فِي رَجَب سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة واشتغل كثيرا فِي الْفِقْه والأصلين والعربية، وَأخذ عَن سعد الدّين بن الديري وَابْن الاقصرائي والزين قَاسم وبرع وأقرأ بعض مبتدئي الطّلبَة وَنَحْوهم، وَولي رياسة المؤذنين بِجَامِع القلعة وَغَيره، وانتفع فِي الْمِيقَات وَنَحْوه بالعز عبد الْعَزِيز الوفائي وَغَيره، وَكَانَ خيرا قَصِيرا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ رَحمَه الله. 127 - عبد الْخَالِق بن عمر بن رسْلَان بن نصير ضِيَاء الدّين / وَرُبمَا قيل ضِيَاء اختصارا بن السراج أبي حَفْص الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو صَالح واخوته. ولد سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والتدريب أوجله بِحَيْثُ كَانَ يساوق أَخَاهُ فِي النَّقْل مِنْهُ غَالِبا، واشتغل يَسِيرا وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على الشَّمْس البوصيري وَلكنه لم ينجب وَسمع على أَبِيه والشهاب بن حجي وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين أَبُو بكر المراغي وَآخَرُونَ، وَولي تدريس الملكية والميعاد بالحسينية وناب فِي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا وَلكنه لم يتصد لذَلِك لمزيد انجماعه وتخيله وَعدم أَنْصَاف أَخِيه لَهُ بِحَيْثُ كَانَ لضيق عيشه يتَعَرَّض للأخذ من بني الجيعان وَغَيرهم للنَّاس فِيهِ كَلَام. مَاتَ بعد توعكه مُدَّة فِي مستهل جُمَادَى الأول سنة

تسع وَسِتِّينَ، وَصلى عَلَيْهِ بالحاكم وَدفن بمدرستهم عِنْد أَبِيه وأخويه رَحِمهم الله وَعَفا عَنهُ. 128 - عبد الْخَالِق بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن محيي الدّين الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْعقَاب بِضَم الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْقَاف وَآخره مُوَحدَة وَهُوَ لقب جده. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة وَالْهِدَايَة لِابْنِ الْجَزرِي والكنز فِي الْفِقْه والمنار فِي الْأُصُول وألفية النَّحْو وَغَيرهَا كالجرومية وَعرض على جمَاعَة ولازم الزين قَاسم فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث وَكَذَا أَخذ عَن الْجَوْجَرِيّ وَعبد الْحق السنباطي فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف وَعَن ثَانِيهمَا وَكَذَا الْعَلَاء الحصني فِي الْمنطق والفرائض والحساب مَعَ الْمِيقَات عَن الْبَدْر المارداني وَعلم الْكَلَام وَغَيره عَن الْبَدْر بن الغرز وأدمن الْأَخْذ عَن الأمشاطي وَرُبمَا أَخذ عَن أَخِيه فِي الطِّبّ ولازمني فِي قِرَاءَة شرحي لهداية ابْن الْجَزرِي بعد أَن حصله بِخَطِّهِ وَفِي البُخَارِيّ وَغير ذَلِك، وجود فِي الْقُرْآن على الزين جَعْفَر وتميز فِي الْمِيقَات وَشد البياكيم وَنَحْو ذَلِك وَكتب الْمَنْسُوب وشارك فِي كثير من الْفَضَائِل وتنزل فِي بعض الْجِهَات وباشر الرياسة بِجَامِع الْحَاكِم والجانبكية وَغَيرهمَا، وَأعْرض عَن التكسب بعد جُلُوسه لَهَا وقتا ووثق بِهِ غير وَاحِد من المتولين كالشرف يحيى الريس وَابْن عواض وَغَيرهمَا فِي ضروراتهم غيبَة وحضورا، وانتفع بِهِ ولد أَوَّلهمْ فِي تَرِكَة أَبِيه والذب عَنْهَا كثيرا وترقع حَاله بعد أَن كَانَ مقلا، كل ذَلِك مَعَ عقل وَسُكُون وأدب ودربة، وَحج فِي موسم سنة تسع وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي بعْدهَا وَسمع هُنَاكَ من إِمَام الْمقَام الْمُحب الطَّبَرِيّ والْعَلَاء الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وَكَانَ مجاورا أَيْضا وَآخَرين. 129 - عبد الْخَالِق بن الشَّمْس مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجَعْفَرِي القاهري / الْموقع جده. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 130 - عبد الْخَالِق بن الْجمال مُحَمَّد بن مُحَمَّد الخافي الأَصْل الْهَرَوِيّ الْحَنَفِيّ / من أماثل الْفُضَلَاء. مِمَّن لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَمَانِينَ فَقَرَأَ على قِطْعَة من أول الْحصن الْحصين لِابْنِ الْجَزرِي وَغَيره، ثمَّ قدم مَعَ الركب الْقَاهِرَة فَاجْتمع بِي أَيْضا وَبَلغنِي أَن تردد للقطب الخيضري فِي قِرَاءَة الْبَيْضَاوِيّ وَأَنه لم يحمد ذَلِك فَتَركه سِيمَا وَكَانَت إِقَامَته بِالْقَاهِرَةِ قَليلَة جدا. 131 - عبد الدَّائِم بن عبد الرَّحِيم بن عبد الله بن عَليّ بن سعد الحصيني المغربي الْمَالِكِي. / قدم فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ ليحج فَمَا تيَسّر لَهُ ولقيني بعْدهَا فَأَخْبرنِي أَنه حفظ الْقُرْآن والرسالة وَبَعض ابْن الْحَاجِب واشتغل بالفقه وَكَذَا قَلِيلا بأصوله

والعربية والمنطق، وَمن شُيُوخه يُوسُف بن أَحْمد الأندلسي الْآتِي وَعمر الجبالي وَأَبُو الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الزلديوي وَغَيرهم، وَسمع مني وعَلى أَشْيَاء وَهُوَ فَقير جدا. 132 - عبد الدَّائِم بن عَليّ زين الدّين أَبُو مُحَمَّد الحديدي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. / ولد بعد الْقرن بمنية حَدِيد بمهملات قَرْيَة من قرى أشمون الرُّمَّان بالشرقية وانتقل مِنْهَا وَهُوَ صَغِير فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمِنْهَاج وتلا بالسبع على الشَّمْس الزراتيتي والشهاب السكندري وحبِيب العجمي وَبَعضه بالعشر على ابْن الْجَزرِي وَولده الشهَاب أَحْمد وتفقه بالشمسين الْبرمَاوِيّ وَابْن النصار الْمَقْدِسِي نزيل القطبية وَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن ابْن) المجدي ولازم القاياتي فِي فنون وتصدى للاقراء فَقَرَأَ عَلَيْهِ النُّور أَبُو عبد الْقَادِر الْأَزْهَرِي الْآتِي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فَكَانَ مِمَّن شهد عَلَيْهِ الزين طَاهِر، وَوَصفه بالعلامة وَابْن المجدي وَوَصفه بالعالم الْعَلامَة وَكتب على منظومة شَيْخه ابْن الْجَزرِي فِي التجويد شرحا وَكَذَا شرع فِي شرح الطّيبَة لَهُ فوصل فِيهِ إِلَى سُورَة هُوَ دبل كتب على هدايته فِي عُلُوم الحَدِيث شرحا وتلقى ذَلِك عَنهُ جمَاعَة، وَكَانَ فَاضلا خيرا متواضعا طارحا للتكلف سليم الْفطْرَة حاد الْخلق سريع الانحراف قانعا. تكسب فِي أول أمره بتعليم بني ابْن الهيصم وترتب لَهُ بِوَاسِطَة ذَلِك أَشْيَاء ارتفق بهَا بِأخرَة فِي تجهيز بنتين لَهُ وتنزل فِي الأشرفية برسباي ولشدة اسْتِقْصَائِهِ فِي التجويد لم يثبت كَثِيرُونَ للأخذ عَنهُ بل لم يكن هُوَ يذعن لكبير أحد مِمَّن ينْسب إِلَى الْقرَاءَات بِمَعْرِِفَة الْفَنّ. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبعين رَحمَه الله وإيانا. 133 - عبد الدَّائِم بن الشَّيْخ عمر الْهوى /. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ. عبد ربه فِي إِبْرَاهِيم الرَّمْلِيّ. 134 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن نجم بن عبد الْمُعْطِي الْبرمَاوِيّ ثمَّ القاهري / أَخُو الْفَخر عُثْمَان وَعبد الْغَنِيّ / الآتيين. سمع عَليّ التنوخي وَجَمَاعَة وَذكره البقاعي فِي شُيُوخه مُجَردا. 135 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الادكاوي سبط أَحْمد بن مُوسَى أبي نحور الْمَاضِي وَيعرف بِابْن زيتون / وَهُوَ لقب جده. ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة بادكو، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والملحة ومختصر أبي شُجَاع والرحبية وَنَحْو النّصْف من الْمِنْهَاج ولازم بلديه ابْن سَلامَة فِي الْفِقْه والفرائض والنحو وَكَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَذَا أَخذ عَن الْبكْرِيّ وزَكَرِيا فِي الْفِقْه وَابْن قَاسم فِيهِ وَفِي الْعَرَبيَّة وَعَن النُّور الطنتدائي فِي الْفَرَائِض وانتفع بِصُحْبَة حفيد

الشَّيْخ يُوسُف العجمي سَيِّدي عَليّ وَغَيره وتميزوا واستنابه الزين زَكَرِيَّا فِي قَضَاء بَلَده فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين مُسْتقِلّا ثمَّ أشرك مَعَه مَغْلُوبًا ابْن الغويطي وحمدت سيرته وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَحج وتكرر قدومه الْقَاهِرَة وَسمع مني وَعلي بهَا. 136 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن الْعَفِيف اسحاق بن يحيى بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ابْن إِسْمَاعِيل الصّلاح بن الْفَخر الْآمِدِيّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الْعَفِيف. / سمع من عمر بن عُثْمَان بن سَالم بن خلف مآخذ الْعلم لِابْنِ فَارس ولقيه الْحَافِظ ابْن مُوسَى وَشَيخنَا الْمُوفق الأبي فِي سنة خمس عشرَة فحملاه عَنهُ وَهُوَ من بَيت حَدِيث روى لنا عَن أَبِيه بعض شُيُوخنَا وجده مُسْند شهير. 137 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عمر ابْن عَليّ وجيه الدّين بن الْبُرْهَان الْعلوِي اليمني الشَّافِعِي / قريب النفيس سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن عمر الْمَاضِي يلتقي مَعَه فِي جده عمر، لَقِيَنِي بِمَكَّة فَقَرَأَ على ثلاثيات البُخَارِيّ وَسمع من لَفْظِي المسلسل وَغَيره. 138 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن الزين بن الْبُرْهَان الْمدنِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن الْقطَّان. نَشأ بِالْمَدِينَةِ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل وَقَرَأَ الحَدِيث وتعانى النّظم وامتدحني بقصيدة قيلت بالروضة النَّبَوِيَّة بل قَرَأَ عَليّ فِي صَحِيح مُسلم، وَسمع عَليّ ومني أَشْيَاء وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة، وَمَات بهَا فِي شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بحوش الصُّوفِيَّة وَأَظنهُ زاحم الْأَرْبَعين، وَكَانَ ذَا همة وطلاقة عَفا الله عَنهُ. 139 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سعيد العقبي القاهري الشَّافِعِي / أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء. سمع البُخَارِيّ على كل من الْعَزِيز المليجي والسراج البُلْقِينِيّ وأربعي الْقزْوِينِي على الْعِزّ بن الكويك وَحفظ الْمِنْهَاج وتفقه بالابناسي والبدر الطنبذي وتكسب بِالشَّهَادَةِ بحانوت برحبة الايدمري ولقيه الْبَدْر الدَّمِيرِيّ فَأخذ عَنهُ وأفادني تَرْجَمته وَقَالَ انه مَاتَ فِي رَابِع شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. 140 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن الْجمال عبد الله بن خَلِيل بن يُوسُف التقي المارداني الأَصْل الزُّهْرِيّ الْمُؤَذّن / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده وَأَخُوهُ الْمُحب مُحَمَّد. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة، وَسمع مَعَ أَخِيه الْكثير وَكَانَ سَاكِنا. مَاتَ فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ. 141 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الشَّيْخ الْقدْوَة الزين أَبُو الْفرج الطرابلسي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ /. كتب الحكم عَن ابْن الحبال ثمَّ تزهد وَأَقْبل على الاقراء وَالْخَيْر

بمدرسة أبي عمر وانتفع بِهِ خلق وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعَلَاء المرداوي قَرَأَ عَلَيْهِ الْمقنع تَصْحِيحا وَوَصفه بِالْعلمِ والزهد والورع مَعَ كَثْرَة الْعِبَادَة وَالصَّلَاح الشهير. مَاتَ فِي حادي عشر شعْبَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ، وَصلى عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع المظفري وَدفن تَحت الرَّوْضَة بسفح قاسيون وَكَانَت جنَازَته حافلة رفعت على الرؤس رَحمَه الله وإيانا. 142 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم أَبُو مُحَمَّد الْمَازِني البعيني. / ظهر فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ لَهُ أَحْوَال خارقة بِحَيْثُ اعتقده أهل وصاب وَالنَّاس فِيهِ فريقان. مَاتَ بعد انحطاط أمره فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ أَو قَرِيبا مِنْهَا. ذكره الْعَفِيف. 143 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الرعيني / صَاحب اللفج. مَاتَ سنة خمس وَعشْرين. 144 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ أَخُو أبي الْقسم / وَغَيره. تفقه وَسمع الحَدِيث وَتُوفِّي شَابًّا بعازب حِين رُجُوعه من الْحَج فِي صفر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين. قَالَه الأهدل. 145 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الزين بن الاستادار أَخُو عَليّ / الْآتِي. كَانَ أستاذا فِي الْكِتَابَة والتذهيب وَالضَّرْب وَالْقِسْمَة وَغَيرهَا بل انْفَرد فِي ذَلِك بِحَيْثُ نقل عَنهُ القَاضِي عز الدّين الْحَنْبَلِيّ أَنه قَالَ لَهُ كل شَيْء عمله النَّاس من ضرب وَقِسْمَة وَغَيرهَا بالمسطرة والبركار وَنَحْوهَا من الْآلَات أعمل أحسن مِنْهُ بالسكين زَاد غَيره أَنه كَانَ يجْتَمع هُوَ والنور الْبُوَيْطِيّ وَالِد كريم الدّين وَأُخْته آمِنَة أم القَاضِي بدر الدّين السَّعْدِيّ وَالشَّمْس بن عُثْمَان نَاظر جَامع المارداني وَابْن بيبرس وَجَمَاعَة من الأستاذين فيتذاركون مَا يعرفونه من الْفُنُون ويفيد كل وَاحِد مِنْهُم الآخر مَا لم يكن عِنْده مَعَ اسرافه على نَفسه وَلكنه تَابَ قبيل مَوته وَعرض لَهُ اسهال تنزل لأَجله بالبيمارستان وَمَات شَهِيدا، وَذَلِكَ قريب الْأَرْبَعين أَو بعْدهَا تخمينا وَهُوَ خَال الشَّمْس بن الدَّار. 146 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن مُوسَى الزين الْمَقْدِسِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة ثمَّ مَكَّة وَيعرف بالهمامي / نِسْبَة لِابْنِ الْهمام. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ على الْعَادة قبل استكمال تسع سِنِين والشاطبية وألفية الْعِرَاقِيّ وَالْمُخْتَار والمنظومة للنجم النَّسَفِيّ كِلَاهُمَا فِي الْفِقْه والمختصر لِابْنِ الْحَاجِب والاخسيكتي كِلَاهُمَا فِي أُصُوله والعمدة لحافظ الدّين النَّسَفِيّ وألفية ابْن مَالك ونظم قَوَاعِد الاعراب لِابْنِ الهائم وتصريف الْعزي وَالتَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وإيساغوجي فِي الْمنطق وعرضها على شَيخنَا والقاياتي والونائي والاقصرائي وَخلق وَالْكثير مِنْهَا

بِبَلَدِهِ فِي سنة أَرْبَعِينَ على الْعَلَاء البُخَارِيّ وَعبد الْملك الْموصِلِي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْعِزّ بن) الكشك الْحَنَفِيّ القَاضِي فِي آخَرين وتلا بالعشر إفرادا وجمعا على وَالِده وتفقه بالقوام الاتقاني ويوسف الرُّومِي وَالشَّمْس الصَّفَدِي وَكثر اخْتِلَاطه بِهِ بِحَيْثُ صاهره وَسعد الدّين بن الديري وَابْن الْهمام وَبِه انْتفع وَعنهُ أَخذ الْأَصْلَيْنِ والعربية ولازمه كثيرا بِحَيْثُ اشْتهر بِهِ وَعرف بخدمته وَكَذَا أَخذهَا مَعَ التخليص عَن يُوسُف الرُّومِي والعربية فَقَط عَن الْعَلَاء بن القابوني والْحَدِيث عَن شَيخنَا وَأذن لَهُ هُوَ وَابْن الديري وَابْن الْهمام فِي الاقراء، وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا وَلها فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين، وَكَذَا حج مرَارًا أَولهَا فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا وفيهَا اجْتمع بازين بن عَيَّاش وَحضر مَجْلِسه، وَكَانَ فِي بعض حجاته فِي خدمَة شَيْخه ثمَّ استوطن مَكَّة من سنة أَربع وَسِتِّينَ ولقيته بهَا فِي مجاورتي الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَسبعين بل كَانَت بَيْننَا مَوَدَّة قديمَة، وَقد تصدى لاقراء الْقرَاءَات وَغَيرهَا بِمَكَّة بل أَخْبرنِي أَنه شرع فِي شرح لتحرير شَيْخه وصل فِيهِ إِلَى الِاسْتِدْلَال على حجية المفاهيم. وَنعم الرجل متواضعا وفضلا وعقلا وخبرة بالمعاشرة ومداومة بِمَكَّة على الْعِبَادَة تِلَاوَة وصياما وتهجدا واشتغالا بِمَا يعنيه. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ قدمهَا قبل بِيَسِير وَصلى عَلَيْهِ بعد الصَّلَاة قبيل الْعَصْر فِي الْأَزْهَر وَدفن بحوش لِابْنِ المقسي رَحمَه الله وإيانا. 147 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد الزين أَبُو الْفرج وَأَبُو هُرَيْرَة بن الشهَاب بن الْمُوفق الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ / نَاظر الصاحبية بهَا وسبط يُوسُف بن يحيى بن النَّجْم بن الْحَنْبَلِيّ ووالد أَحْمد الْمَاضِي ويوسف الْآتِي وَيعرف بِابْن الذَّهَبِيّ. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهُ الحجار وَسمع من جده لأمه وَأبي مُحَمَّد بن الْقيم وَابْن أبي التائب والعماد أبي بكر ابْن مُحَمَّد بن الرضي وَعبد الْقَادِر بن عبد الْعَزِيز بن عِيسَى الأيوبي وَأبي الْحسن بن مَمْدُود الْبَنْدَنِيجِيّ وَأبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد المرداوي وَمُحَمّد بن أَيُّوب بن حَازِم الطَّحَّان وَغَيرهم كخديجة ابْنة عبيد الله بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي وَزَيْنَب ابْنة ابْن الخباز وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وست الْعَرَب حفيدة الْفَخر وَحدث سمع مِنْهُ إبناه والفضلاء كَابْن نَاصِر الدّين وَاعْتمد قَوْله فِي احضاره لِابْنِهِ الْمسند وَتَبعهُ النَّاس وروى لنا ثَانِي ولديه عَنهُ الْكثير وَأَجَازَ لشَيْخِنَا قَدِيما، وَقَالَ انه مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَكَانَ قد تغير بِأخرَة وَلكنه لم يحدث فِي حَال تغيره فِيمَا قَالَه ابْن حجي، وَذكره المقريزي فِي عقوده.

148 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ / صاحبنا التقي أبالفضل بن القطب القلقشندي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ مَعَ أَخَوَيْنِ لَهُ والآتي أعلم اخوته الْعَلَاء عَليّ وَيعرف بالتقي القلقشندي. ولد فِي لَيْلَة سادس رَجَب سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا تَحت كنفي أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي وألفية الحَدِيث والنحو وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة كالعلاء البُخَارِيّ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ ظنا فقد رَأَيْته وصفهما بشيخنا، بل كتب بِخَطِّهِ انه قَرَأَ الْقُرْآن تجويدا على الزراتيتي فَالله أعلم بِكُل هَذَا واشتغل فِي الْفِقْه وَأَصله والعربية يَسِيرا وَجل أَخذه فِيهَا مَعَ ذَلِك عَن أَخِيه، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ دروسا ذَات عدد فِي الْعَرَبيَّة الزين عبَادَة والقاياتي وَفِي الْفِقْه حَسْبَمَا كَانَ يخبر الشّرف السُّبْكِيّ وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَرَأَيْت سَمَاعه فِي أَكثر المجلد الأول من السّنَن للبيهقي على الزين القمني وَكَذَا فِي مجَالِس من دَلَائِل النُّبُوَّة لَهُ من لفظ الكلوتاتي وَطلب هَذَا الشَّأْن بِنَفسِهِ فَسمع كَمَا كَانَ يخبر على الشهَاب الوَاسِطِيّ المسلسل وَكَذَا سَمعه بِشَرْط على الْجمال عبد الله الهيثمي وَحصل بقرَاءَته الْكتب السِّتَّة ومسند أَحْمد وصحيح ابْن حبَان وَغَيرهَا من الْكتب الْكِبَار والاجزاء الْقصار وَلكنه فَوت أَشْيَاء كَثِيرَة كَانَت جديرة بالاهتمام، وَمن شُيُوخه فِي الرِّوَايَة وَالِده وَأَخُوهُ والمحب ابْن نصر الله الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ والمقريزي وَابْن خطيب الناصرية والزين الزَّرْكَشِيّ والشرابيشي وناصر الدّين الفاقوسي وَالشَّمْس البالسي وَالْجمال بن جمَاعَة وَأُخْته سارة والشرف الواحي وَابْن الْفُرَات وَعَائِشَة الكنانية وقريبتها فَاطِمَة، وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة بني أَبِيه بل وَفِي غَيرهم الشَّمْس بن الْمصْرِيّ والبرهان الْحلَبِي والقبابي والتدمري وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحي وَابْن نَاصِر الدّين وَآخَرُونَ من الْأَعْيَان، وَحمل عَن شَيخنَا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره من تصانيفه وَغَيرهَا جملَة وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ من تصانيفه اللِّسَان وتحرير المشتبه والمقدمة وتلخيص مُسْند الفردوس ومناقب الشَّافِعِي وَشرح النخبة وَكَانَ يذكر أَنه أَخذ عَنهُ من بعد الثَّلَاثِينَ، وَمَعَ ذَلِك فَكَانَت مَعْرفَته بِهَذَا الْفَنّ الَّذِي لم يذكر بسواه ضَعِيفَة جدا وَلكنه لما خرج شَيخنَا الزين رضوَان الْمُسْتَمْلِي لنَفسِهِ ثمَّ لوَلَده المتباينات زاحمه فِي ذَلِك لَا سِيمَا فِي الَّتِي لوَلَده لمشاركته إِيَّاه فِي أَكثر أحاديثها وَخرج المتباينات وَلم يزدْ على الْأَرْبَعين غير حَدِيث وَاحِد وفيهَا أَوْهَام وَبَعض تَكْرِير كنت شرعت فِي بَيَانه ثمَّ أَمْسَكت على أَنه توسل بالأمير الْفَاضِل تغري برمش الْفَقِيه وَكَانَ قد اخْتصَّ بِصُحْبَتِهِ ومزيد التَّرَدُّد إِلَيْهِ بِحَيْثُ كَانَ هُوَ القارىء عِنْده فِي منزله بقلعة الْجَبَل على الْمَشَايِخ المستدعي

بهم من الْبِلَاد الشامية وهم الْعَلَاء بن بردس والشهاب بن نَاظر) الصاحبة والزين بن الطَّحَّان عِنْد شَيخنَا حَتَّى كتب لَهُ عَلَيْهَا مَا نَصه: كتاب الْأَرْبَعين المتباينة بِشَرْط اتِّصَال السماع تَخْرِيج الْمُحدث الْفَاضِل المفنن الْكَامِل الأوحد فِي الْفَضَائِل المستوجبة للفواضل الْحَافِظ البارع تَقِيّ الدّين كثر الله فَوَائده وَمَا أثنى على التَّخْرِيج أصلا، وَكَذَا وَصفه قَرِيبا من تَارِيخ هَذِه الْكِتَابَة على نسخته بمناقب الشَّافِعِي بعد قِرَاءَته لَهَا فِي يَوْم وَاحِد عِنْد رَأس الامام رَحمَه الله بالأصيل الْمُحدث الْفَاضِل البارع الْكَامِل النَّبِيل الأوحد الْحَافِظ، وَبعد ذَلِك على نسخته بشرح النخبة وَقد قَرَأَهَا عَلَيْهِ فِي مجَالِس ذَات عدد شبه الرِّوَايَة بالمحدث الْفَاضِل الأوحد البارع جمال المدرسين مُفِيد الطالبين الْحَافِظ وَقَالَ انها قِرَاءَة حررها وأجاد وَقرأَهَا فَأفَاد كَمَا اسْتَفَادَ قَالَ وَقد أَذِنت لَهُ أَن يَرْوِيهَا عني ويفيدها لمن التمس مِنْهُ رِوَايَة تسميعها كَمَا سَمعهَا مني وَلمن أَرَادَ مِنْهُ تقريب مَعَانِيهَا مِمَّن يعانيها يوضحها حَتَّى يدْرِي من لم يطلع على مرادي مَا الَّذِي أَعنِي وَالله الْمَسْئُول أَن يجمع لَهُ الْخيرَات زمرا ويسلمه سفرا وحضرا وَلم يَتَيَسَّر لَهُ مَعَ اعتنائه بِالطَّلَبِ الرحلة بلَى قد حج فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمَا أَظُنهُ سمع حِينَئِذٍ هُنَاكَ شَيْئا ثمَّ حج بعد فِي سنة سبع وَخمسين فَسمع بِمَكَّة على أبي الْفَتْح المراعي وَغَيره وبمنى عَليّ الشهَاب الشوايطي وبالمدينة النَّبَوِيَّة على قاضيها الْمَالِكِي الْبَدْر عبد الله ابْن فَرِحُونَ وَأبي الْفرج المراغي أخي الْمُتَقَدّم وَحج بعد ذَلِك أَيْضا فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فَمَا أَظُنهُ أَخذ عَن أحد وَأخذ بخانقاه سرياقوس عَن مَحْمُود الْهِنْدِيّ وبانبابة عَن الشهَاب العقبي وَغَيره وبالآثار عَن الشهَاب الشطنوفي وَكَذَا بِمصْر الْقَدِيمَة والمناوات والتاج وَنَحْو ذَلِك، وَأول مَا وليه من الْوَظَائِف الْمُبَاشرَة بالمودع وبجامع طولون عقب موت أَبِيه ثمَّ تدريس الْفِقْه بالمنكوتمرية عقب شَيخنَا ابْن خضر وقفز بعد وَفَاة شَيخنَا بأسبوع فتصدر للاملاء بِجَامِع الْأَزْهَر غير متقيد بِكِتَاب وَلَا غَيره وَمَعَ سهولة مَا سلكه على آحَاد طلبة الحَدِيث كثرت أَوْهَامه فِيهِ بِحَيْثُ أفردتها فِي جُزْء وَلكنه بلغ بذلك عِنْد من لَا يحسن كثيرا من الْمَقَاصِد فانه لم يلبث أَن مَاتَ شَيخنَا الْبَدْر الْعَيْنِيّ فترقى بعده دفْعَة وَاحِدَة بعناية صَاحِبَة الصفي جَوْهَر الحبشي الساقي حَتَّى اسْتَقر عوضه فِي تدريس الحَدِيث بالمؤيدية، وَكَانَ الظَّاهِر توهم عِنْد السَّعْي لَهُ أَنه الْعَلَاء أَخُوهُ الْمَعْرُوف عِنْده بِالْعلمِ وَغَيره كَمَا سمعته من لفظ الْعَلَاء فبادر إِلَى الاجابة فَلَمَّا صعد ليلبس جنده بذلك كَاد أَن يتزحزح فعورض ثمَّ اسْتَقر فِي النّصْف من تدريس الحَدِيث بِجَامِع طولون برغبة أَخِيه لَهُ فِي مرض مَوته عَنهُ وَعَن تدريس الْفِقْه بالشيخونية شركَة بَينه وَبَين ابْنه الْجمال)

إِبْرَاهِيم فَمَا سمح ابْن الْهمام بامضاء الشيخونية لهَذَا مَعَ توسله عِنْده بجوهر الْمَذْكُور وَغَيره وَاحْتج بِعَدَمِ التأهل ورام الْمَنَاوِيّ وَهُوَ قَاضِي الشَّافِعِيَّة اذ ذَاك التَّوَقُّف أَيْضا فِي جَامع طولون فاستغاث الْعَلَاء وَطلب الطُّلُوع وَهُوَ مَحْمُول إِلَى الظَّاهِر فبادر القَاضِي وَكتب وحاول اخراجها عَنهُ بعد مَوته محتجا بِأَن شَرط الْوَاقِف أَن يكون الْمدرس ذَا رحْلَة فَمَا نَهَضَ ثمَّ ولي مشيخة التربة الطويلية بالصحراء انتزعها من زين العابدين بن الْمَنَاوِيّ بعد انْفِصَال وَالِده عَن الْقَضَاء متمسكا بسبق ولَايَته لَهَا من شَيخنَا عوضا عَن العرياني وفوض الْعلم البُلْقِينِيّ إِلَى الْمُحب بن يَعْقُوب الْقَضَاء لكَونه زعم أَنه شهد بذلك على شَيخنَا وَلم يكن مَعَه غَيره حَتَّى تمّ الْأَمر، هَذَا مَعَ سبق مُنَازعَة بَينهمَا فِيهَا عِنْد القَاضِي الْحَنَفِيّ سعد الدّين بن الديري وَعدم نهضة التقى لشَيْء حَتَّى وَلَا تَحْرِير الدَّعْوَى وَقَالَ لَهُ زين العابدين انك لَا تعرف علما وَالْتزم أَن لَا نخرج معي من عُهْدَة مَا تزْعم مَعْرفَته، ثمَّ مشيخة الْفِقْه بالشيخونية عقب السراج الوروري متمسكا بِولَايَة سَابِقَة لَهُ فِيهَا من بعض النظار هَذَا مَعَ كَون مَا تمسك بِهِ يَقْتَضِي اشْتِرَاك ابْن أَخِيه مَعَه فِيهِ، ثمَّ مشيخة الخانقاه سعيد السُّعَدَاء عقب الزين خَالِد المتوفي ببذل أَرْبَعمِائَة فَأقبل فِيمَا قيل، وناب عَن ابْن النواجي فِي درسي الحَدِيث بالجمالية والحسنية إِلَى غير ذَلِك من مُرَتّب فِي جوالي مصر وَغَيرهَا مَعَ مرتبات فِي أوقاف الصَّدقَات واطلاب وتصوفات وَغَيرهَا وَقد حدث ودرس قَلِيلا وَرُبمَا أفتى، وَكَانَ انسانا متجملا فِي ملبسه وهيئته وضئ الْهَيْئَة سريع الدرج فِي الْقِرَاءَة غير قَائِم الاعراب فِي كلهَا رافقته فِي الْأَخْذ عَن شَيخنَا وَغَيره وَسمع بِقِرَاءَتِي على غير وَاحِد واستفاد مني أَشْيَاء لفظا ومراسلة وكتبت عَنهُ قَوْله: (وَرب فتاة أخجل الْغُصْن قدها ... سبت قلب صب والمحبة قاطنه) (وتفزع بخلا حِين نشدو بوصلها ... فواعجبا من خوفها وَهِي آمنهُ) وَقد تلاعب بِهِ الشُّعَرَاء فِي بَيْتَيْنِ عملهما بِمَا لم أطل بايراده مَعَ سَائِر تَرْجَمته تَخْفِيفًا. مَاتَ وَأَنا بِمَكَّة فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين بمنزله الَّذِي اشْتَرَاهُ بخان الخليلي من الْقَاهِرَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْأَزْهَر وَدفن بِالْقربِ من قبر أَخِيه رحمهمَا الله وإيانا، وَمِمَّا قدح فِيهِ البقاعي بِهِ أَنه وجدب خطه نسبتهم إِلَى قُرَيْش وَلم يدع ذَلِك أَبوهُ وَلَا أَخُوهُ وَلَا أحد مِمَّن رَأينَا مِنْهُم، قَالَ ثمَّ رَأَيْت ذَلِك بِخَط أَخِيه قَالَ وَله نظم يتكلفه لَا بقريحة مجيبة بل بِاسْتِعْمَال الْعرُوض، قَالَ وَمِمَّا جربته عَلَيْهِ مِمَّا يقْدَح ويؤثر فِي الْجرْح أَنه حَال الْقِرَاءَة إِذا مر) بِكَلِمَة تعسرت عَلَيْهِ قرَاءَتهَا تَركهَا وَقَرَأَ مَا بعْدهَا، ثمَّ أورد شَيْئا مِمَّا وَقع لَهُ من ذَلِك وهجاه بعد مَوته.

149 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حسن بن دَاوُد بن سَالم بن معالي موفق الدّين أَبُو ذَر بن الشهَاب العباسي الْحَمَوِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بموفق الدّين العباسي. / ولد سنة احدى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْمُحَرر والطوفي فِي أصولهم وألفيتي الحَدِيث والنحو والشذور، وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه على الشَّمْس مُحَمَّد بن خَلِيل الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ، وَكَذَا فِي الْفِقْه على غَيره، وناب عَن أَبِيه فِي قَضَاء حماة ثمَّ اسْتَقل بِهِ فِي حَيَاته حِين كف وَذَلِكَ بعد السِّتين وَلكنه لم يباشره ثمَّ تَركه لوَلَده الْأَكْبَر أبي الْفضل مُحَمَّد وَاسْتقر هُوَ فِي نظر الْجَيْش بِدِمَشْق سنة تسع وَسبعين ثمَّ انْفَصل عَنهُ الشهَاب بن النابلسي فِي صفر سنة ثَمَانِينَ ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ ثمَّ انْفَصل بالشهاب بن الفرفور فِي سنة سِتّ ثمَّ ولي كِتَابَة سرها فِي سنة تسعين بعد النَّجْم بن الخيضري ثمَّ انْفَصل عَنْهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ بأمين الدّين الحسباني وأعيد لنظر الْجَيْش بعد وَفَاة عبد الْقَادِر الغزاوي فِي مستهل ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين ثمَّ أضيفت كِتَابَة السِّرّ لوَلَده حِين دخل صَاحب التَّرْجَمَة الْقَاهِرَة، وَرجع لبلده فتوعك فِي توجهه وَلم يلبث أَن مَاتَ بِدِمَشْق فِي عَاشر رَمَضَان من سنة ثَلَاث. 150 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْأَذْرَعِيّ أحد الْأُخوة من بني الامام شهَاب الدّين / واختص بِابْن منجك وَمَات بالمنيبيع من دمشق. 151 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حسن بن مُحَمَّد بن عَليّ القاهري / الْفراش بِجَامِع المغاربة. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. 152 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حسن بن الشّحْنَة البعلي /. ولد ببعلبك سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة. وَنَشَأ بهَا فَسمع الصَّحِيح عَليّ الزين عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب أخبرنَا بِهِ الحجار، وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة، وَمَات قبل أَن أرحل ظنا. 153 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ الطَّائِفِي ثمَّ القاهري / الْمَاضِي أَبوهُ. حفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ فِيهِ عَليّ الزين جَعْفَر وَفِي الْفِقْه عَليّ دَاوُد القلتاوي وعباس المغربي وَغَيرهمَا وَتردد إِلَيّ مَعَ أَبِيه وَغَيره. 154 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حمدَان بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سَالم بن دَاوُد بن يُوسُف بن جَابر التَّاج ابْن فَقِيه حلب الشهَاب الْأَذْرَعِيّ الْحلَبِي الدمنهوري الشَّافِعِي. / ولد فِي مستهل الْمحرم سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة بحلب، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره، وتميز وَسمع بهَا على الْبَدْر بن حسن بن حبيب وَمُحَمّد بن عَليّ بن أبي سَالم وبدمشق على

أَبِيه وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عوض والبدر أبي بكر مُحَمَّد بن قليج ابْن كيكلدي وبنابلس على الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن عبد الله الزيتاوي سمع عَلَيْهِ جُزْءا فِيهِ غرائب السّنَن لِابْنِ مَاجَه انتقاء الذَّهَبِيّ، وبالقاهرة على الشّرف مُحَمَّد بن يُونُس بن أَحْمد بن غنوم وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ الخلاطي وَابْن النَّجْم وَابْن السوقي والشهاب أَحْمد بن عبد الْكَرِيم البعلي وزغلش وَابْن أميلة والمنبجي وَابْن نباتة وَابْن قَاضِي الْجَبَل وَآخَرُونَ، وَقدم الْقَاهِرَة بعد أَن درس فِي الاسدية بحلب فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَولي قَضَاء دمنهور الْوَحْش زَمنا، وَكَانَ فَاضلا كيسا مشاركا فِي عُلُوم مستحضرا لِأَشْيَاء حَسَنَة كتب الْخط الْحسن وَقَالَ الشّعْر الْجيد وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وارتحل إِلَيْهِ صاحبنا ابْن فَهد وَغَيره وَلينه شَيخنَا وصم الْوَلِيّ بن الْعِرَاقِيّ على عدم استنابته، وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء عشري رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بدمنهور، وروى عَنهُ المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا ان رثاه قَالَ لَهُ انه رأى فِي مَنَامه رجلا وقف أَمَامه وأنشده: (كَيفَ نرجو استجابة لدعاء ... قد سددنا طَرِيقه بِالذنُوبِ) قَالَ فأنشده ارتجالا: (كَيفَ لَا يستجيب رَبِّي دعائي ... وَهُوَ سُبْحَانَهُ دَعَاني إِلَيْهِ) (مَعَ رجائي لفضله وابتهالي ... واتكالي فِي كل خطب عَلَيْهِ) 155 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْجلَال بن الشهَاب بن المحيوي أَو العلمي الْأنْصَارِيّ الاسنائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَهَاء أَحْمد / الْمَاضِي وَيعرف بِابْن العكم بِفَتْح الْمُهْملَة وَالْكَاف لقب لجده علم الدّين حَيْثُ لم يكن ينْطق بِهِ بَعضهم الا بكاف بدل اللَّام. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل قَلِيلا وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي وَكَذَا قَالَ لنا الزين رضوَان انه سمع عَليّ الْعَسْقَلَانِي الْمُقْرِئ الشاطبية وناب فِي الْقَضَاء ثمَّ أقعد مُدَّة وَانْقطع حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ رَحمَه الله تَعَالَى.) 156 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْجلَال أَبُو الْمَعَالِي بن الشهَاب القمصي / نِسْبَة لمنية القمص بِالْقربِ من منية بني سلسبيل الْمَهْدَوِيّ نِسْبَة لجده لأمه الزين عبد الرَّحْمَن المغربي القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد أَيْضا وَيعرف كل مِنْهُم بالقمصي. ولد فِي أول شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بعد أَخ لَهُ تسمى باسمه فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس القاياتي مؤدب الابناء وأكمله مَعَ أَبِيه وَصلى بِهِ وَهُوَ ابْن سبع، وَكَانَ يتعجب من حسن صَوته ومزيد الطَّرب فِي

تأديته، والمصابيح والعمدة والألفيتين والشاطبيتين والسخاوية والفصيح لثعلب والمنهاجين الفرعي والأصلي مَعَ الزِّيَادَات عَلَيْهِ للاسنائي وَالتَّلْخِيص والشمسية والمعونة فِي الجدل للشَّيْخ أبي إِسْحَاق وَبعد ذَلِك المقامات الحريرية أَو غالبها، وَعرض فِي سنة احدى وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا على جمَاعَة مِمَّن أجَاز لَهُ وَلم أظفر لَهُ مِنْهُم بِسَمَاع كالابناسي والبلقيني وَابْن الملقن وَولده والدميري وَعبد اللَّطِيف الاسنائي وَكَذَا مِمَّن سمع مِنْهُم كالعراقي وَولده والهيثمي فِي آخَرين لم يكتبوا الاجازة وتلا لِابْنِ كثير على ابْن زقاعة، وَكَانَ من خَواص وَالِده بل وجوده قبل على الصَّدْر الابشيطي، وَقَرَأَ معظمه بعد لأبي عَمْرو عَليّ الزراتيتي وَنصفه عَليّ النشوي وَكَثِيرًا مِنْهُ عَليّ الشراريبي وَبحث فِي الشاطبية على الشَّمْس الشطنوفي وَالْفِقْه على وَالِده والبيجوري والبرماويين والأدمي ولازم خدمَة الدَّمِيرِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا فِي شَرحه للمنهاج وَغَيره وَكَانَ يجلس بجانبه فِي سعيد السُّعَدَاء بِصفة الْمَشَايِخ لاختصاصه بِأَبِيهِ فِي آخَرين وَأخذ عَن الشَّمْس الْهِلَالِي وَجَمَاعَة، وَقَرَأَ الْفَرَائِض على الشَّمْس الغراقي والعربية على الشطنوفي والابشيطي وَسمع الحَدِيث على الْعِرَاقِيّين وَشَيخنَا واشتدت ملازمته لَهُ من سنة احدى عشرَة فَمَا بعْدهَا زَمنا طَويلا وَكَانَ أحد الْعشْرَة المقررين عِنْده بالجمالية من واقفها، وَكتب عَنهُ من تصانيفه وأماليه وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأَرْبَعين المتباينة لَهُ وَمَا قالته كِتَابَته فِي الاملاء من عشاريات الصَّحَابَة وَحضر دروسه الْفِقْهِيَّة والحديثية، وَكَذَا كتب عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ من أَمَالِيهِ وَحضر عِنْده وَعند الْجلَال البُلْقِينِيّ وَغَيرهمَا وأحضر عَليّ ابْن الشيخة والفرسيسي وأسمع على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والشرف بن الكويك والنورين ابْن سيف الابياري والفوي والشموس الشَّامي والبرماوي وَابْن البيطار وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والشهاب البطائحي وَقَرَأَ الصَّحِيح على النُّور الشلقامي وَكَذَا قَرَأَ على النَّاس بالجامع الْأَزْهَر وَغَيره وَفِي الميعاد عِنْد العلمي البُلْقِينِيّ وَكَانَ من قدماء أَصْحَابه وتنزل بالخشابية والْآثَار وَغَيرهمَا، وخطب بِجَامِع العجمي) بقنطرة الموسكي وَكَذَا نِيَابَة بالمؤيدية وَولي امامة الفخرية بَين السورين من سنة احدى وَعشْرين وَقِرَاءَة الحَدِيث بهَا، وَحدث بالكثير حملت عَنهُ أَشْيَاء وَأكْثر عَنهُ الطّلبَة بِأخرَة وَكتب بِخَطِّهِ جملَة كالصحيحين وَالتَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وَبَالغ فِي ضَبطهَا. وَكَانَ بارعا يقظا حَافِظًا لكثير من الْمُتُون ضابطا لمشكلها متقنا لأدائها حَتَّى صَار أعرف شُيُوخ الرِّوَايَة بِأَلْفَاظ الحَدِيث وأمسهم بِالرَّدِّ المتقن فِيهِ شجي الصَّوْت بِالْقُرْآنِ والْحَدِيث ذَا أنسة بالفن بِحَيْثُ ضبط فِي كثير من سماعاته الْأَسْمَاء محبا فِي أهل الحَدِيث رَاغِبًا فِي

حُضُور مجالسي فِي الاملاء شَدِيد الْحِرْص على ذَلِك حَتَّى مَاتَ بل سمع مني تَرْجَمَة النَّوَوِيّ وَشَيخنَا وَغَيرهمَا من تصانيفي محبا فِي مبالغا فِي إطرائي غير منفك عَن الدُّعَاء لي فِي أَكثر الْأَوْقَات فِيمَا بَلغنِي مَعَ التَّوَاضُع الزَّائِد والتقنع باليسير والانجماع عَن النَّاس وعلو الهمة حَتَّى انه كَانَ مَعَ تقدمه فِي السن يذهب إِلَى الْآثَار مَاشِيا لحضور وَظِيفَة هُنَاكَ أَحْيَانًا وَكَذَا كَانَ يطْلب مِنْهُ التَّوَجُّه لتربة قانباي ليحدث هُوَ والشمني بِبَعْض مسموعاتهما ولمنزل الْعِزّ قَاضِي الْحَنَابِلَة كَذَلِك ولغيرهما من المسندين فَلَا يَأْبَى بل يتَوَجَّه مَاشِيا، مديما للتلاوة وَالْعِبَادَة والأوراد وَقيام اللَّيْل قَلِيل الْمثل فِي مَجْمُوعه منطويا على خير ومحاسن، وَقد نهبت أمتعته من قماش لَهُ ولأولاده وَعِيَاله وَنقد وَكتب وَغَيرهَا فِي بعض كوائن الزين الاستادار من خلْوَة لَهُ بالفخرية لمجاورتها لبيت الْمشَار إِلَيْهِ فتضعضع حَاله بِسَبَب ذَلِك وَصعد إِلَى السُّلْطَان فَمَا أَفَادَ وَكَانَ يتأسف إِذا تذكر ذَلِك كثيرا ومتعه الله بسمعه وبصره وحواسه كلهَا وتوعك يَسِيرا ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم السبت تَاسِع عشري الْمحرم سنة خمس وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه بعد الْعَصْر بِجَامِع الْأَزْهَر تقدم الشَّافِعِي للصَّلَاة وَشهِدت دَفنه بتربة ابْن نصر الله جوَار الشَّيْخ يُوسُف البوصيري، وَكَانَ يَحْكِي لنا كثيرا من كراماته رحمهمَا الله وإيانا. 157 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ الْمَكِّيّ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حمدَان /. كَذَا سمى شَيخنَا فِي مُعْجَمه جده وَالصَّوَاب حذفه، وَقد تقدم. 158 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عوض الزين بن الشهَاب الطنتدائي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيم. كَانَ شَيخا ظريفا نكتا ذَا فهم وَحسن عشرَة من صوفية البيبرسية بل هُوَ امام الرِّبَاط بهَا يتكسب من صناعَة الْحَرِير وَحسنت تَوْبَته قبيل مَوته) خُصُوصا بعد النَّجْم بن النبيه وانجمع عَن النَّاس واشتغل بفقره وَقلة ذَات يَده حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر الْمحرم سنة سبع وَسبعين عَن قريب الثَّمَانِينَ وَدفن من الْغَد بحوش البيبرسية رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 159 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الزين الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو مُحَمَّد / الْآتِي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 160 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الله الزين بن الشهَاب الحبيشي الْمدنِي المادح، / من سمع مني بِالْمَدِينَةِ أَيْضا. 161 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الله الزين الدنجيهي / قاضيها الشَّافِعِي. ولد فِيهَا بعد الْقرن بِيَسِير وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتحول لدمياط فحفظ فِيهَا التَّنْبِيه

والملحة والألفية وعرضها بِالْقَاهِرَةِ على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشهاب الطنتدائي وَغَيرهمَا واشتغل بالفقه يَسِيرا على النُّور عَليّ والشهاب أَحْمد وَولده الْمَشْهُورين ببني البشارى بِكَسْر الْمُوَحدَة ومعجمة خَفِيفَة وناب فِي قَضَائهَا من سنة عشْرين إِلَى آخر وَقت ولمي حمد لكنه كَانَ كثير السَّعْي مَعَ مدحه للقضاة بِمَا كتبت عَنهُ مِنْهُ فِي شَيخنَا: (أأظما وَأَنت أَلِيم والزاخر الَّذِي ... تولد مِنْهُ للعفاة سَحَاب) (وأرمي بكيد الماكرين وبغيهم ... وَأَنت بأفق المنجدين شهَاب) وَمَات على قَضَائِهِ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسبعين عَفا الله عَنهُ. 162 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْملك وجيه الدّين بن عُمْدَة الدّين الْقرشِي الْعمريّ الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف براجه برَاء مُهْملَة وجيم بَينهمَا ألف /. كَانَ ذَا خير وَدين وَسُكُون مِمَّن لَهُ عناية بالفقه واجتهاد فِي عمل الْعُمر وَبَيْعهَا مرتفقا بذلك فِي معيشته وَلذَلِك قيل لَهُ الْعمريّ وان كنت سَمِعت أَنه يذكر أَنه قرشي من ذُرِّيَّة عمر أَو على الشَّك مني وَأَن أَبَاهُ كَانَ قَاضِيا أَو خَطِيبًا بِبَلَدِهِ وأظنها دلى من بِلَاد الْهِنْد وَعَلِيهِ اعتمدت فِي اسْم أَبِيه وجده وَشَكَكْت فِي تَقْدِيم أَحْمد على عبد الْملك، وَذكر لي أَنه قدم مَكَّة فِي سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة أَو قَرِيبا مِنْهَا الشَّك مني فعلى هَذَا تكون مجاورته بهَا خمسين سنة أَو أَزِيد، ورزق بهَا أَوْلَادًا ودارا، وَبهَا مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي عشر السّبْعين ظنا أَو بلغَهَا. ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَقَالَ انه نَاب عَنهُ فِي عقد نِكَاح.) 163 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد جلال الدّين أَبُو الْفضل بن الشهَاب البهوتي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل قَلِيلا عِنْد الْبُرْهَان بن أبي شرِيف والسنتاوي وَنَحْوهمَا وَحضر إِلَيّ فِي يَوْم عَاشُورَاء سنة إِحْدَى وَتِسْعين فَسمع مني أَشْيَاء، وَهُوَ ذكي فطن حسن الْفَهم غير متصون مِمَّن ينتمي للخيضري وينافر زوج أُخْته الديمي وولدهما. 164 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عُثْمَان الزين السويدي الْمَالِكِي / قَاضِي دمشق وَقدم الْقَاهِرَة واشتغل عِنْد وَولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق، وَكَانَ مَاتَ فِي يَوْم السبت رَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله. 165 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ بن عبيد زين الدّين بن الشهَاب الديسطي ثمَّ القاهري القلعي الشَّافِعِي وَيعرف بالصمل بِضَم الْمُهْملَة وَالْمِيم وَآخره لَام /

مُشَدّدَة. ولد فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة وَغَيرهَا وَعرض فِي سنة ثَمَانمِائَة على ابْن الملقن والعراقي وَابْنه الْوَلِيّ والابناسي وَابْن خلدون وأجازوه والبلقيني وَطَائِفَة مِمَّن لم يجز وَسمع على النُّور الأبياري اللّغَوِيّ نزيل البيبرسية فِي أبي دَاوُد واشتغل وباشر عِنْد الْأُمَرَاء وَأَجَازَ لي وَمَات فِي. 166 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ الورداني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي /. ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بوردان من أَعمال الجيزية بجوار أتريس من عمل الْبحيرَة وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل بالفقه وَغَيره، وَمن شُيُوخه الْمحلي والمناوي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والعمادي وَآخَرين كالأمين الاقصرائي من الْحَنَفِيَّة، وَسمع بِقِرَاءَتِي على بعض الشُّيُوخ وَهُوَ إِنْسَان خير طولت ذكره فِي الْكَبِير. 167 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ الْفَقِيه زين الدّين / إِمَام جَامع الْحَاكِم وصديق عبد الله أبي يُوسُف الْآتِي. قدم الْقَاهِرَة فأقرأ الْأَوْلَاد وَقَرَأَ عَليّ وعَلى غَيْرِي يَسِيرا كالسيد النسابة وَابْن أَسد، وَحج غير مرّة ثمَّ قطن الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة مديما للتلاوة فِي سبع خير بك وتكرر مَجِيئه الْقَاهِرَة طلبا للرزق ورأيته فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ غير منفك عَن طَرِيقَته وَنعم الرجل. 168 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ القبايلي المغربي / الْمَاضِي أَبوهُ. ذبح فِي شَوَّال سنة ثَلَاث كَمَا) ذكر هُنَاكَ. 169 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عمر بن عَرَفَات بن عوض الزين بن الشهَاب ابْن السراج الْأنْصَارِيّ الأطفيجي القمني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الله ووالد مُحَمَّد / الآتيين. ولد فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بأطفيح من الْوَجْه القبلي وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وانتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها وتلا لأبي عَمْرو على الشّرف يَعْقُوب الجوشني وَالْفَخْر الضَّرِير واشتغل بالفقه على عَمه الزين القمني وَحضر فِيهِ عِنْد الابناسي وبالنحو وَالْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان عَليّ الْبِسَاطِيّ وبالعروض على فلَان القرماني بحث عَلَيْهِ القصيدة الأندلسية وَشَرحهَا للحسام القيصري، وَأذن لَهُ عَمه وَغَيره بالافتاء والتدريس وَكَذَا أذن لَهُ الْبِسَاطِيّ: وَكَانَ شَيخنَا ابْن خضر يضْحك من ذَلِك، وَسمع على الصّلاح الزفتاوي وَابْن الشيخة والتنوخي وَابْن أبي الْمجد والحلاوي والسويداوي والابناسي والغماري والمراغي والفرسيسي والتاج بن الفصيح وناصر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَآخَرُونَ، وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَطَائِفَة وَكَانَ يذكر أَن السراج البُلْقِينِيّ أجَاز لَهُ، وتكسب

بِالشَّهَادَةِ بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْعلم البُلْقِينِيّ وَشَيخنَا وقتا وَولي مشيخة الصُّوفِيَّة بتربة يُونُس الدوادار الْمُجَاورَة لتربة الظَّاهِر برقوق الَّتِي كَانَ أحد صوفيتها وتنزل فِي الْجِهَات، وَحدث باليسير سَمِعت عَلَيْهِ ختم البُخَارِيّ بل قَرَأت عَلَيْهِ مَعَ غَيره الْجُزْء الْأَخير من الْمُسْتَخْرج عَليّ مُسلم لأبي نعيم، وَكَانَ جَامِدا مُقبلا على شَأْنه حَرِيصًا على الْمُلَازمَة لمجلسه بِحَيْثُ يرجع من الْحُضُور وَهُوَ على قَدَمَيْهِ فيجلس فِيهِ إِلَى الْغُرُوب غَالِبا، مقترا على نَفسه مَعَ تموله. مَاتَ فِي سنة سِتِّينَ ظنا أَو قبلهَا بِيَسِير، وَمن نظمه يمدح شَيخنَا مِمَّا كتبه عَنهُ البقاعي: (يَا سيدا حَاز الحَدِيث بِصِحَّة ... بِالْحِفْظِ والاسناد حَقًا يفضل) (يَا مَالِكًا بِالْعلمِ كل مدرس ... شيخ الشُّيُوخ وَأَنت فيهم أمثل) (يَا حاويا كنز الْعُلُوم بفهمه ... قَاضِي الْقُضَاة الْمُنعم المتفضل) (الْفضل وَالْعَبَّاس أَنْت أَبوهُمَا ... يَا باسما وَالْوَجْه مِنْهُ مهلل) 170 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عمر بن غَانِم الزين البرمكيني القاهري. / من أهل الْقُرْآن توفّي قبيل الثَّلَاثِينَ عَن بضع وَسِتِّينَ وَهُوَ شَقِيق الشّرف مُوسَى وَأحمد وَسليمَان. 171 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عمر الْمدنِي / الْفراش بهَا. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.) 172 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عُمَيْر الْمدنِي / الْفراش بهَا وَيعرف بدربيي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ وَأَظنهُ الأول وَقع الْغَلَط أحد الْمَوْضِعَيْنِ فِي جده. عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَيَّاش. / يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد قَرِيبا. 173 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن غَازِي الزرعي الْمَقْدِسِي سبط الْجمال بن جمَاعَة. / سمع مَعنا وَحفظ كتبا كَثِيرَة ولازم الْكَمَال بن أبي شرِيف. مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ قبل الكهولة، وَكَانَ خيرا سَاكِنا. 174 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن قَاسم وَيعرف بِابْن الأصيفر /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 175 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الخواجا الْوَجِيه الدِّمَشْقِي نزيل مَكَّة وَالِد أَحْمد وَمُحَمّد وَيحيى / وَغَيرهم وَيعرف جده بِابْن أبي الْفَرح وَهُوَ بِابْن قيم الجوزية فأمه ابْنة الشَّمْس بن قيم الجوزية. قدم مَكَّة بعد الثَّلَاثِينَ بِيَسِير فاستوطنها وَاشْترى بهَا دورا وعمرها وَكَانَ يتَرَدَّد مِنْهَا إِلَى كاليكوت فِي المتجر. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَخلف دورا وأولادا. 176 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عرندة جلال الدّين بن الشهَاب الْمحلي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الوجيزي لحفظ وَالِده الْوَجِيز للغزالي. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا

فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وَغَيرهَا، وَعرض عَليّ الزين الْعِرَاقِيّ والكمال الدَّمِيرِيّ وجود الْقُرْآن على الزراتيتي وَأخذ الْفِقْه عَن الْبُرْهَان البيجوري وَغَيره والنحو عَن الشمسين الشطنوفي والبرماوي وَمن شُيُوخه وَالِده وَالشَّمْس الغراقي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيرهم مِمَّن هُوَ أقدم مِنْهُم ودونهم وبرع فِي الْفَضَائِل وتنزل فِي الْجِهَات كدرسي الحَدِيث بالبيبرسية والجمالية وَنسخ بِخَطِّهِ الْكثير وَمن ذَلِك شرح البُخَارِيّ لشَيْخِنَا، وَكَانَ أَولا مِمَّن يلازم الْحُضُور هُوَ ووالده عِنْده وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل وَكتب عَنهُ فِي الأمالي وَحج مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة خمس وَعشْرين وجاور أشهرا وَدخل دمشق والثغرين وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل ثمَّ أعرض عَن الِاشْتِغَال ولواحقه وَتوجه لاستحذاء من شَاءَ الله من الرؤساء وَنَحْوهم بحكايات ينمقها ويسردها بفصاحة عِنْدهم مَعَ ظرف ولطف وإكثار لادارة لِسَانه أَو شفته وَرُبمَا تستر باظهار مَا يشبه الْجُنُون مَعَ كَونه من الْعُقَلَاء بِحَيْثُ كَانَ يُقَال هما إثنان عَاقل يتمجنن وَمَجْنُون يتمعقل وَيَعْنِي هَذَا والبدر بن) الشريدار، وحكيت فِي الْجَوَاهِر شَيْئا مِمَّا وَقع لَهُ من ذَلِك مَعَ شَيخنَا على أَن بَعضهم قَالَ إِن سَبَب هَذَا سوء مزاج وانحراف كَمَا وَقع لِأَبِيهِ فقد وَصفه بهما شَيخنَا وَمِمَّا كَانَ يزعمه قَول ابْن الْجَزرِي فِيهِ: (إِذا رمت التفنن فِي الْمعَانِي ... وتملك مهجة الْملك الْعَزِيز) (فبادر نَحْو شيخ الْوَقْت حَقًا ... ودائرة الْعلَا القطب الوجيزي) وَقَالَ التقي بن حجَّة أَيْضا: (إِذا رمت التفقه فِي الْمعَانِي ... لما ترجوه من ملك عَزِيز) (عَلَيْك بِمن غَدا فِي النَّاس قطبا ... وبادر للتبرك بالوجيزي) فِي آخَرين كالابناسي الصَّغِير والبشتكي وَالْجمال البهنسي والنواجي وَابْن اقبرس والحجازي فَالله أعلم، وَهُوَ مِمَّن سمع عَليّ الصّلاح الزفتاوي وَابْن أبي الْمجد والتنوخي وَابْن الشيخة والعراقي والهيثمي والابناسي والغماري والزين المراغي وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ والتاج بن الفصيح والحلاوي والسويداوي والشرف ابْن الكويك والبدر النسابة وَغَيرهم، وَحدث باليسير سمع عَلَيْهِ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ قِطْعَة من البُخَارِيّ مَعَ الْخَتْم مِنْهُ بل قَرَأت عَلَيْهِ أَحَادِيث من الْمُوَطَّأ وَلَو ترك مَا سلكه وَاسْتمرّ على طَرِيقَته الأولى لَكَانَ أشبه. مَاتَ فِي ثَانِي ذِي الْقعدَة أَو آخر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَدفن بحوش البيبرسية عِنْد أَبِيه رحمهمَا الله وَعَفا عَنْهُمَا. 177 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الزين الْأنْصَارِيّ الْقَمُولِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / رَفِيق الشهَاب الابشيهي. مِمَّن أَخذ عَن الْمحلي وَالْعلم

البُلْقِينِيّ والمناوي فَمن بعدهمْ كَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وَالْأُصُول عَن الْمحلي بل أَخذ فنونا عَن التقي الحصني وتميز وبرع وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير مِمَّا كَانَ يتعيش مِنْهُ غَالِبا لشدَّة حَاجته مَعَ ملازمته للاشتغال والتحصيل وَكَانَ يجْتَمع بِي أَحْيَانًا بل سمع بِقِرَاءَتِي على أم هاني الهورينية وَغَيرهَا وَنعم الرجل كَانَ دينا وفضلا. مَاتَ فِي طاعون سنة أَربع وَسِتِّينَ، وَأَظنهُ جَازَ الثَّلَاثِينَ رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. 178 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عوض ابْن عبد الْخَالِق الزين أَو الْعِزّ بن الزين بن نَاصِر الدّين الْبكْرِيّ الدهروطي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي عَم الْجلَال مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد / الْآتِي والماضي أَبوهُ. ولد فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري شعْبَان سنة تسع وَثَمَانمِائَة بدهروط من البهنساوية وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَكَانَ جد أَبِيه أَحْمد وَأَبوهُ مُحَمَّد مالكيين وأماجده وَأَبوهُ فشافعيان كبيران فَنَشَأَ على مَذْهَبهمَا، وَحفظ فِي الْفِقْه التَّحْرِير للجمال البزري الوَاسِطِيّ وَهُوَ على نمط الْحَاوِي ثمَّ المنهاجين الفرعي والأصلي مَعَ زوائده للأسنائي وألفيه ابْن مَالك، واشتغل يَسِيرا على أَبِيه وَغَيره بل بحث فِي الْفِقْه على الشَّمْس الْبرمَاوِيّ ولازمه والزين القمني والقاياتي وَعنهُ أَخذ الْأُصُول وَفِي الْفَرَائِض على ابْن المجدي وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الشموس القاياتي والونائي وَابْن عمار وَسمع على شَيخنَا وناب عَنهُ وَعَن غَيره فِي الْقَضَاء ودرس بالتقوية والحسامية من الفيوم، وَحج فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وتعاني النّظم فَأكْثر وامتدح شَيخنَا وَغَيره وَمِمَّا كتبته عَنهُ فِي شَيخنَا حِين عوده للْقَضَاء قصيدة سقتها فِي الْجَوَاهِر أَولهَا: (رباني حب زَيْنَب وللرباب ... لتركهما جوابي والجوى بِي) وَقَوله مِمَّا أوردته فِي معجمي حِين عزل السفطي عَن الْقَضَاء: (توالت خطوب الدَّهْر قسرا على الورى ... وناهيك خطب الدَّهْر يعقبه القسر) وَكَانَ فَاضلا مُفِيدا فصيحا حسن المذاكرة بالفقه والمحاضرة محبا فِي الْفُضَلَاء متوددا اليهم مكرما لوافدهم. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بطنبذي الْمُجَاورَة لدهروط بِالْقربِ من البهنسا وَكَانَ قاضيها رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 179 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عوض الْعِزّ أَبُو الْفضل الْبكْرِيّ الشَّافِعِي / أَخُو الَّذِي قبله ووالد الْجمال مُحَمَّد الْآتِي. ولد سنة احدى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ وَأذن لَهُ فِي الافتاء وَمَات شَابًّا فِي سنة سبع. أفادنيه وَلَده.

180 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل بن مُحَمَّد الزين الاعزازي الأَصْل الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي. / ولد فِي شَوَّال سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع على أبي عَليّ الْحسن بن الهبل أحد أَصْحَاب الْفَخر وَأبي الهول وَأبي بكر بن إِسْمَاعِيل البيتليدي وَالصَّلَاح أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الاعزازي وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ أحد عدُول مَسْجِد السُّوق بِدِمَشْق. مَاتَ بهدية وَهُوَ رَاجع من الْحَج فِي أول سنة احدى وَأَرْبَعين، وَفِي رُوَاة جُزْء الْأنْصَارِيّ الَّذِي سَمعه عَلَيْهِم التنوخي أَبُو مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل بن نجم الاعزازي فَهُوَ) عَم أبي صَاحب التَّرْجَمَة وَحِينَئِذٍ فَلَعَلَّ نجما لقب لمُحَمد. 181 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن شقير القليوبي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 182 - عبد الرَّحْمَن بن التقي أَحْمد بن الْكَمَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن الشني الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ / وَأمه أمة. اسْتَقر بعد أَبِيه فِي جهاته بعناية أحد أوصيائه الْبُرْهَان الكركي، وناب عَنهُ فِيهَا ثمَّ اسْتَقل حِين ترعرع إِلَى أَن انْفَصل عَن مشيخة قانباي مَحل سكنه بِعَبْد الرَّزَّاق الْمُؤَذّن الْمُقْرِئ لمُخَالفَته أَمر الأتابك ازبك، وانكشف حَاله بعد، وَكَانَ قد قَرَأَ عَليّ الصّلاح الطرابلسي، وجلال الدّين السُّيُوطِيّ وَرُبمَا خطب بِجَامِع طولون. عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد. / يَأْتِي فِي ابْن أبي بكر قَرِيبا. 183 - عبد الرَّحْمَن وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا أَبُو الْفضل بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن أبي عبد الله السكندري الأَصْل الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الشاذلي أَخُو إِبْرَاهِيم وَحسن وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد وَيحيى وَيعرف كسلفه بِابْن أبي الوفا /. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: ولد قبل التسعين وَنَشَأ على طَريقَة أَبِيه وَعَمه، واشتغل وأحضر مجْلِس شَيخنَا البُلْقِينِيّ وتولع بالنظم فَلم يزل حَتَّى مهر فِيهِ، ورثى أَبَاهُ وَعَمه وَعمل المقاطيع الْجِيَاد على الطَّرِيقَة النباتية وَلَو عَاشَ لفاق أهل زَمَانه فِي ذَلِك وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق كيس الْعشْرَة اجْتمعت بِهِ وَسمعت من فَوَائده ومدحني بِأَبْيَات قافية كنت كتبت للبدر البشتكي أبياتا على وَزنهَا فَكَأَنَّهُ وقف عَلَيْهَا فَأَعْجَبتهُ. مَاتَ غريقا فِي النّيل فِي سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة يَعْنِي فِي حَيَاة أَبِيه، وَذكره فِي سنة أَربع عشرَة أَيْضا من انبائه فَقَالَ انه اشْتغل فِي صباه قَلِيلا وتعانى النّظم فَقَالَ الشّعْر الْفَائِق وَكَانَ ذكيا حسن الْأَخْلَاق لطيف الطباع غرق فِي بَحر النّيل هُوَ وَمُحَمّد بن عبيد البشكالسي وَعبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد التنسي جمال الدّين قَاضِي الْمَالِكِيَّة وَابْن قاضيهم، قَالَ وَمن نظمه أرَاهُ فِي مرثية مَحْبُوب لَهُ:

(مَضَت قامة كَانَت أليفة مضجعي ... فَللَّه ألحاظ لَهَا ومراشف) (وَللَّه أصداغ حكين عقاربا ... فهن على الحكم الْمُضِيّ سوالف) (وَمَا كنت أخْشَى أمس إِلَّا من الجفا ... واني على ذَاك الجفا الْيَوْم آسَف) (رعى الله أَيَّامًا وناسا عهدتهم ... جيادا وَلَكِن اللَّيَالِي صيارف) وَمِنْه من غزل قصيدة على هَذَا الروى:) (وَفِي ذهبي الخد صِيغ لمحنتي ... يُطِيل امتحانا لي وَمَا أَنا زائف) (يذيب فُؤَادِي وَهُوَ لَا غش عِنْده ... فيا ذهبي اللَّوْن انك حائف) (وَفِي فَمه شهد وَشهد مُكَرر ... وَفِي خَدّه ورد وَورد مضاعف) (لَهُ أعيني أَنِّي رَأَتْهُ تَوَابِع ... وأعينه أَيْضا لقلبي خواطف) وَرَأَيْت بِخَط شَيخنَا أَيْضا فِي بعض أَجزَاء تَذكرته بعد مدحه الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ فِي مُعْجَمه قَوْله رحم الله شبابه وعوضه الْجنَّة، وأرخ غرقه فِي سنة خمس عشرَة وَلَكِن الأول أصح، وَقَالَ الْعَيْنِيّ فِي تَارِيخه لما ذكر غرقه هُوَ وَأَصْحَابه وَكَانُوا اجْتَمعُوا فِي منظرة على الْبَحْر ثمَّ اجْتمع رَأْيهمْ على ركُوب بعض المراكب ويتوجهون إِلَى الْآثَار فَامْتنعَ أَبُو الْفضل الْمَذْكُور أَشد امْتنَاع فَلم يزَالُوا بِهِ حَتَّى ركب مَعَهم وَلما ركب قَالَ لرفقته عجبا ان نجونا من الْغَرق فِي الْبَحْر فَلم يتم كَلَامه حَتَّى انْقَلب الْمركب بهم وَلم يظفروا بجسده مَعَ التفحص عَنهُ أَيَّامًا فَكَأَن الأَرْض ابتلعته انْتهى. وَزَاد غَيرهم فَخر الدّين بن المزوق وسمى ابْن التنسي بدر الدّين وَقَالَ انه نجا من الْغَرق وَوهم فِي الْأَمريْنِ كَمَا وهم من سمى جمال الدّين بن التنسي عبد الله بل هُوَ مُحَمَّد وَفِي وَصفه بقاضي الْقُضَاة وانما كَانَ يَنُوب فِي الْقَضَاء نعم أَبوهُ قَاضِي الْقُضَاة نَاصِر الدّين أَحْمد، وَذكره المقريزي فِي عقوده وانه مَاتَ وَهُوَ شَاب غريقا بنيل مصر قَرِيبا من الرَّوْضَة فِي يَوْم عَاشُورَاء وَأورد من نظمه أَشْيَاء. 184 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ ابْن عَيَّاش الزين أَبُو الْفرج وَأَبُو بكر بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن عَيَّاش بتحتانية ومعجمة. ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فَسمع حَسْبَمَا كَانَ يخبر على العمادين ابْن كثير وَابْن السراج والمحيوي الرَّحبِي والزين بن رَجَب الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس بن سَنَد ورسلان الذَّهَبِيّ فِي آخَرين وتلا على أَبِيه للسبع إفرادا ثمَّ جمعا للعشر بِمَا تضمنه كتاب الورقات المثمرة فِي تَتِمَّة قراءات الْأَئِمَّة الْعشْرَة لوالده وشوهه خطّ وَالِده بذلك وَلكنه كَانَ

يخبر أَنه تَلا تجويدا على الْأمين بن السلار من أول الْقُرْآن إِلَى سُورَة الصَّفّ، وَسمع عَلَيْهِ الشاطبية وَأَنه قَرَأَ أَيْضا على الشّرف أبي الْمَعَالِي مَحْمُود بن شرف شاه الطوسي خَادِم الخدام بالسميساطية بِدِمَشْق والزين أبي حَفْص عمر بن الشَّمْس ابْن اللبان الدِّمَشْقِي وعَلى فَيْرُوز التبريزي بِجَامِع منكلي بغا بحلب وانه ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة) اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فَتلا عَليّ الْعَسْقَلَانِي للعشر وَأذن لَهُ فِي الاقراء، وَعرض عَلَيْهِ الشاطبية والرائية وَأثبت ابْن الْجَزرِي فِي تَرْجَمَة الْعَسْقَلَانِي من طبقاته اسْمه فِيمَن قَرَأَ عَلَيْهِ فساوي حِينَئِذٍ وَالِده فِي الاسناد وَالْحَاصِل أَنه قَرَأَ القراآت بِدِمَشْق وحلب والقاهرة وتفقه بِأَبِيهِ وَسمع دروس البُلْقِينِيّ وَغَيره وَأخذ النَّحْو عَن أَبِيه وَعَطَاء الله الدّرّ وَالِي الْهِنْدِيّ، وَحج مَعَ أَبِيه فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وزار بَيت الْمُقَدّس ثمَّ انْقَطع بِمَكَّة من سنة تسع وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي بعْدهَا وارتحل فِي أثْنَاء ذَلِك إِلَى الْيمن لزيارة أَبِيه فانه كَانَ انْقَطع بهَا لطلب الْحَلَال وَكَذَا سَافر مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فجاور فِيهَا غير مرّة وتصدى فِي الْحَرَمَيْنِ لنشر الْقرَاءَات لَيْلًا وَنَهَارًا فَانْتَفع بِهِ خلق من أهلهما والقادمين عَلَيْهِمَا وَصَارَ شيخ الاقراء هُنَاكَ بِلَا مدافع وَلذَا وَصفه شَيخنَا فِي تَرْجَمَة وَالِده من إنبائه بقوله مقرئ الْحرم، وَكَانَ يدرس أَيْضا فِي ألفية ابْن مَالك ونظم غَايَة الْمَطْلُوب فِي قِرَاءَة خلف وَأبي جَعْفَر وَيَعْقُوب أَخذهَا النَّاس عَنهُ وأولها: (حمدت إِلَه الْخلق حمدا مكملا ... وَصليت يَا رَبِّي على أشرف الملا) (وَبعد فَخذ نظم الثَّلَاثَة سالكا ... طَريقَة إرشاد لتهدي من تَلا) وَكَذَا لَهُ نظم غير ذَلِك أثبت مِنْهُ فِي تَرْجَمته من معجمي أَشْيَاء وَانْقطع بمنزله فِي مَكَّة من أثْنَاء سنة احدى وَخمسين لعَجزه عَن الْحَرَكَة غير منفك مَعَ ذَلِك عَن الاقراء لمن يَقْصِدهُ حَتَّى مَاتَ فَجْأَة فِي ضحى يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشري صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة بِالْقربِ من الشَّيْخ عَليّ بن أبي بكر الزَّيْلَعِيّ رحمهمَا الله وإيانا وَهُوَ فِي ذيل ابْن فَهد مطول وَقد وَصفه ابْن الْجَزرِي فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ بالشيخ الامام الْعَلامَة شيخ الاقراء وأوحد الْقُرَّاء والمشار إِلَيْهِ فِي وقته من بَين أهل الْعَصْر بالتجويد والاداء وَالْمُنْفَرد فِي الْحَرَمَيْنِ الشريفين بالتصدر ونفع الْمُسلمين زين الدّين أبي مُحَمَّد وَقَالَ انه سَأَلَهُ ذكر مَا يعلم من لقِيه للشمس الْعَسْقَلَانِي فَكتب أَنه كَانَ بِالْقَاهِرَةِ فِي حَيَاة الْعَسْقَلَانِي قَالَ وَكَانَ يقْرَأ جمعا بالقراءات عَليّ ويخبرني أَنه يقْرَأ عَليّ الْعَسْقَلَانِي الْمَذْكُور جمعا انْتهى. وَكَانَ هَذَا مُسْتَند ابْن الْجَزرِي فِي جزمه بذلك فِي الطَّبَقَات

على أَنِّي رَأَيْت من حكى عَن كل من ابْن الْجَزرِي وَشَيخنَا رضوَان إِنْكَار ذَلِك ورميه فِيهِ بِالْكَذِبِ وَالْمُعْتَمد مَا قَدمته، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وانه مقرئ الْحجاز مِمَّن نفع الله بِهِ النَّاس وأغناه عَن التطلع لما فِي أَيْديهم وَصَحبه أَيَّام مجاورته بِمَكَّة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ واستفاد مِنْهُ تَرْجَمَة أَبِيه.) 185 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد عبد الله الزين أَبُو هُرَيْرَة بن الشهَاب بن الْجلَال أبي عبد الله الحسباني الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَالِد أَمِين الدّين مُحَمَّد / الْآتِي ويلقب هامان. حفظ الدُّرَر وَاسْتقر فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين ببذل زَائِد عوض إِسْمَاعِيل أخي كبيش الْعَجم وَكِلَاهُمَا من كبار الْجُهَّال ثمَّ صرف بِابْن القطب وَهُوَ أمثل مِنْهُمَا وأهين هَذَا مرّة بعد أُخْرَى وَهُوَ الْآن سنة سبع وَتِسْعين شبه المقعد، وَمَات ابْنه الْمَذْكُور الَّذِي اسْتَقر فِي كِتَابَة دمشق مَعَ أَخِيه كِلَاهُمَا بالطاعون وليته كَانَ مَعَهُمَا. 186 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الْأَعْلَى المارديني الضَّرِير الشَّافِعِي نزيل أسيوط. حفظ الْقُرْآن ومختصر التبريزي والكافية فِي النَّحْو وقطن أسيوط وَأكْثر من مدائح أَعْيَان الصَّعِيد بِحَيْثُ كَانَ لَهُ عَلَيْهِم رواتب سنوية وَغَيرهَا. مَاتَ فِي طاعون سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَقد زاحم الثَّمَانِينَ. وَمن نظمه ردا على من أنكر عَلَيْهِ فِي مدحه لبَعْضهِم وَصفه بالعظيم: وَيَا جحشا تولد من حمَار (لقد كتب النَّبِي إِلَى هِرقل ... عَظِيم الرّوم أوردهُ البُخَارِيّ) 187 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري رَفِيق السلموني / وَنَحْوه فِي الشَّهَادَة مَعَ جودة الْخط وَلكنه غير مَحْمُود وَرُبمَا اشْتغل ولازم أخي فِي قِرَاءَة التَّقْسِيم وَتردد إِلَيّ ثمَّ ورث وَتوجه بالاسترقاق بميراثه بحرا فَقَدمهَا فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين وَجلسَ بِبَاب السَّلَام. 188 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْمدنِي الْمَالِكِي أَخُو عمر / الْآتِي وَيعرف بالنفطي. قَرَأَ الْمُوَطَّأ لأمامه عَليّ غَانِم الخشبي وَتزَوج ابْنة الْجلَال الخجندي بعد أبي الْفَتْح المراغي، وَكَانَ حَيا فِي سنة عشر. 189 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد المطيرز عضد الدّين. / مَاتَ فِي يَوْم السبت خَامِس عشري رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين. أرخه ابْن عزم. 190 - عبد الرَّحْمَن بن بكتمر السندبسطي ثمَّ القاهري / أحد أَصْحَاب الزَّاهِد وَصَاحب الزاوية الْمُجَاورَة لجامع شَيْخه وفيهَا مَحل دَفنه أَخذ عَنهُ جمَاعَة كَثِيرُونَ

مِنْهُم مُحَمَّد البدوي وَذكروا لَهُ أحوالا صَالِحَة وَكَانَت لَهُ طاحون يقتات مِنْهَا ويعمر من فاضلها الزاوية الْمشَار اليها الَّتِي لم يكملها وانما أكملها صَاحبه الشَّيْخ مَدين. مَاتَ فِي سنة أَرْبَعِينَ أَو قبلهَا رَحمَه الله وإيانا. 191 - عبد الرَّحْمَن بن بكير بن مُحَمَّد الْفَرَجِيِّ الْبُرُلُّسِيّ وَيعرف بِابْن الْفَقِيه. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.) 192 - عبد الرَّحْمَن بن أبي البركات بن أبي الْهدى مُحَمَّد بن تَقِيّ الدّين الشَّيْخ الصَّالح الزين الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي عَم عبد الله بن عبد الْوَهَّاب بن أبي البركات / الْآتِي. مِمَّن قَرَأَ عَليّ بِالْمَدِينَةِ فِي شرح النخبة وَسمع أَشْيَاء وَله أَخذ عَن الأبشيطي وَغَيره وَفِيه فضل مَا مَعَ سُكُون وَخير. مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 193 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن ابراهيم الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَهُوَ خير منجمع. 194 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ ولي الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابراهيم بن يُوسُف الملوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي التَّاجِر. / مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وَتردد لمَكَّة بل جاور بهَا سِنِين واشتغل قَلِيلا فِي الْمِنْهَاج وَسمع عَليّ بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين أربعي النَّوَوِيّ ومجالس من جَامع الْأُصُول وَبَعض البُخَارِيّ وكتبت لَهُ إجَازَة، ومولده سنة أَربع وَخمسين وسافر فِي التِّجَارَة لعدن وَنَحْوهَا وَهُوَ الْآن سنة سبع وَتِسْعين هُنَاكَ. 195 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن دَاوُد الزين أَبُو الْفرج بن التقي أبي الصَّفَا الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن دَاوُد. ولد كَمَا كتبه بِخَطِّهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقَالَ غَيره سنة ثَلَاث بجبل قاسيون من دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل وَكَانَ يذكر أَنه أَخذ الْفِقْه عَن التقي ابراهيم بن الشَّمْس مُحَمَّد بن مُفْلِح والْعَلَاء بن اللحام وَأخذ عَن أَبِيه التصوف وَسمع عَلَيْهِ مُؤَلفه أدب المريد وَالْمرَاد فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة بطرابلس وَمِنْه تلقن الذّكر وَلبس الْخِرْقَة بل ألبسها مَعَه من الشهَاب بن الناصح حِين قدومهما عَلَيْهِمَا دمشق صُحْبَة الظَّاهِر برقوق وَمن البسطامي بزاويته بِبَيْت الْمُقَدّس وبانفراده فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَعشْرين من ابْن الْجَزرِي مَعَ قِرَاءَته عَلَيْهِ للجزء الَّذِي خرجه من مروياته فِيهِ المسلسل والمصافحة والمشابكة وَبَعض العشاريات بالباسطية ظَاهر دمشق وَأول سَمَاعه للْحَدِيث بِدِمَشْق من الْمُحب الصَّامِت سمع عَلَيْهِ التَّوْبَة والمتابة لِأَبْنِ أبي عَاصِم وَكَذَا البُخَارِيّ فِيمَا كَانَ يخبر ثمَّ سمع غَالب الصَّحِيح على عَائِشَة ابْنة

ابْن عبد الْهَادِي وَالْجمال بن الشرائحي وَسمع ببعلبك على التَّاج بن بردس وَأَجَازَ لَهُ أَخُوهُ الْعَلَاء ولازم الْحَافِظ ابْن نَاصِر الدّين فِي أَشْيَاء سَمَاعا وَقِرَاءَة وَخلف وَالِده فِي مشيخة زاويته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالسفح فَوق جَامع الْحَنَابِلَة فَانْتَفع بِهِ المريدون وَحج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل غَيرهَا من الْأَمَاكِن، وَكَانَ شَيخا) قدوة مسلكا تَامّ الْعقل وَالتَّدْبِير قَائِما بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ والنهى عَن الْمُنكر رَاغِبًا فِي المساعدة على الْخَيْر وَالْقِيَام فِي الْحق مَقْبُول الرسائل نَافِذ الْأَوَامِر كَرِيمًا متواضعا حسن الْخط ذَا جلالة وَوَقع فِي النُّفُوس وشهرة عِنْد الْخَاص وَالْعَام وَله الْكَنْز الْأَكْبَر فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر فِي مجلدين وَفتح الاغلاق فِي الْحَث على مَكَارِم الْأَخْلَاق ومواقع الْأَنْوَار ومآثر الْمُخْتَار والانذار بوفاة الْمُصْطَفى الْمُخْتَار وتحفة الْعباد وأدلة الأوراد فِي مُجَلد ضخم والدر الْمُنْتَقى الْمَرْفُوع فِي أوراد الْيَوْم وَاللَّيْلَة والأسبوع ونزهة النُّفُوس والأفكار فِي خَواص الْحَيَوَان والنبات والأحجار فِي ثَلَاث مجلدات وتسلية الواجم فِي الطَّاعُون الهاجم فِي مُجَلد وَغير ذَلِك مِمَّا قرئَ عَلَيْهِ جَمِيعه أَو أَكْثَره، وَكَانَ استمداده فِي الحَدِيث من شَيْخه ابْن نَاصِر الدّين، وَقد حدث باليسير أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سلخ ربيع الآخر سنة سِتّ وَخمسين بعد فَرَاغه من قِرَاءَة أوراد لَيْلَة الْجُمُعَة بِيَسِير فَجْأَة، وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع المظفري فِي مشْهد عَظِيم جدا وَدفن فِي قبر كَانَ أعده لنَفسِهِ دَاخل بَاب زاويته رَحمَه الله وإيانا. 196 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن صَالح الزين بن الشّرف الداديخي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي / الْمَذْكُور أَبوهُ فِي مَحَله، وداديخ بمهملتين وَآخِرهَا مُعْجمَة من أَعمال سرمين. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمُخْتَصر الْأَصْلِيّ ولازم الِاشْتِغَال مَعَ الْفَهم البطئ وسلوك طرق الْخَيْر والمواظبة على الْجَمَاعَة إِلَى أَن فضل وَكَانَ قد سمع عَليّ عمر بن أيدغمش عشرَة الْحداد وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ. 197 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر زين الدّين بن الْعِمَاد الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو عبد الله وناصر الدّين مُحَمَّد / الآتيين وَيعرف كسلفه بِابْن زُرَيْق بِمُعْجَمَة ثمَّ رَاء وَآخره قَاف مصغر، ولد فِي خَامِس رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالسفح من صالحية دمشق وَنَشَأ بهَا وَسمع على أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأبي بكر بن ابراهيم بن الْعِزّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَأبي حَفْص عمر

البالسي وَعبد الله الحرستاني فِي الآخرين وَمِمَّا سَمعه على الأول الْأَرْبَعين تَخْرِيج أَبِيه لَهُ، وَأَجَازَ لَهُ ابْن العلائي وَابْن أبي الْمجد والحلاوي والسويداوي وَجَمَاعَة، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ فَجْأَة فِي سحر يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ، وَصلى عَلَيْهِ قبيل ظَهره بالجامع المظفري، وَدفن بتربة جده أبي عمر بالسفح وشيعه خلق كثير رَحمَه الله. 198 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْوَجِيه بن الزكي الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الزكي. / مِمَّن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وكتبا وَعرض عَليّ فِي مجاورة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسمع مني ثمَّ فِي الْمُجَاورَة الَّتِي تَلِيهَا أَخذ عني البُخَارِيّ مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع وَالشَّمَائِل النَّبَوِيَّة قِرَاءَة والشفا وَغَيره سَمَاعا وَكتب بعض تصانيفي وكتبت لَهُ إجَازَة وَهُوَ يقظ يتكسب ويعامل ويحضر دروس القَاضِي بل قَالَ لي أَنه أَخذ عَن الْجَوْجَرِيّ بِالْقَاهِرَةِ، وسافر إِلَى الْهِنْد غير مرّة. 199 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ الْمُقْرِئ القادري الوفائي /. قدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ ابْن أخي الْفَخر عُثْمَان المقسي الزهراوين لأبي عَمْرو مَعَ منظومة الْأمين عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن وهبان الْحَنَفِيّ القَاضِي الْمُسَمَّاة غَايَة الِاخْتِصَار فِي أصُول قِرَاءَة أبي عَمْرو ومنظومة ابْن الْجَزرِي فِي التجويد وَقَالَ انه قرأهما على الْعَلَاء أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد الْحَمَوِيّ بن الخدر الْآتِي وانه كتب على الأولى شرحا. 200 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة وجيه الدّين الْقرشِي الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَالِد عبد الْكَرِيم وَأبي بكر / الآتيين. ولد بعد التسعين وَسَبْعمائة بِالْيمن وَنَشَأ بهَا وَتردد إِلَى مَكَّة مرَارًا لِلْحَجِّ فَسمع من عَمه الْجمال بن ظهيرة وَابْن الْجَزرِي والمقريزي وَغَيرهم كَأبي الْفَتْح المراغي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس جمَاعَة كَابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا كثير الطّواف قَرَأَ عَلَيْهِ صاحبنا ابْن فَهد شَيْئا باجازته من ابْن صديق وَقَالَ انه كَانَ يتكسب بِالتِّجَارَة وَمَات فِي صفر سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَكَّة. 201 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله وجيه الدّين أَبُو مُحَمَّد الزوقري الركني الشَّافِعِي. / ولد فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَأخذ الْفِقْه عَن الامام مُحَمَّد بن عبد الله الريمي وَالْعُلَمَاء بتعز كَالْقَاضِي عمر بن سعيد وَابْن قَيْصر وَآخَرين والْحَدِيث عَن مُحَمَّد بن صقر قَرَأَ عَلَيْهِ أَجزَاء كَثِيرَة وَبِه اسْتَفَادَ، ودرس بالمظفرية الْكُبْرَى

الْعليا فِي تعز باستدعاء شَيْخه قَاضِي الْقَضَاء الريمي لَهُ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، ورحل إِلَيْهِ الْعلمَاء من الْآفَاق، وَكَانَ من أَعْيَان) أَصْحَاب مذْهبه مِمَّن اشْتهر بالورع المرضي والمنهاج السوي وَامْتنع من ولَايَة الْأَحْكَام بتعز. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة عشر. تَرْجمهُ النفيس الْعلوِي وَوَصفه أَيْضا بالفقه الامام الْعَالم الْعَلامَة فريد عصره ووحيد دهره الْمدرس الْمُحَقق الْمُفْتِي الصَّالح الْوَلِيّ كَانَ فَقِيها لطيف الْفِقْه وَالْغَرَض صَادِق الْمَوَدَّة للأصحاب صَادِق الْبَأْس أجمع النَّاس على ذَلِك مِنْهُ حسن الْأَخْلَاق مهذب الطباع لم ير مثله زاهدا فِي الدُّنْيَا متقنعا فِيهَا باليسير، وَرَأَيْت من سمي جده يحيى فَالله أعلم. 202 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عَليّ الزين أَبُو الْفرج بن التقي أبي الصدْق ابْن الْعَلَاء أبي الْحسن الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الشاوي بِالْمُعْجَمَةِ. / ولد فِي إِحْدَى الجمادين سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد الحبشي بجيم مَضْمُومَة ثمَّ مُعْجمَة مُشَدّدَة الْمكتب وَصلى بِهِ على الْعَادة فِي سنة أَربع عشرَة وَحفظ الْعُمْدَة وألفية الحَدِيث والنحو والمنهاج الفرعي والأصلي والتسهيل وَعرض بعْدهَا، واشتغل على غير وَاحِد وتفنن وَصَحب جمَاعَة من الصلحاء، وَحج فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل الْقَاهِرَة فَأخذ عَن شَيخنَا وتصدى للتدريس فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْن الشَّيْخ الصفي والشهاب اللبودي، وناب فِي الْقَضَاء عَن الولوي البُلْقِينِيّ ثمَّ أعرض عَنهُ. وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة فَقِيها حسن الِاعْتِقَاد. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع التَّوْبَة ظَاهر دمشق وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس بطرفها القبلي وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا وَحمل نعشه الأكابر من مقدمي الألوف وَغَيرهم وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ ورؤيت لَهُ منامات حَسَنَة رَحمَه الله وإيانا. 203 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن خَلِيل ابْن نصر بن الْخضر بن الْهمام الْجلَال بن الْكَمَال بن نَاصِر الدّين السُّيُوطِيّ الأَصْل الطولوني الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الأسيوطي. ولد فِي أول لَيْلَة مستهل رَجَب سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَأمه أمة تركية، وَنَشَأ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وَبَعض الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو وَعرض فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأخذ عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن مُوسَى الْحَنَفِيّ إِمَام الشيخونية فِي النَّحْو وَعَن الْفَخر عُثْمَان المقسي والشموس البامي وَابْن الفالاتي وَابْن يُوسُف أحد فضلاء الشيخونية والبرهانين العجلوني وَفِيمَا قيل النعماني بَعضهم فِي الْفِقْه وَبَعْضهمْ فِي

النَّحْو ثمَّ ترقى حَتَّى قَرَأَ فِي بعض الْمُتُون الْفِقْهِيَّة على الْعلم البُلْقِينِيّ وَحضر عِنْد الشّرف الْمَنَاوِيّ يَسِيرا) جدا ولمح لَهُ بالأدب حَيْثُ قَالَ لَهُ وَقد تألم من جُلُوسه فَوق ملا على كُنَّا وَنحن صغَار لَا نجلس إِلَّا خلف الْحلقَة، فل كَلِمَات من هَذَا النمط وَحِينَئِذٍ انْقَطع وَأخذ عَن كل من السَّيْف والشمني والكافياجي الحنفيين شَيْئا من فنون وفيهَا زعم عَن الشهَاب الشارمساحي بعض شَرحه لمجموع الكلائي وَعَن الْعِزّ الميقاتي رِسَالَة لَهُ فِي الْمِيقَات وَعَن مُحَمَّد بن ابراهيم الشرواني الرُّومِي الطَّبِيب بِالْقَاهِرَةِ مختصرين فِي الطِّبّ لِابْنِ جمَاعَة وَعَن الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ دروسا فِي الْأُصُول من جمع الْجَوَامِع انْتهى. ولازمني دهرا وَكتب إِلَى فِي نثر طَوِيل: وَقد تطفلنا على شُمُول سخائه وأنخنا ركاب شدتنا برحاب رخائه، بل مدحني بِغَيْر ذَلِك من نظم ونثركما بَينته فِي مَوضِع آخر، وَكَذَا تردد يَسِيرا جدا للزين قَاسم الْحَنَفِيّ والبقاعي وتدرب بالشهاب المنصوري وَغَيره فِي النّظم وَسمع على بقايا من المسندين كالقمصي والحجازي والشاوي والملتوني ونشوان وَهَاجَر، وَأَجَازَ لَهُ من حلب جمَاعَة مِنْهُم ابْن مقبل خَاتِمَة من أجَاز لَهُ الصّلاح بن أبي عمر وَلم يمعن الطّلب فِي كل مَا أَشرت إِلَيْهِ، ثمَّ سَافر إِلَى الفيوم ودمياط والمحلة وَنَحْوهَا فَكتب عَن جمَاعَة مِمَّن ينظم كالمحيوي بن السَّفِيه والْعَلَاء بن الجندي الْحَنَفِيّ، ثمَّ إِلَى مَكَّة من الْبَحْر فِي ربيع الآخر سنة تسع وَسِتِّينَ فَأخذ قَلِيلا عَن الحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي واستمد من صاحبنا النَّجْم بن فَهد فِي آخَرين وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي الافادة والتدريس وساعده الْعلم البُلْقِينِيّ حَتَّى بَاشر تصدير الْفِقْه بالجامع الشيخوني المتلقي لَهُ عَن أَبِيه وَحضر مَعَه اجلاسه فِيهِ، ثمَّ انجمع وتمشيخ وخاض فِي فنون خُصُوصا هَذَا الشَّأْن واختلس حِين كَانَ يتَرَدَّد إِلَى مِمَّا عملته كثيرا كالخصال الْمُوجبَة للظلال والأسماء النَّبَوِيَّة وَالصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَوْت الْأَبْنَاء وَمَا لَا أحصره، بل أَخذ من كتب المحمودية وَغَيرهَا كثيرا من التصانيف الْمُتَقَدّمَة الَّتِي لَا عهد لكثير من العصريين بهَا فِي فنون فَغير فِيهَا يَسِيرا وَقدم وَأخر ونسبها لنَفسِهِ وهول فِي مقدماتها بِمَا يتَوَهَّم مِنْهُ الْجَاهِل شَيْئا مِمَّا لَا يُوفي بِبَعْضِه، وَأول مَا أبرز جُزْءا لَهُ فِي تَحْرِيم الْمنطق جرده من مُصَنف لِابْنِ تَيْمِية واستعان بِي فِي أَكْثَره فَقَامَ عَلَيْهِ الْفُضَلَاء بِحَيْثُ كَفه الْعلم البُلْقِينِيّ عَنهُ وَأخذ مَا كَانَ اسْتَكْتَبَهُ بِهِ فِي المسئلة وَلَوْلَا تلطفي بِالْجَمَاعَة كالابناسي وَابْن الفالاتي وَابْن قَاسم لَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ، وَكَذَا درس جمعا من الْعَوام بِجَامِع ابْن طولون بل صَار يملي على بَعضهم مِمَّن لَا يحسن شَيْئا بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك وَسِيلَة لمساعدة وَصِيّه شهَاب الدّين بن الضباح حَيْثُ

رباه عِنْد برسباي أستادار الصُّحْبَة فَلَزِمَ إينال الْأَشْقَر رَأس نوبَة النوب) حَتَّى قَرَّرَهُ فِي تدريس الحَدِيث بالشيخونية بعد وَفَاة الْفَخر عُثْمَان المقسي مَعَ تَركه ولدا وَكَذَا اسْتَقر فِي الأسماع بهَا وَلَيْسَ بموافق شَرط الْوَاقِف فيهمَا وَفِي مشيخة التصوف بتربة برقوق نَائِب الشَّام الَّتِي بِبَاب القرافة بعناية بلديه أبي الطّيب السُّيُوطِيّ وَغير ذَلِك، كل هَذَا مَعَ أَنه لم يصل وَلَا كَاد وَلذَا قيل إِنَّه تزبب قبل أَن يتحصرم، وَأطلق لِسَانه وقلمه فِي شُيُوخه فَمن فَوْقهم بِحَيْثُ قَالَ عَن القَاضِي الْعَضُد إِنَّه لَا يكون ضعنة فِي نعل ابْن الصّلاح، وعزر على ذَلِك من بعض نواب الْحَنَابِلَة بِحَضْرَة فاضيهم، وَنقص السَّيِّد والرضي فِي النَّحْو بِمَا لم يبد مُسْتَندا فِيهِ مَقْبُولًا بِحَيْثُ أَنه أظهر لبَعض الغرباء الرُّجُوع عَنهُ فانه لما اجْتمعَا قَالَ لَهُ قلت إِن السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ قَالَ إِن الْحَرْف لَا معنى لَهُ أصلا لَا فِي نَفسه وَلَا فِي غَيره وَهَذَا كَلَام السَّيِّد نَاطِق بتكذيبك فِيمَا نسبته إِلَيْهِ فأوجدنا مستندك فِيمَا زعمته فَقَالَ انني لم أر لَهُ كلَاما ولكنني لما كنت بِمَكَّة تجاريت مَعَ بعض الْفُضَلَاء الْكَلَام فِي الْمَسْأَلَة فَنقل لي مَا حكيته وقلدته فِيهِ فَقَالَ هَذَا عَجِيب مِمَّن يتَصَدَّى للتصنيف كَيفَ يُقَلّد فِي مثل هَذَا مَعَ هَذَا الْأُسْتَاذ انْتهى. وَقَالَ ان من قَرَأَ الرضى وَنَحْوه لم يترق إِلَى دَرَجَة أَن يُسمى مشاركا فِي النَّحْو. وَلَا زَالَ يسترسل حَتَّى قَالَ إِنَّه رزق التبحر فِي سَبْعَة عُلُوم التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه والنحو والمعاني وَالْبَيَان والبديع قَالَ وَالَّذِي أعتقده أَن الَّذِي وصلت إِلَيْهِ من هَذِه الْعُلُوم السِّتَّة سوى الْفِقْه والنقول الَّتِي اطَّلَعت عَلَيْهَا وفيهَا لم يصل إِلَيْهِ وَلَا وقف عَلَيْهِ أحد من أشياخي فضلا عَن من دونهم، قَالَ وَدون هَذِه السَّبْعَة فِي الْمعرفَة أصُول الْفِقْه والجدل وَالصرْف ودونها الانشاء والترسل والفرائض ودونها الْقرَاءَات وَلم آخذها عَن شيخ ودونها الطِّبّ وَأما الْحساب فأعسر شَيْء عَليّ وأبعده عَن ذهني وَإِذا نظرت فِي مسئلة تتَعَلَّق بِهِ فَكَأَنَّمَا أحاول جبلا أحملهُ، قَالَ وَقد كملت عِنْدِي آلَات الِاجْتِهَاد بِحَمْد الله إِلَى أَن قَالَ وَلَو شِئْت أَن أكتب فِي كل مسئلة تصنيفا بأقوالها وأدلتها النقلية والقياسية ومداركها ونقوضها وأجوبتها والمقارنة بَين اخْتِلَاف الْمذَاهب فِيهَا لقدرت على ذَلِك، وَقَالَ إِن الْعلمَاء الْمَوْجُودين يرتبون لَهُ من الأسئلة ألوفا فَيكْتب عَلَيْهَا أجوبة على طَريقَة الِاجْتِهَاد وَأَنه يرتب لَهُم من الاسئلة بِعَدَد الْعشْر فَلَا ينهضوا، وأفرد مصنفا فِي تيسير الِاجْتِهَاد لتقرير دَعْوَاهُ فِي نَفسه وَمَا أحسن قَول بعض الاستاذين فِي الْحساب مَا اعْترف بِهِ عَن نَفسه مِمَّا يُوهم بِهِ أَنه مُصَنف أدل دَلِيل على بلادته وَبعد فهمه لتصريح أَئِمَّة الْفَنّ بِأَنَّهُ فن ذكاء وَنَحْو ذَلِك وَكَذَا قَول بَعضهم دَعْوَاهُ الِاجْتِهَاد

ليستر خطأه وَنَحْو هَذَا قَوْله وَقد اجْتمع مَعَه بعض الْفُضَلَاء ورام) التَّكَلُّم مَعَه فِي مسئلة لَيْسَ فِي الامكان إِن بضاعتي فِي علم الْكَلَام مزجاة، وَقَول آخر لَهُ أعلمني عَن آلَات الِاجْتِهَاد أما بَقِي أحد يعرفهَا فَقَالَ لَهُ نعم بَقِي من لَهُ مُشَاركَة فِيهَا لَا على وَجه الِاجْتِمَاع فِي وَاحِد بل مفرقا فَقَالَ لَهُ فاذكرهم لي وَنحن نجمعهم لَك ونتكلم مَعَهم فان اعْترف كل وَاحِد مِنْهُم لَك بِعِلْمِهِ وتميزك فِيهِ أمكن ان نوافقك فِي دعواك فَسكت وَلم يبد شَيْئا، وَذكر أَن تصانيفيه زَادَت على ثلثمِائة كتاب رَأَيْت مِنْهَا مَا هُوَ فِي ورقة وَأما مَا هُوَ دون كراسة فكثير وَسمي مِنْهَا شرح الشاطبية وألفية فِي الْقرَاءَات الْعشْر مَعَ اعترافه بِأَنَّهُ لَا شيخ لَهُ فِيهَا، وفيهَا مِمَّا اختلسه من تصانيف شَيخنَا لباب النقول فِي أَسبَاب النُّزُول وَعين الاصابة فِي معرفَة الصَّحَابَة والنكت البديعات على الموضوعات والمدرج إِلَى المدرج وَتَذْكِرَة المؤتسي بِمن حدث وَنسي وتحفة النابه بتلخيص الْمُتَشَابه وَمَا رَوَاهُ الواعون فِي أَخْبَار الطَّاعُون والأساس فِي مَنَاقِب بني الْعَبَّاس وجزء فِي أَسمَاء المدلسين وكشف النقاب عَن الألقاب وَنشر العبير فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الشَّرْح الْكَبِير فَكل هَذِه تصانيف شَيخنَا وليته إِذْ اختلس لم يمسخها وَلَو نسخهَا على وَجههَا لَكَانَ أَنْفَع وفيهَا مِمَّا هُوَ لغيره الْكثير، هَذَا إِن كَانَت المسميات مَوْجُودَة كلهَا وَإِلَّا فَهُوَ كثير المجازفة جَاءَنِي مرّة وَزعم انه قَرَأَ مُسْند الشَّافِعِي على القمصي فِي يَوْم فَلم يلبث أَن جَاءَ القمصي وَأَخْبرنِي مُتَبَرعا بِمَا تضمن كذبه حَيْثُ بَقِي مِنْهُ جانبا وَكَذَا حكى عَن الْكَمَال أخي الْجلَال الْمحلي مناما كذبه الْكَمَال فِيهِ وَقَالَ لي الْبَدْر قَاضِي الْحَنَابِلَة لم أره يقْرَأ على شَيْخي فِي جمع الْجَوَامِع مَعَ شدَّة حرصي على ملازمته نعم كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِيهِ خير الدّين الريشي النَّقِيب فَقلت فَلَعَلَّهُ كَانَ يحضر مَعَه فَقَالَ لم أر ذَلِك، وَقَالَ انه عمل النفحة المسكية والتحفة المكية فِي كراسة وَهُوَ بِمَكَّة على نمط عنوان الشّرف لِابْنِ الْمقري فِي يَوْم وَاحِد وَإنَّهُ عمل ألفية فِي الحَدِيث فائقة ألفية الْعِرَاقِيّ إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يطول شَرحه كَقَوْلِه مِمَّا يصدق ان آفَة الْكَذِب النسْيَان فِي مَوضِع أَنه حفظ بعض الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَفِي آخر أَنه حفظ جَمِيعه وَأَنه بعد موت شَيخنَا انْقَطع الاملاء حَتَّى أَحْيَاهُ وزعمه أَن الْمُبْتَدِئ بتقريره فِي الشيخونية هُوَ الكافياجي مَعَ قَوْله لي غير مرّة وَالله لَو لم يُقرر النَّاظر التركي أَو كنت مُنْفَردا بِالْأَمر مَا قَدمته لعلمي بانفراد غَيره بِالِاسْتِحْقَاقِ. كل ذَلِك مَعَ كَثْرَة مَا يَقع لَهُ من التحريف والتصحيف وَمَا ينشأ عَن عدم فهم المُرَاد لكَونه لم يزاحم الْفُضَلَاء فِي دروسهم وَلَا جلس بَينهم فِي مسائهم وتعريسهم بل استبد بِأَخْذِهِ من بطُون الدفاتر والكتب وَاعْتمد مَا لَا يرتضيه من) الاتقان صحب،

وَقد قَامَ عَلَيْهِ النَّاس كَافَّة لما ادّعى الِاجْتِهَاد وصنف هُوَ اللَّفْظ الْجَوْهَرِي فِي رد خباط الْجَوْجَرِيّ وَالْكر فِي خباط عبد الْبر وَغَضب الْجَبَّار على ابْن الْأَبَّار وَالْقَوْل الْمُجْمل فِي الرَّد على المهمل وَقبل ذَلِك مقَام إِبْرَاهِيم أَسَاءَ فِيهِ الْأَدَب على عَالم الْحجاز مِمَّا يسْتَحق التَّعْزِير عَلَيْهَا وَبَعضهَا أفحش من بعض، وَلم أر مِنْهَا سوى أَولهَا وَهُوَ مُشْتَمل على ازدراء كثير للجوجري ومزيد دَعْوَى يسْتَدلّ بِبَعْضِه على حمقه بل جنه وَأما الرَّابِع فَهُوَ رد على من قَرَأَ قَول القَاضِي عِيَاض فِي آخر الشفا: ويخصنا بخصيصي بالتثنية بعد أَن كتب إِلَيْهِ ورقة فِيهَا اساءة وغلظة لَا تلِيق بمخاطبة طلبة الْعلم بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك حَامِلا لَهُ على الاستفتاء عَلَيْهِ وَكتب بموافقته فِيمَا قَرَّرَهُ الْأمين الاقصرائي والعبادي والبامي والزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَالْفَخْر الديمي وكاتبه وأفرد الْقَارئ جُزْءا سَمَّاهُ الْمفصل فِي الرَّد على الْمُغَفَّل بل أفرد بعض طلبة الْجَوْجَرِيّ شَيْئا فِي الِانْتِصَار لَهُ وَغَضب الْجَوْجَرِيّ مِمَّن توجه لذَلِك لما تضمن من التنويه بِذكر الْمُعْتَرض، وَكَذَا راسل الْكَمَال بن أبي شرِيف وملا على الْكرْمَانِي بِمَا لَا يَلِيق وَأرْسل إِلَيْهِ الْخَطِيب الوزيري بولده للروضة ليعرض عَلَيْهِ فَرده مُعَللا ذَلِك بِأَنَّهُ لَا يستكمل أَبَاهُ للوصف بِكَذَا وَكَذَا وَكِتَابَة دون هَذَا لَا ترضيه، وَلما تكلم بعض الطّلبَة فِي تَكْفِير ابْن عَرَبِيّ قَالَ انه يُؤذن من الله بِحَرب وَمَا عَسى أَن يفعل فِيهِ الْحَاكِم وان الَّذِي يرَاهُ مِمَّا لَا يُوَافقهُ عَلَيْهِ المعتقد وَلَا المنتقد اعْتِقَاده وَتَحْرِيم النّظر فِي كتبه ثمَّ نقل عَنهُ انه قَالَ يحرم النّظر فِي كَلَامي. وَهُوَ مِمَّن أَخذ هَذَا الْمَذْهَب عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عمر المغربي النَّازِل بِالْقربِ من مدرسة قراقجا الحسني فقد تردد إِلَيْهِ دهرا إِلَى غير هَذَا. وَلَو شرحت أمره لَكَانَ خُرُوجًا عَن الْحَد. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ سريع الْكِتَابَة لم أزل أعرفهُ بالهوس ومزيد الترفع حَتَّى على أمه بِحَيْثُ كَانَت تزيد فِي التشكي مِنْهُ، وَلَا زَالَ أمره فِي تزايد من ذَلِك فَالله تَعَالَى يلهمه رشده وَقد ساعده الْخَلِيفَة حَتَّى اسْتَقر فِي مشيخة البيبرسية بعد الْجلَال الْبكْرِيّ وخمد من ثمَّ بل جمد بِحَيْثُ رام ستر نَفسه بقوله تركت الاقراء والافتاء وَأَقْبَلت على الله، وَزعم قبل ذَلِك انه رأى مناما يَقْتَضِي ذمّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ وَأمره خَلِيفَته الصّديق ر بحبسه سنة ليراجع الاقراء والافتاء حَيْثُ الْتِزَامه تَركهمَا وانه اسْتغْفر وَترك هَذَا الِالْتِزَام بِحَيْثُ لوجئ إِلَيْهِ بِفُتْيَا وَهُوَ مشرف على الْغَرق لأخذها ليكتب عَلَيْهَا ثمَّ لم يلبث أَن قَالَ مَا تقدم، وفارقه المحيوي بن مغيزل لما رأى مِنْهُ الْجفَاء الزَّائِد بعد كَونه الْقَائِم بالتنويه بِهِ وَذكر عَنهُ من الحقد والأوصاف والتعاظم مَا) يصدقهُ فِيهِ الْحَال وَمن ذَلِك إِنَّه توسل عِنْد

الامام البرهاني الكركي فِي تَعْيِينه لحجة كَانَت تَحت نظره فَأَجَابَهُ وزاده من عِنْده ضعف الأَصْل وَحضر إِلَيْهِ مَعَ الْعلم سُلَيْمَان الخليفتي لقبض ذَلِك فَمَا قَالَ لَهُ جزيت خيرا وَلَا أبدي كلمة مؤذنة بشكره، وَنقل لَهُ مرّة عَن السنباطي بعد مَوته مَا يُؤذن بجفاء مِنْهُ فَقَالَ فَلم لم تعلمني بِهَذَا الا بعد مَوته فَقَالَ لتعلم بواطن الرِّجَال هَذَا مَعَ مزِيد احسانه إِلَيْهِ سِيمَا فِي زمن الغلاء وَقطع خبز الشيخونية وطعامها بِحَيْثُ كَانَ يُعْطِيهِ فِي كل أُسْبُوع دِينَارا حَسْبَمَا صرح بِهِ عَن نَفسه، وَكَذَا فَارقه بعض بني الأتراك مِمَّن شفعه فِيهِ بعد أَن كَانَ حنفيا وَمَعَ كَونه مبتدئا لمزيد احسانه إِلَيْهِ واقباله عَلَيْهِ بل فَارق المغربي الَّذِي كَانَ يزْعم انه الْغَايَة فِي الْولَايَة وَالْفَتْح الْقُرْبَى، وَمن هوسه قَوْله لبَعض ملازميه إِذا صَار الينا الْقَضَاء قَررنَا لَك كَذَا وَكَذَا بل تصير أَنْت الْكل ثمَّ لما كَانَ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين قَامَ عَلَيْهِ الشَّيْخ أَبُو النجا بن الشَّيْخ خلف وَأظْهر نَقصه وَخَطأَهُ وانقمع مِنْهُ وذل إِلَى الْغَايَة ومدح الامام الكركي أَبَا النجا بِأَبْيَات حَسْبَمَا كتبت ذَلِك كُله فِي الْحَوَادِث وَقبل ذَلِك كتب مؤلفا سَمَّاهُ الكاوي فِي الرَّد على السخاوي خَالف فِيهِ الثَّابِت فِي الصَّحِيح مَعَ كوني لم أَتكَلّم فِي المسئلة إِلَّا قبل بل مذهبي فِيهِ ترك التَّكَلُّم اثباتا ونفيا فسبحان قَاسم الْعُقُول. 204 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وَهُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد وجيه الدّين ويلقب قَدِيما نَاصِر الدّين أَبُو الْفرج بن الْمُحب ابْن شَيخنَا التقي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / ابْن أخي صاحبنا النَّجْم عمر وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد أمه خَدِيجَة ابْنة أبي بكر التوريزي. ولد فِي ظهر يَوْم الْجُمُعَة منتصف الْمحرم سنة احدى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بكالكوط من الْهِنْد وَقدم بِهِ أَبوهُ إِلَى مَكَّة فِي أول الْعشْر الثَّانِي من الْمحرم سنة أَربع وَأَرْبَعين فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن والشاطبية وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج كِلَاهُمَا للنووي وألفية ابْن مَالك والبردة وَبَانَتْ سعاد وَاسْتمرّ على حفظهما وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة وأحضره عَمه على أبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي وحسين الأهدل وَغَيرهمَا من أهل بَلَده كجده والقادمين اليها بل أسمعهُ على جمع من الشُّيُوخ خُصُوصا فِي اقامتي عِنْدهم السّنة الأولى وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم الزَّرْكَشِيّ وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَشَيخنَا المقريزي وَالْجمال الكازروني والمحب المطيري وَقدم الْقَاهِرَة فِي الْبَحْر سنة خمس وَسِتِّينَ فَأَقَامَ بهَا وَتوجه مِنْهَا إِلَى الشَّام غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس مرَّتَيْنِ وَدخل الصَّعِيد واسكندرية والمحلة وحلب وَغَيرهَا، وَسمع الحَدِيث واشتغل يَسِيرا وَأكْثر عَن) فضلاء أهل بَلَده القادمين عَلَيْهَا وشارك

فِي النَّحْو وَنَحْوه وَرُبمَا نظم الشّعْر، وَقد أنْشد بعلو الاهرام من ذَلِك بحضرتي وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء من جُمْلَتهَا وَهُوَ بِالْقَاهِرَةِ عدَّة نسخ من نظم السلوك للمقريزي وَكَانَ بهَا على طَريقَة جميلَة من السّكُون وَالتَّعَفُّف وَالْعقل والانجماع بِحَيْثُ مَا رَأَيْت أحدا مِمَّن خالطه الا ويحمد صحبته، وَقد تَرْجمهُ عَمه فِي ذيله وَغَيره، مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشري رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين مطعونا مبطونا غَرِيبا وقدمت للصَّلَاة عَلَيْهِ فِي يَوْمه بِبَاب المحروق وَدفن بحوش الصُّوفِيَّة البيبرسية جوَار قُبُور أَوْلَادِي رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. 205 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي الدقوقي الْمَكِّيّ. / مَاتَ شَابًّا بهَا فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. 206 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن مُحَمَّد الزين بن الْعِزّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن الْعَيْنِيّ. / ولد بِدِمَشْق سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفقه وأصوله عِنْد حميد الدّين وبكثير من العقليات عِنْد حُسَيْن قَاضِي الجزيرة ويوسف الرُّومِي فِي آخَرين، وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ بهَا فِي الْفِقْه وأصوله أَيْضا عَن الزين قَاسم والقراءات عَن الشهَاب بن أَسد بل بَلغنِي انه أَخذ فِي الْعرُوض عَن أبي الْفضل المغربي وَلكنه لم يستكثر من الشُّيُوخ وَقد سمع عَليّ الشاوي ونشوان وَغَيرهمَا بل حضر عِنْدِي بعض الْمجَالِس واختص بِابْن مزهر ونوه بِهِ بِحَيْثُ صَار بِأخرَة يعد من أَعْيَان مذْهبه وناب فِي تداريس لقَاضِي الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق كالعذراوية والركنية بل درس إصالة بالمرشدية وبتربة بالشرف الْأَعْلَى وَغير ذَلِك، وصنف فِي الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض بل وَفِي أصولهم وَكَذَا كتب فِي تَفْسِير اللُّغَة التركية مَعَ نظم ونثر وعقل ومداراة وَلكنه تسلط بِنَفسِهِ وبطلبته على فَقِيه بَلَده وَشَيْخه الْعِزّ بن الْحَمْرَاء ليَكُون هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ، هَذَا إِلَى تمول صَار إِلَيْهِ من قبل أَبِيه فقد كَانَ تَاجِرًا وَكَذَا من غَيره ونماه هُوَ وَتوجه للتدريس والافتاء وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من الطّلبَة وانْتهى الْأَمر لَهُ فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق حِين اجتياز السُّلْطَان بهَا عقب وَفَاة الْعَلَاء بن قَاضِي عجلون فَلم يسمح بِمَا طلب مِنْهُ فَعدل عَنهُ لِابْنِ عيد مجَّانا وَبِالْجُمْلَةِ فقد نَالَ رياسة ووجاهة حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وبلغنا ذَلِك وَأَنا بِمَكَّة فتأسفت على فَقده وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. 207 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن مُحَمَّد الزين الْبُرُلُّسِيّ وَيعرف بِابْن الْفَقِيه / سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.) 208 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن أبي بكر الزين بن قَاضِي الْحَنَفِيَّة بحماة التقي بن نور الدّين الَّذِي وَالِده أَخُو قَاضِي الْحَنَابِلَة /

الْعَلَاء عَليّ بن مَحْمُود الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ سبط صاحبنا الْجمال بن السَّابِق والماضي شقيقه إِبْرَاهِيم والآتي أَبُو هما وَيعرف كسلفه بِابْن المغلي. ولد فِي رَمَضَان سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَسبعين فَسمع مني بِحَضْرَة جده المسلسل وَغَيره وَكَذَا قدمهَا بعد مَوته وَقَرَأَ فِي النَّحْو وَغَيره على الشَّمْس بن فريجان وَكَذَا قَرَأَ على الشَّمْس التبريزي البازلي نزيل حماة وَالْمَعْرُوف بالكردي فِي العقليات وَكَانَ مُتَقَدما فِيهَا بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ، وَولي كِتَابَة السِّرّ بِبَلَدِهِ عوضا عَن أَبِيه فِي حَيَاته فدام بهَا مُدَّة وَمَات بِالْقَاهِرَةِ بعيد التسعين فِي الترسيم لنصراني اسْمه عِيسَى الْموصِلِي كَانَ قد ضمن وَالِده لَهُ عوضه الله الْجنَّة، وَاسْتقر عوضه فِي كِتَابَة السِّرّ ابْن القرناص قاضيها الْمَالِكِي. عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن يحيى الزوقري /. فِيمَن جده عبد الله. 209 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الشويهر / الْفَقِيه الْعَلامَة وجيه الدّين الركني الْيَمَانِيّ النَّحْوِيّ الْحَنَفِيّ الشَّاعِر. كَانَ عَالما ورعا أديبا منجمعا على التدريس والافادة مبارك الاقراء قل من أَخذ عَنهُ الا وانتفع فِي مُدَّة قريبَة لأخلاصه، وَله نظم كثير مَشْهُور يتداوله النَّاس لحسنه. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين أَفَادَهُ لي بعض فضلاء أَصْحَابنَا اليمانيين وَكَأن تَارِيخ وَفَاته من سبق قلمي فقد أرخه الْعَفِيف النَّاشِرِيّ فِي أثْنَاء تَرْجَمَة سنة احدى وَثَلَاثِينَ وَأَنا بِمَكَّة، قَالَ وَكَانَ متضلعا من عُلُوم الْأَدَب مائلا فِي العقيدة لمَذْهَب الْحَنَابِلَة وانه أَخذ عَنهُ كَافِيَة ابْن الْحَاجِب وعروض ابْن القطاع حِين وُرُوده الْيمن فِي سنة تسع وَعشْرين وان صَاحب التَّرْجَمَة أَخذ عَنهُ فِي الْقرَاءَات. 210 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الدِّمَشْقِي الرسام وَيعرف بِابْن الحبال. / أَخذ عَنهُ الشهَاب بن اللبودي وَوَصفه بالمسند وَقَالَ انه مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَانِي شعْبَان سنة احدى وَسِتِّينَ فَجْأَة، وَدفن من الْغَد بصالحية دمشق. 211 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الْحَنْبَلِيّ. / كتب بالاجازة فِي بعض استدعاءاتي المصرية المؤرخة سنة خمس وَخمسين وَكَأَنَّهُ الَّذِي قبله وَمن نظمه: (وفاضت دموعي من لهيب وحرقة ... وحر لظى نَار الغرام وأفكاري) (فنيران قلبِي قد جرين مدامعي ... أَلا فاعجبوا من فيض مَاء من النَّار) ) 112 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الْيَمَانِيّ المنسي. / مَاتَ سنة خمس وَعشْرين. 113 - عبد الرَّحْمَن بن حسن بن حَمْزَة بن يُوسُف الْمُحب أَبُو الْفضل الْحلَبِي الْحَنَفِيّ الْكَاتِب نزيل الْقَاهِرَة / وَيُسمى أَيْضا مُحَمَّدًا لكنه بِهَذَا أشهر ليتميز عَن أَخ لَهُ

اسْمه مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الْأمين وَرُبمَا قيل لَهُ بِالْقَاهِرَةِ كلب الْعَجم. اشْتغل بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا فِي فنون وَأخذ عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَجَمَاعَة وَسمع مَعنا على بعض المسندين وتميز فِي الْأَدَب والتحلية وَنَحْو ذَلِك وفَاق فِي الْكِتَابَة مَعَ حفظ لكثير من أشعار الْمُتَقَدِّمين وإلمام بهم فِي الْجُمْلَة وَمَعْرِفَة باللغات الثَّلَاث الْعَرَبيَّة والعجمية والتركية بِحَيْثُ ينظم فِيهَا وَرُبمَا لمع فِي القصيدة الْوَاحِدَة وَلكنه سلك طرق الخلاعة والمجون والتهتك واشتهر بهَا وبالتزيد فِي كَلَامه بل كَانَ مرتقيا عَن هَذَا الْحَد، وتقرب من الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي قربا زَائِدا واغتبط بكتابته وَاسْتَعْملهُ فِي أَشْيَاء محسنا إِلَيْهِ مُرَتبا لَهُ راتبا فِي كل شهر، وسافر مَعَه إِلَى حلب وَغَيرهَا غير مرّة وجرح فِي وَاقعَة الرها وَمَعَ إحسانه لم يَنْضَبِط لَهُ وَلذَا لما طَال عَلَيْهِ اهماله ضربه وأودعه سجن أولى الجرائم وَالْتزم أَن لَا يُخرجهُ الا بعد فرَاغ مَا كَانَ حِينَئِذٍ يَكْتُبهُ لَهُ فبادر للاكمال حِينَئِذٍ بل أكرهه على التَّزْوِيج وَاسْتمرّ على طَرِيقَته إِلَى أَن تعلل وَهُوَ بخلوته فِي الصرغتمشية أَيَّامًا ثمَّ حول مِنْهَا إِلَى البيمارستان المنصوري فَمَاتَ عِنْد وُصُوله إِلَيْهِ وَذَلِكَ فِي يَوْم الْخَمِيس مستهل ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ الْخمسين سامحه الله وَعَفا عَنهُ وَقد تردد إِلَيّ كثيرا وكتبت عَنهُ من نظمه: (لقدري فِي بنى زمني انحطاط ... وللجهال فيهم إرتفاع) (لقد أنشدت فيهم وصف حَالي ... أضاعوني وَأي فَتى أضاعوا) وَقَوله: (إِن فقت فِي الْخط ياقوتا فَلَا عجب ... هَذَا وَفِي الشّعْر قد أَصبَحت كالطائي) (وَإِنَّمَا أَنا مُحْتَاج لوَاحِدَة ... لنقل نقطة حرف الْخَاء للطاء) وَقَوله: (حويت الْمعاصِي جلها وحقيرها ... بهَا فقت من بعدِي وَمن كَانَ من قبلي) (فَيشْهد لي ابليس أَنِّي شَيْخه ... وَمَا أرتضي شَيخا على مثله مثلي) وَعِنْدِي من مجونه وَغَيره غير هَذَا.) 214 - عبد الرَّحْمَن بن حسن بن سُوَيْد وجيه الدّين بن الْبَدْر الْمصْرِيّ الْمَالِكِي / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي ابْنه فتح الدّين مُحَمَّد وَيعرف بِابْن سُوَيْد. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: أحد النواب كَانَ حسن الصُّورَة فاشتغل قَلِيلا وزوجه أَبوهُ وَهُوَ صَغِير بابنة الْفَخر القاياتي يَعْنِي فَاطِمَة وَتزَوج هُوَ بأمتها انما هِيَ ابْنة أُخْتهَا أم هاني ابْنة الهوريني بعد فِرَاقه لتِلْك فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُمَا يَعْنِي الْفَخر احتاط الْأَب على تركته بطرِيق الايصاء والتحدث فخلصت لَهُم الدَّار الْعُظْمَى بشاطئ النّيل، وَدخل مَعَ وَالِده وَهُوَ صَغِير الْيمن سنة ثَمَانمِائَة وَكَذَا سَافر مَعَه إِلَى غَيره من الْأَمَاكِن وقربه أَكثر من أَخِيه مُحَمَّد يَعْنِي الْآتِي مَعَ كَون ذَاك أكبر وَصَارَ

هَذَا أنبه لَكِن مَعَ بِأَو زَائِد فيهمَا لَيْسَ لَهُ سَبَب الادناءة أصل جدهما سُوَيْد فقد كَانَ الشَّيْخ شمس الدّين المراغي يَقُول انه رَآهُ وَهُوَ بالعمامة الزَّرْقَاء يَبِيع الفراريج والقفص على رَأسه فَالله أعلم. وَنَشَأ ابْنه الْبَدْر فِي غَايَة الاتضاع لكنه حصل لَهُ مَال طائل فَصَارَ إِلَى ولديه فعظمت أَنفسهمَا وانتسبا إِلَى كنَانَة فَقَالَ لي بعض المصريين لَعَلَّ أَصلهمَا من منية كنَانَة بالقليوبية فان أَكثر أَهلهَا نَصَارَى وَكَأن اعْتمد الْمقَالة الْمَذْكُورَة، وَرَأس وجيه الدّين بعد أَبِيه وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ بِمصْر وَتزَوج عزيزة ابْنة القَاضِي جلال الدّين البُلْقِينِيّ فَولدت لَهُ الصَّدْر مُحَمَّد وَعَائِشَة ولازم يشبك الْأَعْرَج أتابك الدولة الأشرفية برسباي فَكَانَ يتقوى بِهِ فِي أُمُوره ثمَّ لَازم جَوْهَر الخازندار الأشرفي فَعظم أمره وتقوى بِهِ فِي أُمُور كَثِيرَة. قلت وَقد رَأَيْت ابْن أبي الْيمن عرض عَلَيْهِ. مَاتَ فِي لَيْلَة سادس شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَكَانَ ابْتِدَاء ضعفه فِي ربيع الأول فانتقل من مرض إِلَى مرض إِلَى أَن غلب عَلَيْهِ الزحير ثمَّ حبس الاراقة فَلَمَّا قوي الْبرد اشْتَدَّ بِهِ وانحلت قواه وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع عَمْرو وَتقدم الْمَالِكِي للصَّلَاة عَلَيْهِ، وَدفن بمدرستهم، وَفِي الْحَال ختم على حواصله ببيته وَغَيره من جِهَة السُّلْطَان لمرافعة بعض أَتبَاع الخازندار فِيهِ على مَا قيل وَلم يلبث أَن فك وَلَده الْخَتْم فِي صَبِيحَة ذَلِك الْيَوْم. 215 - عبد الرَّحْمَن بن الخواجا الْبَدْر حسن بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ اليمني الأَصْل الْمَكِّيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخَوَاهُ عَليّ وَمُحَمّد وشقيقه عمر، وَيعرف بِابْن الطَّاهِر بِالْمُهْمَلَةِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بجدة وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها. عبد الرَّحْمَن بن حسن بن مُحَمَّد الدَّمِيرِيّ الطولوني. هُوَ زَكَرِيَّا / مضى. 216 - عبد الرَّحْمَن بن حسن الزين بن الشَّيْخ الخالدي أَخُو عبد السَّلَام / الْآتِي وَيعرف بالكذاب. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن بتربة رامشت من المعلاة. 217 - عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن إِبْرَاهِيم زين الدّين العباسي الْكرْدِي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف فِيهَا بالكردي. / ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ فلازم الوتائي فِي الْفِقْه وأصوله وَغَيرهمَا وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْحَاوِي وَكَذَا أَخذ عَن شَيخنَا ابْن حضر والشرواني فِي آخَرين كَابْن حسان، وَسمع على شَيخنَا وَطَائِفَة، وسافر إِلَى الثغرين اسكندرية ودمياط للرباط مزارا رَفِيقًا للبقاعي وَغَيره، وَكَذَا حج وزار الْمَدِينَة وَبَيت الْمُقَدّس غير مرّة واختص بامام الكاملية دهرا وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء، وَأقَام بِأخرَة

بالمعينية الجوهرية من غيط الْعدة وَكَانَ خيرا حسن الْعشْرَة متوددا لأحبابه شَدِيد الْفَاقَة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بالبيمارستان وَصلى عَلَيْهِ عقب الصَّلَاة بِجَامِع الْأَزْهَر رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 218 - عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن حسن بن قَاسم الزين أَبُو الْفرج بن الرضى الْمدنِي الشَّافِعِي وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْقطَّان. / ولد قبيل السِّتين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك وَعرض فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين فَمَا بعْدهَا على الْبَدْر إِبْرَاهِيم بن الخشاب والنور عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الفوي والعز عبد السَّلَام الكازروني والكمال أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد النويري وَجَمَاعَة وأجازوا لَهُ وَكَذَا أجَازه فِي سنة أَربع وَسبعين ابْن أميلة وَابْن الهبل وَابْن كثير الْحَافِظ والكمال بن حبيب وَمُحَمّد بن عَليّ بن قواليح وَآخَرُونَ وَسمع البُخَارِيّ عَليّ الزين الْعِرَاقِيّ وَالنَّسَائِيّ عَلَيْهِ وَعلي الزين المراغي وَمن الزِّينَة إِلَى آخِره عَليّ الْجمال يُوسُف الْبَنَّا وخاله الْعلم سُلَيْمَان السقا بل سمع صَحِيح مُسلم عَليّ الْبَدْر بن الخشاب بِقِرَاءَة شَيْخه الْعِزّ الكازروني وَبَعضه عَليّ الزين الْعِرَاقِيّ وَالْجمال الاميوطي وَكَذَا سمع على الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد الششتري الْمدنِي، وَأخذ الْفِقْه وأصوله عَن الاميوطي وَأذن لَهُ فِي التدريس وَوَصفه بالفقيه الامام المتقن وَقَالَ انه بحث عَلَيْهِ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ بحث تَحْقِيق وإتقان محققا لنفائسه مدققا لغوامضه إِلَى أَن قضى من الْفَنّ وطره وَاسْتحق بذلك أَن يُسْتَفَاد مِنْهُ، وَكَانَ كأبيه من مؤذني الْحرم النَّبَوِيّ وَولي هُوَ الدَّرْس الْمَعْرُوف بالنقاش، وناب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ عَن الزين عبد الرَّحْمَن بن صَالح وَحدث، وَذكره الْعَفِيف الجرهي فِي مشيخته وانه أجَاز لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَسمع عَلَيْهِ أَبُو) الْفرج المراغي من صَحِيح مُسلم والشفا قَالَ وَحَضَرت درسه فِي عُمْدَة الْأَحْكَام وَكَذَا سمع عَلَيْهِ وَلَده الْبُرْهَان وَأفَاد أَن وَفَاته كَانَت فِي أحد الربيعين ظنا سنة تسع وَعشْرين وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ التقى بن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار جدا. 219 - عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن حسن بن يُوسُف الزين بن الْبَدْر الهوريني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الكتبي / الْمَاضِي أَبوهُ. 220 - عبد الرَّحْمَن بن حيدر بن عَليّ بن أبي بكر بن عمر أصيل الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن القطب الدهقلي الشِّيرَازِيّ الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي /. ولد فِي شعْبَان سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع من الْبنانِيّ وست الْعَرَب حفيدة الْفَخر والبدر أبي الْعَبَّاس بن الجوخي وَابْن أميلة فعلى الأول جُزْء البيتوتة وحياء الْأَنْبِيَاء فِي قُبُورهم للبيهقي وعَلى الثَّانِيَة

مشيخة جدها وعَلى الثَّالِث سنَن النَّسَائِيّ، وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة وَإِبْرَاهِيم بن الخشاب وعَلى الزرندي وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة ولقيه شَيخنَا بعدن فَأخذ عَنهُ وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ إِن مولده سنة خمس وَأَرْبَعين، وَالْأول هُوَ الَّذِي ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَكَأَنَّهُ أصح. مَاتَ فِي سنة سبع عشرَة بِبَعْض جزائر كنباية من بِلَاد الْهِنْد، وَذكره المقريزي فِي عقوده تبعا لشَيْخِنَا. 221 - عبد الرَّحْمَن بن الْخضر الْحَنَفِيّ وَالِد الحسام مُحَمَّد بن بريطع / الْآتِي ولي قَضَاء غَزَّة وقتا. 222 - عبد الرَّحْمَن بن خَليفَة بن أَحْمد الطهطاوي الصعيدي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة / والجالس للشَّهَادَة بِبَاب السَّلَام فِيهَا وَيعرف بالخطيب. مِمَّن سمع مني بهَا وبالمدينة. 223 - عبد الرَّحْمَن بن خَلِيل بن سَلامَة بن أَحْمد بن عَليّ بن شرِيف بن مونس الزين أَبُو الْفَهم وَأَبُو زيد بن الصّلاح أبي الصَّفَا الْأَذْرَعِيّ الأَصْل القابوني الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الشَّيْخ خَلِيل. ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالقابون من دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده والشاطبية وعرضها بِتَمَامِهَا على الشّرف صَدَقَة المسحراتي الْمَاضِي وَكَذَا حفظ غَيرهَا واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع بِبَلَدِهِ والقاهرة والخليل وَغَيرهَا على جمَاعَة فبدمشق على أبي حَفْص البالسي وَابْن صديق وَعبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَالْجمال بن الشرائحي فِي آخَرين وبالقاهرة عَليّ البُلْقِينِيّ والعراقي والهيثمي والحلاوي وَمِنْه لبس الْخِرْقَة وَكَذَا لبسهَا فِي شعْبَان سنة أَربع وَثَمَانمِائَة كَمَا ذكر من الشهَاب بن الناصح ثمَّ بعد ذَلِك من الزين أبي بكر الخوافي وبالخليل عَليّ الشهَاب أَحْمد بن حُسَيْن النصيبي وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مَرْوَان وَمُحَمّد بن عَليّ بن الْبُرْهَان وَعلي إِبْرَاهِيم ابْن إِسْمَاعِيل بن الشّحْنَة والتدمري، وَحدث فِي غير مَوضِع سمع مِنْهُ الْأَعْيَان وقرأت عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بِجَامِع بني أُميَّة ورام التَّوَجُّه معي إِلَى حلب فَمَا تيَسّر وَكَانَ فَاضلا خيرا متواضعا محبا فِي الحَدِيث وَأَهله وَله بالفن أنس مَا واستحضار لبَعض الْمُتُون وَذكر لي انه جمع كتابا فِي أَسبَاب الْمَغْفِرَة وَأَنه كتب على تَخْرِيج الاحياء للعراقي بعض الْحَوَاشِي وَأثبت لَهُ مُصَنفه قِرَاءَته عَلَيْهِ فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة فوصفه بالفقيه المشتغل المحصل، وناب فِي الخطابة بِجَامِع بني أُميَّة بِدِمَشْق دهرا وَكَذَا فِي الامامة وَمَات فِي شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير وَكَانَ يَوْمًا ماطرا وَمَعَ ذَلِك فَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله وإيانا. 224 - عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد الزين بن الْعلم الكركي الشوبكي الأَصْل القاهري وَالِد صَلَاح الدّين مُحَمَّد وأخيه أَحْمد وَيعرف كأقاربه بِابْن الكويز /

بِالْمُعْجَمَةِ تَصْغِير كوز. ولد سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَأمه ستيتة ابْنة أبي الْفرج أُخْت الْفَخر عبد الْغَنِيّ صَاحب الْمدرسَة الفخرية الَّتِي أرسل بهَا أَخُوهَا الْمَذْكُور لقطيا حَتَّى قتلت لشَيْء نسبت إِلَيْهِ بِحَيْثُ كَاد سُلَيْمَان أَخُو صَاحب التَّرْجَمَة نَفْيه عَن أَبِيه وانه لذَلِك دس عَلَيْهِ من قَتله فَالله أعلم. نَشأ على زِيّ الْجند فحفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا، وَاسْتقر بِهِ الْأَشْرَف برسباي دوادارا ثَالِثا حِين كَانَ أَبوهُ كَاتب السِّرّ فدام عَلَيْهَا إِلَى أَن أرْسلهُ اسكندرية على نيابتها بعد اقباي اليشبكي الجاموس وَذَلِكَ فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة أَرْبَعِينَ ثمَّ فَصله الظَّاهِر عَنْهَا فِي سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين بتمرباي وَلزِمَ بَيته إِلَى أَن استدعى بِهِ وولاه استادارية النضيرة عوضا عَن جَوْهَر السيفي فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين ثمَّ الأستادارية الْكُبْرَى بعد عزل قيزطوغان العلائي فِي حُدُود سنة سِتّ وَأَرْبَعين فَلم يمش أمره فِيهَا وانفصل سَرِيعا فِي إِحْدَى الجمادين مِنْهَا جزما بالزين يحيى الْأَشْقَر وَكَانَ اسْتَقر مَعَه فِي نظر الْمُفْرد ونكبه نكبة خَفِيفَة، فَلَمَّا كَانَ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين ولاه استاداريته بِدِمَشْق على كره مِنْهُ فَتوجه مِنْهَا وَمَعَهُ مرسوم بجلوسه فَوق أمرائها فَلم يحتملوا ذَلِك وكاتبوا فِيهِ فَكتب بعد مُبَاشَرَته لَهَا أَيَّامًا بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وضربه وحبسه بقلعة دمشق ومصادرته إِلَى أَن أفرج عَنهُ ورسم بعوده إِلَى الْقَاهِرَة على حمل عشرَة آلَاف دِينَار فَلم يَسعهُ إِلَّا أَن التجأ لأبي الْخَيْر النّحاس لوزم خدمته وَالرُّكُوب أَمَامه فَحسن حَاله بذلك يَسِيرا فَلم يلبث أَن غلب خموله على سعد النّحاس بِحَيْثُ نكب وَحِينَئِذٍ رَجَعَ صَاحب التَّرْجَمَة إِلَى أَسْوَأ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَولا ومقته) فِي الالتجاء الْمشَار إِلَيْهِ أهل الدولة وَاسْتمرّ إِلَى أَن اسْتَقر فِي نظر الْخَاص بعد موت الجمالي ابْن كَاتب جكم وباشرها مُبَاشرَة ضخمة ثمَّ أمسك فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم وصودر وضيق عَلَيْهِ وَآل أمره إِلَى أَن انسحب لمملكة الرّوم فَأكْرمه صَاحبهَا ابْن عُثْمَان وَأحسن نزله وَاسْتمرّ عِنْده ثمَّ عَاد فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي وقابله فَأكْرمه وَألبسهُ خلعة وَكَذَا أكْرمه غير وَاحِد من المباشرين وَنَحْوهم بل أجْرى عَلَيْهِ كثير مِنْهُم الرَّوَاتِب لِكَثْرَة تشكيه ثمَّ لم يلبس حَتَّى سعى فِي الْخَاص أَيْضا بِنَحْوِ اثْنَي عشر ألف دِينَار وَاسْتقر فِيهَا عوض التَّاج بن المقسي واستشعر مِنْهُ الدوادار الْكَبِير فِي أثْنَاء مُبَاشَرَته الْفِرَار فبادر للقبض عَلَيْهِ لكَونه كَانَ هُوَ الْقَائِم عَنهُ بِالْمَالِ الْمشَار إِلَيْهِ وضيق عَلَيْهِ بل أطلق عَلَيْهِ سبعا ثمَّ تخلص بعد ذل وإهانة وَبيع لجَمِيع موجوده من صَامت وناطق وَاسْتمرّ خاملا ضَعِيفا ببيته إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ فِي غَايَة من الْفقر بعد أَن كَانَ المخلف لَهُ عَن أَبِيه فِي كل يَوْم نَحْو خمسين دِينَارا فِيمَا قيل

قبيل عصر يَوْم السبت سَابِع شَوَّال سنة سبع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِبَاب النَّصْر فِي مشْهد فِيهِ الْقُضَاة الْأَرْبَعَة وَابْن الشّحْنَة الْمُنْفَصِل وَجمع من المباشرين والأعيان ثمَّ دفن بتربة طشتمر حمص أَخْضَر، وَقد حج وزار بَيت الْمُقَدّس وَطَاف الْأَمَاكِن وَتزَوج ابْنة الصاحب بدر الدّين حسن بن نصر الله الْمَاضِي واستولدها ابْنه صَلَاح الدّين وَغَيره، وَذكر أَنه كَانَ كثير الْعِبَادَة والتهجد وَالصِّيَام والتلاوة مَعَ ظلم كثير وَعكس متوال خُصُوصا فِي أَوَاخِر أمره وَقد وَصفه شَيخنَا فِي عرض وَلَده بالمقر العالي العالمي الفاضلي الأوحدي الزيني عَفا الله عَنهُ وإيانا. 225 - عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد الزين بن الكويز جد الَّذِي قبله /. كَانَ اسْمه قبل التظاهر باسلامه جرجس. ذكره المقريزي فِي عقوده بِمَا سلف نَحوه فِي دَاوُد. عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد. / مضى فِي ابْن أبي بكر بن دَاوُد. 226 - عبد الرَّحْمَن بن ذِي النُّون مُحَمَّد بن عبد الله بن صَالح الزين الْغَزِّي الشَّافِعِي وَيعرف بِأَبِيهِ. / ولد فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة أَو فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا بغزة وتلا لنافع وَابْن كثير وَأبي عمر وَعلي الشهَاب بن عَابِد الْغَزِّي وَلَقي ابْن الْجَزرِي بِظَاهِر غَزَّة فَأجَاز لَهُ وتصدى لتعليم الْأَبْنَاء بِبَلَدِهِ فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة لحسن تَعْلِيمه ووفور نصحه وديانته، وَكَانَ خيرا صَالحا فَاضلا حسن الْعشْرَة مهتما بحوائج إخوانه بل وَغَيرهم وكف بَصَره وضعفت حركته جدا بِحَيْثُ صَار لَا حراك بِهِ، وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا.) 227 - عبد الرَّحْمَن بن رضوَان بن مُحَمَّد بن يُوسُف جلال الدّين أَبُو المفاخر ابْن مفيدنا وَشَيخنَا الْحَافِظ الزين أبي النَّعيم العقبي الأَصْل القاهري الصحراوي الشَّافِعِي / وَاسم أمه نورة ابْنة مكي وتدعى حَرِير. ولد فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بتربة قجماس من الصَّحرَاء وَنَشَأ بهَا فِي كنف ابيه فحفظ الْقُرْآن وبلوغ المرام لشَيْخِنَا وَعرضه عَلَيْهِ بِتَمَامِهِ حفظا وَكَذَا حفظ غَيره واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ ثمَّ أسمعهُ الْكثير عَالِيا ونازلا من لَا يُحْصى كَثْرَة كالبدر حُسَيْن البوصيري والشهاب الوَاسِطِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ وَعَائِشَة الكنانية وقريبتها فَاطِمَة والفاقوسي والشرابيشي وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان والمحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ والعز بن الْفُرَات وَأَجَازَ لَهُ خلق وَخرج لَهُ أَبوهُ المتباينات مَاتَ عَنْهَا مسودة، واشتغل يَسِيرا وَقَرَأَ فِي الْحَاوِي على الْعلم البُلْقِينِيّ وَفِي الْمنطق وَغَيره على آخَرين، وَلما مَاتَ وَالِده أضيفت إِلَيْهِ جهاته كالاسماع فِي الشيخونية والخدمة بالأشرفية برسباي، وَلزِمَ الِاشْتِغَال قَلِيلا وَالْتمس مني مساعدته فِي تبييض

المتباينات الْمشَار اليها فعاقه الْمَقْدُور ثمَّ عرض لَهُ فِي عقله شَيْء يُقَال ان سَببه الاعتناء بالروحاني لَكِن مَعَ سُكُون وسكوت فِي أَكثر أوقاته بل سَمِعت انه كَانَ يكثر التِّلَاوَة وَرُبمَا تكلم فِي بعض الْمسَائِل وأتى بِمَا يستظرف من السجعات المتوالية والكلمات المنتظمة مَعَ تعففه وَعدم قبُوله لشَيْء الا حِين الْحَاجة، وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الاربعاء رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة احدى وَثَمَانِينَ وَدفن من الْغَد عِنْد أَبِيه رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. عبد الرَّحْمَن بن أبي السرُور بن عبد الرَّحْمَن الحسني الفاسي الْمَكِّيّ /. يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن. 228 - عبد الرَّحْمَن بن أبي السعادات بن مَحْمُود بن عَادل الزين الْحُسَيْنِي الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَعبد الله وَعبد الْكَبِير / الآتيين. ولد سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار واشتغل فِي النَّحْو وَالصرْف وَأكْثر من التِّلَاوَة وجود عَليّ عمر النجار الْحَمَوِيّ وَسمع على أبي الْفرج المراغي وَولده وَكَذَا سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 229 - عبد الرَّحْمَن بن سعد الْحَضْرَمِيّ التَّاجِر نزيل الْحَرَمَيْنِ وَيعرف بِابْن قنين بقاف ونونين بَينهمَا تَحْتَانِيَّة. / كَانَ مَلِيًّا خيرا. قدم مَكَّة فِي عشر الْخمسين وجاور بهَا وَاشْترى بهَا أملاكا فَلَمَّا مَاتَ أَحْمد بن عجلَان أَمِير مَكَّة وَحصل الْخلف بعده فِي الدولة انْتقل إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَذَلِكَ بعد الْحَج من سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا فقطنها حَتَّى مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْ عشرَة، وَدفن بِالبَقِيعِ وَقد بلغ السِّتين أَو جازها وَهُوَ عِنْد الفاسي. 230 - عبد الرَّحْمَن بن سعد الْحَضْرَمِيّ الْمدنِي أَخُو مُحَمَّد / الْآتِي. سمع عَليّ الْجمال الكازروني فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. 231 - عبد الرَّحْمَن بن سعيد بن عبد الله بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الرضي مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل العثماني نزيل وَادي مر. / مَاتَ فِي غرَّة جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَسبعين بِمَكَّة. 232 - عبد الرَّحْمَن بن سَلام بن اسماعيل الصعيدي الأَصْل الطلياوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالبدوي /. ولد بطليا من المنوفية وَقدم الْقَاهِرَة بعيد السّبْعين فجود الْقُرْآن على جمَاعَة بل قَرَأَ لِأَبْنِ كثير واشتغل عِنْد أخي وَابْن سولة وَغَيرهمَا فِي الْفِقْه والعربية والكوراني والْعَلَاء الحصني وَصَالح اليمني وَغَيرهم فِي النَّحْو بل قَرَأَ فِي الصّرْف وَالْأُصُول والمنطق وَغَيرهَا كثيرا ولازم ابْن قَاسم

وَحسن الْأَعْرَج ثمَّ انثنى عَنْهُمَا وَكَذَا أَخذ عَن الشَّمْس البلبيسي الفرضي وَعبد الْحق وَكنت مِمَّن قَرَأَ عَليّ دروسا فِي التَّقْرِيب وَأَقْبل عَليّ وعَلى أخي، وتنزل فِي المزهرية وقطنها بل أَقرَأ ولد ابْن حجي وَبني الْوَاقِف، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر مَعَ يبس وَعدم الارتضاء بكثيرين. 233 - عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عياذ بتحتانية بن عبد الْجَلِيل ابْن خلفون الزين المنهلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد حَافظ الدّين مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف بالمنهلي. ولد فِي شَوَّال سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمناوهل من الغربية، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ فِي كَفَالَة أَخِيه خَالِد الْمَاضِي وَأقَام مَعَه برواق ابْن معمر من الْأَزْهَر فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع والألفيتين والشاطبية وَالتَّلْخِيص وَعرض على جمَاعَة كشيخنا والقاياتي والعيني والكمال بن الْبَارِزِيّ وجود الْقُرْآن على النُّور الامام وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الشنشي وَغَيره فِي الِابْتِدَاء وَفِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا عَن الوروري ثمَّ انْتَمَى للمناوي قَدِيما ولازمه أتم مُلَازمَة حَتَّى أَخذ عَنهُ الْفِقْه أخذا مرضيا غير مرّة وَكَذَا أَخذ عَنهُ فِي التَّفْسِير والْحَدِيث والتصوف وَالْأُصُول والعربية وَغَيرهَا بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه عَلَيْهِ وَبِه تهذب وَعَلِيهِ تخرج وتسلك وَظَهَرت عَلَيْهِ آثاره وبهرت خبرته واختباره وَكَانَ أحد قراء تقاسيمه الْعَامَّة الَّذين كَانَ يُنَوّه بذكرهم وَبَلغنِي انه كَانَ يرجحه فِي ذوق الْفِقْه عَليّ الْجَوْجَرِيّ وَلَا يحمد سرعَة ذَلِك كَمَا لم يحمدها غَيره وَأخذ عَن) الْمحلي كثيرا من شرحيه على الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع وَغَيرهمَا وَكَانَ بعض مَا سَمعه من ثَانِيهمَا بِقِرَاءَة النُّور الْوراق الْمَالِكِي وترافق هُوَ وزين العابدين الْمَنَاوِيّ فِي الْأَخْذ فِي أصُول الدّين والعربية وَغَيرهمَا عَن ابْن حسان وَفِي الِاصْطِلَاح وَالرِّوَايَة عَن شَيخنَا وَأخذ الْعَرَبيَّة أَيْضا وَغَيرهَا عَن الشمني والمنطق وَغَيره عَن التقي الحصني وَمن شُيُوخه أَيْضا البوتيجي والخواص وَآخَرُونَ وَقَرَأَ الشفا أَو معظمه على السعد بن الديري وَالْبُخَارِيّ بِتَمَامِهِ لأسماع ابنيه عَليّ الشهَاب الشاوي وَبَعضه على الزين عبد الصَّمد الهرساني، وَحضر فِي حجَّته الأولى عِنْد القَاضِي أبي السعادات بن ظهيرة وَغَيره، وبرع فِي الْفِقْه وَتقدم فِيهِ وَصَارَ لِكَثْرَة ممارسته لَهُ وَالنَّظَر فِي قَوَاعِده والتبصر فِي مداركه فَقِيه النَّفس مَعَ مُشَاركَة حَسَنَة فِي الْأُصُول والعربية وَفهم مُسْتَقِيم جدا، واتقان فِيمَا يبديه وعقل تَامّ يضْبط بِهِ أَقْوَاله وأفعاله ويتوصل بِهِ لكف جليسه أَو صَاحبه عَمَّا لَا يرتضيه حَتَّى ان البقاعي حِين كَانَ بحواره أرسل إِلَيْهِ فِي أَوَائِل بعض اللَّيَالِي أَن يكون رَفِيقًا لَهُ فِي التجمس على بعض جيرانهما فِيمَا زعم انكاره فتلطف فِي

التَّخَلُّص مِنْهُ وَرُبمَا مَشى فِي إِزَالَة الاستيحاش بَينه وَبَين من يكون من أحبابه ليستريح خاطره من قبلهمَا كل ذَلِك مَعَ لطف عشرَة وتحر وورع وانجماع عَن بني الدُّنْيَا واشتغال بِمَا يعنيه ومحاسن وافرة وَرُبمَا أَقرَأ فِي بَيت يشبك الْفَقِيه لثُبُوت خَيره لَدَيْهِ واحسانه إِلَيْهِ بل أَقرَأ الْعلم فِي حَيَاة شَيْخه وَأفْتى فِي بعض الْحَوَادِث باشارته، وناب فِي تدريس الْفِقْه بالحجازية عَن الْبُرْهَان بن أبي شرِيف وبالفاضلية عَن ابْني صَاحبه زين العابدين وَفِي الحَدِيث بالجمالية عَن ابْن النواجي وَفِي غير ذَلِك بغَيْرهَا عَن آخَرين وَاسْتقر فِي تدريس النابلسية تجاه سعيد السُّعَدَاء وسكنها حَتَّى مَاتَ وَكَانَ يرتفق فِي معيشته بطبخ السكر وَنَحْوه وتوالى عَلَيْهِ فِي ذَلِك بعد وَفَاة شَيْخه وَولده عدَّة خسارات تجرع بِسَبَبِهَا مشاق وَآل أمره إِلَى أَن ضم مَا تَأَخّر بِيَدِهِ وَهُوَ شَيْء يسير جدا، وسافر فِي الْبَحْر من الطّور إِلَى جدة فانصلح الْمركب بِجَمِيعِ مَا فِيهِ فِي أثْنَاء الطَّرِيق وَنَجَا بِنَفسِهِ خَاصَّة وطلع مَكَّة مُجَردا قبيل الْمَوْسِم فحج وَأقَام سنة أُخْرَى وَهِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ على قدم عَال فِي الْعِبَادَة المختصة بهَا مَعَ الصَّلَاة والتلاوة والمطالعة وَالْكِتَابَة بل والاقراء للطلبة وتوعك فِي غُضُون ذَلِك مُدَّة وَلم يتم تخلصه حَتَّى انه قدم الْقَاهِرَة وابتدأ الفالج مَعَه وَلَكِن لم يكن ذَلِك بمانع لَهُ عَن الاقراء والافتاء وَالْكِتَابَة إِلَى أَن استحكم أمره وَانْقطع بِسَبَبِهِ أشهرا كل ذَلِك وَهُوَ صابر شَاكر حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشر جُمَادَى) الْآخِرَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد تجاه مصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفن بحوش سعيد السُّعَدَاء، وَقد كَانَت بَيْننَا مَوَدَّة تَامَّة يرغب من أجلهَا فِي كَثْرَة زيارته لي ويميل لما يصدر عني من تأليف وترجمة شَيْخه الْمَنَاوِيّ أبدى من السرُور مَا الله بِهِ عليم بل سمع مني فِي مجْلِس شَيْخه كثيرا من تصنيفي القَوْل البديع خَارِجا عَن مَوَاضِع من شرحي لألفية الْعِرَاقِيّ وَكَانَ يُبْدِي من الثَّنَاء مَا لَا أنهض لذكره مَعَ عدم تكلفه وتصنعه وَيُصَرح بترجيح شَيْخه لي على نَفسه فِي الحَدِيث فِي الْمَلأ إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أثْبته فِي تاريخي الْكَبِير رَحمَه الله وإيانا. وَمن نظمه مِمَّا قرأته بِخَطِّهِ مضمنا قَول الْقَائِل مِمَّا هُوَ على الْأَلْسِنَة: حَائِط القَاضِي يطهر بِالْمَاءِ وحائط غَيره يهد قَوْله: (إِذا استفتى القَاضِي عَن النَّجس الَّذِي ... يحل جِدَار الْغَيْر يُفْتِي بهدمه) (ويفتي إِذا مَا حل ذَاك بحيطه ... بتطهيره بِالْمَاءِ فاعجب لحكمه) وَقَوله: (يُفْتِي الْقُضَاة بهدم الحيط إِن نجست ... مَا لم تكن لَهُم فالماء يكفيها)

وَكَذَا من نظمه مِمَّا نقلته أَيْضا من خطه: (إِذا حكم الآله عَلَيْك فاصبر ... وَلَا تضجر فَبعد الْعسر يسر) (فكم نَار تبيت لَهَا لهيب ... فتخمد قبل أَن ينشق فجر) فِي أَبْيَات تزيد على ثَلَاثِينَ. 234 - عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن الْعِزّ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة ابْن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر الزين الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي، / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة احدى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع عَليّ عبد الرَّحْمَن بن ابراهيم ابْن عَليّ والموفق أَحْمد بن عبد الحميد بن غشم الثَّانِي من حَدِيث عِيسَى بن حَمَّاد زغبة عَن اللَّيْث وعَلى الْعِمَاد أَحْمد بن عبد الحميد الْمَقْدِسِي جُزْء الْأَزجيّ، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى وَشَيخنَا الْمُوفق الأبي سمع عَلَيْهِ أول الجزءين وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: أجَاز لي باستدعاء الشريف وَلَيْسَ عِنْده من المسموع على قدر سنه. مَاتَ سنة تسع عشرَة بِدِمَشْق، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. 235 - عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن أبي الْكَرم بن سُلَيْمَان الزين أَبُو الْفرج الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ / عَلامَة الزَّمَان وترجمان الْقُرْآن وناصح الاخوان وَيعرف بِأبي شعر. ولد فِي ثَالِث عشر شعْبَان) سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقيل سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقَرَأَ الْقُرْآن على ابْن الْموصِلِي وَحفظ الْخرقِيّ وَغَيره وتفقه بِجَمَاعَة مِنْهُم الزين بن رَجَب قَرَأَ عَلَيْهِ من أول الْمقنع إِلَى أثْنَاء البيع وَكَذَا انْتفع بالشهاب بن حجي وَسمع من عبد الْقَادِر بن ابراهيم الأرموي وَالْجمال بن الشرائحي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي فِي آخَرين بل سمع هُوَ وَابْنه ابراهيم الْمَاضِي من شَيخنَا فِي رُجُوعه من حلب سنة آمد بالعادلية المسلسل وَالْقَوْل المسدد واغتبظ شَيخنَا بقدومه عَلَيْهِ وبرز لتلقيه حافيا، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة مُتَقَدما فِي استحضار الْفِقْه وَاسع الِاطِّلَاع فِي مَذَاهِب السّلف وَمَعْرِفَة أَحْوَال الْقَوْم ذَاكِرًا لنبذة من الْجرْح وَالتَّعْدِيل عفيفا نزها ورعا متقشفا منعزلا عَن النَّاس مُعظما للسّنة وَأَهْلهَا بارعا فِي التَّفْسِير مستحضرا لكثير من ذَلِك جيد التَّذْكِير مَعَ المهابة وَالْوَقار وجمال الصُّورَة وَالْحيَاء وَكَثْرَة الْخُشُوع ولطف المزاج وَحسن النادرة والفكاهة وسلامة الصَّدْر ومزيد التَّوَاضُع وَقلة الْكَلَام وعذوبة الْمنطق وَعدم التَّكَلُّف والمثابرة على التِّلَاوَة والتهجد وَالْعِبَادَة وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر والمحبة الزَّائِدَة للْعلم وَالرَّغْبَة فِي مطالعته واقتناء كتبه بِحَيْثُ اجْتمع لَهُ من الْأُصُول الحسان مَا انْفَرد بِهِ عَن أهل بَلَده وَصَارَ عديم النظير فِي مَعْنَاهُ حَسَنَة من حَسَنَات الدَّهْر انْتفع بِهِ النَّاس فِي المواعظ

وَغَيرهَا وأحبه الْخَاص وَالْعَام وَكَثُرت أَتْبَاعه واشتهر ذكره وَبعد صيته وَمَعَ ذَلِك فعودي وأوذي وَلم تسمع مِنْهُ كلمة سوء فِي جد وَلَا هزل، وجاور بِمَكَّة عودا على بَدْء فَأخذ عَنهُ الأكابر من أَهلهَا وَوعظ فِيهَا حَتَّى فِي جَوف الْبَيْت الْحَرَام وَكَانَ يزدحم عَلَيْهِ الْخلق هُنَاكَ وحَدثني المحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ بِكَثِير من كراماته وبديع إشاراته، وَقَالَ البقاعي اشْتغل فِي غَالب الْعُلُوم النافعة حَتَّى فاق فِيهَا وَله فِي التَّفْسِير عمل كثير وَيَد طولى، وَكَذَا عظمه التقي بن قندس ثمَّ تِلْمِيذه الْعلَا المرداوي وَوَصفه بالامام شيخ الاسلام الْعَالم الْعَامِل الْعَلامَة الزَّاهِد الْوَرع الرباني الْمُفَسّر الأصولي النَّحْوِيّ الْفَقِيه الْمُحدث الْمُحَقق وَقَالَ غَيره انْتفع بِهِ خلق وَله مقالبات مَعَ المبتدعين بِسَبَب أصُول الدّين، وترجمته قَابِلَة للبسط وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه تخرج بالشهاب ابْن حجي وتبتل لِلْعِبَادَةِ وتصدى للوعظ فبرع فِي التَّفْسِير وَكثر استحضاره لَهُ وَصَارَ لَهُ أَتبَاع عودي وأوذي، وجاور بِمَكَّة مرَّتَيْنِ وَوعظ بهَا فِي جَوف الْبَيْت وَكَانَ يزدحم عَلَيْهِ الْخلق هُنَاكَ وَيحصل بِكَلَامِهِ صدع فِي الْقلب مَعَ الْفَوَائِد الجليلة فِي عُلُوم عديدة لِأَنَّهُ امام فِي الْفِقْه مستحضر لمذاهب السّلف وَغَيرهَا عَارِف بِالْحَدِيثِ وَعلله من جرح) وتعديل وَانْقِطَاع وارسال مشارك فِي النَّحْو وَالْأُصُول متعبد خَائِف من الله. وَمَات بعد أَن تعلل أشهرا فِي لَيْلَة السبت سادس عشر شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين بسفح قاسيون وَدفن بِقرب قبر الْمُوفق بن قدامَة من الرَّوْضَة بالسفح رَحمَه الله ونفعنا ببركاته. 236 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الباسط بن خَلِيل الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخَوَاهُ أَبُو بكر وَعمر. 237 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن صَلَاح الدّين بن الزين القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْخَطِيب لكَون أَبِيه كَانَ خَطِيبًا بِجَامِع البرددار بِخَط قنطرة قديدار. ولد بعد موت أَبِيه بِيَسِير فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بالخط الْمَذْكُور وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن عِنْد زوج أمه الشَّمْس الْمقري وَهُوَ الَّذِي رباه وجوده على الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي والمنهاج وَعرضه على الْأمين الأقصرائي، الْبكْرِيّ والبامي وَقطعَة من ألفية النَّحْو وَأخذ الْفِقْه عَن الْجَوْجَرِيّ فِي عدَّة تقاسيم والبكري وقرأه والعربية والمنطق عَليّ الشّرف مُوسَى البرمكيني وَحضر فِي الْأُصُول والعقائد عِنْد الْكَمَال بن أبي شرِيف وَفِي بعض العقليات عِنْد

التقني الحصني وَأخذ الْفَرَائِض والحساب والميقات عَن الْبَدْر المارداني ولازمه فِي قِرَاءَة كتب كَثِيرَة وتميز وخطب ولازمني فِي ابْن الصّلاح وَغَيره واغتبط بذلك وتألم لسفري فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَكَذَا أَخذ عَن الديمي وَكَانَ يتكسب بسوق الدراع من سوق الْحَاجِب نصف سنة ثمَّ ترك لما لَا يُعجبهُ وَقَرَأَ على الْعَامَّة وَقد لازمني فِي بحث ابْن الصّلاح وَغَيره كشرحي على تقريب النَّوَوِيّ وَأخذ عني غير ذَلِك وَرُبمَا يتَرَدَّد لِابْنِ الأسيوطي، وَحج فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين ولقيني بِمَكَّة ثمَّ مني وسألني عَن شَيْء يتَعَلَّق بالمنسك وَنعم الرجل سكونا وعقلا وفضلا ورغبة فِي الْخَيْر وَتَحْصِيل الْكتب كِتَابَة وَشِرَاء. 238 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن جمال الدّين عبد الله ابْن صَاحب الْمدرسَة وَالدَّار الْمُجَاورَة / لَهَا بِبَاب النَّصْر بكتمر الْحَاجِب الْآتِي وَالِده وَيعرف كسلفه بِابْن الْحَاجِب. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن رَجَب سنة خمسين وأرخه بَعضهم فِي الطَّاعُون سنة ثَلَاث وَخمسين وَكَأن الأول أصح بعد أَن أسْند وَصيته للبدر الْبرمَاوِيّ وَدفن بتربتهم بِالْقربِ من مدرسة جده الْمشَار اليها وَكَانَ يَلِي وَالِده فِي الوسواس واختص بالأمير قانباي الجركسي وقتا عَفا الله عَنهُ.) 239 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عُثْمَان بن أبي الرجا بن أبي الزهر بن أبي الْقسم تَقِيّ الدّين أَبُو بكر التنوخي الدِّمَشْقِي وَيعرف كسلفه بِابْن السلعوس. / ولد فِي إِحْدَى الجمادين سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع على زَيْنَب ابْنة ابْن الخباز الْمِائَة العزاوية وَحدث بهَا قَرَأَهَا عَلَيْهِ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ إِنَّه مَاتَ سنة سبع، وَكَذَا أرخه فِي أنبائه وَلكنه ذكره فِيهِ أَيْضا فِي سنة ثَلَاث وأرخ وَفَاته فِي شعْبَان أَو رَمَضَان مِنْهَا وَله نَحْو السّبْعين فَالله أعلم وافاد انه سمع من عبد الرَّحِيم بن أبي الْيُسْر وَدَاوُد بن الْعَطَّار وَابْن الخباز وَغَيرهم، وأرخه المقريزي فِي عقوده فِي رَجَب سنة سبع. 240 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْوَجِيه بن القَاضِي عز الدّين الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. / ولد بهَا فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَسمع بهَا من المراغي وَابْن الْجَزرِي وَابْن طولوبغا وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الأرموي وَآخَرُونَ، وسافر إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى تونس فاشتغل فِيهَا على جمَاعَة وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بعد الْأَرْبَعين، ذكره ابْن فَهد فِي النويريين والنيل. 241 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم

ابْن الشَّهِيد النَّاطِق عبد الرَّحْمَن الرضي بن الْعِزّ بن الشَّمْس الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَالِكِي نزيل مَكَّة ووالد علم الدّين مُحَمَّد / الْآتِي، ولد بالنويرة من الصَّعِيد وانتقل مَعَ أمه إِلَى الفيوم فحفظ بهَا الْقُرْآن والعمدة والرسالة وألفية النَّحْو ثمَّ عَاد بعد كبره إِلَى بَلَده، وَحج غير مرّة وجاور وَسمع بهَا من الزين المراغي ثمَّ قدم مَكَّة فِي موسم سنة أَربع وَأَرْبَعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا فأدركه أَجله بهَا وَهُوَ ساجد بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام فِي ذِي الْحجَّة منا فَحمل إِلَى بَيته فَجهز ثمَّ دفن بالمعلاة، وَكَانَ خيرا سَاكِنا. 242 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب الْمجد أَبُو الْفضل بن الْفَخر بن الجيعان أَخُو ابراهيم وشاكر / الماضيين، كَانَ نَاظر الخزانة وكاتبها. مَاتَ فِي سَابِع عشري الْمحرم سنة خمس وَخمسين بعد قدومه من الْحَج متمرضا بأيام وَدفن بتربتهم بالقرافة ثمَّ بعد مُدَّة نقل إِلَى تربته بالصحراء تجاه تربة الْأَشْرَف برسباي وَخلف عدَّة أَوْلَاد من جوَار بيض مسلمات وَهُوَ صَاحب الْمدرسَة اللطيفة الْمُجَاورَة لبيتهم بالسبع قاعات وفيهَا صوفية وخطبة وَغير ذَلِك من المآثر وَكَانَ رَئِيسا كَرِيمًا محبا فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وَلذَا كَانَت لَهُ) الْيَد الْبَيْضَاء فِي الدّفع عَن شَيخنَا فِي حَادِثَة البيبرسية كَمَا أوضحته فِي الْجَوَاهِر ونفعه الله بذلك فان الشهَاب بن يَعْقُوب حكى لي انه رَآهُ بعد مَوته لهَذَا السَّبَب فِي هَيْئَة حَسَنَة جدا بل صَار أَوْلَاده بعدهمْ المتصرفون فِيهَا رَحمَه الله وايانا. 243 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن القاهري الحريري العقاد وَالِده الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن العقاد. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بالخراطين قَرِيبا من الْأَزْهَر وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وعمدة الْأَحْكَام وأربعي النَّوَوِيّ وألفية الحَدِيث والنحو وَالْمُحَرر وَجمع الْجَوَامِع وَالتَّلْخِيص وقواعد ابْن هِشَام وألفية النَّحْو وَعرض على خلق كَابْن الديري والمناوي والولوي السنباطي والعز الْكِنَانِي والعبادي والأمين الاقصرائي والشمني والشرواني والتقي الحصني وكاتبه فِي آخَرين، قَرَأَ الْقُرْآن وتلا للسبع افرادا وجمعا على الشَّمْس بن الخدر الْحَنْبَلِيّ ثمَّ على الزين جَعْفَر ثمَّ على ابْن اسد افرادا وَكَذَا جمعا لَكِن إِلَى آخر سُورَة الانبياء، وَكَانَ مَعَه حِين توفّي بالحديدة، وعَلى الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي بل أكمل عَلَيْهِ الْعشْر وَأخذ فِي النَّحْو عَن الشَّمْس الابناسي نزيل الاستادارية والنور السنهوري وَقَرَأَ فِي الاصول وَالْبَيَان على الحصنيين والْعَلَاء وَفِي الْفِقْه عِنْد الْمُحب بن جناق وَأخذ قَلِيلا عَن الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ ثمَّ لَازم الْبَدْر السَّعْدِيّ بل أَخذ عَن إِمَام الكاملية

فِي الْأُصُول وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه للورقات وَكَذَا شرح ابْن الفركاح وَسمع الحَدِيث بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَة غَيْرِي مَعَ الْوَلَد وَغَيره على السَّيِّد النسابة والبارنباري وَابْن أبي الْحسن وَخلق كَأُمّ الشَّيْخ سيف الدّين وَهَاجَر مِمَّا أثْبته وغيري لَهُ وتميز وَفهم وتكسب بِالشَّهَادَةِ وراج أمره فِيهَا لحذقه وَسُرْعَة كِتَابَته وإنهائه الْأُمُور خُصُوصا مَعَ اقبال القَاضِي عَلَيْهِ وَصَارَ لذَلِك كُله محسودا مِمَّن هُوَ أنحس وأسوأ حَالا بِحَيْثُ وصل أمره إِلَى السُّلْطَان وَوصف بِكَوْنِهِ نقيب الْحَنْبَلِيّ فَحِينَئِذٍ بَادر الْبَدْر للاستقرار بالتقي بن القزازي فِي النقابة وتبرم من كَونه نَقِيبًا واستراح من كَلَام كثير برِئ مِنْهُ، وَبِالْجُمْلَةِ فَلَيْسَ فِيهِ من الأرصاف الظَّاهِرَة سوى سرعَة حركته المؤدية إِلَى شَبيه بالخفة وَقد اختفى مُدَّة بِسَبَب مجاورته لمُحَمد بن اسماعيل برددار الأتابك وعشرته لَهُ وَلَوْلَا اللطف لَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ، وَحج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين طلع فِي الْبَحْر مَعَ شاهين الجمالي وَقد اسْتَقر نَائِب جدة فدام بهَا بَقِيَّة السّنة ثمَّ مَعَ يشبك الجمالي حِين كَانَ أَمِير الأول ثمَّ الْمحمل ثمَّ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين رَفِيقًا للسَّيِّد عتقا براويد بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَوَصلهَا فِي حادي عشري رَجَب فزار وَرجع الْيَوْم الثَّالِث بعد الْجُمُعَة وَكَانَت أم وَلَده بِمَكَّة فحجا ثمَّ عادا مَعَ الركب. عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر بن أبي الْخَيْر الطاوسي /. يَأْتِي فِي ابْن أبي الْفتُوح. 244 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن عبد الله بن عبد الْكَافِي بن قُرَيْش الزين الحسني الطباطبي / مُؤذن الركاب السلطاني، كَانَ يُجَالس الظَّاهِر برقوق فاتفق أَن جمال الدّين مَحْمُود العجمي لما كَانَ نَاظر الْجَيْش أنف أَن يجلس دونه فَذكر أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعتبه على ذَلِك فَأصْبح فَركب إِلَى بَيت الشريف فاستحله بعد أَن أخبرهُ بالمنام. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ انه قَرَأَ ذَلِك بِخَط التقي المقريزي فِيمَا سَمعه من الشَّمْس الْعمريّ الْموقع وَقد حضر ذَلِك. مَاتَ سنة احدى. قلت وسَاق المقريزي فِي عقوده نسبه إِلَى الْحسن بن عَليّ وبيض لتاريخ وَفَاته وحرف بَعضهم اسْم أَبِيه فَجعله عبد الخافي وَكَذَا أرخ وَفَاته فِي شَوَّال سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة. 245 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن الزين أَبُو هُرَيْرَة النابلسي الشَّافِعِي / إِمَام جَامع بَلَده الْكَبِير ووالد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن مَكِّيَّة. ولد سنة خمس وَثَمَانمِائَة واشتغل وَفضل وارتحل فَقَرَأَ على شَيخنَا من أول البُخَارِيّ إِلَى مَوَاقِيت الصَّلَاة وَسمع عَليّ بِقِرَاءَتِي فِي عشاريات التنوخي وبقراءة ابْن قمر والقلقشندي وَغَيرهمَا أَشْيَاء وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة خمسين، وَكَانَ يدرس فِي

الْفِقْه والنحو. مَاتَ فِي ثَانِي عشر رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين وَدفن عِنْد آبَائِهِ رَحمَه الله. 246 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم الارموي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ /. سمع على الشهَاب الحسباني الْمِائَة المستقاة من مشيخة الْفَخر وَحدث بهَا أَخذهَا عَنهُ سبط شَيخنَا فِي سنة خمس وَسِتِّينَ. 247 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أَحْمد بن أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد ابْن عِيسَى الحسني المسهودي أَخُو النُّور / على الْآتِي وَهَذَا أكبر وَذَاكَ أفضل. نَاب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ عَن الْعلم البُلْقِينِيّ حِين إِعْرَاض أَبِيه عَنْهَا فَكَانَ أول من ابتكر ولَايَته وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده. عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن جمال الثَّنَاء الْبَصْرِيّ الْمَكِّيّ، / يَأْتِي قَرِيبا فِيمَن جده عبد الله بن عبد الرَّحْمَن. 248 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن خَلِيل بن أبي الْحسن بن طَاهِر الزين بن أبي مُحَمَّد الحرستاني ثمَّ الصَّالِحِي /، ولد فِي شَوَّال سنة احدى وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من أبي مُحَمَّد بن الْقيم والحافظ) أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمُحب الصَّامِت الأول وَالثَّانِي من حَدِيث عبد الله بن هَاشم الطوسي تَخْرِيج زَاهِر بن طَاهِر عَن شُيُوخه وَمن ابْن الْقيم غير ذَلِك وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا ثمَّ ابْن مُوسَى وَشَيخنَا الْمُوفق الابي فِي سنة خمس عشرَة، وَمَات بعد ذَلِك وَذكره المقريزي فِي عقوده. 249 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن زوران الْبَصْرِيّ الخواجا / مِمَّن كَانَ يُسَافر فِي المتجر إِلَى الْهِنْد. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين. 250 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شرف الزين ابْن اللؤْلُؤِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو النَّجْم مُحَمَّد والتقي أبي بكر / الآتيين وَهُوَ أَوسط الثَّلَاثَة سنا وأصغر فضلا وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي عجلون. ولد فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن على الزين خطاب وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وتصريب الْعُزَّى والكافية وَعرض على جمَاعَة كالتقي الْأَذْرَعِيّ والبدر بن قَاضِي شُهْبَة وبالقاهرة على شَيخنَا فِي آخَرين وأحصر على الْعَلَاء بن بردس وتفقه بوالده وأخيه النَّجْم وخطاب بل وَأخذ فِي الْقَاهِرَة عَن الْجلَال الْمحلي والعربية عَن الشرواني وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة أَولهَا فِي سنة احدى وَخمسين وَكَذَا حج غير مرّة وَكَانَ مَعَ الزيني بن مزهر فِي الرجبية لاختصاصه بِهِ فَكنت أرَاهُ هُنَاكَ يعرض على بعض الْفُضَلَاء كل يَوْم جانبا من محافيظه

وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق عَن الولوي البُلْقِينِيّ فَمن بعده، وَكَانَ فَاضلا لطيف الْعشْرَة خَفِيف الرّوح حسن الْمُلْتَقى سريع الْحَرَكَة وَالْكَلَام محبا فِي لِقَاء الأكابر سليم الْفطْرَة مَاتَ بِدِمَشْق فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسبعين، وَكَانَ قد توجه بعد دفن أَخِيه بِالْقَاهِرَةِ اليها فابتدأ بِهِ التوعك، وَاسْتمرّ يَعْتَرِيه وقتا فوقتا حَتَّى قضى رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 251 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن وجيه الدّين الْعلوِي ثمَّ العكي الزبيدِيّ الْحَنَفِيّ. / ولد سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن تلقينا وجوده وتفقه وَسمع على ابْن الْجَزرِي والفاسي والبرشكي المغربي واختص بِهِ وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ طرد المكافحة عَن سنة المصافحة فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ قريباه النفيس سُلَيْمَان وَالْجمال مُحَمَّد ابْنا ابراهيم الْعلوِي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَغَيرهم، وَكَانَ آيَة فِي معرفَة الاوفاق وتركيبها على وُجُوه مُتعَدِّدَة من النّسك وَالطَّرِيق المرضي والنشأة الْحَسَنَة والانجماع عَن النَّاس إِلَّا من كَانَت بَينه وَبَينه مُلَابسَة وصحبة وَحسن الْخلق والموافاة لأحبابه وَصدق الْمحبَّة مَعَهم بِدُونِ خداع وَلَا تكلّف. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَثَمَانِينَ تَرْجمهُ لي بعض أَصْحَابنَا اليمانيين بأبسط من هَذَا. 252 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْحَنَفِيّ بن الخشاب / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه اشْتغل بِالْعلمِ فِي الشَّام ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وناب فِي الحكم عَن ابْن العديم ثمَّ ولي قَضَاء الشَّام فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة فوصل مَعَ الْعَسْكَر فباشره يَوْمَيْنِ ثمَّ سعى عَلَيْهِ ابْن الكفيري فأعيد ثمَّ مَاتَا جَمِيعًا فِي شهر وُرُود الْعَسْكَر وَبَينهمَا فِي الْوَفَاة يَوْم وَاحِد وَلم يبلغ هَذَا ثَلَاثِينَ سنة رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ وَلم يكن ماهرا فِي الْعلم. 253 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الْكَرِيم الْبَنَّا. / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ. 254 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن الْوَجِيه بن الْعَفِيف بن الْأمين الْبَصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ثمَّ الْحَنَفِيّ / صهر السَّيِّد الْعَلَاء الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ نقيب الْأَشْرَاف وَهُوَ الَّذِي حنفه وَيعرف كأبيه بِابْن جمال الثَّنَاء. قَرَأَ على أربعي النَّوَوِيّ والعمدة وَسمع عَليّ البُخَارِيّ وَمَا عدا الْمجْلس الأول من النَّسَائِيّ وَجَمِيع الشَّمَائِل مَعَ الْخَتْم من الْجَامِع لمؤلفها وَالْبَعْض من ابْن مَاجَه وَجَمِيع الشفا وتصانيفي فِي ختام هَذِه الْكتب الْخَمْسَة وَمن تصانيفي أَيْضا التَّوَجُّه للرب بدعوات الكرب وَالْكثير من الْمَقَاصِد الْحَسَنَة وَالْبَعْض من الابتهاج وَمن شرح النخبة لشَيْخِنَا وَغير ذَلِك وكتبت لَهُ كراسة، وسافر مَعَ صهره فِي موسم سنة

ثَلَاث وَتِسْعين لدمشق فَمَا انْشَرَحَ صهره لذَلِك وَأقَام بالقدس وَجَاءَت كبتهما لمَكَّة فِي موسم سنة أَربع وَبعد ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ بالطاعون هُوَ وَأمه فِي سنة سبع وَتِسْعين. 255 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عَليّ بن مُوسَى الْوَجِيه بن الْعَفِيف بن النُّور الْمَكِّيّ الْمَعْرُوف بالمزوق /. 256 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن دَاوُد الصَّدْر الكفيري الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. / قَالَ شَيخنَا فِي الأنباء عَنى بالفقه وناب فِي الحكم بِدِمَشْق وَمَات بهَا فِي الْمحرم سنة إِحْدَى عَن أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَت لَهُ همة فِي طلب الرياسة. قَالَه ابْن حجي. 257 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن الْحسن الزين الْمدنِي أَخُو أبي الْفرج / وحفيد أخي إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن الْقطَّان مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.) 258 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْفَخر عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن نصر بن أبي الْقسم بن عبد الرَّحْمَن البعلي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ. / سمع على الْحَافِظ الْمزي وَأبي الْعَبَّاس الْجَزرِي وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل بن عمر الْحَمَوِيّ وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا بِدِمَشْق وأرخ وَفَاته فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. 259 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم الزين بن الْجمال بن الْفَخر الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْفَخر الْمصْرِيّ. / أسمعهُ أَبوهُ الْكثير من شُيُوخ عصره فَفِي سنة سبعين على الصّلاح بن أبي عمر بعض مُسْند عَائِشَة من مُسْند أَحْمد وعَلى الْكَمَال بن حبيب سنَن ابْن مَاجَه وعَلى التقي بن رَافع سنَن النَّسَائِيّ وَكَذَا سمع على الْمُحب الصَّامِت وَغَيره وتفقه قَلِيلا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ. 260 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن يُوسُف بن يحيى الزين بن التقي الحجاوي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي نزيل الْقَاهِرَة /. سمع من الْمُحب الصَّامِت أَخْبَار الْكسَائي والصولي وَمن لفظ أَخِيه عمر بن عبد الله بن أَحْمد بن الْمُحب غير ذَلِك وَكَانَ من دهاة النَّاس وعقلائهم ذَا وجاهة وَمَعْرِفَة بفنون مداخلات النَّاس ثمَّ أُصِيب بعقله وَاخْتَلَطَ ولقيه ابْن فَهد والبقاعي بعد ذَلِك بِالْقَاهِرَةِ فَذكر لَهما أَنه سمع كثيرا بالصالحية على جمَاعَة مِنْهُم ابْن الْمُحب والكركي وَقَرَأَ عَلَيْهِ البقاعي شَيْئا من مسموعه فَكَانَ يحضر تَارَة ويغيب أُخْرَى فَتَرَكَاهُ بعد أَن أجَاز لَهما وَذَلِكَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمَات بِالْقَاهِرَةِ إِمَّا فِيهَا أَو فِي الَّتِي بعْدهَا. عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أَمِين الدّين /. فِي ابْن عبد الله بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن.

261 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله القَاضِي زين الدّين بن المجير. / استوزره صَاحب حصن كيفا وَهُوَ قَاض شَافِعِيّ عَالم حسن السِّيرَة كَمَا قَالَه شَيخنَا فِي أَحْمد بن سُلَيْمَان الْأَشْرَف من سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ. 262 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الباز /، مَاتَ سنة أَربع وَأَرْبَعين. 263 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله النفياي / ثَانِي الْخَمْسَة المهتدين للاسلام، مِمَّن سمع على شَيخنَا وَغَيره وَهُوَ الْآن حَيّ. 264 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَارِث بن مُحَمَّد بن عبد الْوَارِث بن مُحَمَّد بن عبد الْعَظِيم بن عبد الْمُنعم بن يحيى النَّجْم أَبُو الْخَيْر بن الزين أبي مُحَمَّد بن الْجمال الْقرشِي الْبكْرِيّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي وَالِد المحيوي عبد الْقَادِر / الْآتِي وَيعرف بِابْن عبد الْوَارِث، ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد النُّور بن إِسْحَق وَغَيره تجويدا وَلأبي عَمْرو على خلف الْمقري وجوده أَيْضا على الْفَخر الضَّرِير والنور أخي بهْرَام وَحفظ الالمام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد ومختصر ابْن الْحَاجِب الفرعي وألفية النَّحْو وعرضها على جمَاعَة من الْمَالِكِيَّة كالتاج بهْرَام وَعبيد البشكالسي وناصر الدّين بن التنسي وَمن الشَّافِعِيَّة كَابْن الملقن والبلقيني وأجازوا لَهُ واشتغل فِي الْفِقْه على التَّاج بهْرَام وَالْجمال الأقفهسي قَرَأَ عَلَيْهِمَا بحثا جَمِيع الْمُخْتَصر وَسمع على أَولهمَا أَيْضا بِقِرَاءَة الشهَاب بن تَقِيّ بخانقاه شيخو وَقَرَأَ بعض ألفية النَّحْو على الْعِزّ بن جمَاعَة وَسمع على نَاصِر الدّين بن الْفُرَات والنجم البالسي وَالشَّمْس بن المكين الْبكْرِيّ وَالْفَخْر القاياتي بل كَانَ يَقُول إِنَّه سمع عَليّ الصّلاح الزفتاوي والسراج عمر بن جمَاعَة وَإنَّهُ قَرَأَ على ابْن الملقن الامام أنابه ابْن سيد النَّاس أنابه مُؤَلفه وَإِن مِمَّن أجَازه الزين الْعِرَاقِيّ وَلَيْسَ كُله بِبَعِيد وناب فِي الْقَضَاء عَن الشَّمْس الْمدنِي وَابْن خلدون وَعَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعدهمْ بل فوض لَهُ شَيخنَا مَا فوضه لَهُ السُّلْطَان وَولي بعد وَالِده تدريس القمحية ثمَّ رغب عَنْهَا، وَحج فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وأنعم عَلَيْهِ الظَّاهِر فِيهَا بِأَلف دِينَار بعد أَن كَانَ رسم لَهُ فِي مَجْلِسه بِثَمَانِينَ لسابق معرفَة بَينهمَا واتفاق ماجرية كَانَ الظَّاهِر يحكيها مستشهدا بهَا لعدله فِي قَضَائِهِ وَلما عَاد من الْحَج أنعم عَلَيْهِ أَيْضا بِخَمْسِمِائَة فأباها على مَا قَالَه لي وَرجع إِلَى منية بني خصيب فَأَقَامَ بهَا قَاضِيا كسلفه وَقد حدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وقرأت عَلَيْهِ أَشْيَاء، وَكَانَ فَاضلا جوادا ظريفا ذَا سطوة على المفسدين ولسان ذلق وَكلمَة نَافِذَة سِيمَا فِي بِلَاد الصَّعِيد كلهَا عِنْد مباشريها ومشايخ العربان بهَا وَمن عداهم كثير التَّوَاضُع عالي الهمة حكى شَيخنَا فِي حوادث سنة

أَربع وَعشْرين من أنبائه أَنه ظفر بشخص من عرب الصَّعِيد يُقَال لَهُ عرام ادّعى النُّبُوَّة فانه زعم أَنه رأى فَاطِمَة الزهراء ابْنة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرته عَن أَبِيهَا أَنه سيبعث بعده، وأطاعه نَاس وَخرج فِي ناحيته فَقَامَ عَلَيْهِ النَّجْم الْمَذْكُور وسعى إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ فَضَربهُ تعزيرا وحبسه وأهانه فَرجع عَن دَعْوَاهُ وَتَابَ، وَوَصفه فِي عرض وَلَده بالشيخ الامام الحبر الْهمام الْعلم الْمُقْتَدِي والأوحد المرتضي وجده بالشيخ وَصدر فِي أَوْصَاف الْوَلَد بسليل الْأَئِمَّة مفاخر الْأمة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة منتصف ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَابْنه غَائِب بِالشَّام رَحمَه الله وإيانا. 265 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أسعد الزين أَبُو النجيب بن التَّاج بن الْعَفِيف اليافعي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شَقِيق الْجمال مُحَمَّد / الْآتِي وسبط الأديب الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد الأسبحي أمهما فَاطِمَة. ولد فِي مستهل الْمحرم سنة ثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة أَوَّلهمْ فِي سنة تسع وَسمع على الزين المراغي وَأَجَازَ لَهُ خلق باستدعاء ابْن مُوسَى وعنى بالأدب وَالشعر وَنظر فِي دواوينه وَفهم وَحفظ أَشْيَاء حَسَنَة بل نظم ونثر، وَتردد لليمن والشحر للاسترزاق وَدخل مصر وناب فِي الامامة بالْمقَام عَن عبد الْهَادِي الطَّبَرِيّ وَفِيه كياسة ومروءة وَحسن عشرَة ومذاكرة. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَعشْرين. ذكره الفاسي بِاخْتِصَار وبيض لشعره. 266 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب بن نصر الله التقي بن التَّاج الفوي / من بَيت شهير. كَانَ أحد موقعي الدست وناظر دَار الضَّرْب بل نَاظر الْأَوْقَاف إِلَى أَن انْفَصل عَنهُ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بِابْن أقبرس ثمَّ اسْتَقر فِي نظر جدة عوض تَاج الدّين بن حَتَّى فِي الَّتِي بعْدهَا وَغَيرهَا وَفِي نظر ديوَان الْمُفْرد وَفِي غير ذَلِك وَعمر وتعطل دهرا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَظنهُ قَارب الثَّمَانِينَ أَو جازها عَفا الله عَنهُ. 267 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب بن الزين اللدي الأَصْل الْغَزِّي / نَاظر جيشها بل عظيمها وأخو سعد الدّين ابراهيم الْمَاضِي مِمَّن يذكر بالأموال الغزيرة. مَاتَ بهَا وَقد جَازَ السّبْعين فَجْأَة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سلخ شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ قبل إكماله الْمدرسَة الَّتِي أمره السُّلْطَان ببنائها لَهُ هُنَاكَ فالتزم وَلَده ابراهيم الْمَاضِي باكمالها. 268 - عبد الرَّحْمَن بن عبيد الله بن عوض بن مُحَمَّد الأردبيلي الشرواني القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْبَدْر مَحْمُود / الْآتِي وَإِخْوَته. حفظ البديع لِابْنِ الساعاتي وَالْهِدَايَة، وَخلف وَالِده فِي تدريس الأبوبكرية والأيتمشية وَأم السُّلْطَان لكَونه أكبر

إخْوَته وَمَات سنة إِحْدَى عشرَة. 269 - عبد الرَّحْمَن بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله السَّيِّد الْعَفِيف أَبُو حَفْص بن النُّور بن الْعَلَاء بن الْعَفِيف الْحُسَيْنِي الايجي الشَّافِعِي / الْآتِي كل من جد أَبِيه فَمن يَلِيهِ وَأَخُوهُ مُحَمَّد وَصَاحب التَّرْجَمَة أصغرهما. ولد فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة. ولازمني بِمَكَّة فِي أَخذ جملَة بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَمِمَّا قَرَأَهُ الْيَسِير من الْخُلَاصَة للطيبي تفهما وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة ملخصة فِي التَّارِيخ الْكَبِير. 270 - عبد الرَّحْمَن بن عبيد بن عمر بن مُحَمَّد التقي أَبُو عبد الله بن الزين المعمر أبي عمر الْقرشِي بَلَدا الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَبِه يعرف من ذَوي الوجاهات بمحله يقوم بزاوية سلفه مَعَ اشْتِغَاله بِمَا يقوم بِهِ معيشته من صناع يعْملُونَ لَهُ القماش وزراعة لنيل وقمح وفول وَغير ذَلِك مَعَ عقل وَسُكُون، وَيكثر التَّرَدُّد للقاهرة وَقد قَرَأَ عَليّ يَسِيرا وَسمع أَشْيَاء فِي الْبَحْث وَغَيره وَكَانَ فهما بل متقنا للميقات وَنَحْوه ولكثير من الْحَرْف والصنائع من نجارة وحديد وَغير ذَلِك، وابتنى بِبَلَدِهِ حوضا للسبيل وَغَيره وَصَارَ ذَا ثروة فِي الْجُمْلَة، وَحج وجاور بعض سنة. مَاتَ ظنا فِي سنة خمس وَتِسْعين بِبَلَدِهِ رَحمَه الله. 271 - عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن أَمِير الشرواني الأَصْل الْمَحْمُود أبادي ثمَّ الرُّومِي الْحَنَفِيّ / فَاضل ورد مَكَّة فِي الْبَحْر فَأخذ عَنهُ بعض الطّلبَة وَتردد إِلَيّ فَكَانَ مِمَّا سَمعه مني المسلسل وَاسْتشْكل أَشْيَاء فِي الِاصْطِلَاح فأوضحتها لَهُ وسافر مَعَ شدَّة حرصه على الْمُلَازمَة لكَون أهل نواحيه لَا عهد لَهُم بِشَيْء من الحَدِيث ومتعلقاته وَذكر لي أَن لَهُ تصانيف فِي العقليات وحواشي على كثير من الْكتب المشكلات. 272 - عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن الرضي عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن الرضي عبد الرَّحْمَن ابْن عَليّ السفط رَشِيدِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الخليفتي الصُّوفِي بخانقاه قوصون بالقرافة الصُّغْرَى. / ولد فِي آخر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بسفط رشيد. 273 - عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حَاتِم الزين الْمَكِّيّ الأَصْل الفارسكوري الحريري نزيل دمياط. / ولد فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بفارسكور وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على ابراهيم بن الْفَقِيه يُوسُف وَغَيره وتلا على الزين بن عَيَّاش وَجَمَاعَة ثمَّ انْتقل إِلَى أبيار فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَاجْتمعَ بِابْن الزين فَأخذ عَنهُ ثمَّ حج من الْقصير وَأقَام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة سِتَّة أَعْوَام وَرجع إِلَى أبيار فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ قطن دمياط من سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة إِلَى أَن مَاتَ، وَدخل

الْيمن والقاهرة وتعاني النّظم ونظم الْكثير لَكِن رُبمَا يَقع لَهُ فِيهِ اللّحن لعدم إجادته للعربية، لَقيته بدمياط فَكتبت عَنهُ قصيدة أَولهَا: (مَشْهُور وجدي فِي هَوَاك صَحِيح ... وغريب قولي فِي الغرام رجيح) (ولسابق الود ائتلفت بلاحق ... من مستفيض الجفن فَهُوَ قريح) وَكَانَ إنْسَانا حسنا كثير الْأَدَب قَلِيل ذَات الْيَد مَاتَ. 274 - عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان جمال الدّين السكندري الترجمان التَّاجِر، / كَانَ عَارِفًا بِأُمُور المتجر وَمِمَّنْ صاهر فِي بَيت ابْن الْأَشْقَر. قدم من إسكندرية متوعكا فَمَرض مُدَّة ثمَّ نصل وَدخل الْحمام ثمَّ انتكس وَمَات فِي رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَمَات لَهُ ابْن اسْمه مُحَمَّد. 275 - عبد الرَّحْمَن بن عليان الْغَزِّي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 276 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد الزين أَبُو الْمَعَالِي وَأَبُو الْفضل بن النُّور أبي الْحسن الأدمِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ. ولد بعيد الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بالبندقدارية من نواحي الصليبة وَنَشَأ بِمصْر فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْجمال البارنباري وَغَيره وتقريب الْأَسَانِيد للعراقي وَشرح الْأَسْمَاء الحسني للملوي ومنازل السائرين فِي التصوف والمنهاج الفرعي وألفية ابْن مَالك وَجمع الْجَوَامِع وَالتَّلْخِيص وَعرض فِي سنة سبع وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا عَليّ الْعِرَاقِيّ وَولده والهيثمي والبلقيني وَابْن الملقن والأبناسي والغماري والبرشنسي وَبدر القويسني وَابْن الميلق وَابْن الشيخة وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الله القليوبي وَعبد اللَّطِيف بن أَحْمد الأسنائي والعز عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الطَّيِّبِيّ وَالشَّمْس بن المكين الْمَالِكِي وناصر الدّين الصَّالِحِي والزين الفارسكوري ويلبغا السالمي والتاج أَحْمد ابْن عَليّ بن الظريف وأجازوه كلهم فِي آخَرين مِمَّن لم أر فِي كِتَابَته الاجازة وَكتب لَهُ الْعِرَاقِيّ أَنه يروي الْمِنْهَاج عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي البركات الدَّمِيرِيّ عَن مُؤَلفه وكل مِنْهُ وَابْنه أَنه يروي جمع الْجَوَامِع عَن مُؤَلفه، وَسمع بِقِرَاءَة أَبِيه عَليّ الْعِرَاقِيّ من أول تقريبه الَّذِي عرضه عَلَيْهِ إِلَى بَاب الْمَسْبُوق يقْضِي مَا فَاتَهُ وَكَذَا سمع على الصّلاح الزفتاوي مُسْند الشَّافِعِي بفوت الْمجْلس الأول وَقَرَأَ فِي الْفِقْه وَغَيره على أَبِيه واليسير على الزين الفارسكوري، وَحج وَدخل دمشق واسكندرية للتِّجَارَة وَكتب فِي بعض الدواليب وَحدث سمع مِنْهُ

الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ مسموعه من التَّقْرِيب وَجَمِيع مُسْند الشَّافِعِي وَكَانَ خيرا ضخم الشكالة كثير التَّحَرُّز محبا فِي الْعلم وَأَهله وَوَصفه شَيخنَا بالفاضل البارع المرتضي الرضي، وَمَات بعد أَن أقعد فِي ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ رَحمَه الله ونفعنا بِأَبِيهِ. 277 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْبَهَاء الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَسبعين بِمَكَّة وَسمع بهَا من النشاوري وَابْن صديق وَابْن سكر وَغَيرهم وَحفظ الرسَالَة، وناب فِي الحكم بِمَكَّة عَن ابْن عَمه الْعِزّ النويري وَولي امامة مقَام الْمَالِكِيَّة بعد أَبِيه شَرِيكا لِأَخِيهِ الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي وَدخل الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ أهين فِي الثَّانِيَة مِنْهُمَا ظلما وناب بهَا فِي الْقَضَاء بعد ذَلِك عَن الْجمال الْبِسَاطِيّ لينجبر كَسره، وَرجع إِلَى مَكَّة ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى الْيمن فَأَقَامَ بهَا أشهرا ثمَّ أدْركهُ أَجله فَمَاتَ فِي آخر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ بزبيد وَدفن بمقابرها رَحمَه الله وسامحه. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. 278 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عُثْمَان الزين أَبُو هُرَيْرَة بن الْعَلَاء أبي الْحسن السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الانصاري الخزرجي الْحلَبِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْأَصَم سبط أبي امامة بن النقاش /. ولد فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عمر وعَلى بعض الْقُرَّاء وَحفظ أَحْكَام الْأَحْكَام لجده لأمه والنخبة لشَيْخِنَا وألفية الحَدِيث والنحو وغالب التَّنْبِيه وَأخذ الْفِقْه واصوله والنحو عَن الشَّمْس الشطنوفي والفرائض عَن الشَّمْس الغراقي وَعلم الحَدِيث عَن خَاله أبي هُرَيْرَة وَشَيخنَا وبرع فِي ذَلِك كُله سِيمَا النَّحْو والفرائض وَأَجَازَ لَهُ السراج البُلْقِينِيّ والزين الْعِرَاقِيّ، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل غَزَّة وَلكنه لم يسمع بهَا شَيْئا وَولي الخطابة بِجَامِع أصلم، وَمرض بعد بُلُوغه فَحصل لَهُ صمم بِحَيْثُ انه لم يكن يسمع شَيْئا الْبَتَّةَ بل كَانَ من أَرَادَ تحديثه يُحَرك لَهُ باصبعه على كمه أَو على كَفه من دَاخل كمه بِحَيْثُ لَا يرى أَو على ظَهره بملامسة الْأصْبع لجسده كل ذَلِك كَهَيئَةِ من يكْتب فيفهم بِهِ مُرَاده وَيُقَال ان الشطنوفي كَانَ يُقرر لَهُ الدُّرُوس بِأُصْبُعِهِ كِتَابَة فِي الْهَوَاء وَرَأَيْت شَيخنَا كثيرا يُقرر لَهُ كَذَلِك ويفهمه سَرِيعا بِدُونِ تكلّف ويستشكل وَيرد وَهُوَ فِي ذَلِك من أَعَاجِيب الدَّهْر أَشَارَ شَيخنَا لذَلِك فِي وفيات سنة سِتّ عشرَة فترجم مُحَمَّد بن ابراهيم بن عبد الحميد بن عَليّ الموغاني بِمثل ذَلِك كَمَا سَيَأْتِي ثمَّ قَالَ وَقد حاكاه فِيهِ صاحبنا وسمى هَذَا وَهُوَ مَعَ ذَلِك فِي غَايَة الذكاء واللطافة والتنكيت وحلاوة النادرة وَسُرْعَة الْجَواب وَمِمَّنْ يعرف الدقاف وَرمى النشاب معرفَة مليحة، وَلما مَاتَ شَيخنَا أَنْشدني لنَفسِهِ فِيهِ مرثية أودعتها الْجَوَاهِر والدرر. وَمَات فِي ربيع

الآخر سنة خمس وَخمسين، وَبَلغنِي انه قبل مَوته بِيَسِير فِي حَال مَرضه خف صممه حَتَّى قضى الْمخبر لي وَهُوَ من أقربائه من ذَلِك الْعجب رَحمَه الله وايانا، وَمِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه: (أَقْسَمت لَا أسَال الا حرا ... لَا تسْأَل النذل يزدك ضرا) ) (إِن الْكَمَال لكل امْرِئ ... لمن لأبوابه استقرا) كَذَا من نظمه: (جردت روح الرّوح مني سَائِلًا ... هَل من جَوَاب صَالح عَن صَالح) (فَأَجَابَنِي بعد التأوه قَائِلا ... مَا سنّ فِي الاسلام سنة صَالح) 279 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن اسحاق بن مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مصلح زين الدّين أَبُو الْفرج التَّمِيمِي الدَّارِيّ الخليلي الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد وسبط الْبُرْهَان ابراهيم بن يُوسُف بن مَحْمُود القرماني الْحَنَفِيّ / الماضيين وَيعرف بشقير. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَقَالَ لي مرّة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِبَلَد الْخَلِيل وَنَشَأ بِهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن لأبي عَمْرو عِنْد اسماعيل بن مَرْوَان وَحفظ ألفية ابْن مَالك والمنهاج الفرعي وتفقه فِيهِ بِأَبِيهِ وبالشهاب بن قشلميش وَقَرَأَ فِي الْفَرَائِض والعربية على الشهَاب بن الهائم قَرَأَ عَلَيْهِ النفحة القدسية فِي الْفَرَائِض والسماط فِي النَّحْو وَكَذَا قَرَأَ فِي الْفِقْه والنحو على الشَّمْس البصروي وَقَرَأَ على أَبِيه بحثا جَمِيع تَفْسِير الْبَغَوِيّ كَمَا أخبر بِهِ بل قَالَ انه لبس الْخِرْقَة من الشهَاب بن الناصح وانه سمع الصَّحِيح على أبي الْخَيْر بن العلائي بِقِرَاءَة القلقشندي وانه قَرَأَهُ على جده لأمه وَسمع كَمَا وجد بِخَط الْقَارئ وَهُوَ الْبُرْهَان الْحلَبِي على أبي حَفْص عمر بن النَّجْم يَعْقُوب الْبَغْدَادِيّ الهدمي من أَوله إِلَى كَذَا بِسَمَاعِهِ بأخباره وَهُوَ رجل صَالح لجَمِيع الصَّحِيح مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَالثَّانيَِة فِي الَّتِي بعْدهَا عَليّ الحجار بِدِمَشْق وَكَذَا سمع عَليّ ابْن الْجَزرِي والتدمري وَغَيرهمَا وَصَحب الزين الخافي وتلقن مِنْهُ الذّكر واختلى عِنْده، وَحج فِي سنة أَربع وَعشْرين رَفِيقًا للكمال بن الْهمام وَتردد للقاهرة كثيرا وَولي مشيخة تدريس الحَدِيث وَالتَّفْسِير عِنْد السرداب بِبَلَدِهِ وتعانى النّظم وَسَهل عَلَيْهِ أمره وغالبه دون الْوسط ونظم أَسبَاب النُّزُول للجعبري سَمَّاهُ مدد الرَّحْمَن فِي أَسبَاب نزُول الْقُرْآن والذخائر فِي الْأَشْبَاه والنظائر وَكَأَنَّهُ استمد فِيهِ من كتابي ابْن الْجَوْزِيّ وَابْن الزَّاغُونِيّ أَو أَحدهمَا وَعدد مَا لكل صَحَابِيّ من الحَدِيث سَمَّاهُ الاصابة فِيمَا رَوَاهُ السَّادة الصَّحَابَة واللمع للشَّيْخ أبي اسحاق لم يكمل بل أفرد من نظمه ديوانا والتقط من الصَّحِيحَيْنِ مائَة حَدِيث وَشَرحهَا وَعمل دُرَر النفائس فِي ملح الْمجَالِس فِي التَّفْسِير

على طَريقَة الْوَعْظ افْتتح كل مجْلِس مِنْهُ بِخطْبَة تناسبه، وَقد لَقيته بغزة ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ مرَارًا بل حضر عِنْدِي فِي الاملاء وحملت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ فَاضلا طلق الْعبارَة ذَا فضل واستحضار فِي) الْجُمْلَة وَلَكِن فِي كَلَامه تسَامح وَأَخُوهُ أشبه حَالا مِنْهُ وَكَانَ يَقُول انه رأى الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْمَنَام سبع عشرَة مرّة وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خمْسا وَعشْرين مرّة وانه مدح كلا مِنْهُمَا بعدة قصائد وانه أَنْجَب أَوْلَادًا كَانَ مِنْهُم خَمْسَة مُحَمَّد وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي، وَقد قَالَ البقاعي رَأَيْته انسانا حسنا تغلب عَلَيْهِ سَلامَة الْفطْرَة وَأثبت الْعِمَاد بن جمَاعَة فِي تَرْجَمته سَمَاعه البُخَارِيّ عَليّ ابْن العلائي فَأَما أَن يكون وقف على الطَّبَقَة أَو نَحْوهَا أَو اعْتمد قَوْله وَهُوَ أقرب. مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة سادس وَقيل تَاسِع شعْبَان سنة سِتّ وَسبعين بالخليل وَدفن بِقَبْر أعده لنَفسِهِ بِقِطْعَة التَّوْبَة بِالْقربِ من بركَة السُّلْطَان عَفا الله عَنهُ وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله: (الْجِسْم مضني من بعادك بالي ... وسوي حَدِيثك لَا يمر ببالي) (والجفن مهمول ينقط أدمعا ... مشكولة فِي شكلها شكوى لي) فِي أَبْيَات كتبتها مَعَ غَيرهَا فِي تَرْجَمته من مَوضِع آخر. 280 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أبي بكر بن أَحْمد بن مَسْعُود بن مرير بميم ومهملتين مصغر الزين أَبُو هُرَيْرَة الواحدي الريمي ثمَّ الْمَكِّيّ وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بعبيد. / أحضر فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة على النشاوري بعض التِّرْمِذِيّ وَسمع على ابْن صديق مُسْند عبد وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بكر بن ابراهيم بن الْعِزّ وَأَبُو بكر ابْن عبد الله بن عبد الْهَادِي وَأحمد بن أقبرص وَأحمد بن عَليّ بن يحيى الْحُسَيْنِي وَعبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَأُخْتهَا عَائِشَة وَآخَرُونَ. وَدخل الْيمن غير مرّة والقاهرة ودمشق طلبا للرزق وَسمع بِدِمَشْق مَعَ ابْن فَهد فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ على ابْن الطَّحَّان وَغَيره وَكَانَ خيرا دينا صَالحا مُبَارَكًا كثير الصَّدَقَة والاحسان للْفُقَرَاء ملازما لِلْعِبَادَةِ وَله نظم أثبت مِنْهُ فِي تَرْجَمَة شَيخنَا مَا امتدحه بِهِ وَكَذَا من نظمه قَوْله: (أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة ... بِأم الْقرى أضحى بهَا وأقيل) (وَهل أردن شعبي جِيَاد ففيهما ... شِفَاء لقلب بالفراق عليل) مَاتَ بِمَكَّة فِي عصر يَوْم الثُّلَاثَاء عشري شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. 281 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن خلف الزين أَبُو الْمَعَالِي الفارسكوري ثمَّ

القاهري الشَّافِعِي، / ولد سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة بفارسكور، وَقدم الْقَاهِرَة وتفقه بالجمال الاسنائي ثمَّ بالبلقيني وَآخَرين) وَسمع الحَدِيث فَأكْثر وَكتب بِخَطِّهِ الْمليح كثيرا وارتقى فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وَتقدم فِي الْعَرَبيَّة وَعمل شرحا على شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد فِي مجلدات جمع فِيهِ أَشْيَاء حَسَنَة وَلكنه عدم وقفت على كراريس مِنْهُ وَفِيه تَحْقِيق ومتانة ويستمد فِيهِ من البُلْقِينِيّ كثيرا وَلذَا استعارها مني وَلَده الْعلم البُلْقِينِيّ فَضَاعَت فِي تركته وتألمت لَهَا كثيرا وَرَأَيْت بعض كراريس بِغَيْر خطه وَفِيه تَبْلِيغ بِخَطِّهِ لفتح الدّين الباهي الْحَنْبَلِيّ بِالْقِرَاءَةِ وَكَانَ ذَا حَظّ من الْعِبَادَة والمروءة وَالسَّعْي فِي حوائج الغرباء خُصُوصا أهل الْحجاز، وَقد ولي قَضَاء الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة بعد الشهَاب السلاوي وَلم يتهيأ لَهُ مُبَاشَرَته فانه لما اسْتَقر نَاب عَنهُ القَاضِي نَاصِر الدّين أَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح ثمَّ لم يلبث أَن عزل بِهِ قبل توجهه اليها وَكَذَا اسْتَقر سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فِي تدريس المنصورية بعد الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وَفِي نظر الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة ودرسها فعمرها أحسن عمَارَة وحمدت مُبَاشَرَته وجاور بِمَكَّة وصنف بهَا شَيْئا فِي مقَام ابراهيم، قَالَ شَيخنَا وَكنت أوده ويودني وَسمعت بقرَاءَته وَسمع بِقِرَاءَتِي، وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي رَجَب سنة ثَمَان عَن ثَلَاث وَخمسين سنة وأسفت عَلَيْهِ جدا، وَسُئِلَ فِي مرض مَوته أَن ينزل عَن بعض وظائفه لبَعض من يُحِبهُ من رفقته فَقَالَ لَا أتقلدها حَيا وَمَيتًا وَذكره المقريزي فِي عقوده. 282 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن صَالح أَبُو زيد المكودي نسبا الفاسي الْمَالِكِي / لَهُ شرحان على ألفية ابْن مَالك فأكبرهما لم يصل إِلَى الْقَاهِرَة والمتداول بَين الطّلبَة هُوَ الْأَصْغَر وَهُوَ نَافِع للمبتدئين كشرحه على الجرومية، وَكَانَ نحويا عَالما. مَاتَ سنة احدى. 283 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن صَلَاح الدّين القاهري الْخَطِيب وَالِد عبد الرَّحْمَن / الْمَاضِي. مِمَّن اشْتغل بالفقه وأصوله على الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَسمع على أَولهمَا وَكَذَا سمع على ابْن الديري بل حضر عِنْد شَيخنَا وَكتب عَنهُ فِي الامالي من سنة سبع وَعشْرين وَأَجَازَ لَهُ وَأذن لَهُ حسب سُؤَاله فِي عمل الميعاد ورثاه بِأَبْيَات، وَكَانَ خَطِيبًا بِجَامِع البرددار بِخَط قنطرة قديدار وَيشْهد فِي تِلْكَ الخطة مَذْكُورا بالصلاح اشْتهر عِنْد الاعلام بانه يَتَيَسَّر لَهُ الْحَج وَولد صَالح فَلَمَّا حملت زَوجته توجه لِلْحَجِّ فحج وَمَات فِي عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِمَسْجِد الْخيف قبل طواف الافاضة ثمَّ ولد لَهُ رَحمَه الله.

284 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبيد الله الْحلَبِي الامشاطي /، سمع مني بِمَكَّة.) 285 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن هَاشم الزين أَبُو هُرَيْرَة التفهني ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَخُوهُ الشَّمْس مُحَمَّد. ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بتفهنا بِفَتْح الْمُثَنَّاة وَالْفَاء وَسُكُون الْهَاء بعْدهَا نون قَرْيَة من أَسْفَل الأَرْض بِالْقربِ من دمياط، وَمَات أَبوهُ وَكَانَ طحانا وَهُوَ صَغِير فَقدم مَعَ أمه الْقَاهِرَة وَكَانَ أَخُوهُ بهَا فتنزل بعنايته فِي مكتب الايتام بالصرغتمشية ثمَّ ترقى إِلَى عرافتهم وأقرأ بعض بني بعض أتراك تِلْكَ الخطة وتنزل فِي طلبتها وَحفظ الْقَدُورِيّ وَغَيره ولازم الِاشْتِغَال وَدَار على الشُّيُوخ وَمن شُيُوخه خير الدّين العنتابي إِمَام الشيخونية والبدر مَحْمُود الكلستاني فمهر فِي الْفِقْه وأصوله وَالتَّفْسِير وأصول الدّين والعربية والمعاني والمنطق وَغَيرهَا وَسمع البُخَارِيّ عَليّ النَّجْم بن الكشك وَمُسلمًا من لفظ الشَّمْس الغماري وجاد خطه وَشهر اسْمه وخالط الأتراك وَصَحب الْبَدْر الكلستاني لما ولي مشيخة الصرغتمشية قبل ولَايَته لكتابة السِّرّ فَأخذ عَنهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ ولازمه فَلَمَّا وَليهَا راج بِهِ أمره قَلِيلا واشتهر ذكره وتصدى للتدريس والافتاء سِنِين وناب فِي الحكم عَن الْأمين الطرابلسي ثمَّ عَن الْكَمَال بن العديم ونوه بِهِ عِنْد الأكابر وَصَارَ من أفاضل طلبة الشيخونية حِين كَانَ الْكَمَال شيخها يجلس ثَانِي من يجلس عَن يَمِينه فِي الدَّرْس والتصوف، وَترك الحكم مُدَّة وَلم يلبث أَن ولي بعنايته مشيخة الصرغتمشية بعد أَن تنَازع فِيهَا هُوَ والشرف التباني وَحُضُور التباني لَهَا وَكَانَ مَعَه قبل ذَلِك تدريس الحَدِيث بهَا رغب لَهُ عَنهُ الولوي بن خلدون بِمَال فكمل لَهُ الْفِقْه والْحَدِيث بهَا وَكَانَ يذكر أَنه بحث مَعَ الْجلَال التباني وَالِد الشّرف هَذَا فِي درس الْفِقْه بهَا فَغَضب مِنْهُ فأقامه فَخرج وَهُوَ مكسور الخاطر فَدَعَا الله أَن يوليه التدريس مَكَانَهُ فَحصل لَهُ ذَلِك وَأخرج ابْنه لأَجله وَكَذَا درس بالايتمشية لما ولي الكلستاني كِتَابَة السِّرّ وَأوصى لَهُ عِنْد مَوته وخطب بِجَامِع الْأَقْمَر لما عمل السالمي فِيهِ الْخطْبَة وَتزَوج فَاطِمَة ابْنة كَبِير تجار مصر الشهَاب الْمحلي فَعظم قدره وسعى فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بعد موت نَاصِر الدّين بن العديم وَكَاد أمره أَن يتم ثمَّ لما اسْتَقر الشَّمْس بن الديري فِي مشيخة المؤيدية اسْتَقر هَذَا عوضه فِيهِ وَذَلِكَ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فباشره مُبَاشرَة حَسَنَة إِلَى أَن صرف فِي سنة تسع وَعشْرين بالعيني وَقرر فِي مشيخة الشيخونية بعد السراج قاري الْهِدَايَة ثمَّ أُعِيد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وانفصل

عَن الشيخونية بالصدر بن العجمي وَاسْتمرّ قَاضِيا إِلَى أَن مرض وَطَالَ مَرضه فصرف حِينَئِذٍ بالعيني فِي جُمَادَى الثَّانِيَة وَلم يلبث أَن مَاتَ بعد أَن رغب لوَلَده شمس الدّين) مُحَمَّد عَن تدريس الصرغتمشية فِي شَوَّال سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَصلى عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ وَدفن بتربة صهره الْمحلي بِالْقربِ من تربة يشبك الناصري من القرافة وَيُقَال أَن أم وَلَده دست عَلَيْهِ سما لِأَنَّهَا كَانَت ظنت انفرادها بِهِ بعد موت زَوجته فَمَا اتّفق بل تزوج امْرَأَة أُخْرَى وَأخرج الْأمة فَحصل لَهَا غيرَة فَالله أعلم. وَأوصى بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم لمِائَة فَقير يذكرُونَ الله أَمَام جنَازَته وَسَبْعَة آلَاف دِرْهَم لكفنه وجنازه وَدَفنه وَقِرَاءَة ختمات، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَكَانَ حسن الْعشْرَة كثير العصبية لأَصْحَابه عَارِفًا بِأُمُور الدُّنْيَا وبمخالطة أَهلهَا على أَنه يَقع مِنْهُ فِي بعض الْأُمُور لجاج شَدِيد يعاب بِهِ وَلَا يَسْتَطِيع أَن يتْركهُ قَالَ وَكَانَ قد انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة أهل مذْهبه، وَنَحْوه قَوْله فِي حوادثه أَنه كتب عَليّ الفتاوي فأجاد وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق كثير الِاحْتِمَال شَدِيد السطوة إِذا غضب لَا يُطَاق وَإِذا رضى لَا يكَاد يُوجد لَهُ نَظِير، وَقَالَ فِي مُعْجَمه سَمِعت من نظمه وَقَالَ فِي رفع الاصر أَنه سَار فِي الْقَضَاء سيرة محمودة وخالق النَّاس بِخلق حسن مَعَ الصيانة والافضال والشهامة والاكباب على الْعلم وَلما تكلم ططر فِي المملكة بعد الْمُؤَيد كَانَ من أخص النَّاس بِهِ وسافر مَعَه إِلَى الشَّام بل اسْتمرّ إِلَى حلب مَعَ تخلف القَاضِي جلال الدّين البُلْقِينِيّ بِالشَّام وَلذَا ذكره ابْن خطيب الناصرية فِي تاريخها وَقَالَ إِنَّه كَانَ مُعظما عِنْد الظَّاهِر وَاجْتمعت بِهِ فَوَجَدته عَالما دينا منصفا فِي الْبَحْث محققا للفقه وَالْأُصُول كيس الاخلاق، وَقَالَ التقي المقريزي انه حلف مرّة انه لم يرتش قطّ فِي الحكم وَلَا قبل لأحد شَيْئا وَلم يتْرك فِي الْحَنَفِيَّة مثله، وَقَالَ فِي عقوده نَحوه وانه كَانَ حشما مهابا مشكور السِّيرَة لَهُ افضال وَفِيه مُرُوءَة وَهُوَ خير من غَيره من قُضَاة الْحَنَفِيَّة وَله نظم وَقَالَ مرّة كَانَ بارعا فِي الْفِقْه وأصوله والعربية حسن السِّيرَة فِي الْقَضَاء بَاشرهُ على أحسن الْوُجُوه، وَقَالَ الشهَاب بن المحمرة كَانَ يعي مَا يخرج من رَأسه، وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة قَالَ لي السَّيِّد الرُّكْن بن زِمَام إِنَّه لما قدم دمشق سَأَلَني من أعلم أَنا أَو الشَّمْس بن الديري قَالَ فامتنعت فألح عَليّ فَقلت الديري أحفظ مِنْك وَأَنت أَكثر تَحْقِيقا مِنْهُ قَالَ فأعجبه ذَلِك وَرَضي بِهِ مني، وَقَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة أَنه عزل بِسَبَب تصميمه فِي الْحق وَعدم التفاته إِلَى الظلمَة وَكَانَ قد كتب عَليّ فَتْوَى تتَعَلَّق بِابْن تَيْمِية ونال فِيهَا من الْعَلَاء البُخَارِيّ لشَيْء كَانَ بَينهمَا. قلت وجلالته مستفيضة وَقد أَخذ عَنهُ الجم الْغَفِير من شُيُوخنَا فَمن دونهم

كَابْن الْهمام وتلميذه سيف الدّين وَكلهمْ يذكرُونَ من أَوْصَافه فِي الْعلم مَا سبق حَاصله، وَأما الْعَيْنِيّ فانه قَالَ مِمَّا فِيهِ تحامل كَبِير: كَانَ أَبوهُ عاميا من) الزراع فِي تفهنة والمتسببين بهَا فهرب إبنه مِنْهُ بعد بُلُوغه إِلَى الْقَاهِرَة وخدم بهَا حمارا لشخص يُقَال لَهُ يُوسُف الضَّرِير الْمقري وَصَارَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي الْقُرْآن ثمَّ اسْتَقر فِي كتاب الصرغتمشية مَعَ الصغار ثمَّ خدم شخصا يُقَال لَهُ يحيى الْأَشْقَر إِلَى أَن كبر وَاخْتَلَطَ بِالنَّاسِ وَتردد بَين طلبة الصرغتمشية والشيخونية وَقَرَأَ بعض شَيْء من الْفِقْه وأصوله على إِمَام الشيخونية خير الدّين العنتابي ثمَّ اتَّصل بالبدر الكلستاني وَحصل لَهُ بعض تميز بَين النَّاس فناب فِي الْقَضَاء واتصل بِبَعْض الْأُمَرَاء فتمول فبطر وطغى فسعى فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بالرشي والبرطيل قَالَ وَلم أعتقد صِحَة قَضَائِهِ وَكَانَ صَاحب غَرَض فَاسد يبْذل أَشْيَاء لأغراضه الْفَاسِدَة وَلم يكن يتَوَقَّف على دين عِنْد غَرَضه النفساني، وَتَوَلَّى الْوَظَائِف بالرشوة وَلم يكن أَهلا لَهَا خُصُوصا مشيخة صرغتمش فانه لم يكن لائقا بهَا بِالشَّرْعِ وَشرط الْوَاقِف وكل مَا تنَاوله مِنْهَا كَانَ سحتا وحراما، وَلم يعْهَد أَنه درس كتابا كَامِلا وَلَا كتب بِيَدِهِ كتابا كَامِلا وَلَا تأليفا وَلَا جمعا، وَكَانَ فِي الدَّعْوَى كثير الهذيانات والفشارات، وعزل مرَّتَيْنِ بكاتبه وَوَقع فِي قلبه نَار أحرقته فَلم يزل ضَعِيفا بأمراض مُخْتَلفَة إِلَى أَن مَاتَ فَالله يعلم مَا كَانَ حَاله عِنْد الْمَوْت وَنَحْوه قَول غَيره كَانَ فِي احدى عَيْنَيْهِ خلل ولحيته صفراء غير نقية الْبيَاض لِأَنَّهُ فِيمَا قيل كَانَ يبخرها قَدِيما بالكبريت لاسراع الشيب قَالَ وَكَانَ فَقِيها عَالما متبحرا فِي الْمَذْهَب بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ الا أَنه كَانَ سئ الْخلق وَله بادرة وَيقوم فِي حَظّ نَفسه وَرُبمَا خَاصم بعض من تحاكم عِنْده لغَرَض مَا بِحَيْثُ يظْهر عَلَيْهِ الْغَضَب سَرِيعا لكَونه كَانَ إِذا حمق اصفر وَجهه وارتعد، قَالَ وواقعته مَعَ الْمَيْمُونِيّ مَشْهُورَة من حكمه بسفك دَمه وَعقد بِسَبَب ذَلِك مجَالِس والميموني يحاققه عَن نَفسه حَتَّى كَانَ من كَلِمَاته اتَّقِ الله يَا عبد الرَّحْمَن أنسيت قبقابك الزحاف وعميمتك الْقطن فبادر حِينَئِذٍ وَهُوَ ظَاهر التَّغَيُّر لقَوْله حكمت بسفك دمك والتفت إِلَى شَيخنَا لينفذ حكمه فَقَالَ لَهُ على مهل حَتَّى يسكن غضب قَاضِي الْقُضَاة وانفض الْمجْلس وخلص الْمَيْمُونِيّ من يَده. 286 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الْوَهَّاب الْأنْصَارِيّ المنصوري الدمياطي الشَّافِعِي وَالِد التقي مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف بِابْن وَكيل السُّلْطَان. ولد سنة احدى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَقَرَأَ الْقُرْآن عَليّ الشهَاب الشارمساحي قَاضِي دمياط قبل قَضَائِهِ لَهَا وَبِه وبفتح الدّين النشائي شَارِح الْحَاوِي والْعَلَاء على الْحَرَّانِي

والتاج الطَّيِّبِيّ وَغَيرهم كالزين الفارسكوري تفقه وَعَن آخِرهم أَخذ الْعَرَبيَّة وارتحل للقاهرة فَأخذ عَن البيجوري بل حضر مجَالِس السراج) البُلْقِينِيّ وَسمع عَليّ الزين الْعِرَاقِيّ والشرف بن الكويك وَأقَام مَعَ أَبِيه بِمَكَّة سِنِين وَأخذ بهَا الْعلم وَالرِّوَايَة عَن جمَاعَة وَكَانَ قَرَأَ الْحَاوِي وَولي قَضَاء دمياط عَن شَيخنَا فدام بِهِ إِلَى أَن مرض للْمَوْت فَأَعْرض عَنهُ لأكبر أَوْلَاده عَليّ وَمَات فِي ثَانِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. 287 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن معالي بن ابراهيم الزين بن الْعَلَاء الْمصْرِيّ ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي وَالِد النُّور / عَليّ الْآتِي ويلقب بِابْن الْبَارِد. كَانَ وَالِده فِي خدمَة الشّرف الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي ثمَّ ترقى حَتَّى صَار نَقِيبًا ثَانِيًا أَو ثَالِثا وَولد لَهُ هَذَا فِي سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بحلب فَنَشَأَ بهَا غير مَحْمُود السِّيرَة فِيمَا قيل وَسمع على الشهَاب بن المرحل بعض مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَحدث وَكتب الْخط الْحسن وَكَانَ قد شهد فِي الجرايد ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بحلب أَيَّام ططر وَكَانَ خدمه حَال اقامته بهَا ثمَّ خمل بعده وَكَاد أَن يعود لحاله الأول وَاسْتمرّ خاملا حَتَّى مَاتَ بعد الْأَرْبَعين وَقد هجاه الشَّمْس بن عبد الْأَحَد وَغَيره. 288 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عمر بن أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْجلَال أَبُو هُرَيْرَة بن النُّور أبي الْحسن بن السراج أبي حَفْص الْأنْصَارِيّ الأندلسي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن الملقن، وَكَانَ جده يغْضب مِمَّن يشهره بهَا وَلَا يَكْتُبهَا غَالِبا بِخَطِّهِ. ولد فِي رَمَضَان سنة تسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ فِي منزلهم بِخَط قصر سلار وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس السعودي الضَّرِير أحد من جودت عَلَيْهِ وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وَغَيرهمَا وَعرض على جده والزين الْعِرَاقِيّ والصدر الْمَنَاوِيّ والكمال الدَّمِيرِيّ وَآخَرين مِنْهُم الزين الفارسكوري وأجازوا لَهُ وَسمع عَليّ جده والتنوخي وَابْن أبي الْمجد والعراقي والهيثمي والحلاوي والسويداوي وَطَائِفَة واشتغل فِي الْفِقْه على الْبُرْهَان البيجوري وَأخذ من قبله عَن الدَّمِيرِيّ وَهُوَ الْقَائِم مَعَه فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة وَكَانَ حِينَئِذٍ ابْن سبع عشرَة سنة بعد موت وَالِده فِي مُبَاشرَة وظائفه بِنَفسِهِ فَعمل لَهُ خطْبَة واجلاسا بل حضر مَعَه بَعْضهَا وَاسْتمرّ الْجلَال يُبَاشِرهَا حَتَّى مَاتَ وَهِي الحَدِيث بدار الحَدِيث الكاملية وَالْفِقْه والميعاد كِلَاهُمَا بالسابقية وَالْفِقْه بالصالح وناب فِي عدَّة تداريس عَن ابْني أُخْته وهما ابْنا الْبَهَاء الْمَنَاوِيّ وَكَذَا نَاب فِي الْقَضَاء عَن الشَّمْس الاخنائي فَمن بعده وَكَانَ مَعَه عمل الشرفية بِتَمَامِهِ ثمَّ أقلع عَنهُ عقب القاياتي بعد أَن كَانَ يرد عَلَيْهِ مِنْهُ سِتَّة آلَاف دِرْهَم فِي كل شهر خَارِجا عَن الضِّيَافَة وَنَحْوهَا

حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ، قَالَ وَلما وَقع فِي خاطري الاقلاع عَنهُ رَأَيْت كلا من وَالِدي وجدي فِي الْمَنَام) فاستشرتهما فِي ذَلِك فَأَما وَالِدي فَأَشَارَ بابقائه وَأما الْجد فَقَالَ لي لَا تسمع مِنْهُ وَاسْتمرّ على عزمك قَالَ فَاسْتَيْقَظت فامتثلت مَا أَمر بِهِ الْجد وببركته لم تطالبني نَفسِي بِشَيْء مِمَّا كَانَ يتَحَصَّل مِنْهُ وَكَذَا وَقع لَهُ فِي نظر البيمارستان فان الْأَشْرَف اينال قَرَّرَهُ فِيهِ لكَونه كَانَ من جِيرَانه والمختصين بِصُحْبَتِهِ قبل سلطنته عقب وَفَاة الناصري بن المخلطة وَذَاكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَخمسين فباشره بِرِفْق ولين مُدَّة تقرب من أَربع سِنِين ثمَّ أعرض عَنهُ وَالْتمس من السُّلْطَان إعفاؤه وراجعه فِي ذَلِك مرّة بعد أُخْرَى إِلَى أَن أُجِيب وعد ذَلِك من وفور عقله وَكَانَ انسانا حسنا ذَا سكينَة ووقار وسمت حسن وَخط حسن مَعَ التَّوَاضُع والديانة والعفة والانجماع عَن النَّاس وَحسن السِّيرَة ومزيد الْعقل والتودد وتقدمه فِي الشُّهْرَة وَعدم التبسط فِي معيشته وَالدُّخُول فِيمَا لَا يعنيه وَالتَّصَدُّق سرا واستمراره على حفظ الْمِنْهَاج إِلَى آخر وَقت ومداومته فِي درس الحَدِيث على الْحِفْظ من شرح الْعُمْدَة لجده، وَقد حج فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة أخذت عَنهُ جملَة وَمَات بعد تمرضه أَكثر من نصف سنة فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة ثامن شَوَّال سنة سبعين وَصلى عَلَيْهِ وَقت الْعَصْر بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء عِنْد أسلافه وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله وايانا. 289 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُسْطَلَانِيّ، / أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة. 290 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان الْجلَال ابْن الْعَلَاء بن التَّاج بن الْجلَال بن السراج البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري البهائي الشَّافِعِي / الْآتِي جده الْأَعْلَى السراج فَمن دونه وَأمه امة. ولد فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بقاعة مدرسة جد جده من حارة بهاء لادين وَنَشَأ بَين أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وَابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ والتوضيح لِابْنِ هِشَام وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْبَدْر النسابة والْعَلَاء القلقشندي والمناوي وَعم جده العلمي وَعَمه الْبَدْر أبي السعادات فِي آخَرين وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض وَفِي الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود وَفِي الْعَرَبيَّة عَن ابْن خضر بمرافقتي والأبدي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَعنهُ أَخذ الصّرْف وَغَيره وَفِي أصُول الْفِقْه عَن التقي الحصني وَكَذَا أَخذ فِي هَذِه الْعُلُوم وَفِي غَيرهَا عَن غير هَؤُلَاءِ وَسمع على شَيخنَا وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ آخَرُونَ وَكتب عَليّ ابْن حجاج، وَنسخ بِخَطِّهِ كتبا وتميز

فِي الْعَرَبيَّة وأقرأ فِيهَا وشارك فِي غَيرهَا وبرع فِي الشُّرُوط وتكسب مِنْهَا وعول عَلَيْهِ أهل خطته فِي ذَلِك ولازم الصّلاح المكيني فساعده عِنْد عَم جده حَتَّى استنابه فِي الْقَضَاء وتمول يَسِيرا وابتنى دَارا تجاه جَامع الميدان. مَاتَ قبل أَن يحجّ وَبعد أَن تعلل مُدَّة بِمَرَض السل فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بِبَاب النَّصْر وَدفن عِنْد اصهاره بِالْقربِ من تربة الْأَشْرَف اينال وفجع بِهِ أَبوهُ وَمَعَ ذَلِك فَلم يحجّ عَنهُ من جنب مَا تَركه سامحه الله وايانا. 291 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مِفْتَاح الزين البعلي الْحَنْبَلِيّ الدهان وَيعرف بِابْن مِفْتَاح /. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس بن الْجوف وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد الْجمال ابْن يَعْقُوب وَغَيره وَسمع بهَا بعض البُخَارِيّ عَليّ الزين عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة لَقيته بهَا فَقَرَأت عَلَيْهِ الْمِائَة المنتقاة لِابْنِ تَيْمِية، وَكَانَ خيرا يتكسب بالدهان، وَحج مَاتَ قريب السِّتين. 292 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الزين الْعَدوي / نسبا فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ القاهري الْمَالِكِي أَخُو مُحَمَّد جدي لأمي وَذَاكَ الْأَكْبَر. اشْتغل وَقَرَأَ الْقُرْآن وَسمع عَليّ ابْن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَنسخ لنَفسِهِ إِلَى أثْنَاء الاجازة من التَّوْضِيح للاقفهسي شرح ابْن الْحَاجِب وأدب بعض أَبنَاء المعتبرين وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي حَيَاة أمه يَوْم الْخَمِيس سادس رَجَب سنة عشْرين عَن نَحْو أَربع وَعشْرين عَاما وَدفن بحوش البيبرسية رَحمَه الله وايانا وعوضه الْجنَّة. 293 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الزين الْهِنْدِيّ الْوَاعِظ، / ولد فِي حُدُود سنة سبعين وَسَبْعمائة واشتغل قَدِيما وجال فِي بِلَاد الشرق والغرب والهند واليمن والحجاز وَأخذ عَن علمائها وَسمع الحَدِيث وجاور بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَقدم مصر فِي الَّتِي تَلِيهَا فَأكْرمه الْأَشْرَف وَأحسن إِلَيْهِ وَدخل بَيت الْمُقَدّس وَعقد بِهِ مجْلِس الْوَعْظ، وَكَانَ خيرا عَالما فَاضلا حسن السمت والبشر فصيحا مفوها ذَا أنس ووقار وَمِمَّنْ حضر مجْلِس وعظه بِبَيْت الْمُقَدّس الْعِزّ الْقُدسِي وعظمه وَأثْنى على علمه وصلاحه، وَتوجه لبلاده فَلَمَّا توَسط بَحر الْهِنْد بلغنَا أَنه غرق فِي الْبَحْر سنة سبع وَثَلَاثِينَ. 294 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن زِمَام الشريف ركن الدّين الْحُسَيْنِي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الدُّخان، / وَرَأَيْت من سمى جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زِمَام، ولد فِي سنة تسع وَسِتِّينَ أَو الَّتِي بعْدهَا تخمينا بِدِمَشْق واشتغل فِي صغره وَحفظ

المنظومتين وَغَيرهمَا) كمنظومة فِي الوفيات وَكَانَ يستحضر ذَلِك إِلَى آخر وَقت وَسمع ابْن قوام وَابْنَة ابْن المنجا، وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل بِدِمَشْق وناب بعد الْفِتْنَة بِالْقضَاءِ بهَا دهرا ودرس بالركنية والزنجيلية وَغَيرهمَا وخطب بِجَامِع يلبغا، وَحدث ودرس وَأفْتى قَالَ الَّتِي بن قَاضِي شُهْبَة لم نسْمع عَنهُ أَنه ارتشى فِي حكم أبدا مَعَ تساهله فِي الْأَحْكَام لعدم اهتدائه إِلَى الصَّوَاب وَغَلَبَة سَلامَة فطرته وَكَذَا كَانَ مِمَّن يُفْتِي ويشغل بِحَيْثُ صَار عين مذْهبه بِدِمَشْق من مُدَّة مَعَ كَونه مِمَّن لَا يحسن تَعْلِيم الطّلبَة وَلَا التَّصَرُّف فِي الْبَحْث وَلَا غَيره وَإِنَّمَا ينْقل مَا يحفظه مَعَ استحضار فَوَائِد غَرِيبَة قَالَ وَلَقَد بحثت مَعَه مرّة فَقَالَ أَنْتُم تنقلون وتتصرفون وَنحن ننقل وَلَا نتصرف بل قَالَ مرّة عقب مباحثة مَعَه لي خَمْسُونَ سنة أبحث مَعَ الْعلمَاء ويكذبوني وَلَا أغضب، كل ذَلِك مَعَ تواضع وكرم نفس، وَقدر فِي آخر عمره أَنه ولي الْقَضَاء الْأَكْبَر بعد الشَّمْس بن الْعِزّ لما استعفى وَامْتنع الشَّمْس الصَّفَدِي من بذل مَا طلب مِنْهُ مَعَ تدريس القصاعين بِدُونِ سعي مِنْهُ وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فباشر ذَلِك دون خَمْسَة أشهر ثمَّ مَاتَ وَكَانَت حرمته فِي نيابته أَكثر مِنْهَا فِي استقلاله انْتهى. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشر الْمحرم سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَدفن بسفح قاسيون وَكَانَت جنَازَته حافلة، وَاسْتقر بعده لَكِن بعد مُضِيّ نَحْو أَرْبَعَة أشهر السَّيِّد بدر الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْجَعْفَرِي، وترجمه بَعضهم بقوله كَانَ فَقِيها ماهرا عَالما بِفُرُوع مذْهبه مشاركا فِي غَيره مَعَ دين وعفة رَحمَه الله وإيانا. 295 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن يُوسُف بن أَحْمد ابْن عمر الشَّيْبَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي سبط اسماعيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مبارز / الْآتِي وَيعرف بِابْن الديبع بِمُهْملَة مَفْتُوحَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ مُوَحدَة مَفْتُوحَة وَآخره مُهْملَة وَهُوَ لقب لجده الْأَعْلَى عَليّ بن يُوسُف وَمَعْنَاهُ بلغَة النّوبَة الْأَبْيَض. ولد فِي عصر يَوْم الْخَمِيس رَابِع الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بزبيد وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه بالسبع إفرادا وجمعا على خَاله الْعَلامَة فَرضِي زبيد أبي النجا مُحَمَّد الطَّبِيب والشاطبية والزبد للبارزي وَبَعض الْبَهْجَة واشتغل فِي علم الْحساب والجبر والمقابلة والهندسة والفرائض وَالْفِقْه والعربية على خَاله الْمشَار إِلَيْهِ وَفِي الْفِقْه والعربية على الْفَقِيه ابراهيم بن أبي الْقسم بن ابراهيم بن عبد الله بن جعمان وخاله الْجمال مُحَمَّد الطَّاهِر بن أَحْمد بن عمر بن جعمان وَفِي الحَدِيث وَالتَّفْسِير عَن الزين أَحْمد بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف الشرجي وَأخذ اليمير عَن جده لأمه والمعمر اسماعيل بن ابراهيم بن) بكر الشويري، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ

وزار فِي سنة سِتّ وَتِسْعين ولقيني فِي أول الَّتِي تَلِيهَا فَقَرَأَ على بُلُوغ المرام وَغَيره وَأنْشد الْجَمَاعَة بحضرتي قَوْله مِمَّا كتبه بِخَطِّهِ: (إِن امْرأ بَاعَ أخراه بِفَاحِشَة ... من الْفَوَاحِش يَأْتِيهَا لمغبون) (وَمن تشاغل بالدنيا وزخرفها ... عَن جنَّة مَالهَا مثل لمفتون) (فَكل من يَدعِي عقلا وهمته ... فِيمَا يبعد عَن مَوْلَاهُ مَجْنُون) وَقَوله: (أحبابنا إِن لكم سَوَّلت ... أَنفسكُم أمرا فَصَبر جميل) (وَإِن أردتم هجرنا والقلى ... فحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل) وَقَوله: (قَالَ النصيح أما تخَاف غَدا إِذا ... حشر الورى شُؤْم الْمعاصِي والجرم) (قلت اسْتمع مني مقالي يَا أخي ... أبشر يكون من الْكَرِيم سوى الْكَرم) وَقَوله: (إِلَى علم الحَدِيث لي ارتياح ... وَهَا أَنا فِيهِ مُجْتَهد وراوي) (لعَلي أَن أكون بِهِ اماما ... أرويه على قدم السخاوي) وَهُوَ فَاضل يقظ رَاغِب فِي التَّحْصِيل والاستفادة نفع الله بِهِ. عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مِفْتَاح البعلي. / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مِفْتَاح قَرِيبا. عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد التفهني. / مضى فِي ابْن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ. 296 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن يحيى الْوَجِيه الْعَدنِي / الْآتِي أَخُوهُ مُحَمَّد وأبوهما وَيعرف كأبيه بِابْن جَمِيع. لَهُ ذكر فِي أَخِيه. 297 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن يُوسُف بن الْحسن بن مَحْمُود بن الْحسن الزين أَبُو الْفرج بن النُّور الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ / القَاضِي. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وأحضر بهَا فِي الَّتِي بعْدهَا عَليّ الزبير ابْن عَليّ الأسواني شَيْئا يَسِيرا من آخر الشفا فَكَانَ آخر الروَاة عَنهُ وَسمع من الْعِزّ بن جمَاعَة الْفرج بعد الشدَّة لِأَبْنِ أبي الدُّنْيَا وَغَيره وَمن الصّلاح العلائي الأول من مسلسلاته وَمن الْعَفِيف اليافعي والجلال عبد الْمُنعم بن أَحْمد) الْأنْصَارِيّ والزين الْعِرَاقِيّ والبدر بن فَرِحُونَ وَآخَرين وَقَرَأَ هُوَ بِنَفسِهِ عَليّ الْجمال الاميوطي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا ابْن أميلة وَابْن الهبل وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن فلاح والأذرعي وَابْن كثير ويوسف بن مُحَمَّد الدلامي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْبكْرِيّ والكمال بن حبيب وَأَخُوهُ الْحُسَيْن وَمُحَمّد بن سَالم ابْن ابراهيم الْمَقْدِسِي وَابْن قواليح وَمُحَمّد بن عمر بن قَاضِي شُهْبَة وَخلق، واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره وتميز وشارك فِي فنون، وَولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِالْمَدِينَةِ بعد أَخِيه أبي

الْفَتْح فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ إِلَّا أَنه عزل مرّة فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة ثمَّ أُعِيد وَكَذَا ولي حسبتها، وَكَانَ عَاقِلا متوددا فَاضلا غزير الْمُرُوءَة حدث بِالصَّحِيحِ وَغَيره أَخذ عَنهُ الْأَئِمَّة كشيخنا وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ انه حَدثهُ بمسلسل التَّمْر بِالْمَدِينَةِ قَالَ وَلم أضبط ذَلِك عَنهُ والتقي بن فَهد وأحضر عَلَيْهِ وَلَده النَّجْم عمر وَذكره فِي مُعْجَمه. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع عشرَة وفيهَا أرخه شَيخنَا وَغَيره وَأَعَادَهُ شَيخنَا فِي سنة سبع وَعشْرين وَهُوَ سَهْو وَكَذَا قَوْله كَمَا فِي نُسْخَتي من مُعْجَمه سنة عشر فَالصَّوَاب سبع عشرَة وَكَذَا هُوَ فِي عُقُود المقريزي. عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الزين بن الصَّائِغ الْمكتب. / هُوَ ابْن يُوسُف يَأْتِي. 298 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الْأَزْهَرِي /. مَاتَ فِي سنة سبعين. 299 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أَحْمد بن عبد الله بن المُهَاجر الزين الْحلَبِي / كَاتب سرها بل ولي نظر جيشها أَيْضا. كَانَ إنْسَانا حسنا لطيفا عِنْده حشمة وكياسه قَرَأَ البُخَارِيّ عَليّ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَكَانَ يَقْرَؤُهُ على النَّاس بِجَامِع باحسيتا وَيُعْطِي يَوْم خَتمه الْقُرَّاء الَّذين يحْضرُون عِنْده من عِنْده، وَولي مشيخة خانقاه الصَّالح بِبَلَدِهِ بعد القَاضِي شمس الدّين مُحَمَّد. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَانِي عشر شعْبَان سنة سبع عشرَة بعد ارْتِفَاع الطَّاعُون وَدفن بتربة دقماق وَكَانَت جنَازَته حافلة ذكره ابْن خطيب الناصرية وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار. 300 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله الْوَجِيه أَبُو زيد الترخمي الْحِمْيَرِي الأبي وَيعرف بِابْن الْقطَّان. / ولد فِي سنة احدى وَثَمَانمِائَة بأب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتعاني النّظم وَكتب عَنهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد لغزا لَهُ فِي الشطرنج وَمن نظمه أَيْضا: (حَلَفت بهَا منكسة الرُّءُوس ... تبت دموعها مَا فِي النُّفُوس) (تفل شبا الْكَتَائِب وادعات ... وتسطم هَامة الْجَيْش الْخَمِيس) ) فِي أَبْيَات أثبتها فِي التَّارِيخ الْكَبِير. 301 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان بن نصير بن صَالح / وَمن هُنَا اخْتلف فِيهِ الْجلَال أَبُو الْفضل وَأَبُو الْيمن بن السراج أبي حَفْص البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط الْبَهَاء بن عقيل، ولد فِي خَامِس عشري رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وقرأت بِخَط بَعضهم أَنه سَمعه يَقُول انه فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَالْأول عِنْدِي أصح فَهُوَ الَّذِي أثْبته أَخُوهُ وَشَيخنَا وَآخَرُونَ بقاعة

الْعَفِيف من بَاب سر الصالحية بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ على الْعَادة والعمدة وَمَا كتبه أَبوهُ لأَجله من التدريب ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا، وتفقه بِأَبِيهِ وَكَانَ مِمَّا بَحثه مَعَه الْحَاوِي وَلم يَأْخُذ عَن غَيره لِأَن وَالِده لم يكن لَهُ عناية بتسميعه نعم سمع اتِّفَاقًا بنزول الْيَسِير من السّنَن الْكُبْرَى للبيهقي على الشَّيْخ عَليّ بن أَيُّوب وَسمع من أَبِيه غَالب الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا لَكِن على غير شَرط السماع لما كَانَ يَقع فِي دروسه من كَثْرَة الْبَحْث المفرط الْمُؤَدِّي إِلَى اللَّغط المخل بِصِحَّة السماع، هَكَذَا قرأته بِخَط شَيخنَا وبخط الْحَافِظ ابْن مُوسَى المراكشي مَا نَصه: وَمن مشايخه بِالسَّمَاعِ وَالِده والحافظ الْبَهَاء عبد الله ابْن مُحَمَّد بن خَلِيل والزين أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الأيوبي الْأَصْبَهَانِيّ سمع مِنْهُ الْكثير من سنَن الْبَيْهَقِيّ أنابه الْعِزّ مُحَمَّد بن اسماعيل بن عمر الْحَمَوِيّ أَنا الْفَخر بِسَنَدِهِ انْتهى. وَكَذَا رَأَيْت فِي طبقَة سَمَاعه للقطعة من سنَن الْبَيْهَقِيّ أثبت فِي السامعين أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن حسن بن عايد القيرواني الْأنْصَارِيّ الْمَالِكِي ثمَّ قَالَ وتلميذه وَسمي صَاحب التَّرْجَمَة وَلما دخل دمشق سنة تسع وَسِتِّينَ وَهُوَ صَغِير مَعَ أَبِيه حِين ولي قضاءها استجاز لَهُ الشهَاب بن حجي من شُيُوخ ذَلِك الْوَقْت نَحْو مائَة نفس فأزيد كَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر والبدر بن الهبل والشهاب بن النَّجْم والنجم بن السوقي والزين بن النقبي والشهاب أَحْمد بن عبد الْكَرِيم البعلي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن حمد بن عبد الْمُنعم الْحَرَّانِي وَمن الْحفاظ الْعِمَاد بن كثير وَأَبُو بكر ابْن الْمُحب والزين الْعِرَاقِيّ وَمن الْعلمَاء التَّاج السُّبْكِيّ وَكَذَا عِنْده إجَازَة جده لأمه، وَكَانَ مفرط الذكاء قوي الحافظة بل قَالَ شَيخنَا إِنَّه كَانَ من عجائب الدُّنْيَا فِي سرعَة الْفَهم وجودة الحافظة فمهر فِي مُدَّة يسيرَة، وَأول مَا ولي توقيع الدست فِي ديوَان الانشاء عوضا عَن أَخِيه الْبَدْر حِين استقراره فِي قَضَاء الْعَسْكَر بنزول وَالِده لَهُ عَنهُ حِين اسْتَقر فِي تدريس الشَّافِعِي وَذَلِكَ كُله فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين وَكَذَا نزل لَهُ عَن افتاء دَار الْعدْل وَقبل ذَلِك عَن توقيع) الدرج ثمَّ اسْتَقر فِي قَضَاء الْعَسْكَر وَالنَّظَر فِي وقفي السيفي وطقجي بعد موت أَخِيه الْبَدْر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَتزَوج بِزَوْجَتِهِ ألف ابْنة الشهابي أَحْمد الفارقاني سبطه الشهابي أصلم صَاحب الْجَامِع بسوق الْغنم لَكِن بعيد الثَّمَانمِائَة عقب زوج تزَوجهَا بَينهمَا وَهُوَ خَلِيل وَالِد عمر بن أصلم فألف أمه وَكَذَا ملك قاعة أَخِيه الْبَدْر الَّتِي أَنْشَأَهَا تجاه مدرسة أَبِيهِمَا وَمَات قبل اكمالها وَسكن فِيهَا، وسافر مَعَ وَالِده سنة ثَلَاث وَتِسْعين فِي الركاب السلطاني إِلَى حلب فَرجع فِي ضخامة زَائِدَة وصحبته ثلثمِائة مماليك مردان فصاروا يركبون

فِي خدمته للدروس وَغَيرهَا ودعا بقاضي الْقُضَاة لكَونه قَاضِي الْعَسْكَر وَمن خاطبه بغَيْرهَا مقته كل هَذَا ووالده يُنَوّه بِهِ فِي الْمجَالِس ويستحسن جَمِيع مَا يرد مِنْهُ ويحرض الطّلبَة على الِاشْتِغَال عَلَيْهِ وَرويت عَنهُ من ذَلِك الْكثير بل لَهُ بِحَضْرَتِهِ مَعَ الْقُضَاة وَغَيرهم وقائع بل كَانَ أَبوهُ أذن لَهُ بالافتاء والتدريس قَدِيما فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَقَالَ فِي اجازته الَّتِي كتبهَا لَهُ بِخَطِّهِ أَنه رأى مِنْهُ البراعة فِي فنون مُتعَدِّدَة من الْفِقْه وأصوله والفرائض وَغَيرهَا مِمَّا يظْهر من مباحثه على الطَّرِيقَة الجدلية والمسالك المرضية والأساليب الْفِقْهِيَّة والمعاني الحديثية، وَأَنه اختبره بمسائل مشكلة وأبحاث معضلة فأجاد وَرَأَيْت من قَالَ إِنَّه حضر عِنْد جده لأمه الْبَهَاء بن عقيل وَأَنه حضر هُوَ وَأَخُوهُ الْبَدْر عِنْد الْجمال الاسنائي باشارة أَبِيهِمَا وَأَن أَبَاهُ أجلسه بِدِمَشْق فَوق الشّرف الشريشي وَصَارَ يُنَوّه بِهِ ويحض على سَماع كَلَامه فَالله أعلم وَلما تحقق موت الصَّدْر الْمَنَاوِيّ ووثوب القَاضِي نَاصِر الدّين الصَّالِحِي على المنصب شقّ عَلَيْهِ وسعى إِلَى أَن ولي بالبذل فِي رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بعناية أَمِير آخور سودون طاز وتغيظ الدوادار الْكَبِير جكم لكَونه فعل بِغَيْر علمه وَامْتنع من الرّكُوب مَعَه إِلَى الصالحية على الْعَادة فَلم يحْتَمل القَاضِي ذَلِك وبادر لتلافيه فَركب هُوَ ووالده إِلَيْهِ فِي منزله فواجهه بالانكار عَلَيْهِ فِي بذل المَال على الْقَضَاء فَعرفهُ الشَّيْخ بِجَوَاز ذَلِك لمن تعين عَلَيْهِ، وَاسْتمرّ قَاضِيا إِلَى جُمَادَى الأولى سنة احدى وَعشْرين سوى مَا تخَلّل فِي أَثْنَائِهَا لغيره غير مرّة وَهُوَ قَلِيل ثمَّ أُعِيد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين إِلَى أَن مَاتَ، قَالَ شَيخنَا وَكَانَ قد ابتلى بحب الْقَضَاء فَلَمَّا صرف عَنهُ بالهروي تألم لذَلِك كثيرا وَاشْتَدَّ جزعه وَعظم مصابه فَلَمَّا قرئَ البُخَارِيّ بالقلعة ساعده الناصري بن الْبَارِزِيّ كَاتب السِّرّ حَتَّى أذن لَهُ السُّلْطَان الْمُؤَيد فِي الْحُضُور مَعَ الْهَرَوِيّ فَجَلَسَ عَن يَمِين الْهَرَوِيّ بَينه وَبَين الْمَالِكِي وَصَارَ يُبْدِي الْفَوَائِد الْفِقْهِيَّة والحديثية ويجاريه الْعَلَاء بن) المغلي الْحَنْبَلِيّ وَلَا يَبْدُو من الْهَرَوِيّ مَا يعد فَائِدَة مَعَ كَلَامهمَا ثمَّ صَار ابْن المغلي يدرس قدر مَا يقْرَأ فِي الْمجْلس من البُخَارِيّ ويسرده من حفظه فَحِينَئِذٍ رتب الْجلَال أَخَاهُ فِي أسئلة يبديها مشكلة ويحفظه أَصْلهَا وجوابها ويستشكلها ويخص الْهَرَوِيّ بالسؤال عَنْهَا فيضج الْهَرَوِيّ من ذَلِك وَالْمرَاد من هَذَا كُله اظهار قصوره وَالسُّلْطَان يُشَاهد جَمِيع ذَلِك ويسمعه لكَونه جَالِسا بَينهم ثمَّ لما غلب عَلَيْهِ وجع رجله صَار يجلس فِي الشباك المطل على محلهم، واستفيض أَنه بَاشر الْقَضَاء بِحرْمَة وافراة وعفة زَائِدَة إِلَى

الْغَايَة وانه امْتنع من قبُول الْهَدِيَّة من الصّديق وَغَيره حَتَّى مِمَّن لَهُ عَادَة بالأهداء إِلَيْهِ قبل الْقَضَاء مَعَ لين جَانب وتواضع وبذل لِلْمَالِ والجاه وَنَحْو ذَلِك مِمَّا تجدّد لَهُ من شدَّة مَا قاساه من السَّعْي عَلَيْهِ وَلكنه فِيمَا قَالَ شَيخنَا كَانَ كثير الانحراف قَلِيل الِاجْتِمَاع سريع الْغَضَب مَعَ النَّدَم وَالرُّجُوع بِسُرْعَة قَالَ وَقد صحبته قدر عشْرين سنة فَمَا أضبط انه وَقعت عِنْده محاكمة فأتمها بل يسمع أَولهَا وَيفهم شَيْئا فيبنى عَلَيْهِ فَإِذا رُوجِعَ فِيهِ بِخِلَاف مَا فهمه أَكثر النزق والصياح وَأرْسل المحاكمة لأحد نوابه، قَالَ وَمَا رَأَيْت أحدا مِمَّن لَقيته أحرص على تَحْصِيل الْفَائِدَة مِنْهُ بِحَيْثُ انه كَانَ إِذا طرق سَمعه شَيْء لم يكن يعرفهُ لَا يقر وَلَا يهدأ وَلَا ينَام حَتَّى يقف عَلَيْهِ ويحفظه، وَهُوَ مَعَ هَذَا مكب على الِاشْتِغَال محب فِي الْعلم حق الْمحبَّة وَكَانَ يذكر أَنه لم يكن لَهُ تقدم اشْتِغَال فِي الْعَرَبيَّة، وانه حج فِي حَيَاة أَبِيه يَعْنِي فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَشرب مَاء زَمْزَم لفهمها فَلَمَّا رَجَعَ أدمن النّظر فِيهَا فمهر فِيهَا فِي مُدَّة يسيرَة لَا سِيمَا مُنْذُ مَاتَ وَالِده ودرس فِي التَّفْسِير بالبرقوقية وجامع ابْن طولون وَعمل المواعيد بمدرسته فِي كل يَوْم جُمُعَة وابتدأ ذَلِك من الْموضع الَّذِي انْتهى إِلَيْهِ أَبوهُ وَقطع عِنْد قَوْله من عمل صَالحا فلنفسه وَمن أَسَاءَ فعلَيْهَا وَمَا رَبك بظلام للعبيد فانه كَانَ مَعَ الْقِرَاءَة عَلَيْهِ فِي الميعاد فِي تَفْسِير الْبَغَوِيّ يكْتب على جَمِيع ذَلِك دروسا مفيدة ويبحث فِي فنون التَّفْسِير فِي كَلَام أبي حَيَّان والزمخشري ويبدي فِي كل فن مِنْهُ مَا يدهش الْحَاضِرين وَكَذَا درس بالزاوية الْمَعْرُوفَة بالخشابية فِي جَامع عَمْرو وبالخروبية وبالبشتيلية ثلاثتها فِي الْفِقْه بعد وَفَاة أَبِيه وبالبديرية وبالملكية فِي الْفِقْه أَيْضا وبجامع طولون فِي التَّفْسِير برغبة أَبِيه لَهُ عَن الثَّلَاثَة وبالمدرسة الالجيهية والحجازية وجامع ابْن طولون ثلاثتها فِي الْفِقْه وبالأشرفية فِي الحَدِيث مَعَ خطابة الحجازية والميعاد بهَا كل ذَلِك بعد موت أَخِيه وبالجمالية الممتجدة فِي التَّفْسِير بتقرير واقفها وَعمل فِي كل مِنْهَا والزاوية الخشابية وَكَذَا فِي الباسطية الشامية) والمؤيدية كِلَاهُمَا تَبَرعا اجلاسا حافلا بل ولي تدريس الشامية البرانية بِدِمَشْق مَعَ التصدير بجامعها الْأمَوِي وَلما صَار يحضر لسَمَاع البُخَارِيّ فِي القلعة كَانَ يدمن مطالعة شَرحه للسراج بن الملقن وَيُحب الِاطِّلَاع على معرفَة أَسمَاء من ابهم فِي الْجَامِع الصَّحِيح من الروَاة وَمَا جرى ذكره فِي الصَّحِيح فَحصل من ذَلِك شَيْئا كثيرا بادمان المطالعة والمراجعة خُصُوصا أَوْقَات اجتماعي بِهِ ومذاكراتي لَهُ فَجمع كتاب الافهام لما فِي البُخَارِيّ من الابهام وَذكر فِيهِ فصلا يخْتَص بِمَا استفاده من مطالعته

زَائِدا على مَا حصله من الْكتب المصنفة فِي المبهمات والشروح فَكَانَ شَيْئا كثيرا وَكَانَ يتأسف على مَا فَاتَهُ من الِاشْتِغَال فِي الحَدِيث ويرغب فِي الازدياد مِنْهُ حَتَّى أَنه كتب بِخَطِّهِ فصلا يتَعَلَّق بالمعلق من مُقَدّمَة فتح الْبَارِي وقابله معي بقرَاءَته لأعجابه بِهِ، وَنَحْوه قَوْله فِي مُعْجَمه وَكَانَ يحب فنون الحَدِيث محبَّة مفرطة ويأسف على مَا ضيع مِنْهَا وَيُحب أَن يشْتَغل فِيهَا قَالَ وَقد لازمته كثيرا وَكتب عني كثيرا من مُقَدّمَة شرح البُخَارِيّ وَغير ذَلِك من الْفَوَائِد الحديثية وطارحني بأسئلة من المنظوم والمنثور وطارحته بأَشْيَاء كَثِيرَة قد أوردتها فِي النَّوَادِر المسموعة ولي فِيهِ مدح وَكتب لي بالاجازة فِي استدعاء أَوْلَادِي، قَالَ وغالب مَا كَانَ يخترعه ويبحث فِيهِ كَانَ يَقْرَؤُهُ بِلَفْظِهِ وأسمعه مِنْهُ قَالَ وَقد اشْتهر اسْمه وطار ذكره خُصُوصا بعد وَفَاة وَالِده وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفَتْوَى وَسيرَته مَشْهُورَة فَلَا نطيل بهَا وَالله يعْفُو عَنهُ وَهُوَ مِمَّن أذن لشَيْخِنَا رَحمَه الله بالافتاء والتدريس قَدِيما قبل كِتَابَة وَالِده ثمَّ كتب أَبوهُ تَحت خطه، وَقَالَ شَيخنَا فِي مَوضِع آخر مِمَّا نقلته من خطه: وَكَانَ يحرر دروسه الْفِقْهِيَّة والتفسيرية ويسردها فِي مجْلِس التدريس حفظا ثمَّ يقْرَأ عَلَيْهِ مَا كتبه فيتكلم عَلَيْهِ فيجيد وَله ضوابط فِي الْفِقْه منظومة وَجل اشْتِغَاله بِكَلَام وَالِده وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ يزِيد عَلَيْهِ فِيمَا يتَعَلَّق بالتخريج فِي الْوَاقِعَات لِكَثْرَة مَا يرد عَلَيْهِ من محاكم ومستفتي وَمِمَّا ضَبطه بالنظم الْأَمَاكِن الَّتِي تسمع فِيهَا الشَّهَادَة بالاستفاضة فَقَالَ: (ان السماع يُفِيد ذكر شَهَادَة ... فِي عَدو نظمت لضبط مُحَرر) (نسب ووقف وَالنِّكَاح وميت ... وعتاقة الْمولى وَلَاء مُحَرر) (وَولَايَة القَاضِي وعزل سَابِع ... ورضاع تَحْرِيم وَشرب الْأَنْهُر) (وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل للمعدوم فِي ... زمن الشَّهِيد وَقل بِهِ فِي الْأَشْهر) (وتضرر الزَّوْجَات وَالصَّدقَات وَال ... ايصا كَذَا فِي الْأَظْهر) ) (وَالْكفْر والاسلام والرشد الَّذِي ... هُوَ عرة للبالغ المتصور) (وولادة وَالْحمل ان شاعا كَذَا ... حريَّة الْمَجْهُول لَيْسَ بمنكر) (وقسامة قيل المُرَاد شهادها ... للقرب من واعي كَلَام الْمخبر) (وَالْملك فِيهِ خلافهم متقرر ... نسب الْجَوَاز إِلَى كَلَام الْأَكْثَر) (ومرجح الْجُمْهُور أَن لَا بُد من ... حور الفه فَقل بِهِ وَلَا تستظهر) (وَالْغَصْب فِي أَحْكَام مَا فِيهِ دِرْهَم ... وَالدّين فِي وَجه كريه المنظر) قَالَ وَكتب الْحَافِظ ولي الدّين ابْن شَيخنَا الْحَافِظ أبي الْفضل انه سمع شَيخنَا

الامام سراج الدّين يَقُول سَمِعت وَلَدي أَبَا الْفضل جلال الدّين ينشد لما جِئْنَا نعزي الْملك الظَّاهِر برقوق بولده مُحَمَّد: (أَنْت المظفر حَقًا وللمعالي ترقى ... وَأجر من مَاتَ تلقى تعيش أَنْت وَتبقى) قَالَ الْوَالِي فَقلت لَهُ نروي هَذَا عَنْكُم عَن ولدكم فَيكون من رِوَايَة الْآبَاء عَن الْأَبْنَاء فَقَالَ نعم انْتهى. ونظم البكان أَيْضا وَالَّذين يُؤْتونَ أجرهم مرَّتَيْنِ وَغير ذَلِك مِمَّا هُوَ عِنْدِي وقرض سيرة الْمُؤَيد لِأَبْنِ ناهض، وَقد تَرْجمهُ غير وَاحِد فَقَالَ التقي المقريزي فِي السلوك لَهُ انه لم يخلف بعده مثله فِي كَثْرَة علمه بالفقه وأصوله وَبِالْحَدِيثِ وَالتَّفْسِير والعربية مَعَ الْعِفَّة والنزاهة عَمَّا ترمي بِهِ قُضَاة السوء وجمال الصُّورَة وفصاحة الْعبارَة وَبِالْجُمْلَةِ فَلَقَد كَانَ مِمَّن يتجمل بِهِ الْوَقْت، وَفِي الْعُقُود الفريدة: كَانَ ذكيا قوي الحافظة وَقد اشْتهر اسْمه وطار ذكره بعد موت أَبِيه وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفَتْوَى وَلم يخلف بعده مثله فِي الاستحضار وَسُرْعَة الْكِتَابَة الْكَثِيرَة على الفتاوي والعفة فِي قَضَائِهِ وَقَالَ الْعَلَاء بن خطيب الناصرية: نَشأ فِي الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَأخذ عَن وَالِده ودأب وَحصل حَتَّى صَار فَقِيها عَالما ودرس بِجَامِع حلب لما قدم صُحْبَة السُّلْطَان، وَقَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة: الامام الْعَلامَة شيخ الاسلام قَاضِي الْقُضَاة صرف همته إِلَى الْعلم فمهر فِي مُدَّة يسيرَة وَتقدم واشتهر بِالْفَضْلِ وَقُوَّة الْحِفْظ وَدخل مَعَ أَبِيه دمشق فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين والمشايخ اذ ذَاك كَثِيرُونَ فَظهر فَضله وَعلا صيته وَكَانَ أَبوهُ يعظمه ويصغي إِلَى أبحاثه ويصوب مَا يَقُول وَاسْتمرّ على الِاشْتِغَال وَالِاجْتِهَاد والافتاء والتدريس وشغل الطّلبَة إِلَى أَن ولي الْقَضَاء وَقد جلس فِي بعض المرات الَّتِي قدم فِيهَا دمشق مَعَ النَّاصِر بالجامع الْأمَوِي وَقُرِئَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ فَكَانَ يتَكَلَّم على مَوَاضِع مِنْهُ قَالَ وَكَانَ فصيحا بليغا ذكيا سريع الادراك) لكنه قد نقص عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ قبل ولَايَته الْقَضَاء حَتَّى انه قَالَ لي مرّة نسيت من الْعلم بِسَبَب الْقَضَاء والأسفار الْعَارِضَة بِسَبَب مَا لَو حفظه شخص لصار عَالما كَبِيرا، ثمَّ نقل عَن شَيخنَا أَنه قَالَ كَانَ لَهُ بِالْقَاهِرَةِ صيت لذكائه وعظمة وَالِده فِي النُّفُوس وانه كَانَ من عجائب الدُّنْيَا فِي سرعَة الْفَهم وجودة الْحِفْظ وَمن محَاسِن الْقَاهِرَة. قلت وَسمعت من شَيخنَا أَنه كَانَ أحسن تصورا من أَبِيه وَكَذَا بَلغنِي عَن الْعَلَاء القلقشندي، وَقَالَ الشَّمْس بن نَاصِر الدّين فِي ذيله على الْحفاظ: الامام الأوحد قَاضِي الْقُضَاة شيخ الاسلام حَدثنَا عَن أَبِيه وَعَن غَيره من الْأَئِمَّة كَانَ عين أَعْيَان الْأمة خلف وَالِده فِي الِاجْتِهَاد وَالْحِفْظ وعلوم الاسناد رَأَيْته يناظر أَبَاهُ فِي دروسه وينافسه فِيمَا يلقيه من نفيسه مَعَ لُزُومه

حُرْمَة الْآبَاء وَحفظ مَرَاتِب الْعلمَاء وَله على صَحِيح البُخَارِيّ تعليقات نفيسات وَمِنْهَا بَيَان مَا وَقع فِيهِ من المبهمات وَله نظم ونثر وعدة مصنفات وباشارته ألفت كتاب الاعلام بِمَا وَقع فِي مشتبه الذَّهَبِيّ من الأوهام، وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَت عِنْده عفة ظَاهِرَة وَلَكِن لم يسلم مِمَّن حوله قَالَ ابْن خطيب الناصرية أَيْضا وَدخل الْبِلَاد الشامية مرَارًا مِنْهَا صُحْبَة المظفر أَحْمد بن الْمُؤَيد وأتابك العساكر ططر سنة أَربع وَعشْرين وَمَا جَاوز حِينَئِذٍ دمشق بل أَقَامَ بهَا حَتَّى رَجَعَ الْعَسْكَر وَقد تسلطن الظَّاهِر ططر فصحبه وَحصل لَهُ مرض فِي الطَّرِيق بِحَيْثُ مَا قدر على خطْبَة الْعِيد بالسلطان وَلم يدْخل الْقَاهِرَة الا متوعكا فِي محفة وَكَانَ دُخُولهمْ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث شَوَّال مِنْهَا وَاسْتمرّ ضَعِيفا إِلَى لَيْلَة الْخَمِيس حادي عشره فَمَاتَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم وَدخل بِجَانِب أَبِيه يَعْنِي وأخيه فِي فسقية بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي أَنْشَأَهَا بحارة بهاء الدّين يَعْنِي جوَار منزله وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة زَاد غَيره إِلَى الْغَايَة وَحمل نعشه على رُءُوس الْأَصَابِع وَيُقَال انه مَاتَ مسموما وَإنَّهُ لم يمت حَتَّى غارت عَيناهُ فِي جَوْفه وَإنَّهُ صرع فِي يَوْم وَاحِد زِيَادَة على عشْرين مرّة، وَأفَاد شَيخنَا أَنه كَانَ قد اعتراه وَهُوَ بِالشَّام قولنج فلازمه فِي الْعود وَحصل لَهُ صرع كتموه وَلما دخل الْقَاهِرَة عجز عَن الرّكُوب فِي الموكب فَأَقَامَ أَيَّامًا عِنْد أَهله ثمَّ عاوده الصرع فِي يَوْم الْأَحَد سَابِع شَوَّال ثمَّ عاوده إِلَى أَن مَاتَ وَقت أَذَان الْعَصْر من يَوْم الْأَرْبَعَاء عَاشر شَوَّال وَصلى عَلَيْهِ ضحى يَوْم الْخَمِيس وَتقدم فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ الشَّمْس بن الديري قدمه أَوْلَاده وَلم تكن جنَازَته حافلة وَيُقَال أَنه سم وَكَانَ انْتهى فِي ميعاده أَيَّام الْجمع تبعا لِأَبِيهِ إِلَى قَوْله كَمَا تقدم من عمل صَالحا فلنفسه وَمن أَسَاءَ فعلَيْهَا وَمَا رَبك بظلام للعبيد قَالَ غَيره وَكَانَ من محَاسِن الدَّهْر وَلما مَاتَ ووضعوه) على المغتسل سمعُوا شخصا يَقُول: (يَا دهر بِعْ رتب الْعلَا من بعده ... بيع الهوان ربحت أم لم تربح) (قدم وَأخر من أردْت من الورى ... مَاتَ الَّذِي قد كنت مِنْهُ تَسْتَحي) وَقد أفرد أَخُوهُ شَيخنَا القَاضِي علم الدّين تَرْجَمته بالتأليف رَحمَه الله وإيانا، وَكَانَ اماما ذكيا نحويا أصوليا مُفَسرًا مفننا حَافِظًا فصيحا بليغا جَهورِي الصَّوْت عَارِفًا بالفقه ودقائقه مستحضرا لفروع مذْهبه مُسْتَقِيم الذِّهْن جيد التَّصَوُّر مليح الشكالة أَبيض مشربا بحمرة إِلَى الطول أقرب صَغِير اللِّحْيَة مستديرها منور الشيبة جميلا وسيما دينا عفيفا مهابا جَلِيلًا مُعظما عِنْد الْمُلُوك حُلْو المحاضرة رَقِيق الْقلب سريع الدمعة زَائِد الِاعْتِقَاد فِي الصَّالِحين وَنَحْوهم كثير الخضوع لَهُم وَله فِي التعفف والتحري حكايات وَلما دخل حلب اجْتمع بِهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَسَأَلَهُ عَن حَاله فَقَالَ معترفا

بِالنعْمَةِ حَسْبَمَا قيل وظيفتي أجل المناصب وزوجتي غَايَة وَكَذَا سكني وَفِي ملكي ألف مُجَلد نقاوة وتصانيفه كَثِيرَة فَمِنْهَا سوى مَا أُشير إِلَيْهِ فِيمَا تقدم تَفْسِير لم يكمل ونكت على الْمِنْهَاج لم تكمل أَيْضا وَأُخْرَى على الْحَاوِي الصَّغِير وَمَعْرِفَة الْكَبَائِر والصغائر والخصائص النَّبَوِيَّة وعلوم الْقُرْآن وترجمة أَبِيه وَكتاب فِي الْوَعْظ ونظم ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَكَانَ الْتزم لكل من حفظه بِخَمْسِمِائَة وخطب جمعيات وأجوبة عَن أسئلة يمنية وَعَن أسئلة مغربية وحواشي على الرَّوْضَة أفردها أَخُوهُ فِي مجلدين وَخرج لَهُ شَيخنَا عَن شُيُوخه بالاجازة فهرستا للكتب الْمَشْهُورَة فِي كراسة اجابة لسؤاله فِي ذَلِك فَكَانَ يحدث مِنْهَا عَنْهُم وافتتحه الْمخْرج بسيدنا ومولانا الامام الْعَلامَة تَاج الْفُقَهَاء عُمْدَة الْعلمَاء أوحد الاعلام مفخر أهل الْعَصْر منجع الْأمة قدرَة الْأَئِمَّة وَكَذَا خرج لَهُ مفيدنا الْحَافِظ أَبُو النَّعيم رضوَان أَرْبَعِينَ عشاريات وَغير ذَلِك، وَحدث بالكثير سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة الْحفاظ كَابْن مُوسَى وَابْن نَاصِر الدّين وروى عَنهُ فِي متبايناته الحَدِيث التَّاسِع عشر فِيمَا قَرَأَهُ عَلَيْهِ بروايته عَن أَبِيه وَرُوِيَ لنا عَنهُ خلق وَمِنْهُم أَخُوهُ العلمي والبرهان بن خضر والموفق الأبي وَالْوَالِد وَحكي لي مِمَّا يدْخل فِي تَرْجَمته أَشْيَاء وَكَانَ الْجد من خَصَائِصه كاختصاصه بِأَبِيهِ قبله. 302 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن حسن بن يحيى بن عمر بن عبد المحسن الزين أَبُو زيد وَأَبُو هُرَيْرَة بن السراج أبي حَفْص بن النَّجْم اللَّخْمِيّ الْمصْرِيّ الْحَمَوِيّ الأَصْل القبابي ثمَّ الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالقبابي بِكَسْر الْقَاف وموحدتين / نِسْبَة لقباب حماة لَا للقباب الْكُبْرَى من قرى اشموم الرُّمَّان بالصعيد وان جزم بِهِ بعض المقادسة لمشي جمَاعَة مِنْهُم الذَّهَبِيّ على الأول فَالله أعلم. ولد فِي لَيْلَة ثَالِث عشر شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَمَات أَبوهُ فِي سنة خمس وَخمسين وَنَشَأ ابْنه فحفظ الْقُرْآن واشتغل بالفقه حنبليا كأبيه وجده وَرَأى الشَّيْخ عَليّ العشقي شيخ الشَّيْخ عبد الله البسطامي واستجازه وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة وأسمع على أَبِيه وَابْن النَّجْم وَابْن الهبل وَابْن أميلة والبياني وَالصَّلَاح ابْن أبي عمر وَابْن السوقي وَالشَّمْس بن الْمُحب والعماد بن الشيرجي وناصر الدّين ابْن التّونسِيّ وَزَيْنَب ابْنة قَاسم بن العجمي فِي آخَرين مِنْهُم الحافظان العلائي وَابْن رَافع والفقيه الشَّمْس بن قَاضِي شُهْبَة والخطيب الشَّمْس المنبجي وَالْجمال يُوسُف السرمري وَأحمد بن عَليّ بن حسن الْحطاب أَبوهُ وَعمر بن أرغون وَأحمد ابْن سَالم بن ياقوت واقش وبكتاش فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ التقي السُّبْكِيّ والكمال النشائي والجمالان الاسنائي وَابْن هِشَام النَّحْوِيّ وَالْجمال أَبُو بكر بن الشريشي والميدومي

وَابْن الْقيم وَابْن الخباز وَأَبُو الْمحرم القلانسي ومظفر الدّين الْعَطَّار وَأَبُو الثَّنَاء مَحْمُود المنبجي وَمُحَمّد بن اسماعيل بن الْمُلُوك وَمُحَمّد بن اسماعيل بن عمر الْحَمَوِيّ وناصر الدّين الفارقي وفخر الذوات مُحَمَّد بن أبي البركات النعماني صَاحب النَّوَوِيّ وَابْن خلكان وَغَيرهمَا وَمُحَمّد بن عبد الْحق بن عبد الْكَافِي السَّعْدِيّ صَاحب ابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيرهم والبدر بن فَرِحُونَ مؤلف الطَّبَقَات وَغَيرهمَا وَجَمَاعَة من الْأَعْيَان تجمعهم مشيخته الَّتِي خرجها لَهُ شَيخنَا وأدرج فِي تَارِيخه جمعا مِمَّن أجَاز لَهُ وهم السُّبْكِيّ والخلاطي والعز بن جمَاعَة ومغلطاي وَابْن نباتة فِي شُيُوخ السماع سَهوا وَالصَّوَاب مَا أثْبته وَكَذَا ذكره غَيره فِي شُيُوخ السماع الشهَاب أَبُو مَحْمُود والميدومي وَابْن كثير والتقي بن عرام وبادار القونوي الضَّرِير وَابْن زباطر وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن المرداوي وَخلق وَمن شُيُوخ الاجازة التَّاج السُّبْكِيّ وَأَخُوهُ الْبَهَاء وَمِمَّنْ أفرد شُيُوخه بِالسَّمَاعِ والاجازة أَيْضا ابْن نَاصِر الدّين وَسَيَأْتِي لَهُ ذكر فِي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان، وَقد حدث بالكثير أَخذ عَنهُ القدماء وَألْحق الصغار بالكبار والأحفاد بالأجداد وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من الْحفاظ الْجمال بن مُوسَى المراكشي والتاج بن الغرابيلي وانتقى عَلَيْهِ والعماد اسماعيل بن شرف والموفق الأبي وَابْن أبي الوفا وَعبد الْكَرِيم القلقشندي وَأَبُو الْعَبَّاس الْقُدسِي والنجم بن فَهد ونسيم الدّين عبد الْغَنِيّ المرشدي وَغَيرهم من الرحالة كَالشَّمْسِ بن قمر واستدعى لي مِنْهُ الاجازة جوزي خيرا فقد انتفعت بهَا، وَكَانَ شَيخا خيرا متيقظا منورا حَافِظًا على التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة حَرِيصًا على مُلَازمَة وظائفه بِبَيْت الْمُقَدّس محبا فِي الحَدِيث وَأَهله يحث من يتَعَلَّق بِهِ على الْمُوَاظبَة عَلَيْهِ وَهُوَ من بَيت علم وَرِوَايَة ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لنا غير مرّة، والمقريزي فِي عقوده وَفِي أَصْحَابه الْآن كَثْرَة سِيمَا بِبَيْت الْمُقَدّس والخليل كالكمال بن أبي شرِيف وان بَقِي الزَّمَان رُبمَا يبْقى من يروي عَنهُ وَلَو بالاجازة لنَحْو الْعشْر من الْقرن الْعَاشِر. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِبَيْت الْمُقَدّس وَدفن بِجَانِب أَبِيه بمقبرة بَاب الرَّحْمَة وَنزل النَّاس فِي كثير من المرويات بِمَوْتِهِ دَرَجَة رَحمَه الله وإيانا. 303 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن عمر بن عَامر البصروي / وَالِد مُحَمَّد مِمَّن أَخذ عَنهُ وَلَده. 304 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عُثْمَان الشمري الملحاني أَخُو عبد الله / الْآتِي. مَاتَ سنة خمس وَعشْرين وقبره عِنْد مَقَابِر الناشريين بزبيد. 305 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عِيسَى السمنودي / الْآتِي أَبوهُ. أَخذ عَنهُ

بلديه صاحبنا الْجلَال السمنودي الْمِيقَات وَهُوَ مِمَّن أَخذه عَن أَبِيه. 306 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن مجلي بن عبد الْحَافِظ البيتليدي بِفَتْح الْمُوَحدَة وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة بعْدهَا مثناة مَفْتُوحَة ثمَّ لَام مَكْسُورَة وَآخره دَال مُهْملَة ثمَّ يَاء النّسَب بن الكركي الْوراق / ثمَّ الأكار أَخُو عبد الله المتوفي قبل هَذَا الْقرن. سمع عَليّ أبي بكر بن الرضي وَغَيره وأحضر عَليّ الشّرف بن الْحَافِظ وَحدث سمع عَلَيْهِ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ كَانَ عاميا عسرا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. 307 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الحوراني الْمَكِّيّ أَخُو يحيى / الْآتِي. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة بجدة وَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه حسن الطلخاوي بِمَكَّة وَسمع عَليّ بهَا بِقِرَاءَة أَخِيه بعض الصَّحِيح ومني المسلسل وَغَيره. 308 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن مَحْمُود بن مُحَمَّد التَّاج بن الزين المدلجي الكركي الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الكركي. / ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا واشتغل على أَبِيه يَسِيرا وَسمع عَليّ ابْن صديق وَابْن أيدغمش وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة وَولي قَضَاء حلب مُدَّة وتدريس العصرونية والسلطانية وَغَيرهمَا وَذكره. شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ انه ولي قَضَاء حلب مُدَّة ثمَّ ترك وَاسْتمرّ بِيَدِهِ جِهَات قَليلَة يتبلغ مِنْهَا وَقد سكن الْقَاهِرَة مُدَّة وناب عني ثمَّ حج وَرجع إِلَى بَلَده ولقيته هُنَاكَ حِين تَوَجُّهِي صُحْبَة السُّلْطَان وَأَجَازَ لأولادي، وَقَالَ غَيره انه كَانَ ذَا دهاء وخديعة وأوصاف غير مرضية فَالله أعلم. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 309 - عبد الرَّحْمَن بن عنبر بنُون وموحدة كجعفر بن عَليّ بن أَحْمد بن يَعْقُوب ابْن عبد الرَّحْمَن الزين العثماني البوتيجي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الفرضي وَيعرف بالبوتيجي وَغلط بَعضهم فَسَماهُ أَبُو بكر. / ولد فِي سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة أَو فِي أول الَّتِي قبلهَا أَو بعْدهَا بأبوتيج من الصَّعِيد فانه كَانَ يَقُول أَنه دخل الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه فِي السّنة الَّتِي ملك فِيهَا الظَّاهِر برقوق وَهِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَهُوَ مُمَيّز وَنَشَأ بأبوتيج فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم الْفَقِيه بركَة قَالَ وَكَانَ من الْأَوْلِيَاء وَحفظ التبريزي وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ أَيْضا الْعُمْدَة والمنهاج الْأَصْلِيّ والملحة والرحبية وَعرض فِي سنة سِتّ وَتِسْعين عَليّ الابناسي والبلقيني وَابْن الملقن والدميري وأجازوا لَهُ وقطن الْقَاهِرَة وَكَانَت أمه موسرة فارتفق بهَا وَأَقْبل على التفهم وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّمْس الغراقي وَأكْثر عَنهُ وانتفع بِهِ فِي الْفَرَائِض والحساب بأنواعه الْجَبْر وَمَا سواهُ وَكَذَا تفقه بالشهاب بن الْعِمَاد وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء من تصانيفه وبالشمس

الْبرمَاوِيّ وَعنهُ أَخذ الْأُصُول وَغَيره وَحضر دروس الابناسي وميعاد البُلْقِينِيّ بل واستفتاه وَضبط عَنهُ لطائف كَانَ يحكيها ثمَّ لَازم بعد الْوَلِيّ بن الْعِرَاقِيّ فَحمل عَنهُ علوما جمة من حَدِيث وَفقه وأصول وَغَيرهَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ جملَة من تصانيفه من ذَلِك تَحْرِير الفتاوي إِلَّا كراسين من آخِره وَكتب عَنهُ أَكثر أَمَالِيهِ وَلم ينْتَفع بِأحد مَا انْتفع بِهِ وَأخذ النَّحْو عَن الشَّمْس الشطنوفي والعجيمي وَالْأُصُول أَيْضا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَسمع على الْمُطَرز والزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والابناسي والشرفين الْقُدسِي وَابْن الكويك والشهابين الْجَوْهَرِي والواسطي والجمالين عبد الله الْحَنْبَلِيّ وَابْن فضل الله وَالشَّمْس الشَّامي والنور الفوي فِي آخَرين مِنْهُم شَيخنَا، وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْجَزرِي والتقي الْكرْمَانِي والبرهان الْحلَبِي والْعَلَاء بن البُخَارِيّ وَطَائِفَة وَصَحب جمَاعَة من أَعْيَان الصُّوفِيَّة فَمن دونهم وَأذن لَهُ الْوَلِيّ فِي اقراء تصانيفه فِي الْفُنُون كلهَا وَكَذَا فِي الافتاء والبرماوي أَيْضا فِي التدريس والافتاء وَمن قبله الغراقي فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة لرؤيا رَآهَا وتكسب أَولا بِالشَّهَادَةِ فِي بعض حوانيت الْحَنَابِلَة ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء بأعمال الْقَاهِرَة عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فِي سنة تسع عشرَة ثمَّ) عَن الْهَرَوِيّ وَشَيْخه وَغَيرهمَا، وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير من الْكتب المطولة وَغَيرهَا خُصُوصا من تصانيف شَيْخه الْوَلِيّ بل كتب من تصانيف شَيخنَا جملَة وَكَانَ عَظِيم الرَّغْبَة فِيهِ كثير الِاعْتِقَاد لَهُ، وَحكى لنا انه اسْتَشَارَ شَيْخه حِين أمره بِعرْض وَلَده على الْمَشَايِخ فِيمَن يبْدَأ بِهِ مِنْهُم فَأَشَارَ بِهِ، إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أودعته فِي الْجَوَاهِر وَكَذَا كَانَ لشَيْخِنَا إِلَيْهِ ميل كثير بِحَيْثُ أَنه أحضر لَهُ كتابا يختبر لَهُ نَقصه فتناوله مِنْهُ وَدخل منزله ثمَّ عَاد بعد يسير وَقد أكمله لَهُ بِخَطِّهِ وَهُوَ قدر كثير فِي أسْرع وَقت حَتَّى كَانَ الشَّيْخ يَحْكِي لنا ذَلِك على سَبِيل التَّعَجُّب، وَلزِمَ الاقامة بِالْمَدْرَسَةِ الْفَاضِلِيَّةِ متصديا للتدريس والافتاء لفظا فكثرت تلامذته وَأخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد أُخْرَى وَصَارَ فِي طلبته من الْأَعْيَان جملَة خُصُوصا فِي الْفَرَائِض، وَحدث بأَشْيَاء سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وقرأت عَلَيْهِ جملَة وَحَضَرت دروسه فِي الْفِقْه والفرائض وَغَيرهمَا وَكَانَ كثير الْمحبَّة فِي والتعظيم لي واستجازني مرّة للحسام بن حريز ولنفسه بعد سماعهما من لَفْظِي شَيْئا من تصانيفي وَمَا أمكنني مُخَالفَته إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أوردته فِي مَوضِع آخر، وَكَانَ عَالما بالفرائض والحساب بأنواعه مُتَقَدما فِي ذَلِك حَتَّى كَانَ شَيْخه الْوَلِيّ يَسْتَعِين بِهِ فِي كثير من المناسخات وَنَحْوهَا وَيَقُول المسئلة الَّتِي أعملها فِي سَاعَة مثلا يعملها هُوَ فِي ثلث سَاعَة وأستفيد الِانْتِفَاع بباقي الْحصَّة مَعَ الرَّاحَة،

مشاركا فِي غَيرهمَا من الْفَضَائِل مشارا إِلَيْهِ بالصلاح وَالْخَيْر والزهد والورع مَقْصُودا للتبرك بِهِ وَالِانْتِفَاع بأدعيته مَعَ حسن الفكاهة والنادرة والتواضع والخبرة التَّامَّة بلقاء الرِّجَال وَحسن الِاعْتِقَاد فيهم والمسارعة للاجتماع بالقادمين مِنْهُم وَحفظ كثير من كراماتهم وأحوالهم والتقنع باليسي ومشيه على قانون السّلف فِي غَالب أَحْوَاله ومزيد التودد وَتَمام الْعقل وملازمته لمباشرة مَا كَانَ باسمه من تصوف الجمالية وَطلب الحَدِيث بالقانبيهية وَنَحْو ذَلِك كتدريس بِمَسْجِد عبد اللَّطِيف بقنطرة سنقر مَعَ كَونه مِمَّن عرض عَلَيْهِ قَضَاء الشَّافِعِيَّة مرّة ومشيخة سعيد السُّعَدَاء أُخْرَى وَغَيرهمَا من الْوَظَائِف الجليلة فَأبى نعم درس بِبَعْض الْأَمَاكِن وَلم يكن يكْتب عَليّ الفتوي وَلَا يُمكن أحدا من الاستغابة وَمَا تيَسّر لَهُ مَعَ هَذِه الْخِصَال الحميدة الْحَج وكف بَصَره بِأخرَة وَانْقطع بِالْمَدْرَسَةِ عَن النَّاس متدرعا ثوب القناعة عَنْهُم واليأس وهم يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ للْقِرَاءَة وللعارية وللزيارة حَتَّى مَاتَ بعد بِيَسِير فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشري شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وَدفن من الْغَد بالقرافة عِنْد والدته بتربة الشَّيْخ مُحَمَّد الْهِلَالِي الْعُرْيَان جوَار تربة أبي الْعَبَّاس الْحرار من القرافة الْكُبْرَى أَخذه ابْن حريز هُنَاكَ عِنْد قُبُور أَوْلَاده بعد أَن صلى عَلَيْهِ بِجَامِع المارداني فِي جمع جم وَأثْنى النَّاس عَلَيْهِ كثيرا وتأسفوا على فَقده رَحمَه اله وايانا ونفعنا بِهِ، عبد الرَّحْمَن بن عَيَّاش. / فِي ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف. 310 - عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى بن سرار بن سرُور الأيدوني بتحتانية ثمَّ مُهْملَة وَآخره نون نِسْبَة لأيدون الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي الصولي /، ولد فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وأحضر وَهُوَ فِي الرَّابِعَة عَليّ الصّلاح بن أبي عمر وَابْن عَمه الْخَطِيب الشَّمْس عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْعِزّ ابراهيم بن عبد الله بن أبي عمر وَسمع من مُحَمَّد بن الرشيد بعد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَرْبَعِينَ وَدفن بالروضة بسفح قاسيون. 311 - عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى بن سُلْطَان الْغَزِّي الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد ابْن سُلْطَان الشهير / الْآتِي. تَلا عَلَيْهِ ابْنه للسبع وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفِقْه والنحو وخطب بالجامع الجاولي بغزة بل قيل انه ولي مشيخة البيبرسية إِمَّا الْكُبْرَى أَو الرِّبَاط وَصَحب جمَاعَة من السادات. مَاتَ فِي سنة خمس رَحمَه الله. 312 - عبد الرَّحْمَن بن أبي الْفتُوح عبد الْقَادِر بن أبي الْخَيْر عبد الْحق بن عبد الْقَادِر الْحَكِيم بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام ظهير الدّين أَبُو نصر بن نور الدّين ابْن مخلص الدّين الأبرقوهي الطاوسي عَم أَحْمد بن عبد الله بن عبد الْقَادِر / الْمَاضِي.

ولد سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من وَالِده الْكثير وارتحل بِهِ إِلَى دمشق فأسمعه عَليّ ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَأحمد بن عبد الْكَرِيم البعلي والزيتاوي وَابْن رَافع وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَهَّاب البعلي خطيبها وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لَهُ قبل ذَلِك فِي سنة سِتِّينَ الْعِزّ بن جمَاعَة واليافعي وَآخَرُونَ، وَحدث سمع عَلَيْهِ ابْن أَخِيه الْمشَار إِلَيْهِ وَوَصفه بشيخ شُيُوخ الاسلام رحْلَة الْأَنَام وَعبد الصَّمد بن عبد الرَّحْمَن وَذكره الْعَفِيف الجرهي فِي مشيخته وَوَصفه بالامامة وَالْعلم والْحَدِيث والتفرد بالاسناد العالي وانه سمع عَلَيْهِ بشيراز فِي سنة سبع وَعشْرين. قلت وَكَانَت وَفَاته بهَا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سادس عشر رَمَضَان سنة احدى وَثَلَاثِينَ رَحمَه الله. 313 - عبد الرَّحْمَن بن فَخر اليمني، / مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ.) 314 - عبد الرَّحْمَن بن قَاسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عبد الله الْجلَال أَبُو الْفضل ابْن أحد نواب الْمَالِكِيَّة الزين الْمحلي الأَصْل القاهري الْمَالِكِي / الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن قَاسم وَهُوَ سبط عبد الرَّحْمَن المليجي، مِمَّن عرض على مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل. 315 - عبد الرَّحْمَن بن الشّرف أبي الْقسم واسْمه مُحَمَّد بن أبي بكر واسْمه أَحْمد ابْن التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد / وَأمه سِتّ من يَرَاهَا ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن ابراهيم الْمصْرِيّ الشهير جدها بالمصري وبابن حلاوة. ولد قبيل ظهر يَوْم الْأَحَد ثامن عشر صفر سنة أَربع وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن ومنهاج النَّوَوِيّ وأسمع على جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ آخَرُونَ وَسمع مني فِي مجاورتي الثَّالِثَة المسلسل وَغَيره ثمَّ قَرَأَ عَليّ فِي الَّتِي تَلِيهَا البُخَارِيّ مَعَ مُؤَلَّفِي فِي خَتمه وَنَحْو النّصْف الأول من الشفا مَعَ سَماع سائره ولازمني فِي غير ذَلِك، وَهُوَ ذكي فطن يشْتَغل بالنحو عِنْد السراج معمر وَالسَّيِّد عبد الله وَغَيرهمَا ويحضر دروس القَاضِي وَكَذَا قَرَأَ فِي الْفِقْه مَعَ البُخَارِيّ عَليّ أبي الْخَيْر بن أبي السُّعُود وَكتب أَشْيَاء، وسافر لمصر فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين فَمَاتَ بالطاعون بهَا غَرِيبا وحيدا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين عوضه الله الْجنَّة. 316 - عبد الرَّحْمَن بن لطف الله سبط الشَّمْس المعيد. / نَاب فِي امامة الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة عَن خَاله الشهَاب بن المعيد، وَمَات بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَخمسين. 317 - عبد الرَّحْمَن بن مبارك بن سعيد وَيعرف بخادم الشهَاب الصقيلي / السقا بِالْحرم النَّبَوِيّ. لقِيه الزين رصوان. وَأخْبرهُ انه سمع دَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي

عَليّ ابْن حَاتِم والعراقي والهيثمي بِقِرَاءَة النَّجْم الباهي وَأَجَازَ لِأَبْنِ شَيخنَا وَغَيره فِي سنة خمس وَعشْرين وَمَات بعد ذَلِك. 318 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب وجيه الدّين أَبُو الْجُود بن الْجمال أبي المحاسن المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ / وَالِد على الْآتِي وشقيق أبي الْفَضَائِل مُحَمَّد أمهما أم حَبِيبَة ابْنة الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وهما أخوا عبد الأول الْمَاضِي. ولد فِي سحر يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث أَو رَابِع عشري شعْبَان سنة سبع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وأحضر فِي أول الْخَامِسَة على الشَّمْس المعيد الْحَنَفِيّ بعض المصابيح والعوارف والمقامات وَتَنَاول الْكتب الثَّلَاثَة مِنْهُ وأسمع على وَالِده والزين المراغي وَابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَمِمَّا سَمعه على وَالِده فهرسته بِقِرَاءَة مخرجه ابْن مُوسَى وعَلى المراغي المسلسل وَالْأول من) مشيخته تَخْرِيج ابْن مُوسَى أَيْضا وجزء البطاقة، واشتغل قَلِيلا وَحضر دروس أَبِيه وَحدث قَرَأت عَلَيْهِ فِي الْحجَّة الأولى حَدِيثا، وَكَانَ خيرا كثير الطّواف والانعزال عَن النَّاس مَعَ اخْتِصَاص بِابْن قاوان ومداومة على الْجَمَاعَة مِمَّن دخل الْهِنْد مرَارًا للرزق. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ عصر يَوْمه ثمَّ دفن بالمعلاة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وايانا. 319 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن مُحَمَّد بن لاجين الزين أَبُو مُحَمَّد الرَّشِيدِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي أَخُو عبد الله الْآتِي وَيعرف بالرشيدي. / ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وأسمع عَليّ الْمَيْدُومِيُّ وَمُحَمّد بن اسماعيل الأيوبي وَغَيرهمَا بِالْقَاهِرَةِ وَمن ابْن أميلة وَعمر بن زباطر وَغَيرهمَا بِدِمَشْق وَأَجَازَ لَهُ من سَيذكرُ فِي أَخِيه، واشتغل بالفرائض والحساب والمواقيت وَشرح الجعبرية والأشنهية والياسمينية وَغَيرهَا وَله تصنيف فِي نيل مصر، وَحدث ودرس سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وَرُوِيَ لنا هُوَ وَابْن أَخِيه وَغَيرهمَا عَنهُ وَكَانَ خيرا ذَا يَد طولى فِي الْفَرَائِض والميقات ولي الرياسة فِيهِ بِبَعْض الْأَمَاكِن والخطابة بِجَامِع أَمِير حُسَيْن وَكَانَت لقرَاءَته ونغمته حلاوة وَلم يكن ماهرا، قَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة وقفت على شَرحه وَفِيه أَوْهَام عَجِيبَة، مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي جُمَادَى الأولى أَو الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَجزم المقريزي فِي عقوده بِالثَّانِي رَحمَه الله. 320 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن اسماعيل بن دَاوُد الزين بن الشَّمْس بن الشهَاب القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْجمال عبد الله وَغَيره وَيعرف كسلفه بِابْن الرُّومِي /.

321 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عُثْمَان بن سَنَد بن خَالِد الْجلَال أَبُو الْفضل بن الْبَدْر الأبياري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد اللَّطِيف وَمُحَمّد وَأحمد وَيعرف كسلفه بِابْن الْأَمَانَة. / ولد فِي خَامِس صفر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بخزانة البنود من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحَدِيث والنحو وَعرض على وَالِده وَشَيخنَا وَطَائِفَة كالمحب بن نصر الله وَقَرَأَ فِي قَوَاعِد ابْن هِشَام على وَالِده بل أعرب عَلَيْهِ فِي الطارقية وَكَذَا قَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على أبي عبد الله الرَّاعِي والْعَلَاء القلقشندي وَحضر الْفِقْه عِنْد أَبِيه والونائي والقاياتي فِي آخَرين ولازم فِيهِ الْعَلَاء تقسيما وَغير ذَلِك وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَذَا لَازم شَيخنَا حَتَّى أَخذ عَنهُ دراية شرح) النخبة وَغَيره وَرِوَايَة الْكثير وجود بعض الْقُرْآن على ابْن كزلبغا بل حضر عِنْده الْكثير فِي تجويده وَكتب عَليّ الزين بن الصَّائِغ وَسمع عَليّ ابْن الْجَزرِي الْخَتْم من مُسْند الشَّافِعِي بل قَرَأَ عَليّ ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان الْأَرْبَعين الَّتِي انتقاها شَيخنَا من مُسلم وجميعه عَليّ الزين الزَّرْكَشِيّ وَالْبُخَارِيّ عَليّ الصَّالِحِي وَالسّنَن لأبي دَاوُد على سارة ابْنة ابْن جمَاعَة وَأكْثر من الْقِرَاءَة وَالسَّمَاع وَأَجَازَ لَهُ الْكَمَال بن خير والبرهان الْحلَبِي وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحي والحافظ ابْن نَاصِر الدّين وَخلق باستدعاء ابْن فَهد وَغَيره، وَاسْتقر بعد أَبِيه فِيمَا كَانَ باسمه من التداريس وَغَيرهَا شركَة لأخوته وَكَذَا تكلم فِي الصالحية وَغَيرهَا ودرس فِي الْفِقْه نِيَابَة بالزنكلونية وبالشيخونية اسْتِقْلَالا بعد الشهَاب الأبشيهي وَكتب حِينَئِذٍ على دروسه فِي الْمِنْهَاج بل عمل منسكا لطيفا وَضبط من الْحَوَادِث والتراجم جملَة فِي مجلدات مَا رَأَيْتهَا وَكَذَا جمع زِيَادَة على عشر مجلدات فَوَائِد شبه التَّذْكِرَة ونظم قَلِيلا وَأذن لَهُ شَيخنَا وَغَيره فِي الافادة وناب فِي الْقَضَاء عَن السفطي فَمن بعده وَكَانَ قَارِئ الحَدِيث عِنْده فِي كل سنة بل عينه فِي أَيَّام قَضَائِهِ للْقِرَاءَة بالقلعة عوضا عَن البقاعي ثمَّ انْفَصل عَنْهَا بالولوي الأسيوطي وَصَارَ بِأخرَة رَأس النواب بل عمل أَمَانَة الحكم وقتا وَكَذَا نَاب عَن الزيني بن مزهر فِي أَشْيَاء وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وَحج مَعَه فِي الرجبية وَتزَوج هُنَاكَ ورزق ابْنة سوى ابْنَتَيْهِ من ابْنة صاحبنا الْمُحب القادري أكبرهما تَحت ابْن حجاج وابتلوا بِهِ وَالثَّانيَِة تَحت ابْن للشرفي الْأنْصَارِيّ، وَكَانَ حج قبل ذَلِك سنة ثَمَان وَأَرْبَعين، وَذكر للْقَضَاء غير مرّة وَكَذَا كتب لَهُ بالجمالية عقب الأسيوطي ثمَّ عقب أَخِيه وَهُوَ يُصَالح فِي كل مِنْهُمَا وَهُوَ متين الْعقل كثير التودد والمداراة حسن الْعشْرَة لطيف المحاضرة لَا يبقي على شَيْء مَقْبُول الشكل

وَلَكِن توالت عَلَيْهِ التعللات. 322 عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد الديروطي وَيعرف بِابْن الرزاز وَابْن البياع. / تَلا بالسبع على بلديه حسن ثمَّ على جَعْفَر السنهوري. 323 - عبد الرَّحْمَن بن الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْحِجَازِي الشريفي الْعَطَّار / أَبوهُ بِمَكَّة شَقِيق عبد اللَّطِيف الْآتِي. سمعا على التقي بن فَهد. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد. / مضى فِي ابْن أبي الْقسم بن أبي بكر. 324 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْجلَال بن أوحد الدّين السيرجي / الْآتِي أَبوهُ والماضي جده، ولد وَحفظ الْقُرْآن وَعرض على جمَاعَة واشتغل ولازم الْجلَال الْبكْرِيّ فِي الْفِقْه قِرَاءَة وسماعا وَكتب بعض تصانيفه وَأذن لَهُ وَتردد إِلَيّ أَحْيَانًا وتميز فِي الْفَرَائِض والمباشرة بِحَيْثُ كَانَ يكْتب على الزيني عبد الباسط بن الجيعان فِي البيمارستان بِحَضْرَتِهِ وَلذَا تزايدت براعته وَكتب بِخَطِّهِ الْجيد أَشْيَاء وَحج وتنزل فِي الْجِهَات بل اسْتَقر فِي جِهَات أَبِيه بعده وفيهَا بعض التداريس وخطابة الصالحية وَغَيرهَا وَمِنْهَا الْمُبَاشرَة بالبرقوقية وَقد تنافر مَعَ شيخها الاخميمي بِحَيْثُ سلط من سعى عَلَيْهِ فِيهَا فغالبه بالبذل وَلم يكن ذَلِك بمانع لَهُ عَن التظاهر بخدمته نعم دس من أعلم شَرِيكه فِي النّظر اميرآخور بِأَخْذِهِ أَزِيد من كثيرين وجر النزاع مَعَه لغيره من الْمُسْتَحقّين كَابْن العلمي البُلْقِينِيّ وَلزِمَ من مساعدة الزيني بن مزهر لَهُ دُخُول الاخميمي، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَت مجَالِس وكلمات مبينَة فِي الْحَوَادِث، وَهُوَ منطو على مكر مَعَ سُكُون وجمود وَقد دس عَلَيْهِ فِي بعض الْأَوْقَات بعض الْمُنْكَرَات وبرأه الثِّقَات وصاهر الْحَمَوِيّ الْوَاعِظ. 325 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد وجيه الدّين أَبُو مُحَمَّد العرشاني / قَاضِي تعز بعد عدن. مَاتَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَاسْتقر بعده فِي قَضَاء تعز أَخُوهُ أَبُو بكر فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي سنة تسع بالطاعون فولي بعده الْفَقِيه عبد الْوَلِيّ بن مُحَمَّد الوحظي بعد تنصل مِنْهُ فَمَاتَ أَيْضا عَاجلا فاستقر ابْن أَخِيه الْفَقِيه مُحَمَّد بن دَاوُد الوحظي فحسنت سيرته وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ. 326 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد الدِّمَشْقِي الغرابيلي وَيعرف بِابْن النميس تَصْغِير نمس بنُون ومهملة / سمع فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة من الْمُحب الصَّامِت النّصْف الأول من عوالي أبي يعلى اسحق بن عبد الرَّحْمَن الصَّابُونِي تَخْرِيج أبي

سعد السكرِي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمَات قبل الْخمسين. 327 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد الاشموني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي المنهاجي نزيل الباسطية / وَقيل لَهُ المنهاجي لِأَن جده قدم من الاشمونين قبل بُلُوغه فحفظ الْقُرْآن والمنهاج فِي سنة فلقبه بذلك أحد شيخيه الملوي والدلاصي. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَأَبوهُ غَائِب بِمَكَّة فَرَأى فِي غيبته قَائِلا يَقُول لَهُ يُولد لَك ذكر فسمه عبد الرَّحْمَن فَلَمَّا قدم ووجدهم سموهُ بِغَيْرِهِ غَيره، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْفَخر المقسي والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَالتَّلْخِيص والشاطبيتين وَأخذ الْفِقْه عَن السَّيِّد النسابة وَسمع عَلَيْهِ النَّسَائِيّ الْكَبِير وَعَن الْخَواص قَرَأَ عَلَيْهِ الْبَهْجَة وَأَصلهَا والنحو عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والابدي قَرَأَ عَلَيْهِمَا الالفية وعَلى أَولهمَا الحاجبية مَعَ الْمعَانِي وَالْبَيَان وأصول الْفِقْه فِي آخَرين وَسمع على ابْن الملقن وَابْنَة ابْن جمَاعَة وَغَيرهمَا وَكَذَا سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة، وَحج وَأقَام بِمَكَّة عشْرين سنة ثمَّ لما قدم نزل عِنْد أمه بِالْقربِ من زَاوِيَة ابْن بطالة فِي قنطرة الموسكي فَلم تلبث أَن مَاتَت ودفنت بحوش عبد الله المنوفي، وَكَانَت تقْرَأ الْقُرْآن مَعَ مزِيد الدّيانَة والزهد فتحول حِينَئِذٍ إِلَى الباسطية وَلزِمَ الانجماع بهَا مَعَ مزِيد تقنعه وتقلله وَعدم قبُوله إِلَّا نَادرا وَالْغَالِب عَلَيْهِ سوء الطباع مَعَ فضل وَفهم وَقد رَأَيْته كثيرا وَكرر سُؤَاله لي عَن أَشْيَاء وَالله أعلم بِشَأْنِهِ. 328 - عبد الرَّحْمَن بن الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد العجمي الكيلاني الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وسافر للهند ودام سِنِين على طَريقَة غير مرضية، وَهُوَ فِي سنة سبع وَتِسْعين هُنَاكَ. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن حُسَيْن بن مُوسَى بن خلف بن الْحُسَيْن الجبرتي البلادري نزيل مَكَّة وَيعرف بأبجد /. سلف فِي الْهمزَة. 329 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل ابْن عَليّ بن صَالح بن سعيد الزين بن الشَّمْس أبي عبد الله بن التقي أبي الْفِدَاء القلقشندي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي سبط الصّلاح العلائي وأخو عبد الرَّحِيم والتقي أبي بكر ووالد عبد الْكَرِيم وَأبي الْخَيْر / الْمَذْكُورين وَكَذَا أبوهم فِي محالهم وَيعرف بالزين القلقشندي. ولد فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ بِبَيْت الْمُقَدّس فَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَأحب الحَدِيث وَتوجه لطلبه وَسمع من خَاله الشهَاب بن العلائي وَجَمَاعَة، وارتحل لدمشق فاستمد من الشهَاب بن حجي وَأخذ عَن جمَاعَة من الشُّيُوخ الْكثير رَفِيقًا لشَيْخِنَا وَغَيره وَكَذَا سمع بنابلس وَغَيرهَا، وَقدم

الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة وَفَاته وأسمع حِينَئِذٍ بهَا وَلَده من جمَاعَة وَأفَاد حِينَئِذٍ أَن الشهَاب الوَاسِطِيّ سمع من الْمَيْدُومِيُّ وَأَن لَهُ بِالْقَاهِرَةِ عشر سِنِين فَتنبه شَيخنَا وَغَيره وَله وَأكْثر الْخلق عَنهُ فَكَانَ ذَلِك فِي صَحِيفَته وَكتب الطباق بِخَطِّهِ، قَالَ شَيخنَا وَكَانَ حسن الْخط وَالْعقل حاذقا فَاضلا نبيها صَار مُفِيد بَلَده فِي عصره. قلت بل كَانَ عَلامَة حسن الشكالة متحركا كيسا جيد النّظم شهما غَايَة فِي الْكَرم بَلغنِي أَنه سُئِلَ فِي لوح صابون أَو قِطْعَة فَأعْطى السَّائِل دِينَارا) وَحلف أَنه لَا يملك غَيره درس وَأفْتى وَحدث وخطب بالاقصى ودرس بالطازية والخاصكية والميمونية والقشتمرية والكريمية والملكية وَأعَاد بالصلاحية وَصَارَ مفتي بَيت الْمُقَدّس وَكَانَ الْعِزّ الْقُدسِي يتَكَلَّم فِيهِ فِيمَا قيل وَهُوَ المنتدب فِي بَلَده للهروي وَأَشَارَ على المصريين بِعَدَمِ الِاتِّفَاق مَعَه على آيَة أَو حَدِيث لِأَنَّهُ أحفظ النَّاس بل يأخذونه على غَفلَة، وَمن تصانيفه جُزْء تكلم فِيهِ على الْفَاتِحَة وَتَعْلِيق على البُخَارِيّ مُفِيد وقصيدة عَارض بهَا بَانَتْ سعاد أَولهَا سيف الجفون على العشاق مسلول سَمعهَا مِنْهُ شَيخنَا الزين رضوَان وَأثْنى عَلَيْهِ وَكَذَا سمع مِنْهُ الْحَافِظ ابْن مُوسَى والموفق الأبي وَمِمَّا سمعاه مِنْهُ مَقْطُوع لعَلي بن أيبك الدِّمَشْقِي. مَاتَ بعد رُجُوعه من الْقَاهِرَة بِبَلَدِهِ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين وَلم يبلغ الْخمسين وَدفن عِنْد أسلافه بماملا وشيعه خلق وَكَانَ ابْتِدَاء مرض مَوته طلعت لَهُ بثرة فِي يَوْم عيد الْفطر فعاده بَعضهم يَوْم سلخ شَوَّال فَقَالَ عمري خمس وَأَرْبَعُونَ فخمسة عشر مَرْفُوع عني الْقَلَم وَثَلَاثُونَ سنة كل سنة بِمَرَض يَوْم فَمَاتَ مستهل ذِي الْقعدَة، قَالَ شَيخنَا وأسفنا عَلَيْهِ، وَمن نظمه وَقد مَاتَ لَهُ ولد بالطاعون: (لقد مَاتَ مطعونا بِغَيْر جريمة ... صديق وَلَو شَاءُوا الفدا كنت أفديه) (وَكَانَ صَدُوقًا للْحَدِيث من الصِّبَا ... تقيا وَمَعَ هذافقد طعنوا فِيهِ) وَقَوله: (أَتَى الطَّاعُون فِي سر إِلَيْنَا ... ولي ولد قد وفى بِشَرْطِهِ) (تحرز مِنْهُ خوفًا وَهُوَ طِفْل ... فغافله وجا من تَحت إبطه) وَقَوله: (بطعنة مَاتَ إبني ... وَغَابَ عني بحسنه) (جَاءَت على رغم أنفي ... أَيْضا وَمن خلف أُذُنه) وَقَوله: (قد كَانَ ابْني سكرا ... وَقد غَدا مكفنا) (وانه مسير ... لجنة فيا الهنا) وَقَوله فِي الشَّمْس بن الديري: (يَا شمس الدّين الله يَا وَاحِدًا ... فِي عصره أفديه من وَاحِد)

) (فسر كتاب الله نلْت المنى ... لَا تنكر التَّفْسِير لِلْوَاحِدِيِّ) وَقَوله لما ولي الْجمال بن جمَاعَة الخطابة: (وخطابة الْأَقْصَى محاسنها بَدَت ... لما أَتَى هَذَا الْجمل الباهي) (واستبشر الْمِحْرَاب بعد أَن انحنى ... بِالْعودِ لما قَامَ عبد الله) 330 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْمجد اسماعيل الزين الكركي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد الإِمَام إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بالكركي. / قدم من الكرك وَهُوَ صبيح الْوَجْه فخدم بعض الطّلبَة ورغبه الطَّالِب فِي حفظ الْقُرْآن وتدرب بِهِ فِي الْمِيقَات وَنَحْوه بل كتب الْمَنْسُوب ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة الأتابك يشبك المشد وأقرأ مماليكه وَأم بِهِ وَكَذَا أذن واختص بِهِ حَتَّى زوجه جَارِيَة جركسية من خدمه فاستولدها ابْنه الْمشَار إِلَيْهِ وباشر الرياسة بالجامع الطولوني وَغَيره وتنزل فِي صوفية الشيخونية قَدِيما وَسمع فِيهَا على الفوي وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ وَغَيرهمَا كشيخنا وَمِمَّا سَمعه على الأول التَّيْسِير للداني بِقِرَاءَة الشَّمْس مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمرَان الْمقري فِي سنة سبع وَعشْرين بل سمع قبل ذَلِك فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة بهَا أَيْضا على الشّرف بن الكويك مُسْند أبي حنيفَة للحارثي بِقِرَاءَة الكلوتاتي وَحج وزار، كل ذَلِك مَعَ الْخَيْر والمواظبة على التِّلَاوَة وَالْقِيَام والصفاء وَرَأَيْت وَصفه فِي الاجايز من غير وَاحِد بالشيخ الصَّالح المقرىء المتقن المجود الْحَافِظ فَكَأَنَّهُ قَرَأَ الْقرَاءَات وَرُبمَا حضر فِي مجْلِس السُّلْطَان حِين كَانَ ابْنه القارىء للْبُخَارِيّ بِهِ وَيجْلس فَوق الأكابر ويلبس خلعة بسمور أجَاز فِي الاستدعاءات. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشر رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي محفل كَبِير مَعَ غيبَة وَلَده وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا. 331 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن وجيه الدّين بن الشَّيْخ نَاصِر الدّين أبي الْفرج بن الزين المراغي الأَصْل الْمدنِي أَخُو مُحَمَّد / الْآتِي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 332 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان الزين ويلقب بالجلال أَيْضا أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو الْفضل بن أبي عبد الله السخاوي الأَصْل القاهري / المولد وَالدَّار الشَّافِعِي الغزولي وَالِد الْمُؤلف وأخويه وَرُبمَا لقب بِابْن الْبَارِد. ولد تَقْرِيبًا فِي سنة ثَمَانمِائَة أَو قبلهَا بِسنة وَهُوَ الْأَقْرَب بحارة البُلْقِينِيّ، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس السعودي وتدرب بِهِ فِي التجويد وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والعز بن جمَاعَة والبرهان البيجوري وَالشَّمْس) الْبرمَاوِيّ وَغَيرهم مِمَّن أجَاز واشتغل فِي الْمِنْهَاج عِنْد الشهَاب الطنتدائي والبيجوري وَوَصفه بالفاضل وَالشَّمْس البوصيري وَغَيرهم وَحضر عِنْد الْجلَال البُلْقِينِيّ وَهُوَ الملقب لَهُ بالجلال

والمكنى لَهُ بِأبي الْفضل لنكتة غَرِيبَة فَإِنَّهُ لما عرض عَلَيْهِ سَأَلَهُ عَن اسْمه فخفض رَأسه وَقبل يَده ففهم من هَذَا مُوَافَقَته لَهُ فِي الِاسْم وَقَالَ حِينَئِذٍ لَوْلَا محبَّة والدك فِينَا مَا سماك باسمنا فَنحْن لذَلِك نلقبك ونكنيك كلقبنا وكنيتنا، وَطَائِفَة وَأخذ فِي النَّحْو عَن الحناوي والميقات عَن بَعضهم وَسمع على شَيخنَا وَغَيره جملَة بل سمع بعض مُسلم على ابْن الكويك وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة سَمعه أَو بعضه عَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وَخلق من أَمَاكِن شَتَّى، وَكتب على الزين بن الصَّائِغ وتنزل فِي صوفية البيبرسية وَفِي غَيرهَا من الْجِهَات وتكسب كوالده بعد مُدَّة فِي سوق الْغَزل على طَريقَة مرضية، وَحج غير مرّة وجاور معي قبيل موت بِيَسِير واجتهد فِي الطّواف والتلاوة وَالْعِبَادَة مَعَ ضعفه وَكَانَ فَاضلا حسن الْفَهم خيرا دينا صَادِق اللهجة وافيا للْعهد مُؤديا للأمانة متحريا فِي الزَّكَاة نصُوحًا متواضعا وصُولا لرحمه وَذَوي قرَابَته وقورا سَاكِنا محبا فِي الْمَعْرُوف عديم الشَّرّ مديما للجماعات سِيمَا الصُّبْح وَالْعشَاء كثير التِّلَاوَة معترفا بالتقصير رَقِيق الْقلب سريع الدمعة لونا وَاحِدًا مَا لقِيت أحدا من قدماء أَصْحَابه كالزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَالسَّيِّد الجرواني النَّقِيب وَابْن المرخم إِلَّا وَيذكر عَنهُ كل جميل وَإنَّهُ لم يكن يتَوَقَّف فِي اقراضهم لما يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي نَفَقَتهم وَرُبمَا لَا يسترجع ذَلِك وَكَانَ السَّيِّد يكثر فِي غيبتي وحضوري من قَوْله الْأُصُول طيبَة وَالْفُرُوع طيبَة، وَنَحْوه قَول شَيخنَا العلمي البُلْقِينِيّ وَأما الْجلَال أَخُوهُ فَإِنَّهُ لما قدم حجَّة الاسلام قَامَ إِلَيْهِ واعتنقه وَقَالَ وَكَانَ أَبوهُمَا صَالحا. مَاتَ فِي الثُّلُث الْأَخير لَيْلَة تَاسِع رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين بعد توعكه مُدَّة لم يَنْقَطِع فِيهَا عَن الْمَسْجِد إِلَّا نَحْو أُسْبُوع لِحِرْصِهِ على ذَلِك وعلو همته فِيهِ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد لم أر بعد مشْهد شَيخنَا مثله فِي الْكَثْرَة والسكون والخفر ثمَّ دفن بحوش الصُّوفِيَّة البيبرسية عِنْد أَبِيه وأخيه الْآتِي ذكرهمَا وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وحاولني الزين قَاسم الْحَنَفِيّ الَّذِي كَانَ يصفه بقوله إِنَّه سكردان فِيهِ كل مَا تشْتَهي أَن يقف على غسله فَاسْتَحْيَيْت وَقلت لَهُ إِنَّك كنت عِنْده بمَكَان فَهُوَ لَا يسمح بِهَذَا، ورؤيت لَهُ بعض الْمرَائِي الْحَسَنَة رَحمَه الله وإيانا وجزاه عَنَّا أوفر الْجَزَاء وترجمته مبسوطة فِي المعجم. 333 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن مَسْعُود بن رضوَان الْجلَال أَبُو هُرَيْرَة بن نَاصِر الدّين المري بِالْمُهْمَلَةِ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي أَخُو الْكَمَال مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم وَيعرف كهما بِابْن أبي شرِيف، / ولد فِي لَيْلَة عَاشر الْمحرم تَحْقِيقا سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَأمه تركية لِأَبِيهِ وَقدم مَعَ أَخَوَيْهِ الْقَاهِرَة وَحفظ فِي

الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج واشتغل قَلِيلا وَتردد إِلَيّ فِي ألفية الحَدِيث فَقَرَأَ مِنْهَا دروسا وَكَذَا قَرَأَ على الأبناسي وَالشَّمْس السمنودي وَآخَرين وَأذن لَهُ بَعضهم فِي التدريس والافتاء، وكتبت لَهُ إجَازَة وَصفته فِيهَا بالشيخ الْفَاضِل الأوحد الْكَامِل البارع الفارع الْجَلِيل الْأَصِيل الْمجِيد السعيد الباهر الماهر الذكي الزكي ذُو الْفَهم الْمجِيد والسهم السديد والقريحة الوقادة والسجية المنقادة نخبة أقرانه والعلي الرُّتْبَة عِنْد امتحانه صدر المدرسين خُلَاصَة المريدين جلال الدّين أبي هُرَيْرَة وَأَنه قَرَأَ قِرَاءَة بحث واستفاد وحث بِمَا يبديه على الزِّيَادَة وَتثبت وامعان وتلبث فِي التَّوْضِيح وَالْبَيَان بِحَسب الامكان استظهرت بهَا على مشاركته فِي الْفَضَائِل واستبشرت بلحاقه فِي حسن فاهمته بالأوائل خُصُوصا وَقد اشْتغل وَحصل وعول على اعْتِمَاد أَخَوَيْهِ فِيمَا أجمل وَفصل وَتردد لمن شَاءَ الله من الْأَعْلَام وتودد بمزيد التأدب وَطيب الْكَلَام وَلذَا لم أسْتَكْثر جُلُوس الطّلبَة بَين يَدَيْهِ وتلقيهم بِطيب النُّفُوس عَنهُ مَا تحقق لَدَيْهِ فليتقدم لافادة الطالبين وللزيادة من المذاكرة مَعَ الْمُحَقِّقين فحياة الْعلم المذاكرة بِهِ مَعَ من يَتَّضِح بِهِ المشتبه وَلَا يتَأَخَّر عَن الْجَواب بِمَا يُعلمهُ للمسترشدين رَجَاء الْفَوْز بحوز ثَمَرَة هِدَايَة الضَّالّين مصاحبا فِي ذَلِك كُله للتحري والاتقان فهما من خير مَا أُوتِيَ الانسان، إِلَى آخر مَا كتبته. 334 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم ابْن مُوسَى وجيه الدّين أَبُو الْفرج بن الْجمال أبي الطَّاهِر الانصاري الذروي ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْجمال الْمصْرِيّ /. ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وتفقه بالجمال بن ظهيرة وَغَيره وَسمع على جمَاعَة من شُيُوخ مَكَّة والواردين إِلَيْهَا كَابْن صديق وَأبي الطّيب السحولي والابناسي وَالْمجد اللّغَوِيّ والتقي الزبيرِي والشهاب بن مُثبت وَمُحَمّد ابْن عبد الله البهنسي وَأَجَازَ لَهُ النشاوري وَابْن حَاتِم والمليجي والصردى وَابْن عَرَفَة والغباث العاقولي فِي آخَرين وَتزَوج ابْنة عَمه النَّجْم الْمرْجَانِي وقطن مَكَّة وأشغل النَّاس بهَا فِي الْفِقْه واشتهر بمعرفته كَمَا قَالَه شَيخنَا وَتقدم ودرس وانتفع بِهِ جمَاعَة وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن الْكثير كالروضة والمهمات، وَدخل الْيمن غير مرّة للاسترزاق وَكَانَ دينا خيرا طارحا للتكلف زَائِد التخيل وَله نظم كتب عَنهُ التقي ابْن فَهد وَغَيره وَذكره المقريزي فِي عقوده وَوَصفه بالعلامة، وبرع فِي الْفِقْه والعزل وَله شعر. مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. 335 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر الزين بن الشَّيْخ الشَّمْس التتائي الْمَالِكِي /

نزيل البرقوقية. مِمَّن سمع على شَيخنَا. 336 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حَامِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حميد بن بدران ابْن تَمام الزين بن الْعَالم أقضى الْقُضَاة الشَّمْس الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي عَم الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن حَامِد / وَرُبمَا نسب لجده. ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَأخذ عَن أَبِيه وَسمع على الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وجزء ابْن عَرَفَة وَكَذَا سمع على الْحَافِظ العلائي جُزْء الاسْتقَامَة تصنيفه وعَلى نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم التّونسِيّ من أول مُسلم إِلَى انْتِهَاء الطَّلَاق وعَلى التَّاج الارموي وَآخَرين، ولقيه شَيخنَا فَقَرَأَ عَلَيْهِ وَكَذَا حَدثنَا عَنهُ التقي أَبُو بكر القلقشندي وَكَانَ امام قبَّة الصَّخْرَة بِبَيْت الْمُقَدّس، ذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار، وَمَات فِي سنة سبع. 337 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حجي بن فضل الزين السنتاوي ثمَّ القاهري الازهري الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف بالسنتاوي. ولد فِي سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن ببلبيس والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو والْحَدِيث والشافية لِابْنِ الْحَاجِب وقطعا من مختصرات كالخزرجية ولازم الشهَاب الزواوي حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَأخذ عَن القاياتي فِي الْفِقْه وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَغَيرهَا وَعَن الْجلَال الْمحلي فِي الْفِقْه وأصوله وَغير ذَلِك وَعَن الْمَنَاوِيّ والعبادي فِي الْفِقْه وأذنا لَهُ فِي الافتاء والتدريس، وَكَذَا انْتفع بالكافياجي والشرواني فِي فنون وبالزين طَاهِر فِي النَّحْو وَالْأُصُول وبالعلاء الرُّومِي الحصني فِي الْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهمَا وبأبي الْجُود فِي الْفَرَائِض والحساب وَأكْثر عَن الزيني زَكَرِيَّا بل رافقه وَغَيره فِي الْأَخْذ عَن شَيخنَا فِي الرِّوَايَة حَتَّى سمع عَلَيْهِ غَالب ابْن مَاجَه وَبَعض البُخَارِيّ وَأَشْيَاء فِي الدِّرَايَة وَكَذَا سمع على القاياتي والزين رضوَان والْعَلَاء القلقشندي والمنوي وَابْن الديري وَتردد لدروسه أَيْضا وَختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة وَطَائِفَة، وتلقن الذّكر من الشَّيْخ مَدين وَصَحب الغمري وبرع وصاهر المحيوي الدماطي على ابْنَته واستولدها وَلَده الْمشَار إِلَيْهِ وأثكله فَصَبر كل ذَلِك مَعَ سلوك طَرِيق الاسْتقَامَة والتواضع والسكون وَالْعقل وتصدى للاقراء) فَأخذ عَن الْفُضَلَاء وَقَرَأَ عَلَيْهِ الكمالي بن نَاظر الْجَيْش فارتفق بِهِ كَمَا ارتفق باسكان يَعْقُوب شاه المهمندار لَهُ بِالْبَيْتِ الَّذِي أنشأه علو الْمَسْجِد الَّذِي جدده بجوار بَيته وَحج مرَّتَيْنِ وجاور بعد ذَلِك سنة وَكَانَ توجه لَهَا صُحْبَة الكمالي

الْمشَار إِلَيْهِ وبرز مَعَه من مَكَّة فجاور فِي الْمَدِينَة مديدة وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ ورجعا فَلم يلبث أَن مَاتَ وَاسْتمرّ صَاحب التَّرْجَمَة بِمَكَّة بَقِيَّة السّنة وأقرأ الطّلبَة هُنَاكَ وَولي مشيخة الجوهرية المعينية بغيط الْعدة وَقِرَاءَة الحَدِيث بالتربة الأشرفية قايتباي بعد ابْن الشهَاب السجيني ودرسا بالبردبكية وَغَيره ذَلِك، وَعرض عَليّ صَاحبه الزين زَكَرِيَّا قَضَاء دمياط بعد موت الصّلاح بن كميل فَقبله يَوْمًا وَاحِدًا ثمَّ ترك وعوضها لله باستقراره فِي مشيخة سعيد السُّعَدَاء بعد الْجمال عبد الله الكوراني بعد سعي جمَاعَة كثيرين فِيهَا حَتَّى بِالذَّهَب من بَعضهم وَصَارَ يطلع للتهنئة مَعَ الْمَشَايِخ وَرُبمَا أنكر عَلَيْهِ جُلُوسه فَوق من هُوَ أَعلَى، وَلَكِن طمحت نَفسه إِلَى أَعلَى، وَسمعت أَنه كتب على كل من الزّبد للبارزي وألفية ابْن مَالك واليوسفية شرحا وَأَنه كتب على أسئلة السَّيِّد عبيد الله بن عفيف الدّين الْفِقْهِيَّة بل هُوَ مِمَّن أفتى فِي مسئلتي ابْن الفارض وَلَيْسَ فِي الامكان، وَسمعت من يستحسن كِتَابَته وَنعم الرجل. مَاتَ فِي سحر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ فِي الْيَوْم الْمَذْكُور بالازهر بعد صَلَاة الظّهْر فِي مشْهد حافل تقدم النَّاس الشَّافِعِي وَشهد هُوَ والاستادار وَجَمَاعَة دَفنه رَحمَه الله وإيانا. 338 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حسن بن سعد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن حسن تَقِيّ الدّين أوزين الدّين بن نَاصِر الدّين بن الْبَدْر الْقرشِي الزبيرِي القاهري الْآتِي أَخُوهُ مُحَمَّد وأبوهما وَيعرف كهما بِابْن الفاقوسي /. ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده عِنْد الْفَخر الضَّرِير وألفية ابْن مَالك وَحضر دروس الغماري فِي النَّحْو وحبب إِلَيْهِ علم التَّعْبِير وأدمن مطالعة كتبه والاجتماع بأَهْله فمهر فِيهِ بِحَيْثُ فاق العارفين فِيهِ على قلتهم وَمن بديع تَعْبِيره قَوْله لمن قصّ عَلَيْهِ أَنه رأى فِي إِحْدَى يَدَيْهِ رغيفا وَفِي الْأُخْرَى قرصا وَهُوَ يَأْكُل مِنْهُمَا أَن لَهُ زَوْجَة وَهُوَ يَزْنِي بابنتها فاعترف الرَّائِي واستغفر وَتَابَ، وَكَانَ قد اعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ على ابْن حَاتِم ثمَّ اسْمَعْهُ الْكثير عَن التنوخي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الشيخة والحلاوي والسويداوي والقطب عبد الْكَرِيم الْحلَبِي والعراقي والهيثمي وَابْن الملقن والصدر الْمَنَاوِيّ وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والمحب بن هِشَام وحفيد أبي حَيَّان وَالْجمال) العرياني فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والشهاب ابْن الْعِزّ وَخَدِيجَة ابْنة ابْن سُلْطَان وَابْن أيدغمش وَابْن عَرَفَة والكمال بن النّحاس وَابْن الْخَرَّاط وَابْن الهزبر وَابْن الْمُوفق وَابْن يفتح الله وَالْمجد اللّغَوِيّ والشرف ابْن المقرىء والنفيس الْعلوِي وَخلق من أَمَاكِن شَتَّى فِي عدَّة استدعاءات أقدم

مَا وقفت عَلَيْهِ مِنْهَا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين، وَحدث بالكثير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء حملت عَنهُ الْكثير وَخرجت لَهُ مَا عَلمته من مروياته فِي جُزْء وَقد حج وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام والصعيد وَغَيرهمَا وَأقَام مُدَّة بزبيد بزِي الْجند ثمَّ تحول لزي الْفُقَهَاء بعد وَفَاة أَبِيه لأمر اقْتَضَاهُ وَعرف بالخوض فِيمَا لَا يعنيه والتسارع لنقل مَا لَا خير فِيهِ بحي أوذي بِسَبَب ذَلِك وَكَذَا عرف بالتعرض لأعراض النَّاس حَتَّى صَار مِمَّن يَتَّقِي لِسَانه وَلَكِن تناقص حَاله فِي كل هَذَا أخيرا ولمحبته فِي إقبال الطّلبَة على السماع مِنْهُ ألحق اسْمه بِبَعْض المرويات فَلم يلْتَفت لالحاقه مَعَ تصميمه ومكابرته، وَمَا أَخذ عَنهُ كَبِير أحد بعد هاذ وَإِن كَانَ الْحفاظ مِمَّن تقدم مَا اعتمدوا مثل ذَلِك فِي اسقاط مثله لكَون الِاعْتِمَاد إِنَّمَا هُوَ على المفيدين عَنْهُم كَمَا بَينته فِي مَكَان آخر. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَلم يَنْقَطِع سوى يَوْم أَو يَوْمَيْنِ وَدفن بتربتهم خَارج بَاب النَّصْر عَفا الله عَنهُ ورحمه وإيانا. 339 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ أَبُو الْفضل بن الشَّمْس الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. نَشأ بِالْقَاهِرَةِ فِي كنف وَالِده فاشتغل وَعقد الميعاد فِي زاويته فِي حَيَاته ثمَّ بعده وَدَار حوله بعض أَتبَاع أَبِيه ومحبيه وَلكنه لم يرتق لناموسه ووجاهته وَأَظنهُ مِمَّن أَخذ عَن أبي الْعَبَّاس السرسي. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِجَزِيرَة أروى الْمَعْرُوفَة الْآن بالوسطي بعد مَجِيئه من الْوَجْه البحري مَرِيضا وَحمل مِنْهَا بكرَة الْغَد فصلى عَلَيْهِ وَدفن بزاوية أَبِيه وبجانبه خَارج قنطرة طقزدمر من سويقة السباعين عَن أَزِيد من سِتِّينَ ظنا وَسَماهُ بعض المؤرخين مُحَمَّدًا وَهُوَ غلط. 340 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حسن المكسكي البريهي التعزي الْيَمَانِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: أحد الْفُضَلَاء بِالْيمن برع فِي الْفِقْه وَغَيره ثمَّ حج فَلَمَّا رَجَعَ مَاتَ وَهُوَ قافل فِي ثَالِث الْمحرم سنة عشْرين. 341 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حَمْزَة الْمدنِي الحجار /. سمع على النُّور الْمحلي وَالْجمال الكازروني.)

(سقط) ولد ظنا سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بحماة وَقدم مَعَ أَبِيه حلب فَنَشَأَ بهَا واشتغل بالفقه عَلَيْهِ وعَلى غَيره وَسمع بهَا ختم الِاسْتِيعَاب على الْعِزّ أبي جَعْفَر أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الاسحاقي وتعانى الْأَدَب فبرع وَقَالَ الشّعْر البديع الرَّائِق وطارح الأدباء وَأكْثر من مدح الأكابر فراج أمره خُصُوصا حِين نادم نَائِب حلب جكم من عوض واختص بِهِ ومدحه بالقصائد الطنانة وَعمل ألف حلب بعد أَبِيه وأضيف إِلَيْهِ مَا كَانَ مَعَه من الْوَظَائِف وَكَذَا ولي بعد ذَلِك فِي أَيَّام الْمُؤَيد كِتَابَة سر بطرابلس وَكتب لَهُ توقيعه بهَا التقي بن حجَّة فَعَظمهُ جدا كَمَا ذكره فِي بَاب التَّوْجِيه من شرح بديعيته ثمَّ أعرض عَنْهَا وقطن الْقَاهِرَة ومدح أَيْضا مُلُوكهَا ورؤساءها فزادت وجاهته وَقرر فِي كتاب الانشاء فِي أَيَّام نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ ثمَّ بعده وأضيف إِلَيْهِ بعد التقي بن حجَّة رياسة الانشاء، وصنف أَشْيَاء مِنْهَا الْمعَانِي الْيَتِيمَة والمثاني الرخيمة وَكَانَ إنْسَانا حسنا أديبا فَاضلا بارعا فِي النّظم والنثر غَايَة فِي اللطافة والكياسة وَحسن الْكِتَابَة والسياسة ودماثة الْأَخْلَاق سليم الْبَاطِن معدودا فِي أَعْيَان الموقعين بديع النّظم كثير المخترعات شَدِيد النفور من النَّاس كتب الْأَئِمَّة فَمن دونهم عَنهُ كثيرا من نظمه ونثره فَكَانَ مِمَّن كتب عَنهُ شَيخنَا وَابْن خطيب الناصرية وَأثْنى عيه وَابْن مُوسَى المراكشي وَقَالَ لَهُ شعر رائق فِي الذرْوَة كثير المخترعات، وَكَانَ لقِيه لَهُ فِي حلب سنة خمس عشرَة وَمَعَهُ الْمُوفق الأبي وَهُوَ الْقَائِل: (من قَالَ أَنا فَقِيه بشر لقد فشر ... عِنْدِي جُلُود بِلَا ورق) ) (كتب عتق من درسها ... قلبِي احْتَرَقَ بِنَار فكر) وَهِي ظريفة سَمعهَا مِنْهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي بحلب فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة ومعظمها شَيخنَا قَالَ وَابْن الْخَرَّاط قد انخرط فِي سلك عمر الجندي فِي بليقته فِي الجندي الَّتِي أَولهَا من قَالَ ناجندي خلق لقد صدق قَالَ شَيخنَا ولعمري أَنه وَإِن

كَانَ جود الِاتِّبَاع لَكِن الْفضل للمتقدم، وَقد كتبتها عَن شَيخنَا ابْن خضر بِسَمَاعِهِ لغالبها من لفظ ناظمها وطارح شَيخنَا بلغز بديع فِي بنكام أودعته فِي الْجَوَاهِر مَعَ جَوَاب شَيخنَا وَهُوَ أبدع وَكَذَا عمل لما جِيءَ للأشرف برسباي بحينوس الفرنجي صَاحب قبرس مأسورا قصيدة امتدحه بهَا أنشدها من لَفظه بِحَضْرَة أَعْيَان الدولة وخلع عَلَيْهِ وَلما أرسل أهل الْمغرب بطلبة نجدة من الْأَشْرَف أجابهم أَيْضا بقصيدة طنانة وَقَالَ إِنَّه وَالله مَا يقدر أحد أَن يُجيب بِمِثْلِهَا وَإِن شَيخنَا صدقه فِي مقاله إِلَى غير ذَلِك، وَمن مقاطيعه قَوْله فِي مليح على شفته أثر بَيَاض: (وَلَا وَالَّذِي صاغ فَوق الثغر خَاتمه ... مَا ذَاك صدق بَيَاض فِي عقائقه) (وَإِنَّمَا الْبَرْق للتوديع قبله ... أبقى بِهِ لمْعَة من نور بارقه) وَقَوله فِي يُوسُف بن مَالك: (وَلما بدا بدر الدجى لِابْنِ مَالك ... تغشاه دون الصحب مِنْهُ سناه) (فَقلت وَقد آوى إِلَيْهِ أتنكروا ... إِذا يُوسُف آوى إِلَيْهِ أَخَاهُ) مَاتَ فِي مستهل الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ وَقد جَازَ السِّتين وَمِمَّنْ ذكره المقريزي فِي عقوده وَأنْشد عَنهُ قصيدة طنانة لامية يمدح بهَا نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ قَالَ وَنعم الرجل صحبني سِنِين وَتردد إِلَيّ مرَارًا. 344 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح بن إِسْمَاعِيل بن نَاصِر الدّين أَبُو الْفرج ابْن التقي الْكِنَانِي الْمدنِي الشَّافِعِي وَالِد أبي الْفَتْح مُحَمَّد / الْآتِي وسبط الْبَدْر عبد الله ابْن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ وَيعرف بِابْن صَالح. ولد بِطيبَة وَنَشَأ بهَا فَسمع من جده لمه قِطْعَة جَيِّدَة من الْأَحْكَام الصُّغْرَى لعبد الْحق ومصنفه الدّرّ المخلص من التَّقَصِّي والملخص ومسلسلات ابْن مسدي وَمن الْعِزّ بن جمَاعَة جُزْءا لَهُ فِي قبا وَمن أَبِيه والأمين بن الشماع وَإِبْرَاهِيم بن الخشاب وَعبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب الكالديني والزين الْعِرَاقِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ تَخْرِيج الاحياء لَهُ وَفِي شَرحه للألفية وَالْمجد اللّغَوِيّ سمع عَلَيْهِ قِطْعَة من مُؤَلفه الصلات والبشر فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ فَمَا) بعْدهَا ابْن أميلة وَابْن الهبل وَالصَّلَاح بن أبي عمر والكمال بن حبيب وَأَخُوهُ الْحُسَيْن والتقي الْبَغْدَادِيّ وَابْن القارىء وَابْن عقيل وَابْن كثير والأذرعي وَجَمَاعَة وناب فِي قَضَاء الْمَدِينَة عَن قضاتها ثمَّ اسْتَقل بِهِ من سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين إِلَى أَن مَاتَ سوى مَا تخَلّل ذَلِك من الْعَزْل غير مرّة وَكَذَا ولي بهَا الخطابة والإمامة، وَكَانَ مشكور والسيرة عفيفا لَكِن مزجى البضاعة فِيمَا قَالَ شَيخنَا وَأما غَيره فوصفه

بِالْفَضْلِ حدث قَلِيلا روى عَنهُ ابْنه والتقي بن فَهد وَأَجَازَ لأبي الْفرج المراغي حِين عرض عَلَيْهِ. وَمَات فِي صفر سنة سِتّ وَعشْرين بِالْمَدِينَةِ وَصلى عَلَيْهِ بالروضة ثمَّ دفن بِالبَقِيعِ، وترجمه شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار جدا، والمقريزي فِي عقوده وَطوله. 345 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صبيح الْمدنِي خَادِم الشَّيْخ أبي الْفرج المراغي وَآل بَيته /. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 346 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن طولوبغا أَسد الدّين بن الْمُحدث نَاصِر الدّين السيفي التنكزي الدِّمَشْقِي /. ولد فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ على الْحَافِظ الذَّهَبِيّ وَأبي الْفرج بن عبد الْهَادِي والبهاء على بن الْعِزّ عمر وَعبد الْقَادِر بن القرشية وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن المرداوي وَعبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْيُسْر وَأبي بكر بن عبد الْعَزِيز بن رَمَضَان وَعبد الْغَالِب الماكسيني ويوسف بن مُحَمَّد بن نجم وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل بن الخباز وَأُخْته زَيْنَب وعمتها نفيسة ابْنة إِبْرَاهِيم وَفَاطِمَة ابْنة نصر الله بن مُحَمَّد وَفَاطِمَة ابْنة الْعِزّ فِي آخَرين الْكثير، وَمَات أَبوهُ قبل بُلُوغه سنّ السماع وَلذَا لم نر لَهُ شَيْئا سَمعه إِلَّا حضورا كَمَا قَالَه الْحَافِظ ابْن مُوسَى وَأَجَازَ لَهُ دَاوُد بن إِبْرَاهِيم الْعَطَّار وَمُحَمّد بن عمر السلاوي وَعبد الحميد بن عَليّ الْقرشِي وَخلق وَحدث بالكثير وَانْفَرَدَ وَحمل عَنهُ الأكابر بل ألحق الاصاغر بهم، وَمِمَّنْ لقِيه بِدِمَشْق ابْن مُوسَى والأبي فأكثرا عَنهُ وَأكْثر عَنهُ أَيْضا الشهَاب بن زيد ولقيه شَيخنَا بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَعشْرين وَقد أسن فَأخذ عَنهُ أَشْيَاء وَكَذَا استجازه شَيخنَا ابْن خضر وَابْن قمر بإفادته وَسمع عَلَيْهِ التقي بن فَهد وَبَنوهُ. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَعشْرين بِدِمَشْق وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله. 347 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عَليّ القَاضِي زين الدّين وجلال الدّين أَبُو زيد بن أبي عبد الله بن قَاضِي الْجَمَاعَة أبي زيد العدناني التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن البرشكي بِكَسْر الْمُوَحدَة والمهملة ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة تَلِيهَا كَاف. / ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ: صاحبنا الْمُحدث الرّحال الْفَاضِل أَخذ ببلاده عَن وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ التنوخي، ورحل إِلَى الْمشرق قَدِيما فِي سنة سِتّ عشرَة فحج وَحمل عَن الْمَشَايِخ قَالَ وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق لطيف المجالسة كريم الطباع انْتهى.

وَقد حج قَاضِيا على ركب المغاربة سنة خمس وَعشْرين وَسمع من لفظ شَيخنَا فِي البُخَارِيّ وَسمع فِي سنة سبع وَعشْرين على النُّور الفوي من لفظ الكلوتاتي سنَن الدَّارَقُطْنِيّ بفوت يسير وَجمع جُزْءا سَمَّاهُ طرد المكافحة عَن سَنَد المصافحة وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَمِمَّنْ روى عَنهُ التقي بن فَهد وَكَذَا الْعَفِيف النَّاشِرِيّ. مَاتَ فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ هُوَ وَزَوجته ابْنة الفاسي وَولده مِنْهَا، وَقد قَرَأت بِخَط ابْن حسان نقلا عَن شَيخنَا مَا نَصه: قَول البرشكي إِن القبابي سمع جَمِيع صَحِيح مُسلم على الْبَيَانِي لَا يعْتَمد فَإِنَّهُ مَعَ ذكائه وَحسن خلقه سريع التَّصْدِيق للمحالات جربنَا عله ذَلِك فِي أَشْيَاء فَلَعَلَّهُ تلقى ذَلِك مِمَّن لَا يوثق بِهِ فَجزم بِهِ كَمَا جرت عَادَة الصَّالِحين وَلَو لم يكن فِي تَقْوِيَة ذَلِك فِيهِ إِلَّا مَا صنعه فِي المعمر الَّذِي كذب أَو كذب عَلَيْهِ فِي المصافحة انْتهى. وَأَشَارَ بآخر كَلَامه إِلَى مُصَنفه طرد المكافحة. 348 - عبد الرَّحْمَن ابْن مُؤَلفه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان السخاوي الأَصْل القاهري. / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسبعين فِي طفوليته عوضه الله وإيانا الْجنَّة. 349 - عبد الرَّحْمَن بن القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن القَاضِي نَاصِر الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح بن إِسْمَاعِيل الْكِنَانِي الْمدنِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي جده قَرِيبا والآتي وَلَده الْمعِين مُحَمَّد. سمع على أبي الْفَتْح المراغي وَأخذ عَن عَمه أبي الْفَتْح بن صَالح والابشيطي وَغَيرهمَا وناب فِي الخطابة والإمامة وَأكْثر من السّفر لدمشق والقاهرة وَغَيرهمَا وَيُقَال إِنَّه غير مَحْمُود الطَّرِيقَة. مَاتَ بعد سنة سبع وَثَمَانِينَ 350 -. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر المليجي الأَصْل القاهري أَخُو مُحَمَّد / الْآتِي وأبوهما وباشر على أوقاف الْأَزْهَر وتكسب بِالشَّهَادَةِ رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ. 351 - عبد الرَّحْمَن بن أبي السرُور مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْوَجِيه أَبُو زيد الحسني الفاسي الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَبُو الْخَيْر. ولد فِي ربيع الأول سنة عشر بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والعمدة والرسالة وَسمع على الزين المراغي وَابْن سَلامَة وَابْن طولوبغا وَابْن الْجَزرِي وَشَيخنَا فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ الشّرف بن الكويك وَالْجمال بن الشرائحي وَغَيرهمَا وَحضر الدُّرُوس ورحل مَعَ وَالِده وأخيه الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَأَدْرَكته الْمنية بهَا فِي جُمَادَى

الأولى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بعد وَفَاة أَبِيه. 352 - عبد الرَّحْمَن بن الْجمال أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ الْقرشِي الْعَدوي الجراني الْمدنِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الحجار. سمع على ابْن صديق مَعَ أَبِيه. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر أَمِين الدّين أوزين الدّين بن الشَّمْس بن الديري الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ أَخُو سعد وَإِبْرَاهِيم الماضيين والآتي أبوهم. ولد فِي شعْبَان سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وانتقل فِي صغره سنة تسع عشرَة مَعَ أَبِيه إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والكنز فِي الْفِقْه والمنار فِي الْأُصُول والحاجبية فِي النَّحْو وَالتَّلْخِيص وَبحث فِيهَا فَأخذ عَن أَخِيه الْفِقْه وأصوله والنحو والمعاني وَالْبَيَان وَعَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ الاصول والنحو وَعَن الابشيطي النَّحْو فَقَط فِي آخَرين، وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَفضل وشارك بل وصف بالبراعة مَعَ نظم ونثر بِحَيْثُ عد فِي الأدباء وَأثْنى شَيخنَا وَغَيره على شعره، وناب عَن أَخِيه فِي الْفَضَائِل بل درس فِي الفخرية بَين السورين برغبة أَخِيه لَهُ عَنهُ ثمَّ رغب هُوَ عَنهُ للشمس الامشاطي وَكَذَا ولي مشيخة المهمندارية بعد الشَّمْس بن الجندي وَنظر الْقُدس والخليل والجوالي وَغَيرهَا من الْوَظَائِف هُنَاكَ كوظيفة أَبِيه المعظمية ورام الِاسْتِقْرَار فِي نظر الاسطبل والجوالي بِالْقَاهِرَةِ عوضا عَن أَخِيه الْبُرْهَان حِين رام هُوَ الِاسْتِقْرَار فِي نظر الْجَيْش فَمَا تهَيَّأ ذَلِك كُله، وامتحن فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين لكَونه تخاصم هُوَ ونائب الْقُدس تمراز من بكتمر المؤيدي المصارع وبادر إِلَى إبراز السِّلَاح فلامه الظَّاهِر جقمق وتغيظ عَلَيْهِ بل وَضعه فِي الْحَدِيد بتأليب أبي الْخَيْر النّحاس ورسم بِهِ لسجن أولي الجرائم وَلَكِن مَا انْفَصل عَن جَامع القلعة حَتَّى خلص وَبَقِي فِي الترسيم أَيَّامًا إِلَى أَن ولي ابْن محَاسِن أحد أَتبَاع النّحاس ثمَّ بعد أَن نكب ابْن النّحاس أُعِيد إِلَى نظر الْقُدس والخليل حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ قوي الحافظة والذكاء رَئِيسا فصيحا لَهُ ذوق فِي الْأَدَب وَحسن عشرَة وشكالة وَمَكَارِم وَإِظْهَار للتجمل بِحَيْثُ يكثر الِاسْتِدَانَة) بِسَبَبِهِ مَعَ طيش وخفة أدَّت لما حكيته سِيمَا وَأمه أم ولد، زَائِد الاطراء لنَفسِهِ والزهو اجْتمعت بِهِ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وكتبت عَنهُ قَوْله: (لَا تعجبوا من خَاله إِذْ بدا ... وازداد لطف الخد من أَجله) (فكاتب الْحسن غَدا حاذقا ... قد جود النقطة فِي شكله) إِلَى غير ذَلِك. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَخمسين بِبَيْت الْمُقَدّس عَفا الله عَنهُ، وللعلاء بن اقبرس حِين سعى صَاحب التَّرْجَمَة فِي كِتَابَة السِّرّ بعد الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ.

(أَقُول لمن وافى إِلَى الْقُدس زَائِرًا ... وصلت إِلَى الْأَقْصَى من الْفضل وَالْخَيْر) (تقرب إِلَى مَوْلَاك فِيهِ عبَادَة ... وبع بيع الرهاين وابعد عَن الديرى) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن صَالح /. فِي ابْن ذِي النُّون. 354 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله أَبُو الْفرج النَّاشِرِيّ أَخُو الطّيب / الْمَاضِي. ولد سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن أَبِيه وأخيه القَاضِي عبد الله وَغَيرهمَا وَعَكَفَ بِأخرَة على جَامع المختصرات للنسائي بِحَيْثُ انْفَرد فِي الْيمن بمعرفته ونكت عَلَيْهِ وعَلى شَرحه لمؤلفه بتعقبات جَيِّدَة من الرَّوْضَة وَأَصلهَا إِلْحَاق مَا تَركه من قيد أَو شَرط مَعَ اعترافه بِأَنَّهُ لم يؤلف فِي الْمَذْهَب مثله وَاسْتمرّ إِلَى أَن انْتهى للأيمان فَأَدْرَكته الْمنية ولخص كتاب الْبركَة وَحج فِي سنة ثَمَانمِائَة ثمَّ عَاد وَأخذ عَنهُ الْعلم جمَاعَة، وَولي خطابة جَامع الكدراء وناب فِي الْأَحْكَام بهَا عَن أَخِيه ثمَّ نقل لقَضَاء القمحة ودام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين وَدفن عِنْد جده وَكَانَ ذَا فهم ثاقب وذكاء فائق متضلعا من الْفِقْه والْحَدِيث والحساب وَالتَّفْسِير والفرائض والنحو واللغة وَالْعرُوض، وَله شعر جيد فَمِنْهُ فِي معرفَة الْبَرِيد والفرسخ والميل قَوْله: (ربع الْبَرِيد الفرسخ الْميل ثَلَاثَة ... وَأَلْفَانِ خطوا ثمَّ أَلفَانِ ميلنا) وَله أَوْلَاد ذكر من شَاءَ الله مِنْهُم فِي محالهم. 355 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن هادي بن مُحَمَّد السَّيِّد صفي الدّين أَبُو الْفضل بن النُّور الْحُسَيْنِي الايجي ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو الْعَفِيف مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بايج من بِلَاد الْعَجم وَأمه ابْنة الشَّيْخ الصَّالح المقتفي لآثار السّلف الشّرف مَحْمُود بن أبي بكر بن كَمَال الدراكاني القري الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي ابْن) أُخْت نَاصِر الدّين أنس الَّذِي أَخذ عَنهُ السَّيِّد الْعَلَاء بن الْعَفِيف أخي صَاحب التَّرْجَمَة وَنَشَأ الصفي بايج وَسمع الحَدِيث من وَالِده وَعنهُ فِيمَا قيل أَخذ الْعُلُوم وَكَذَا أَخذ يَسِيرا عَن التَّاج الفاروثي والعماد الفالي وبخراسان عَن السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَفِيه نظر والزين الْحَاتِمِي وجلال الدّين يُوسُف الحلاج وَمن شُيُوخه فِي التصوف وَالِده والزين الخوافي وَبِه تخرج ولامه كثيرا واسترشد مِنْهُ والركن الخوافي أحد الجامعين بَين علمي الظَّاهِرِيّ وَالْبَاطِن وَالسَّيِّد سعد الدّين أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب القوصي وَغَيرهم وروى حِكَايَة المختطف عَن أبي بكر ابْن أَيُّوب وَاجْتمعَ فِي هرموز بالفخر أَحْمد السجسْتانِي وَكَانَ حجَّة الصُّوفِيَّة فِي زَمَانه بِحَيْثُ وَصفه الخوافي بنقاد المتصوفة وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء مؤرخ سنة ثَلَاث

وَتِسْعين التنوخي وَابْن فَرِحُونَ وَابْن صديق والزين الْعِرَاقِيّ والبلقيني وَابْن الملقن وَخلق مِنْهُم الْمجد اللّغَوِيّ، وَدخل الشَّام وحلب وَاجْتمعَ بعلمائها وهم بِدُخُول مصر فَمَا أمكن، وَحج سِتّ حجات وجاور مرَّتَيْنِ فِي كل من الْحَرَمَيْنِ وزار بَيت الْمُقَدّس وَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن أَخِيه الْعَلَاء مُحَمَّد واشتدت عنايته بملازمته حَتَّى كَانَ يرجحه على أَبِيه الْعَفِيف خطا ولفظا وَيَقُول كَانَ انتفاعي بِهِ أَكثر وارتباطي بفنائه أغزر والطاوسي وَقَالَ فِيهِ صَاحب الْكَشْف والالهام الْآمِر بِالْمَعْرُوفِ الناهي عَن الْمُنكر صَاحب الشَّرِيعَة والحقيقة وَمن لم أجد مثله وَمثل أَخِيه فِي تِلْكَ الطَّرِيقَة ولقيه غير وَاحِد من أَصْحَابنَا وتورع بِأخرَة عَن الرِّوَايَة والاذن فِيهَا لَكِن ذكر لي ابْن أَخِيه أَنه استجازه لنا، وَكَانَ ذَا زهد وورع وانجماع وَاتِّبَاع للسّنة وكرامات جليلة ومداومة على التِّلَاوَة وشهود الْخمس مَعَ الْجَمَاعَة حَتَّى بعد كبر سه واستيعاب مَا بَين الْمغرب وَالْعشَاء بِالصَّلَاةِ بِحَيْثُ لَا يتعشى دَائِما إِلَّا بعد صَلَاة الْعشَاء صوما كَانَ أَو فطرا وَصَوْم السّنة إِلَّا شهرا وَاحِدًا حَتَّى لَا يدْخل فِي صَوْم الدَّهْر وصنف فِي اعْتِقَاد أهل السّنة رِسَالَة وَعمل على منَازِل السائرين وَغَيره حَوَاشِي ونظم الْقَلِيل فَمن ذَلِك قَوْله: (أَلا يَا نفس وَيحك لَا تنامي ... فكم نوما يُورث من ملام) وَقَوله: (يَا عَازِمًا نَحْو الحبيب هناكا ... قبل يَدَيْهِ إِذا وصلت هناكا) مَاتَ فِي ظهر يَوْم الْجُمُعَة قبل صلَاتهَا ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة جوَار مصلب بن الزبير وَكَانَ قدم مَكَّة) قبل بِيَسِير فِي ربيع الأول ورثاه ابْن أَخِيه الْعَلَاء بعدة مراث رَحمَه الله وإيانا ونفعنا ببركاته، وَعِنْدِي فِي تَرْجَمته من التَّارِيخ الْكَبِير والمعجم زيادات. 356 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ الْبَدْر بن الْمُحب أبي عبد الله الْيَعْمرِي الْمدنِي الْمَالِكِي أَخُو عبد الله / الْآتِي وَيعرف بِابْن فَرِحُونَ. سمع نُسْخَة أبي مسْهر على الْعلم أبي الرّبيع سُلَيْمَان السقا. 357 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الزين أَبُو ذَر بن الشَّمْس بن الْجمال بن الشَّمْس الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ / الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الْمِائَة الثَّامِنَة وَيعرف بالزركشي صَنْعَة أَبِيه. ولد فِي سَابِع عشر رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة وَالْمُحَرر الفقهي وَأخْبر أَنه عرضه على الْبَهَاء بن أبي الْبَقَاء وَابْن التقي السبكيين والسراج الْهِنْدِيّ وَالْجمال الاسنوي وقاضي الْحَنَابِلَة نَاصِر الدّين نصر الله بن أَحْمد الْكِنَانِي والزين الْعِرَاقِيّ وأكمل الدّين الْحَنَفِيّ وَيحيى الرهوني وَأَنَّهُمْ أجازوه وتفقه بنصر الله الْمَذْكُور وَغَيره وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على الْبُرْهَان الدجوي

وَغَيره ثمَّ ارتحل إِلَى دمشق قبل الْفِتْنَة فَأخذ الْفِقْه أَيْضا عَن الزين بن رَجَب وقاضي الْحَنَابِلَة الشَّمْس بن التقي وَحضر عِنْد الزين الْقرشِي وَأَجَازَ لَهُ الْجلَال نصر الله الْبَغْدَادِيّ وَالِد الْمُحب بالافتاء والتدريس، وَدخل نابلس واسكندرية ودمياط والصعيد وَغَيرهَا وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل، وَحج قبل الْقرن وَبعده وناب فِي الْقَضَاء قَدِيما ثمَّ ترك وَكَانَ أَبوهُ أسمعهُ فِي صغره كثيرا لَكِن لما مَاتَ حصلت لَهُم كائنة فَذَهَبت أثباته فِي جملَة كتبه ثمَّ ظفر الشهَاب الكلوتاتي بِسَمَاعِهِ لصحيح مُسلم سنة خمس وَسِتِّينَ فِي نُسْخَة سعيد السُّعَدَاء على الشَّمْس مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْبَيَانِي فأرشد النَّاس إِلَيْهِ حَتَّى أَخذه عَنهُ الجم الْغَفِير من الْأَعْيَان وَغَيرهم وَألْحق فِي ذَلِك الاحفاد بالأجداد، وَفِي الاحياء مِمَّن سمع مِنْهُ الْكثير وَكَذَا سمع على التقي بن حَاتِم وعَلى الزين الْعِرَاقِيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ الْخَتْم من أبي دَاوُد وَاسْتقر فِي تدريس الْحَنَابِلَة بالاشرفية برسباي أول مَا فتحت من واقفها وبالشيخونية من الاسماع بهَا عقب الْمُحب بن نصر الله وَغَيره وَكَانَ الْعِزّ الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ يَحْكِي عَنهُ مَا يخدش فِي مروءته بل وبديانته وَكَذَا كَانَ الْعَلَاء بن المغلي يُحِبهُ كثيرا ويجله ويعتقد فِيهِ الصّلاح إِلَى أَن شكا لَهُ أَن بعض الْأَحْدَاث اختلس لَهُ مَالا عَظِيما فمقته الْعَلَاء وَقل اعْتِقَاده فِيهِ وَقَالَ كنت أَظُنهُ فَقِيرا، ثمَّ نزل بِهِ الْحَال جدا حَتَّى اسْتَقر فِي الأشرفية فارتفق بهَا كثيرا وَكَانَ إِمَامًا متواضعا جيد الذِّهْن حسن الْفَضِيلَة مشاركا بل أخبر أَنه ابْتَدَأَ فِي تصانيف لم تكمل وَلكنه استروح فِي آخر عمره خُصُوصا وَقد كَانَ قل بَصَره حَتَّى كَاد أَن يكف وَمَعَ ذَلِك لم يقطع المطالعة إِلَّا من الْخط الثخين ويستعين فِي الدَّقِيق بِغَيْرِهِ ثمَّ تراجع إِلَيْهِ بعض بَصَره، وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ كَانَ يدْرِي الْفِقْه على مذْهبه وَصَارَ فِي هَذَا الْوَقْت مُسْند مصر مَعَ صِحَة بدنه وَضعف بَصَره. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثامن عشر صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ وَذكره المقريزي فِي عقودة بِاخْتِصَار رَحمَه الله وإيانا 358 -. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن نشابة الْأَشْعَرِيّ العريشي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ. ولد سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ وبأحمد مفتي مور وَخلف وَالِده، قَالَ الأهدل أَنه اجْتمع بِهِ بعد الثَّلَاثِينَ بِأَبْيَات حُسَيْن وَهُوَ مفتي بَلَده ومدرسها وينوب فِي الحكم بهَا. 359 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ الْعَطَّار / الْفراش بِالْمَسْجِدِ الْمَكِّيّ جرده ابْن فَهد. 360 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي عبد الله بن سَلامَة الماكسيني الدِّمَشْقِي / مُؤذن جَامعهَا ورئيسه كأبيه. سمع على ابْن أبي التائب وعَلى الزين عبد الْغَالِب بن مُحَمَّد

الماكسيني مشيخته وَغَيرهمَا وَحدث قَالَ شَيخنَا أجَاز لي غير مرّة وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده وَرَأَيْت من سمى جده مُحَمَّدًا. 361 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن الشَّيْخ أبي مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزين أَبُو الْفرج الْقرشِي الْبكْرِيّ الْمرْجَانِي الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. / سمع بِالْقَاهِرَةِ على الشّرف بن الكويك وَالشَّمْس الشَّامي والزراتيتي فِي آخَرين كالشهاب بن ظهيرة وَذكره ابْن فَهد وأرخ وَفَاته بِمَكَّة فِي حادي عشر شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وبيض لَهُ البقاعي وأثبته الزين رضوَان فِيمَن يُؤْخَذ عَنهُ. 362 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر بن هبة الله بن عبد الرَّحْمَن / وَاخْتلف فِيمَن بعده التقي أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي الزبيرِي الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الصَّدْر مُحَمَّد وَيعرف وَالِده وَكَانَ من أكَابِر أهل الْمحلة تَرْجَمته فِي ذيل الاقراء بِابْن تَاج الرياسة وَهُوَ بالزبيري نِسْبَة إِلَى الزبيرية قَرْيَة من قرى الْمحلة كَمَا كتبه السراج بن الملقن بِخَطِّهِ فِي عرض الْجمال عبد الله بن التقي هَذَا وسَمعه مِنْهُ شَيخنَا لَا إِلَى الزبير بن الْعَوام مَعَ إملاء وَلَده الصَّدْر لَهُم نسبا) إِلَيْهِ فَالله أعلم. ولد فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا كَمَا قَالَه شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ فِي إنبائه أَنه قَرَأَهُ بِخَط من يَثِق بِهِ وَلكنه قَالَ فِي الْقُضَاة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بالمحلة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَغَيره ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فاشتغل وتفقه بِجَمَاعَة وَقَرَأَ الْقرَاءَات على أَبِيه وَسمع أَبَا الْفرج بن عبد الْهَادِي والميدومي وصاهر الْمُوفق عبد الله الْحَنْبَلِيّ على ابْنَته وتدرب فِي التوقيع حَتَّى مهر فِي الشُّرُوط والسجلات وفَاق فِي ذَلِك وَجلسَ مَعَ الموقعين مُدَّة طَوِيلَة وسجل على الْقُضَاة بل نَاب فِي الْقَضَاء دهرا فِي عدَّة من الضواحي عَن الْعِزّ بن جمَاعَة وَكَذَا عَن الْبَدْر بن أبي البقا فِي الْقَاهِرَة وَغَيرهَا ثمَّ اسْتَقل بِهِ على حِين غَفلَة فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة حِين غضب السُّلْطَان على الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وَحضر الصالحية على الْعَادة ثمَّ صَار يلازم الْجُلُوس فِي قاعة الحكم مِنْهَا كل يَوْم وَيخرج لبيته المجاور للصالحية من بَاب سرها فَأَقَامَ سنتَيْن وشهرا وأياما، وَحسنت مُبَاشَرَته لعفته وَتَمام مَعْرفَته وَكَثْرَة تأنيه وتواضعه بِحَيْثُ لم يذمه أحد ثمَّ صرف فِي منتصف رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وتعطل لاخراج مَا كَانَ مَعَه من الْجِهَات الَّتِي لَا تلِيق بولايته وَتعذر مُبَاشَرَته بعد صرفه للنيابة فضلا عَن التوقيع وَقلة وظائفه بِحَيْثُ لَا تتحصل لَهُ كِفَايَته مِنْهَا، ودام خموله إِلَى أَن سمح لَهُ الْجلَال البُلْقِينِيّ بتقريره فِي الصالحية والناصرية فارتق بهما يَسِيرا وَكَانَ يمشي من بَيته فَيدْخل الصالحية لالقاء الدَّرْس ثمَّ يخرج من بَاب سرها إِلَى الناصرية لالقاء الدَّرْس بهَا أَيْضا ثمَّ يرجع ورام النَّاصِر

فرج غير مرّة أَن يُعِيدهُ للْقَضَاء لما طرق سَمعه من الثَّنَاء عَلَيْهِ وشكر مُبَاشَرَته والجلال يجْتَهد فِي إبِْطَال ذَلِك، وَقد كتب فِي أَيَّام عطلته كثيرا من كتب الْعلم كالروضة والمهمات ركائه لضيق حَاله عَن شِرَاء الْوَرق كَانَ يكْتب فِي أوراق التقاليد والمراسيم وَمَا أشبههَا مَعَ كَون خطه تَعْلِيقا، بل صنف شرحا على التَّنْبِيه كتب مِنْهُ قِطْعَة وَعمل تَارِيخا ينْقل مِنْهُ شَيخنَا فِي الْحَوَادِث والتراجم وَقد حدث باليسير حمل عَنهُ شَيخنَا وَغَيره كالتقي الشمني المسلسل والجزء الْأَخير من ثمانيات النجيب وَغير ذَلِك. وَمَات وَقد هرم فِي مستهل رَمَضَان سنة ثَلَاث عشرَة عَن ثَمَانِينَ سنة وَدفن بتربة الصُّوفِيَّة خَارج بَاب النَّصْر. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَبوهُ مَذْكُور فِي الْمِائَة قبلهَا مِمَّن قَرَأَ على أَبِيه فالتقي من بَيت علم رَحمَه الله وإيانا. 363 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أسعد الْوَجِيه بن الْجمال حفيد الْعَفِيف اليافعي الأَصْل الْمَكِّيّ / الْآتِي أَبوهُ وجده. وَلَده فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بمنى وَحفظ ألفية النَّحْو وعرضها على أبي حَامِد بن الضياء فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين، وَدخل الْهِنْد وأثرى لاعتقادهم فِي سلفه ثمَّ عَاد لمَكَّة حَتَّى مَاتَ بهَا فِي صفر سنة ثَمَان وَسبعين عَفا الله عَنهُ. أرخه ابْن فَهد. 364 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عُثْمَان وجيه الدّين البربهاري الأَصْل الْمَكِّيّ الْعمريّ / نِسْبَة لعمل الْعُمر الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن عُثْمَان. مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة واشتغل قَلِيلا واختص بصاحبنا النَّجْم بن فَهد وَدخل الشَّام ومصر وَغَيرهمَا وَمن شُيُوخه فِي الشَّام حميد الدّين لَازمه وتكسب بالعمر وتنزل فِي دروس يلبغا وَغَيره. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. 365 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر الْمصْرِيّ الشَّافِعِي حفيد النُّور الأدمِيّ وأخو عَليّ / الآتيين وَيعرف بِابْن الأدمِيّ. ولد فِي أَوَائِل سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بالدوادارية النجمية من الصَّحرَاء وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج والألفية وَجمع الْجَوَامِع، وَعرض على جمَاعَة ولازم الْجَوْجَرِيّ فِي شرح الْبَهْجَة وَقَرَأَ ربعهَا الْأَخير وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه لعمدة ابْن النَّقِيب وَسمع شَرحه لقصيدة البوصيري الهمزية وَقَرَأَ متن الْبَهْجَة على ابْن قَاسم وَأَخذهَا تقسيما عَن الفالاتي وَأذن لَهُ كل مِنْهُمَا فِي الاقراء زَاد ثَانِيهمَا والافتاء وَسمع على الشريف النسابة صَحِيح مُسلم وَالسّنَن الْكُبْرَى للنسائي وَكَذَا سمعهما على غَيرهمَا وَسمع مني بعض التصانيف وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل نَاب فِي الْقَضَاء بِبَعْض الْقرى وسافر لمَكَّة فِي الْبَحْر غير مرّة وَتزَوج سبطة الْخَالَة ابْنة النُّور الكريدي وسافرت هِيَ وَأمّهَا مَعَه فَلم يحصل لَهَا رَاحَة وَتوجه

لسواكن وَتلك النواحي ودامت مُدَّة بِغَيْر نَفَقَة وَلَا مفنق إِلَى أَن ملت ففسخت عَلَيْهِ وَلَيْسَ بمحمود الْمُعَامَلَة وَهُوَ إِلَى الْآن فِي أثْنَاء سنة تسع وَتِسْعين بِتِلْكَ النواحي وَجَاءَت كتبه فِيهَا يَسْتَدْعِي سَنَد الشَّيْخ مُحَمَّد الفوي بِلبْس الْخِرْقَة لكَونه لبسهَا مِنْهُ كَأَنَّهُ تمشيخ. 366 - عبد الرَّحْمَن بن أبي البركات مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري الْمَكِّيّ. / أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة جمَاعَة. 367 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر ابْن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد النَّاشِرِيّ. / حفظ الْقُرْآن فِي صغره وَقَامَ بِهِ فِي رَمَضَان بصلاحية زبيد وَغَيرهَا، واشتغل فِي بدايته بِالْعلمِ وَغلب عَلَيْهِ الشّعْر وَالْأَدب المستحسن مَعَ قريحة جَيِّدَة وذهن صَاف بِحَيْثُ قَالَ فِيهِ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ أَنه أشعر مَوْجُود فِي زَمَانه لعذوبة شعره وحلاوة مَنْطِقه وسهولة وَضعه لَا يظْهر عَلَيْهِ تكلّف أبدا وَأنْشد لَهُ قصيدة أَولهَا: (بجاه عريض الجاه والعالي الشان ... مُحَمَّد الْمُخْتَار من آل عدنان) وَلم يؤرخ وَفَاته 368 -. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر الزيني القمني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الكتبي. / ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ. 369 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد النَّاصِر الزين أَبُو مُحَمَّد الصبيبي نزيل الْحَرَمَيْنِ /، ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بالصبيبة وَسمع على العلائي الشفا وسباعيات عبد الْمُنعم الفراوي وعَلى خَلِيل الْمَالِكِي الْجُمُعَة للنسائي وعَلى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الخشبي وَعبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب الكالديني بعض العوارف للسهروردي وعَلى ابْن سبع والبدر بن فَرِحُونَ صَحِيح البُخَارِيّ رَفِيقًا للزين أبي بكر المراغي فِي سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وروى عَنهُ بالاجازة التقي بن فَهد وَابْنه وَهُوَ فِي معجميهما وَلم أَقف على وَقت وَفَاته 370 -. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن يُوسُف بن مُحَمَّد ابْن يحيى بن عبد الرَّحِيم الزين أَبُو هُرَيْرَة بن الشَّمْس أبي أُمَامَة الدكالي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف كأبيه بِابْن النقاش. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة واشتغل بِالْعلمِ وَحفظ الْمِنْهَاج وَأخذ عَن البُلْقِينِيّ والابناسي فَمن قبلهمَا وَسمع بِالْقَاهِرَةِ من نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن الْمُلُوك والخلاطي والسنباطي وَالْفَخْر الْعَسْقَلَانِي وَالْبَيَان فعلى الأول الصَّحِيح بفوت وعَلى الثَّلَاثَة بعده بعض

الدَّارَقُطْنِيّ وعَلى الْأَخير مشيخته تَخْرِيج الْعِرَاقِيّ وَالزَّكَاة لاسماعيل القَاضِي وَكَذَا سمع على أبي الْحرم القلانسي وَآخَرين بِمَكَّة من مُحَمَّد بن سَالم اليمني وَأحمد بن النَّجْم الطَّبَرِيّ وبدمشق بعيد الثَّمَانِينَ من غير وَاحِد بِطَلَبِهِ وَأَجَازَ لَهُ الشهَاب المرداوي وَابْن الخباز وَآخَرُونَ قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَولي وَهُوَ صَغِير تداريس تلقاها بعد أَبِيه وَكَذَا الخطابة بِجَامِع طولون وَتكلم على النَّاس، وَكَانَ جزل الرَّأْي كثير الْقيام فِي الْحق يصدع بذلك فِي خطبه ومواعظه عالي الهمة شَدِيد السَّعْي وَالْقِيَام مَعَ من يَقْصِدهُ محبا فِي أهل الحَدِيث منخرطا فِي سلكهم عَارِفًا بِأَمْر دُنْيَاهُ يتكسب غَالِبا من الزِّرَاعَة ويبر أَصْحَابه وَقد أجَاز لأولادي فِي) استدعاء مُحَمَّد وَسمعت من فَوَائده وَكَانَ يودني كثيرا، وَقَالَ غَيره أَنه درس وَحدث وَأفْتى سِنِين وَكَانَ لوعظه تَأْثِير فِي النُّفُوس محببا للأكابر محظوظا مِنْهُم بل للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد وَحسن ظن مَعَ النزاهة والديانة وَعظم بِأخرَة فِي الدولة واشتهر ذكره. وَقَالَ شَيخنَا فِي إنبائه واشتهر بِصدق اللهجة وجودة الرَّأْي وَحسن التَّذْكِير وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ مَعَ الصراحة والصدع بالوعظ فِي خطبه وَصَارَت لَهُ وجاهة عِنْد الْخَاصَّة والعامة وانتزع الخطابة الْمشَار إِلَيْهَا من ابْن الْبَهَاء السُّبْكِيّ فاستمرت مَعَه، وَكَانَ مقتصدا فِي ملبسه مفضالا على الْمَسَاكِين كثير الاقامة فِي منزله مُقبلا على شَأْنه عَارِفًا بِأَمْر دينه ودنياه قَالَ وَله حكايات مَعَ أهل الظُّلم وامتحن مرَارًا ثمَّ ينجو سَرِيعا بعون الله انْتهى. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من الْحفاظ وَغَيرهم ابْن مُوسَى والزين رضوَان والأبي وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء بِمصْر غير مرّة فَامْتنعَ، قَالَ المقريزي وَكَانَ أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر قَوِيا فِي ذَات الله، وَذكره العثماني قَاضِي صفد فِي آخر طبقاته فَقَالَ شَاب حسن معيد الابناسي بمدرسة حسن وخطيب جَامع طولون ثمَّ ضرب عَلَيْهِ كَأَنَّهُ لصغره، وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة: كَانَ فَقِيها متصوفا كثير الْحَط على الظلمَة والمجاهرة لَهُم بالْكلَام الْقَبِيح وَلم يكن فِي الْعلم بِذَاكَ إِذْ هُوَ على قَاعِدَة الخطباء، وَكَانَ ينْسب إِلَى اعْتِقَاد الْحَنَابِلَة فِي آيَات الصِّفَات وأحاديثها، ومكتوب على قَبره بِوَصِيَّة مِنْهُ: (بقارعة الطَّرِيق جعلت قَبْرِي ... لأحظى بالترحم من صديق) (فيا مولى الموَالِي أَنْت أولى ... برحمة من يَمُوت على الطَّرِيق) وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس يَوْم عيد الْأَضْحَى عَاشر ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة وَدفن من الْغَد خَارج بَاب القرافة على قَارِعَة الطَّرِيق بِوَصِيَّة مِنْهُ بعد أَن صلى عَلَيْهِ بمصلى المؤمني فِي مشْهد حافل كَانَ ابتداؤه بالمصلى وانتهاؤه بِبَاب القرافة تقدمهم

الْجلَال البُلْقِينِيّ وَصَارَ كل من يمر بقبره يترحم عَلَيْهِ حَتَّى قَالَ بعض النَّاس كَانَ صَاحب حيل فِي حَيَاته وَبعد مَوته، وَذكره المقريزي فِي عقوده وسَاق أبياتا رثاه بهَا رَحمَه الله وإيانا. 371 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عقبَة الْوَجِيه الْمَكِّيّ / مهندس الْحرم. كَانَ خيرا دينا يخْدم النَّاس كثيرا فِي العمائر خَبِيرا بالهندسة والعمارة وباشر ذَلِك مُدَّة ثمَّ ترك واستفاد دنيا وعقارا. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين بخيف بني شَدِيد وَقد بلغ السّبْعين. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة مِمَّن كَانَ يتَوَجَّه لجدة فِي موسمها وَمَات بهَا فِي الْمحرم ظنا سنة

(سقط) تسع وَسبعين وَكَانَ قد طلب حلتيتا يَسْتَعْمِلهُ لصرف الرّيح فجيء إِلَيْهِ بأفيون غَلطا فَوَضعه بمرق ثمَّ شربه فَكَانَت منيته وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها. 376 - عبد الرَّحْمَن بن الْجمال مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد الله السلَامِي الطَّائِفِي / الْآتِي أَبوهُ. مَاتَ قبله بأيام فِي وباء كَانَ بِالطَّائِف ونواحيه بالسلامة مِنْهُ فِي الْعشْر الْأَوْسَط من شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.) (سقط) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَلامَة الماكسيني. / مضى فِيمَن جده أَبُو عبد الله. 380 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شرف بن مَنْصُور بن مَحْمُود بن توفيق ابْن مُحَمَّد بن عبد الله الزين بن الشَّمْس العجلوني الزرعي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الولوي عبد الله واخوته وَيعرف بِابْن قَاضِي عجلون / لكَون وَالِده كَانَ قَاضِيا مُدَّة نَائِبا عَن شَيْخه التَّاج السُّبْكِيّ وعزل مرّة عَنْهَا بالاخنائي ثمَّ عَاد ثمَّ لما خربَتْ عجلون قدم دمشق وباشر عمالة وقف الْحَرَمَيْنِ وَنظر الايتام والاوصياء فحمدت سيرته قَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة أَخْبرنِي أَنه ولد وَقت أَذَان الْمغرب من لَيْلَة تَاسِع عشر شعْبَان سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل وَسمع الحَدِيث وَحصل لَهُ بِأخرَة مرض كَانَ يُصَلِّي لأَجله قَاعِدا، وَكَانَ خيرا بشوشا حسن الْمُلْتَقى متوددا ذَا مُرُوءَة. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ بعد الْعشَاء ثَانِي عشر صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي تقدم النَّاس الْعَلَاء البُخَارِيّ وَدفن بِالْبَابِ الصَّغِير رَحمَه الله. 381 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الزين بن الْكَمَال / إِمَام الكاملية، وَحج مَعَ أَبِيه وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَسمع هُنَاكَ على التقي ابْن فَهد والتقي القلقشندي وتكرر حجه بعده ومجاورته سِنِين، واشتغل عِنْد

الزين زَكَرِيَّا والمسيري، وَفهم بِالنِّسْبَةِ لأخويه فَهُوَ أفهمهم وَلما انتزع لَهُ جَوْهَر المعيني مشيخة دَار الحَدِيث الكاملية من مستحقها شرعا رتب هَذَا فِي القاء صُورَة درس وَحضر مَعَه الْعَبَّادِيّ والبقاعي وَغَيرهمَا ثمَّ صَار يَسْتَنِيب إِلَى أَن أعرض عَنْهَا بِدَرَاهِم لِابْنِ النَّقِيب وَقيل: مَا سرت من حرم غلا إِلَى حرم. وَقد كثرت مجاوراته بِمَكَّة وتفاتن هُوَ وَأَخُوهُ أَحْمد وَكَانَ بِمَكَّة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَكَانَت جلّ إِقَامَته بهَا يمشي على عكاز أَو نَحوه لعَارض اقْتَضَاهُ وَرجع مَعَ الْمَوْسِم وَترك زَوجته وَابْنه وَأَخُوهُ مِمَّن طلع مَعَ الركب وتخلف سنة تسع وَتِسْعين فَلم يسْأَل عَنْهُمَا، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ أحسن من ذَاك بِكَثِير. 382 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن إِبْرَاهِيم الزين الاسدي نِسْبَة لبني أَسد الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد عمر / الْآتِي وَيعرف بِابْن الجاموس. سمع على الْجمال بن الشرائحي أمالي ابْن سمعون ولقيه الْعِزّ بن فَهد فَقَرَأَ عَلَيْهِ يَسِيرا وَكَذَا أَخذ عَنهُ غَيره وَأَجَازَ، وَكَانَ كأبيه أحد شُهُود دمشق. مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين رَحمَه الله. 383 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم السمنودي الأَصْل الدمياطي أَخُو أصيل الدّين مُحَمَّد / الْآتِي. خلف أَخَاهُ فِي الاقامة بِمَسْجِد ابْن قيم تَحت المرقب فِي دمياط لجمع المريدين على ذكر الله وَيذكر بِخَير. 384 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الضياء مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي المكارم الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ /. سمع بهَا من الْجمال الأميوطي وَابْن صديق وَآخَرين ورافق التقي الفاسي بِمصْر وَالشَّام فِي السماع من جمَاعَة، وَقَالَ فِي تَارِيخ مَكَّة إِنَّه كَانَ حسن الْأَخْلَاق والصحبة كثير الاهتمام بِحُقُوق أَصْحَابه وَخدمَتهمْ كثير القناعة وَالْعِبَادَة. مَاتَ بِمَكَّة بعد عِلّة طَوِيلَة يُرْجَى لَهُ فِيهَا الثَّوَاب الْكثير فِي شعْبَان سنة خمس عشرَة عَن خمسين سنة فأزيد بِيَسِير وَدفن بالمعلاة. 385 - عبد الرَّحْمَن بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْمصْرِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن الْقطَّان. مِمَّن سمع على شَيخنَا وَغَيره وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَغَيرهَا وَفهم التركي لخلطته بِجَمَاعَة مِنْهُم وَتكلم فِي أوقاف الباسطية وتكرر سَفَره لأَجلهَا للقرى وَغَيرهَا بل حج وجاور قَلِيلا وَكتب هُنَاكَ القَوْل البديع وَغَيره من تصانيفي وَسمع عَليّ، وَلَيْسَ بمحمود فِي شهاداته ومباشراته. مَاتَ فِي الْبِلَاد الشامية إِمَّا سنة إِحْدَى وَتِسْعين أَبُو بعْدهَا وَأَظنهُ قَارب الْخمسين عَفا الله عَنهُ.

386 - عبد الرَّحْمَن بن الْبَهَاء مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الزرندي الْمدنِي أَخُو عبد الباسط الْمَاضِي وسبط الْجمال الكازروني. / (سقط) ولد فِي أول رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بتونس وَحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين ومختصر ابْن الْحَاجِب الفرعي والتسهيل فِي النَّحْو وتفقه بِأبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الحياني وَأبي الْقسم مُحَمَّد بن الْقصير وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّهْذِيب لأبي سعيد البراذعي وَعَلِيهِ تفقه وانتاب مجْلِس قَاضِي الْجَمَاعَة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد السَّلَام واستفاد مِنْهُ وَعَلِيهِ وعَلى أبي عبد الله الوادياشي سمع الحَدِيث وَكتب بِخَطِّهِ أَنه سمع صَحِيح البُخَارِيّ على أبي البركات البُلْقِينِيّ وَبَعضه بالاجازة والموطأ على ابْن عبد السَّلَام وصحيح مُسلم على الوادياشي انْتهى. وَأخذ الْقرَاءَات السَّبع إفرادا وجمعا بل قَرَأَ ختمة أَيْضا ليعقوب عَن الْمكتب أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن سعد بن نزال الْأنْصَارِيّ وَعرض عَلَيْهِ الشاطبيتين والتقصي والعربية عَن وَالِده وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن الْعَرَبِيّ الحصاري وَأبي عبد الله بن بَحر والمقري أبي عبد الله مُحَمَّد بن الشواس الزواوي وَأبي عبد الله بن الْقصار ولازم الْعَلَاء أَبَا عبد الله الاشبيلي وانتفع بِهِ وَكَذَا أَخذ عَن أبي مُحَمَّد عبد الْمُهَيْمِن الْحَضْرَمِيّ وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الآبلي شيخ الْمَعْقُول بالمغرب وَآخَرين، واعتنى بالأدب وَأُمُور الْكِتَابَة والخط وَأخذ ذَلِك عَن أَبِيه وَغَيره وَمهر فِي جَمِيعه وَحفظ المعلقات وحماسة الأعلم وَشعر حبيب بن أَوْس وَقطعَة من شعر المتنبي وَسقط الزند للمعري وَتعلق بالخدم السُّلْطَانِيَّة وَولي كِتَابَة الْعَلامَة عَن صَاحب تونس ثمَّ توجه فِي سنة ثَلَاث وَخمسين إِلَى فاس فَوَقع بَين يَدي سلطانها أبي عنان ثمَّ امتحن واعتقل نَحْو عَاميْنِ ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ لأبي سَالم أخي أبي عنان وَكَذَا النّظر فِي الْمَظَالِم، ثمَّ دخل الأندلس فَقدم غرناطة فِي أَوَائِل ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وتلقاه سلطانها ابْن الْأَحْمَر عِنْد قدومه ونظمه فِي أهل مَجْلِسه، وَكَانَ رَسُوله إِلَى عَظِيم الفرنج باشبيلية فَعَظمهُ وأكرمه وَحمله وَقَامَ بِالْأَمر الَّذِي ندب إِلَيْهِ، ثمَّ توجه فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ إِلَى بجاية ففوض إِلَيْهِ صَاحبهَا تَدْبِير مَمْلَكَته مُدَّة ثمَّ نزح إِلَى تلمسان باستدعاء صَاحبهَا وَأقَام بوادي الْعَرَب مُدَّة ثمَّ توجه من بسكرة إِلَى فاس فنهب فِي الطَّرِيق وَمَات صَاحبهَا قبل قدومه وَمَعَ ذَلِك فَأَقَامَ بهَا قدر سنتَيْن، ثمَّ توجه

إِلَى الأندلس ثمَّ رَجَعَ إِلَى تلمسان فَأَقَامَ بهَا أَرْبَعَة أَعْوَام، ثمَّ ارتحل فِي رَجَب سنة ثَمَانِينَ إِلَى تونس) فَأَقَامَ بهَا من شعبانها إِلَى أَن اسْتَأْذن فِي الْحَج فَأذن لَهُ فاجتاز الْبَحْر إِلَى اسكندرية، ثمَّ قدم الديار المصرية فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ فحج ثمَّ عَاد إِلَيْهَا وتلقاه أَهلهَا وأكرموه وَأَكْثرُوا ملازمته والتردد إِلَيْهِ بل تصدر للاقراء بِجَامِع الْأَزْهَر مُدَّة ولازم الطنبغا الجوباني فاعتنى بِهِ إِلَى أَن قَرَّرَهُ الظَّاهِر برقوق فِي تدريس القمحية بِمصْر ثمَّ قَضَاء الْمَالِكِيَّة بالديار المصرية فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فتنكر للنَّاس بِحَيْثُ لم يقم لأحد من الْقُضَاة لما دخلُوا للسلام عَلَيْهِ مَعَ اعتذاره لمن عَتبه عَلَيْهِ فِي الْجُمْلَة، وفتك فِي كثير من أَعْيَان الموقعين وَالشُّهُود وَصَارَ يُعَزّر بالصفع ويسميه الزج فَإِذا غضب على إِنْسَان قَالَ زجوه فيصفع حَتَّى تحمر رقبته، وَيُقَال إِن أهل الْمغرب لما بَلغهُمْ ولَايَته الْقَضَاء تعجبوا ونسبوا إِلَى المصريين إِلَى قلَّة الْمعرفَة بِحَيْثُ قَالَ ابْن عَرَفَة كُنَّا نعد خطة الْقَضَاء أعظم المناصب فَلَمَّا وَليهَا هَذَا عددناها بالضد من ذَلِك، وعزل ثمَّ أُعِيد وتكرر لَهُ ذَلِك حَتَّى مَاتَ قَاضِيا فَجْأَة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء لأَرْبَع بَقينَ من رَمَضَان سنة ثمن عَن سِتّ وَسبعين سنة وَدون شهر وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة خَارج بَاب النَّصْر عَفا الله عَنهُ، وَدخل مَعَ الْعَسْكَر فِي أَيَّام انْفِصَاله عَن الْقَضَاء لقِتَال تيمور فَقدر اجتماعه بِهِ وخادعه وخلص مِنْهُ بعد أَن أكْرمه وزوده وَكَذَا حج قبل ذَلِك فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَهُوَ أَيْضا مُنْفَصِل عَن الْقَضَاء ولازمه كَثِيرُونَ فِي بعض عزلاته فَحسن خلقه مَعَهم وباسطهم ومازحهم وَتردد هُوَ للأكابر وتواضع مَعَهم وَمَعَ ذَلِك لم يُغير زيه المغربي وَلم يلبس بزِي قُضَاة هَذِه الْبِلَاد لمحبته الْمُخَالفَة فِي كل شَيْء، واستكثر فِي بعض مراته من النواب والعقاد وَالشُّهُود عكس مَا كَانَ مِنْهُ فِي أول ولاياته وَكَانَ ذَلِك أحد مَا شنع عَلَيْهِ بِهِ، وَطلب بعد انْفِصَاله فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة إِلَى الْحَاجِب الْكَبِير فأقامه للخصوم وأساء عَلَيْهِ القَوْل وَادعوا عَلَيْهِ بِأُمُور كَثِيرَة أَكْثَرهَا لَا حَقِيقَة لَهُ وَحصل عَلَيْهِ من الاهانة مَا لَا مزِيد عَلَيْهِ. وَقد ولي مشيخة البيبرسية وقتا وَكَذَا تدريس الْفِقْه بقبة الصَّالح بالبيمارستان إِلَى أَن مَاتَ وتدريس الحَدِيث بالصرغتمشية ثمَّ رغب عَنهُ للزين التفهني. وَقد تَرْجمهُ جمَاعَة فَقَالَ الْجمال البشبيشي أَنه فِي بعض ولاياته تبسط بالسكن على الْبَحْر وَأكْثر من سَماع المطربات ومعاشرة الْأَحْدَاث وَتزَوج امْرَأَة لَهَا أَخ أَمْرَد ينْسب للتخليط فكثرت الشناعة عَلَيْهِ قَالَ وَكَانَ مَعَ ذَلِك أَكثر من الازدراء بِالنَّاسِ حَتَّى أَنه شهد عِنْد الاستادار الْكَبِير بِشَهَادَة فَلم يقبله مَعَ أَنه كَانَ من المتعصبين لَهُ قَالَ وَلم يشْتَهر عَنهُ فِي منصبه إِلَّا الصيانة

وَأَنه بَاشر فِي أَوَاخِر مراته بلين) مفرط وَعجز وخور يَعْنِي بِحَيْثُ أَنه سمع بعض نوابه وَهُوَ رَاكب بَين يَدَيْهِ يَتْلُو حِين رُؤْيَته بعض المؤرخين وَإِذا أَرَادَ الله بِقوم سوءا فَلَا مرد لَهُ فَلم يرد على مُعَاتَبَته وَقَالَ لَهُ وَقد اعتذر النَّائِب لَهُ بِمَا لم يقبله مِنْهُ إِنَّمَا أردْت أَن تبلغ ذَلِك الْجمال الْبِسَاطِيّ، قَالَ البشبيشي كَانَ فصيحا مفوها جميل الصُّورَة حسن الْعشْرَة إِذا كَانَ معزولا فَأَما إِذا ولي فَلَا يعاشر بل يَنْبَغِي أَن لَا يرى. وَقَالَ ابْن الْخَطِيب فِيمَا حَكَاهُ عَنهُ شَيخنَا: رجل فَاضل جم الْفَضَائِل رفيع الْقدر أصيل الْمجد وقور الْمجْلس عالي الهمة قوي الجأش مُتَقَدم فِي فنون عقلية ونقلية مُتَعَدد المزايا شَدِيد الْبَحْث كثير الْحِفْظ صَحِيح التَّصَوُّر بارع الْخط حسن الْعشْرَة مفخر من مفاخر الْمغرب، قَالَ هَذَا كُله فِي تَرْجَمته وَهُوَ فِي حد الكهولة وَمَعَ ذَلِك فَلم يصفه فِيمَا قَالَ شَيخنَا أَيْضا بِعلم وَإِنَّمَا ذكر لَهُ تصانيف فِي الْأَدَب وشيئا من نظمه، قَالَ شَيخنَا وَلم يكن بالماهر فِيهِ وَكَانَ يُبَالغ فِي كِتْمَانه مَعَ أَنه كَانَ جيد النَّقْد للشعر وَسُئِلَ عَنهُ الركراكي فَقَالَ عرى عَن الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة لَهُ معرفَة بالعلوم الْعَقْلِيَّة من غير تقدم فِيهَا وَلَكِن محاضرته إِلَيْهَا الْمُنْتَهى وَهِي أمتع من محاضرة الشَّمْس الغماري. وَقَالَ المقريزي فِي وصف تَارِيخه مقدمته لم يعلم مثالها وَأَنه لعزيز أَن ينَال مُجْتَهد منالها إِذْ هِيَ زبدة المعارف والعلوم ونتيجة الْعُقُول السليمة والفهوم توقف على كنه الْأَشْيَاء وتعرف حَقِيقَة الْحَوَادِث والأنباء وتعبر عَن حَال الْوُجُود وتنبىء عَن أصل كل مَوْجُود بِلَفْظ أبهى من الدّرّ النظيم وألطف من المَاء مر بِهِ النسيم، قَالَ شَيخنَا وَمَا وصفهَا بِهِ فِيمَا يتَعَلَّق بالبلاغة والتلاعب بالْكلَام على الطَّرِيقَة الجاحظية مُسلم فِيهِ وَأما مَا أطراه بِهِ زِيَادَة على ذَلِك فَلَيْسَ الْأَمر كَمَا قَالَ إِلَّا فِي بعض دون بعض غير أَن البلاغة تزين بزخرفها حَتَّى ترى حسنا مَا لَيْسَ بِحسن، قَالَ وَقد كَانَ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْحسن يَعْنِي الهيثمي يُبَالغ فِي الغض مِنْهُ فَلَمَّا سَأَلته عَن سَبَب ذَلِك ذكر لي أَنه بلغه أَنه ذكر الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا فِي تَارِيخه فَقَالَ قتل بِسيف جده، وَلما نطق شَيخنَا بِهَذِهِ اللَّفْظَة أردفها بلعن ابْن خلدون وسبه وَهُوَ يبكي، قَالَ شَيخنَا فِي رفع الأصر وَلم تُوجد هَذِه الْكَلِمَة فِي التَّارِيخ الْمَوْجُود الْآن وَكَأَنَّهُ كَانَ ذكرهَا فِي النُّسْخَة الَّتِي رَجَعَ عَنْهَا، وَالْعجب أَن صاحبنا المقريزي كَانَ يفرط فِي تَعْظِيم ابْن خلدون لكَونه كَانَ يجْزم بِصِحَّة نسب بني عبيد الَّذين كَانُوا خلفاء بِمصْر وشهروا بالفاطميين إِلَى عَليّ وَيُخَالف غَيره فِي ذَلِك وَيدْفَع مَا نقل عَن الْأَئِمَّة من الطعْن فِي نسبهم وَيَقُول إِنَّمَا كتبُوا ذَلِك الْمحْضر مُرَاعَاة للخليفة العباسي، وَكَانَ صاحبنا ينتمي إِلَى الفاطميين

فَأحب ابْن خلدون لكَونه) أثبت نسبهم وغفل عَن مُرَاد ابْن خلدون فَإِنَّهُ كَانَ لانحرافه عَن آل عَليّ يثبت نسب الفاطميين إِلَيْهِم لما اشْتهر من سوء مُعْتَقد الفاطميين وَكَون بَعضهم نسب إِلَى الزندقة وَادّعى الالهية كالحاكم وَبَعْضهمْ فِي الْغَايَة من التعصب لمَذْهَب الرَّفْض حَتَّى قتل فِي زمانهم جمع من أهل السّنة، وَكَانَ يُصَرح بِسَبَب الصَّحَابَة فِي جوامعهم ومجامعهم فَإِذا كَانُوا بِهَذِهِ المثابة وَصَحَّ أَنهم من آل عَليّ حَقِيقَة الْتَصق بآل عَليّ الْعَيْب، وَكَانَ ذَلِك من أَسبَاب النفرة عَنْهُم، وَقَالَ فِي إنبائه أَنه صنف للتاريخ الْكَبِير فِي سبع مجلدات ضخمة ظَهرت فِيهِ فضائله وَأَبَان فِيهِ عَن براعته وَلم يكن مطلعا على الْأَخْبَار على جليتها لَا سِيمَا أَخْبَار الْمشرق وَهُوَ بَين لم نظر فِي كَلَامه، قَالَ وَكَانَ لَا يتزيا بزِي الْقُضَاة بل هُوَ مُسْتَمر على طَرِيقَته فِي بِلَاده. وَقَالَ فِي مُعْجَمه: اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَسمعت من فَوَائده وَمن تصانيفه خُصُوصا فِي التَّارِيخ، وَكَانَ لسنا فصيحا بليغا حسن الترسل وسط النّظم مَعَ معرفَة تَامَّة بالأمور خُصُوصا متعلقات المملكة وَكتب لي فِي استدعاء أجزت لهَؤُلَاء السَّادة وَالْعُلَمَاء القادة أهل الْفضل والاجادة جَمِيع مَا سَأَلُوهُ من الاجازة، وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ الْحَافِظ الافقهسي فِي مُعْجم الْجمال بن ظهيرة وهما مِمَّن أَخذ عَنهُ وسَاق لَهُ شعرًا وَقَالَ إِنَّه بَاشر الْقَضَاء بِحرْمَة وافرة، وَقَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ فَاضلا صَاحب أَخْبَار ونوادر ومحاضرة حَسَنَة وَله تَارِيخ مليح وَكَانَ يتهم بِأُمُور قبيحة قَالَ شَيخنَا كَذَا قَالَ وَمن نظمه فِي قصيدة طَوِيلَة جدا: (أسرفن فِي هجري وَفِي تعذيبي ... وأطلن موقف عبرتي ونحيبي) (وَأبين يَوْم الْبَين وَقْفَة سَاعَة ... لوداع مشغوف الْفُؤَاد كئيب) (لله عهد الظاعنين وغادروا ... قلبِي رهين صبَابَة ووجيب) وَعِنْدِي لَهُ تقريظ فِي أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد الشيرجي وَكَذَا لنزول الْغَيْث لِابْنِ الدماميني. وَحكى لنا شَيخنَا الرَّشِيدِيّ من أحباره جملَة وَهُوَ وَغَيره من شُيُوخنَا مِمَّن روى لنا عَنهُ وترجمه ابْن عمار أحد من أَخذ عَنهُ بقوله الْأُسْتَاذ المنوه بِلِسَان سيف المحاضرة وسحبان أدب المحاضرة كَانَ يسْلك فِي إقرائه الْأُصُول مَسْلَك الأقدمين كَالْإِمَامِ وَالْغَزالِيّ وَالْفَخْر الرَّازِيّ مَعَ الغض والانكار على الطَّرِيقَة الْمُتَأَخِّرَة الَّتِي أحدثها طلبة الْعَجم وَمن تَبِعَهُمْ فِي توغل المشاحة اللفظية والتسلسل فِي الحدية والرسمية اللَّذين أثارهما الْعَضُد وَأَتْبَاعه فِي الْحَوَاشِي عَلَيْهِ وينهر النَّاقِل غُضُون إقرائه عَن شَيْء من هَذِه الْكتب مُسْتَندا إِلَى أَن طَريقَة الاقدمين من الْعَرَب) والعجم وكتبهم فِي هَذَا الْفَنّ على خلاف ذَلِك وَإِن اخْتِصَار الْكتب فِي كل

فن والتعبد بالالفاظ على طَريقَة الْعَضُد وَغَيره من محدثات الْمُتَأَخِّرين وَالْعلم وَرَاء ذَلِك كُله وَكَانَ كثيرا مَا يرتاح فِي النقول لفن أصُول الْفِقْه خُصُوصا عَن الْحَنَفِيَّة كالبزدوي والخبازي وَصَاحب الْمنَار وَيقدم البديع لِابْنِ الساعاتي على مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب قَائِلا أَنه أقعد وَأعرف بالفن مِنْهُ وزاعما أَن ابْن الْحَاجِب لم يَأْخُذهُ عَن شيخ وَإِنَّمَا أَخذه بالْقَوْل قَالَ وَهَذَا فِي فِيهِ نظر. وَله من المؤلفات غير الانشاءات النثرية والشعرية الَّتِي هِيَ كالسحر التَّارِيخ الْعَظِيم المترجم بالعبر فِي تَارِيخ الْمُلُوك والأمم والبربر حوت مقدمته جَمِيع الْعُلُوم وجلت عَن محجتها أَلْسِنَة الفصحاء فَلَا تروح وَلَا تحوم ولعمري إِن هُوَ إِلَّا من المصنفات الَّتِي سَارَتْ ألقابها بِخِلَاف مضمونها كالأغاني للاصبهاني سَمَّاهُ الأغاني وَفِيه من كل شَيْء والتاريخ للخطيب سَمَّاهُ تَارِيخ بَغْدَاد وَهُوَ تَارِيخ الْعَالم وَحلية الْأَوْلِيَاء لأبي نعيم سَمَّاهُ حلية الْأَوْلِيَاء وَفِيه أَشْيَاء جمة كَثِيرَة وَكَانَ الإِمَام أَبُو عُثْمَان الصَّابُونِي يَقُول كل بَيت فِيهِ الْحِلْية لَا يدْخلهُ الشَّيْطَان، وَطول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته جدا وَهُوَ كَمَا قدمت مِمَّن يُبَالغ فِي اطرائه ومدحه عَفا الله عَنْهُمَا. 388 - عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن التقي أَبُو زيد وَأَبُو الْفضل الحسني الفاسي ثمَّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. / ولد فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ الْجمال المطري وأسمعه أَبوهُ بِالْمَدِينَةِ شَيْئا من آخر الشفا على الزبير الاسواني وَأَجَازَ لَهُ، وَكَذَا سمع من أَبِيه وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة كَمَا أخبر بذلك كُله، قَالَ التقي الفاسي فِي تَارِيخه وَسمع فِي الْخَامِسَة على أَبِيه الملخص للقابسي وعَلى إِبْرَاهِيم بن الْكَمَال مُحَمَّد ابْن نصر الله بن النّحاس أَحَادِيث من مُسْند ابْن عَبَّاس من مُسْند أَحْمد وَعلي الْمُحدث نور الدّين الْهَمدَانِي والشهاب الهكاري والتاج ابْن بنت أبي سعد والعز ابْن جمَاعَة فِي آخَرين مِنْهُم خَلِيل الْمَالِكِي وَعَلِيهِ وعَلى مُوسَى المراكشي وَغير وَاحِد تفقه، وَلزِمَ مُوسَى مُدَّة سِنِين وتصدى بِمَكَّة للتدريس والافتاء زِيَادَة على ثَلَاثِينَ سنة وانتفع النَّاس بِهِ فِي ذَلِك كثيرا، وَكَانَ جيد الْمعرفَة فِي الْفِقْه مشاركا فِي غَيره من فنون الْعلم حسن التدريس والفتيا جليل الْقدر لَهُ وَقع فِي النُّفُوس ذَا ديانَة وَعبادَة ومحاسن كَثِيرَة سَمِعت مِنْهُ وقرأت عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَغَيره وانتفعت بِهِ فِي معرفَة الْمَذْهَب وَهُوَ مِمَّن أذن لي فِي الافتاء والتدريس. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء منتصف ذِي الْقعدَة سنة خمس بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة فِي قبر الشَّيْخ أبي الكوط بِوَصِيَّة مِنْهُ وَكثر) الأسف عَلَيْهِ لوفور محاسنه، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار

فَقَالَ إِنَّه عَنى بالفقه فمهر فِيهِ ودرس وَأفْتى أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة، وَكَانَ نبيها فِي الْفِقْه مشاركا فِي غَيره، وَكَذَا ذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه اجْتمع بِهِ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وأفاده. 389 - عبد الرَّحْمَن بن النُّور مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم وجيه الدّين المزجاجي الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ / الْآتِي أَبوهُ. أصلهم من الأشاعرة انْتقل جدهم إِلَى المزجاجة وَهِي قَرْيَة بِأَسْفَل وَادي زبيد بِكَسْر الْمِيم واستوطن هَذَا زبيد واشتغل بالعلوم حَتَّى مهر فِي الْفِقْه وَالْأَدب والتصوف ونصبه جده للمشيخة لما تحقق أَهْلِيَّته وَكَانَ على طَريقَة حَسَنَة. مَاتَ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين. 390 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن غَازِي بن أَيُّوب بن مَحْمُود ابْن ختلو فتح الدّين أَبُو البشري الْحلَبِي الْمَالِكِي أَخُو عَليّ والمحب مُحَمَّد الْحَنَفِيّ / الآتيين والمحب الْأَكْبَر وَيعرف كسلفه بِابْن الشّحْنَة. ولد فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع على الظهير بن العجمي والكمال بن حبيب وَابْن الصَّابُونِي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ سيرة الدمياطي وَأخذ عَن أَبِيه وأخيه والسراج الْهِنْدِيّ وناب عَن أَخِيه فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بحلب، وَولي افتاء دَار الْعدْل ثمَّ تحول بعد الْفِتْنَة الْعُظْمَى مالكيا ولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بَلَده نيفا وَعشْرين سنة لوم يتهن بذلك بل حصل لَهُ نكد لاخْتِلَاف الدول وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة. قَالَ ابْن خطيب الناصرية رافقته فِي الْقَضَاء وَكَانَ إنْسَانا حسنا عِنْده حشمة ومروءة وعصبية وَهُوَ صديقي وحبيبي وَله نظم قَلِيل فَمِنْهُ: (يَا سادتي رقوا لرقة نازح ... لفظته أَيدي الْبعد عَن أوطانه) (وَالله مَا جلتم بخاطر عبدكم ... إِلَّا وفاض الدمع من أجفانه) وَقَوله: (لَا تلوموا الْغَمَام إِن صب دمعا ... وتوالت لأَجله الأنواء) (فالليالي أكثرن فِينَا الرزايا ... فَبَكَتْ رَحْمَة علينا السَّمَاء) وَأنْشد من نظمه أَيْضا قصيدة نونية. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت ثامن الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ بحلب وَدفن بتربة اشقتمر خَارج بَاب الْمقَام وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وسَاق لَهُ الْمَقْطُوع الثَّانِي قَالَ وَهَذَا عنوان نظمه انْتهى. وَقد سمعته هُوَ وَغَيره من نظمه من ابْن أَخِيه وَقَالَ انه كَانَ يستحضر الحكايات والنوادر وَله نظم حسن قَالَ وَكَانَ جلّ أمره الْعَرَبيَّة وَلم يكن بِذَاكَ كَذَا قَالَ. 391 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الزين أَبُو الْفضل بن التَّاج

السندبيسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي ونزيل المؤيدية وَيعرف بالسندبيسي. / ولد كَمَا كتبه لي بِخَطِّهِ سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا ألفية الحَدِيث والسيرة للعراقي وَعرض على جمَاعَة واعتنى بِهِ أَبوهُ وَكَانَ من أهل الْعلم فَأحْضرهُ وَهُوَ فِي الثَّالِثَة على ابْن الخشاب فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ مُسْند صُهَيْب للزعفراني وَوجدت فِي بعض الطباق المؤرخة بِيَوْم عَرَفَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصفه بِأَنَّهُ كَانَ فِي الْخَامِسَة وَلَا يلتئم مَعَ الَّذِي قبله، وَسمع بعد ذَلِك على ابْن حَاتِم والتنوخي وَالصَّلَاح الزفتاوي وَابْن الشيخة والابناسي والبلقيني وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والغماري والمراغي والسراج الكومي والحلاوي والسويداوي والتاج بن الفصيح وناصر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ القَاضِي والفرسيسي والشرف بن الكويك فِي آخَرين كَابْن الْجَزرِي، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة فَمنهمْ من لم استحضر أَنه سمع عَلَيْهِ الْمُطَرز والعزيز المليجي وَالشَّمْس امام الصرغتمشية والقطب عبد اللَّطِيف حفيد الْحَافِظ الْحلَبِي وَأَخُوهُ عبد الْكَرِيم والْعَلَاء بن السَّبع والشهاب الْجَوْهَرِي والتاج الخطيري وَالشَّمْس الْكفْر بطناوي وَالشَّمْس الاذرعي والتاج الصردي وَابْن المنفر والنجم البالسي والبدر النسابة وَابْن الميلق والبرشنسي والجلال نصر الله الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ والتقي الدجوي وَالْفَخْر القاياتي والنور الهوريني وَابْن أبي الْمجد وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي والشهاب بن الْعِزّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَأَبُو بكر بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي وَأحمد بن مُحَمَّد بن رَاشد الْقطَّان وَأَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْمزي وَابْن قوام والبالسي وَمن المغاربة ابْن عَرَفَة وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد السلاوي الماغوسي وَابْن خلدون وَأَبُو الْقسم الْبُرْزُليّ وَأَبُو عَمْرو القيرواني وَخلق كالمجد اللّغَوِيّ، وَهُوَ مكثر سَمَاعا وشيوخا وتلا لأبي عَمْرو وَابْن كثير وَعَاصِم على الشَّمْس النشوي وَبحث الشاطبية على الشَّمْس الشطنوفي وَأخذ علم التَّفْسِير عَن الشَّمْس بن الديري وَولده السعد والجلال البُلْقِينِيّ وَغَيرهم وَالْفِقْه عَن البرهانين الابناسي والبيجوري وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ شرح الْبَهْجَة وتحرير الفتاوي وابتهج مؤلفهما بذلك وَكَانَ الْبُرْهَان يَقُول هُوَ شَارِح عَظِيم وَرُبمَا نبه على مَا حصل السَّهْو فِيهِ ومصنفهما الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَأكْثر عَنهُ والشمسين الْبرمَاوِيّ وَمِمَّا) حَضَره عِنْده تَقْسِيم الْمِنْهَاج والشطنوفي والنحو عَن الشموس البوصيري والبرماوي والشطنوفي والعجيمي الْحَنْبَلِيّ والبدر الدماميني وَالْأُصُول عَن الشَّمْس

الْبرمَاوِيّ والعز بن جمَاعَة ولازمه فِي الْعُلُوم الَّتِي كَانَت تقْرَأ عَلَيْهِ المعقولات وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه فِي الدِّرَايَة أَيْضا الْكَمَال الدَّمِيرِيّ والصدر الابشيطي والزين الفارسكوري وَالشَّمْس الغراقي وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَطَائِفَة وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض، ولازم شَيخنَا فِي أَمَالِيهِ وَغَيرهَا حَتَّى حمل عَنهُ شرح البُخَارِيّ وَكتبه بِخَطِّهِ وَكَذَا كتب عَنهُ غير ذَلِك وَهُوَ من قدماء أَصْحَابه وَمِمَّنْ عينهم للمؤيدية وانتقل حِينَئِذٍ من سكنه بالظاهرية الْقَدِيمَة فسكنها وَكَانَت أغلب إِقَامَته بخلوة لَهُ فِيهَا، وَفضل وَتقدم وَدخل دمياط والمحلة، وَحج وَولي تدريس التَّفْسِير بالحسنية برغبة شَيخنَا لَهُ عَنهُ والْحَدِيث بِجَامِع الْحَاكِم وَالْفِقْه بالقراسنقرية عوضا عَن النَّوَوِيّ على حفيد الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء حملت عَنهُ أَشْيَاء بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَة غَيْرِي وَحَضَرت دروسه بِجَامِع الْحَاكِم وقصده الطّلبَة للاشتغال وَصَارَ أحد الْأَعْيَان، وَكَانَ إنْسَانا عَالما صَالحا خيرا ثِقَة متقنا بارعا فِي فنون مَعَ توقف فهمه مُتَقَدما فِي الْعَرَبيَّة مشاركا فِي كثير من الْفَضَائِل خَبِيرا بالكتب كثير التَّرَدُّد لسوقها وَرُبمَا كَانَ يتجر فِيهَا مَعَ التَّوَاضُع والانجماع عَن النَّاس وَالْمَشْي على طَريقَة السّلف وَالْمُبَالغَة فِي التَّحَرِّي بِحَيْثُ أفْضى إِلَى نوع من الوسواس خُصُوصا فِي النِّيَّة، مَاتَ بعد أَن تعلل بالربو وضيق النَّفس مُدَّة فِي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد صَالح وَلما بلغته وَفَاة شَيخنَا ابْن خضر وَكَانَ هُوَ والمحلي من أخصائه قَالَ لمن أخبرهُ بهَا قتلتني، وَرَأى بَعضهم شَيخنَا الْمشَار إِلَيْهِ فِي الْمَنَام وَهُوَ وَاقِف وَسُئِلَ فَقَالَ أنْتَظر جَنَازَة السندبيسي رحمهمَا الله وإيانا. 392 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الشّرف الوَاسِطِيّ ثمَّ السكندري ثمَّ الْعَدنِي /. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ كَانَ أَبوهُ من الْمُحدثين وَنَشَأ هُوَ تَاجِرًا فَدخل الْيمن فاستوطنها ولقيته بهَا مرَارًا وَكَانَ حسن المفاكهة والنادرة أنشدنا كثيرا لغيره، وَبَلغنِي أَنه مَاتَ سنة سبع. 393 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مخلوف الثعالبي الجزائري المغربي الْمَالِكِي /. مِمَّن أَخذ عَن أبي الْقسم العبدوسي وحفيد ابْن مَرْزُوق والبرزلي والغبريني، وَحج وَأخذ عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة مصنفا اختصر تَفْسِير ابْن عَطِيَّة فِي جزءين وَشرح ابْن الْحَاجِب الفرعي فِي جزءين وَعمل فِي الْوَعْظ وَالرَّقَائِق وَغير ذَلِك وَمَات فِي سنة سِتّ وَسبعين أَو فِي أَوَاخِر الَّتِي قبلهَا عَن نَحْو تسعين سنة رَحمَه الله. أَفَادَهُ لي بعض الْفُضَلَاء من أَصْحَابنَا المغاربة. 394 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُوسَى المنوفي ثمَّ القاهري / الكحال على بَاب

جَامع قوصون. كَانَ بارعا فِي الْكحل ازدحك عَلَيْهِ الْعَامَّة فِيهِ وراج أمره فِي ذَلِك جدا بل تلمذ لَهُ جمَاعَة، وَشَيْخه فِيهِ علما وَعَملا السَّيِّد جلال الدّين مُحَمَّد بن النُّور على بن مُحَمَّد التبريزي وَكَذَا أَخذ عَن الشَّمْس مُحَمَّد الْقرشِي عرف بتلميذ ابْن قرصة، وَبَلغنِي أَنه جرد من تَجْرِيد كشف الرين فِي الْكحل شَيْئا. مَاتَ فِي مستهل صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد أَن تكسح ورعت السَّوْدَاء بِبدنِهِ وَلم يكمل السِّتين عَفا الله عَنهُ. 395 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي الْمَعَالِي يحيى الشَّيْبَانِيّ وَالِد عبد الْقَادِر / الْآتِي وأخو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن زبرق 396 -. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله الزين أَبُو الْفرج بن الشَّمْس ابْن الْجمال الكلسي الأَصْل الْحلَبِي الْحَنَفِيّ سبط الْفَخر الرُّومِي الْحَنَفِيّ. / ولد بعد السِّتين وَثَمَانمِائَة بحلب ولقيني بِمَكَّة فَذكر لي أَن وَالِده كَانَ مدرسا عَالما مُفِيدا وَأَن جده كَانَ مقرئا وَأَنه هُوَ اشْتغل على زوجه أمه، وَكَذَا اشْتغل بِمَكَّة حِين مجاورته فِي النَّحْو وَالصرْف على بعض الشيرازيين، ولازمني حَتَّى حمل عني الْكثير وكتبت لَهُ إجَازَة أَشرت لَهَا فِي الْكَبِير 397 -. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن عمر بن أبي بكر وجيه الدّين الْعلوِي الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ الْحَنَفِيّ وَالِد عبد الله / الْآتِي من بَيت وجيه. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين ذكره الخزرجي فِي تَارِيخه فَقَالَ مَا ملخصه: كَانَ فَقِيها لبيبا نبيها أريبا جوادا سخيا هماما أَبَيَا ممدحا ذَا نظر كثير فِي الْعَوام ومشاركة فِي المنثور والمنظوم ترقى فِي الخدم السُّلْطَانِيَّة والمباشرات السّنيَّة، وَعمل الحساد عَلَيْهِ حَتَّى اعتقل فِي حبس عدن مُدَّة ثمَّ أطلق وازدادت جلالته مَعَ تحريه فِي مأكله وملبسه وصدقته بِحَيْثُ لَا يتَعَدَّى ذَلِك غلَّة أَرض لَهُ يملكهَا، وَهُوَ صَاحب البديعية الَّتِي أودعها سَائِر الْفُنُون من التَّجْنِيس والترصيع والترشيح والتوشيح والتصدير والتسهيم وَالتَّفْسِير والتتميم، وَشَرحهَا شرحا وافيا، وابتنى بزبيد مدرسة فِي سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة تحرى فِيهَا وَجعل فِيهَا درسا للحنفية وَآخر للشَّافِعِيَّة، وَلم يؤرخ وَفَاته. وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: الْفَاضِل لَقيته بزبيد وَسمعت من فَوَائده وناولني) بديعيته الَّتِي عَارض بهَا الْحلِيّ وَكتب لي على استدعائه: (أجزت لسَيِّد الاخوان طرا ... شهَاب الدّين ذِي الْفضل الرفيع)

فِي أَبْيَات. قلت قد قرأتها بِخَطِّهِ على الاستدعاء الْمشَار إِلَيْهِ وَهِي: (راوية مَا لنا فِيهِ سَماع ... من الْأَصْلَيْنِ أَيْضا وَالْفُرُوع) (وجوهرنا الرفيع وَمَا حواه ... من الْعلم الملقب بالبديع) (وَمن سمى من السادات أَيْضا ... مجَازًا مثل مَا هُوَ فِي الْجَمِيع) (فأسأل من إِلَه الْعَرْش عفوا ... يعم الْكل فِي يَوْم الرُّجُوع) (ونفعا للْجَمِيع بِمَا ذكرنَا ... وحفظا من لَدَى الرب السَّمِيع) (وحمدي الله مبتدئي وختمي ... وَأثْنى بِالصَّلَاةِ على الشفعي) وَكتب شَيخنَا تلو خطه: إِنَّه من أَعْيَان أهل زبيد وَكَانَت لَهُ وجاهة ورياسة وَهُوَ شَاعِر لَيْسَ لَهُ سَماع وَلَا رِوَايَة وَلَا دراية وَقد اجْتمعت بِهِ فرأيته عريض الدعاوي كثير الشقاشق قَلِيل الْعلم إِلَى الْغَايَة لكنه ينظم وَهَذَا عنوانه وَأَشَارَ بقوله وجوهرنا الرفيع إِلَى البديعية يَعْنِي الْمشَار إِلَيْهَا قَالَ وَقد علقتها فِي بعض المجاميع هَذَا بعد أَن صدر الاستدعاء بقوله المسؤل من إِحْسَان سيدنَا الشَّيْخ الْعَلامَة سيد الْقُضَاة المعتمدين خَاص خَواص السلاطين لِسَان البلاغة ومعدن الفصاحة أوحد الاعلام جمال الاسلام شرف الْعلمَاء العاملين مَاتَ فِي سنة ثَلَاث أَو أَربع، وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَأَنه مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث 398 -. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُونُس بن مُحَمَّد بن عمر أَبُو الْفضل بن الْمُحب بن الشّرف البكتمري الأَصْل القاهري شَقِيق أَحْمد وَيحيى / الْمَذْكُورين ووالدهم وَعَمه السَّيْف الْحَنَفِيّ. ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَحضر عِنْدِي فِي دروس الصرغتمشية بل عرض على الْكَنْز فِي سنة تسعين. 399 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الزين بن الْعَلامَة سعد الدّين الْقزْوِينِي الجزيري نِسْبَة لجزيرة ابْن عمر الْبَغْدَادِيّ الشَّافِعِي ابْن أُخْت نظام الدّين الشَّافِعِي / عَالم بَغْدَاد وَيعرف بالحلالي بِمُهْملَة ثمَّ لَام ثَقيلَة وبابن الْحَلَال لحل أَبِيه المشكلات الَّتِي اقترحها الْعَضُد عَلَيْهِ. ولد فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره بِبَغْدَاد وَغَيرهَا وتفقه بخاله قَاضِي بَغْدَاد النظام مَحْمُود السديدائي، ودرس بالجزيرة وبرع فِي الْفِقْه والقراءات وَالتَّفْسِير وَحج وَقدم حلب لطلب زِيَارَة الْقُدس فزار ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب وَهُوَ فِي سنّ الكهولة وَظَهَرت فضائله، وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأخذُوا عَنهُ ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده فَلم يلبث أَن مَاتَ وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ظنا. قَالَه الْعَلَاء بن خطيب الناصرية دون تفقه بخاله واقتراح الْعَضُد فَعَن غَيره قَالَ وَاجْتمعت بِهِ فرأيته عَالما بالفقه والمعاني وَالْبَيَان والعربية وَله صيت كَبِير

فِي بِلَاده وَكَانَ عالمها، وَكتب بِخَطِّهِ فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ أَنه يروي البُخَارِيّ عَن قَاضِي الْمَدِينَة وَلم يسمه عَن الحجار وَالظَّاهِر أَنه الزين المراغي وَأَنه يروي أَيْضا عَن الْمُحدث الشَّمْس مُحَمَّد الفنكي الشِّيرَازِيّ بروايته لَهُ عَن الْعِمَاد بن كثير بِسَمَاعِهِ لَهُ على الحجار، وَمِمَّنْ أَخذ عَن الْحَلَال هَذَا الشهَاب الكوراني نزيل الرّوم وَقَالَ إِنَّه كَانَ إِمَامًا عَلامَة مفننا مفتيا، وَكَذَا كتب عَنهُ الْجمال مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المرشدي الْمَكِّيّ حِين مجاورته بهَا مَا أودعته فِي الغرف وَفِي التَّارِيخ الْكَبِير وترجمه بَعضهم بِأَنَّهُ قَرَأَ واشتغل وجد واجتهد حَتَّى صَار أحد أَئِمَّة الدُّنْيَا فِي المعقولات وَحل المشكلات واقرائها وَأَنه قدم بَيت الْمُقَدّس فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ فَأَقَامَ بهَا أَرْبَعَة أشهر وَعشرَة أَيَّام وصحبته الشهَاب الكوراني تِلْمِيذه فَحل لَهُ قِطْعَة من الْكَشَّاف بالجامع الْأَقْصَى وتلا عَلَيْهِ الشَّيْخ قَاسم الحيراني المقرىء للسبع فَقضى النَّاس لَهُ بالتفرد فِي الْعُلُوم وَفِي الْجمع وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي الْقرَاءَات أَبُو اللطف الحصكفي الْمَقْدِسِي والسيفي أَبُو الصَّفَا بن أبي الوفا فِيمَا قَالَه وَقَالَ انه قَرَأَ على فَاطِمَة ابْنة عبد الله الوَاسِطِيّ فَالله أعلم. وانتفع بِهِ غير وَاحِد، وَكَانَ الحوراني يرجحه على الْعَلَاء البُخَارِيّ وَيَقُول إِن الْعَلَاء كالتلميذ لَهُ وَقد اجْتمعَا بِبَيْت الْمُقَدّس فِي جَنَازَة الياس فشوهد مصداقه وقصده أَبُو الْقسم النويري بأسئلة فِي عُلُوم شَتَّى فَقَالَ لَهُ الكوراني أَنا من أَصْغَر تلامذته وَأَنا أجيبك عَنْهَا ثمَّ فعل، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ فريدا فِي مَعْنَاهُ وَرجع إِلَى بِلَاده فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي أثْنَاء سنة سبع وَثَلَاثِينَ عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ وَلم تشب لَهُ شَعْرَة وَكَذَا أَخذ عَنهُ نَاصِر الدّين عمر المارينوسي حَتَّى ارْتقى وفارقه لبلاد الرّوم فَلم يلبث أَن مَاتَ صَاحب التَّرْجَمَة وجهز لَهُ صَاحب الجزيرة رَسُولا يَسْتَدْعِي مِنْهُ الرُّجُوع ليستقر بِهِ فِي التدريس عوضه فَأجَاب، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه صنف فِي القراآت وَشرح الطوالع، وَمَات بِجَزِيرَة ابْن عمر فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ قَالَ وَقد أثنى عَلَيْهِ الْجمال المرشدي والكوراني وَوَصفه بِعلم جم وسيرة جميلَة وَأَنه عَنهُ أَخذ وَبِه تخرج وتفقه رَحمَه الله. 400 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد وجيه الدّين الْحَضْرَمِيّ الزبيرِي سبط أَحْمد بن أبي الْخَيْر الشماخي. / سمع من خَاله عِيسَى وَعلي بن شَدَّاد وَأَجَازَ لَهُ خالاه أَيْضا عبد الرَّحْمَن وَإِبْرَاهِيم، وَكَانَ يحفظ كثيرا من أَحَادِيث الاحكام ويذاكر بأَشْيَاء حَسَنَة وأشعار. مَاتَ فِي أول الْمحرم سنة سبع عشرَة وَله ثَلَاث وَثَمَانُونَ سنة. وَقد تقدم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عمر وجيه الدّين الزبيدِيّ فَلَا يظنّ أَنه هَذَا

401 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد البجواني / قَاضِي أَب. مَاتَ سنة ثَلَاث وَعشْرين. 402 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الحريري الصُّوفِي / الْمُؤَذّن بالجامع الْمصْرِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه كَانَ من لطفاء المصريين حسن النادرة كثير النّظم المغسول سَمِعت من فَوَائده وَمن نظمه ومدحني بِأَبْيَات. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَان 403 -. عبد الرَّحْمَن ابْن شَيخنَا الْبَدْر مَحْمُود بن أَحْمد الْعَيْنِيّ الأَصْل القاهري أَخُو عبد الرَّحِيم / الْآتِي ويلقب قُرَّة الْعين. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين مطعونا. أرخه أَبوهُ. 404 - عبد الرَّحْمَن بن مَحْمُود بن عُثْمَان الزين الْقرشِي البصروي ثمَّ الدِّمَشْقِي. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه تعانى الْكِتَابَة وَدخل ديوَان التوقيع بِدِمَشْق ثمَّ قدم الْقَاهِرَة سنة اللنك فالتجأ إِلَى فتح الله كَاتب السِّرّ فراج عَلَيْهِ ونفق سوقه لَدَيْهِ حَتَّى عول عَلَيْهِ فِي أَمر الدِّيوَان وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ فِيهِ لحسن تأنيه وأخلاقه ومعرفته وَحسن خطه ونفاذ رَأْيه وَجَمِيل معاشرته. مَاتَ فِي سنة تسع مطعونا فِي لِسَانه وَكَانَ فتح الله يتعجب من ذَلِك لكَونه لم يكن فِيهِ أعظم من نطقه فَابْتلى فِيهِ وَلم يكمل الْخمسين. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَعين شهر وَفَاته بِذِي الْحجَّة. 405 - عبد الرَّحْمَن بن مَحْمُود بن عَليّ البعلي / خطيبها. مَاتَ سنة اثْنَتَيْ عشرَة. عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود بن مُوسَى المغربي نزيل بَيت الْمُقَدّس ويدعى بخليفة / وَهُوَ بِهِ أشره. مضى فِي خَليفَة. 406 - عبد الرَّحْمَن بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن مَسْعُود وجيه الدّين أَبُو الْقسم وَأَبُو زيد بن نَاصِر الدّين أبي عَليّ الفكيري بِفَتْح الْفَاء وَكسر الْكَاف نِسْبَة لقبيلة بالمغرب التّونسِيّ الأَصْل السكندري الْمَالِكِي المقرىء وَالِد أَحْمد وَمُحَمّد وخطيب جَامع اسكندرية الغربي وإمامه، / تَرْجَمته فِي ذيل الْقُرَّاء وَقَرَأَ عَلَيْهِ السراج عمر البلسقوني للسبع وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن يفتح الله فِي آخَرين مِنْهُم ابناه، وَكَانَ مقرئا فَقِيها فَاضلا بل قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن الْهمام مزاحما لهَذَا الْقرن تجويدا وأوردته هُنَا لظن تَأَخره إِلَى أَوله.) ::: 407 - عبد الرَّحْمَن بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الزين بن الشّرف بن الْبُرْهَان أَخُو مُحَمَّد / الْآتِي وأبوهما وَيعرف بِابْن الْبُرْهَان. كَانَ عَاقِلا يتكأ فِي بعض جِهَات المكيين. مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 408 - عبد الرَّحْمَن بن مُوسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد الزين أَبُو مُحَمَّد بن الشّرف

البهوتي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد السَّلَام الْآتِي وَيعرف بِابْن الْفَقِيه مُوسَى. / ولد قبل سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدمياط وَنَشَأ بهَا واشتغل يَسِيرا وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ بل قَرَأَهُ بِتَمَامِهِ على الشَّمْس العرياني وَحدث بِهِ قَدِيما قَرَأَ عَلَيْهِ فِيهِ الْعلم سُلَيْمَان نزيل دمياط وَكَانَ يدلسه فَيَقُول أخبرنَا أَبُو مُحَمَّد وَكَانَ خيرا نيرا متوددا سليم الصَّدْر متقللا لَا يبْقى على شَيْء مَعَ أنس بِالْعَرَبِيَّةِ واستحضار لأحاديث الصَّحِيح لمداومة قِرَاءَته لَهُ بالجامع البدري فِي دمياط وَقد لازمني وَكتب عني كثيرا فِي الأمالي وَمن تصانيفي وَغير ذَلِك وَقَرَأَ على أَشْيَاء وتكرر مدحه لي وَكَذَا أَكثر من مدح جمَاعَة من الْأَعْيَان قصدا لبرهم وَلَيْسَ نظمه بالطائل. مَاتَ فِي لَيْلَة النّصْف من ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالصحراء تَحت شباك الأشرفية برسباي تقدم الْجَمَاعَة المحيوي الكافياجي لاختصاصه بِهِ ثمَّ دفن عِنْد وَالِده بتربة الشَّيْخ سليم رَحِمهم الله وإيانا وَعَفا عَنهُ. 409 - عبد الرَّحْمَن بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر نور الدّين بن الْجلَال التسترِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ نزيل الْقَاهِرَة وأخو الْمُحب أَحْمد / الْمَاضِي وَذَاكَ الْأَكْبَر وَيعرف بِابْن نصر الله. ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن أَبِيه وأخيه وَغَيرهمَا، وانتقل إِلَى الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه وَهُوَ أَصْغَر بنيه وَسمع بهَا على الْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ جَامع التِّرْمِذِيّ وَسنَن النَّسَائِيّ وعَلى ابْن حَاتِم الشفا وعَلى التنوخي وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْمُحب وَجَمَاعَة فِي استدعاء بِخَط أَخِيه، وتكسب أَولا بالحرير وَنَحْوه فِي حَانُوت على بَاب الْقصر ثمَّ بِالشَّهَادَةِ ثمَّ ترقى حَتَّى نَاب فِي الْقَضَاء عَن ابْن المغلي ثمَّ أَخِيه بل ولي قَضَاء صفد اسْتِقْلَالا فَأَقَامَ بهَا سبع سِنِين ثمَّ عزل وَاسْتمرّ على النِّيَابَة عَن أَخِيه بعد أَن حج وجاور حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ وَقد أثكل ثَلَاثَة عشر ولدا وَلم يخلف أحدا، وَكَانَت جنَازَته حافلة وَيُقَال إِنَّه لم يكن مَحْمُودًا فِي قَضَائِهِ لكنه كَانَ فهما ظريفا حسن الْمَوَدَّة كثير البشاشة يستحضر الْكثير من الْفِقْه وَهُوَ مِمَّن أوردهُ شَيخنَا فِي تَارِيخه عَفا الله عَنهُ. 410 - عبد الرَّحْمَن بن هبة الله الملحاني الْيَمَانِيّ. جاور بِمَكَّة / وَكَانَ بَصيرًا بالقراءات سريع الْقِرَاءَة قَرَأَ فِي الشتَاء فِي يَوْم ثَلَاث ختمات وَثلث ختمة، وَكَانَ دينا عابدا مشاركا فِي عدَّة عُلُوم. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَعشْرين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه، وَمن شُيُوخه فِي الْقرَاءَات مُحَمَّد بن يحيى الشارفي الْهَمدَانِي أَخذ عَنهُ

السَّبع شَيخنَا الشهَاب الشوايطي بل شَاركهُ فِي الْأَخْذ عَن الشارفي. 411 - عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ أَخُو عبد الْقَادِر / الْآتِي. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحضر عِنْد ابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وَمَات بهَا وَهُوَ طِفْل فِي مستهل ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين. 412 - عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن مُوسَى بن مُحَمَّد الْخَطِيب تَقِيّ الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن الشّرف العساسي بمهملات ثانيتها مُشَدّدَة الْمَنَاوِيّ السمنودي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَابْنه مُحَمَّد وَيعرف بالخطيب العساسي. ولد فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنية عساس وتحول مِنْهَا وَهُوَ مرضع مَعَ أَبَوَيْهِ إِلَى سمنود فقطتها وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج والملحة والرحبية للموفق مُحَمَّد بن الْحسن وَالْمِيزَان الوفي فِي معرفَة اللّحن الْخَفي والمثلث فِي اللُّغَة كِلَاهُمَا للعز الدريني وعرضهما على ابْن الْجَزرِي والبرماوي والزين القمني وأجازوا لَهُ بل سمع على أَوَّلهمْ المسلسل وَغَيره، ولقيته قَدِيما بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بسمنود ثمَّ بمنية عساس وقرأت عَلَيْهِ بجامعها المسلسل، وَهُوَ إِنْسَان خير مديم التِّلَاوَة رَاغِب فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر واشتغال يسير وَفهم وَصفا زَائِد، خطب بِبَلَدِهِ وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل رُبمَا بَاشر قضاءها وقتا وَلكنه أعرض عَنهُ، وَحج وتكرر قدومه الْقَاهِرَة وخطب فِي جَامعهَا الْأَزْهَر أَحْيَانًا وَحضر عِنْدِي فِي مجَالِس الاملاء وَغَيرهَا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشر صفر سنة خمس وَتِسْعين بمنية عساس وَدفن بهَا بعد أَن عجز وكف وَنعم الرجل رَحمَه الله وإيانا. 413 - عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عِيسَى عضد الدّين بن نظام الدّين بن سيف الدّين وَقد يختصر فَيُقَال سيف الصيرامي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي ثامن شَوَّال سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والكنز والمنار) وَالتَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وجود الْقُرْآن عِنْد ابْن عَمه عِيسَى بن الشَّيْخ مَحْمُود وَنَشَأ لم تعلم لَهُ صبوة وَلم يبر عَن مُلَازمَة وَالِده فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَغَيرهَا حَتَّى برع فِي فنون وَسمع على الْمُحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ الْعَيْنِيّ، وَاسْتقر فِي مشيخة البرقوقية بعد وَالِده وتصدر للاقراء فَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء كَابْن أَسد ولازمه كثيرا فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَكثير من العقليات والشهاب بن صلح والبقاعي بل حضر عِنْده التقي الشمني فِيمَا قيل وَرُبمَا قصد بالفتاوي، وَصَارَ أحد أَعْيَان الْحَنَفِيَّة مِمَّن ذكر للْقَضَاء وَسمعت أَنه كتب حَاشِيَة

على الْبَيْضَاوِيّ فَأَما أَن تكون لِأَبِيهِ وبيضها وَهُوَ الظَّاهِر أَوله فَإِنَّهُ كَانَ عَالما لَكِن غير متكثر، وَقد حج غير مرّة وجاور وزار بَيت الْمُقَدّس وأثكل عدَّة أَوْلَاد فَصَبر وَلزِمَ الانجماع بمنزله خُصُوصا عَن بني الدُّنْيَا وَنَحْوهم اجْتمعت بِهِ كثيرا وَكنت أرى أَنه مزِيد التودد والاجلال غيبَة وحضورا، وَنعم الرجل خيرا وتواضعا وتوددا وسلامة فطْرَة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة منتصف ربيع الثَّانِي سنة ثَمَانِينَ فَجْأَة بعد أَن صلى الْجُمُعَة ثمَّ رَجَعَ فَأكل سمكًا فاشتبكت مِنْهُ شَوْكَة بحلقه فَقضى فِي الْحَال وَذَلِكَ ببركة الرطلي فَحمل إِلَى البرقوقية فَغسل من الْغَد وَصلى عَلَيْهِ برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي محفل جليل وَدفن بتربتهم وتأسف النَّاس عَلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا. 414 - عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله الجاناتي بِالْجِيم وَالنُّون والفوقانية الْمَكِّيّ الْمَالِكِي سبط الْعَفِيف اليافعي وأخو مُحَمَّد / الْآتِي. سمع من أبي حَامِد المطري وَأبي الْحسن عَليّ بن مَسْعُود بن عبد الْمُعْطِي وَابْن الْجَزرِي والزين المراغي وَمن مسموعه عَلَيْهِ كتاب الْأَرْبَعين الَّتِي خرجها لَهُ شَيخنَا، وقاسم التنملي وَمن مسموعه عَلَيْهِ مشيخته تَخْرِيج الاقفهسي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء مؤرخ بِذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانمِائَة ابْن صديق والعراقي والهيثمي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَأَبُو الْيُسْر بن الصَّائِغ والجوهري والشرف ابْن الكويك وَخلق أَكثر من مائَة وَعشْرين نفسا، أجَاز لي وَكَانَ لَا يخبر أحدا بمولده فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ صاحبنا ابْن فَهد قَالَ وَمَا علمت لَهُ اشتغالا، وَقَالَ لي غَيره إِنَّه كَانَ بارعا فِي التَّفْصِيل وَيعرف كم يَجِيء الرطل اللَّحْم كبة. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. 415 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن فرارة بن بدر بن مُحَمَّد بن يُوسُف الزين أَبُو هُرَيْرَة الكفري الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ /. ولد فِي سنة خمسين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وأحضر على ابْن الخباز وَغَيره وَسمع على بشر بن إِبْرَاهِيم ابْن مَحْمُود البعلي وَمِمَّا سَمعه) عَلَيْهِ جُزْء إِسْحَاق رِوَايَة الماسرجسي وَمِمَّا أحضرهُ على ابْن الخباز جُزْء المؤمل وقرأه عَلَيْهِ شَيخنَا وتفقه بعلماء عصره حَتَّى برع فِي الْفِقْه والاصلين والعربية وشارك فِي فنون وَأفْتى ودرس وَحدث، وَقدم الْقَاهِرَة بعد الكائنة الْعُظْمَى فولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق كأخيه عبد الله وأبيهما وجدهما وَتوجه إِلَيْهَا فباشره قَالَ شَيخنَا وَلم تحمد سيرته وَكَانَ يحب الْكتب وَصَارَت لَهُ بهَا مهارة. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة تسع. هَكَذَا قَالَ فِي الْقسم الثَّانِي من مُعْجَمه وَأما فِي الْقسم الأول فَقَالَ فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة، وَفِي سنة تسع ذكره

فِي أنبائه وَجزم بِأَنَّهُ ولد سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَنه حضر على ابْن الخباز فِي الثَّالِثَة سنة أَربع وَخمسين وأسمعه أَبوهُ من جمَاعَة قَالَ وَولي الْقَضَاء غير مرّة بعد الْفِتْنَة وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة، وَكَانَ يتجر بالكتب وَيعرف أسماءها مَعَ وفور جهل بالفقه. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَجزم بِأَنَّهُ مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة تسع قَالَ وَقد ولي أَبوهُ وجده وَأَخُوهُ الْقَضَاء وَأَعَادَهُ وَجزم بِأَنَّهُ مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة وَهُوَ تَابع لشَيْخِنَا. 416 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد الزين أَبُو الْفرج وَأَبُو مُحَمَّد بن الْجمال الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن قريج بِالْقَافِ وَالرَّاء وَالْجِيم مصغر، وبابن الطَّحَّان / وَهُوَ أَكثر. ولد فِي منتصف الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا وأسمع على الصّلاح بن أبي عمر مُسْند أَحْمد بِتَمَامِهِ فِيمَا كَانَ يذكر وَالَّذِي وجد لَهُ فِي الطَّبَقَة مُسْند ابْن عمر وَابْن مَسْعُود وَابْن عَمْرو وَكَذَا سمع عَلَيْهِ مآخذ الْعلم لِابْنِ فَارس وعَلى زَيْنَب ابْنة قَاسم بن عبد الحميد العجمي منتقي فِيهِ ثَمَانِيَة عشر حَدِيثا من مشيخة الْفَخر وجزءا فِيهِ خَمْسَة عشرَة حَدِيثا مخرجة فِيهَا من جُزْء الْأنْصَارِيّ وَكِلَاهُمَا انتقاء البرزالي وعَلى الْمُحب الصَّامِت الْكثير بل قَرَأَ عَلَيْهِ بِنَفسِهِ وَكَذَا سمع من إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عمر والشهاب بن الْعِزّ ورسلان الذَّهَبِيّ وَأبي الهول الْجَزرِي وَطَائِفَة، وَكَانَ يذكر أَنه سمع على ابْن أميلة السّنَن لأبي دَاوُد وجامع التِّرْمِذِيّ وَعمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة لِابْنِ السّني وعَلى الْبَدْر مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى بن قواليح صَحِيح مُسلم وَلَكِن لم نظفر بذلك كَمَا قَالَه صاحبنا ابْن فَهد، وَحدث بِبَلَدِهِ واستقدم الْقَاهِرَة فَأَسْمع بهَا وَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا بعد أَن تمرض أَيَّامًا يسيرَة بعد صَلَاة الْعَصْر من يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري صفر سنة خمس وَأَرْبَعين بقلعة الْجَبَل وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِبَاب المدرج فِي مشْهد حافل فِيهِ ابْن السُّلْطَان وأركان الدولة وَخلق من الْعلمَاء والاخيار تقدمهم شَيخنَا وَدفن بتربة طقتمش، وَكَانَ شَيخا لطيفا يستحضر أَشْيَاء كَثِيرَة وَوَصفه بَعضهم بالامام الْعَالم الصَّالح. 417 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن الْحُسَيْن الزين الْكرْدِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْوَاعِظ / الْآتِي أَبوهُ. حفظ التَّنْبِيه فِي صباه وَقَرَأَ على الشّرف بن الشريشي ثمَّ تعانى المواعيد فنفق سوقه فِيهَا وراج عِنْد الْعَامَّة ودام على ذَلِك أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة وَصَارَ على ذهنه من التَّفْسِير والْحَدِيث وَأَسْمَاء الرِّجَال شَيْء كثير مَعَ الدّيانَة وَكَثْرَة التِّلَاوَة إِلَّا أَنه كَانَ يعاب بقلة البضاعة فِي الْفِقْه وَكَونه مَعَ ذَلِك لَا يسْأَل عَن شَيْء

إِلَّا بَادر بِالْجَوَابِ وَلم يزل بَينه وَبَين الْفُقَهَاء منافرة، وَيُقَال انه يرى بِحل الْمُتْعَة على طَريقَة ابْن الْقيم وَذَوِيهِ، وَحفظ تَرْجِيح كَون المولد النَّبَوِيّ كَانَ فِي رَمَضَان لقَوْل ابْن إِسْحَاق أَنه نبىء على رَأس الْأَرْبَعين فحالف الْجُمْهُور فِي تَرْجِيح ذَلِك وَله أَشْيَاء كَثِيرَة من التنطعات، وَكَانَ قد ولي قَضَاء بعلبك ثمَّ طرابلس ثمَّ ترك وَاقْتصر على عمل المواعيد بِدِمَشْق، وَقدم مصر وَجَرت لَهُ محنة مَعَ الْجلَال البُلْقِينِيّ ثمَّ رَضِي عَنهُ وَألبسهُ ثوبا من ملابيسه وَاعْتذر لَهُ فَرجع إِلَى بِلَاده وَمَات بهَا مطعونا فِي ربيع الآخر سنة تسع عشرَة وَهُوَ فِي عشر السّبْعين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَسَيَأْتِي لَهُ ذكر فِي وَالِده. 418 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن عبد الله العجلوني الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزيل الْمدرسَة المزهرية من الْقَاهِرَة وَيعرف بالشامي /. ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين والدرة المضية فِي الْقرَاءَات الثَّلَاث المرضية لِابْنِ الْجَزرِي مَعَ مقدمته فِي التجويد والتنبيه وَربع الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وتلا بالعشر افرادا وجمعا على عمر الطَّيِّبِيّ وبالقاهرة على جَعْفَر السنهوري وَلكنه لم يكمل عَلَيْهِ وَعَن أَولهمَا أَخذ فِي النَّحْو واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد الْجَوْجَرِيّ وَعبد الْحق وَغَيرهمَا، وَكَانَ قدومه الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فحج ثمَّ رَجَعَ بعد زيارته الْمَدِينَة وَبَيت الْمُقَدّس وأقرأ مَعَ اشْتِغَال الطّلبَة بِالْعَرَبِيَّةِ فَقَرَأَ عَلَيْهِ نور الدّين الطرابلسي الْحَنَفِيّ التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وَقَرَأَ على قِطْعَة كَبِيرَة من البُخَارِيّ قِرَاءَة تدبر وَتَأمل وَكَذَا قَرَأَ على الديمي وَنعم الرجل فضلا وسكونا وتقنعا. 419 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الزين القاهري الْمكتب وَيعرف بِابْن الصَّائِغ / وَهِي حِرْفَة أَبِيه، وسمى شَيخنَا فِي تَارِيخه وَالِده عليا وَهُوَ سَهْو. ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وَتعلم الْخط الْمَنْسُوب من النُّور الوسيمي تلميذ غَازِي ولازمه فِي اتقان قلم النّسخ حَتَّى فاق) فِيهِ عَلَيْهِ حَسْبَمَا صرح بِهِ كَثِيرُونَ وَأحب طَريقَة ابْن الْعَفِيف فسلكها واستفاد فِيهَا من أبي عَليّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الزفتاوي ثمَّ الْمصْرِيّ شيخ شَيخنَا وَصَارَت للزين طَريقَة منتزعة من طريقتي ابْن الْعَفِيف وغازي كَمَا رسم لغازي شيخ شَيْخه فَإِنَّهُ كَانَ كتب أَولا على الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي رقيبة شيخ الزفتاوي الْمَذْكُور وتلميذ الْعَلَاء مُحَمَّد بن الْعَفِيف الَّذِي أَخذ عَن أَبِيه عَن الْوَلِيّ العجمي عَن شهدة الكاتبة عَن ابْن أَسد عَن عَليّ بن البواب وَابْن السمسماني عَن مشايخها عَن أبي عَليّ بن مقلة ثمَّ تحول غَازِي عَن طَريقَة ابْن الْعَفِيف شيخ شَيْخه إِلَى طَريقَة وَلَدهَا بَينهمَا ويبن طَريقَة

الْوَلِيّ العجمي ففاق أهل زَمَانه فِي حسن الْخط ونبغ فِي عصره الزفتاوي أَيْضا لَكِن لسكناه بالفسطاط لم يرج أمره وتصدى الزين الْمَذْكُور للتكتيب فَانْتَفع بِهِ النَّاس طبقَة بعد أُخْرَى وَنسخ عدَّة مصاحف وَغَيرهَا من الْكتب والقصائد، وَصَارَ شيخ الْكتاب فِي وقته بِدُونِ مدافع وَقرر مكتبا فِي عدَّة مدارس، وَشهد لَهُ شَيخنَا مَعَ كَونه الْغَايَة فِي اتقان الْفَنّ بمهارته وبراعته وَأثْنى عَلَيْهِ فِي تَارِيخه، وَكنت مِمَّن أدْركهُ بآخر رَمق وكتبت عَلَيْهِ يَسِيرا وَكَذَا كتب عَلَيْهِ من قبل الْوَالِد وَالْعم، وَكَانَ شَيخا ظريفا ذكيا فهما يستحضر شعرًا كثيرا ونكتا ونوادر صوفيا بِسَعِيد السُّعَدَاء، وَحل لَهُ فِي آخر عمره انجماع بِسَبَب ضعف فَانْقَطع حَتَّى مَاتَ فِي رَابِع عشر شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين وَدفن من الْغَد بتربة جوشن وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ بِيَقِين وَإِن كَانَ شَيخنَا قَالَ انه فِي عشر الثَّمَانِينَ وَكَانَ قد سمع بِقِرَاءَة شَيخنَا على الْجمال الحلاوي الثَّالِث من أمالي ابْن الْحصين فِي صفر سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بمنزل يلبغا السالمي بقصر بشتاك وَأثبت اسْمه بِخَطِّهِ فِي الطَّبَقَة فَقَالَ والمجود عبد الرَّحْمَن ابْن يُوسُف الصَّائِغ الْمكتب وَلَكِن لم يعلم بذلك الطّلبَة من أَصْحَابنَا وَغَيرهم، ورأيته فِيمَن قرض السِّيرَة المؤيدية لِابْنِ ناهض فَقَالَ بعد أَن قيل لَهُ: (أيا شيخ كتاب الزَّمَان وزينها ... وَيَا من يزِيد الطرس نورا إِذا كتب) (لَعَلَّك على تثنى على شيخ ملكتا ... وَشَيخ مُلُوك الأَرْض فِي الْعلم وَالْأَدب) كَمَا قرأته بِخَطِّهِ الْحَمد لله ولي كل نعْمَة حققت نسخ رقاع وقفت على ريحانها كتاب الطومار وَأَقْسَمت بالمصاحف انها مَا لحقت لَهَا غُبَار ولمحت هَذِه السِّيرَة المؤيدية وانتشقت نَفِيس نفائس الأنفاس الناهضية ووقفت على قَوَاعِد الْأَدَب والخط فَرَأَيْت مَا لَا رَأَيْته قطّ وتنزهت فِي أزهار رياضه الرياض وتحدقت فِي حدائق فاقت محَاسِن الأحداق بِالسَّوَادِ فِي الْبيَاض فهمت طَربا بِمَا) سمعته من بديع الألحان ورقصت عجبا بِمَا شاهدته من رشاقة الأغصان وتأدبت مُوَافقَة لاهل الْآدَاب وكتبت مُتَابعَة للسادة الْكتاب فَالله تَعَالَى يمتع صَاحبهَا بالنصر والتأييد ويرزق مؤلفها من فَضله ويعينه على مَا يُرِيد بمنه وَكَرمه. 420 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الدمياطي / خَادِم الْفُقَرَاء بهَا. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ. عبد الرَّحْمَن بن زين الدّين بن سعد الدّين الْحَلَال. / فِي ابْن فَهد. 421 - عبد الرَّحْمَن بن فَخر الدّين بن تَقِيّ الدّين الحسني أَخُو نقيب الاشراف / وَابْن نقيبهم. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا. 422 - عبد الرَّحْمَن بن البواب الْعَطَّار / بِبَاب السَّلَام. مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة سِتِّينَ.

عبد الرَّحْمَن بن التَّاجِر /. فِي وَلَده إِسْمَاعِيل. عبد الرَّحْمَن وجيه الدّين ابْن الْجمال الْمصْرِيّ. / فِي ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف. عبد الرَّحْمَن الْمَعْرُوف بِابْن غَانِم / وَالِي مَكَّة. مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن غَانِم. عبد الرَّحْمَن بن الكركي. / فِي ابْن عمر بن مَحْمُود بن مُحَمَّد. 423 - عبد الرَّحْمَن الزين أَبُو الْفرج الازراري الصُّوفِي السهروردي القادري الشَّافِعِي. / عبد صَالح أَخذ عَن الشَّيْخ يُوسُف الصفي وَمُحَمّد الْعَطَّار وَغَيره من أَصْحَاب الْجمال يُوسُف العجمي رَأَيْته كثيرا وَصَحبه فقيهي وَزوج عَمَّتي الْفَقِيه حُسَيْن وتدرب بِهِ فِي عقد الازرار فَإِنَّهُ كَانَ يتكسب بعقدها بحانوت عِنْد بَاب جَامع الْحَاكِم وَبِه مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين رَحمَه الله. 424 - عبد الرَّحْمَن الْأمين الْمصْرِيّ / أحد قراء الجوق وَمِمَّنْ لَهُ نوبَة فِي القلعة. أَخذهَا شُعَيْب بن السواق. مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 425 عبد الرَّحْمَن تَقِيّ الدّين القبابي القاهري الْمَالِكِي ابْن عَم محيي الدّين يحيى الدِّمَشْقِي /. نَاب فِي الْقَضَاء عَن البساطين ودرس للمالكية بالجمالية برغبة الشَّمْس الْبِسَاطِيّ لَهُ عَنْهَا وَكَذَا كَانَ مَعَه حِصَّة فِي تدريس القمحية بِمصْر. مَاتَ وَاسْتقر فِي الجمالية الْبَدْر بن التنسي وَفِي الْحصَّة الْقَرَافِيّ. 426 - عبد الرَّحْمَن الزين الدِّمَشْقِي الحريري الشَّافِعِي / أحد المتصوفة الملازمين للتقي بن قَاضِي عجلون كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعه قَوْله:) (ومقاعدي فض لي ... أشكاله المتعدده) (كم ساقني سَاق لَهُ ... إِذْ قُمْت أَهْوى مَقْعَده) 427 - عبد الرَّحْمَن الزين الحضكيفي /. سمع من لفظ شَيخنَا فِي البُخَارِيّ. 428 - عبد الرَّحْمَن القَاضِي زين الدّين الزرعي الْحَنَفِيّ. / مِمَّن رافقه الصّلاح الطرابلسي بعد الْخمسين فِي الْأَخْذ لما قَرَأَهُ من التَّحْقِيق فِي الْأُصُول على القَاضِي سعد الدّين وَقَالَ إِنَّه كَانَ فَقِيها كثير الاستحضار من كِتَابه الْمجمع حسن الْخط. 429 - عبد الرَّحْمَن الزين الشربيني الشَّافِعِي نزيل دمياط / أَقَامَ بهَا نَحْو ثَلَاث سِنِين وأقرأ بهَا وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ التقي بن وَكيل السُّلْطَان وَوَصفه بِالْقَاضِي الْعَالم. 430 - عبد الرَّحْمَن الزيني الحمزاوي / أحد الطبلخانات بِدِمَشْق. قتل فِي المجردين لسوار سنة ثَلَاث وَسبعين. عبد الرَّحْمَن أَبُو الْفضل الاسترابادي العجمي. / فِي فضل الله. عبد الرَّحْمَن البدوي نزيل المزهرية /. مضى فِي ابْن سَلام بن إِسْمَاعِيل. عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ الْحَلَال /. فِي ابْن مُحَمَّد.

عبد الرَّحْمَن الجزائري المغربي نزيل مَكَّة. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن فَاضل. 431 - عبد الرَّحْمَن الحبابي الْبَصْرِيّ /. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة سبع وَسِتِّينَ. عبد الرَّحْمَن الشَّامي نزيل المزهرية. / فِي ابْن يُوسُف بن عبد الله. 432 - عبد الرَّحْمَن الطنتدائي وَيعرف بالخليفة / شيخ الطَّائِفَة السطوحية. كَانَ ينزل الْمدرسَة الفارسية من الْقَاهِرَة وَيعْمل بهَا بعد صَلَاة الْجُمُعَة عِنْده السماع فيحضره الْخَلَائق وشفاعاته قل أَن ترد مَعَ تودده. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 433 - عبد الرَّحْمَن القرموني الفاسي /، كَانَ هُوَ وَأَبوهُ من عُلَمَاء فاس ومدرسيها، مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ. ذكره لي بعض المغاربة. عبد الرَّحْمَن المارديني، / مضى فِي ابْن أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الْأَعْلَى 434 -. عبد الرَّحْمَن المهتار / مَاتَ مقتولا بصفد فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَكَانَ تَأمر وغزا التّرْك وأفسد فِيمَا هُنَالك بِكَثْرَة الْفِتَن. قَالَه المقريزي. 435 - عبد الرَّحْمَن / خَادِم رِبَاط بعلجد وَأحد فُقَرَاء عمر العرابي، مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة تسع وَسِتِّينَ.) ::: 436 - عبد الرَّحْمَن / شيخ البيمارستان بِمَكَّة، مَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين. أرخهما ابْن فَهد. 437 - عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن حجاج بن مُحرز الدّين بن الْبُرْهَان الابناسي القاهري الشَّافِعِي / جارنا وسبط النُّور على بن مِصْبَاح الْآتِي والماضي أَبوهُ، ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وألفية النَّحْو وَالْبَعْض من غَيرهَا، وَعرض على شَيخنَا وَابْن الديري والبساطي وَابْن الْهمام فِي آخَرين وتدرب فِي ابْتِدَائه فِي الْعَرَبيَّة بخاله الشَّمْس مُحَمَّد وبفقيهه الزين أبي بكر الشنواني الآتيين فَلَمَّا ترعرع أقبل على الِاشْتِغَال فَكَانَ أول من أَخذ عَنهُ الْفِقْه القاياتي والونائي والبرهان بن خضر والمحلي والْعَلَاء القلقشندي وَأكْثر فِيهِ عَن البُلْقِينِيّ والمناوي وَبِهِمَا انْتفع فِيهِ وَأخذ فِي الْأُصُول عَن الشَّمْس الشرواني والونائي وَالثَّلَاثَة بعده وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الأبدي وَالشَّمْس وَكَذَا عَن الونائي والمحلي ومعظم انتفاعه فِي طريقتي ابْن الْحَاجِب وَابْن مَالك فِيهَا مَعَ التصريف والجدل والمعاني وَالْبَيَان والمنطق بالتقي الحصني لَازمه فِيهَا كثيرا بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ من الْكَشَّاف مَعَ حَاشِيَته إِلَى سُورَة يُونُس وَكَذَا أَخذ فِي الْأُصُول والمنطق عَن الشرواني وَفِي الْهَيْئَة والهندسة وَغَيرهمَا عَن الكافياجي

والفرائض والحساب بنوعيه مَعَ الْجَبْر والمقابلة عَن السَّيِّد على تلميذ ابْن المجدي وَالْعرُوض عَن الأبدي أَو غَيره ولازم القاياتي فِي سَماع مُسلم وَأبي دَاوُد وَغَيرهمَا وَشَيخنَا فَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء دراية وَرِوَايَة وَمن ذَلِك فِي شرح النخبة وَكتب عَنهُ فِي الاملاء من سنة سِتّ وَأَرْبَعين بل قَرَأَ عَلَيْهِ بعض شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَكَذَا قَرَأَ فِي الْمَتْن على ابْن خضر وَسمع بِقِرَاءَتِي على شُيُوخ جُزْء الْأنْصَارِيّ بالصالحية وَختم الشفا وَجَمِيع الشَّمَائِل يَوْم عَرَفَة وبقراءة غَيْرِي مجَالِس من البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة إِلَى غير ذَلِك مِمَّا هُوَ مُبين فِي ثبتي، وتلا لِابْنِ كثير مُلَفقًا على النُّور إِمَام الْأَزْهَر وَابْن أَسد وَسمع عَلَيْهِمَا فِي غَيرهَا من الرِّوَايَات، وَأخذ فِي الْقرَاءَات عَن النُّور بن يفتح الله حِين قدومه الْقَاهِرَة سنة تسع وَخمسين بل قَرَأَ عَلَيْهِ ثلاثيات البُخَارِيّ، وَصَحب الزين مَدين ثمَّ ابْن أُخْته بل كَانَ هُوَ القارىء لتائية ابْن الفارض على أبي الصَّفَا بن أبي الوفا، وبسبب ذَلِك كَانَت كائنة انجر فِيهَا الْكَلَام إِلَى ابْن عَرَبِيّ وَنَحْوه من الاتحادية بَان فِيهَا المزلزل من المكين كَمَا شرحته فِي مَحَله ودأب فِي هَذِه الْفُنُون وَغَيرهَا حَتَّى تقدم وَصَارَ أحد الأماثل وتصدى للاقراء فَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء، وَلزِمَ الانجماع بِمَنْزِلَة مَعَ) التقلل وَالْكَرم والاعراض عَن مزاحمة الْفُقَهَاء حَتَّى أَنه ترك طلبا كَانَ باسمه فِي الاشرفية الْقَدِيمَة وَآخر فِي الصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ وَنَحْو ذَلِك وتقنع برزيقات من قبل وَالِده، كل ذَلِك مَعَ صِحَة العقيدة وَلَكِن مَشْيه فِي الْخَوْض فِي تَقْرِير كَلَام هَؤُلَاءِ واخراجه عَن ظَاهره بِبَعِيد التَّأْوِيل إِلَى أَن صَار مرجعا لهَذِهِ الطَّائِفَة ومحط رحال كثير مِنْهُم طرق من لم يخالطه لنسبته لَهُم، وَكنت مِمَّن نصحه مرّة بعد أُخْرَى فَمَا أَفَادَ مَعَ اعترافه لي بِتَحْرِيم توالي ارْتِكَاب الالفاظ الَّتِي ظَاهرهَا مستقبح وَلما حج شَيْخه التقي الحصني فِي سنة سِتّ وَسبعين اسْتَخْلَفَهُ فِي تدريس الشَّافِعِي فِي ذِي الْقعدَة فدرس يَوْمَيْنِ حمد عمله فيهمَا وَتكلم لَهُ بعده فِي تَقْرِيره فِيهِ فَمَا تيَسّر وَكَذَا نَاب فِي التدريس بالحسنية والابناسية وَغَيرهمَا وَعرض عَلَيْهِ الزين بن مزهر تدريس التَّفْسِير بمدرسته فَمَا أذعن لكَلَام بلغه عَن بعض السُّفَهَاء فِي حَقه وَقصد بالاستفتاء فِي عدَّة وقائع فَأجَاب، وَكَذَا لَهُ حواش وتقاييد مفيدة وَكَلَام على حَدِيث الاعمال بِالنِّيَّاتِ بل رُبمَا نظم وبالنثر ألم وَبِالْجُمْلَةِ فمادته فِي التَّحْقِيق متوجهة وفاهمته أَجود من حافظته وعباره غير مُطلقَة بتقريره ومحادثته مَعَ رغبته فِي مساعدة من يَقْصِدهُ وتعبه بِسَبَب ذَلِك وَشدَّة تعصب وَكَثْرَة تقلب يُؤَدِّي إِلَيْهِ غَلَبَة سَلامَة الْفطْرَة وَقد أقبل على الذّكر والتوجه ومطالعة كَلَام الْقَوْم وزيارة الصَّالِحين وانتمى إِلَيْهِ شخص

ينْسب للشرف من أَعْيَان بلقس فارتفق بِهِ كثيرا، وَحج فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ موسميا، وَكَانَ متزوجا بحفيدة للبساطي ودامت مَعَه دهرا وَهِي صابرة زَائِدَة الطواعية لَهُ ثمَّ صَارَت تتخيل وتتوهم اتِّصَاله بغَيْرهَا من غير حَقِيقَة لذَلِك بِحَيْثُ كثر تضرره من إفحاشها فِي الْعشْرَة مَعَه وتكرر طَلَاقه لَهَا ثمَّ تعوذ حَتَّى مَاتَت بعد حَجهَا مَعَه وَلم ينصف فِي تركتهَا من جِهَة أخويها لعدم مشاحته ومزيد مسامحته بل مَا حصل لَهُ كَبِير أَمر مَعَ كثرته بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ وَعقد على ابْنة ابْن الشَّيْخ الْجَوْهَرِي أحد من أسْند وَصيته إِلَيْهِ وَكَانَ قَدِيما زوج أمه فَمَا قدر الدُّخُول عَلَيْهَا فَإِنَّهُ لم يلبث أَن تعلل مديدة وتجرع فِي غضونها فاقة مَعَ عدم وجود من يلائمه فِي التمريض والعلاج حَتَّى مَاتَ شَهِيدا بالاسهال فِي لَيْلَة السبت تَاسِع عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد حافل جدا على بَاب زَاوِيَة الشَّيْخ شهَاب ظَاهر بَاب الشعرية ثمَّ دفن عِنْد أَبِيه بجوار الضريح الْمَذْكُور وَسمعت أَن آخر كَلَامه كَانَ لَا إِلَه إِلَّا الله بعزم شَدِيد مَعَ أَنه أَقَامَ أَيَّامًا لَا يتَكَلَّم وَتكلم الاستادار فِي تركته ووفاء دينه وَلم يوف، وَنعم الرجل كَانَ لَوْلَا ميله الْمشَار إِلَيْهِ الَّذِي تطرق بِسَبَبِهِ إِلَيْهِ الْفُسَّاق الحساد مِمَّن هُوَ مرتكب مَا لَا خير فِي شَرحه رَحمَه الله تَعَالَى وإيانا وَعَفا عَنهُ. 438 - عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن يحيى ابْن أبي الْمجد أَحْمد الزين أَبُو عَليّ بن الْجمال أبي إِسْحَاق بن الْعِزّ بن الْبَهَاء بن الْجمال أبي إِسْحَق اللَّخْمِيّ الاميوطي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الأميوطي / ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَسمع الْكثير على أَبِيه وَكَذَا سمع على الْعَفِيف النشاوري والابناسي والشريف أبي عبد الله مُحَمَّد بن قَاسم وَبعد ذَلِك على الزين المراغي كَمَا أَخْبرنِي بِهِ ثمَّ على ابْن الْجَزرِي وَالشَّمْس الشَّامي والزين الطَّبَرِيّ والنور بن سَلامَة، وَدخل مصر بعد موت وَالِده فَسمع بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة أَربع وَتِسْعين بِجَامِع الْأَزْهَر على الْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَبعد ذَلِك من لفظ الزين الْعِرَاقِيّ بعض مجَالِس أَمَالِيهِ كَمَا وجدته بِخَط المملي بِحَضْرَة الهيثمي بل كَانَ يذكر لنا أَنه لَقِي بِالْقَاهِرَةِ الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ وَأخذ عَنهُ وينكر قَول الْقَائِل أَنه كَانَ قَلِيل الْكتب وَأَنه أَخذ عَن البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والكمال الدَّمِيرِيّ وَلَيْسَ ذَلِك كُله بِبَعِيد وَلكنه لم يكثر من الطّلب، وَكَذَا قَالَ لي صاحبنا النَّجْم بن فَهد لَا أعلم لَهُ اشتغالا، وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء مؤرخ بربيع الثَّانِي سنة سبع وَتِسْعين أَحْمد بن مُحَمَّد بن الناصح وَأحمد بن مُحَمَّد المراغي الصُّوفِي وَأَبُو بكر

ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر السبتي وَسعد النَّوَوِيّ وَأَبُو هُرَيْرَة بن النقاش وَعلي شاه بن فَخر الدّين بن عَليّ الشعبافي وَعمْرَان بن إِدْرِيس الجلجولي وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ ابْن إِبْرَاهِيم الْكرْدِي وَمُحَمّد بن إِسْحَق الابرقوهي وَمُحَمّد بن مبارك بن عُثْمَان الْحلَبِي والبدر ابْن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السخاوي فِي آخَرين وَفِي استدعاء آخر ابْن صديق وَغَيره، وَقدم الْقَاهِرَة أَيْضا غير مرّة، مِنْهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فَحدث فِيهَا بأَشْيَاء سَمعه مِنْهُ الْأَعْيَان وَكَذَا حدث بِمَكَّة ولقيته فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَأَكْثَرت عَنهُ وَسمعت عَلَيْهِ بمنى وَغَيرهَا، وَكَانَ إنْسَانا ثِقَة خيرا عفيفا منجمعا عَن النَّاس قانعا باليسير كثير التودد صبورا على الاسماع مقتدرا على شرعة النّظم لَكِن الْجيد فِيهِ وسط الرُّتْبَة، وَهُوَ من بَيت علم وجلالة. مَاتَ بعد عصر يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشري شعْبَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح من الْغَد عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بِجَانِب أَبِيه بِالْقربِ من قبر الفضيل ابْن عِيَاض بالمعلاة وَهُوَ خَاتِمَة من يروي عَن كثير من شُيُوخه بِمَكَّة رَحمَه الله وإيانا. 439 - عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نجم الدّين بن مُحي الدّين بن تَاج الدّين ابْن قطب الدّين الرِّفَاعِي. / أَخذ عَن جمَاعَة وَأخذ عَنهُ الطاووسي وأرخ وَفَاته فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس ذِي الْقعدَة سنة عشْرين وعظمه. 440 - عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم اليزناسي بالتحتانية الْمَفْتُوحَة ثمَّ زَاي سَاكِنة وَنون ومهملة / نِسْبَة لقبيلة المغربي الفاسي قاضيها. مَاتَ بعيد الثَّلَاثِينَ وَهُوَ مِمَّن عمل وثائق للشُّهُود. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا من المغاربة 441 -. عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ /. ولد بِالْيمن سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ بِهِ ثمَّ قدم مَكَّة مَعَ أَبِيه فَسمع أَبَا الْفَتْح المراغي، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة واشتغل بالفقه عِنْد الْبُرْهَان بن ظهيرة وَأبي البركات الهيثمي، ولازم الْمُحب بن أبي السعادات فَلَمَّا ولي الثَّانِيَة استنا بِهِ بجدة. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. 442 - عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن الزين السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الذَّهَبِيّ / أَبوهُ بالدهيشة من دمشق وَيعرف كسلفه بِابْن الْمُحب وَهُوَ ابْن أخي الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْآتِي وجده هُوَ عَم الْحَافِظ أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن الْمُحب الصَّامِت. ولد فِي

صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع على الصّلاح بن أبي عمر مُسْند النِّسَاء من مُسْند أَحْمد وغالب مُسْند عَائِشَة مِنْهُ والفوت من أَوله وعَلى زَيْنَب ابْنة قَاسم ابْن العجمي مَا فِي مشيخة الْفَخر من جُزْء الْأَنْصَار وَغير ذَلِك عَلَيْهِمَا وعَلى قريبيه الْمَذْكُورين، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: أجَاز لنا فِي سنة تسع وَعشْرين. قلت مَاتَ فِي سنة أَرْبَعِينَ، وَدفن بمقبرة بَاب توما رَحمَه الله وإيانا. 443 - عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم ابْن إِبْرَاهِيم بن هبة الله الزين بن الشهَاب بن نَاصِر الدّين أبي عبد الله الْأنْصَارِيّ الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي / أَبوهُ والآتي عَمه الْكَمَال مُحَمَّد سبط نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْعَطَّار أمه سارة وَيعرف كسلفه بِابْن الْبَارِزِيّ. ولد فِي رَمَضَان سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فرباه جده ثمَّ عَمه سِيمَا وَقد تزوج بِأُمِّهِ فَنَشَأَ فحفظ الْقُرْآن والزبد للشرف الْبَارِزِيّ والورقات لامام الْحَرَمَيْنِ والشذور لِابْنِ هِشَام وَبَعض الْحَاوِي وَعرض على بعض الشُّيُوخ واشتغل يَسِيرا وَلم يتَمَيَّز وَلَا كَاد وَسمع فِي صَحِيح مُسلم عَليّ الزين الزَّرْكَشِيّ وَكَذَا سمع على غَيره وَولي الشَّهَادَة بالكسوة وَغير ذَلِك، وابتنى فِي بولاق قصرا هائلا لم يمتع بِهِ، وَحج مرَارًا جاور فِي بَعْضهَا مَعَ الرجبية وَفِي أَوَاخِر أمره سَافر مَعَ صهره الأتابك ازبك وَتوجه مَعَه إِلَى حلب ثمَّ رَجَعَ إِلَى الشَّام وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَهُوَ متوعك فَأَقَامَ بهَا أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ بالازهر وَدفن بحوشهم عِنْد الشَّافِعِي رَحمَه الله، وَترك عدَّة أَوْلَاد وَكَانَ مائقا أهوج لَا يصلح لصالحة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ 444 -. عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَنْصُور زين الدّين ومحب الدّين الفوي الأَصْل القاهري الْحُسَيْنِي سكنا وَيعرف بِابْن بحيح بمهملتين تَصْغِير بح وَهُوَ لقب لجده /. قَرَأَ الْمِنْهَاج وَعرضه واشتغل على الحناوي والشريف النسابة والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْبَدْر أبي السعادات فَمن بعده. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة تسع وَسبعين، وَهُوَ وَالِد زوج القَاضِي شمس الدّين بن بيرم الْحَنْبَلِيّ. 445 - عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم زين العابدين أَبُو الْفضل بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس الْحلَبِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالحلبي /. ولد تَقْرِيبًا بعيد التسعين وَسَبْعمائة واعتنى بِهِ أَبوهُ فأسمه على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والعراقي

والهيثمي والابناسي والتقي الدجوي وَسعد الدّين القمني والحلاوي والسويداوي وَابْن الناصح والتاج بن الظريف وَالْجمال الرَّشِيدِيّ وَغَيرهم الْكثير، وَمِمَّا سَمعه على الأول البُخَارِيّ وعَلى الثَّانِي الْمُوَطَّأ ومسند الدَّارمِيّ وعبدو الشفا مَعَ الْكثير من ابْن حَيَّان وَكَانَ يتَصَرَّف بِأَبْوَاب الْقُضَاة غير صَالح للأخذ عَنهُ لكَونه زوج الْمُغنيَة ابْنة السطحي وحالهما مَشْهُور وَلَكِن استجزته، مَاتَ بعد الْخمسين عَفا الله عَنهُ وإيانا. 446 - عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن أَحْمد الزين أَبُو الْفضل بن الشهَاب بن الشّرف الاطفيحي الازهري القاهري الشَّافِعِي شَقِيق الْمُحب مُحَمَّد وَعبد الْقَادِر / الآتيين وأسباط الزين الْعِرَاقِيّ أمّهم زَيْنَب وَيعرف كأبيه بِابْن يَعْقُوب. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنفي أَبَوَيْهِ فِي غَايَة مَا يكون من الرَّفَاهِيَة وَالنعْمَة فحفظ الْقُرْآن وتنقيح اللّبَاب لخاله وَعرضه على جمَاعَة وَسمع على شَيخنَا وَغَيره بل كتب عَن شَيخنَا فِي أَمَالِيهِ وَرَأَيْت لَهُ حضورا على الزين القمني من لفظ الكلوتاتي وباشر النقابة وجهات الْحَرَمَيْنِ وَغير ذَلِك عِنْد الشّرف الْمَنَاوِيّ واختص بِهِ ولازم خدمته واتحد مَعَ وَلَده زين العابدين الْآتِي وَلم يكن بَينهمَا فِي المولد وَكَذَا الْوَفَاة إِلَّا دون شهر وَحج غير مرّة وَكَانَ شكلا ظريفا ذكيا بسامة متوددا حسن الْعشْرَة متصونا بِالنِّسْبَةِ لتهتك أَخِيه وَهُوَ إِلَى أَبِيه أقرب من أَخَوَيْهِ فِي الشّبَه وَبَعض الْخِصَال، وقريحته سليمَة وذهنه مُسْتَقِيم وطبعه وزان، وَقد كتبت عَنهُ قَوْله: (همذاني الأَصْل واشلا ترم فِيهِ سعاده ... انه شخص ثقيلوهو هم وزياده) وَكتب عَنهُ غير وَاحِد غير ذَلِك قَدِيما أثبت بعضه فِي المعجم. مَاتَ مطعونا فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشري شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن عِنْد جده لأمه وخاله الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 447 - عبد الرَّحِيم بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر ابْن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْبُرْهَان أَبُو أَحْمد النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ /. أَخذ عَن عَمه الْجمال عبد الله والشهاب أَحْمد بن أبي بكر وَعبد الله بن مُحَمَّد الناشريين قَرَأَ على الْأَخير التَّنْبِيه والمهذب وَغَيرهمَا، وناب عَن ابْن عَمه الْعَفِيف عُثْمَان بن مُحَمَّد فِي الْأَحْكَام بالمهجم مَعَ تسببات بجامعها نالته من أَبِيه وَغَيره، وَكَانَ فَقِيها فَاضلا خيرا دمث الْأَخْلَاق حسن الشَّمَائِل لين العريكة سهلا طارحا للتكلف. مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ. 448 - عبد الرَّحِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْجمال أَبُو المكارم بن الشّرف ابْن التَّاج السّلمِيّ الْمَنَاوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْمَنَاوِيّ. / ولد

سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْعُمْدَة والتنبيه والألفية وعرضها على جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين وَحضر على الفرسيسي سيرة ابْن سيد النَّاس وعَلى التنوخي غَالب الصَّحِيح ثمَّ سمع عَلَيْهِ النَّسَائِيّ الصَّغِير، وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا وَغَيره وَحدث سَمِعت عَلَيْهِ السِّيرَة وَغَيرهَا، وَكَانَ سَاكِنا لين الْجَانِب متواضعا، مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسِتِّينَ رَحمَه الله. 449 - عبد الرَّحِيم بن أبي بكر بن مَحْمُود بن عَليّ بن أبي الْفَتْح بن الْمُوفق الزين الْحَمَوِيّ ثمَّ القاهري القادري الشَّافِعِي الْوَاعِظ وَيعرف كَمَا قَالَه شَيخنَا بالادمي / وسمى وَالِده عليا وَصَارَ يعرف بالحموي، ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بحماة وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ الْمِنْهَاج على ابْن) خطيب الدهشة وتلا بالسبع على أبي بكر بن أَحْمد بن مصبح وَسمع بِدِمَشْق على الْكَمَال بن النّحاس وَالشَّمْس بن عوض والمحيوي الرَّحبِي والعز الاياسي والْعَلَاء سبط ابْن صومع فِي آخَرين، ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة اللنك وَقَرَأَ الصَّحِيح على الْعِرَاقِيّ ولازم الشُّيُوخ وَعقد مجْلِس الْوَعْظ فبرع وراج أمره فِيهِ وَصَارَ لَهُ صيت وجلالة وأثرى وَولي خطابة الأشرفية برسباي من واقفتها وَقبل ذَلِك بِبَيْت الْمُقَدّس وظائف مِنْهَا خطابة الْمَسْجِد الْأَقْصَى ثمَّ صرف عَنْهَا، وَلَا زَالَ على طَرِيقَته فِي الْوَعْظ بالازهر وَفِي الْمجَالِس الْمعدة لذَلِك إِلَى أَن اشْتهر اسْمه وطار صيته مَعَ كَونه كَانَ غَالِبا لَا يقْرَأ إِلَّا من كتاب لَكِن بنغمة طيبَة وَأَدَاء صَحِيح وَفِي رَمَضَان يقْرَأ البُخَارِيّ فِي عدَّة أَمَاكِن، أثنى عَلَيْهِ شَيخنَا. وَمَات فَجْأَة بعد أَن عمل فِي يَوْم مَوته الميعاد فِي موضِعين وَذَلِكَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء غرَّة ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين، وَدفن من الْغَد بمدرسة سودون العجمي من الحبانية وَصلى عَلَيْهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ المستكفي بِاللَّه، قَالَ شَيخنَا وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا. وَكَانَ آخر قَوْله فِي الميعاد يَوْم مَوته من ذكر الله بِلِسَانِهِ وَعرف الله بجناته وَعبد الله بجوارحه وأركانه لم يبرح من مَكَانَهُ حَتَّى يخرج من عصيانه دَعوَاهُم فِيهَا الْآيَة ثمَّ حمل إِلَى منزله وَلم يتَكَلَّم بعْدهَا حَتَّى مَاتَ، وَسَماهُ بَعضهم عبد الرَّحْمَن وَبَعْضهمْ مُحَمَّدًا وَالصَّوَاب مَا هُنَا. 450 - عبد الرَّحِيم بن حسن بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن الْقسم الْخَطِيب زين الدّين أَبُو الْجُود بن الْبَدْر أبي مُحَمَّد بن الْعَلَاء المشرقي الأَصْل التلعفري المولد الدِّمَشْقِي الدَّار والوفاة الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد / الْآتِي وَذَاكَ الْأَكْبَر ووالد الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي ووالده أَيْضا وَيعرف بِابْن المحوجب بِضَم الْمِيم ثمَّ حاء مُهْملَة مَفْتُوحَة بعْدهَا وَاو ثمَّ جِيم مَكْسُورَة وموحدة. ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه واشتغل يَسِيرا وَسمع على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالْجمال بن

الشرائحي وتكسب بِالشَّهَادَةِ مَعَ إدامة التِّلَاوَة والتهجد وَالصَّدَََقَة وَسُرْعَة الدمعه وَكَثْرَة الْبكاء وَقد خطب بمصلى الْعِيدَيْنِ من دمشق وَأخذ عَنهُ الشهَاب اللبودي. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَوْسَط من ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين بِدِمَشْق بعد أَن عرض لَهُ الفالج قبيل سنة وَدفن بالقبيبات عِنْد أَخِيه وأبيهما جور التقي الحصني رَحِمهم الله وإيانا. 451 - عبد الرَّحِيم بن حسن بن قَاسم الزين الْقُدسِي رَفِيق إِبْرَاهِيم بن إِسْحَق العينوسي / فِي الشَّهَادَة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ.) عبد الرَّحِيم بن أبي الْحسن سبط الشَّمْس بن النقاش /. فِي ابْن عَليّ. 452 - عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم الزين أَبُو الْفضل الْكرْدِي الرازناني الأَصْل المهراني الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد الْوَلِيّ أَحْمد وَجُوَيْرِية وَزَيْنَب وَيعرف بالعراقي. / قَالَ وَلَده انتسابا لعراق الْعَرَب وَهُوَ الْقطر الْأَعَمّ والافهو كردِي الأَصْل أَقَامَ سلفه ببلدة من أَعمال اربل يُقَال لَهَا رازنان وَلَهُم هُنَاكَ مآثر ومناقب إِلَى أَن تحول وَالِده لمصر وَهُوَ صَغِير مَعَ بعض أقربائه فاختص بالشيخ الشريف تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن حجون القناوي الشَّافِعِي شيخ خانقاه رسْلَان بمنشية المهراني على شاطىء النّيل بَين مصر والقاهرة ولازم خدمته ورزقه الله قرينَة صَالِحَة عابدة صابرة قانعة مجتهدة فِي أَنْوَاع القربات فَولدت لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة بعد أَن بشره الْمشَار إِلَيْهِ بِهِ وَأمره بتسميته باسم جده الْأَعْلَى أحد المعتقدين بِمصْر، وَذَلِكَ فِي حادي عشري جُمَادَى الأولى سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة بالمنشية الْمَذْكُورَة، وتكرر إِحْضَار أَبِيه بِهِ إِلَى التقي فَكَانَ يلاطفه ويكرمه وعادت بركته عَلَيْهِ، وَكَذَا أسمعهُ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ من الْأَمِير سنجر الجاولي وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين الاخنائي الْمَالِكِي وَغَيرهمَا من ذَوي الْمجَالِس الشهيرة مِمَّا لَيْسَ فِي الْعُلُوّ بِذَاكَ وَلكنه كَانَ يتَوَقَّع وجود حُضُور لَهُ على التقي الْمشَار إِلَيْهِ لكَونه كَانَ كثير الْكَوْن عِنْده مَعَ أَبِيه وَكَانَ أهل الحَدِيث يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ للسماع مَعَه لعلو سَنَده فَإِنَّهُ سمع من أَصْحَاب السلَفِي فَلم يظفر بذلك، وَلَو كَانَ أَبوهُ مِمَّن لَهُ عناية لأدرك بولده السماع من مثل يحيى بن الْمصْرِيّ آخر من روى حَدِيث السلَفِي عَالِيا بالاجازة، نعم أسمع بعد عَليّ ابْن شَاهد الْجَيْش وَابْن عبد الْهَادِي وَحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن ثَمَان والتنبيه وَأكْثر الْحَاوِي وَكَانَ رام حفظ جَمِيعه فِي شهر فمل بعد إثني عشر يَوْمًا وعد ذَلِك فِي كرامات الْبُرْهَان الرَّشِيدِيّ فَإِنَّهُ لما استشاره فِيهِ قَالَ انه غير مُمكن فَقَالَ لَا بُد لي مِنْهُ فَقَالَ افْعَل مَا بدا لَك وَلَكِنَّك لَا تتمه وَكَذَا حفظ الالمام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَكَانَ

رُبمَا حفظ مِنْهُ فِي الْيَوْم أَرْبَعمِائَة سطر إِلَى غير ذَلِك من المحافيظ ولازم الشُّيُوخ فِي الدِّرَايَة فَكَانَ أول شَيْء اشْتغل بِهِ الْقرَاءَات وَكَانَ من شُيُوخه فِيهَا نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أبي الْحسن بن عبد الْملك بن سمعون أحد القدماء وَلذَا كَانَ التقي السُّبْكِيّ يسْتَدلّ بِأخذ صَاحب التَّرْجَمَة عَنهُ على قدم اشْتِغَاله والبرهان الرَّشِيدِيّ والسراج الدمنهوري والشهاب السمين وَمَعَ ذَلِك فَلم يَتَيَسَّر لَهُ إِكْمَال الْقرَاءَات السَّبْعَة إِلَّا على التقي الوَاسِطِيّ فِي إِحْدَى مجاوراته بِمَكَّة) وَنظر فِي الْفِقْه وأصوله فَحَضَرَ فِي الْفِقْه دروس ابْن عَدْلَانِ ولازم الْعِمَاد مُحَمَّد بن إِسْحَق البلبيسي وَالْجمال الاسنوي وَعنهُ وَعَن الشَّمْس بن اللبان أَخذ الاصول وَتقدم فيهمَا بِحَيْثُ كَانَ الاسنوي يثني على فهمه ويستحسن كَلَامه فِي الاصول ويصغي لمباحثه فِيهِ وَيَقُول إِن ذهنه صَحِيح لَا يقبل الْخَطَأ، وَفِي أثْنَاء ذَلِك أقبل على علم الحَدِيث بِإِشَارَة الْعِزّ بن جمَاعَة فَإِنَّهُ قَالَ لَهُ وَقد رَآهُ متوغلا فِي الْقرَاءَات: إِنَّه علم كثير التَّعَب قَلِيل الجدوى وَأَنت متوقد الذِّهْن فاصرف همتك إِلَى الحَدِيث، فَأَخذه بِالْقَاهِرَةِ عَن الْعَلَاء التركماني الْحَنَفِيّ وَبِه تخرج وَعَلِيهِ انْتفع وَبَيت الْمُقَدّس وبمكة عَن الصّلاح العلائي وبالشام عَن التقي السُّبْكِيّ وَزَاد تفننا باجتماعه بهما وَأكْثر فِيهَا وَفِي غَيرهَا من الْبِلَاد كالحجاز عَن شيوخها فَمن شُيُوخه بِالْقَاهِرَةِ الْمَيْدُومِيُّ وَهُوَ من أَعلَى شُيُوخه سندا وَلَيْسَ عِنْده من أَصْحَاب النجيب غَيره وَبِذَلِك اسْتدلَّ شَيخنَا على تراخي جده فِي الطّلب عَن سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين الَّتِي كَانَ ابْتِدَاء قِرَاءَته فِيهَا عشر سِنِين لِأَنَّهُ لَو اسْتمرّ من الأوان الأول لأدرك جمعا من أَصْحَاب النجيب وَابْن عبد الدَّائِم وَابْن علاق وَغَيرهم وَكَذَا من شُيُوخه بهَا أَبُو الْقسم بن سيد النَّاس أَخُو الْحَافِظ فتح الدّين وناصر الدّين مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الايوبي بن الْمُلُوك وبمصر ابْن عبد الْهَادِي وَمُحَمّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز القطرواني وبمكة أَحْمد بن قَاسم الحراري والفقيه خَلِيل إِمَام الْمَالِكِيَّة بهَا وبالمدينة الْعَفِيف المطري وببيت الْمُقَدّس العلائي وبالخليل خَلِيل بن عِيسَى القيمري وبدمشق ابْن الخباز وبصالحيتها ابْن قيم الضيائية والشهاب المرداوي وبحلب سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن المطوع وَالْجمال إِبْرَاهِيم ابْن الشهَاب مَحْمُود فِي آخَرين بِهَذِهِ الْبِلَاد وَغَيرهَا كاسكندرية وبعلبك وحماة وحمص وصفد وطرابلس وغزة ونابلس وَتَمام سِتَّة وَثَلَاثِينَ بِحَيْثُ أفرد البلدانيات بالتخريج ورام البروز لبَعض الضواحي وَمَعَهُ بعض المسندين من شُيُوخ شَيخنَا ليكملها أَرْبَعِينَ فَمَا تيَسّر بل كَانَ هم حِين اشْتِغَاله فِي الْقرَاءَات بالتوجه لأبي حَيَّان فصده عَن ذَلِك حسن قَصده، وَكَذَا هم بالرحلة لكل من تونس لسَمَاع الْمُوَطَّأ

على خطيب جَامع الزيتونة وبغداد فَلم يقدر هَذَا مَعَ انه مكث من رحلته إِلَى الشَّام سنة أَربع وَخمسين لم تخل لَهُ سنة غَالِبا من الرحلة إِمَّا فِي الحَدِيث أَو الْحَج. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه اشْتغل بالعلوم وَأحب الحَدِيث لَكِن لم يكن لَهُ من يُخرجهُ عَن طَريقَة أهل الاسناد، وَكَانَ قد لهج بتخريج أَحَادِيث الاحياء وَله من الْعُمر نَحْو الْعشْرين يَعْنِي سنة خمس وَأَرْبَعين، وَذكر فِي شَرحه للألفية أَن الْمُحدث أَبَا مَحْمُود الْمَقْدِسِي سمع مِنْهُ شَيْئا فِي تِلْكَ السّنة) ثمَّ نبهه الْعِزّ بن جمَاعَة لما رأى من حرصه على الحَدِيث وَجمعه على طَريقَة أَهله فحبب الله لَهُ ذَلِك ولازمه وأكب عَلَيْهِ من سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين حَتَّى غلب عَلَيْهِ وتوغل فِيهِ بِحَيْثُ صَار لَا يعرف إِلَّا بِهِ وانصرفت أوقاته فِيهِ وَتقدم فِيهِ بِحَيْثُ كَانَ شُيُوخ عصره يبالغون فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ بالمعرفة كالسبكي والعلائي وَابْن جمَاعَة وَابْن كثير وَغَيرهم يَعْنِي كالاسنائي فَإِنَّهُ وَصفه بصاحبنا حَافظ الْوَقْت وَنقل عَنهُ فِي الْمُهِمَّات وَغَيرهَا وترجمه فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَلم يذكر فِيهَا من الاحياء سواهُ وَكَذَا صرح ابْن كثير باستفادته مِنْهُ تَخْرِيج شَيْء وقف على الْمُحدثين وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا، وَذكر فِي شَرحه للألفية انه سَمعه مِنْهُ حَدِيثا من مشيخة قَاضِي المرستان بل امْتنع السُّبْكِيّ حِين قدومه الْقَاهِرَة سنة وَفَاته من التحديث إِلَّا بِحَضْرَتِهِ وَقَالَ الْعِزّ بن جمَاعَة كل من يدعى الحَدِيث بالديار المصرية سواهُ فَهُوَ مُدع، إِلَى غير ذَلِك مِمَّا عِنْدِي مِنْهُ الْكثير فِي كَلَام وَلَده وَغَيره، وتصدى للتخريج والتصنيف والتدريس والافادة فَكَانَ من تخاريجه فهرست مرويات الْبَيَانِي ومشيخة التّونسِيّ وَابْن الْقَارِي وذيل مشيخة القلانسي وتساعيات للميدومي وعشاريات لنَفسِهِ وَتَخْرِيج الاحياء فِي كَبِير ومتوسط وصغير وَهُوَ المتداول سَمَّاهُ الْمُغنِي عَن حمل الاسفار فِي الاسفار فِي تَخْرِيج مَا فِي الاحياء من الْأَخْبَار، وَمن تصانيفه الألفية فِي عُلُوم الحَدِيث وَفِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَفِي غَرِيب الْقُرْآن وَشرح الأولى وَكتب على أَصْلهَا ابْن الصّلاح نكتا وَكَذَا نظم الاقتراح لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَعمل فِي الْمَرَاسِيل كتابا وَهُوَ من أَوَاخِر مَا جمعه وتقريب الاسانيد وترتيب المسانيد فِي الْأَحْكَام وَاخْتَصَرَهُ وَشرح مِنْهُ قِطْعَة نَحْو مجدل لطيف وَكَذَا أكمل شرح التِّرْمِذِيّ لِابْنِ سيد النَّاس فَكتب مِنْهُ تسع مجلدات وَلم يكمل أَيْضا، وَفِي الْفِقْه الِاسْتِعَاذَة بِالْوَاحِدِ من إِقَامَة جمعتين فِي مَكَان وَاحِد وتاريخ تَحْرِيم الرِّبَا وتكملة شرح الْمُهَذّب للنووي بنى على كِتَابَة شَيْخه السُّبْكِيّ فَكتب أَمَاكِن واستدراك على الْمُهِمَّات للاسنوي وَسَماهُ تتمات الْمُهِمَّات وَفِي الاصول نظم منهاج الْبَيْضَاوِيّ إِلَى غير ذَلِك مِمَّا عِنْدِي مِنْهُ الْكثير من المختصرات وسمى وَلَده فِي تَرْجَمته للَّتِي أفردها مِنْهَا جملَة

وَمن الْغَرِيب قَول الْبُرْهَان الْحلَبِي إِنَّه خرج لنَفسِهِ معجما، وَمَا وقف شَيخنَا عَلَيْهِ وَكَذَا وَمَا قفت عَلَيْهِ وَولي التدريس للمحدثين بأماكن مِنْهَا دَار الحَدِيث الكاملية والظاهرية الْقَدِيمَة والقراسنقورية وجامع ابْن طولون وللفقهاء بالفاضلية وَغَيرهَا لَهما، وَحج مرَارًا وجاور بالحرمين وَحدث فيهمَا بالكثير بل وأملى عشارياته بِالْمَدِينَةِ وسافر مرّة لِلْحَجِّ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَسِتِّينَ هُوَ وَجَمِيع عِيَاله وَمِنْهُم) وَلَده الْوَلِيّ أَبُو زرْعَة وَابْن عَمه الْبُرْهَان أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن فرافقهم الشهَاب بن النَّقِيب وبدءوا بِالْمَدِينَةِ فأقاموا بهَا عدَّة أشهر ثمَّ خَرجُوا إِلَى مَكَّة وَكتب الشهَاب حِينَئِذٍ ألفيته الحديثية بِخَطِّهِ وَحضر تدريسها عِنْده، وَولي قَضَاء الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وخطابتها وإمامتها فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بعد صرف الْمُحب أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري وَنَقله لقَضَاء مَكَّة وَاسْتقر عوض صَاحب التَّرْجَمَة فِي تدريس الحَدِيث بالكاملية السراج بن الملقن مَعَ كَونه كَانَ قد استناب وَلَده فِيهِ وَلَكِن قدم الْمَذْكُور لشيخوخته ونازعه الْوَلِيّ فِي ذَلِك وَأطَال التَّكَلُّم إِلَى أَن كَفه البُلْقِينِيّ والابناسي بتوسل السراج بهما فِي ذَلِك ثمَّ صرف الزين عَن الْقَضَاء وَمَا مَعَه بعد مُضِيّ ثَلَاث سِنِين وَخَمْسَة أشهر وَذَلِكَ فِي ثَالِث عشر شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين بالشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الدِّمَشْقِي السلاوي، وَشرع فِي الاملاء بِالْقَاهِرَةِ من سنة خمس وَتِسْعين فأملى أَرْبَعمِائَة مجْلِس وَسِتَّة عشر مَجْلِسا فأولا أَشْيَاء نثريات ثمَّ تَخْرِيج أربعي النَّوَوِيّ ثمَّ مستخرجا على مُسْتَدْرك الْحَاكِم كتب مِنْهُ قدر مجيلدة إِلَى أثْنَاء كتاب الصَّلَاة فِي نَحْو ثلثمِائة مجْلِس أَولهَا السَّادِس عشر بعد الْمِائَة وَلَكِن تخللها يسير فِي غَيره ثمَّ لما كبر وتعب وصعب عَلَيْهِ التَّخْرِيج استروح إِلَى إملاء غير ذَلِك مِمَّا خرجه لَهُ شَيخنَا أَو مِمَّا لَا يحْتَاج لكبير تَعب فَكَانَ من ذَلِك فِيمَا يتَعَلَّق بطول الْعُمر وَأنْشد فِي آخِره قَوْله من أَبْيَات تزيد على عشْرين بَيْتا: (بلغت فِي ذَا الْيَوْم سنّ الْهَرم ... تهدم الْعُمر كسيل العرم) وَآخر مَا أملاه كَانَ فِي صفر سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة لما توقف النّيل وشرق أَكثر بِلَاد مصر وَوَقع الغلاء المفرط وَختم الْمجْلس بقصيدة أَولهَا: (أَقُول لم يشكو توقف نيلنا ... سل الله يمدده بِفضل وتأييد) يَقُول فِي آخرهَا: (وَأَنت فغفار الذُّنُوب وساتر ال ... عُيُوب وكشاف الكروب إِذا نُودي) وَصلى بِالنَّاسِ صَلَاة الاسْتِسْقَاء وخطب خطْبَة بليغة فَرَأَوْا الْبركَة بعد ذَلِك من كَثْرَة الشَّيْء ووجوده مَعَ غلائه وَمَعَ تمشية أَحْوَال الباعة بعد اشتداد الْأَمر جدا وَجَاء النّيل فِي

تِلْكَ السّنة عَالِيا بِحَمْد الله تَعَالَى، وَكَانَ الْمُسْتَمْلِي وَلَده وَرُبمَا استملى الْبُرْهَان الْحلَبِي أَو شَيخنَا أَو الْفَخر الْبرمَاوِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: وَكَانَ يُمْلِيهَا من حفظه متقنة مهذبة محررة كَثِيرَة الْفَوَائِد) الحديثية وَحكى رَفِيقه الْحَافِظ الهيثمي أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم وَعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام عَن يَمِينه وَصَاحب التَّرْجَمَة عَن يسَاره، قَالَ شَيخنَا وَكَانَ منور الشيبة جميل الصُّورَة كثير الْوَقار نزر الْكَلَام طارحا للتكلف ضيق الْعَيْش شَدِيد التوقي فِي الطَّهَارَة لَا يعْتَمد الا على نَفسه أَو على الهيثمي الْمشَار إِلَيْهِ وَكَانَ رَفِيقه وصهره لطيف المزاج سليم الصَّدْر كثير الْحيَاء قل أَن يواجه أحدا بِمَا يكرههُ وَلَو آذاه متواضعا منجمعا حسن النادرة والفكاهة قَالَ وَقد لازمته مُدَّة فَلم أره ترك قيام اللَّيْل بل صَار لَهُ كالمألوف وَإِذا صلى الصُّبْح اسْتمرّ غَالِبا فِي مَجْلِسه مُسْتَقْبل الْقبْلَة تاليا ذَاكِرًا إِلَى أَن تطلع الشَّمْس ويتطوع بصياع ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر وَسِتَّة شَوَّال كثير التِّلَاوَة إِذا ركب. قَالَ وَقد أَنْجَب وَلَده الْوَلِيّ أَحْمد ورزق السَّعَادَة فِي رَفِيقه الهيثمي قَالَ وَلَيْسَ العيان فِي ذَلِك كالخبر، وَقَالَ فِي صدر اسئلة لَهُ سَأَلت سيدنَا وقدوتنا ومعلمنا ومفيدنا ومخرجنا شيخ الاسلام أوحد الاعلام حَسَنَة الْأَيَّام حَافظ الْوَقْت فلَانا وَفِي أنبائه إِنَّه صَار المنظور إِلَيْهِ فِي هَذَا الْفَنّ من زمن الأسبائي وهلم جرا قَالَ وَلم نر فِي هَذَا الْفَنّ أتقن مِنْهُ وَعَلِيهِ يخرج غَالب أهل عصره وَمن أخصهم بِهِ شَيخنَا صهره الهيثمي وَهُوَ الَّذِي دربه وَعلمه كَيْفيَّة التَّخْرِيج والتصنيف بل كَانَ هُوَ الَّذِي يعْمل لَهُ خطب كتبه ويسميها لَهُ وَصَارَ الهيثمي لشدَّة ممارسته أَكثر استحضارا للمتون من شَيْخه حَتَّى يظنّ من لَا خبْرَة لَهُ إِنَّه أحفظ مِنْهُ وَلَيْسَ كَذَلِك لِأَن الْحِفْظ الْمعرفَة قَالَ وَقد لازمته عشر سِنِين سوى مَا تخللها من الرحلات، وَكَذَا لَازمه الْبُرْهَان الْحلَبِي نَحوا من عشر سِنِين وَقَالَ أَيْضا لم أر أعلم بصناعة الحَدِيث مِنْهُ وَبِه تخرجت وَقد أَخْبرنِي إِنَّه عمل تَخْرِيج أَحَادِيث الْبَيْضَاوِيّ بَين الظّهْر وَالْعصر، وَكَانَ كثير الْحيَاء وَالْعلم والتواضع محافظا على الطَّهَارَة نقي الْعرض وافر الْجَلالَة والمهابة على طَرِيق السّلف غَالب أوقاته فِي تصنيف أَو إسماع مَعَ الدّين والأوراد وإدامة الصَّوْم وَقيام اللَّيْل كريم الْأَخْلَاق حسن الشّرف وَالْأَدب والشكل ظَاهر الْوَضَاءَة كَأَن وَجهه مِصْبَاح وَمن رَآهُ عرف أَنه رجل صَالح، قَالَ وَكَانَ عَالما بالنحو واللغة والغريب والقراءات والْحَدِيث وَالْفِقْه وأصوله غير إِنَّه غلب عَلَيْهِ فن الحَدِيث فاشتهر بِهِ وَانْفَرَدَ بالمعرفة فِيهِ مَعَ الْعُلُوّ قَالَ ودهنه فِي غَايَة الصِّحَّة وَنَقله نقر فِي

حجر، قَالَ وَكَانَ كثير الْكتب والأجزاء لم أر عِنْد أحد بِالْقَاهِرَةِ أَكثر من كتبه وأجزائه وَيُقَال إِن ابْن الملقن كَانَ أَكثر كتبا مِنْهُ وَابْن الْمُحب كَانَ أَكثر أجزاءا مِنْهُ، قَالَ وَله نظم وسط وقصائد حسان ومحاسنه كَثِيرَة، وَذكره ابْن الْجَزرِي) فِي طَبَقَات الْقُرَّاء فَقَالَ: حَافظ الديار المصرية ومحدثها وشيخها. وَقَالَ فِي خطْبَة عشارياته: وَكَانَ بعض شُيُوخنَا من كبار الْحفاظ رَحِمهم الله قد جمع أَرْبَعِينَ حَدِيثا عشارية الاسناد وَلم يكن فِي عصره أَعلَى مِنْهُ فِي أقطار الْبِلَاد فَرَأَيْت أَن اقتدي بِهِ فِي ذَلِك لِأَنِّي لَهُ فِي كبار شُيُوخه مُوَافق ومشارك فَصَاحب التَّرْجَمَة هُوَ الْمَعْنى بالاشارة، بل قَالَ فِي كِتَابه فِي عُلُوم الحَدِيث فِي الوفيات وَقد ختم بهَا الْكتاب آخر حفاظ الحَدِيث وممليه وجامع أَنْوَاع والمؤلف فِيهِ وَبِه ختم أَئِمَّة هَذَا الْعلم وَبِه ختمت الْكتاب وَالله الْمُوفق للصَّوَاب وَقد قلت لما بلغتني وَفَاته وَإنَّهُ بسمرقند: (رَحْمَة الله للعراقي تترى ... حَافظ الأَرْض حبرها بِاتِّفَاق) (إِنَّنِي مقسم ألية صدق ... لم يكن فِي الْبِلَاد مثل الْعِرَاقِيّ) وكتبت إِلَى وَلَده الْعَلامَة ولي الدّين أبي زرْعَة أَحْمد وَهُوَ أفضل من قَامَ بعد أَبِيه وَمن لَا نعلم فِي هَذَا الْوَقْت لَهُ شَبيه وَهُوَ بالديار المصرية أبقاه الله للاسلام، وَفِيه أحسن تورية وألطف إِبْهَام: (ولي الْعلم صبرا على فقد وَالِد ... رءوف رَحِيم للورى خير مُؤَمل) (إِذا فقد النَّاس الْعِرَاقِيّ حَافِظًا ... إِمَام هدى حبرًا فَأَنت لَهُم ولي) وَقَالَ التقي الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد كَانَ حَافِظًا متقنا عَارِفًا بفنون الحَدِيث وَالْفِقْه والعربية وَغير ذَلِك كثير الْفَضَائِل والمحاسن متواضعا ظريفا، ومسموعاته وشيوخه فِي غَايَة الْكَثْرَة وَأخذ عَنهُ عُلَمَاء الديار المصرية وَغَيرهم وأثنوا على فضائله وَأخذت عَنهُ الْكثير بِقِرَاءَتِي وسماعا وَبعد انْصِرَافه من الْمَدِينَة أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ مشتغلا بالتصنيف والافادة والاسماع حَتَّى مضى لسبيله مَحْمُودًا، وَقَالَ الصّلاح الأقفهسي فِي مُعْجم الْحَافِظ الْجمال بن ظهيرة وكل مِنْهُمَا مِمَّن أَخذ عَنهُ دراية وَرِوَايَة وبرع فِي الحَدِيث متْنا وإسنادا وشارك فِي الْفَضَائِل وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ بالديار المصرية وَغَيرهَا بِالْحِفْظِ والاتقان والمعرفة مَعَ الدّين والصيانة والورع والعفاف والتواضع والمروءة وَالْعِبَادَة ومحاسنه كَثِيرَة وَقد رَأَيْت الأقفهسي مدحه بقصيدة أَولهَا: (حَدِيث وجدي فِي هواكم قديم ... وَالصَّبْر ناء واشتياقي مُقيم) وَكَذَا مدحه بالنظم غير وَاحِد وترجمته مُحْتَملَة للبسط وَهُوَ مترجم فِي عدَّة

معاجم وَفِي الْقُرَّاء والحفاظ وَالْفُقَهَاء والرواة والمصريين وَكَذَا تَرْجَمته فِي الْمَدَنِيين، وَقَالَ المقريزي فِي السلوك) شيخ الحَدِيث انْتَهَت إِلَيْهِ رياسته وَلم يزدْ، وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة وَذكر لنا إِنَّه كَانَ معتدل الْقَامَة إِلَى الطول أقرب كث اللِّحْيَة يصدع بِكَلَامِهِ أَرْبَاب الشَّوْكَة لَا يهاب سُلْطَانا فضلا عَن غَيره، وفيمن أخذت عَنهُ خلق مِمَّن أَخذ عَنهُ رِوَايَة ودراية أَجلهم شَيخنَا ثمَّ مستمليه والشرف المراغي والعز بن الْفُرَات والشهاب الحناوي والْعَلَاء القلقشندي وَتَأَخر من روى عَنهُ بِالسَّمَاعِ إِلَى بعد الثَّمَانِينَ بِقَلِيل وبالاجازة زَيْنَب الشوبكية وَكَانَ لِلْأُمَرَاءِ فِي أَوَاخِر ذَاك الْقرن اعتناء بالعلماء فَكَانَ لكل أَمِير عَالم بِالْحَدِيثِ يسمع النَّاس وَيَدْعُو النَّاس للسماع فاتفق أَن الْجلَال عبيد الله الأردبيلي وَالِد الْبَدْر بن عبيد الله أحد مشاهير الْحَنَفِيَّة كَانَ مِمَّن يتَرَدَّد لنوروز بِسَبَب اسماع الحَدِيث عِنْده فَقيل لَهُ إِن شيخ الحَدِيث هُوَ الْعِرَاقِيّ فاستدعى بِهِ فَلَمَّا حضر قَالَ عبيد الله مرسومكم قد حصل الِاسْتِغْنَاء فَقَالَ بل كونا مَعًا وَالظَّاهِر إِن الْعِرَاقِيّ ترك المجئ من ثمَّ فَإِن أميره كَانَ إِمَّا أيتمش صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بِبَاب الْوَزير أَو يشبك الناصري الْكَبِير فقد حكى لنا الْمُحب ابْن الْأَشْقَر أَنه سمع على الْعِرَاقِيّ كلا الصَّحِيحَيْنِ بمجلسه وَإِن الشَّيْخ لم يكن يجلس إِلَّا على طَهَارَة فَكَانَ إِذا أحدث قطع الْقَارئ الْقِرَاءَة حَتَّى يتَوَضَّأ وَلَا يسمح بِالْمَشْيِ على بِسَاط الْأَمِير بِدُونِ حَائِل انْتهى. وَيحْتَمل أسماعه عِنْد الْجَمِيع. مَاتَ عقب خُرُوجه من الْحمام فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء من شعْبَان سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بتربتهم خَارج بَاب البرقية وَكَانَت جنَازَته مَشْهُورَة وَقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ الشَّيْخ شهَاب الدّين الذَّهَبِيّ، وَمَات وَله احدى وَثَمَانُونَ سنة وَربع سنة نَظِير عمر السراج البُلْقِينِيّ، قَالَ شَيخنَا وَفِي ذَلِك أَقُول فِي المرثية: (لَا يَنْقَضِي عجبي من وفْق عمرهما ... الْعَام كالعام حَتَّى الشَّهْر كالشهر) (عاشا ثَمَانِينَ عَاما بعده سنة ... وَربع عَام سوى نقص لمعتبر) وأشير بذلك إِلَى أَنَّهُمَا لم يكملا الرّبع بل ينقص أَيَّامًا قَالَ وَقد أَلممْت برثائه فِي الرائية الَّتِي رثيت بهَا البُلْقِينِيّ يَعْنِي وَسبق مِنْهَا مَا تقدم وخصصته بمرثية قافية وساقها أَولهَا: (مصاب لم ينفس للخناق ... أصار الدمع جارا للأماقي) (فروض الْعلم بعد الزهو ذاو ... وروح الْفضل قد بلغ التراقي) وَمن نظمه مِمَّا سبقه لمعناه الذَّهَبِيّ: (إِذا قَرَأَ الحَدِيث على شخص ... وأمل ميتتي ليروج بعدِي) (فَمَاذَا مِنْهُ انصاف لِأَنِّي ... أُرِيد بَقَاءَهُ وَيُرِيد فقدي)

) وَمِنْه مِمَّا سبق أَيْضا لنحوه: (أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة ... بِمصْر فَفِيهَا من أحب نزُول) (وَهل أردن يَوْمًا موارد نيلها ... وَهل يبدون لي رَوْضَة ونخيل) وَقَوله فِي الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ: (وَأفضل أَصْحَاب النَّبِي مكانة ... ومنزلة من بشروا بجنان) (سعيد زبير سعد عُثْمَان عَامر ... عَليّ ابْن عَوْف طَلْحَة الْعمرَان) وَقَوله ناسجا على منوال أحد الْمُحدثين أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد السنجاري مِمَّا كتب بِهِ إِلَى الْكَمَال الشمني بعد موت شيخهما التَّاج بن مُوسَى السكندري المتوفي بهَا سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة: (فِي عَام تسعين بعد سبع ميء ... ثمَّ ثَمَان تعد بالضبط) (لم يبْق بالثغر من يُقَال لَهُ ... حَدثكُمْ وَاحِد عَن السبط) وَقَوله ناسجا على منوال التقي السُّبْكِيّ دروس أَحْمد خير من دروس أبه البيتان كَمَا قدمتهما فِي الْوَلِيّ أَحْمد، وَفِي أَمَالِيهِ من نظمه الْكثير، قَالَ المقريزي فِي عقوده بعد أَن تَرْجمهُ إِنَّه كَانَ للدنيا بِهِ بهجة ولمصر بِهِ مفخر وَلِلنَّاسِ بِهِ أنس وَلَهُم مِنْهُ فَوَائِد جمة، وَمن فَوَائده قَالَ بت بِجَامِع عَمْرو لَيْلَة سَابِع عشري رَجَب فَأَنْشد سعد الأجذم على المنارة شَيْئا مِنْهُ: مَا كل مرّة تغْضب ترجع نصطلح حَلَفت إِن لم ترجعوا لنغضبن زمَان فَسمع هَذَا شخص فَصَرَخَ صرخة عَظِيمَة فَمَاتَ قَالَ وَصليت عَلَيْهِ ثَانِي يَوْم وَشهِدت جنَازَته رَحمَه الله وايانا ونفعنا ببركاته. 453 - عبد الرَّحِيم بن صَدَقَة بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الزين بن فتح الدّين بن الشّرف المَخْزُومِي الْكرْدِي المحرقي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي أَخُو عبد الْقَادِر وَيُونُس / الآتيين وَيعرف بِابْن صَدَقَة. ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فاشتغل بِالْعلمِ وتميز وَسمع الحَدِيث على غير وَاحِد من الْمُتَأَخِّرين ولازم الزين زَكَرِيَّا فَعرف بِهِ وأقرأ صغَار الطّلبَة وجاور غير مرّة بالحرمين مِنْهَا بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَكَانَ مَعَه ابْنه أَبُو الْفَتْح فَكَانَ الْوَلَد يركب الْكُرْسِيّ للعامة ثمَّ رجعا وتخلفا فِي الينبوع ليركبا الْبَحْر لمزيد شدَّة وَعجز قبل ذَلِك مَعَ تدين وَسُكُون وفاقة وَهُوَ مِمَّن تردد إِلَى هُنَا وبمكة وَنعم الرجل. 454 - عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حسن بن دَاوُد بن سَالم بن معالي الْبَدْر أَبُو الْفَتْح بن الْمُوفق أبي ذَر بن الشهَاب العباسي الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري

الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده والآتي أَخُوهُ المحيوي مُحَمَّد. ولد فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وَالتَّلْخِيص وَقطعَة من الْمطَالع، وَعرض على الْأمين الاقصرائي والكافياجي والزين قَاسم وَابْن الشّحْنَة الحنفيين والعز الْحَنْبَلِيّ والبرهان بن ظهيرة حِين كَانَ بِالْقَاهِرَةِ وَآخَرين، وَسمع عَليّ الشاوي وَعبد الصَّمد الهرستاني والقطب الخيضري وسافر إِلَى الشَّام فَأخذ فِي الْفِقْه والأصلين عَن الْمُحب البصروي ولازمه بِحَيْثُ أوصى لَهُ عِنْد مَوته بتصانيفه، وَكَذَا أَخذ فِي الْأَصْلَيْنِ مَعَ الْعَرَبيَّة والمنطق وَالْعرُوض عَن الشّرف بن عيد وبرع فِيمَا بَلغنِي ودرس بالناصرية والظاهرية والعذراوية وَكَانَ اجلاسه فِي أَولهَا حافلا، وَجمع تَارِيخا لقضاة دمشق لم يكمل، وَكَذَا شرع فِي شرح لألفية ابْن مَالك، وتعفف عَن الولايات ثمَّ ولي كِتَابَة سر دمشق فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وانفصل عَنْهَا فِي سنة خمس بالأسلمي سَلامَة الملقب محب الدّين بعد المجئ بِهَذَا من معتقله بقلعة دمشق وإهانة الأتابك لَهُ لدين لَهُ عَلَيْهِ مِمَّا لم يسهل بكثيرين سِيمَا الْملك بِحَيْثُ أرسل اميرآخور فَأَخذه من بَيته، ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده ثمَّ قدم مِنْهَا فِي الركب الشَّامي سنة سبع وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا ولقيني فِيهَا. 455 - عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد معِين الدّين بن صفي الدّين بن شهَاب الدّين الْحُسَيْنِي البمي الْكرْمَانِي الشَّافِعِي /. مِمَّن سمع مني وَعلي أَشْيَاء بِمَكَّة، وكتبت لَهُ اجازة فِي كراسة وسافر إِلَى بِلَاده. 456 - عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد الزين بن الْمجد بن الجيعان آخر إخْوَته /. ولد وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره واعتنى كأقربائه بِالْمُبَاشرَةِ وَصَارَ الْمُتَكَلّم فِي البيبرسية ومدرسة أَبِيه الْمُجَاورَة لبيتهم، وَحج وصاهره التقي ابْن الرسام ثمَّ الشهَاب بن الفرفور ثمَّ حفيد عَمه التَّاج بن عبد الْغَنِيّ وَاحِدًا بعد آخر على ابْنَته، وتوالت عَلَيْهِ أمراض متنوعة، ودام انْقِطَاعه بهَا مُدَّة حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَتِسْعين وَمَا رَأَيْت فِي مستحقي مدرستهم من يحمده رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 457 - عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَافِي بن عبد الرَّحِيم بن عِيسَى بن شرف الصميدي بِمُهْملَة مصغر ثمَّ الصَّالِحِي محتسبها الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي /. ولد فِي خَامِس عشري رَمَضَان سنة احدى وَسِتِّينَ) وَسَبْعمائة، وَسمع من لفظ الْمُحب الصَّامِت وعَلى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم الأول من انتخاب السلَفِي من أصُول جَعْفَر السراج

قَالَا أخبرنَا بِهِ التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَيحيى بن سعد قَالَ الثَّانِي حضورا عَلَيْهِمَا فِي الثَّالِثَة وَقَالَ الأول حضورا على أَولهمَا وسماعا على الثَّانِي كِلَاهُمَا عَن جَعْفَر الهمذاني قَالَ التقي سَمَاعا بِسَنَدِهِ وعَلى أبي الهول الْجَزرِي وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وقريبه الْعَلَاء عَليّ بن الْبَهَاء عبد الرَّحْمَن بن الْعِزّ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن عبد الله بن أَحْمد بن أبي رَاجِح ورسلان بن أَحْمد الذَّهَبِيّ وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن الرشيد عبد الرَّحْمَن والشهاب أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن الْحسن ابْن عبد الله بن الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَفرج عَتيق الشّرف عبد الله بن الْحسن الحافظي جُزْء أبي الجهم بسماعهم لَهُ على الْحجاز زَاد أَبُو الهول وعَلى التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَزَاد هُوَ وَابْن دَاوُد وعَلى أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَزَاد ابْن دَاوُد وَابْن أبي رَاجِح وَابْن الرَّشِيدِيّ وعَلى يحيى بن مُحَمَّد بن سعد قَالَ الْأَرْبَعَة أخبرنَا بِهِ أَبُو المنجا بن الَّتِي سَمَاعا للأولين وإجازة للآخرين زَاد التقي وَابْن عبد الدَّائِم فَقَالَا وَأخْبرنَا بِهِ أَبُو عبد الله بن الزبيدِيّ حضورا للتقي وسماعا للْآخر قَالَا أخبرنَا بِهِ أَبُو الْوَقْت بِسَنَدِهِ، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ يتَكَلَّم فِي الْحِسْبَة بالصالحية أجَاز لي فِي استدعاء مؤرخ بشوال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين، وَمَات بعد. 458 - عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن نصر الله بن سعد الله بن أبي حَامِد ابْن أبي الطَّاهِر بن عمر بن خَليفَة بن الشَّيْخ الْوَلِيّ أبي مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ الشّرف أَبُو السعادات وَأَبُو الْفَضَائِل بن كريم الدّين أبي المكارم بن كَمَال الدّين أبي عبد الله بن سعد الدّين بن الْخَطِيب جمال الدّين الْقرشِي الْبكْرِيّ الصديقي الجرهي المحتد الشِّيرَازِيّ المولد الشَّافِعِي وَالِد الْعَفِيف مُحَمَّد أبي نعْمَة الله الْآتِي كل مِنْهُمَا وجره بِكَسْر الْجِيم وَالرَّاء كَمَا هُوَ على الْأَلْسِنَة حَسْبَمَا قَالَه لي الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين وَكَذَا رَأَيْته بِخَط بعض المتقنين من بِلَادهمْ لَكِن بِزِيَادَة فِي النِّسْبَة حَيْثُ قَالَ الجرهريني، ولد فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بشيراز وَحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن سِتّ وَأخذ عَن أَبِيه رِوَايَة ودراية وتفقه بأَخيه الغياث أبي مُحَمَّد بعد الله وأستاذه الْفَخر أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي التبريزي صَاحب الْفَخر الجاربردي وبالقوام أبي المحاسن عبد الله بن مَحْمُود بن نجم الشِّيرَازِيّ وَسمع الْكَشَّاف عَليّ القَاضِي) الْعَضُد وَعَلِيهِ وعَلى القوام والمعمر إِمَام الدّين حَمْزَة بن مُحَمَّد بن أَحْمد التبريزي وَسعد الدّين مُحَمَّد بن مَسْعُود البلياني

الكازروني وفريد الدّين عبد الْوَدُود بن دَاوُد بن مُحَمَّد الْوَاعِظ وَالْمجد إِسْمَاعِيل الفالي / الْمَاضِي الشيرازيين سمع عَلَيْهِم الحَدِيث فِي آخَرين من أوائلهم أَبُو الْفتُوح الطاوسي بل حج مَعَه حجَّة الاسلام، وَسمع من إِمَام الدّين عَليّ بن مباركشاه الصديقي الساوي قَدِيما فِي سنة خمسين الصَّحِيح وَغَيره، وارتحل فَأخذ بِمَكَّة عَن العفيفين اليافعي وَيُقَال إِن رِوَايَته عَنهُ بالاجازة والنشاوري والكمال أبي الْفضل النويري وأخيه أبي الْحسن عَليّ والشهاب أَحْمد بن ظهيرة وأخيه الْعَفِيف عبد الله والأمين أبي الْيمن والمحب بن الشهَاب أَحْمد الطَّبَرِيّ وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد ابْن عبد الْمُعْطِي والتقي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الفاسي وَالشَّمْس بن سكر وَالْمجد الفيروزابادي وَأم الْحسن فَاطِمَة ابْنة الْحرَازِي والشرف أبي الرّوح عِيسَى العجلوني وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة بلباسه لَهَا من الشَّمْس مُحَمَّد الخابوري قَالَ عَن السهروردي وَفِيه سقط وَكَذَا لبسهَا من النُّور مُحَمَّد بن عبد الله الْكرْمَانِي عَن الْمجد بن الشهَاب فضل الله التوربشتي عَن وَالِده عَن السهروردي، وَأخذ بِالْمَدِينَةِ عَن الزين الْعِرَاقِيّ الْكثير وببيت الْمُقَدّس عَن الْجلَال عبد الْمُنعم بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ والعفيف عبد الله البسطامي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الندرومي وبدمشق عَن الْحَافِظ أبي بكر ابْن الْمُحب وَأبي الهول الْجَزرِي ورسلان بن أَحْمد الذَّهَبِيّ وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن خطيب المزة وَيحيى الرَّحبِي وَأحمد ابْن عبد الْغَالِب الماكسيني والأمين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الشهَاب وَطَائِفَة وتلا هُنَاكَ الْقُرْآن مَعَ عرض الشاطبية على أبي الْجُود عبد الْوَهَّاب بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم ابْن السلار الدِّمَشْقِي وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وبمصر عَن الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحِيم بن جمَاعَة وَالْجمال عبد الله الْبَاجِيّ وَعبد اللَّطِيف بن عبد المحسن السُّبْكِيّ ابْن أُخْت التقي وَالْجمال الاميوطي والبلقيني وَابْن الملقن والتنوخي والصدر الْمَنَاوِيّ والحلاوي وَطَائِفَة وببغداد عَن الْكرْمَانِي وَغَيره وَمن شُيُوخه غَازِي بن عبد الله الْمزي أحد أَصْحَاب الْفَخر بن الفخاري، وَمِمَّنْ أجَاز لَهُ من أَصْبَهَان أَبُو الْفتُوح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأيسي، وَهُوَ مكثر مسموعا وشيوخا بِالنِّسْبَةِ لأهل ناحيته حَتَّى انه سمع البُخَارِيّ على نَيف وَسبعين شَيخا من قبل الْخمسين إِلَى بعد السّبْعين وصحيح مُسلم على عشرَة فَأكْثر وكمل لَهُ سَماع الْكتب السِّتَّة والموطأ ومسند الشَّافِعِي والدارمي وَغَيرهَا وَذكرت شَيْئا مِنْهَا فِي تَارِيخ) الْمَدِينَة، وَأكْثر الْمُجَاورَة بالحرمين حَتَّى انه حج أَكثر من ثَلَاثِينَ مرّة

وَحدث بهما وببلاد فَارس بالكثير حَتَّى فِي مرض مَوته، سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ وَلَده الْعَفِيف مُحَمَّد فَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء وَذكره فِي مشيخته وَبَالغ فِي مدحه والطاووسي وترجمه فَقَالَ كَانَ شَيخا كَبِيرا عَالما ناسكا حج قَرِيبا من خمسين حجَّة وَأكْثر الْمُجَاورَة بالحرمين وَسمع وأسمع سِنِين عديدة وَقَالَ لي أدْركْت من ثلثمِائة شيخ بِالسَّمَاعِ وَالْقِرَاءَة والاجازة بشيراز وَالْعراق ومصر وَالشَّام والحجاز قَالَ وشهرته تغني عَن بسط القَوْل فِيهِ، وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ التقي بن فَهد وابناه وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْفرج المراغي سنة إِحْدَى وَعشْرين بالروضة النَّبَوِيَّة فِي المصابيح وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك، وَكَانَ كثير الْعِبَادَة والتلاوة وَالصِّيَام مَعَ كبر سنه حَرِيصًا على إِيقَاع الْخمس فِي الْجَمَاعَات. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشري صفر سنة ثَمَان وَعشْرين ببلادلار، وَمِمَّنْ تَرْجمهُ المقريزي فِي عقوده والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه كِلَاهُمَا بِاخْتِصَار. 459 - عبد الرَّحِيم بن عبد الله بن الشَّيْخ خَلِيل القلعي /. كتب من دمشق على استدعاء مؤرخ بِسنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمَا علمت أمره. 460 - عبد الرَّحِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بهْرَام الزين بن الْجمال الْحلَبِي / أحد عدولها. كَانَ رَأْسا فِي الْعَدَالَة وَمَعْرِفَة الشُّرُوط ذكيا ضابطا متقنا عَاقِلا سَاكِنا وصل إِلَى اللاذقية قبل أَن يرحل التتار عَن حلب فَمَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث بِمَدِينَة الشّعْر وَدفن هُنَاكَ. ذكره ابْن خطيب الناصرية ثمَّ شَيخنَا وَقَالَ كَانَ مشكور السِّيرَة فَاضلا أتقن الشُّرُوط وَرَأس فِيهَا. 461 - عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَهَّاب الْفَقِيه زين الدّين بن تَاج الدّين الطنتدائي / خَليفَة الْمقَام الأحمدي بهَا. مَاتَ هُنَاكَ فِي صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. أرخه ابْن الْمُنِير. عبد الرَّحِيم بن عُثْمَان بن الرومة السيلوني. ذكره النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجَمه وبيض لَهُ. 463 - عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن عُثْمَان زين الدّين أَبُو نعيم بِالتَّصْغِيرِ بن الْعَلَاء أبي الْحسن السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْحلَبِي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي سبط الشَّمْس أبي أُمَامَة بن النقاش وأخو عبد الرَّحْمَن الْأَصَم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن النقاش /. ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وتلا لأبي عَمْرو على بعض الْقُرَّاء واشتغل بالفقه والنحو وَالْأَدب على مَشَايِخ أَخِيه بل ذكر أَنه سمع البُخَارِيّ بِبَيْت الْمُقَدّس على أبي الْخَيْر بن العلائي. وَأَجَازَ لَهُ) الزين الْعِرَاقِيّ وَله نظم كتب عَنهُ البقاعي من نظم طَبِيب كَانَ نَصْرَانِيّا ثمَّ أسلم لغزا فِي أَبَارِيق، وأرخ وَفَاته فِي سنة أَربع وَخمسين أَو الَّتِي قبلهَا وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ

وَقَالَ فِي التَّبْلِيغ لَهُ نفع الله بِهِ. 464 - عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر الزين الطولوني الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي / مهندس الْحرم وَيعرف بالمهندس وبابن الْبناء. مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَهُوَ مِمَّن حفظ الْعُمْدَة والمنهاجين وألفية ابْن مَالك واشتغل. عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن الْحَمَوِيّ الْوَاعِظ. / كَذَا سمى ابْن عزم وَالِده وَصَوَابه عبد الرَّحِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ وَقد مضى. 465 - عبد الرَّحِيم بن غُلَام الله بن مُحَمَّد الزين المنشاوي ثمَّ الْمصْرِيّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالمنشاوي. / ولد فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمنشية المهراني، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْمجْمَع وَالْمُغني فِي أصولهم وألفية ابْن معطي وَابْن مَالك والكافية الشافية وَالتَّلْخِيص وَعرض على الْعَيْنِيّ وَغَيره وتفقه بِابْن الْهمام وَخير الدّين خضر الرُّومِي وَابْن الديري وَالشَّمْس التفهني، وَأخذ فِي الْأُصُول عَن أبي الْعَبَّاس الْحَنَفِيّ وَحضر فِي الْعَرَبيَّة عِنْد ابْن قديد وجود الْقُرْآن على الشَّمْس الحكري وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير. وناب عَن ابْن الديري فَمن بعده ثمَّ أعرض عَن ذَلِك، وَحج وجاور غير مرّة وَسمع هُنَاكَ على أبي الْفَتْح المراغي وبالمدينة على أَخِيه أبي الْفرج بل وَسمع بِالْقَاهِرَةِ على البوتيجي وَاسْتقر فِي تدريس القانبيهية بعد موت النَّجْم القرمي والماسية بِبَاب القرافة من واقفها وتدريس الْفَرَائِض بالمنجكية لجوهر المنجكي، واختص بتغري بردى ططر وأقرأه وسافر مَعَه حِين تَأمر على الْحَج، وَتردد إِلَى قبل ذَلِك وَبعده وَلما انفق لقَاضِي الْحَنَفِيَّة الْغَزِّي تِلْكَ النَّوَازِل عين للْقَضَاء بدله وَيُقَال أَنه بِقدر معِين وَيكون بَاقِي المعاليم للذخيرة ثمَّ حصل الانثناء عَنهُ بعد كَلَام كثير من عبد الْبر وَنَحْوه وَقرر الأخميمي وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ عَاقل درب منجمع متوسط الْفَضِيلَة. وَهُوَ مِمَّن فر وَمَعَهُ ولداه لمَكَّة بحرا حِين طاعون سنة سِتّ وَتِسْعين فدام بهَا حَتَّى مَاتَ. 466 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن صديق التَّاج أَبُو الْيُسْر وَأَبُو الْيمن وَأَبُو الْفضل وَأَبُو مُحَمَّد وَأَبُو الْحسن بن قَاضِي الْحَنَفِيَّة الشَّمْس أبي عبد الله بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الامام ظهير الدّين أبي المناقب الطرابلسي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ شَقِيق قَاضِي الْحَنَفِيَّة الْأمين أبي نصر عبد الْوَهَّاب ووالد الْمعِين مُحَمَّد / الآتيين وَيعرف كسلفه بِابْن الطرابلسي. ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشري الْمحرم سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وعرضها على أَئِمَّة واشتغل يَسِيرا وأسمع بِالْقَاهِرَةِ على حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن مناع التكريتي

الْبَعْث لِابْنِ أبي دَاوُد وعَلى الْعِزّ أبي الْيمن بن الكويك المسلسل وَاخْتِلَاف الحَدِيث وَالْأَدب الْمُفْرد وعَلى إِبْرَاهِيم بن دَاوُد الامدي وناصر الدّين أبي الْفَتْح نصر الله ابْن أَحْمد القَاضِي الْحَنْبَلِيّ الشفا وعَلى الصَّدْر مُحَمَّد بن الْعَلَاء عَليّ بن مَنْصُور القَاضِي الْحَنَفِيّ صَحِيح البُخَارِيّ وعَلى التنوخي المسلسل ومسند الدَّارمِيّ وَعبد وجزء أبي الجهم وَأَشْيَاء وَكَذَا سمع المسلسل على الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد الحكار والشرف أبي بكر بن جمَاعَة وعَلى ثَانِيهمَا فَقَط جُزْء البطاقة فِي آخَرين كالصلاح البلبيسي وَالشَّمْس ابْن الخشاب وَابْن الشيخة والسويداوي وبمكة بعد الثَّمَانِينَ على النشاوري الصَّحِيحَيْنِ وعَلى الاميوطي صَحِيح مُسلم فَقَط وعَلى القَاضِي أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد النويري وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين على ابْن صديق موافقات الدَّارمِيّ وعَلى الْمجد اللّغَوِيّ خطْبَة قاموسه وخطبة الْمرقاة الوفية إِلَى طَبَقَات الْحَنَفِيَّة وَإِلَى بَدْء الْوَحْي من شَرحه للْبُخَارِيّ منح الْبَارِي بالسيح الفسيح الْجَارِي وَتَنَاول المجلد الأول مِنْهُ وَجَمِيع المصنفين قبله، وَأَجَازَ لَهُ القيراطي وَابْن رَجَب وَأَبُو الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي وَسعد الله الاسفرائيني والشهاب أَحْمد بن ظهيرة وَآخَرُونَ، وناب عَن أَخِيه فَمن بعده إِلَّا ابْن العديم وَولده فَلم ينب عَنْهُمَا رِعَايَة لِأَخِيهِ. وَولي أَيْضا افتاء دَار الْعدْل والتدريس بالعاشورية وَغَيرهَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة، وَكَانَ كَمَا قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه يصمم فِي الْأَحْكَام وَلَا يتساهل كَغَيْرِهِ، وأقعد بِأخرَة وحصلت لَهُ رعشة فِي بدنه ثمَّ فلج فحجب وَأقَام كَذَلِك سِنِين حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشري الْمحرم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم عقب الْجُمُعَة ثمَّ دفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا. 467 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الزين أَبُو النَّصْر بن أبي حَامِد الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي جده والآتي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن حَامِد. ولد سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسمع على جده وَعم أَبِيه الشَّمْس مُحَمَّد بِقِرَاءَة ابْن فَهد، وَأَجَازَ لَهُ شَيخنَا والبرهان الْحلَبِي وَابْن نَاصِر الدّين وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصَّحَابَة وناصر الدّين الفاقوسي والتاج الشرابيشي وَابْن الْفُرَات وَعَائِشَة وَابْنَة الشرائحي فِي آخَرين. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشر رَمَضَان سنة تسعين بِبَيْت الْمُقَدّس وَدفن من الْغَد بمقبرة ماملا. 468 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن صَالح بن سعيد الزين والشرف بن الشَّمْس بن التقي القلقشندي ثمَّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي سبط الْحَافِظ العلائي / ووالد أَحْمد وَعلي وأخو عبد الرَّحْمَن

وَأبي بكر وَيعرف كسلفه بِابْن القلقشندي. ولد فِي رَمَضَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل على أَبِيه وَغَيره، وَفضل وتميز حَتَّى صَار عين الشَّافِعِيَّة بِبَلَدِهِ وَسمع بأخباره من جده التقي الصَّحِيح أخبرنَا بِهِ الحجار ووزيرة، وَكَذَا سمع على الزيتاوي وَغَيره، ودرس بأماكن وَولي خطابة الْأَقْصَى شركَة لغيره، قَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته رَأَيْت خطه على فَتْوَى تدل على كَثْرَة استحضاره وجودة تصرفه قَالَ وَلما سكن الْهَرَوِيّ هُنَاكَ حصل بَينهمَا شرور كَثِيرَة ومرافعات وقوى الْهَرَوِيّ عَلَيْهِ انْتهى. والفتيا الْمشَار إِلَيْهَا كَانَت وَردت فِي سنة سِتّ عشرَة من الرّوم تَتَضَمَّن السُّؤَال عَن أُمُور وَردت من مخلول أَو مَجْنُون وَلَكِن لم أَقف على الْأَجْوِبَة فَأَعْرَضت عَن كتَابَتهَا، وَقد لقِيه ابْن مُوسَى فِي سنة خمس عشرَة بِبَيْت الْمُقَدّس فَأخذ عَنهُ وَوَصفه بالامام الْعَلامَة شرف الدّين وَكَانَ رَفِيقه فِي الْأَخْذ عَنهُ الْمُوفق الأبي. مَاتَ فِي آخر سنة عشْرين عَن أَزِيد من خمسين سنة وَرَأَيْت من أرخه فِي صفر سنة إِحْدَى وَعشْرين رَحمَه الله. 469 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أبي بكر بن عمر بن صلح الزين الهيثمي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد أبي البركات مُحَمَّد وأخو عبد الله وَعبد الْعَزِيز وَابْن أخي الْحَافِظ النُّور الهيثمي /. لَازم الْعِرَاقِيّ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ تَخْرِيج الْأَحْيَاء وَغَيره من تصانيفه وَكَذَا لَازم وَلَده الْوَلِيّ بل واستملى عَلَيْهِ أَحْيَانًا وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَسمع أَيْضا على الهيثمي وَغَيره وعَلى وَالِده فِيمَا ظَنّه الزين رضوَان، ولي مشيخة الزمامية بالصحراء وَغير ذَلِك. وَكَانَ فَاضلا تَأَخّر إِلَى بعد الثَّلَاثِينَ رَحمَه الله. عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الرُّومِي الْحَنَفِيّ. / أَظُنهُ ابْن الإِمَام الْآتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ. 470 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن حسن بهاء الدّين خواجة بن القَاضِي الْفَاضِل الشَّمْس بن فَخر الْقُضَاة والأكابر القَاضِي إِمَام الدّين الْمَكِّيّ الأَصْل الاردستاني الشَّافِعِي / تلميذ فضل الله الْآتِي. شَاب فَاضل سمع مني وَعلي بِمَكَّة مَا سَمعه وقرأه شَيْخه الْمشَار إِلَيْهِ وكتبت لَهُ فِي مَجْمُوعه. 471 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بكتمر الزيني بن نَاصِر الدّين ابْن جمال الدّين بن الْأَمِير الْحَاجِب / صَاحب الْمدرسَة وَالدَّار الْمُجَاورَة لَهَا بِبَاب النَّصْر ووالد عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَعبد الله وَألف، وَيعرف كسلفه بِابْن الْحَاجِب من بَيت رياسة وحشمة وَله هُوَ وجاهة متوسطة فِي الدولة. مَاتَ قبيل الْخمسين بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَت لَهُ أَخْبَار جمة فِي الوسواس وتطهير الثِّيَاب والأواني خَارِجَة

عَن الْحَد فِيهَا مَا يضْحك مِنْهُ وَتَبعهُ ابْنه وَلَكِن لم يبلغ مبلغه، وَقد تَرْجَمته فِي سنة ثَلَاث وَخمسين من التبر المسبوك. 472 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز ابْن مُحَمَّد الْعِزّ أَبُو مُحَمَّد بن المؤرخ نَاصِر الدّين بن الْعِزّ أبي الْفضل بن الْفُرَات الْمصْرِيّ القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن الْفُرَات باسم النَّهر من بَيت شهير. ولد سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والبداية فِي الْمَذْهَب وَغَيرهَا وَعرض فِي سنة إِحْدَى وَسبعين فَمَا بعْدهَا على جمَاعَة من أَئِمَّة أَرْبَاب الْمذَاهب فَمن أَئِمَّة مذْهبه السراج الْهِنْدِيّ وأكمل الدّين والصدر مُحَمَّد حفيد الْعَلَاء بن التركماني وَالشَّمْس الطرابلسي وَأَبُو بكر بن التَّاجِر وَالشَّمْس مُحَمَّد بن الصَّائِغ وَمُحَمّد بن السكرِي وَمن الشَّافِعِيَّة الضياء بن سعد الله الْقزْوِينِي والكلائي مُصَنف الْمَجْمُوع والبلقيني وَابْن الملقن والابناسي وَمُحَمّد بن أَحْمد الشَّامي والبدر حسن بن الْعَلَاء عَليّ القونوي والصدر الْمَنَاوِيّ وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن جمَاعَة وَعبد الْعَزِيز السُّيُوطِيّ وَمُحَمّد بن عُثْمَان بن خضر وَمُحَمّد بن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَمن الْمَالِكِيَّة ابْن مَرْزُوق الْكَبِير والشرف بن عَسْكَر الْبَغْدَادِيّ وَحَمْزَة بن عَليّ الْحُسَيْنِي والبرهان الاخنائي وَأحمد بن عمر بن عَليّ بن هِلَال الربعِي وَمن الْحَنَابِلَة الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد الْكِنَانِي وَالشَّمْس الزَّرْكَشِيّ شَارِح الْخرقِيّ وَمُحَمّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي وَسليمَان بن أَحْمد الْكِنَانِي، وأجازوا لَهُ مَعَ غَيرهم مِمَّن تركته مِمَّن لم يجز، وَأخذ الْفِقْه عَن قَاضِي مذْهبه الشّرف بن مَنْصُور وَالْجمال الْمَلْطِي وَغَيرهمَا وَأَجَازَهُ ثَانِيهمَا بالافتاء والتدريس والنحو عَن الْمُحب بن الْجمال بن هِشَام بحث عَلَيْهِ شرح الشذور لوالده والبرهان الدجوي بحث عَلَيْهِ شرح الألفية لِابْنِ عقيل وَغَيرهمَا والْحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ أَخذ عَنهُ شَرحه لألفيته ونكته على ابْن الصّلاح، وَكَانَ يصفه فِي التَّبْلِيغ بالشيخ الإِمَام بل أذن لَهُ فِي) إقرائهما وَسمع عَلَيْهِ بعض عشارياته وَغَيرهَا بمشاركة الْحَافِظ الهيثمي وَكتب عَنهُ كثيرا من أَمَالِيهِ وَأثبت المملي اسْمه فِي كثير من مجالسه وَحضر دروس البُلْقِينِيّ الْكَثِيرَة فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَغَيرهمَا. وَمِمَّا أَخذه عَنهُ بعض محَاسِن الِاصْطِلَاح وَكَذَا لَازم الْعِزّ مُحَمَّد بن جمَاعَة فِي كثير من الْعُلُوم الَّتِي كَانَت تقْرَأ عَلَيْهِ وَسمع على الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن التكريتي فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة الْبَعْث لِابْنِ أبي دَاوُد ومنتقي من ذمّ الْكَلَام للهروي وعَلى قَاضِي مذْهبه الْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَأبي عَليّ الْمُطَرز وَالْجمال الرَّشِيدِيّ الْجُزْء الرَّابِع وَالْخَامِس من أبي دَاوُد فِي سنة تسعين وَوصف فِي الطَّبَقَة بِالْقَاضِي

وعَلى الْمجد وَحده كتاب الْأَرْبَعين الجهادية لِابْنِ عَسَاكِر وعَلى وَالِده الشفا بفوت يسير وعَلى الْجمال عبدا لله بن الْعَلَاء الْحَنْبَلِيّ وَغَيرهم، وَذكر لي غير مرّة أَنه سمع البُخَارِيّ على الْبَهَاء أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ، وَبِالْجُمْلَةِ فَلم نجد لَهُ سَمَاعا على قدر سنه بلَى قد أجَاز لَهُ خلق انْفَرد بالرواية عَن أَكْثَرهم فِي الدُّنْيَا فَأجَاز لَهُ فِي عَاشر شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ الْعِزّ أَبُو عمر بن جمَاعَة فهرست مروياته بِالسَّمَاعِ والاجازة وَهُوَ خبط عَم وَالِده عبد الْخَالِق بن عَليّ وَأرْسل شَيخنَا بذلك ورقة بِخَطِّهِ لصَاحب التَّرْجَمَة كَانَت عِنْده أوردتها فِي مَوضِع آخر، وَأَجَازَ لَهُ قبل ذَلِك فِي استدعاء آخر مؤرخ بسابع ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَجَمَاعَة وَفِي آخر بِذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين خلائق وبآخر شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين طَائِفَة، وَمِمَّنْ أجَاز لَهُ من الْأَعْيَان الشهَاب بن النَّجْم والبدر بن الجوخي وزغلش وست الْعَرَب وَابْن أميلة والشحطبي والبياني وَابْن عَطاء الله الْحَنَفِيّ وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن بِشَارَة وَغَيرهم من أَصْحَاب الْفَخر وَأحمد بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْحُسَيْن البعلي وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن فلاج السكندري والزيتاوي والقيراطي والصفدي والتاج بن السُّبْكِيّ والكرماني والسوق والمنبجي وَعلي بن إِبْرَاهِيم الصهيوني، وعدة من أجَاز لَهُ نَحْو من مِائَتي نفس وَثَلَاثِينَ نفسا خرج لَهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد عَن أَكْثَرهم مشيخة لم يَتَيَسَّر لَهُ الارسال بهَا إِلَيْنَا، وناب فِي الْقَضَاء سنة إِحْدَى عشرَة عَن الْأمين الطرابلسي فَمن بعده بعد الظَّاهِر أَنه نَاب عَن الْمجد إِسْمَاعِيل فقد وصف كَمَا قدمْنَاهُ بِالْقَاضِي فِي طبقَة سَماع عَلَيْهِ، وَحج فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَعمل تصنيفا فِي ترك الْقيام سَمَّاهُ تذكرة الْأَنَام فِي النَّهْي عَن الْقيام فرغه فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة وَكَذَا لخص مسَائِل شرح منظومة ابْن وهبان فِي الْمَذْهَب وَسَماهُ نخبة الْفَوَائِد المستنتجة من كتاب عقد القلائد فِي حل قيد) الشرائد ونظم الفرائد وَكَانَ تلخيصه لَهُ فِي سنة سِتّ عشرَة إِلَى غير ذَلِك من المجاميع والفوائد، وَحدث بالكثير وَقصر أَصْحَابنَا فِي عدم الاكثار عَنهُ كصنيعهم فِي غَيره من المسندين وَأما أَنا فلازمته كثيرا بِحَيْثُ لَا أعلم من حمل عَنهُ بِحَمْد الله أَكثر مني، وَرُبمَا استعنت برسالة شَيخنَا إِلَيْهِ فِي ترغيبه فِي الاسماع وطواعيته لي فِي غير ذَلِك إِذا رَأَيْت مِنْهُ مللا فيسر بذلك وَكَانَ خيرا فَاضلا صَدُوقًا سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس حَرِيصًا على الانتصاب فِي مَجْلِسه لفصل القضايا والاحكام والتفرغ لذَلِك يقْصد للاشتغال من الْأَمَاكِن النائية لقدمه ومعرفته، ورام الْجَمَاعَة مِنْهُ التصدي لَهُم من أول النَّهَار إِلَى الزَّوَال ويساعدونه فِي نَفَقَة عِيَاله بِقدر لَهُ وَقع فَامْتنعَ وَقَالَ لَا آخذ على

التحديث أُجْرَة وَلَكِن تقرءون على الْفَتْح من غير تَقْيِيد بِمدَّة طَوِيلَة، ومتعه الله بسمعه وبصره حَتَّى مَاتَ، وَكَانَت وَفَاته فِي يَوْم السبت سادس عشري ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بحوش صوفية سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا، وَقد رَأَيْت شَيخنَا رَحمَه اله تَرْجمهُ بِمَا نَصه: وَقد جَازَ التسعين ممتعا بسمعه وبصره وَحدث بالكثير فِي أَوَاخِر عمره وَظَهَرت لَهُ اجازات من منسدي ذَلِك الْعَصْر مِمَّن سمع من الْفَخر وَنَحْوه فَانْفَرد عَن الْكثير مِنْهُم وَكَانَ قد اشْتغل قَدِيما وناب عَن القَاضِي الْحَنَفِيّ، وَحدث عَنهُ أَبوهُ فِي تَارِيخه بأَشْيَاء أودعها إِيَّاه وَقَالَ أَيْضا فِي بعض الاستدعاءات بِجَانِب خطه والعزحي مَا نَصه: سمع من أَبِيه وَجَمَاعَة من شُيُوخنَا المسندين وَسمع قبلنَا من جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ جَمِيع من المسندين بِالشَّام ومصر وَحدث بالكثير وَهُوَ الْآن مُسْند الديار المصرية انْتهى كَلَام شَيخنَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ وقرأت بِخَط البقاعي: وَهُوَ إِنْسَان جيد فَاضل متثبت مَحْمُود السِّيرَة فِي قَضَائِهِ من بَيت علم قَالَ وصنف أَشْيَاء دلّت على جودة ذهنه وَضعف عربيته وقصور عِبَارَته كَذَا قَالَ. 473 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد التقي أَبُو الْفضل بن الْمُحب القاهري الشَّافِعِي شَقِيق الرضى مُحَمَّد وَأحمد / الْمَذْكُورين فِي محليهما والتقي الْأَصْغَر، وَيعرف كأبيه بِابْن الاوجاقي. ولد فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سادس صفر سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَزعم أَن أمه شريفة اسْمهَا بدر الشّرف ابْنة أَحْمد الْحُسَيْنِي فَالله أعلم. وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ والتقريب للعراقي والمنهاج الفرعي وَأخذ عَن أَبِيه علوما جمة كالتفسير والقراءات والْحَدِيث وَالْفِقْه وأصوله والفرائض والعربية والمعاني بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَعَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي الاصول وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا من العقلات وَعَن ابْن قديد والشمني التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام ولازم ثَانِيهمَا فِي كثير من الْفُنُون وَعَن البوتيجي وَأبي الْجُود الْفَرَائِض وَعَن شَيخنَا بقرَاءَته فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ بل وَحمل عَنهُ أَشْيَاء من تصانيفه وَغَيرهَا وَكتب عَنهُ فِي الأمالي وَعَن الشهَاب السكندري فِي الْقرَاءَات فِي آخَرين كالقاياتي والونائي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والبدرشي والقلقشندي والمحلي والمناوي واختص بِهِ كثيرا وَكَانَ يبجله والتقي الحصني والكريمي تلميذ الشريف والشرواني وكالبدر الْعَيْنِيّ وَابْن الديري وَابْن الْهمام والبساطي والمحب بن نصر الله وَسمع على الزَّرْكَشِيّ وَغَيره بِالْقَاهِرَةِ والمراغي والتقي بن فَهد وَالسَّيِّد عفيف الدن الايجي وَآخَرين بِمَكَّة مِنْهُم الزين بن عَيَّاش فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفَاتِحَة وَسمع مِنْهُ شَيْئا من نظمه وقاضيها أَبُو السعادات بن ظهيرة

وتذاكر مَعَه وَالْجمال بن جمَاعَة والتقي القلقشندي وَطَائِفَة بِبَيْت الْمُقَدّس مِنْهُم الزين ماهر والشهاب بن قرا وتذاكر مَعَهُمَا، وأجاه من أهل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة قاضيها فتح الدّين بن صَالح وَأَبُو الْفرج المراغي وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة مَعَ التَّوَاضُع وَحسن الْعشْرَة والانجماع سِيمَا بعد فقد ولد لَهُ وَأَنْشَأَ بِالْقربِ من ضريح الشَّافِعِي ربة وَقَالَ فِيهَا: (أَنا فِي جوَار إِمَام مذهبي الَّذِي ... فاق الْأَئِمَّة بانتساب رَافع) (وَإِذا تشفع ذُو الذُّنُوب بجاهه ... عِنْد الْكَرِيم أجاره للشَّافِعِيّ) وَله نظم كثير عِنْدِي بِخَطِّهِ فِي التَّارِيخ الْكَبِير مِنْهُ جملَة فِيهَا رثاؤه لشَيْخِنَا وللمناوي، وَقد تضعضع حَاله فِي مُنَازعَة بَينه وَبَين الزيني زَكَرِيَّا بِسَبَب حوانيت وَغَيرهَا بالشارع آل الْأَمر فِيهَا إِلَى أَنَّهَا من المجرى فِي أوقاف الشَّافِعِي وَأَن الْمُسْتَند المسوغ لوضع يَده عَلَيْهَا فِيهِ أُمُور مُنكرَة أَكْثَرهَا من صَنِيعه فِيمَا قيل بل وَنسب إِلَيْهِ مَا هُوَ أبشع من هَذَا ورثى لَهُ مَعَ ذَلِك صاحبنا الشَّمْس الامشاطي قَاضِي الْحَنَفِيَّة وَصَارَ يتوجع لَهُ الْقُدْرَة التقي على استجلاب خاطره وَحسن الْخطاب مِنْهُ بِظَاهِرِهِ حَتَّى مَشى أمره عِنْده وَلَوْلَا عاقته بِالْمرضِ لَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ، وَقد ظهر لي بقرائن تساهله فِي النَّقْل وَنَحْوه مَعَ مزِيد ذكاء وَفضل واقتدار على التَّعْبِير عَن مُرَاده بل هُوَ أدل الْخِصَام، وَهُوَ مِمَّن تردد إِلَيّ غير مرّة وَكَانَ مِمَّا كتبه لي من نظمه ليكتب على قَبره: (تَقول نَفسِي أتخشى ... من هول ذَنْب عَظِيم) ) (لَا تختشى من عِقَاب ... فَأَنت عبد الرَّحِيم) وَحج غير مرّة وجاور وأقرأ بعض الطّلبَة هُنَاكَ وَكَذَا هُنَا وَأفْتى وَبعد هَذِه الكائنة تزايد انجماعه وَلكنه اخْتصَّ فِي غضوها وَبعدهَا بتنبك قرا وَرُبمَا قَرَأَ الْأَمِير عَلَيْهِ. 474 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد المحسن بن الْبَدْر عبد اللَّطِيف ابْن القَاضِي التقي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن رزين بن مُوسَى زين الدّين بن التَّاج بن الْعَلَاء العامري الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري الموقت / الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن رزين من بَيت جلالة. مِمَّن أَخذ عَن النُّور بن النقاش الْمِيقَات وَرُبمَا اشْتغل بِغَيْرِهِ وبرع فِيهِ وَفِي حل التَّقْوِيم بِكَمَالِهِ مَعَ تفرده بضبط الْأَوْقَات وتدقيقه فِي شَأْنه وانتفع بِهِ جمَاعَة فِي ذَلِك، وباشر الرياسة بِجَامِع الْحَاكِم أصلا ونيابة عَن شريكيه فيهان وَكَانَ عبوسا سَاكِنا رَاغِبًا فِي الِانْفِرَاد. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَظهر الْخلَل بعده فِي الْجَامِع الْمشَار إِلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا. 475 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن بن مَحْمُود بن أبي الْحُسَيْن الْجمال بن القَاضِي الشَّمْس البالسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط السراج

ابْن الملقن وأخو الْبَهَاء مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف كأبيه بالبالسي. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض على جمَاعَة واشتغل يَسِيرا وَلم ينجب لكنه سمع على الشّرف بن الكويك وَلَا أستبعد أَن يكون سمع أَو حضر على جده لأمه وَأَنه أجَاز لَهُ جمَاعَة، وناب فِي الْقَضَاء قَدِيما وباشر فِي جِهَات كالصالحية والبرقوقية والسابقية شركَة لِأَخِيهِ ثمَّ لوَلَده وَكَانَ سَاكِنا جَامِدا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 476 - عبد الرَّحِيم بن الخواجا جمال الدّين مُحَمَّد بن مهْدي بن حسن الطَّائِي الْمَكِّيّ / الْآتِي أَبوهُ. مَاتَ وَهُوَ صَغِير فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. 477 - عبد الرَّحِيم بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عَلَاء الدّين أخي أَسد وَالِد القَاضِي الشهَاب بن أَسد الاميوطي الأَصْل البهائي ابْن خَالَة الأهبل وَيعرف كأبيه بِابْن عَلَاء الدّين. / مِمَّن تكسب بِالتِّجَارَة فِي الْبَز وَغَيرهَا وتمول وعامل فَكَانَ مِمَّن اقْترض مِنْهُ الدموهي قَاضِي الْحَوْض بِحَيْثُ جلس عِنْده للشَّهَادَة وقتا ثمَّ فَارقه وَدخل الصَّعِيد وَبعده سكن بجوار جَامع طولون دهرا وسافر للشام فِي طلب غَرِيم لَهُ فَكَانَت منيته غَرِيبا وحيدا سنة إِحْدَى وَتِسْعين وضاعت تركته وَأَظنهُ قَارب السّبْعين وَمَا تهَيَّأ لَهُ الْحَج عَفا الله عَنهُ. عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد الْموصِلِي الأَصْل الدِّمَشْقِي. / أَظُنهُ مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم لَكِن عبارَة مستدعية موهمة. 478 - عبد الرَّحِيم بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن عقيل الزين بن الْبَهَاء بن المحيوي أبي الْمَعَالِي السّلمِيّ البعلي / خطيبها وَابْن خطيبها الشَّافِعِي. ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة أَو قبلهَا، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ الْكَاتِب المجود الشهير المترجم فِي الدُّرَر وَابْنه صَغِير فرباه جسده المترجم أَيْضا فِي الدُّرَر واستقرت خطابة بَلَده باسمه تبعا لسلفه فَإِنَّهَا بيدهم مُنْذُ أَرْبَعمِائَة سنة فِيمَا قيل وَحدث عَن الحجار وَغير بالاجازة وَكَانَ من أَعْيَان شُهُود بَلَده مَوْصُوفا بِالْخَيرِ. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْ عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 479 - عبد الرَّحِيم بن أبي الْهدى بن تَقِيّ الكازروني الْمدنِي أَخُو عبد الرَّحْمَن. / سمع على الزين المراغي. 480 - عبد الرَّحِيم بن محيي الدّين بن الجيعان وَأَبوهُ ابْن عَم العلمي شَاكر /. بَاشر بعد وَالِده اسْتِيفَاء البيمارستان وَغَيره من وظائفه إِلَى أَن مَاتَ سنة خمس

وَخمسين وَاسْتقر بعده فِي الِاسْتِيفَاء الزين عبد الباسط بن العلمي الْمشَار إِلَيْهِ. 481 - عبد الرَّحِيم بن الامام الْحَنَفِيّ زين الدّين / أحد النواب. لم يكن بِهِ بَأْس. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس حادي عشري رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين. أرخه الْعَيْنِيّ وَلكنه سَهَا فَسَماهُ عبد الرَّحْمَن، وَأما شَيخنَا فَقَالَ عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الرُّومِي الْحَنَفِيّ زين الدّين نَائِب الحكم اشْتغل قَلِيلا وتنزل فِي الْمدَارِس وناب فِي الحكم مُدَّة، وَمَات فِي رَجَب الْمَذْكُور وَقد قَارب السّبْعين أَو أكملها. انْتهى. وَمَا أَظُنهُ إِلَّا ابْن الامام وَإِلَّا فَلَيْسَ فِي بني الرُّومِي فِي هَذَا الْوَقْت من اسْمه عبد الرَّحِيم حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ بَعضهم فَالله أعلم. عبد الرَّحِيم بن ظهيرة. هُوَ ابْن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله. / 482 - عبد الرَّحِيم شيخ الشُّيُوخ الزيني الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ بن النَّقِيب. / ولد فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَولي مشيخة التنكزية والارغونية وَأعَاد بالمعظمية. وَمَات فِي عصر يَوْم السبت ثَالِث عشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَخمسين.) ::: 483 - عبد الرَّحِيم الحصيني / قَاضِي الانكحة بتونس. مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ. 484 - عبد الرَّحِيم العباسي الشَّافِعِي /. مِمَّن قرض للبدري مَجْمُوعَة قريب السّبْعين 485 -. عبد الرَّزَّاق بن إِبْرَاهِيم تَاج الدّين بن سعد الدّين القبطي الْمصْرِيّ عَم الْأمين إِبْرَاهِيم بن الهيصم / الْمَاضِي وجد إِبْرَاهِيم ويوسف ابْني عبد الْكَرِيم بن بركَة الْمَعْرُوف بِابْن كَاتب جكم لأمه وأخو مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كأبيه بِابْن الهيصم يُقَال انه من ذُرِّيَّة الْمُقَوْقس. ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فتميز فِي الْمُبَاشرَة وتنقل فِي الخدم إِلَى أَن ولي كِتَابَة المماليك فِي أَيَّام النَّاصِر فرج وَكَانَ أحد الْأَسْبَاب فِي نكبة الْجمال الاستادار وَاسْتقر بعده فِي وظيفته وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة ثمَّ بعد الاستادارية ولي الْوزر وَوَقعت لَهُ كوائن فيهمَا إِلَى أَن عَزله الْمُؤَيد وَاسْتمرّ فِي دَاره بطالا إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف فِي نظر الْمُفْرد مَعَ الزين عبد الْقَادِر بن عبد الْغَنِيّ ابْن أبي الْفرج الاستادار فَلم ينْتج أمره وعزل وتعطل حَتَّى مَاتَ، وَقَالَ المقريزي أَنه اسْتمرّ فِيهَا حَتَّى مَاتَ وَاسْتقر عوضه فِيهَا التَّاج عبد الْوَهَّاب بن الخطير فَالله أعلم. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس الْعشْرين من ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ شَيخا مقداما جريئا مَعَ ظلم وعسف وَلذَا لم تشكر سيرته فِي ولاياته، وَهُوَ إِلَى الطول أقرب مَعَ خلل بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ وَقد ذكره شَيخنَا فِي انبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ كتب فِي الْمُفْرد ثمَّ ولي الاستادارية بعد جمال الدّين ثمَّ الوزارة فِي الدولة المؤيدية ونكب مرَارًا. 486 - عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن مُوسَى الْمَقْدِسِي الأَصْل

الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الحريري أَخُو إِبْرَاهِيم وَعبد الرَّحِيم وَمُحَمّد. / ولد فِي سادس عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بالقبيبات من دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه للسبع على أَبِيه والشاطبية وَفِي الْفِقْه الْكَنْز والاخسيكتي فِي أصولهم وتصريف الْعزي والملحة وإيساغوجي وَعرض على مَشَايِخ بَلَده ثمَّ بِمَكَّة سنة تسع وَخمسين على ابْن الْهمام وَقبل ذَلِك سنة ثَمَان فِي الْقُدس على الْجمال بن جمَاعَة والتقي القلقشندي وسراج الرُّومِي بل قَرَأَ عَلَيْهِ حلا فِي الْكَنْز وعَلى أبي الْعَزْم الحلاوي فِي الْعَرَبيَّة بل أَخذه فِي بَلَده عَن الشّرف بن عيد والعز بن الْحَمْرَاء ولازم أَولهمَا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ فِي الْعَرَبيَّة عَن الشهَاب الزرعي وَسمع على الْبُرْهَان النَّاجِي وَأكْثر من ملازمته، وَجلسَ لتأديب الابناء بِجَامِع منجك وتكسب أَولا بإدارة دواليب الْحَرِير ثمَّ ترك ذَلِك وَحج غير مرّة أَولهَا سنة سبع وَخمسين وجاور سنة سِتِّينَ وَدخل مصر بعْدهَا ثمَّ لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي سنة تسع وَتِسْعين واستأنست بِهِ فَنعم الرجل. 487 - عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد بن أبي بكر الزين أَبُو الصَّفَا البقلي بِالْمُوَحَّدَةِ / لسكناه بزاوية عَليّ البقلي. بِالْقربِ من القبيبات القاهري الْحَنَفِيّ أحد صوفية الشيخونية. ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وجوده على سميه الطرابلسي الْآتِي قَرِيبا بل جمع للسبع على ابْن الحمصاني وَحفظ الشاطبية والعمدة وَبَعض الْمجمع فِي فقههم وَقَرَأَ فِي الْمِيقَات على حسن القميري والعز الوفائي واشتغل عِنْد الزين قَاسم ونظام وَغَيرهمَا كخير الدّين الرُّومِي، وسافر اسكندرية فَقَرَأَ على الشَّمْس المالقي وَكَذَا دخل دمياط وَأم بِالظَّاهِرِ تمربغا ثمَّ بتغري بردى ططر وسافر مَعَه إِلَى الشَّام وحلب وانْتهى لعنتاب بل حج مَعَه حِين كَانَ أَمِير الْمَحْمِلِيُّ بعد حج قبل ذَلِك بِقَلِيل، وَسمع البُخَارِيّ فِي الكاملية بِقِرَاءَة الديمي إِلَّا مَا فَاتَهُ على المسمعين فأكمله على الشاوي خَاصَّة، وَكَذَا سمع ختم الْمُوَطَّأ بِقِرَاءَتِي وعَلى الشهَاب الْمَيْدُومِيُّ، وَاسْتقر بِهِ السُّلْطَان أحد مؤذنيه بعد ابْن خَالِد وَمَال إِلَيْهِ حَتَّى انه رُبمَا أم بِهِ أَحْيَانًا وَقيل إِنَّه عرضهَا عَلَيْهِ فتنصل وَكَذَا قدم على غَيره فِي تدريس الْقرَاءَات بالبرقوقية بعد أبي الْفضل بن أَسد فَكتب لَهُ بِهِ كَاتب السِّرّ وأميرآخور وَلم يلتفتا لتقرير الشَّيْخ لِابْنِ الْمَيِّت وَيكون أَخُوهُ الْعَلَاء عَليّ نَائِبا عَنهُ وَعمل أجلاسه فِي صفر سنة تسعين بِحَضْرَة شيخيه نظام وَابْن الحمصاني وَالصَّلَاح الطرابلسي وَآخَرين، وَكنت مِمَّن حضر مَعَه وَرجع معي إِلَى الْبَيْت فَرَأَيْت مِنْهُ عقلا وأدبا، وَأعْطى بعد ذَلِك مشيخة تربة قانباي عوضا عَن ابْن التقي الشمني حِين غضب الاتابك مِنْهُ وسكنها.

488 - عبد الرَّزَّاق بن حسن الدنجيهي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء وصلحائها حفظ الْقُرْآن والمنهاج ولازم درس أبي الْعدْل البُلْقِينِيّ وَأخذ عَن غَيره وَكتب الْمَنْسُوب وَتَوَلَّى سقِِي الصُّوفِيَّة بالمزملة ثمَّ كبر وَزَاد على الْخَيْر إقبالا حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين عَن بضع وَسبعين رَحمَه الله. 489 - عبد الرَّزَّاق بن حَمْزَة الزين أَبُو الصَّفَا الطرابلسي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الاشرفية برسباي /. مِمَّن انْتَمَى لجوهر اللالا وَعمل إِمَامه بِحَيْثُ عينه لتصوف بالاشرفية وَغَضب ابْن الْهمام لكَونه عين لَهُ غَيره وَكَانَ ذَلِك سَببا لأعراضه عَن المشيخة وَكَانَ فَاضلا متقن الْكِتَابَة بليغا فِي التجويد جميل الْهَيْئَة مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن ابْن الْجَزرِي وَالْكِتَابَة عَن الزين بن) الصَّائِغ وأقرأ وَكتب مَعَ فتوة وتودد رَأَيْته كثيرا وعاش إِلَى بعد السِّتين وَهُوَ مِمَّن لَازم الشَّمْس بن الجندي الْحَنَفِيّ فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكَانَ يَنُوب عَنهُ فِي خزن كتب الاشرفية ثمَّ رام الِاسْتِقْرَار فِيهِ بعده فَقدم الْعَلَاء القلقشندي عَلَيْهِ، وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فِي البُخَارِيّ وَوَصفه بالبارع الماهر الْفَاضِل الأوحد المفنن وَقَالَ إِن قِرَاءَته قِرَاءَة فصيحة مُحَققَة مطربة وَسَأَلَ الله فِي دوَام النَّفْع بِصَاحِب الاجازة وَأَن يسبغ عَلَيْهِ النِّعْمَة الوافرة بالبساطة والوجازة، وسمى وَالِده مُحَمَّدًا وَالصَّوَاب مَا تقدم. 490 - عبد الرَّزَّاق بن سُلَيْمَان الخليلي بن الأكرم. / مَاتَ سنة تسع عشرَة. 491 - عبد الرَّزَّاق بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد التَّاج الكومي / نِسْبَة لكوم التُّجَّار الرِّفَاعِي. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ. 492 - عبد الرَّزَّاق بن عبد الْعَظِيم الطَّحَّان / جارنا أحد المدولبين بالديار المصرية وَيعرف بِأَبِيهِ. كَانَ ملازما للجماعات رَاغِبًا فِي الْخيرَات وَله مغلق هائل بالمقس وَدَار أَنْشَأَهَا بحارة بهاء الدّين وَغير ذَلِك، وَحج وأهين مرّة من الْمُحْتَسب فتألم. مَاتَ فَجْأَة فِي لَيْلَة السبت مستهل ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانِينَ بعد أَن زار اللَّيْث وَصلى بِهِ عصر الْجُمُعَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالْقربِ من الاهناسية ظَاهر بَاب النَّصْر، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ بِالنِّسْبَةِ لطائفته بل مَا أَظن فيهم من يوازيه مِمَّن حمل خبر المؤيدية والبيمارستان وَغَيرهمَا وقتا وشكر وَكَانَ للجلال الْمحلي عَلَيْهِ إقبال رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 493 - عبد الرَّزَّاق بن كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب ابْن فخيرة بِالْمُعْجَمَةِ مصغر / فعبد الْغَنِيّ كَانَ يلقب فَخر الدّين فصغروه. أحد كتاب المماليك وَابْن عَم أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الْغَنِيّ الْآتِي. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة

منتصف ربيع الأول سنة أَربع وَسبعين 494 -. عبد الرَّزَّاق بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور ابْن مُنِير بن عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن عبد الْحق بن عبد الصَّمد بن عبد النُّور الزين أَبُو عبد الْكَرِيم وَعبد اللَّطِيف بن التقي بن التقي بن الْحَافِظ القطب المنبجي الْحلَبِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ وابناه وَيعرف بالحلبي. ولد فِي لَيْلَة الرَّابِع وَالْعِشْرين من رَمَضَان من حُدُود الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والملحة والثلثين من الْمُخْتَار وَعرض على جمَاعَة) وَسمع على عَمه القطب عبد الْحَرِيم بعض الْأَجْزَاء بل أَخْبرنِي أَنه سمع على التنوخي ورقية وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ وَكَانَ خيرا محبا فِي الحَدِيث وَأَهله متعففا قانعا صَابِرًا شاكرا، حج غير مرّة وجاور وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس مرَارًا وَدخل اسكندرية وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَولي النّظر بزاوية الشَّيْخ نصر المنبجي خَال جد أَبِيه الْحَافِظ القطب جوَار منزله، وكف بعد الْخمسين فَانْقَطع بمنزله حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بتربتهم الْمَعْرُوفَة بالشيخ نصر رَحمَه الله وإيانا. 495 - عبد الرَّزَّاق وَسَماهُ شَيخنَا فِي أنبائه عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن عبد الْوَهَّاب التَّاج بن الشَّمْس بن الْعلم القبطي وَالِد الكريمي عبد الْكَرِيم وَيعرف بِابْن كَاتب المناخات / وَأمه أم ولد رُومِية. نَشأ فتمهر فِي الْكِتَابَة والمباشرة وخدم بذلك عِنْد غير وَاحِد من الْأَعْيَان والأمراء ثمَّ عمل اسْتِيفَاء الْمُفْرد ثمَّ نظره بعد عزل سميه التَّاج بن الهيصم الْمَاضِي قَرِيبا فِي الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين ثمَّ اسْترْجع قبل انْفِصَاله عَن دهليز الْقصر وَهُوَ بخلعته فخلعت وأفيض عَلَيْهِ تشريف الْوزر مَعَ مزِيد تَمنعهُ عوضا عَن الْبَدْر حسن بن نصر الله فَأَقَامَ إِلَى ذِي الْحجَّة من الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ عزل لعَجزه عَن الْقيام بالكلف واختفى من يَوْمه فقرر عوضه أرغون شاه النوروزي الْأَعْوَر مُضَافا للاستادارية وَلم يلبث أَن ظهر وطلع إِلَى السُّلْطَان فَعَفَا عَنهُ، وَلزِمَ دَاره بطالا على مَال قَامَ بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشري جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين وَدفن من الْغَد بتربة بجاس، أثنى عَلَيْهِ الْعَيْنِيّ فَقَالَ: كَانَ هينا فِي وزارته غير خائض فِي الظُّلم الشَّديد عِنْده شَفَقَة وَخَوف وَلم يسمه وَقَالَ شَيخنَا إِنَّه بَاشر الْمُفْرد مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ الْوزر وَلما صرف صودر، قَالَ وَكَانَ ضخما طوَالًا ريض الاخلاق عَارِفًا بِالْكِتَابَةِ، زَاد غَيره عِنْده حشمة ورياسة وسلامة بَاطِن وَيُقَال أَن وَلَده لما اسْتَقر فِي الوزارة فِي حَيَاته وَدخل عَلَيْهِ قَالَ لَهُ أَنا لما

وليت كَانَ معي نَيف على خمسين ألف دِينَار فأنفدتها وركبتني الدُّيُون وَأَنت رجل فَقير فَمن أَي شَيْء تسد فَقَالَ لَهُ من أضلاع الْمُسلمين فصاح بِهِ وَقَالَ اخْرُج من وَجْهي. عَفا الله عَنهُ. 496 - عبد الرَّزَّاق بن عبد الله / المجاور بالمجامع الْأمَوِي. كَانَ أحد المعتقلين وَله أَتبَاع. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة عشر وَقد بلغ السّبْعين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.) (سقط) عبد الرَّزَّاق بن فضل الله بن يُونُس. / فِي رزق الله. 500 - عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب الْعِمَاد العباسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / موقع نَائِب الشَّام قجماس الاسحاقي وشقيق عبد الْوَهَّاب وَأمين الدّين مُحَمَّد الآتيين وَهُوَ الْأَصْغَر وَيعرف بعماد الدّين. ولد فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالعباسية وَقدم مَعَ أَخِيه فحفظ الْقُرْآن والارشاد لِابْنِ المقرىء وألفية الحَدِيث والنحو وَجمع الْجَوَامِع وَغَيرهَا ورافق أَخَاهُ فِي الْأَخْذ عَن البوتيجي وَأبي الْجُود والأبدي والتقي الحصني والمناوي فِي آخَرين وَلكنه لم يكثر وَكتب أَيْضا على الفرنوي وَيس وَغَيرهمَا، وتنزل فِي بعض الْجِهَات وَحج غير مرّة وأقرأ مماليك الْمشَار إِلَيْهِ حِين كَانَ خازندارا كيس وَاسْتمرّ فِي خدمته إِلَى أَن صَار لما صَار إِلَيْهِ وَهُوَ غير منفك عَنهُ سفرا وحضرا وتزايدا اخْتِصَاصه بِهِ، وَأَنْشَأَ دَارا حَسَنَة بِالْقربِ

من بَيت ابْن ميعن الدّين من رحبة الْعِيد، وأثرى بعد الْعَدَم وَعرف بِالْعقلِ والتودد والفهم والمشاركة الْحَسَنَة بِحَيْثُ رجح على أَخِيه بِحسن تودده وعشرته ثمَّ كَانَ مِمَّن ضيق عَلَيْهِ بعد موت استاذه وَبَاعَ دَاره وغيها وَمَا نَهَضَ لارضائهم وَمَعَ ذَلِك فنفي إِلَى أَلْوَاح أَو نَحْوهَا فدام مُدَّة ثمَّ شفع فِيهِ وَعَاد فأقرأ عِنْد ماميه مماليكه وانتظم أمره بعض انتظام. 501 - عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن سحلول / بمهملتين الأولى كَمَا هُوَ على الْأَلْسِنَة مَفْتُوحَة وَإِن كَانَ مُقْتَضى اللُّغَة ضمهَا وَالثَّانيَِة سَاكِنة الزين بن نَاصِر الدّين بن الشَّمْس الْحلَبِي الجندي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن سحلول. ولد فِي حُدُود سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا وَسمع على ابْن صديق الصَّحِيح، وَأَجَازَ لَهُ ابْن خلدون والبدر النسابة الْأَعْلَى وَغَيرهمَا، وَحدث وَمَات قبل سنة أَرْبَعِينَ مقتولا. 502 - عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد بن يُوسُف الزين الخليلي الشَّافِعِي السمين وَيعرف بِابْن الْمصْرِيّ. / ولد فِي سنة سبع أَو ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالخليل واشتغل ولازم بِالْقَاهِرَةِ امام الكاملية وَابْن حسان وَغَيرهمَا بل قَرَأَ على شَيخنَا شرح النخبة وَغَيرهَا وَسمع فِي البُخَارِيّ بالظاهري الْخَتْم وَغَيره وتميز يَسِيرا ثمَّ ترك وتكرر قدومه للقاهرة، وَرَأَيْت غير وَاحِد من أهل بَلَده يصفه بالمخاصمات. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشر شعْبَان سنة تسعين، وَدفن بتربة أَبِيه من بلد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد الطرابلسي. / فِي ابْن حَمْزَة. عبد الرَّزَّاق بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن عجيل الْيَمَانِيّ /. فِي مُحَمَّد إِن شَاءَ الله. 503 - عبد الرَّزَّاق بن يحيى تَاج الدّين المقسي الْحَنَفِيّ النَّاسِخ وَيعرف بتاج الدّين /. تكسب بِالشَّهَادَةِ وبرع فِيهَا وَكتب الْكثير بالاجرة وَكَانَ سريع الْكِتَابَة غير طائلها مَعَ سماحته وَلينه، وَحج وجاور غير مرّة. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بعد توعك طَوِيل وَأَظنهُ جَازَ الْخمسين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 504 - عبد الرَّزَّاق بن يُوسُف بن عبد الرَّزَّاق القبطي الأَصْل القاهري الشاذلي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن عجين أمه /. ولد فِي الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره ولازم أَبَا الْعَبَّاس السرسي صَاحب الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَذَا أَخذ عَن ابْن الْهمام وَغَيره وَسمع البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة مَا عدا المجلسين الْأَوَّلين وَكَذَا سمع غير ذَلِك، واشتهر بالفضيلة وَلكنه يذكر بمالا

أثْبته مَعَ سرعَة انحرافه عَن من يتَرَدَّد إِلَيْهِ وَيقبل أَولا عَلَيْهِ من المباشرين وَغَيرهم وَكَانَ للمناوي ثمَّ الامشاطي فِيهِ حسن الِاعْتِقَاد بِحَيْثُ أسْكنهُ ثَانِيهمَا فِي إِحْدَى قاعتي المشيخة بالبرقوقية حِين كَانَ شيخها واتفقت لَهُ فِيهَا ماجرية أما مفتعلة أَو ثَابِتَة كَانَت سَببا لاعراضه عَن الاقامة بهَا، كل ذَلِك مَعَ إِظْهَار تنسك وورع وتعفف مِمَّا ينْسب فِيهِ لتزين وتزيد، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مَعَ فضيلته كثير الْمَحْفُوظ للشعر وتاريخ وأدب مُفِيد المجالسة مَعَ اشْتِغَال ناشىء عَن تكْثر وتمشيخ وتشاؤم بِصُحْبَتِهِ، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الانجماع والتقنع والركون إِلَى الرَّاحَة، وَأَظنهُ ينظم بل لَا أستبعد من رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين بعد ضعف أشهر تمرض فِي بَعْضهَا عِنْد شاهين ثمَّ كرنباي ثمَّ غَيرهمَا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. 505 - عبد الرَّزَّاق بن القوق الْحلَبِي. / ولي استادارية حلب عبد انْفِصَال ابْن المنقار. عبد الرَّزَّاق أَبُو الْفرج / الْمَنْسُوب إِلَيْهِ ابْن أبي الْفرج. فِي الكنى. 406 - عبد الرَّزَّاق الشرواني نزيل الرواحية بحلب وقطنها نَحْو عشْرين سنة وَأحد فضلائها الشَّافِعِيَّة مِمَّن أَخذ عَن الْعَلَاء البُخَارِيّ، وَتقدم فِي العقليات وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء وَمِنْهُم الشَّمْس بن أَمِير حَاج الْحَنَفِيّ فَإِنَّهُ أَخذ عَنهُ النَّحْو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وصاهر عبد الْكَرِيم باني الْمدرسَة الَّتِي بِبَاب قنسرين على ابْنَته وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ. عبد الرَّزَّاق المجاور بِجَامِع دمشق. / مضى فِي ابْن عبد الله. 507 - عبد الرَّزَّاق / أحد الأخفاء الاذكياء مِمَّن لَهُ حافظة بِحَيْثُ يركب الكراسي وَيَأْتِ بمضحكات ومهملات تنشأ عَن جُنُون وَرُبمَا أَتَى بِمَا يرتقي لأمر عَظِيم كَقَوْلِه أَنا نَبِي وَأهل جَامع الْأَزْهَر يُنكرُونَ على هَذَا أَو كَمَا قيل فَقيل لَهُ دفعا لقَوْله إِنَّا نسْمع مِنْك فِي الميعاد صلوا على خَاتم الْأَنْبِيَاء فَقَالَ ذَاك حَقِيقَة وَهَذَا مجَاز، وَرُبمَا أكل فِي رَمَضَان، وَهُوَ وَمُحَمّد بن حُسَيْن الفارسكوري متقاربان. 508 - عبد الرءوف بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ /. ولد فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة 509 -. عبد الرءوف بن عَليّ بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد اليمني /. مَاتَ سنة سبع وَخمسين. 510 - عبد الرءوف بن مُحَمَّد بن قَاسم / الْآتِي أَبوهُ من شُهُود مَكَّة والواعظ أَبوهُ. كَانَ مِمَّن سمع عَليّ بهَا.

511 - عبد السَّلَام بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْمدنِي الشَّافِعِي وَيعرف بجده. / مِمَّن قدم الْقَاهِرَة وَسمع على شَيخنَا وَغَيره واشتغل قَلِيلا وَصَحب البقاعي. مَاتَ بعد السِّتين أَو نَحْوهَا.) ::: 512 - عبد السَّلَام بن أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كيدوم بن عمر بن أبي الْخَيْر سعيد الْعِزّ الْمجد أَبُو مُحَمَّد بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الشّرف الْحُسَيْنِي القيلوي / الأَصْل بِفَتْح الْقَاف ثمَّ تَحْتَانِيَّة ساكنية نِسْبَة لقرية بِبَغْدَاد يُقَال لَهَا قيلويه كنفطويه الْبَغْدَادِيّ ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ ثمَّ الْحَنَفِيّ. ولد تَقْرِيبًا بعد السّبْعين وَسَبْعمائة قَالَ مرّة بِخمْس وَأُخْرَى بست بالجانب الشَّرْقِي من بَغْدَاد وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن لعاصم وَحفظ كتبا جمة فِي فنون كَثِيرَة سَيَأْتِي تعْيين مَا تيَسّر مِنْهَا وَبحث فِي غَالب الْعُلُوم على مَشَايِخ بَغْدَاد والعجم وَالروم حَتَّى أَنه بحث فِي مذهبي الشَّافِعِي وَأحمد وبرع فيهمَا وَصَارَ يقرىء كتبهما ولازم الرحلة فِي الْعلم إِلَى أَن صَار أحد أَرْكَانه وأدمن الِاشْتِغَال والاشغال بِحَيْثُ بَقِي أوحد زَمَانه، وَمن شُيُوخه فِي فقه الْحَنَفِيَّة الضياء مُحَمَّد الْهَرَوِيّ أَخذ عَنهُ الْمجمع بعد أَن حفظه ولازمه بالسلطانية من عمل أذربيجان وَسمع غَالب الْهِدَايَة بحثا على عبد الرَّحْمَن التشلاقي أَو القشلاغي بِالْقَافِ والشين والغين المعجمتين خَال الْعَلَاء البُخَارِيّ وشارح الْبَيْضَاوِيّ الشَّرْح الْمَوْصُوف بالْحسنِ وَسمع عَلَيْهِ أصُول الْحَنَفِيَّة بحثا وَفِي فقه الْحَنَابِلَة مُحَمَّد بن الْحَادِي وَسمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَعبد الله بن عَزِيز بزايين معجمتين مَعَ التصغير والتثقيل ومحمود الْمَعْرُوف بكريكر بِالتَّصْغِيرِ وَمُحَمّد الكيلاني، وتزايد اشْتِغَاله بِهَذَا الْمَذْهَب لكَون وَالِده كَانَ حنبليا وَفِي فقه الشَّافِعِيَّة مَوْلَانَا حجَّة تِلْكَ الْبِلَاد بل يُقَال إِنَّه من أَوْلَاد ابْنه صَاحب الْحَاوِي وناصر الدّين مُحَمَّد الْمَعْرُوف بأيادي الْأَبْهَرِيّ ولازمه مُدَّة طَوِيلَة أَخذ عَنهُ فِيهَا النَّحْو وَالصرْف، وَلم يتسير لَهُ الْبَحْث فِي فقه الْمَالِكِيَّة وَقصد ذَلِك فَمَا قدر وَأخذ أصُول الدّين وآداب الْبَحْث عَن السراج الزنجاني وأصول الْفِقْه عَن أَحْمد الدواليبي أخي مُحَمَّد وَحضر بحث الْمُخْتَصر الْأَصْلِيّ لِابْنِ الْحَاجِب والعضد وَكَثِيرًا من شُرُوح التَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وَكَثِيرًا من الْكَشَّاف على مَوْلَانَا ميرك الصيرامي أحد تلامذة التَّفْتَازَانِيّ وَبحث بعض الْكَشَّاف أَيْضا والمعاني وَالْبَيَان على مَوْلَانَا عبد الرَّحْمَن ابْن أُخْت أَحْمد الجندي وَجَمِيع الشاطبية بعد حفظهَا على الشريف مُحَمَّد القمني والنحو عَن أَحْمد بن الْمِقْدَاد وَعبد الْقَادِر الوَاسِطِيّ وَبحث عَلَيْهِ الأشنيهية فِي الْفَرَائِض بخلوة الْغَزالِيّ من الْمدرسَة النظامية بِبَغْدَاد وانتفع بِهِ فِي غير ذَلِك والطب والمعاني وَالْبَيَان أَيْضا بعد حفظه للتلخيص عَن الْمجد مُحَمَّد المشيرقي السلطاني الشَّافِعِي

والمنطق بعد حفظه الشمسية عَن القَاضِي غياث الدّين مُحَمَّد الْخُرَاسَانِي الشَّافِعِي كَذَا بحث عَلَيْهِ علم الجدل أَيْضا والطب عَن موفق الدّين الهمذاني وَسمع) بحث شرح الْهِدَايَة فِي الْحِكْمَة لمولانا زَاده بعد حفظه متنها على الْمجد مُحَمَّد التوريزي وَغير ذَلِك من كتب الطِّبّ وَسمع على مَوْلَانَا مُوسَى باش الرُّومِي علم الموسيقى بحثا وَكَانَ لقِيه لأكْثر من أُشير إِلَيْهِ بالسلطانية لكَون تمر جمعهم بهَا وَهِي مَحل حريمه وأجرى عَلَيْهِم الأعطية وارتحل إِلَى تبريز فَأخذ بهَا عَن الضياء التبريزي النَّحْو وأصول الْفِقْه وَعَن الْجلَال مُحَمَّد القلندشي فقه الشَّافِعِيَّة وأصولهم وَحضر الْمعَانِي وَالْبَيَان وَبَعض الْكَشَّاف عِنْد مَوْلَانَا حيدر، ثمَّ إِلَى أرزنجان من بِلَاد الرّوم فَأخذ علم التصوف عَن يارغلي السيواسي ثمَّ عَاد من بِلَاد الرّوم بعد أَن جال الْآفَاق وَأسر مَعَ اللنك وقاسى شدَّة بِحَيْثُ كَانُوا يقطعون الرُّءُوس ويحملونه إِيَّاهَا إِلَى الْبِلَاد الشامية فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة مُجَردا عَلَيْهِ كنبك فلقي بحلب من شَاءَ الله من الْعلمَاء، وناظر فِي الشَّام الْجمال الطيماني وَاجْتمعَ فِي الْقُدس بالشهاب بن الهائم فَعَظمهُ كثيرا وَزَاد إِذْ ذَاك الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَبعد الْقَاهِرَة بعد هَذَا كُله فِي مستهل رَجَب مِنْهَا وَقد أُشير إِلَيْهِ فِي الصّرْف والنحو والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والجدل وآداب الْبَحْث والأصلين والطب وَالْعرُوض والفقيه وَالتَّفْسِير والقراءات والتصوف وَغَيرهَا فَنزل بالجمالية وَقرر فِي صوفيتها وَأَقْبل النَّاس عَلَيْهِ فَأخذُوا عَنهُ، وزوجه الشَّيْخ مصطفى المقصاتي ابْنَته وتدرب بِهِ فِي عمل المقصات وتكسب بهَا وقتا مَعَ اشتهاره بالفضيلة التَّامَّة حَتَّى أَنه لما تمت عمَارَة الْجَامِع المؤيدي وَحضر السُّلْطَان عِنْد مدرسيه وَمِنْهُم الْبَدْر الأقصرائي الْحَنَفِيّ كَانَ من جملَة الْحَاضِرين فَلم يتَكَلَّم مَعَه غَيره بِحَيْثُ عظم فِي عين السُّلْطَان وَأَشَارَ لما تمّ الدَّرْس ورام الْمدرس الدُّعَاء بِنَفسِهِ مُبَالغَة فِي تَعْظِيم السُّلْطَان لصَاحب التَّرْجَمَة أَن يفعل فَفعل وأعلمه الْبَدْر بن مزهر وَذَلِكَ قبل أَن يَلِي كِتَابَة السِّرّ بِأَنَّهُ رجل عَالم يتكسب بِعَمَل المقصات فوعد بِبِنَاء مدرسة من أَجله يكون هُوَ شَيخا فَمَا تيَسّر وَرُبمَا أقرأه وَلَده إِبْرَاهِيم بل رام الْمُؤَيد الِاجْتِمَاع بِهِ فِي مَحل خلْوَة للْقِرَاءَة عَلَيْهِ فَمَا وَافق الْعِزّ خوفًا من الصاق كثير مِمَّا يصدر عَن السُّلْطَان بِهِ وعد ذَلِك من وفور عقله، وَاسْتمرّ الْعِزّ ملازما للاشغال غير مفتقر للاستفادة من أحد إِلَّا فِي علم الحَدِيث دراية وَرِوَايَة فَإِنَّهُ أَخذ عُلُوم الحَدِيث جَمِيعًا لِابْنِ الصّلاح عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بعد قِرَاءَته وسائره سَمَاعا وَكَانَ الْبَحْث فِيهِ إِلَى أثْنَاء النَّوْع الْحَادِي وَالْأَرْبَعِينَ وَبَاقِيه سردا ولازمه حَتَّى أَخذ عَنهُ نظهر الاقتراح لوالده بحثا وَسمع عَلَيْهِ من تصانيف أَبِيه تقريب الْأَسَانِيد والمنظومة

فِي غَرِيب الْقُرْآن وَمن أول السِّيرَة الألفية إِلَى ذكر أَزوَاجه وَالْكثير من النكت على) ابْن الصّلاح وَقَرَأَ مِنْهَا جَمِيع الألفية الحديثية رِوَايَة والمورد الهني وَمن غَيرهَا الْكثير من الْأُصُول الْكِبَار وَغَيرهَا وَوَصفه فِي إِثْبَات بعضه بِخَطِّهِ بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَامِل مُفِيد الطالبين نفع الله بِهِ وَمرَّة بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل المفنن ذِي الْفَوَائِد والفرائد مُفِيد الطالبين أمتع الله بفوائده وأجراه على جميل عوائده، وَمرَّة بالشيخ الإِمَام الْعَالم، وَأذن لَهُ فِي إقراء عُلُوم الحَدِيث وإفادته وَكَذَا قَرَأَ على شَيخنَا صَحِيح البُخَارِيّ والنخبة لَهُ واختص بِهِ كثيرا وَكَانَ أحد الطّلبَة الْعشْرَة عِنْده بالجمالية وَحضر دروسه وأماليه، وَرَأَيْت بِخَط شَيخنَا بتصنيفه النخبة كتبهَا برسمه قَالَ فِي آخرهَا مَا صورته علقها مختصرها تذكرة للعلامة مجد الدّين عبد السَّلَام نفع الله بِهِ آمين وتمت فِي صَبِيحَة الاربعاء ثَانِي عشر شَوَّال سنة أَربع عشرَة، وَقَالَ فِي أَولهَا مَا نَصه: رِوَايَة صَاحبهَا الْعَلامَة الأوحد المفنن مجد الدّين عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَكتب لَهُ عَلَيْهَا أَنه قَرَأَهَا قِرَاءَة بحث وإتقان وَتَقْرِير وَبَيَان فَأفَاد أَضْعَاف مَا اسْتَفَادَ وحقق ودقق مَا أَرَادَ وَبنى بَيت الْمجد لفكره الصَّحِيح وأشاد ثمَّ قَالَ وَأذن لَهُ أَن يقرئها لمن يرى ويرويها لمن درى وَالله يُسلمهُ حضرا وسفرا وَيجمع لَهُ الْخيرَات زمرا، وسمعته يَقُول مرَارًا لم أستفد بِالْقَاهِرَةِ من غَيرهمَا لَكِن قد ذكر لي بعض من أخذت عَنهُ أَنه أَخذ الطِّبّ وَغَيره عَن إِسْمَاعِيل الرُّومِي نزيل البيبرسية وَأحد صوفيتها الَّذِي كَانَ يُقَال لَهُ كردنكش فَلَعَلَّهُ لم ير عِنْده مَا يسْتَحق أَن يُسَمِّيه بِالنِّسْبَةِ لمعرفته فَائِدَة وَالله أعلم وَأما الرِّوَايَة فنه سمع وَقَرَأَ على غير وَاحِد وطلبها بِنَفسِهِ فَأكْثر وَكتب الطباق وَضبط النَّاس ورافق المتميزين فِيهَا، وَمن شُيُوخه الَّذين أَخذ عَنْهُم الزين أَبُو بكر المراغي وَكَانَ سَمَاعه عَلَيْهِ بِمَكَّة حَيْثُ حج كَمَا كتبه لي بِخَطِّهِ والشرف بن الكويك وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ والشموس المحمدون الْبرمَاوِيّ والشامي الْحَنْبَلِيّ والزارتيتي وَابْن الْمصْرِيّ وَابْن البيطار وَالْغَرْس خَلِيل بن سعيد الْقرشِي والتقي الزبيرِي وَالْفَخْر الدنديلي والشهابان الطريني والبطائحي والنوران الفوي والابياري والسراج قاري الْهِدَايَة، وَأَجَازَ ل من الْحَرَمَيْنِ الْجمال بن ظهيرة والزين الطَّبَرِيّ والوانوغي وَعبد الرَّحْمَن الزرندي ورقية ابْنة ابْن مزروع وَآخَرُونَ بل سمع على جمَاعَة فيهمَا، وَقَررهُ الزيني عبد الباسط متصدرا بمدرسته وَفصل لَهُ ثيابًا نفيسة وسكنها بعد الجمالية وقتا ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى التربة الدوادارية وَكَانَ قد ولي مشيختها ونظرها بعد مُنَازعَة النُّور السويفي أَمَام السُّلْطَان لَهُ فِي ذَلِك وَدفع السُّلْطَان لامامه بقوله أعْطه

اسْتِيفَاء الصُّحْبَة يَعْنِي الَّتِي كَانَت مَعَه وَنحن نعطيك المشيخة وَأَنا أعين من) يشد الِاسْتِيفَاء عَنهُ نِيَابَة فَسكت خوفًا من ابرام ذَلِك، وَاسْتمرّ مُقيما بهَا إِلَى أَن رغب عَنْهَا وانتقل حِينَئِذٍ إِلَى الحسينية فسكن فِي درب الاقباعيين بِالْقربِ من حَوْض الصارم وانتفع بِهِ النَّاس فِي كل الْأَمَاكِن الْمشَار إِلَيْهَا وَكَذَا أعَاد بالجانبكية الَّتِي بالقربيين للحنفية ثمَّ رغب عَنْهَا للنور الصُّوفِي أحد نواب الْحَنَفِيَّة الْآن وَتوقف النَّاظر فِي الامضاء لَهُ مُدَّة ثمَّ كتب ودرس أَيْضا الْفِقْه بالمنكوتمرية وبدرس صرغتمش الَّذِي عمله بِجَامِع المارداني برغبة المحبي الاقصرائي، ثمَّ رغب هُوَ عَنهُ للعضدي الصيرامي، وَاسْتقر الامشاطي بعده فِي المنكوتمرية وتصدير الباسطية، إِلَى غير ذَلِك من الْوَظَائِف الَّتِي دونهَا، وناب عَن ولد السراج قارىء الْهِدَايَة عقب موت وَالِده فِيمَا أضيف إِلَيْهِ من جهاته كَمَا ذكره شَيخنَا فِي تَرْجَمَة السراج من إنبائه وَهِي تدريس الناصرية والاشرفية الْقَدِيمَة والاقبغاوية بجوار الازهر والاعادة بطولون واتفقت وَفَاة الْوَلَد والعز غَائِب فانتهز القَاضِي علم الدّين وَهُوَ إِذْ ذَاك الْمُتَوَلِي الفرصة لفضه مِنْهُ وَأعْطى الناصرية لِابْنِ الزين التفهني والاشرفية والاقبغاوية لآخر والاعادة لِلشِّهَابِ بن الْمُحب بن الاشقر فَلَمَّا عَاد الْعِزّ وَعلم بذلك صَاح واستغاث وَصرح بِأَنَّهُ لَا بُد من شكوى القَاضِي إِلَى السُّلْطَان وَصعد القلعة فَوجدَ القَاضِي أَيْضا صاعدا لأجل سَماع الحَدِيث عِنْد السُّلْطَان فَقَالَ لَهُ القَاضِي بَلغنِي أَنَّك تُرِيدُ شكواك فَقَالَ لَهُ نعم قَالَ مَا تَقول قَالَ أَقُول هَذَا كتاب الْحَاوِي وَأَشَارَ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي كمه أسأَل من السُّلْطَان فتح أَي مَكَان شَاءَ مِنْهُ ونقرر أَنا وَأَنت مِنْهُ ليظْهر الِاسْتِحْقَاق، وَقدر اجتماعها ووقوفه إِلَى السُّلْطَان فَأمره بعودها إِلَيْهِ فَفعل وَتوقف ابْن الْأَشْقَر فِي ترك وَلَده جَمِيع الاعادة فاشترك مَعَه فِيهَا فِيمَا قيل، وباشر التداريس الثَّلَاثَة إِلَى أَن رغب عَنْهَا للسيف بن الخوندار وَلم يبْق مَعَه سوى التصدير بالباسطية والمنكوتمرية، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ من شُيُوخنَا الزين رضوَان وَابْن خضر وَابْن سَالم والتقي المنوفي القَاضِي والشرف بن الخشاب والتقي الحصني من الشَّافِعِيَّة وَابْن الْهمام والتقي الشمني وَغَيرهمَا من الْحَنَفِيَّة والقرافي والأبدي وَغَيرهمَا من الْمَالِكِيَّة والعز الْكِنَانِي والبدر الْبَغْدَادِيّ وَابْن الرزاز وَغَيرهم من الْحَنَابِلَة بل قَرَأَ عَلَيْهِ طبقَة أَعلَى من هَذِه كالكمال الشمني والشهاب الكلوتاتي وأوحد الدّين عبد اللَّطِيف بن الشّحْنَة ودونها كالزين قَاسم الْحَنَفِيّ والبدر وَالْوَلِيّ البلقينيين وَمن شَاءَ الله مِمَّن يَلِي هَؤُلَاءِ أَيْضا حَتَّى أَنه ألحق الْأَوْلَاد بِالْآبَاءِ وَصَارَ غَالب فضلاء الديار المصرية من تلامذته كل ذَلِك مَعَ الْخَيْر والديانة وَالْأَمَانَة والزهد

والعفة وَحب الخمول والتقشف فِي مَسْكَنه) وملبسه ومأكله والانعزال عَن بني الدُّنْيَا والشهامة عَلَيْهِم وَعدم مداهنتهم والتواضع مَعَ الْفُقَرَاء والفتوة والاطعام وكرم النَّفس والرياضة الزَّائِدَة وَالصَّبْر على الِاشْتِغَال وَاحْتِمَال جفَاء الطّلبَة والتصدي لَهُم طول النَّهَار والتقنع بزراعات يَزْرَعهَا فِي الأرياف ومقاساة أَمر المزارعين واتعابهم والاكثار من تَأمل مَعَاني كتاب الله عز وَجل وتدبره مَعَ كَونه لم يستظهر جَمِيعه وَيعْتَذر عَن ذَلِك بِكَوْنِهِ لَا يحب قِرَاءَته بِدُونِ تَأمل وتدبر والمحاسن الجمة بِحَيْثُ سَمِعت عَن بعض عُلَمَاء الْعَصْر أَنه قَالَ لم نعلم قدم مصر فِي هَذِه الْأَزْمَان مثله وَلَقَد تجملت هِيَ وَأَهْلهَا بِهِ وَبَلغنِي أَنه كَانَ رُبمَا جَاءَهُ الصَّغِير لتصحيح لوحه وَنَحْوه من الْفُقَرَاء المبتدئين لقِرَاءَة درسه وَعِنْده من يقْرَأ من الرؤساء فيأمرهم بِقطع قراءتهم حَتَّى يَنْتَهِي تَصْحِيح ذَاك الصَّغِير أَو قِرَاءَة ذَاك الْفَقِير لدرسه وَيَقُول أَرْجُو بذلك الْقرْبَة وترغيبهم وَأَن اندرج فِي الربانيين وَلَا يعكس، وَلم يحصل لَهُ انصاف من رُؤَسَاء الزَّمَان فِي أَمر الدُّنْيَا وَلَا أعْطى وَظِيفَة مُنَاسبَة لعَلي مقَامه وَكَانَ فصيح اللِّسَان مفوها طلق الْعبارَة قوي الحافظة سريع النّظم جدا وَلذَلِك فِيهِ مَالا يُنَاسب مقَامه خُصُوصا وَهُوَ لم يُعْطه كليته مَعَ إكثاره مِنْهُ لَا يهاب كَبِير أحد وَله مَعَ القَاضِي علم الدّين سوى مَا تقدم مفاوضات مِنْهَا ان القَاضِي تناقضت فتياه فِي وَاقعَة وَاحِدَة وَكَانَ الْعِزّ قد كتب عَلَيْهَا وَاتفقَ اجْتِمَاعهمَا بالقلعة فِي مجْلِس السُّلْطَان فَقَالَ الْعِزّ لقَاضِي مذْهبه يَا مَوْلَانَا قَاضِي الْقُضَاة مَا الحكم عندنَا فِي الْمُفْتِي الماجين فَأَجَابَهُ بقوله يحْجر عَلَيْهِ فِي فتياه فَكَانَت هَذِه قاصمة وامتدح شَيخنَا بِمَا أثْبته فِي الْجَوَاهِر وأثابه فِي وَقت بِعَدَد أبياته ذَهَبا وَكَذَا امتدح غَيره من الْأَعْيَان حَتَّى أَن امتدح الظَّاهِر جقمق بقصيدة عرض فِيهَا بتهدم منزله فَأرْسل لَهُ بأربعمائة دِينَار، وَمن جملَة أبياتها: (والسقف خر تُرَابا من ركاكته ... والجدر مَال أعاليها إِلَى الطّرق) وَأجَاب ابْن العليف الشَّاعِر عَن لغز وقرضه لَهُ شَيخنَا، وَخمْس القصيدة المنسوبة لامامنا الشَّافِعِي الَّتِي أَولهَا: (خبت نَار نَفسِي باشتعال مفارقي ... وأظلم عيشي إِذْ أَضَاء شبابها) وَكَذَا خمس قَول الشَّيْخ عبد الْقَادِر الكيلاني مَا فِي المناهل منهل يستعذب كَمَا أثبت ذَلِك فِي تَرْجَمته من معجمي بل بَلغنِي أَنه شرع فِي جمعه فِي ديوَان على حُرُوف المعجم وَكتب مِنْهُ قِطْعَة، إِلَى غير ذَلِك من التآليف والتعاليق الَّتِي كَانَ يُمْلِيهَا على الطّلبَة وَمن ذَلِك على) ايساغوجي والشمسية والالفية والتوضيح

وَاعْتذر عَن عدم الاكثار من التصانيف والتصدي لَهَا بِأَنَّهُ لَيْسَ من عدَّة الْمَوْت لعدم الاخلاص فِيهِ أَو كَمَا قَالَ، وَقد أَقرَأ الْحَاوِي فِي فقه الشَّافِعِيَّة بِالْقَاهِرَةِ وَأفْتى مرّة بقول الرَّافِعِيّ مَعَ مُخَالفَة النوري وَبلغ ذَلِك الْجلَال الْمحلي فَقَالَ مَا للنَّاس بمذاهب النَّاس وَاتفقَ علمه بذلك فشاط، وَكَانَ يقرىء تائية ابْن الفارض ويترنم بقصائده ويقصد بالفتاوي فِي النَّوَازِل الْكِبَار ودونها وَأفْتى بِأَن حمل طَالب الْحق غَرِيمه المدافع المتمرد عَن إِعْطَاء مَا وَجب عَلَيْهِ إِلَى الْوُلَاة الحماة لَا سِيمَا فِي زَمَاننَا جَائِز وَلَا لوم على فَاعله الْمَحْكُوم عَلَيْهِ بِأَنَّهُ لَا يُطَالِبهُ إِلَّا من الشَّرْع، وَقد حدث باليسير أَخذ عَنهُ أَصْحَابنَا وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ التقي القلقشندي والبقاعي وَغَيرهمَا من الطّلبَة وَكنت مِمَّن أَخذ عَنهُ فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وحملت عَنهُ أَشْيَاء وَكتب لي خطه بسيدنا ومولانا الامام الْعَالم الْفَاضِل الْمُحدث الْمُفِيد الشَّيْخ فلَان، وَبعد ذَلِك بسيدنا ومولانا الامام الْعَالم الْمُحدث البارع الْحَافِظ الضَّابِط الثِّقَة المتقن وَقَالَ فِي بعض مَا قرأته قِرَاءَة متقن ضَابِط مُعرب حَافظ يقظ مطرب شوق بهَا الأذهان وشنف بهَا الآذان كَانَ الله لَهُ حَيْثُ كَانَ، وَكتب لي نسبه بِخَطِّهِ بعد أَن ثَبت فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ على تِلْمِيذه التقي المنوفي ضمن ثُبُوت نسب ابْن أَخِيه لأمه، وَلم يزل على طَرِيقَته متصديا لنشر الْعلم حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ خَامِس عشري رَمَضَان سنة تسع وَخمسين، وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر، وَدفن بتربة الْأَمِير بورى خَارج بَاب الْوَزير تَحت التنكزية، وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله رَحمَه الله وإيانا. 513 - عبد السَّلَام بن حسن الْعِزّ الخالدي أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَيعرف بالكذاب /. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. 514 - عبد السَّلَام بن دَاوُد بن عُثْمَان بن القَاضِي شهَاب الدّين عبد السَّلَام بن عَبَّاس الْعِزّ السلطي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَيعرف بالعز الْقُدسِي /. ولد فِي سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِكفْر المَاء قَرْيَة بَين عجلون وحبراض، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وفهمه عَم وَالِده الشهَاب أَحْمد بن عبد السَّلَام بعض مسَائِل ثمَّ انْتقل بِهِ قَرِيبه الْبَدْر مَحْمُود بن عَليّ بن هِلَال العجلوني أحد شُيُوخ الْبُرْهَان الْحلَبِي فِي حُدُود سنة سبع وَثَمَانِينَ إِلَى الْقُدس فحفظ بِهِ فِي أسْرع وَقت عدَّة كتب فِي فنون بِحَيْثُ كَانَ يقْضِي الْعجب من قُوَّة حافظته وعلو همته ويقظته ونباهته وَبحث على الْبَدْر الْمَذْكُور فِي الْفِقْه إِلَى أَن أذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس سَرِيعا، ثمَّ ارتحل بِهِ) إِلَى الْقَاهِرَة فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا فَحَضَرَ بهَا دروس السراجين البُلْقِينِيّ

وَابْن الملقن، وسافر صُحْبَة الْبَدْر إِلَى دمياط واسكندرية وَغَيرهمَا من الْبِلَاد الَّتِي بَينهمَا كسنباط واجتمعا بقاضيها الْفَخر أبي بكر الحوراني وَقَرَأَ على الْبَدْر حِينَئِذٍ الْجمال يُوسُف السنباطي وَالِد الْعِزّ عبد الْعَزِيز الْآتِي ثمَّ رجعا إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى الْقُدس وَسمع حِينَئِذٍ بغزة على قاضيها الْعَلَاء عَليّ بن عَليّ بن خلف بن كَامِل السَّعْدِيّ أخي الشَّمْس الْغَزِّي صَاحب ديوَان الفرسان ثمَّ عادا لبلادهما، وَدخل صُحْبَة الْبَدْر مَدِينَة السلط والكرك وعجلون وحسبان وجال فِي تِلْكَ الْبِلَاد فَلَمَّا مَاتَ الْبَدْر ارتحل إِلَى دمشق وَذَلِكَ فِي حُدُود سنة سبع وَتِسْعين وجد فِي الِاشْتِغَال بِالْحَدِيثِ وَالْفِقْه وَأَصله والعربية وَغَيرهَا من عُلُوم النَّقْل وَالْعقل على مشايخها وَسمع بهَا الحَدِيث من جمَاعَة كثيرين، وَحج فِي سنة ثَمَانمِائَة فَسمع فِي توجهه بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على الْعلم سُلَيْمَان السقا نُسْخَة أبي مسْهر وَمَا مَعهَا وبمكة على الشَّمْس بن سكر وَابْن صديق ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فَسمع بهَا الْكثير خُصُوصا مَعَ شَيخنَا وَأكْثر من السماع والشيوخ وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ من الدمشقيين إِبْرَاهِيم بن الْعِمَاد أَحْمد بن عبد الْهَادِي وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر وَأحمد بن اقبرص وَأحمد بن الْعِمَاد أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي وَأحمد بن دَاوُد الْقطَّان والكمال أَحْمد ابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْحق وَأحمد بن عَليّ بن يحيى الْحُسَيْنِي والعماد أَبُو بكر ابْن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي وَخَدِيجَة ابْنة إِبْرَاهِيم بن سُلْطَان وَخَدِيجَة ابْنة أبي بكر الكوري ورقية ابْنة عَليّ الصَّفَدِي وَزَيْنَب ابْنة أبي بكر بن جعوان وَعَائِشَة ابْنة أبي بكر بن قوام وَعَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وَأُخْتهَا فَاطِمَة وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَعبد الرَّحْمَن بن عمر البيتليدي وَعبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الأرموي وَعبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ سبط الذَّهَبِيّ وَعبد الْقَادِر بن مُحَمَّد ابْن عَليّ القمني والتقي عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد الله وَعلي بن غَازِي الكوري وَعمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سلمَان البالسي وَعمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي وَفَاطِمَة ابْنة عبد الله الحورانية وَفَاطِمَة ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن المنجا وَمُحَمّد بن أبي هُرَيْرَة وَعبد الرَّحْمَن بن الذَّهَبِيّ وَمُحَمّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم البزاعي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن منيع والبدر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قوام وَمُحَمّد بن مُحَمَّد ابْن مَحْمُود بن السعلوسي ويوسف بن عُثْمَان بن عمر الْعَوْفِيّ وَعِنْده عَنهُ مسلسلات ابْن شَاذان باجازته الَّتِي انْفَرد بهَا مَا الرضى الطَّبَرِيّ، وَبعد هَذَا كُله انْتقل فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بعد) الْفِتْنَة إِلَى الديار المصرية فقطن الْقَاهِرَة ولازم البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره والزين الْعِرَاقِيّ فِي الحَدِيث وَكتب عَنهُ من أَمَالِيهِ وَغَيرهَا وَأثبت المملى

اسْمه بِخَطِّهِ فِي عدَّة مجَالِس وَكَانَ الهيثمي يحضرها ويجيز وَكَذَا سمع فِيمَا قبل هَذَا التَّارِيخ وَبعده على التنوخي والزين بن الشيخة وَابْن أبي الْمجد والحلاوي والسويداوي وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ نَاصِر الدّين بن الْفُرَات وَمَرْيَم الاذرعية وَالشَّمْس مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل القلقشندي وَطَائِفَة، وَأخذ عَن الْعِزّ بن جمَاعَة من الْعُلُوم الَّتِي كَانَ يقرئها وَكَذَا أَخذ عَن الشهَاب الحريري الطَّبِيب فِي المعقولات أَيْضا وناب عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فِي الْقَضَاء سنة أَربع ثمَّ أعرض عَن ذَلِك لكَون وَالِده السراج عَتبه عَلَيْهِ لتعطله بِهِ عَن الِاشْتِغَال، ثمَّ عَاد إِلَى النِّيَابَة فِي سنة تسع وَاسْتمرّ حَتَّى صَار من أجلاء النواب وَصَحب فتح الله كَاتب السِّرّ ثمَّ نوه بِهِ نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ حَتَّى صَار يزاحم الأكابر فِي المحافل ويناطح الفحول الأماثل بِقُوَّة بَحثه وشهامته وغزارة علمه وفصاحته، وَاسْتقر فِي تدريس الحَدِيث بالجمالية عقب الْكَمَال الشمني وَتكلم شَيخنَا مَعَه فِي أَخذ شَيْء مِنْهُ للتقي ولد المتوفي وَفِي تدريس الْفِقْه بالخروبية بِمصْر، وناب فِي الخطابة بالمؤيدية أول مَا فتحت عَن ابْن الْبَارِزِيّ ثمَّ عَن وَلَده الْكَمَال وَاسْتقر بِهِ الزين عبد الباسط فِي مشيخة مدرسته بِالْقَاهِرَةِ أول مَا فتحت بل ولي مشيخة الصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس بعناية الْبَدْر بن مزهر بعد موت الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وسافر لمباشرتها بعد أَن رغب عَن الجمالية لِابْنِ سَالم والخروبية للمحب بن أبي المحاسن وَاسْتقر فِي الباسطية الامام شهَاب الدّين الْأَذْرَعِيّ ثمَّ صرف الْعِزّ عَن الصلاحية فِي خَامِس عشري ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بالشهاب بن المحمرة وَرجع الْعِزّ إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا على نِيَابَة الْقَضَاء وأضيف إِلَيْهِ قَضَاء النحرارية عوضا عَن ابْن قَاسم مَعَ مُرَتّب رتبه لَهُ عبد الباسط إِلَى أَن أُعِيد إِلَى الصلاحية بعد موت الشهَاب وَاسْتمرّ فِيهَا حَتَّى مَاتَ وَقد حدث بأَشْيَاء بِالْقَاهِرَةِ وَبَيت الْمُقَدّس وَغَيرهمَا، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ قَاضِي الْمَالِكِيَّة بحماة أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يحيى الْحكمِي المغربي وَوَصفه بشيخنا الامام الْعَلامَة شيخ الاسلام علم الْمُحَقِّقين حَقًا وحائز فنون الْعلم صدقا، وَكَذَا درس وَأفْتى وَأفَاد وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء سِيمَا أهل تِلْكَ النواحي، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة داهية لسنا فصيحا فِي التدريس والخطابة وَغَيرهمَا حسن الْقِرَاءَة جدا مفوها طلق الْعبارَة قوي الحافظة حَتَّى فِي التَّارِيخ وأخبار الْمُلُوك جيد الذِّهْن حسن الاقراء كثير النَّقْل والتنقيح متين النَّقْد وَالتَّرْجِيح وأقرأ هُنَاكَ فِي جَامع المختصرات فَكَانَ أمرا عجبا صَحِيح) العقيدة شَدِيد الْحَط والانكار على ابْن عَرَبِيّ وَمن نحا نَحوه مغرما بِبَيَان عقائدهم الرَّديئَة وتزييفها مُصَرحًا بِأَنَّهُم أكفر الْكفَّار جوادا كَرِيمًا إِلَى الْغَايَة قل أَن ترى الْعُيُون فِي أَبنَاء جنسه نَظِيره فِي الْكَرم مَعَ كَونه

أكولا إِلَى الْغَايَة مهابا لطيفا حسن الشكالة ضخما أجَاز لي. وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس رَمَضَان سنة خمسين بِبَيْت الْمُقَدّس بعد تمرضه بالبواسير سِنِين وَدفن بمقبرة ماملا رَحمَه الله وإيانا وَمن نظمه: (إِذا الموائد مدت ... من غير خل وبقل) (كَانَت كشيخ كَبِير ... عديم فهم وعقل) وَقَوله: (وَذي قوام رطيب ... وافي يؤم الأراكا) (ناداني الْقلب مَاذَا ... تُرِيدُ قلت سواكا) بل يُقَال إِنَّه لم ينظم سوى هذَيْن المقطوعين. 515 - عبد السَّلَام بن عبد الْوَهَّاب بن الْمُحب مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ شَقِيق عبد الْوَاحِد / الْآتِي وَهَذَا أسن. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَلَاثِينَ بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ كتبا كالشاطبية وَالْمُخْتَار وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة وَسمع على الْجمال الكازروني وَأبي الْفَتْح المراغي بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَكَذَا على الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الكازروني فِي سنة سبع وَأَرْبَعين فِي البُخَارِيّ وَبعدهَا على أبي الْفرج المراغي وَكتب الْخط الْجيد وَنسخ بِهِ أَشْيَاء، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة أَولهَا فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فَقَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ وقرأه بِكَمَالِهِ على الْمُحب بن الاقصرائي وَحضر عِنْد السَّعْدِيّ بن الديري والجلال الْمحلي وَغَيرهمَا وَكَذَا دخل حلب فَمَا دونهَا لطلب الْمَعيشَة، وقطن مَكَّة من سنة إِحْدَى وَسبعين وَسمع مني فِيهَا أَشْيَاء بل كتب بعض تصانيفي وَلَيْسَ بِذَاكَ مَعَ شدَّة فاقته وتكرر طلبه الناشىء عَن قُوَّة حَاجته والحاحه فِي ذَلِك سِيمَا من الواردين من سَائِر المسالك وَرُبمَا اسْتَعَانَ فِي ذَلِك بنظمه وَلَيْسَ بالطائل. 516 - عبد السَّلَام بن أبي الْفَتْح بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد الزمزمي الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسبعين 017 -. عبد السَّلَام بن أبي الْفرج بن عبد اللَّطِيف الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي. / سمع على الزين المراغي. 518 - عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل النفطي الْمدنِي أَخُو عبد الْكَافِي / الْآتِي، مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 519 - عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ ابْن عبد السَّلَام أَخُو أبي الْخَيْر الكازروني الْمَكِّيّ. / ولد بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَاسْتقر فِي رياسة المؤذنين بِالْمَسْجِدِ

الْحَرَام بعد أَبِيهِمَا سنة سبع وَخمسين فَلم يُولد لَهُ. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس أَو ثَمَان وَسِتِّينَ وَالْأول أقرب. 520 - عبد السَّلَام الأول بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن روزبة بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْعِزّ أَبُو السرُور بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج بن الْجمال الكازروني الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد وَعلي وَمُحَمّد / وَغَيرهم مِمَّن ذكر فِي محاله. ولد فِي صَبِيحَة الْعشْرين من ربيع الأول سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض على الْمُحب المطري والبرهان إِبْرَاهِيم ابْن الْجلَال الخجندي وَأحمد بن سعيد الجزيري المغربي وَأبي الْفرج المراغي وَجَمَاعَة بل سمع على جده الْجمال أَشْيَاء وعَلى أبي السعادات بن ظهيرة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ بحثا وَأَجَازَ لَهُ شَيخنَا. مَاتَ سنة ثَمَان وَخمسين. 521 - عبد السَّلَام الثَّانِي / أَخُو الَّذِي قبله. ولد فِي عَاشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فَسمع على أَبِيه وَأبي الْفرج المراغي وَأبي الْفَتْح بن تَقِيّ وَآخَرين ولازمني كثيرا فِي مجاورتي عِنْد الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكتبت لَهُ بِمَا سَمعه مني وعَلى إجَازَة أوردت شَيْئا مِنْهَا فِي تَارِيخ الْمَدَنِيين، ثمَّ ورد مَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين فَسمع من تصانيفي على أَشْيَاء وَهُوَ سَاكن فهم مَذْكُور بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح. 522 - عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الامام عز الدّين الخشبي الْمدنِي. / سمع على النُّور الْمحلي سبط الزبير فِي الِاكْتِفَاء للكلاعي سنة عشْرين وعَلى الزين أبي بكر المراغي وَكتب تصنيفه تَحْقِيق النُّصْرَة بتلخيص معالم دَار الْهِجْرَة وانْتهى فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَشهد على مُؤَلفه بوقفه. 523 - عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الزرعي / أحد سكان المجاهدية بِدِمَشْق. كَانَ خيرا أَمينا موثوقا بِهِ فِيمَا قرأته بِخَط ابْن حجي. مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة أَربع عشرَة قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه 524 -. عبد السَّلَام بن مُوسَى بن أبي بكر بن أكبر الزين أَو الْمُحب الشِّيرَازِيّ العجمي الْمَكِّيّ وَالِد عبد الْعَزِيز / الْآتِي سبط الشَّيْخ على الزمزمي وَلذَا يعرف بالزمزمي. ولد فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة، وَسمع بهَا من ابْن صديق وَأبي الطّيب السحولي والزين المراغي وبن سكر وَالْمجد اللّغَوِيّ فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَمَا بعد. النشاوري والمليجي وَابْن حَاتِم والصردي والعراقي والهيثمي والدميري وَخلق، وَحدث أَخذ عَنهُ النَّجْم ابْن فَهد. وَذكره فِي مُعْجَمه وذيله وَقَالَ أَنه كتب الْخط الْحسن وَنسخ بالاجرة وتكسب بتأديب الْأَطْفَال مُدَّة وبالشهادة، وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا سَاكِنا

مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. 525 - عبد السَّلَام بن مُوسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد الزين بن الشّرف البهوتي الدمياطي الشَّافِعِي وَالِد النُّور عَليّ والولوي مُحَمَّد وَالْجمال عبد الله يُوسُف وأخو عبد الرَّحْمَن / الْمَذْكُورين فِي محالهم. ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدمياط وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عَنهُ أَبِيه وتلا بِهِ تجويدا وَغَيره على الزينين الهيثمي وجعفر وَحضر دروس الْفَقِيه علم الدّين بن الفران بل كَانَ هُوَ قارئه بُرْهَة وَكَذَا أَخذ عَن الشهَاب البيجوري وَغَيره وَفِي النَّحْو عَن ابْن سويدان وَلَقي الْفِرْيَانِيُّ فَأخذ عَنهُ وسَمعه على شَيخنَا والرشيدي وَغَيرهمَا واختص بالفخر الديمي لمصاهرة بَينهمَا وَأم بالجامع البدري بعد أَبِيه وَقَرَأَ على الْعَامَّة فِي المواعظ وَالرَّقَائِق وَنَحْوهمَا وأدب الْأَبْنَاء مُدَّة فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَكتب بِخَطِّهِ شَيْئا كثيرا حبس جَمِيعه على بنيه سوى مَا كتبه بالاجرة من مصاحف وَغَيرهَا وخطه جيد صَحِيح، وَلم يزل على طَرِيقَته فِي الْخَيْر وَالْبركَة واعتقاد النَّاس فِيهِ حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر صفر سنة سِتّ وَتِسْعين بدمياط بالاسهال شَهِيدا وَتَوَلَّى البيجوري غسله وَدفن بجوار الشَّيْخ فاتح بتربة الشرفاء بني عجلَان رَحمَه الله وإيانا. عبد السَّلَام الزرندي. / مضى فِي ابْن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد قَرِيبا. 526 - عبد السَّلَام الشرنوبي الْبُحَيْرِي ثمَّ القاهري الْمَكِّيّ. / خدم عِنْد أزبك اليوسفي اماما ثمَّ طرده فانتمى لتمراز، وسافر مَعَه للبحيرة وَنزل وَلَده فِي قراء الشيخونية وَفِي غَيرهَا. 527 - عبد السَّلَام الفارسكوري الازهري الْغَاسِل. / مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشري الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ، وَكَانَ خيرا أَقَامَ مديدة يغسل الْمَوْتَى وَقصد لذَلِك وَأَكْثَره احتسابا رَحمَه الله.) ::: 528 - عبد الصَّادِق بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ /. كَانَ من أَصْحَاب التقي بن المنجا ولي قَضَاء طرابلس وشكرت سيرته ثمَّ قدم دمشق وَتزَوج ابْنة السلاوي زَوْجَة مخدومه التقي وسعى فِي قَضَاء دمشق. وَمَات فِي الْمحرم سنة سِتّ شَهِيدا سقط عَلَيْهِ سقف بَيته فَهَلَك تَحت الرَّدْم. ذكره شَيخنَا فِي انبائه. 529 - عبد الصَّمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عمر عفيف الدّين الخلي اليمني الشَّافِعِي. / وخلة بِفَتْح الْمُعْجَمَة قَرْيَة بِالْحجرِ من جبال الْيمن. ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وتفقه بِجَمَاعَة مِنْهُم أَبُو حميش بِفَتْح الْمُهْملَة وَكسر الْمِيم وَآخره مُعْجمَة قَاضِي عدن وَقَرَأَ فِي الْفَرَائِض وشارك فِي النَّحْو وَغَيره، وَكَانَ تقيا

دينا خيرا اسْتَقر بِهِ عَليّ بن طَاهِر فِي نظر ثغر عدن وأعمالها بِحكم الْوكَالَة فِي جَمِيع تعلقاته فحمدت سيرته وَلم يَنْفَكّ عَن المطالعة وَالنَّظَر والمذاكرة مَعَ الْفُضَلَاء والتحصيل لكتب الْعلم والبحث عَن أَحْوَال الْفُقَهَاء ثمَّ قَلّدهُ أَيْضا النّظر فِي أوقاف تعز وَغَيرهَا فباشر ذَلِك أحسن مُبَاشرَة وَلَكِن لم تطل مدَّته. وَمَات بعدن فِي رَابِع صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل شهده السُّلْطَان فَمَا دونه وتأسف الخيرون على فَقده. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا بأبسط من هَذَا. 530 - عبد الصَّمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر ابْن عبد الْوَهَّاب المرشدي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيُسمى مُحَمَّدًا. وَقَرَأَ الْمِنْهَاج وَحضر عِنْد يحيى العلمي وَغَيره، وَكَانَ مصاحبا لولد ابْن عزم وَدخل مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة وَغَيرهَا. مَاتَ فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ عَن بضع وَثَلَاثِينَ وَترك فَاطِمَة وَأم حَبِيبَة فَتزَوج الأولى قريبها النُّور عَليّ بن الْفَخر أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المرشدي. 531 - عبد الصَّمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى وَقيل بدل عِيسَى مُحَمَّد بن مَنْصُور / وَهُوَ الَّذِي كتبه لي وَالْأول أتقن عز الدّين وصائن الدّين ابْن الزين بن الشَّمْس النجمي الصحراوي الزيات بهَا أَخُو مُحَمَّد وَمَرْيَم الآتيين وأبوهم مِمَّن أَخذ عَنهُ شَيخنَا وَيعرف كسلفه بالهرساني بِفَتَحَات وَآخره نون. ولد سنة احدى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْمَدْرَسَةِ النجمية طفاي تمر خَارج بَاب البرقية وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد أَبِيه وَالشَّمْس الدَّمِيرِيّ وَحضر مَعَ أَبِيه عِنْد البُلْقِينِيّ وأحضر وَهُوَ فِي الثَّالِثَة على التَّاج بن الفصيح الْكثير من السّنَن الْكُبْرَى للنسائي رِوَايَة ابْن الْأَحْمَر وعَلى الحافظين الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ خَتمهَا) فَقَط ثمَّ سمع على جده الشَّمْس والحافظين بعض سنَن أبي دَاوُد وَعلي ابْن أبي الْمجد الْكثير من البُخَارِيّ والختم مِنْهُ فَقَط على الحافظين والتنوخي والختم مِنْهُ أَيْضا لَكِن أَوله دون أول الَّذِي قبله عَليّ الابناسي والغماري وَابْن الشيخة، وَكَذَا سمع من الْعِرَاقِيّ من أَمَالِيهِ بِحَضْرَة الهيثمي وَحج مرَارًا وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل دمشق ودمياط والمحلة، وَحدث سَمِعت عَلَيْهِ قَدِيما ثمَّ تسارع إِلَيْهِ الطّلبَة بِأخرَة لِتَفَرُّدِهِ بالنسائي وأخذوه وَغَيره عَنهُ بل طلبه النَّجْم بن حجي وَحدث عَنهُ بغالب البُخَارِيّ رَفِيقًا للشاوي فَسمع عَلَيْهِ خلق، وَكَانَ خيرا يتعيش بحانوت بالصحراء وَيكْتب على الاستدعاءات خطا ضَعِيفا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ بالصحراء وَدفن بحوش مجاور لتربة السويفي تجاه

تربة الطَّوِيل بِالْقربِ من تربة اينال رَحمَه الله. 532 - عبد الصَّمد بن عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود روح الدّين بن سعد الدّين ابْن الصَّدْر الشِّيرَازِيّ. / كَانَ حَيا فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فَفِيهَا قَرَأَ على الظهير عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر الطاووسي وَسمع مَعَه ابْن أخي المسمع أَحْمد ابْن عبد الله بن عبد الْقَادِر وَوصف صَاحب التَّرْجَمَة بالمحدث الْعَالم ووالده بالقارىء وجده باستاذنا فِي كَلَام الله. 533 - عبد الصَّمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ. / درج صَغِيرا. 534 - عبد الصَّمد بن عماد بن إِبْرَاهِيم الدكني الْهِنْدِيّ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 535 - عبد الصَّمد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد المقراني الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِأبي نبيلة /. فَاضل اشْتغل على أَبِيه فِي الْفِقْه وَغَيره ولقيني بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَقَرَأَ على أربعي النَّوَوِيّ وَسمع على غير ذَلِك، وَذكر لي أَن وَالِده كَانَ فَقِيها قَرَأَ على الاهدل وَمَات فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَن سِتّ وَأَرْبَعين سنة. عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن عمر بن إِسْمَاعِيل القَاضِي عفيف الدّين الخلي بِالْمُعْجَمَةِ الْمَفْتُوحَة نِسْبَة إِلَى خلة قَرْيَة من بِلَاد حجر. مَاتَ فِي الْعشْر الأول من شَوَّال سنة تسعين، ومولده تَقْرِيبًا سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَكَانَ من رُءُوس الدولة الطاهرية بِالْمُهْمَلَةِ من الْيمن وَلَهُم إِلَيْهِ الْتِفَات كثير وَله عِنْدهم تمكن كَبِير من الْأَمَانَة والديانة والالتفات إِلَى الْفُقَهَاء والاشتغال بِالْعلمِ وَهُوَ من بَيت علم وَصَلَاح رَحمَه الله كتب إِلَيّ بذلك الْجمال مُوسَى الدؤالي وَكَانَ قريب ابْن إِسْمَاعِيل الْمَاضِي 536 -. عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الزين أَبُو الْخَيْر بن الشَّمْس بن سعد الدّين بن النَّجْم الْبَغْدَادِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كأبيه بالزركشي. ولد كَمَا ضَبطه لَهُ وَالِده لست خلون من ربيع الآخر سنة تسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وأحضر فِي الرَّابِعَة على التنوخي ثلاثيات البُخَارِيّ والخيرة فِي الْقرَاءَات الْعشْرَة لِابْنِ زُرَيْق وَغير ذَلِك ثمَّ سمع على الحلاوي والشرف بن الكويك وَمِمَّا سَمعه على أَولهمَا من مُسْند أَحْمد بِقِرَاءَة شَيخنَا وَكَذَا سمع على أبي الْفرج بن الشيخة، وَأَجَازَ لَهُ الشريف الشهَاب أَحْمد ابْن عَليّ الْحُسَيْنِي وَأَبُو حَفْص البالسي وَابْن منيع والكمال أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْحق وَمُحَمّد بن أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَعبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ سبط الذَّهَبِيّ

وَخَدِيجَة ابْنة ابْن سُلْطَان وَفَاطِمَة ابْنة المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَأُخْتهَا عَائِشَة وَآخَرُونَ، وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ السّنَن للشَّافِعِيّ رِوَايَة الْمُزنِيّ وَغير ذَلِك وَكَانَ خيرا سَاكِنا لين الْجَانِب نيرا صوفيا بِسَعِيد السُّعَدَاء بل أَظُنهُ كَانَ امامها وَقد كَانَت وَظِيفَة أَبِيه قبله. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. عبد الصَّمد الْوَادي التازفي /. 538 - عبد الظَّاهِر بن أَحْمد بن الجوبان سري الدّين بن الشهَاب الدِّمَشْقِي أَخُو عبد الْكَافِي / الْآتِي وَيعرف بِابْن الجوبان وبابن الذَّهَبِيّ. أحد كتاب الانشاء بِدِمَشْق بل نَاب فِي كِتَابَة سرها، وَكَانَ ذَا نظم كتب عَنهُ مِنْهُ الشهَاب اللبودي وَقَالَ إِنَّه مَاتَ فَجْأَة فِي عَاشر شعْبَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس بطرفها الشمالي رَحمَه الله، وَرَأَيْت البدري كتب عَنهُ فِي مَجْمُوعه قَوْله: (فتنت بنشابي أضحى محاربي ... بأسهم ألحاظ بهَا الْمَوْت قد حلا) (ينصل سهم اللحظ من قتلتي بِهِ ... أَلا فانظروه من دمي قد تنصلا) 539 - عبد الظَّاهِر بن أَحْمد بن عبد الظَّاهِر الزين التفهني الدَّاودِيّ / نِسْبَة لداود العزب الشَّافِعِي سبط أبي الْفضل بن الردادي. ولد، وَحفظ الْقُرْآن وتلا بالروايات على ابْن أَسد وَرُبمَا قَرَأَ فِي الجوق، واشتغل يَسِيرا فِي الْفِقْه والعربية وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة وَولي مشيخة الْمقَام الدَّاودِيّ وَأكْثر من التَّرَدُّد للقاهرة مَعَ انجماعه فِيهَا. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَالِث عشري ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ وَحمل لتفهنا فَدفن بهَا رَحمَه الله. 540 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد الزواوي /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 541 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن أَحْمد بن عز الدّين الْغَزِّي ثمَّ القاهري المقرىء /. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وتنزل فِي الْمدَارِس وَقَرَأَ فِي صفة الجمالية وَغَيرهَا وَفِي شباك البيبرسية وَسمع الْكثير وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ بالظاهرية، وَكَانَ سَاكِنا خيرا. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَظنهُ قَارب السّبْعين. 542 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن ضوء الْعِزّ بن الشهَاب بن الْعَلَاء الْقُدسِي الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن النَّقِيب لكَون جد أَبِيه كَانَ نقيب قلعة صفد. ولد فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع فِي سنة خمس وَتِسْعين الصَّحِيح على الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المفعلي والشهاب بن العلائي كِلَاهُمَا عَن الحجار وَكَذَا سمع على وَالِده وعَلى التَّاج أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَقْدِسِي بِقِرَاءَة الشَّمْس بن الديري وعَلى ابْن الديري نَفسه وَمُحَمّد بن سعيد فِي

آخَرين، وَحدث أَخذ عَنهُ ابْن أبي عذيبة وَقَالَ أَنه مَاتَ فَجْأَة فِي مستهل الْمحرم سنة خمسين بِبَيْت الْمُقَدّس رَحمَه الله. 543 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عَليّ بن يحيى بن أبي بكر بن أبي السعادات ابْن زَكَرِيَّا بن يحيى بن أَحْمد الربيعي نِسْبَة لِرَبِيعَة الْفرس بِالْفَاءِ وَالرَّاء الفارقي الأَصْل نِسْبَة لميافارقين بديار بكر الْمصْرِيّ /. ولد بعد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وسافر بِهِ أَبوهُ وَله نَحْو عشر سِنِين إِلَى الْيمن فاستوطنها إِلَى سنة ثَلَاث وَعشْرين غير أَنه قدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة لبَعض الأشغال وحظى فِي الْيمن عِنْد الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن الْأَفْضَل الْعَبَّاس بِحَيْثُ كَانَ ينْتَقل مَعَه حَيْثُ مَا سكن لتعز وَغَيرهَا وَكَذَا كَانَ أَبوهُ فِي خدمته بل كَانَ عَمه وزيره وَلما قدم الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين كَانَت إِقَامَته إِمَّا بهَا أَو باسكندرية أَو بِغَيْرِهِمَا من نَوَاحِيهَا حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ، وَذكر البقاعي أَنه لقِيه بِالْقَاهِرَةِ وَحكى لَهُ أَن عَادَة أهل عدن أَن من كَانَ حمله من التُّجَّار أَكثر بدىء بوزنه فاتفق اجْتِمَاع جمَاعَة وَفِيهِمْ خصى يُقَال لَهُ يمن عَتيق الشجاعي وَكَانَ حمله أَكثر وَنور الدّين الفوي أحد التُّجَّار المقيمين بعدن مِمَّن لَهُ وجاهة عِنْدهم وَتقدم فِي السن فأرادوا تقدميه فَلم يُمكنهُم الخصى من ذَلِك وسألهم الجري على الْعَادة أَو يُكَاتب السُّلْطَان ويمتثل مَا يرسم بِهِ فكاتبوه) فَكتب إِلَيْهِم: (يمن يمن بِمن ... يمن يمن يمن يمن) وَلم ينقط حرفا مِنْهَا فَلم يفهم أحد من المباشرين مُرَاده وفهمه الخصى فَكتب إِلَى السُّلْطَان كتابا وضع فِيهِ هَذِه الْكَلِمَات بِعَينهَا وَلم ينقط أَيْضا شَيْئا ففهم السُّلْطَان أَن مُرَاده (يمن يمن بِمن ... تمن يمن ثمن ثمن) فَأرْسل إِلَيْهِم أَن قدموه وَأَرَادَ شِرَاءَهُ فَوَجَدَهُ عتيقا، وَكَذَا كتب عَنهُ البقاعي مَا أنْشدهُ إِيَّاه من نظم الْأَشْرَف. 544 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعيد بن عَامر بن جَابر الْعِزّ بن الشهَاب بن الْعِمَاد الْمذْحِجِي القصوري بِضَم الْقَاف والمهملة نِسْبَة لبلدة بِالْيمن ثمَّ الطَّائِفِي الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد وَأبي الْحسن وَالْخَيْر / الْآتِي ذكرهم وَيعرف كسلفه بِابْن مكينة بِفَتْح أَوله. ولد بعد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا فِي قَرْيَة المليسا بلام مُشَدّدَة ومهملة مُصَغرًا ممدودا من وَادي الطَّائِف وَحفظ بهَا الْقُرْآن وتلا بِهِ لنافع على أَبِيه والعمدة والمنهاج الفرعي، وَأَجَازَ لَهُ من سَيذكرُ فِي اخوته وَأم بعد أَبِيه بِجَامِع المليسا، وداوم الْحَج وَتردد إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة

للزيارة مَاشِيا ونظم الشّعْر لقِيه البقاعي فِي بِلَاده سنة تسع وَأَرْبَعين فَكتب عَنهُ أبياتا قَالَ أَنه أصلحها لَهُ من اللّحن وَغَيره هَذَا بعد أَن وَصفه بالأديب الْفَاضِل وَقَالَ فِي كل من أَبِيه وجده القَاضِي. مَاتَ فِي. 545 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الشّرف أَبُو الْقسم بن الْمُحب أبي المفاخر بن قَاضِي الْقُضَاة الْعِزّ أبي المفاخر بن قَاضِي الْحَرَمَيْنِ الْمُحب أبي بكر بن قَاضِي الْقُضَاة الْكَمَال أبي الْفضل الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد الْعِزّ مُحَمَّد / الْآتِي والماضي أَبوهُ وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي لَيْلَة الرَّابِع عشر من ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه شبيبة ابْنة مُحَمَّد بن بِلَال بن قلاوون الْمَكِّيّ، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والألفية والمنهاج وَغَيرهَا وَعرض وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمسين فَمَا بعْدهَا شَيخنَا والعيني وَابْن الديري ومجير الدّين بن الذَّهَبِيّ والصالحي والرشيدي وَابْن الْفُرَات والصفدي وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة وجدته لِأَبِيهِ كمالية ابْنة عَليّ النويري وَأُخْتهَا أم الْوَفَاء وَالْقَاضِي أَبُو الْيمن وَأَبُو الْفضل وَخَدِيجَة ابْنة عبد الرَّحْمَن النويري وَأَبُو الْفَتْح المراغي) وَالسَّيِّد عفيف الدّين والمحب المطري وَابْن فَرِحُونَ والشهاب الْمحلي وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي والضياء بن النصيبي وَالْجمال بن جمَاعَة والتقي أَبُو بكر القلقشندي وست الْقُضَاة ابْنة ابْن زُرَيْق وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان وَأحمد بن عمر بن عبد الْهَادِي والشهاب بن زيد وَعبد الرَّحْمَن بن خَلِيل القابوني وَابْن جوارش وَغَيرهم، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَسمع بهَا على الشواوي والزكي الْمَنَاوِيّ وَآخَرين ولازمني بِمَكَّة والقاهرة فِي ألفية الحَدِيث وَشَرحهَا وَكَذَا فِي غير ذَلِك، وَكَذَا دخل الشَّام مرّة بعد أُخْرَى واشتغل بِبَلَدِهِ على غير وَاحِد من الغرباء وَفِي رحلته على جمَاعَة فِي فنون وتميز وَمن شُيُوخه فِي الشَّام الزين خطاب وَفِي الْقَاهِرَة الْجَوْجَرِيّ وَفِي مَكَّة ابْن عطيف والعلمي وَعبد المحسن فِي آخَرين، وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَمَعَهُ وَلَده فدام بهَا أشهرا، وَكَانَ على خير كَانَ الله لَهُ. 546 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْعِزّ بن الشهَاب القاهري ثمَّ الْمَكِّيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن المراحلي. ولد سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه فِي بعض مجاوراته بِالْمَدِينَةِ على الشهَاب الأبشيطي وَكَذَا تلاه على غَيره وترقي للتِّجَارَة وتميز فِيهَا، وقطن مَكَّة زَمنا وزاحم الْكِبَار بِحَيْثُ تزوج ابْنة الخواجا بير مُحَمَّد واستولدها وَغَيرهَا عدَّة أَوْلَاد مَا سعد فيهم، وتكرر قدومه الْقَاهِرَة واختص بِالْعَلَاءِ بن خَاص بك

وَاعْتَمدهُ ابْنا عليبة والرئيس يحيى وَغَيرهم فِي الْغَيْبَة والحضور وَملك دورا بِمَكَّة وَغَيرهَا بل وجدد بالسروجيين من الْقَاهِرَة مكتبا للايتام وسبيلا، وَعرف بالحزم والضبط لشأنه وَعدم التبسط فِي معيشته مَعَ الْمُحَافظَة على التِّلَاوَة وَالْجَمَاعَات وَالطّواف ومشاهد الْخَيْر وبذل الزَّكَاة للمستحقين وَنَحْوهم والميل للصالحين كالكمال إِمَام الكاملية والاكثار من ذكر كرامتهم وأحوالهم والتودد لَهُم، وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ بعد زَوجته بِيَسِير فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَكَانَ قد كتب بِحمْلِهِ مَعَ نَائِب جدة إِلَى الْقَاهِرَة بِسَبَب تَركه زَوجته فِيمَا قيل وَغَيرهَا فَمَا أمكن لكَونه كَانَ فِي ضعف مَوته، وَتَفَرَّقَتْ تركته لاخْتِلَاف بنيه وَغَيره رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 547 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن عمر بن يحيى أَبُو فَارس بن أبي الْعَبَّاس الهنتاتي الحفصي / ملك الْمغرب وَصَاحب تونس وَهُوَ بكنيته أشهر. قَالَ شَيخنَا فِي انبائه قَرَأت بِخَط صاحبنا أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد) الْحق التّونسِيّ فِيمَا كتب من سيرته أَنه بلغه أَنه كَانَ لَا ينَام من اللَّيْل إِلَّا قَلِيلا بل حزر بِقدر أَربع سَاعَات لَا تزيد قطّ وَرُبمَا نقصت وَأَنه لَيْسَ لَهُ شغل سوى النّظر فِي مصَالح ملكه وَأَنه كَانَ يُؤذن بِنَفسِهِ ويؤم بِالنَّاسِ فِي الْجَمَاعَة وَيكثر من الذّكر وَيقرب أهل الْخَيْر وَأَنه أبطل كثيرا من التركات والمفاسد بتونس كالعيالة وَهُوَ مَكَان يُبَاع فِيهِ الْخمر للفرنج يتَحَصَّل مِنْهُ شَيْء كثير فِي السّنة ولأكثر الْجَيْش عَلَيْهِ رواتب وعوضهم عَنهُ وَكَذَا المكوس بِحَيْثُ لم يكن ببلاده كلهَا شَيْء مِنْهَا وَأَنه شكى إِلَيْهِ قلَّة الْقَمْح بِالسوقِ فَدَعَا تجاره فَعرض عَلَيْهِم قمحا من عِنْده وَقَالَ أُرِيد بَيْعه بِدِينَار وَنصف فاسترخصوه فَأمر بِبيعِهِ بذلك السّعر وَأَن لَا يَشْتَرِي من غَيره بأزيد فاحتاجوا لبيع مَا عِنْدهم كَذَلِك فَترك هُوَ حِينَئِذٍ البيع فَبَلغهُ أَنهم زادوا قَلِيلا فَأمر بِبيع مَا عِنْده بِدِينَار فَقَط وَتقدم إِلَى خازنه انه إِن وجد الْقَمْح فِي السُّوق لَا يَبِيع شَيْئا وَإِلَّا بَاعَ بِدِينَار فاضطربوا إِلَى أَن مَشى الْحَال فَكَانَت من أحسن الْحِيَل فِي تمشية حَال النَّاس، وَإنَّهُ كَانَ محافظا على عمَارَة الطرقات بِحَيْثُ أمنت القوافل فِي أَيَّامه بِجَمِيعِ بِلَاده وَإنَّهُ حضر محاكمة مَعَ مُنَازع لَهُ فِي بُسْتَان إِلَى القَاضِي فَحكم عَلَيْهِ فَقبل الحكم وأنصف الْغَرِيم وَإنَّهُ كَانَ يُبَالغ فِي أَخذ الزَّكَاة وَالْعشر وَإِذا مر فِي السُّوق يسلم وَلَا يلبس الْحَرِير وَلَا يجلس عَلَيْهِ وَلَا يتختم بِالذَّهَب إِلَى غير ذَلِك من المحاسن، وَكَانَت صدقاته إِلَى الْحَرَمَيْنِ بل وَإِلَى جمَاعَة من الْعلمَاء والصلحاء بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا مستمرة فَأرْسل يَسْتَدْعِي نُسْخَة من فتح الْبَارِي

لشَيْخِنَا بتحريك الزين عبد الرَّحْمَن البرعكي فَجهز لَهُ مَا كمل وَهُوَ قدر الثُّلثَيْنِ مِنْهُ وبهذه الْوَاسِطَة كَانَ تجهز لكتبه الشَّرْح بل ولجماعة مجْلِس الاملاء ذَهَبا يفرق عَلَيْهِم على قدر مَرَاتِبهمْ وَالْكثير مِنْهُ معِين من هُنَاكَ، وَمَا سَافر قطّ مَعَ كَثْرَة أَسْفَاره إِلَّا قدم بَين يَدَيْهِ صدقَات وَقرب للزوايا وَغَيرهَا امتثالا لقَوْله أَأَشْفَقْتُم أَن تقدمُوا بَين يَدي نَجوَاكُمْ صدقَات وَكَذَلِكَ إِذا عَاد ولهذه الْأَوْصَاف الشَّرِيفَة كتب إِلَيْهِ ابْن عَرَفَة مرّة وَالله مَا أعلم يَوْمًا يمر عَليّ وَلَا لَيْلَة إِلَّا وَأَنا دَاع لكم بخيري الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَإِنَّكُم عماد الدّين ونصرة الْمِسْكِين انْتهى. وَقد استجاز لَهُ ولأولاده شَيخنَا الزين رضوَان وَغَيره جمعا من الْأَعْيَان وَخرج لَهُ أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَنْهُم بالاجازة مُكَافَأَة لَهُ على أفضاله وترغيبا لَهُ فِي مزِيد إقباله. مَاتَ فِي رَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ عَن سِتّ وَسبعين سنة بعد أَن خطب لَهُ بفاس وتلمسان وَمَا والاهما من المدن والقرى إِحْدَى وَأَرْبَعين سنة وَثلث سنة فأزيد قَالَ المقريزي وَكَانَ خير مُلُوك زَمَانه صِيَانة وديانة وجودا وافضالا وعزما وحزما وَحسن سياسة وَجَمِيل طَريقَة، وَأطَال تَرْجَمته جدا فِي عقوده وختمها بقوله ومناقبه كَثِيرَة وفضائله شهيرة وَلَقَد فجع الاسلام وَأَهله بِمَوْتِهِ وَالله يرحمه ويتجاوز عَنهُ وَقَامَ من بعده حفيده الْمُنْتَصر أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْأمين أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن أبي فَارس فدام أَيْضا دهرا كَمَا سَيَأْتِي. 548 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أَسد الْعِزّ بن الْعِمَاد الفيومي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَبُو عمر الْوَكِيل وَمُحَمّد النَّائِب وأخو الشّرف مُحَمَّد / الْآتِي ذكرهم وَيعرف بالفيومي. كَانَ أَبوهُ بزازا بالفيوم مَذْكُورا بِالْخَيرِ واللين والصدق فولد لَهُ بهَا الْعِزّ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمِنْهَاج وَكَانَ ابْتِدَاء عرضه لَهُ فِي سنة أَربع وَعشْرين فِيمَا قَالَ وَأَنه تحول من الفيوم بعد موت وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ فِي خلْوَة بالمؤيدية وانتفع بالزين السندبيسي فِي محافيظه وَكَانَ الزين يكثر الشكوى مِنْهُ ويصفه بالشيطنة، وَأخذ عَن الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي وَغَيرهمَا ولازم السماع عِنْد شَيخنَا وَغَيره وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَنسخ بِهِ أَشْيَاء وانتمى لكل من الجوهرين الخازندار واللالا ثمَّ اخْتصَّ بالزين عبد الرَّحْمَن بن الكويز وأقرأ أَوْلَاده وَصَارَت لَهُ المرتبات والجهات ونفائس الْكتب بل وَأَنْشَأَ دَارا خسنة بِالْقربِ من بَيت مخدومه فِيهَا صهريج وسبيل وَكَذَا مَال مَعَ الْمُحب بن الشّحْنَة وانتفع كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ وخطب عَنْهُم بِجَامِع الْحَاكِم بل وَأم فِيهِ ثمَّ صرف عَن الخطابة وَمَعَ خطيب مَكَّة وَغَيرهمَا مِمَّن يرى رُجْحَان

كفته مَعَ كَونه مخمول الحركات مَعْلُول البركات، وجاور غير مرّة وَهُوَ مِمَّن أُشير إِلَيْهِ بالذكاء وَالْفضل وَكَونه من دهاة الْعَالم يتطور كثيرا وَيتَصَوَّر حَقِيرًا فَتَارَة يتصوف وَتارَة يتمكس حَتَّى كَانَ الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ يرجح أَخَاهُ شريفا المشتهر أمره عَلَيْهِ وَيَقُول هما اثْنَان فَاسق وَكَذَا وَقد عزره الْعلم البُلْقِينِيّ لكَونه قَالَ أَنا أحب عبد الرَّحْمَن بن الكويز أَكثر من كل فَقيل لَهُ ففلان وَفُلَان فَمَا توقف ثمَّ حكم باسلامه بِوَاسِطَة مخدومه بعد توقفه فِي ذَلِك، وتنازع مرّة مَعَ الْبَدْر الدَّمِيرِيّ الملقب كتكوت فِي صرة بِسَمَاع الحَدِيث بالقلعة فَشهد لَهُ الْمُحب قَاضِي الْحَنَابِلَة بِأَن الْبَدْر أولى مِنْهُ لالمامه بِعلم الحَدِيث وَقِرَاءَة الْكثير من كتبه وَلما شرعوا فِي عمَارَة السُّلْطَان عِنْد بَاب النَّصْر توسل حَتَّى كتب فِيهَا مَعَ شيخوخته وَعدم حَاجته وَوَافَقَ على أَخذ قِطْعَة من قاعة الخطابة حَتَّى عملت ميضأة ورام بذلك انتفاعه بهَا لكَونه يَنُوب فِي الخطابة فعوجل بانتزاعهما مِنْهُ وَكَاد بعدو الْأَمر وَرَاء هَذَا. مَاتَ فِي يَوْم السبت خَامِس عشري صفر سنة ثَمَان وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ 549 -. عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن يُوسُف عز الدّين الوفائي الْوَكِيل ويلقب بالفار. مِمَّن عمل الرسلية فِي بَاب شَيخنَا وَغَيره ثمَّ ترقى للوكالة وبرع فِيهَا وَفِي الْخُصُومَات سِيمَا حِين فشو النَّقْص فِي الْقُضَاة وتحول من ذَلِك وَملك الدّور وَغَيرهَا، وَحج غير مرّة وجاور وَتكلم هُنَاكَ فِي الْحِسْبَة وَغَيرهَا، وَلَا زَالَ يسترسل حَتَّى اسْتَقر فِي نظر الْأَوْقَاف عوضا عَن ابْن العظمة بتقرير شَهْري، وَركب البغلة وَتوسع فِي الظُّلم، وَمَعَ ذَلِك فتجمد عَلَيْهِ مِمَّا الْتَزمهُ الْكثير بِحَيْثُ تكلّف فِي سَده لبيع بعض أملاكه ورسم عَلَيْهِ مُدَّة ثمَّ خلص وَعَاد إِلَى الْوكَالَة وَلَكِن فِي حَالَة دون الأولى بِكَثِير، وَلم يزل فِي تناقص حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَتِسْعين وَلم يخلف بعده مثله عَفا الله عَنهُ. 550 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الْعِزّ الْمحلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سليم. / ولي قَضَاء الْمحلة سِنِين عَن الْبَدْر بن أبي الْبَقَاء وَغَيره ثمَّ توجه إِلَى مَكَّة فجاور بهَا أَزِيد من سنتَيْن على طَريقَة حَسَنَة وإحسان للنَّاس بالقرض مَعَ فَضِيلَة وَمَعْرِفَة بالوراقة فِيمَا بَلغنِي، وَمَات بهَا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشر صفر وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السِّتين فِيمَا أَحسب. ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه وَجزم بِأَنَّهُ كَانَ عَالما بالوثائق وَنسبه لجده فَقَالَ ابْن سليم. 551 - عبد الْعَزِيز بن إِسْحَاق بن الْفراش بِمَكَّة /. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. عبد الْعَزِيز بن أبي البركات بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز. /

552 - عبد الْعَزِيز بن برقوق بن أنس الْملك الْمَنْصُور عز الدّين أَبُو الْعِزّ بن الظَّاهِر الجاركسي الأَصْل أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي والناصر فرج / الْآتِي. ولد بعد التسعين وَسَبْعمائة بسنيات بقلعة الْجَبَل وَنَشَأ بهَا وَأمه أم ولد تركية تسمى قنقباي. جعله أَبوهُ ولي الْعَهْد من بعد أَخِيه فملكوه فِي حَيَاته وَذَلِكَ فِي عشَاء لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سادس عشري ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة ولقب بالمنصور وَمَا كَانَ لَهُ سوى الِاسْم بل لم يلبث غير شَهْرَيْن وَثلث شهر وَظهر أَخُوهُ فَخلع وَذَلِكَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع جُمَادَى الثَّانِيَة فَلم يهيجه بل سكن روعه وَأحسن إِلَيْهِ ورسم لَهُ بِالسُّكْنَى بالقلعة على مَا كَانَ عَلَيْهِ أَولا وأجرى عَلَيْهِ معتاده بأزيد، ثمَّ بعد ثَمَانِيَة أشهر وَنصف جهزه هُوَ وَأَخُوهُ الْأَصْغَر إِبْرَاهِيم إِلَى اسكندرية مَعَ مقدمين وهما قطلوبغا) الكركي واينال حطب فأقاما نَحْو شهر وَنصف، وَمَات هَذَا ثمَّ إِبْرَاهِيم كِلَاهُمَا فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع ربيع الثَّانِي سنة تسع ودفنا من الْغَد باسكندرية وتحدث النَّاس بكونهما مسمومين وَصدق ذَلِك موت قطلوبغا بعد قدومه وَهُوَ مَرِيض من اسكندرية بِيَسِير وَمَا تمّ الشَّهْر حَتَّى نقلا إِلَى الْقَاهِرَة ودفنا بتربة أَبِيهِمَا بعد أَن صلى عَلَيْهِمَا تَحت القلعة ومعهما من النِّسَاء والجواري المسبيات مَا الله بِهِ عليم بِحَيْثُ عد من الْأَيَّام المهولة جدا عوضهما الله الْجنَّة وَذكره المقريزي فِي عقوده. عبد الْعَزِيز بن أبي بكر بن رسْلَان. هُوَ عبد الْعَزِيز بن أبي بكر بن مظفر. / وَسَيَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن مظفر بن نصير. 553 - عبد الْعَزِيز بن الْفَخر أبي بكر بن عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد الْقرشِي الْمَكِّيّ ابْن أخي القَاضِي الْبُرْهَان وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة ويلقب فائزا / وَهُوَ بلقبه أشهر. ولد فِي لَيْلَة السبت ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ وَأمه حبشية اسْمهَا غزال فتاة لِأَبِيهِ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وَنور الْعُيُون لِابْنِ سيد النَّاس والارشاد لِابْنِ الْمقري من الْمِنْهَاج إِلَى الْحَج والحاجبية وتدرب بالشهاب الزبيرِي فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَحضر بعض دروس وَالِده وَعَمه ثمَّ ابْن عَمه فِي الْفِقْه والاصول وَالتَّفْسِير وَغَيرهَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي البُخَارِيّ بل قَرَأَ على الشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن أبي يزِيد فِي الارشاد وَغَيره وَعلي فِي مجاورتي الرَّابِعَة صَحِيح البخارية وَقطعَة من شرحي لألفية الْعِرَاقِيّ وَغير ذَلِك وَسمع عَليّ فِيهَا وَفِي الَّتِي قبلهَا أَشْيَاء وَحضر دروس السَّيِّد الْكَمَال بن حَمْزَة الدِّمَشْقِي فِي الارشاد وَتزَوج ابْنة عَمه البرهاني وَكَانَ المهم فِي شعْبَان وَأَنا بِطيبَة واستولدها وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وَقرر فِي

جِهَات أَبِيه شَرِيكا لاخوته بعد مَوته، وزار الْمَدِينَة غير مرّة، وَهُوَ عَاقل متميز بالفهم وَالْعقل وَالْأَدب وترقى فِي ذَلِك كُله. عبد الْعَزِيز بن أبي بكر بن مظفر /. يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن مظفر بن نصير. 554 - عبد الْعَزِيز بن دانيال بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عُثْمَان الاصبهاني الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بالعجمي. / كَانَ شَابًّا خيرا لَهُ أَمْلَاك بوادي الهدة وَغَيرهَا وغالب ذَلِك وراثة من قرائبه. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى عشرَة. ذكره الفاسي. عبد الْعَزِيز بن سليم عز الدّين الْمحلي. / مضى فِي ابْن أَحْمد قَرِيبا. (سقط) ولد فِي أحد الربيعين سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة وألفية الحَدِيث والنحو وَالْمُخْتَار والمنظومة والاخسيكتي فِي الاصول وَعرض على جمَاعَة، وَأَجَازَ لَهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ فِي آخَرين مِنْهُم من أَئِمَّة الْأَدَب الْبَدْر البشتكي والزين بن الْخَرَّاط بل سمع على الشمسين الشَّامي وَابْن الْجَزرِي والشهب شَيخنَا والمتبولي والواسطي وَغَيرهم، وببيت الْمُقَدّس على الشَّمْس بن الْمصْرِيّ وبحلب الْكثير على الْبُرْهَان الْحلَبِي، واشتغل فِي الْفِقْه على قارىء الْهِدَايَة والسعد بن الديري والزين قَاسم وَجَمَاعَة وَفِي الْعَرَبيَّة على الشمني وَالشَّمْس الرُّومِي والراعي وَغَيرهم وَفِي فن البديع وَالْعرُوض على النواجي واستوطن حلب من سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ يتَرَدَّد مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَلزِمَ الاقامة بهَا، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وباشر تدريس الحلاوية وَيُقَال إِنَّهَا هُنَاكَ كالشيخونية بِالْقَاهِرَةِ مَعَ نصف نظرها وَنظر الشاذبختية والخانقاه المقدمية الصُّوفِيَّة مَعَ مشيختها، وناب فِي قَضَاء سرمين ثمَّ أقلع عَن ذَلِك، وَقد لَقيته بحلب وَسمع معي على جمَاعَة وَحدث باليسير، وَكَانَ إنْسَانا حسنا متواضعا لطيف الْعشْرَة كريم النَّفس مَعَ رياسة وحشمة وأصالة وفضيلة فِي الْجُمْلَة وَلكنه لفن الْأَدَب أقرب، وَمِمَّا سمعته ينشده قَوْله:

(يَا كَاتب السريا يَا ابْن الأكرمين وَمن ... شاعت مناقبه فِي الْعَرَب والعجم) وَمِمَّنْ كتب عَنهُ من نظمه البقاعي وأثكل وَلَده الْمشَار إِلَيْهِ فَصَبر، وَولي قَضَاء بَلَده فِي سنة وَفَاته حِين كَانَ السُّلْطَان هُنَاكَ لشغوره ببذل مَال هَذَا بعد عرضه عَلَيْهِ قَدِيما فابى فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي عشري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة. 557 - عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر عز الدّين القاهري الْحَنَفِيّ الحياك تجاه الجملون وَيعرف بحرفته /. مِمَّن اشْتغل وَأخذ عَن الزين قَاسم بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وانْتهى لأبي) السعادات البُلْقِينِيّ وَالصَّلَاح المكيني فمقته الْمَنَاوِيّ. مَاتَ فِي أَوَائِل الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين بعد أَن تعلل مُدَّة وَأَظنهُ زَاد على الْخمسين عَفا الله عَنهُ. 558 - عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن أبي الْفرج الزرندي الْمدنِي وَالِد عمر / الْآتِي. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. 559 - عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن روزبة بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْعِزّ أَبُو مُحَمَّد بن الْعِزّ الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي /. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه، وَعرض على جلال الخجندي الْحَنَفِيّ وَمُحَمّد بن عَليّ بن يُوسُف الزرندي وَغَيرهمَا، وَسمع على الْبَدْر إِبْرَاهِيم بن الخشاب وَالشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان الششتري وَيحيى بن مُوسَى القسنطيني والعراقي وَمِمَّا أَخذه عَنهُ شَرحه للالفية فِي آخَرين وَلَقي بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى فِي سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة الشَّمْس الْهَرَوِيّ وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ بعض شَرحه لمُسلم والمشارق وَوَصفه الْجمال الكازروني بالفقيه الْعَالم وَأَبُو الْفرج المراغي بالامام الْعَالم الْعَلامَة الأوحد. 560 - عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُوسَى بن أبي بكر بن أكبر الْعِزّ الشِّيرَازِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ مُوسَى وَيعرف بالزمزمي نِسْبَة لبئر زَمْزَم لكَون وَالِده سبط على وَالِد إِسْمَاعِيل أخي إِبْرَاهِيم الزمزمي أمه عَائِشَة. ولد سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة فِيمَا قيل وَهُوَ شيخ قديم سمع مني بِمَكَّة وَالْمَدينَة ونظم فِي المديح وَكَانَ صيتًا. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْخَمِيس منتصف الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين رَحمَه الله وَهُوَ وَالِد عمر وَأبي بكر وَمُحَمّد وَعلي وَعُثْمَان الْمَذْكُورين فِي محالهم. 561 - عبد الْعَزِيز بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد السنبسي

الْمَكِّيّ / الْمَاضِي جده شَقِيق أَحْمد الْمَاضِي وَأم الْحُسَيْن الْآتِيَة. ولد فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وسافر مَعَ أَبِيه للتِّجَارَة إِلَى الْهِنْد كنباية وكاليكوت وَكَذَا الْيمن وسواكن وَغَيرهَا، وزار الْمَدِينَة وترافقنا مَعَه إِلَى الطَّائِف وَبِيَدِهِ التحدث على رِبَاط جدته من قبل أمه أم الْحُسَيْن ابْنة الطَّبَرِيّ وسبيلهما الَّذِي حصل التَّعَدِّي بهدمه. 562 - عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْعِزّ المارديني الأَصْل القاهري وَيعرف بالتقوى بمثناة ثمَّ قَاف مفتوحتين / نِسْبَة للْقَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي. ولد فِي رَجَب سنة ثَلَاث عشرَة) وَثَمَانمِائَة فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ وتكسب ماورديا وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا وَابْن الْمصْرِيّ والفاقوسي والشرابيشي وَغَيرهم بل أَخْبرنِي أَنه سمع بِقِرَاءَة الكلوتاتي على رقية التغلبية الَّتِي قرر شَيخنَا بَيَان الْغَلَط فِيهَا، وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد واختص ببني ابْن الْأَمَانَة سِيمَا القَاضِي جلال الدّين وتكسب عِنْده بِالشَّهَادَةِ وقتا بل نَاب فِي الْقَضَاء وَلكنه لم ينتدب لَهُ بل أَقَامَ غَالب أوقاته فِي خلوته عِنْد مطلع الْحَنَفِيَّة من الصالحية وَكَذَا اخْتصَّ بالشرف بن البقري وَكَانَ عشيرا حسن الشيبة تنزل فِي بعض الْجِهَات وَهُوَ فِي آخر عَمه أحسن مِنْهُ حَالا قبله. مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين فَجْأَة سقط ببئر فِي بَيته رَحمَه الله. 563 - عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان الْأَصْبَهَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَاضِي / قَرِيبه عبد الْعَزِيز بن دانيال والآتي شقيقتاه كمالية وَعَائِشَة وأبوهم الشهير بِابْن العجمي. ولد سنة إِحْدَى عشرَة وَأمه أم الْحسن نسيم ابْنة الإِمَام أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى الطَّبَرِيّ وَتزَوج هُوَ زَيْنَب ابْنة الْبزورِي وأولدها عليا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَغَيره، وَمَات صَاحب التَّرْجَمَة فِي صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَدفن بِقَبْر وَالِده بِالْقربِ من الفضيل بن عِيَاض من المعلاة. أرخه ابْن فَهد وَهُوَ خَال أَوْلَاده. 564 - عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن مُحَمَّد عز الدّين الْحُسَيْنِي سكنا. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 565 - عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْعِزّ بن التَّاج التكروري الأَصْل الْمَنَاوِيّ السمنودي الشَّافِعِي الرِّفَاعِي وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا وَيعرف بالمناوي. / ولد قبيل التسعين وَسَبْعمائة بمنية سمنود من الشرقية وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد الْمَنَاوِيّ وَحفظ الْعُمْدَة والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَعرض على جمَاعَة فَكَانَ مِمَّن أجَاز مِنْهُم

الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وَذَلِكَ فِي يَوْم النَّحْر سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَمَانمِائَة، وتفقه بالفقيه عمر بن عِيسَى السمنودي وَعنهُ أَخذ الْمِيقَات والفرائض وَبِه انْتفع وَكَذَا بالشمس الغراقي وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي الْفَرَائِض وبالنور الادمي، وَحضر دروس البيجوري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على الشطنوفي، وبرع صَار يستحضر مسَائِل الْهَيْئَة والألفية ويجيد الْفَرَائِض والميقات بِحَيْثُ يعْمل محاريب تِلْكَ النَّاحِيَة، كل ذَلِك مَعَ الدّيانَة وسلامة الْبَاطِن والتقشف والتصدي للاقراء والافتاء حَتَّى انْتفع بِهِ كَثِيرُونَ وَلأَهل تِلْكَ النواحي فِيهِ اعْتِقَاد كثير، وَقد حج فِي سنة ثَمَان عشرَة وزار الْمَدِينَة وَرجع إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بهَا وَرُبمَا دخل الْقَاهِرَة للسعي فِي ضروراته وضرورات غَيره، وَكَانَ قد كف ثمَّ أبْصر وَلما تقدم فِي السن تغير استحضاره وَقد لقِيه ابْن فَهد والبقاعي وَكَذَا لَقيته بمنية نابت فَقَرَأت عَلَيْهِ جُزْءا. وَمَات فِي أَوَائِل شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بمنية سمنود وَدفن بزاوية سلفه بهَا رَحمَه الله ونفعنا ببركاته. 566 - عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الْعِزّ بن تَاج الخليلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الموقت / لكَون التَّوْقِيت بهَا مَعَهم وَهُوَ قريب الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن إِبْرَاهِيم يلتقي مَعَه فِي إِبْرَاهِيم. حفظ الْقُرْآن وجوده على الْعَلَاء بن قَاسم الاردبيلي مَعَ عدَّة رِوَايَات وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية ابْن مَالك وَعرض على الْعَبَّادِيّ والبكري والجوجري وزَكَرِيا وَابْن أبي الشّرف واشتغل على الْبُرْهَان الْأنْصَارِيّ وَغَيره من شُيُوخ بَلَده وَقَرَأَ بِالْقَاهِرَةِ على ابْن قَاسم فِي شَرحه لألفية النَّحْو وعَلى الْبَدْر المارداني الْمَجْمُوعَة مَعَ رسالتين لَهُ فِي الْمِيقَات ومقدمة لَهُ فِي الْحساب سَمَّاهَا التُّحْفَة والنزهة لِابْنِ الهائم فِي آخَرين وَقَرَأَ على يَسِيرا وَكَذَا على الديمي والنعماني وَآخَرين وَلبس منا الْخِرْقَة وَرجع إِلَى بِلَاده قبيل رَجَب سنة تسعين 567 -. عبد الْعَزِيز بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أبي فَارس أَبُو الفوارس ابْن صَاحب تونس وأخو المسعود مُحَمَّد / الآتيين وَهَذَا أصغرهما. ولي بجاية وَهُوَ حَيّ قبل الثَّمَانِينَ. 568 - عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن الشَّهِيد النَّاطِق بن الْقَاسِم بن عبد الله الْعِزّ أَبُو الْمَعَالِي بن النُّور الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي هُوَ والمالكي أَبوهُ /. ولد فِي رَجَب سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ والتنبيه وَغَيره وَسمع بِمَكَّة فِي صغره على الْعَفِيف النشاوري وبعنايته على أَبِيه وَابْن صديق وَآخَرين وتفقه بالجمال بن ظهيرة وَأخذ النَّحْو عَن النَّجْم الْمرْجَانِي، ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ بهَا فِي سنة

ثَمَانمِائَة الْفِقْه أَيْضا عَن الابناسي وَأذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس بسفارة بعض أَصْحَابه وَالْفِقْه وَغَيره عَن البُلْقِينِيّ وَولده الْجلَال والبهاء أبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ ولازمه كثيرا والبدر الطنبذي وأجازوه ظنا بالافتاء والتدريس وَمِمَّا قَرَأَهُ على البُلْقِينِيّ السّنَن لأبي دَاوُد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وتصدى للفتيا فِي حَيَاة شَيْخه ابْن ظهيرة وَبعده ودرس الحَدِيث بعد وَالِده بالمنصورية، وَدخل الْيمن غير مرّة مِنْهَا سنة تسع وَتِسْعين وفيهَا مَاتَ أَبوهُ) وَفِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَمَا فَاتَهُ الْحَج فِي كلتيهما ثمَّ فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَأقَام بهَا عشر سِنِين وَولي قَضَاء تعز مرَارًا وتدريس المظفرية والسيفية وَغَيرهمَا وخيلوا مِنْهُ صَاحب الْيمن مَعَ أَن كَبِير أمرائه الْبَدْر بن زِيَاد الكاملي المتوفي سنة تسع وَعشْرين كَانَ كثير الاقبال عَلَيْهِ والاحسان إِلَيْهِ، وَرجع إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا متعللا بالباسور نَحْو نصف سنة حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشْرين ذِي الْحجَّة سنة خمس وَعشْرين وَدفن فِي بكرتها بالمعلى. ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَقَالَ كَانَ عَارِفًا بالفقه مشاركا فِي غَيره حسن المذاكرة انْتهى. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ التقي بن فَهد وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ انه أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة وَأخذ عَن شُيُوخه وَأذن لَهُ الابناسي والطنبذي، وَلم يذكر البُلْقِينِيّ فِيمَن أذن لَهُ بل صرح الفاسي بِعَدَمِ اذنه لَهُ، وَذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ وَقَالَ انه قَامَت لَهُ فِي مُدَّة ولَايَته تعز رياسة تَامَّة قَالَ وَكنت أرَاهُ يتَكَرَّر مَجِيئه لِعَمِّي الْمُوفق عَليّ بن أبي بكر فِي أَوَائِل طلوعه تعز. 569 - عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي الخواجا عز الدّين الدقوقي الْمَكِّيّ أَخُو الْجمال مُحَمَّد / الْآتِي وَهَذَا أسن. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي طاعون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمن ثمَّ أَخذ أَخُوهُ فِي الشُّهْرَة وَالْقَبُول. 570 - عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أبي الْعِزّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْمَحْمُود الْعِزّ الْبكْرِيّ التَّيْمِيّ الْقرشِي الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الْقُدسِي الْحَنْبَلِيّ القَاضِي وَيعرف بالعز الْقُدسِي الْبَغْدَادِيّ /. ولد قبيل سنة سبعين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتلاه بالروايات وتفقه على شيوخها وَسمع فِي سنة تسعين من الْعِمَاد مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمَحْمُود السهروردي شيخ الْعرَاق ثمَّ بعد سِنِين من وَلَده أَحْمد وَكِلَاهُمَا من يرْوى عَن السراج الْقزْوِينِي وتعانى عمل المواعيد، وَقدم دمشق فِي سنة خمس وَتِسْعين وسكنها وَكَذَا سكن بَيت الْمُقَدّس زَمنا وَولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بِهِ وَقَامَ إِذْ ذَاك على الشهَاب الباعوني وَهُوَ حِينَئِذٍ خطيب الْأَقْصَى فَلَمَّا ولي الباعوني قَضَاء الشَّام فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة فر الْعِزّ إِلَى بَغْدَاد صُحْبَة الركب الْعِرَاقِيّ بعد مَا حج وَولي قضاءها

فِيمَا كَانَ يزْعم ودام فِيهِ دون ثَلَاث سِنِين ثمَّ صرف فَعَاد إِلَى دمشق ثمَّ إِلَى بَيت الْمُقَدّس أَيْضا فَلَمَّا دخله الْهَرَوِيّ وَقع بَينهمَا شَيْء فتحول الْعِزّ بأَهْله إِلَى الْقَاهِرَة وَقَررهُ الْمُؤَيد فِي تدريس الْحَنَابِلَة بجامعه حِين كمل وَكَانَ مِمَّن قَامَ على الْهَرَوِيّ حَتَّى عزل بل هُوَ والزين القمني من أكبر المولبين عَلَيْهِ عِنْد الْعَامَّة وبلغتنا عَنْهُمَا فِي ذَلِك حكايات لَا تستنكر من دهاء صَاحب التَّرْجَمَة،) ثمَّ نقل إِلَى الْعِزّ إِلَى قَضَاء الشَّام فباشره مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة بعد موت الْمُؤَيد فاستقر فِي قَضَائهَا بعد صرف الْمُحب ابْن نصر الله الْبَغْدَادِيّ لكَون السُّلْطَان وَغَيره من أَعْيَان دولته كَانُوا يعرفونه من دمشق ويرون مِنْهُ مَا يظهره من التقشف الزَّائِد كحمل طبق الْخبز إِلَى الفرن وَنَحْوه ثمَّ صرف فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بالمحب حَيْثُ انعكس على الْعِزّ الْأَمر الَّذِي دبره لاستمراره وَسقط فِي يَده وسعى فِي عوده فَمَا تمّ بل أُعِيد لقَضَاء الشَّام ثمَّ صرف عَنهُ بالنظام بن مُفْلِح وَقدم الْقَاهِرَة فَمَا تمكن من الاقامة بهَا فَخرج إِلَى الْقُدس ثمَّ إِلَى الشَّام ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وسعى فِي الْعود لدمشق فَأُجِيب وَاسْتمرّ فِيهِ إِلَى أَن مَاتَ كَمَا قَالَه شَيخنَا فِي رفع الاصر وَلكنه قَالَ فِي إنبائه مَاتَ بهَا مُنْفَصِلا عَن الْقَضَاء وَبِه جزم غَيره وَكَانَ فَقِيها متقشفا طارحا للتكلف فِي ملبسه ومركبه بِحَيْثُ يردف عَبده مَعَه على بغلته وَيتَعَاطَى شِرَاء حَوَائِجه بِنَفسِهِ مَاشِيا وتنقل عَنهُ أَشْيَاء مضحكة توسع فِي حِكَايَة كثير مِنْهَا كحمله السّمك فِي كمه وَهُوَ فِي قرطاس وحضوره كَذَلِك للتدريس وغفلته عَن ذَلِك بِحَيْثُ ضرب القطة بكمه فانتثر مَا فِيهِ كل ذَلِك لِكَثْرَة دهائه ومكره وحيله وَكَونه عجبا فِي بني آدم وَلكنه لما أَكثر من ذَلِك علم صَنِيعه فِيهِ وَهَان على الْأَعْين بِسَبَبِهِ، وَقد اختصر الْمُغنِي لِابْنِ قدامَة فِي أَربع مجلدات وَضم إِلَيْهِ مسَائِل من المنتقي لِابْنِ تَيْمِية وَغَيره سَمَّاهُ الْخُلَاصَة وَشرح الْخرقِيّ فِي مجلدين وَكَذَا اختصر الطوفي فِي الاصول وَعمل عُمْدَة الناسك فِي معرفَة الْمَنَاسِك ومسلك البررة فِي معرفَة الْقرَاءَات الْعشْرَة وبديع المغاني فِي علم الْبَيَان والمعاني وجنة السائرين الابرار وجنة المتوكلين الأخيار تشْتَمل على تَفْسِير آيَات الصَّبْر والتوكل فِي مُجَلد وَالْقَمَر الْمُنِير فِي أَحَادِيث البشير النذير وَشرح الجرجانية وَغير ذَلِك قَالَ الْعَيْنِيّ وَلم يكن طَوِيل الباع فِي الْعلم بل كَانَ شَدِيد الخفة والتقشف بِحَيْثُ يضْحك النَّاس مِنْهُ وَرُبمَا لم يسلم النَّاس من لِسَانه، وَقَالَ غَيره إِنَّه لم يكن بالمحمود ويحكى عَنهُ فِي أكل الرِّشْوَة الْعَجَائِب وَكَانَ رَقِيقا معتدل الْقَامَة ذَا لحية بَيْضَاء كَبِيرَة خَفِي الصَّوْت كثير التأني والتأمل فِي كَلَامه،

وَفِي تَرْجَمته مَا لَا يلتئم لكَون الِاعْتِمَاد فِيهَا عَلَيْهِ، وَقد نسبه شَيخنَا فِي إنبائه لجده الْأَعْلَى فَقَالَ: عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْمَحْمُود، وَفِي الْقُضَاة سمى جده الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن عبد الْمَحْمُود وَكَذَا نسبه المقريزي وَلكنه فِي عقوده قَالَ ابْن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْمَحْمُود. وَمِنْهُم من جعل جده أَبَا الْعِزّ، وَحكى المقريزي فِي تَرْجَمته أَنه اجْتمع أَعْيَان مَكَّة بالابطح سنة عشر وَفِيهِمْ هَذَا والسراج عبد اللَّطِيف بن أبي الْفَتْح) الفاسي وهما حنبليان فَأَنْشد السراج مُخَاطبا الْعِزّ: (إِن كنت خنتك فِي الْهوى ... فحشرت محشر حنبلي) (ألحي حليق الذقن منتوف من ... توف السبال مكحل) وَكَانَ الْعِزّ يَوْمئِذٍ كَذَلِك فَأَجَابَهُ ارتجالا: (أَتَانَا طَالب من أَرض فاس ... يُطَالب بِالدَّلِيلِ وبالقياس) (وَمَا يعزى إِلَى فاس وَلَكِن ... فسى يفسو فسَاء فَهُوَ فاس) 571 - عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الْعَلامَة نور الدّين عَليّ بن فَرِحُونَ الْعِزّ الْيَعْمرِي الْمدنِي الْمَالِكِي وَيعرف بالمجلد / وَهِي حرفته وحرفة أَبِيه. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 572 - عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ /. مَاتَ بهَا وَله نَحْو ثَلَاث سِنِين فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين. ذكره ابْن فَهد. 573 - عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن ابْن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْعِزّ الْقرشِي الْمَكِّيّ شَقِيق الْبُرْهَان عَالم الْحجاز وأخوته وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. / مَاتَ سنة سبع وَعشْرين ومولده فِي الَّتِي قبلهَا. 574 - عبد الْعَزِيز بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد الْعِزّ أَبُو فَارس وَأَبُو الْخَيْر ابْن صاحبنا النَّجْم أبي الْقسم الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد، / وَأمه عَائِشَة ابْنة الْعَفِيف عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ العجمي الأَصْل. ولد فِي الثُّلُث الْأَخير من لَيْلَة السبت سادس عشري شَوَّال سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة فِي غيبَة وَالِده بِالْقَاهِرَةِ وسمى عليا أَبَا الْخَيْر ثمَّ غير لكَون أَبِيه رأى فِي مَنَامه قَائِلا يَقُول لَهُ جَاءَك ذكر فسمه عبد الْعَزِيز أَبَا فَارس وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والارشاد مُخْتَصر الْحَاوِي لِابْنِ المقرىء والنخبة لشَيْخِنَا وألفية النَّحْو والوردية والجزومية كِلَاهُمَا فِي النَّحْو أَيْضا وعرضها بِتَمَامِهَا على أَبِيه وجده وَكَذَا عرض على الْعَادة مَا عدا النخبة والأخيرين على جمَاعَة من أهل بَلَده وَمن القادمين إِلَيْهَا كالبامي وَابْن القصبي الْمَالِكِي وَكتب إِجَازَته نظما ثمَّ حفظ أَيْضا غَالب ألفية الحَدِيث وجانبا من الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ واعتنى بِهِ وَالِده فاستجاز لَهُ خلقا مِنْهُم

شَيخنَا وأحضره وأسمعه على كثيرين من المكيين كَأبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والزمزمي وَغَيرهم بهَا وبأماكن مِنْهَا كمنى وَجل ذَلِك معي وَلما ترعرع قَرَأَ بِنَفسِهِ وَتوجه غير مرّة للزيارة النَّبَوِيَّة وَسمع فِيهَا بِطيبَة من) جمَاعَة، وارتحل فِي سنة سبعين من الْبَحْر فَأكْثر بالديار المصرية من الْقِرَاءَة وَالسَّمَاع وَمِمَّا أَخذه عَن الشمني فِي الْبَحْث بعض شَرحه لنظم أَبِيه للنخبة وَعَن البقاعي فِي متنها مَعَ شَيْء حَاذَى بِهِ متن إيساغوجي، وَسمع بِمصْر والجيزة وعلو الأهرام وَغَيرهَا من أماكنها وَكَذَا بجدة فِي مَجِيئه وَلما انْتهى أربه سَافر فِي أول السّنة الَّتِي تَلِيهَا إِلَى الْبِلَاد الشامية فَسمع فِي توجهه بالخانقاه السرياقوسية وزار الْقُدس والخليل وَسمع بالقدس وبغزة ونابلس ودمشق وصالحيتها وبعلبك وحماة وحلب وَغَيرهَا من جمَاعَة، واجتهد فِي كل ذَلِك وتميز فِي الطّلب واستمد مني ثمَّ عَاد فِيهَا إِلَى بَلَده مَعَ الركب ثمَّ رَجَعَ من الْبَحْر أَيْضا فِي سنة خمس وَسبعين وَقَرَأَ عَليّ فِي بحث ألفية الحَدِيث مَعَ غَيرهَا من تصانيفي وَحضر عِنْدِي فِي الاملاء وَغَيره بل وَقَرَأَ على الشّرف عبد الْحق السنباطي كِتَابه الارشاد ثمَّ سَمعه عَلَيْهِ إِلَّا الْيَسِير فِي مجاورته، وَكَانَ أحد الْقُرَّاء فِي تَقْسِيم الْمِنْهَاج على السراج الْعَبَّادِيّ وَلَكِن لم يتهيأ اكماله وَقَرَأَ على الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ قِطْعَة من أول شَرحه على الارشاد وَكتبه بِخَطِّهِ وعَلى الزيني زَكَرِيَّا فِي الْمَتْن وَكَانَ جلّ قَصده من هَذِه القدمة الدِّرَايَة وَرجع إِلَى بَلَده ثمَّ سَافر مِنْهَا للدراية أَيْضا إِلَى الشَّام فِي موسم السّنة الَّتِي تَلِيهَا وزار الْمَدِينَة فِي توجهه وَقَرَأَ فِي دمشق على الزين خطاب قِطْعَة من أول الارشاد وَكَذَا على الْمُحب البصروي وَكَانَ قد أَخذ عَنهُ بِمَكَّة أَيْضا وَحضر دروس أَولهمَا مَعَ قَلِيل من دروس التقي بن قَاضِي عجلون هُنَاكَ وَوصل مِنْهَا إِلَى حلب وَرجع لمصر أَيْضا ثمَّ لبلده مَعَ الركب ثمَّ دخل الْقَاهِرَة أَيْضا مَعَ الركب فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ فلازمني فِي السماع وَالْقِرَاءَة وَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ على قِطْعَة كَبِيرَة من أول شرحي لألفية الحَدِيث وَجَمِيع شرح النخبة وَحضر كثيرا من مجَالِس الاملاء بل واستملى بَعْضهَا وأكمل الرّبع الأول من شرح الْجَوْجَرِيّ للارشاد عَلَيْهِ وَحضر عِنْده تَقْسِيم التَّنْبِيه إِلَّا يَسِيرا وتقسيم جَمِيع ألفية ابْن مَالك سوى مجلسين أَو ثَلَاثَة بل هُوَ مِمَّن لَازمه حِين مجاورته بِمَكَّة حَتَّى سمع عَلَيْهِ شرح الشذور لَهُ وغالب متن الْبَهْجَة وَكَذَا لَازم إِمَام الكاملية فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَرَأَ عَلَيْهِ غَالب الوردية فِي النَّحْو وَمِمَّا أَخذه عَن الْعَبَّادِيّ فِي القدمة الرَّابِعَة فِي الرَّوْضَة أَو الْخَادِم، وَرجع مَعَ الْحَاج فِيهَا إِلَى بَلَده فَأَقَامَ ملازما للاشتغال والاقبال على شَأْنه، وَلما جَاوَرت سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَالَّتِي تَلِيهَا

أَكثر من ملازمتي بِحَيْثُ قَرَأَ على مَا كَانَ فِي كتب وَالِده من تصانيفي وَهُوَ شَيْء كثير وَحصل هُوَ أَيْضا أَشْيَاء قَرَأَهَا وأكمل سَماع شرحي للألفية مَعَ تكَرر كثير مِنْهُ لَهُ وَكَذَا) سمع عَليّ ومني غير ذَلِك وَمِمَّنْ لَازم بِبَلَدِهِ فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير عَالم الْحجاز الْبُرْهَان بن ظهيرة وَفِي الْفِقْه فَقَط مَعَ أُصُوله وَالْفَخْر أَخُوهُ والنور الفاكهي أَخذ عَنهُ الْمِنْهَاج وَكَانَ أحد الْقُرَّاء فِي تقسيمه وَقَرَأَ عَلَيْهِ الرّبع الأول من الارشاد بل حضر عِنْده فِي النَّحْو وَغَيره وَقَرَأَ على يحيى العلمي الْمَالِكِي الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ مرَّتَيْنِ وألفية ابْن مَالك وتوضيحها لِابْنِ هِشَام وَحضر عِنْده فِي الْجمل للخونجي وَسمع جَمِيع التَّوْضِيح والألفية مرَّتَيْنِ إِلَّا الْيَسِير على المحيوي الْمَالِكِي وَقبل ذَلِك أَخذ فِي النَّحْو عَن أبي الْوَقْت المرشدي ثمَّ بِأخرَة عَن الشريف السمهودي الايضاح فِي الْمَنَاسِك للنووي وَقطعَة من أول ألفية النَّحْو، وبرع فِي الحَدِيث طلبا وضبطا وَكتب الطباق بل كتب بِخَطِّهِ جملَة من الْكتب والاجزاء وتولع بالتخريج والكشف والتاريخ، وأذنت لَهُ فِي التدريس والافادة والتحديث وَكَذَا أذن لَهُ الْجَوْجَرِيّ فِي تدريس الْفِقْه والنحو والافادة والمحيوي ضمن جمَاعَة فِي إقراء الألفية وَلَيْسَ بعد أَبِيه بِبِلَاد الْحجاز من يدانيه فِي الحَدِيث مَعَ الْمُشَاركَة فِي الْفَضَائِل وجودة الْخط والفهم وَجَمِيل الْهَيْئَة وعَلى الهمة وَالْحيَاء والمروءة والتخلق بالاوصاف الجميلة والتقنع باليسير واظهار التجمل وَعدم التشكي وَهُوَ حَسَنَة من حَسَنَات بَلَده. عبد الْعَزِيز بن أبي الْقسم /. فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب. 575 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد الْعِزّ السنبسي الْمَكِّيّ. / حفظ الْعُمْدَة فعرضها على الشهَاب أَحْمد بن عَليّ الحسني الفاسي فِي سنة عشر وَأَجَازَهُ بل أجَاز لَهُ فِي سنة خمس فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن صديق والزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والفرسيسي والشهاب الْجَوْهَرِي وَخلق. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ، أرخه ابْن فَهد. عبد الْعَزِيز بن عَيَّاش الطَّبَرِيّ /. 576 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْعِزّ أَبُو البقا بن الْبَدْر الْأنْصَارِيّ الابياري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن وَأحمد / الْمَذْكُورين فِي أماكنهم وَيعرف كسلفه بِابْن الْأَمَانَة. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه انه اشْتغل كثيرا ودرس وَعمل المواعيد بالجامع الازهر وَكَانَ شَابًّا صَالحا عفيفا فَاضلا أجَاز لَهُ جمَاعَة باستدعاء ابْن فَهد. مَاتَ فِي تسع عشري جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَلَاثِينَ.

577 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن نعيم بن مقدم الْعِزّ بن الشَّمْس الْبِسَاطِيّ الأَصْل القاهري الْمَالِكِي أَخُو عبد الْغَنِيّ ووالد خير الدّين أبي الْخَيْر مُحَمَّد وَزَوْجَة الزين عبد الرَّحِيم الابناسي / وَغَيرهم مِمَّن سَيَأْتِي، وَيعرف بِابْن الْبِسَاطِيّ. ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والمختصر الفرعي والفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة وَأخذ عَن أَبِيه وَالْجمال الاقفاصي وناب عَنهُ ثمَّ عَن من بعده إِلَى أَن مَاتَ وَلكنه قد تقلل مِنْهُ جدا بِأخرَة وَكَذَا قَرَأَ على الشهَاب الصنهاجي فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا ودرس بالقمحية وَولي الاعادة بالصالحية والناصرية والصالح وَغَيرهَا وَكَانَ مستحضرا لكثير من فروع مذْهبه مشاركا فِي طرف من الْعَرَبيَّة ذَاكِرًا لجملة من الوقائع والنوادر مَعَ مزِيد حرصه وَطَرحه التَّكَلُّف والاحتشام واعراضه عَن التأنق فِي ملبسه ومأكله وشئونه كلهَا وتعاطى جباية دوره وأماكنه وَتَوَلَّى اصلاحها بِنَفسِهِ والتمتع بحواسه بِحَيْثُ يمشي كثيرا. مَاتَ فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد متوسط ثمَّ دفن بِجَانِب الرَّوْضَة بتربة هُنَاكَ وَخلف الْمشَار إِلَيْهِم رَحمَه الله وإيانا. 578 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن صَالح الْعِزّ بن الْجمال الهيثمي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الله وَابْن أخي الْحَافِظ نور الدّين / على الآتيين. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وأحضر فِي الثَّانِيَة فِي شَوَّال سنة خمس وَسِتِّينَ على أبي عبد الله الْبَيَانِي الأول من فَوَائِد الصّقليّ أخبرنَا بِهِ الْفَخر حضورا أَيْضا وَسمع على عَمه والعراقي وَابْن حَاتِم وَابْن الشيخة والابناسي وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ النشاوري والغياث العاقولي والصدر الْمَنَاوِيّ وَغَيرهم بل أجَاز لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة فهرست مروياته الْمعينَة فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى الْحَافِظ وَمَعَهُ الْمُوفق الأبي، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وانه أجَاز لوَلَده، وَكَانَ أحد صوفية البيبرسية. مَاتَ فِي مستهل صفر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ رَحمَه الله. 579 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن دَاوُد الكيلاني الْمَكِّيّ /. تردد للقاهرة وَمَات بهَا مطعونا فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. 580 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن صَالح النمراوي الأَصْل القاهري / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن صَالح. شَاب يمِيل لظرف وَسُكُون وانجماع مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ وباسمه بعض جِهَات منتقلة لَهُ عَن أَبِيه وَغَيره. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالأزهر.)

::: 581 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْعِزّ بن الشَّمْس بن الكويك / الْآتِي أَبوهُ وَعَمه قَاسم. ولد قريب الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره ورافقني يَسِيرا فِي مكتب ابْن أَسد ثمَّ تعانى الحيك ظنا وقتا ثمَّ التوقيع وَصَارَ من جُمْلَتهمْ وَرُبمَا يَقُول الشّعْر. 582 - عبد الْعَزِيز بن الْجمال مُحَمَّد بن الزين عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد الْعِزّ الْأنْصَارِيّ الْمدنِي ابْن عَم حسن بن عمر بن عبد الْوَاحِد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن زين الدّين. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مظفر بن نصير عز الدّين ابْن الْبَهَاء بن الْعِزّ البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كأبيه بِابْن عز الدّين وبابن شفطر. ولد فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة بل قيل إِنَّه لم يعرض، واشتغل يَسِيرا وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْعَلَاء القلقشندي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والشرف السُّبْكِيّ وَابْن المجدي وَفِي غَيره عَن ابْن حسان وَفِي الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود وَسمع على شَيخنَا والزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَأم هانىء وَآخَرين وَفضل واستنابه شَيخنَا فِي آخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَجلسَ بحانوت بِخَط جَامع طولون ثمَّ صرفه لشَيْء نسب إِلَيْهِ بل درس بعد وَالِده بمدرسة سودون من زادة وَولي الاعادة بِجَامِع طولون بل استنزل عشيره الْمُحب بن هِشَام عَن تدريس المنصورية وَمَا أَمْضَاهُ النَّاظر إِلَّا بتكلف وَعمل فِيهِ درسا وَاحِدًا ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ قريب الْعَصْر بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن عِنْد جده بمقبرة سعيد السُّعَدَاء، وَكَانَ ذكيا فَاضلا حسن التَّصَوُّر وَرُبمَا أَقرَأ الطّلبَة مَعَ صفاء وَسُرْعَة حَرَكَة وحرص حَرِيصًا على لعب الشطرنج وَرُبمَا جر ذَلِك للمزحة سِيمَا حِين تحدثه بالميل للْقَضَاء الْأَكْبَر وَقد كتب بِخَطِّهِ الْخَادِم أوجله وَرُبمَا وسع على بعض الطّلبَة بالقرض رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 584 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الدَّمِيرِيّ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 585 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد بن الشَّمْس أبي عبد الله بن الرشيد أبي مُحَمَّد بن الْعِزّ أبي مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ القاهري الْمَالِكِي الْمُبَاشر / الْمَاضِي ابْنه أَحْمد وَيعرف كسلفه بِابْن عبد الْعَزِيز. ولد قبل سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة وعرضها فِي مستهل صفر سنة تسعين والرسالة وعرضها فِي ربيع الأول من الَّتِي بعْدهَا وَكَانَ مِمَّن عرض عَلَيْهِ الابناسي

والبلقيني وَابْن الملقن وَولد كل مِنْهُمَا وأجازوا لَهُ وأثنوا على أسلافه فِي آخَرين مِمَّن لم يجز وَفِي ظَنِّي أَن عبد الْعَزِيز الْأَعْلَى هُوَ جد القَاضِي كريم الدّين عبد الْكَرِيم ابْن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَرِيم بن أبي طَالب بن عبد الله بن سيدهم ابْن عَليّ اللَّخْمِيّ ويتأيد بِأَن كريم الدّين لما اسْتَقر فِي نظر الْجَيْش رغب عَمَّا كَانَ باسمه قبل من وظائف الْجَيْش باسم وَالِد صَاحب التَّرْجَمَة وَوَصفه بِأَنَّهُ قَرِيبه لَكِن حكى لي الْجمال سبط شيختنا أنس ابْنة عبد الْكَرِيم الْمَذْكُور أَن الْقَرَابَة إِنَّمَا هِيَ من جِهَة النِّسَاء وَحِينَئِذٍ فعبد الْعَزِيز الْأَعْلَى غير جد كريم الدّين لَا سِيمَا وَوجدت وَصفه بالعالم الْمُحدث فِي خطّ غير وَاحِد وَكَذَا نسبته أَنْصَارِيًّا وَأما جد كريم الدّين فَهُوَ وَإِن وَقع فِي مُعْجم ابْن ظهيرة نِسْبَة وَلَده الْحسن أَنْصَارِيًّا فَهُوَ غلط وَلذَا كتب شَيخنَا بِهَامِش تَرْجَمته هُنَاكَ صَوَابه اللَّخْمِيّ وَالله أعلم، وَقد سمع صَاحب التَّرْجَمَة على الشّرف بن الكويك جُزْء البطاقة وباشر أوقاف جَامع طولون والاشرفية العتيقة والناصرية دهرا، وَكَانَ بارعا فِي الْمُبَاشرَة جلدا ثَابت الجأش صبورا تَعب القاياتي ثمَّ السفطي فِي مباشرتهما الْقَضَاء بتسببه كثيرا وَلم يحدث لكنه أجَاز لي وَمَات فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَخمسين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 586 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْعِزّ بن أبي الْقسم بن التَّاج العثماني كَمَا بِخَط شَيْخه أبي الْفَتْح المراغي الطهطاوي ثمَّ الْمَكِّيّ /. سمع على أبي الْفَتْح المراغي فِي سنة خمس وَخمسين وَبعدهَا، وَكَانَ بزازا بدار الامارة مُبَارَكًا مِمَّن دخل الْعَجم وَحصل بهَا. مَاتَ بِمَكَّة فَجْأَة بِالْمَسْجِدِ بعد صلَاته الْمغرب فِي صفر سنة سبع وَسِتِّينَ سامحه الله. أرخه ابْن فَهد. 587 - عبد الْعَزِيز بن أبي البركات مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي النويري الْمَكِّيّ. / ولد بهَا فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأمه أم الْخَيْر ابْنة عَليّ ابْنة عبد اللَّطِيف بن سَالم، وَنَشَأ وَسمع من زَيْنَب ابْنة الشَّافِعِي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَبعدهَا جمَاعَة 588 -. عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عَليّ بن قطلبك تَاج الدّين بن نَاصِر الدّين بن عَلَاء الدّين / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بالصغير بِالتَّصْغِيرِ. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا مَقْبُول الصُّورَة لجماله فحفظ الْقُرْآن والعمدة والقدوري والمنار فِي الْأُصُول والحاجبية فِي النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة وَكتب الْخط الْحسن وتولع بالأدب حَتَّى صَار حسن المحاضرة، وتنقل فِي الخدم السُّلْطَانِيَّة فَأول مَا عمل خاصكيا ثمَّ أميرآخور ثَالِث ثمَّ حَاجِب ثَالِث ثمَّ وكَالَة الاسطبلات

السُّلْطَانِيَّة أَيَّام الظَّاهِر جقمق ثمَّ الْحِسْبَة ونقابة الْجَيْش كل ذَلِك بالبذل الَّذِي يستدين أَكْثَره ثمَّ يقاسي من أربابه بالشكوى وَنَحْوهَا مَا الله بِهِ عليم، بل حَبسه الظَّاهِر بالبرج من القلعة فِي أَوَائِل دولته ثمَّ أَمر بنفيه هُوَ وَأَبوهُ وتكرر لَهُ ذَلِك وَيُقَال إِنَّه مَال لمنادمته بعد وَكَذَا أهانه الْأَشْرَف اينال بِالضَّرْبِ المؤلم بِحَيْثُ أشرف على الْهَلَاك ثمَّ نَفَاهُ لدمياط بِسَبَب دكر فِي حوادث سنة تسع وَخمسين، وَرَأَيْت بعض الطّلبَة كتب عَنهُ: (خانني الرَّقِيب فخانته ضمائره ... وغيض الدمع فانهلت بوادره) (وكاتم السِّرّ يَوْم الْبَين منهتك ... وَصَاحب الدمع لَا تخفى سرائره) مَاتَ فِي. 589 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عي بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد عز الدّين الْمحلي السمنودي الشَّافِعِي ابْن عَم الْجلَال مُحَمَّد بن أَحْمد / الْآتِي وَيعرف بعزيز بِفَتْح الْمُهْملَة وزايين منقوطتين بَينهمَا تَحْتَانِيَّة. حفظ الْقُرْآن والمنهاج أَو غالبه واشتغل على ابْن عَمه وَولي كأبيه قَضَاء سمنود وعملها. 590 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عمر نجيب الدّين بن شمس الدّين بن نَاصِر الدّين الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. / رجل خير من أَتبَاع السَّيِّد عبيد الله بن الْعَلَاء بن عفيف الدّين بل هُوَ مؤدب بعض بنيه حسن الْخط كثير التَّوَاضُع، مِمَّن اشْتغل يَسِيرا وَقَرَأَ عَليّ وَأَنا بِمَكَّة أربعي النَّوَوِيّ ولازمني فِي أَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا وكتبت لَهُ إجَازَة أوردت بَعْضهَا فِي التَّارِيخ الْكَبِير وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة مَعَ أهل الْمشَار إِلَيْهِ ثمَّ عَاد لمَكَّة ثمَّ رَجَعَ وَتُوفِّي بكرمان فِي سنة تسعين تَقْرِيبًا. 591 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْمُحب بن الْبَدْر بن الْأَمَانَة / الْآتِي أَبوهُ وجده والماضي سميه وَغَيره من أَعْمَامه. أحضر فِي البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة، وَلما كبر حج وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَلم يتصون وَلَا تثبت وَرُبمَا حضر دروس الْوَظَائِف حَتَّى إِنَّه حضر عِنْدِي بالبرقوقية. 592 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعِزّ بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج ابْن / الْجمال الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو عَليّ وَمُحَمّد / الآتيين. مِمَّن أَخذ عني بِالْمَدِينَةِ 593 -. عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أَبُو البقا بن أبي الْخَيْر بن أبي السُّعُود الْقرشِي الْمَكِّيّ / وَأمه حبشية فتاة أَبِيه. ولد فِي رَجَب سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن الكويك وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالْمجد الشِّيرَازِيّ.

594 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْخضر بن إِبْرَاهِيم الْعِزّ بن القَاضِي الشّرف الْمصْرِيّ وَيعرف بالطيبي بِالتَّشْدِيدِ /. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع على يحيى بن فضل الله وَصَالح بن مُخْتَار وَأحمد بن أبي بكر بن طي وَأحمد بن مَنْصُور الْجَوْهَرِي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ مُسْند الشَّافِعِي أخبرنَا بِهِ الْمعِين الدِّمَشْقِي وَزَيْنَب ابْنة إِسْمَاعِيل بن الخباز سمع عَلَيْهِمَا غَالب القطيعيات وَمُحَمّد بن غالي والبدر الفارقي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو حَيَّان وزهرة ابْنة الختني وَابْن الصناج والمشتولي وَابْن السديد وَجَمَاعَة، وَخرج لَهُ شَيخنَا جُزْءا لطيفا قَرَأَهُ مَعَ غَيره عَلَيْهِ وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَوَقع على الْقُضَاة زَمَانا وَكَانَ أول من رتبه فِيهِ الْبَهَاء أَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ ثمَّ ولي نظر الْأَوْقَاف وامتحن. مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَله بضع وَسَبْعُونَ سنة، وَذكره فِي الأنباء أَيْضا وَكَذَا المقريزي فِي عقوده وَإنَّهُ سجن على يَد ابْن خلدون فَحمل وَمَات فِي خموله عَن نَحْو الثَّمَانِينَ. 595 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن عمر بن حَيَاة بن قيس الْعِزّ أَبُو الْفضل وَأَبُو الْعِزّ بن الْبَدْر الْحَرَّانِي الأَصْل الدِّمَشْقِي نزيل ويدعى مُحَمَّدًا أَيْضا. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ كثير الْعِبَادَة ملازما للصَّلَاة فِي اللَّيْلَة وَله اشْتِغَال وتصانيف ونظم ونثر، وتذكر عَنهُ كرامات وَكَلَام فِي الرَّقَائِق. مَاتَ فِي ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَلَاثِينَ رَحمَه الله وإيانا، وَينظر فِي اتِّصَال نَصبه بِأبي بكر بن حَيَاة بن أبي بكر بن قيس الْحَرَّانِي أحد من سمع عَلَيْهِ ابْن تَيْمِية. 596 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة الْكَمَال أَبُو الْغَيْث بن الرضى أبي حَامِد الْقرشِي الْمَكِّيّ / وَأمه أم الْحُسَيْن الصُّغْرَى ابْنة الْمُحب بن ظهيرة. ولد فِي ربيع الآخر سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَسمع بهَا من أبي الْفَتْح المراغي وَأَجَازَ لَهُ الزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَجَمَاعَة، وَمَات وَهُوَ صَغِير فِي ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين عوضه الله الْجنَّة.) ::: 597 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعِزّ بن الْعَبْسِي / نِسْبَة لمنية الْعَبْسِي بالغربية ثمَّ القاهري مَالك ديوَان الاحباس. ولد فِي سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَكَانَ أَبوهُ يتَصَرَّف فِي بيُوت الامراء فَنَشَأَ ابْنه شَاهدا عِنْد مُسلم السُّيُوطِيّ فتدرب بِهِ فِيهَا ثمَّ اسْتَقر فِي ديوَان الاحباس رَفِيقًا لِعَمِّهِ نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَالشَّمْس الْأَزْهَرِي والنجم القلقشندي والبدر البيدفي حِين كَانَ الْعَلَاء بن اقبرص نَاظر الدِّيوَان،

وراج أمره فِيهِ لتيقظه لَهُ سِيمَا عِنْد تقلقل أَهله وَاحِدًا وَاحِدًا بِحَيْثُ انْفَرد بِشَأْنِهِ وترقى وَتوسع فِي معيشته مَعَ مزِيد التنعم والتظاهر بالاحتشام والانعام، وَلما اسْتَقر يشبك الْفَقِيه فِي الدوادارية ناكده وَلَده يحيى ثمَّ وثب عَلَيْهِ الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي بعد أَن تنَازع مَعَ الْجَوْجَرِيّ وعزر بِسَبَبِهِ وَزيد فِي إهانته وَنقص وجاهته وَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ من الْجِهَتَيْنِ سِيمَا بعد الْعشْرَة والصحبة، وَمن جملَة مَا انتقده عَلَيْهِ أَنه اشْترى بَيْتا بجوار جَامع الصَّالح ورام الِاخْتِصَاص بعلو مَسْجِد وَأدّى النزاع لحقن دَمه وَمَشى أبي الطّيب السُّيُوطِيّ فِي ذَلِك مَعَ مزِيد اخْتِصَاصه بالجوجري وَمَعَ ذَلِك فَخرج بعد على أبي الطّيب وَاسْتمرّ فِي نقص وخمول مَعَ كَونه المستبد بالديوان وَلَيْسَ للنَّاظِر الْمُنعم مَعَه كلمة بل هُوَ كالتبع لَهُ ينعم عَلَيْهِ بِمَا يَشَاء حَتَّى السراج الْعَبَّادِيّ والفقراء فِي كرب من جِهَته لَا يرحمهم وَلَا يقبل تكلفهم وَرُبمَا تعدد أَخذه من جمَاعَة فِي جِهَة وَاحِدَة مَعَ تصنع وتمنع وإيهام وإبهام، وَقد حج وَآل أمره إِلَى أَن تعطل بالفالج وَصَارَ عطلا وَابْنه الْقَائِم بالديوان إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ وإيانا. 598 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعِزّ أَبُو الْفضل وَأَبُو الْفَوَائِد القاهري الشَّافِعِي الوفائي الميقاتي نزيل المؤيدية وَيعرف قَدِيما بِابْن الاقباعي. / ولد فِي ثَانِي صفر سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وَعرض على البيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والزين القمني وَالْجمال يُوسُف الْبِسَاطِيّ شَارِح الْبردَة وَبَانَتْ سعاد وَآخَرين مِمَّن أجَاز لَهُ وَأخذ فنون الْمِيقَات عَن ابْن المجدي وَنور الدّين النقاش وَبِه تدرب وبرع فِيهِ وتصدى لافادته فَأخذ عَنهُ الجم الْغَفِير وَعمل رسائل فِي المقنطرات مِنْهَا قطف الزهرات فِي الْعَمَل بِربع المقنطرات وَكَذَا فِي الجيب وَجل الْكَوَاكِب وَغَيرهَا وَله مبتكرات فِي الوضعيات لكنه كَانَ ضنينا بِكَثِير من فَوَائده وباشر الرياسة بِجَامِع المارداني والمؤيدية والأزهر وَغَيرهَا وَكَانَ دينا سَاكِنا كثير التخيل لَهُ إِلْمَام بِالْعَرَبِيَّةِ رَأَيْته مرَارًا وَسمعت من فَوَائده. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 599 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجَوْجَرِيّ الشَّافِعِي. / مِمَّن عرض عَلَيْهِ خير الدّين ابْن القصبي بعد الْخمسين وَثَمَانمِائَة. 600 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مظفر بن نصير بن صَالح الْعِزّ البُلْقِينِيّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَهَاء مُحَمَّد أبي الْعِزّ عبد الْعَزِيز وَابْن حفيد السراج عمر بن رسْلَان ابْن نصير / الْمَذْكُورين فِي محالهم وسها شَيخنَا فِي إِيرَاد نسبه فِي الأنباء حَيْثُ قَالَ:

عبد الْعَزِيز بن مظفر بن أبي بكر مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن رسْلَان، وَقَالَ غَيره عبد الْعَزِيز ابْن أبي بكر بن مظفر فَلَعَلَّ أَبَا بكر كنية مُحَمَّد قَالَ فِي الأنباء اشْتغل على السراج ورافقنا فِي سَماع الحَدِيث كثيرا ودرس بمدرسة سودون من زَاده وناب فِي الحكم يَعْنِي من سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وَكَانَ حسن المذاكرة بالفقه يُشَارك فِي بعض الْفُنُون لكنه كَانَ سيء السِّيرَة فِي الْقَضَاء جمَاعَة لِلْمَالِ من غير حلّه فِي الْغَالِب مزري الملبس مقترا على نَفسه إِلَى الْغَايَة وَبَلغنِي أَن الْعَلَاء بن المغلي قَالَ فِي يَوْم وَفَاته انه قَرَأَ عَلَيْهِ. مَاتَ فِي ثَالِث عشري جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخلف مَالا كثيرا جدا فحازه وَلَده، وترجمه المقريزي بالبراعة فِي الْفِقْه وأصوله والعربية مَعَ دربة بِالْأَحْكَامِ وَسَماهُ عبد الْعَزِيز بن أبي بكر بن رسْلَان بن نصير رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 601 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْعِزّ بن الْبَدْر بن الشّرف ابْن الْبُرْهَان وَيعرف كسلفه بِابْن الْبُرْهَان. / شَاهد بوقف البيمارستان. 602 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ الشريف القادري الْآتِي أَبوهُ. مِمَّن سمع عَليّ وَمَات بالطاعون فِي سنة سبع وَتِسْعين وَهُوَ أَخُو زوج تغري بردى الاستادار. 603 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْعِزّ بن الْبَدْر الْحَرَّانِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي القادري / شيخ الزاوية الَّتِي اشتهرت بِهِ فِي بَاب الزهومة ووالد عبد الْقَادِر وَمُحَمّد الآتيين وربيبه الْمُحب القادري، كَانَ شَيخا مبجلا مُعْتَقدًا قَائِما بوظائف الْعِبَادَات والأوراد تسلك بِهِ جمَاعَة يُقَال إِن الشّرف الْمَنَاوِيّ مِنْهُم، وَصَارَت لَهُ وجاهة، لَقِي خلقا فيهم غير وَاحِد من ذُرِّيَّة الشَّيْخ عبد الْقَادِر فَأخذ عَنْهُم. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة وَدفن بالزاوية الْمشَار اليها وَكَانَ أَقَامَ بهَا دهرا، وَحج وجاور غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس وَيُقَال إِنَّه كَانَ من أخصاء الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ رَحمَه الله.) 604 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد اللبابي من ولد أبي لبَابَة المغربي الْوَزير /. نَشأ بمراكش ثمَّ قدم فاس بعد الثَّمَانمِائَة وعانى الْكِتَابَة فَلَمَّا انهزم السُّلْطَان أَبُو سعيد عُثْمَان بن أبي الْعَبَّاس المريني من السعيد مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَانِي عشرَة وانتصر السعيد استدعى بِهَذَا فَكتب لَهُ وَآل أمره إِلَى أَن استوزره وَصَارَت إِلَيْهِ الْأُمُور بمقاليدها ودبر وحذر وَقدم وَأخر، وَآل أمره إِلَى أَن قتل فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَعشْرين، وَكَانَ كَرِيمًا مفضالا أديبا شَاعِرًا حسن النّظم كَاتبا مترسلا متوسطا فِي البلاغة مقداما شجاعا جريئا على سفك

الدِّمَاء جيد التَّدْبِير كثير الدهاء من بَيت كِتَابَة وَهُوَ أحد أَسبَاب تلف دولة بني مرين بفاس طول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته وَأنْشد لَهُ حِين قدم للْقَتْل: (خَان الْقَرِيب فَكيف من هُوَ نائي ... لم يبْق إِلَّا فِي الآله رجائي) (وَإِذا تعلّقت النُّفُوس بربها ... بلغت مقاصدها بِغَيْر عناء) 605 - عبد الْعَزِيز بن الْبَدْر مَحْمُود بن أَحْمد الْعَيْنِيّ / مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان عشرَة أرخه أَبوهُ. 606 - عبد الْعَزِيز بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن فَخر الدّين الطوسي ثمَّ الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. / ولد فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بطوس وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد صالحها عبد الله بن مُحَمَّد ثمَّ تحول مِنْهَا مَعَ أَبِيه لهراة وَأخذ عَنهُ مختصرات الْعُلُوم على التَّرْتِيب المرعى بَينهم ولازم القطب أَحْمد بن مُحَمَّد الامامي أقضى الْقُضَاة بهَا وَهُوَ حَنَفِيّ يَسْتَنِيب الشَّافِعِي فِي الْكَشَّاف مَعَ حَاشِيَة التَّفْتَازَانِيّ وَحضر دروسه فِي الْهِدَايَة فقه الْحَنَفِيَّة ومولانا زَاده مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن سيف الدّين الْأَبْهَرِيّ الأَصْل الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي المتوجه لاقراء مذْهبه والحنفي فِي شرح الْحَاوِي للقونوي وَالْهِدَايَة بل أَخذ عَنهُ المصابيح وَأفَاد أَنه مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا حِين قدومه عَليّ الظَّاهِر جقمق مَعَ قُضَاة شاه رخ ومولانا مُحَمَّد بن أَحْمد الجاجرمي الشَّافِعِي نزيل هراة وَأحد المعمرين حَتَّى أَخذ عَنهُ التَّلْوِيح فِي أصُول الْحَنَفِيَّة مَعَ التَّوْضِيح ومولانا عَليّ بن مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي الْحَنَفِيّ نزيلها أَيْضا وَأحد تلامذة السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ المستوفين عَلَيْهِ جلّ تصانيفه فِي شرح الْمِفْتَاح وحاشية شرح الْمطَالع كِلَاهُمَا لشيخه السَّيِّد وَكَذَا الْمشكاة وَالسَّيِّد أصيل الدّين بن جلال الدّين الشِّيرَازِيّ ثمَّ الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي مُحدث تِلْكَ النواحي مِمَّن صنف وَوعظ فِي البُخَارِيّ وَجَمِيع المصابيح وَالشَّمَائِل والشهاب البرجندي بَلْدَة من خُرَاسَان الْحَنَفِيّ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ من سُورَة هود من الْبَيْضَاوِيّ إِلَى آخرهَا بعد قِرَاءَته لما لم يقرأه على غَيره ومولانا مُحَمَّد بن) سياوش الطوسي ثمَّ الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي فِي المطول والتلويح وحاشية الْمطَالع وَغَيرهَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُحَرر فِي الْفِقْه إِلَى غَيرهم، وتميز وَقدم مَكَّة فِي سنة سبع وَسبعين فقطنها على طَريقَة حَسَنَة من اقراء الطّلبَة لفنون والسكون وسافر مِنْهَا إِلَى مصر وَالشَّام وحلب وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل بل وطيبه وَكَذَا دخل الْهِنْد واختص بصهر قاوان وأقرأه حَتَّى فِي الْمُحَرر وَقصر نَفسه عَلَيْهِ وَبِيَدِهِ دنيا مَعَ كَونه أعزب، وَلم يذكر عَنهُ الا الْخَيْر ولحيته بَيْضَاء نقية وَقد تكَرر اجتماعه بِي ثمَّ سمع مني المسلسل ورام الْقِرَاءَة فَمَا تيَسّر.

607 - عبد الْعَزِيز بن مُسَدّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الْعِزّ أَبُو الْفضل الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي /. ولد بِطيبَة وَنَشَأ بهَا فحفظ المنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو، وَعرض فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ على أبي الْفرج المراغي والشهاب الأبشيطي وَأبي الْفَتْح بن تَقِيّ وَآخَرين وَأخذ فِي الْفِقْه عَن آخِرهم بل قَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيحَيْنِ والشفا بالروضة وَفِي الْأُصُول عَن سَلام الله الْكرْمَانِي وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الشهَاب أَحْمد بن يُونُس المغربي وَسمع الحَدِيث أَيْضا على أَبَوي الْفرج الكازروني والمراغي، وَكَانَ دربا فِي الدُّنْيَا مُقبلا على تَحْصِيلهَا اشْترى نخلا بِنَحْوِ ألف دِينَار، وَمَات بِدِمَشْق فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله. 608 - عبد الْعَزِيز بن مُسلم كمحمد بن دَال بن خضر بن غراز بن سَلامَة الْعِزّ أَبُو الْفضل المستناني نِسْبَة لقبيلة من قبائل الْمغرب المغربي ثمَّ السكندري الْمَالِكِي وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي رجل صَالح مَذْكُور بِالْولَايَةِ مِمَّن أَخذ عَن الشَّيْخ سَالم. لَقيته باسكندرية فَأول مَا وَقع بَصَره على شرع يذكر بعزم وجد سَاعَة طَوِيلَة ثمَّ دخل منزله من شدَّة الوجد فِيمَا أَظن وَأرْسل بِشَيْء من الْخبز والسعتر وَالْمَاء ثمَّ جَاءَ بعد يسير فَأكل مَعنا وَلم يتَكَلَّم بِكَلِمَة فَقلت لَهُ لَا بَأْس بانشاد شَيْء من نظمكم فَقَالَ مَا فِي الْوُجُود سواكم وَذكر تَمام بَيْتَيْنِ لم أحفظهما ثمَّ قَامَ وَدخل إِلَى منزله بعد أَن دَعَا، وقصدت الِاجْتِمَاع بِهِ ثَانِيًا فَمَا أمكن لكنه كتب بِخَطِّهِ أبياتا وَأرْسل إِلَيّ بهَا وأظنها من نظمه وَهِي: (خطيب الْحَيّ قد غنى ... على عيدَان آصالي) (تفنن إِن كنت تسمع ... وتلقي فهمك الْبَالِي) (يظْهر لَك حواشيها ... برقم الرؤف فِي الْحَال) (وتعقد لَك قوافيها ... فكم فِي معقدي حَال) ) (فَهَل تقْرَأ معاجمها ... بصدح بَين أطلال) (وَتعلم حَال معلمها ... تكن فِي منزل عَال) (منارى فِي الدجى لمعت ... بِكُل الْجَانِب الذَّال) (ونار النُّور قد ظَهرت ... فَهَل تصفي لأمثالي) وَهُوَ انسان عَلَيْهِ خفر وَسُكُون وهيبة وَلأَهل الثغر فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد وَإِذا رَأَيْته علمت إِنَّه يخْشَى الله. مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَسبعين بالثغر وَدفن بتربته فِي الْجَانِب الشَّرْقِي من الشَّارِع رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. عبد الْعَزِيز بن مظفر بن أبي بكر /. صَوَابه ابْن مُحَمَّد بن نصير مُضِيّ.

609 - عبد الْعَزِيز بن مُوسَى بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم العبدوسي المغربي. / لقِيه عمر ابْن يُوسُف البسلقوني فِي سنة احدى وَعشْرين وَأذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس كَمَا سيجئ فِي تَرْجَمته. وَينظر الكنى. 610 - عبد الْعَزِيز بن مُوسَى الْخَطِيب أَبُو مُحَمَّد الوريا عَليّ الفاسي / خطيب جَامع الْقرَوِيين. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ ومولده سنة ثَلَاث عشرَة. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة. 611 - عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن حُسَيْن المتَوَكل على الله الْعِزّ أَبُو الْعِزّ بن الشرفي بن المتَوَكل على الله الْهَاشِمِي العباسي أَخُو مُحَمَّد وَإِسْمَاعِيل وبيرم ووالد يَعْقُوب / الْمَذْكُورين. ولد فِي ربيع الأول سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن على الشهَاب أَحْمد والزين أبي بكر أخوي الامام الشهير الشَّمْس مُحَمَّد الونائي، وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة بني إخْوَة المعتضد دَاوُد بن مُحَمَّد بن أبي بكر باستدعاء مؤرخ بتاسع عشري رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ خلق وزوجه عَمه المستكفي بابنته فأولدها الْمشَار إِلَيْهِ فَهُوَ هاشمي من هاشميين وسلك طَريقَة حَسَنَة فِي محبَّة الْفُقَرَاء وَالْعُلَمَاء وزيارتهم والتأدب مَعَهم والموافاة لمن يَقْصِدهُ حَتَّى أحبه الْخَاص وَالْعَام لمزيد تواضعه وَحسن سمته وبشاشته لكل أحد، وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة كالشاوي وَأم هاني الهورينية وَقَرَأَ على وَلَدهَا سيف الدّين فِي الْعَرَبيَّة ولازمه وَكَذَا أَخذ عَن الشَّيْخ يعِيش الْمَالِكِي والمحيوي الكافياجي وَفِي الْفِقْه عَن الْكَمَال السُّيُوطِيّ وجود الْخط على الْبُرْهَان الفرنوي، وَمَا تهَيَّأ لَهُ الْحَج كجل أسلافه نعم يحيى بن الْعَبَّاس الْآتِي حج وبويع بالخلافة بعد موت عَمه المستنجد بِاللَّه أبي المظفر يُوسُف بن المتَوَكل فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشري الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ ثمَّ ركب من القلعة إِلَى بَيته بجوار المشهد النفيسي وَمَعَهُ) الْقُضَاة والمباشرون والأعيان ثمَّ عَاد آخر الْيَوْم الْمَذْكُور إِلَى القلعة فسكن بِالْمَكَانِ الَّذِي كَانَ بِهِ عَمه مِنْهَا، وَكَانَ كلمة اتِّفَاق لم يخْتَلف فِي جلالته وارتفاع مكانته وَلزِمَ طَرِيقَته فِي تقريب أهل الصّلاح وَالْفضل وَقُرِئَ عِنْده الحَدِيث فِي رَمَضَان وَغَيره فَكَانَ يجْتَمع عِنْده من شَاءَ الله من أَصْحَابه وَغَيرهم وَرُبمَا واسى بَعضهم بل تردد إِلَيْهِ بَعضهم للاقراء فِي الْعَرَبيَّة وأصول الدّين وَغير ذَلِك وَسمع عَليّ فِي مَجْلِسه مصنفي الْمُسَمّى عُمْدَة النَّاس فِي مَنَاقِب الْعَبَّاس وَبَالغ فِي التأدب معي جَريا على عوائده حَيْثُ لقبني بشيخنا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَمَعَ جلالته عورض فِي رزقة جَارِيَة تَحت نظره حمية لسيباي المبشر بل اختلق عَلَيْهِ الْعلم سُلَيْمَان الخليفتي مَا كَانَ سَببا لِلْقَوْلِ لَهُ حِين اظهار

التخلي عَن المملكة ول الْآن من شِئْت وَنَحْو ذَلِك وَبَالغ فِي التنصل مِمَّا لَا شكّ فِي صدقه فِيهِ وَمَعَ ذَلِك فحجر عَلَيْهِ وأضيفت جهاته حَتَّى المشهد النفيسي لمن رتب لَهُ فِي كل يَوْم مَا زَاد التَّضْيِيق عَلَيْهِ بالاقتصار عَلَيْهِ وَصَارَ بمنزله وحيدا فريدا هَذَا بعد أَن عورض فِيمَا جهز إِلَيْهِ من مُلُوك الْهِنْد وَنَحْوه حَسْبَمَا أوردته فِي الْحَوَادِث وَلم يكن بأسرع من قَصم الْمشَار إِلَيْهِ وعددت ذَلِك من كراماته. 612 - عبد الْعَزِيز بن يُوسُف بن عبد الْعَزِيز الخواجا السلطاني نزيل مَكَّة /. كَانَ مُبَارَكًا لَهُ سَبِيل بحارة الشيبيين من السويقة حبس عَلَيْهِ الدَّار الَّتِي تعلوه ودارا بجانبها. وَمَات بِمَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. 613 - عبد الْعَزِيز بن يُوسُف بن عبد الْغفار بن وجيه بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن عبد النُّور الْعِزّ بن الْجمال التّونسِيّ الأَصْل السنباطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي ابْنه أَحْمد / والآتي أَبوهُ وَيعرف أَولا بالمنهاجي ثمَّ بالسنباطي. ولد فِي سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بسنباط وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك وَعرض على الْجمال الأقفهسي وَابْن عَمه الشّرف عِيسَى والبهاء الْمَنَاوِيّ وَالشَّمْس البوصيري وَرَأَيْت عرضه للمنهاج عَلَيْهِ فِي مستهل ذِي الْقعدَة سنة سبع عشرَة وَوصف وَالِده بالشيخ الامام الْعَلامَة فِي آخَرين. وَكَانَ قدومه الْقَاهِرَة فِي سنة خمس عشرَة واستيطانه لَهَا من سنة سبع عشرَة واشتغل بهَا فِي الْعُلُوم فَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الشَّمْس الشطنوفي والبرهان بن حجاج الابناسي وَكَذَا أَخذ فِيهِ عَن البيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَغَيرهم وَعَن البوصيري والابناسي مَعَ الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الْهمام أَخذ فِي النَّحْو وَفِي جمع) الْجَوَامِع عَن الْمجد الْبرمَاوِيّ وَفِي أصُول الدّين عَن الْبِسَاطِيّ وَابْن الْهمام فِي آخَرين فِي هَذِه الْفُنُون وَفِي غَيرهَا كالقاياتي والْعَلَاء البُخَارِيّ وتلقن الذّكر من الخوافي والاتكاوي وبعدهما من الشَّيْخ مَدين وَصَحب الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري بل وَاجْتمعَ بِأَحْمَد أبي طاقية خَاتِمَة أَصْحَاب الْجمال يُوسُف العجمي، وَعظم اخْتِصَاصه بجل شُيُوخه وَكَذَا بالعز عبد السَّلَام الْقُدسِي وَمن لَا أحصيه كَثْرَة وَمِنْهُم التَّاج ابْن الغرابيلي وَسمع على التَّاج اسحاق التَّمِيمِي بسنباط والبوصيري وَالْجمال البدراني وَابْن الْجَزرِي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والواسطي والنجم بن حجي والشموس الحبتي وَابْن الْمصْرِيّ والشامي الْحَنْبَلِيّ والبرماوي والشطنوفي والصفدي الْحَنَفِيّ والجلال البُلْقِينِيّ فِي آخَرين، وَمِمَّا سَمعه عَليّ البوصيري البُخَارِيّ بِقِرَاءَة الكلوتاتي وعَلى الفوي فِي سنة ثَمَان وَعشْرين صَحِيح مُسلم وعَلى كل من ابْن الْجَزرِي وَابْن حجي

أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وعَلى ابْن الْمصْرِيّ ابْن مَاجَه وعَلى الْجلَال البُلْقِينِيّ مُسْند الشَّافِعِي، وتنزل بالباسطية أول مَا فتحت وَكتب الْكثير وَمن ذَلِك أَربع نسخ من فتح الْبَارِي أجلهَا النُّسْخَة الكاملية البارزية ولسان الْعَرَب حَتَّى إِنَّه كتب بخفة من القَوْل البديع تصنيفي نسختين واغتبط بِهِ كثيرا سِيمَا وَقد بَكت النواجي فِي كتباه الَّذِي سَمَّاهُ أَولا الحبور وَالسُّرُور فِي وصف الْخُمُور ثمَّ حلبة الْكُمَيْت، واستفتى عَلَيْهِ فتيا بديعة التَّرْتِيب بِحَيْثُ قَالَ الغز الْقُدسِي وناهيك بِهِ من مثله انها تكَاد تكون مصنفا وخاصمه فِي ذَلِك وَقَالَ لَهُ النواجي مَا الَّذِي وَقعت فِيهِ هَل أحللت الْخمر فَقَالَ لَهُ لَا أعلم لَكِن أَلَيْسَ هُوَ حث للنَّاس على شربهَا لِأَنَّك قد حسنتها وَذكرت فِي أوصافها مَا يَدْعُو إِلَى شربهَا وأثرت مآثرها ونقبت عَن مناقبها ثمَّ نقُول بعد أَن نغفر لَك كل ذَنْب ونسلم لَك كل اعتذار لم لم تجْعَل المُصَنّف الْمَذْكُور فِي فضل الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بل يُقَال إِنَّه كتب بعد الْبَسْمَلَة عوضا عَن الصَّلَاة أَو الحمدلة أَو نَحْوهمَا مِمَّا جرت الْعَادة بِهِ غَالِبا وسقاهم رَبهم شرابًا طهُورا وتكرر قَوْله لي ولغيري قد تَأَمَّلت النواجي وتصنيفه مَعَ سنه كِتَابه الْمشَار إِلَيْهِ وَأَنت وتصنيفك مَعَ صغر سنك القَوْل البديع الَّذِي هُوَ حث على الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقلت ذَلِك فضل الله يؤتيه من يَشَاء وَدخل دمياط للزيارة واسكندرية وَسمع بهَا على قاضيها الْجمال الدماميني، وَتقدم وأشير إِلَيْهِ بالوجاهة وَالْجَلالَة وَهُوَ أحد القدماء من أَصْحَاب شَيخنَا مِمَّن لَازمه فِي الأمالي وَغَيرهَا وَرَأَيْت شَيخنَا وَصفه بِخَطِّهِ بالعلامة، وَوَصفه البقاعي فِي بعض الطباق بالشيخ الامام الْعَالم بل أَكثر من النَّقْل عَنهُ فِي التراجم وَوَصفه كثيرا بالثقة) وَمرَّة بالثقة والثبت وَمرَّة بصاحبنا الشَّيْخ البليغ المفوه إِلَى غير ذَلِك مِمَّا نقضه حِين سخط عَلَيْهِ كعادته، وَقد كثر اجتماعي بِهِ وكتبت من فَوَائده كثيرا وَكَذَا من نظمه وحَدثني عَن البوصيري بِمَا أسلفته فِي تَرْجَمَة الابناسي وَعَن الْمجد الْبرمَاوِيّ بقوله أَنا الَّذِي سَأَلت البُلْقِينِيّ فِي الاذن للبدر الزَّرْكَشِيّ بالافتاء والتدريس وَرَأَيْت من قَالَ إِنَّه شرع فِي كتاب سَمَّاهُ القاء الْجَمْر على شربة الْخمر وَكَانَ عِنْده من الْمحبَّة لي مَا لَا أنهض أَن صفه وَقَالَ لي غير مرّة قد ذكر لي الشَّيْخ نسيم الدّين المرشدي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ أَنه يترجى طول عمر شَيخنَا لِأَن عَادَة الله فِي خلقه أَن تكون هَذِه السّنة النَّبَوِيَّة مَحْفُوظَة بِمن يذب عَنْهَا وَنحن لم نشاهد إِلَى الْآن من برع فِي هَذَا الشَّأْن بِحَيْثُ يخلفه فِيهِ قَالَ وَأَنا أَقُول أَنه مَا مَاتَ حَتَّى خَلفك وَكنت حِين هَذِه الْمقَالة فِي المهد فِي تتمات لهَذَا إِلَى غير ذَلِك مِمَّا كتبته فِي مَوضِع آخر، وبرز معي فِي كائنة الكاملية

وشاقق كثيرا مِمَّن عَارض وَصَارَ يعرض عَن بَعضهم بِأَنَّهُ يبغضه فِي الله من حينها وَكَانَ خيرا ثِقَة شهما عالي الهمة ضَابِط الْكثير من الوفيات والوقائع الَّتِي أدْركهَا متين المذاكرة بذلك بل وَكثير من مَنَاقِب الصَّالِحين وَنَحْوهم لهجا بِالذكر والأوراد والتوجه لَا سِيمَا فِي وَقت السحر متأسفا على مَا يفوتهُ من الْجَمَاعَات لمزيد رغبته فِي شهودها كثير الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غير غافل عَن الترحم لمشايخه وقدماء أَصْحَابه ومعارفه والاهداء فِي صحيفتهم سريع الدمعة والبادرة وَالرُّجُوع قل أَن يداهن فِي الْحق أَو يُدَارِي فِيهِ بل رُبمَا يشافه بِمَا لَا يرتضيه منجمعا عَن بني الدُّنْيَا وَعَن أَكثر النَّاس متوددا لمن يعرف مِنْهُ الْخَيْر من الْعلمَاء والصلحاء محبا فِيهِ ذَا فتوة ورغبة فِي التَّصَدُّق مَعَ التقلل بِحَيْثُ أَنه قل أَن يسْأَله فَقير فِيمَا يكون مَوْجُودا عِنْده إِلَّا ويجيبه وَرُبمَا قصد الْأَيْتَام وَنَحْوهم بالاطعام وَأعْطى مرّة شخصا مِمَّن علم اقباله على الْعِبَادَة سجادة بهنسية وَكَانَ كلما ختم نُسْخَة من فتح الْبَارِي يتَصَدَّق عَن مُؤَلفه بِشَيْء وَيَنْوِي عِنْد شُرُوعه فِيهَا أَن يحجّ مِنْهَا وَمَعَ ذَلِك فَلم يتهيأ لَهُ، ومحاسنه جمة وَهُوَ فِي أَوَاخِر عمره أحسن مِنْهُ فِي كل مَا أَشرت إِلَيْهِ، توعك نَحْو عشرَة أَيَّام بالاسهال المفرط بِحَيْثُ تفتت كبده وَمَات وَهُوَ ممتع بحواسه بِحَيْثُ يمشي للأماكن الْبَعِيدَة وَيكْتب الْخط الدَّقِيق شَهِيدا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشري ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد قبل صَلَاة الْجُمُعَة تجاه مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل جدا وَدفن بحوش صوفية سعيد السُّعَدَاء بجوار التَّاج الغرابيلي وَالْمجد الْبرمَاوِيّ والبدر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ رَحِمهم الله وإيانا.) 614 - عبد الْعَزِيز بن يُوسُف الْعِزّ الأنبابي الشَّافِعِي / نَائِب الْحِسْبَة. نَاب فِي الْقَضَاء أَيْضا وخطب بِجَامِع الخطيري ببولاق وباشر فِي أوقافه وابتنى دورا ببولاق وَغَيرهَا وَلم يكن بالمرضي فِي مباشراته ونياباته. مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة سادس شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَدفن من الْغَد عَفا الله عَنهُ وإيانا. عبد الْعَزِيز بن يُوسُف الخواجا السلطاني. / مضى فِيمَن جده عبد الْعَزِيز. 615 - عبد الْعَزِيز بن عز الدّين نزيل الكاملية وَيعرف بالأصيلي / لقرابة بَينه وَبَين بَيت ابْن أصيل من جِهَة النِّسَاء. اشْتغل قَلِيلا وَحضر عِنْد ابْن الْهمام وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَبَالغ فِي إتقانه غير نُسْخَة من الْأَحْيَاء للغزالي وَكَانَ يراجعني فِي كثير من الْأَلْفَاظ وَكَذَا كتب الْقَامُوس وَغَيره، وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا، وَكَانَ كثير الانجماع طورا بِذَاتِهِ لَهُ توجه إِلَى التَّحْصِيل والامساك جلس معي كثيرا وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَتِسْعين.

عبد الْعَزِيز أَبُو فَارس. هُوَ ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى. / عبد الْعَزِيز الحباك. / فِي ابْن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر. 616 - عبد الْعَزِيز بن عز الدّين النفياني الْمصْرِيّ / صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بِالْقربِ من بَاب القرافة الْمُجْتَمع فِيهَا الْقُرَّاء فِي لَيْلَة السَّابِع عشر من كل شهر وَأحد المنتمين لخشقدم الزِّمَام. جاور غير مرّة وَيذكر بِمَال كثير وَرُبمَا سَمِعت من يثني عَلَيْهِ مَعَ تودد ظَاهر وقراءته فِي الجوق لحسن صَوته لَكِن مَعَ نقص قوته وَقد تزوج ابْنة أَحْمد بن الحتاتي. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ. 617 - عبد الْعَزِيز الْمصْرِيّ سكنا السلاخوري /. وجد لَهُ شَيْء كثير بِحَيْثُ تبلغ تركته نَحْو ثَلَاثِينَ ألف دِينَار بِالنّظرِ لمساطير وجدت غير مَخْصُوصَة يُقَال انه استأدى غالبها. عبد الْعَزِيز اللبابي المغربي الْوَزير. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد. 618 - عبد الْعَزِيز الشريف المغربي الْمَالِكِي /. سمع على شَيخنَا فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين الْخِصَال المكفرة وجزء الْجُمُعَة وَوَصفه الفتحي وَالسَّمَاع مَعَه بالعالم. 619 - عبد الْعَظِيم بن أَحْمد البُلْقِينِيّ / الْخَطِيب أَبوهُ. كَانَ بهَا مِمَّن سمع مني وَكَانَ يتكسب فِي الْقَاهِرَة بالحرير وَيُؤذن بِجَامِع الغمري احتسابا، وَرُبمَا قَرَأَ يَوْم الْجُمُعَة سُورَة الْكَهْف. 620 - عبد الْعَظِيم بن صَدَقَة التَّاج القبطي الْأَسْلَمِيّ. / مِمَّن يعد فِي الكتبية بِحَيْثُ ولي نظر ديوَان الْمُفْرد وَكَانَ هُوَ والزين يحيى الَّذِي صَار إِلَى مَا صَار يترافعان ويتخاصمان وَهَذَا غَالِبا يغلب إِلَى أَن انْتَمَى الآخر لقيزطوغان لما ولي الاستادارية وَاسْتقر فِي نظر الْمُفْرد ثمن يَوْمئِذٍ تَأَخّر هَذَا وتزايدت ودناسته وظلمته لبعده عَن نور الايمان وَسلم لقيز ثمَّ لِأَبْنِ كَاتب المناخات فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين على مَال ودام مخمولا حَتَّى مَاتَ. 621 - عبد الْعَظِيم بن يحيى بن أَحْمد بن عبد الْعَظِيم الكرستي الأَصْل الخانكي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن عبد الْعَظِيم. / ولد سنة ثَمَان وَخمسين وَثَمَانمِائَة بالخانكاه وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج والألفية وَقَرَأَ على الشَّمْس الونائي الْفِقْه والعربية وَكَذَا على أبي الْخَيْر بن التَّاجِر ولازمهما فِي ذَلِك وعَلى غَيرهمَا بِبَلَدِهِ وَأخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن البامي وزَكَرِيا والديمي وَغَيرهم كالشرف عبد الْحق السنباطي وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام ودمياط وَغَيرهَا وَقَرَأَ بِدِمَشْق على الزين خطاب وَغَيره وَقَرَأَ على بعض الشفا ثمَّ ثلاثيات البُخَارِيّ وَسمع الثلاثيات خَاصَّة مَعَه وَلَده مُحَمَّد وَاسْتقر فِي صوفية الناصرية كأبيه وجده وَفِي تدريس الدوادارية

بالخانكاه بعد حَافظ بن عَليّ اليعقوبي سنة سِتّ وَتِسْعين 622 -. عبد الْعَظِيم بن دِرْهَم وَنصف. / من الأقباط المتمولين من الدواليب. وَنَحْوهَا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَسبعين بعد إهانته مرّة بعد أُخْرَى. واحتيط على حواصله وأماكنه مَعَ وجود العاصب. 623 - عبد الْعَلِيم بن الْحسن بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر ابْن عبد الله النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن أقبل على الِاشْتِغَال وقتا مَعَ فهم وذكاء وتميز فِي الْقرَاءَات السَّبع ثمَّ ترك. وَمَات عَن نَحْو الثَّلَاثِينَ فِي أول الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بتعز. 624 - عبد الْعَلِيم بن عبد الله بن عَليّ بن الْحسن بن أبي بكر بن الْحسن الْفَقِيه المقرىء الْمُحَقق المجود جمال الدّين الخزرجي الْأنْصَارِيّ الْيَمَانِيّ /. حفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي والشاطبيتين ولازم الْكَمَال مُوسَى الضجاعي فِي صغره وتلا للسبع إفرادا وجمعا على الْمُوفق عَليّ بن مُحَمَّد والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد الشرعيين وللعشر عَليّ ابْن الْجَزرِي ونبهه على إغفال لَفْظَة درى فِي سُورَة النُّور حَيْثُ قَالَ فِي النشر إِن خلفا لم يخرج عَن قِرَاءَة حَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَأبي بكر إِلَّا فِي موضِعين وهما وَحرَام على قَرْيَة أهلكناها وَالثَّانِي السكت بَين السورتين على مَا ذكر أَبُو الْعِزّ القلانسي فاستدرك صَاحب التَّرْجَمَة لَفْظَة درى فَإِن خلفا خَالف فِي الثَّلَاثَة الْمَذْكُورين ووقف عَلَيْهِ الْمُؤلف فَأمر بِهِ وَاسْتَحْسنهُ. ذكره الْعَفِيف وَلم يؤرخ وَفَاته. 625 - عبد الْغفار بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الكيلاني أَخُو الشَّيْخَيْنِ مُحَمَّد وحسين وَإِبْرَاهِيم بني ابْن قاوان /. مِمَّن اشْتغل وَفضل وَقدم مَكَّة بعيد التسعين مَعَ الركب الْحلَبِي فَأَقَامَ سنة ثمَّ عَاد إِلَى بِلَاده. 626 - عبد الْغفار بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد الله الزين النطوبسي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الضَّرِير وَيعرف فِي بَلَده بِابْن بَيته / بموحدة مَفْتُوحَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة ثمَّ فوقانية مَفْتُوحَة بعْدهَا هَاء سكت. ولد بنطوبس سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا وَقَرَأَ الْقُرْآن وتحول أَولا إِلَى البرلس فَأخذ فِيهَا عَن الشهَاب بن الاقيطع يَسِيرا ثمَّ قدم القاهر فقطن الْأَزْهَر وَحفظ كتبا فِي فنون وَهِي الشاطبية والرائية وألفية الحَدِيث والنحو والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وَالتَّلْخِيص والخزرجية وَالْمقنع فِي الْجَبْر والمقابلة وَأخذ عَن السراج الْعَبَّادِيّ آخر سنيه وَالشَّمْس البامي ولازم الْجَوْجَرِيّ فِي عدَّة تقاسيم وَأخذ عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف غَالب شرح ابْن المُصَنّف وَقطعَة مِمَّا كتبه على شرح الْمحلى لجمع الْجَوَامِع مَعَ الأَصْل وشيئا من تَفْسِير

الْبَيْضَاوِيّ ودروسا من شَرحه للارشاد وَغير ذَلِك كالكثير من متن ألفية الْعِرَاقِيّ وَسمع عَلَيْهِ السّنَن لِابْنِ مَاجَه وَكَذَا أَخذ عَن زَكَرِيَّا جملَة من متن جمع الْجَوَامِع وَمن أَوَائِل شرح ابْن المُصَنّف والشرف عبد الْحق السنباطي حضر عِنْده عدَّة تقاسيم وألفية النَّحْو والْحَدِيث وَمن شرح جمع الْجَوَامِع للمحلى ولازمه حَتَّى تَلا عَليّ للسبع جمعا وَحضر دروسا عِنْد الْعَلَاء الحصني والبدر بن خطيب الفخرية والبدر المارداني ولازمه فِي الْفِقْه والفرائض والحساب والجبر والمقابلة وَمِمَّا جعله عِنْد ترتيبه للمجموع وَشَرحه للفصول وللمقنع وَمن غير تصانيفه اللمع والوسيلة كِلَاهُمَا لِابْنِ الهائم وَأخذ الْوَسِيلَة بكمالها عَن الزين عبد الْقَادِر بن شعْبَان وشيئا مِنْهَا عَن الشهَاب السجيني الْأَزْهَرِي وَعَن الْبَدْر بن الْغَرْس دروسا من الْمُخْتَصر وَمن شرح العقائد وَكَانَ يُقرر فِي أثْنَاء ذَلِك حَاشِيَته عَلَيْهِ وَتردد إِلَيّ فِي ألفية الحَدِيث وَغَيرهَا كالبخاري وَسمع معظمه وَالْكثير من الْمُوَطَّأ وَأبي دَاوُد وَالتَّرْغِيب والاذكار وَكَذَا سمع على الديمي فِي مُسلم وَغَيره وعَلى السنباطي صَحِيح مُسلم وَقطعَة من أول التِّرْمِذِيّ وَأبي السُّعُود الغراقي فِي النَّسَائِيّ الْكَبِير وَمُسلم والشاوي فِي الصَّحِيحَيْنِ بِحَضْرَة الخيضري وَرُبمَا حضر المشهدي. وَسمع على سبط شَيخنَا فِي الْبردَة وَغَيرهَا وتميز بل برع وشارك ثمَّ لما قدم التقي بن قَاضِي عجلون لَازمه واغتبط) بفقهه وسافر مَعَه إِلَى دمشق فقطنها مديما للاشتغال وَسمع هُنَاكَ على الشهَاب بن الصلف والنور الخليلي وَابْن عراق والبرهان النَّاجِي فِي البُخَارِيّ وعَلى الْفَخر عُثْمَان التليلي فِي النَّسَائِيّ الصَّغِير، وَحج مِنْهَا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين صُحْبَة السَّيِّد الْكَمَال بن حَمْزَة فلازمه فِي المقروء عَلَيْهِ من الارشاد وَكَذَا لَازم مجْلِس القَاضِي فِي الْفِقْه وَفِي النَّسَائِيّ وَغير ذَلِك وَحمل عني الألفية بكمالها وَأَشْيَاء من جُمْلَتهَا غَالب مَنَاقِب الشَّافِعِي وبلوغ المرام كِلَاهُمَا لشَيْخِنَا وسيرتي ابْن هِشَام وَابْن سيد النَّاس وَمن لَفْظِي جملَة لأماكن من تصانيفي وَلِحَدِيث زُهَيْر العشاري وَكَانَ يطالع لَهُ شرحي للالفية ويراجعني فِيمَا لَعَلَّه يقف عَلَيْهِ مِنْهُ وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة فِي كراسة وأقرأ الطّلبَة من الغرباء وَغَيرهم وعدى على خلوته فِي دريهمات كَانَت مَعَه وَكَاد أَن يصل إِلَيْهَا وَرجع مفارقا للسَّيِّد الْمشَار إِلَيْهِ فِي موسم سنة سبع إِلَى الْقَاهِرَة وَبَلغنِي أَنه تزوج هُنَاكَ وَجَاءَنِي سَلامَة أَعَانَهُ الله تَعَالَى. 627 - عبد الْغفار بن سُلَيْمَان بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الْملك بن عبد الْوَاحِد ابْن الشَّيْخ معالي التلواني القاهري الْأَزْهَرِي أَخُو عَليّ / الآني مِمَّن سمع على شَيخنَا وَفِي البُخَارِيّ بالظاهرية وَغير ذَلِك وَحضر الدُّرُوس قَلِيلا وتنزل فِي الْجِهَات

وَعمل نقيب الْفُقَهَاء بالقلعة وَحج غير مرّة. 628 - عبد الْغفار بن عبد الرَّحِيم بن الزكي أبي بكر بن عمر بن يُوسُف التَّاج أَبُو الْخَيْر الْمَيْدُومِيُّ الأَصْل الْمصْرِيّ ابْن أخي الشهَاب أَحْمد / الْمَاضِي. نَاب فِي الْقَضَاء بِمصْر وَعمل فِيهَا أَمِين الحكم للاسيوطي ثمَّ لزكريا 629 -. عبد الْغفار بن عبد الْمُؤمن الطنتدائي ثمَّ القاهري ويدعى غفيرا /. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: صَاحب النَّوَادِر وَله نظم فِي الْهزْل سَمِعت من نوادره كثيرا بل سَمِعت من لَفظه زجلا أجَاب بِهِ شخصا كَانَ هجاه بزجل آخر وأوله: (مَا رَأَيْت أسمج من ... فجيز من نسى بِخَير) يَقُول فِيهِ: (لَو كَانَ عشرَة أشبار ... تَقول زيد وفتير) (وَيَقُول فِيهِ سنى ... وَلَكِن مذْهبه حب الزبير) مَاتَ فِي سنة وترجمه فِي مكن آخر ردا على من أنكر عَلَيْهِ ذكره فَقَالَ كَانَ لَهُ اشْتِغَال وتنزل بَين الْفُقَهَاء فِي مدارس وَكَانَ يفهم ويستحضر أَشْيَاء. وَذكره المقريزي فِي عقوده بالمضحك صَاحب النَّوَادِر اخْتصَّ بالصاحب شمس الدّين المقسي فاشتهر ونادم الْأَعْيَان وَكَانَ ينظم فِي الْهزْل سِيمَا فِي الأزجال مفحشا فِي هزله وَله اقتدار على سرعَة النادرة وَلكنه مَا مَاتَ حَتَّى كسدت سوقه بعد نفاقها، وبيض لوفاته. 630 - عبد الْغفار بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن مُحَمَّد الْحِمصِي أَخُو عبد الْملك / الْآتِي. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَقدم مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة فَسمع مني المسلسل. 631 - عبد الْغفار بن الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْعِمَاد البلبيسي الأَصْل القاهري / الْآتِي أَخُوهُ مُحَمَّد وأبوهما. أحضرهُ أَبوهُ البُخَارِيّ على الشاوي وَكَذَا أحضرهُ عَليّ وَمَات وَهُوَ طِفْل وتأسف كل من أَبَوَيْهِ عَلَيْهِ عوضهم الله الْجنَّة. 632 - عبد الْغفار بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مَسْعُود الزين السمديسي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي /. ولد بسمدسية من الْبحيرَة بِالْقربِ من دمنهور وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ فِي الْقَاهِرَة للسبع على الشهَاب السكندري والزينين رضوَان وطاهر الْمَالِكِي وَلكنه لم يكمل عَلَيْهِ خَاصَّة وبمكة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين على الزين بن عَيَّاش وَأخذ عَن الزينين عبَادَة وطاهر، وناب فِي الْقَضَاء عَن الولوي السنباطي وَابْن التنسي ظنا فَمن بعده وَصَارَت لَهُ وجاهة وأقرأ عِنْد فَيْرُوز الزِّمَام وناب عَنهُ فِي نظر الْأَوْقَاف الَّتِي تَحت نظره وبسفارته عينه الظَّاهِر جقمق لاقراء وَلَده من ابْنة ابْن عُثْمَان سَيِّدي أَحْمد سِيمَا حِين ترقى الشرفي الْأنْصَارِيّ فَإِنَّهُ نَاب عَنهُ فِي

كثير من جهاته كالبيمارستان وَغَيره، وترقى واتسعت دائرته وَحج وجاور فِي السّنة الْمشَار إِلَيْهَا وَركب الْخُيُول كل ذَلِك مَعَ وفور عقله وسكيته وحشمته وتواضعه وبشره وتودده، مَاتَ وَهُوَ فِي أَوَاخِر الكهولة بِحَيْثُ جَازَ الْخمسين فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة أَو فِي لَيْلَتهَا ثَالِث عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَسبعين بعد مرض طَوِيل رَحمَه الله وإيانا وأنجب أَوْلَاد أسنهم الشّرف مُوسَى كَمَا سَيَأْتِي كل مِنْهُم فِي مَحَله. 633 - عبد الْغفار بن التَّاج مُحَمَّد الكلبشاوي أَخُو إِبْرَاهِيم / الْمَاضِي وَذَاكَ أسن حفظ الْحَاوِي واشتغل قَلِيلا وَخلف أَخَاهُ فِي قَضَاء بَلَده وخطابتها كأبيهما وجدهما. 634 عبد الْغَنِيّ بن مُوسَى بن أَحْمد الْعِمَاد الْجَزرِي الْعمريّ الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بعماد الْكرْدِي /. مِمَّن لَازم الشرواني وتميز فِي فنون من العقليات وَصَحب عبد الله الكوراني وتنزل فِي الشيخونية وَغَيرهَا من الْجِهَات وَحضر عِنْد البامي بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج وَجل الْحَاوِي ولازم إِمَام الكاملية فِي الْفِقْه وَغَيره وجاور فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وأقرأ هُنَاكَ الْعَرَبيَّة والمنطق وَغَيرهمَا وَلَا زَالَ يُعَاتب ويضارب ويصيح وينوح ويهجر وَيفجر بِسَبَب الرزق خُصُوصا وَقد زوج وَلَده وزادت عِيَاله وَمَعَ ذَلِك فَلَا يصل بل رُبمَا يتمقته السُّلْطَان ويخرجه غَيره فِي غَالب السخرية وَالْغَالِب عَلَيْهِ الصفاء، ثمَّ أَنه حج فِي موسم سنة خمس وَتِسْعين أَجِيرا عَن امْرَأَة وعَلى السحابة المزهرية وَرجع مَعَ الركب فَأعْطَاهُ السُّلْطَان فِي أول يَوْم من صفر مشيخة سعيد السُّعَدَاء ولقيني بعد بأيام فَذكر لي أَن مولده فِي شَوَّال سنة خمس وَعشْرين وَأَن قدومه الْقَاهِرَة من حلب بعد أَن أَخذ بهَا عَن يُوسُف الْكرْدِي وَأبي ذَر فِي الْمحرم سنة سبع وَأَرْبَعين فَأخذ عَن شَيخنَا بالبيبرسية وبالكاملية وَحضر عِنْد القاياتي فِي الْكَشَّاف بِقِرَاءَة الزين طَاهِر وَعند الْعلم البُلْقِينِيّ وَآخَرين وَلم يتهيأ لَهُ لقى الونائي لَا بِدِمَشْق لكَونه كَانَ قدم الْقَاهِرَة وَلَا بهَا. 635 - عبد الْغفار بن نَفِيس شيخ معمر من نقباء الْمقَام الابراهيمي الدسوقي. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَدفن بتربة من القرافة الصُّغْرَى. أرخه ابْن الْمُنِير. 636 - عبد الغفور بن عبد الْبر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الشّحْنَة حفيد الْمُحب القَاضِي / والماضي أَبوهُ. مَاتَ فِي طفولته مطعونا فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَدفن بتربتهم عوضه الله الْجنَّة. 637 - عبد الْغَنِيّ بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن الشَّيْخ نجم الدّين نجم بن عبد الْمُعْطِي تَقِيّ الدّين وَرُبمَا لقب رضى الدّين أَبُو البركات وَرُبمَا كنى

أَبَا الْفتُوح الْبرمَاوِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الْفَخر عُثْمَان / الْآتِي. ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا بِالْقَاهِرَةِ واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ على السراج الكومي وَابْن الشيخة أَشْيَاء وأسمعه على الْعِرَاقِيّ والتنوخي والهيثمي والسويداوي وَمَرْيَم الاذرعية فِي آخَرين وَكَذَا سمع مَعَ أَخِيه على شَيخنَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْعَبَّاس بن الْعِزّ وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَخلق واشتغل فِي صغره على أَخِيه وَغَيره، وَحدث باليسير قَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء، وَكَانَ فَاضلا خيرا منجمعا عَن النَّاس رَاغِبًا فِي الِانْفِرَاد مُقبلا على التِّلَاوَة يستحضر أَشْيَاء من الحَدِيث والمسائل. مَاتَ فِي أول صفر سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله وإيانا.) ::: 638 - عبد الْغَنِيّ بن إِبْرَاهِيم الْمجد بن الهيصم القبطي الْمصْرِيّ أَخُو عبد الرَّزَّاق ووالد الْأمين إِبْرَاهِيم / الماضيين. برع فِي الْكِتَابَة بِحَيْثُ كتب فِي عدَّة جِهَات إِلَى أَن ولي اسْتِيفَاء الْمُفْرد ثمَّ اسْتَقر بِهِ النَّاصِر فرج فِي نظر الْخَاص بعد الْقَبْض على الْجمال البيري الاستادار فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْ عشرَة فباشرها أَزِيد من سنة، وَمَات فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عشري شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا وَدفن كَمَا قَالَ الْعَيْنِيّ بخندق المطرية وكفن فِي حَرِير سابوري قَالَ وَكَانَ قدم مَعَ الشَّام من عِنْد النَّاصِر لتجهز الْخلْع والاطرز وَجمع الْأَمْوَال من النَّاس فَمَاتَ بعد قدومه بأَرْبعَة أَيَّام أَو خَمْسَة وَقد فتح من أَبْوَاب الظُّلم والمصادرات فِي هَذِه الْمدَّة الْيَسِيرَة مَا عوجل بِسَبَبِهِ وَقَالَ المقريزي أَنه كَانَ من ظلمَة الاقباط انْتهى. وَله ذكر فِي وَلَده أَيْضا. 639 - عبد الْغَنِيّ بن أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ بن الْجمال بن عبد الله بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْكِنَانِي الْمدنِي الْحَنَفِيّ / الرئيس بِطيبَة شَرِيكا لمنى الْخَطِيب. تلقاها عَن أَبِيه وَهُوَ مِمَّن يشْتَغل مَعَ ديانَة وَخير وَسُكُون واعتماد فِي الْوَقْت على المنكاب لَيْلًا وَنَهَارًا غَالِبا ورام بَعضهم تَقْدِيم غَيره عَلَيْهِ لكَونه كأبيه غير صيت فَاقْتضى رأى الأتابك ازبك بِحَضْرَة الأميني الأقصرائي حِين حجا أَن يرفع صَوته بِأَلْفَاظ الْأَذَان فِي وسط الْمَسْجِد فَلم يسمع أحسن مِنْهُ يَوْمئِذٍ بِحَيْثُ اقْتضى تَرْجِيحه وعد ذَلِك فِي كَرَامَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لخدامه سِيمَا القائمين بشعار الْأَذَان 640 -. عبد الْغَنِيّ بن أَحْمد بن عبد الله بن الإِمَام النحريري /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 641 - عبد الْغَنِيّ بن أَحْمد بن عمر الْمحلي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ الشرفي / نِسْبَة للشرف بن قَاسم وَيعرف بِابْن شَدَّاد وبصحبة مُحَمَّد بن الطياري وَقد يختصر فَيُقَال عبد صبي بن الطياري. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بالمحلة وتحول مِنْهَا

وَهُوَ صَغِير مَعَ أمه فَقَرَأَ الْقُرْآن بِمَسْجِد بِالْقربِ من بَيت قَرِيبه بالكعكيين وَكَذَا قَرَأَ عِنْد ابْن سعد الدّين الْأَزْهَرِي فِي الْقُرْآن والكنز وتحول إِلَى الزين قَاسم فَحَضَرَ دروسه وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَحضر عِنْد النَّجْم بن حجي بن قَرَأَ عَلَيْهِ رَفِيقًا للشمس المرحي وَغَيره فِي ابْن عقيل، وخالط الأكابر وَدخل دمشق وَغَيرهَا وَعرف بالتدنيب والمجون والظرف وَالنّظم فِي وقائع وَتزَوج الشّرف الْأنْصَارِيّ امْرَأَة كَانَت زوجا لَهُ، وَحج غير مرّة مِنْهَا فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَكَانَ يكثر الطّواف ومخالطة بعض الأكابر، وقصدني بالزيارة غير مرّة وسمعته ينشد قَوْله فِي جَارِيَة لَهُ:) (سَوْدَاء أضحى ثغرها كَالْبردِ المفلج ... أَو برق فِي جنح الدجى أَو لُؤْلُؤ فِي سبج) وامتدحني حِين زرت مَرِيضا فقدرت عافيته سَرِيعا فَقَالَ: (يَا عُمْدَة للطالبين وبهجة ... للسامعين وبحر علم قد صفا) (مَا زرت يَوْمًا مُسلما متمرضا ... ورقيته الأونال بك الشفا) (هَذَا هُوَ السِّرّ الالهي الَّذِي ... عرفت بِهِ أهل الْولَايَة والوفا) وَمِمَّا سمعته ينشد أَيْضا وَأَسْتَغْفِر الله: (شكا إِلَى سفله وَأَن فِيهِ دملا ... وَفِيه مَا يَأْكُلهُ قلت بلَى قَالَ بلَى) وَقَوله عقب موت ابْن الظَّاهِر: (دَامَت عَلَيْهِ رَحْمَة من الْكَرِيم الغافر ... يَا حسنا من حسن وطاهرا من طَاهِر) 642 - عبد الْغَنِيّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ التقي أَبُو الْفضل بن الشهَاب الدَّمِيرِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الْمَالِكِي أَخُو المحيوي عبد الْقَادِر / الْآتِي وَيعرف كأبيه بِابْن تَقِيّ. ولد فِي الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والرسالة والألفية وَعرض على شَيخنَا والمحب بن نصر الله والزين عبَادَة وَالْعلم البُلْقِينِيّ والأمين الاقصرائي والشهاب السيرجي وأجازوا لَهُ فِي آخَرين مِمَّن لم يجز كالبدر بن الْعَيْنِيّ وَابْن التنس والقاياتي وَابْن الديري وباكير وطاهر والقرافي والزين الزَّرْكَشِيّ كل ذَلِك فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بل قَرَأَ على شَيخنَا فِي الشفا وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ فِيهِ وَكَذَا قَرَأَ الشاطبية بِتَمَامِهَا على الشهَاب السكندري القلقيلي المقرىء فِي سنة أَربع وَخمسين وَالْبُخَارِيّ بِتَمَامِهِ على الشَّمْس الْجلَال شيخ الالجيهية وخازن المحمودية مَعَ مُرَاعَاة شَرحه للكرماني وَقَالَ إِنَّه أَفَادَ أَكثر مِمَّا اسْتَفَادَ وَسمع فِي النَّسَائِيّ الْكَبِير على السَّيِّد النسابة وَأبي نَافِع الْأَزْهَرِي وَالشَّمْس التنكزي وَغَيرهم وَقَرَأَ ايضا على التقي الشمني وَحضر دروسه ودروس الشرواني وَأخذ فِي الْفِقْه والعربية عَن السنهوري وَمن قبله عَن أبي الْقسم النويري والزين طَاهِر بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره

وَعَن التقي الحصني فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والعربية والمنطق وَغَيرهَا فِي آخَرين وناب فِي الحكم عَن الولوي السنباطي فِي آخر عمره فَمن بعده، ودرس بالحجازية وَكَذَا قَرَأَ الميعاد بالالجيهية بل وَقَرَأَ عِنْد ابْن حريز فِي رَمَضَان عدَّة كتب وَأفْتى، وَحج وسافر لبَعض الْقرى، وَهُوَ عَاقل متودد تكلّف هُوَ وَجَمَاعَة شُهُود مَجْلِسه بِجَامِع الفكاهين فِي حكم نسب إِلَيْهِ ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ بعد أَخِيه فِي أَوَاخِر صفر وَلبس التشريف فِي أَوَائِل ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وَكَذَا اسْتَقر بعده بالشيخونية وَيُقَال إِن الْخَطِيب الوزيري اشْترك مَعَه فِيهِ. 643 - عبد الْغَنِيّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الزين السكندري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الامشاطي / عَامي نزل المنكوتمرية وقتا وَسمع على شَيخنَا وَأخذ عَن غَيره حَتَّى ألم بمسائل صَار يرافع بهَا مَعَ إِظْهَار تدين واستغناء عَن النَّاس بِعَمَل الامشاط وتكرر مرافعته فِي أنَاس من ذَوي الوجاهات كالسيد الْكرْدِي والعلمي بن الجيعان بل رام اغراء السُّلْطَان بالمباشرين للوظائف مِمَّن لم يَتَّصِف بِشُرُوط الواقفين واسترجاها لبيت المَال وَأَفْتَاهُ بعض الْفُسَّاق بذلك فكففته عَنهُ بل كَفه الله بِحَيْثُ ضربه السُّلْطَان وَإِن كَانَ لغير هَذَا الْمَقْصد وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ صَبِيحَة توفّي السَّيِّد الْكرْدِي عَفا الله عَنْهُمَا. 644 - عبد الْغَنِيّ بن إِسْمَاعِيل التروجي ثمَّ القاهري / أحد الْعُدُول بِمَجْلِس الْمَالِكِيَّة دَاخل بَاب الشعرية ورفيق جدي لأمي. مِمَّن حج وجاور وتكسب هُنَاكَ أَيْضا بِالشَّهَادَةِ وصاهره ابْن زبالة قَاضِي الينبوع وَرُبمَا اتّجر فِي البطائن وَنَحْوهَا بِحَيْثُ أثرى، وَأَنْشَأَ دَارا بِالْقربِ من قنطرة الخروبي وَقفهَا، وَمَا علمت بِهِ بَأْسا وَأَظنهُ تَأَخّر إِلَى قريب السّبْعين رَحمَه الله وإيانا. 645 - عبد الْغَنِيّ بن أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد نسيم الدّين أَبُو اللطف بن الْفَخر بن النسيم بن الْجلَال المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه وَأَخُوهُ عَليّ. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا هِيَ الاربعون للنووي وألفية الحَدِيث وَالْمجْمَع والتنقيح فِي أصولهم والطوالع للبيضاوي وعقيدة الطَّحَاوِيّ والعمدة للنسفي وَالتَّلْخِيص وألفية ابْن مَالك وتصريف الْعُزَّى، وَعرض فِي سنة سِتّ وَسبعين وَبعدهَا على قَاضِي مَكَّة البرهاني وأخيه أبي بكر وَالْقَاضِي عبد الْقَادِر وَيحيى العلمي وَالْقَاضِي الْحَنْبَلِيّ وقريبهم أبي بكر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم المرشدي الشَّافِعِي وأجازوه وَكتب لَهُ الْحَنْبَلِيّ نظما ونثرا، وَحضر بعض الدُّرُوس، وَكَانَ مِمَّن سمع عَليّ فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة رِوَايَة ودراية وَقَرَأَ فِي النَّحْو على أبي الْعَزْم الْقُدسِي شَرحه للجرومية حِين

اقامته عِنْدهم مَعَ قِطْعَة من المكودي وَفِي الْفِقْه على قَاضِي مَكَّة الْجمال بن أبي الْبَقَاء ثمَّ على بعض المصريين، وَتوجه مَعَ حنبلي مَكَّة للزيارة النَّبَوِيَّة ثمَّ الْقَاهِرَة سنة سبع وَتِسْعين وَلم يلبث أَن طرقها الطَّاعُون فبادر للرُّجُوع إِلَى بَلَده فِي الْبَحْر فوصلها فِي رجبها بعد أَن قيل أَنه اشْتغل على الَّذين صَارُوا شُيُوخًا.) ::: 646 - عبد الْغَنِيّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن الْحَافِظ الشّرف أبي الْحُسَيْن عَليّ بن الْفَقِيه التقي أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْحسن أَحْمد بن عبد الله الزين بن التقي بن الشّرف الْهَاشِمِي الْحُسَيْنِي اليونيني البعلي الْحَنْبَلِيّ / وَبَاقِي نسبه فِي معجمي. ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه طَلْحَة وَالْمقنع والملحة وَغَيرهمَا عِنْد القطب اليونيني وَبِه تفقه وَسمع الصَّحِيح بِكَمَالِهِ خلا من النِّكَاح إِلَى قَوْله ولزوجك عَلَيْك حق فِي سنة تسعين على مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد اليونيني وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مظفر الْحُسَيْنِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجردي وبكماله بعد ذَلِك فِي سنة خمس وَتِسْعين على الزين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، ولقيته ببعلبك ذَهَابًا وإيابا فَقَرَأت عَلَيْهِ فضل الرمى للقراب وشيئا من الصَّحِيح وَكَانَ خيرا سَاكِنا وقورا بهيا من بَيت علم ورياسة بَاشر فِي بَلَده تدريس بعض مدارسها وإمامتها وَمَات قَرِيبا من السِّتين. 647 - عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب ابْن يَعْقُوب الْفَخر بن الْعلم بن الْفَخر بن الْعلم الدمياطي الأَصْل القاهري شَقِيق يحيى وَعبد الباسط وَهُوَ الْأَصْغَر ووالد التَّاج عبد اللَّطِيف وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان. / ولد فِي سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَتخرج فِي الْكِتَابَة بِأَبِيهِ وأقربائه وباشر فِي جِهَات كالخزانة والباسطية وَذكر بمزيد الْكَرم وسعة الْعَطاء بِحَيْثُ انْفَرد على غَالب أهل بَيته بذبك مَعَ الانهماك فِي لذاته وَلذَا كثرت مُخَالطَة عبد الْوَهَّاب بن شرف لَهُ، وَقد حج مرَارًا وَفِيه مُرُوءَة ونخوة وتناقص حَاله فِي كل مَا أَشرت إِلَيْهِ خُصُوصا بعد أَن أثكل وَلَده التاجي عبد اللَّطِيف وَغَيره وَلم يبْق لَهُ وَلَا لأولاده ذكر 648 -. عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب الْفَخر بن الْعلم بن الجيعان / جد الَّذِي قبله ووالد شَاكر واخوته. تميز فِي الْكِتَابَة وباشر فِي جِهَات ككتابة الْجَيْش. وَمَات فِي خَامِس عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان. 649 - عبد الْغَنِيّ بن عبد الرَّزَّاق بن أبي الْفرج بن نقولا فَخر الدّين بن الْوَزير تَاج الدّين الارمني الأَصْل وَالِد الزين عبد الْقَادِر وأخو نَاصِر الدّين مُحَمَّد

نقيب الْجَيْش وَقَرِيب الزين يحيى الاستادار الْمَذْكُورين فِي محالهم وَيعرف بِابْن أبي الْفرج /. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ جده من نَصَارَى الأرمن يصحب ابْن نقولا الْكَاتِب فنسب إِلَيْهِ فَلهَذَا كَانَ يُقَال لَهُ أَبُو الْفرج بن نقولا وَهُوَ اسْم جده حَقِيقَة وَفِي، الْجُمْلَة فَأَبُو الْفرج أول من أسلم من آبَائِهِ وَنَشَأ وَلَده عبد الرَّزَّاق مُسلما ثمَّ دخل بِلَاد الفرنج وَيُقَال أَنه رَجَعَ إِلَى النَّصْرَانِيَّة ثمَّ قدم وَاسْتقر صيرفيا بقطيا وَولي نظرها ثمَّ إمرتها ثمَّ تنقلت بِهِ الْأَحْوَال بِحَيْثُ ولي الوزارة والاستادارية وَولد ابْنه هَذَا فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فتعلم الْكِتَابَة والحساب وَولي قطيا فِي رَأس الْقرن أول يَوْم من جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى حِين كَانَ أَبوهُ وزيرا ثمَّ صرف بصرفه وأعيد إِلَيْهَا بعد ذَلِك فِي الْأَيَّام الناصرية فرج مرَارًا ثمَّ ولاه جمال الاستادار كشف الشرقية سنة إِحْدَى عشرَة فَوضع السَّيْف فِي الْعَرَب وأسرف فِي سفك الدِّمَاء وَأخذ الْأَمْوَال فَلَمَّا قبض على مخدومه وَاسْتقر ابْن الهيصم فِي الاستادارية عوضه بذل الْفَخر أَرْبَعِينَ ألف دِينَار وَاسْتقر فِي ربيع الآخر سنة أرع عشرَة مَكَانَهُ وَلم يلبث أَن صرف فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا بعد أَن سَار سيرة عَجِيبَة من كَثْرَة الظُّلم وَأخذ الْأَمْوَال بِغَيْر شُبْهَة أصلا والاستيلاء على حواصل النَّاس بِغَيْر تَأْوِيل ففرح النَّاس بعزله وعوقب فتجلد حَتَّى رق لَهُ أعداؤه ثمَّ أطلق وأعيد إِلَى ولَايَة قطيا ثمَّ لما ولي الْمُؤَيد اسْتَقر بِهِ فِي كشف الْوَجْه البحري ثمَّ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ عشرَة فِي الاستادارية فجادت أَحْوَاله وصلحت سيرته وَأظْهر أَن الْحَامِل لَهُ على تِلْكَ السِّيرَة إِنَّمَا هُوَ النَّاصِر وَمَعَ ذَلِك أسرف فِي أَخذ الْأَمْوَال من أهل الْقرى وَولي كشف الصَّعِيد فَعَاد وَمَعَهُ من الْخُيُول والابل وَالْبَقر وَالْغنم وَالْأَمْوَال مَا يدهش كَثْرَة ثمَّ توجه إِلَى الْوَجْه البحري فَفرض على كل بلد وقرية مَالا سَمَّاهُ ضِيَافَة بِحَيْثُ اجْتمع لَهُ من ذَلِك فِي مُدَّة يسيرَة مَالا جزيلا ثمَّ توجه لملاقاة الْمُؤَيد لما رَجَعَ من وقْعَة نيروز فَبَلغهُ أَن الْمُؤَيد سمع بِسوء سيرته وَأَنه عزم على الْقَبْض عَلَيْهِ ففر إِلَى بَغْدَاد وَأقَام عِنْد قرا يُوسُف قَلِيلا فَلم تطب لَهُ الْبِلَاد فَعَاد وترامى على خَواص الْمُؤَيد فَأَمنهُ وَأَعَادَهُ إِلَى كشف الْوَجْه البحري ثمَّ فِي سنة تسع عشرَة إِلَى الاستادارية فَحمل فِي تِلْكَ السّنة مائَة ألف دِينَار وَسلم لَهُ الاستادار قبله بدر الدّين بن محب الدّين وَأمر بعقوبته فَكف عَنهُ فَأخذ من يَده وَتوجه فِي شوالها لِحَرْب أهل الْبحيرَة وَمَعَهُ عدَّة أُمَرَاء كَانُوا من تَحت أمره فوصل إِلَى حد برقة وَرجع بِنَهْب كثير جدا، ثمَّ لما مَاتَ تَقِيّ الدّين ابْن أبي شَاكر أضيفت إِلَيْهِ الوزارة فِي صفر سنة إِحْدَى وَعشْرين فباشرها بعنف

وَقطع رواتب النَّاس وَصَارَ فِي كل قَلِيل يصادر الْكتاب والعمال وَبَالغ فِي تَحْصِيل المَال واحرازه فَكَانَ كل قَلِيل يحمل من ذَلِك للمؤيد مَالا فيجل فِي عينه ويشكره فِي غيبته مَعَ لين جَانِبه للنَّاس وتودده لَهُم ثمَّ توجه للْوَجْه البحري لأخذ) مَا سَمَّاهُ الضِّيَافَة على الْعَادة ولاقى السُّلْطَان لما رَجَعَ من الشَّام بأموال عَظِيمَة ثمَّ توجه للصعيد وأوقع بِأَهْل الاشمونين وَرجع بأموال كَثِيرَة جدا، ثمَّ استعفى عَن الوزارة فِي شَوَّال سنة عشْرين فاستقر فِيهَا أرغون شاه ثمَّ مرض فعاده السُّلْطَان فَقدم لَهُ خَمْسَة آلَاف دِينَار فأضاف إِلَيْهِ نظر الْأَشْرَاف ثمَّ توجه للْوَجْه القبلي فأوقع بالعرب وَجمع مَالا كثيرا جدا ثمَّ أَصَابَهُ الوعك فِي رَمَضَان وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي نصف شَوَّال سنة إِحْدَى وَعشْرين عَن سبع وَثَلَاثِينَ سنة وَدفن بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بَين السورين ظَاهر الْقَاهِرَة وَاشْتَدَّ أَسف السُّلْطَان عَلَيْهِ وصولح عَن تركته بِمِائَتي ألف مِثْقَال، وَكَانَ عَارِفًا بِجمع الْأَمْوَال شهما شجاعا ثَابت الجأش قوي الْجنان سَاد فِي آخر عمره وجاد سوى مَا اعتاده من نهب الْأَمْوَال بِحَيْثُ جمع مِنْهَا فِي ثَلَاث سِنِين مَالا يجمعه غَيره فِي ثَلَاثِينَ سنة. قَالَ المقريزي كَانَ جبارا قاسيا شَدِيدا جلدا عبوسا بَعيدا عَن الاسلام قتل من عباد الله من لَا يُحْصى وَخرب اقليم مصر بِكَمَالِهِ وأفقر أَهله ظلما وعتوا وَفَسَادًا فِي الأَرْض ليرضى سُلْطَانه فَأَخذه الله أخذا وبيلا، وَطول تَرْجَمته فِي عقوده زَاد غَيره أَنه لَا يستكثر عَلَيْهِ مَا كَانَ يَفْعَله لِأَنَّهُ من بَيت ظلم وعسف وَعِنْده جبروت الارمن ودهاء النَّصَارَى وشيطنة الأقباط وظلم المكسة لِأَن أَصله من الأرمن وربى مَعَ الْيَهُود وتدرب بالاقباط وَنَشَأ مَعَ المكسة بقطيا وَلذَا اجْتمع فِيهِ مَا تفرق فِي غَيره واستفيض أَنه لما دفن سَمعه جمَاعَة من صوفية البيبرسية وَغَيرهم يَصِيح فِي قبرهن وَذكره الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة لكَونه أَمر بتكملة عمَارَة الرِّبَاط الَّذِي أَمر بإنشائه الْوَزير قبله تَقِيّ الدّين عبد الْوَهَّاب بن أبي شَاكر يَعْنِي الْآتِي وَهُوَ بِرَأْس زقاق جِيَاد الصَّغِير مُقَابل الْمَسْجِد الْحَرَام بَينهمَا مسيل الْوَادي وَلم يسم أَبَاهُ بل قَالَ عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج القبطي وترجمه بِاخْتِصَار. قلت إِنَّمَا أكمله الْفَخر بعد انْتِقَال ملكه إِلَيْهِ بِمُقْتَضى الابتياع من ولد التقي عبد الْوَهَّاب المنحصر إِرْث أَبِيه فِيهِ وَفِي أُخْته شقيقته الخماسية وَهِي محجورته وَبَاعَ عَنْهَا وَذَلِكَ فِي صفر سنة عشْرين الثَّابِت عَن الشهَاب بن المحمرة الشَّافِعِي والمنفذ لَهُ الشَّمْس مُحَمَّد بن الصّلاح مُحَمَّد بن الْبَدْر مُحَمَّد ابْن الْحسن بن البرقي الْحَنَفِيّ وَقبل كَونهَا رِبَاطًا كَانَت خربة اشْتَرَاهَا ابْن أبي شَاكر فَمن ابْن السَّعْدِيّ بن غراب لربعها وَمن الْأمين عبد الله بن أبي الْفرج بن مُوسَى

الشهير بجده لباقيها فِي سنة خمس عشرَة حَسْبَمَا وقفت على الشواهد بذلك كُله مَعَ البدري مُحَمَّد بن الشهابي أَحْمد بن الْفَخر فِي صفر سنة ثَمَان وَتِسْعين.) ::: 950 - عبد الْغَنِيّ بن عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن التقي الْمحلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الرشيد بِضَم الرَّاء وَفتح الْمُعْجَمَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة مَكْسُورَة وَآخره مُهْملَة /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 651 - عبد الْغَنِيّ بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الزبيدِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / ولد سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بزبيد وَأمه من أَهلهَا وَتردد مِنْهَا لمَكَّة ثمَّ قطنها من بعد الْخمسين وَكَانَ قد حفظ الْقُرْآن ويسيرا من التَّنْبِيه، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ شَيخنَا والبدر الْحلَبِي والعيني والمقريزي والواسطي والزين الزَّرْكَشِيّ والقبابي والتدمري وَآخَرُونَ، وَكَانَ سَاكِنا لكنه تولع بشجر الافيون وَظهر عَلَيْهِ كثيرا، وفجع بِولد لَهُ كَانَ ذكيا وَتردد لمصر وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وجاور بهَا قبيل مَوته فقدرت وَفَاته بهَا شَهِيدا فِي الْحَرِيق الْكَائِن بهَا فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بوسط الْمَسْجِد النَّبَوِيّ وَصلى عَلَيْهِ بِهِ ثمَّ دفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله وإيانا. 652 - عبد الْغَنِيّ بن عبد الله بن مُحَمَّد التَّاج الاميوطي القاهري قريب النَّجْم بن النبيه الْموقع وَيعرف بِابْن الاعمى. / مَاتَ فِي سلخ ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَقد زاحم الْمِائَة وَكَانَ يتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت بَاب الْفتُوح دهرا حَتَّى مَاتَ وَلم يذكر عَنهُ فِيهَا إِلَّا الْخَيْر رَحمَه الله. 653 - عبد الْغَنِيّ بن عبد الله فَخر الدّين بن سعد الدّين القبطي وَيعرف بِابْن بنت الملكي / صَاحب ديوَان الْجَيْش وَكَانَ قد تكلم فِيهِ بعد موت أَخِيه الشّرف يحيى فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين مشاركا لوَلَدي أَخِيه يُوسُف وَإِبْرَاهِيم وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فاستقرت الْوَظِيفَة باسم الْمَذْكُورين وكل من هَذَا وأخيه مَنْسُوب لناظر الْخَاص الشّرف عبد الْوَهَّاب بن فضل الله الملقب بالنشور والمتوفي سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة فالنشو جدهما. 654 - عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب نسيم الدّين وتقي الدّين أَبُو مُحَمَّد وَابْن الْجلَال الفوي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ سبط الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وشقيق إِبْرَاهِيم أمهما أم سَلمَة وَيعرف بِابْن المرشدي. / ولد فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل وتبصر فِي النَّحْو وَالْفِقْه وَغَيرهمَا وَأَقْبل على الحَدِيث وَطلب بِنَفسِهِ فَسمع على شُيُوخ بَلَده الْكثير

وتدرب فِيهِ بالتقي الفاسي وَالْجمال بن مُوسَى وَغَيرهمَا ثمَّ رَحل إِلَى الْقَاهِرَة والقدس والخليل ودمشق وَدخل قبل ذَلِك بِلَاد الْيمن صُحْبَة ابْن الْجَزرِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ) مُعْجم الطَّبَرَانِيّ الصَّغِير على ظهر الْبَحْر فِي حَال الْمسير من جدة إِلَى زبيد فِي تِسْعَة مجَالِس آخرهَا فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَكتب لَهُ الْوَصْف بالشيخ الْعَلامَة الْمُحدث الْمُفِيد ولقبه تَقِيّ الدّين وَرَوَاهُ لَهُ بالاجازة عَن خَمْسَة عشر نفسا من أَصْحَاب الْفَخر وَكَانَ قَرَأَهُ قبل ذَلِك بِمَكَّة على الْخَطِيب الْمسند الكمالي أبي الْفضل مُحَمَّد بن قاضيها ابْن ظهيرة فِي ثَلَاثَة مجَالِس آخرهَا سادس عشر ربيع الأول سنة خمس وَعشْرين بإجازته من أبي الْحرم القلانسي وناصر الدّين الفارقي وروى عَن الْمجد اللّغَوِيّ وَغَيره وَجمع وَخرج لبَعض مشايخه وَعمل أَطْرَاف صَحِيح ابْن حبَان فِي مُجَلد ضخم وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي سنة أَربع وَعشْرين بِمَكَّة جُزْءا من تَخْرِيجه وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل البارع جمال الدّين والمحدثين ثمَّ أَكثر عَنهُ بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ من تصانيفه وَغَيرهَا جملَة وتزايد تميزه بِأَخْذِهِ عَنهُ بِحَيْثُ وَصفه بالفاضل البارع الْأَصِيل الباهر الماهر الْمُحدث الْمُفِيد جمال الطّلبَة رَأس المهرة مفخر الْحفاظ وَأَنه لَازمه تِلْكَ السّنة فِي مجَالِس الحَدِيث ودروسه ومجالس الاملاء وتحرير شرح البُخَارِيّ مَا هُوَ فِي كل ذَلِك يُفِيد فيجيد ويستشكل مَا يشكل بِحَيْثُ بهرت الْجَمَاعَة فضائله وَشهِدت بِحَق الاجادة فِي الْفَنّ دلائله وَقَالَ عَن قِرَاءَته أَنَّهَا قِرَاءَة حَسَنَة فصيحة متينة يظْهر فِي غضونها مَا يشْهد لَهُ بِحسن الاستحضار ويتبين فِي أَثْنَائِهَا مَا يثبت لَهُ فِي هَذَا الْفَنّ مزِيد الاكبار وَأذن لَهُ فِي إِفَادَة عُلُوم الحَدِيث كلهَا واقرائها، وَقَالَ فِي إنبائه: نسيم الدّين اشْتغل كثيرا وَمهر وَهُوَ صَغِير وَأحب الحَدِيث فَسمع الْكثير وَحفظ وذاكر وَدخل الْيمن فَسمع من الشَّيْخ مجد الدّين وَكتب عني الْكثير، وَمَات بِالْقَاهِرَةِ مطعونا فِي أول جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ يَعْنِي حَيَاة أَبَوَيْهِ وَدفن عِنْد جده لأمه الْكَمَال الدَّمِيرِيّ بتربة سعيد السُّعَدَاء وَبَلغنِي أَن شَيخنَا قَالَ بعد مَوته كنت أَرْجُو أَن يكون خلفا بِبِلَاد الْحجاز عَن التقي الفاسي، وَلما دخل الْقُدس قَرَأَ على القبابي وَاجْتمعَ بِهِ التَّاج بن الغرابيلي حَافظ الْقُدس فَزَاد فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَذَا عظمه صاحبنا الْعِزّ السنباطي وَغَيره وَامْتنع مُدَّة إِقَامَته بِالْقَاهِرَةِ من الِاجْتِمَاع بِالْعلمِ البُلْقِينِيّ مَعَ مَالهم تَحت نظره فِي أوقاف الْحَرَمَيْنِ وَقَالَ أَنا لم أُهَاجِر من مَكَّة لمصر إِلَّا للأخذ عَن ابْن حجر فَلَا أجتمع بِمن يعاديه أَو كَمَا قَالَ، وَقَالَ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ كَانَ قد برع فِي علم الْأَدَب واعتنى بِحِفْظ الرِّجَال وَظهر حفظه

مَعَ صغر سنه فِي مجَالِس التحديث وَفِيه حِدة مفرطة وَقدر واطأ اسْمه اسْم الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ بن سعيد الْمصْرِيّ. وَصفته صفته وَكَذَا عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي قَالَ وَأَظنهُ اختصر كتاب ابْن نقطة وَقل إِنَّه انْتفع بالتقي الفاسي ثمَّ جحد تَعْلِيمه لَهُ وَحصل بَينهمَا ضغائن بِسَبَب قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة فَإِن ابْن عمته يَعْنِي الْكَمَال بن الزين سعى على التقي وَاسْتقر فِيهِ عوض وَأنْشد: (وَلم تزل قلَّة الانصاف قَاطِعَة ... بَين الرِّجَال وَلَو كَانُوا ذَوي رحم) انْتهى. وَكَذَا كَانَ التقي بن فَهد يعرف جَحده وَعدم اعترافه فِيمَا يستفيده وَرُبمَا لقبه وَلَده بالعفيف، وَقد دخل الْقَاهِرَة غير الْمرة الَّتِي توفّي فِيهَا وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاثِينَ وَالثَّانيَِة بعْدهَا بِسنتَيْنِ، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ ذَا حفظ وافر وحذق زَائِد وذكاء مفرط مَعَ طلاقة اللِّسَان وَجرى الْجنان وعظمت فجيعة أهل هَذَا الْفَنّ بِهِ وَحصل التضعضع فِي أَرْكَانه بِسَبَبِهِ رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة. 655 - عبد الْغَنِيّ بن عَليّ بن حسن النبراوي ثمَّ القاهري الصحراوي / امام تربة الْأَشْرَف برسباي وَأحد أَصْحَاب نَاصِر الدّين الطبناوي. سمع على شَيخنَا البُخَارِيّ إِلَّا الْيَسِير بِقِرَاءَة نور الدّين الطبناوي وَكتبه بِخَطِّهِ واشتغل عَن الْمجد الْبرمَاوِيّ، وعزم على الْحَج فوصل إِلَى الطّور ثمَّ رَجَعَ وَمَا تيَسّر لَهُ وقصدني مرّة للسؤال عَن شَيْء فتآنست بِهِ، وَكَانَ خيرا نيرا تاليا لِلْقُرْآنِ مُحْتملا حَرِيصًا على مُبَاشرَة إِمَامَته كثير الْميل للْفُقَرَاء ذَاكِرًا لكثير من كراماتهم سِيمَا الطبناوي بل كَانَ لَهُ مزِيد اخْتِصَاص بِمُحَمد الكويس. مَاتَ وَقد بلغ الثَّمَانِينَ بعد الثَّمَانِينَ وَاسْتقر ابْنه يحيى بعده فِي الامامة رَحمَه الله وإيانا. 656 - عبد الْغَنِيّ بن عَليّ بن عبد الحميد بن عُثْمَان بن عبد الْقَادِر بن ظهيرة بِالْمُعْجَمَةِ وَالتَّكْبِير التقي أَبُو مُحَمَّد المغربي الأَصْل المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيُقَال لَهُ البهائي لسكناه حارة بهاء الدّين /. ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين أَو بعْدهَا بِقَلِيل بمنوف وَحفظ بهَا الْقُرْآن والتنبيه ثمَّ تحول مَعَ أمه إِلَى الْقَاهِرَة للاشتغال بِالْعلمِ فحفظ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وألفية الحَدِيث والنحو والعمدة وَعرض على شُيُوخ الْعَصْر وَأخذ الْفِقْه عَن البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والابناسي وَكَانَ جلّ انتفاعه بِهِ بِحَيْثُ أذن لَهُ فِي التدريس والاصول عَن نور الدّين بن قَبيلَة الْبكْرِيّ وَالشَّمْس القيلوبي الْبكْرِيّ وَالشَّمْس القيلوبي والنحو عَن الْبُرْهَان الدجوي والمحب بن هِشَام وَغَيرهمَا ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي العقليات وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ فِيهَا عَن قنبر بل أَخذ عَن شَيخنَا الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ

وَلزِمَ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا واختص بِهِ وَعرف بالانتساب لَهُ قَدِيما وَسمع عَلَيْهِ الْكثير من تصانيفه وَغَيرهَا ولازم مجَالِس املائه وَغَيرهَا وَكتب بِخَطِّهِ أَكثر فتح الْبَارِي وَغَيره من تصانيفه وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل الأوحد مُفِيد الطالبين حفظه الله، وَحج فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَسمع الحَدِيث على التَّاج بن الصيح والزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والتقي الدجوي وناصر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ والبرشنسي والشرف بن الكويك فِي آخَرين من طبقتهم وَبعدهَا كالنور الابياري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْجمال الكازروني والشهاب البطائحي والسراج قاري الْهِدَايَة، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا وبرع الكازروني والشهاب البطائحي والسراج قاري الْهِدَايَة، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا وبرع فِي معرفَة الشُّرُوط وَنَحْوهَا وَلكنه لم يكن طلق اللِّسَان بل كَانَ جَامِدا مَعَ فَضِيلَة ومشاركة فِي الْجُمْلَة وَقد تصدر بِجَامِع الْحَاكِم وبالأشرفية الْقَدِيمَة وَغَيرهمَا وانتفع بِهِ ابْن أَخِيه لأمه الْفَاضِل نور الدّين وَغَيره فِي الشُّرُوط وَغَيرهَا، وناب فِي الْقَضَاء دهرا عَن شَيخنَا وَقصر نَفسه عَلَيْهِ فَلم ينب عَن غَيره من الْقُضَاة، وأوذي من الْعلم البُلْقِينِيّ لانتقاده عَلَيْهِ فِي فتيا ثمَّ ألبسهُ جندة بَيْضَاء ولامه شَيخنَا على لبسهَا، وَقد حدث باليسير قَرَأت عَلَيْهِ، وتعلل مُدَّة وأقعد حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشري ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن خَارج بَاب النَّصْر بتربة مجاورة للست زَيْنَب رَحمَه الله وإيانا. 657 - عبد الْغَنِيّ بن عَليّ الفارقي المدابغي المقرىء الشَّافِعِي. / مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن التَّاج بن تمرية ثمَّ الشَّمْس العفصي وتكسب بالمدابغ ثمَّ بسوق الْحَاجِب ثمَّ بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت بسويقة عُصْفُور وأقرأ. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَقد رَأَيْته كثيرا بل رَأَيْته شهد على الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي فِي إجَازَة وَوَصفه بشيخنا فَكَأَنَّهُ أدبا مَعَ احْتِمَال قِرَاءَته عَلَيْهِ 658 -. عبد الْغَنِيّ بن عمار بن عمر. / مَاتَ سنة سبع وَخمسين. عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج. مضى فِي ابْن عبد الرَّزَّاق بن أبي الْفرج. / 659 - عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المرشدي الْمَكِّيّ / الْآتِي أَبوهُ وجده. ولد فِي لَيْلَة الْأَحَد سادس عشري الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَحفظ الْمُخْتَار وَعرض وَسمع على ابْن عَيَّاش وَهُوَ فِي سنة سبع وَتِسْعين حَيّ. 660 - عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الزين القمني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد فِي ثَانِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية النَّحْو، وَعرض فِي سنة سِتّ وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا على الابناسي وَابْن الملقن والكمال الدَّمِيرِيّ) والزين القمني وأجازوه، وَكتب لَهُ

الدَّمِيرِيّ سَنَده بالعمدة والألفية، واشتغل يَسِيرا وَأخذ عَن الزين القمني والبرماوي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي آخَرين ولازم شَيخنَا فِي الأمالي وَغَيرهَا وَكتب عَنهُ فتح الْبَارِي، وتكسب بِالشَّهَادَةِ دهرا وصاهر شَيخنَا الرَّشِيدِيّ على ابْنَته آمِنَة وَكَانَ خيرا سمع بِقِرَاءَتِي على شَيخنَا وَأَجَازَ لي. مَاتَ سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. 661 - عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن نعيم بن مقدم بن مُحَمَّد الزين أَبُو مُحَمَّد بن الشَّمْس الْبِسَاطِيّ الأَصْل القاهري الْمَالِكِي أَخُو الْعِزّ عبد الْعَزِيز / الْمَاضِي. ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والرسالة وَنصف ابْن الْحَاجِب الفرعي وَنَحْو نصف الْمُخْتَصر للشَّيْخ خَلِيل وَجَمِيع ألفية النَّحْو وَعرض على أَبِيه وَأخذ عَنهُ بحثا جَمِيع الرسَالَة وَحضر كثيرا من دروسه فِي العقليات وَغَيرهَا بِقِرَاءَة جمع من الاساطين كالابناسي وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث وَأخذ الْفِقْه فَقَط عَن الشّرف عِيسَى ابْن مُحَمَّد التجاني وَأبي عبد الله المغربيين وَغَيرهمَا كَأبي الْقسم النويري قَرَأَ عَلَيْهِ فِي ابْن الْحَاجِب الفرعي وَكَذَا فِي ألفية النَّحْو والبدر بن التنسي والولوي السنباطي وَغَيرهم من الْمُتَأَخِّرين وَسمع على الْجمال الْحَنْبَلِيّ والشرف بن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَحضر دروسه فِي القانبيهية وأماليه بهَا لكَونه كَانَ أحد الطّلبَة بهَا فَلَمَّا مَاتَ أمره بِهِ بالرغبة عَنهُ وَكَانَ يحضر مَعَ أَبِيه فِي مجَالِس القلعة حِين كَانَ الْجلَال البُلْقِينِيّ قَاضِيا وَكَذَا الْوَلِيّ وَشَيخنَا والعلمي ثمَّ القاياتي والسفطي والمناوي والاسيوطي يَعْنِي دون من عداهم، وَمِمَّا سَمعه على شَيخنَا بِالْقَاهِرَةِ بعض الْحِلْية وَالنّصف من توالي التأنيس بمقام الشَّافِعِي وبدمشق وحلب مَا أملاه فيهمَا وعَلى أَبِيه فِي البُخَارِيّ بِقِرَاءَة ابْن اللبان والشرف الديسطي وعَلى الْجمال الْحَنْبَلِيّ ثمانيات النجيب وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَمن أجَاز مَعهَا فِي استدعاء ابْن مُوسَى كَمَا أثْبته الزين رضوَان بِخَطِّهِ بل سمع من رضوَان نَفسه بعض شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وسافر مَعَ وَالِده فِي الركاب السلطاني إِلَى حلب مرتي الأولى مَعَ المظفر بن الْمُؤَيد حِين كَانَ ططر نظاما وَالثَّانيَِة مَعَ الْأَشْرَف برسباي وَسمع فِيهَا على الْبُرْهَان الْحلَبِي فِي ابْن مَاجَه وَغَيره، وَحج فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ أَبوهُ مجاورا فِيهَا فَرجع مَعَه وَاسْتقر بعده فِي مشيخة الصُّوفِيَّة بالتربة الناصرية فرج بن الظَّاهِر والاسماع بهَا وَفِي غَيرهَا من جهاته كالربع من تدريس القمحية، وناب فِي الْقَضَاء عَن أَبِيه سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَمن بعده وَلكنه لم يكثر عَن السراج بن حريز مَعَ الانجماع بمنزله فَلَمَّا) اسْتَقر اللَّقَّانِيّ بَاشر وابتكر مَجْلِسا تجاه زَاوِيَة الركراكي

بالقسم وحظه فِي ذَلِك مُتَأَخّر عَن من هُوَ دونه فضلا وأصلا وتواضعا لشدَّة تخيله وقبح وَلَده وَعدم دربته وَقد أنشأ بعض الدّور للاجرة وَغَيرهَا، وَحدث أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة وقرأت عَلَيْهِ قَدِيما بعض الثمانيات وَسمعت كَلَامه فِي عدَّة مسَائِل وأيدته فِي بَعْضهَا وَأكْثر من التَّرَدُّد إِلَيّ بل استجازني لولد صَغِير لَهُ بعد موت ذَاك ثمَّ أثكله فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين وَصَارَ لَا ولد لَهُ فالمراقبون يرقبونه. 662 - عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد الزين الْجَوْجَرِيّ ثمَّ الخانكي قريب الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ الشهير / وَزوج ابْنَته وَصَاحب الْمدرسَة الَّتِي أَنْشَأَهَا بالخانكاه. جاور مرَارًا مِنْهَا فِي سنة أَربع وَتِسْعين بعد حجه فِي الَّتِي قبلهَا وَكَانَ مَعَه أَخُوهُ فَمَاتَ قبل دُخُول سنة أَربع، وَكَانَ يجلس معي فَيسمع وَمِمَّا سَمعه عُمْدَة الْأَحْكَام بِقِرَاءَة وَلَده يحيى وتخلف سنة خمس وَمَاتَتْ زَوجته الْمشَار إِلَيْهَا مَعَ ابْنة لَهُ مِنْهَا، وَهُوَ فِي الامساك بمَكَان مَعَ ثروته الناشئة عَن إدارته الدواليب وتجارته وَغير ذَلِك ثمَّ مَاتَ الْوَلَد بعد عوده مَعَ أَبِيه إِلَى الخانقاه وَلم يمت حرصه. 663 - عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن حَامِد بن مَحْمُود بن سُلَيْمَان الزين الْأنْصَارِيّ القاهري المقرىء الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْقصاص. / ولد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بحدرة المرادنيين من بَاب الْخرق وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين واعتنى بالقراءات فَتلا بالسبع إفرادا وجمعا على الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي وَكَذَا لخلف وَيَعْقُوب وَأبي جَعْفَر ثمَّ رَفِيقًا لِلشِّهَابِ الزاوي على الشهَاب السكندري سُورَة الْفِيل إِلَى آخر الْقُرْآن بالعشر وَكَذَا تَلا جانبا مِنْهُ على الزين رضوَان بل قَرَأَ إِلَى آخر آل عمرَان بِمَكَّة على الزين بن عَيَّاش وبالوقف والابتداء لسورة لُقْمَان فَقَط على الزين طَاهِر وَقَالَ لَهُ أَحْيَا الله قَلْبك كَمَا أَحييت السّنة وَالله لَا يَزُول تمطيط قراء الجوق وَنَحْوه إِلَّا عِنْد نزُول عِيسَى، واليسير على الْبُرْهَان الكركي وَقَرَأَ الْمِنْهَاج حلا على الْبَدْر حسن الاعرج وَفِي الْفِقْه والعربية على قَاسم الزبيرِي والجوجري وَغَيرهم وَحضر عِنْدِي مجَالِس وَطَاف لقِرَاءَة الاسباع عِنْد غير وَاحِد بل قَرَأَ رياسة فِي الختوم وَنَحْوهَا، وَحج غير مرّة وَاسْتقر بِهِ الْعلم بن الجيعان فِي تَعْلِيم الايتام بجامعه بِالْبركَةِ والامامة بِهِ وتمول لَكِن نَشأ لَهُ ولد فأتلف لَهُ شَيْئا كثيرا. 664 - عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن القاهري الحريري العقاد الْمَاضِي ابْنه عبد الرَّحْمَن. / شيخ مبارك حفظ الْقُرْآن والعمدة وَكَانَ حنبليا يتكسب فِي صناعَة الْحَرِير، وَسمع على الشّرف الْمَنَاوِيّ وَغَيره، سَمِعت مِنْهُ وَهُوَ بمنزلي أَشْيَاء من نظمه على طَريقَة الْعَوام وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة عَن دون الثَّمَانِينَ.

665 - عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله الزين الاشليمي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي /. ولد تَقْرِيبًا سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة باشليم من الغربية وَقَرَأَ بهَا بعض الْقُرْآن واشتغل وانتقل مَعَ أَخِيه إِلَى الْقَاهِرَة فأكمله بهَا عِنْد الْفَقِيه حَمْزَة إِمَام مقَام الشَّافِعِي وَصلى بِهِ تَاما بالمنصورية ثمَّ حفظ الْمِنْهَاج الفرعي وَالْأَصْل وألفية النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي الْفِقْه على الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي والونائي وَجَمَاعَة وَفِي النَّحْو على الشمني وَفِي الْفَرَائِض على ابْن المجدي وَفِي الْعرُوض على الشهَاب الابشيطي ولازمهما حَتَّى أذن لَهُ كل مِنْهُمَا، وَعمل أرجوزة فِي الْفَرَائِض فِي حياتهما لم تكمل وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ وَشَيخنَا وَطَائِفَة وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا وَهُوَ فَاضل خير فَقير قَانِع متعفف كتبت عَنهُ قَدِيما مِمَّا خَاطب بِهِ شَيخنَا أَيَّام محنته ولصقا بِمحل جُلُوسه بالمنكوتمرية قَوْله: (لن يبلغ الاعداء فِيك مُرَادهم ... كلا وَلنْ يصلوا إِلَيْك بمكرهم) (فلك الْبشَارَة بِالْوَلَاءِ عَلَيْهِم ... فَالله يَجْعَل كيدهم فِي نحرهم) وَفِي مُعْجَمه وَغَيره من نظمه الْكثير وَبَعض ذَلِك مِمَّا امتدحني بِهِ. 666 - عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الزين أَبُو مُحَمَّد القليوبي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي التَّاجِر نزيل مَكَّة وَيعرف بالقباني خَال الشهَاب بن خبطة / الْمَاضِي، أمه فَاطِمَة. ولد سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن، وَكَانَ وَالِده وَيعرف بِابْن الطَّوِيل من الْفُضَلَاء فاشتغل ابْنه يَسِيرا، وَحج فِي سنة عشْرين وسافر إِلَى بِلَاد هُرْمُز فَدخل بِلَاد الْعَجم وَغَابَ هُنَاكَ خمس سِنِين ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة فِي سنة خمس وَعشْرين وفيهَا دخل الْقَاهِرَة ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة فِي أَوَاخِر سنة سبع وَعشْرين ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاثِينَ فقطنها وَلم يخرج مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة، وبورك لَهُ فِي تِجَارَته وابتنى بِمَكَّة دورا بل أنشأ بمنى فِي سنة سبع وَأَرْبَعين سَبِيلا شركَة بَينه وَبَين ابْن كرسون. ثمَّ صَار لوَرثَته بِدُونِ شريك، وَكَانَ خيرا سَاكِنا متواضعا محبا فِي الْخَيْر وَأَهله متوددا للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ كثير الْبر لَهُم حَافِظًا لكتاب الله كثير التِّلَاوَة. مَاتَ فَجْأَة فِي ضحى يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة وَخلف تَرِكَة عريضة وأولادا وَقد كثرت مخالطتي لَهُ فِي الْمُجَاورَة الأولى وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. 667 - عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزين والتقي أَبُو عبد الْقَادِر وَأَبُو مُحَمَّد الخزرجي السمنودي الأَصْل القاهري الْقَرَافِيّ الشَّافِعِي عَم شيخ الْقُرَّاء /

التَّاج مُحَمَّد بن أبي بكر الْآتِي وَيعرف بِابْن تمرية وَرُبمَا شهر فِي القرافة بِابْن الاقباعي باسم صَاحب التربة مَحل اقامته. ولد فِي أَوَاخِر سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَأخذ الْقرَاءَات رَفِيقًا لِابْنِ أَخِيه التَّاج عمر الْفَخر البلبيسي الامام وَالْغَرْس خَلِيل بن المشيب والنور بن الناصح وَآخَرين واشتغل فِي الْمِنْهَاج وَغَيره، وَحج صُحْبَة أَخِيه مجاورا وسمعا بِمَكَّة على الْعَفِيف النشاوري صَحِيح البُخَارِيّ وَحضر الْخَتْم الْجمال أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم الأميوطي وَأَجَازَ وَسمع بعد الْقَاهِرَة على التنوخي الْمِنْهَاج وَغَيره، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ بل أَخذ عَنهُ بعض الْقُرَّاء الْقرَاءَات مَعَ كَونه تَارِكًا للفن وَكَانَ خيرا منعزلا عَن النَّاس. مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَخمسين رَحمَه الله وإيانا. عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْبِسَاطِيّ. / كَذَا بِخَط ابْن عزم وَكَأَنَّهُ عبد الْغَنِيّ ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان. عبد الْغَنِيّ بن الهيصم. / مضى فِي ابْن إِبْرَاهِيم. 668 - عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب الْفَخر بن الشّرف. / أحد كتاب المماليك ووالد عبد الْكَرِيم وَيحيى وَنصر الله وَحَمْزَة الْمَذْكُورين فِي محالهم والمعروفين بِابْن فخيرة تَصْغِير لقب أَبِيهِم. 669 - عبد الْغَنِيّ بن يُوسُف بن أَحْمد بن مرتضى الزين الهيثمي القاهري الشَّافِعِي المقرىء. ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي قبلهَا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ على ابْن الزراتيتي للسبع مَا عدا نَافِع فَإِنَّهُ لم يقْرَأ مِنْهَا إِلَّا إِلَى قَوْله لَيْسَ عَلَيْك هدَاهُم مَعَ سرده عَلَيْهِ للشاطبيتين من حفظه وسماعه عَلَيْهِ للاربع عشرَة بِقِرَاءَة الشَّمْس العفصي والْعَلَاء القلقشندي مَعَ سَمَاعه للتيسير والعنوان لأبي الطاهري النَّحْوِيّ والارشاد لأبي الْعِزّ القلانسي والبستان لأبي بكر بن أيدغدي بن الجندي والمصطلح لِابْنِ القاصح وَغَيرهَا بِقِرَاءَة التَّاج ابْن تمرية، وَكَانَ أعنى ابْن الزراتيتي أول شيخ تَلا عَلَيْهِ للسبع وعَلى ابْن الْجَزرِي للعشر على آخر الْبَقَرَة وَسمع عَلَيْهِ بعض المسلسلات وَغَيرهَا وعَلى ابْن آدم البوصيري الحريري والبرهان الكركي للسبع بِتَمَامِهَا وَكَذَا على الزين ابْن عَيَّاش حِين حج لَكِن إِلَى المفلحون فَقَط، وَحفظ أَيْضا) الشاطبية والتنبيه والملحة واشتغل فِي الْفِقْه والعربية يَسِيرا وَسمع فِيمَا بَلغنِي عَن الشَّمْس الشَّامي وَكَذَا سمع على ابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصَّحَابَة والْعَلَاء بن بردس بِحَضْرَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وتصدى للاقراء قَدِيما فَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم الْبَدْر حسن إِمَام المؤيدية والشهاب الْقُسْطَلَانِيّ وَالشَّمْس الحجاري الْمصْرِيّ وناصر الدّين الاخميمي وَكنت

مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الِابْتِدَاء بعض الرِّوَايَات واشتهر بِهَذَا الْفَنّ لَكِن مَعَ اكثاره من تنقيص غَيره خُصُوصا من أَبنَاء فنه بِحَيْثُ أَنه لَا يقرىء من يُعلمهُ أَنه يقْرَأ على غَيره هَذَا مَعَ أَن الِانْتِفَاع بِبَعْض من ينتقصه أَكثر وَكَونه بَين الْفُضَلَاء أشهر وَله بهجة المقرئين فِي معرفَة أَحْكَام النُّون الساكنة والتنوين وَكَانَ مُتَقَدما فِي التجويد. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثامن شعْبَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي جمع متوسط رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. 670 - عبد الْغَنِيّ بن يُوسُف بن عبد اللَّطِيف الْحُسَيْنِي سكنا الْخياط مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 671 - عبد الْغَنِيّ بن يُوسُف بن يس زين الدّين المنزلي وَيعرف بجده. / مِمَّن سمع مني أَيْضا عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج /. فِي ابْن عبد الرَّزَّاق. عبد الْغَنِيّ تَاج الدّين ابْن الجيعان وَالِد عبد الْملك. هُوَ عبد اللَّطِيف بن شَاكر بن ماجد. / عبد الْغَنِيّ بن الهيصم. / فِيمَن اسْم أَبِيه إِبْرَاهِيم. 672 - عبد الْغَنِيّ الحريري الْمصْرِيّ نزيل مَكَّة / وَمِمَّنْ كَانَ فِيهِ خير ورغبة فِي الزِّيَارَة. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. 673 - عبد الْغَنِيّ اللجمي بِفَتْح اللَّام وَالْجِيم ثمَّ مِيم بَلْدَة بالسَّاحل قرب سفاقس التّونسِيّ / مِمَّن أَخذ عَن عِيسَى الغبريني وَيَعْقُوب الزعبي وَعبد الله الْبَاجِيّ وَأحمد الشماع فِي آخَرين وَتقدم فِي الْمَذْهَب مَعَ الْخِبْرَة التَّامَّة بتصانيف الْقَرَافِيّ الْأُصُولِيَّة ومزيد تقلله وتأخره فِي الدُّنْيَا عَن نظرائه. أفادنيه صاحبنا قَاضِي الركب وَقَالَ انه مَاتَ تَقْرِيبًا بعد السِّتين. وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ. 674 - عبد الفتاح بن عبد الله بن أبي الْقسم اللامي / نِسْبَة للامية بِالْقربِ من زبيد النَّاشِرِيّ الشَّافِعِي مِمَّن اشْتغل عِنْد القَاضِي مُحَمَّد بن عبد السَّلَام وَقدم مَكَّة فحج فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسمع مني المسلسل وكتبت لَهُ وَأثْنى عَلَيْهِ حَمْزَة بِأَنَّهُ فَقِيه من أفضل الطّلبَة رجل صَالح نبيه فَاضل عَارِف. 675 - عبد الْقَادِر بن الشَّيْخ الْقدْوَة إِبْرَاهِيم بن الشَّيْخ الْقدْوَة الْكَبِير الشهير أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْموصِلِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. / ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع الصَّحِيح وثلاثيات الدَّارمِيّ على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَلَقي بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة أَبَا عبد الله مُحَمَّد المغربي فَسمع عَلَيْهِ وَحدث وَخلف وَالِده وَكَانَ من خِيَار النَّاس أجَاز لي وَمَات فِي منتصف الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. 676 - عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن إِبْرَاهِيم المحيوي بن الْبُرْهَان الْمَنَاوِيّ

الأَصْل القاهري الشَّافِعِي التَّاجِر / الْمَاضِي شقيقه الْبَدْر حسن ووالدهما وَيعرف كهما بِابْن عليبة تَصْغِير علبة. نَشأ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه حسن الغمري وَغَيره وَسمع على جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء آخَرُونَ وتعانى التِّجَارَة فسعد فِيهَا، وسافر لمَكَّة وَغَيرهَا وأسره الفرنج فاكرموه وافتك نَفسه فأطلقوه وَعَاد وَلَا زَالَ يترقى حَتَّى اسْتَقر بِهِ السُّلْطَان تَاجر اسكندرية وَتوسع فِي الافتراض وثق بِهِ الْكِبَار فَمن دونهم لطول يَده وجلبه لَهُم الْهَدَايَا والتجف مَعَ الاحسان لغَيرهم من الْفُقَرَاء وتوسعه فِي ذَلِك جدا وَمَاتَتْ تَحْتَهُ عدَّة نسَاء ناله مِنْهُنَّ دنيا طائلة وَمَات فِي سَابِع عشري شَوَّال سنة تسعين باسكندرية وَدفن بجوار قبر أمه رحمهمَا الله وَأَظنهُ جَازَ الْخمسين أَو قاربها. 677 - عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان محيي الدّين أَبُو الْفتُوح الْمحلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن السَّفِيه. / ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالمحلة، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والبهجة وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَغير ذَلِك وَقَالَ لي مرّة أَنه حفظ الْمِنْهَاج الفرعي فَالله أعلم، ولازم الشَّمْس بن كتيلة فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وأصوله، وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ عَن الْعلم البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه بل قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الشفا وَعَن قَرِيبه الْبَدْر أبي السعدات البُلْقِينِيّ والزين زَكَرِيَّا والجوجري، وتميز فِي الْعَرَبيَّة ونظم الشذور ودرة الغواص للحريري وشرحهما وَكَذَا شرح بَانَتْ سعاد وقرضه لَهُ أَبُو السعادات وزَكَرِيا والولوي الاسيوطي وكاتبه وشارك فِي الْأُصُول وَغَيره وَتردد للبقاعي يَسِيرا ولازمني فِي قِرَاءَة السِّيرَة وَغَيرهَا وَحضر كثيرا من الدُّرُوس وكتبت لَهُ سوى التقريض الْمشَار إِلَيْهِ اجازة حَسَنَة، وخطب فِي بَلَده بالجامع الطريني وَقَرَأَ البُخَارِيّ على الْعَامَّة، وناب فِي الْقَضَاء عَن الصّلاح بن كميل فَمن بعده وَكَذَا استنابه الصّلاح المكيني. وَحج مرَارًا وَدخل اسكندرية ودمياط، كل ذَلِك مَعَ خفَّة روح ولطافة عشرَة وانطراح ومزيد فاقة وَكَثْرَة عِيَال وفضائل ووسائل نظم حسن كتبت عَنهُ مِنْهُ قَوْله وَقد مرض بشقيقة طَال انْقِطَاعه بهَا: (يَا رَاحِم الضُّعَفَاء يَا من فَضله ... عَم الْخَلَائق بالمواهب وَالْكَرم) ) (إِنِّي سَأَلتك بِالنَّبِيِّ مُحَمَّد ... وَمن استجار بِهِ لديك قد اعْتصمَ) (فبحقه وبجاهه وبقربه ... أَدْعُوك تكشف مَا اعْتَرَانِي من ألم) (وَاجعَل صَلَاتك مَعَ سلامك دَائِما ... لجناب حَضرته الشَّرِيفَة فِي النعم) بل امتدحني بقوله: (كرم النَّفس فِيهِ معنى لطيف ... هُوَ ميدان مِدْحَة الشُّعَرَاء) (إِن تكن مادحا فدونك هَذَا ... أَو تكن هاجيا فَغير السخاء)

وَكَذَا أنشأ بعض الْخطب وَأَخْبرنِي أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كثيرا. 678 - عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب الْمصْرِيّ الصّباغ نزيل دمشق. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 679 - عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ محيي الدّين بن الْبُرْهَان القاهري الْمَالِكِي المقرىء / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن الفوال. مِمَّن اشْتغل بالفقه والعربية قَلِيلا وَفهم وَنسخ وَقَرَأَ مَعَ أَبِيه فِي الجوق بل شَاركهُ فِي إقراء الْأَبْنَاء، وتنزل فِي بعض التصوفات وَرُبمَا قَرَأَ على بعض المسندين بل أَخذ عني يَسِيرا وَلَا بَأْس بِهِ. 680 - عبد الْقَادِر الْبَانِي بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن يُوسُف الصّلاح بن الزكي الارموي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي سبط الشهَاب أَحْمد بن السَّيْف مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عمر /. ولد فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأحضر على جده لأمه وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال والمزي والبرزالي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن تَمام وَأبي بكر بن مُحَمَّد بن الرضى وَمُحَمّد بن يُوسُف بن دوالة وَمُحَمّد بن أبي الزهر الغسولي وَمُحَمّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَأحمد بن مُحَمَّد بن حَازِم الْمَقْدِسِي فِي آخَرين مِنْهُم زَيْنَب ابْنة ابْن الخباز وست الْعَرَب ابْنة أَحْمد بن الْبَدْر على المقدسية وحبيبة ابْنة المز إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر وأسمع على أُخْتهَا فَاطِمَة ابْنة الْعِزّ وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهَا نُسْخَة أبي مسْهر وجزء أَيُّوب والمبعث لهشام بن عمار وَمِمَّا حَضَره على أَبِيه الْكَمَال موافقاتها وعَلى جَمِيع من ذكر إِلَّا ابْن الرضى وَابْن حَازِم وست الْعَرَب مَعَ تَتِمَّة أَرْبَعَة وَعشْرين شَيخا وجزء ابْن عَرَفَة، وَحدث بالكثير قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا وَابْن مُوسَى المراكشي وَسمع رَفِيقه الْمُوفق الأبي والشهاب بن زيد وَعمر وَتفرد. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين وَكَانَ من بَيت خير وَصَلَاح، وَذكره المقريزي فِي عقوده رَحمَه الله وإيانا.) ::: 681 - عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم وَيعرف بِابْن الامام. / من فضلاء الشَّافِعِيَّة مِمَّن أَخذ عَن ابْن البُلْقِينِيّ وَنَحْوه ثمَّ عَن البامي ولازمه بل قَرَأَ على السعد بن الديري فِي الحَدِيث، وَكَانَ فَاضلا يسكن بالسبع قاعات ويستحضر المقامات. مَاتَ بالبيمارستان فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَتِسْعين. 682 - عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله الدِّمَشْقِي / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة 683 -. عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزيل الباسطية من الْقَاهِرَة / وإمامها وَيعرف فِي بَلَده بالمؤذن لكَون جده لأمه كَانَ مُؤذنًا بِجَامِع بني أُميَّة ثمَّ صَارَت بعد إِلَيْهِ. ولد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ فِي الْقرَاءَات على

ابْن الخدر وَإِبْرَاهِيم بن الْقُدسِي وغالب الْمِنْهَاج وَحضر فِيهِ عِنْد النَّجْم بن قَاضِي عجلون وأخيه التقي وشيخهما الزين خطاب والبدر بن قَاضِي شُهْبَة وَكَانَ جلّ انتفاعه فِي الْفِقْه بِعَبْد الْقَادِر الصَّفَدِي نزيل السميساطية، وَقَرَأَ فَرَائض الْمِنْهَاج والارشاد على الْمُحب البصروي واشتغل فِي النَّحْو وَالصرْف وَغَيرهمَا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي الصّرْف ملا حاجي بل من شُيُوخه ابْن الْمُعْتَمد وَأَبُو الْفضل بن الإِمَام وَابْن عبد الْحَنَفِيّ، وَقدم مَعَه الْقَاهِرَة بعد تَركه مَا كَانَ مَعَه من التصوف بالشامية البرانية ونزوله عَن وظيفه بِالْأَذَانِ فلازم البامي فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث وَغَيرهَا قِرَاءَة وسماعا وَكَذَا أَخذ الْفَرَائِض والحساب عَن الزين بن شعْبَان والحساب والميقات وَنَحْوهمَا عَن الْبَدْر المارداني والفرائض مَعَ الْفِقْه عَن حسن الْأَعْرَج وَتردد لفضلاء الْوَقْت كالابناسي والبكري والكمال بن أبي شرِيف وَابْن قَاسم والكوراني وَأبي الْخَيْر بن الفرا وخلد الْوَقَّاد وَابْن الاسيوطي وَفِي الْفِقْه والاصلين والعربية والمنطق والمعاني وَالْبَيَان والتصوف وَقَرَأَ على الديمي ألفية الْعِرَاقِيّ وَالصَّحِيح ثمَّ لازمني فِي شرح الألفية وَالْبُخَارِيّ وَغَيرهمَا، وتنزل فِي المزهرية تصوفا وَقِرَاءَة سبع وناب فِي إِمَامَة الباسطية وأقرأ بني ابْن الشّحْنَة ثمَّ ابْن عبد الباسط. 684 - عبد الْقَادِر بن الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَليّ الزين الْحَمَوِيّ الْحلَبِي / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي ابْنه أَحْمد وَأَخُوهُ الْمُحب مُحَمَّد وَيعرف كَهُوَ بِابْن الرسام. مِمَّن ولي كِتَابَة السِّرّ بحلب وَنظر جيشها وجواليها، وصاهر الْعلم البُلْقِينِيّ على ابْنَته، وَكَانَ مخمولا فِي حركاته يتَحَمَّل الدُّيُون الْكَثِيرَة وَلَا يحصل فِي ولاياته على طائل. مَاتَ بحماة سنة بضع وَسِتِّينَ بعد أَخِيه.) ::: 685 - عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن حُسَيْن بن حسن بن عَليّ بن رسْلَان الرَّمْلِيّ الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن رسْلَان. ولد فِي لَيْلَة الْخَمِيس عَاشر ربيع الأول سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْخَيْر بن العلائي باستدعاء أَبِيه، وَكَانَ خيرا رَأَيْته بعد موت وَالِده بسنين بِمَجْلِس شَيخنَا وَأَعْطَاهُ كراسة كَانَ وَالِده أرسل يسْأَل فِيهَا عَن أَشْيَاء تتَعَلَّق بشرح أبي دَاوُد وتصنيفه ليلحق ذَلِك بأماكنه وَمَا أَظُنهُ فعل إِن اهْتَدَى لأماكنها. مَاتَ فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَخمسين ظنا رَحمَه الله وإيانا. 686 - عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعلوِي الذروي الصعيدي نزيل رواق الجبرت / من جَامع الْأَزْهَر وَيعرف فِي بَلَده بِابْن نشوان. مِمَّن قَرَأَ البُخَارِيّ وَمُسلم وَغَيرهمَا على الديمي واشتغل قَلِيلا، وَقَرَأَ عَلَيْهِ صغَار المبتدئين فِي الْفِقْه والفرائض والعربية مَعَ كَونه فِيمَا يُقَال لَا شيخ لَهُ وَمِمَّنْ قَالَ لي أَنه قَابل مَعَه مَكَارِم

الْأَخْلَاق وَكَانَ يُرَاجع فِيمَا يلتبس الصِّحَاح للجوهري فتح الله، وَهُوَ فَقير جدا لم يتأهل ولجماعة فِيهِ اعْتِقَاد وَقد رَأَيْته عرض عَلَيْهِ فِي سنة خمس وَتِسْعين وَفَارَقت مصرفي الَّتِي بعْدهَا وَهُوَ حَيّ. 687 - عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ المحيوي بن الشهَاب الدَّمِيرِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الْمَالِكِي أَخُو عبد الْغَنِيّ / الْمَاضِي وأبوهما وَيعرف كأبيه بِابْن تَقِيّ. ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي بل وَكتابه فِي الْعَرَبيَّة. واشتغل فِي الْفِقْه على الزينين عبَادَة وطاهر وَأبي الْقسم النويري وَأذن لَهُ ولازم الكافياجي فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية وَغَيرهَا من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وتميز فِيهَا وَكَذَا انْتفع فِي ذَلِك بِالسَّيْفِ بن الخوندار الْحَنَفِيّ، وناب فِي الْقَضَاء عَن الولوي السنباطي فَمن بعده، وَحج مرَّتَيْنِ جاور فِي ثانيتهما أشهرا وزار بَيت الْمُقَدّس وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة والبراعة وَكتب على الْفتيا بل اسْتَقر فِي تدريس الْمَالِكِيَّة بالشيخونية بعد موت الحسام بن حريز وتقلل من ثمَّ من تعاطى الْأَحْكَام مَعَ مُبَاشرَة مَا تَلقاهُ شركَة لِأَخِيهِ عَن أَبِيهِمَا من تدريس وَغَيره إِلَى أَن ولي الْقَضَاء الْأَكْبَر بعد صرف الْبُرْهَان اللَّقَّانِيّ بِتَعْيِين الزيني زَكَرِيَّا وَكَانَ حَاله فِيهِ أحسن م حَاله فِي النِّيَابَة وَزَاد فِي الانخفاض مَعَ أَرْبَاب الدولة وَنَحْوهم وَطرح الشهامة مَعَهم وَفِي أَيَّامه مَاتَ أَبُو سهل بن عمار والسنهوري فناب عَن ولد أَولهمَا فِي تدريس الصَّالح وَعَن ولد ثَانِيهمَا فِي تدريس البرقوقية بل كَانَ رام استقلاله بهَا وشاحح فِي مَعْلُوم النِّيَابَة وتحدث النَّاس فِي كَون اللَّقَّانِيّ نَاب عَن ابْن المخلطة فِي المؤيدية مجَّانا وَلَكِن الْفرق بَينهمَا خُصُوصا فِي الْفِقْه ظَاهر وَكَذَا عرض لَهُ عَارض صَار بِسَبَبِهِ يهذي ويبرز ويصدر مِنْهُ مَا ينقص مثله بِحَيْثُ كَاد أَن يتزحزع عَن الْولَايَة وَعين الشَّافِعِي بعض نواب الْمَالِكِيَّة للْقَضَاء فَلم يلْتَفت السُّلْطَان لذَلِك مَعَ تكَرر الْعَارِض مِنْهُ مرّة بعد أُخْرَى بل ترادف احسانه إِلَيْهِ لظَنّه أَن سَبَب ذَلِك الْأَعْرَاض مِمَّن تعاطى مَا يلائمه. . مَاتَ بعد تعلل بضعَة عشر يَوْمًا بالاسهال فِي ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين وَدفن من الْغَد عِنْد أَبِيه بِمحل سكنها رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 688 - عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَمْزَة الْمدنِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالحجار. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 689 - عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن عبد الله محيي الدّين الْحرَازِي الأَصْل الْمَكِّيّ / الْآتِي أَخُوهُ الْجمال مُحَمَّد. مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشري ذِي

الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن عِنْد أَهله بالمعلاة. وَكَانَ مُبَارَكًا متقشفا فَقِيرا رُبمَا عَامل الْفُقَرَاء مَعَ يبس وَإِن كَانَ يتفقد بعض أهل الْبيُوت مِنْهُم. عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن نشوان. / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم 690 -. عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد الجرمكي البرددار وَالِده لنقيب الْأَشْرَاف /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ 691 -. عبد الْقَادِر بن الشَّيْخ أَحْمد بن مُحَمَّد الصندلي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي / الْمَاضِي أَبوهُ. مَاتَ وَقد جَازَ الْأَرْبَعين فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر شعْبَان سنة ثَمَانِينَ فَجْأَة فَإِنَّهُ توجه مَعَ تُرَاب لاحضار رمل من الصَّحرَاء فانهار عَلَيْهِمَا، وَصلى عَلَيْهِمَا من الْغَد بالأزهر وتألم أَبوهُ كثيرا مَعَ أَنه كَانَ فِي تَعب بِسَبَب كَثْرَة مَا كَانَ يتحمله من الدُّيُون عوضهما الله الْجنَّة. 692 - عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد المدابغي /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 693 - عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن عز الدّين الْوَلَد محيي الدّين أَبُو البركات بن الشهابي الْمَنَاوِيّ الْخياط وَالِده. / عرض على الْمِنْهَاج فِي ربيع الثَّانِي سنة تسعين 694 -. عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن أَحْمد الزين ابْن الشهَاب الاطفيحي الأَصْل القاهري سبط الزين الْعِرَاقِيّ وشقيق الْمُحب مُحَمَّد وَعبد الرَّحِيم وَيعرف كأبيه بِابْن يَعْقُوب /. مِمَّن نَشأ فِي كنف أَبَوَيْهِ، وَحج وَسمع الحَدِيث عَن شَيخنَا وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وتنزل فِي الْجِهَات وَتَأَخر عَن أَخَوَيْهِ فِي الْوُجُود والمرتبة لكَونه طورا وَحده وَرُبمَا ينْسب لتعاطيه مَا اقْتضى ذَلِك. 695 - عبد الْقَادِر بن أبي البقا الغزولي /. مِمَّن يزاحم الطّلبَة ويلم بِبَعْض الْمسَائِل بل وتنزل فِي الصرغتمشية وَغَيرهَا وَأكْثر من الِاجْتِمَاع بِي سِيمَا فِي الْمُجَاورَة والدروس وَلم يقْتَصر على ذَلِك بل يخالط كثيرا من الأتراك كبرسباي قرا وتنبك الجمالي وَلم يحصل على طائل من الْفَرِيقَيْنِ، وسافر فِي الْبَحْر سنة سبع وَتِسْعين متكلما على حمل ثَانِيهمَا أَمِير الْمحمل فِيهَا. 696 - عبد الْقَادِر بن أبي بكر بن أَحْمد الطنبداوي الْمَكِّيّ. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 697 - عبد الْقَادِر بن أبي بكر بن خضر المحيوي الدماصي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / بواب المؤيدية كَانَ وَيعرف بالدماصي. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا واشتغل يَسِيرا وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة وتعانى النّظم وَتخرج فِيهِ بالشهاب بن

مباركشاه ثمَّ أذن لَهُ الحجاري وسمعته فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ ينشد من نظمه: (ناديت فِي مكتب الْأَطْفَال ذَا هيف ... أضنى فُؤَادِي بالاسقام والبين) (جرد حَبِيبِي لي الْمَاضِي فَقَالَ وَقد ... أبدى التبسم باسم الله من عَيْني) وتطارح مَعَ جمَاعَة كالشهاب المنصوري وقرض مَجْمُوع البدري فَأطَال وَقد أقبل عَلَيْهِ السُّلْطَان حِين أعجبه علمه الملحن لَهُ ابْن العفريت وَعمل مخا اقترحه فلائق بخاطره وَأحسن إِلَيْهِ بِدَرَاهِم وَكِسْوَة ونزله فِي تربته وَمن ذَلِك: (يَا خَفِي الألطاف ... أمنا مِمَّا نَخَاف) 698 - عبد الْقَادِر بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر بن عبد الْملك بن أبي بكر ابْن عبد الْحق الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو خَدِيجَة وَابْن عَم عَليّ بن غَازِي / الآتيين وَيعرف بالكوري بِضَم الْكَاف وَرَاء مُهْملَة. ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَذكر أَنه سمع من الْمُحب الصَّامِت صَحِيح البُخَارِيّ فَكتب عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَمَات قبل الْخمسين ظنا. 699 - عبد الْقَادِر بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر / وَبَاقِي نسبه فِي أَخِيه مُحَمَّد الزين الْبكْرِيّ البلبيسي الأَصْل الْمحلي القاهري الْحَنْبَلِيّ وَالِد سعد الدّين مُحَمَّد الْآتِي. ولد فِي سلخ ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ فِي الثَّانِيَة على الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن أبي الْمجد والتنوخي، وَسمع بِنَفسِهِ على الشّرف بن الكويك وَمُحَمّد بن قَاسم السُّيُوطِيّ وَغَيرهمَا كشيخنا، واشتغل بِالْمُبَاشرَةِ فَلَمَّا مَاتَ صهره زوج أُخْته ولي كِتَابَة العليق عوضه فَأَقَامَ فِيهَا حَتَّى مَاتَ عقب أَخِيه الْمشَار إِلَيْهِ بيومين فِي حادي عشر شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين بعد أَن جدد الْمَسْجِد الَّذِي بِرَأْس حارة بهاء الدّين وابتنى لَهُ دَارا حَسَنَة بجواره ورتب سبعا أول النَّهَار وَآخره بِجَامِع الْحَاكِم رَأَيْته غير مرّة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عبد الْقَادِر بن جِبْرِيل. / فِي ابْن مُحَمَّد بن جِبْرِيل. 700 - عبد الْقَادِر بن حسن بن أَحْمد القليوبي القاهري التَّاجِر / فِي الشّرْب مِمَّن يكثر المخالطة للفقهاء والمجاورة بِمَكَّة وَسمع على الشّرف الْمَنَاوِيّ وَغَيره بل سمع مني بِمَكَّة وَهُوَ من خِيَار الْجَمَاعَة وَكَانَ يذكر أَنه سمع من شَيخنَا وَلَيْسَ بِبَعِيد. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَلَا يقصر عَن السّبْعين. 701 - عبد الْقَادِر بن حسن بن عبيد بن مُحَمَّد الْجمال الصاني الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي ويدعى عبيدا وَيعرف فِي بَلَده كسلفه بِابْن عقيل / وَكَانَت أمه تذكر لَهُ أَنَّهَا نِسْبَة لعقيل بن أبي طَالب، وبالقاهرة بعبيد الصاني. حفظ الْقُرْآن والمنهاج ولازم

الشَّيْخ مُحَمَّد الطنبداوي الضَّرِير والزيني زَكَرِيَّا وتميز بهما وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة وَكَذَا حضر عِنْد الولوي الاسيوطي بل مر مَعَ الشهَاب الابشيهي على كتب كَثِيرَة وَقبل ذَلِك أَخذ عَن الْبَدْر حسن الْأَعْرَج، وَحج غير مرّة وأقرأ ولد قَاسم بن بيبرس بن بقر سبط ابْن البرقي لكَون أَبِيه أَقرَأ أَبَاهُ وسافر مَعَ الْجمال الظَّاهِرِيّ لمَكَّة فِي الصر وَغَيره وَكَانَ يستصحب مَعَه مَا يتجر فِيهِ ذَهَابًا وإيابا فَلَمَّا التسقر الزيني فِي الْقَضَاء عمله أَمِين الحكم بل صَار إِلَيْهِ الْحل والربط وَعَلِيهِ الْمعول والضبط وامتحن بالترسيم مُدَّة طَوِيلَة وَلَكِن افتك نَفسه بِمَا وزعه على جِهَات الطّلبَة وَالْفُقَهَاء والأوقاف حَسْبَمَا بسطته فِي مَحل آخر وَلما مَاتَ أَبُو الْيمن بن البرقي اسْتَقر بِهِ يشبك فِي التَّكَلُّم فِي جهاته وَهُوَ فِي الْفَضِيلَة وَالْقُدْرَة على التَّخَلُّص الظَّاهِر بمَكَان وَوصل لما لم يصل إِلَيْهِ من قبله لمَوْت كل من ابْن يَعْقُوب وَابْن عبد الْعَزِيز وَأبي السعادات البُلْقِينِيّ فِي أَيَّام عزه فحاز الْعلم بأَشْيَاء كَانَت مَكْتُوبَة وتزايد كتمها. 702 - عبد الْقَادِر بن حسن بن عَليّ الغمري ثمَّ القاهري البخانقي وَيعرف بِابْن فقوسة. / لَهُ بنُون جلال الدّين مُحَمَّد وزين العابدين مُحَمَّد وهما من أم وشهاب الدّين أَحْمد وَأَبُو الْفَتْح مُحَمَّد وَأَبُو الْحسن عَليّ وَالثَّلَاثَة من أم الأول شَافِعِيّ الْمَذْهَب وَكَذَا الثَّالِث وَالثَّانِي عزمه يكون حنبليا وَالرَّابِع حَنَفِيّ يقْرَأ فِي الْقَدُورِيّ وَالْآخر عزم على كَونه مالكيا. 703 - عبد الْقَادِر بن حُسَيْن بن عَليّ بن عمر المحيوي القاهري الشَّافِعِي الشاذلي وَيعرف بِابْن مغيزل. / ولد فِي رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بسويقة السباغين وَنَشَأ فاشتغل وَقَرَأَ على السنهوري فِي ابْن المُصَنّف وعَلى البرهاني الكركي الامام التَّوْضِيح لِابْنِ هشم ولازمه وعَلى الزين الابناسي بداية الْهِدَايَة للغزالي ولقنه الذّكر وعَلى ابْن قَاسم والخيضري والديمي وخطيب جَامع طولون على ابْن أبي دَاوُد الْجَوْجَرِيّ بل حضر دروس الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وَغَيره واختص بِجلَال الدّين ابْن السُّيُوطِيّ وَبَالغ فِي المناضلة عَنهُ والتنويه بِهِ وَقصر نَفسه عَلَيْهِ زَمنا وأذهب كتبه الَّتِي كَانَ ينْتَفع بهَا فِي تَحْصِيل جملَة من تصانيفه الَّتِي يخفى شَأْنهَا على غير أولي البصائر وَصَارَ يطمعه أَنه إِذا عمل قَاضِيا يفرر لَهُ كَذَا وَكَذَا بل يكون هُوَ الْمرجع ثمَّ تنافرا وتشاققا لسوء عشرَة ذك وَظُهُور مُقَدمَات كذبه ولازمني فِي قِرَاءَة شرحي للتقريب بعد سَمَاعه مني للمسلسل بِشَرْطِهِ وجزء عَاشُورَاء لِلْمُنْذِرِيِّ وعَلى لتجفة عيد الْفطر لزاهر وَغير ذَلِك وَسمع على الْمُحب بن الشّحْنَة وَأبي السُّعُود الغراقي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ بعض السّنَن الْكُبْرَى للنسائي والزين عبد الْغَنِيّ بن

الْبِسَاطِيّ والبهاء المشهدي والشمسين السنباطي وَتردد إِلَيْهِ كثيرا والعقبي والولوي السُّيُوطِيّ والشهاب البيجوري وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد القمصي سمع عَلَيْهِ من فضل الْمَدِينَة فِي جَامع التِّرْمِذِيّ إِلَى آخِره والزين بن مزهر سمع عَلَيْهِ بشرى اللبيب، وَأخذ التصوف وَشرح التائية عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عمر المغربي نزيل القاهرية واغتبط بِهِ فِي ذَلِك وتولع بِالْكِتَابَةِ فِي شرح الملحة وَغَيره وَكَذَا اغتبط بِأبي النجا بن الشَّيْخ خلف الفوي ولازمه ونوه بِهِ وَكَانَ مَعَه عَليّ ابْن الاسيوطي وَعظم اخْتِصَاصه بالبرهان الكركي الامام وَمَعَ ذَلِك كُله فَهُوَ فَقير صابر لطف الله بِهِ. 704 - عبد الْقَادِر بن حُسَيْن بن عَليّ الْعِرَاقِيّ الطَّائِفِي أَخُو أَحْمد / الْمَاضِي مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 705 - عبد الْقَادِر بن حَمْزَة الطرابلسي الدِّمَشْقِي /. مِمَّن أَخذ عَن ابْن زهرَة وَابْن قَاضِي شُهْبَة، أم لقانصوه حِين كَونه نَائِب حلب ثمَّ أعرض عَن الامامة وقطن الشَّام وَهُوَ تَامّ الْفَضِيلَة بشعار بني التّرْك ولفقره يحضر عِنْد المهملين. 706 - عبد الْقَادِر بن خَلِيل الزين الحريري / أحد قراء الجوق والخباز وَالِده. كَانَ كيسا من أهل بَاب الشعرية. مَاتَ غريقا ببولاق فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ وَمن الْغَرِيب أَنه تجهز للسَّفر إِلَى مَكَّة فِي الْبَحْر فَلَمَّا وصل إِلَى الطّور هالته رُؤْيَته فَرجع خوفًا من الْغَرق فَلم يلبث أَن غرق ببحر النّيل عَفا الله عَنهُ ورحمه. عبد الْقَادِر بن الدهانة. / فِي ابْن مُحَمَّد بن رَاشد 707 -. عبد الْقَادِر بن سكيكر الْعَطَّار بِبَاب السَّلَام من مَكَّة /. 708 - عبد الْقَادِر بن شاهين الجمالي الذَّهَبِيّ سبط الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد البيري / الْآتِي وانتسب جمالِيًّا لِأَخِيهِ. كَانَ خيرا رَاغِبًا فِي زِيَارَة الصَّالِحين وشهود مجَالِس الْخَيْر مَعَ التكسب والتقنع وَالْقِرَاءَة تَبَرعا مَعَ الْقِرَاءَة فِي الْمشَاهد وَهُوَ مِمَّن أَكثر الْحُضُور عِنْدِي فِي الأمالي وَغَيرهَا مَاتَ سنة بضع وَثَمَانِينَ بعد مَنَام رَآهُ دلّ لذَلِك رَحمَه الله. 709 - عبد الْقَادِر بن شعْبَان بن عَليّ بن شعْبَان الْغَزِّي الشَّافِعِي شَقِيق أَحْمد وَمُحَمّد وأصغر الثَّلَاثَة وَيعرف بِابْن شعْبَان. / ولد تَقْرِيبًا فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَمَانمِائَة بغزة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْحَاوِي وَجمع الْجَوَامِع وألفية الحَدِيث والنحو وَعرض على جمَاعَة من أهل بَلَده ودمشق وَبَيت الْمُقَدّس والقاهرة كالبرهان الْأنْصَارِيّ والبقاعي وكاتبه وَأخذ عَن الْعَبَّادِيّ والجوجري والبكري والحصنيين والكافياجي وَغَيرهم فِي الْفِقْه وَغَيره وانتفع بأَخيه فِي الْعَرَبيَّة والاصلين وَأخذ بِالشَّام عَن الْمُحب البصروي فِي الْعرُوض وَغَيره وَولي قَضَاء الرملة بعد صرف الشهَاب

ابْن يُونُس النابلسي فدام قَلِيلا وَأم بفيروز الشَّام مُدَّة وَاسْتقر فِي قِرَاءَة مصحف بمدرسة الْأَشْرَف قايتباي بغزة وَحج فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا واختص بالعفيف عبد الله بن أبي الْفضل بن ظهيرة والزيني عبد الباسط وَكثر اجتماعه بِي وحضوره مَعَ الْجَمَاعَة بل كَانَ قَرَأَ عَليّ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ بِالْقَاهِرَةِ دروسا فِي التَّقْرِيب وتعانى نظم الشّعْر ومدح بِهِ غير وَاحِد وَمِنْه فِي الْحَرِيق الْكَائِن بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة: (لم يَحْتَرِق حرم النَّبِي لفاحش ... يخْشَى عَلَيْهِ وَلَا دهاه الْعَار) (لكنما أَيدي الروافض صافحت ... ذَاك الْجِدَار فطهرته النَّار) عبد الْقَادِر بن شعْبَان الفرضي. / فِي ابْن عَليّ بن شعْبَان. 710 - عبد الْقَادِر بن صَدَقَة بن الشّرف مُحَمَّد المحرقي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي أَخُو عبد الرَّحِيم وخادم عَبَّاس / الماضيين وَزوج أم الْفضل ابْنة الْحَاجة مهجا قريبَة الوالدة. ولد فِي سنة) خمس وَثَمَانِينَ تَقْرِيبًا وسلك بعد شَيْخه طَرِيق الزوار وَصَارَ يدروز ويطبخ فِي كل سبت أما عدسا أَو نَحوه لزائري الشَّيْخ عبد الله المنوفي فاشتهر بذلك مَعَ الايثار على نَفسه والتقنع بِأَدْنَى جُزْء وَالْحَال فِي تناقص من هَذَا وَشبهه، وَهُوَ مِمَّن سمع قَدِيما ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة، وتعلل مُدَّة ثمَّ مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر وذكروه بِخَير وَخلف ذكرا وَأُنْثَى ثمَّ مَاتَا فِي الطَّاعُون رَحمَه الله وإيانا. 711 - عبد الْقَادِر بن عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة محيي الدّين أَبُو المفاخر الْقرشِي الزبيدِيّ وَالِد أبي بكر / الْآتِي وَأمه من أَهلهَا. ولد بهَا فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَكتب إِلَى ابْنه أَنه فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين فَالله أعلم وَأَنه حفظ الْقُرْآن والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية الحَدِيث وَسمع على ابْن الْجَزرِي بِالْيمن عدَّة الْحصن الْحصين من تأليفه وَتردد لمَكَّة كثيرا مِنْهَا قبيل مَوته وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَقَرَأَ فِي بعض قدماته مَكَّة على الشوائطي الشفا وعَلى أبي السعادات بن ظهيرة التَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ بل حضر عِنْده فِي الرَّوْض مُخْتَصر الرَّوْضَة بِقِرَاءَة وَلَده وبزبيد على الطّيب النَّاشِرِيّ كِتَابه الايضاح أَو بعضه وَولي التَّكَلُّم على أوقاف بني رَسُول بِالْيمن مِمَّا هُوَ على مدارسهم بِمَكَّة عَن البرهاني وَابْن عَمه الْمُحب قاضيها فتوسع فابتنى بزبيد دَارا عَظِيمَة، وَمَات بهَا فِي تَاسِع عشري ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن على جده أبي بكر بتربة إِسْمَاعِيل الجبرتي من تربة طب سِهَام رَحمَه الله وإيانا. 712 - عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد

ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ / ابْن عَم الَّذِي قبله. ولد فِي ربيع الأول سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَأمه علما ابْنة الْمُحب بن ظهيرة. مَاتَ صَغِيرا بعد أَن أحضر عِنْد أبي الْفَتْح المراغي عوضه الله الْجنَّة. 713 - عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب الزين بن الْمجد القاهري الشَّافِعِي أكبر اخوته وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان /. ولد فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ ونش بهَا فِي حجر السَّعَادَة فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَغَيره، وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَأخذ عَن المحيوي الدماطي وَجَمَاعَة، وَحج غير مرّة وَاسْتقر فِي نظر الخزانة بعد عَمه سعد الدّين إِبْرَاهِيم وَلَكِن لم يُمكنهُ عَمه شَاكر من الِاسْتِقْلَال بمباشرتها لكَونه) لم يحمد مَشْيه ثمَّ اسْتَقل بهَا وَكَذَا بَاشر فِي البيبرسية وَغَيرهَا، وَكَانَ ذكيا شهما حسن الْعشْرَة مَعَ من يلائمه. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل جدا ثمَّ دفن بتربتهم تجاه الاشرفية برسباي عَفا الله عَنهُ. 714 - عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَارِث بن مُحَمَّد بن عبد الْوَارِث بن عبد الْمُنعم بن يحيى المحيوي أَبُو البركات بن النَّجْم الْبكْرِيّ الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي / قاضيها الْمَالِكِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد والماضي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن عبد الْوَارِث، ولد فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشري شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ومختصر ابْن بشير فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَابْن الْحَاجِب الفرعي أَيْضا والمنهاج الْأَصْلِيّ والملحة وَغَيرهَا، وَعرض فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا على الْبِسَاطِيّ وَابْن عمار وَأبي الْفَتْح بن وَفَاء وَغَيرهم من أَئِمَّة مذْهبه وَشَيخنَا والشرف السُّبْكِيّ والونائي والسفطي وناصر الدّين الفاقوسي من الشَّافِعِيَّة، والعيني وَابْن الديري وَابْن الْهمام وَابْني الاقصرائي من الْحَنَفِيَّة فِي آخَرين وأجازوا لَهُ، وَأخذ الْفِقْه عَن الزينين عبَادَة وطاهر وَأبي الْجُود وَعنهُ أَخذ الْفَرَائِض والعربية وَكَذَا أَخذ الْعَرَبيَّة مَعَ الْأُصُول عَن الشمني وَالْأُصُول أَيْضا وَغَيره من الْفُنُون عَن ابْن الْهمام ولازم شَيخنَا حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ والموطأ وبلوغ المرام من تأليفه وَالْكثير من شرح الالفية وَغَيرهَا وَكتب عني فِي الأمالي وَكَذَا لَازم ابْن الديري فِي التَّفْسِير وَغَيره وبرع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا، وَأذن لَهُ غير وَاحِد مِنْهُم الولوي السنباطي فِي الافتاء والتدريس واقراء الطّلبَة وَقصد بالفتاوي وَكَانَ فخم الْعبارَة قوي الحافظة زَائِد الشهامة، نَاب فِي الحكم عَن الْبَدْر بن التنسي فَمن بعده وَجلسَ بِجَامِع الصَّالح وقتا وتزايدت وجاهته، وَولي مشيخة الصُّوفِيَّة بالجامع الْجَدِيد

الناصري بِمصْر ثمَّ قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق وحمدت سيرته، وَاسْتمرّ هُنَاكَ على ولَايَته مُدَّة حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَسبعين بقاعة الْمدرسَة الصمصامية مَحل سكنه وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير جوَار ضريح السَّيِّد بِلَال رَحمَه الله وإيانا. 715 - عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان شَقِيق محيي الدّين السخاوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الغزولي الْمقري وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بمنزلنا بِالْقربِ من المنكوتمرية وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب بن أَسد ووالده والشاطبية وَبَعض التَّنْبِيه وَغير ذَلِك وجود على أبي الْقُرْآن بِتَمَامِهِ غير) مرّة ثمَّ على النُّور الديروطي بِمَكَّة بعضه بل تلاه بالسبع افرادا وجمعا على الزين جَعْفَر السنهوري وَبَعضه على الْجمال حُسَيْن الفتحي، وَكَذَا على الْجلَال القمصي فِي آخَرين، وَحضر فِي الْفِقْه والعربية دروس غير وَاحِد ومواعيده كَالْعلمِ البُلْقِينِيّ، وَأكْثر من المطالعة لتفسير ابْن كثير وَغَيره بِحَيْثُ صَار يستحضر جملَة ولازمني بِمَكَّة وَغَيرهَا حَتَّى حمل عني من تصانيفي وَغَيرهَا جملَة بل أسمعته الْكثير على شَيخنَا وَغَيره من المسندين، وَأَجَازَ لَهُ خلق باستدعاآتي وَحج غير مرّة وجاور وتكسب على طَريقَة جميلَة من صدق اللهجة واللطف والمسامحة بِحَيْثُ راج وَأَقْبل عَلَيْهِ من يعرفهُ بالمحبة والتبجيل، كل ذَلِك مَعَ مزِيد الْعقل وجودة الْفَهم والمداومة على التِّلَاوَة وطراوة قِرَاءَته وَالْقِيَام بِالْمَدْرَسَةِ المنكوتمرية فِي رَمَضَان كل سنة وتوالى عَلَيْهِ بِأخرَة أكدار لطمع غير وَاحِد من الْحُكَّام فِي أَرْبَاب حرفته بِحَيْثُ زهد فِيهَا سِيمَا مَعَ خسة كثير من أَرْبَابهَا مَعَ انتفاعهم بوجاهته ومراعاة الْحُكَّام لَهُ حَتَّى مل بل وَمَات بعض من كَانَ يعامله مِمَّن جلّ مَا كَانَ بِيَدِهِ لَهُ بِالْيمن فَضَاعَ أَكثر ذَلِك وَآل أمره إِلَى أَن أعرض بكليته عَنْهَا وَلم أَطْرَافه ثمَّ سَافر معي هُوَ وَولده وعيالهما فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين لمَكَّة فحججنا ثمَّ جاورنا فَلم يلبث أَن مَاتَت زَوجته أم وَلَده ثمَّ عدَّة من عِيَاله وَلزِمَ هُوَ فِيمَا بَين ذَلِك الْفراش وتوالت عله آلام وَهُوَ صابر محتسب مديم للتلاوة وَرُبمَا نزل الْمَسْجِد وَفِي غُضُون هَذَا سَافر لجدة فدام بهَا متعللا ثمَّ عَاد فاستمر حَتَّى حج ثمَّ سَافر رَاجعا لبلده صُحْبَة ركب سنة ثَلَاث وَتِسْعين فتجدد لَهُ اسهال بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَاسْتمرّ بِهِ إِلَى الْعقبَة فَسمع بوفاة أخينا الثَّالِث فتزايد انحطاطه وَدخل الْقَاهِرَة فدام بهَا بَقِيَّة الْمحرم وصفر وَهُوَ لذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي مستهل ربيع الأول سنة أَربع وَتِسْعين شَهِيدا مغفورا

لَهُ بل وَلمن اسْتغْفر لَهُ إِن شَاءَ الله بعد أَن أوصى بِقرب وَنَحْوهَا، وَدفن من يَوْمه. بمشهد حافل بِالْقربِ من قبر الْوَالِد وَغَيره من أهلنا بتربة البيبرسية وَصلى عَلَيْهِ بِمَكَّة صَلَاة الْغَائِب وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ بالبلدين رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. 716 - عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أسعد اليافعي الْهِنْدِيّ المولد الْمَكِّيّ /. مَاتَ بهَا فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد. 717 - عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل الشَّيْبَانِيّ الْمَكِّيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده وَيعرف بِابْن زبرق. ولد فِيمَا قَالَ بعيد الثَّلَاثِينَ بِمَكَّة وَنَشَأ فقر الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا وَلم ينجب وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة ورسم عَلَيْهِ فِي آخرهَا بِسَبَب وقف قليشان الَّذِي حَبسه) السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب على القَاضِي الْعِزّ أبي الْمَعَالِي يحيى أحد أجداده لما وَفد عَلَيْهِ وعَلى ذُريَّته وَلَوْلَا الأميني الاقصرائي لَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ وَتزَوج فِيهَا بأخت ابْن البحلاق وقاسى من مُطلقهَا ذلا وَهُوَ وَالِد زَوْجَة الغياثي أبي اللَّيْث بن الضياء أم وَلَده عَليّ واخوته، وَلم يكن بالمرضى وقاحة وجرأة مَعَ جهل وشكل. مَاتَ فَجْأَة فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين بعد أَن أوصى بِمَا لم يحمد فِيهِ عَفا الله عَنهُ. 718 - عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن الناصري مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الزين بن النجمي بن الْبَارِزِيّ / أَخُو مُحَمَّد ويوسف وشقيق فَاطِمَة أمهما تركية لِأَبِيهِ. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة واشتغل قَلِيلا وَحضر عِنْد التقي بن قَاضِي عجلون التَّقْسِيم وَلم يتصون. 719 - عبد الْقَادِر بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر بن عبد الْحَلِيم بن عبد الرَّزَّاق الشّرف الْأنْصَارِيّ السكندري الْمَالِكِي / قاضيها وَشَيخ الشُّيُوخ بهَا. ولد بهَا فِي شَوَّال سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة وَأخذ عَنهُ البقاعي. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشري رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين. 720 - عبد الْقَادِر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد محيي الدّين بن الشَّيْخ عز الشَّيْخ بن الْبَدْر الْحَرَّانِي الأَصْل القاهري القباني أَخُو الْجلَال مُحَمَّد / الْآتِي والماضي أَبوهُمَا ولد سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَعرض على الشَّمْس بن الديري والتفهني وقارىء الْهِدَايَة والبساطي والمحب بن نصر الله وَشَيخنَا وَسمع عَلَيْهِ بل وعَلى الولوي الْعِرَاقِيّ وَأقَام عِنْده حِين غيبَة وَالِده فِي بعض حجاته والزين الزَّرْكَشِيّ وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وتولع بالقبان فَكَانَ يزن بدار الضَّرْب وبالمخبز فِي سعيد السُّعَدَاء ثمَّ اقْتصر عَلَيْهِ، وَحج غير مرّة وجاور وزار بَيت الْمُقَدّس.

721 - عبد الْقَادِر بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الرَّزَّاق بن أبي الْفرج الارمني الأَصْل الملكي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أبي الْفرج. ولد فِي أَوَائِل الْقرن تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فتدرب بِأَبِيهِ وَغَيره وباشر بعد أَبِيه عدَّة جِهَات حَتَّى ولي شدَّة الْخَاص واستادارية الْمقَام الناصري مُحَمَّد بن الْأَشْرَف برسباي فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين ثمَّ الاستادارية الْكُبْرَى عوضا عَن الْبَدْر حسن بن نصر الله فِي شعْبَان مِنْهَا فباشرها سِنِين وقاسى من الذل والهوان وَالْعجز مَا لَا يُوصف وتكرر استعفاؤه مِنْهَا وَهُوَ لَا يُجَاب إِلَى أَن افْتقر وتكامل عَجزه فصرف حِينَئِذٍ وَذَلِكَ) فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بأقبغا الجمالي الكاشف بعد أَن خرب بلادا كَثِيرَة ورسم عَلَيْهِ وطولب بِالْحِسَابِ فَلم يلبث أَن مَاتَ بالطاعون فِي سَابِع عشري جُمَادَى الْآخِرَة مِنْهَا، وَكَانَ شَابًّا جميلا خَفِيف اللِّحْيَة جسيما متواضعا مضى عمره فِي النكد والقهر وَالْخَوْف وَهُوَ أصلح من أَبِيه وجده بِكَثِير مَعَ مزِيد مَعْرفَته بطرق الظُّلم والعسف غير أَنه لم يسْعد فِي مُبَاشَرَته بل خسر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَلَكِن قَالَ الْعَيْنِيّ أَنه لم يزل يَتْلُو الْقُرْآن وَأَنه لَا بَأْس بِهِ وَكَأَنَّهُ بِالنِّسْبَةِ لِأَبِيهِ سامحه الله وإيانا. 722 - عبد الْقَادِر بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد القليوبي الأَصْل الْمَكِّيّ بن القباني / الْمَاضِي أَبوهُ. شَاب غير متأن سمع عَليّ بِمَكَّة الْكثير وَكَذَا سمع على النَّجْم ابْن فَهد وَغَيره وزوجوه ابْنة لأبي الْقسم الْغلَّة وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَتِسْعين ليثبت رشده وجاءه وَهُوَ بهَا خبر موت زَوجته وَأمه ثمَّ رَجَعَ وَقد ثَبت بشاهده من لم يراقب الله لعدم التَّوَقُّف فِي سفهه، ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَصَارَ إِلَى هَيْئَة مزرية حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين مطعونا وَترك ابْنَتَيْن عَفا الله عَنهُ وعوضهما خيرا. 723 - عبد الْقَادِر بن عبد اللَّطِيف الْأَصْغَر بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن محيي الدّين أَبُو صَالح بن السراج الحسني الفاسي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ / الْآتِي أَبوهُ وَولده وَأمه أم ولد لِأَبِيهِ حبشية قَاضِي الْحَرَمَيْنِ الْحَنْبَلِيّ. ولد فِي مغرب لَيْلَة الثُّلَاثَاء سادس عشر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن إِحْدَى عشرَة سنة وَلم يخلف لَهُ شَيْئا بِحَيْثُ لم يَجدوا شَيْئا لِلْحَجِّ بِهِ فِي تِلْكَ السّنة، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح وجانبا من الْمُحَرر لِابْنِ عبد الْهَادِي بل ذكر أَنه حفظ الشاطبية والكافية لِابْنِ الْحَاجِب ومختصره الْأَصْلِيّ وَالتَّلْخِيص وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي صَحِيح البُخَارِيّ وَغَيره وعَلى الشهَاب الزفتاوي المسلسل وجزء أبي الجهم بفوت فِي آخِره وجزء أَيُّوب

وَغَيرهَا وعَلى التقي بن فَهد ختم مُسْند عبد وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا خلق مِنْهُم أَبوهُ وَزَيْنَب ابْنة اليافعي وَشَيخنَا ومستمليه الزين رضوَان والزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة والمحب مُحَمَّد بن يحيى الْحَنْبَلِيّ والْعَلَاء بن بردس والشهاب بن نَاظر الصاحبة وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي والمحب المطري والبدر بن العليف والعيني وَابْن الديري وَالسَّيِّد صفي الدّين وَأَخُوهُ عفيف الدّين وَأَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّد بن عَليّ) الصَّالِحِي وَابْن أبي التائب، واشتغل بالقراءات وَالْفِقْه والاصلين والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا فَتلا لأبي عَمْرو وَنَافِع وَابْن كثير على الشَّمْس مُحَمَّد بن شرف الدّين الششتري الْمدنِي وجمعا للسبعة على المقرىء عمر الْحَمَوِيّ النجار نزيل مَكَّة وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْعِزّ الْكِنَانِي بِالْقَاهِرَةِ والْعَلَاء المرداوي واشتدت ملازمته لَهُ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ غير تصنيف والتقي الجراعي فِي مجاورتهما بِمَكَّة سنة خمس وَسبعين والعربية عَن الشمني وَجَمَاعَة والاصول عَن الْأمين الاقصرائي والتقي الحصني وَغَيرهمَا وأصول الدّين عَن الْعَلَاء الحصني قَرَأَ عَلَيْهِ فِي شرح العقائد للتفتازاني وَغَيره ولازم مظفرا الشِّيرَازِيّ فِي فنون من العقليات وَأذن لَهُ الاقصرائي والتقي الحصني وَغَيرهمَا وَأول مَا دخل الْقَاهِرَة صُحْبَة الْحَاج فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَخمسين فولي بهَا إِمَامَة مقَام الْحَنْبَلِيّ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام عوضا عَن وَالِده وباشرها فِي يَوْم السبت خَامِس جُمَادَى الأولى مِنْهَا ثمَّ دَخلهَا أَيْضا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأقَام بهَا إِلَى أَن ولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بِمَكَّة فِي منتصف شَوَّال من الَّتِي تَلِيهَا بعناية الْأمين الاقصرائي وَدخل مَكَّة صُحْبَة أَمِير الْحَج الْمصْرِيّ وَهُوَ لابس الخلعة فِي صَبِيحَة يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشري ذِي الْقعدَة مِنْهَا وقرىء توقيعه ثمَّ أضيف إِلَيْهِ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ قَضَاء الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَمَشى حَاله بعد مصاهرة البرهاني بن ظهيرة وتزوجه بأخته بِحَيْثُ قيل من أَبْيَات: (وَلَا تخش القلى مِنْهُم بِوَجْه ... فقد وافتك سيدة الْجَمِيع) ودرس بالبنجالية وَغَيرهَا كتدريس خيربك، وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء فِي الْفِقْه والعربية والمعاني وَالْبَيَان لمزيد ذكائه وتودده وَحسن عشرته وفتوته وتواضعه وجودة خطه وتوسط نظمه ونثره الَّذِي مِنْهُ فِي إجَازَة: راش الله جنَاحه وأطاش بالمحو حباحه وَمن نظمه مَا سَيَأْتِي فِي الجمالي أبي السُّعُود، وَكثر استرواحه فِي الاقراء والتواضع بِحَيْثُ لم يحمده كَثِيرُونَ فِيهِ وَرُبمَا استشعر ذَلِك فَبَالغ عَنهُ الغرباء فِي الِاعْتِذَار وَامْتنع من عمل الْخلْع متمسكا بِأَنَّهُ غَالِبا حِيلَة وَهِي لَا تجوز وَلم يحمد فضلاء مذْهبه مِنْهُ ذَلِك، وَأَقْبل بِأخرَة على الِاشْتِغَال بِالذكر والاوراد والتلاوة الجيدة

بِصَوْتِهِ الشجي المنعش حَتَّى ارْتقى إِلَى غَايَة شريفة فِي الْخَيْر سِيمَا وَهُوَ يتَوَجَّه فِي كل سنة إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَيُقِيم غَالِبا بهَا نصف سنة وَرُبمَا أَقَامَ بهَا سنة كَامِلَة بل جمع بَين الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة فِي عَام وَاحِد فَإِنَّهُ توجه فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ إِلَى الينبع ثمَّ فِي الْبر إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة مختفيا ثمَّ توجه إِلَى بَيت الْمُقَدّس فزار ثمَّ رَجَعَ) إِلَى بَلَده، وَكثر اخْتِصَاص أولى الْأَصْوَات اللينة وَنَحْوهم وَهُوَ يزِيد فِي الاحسان إِلَيْهِم مَعَ حسن توجه فِي التِّلَاوَة والانشاد وَجلد على السهر فِي الاذكار والاوراد وخشوع عِنْد الزِّيَارَة وخضوع فِي الْعبارَة وميل إِلَى الوفائية وَنَحْوهم وَإِلَى التنزة والبروز إِلَى الفضاء والحدائق بالحرمين سِيمَا مَسْجِد قبَاء ومشهد حَمْزَة وَإِذا خرج يذهب مَعَه بِمَا يُنَاسب الْوَقْت من المآكل والطرف وَنَحْوهَا وَلذَا غَيره كثرت دُيُونه بِحَيْثُ أَخْبرنِي انها تقَارب ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَأَنْشَأَ بِكُل من الْحَرَمَيْنِ بَيْتا وَأسْندَ الخواجا حُسَيْن بن قاوان إِلَيْهِ وَصيته فِي آخَرين وَلم يسلم فِي كل من منتقد خُصُوصا وَهُوَ يتعالى غَالِبا عَن الِاجْتِمَاع مَعَ جلّ رفاقه الْقُضَاة حَتَّى لَا يجلس فِي مَحل لَا يرضاه وَقد رافقته فِي التَّوَجُّه من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ فحمدت مرافقته وافضاله وَكثر اجتماعنا فِي الْمَوْضِعَيْنِ وزرنا جَمِيعًا كثيرا من مشَاهد الْمَدِينَة كقبا وَالسَّيِّد حَمْزَة والعوالي وَسمع مني بل كتبت عَنهُ من نظمه وَعِنْده من تصانيفي عدَّة وَكتبه ترد عَليّ بالثناء الْبَالِغ وَالْوَصْف بشيخ الاسلام بل قَالَ بحضرتي فِي مجاورتي الرَّابِعَة للْقَاضِي الشَّافِعِي لم يخلف شَيخنَا الْأمين الاقصرائي فِي طَرِيقَته مَعَ أهل الْحَرَمَيْنِ وَكَذَا وَكَذَا إِلَّا فلَان وَمرَّة هُوَ غيث بِكُل زمَان حل بِهِ نفع أَهله إِلَى غَيرهَا ثمَّ تزايد من الافضال وَالثنَاء حَتَّى بأمير الْحَرَمَيْنِ فِي التمَاس اقتفائي فِي الزِّيَارَة حِين تَوَجُّهِي فِي قافلته سنة وَفَاته إِلَى أَن مَاتَ وَذَلِكَ فِي ضحى يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَتِسْعين بعد تعلل نَحْو نصف شهر شَهِيدا بالاسهال وَصلى عَلَيْهِ بعد عصره بالروضة، وَدفن بِالبَقِيعِ بعد الْعَصْر من لَيْلَة الْجُمُعَة الْمُوَافقَة لَيْلَة نصف شعْبَان عِنْد قبر أمه وأخيه وتأسفنا على فَقده عوضه الله الْجنَّة ورحمه. وَمِمَّا كتبه إِلَى: (سَلام عَلَيْكُم من مشوق متيم ... يود لقاكم كل حِين بِمَكَّة) (وَيسْأل رب الْعَرْش فِي كل لَحْظَة ... قريب اجْتِمَاع عِنْد بَيت وكعبة) (ولطفا بِنَا فِيمَا قَضَاهُ الهنا ... ويكشف عَنَّا كل سوء وكربة) (ويجعلنا من أهل صدق وداده ... ويحجبنا عَن كل ضيق وفتنة)

(وَبعد فشوقي زَائِد وتعطشي ... إِلَى خير أَصْحَاب وَأكْرم جيرة) وَمِنْهَا: (فحياهم الْمولى وَقرب وصلهم ... وأتحفهم بِالروحِ فِي كل لَحْظَة) ) (وَأما دعائي فَهُوَ وَالله وافر ... مزِيد باخلاص وَصدق وهمة) (وَلم أنسكم بِالذكر فِي كل موقف ... وقفت بِهِ بل فِي ركوعي وسجدتي) (وَعند وُقُوفِي بالصخار مُعَرفا ... وَبَين يَدي قبر الرَّسُول بحجرة) (فيا رَبنَا فاقبل دَعَانَا وَعَافنَا ... وَخذ بنواصينا وَأصْلح وَثَبت) وَمِنْهَا: (وَلما أَتَتْنِي من لديكم رِسَالَة ... فهاج بهَا شوقي وحرك لوعتي) (وذكرني عهدا وَمَا كنت نَاسِيا ... وَمن ذَا الَّذِي يسلي فِرَاق الْأَحِبَّة) (وَعند مروري للسطور تناثرت ... على صحن خدي من دموعي عبرتي) (وأثبتها عِنْدِي وصرت مشاهدا ... لذاتكم حَتَّى كَأَنِّي بخلوتي) (وَقلت الهي بِالنَّبِيِّ وَآله ... أنلنا منانا يَا إِلَه الْبَريَّة) (فيا سادتي بِاللَّه لَا تهملونني ... وَلَا تتركوني غارقا فِي بليتي) وَمِنْهَا: (وأسألكم أَن تذكروني بدعوة ... لَعَلَّ بهَا أَن يقْضِي الله حَاجَتي) (خُذُوا بيَدي يَا إخْوَة الصدْق واسعفوا ... فكم من هموم قد علتني بقتلتي) (وهموا بعزم فِي التَّوَجُّه لي عَسى ... يُخَفف مَا بِي أَو تفرج كربتي) (فَلَا أوحش الرَّحْمَن مِنْكُم وخصكم ... بعافية يَا سادتي وبصحة) وَمِنْهَا: (وَصلى اله الْعَرْش ربى دَائِما ... على الْمُصْطَفى الْمُخْتَار خير الخليقة) (وَأَصْحَابه وَالتَّابِعِينَ وحزبهم ... وأشياعه مَعَ آله ثمَّ عترة) 724 - عبد الْقَادِر بن عبد الله بن عمر العرابي الْمَكِّيّ / أحد الْخِيَار. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة سبعين. أرخه ابْن فَهد. 725 - عبد الْقَادِر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله محيي الدّين أَبُو مُحَمَّد النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ القَاضِي /. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة وتفقه بجده أبي عبد الله وَابْن عَمه الطّيب وروى عَن الْمجد اللّغَوِيّ وَابْن الْجَزرِي، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وَكَانَ عَارِفًا بالفقه والفرائض والحساب والنحو وَغَيرهَا آيَة فِي الْفَهم والذكاء رَأْسا فِي الفصاحة والبلاغة وَحسن الْخط مِمَّن قَرَأَ على الْبَدْر بن الدماميني وَقَامَ بِالْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّة فِي قَرْيَة الحديدة سَاحل سِهَام قَرْيَة كَبِيرَة من سواحل الْيمن ينزلها المسافرون مُدَّة طَوِيلَة وَكَذَا وَليهَا بالمهجم عوضا عَن ابْن عَمه الرضى أبي بكر بن عُثْمَان النَّاشِرِيّ بِدُونِ سعي ثمَّ أُعِيد الرضى وَولي الْأَعْمَال السرددية، وَلم يؤرخ الْعَفِيف وَفَاته،

وَقَالَ غَيره أَنه كَانَ ذَا نهمة فِي تَحْصِيل الْكتب وَجَمعهَا ولديه أدب وفضائل. مَاتَ فِي سنة خمس وَخمسين. أَفَادَ لي بعض أَصْحَابنَا اليمانيين. 726 - عبد الْقَادِر بن عبد الْهَادِي بن مُحَمَّد المحيوي الْأَزْهَرِي الْمدنِي ثمَّ الْمَكِّيّ / أحد الْفُضَلَاء والآتي أَبوهُ: قَرَأَ بِمَكَّة فِي سنة خمس وَسِتِّينَ على المحيوي عبد الْقَادِر قاضيها الْمَالِكِي البُخَارِيّ ولازمه فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وبرع وبالمدينة النَّبَوِيَّة على أبي الْفرج المراغي. وَمَات بِمَكَّة فِي رَجَب سنة ثَمَان وَسبعين. 727 - عبد الْقَادِر بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْمُؤمن بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم المحيوي الْقرشِي المارداني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بالقرشي. ولد فِي لَيْلَة حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقربِ من جَامع المارداني، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك، وَعرض على شَيخنَا والقاياتي والمحلي والعيني وَغَيرهم وَأخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن الشهَاب الْخَواص والسراج الوروري وَسمع على غير وَاحِد من الشُّيُوخ، وَأَجَازَ لَهُ جُمُعَة وَطلب بِنَفسِهِ يَسِيرا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وتولع بالأدب واختص بالشهاب الْحِجَازِي بِحَيْثُ عرف بِهِ، وَجمع من نظمه ونثره مَا فَاتَهُ تدوينه وَكَذَا لازمني زَمنا وَكتب من تصانيفي جملَة وَقَرَأَ على أَشْيَاء مِنْهَا دراية وَرِوَايَة واغتبط بهَا بل كتب بِخَطِّهِ الْكثير من غَيرهَا وَحج وَأقَام بِمَكَّة خمس سِنِين وَقَرَأَ فِيهَا على الْكَمَال الْمرْجَانِي الصَّحِيح وَكَذَا قَرَأَ على النَّجْم بن فَهد، وَسمع من لَفظه جُزْءا من رِوَايَة ابْن حبيب دَاخل الْبَيْت الْعَظِيم، وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَقَرَأَ على الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي ابْن مَاجَه، وَدخل اسكندرية غير مرّة رَفِيقًا لشيخه الْحِجَازِي وتطارح مَعَه وَمَعَ الشهَاب المنصوري والزين الْأَسدي وَغَيرهم وَاسْتقر فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ أحد موقعي الدرج بعد ثُبُوت عَدَالَته فِي أَيَّام العلمي البُلْقِينِيّ وَلكنه لم يتصد لكليهما بل هُوَ منجمع قَانِع شرِيف النَّفس حسن الْعشْرَة مَعَ من يألفه والفضيلة طارح التَّكَلُّف سريع النّظم والخط مَعَ صِحَّته عَارِف بِالنَّاسِ وَمَا علمت لَهُ) سوى نصف تصوف بالاشرفية نعم باسمه رزيقات لَا يصل مِنْهَا إِلَّا الْيَسِير وَقد امتدحني بقصيدة كتبتها فِي مَوضِع آخر وكتبت عَنهُ أَيْضا قَوْله فِي الْعشْرَة فِي بَيت وَاحِد: (بجنة الْخلد خير الْخلق بشر من ... بِذكر أسمائهم نظمي حوى شرفا) (سعد سعيد زبير وَابْن عَوْف أَبُو ... عُبَيْدَة طَلْحَة والأربع الخلفا) وَكَذَا قَالَ: (قد بشر الْمُصْطَفى من صَحبه بِرِضا ... رب الْعباد أُنَاسًا فَضلهمْ غابر)

(عَتيق فاروق عُثْمَان بن عَوْف عَليّ ... سعد سعيد زبير طَلْحَة عَامر) وَقَوله وَقد بلغه أَن الْبَيْت الشريف لم يفتح فِي بعض السنين سوى مرّة: (الهي فِي فناك حططت رحلي ... فهيىء فتح بابك لي ودارك) (وزد رِزْقِي فها أَنا ذَا منيخ ... بِبَاب عطائك النامي وَبَارك) وَقَوله: (إِن المليحة صدت عِنْدَمَا لحظت ... شيبي فَقلت انظري كافورة الْحسن) (فَأَعْرَضت عَن وصالي وَهِي قائلة ... الْمسك للعرس والكافور للكفن) وَقَوله مِمَّا عمله وَهُوَ بَين النَّائِم وَالْيَقظَان: (من مصرنا دست ملك ... حوى أمورا خبيثه) (من عَظمَة وجلود ... وَبعد ذَاك شغيثه) وَقَوله مُخَاطبا لي يطْلب مصنفي التمَاس السعد فِي الْوَفَاء بالوعد: (مولَايَ شمس الدّين يَا حبر الورى ... وبحر جود طَابَ مِنْهُ وردي) (لقد ترددت إِلَى أبوابكم ... أتيت أسعي فِي التمَاس السعد) 728 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن أَحْمد بن أَيُّوب بن كَمَال بن عبد الْوَهَّاب بن الشَّيْخ مُجَاهِد / هَكَذَا أمْلى على نسبه المحيوي النبراوي ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ أحد النواب. ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ ظنا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والتسهيل لِأَبْنِ اسباسلار البعلي وَأَخذه تَصْحِيحا وتفهما عَن الْعِزّ الْكِنَانِي وَكَذَا أَخذ عَن الرزاز وَابْن هِشَام ولازم التقي الحصني فِي الصّرْف والنحو وَأخذ فِي النَّحْو فَقَط عَن الأبدي وَأبي الْقسم النويري، وَحج وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا ثمَّ استنابه شَيْخه الْعِزّ وَاسْتمرّ وتميز.) 729 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن أَحْمد اليمني الصايغ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 730 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن أَحْمد الطَّيِّبِيّ المنصوري. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 731 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن جَار الله بن زايد السنبسي الْمَكِّيّ / ويشهر بعبيد. مِمَّن سَافر لعدن فِي التِّجَارَة. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَسبعين. أرخه ابْن فَهد وَهُوَ وَالِد عبد اللَّطِيف وَأبي سعد الآتيين. 732 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن حسن المهندس وَيعرف بِابْن الصياد /. مِمَّن ضربه الدوادار الْكَبِير فِي وَقت. وَمَات فِي ربيع الثَّانِي سنة احدى وَتِسْعين. 733 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن رَمَضَان بن عَليّ محيي الدّين الطوخي القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أُخْت مهني. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ واشتغل يَسِيرا وَصَحب ابْن قَاضِي عجلون وقتا وتكسب بِالشَّهَادَةِ عِنْد الشهَاب الفليحي. 734 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن شعْبَان الزين القاهري الشَّافِعِي الزيات أَبوهُ

وَيعرف بِابْن شعْبَان. / ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بسوق الْغنم وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن ابْن المجدي وَأحمد الْخَواص، وجاور بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَخمسين فَأخذ عَن أبي الْفَتْح المراغي شَرحه للمنهاج وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه أَيْضا عَن الْجمال الأمشاطي فِي آخَرين مِنْهُم القاياتي فِي الْفِقْه وأصوله يَسِيرا وَأَبُو الْفضل المغربي فِي الْأَصْلَيْنِ والمعاني وَالْبَيَان عَن ابْن حسان وَفِي المطول عَن الشمني وَفِي التَّحْرِير عَن مُؤَلفه ابْن الْهمام وَغير ذَلِك رَفِيقًا فِي أَكْثَره للبرهاني بن ظهيرة وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ واشتهر بِهِ عِنْد الْملك فَمن دونه وانتفع كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ وَأم بِجَامِع أصلم وتكسب بِالشَّهَادَةِ هُنَاكَ وتميز فِي الْفَرَائِض والحساب، وشارك فِي الْفَضَائِل وَكتب عَليّ الْحَاوِي لِأَبْنِ الهائم فِي الْحساب شرحا وَكَذَا على الياسمينية وَهُوَ مُخْتَصر فِي دون كراستين وَاخْتصرَ شرح ابْن المجدي للجعبرية وأقرأ الطّلبَة وَتردد إِلَيّ كثيرا وَأَظنهُ مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا وَعرف بالهمة والمروءة سِيمَا مَعَ صَاحبه وَلم يلبث بعده الا يَسِيرا. وَمَات فِي لَيْلَة الْخَمِيس عَاشر ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا. 735 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن صَدَقَة. / أحد قراء الجوق وامام الأتابك كَانَ، وَيعرف بِابْن الحيلوك. 736 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن المنوفي / معلم الْأَبْنَاء بهَا والخياط أَبوهُ. لَقِيَنِي بمنوف فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فَقَرَأَ على الْبَاب الأول من عُمْدَة الْأَحْكَام قِرَاءَة حَسَنَة وكتبت لَهُ اجازة، رَأَيْت من يثني على خَيره. 737 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن عمر الدنجيهي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الحريري / على بَاب الْجَامِع. مِمَّن تميز فِي الْمِيقَات والفرائض والحساب، وَأخذ عَن الْبَدْر المارداني وَغَيره وَأفَاد الطّلبَة. 738 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد الأكحل بن شرشيق بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الشَّيْخ عبد الْقَادِر بن أبي صَالح الضياء أَبُو صَالح الجيلي الْبَغْدَادِيّ الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ القادري /. ولد سنة خمسين وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فكفلته أمه وتدرب بالزين قَاسم الْحَنَفِيّ لكَونه كَانَ زَوجهَا ثمَّ لازمني قَلِيلا فِي الِاصْطِلَاح وَسمع مَعَ وَلَدي كثيرا مِمَّا قرأته لَهُ بِأخرَة واشتغل يَسِيرا وَنسخ مُسْند الفردوس للديلمي على تَرْتِيب اختصاره لشَيْخِنَا وتنزل فِي الْجِهَات وزاحم فِي الْوُثُوب على الْوَظَائِف والتحصيل وراج أمره عِنْد كثير من الأتراك والمباشرين وَنَحْوهم سِيمَا تغري بردي القادري وَحصل كتبا

وأعانه الزين الْمَذْكُور حَتَّى عمل كراسة فِيهَا تَخْرِيج فتوح الْغَيْث لجده الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَفِي غير ذَلِك وَلم يكن متأهلا لشَيْء وَحج مرَّتَيْنِ الثَّانِيَة قبيل مَوته وَرجع مَعَ الركب فَلم يلبث أَن تعلل وَاسْتمرّ إِلَى أَن انتحل وَسَقَطت قوته مَعَ الاسهال المفرط، وَمَات فِي حَيَاة أمه وَكَانَ بارا بهَا فِي ضحى يَوْم السبت سادس عشري ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسبعين وَأخر إِلَى الْغَد فصلى عَلَيْهِ بسبيل الْمُؤمنِينَ فِي مشْهد حافل جدا وَدفن بزاوية عدي بن مُسَافر مَحل سكن بني عَمه من القرافة عوضه الله وَأمه الْجنَّة. 739 - عبد الْقَادِر بن الشَّمْس عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْخَولَانِيّ الرضائي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي /. من بَيت صَلَاح. لَقِيَنِي فِي سادس ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة فَقَرَأَ على بعض الصَّحِيحَيْنِ والشفا بعد أَن سمع مني المسلسل وأجزت لَهُ ولأخيه. 740 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد أبي الْيمن بن مُحَمَّد النويري الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / هُوَ وَأَبوهُ وَالشَّافِعِيّ جده سبط السراج عمر الشيبي شيخ الحجبة وشقيق عبد الْحق الْمَاضِي وَهَذَا أكبر وَيعرف كأبيه بِابْن أبي الْيمن. ولد فِي صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَابْن الْحَاجِب الفرعي وَعرضه عَليّ وعَلى البرهاني ابْن ظهيرة وَيحيى العلمي الْمَالِكِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَكَذَا لازمني فِي سَماع لَهُ أَشْيَاء وكتبت لَهُ اجازة حكيت فِي التَّارِيخ الْكَبِير بَعْضهَا وَكَذَا حفظ الْعُمْدَة والرسالة وَعرض أَيْضا على الْمُحب الطَّبَرِيّ والعميري والمحب بن أبي السعادات وَأبي الْعَزْم الْقُدسِي وَعبد الْمُعْطِي وَعبد الْحق السنباطي وسافر فِي موسم سنة ثَلَاث وَتِسْعين للشكوى على خَاله وَدخل الشَّام وَسمع من النَّاجِي وَغَيره، وَاسْتمرّ بِالْقَاهِرَةِ إِلَى موسم سنة خمس فَرجع وَلم يلبث أَن تزوج قريبته ابْنة الْخَطِيب أبي بكر بن أبي الْفضل النويري واستولدها. 741 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْفَقِيه، / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 742 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد السنباطي ثمَّ القاهري الحمامي ثمَّ الجابي وَيعرف بالسنباطي. / كَانَ أَبوهُ فِيمَا بَلغنِي من خِيَار أهل الْقُرْآن فَنَشَأَ ابْنه فحفظ الْقُرْآن وتكسب بِالْخدمَةِ فِي الحمامات وقتا ثمَّ انْتَمَى لعبد الرَّحْمَن بن الكويز فوجهه لجباية شَيْء من جهاته وتدرب فِي ذَلِك بِبَعْض أَتْبَاعه فَرَأى مِنْهُ حذقا ونهضة وقدرت وَفَاة بعض جباة أوقاف الزِّمَام فَتكلم لَهُ مَعَه فِي استقراره عوضه فَأكْرمه بذلك مجَّانا بعد أَن أعْطى من غَيره نَحْو مِائَتي دِينَار فِيمَا قيل وَلَا زَالَ كَذَلِك إِلَى أَن قدمه العلمي بن الجيعان بعد السخط على ابْن جبينة لصرف البيبرسية ثمَّ لم يزل يترقى بخدمته حَتَّى تكلم فِي سَائِر جِهَات الزِّمَام وَفِي الصرغتمشية والشيخونية والمؤيدية وَمَسْجِد

خَان الخليلي والجمالية اليوسفية والفخرية الْقَدِيمَة وَيُقَال لَهَا الْآن الظَّاهِرِيَّة وَمَا لَا يدْخل تَحت الْحصْر مَعَ المداراة والمراعاة وسلوك الْأَدَب وبذل الهمة حَتَّى تمول جدا واتسعت دائرته وَبَلغت السُّلْطَان لخدمته فَلم ير بعد ذَلِك ضعفاء الْمُسْتَحقّين وَنَحْوهم مِمَّن لَا يخَاف غائلتهم مَا كَانَ يعاملهم بِهِ بل رُبمَا أسمعهم الْمَكْرُوه وَيظْهر مزِيد الْحَاجة وَضعف الْجِهَات من كَثْرَة مَا يُؤْخَذ مِنْهُ بالرغبة والرهبة إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس ربيع الأول سنة تسعين بعد تعلله بالفالج أَيَّامًا وَدفن من الْغَد بتربة بِالْقربِ من سوق الدريس وتأسف كَثِيرُونَ على فَقده وَمَا أَظن يسمح الْوَقْت بِمثلِهِ فقد كَانَ عَارِفًا بمراتب النَّاس وينزلهم فِي الْجُمْلَة مَنَازِلهمْ مَعَ تجمل واحتشام وَكَونه من أهل الْقُرْآن والوجاهة وَأَظنهُ جَازَ السِّتين رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ. 743 - عبد الْقَادِر الْمَدْعُو مُحَمَّدًا بن الْعَلَاء عَليّ بن مَحْمُود السَّلمَانِي ثمَّ الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ وَيعرف كأبيه بِابْن المغلي. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه إِنَّه نبغ وَحفظ الْمُحَرر وَغَيره وَنَشَأ على طَريقَة حَسَنَة وَمَات فِي نصف ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين وَقد راهق وأسف عَلَيْهِ أَبوهُ جدا وَلم يكن لَهُ ولد غَيره وَرَأَيْت بعض المخبطين جعل مُحَمَّدًا اسْم أَبِيه فَصَارَ عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود، وَهُوَ غلط مَحْض. 744 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مصلح محيي الدّين القاهري الشَّافِعِي وَيعرف أَولا بِابْن مصلح ثمَّ بِابْن النَّقِيب / لكَون وَالِده كَانَ نَقِيبًا. ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين أَو بعْدهَا تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن ومختصر أبي شُجَاع والمنهاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وَعرض على جمَاعَة كالجلال بن الملقن وامام الكاملية والسعد بن الديري والعز الْحَنْبَلِيّ وَنَشَأ فَقِيرا وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْمَنَاوِيّ والمحلي والعبادي وَقَرَأَ فِي بعض تقاسيمه والبكري والمقسي والزين زَكَرِيَّا وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض بل حضر عِنْد البُلْقِينِيّ وَقَرَأَ فِي ابْتِدَائه على الشَّمْس الشنشي ولازم التقي والْعَلَاء الحصنيين والشمني وزَكَرِيا فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والْحَدِيث وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ قَلِيلا عَن الكافياجي والاقصرائي والشرواني فِي آخَرين كَابْن الْهمام وَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء وَدخل الشَّام وَسمع من الْبُرْهَان الباعوني من نظمه وَأخذ يَسِيرا عَن الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة وَأذن لَهُ وَكَذَا الْبكْرِيّ فِي الافتاء والتدريس وَعرف بالذكاء والسرعة وأهين بالانتقال من حبس إِلَى آخر مَعَ التَّعْزِير وَنَحْوهمَا لكَونه تعرض لبَعض الشرفاء وَلَوْلَا تلطف الْبَدْر بن الْقطَّان بأمورآخور الشهابي ابْن الْعَيْنِيّ حَتَّى أرسل للحسام بن حريز قَاضِي الْمَالِكِيَّة فِي رد أمره إِلَيْهِ لزاد على

مَا أنْفق، وَكَذَا أهانه مَعَ غَيره الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي فِي كائنة الْكَنِيسَة ظلما، وَحج بِأخرَة وَسمع بِالْقَاهِرَةِ يَسِيرا بل حضر عِنْدِي فِي الاملاء وَغَيره وعد فِي الْفُضَلَاء وَورث مَالا جما وَصَارَ يفاتح غَالِبا من باسمه تدريس وَنَحْوه ويرغبه فِي النُّزُول لَهُ نه بِحَيْثُ اسْتَقر تدريس الحَدِيث بالجمالية برغبة ابْن قَاسم لَهُ وبالمنصورية برغبة سبط شَيخنَا وَفِي دَار الحَدِيث الكاملية برغبة ابْن الْكَمَال مَعَ كَونهَا وظيفتي وَفِي الاسماع بالمحمودية برغبة الصّلاح المكيني وَفِي الْفِقْه بالالجيهية مَعَ الشَّهَادَة فِيهَا برغبة ابْن الشَّمْس ابْن المرخم وَفِي جَامع طولون برغبة الْمُحب الأسيوطي الْمُنْتَقل لَهُ عَن أَخِيه الولوي وَفِي الصَّالح برغبة ابْن المكيني وَفِي البرقوقية برغبة ابْن الْعَبَّادِيّ وَفِي مشيخة الرِّبَاط بالبيبرسية برغبة إِبْرَاهِيم التلواني إِلَى غَيرهَا من الْوَظَائِف والاملاك، وَلم يتَحَوَّل عَن طَرِيقَته فِي التهافت والتقتير بِحَيْثُ أَن يَهُودِيّا شكاه إِلَى شاد الشون لكَونه لطمه عِنْد مُطَالبَته لَهُ بِأُجْرَة نَقده وَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ واشتكاه آخر إِلَى حَاجِب الْحجاب تنبك قرا لشَيْء فَأنْكر وَحلف فأقيمت الْبَيِّنَة وألزمه الْحَاجِب بل كَاد أَن يُوقع بِهِ وَلكنه حُلْو اللِّسَان ذَا دهاء حَتَّى أَنه لما مَاتَ ابْن عبد الرَّحْمَن الصَّيْرَفِي رسم عَلَيْهِ عِنْد ابْن الصَّابُونِي بِسَبَب القاعة الْمَعْرُوفَة بِابْن كدون فِي حارة برجوان الَّتِي صَارَت إِلَيْهِ بِالْمِيرَاثِ وَغَيره لتؤخذ مِنْهُ للسُّلْطَان وشافهه بذلك فتخلص مِنْهُ بِمَا حَكَاهُ لي وعد فِي الغرائب، وَقَالَ لي إِنَّه كتب شرحا مُخْتَصرا لقواعد ابْن هِشَام وحاشية على التَّوْضِيح وَشرح العقائد وتصريف الْعُزَّى وَاخْتصرَ سيرة العمرين ابْن الْخطاب وَابْن عبد الْعَزِيز لِابْنِ الْجَوْزِيّ وَمَا رَأَيْت أحدا يَحْكِي عَن دروسه شَيْئا يُؤثر وَالْأَمر فِيهِ أظهر 745 -. عبد الْقَادِر بن عَليّ بن يُوسُف الزفتاوي البوتيجي نزيل عدن وَيعرف فِيهَا بالصعيدي / وَعم إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْمَاضِي. ولد بعيد الثَّلَاثِينَ بزفتا وَقَرَأَ الْقُرْآن وقطن رواق اليمنة من الْأَزْهَر وقتا واشتغل مالكيا ثمَّ تعانى التِّجَارَة وسافر إِلَى عدن فقطنها من نَحْو أَرْبَعِينَ سنة يتَرَدَّد مِنْهَا لِلْحَجِّ وَغَيره كثيرا ورزق الْأَوْلَاد وبورك لَهُ مَعَ خير وتودد وبر للْفُقَرَاء وَحسن معامة وحرص على الدّين سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من غير وَاحِد وَقد اجْتمع بِي فِي سنة سِتّ وَتِسْعين أَو الَّتِي بعْدهَا. 746 - عبد الْقَادِر بن عَليّ الحباك نزيل مَكَّة / وَأحد مؤذني الْمَسْجِد الْحَرَام وقراء الصّفة بِالْمَدْرَسَةِ السُّلْطَانِيَّة بل اسْتَقر فِي مشيخة الْقُرَّاء بالمجامع والمحافل سِيمَا عِنْد الْقُبُور عقب مُحَمَّد بن الْمُحْتَسب وَأول شَيْء بَاشرهُ فِي ذَلِك على قبرزوجة أخي 747 -. عبد الْقَادِر بن الشَّيْخ عمر بن حُسَيْن بن عَليّ بن شرف بن سعيد بن خطاب محيي الدّين الزفتاوي الأَصْل القاهري المقسي الشَّافِعِي الأحدب أَخُو عَليّ

وَأحمد / الْمَذْكُورين وأبوهما وَيعرف بِأَبِيهِ. ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة وعرضها على شَيخنَا وَغَيره واشتغل فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث وَغَيرهَا وبرع فِي الْمِيقَات والحساب والفرائض وألم بفضائل وَرُبمَا نظم حَسْبَمَا كتبته عَنهُ فِي مَوضِع آخر وَطلب الحَدِيث وقتا واجتهد فِي السماع على بقايا الشُّيُوخ بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَة غَيْرِي وَكَذَا سمع بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَبَيت الْمُقَدّس والخليل وَغَيرهَا، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة ولازم حُضُور مجَالِس الاملاء عِنْدِي وَسمع مني وَعلي من تصانيفي وَغَيرهَا أَشْيَاء بل قَرَأَ بِنَفسِهِ رِوَايَة ودراية وَكَذَا قَرَأَ شرح النخبة على الديمي والبقاعي وتنزل فِي صوفية المؤيدية وَغَيرهَا ثمَّ تضعضع حَاله جدا. وَمَات فِي شَوَّال سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانِينَ بعد تعلله مُدَّة وَدفن بالروضة بِالْقربِ من بَاب النَّصْر وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. 748 - عبد الْقَادِر بن عمر بن عِيسَى بن أبي بكر بن عِيسَى المحيوي بن السراج الوروري الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي أَخُو الْبَدْر مُحَمَّد / الْآتِي وأبوهما وَيعرف بِابْن الوروري. ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي الْأَزْهَر وتلاه بروايتين على الشهَاب السكندري وَكَذَا حفظ الْمِنْهَاج وألفيتي الحَدِيث والنحو وَعرض على شَيخنَا والقاياتي وَابْن الْهمام فِي آخَرين بل قَرَأَ الْمِنْهَاج على الثَّانِي بِتَمَامِهِ ولازم وَالِده فِي الْفِقْه والعربية والفرائض والحساب والمناوي فِي الْفِقْه والشرواني فِي الْأَصْلَيْنِ والشمني فِي التَّفْسِير والمعاني وَالْبَيَان وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي ألفية الحَدِيث وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَذَا سمع مَعَ وَالِده على الزين الزَّرْكَشِيّ وَفِي البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَتردد للجلال الْمحلي وتميز وبرع وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي الاقراء، وَحج مَعَ وَالِده ثمَّ بعده وَاسْتقر فِي مشيخة بكتمر بدرب النيدي وَغَيرهَا من جِهَات وَالِده وتصدى للاقراء وانجمع عَن النَّاس سِيمَا بعد استقراره فِي تربة السُّلْطَان، وَكَانَ فَاضلا مفننا عَاقِلا دينا متقللا صَابِرًا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. 749 - عبد الْقَادِر بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن إِبْرَاهِيم الجعبري الخليلي / الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالخليل وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأحضر فِي الأولى مَعَ وَالِده على ابْن الْجَزرِي والتدمري وعظيمات وَكَذَا على الزين البرشكي ختم الشفا ثمَّ سمع على التدمري المنتقي من مشيخة ابْن كُلَيْب ومنية السول لِابْنِ عبد السَّلَام، وَأَجَازَ لَهُ

القبابي وَشَيخنَا، وَحج وَدخل الشَّام والقاهرة وَحدث فِيهَا سنة تسع وَثَمَانِينَ باليسير 750 -. عبد الْقَادِر بن عمر المارديني الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الْجَوْهَرِي نزيل البرقوقية / وَأحد صوفيتها وغريم البقاعي. مَاتَ قريب الثَّمَانِينَ ظنا. عبد الْقَادِر بن أبي الْفَتْح الْحِجَازِي /. فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد. عبد الْقَادِر بن أبي الْفَتْح. / فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن. 751 - عبد الْقَادِر بن أبي الْفضل بن مُوسَى بن أبي الهول محيي الدّين بن الْمجد / الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد اسْتَقر فِي عمالة ديوَان الاشراف كأبيه بل ولي نظر الاسطبل عوض سعد الدّين كَاتب العليق ثمَّ انْفَصل بِيَحْيَى بن البقري وَمَعَهُ اسْتِيفَاء الذَّخِيرَة وَغير ذَلِك. 752 - عبد الْقَادِر بن أبي الْقسم بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي بن مكي بن طراد المحيوي بن الشّرف بن الشهَاب الْأنْصَارِيّ الخزرجي السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي وَالِد أَحْمد / الْمَاضِي وَيعرف باسمه. ولد فِي ثَانِي ربيع الآخر سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه على الْخياط وأربعي النَّوَوِيّ وَابْن الْحَاجِب الفرعي وألفية ابْن مَالك وَالتَّلْخِيص، وَعرض على جمَاعَة وتلا الْقُرْآن لأبي عَمْرو وَنصفه لِابْنِ كثير على مُحَمَّد بن أبي يزِيد الكيلاني تلميذ ابْن الْجَزرِي وَأخذ الْفِقْه عَن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَائِد الوانوعي نزيل مَكَّة وَشَيخ رِبَاط الْمُوفق بهَا وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد اللجائي الفاسي وَإِبْرَاهِيم التركي التّونسِيّ والشهاب أَحْمد المغربي قَاضِي طرابلس وَجَمَاعَة مِنْهُم الْبِسَاطِيّ وانتفع بِهِ وبالأولين وأذنوا لَهُ فِي التدريس فِي الْفِقْه، زَاد الْبِسَاطِيّ والافتاء وَحضر دروس التقي الفاسي الْفِقْهِيَّة وَغَيرهَا وَكَانَ يطالع لَهُ كثيرا وينتخب لَهُ وانتفع بمجالسته وتهذيب بعبارته وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن اللجائي وَالَّذين بعده وأذنوا لَهُ فِيهَا وَعَن أبي البقا وَأبي حَامِد ابْني الضياء والبساطي وَعنهُ وَعَن التريكي أَخذ أصُول الْفِقْه وأذنا لَهُ وَكَذَا أَخذه عَن الْأمين الاقصرائي وَغَيره وَأخذ قِطْعَة من التَّلْخِيص عَن الْبِسَاطِيّ وَمن تَلْخِيص ابْن الْبناء فِي الْحساب عَن اللجائي وَمن القصيد الْمُسَمّى بذخيرة الرائض فِي الْعلم وَالْعَمَل بالفرائض عَن ناظمها عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود الْمصْرِيّ مَعَ قِطْعَة من ألفية النَّحْو والمنطق عَن السَّيِّد الْعَلَاء شيخ الباسطية المدنية وَغَيره وَعلم الحَدِيث عَن أبي شعر الْحَنْبَلِيّ حِين جاور بِمَكَّة بحث عَلَيْهِ ألفية الْعِرَاقِيّ وَشَرحهَا وعادت بركته عَلَيْهِ وانتفع بخصائله وشمائله وأفرد بارشاده زَوَائِد تَهْذِيب التَّهْذِيب عَن أَصله لشَيْخِنَا وحضه على التَّوَجُّه إِلَيْهِ وَالْأَخْذ عَنهُ والاقبال على فن الحَدِيث الَّذِي قل أَهله فارتحل قصدا لذَلِك لمصر فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين

فَاجْتمع بِهِ وَأخذ عَنهُ المسلسل وَغَيره وَلم يفهم شَيخنَا مقْصده فَمَا ظفر مِنْهُ بمراده فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ بعض سنة وَرجع إِلَى بَلَده وزار الْمَدِينَة غير مرّة جاور فِي بَعْضهَا وَكَانَ قد سمع على ابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة والفاسي وَمُحَمّد بن عَليّ النويري وَالِد أبي الْيمن وَقَرَأَ على التقي المقريزي بِمَكَّة الأول من الامتاع لَهُ وعَلى أبي الْفَتْح المراغي الْكتب السِّتَّة والموطأ والشفا وألفية الحَدِيث والسيرة كِلَاهُمَا للعراقي وَجُمْلَة وَأَجَازَ لَهُ خلق مِنْهُم عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الرَّحْمَن بن) طولوبغا وَعبد الْقَادِر الأرموي والشهاب بن حجي والحسباني وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشرف ابْن الكويك وَأَبُو هُرَيْرَة بن النقاش والكمال بن خير والبدر بن الدماميني والتاج بن التنسي ورقية ابْنة ابْن مزروع، خرج لَهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد مشيخة وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وعانى الوثائق فِي أول أمره وَوَقع قَلِيلا على قُضَاة مَكَّة ثمَّ أعرض عَن ذَلِك، ودرس بالبنجالية نِيَابَة عَن أَبِيه فِي حَيَاة شَيْخه الفاسي وَكَذَا درس بدرس ابْن سَلام وَولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة عقب موت أبي عبد الله النويري بعناية سودون المحمدي نَاظر الْحرم لاختصاصه بِهِ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فباشره بعفة ونزاهة وَصرف عَنهُ غير مرّة بِغَيْر وَاحِد ولشدة اخْتِصَاصه بناظر الْحرم الْمشَار إِلَيْهِ ابتنى دَارا عَظِيمَة بِمَكَّة فَكَانَ بَعضهم يَقُول أَنه يَصح الِاعْتِكَاف فِيهَا لكَونهَا فِيمَا زعم بآلات الْمَسْجِد وَهُوَ كَلَام سَاقِط وَأُصِيب فِي عَيْنَيْهِ ثمَّ قدح لَهُ فأبصر وَكَذَا أثكل وَلَده الْمَاضِي فَصَبر، كل ذَلِك وَهُوَ منتصب للافادة والتدريس حَتَّى انْتفع بِهِ الْفُضَلَاء من أهل بَلَده والقادمين إِلَيْهَا لحسن إرشاده وتعليمه وَتَقْرِيره وتفهيمه وَصَارَ شيخ بَلَده فِي مذْهبه والعربية غير مَدْفُوع فيهمَا وَكتب حَاشِيَة على كل من التَّوْضِيح وَابْن المُصَنّف وشرحا على التسهيل لم يكمل واشتهر بِهَذَا الْفَنّ اشتهارا كليا وَكَذَا كَانَ جده أَبُو الْعَبَّاس أستاذ أهل بَلَده فِيهِ، إِلَى غير ذَلِك من نظم ونثر أوردت شَيْئا مِنْهُ فِي معجمي وَقد لَقيته بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الأولى ثمَّ الثَّانِيَة وَأخذت عَنهُ وَأَكْثَرت من الِاجْتِمَاع بِهِ فِي الثَّانِيَة وَبَالغ فِي تعظيمي بِمَا أثْبته فِي مَحل آخر وَهُوَ من نَوَادِر الْوَقْت علما وفصاحة ووقارا وبهاء وتواضعا وحشمة وأدبا وديانة وتعبدا وصياما وقياما وتلاوة ممتع المجالسة متين الْفَوَائِد حَافظ لجملة من الْمُتُون والتاريخ والفضائل ضَابِط لكثير من النَّوَادِر والوقائع مَعَ الْمحبَّة فِي الْفُضَلَاء وَأهل الْعلم وَالرَّغْبَة فِي مجالستهم والانجماع عَن بني الدُّنْيَا والمروءة الغزيرة والافضال لأَصْحَابه والدراية بأحوال الْقَضَاء وَتَمام الْخِبْرَة بِالْأَحْكَامِ، قَالَ البقاغي وَلم يزل يرْكض خيل الشَّبَاب وَيفتح

إِلَى طَرِيق كل فن بِحَسب الطَّاقَة أجل بَاب إِلَى أَن ظفر باللباب وأتى من القَوْل الصَّوَاب بالعجب العجاب وَكتب الْخط الْجيد الْفَائِق فِي الرشاقة الباهر فِي ملاحة الْوَصْف والرياقة وَله ذهن رائق وتصور بديع مَعَ السمت الْحسن وَالْعقل الوافر وَحسن المجالسة وكريم المحاضرة، ولي الْقَضَاء ودرس بِالْحرم وَأفْتى وانتفع بِهِ النَّاس وَأهل بَلَده يثنون عَلَيْهِ خيرا، وَقد سَمِعت دروسه وَبحث معي فِي بعض الْمسَائِل وذهنه جيد وقريحته وقادة وَكَلَامه متين إِلَّا أَنه يحْتَاج إِلَى زِيَادَة التحنيك بمجالسة) الْعلمَاء وَشدَّة الْمُزَاحمَة للطلبة فِي الدُّرُوس وَقد أجَاب عَن أسئلتي الجهادية بأجوبة غالبها متوسط الْحَال كَذَا قَالَ لكَونه لم يسلم لَهُ مقاله وَلَا تكلم مَعَه بِمَا اسْتدلَّ بِهِ على أَنه عِنْده من أهل الْأَمَانَة والأصالة والأعمال بِالنِّيَّاتِ. مَاتَ وَهُوَ على الْقَضَاء فِي ظهر يَوْم الْخَمِيس مستهل شعْبَان سنة ثَمَانِينَ بعد تعلله نَحْو عشْرين يَوْمًا وَيُقَال أَنه طلع لَهُ طُلُوع بِالْقربِ من الدَّيْر وَأَنه انفجر قبل مَوته بيومين أَو ثَلَاثَة واعتراه الْعصير حَتَّى مَاتَ وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بِقَبْر والدته بِالْقربِ من قبر الفضيل بن عِيَاض من المعلاة رَحمَه الله وإيانا. عبد الْقَادِر بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ يكنى أَبَا الْخَيْر /. يَأْتِي فِي الكنى. 753 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر بن حسن محيي الدّين ابْن الشَّمْس النحريري الأَصْل ثمَّ القاهري نزيل الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة / والآتي أَبوهُ وَيعرف بِابْن النحريري. قَرَأَ الْقُرْآن وجود الْخط وَنسخ غَالب البُخَارِيّ وتعانى التِّجَارَة فِي الشّرْب وَغَيره وخالق النَّاس بعقل وَسُكُون وَأكْثر من السّفر فِيهَا سِيمَا لمَكَّة وَكَانَ يحمل مَعَه كثيرا من صرر الْحَرَمَيْنِ فيحمدونه. مَاتَ وَقد جَازَ الثَّلَاثِينَ فِي رُجُوعه بالقسطل فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ عوضهم الله الْجنَّة. 754 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مكي المحيوي بن الْبَدْر ابْن الشهَاب الدماصي الأَصْل البولاقي الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي جده وَيعرف كأبيه ابْن قرقماس. مِمَّن لَازم ابْن الديري وَسيف الدّين بن الخوندار وَسمع مَعنا على أمه وَغَيرهَا بل تكَرر عِنْدِي فِي دروس الصرغتمشية وتميز وَعرف بالفضيلة وناب فِي الْقَضَاء كأبيه وجده وَلكنه لم يتصون وعزل غير مرّة وَأُصِيبَتْ عَيناهُ. 755 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ محيي الدّين الْحُسَيْنِي سكنا الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مظفر وَهُوَ لقب عَليّ /. ولد فِي عَاشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالحسينية وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن والعهدة والشاطبية والتبريزي وَغَيرهَا وَصَحب

إِبْرَاهِيم المتبولي وقتا واشتغل فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والْحَدِيث والتصوف وَغَيرهَا عِنْد الشريف النسابة وَالْعلم البُلْقِينِيّ والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي آخَرين وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتدرب فِيهَا بالكمال بن سِيرِين وَكتب جيدا) وبرع وناب عَن العلمي البُلْقِينِيّ فَمن بعد واختص بالاسيوطي وانتفع كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ وتمول جدا وتزايدت براعته فِي الصِّنَاعَة ثمَّ صرفه الزيني زَكَرِيَّا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَبَالغ فِي كَلِمَات غير لائقات، وتولع بالنظم فنظم النخبة ومختصر أبي شُجَاع وَغَيرهمَا وأحضر لي عدَّة من تصانيفه مِنْهَا التَّوْضِيح فِي نظم التَّنْقِيح وَكِلَاهُمَا لَهُ والمنظوم على روى الشاطبية وقرظته لَهُ وَكَذَا كتب عَلَيْهِ الْجَوْجَرِيّ ثَلَاثَة أَبْيَات من نظمه كتبتها مَعَ تقريظي وقرض لَهُ آخَرُونَ ذَلِك وَغَيره وَمِمَّنْ قرض لَهُ تَصْحِيحه للتبريزي الْعلم البُلْقِينِيّ والعبادي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وعظماه وَمِمَّا كتب لَهُ الْعِزّ فِي سنة سبع وَخمسين: (لَك الْحَمد يَا رَبِّي على الْقسم فِي الْأَزَل ... من الْفضل والتوفيق وَالْقَوْل وَالْعَمَل) (وصل على الْمُخْتَار من آل هَاشم ... وَآل وَأَصْحَاب وأتباعهم جمل) (لقد نظرت عَيْنَايَ حِكْمَة آصف ... وَحِكْمَة لُقْمَان بمختصر فضل) (على مثله فِي علم بَحر علومنا ... هُوَ الشَّافِعِي المرتضى يَا أَخا الْعجل) وَمِنْهَا: (تَأمل تدبر وانظرن فِيهِ منصفا ... بِعدْل بِلَا حيف ودع جَانب الكسل) (تصفحته حرفا وَكلما وَجُمْلَة ... فَللَّه در الْجَامِع الْفَاضِل البطل) وَمِنْهَا: (هُوَ الْحبّ محيي الدّين درا أَتَى بِهِ ... سمى لقطب الْوَقْت سل عَنهُ من وصل) (أعَاد علينا الله من بركاتكم ... وجنبنا الْفَحْشَاء والزور والزلل) (وناظمها عبد السَّلَام محبكم ... وداعي لكم فِي كل وَقت بِلَا ملل) (فمولده دَار السَّلَام نشا بهَا ... ومذهبه النُّعْمَان ذُو القَوْل وَالْعَمَل) وَذَلِكَ بعد وَصفه لَهُ بالامام الْفَاضِل الْعَلامَة النحرير الفهامة بل كتب لَهُ أَيْضا فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا بِمَا نَصه: وَلَقَد اسْتحق مصنفها أَن يجاز بتدريس الْكتب الْمَشْهُورَة فِي الْفَنّ من غير توقف وَلَا اشفاق لعمري لقد جاد وأجاد وَأفَاد أَضْعَاف مَا اسْتَفَادَ فَلم يبْق وَرَاءه لحاق، هَذَا مَعَ صفاء ذهنه ورسوخ قريحته فِي فنه إِلَى آخر كَلَامه، وَحج غير مرّة مِنْهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَ قَاضِيا على الْمحمل فِيهَا بل دخل الشَّام سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأخذ عَن ابْن قَاضِي شُهْبَة وسافر لعدة جِهَات.)

(سقط) مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْعَصْر خلف مقَام الْحَنَابِلَة بِوَصِيَّة مِنْهُ وَدفن عِنْد أَهله بالمعلاة سامحه الله. تَرْجمهُ التقي الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة قَالَ وَهُوَ ابْن عَمَّتي وَابْن عَم أبي رَحِمهم الله وَزَاد النَّجْم عمر بن فَهد حِين أوردهُ فِي مُعْجَمه أَنه سمع على ابْن صديق صَحِيح البُخَارِيّ وجزء البانياسي وَغير ذَلِك وَعلي الشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ النشاوري والصردي والمليجي والعاقولي وَابْن عَرَفَة والتنوخي وَمَرْيَم الأذرعية وَغَيرهم. 758 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد النويري الأَصْل الْغَزِّي / حفيد قَاضِي الْمَالِكِيَّة بهَا الْمَاضِي. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ. 759 - عبد الْقَادِر بن الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد الْوراق الْمُؤَذّن /. مِمَّن اشْتغل يَسِيرا وَحضر عِنْدِي. وَله مزِيد ذكاء وَفهم غير أَنه سيء الطَّرِيقَة. 760 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أَحْمد النابتي نزيل جَامع الغمري بِالْقَاهِرَةِ. / مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وأدب بِهِ بعض الْأَبْنَاء وَسمع على أَشْيَاء.) (سقط)

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن تَمِيم المقريزي /. مضى فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن تَمِيم. 762 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن جِبْرِيل المحيوي العجلوني الأَصْل الْغَزِّي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن جِبْرِيل. / حفظ الْحَاوِي وَغَيره ولازم بلديه الشَّمْس بن الْحِمصِي وَهُوَ الَّذِي شفعه بعد أَن كَانَ حنفيا وانتفع بِهِ ثمَّ دخل الشَّام وَأخذ عَن الزين خطاب وَغَيره، وتميز فِي الْفَضِيلَة وناب فِي قَضَاء بَلَده عَن شَيْخه ثمَّ وثب عَلَيْهِ واستقل بِالْقضَاءِ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَتزَوج بِزَوْجَتِهِ وَلم يحمد فِي كليهمَا بل لم يرج لَهُ أَمر، وَلم يلبث أَن امتحن بِبَعْض الْأَسْبَاب وأودع المقشرة مُدَّة ثمَّ خلص وَولي قَضَاء الْقُدس ثمَّ انْفَصل وَقدم الْقَاهِرَة فناب عَن الزين زَكَرِيَّا وَجلسَ فِي حَانُوت الجمالية وَلكنه لم يظفر بطائل فَرجع إِلَى بَلَده بطالا. 763 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ القاهري وَيعرف بِابْن الكماخي. / ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَقِيرا فتردد إِلَيّ فِي بعض الْأَحَادِيث وخطب. 764 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن حسن الزين النَّوَوِيّ الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَيعرف بالنووي /. ولد فِي أول الْقرن تَقْرِيبًا بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد سَالم الحوراني وناصر الدّين مُحَمَّد السخاوي أخي الْغَرْس خَلِيل، وَحفظ الالمام فِي أَحَادِيث الْأَحْكَام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد والشاطبية والمنهاج الفرعي ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَعرض مَا عدا الأول على الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَابْن الزُّهْرِيّ وَابْن حجي والبرهان خطيب عذراء والغزي والبرشكي وَجَمَاعَة وتفقه بالشهاب بن حَامِد وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْعِمَاد بن شرف وَصَحب خَليفَة المغربي وَغَيره وَاجْتمعَ بالشيخ مُحَمَّد القادري وَابْن رسْلَان وابجد أحد المجاذيب وَهُوَ أول من صَحبه فِي آخَرين وَسمع عَليّ القبابي والتدمري وَابْن الْجَزرِي وَكَذَا سمع بعض التِّرْمِذِيّ على مُحَمَّد بن أبي بكر بن كريم الْعَطَّار وتنزل فِي منفقهة للصلاحية وتصدى لاقراء الطّلبَة فانتفعوا بتعليمه وتأدبوا بهديه وتفهيمه وَمَا قَرَأَ عَلَيْهِ أحد إِلَّا وانتفع فَكَانَ ذَلِك من عنوان صَلَاحه، وَقد) لَقيته بِبَيْت الْمُقَدّس وانتفعت بدعواته ومجالسته وأضافني وقرأت عَلَيْهِ شَيْئا من الْحِلْية، وَكَانَ فَاضلا صَالحا متقشفا زاهدا ورعا قانعا كثير المراقبة وَالْخَوْف منجمعا عَن النَّاس مُقبلا على الْعِبَادَة وأفعال الْخَيْر متوددا قَائِما على محفوظاته بِحَيْثُ لَا يشذ عَنهُ مِنْهَا شَيْء وَإِذا اخْتلف أهل بَلَده فِي شَيْء من ألفاظها خُصُوصا الْمِنْهَاج راجعوه ومحاسنه جمة قل أَن ترى الْأَعْين فِي مَعْنَاهُ مثله. مَاتَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين بِبَيْت الْمُقَدّس رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ.

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن رَاشد /. فِيمَن لم يسم جده. 765 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن سعيد محيي الدّين الْحُسَيْنِي سكنا الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الفاخوري / وَهِي حِرْفَة أَبِيه. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالحسينية، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو والْحَدِيث وَالتَّلْخِيص وَعرض على جمَاعَة واشتغل على السَّيِّد النسابة والزين البوتيجي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والتقيين الشمني والحصني وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الْعَضُد وإعراب أبي الْبَقَاء ولازم البُلْقِينِيّ والمناوي وَغَيرهمَا كَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وبرع فِي فنون وأتقن كتبه حفظا وَمعنى وَكتب الْخط الْحسن والشروط وأجاد فِي قِرَاءَة الجوق وتنزل فِي بعض الْجِهَات كالصلاحية والبيبرسية بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن ابْن البُلْقِينِيّ وازدحمت عِنْده الأشغال وتمول وَاشْترى بَيت الْبَدْر حسن الأميوطي، وأقرأ بعض الطّلبَة وَجمع محَاسِن وَلكنه لم يكن متصونا وناكد الْعِزّ بن عبد السَّلَام جَاره وشافهه بالمكروه فَيُقَال أَنه دَعَا عَلَيْهِ فَلم يلبث أَن ابتلى بالجذام وَلَا زَالَ يتزايد إِلَى أَن استحكم مِنْهُ سِيمَا بعد موت الشهَاب بن بطيخ أحد الْأَطِبَّاء مَعَ كَثْرَة مَا كَانَ يلازمه من التهكم والازدراء والتهتك وَبَلغنِي أَنه بَالغ فِي التخضع للعز وَالْتمس مِنْهُ الْعَفو رَجَاء الْعَافِيَة فَمَا قدرت، وَلم يتْرك بعد ابتلائه الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَلَا التَّرَدُّد إِلَى الْمَشَايِخ وَكنت أتألم لَهُ سِيمَا حِين قَالَ لي عِنْد موادعته وَأَنا مُتَوَجّه لمَكَّة تمنيت أَن يذهب مني كل شَيْء وأكون جَالِسا أستعطي تَحت دكان وَيذْهب عني هَذَا الْعَارِض بِحَيْثُ لما وصلت لمَكَّة شربت مَاء زَمْزَم بِقصد شفائه وعافيته فَلم يلبث أَن جَاءَ الْخَبَر بِمَوْتِهِ وَأَنه فِي حادي عشري رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين عَفا الله عَنهُ وعوضه خيرا. 766 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن طريف بِالْمُهْمَلَةِ كرغيف المحيوي بن الشَّمْس الشاوي بِالْمُعْجَمَةِ القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الْوَهَّاب ووالد أَحْمد /. مِمَّن أَخذ الْفَرَائِض والحساب عَن الكلائي وَأذن لَهُ وَقَالَ شَيخنَا فِي المشتبه سمع مَعنا وَكَانَ خيارا وَوَصفه بصاحبنا. مَاتَ قَرِيبا من سنة خمس وَبَلغنِي أَن لطريف ضريح بشاوة لكَونه كَانَ مُعْتَقدًا. 767 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد سمنطح بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم ابْن ظهيرة الْقرشِي الزبيدِيّ / وَأمه من أَهلهَا، أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة. عبد الْقَادِر بن الشَّمْس مُحَمَّد بن الْجمال عبد الله بن الشهَاب أَحْمد الْفِرْيَانِيُّ

الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط ابْن الخص. مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية وَتردد إِلَيّ يَسِيرا وَكَذَا للبقاعي بل نسخ لَهُ، وخطب وَجلسَ بِمَجْلِس التوتة من المقس شَاهدا وتنزل فِي الصُّوفِيَّة. 769 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الله الضميري الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ /. لقِيه الْعِزّ ابْن فَهد فَكتب عَن قصيدة نبوية من نظمه أَولهَا: (يَا سعد لَك السعد ... إِن سعى بك مرقال) وَأَجَازَ وَقَالَ إِنَّه شرح كلا من أربعي النَّوَوِيّ وَسَماهُ الدُّرَر المضية والقرطبية وعارض الْبردَة بقصيدة سَمَّاهَا الزهر فِي الاكام فِي مدح النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام، وَبَانَتْ سعاد وَغير ذَلِك. 770 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الشَّيْخ بدر القويسني الأَصْل المقسي القاهري الشَّافِعِي / أحد قراء الجوق وَيعرف بِابْن سعيدة بِالتَّصْغِيرِ أَو سعدة لكَون جدته كَانَ يُقَال لَهَا سعيدة. ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو على الزين جَعْفَر السنهوري بعد أَن جوده على فقيهه حسن الفيومي امام الزَّاهِد وَكَانَ مِمَّن سمع مني واشتغل يَسِيرا عِنْد الزين الابناسي وَالشَّمْس بن قَاسم وَحج وَقَرَأَ مَعَ الشهَاب بن الزيات وتنزل فِي قراء الْقصر والدهيشة والمولد وتكسب فِي بعض الحوانيت تَاجر آثم شَاهدا وَلم يرج فِي وَاحِد مِنْهُمَا وَلَا بَأْس بِهِ. 771 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْملك محيي الدّين بن الشَّمْس الدَّمِيرِيّ الأَصْل القاهري الْمَالِكِي / الْآتِي أَبوهُ وَولده الْبَدْر مُحَمَّد. مِمَّن حفظ الْمُخْتَصر واشتغل قَلِيلا، وَحج وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَكَانَ سَاكِنا لَا بَأْس بِهِ. مَاتَ فِي لَيْلَة ثامن عشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَقد جَازَ السِّتين. 772 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن الْفَخر عُثْمَان بن عَليّ المحيوي بن الشَّمْس المارديني الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْأَبَّار وَهِي حرفته كأبيه. ولد فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي والكافية والملحة وغالب) الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَالتَّلْخِيص وَأخذ عَن أَبِيه الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهمَا وَعَن يُوسُف الاسعردي الحيسوبي وَأبي اللطف الحصكفي الْفَرَائِض والحساب وَعَن عَليّ قل درويش الْعَرَبيَّة وَعَن الشّرف العجمي فِي الْهَيْئَة وَعَن مُحَمَّد الاردبيلي فِي الْمنطق إِلَى أَن برع فِي الْفِقْه والعربية والفرائض والحساب وشارك فِي الْفَضَائِل وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة وأقرأ الطّلبَة وَأفْتى وتصدر فِي الْجَامِع الْكَبِير لقِرَاءَة الحَدِيث، وَحج فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَدخل الشَّام غير مرّة وَكَذَا قدم الْقَاهِرَة فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ فَأخذ بقرَاءَته عَن الْجَوْجَرِيّ فِي شَرحه للارشاد

وَحضر عِنْده بعض التقاسيم وَلم يُعجبهُ أمره وَلَا حمد عجلته وَكَذَا قَرَأَ على غَالب شرحي لألفية الْعِرَاقِيّ وَحصل بِهِ نُسْخَة وَسمع عَليّ من تصانيفي وَغَيرهَا غير ذَلِك دراية وَرِوَايَة واغتبط بذلك كُله وَسمع على أبي السُّعُود الغراقي فِي الشفا وَغَيره وَدخل بَيت الْمُقَدّس وَقَرَأَ على ابْن أبي شرِيف دروسا من شَرحه للارشاد وَكتب غالبه، وَهُوَ انسان فَقِيه مشارك متواضع لطيف الْعشْرَة متين الدّيانَة زَائِد التَّحَرِّي طارح التَّكَلُّف محب فِي الْفَائِدَة والمذاكرة وافر الذكاء كثير المحاسن، وَقد جاور بِمَكَّة سنة ثَمَان وَتِسْعين وأقرأ بهَا الطّلبَة وَعقد الميعاد وَلم يتَرَدَّد لأحد من أعيانها وَرجع إِلَى بَلَده دَامَ النَّفْع بِهِ. 773 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز محيي الدّين بن الْكَمَال أبي البركات الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَالِد أبي البركات مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي السّنَن الْأَرْبَعَة بأفوات وعَلى التقي بن فَهد أَشْيَاء، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا جمَاعَة وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا ولقيني بهَا وبمكة فَسمع عَليّ وتحرك للسعي فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة عقب ابْن أبي الْيمن مَعَ كَونه فِيمَا أَظن حنفيا وَلم يستنكر ذَلِك فِي جنب خفته مَعَ انه صَار بِهِ ضحكة وَهُوَ مَسْبُوق بِهَذَا جَاءَ رجل يسْعَى فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة ظنا بِبَعْض الْأَمَاكِن فَقَالَ لَهُ الجمالي نَاظر الْخَاص قد كتب بِهِ لفُلَان وَلَكِن قَضَاء الْحَنَفِيَّة شاغر فَإِن اخْتَرْت أَعْطيته فَقَالَ اني فِي تصرفكم لَا أخالفكم فِي كل مَا وجهتموني إِلَيْهِ أَو كَمَا قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ الْآن أسن النويريين وَفِيهِمْ من شَاركهُ فِي الْحمق وَالْجهل وَغَيرهمَا. 774 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن أَحْمد محيي الدّين بن الشَّمْس الشارمساحي الدمياطي الشَّافِعِي العطائي الْآتِي أَبوهُ. شَاب فهم قَرَأَ عَليّ فِي شرح النخبة دراية وَسمع مني أَشْيَاء واشتغل على غير وَاحِد مَعَ خير واستقامة وَقد أجزت لَهُ. 775 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن نصر الله بن عبد الله الدِّمَشْقِي الْفراء سبط الْحَافِظ الذَّهَبِيّ وَيعرف بِابْن الْقَمَر / وَهُوَ لقب جد أَبِيه عمر. ولد فِي رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسمع الْكثير على جده لأمه الْحَافِظ وَابْن أبي التائب وَأبي بكر بن مُحَمَّد بن عنتر وَأحمد بن عَليّ الْجَزرِي وَعبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن كاميار وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهَا مشيخة ابْن شَاذان الصُّغْرَى وعواليها تَخْرِيج الذَّهَبِيّ ولقيه شَيخنَا فَقَرَأَ عَلَيْهِ بحانوته أَشْيَاء وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ الفاسي وَسمع عبد الْكَافِي بن الذَّهَبِيّ والعز عبد السَّلَام الْقُدسِي وَطَائِفَة، قَالَ شَيخنَا

كَانَ خيرا محبا فِي الحَدِيث وَمَا أَشك إِن الحجار أجَاز لَهُ لَكِن لم أَقف على ذَلِك، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. مَاتَ فِي كائنة دمشق فِي رَجَب سنة ثَلَاث رَحمَه الله. عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود بن المغلي /. مضى فِي ابْن عَليّ وَأَن مُحَمَّدًا زِيَادَة. 776 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ الدقدوسي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْمصْرِيّ وبالمنهاجي /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة احدى وَتِسْعين. 777 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عمر بن عُثْمَان الخواجا زين الدّين بن نَاصِر الدّين ابْن الجندي الْمصْرِيّ. / مِمَّن سمع على شَيخنَا فِي الاملاء وَغَيره وَأخذ عَن البوتيجي وَتردد لمَكَّة وَله بجدة دَار وصهريج وقفهما على معتقيه والجبرت. مَاتَ بهَا فِي حَيَاة أَبِيه فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها. أرخه ابْن فَهد. عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن غنيم بن عَليّ النبتيتي / الْآتِي جده. 778 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن عبد الْعَظِيم بن خلد بن نعيم محيي الدّين وزين الدّين أَبُو البركات وَأَبُو صَالح الدِّمَشْقِي الأسعردي الشَّافِعِي النعيمي بِالضَّمِّ / نِسْبَة لجده الْأَعْلَى بل وَله جدة عليا اسْمهَا نعيمة أَيْضا. ولد فِي أَذَان صَلَاة الْجُمُعَة حادي عشر شَوَّال سنة خمس أَو سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بحكر التربة الذهبية قبلي الْجَامِع الْقَدِيم جوَار الزاوية الرفاعية بسويقة ميدان الْحَصَى جوَار الْجَامِع المنجكي خَارج بَاب الْجَابِيَة قرب القبيبات من دمشق وَأمه ربيبة نَاصِر الدّين التنكزي وَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم الشهَاب الْمَقْدِسِي وَابْنه إِبْرَاهِيم اماما الْجَامِع المنجكي والمنهاج وألفية الْبرمَاوِيّ وَغَيرهمَا وَقد أفى الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول عَليّ الزين الشاوي.) 779 - عبد الْقَادِر بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عوض الرهاوي الْمَكِّيّ /. مِمَّن كَانَ يتَرَدَّد فِي التِّجَارَة لبجيلة وَغَيرهَا ويأتمنه النَّاس فِي ذَلِك. مَاتَ فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ بِبِلَاد بجيلة وَدفن بهَا. أرخه ابْن فَهد. 780 - عبد الْقَادِر بن التقي مُحَمَّد بن الشَّمْس مُحَمَّد بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الْحَرَّانِي الأَصْل القاهري / الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف بِابْن المنمنم. مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية. 781 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز أَبُو الْفرج النويري /، وَأمه زَيْنَب ابْنة الخواجا دَاوُد بن عَليّ الكيلاني. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة. بيض لَهُ ابْن فَهد. 782 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شرف بن سَالم المحيوي أَبُو الْبَقَاء الطوخي القاهري الشَّافِعِي وَيعرف أَبوهُ بِابْن رضى وَهُوَ بالطوخي. / ولد فِي يَوْم

الْجُمُعَة ثَانِي عشر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب الطلياوي وَحفظ الْعُمْدَة وألفية الحَدِيث والنحو والمنهاج الفرعي والأصلي وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم الْجلَال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس البوصيري وَابْن الديري وقارئ الْهِدَايَة وتلا بِالْقُرْآنِ تجويدا بل وَلأبي عَمْرو وَابْن كثير على إِبْرَاهِيم الْقَزاز وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّمْس وَالْمجد البرماويين والنور على بن لولو وَحكي لنا عَنهُ مِمَّا شَاهده من كراماته والشرف السُّبْكِيّ فِي آخَرين كالقاياتي والونائي وَهُوَ أحد القارئين عَلَيْهِ فِي تَقْسِيم الرَّوْضَة والنحو عَن نَاصِر الدّين البارنباري والشهاب بن هِشَام والبرهان بن حجاج الابناسي وَالشَّمْس الشطنوفي ولازمه وَالْأُصُول عَن الْبِسَاطِيّ والجلال الْحلْوانِي وَالشَّمْس الكريمي أحد أَصْحَاب السَّيِّد بل وَمِمَّنْ حضر عِنْد التَّفْتَازَانِيّ وَحضر عِنْد النظام الصيرامي فِي شرح المواقف بِقِرَاءَة شَيْخه الشهَاب بن هِشَام والمنطق عَن الشَّمْس الْهَرَوِيّ عرف بِابْن الحلاج والحلواني والفرائض والميقات وَغَيرهمَا عَن ابْن المجدي والبارنباري وَشرح النخبة وغالب شرح ألفية الحَدِيث كِلَاهُمَا عَن شَيخنَا وَكتب عَنهُ من أَمَالِيهِ جملَة بل وَمن الْأَدَب من فتح الْبَارِي إِلَى آخِره وَوَصفه بِخَطِّهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بالامام الْعَلامَة المفنن، وَكَذَا كتب عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ من أَمَالِيهِ وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الشهابين الكلوتاتي والواسطي والشموس ابْن الْجَزرِي والبرماوي وَابْن الْمصْرِيّ وَابْن الديري والشامي الْحَنْبَلِيّ والنور الفوي وَالْفَخْر الدنديلي والزين القمني ورقية التغلبية بل قَرَأَ فِي سنة) سِتّ وَعشْرين صَحِيح البُخَارِيّ عَليّ الشهَاب المتبولي وَبعد ذَلِك الْكثير على السعد بن الديري واليسير على نَاصِر الدّين الفاقوسي وَأَجَازَ لَهُ الْكَمَال بن خير وَجَمَاعَة وَكتب الْمَنْسُوب على الزين عبد الرَّحْمَن بن الصَّائِغ وباشر التوقيع بِبَاب القَاضِي سعد الدّين فبرع فِيهِ واستصحبه الونائي مَعَه إِلَى الشَّام حِين ولي قَضَاءَهُ فَكَانَ هُوَ الْقَائِم بغالب الْمُهِمَّات وَحضر حِينَئِذٍ دروس فقيهها التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَأذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس وناب عَن الونائي هُنَاكَ بل نَاب قبل فِي شعْبَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ بالديار المصرية عَن شَيخنَا والنواب إِذْ ذَاك عشرَة عوض الْبَدْر بن الامانة بعد وَفَاته وَصَارَ يَنُوب عَن من بعده لكنه حَسْبَمَا حَكَاهُ لي لم يُبَاشر عَن الصّلاح المكيني فَمن بعده شَيْئا وخالط أَبَا الْخَيْر بن النّحاس فِي أَيَّام ضخامته لسابق معرفَة بَينهمَا من زِيَارَة اللَّيْث وَنَحْوهَا وَتكلم عَنهُ فِي كثير من الْأُمُور فامتحن مَعَه بعد زَوَال عزه على يَدي الْمَنَاوِيّ بِمَا يستبشع ذكره فضلا عَن صنعه وَلم يعامله الْمَنَاوِيّ بِمَا

يَلِيق بأمثاله مَعَ مَا بَينهمَا من الرَّضَاع بل فقد عَلَيْهِ مَا شافهه بِهِ فِي مجْلِس الْجمال نَاظر الْخَاص وأظن أَن ذَلِك عُقُوبَة عَن جِنَايَته فِي حق شَيخنَا وَغير ذَلِك وَأخذ بعد ذَلِك فِي التقلل من مُخَالطَة النَّاس شَيْئا فَشَيْئًا بِحَيْثُ كَانَ الانعزال أغلب أَحْوَاله والأسقام تعتريه كثيرا، هَذَا كُله مَعَ تقدمه فِي الْفَضَائِل وجودة فهمه ومحاسنه الجمة الَّتِي قل أَن تَجْتَمِع فِي غَيره والكمال لله وَقد درس وَأفْتى لَكِن قَلِيلا وَلَو تصدى قبيل مَوته لذَلِك لأنتفع النَّاس بِهِ وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الْبَدْر المارداني والشرف عبد الْحق السنباطي والبهاء المحرقي وَغَيرهم من الْفُضَلَاء وَكنت ألومه على عدم التصدي لذَلِك فيعتذر بأَشْيَاء غير طائلة مَعَ كَونه قَرَأَ الشفا وَغَيره بِمَجْلِس ابْن مزهر، وَقد صحبته قَدِيما واستفدت مِنْهُ أَشْيَاء وَسمعت خطابته بل وقراءته على الونائي فِي تَقْسِيم الرَّوْضَة، وَحج سبع مرار جاور فِي اثْنَتَيْنِ مِنْهَا وَولي قَضَاء الركب فِي اثْنَتَيْنِ أَيْضا وَكَذَا ولي تدريس الحَدِيث بِجَامِع الْحَاكِم عقب وَفَاة السندبيسي وافتاء دَار الْعدْل عوضا عَن شَيخنَا بل كَانَ عين لتدريس التَّفْسِير بالمنصورية فَوَثَبَ عَلَيْهِ فِيهِ أَبُو الْفضل المغربي ومشيخة التصوف بِجَامِع الرَّحْمَة عوض الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وَالْفِقْه بالحسنية عوض ابْن الفالاتي بل كَانَ قد اسْتَقر فِيهَا قبله وَأعْرض عَنْهَا اخْتِيَارا وبالمنكوتمرية عوضا عَن التقي القلقشندي مَعَ كَونه كَانَ غَائِبا فِي الْحَج وَربع الخطابة بِجَامِع الْأَزْهَر عوض التَّاج امام الصَّالح مَعَ امامة جَامع الصَّالح أَيْضا وَتكلم فِي أوقاف جَامع طولون وَكَذَا كَانَ مَعَه الشَّهَادَة بوقف السفطي وبطشتمر حمص أَخْضَر وفراشه بِالْحرم الْمدنِي وجنده مَعَ الْمَشَايِخ قَدِيما بالقلعة إِلَى غير ذَلِك وَكتب بِخَطِّهِ فِي انجماعه جلّ الْخَادِم. مَاتَ بعد توعكه مُدَّة بِذَات الْجنب وَغَيره فِي يَوْم الْأَحَد الْعشْرين من رَجَب سنة ثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْأَزْهَر ثمَّ تجاه الحاجبية بِبَاب النَّصْر فِي جمع حافل فِي كليهمَا، وَدفن بِالْقربِ من تربة السِّت زَيْنَب فِي أول الصَّحرَاء رَحمَه الله وإيانا. 783 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد محيي الدّين بن أبي الْفَتْح ابْن الشَّمْس الْأنْصَارِيّ الْحِجَازِي الأَصْل القاهري نزيل درب القطبية ثمَّ الشَّام والمكتب / أَبوهُ الْآتِي هُوَ وَأَبوهُ وَيعرف بِابْن الْحِجَازِي. ولد بعد صَلَاة الْجُمُعَة فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَعرض على شَيخنَا وَغَيره وَأخذ فِي النَّحْو عَن الأبدي وَفِي الْفِقْه عَن آخَرين، وتعاني الْأَدَب ونظم ونثر وطارح وَعمل مجموعا بديعا سَمَّاهُ الْمُنْتَهى فِي الْأَدَب المشتهي مَعَ مُشَاركَة

فِي الْفَضَائِل والتخلق بالأخلاق الْحَسَنَة عشرَة ولطفا وأدبا وتواضعا مِمَّن كتب الْخط الْحسن وباشر التوقيع بل بَلغنِي أَنه أم بالمؤيد أَحْمد كأبيه لَكِن هَذَا من سلطنته وَذَاكَ فِي إمرته. وَكَذَا اسْتَقر بعده فِي تكتيب البرقوقية، وَحج غير مرّة وسافر الشَّام فقطنها ووقفت لَهُ على تقريظ لمجموع التقي البدري أَجَاد فِيهِ وَكَانَ من نظمه فِيهِ: (لَئِن ذكرُوا من قد مضى بفضائل ... فَأَنت تَقِيّ الدّين آخر من بَقِي) (وقيت ذَوي الْآدَاب جمعا عيوبهم ... وَمَا زلت أهل الْفضل يَا سَيِّدي تَقِيّ) وَكتب عَنهُ الْبَدْر من نظمه: (حبي على مَلِيء الْحسن قلت لَهُ ... إِنِّي فَقير أرجي الْوَصْل يَا أملي) (تالله مَا نالني حجر وَلَا ألم ... الا اسْتَغَاثَ رجائي فِيك يَا لعَلي) مَاتَ بِدِمَشْق بخلوته من زَاوِيَة الشَّيْخ خَلِيل القلعي فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَلم يعلم بِمَوْتِهِ الا بعد يَوْم أَو يَوْمَيْنِ وَلم يحصل لَهُ من أهل دمشق أَنْصَاف وَلذَا قَالَ فِيمَا كتب بِهِ من هُنَاكَ لِأَخِيهِ لأمه: (دمشق غَدا بهَا حَالي عسيرا ... وفيهَا ضَاعَ مَالِي مَعَ قماشي) (واسهال ببطني مُسْتَمر ... فحالي وَاقِف والبطن ماش) وَقَالَ أَيْضا:) (قَالُوا دمشق نزهة لِأَنَّهَا ... أعينها تَسْقِي بهَا الْجنان) (قلت نعم عيونها كَثِيرَة ... لَكِنَّهَا لَيْسَ بهَا إِنْسَان) وَقَالَ أَيْضا: (قَالُوا دمشق لم يزل خريرها ... يسمع من أنهارها الجراره) (فَقلت مصر بعد خلجانها ... تحكي لكم أنهارها الخراره) وَمن نظمه: (إِذا قيل فِي الْأَسْفَار خمس فَوَائِد ... أَقُول وَخمْس لَا تقاس بهَا بلوى) (فتضييع أَمْوَال وَحمل مشقة ... وهم وأنكاد وَفرْقَة من أَهْوى) 784 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الصَّدْر بن الشّرف ابْن الْمعِين اليونيني البعلي الْحَنْبَلِيّ قريب عبد الْغَنِيّ بن الْحسن / الْمَاضِي. ولد فِي نصف شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس بن الشحرور وَحفظ الْمقنع وَعرضه على الْبُرْهَان بن البحلاق وَعَلِيهِ اشْتغل فِي الْفِقْه، وناب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ عَن أَبِيه وبدمشق عَن الْعَلَاء بن مُفْلِح ثمَّ اسْتَقل بِقَضَاء بَلَده فِي سنة ثَلَاث وَخمسين إِلَى أَن مَاتَ، وَكَانَ قد سمع على وَالِده والتاج بن بردس والقطب اليونيني القَاضِي فِي آخَرين، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل مصر وَغَيرهَا، لَقيته ببعلبك، وَكَانَ مَذْكُورا بِحسن السِّيرَة لكنه مزجي البضاعة فِي الْعلم. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ بصالحية دمشق وَدفن

بحوش زَاوِيَة ابْن دَاوُد رَحمَه الله. 785 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي السُّعُود الْوَلَد محيي الدّين ابْن النَّجْم بن ظهيرة / الْآتِي أَبوهُ. ولد بعد عصر يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشر رَمَضَان سنة احدى وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَنحن بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَسمع عَليّ فِي مجاورتي الثَّالِثَة أَشْيَاء مَعَ أَبِيه وَغَيره، وَهُوَ ذكي فطن ثمَّ انحل، وزوجه الْجمال أَبُو السُّعُود ابْنَته مراغما فِي ذَلِك لكثيرين واستولدها إِلَى أَن مقتته أمهَا وطردته وَصَارَ بعد ذَلِك الْعِزّ فِي هوان وَعدم التَّوْفِيق مزيل للنعم. 786 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الملقب صحصاح بمهملات بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن عمر بن عُثْمَان محيي الدّين الأبشيهي نِسْبَة لأبشيه الرُّمَّان من الفيوم الفيومي الأَصْل الخانكي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْكَاتِب ابْن أخي الْمَاضِي، وَيعرف بالأزهري وبالفيومي وبابن حرقوش. / ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بالخانقاه وَحفظ الْقُرْآن وتلاه بالسبع وجود الْكِتَابَة على الشَّمْس بن سعد الدّين وَيس وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على أَحْمد بن يُونُس حِين قدم الْقَاهِرَة بل أَخذ عَن التقيين الشمني والحصني وبرع فِي الْعَرَبيَّة والفرائض والحساب وَالْعرُوض وَالْكِتَابَة بل انْفَرد فِي وقته بالخط الرفيع وَكتب الْكثير وَحج فِي سنة سِتّ وَتِسْعين رَفِيقًا لِأَبْنِ أبي الْفَتْح نَاظر جدة ثمَّ تفاتنا، كل ذَلِك مَعَ كسله ومزيد فقره وَقد اجْتمع عَليّ وَأخذ عني وَهُوَ من النَّوَادِر ذكاء وانحرافا وتخيلا وَبَلغنِي إِنَّه تعاطى حب البلادر. 787 - عبد الْقَادِر بن أبي ذَاكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد القاياتي القاهري الْوَاعِظ وَيعرف بالوفائي / نِسْبَة لبني وفا الْبَيْت الشهير. كَانَ أَبوهُ رجلا صَالحا فَنَشَأَ ابْنه مُؤذنًا ثمَّ تقدم فِي الْوَعْظ وَرَأى فِيهِ عزا وصيتا وَسُمْعَة وسافر إِلَى الشَّام فاغتبط بِهِ أَهلهَا وَحصل دنيا طائلة وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء بل كَانَ مادحا وَانْفَرَدَ بِالْبَيْتِ بِحَيْثُ لم يكن بِأخرَة من يزاحمه فِيهِ، وَحج مرَّتَيْنِ أولاهما مَعَ الكريمي بن كَاتب المناخات وَقَالَ هُنَاكَ أَيْضا وتحامق مرّة فتصدر لعمل الميعاد تَشْبِيها بالولوي البُلْقِينِيّ زعم ثمَّ رَجَعَ إِلَى عَادَته لكنه صَار ينشد أشعارا ركيكة وَيَزْعُم إِنَّهَا من نظمه فيتكلف الْفُضَلَاء وَمن لَهُ ذوق لسماعها وَرُبمَا مَنعه بَعضهم من ذَلِك، سَمِعت مِنْهُ أَشْيَاء وَكَانَ قد انحرف عَن بَيت بني وفا وهجرهم بعد انتمائه اليهم ورام معارضتهم بالولوي الْمشَار إِلَيْهِ فَحسن لَهُ الميعاد وَلم يلبث أَن جفاه أَيْضا وَلذَا كَانَ الشَّيْخ مَدين يُسَمِّيه الجفائي يُبدل الْوَاو من نسبته جيما وَمَا مَاتَ حَتَّى خمد ذكره وخف أمره وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسبعين، قَالَ ابْن تغري بردى كَانَ فِي شبيبته

من عجائب الله فِي حسن الصَّوْت وَطيب النغمة بِحَيْثُ يضْرب بِحسن صَوته الْمثل، وشاع ذكره شرقا وغربا فَلَمَّا انْقَطع بِالْكُلِّيَّةِ ثمَّ بعد حِين فتح عَلَيْهِ بِأَن صَار قطيعا دَاخِلا مَعَ وجود الطَّرب فِيهِ هَذَا مَعَ حسن الاصول فِي عصبه والطباع الدَّاخِلَة السريعة لحركة على أَنه كَانَ قد بَقِي فِي صَوته بعض لجاجة غير أَن دُخُوله وَقُوَّة طباعه وَحسن أَدَائِهِ كَانَ فِي الْغَايَة وَكَانَ إِذا طَابَ فِي الْعلم وطرب فِي نَفسه يصير كل عُضْو فِيهِ يَتَحَرَّك مَعَ القَوْل وَله نظم لَيْسَ بِذَاكَ وتنسك يخالطه بعيض تهتك مَعَ ثقل فِي مُجَالَسَته سِيمَا إِذا تصوف، وعَلى كل حَال فَكَانَ نادرة عصره وَلم يخلف بعده مثله عَفا الله عَنهُ وإيانا. 788 - عبد الْقَادِر بن الشّرف مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطناحي الأَصْل بمهملتين الأولى مَفْتُوحَة بعْدهَا نون القاهري التَّاجِر هُوَ وَأَبوهُ بسوق الشّرْب /. مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع مني بِالْقَاهِرَةِ. وَحج وجاور وَهُوَ أشبه من أَبِيه. 789 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد محيي الدّين بن الشَّمْس بن الْجلَال المرصفي الأَصْل / لكَون جد أَبِيه لأمه وَهُوَ علم الدّين الطَّبِيب كَانَ فِي خدمَة القطبية صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بِرَأْس حارة زويلة وَيعرف جده بالقبابي كَانَ فِي خدمَة الجمالي الاستادار فدرب الْعلم ابْن ابْنَته الْبَدْر فِي الطِّبّ وَنَشَأ صَاحب التَّرْجَمَة كَذَلِك حَتَّى تميز وَمضى للنَّاس بعقل ودربة. عبد الْقَادِر بن الْبَدْر مُحَمَّد بن أبي النجا مُحَمَّد الطحطوطي الأَصْل الاسطائي / نِسْبَة لبلد من الفيوم ويرف أَبوهُ بالحجازي. مُعْتَقد شهير يَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ. 790 - عبد الْقَادِر بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم المحيوي الصَّالِحِي القاهري الشَّافِعِي الْعَنْبَري / أحد جمَاعَة الْجَوْجَرِيّ. زعم أَنه أَنْصَارِي وينتمي أَيْضا للزبير بن الْعَوام وَأَنه سبط الْعِزّ بن عبد السَّلَام مِمَّن انتصر لشيخه الْجَوْجَرِيّ ورد على ابْن السُّيُوطِيّ بِمَا كَانَ الرجل فِي غنية عَنهُ وأحضره إِلَيّ لأكتب عَلَيْهِ فامتنعت وَكَذَا سَمِعت أَن شَيْخه لم يُعجبهُ ذَلِك، بَلغنِي أَنه حفظ الْبَهْجَة وألفية النَّحْو وَجمع الْجَوَامِع وَأَنه أَخذ الْبَهْجَة تقسيما عَن ابْن الفالاتي وَكَذَا أَخذ عَن ابْن قَاسم وَعرف بالجوجري وَقَالَ إِنَّه يروي عَن القمصي فَكَأَنَّهُ عرض عَلَيْهِ وَلزِمَ طَريقَة وَالِده فِي التكسب بالعنبريين مَعَ التدريس وإقراء الطّلبَة وعده فِي الْفُضَلَاء. 791 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن همام بِالْفَتْح وَالتَّشْدِيد محيي الدّين الْمصْرِيّ الشاذلي الْحَنَفِيّ الصُّوفِي وَيعرف بِابْن همام. / ولد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَصَحب الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ وَأخذ عَن صَاحبه أبي الْعَبَّاس السرسي

وَنبهَ قَلِيلا وَكتب بِخَطِّهِ البُخَارِيّ وَقَرَأَ فِيهِ على شَيخنَا بل قَرَأَ أَكْثَره عَليّ وَسمع على غير وَاحِد من المسندين واختص بالكمال إِمَام الكاملية، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَسمع هُنَاكَ وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ بِمَكَّة التقي بن فَهد وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر والميل للتصوف وَرُبمَا أَقرَأ بعض الخدام والاتراك وَبَلغنِي أَنه كف وَانْقطع بِالْمَسْجِدِ الَّذِي جدده تغري بردى القادري قَرِيبا من حبس رحبة الْعِيد. 792 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْمدنِي أَخُو عبد الْوَهَّاب / الْآتِي وَعم قَاضِي الماليكة بِمَكَّة النَّجْم مُحَمَّد. صاهر مُحَمَّد بن عمر بن الْمُحب الزرندي على أُخْته وَرَأس بِالْكَرمِ والاحتشام. وسافر بعد أَن دخل مصر وَالشَّام بِسَبَب التَّوَكُّل فِي أوقاف الْمَدِينَة إِلَى الرّوم وَلم سلم أوقاف الْحَرَمَيْنِ إِلَى الْعَجم فَمَاتَ بهَا يُقَال مسموما سنة بضع وَسبعين. 793 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد المحيوي القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الدهانة / وَيُقَال اسْم جده رَاشد حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ غير وَاحِد وَأَنه كَانَ من الموَالِي وَأَن الدهانة جدته واشتهرت بذلك لكَونهَا كَانَت تستخرج الدّهن من الْعِظَام بالنَّار بِحَيْثُ لقبها بَعضهم بالعظامية وَهُوَ خلاف مَا قيل من كَونهَا كَانَت تدهن الطارات وَالله أعلم بذلك كُله نعم كَانَ أَبوهُ ماطيا طارتيا فَنَشَأَ ابْنه وَكَانَ مولده سنة أَربع وَأَرْبَعين فحفظ الْقُرْآن والكنز والمنار ولازم الْأمين الاقصرائي وَالْقَاضِي سعد الدّين بن الديري والتقي الشمني وَسيف الدّين قِرَاءَة وسماعا فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وَقَرَأَ أَيْضا على الْعَلَاء الحصني بل يُقَال أَنه قَرَأَ فِي ابْتِدَاء أمره على أبي الْفضل الْمحلي، وتميز فِي الْفَضِيلَة، وَحج فِي سنة سبعين وناب فِي الْقَضَاء عَن الْمُحب بن الشّحْنَة ثمَّ ترفع بِأخرَة عَن ذَلِك وَصَارَ أحد الْمُفْتِينَ بل اسْتَقر فِي مشيخة المؤيدية عقب التَّاج بن الديري بِمَال لملاءته الزَّائِدَة من قبل أَبِيه وَغَيره وَكُنَّا نترجاها لشيخي البدري بن الديري سِيمَا وَقد بَاشَرَهَا. وناكد الصُّوفِيَّة بل الشاد بهَا مرّة بعد أُخْرَى وَنَصره السُّلْطَان بِحَيْثُ أوقع ببعضهم وَكَاد الايقاع بِبَعْض أعيانهم وَقبل ذَلِك استنزل الْكَمَال بن أبي الصَّفَا عَن تدريس الناصرية وتصدر بِجَامِع الْأَزْهَر وَرُبمَا ذكر للْقَضَاء وَله نظم فِيمَا قيل وَلَيْسَ مَا يذكر مِمَّا تقدم إِن صَحَّ بقادح فِي فضيلته فَمن أبطأه عمله لم يسْرع بِهِ نسبه 794 -. عبد الْقَادِر ابْن الشَّيْخ مَدين الأشموني / الْآتِي أَبوهُ وَولده مُحَمَّد. مَاتَ فِي حياتهما نَحْو سنة خمسين 795 -. عبد الْقَادِر بن مصطفى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الزين

القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مصطفى. / ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة واشتغل عِنْد الْعَبَّادِيّ والمناوي وَغَيرهمَا وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَحصل نقائس من الْكتب. وصاهر الشّرف الْأنْصَارِيّ ثمَّ أملق وَنسب لما لَا يَلِيق بعد استنابة الْمَنَاوِيّ لَهُ فِي الْقَضَاء. وَمَات قريب السِّتين ظنا. عبد الْقَادِر بن مظفر /. فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ 796 -. عبد الْقَادِر بن مُوسَى بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الصّلاح المتبولي ثمَّ القاهري الْحُسَيْنِي أَخُو الشهَاب أَحْمد / الْمَاضِي مِمَّن يكْتَسب بإدارة الطاحون وبالتجارة فِي الْبر وَلَا بَأْس بِهِ ميلًا فِي الصَّالِحين والطلبة وحضورا لمشاهد الْخَيْر، وَهُوَ مِمَّن أجَاز لَهُ الْبُرْهَان الباعوني والنظام بن مُفْلِح وَابْن زيد وَآخَرُونَ. 797 - عبد الْقَادِر بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد محيي الدّين الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ قريب التقي بن فَهد وَذَوِيهِ / والآتي أَبوهُ وَأمه مَكِّيَّة ابْنة عَليّ بن عبد الْكَافِي الدقوقي وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد. ولد فِي سحر يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر صفر سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج وَعرض فِي سنة خمس وَأَرْبَعين على جمَاعَة وَسمع بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على الْمُحب المطري، وَأَجَازَ لَهُ النَّجْم بن حجي والتاج وَابْن الْمصْرِيّ والتدمري وَابْنَة الشرائحي وَابْنَة الْعَلَاء الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ والبدر حُسَيْن البوصيري وَعبد الرَّحِيم بن الْمُحب وَابْن نَاظر الصاحبة وَالْجمال الكازروني وَشَيخنَا وَخلق وَكَانَ سَاكِنا كثير التِّلَاوَة حضر دروس البرهاني بن ظهيرة قَدِيما وسافر لليمن وسواكن وَلم يحصل على طائل، وَتزَوج زَيْنَب ابْنة ابْن الزين وَمَعَ ذَلِك فَمَا بورك لَهُ بل أذهب أَمْوَالًا جمة كأبيه رَأَيْته كثيرا. وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشري ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِمَكَّة بعد أَن تعلل مُدَّة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالمعلاة عِنْد سلفه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 798 - عبد الْقَادِر بن الشَّيْخ يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن عَليّ المغربي الْمَكِّيّ الشاذلي الْمَالِكِي / ولد فِي شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن واشتغل وَحصل على طَريقَة حَسَنَة مَاتَ شَابًّا بِمَكَّة فِي ضحى يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. 799 - عبد الْقَادِر بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن شرف بن حسام بن مُحَمَّد بن حجي بن مُحَمَّد بن عمر الْكرْدِي الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن

الشَّيْخ يُوسُف الْكرْدِي وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ يتعانى بعض الْحَرْف ثمَّ أقبل وَهُوَ كَبِير على الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه على عُثْمَان الْكرْدِي والنحو على حسن بن السيوفي، وَفضل وَصَارَ يدرس ويفتي بل انتزع من شَيْخه عُثْمَان الْكرْدِي القرناصية المتلقي لَهَا عَن أَبِيه، وَحج وَدخل الْقَاهِرَة وَأخذ عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف وَسمع على الخيضري وَغَيره. وَمَات فِي صفر سنة سِتّ وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بقبور الصَّالِحين من مقَام الْخَلِيل إِبْرَاهِيم عَن بضع الْأَرْبَعين. 800 - عبد الْقَادِر بن صَلَاح الدّين الرَّحبِي سبط قلمطاي / أمه فَاطِمَة زَوْجَة قَاسم البُلْقِينِيّ، نَشأ فِي كَفَالَة أمه غير متصون وتراجع بعْدهَا قَلِيلا مَعَ التقلل حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ أَو الَّتِي بعْدهَا.) عبد الْقَادِر بن الجندي /. فِي ابْن مُحَمَّد بن عمر . 801 عبد الْقَادِر بن المروبص الشَّامي الْعَطَّار نزيل مَكَّة، / مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة سبعين، أرخه ابْن فَهد 802 -. عبد الْقَادِر الزين الديمي ثمَّ الْأَزْهَرِي / أَخذ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَشرح جمع الْجَوَامِع للمحلي عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف قِرَاءَة وسماعا بالتلفيق فِي سِنِين وَأذن لَهُ فِي إقرائهما. 803 - عبد الْقَادِر الْحَنْبَلِيّ / شنق نَفسه فِي سنة إِحْدَى بِسَبَب قَضِيَّة اتّفقت لَهُ مَعَ السالمي فَأخْرج الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وظيفته بالزاوية، ذكره شَيخنَا فِي آخر وفياتها من أبنائه وَقَالَ قَرَأت ذَلِك بِخَط الزبيرِي. قلت وَقد قَرَأت بِخَط الشَّمْس مُحَمَّد بن سلمَان الدِّمَشْقِي مَا ملخصه: شيخ زَاوِيَة الْحِمصِي الْمُجَاورَة للدكة من الْمقسم نسب إِلَيْهِ أَنه خرب كثيرا من أوقافها وَرفع أمره إِلَى الْحُكَّام فطبوا مِنْهُ كتاب وقفتها ورسم عَلَيْهِ فطلع خلوته من الشيخونية ليجيء بِهِ فشنق نَفسه بهَا وَاسْتقر بعده ابْنه فِي وظيفته بالشيخونية وَفِي مشيخة الزاوية وَلم يلبث أَن احْتَرَقَ فَإِنَّهُ كَانَ ل ملك بِبَاب الْبَحْر بجوار للقسم أَيْضا فَوَقع فِيهِ حريق فَقَامَ ليطفئه فَوَقع فِي النَّار فَاحْتَرَقَ فِيمَا قيل فاستقر فِي مشيخة الزاوية عوضه الشَّمْس الْمشَار إِلَيْهِ. عبد الْقَادِر الصاني ويدعى عبيد وَهُوَ بِهِ أشهر /، فِي ابْن حسن بن عبيد بن مُحَمَّد. 804 - عبد الْقَادِر الطباخ وَيعرف بِابْن إِبْرَاهِيم / كَانَ طباخا بالقلعة فصاهره البباوي على أُخْته وَاسْتقر بِهِ فِي نظر الدولة واستولد البباوي أُخْته وَلَده صَلَاح الدّين مُحَمَّد الَّذِي زوجه سُلَيْمَان الخازن ابْنَته بعد أَبِيه بِمدَّة فَلَمَّا مَاتَ سليمات اسْتَقر صهره مَكَانَهُ. 805 - عبد الْقَادِر الطشطوطي بطاءات مهملات وشين مُعْجمَة كَمَا على الْأَلْسِنَة / وَرُبمَا جعلت الشين جيما وَلَكِن صَوَابه الدشطوخي بدال مُهْملَة مَكْسُورَة

وَبعد الشين الْمُعْجَمَة طاء مُهْملَة وَبعد الْوَاو خاء مُعْجمَة وَهِي قَرْيَة من كورة البهنساوية بالصعيد رجل متقشف يحب سَماع الْقُرْآن وَكَلَام الصُّوفِيَّة، انْتَشَر اعْتِقَاده بَين المصريين فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا وَذكروا لَهُ من الكرامات وَالْأَحْوَال مَا الله بِهِ عليم وَلَيْسَت لَهُ مقرة بل أَكثر أوقاته مَاشِيا وَلَا يقبل شَيْئا وَرُبمَا أكل عِنْد الْبَدْر بن الونائي وَسمعت أَن لَهُ زَوْجَة فِي بَلَده وَولدا بل وَأَبوهُ فِي قيد الْحَيَاة خير يعلم الْأَبْنَاء، وَقد حج صَاحب التَّرْجَمَة فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ فَسَار فِي الْبَحْر إِلَى الينبع ثمَّ توجه من ثمَّ مَعَ ركب البدري أبي الْبَقَاء بن الجيعان ذَاهِبًا وراجعا وَأكْثر ذَلِك على قَدَمَيْهِ وللسلطان فِيهِ زَائِد الِاعْتِقَاد بِحَيْثُ أَنه دلّس عَلَيْهِ بِسَبَبِهِ فِي أَخذ ألف دِينَار فِيمَا قيل وَافْتَضَحَ ثَلَاثَة قَامُوا بالتلبيس الْمشَار إِلَيْهِ فأتلفهم وشفع عِنْده الشَّيْخ فِي اطلاق ابْن الْوَزير قَاسم شغيتة الَّذِي وصل علمهمْ إِلَيْهِ من قبله وعد افتضاحهم من كراماته كَمَا بسطت شَأْن الْوَاقِعَة فِي الْحَوَادِث وحرصت كل الْحِرْص على الِاجْتِمَاع بِهِ وَالْجُلُوس مَعَه فَمَا تيَسّر وَلَكِن أَخْبرنِي أخي عبد الْقَادِر أَنه دخل عَلَيْهِ فِي بعض الاقامات من السّفر الْمشَار إِلَيْهِ خيمته حِين كَانَ شَدِيد الكرب فَمَا انْفَصل عَنهُ إِلَّا وَقد زَالَ عَنهُ وَقَالَ لي بَعضهم أَنه ابْن الشَّيْخ بدر الدّين مُحَمَّد بن أبي النجا مُحَمَّد الطحطوطي الأَصْل الاصطائي نِسْبَة إِلَى اصطاي من عمل الفيوم وَيعرف أَبوهُ بالحجازي. عبد الْقَادِر الْعَنْبَري: / اثْنَان ابْن شادي شَاعِر وَابْن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم. 806 - عبد الْقَادِر القصروي وانتمى للبدري أبي الْبَقَاء بن الجيعان وخدم جانم بلاط وسافر مَعَه حِين إمرته على الْحَج ولجهة الشَّام وَإِلَى غير ذَلِك وصودر وقتا وَعِنْده تودد وحشمة 807 - عبد الْقَادِر المراحلي الجابي، / مَاتَ فِي أَوَائِل ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَ فِي خدمَة أبي السعادات البُلْقِينِيّ ثمَّ تكلم فِي وقف الْحلِيّ وَالظَّاهِر بعض الْأَيَّام الزينية وَكَانَ متحركا. 808 - عبد الْقَادِر المرخم المجذوب. / ابتلى بأكلة فِي رجله حَتَّى صَار الدُّود يَتَنَاثَر مِنْهَا وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي سَابِع ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَدفن بِالْمَكَانِ الَّذِي كَانَ مُنْقَطِعًا بِهِ عِنْد جَامع البكحري جوَار قبر عنتر البرهاني فِي وسط الخراب رَحمَه الله. أرخه الْمُنِير. 809 - عبد الْقَادِر الْمُؤَذّن نزيل الصرغتمشية / وَأحد جمَاعَة الإِمَام الكركي وَنَحْوه. عبد الْقَادِر النبراوي الْحَنْبَلِيّ، هُوَ ابْن عَليّ بن أَحْمد /. 810 - عبد القاهر بن عبد الظَّاهِر بن أَحْمد بن عبد الطَّاهِر الدَّاودِيّ ثمَّ التفهني

ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن اشْتغل يَسِيرا وَسمع مني وَقَرَأَ فِي الجوق وَغَيره 811 -. عبد القدوس بن عبد الله بن الجيعان / هُوَ الَّذِي حكى شَيخنَا فِي حوادث سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ من إنبائه أَنه قطعت أُصْبُعه لما تكَرر مِنْهُ من التزوير. قلت وأودع المقشرة وَمَعَ لَك فَلم ينكف حَتَّى مَاتَ. 812 - عبد الْقوي بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن معمر ابْن سُلَيْمَان بن عبد الْعَزِيز بن أَيُّوب بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد البجائي المغربي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة ووالد الشهَاب أَحْمد والقطب أبي الْخَيْر مُحَمَّد وَيعرف بِابْن عبد الْقوي /. قدم إِلَى ديار مصر فِي شبيبته فَأخذ بِهِ عَن يحيى الرهوني وَغَيره من علمائها وَسكن الْجَامِع الْأَزْهَر ثمَّ تحول إِلَى مَكَّة فقطنها أَزِيد من ثَلَاثِينَ سنة سوى مَا تخللها من إِقَامَته قَلِيلا بِالطَّائِف وَأخذ بهَا عَن مُوسَى المراكشي وَغَيره، وَسمع بهَا من النشاوري وَسعد الدّين الاسفرايني وَغَيرهمَا، ودرس وَأفْتى لَكِن بِاللَّفْظِ قَلِيلا تورعا وَكَانَ عَارِفًا بالفقه مستحضرا لكثير من الْأَحَادِيث والحكايات والأشعار المستحسنة ذَا حَظّ من الْعِبَادَة وَالْخَيْر، مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث شَوَّال سنة سِتّ عشرَة وَدفن بالمعلاة وَحمل نعشه الْأَعْيَان من أهل مَكَّة تبركا. ذكره الفاسي فِي تَارِيخه وَتَبعهُ شَيخنَا بِاخْتِصَار فَقَالَ تفقه وَأفَاد ودرس وَأعَاد وَأفْتى وَكَانَ خيرا دينا جَازَ السِّتين، وَكَذَا ذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ إِنَّه كَانَ يتبرك بِهِ. قلت وَرَأَيْت بِخَطِّهِ الفردوس للديلمي وعظمه ابْن الْجَزرِي فِيهِ. 813 - عبد الْكَافِي بن أَحْمد بن الجوبان بن عبد الله مجير الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الْأمين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَخُوهُ عبد الظَّاهِر وأبوهما وَيعرف بِابْن الذَّهَبِيّ / لاعتناء أَبِيه فِي أوليته بصناعة الذَّهَب وَرُبمَا قيل لَهُ ابْن الجوبان بِضَم الْجِيم وَبعد الْوَاو مُوَحدَة ولد بعيد سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَتِسْعين فَكَانَ مِمَّن سمع عَلَيْهِ مُسْند وقته أَبُو هُرَيْرَة ابْن الذَّهَبِيّ فَأكْثر عَنهُ جدا وَكَذَا سمع على جمَاعَة كثيرين فِيهَا وَفِيمَا بعْدهَا مَعَ التقي وَمَعَ شَيخنَا أَيْضا وَأثبت لَهُ التقي ذَلِك بِخَطِّهِ فِي مجلدة انْتفع بهَا الطّلبَة بإفادة صاحبنا النَّجْم بن فَهد وَنبهَ التقي على ذَلِك فِي تَرْجَمَة وَالِده من تَارِيخ مَكَّة لَهُ فَإِنَّهُ قَالَ وَهُوَ مِمَّن عَرفْنَاهُ بِدِمَشْق فِي الرحلة الأولى وَسمع مَعنا فِيهَا من بعض شُيُوخنَا وَأمر ابْنه بِالسَّمَاعِ مَعنا فَسمع كثيرا وَالله ينفعنا أَجْمَعِينَ بذلك انْتهى وَحدث بالكثير من مروياته بِدِمَشْق وبالقاهرة حَيْثُ قدمهَا علينا فِي سنة أَربع

وَخمسين فِي بعضه ضروراته وَكَذَا بِغَيْرِهِمَا. حملت عَنهُ الْكثير جدا وَكَانَ كأبيه رَئِيسا جَلِيلًا حفظ الْقُرْآن وَغَيره وتأدب وَرُبمَا نظم فِيمَا بَلغنِي وَكتب الْخط الْحسن البديع حَتَّى أَنه لم يكن فِي موقعي المملكتين الشامية والمصرية من يكْتب للرقاع مثله، وخدم فِي ديوَان الانشاء إِلَى أَن صَار عين كتاب الانشاء بِدِمَشْق بل نَاب فِي كِتَابَة السِّرّ بهَا، وَمَات فِي خَامِس شعْبَان سنة سبع وَخمسين وَدفن بسفح قاسيون بِالْقربِ من مغارة الدَّم ورثاه الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد البلاطنسي بقصيدة كتبت عَنهُ وَلم يخلف بعده بِدِمَشْق بل وبغيرها فِي السماع مثله رَحمَه الله. 814 - عبد الْكَافِي بن عبد الْقَادِر بن الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَليّ التقي الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط الْعلم البُلْقِينِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف بِابْن الرسام. نَشأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل عِنْد الزين زَكَرِيَّا والجوجري والبكري وَغَيرهم كَزَوج أمه أبي السعادات بل حضر عِنْده جده وَالْفَخْر المقسي ولازمه فِي التقاسيم والسنهوري فِي أُصُوله، وتميز بِحَيْثُ نَاب فِي الْقَضَاء قانعا باسمه وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بِجَامِع أصلم بعد ابْن النقاش وتنزل فِي غَيره مِنْهُ الْجِهَات وأثرى ونمت جهاته الَّتِي بَعْضهَا من قبل آبَائِهِ وَبَعضهَا بتحصيله. وَحج وجاور مَعَ أمه وسافر إِلَى حماة لتعلقاته بهَا وزار بَيت الْمُقَدّس فِي توجهه فَلم ينْفَصل عَنهُ إِلَّا وَهُوَ مَحْمُوم وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ بحماة فِي أثْنَاء رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَدفن بمقبرتهم هُنَاكَ وَلم يكمل الْأَرْبَعين وتزايد توجع أمه لفقده وَترك ولدا من ابْنة لعبد الرَّحِيم بن الزين عبد الرَّحْمَن بن الجيعان وَآخر من غَيرهَا عوضه الله الْجنَّة فقد كَانَ متوددا مَعَ مُشَاركَة، وَلم يلبث أَن مَاتَ بنوه فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين. 815 - عبد الْكَافِي بن عبد الله بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الصَّدْر بن الْجمال الْأنْصَارِيّ الْعَبَّادِيّ البنمساوي / نِسْبَة لقرية تعرف قَدِيما بنمسويه بِكَسْر الْمُوَحدَة وَالنُّون وَسُكُون الْمِيم وَضم الْمُهْملَة وَفتح الْوَاو وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة وَآخِرهَا هَاء واشتهرت ببني سويف بِالْمُهْمَلَةِ وَالْفَاء مصغر حَتَّى صَار يُقَال لَهَا فِي النِّسْبَة إِلَيْهَا السويفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالسويفي. ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وتميز فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع على العرضي مشيخة الْفَخر وَجل فَوَائِد تَمام بِقِرَاءَة الْعِرَاقِيّ وعَلى الْمُحب الخلاطي فِي الدَّارَقُطْنِيّ بِقِرَاءَة الغماري وَسمع بعد على غَيرهَا بل اعتنى باسماع وَلَده وَلم يتَّفق لَهُ هُوَ كَمَا قَالَ شَيخنَا السماع على قدر سنه قَالَ وَكَانَ قد صحب الْبَهَاء السُّبْكِيّ وأدب وَلَده

وَأَخذه عَن أَخِيه تَاج الدّين التوشيح وَنسخ بِخَطِّهِ، أجَاز فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد قلت وروى لنا عَنهُ الزين رضوَان والزين طَاهِر الْمَالِكِي، وَكَانَ أحد الْعلمَاء مِمَّن درس وَأفَاد الطّلبَة وتنزل فِي الشيخونية وَغَيرهَا. 816 - عبد الْكَافِي بن عَليّ بن نصر النابلسي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن نصر مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. 817 - عبد الْكَافِي بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن فضل الله جمال الدّين الشَّافِعِي / كَاتب سر طرابلس قَالَ شَيخنَا فِي انبائه كَانَ رَئِيسا فَاضلا أديبا لَهُ نظم ونثر واستحضار كثير للتاريخ وَالْأَدب، وَذكر أَنه ولد فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَآخر الْعَهْد بِهِ سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بطرابلس ذكره الْعَلَاء بن خطيب الناصرية فِي تَارِيخه وَقَالَ أَنه أجَازه بحلب مروياته وَكَانَ قدمهَا لم رَجَعَ فَمَاتَ بطرابلس فلتحرر سنة وَفَاته وَقَالَ ذَلِك فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة ورأيته فِي تَارِيخ الْعَلَاء وَقَالَ أَنه كتب إِلَيْهِ: (أسيدنا شيخ الْعُلُوم وَمن غَدَتْ ... فواضله أندى من الْغَيْث وَالْبَحْر) (أجب وأجز عبدا ببابك لم يزل ... بأمداحكم رطب اللِّسَان مدى الدَّهْر) فَأجَاب: (أيا سيدا مَا زَالَ فِي الْفضل وَاحِدًا ... جبرت كسيرا بالسؤال بِلَا نكر) (نعم إِذْ بدأت العَبْد أَنْت مقدما ... وفضلك أضحى بالتقدم لي جبري) قَالَ ثمَّ لَقيته فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وأنشدني كثيرا من نظمه وَمَات بهَا. 818 - عبد الْكَافِي بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل النفطي الْمدنِي أَخُو عبد السَّلَام / الْمَاضِي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ 819 -. عبد الْكَافِي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الْمدنِي السقاء الشهير بِابْن قطب. / سمع من ابْن صديق فِي سنة سبع وَتِسْعين بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ بعض الصَّحِيح وَمَات بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. 820 - عبد الْكَبِير بن أبي السعادات بن مَحْمُود بن عَادل الْحُسَيْنِي الْمدنِي الْحَنَفِيّ / أَخُو عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَأحمد وَهُوَ أَصْغَر الْأَرْبَعَة حفظ الْقُرْآن والقدوري واشتغل بالفقه وَأَصله والعربية وَالْعرُوض وجود الْخط وَنسخ بِهِ وَذكر بالذكاء. 821 - عبد الْكَبِير بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو حميد الْأنْصَارِيّ من ذُرِّيَّة أبي حميد الصَّحَابِيّ الْحَضْرَمِيّ الْيَمَانِيّ نزيل مَكَّة ووالد يس / الْآتِي ولد تَقْرِيبًا سنّ أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحضرموت وَنَشَأ بهَا وَلَقي جمَاعَة كآباء علوي عبد الرَّحْمَن الشريف وَأبي بكر وَعمر وَأبي حسن وكل مِنْهُم يُقَال لَهُ أَبَا علوي وكعبد الرَّحِيم) وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن وَيُقَال لكل

مِنْهُمَا أَبَا وَزِير، وساح فِي البراري والقفار نَحوا من عشْرين سنة وَاجْتمعَ بحرض بالشريف الْمَيْدُومِيُّ وباللحية بِأبي بكر بن مُوسَى الزَّيْلَعِيّ وبزبيد بصديق بن إِسْمَاعِيل الجبرتي، وَحج فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَلَقي عمر العرابي وأبجد وزار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سنة سبع وَعشْرين وَعَاد لبلده على طَرِيق بجيلة وَاجْتمعَ فِي الْخلف والخليف بمُوسَى بن عِيسَى، وَقدم مَكَّة فِي أثْنَاء سنة تسع وَأَرْبَعين فحج وَرجع إِلَى بِلَاده فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَانْقطع بهَا حَتَّى مَاتَ. قَالَه ابْن فَهد، وَصدر تَرْجَمته بالشيخ الصَّالح العابد المسلك الْعَارِف بِاللَّه صَاحب الْأَحْوَال والكرامات والمشاهدات، وَرَأَيْت بخطي أَنه صحب جمَاعَة من شُيُوخ بَلَده فَكَانَ انتفاعه كَمَا ذكر بِثَلَاثَة مِنْهُم هم مُوسَى صَاحب الْخلف والخليف والشريق أَحْمد الْمسَاوِي وَأَبُو بكر بن مُحَمَّد الزَّيْلَعِيّ صَاحب الْخَال بِالْمُعْجَمَةِ، وَقدم زبيد غير مرّة وَأَقْبل عَلَيْهِ النَّاس ثمَّ استوطن مَكَّة وابتنى بهَا زَاوِيَة وَصَارَت لَهُ وجاهة عِنْد صَاحبهَا وقاضيها فَمن دونهمَا واشتهر أمره وانتشر ذكره وَعظم جاهه وَلم يكن النَّاس فِيهِ سَوَاء وَبَلغنِي عَنهُ أَنه قَالَ طالعت الفصوص من أول إِلَى آخِره فَمَا أعجبني وَمَا أترك ذكر هَذَا للنَّاس إِلَّا مَخَافَة أَن يقبحوه أَي يشتموه. مَاتَ وَقد زَاد على السّبْعين بِمَكَّة فِي ضحى يَوْم الْخَمِيس ثامن عشري شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَدفن بِبَاب الشبيكة فِي الْمَكَان الْمَعْرُوف بِهِ وشيعه خلق وَلم يلْحق نعشه إِلَّا بِمَشَقَّة وَكَانَ يَوْمًا مشهودا. وَمِمَّنْ كَانَ زَائِد الِاعْتِقَاد فِيهِ عبد الأول المرشدي وَعمر الشيبني وَالشَّيْخ أَبُو سعد الْهَاشِمِي بِحَيْثُ أسْند وَصيته إِلَيْهِ وَأَنه يَأْخُذ من كتبه مَا أحب فَاخْتَارَ أَشْيَاء مِنْهَا بل أقرّ أَبُو سعد بديون لَهُ تكون مستغرقة للزائد على إِرْث أُخْته فَرد الشَّيْخ ذَلِك عَلَيْهَا وَلم يكن الشَّيْخ يجل أحدا كاجلاله لَهُ حَتَّى أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ فِي التَّنْبِيه رحمهمَا الله وإيانا. ويحكى أَن أَبَا الْخَيْر بن عبد الْقوي قَالَ لَهُ حِين قدومه من سَفَره لبلده يَا عبد الْكَبِير مَا الَّذِي جئتني بِهِ من بلدك هَدِيَّة فَقَالَ نصف اسْمهَا فَلم يلبث أَن مَاتَ. 822 - عبد الْكَبِير بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْعَلَاء أَبُو الْقسم بن الْجمال الْحرَازِي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ / أَخُو أَحْمد وَعبد الله وَهُوَ الْأَصْغَر. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والكنز وَعرضه عَليّ بِمَكَّة. 823 - عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد كريم الدّين الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ الكتبي وَالِد عَليّ / الْآتِي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ من خِيَار النَّاس فِي فنه للطلبة بِهِ نفع فَإِنَّهُ كَانَ يَشْتَرِي الْكتب الْكَثِيرَة وخصوصا العتيقة وَيبِيع لمن رام مِنْهُ الشِّرَاء من الطّلبَة بِرَأْس مَاله مَعَ فَائِدَة يعينها وَيشْتَرط لَهُ) أَنه مَتى رام بيع ذَلِك الْكتاب يدْفع

لَهُ رَأس مَاله خَاصَّة فَكَانَ الطَّالِب ينْتَفع بذلك الْكتاب دهرا ثمَّ يَأْتِي بِهِ إِلَى السُّوق فينادي عَلَيْهِ فَإِن تجَاوز الثّمن الَّذِي اشْتَرَاهُ بِهِ بَاعه وَإِن قصر عَنهُ أحضرهُ إِلَيْهِ فَدفع لَهُ رَأس مَاله وَلَا يخرم مَعَهم فِي ذَلِك. وَكَانَ النَّاصِر فرج ولاه الْحِسْبَة على الصَّلَاة فَكَانَ يلْزم النَّاس بِالصَّلَاةِ وبتعليم الْفَاتِحَة وَجَرت لَهُ فِي ذَلِك خطوب يطول ذكرهَا. وَكَانَ مَأْذُونا لَهُ فِي الحكم وَلَكِن لَا يتَصَدَّى لَهُ بل لَا يحكم إِلَّا فِي النَّادِر. وَله ورد وَقيام فِي اللَّيْل. وَأثْنى عَلَيْهِ أَيْضا فِي تَرْجَمَة وَالِده فَقَالَ: وَمَا رَأَيْت مثله فِي الاحسان إِلَى الطّلبَة وَهُوَ آخر من بَقِي بسوق الكتبيين. قلت وَبَلغنِي أَن الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ كَانَ يكثر الْجُلُوس بحانوت من حوانيته الَّتِي بهَا مَا لَا يحْتَاج لبيعه غَالِبا طوال النَّهَار غَالِبا للمطالعة وَالْكِتَابَة وَنَحْو ذَلِك. مَاتَ فِي حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع عشرَة رَحمَه الله وإيانا 824 -. عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الجبرتي / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع على شَيخنَا أَيْضا. 825 - عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم بن بركَة كريم الدّين بن سعد الدّين بن كريم الدّين القبطي الْمصْرِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده قَرِيبا وَيعرف بِابْن كَاتب جكم. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَأَرْبَعين 826 -. عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الصحراوي نزيل الزمامية / بهَا القباني زوج سعادات ابْنة الشّرف مُوسَى الديسطي وأخو عَليّ الآتيين. أجَاز لَهُ الشّرف ابْن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشموس ابْن الديري والشامي وَابْن البيطار وَابْن يُوسُف الكتبي وَابْن قَاسم السُّيُوطِيّ والزراتيتي وَابْن حسن البيجوري والحبتي والتقبان ابْن حجَّة وَيحيى الْكرْمَانِي وَالْجمال بن فضل الله وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَيَعْقُوب التباني وحسين البوصيري وصالحة ابْنة الْبَهَاء السُّبْكِيّ والفوي والْعَلَاء بن المغلي وَعبد الله وَعبد الْعَزِيز الهيثميان والبرهان البيجوري وَعبد الله البهنسي وَعُثْمَان الدنديلي والبدر البشتكي. وتنزل فِي الْجِهَات. وَحج كثيرا بل كَانَ مُسْفِرًا على زَيْت الْحَرَمَيْنِ من جِهَة الزِّمَام واستجازه الطّلبَة. مَاتَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَمَا قَارب التسعين. رَحمَه الله. 827 - عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم كريم الدّين بن سعد الدّين المقسمي. / كَانَ أَبوهُ يُبَاشر بالشرقية وبالحمامات وَتخرج بِهِ وَلَده فِي ذَلِك وَكَانَ يتَرَدَّد مَعَه للشَّيْخ عمر النبتيتي بِحَيْثُ كَانَ يقبل الشَّيْخ عَلَيْهِ وللشيخ مَدين وَحفظ من كراماته، وَمَات سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وباشر هُوَ فِي حَيَاة أَبِيه) الْبحيرَة للتاج المقسي ثمَّ نظر

الطّور ثمَّ اسْتَقر فِي صرف جدة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ثمَّ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ ثمَّ فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَالَّتِي تَلِيهَا حِين تحدث أبي الْفَتْح المنوفي فِيهَا كلهَا والأخيرة خَاصَّة من قبل الْملك ثمَّ كَذَلِك فِي سنة أَربع وَتِسْعين مَعَ الْأَمِير شاهين الجمالي وَاسْتمرّ السنين الَّتِي بعْدهَا، وَلم يرجع من مَكَّة مَعَ النَّائِب فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين بل أَقَامَ بهَا الَّتِي بعْدهَا حَتَّى قدم عَلَيْهِ وَفِي الْحَقِيقَة المرجوع فِي الْأُمُور إِلَيْهِ دون غَيره وحمده التُّجَّار وَمن شَاءَ الله لرفقه وسياسته وتواضعه وأدبه واكرامه لغير وَاحِد من الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وخضوعه لديهم ورغبته فِي المطالعة وخوفه من الْعَاقِبَة بِحَيْثُ سَمِعت غير وَاحِد يتوسل فِي استمراره فِي البندر وَكنت مِمَّن يشْكر صَنِيعه مَعَه لِكَثْرَة تردده وتودده وَرُبمَا حصل شَيْئا من تصانيفي وَالله تَعَالَى يلطف بِهِ وَيحسن عاقبته ويرضى عَنهُ أخصامه فَهُوَ نادرة فِي أَبنَاء جنسه. 828 - عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن كريم الدّين ابْن الإِمَام الشهَاب الاذرعي الأَصْل القاهري / وَأمه حبشية فتاة أَبِيه. 829 - عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن أبي طَالب بن عَليّ بن سيدهم كريم الدّين النستراوي الأَصْل الْمصْرِيّ. / وَالِد أنس جِهَة شَيخنَا واخوتها وَيعرف بِابْن عبد الْعَزِيز ولد فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بنستورة من المزاحميتين من أَعمال الْقَاهِرَة وقدمها على عَمه الْبَدْر حسن بن عبد الْعَزِيز وَهُوَ يُبَاشر بديوان الْجَيْش فَنَشَأَ تَحت كنفه وَحفظ الْقُرْآن واشتغل وتعانى الْكِتَابَة وتميز فِيهَا وباشر فِي دواوين الْأُمَرَاء ثمَّ ترقى لنظر الْجَيْش فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فباشر مُدَّة وَدخل مَعَ الظَّاهِر برقوق فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين الْبِلَاد الشامية ثمَّ عَاد مَه وعزل عَنهُ، وَاسْتمرّ خاملا حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الأول سنة سبع قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَكَانَ رَئِيسا محبا فِي الْفُقَرَاء كثيرا رَأَيْت مَعَه ثبتا فِيهِ سَمَاعه لِلتِّرْمِذِي على ابْن البوري بِقِرَاءَة الغماري باسكندرية أنابه ابْن طرخان أنابه ابْن الْبَنَّا وَكَذَا سمع السِّيرَة النَّبَوِيَّة على الْجمال بن نباتة وَالْكثير مِنْهَا على الْبَهَاء بن خَلِيل الحافظي وعَلى الخلاطي فِي آخَرين كل ذَلِك بعناية عَمه الْبَدْر حسن بن عبد الْعَزِيز حَتَّى أسمعهُ على نَفسه وَلَو اعتنى بِهِ من الصغر لادرك إِسْنَادًا عَالِيا، وَقد قَرَأت عَلَيْهِ من حفظي حَدِيث عمر بن شَاكر الثلاثي من التِّرْمِذِيّ بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور، وَقَالَ فِي الأنباء أَنه اخْتَلَّ حَاله فِي آخر أمره بِحَيْثُ أَنه لما مَاتَ لم) يتْرك

إِلَّا نزرا يَسِيرا وَلكنه لم يخلف عَلَيْهِ دينا قَالَ فشابه عَمه من جِهَة وفارقه من جِهَة فَإِن عَمه مَاتَ وَخلف دينا كثيرا وتركة زَوجته فجَاء مَا تحصل من حِصَّته فِي تَرِكَة زَوجته بِقدر وَفَاء دينه وَأما هَذَا فَلم يخلف سوى سِتّمائَة دِرْهَم فَأخْرج بهَا وَلم يخلف فرسا وَلَا حمارا وَلَا دَارا إِلَّا قَلِيلا من الثِّيَاب الملبوسة وأثاثا يَسِيرا وَخلف خمس بَنَات وَزَوْجَة وابنى أخيب فَلم تبلغ تركته إِلَّا شَيْئا يَسِيرا وَهُوَ جد أَوْلَادِي لأمهم، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا: كَانَ رَئِيسا محبا فِي أهل الْخَيْر وَكَانَ جارنا مُدَّة ثمَّ صَارَت بَيْننَا وَبَينه صهارة فرحمه الله فَمَا كَانَ أَكثر رياضة أخلاقه وملاحة وَجهه وعذوبة كَلَامه. 830 - عبد الْكَرِيم بن أَحْمد الجزيري الرابطي. / مَاتَ سنة بضع وَثَلَاثِينَ. 831 - عبد الْكَرِيم بن أَحْمد الشقيري الْمَكِّيّ / أحد خدام الدرجَة بعد أَن كَانَ عطارا مَاتَ فِي صفر سنة تسع وَسبعين بهدة بني جَابر وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها. 832 - عبد الْكَرِيم بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْقُدسِي الْمصْرِيّ المجلد /. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخهما ابْن فَهد. 833 - عبد الْكَرِيم بن بركَة كريم الدّين بن سعد الدّين القبطي الْمصْرِيّ وَالِد إِبْرَاهِيم ويوسف وَيعرف بِابْن كَاتب جكم. / ولد بِالْقَاهِرَةِ وَبهَا نَشأ فتعانى كأبيه الْكِتَابَة وخدم فِي جِهَات وباشر لغير وَاحِد من الْأُمَرَاء ثمَّ اتَّصل بالاشرف برسباي حِين كَانَ دوادارا وباشر ديوانه فَلَمَّا تملك اسْتَقر بِهِ فِي نظر الدولة ثمَّ فِي الْخَاص عوضا عَن الْبَدْر حسن بن نصر الله فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين فباشرها سِنِين وَعظم عِنْد السُّلْطَان ونالته السَّعَادَة الدُّنْيَوِيَّة بِحَيْثُ قيل أَنه مُنْذُ ولي وَإِلَى أَن مَاتَ لم يبطل الْوَاصِل عَنهُ يَوْمًا وَاحِدًا فأثرى وشكرت سيرته مَعَ تواضعه وَكَرمه ومعرفته وعقله مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشري ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِدُونِ طاعون بل بِمَرَض تَمَادى بِهِ أشهرا وَاسْتقر بعده فِي الْخَاص وَلَده سعد الدّين إِبْرَاهِيم وَهُوَ أَمْرَد عَفا الله عَنهُ وإيانا، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ كَانَ أَبوهُ يخْدم الْوَزير علم الدّين بن كَاتب سَيِّدي ثمَّ تعلق بِخِدْمَة الْأُمَرَاء فَكتب عِنْد الْأَمِير جكم فَعرف بِهِ، وصاهر تَاج الدّين بن الهيصم قيل أَن يَلِي الاستادارية قَالَ وباشر الْخَاص بِسُكُون وحشمة ونزاهة، وَأكْثر من زِيَارَة الصَّالِحين وَمن الْفُقَرَاء وألزم وَالِديهِ بالاشتغال بِالْعلمِ وأحضر إِلَيْهِمَا من يعملهما الْكِتَابَة والعربية، وَنَحْوه قَول الْعَيْنِيّ لم يكن بِهِ بَأْس، وَكَانَ كثير الصَّدَقَة حسن التلقي، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. 834 - عبد الْكَرِيم بن أبي بكر بن عَليّ الطهطاوي الْمَكِّيّ أَخُو أَحْمد / الْمَاضِي مِمَّن سمع مني بِمَكَّة

835 - عبد الْكَرِيم بن جَار الله بن صَالح بن أبي الْمَنْصُور أَحْمد بن عبد الْكَرِيم ابْن أبي الْمَعَالِي الشَّيْبَانِيّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ /. قَالَ الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة: كَانَ من طلبة الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة وَدخل الديار المصرية غير مرّة للاسترزاق وناب فِي اصلاح بعض أُمُور النَّاس بجدة بل خطب بهَا نِيَابَة عَن قاضيها أَخِيه عَليّ. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَهُوَ فِي أثْنَاء عشر الثَّلَاثِينَ ظنا رَحمَه الله. 836 - عبد الْكَرِيم بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن التَّاج أبي الْوَفَاء مُحَمَّد بن عَليّ ابْن أَحْمد زين الدّين وكريم الدّين الْحُسَيْنِي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْمقري البدري الوفائي إِمَام الْأَقْصَى ووالد الْمُحب أبي الْجُود مُحَمَّد وَابْن أخي أبي بكر بن التَّاج مُحَمَّد وأخو إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور وكل مِنْهُم فِي مَحَله وَيعرف بِابْن أبي الْوَفَاء. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس، وتفقه بالعماد بن شرف وماهر وتلا للسبع على الشَّمْس بن عمرَان وَابْن أَسد وللعشر بِسُورَة آل عمرَان وللسبع بالبقرة على الشريف الطباطبي وللسبع بِالْفَاتِحَةِ وَالْبَقَرَة على الْبَدْر حسن بن عبد الرَّحْمَن بن شُجَاع الْمقري وَسمع على الْجمال بن جمَاعَة فَأكْثر. وبقراءته سَمِعت عَلَيْهِ الشاطبية وَكَذَا سمع على التقي القلقشندي والعز الْحَنْبَلِيّ وَابْن خَاله الشهَاب والزين بن خَلِيل القابوني والنظام بن ملفح والشهاب أَحْمد بن عَليّ بن الشجام والشهاب بن حَامِد وَالشَّمْس مُحَمَّد البرموني والسراج الْحِمصِي والزين عبد الرَّحْمَن التَّمِيمِي الخليلي والْعَلَاء ابْن السَّيِّد عفيف الدّين بل سمع على الزين القبابي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ ولأخيه فِي سنة أَربع وَخمسين باستدعاء الْكَمَال بن أبي شرِيف جمَاعَة حَسْبَمَا يَأْتِي تعيينهم أَو من شَاءَ الله مِنْهُم فِيهِ وَقد حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَخرج لَهُ الصّلاح الجعبري مشيخة عَن مائَة شيخ حدث بهَا أَيْضا وَوَصفه بالشيخ الامام الْعَالم الْمسند شيخ الْقُرَّاء وَتقدم فِي الْقرَاءَات وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ فِيهَا بِبَلَدِهِ مَعَ فَضَائِل وأوصاف حَسَنَة، وَقد لَقِيَنِي فِي مجاورتي الثَّالِثَة بِمَكَّة فَسمع مني وأحضر وَلَده للعرض عَليّ. مَاتَ عِنْد الْمغرب لَيْلَة الْأَحَد سادس جُمَادَى الأولى أَو الثَّانِيَة على مَا يحرر سنة خمس وَتِسْعين بِبَيْت الْمُقَدّس وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالأقصى بعد الظّهْر وَدفن بِمَا ملاه وَكثر الأسف على فَقده رَحمَه الله وإيانا. 837 - عبد الْكَرِيم بن ريحَان الشيبي. / مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس وَخمسين. بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد 838 -. عبد الْكَرِيم بن أبي سعد الْحجر بن عبد الْكَرِيم بن أبي سعد عبد الْكَرِيم بن أبي سعد بن عَليّ بن قَتَادَة الحسني الْمَكِّيّ ويشهر بِالْحجرِ. / مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين.

839 - عبد الْكَرِيم بن أبي سعد بن مُحَمَّد بن عَامر الحسني من ذَوي عَليّ الشهير بالمجاش. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخها ابْن فَهد. 840 - عبد الْكَرِيم بن سعدون الْمَكِّيّ. / سمع من الْعِزّ بن جمَاعَة وَالْفَخْر عُثْمَان بن أبي بكر النويري بعض النَّسَائِيّ، قَالَ الفاسي وَمَا عَلمته حدث وَلكنه كَانَ يتعانى التِّجَارَة. مَاتَ سنة خمس عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. 841 - عبد الْكَرِيم بن سيف الحسني الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشري ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. عبد الْكَرِيم بن أبي شَاكر بن عبد الله بن غَنَّام كريم الدّين القبطي /. هَكَذَا سَمَّاهُ بَعضهم وَصَوَابه عبد الله وَسَيَأْتِي. 842 - عبد الْكَرِيم بن عبد الْجَبَّار بن إِبْرَاهِيم بن كرشان التبريزي /، قَالَ ابْن فَهد فِي مُعْجم أَبِيه أَنه ذكر فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة أَنه ابْن أَربع وَسبعين سنة قَالَ وَله تَفْسِير قَرَأت عَلَيْهِ مِنْهُ 843 -. عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة كريم الدّين أَبُو المكارم بن الْوَجِيه أبي الْفرج الْقرشِي الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي وَلَده يحيى وَأمه زبيدية. ولد بزبيد فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ والخرقي فِي غير ابْتِدَائه، وَدخل الْقَاهِرَة مرَارًا أَولهَا سنة تسع وَأَرْبَعين وَرَأى شَيخنَا والقاياتي وَلَكِن لم يسمع مِنْهُمَا وَأخذ فِي بعض قدماته عَن الْعِزّ الْكِنَانِي وَابْن الرزاز والبدر الْبَغْدَادِيّ فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهمَا وتكرر لقِيه فِي عدَّة نوب لغالب من ذكر وَسمع على السَّيِّد النسابة والبوتيجي والجلال بن الملقن وَالصَّلَاح الحكري وَهَاجَر القدسية وكاتبه، وَكَانَ قد سمع فِي بَلَده على أبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي وَأبي السعادات بن) ظهيرة والتقي بن فَهد، وتفقه فِيهَا بالشمس بن سعيد القَاضِي والشهاب بن زيد حِين جاور عِنْدهم وانتفع بِهِ كثيرا وَعرض عَلَيْهِ من كِتَابه إِلَى الْعَدو وَكَذَا أَخذ عَن التقي بن قندس بِمَكَّة ثمَّ على الْعَلَاء المرداوي وَقَرَأَ عَلَيْهِ تصنيفه التَّنْقِيح والتقي الجراعي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمُحَرر للمجد بن تَيْمِية وأذنا لَهُ بالافتاء والتدريس وَكَثُرت مخالطتي لَهُ بِمَكَّة والقاهرة، وَنعم الرجل خيرا وفضلا وتوددا وَكَثْرَة انجماع وعيال وَذكر للنَّاس بالجميل وَمِمَّا أنشدنيه فِي سنة خمس وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ من نظمه: (أنزه نَفسِي عَن أَذَى القَوْل والخنا ... وَإِنِّي إِلَى الاسلام وَالسّلم أنجح) (وأغضى احتسابا إِن تجاهل عَاقل ... وَإِنِّي كريم قد أضرّ وأنجح)

(وعقلي وديني وَالْحيَاء يردني ... عَن الْجَهْل لكني عَن الذَّنب أصفح) (فشتان مَا بيني وَبَيْنك فِي الْهوى ... وكل إِنَاء بِالَّذِي فِيهِ ينضح) وأنشدني من نظمه غير ذَلِك كقصيدة خَاطب بهَا البدري أَبَا البقا بن الجيعان وَلما توفّي قَاضِي الْحَنَابِلَة بالحرمين السَّيِّد المحيوي عين لذَلِك وَذكر لَهُ بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا فَمَا كَانَ بأسرع من تعلله، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس عشري صفر سنة تسع وَتِسْعين، وَصلى عَلَيْهِ عقب الصُّبْح ثمَّ دفن بالمعلاة عِنْد أقربائه رَحمَه الله وإيانا. 844 - عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب كريم الدّين بن الْمجد القبطي القاهري الشَّافِعِي / أحد الاخوة وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والتنبيه واشتغل يَسِيرا وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ بالظاهرية وَحج غير مرّة وَحصل لَهُ انحلال عصب أقعد مِنْهُ، وَحج وَهُوَ كَذَلِك مَعَ الرجبية ثمَّ رَجَعَ وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَكَانَ ذكيا رَحمَه الله وعوضه خيرا 845 - عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن صَالح بن سعيد كريم الدّين بن الزين أبي هُرَيْرَة بن الشَّمْس القلقشندي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي ابْن أخي التقي أبي بكر والماضي أَبوهُ وَيعرف بكريم الدّين القلقشندي /. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية النَّحْو وكتبا وَقدم مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة وَقد جَازَ الْبلُوغ بِيَسِير وَسمع بهَا فِي سنة سِتّ وَعشْرين على الْمَوْجُودين إِذْ ذَاك كالفوي ورقية القارئة قبل تبين الْوَهم فِيهَا وَكَذَا اعتلى بِهِ وأسمعه على غير وَاحِد من شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين أَبُو بكر المراغي ثمَّ اعتنى هُوَ بِنَفسِهِ حَتَّى برع وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَخرج لنَفسِهِ وَغَيره وَمن ذَلِك مشيخة خرجها لِعَمِّهِ التقي مَعَ التَّقَدُّم فِي فنون فَإِنَّهُ كَانَ أَخذ عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَابْن رسْلَان والعز الْقُدسِي والعماد بن شرف وَغَيرهم كأبيه وعميه عبد الرَّحِيم وَأبي بكر بِحَيْثُ وَصفه شَيخنَا بالمحدث الْفَاضِل البارع مُفِيد الطالبين أوحد المدرسين وَكتب لَهُ على أسئلة التمس مِنْهُ الْجَواب عَنْهَا أَنَّهَا ناطقة بِلِسَان حَالهَا بتقدم منتقيها فِي الْعُلُوم وتحققه بالتدقيق وَالتَّحْقِيق فِي فني الْمَنْطُوق وَالْمَفْهُوم إِلَى أَن قَالَ وَقد استدللت بِهَذِهِ الخبايا الَّتِي أثيرت من الزوايا على مزِيد التَّقَدُّم لكاتبها وَثُبُوت المزايا فَحق لَهُ أَن يقدم على

التدريس ويهجم على الْفَتْوَى لوُجُود تأهله لذَلِك وتمسكه من كل مِنْهُمَا بِالسَّبَبِ الْأَقْوَى وَقد أَذِنت لَهُ أَن يُفْتِي مِمَّا علمه من مَذْهَب الشَّافِعِي بالراجح عِنْد الاصحاب وَأَن يُقرر شُرُوح مختصرات الْمَذْهَب لكل من ينتاب من الطلاب فقد تأهل للتعقب على أَصْحَاب المطولات والتنقيب على مَا أغفله من التقييدات ذَوُو المختصرات وَكَيف لَا وَهُوَ من الْبَيْت الَّذِي اشتهرت بالعلوم الشَّرْعِيَّة جهاته وَظَهَرت للصادر والوارد سموهُ فِي درج الْفضل وكمالاته، فَلَا بدع أَن يشابه أبه وجده أسعد الله جده وجدد سعده وأمده بمديد الْعُمر وَالْبركَة فِي الرزق حَتَّى يخلد فِي الطروس مَا يحيى بِهِ مَا درس سنّ فَوَائِد الدُّرُوس بعده وأرخ لذَلِك فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمَعَ تفننه وإقباله على التصنيف وَالْجمع كَانَ متين الدّيانَة وافر الْعقل حسن السياسة جم المحاسن وَقد كتب إِلَيّ فِي سنة خمسين بِالسَّلَامِ وَطيب الْكَلَام ملتمسا مني أَخذ خطوط شُيُوخ الْقَاهِرَة على استدعاء بِخَطِّهِ باسمه وَاسم أَوْلَاده وأحفاده وَمن يلوذ بِهِ وَلم يزل على جلالته حَتَّى مَاتَ فِي ثامن ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين وَدفن بالقرندلية وَلم يخلف فِي بَيته مثله وَأَخُوهُ أَبُو الْخَيْر بالضد مِنْهُ فِي جلّ أَوْصَافه فسبحان الفعال لما يُرِيد. 846 - عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّزَّاق بن إِبْرَاهِيم كريم الدّين أَبُو الْفَضَائِل القبطي الْمصْرِيّ أَخُو الْفَخر عبد الرَّحْمَن والزين نصر الله وَيعرف بِابْن مكانس. / ولد بِمصْر وتنقل فِي الخدم الديوانية إِلَى أَن اتَّصل بِخِدْمَة يلبغا الناصري فَفِي الدولة الاشرفية شعْبَان ابْن حُسَيْن فَلَمَّا قتل الاشرف وَصَارَ التَّدْبِير لبركة وبرقوق قَامَ الاخوة الثَّلَاثَة بَنو مكانس بمرافعة الشَّمْس عبد الله المقسي وَتَوَلَّى هَذَا من بَينهم الحوطة على حواصله فاستقر عوضه فِي الْخَاص مُضَافا لما مَعَه من الْوزر فِي ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانِينَ فَلم يلبث أَن غضب عَلَيْهِ برقوق وَأمر بِهِ وبأخيه الْفَخر فِي تَاسِع شعْبَان مِنْهَا فألقيا فِي الأَرْض وَضَربا لكَونه شرع فِي تَحْدِيد مظالم كَانَ أبطلها أستاذ برقوق يلبغا الْعمريّ الخاصكي ثمَّ أفرج عَنْهُم فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَاسْتمرّ بطالا إِلَى أَن طلبه بركَة فِي جملَة الوزراء البطالين فِي ذِي الْقعدَة من الَّتِي بعْدهَا فَضَربهُ بالمقارع نَحْو عشْرين شبا ثمَّ قَامَ مَعَه يلبغا الناصري حَتَّى أطلق وَلزِمَ دَاره فَلَمَّا قتل بركَة أُعِيد إِلَى الْخَاص فِي منتصف جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ ثمَّ أضيف إِلَيْهِ الْوزر أَيْضا ففتك فِي النَّاس وَسَاءَتْ سيرته على عَادَته وَأخذ أَمْوَال تجار الكارم فأفحش فعزل عَن الْخَاص فِي رَمَضَان مِنْهَا بل اسْتَقر جاركس الخليلي مشير الدولة فَلَا يتَصَرَّف هُوَ وَلَا غَيره من الوزراء إِلَّا بأَمْره فدام على ذَلِك إِلَى أَوَاخِر ذِي الْقعدَة مِنْهَا فَقبض على الثَّلَاثَة إِلَى أَن هرب هَذَا من ميضأة جَامع الصَّالح خَارج بَاب زويلة

واختفى مُدَّة ثمَّ ظهر ودام معزولا إِلَى أَن صَار يلبغا الناصري مدير المملكة بعد خلع برقوق وحبسه بالكرك فَصَارَ كريم الدّين عِنْده كمشير المملكة وَلم يَنْفَكّ عَن عَادَته فِي التهور وَسُرْعَة الْحَرَكَة إِلَى أَن زَالَت أَيَّام الناصري فتخومل إِلَى أَن مَاتَ بعد خطوب قاساها فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث، وَكَانَ من أَعَاجِيب الزَّمَان فِي خفَّة الْعقل والطيش وَسُرْعَة الْحَرَكَة وَكَثْرَة التقلب وَيُقَال إِنَّه قَالَ لبَعض حَوَاشِيه حِين نُزُوله بخلعة عوده للوزر والفأس بَين يَدَيْهِ يَا فلَان مَا هَذِه الرّكْبَة غَالِيَة بعلقة مقارع، وَقد ذكره شَيخنَا فِي انبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ وَكَانَ مهابا مقداما متهورا وَلم يكن فِيهِ مَا فِي أَخِيه من الانسانية وَالْأَدب إِلَّا أَنه كَانَ مفضالا كثير الْجُود بِأَصْحَابِهِ، وَذكره المقريزي فِي عقوده. 847 - عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب كريم الدّين بن تَاج الدّين بن كريم الدّين بن فَخر الدّين بن فخيرة تَصْغِير جدهم أَخُو فتح الدّين مُحَمَّد / الْآتِي وَذَاكَ الْأَكْبَر وهما سبطا كريم الدّين بن الحباس خَال علم الدّين ابْن الجيعان مِمَّن بَاشر فِي ديوَان المماليك وخدم بِبَاب أبي الْبَقَاء بن الجيعان وَلَا بَأْس بِهِ. اشْتغل فِي النَّحْو عِنْد الزين خَالِد الْوَقَّاد وَقَرَأَ على البُخَارِيّ وَأكْثر من شُهُود الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات بِجَامِع الغمري 848 -. عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الله بن عبد الْوَهَّاب كريم الدّين ابْن تَاج الدّين بن شمس الدّين بن علم الدّين القبطي الْمصْرِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن كَاتب المناخات / وَأمه كأبيه أم ولد رُومِية. ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا تَحت كنف أَبِيه وتدرب بِهِ وَبِغَيْرِهِ فِي الْكِتَابَة وخدم بهَا فِي جِهَات بل بَاشر عِنْد غير وَاحِد من الْأُمَرَاء ثمَّ ولي نظر الْمُفْرد ثمَّ الْوزر بعد أرغون شاه النوروزي الْأَعْوَر فِي حَيَاة أَبِيه بعد استعفاء أَبِيه بأشهر فِي ثامن عشري شَوَّال سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَدخل على أَبِيه حِينَئِذٍ ليسلم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ يَا عبد الْكَرِيم أَنا وليت الْوزر وَمَعِي خَمْسُونَ ألف دِينَار وَخرجت عَنْهَا وَلَا أملك شَيْئا فَكيف تسد أَنْت فَقَالَ لَهُ على سَبِيل المداعبة من أضلاع الْمُسلمين فصاح أَبوهُ من كَلَامه واستغاث، وَلما ولي نالته السَّعَادَة فِي مُبَاشَرَته وَقَامَ بالكلف أتم قيام وطالت أَيَّامه ثمَّ أضيف إِلَيْهِ نظر الْمُفْرد ثمَّ انْفَصل عَنهُ خَاصَّة وَاسْتمرّ وزيرا فَقَط إِلَى بعد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فأضيفت إِلَيْهِ الاستادارية على كره فباشرهما إِلَى أَن استعفى من الاستادارية فأعفي وَاسْتمرّ وزيرا إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف برسباي فِي كِتَابَة السِّرّ بعد موت الشهَاب بن السفاح مُضَافا للوزر ثمَّ انْفَصل عَن السِّرّ بالكمال بن الْبَارِزِيّ ثمَّ قبض عَلَيْهِ وصودر

وعوقب بالمقارع وعزل بالأمين إِبْرَاهِيم بن الهيصم نَاظر الدولة ثمَّ أفرج عَنهُ بعد قِيَامه بِنَحْوِ عشْرين ألف دِينَار ودام بطالا مُدَّة ثمَّ اسْتَقر ملك الْأُمَرَاء بِالْوَجْهِ القبلي وَتوجه إِلَى الصَّعِيد فباشر وَهُوَ بزِي المباشرين ثمَّ خلع عَلَيْهِ بِنَظَر بندر جدة وَاسْتقر يلخجا الساقي مَعَه شادا بهَا ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة بعد موسم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وأعيد إِلَى الْوزر فِي الَّتِي بعْدهَا والأمين بن الهيصم نَاظر الدولة مَعَه إِلَى أَن انْفَصل عَنهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَخمسين بِحكم تعلله، وَلزِمَ الْفراش ثمَّ عوفي وانتكس غير مرّة إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد حادي عشري ربيع الآخر من الَّتِي بعْدهَا وَدفن بتربة بجاس وَكثر الأسف عَلَيْهِ لقلَّة ظلمه وَصِحَّة اسلامه بِحَيْثُ كَانَ يتَجَنَّب التَّزَوُّج من النَّصَارَى، وَكَانَ طوَالًا رَقِيقا عَاقِلا سَاكِنا ذَا رَأْي وتدبير وَمَعْرِفَة تَامَّة بتنفيذ الدولة وَمَا يتَعَلَّق بهَا وسياسة وفطنة ونهضة واستجلاب لخواطر النَّاس وَقَضَاء حوائجهم عَفا الله عَنهُ ورحمه وإيانا. 849 - عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مزِيد بن يزِيد ابْن زعازع بن كَامِل بن عنان الْمُحب الْكِنْدِيّ الورفلي الاطرابلسي المغربي الْمَالِكِي وورفلة برَاء سَاكِنة ثمَّ فَاء مَفْتُوحَة وَلَام مُشَدّدَة من نواحي تونس /. ولد سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن واشتغل فَأخذ عَن أبي الْقسم الْبُرْزُليّ وقاضي الْجَمَاعَة أبي الْقسم القسنطيني وَغَيرهمَا وَقدم علينا حَاجا فَكتبت عَنهُ فِي صفر سنة إِحْدَى وَخمسين مَا أنشدنيه لفظا عَن صَاحبه الأديب مؤرخ الْمغرب مَنْصُور) الْجريرِي فِيمَا أنْشدهُ لنَفسِهِ فِي وَاقعَة قَالَ وَهُوَ الْآن فِي قيد الْحَيَاة: (لَئِن طَال خفضي عِنْد خدام بَابَكُمْ ... وَلم تؤثروا بِالرَّفْع إِلَّا مخازني) (سأنفق عمري فِي حِسَاب زمانكم ... وأغلق عَن كسب الْعُلُوم مخازني) وَكَانَ فَاضلا فصيحا. مَاتَ بعد ذَلِك. 850 - عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان الْبِسَاطِيّ الأَصْل القاهري المقسي حفيد الْعَالم الشهير الْبِسَاطِيّ وأخو الْبَدْر مُحَمَّد / الْآتِي طِفْل مرجو أمه أمة لِأَبِيهِ. ولد سنة بضع وَثَمَانِينَ وَسمع على أَبِيه وَكَذَا على المسلسل وَبَعض أجوبتي ثمَّ مَاتَ بالطاعون فِي سنة سبع وَتِسْعين. 851 - عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب كريم الدّين بن فَخر الدّين بن شرف الدّين القاهري /. أحد من نَاب عَن نَاظر الْخَاص وَيعرف بِابْن فخيرة تَصْغِير للقب أَبِيه. مَاتَ فِي سادس رَجَب سنة خمسين وَهُوَ وَالِد عبد الرَّزَّاق الْمَاضِي. 852 - عبد الْكَرِيم بن عبد اللَّطِيف بن صَدَقَة بن عوض كريم الدّين بن

الزين الْمَنَاوِيّ العقبي ثمَّ القاهري الصحراوي الشَّافِعِي وَيعرف بكريم الدّين العقبي / الْآتِي أَبوهُ وَأمه فَاطِمَة ابْنة عَليّ وَأُخْته أمة الْخَالِق فِي محالهم وَهُوَ قريب شَيخنَا الزين رضوَان الْمُسْتَمْلِي. ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفنون ودأب فِي التَّحْصِيل وبرع واشتهر بالفضيلة التَّامَّة وَمن شُيُوخه الشموس الْبِسَاطِيّ والونائي والقاياتي وَأذن لَهُ بالافتاء والتدريس وَكَذَا أَخذ عَن الْبُرْهَان بن حجاج الابناسي ثمَّ عَن الكافياجي وَلزِمَ الْعلم البُلْقِينِيّ بِأخرَة حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الْقطعَة للاسنوي وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء مِمَّن كَانَ يرافقه فِيهَا وَكَذَا من غَيرهم وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْبَدْر حسن الدماطي الضَّرِير فِي ابْن المُصَنّف وَكَذَا الْبَدْر المارداني وَغَيرهمَا بل يُقَال إِن الولوي البُلْقِينِيّ أَخذ عَنهُ وَكَانَ خيرا سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس حسن الْبشر والملتقى كثير التودد والتواضع قَلِيل التكثر بفضائله اعتنى بِهِ قَرِيبه فأسمعه المسلسل من لفظ الشّرف بن الكويك وَعَلِيهِ من لفظ الزراتيتي الرائية وعَلى الْجمال الْحَنْبَلِيّ أَشْيَاء، وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين أَبُو بكر المراغي، وَحدث باليسير ودرس وَقيد كتبه بالحواشي المتقنة وَرُبمَا أفتى أجَاز لي. وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشر شعْبَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَدفن عِنْد وَالِده بِالْقربِ من قبر قَرِيبه بالقحماسية من الصَّحرَاء وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله. 853 - عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن عبيد الله بن مَسْعُود بن عبيد الله الْمَكِّيّ الشهير بِابْن عبيد الله. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. 854 - عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن سِنَان بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ. / كَانَ من أَعْيَان القواد المعروفين بِالْعُمْرَةِ توفّي بِمَكَّة فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة عشْرين وَدفن بالمعلاة وَأَظنهُ فِي عشر الْأَرْبَعين. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة. 855 - عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي الْمَكِّيّ. / أجَاز لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا النشاوري وَابْن خلدون والتنوخي وَابْن صديق وَجَمَاعَة، وَدخل بِلَاد الْهِنْد وَغَابَ مُدَّة ثمَّ قدم مَكَّة وَمَا كَأَنَّهُ حدث وَمَات بهَا فِي شَوَّال سنة أَرْبَعِينَ. قَالَه ابْن فَهد فِي الظهيريين. 856 - عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن فرج الْمَكِّيّ الْقَائِد بهَا وَيعرف بنعمان /. مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين بالحسبة من بِلَاد الْيمن. أرخه ابْن فَهد. 857 - عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم كريم الدّين بن الخواجا شيخ عَليّ الْكرْمَانِي الْمَكِّيّ. / ولد بهَا سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَسمع من الزين أبي بكر ابْن الْحُسَيْن المراغي الْخَتْم من مُسلم وَمن أبي دَاوُد وَمن ابْن حبَان وَمَات فِي جُمَادَى

الْآخِرَة سنة سِتِّينَ بعدن. أرخه ابْن فَهد. 858 - عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْمجِيد / خَليفَة الْمقَام الأحمدي بطنتدا وَقَالَ إِن جده عبد الْمُجيب أحد خدام سَيِّدي أَحْمد. قتل فِي صَبِيحَة يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ فَغسل ثمَّ صلى عَلَيْهِ بمصلى المؤمني وَدفن بتربة الشَّيْخ مبارك بِبَاب النَّصْر جوَار عَمه الشهَاب أَحْمد ابْن مُحَمَّد وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة بِحَيْثُ حكى أَن بَعضهم رأى فِي الْمَنَام قبيل قَتله بأيام الشَّيْخ وَهُوَ يَقُول من دَاخل قَبره لَا تدعوا هَذَا الصَّبِي يَجِيء إِلَى عِنْده اقْتُلُوهُ فَالله أعلم. 859 - عبد الْكَرِيم بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر نجم الدّين الدِّمَشْقِي أَخُو الخواجا شمس الدّين مُحَمَّد / الْآتِي ووالد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الزَّمن. كَانَ تَاجِرًا مشارا إِلَيْهِ. وَمَات فِي رَجَب سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة عَن سبع وَثَلَاثِينَ بِدِمَشْق بعد أَن ترك أَوْلَادًا. 860 - عبد الْكَرِيم بن أبي الْفضل بن جُلُود كريم الدّين بن الْعلم القبطي الْمصْرِيّ / كَاتب المماليك وَابْن كاتبها وَيعرف بِابْن جُلُود. مَاتَ فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشري رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَلم يكمل الثَّلَاثِينَ بعد أَن تعلل مُدَّة تخللها طلوعه للْخدمَة مرّة لظَنّه حُصُول الشِّفَاء فانتكس واستدعى السُّلْطَان بجنازته فصلى عَلَيْهِ بسبيل الْمُؤمنِينَ ثمَّ دفن فِي تربة أَبِيه تجاه تربة ابْن تغري بردى بِالْقربِ من تربة كوكاي، وَكَانَ مَعَ صغر سنه اسْتَقر فِي الْوَظِيفَة بعد أَبِيه وَصَارَ ذَا وجاهة وبراعة فِي الْمُبَاشرَة وحذق وشهامة وانعام وعلو همة وللملك إِلَيْهِ ميل وَعَلِيهِ إقبال بِحَيْثُ كَانَ مِمَّن يُرْجَى وَيخَاف وخضع لَهُ الأكابر، وَقد قَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ الْيَسِير من الْمِنْهَاج وَرُبمَا تردد إِلَيْهِ الْبكْرِيّ وَغَيره للْقِرَاءَة وَكَانَ الْخَطِيب الوزيري من عشرائه وأخصائه ومخالطيه القائمين بمآربه سامحه الله وَعَفا عَنهُ. 871 - عبد الْكَرِيم بن قَاسم بن عبد الْمُعْطِي كريم الدّين الْأنْصَارِيّ أَخُو عبد الْمُعْطِي. / جرده ابْن فَهد فِي ذيله وكتبته تخمينا. 862 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِي الشهير بالصواف /. مِمَّن تردد لمَكَّة وسكنها وَعمر بهَا بعض الدّور وَكَانَ يُسَافر مِنْهَا إِلَى الْهِنْد فِي التِّجَارَة. مَاتَ سنة سبع وَخمسين بِبِلَاد كالكوط من الْهِنْد. أرخه ابْن فَهد. 863 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد كريم الدّين الاسنائي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي شَقِيق أَحْمد / الْمَاضِي وَذَاكَ أكبر وَابْن أُخْت الشّرف الْأنْصَارِيّ واخوته وَيعرف بالاسنوي. مِمَّن حفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا، وَكَانَ ينْقل من الرسَالَة فَلَعَلَّهُ حفظهَا

وَسمع الأول والأخير من البُخَارِيّ على أم هاني الهورينية وَمن كَانَ مَعهَا، وَتزَوج ابْنة الشَّمْس الْأنْصَارِيّ أحد أَخْوَاله واستولدها أَوْلَادًا وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وتكسب بِالتِّجَارَة وتمول وَأخذ دَار الشطنوفي كَانَت بزقاق الساقية المجاور للأزهر فعملها حواصل وَغَيرهَا، وتكسب بِالتِّجَارَة وسافر لمَكَّة وَغَيرهَا وَتوجه لعدن فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين للخوف مِمَّا يتوقعه هُوَ وَأَمْثَاله سِيمَا وَفِي ظنهم أَنه اختلس من تَرِكَة خَاله مَا خف حمله فَكَانَ يتَرَدَّد بَين عدن وزبيد حَتَّى مَاتَ بزبيد فِي ثَانِي عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَقد ناهز الْخمسين وَخلف أَوْلَادًا، وَيذكر بِمَعْرُوف وَخير وتودد وَقَضَاء حَاجَة وَكَثْرَة تِلَاوَة رَحمَه الله وإيانا. 864 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن خضر بن أبي بكر النَّيْسَابُورِي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن النَّيْسَابُورِي. شَاب سمع مني بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة ثمَّ لَقِيَنِي بهَا أَيْضا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَقَرَأَ على نَحْو النّصْف الأول من الشفا وَسمع بَاقِيه مَعَ أَشْيَاء بل سمع دروسا فِي شرح النخبة وَغَيرهَا وَهُوَ مِمَّن يشْتَغل على السَّيِّد عبد الله وَغَيره وَله فهم فِي الْفِقْه والعربية مَعَ سُكُون وَخير وَعدم طلاقة لِسَان، وَقد سَافر مَعَ السَّيِّد ركن الدّين الْهِنْدِيّ فِي سنة أَربع وَتِسْعين مَعَ الردادة إِلَى الْهِنْد رَجَاء الْخَيْر فدام بهَا إِلَى الْآن. 865 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور بن مُنِير القطب ابْن الْمُحدث التقي بن الْحَافِظ القطب الْحلَبِي الأَصْل الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن الْحلَبِي. / ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وأسمع على مَشَايِخ عصره بِمصْر بإفادة أَبِيه كَابْن غالي والأحمدين ابْن كشتغدي وَابْن عَليّ المستولي والميدومي وَالْحُسَيْن بن مُحَمَّد الاربلي وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل الايوبي والعز بن جمَاعَة وأحضر على الْبَدْر الفارقي ثَانِي الافراد للدارقطني وَغَيره وَخرج لَهُ حَمَّاد التركماني جُزْءا وَلَكِن ظن شَيخنَا أَنه لم يحدث بِهِ وَأَجَازَ لَهُ ابْن القماح وَابْن الصناج وَأَبُو حَيَّان والمزي والذهبي والشهاب الْجَزرِي وَغَيرهم من المصريين والشاميين وَحدث روى لنا عَنهُ شَيخنَا وَقَالَ نه كَانَ يتَصَرَّف عِنْد الْقُضَاة والزين الفاقوسي، وَذكره المقريزي فِي عقوده. مَاتَ يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن رَجَب سنة تسع رَحمَه الله. 866 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى الدَّمِيرِيّ الْمَكِّيّ الْعَطَّار / أحد الْخِيَار مِمَّن فِيهِ رقة وَخير. مَاتَ بِمَكَّة فِي سلخ شعْبَان سنة سِتّ وَسبعين. أرخه ابْن فَهد وَأَعَادَهُ فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيسَى بن عبد الله وَالصَّوَاب أَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن مُوسَى بن عِيسَى.

867 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عَطِيَّة بن عمرَان الزين الْمَكِّيّ التمار وَيعرف بِابْن دردبة بمهملات ثمَّ مُوَحدَة مفتوحات وَثَانِيها سَاكن. / أجَاز لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ النشاوري والابناسي والعراقي وَعبد الْكَرِيم حفيد القطب الْحلَبِي والصدر الْمَنَاوِيّ والدميري وَالْمجد اللّغَوِيّ وَتَمام أَرْبَعَة وَثَلَاثِينَ نفسا، أجَاز لي وَكَانَ أُمِّيا خيارا سَاكِنا مجيدا لنقل الشطرنج تمارا. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَدفن بمعلاتها. 868 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله ابْن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو الْقسم النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ /. بيض لَهُ الْعَفِيف. 869 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جوشن الْمَكِّيّ التَّاجِر / المتردد فِيهَا لليمن. مَاتَ بِمَكَّة وَقد خلف دورا ونخيلا. جرده ابْن فَهد فِي ذيله. 870 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن صَالح بن شهَاب بن مُحَمَّد كريم الدّين بن الشَّمْس الهيثمي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو عَليّ ووالد الْبَدْر مُحَمَّد وَيعرف بكريم الدّين الهيثمي. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَعرض على جمَاعَة وَأخذ يَسِيرا عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْجمال الزيتوني وَزوج الْجمال وَلَده بابنته، واستفاد من وَالِده نظما ونثرا وَقَرَأَ بِأخرَة فِي الْأَنْوَار للأردبيلي على أبي السعادات البُلْقِينِيّ وتكسب بِالشَّهَادَةِ وبرع فِيهَا وتدرب بِهِ فِيهَا غير وَاحِد. وناب فِي الْقَضَاء عَن جمَاعَة مِمَّن تَأَخّر بل اسْتَقل بِقَضَاء منوف وقتا وباشر النقابة عِنْد القاياتي والسفطي ثمَّ الْمَنَاوِيّ والخدمة بالخانقاه الجمالية برغبة ابْن أُخْت الشَّيْخ مَدين لَهُ عَنْهَا، وَقَرَأَ فِي التَّرْغِيب والترهيب والتذكرة وَشبههَا على الْعَامَّة بِجَامِع المغاربة، وَرُبمَا خطب بِهِ، وَحج مرَارًا وجاور وباشر حسبَة السُّوق هُنَاكَ وزار بَيت الْمُقَدّس وَكَانَ قد عين لقضائه فَلم يتم وَدخل دمياط وَغَيرهَا واشتهر بالمالية واستدان مِنْهُ غير وَاحِد مِمَّن ولي الْقَضَاء، وَضاع لَهُ بِسَبَب ذَلِك جملَة، وَقد كتبت عَنهُ عَن أَبِيه أَشْيَاء وَكَانَ سليم الْبَاطِن محبا فِي التَّحْصِيل رَاغِبًا فِي أقراض من يفهم عَنهُ جر نفع وَرُبمَا أقْرض لغير ذَلِك، مَعَ علو الهمة فِي الْمَشْي وَالْحَرَكَة إِلَى أَن عجز وتواتر عَلَيْهِ الاسهال، فَأَقَامَ بِهِ حَتَّى نحل وانقطعت همته. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين بمدرسة ابْن الْحَاجِب تجاه مصلى بَاب النَّصْر وَصلى عَلَيْهِ بِالْقربِ من الأهناسية فِي محفل متوسط ثمَّ دفن بتربة سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.

871 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عوض الجدي / أحد التُّجَّار المتمولين مِمَّن لَهُ عقار وَوَصفه ابْن عزم بكريم الدّين زعيم جدة سنة ثَمَان وَخمسين. أرخه ابْن فَهد وَقَالَ أَنه أنشأ بمنى فِي سنة سبع وَأَرْبَعين سَبِيلا. 872 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبَادَة بن عبد الْغَنِيّ النَّجْم بن الشَّمْس الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد / الْمَاضِي، وَيعرف بِابْن عبَادَة ولد فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن عِنْد الْعَلَاء بن الشحام وَحفظ الْمُخْتَار وعقيدة الطَّحَاوِيّ والاخسيكتي وعرضها على الشَّمْس بن الديري بل حضر دروسه فِي الْفِقْه وَغَيرهَا وَسمع على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَحج لَقيته بصالحية دمشق فَقَرَأت عَلَيْهِ ثلاثيات البُخَارِيّ، وَكَانَ شَيخا حسنا متواضعا رَئِيسا نَاب فِي الْقَضَاء. وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتِّينَ وَدفن بتربتهم بسفح قاسيون شَرْقي الرَّوْضَة رَحمَه الله وإيانا. عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى. مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله. / 873 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن يُوسُف الخواجا جلال الدّين أَو كريم الدّين الزبيرِي نِسْبَة للزبير بن الْعَوام الْبَصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَيعرف بدليم بدال مُهْملَة ثمَّ لَام مُصَغرًا وَكَذَا بِجلَال. / مِمَّن سكن مَكَّة وجدد بهَا دَارا بل عمر أَمَاكِن كَثِيرَة من عين حنين سنة سِتّ وَأَرْبَعين. وَتردد إِلَى هرموز فِي التِّجَارَة، وَدخل الْيمن، وَكَانَ خيرا محسنا للْفُقَرَاء والأرامل. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة خمس وَخمسين. أرخه ابْن فَهد 874 -. عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ ابْن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة امام الدّين أَبُو الْقَاسِم بن الْجلَال أبي السعادات بن الْكَمَال أبي البركات الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو الْمُحب أَحْمد ووالد أبي المكارم مُحَمَّد، وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة، / ولقبه أَبوهُ بالرافعي تبركا وَهُوَ الَّذِي اشْتهر وَأمه أم الْخَيْر سَعَادَة ابْنة الشريف أبي السرُور مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن أبي عبد الله الحسني الفاسي. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وألفية النَّحْو وَثَلَاثَة أَربَاع الْمِنْهَاج، وَعرض الْأَوَّلين على جمَاعَة كالتقي بن فَهد والبرهان والزمزمي والزين عبد الرَّحِيم الاميوطي والمحب الطَّبَرِيّ الامام والمحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي المكيين والشوايطي وَأبي البركات الهيثمي وَابْن الْهمام والشرف يَعْقُوب بن عَليّ الصنهاجي المغربي وَمُحَمّد

ابْن سُلَيْمَان الْجُزُولِيّ وَأحمد بن يُونُس وَيحيى القبابي وَغَيرهم من الغرباء القاطنين والواردين وأجازوه وَأَجَازَ لَهُ أَيْضا شَيخنَا والعيني وَابْن الديري والمقريزي والزين الزَّرْكَشِيّ والمحب بن يحيى الْحَنْبَلِيّ والْعَلَاء بن بردس والشهاب بن نَاظر الصاحبة وَأَبُو جَعْفَر بن الضياء وَالشَّمْس الصَّفَدِي والصفي والعفيف الأنجيين والزين رضوَان وَجَمِيع من فِي النَّجْم مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد ابْن عَمه، وَسمع على أَبِيه وَأبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد والشوايطي وَآخَرين بِبَلَدِهِ والأمين الاقصرائي وَأم هاني الهورينية وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهَا البلدانيات للسلفي فِي الْقَاهِرَة، وَحضر فِي النَّحْو عِنْد ابْن قديد وَكَانَ نازلا بِمَكَّة عِنْدهم وَابْن يُونُس وَالْقَاضِي عبد الْقَادِر، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة أَولهَا فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَحضر دروسا عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والعبادي وَقَرَأَ عَلَيْهِ والكافياجي والاقصرائي والبقاعي، وَكَذَا دخل بَيت الْمُقَدّس وزار الْخَلِيل أَيْضا وناب عَن أَخِيه بجدة بل وبمكة أَيْضا وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم والشفا وَقطعَة من شرح الْمِنْهَاج للمحلي وَشهد مِنْهُ زَائِد الود زَاده الله من فَضله وَحفظ عَلَيْهِ وَلَده وَجَمِيع أَهله. عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيسَى بن عبد الله الدَّمِيرِيّ الْعَطَّار /. مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى. 875 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أبي بكر بن صديق بن عَليّ بن غَازِي بن ثَابت بن ثَابت بن بَرَكَات النَّجْم أَبُو الْجُود بن الشَّمْس بن الصَّدْر الربيعي المشرقي الأَصْل ثمَّ التدمري ثمَّ الْقَارِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن صفي الدّين / خطيب جَامع قارا كأبيه وجده، ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بقارا، ولقيه ابْن فَهد فَذكر لَهُ أَنه قَرَأَ على الْبَدْر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن العصياتي نصف صَحِيح البُخَارِيّ فِي سنة عشْرين بِسَمَاعِهِ لَهُ من ابْن فِرْعَوْن وَغَيره عَن الحجار وَأَنه قَرَأَ جَمِيعه على النُّور بن خطيب الدهشة وَأَنه أجَاز لَهُ الشهب ابْن حجي والحسباني وَابْن نشوان والشرف بن الزفتاوي، وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ نَاصِر الدّين بن زُرَيْق ثلاثيات البُخَارِيّ بقارا فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمَات. 876 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد تَقِيّ الدّين النَّوَوِيّ الشَّافِعِي /. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه اشْتغل قَدِيما ثمَّ ترك وَأَقْبل على السَّعْي فِي الْقَضَاء بالبلاد فولي نوا ثمَّ بَاشر قَضَاء أَذْرُعَات مُدَّة وَلم يكن مرضيا وَكَانَ جوادا بالقرى. مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس. 877 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن فرو / شيخ الأميرية ومستأجر منية خلفا وقف الصرغتمشية. مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه فِي رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين وَكَانَ أَلين من أَبِيه وأشبه عَفا الله عَنهُ.

878 - عبد الْكَرِيم الملقب جاني بك بن ميلب الْمَكِّيّ / الصَّانِع بجدة. مَاتَ شبه الْفجأَة من نزلة نزلت فِي عُنُقه منعته الْأكل وَالشرب فِي لَيْلَة السبت رَابِع عشر رَمَضَان سنة وَتِسْعين بجدة وَحمل لمَكَّة فصلى عَلَيْهِ ثمَّ دفن على والدته بتربة بني فَهد من المعلاة، وَكَانَ بارا بِوَالِديهِ واخوته. 879 - عبد الْكَرِيم كريم الدّين بن فخيرة بفاء ثمَّ مُعْجمَة وَرَاء ثمَّ هَاء مصغر. وَالِد عبد الرَّزَّاق الْمَاضِي / وَأحد الكتبة من الأقباط بل مُسْتَوْفِي الْخَاص. مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَخمسين. عبد الْكَرِيم بن مكانس الْوَزير. / فِي ابْن عبد الرَّزَّاق بن إِبْرَاهِيم.) 880 - عبد الْكَرِيم السُّلَيْمَانِي الشريف /، مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 881 - عبد الْكَرِيم الْقُسْطَلَانِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الْخَطِيب ابْن الْخَطِيب / من بَيت كَبِير: مَاتَ فِي سنة أَربع وَخمسين. أرخه الْمُنِير. عبد اللَّطِيف الكتبي /. فِي ابْن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد. 882 - عبد اللَّطِيف بن إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن بن مُحَمَّد الزين الجبرتي الجواتري الطواشي / أحد خدام الْحرم النَّبَوِيّ، مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. وَمَات بهَا سنة احدى وَتِسْعين. 883 - عبد اللَّطِيف بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن حلفا الْكَمَال الْمصْرِيّ /. مَاتَ فِي صفر سنة خمسين بجدة وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها. أرخه ابْن فَهد. 884 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن اقبال الحريري الْحَنَفِيّ. وَيعرف بِابْن اقبال. / أحد صوفية الأشرفية وقراء الصّفة بهَا. مِمَّن سمع على شَيخنَا وَكتب عَنهُ فِي الأمالي. وَكَذَا سمع على غَيره، وتكسب فِي حَانُوت بالوراقين، وَحج غير مرّة وجاور، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ مَعَ اقبال على التَّحْصِيل وحرص، مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين رَحمَه الله. 885 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد السنبسي الْمَكِّيّ. / وَالِد عبد الْعَزِيز الْمَاضِي. قَرَأَ على الزين بن أبي بكر المراغي المسلسل والختم من الصَّحِيحَيْنِ. مِمَّن سَافر فِي التِّجَارَة لبلاد كالهند واليمن. وَمَات فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ بفوقة من أَعمال كنباية من الْهِنْد. 886 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عبد السَّلَام بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن عبد السَّلَام بن أبي الْمَعَالِي بن أبي الْخَيْر بن ذَاكر بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن شهريار الكازروني / الْمُؤَذّن بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام ويشتهر بالدب بِمَ الدَّال الْمُهْملَة بَاشر الْأَذَان بمنارة بَاب الْعمرَة كأبيه وجده، بل نَاب فِي رياسة المؤذنين

بقبة زَمْزَم عَن قَرِيبه مُحَمَّد بن حُسَيْن وَلَده عبد اللَّطِيف، وَمَات بِمَكَّة سنة سبع وَعشْرين وَأمه هِيَ رقية ابْنة مُحَمَّد بن عَليّ العجمي. وَمَاتَتْ وَهُوَ طِفْل فَبَاعَ أَبوهُ مَا وَرثهُ مِنْهَا لجده لأمه فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة. أرخهما ابْن فَهد. 887 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن أبي بكر الشرجي الْيَمَانِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين أَو قَرِيبا مِنْهَا. 888 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن النَّجْم أَبُو الثَّنَاء وَأَبُو بكر بن أبي السرُور الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. شَقِيق التقي مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي وَقت صَلَاة) الْجُمُعَة رَابِع عشري شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة، وَكَانَت مُدَّة حمله سَبْعَة أشهر وانقلبت أمه بِهِ وبأخيه إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة لكَون خالهما الْمُحب النويري كَانَ إِذْ ذَاك قاضيها فَلَمَّا انْتقل لقَضَاء مَكَّة فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ انْتَقَلت بهما مَعَه إِلَيْهِ، وجود هَذَا بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي سنة احدى وَتِسْعين بالْمقَام الْحَنْبَلِيّ وخطب بِهِ لَيْلَة الْخَتْم خطْبَة حَسَنَة بل خطب بِهِ قبل ذَلِك لَيْلَة ختم من سنة تسع وَثَمَانِينَ وَحفظ التَّنْبِيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وَغَيرهمَا، وارتحل مَعَ أَخِيه إِلَى الْقَاهِرَة فَسمع بهَا مَعَ التنوخي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الشيخة وَمَرْيَم الأذرعية فِي آخَرين وَأخذ عُلُوم الحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ وَالْفِقْه عَن ابْن الملقن وَسمع مِنْهُ كثيرا، وَحضر دروس البُلْقِينِيّ واستفاد مِنْهُ وَمن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ أَشْيَاء حَسَنَة، وَعَاد لمَكَّة وَقد تبصر كثيرا فِي فنون من الْعلم وَقَرَأَ فِي الرَّوْضَة وَغَيرهَا على الْجمال بن ظهيرة ولازمه كثيرا وانتفع بِهِ وَكَذَا قَرَأَ الْفِقْه على الْبُرْهَان الابناسي بِمَكَّة وَدخل الْيمن مرَارًا وَأخذ بزبيد عَن مفتيها الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ، ثمَّ دخل الْقَاهِرَة ثَانِيًا فلازم الْوَلِيّ أَيْضا وَكَذَا الْجلَال البُلْقِينِيّ والنورين فَتِيلَة الْبكْرِيّ وَمِمَّا أَخذه عَنهُ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَأذن لَهُ الْأَرْبَعَة فِي الافتاء والتدريس والابناسي فِي التدريس خَاصَّة، وتكرر دُخُوله الْقَاهِرَة وَقَرَأَ بهَا عَليّ الْعِزّ بن جمَاعَة فِي مُدَّة سِنِين وَأذن لَهُ أَيْضا فِي الافتاء والتدريس فِي فنون، وَدخل تونس فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَأخذ بهَا رِوَايَة عَن قَاضِي الْجَمَاعَة بهَا عِيسَى الغبريني وَغَيره، ولازم بِمَكَّة فِي سنة خمس عشرَة الحسام الأبيوردي وَأَبا عبد الله الوانوغي فَكَانَ مِمَّا أَخذه عَن أَولهمَا تأليفه فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالْأُصُول فِي الْعَضُد والمنطق فِي الشمسية وَكَانَ يثني على حسن فهمه وبحثه وَعَن ثَانِيهمَا التَّفْسِير وَالْأُصُول والعربية وَكَانَ يثني عَلَيْهِ كثيرا ثمَّ غض مِنْهُ لكَونه انتصر لِأَخِيهِ فِي فتيا خَالفه فِيهَا، وَدخل اسكندرية

سنة عشْرين ثمَّ بعْدهَا، وقطن الْقَاهِرَة مُدَّة سِنِين حَتَّى مَاتَ فِي ضحى يَوْم الْخَمِيس سادس جُمَادَى الثَّانِيَة أَو الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بالطاعون شَهِيدا. وَدفن قبيل الْعَصْر بتربة شَيْخه الزين الْعِرَاقِيّ خَارج بَاب البرقية وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته وافرا، وَكَانَ فِيمَا قَالَه أَخُوهُ مليح الشكالة والخصال كثير الاحسان لمن ينتمي إِلَيْهِ ذَا حَظّ من الْعِبَادَة والعلوم الَّتِي أَكثر الاعتناء بهَا كالأصلين وَالْفِقْه وَالتَّفْسِير والعربية والمعاني وَالْبَيَان والمنطق كثير النباهة فِيهَا مجيدا فِي الافتاء والتدريس والفهم وَالْكِتَابَة سريعها، كتب بِخَطِّهِ الْكثير لنَفسِهِ وَلغيره مجَّانا، ودرس بِالْحرم وَأفْتى وَولي الاعادة بالمجاهدية بِمَكَّة وَلم يُبَاشِرهَا لغيبته بِالْقَاهِرَةِ والاعادة بالصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ فِي القرافة. وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ سمع مَعنا كثيرا من شُيُوخنَا، ولازم الِاشْتِغَال فِي عدَّة فنون، وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة بِسَبَب الذب عَن منصب أَخِيه إِلَى أَن مَاتَ مطعونا انْتهى. وَهُوَ مِمَّن سمع عَلَيْهِ النخبة تأليفه فِي سنة خمس عشرَة، بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْقطعَة الَّتِي بيضها من مكتبة عَليّ ابْن الصّلاح وكتبها بِخَطِّهِ. 889 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عَليّ اليافعي الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْعَدنِي الْيَمَانِيّ وَالِد عبد الله / الْآتِي. مَاتَ بعدن سنة أَربع. عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عَليّ /. صَوَاب جده عمر كَمَا بعده. 890 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عمر التقي أَبُو مُحَمَّد بن الشَّمْس أبي الْعَبَّاس ابْن التقي أبي جَعْفَر الْأنْصَارِيّ الأسنائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي ابْن أُخْت الْجمال الأسنائي /. اشْتغل عَلَيْهِ قَلِيلا وناب عَنهُ فِي الْحِسْبَة وَعَن غَيره فِيهَا وَفِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ ومصر وأعمال الأطفيحية، وَقد سمع عَليّ الْمَيْدُومِيُّ والمحب الخلاطي وَغَيرهمَا، وَحدث باليسير أَخذ عَنهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيره مِمَّن لقيناه كالصدر مُحَمَّد بن عبد الْكَافِي السويفي فَإِنَّهُ سمع عَلَيْهِ سنَن الدَّارَقُطْنِيّ وَأَجَازَ لكل من الْجلَال القمصي وَالشَّمْس ابْن الحفار فِي عرضه عَلَيْهِ وَكَانَ مشكورا فِي الْأَحْكَام. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَقد جَازَ السِّتين، ذكره شَيخنَا فِي الأنباء قَالَ وَلم آخذ عَنهُ شَيْئا وَسمي جده عليا وَهُوَ سَهْو، وأرخه غَيره كالمقريزي فِي عقوده فِي يَوْم السبت ثَالِث رَجَب بِالْقَاهِرَةِ وَكَأَنَّهُ أضبط. 891 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن فضل الله بن أبي بكر بن عبد الله النمراوي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي السعودي أَخُو عَليّ / الْآتِي. كَانَ خيرا يتَكَلَّم فِي جباية وَنَحْوهَا. 891 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد المحسن

الْبَهَاء أَبُو الْبَقَاء بن قَاضِي الْقُضَاة الشهَاب أبي الْعَبَّاس السّلمِيّ الْمحلي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة ووالد الْمُحب عبد الله وَأبي بكر وَيعرف بِابْن الامام. / مَاتَ فِي أَوَائِل ذِي الْحجَّة سنة سبع بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة، أرخه التقي الفاسي، وَقَالَ شهِدت جنَازَته. قلت وَقد نَاب فِي الْقَضَاء بالمحلة وَوصف بالامام. 893 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد النَّجْم بن الشهَاب بن الضياء الْهِنْدِيّ الْمَكِّيّ أَخُو الْمجد بن أبي البقا وَأبي حَامِد /. سمع من ابْن صديق وَغَيره بِمَكَّة وَالشَّمْس بن السلعوس بِدِمَشْق، وَحفظ كتبا واشتغل فِي بَعْضهَا وَسكن مصر سِنِين وَبهَا مَاتَ فِي سنة ثَمَان عشرَة وَهُوَ فِي أثْنَاء عشر الْأَرْبَعين، ذكره الفاسي فِي مَكَّة. 894 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد السراج الفوي القاهري ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي /. ولد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا واشتغل بالفقه عَليّ الأسنوي وَغير وَاحِد كالبلقيني، وَأخذ الْفَرَائِض عَن صَلَاح الدّين العلائي فمهر فِيهَا وَقَرَأَ عَليّ البُلْقِينِيّ بحلب فِي فروع ابْن الْحداد وَكَانَ قد قدمهَا وَولي بهَا قَضَاء الْعَسْكَر ثمَّ صرف وَولي تدريس الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة خَارج بَاب الْمقَام ثمَّ اسْتَقر لَهُ نصفهَا، وَكَانَ فَاضلا فِي الْفَرَائِض مشاركا فِي غَيره مواظبا على الِاشْتِغَال وَقِرَاءَة الميعاد على النَّاس صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة بالجامع الْكَبِير بحلب ذَا نظم كثير فَمِنْهُ فِي مدح النَّحْو والمنطق: (إِن رمت ادراك الْعُلُوم بِسُرْعَة ... فَعَلَيْك بالنحو القويم ومنطق) (هَذَا لِمِيزَانٍ الْعُقُول مُرَجّح ... والنحو اصلاح اللِّسَان بمنطق) وَمِنْه فِي ذمّ الْمنطق: (دع منطقا فِيهِ الفلاسفة الأولى ... ضلت عُقُولهمْ ببحر مغرق) (وأجنح إِلَى نَحْو البلاغة وَاعْتبر ... إِن الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق) وَمِنْه: (أخفيت عشق حَبِيبِي مظْهرا جلدا ... فَقَالَ قولا يحاكي الدّرّ من فِيهِ) (إِنِّي سكنت شغَاف الْقلب مُبْتَدأ ... وَصَاحب الْبَيْت أَدْرِي بِالَّذِي فِيهِ) وَله فِي فَاقِد الطهُورَيْنِ: (وَمن لم يجد مَاء وَلَا متيمما ... فَأَرْبَعَة الْأَقْوَال يحكين مذهبا) (يُصَلِّي وَيَقْضِي عكس مَا قَالَ مَالك ... وَأصبغ يقْضِي وَالْأَدَاء لأشهبا) وَله فِيمَن يحيض: (الْمَرْأَة الخفاش ثمَّ الأرنب ... والضبع الرَّابِع ثمَّ الراب) (وَفِي كتاب الْحَيَوَان يذكر ... للجاحظ انقل عَنهُ مَا لَا يُنكر) وَله فِي نظم عدَّة مسَائِل للحاوي وتخميس الْبردَة وَغير ذَلِك كأسئلة سَأَلَ عَنْهَا زَاده لما قدم حلب فَأَجَابَهُ عَنْهَا. قَالَ ابْن خطيب الناصرية قَرَأت عَلَيْهِ طرفا من

الْفَرَائِض وتخميسه للبردة وكتبت عَنهُ مَا تقدم من نظمه. مَاتَ وَهُوَ مُتَوَجّه من حلب إِلَى الْقَاهِرَة اغتيل خَارج دمشق سنة / إِحْدَى وَذهب دَمه هدرا فَلم يعرف قَاتله رَحمَه الله. وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار. 895 - عبد اللَّطِيف بن أبي بكر بن أَحْمد بن عمر السراج أَبُو عبد الله الشرجي بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء ثمَّ جِيم الزبيدِيّ بِفَتْح الزَّاي الْيَمَانِيّ الْمَالِكِي نسبا الْحَنَفِيّ مذهبا وَالِد أَحْمد / الْمَاضِي. ولد فِي مستهل شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بالشرجة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ثمَّ ارتحل فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ إِلَى زبيد فَأخذ عَن الشهَاب أَحْمد بن عُثْمَان بن بصيص فِي النَّحْو وَالْأَدب وَغَيرهمَا، وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ، ثمَّ أَخذ عَن مُحَمَّد بن أبي بكر الروكي فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا وَخلف شَيْخه ابْن بصيص فِي حلقته فعكف عَلَيْهِ الطّلبَة وَاسْتقر فِي تدريس النَّحْو بالصلاحية بزبيد فَأفَاد واستفاد وانتشر ذكره فِي الْبِلَاد وارتحل إِلَيْهِ النَّاس من سَائِر أنحاء الْيمن وَغَيرهَا ثمَّ أَخذ الْفِقْه على عَليّ بن عُثْمَان المتطبب وَعُثْمَان بن أبي الْقَاسِم القريني وَأبي يزِيد مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السراج، والْحَدِيث وَالتَّفْسِير عَن عَليّ ابْن أبي بكر بن شَدَّاد، وَجمع كتبا نفيسة بِخَطِّهِ وَغَيره، واعتنى بضبطها واتقانها ودرس الْفِقْه بالرحمانية بزبيد أَيْضا ثمَّ استدعاه الْأَشْرَف فِي جملَة فُقَهَاء زبيد إِلَى مَجْلِسه فِي رَمَضَان وَالْتمس مِنْهُ شرح ملحة الْأَعْرَاب فشرحها ثمَّ أمره بنظم مُقَدّمَة ابْن بابشاد فنظمها أرجوزة فِي ألف بَيت ثمَّ نظم مُخْتَصر الْحسن بن أبي عباد وَاخْتصرَ الْمُحَرر فِي النَّحْو بل عمل مصنفا فِيهِ جيدا جعله على قسمَيْنِ فقسم فِي مُفْرَدَات الْكَلم وَالْآخر فِي المركبات وصنف الْأَعْلَام بمواضع اللَّام فِي الْكَلَام وَصَارَ شيخ النُّحَاة فِي عصره بقطره وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأَشْرَف بعض تصانيفه وَغَيرهَا وَبَالغ فِي الاحسان إِلَيْهِ وَارْتَفَعت مكانته عِنْده وَكَذَا أَخذ عَنهُ ابْنه النَّاصِر تَرْجَمَة الخزرجي فِي تَارِيخ الْيمن، وَأما شَيخنَا فَقَالَ فِي مُعْجَمه أَبُو أَحْمد الشرجي الزبيدِيّ كَانَ أحد أَئِمَّة الْعَرَبيَّة اجْتمعت بِهِ بزبيد وَسَمعنَا من فَوَائده وَسمع عَليّ شَيْئا من الحَدِيث وَله نظم مُقَدّمَة ابْن بابشاد وَشرح ملحة الْأَعْرَاب ومقدمة فِي عُلُوم النَّحْو كَانَ الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل يقْرَأ عَلَيْهِ فِيهِ زَاد فِي أنبائه: وَله تصنيف فِي النَّحْو. وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ رَحمَه الله. 896 - عبد اللَّطِيف بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن عُثْمَان ابْن عماد الْمعِين أَبُو اللطائف بن الشّرف بن الْعلم الْحلَبِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط بني العجمي / أحد الْبيُوت الْمَشْهُورين بحلب ووالد الْكَمَال مُحَمَّد الْآتِي هُوَ

وجده. وَيعرف بِابْن الْأَشْقَر، ولد فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ تَحت كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي سنة أَربع وَعشْرين وَحفظ عدَّة مختصرات واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد الشّرف السُّبْكِيّ وَغَيره، وَقَرَأَ فِي كثير من الْفُنُون عَليّ الشمني وَالشَّمْس الرُّومِي وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وشارك فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا من الْفَضَائِل، وَسمع الْكثير على ابْن الْجَزرِي ولازم حَافظ بَلَده الْبُرْهَان الْحلَبِي وَوَصفه بِالْقَاضِي الْفَاضِل النَّبِيل وبرع فِي صناعَة الانشاء وتدرب فِيهَا بِأَبِيهِ وَغَيره وباشر التوقيع بِالْقَاهِرَةِ وخدم عِنْد تمراز القرمشي ثمَّ ولي كِتَابَة سر حلب فَأحْسن فِي مباشرتها وحظي عِنْد نائبنا تغري برمش ثمَّ صرف عَنْهَا وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة على التوقيع فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين اسْتَقر مَكَانَهُ فِي نِيَابَة كِتَابَة السِّرّ وَغَيرهَا من وظائفه فَأحْسن التَّصَرُّف وَصَارَ هُوَ الْقَائِم بأعباء الدِّيوَان مَعَ مزِيد حشمته ورياسته إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ رَحمَه الله. 897 - عبد اللَّطِيف بن الْحسن بن عبد الْملك بن يُوسُف بن أبي بكر بن يُوسُف السراج الحسني القليصي / من بَيت صَلَاح وَكَانَ هُوَ أَيْضا على قدم مبارك وحظ كَامِل من لُزُوم طَريقَة الْقَوْم وَالْمَشْي على منهجهم، وَله فِي السماع حَرَكَة مزعجة تشهد بصدقه مَعَ سَلامَة صَدره وارتفاع قدره وشأنه. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَسبعين. ذكره صَاحب صلحاء الْيمن فِي تَرْجَمَة جده يُوسُف الثَّانِي رَحمَه الله. 898 - عبد اللَّطِيف بن حَمْزَة بن عبد الله بن مُحَمَّد علم الدّين وسراج الدّين أَبُو الْخَيْر ابْن الْعَلامَة تَقِيّ الدّين الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ النَّاشِرِيّ الشَّافِعِي. / ولد فِي ثَالِث ذِي الْحجَّة سنة احدى وَسبعين بزبيد وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده واشتغل فِي قطر الندى ومقدمة ابْن عباد واللمع لِأَبْنِ جني ثلاثتها فِي الْعَرَبيَّة على جمَاعَة مِنْهُم الشهَاب العوسمي التعزي وَفِي الْهِنْدِيّ الْفَرَائِض عَليّ الطّيب الْمَدْعُو بالمنار وَفِي الْفِقْه قَلِيلا على أَبِيه ولقيني فِي أثْنَاء سنة ثَمَان وَتِسْعين فَسمع على أَشْيَاء وَمن لَفْظِي المسلسل بل قَرَأَ على الابتهاج فِي اذكار الْمُسَافِر الْحَاج من نسخته بِخَطِّهِ وكتبت لَهُ كراسة وَعَاد بعد الْحَج فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة لبلده وَمثله الله سالما. عبد اللَّطِيف بن أبي سرُور /، فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن. 899 - عبد اللَّطِيف بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب التَّاج ابْن الْعلم القبطي الْمصْرِيّ أَخُو عبد الْملك ووالد الْمجد عبد الْملك، وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان / مِمَّن ولي اسْتِيفَاء الْخَاص وَكَانَ متمولا عَارِفًا بِأُمُور الدِّيوَان وبالمتجر كثير السّكُون وَفِي لِسَانه لثغة، عمر دَارا هائلة) بِالْقربِ من الْجَامِع أَخذ فِيهَا أَمْلَاك النَّاس

فَقدر أَن آل نظرها إِلَى بنت زَوجته الَّتِي كَانَت زوجا لأزبك الدوادار فباعتها فِي سنة احدى وَأَرْبَعين بأبخس ثمن وَهُوَ ألف دِينَار على العر مِمَّا أخبر بِهِ الْكَمَال كَاتب السِّرّ إِنَّه مصروفها، وَحج فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة، وَمَات فِي رَجَب سنة احدى وَثَلَاثِينَ، ذكره شَيخنَا فِي تَارِيخه لكنه سَمَّاهُ عبد الْغَنِيّ وأرخه فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَالصَّوَاب مَا ذكرته. 900 - عبد اللَّطِيف بن شمس، / مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد. 901 - عبد اللَّطِيف بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن غَانِم الْبَدْر السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الخزرجي الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الصُّوفِي الرّحال، وَيعرف بِابْن بنانة بِالْمُوَحَّدَةِ وَبَين النونين ألف وبابن غَانِم وَهُوَ أَكثر /، وَرُبمَا نسب نَفسه الغانمي، ولد فِي الْعشْرين من رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالقدس وَقَرَأَ بِهِ الْقُرْآن وَبحث النَّحْو وَالصرْف على أَبِيه وَكَذَا بحث عَلَيْهِ فِي الْفَرَائِض وَالْفِقْه والمعاني وَالْبَيَان وَفِي المعقولات على عبد الْعَزِيز الفرنوي وتسلك فِي طَرِيق الْقَوْم ولازمه نَحْو عشر سِنِين وعَلى نصر التّونسِيّ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ، وارتحل إِلَى الْمغرب فِي حُدُود سنة خمس عشرَة وَأقَام هُنَاكَ إِلَى أَن حج من تونس سنة سبع عشرَة ثمَّ رَجَعَ إِلَى تِلْكَ الْبِلَاد وطوف بهَا وَلَقي مَشَايِخ من أَجلهم إِبْرَاهِيم المسراتي فِي مسراتا بِضَم الْمِيم بعْدهَا مُهْملَة وَآخره تَاء مثناة قَرْيَة بِبِلَاد طرابلس وَمُحَمّد المغربي الأسمر فِي تونس وَعبد الرَّحْمَن بن الْبناء والشريف أَبُو يحيى كِلَاهُمَا فِي تلمسان وَكَذَا الشَّيْخ الْحسن الْمَعْرُوف بِأبي الركاب بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيف وَأحمد ابْن زاغو والفقيه يَعْقُوب العقباني قَاضِي الْأَحْكَام بتلمسان وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مَرْزُوق، وَأَطْنَبَ فِي وصف عُلَمَاء الْمغرب الجميلة من الدّين وَالْكَرم والأوصاف الْحَسَنَة وَكذب الشَّائِع بَين النَّاس، ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُدس بعد سنة عشْرين فَاجْتمع بِنور الدّين الخافي وَصَحبه وساك على يَده ورحل مَعَه إِلَى بِلَاد الشرق ولازمه ثَلَاث سِنِين وطوف مَا بَين هراة وَهَذِه الْبِلَاد وَاجْتمعَ فِي تِلْكَ الْبِلَاد بأكابر الْعلمَاء مِنْهُم بهراة الْجمال الْوَاعِظ والجلال القابني وَولد سعد الدّين التَّفْتَازَانِيّ، ثمَّ عَاد إِلَى الْقُدس فَأَقَامَ بِهِ مُدَّة، ثمَّ رَحل إِلَى الرّوم فَأَقَامَ بِهِ ثَلَاث سِنِين يسْلك طَرِيق التصوف غير مُتَرَدّد إِلَى أحد بل الأكابر فَمن دونهم يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ بِحَيْثُ طلبه السُّلْطَان مُرَاد باك بن عُثْمَان فَامْتنعَ فَجَاءَهُ خُفْيَة وَمَعَ ذَلِك لم يجْتَمع بِهِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُدس فَأَقَامَ بِهِ إِلَى بعد سنة أَرْبَعِينَ فَقدم الْقَاهِرَة فقطنها) وَكَانَ بَينه وَبَين الظَّاهِر

جقمق صُحْبَة أكيدة فِي حَال إمرته وبشره حِينَئِذٍ بِالْملكِ فوعده إِن ولي بِبِنَاء زَاوِيَة لَهُ بالقدس فَلم يوف لَهُ فَانْقَطع عَن النَّاس جملَة بِجَامِع ميدان الْقَمْح ظَاهر بَاب القنطرة وَكَانَ شَيخا حسنا منورا عَلَيْهِ سِيمَا الْخَيْر وَالصَّلَاح سليم الْفطْرَة تقع لَهُ مكاشفات ومرائي عَجِيبَة، وَله نظم كثير وقفت لَهُ على منظومة فِي الْعَرَبيَّة قَالَ إِنَّه عَملهَا لوَلَده وسماها بِالْعقدِ وَشَرحهَا فِي كراريس سَمَّاهُ الدّرّ الْيَتِيم فِي حل العقد النظيم فرغه فِي بَيت الْمُقَدّس فِي رَمَضَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ، وَمِنْه: (إِنَّمَا النَّحْو كملح فِي الطَّعَام ... إِذْ بِهِ كل تَسَاوِي فِي القوام) (من درى النَّحْو ترَاهُ قَارِئًا ... يعرف اللَّفْظ على أصل الْكَلَام) (يتقيه كل من جالسه ... من فَقِيه حاذق حبر همام) (هاب أَن ينْطق من لم يدره ... خوف لحن ولخزي فِي الملام) (يرفع النصب كجزم دَائِما ... ينصب الرّفْع إِذا جافى السَّلَام) (يقْرَأ الْقُرْآن لَا يعرف مَا ... صرف النَّحْو باعراب الْمقَام) (وَالَّذِي يعرفهُ يرجع مَا ... شكّ فِي لفظ رَوَاهُ بالسقام) (يعرف اللَّفْظ فيبري سقمه ... يعرف اللّحن بتغيير النظام) (مَا هما فِيهِ سَوَاء عندنَا ... لَيْسَ أعمى كبصير فِي الْقيام) (كم وضيع رفع النَّحْو وَكم ... وضع اللّحن رؤسا فِي الْعَوام) (عبد اللَّطِيف الغانمي ناظمها ... شهد الْأَمر عيَانًا وَالسَّلَام) وَمِنْه مِمَّا امتدح بِهِ الزين الخافي: (فَقُمْ واغتنم حبرًا يعز بعصرنا ... وَسلم لَهُ الْأَحْوَال فِي السِّرّ والجهر) (فقد جلت فِي الأقطار ثمَّ بِسِتَّة ... كَمثل لزين الدّين لم ألق فِي الغر) يَعْنِي إِنَّه مَا سمع بِمثلِهِ فِي الزَّمن الْمَاضِي قبل نَبينَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ فِيمَا يُقَال سِتَّة آلَاف سنة وَلَا فِيمَا بعد ذَلِك فِي أقطار الأَرْض الْأَرْبَعَة، وَمِمَّنْ ضبط أَشْيَاء من مآثره القطب الشيشيني ثمَّ حفيده نور الدّين القَاضِي ولقيه البقاعي فَكتب عَنهُ وَمَات فِيمَا أَظن مزاحما للأربعين رَحمَه الله. 902 - عبد اللَّطِيف بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة السراج أَبُو السعادات الْقرشِي الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَخُوهُ عبد الْكَرِيم. ولد فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْيمن وَأمه زبيدية، وَنَشَأ بهَا ثمَّ قدم مَعَ أَبِيه لمَكَّة وَسمع من المقريزي وَأبي شعر وَأبي الْفَتْح المراغي وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمَات فِي سنة خمسين بِمَكَّة. ذكره ابْن فَهد فِي الظهيريين.

903 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْعَزِيز بن أَمِين الدّين بن فرشتا الْحَنَفِيّ /، وفرشتا هُوَ الْملك وَكَذَا كَانَ يكْتب بِخَطِّهِ الْمَعْرُوف بِابْن الْملك. مُتَأَخّر لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة وَله تصانيف مِنْهَا شرح الْمَشَارِق للصغاني وَشرح الْمجمع والمنار والوقاية، وكتبته هُنَا بالحدس فَالله أعلم. 904 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر التَّاج ابْن الزين بن الْعلم بن الجيعان / الْمَاضِي أَبوهُ وجده، وَهُوَ بلقبه أشهر. شَاب تدرب بِأَبِيهِ وَغَيره فِي الْمُبَاشرَة وَتصرف بأماكن وَفِي جِهَات نِيَابَة عَن أَبِيه وَغَيره مَعَ ميله لما يمِيل أَبوهُ إِلَيْهِ وَإِن كَانَ قد قَرَأَ عِنْد الشهَاب المنهلي وَغَيره، وَحج وتزايد ارتقاؤه وتموله، وَصَارَ هُوَ المستبد بِمَا كَانَ أَبوهُ يقوم بِهِ بل أَبوهُ كالمحجور مَعَه وَلم يحمد من كثيرين وَقد تزوج ابْنة عبد الرَّحِيم ابْن عَم أَبِيه الزيني عبد الرَّحْمَن وَابْنَة البدري أبي الْبَقَاء بن يحيى بن الجيعان سوى سراري حججن بخصوصهن فِي موسم سنة سِتّ وَتِسْعين فِي أبهة زَائِدَة، وَكَانَ تحرّك ليَكُون مَعَهُنَّ فَمَا مكن، وَلما رجعن دَامَ قَلِيلا ثمَّ ابْتَدَأَ بِهِ التوعك فَمَكثَ أسبوعا ثمَّ استعجل بالحمام وطلع الْخدمَة فَلم يلبث بعد ذَلِك سوى أُسْبُوع ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم الأثنين ثَانِي عشري ربيع الأول سنة سبع وَتِسْعين فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ، وَدفن بتربة بني عَمه تجاه التربة الأشرفية برسباي، وَلم يلبث إِن مَاتَ بنوه فِي الطَّاعُون مِنْهَا وصولح الْملك أَولا وَثَانِيا بِمَال يبلغ مائَة ألف وَخمسين ألف دِينَار عوضهم الله الْجنَّة وَعَفا عَنْهُم. 905 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْقَادِر بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عبد الرَّحْمَن الْوَلَد السراج بن قَاضِي الْحَرَمَيْنِ المحيوي الحسني الفاسي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده، وَأمه أم ولد. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ وَمَات وَهُوَ ابْن تسع فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين وتأسف عَلَيْهِ أَبَوَاهُ جدا عوضهم الله الْجنَّة. 906 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن زايد الْمَكِّيّ أَخُو أبي سعد / الْآتِي مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا عرضهَا وزار الْمَدِينَة وَهُوَ مبارك.) 907 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْقَادِر بن الْمُوفق بن المحيوي الشارعي القاهري الْحَنَفِيّ الصُّوفِي / أحد مَشَايِخ الزوايا بالقرافتين، وَيعرف بِابْن عُثْمَان، ولد سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ، أرخه ابْن الْمُنِير. 908 - عبد اللَّطِيف بن الْعَفِيف عبد الله بن إِسْمَاعِيل الْمدنِي /، مَاتَ شَابًّا بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة أَربع وَسبعين، أرخه ابْن فَهد. 909 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْمجِيد الجناني الأَصْل الصحراوي القاهري الْحَنَفِيّ /

سبط الشَّيْخ سليم، ولد بِجَامِع طشتمر حمص أَخْضَر من الصَّحرَاء، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والكنز، واشتغل عِنْد القَاضِي سعد الدّين بن الديري، والكافياجي، وناب فِي الْقَضَاء مَعَ كَونه لم يتَمَيَّز، كَانَ إِمَام تربة الْأَشْرَف قايتباي وَأحد قراء الْمُصحف بهَا، مِمَّن يزاحم عِنْد الْأُمَرَاء وَنَحْوهم. مَاتَ فِي لَيْلَة مستهل صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد قَارب الْخمسين بعد أَن صَارَت لَهُ حِصَّة فِي نظر تربة طشتمر الْمَذْكُور وَيُقَال إِنَّه كَانَ لين الْجَانِب متواضعا فَالله أعلم. 910 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْملك بن عبد اللَّطِيف التَّاج بن الجيعان أَخُو الْمُحب أبي الْبَقَاء مُحَمَّد / الْآتِي وأبوهما، ولد فِي صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بدرب ابْن ميالة من بركَة الرطلي وَحفظ بعض الْقُرْآن، وَاسْتقر فِي الْمُبَاشرَة بأوقاف الظَّاهِر برقوق والناصر، وَفِي الِاسْتِيفَاء بأوقاف الزِّمَام فِيمَا تَلقاهُ شَرِيكا لِأَخِيهِ عَن أَبِيه، وبرع فِي الْمُبَاشرَة خطا وحذقا، وَحج صُحْبَة أبي الْبَقَاء بن الشرفي حِين توجه لأصلاح الْمَدِينَة وَله المام بكتب الْأَدَب وَهُوَ مِمَّن رسم عَلَيْهِ لأوقاف الزِّمَام ثمَّ خلص هُوَ وَأَخُوهُ، فسافر أَخُوهُ لمَكَّة فحج ثمَّ سَافر إِلَى الْيمن، فَلم يلبث أَن مَاتَ وَأما هَذَا فَمَاتَ بالطاعون فِي سنة سبع وَتِسْعين فَكَانَا فِي سنة وَاحِدَة عَفا الله عَنْهُمَا وسافر فِي أثْنَاء ذَلِك بحرا مَعَ نَائِب جدة فجاور بَقِيَّة سنته وَرجع بعد الِانْفِصَال عَن الْمَوْسِم سنة سِتّ وَتِسْعين لبلاد الْيمن فَمَاتَ بهَا فِي ربيع الأول من الَّتِي تَلِيهَا رَحمَه الله. 911 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْوَهَّاب بن عفيف بن وهيبة بن يوحنا تَقِيّ الدّين الملكي الْأَسْلَمِيّ الْحَكِيم ابْن أخي الشَّمْس أبي البركات بن عفيف / الَّذِي وَسطه الْأَشْرَف برسباي قبيل مَوته وَأحد رُؤَسَاء الطِّبّ والكحل ويلقب قوالح، مَاتَ. 912 - عبد اللَّطِيف بن عبيد الله بن عوض بن مُحَمَّد الأردبيلي الشرواتي القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْبَدْر مُحَمَّد وَإِخْوَته، وَيعرف بِابْن عبيد الله. / حفظ الْكَنْز والمنار وعمدة النَّسَفِيّ والحاجبية ودرس. مَاتَ سنة أَربع وَخمسين. 913 - عبد اللَّطِيف بن عبيد بن أَحْمد العقبي الطلخاوي ثمَّ الصحراوي القاهري الشَّافِعِي، / كَانَ أَبوهُ بواب التربة الناصرية فرج بن الظَّاهِر بالصحراء فأحضر مَعَه فِي الرَّابِعَة على الْجمال الْحَنْبَلِيّ الْبَعْض من ثمانيات النجيب، وَمن فَوَائِد تَمام واستمع عَليّ الفوي ختم الدَّارَقُطْنِيّ، وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَمن فِي الاستدعاء، وتكسب بِالشَّهَادَةِ بِرَأْس حارة زويلة وَغَيرهَا، وَحدث باليسير لقِيه الطّلبَة وَأَجَازَ، مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين.

914 - عبد اللَّطِيف بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان الزين الدنجيهي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي البولاقي الشَّافِعِي / اشْتغل بالفرائض والحساب عِنْد بلديه عبد الْقَادِر بن عَليّ الْمَاضِي والشهاب السجيني، وبرع فيهمَا وَفِي المخاصمات وَصَارَ يقوم بمهمات مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الأتابك من ذَلِك لأختصاصه بالزيني سَالم وخدمته لَهُ بأقراء أَوْلَاده أَولا ثمَّ بِغَيْر ذَلِك وترقى وتمقته الْملك لِكَثْرَة الْمُلَازمَة فَلم يَنْفَكّ، بل استرسل حَتَّى استنزل مُحَمَّد بن الشَّمْس بن المرخم عَن مشيخة الفخرية تصوفا وتدريسا وباشرهما والبدر بن الْغَرْس عَن مشيخة الزينية ببولاق، وَكَاد أَن يَأْخُذ وظائف جَامع ابْن البازري بعد ولد النَّجْم بن حجي، وَقرر فِي التصدير بالفرائض بالأزبكية إِلَى غَيرهَا من الْجِهَات، وَلم يحْتَملهُ نَاظر الفخرية فتوسل حَتَّى أرضوه وَنزل عَنْهَا وَهُوَ مِمَّن سَافر ابْن مخدومه فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين، وَبَلغنِي أَنه الْتفت لمرافعة بني الزيني سَالم عِنْده. عبد اللَّطِيف بن عُثْمَان شيخ الزوار /. مضى فِي أَبِيه عبد الْقَادِر قَرِيبا. 915 - عبد اللَّطِيف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْكَمَال بن الْعَلَاء بن نَاصِر الدّين الحسني المنفلوطي ثمَّ القاهري الْموقع، وَيعرف بِابْن أخي المحروق / ولد فِي لَيْلَة ثَانِي عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمنفلوط، وَسمع عَليّ ابْن الْجَزرِي والشرف الواحي والمقريزي وَشَيخنَا فِي آخَرين، وخالط ابْن الْبَارِزِيّ فَمن دونه، وَكتب التوقيع وَاقْتصر عَلَيْهِ بِأخرَة عَن المتَوَكل عَن الله الْعِزّ عبد الْعَزِيز. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعين رَحمَه الله وإيانا. 916 - عبد اللَّطِيف بن عَليّ الزين الشارمساحي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي، / كَانَ أَبوهُ من مدركي بَلَده ففارقه وَقدم الْقَاهِرَة وَقد قَارب الْأَرْبَعين فقطن الْأَزْهَر وَحفظ الْحَاوِي ثمَّ لَازم فِيهِ الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَابْن حسان والعبادي وَغَيرهم كالبدر أبي السعادات وَفِي الْفَرَائِض الزين) البوتيجي وبرع فيهمَا وَأذن لَهُ فِي التدريس والافتاء، وتصدى لذَلِك قبل حفظه الْقُرْآن ثمَّ أقبل عَلَيْهِ حَتَّى حفظه وانتفع بِهِ جمَاعَة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْبَدْر الطلخاوي والأمين بن النجار، وتنزل فِي الخانقاة الصلاحية وَكَانَ ذَا إقدام وَكَلَام، وناب فِي الْقَضَاء عَن البُلْقِينِيّ فَمن بعده وَجمع فِي آدابه شَيْئا، وتحول إِلَى بولاق فسكنه وانتفع بِهِ أهل تِلْكَ الخطة تدريسا وافتاء حَتَّى مَاتَ، وَقد زَاد على السّبْعين فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بعد مرض طَوِيل، وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الخطيري وَدفن بالقرافة رَحمَه الله وإيانا. 917 - عبد اللَّطِيف بن عَليّ الْمحلي البلتاجي الأحمدي الشَّافِعِي / أَخذ عَن

أَبِيه وَحج وجاور سنة أَربع وَثَمَانمِائَة، وَسمع من إِبْرَاهِيم الزهْرَانِي شَيْئا من مَنَاقِب سَيِّدي أَحْمد، وَكَانَ يحفظ كثيرا من مناقبه وأحواله أَخذ عَنهُ ابْن الْمُنِير، وَقَالَ انه مَاتَ بعد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. 918 - عبد اللَّطِيف بن عِيسَى بن الحصباي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي، / أَكثر من الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه عِنْد الشّرف عبد الْحق السنباطي والجوجري فِي تقسيمهما، وَكَذَا اشْتغل فِي النَّحْو وتميز فِي الألمام بالفقه، وَقد قَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ كثيرا وَحمل عني غَالب بحث الألفية وتنزل فِي الباسطية وَغَيرهَا، وَحج فِي سنة تسعين فِي ركب نَائِب جدة وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا، ثمَّ عمله زَكَرِيَّا قَاضِيا وَلَا بَأْس بِهِ. عبد اللَّطِيف بن غَانِم الْمَقْدِسِي /، فِي ابْن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن غَانِم. عبد اللَّطِيف بن أبي الْفَتْح، / فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد. 919 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن دَاوُد الْبَدْر بن الشَّمْس بن الشهَاب القاهري أَخُو عبد الله الْآتِي وَيعرف بِابْن الرُّومِي، / مِمَّن بَاشر النقابة عِنْد الْبَدْر بن التنسي قَاضِي الْمَالِكِيَّة وَكَانَ متميزا فِي الصِّنَاعَة ضَعِيف الْخط حَسْبَمَا رَأَيْته فِي أسجال عَدَالَته خَالِي. 920 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عَليّ بن سُلَيْمَان ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ النجار أَخُو عَليّ / الْآتِي وَيعرف بالغنومي بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَتَشْديد النُّون نِسْبَة بعض السّنَن لأبي دَاوُد، وَكَذَا سمع عَلَيْهِ وعَلى أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي الْمَالِكِي وَالْفَخْر القاياتي الشفا بِفَوَات لم يعين، وَأَجَازَ لَهُ خلق مِنْهُم الأبارهيم ابْن عبد الله بن عمر الصنهاجي وَبَان عَليّ فَرِحُونَ والابناسي وَابْن صديق وَكَذَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي والصردي وَابْن عَرَفَة وَابْن حَاتِم والمليجي، أجَاز لي، وَكَانَ أُمِّيا يتكسب بِالتِّجَارَة ماهرا فِيهَا. مَاتَ فِي) الْمحرم سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة، وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. 921 - عبد اللَّطِيف بن الْبَدْر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز التقي أَبُو الْفَتْح الْأَنْبَارِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / أحد الاخوة وَيعرف بِابْن الْأَمَانَة، درس بعد موت وَالِده بعناية الْعَلَاء القلقشندي فِي الحَدِيث بالمنصورية وَفِي الْفِقْه بالهكارية فَكَانَ الْعَلَاء يكْتب لَهُ عَلَيْهِمَا فيحفظه ثمَّ يلقيه، وَكَانَ كثير الْحيَاء سَاكن الْحَال. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، وَإنَّهُ كَانَ مشكور السِّيرَة على صغر سنه. مَاتَ وَهُوَ شَاب يَعْنِي عَن ثَلَاث وَعشْرين تَقْرِيبًا فِي يَوْم الْأَحَد ثامن عشري ذِي

الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بعد أَن أجَاز لَهُ باستدعاء ابْن فَهد خلق. 922 - عبد اللَّطِيف بن الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الزين الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شَقِيق عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي الْعَطَّار أَبوهُمَا / وَرَأَيْت من نسبه الشريفي وَيعرف بالحجازي، ولد كَمَا أَخْبرنِي بِهِ وَلَده ياسين فِي تَاسِع عشر ذِي الْقعدَة وَثَمَانمِائَة وَرَأَيْت من يَقُول بل قبلهَا بِمَكَّة، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وجوده على جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني وَسمع الحَدِيث على أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَغَيرهمَا، وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا أَولهَا قريب الْخمسين وَآخِرهَا فِي سنة ثَمَانِينَ، وَسمع بهَا على شَيخنَا وَغَيره، بل دخل الشَّام والصعيد وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل بر سواكن، وَتزَوج هُنَاكَ وَهُوَ مِمَّن أعرفهُ قَدِيما، وَحضر مجالسي بِالْقَاهِرَةِ بل قَرَأَ عَليّ بِأخرَة فِي لطائف المنن وتكسب فِي بَلَده بِالشَّهَادَةِ وَلَا بَأْس بِهِ فِيهَا، وَآل أمره إِلَى أَن كف وَانْقطع بمنزله مديما للتلاوة لما يحفظه حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة صفر سنة أَربع وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد. ثمَّ دفن رَحمَه الله وإيانا. 923 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن السراج أَبُو المكارم بن الولوي أبي الْفَتْح بن أبي المكارم بن أبي عبد الله الحسني الفاسي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ / وَالِد المحيوي عبد الْقَادِر الْمَاضِي، وحفيد عَم وَالِد التقي الفاسي، ولد فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتفقه وَسمع من النشاوري وَالْجمال الأميوطي وَأبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي والشهاب بن ظهيرة وَأحمد بن حسن ابْن الزين وَالْفَخْر القاياتي وَابْن صديق والابناسي وَابْن الناصح فِي آخَرين، وَمِمَّا سَمعه على الأول البلدانيات للسلفي وجزء ابْن بجيد، وَأَجَازَ لَهُ البُلْقِينِيّ والتنوخي وَابْن الملقن وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن أبي الْمجد والعراقي والهيتمي وَأحمد بن) أقبرص والسويداوي والحلاوي وَعبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَمَرْيَم الأذرعية وَخلق، وَخرج لَهُ التقي بن فَهد مشيخة وَكَانَ أَبوهُ مالكيا فتحول هُوَ حنبليا وَولي امامة مقَام الْحَنَابِلَة بِمَكَّة بعد موت ابْن عَمه النُّور عَليّ ابْن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد الْآتِي، ثمَّ قضاءها فِي سنة تسع فَكَانَ أول حنبلي ولي قَضَاء مَكَّة، وَاسْتمرّ فِيهِ حَتَّى مَاتَ مَعَ كَثْرَة أَسْفَاره وغيبته عَن مَكَّة، بل كَانَ يسْتَخْلف هُوَ من يختاره من أقربائه، غير أَنه عزل سنة وَلَكِن لم يل فِيهَا عوضه ثمَّ أُعِيد وأضيف إِلَيْهِ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين مَعَ قَضَائهَا الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَصَارَ قَاضِي الْحَرَمَيْنِ، وسافر إِلَى بِلَاد الشرق غير مرّة وَاجْتمعَ بالقان معِين الدّين

شاه رخ بن تيمورلنك فِيهَا وَكَانَ يُكرمهُ غَايَة الاكرام ويسعفه بالعطايا والانعام، لحسن اعْتِقَاده فِيهِ ومزيد محبته لَهُ، واقتفى وَلَده الوغ بك وَغَيره من قُضَاة تِلْكَ بِحَيْثُ سَمِعت وَصفه بمزيد الْكَرم والاطعام من غير وَاحِد من ثِقَات شُيُوخنَا فَمن دونهم، وَيُقَال إِنَّه رَجَعَ من بعض سفراته بِنَحْوِ عشْرين ألف دِينَار فَمَا استوفى سنته حَتَّى أنفدها، وَكَانَ شَيخا خيرا دينا مَحْمُود السِّيرَة فِي قَضَائِهِ، بَعيدا عَن الرِّشْوَة بل رُبمَا كَانَ لفرط كرمه يهب لمن يَأْتِي إِلَيْهِ فِي محاكمة أَو حَاجَة، سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس، متواضعا متوددا ذَا شيبَة نيرة ووقار، ضخما محببا للخاصة والعامة مُفِيدا من أَحْوَال مُلُوك الشرق وَنَحْوهم مَا امتاز على غَيره فِيهِ بمشاهدته مَعَ نقص بضاعته حدث باليسر، أجَاز لي، وَتزَوج بِأخرَة بابنة للعلاء حفيد الْجلَال البُلْقِينِيّ واستولدها، لَكِن انْقَطع نَسْله مِنْهَا وَله حِكَايَة فِي عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز، وَذكره المقريزي فِي عقوده، وَقَالَ: لم يزل سلفه فُقَهَاء مالكية، فَلَمَّا أَحْدَثُوا بِمَكَّة قَاض للحنفية وقاض للمالكية وَصَارَ بهَا ثَلَاثَة قُضَاة أحب أَن يكون رَابِع الثَّلَاثَة، فَقَالَ أَنا حنبلي، وسعى فِي أَن يكون بِمَكَّة، مَاتَ بعد تعلله مُدَّة بالاسهال وَرمى الدَّم فِي ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع شَوَّال سنة ثَلَاث وَخمسين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الظّهْر وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا. 924 - عبد اللَّطِيف أَخ للَّذي قبله أكبر مِنْهُ، / مَاتَ فِي. عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أَحْمد /. يَأْتِي فِيمَن جده عبد الله. 925 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن الزين ابْن أبي الْفضل بن الزين بن نَاصِر الدّين أبي الْفتُوح بن الزين المراغي الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي /. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.) 926 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عبد الْمُؤمن بن مُحَمَّد بن ذَاكر بن عبد الْمُؤمن بن أبي الْمَعَالِي بن أبي الْخَيْر السراج الكازروني الأَصْل الْمَكِّيّ / الْمُؤَذّن بهَا. ذكره الفاسي فِي تاريخها وَقَالَ إِنَّه كَانَ بعد موت بعد الله بن عَليّ رَئِيس المؤذنين بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام قرر مُؤذنًا عوضا بمنارة بَاب بني شيبَة بِبَعْض معلومه فباشر الْأَذَان بهَا فِي وَظِيفَة الرياسة حَتَّى مَاتَ وَكَانَ يعاني السّفر إِلَى سواكن للسبب فِي الْمَعيشَة معتنيا بِحِفْظ الْوَقْت مَنْسُوبا لخير وعفاف، مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَلم يبلغ الْأَرْبَعين فِيمَا أَحسب وَتُوفِّي قبله وَبعده جمَاعَة من أَوْلَاده وَزَوجته فِي الطَّاعُون الَّذِي كَانَ بِمَكَّة فِيهَا قَالَ ابْن فَهد وَكَانَ

خيرا سَاكِنا مُبَارَكًا وَخلف ولدا بَالغا يُسمى أَبَا بكر ولي بعده الْأَذَان ثمَّ دخل الْمغرب والتكرور بعد الثَّلَاثِينَ صُحْبَة امام الْمَالِكِيَّة عمر بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ النويري فَمَاتَ هُنَاكَ. 927 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن شاه رخ بن تيمورلنك /. قتل وَالِده وَاسْتقر عوضه فعاجله عَمه قبل تَمام شهر وَقَتله وَذَلِكَ فِي سنة أَربع وَخمسين كَمَا أَشرت لَهُ فِي أَبِيه. 928 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السراج بن أبي السرُور الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي أَخُو عبد الرَّحْمَن وَأبي الْخَيْر / الْمَذْكُورين وأبوهما وَقَرِيب عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَاضِي، ولد فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وأحضر عَليّ ابْن صديق سَجدَات الْقُرْآن للحزي وَغَيرهَا واسمع عَليّ الزينين المراغي والطبري وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي والشهاب الْجَوْهَرِي والشرف بن الكويك والفرسيسي وَأَبُو الطّيب السحولي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَعبد الْكَرِيم حفيد القطب الْحلَبِي وَعبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الأرموي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ، وَولي امامة الْمقَام الْمَالِكِي بِمَكَّة فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين ثمَّ صرف وَكَانَ قد حضر فِي الْفِقْه دروس وَالِده وَعَمه أبي حَامِد وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة، مِنْهَا فِي سنة سبع وَعشْرين مَعَ أَبِيه وأخيه وسمعوا عَليّ الفوي من لفظ الكلوتاتي فِي الدَّارَقُطْنِيّ وَآخِرهَا فِي أول سنة سبع وَخمسين وَمِنْهَا توجه إِلَى دمشق وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل ثمَّ توجه لبلاد الْمغرب فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا وَرجع وَكَانَ يكثر الزِّيَارَة النَّبَوِيَّة بِحَيْثُ تَتَكَرَّر لَهُ فِي السّنة الْوَاحِدَة، وَرُبمَا كَانَ يتَوَجَّه فِي درب الْمَاشِي مَاشِيا إِلَى أَن كَانَ فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فَتوجه اليها مَعَ الْحَاج ثمَّ رَجَعَ فِي الْبَحْر إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا دون شهر ثمَّ عَاد اليها فاستمر بهَا أشهرا وَمَات فِي / لَيْلَة السبت تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بالروضة الشَّرِيفَة وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله وإيانا وَهُوَ مِمَّن أجَاز لنا. 929 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور بن مُنِير الزين بن التقي بن الْحَافِظ القطب الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الْكَرِيم الْمَاضِي وَهَذَا أَصْغَر وَيعرف بالحلبي، / ولد فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وأحضر على أبي الْفرج عبد الرَّحْمَن بن عبد الْهَادِي وأسمع عَليّ الْمَيْدُومِيُّ المسلسل ومشيخة النجيب الْكُبْرَى وَحدث قرأهما عَلَيْهِ شَيخنَا، قَالَ وَكَانَ وقورا خيرا حسن السمت، مَاتَ فِي وسط صفر سنة أَربع وبخط الكلوتاتي إِنَّه فِي ربيع الآخر وعَلى الأول اقْتصر المقريزي فِي عقوده تبعا لشَيْخِنَا.

930 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْوَلَد سراج الدّين بن القطب أبي الْخَيْر الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / الْآتِي أَبوهُ وَعَمه، عرض على الْأَرْبَعين النووية والجرومية فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ ثمَّ الْمُخْتَصر للشَّيْخ خَلِيل فِي سنة سبع وَتِسْعين وكتبت لَهُ. 931 - عبد اللَّطِيف بن الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد بن السراج عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْحسن الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي صفر سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وَحفظ الْقُرْآن والشاطبية والمنهاج وألفية النَّحْو واشتغل يَسِيرا وَسمع عَليّ الْجمال الكازروني وَأبي الْفَتْح وَأبي الْفرج ابْني المراغي وتلا بالسبع على السَّيِّد الطباطبي، وَمَات مقتولا فِي اللجون بدرب الشَّام بعد الْخمسين تَقْرِيبًا. 932 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الْيَمَانِيّ المحالبي، / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 933 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد التقي أَبُو الطّيب الزفناوي القاهري الشَّافِعِي، أَخُو نَاصِر الدّين مُحَمَّد / الْآتِي، نَشأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية النَّحْو، وَعرض على ابْن الملقن والعراقي وَولده والهيتمي والبرماوي والزين الفارسكوري والشهاب الْحُسَيْنِي، وأجازوه وتكب بِالشَّهَادَةِ، بل بَاشَرَهَا فِي ديوَان تمرباي رَأس نوبَة النوب وَتقدم عِنْده. وَكَذَا بَاشر بِأخرَة عمَارَة الْجَامِع الزيني ببولاق. وَكَانَ سَاكِنا لَا بَأْس بِهِ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَقد قَارب الثَّمَانِينَ رَحمَه الله. 934 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْحق بن عبد الْملك الزين بن الشَّمْس بن الْجمال المغربي الدَّمِيرِيّ الأَصْل الْجَوْجَرِيّ الشَّافِعِي ابْن عَم جد عبد الله بن أَحْمد بن عمر بن عُثْمَان بن عبد الله / الْآتِي، فعثمان ووالد هَذَا اخوان وسلفه كلهم فُقَهَاء، وجده الْأَعْلَى عبد الله كَانَ مغربيا من أنَاس يعْرفُونَ ببني البخشور، فَقدم إِلَى دميرة فَأَقَامَ بهَا، وَكَانَ يعرف فِيهَا بالشيخ عبد الله ابْن البحشور المغربي وَله هُنَاكَ مَسْجِد مَشْهُور بِهِ، وَكَانَ من الْأَوْلِيَاء لَهُ كرامات شهيرة فِي تِلْكَ الْبِلَاد مِنْهَا إِنَّه كَانَ كثير الْكِتَابَة للمصاحف وَلَا يُوجد فِي شَيْء مِنْهَا شَيْء من الْغَلَط وَذكر إِنَّه كَانَ إِذا وضع الْقَلَم ليكتب الْغَلَط جف حبره وَلم يُؤثر فِي الْوَرق فَيرجع إِلَى نَفسه فيتذكر وَيكْتب الصَّحِيح، وأنجب وَلَده عبد الله وَاسْتمرّ هُوَ وَذريته بدميرة إِلَى أَن انْتقل جده الْجمال مُحَمَّد إِلَى جوجر فأنجب بهَا وَلَده الْجمال عبد الله فاشتغل بالفقه والقراءات فَتلا بِالسَّمْعِ على الشَّيْخ الْوَلِيّ مُحَمَّد

المرشدي واستمروا بجوجر إِلَى أَن ولد صَاحب التَّرْجَمَة بهَا فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فِيمَا رَآهُ بِخَط أَبِيه وتلا بهَا الْقُرْآن لأبي عَمْرو عَليّ الْفَقِيه شُعَيْب وَحفظ التَّنْبِيه والمنهاج أَظُنهُ الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك والمفصل للزمخشري والملحة والجمل للزجاجي والمقامات الحريرية والبردة وَشَرحهَا لِأَبْنِ الخشاب والشقراطسية وَشَرحهَا لبَعض الأندلسيين وَعرض بَعْضهَا على السراج البُلْقِينِيّ وَغَيره وَأخذ الْفِقْه والنحو فِي جوجر عَن الْبَدْر النابتي، وَكَانَ مُتَمَكنًا فِي الْعلم مُعظما جدا عِنْد السراج البُلْقِينِيّ وَعَن الزين عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد الكرميني قَاضِي الْمحلة وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَعنهُ أَخذ الْأُصُول وَأخذ الْفِقْه فَقَط عَن الْبُرْهَان البيجوري والنحو عَن غير الْمَذْكُورين وَبحث المقامات عَليّ الشَّمْس الحبتي الْحَنْبَلِيّ شيخ الخروبية وانتقل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين فقطنها إِلَى بعد الثَّلَاثِينَ ومدح شَيخنَا بِمَا أثْبته فِي الْجَوَاهِر، وَكتب عَنهُ البقاعي مَا زعم أَنه مدحه بِهِ: (وَلما إِن بدا برهَان شَيْخي ... وَقد وضح الدَّلِيل بِلَا نزاع) (تمثل كعبة تجلي لفكري ... وَكم شرفت بقاع بالبقاعي) مَاتَ قريب الْأَرْبَعين تَقْرِيبًا. 935 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الله وَيُقَال أَحْمد الْحِمصِي الأَصْل الْمَقْدِسِي البلان. / ولد بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فَسمع على أمه غزال عتيقة القلقشندي منتقى فِيهِ خَمْسَة عشر حَدِيثا من نُسْخَة إِبْرَاهِيم بن سعد فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بسماعها لجَمِيع النُّسْخَة عَليّ الْمَيْدُومِيُّ وَحدث بِهِ قرأته عَلَيْهِ بِبَاب الصلاحية من بَيت الْمُقَدّس، وَكَانَ خيرا متكسبا بِالْخدمَةِ فِي الْحمام وَغَيرهَا. مَاتَ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ تَقْرِيبًا.) 936 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر بن يفتح الله سراج الدّين أَو زين الدّين بن الشَّمْس السكندري الْمَالِكِي عَم عَليّ بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن يفتح الله. ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة باسكندرية، وَمَات بِمَنْزِلَة خليص رَاجعا من الْحَج سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين رَحمَه الله، لقِيه البقاعي. 937 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَسْعُود السنباطي ثمَّ القاهري الْعَطَّار أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي أول سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بسنباط وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْيَسِير وَقدم مَعَ أَبِيه وأخيه الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فَكَانَ مَعَ أَبِيه فِي التَّسَبُّب بحانوت من بَاب الزهومة فِي الْعطر وَسمع على شَيخنَا وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ خلق، وَحج مرَارًا وجاور غير مرّة وارتفق بِهِ الطّلبَة وَنَحْوهم

فِي الاستجرار مِنْهُ مَعَ صدق اللهجة والسكون والمداومة على معيشته والتوجه لسَعِيد السُّعَدَاء ثمَّ بعد موت أَبِيه صاهر الشَّيْخ مُحَمَّد الفوي على ابْنَته وَولدت لَهُ عدَّة أَوْلَاد وأثرى وَلزِمَ بعد موت أَخِيه أَيْضا طَرِيقَته فِي الانهماك وَلكنه مَا كَانَ بأسرع من انْقِطَاعه بالفالج وَخَلفه وَلَده الْكَبِير فِي الْحَانُوت. 938 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود أوحد الدّين بن أبي الْفضل ابْن الشّحْنَة أَخُو الْمُحب مُحَمَّد والوليد / الآتيين، ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ والبدر بن سَلامَة، وَدخل الْقَاهِرَة فَأخذ بهَا عَن قَارِئ الْهِدَايَة والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَأذن لَهُ وَولي قَضَاء صفد مرَارًا وناب فِي الْقَاهِرَة عَن التفهني وَمَات بهَا فِي الطَّاعُون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، أَفَادَهُ أَخُوهُ الْمُحب مُحَمَّد. 939 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُحب القاهري الكتبي وَيعرف بالسكري / شيخ مسن لَهُ طلب وَفِيه فَضِيلَة يَحْكِي عَن البُلْقِينِيّ وطبقته وَكَانَ من أَكثر الكتبيين كتبا وفيهَا الْكثير من الكراريس الملفقة والأجزاء المخرومة الَّتِي كَانَ يَأْخُذهَا من التّرْك ثمَّ يسهر اللَّيَالِي المتوالية على الشمع وَنَحْوه ليكمل بَعْضهَا من بعض وَقل أَن يتَحَصَّل مِنْهُ كَبِير أَمر وأذهب فِي ذَلِك مَالا كثيرا كل هَذَا مَعَ يبسه فِي البيع. مَاتَ ظنا بعد الْخمسين عَفا الله عَنهُ. 940 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الزين الصَّفَدِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن يَعْقُوب. / ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بصفد وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ والكافية فِي النَّحْو لِأَبْنِ مَالك وألفيه الحَدِيث وتفقه بِبَلَدِهِ على الشَّمْس بن حَامِد وَأخذ عَنهُ فِي الْأُصُول والعربية وَغَيرهَا وصاهره على ابْنَته وَأخذ بِدِمَشْق عَن الزين خطاب والبدر بن قَاضِي شُهْبَة والبلاطنسي فِي آخَرين وَلَكِن جلّ انتفاعه انما هُوَ بصهره وَحج مَعَه فِي سنة ثَمَانِينَ، وزار بَيت الْمُقَدّس وَقَرَأَ البُخَارِيّ فِي الْجَامِع الظَّاهِرِيّ الْمَعْرُوف بالأحمر نِيَابَة عَن صهره ثمَّ اسْتَقر فِيهِ بعده وَكَذَا خَلفه فِي الافتاء والتدريس، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة تسعين وَقَرَأَ عَليّ فِي أول الَّتِي بعْدهَا فِي البُخَارِيّ وَسمع مني المسلسل وأجزت لَهُ ولأولاده وَهُوَ إِنْسَان فَاضل متواضع أَرْجُو تنزهه عَن مُعْتَقد صهره. 941 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد زين الدّين بن الشَّمْس بن نَاصِر الدّين الفارسكوري الشَّافِعِي / أحد شهودها وَيعرف بِابْن قويمة بِضَم الْقَاف ثمَّ وَاو وَمِيم ثمَّ هَاء، ولد تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بفارسكور وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره واشتغل فِي الْفِقْه والعربية والفرائض والميقات وتميز وتكسب

بِالشَّهَادَةِ وَمن شُيُوخه الشهَاب البيجوري وَهُوَ مِمَّن سمع مني بالفاهرة. 942 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن يُوسُف الأسيوطي القاهري الْبَزَّاز أَخُو عَليّ وَالِد أَهلِي / الْآتِي. مَاتَ بعد أَن افْتقر جدا عدي عَلَيْهِ بِالْقربِ من انبابة فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَدفن بالوراق رَحمَه الله. 943 - عبد اللَّطِيف بن منقورة أحد الكتبة من الأقباط وَعم عبد الباسط ابْن يَعْقُوب / الْمَاضِي. 944 - عبد اللَّطِيف بن مُوسَى بن أَحْمد بن عَليّ بن عجيل الْيَمَانِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بالمشرع / أَيْضا. 945 - عبد اللَّطِيف بن مُوسَى بن عميرَة بِفَتْح أَوله ابْن مُوسَى بن صَالح السراج الْقرشِي المَخْزُومِي / فِيمَا كتبه الْمزي لِأَبِيهِ حِين أثبت لَهُ بعض الأسمعة الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف باليبناوي، ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وكتبا واشتغل قَلِيلا فِي الْعَرَبيَّة وجود الْكِتَابَة وَسمع من ابْن صديق والشهاب بن ظهيرة وَبِه تفقه ولازم دروسه كثيرا وَكَانَ بِأخرَة أَكثر النَّاس تسجيلا عَلَيْهِ لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ بل كَانَ يسجل على غَيره من حكام مَكَّة وناله اهانة زَائِدَة من بَعضهم لعدم تلطفه فِي مخاطبتهم، وناب عَن الْجمال بن ظهيرة فِي الْعُقُود بوادي نَخْلَة وَفِي الاصلاح بَين النَّاس هُنَاكَ وَأم بقرية بشرا من وَادي نَخْلَة أَيْضا وأصابه بهَا مرض تعلل بِهِ أشهرا ثمَّ مَاتَ فِي النّصْف الثَّانِي من رَجَب سنة ثَمَان عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَكَانَ دينا عَارِفًا بالوثائق وَالْفِقْه ذكيا كيس الْعشْرَة لطيفا، تَرْجمهُ الفاسي. 946 - عبد اللَّطِيف بن مُوسَى الكجراتي /، لَهُ ذكر فِي عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد البطايني. 947 - عبد اللَّطِيف بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد النُّور المغربي الأَصْل الطويلي الْمَالِكِي الشَّاعِر /، ولد سنة احدى وَثَمَانمِائَة بالطويلة من الغربية بشاطئ النّيل من عمل الدمار وَنَشَأ بهَا ثمَّ انْتقل فِي سنة خمس وَعشْرين إِلَى الْقَاهِرَة فأكمل بهَا حفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ فِي ابْن الْجلاب على الزين عبَادَة واشتغل يَسِيرا وتدرب بالسراج عمر الأسواني ثمَّ بالبدر البشتكي فِي النّظم وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي الْقَاهِرَة وَغَيرهَا بل نَاب فِي الْمحبَّة عَن قضاتها وتعاني نظم الشّعْر وَخمْس الْبردَة فِي ثَلَاثَة تخاميس واستحذى بِشعرِهِ الأكابر وَغَيرهم وَكتب إِلَيّ بِأَبْيَات سَمعتهَا مَعَ غَيرهَا مِنْهُ وَأكْثر نظمه لَيْسَ بالطائل وَلَا كَانَ بالثبت. مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان

وَسبعين عَفا الله عَنهُ وإيانا. 948 - عبد اللَّطِيف بن هبة الله بن مُحَمَّد ظهير الدّين بن أرشد الدّين بن نور الدّين الْبكْرِيّ الكتكي الشِّيرَازِيّ نزيل مَكَّة /، قَالَ الطاووسي قَرَأت عَلَيْهِ قبل الثَّمَانمِائَة الْقُرْآن ومقدمات الْعُلُوم وَأَجَازَ لي وانتقل من شيراز إِلَى مَكَّة فجاور بهَا حَتَّى مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ وعظمه. 949 - عبد اللَّطِيف افتخار الدّين الْكرْمَانِي الْحَنَفِيّ، / قدم الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَأنزل بقاعة الشَّافِعِيَّة من الصالحية وتصدى للاقراء وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الزين قَاسم وَالشَّمْس الأمشاطي وَحكى لي عَنهُ أَنه سَمعه يَقُول طالعت الْمُحِيط للبرهاني مائَة مرّة، وَكَانَ فصيحا مستحضرا لفروع الْمَذْهَب مَعَ الْخِبْرَة التَّامَّة بالمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَغَيرهَا بِحَيْثُ كَانَ يَقُول فِي تلامذتي من هُوَ أفضل من الشرواني، وَبحث مَعَ الْعَلَاء البُخَارِيّ فِي دلَالَة التمانع وألزمه أمرا شَدِيدا وأفرد فِي ذَلِك تصنيفا وَوَافَقَهُ على بَحثه النظام الصيرامي وتعصب جمَاعَة كالقاياتي حمية لشيخهم وَقَالَ للبدر بن الْأَمَانَة أحفظ ألوفا من الأسئلة التفسيرية وَله على كتبه الْعَقْلِيَّة والنقلية حواش متقنة كَثِيرَة الْفَوَائِد وسافر مِنْهَا فحج ثمَّ عَاد وَنزل بزاوية تَقِيّ الدّين عِنْد المصنع تَحت القلعة وَاسْتمرّ إِلَى أول ولَايَة الظَّاهِر جقمق فَرجع إِلَى بِلَاده، وَيُقَال إِنَّه توفّي يَوْم وُصُوله وَحصل لَهُ بِعَيْنِه خلل، وَالثنَاء عَلَيْهِ بِالْعلمِ وَالصَّلَاح كثير، وَكَانَ لَهُ خَال يَقُول عَنهُ إِنَّه شرح الْبَيَان للطيبي وَيَقُول عَن الْمُحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ إِنَّه عَالم رَحمَه الله. 950 - عبد اللَّطِيف زين الدّين الطواشي الرُّومِي المنجكي العثماني الطنبغا / مِمَّن خدم بعد موت سَيّده فَاطِمَة ابْنة منجك فَعرف بِهِ ثمَّ انْتقل لخدمة جقمق الأرغون شاوي نَائِب الشَّام فَلَمَّا قَتله الظَّاهِر ططر استخدمه وَجعله من خَاص جمداريته فدام سِنِين مَعَ ملازمته خدمَة الطَّائِفَة القادرية إِلَى أَن وَقع بَينهَا وَبَين الرفاعية تنَازع فِي أَوَاخِر الْأَيَّام الأشرفية برسباي فَشَكَاهُ حسن نديمه إِلَيْهِ فَطَلَبه وَقَالَ لَهُ أَنْت جمدار أم نقيب وضربه وَأخرجه من الجمدارية فَلَمَّا اسْتَقر الظَّاهِر ولاه مقدم المماليك بعد الْقَبْض على خشقدم اليشبكي فدام مقدما سِنِين وَحج أَمِير الركب الأول مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ انْفَصل بجوهر النوروزي نَائِبه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأقَام بطالا يتَرَدَّد لثغر دمياط لعمارة لَهُ هُنَاكَ فِيهَا مآثر إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشري صفر سنة احدى وَسِتِّينَ وَدفن من الْغَد وَقد ناهز الثَّمَانِينَ وَكَانَ دينا خيرا صَالحا متواضعا كَرِيمًا محبا فِي الْفُقَرَاء رَحمَه الله وإيانا.

عبد اللَّطِيف الدنجيهي. / فِي ابْن عُثْمَان بن سُلَيْمَان. 951 - عبد اللَّطِيف الرُّومِي الاينالي الطواشي. / مَاتَ فِي صفر سنة أَربع وَخمسين عَن نَحْو الْمِائَة وَورثه حفيدا مُعْتقه أَحْمد وَمُحَمّد ابْنا أَمِير عَليّ بن إينال. 952 - عبد اللَّطِيف الشَّامي الْعَطَّار بِمَكَّة /. مَاتَ بهَا فِي صفر وَتِسْعين وَكَانَ يُوجد عِنْده من الأعشاب والعطر مَا ينْفَرد بِهِ وَلذَا يجْتَهد فِي التغالي فِي بيعهَا بغلظة ويبس عَفا الله عَنهُ. 953 - عبد اللَّطِيف القجاجقي الْأَشْرَف برسباي / أحد الْخَواص من السقاة دَامَ كَذَلِك إِلَى أَن أبْطلهُ الظَّاهِر جقمق فِي أَوَائِل أَيَّامه وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي ثامن ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَخمسين وَكَانَ مَذْكُورا بِالْكَرمِ ومحبة أهل الْعلم وَالْفضل وَهُوَ صَاحب الْجَامِع المشرف على بركَة الفهادة بِالْقربِ من حدرة الكماجيين رَحمَه الله. 954 - عبد اللَّطِيف الناصري الساقي /، مَاتَ سنة سبع. 955 - عبد اللَّطِيف النشيلي القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي صهر الزين زَكَرِيَّا، / مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَسبعين وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ. انْتهى الْجُزْء الرَّابِع، ويليه الْجُزْء الْخَامِس وأوله: عبد الله

الجزء 5

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (من اسْمه عبد الله) عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْعَفِيف بن الْبُرْهَان المغربي الأَصْل الْمَكِّيّ) الدهان الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالزعبلي. سمع من أبي بكر المراغي أَشْيَاء وَكَانَ كأبيه مُبَارَكًا منجمعا عَن النَّاس ملازما للْجَمَاعَة مَعَ بعد منزله ويتكسب بدهن السقوف وَنَحْوهَا وبالعمر أَيَّام الْمَوْسِم. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة خمس وَثَمَانِينَ. عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد الخجندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ. ولد بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا واشتغل على أَبِيه وشارك فِي الْفَضِيلَة وجود الْخط عِنْد أَبِيه وَالسَّيِّد على شيخ باسطية الْمَدِينَة وَكتب بِهِ أَشْيَاء وَدخل الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا وباسكندرية مُدَّة وقدرت وَفَاته بهَا مطعونا سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ رَحمَه الله. عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْجمال الْحَرَّانِي الأَصْل الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ كَانَ يذكر أَنه من ذُرِّيَّة الشّرف بن أبي عصرون وَأَنه شَافِعِيّ الأَصْل وَولى قَضَاء الشغر قبل الْفِتْنَة شافعيا وَكَذَا كَانَت لَهُ وظائف فِي الشَّافِعِيَّة بحلب تحول بعد مُدَّة حنبليا وَولى قَضَاء الْحَنَابِلَة بحلب مرّة بعد أُخْرَى كأنظاره. قَالَ الْعَلَاء بن خطيب الناصرية وَكَانَ حسن السِّيرَة دينا عَاقِلا. ولى الْقَضَاء ثمَّ صرف ثمَّ أُعِيد مرَارًا ثمَّ صرف قبل مَوته بِعشْرَة أشهر. وَمَات فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين. ذكره شَيخنَا عَن نَحْو سِتّ وَسِتِّينَ سنة وَدفن بتربة الْأَذْرَعِيّ والباريني خَارج بَاب الْمقَام من حلب ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار. عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن بن مُحَمَّد الْعَفِيف الْحِمْيَرِي الْمدنِي نزيل مَكَّة وَابْن عَم أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن حُسَيْن فَقِيه الزيدية وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن الشقيف بِمُعْجَمَة مَضْمُومَة ثمَّ قَاف ثمَّ يَاء التصريف سَاكِنة ثمَّ فَاء. قَالَ التقي الفاسي: بَلغنِي أَنه ولد بزبيد وَنَشَأ بهَا ثمَّ قدم إِلَى مَكَّة وَأقَام بهَا مُدَّة ورزق دنيا وَصَارَ إِلَى بِلَاد الْحَبَشَة فَأَقَامَ بهَا سبع سِنِين ثمَّ دخل مصر وَأقَام بهَا مُدَّة وَولد لَهُ بِمَكَّة أَوْلَاد وَصَارَ لَهُ بهَا عقار وَكَانَ ذَا ملاءة. مَاتَ بعد أَن أوصى بمبرات وَحبس أوقافا لكثير من القربات فِي سنة سبع بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن عبد الله بن مَحْمُود بن يُوسُف بن تَمام الْجمال أَبُو مُحَمَّد بن أبي إِسْحَاق الزبيدِيّ من بني السموءل السنجاري الأَصْل البعلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو عَائِشَة وَيعرف بِابْن الشرايحي الْحَافِظ الشهير. ولد يَوْم الثُّلَاثَاء

تَاسِع رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا وَأخذ عَن الْعِمَاد بن بردس وَغَيره ثمَّ دخل دمشق فَأدْرك بهَا جمَاعَة) من أَصْحَاب الْفَخر وَأحمد بن شَيبَان ثمَّ من أَصْحَاب ابْن القواس وَابْن عَسَاكِر ثمَّ من أَصْحَاب التقي سُلَيْمَان والمطعم ثمَّ من أَصْحَاب الحجار وَنَحْوه ثمَّ من أَصْحَاب ابْن الْجَزرِي وَابْنَة الْكَمَال الْمزي فَأكْثر جدا من حُدُود السِّتين وَإِلَى قرب مَوته حَتَّى سمع من أقرانه فَمن دونه، وَهُوَ مَعَ ذَلِك أُمِّي بل لَا ينظر إِلَّا نظرا ضَعِيفا وَمن شُيُوخه إِسْمَاعِيل بن السَّيْف أبي بكر بن إِسْمَاعِيل الْحَرَّانِي سمع عَلَيْهِ الْأَرْبَعين لأبي الأسعد الْقشيرِي وَابْن أميلة سمع عَلَيْهِ جَامع التِّرْمِذِيّ وَسنَن أبي دَاوُد وَالصَّلَاح بن أبي عمر سمع عَلَيْهِ الْمسند ويوسف بن عبد الله بن الحبال سمع عَلَيْهِ سيرة ابْن هِشَام وَصَارَ أعجوبة دهره فِي معرفَة الْأَجْزَاء والمرويات ورواتها والعالي والنازل ولديه مَعَ ذَلِك فَضَائِل ومحفوظات ومذاكرة حَسَنَة ومشاركة فِي فنون الحَدِيث كل ذَلِك مَعَ الشهامة والشجاعة والمهابة وَكَونه جدا كُله لَا يعرف الْهزْل بل يتدين مَعَ خير وَشرف، وَخرج لجَماعَة من أقرانه فَمن دونهم وَحدث بِمصْر وَالشَّام قَالَ شَيخنَا سَمِعت مِنْهُ وَسمع معي الْكثير فِي رحلتي وأفادني أَشْيَاء وانتفعت بأجزائه كثيرا، وَقدم الْقَاهِرَة بعد الكائنة الْعُظْمَى فقطنها مُدَّة طَوِيلَة وَحدث فِيهَا بالكثير من مسموعاته وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ حِينَئِذٍ مِمَّن أَخذنَا عَنهُ الْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن أَخِيه الزين قَاسم والركن عمر بن أصلم والزين رضوَان ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وَأقَام بهَا زَمنا مُنْفَردا وَأخذ عَنهُ ابْن مُوسَى وَشَيخنَا الْمُوفق الأبي والشهاب بن زيد وَمن لَا يُحْصى كَثْرَة وامتحن بِسَبَب قِرَاءَته خلق أَفعَال الْعباد للْبُخَارِيّ، وَولى تدريس دَار الحَدِيث الأشرفية إِلَى أَن مَاتَ فِي ثَالِث الْمحرم سنة عشْرين، وَأوردهُ التقي الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد بِاخْتِصَار وَكَذَا ذكره المقريزي فِي عقوده، وروى عَنهُ ابْن نَاصِر الدّين الثَّالِث وَالْعِشْرين من متبايناته فَقَالَ أخبرنَا الشَّيْخ الْعَالم الْحَافِظ الْمُفِيد الْمُقْرِئ. عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن خَلِيل الْجمال أَبُو حَامِد وَأَبُو غَانِم بن الْحَافِظ البرهاني أبي الوفا الْحلَبِي أَخُو أنس وَأبي ذَر الماضيين. سمع على أَبِيه وَشَيخنَا وَآخَرين وَمِمَّا سَمعه على أَبِيه جُزْء الْجعْفِيّ ثمَّ سمع مَعنا بحلب فِي سنة تسع وَخمسين على ابْن مقبل وَعبد الْوَاحِد بن صَدَقَة وحليمة ابْنة الشهَاب الْحُسَيْنِي وَشَيخ الشُّيُوخ السَّيِّد الْعَلَاء الْهَاشِمِي وَمُحَمّد بن أبي بكر شيخ قَرْيَة جبرين فِي آخَرين، وَقدم الْقَاهِرَة بعد فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ فَسمع على الْعلم البُلْقِينِيّ جُزْء الْجُمُعَة وعَلى الْمحلى وَالسَّيِّد النسابة فِي آخَرين وَكَذَا سمع بِالشَّام وَغَيرهَا وَحدث وَسمع مِنْهُ بعض الطّلبَة وَجلسَ

شَاهدا ومسه بعض مَكْرُوه افتئاتا من بعض طلبة أَبِيه وَكَانَ متميزا) فِي الرَّمْي وصنف فِيهِ وَله اعتناء بطرِيق الْفُقَرَاء بِحَيْثُ اسْتَقر فِي مشيخة الشُّيُوخ بعد مُحَمَّد بيرق الرِّفَاعِي مَعَ دين وَعدم غيبَة. مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخلف أَوْلَادًا. عبد الله بن إِبْرَاهِيم موفق الدّين بن القَاضِي سعد الدّين القبطي القاهري وَيعرف بلقبه. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَثَمَانمِائَة عَن سنّ عالية بمنزله بدرب الطباخ من بركَة الرطيلي الْمَعْرُوف ببني تَمِيم أَقَامَ بِهِ أَزِيد من ثَلَاثِينَ سنة صيفا وشتاء ولوجاهته صَار الدَّرْب يعرف بدرب موفق الدّين كَانَ أَبوهُ كَاتب جَيش الشَّام وَكَذَا كتب هُوَ فِيهِ أَيْضا مَعَ الْكِتَابَة فِي ديوَان المماليك بل كَانَ صَاحب ديوَان الْأَشْرَاف وقتا وانتمى للزين عبد الباسط فِي كِتَابَة الْجَيْش للمنادمة بِدُونِ مَكْرُوه وَزَاد اخْتِصَاصه بِهِ بِحَيْثُ رسم عَلَيْهِ فِي أَيَّام مصادرته سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَبعدهَا وَأطلق وَبعده انجمع عَن النَّاس وَصَارَ بَيته مَقْصُودا بالتوجه إِلَيْهِ والاجتماع عِنْده من الْفُضَلَاء وَغَيرهم لِكَثْرَة تودده وَحسن ائتلافه وإسلامه وعشرته ومحبته فِي إطْعَام الطَّعَام مَعَ مُرُوءَة وأدب وَخير وَستر، وَكَانَت لَهُ أُخْت لم تتحول عَن النَّصْرَانِيَّة فَكَانَ يتألم لذَلِك من غير قطع بره عَنْهَا وَمِمَّنْ كَانَ يَجِيئهُ الشمنى وَأَحْيَانا الشَّيْخ مَدين وَإِمَام الكاملية وَكَثِيرًا الْقَرَافِيّ والشهاب الْحِجَازِي والسراج الوروري وَأم عِنْده الشَّمْس الأبشيطي الشَّافِعِي وَمَا مَاتَ حَتَّى تضعضع حَاله جدا، وَخلف ولدا كَبِيرا وَهُوَ الشهَاب أَبُو الْخَيْر أَحْمد الْمَاضِي رَحمَه الله وإيانا. عبد الله بن إِبْرَاهِيم البسكري المغربي الْمَالِكِي نزيل بَيت الْمُقَدّس وَشَيخ دَار الْقُرْآن الْمدرسَة السلامية بِهِ كَانَ يقرئ النَّاس فِيهَا على قَاعِدَة إِبْرَاهِيم الْأمَوِي الصُّوفِي فَانْتَفع بِهِ خلق وَكَانَ يعرف الْقرَاءَات وَغَيرهَا ويستحضر كثيرا من الْمُدَوَّنَة وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير بِحَيْثُ نقل عَن التقي الحصني أَنه ذكر لَهُ فِي جمَاعَة صالحين فَقَالَ مَا فيهم مثله تحكى عَنهُ مكاشفات وكرامات قَالَ وَجَلَست فِي قبَّة الصَّخْرَة خَالِيا فَسمِعت ملكَيْنِ يَقُولَانِ الشَّيْخ عبد الله البسكري من الْأَوْلِيَاء وَرَأى رجل من مشاهير الصَّالِحين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول لَهُ من قَرَأَ الْفَاتِحَة عَلَيْهِ دخل الْجنَّة فاشتهر ذَلِك بِحَيْثُ قصد من الْبِلَاد لَهُ بل صَار من لم يُدْرِكهُ يقْرؤهَا على قَبره وَاسْتمرّ. مَاتَ بعد أَن قَارب التسعين أَو جاوزها حَتَّى صَار يحمل فِي بِسَاط فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَعشْرين رَحمَه الله وإيانا. عبد الله بن إِبْرَاهِيم الغماري. سمع الْمَيْدُومِيُّ وَحدث عَنهُ وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ خَدِيجَة ابْنة أَحْمد بن) سُلَيْمَان بن الْبُرْهَان.

عبد الله بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. كَانَ فَقِيها صَالحا سليم الصَّدْر درس وَأفْتى وأشير إِلَيْهِ بعد أَبِيه من بَين أخوته وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس عشرَة عَن نَحْو خمس وَأَرْبَعين. قَالَه الأهدل عبد الله بن أَحْمد بن أَحْمد الْبكْرِيّ. كتب على استدعاء بعد الْخمسين وَقَالَ أَن مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة. عبد الله بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يحيى بن عمر بن عَليّ بن رَسُول الضياء الْمَنْصُور بن النَّاصِر بن الْأَشْرَف بن الْأَفْضَل مُلُوك الْيمن الزبيدِيّ. وَليهَا بعد موت أَبِيه ودام حَتَّى مَاتَ بزبيد وَقت الزَّوَال من يَوْم الْأَرْبَعَاء منتصف ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاثِينَ كَمَا حَقَّقَهُ لي بعض أَصْحَابنَا المتقنين وَحمل إِلَى تعز فَدفن بمدرسة جده الْأَشْرَف. وأرخه النَّاشِرِيّ فِي ربيع الأول وَالْأول أضبط قَالَ وَمن أحسن مَا صنع فِي دولته أَنه أَمر بِمَنْع أَرْبَاب الطّرق من النِّسَاء من الْحُضُور لباب دَار مَمْلَكَته وأقيم بعده أَخُوهُ الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل فَلم يلبث أَن خلع وأقيم عَمه الظَّاهِر هزبر الدّين يحيى بن الْأَشْرَف فِي رَجَب مِنْهَا، وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَقَالَ غَيره أَنه كَانَ عادلا ترك كثيرا من الْمُنْكَرَات الَّتِي قررها أجداده وَعظم أَحْكَام الشَّرْع وَاجْتمعَ فِي دولته العساكر الْكَثِيرَة وَأظْهر أبهة المملكة وَلكنه لم تطل مدَّته رَحمَه الله. وَلِصَاحِب التَّرْجَمَة ذكر فِي مُحَمَّد بن سعيد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن كبن الْفَقِيه. عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ الْعَفِيف الْقَيْسِي الْقُسْطَلَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الزين. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة أَو قبلهَا بِقَلِيل بِمَكَّة وَنَشَأ فَسمع على الْكَمَال بن حبيب والنشاوروي وَالْجمال الأميوطي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَغَيرهمَا. وَحدث روى عَنهُ ابْن فَهد وَحفظ الحاوى أَو أَكْثَره ولازم درس الْجمال بن ظهيرة سِنِين ثمَّ ترك. وتعاني الشَّهَادَة والوثائق والسجلات وناب فِي الْقَضَاء بمرسوم الدولة المظفرية أَحْمد بن الْمُؤَيد وَلَكِن لم يظْهر ذَلِك إِلَّا قبل مَوته بجمعة، وَكَانَ يذاكر بمسائل من الْفِقْه مَعَ معرفَة بالوثائق والسجلات والدعاوى بِحَيْثُ صَار مَقْصُودا فِيهَا. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بمقبرة أَصْحَابه القسطلانيين من المعلاة رَحمَه الله.) عبد الله بن أَحْمد بن أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْجمال الحسني السمهودي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي وَلَده النُّور

عَليّ. ولد سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بسمهود وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي وألفية ابْن مَالك وعرضها على جمَاعَة وارتحل إِلَى مصر قبل استكمال الْعشْرين فَأخذ بهَا الْفِقْه عَن الْمَيْدُومِيُّ وَالِد زكي الدّين وَحضر مجْلِس أبي هُرَيْرَة بن النقاش والبهاء بن الْقطَّان ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فلازم دروس القاياتي بل قَرَأَ عَلَيْهِ النكت لِأَبْنِ النَّقِيب بِتَمَامِهَا وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْمحلى قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن عقيل ثمَّ لَازمه بِأخرَة فِيهَا وَفِي الْفِقْه وأصوله وَغير ذَلِك وَكَانَ ينزل تَحت بالمؤيدية وَكَذَا أَخذ عَن الونائي وَغَيره وَلَقي بِمَكَّة إِذْ جاور بهَا بعض سنة أَبَا الْقسم النويري فَأخذ عَنهُ وَاجْتمعَ هُنَاكَ بالشهاب بن رسْلَان واستفتاه عَن شَيْء يتَعَلَّق بِالْحَجِّ فِي أَيَّامه فَقَالَ أخْشَى من انتشار الْكَلَام وَطول المباحثة فَيكون جدالا، وناب فِي قَضَاء بَلَده عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعده وَلم يَتَعَدَّ لغَيْرهَا من الْأَعْمَال الَّتِي كَانَت مَعَ وَالِده مَعَ استنجاز شَيْخه الميدمي المرسوم لَهُ بذلك وَقدم على القَاضِي فَأعلمهُ بِهَذَا فَصَارَ يقْضِي الْعجب من شَاب يزهد فِي المنصب وَكَون غَيره من الشُّيُوخ يبْذل الْأَمْوَال فِيهِ وَاتفقَ لَهُ مَعَ القاياتي والمناوي نَحْو ذَلِك وَاعْتذر بِأَنَّهُ لَو سُئِلَ فِي الْقِيَامَة عَن نَفسه لم يجد خلاصا فَكيف بِأَهْل إقليم وَاقْتصر على بَلَده لتعينه عَلَيْهِ فِيهَا فَكَانَ يقْضِي ويدرس ويفتي فَلَمَّا كَانَت سنة ثَمَان وَخمسين عزل نَفسه محتجا بِأَنَّهُ لَا يعلم بِبَلَدِهِ مستكملا شُرُوط الْعَدَالَة مَعَ أَنه لَا يَسعهُ إِلَّا قبُوله، هَذَا مَعَ أَن غَالب قضاياه لم تكن إِلَّا توقيفا وصلحا بِحَيْثُ كَانَ يقْصد من أقاصي الصَّعِيد فَمَا دونهَا لذَلِك احتسابا بل يضيفهم وَيقوم بكلفهم وَحين أعرض عَن ذَلِك اسْتَقر وَلَده الْكَبِير عبد الرَّحْمَن عوضه، وَلزِمَ صَاحب التَّرْجَمَة الْإِفْتَاء والتدريس وَالْعِبَادَة مَعَ طَرِيقَته فِي الانجماع بمنزله وَعدم البروز إِلَّا للْجَمَاعَة حَتَّى لَا يعرف سوق بَلَده مَعَ صغرها بل اتّفق أَنه كَانَ بِجَامِع الصَّالح حِين اجتياز الْأَشْرَف بعساكره مُتَوَجها لآمد فَقَامَ الْجَمَاعَة كلهم لرُؤْيَته وَهُوَ لم يَتَحَرَّك من مَكَانَهُ وَهَكَذَا كَانَ دأبه لم يكن يصرف شَيْئا من أوقاته فِي غير عبَادَة مَعَ الْوَرع التَّام بِحَيْثُ أَن بعض بني عمر أُمَرَاء الصَّعِيد تزوج بأخته بعد مُرَاجعَة ومحاورة ومراغمة فَمَا تنَاول لَهُم شَيْئا وَلَا اخْتَلَط مَعَهم فِي شَيْء حَتَّى أَنه أفرد مَا جرت الْعَادة بإرساله عِنْد الْخطْبَة إِلَى وَقت الدُّخُول فَأرْسل بِهِ إِلَيْهِم وَلم يزل على طَرِيقَته إِلَى أَن مَاتَ بهَا شَهِيدا تَحت هدم عقب صَلَاة) الْمغرب وقراءته سُورَة الْوَاقِعَة فِي سادس عشري صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ رَحِمهم الله. أَفَادَهُ وَلَده بأطول من هَذَا.

عبد الله بن أَحْمد بن حمدَان بن أَحْمد الْجلَال بن الشهَاب الْأَذْرَعِيّ الْحلَبِي الشَّافِعِي أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي. أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَقدم دمشق قبل الْفِتْنَة فقطنها وَكَانَ فَقِيها جيد الْبَحْث خيرا منجمعا عَن النَّاس وَعِنْده غَالب مصنفات أَبِيه فَلَا يبخل بإعارتها. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشري رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ. وَله ذكر فِي الْبُرْهَان البيجوري. عبد الله بن أَحْمد بن صَالح بن أَحْمد بن خطاب الْجمال بن الشهَاب البقاعي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الْمِائَة الثَّامِنَة والآتي أَخُوهُ عبد الْوَهَّاب وَيعرف كَهُوَ بالزهري. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَحفظ التَّمْيِيز وتفقه بِأَبِيهِ وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس سنة إِحْدَى وَتِسْعين ودرس بالقليجية وَغَيرهَا وناب فِي الحكم، وَكَانَ عالي الهمة لم تطل مدَّته بعد أَبِيه. مَاتَ بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. عبد الله بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ الْمَكِّيّ أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عبد الله بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُوسَى بن أبي بكر الْجمال العذري البشبيشي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد فِي عَاشر شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَأخذ الْفِقْه عَن ابْن الملقن والعربية عَن الغماري واختص بِهِ ولازمه، وبرع فِي الْفِقْه والعربية واللغة وَكَذَا الوراقة وتكسب بهَا وَكتب الْخط الْجيد وَنسخ بِهِ كثيرا، وناب فِي الْحِسْبَة عَن التقي المقريزي وصنف كتابا فِي المعرب وَآخر فِي قُضَاة مصر وَآخر فِي شَوَاهِد الْعَرَبيَّة بسط فِيهِ الْكَلَام، قَالَ شَيخنَا سَمِعت من فَوَائده كثيرا وَكَانَ رُبمَا جازف فِي نَقله، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَحكى عَنهُ. مَاتَ باسكندرية فِي ذِي الْقعدَة سنة عشْرين. قلت وبشبيش قَرْيَة من أَعمال الْمحلة بالغربية تشتبه بشيشين من تِلْكَ النواحي أَيْضا. عبد الله بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن يُوسُف أَنْصَارِي الزرندي الْمدنِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. سمع على الزين المراغي. عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن اللَّخْمِيّ التّونسِيّ الْفِرْيَانِيُّ الْمَالِكِي قريب مُحَمَّد بن حمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْآتِي. ذكره شَيخنَا فِي مشتبه النِّسْبَة وَقَالَ أَخذ عَن بعض) أَصْحَابنَا، وَمَات سنة اثْنَي عشرَة رَاجعا من الْحَج. عبد الله بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الله بن يحيى التّونسِيّ الْمرْجَانِي. سمع من الْعِزّ بن جمَاعَة وَالْفَخْر النويري والكمال بن حبيب وَأخذ عَنهُ التقي بن

فَهد وَقَالَ أَنه كَانَ رجلا صَالحا خيرا دينا، وَلم يزدْ. عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله الْجمال النحريري الْمَالِكِي قَاضِي حلب وَابْن قاضيها. يَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ فأظن أَنه ابْن أَحْمد بن عبد الله. عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله الْجمال الهريبطي ثمَّ القاهري الصحراوي. سمع مني فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة كثيرا وَحج معي فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَكَانَ خيرا يَتْلُو الْقُرْآن، وَمَات قريب الثَّمَانِينَ أَو بعْدهَا. عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله الْغَزِّي الْخَطِيب بهَا. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عبد الله بن أَحْمد بن عبيد الله بن مُحَمَّد الْجمال بن الشهَاب السجيني الأَصْل الْأَزْهَرِي الْحَنَفِيّ هُوَ والماضي أَبوهُ. قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا فِي الْفِقْه والعربية وَقَرَأَ عَليّ فِي البخارى لأجل قِرَاءَته فِيهِ عَن أَبِيه بتربة الْأَشْرَف فايتباه ثمَّ اسْتِقْلَالا بعده، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ. مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ عقب وَالِده بِيَسِير رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى. مضى فِي ابْن أَحْمد بن أبي الْحسن قَرِيبا. عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن قَاسم بن صَاح الْبَدْر ثمَّ الْجمال أَبُو الْمَعَالِي بن الشهَاب الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد إِبْرَاهِيم وَزَيْنَب وَيعرف كأبيه بالعرياني. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وأحضره أَبوهُ على الْمَيْدُومِيُّ جُزْء البطاقة ونسخة إِبْرَاهِيم بن سعد وَغير ذَلِك بل لبس مِنْهُ خرقَة الصُّوفِيَّة وأسمعه على العرضي وناصر الدّين التّونسِيّ ومظفر الدّين الْعَطَّار وَأبي الْحرم القلانسي وَمُحَمّد بن يَعْقُوب بن الرصاص وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ جُزْء كَامِل بن طَلْحَة والحافظ مغلطاي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ الْبَيَانِي وَابْن الخباز وَخلق وَطلب بِنَفسِهِ فَسمع الْكثير وَحصل الْأَجْزَاء والنسخ وَدَار على الشُّيُوخ وَقَرَأَ الصَّحِيح غير مرّة سِيمَا بالقلعة وناب فِي الحكم وفتر عَن الِاشْتِغَال، وَكَانَ كثير الدعابة والمزاح حاد الْخلق وَلَو تصون لساد. قَالَه شَيخنَا وَهُوَ مِمَّن سمع مِنْهُ الْكثير من شُيُوخه بل أَخذ شَيخنَا عَنهُ، وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه لم يكن عِنْده طائل علم، وَذكره المقريزي فِي عقوده. وَمَات فِي عَاشر رَمَضَان سنة عشر وَمِمَّنْ روى لنا عَنهُ) الزين الفاقوسي وَأنْشد ابْنه إِبْرَاهِيم عَنهُ عَن الْعَلامَة الشَّمْس بن الصايغ من قَوْله: (عشقت تركي منور بدر السما غير أَن ... مواصل الشّرْب والشوى على النيرَان) (اسْمَع صِفَات طباعو وَاصل هجران ... من اللَّبن شهوتو فِي كل يَوْم) عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ عفيف الدّين أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو مخرمَة الْحِمْيَرِي الشَّيْبَانِيّ

الحضري الهجراني الْمدنِي الدَّار الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِأبي مخرمَة. مِمَّن تقدم فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والْحَدِيث وَالتَّفْسِير وَكَانَ من شُيُوخه فِي الْفِقْه أَبُو حشيش وَفِي غَيره أَبُو شكيل مُحَمَّد بن مَسْعُود قَاضِي عدن وَغَيرهمَا، ودرس وَأفْتى وكلفه على بن طَاهِر قَضَاء عدن فدام قريب أَرْبَعَة أشهر ثمَّ فر وَهُوَ الْآن مُتَوَجّه لنفع الطّلبَة خَاصَّة مَعَ علو همة وَشرف نفس، وَعمل على جَامع المختصرات نكتا فِي مجلدة وَكَذَا على ألفية النَّحْو فِي كراريس مفيدة ولخص شرح ابْن الهائم على الياسمينية إِلَى غير ذَلِك من رسائل فِي علم الْهَيْئَة وَغَيرهَا وفتاويه جَيِّدَة وَعبارَته محكمَة وَهُوَ الْآن فِي سنة سبع وَتِسْعين جَازَ السِّتين وَقد أرسل لي وَأَنا بِمَكَّة يَسْتَدْعِي الْإِجَازَة مني فأجبته. عبد الله بن أَحْمد بن عمر بن عُثْمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْحق بن عبد الْملك بن عبد الله الْجمال الدَّمِيرِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي حفيد ابْن عَم عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمَاضِي وَيعرف بِابْن البحشور وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي يغْضب مِنْهَا. ولد فِي ثامن رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بأسيوط وانتقل مَعَ أَبِيه إِلَى الْقرَان فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْجمال الصفي وَحفظ الْعُمْدَة والتنبيه وعرضهما على جمَاعَة واشتغل فِي الْفِقْه يَسِيرا على الْجمال الْقَرَافِيّ والمحب الْمَنَاوِيّ وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَسمع على رَفِيقه فِي حَانُوت السروجين الشَّمْس مُحَمَّد بن قَاسم السُّيُوطِيّ جُزْءا فِيهِ تساعيات الْعِزّ بن جمَاعَة وَحدث بِهِ قَرَأَهُ عَلَيْهِ الطّلبَة أَخَذته عَنهُ وَرَأَيْت بِخَطِّهِ مُصحفا، وَدخل اسكندرية وَغَيرهَا وتنزل فِي صوفية البيبرسية ولقربه من سكن النَّجْم بن النبيه عين الموقعين صَار يرتفق بِهِ فاشتهر بذلك مَعَ أَنه لم يكن فِي صناعته بالماهر لكنه كَانَ خيرا حَرِيصًا على الْجَمَاعَة مديما للتلاوة عفيفا مرضى الشَّهَادَة، وَلما مَاتَ النَّجْم جلس موقعا بِبَاب قَاضِي الْمَالِكِيَّة ابْن حريز حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول عَام سِتّ وَسبعين بعد أَن مرض بالفالج مُدَّة، وَدفن بالصوفية رَحمَه الله وإيانا. عبد الله بن أَحْمد بن عمر بن عَرَفَات بن أَحْمد بن عوض الْجمال الْأنْصَارِيّ القمني ثمَّ) القاهري الشَّافِعِي ابْن أخي الزين أبي بكر وأخو عبد الرَّحْمَن. ولد سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بقمن وانتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن على الشَّمْس البوصري فِيمَا زعم وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي الْفِقْه يَسِيرا على عَمه بل وعَلى الْكَمَال الدَّمِيرِيّ والبهاء أبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ وَحضر دروس السراج البُلْقِينِيّ ومواعيده وَفِي النَّحْو عَن الْمُحب بن هِشَام وَفِي

الْأُصُول عِنْد قنبر وَلكنه لم يمهر فِي شَيْء من ذَلِك واعتنى بِهِ عَمه فأسمعه الْكثير على الصّلاح الزفتاوي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد ابْن الشيخة وَابْن الداية والحافظين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والأبناسي والغماري والحلاوي والسويداوي والتقي الدجوي والفرسيسي وَابْن الفصيح وَالْجمال الرَّشِيدِيّ وناصر الدّين الْعَسْقَلَانِي الْحَنْبَلِيّ وستيتة ابْنة غالي وَخلق وَمِمَّا سَمعه على ستيتة أَخْبَار الطفيليين وعَلى ابْن الشيخة مشيخة ابْن عبد الدَّائِم وَالْأَرْبَعِينَ للْحَاكِم وعَلى التنوخي جُزْء الْأنْصَارِيّ وجزء أبي الجهم وَكتب عَن الْعرَاق كثيرا من أَمَالِيهِ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَطَائِفَة، وَحج غير مرّة وجاور وَكَانَ يَقُول أَنه سمع هُنَاكَ على الْجمال بن ظهيرة وَكَذَا سَافر لدمشق وزار بَيت الْمُقَدّس حِين كَانَ عَمه شيخ صلاحيته وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَأم بالصالحية وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ عَظِيم الرَّغْبَة فِي الأسماع محبا فِي الْأَقْرَاء وَفِي كَلَامه تزيد. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عبد الله بن أَحْمد بن قَاسم بن مُنَاد النفزاوي الْقَرَوِي بَلَدا نِسْبَة للقيروان المغربي الْمَالِكِي. ولد سنة فِي حُدُود سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالقيروان وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن لنافع على مُحَمَّد بن أبي زيد صَاحب قصر المنستير وَفِي الْفِقْه على مُحَمَّد بن مَسْعُود وَعنهُ أَخذ التصوف وصحيح مُسلم والشفا على أبي عبد الله مُحَمَّد الرماح وَأبي الْقسم بن نَاجِي وَكتاب البردعي والمورد العذب وَكِلَاهُمَا فِي الْوَعْظ على حسن الحلقاوي والأذكار على مُحَمَّد بن عبد الله الشيبي فِي مَزَار الشَّيْخ عبد الله بن أبي زيد، وشغف بالتصوف وَأَهله فَأخذ عَن أبي زيد عبد الرَّحْمَن الْبَنَّا وَسَالم المرو وَغَيرهمَا، وَحج مرَارًا من سنة تسع وَعشْرين إِلَى سنة سِتّ وَأَرْبَعين ولقيه البقاعي فِيهَا وَقَالَ إِنَّه كَانَ شَيخا جسنا يلوح عَلَيْهِ الْخَيْر وسلامة الْفطْرَة غير أَنه متوغل فِي أُمُور الصُّوفِيَّة منهمك فِي عشرتهم قد اخْتلطت كلماتهم وأفعالهم بِلَحْمِهِ وَدَمه سريع النّظم مَعَ لحنه وَرُبمَا يَقع لَهُ الْوسط وَعِنْده فَضِيلَة، وَدخل تونس وَأخذ عَنهُ أَصْحَابه قصيدته الصفوة) شرح القهوة وأولها: (أيا ساقي لنا صفوا ... أدرها لي بِغَيْر مزاج) وَكَذَا دخل قسطنينة وبسكرة وصنف انجاد الأنجاد فِي فضل الْجِهَاد ونظم قصيدة وعظية فِي الْأَهْوَال الأخروية أَولهَا: (بِحَمْد الله أبتدئ الْمسَائِل ... وَحمد الله عون لكل قَائِل) وَأُخْرَى تسمى أنوار الْفِكر فِي أسرار الذّكر أَولهَا: (إِذا أردْت بعون الله تتزر ... دوَام نَصَحْتُك ذكر الله تنتصر)

مَاتَ قريب الْخمسين. عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الحوراني الأَصْل الكالكوتي المولد نزيل مَكَّة والآتي أَخَوَاهُ أَبُو بكر وقاسم. ولد فِي سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة بكالكوت وَنَشَأ بِمَكَّة فَقَرَأَ فِي الْقُرْآن وَغَيره عِنْد الْفَقِيه حسن الطلخاوي وَسمع عَليّ بِقِرَاءَة ابْن عَمه الْكثير من البُخَارِيّ وَمن لَفْظِي المسلسل بالأولية وَسورَة الصَّفّ وَحَدِيث زُهَيْر العشاري وأربعي النَّوَوِيّ وَغَيرهَا لفظا وَغَيره وكتبت لَهُ فِي إجَازَة أَخِيه وَابْن عَمه ثمَّ سَافر إِلَى الْهِنْد وَحضر بعد موت أَبِيه وَيُقَال أَنه أَنْجَب أخوته. عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن حسن الْجمال السمنودي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن صعلوك. لَقيته بسمنود فَكتبت عَنهُ قَوْله: (تعرض الْبَدْر يحْكى بعض صورته ... فراح منخسفا من شدَّة الْغَضَب) (وبانة الْجزع ماست مثل قامته ... تبت وَقد أَصبَحت حمالَة الْحَطب) ثمَّ تكَرر قدومه الْقَاهِرَة وَكَانَ يحضر عِنْدِي فِي الْإِمْلَاء وَغَيره. مَاتَ بعد الثَّمَانِينَ وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين رَحمَه الله. عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هَاشم بن عبد الْوَاحِد بن عبد الله بن عشائر التَّاج الْحلَبِي الشَّافِعِي. ولد بحلب سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسمع بهَا على التقي إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن العجمي وَغَيره، وأجازت لَهُ زَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَجَمَاعَة من دمشق وَحدث سمع مِنْهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَكَانَ عَاقِلا دينا سَاكِنا ذَا وظائف وأملاك بِحَيْثُ يعد فِي الْأَعْيَان. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ بحلب وَدفن بمقبرتهم خَارج بَاب الْمقَام. ذكره ابْن) خطيب الناصرية وَتَبعهُ شَيخنَا بِاخْتِصَار. عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر عفيف الدّين بن الشهَاب الْحَضْرَمِيّ الشَّامي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف بِأبي كثير. فَاضل مفنن يُشَارك فِي أَشْيَاء حضر عِنْدِي بِمَكَّة بحثا وَرِوَايَة وَكتب بِخَطِّهِ عدَّة نسخ من القَوْل البديع وامتدحني بِأَبْيَات هِيَ عِنْدِي بِخَطِّهِ وَلَا زَالَ ينظم حَتَّى انصقل وَصَارَ يَأْتِي بالقصائد الْحَسَنَة فِي مدح قاضيها وَهُوَ الْآن من نبهاء فضلائها نسخ بِخَطِّهِ الْكثير. عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى جمال الدّين بن الشهَاب السنباطي الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن عِيسَى. كَانَ سمتا حسنا منجمعا عَن النَّاس، بَاشر فِي تربة يلبغا وَغَيرهَا وَعرض عَلَيْهِ الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ النِّيَابَة

غير مرّة فَامْتنعَ وَاعْتذر بِعَدَمِ الأهمية وَلذَا كَانَ يرجحه فِي الْعقل على أَبِيه. مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا. عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله الْجمال بن التنسي الْمَالِكِي قاضيهم وَابْن قاضيهم. تقدم فِي عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الوفا أَنه غرق فِي بَحر النّيل مَعَ جمَاعَة هُوَ مِنْهُم فِي سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَأَظنهُ أَخُو شَيخنَا الْبَدْر مُحَمَّد بن التنسي لَكِن الْمُتَوَلِي لقَضَاء الْمَالِكِيَّة اسْمه مُحَمَّد لَا عبد الله فيحرر. عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السَّيِّد أصيل الدّين بن أَمَام الدّين بن شمس الدّين بن قطب الدّين بن جلال الدّين الْحُسَيْنِي الأيجي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَمن بَيت الصفى والعفيف الأيجيين وَيعرف بالسيد أصيل الدّين. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس أَو سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَأخذ عَن قَرِيبه الْمعِين وَابْن الصفى فِي النَّحْو والأصلين وَالتَّفْسِير بل سمع عَلَيْهِ جَمِيع تَفْسِيره وَغير ذَلِك بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَذَا أَخذ عَن الشرواني حِين مجاورته بِمَكَّة الرسَالَة والوضيعة للعضد وحاشيتها للسَّيِّد وَعَن سَلام الله الإصبهاني بعض شرح التَّذْكِرَة فِي الْهَيْئَة للسَّيِّد وَقَرَأَ على عبد المحسن الشرواني نزيل مَكَّة الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي وَشَرحه للإصبهاني وعَلى يحيى العلمي شرح النخبة وَغَيرهَا ولازم دروس الْبُرْهَان بن ظهيرة فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير بل سمع عَلَيْهِ الْكثير وَكَذَا سمع على زَيْنَب الشوبكية ولازمني وَأَنا بِمَكَّة فِي مجاورتي الثَّالِثَة وَالرَّابِعَة حَتَّى قَرَأَ عَليّ فِي الأولى شرحي لألفية الْعرَاق بحثا من نُسْخَة حصلها جلها بِخَطِّهِ وَالسّنَن لأبي دَاوُد وَالْبَعْض من الصَّحِيحَيْنِ وتصانيفي فِي ختم الْكتب) الثَّلَاثَة إِلَى غَيرهَا من تصانيفي ومروياتي وَفِي الثَّانِيَة غَالب جَامع الْأُصُول لِأَبْنِ الْأَثِير وكتبت لَهُ إجَازَة اختصرتها فِي التَّارِيخ الْكَبِير، وَهُوَ من الأفاضل الَّذين أخذُوا عني بِمَكَّة مَعَ الدّين والتواضع والتقنع وَالْأَدب وجودة الْخط والضبط والمحاسن الجمة وَرُبمَا أَقرَأ الطّلبَة بل انْتفع بِهِ الْفُضَلَاء ولكثرة مَا يَقع لِابْنِ نَاصِر من الغلظ والخبط الَّذِي لَا ينْهض لترجيعه عَنهُ انكف عَن حُضُور الْكَشَّاف زَاده الله فضلا. عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجمال الْمصْرِيّ الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم لأبيهما وَهُوَ الْأَصْغَر وَيعرف كأبيه بِابْن الريس لكَون رياسة الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة مَعَهم وبابن الْخَطِيب. ولد فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي بعْدهَا وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو واشتغل وشارك فِي الْفَرَائِض والحساب وَدخل الْقَاهِرَة وَالشَّام وَغَيرهمَا وباشر الرياسة مَعَ أَخَوَيْهِ وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى

الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَن أَرْبَعِينَ سنة رَحمَه الله. عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد السروي ثمَّ السفطي الشَّافِعِي أحد جمَاعَة الغمري. إِنْسَان خير اشْتغل وشارك وَقَرَأَ على الْكثير من البُخَارِيّ وَنعم الرجل وَهُوَ فِي الْأَحْيَاء. عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشبروملسي. مِمَّن سمع مني قريب التسعين. عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد المراكشي الأَصْل الخليلي شيخ زَاوِيَة عمر المجود بهَا. مِمَّن اشْتغل شافعيا فِي التَّنْبِيه وَقَرَأَ على الْبُرْهَان الْأنْصَارِيّ وَلكنه أقبل على طَرِيق المتصوفة مَعَ خَيره وَخير أَبِيه. مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين بِبَلَد الْخَلِيل وَقد جَازَ السِّتين رَحمَه الله. عبد الله بن أَحْمد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْجمال أَبُو الْفضل بن الشهَاب الْحلَبِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الرَّحِيم الْمَاضِي وشريكه فِي شُيُوخه هُنَاكَ وَيعرف بالحلبي. أجَاز لي وَمَات فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَخمسين عَن نَحْو السِّتين وَكَانَ يتَصَرَّف بالرسلية فِي الصالحية. عبد الله بن أَحْمد الْجمال بن الشهَاب الْقُسْطَلَانِيّ الْمصْرِيّ خطيب جَامعهَا العمروي هُوَ وَأَبوهُ نَحْو خمسين سنة. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة خمس وَقد زَاد على السّبْعين بعد مَا اخْتَلَط وَاسْتقر بعده فِي الخطابة التقى المقريزي وَهُوَ الَّذِي أرخه. عبد الله بن أَحْمد عفيف الدّين أَبُو مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ. مضى فِيمَن جده على. عبد الله بن أَحْمد الإِمَام أَبُو مُحَمَّد اللَّخْمِيّ التّونسِيّ الْفِرْيَانِيُّ بِضَم الْفَاء وَتَشْديد الرَّاء بعْدهَا) تَحْتَانِيَّة خَفِيفَة وَبعد الْألف نون وصحفها بَعضهم الغرياني المغربي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: كَانَ فَاضلا مشاركا فِي الْفِقْه والعربية والفرائض مَعَ الدّين وَالْخَيْر. مَاتَ رَاجعا من مَكَّة إِلَى مصر وَدفن بعد عقبَة أَيْلَة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْ عشرَة، وَكَذَا قَالَ التقي الفاسي وَقد حكى صاحبنا الإِمَام أَبُو مُحَمَّد كَانَ ذَا معرفَة جَيِّدَة بِالْحِسَابِ وَله مُشَاركَة فِي الْفِقْه وَغَيره وملاءة وافرة. مَاتَ بتيه بني إِسْرَائِيل وَهُوَ قافل من الْحجاز إِلَى مصر لقصد بِلَاده تغمده الله برحمته. عبد الله بن أَحْمد الفرنوبي الأَصْل الْمَكِّيّ الشهير بالأقصرائي لخدمته لأمين الدّين. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ يكثر التَّرَدُّد إِلَيْهَا وَإِلَى غَيرهَا شَدِيد السَّعْي والتحصيل والمداخلة للنَّاس سِيمَا بني الدُّنْيَا وَكَانَ يقصدني كثيرا رَحمَه الله. عبد الله بن إِسْمَاعِيل. لَعَلَّه إِبْرَاهِيم الشِّيرَازِيّ ثمَّ الْمدنِي نزيل مَكَّة وَيعرف

بالعفيف الْمدنِي. ولد بهَا وَنَشَأ فَسمع بهَا من ابْن صديق فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بعض البخارى وَدخل هرموز بل الْعَجم وَكَانَ مثريا ذَا دور. وَمَات بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن عمر بن أبي بكر الْعَفِيف أَبُو الْخَيْر بن الشّرف الْعلوِي الزبيدِيّ الْمَاضِي جد أَبِيه الْوَجِيه صَاحب البديعية. كَانَ رجلا كَامِلا متواضعا مشاركا فِي عُلُوم كثير الذّكر دَائِم الْفِكر اشْتغل بالأسماء والأوفاق وشارك فِي علم النُّجُوم وفَاق فِي حِسَاب الدِّيوَان وَلذَا أَقَامَ فِي خدمَة المسعود آخر مُلُوك بني رَسُول حَتَّى مَاتَ بثغر عدن سادس عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَلم يكن يُشَارك أَبنَاء جنسه من المباشرين إِلَّا بِقدر الْحَاجة وَله طَريقَة فِي تقريب الْحساب مَعْرُوفَة عِنْد رفقائه وَأَمْثَاله. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا اليمانيين. عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ. حفظ التَّنْبِيه وَأخذ عَن عميه القاضيين مُحَمَّد بن عبد الله والشهاب أَحْمد بن أبي بكر وَغَيرهمَا، وَكَانَ فَقِيها عَالما غَايَة فِي الْحِفْظ يحفظ من مرّة وَولي الْقَضَاء بأماكن مَعَ كَثْرَة الْعِبَادَة والتلاوة وَاسْتِعْمَال الأوراد والأذكار وَكَونه حُلْو النادرة مليح المحاورة حَدِيد السّمع جدا عطر الرَّائِحَة وَلَو لم يتطيب كثير الْخُشُوع. مَاتَ بعد أَن كف بِمَدِينَة زبيد فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ.) عبد الله وَيُقَال اسْمه يحيى بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف بن عمر ابْن عَليّ بن رَسُول الظَّاهِر هزبر الدّين بن الْأَشْرَف. سَيَأْتِي فِي يحيى. عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن بردس البعلي. عبد الله بن إِسْمَاعِيل الْعَفِيف الْمدنِي. مضى فِيمَن جده إِبْرَاهِيم قَرِيبا. عبد الله بن الطنبغا الأحمدي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عبد الله بن أَيُّوب. هُوَ ابْن عَليّ بن أَيُّوب يَأْتِي. عبد الله بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم النمراوي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عبد الله بن أبي بكر بن حسن أَو حُسَيْن الْجمال السنباطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْوَاعِظ. ولد فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن والشاطبية والرائية وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا، وَعرض فِي سنة خمس وَسبعين على ابْن الملقن وَالشَّمْس مُحَمَّد بن الصايغ والكمال الدَّمِيرِيّ وَغَيرهم وأجازوا لَهُ، ولازم

البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ بل كَانَ هُوَ قَارِئ الميعاد عِنْده من كَلَامه وَكَلَام غَيره ثمَّ عِنْد ولديه من بعده، وناب فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال فَمن بعده وَتقدم فِي الْفِقْه والوعظ وَتكلم على النَّاس بالجامع من نَحْو سبعين سنة إِلَى أَن اشْتهر ذكره وحظي فِيهِ إِلَى الْغَايَة وَكَذَا وعظ بِمَكَّة حِين جاور بهَا وراج أمره هُنَاكَ أَيْضا حَتَّى أَن الشَّاب التائب الْوَاعِظ فَارق مَكَّة وبرز إِلَى جِهَة الْيمن، وَقد حدث باليسير وَكَانَ على وعظه أنس ولكلامه وَقع فِي النُّفُوس. أثنى عَلَيْهِ شَيخنَا فِي تَارِيخه وَذكره الْعَيْنِيّ بِاخْتِصَار، تمرض مُدَّة قيل أَنَّهَا أَكثر من سنة وَمَات بعد أَن أعرض عَن الْقَضَاء من مديدة فِي آخر رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين رَحمَه الله وإيانا. عبد الله بن أبي بكر بن خلد بن مُوسَى بن زهرَة بِالْفَتْح الْحِمصِي الْحَنْبَلِيّ ابْن عَم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْمَاضِي. ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بحمص وَسمع بهَا من إِبْرَاهِيم بن فِرْعَوْن قِطْعَة من آخر الصَّحِيح وَحدث بهَا قَرَأَهَا عَلَيْهِ النَّجْم بن فَهد. مَاتَ قبل دخولي حمص إِمَّا بِقَلِيل أَو كثير. عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْعَفِيف الْقرشِي المَخْزُومِي الزبيدِيّ الْمَكِّيّ وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. ولد ظنا سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بزبيد وَأمه من أَهلهَا وَنَشَأ بهَا، وَحج مرَارًا فَسمع من عَمه الْجمال بن ظهيرة وَأَجَازَ لَهُ ابْن صديق) وَآخَرُونَ روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ صاحبنا النَّجْم بن فَهد. وَمَات فِي أحد الربيعين سنة ثَمَان وَخمسين بزبيد. عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن مُحَمَّد السَّيِّد جمال الدّين الْبونِي ثمَّ الْهَوِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط ابْن تَقِيّ القبابي. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ يَتِيما فتكسب حريريا ثمَّ أعرض عَن ذَلِك واشتغل فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وشارك بِقُوَّة ذكائه، ولازمني فِي شرح الألفية وَغَيرهَا رِوَايَة ودراية وَكَذَا أَخذ عَن أخي وَجل تدبره بِهِ وتكسب بِالشَّهَادَةِ وضاق عَلَيْهِ الْحَال فَرجع إِلَى بِلَاده فِي الصَّعِيد فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا وَلم يحصل فِي الْمَوْضِعَيْنِ على طائل فَعَاد شَاهدا وتزايد ضيقه. عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن القَاضِي التقى أبي الْفضل سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر الْجمال بن الْعِمَاد الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو نَاصِر الدّين مُحَمَّد وست الْفُقَهَاء وَيعرف كسلفه بِابْن زُرَيْق بِتَقْدِيم الزَّاي مصغر. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بصالحية

دمشق واعتنى بِهِ عَمه الْحَافِظ نَاصِر الدّين فَأحْضرهُ على خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الحافظي والْعَلَاء عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْمَقْدِسِي وَإِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن السلار وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عوض وَغَيرهم وأسمعه على أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يُونُس الْعَدوي وَعبد الرَّحْمَن بن عمر بن مجلي وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن الرشيد عبد الرَّحْمَن المقدسيين ورسلان الذَّهَبِيّ والشهاب بن الْعِزّ وَفرج الشرفي وَأبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَخلق وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وناب فِي الْحِسْبَة بِدِمَشْق. مَاتَ فِي مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين رَحمَه الله وإيانا، وَفِي الحلبيين الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن زُرَيْق وَسَيَأْتِي. عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن أَبَا علوي الشريف الحسني عفيف الدّين شيخ حَضرمَوْت وركنها توفّي أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ فِي حجر عَمه الشريف عمر بن عبد الرَّحْمَن أَبَا علوي على قدم نَفِيس ثمَّ اسْتمرّ يترقى بِصُحْبَة سَادَات الشُّيُوخ والتأدب بآدابهم والتخرج بهم حَتَّى بلغ مرتبَة الأكابر وأكب على مطالعة الْأَحْيَاء حَتَّى كَاد أَن يحفظه وَكَذَا أَكثر من مطالعة الرسَالَة وَغَيرهَا من تصانيف الْغَزالِيّ وَغَيره، كل ذَلِك مَعَ لطفه ومعرفته وَحسن محاضرته ولطف محاورته ومخالطته للفقهاء والفقراء بِمَا يناسبهم وَكَانَ أَولا يُنكر السماع ثمَّ صَار السماع غَالب) أوقاته واشتهرت عَنهُ كرامات جمة بِحَيْثُ أفردها بعض أَصْحَابه فِي جُزْء وَصَحبه جمَاعَة كَثِيرُونَ فانتفعوا بِهِ وقصدوه من الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة وَصَارَ فِي وقته فَردا حَتَّى فِي ضحوة الْأَحَد ثَالِث عشر رَمَضَان خمس وَسِتِّينَ أَفَادَهُ لي بعض الآخذين عني فِي صلحاء الْيمن مطولا وَقَالَ لي فِي مَوضِع أَنه أحد الْأَوْلِيَاء الْكِبَار مِمَّن أَخذ عَنهُ السَّيِّد السراج عمر بن عبد الرَّحْمَن أَبُو علوي الْحَضْرَمِيّ الْآتِي وَأَنه جمع من مناقبه جُزْءا لطيفا فِيهِ جملَة من كراماته. عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سَلامَة المضري بِالْمُعْجَمَةِ نِسْبَة لمضر الْقَبِيلَة الْمَعْرُوفَة الموزعي بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْوَاو ثمَّ زَاي مَفْتُوحَة وَآخره عين مُهْملَة وموزع قَرْيَة حَسَنَة بَينهَا وَبَين السَّاحِل لَيْلَة الْيَمَانِيّ. خلف وَالِده المتوفي فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة على طَريقَة مرضية وأخلاق زكية متمسكا بِالسنةِ وَطَالَ عمر فِي الطَّاعَة والملازمة على الْجَمَاعَة إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة أَربع وَخمسين وَله ذُرِّيَّة بقريته أخيار صَالِحُونَ. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا اليمانيين. عبد الله بن أبي بكر بن نصر بن عمر بن هِلَال جمال الدّين بن الشّرف الطَّائِي الحبشي الأَصْل المعري ثمَّ الْحلَبِي البسطامي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ

مُحَمَّد. ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بمعرة النُّعْمَان وَنَشَأ بهَا وتحول مَعَ وَالِده لحلب فقطنها وَخَلفه فِي الزاوية البسطامية الدورية المركبة على نهر قويق على طَريقَة جميلَة من الْعِبَادَة وَالْخَيْر وَالذكر وَالْكَرم. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَخمسين وَدفن بتربة الشاذلي رَحمَه الله. عبد الله بن أبي بكر بن يحيى الزوقري الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي أحد الْفُضَلَاء من أهل تعز. أفتى ودرس بالمظفرية وَكَانَ مشكور السِّيرَة. مَاتَ سنة عشر. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. عبد الله بن جَار الله بن زايد بن يحيى بن محيا بن سَالم بن معقب السنبسي الْمَكِّيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن زايد. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان أَو أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهُ النشاوري والمليجي والعاقولي وَابْن عَرَفَة والعراقي والهيثمي وَأحمد بن ظهيرة وَعلي النويري وَآخَرُونَ وَأخذ عَنهُ النَّجْم بن فَهد وَقَالَ مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء مستهل الْمحرم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح وَدفن بالمعلاة. عبد الله بن حجاج بن أَحْمد بن مُوسَى الْبرمَاوِيّ القاهري الْمكتب وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن حجاج وَكتب فِيمَا قيل على الوسيمي وَغَيره وبرع وتصدى لتعليمها وَكتب درجا) قرضه لَهُ شَيخنَا وَغَيره، وتنزل فِي الْجِهَات وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي فَقِيرا. مَاتَ قريب الْخمسين وَرَأَيْت شَهَادَة أَبِيه على الْفَخر البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَوَصفه بشيخنا. عبد الله بن الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْجمال الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الْأَذْرَعِيّ أَخُو الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي ووالد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي. قَرَأَ الْقُرْآن وبرع فِي الموسيقى ونادم عبد الباسط بل كَانَ أحد موقعي الدست، وَلما سَافر يحيى بن الْعَطَّار على مشيخة الباسطية القدسية رغب لَهُ عَن أَشْيَاء من وظائفه رَغْبَة أَمَانَة لوثوقه بِهِ فَلَمَّا عَاد أعطَاهُ مَا اجْتمع لَهُ مِنْهَا مَعَ عود الْجِهَات. مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين. أرخه الْعَيْنِيّ وَوَصفه الخيضري بِالْقَاضِي. عبد الله بن خلف بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْجمال النابتي بنُون ثمَّ موحده بعْدهَا مثناة فوقانية ثمَّ القاهري نزيل الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة. ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَقَرَأَ الْقُرْآن وَنَشَأ مخالطا للنَّاس سِيمَا الأتراك حَرِيصًا على السَّعْي والتحصيل بِحَيْثُ أثرى من العقارات وَغَيرهَا مَعَ كَونه ضيق الْعَيْش لَا يظنّ من رَآهُ بِهِ غير الْفقر وَهُوَ مِمَّن أَكثر من مُلَازمَة الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَغَيرهَا وَكَذَا سمع على

شَيخنَا فِي أَمَالِيهِ وَهُوَ الْمشَار إِلَيْهِ بقوله فِي المشتبه فِي النابتي بعد ذكر الذَّهَبِيّ من من ينتسب كصاحب التَّرْجَمَة مَا نَصه: وَنسب مثل هَذِه النِّسْبَة بعض أَصْحَابنَا من طلبة الحَدِيث انْتهى. وَلَا يبعد سَمَاعه من أقدم مِنْهُمَا أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة وَحكى لي عَنهُ الْبَدْر الدَّمِيرِيّ مضحكات. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء الْعشْرين من رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عبد الله بن خَلِيل بن أبي الْحسن بن ظَاهر بِالْمُعْجَمَةِ بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن عبد الرَّحْمَن التقى أَبُو عبد الرَّحْمَن الحرستاني ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْمُؤَدب. ولد سنة سبع أَو ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وأسمع الْكثير من الشّرف بن الْحَافِظ وَأبي بكر بن الرضي والمزي وَمُحَمّد بن كَامِل بن تَمام وَابْن طرخان وَمُحَمّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَآخَرين وَمِمَّا سَمعه على الأول الأول وَالثَّانِي من فَوَائِد ابْن سخنام وجزء ابْن فيل وَأَجَازَ لَهُ الحجار وَأَبُو بكر بن عنتر وَعبد الله بن أبي التائب والبندنيجي وَفَارِس بن أبي فراس والبرازالي والذهبي وَعمر بن عبد الْعَزِيز بن هِلَال والبرهان إِبْرَاهِيم بن عمر الجعبري) وَأحمد ابْن مُحَمَّد بن جبارَة وَعبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة وابنا ابْن القريشة وَأحمد بن شَيبَان بن حَمْزَة وَزَيْنَب ابْنة يحيى بن الْعِزّ بن عبد السَّلَام وَأَسْمَاء ابْنة صصرى وَعَائِشَة ابْنة الْمُسلم وَشرف خاتون ابْنة الفاضلي وَفَاطِمَة ابْنة عبد الرَّحْمَن الدبهي وَطَائِفَة وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا أَشْيَاء وروى لنا عَنهُ غير وَاحِد مِنْهُم سبطته فَاطِمَة ابْنة خَلِيل رَوَت لنا عَنهُ الشَّمَائِل النَّبَوِيَّة سَمَاعا بِسَمَاعِهِ لَهَا على ثَلَاثِينَ شَيخا. مَاتَ سنة خمس وتأخرت سبطته إِلَى بعد السّبْعين، وَذكره المقريزي فِي عقوده. عبد الله بن خَلِيل بن فرج بن سعيد الإِمَام الْجمال بن الزَّاهِد الْمُحب أبي الصَّفَا الْمَقْدِسِي الرمثاوي ثمَّ الدِّمَشْقِي القلعي الشَّافِعِي. ولد بعد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بقلعة دمشق وَنَشَأ فِي كَفَالَة أَبِيه وَكَانَ مجمعا على علمه وولايته مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فحفظ الْقُرْآن وشغله بالعلوم حَتَّى شَارك فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه والْحَدِيث مُشَاركَة جَيِّدَة ورسخ فِي على الْكَلَام مَعَ حافظة قَوِيَّة من الحَدِيث وَغَيره واقتدار على الْعبارَة الجيدة بِحَيْثُ كَانَ يعْمل الميعاد بالعقيبة الْكَبِيرَة من دمشق فِي يَوْمَيْنِ من الْأُسْبُوع فيجتمع عِنْده خلق كَثِيرُونَ، وصنف الْكثير كمنار سبل الْهدى وعقيدة أهل التقى فِي أصُول الْفِقْه وتحفة المتهجد وغنية المتعبد صنفه بِمَكَّة وَقُرِئَ عَلَيْهِ فِيهَا بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام أول ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وَرَأَيْت فِي مشيخة التقى بن فَهد أَنه حدث فِي مَكَّة بِكِتَاب الذّكر الْمُطلق من

تصانيفه وَأَنه سَمعه مِنْهُ وَمَا أَدْرِي أهوَ المُصَنّف قبله أم غَيره، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ إِنَّه ولد فِي حُدُود السِّتين وَقَرَأَ على ابْن الشريشي وَابْن الجابي وَغَيرهمَا، وَدخل مصر فَحمل عَن جمَاعَة وجاور بِمَكَّة مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ قدم الشَّام فَأَقَامَ على طَريقَة حَسَنَة وَعمل المواعيد واشتهر وَكَانَ شَدِيد الْحَط على الْحَنَابِلَة وَجَرت لَهُ مَعَهم وقائع. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، زَاد غَيره بكرَة يَوْم الْجُمُعَة عاشره وَدفن بِبَاب الصَّغِير وحضره خلق رَحمَه الله وإيانا. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ البقاعي وَوَصفه بالعالم الصُّوفِي الْعَارِف الْقدْوَة العابد. عبد الله بن خَلِيل بن يُوسُف بن عبد الله الْجمال المارداني نِسْبَة لجامع المارداني القاهري الحاسب. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه كَانَ عَارِفًا بالمقيات والهيئة اجْتمعت بِهِ وَأخذت من فَوَائده وَكَانَ خيرا دينا، وَقَالَ فِي إنبائه انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة علم الْمِيقَات فِي زَمَانه وَكَانَ عَارِفًا بالهيئة مَعَ الدّين المتين وَله أوضاع وتواليف وانتفع بِهِ أهل زَمَانه قَالَ وَكَانَ أَبوهُ من الطبالين وَنَشَأ) هُوَ مَعَ قِرَاءَة الجوق، وَكَانَ لَهُ صَوت مطرب ثمَّ مهر فِي الْحساب وَكَانَ شيخ الخاصكي قد قدمه ونوه بِهِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع. قلت وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْفَنّ ابْن المجدي وَغَيره مِمَّن لقيناه، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ إِنَّه كَانَ من محَاسِن أهل زَمَانه ذكاء وإتقانا لعلمه ورياضة خلق مَعَ تواضع وإطراح للتكلف فرحمه الله مَا كَانَ أجمل عشرته وَكَانَ أَبوهُ مِمَّن يدق الطبلخاناه وَنَشَأ هُوَ مَعَ قراء الأجواق وَقد حفظ الْقُرْآن وَكَانَ لَهُ صَوت شجي مطرب ثمَّ أقبل على المقيات فمهر فِي الْحساب وَحل الزيج وترجمه. عبد الله بن خَلِيل القلعي. مضى قَرِيبا فِيمَن جده فرج بن سعيد. عبد الله بن زيد البعلي. فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زيد. عبد الله بن سَالم بن سُلَيْمَان بن عمر الْجمال بن البصروي ثمَّ الدِّمَشْقِي. ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وسلك طَرِيق الْفُقَرَاء وأحضر على بعض الشُّيُوخ ثمَّ سمع بِنَفسِهِ وتجرد ثمَّ تزوج وتنزل فِي الْمدَارِس. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه عبد الله بن أبي السرُور. فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد. عبد الله بن أبي السعادات بن مَحْمُود بن عَادل بن مَسْعُود بن يَعْقُوب ابْن اسحق الملقب رسْلَان الْحُسَيْنِي الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الرَّحْمَن وَأحمد وَعبد الْكَبِير وَصَاحب التَّرْجَمَة أكبرهم وَأَبُو السعادات اسْمه مُحَمَّد. ولد فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء مستهل سنة ثَلَاث وَخمسين بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عمر وعَلى أَبِيه وَعمر النجار الْحَمَوِيّ وَغَيرهمَا وَحفظ أربعي النَّوَوِيّ والكنز والمنار وتنقيح صدر

الشَّرِيعَة والجرومية، وَعرض على الشهَاب الأبشيطي وَأبي الْفرج المراغي وَغَيرهمَا، وَقدم الْقَاهِرَة فدام بهَا سِنِين ثمَّ سَافر مِنْهَا إِلَى الشَّام وَحضر عِنْد الزين ابْن الْعَيْنِيّ وَغَيره وَرجع إِلَى الْقَاهِرَة فدام بهَا وَسمع على الطَّحَاوِيّ وَكَذَا سمع الخضيري والديمي وَحضر دروس النظام وَالصَّلَاح الطرابلسي والبدر بن الديري وَمن غير مذْهبه الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وَعبد الْحق السنباطي، ثمَّ عَاد فِي موسم سنة أَربع وَتِسْعين وَسمع بِمَكَّة على التقي بن فَهد وَولده النَّجْم عمر ولازم ابْن أبي الْبَقَاء ابْن الضيافي الْفَقِيه وَغَيره ودام بِمَكَّة فِي نوبتين سبع سِنِين ولازمني فِي مجاورتي الثَّانِيَة بِالْمَدِينَةِ فِي سَماع أَشْيَاء كَثِيرَة من مروياتي ومؤلفاتي وَفِي بحث شرحي على الألفية والتقريب وَهُوَ مِمَّن يفهم ويرغب فِي الْخَيْر مَعَ تقنع وتعفف.) عبد الله بن سعد الله بن عبد الْكَافِي أَبُو عَليّ الْمصْرِيّ الْمَكِّيّ وَيعرف بالشيخ عبيد الحرفوش. جاور بِمَكَّة أَزِيد من ثَلَاثِينَ سنة فِيمَا قيل وَكَانَ مِمَّن يشار إِلَيْهِ بالصلاح فِيهَا وَيُقَال إِنَّه أخبر بوقعة اسكندرية فِي وَقتهَا وَكَانَت فِي أَوَائِل الْمحرم سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَكَذَا قيل أَن بَعضهم قدم مَكَّة بنية الْمُجَاورَة فَذكر لصَاحب التَّرْجَمَة ذَلِك فَقَالَ لَهُ يَا أخي مَا فِيهَا إِقَامَة ثمَّ أرْدف هَذَا بقوله مَا عَلَيْهَا مُقيم فَكَانَ كَذَلِك وَلكنه كَانَت تبدو مِنْهُ كَلِمَات فَاحِشَة على طَريقَة الحرافيش بِمصْر تُؤدِّي إِلَى زندقة فنسأل الله لنا وَله الْمَغْفِرَة. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَدفن بِقرب السُّور من المعلاة وَقد بلغ السِّتين أَو جازها. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد واشتهر أَنه أخبر بوقعة اسكندرية قبل وُقُوعهَا رَأَيْته بِمَكَّة يَعْنِي سنة خمس وَثَمَانِينَ كَمَا قَالَه فِي مُعْجَمه وثيابه كثياب الحرافيش وَكَلَامه كَذَلِك، وَجزم بِأَنَّهُ جَازَ السِّتين، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه مَاتَ عَن سِتِّينَ فَمَا فَوْقهَا قَالَ وَبَلغنِي أَنه تزوج وجاءه ابْن سَمَّاهُ عليا وَابْنَة أُخْرَى وأنشدت لَهُ: (نَحن الحرافيش لَا نهوى على الدّور ... وَلَا بدروز وَلَا نشْهد شَهَادَة زور) (نقنع بكسرة وخرقة فِي سبد مهجور ... من ذَا الفعال فعاله ذَنبه مغْفُور) عبد الله بن سعد الدّين بن التَّاج مُوسَى القبطي. فِي ابْن أبي الْفرج بن مُوسَى. عبد الله بن سعد الدّين بن البقري. يَأْتِي فِي تَاج الدّين. عبد الله بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن حرز الله الْجمال الأجاري ثمَّ الْمَقْدِسِي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن سحارة. قَالَ شَيخنَا لَقيته بالرملة فَسمِعت عَلَيْهِ فَوَائِد ابْن ماسي من آخر جُزْء الْأنْصَارِيّ بِحُضُورِهِ لَهُ على الْمَيْدُومِيُّ وإجازته مِنْهُ وَمِمَّنْ سَمعهَا

مَعَه ابْن عَمه شعْبَان وَمَات سنة بضع وَثَمَانمِائَة. عبد الله بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الله الْجمال الْكِنَانِي الحوراني الأَصْل الْغَزِّي الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة وشقيق أَحْمد الْمَاضِي. جاور بِمَكَّة نَحْو عشر سِنِين وَكَانَ مِمَّن سمع مني فِيهَا وَله نظم وَفهم يُشَارك بِهِ يَسِيرا. مَاتَ غَرِيبا بنواحي كالكوت فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ رَحمَه وعوضه الْجنَّة. عبد الله بن سُلَيْمَان جمال الدّين السُّبْكِيّ القاهري. اشْتغل وَحضر الدُّرُوس وَمَات فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق بعد الْخمسين وَقد قَارب السّبْعين. كتبت عَنهُ فِي تَرْجَمَة القاياتي مناما حَدثنِي بِهِ) الْعِزّ السنباطي عَنهُ. عبد الله بن سُلَيْمَان الْجمال الْمحلي أحد موقعي الحكم بل نَاب فِي بعض الْجِهَات والنواحي من الْقَاهِرَة قَلِيلا. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. أرخه شَيخنَا. عبد الله بن شَاكر بن عبد الله كريم الدّين القبطي الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن الغنام. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه ولي الوزارة فِي حَيَاة الْأَشْرَف شعْبَان ثمَّ بَاشَرَهَا مرَارًا وَحج كثيرا وجاور وَجعل دَاره وَهِي بِالْقربِ من الْجَامِع الْأَزْهَر مدرسة وَكَانَ مَوْصُوفا بالعنف فِي مُبَاشَرَته وَاسْتمرّ خاملا أَكثر من ثَلَاثِينَ سنة. مَاتَ فِي سادس عشري شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين وَدفن بمدرسته وَقد عمر أَزِيد من تسعين سنة بل قَالَ غَيره أَنه كَانَ يَقُول أَنه جَازَ الْمِائَة مَعَ كَون حواسه سليمَة وَكَانَ صَاحب حُرْمَة وهيبة فِي وزارته مَعَ عسف وَقلة رفق، وَسَماهُ بَعضهم عبد الْكَرِيم بن أبي شَاكر. عبد الله بن شكر مولى السَّيِّد حسن بن عجلَان. كَانَ مَعَ أَخِيه بديد فِي مباينة السَّيِّد مُحَمَّد بن بَرَكَات فَلَمَّا حلف الْأَخ امْتنع السَّيِّد من تأمينه وَأَعَادَهُ إِلَى أَخِيه وَذَلِكَ فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ. جرده ابْن فَهد وَهُوَ فِي سنة سبع وَتِسْعين فِي الْأَحْيَاء. عبد الله بن شيرين الْجمال الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة سمع من ابْن عبد الْهَادِي وَحدث وخطب بالبرقوقية إِلَى أَن مَاتَ، وَكَانَ يحدث عَن الْهِنْد بعجائب الله أعلم بِصِحَّتِهَا. مَاتَ سنة تسع. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده وَلَيْسَ هُوَ بأب لمحمود بن شيرين فَذَاك مَحْمُود بن مَسْعُود بن يُوسُف كَمَا سَيَأْتِي. عبد الله بن صَالح بن أَحْمد بن أبي الْمَنْصُور بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْمَعَالِي يحيى بن عبد الرَّحْمَن الْعَفِيف الشَّيْبَانِيّ الْمَكِّيّ الجدي أَخُو جَار الله الْمَاضِي. سمع بِمَكَّة من الْفَخر التوزري والسراج الدمنهوري وَعُثْمَان بن الصفي الطَّبَرِيّ والشهاب الهكاري والنور الهمذاني والتاج ابْن بنت أبي سعد والعز بن جمَاعَة وَحدث

سمع مِنْهُ التقي الفاسي بجدة حَدِيثا من التِّرْمِذِيّ وبواسط الهدة هدة بني جَابر ثلاثي التِّرْمِذِيّ وَكَذَا أَخذ عَنهُ التقي بن فَهد وَكَانَ يُقيم بجدة كثيرا ويخطب بهَا ويباشر عُقُود الْأَنْكِحَة بهَا وَفِيه خير. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع عشرَة عَن سبع وَسبعين سنة تزيد قَلِيلا أَو تنقص قَلِيلا. ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَتَبعهُ شَيخنَا بِاخْتِصَار وَاقْتصر من شُيُوخه على الثَّلَاثَة الْأَوَّلين ثمَّ قَالَ وَآخَرين وَتفرد بالرواية عَنْهُم قَالَ وَقد قَارب) الثَّمَانِينَ. عبد الله بن عَامر المحيسني بن مُحَمَّد الحسني البدري نِسْبَة لبدر من الْحجاز الكيلاني وَيعرف بالمساوي بِفَتْح الْوَاو وَضم الْمِيم لصحبته الشريف أَحْمد بن يحيى الذروي الْمَاضِي، مِمَّن تردد للبلاد كبغداد وهرموز وجال بِلَاد الْيمن وَغَيرهَا ثمَّ قطن مَكَّة من سنة أَربع وَثَمَانِينَ وتكررت زيارته للمدينة فأولها صُحْبَة عَليّ بن طَاهِر شيخ الْيمن ثمَّ صُحْبَة مُحي الدّين مُحَمَّد بن شَيْخه أَحْمد من درب الْمَاشِي ثمَّ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين فِي قافلة هُوَ قائدها وقدمها فِي رَابِع عشر رَجَب وَكنت بهَا فلقيني وَأَخْبرنِي أَن سنه يزِيد على مائَة وَأَرْبع وَثَلَاثِينَ سنة وَأنْكرت أَنا وغيري ذَلِك وَالظَّاهِر أَنه لَا يزِيد على السِّتين وَبِالْجُمْلَةِ فلكثيرين سِيمَا عرب تِلْكَ النواحي فِيهِ اعْتِقَاد بِحَيْثُ كَانُوا مكرمين لَهُ فِي طول الدَّرْب. عبد الله بن عَبَّاس بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْعَفِيف أَبُو السِّيَادَة بن الْكَمَال أبي الْفضل بن الْجمال أبي المكارم بن الْكَمَال أبي البركات الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد أبي الْفضل مُحَمَّد وحفيد عَم البرهاني وَابْن أُخْته أم هَانِئ ابْنة عَليّ بن أبي البركات وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة وَهُوَ بِخُصُوصِهِ بِابْن أبي الْفضل. ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ أطرافا من كتب وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي والشوايطي وَعم وَالِده أبي السعادات وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ ابْن الفراتي وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة وَمن ذكر فِي النَّجْم مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد بن عَمه وَطَائِفَة ولازم خَاله كثيرا وَدخل مَعَه الْقَاهِرَة آخر قدماته ثمَّ استوحش مِنْهُ وتكررت زيارته النَّبَوِيَّة وخالط شهَاب بن أبي السُّعُود وَهُوَ صَغِير حِين كَانَ مجاورا عِنْدهم وَرُبمَا نقل عَنهُ وَهُوَ زَائِد الانجماع مُنْفَرد الطباع مَعَ كَلِمَات مَحْفُوظَة وعبارات مَشْهُورَة وتحشم مَعَ من يُرِيد وتعظيم لمن إِلَيْهِ يتَرَدَّد وَمِنْه يَسْتَفِيد. عبد الله بن عبد الْحق بن إِبْرَاهِيم وَأَظنهُ بن مُحَمَّد بن عبد الْحق رَئِيس الجرائحية جمال الدّين بن رَئِيس الْأَطِبَّاء شمس الدّين القاهري وَيعرف بِابْن

عبد الْحق. ولد قبيل الْقرن وَدخل فِي صغره مَعَ أَبِيه الشَّام فِي خدمَة النَّاصِر فرج وتميز فِي صناعته وباشر رياسة الجرائحية وقتا وَتقدم فِي أَيَّام الْأَشْرَف اينال وتدرب بِهِ جمَاعَة أَجلهم الشّرف يحيى، وَحج غير مرّة وجاور وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس واختص بِابْن إِمَام الكاملية وَعمر وتخومل مَعَ محافظته على الْجَمَاعَة) وَلَكِن عِنْده طيش وجرأة فِي صناعته وَلم يَنْفَكّ مَعَ سنه عَن مُلَازمَة البيمارستان كل يَوْم وَلَا عَن تعَاطِي قَلِيل من شرابه لحفظ قوته زعم وَكَانَ يحْكى فِي عدوله عَن صناعَة أَبِيه إِلَى غَيرهَا أَن وَالِده استكثر مَا نقط بِهِ المزين الَّذِي ختن ولد النَّاصِر فِي حَيَاته بِالنِّسْبَةِ لما يحصل للأطباء فَأحب أَن يكون ابْنه جرائحيا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين بعد انْقِطَاعه أَيَّامًا وَدفن بتربة ابْن جمَاعَة بِالْقربِ من الصُّوفِيَّة عَفا الله عَنهُ. عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْجمال أَبُو أَحْمد الغمري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْوَاعِظ. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة وَقيل فِي سنة سبع وَسبعين فَالله أعلم وَحفظ الْقُرْآن وَأخذ عَن جمَاعَة مِنْهُم البُلْقِينِيّ وَحضر ميعاده وتعانى الْوَعْظ والتذكير وَحلق بالأزهر بِظَاهِر الطيبرسية مَوضِع الشهَاب الزَّاهِد بعد مَوته لكَونه كَانَ من أَصْحَابه ومريديه وَكَذَا بِغَيْرِهِ من الْأَمَاكِن وَذكر بالإجادة فِي وعظه، وَحج غير مرّة وجاور مرَارًا وَوعظ هُنَاكَ وَكَذَا جاور بِطيبَة وَأكْثر من زِيَارَة مشَاهد الصَّالِحين حَتَّى صَار أحد مَشَايِخ الزوار فِي القرافتين، وَكَانَ خيرا فَاضلا مُعْتَقدًا اشْتهر ذكره وَحضر عِنْده غير وَاحِد من الْأَعْيَان وَكنت مِمَّن سمع ميعاده، وَقد صاهره أَبُو عبد الله الغمري على ابْنَته وكف بَصَره بِأخرَة. وَمَات فِي صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن بِالْقربِ من ضريح شَيْخه الزَّاهِد الملاصق لجامعه من الْمقسم رَحمهَا الله وإيانا. عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن حسن بن عَليّ بن مَنْصُور بن عَليّ التقي الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْغَزِّي الشَّافِعِي شَقِيق الْعَلَاء على الْآتِي وَيعرف بِابْن المشرقي. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَمَات سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَظنهُ مِمَّن سمع مني. عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عَليّ بن عبد المحسن بن جمال الثنا الإِمَام أَمِين الدّين الْبَصْرِيّ وَالِد أَحْمد وَعبد الله الْمَذْكُورين. عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صلح بن إِسْمَاعِيل عفيف الدّين وجمال الدّين بن الزين أَو نَاصِر الدّين أبي الْفرج بن التقي الْكِنَانِي الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو أبي الْفَتْح مُحَمَّد وَيعرف كسلفه بِابْن صَالح. ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة

تَقْرِيبًا بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ جلّ الْقُرْآن وَسمع على أَبِيه والزين المراغي وَولده أبي الْفَتْح والشمسين الشَّامي وَابْن الْجَزرِي وَأَجَازَ لَهُ ابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي والعراقي والهيثمي وَالْمجد اللّغَوِيّ والشهاب الْجَوْهَرِي والفرسيسي وَالْجمال بن ظهيرة وَخلق، وَعمر وَحدث باليسير أجَاز لنا وَقَرَأَ عَلَيْهِ السَّيِّد نور) الدّين السمهودي أَشْيَاء وَنقل عَنهُ أَنه قَالَ لَهُ أَنه اشْتغل بِخِدْمَة وَالِده وَالنَّظَر فِي مَصَالِحه عَن الِاشْتِغَال وَالسَّمَاع وَنَحْو ذَلِك بِحَيْثُ أَنه لم يخْتم الْقُرْآن وَلَا عرف الْخط قَالَ السَّيِّد بل هُوَ عَامي وَكَانَ وَالِده يَقُول لَهُ أَنْت وَلَدي وَأَبُو الْفَتْح يَعْنِي أَخَاهُ ولد نَفسه وَأَبُو عبد الله يَعْنِي أخاهما ولد الشَّيْطَان. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَدفن بِالبَقِيعِ، وَهُوَ خَاتِمَة مسندي الْمَدِينَة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. ولد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَأخذ عَن ابْني عَمه الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم وَأحمد ابْني أبي الْقسم الْفِقْه بل قَرَأَ على أَولهمَا الشفا والوسيط وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن عبد الله بن مُحَمَّد الْمقري وَسمع من عَمه الْمُوفق النَّاشِرِيّ وَغَيره وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب على الْفَقِيه عبد الله بن أبي الْقسم الأكسع والموفق عَليّ بن عمرَان فِي آخَرين وناب فِي مشيخة الْفَرَائِض بالظاهرية عَن ابْن عَمه حَافظ الدّين عبد الْمجِيد بن عَليّ النَّاشِرِيّ وَفِي مشيخة الْقُرَّاء بالأشرفية عَن بعض أَهله بل ولي الْقَضَاء بِالْأَعْمَالِ اللحجية وَنظر مَسْجِد الْحَنَفِيَّة بعدن ذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ وَلم يؤرخ وَفَاته. عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شرف بن مَنْصُور بن مَحْمُود بن توفيق بن مُحَمَّد بن عبد الله الولوي أَبُو مُحَمَّد الزرعي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَاهِيم وَعلي ووالد النَّجْم مُحَمَّد وأخويه وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي عجلون. ولد فِي رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانمِائَة بعجلون وَهِي من أَعمال دمشق وانتقل مِنْهَا وَهُوَ صَغِير إِلَى دمشق فَنَشَأَ بصالحيتها وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه وتصحيحه لِابْنِ الملقن والمنهاج الْأَصْلِيّ والكافية لِابْنِ الْحَاجِب وَعرض على جمَاعَة وَأخذ الْفِقْه عَن التَّاج ابْن بهادر والتقي بن قَاضِي شُهْبَة ولازمهما وَمن قبلهمَا عَن الشَّمْس الكفيري واشتغل فِي الْعَرَبيَّة على الشَّمْس البصروي والبرهان البنزرتي المغربي ثمَّ عَن الشرواني وعنهما أَخذ الْأُصُول وَبَعض العقليات وَعَن الْعَلَاء الْكرْمَانِي وَغَيره ولازم الْعَلَاء البُخَارِيّ وعلوم الحَدِيث عَن ابْن نَاصِر الدّين وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْعَلَاء بن بردس وَغَيرهمَا وناب فِي الْقَضَاء عَن الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وَيُقَال أَن ذَلِك بِإِشَارَة

شيخهما الْعَلَاء البُخَارِيّ حَيْثُ قَالَ استوزره وَحكم بِحُضُورِهِ وَاسْتمرّ يَنُوب لمن بعده حَتَّى صَار أحد أَعْيَان النواب، ودرس بالدولعية والبادرائية والفلكية وناب فِي التدريس بالشامية الجوانية والأتابكية) وَغَيرهمَا وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا أَولهَا فِي حَيَاة الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَدخل حلب وَغَيرهَا وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَكَانَ خيرا سَاكِنا تَامّ الْعقل كثير المداراة مَذْكُورا بِالْعلمِ لَقيته بِالْقَاهِرَةِ بِمَجْلِس شَيخنَا ثمَّ بِدِمَشْق وَسمعت من فَوَائده وَمَات فِي شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير رَحمَه الله وإيانا. عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ الْعَفِيف بن الْوَجِيه الْعلوِي الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ. كَانَ أكمل بني أَبِيه وأشبههم بِهِ فعالا ومقالا. ذكره الخزرجي فِي أَبِيه وَفِي حوادث سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة من أنباء شَيخنَا أَن عدن حوصرت حَتَّى عز المَاء بهَا فَخرج لمحاصرتها يَعْنِي هَذَا وأخاه فِي عَسْكَر فَقتل الْعَفِيف فِي المعركة فِي رَابِع صفر وَله ثَلَاثُونَ سنة وَكَانَ شَابًّا حسنا كثير الْفضل للغرباء. عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود بن عبد الله الْقرشِي الْمَالِكِي نزيل الْحَرَمَيْنِ وَيعرف بالمصري. عرض عَلَيْهِ أَبُو السعادات بن أبي الْفرج الكازروني فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَعمل قصيدة فِي الْمَوَارِيث وسمها ذخيرة الرائض فِي الْعلم وَالْعَمَل بالفرائض وَقَالَ أَنَّهَا من ألطف مَا ألف فِي الْفَنّ قَرَأَ عَلَيْهِ إِلَى آخر فصل قسم التَّرِكَة على الْفَرِيضَة مِنْهَا مَعَ قِطْعَة من ألفية النَّحْو القَاضِي عبد الْقَادِر بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ وَقَالَ أَنه قيد عَنهُ من نظمه أَشْيَاء وَرَأَيْت ابْن عزم قَالَ أَنه ولي قَضَاء طرابلس. عبد الله بن عبد الرَّحْمَن خير الدّين الْآمِدِيّ الْحَنَفِيّ. مِمَّن برع فِي المعقولات وشارك فِي عُلُوم أخر وَمَات بِبِلَاد آمد سنة خمس وَثَلَاثِينَ. ذكره المقريزي فِي عقوده وَنقل عَن الشهَاب الكوراني أَنه قَالَ لَهُ حليت على مشايخي مائَة وَثَلَاثِينَ تصنيفا. عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْعَفِيف أَبُو مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ التريمي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِأَفْضَل. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عبد الله بن عبد الرَّحْمَن أَبُو مُحَمَّد الشنيني الْيَمَانِيّ صَاحب الْأَخْلَاق الرضية وَالشَّمَائِل المرضية مِمَّن لَازم مجَالِس الْعلمَاء مُدَّة وَحصل كتبا مفيدة مَعَ النّسك والتلاوة وَالْعِبَادَة. مَاتَ بالطاعون فِي أَوَاخِر سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِبَلَدِهِ شنين وَكَانَ لِأَبِيهِ رياسة وجاه عِنْد النَّاصِر بِالْيمن. عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْعلوِي. فِيمَن جده مُحَمَّد بن يُوسُف قَرِيبا.

عبد الله بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بكتمر بن الْحَاجِب أَخُو عبد الرَّحْمَن وَألف) وَأمه تركية رُومِية لِأَبِيهِ. مَاتَ صَغِيرا فِي الطَّاعُون سنة ثَلَاث وَخمسين وَكَذَا مَاتَ مَعَه فِي يَوْمه ابْن أَخِيه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم وَمَات عبد الرَّحْمَن بعد أَبِيه عبد الرَّحِيم بِدُونِ سنتَيْن. عبد الله بن عبد الرَّحِيم الْحَضْرَمِيّ ابْن أُخْت عبد الْكَبِير. مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة عبد الله بن عبد السَّلَام بن مُوسَى بن عبد الله الْجمال بن الزين الدمياطي الْمَاضِي أَبوهُ وَعَمه عبد الرَّحْمَن والآتي أَخُوهُ النُّور عَليّ والولوي مُحَمَّد وَيعرف بِابْن عبد السَّلَام. ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَسبعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدمياط وَحفظ الْقُرْآن وعمدة السالك لِابْنِ النَّقِيب وقطعا من ألفية ابْن مَالك وَجمع الْجَوَامِع وَقَرَأَ على الشهَاب البيجوري وتلميذه النُّور الأشموني وَفهم، وَيذكر بِخَير وَفضل. عبد الله بن عبد الْقَادِر بن عبد الْحق بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الْجلَال أَبُو الْكَرم بن أبي الْفتُوح بن أبي الْخَيْر الطاووسي الأبرقوهي الشَّافِعِي ويلقب جد أَبِيه بالحكيم وَالِد الشهَاب أَحْمد وأخو عبد الرَّحْمَن الماضيين ولد فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بأبرقوه وتلا لنافع وَابْن كثير وَعَاصِم على الشَّمْس عبد الرَّحْمَن بن الصَّدْر مُحَمَّد بن الزين عَليّ الإصبهاني وَأَجَازَ لَهُ بهابل وبباقي السَّبْعَة وَأخذ الْعُلُوم عَن جمَاعَة مِنْهُم وَأَبوهُ وَعَلِيهِ وعَلى عَمه الصَّدْر أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم سمع الحَدِيث وَأَجَازَ لَهُ ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر والزفتاوي وَأحمد بن عبد الْكَرِيم البعلي وَابْن رَافع وَابْن كثير وَابْن الْمُحب وَآخَرُونَ، وَتقدم روى عَنهُ ابْنه وَوَصفه بقاضي الْقُضَاة المتقنين شيخ الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين وأرخ وَفَاته فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. عبد الله بن عبد الْقَادِر بن عبد الْقَادِر الطرابلسي وَيعرف بِابْن الحبال. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بطرابلس وَسمع الصَّحِيح على مُحَمَّد بن عَليّ اليونيني والشريف مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْحُسَيْنِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجردي كلهم عَن الحجار سَمَاعا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمَات قَرِيبا من سنة خمسين. عبد الله بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد ويلقب مشقرة بِفَتْح الْمِيم ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة بعْدهَا قَاف مَضْمُومَة وأخره رَاء بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَفِيف السبائي اللحجي نِسْبَة لوادي لحج من أَعمال عدن بَينهمَا مَسَافَة الْعَدوي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن عجيل لكَون) تَمام تفقه مشقر فِي نسبه بِأَحْمَد بن مُوسَى بن عجيل بل لما ودعه ليرْجع لمحله أوصاه بِأَنَّهُ إِذا ولد لَهُ

يُسَمِّيه باسمه وَكَانَ كَذَلِك. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بلحج وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد حسن بن أويس البركاني الْمُتَوفَّى سنة سبع وَسبعين وَالْحَاوِي وألفيات الحَدِيث والنحو وَالْأُصُول وَعرض أَولهَا على الْفَقِيه مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله أَبَا فضل الْمَاضِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيحَيْنِ وتفقه بقاضي الْأَقْضِيَة عبد الرَّحْمَن بن الطّيب النَّاشِرِيّ وبقاضي زبيد مُحَمَّد بن عبد السَّلَام وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن القَاضِي عبد الرَّحْمَن بن صديق المطيب الْحَنَفِيّ والفقيه عبد اللَّطِيف بن مُوسَى المشرع والجبر والمقابلة والحساب عَن صديق العريب والفرائض عَن الطّيب بن إِسْمَاعِيل بن مبارز، وَحج فِي سنة ثَمَانِينَ ثمَّ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين ولقيني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فَقَرَأَ على التِّرْمِذِيّ وَغَيره وَمن أول شرح ألفية الْعِرَاقِيّ للناظم إِلَى أَقسَام الحَدِيث وَسمع على أَشْيَاء وَمن ذَلِك فِي الْبَحْث الْكثير من شرح الألفية والتقريب وَكتبه بِخَطِّهِ وَله فضل وحرص على التَّحْصِيل ومشاركة مَعَ عقل وتودد وَحسن عشرَة وَرجع إِلَى مَكَّة فلقيني بهَا أَيْضا لما انْتهى الْمَوْسِم رَجَعَ إِلَى بِلَاده أسعده الله ببلوغ صَالح مُرَاده. عبد الله بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عَليّ اليامشي الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْعَدنِي الْيَمَانِيّ الْمَاضِي أَبوهُ والآتي حفيده قَاسم بن مُحَمَّد مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ ومولده بهَا تَقْرِيبًا سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة. كَانَ متصوفا مَذْكُورا بكرامات يرْعَى الْغنم متواضعا وَمِمَّا يحْكى عَنهُ أَنه آوى إِلَى غَار خوفًا من الْمَطَر فانطبق عَلَيْهِم ثمَّ انجلى الْمَطَر فكرب وَتوجه فَمَا كَانَ بأسرع من عود الْمَطَر وَسَقَطت صَخْرَة على الصَّخْرَة الأولى الَّتِي انطبق بهَا الْغَار وَكَانَ الْفرج. عبد الله بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد المحسن الْمُحب أَبُو الطّيب بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس السّلمِيّ الْمحلي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ أَبُو بكر وَيعرف بِابْن الإِمَام. ولد فِي ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالمحلة الْكُبْرَى وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو فِيهَا على الشهَاب النشرتي الحيسوب وَحفظ بهَا الْعُمْدَة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفيه النَّحْو، ثمَّ حج بِهِ وبأخيه أَبُو هما فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة وجاور وَحفظ بِمَكَّة أَيْضا ألفية الْعِرَاقِيّ وبحثها على الْجمال بن ظهيرة والشاطبيتين وعرضهما على الشَّمْس الْخَوَارِزْمِيّ المعيد وَبحث بعضهما عَلَيْهِ وَأنْشد) لنَفسِهِ: (توطن فِي خير الْبِلَاد وَجَاء من ... خوارزم مشتاقا يُسمى مُحَمَّدًا) (إِذا هُوَ لم يأنس بِشَيْء من الورى ... يؤانسه فضلا وَحب مُحَمَّدًا)

وتلا فِيهَا لِأَبْنِ كثير وَنَافِع على الشهَاب الْقَزاز وجود بعض الْقُرْآن على الشهَاب بن عَيَّاش وَسمع بهَا البُخَارِيّ وَغَيره عَليّ ابْن صديق والشفا على أبي الطّيب المحولي وَسمع على أبي الْيمن الطَّبَرِيّ وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ آخَرُونَ باستدعاء التقي بن فَهد، وَرجع إِلَى الْمحلة فبحث فِي الْفِقْه على الْبَهَاء أبي البقا الششيني القَاضِي والشهاب الباريني وَغَيرهمَا وَفِي النَّحْو على الْبَدْر حُسَيْن المغربي وَغَيره وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى الْقَاهِرَة وَمن شُيُوخه فِيهَا شَيخنَا والشهاب الوَاسِطِيّ وَآخَرُونَ ثمَّ قطنها بعد سنة ثَلَاثِينَ، وزار الْقُدس والخليل وَسمع بالخليل على الشهَاب المارديني بعض البُخَارِيّ، وَدخل دمياط وإسكندرية وَغَيرهمَا وَكَانَ يتَرَدَّد لَهما قبل ذَلِك، وَكَانَ ثِقَة مَأْمُونا خيرا متواضعا نَاب فِي الْقَضَاء بِبَعْض بِلَاد الْمحلة عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعده، وَحدث وَقَرَأَ عَلَيْهِ ابْن فَهد والبقاعي وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَالم الصَّالح وَغَيرهمَا وَمَات فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله وإيانا. عبد الله بن عبد اللَّطِيف أَبُو مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ نزيل مَكَّة الشهير بالعراقي كَانَ مُعْتَقدًا وَصفه ابْن فَهد بِالْولَايَةِ وَالصَّلَاح والزهد وأرخه فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن بالشبيكة. عبد الله بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عَليّ بن عبد المحسن بن الْجمال الثَّنَاء الْعَفِيف بن الْأمين الشَّيْبَانِيّ الْبَصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد ووالد عبد الرَّحْمَن وَابْن أخي إِبْرَاهِيم الماضيين. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة بل وَسمع من لفظ التقى بن فَهد سيرته النَّبَوِيَّة فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَعَلِيهِ بعْدهَا أَشْيَاء وسافر لمصر وَالشَّام وَغَيرهمَا وتقررت لَهُ مرتبات واشتغل وَيُقَال أَنه حفظ الْمِنْهَاج وَالْحَاوِي وتميز فِي الْفِقْه وأقرأ بعض الطّلبَة ثمَّ سَافر لبر سواكن باستدعاء أَخِيه لَهُ فَقتل قبل وُصُوله لَهَا بِقَلِيل قَرِيبا من سنة تسع وَثَمَانِينَ وَلم يكمل الْخمسين. عبد الله بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن معبد الدماصي الأَصْل الْمَنَاوِيّ ثمَّ القاهري الْآتِي أَبوهُ. حفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا وَجلسَ كأبيه لإقراء الْأَبْنَاء وخطب بعدة أَمَاكِن) بل وَقَرَأَ البُخَارِيّ فِي رَمَضَان بِبَعْضِهَا وتنزل فِي الْجِهَات، وَحج وَرُبمَا حضر عِنْدِي. عبد الله بن عبد الله الْجمال الرُّومِي الْحَنَفِيّ نزيل الصرغتمشية. قَرَأَ على الْأمين الأقصرائي بالجانبكية الْمجمع لِابْنِ الساعاتي وَأذن لَهُ فِي الإقراء وَوَصفه بالفاضل الْعَلامَة الحبر الفهامة المدقق المتقن، وأرخها فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. عبد الله بن عبد الله الْعَفِيف الْمَعْرُوف بالأشرفي ذكره شَيخنَا فِي أنبائه

فَقَالَ كَانَ مَمْلُوكا روميا اشْتَرَاهُ أرغون الفاخوري ورباه فتعلم الْخط وحذق اللِّسَان الْعَرَبِيّ وتعانى الخدم فَرَآهُ الْبُرْهَان الْمحلي التَّاجِر فأعجبه فَاشْتَرَاهُ من أرغون ثمَّ أعْتقهُ وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال حَتَّى اتَّصل بالأشراف إِسْمَاعِيل صَاحب الْيمن فَعظم عِنْده جدا وفوض إِلَيْهِ أَمر المتاجر بعدن وَصَارَ يكْتب بِخَطِّهِ الأشرفي بِحَيْثُ اشْتهر بهَا فشرق بِهِ الْمحلى وتولدت بَيْنَمَا الْعَدَاوَة وَكَانَ يُبَاشر بصرامة وشهامة وَبَعض عسف مَعَ معرفَة تَامَّة ودام من سنة ثَمَانمِائَة يتنقل الْحَال فِي ذَلِك بَينه وَبَين نور الدّين بن جَمِيع إِلَى أَن مَاتَ الْأَشْرَف وَتَوَلَّى وَلَده النَّاصِر وَمَات ابْن جَمِيع فتحول الأشرفي إِلَى مَكَّة فسكنها نَحْو عشر سِنِين ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها واستقام أمره إِلَى أَن قدر أَنه خرج فِي تِجَارَة لجِهَة طرابلس فَوَقع الفرنج بالمركب الَّذِي هُوَ فِيهِ فانتهبوا مَا مَعَه وَأسر نَحْو أَربع سِنِين إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَثَلَاثِينَ. عبد الله بن عبد الله الدكاري المغربي ثمَّ الْمدنِي الْمَالِكِي. أَقرَأ بهَا ودرس وَأفَاد وناب فِي الحكم فِي بعض القضايا وَكَانَ يتجرأ على الْعلمَاء. مَاتَ فِي سنة سِتّ سامحه الله. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. عبد الله بن عبد الله شيخ أبشية الملق من الغربية. مَاتَ مقتولا فِي سنة إِحْدَى وَسبعين واتهم بِهِ عبد الرَّحْمَن بن التَّاجِر وَابْنه إِسْمَاعِيل فسلخا. عبد الله بن أبي عبد الله جمال الدّين السكسوني الْمَالِكِي أحد مدرسي مذْهبه. درس بالأشرفية بعد بهادر المنجكي حَتَّى مَاتَ وَكَانَت وَفَاته فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى، وَكَانَ بارعا فِي الْعلم مَعَ الدّين وَالْخَيْر أخبر ابْنه أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما تجهز الْأَشْرَف لِلْحَجِّ فِي الْمَنَام وَعمر رَضِي الله عَنهُ يَقُول لَهُ: يَا رَسُول الله شعْبَان بن حُسَيْن يُرِيد أَن يَجِيء إِلَيْنَا فَقَالَ: لَا مَا يأتينا أبدا قَالَ فَلم يلبث الْأَشْرَف أَن رَجَعَ من الْعقبَة، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.) عبد الله بن أبي عبد الله جمال الدّين الفرخاوي الدِّمَشْقِي، وفرخا بِالْفَاءِ وَالْخَاء الْمُعْجَمَة المفتوحتين بَينهمَا رَاء سَاكِنة قَرْيَة من عمل نابلس. عني بالفقه والعربية والْحَدِيث وَمهر فِي الْعَرَبيَّة ودرس وَأفَاد وَمن شُيُوخه العنابي بل سمع من جمَاعَة من شُيُوخنَا وَكتب نسخا من صَحِيح مُسلم وَكَانَ يعتنى بِهِ. مَاتَ فِي عمل الرملة سنة ثَمَان عشرَة. قَالَه شَيخنَا أَيْضا. عبد الله بن أبي عبد الله العرجاني بِضَم الْمُهْملَة وَبعد الرَّاء جِيم الدِّمَشْقِي. كَانَ سريع الدمعة من أَتبَاع الشَّيْخ أبي بكر الْموصِلِي مِمَّن نَشأ فِي صَلَاح

وَعبادَة مَعَ نوع من الْغَفْلَة وخشوع وَسُرْعَة بكاء وَلكنه بَاشر أوقاف الْجَامِع الْأمَوِي مُدَّة وَلم يكن يعرف شَيْئا من حَاله. مَاتَ رَاجعا من الْحَج بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان عشرَة وَيُقَال أَنه كَانَ يتَمَنَّى ذَلِك فغبطه النَّاس ببلوغ أمْنِيته فِي موطن منيته رَحمَه الله وإيانا. قَالَه شَيخنَا أَيْضا. عبد الله بن أبي عبد الله المغربي السُّوسِي. مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَظنهُ الْمَاضِي قَرِيبا فالذاكر لَهُ شكّ فِي ثَلَاث أَو إِحْدَى وَحِينَئِذٍ فإحدى النسبتين تحرفت من الْأُخْرَى. عبد الله بن عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم الْجمال الدَّمِيرِيّ ثمَّ القاهري الْمَالِكِي الشُّرُوطِي. سمع على شَيخنَا أَشْيَاء مَعَ الرَّاعِي وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء ابْن فَهد المؤرخ بتاسع عشر رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ خلق وَهُوَ أحد شُهُود الصالحية بل صَار من قدماء موقعيها وَلَيْسَ بالمتقن. عبد الله بن عبد الْهَادِي بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْجمال بن التَّاج المحرقي نِسْبَة للمحرقية قَرْيَة بالجيزة القاهري. ولد تَقْرِيبًا قبل التسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وَسمع الصَّحِيح على ابْن أبي الْمجد والختم مِنْهُ على التنوخي والعراقي والهيثمي وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ وباشر نقابة الحكم أَيَّام الْهَرَوِيّ وَكَذَا بَاشر الجوالي أَيْضا. وَمَات ظنا سنة سبع وَخمسين. عبد الله بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن زيد جمال الدّين بن زكي الدّين الشِّيرَازِيّ الأَصْل الْبَصْرِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف فِيهَا بالشيخ عبد الله الْبَصْرِيّ. ولد فِي سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْبَصْرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن لعاصم على إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن زقزق وَحفظ الْحَاوِي ومختصر الملحة الْمُسَمّى الْجَوَاهِر للشَّيْخ يُوسُف الوَاسِطِيّ وَنَحْو ثُلثي الكافية والفن الأول من تَلْخِيص الْمِفْتَاح واشتغل بهَا فَقَرَأَ على أَحْمد بن الْحَاج على بن حُذَيْفَة الْبَصْرِيّ من أول الْمُعْتَمد فِي الْفِقْه إِلَى الْإِقْرَار وعَلى مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن زقزق الْبَصْرِيّ جانبا من الْحَاوِي ومختصر الملحة وارتحل إِلَى بِلَاد الجزائر فَقَرَأَ بهَا على ملا عَليّ التسترِي جانبا من) البُخَارِيّ وَأَجَازَ لَهُ وعَلى مُحَمَّد بن صَالح بن شرِيف كرغيف الْحَاوِي وَعنهُ أَخذ الْفَرَائِض والحساب، وَحج فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأقَام بِمَكَّة السّنة الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ عَاد لبلاده فِي الَّتِي بعْدهَا فدام بهَا إِلَى أَن امتحن مَعَ الشعشاع الْخَارِجِي فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ ففر مِنْهُ إِلَى مَكَّة فَقَدمهَا فِي خَامِس رَجَب من الَّتِي تَلِيهَا وَعَكَفَ على البرهاني قاضيها فبحث عَلَيْهِ الْمِنْهَاج وَالْحَاوِي بقرَاءَته مرَّتَيْنِ بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيح والشفا فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة عدَّة سِنِين وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا مفننا عَاقِلا سَاكِنا تَامّ الْمعرفَة بالفرائض

والحساب وَالْعرُوض ذَا نظم كثير حسن مشاركا فِي الْفِقْه والعربية مستمرا لحفظ الْحَاوِي صنف فتح الرَّحْمَن فِي مَسْأَلَة دور الضَّمَان فِي كراريس وأقرأ الطّلبَة وَرُبمَا كتب على الْفَتْوَى، وَاسْتقر فِي مشيخة رباطي الشريفين حسن وبركات، وتنزل فِي الزمامية والجمالية مَعَ مباشرتها والسلطانية وَغير ذَلِك سالكا فِي أمره كُله طَرِيق الاسْتقَامَة بِحَيْثُ بَلغنِي عَن البرهاني أَنه قَالَ من حِين صحبني مَا نقمت عَلَيْهِ فِي دينه شَيْئا، وَقد كثر اجتماعي بِهِ فِي عدَّة مجاورات وعدته غير مرّة وحمدت خمالطته ومبادرته لإكرام من يكون من جهتي بتنزيله فِي الرِّبَاط وَلَو لم يكن فِيهِ فضل بِحَيْثُ يَقُول نَحن كلنا فِي بركَة فلَان وَالْوَاجِب علينا امْتِثَال إِشَارَته، وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ بعد تعلله مُدَّة انْقَطع مِنْهَا زِيَادَة على ثَلَاث سِنِين لَا يَسْتَطِيع الْقيام وَهُوَ صابر محتسب مديم للتلاوة فِي لَيْلَة السبت ثامن عشر صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بالمعلاة وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا، وَمن نظمه قصيدة رثى فِيهَا الْخَطِيب فَخر الدّين أَبَا بكر بن ظهيرة أَولهَا: (يَا عين جودي بدمع مِنْك منسجم ... لفقد عين الْكِرَام الْعَالم الْعلم) وَكَذَا رَأَيْت بِخَطِّهِ قصيدة يتشوق فِيهَا إِلَى أَهله وبلاده وَيُشِير فِيهَا لسَبَب مفارقتها فَكَانَ من أبياتها: (هِيَ الْبَصْرَة الفيحاء لَا زَالَ ذكرهَا ... جَدِيدا لأهليها لَدَى الْخلق إجلال) (فقد كَانَت الفيحاء للعين نزهة ... وللقلب جنَّات بهَا ينعم البال) وَمِنْهَا: (فأهلا لأوقات مَضَت فِي سرورها ... لنا من رغيد الْعَيْش فِيهِنَّ أوصال) (وترتيب أوراد وأفعال طَاعَة ... وخدمة أَعْلَام من الْعلم قد نالوا) (وَعين الردى والحادثات عمية ... ودهري غفول والمبرات أنفال) ) وَمِنْهَا: (ففارقتها بالرغم مني مَخَافَة ... على الدّين من قوم بضد الْهدى قَالُوا) (بغوا وعتوا فِي الأَرْض وَاشْتَدَّ وطؤهم ... على أَهلهَا وَالله مَا شَاءَ فعال) (رماني لديهم ثمَّ أنقذ منعما ... عَليّ لَهُ بِالْعَبدِ من وأفضال) إِلَى آخرهَا. عبد الله بن عبد الْوَاحِد الْبُحَيْرِي. مَاتَ سنة تسع وَخمسين. عبد الله بن عبد الْوَهَّاب بن أبي البركات بن أبي الْهدى بن مُحَمَّد بن تَقِيّ بن مُحَمَّد بن روزبة عفيف الدّين وجمال الدّين أَبُو مُحَمَّد بن التَّاج الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي سبط أبي الْفَتْح بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن علبك الْآتِي. ولد فِي رَجَب سنة

اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْمِنْهَاج وارتحل إِلَى الْيمن فعرضه وَأخذ عَن فقيهه عمر الْفَتى فِي الْمِنْهَاج والإرشاد وَغَيرهمَا وَسمع على إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن مبارز أربعي النَّوَوِيّ وَغَيرهَا وَقَرَأَ على وَلَده الطّيب فِي منسك المراغي وعَلى الْعَفِيف عبد الله الهبي الْإِيضَاح للنووي وَغَيره ولازمني بِالْمَدِينَةِ فَسمع الْكثير بل قَرَأَ أَشْيَاء وَكتب من القَوْل البديع غير نُسْخَة وَهُوَ مِمَّن لَهُ همة فِي التَّحْصِيل مَعَ لطف عشرَة وعقل. عبد الله ابْن عُثْمَان بن حمية يَأْتِي قَرِيبا فِيمَن جده مُحَمَّد. عبد الله بن عُثْمَان بن عَفَّان بن عِيسَى بن عمرَان الْحُسَيْنِي بَلَدا ثمَّ القاهري المقسي الشَّافِعِي وَالِد الْفَخر عُثْمَان وَمُحَمّد. كَانَ خيرا ورعيا مديم التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة متكسبا بتعليم الْأَبْنَاء وَتَنْفَع بِهِ ذَلِك جمَاعَة وَبَلغنِي عَنهُ إِنَّه لَام وَلَده على تعَاطِي مَعْلُوم الجمالية كَمَا لامه عَمه على الْقَضَاء، وَقد قَرَأَ فِي الْفِقْه على الْبُرْهَان ابْن حجاج الأبناسي، وَحج وزار وَمَات فِي صفر سنة أَربع وَسِتِّينَ عَن نَحْو السّبْعين وَنعم الرجل رَحمَه الله وإيانا. عبد الله بن عُثْمَان بن عَليّ الأبشاقي بِالْمُعْجَمَةِ الشَّافِعِي مؤدب الْأَبْنَاء وَيعرف بالصعيدي. مِمَّن سمع مني قريب التسعين. عبد الله بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الصَّالِحِي الْعَطَّار لقبه عبيد وَيعرف بِابْن حمية بِفَتْح المهلة وَكسر الْمِيم ثمَّ تَحْتَانِيَّة ثَقيلَة. لقِيه شَيخنَا بالصالحية دمشق فَسمع عَلَيْهِ جزءأ من رِوَايَة البرزالي عَن شُيُوخه الَّذين حدثوه عَن ابْن طبرزد والكندي وحنبل يشْتَمل على سبعين حَدِيثا وَثَلَاثَة آثَار بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وَكَذَا سمع من محيي الدّين خطيب بعلبك. وَمَات سنة سِتّ ببعلبك ذكره فِي مُعْجَمه) وأنبائه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده فَجعل جده حمية وَوهم من سمى جده مَحْمُودًا. عبد الله بن عقيل بن مبارك بن رميثة بن أبي نمى الحسني الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. عبد الله وَيُقَال لَهُ عبيد الله بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ اللَّيْثِيّ القرتاوي ثمَّ الدِّمَشْقِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالسروجي حِرْفَة لَهُ بِدِمَشْق. ولد قبيل سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بقرتيا من أَعمال غَزَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ النّصْف من الْقُرْآن ثمَّ تحول لدمشق فَنزل بزواية أَحْمد الفقاعي ثمَّ انْتقل لجامع منجك فأكمل بِهِ الْقُرْآن عِنْد الْبُرْهَان بن الْقُدسِي وأخيه عبد الرَّزَّاق وَكَذَا قَرَأَ الْغَايَة وجود عَلَيْهِمَا وعَلى غَيرهمَا الْقُرْآن بل تلاه لنافع وَابْن كثير وَأبي عَمْرو على مُحَمَّد الحصني البصروي الضَّرِير نزيل دمشق وَغَيره وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الشَّمْس الصَّفَدِي وَفِي

النَّحْو على الشَّمْس الْحَنَفِيّ شيخ القجماسية بِدِمَشْق وخطيب جَامع تنكز وَغَيره، وَقدم مَكَّة فِي سنة خمس وَتِسْعين وأقرأ فِي بَيت جَوَاهِر الشمسي بن الزَّمن ولازمني حَتَّى قَرَأَ البُخَارِيّ وَسمع غَيره بل قَرَأَ فِي الْبَحْث من أول الألفية إِلَى الشاذ وَسمع فِي الْبَحْث كثيرا فِي شرحي على تقريب النَّوَوِيّ وَفِي الرِّوَايَة جَمِيع سيرة ابْن هِشَام ومجالس من أول التَّذْكِرَة للقرطبي وَمن لَفْظِي فِي مَحل المولد النَّبَوِيّ مصنفي الْفَخر الْعلوِي والمسلسل بالأولية وبسورة الصَّفّ وَجُمْلَة وَهُوَ فَقير لَهُ إحساس محب فِي الْمسَائِل وَالْعلم وَرُبمَا قَرَأَ على الدلجي فِي الأَصْل وَغَيره وَله اهتمام بالقراءات والشاطبية وسافر من مَكَّة لشدَّة غلائها فِي ربيع الثَّانِي سنة سبع وَتِسْعين كتب الله سَلَامَته. عبد الله بن عَليّ بن احْمَد بن عبد الْعَزِيز أَبُو بكر النويري الْمَكِّيّ. أجَاز لَهُ فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَبعدهَا جمَاعَة وَكَانَ حَيا فِي سنة ثَلَاث عشرَة بِمُقْتَضى خطه فِي شَهَادَة. قَالَه ابْن فَهد. عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزبداني الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بالإقباعي. ولد بعد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ بِدِمَشْق فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم ابْن النجار وخليل اللوبياني وَسعد الله أَمَام الصَّخْرَة وتلا عَلَيْهِم للسبع جمعا وعَلى غَيرهم للعشر أفرادا وَأخذ الْفِقْه عَن البلاطنسي وخطاب والنجم ابْن قَاضِي عجلون والنحو عَن الشهَاب الزرعي والْعَلَاء القابوني وَالْأُصُول عَن الزين الشاوي واشتغل كثيرا وَحج غير مرّة وجاور ولقيني بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين فَسمع على جملَة بل قَرَأَ عَليّ بحثا من أول ألفية الْعِرَاقِيّ إِلَى الْمَرْفُوع) وباقيها سردا وحدثته بالمسلسل بالأولية وبقراءة الصَّفّ وبالمحمدين وَبِحَدِيث زُهَيْر العشارى وَبِحَدِيث فِيهِ الْأَئِمَّة الثَّلَاثَة وَبِحَدِيث عَن أبي حنيفَة وَسمع على قطعا من الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا وبتصانيفي فِي ختم البُخَارِيّ وَمُسلم وَغَيرهَا وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة وَمن محافيظه الْمِنْهَاج وألفية الحَدِيث والنحو وَكَذَا الْأُصُول للبرماوي والحاجبية والشاطبية والجرومية والرحبية وايساغوجي وَغَيرهَا وأقرأ النَّحْو وَغَيره بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وتكسب فِي بَلَده وَنعم الرجل فضلا وصلاحا وتقشفا وانفرادا ومحاسن. عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد الْجمال المنوفي الْخَطِيب. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عبد الله بن عَليّ بن أَيُّوب. يَأْتِي فِيمَن جده يُوسُف بن عَليّ قَرِيبا. عبد الله بن عَليّ بن شُعَيْب الضَّرِير العَبْد الصَّالح. ولد قَرِيبا من سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبيتين وألفية النَّحْو، وَعرض على شَيخنَا فِي آخَرين مِنْهُم الْبرمَاوِيّ فِي ظَنّه وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد النُّور عَليّ بن لولو

والشرف السُّبْكِيّ والتلواني وَغَيرهم وعَلى التلواني وَغَيره سمع الحَدِيث وَكَذَا سمع بِقِرَاءَتِي على جمَاعَة وَصَحب إِبْرَاهِيم الأدكاوي ثمَّ الغمري ثمَّ مَدين وطالت صحبته لثانيهم وانتفع بِهِ وَلزِمَ الْعُزْلَة والانفراد وجود عَلَيْهِ الْقُرْآن الشَّمْس المسيري وَعبد الْقَادِر الزفتاوي فِي آخَرين وَأكْثر من الْحَج والمجاورة وَانْقطع بِأخرَة إِلَى بَيت الله الْحَرَام وتلا بِهِ على بعض الْقُرَّاء بِبَعْض الرِّوَايَات وَرُبمَا جاور بِطيبَة وَكَانَ يُعجبنِي سمته وبهاؤه وتفرده وانجماعه وإقباله على شَأْنه وَعدم تعرفه عَن الْأَخْبَار وَقد جَلَست مَعَه كثيرا وَكنت أسر بإقباله عَليّ بالمحبة وإكثاره من الدُّعَاء لي. مَاتَ فِي أَيَّام منى بهَا أَو بِمَكَّة من سنة ثَلَاث وَسبعين رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. عبد الله بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن أبي الْمَعَالِي الْبَهَاء الكازروني الأَصْل الملكي رَئِيس المؤذنين بهَا بل نَاب بالحسبة فِيهَا عَن أبي الْفضل النويري وقتا يَسِيرا وَكَذَا عَن الْجمال بن ظهيرة فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة حَتَّى مَاتَ وَكَانَت وَفَاته بهَا فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشري شعْبَان سنة ثَمَان وَصَحَّ عَن من حَضَره وَقت الاحتضار أَنه سَمعه وَهُوَ فِي النزع يَقُول أَنه مَا أعرفك يَا شَيْطَان أَو أَنْت الشَّيْطَان أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، ثمَّ فاضت روحه وَلَعَلَّ ذَلِك ثَمَرَة ذكره لله فِي الأسحار وَكَانَ مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بِمَكَّة وَدخل مصر واليمن غير مرّة للاسترزاق وَذَهَبت مِنْهُ فِي الْيمن دنيا) حصلها من التِّجَارَة تَرْجمهُ الفاسي. عبد الله بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد جمال الدّين الهيتي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْكَاتِب. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الشّرف السُّبْكِيّ ثمَّ لَازم الْعَبَّادِيّ واعتنى بِالْكِتَابَةِ فَأَخذهَا عَن الزين بن الصَّائِغ والبرهان الفرنوي وَغَيرهمَا وتميز فِيهَا وَكَانَ مرجعا فِي رسمها مُنْفَردا بطرائقها وَإِن كَانَ فيهم من هُوَ أحسن كِتَابَة مِنْهُ وصنف فِي رسومها شَيْئا، وَكَانَ شَيخا صَالحا نصُوحًا فِي إرشاده خيرا محتسبا بتعليمه مُؤذنًا فِي جِهَات. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَن نَحْو خمس وَسبعين وَدفن فِي الصَّحرَاء بِالْقربِ من تربة الْأنْصَارِيّ. عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشيبي. صوابة مُحَمَّد وَسَيَأْتِي. عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الحميد الفندقي القباقبي الصَّالِحِي. سمع من أبي الْعَبَّاس المرداوي مجَالِس المخلدي الثَّلَاثَة وَحدث بهَا قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا الأول مِنْهُ بالصالحية وَمَات فِي. عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن المغربي الْعَطَّار، مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن أبي الْفَتْح بن هَاشم

بن إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم بن نصر الله الْجمال بن الْعَلَاء الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي القاهري الْحَنْبَلِيّ سبط أبي الْحرم القلانسي وأخو عَائِشَة الْآتِيَة ووالد أَحْمد ونشوان وَألف وَيعرف بالجندي لكَونه كَانَ بزِي الْجند مَعَ ولَايَة أَبِيه لقَضَاء دمشق. ولد فِي مستهل الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فَحَضَرَ دروس الْمُوفق عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْملك الْمَقْدِسِي النقاضي بل قَرَأَ عَلَيْهِ المسلسل وَغَيره وَكَذَا حضر دروس صهره القَاضِي نصر الله بن أَحْمد ووالده القَاضِي عَلَاء الدّين وَسمع على جده لأمه كثيرا كصحيح مُسلم والمعجم الصَّغِير للطبراني والغيلابيات وعَلى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الأيوبي والميدومي والعرضي وَالْجمال بن نباتة وناصر الدّين الفارقي والموفق الْحَنْبَلِيّ فِي آخَرين مِنْهُم الْبُرْهَان بن عبد الرَّحْمَن بن جمَاعَة والشرف الْحسن بن عبد الله بن أبي عمر وَمن لفظ التَّاج السُّبْكِيّ تصنيفه جمع الْجَوَامِع والعز بن جمَاعَة وناصر الدّين الحراوي وَحَمْزَة السُّبْكِيّ وَخَدِيجَة ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَقْدِسِي، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَمِمَّا حَضَره فِي الثَّانِيَة على الْمَيْدُومِيُّ ثمانيات النجيب بل ألبسهُ خرقه التصوف أخبرنَا القطب الْقُسْطَلَانِيّ وَكَذَا لبسهَا الْجمال من شَيْخه حَمْزَة وَحدث بالكثير فِي أَوَاخِر عمره وَأحب الرِّوَايَة وَأَكْثرُوا عَنهُ) خُصُوصا لما نزل مسمعا بالتربة الظَّاهِرِيَّة برقوق فِي الصَّحرَاء وَحدث بالمسند لإمامه غير مرّة روى لن عَنهُ خلق مِنْهُم شَيخنَا والموفق الأبي سمع مِنْهُ رَفِيقًا لِلْحَافِظِ ابْن مُوسَى وَابْنه وَابْن أُخْته وَفِي الْإِحْيَاء سنة خمس وَتِسْعين من يرْوى عَنهُ وَكَانَ ذَا سمت حسن وديانة وَعبادَة وعَلى ذهنه مسَائِل فقهية ونوادر حَسَنَة وَوَصفه ابْن مُوسَى بالشيخ الْفَقِيه الإِمَام الْعَالم الأوحد الْمُحدث الْمسند الرحلة. مَاتَ فِي سحر يَوْم السبت منتصف جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع عشرَة وَقيل فِي رَجَب وَالْأول أثبت وَبِه جزم المقريزي فِي عقوده. عبد الله بن عَليّ بن مُوسَى بن أبي بكر بن مُحَمَّد الشيبي الْيَمَانِيّ الْآتِي أَبوهُ. انتصب بعده فِي زاويته بالحسامية وَمَات فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَكَانَ كثير التِّلَاوَة. ذكره شَيخنَا فِي تَرْجَمَة أَبِيه فِي سنة إِحْدَى عشرَة من أنبائه. عبد اله بن عَليّ بن مُوسَى بن عَليّ بن قُرَيْش بن دَاوُد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. عبد الله بن عَليّ بن مُوسَى الْعَفِيف بن النُّور الْمَكِّيّ وَيعرف بالمزرق كَانَ يخْدم كثيرا السَّيِّد حسن بن عجلَان صَاحب مَكَّة وَيقبض لَهُ الْأَمْوَال من التُّجَّار فَكَانَ وَاسِطَة حَسَنَة سِيمَا ومخدومه يأتمنه ويحترمه كل ذَلِك لعقله وَحسن

عشرته حَتَّى أَنه يصحب المتباعدين وَيَرَاهُ كل مِنْهُمَا صديقا وَمَعَ ذَلِك لما حصل التنافر بَين الْأَخَوَيْنِ بَرَكَات وَإِبْرَاهِيم ابْني مخدومه ظهر مِنْهُ ميل لثانيهما حَتَّى كَانَ ذَلِك سَببا لقتل جمَاعَة الآخر لَهُ فِي لَيْلَة عَاشر رَجَب سنة سِتّ وَعشْرين فِي حوش صَاحب مَكَّة بالمسعى وَدفن من الْغَد بالمعلاة وتأسف النَّاس عَلَيْهِ كثيرا وسنه أَرْبَعُونَ أَو نَحْوهَا وَكَانَ وجيها صَاحب عقار وَدُنْيا سامحه الله وإيانا. عبد الله بن عَليّ بن يحيى بن فضل الله بن مجلي بن دعجان بن خلف بن أبي الْفضل نصر بن مَنْصُور بن عبيد الله بن عدي جمال الدّين بن الْعَلَاء الْقرشِي الْعمريّ الْعَدوي وَيعرف بِابْن فضل الله. ولد سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة وأحضر فِي الرَّابِعَة على العرضي جُزْء الْأنْصَارِيّ والغطريف وثلاثيات الْمسند ورباعيات التِّرْمِذِيّ وَغير ذَلِك وأسمع عَليّ الْبَيَانِي وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ الْأَذْرَعِيّ والأسنوي وَأَبُو البقا السُّبْكِيّ وَآخَرُونَ. وَكَانَ يتزيا بزِي الْجند وَله أقطاع ملازما للخلاعة من حِين مَاتَ أَبوهُ وَإِلَى أَن مَاتَ لكنه كَانَ مَسْتُورا ثمَّ فسد حَاله حَتَّى عمل نَقِيبًا فِي بيُوت الْحجاب واشتدت فاقته وخمل وَمَعَ ذَلِك فقد سمع عَلَيْهِ الكلوتاتي والزين) رضوَان وَغَيرهمَا من القدماء والمحلي والمناوي والعز الْكِنَانِي والقرافي وَغَيرهم من الْأَئِمَّة وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين وَهُوَ آخر إخْوَته موتا عَفا الله عَنهُ. عبد الله بن عَليّ بن يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْبَدْر بن عَليّ بن عُثْمَان الْجمال بن الإِمَام الرباني الْمجمع على ولَايَته النُّور أبي الْحسن الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي القادري الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أَيُّوب وَهُوَ لقب لجده لِكَثْرَة بلاياه وَرُبمَا ينْسب لَهُ فَيُقَال عبد الله بن عَليّ بن أَيُّوب. ولد بعد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل وبرع وَقدم الْقَاهِرَة فاستوطنها وخالط الزين عبد الباسط وَغَيره من الرؤساء وَاسْتقر فِي خدمَة سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ إنْسَانا حسنا فَاضلا ثِقَة رَئِيسا متواضعا كَرِيمًا بارا بِأَصْحَابِهِ عفيفا قانعا متجملا فِي ملبسه بهيا وقورا نير الشيبة طلقا بليغا فِي عِبَارَته مقتدرا على إبراز الحكم فِي الْكَلَام البديع العجيب دَقِيق الْإِشَارَة فكه المحاضرة مليح النادرة ظريفا حسن الْعشْرَة مشاركا فِي الْفَضَائِل تَارِكًا الْخَوْض فِيمَا لَا يعنيه شَدِيد التخيل والانجماع رَاغِبًا فِي لِقَاء الله منشرح الصَّدْر للْمَوْت كثير التَّقْرِير لذَلِك وَالنَّاس فِي رَاحَة مِنْهُ يدا وَلِسَانًا قل أَن ترى الْأَعْين فِي مَجْمُوعه مثله، وَقد كتب على خطْبَة الْحَاوِي كِتَابَة حَسَنَة وَلَكِن بَلغنِي أَنه أوقف الْعَلَاء البُخَارِيّ بِدِمَشْق عَلَيْهَا واستأذنه أيكمل

أم يتْرك فَنظر فِيهَا ثمَّ أَشَارَ بِالتّرْكِ وَرَأَيْت لَهُ رِسَالَة سَمَّاهَا دَوَاء النَّفس من النكس فِي الطِّبّ فرغ مِنْهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَكتب لَهُ عَلَيْهَا طَاهِر بن يُونُس الْموصِلِي مَا نَصه: (طالع فِيهِ فاستفاد وَكتب ... دَاع لمولى انتقاه وانتخب) (محبه طَاهِر بن يُونُس ال ... موصلي مولدا ومنتسب) (فوائدا جليلة من حَقّهَا ... لَو كتبت على الْحَرِير بِالذَّهَب) وَكَذَا صنف غير ذَلِك مِمَّا قرض لَهُ ابْن الْهمام بعضه، وَكَانَ يحْكى لنا كثيرا من كرامات وَالِده وشريف أَحْوَاله سِيمَا تنفيره عَن النّظر فِي كَلَام ابْن الفارض وَابْن عَرَبِيّ وخطه عَلَيْهِمَا، وَكَذَا أخبرنَا غير مرّة أَنه سمع صَحِيح البُخَارِيّ على ابْن صديق فَسمع مِنْهُ أَصْحَابنَا وَحدث بِهِ غير مرّة وَسمعت مِنْهُ بعضه وسألني عَن بعض الْأَحَادِيث فَكتبت لَهُ جَوَابا وَوَقع عِنْده موقعا وَبَالغ فِي الإتحاف والألطاف وَهَكَذَا كَانَ دأبه بِدُونِ تكلّف. مَاتَ فَجْأَة فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان) وَسِتِّينَ عَن سِتّ وَثَمَانِينَ سنة على مَا أَخْبرنِي بِهِ قبل مَوته بيومين وَصلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل وَدفن بتربة سعيد السُّعَدَاء وَأثْنى النَّاس عَلَيْهِ خيرا وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. عبد الله بن عَليّ الْبَهَاء الكازروني. فِيمَن جده عبد الْقَادِر بن عَليّ قَرِيبا. عبد الله بن عَليّ التعزي الْمدنِي الشَّافِعِي خَادِم البيمارستان. مِمَّن يحفظ الْقُرْآن وَكَذَا حفظ الْمِنْهَاج. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين. عبد الله بن عمر بن الْفَقِيه إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الكفربطناوي الدِّمَشْقِي سبط أبي هُرَيْرَة بن الْحَافِظ الذَّهَبِيّ أمه صَالِحَة وَيعرف بِابْن الْفَقِيه إِسْمَاعِيل ويلقب بالفيل لعمله صُورَة فيل من ثلج. ولد فِي سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة أَو قبلهَا بِكفْر بَطنا من غوطة دمشق وَأخْبرنَا أَنه سمع على جده لأمه وَلَكِن لم يعرف المسموع نعم أَنه أخبر أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الْفَاتِحَة وَمن الرَّحْمَن إِلَى آخر الْقُرْآن أجَاز لنا وَكَانَ مَذْكُورا فِي بَلَده بِالْخَيرِ والثقة. مَاتَ قريب السِّتين. عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ أَخُو الْعَفِيف عُثْمَان مُصَنف الناشريين. اشْتغل فِي صغره بِالْعلمِ وَحج وَهُوَ شَاب ثمَّ انْقَطع للتلاوة وَكَانَ شجي الصَّوْت جدا وَمَات فِي سنة ثَمَانِي عشرَة وَدفن عِنْد أَبِيه من زبيد. عبد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الفيومي الأَصْل

الْمَكِّيّ وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا وَهُوَ بكنيته أشهر يَأْتِي. عبد الله مطيري بن عمر بن الزين عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد الْمدنِي أَخُو حسن وَعبد الباسط وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن زين الدّين. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. عبد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الأَصْل الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ. ولد بهَا وَأمه غزال الحبشية فتاة أَبِيه وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَسمع من ابْن الْجَزرِي والبرماوي وَغَيرهمَا وَدخل فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة ثمَّ الْمغرب ثمَّ التكرور، فماتا بهَا قبل سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ. عبد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة بن عَليّ بن جمَاعَة بن حَازِم بن صَخْر الْجمال بن السراج بن الْعِزّ الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو سارة وَيعرف كسلفه بِابْن جمَاعَة. ولد بعد السِّتين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا) وَسمع على البرهانين ابْن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن جمَاعَة والتنوخي وَمُحَمّد بن حَامِد الْقُدسِي وَأبي طَلْحَة الحراري وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ جُزْء الصفار أخبرنَا بِهِ الْحسن الْكرْدِي وَأَجَازَ لَهُ جده الْعِزّ وَأَبوهُ السراج وَعَمَّته زَيْنَب الْأَذْرَعِيّ والأسنائي وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَابْن أميلة وَالصَّلَاح ابْن أبي عمر والسوقي وَابْن قَاضِي الزبداني وَابْن الْقَارِي والمحب الصَّامِت وَآخَرُونَ، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ رَحمَه الله. عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْمَكِّيّ. كَانَ من أَعْيَان القواد المعروفين بِالْعُمْرَةِ. مَاتَ سنة ثَلَاثًا ظنا. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة. عبد الله بن عمر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر بن جعمان الْفَقِيه الْوَلِيّ الْعَالم عفيف الدّين توفّي ببلاده قَرْيَة الْفَقِيه أَحْمد بن مُوسَى بن عجيل فِي آخر ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَكَانَ مولده فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِتَقْدِيم التَّاء فِي المولد والوفاة وتفقه ببلاده وَأخذ عَن ابْن الْجَزرِي وَصَارَ بِأخرَة بركَة الْوُجُود يزوره الْمُلُوك والأمراء إِلَى منزله رَحمَه الله كتب إِلَيّ بذلك الْجمال مُوسَى الدوالي من الْيمن. عبد الله بن عمر بن عُثْمَان أَبُو مُحَمَّد الشمري الملحاني تفقه بالشهاب أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ وَولي الْقَضَاء بتعز ثمَّ أَقَامَ مُدَّة بعدن، وَتُوفِّي قبل الْعشْرين وقبره عِنْد مَقَابِر الناشريين بِيَزِيد. عبد الله بن عمر بن عَليّ بن مبارك الْجمال أَبُو الْمَعَالِي بن السراج أبي حَفْص بن أبي الْحسن الْهِنْدِيّ الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الصُّوفِي السعودي

وَيعرف بالحلاوي بِمُهْملَة وَلَام خَفِيفَة. ولد فِي تَاسِع الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَكَانَ جد أَبِيه صَالحا مُعْتَقدًا بنيت لَهُ زَاوِيَة فِي الأبارين بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر فسكن بهَا أَوْلَاده فَكَانَت مجمعا لطلبة الحَدِيث بِحَيْثُ سمع صَاحب التَّرْجَمَة مَعَهم فِيهَا مَا لَا يُحْصى وَلَكِن لم يكن لَهُ من يعتني بِكِتَابَة أثبات لَهُ وَلذَا أَكثر مَا كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ من أصُول سماعاته وأقدم شيخ لَهُ بِالسَّمَاعِ أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن يُوسُف بن الْمصْرِيّ خَاتِمَة من يروي عَن ابْن الجميزي وَابْن رواح وَغَيرهمَا بِالْإِجَازَةِ وَمِمَّا سَمعه مِنْهُ النّصْف الثَّانِي من سنَن الشَّافِعِي رِوَايَة الْمُزنِيّ وَسمع عبى الْبَدْر الفارقي وَابْن غالي والشهب ابْن كشتغدي والمستولي وَأحمد بن مُحَمَّد بن عمر الْحلَبِي وَأحمد بن أبي بكر الزبيرِي وَإِبْرَاهِيم بن عَليّ الخيمي وناصر الدّين مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الأيوبي والقطب البهنسي) والميدومي وَعلي بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن لولو وَأبي الْفتُوح الدلاصي والكمال إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد التزمنتي والبهاء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حموية وَأحمد بن الشّرف الدمياطي والزين أَحْمد بن التَّاج مُحَمَّد بن عبد المحسن الصرفيني وَأبي الْحرم القلانسي وَعبد الْوَهَّاب بن عُثْمَان بن أبي الحوافر وَأحمد بن هبة الله بن الرشيد الْعَطَّار والتاج عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الصَّيْرَفِي وأخيه التقي مُحَمَّد وَعبد الله بن مقبل البعلي والزين أبي بكر بن قَاسم الرَّحبِي وَعَائِشَة ابْنة عَليّ الصهناجي وَهُوَ مُسْند الْقَاهِرَة مكثر سَمَاعا وشيوخا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بكر بن الرضي والشهاب أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال والحفاظ الْمزي والبرزالي والذهبي وَحدث بالكثير جدا وَكَانَ كَمَا قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه شَيخا صينا خيرا سَاكِنا صبورا على الإسماع لَا يمل وَلَا يَنْعس وَلَا يضجر حَتَّى أَنه مرض يَوْمًا فصعدنا إِلَى غرفته لعيادته فَأذن لنا فِي الْقِرَاءَة فَقَرَأت عَلَيْهِ من الْمسند فَمر فِي الْحَال حَدِيث أبي سعيد فِي رقية جِبْرِيل فَوضعت يَدي عَلَيْهِ فِي حَال الْقِرَاءَة ونويت رقيته فاتفق أَنه شفي حَتَّى نزل إِلَيْنَا فِي الميعاد الثَّانِي قَالَ فِي أنبائه وَفِي الْجُمْلَة لم يكن فِي شُيُوخ الرِّوَايَة من شُيُوخنَا أحسن أداءا وَلَا أصغى للْحَدِيث مِنْهُ وَهُوَ أحد من أَكثر عَنهُ شَيخنَا وروى عَنهُ من الْحفاظ ابْن ظهيرة والفاسي والأقفهسي وَغَيرهم من الْأَئِمَّة وَحدثنَا عَنهُ خلق كَانَ من آخِرهم أَو هُوَ خاتمهم بِالسَّمَاعِ الشهَاب الشاوي وَذكره المقريزي فِي عقوده. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي صفر سنة سبع وَدفن عِنْد جده فِي زاويته رَحمَه الله وإيانا. عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس الْعَفِيف بن السراج الْعَبدَرِي الشيبي الحَجبي الْمَكِّيّ أَخُو مُحَمَّد وَهَذَا أَصْغَر.

عبد الله بن السراج عمر بن الْمُحب مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي. مِمَّن سمع على الْجمال الكازروني وَأبي الْفَتْح المراغي. عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْعَفِيف أَبُو السِّيَادَة ابْن صاحبنا النَّجْم الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ سبط النُّور بن سَلامَة وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد. ولد بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة أَرْبَعِينَ وَمَات بهَا فِي رجبها. عبد الله أَخُوهُ. ولد بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمَات بهَا فِي صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ. ذكرهمَا أَبوهُمَا.) عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن إِبْرَاهِيم الْأَعرَابِي. خرج من مَكَّة إِلَى بِلَاد الْيمن فِي ربيع الآخر سنة خمس وَخمسين. عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد الدملوي اليمني. مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَخمسين بجدة وَدفن بهَا. أرخه ابْن فَهد. عبد الله بن عمر الأهدل الْيَمَانِيّ ذُو الْأَخْلَاق الْحَسَنَة والآداب المستحسنة صحب عبد الله الْعِرَاقِيّ وانتفع بِهِ فِي الطَّرِيق ونصبه شَيخا وَكَانَ على قدم حسن من ترك مَالا يُعينهُ مَعَ الاقتصاد فِي ملبسه وَغَيره والتأدب بآداب الصُّوفِيَّة وَالْمَشْي على طريقتهم المرضية. مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ رَحمَه الله. ذكره صَاحب صلحاء الْيمن. عبد الله بن عمر التواتي بمثناتين بَينهمَا وَاو ثَقيلَة الْمدنِي كَانَ صَالحا خيرا عَلَيْهِ آثَار الزّهْد وَالْخَيْر. مَاتَ فِي الْقَاهِرَة سنة سبع، ذكره ابْن خطيب الناصرية وَكَذَا قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: كَانَ من أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ مجاورا بهَا وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى مصر وَالشَّام فَكَانَت منيته بِالْقَاهِرَةِ. عبد الله بن عِيسَى بن عبد الله الْجمال الْكرْدِي نزيل الْقَاهِرَة الشَّافِعِي قدم الْقَاهِرَة فلازم ابْن أَسد وجعفرا وتلميذهما الْجلَال المرجوشي فِي الْقرَاءَات وبرع فِيهَا، وَحج وتلا بالعشر أفرادا ثمَّ جمعا على عمر النجار وَكَذَا أَخذ عَن الشهَاب القباقبي وأقرأ وَكَانَ حاد الْخلق. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ الْأَرْبَعين. عبد الله بن فَارس بن أَحْمد الْجمال الطاغي البرنوسي نِسْبَة لقبيلة يُقَال لَهَا البرانسة التازي بالزاي المنقوطة والمثناة الفوقانية وتلزة من أَعمال فاس مِمَّن قدم مصر واشتغل وَأخذ عَن الْبَدْر بن الغرز وَغَيره بل أَكثر عَن النُّور بن التنسي فِي الْفِقْه وَغَيره وَوَصفه البقاعي بالفاضل المفنن وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ فِي المناسبات فِي سنة سِتّ وَسبعين انْتهى. وتميز وتحول لمَكَّة فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا وَتوجه مَعَ أَجود بن زامل عَظِيم بني جبر فاستقر بِهِ قَاضِيا بِتِلْكَ النواحي وَأقَام عِنْدهم نَحْو

خمس عشرَة سنة كَانَ رُبمَا قدم فِي غضونها مَعَه لِلْحَجِّ فَلَمَّا كَانَ فِي موسم سنة ثَلَاث وَتِسْعين قدم مَعَه وتخلف عَنهُ فَأَدْرَكته منيته بِمَكَّة بعد انْفِصَال الْحَج بِيَسِير فِي الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين وَترك ولدا، وَكَانَ فَاضلا خيرا بل قيل أَنه شرح الْمُخْتَصر، وَأَبوهُ فَارس مِمَّن كَانَ يذكر بِخَير وَصَلَاح كَبِير بل جود الْقرَاءَات وَمَات بِمصْر سنة تسع وَسِتِّينَ رحمهمَا الله.) عبد الله بن أبي الْفَتْح بن مُحَمَّد بن حمام الْمَكِّيّ. مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة. عبد الله بن فتح الدّين مجد الدّين أحد الكتبة وَيعرف بِابْن البقري لكَون أمه تزَوجهَا تَاج الدّين ابْن البقري. يَأْتِي فِي وَلَده أبي النجا فِي الكنى. عبد الله بن فرج الزنْجِي الفهدي. مِمَّن سمع مني. عبد الله بن أبي الْفرج بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْأمين بن السَّيِّد بن التَّاج ابْن السعد القبطي الْمصْرِيّ نَاظر الْخَاص وَالِده وجده بل ولي أَبوهُ الإسطبلات أَيْضا وَيعرف بجده تَاج الدّين فَيُقَال لَهُ ابْن تَاج الدّين مُوسَى. ولد سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَسمع على ابْن أبي الْمجد فِي البُخَارِيّ وتلا الْقُرْآن للسبع على ابْن الْحَاجِب وَبحث إِلَى الْبيُوع من التدريب على مُؤَلفه البُلْقِينِيّ وَبَعض التَّلْخِيص على النظام التَّفْتَازَانِيّ وَكَذَا بحث عَلَيْهِ فِي النَّحْو أَيْضا وَدخل فِي الْفُنُون فلعب الرمْح وَرمى النشاب وصارع وَحمل المقايرات وَلَكِن كَانَ يمل بِحَيْثُ إِذا قَارب أَن يتمهر فِي ذَلِك الشَّيْء تَركه ثمَّ أقبل على غَيره، وَولي اسْتِيفَاء الْخَاص وَنظر الإسطبلات السُّلْطَانِيَّة والخزانة الْكُبْرَى وَحج مرَارًا أَولهَا قبل الْقرن وسافر إِلَى حلب فَمَا دونهَا وَتردد إِلَى إسكندرية ودمياط وَكَانَ صَحِيح الْإِسْلَام مُبْعدًا لأبناء جنسه حاد المرارة سريع الْجَواب حُلْو النادرة حسن المحاضرة لطيف المنادمة جيد الْخط والمذاكرة بالشعر وَأَيَّام النَّاس يتوقد ذكاء وَيظْهر مَا فِي نَفسه من الْمعَانِي بِعِبَارَة رشقة مُعظما عِنْد الأكابر حَتَّى بعد إقعاده وَاسِطَة حَسَنَة عِنْدهم لَا يدْخل نَفسه فِي مساءة أحد أَن وجد مساغا للخير تكلم وَإِلَّا كف وَأما فِي حُضُور الْإِنْشَاء فَهُوَ سريع النادرة قل أَن يسلم أحد من كَلَامه وَشَتمه ومزحه وَمن محاسنه انه مَا مر عَلَيْهِ يَوْم النَّحْر قطّ إِلَّا وَيعتق فِيهِ جَمِيع مَا يملكهُ من الرَّقِيق وَلكنه يذكر مَعَ هَذِه الْأَوْصَاف الجميلة وَكَونه متزوجا بامرأتين شريفة الْأُم ونصرانية ذَا مُرُوءَة وَمَكَارِم أَخْلَاق بالابنة بِحَيْثُ شاع وذاع فَالله أعلم وَقد تكسح وأقعد فِي حُدُود سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فَكَانَ يحمل إِلَى بَيت نَاظر الْجَيْش الزيني عبد الباسط وَغَيره من الْأَعْيَان وَإِلَى النزهة وَنَحْوهَا بطلبهم لَهُ

لخفة روحه ودعابته حَتَّى تسمع نوارده ولاختصاصه بالزيني الْمشَار إِلَيْهِ لما مَاتَ سعى فِي مرتباته فَلَمَّا علم الظَّاهِر بِمَوْتِهِ تأسف على فَوته لَهُ وَلَام الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ فِي كَونه لم يذكرهُ بِهِ وَقَالَ لَو ذَكرتني بِهِ ضَربته ونفيته كَيفَ تكون هَذِه المرتبات لمسخرة عبد الباسط أَو كَمَا قَالَ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد أَو يَوْمه سادس جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَدفن خَارج) بَاب النَّصْر وَقد كتب عَنهُ البقاعي فِي سنة أَرْبَعِينَ قَوْله مواليا: (نبال لحظ الرشا فِي وسط قلبِي مرق ... مَا الْبيض مَا السمر مَا سود الزرد والزرق) (عاشقك أَصْغَر مململ لهجته فِي الطّرق ... عذار أَخْضَر وخد أَحْمَر وعينين زرق) وَذكره المقريزي فَقَالَ وبلوت مِنْهُ مُرُوءَة وخفة روح عَفا الله عَنهُ. عبد الله بن أبي الْفَضَائِل بن سناء الْملك. هُوَ ماجد يَأْتِي. عبد الله بن أبي الْقسم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جزي الأندلسي. مَاتَ سنة عشر. عبد الله بن كزل الْجمال الدشتي الأَصْل القاهري. يروي تائية ابْن الفارض عَن الشهَاب أَحْمد بن عَليّ بن قرطاي الْمَعْرُوف بِابْن بكتمر الساقي سَمَاعا ولقيه الْعِزّ بن فَهد بعيد السّبْعين فَكتب عَنهُ. عبد الله بن كنيفش. قتل فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين. عبد الله بن مبارك بن حسن بن شكوان أَخُو أَحْمد الْبونِي لأمه. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب عفيف الدّين بن الْجمال المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ شَقِيق عبد الأول الْمَاضِي أمهما حبشية لأبيهما. ولد فِي لَيْلَة عَرَفَة بعد الْعشَاء سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والقدوري واشتغل وَسمع على ابْن الْجَزرِي فِي سنة ثَمَان وَعشْرين تصنيفه المصعد الأحمد فِي ختم مُسْند الإِمَام أَحْمد، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة مولده الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ حِين حج وَكَذَا مُحَمَّد بن حَمْزَة بن الْعَبَّادِيّ وَغَيرهمَا وَورث كثيرا من أقربائه وَهُوَ الْآن سنة سبع وَتِسْعين فَقير منجمع. عبد الله آخر أَخ للَّذي قبله أَظُنهُ توفّي قبله فَسُمي باسمه وَهُوَ أحد من أَخذ باستدعاء الزيني رضوَان وَابْن مُوسَى المراكشي المؤرخ بِسنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة. عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن نصر الْجمال أَبُو مُحَمَّد النحريري الْمَالِكِي قَاضِي حلب ونزيلها. ولد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وَحفظ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الفرعي واشتغل بِالْقَاهِرَةِ ومصر وَفضل وَقدم حلب فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَسمع بهَا من الظهير بن العجمي سنَن ابْن مَاجَه وَغَيرهَا وَكَذَا

سمع من الشَّمْس مُحَمَّد بن حسن الأنفي وَغَيره بل كَانَ قد سمع الْكثير من أَصْحَاب الْفَخر وناب فِي الحكم بحلب ثمَّ اسْتَقل بِهِ سنة سبع وَثَمَانِينَ عوضا) عَن الزين عبد الرَّحْمَن بن رشيد فحمدت سيرته ثمَّ ورد المرسوم فِي أَوَائِل سنة أَربع وَتِسْعين من الظَّاهِر برقوق بإمساكه بِسَبَب كائنة الناصري فأحس بذلك فاختفى وَدخل بَغْدَاد فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى تبريز ثمَّ إِلَى الْحصن فَأكْرمه صَاحبه وَأقَام مديما للاشتغال والأشغال بِالْعلمِ والْحَدِيث إِلَى سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة فوصل إِلَى حلب فِي صفرها فَحدث بهَا وَسمع عَلَيْهِ ابْن خطيب الناصرية وَأقَام بهَا أَيَّامًا ثمَّ توجه إِلَى دمشق إِلَى سنة سِتّ فحج ثمَّ رَجَعَ قَاصِدا الْحصن فَلَمَّا كَانَ بسرمين مَاتَ فِي بكرَة يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر ربيع الأول سنة سبع، قَالَ ابْن خطيب الناصرية وَكَانَ من أَعْيَان الحلبيين إِمَامًا فَاضلا فَقِيها يستحضر كثيرا من الْفِقْه والتاريخ والتصوف مَعَ ظرف ومحبة فِي الْعلم وَأَهله. وَقَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَت على ذهنه فَوَائِد حَدِيثِيَّةٌ وفقهية وَكَانَ يحب الْفُقَهَاء وَالشَّافِعِيَّة وتعجبه مذاكرتهم قَالَ وقرأت بِخَط الْبُرْهَان الْمُحدث بحلب أَنه سَأَلَ نور الدّين بن الْجلَال عَن فرعين منسوبين للمالكية فَلم يستحضرهما وَأنكر أَن يَكُونَا فِي مَذْهَب مَالك قَالَ فَسَأَلت الْجمال فاستحضرهما وَذكر أَنَّهُمَا يخرجَا من ابْن الْحَاجِب الفرعي. عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن لاجين الْجمال الرَّشِيدِيّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الرَّحْمَن ووالد مُحَمَّد وَأحمد الْمَذْكُورين. ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأحضر على الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْحلَبِي وأسمع على الأيوبي والميدومي والعز بن جمَاعَة وَأبي الْفتُوح الدلاصي وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ القلانسي والقطرواني ومظفر الْعَسْقَلَانِي وَسَائِر من ذكر فِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد المحسن وَغَيرهم وَكَانَ خيرا محبا فِي الطّلب وَقِرَاءَة الحَدِيث بِحَيْثُ لَازم قِرَاءَة البُخَارِيّ واعتنى بولديه فأسمعهما الْكثير وَأثبت مسموعهما بِخَطِّهِ وَخط من شَاءَ الله من الْمُحدثين بل كتب بِخَطِّهِ جملَة من الْأَجْزَاء الَّتِي أسمعها لَهما فِي عدَّة مجاميع وَسمع شَيخنَا بقرَاءَته على بعض الشُّيُوخ بل سمع شَيخنَا مِنْهُ وَحدثنَا هُوَ وَولده وَغَيرهمَا مِمَّن لقيناه عَنهُ وَكَانَ خطيب جَامع أَمِير حُسَيْن. مَاتَ فِي رَابِع عشري رَجَب سنة سبع وَذكره المقريزي فِي عقوده. عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله السَّيِّد الْعَفِيف نقيب الإشراف بن الْبَدْر بن الْعِزّ أبي جَعْفَر بن الشهَاب بن أبي الْمجد بن أبي الْعَبَّاس بن أبي الْحسن بن أبي الْمجد

الْحُسَيْنِي الإسحاقي الْجَعْفَرِي الْحلَبِي الشَّافِعِي. ولد) فِي ربيع الآخر سنة عشر وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على الشهَاب السَّاعِي وَغَيره وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي وَحضر دروس الْبَدْر بن سَلامَة فِي الْعَرَبيَّة بل قَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي والشهاب بن حجي، وَولي نقابة الْأَشْرَاف بعد أَبِيه كأسلافه وَكَانَ من بَيت علم وَفضل وَدين لَهُ شرف من جِهَة أَبَوَيْهِ، لَقيته بمنزله بحلب وَهُوَ مفلوج فأنشدني قَوْله: (يَا رَسُول الله إِنِّي لأرجو ... أَن تكفل يَوْم عرضي) (بإدخالي الْجنان بِلَا حِسَاب ... إِذا كنت النَّوَافِل لي وفرضي) (وَهَا أَنْت المؤمل للبرايا ... فحقا بَعْضنَا أولى بِبَعْض) قيل وَلَو قَالَ: (عبيدك يَا رَسُول الله يَرْجُو ... شفاعتك العميمة يَوْم عرض) لَكَانَ أحسن فَإِن مَا قَالَه من بَحر الوافر مَعَ اختلاله فِي الْوَزْن وَقد سبق النَّاظِم جده كَمَا فِي تَرْجَمته لنحوه. مَاتَ بعد ساعتين. عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن دَاوُد الْجمال أَبُو مُحَمَّد بن الشَّمْس بن الشهَاب بن الْمجد أَب الفدا القاهري الْحُسَيْنِي الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد وَعبد الرَّحْمَن وَعبد اللَّطِيف والتقي مُحَمَّد والصدر مُحَمَّد الْمَذْكُورين فِي محالهم وَهُوَ كَبِيرهمْ وَيعرف كأبيه بِابْن الرُّومِي. ولد قبيل التسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفقه والعربية والفرائض وَغَيرهَا على جمَاعَة كَالشَّمْسِ مُحَمَّد بن أَحْمد السعودي أَخذ عَنهُ الْفِقْه والشهاب أَحْمد بن شاور العاملي أَخذ عَنهُ الْفَرَائِض والحساب والوصايا والصدر سُلَيْمَان الأبشيطي قَرَأَ عَلَيْهِ ألفية ابْن مَالك وَشَرحهَا لِابْنِ عقيل وبرع وأذنوا لَهُ كلهم وعظموه جدا وَثبتت عَدَالَته فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ على قَاضِي الْحَنَفِيَّة حِينَئِذٍ الشَّمْس الطرابلسي وَشهد عَلَيْهِ بذلك غير وَاحِد من الْأَعْيَان، وَسمع على الْآمِدِيّ وَابْن الشيخة والمطرز وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَالْجمال الرَّشِيدِيّ فِي آخَرين، وناب فِي الْقَضَاء قَدِيما على رَأس الْقرن عَن الْجمال يُوسُف بن مُوسَى الْمَلْطِي فَمن بعده ثمَّ أعرض عَنهُ فأشير عَلَيْهِ بِالْعودِ لتضعضع حَاله بِالتّرْكِ فَفعل وَلم يحصل على طائل وَكَذَا درس قَدِيما فِي عدَّة أَمَاكِن ثمَّ رغب عَنْهَا إِلَّا التدريس بِجَامِع الظَّاهِر وَحدث بِأخرَة سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ

أَشْيَاء وَكَانَ أصيلا قديم الْفَضِيلَة من أَعْيَان مذْهبه ومتقدمي) نوابهم لَكِن لم نلقه إِلَّا بعد كبره وخموده وفاقته وَضعف نهوضه. مَاتَ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَقد قَارب الْمِائَة رَحمَه الله. عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْعَفِيف أَبُو مُحَمَّد بن الْجمال الطّيب بن الشهَاب النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الشاطبية وألفية النَّحْو وَالْحَاوِي وتلا للسبع على قَرِيبه عُثْمَان النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الشاطبية وألفية النَّحْو وَالْحَاوِي وتلا للسبع على قَرِيبه عُثْمَان وَبِه انْتفع فِيهَا فِي آخَرين وَفِي النَّحْو على جمَاعَة ثمَّ لَازم وَالِده فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْحَاوِي وَسمع عَلَيْهِ التَّنْبِيه والمنهاج وَالرَّوْضَة وتصنيفه إِيضَاح الْفَتَاوَى وناب عَنهُ بل كَانَ قَائِما بالأمور عَنهُ حِين أسن ثمَّ اسْتَقل بعد مَوته لَكِن أخرج عَنهُ على ابْن طَاهِر بعد سِنِين الْوَقْف للتقي عمر الْفَتى وَغَيره وَاسْتمرّ على الْقَضَاء خَاصَّة حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله. عبد الله بن الطّيب مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بيض لَهُ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ وَهُوَ الَّذِي قبله ظنا قَوِيا. عبد الله بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة الْقرشِي. ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع من ابْن الْجَزرِي وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَابْن سَلامَة والشامي وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي وَابْن الكويك وَآخَرُونَ. وَمَات فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاثِينَ أَو أَوَائِل الَّتِي بعْدهَا بِمَكَّة رَحمَه الله. عبد الله بن الشَّيْخ الشهير بَيت الْمُقَدّس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن وَيُقَال عُثْمَان بن عمر التركستاني وَيعرف بالقرمي. اشْتغل قَلِيلا وَقدم حلب ثمَّ دخل بَغْدَاد وَأسر مَعَ اللنكية ثمَّ خلص وَيُقَال أَنه جرت لَهُ محنة فخنق نَفسه بِسَبَبِهَا على مَا استفيض بَين النَّاس وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر سنة سِتّ قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطى الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْمَكِّيّ أَخُو القطب مُحَمَّد وَيعرف أَبُو هما بِابْن الصفى نِسْبَة لجده لأمه الصفي الطَّبَرِيّ. سمع وَسكن الْيمن سِنِين ثمَّ عَاد لمَكَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا وَبهَا توفّي فِي أَوَائِل سنة ثَلَاث وَقد بلغ) الْخمسين أَو جازها ظنا. قَالَه القاسي فِي مَكَّة. عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة التقى أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي وَيعرف بِابْن عبيد الله. مِمَّن أسمع على الحجار وَأَيوب بن نعْمَة الكحال وَأبي بكر بن الرضي وشهاب الْجَزرِي وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وحبيبة ابْنة عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد بن يُوسُف الْحَرَّانِي فِي آخَرين وَحدث

سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَأكْثر عَنهُ شَيخنَا وَقَالَ فِي مُعْجَمه كَانَ شَيخا حسن الْهَيْئَة طَوِيل الْقَامَة، وَذكره المقريزي فِي عقوده. مَاتَ بعد الكائنة الْعُظْمَى سنة ثَلَاث رَحمَه الله. عبد الله بن مُحَمَّد بن احْمَد بن عُثْمَان الْجمال أَبُو مُحَمَّد بن الشَّمْس بن أبي الْعَبَّاس الششتري وَرُبمَا قيل لَهُ التسترِي الْمدنِي الشَّافِعِي الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الْمِائَة قبلهَا. ولد سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة ظنا كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَقيل بعْدهَا وَسمع عَليّ ابْن صديق بعض الصَّحِيح وَحدث أجَاز لي، وَكَانَ خيرا فَاضلا جيد الْخط ملازم الْإِقَامَة بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ ولوفور ثقته كَانَ أَمِين الحكم بِالْمَدِينَةِ. مَاتَ فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ، وَدفن بمقبرتهم بِالْقربِ من سيدنَا إِبْرَاهِيم من البقيع رَحمَه الله. عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفضل بن عبد الله الْعَفِيف بن الْجمال بن الشهَاب بن الْكَمَال الحراري الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي والآتي أَبوهُمَا. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الْعَفِيف أَبُو مُحَمَّد بن التقي أبي الْيمن بن الشهَاب الْعمريّ الْحرَازِي الْمَكِّيّ. سمع على وَالِده والعز بن جمَاعَة وَابْن الزين الْقُسْطَلَانِيّ وخليل الْمَالِكِي والموفق الْحَنْبَلِيّ وَغَيرهم وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على عمته أم الْحسن فَاطِمَة وَأَجَازَ لَهُ ابْن الجوخي وزغلش والبياني والماكسيني وَابْن بِشَارَة وَابْن أميلة وَالصَّلَاح وست الْعَرَب وَخلق واشتغل وَأكْثر من المطالعة، وَحدث سمع مِنْهُ الفاسي وَأَخُوهُ عبد اللَّطِيف وَغَيرهمَا بلية من بِلَاد الْحجاز. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي أثْنَاء عشر السّبْعين. ذكره الفاسي فِي مَكَّة، وَقَالَ شَيخنَا فِي إنبائه أَنه عَنى بِالْعلمِ وتنبه فِي الْفِقْه وَمَات وَله بضع وَسِتُّونَ سنة. عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي الْعَفِيف بن أبي عبد الله بن أبي الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ. ولديها فِي شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَسمع من الزين المراغي) وَأبي الْيمن والزين الطبريين وعَلى بن مَسْعُود بن عبد الْمُعْطِي وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة مولده وَمَا بعْدهَا التنوخي وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن أبي الْمجد وَطَائِفَة. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَدفن بالمعلاة. ذكره النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجَمه. عبد اله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد تَقِيّ الدّين الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي وَيعرف بِابْن الْحَاج. ولد فِي شَوَّال سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من أبي الْفرج عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن الذَّهَبِيّ وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الحميد

ابْن غشم وَأبي حَفْص البالسي موافقات أَبِيه الْكَمَال كلهم عَنْهَا سَمَاعا للْأولِ وحضورا للآخرين وَأَجَازَهُ وَكَذَا سمع على الْجمال بن الشرايحي وَحدث وَكتب التوقيع عِنْد ابْن مُفْلِح. مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين. عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد التقي أَبُو بكر الصَّالِحِي النَّاسِخ نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن الرفا. يَأْتِي فِي الكنى. عبد الله بن الخواجا الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد الْحَضْرَمِيّ الْكِنْدِيّ الْيَمَانِيّ الْآتِي أَبوهُ. كَانَ صَاحب همة وجور على أَصْحَابه ومعارفه. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَسِتِّينَ. عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد البخانقي. عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الششتري الْمدنِي. مضى قَرِيبا فِيمَن جده أَحْمد بن عُثْمَان. عبد الله بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن التقي القلقشندي الْمَقْدِسِي. فِي أبي بكر من الكنى. عبد الله بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الدواخلي ثمَّ القاهري الغمري الشَّافِعِي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ وَرُبمَا اشْتغل وخطب بِجَامِع الغمري أَيَّامًا وَيذكر بمحبة النميمة والتفاتن عبد الله بن مُحَمَّد بن بركوت الشبيكي الْمَكِّيّ الْقَائِد. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن عمر بن صلح الْجمال الهيثمي القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الْعَزِيز وَابْن أخي الْحَافِظ أبي الْحسن عَليّ بن أبي بكر الْآتِي. ولد سنة سِتِّينَ أَو بعْدهَا وأحضر فِي الْخَامِسَة عِنْد الْبَيَانِي الأول من فَوَائِد الصّقليّ. وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة والنشاوري والشهاب بن ظهيرة وَغَيرهم. وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء من أَصْحَابنَا كَابْن فَهد والسنباطي بل مِمَّن قبلهم ابْن مُوسَى المراكشي الْحَافِظ وَمَعَهُ شَيخنَا الْمُوفق الأبي وَفِي الْأَحْيَاء) جمَاعَة، وَكَانَ أحد الصُّوفِيَّة بالتربة الظَّاهِرِيَّة بالصحراء خيرا دينا سَاكِنا حسن السمت نير الشكل والشيبة. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله، وَقد ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لي فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد. عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْجمال الظَّاهِرِيّ ثمَّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالظاهري. ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالظاهرية من الشرقية بِالْقربِ من العباسية وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة بعد الْخمسين فلازم خدمَة إِمَام الْأَزْهَر وَقَرَأَ فِي الْمِنْهَاج ولازم الزيني زَكَرِيَّا والطنتدائي الضَّرِير وزاحم الطّلبَة وتوصل لبيت ابْن البرقي بتعليم وَلَدي وَلَده وَصَارَ كَبِيرهمْ

يصرفهُ فِي التَّوَجُّه مَعَ شقادف المنقطعين بدرب الْحجاز الَّتِي من جِهَة نَاظر الْخَاص للعقبة فَمَا دونهَا، وَأَقْبل على التَّحْصِيل فَكَانَ يُسَافر مَعَ الصر ويأتمنه النَّاس فِي اسْتِصْحَاب ودائعهم ومتاجرهم وَنَحْوهَا مَعَه ويخدم قَاضِي مَكَّة بشرَاء مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من الْقَاهِرَة وَحمل مَا يُرْسِلهُ لأَهْلهَا وتزايد اخْتِصَاصه بِهِ فاتسعت دائرته سِيمَا حِين تولى زَكَرِيَّا بِالْقضَاءِ وَلكنه لما رأى الِاخْتِلَاف والاختلال فِي جماعته واختصاص من شَاءَ الله مِنْهُم عَنهُ قطن مَكَّة من سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصَارَ يتجر بجاه القَاضِي ويعامل ويعارض وَنَحْو ذَلِك من طرق الاستكثار وتزايد خَوفه حِين الترسيم على جمَاعَة القَاضِي وَصَارَ خَائفًا يترقب سِيمَا وَكَانَ يكثر من قَوْله أَن مَعَه أَمْوَال الْيَتَامَى أَو نَحْو ذَلِك مِمَّا يبعد بِهِ عَن نَفسه الْكَثْرَة أَو هُوَ على حَقِيقَته، ثمَّ أَنه تحول إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَاشْترى بهَا حديقة وَصَارَ يُعَامل ويضارب كعادته وَكَانَ ابْتِدَاء تردده لمَكَّة من سنة أَربع وَسِتِّينَ، وَهُوَ فِي اليبس بمَكَان إِلَّا مَعَ من يتَوَصَّل مِنْهُ أَو بِهِ للدنيا الخسيسة الشَّأْن. عبد الله بن مُحَمَّد بن بَيَان الْمدنِي المادح. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. عبد الله بن مُحَمَّد بن جسار بن مُحَمَّد الْعمريّ الْمَكِّيّ الْقَائِد. مَاتَ بِمَكَّة فِي منتصف ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. عبد الله بن مُحَمَّد بن جُمُعَة بن رَاجِح بن مُوسَى بن رَاجِح بن إِبْرَاهِيم الْجمال البصروي الشاغوري الدِّمَشْقِي. ذكره النَّجْم عمر بن فَهد فِي مُعْجَمه هَكَذَا وَوَصفه بِالْفَضْلِ عبد الله بن مُحَمَّد بن حسن الْجمال الأخصاصي أَو الخصوصي القاهري الشَّافِعِي. أَخذ الْقرَاءَات عَن النُّور الإِمَام وَالشَّمْس بن الحصري وجعفر وَبَعض الْجمع عَن الشهَاب) السكندري. عبد الله بن مُحَمَّد بن خضر بن إِبْرَاهِيم الْجمال الكوراني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالكوراني. ولد سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَقَالَ أَن أول اشْتِغَاله كَانَ بالجزيرة على نَاصِر الدّين عمر المارينوسي تلميذ الْحَلَال وَأَنه سَافر مَعَه إِلَى الرّوم فورد على الشَّيْخ مَا اقْتضى رُجُوعه وتخلف هُوَ ببر صافلازم غياث الدّين حميد حَتَّى أَخذ عَنهُ كلا من الْمطَالع وحاشية الشريف وشرحي الْمِفْتَاح، وسافر إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ عَن باكير وَغَيره كالعلاء القلقشندي قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْحَاوِي ثمَّ لَازم الشَّمْس الشرواني فِي الْكَشَّاف والمواقف وَغَيرهمَا من العقليات والنقليات، وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ ونوره الشَّيْخ بفضيلته بِحَيْثُ كَانَ يَقُول أَيْن مثله وَأَنه لَيْسَ لَهُ نَظِير فِي مَدِينَة سَمَرْقَنْد لَا فِي غزارة علمه وَلَا فِي سيلان ذهنه أَو نَحْو هَذَا فَأخذ عَنهُ

الطّلبَة فنونا كالتفسير وأصول الدّين والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والعربية واختص بالولوي السفطي وَكَانَ يحضر دروسه بِحَيْثُ نزله فِي الجمالية وَكَذَا سمع على ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان والْعَلَاء بن بردس فِي صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وعَلى شَيخنَا والبدر الْبَغْدَادِيّ وَتردد إِلَيْهِ كثيرا وَصَحب إِمَام الكاملية وتنزل فِي الْجِهَات ثمَّ ولي مشيخة سعيد السُّعَدَاء بعد الْعَبَّادِيّ وَلم يسْلك مسالك الشُّيُوخ بل كَانَ يمشي من منزله بِالْقربِ من سوق أَمِير الجيوش إِلَى بَيت الْبَدْر الْعَيْنِيّ بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر لأجل لعب الشطرنج مَعَ جمَاعَة صهر قاوان ويبدو مِنْهُ وَمن غَيره فِي حَقه مَا يقبح وَرُبمَا فَاتَتْهُ بعض الصَّلَوَات إِلَى غير ذَلِك مِمَّا لَا يَلِيق، وَكَذَا درس التَّفْسِير بالمنصورية بعد موت النَّجْم بن حجي نِيَابَة عَن وَلَده وَكَانَ النَّجْم مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الِابْتِدَاء وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ الزين بن مزهر ولازم السَّعْي إِلَيْهِ حَتَّى عرف بِهِ وَحج مَعَه فِي ركب الرجبية وَوَقع بَينه وَبَين ابْن قَاسم هُنَاكَ مَا لَا خير فِي شَرحه، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ متميز فِي الْفُنُون وَلَا عهد لَهُ بالفقه وَنَحْوه وَالْغَالِب عَلَيْهِ الكسل وَالرَّغْبَة فِي المزاح. مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين وَدفن فِي تربة السعيدية رَحمَه الله وإيانا. عبد الله بن مُحَمَّد بن خلف بن وَحشِي الْجمال الشيشيني الْمحلي ثمَّ الْمصْرِيّ نزيل المزة. ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بالمحلة وَنَشَأ بهَا ثمَّ ارتحل إِلَى دمشق فقطنها وأدب أَوْلَاد الشهَاب بن الجوبان عبد الْكَافِي وَغَيره وَسمع بهَا من الْمُحب الصَّامِت وَأبي بكر بن يُوسُف الخليلي وَأبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ مشيخة بن بنت الجميزي، وَأحمد بن مُحَمَّد بن) المهندس وَأبي حَفْص البالسي وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ آخَرُونَ، وَحدث وَكَانَ من أَصْحَاب الشَّيْخ مُحَمَّد السطوحي وَينزل بتربة الْقطَّان من المزة. مَاتَ. عبد الله بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن بكتوت بن بيرم بن بكتوت الْكرْدِي الأَصْل القاهري الْحُسَيْنِي وَالِد الشَّمْس بن بيرم الْحَنْبَلِيّ، قَالَ لي أَنه ولد فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَأَنه حفظ الْقُرْآن وَبَعض الْقَدُورِيّ وَأَنه ألم بالفرائض وَأَنه تزوج ابْنة أُخْت ابْن الظريف أَمِين الحكم واستولدها ابْنَته الْمَوْجُودَة الْآن وَأَنه مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ. عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحَاج خَلِيل بن سعيد الْجمال الطرابلسي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْحَاج خَلِيل. ولد فِي حُدُود سنة ثَمَانمِائَة بطرابلس، ولقيه البقاعي وَلم يذكر شَيْئا من أمره. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن خَلِيل. يَأْتِي

فِيمَن جده عبد الله بن أبي عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد. عبد الله بن مُحَمَّد بن زُرَيْق الْجمال المعري ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي وَيعرف بجده. ولد سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بالمعرة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتمييز فِي الْفِقْه لِابْنِ الْبَارِزِيّ واشتغل بِالْعلمِ ثمَّ قدم حلب فاشتغل بهَا أَيْضا وَولى بهَا توقيع الدست مُدَّة ثمَّ قَضَاء معرمصين مُدَّة ثمَّ جلس موقعا بِبَاب قَاضِي الشَّافِعِيَّة بهَا الْعَلَاء بن خطيب الناصرية وترجمه فِي تَارِيخه مطولا وَأَنه مدح رؤساءها، وَكَانَ فَاضلا أديبا ناظما ناثرا مجيدهما ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده فقطنها وَولي قضاءها مُدَّة حَتَّى مَاتَ بهَا فِي منتصف شعْبَان سنة سبع وَعشْرين وَمن نظمه كَمَا أنْشدهُ الْمُحب بن الشّحْنَة: (كل من جِئْت أشتكي ... أَبْتَغِي عِنْده دوا) (يتشكى شكيتي ... كلنا فِي الْهوى سوا) وَقد رأيتهما عِنْدِي فِي عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن زُرَيْق الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي وَهُوَ غلط وَقَوله: (كنت وليل العذار داج ... يروق من راقه سوَاده) (فَاحْتَرَقَ الْقلب بالتنائي ... وذر فِي عارضي رماده) عبد الله بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْجمال الدمياطي ثمَّ الصحراوي وَالِد عمر الْآتِي. صحب نَاصِر الطبناوي وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَأخذ عَن الشَّمْس الْحِجَازِي فِي الْفَرَائِض والحساب وتميز وأقرأ الطّلبَة وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الشّرف يحيى الدميسي وَأثْنى عَلَيْهِ. مَاتَ.) عبد الله بن مُحَمَّد بن طيمان بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة الْجمال الطيماني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. ولد قبيل السّبْعين وَسَبْعمائة بِيَسِير وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير واشتغل بِدِمَشْق وبالقاهرة وَتردد إِلَى دمشق بِسَبَب وقف لَهُ فَحَضَرَ أول مرّة قدمهَا عِنْد نجم بن الجابي وَفِي الْأَخِيرَة عِنْد الشّرف الْغَزِّي فَكَانَ يكثر النَّقْل من الْمُهِمَّات بِحَيْثُ قَالَ لَهُ: أَنْت درستها فَإنَّك تحفظها أَكثر مني مَعَ أنني بت أطالع هَذِه الْأَمَاكِن، وَكَذَا أفتى ودرس، وَمَات مقتولا فِي حِصَار النَّاصِر دمشق بِغَيْر قصد من قَاتله فِي صفر سنة خمس عشرَة قبل إِكْمَال الْخمسين وَكَانَ يلبس زِيّ الْعَجم قَرِيبا من زِيّ التّرْك. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ ابْن حجي قدم علينا فَاضلا فلازم التَّحْصِيل وصغار الطّلبَة وَأفْتى وصنف وَقَالَ التقى بن قَاضِي شُبْهَة فِي طبقاته أَنه شرع فِي جمع أَشْيَاء لم تكمل وَاخْتصرَ شرح الْعُزَّى على الْمِنْهَاج وَضم إِلَيْهِ أَشْيَاء من شرح الْأَذْرَعِيّ ودرس بالركنية والعذراوية والظاهرية والشامية.

عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْأَحَد الْحَرَّانِي. مضى فِي عبد الْأَحَد. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْحق. مضى فِي ابْن عبد الْحق عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة بن عَليّ بن جمَاعَة بن حَازِم بن صَخْر بن عبد الله الْجمال بن النَّجْم بن الزين بن الْبُرْهَان الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْخَطِيب وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَابْن النَّجْم الْمَذْكُور فِي سنة خمس وَتِسْعين من أنباء شَيخنَا وَلكنه سَاق نسبه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم وَكَأن إِبْرَاهِيم الأول زِيَادَة وَيعرف كأسلافه بِابْن جمَاعَة. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْبَدْر حسن الخليلي وَالْجمال عبد الله بن عقبَة وَغَيرهمَا وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وَبَعض الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَعرض على وَالِده وَالشَّمْس القلقشندي وَابْن الْجَزرِي وتفقه بالأولين، وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَمَانمِائَة فتفقه أَيْضا بالسراج البُلْقِينِيّ وَأخذ العجالة قِرَاءَة وسماعا عَن مؤلفها ابْن الملقن وَكَذَا تفقه بالشمس الْبرمَاوِيّ وَغَيره وَأخذ الْأُصُول وَغَيره من الْمَعْقُول عَن الْعِزّ بن جمَاعَة والنحو عَن الْجمال عبد الله القيرواني الضَّرِير وَلزِمَ الِاشْتِغَال حَتَّى أذن لَهُ ابْن الملقن وَكَذَا أذن لَهُ غَيره وَسمع الحَدِيث بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا فَأكْثر وَمن شُيُوخه بِبَلَدِهِ الْجلَال عبد الْمُنعم بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ والخطيب إِبْرَاهِيم بن عبد الحميد بن جمَاعَة والشهاب أَحْمد بن الْخضر الْحَنَفِيّ حضر عَلَيْهِم) ووالده وَأَبُو الْخَيْر العلائي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب سمع عَلَيْهِمَا وبالقاهرة التنوخي والعراقي والهيثمي والبلقيني والصدر الْمَنَاوِيّ والغياث العاقولي وَنصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ وَيحيى بن يُوسُف الرَّحبِي والشرف الْقُدسِي والشرف أَبُو بكر بن جمَاعَة والشرف بن الكويك وَأَخُوهُ أَبُو الطّيب مُحَمَّد والبدر النسابة وَالشَّمْس المنصفي والسويداوي والحلاوي والفرسيسي والجوهري وَسَارة ابْنة السُّبْكِيّ وَآخَرُونَ، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق الْمَالِكِي وَفِي جملَة ذُرِّيَّة جده إِبْرَاهِيم الْأَعْلَى الشهَاب بن ظهيرة ومحمود بن الشريشي وَعِشْرُونَ غَيرهمَا، وَحج مرَّتَيْنِ وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَاسْتقر معيدا باللاحية بعد موت أَخِيه فِي سنة تسع وناب فِيهَا فِي الخطابة بالأقصى ثمَّ اسْتَقل بهَا مَعَ الْإِمَامَة فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة أَو بعْدهَا وَصرف عَنْهَا مرَارًا وَآل أمره فِي سنة خمس عشرَة إِلَى إشراك الشّرف عبد الرَّحِيم القلقشندي مَعَه فِيهَا بعد منازعات ثمَّ ولي مشيخة الصلاحية ونظرها فِي رَمَضَان سنة خمسين عقب موت الْعِزّ عبد السَّلَام

بن دَاوُد الْمَاضِي ثمَّ صرف عَنْهَا بالسراج الْحِمصِي فِي رَجَب سنة أَربع وَخمسين ثمَّ أُعِيد فِي رَمَضَان سنة سِتّ، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بالرملة وَقد توجه إِلَيْهَا لضَرُورَة فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسِتِّينَ وَحمل إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَدفن فِيهِ بمقبرة ماملا عِنْد أَقَاربه بجوار الشَّيْخ عبد الله الْقرشِي، وَكَانَ خيرا ثِقَة متواضعا سَاكِنا بهيا وقورا محبا فِي الأسماع كثير التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة والتهجد مَذْكُورا بإجابة الدعْوَة وَهُوَ فِي أول أمره فِي الْفَضِيلَة أحسن حَالا مِنْهُ حِين لقيناه لكَونه كَانَ تَارِكًا وَقد درس وَأفْتى وَحدث أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء ولقيته بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بِبَيْت الْمُقَدّس فَقَرَأت عَلَيْهِ الْكثير وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن سَالم بن مُحَمَّد بن بريك الحضري من بني سيف ثمَّ الشنوي. ولد بوادي حَضرمَوْت فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى عشرَة وَهُوَ من بَيت دين وَصَلَاح وَعبادَة لأهل حَضرمَوْت فيهم اعْتِقَاد يُقَال لَهُم بَنو بريك وَله فِي نَفسه سلوك. ذكره المقريزي فِي عقوده هَكَذَا وَأَنه قدم فِي مجاورته بِمَكَّة سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَسمع عَلَيْهِ قِطْعَة من صَحِيح مُسلم وَأَشْيَاء بل قَرَأَ عَليّ أَشْيَاء من كتب التصوف وكتبت لَهُ شَيْئا فِي كَيْفيَّة السلوك وَأَخْبرنِي أَنه وجد فِي شنوة من وَادي حَضرمَوْت قبر فِيهِ إِنْسَان ذرعوا مَا بَين كَعبه إِلَى رُكْبَتَيْهِ فَكَانَ طول عظم سَاقه ثَلَاثَة عشر ذِرَاعا إِلَى غير ذَلِك من أَخْبَار أودعتها فِي جُزْء فِي غرائب أَخْبَار وَادي حَضرمَوْت.) عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خليف المطري بن عَم الْمُحب المطري الْمدنِي. سمع مَعَه عَليّ الْجمال الْحَنْبَلِيّ. عبد الله بن أبي سرُور مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الحسني الفاسي الْمَكِّيّ أَخُو عبد اللَّطِيف الْمَالِكِي الْمَاضِي. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانِي عشرَة بِمَكَّة وَسمع بهَا من ابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة وَغَيرهمَا، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة تسع عشرَة فَمَا بعْدهَا جمَاعَة. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الله الْعَفِيف أَبُو مُحَمَّد بن الْجمال بن المحيوي النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. قَرَأَ عَليّ بِمَكَّة الْأَرْبَعين فِي قَضَاء الْحَوَائِج لِلْمُنْذِرِيِّ وَسمع عَليّ أَشْيَاء وكتبت لَهُ إجَازَة. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الْهِلَالِي الْمَكِّيّ الفاخراني. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة خمس وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد.

عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن جَعْفَر بن يحيى ابْن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر الْجمال أَبُو مُحَمَّد بن الشّرف أَو الْمعِين أبي عبد الله بن الْبَهَاء أبي مُحَمَّد بن التَّاج بن الْمعِين الْقرشِي المَخْزُومِي الدماميني الأَصْل السكندري الْمَالِكِي حفيد عَم أبي الْبَدْر مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر الْآتِي وَيعرف بِابْن الدماميني من بَيت قَضَاء ورياسة. اشْتغل قَلِيلا وَسمع على جده الْبَهَاء أحد أَئِمَّة الْأَدَب والمسندين من الْمِائَة الثَّامِنَة وَولي قَضَاء بَلَده فطالت مدَّته فِي ذَلِك بِحَيْثُ زَادَت على ثَلَاثِينَ سنة وَصَارَ وجيها ضخم الرياسة مَعَ نقص بضاعته فِي الْعلم وَالدّين لَكِن لِكَثْرَة بذله ومزيد سخائه وَقد أفنى مَالا كثيرا فِي قيام صورته فِي المنصب وَدفع من يُعَارضهُ حَتَّى أَنه كَانَ يركبه بِسَبَب ذَلِك الدّين ثمَّ يحصل لَهُ إِرْث أَو أَمر من الْأُمُور الَّتِي يحصل تَحت يَده بهَا مَال من أَي جِهَة كَانَت ساغت أَو لم تسغ فَلَا يلبث أَن يستدين أَيْضا وَآخر مَا اتّفق قيام سرُور المغربي عَلَيْهِ حَتَّى عَزله الشَّمْس بن عَامر فَقدم الْقَاهِرَة وَهُوَ متوعك فتوسل بِكُل وَسِيلَة حَتَّى أُعِيد ووسع الْحِيلَة فِي إِفْسَاد صُورَة سرُور حَتَّى تمت بل كَانَ ذَلِك سَببا لإعدامه وَلم ينْتَفع القَاضِي بعده بِنَفسِهِ بل اسْتمرّ متعلعلا حَتَّى مَاتَ فِي رَابِع ذِي الْقعدَة سنة خمس وَأَرْبَعين. قَالَ شَيخنَا وَأَظنهُ جَازَ السِّتين وَقد أَخذ عَنهُ البقاعي وهجاه ليتوسل بذلك لدنياه، وَكَذَا سمع عَلَيْهِ الْمُحب بن الإِمَام والعز السنباطي) وَابْن قمر وَآخَرُونَ، قَالَ الْعَيْنِيّ وَلم يكن مِمَّن لَهُ اشْتِغَال بِالْعلمِ بل كَانَ يخْدم النَّاس كثيرا خُصُوصا الظلمَة الَّذين لَا يسْتَحقُّونَ شَيْئا من ذَلِك عَفا الله عَنهُ. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِلَال الْمَكِّيّ الْوَقَّاد بِالْحرم أجَاز لَهُ فِي سنة خمس الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن صديق، وَمَات بهَا فِي رَمَضَان سنة سبع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن بن يُوسُف بن عبد الحميد بن أبي الْغَيْث رَحْمَة القطب أَو الْجمال أَبُو عبد الرَّحْمَن وَأَبُو مُحَمَّد الْبَدْر بن القطب البهنسي القاهري أَخُو الولوي أَحْمد الْمَاضِي وحفيد أَمِين الزَّيْت بِجَامِع طولون. ولد فِي تَاسِع رَجَب سنة خمس وَسَبْعمائة فِيمَا بَين الْقَاهِرَة ومصر وَسمع من الْمُحب الخلاطي سنَن الدَّارَقُطْنِيّ بفوت وَأخْبر أَنه سمع السِّيرَة لِابْنِ هِشَام على الْجمال بن نباتة واشتغل ونظم الشّعْر كَمَا سلف شَيْء مِنْهُ فِي أَخِيه وَكَانَ مُوسِرًا لكنه كَانَ كثير التقتير على نَفسه جدا وَحصل لَهُ فِي آخر عمره عته فحجزه أَخُوهُ إِلَى أَن مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه

وَقَالَ أجَاز لِابْني مُحَمَّد وَقَالَ فِي أنبائه قَرَأت بِخَط التقي المقريزي أَنْشدني الْجمال البهنسي لنَفسِهِ (إِذا الْخلّ قد ناجاك بالهجر فاصطبر ... وسامح لَهُ واغفر بنصح وداره) (فَإِن عَاد فاقليه وَلَا تذكر اسْمه ... وحول طَرِيق الْقَصْد عَن بَاب دَاره) وَذكره ابْن المقريزي بِهَذَا وَبِغَيْرِهِ من نظمه وَأَنه صَحبه سِنِين وَنعم الصاحب كَانَ. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي عبد الله. يَأْتِي فِيمَن جده عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد قَرِيبا. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله القَاضِي أَبُو الْفتُوح النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. ولد فِي صفر سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة بقرية السلامية من الْيمن وَأخذ الْعلم عَن أَبِيه وَعَن شيخ وَالِده الشّرف أبي الْقسم بن مُوسَى بن مُحَمَّد الزوالي فِي آخَرين وَسمع عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أبي الْخَيْر، وَتقدم فِي الْعلم وَالْعَمَل والجاه مَعَ كَثْرَة المحاسن وجودة الْخط والضبط، وانتفع بِهِ جمَاعَة وشاع أَن من قَرَأَ عَلَيْهِ انْتفع وَيُقَال أَن سَبَب ذَلِك أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبشره بِالْفَتْح عَلَيْهِ بِالْعلمِ وَله شرح لقطعة من جَامع المختصرات وَولى تدريس الْجَامِع المنشأ بقرية الملاح خَارج زبيد مَعَ قَضَائِهِ لشغفه بِالْإِقَامَةِ فِيهَا وَإِلَّا فقد قَالَ الْمجد الفيروزابادي:) وَهُوَ حقيق بِولَايَة الْقَضَاء الْأَكْبَر فِي الْيمن بل كَانَ يَقُول أكْرم من لقِيت بِالْيمن الْملك الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل ثمَّ صَاحب التَّرْجَمَة ثمَّ لما جَفا الْأَشْرَف قَرْيَة الملاح نَقله لقَضَاء تعز ودرس بمدرسة الأتابك سنقر بن هزيم غربي حصن تعز مَعَ خطابة جَامع عدينة وَبَالغ أهل تعز فِي تَعْظِيمه، كل ذَلِك مَعَ شهرته بالبراعة والفصاحة وَالْكَرم والهمة والمروءة وَكتب إِلَى النَّاصِر بن الْأَشْرَف يشكو الْأَمِير الْبَدْر مُحَمَّد بن بهادر السنبلي لِكَثْرَة معارضته لَهُ: (إِن الْعُلُوم بقضها وقضيضها ... تَشْكُو أَمَانَة ندبها وفروضها) (وأوامر الشَّرْع الشريف تعطلت ... حَتَّى استكانت دلة لنقيضها) وَلم يزل على جلالته حَتَّى مَاتَ فِي حَيَاة وَالِده مبطونا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة من صفر سنة أَربع عشرَة عَن سِتّ وَخمسين بِمَدِينَة المهجم وَدفن عِنْد عَمه القَاضِي إِسْمَاعِيل بن عبد الله وَقَالَ أَبوهُ وَالله لقد أظلمت الدُّنْيَا بعده وَتغَير حَال أَهله وَعِيَاله ووالده وَمن كَانَ يعْتَاد بره ومعروفه حَتَّى أَنه لينكرهم من كَانَ يعرفهُمْ فِي حَيَاته، طول الْعَفِيف النَّاشِرِيّ تَرْجَمته. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ الزكي

الشَّافِعِي الْحَنْبَلِيّ وَالِده الْحَنَفِيّ هُوَ جمال الدّين بن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين الْعزي وَيعرف سلفه بِابْن الزكي وَهُوَ قَدِيما بِابْن الْوَاعِظ وحديثا بِابْن القَاضِي. لقِيه الْعِزّ بن فَهد فَقَرَأَ عَلَيْهِ تخميسه للبردة وَبَعض الثغر البسام عَن محَاسِن اصْطِلَاح الموثقين والحكام فِي بَيَان مناهج الْأَقْضِيَة وأصول الْأَحْكَام من تأليفه وَقَوله: (نَبِي إِلَى ذِي الْعَرْش بالجسم قد سما ... حباه وحياه وشق لَهُ سمى) عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن هادي بن مُحَمَّد الْجلَال بن القطب ابْن الْجلَال بن القطب الْحُسَيْنِي الإيجي النيريزي الشَّافِعِي ابْن أخي السَّيِّد نور الدّين مُحَمَّد بن الْجلَال عبد الله قَالَ الطاووسي كَانَ يتزيا بزِي الأحمدية وَله معارف لَطِيفَة، أجَاز لي فِي شعْبَان سنة سبع وَعشْرين. قلت وَهُوَ جد السَّيِّد عَلَاء الدّين بن عفيف الدّين وَالِد أمه مَرْيَم أَخذ عَنهُ سبطه الْمَذْكُور وَأخذ هُوَ عَن وَالِده وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة فِي استدعاء عين فِيهِ هُوَ وأخواه أَحْمد وَمُحَمّد مؤرخ بِذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة عينتهم فِي أنس بن مَحْمُود. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الْجمال بن الشَّمْس المرداوي الْحَنْبَلِيّ) القَاضِي ابْن القَاضِي وَيعرف بِابْن التقي. أحضر فِي الأولى سنة سبع وَخمسين على الْجمال يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الله المرداوي وأسمع من الصّلاح بن أبي عمر وَعلي بن عمر الصُّورِي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى الْحَافِظ وَمَعَهُ شَيخنَا الْمُوفق الأبي فِي سنة خمس عشرَة. وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم فَرِحُونَ بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد بن الْمُحب أبي عبد الله بن الْبَدْر الْيَعْمرِي الأندلسي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي أَخُو نَاصِر الدّين أبي البركات مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كأسلافه بِابْن فَرِحُونَ من بَيت رياسة وَقَضَاء وَعلم. ولد فِي ربيع الأول من سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل على الْبُرْهَان أبي الوفا إِبْرَاهِيم بن عَليّ صَاحب الطَّبَقَات وَغَيره من أَقَاربه وَغَيرهم وَكَذَا أَخذ عَن الزين المراغي وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْعلم أبي الرّبيع سُلَيْمَان ابْن أَحْمد بن السقا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَآخَرُونَ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَولي قَضَاء الْمَدِينَة بعد أَخِيه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ثمَّ عزل فِي أَوَاخِر سنة سِتّ وَخمسين ثمَّ أُعِيد فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين بِالْمَدِينَةِ وَدفن بمقبرتهم من البقيع، وَقد لَقيته بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وقرأت عَلَيْهِ نُسْخَة أبي مسْهر تجاه الْقَبْر الشريف وَكَانَ فَاضلا خيرا سَاكِنا بهيا انْقَطع

بِأخرَة عَن الْحَج بل كَانَ لَا يخرج من بَيته إِلَّا إِلَى الْجُمُعَة رَحمَه الله وإيانا. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الرضي مُحَمَّد بن أبي بكر عبد الله بن خَلِيل عفيف الدّين أَبُو الطّيب الْقرشِي العثماني الْمَكِّيّ أحد الْعُدُول بِبَاب السَّلَام. ولد بِمَكَّة فِي صفر سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَمَات بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن معبد الْخَطِيب جمال الدّين الدماصي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عَليّ الْآتِي وَيعرف فِي بَلَده بِابْن معبد. ولد سنة خمس عشر وَثَمَانمِائَة بدماص وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَجلسَ مُدَّة يُؤَدب الْأَطْفَال فَانْتَفع بِهِ أَخُوهُ وَجَمَاعَة ثمَّ تحول لمنية سمنود فَأَقَامَ بهَا سِنِين يُؤَدب الْأَبْنَاء أَيْضا وَفِي غُضُون ذَلِك يقْرَأ على الْعِزّ الْمَنَاوِيّ السمنودي فِي ربع الْعِبَادَات من الْمِنْهَاج ثمَّ صحب الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ فِي وَقت الْمحلة وَغَيره ثمَّ تحول إِلَى نبتيت ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها دهرا وأدب بهَا الْأَبْنَاء أَيْضا مَعَ التكسب بالنساخة) بِحَيْثُ كتب بِخَطِّهِ الْكثير وَأم وخطب بِبَعْض الْأَمَاكِن وَرُبمَا خطب بِجَامِع الْأَزْهَر وتنزل فِي الْجِهَات، وَحج وجاور وَقَرَأَ على أَكثر البُخَارِيّ أَو الْكثير مِنْهُ ولازمني كل ذَلِك مَعَ الصفاء وَالْخَيْر والوضاءة تعلل قَلِيلا ثمَّ مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيسَى الْعَفِيف الدَّمِيرِيّ الْمَكِّيّ عَم عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد الْمَاضِي. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة خمس وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن هِشَام الْجمال أَبُو مُحَمَّد بن الْمُحب بن الْجمال أبي مُحَمَّد القاهري الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن هِشَام. ولد بعد التسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن والخرقي والطوخي وألفية النَّحْو وَأخذ الْفِقْه عَن الْمُحب بن نصر الله قَرَأَ عَلَيْهِ الْمقنع أَو معظمه ولازمه مُلَازمَة تَامَّة فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث وَغَيرهَا وَأخذ النَّحْو عَن الْبُرْهَان بن حجاج الأبناسي قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الرضى وَغَيره بل كَانَ انتفاعه فِيهِ أَولا بالشمس البوصيري وَحضر دروس القاياتي فِي الْعَضُد وَغَيره وَكَذَا لَازم الونائي وَابْن الديري وَشَيخنَا وَقَرَأَ صَحِيح مُسلم على الزين الزَّرْكَشِيّ وتنزل فِي صوفية الْحَنَابِلَة بالمؤيدية أول مَا فتحت بِتَعْيِين شيخهم الْعِزّ الْبَغْدَادِيّ وَسُئِلَ حِين عرض الْجَمَاعَة بَين يَدي وافقها عَن كِتَابه فَقَالَ الْخرقِيّ وَيُقَال أَنه لما امتحن بِحَضْرَة الْوَاقِف بِقِرَاءَة بَاب الْخِيَار وقف فَقَالَ الْوَاقِف أَنه

لَا يعرف الْخِيَار وَلَا الفقوس وَلما تنبه استنابه شَيْخه الْمُحب فِي الْقَضَاء ثمَّ اسْتَقر فِي تدريس الْحَنَابِلَة الفخرية بَين المورين عوضا عَن الْعِزّ الْمَذْكُور وَفِي إِفْتَاء دَار الْعدْل بعد الشّرف بن الْبَدْر قَاضِي الْحَنَابِلَة بِتَعْيِين وَالِده وَفِي الخطابة بالزينية أول مَا فتحت وَصَارَ أحد أَعْيَان مذْهبه وتصدى بعد شَيْخه للتدريس والإفتاء وَالْأَحْكَام فَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء خُصُوصا فِي الْعَرَبيَّة وَكنت مِمَّن حضر عِنْده فِيهَا دروسا وسمعته يَقُول إِنَّمَا تمهرت فِي الْعَرَبيَّة بِقِرَاءَة البُخَارِيّ وتنزيلي مَا أقرؤه على الِاصْطِلَاح وَفِي الْفِقْه بمطالعة الرَّافِعِيّ وَسمعت من فَوَائده ومباحثه وَسمع هُوَ بِقِرَاءَتِي على شَيخنَا وَغَيره وَكَذَا سمع وَمَعَهُ أكبر ابنيه عَليّ ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس، وَكَانَ خيرا حَرِيصًا على الْجَمَاعَات مديما للمطالعة بارعا فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه مشاركا فِي غَيرهمَا مفوها فصيحا مقداما مَحْمُودًا فِي قَضَائِهِ وديانته مَعَ علو الهمة وَالْقِيَام مَعَ من يَقْصِدهُ وسلامة الصَّدْر، وَقد حج مرَّتَيْنِ وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام وَغَيرهَا. مَاتَ فِي صفر وَأَخْطَأ من قَالَ الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَدفن) عِنْد أَبِيه وجده بتربة سعيد السُّعَدَاء رَحِمهم الله وإيانا. عبد الله بن مُحَمَّد بن قوام الدّين عبد الله الرُّكْن الخنجي. روى عَن عَمه الزين على الرَّاوِي عَن إِمَام الدّين على الْمَعْرُوف بخواجة شيخ عَن عَلَاء الدولة السمناني روى عَنهُ الطاووسي وَأَجَازَ لَهُ وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة تسع عشرَة وَوَصفه بالعالم الْفَاضِل البارع الزَّاهِد ذِي التراكيب البديعة والصنائع العجيبة. عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي عبد الله بن الْجمال المغربي السُّوسِي ثمَّ الْمصْرِيّ ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: الأديب الْفَاضِل الماهر كَانَ أعجوبة الدَّهْر فِي صناعَة الْأَشْيَاء الدقيقة حَتَّى كَانَ يصنع بِيَدِهِ وَرقا يكْتب فِيهِ بِخَطِّهِ الدَّقِيق سُورَة الْإِخْلَاص وَآيَة الْكُرْسِيّ وقصيدة مديح من نظمه ويجعلها فِي فلقَة كزبرة يابسة ويغطيها بِالْأُخْرَى إِلَى غير ذَلِك سَمِعت من نظمه وَمَات بِمصْر فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه اجْتمع بِهِ وَلم يتفطن لكتابة شَيْء من نظمه عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أسعد بن الْعَفِيف بن الْجمال بن التَّاج بن الْعَفِيف بن اليافعي الأَصْل الْمَكِّيّ أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي. ولد بهَا فِي شَوَّال سنة خمس وَعشْرين وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ مَعَ أمه فَلَمَّا كبر وترعرع قدمت بِهِ إِلَى مَكَّة ثمَّ سَافر إِلَى الْهِنْد وَأقَام بكلبرجه وَرَاح أمره هُنَاكَ لاعتقادهم جده وَحصل لَهُ قبُول وإقبال وَدُنْيا طائلة وذرية إِلَى أَن مَاتَ بهَا. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْجمال بن القَاضِي فتح الدّين أبي

الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ أحد الْأُخوة الْخَمْسَة ووالد المحمدين الثَّلَاثَة. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْغَزِّي الشَّافِعِي الْخَطِيب بجامعها الْكَبِير كأبيه وَيعرف بِابْن سيف. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد السَّيِّد الْجلَال بن القطب بن الْمُحب بن النُّور الْحُسَيْنِي الأيجي. اشْتغل وَفضل وَتزَوج حليمة ابْنة عَم أَبِيه الصفي عبد الرَّحْمَن واستولدها عَائِدَة وَمَات عَنْهَا شَابًّا قَرِيبا من سنة سِتِّينَ. عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل الْمصْرِيّ الْمَكِّيّ الْفراش والمؤذن بِالْمَسْجِدِ) الْحَرَام وَالِده والقبابي ومؤدب الْأَطْفَال هُوَ. سمع فِي سنة ثَمَان وَعشْرين بوادي الْجِعِرَّانَة من أَعمال مَكَّة على الْجمال المرشدي بعض مشيخته تَخْرِيج ابْن فَهد وَعلي ابْن سَلامَة ختم البُخَارِيّ وَأبي دَاوُد والشفا عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد بن القَاضِي جمال الدّين النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ. ولد سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وألفية ابْن مَالك والمنهاج وَأخذ بقرَاءَته بعض الْقرَاءَات عَن ابْن عَمه إِبْرَاهِيم والقراءات السَّبع عَن عَليّ بن مُحَمَّد الشرعبي وَأحمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْأَشْعَرِيّ وَالْعشر عَن ابْن الْجَزرِي وَالْفِقْه عَن جده الْمُوفق عَليّ وخاله الطّيب فِي آخَرين والعربية عَن الْعَفِيف عُثْمَان بن عَليّ البرازي وَغَيره والفرائض عَن وَالِده وَسمع الحَدِيث من ابْن الْجَزرِي والفاسي وَغَيرهمَا وَولي تدريس الْقرَاءَات بالمؤيدية بتعز وَالْفِقْه بالبدرية اللطيفية بزبيد بل نَاب فِي تدريس الصلاحية بزبيد عَن خَاله وَحج غير مرّة وزار وَأخذ بِمَكَّة الْقرَاءَات عَن الزين بن عَيَّاش والنجم بن السكاكيني وتصدر فِيهَا وَفِي الْفُرُوع وَفرغ نَفسه لذَلِك فَانْتَفع بِهِ الْفُضَلَاء مَعَ مواظبته على الصّيام والقيلم والتلاوة وَالْجَمَاعَات وأنواع الْعِبَادَات وَلذَا كَانَ ظَاهر الْخُشُوع غزير الدمعة مهابا أَقَامَ مُدَّة يعلم أخوته وصبيان أَهله الْقُرْآن وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين مبطونا وَالثنَاء عَلَيْهِ كثير. عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سُلَيْمَان الرازبي الجبرتي ثمَّ الْمَكِّيّ نزيل رِبَاط ابْن الزَّمن مِنْهَا. مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ، وَدفن بالمعلاة وَكَانَ صَالحا خيرا مِمَّن حضر عِنْدِي فِي شرح الألفية وَغَيره وَحصل القَوْل البديع بل كَانَ فِيمَا بَلغنِي يقْرَأ على الشّرف عبد الْحق السنباطي حِين مجاورته

فِي تَقْسِيم الأرشاد رَحمَه الله. عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان الْعَفِيف أَبُو مُحَمَّد بن الْجمال الإصبهاني الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بالعجمي. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع بهَا من الْجمال بن عبد الْمُعْطِي بعض ابْن حَيَّان وَصَحب بِمَكَّة وباليمن جمعا من الصَّالِحين كأحمد الحرضي بِأَبْيَات حُسَيْن وَأَصْحَابه وَكَانَ يذاكر بِكَثِير من حكايات الصَّالِحين وبمسائل من الْفِقْه وعانى التِّجَارَة وَلم يرْزق حظا فِيهَا مَعَ مُرُوءَة وأكرام لوافد هدة بني جَابر من أَعمال مَكَّة لكَونه كَانَ لَهُ ملك بالجميزة مِنْهَا فَكَانَ يُقيم بِهِ فِي زمن الصَّيف كثيرا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين) بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ الفاسي فِي نسيم ابْنة أبي الْيمن الطَّبَرِيّ أَنه تزَوجهَا وَولدت لَهُ عدَّة أَوْلَاد، وَمَات بعْدهَا بأيام فِي سنة مَوتهَا. عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن علوي بن مُحَمَّد بن علوي بن عبيد الله بن أَحْمد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد الباقر بن زيد العابدين عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ ابْن أبي طَالب الْحُسَيْنِي الْحَضْرَمِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ نزيل الشبيكة مِنْهَا وَيعرف بالشريف باعلوى قَالَ أَنه رَحل فِي الطّلب فَقَرَأَ التَّنْبِيه والمنهاج وَالْحَاوِي كَانَ يحفظه بِخُصُوصِهِ وَغَيرهَا، واشتغل فِي الْفِقْه والنحو وَالصرْف والْحَدِيث بِبَلَدِهِ وبالشحر وَكتب بأسئلة إِلَى ابْن كبن قَاضِي عدن فَأَجَابَهُ عَنْهَا ثمَّ اجْتمع بِهِ فِي بَلَده وَهُوَ مُتَوَجّه لِلْحَجِّ وَبعد انْقِضَاء غَرَضه من الرحلة عَاد إِلَى وَطنه وَقد مَاتَ من بِهِ الْعلمَاء فتصدى للأشغال، وَكَانَ يمِيل إِلَى الِانْقِطَاع وَالْخلْوَة وَالنَّظَر فِي كَلَام الصُّوفِيَّة، ثمَّ توجه لِلْحَجِّ فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين بعد رُؤْيَته النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَحج وجاور ثمَّ زار فِي الَّتِي تَلِيهَا وَرجع إِلَى مَكَّة ثمَّ زار فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَيْضا وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة وسكنها حَتَّى مَاتَ لم يخرج مِنْهَا إِلَّا للزيارة، وَكَانَ يحفظ الْقُرْآن جيدا وَيقوم بِهِ فِي اللَّيْل مَعَ تدبر وتخشع وَأكْثر الطّواف والسكون بِحَيْثُ تزايد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ ثمَّ تعلل بوجع فِي رجلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن بالشبيكة فِي تربة صهره الْعِرَاقِيّ رَحمَه الله وإيانا. عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن نزار الْعَفِيف الطفاري. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ جده الْأَعْلَى عبد الْوَهَّاب انتزع ظفار

من يَد الْجواد أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن الْمَنْصُور عمر بن عَليّ بن رَسُول وَاسْتمرّ فِي ملكهَا وتناوبها أَوْلَاده إِلَى أَن حاربهم عَليّ بن عمر بن كثير فَانْهَزَمَ عبد الله وَأَخُوهُ أَحْمد فَأَما أَحْمد فَانْقَطع خَبره وَأما عبد الله فاستمر يتنقل فِي الْبِلَاد إِلَى أَن دخل مَكَّة ثمَّ دخل الْقَاهِرَة وحيدا فَقِيرا فَحَضَرَ عِنْدِي وشكا إِلَيّ حَاله فبررته وَسكن الْجَامِع الْأَزْهَر مَعَ الْفُقَرَاء حَتَّى مَاتَ فِي سنة أَربع وَعشْرين. عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر الْعَفِيف الجبني الْيَمَانِيّ. ولد قبل الْعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَحفظ الْمِنْهَاج وَكَانَ يُكَرر عَلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ، وتفقه بِالْقَاضِي عبد الله بن مُحَمَّد الجيشي وَغَيره، وَكَانَ صَالحا شَدِيد التَّحَرِّي فِي أَقْوَاله وأفعاله قَانِتًا أوابا مُقبلا على أَنْوَاع الْبر لَا يخرج من مَسْجده) إِلَّا لبيته أَو مُبَاشرَة زرعه عِنْد الْحَاجة لذَلِك. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانِينَ بقرية من أَعمال جبن بِضَم الْجِيم وَفتح الْبَاء وَآخره نون. رَحمَه الله وإيانا. عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر الطوخي الشَّافِعِي وَيعرف بأخي الرطيل. تفقه بِعِيسَى بن مُحَمَّد المغربي البتنوبي وَالْقَاضِي موفق الدّين الْمحلي ورافق الشهَاب الزَّاهِد فِي التنسك بشيخه وتلا لأبي عَمْرو من طريقيه على الْفَخر الضَّرِير الإِمَام وتصدى لنفع النَّاس مَعَ التَّحَرِّي التَّام وملازمته لِلْعِبَادَةِ حَتَّى صَارَت لَهُ جلالة وابتنى لَهُ مدرسة بطوخ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّمْس بن رَجَب الطوخي وسبطه مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن صديق الْآتِي ذكرهمَا وَثَانِيهمَا هُوَ الْمُفِيد لترجمته وَقَالَ أَنه مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ عَن أَزِيد من سبعين سنة. عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد الله الطَّائِفِي قَاضِي الطَّائِف. أجَاز لَهُ فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا التنوخي والبرهان بن عَليّ بن فَرِحُونَ وَابْن صديق وَسليمَان السقا وَعبد الْقَادِر الحجار وَمُحَمّد بن عَليّ بن مُحَمَّد البالسي وَمَرْيَم الأذرعية وَجَمَاعَة. مَاتَ فِي رَجَب سنة أَرْبَعِينَ بالسلامة من قرى الطَّائِف. أرخه ابْن فَهد. عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن جلال الدّين الْجمال أَبُو مُحَمَّد الْعَوْفِيّ نِسْبَة فِيمَا بَلغنِي لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف أحد الْعشْرَة القاهري الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْجلَال بِالْجِيم وَالتَّخْفِيف نِسْبَة لجده وبابن الزيتوني أَيْضا لكَون عَم جدته كَانَ من منية الزَّيْتُون. ولد كَمَا كتبه بِخَطِّهِ فِي يَوْم السبت مستهل الْمحرم سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وَغَيرهمَا وتفقه فِي الِابْتِدَاء بالبدر القويسني.

ثمَّ لَازم الأبناسي وَابْن الملقن وَكَذَا أَخذه عَن البُلْقِينِيّ والصدر الأبشيطي وَالشَّمْس بن الْقطَّان الْمصْرِيّ فِي آخَرين وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْمُحب بن هِشَام والشهاب الأشموني الْحَنَفِيّ وَكَثِيرًا من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة عَن قنبر والْحَدِيث عَن الْعِرَاقِيّ دراية وَرِوَايَة وَكتب عَنهُ الْكثير من أَمَالِيهِ وَكَذَا لَازم مجَالِس البُلْقِينِيّ فِي الحَدِيث وَغَيره وتلا بالسبع إفرادا وجمعا على الْفَخر عُثْمَان المنوفي وَبحث عَلَيْهِ فِي الشاطبية وَسمع الحَدِيث على التنوخي وَابْن أبي الْمجد والهيثمي والفرسيسي وناصر الدّين بن الْفُرَات وَآخَرين حَتَّى سمع على الشّرف بن الكويك وَنَحْوه، وَتقدم فِي الْعُلُوم وَأذن لَهُ غير وَاحِد من شُيُوخه بالإفتاء والتدريس كالأبناسي والأبشيطي والبلقيني وَوَصفه بالشيخ الْفَقِيه الْفَاضِل الْأمين وَأَنه علم أَهْلِيَّته واستحقاقه وَكَذَا أذن لَهُ ابْن هِشَام فِي الْعَرَبيَّة) وَالْفَخْر فِي الْقرَاءَات وناب فِي الْقَضَاء قَدِيما وحديثا وحمدت سيرته فِي قَضَائِهِ وتصدر للإقراء والإفادة وَرُبمَا أفتى وخطب بِبَعْض الْجَوَامِع ثمَّ أعرض عَن ذَلِك كُله فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ بل وتجرد عَمَّا بِيَدِهِ من الْوَظَائِف وَانْقطع بِجَامِع نَائِب الكرك ولأجله عمره جَوْهَر الخازندار عمَارَة حَسَنَة، وَكَانَ عَالما فَقِيها ثِقَة عدلا فِي قَضَائِهِ متواضعا سَاكِنا وقورا منجمعا عَن النَّاس قانعا باليسير على قانون السّلف سريع الْإِنْشَاء نظما ونثرا كالمدائح والخطب والمراسلات مَذْكُورا بِالْولَايَةِ والسلوك والتقدم فِي طَرِيق الْقَوْم وصحبة غير وَاحِد من السادات كالشيخ عبد الله الجندي نزيل الحسينية وَعمر البسطامي، مجاب الدعْوَة مَا قَصده أحد بِسوء فأفلح إِلَى غير ذَلِك من الكرامات حَتَّى أَنِّي سَمِعت الشهَاب أَحْمد بن مظفر الْمَاضِي يَحْكِي غير مرّة وَكَانَ مِمَّن كثرت مخالطته لَهُ أَنه شَاهد الْبَحْر قد اجْتمع لَهُ حَتَّى جازه وتخطاه، وَبِالْجُمْلَةِ فصلاحه مستفيض، وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ: نَائِب الحكم جمال الدّين أَخذ عَن شَيخنَا الأبناسي وَغَيره واشتغل كثيرا وَتقدم وَمهر ونظم الشّعْر المقبول الْجيد وَأفَاد وناب فِي الحكم وتصدر وَكَانَ قَلِيل الشَّرّ كثير السّكُون وَالصَّلَاح فَاضلا انْتهى. وَهُوَ من خَواص أَصْحَاب الْجد للام وَلذَا اجْتمعت بِهِ مَعَه ودعا لي بل عرضت عَلَيْهِ بعض محفوظاتي، وَمَات فِي رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ أحد صوفيتها وَلم يسمح بالرغبة عَنْهَا فِي جملَة وظائفه لأولاده ليَكُون مندرجا فِي الدُّعَاء من أَهلهَا وَيكون دَفنه فِي تربَتهَا، قَالَ شَيخنَا وَأَظنهُ قَارب السّبْعين بِتَقْدِيم السِّين. رَحمَه الله وإيانا. وَمن نظمه (ووعدتني وَعدا حسبتك صَادِقا ... وَمن انتظاري كَاد لبي يذهب) (فَلِمَنْ رآنا أَن يَقُول مناديا ... هَذَا مسلمة وَهَذَا أشعب)

وَفِي معجمي من نظمه غير ذَلِك رَحمَه الله وإيانا. عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن عَليّ بن فضل الله بن تامر بِالْمُثَلثَةِ بن إِبْرَاهِيم العكي الْفَزارِيّ الْعَبْسِي الْيَمَانِيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف بالنجري بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْجِيم ثمَّ مُهْملَة نِسْبَة لقرية قديمَة لَا تعرف الْآن يُقَال أَنَّهَا كَانَت لأحد أجداده. ولد فِي أحد الربيعين سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فِي قَرْيَة حوث بِضَم الْمُهْملَة وَآخره مُثَلّثَة من بِلَاد عبس بِالْمُوَحَّدَةِ قَبيلَة من نزار طرأت على الْيمن وَهَذِه الْقرْيَة من مُعَاملَة تعز، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَبحث) على وَالِده فِي النَّحْو وَالْفِقْه والأصلين وعَلى أَخِيه عَليّ بن مُحَمَّد ثمَّ حج فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فِي الْبَحْر ثمَّ رَحل فِيهِ إِلَى الْقَاهِرَة فوصلها فِي ربيع الأول من الَّتِي تَلِيهَا فبحث بهَا فِي النَّحْو وَالصرْف على بن قديد وَأبي الْقسم النويري وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان على الشمني وَفِي الْمنطق على التقي الحصني وَفِي علم الْوَقْت على الْعِزّ عبد الْعَزِيز الميقاتي وَحضر فِي الهندسة قَلِيلا عِنْد أبي الْفضل المغربي بل كَانَ يطالع وَمهما أشكل عَلَيْهِ يُرَاجِعهُ فِيهِ فطالع شرح الشريف الْجِرْجَانِيّ على الجغميني والتبصرة لجَابِر بن أَفْلح وَفِي الْفِقْه على الْأمين الأقصرائي والعضد الصيرامي وَتقدم حَسْبَمَا قَالَه البقاعي فِي غَالب هَذِه الْعُلُوم، واشتهر فَضله وامتد صيته لَا سِيمَا فِي الْعَرَبيَّة وَكتب عَنهُ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين قَوْله: (بشاطئ حوث من ديار بني حَرْب ... لقلبي أشجان معذبة قلبِي) (فَهَل لي إِلَى تِلْكَ الْمنَازل عودة ... فيفرج من غمي ويكشف من كربي) عبد الله بن مُحَمَّد بن لاجين بن عبد الْجمال بن نَاصِر الدّين الناصري مُحَمَّد بن قلاوون لكَون جده من مماليكه القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن خَاص بك وَهُوَ اسْم عَمه اشْتهر بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ لجلالته وَكَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي كَانَ زوجا لبَعض ذُرِّيَّة الظَّاهِر بيبرس. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة أَو فِي الَّتِي بعْدهَا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْإِلْمَام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَجَمِيع الْقَدُورِيّ فِي الْفِقْه والمنار فِي أُصُوله وألفية ابْن مَالك واشتغل فِي الْفِقْه على جمَاعَة مِنْهُم ابْن عَمه الْبَدْر بن خَاص بك والسراج قاري الْهِدَايَة وعنهما وَعَن الشهَاب الْعَبَّادِيّ أَخذ الْعَرَبيَّة وَسمع الصَّحِيح على ابْن أبي الْمجد وختمه على التنوخي والعراقي والهيثمي وَحج رجبيا سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل دمشق وَكَذَا إسكندرية ودمياط مرَارًا وَانْقطع بِأخرَة وكف وَحدث حِينَئِذٍ بِبَعْض الصَّحِيح حِين قرئَ بالظاهرية الْقَدِيمَة مَحل سكنه سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ وَكَانَ

إنْسَانا حسنا نيرا صَابِرًا لَهُ رزق وَاسع يعِيش فِيهِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ رَحمَه الله. عبد الله بن الْكَمَال أبي البركات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد ابْن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ. بيض لَهُ ابْن فَهد. عبد الله بن الْخَطِيب أبي الْقسم مُحَمَّد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ. أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين جمَاعَة وَمَات قبل أَن يتأهل.) عبد الله بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الرضي مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل الْعَسْقَلَانِي الْمَكِّيّ. سمع التقي الْجَزرِي وَأَجَازَ لَهُ عِيسَى الحجي والزين الطَّبَرِيّ والأقشهري وَالْجمال المطري وخالص البهائي وَجَمَاعَة وَكَانَ صَالحا مديما للْجَمَاعَة وَالطّواف حَرِيصًا على الأوراد وَمَا عَلمته حدث. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمس بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السِّتين أَو جازها. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة. عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن السراج. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد. عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عَطاء بن جميل بن فضل بن خير بن النُّعْمَان الْكَمَال بن النَّجْم بن الزين الْأنْصَارِيّ الشقوري السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن خير بِمُعْجَمَة مَفْتُوحَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة. ولد سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأحضر فِي الرَّابِعَة على الشّرف ابْن المصفي والجلال عَليّ بن الْفُرَات سداسيات الرَّازِيّ وعَلى أَولهمَا مشيخة الرَّازِيّ وَعَلِيهِ وعَلى الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَسْعُود التجِيبِي الأول من أمالي أبي المظفر بن السَّمْعَانِيّ وعَلى غَيرهم ثمَّ أسمع فِي آخر الْخَامِسَة وَذَلِكَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين على وَالِده والتقي بن عرام الدُّعَاء للمحاملي وَبعد ذَلِك على مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عمر بن كَامِل البلبيسي الأول من الخلعيات وعَلى مُحَمَّد بن جَابر الوادياشي بعض الشفا، وَحدث بِبَلَدِهِ قَدِيما قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا فِي أول سنة ثَمَان وَتِسْعين سداسيات الرَّازِيّ وَوَصفه بأقضى الْقُضَاة ابْن القَاضِي وَكَذَا لقِيه ابْن مُوسَى المراكشي بالثغر فِي سنة خمس عشرَة وَوَصفه بِالْقَاضِي الْعَالم الْمسند الرحلة وَسمع مَعَه عَلَيْهِ من شُيُوخنَا الْمُوفق الأبي الْمُوَطَّأ والتقصي وَغَيرهمَا وروى لنا عَنهُ خلق كالزين رضوَان وَأبي حَامِد بن الضيا والبدر بن التنسي، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع عشرَة وَحدث فِي جَامع الْأَزْهَر بالشفا وَغَيره وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ حِينَئِذٍ صاحبنا الْبَهَاء المشهدي وَفِي الْأَحْيَاء الْآن من سمع مِنْهُ وَعمر حَتَّى مَاتَ سنة بضع وَعشْرين وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله وإيانا.

عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْبر بن أبي البقا السُّبْكِيّ. مَاتَ سنة ثَلَاث عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سَالم بن هِلَال الْجمال بن الشَّمْس الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْحلَبِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْعِرَاقِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بحلب وَكَانَ أَبوهُ من صُدُور علمائها وترقى هُوَ بعد) مَوته عِنْد الشهَاب الْأَذْرَعِيّ حَتَّى أَخذ وظائف أَبِيه ثمَّ تعلق بعد كبره بِولَايَة الحكم فناب فِي عدَّة بِلَاد وَتوسع حَتَّى اسْتَقل بِقَضَاء بعض الْبِلَاد على غير مذْهبه، وَلم يكن متحريا وَلَا علمت لَهُ سَمَاعا فِي الحَدِيث نعم كَانَ يعرف الشُّرُوط ويستكثر من شِرَاء الْكتب مَعَ عدم فَرَاغه للاشتغال وَقدم الْقَاهِرَة سنة إِحْدَى وَعشْرين فقطنها إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ بعد أَن قيل للسُّلْطَان فِيهَا أَنه لم يحجّ وأرسله بالسؤال عَن ذَلِك فاعترف فألزم بِهِ فبادر إِلَى الْإِجَابَة مظْهرا السرُور بذلك وَتوجه صُحْبَة الركب الأول فقدرت وَفَاته بمغارة نبط على مَا بلغنَا. قلت وَهُوَ مِمَّن نَاب عَن شَيخنَا وَآخَرين. قَالَ: وَكَانَ مبغضا للنَّاس بِغَيْر سَبَب غَالِبا عَفا الله عَنهُ. عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حسن بن مُوسَى بن غَانِم الْجمال بن نَاصِر الدّين الغانمي نِسْبَة لغانم الْمَقْدِسِي الشهير الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي خير الْحرم ووالد نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْآتِي. ولد فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَسمع كَمَا كَانَ يخبر من الشمسين القلقشندي والهروي وَغَيرهمَا، وَولي مشيخة الْحرم والخانقاه الصلاحية بِهِ وَكَانَ دينا كَرِيمًا. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسعين وَقد قَارب التسعين. عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد الْجمال بن الشَّمْس بن القَاضِي الشَّمْس بن الديري الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وجده. ولد فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَولي قَضَاء الْقُدس عوضا عَن حفيد عَمه نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْمَدْعُو هبة الله بن التَّاج عبد الْوَهَّاب ابْن القَاضِي سعد الدّين ثمَّ انْفَصل عَنهُ وتكررت ولَايَته لَهُ وللخليل وللرملة غير مرّة وَآخر مَا وَليهَا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع ربيع الأول سنة ثَمَان وَسبعين على مَال وسافر فوعك فِي توجهه بِحَيْثُ لم يدْخل إِلَّا فِي محفة وَمَا نَهَضَ للبس الخلعة حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء حادي عشر ربيع الثَّانِي مِنْهَا. عبد الله بن الْمُحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ الْمَدْعُو مكرما وَهُوَ بِهِ أشهر. يَأْتِي فِي الْمِيم.

عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بيرم بن عبد الْعَزِيز بن خَليفَة بن مظفر ابْن صعلوك التَّاج أَبُو مُحَمَّد بن التقي الْقرشِي الْمَيْمُونِيّ ثمَّ الْقَرَافِيّ القاهري الشَّافِعِي سبط التَّاج الدندري وَيعرف بالميموني. ولد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة بالقرافة وَحفظ الْقُرْآن وَهُوَ) ابْن سبع وَصلى بِهِ والإلمام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد والشفا وألفية الحَدِيث والشاطبيتين والمنهاج وَإِلَى الطَّلَاق من الْحَاوِي وَبَعض الْمَنْظُومَة الْحَنَفِيَّة وَجَمِيع رِسَالَة الشَّافِعِي ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ ومنهج الْأَصْلَيْنِ للبلقيني والتسهيل لِابْنِ مَالك وتلخيص الْمِفْتَاح وفصيح ثَعْلَب والمقامات الحريرية وغالب التسع المعلقات، وَعرض على أَئِمَّة الْعَصْر كالعسقلاني الْمقري والعرافي والمحب بن هِشَام والبلقيني وَابْن الملقن والأبناسي والغماري وَغَيرهم وأجازوه وبالغوا فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ، وتلا للسبع وَتَمام ثَلَاث عشرَة قَارِئًا على الْعَسْقَلَانِي وَسمع الرسَالَة للشَّافِعِيّ على السراج الكومي والموطأ رِوَايَة يحيى بن بكير على أبي عبد الله مُحَمَّد بن ياسين الْجُزُولِيّ وَسمع على التقي بن حَاتِم والزين الْعِرَاقِيّ بل قَرَأَ عَلَيْهِ ألفيته حفظا فِي آخَرين، واشتغل بالفقه والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا وَتقدم قَدِيما وَأذن لَهُ غير وَاحِد من الْأَعْيَان بالإقراء بل وَالْفَتْوَى وراج أمره بِقُوَّة حافظته ونوه بِهِ الْأَئِمَّة حَتَّى أَنه نَاب فِي الْقَضَاء عَن الصَّدْر الْمَنَاوِيّ قبل الْقرن وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده حَتَّى مَاتَ وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بالشريفية البهائية وَفِي مدرسة ابْن اقبغا آص وَكَذَا فِي مشيخة خانقاه قوصون وَرَافِع فِيهِ صوفيتها بِحَيْثُ عزل عَنْهَا بل وَعَن نِيَابَة الحكم، وَلم يرْزق مَعَ قُوَّة حافظته فاهمة بل كَانَ بعيد التَّصَوُّر والفهم جدا لَا يَهْتَدِي لاستحضار مَا يلْتَمس مِنْهُ من مسَائِل كتبه بل يسْرد الْبَاب بِتَمَامِهِ ليصل سامعه للغرض مِنْهُ مَعَ اسْتِمْرَار ذكره لأكْثر كتبه حَتَّى مَاتَ وَكَثِيرًا مَا كَانَ يقْرَأ بَين يَدي شَيخنَا بدرس جَامع طولون فِي الشفا من حفظَة لَكِن كَانَ يرجع حفظ الشَّمْس الشبراوي للشفا عَلَيْهِ وَيَقُول إِنَّه لَو قَرَأَهُ من الْكتاب كَانَ أولى، وَقد حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ جملَة بل رَأَيْت من عرض عَلَيْهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين مِمَّن أَخذنَا عَنهُ، وَكَانَ متساهلا فِي قَضَائِهِ وَحَدِيثه. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَخمسين عَفا الله عَنهُ. عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زيد الْجمال بن النُّور بن الصَّدْر البعلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن زيد. سمع صَحِيح مُسلم على أَحْمد بن عبد الْكَرِيم وَكَذَا سمع على من فِي طبقته أَشْيَاء ثمَّ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة على وَالِده وَمُحَمّد بن عَليّ بن اليونانية وَعبد الرَّحْمَن بن الزعبوب وَمُحَمّد بن عَليّ بن حمود وَمُحَمّد بن عُثْمَان بن الجردي

الْمِائَة انتقاء ابْن تَيْمِية من الصَّحِيح قَالُوا أَنا الحجار، وتفقه بِابْن الشريشي والقرشي وَغَيرهمَا بِدِمَشْق ودرس وَأفْتى وَولي قَضَاء بَلَده قبل اللنك ثمَّ طرابلس ثمَّ دمشق فِي سنة تسع عشرَة ثمَّ فِي سنة سِتّ) وَعشْرين وَلم يلبث فِي كلهَا إِلَّا قَلِيلا وَلما صرف أخيرا حصل لَهُ ذل كثير وقهر زَائِد وَذهب غَالب مَا كَانَ حصله فِي عمره ولحقه فالج فاستمر بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين ومولده تَقْرِيبًا سنة سِتِّينَ قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز فِي استدعاء ابْنَتي رَابِعَة. وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ ابْن مُوسَى الْحَافِظ ورفيقه شَيخنَا الأبي وترجمه مطولا فِي أنبائه وَقَالَ الْعَيْنِيّ وَلم يكن مشكورا بِالْعلمِ وَلَا بالثبت الْكَبِير، وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة أَنه بَاشر مُبَاشرَة لَا بَأْس بهَا ودارى النَّاس ثمَّ عزل وَاسْتمرّ على الخطابة وَغَيرهَا من الْمدَارِس ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقَضَاء وَلم يلبث أَن انْفَصل بعد سَبْعَة وَأَرْبَعين يَوْمًا وَرجع إِلَى بَلَده فَكَانَت وَفَاته بهَا، وترجمه المقريزي فِي عقوده رَحمَه الله. عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعَفِيف بن إِمَام الْحَنَفِيَّة وَشَيخ الباسطية والخلجية الشَّمْس بن القطب بن السراج الحسني الرميثي البُخَارِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بِمَكَّة وَأمه أم ولد نَشأ بِمَكَّة فِي كنف أَبِيه فَأخذ عَنهُ وَقَرَأَ على سنة سِتّ وَثَمَانِينَ الْمَشَارِق للصغاني وَبَعض المشتبه لشَيْخِنَا ولازمني فِي سَماع أَشْيَاء وَصلى فِي تِلْكَ الْأَيَّام بِالنَّاسِ التَّرَاوِيح بالْمقَام الْحَنَفِيّ وَرُبمَا أم فِي غَيرهَا ثمَّ أم بعد ذَلِك بل درس فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه القَاضِي أَبُو السُّعُود وَكَذَا أَخذ عَن الْمولى عبد الْعَزِيز فِي شرح العقائد والمختصر وَغير ذَلِك كشرح الشمسية وجود الْقُرْآن فَأحْسن، وصاهر نجم الدّين الْمَالِكِي على ابْنَته وَاتفقَ موت أَبِيه لَيْلَة السماط فَعَاد النَّاس من الْمُعَلَّى إِلَى حُضُور السماط ثمَّ قَرَأَ عَليّ فِي سنة سبع وَتِسْعين التَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وَغير ذَلِك بل سمع مني تأليفي فِي المولد النَّبَوِيّ بمحله وَفِي السّنة قبلهَا تأليف الْعِرَاقِيّ فِيهِ أَيْضا ولازمني فِي سَماع التَّذْكِرَة للقرطبي وَغَيرهَا وتزايدت فضيلته وبراعته لذكائه وفهمه مَعَ عقل وأدب وَاحْتِمَال كَانَ الله لَهُ. عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجمال الْعِرَاقِيّ القَاضِي. فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن سَالم. عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد بن أبي بكر بن الدماميني. مضى فِيمَن جده عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد. عبد الله بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج بن عبد الله الشّرف أَبُو مُحَمَّد ابْن شيخ الْمَذْهَب الشَّمْس أبي عبد الله الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو التقي إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وسبط الْجمال الْمرَادِي وَيعرف كأبيه بِابْن مُفْلِح. ولد فِي ربيع الأول

سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة وَقيل فِي) الَّتِي قبلهَا أَو بعْدهَا وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ يَتِيما وَحفظ المفنع ومختصر ابْن الْحَاجِب وَأخذ عَن بعض مَشَايِخ أَخِيه وَسمع من جده لأمه والشرف بن قَاضِي الْجَبَل وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة وَالْجمال بن هِشَام والموفق الْحَنْبَلِيّ والقلانسي ومحمود المنبجي وَابْن كثير وَابْن أميلة والصفدي بل أجَاز لَهُ قَدِيما أَبُو الْعَبَّاس المرداوي خَاتِمَة أَصْحَاب ابْن عبد الدَّائِم بالحضور وَسمع على أبي مُحَمَّد بن الْقيم وست الْعَرَب وحفيدة الْفَخر وَغَيرهمَا، وَأفْتى ودرس واشتغل وناظر وناب فِي الْقَضَاء دهرا طَويلا وَصَارَ كثير الْمَحْفُوظ جدا وَأما استحضار فروع الْفِقْه فَكَانَ فِيهِ عجبا مَعَ استحضار كثير من الْعُلُوم بِحَيْثُ انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْحَنَابِلَة فِي زَمَانه لكنه كَانَ ينْسب إِلَى المجازفة فِي النَّقْل وَأَحْيَانا وَعَلِيهِ مآخذ دينية، وَعين للْقَضَاء غير مرّة فَلم يتَّفق بل ولي النظام عمر ابْن أَخِيه فِي حَيَاته وَقدم عَلَيْهِ. مَاتَ فِي صبح يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بالصالحية وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع المظفري بالسفح وَدفن عِنْد وَالِده بالروضة، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لنا، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى المغربي العَبْد الْوَادي وَيعرف بالعبدوسي ابْن أخي الشَّيْخ أبي الْقسم. كَانَ وَاسع الباع فِي الْحِفْظ ولي الْفتيا بالمغرب الْأَقْصَى والإمامة بِجَامِع الْقرَوِيين من فاس، وَرَأَيْت من قَالَ فِيهِ الفاسي. وَمَات فَجْأَة وَهُوَ فِي صَلَاة الْمغرب سنة تسع وَأَرْبَعين. عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْجمال بن الشَّمْس بن الشّرف المنوفي ثمَّ المازاتي أَخذ الْقرَاءَات عَن جَعْفَر فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَشهد شَيخنَا فِي إِجَازَته وَوَصفه بالفاضل الْعَالم البارع وَشَيخ وَالِده وجده. عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد الدوالي الْيَمَانِيّ الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الْمِائَة قبلهَا. كَانَ فَقِيها مرضِي السِّيرَة فِي قَضَائِهِ حسن الْخلق. ذكره الخزرجي فِي أَبِيه وَأَظنهُ توفّي فِي أَوَائِل هَذَا الْقرن. عبد الله بن مُحَمَّد بن نصر الْغَالِب بِاللَّه متملك غرناطة من الأندلس وحفيد الْأَمِير أبي الجيوش نصر بن أَمِير الْمُسلمين أبي الْحجَّاج بن أبي الْوَلِيد إِسْمَاعِيل بن نصر. ذكر المقريزي فِي حوادث سنة أَربع وَأَرْبَعين أَنه فِي رَجَب مِنْهَا ورد كِتَابه يتَضَمَّن مَا فِيهِ الْمُسلمُونَ بغرناطة من الشدَّة مَعَ النَّصَارَى

أهل قرطبة وإشبيلية وتطلب النجدة.) عبد الله بن مُحَمَّد بن يحيى بن عُثْمَان بن عِيسَى بن عمر بن عَليّ بن سَلامَة البيتليدي الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي نزيل الضيائية. ولد فِي سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من لفظ الْمُحب الصَّامِت التَّاسِع من مُسْند المقلين من الصَّحَابَة من حَدِيث أبي الطَّاهِر الذهلي وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء. وَمَات فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ ظنا. عبد الله بن مُحَمَّد بن التقي تَقِيّ الدّين بن قَاضِي الشَّام الْعِزّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ. درس بعد أَبِيه فَلم ينجب ثمَّ ولي الْقَضَاء بعد الْفِتْنَة بطرابلس. وَمَات فِي رَمَضَان سنة خمس عشرَة. عبد الله بن مُحَمَّد الْجمال الْبُرُلُّسِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. اشْتغل قَلِيلا وَكَانَ يتعانى زِيّ الصُّوفِيَّة ويصحب الْفُقَرَاء ثمَّ دخل مَعَ الْفُقَهَاء وناب فِي الحكم قَلِيلا وَكَذَا فِي بعض الْبِلَاد ثمَّ منع لكائنة جرت لَهُ لِأَن الشَّافِعِي لما مَنعه نَاب عَن الْحَنَفِيّ فعين عَلَيْهِ قَضِيَّة تتَعَلَّق بكنيسة الْيَهُود فَحكم فِيهَا بِحكم يتَضَمَّن حكم سَابق لقَاضِي الْحَنَابِلَة الْعَلَاء بن المغلى فَأنْكر عَلَيْهِ وقوبل على ذَلِك وَصرف عَن النِّيَابَة حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين وَهُوَ ظنا فِي عشر التسعين بِتَقْدِيم الْمُثَنَّاة. عبد الله بن مُحَمَّد الْجمال السمنودي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي. أَخذ عَن الْجمال الأسنائي وَالصَّلَاح العلائي وَأبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنشدني عَنهُ شعرًا ولازم السراج البلفيني وَكَذَا أَخذ عَن الكلائي الفرضي وَسمع البُخَارِيّ على البُلْقِينِيّ وناصر الدّين خَلِيل الطرنطائي وعزيز الدّين المليجي وَحدث بِهِ عَنْهُم قَرَأَهُ عَلَيْهِ الشهَاب الكلوتاتي بالقشتمرية بالتبانة فِي رَمَضَان سنة تسع عشرَة، ودرس بأماكن ونفع النَّاس مَعَ كَثْرَة الْمُرُوءَة والعصبية وَالْقِيَام بمصالح أَصْحَابه. مَاتَ فِي سلخ رَجَب سنة ثَلَاث وَعشْرين وَدفن فِي مستهل شعْبَان، تَرْجمهُ شَيخنَا فِي إنبائه ومعجمه، وَمن الْأَمَاكِن الَّتِي درس بهَا القطبية بِالْقربِ من سويقة الصاحب وَقد أَخذ عَنهُ الْعلم غير وَاحِد من أَصْحَابنَا فَمن فَوْقهم، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ كَانَ فَاضلا خيرا صحبته سِنِين حَتَّى مَاتَ. عبد الله بن مُحَمَّد الْجمال الْقَرَافِيّ. أَخذ عَن أبي الْحسن الأندلسي الْعَرَبيَّة وَمهر فِيهَا وَعمل مُقَدّمَة لَطِيفَة يتَوَصَّل بهَا إِلَى معرفَة الْإِعْرَاب بأسل

طَرِيق وانتفع بِهِ جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا ابْن خضر وَولي مشيخة الطنبدية بالصحراء مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَعشْرين وأظن المتلقى للطنبذية عَنهُ شَيخنَا الحناوي، وترجمه شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار.) عبد الله بن مُحَمَّد الْجمال المارديني وَيعرف بتمنع. قَالَ شَيخنَا فِي الأنباء كَانَ من أَوْلَاد الْأَغْنِيَاء فورث مَالا جزيلا فأنفقه فِي الْخيرَات ثمَّ افْتقر فَصَارَ يكدى بالأوراق وينظم الْبَيْتَيْنِ فِي ذَلِك أَحْيَانًا وَكَانَ يعاشر الرؤساء وللعز الْموصِلِي فِيهِ نظم. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ بِدِمَشْق. عبد الله بن مُحَمَّد الْجمال القاهري ثمَّ الخانكي قاضيها وَيعرف بالوفائي. ولد نَحْو سنة أَرْبَعِينَ بِالْقَاهِرَةِ وتحول مَعَ أَبِيه إِلَى الخانقاه فقطنها وَجلسَ مَعَ الشُّهُود بهَا وَقَرَأَ على مَحْمُود الْهِنْدِيّ وَأخذ عَن قاضيها الونائي بل سَافر إِلَى الشَّام فزار الْقُدس والخليل وَتردد الْخطاب وَكَذَا دخل حلب، وَحج غير مرّة وَصَحب المتبولي وَنَحْوه من المعتقدين وَولى حسبَة الخانقاه وشكرت سيرته بِالنِّسْبَةِ لما حدث ثمَّ قضاءها بعد الونائي شركَة لأبي الْغَيْث ثمَّ اسْتِقْلَالا بعد موت الشَّرِيك بل أشرك مَعَهُمَا الزين زَكَرِيَّا بن سَالم الْحَنَفِيّ مُضَافا للشريف مُحَمَّد بن كَمَال الْحَنَفِيّ الَّذِي كَانَ شَرِيكا للونائي وَلكنه فِي الْحَقِيقَة هُوَ المنظور إِلَيْهِ والمعول عَلَيْهِ سِيمَا مَعَ تودده ولين جَانِبه وتواضعه وإطعامه للطعام وإكرامه للوافدين وَنَظره فِي الْمصَالح فِي الْجُمْلَة وَكَون البدري أبي البقا بن الجيعان لَهُ بِهِ مزِيد اعتناء وَبِهَذَا كُله راج أمره وَصَارَ نَائِب المشيخة فِي الخانقاه بعد الْجَوْجَرِيّ. عبد الله بن مُحَمَّد الْعَفِيف الهبي الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ دكانيا ثمَّ صيرفيا وَصَحب فِي غُضُون ذَلِك الْكَمَال مُوسَى بن مُحَمَّد الضجاعي مُحدث زبيد وخطيبها على كبر ولازم مَجْلِسه مُدَّة وَقَرَأَ عَلَيْهِ جملَة من كتب الْفِقْه وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث وخدمه حَتَّى مَاتَ فصحب الْجمال مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن نَاصِر أحد فُقَهَاء زبيد من تلامذة ابْن الْمقري وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا وَحضر دروسه ثمَّ بعد مَوته انْتقل إِلَى مجْلِس الْجمال الطّيب النَّاشِرِيّ فَسمع عَلَيْهِ بعض الْكتب الْفِقْهِيَّة وَمَعَ هَذَا كُله فَلم يكن يفهم الواضحات فضلا عَن غَيرهَا وَلكنه ولي التدريس بِبَعْض الْمدَارِس بعناية بعض المشتهرين بِالْعلمِ وتقرب فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة وَتمكن من عَليّ بن طَاهِر وَكَانَ لَا يسمع إِلَّا قَوْله وَقدمه فِي صدقاته ثمَّ ولاه فِي سنة ثَمَانِينَ نظر الْأَوْقَاف مشاركا فباشره حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِمَّنْ لقِيه عبد الله بن عبد الْوَهَّاب الكازروني فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْإِيضَاح للنووي وَغَيره وَقَالَ

لي أَنه وَزِير صَاحب الْيمن عبد الْوَهَّاب بن طَاهِر وَإِلَيْهِ الْمرجع فِي أُمُوره ذُو وجاهة وثروة.) عبد الله بن مُحَمَّد الْعَفِيف الْيَمَانِيّ الجلاد. مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. عبد الله بن مُحَمَّد البطيني ثمَّ القاهري مؤدب الْأَبْنَاء بالمنكوتمرية. مِمَّن سمع مني وَحج وجاور سنة سِتّ وَتِسْعين. عبد الله بن مُحَمَّد البهنسي. فِيمَن جده عبد الله بن حسن بن يُوسُف. عبد الله بن مُحَمَّد الساعاتي الْمُؤَذّن بالجامع الْأمَوِي انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي فنه. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَقد قَارب الثَّمَانِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. عبد الله بن مُحَمَّد الطيماني. فِيمَن جده طيمان. عبد الله بن مُحَمَّد الظفاري الْمَكِّيّ دلال الرَّقِيق. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عبد الله بن مُحَمَّد الْقَارِي الشَّافِعِي خطيب القارة. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه مُجَردا. عبد الله بن مُحَمَّد القليجي. شهد على بعض الْحَنَفِيَّة فِي إجَازَة سنة إِحْدَى. عبد الله بن مُحَمَّد الْكَاهِلِي الْفَقِيه الصَّالح. مَاتَ بِمَدِينَة أَب سنة عشر. عبد الله بن مُحَمَّد الْهَمدَانِي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ مدرس الجوهرية بِدِمَشْق كَانَ خيرا عَارِفًا بمذهبه وبالقراءات ويقرئ. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة عشر وَقد بلغ السّبْعين. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. عبد الله بن مُحَمَّد الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه مُجَردا. عبد الله بن مَسْعُود بن عَليّ الشَّيْخ الْجَلِيل أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي التّونسِيّ العلبي وَيعرف بِابْن القرشية خَال سرُور الْمَاضِي. أَخذ عَن وَالِده عَن الوادياشي بِالْإِجَازَةِ فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ وَعَن أبي عبد الله بن عَرَفَة وَعَن قَاضِي الْجَمَاعَة أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن حفدة أحد من أَخذ عَن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام شَارِح ابْن الْحَاجِب وَعَن أبي الْقسم أَحْمد ابْن أبي الْعَبَّاس الغبريني مِمَّن أَخذ عَن أبي جَعْفَر بن الزبير وَابْن هرون وَابْن عربون وَعَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن إِدْرِيس الزواوي شيخ بجاية بل أَخذ عَنهُ المسلسل بالأولية ومصافحة المعمر وَعَن أبي عبد الله بن مَرْزُوق وَأبي الْحسن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد الْأنْصَارِيّ البطرني بل ذكر أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن وَسمع عَلَيْهِ كثيرا من الحَدِيث وَألبسهُ خرقَة التصوف وَعَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مَسْعُود بن غَالب البلنسي مِمَّن أَخذ عَن الوادياشي وَأبي عبد الله بن هزال وَعَن أبي عَليّ عمر بن قداح الهواري أحد أَصْحَاب ابْن عبد السَّلَام فِي آخَرين يتضمنهم فهرسته قَالَ شَيخنَا رَأَيْتهَا بِخَطِّهِ وَقد أجَاز فِيهَا لِابْنِ أُخْته سرُور فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمَات بتونس فِي سنة)

سبع وَعشْرين على مَا ذكر لي ابْن أُخْته انْتهى. وَرَأَيْت فِي نُسْخَتي أَيْضا من الأنباء سنة سبع وَثَلَاثِينَ فيحرر أَي التاريخين أصوب وَكَأَنَّهُ الأول. عبد الله بن مقداد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله الْجمال الأقفهسي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَيعرف بالأقفاصي. ولد بعد الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة وتفقه بالشيخ خَلِيل وَغَيره وَتقدم فِي الْمَذْهَب ودرس وناب فِي الْقَضَاء عَن الْعلم سُلَيْمَان الْبِسَاطِيّ فَمن بعده ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ غير مرّة أَولهَا فِي ولَايَة النَّاصِر فرج بعد موت ابْن الْجلَال وَآخِرهَا بعد صرف الشهَاب الْأمَوِي فِي رَمَضَان سنة سبع عشرَة فحمدت سيرته عفة وَحسن مُبَاشرَة وتودد مَعَ قلَّة الْأَذَى وَالْكَلَام فِي الْمجَالِس ومزيد تقشفه وتواضعه وَطَرحه للتكلف وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْمَذْهَب ودارت عَلَيْهِ الْفَتْوَى فِيهِ وَشرح الرسَالَة شرحا انْتفع بِهِ من بعده وَكَانَ مزجى البضاعة فِي غير الْفِقْه وَكَذَا عمل تَفْسِيرا فِي ثَلَاث مجلدات لم يشْتَهر أَخذ عَنهُ غير وَاحِد من الْأَئِمَّة الَّذين لَقِينَاهُمْ وَمَات وَهُوَ على الْقَضَاء فِي آخر الدولة المؤيدية فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَعشْرين وَقد قَارب الثَّمَانِينَ كَمَا اقْتَضَاهُ قَوْله لشَيْخِنَا وَذكره فِي أنبائه وَرفع الأصر وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة أَنه بَاشر بعفة وتصميم حَتَّى صَار النَّاس يَقُولُونَ جقمق الدوادار وطباخ عِنْده سَوَاء وَقَالَ المقريزي كَانَ فَقِيها بارعا عرف بالصيانة وَالدّين والصرامة نَاب فِي الحكم عَن الْعلم سُلَيْمَان الْبِسَاطِيّ سنة ثَمَان وَسبعين وَصَارَ الْمعول على فتواه من سِنِين، وَقَالَ فِي عقوده انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْمَالِكِيَّة ودارت على رَأسه الْفتيا سِنِين عديدة وَقَالَ الْبرمَاوِيّ هُوَ من أهل الْعلم لَهُ معرفَة جَيِّدَة بالفقه والنحو. عبد الله بن مَنْصُور الوجدي التلمساني المغربي السقا بِالْحرم. مَاتَ بِمَكَّة ببيمارستانها بالستسقاء فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين وَدفن بالشبيكة. عبد الله بن نجيب بن عبد الله الشّرف الْحلَبِي نَاظر الْجَيْش بهَا وَيعرف بِابْن النجيب كَانَ إنْسَانا حسنا دينا عَاقِلا سَاكِنا رَئِيسا جسيما محبا للْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ. مَاتَ فِي قلعة الرّوم سنة ثَلَاث. ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه. عبد الله بن نصر الله بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الله التَّاج بن الشَّمْس بن الزين ابْن الصاحب الشَّمْس القاهري سبط الشَّيْخ مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُدسِي الشَّافِعِي أحد من عرض عَلَيْهِ النُّور البلبيسي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بِجَامِع المقسي وَيعرف كسلفه بِابْن المقسي) نِسْبَة للمقسم ظَاهر الْقَاهِرَة لسكنى جده لأمه وَكَذَا جد وَالِده الصاحب الْمشَار إِلَيْهِ الَّذِي كَانَ يُقَال لَهُ وَهُوَ نَصْرَانِيّ قبل أَن يسلم شمس والمجدد لجامع بَاب الْبَحْر بِحَيْثُ اشْتهر الْجَامِع بِهِ وهجرت شهرته الأولى والمترجم فِي سنة خمس

وَتِسْعين وَسَبْعمائة من أنباء شَيخنَا وَغَيره نَشأ فِي حجر أَبِيه الْآتِي وتدرب بِهِ وَبِغَيْرِهِ فِي الْمُبَاشرَة فبرع فِيهَا وَقَرَأَ من الْقُرْآن جملَة وَكَانَ يتشفع وانتفع بِخِدْمَة ابْن الْهمام لكَونه كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ مَعَ إِبْرَاهِيم الطنساوي وناب عَن أَبِيه فِي اسْتِيفَاء الدولة أَيَّام كريم الدّين بن كَاتب المناخات وَكَانَ الزين الاستادار متزوجا بعمته وَتزَوج هُوَ بابنتها مِنْهُ ولازم خدمته بِالْكِتَابَةِ فِي ديوانه وَغَيرهَا ورقاه الاستادارية الناصري مُحَمَّد بن الظَّاهِر ثمَّ صَار أحد كتاب المماليك عوضا عَن أبي الْحسن بن تَاج الدّين الخطير ثمَّ اسْتَقل بالوظيفة بعد سعد الدّين مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر كَاتب العليق وَولى نظر الدولة فِي أَيَّام الْأَشْرَف إينال وانفصل عَنْهَا وَكَذَا انْفَصل عَن الأولى بِأبي الْفضل بن جُلُود وَاسْتقر فِي نظر الْجَيْش عوضا عَن الزين بن مزهر ثمَّ فِي نظر الْخَاص عوضا عَن الْعَلَاء بن الأهناسي وباشرهما مَعًا إِلَى أَن انْفَصل عَن الْجَيْش بالكمال بن الْجمال بن كَاتب جكم ثمَّ عَن بالزين ابْن الكويز ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا بعد إِلَى أَن غضب عَلَيْهِ الْأَشْرَف فايتباي وأهانه بِالضَّرْبِ بالمقارع لتكرر شكوى بعض أهل البرلس مِنْهُ وَاسْتقر عوضه بالبدر بن مزهر على كره من وَالِده ثمَّ اسْتَقر فِي الاستادارية بعد أَعْرَاض الدوادار الْكَبِير وتكررت إهانة الْأَشْرَف لَهُ بالسجن والترسيم والمصادرة إِلَى أَن تصفى وَالسُّلْطَان يتهمه مَعَ ذَلِك بالادخار لما حصله بل وَلما خلف عَن صهره فَهُوَ لذَلِك لَا يرحمه وَلَا يغيث شكواه ورثى لَهُ الْقَرِيب والبعيد خُصُوصا حِين الْأَمر بشنقه وَتوجه بِهِ الْوَالِي لذَلِك وَمَا بَقِي إِلَّا إِتْلَافه لَكِن حصلت الشَّفَاعَة فِيهِ وتسلمه الْوَالِي على مبلغ معِين فَمَا نَهَضَ للْقِيَام بِهِ وحول إِلَى سجن القلعة فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْم السبت سَابِع جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ أَمر بشنقه على حِين غَفلَة إِن لم يُعْط المَال فشنق وَهُوَ صَائِم لتصريحه بِالْعَجزِ عَن المَال ثمَّ حمل إِلَى أَهله فَغسل وكفن وَصلى عَلَيْهِ وَدفن بتربة الْمُجَاورَة لتربة الزين عبد الباسط وتأسف على فَقده سِيمَا على هَذِه الْكَيْفِيَّة كل وَاحِد وَأَرْجُو لَهُ الْخَيْر بذلك والتكفير عَنهُ خُصُوصا وَقد بَلغنِي أَنه كَانَ مُدَّة الترسيم عَلَيْهِ صَائِما مديم التِّلَاوَة وَقد زَاد على الْخمسين. وَمَاتَتْ أمه قبله بِقَلِيل وَكَانَت من الصَّالِحَات القانتات كأبيها. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَت فِيهِ حشمة ورياسة وتواضع وتودد وَلكنه فِيهِ بالْكلَام والملق أَكثر مَعَ ذوق وَفهم للنكتة واستحضار لكثير من) محَاسِن الشّعْر وَغَيره ولطف عشرَة وَنظر فِي كتب الْأَدَب والتواريخ واقتناء لجملة من ذَلِك وميل لحسان الْوُجُوه ومصاحبة لِذَوي

الذَّوْق من الْفُضَلَاء وَغَيرهم واعتقاد فِي المنسوبين للصلاح وإحسان كثير إِلَيْهِم وَقبُول شفاعاتهم ومزيد احْتِمَاله وَعدم تكثره ومنته كل ذَلِك على حسب الْوَقْت حَتَّى أَنه لم يخلف فِي أَبنَاء طَرِيقَته مثله وَأما فِي معرفَة الْمُبَاشرَة فجبل لَا يجارى وَقد ولي نظر مقَام الشَّافِعِي وَاللَّيْث غير مرّة فِي ضمن نظر القرافتين وَله هُنَاكَ مآثر كالسبيل الْمُقَابل لضريح الإِمَام وَكَذَا بَاشر وقف الشيخونية والصرغتمشية ومدرسة بشير الجمدار وَغَيرهَا وَمَا تركت من ضد محاسنه أَكثر عَفا الله عَنهُ. عبد الله بن يُوسُف بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن فَزَارَة بن بدر بن مُحَمَّد بن يُوسُف التقي أَبُو الْفَتْح الْجمال بن الشّرف الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَالْمَذْكُور أَبوهُمَا فِي الْمِائَة قبلهَا وَيعرف بِابْن الكفري. ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة واشتغل وتمهر وتنبه وَحضر فِي الْعَرَبيَّة عِنْد العنابي وَفِي الْأُصُول عِنْد الْبَهَاء الْمصْرِيّ وَفِي الْمَعْقُول عِنْد القطب التحتاني، وأحضر فِي الثَّالِثَة على السلاوي وَفِي الْخَامِسَة على ابْن الخباز وَسمع من أُخْته زَيْنَب ابْنة ابْن الخباز وَالشَّمْس بن نباتة وَآخَرين، وَخرج لَهُ أنس بن عَليّ الْمُحدث أَرْبَعِينَ حَدِيثا حدث بهَا وبغيرها سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، ودرس فِي حَيَاة أَبِيه وخطب وَولي قَضَاء الْعَسْكَر مُدَّة نَاب فِي الحكم ثمَّ اسْتَقل فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَلم يكن يحمد فِي حكمه مَعَ سياسة ومداراة وَحفظ لأيام النَّاس وَجمع بَين الْخِبْرَة بِالْأَحْكَامِ والحشمة ومذاكرته بأَشْيَاء قَالَ شَيخنَا سَمِعت عَلَيْهِ يَسِيرا فِيمَا أَحسب وَأَجَازَ لي وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَله بضع وَخَمْسُونَ سنة يعد أَن أوذي فِي المحنة وَهُوَ وَأَخُوهُ وأبوهما وجدهما ولي الْقَضَاء، ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه، وأرخ الْعَيْنِيّ وَفَاته فِي الْمحرم سنة أَربع وَاقْتصر على قَوْله تَقِيّ الدّين ابْن الكفري الْحَنَفِيّ قَاضِي دمشق كَانَت عِنْده فَضِيلَة تَامَّة وَيَد طولى فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع أدْرك نَاسا من الْعلمَاء الْكِبَار وَسمع مِنْهُم وَأخذ عَنْهُم، وَذكره المقريزي فِي عقوده، وأرخه كشيخنا. عبد الله بن يُوسُف بن عَليّ بن خلد الحسناوي البجائي المغربي الْمَالِكِي لَقِيَنِي بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فَأخذ عني الألفية الحديثية بحثا وَغَيرهَا ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ فَقَرَأَ عَليّ الْمُوَطَّأ بِتَمَامِهِ وَحمل عني فيهمَا وَفِي مَكَّة أَيْضا جملَة وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة، وَرجع إِلَى بِلَاده وَهُوَ من الْفُضَلَاء الْخِيَار المتقنين.) عبد الله بن يُوسُف الْبَغْدَادِيّ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عبد الله بن الْجمال الْحرَازِي. فِيمَن اسْم أَبِيه مُحَمَّد بن أبي الْفضل بن عبد الله.

عبد الله بن الْفَخر. يَأْتِي قَرِيبا فِي عبد الله الْبَصْرِيّ. عبد الله التَّاج المقسي. فِي ابْن نصر الله بن عبد اله الْغَنِيّ قَرِيبا. عبد الله الْجمال الأردبيلي الْحَنَفِيّ أحد الْفُضَلَاء. كَانَ أحد المقررين بالجانبكية والمعيدين بالصرغتمشية بل وَرغب لَهُ شيخها عَن تدريس الْمَسْجِد الَّذِي جدده الظَّاهِر بخان الخليلي ودرس مُدَّة إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَاسْتقر بعده فِي التدريس والطلب والأمشاطي وَفِي الْإِعَادَة خير الدّين الشنشي وَهُوَ أحد من أَخذ عَنهُ الْعلم فَإِنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ شرح المغنى للقاني فِي أصولهم والمصابيح لِلْبَغوِيِّ وَغَيرهمَا، وَكَانَ فَاضلا خيرا رَحمَه الله وإيانا. عبد الله بن جمال الْبُرُلُّسِيّ. فِي ابْن مُحَمَّد. عبد الله الْجمال التركماني الْحَنَفِيّ إِمَام قجماس نَائِب الشَّام. كَانَ ولي كِتَابَة سر حلب وَنظر جيشها وقلعتها ومرستانها بعد رَضِي الدّين بن مَنْصُور. عبد الله الْجمال الخانكي تربية السالمي. مِمَّن اعتنى بِهِ ابْن مُفْلِح الْيَمَانِيّ لكَونه كَانَ مولدا عِنْده بِحَيْثُ وقف عَلَيْهِ وعَلى ابْنَيْنِ لَهُ فِي جِهَات بر عقارات بالخانقاه وَكَانَ عِنْده كثير من إِثْبَات ابْن مُفْلِح وأجزائه وَمِمَّنْ أجَاز لهَذَا عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَلَا أستبعد إسماعه على غَيرهَا. مَاتَ عَن سنّ تزيد على التسعين أَو دونهَا فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَكَانَ متجملا فِي لِبَاسه محاكيا فِي ذَلِك رُؤَسَاء بَلَده بل إِذا رأى على ابْن الْأَشْقَر ثيابًا لَا يقر وَلَا يهدأ حَتَّى يجدد مثلهَا مِمَّن يركب البغلة وَلم ير لمزيد شهامته وَاقِفًا على سوقي وَلَا تولى غَالِبا شِرَاء شَيْء بِنَفسِهِ وَكَانَ بِأخرَة يكْتب على الاستدعاءات، وَمِمَّنْ لقِيه ابْن الشَّيْخ يُوسُف الصفي وَغَيره رَحمَه الله وإيانا. عبد الله الْجمال السكسون المغربي الْمَالِكِي. مِمَّن قدم الْقَاهِرَة، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه صحب وَالِده وَكَانَ حسن الِاعْتِقَاد فِيهِ والاختصاص بِهِ ثمَّ صحب بهادر المنجكي استادار الظَّاهِر برقوق وَأخذ لَهُ تدريس الْمَالِكِيَّة بالأشرفية الْمُجَاورَة للمشهد النفيسي وناله من بره فَركب البغلة وَحسنت دُنْيَاهُ حَتَّى مَاتَ فِي آخر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَأورد عَنهُ غير مَنَام ظهر أَثَره.) عبد الله الْجمال السمنودي. فِي ابْن مُحَمَّد. عبد الله الْجمال بن النحريري الْحلَبِي قاضيها الْمَالِكِي. مِمَّن كَانَ يتناوب للسعي فِيهِ هُوَ وَابْن جبنغل الْمَاضِي إِلَى أَن وَافقه ذَلِك على تَقْرِير قدر يومي يَدْفَعهُ لَهُ بِشَرْط إعراضه عَن السَّعْي وَترك المنصب لَهُ وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ مقلا فِي آواخر سنة سِتّ وَتِسْعين مصروفا وَكَانَ يكثر الْقدوم إِلَى الْقَاهِرَة ويتردد إِلَيّ أَحْيَانًا

وَله طلب ومشاركة فِي الْجُمْلَة لكنه مزري الْهَيْئَة عَفا الله عَنهُ وَهُوَ من بَيت، وَأَظنهُ ولي قَضَاء حماة أَيْضا بل أَظُنهُ ولد أَحْمد بن عبد الله الْمَاضِي وَأَنه مَاتَ فِي سنة أَرْبَعِينَ وَهُوَ قد ولي أَيْضا قَضَاء مِنْهُمَا. عبد الله وَيعرف بحاجي بهادر الأزبكي الجلالي عَتيق جلال الدّين مَسْعُود بن أصيل الدّين جَعْفَر البنجيري. لقِيه الطاووسي فِي سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة فاستجازه وَأخْبرهُ أَنه حِينَئِذٍ ناف عَن التسعين وَقَالَ أَنه كَانَ من الملازمين لجدي وَعمي وَسمع مَعَهُمَا أَكثر مَا سمعاه. عبد الله الأرغوني الرُّومِي وَيعرف بالأشرفي. مَاتَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ. عبد الله الأشخر بمعجمتين الْيَمَانِيّ. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. عبد الله الأقصرائي، فِي الفرنوي قَرِيبا. عبد الله باعلوي. مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد. عبد الله البجيري بجيم معقودة مفتي تونس وقاضي الْأَنْكِحَة بهَا مَاتَ فِي سنة تسع وَخمسين ونسبته بالحرف المولد بَين الْجِيم والشين الْمُشَدّدَة. قَالَه ابْن عزم، قلت وترجمه غَيره فَقَالَ عبد الله البشيري التّونسِيّ المغربي أَخذ عَن عِيسَى الغبريني وَتقدم فق الْفِقْه والعربية وَأم بِجَامِع الزيتونة وَولي قَضَاء الْأَنْكِحَة ودرس وَأفْتى وَأخذ عَنهُ بعض من لَقِيَنِي، وَهُوَ بموحدة مَفْتُوحَة ثمَّ مُعْجمَة مشدودة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ رَاء قَالَ وَمَا أعلم لماذا. عبد الله البشيري هُوَ الَّذِي قبله. عبد الله الْبَصْرِيّ الشهير بِابْن الْفَخر. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد وَكَانَ خيرا. عبد الله البهنسي التركماني كاشف الشرقية وَأحد الظلمَة أَصله من فُقَرَاء تركمان البهنسة وَقدم الْقَاهِرَة فَقِيرا مملقا وخدم فِي جِهَات عديدة بقرى الْقَاهِرَة مشدا على الْبِلَاد إِلَى أَن اتَّصل بِخِدْمَة الظَّاهِر جقمق قبل سلطنته فَلَمَّا تسلطن قربه ثمَّ ولاه كشف الشرقية الْوَجْه البحري من أَعمال) الْقَاهِرَة فَمَا عف وَلَا كف بل ساءت سيرته جدا وصادره غير مرّة وَأخذ من أَمْوَاله الخبيثة جملَة وَلما مَاتَ صودر أَيْضا مَعَ اسْتِقْرَار الْأَشْرَاف بِهِ أَيْضا فِي الشرقية لكنه بَاشر بذل وهوان وَآل أمره إِلَى أَن صرف. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَقد شاخ غير مأسوف عَلَيْهِ، وَكَانَ أكولا جدا. عبد الله الحامي المغربي. عبد الله الحبشي الْمَكِّيّ فَتى العذول. أحسن سَيّده تَرْبِيَته وأقرأه

الْقُرْآن وكتبا جملَة أَجَاد حفظهَا وعرضها عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة بل وَسمع عَليّ أَشْيَاء وَكَانَ ذكيا. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سادس جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين عِنْد بُلُوغه عوضه الله وسيده الْجنَّة. عبد الله الذاكر. قدم من الرّوم فقطن دمشق واعتقده النَّاس وتسلك بِهِ المريدون كَأبي بكر بن عبد الله العداس. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى عشرَة. عبد الله الرُّومِي نزيل البيبرسية. مِمَّن أثبت شَيخنَا اسْمه فِيمَن سَمعه مِنْهُ فِي الأمالي الْقَدِيمَة وَوَصفه بالشيخ. عبد الله الزرعي الشَّيْخ الصَّالح الْقدْوَة. مَاتَ بِبَيْت الْمُقَدّس سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. عبد الله السحلولي الْمَكِّيّ أحد المباركين الْمُنْقَطع برباط ربيع مِنْهَا. مَاتَ بهَا فِي صفر سنة سِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. عبد الله الشَّامي. هُوَ ابْن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد. عبد الله الضَّرِير. فِي ابْن عَليّ بن شُعَيْب. عبد الله الطَّائِفِي العلائي. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. عبد الله العجلوني. عبد الله الْعِرَاقِيّ الْحَضْرَمِيّ. مضى فِي ابْن عبد اللَّطِيف. عبد الله الفرنوي الْمَكِّيّ الأقصرائي. مضى فِي ابْن أَحْمد. عبد الله الْقَرَافِيّ السعودي وَيعرف بالأصيفر. أحد من لكثير من النَّاس حَتَّى السُّلْطَان فِيهِ اعْتِقَاد. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع مَحْمُود من القرافة وَدفن رَحمَه الله. عبد الله القليني المغربي الْمَالِكِي. مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين بمفرش النعام فِي رُجُوعه من الْحَج وَكَانَ يذكر بِالْفَضْلِ رَحمَه الله. عبد الله المغربي الْمَعْرُوف بالباجائي كَانَ مُبَارَكًا كثير التِّلَاوَة لِلْقُرْآنِ يجْهر فِي ذَلِك فِي الْمَسْجِد وعَلى قِرَاءَته أنس. مَاتَ فِي أَوَائِل سنة ثَلَاث بِمَكَّة بعد مجاورته بهَا سِنِين على طَريقَة) حَسَنَة. ذكره الفاسي. عبد الله محتسب الخانكاه. وقاضيها. فِي ابْن مُحَمَّد. عبد الله المكناسي المغربي وَيعرف بِابْن أَحْمد أحد أجداده. كَانَ عَالما مِمَّن غلب عَلَيْهِ الصّلاح والتصوف أَخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عبد الله الفوري. مَاتَ بعد الْأَرْبَعين. عبد الله النَّاشِرِيّ اليمني نزيل مَكَّة. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ.

وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. عبد الله الهبي. هُوَ ابْن مُحَمَّد مضى. عبد الله الْيَمَانِيّ الْأَعْرَج بواب بَاب السَّلَام من حرم مَكَّة. مَاتَ فِي صفر. عبد الْمُجيب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن سبط عبد الْمُجيب أحد خدام سَيِّدي أَحْمد البدوي وَيعرف بالكريدي، ولي مشيخة الْمقَام فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَلم يلبث أَن مَاتَ شَابًّا فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسِتِّينَ. عبد الْمجِيد بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله حَافظ الدّين أَبُو السعادات ابْن القَاضِي موفق الدّين النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ وَالِد عبد الْجَبَّار الْمَاضِي. ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَثَمَانمِائَة فحفظ الْقُرْآن وَقَامَ بِهِ فِي رَمَضَان بِمَسْجِد وَالِده بزبيد غير مرّة وَكَذَا حفظ الْبردَة ثمَّ الملحة والشاطبية ومعظم الْمِنْهَاج وَأخذ عَن وَالِده الْفِقْه والْحَدِيث وانتفع بِهِ فِي الْحَيَاة وَالْعَمَل وتفقه بِابْن عَمه الطّيب وَكَانَ جلّ معوله فِي الْفِقْه عَلَيْهِ فِي آخَرين وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على الشّرف إِسْمَاعِيل البومة والحساب على أَخِيه الْجمال مُحَمَّد وَسمع الْمجد اللّغَوِيّ وَابْن الْجَزرِي، وَأَجَازَهُ جمَاعَة وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَولى خطابة مَسْجِد معَاذ بالجند وَكَانَ شجي الصَّوْت جدا مَعَ المداومة على التِّلَاوَة وَالصِّيَام وَضبط اللِّسَان وَله نظم على طَريقَة الْفُقَهَاء، وناب عَن أَخِيه الشهَاب فِي الْأَحْكَام وَترك خطابة مَسْجِد معَاذ ونيابته وَمَا كَانَ اسْتَحَقَّه من الْمَعْلُوم فِيهِ زهدا وَكَذَا ولي تدريس الأَسدِية بتعز. ذكره الْعَفِيف عُثْمَان وَأورد لَهُ أشعارا وَقَالَ غَيره أَنه ولي قَضَاء زبيد بعد وَفَاة أَخِيه أبي الْفضل أَحْمد الْمَاضِي فَسَار فِيهِ سيرة حَسَنَة وَكَانَ تقيا نقيا ناكسا كثير التِّلَاوَة متواضعا. مَاتَ هُوَ وَابْنه عبد الْجَبَّار فِي يَوْم وَاحِد من سنة سبع وَخمسين وَصلي عَلَيْهِمَا مَعًا دفْعَة فِي مشْهد عَظِيم رحمهمَا الله. عبد الْمجِيد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد ابْن القطب) مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ. أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة. ذكره ابْن فَهد وبيض لَهُ. عبد الْمجِيد بن مُحَمَّد بن أبي شاذي الْمحلي سبط الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري. مِمَّن جاور مَعنا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَانَ يحضر مَعَ الْجَمَاعَة فِي السماع وَرجع فِي الْمَوْسِم مَعَ خَاله أبي الْعَبَّاس وتكسب بحانوت فِي سوق أَمِير الجيوش وَأَخُوهُ مُحَمَّد كَانَ أشبه مِنْهُ وَأما هَذَا فَلَيْسَ بِذَاكَ وَقد زوجه أَبُو الْفَتْح بن الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس ابْن عمته ابْنَته بعد امْتِنَاعه أَولا كَمَا أَن وَالِد هَذَا زوج ابْنَته لِابْنِ خروب المراكبي وَالله يحسن عاقبتهما. عبد الْمجِيد الشَّاعِر الأديب صَاحب قصَّة يُوسُف الْمُسَمَّاة مؤنس العشاق

بالتركي وَهِي من أطرف مَا صنف قَالَه ابْن عرب شاه وَهُوَ مِمَّن لقِيه. عبد المحسن بن أَحْمد بن أبي بكر عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ ابْن عَم الكريمي عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الْمَاضِي وَأَبُو زوجه الْجمال مُحَمَّد بن الشَّيْخ إِسْمَاعِيل وَأمه زَيْنَب ابْنة الْمُحب بن ظهيرة. ولد سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَحضر الدُّرُوس وَسمع أَبَا الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي وَآخَرين. مَاتَ بعد تعلله مُدَّة فِي سَابِع شَوَّال سنة ثَمَان وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ عقب الصُّبْح من الْغَد ثمَّ دفن بالمعلاة. عبد المحسن بن أَحْمد بن الْبَدْر حُسَيْن السَّيِّد بن الأهدل يَأْتِي فِي مُحَمَّد فَهُوَ مُسَمّى بهما وَسَماهُ أَبوهُ عبد المحسن محبَّة لشخص كَانَ بِمَكَّة شاذلي يُسمى كَذَلِك. عبد المحسن بن حسان الْبَغْدَادِيّ القطفني البطايني الأديب. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أنشدنا من شعره وَكَانَ يجيد المواليا وَذكر أَن مولده فِي حُدُود سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَأَنه كَانَ فِي سنة غرق بَغْدَاد رجلا وَدخل الْقَاهِرَة فقطنها وأسن وَضعف بَصَره وَهُوَ مُسْتَمر على صناعَة نسج الثِّيَاب وَالشعر إِلَى أَن ضعف بَصَره وعهدي بِهِ فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. عبد المحسن بن عبد الصَّمد بن لطف الله بن مُحَمَّد بن حسن بن حميد الدّين الشرواني الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. أَخذ الْفِقْه والنحو والمنطق عَن خَاله الصفي عبد الْمُؤمن بن عبد الرَّحِيم الشرواني وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْأَنْوَار وَالْحَاوِي وَشَرحه للقونوي وَالْمُحَرر والمنطق أَيْضا وَغَيره عَن) الصّلاح مُوسَى الأردبيلي ثمَّ الشرواني والمنطق أَيْضا مَعَ الْأَصْلَيْنِ وَالتَّفْسِير والمعاني وَالْبَيَان عَن القوام مُحَمَّد الكربالي وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْكَشَّاف بل سمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ وأصول الدّين كشرح المواقف والمعاني وَالْبَيَان كشرح الْمِفْتَاح للسَّيِّد والمطول مَعَ الْخُلَاصَة فِي عُلُوم الحَدِيث للطيبي وَغَيرهَا عَن المحيوي مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ وَكَذَا أَخذ الْبَعْض من المطول والمختصر وَمن شرح الجغميني للسَّيِّد وَجَمِيع شمسية الْحساب عَن سَلام الله الْمَاضِي فِي آخَرين، وبرع فِي فنون وَقدم مَكَّة فقطنها على طَريقَة جميلَة وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء كالنور عبيد الله بن الْعَلَاء بن عفيف الدّين الأيجي وقريبه أصيل الدّين وَمعمر وَالشَّمْس الزعيفريني وأثنوا على فضائله وديانته وسكونه وَقد رَأَيْته فِي مجاورتي الثَّالِثَة وَكَانَ كثير الانجماع والتوعك. مَاتَ فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة وَأَظنهُ زاحم السّبْعين إِن لم يكن جازها رَحمَه الله. عبد المحسن بن عَليّ بن عمر الْيَمَانِيّ الْمَاضِي أَخُوهُ عبد الرؤوف والآتي أَبوهُمَا وَابْن أخيهما عبد الْمُغنِي بن أبي الْفَتْح من بَيت صَلَاح وشهرة. مَاتَ بجدة وَلَهُم

قبَّة بهَا فِيهَا قَبره وقبر ابْن أَخِيه وَغَيرهمَا. عبد المحسن بن مُحَمَّد بن عبد المحسن قوام الدّين أَبُو مُسلم بن إِمَام الدّين ابْن قوام الدّين الفالي الشَّافِعِي كَانَ أفقه فُقَهَاء عصره وَأتقى عُلَمَاء دهره وَرَئِيس الْمُفْتِينَ فِي الشَّافِعِيَّة حَسْبَمَا وَصفه بذلك وبأزيد مِنْهُ الطاووسي وَهُوَ من شُيُوخه الَّذين سمع مِنْهُم، وَقَالَ أَنه مَاتَ فِي ظهر يَوْم السبت ثامن رَمَضَان سنة أَربع وَعشْرين عَن ثَمَان أَو تسع وَخمسين سنة. عبد المحسن الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ شيخ صَالح مُعْتَقد. مَاتَ بهَا فِي صفر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. عبد الْمُعْطِي بن أَحْمد بن الْمُحب أبي الْحُسَيْن الشِّيرَازِيّ الأَصْل الْمدنِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن الْمُحب. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. عبد الْمُعْطِي بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي البركات أَبُو الْفضل بن الْفَخر بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ ابْن أخي الْبُرْهَان عالمها وقاضيها شَقِيق عبد الْعَزِيز فايز الْمَاضِي وَذَاكَ الْأَكْبَر وأمهما حبشية فتاة أَبِيهِمَا. ولد فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر ربيع الأول سنة أَربع وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَجعل الْإِرْشَاد لِابْنِ الْمقري واشتغل عِنْد إِسْمَاعِيل بن أبي يزِيد وَغَيره وَكَذَا أَخذ من مجلى وَعَن السَّيِّد الْكَمَال بن حَمْزَة الدِّمَشْقِي حِين مجاورتهما وَعَن عبد النَّبِي الْغَزِّي فِي أصُول الدّين وَأخذ عَن عيان فِي الْمنطق وَغَيره وَحضر عِنْد الْخَطِيب الوزيري فِي) أصُول الْفِقْه والمعاني وَأخذ فِي ابْتِدَائه فِي تفهيم التَّنْبِيه عَن فقيهه الْجمال الْحَرَّانِي بل حضر دروس ابْن عَمه الجمالي وزوجه ابْنَته وَسمع مني بِمَكَّة وزار الْمَدِينَة وَفهم وتميز مَعَ سُكُون وعقل. عبد الْمُعْطِي بن خصيب بِمُعْجَمَة ثمَّ مُهْملَة كطبيب ابْن زَائِد بن جَامع أَبُو الْمَوَاهِب بن أبي الرخا بِمُعْجَمَة المحمدي نِسْبَة لعرب بالمغرب يُقَال لَهُم بَنو مُحَمَّد التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة، وَنسبَة ابْن عزم باليزليتني الدخلي، ولد سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة أَو فِي الَّتِي بعْدهَا ببادية تونس وَنَشَأ بتونس فَأخذ الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا عَن عِيسَى الحصيبي وعَلى الْعَرَبِيّ الحساني التّونسِيّ وأبوي الْقسم المصمودي والفهمي الفاسي تلميذ ابْن عَرَفَة ولازم الثَّالِث فِيهَا وَفِي الْقرَاءَات وتهذب بهم فِي السلوك والعرفان وأتقن أصُول الدّين بِالدُّخُولِ فِي كتبه تدريجا مَعَ الرَّابِع، وَكلهمْ مِمَّن صحب فتح الله العجمي نزيل الْمغرب بل هُوَ مِمَّن انْتَمَى صَاحب التَّرْجَمَة أَيْضا إِلَيْهِ ولازمه وتسلك بِهِ وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالْأَخْذِ عَن الْأَوَّلين وَكَانَ الثَّلَاثَة حَسْبَمَا قَالَه

لي فِي علو الشَّأْن بمَكَان مِمَّن لَهُم الكرامات الظَّاهِرَة والمكرمات الباهرة وَكَذَا أَخذ عَن عبد الْغَنِيّ اللجمي أحد من حضر عِنْد ابْن عَرَفَة بل حضر أَيْضا دروس أَحْمد القلشاني وأخيه عمر وَمُحَمّد بن عِقَاب فِي آخَرين، وتميز فِي فنون الْعلم وَطَرِيق الْقَوْم وَهَاجَر من بِلَاده فَدخل الْقَاهِرَة ليلقى من بهَا من المسلكين وَالْعُلَمَاء فَرَأى بعض العارفين بِجَامِع الْأَزْهَر فلوح لَهُ بالتوجه لمَكَّة فسافر فِي الْبَحْر فوصلها فِي أثْنَاء سنة سِتِّينَ فحج ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة وَسمع بهَا على أَبَوي الْفرج المراغي والكازروني ودام بهَا ثَلَاث سِنِين يحجّ فِي كلهَا ثمَّ قطن مَكَّة وَلم يخرج مِنْهَا إِلَّا لبيت الْمُقَدّس ودمشق وَاجْتمعَ فِي كل مِنْهُمَا بِجَمَاعَة كالتقي القلقشندي وَابْن جمَاعَة وماهر وَعبد الْقَادِر النَّوَوِيّ والبرهان الباعوني والبدر بن قَاضِي شُهْبَة والزين خطاب وزار الْخَلِيل وَكَانَ يتحرج من الدُّخُول لعلو السرداب أدبا وَيقف بمَكَان فاتفق أَنه رأى الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْمَنَام بِهِ وَأمره بزيارة بنيه بعد أَن كَانَ عزم على التّرْك حِين رأى كَثْرَة الْجمع الَّذِي لَا يحصل لَهُ مَعَه توجه فامتثل وَلم يعْدم خلقا قَاصِدين لذَلِك، وَكَانَ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَالَّتِي تَلِيهَا بِتِلْكَ النواحي وَلم يحجّ فِي أول السنتين وَعَاد لمَكَّة وَقد تمكن من الْعرْفَان وتفنن فِي طرق الْإِرْشَاد وَالْبَيَان فَانْقَطع بهَا كل ذَلِك وَهُوَ متقلل من الدُّنْيَا وَلم يخرج مِنْهَا لغير الزِّيَارَة النَّبَوِيَّة وَرُبمَا خالط بعض الْأَئِمَّة كأحمد بن يُونُس وَغَيره وَأكْثر بِمَكَّة من) الانجماع وَالسُّكُوت مَعَ مزِيد الْعِبَادَة وَالْعقل وَحسن الْعشْرَة والخبرة التَّامَّة والفهم الْجيد فَصَارَ بِهَذِهِ الْأَوْصَاف إِلَى شهرة وجلالة وَذكر بالصلاح وانتشر أمره وَظهر ذكره واختص بِهِ عَليّ بن الظَّاهِر وَثقل ذَلِك على أَخِيه الْجمال سِيمَا وَقد علم أَن الشَّيْخ يعلم حَقِيقَة إجحافه لِأَخِيهِ واختصاصه دونه بِمَا شَاءَ من مِيرَاث أَبِيه حَتَّى صَار كالفقير وارتقى أَعنِي الشَّيْخ فِي الْحَال وَصَارَت لَهُ دور بِمَكَّة إنْشَاء وَشِرَاء بل أنشأ بالمعلاة تربة إِلَى غير ذَلِك بمنى وَجدّة وَكَانَت لَهُ زَوْجَة تلقب ببنى راحات تذكر بِمَال جزيل فاستمر يتجرع الِابْتِلَاء بهَا مَعَ كبرها حَتَّى مَاتَت وَلم يتَمَكَّن أحد لكبير شَيْء من تعلقهَا وَرغب فِي لِقَائِه من شَاءَ الله من القادمين بل أَخذ عَنهُ جمَاعَة من الْفُضَلَاء مِمَّن سَافر مَعَ الرجبية فِي سنة إِحْدَى وَسبعين التصوف وأثنوا على فضائله وفصاحته كل ذَلِك بتدبير البرهاني وتنويه وَكَانَ مِمَّن حضر عِنْده الزين بن مزهر وَابْن قَاسم وَابْن الْأَمَانَة وَابْن الْأَمَانَة وَابْن الصَّيْرَفِي والزين بن قَاضِي عجلون فَزَاد ارتقاؤه بل كَانَ أَقرَأ قبل ذَلِك فِي الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة، وَكَذَا أَقرَأ بعد ذَلِك النُّور الفاكهي وَالسَّيِّد لقسي الوفائي وَغَيرهمَا من الْفُضَلَاء العوارف السهروردية والبرهان الْأنْصَارِيّ

الخليلي بن قبقب فِي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَحضر مَعَه الفاكهي الْمَذْكُور والسراج معمر وَغَيرهمَا ثمَّ بِأخرَة أَقرَأ العوارف أَيْضا والرسالة القشيرية بل حدث بِصَحِيح مُسلم وَغَيره واغتبط بِهِ جمع من الْفُضَلَاء وَرُبمَا أَقرَأ التائية وَنَحْوهَا مَعَ إِنْكَاره على المطالعين لكَلَام ابْن عَرَبِيّ وإظهاره التبري من ذَلِك بِحَيْثُ حلف عَلَيْهِ وتمقت من نسبه إِلَيْهِ فِي حَيَاته ثمَّ بعد مماته، وَكنت مِمَّن جلس مَعَه فِي السّنة الْمشَار إِلَيْهَا مرّة وَسمعت كَلَامه ثمَّ تودد إِلَيّ فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة بالعيادة والإهداء والزيارة غير مرّة بل وَكتب بِخَطِّهِ من تصانيفي القَوْل البديع واغتبط بِهِ وَأفَاد بهامشه مَا أوضحت الْأَمر فِيهِ وَأظْهر فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَالَّتِي بعْدهَا حِين مجاورتي فيهمَا بِمَكَّة مزِيد الإقبال واستكتب من تصانيفي المختصرة جملَة وَمن ذَلِك كراسة مفيدة بديعة فِي التفكير من تصانيف ابْن عَرَبِيّ وَكَلَامه وَحضر عِنْدِي فِي كثير من الخنوم وَزَاد تأدبه وتردده بِحَيْثُ سمع مني أَشْيَاء واستجازني وكتبت لَهُ كراسة وتزايد إقباله على سِيمَا فِي سنتي ثَمَان وَتِسْعين وَالَّتِي بعْدهَا بِحَيْثُ كَانَ من أَوْصَافه لي الْكثير مِمَّا أستحي من الله أَن أثْبته والأعمال بِالنِّيَّاتِ وَقد ترادف عَلَيْهِ فِي سنة تسع وَتِسْعين موت الْجمال بن الطَّاهِر وأخيه وَكَانَ ألمه بفقد ثَانِيهمَا أَكثر وتوجهه للدُّعَاء لَهُ أغزر وَانْقطع هُوَ بعد مَوته مُدَّة أَرْجُو أَن يكون عَاقبَتهَا الصِّحَّة والعافية فَهُوَ) الْآن فريد فِي مَعْنَاهُ بِلَا دفاع وَهُوَ فِي وفور الْعقل كلمة إِجْمَاع. عبد الْمُعْطِي الْمَدْعُو عبيد بن نور الدّين عَليّ بن الزين الْعمريّ القاهري المرخم. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. عبد الْمُعْطِي بن عمر بن أبي بكر الْيَمَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن حسان. حفظ الْقُرْآن وَهُوَ شَاب ذُو فَضِيلَة وَفهم جيد وذوق ولطف سمع مني فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة ثمَّ رَأَيْته فِي الَّتِي تَلِيهَا يُؤَدب الْأَبْنَاء مَعَ مداومته الْحُضُور عِنْد الْجمال أبي السُّعُود القَاضِي والشريف الْحَنْبَلِيّ والاستمداد مِنْهُمَا وسافر مَعَ ثَانِيهمَا للزيارة النَّبَوِيَّة وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات كل ذَلِك مَعَ اخْتِصَاصه بِعشْرَة أبي المكارم بن ظهيرة وَقد حضر عِنْدِي فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وأنست مِنْهُ فهما وعقلا. عبد الْمُعْطِي بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر الفوي الأَصْل القاهري الْآتِي أَبوهُ. مِمَّن تنزل فِي الْجِهَات وَحضر عِنْدِي قَلِيلا. عبد الْمُعْطِي بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. عبد الْمُعْطِي بن مُحَمَّد الزين الريشي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ. كَانَ يتَرَدَّد لأقباي

الْحَاجِب بِحَيْثُ أَقَامَهُ فِي عمَارَة لَهُ بِرَأْس البندقانيين وَهُوَ حِينَئِذٍ نَائِب الْغَيْبَة وَصَاحب التَّرْجَمَة يَنُوب فِي الْقَضَاء عَن الْحَنَفِيَّة فَصَارَ يَأْمر بصفع من يُرِيد مِمَّن يتحاكم إِلَيْهِ بل يُرْسل لمن يُرِيد إهانته من بَيَاض النَّاس فيصفع فتحاماه النَّاس وشاع عَنهُ أَنه رفع لَهُ شَاب ابْن نَحْو عشْرين سنة فَادّعى عَلَيْهِ إِكْرَاه صَغِير مراهق حَتَّى فسق بِهِ فَأمر فِي الْحَال من بِحَضْرَتِهِ من الفعلة الَّذين فِي الْعِمَارَة بِالْفِسْقِ بِهِ قصاصا زعم فعظمت الشناعة عَلَيْهِ بذلك فَأرْسل الْأَمِير أَحْمد ابْن أُخْت الْجمال الأستادار وَهُوَ يَوْمئِذٍ يَنُوب عَن خَاله إِلَيْهِ فهرب واحتمى بإقباي فَلَمَّا علم إقباي بِصُورَة الْحَال أرْسلهُ إِلَيْهِ فَضَربهُ وَاجْتمعَ عَلَيْهِ من تقدم لَهُ مِنْهُ أَذَى من الْعَوام فكادوا يقتلونه وبالغوا فِي إهانته وصفعه ثمَّ خلص وَعَاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَذَلِكَ فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة فِي غيبَة الْعَسْكَر فَلَمَّا قدم الْعَسْكَر ذكر ولد الْحَنَفِيّ لِأَبِيهِ مَا جرى لَهُ لكَونه كَانَ يُبَالغ فِي الْإِسَاءَة لَهُ بل ويزدري جَمِيع النواب فتمالئوا عَلَيْهِ وأنهوا إِلَى الاستادار قصَّته فَضَربهُ بِحَضْرَة الْقُضَاة الْأَرْبَعَة سَبْعمِائة عصاة وسجنه وَحصل لَهُ من النَّاس أَيْضا حَالَة مَجِيئه وتوجهه إِلَى السجْن) صفع عَظِيم بل بلغ خَبره السُّلْطَان فَأمر بإحضاره فَضَربهُ بالمقارع وَأقَام فِي الْحَبْس مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ خلص بعد مُدَّة وتناسى النَّاس الْخَبَر وَأظْهر هُوَ الرُّجُوع عَن تِلْكَ الطَّرِيقَة فَعَاد إِلَى نِيَابَة الحكم عَن قُضَاة الْحَنَفِيَّة، وَبلغ من أمره فِي سلطنة الْأَشْرَف أَن التفهني امْتنع من استنابته فَأرْسل إِلَيْهِ نَاظر الْجَيْش وَكَاتب السِّرّ برهَان الدّين الشريف برسالة عَن السُّلْطَان يَأْمُرهُ باستنابته وَصَارَ يحضر مجْلِس السُّلْطَان أَحْيَانًا فيسخر مِنْهُ وَحضر المولد النَّبَوِيّ، وَاسْتمرّ على طَرِيقَته ومجونه إِلَى أَن مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ مقهورا بِسَبَب أَنه كَانَت لَهُ صرة ذهب خشِي عَلَيْهَا من السراق فأودعها عِنْد بعض الْقُضَاة ثمَّ احْتَاجَ لشَيْء مِنْهَا فَادّعى الْمُودع أَنَّهَا سرقت من منزله وَحلف لَهُ على ذَلِك فَمَا اسْتَطَاعَ أَن ينازعه لشدَّة سطوة القَاضِي وبادرته فكمد فَمَاتَ. أرخه شَيخنَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَقَالَ فِي الْحَوَادِث أَن وَفَاته فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَحَدهمَا سَهْو. عبد الْمُغنِي بن أبي الْفَتْح بن الشَّيْخ الْوَالِي عَليّ بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْجمال الْقرشِي نِسْبَة للقرشية بِالْقربِ من زبيد الْجمال الْقرشِي الْيَمَانِيّ الشاذلي صَاحب المخا سَاحل بِالْيمن قريب من بَاب المندب ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة كَانَ عَاقِلا كَامِلا مكرما للواردين ذَا وجاهة عِنْد مُلُوك الْيمن وَلَهُم عَلَيْهِ اعْتِمَاد بِحَيْثُ كَانَ يصل بِصَدَقَاتِهِمْ إِلَى مَكَّة ولديه دنيا وَاسِعَة وَله فِي جدة جاه وحشمة بِسَبَب صحبته السَّيِّد بَرَكَات ووالده. مَاتَ فِي

آخر الْمحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ وَدفن عِنْد عَمه عبد المحسن بجدة فِي قبَّة لَهُم هُنَاكَ، كتب إِلَيّ بذلك الْكَمَال مُوسَى الذوالي الْيَمَانِيّ، وَكَانَ لَهُ من الْأُخوة عدَّة كصديق وَعبد الرَّحْمَن وَعلي وَمن الْأَعْمَام سَبْعَة مِنْهُم عبد الرؤوف الْمَاضِي وَكلهمْ صَالِحُونَ وَهُوَ مِمَّن تحول من القرشية مَعَ أَبِيه وجده إِلَى المخا وَأخذ عَن جده أحد أَصْحَاب القَاضِي نَاصِر الدّين بن الميلق وَدخل مصر وإسكندرية مرَارًا. أَفَادَهُ بعض الآخذين عَنهُ. عبد المغيث بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمُحب أَبُو الْغَيْث أَو أَبُو الْغَوْث بن الزين أبي محسن القاهري السنقري الشَّافِعِي سبط الْبُرْهَان الشنويهي الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْفُرَات. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالقراسنقرية وَنَشَأ بهَا فحفظ عِنْد أَبِيه الْقُرْآن والعمدة وألفية الحَدِيث والنخبة والشاطبية والمنهاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وتوضيحها والجرومية وَإِلَى الصّرْف من التسهيل وَالتَّلْخِيص والشمسية) والحاجبية حَتَّى الْعرُوض وَعرض على شَيخنَا وباكير وَأبي الْفَتْح بن وفا وَآخَرين وَأخذ فِي الْفِقْه على الْعلم البُلْقِينِيّ والجلال الْمحلي وَمِمَّا أَخذه عَنهُ شروحه للورقات وللبردة ولجمع الْجَوَامِع ولغالب شرح المناهج وَأَجَازَهُ بهَا وَالْفَخْر المقسي فِي آخَرين وَعَن السنهوري أَخذ الْأُصُول أَيْضا وَعنهُ والأبدي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ أَخذ الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذهَا عَن السَّيْف الْحَنَفِيّ بل ولأجله شرع فِي حَاشِيَة التَّوْضِيح وَعَن الأبدي والعز أَخذ الْمنطق وَأخذ الصّرْف عَن التقي الحصني بل لَازمه فِي غير ذَلِك والفرائض عَن البوتيجي وَأبي الْجُود والحساب عَن أبي البركات الغراقي فِي آخَرين فِيهَا وَفِي غَيرهَا وَسمع يَسِيرا على بعض الشُّيُوخ ثمَّ انجمع مَعَ التقلل وَاسْتقر فِي إِمَامَة البيبرسية برغبة ابْن قمر وتعانى النّظم وامتدح غير وَاحِد من شُيُوخه بل أَنْشدني فِي أَبْيَات وَكثر تردده إِلَيّ وكتبت عَنهُ قَوْله: (إِلَه الْعَرْش يَا ثقتي وذخري ... أَغِثْنِي سَيِّدي رَبِّي ودود) (إِذا مَا الْخلّ أسكنني بلحد ... وفارقني وخلاني ودود) وَقَوله: (صبرت دهري أروم خلا ... بمقصدي لَا يرى مخلا) (فَلم أجد غير من تخلا ... فعاقل الدَّهْر من تخلى) وَقَوله: (إِذا الْمَرْء لم يعدد لنعمة ربه ... قيودا من الطَّاعَات وَالْحَمْد وَالشُّكْر) (تطير وَلم ترجع كلمحة مبصر ... ويسلبها الْمَغْرُور من حَيْثُ لَا يدْرِي) وَهُوَ مِمَّن كتب على مَجْمُوع البدرى أبياتا وهجا الْكَمَال الأسيوطي وقطن جَامع

المقسى وَرُبمَا أم وخطب بِهِ وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْقطر بِهِ مَعَ سرعَة حَرَكَة. عبد المغيث بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الطواب. بَاشر فِي كثير من الْمَظَالِم وَكَانَ قد سمع على شَيخنَا فِي سنة أَرْبَعِينَ وَقبلهَا فِي الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره. مَاتَ. عبد الْملك بن أبي بكر بن عَليّ بن عبد الله الْموصِلِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الدُّرَر وَغَيرهَا والماضي وَلَده فِي الأحمدين. ولد بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا وَأخذ عَن أَبِيه وتحول بعده إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَأخذ عَن ابْن الناصح وَغَيره وَعمل مُقَدّمَة فِي الْفِقْه ورسالة فِي التصوف وَغير ذَلِك وَمن نظمه فِي مطلع قصيدة:) (أنثر بِطيبَة وأنظم أطيب الْكَلم ... وَأنزل بهَا ثمَّ يمم سيد الْأُم) وَهُوَ مِمَّن قرض السِّيرَة المؤيدة لِابْنِ ناهض وَأخذ عَنهُ الأكابر وهرعوا لزيارته وَالْأَخْذ عَنهُ والاستشفاع بِهِ وَكَانَ الشهَاب بن رسْلَان يجله وَيدل عَلَيْهِ من يروم أَخذ الطَّرِيق وَله ذكر فِي تَرْجَمته، وَحج مرَارًا وَمَات فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين بِبَيْت الْمُقَدّس وَدفن عِنْد أَبِيه بماملا وَقد نقل شَيخنَا فِي سنة سبع وَتِسْعين من أنبائه فِي تَرْجَمَة أَبِيه عَنهُ شَيْئا رَحمَه الله وإيانا. عبد الْملك بن حُسَيْن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الزين والتاج أَبُو المكارم بن الْبَدْر ابْن النُّور الطوخي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ. ولد فِي سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين واعتنى بالقراءات فَتلا على وَالِده للسبع إفرادا ثمَّ جمعا وَكَذَا على الْغَرْس خَلِيل المشبب والشرف يَعْقُوب الجوشني والنشوي والزراتيتي وَالْفَخْر الضَّرِير الإِمَام وَأذن لَهُ الْفَخر فِي الإقراء فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وتلا على التنوخي أَيْضا للسبع لَكِن إِلَى المفلحون ورفيقا للزراتيتي أحد شُيُوخه من أول الْأَحْقَاف إِلَى آخر الْقُرْآن وَعرض عَلَيْهِ الشاطبيتين حفظا وَسمع اللامية مِنْهُمَا قبل ذَلِك على الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وَأخذ فِي الْفِقْه يَسِيرا عَن السراج البُلْقِينِيّ ثمَّ عَن الشَّمْس الغراقي وَقَرَأَ الْمَجْمُوع فِي الْفَرَائِض على الشهَاب العاملي وَسمع على عَزِيز الدّين المليجي صَحِيح البُخَارِيّ وعَلى الصّلاح البلبيسي صَحِيح مُسلم وأدب الْأَطْفَال وقتا وقصده الطّلبَة بِأخرَة فِي الْقرَاءَات وَالسَّمَاع وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الزين جَعْفَر السنهوري وَكَذَا أخذت عَنهُ فِي آخَرين من الْفُضَلَاء، وَكَانَ سَاكِنا صَالحا محبا فِي الإسماع كثير التِّلَاوَة فَقِيرا قانعا. مَاتَ فِي مستهل رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين رَحمَه الله وإيانا. عبد الْملك بن سعيد بن الْحسن نظام الدّين الدربندي الْكرْدِي الْبَغْدَادِيّ الشَّافِعِي من أَصْحَاب النُّور عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ. ولد فِي شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ذكره الْعَفِيف الجرهي فِي مشيخته وَأَنه أجَاز لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَهُوَ الَّذِي نسبه دربنديا وَقَالَ نزيل رِبَاط السِّدْرَة سمع بِبَغْدَاد على أَصْحَاب الحجار وبالمدينة النَّبَوِيَّة على الْعِرَاقِيّ وبالقدس على أبي الْخَيْر بن العلائي وَحدث عَنهُ بالعدة عَن الكرب والشدة لِأَبِيهِ وَصَحب النُّور عبد الرَّحْمَن الاسفرايني الْبَغْدَادِيّ وَتخرج بِهِ وتسلك ولازم الْخلْوَة كثيرا وَدخل دمشق وَتردد لمَكَّة مرَارًا وجاور فِيهَا غير مرّة وَتوجه مِنْهَا إِلَى الْيمن فِي أول سنة سِتّ عشرَة وَعَاد مِنْهَا إِلَى مَكَّة فِي منتصف الَّتِي تَلِيهَا وَأقَام بهَا حَتَّى مَاتَ غير أَنه توجه لزيارة الْمَدِينَة) فِي بعض السنين وَعَاد فِيهَا وباشر فِي مَكَّة وقف رِبَاط السِّدْرَة بعفة وصيانة ووقف كتبه بهَا وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة وَكَانَ عَالما صَالحا خَاشِعًا ناسكا عَارِفًا بِاللَّه معتنيا بِالْعبَادَة وَالْخَيْر لَهُ إِلْمَام بالفقه وَطَرِيق الصُّوفِيَّة ويذاكر بأَشْيَاء حَسَنَة من أَخْبَار الْمغل وُلَاة الْعرَاق الْمُتَأَخِّرين. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَعشْرين بِمَكَّة بعد قِرَاءَة الْفَاتِحَة ثَلَاثًا مُتَّصِلَة بِخُرُوج روحه حِين قَول مُؤذن الْعَصْر الله أكبر وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا. عبد الْملك بن عبد الْحق بن هَاشم الْحَرْبِيّ المغربي كَانَ صَالحا مُعْتَقدًا يذكر أَن أَصله من الينبوع وَأَنه شرِيف حسني وَقد ولي بِمَكَّة مشيخة رِبَاط السَّيِّد حسن بن عجلَان وَمَات بهَا فِي لَيْلَة السبت ثامن شعْبَان سنة خمس وَأَرْبَعين وَبنى على رَأس قَبره نصب بل حوط نعشه وَهُوَ مِمَّا يزار ويتبرك بِهِ ويحكى عَنهُ أَن أَبَاهُ كَانَ زيديا وَأَن الشَّيْخ عودة بن مَسْعُود فِي بعض الْأَيَّام بِمَسْجِد الْفَتْح قرب الجموم الْمُقِيم بِهِ فَقَالَ لَهُ: مر عَليّ فِي هَذَا الْيَوْم أَو اللَّيْلَة الْمَلَائِكَة النقالة وَمَعَهُمْ خبر وَفَاة حسن بن عجلَان صَاحب مَكَّة وَأخْبرهُ بِالْكِتْمَانِ فَأخْبر بذلك القَاضِي أَبَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد النويري فأرخه فَلم يلبث أَن جَاءَ الْخَبَر كَذَلِك وَأَنه استمال بعض أهل الأودية الَّتِي حوالي الْمَسْجِد الْمَذْكُور حَتَّى رجعُوا عَن مَذْهَب الزيدية فتأذى بعض أهل الْخيف وَأَن يستميل النَّاس كلهم فقصده فِي الْمَسْجِد على وَقت غَفلَة ليَقْتُلهُ فَوَجَدَهُ بسطحه فتسلق فِي الْجِدَار فطاح فَانْكَسَرت إِحْدَى يَدَيْهِ أَو رجلَيْهِ فدودت وَمَات من ذَلِك وَكَانَ يحلق لحيته وشواربه وَلَا يزَال ملثما وغالب أوقاته بِمَسْجِد الْفَتْح مَعَ كَونه على مشيخة الرِّبَاط واتهم مُحَمَّد الشراعي وَالِد عمر وَإِخْوَته بِوَضْع يَده لَهُ على شَيْء. عبد الْملك بن عبد اللَّطِيف بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب الْمجد بن التَّاج بن الْعلم القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ النووية وعرضها على البُلْقِينِيّ وَولده والدميري والشمسين والعراقي والبكري الْمَالِكِي،

وَحج مَعَ وَالِده فِي موسم سنة خمس وَثَمَانمِائَة وجاور بِمَكَّة الَّتِي تَلِيهَا، سمع بهَا على ابْن صديق الصَّحِيح وأربعي النَّوَوِيّ وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالْمجد اللّغَوِيّ ولازم الْبِسَاطِيّ فِي المطول بِقِرَاءَة أبي البركات الغراقي بل أَخذ عَنهُ المقامات وَكَذَا أَخذهَا عَن شَيخنَا وَلما مر قَوْله:) (عَلَيْك بِالصّدقِ وَلَو أَنه ... أحرقك الصدْق بِنَار الْوَعيد) (وابغ رضى الْمولى فأغبى الورى ... من أَسخط الْمولى وأرضى العبيد) قَالَ شَيخنَا: لَو كَانَت القافية بِنَار السعير كَيفَ كَانَ الْبَيْت الثَّانِي فَقَالَ الْمجد بديهة: (وابغ رضى الْمولى فأذكى الورى ... من أَسخط العَبْد وأرضى الْأَمِير) ولازم الْبَدْر البشتكي فِي فن الْأَدَب أَيْضا حَتَّى برع فِيهِ وَهُوَ الْمعِين بعد مَوته فِي جمع نظمه وَكَذَا صحب غَيره من أهل الْفَنّ وَذكر بِالْكَرمِ وَحسن الْعشْرَة وَكَثْرَة التودد والفضيلة خُصُوصا فِي الْأَدَب، أجَاز لنا غير مرّة وَكَانَ أحد كتاب الإسطبلات ومباشر أوقاف الْحَرَمَيْنِ عِنْد الزِّمَام والناصريتين بالصحراء وَبَاب زويلة وَحصل لَهُ فالج دَامَ بِهِ تسع سِنِين وعالجه فَلم ينجع حَتَّى مَاتَ فِي سَابِع عشري رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين عَفا الله عَنهُ وإيانا وَاسْتقر فِي جهاته بعده ابناه عبد اللَّطِيف وَأَبُو الْبَقَاء. عبد الْملك بن عَليّ بن عَليّ بن مبارك شاه بن أبي بكر بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مسنونة حفيد إِمَام الدّين أبي مُحَمَّد وَأبي المكارم بن شهَاب بن الْملك الشّرف الصّديق الْبكْرِيّ الساوجي النيريزي ثمَّ الْقزْوِينِي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي من بَيت كَبِير. ولد فِي صفر سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بقزوين وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن وَالِده وَغَيره وَقدم علينا حَاجا فِي سنة سبع وَسِتِّينَ فَأخذ رِوَايَة عَن الْأمين الأقصرائي والتقي القلقشندي وَكَذَا أَخذ عني واغتبط بِي كثيرا وأفادني تَرْجَمَة وَالِده وَغَيرهَا وَحج، وَرجع فَأَقَامَ يَسِيرا وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام وحلب وسافر إِلَى بِلَاده بعد إِحْسَان الْأَمِير قايتباي إِلَيْهِ كثيرا لاعْتِقَاده فِيهِ وَنعم الرجل فضلا وتواضعا وتوددا وبشاشة وبهاء وَبَلغنِي أَنه تصدى للإقراء بِبَلَدِهِ فِي كثير من مُقَدمَات الْعُلُوم وَأَنه صنف بعض التصانيف وَأَنه مُقيم بجهرم مَدِينَة من أَعمال شيراز بَينهمَا قدر خَمْسَة أَيَّام وَله هُنَاكَ جلالة، ثمَّ سَمِعت فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَنا بِمَكَّة مزِيد قربه بملوكهم بل عِيسَى بن شكر الله ابْن أُخْته هُوَ صَاحب الْحل وَالْعقد عِنْد السُّلْطَان يَعْقُوب بِحَيْثُ زَادَت ضخامة صَاحب التَّرْجَمَة وجلالته وَصَارَ ذَا عز كَبِير وَدُنْيا متسعة وَمِمَّا كتبت عَنهُ قَوْله: (وشيراز دَاري ثمَّ سارة محتدي ... ومسقط رَأْسِي أَرض قزوين تاليا) (وصديق مَنْسُوب إِلَيْهِ لوالدي ... وشعري حَالي فاعلمن مِنْهُ حاليا)

) وَاسْتمرّ على طَرِيقَته إِلَى أَن امتحن بعد موت يَعْقُوب وَابْن أُخْته القَاضِي عِيسَى بالتعذيب حَتَّى مَاتَ فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَتِسْعين رَحمَه الله. عبد الْملك بن عَليّ بن أبي المنى بِضَم الْمِيم ثمَّ نون بن عبد الْملك بن عبد الله بن عبد الْبَاقِي بن عبد الله بن أبي المنى الْجمال أَو الزين البابي بموحدتين الْحلَبِي الشَّافِعِي الضَّرِير وَيعرف بعبيد بِالتَّصْغِيرِ وَرُبمَا يُقَال لَهُ المكفوف. ولد فِي حُدُود سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْبَابِ وَقدم مِنْهَا وَهُوَ صَغِير فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية ابْن مَالك وتلا بالسبع على الشَّيْخ بيرو وَتخرج بالعز الحاضري وَعنهُ أَخذ فِي فن الْعَرَبيَّة المغنى وَغَيره وَكَذَا قيل أَنه أَخذ عَن الْمُحب أبي الْوَلِيد ابْن الشّحْنَة شَيْئا وتفقه بالشرف الْأنْصَارِيّ وبالشمس النابلسي وَسمع على الشّرف أبي بكر الْحَرَّانِي وَابْن صديق، وناب فِي الخطابة والإمامة بالجامع الْكَبِير بحلب وَجلسَ فِيهِ للإقراء قَاصِدا وَجه الله بذلك فَانْتَفع بِهِ النَّاس وَصَارَ شيخ الإقراء بهَا وَكَذَا حدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وصنف فِي الْفِقْه مُخْتَصرا الْتزم جمعه مِمَّا لَيْسَ فِي الرَّوْضَة وَأَصلهَا والمنهاج، وَكَانَ إِمَامًا عَالما بالقراءات والعربية مُتَقَدما فيهمَا فَاضلا بارعا خيرا دينا صَالحا منجمعا عَن النَّاس قَلِيل الرَّغْبَة فِي مخالطتهم عفيفا عَمَّا بِأَيْدِيهِم لَا يقبل من أحد شَيْئا، وَمن لطائفه أَنه لم يكن يفرق بَين الحلو والمر وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ أَنه لم يكن صينا، وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن خطيب الناصرية وَقَالَ أَنه رَفِيقه فِي الطّلب على الْمَشَايِخ وَصَارَ إِمَامًا فِي النَّحْو والقراءات وَغَيرهَا مَعَ الدّين والمداومة على الِاشْتِغَال والأشغال بِحَيْثُ انْتفع بِهِ جمَاعَة من الْأَوْلَاد وَغَيرهم. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ عَن سبعين سنة وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا تقدم النَّاس الْبُرْهَان الْحلَبِي بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع الْكَبِير وَدفن بمقبرة الصَّالِحين خَارج بَاب الْمقَام رَحمَه الله وإيانا. عبد الْملك بن الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد بن السراج عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن يُوسُف الزرندي الْمدنِي الشَّافِعِي. مَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي أول صفر سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمَه الله. عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الزنكلوني الْمصْرِيّ الرجل الصَّالح. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ كَانَ يسكن بدار جوَار جَامع عَمْرو ويؤدب الْأَطْفَال مكثرا من التِّلَاوَة وَالصِّيَام وتذكر عَنهُ مكاشفات كَثِيرَة وَصَلَاح وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَدفن بجوار مشْهد السِّت زَيْنَب خَارج بَاب النَّصْر وَلم يُجَاوز السِّتين فِيمَا قيل وَهُوَ) ابْن خَال الْبُرْهَان الزنكلوني أحد النواب. عبد الْملك بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن مُحَمَّد محب الدّين أَبُو الْجُود

بن الْفَاضِل الشَّمْس بن الْحَاج أبي عبد الله الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْحِمصِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ والماضي أَخُوهُ عبد الْغفار وَيعرف كهما بِابْن السقا. ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة بحمص وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وكتبا جمة هِيَ الطوالع للبيضاوي وقصيدتان فِي العقائد أَيْضا إِحْدَاهمَا الابْن مكي نظمها سنة سبعين وَخَمْسمِائة وَالْأُخْرَى أَولهَا يَقُول العَبْد وَهِي فِيمَا قيل للْقَاضِي سراج الدّين عَليّ بن عُثْمَان الأوشي وَجمع الْجَوَامِع وَالْحكم لِابْنِ عَطاء الله ومقدمة فِي التجويد نظم ابْن الْجَزرِي والشاطبيتين وقصيدة ابْن فَرح الَّتِي تغزل فِيهَا بِكَثِير من أَنْوَاع عُلُوم الحَدِيث وألفية الْعِرَاقِيّ الحديثية وَالَّتِي فِي السِّيرَة وَبَانَتْ سعاد والمنهاج الفرعي وَالْمقنع فِي الْجَبْر والمقابلة لِابْنِ الهائم وألفية ابْن مَالك وتصريف الْعُزَّى وتلخيص الْمِفْتَاح ورسالة فِي الْمنطق لأثير الدّين الْأَبْهَرِيّ والرامزة السامية فِي علمي الْعرُوض والقافية للخزرجي، وَقدم الْقَاهِرَة فعرضها مَعَ الْقُرْآن فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَكنت مِمَّن عرض عَليّ بل سمع مني المسلسل بِشَرْطِهِ، وَهُوَ نادرة فِي وقته وَعَاد لبلده وَعرض على الشاميين وَغَيرهم ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَجَاءَنِي بعد رجوعي من الْحَج فِي سنة خمس وَتِسْعين وَقد صَارَت فِيهِ فَضِيلَة من جودة خطّ ونظم وبراعة وكتبت من نظمه أبياتا قَالَهَا حِين قدم قانصوه اليحياوي نَائِب الشَّام كتبتها فِي وجيز الْكَلَام. عبد الْمُنعم بن دَاوُد بن سُلَيْمَان الشّرف أَبُو المكارم الْبَغْدَادِيّ ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ الْآتِي وَلَده وحفيده وَولده. ولد بِبَغْدَاد واشتغل بهَا فِي الْفِقْه وَغَيره وتفقه وَمهر وَقدم دمشق فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَصَحب التَّاج السُّبْكِيّ وَغَيره ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فاستوطنها وَصَحب الْبُرْهَان بن جمَاعَة وَكَانَ يحْكى عَنهُ كثيرا فِي آخَرين وَأخذ الْفِقْه أَيْضا عَن الْمُوفق الْحَنْبَلِيّ، ودرس وَأفْتى وَولى إِفْتَاء دَار الْعدْل والتدريس بالمنصورية وبأم السُّلْطَان وبالحسينية وبالصالح بل تعين للْقَضَاء غير مرّة فَلم يتَّفق ذَلِك، وَكَانَ مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مشتغلا بأحوال نَفسه صَاحب نَوَادِر وحكايات مَعَ كياسة وحشمة ومروءة وَحسن شكل وزي وتواضع وَسُكُون ووقار، أَخذ عَنهُ جمَاعَة مِمَّن لَقِينَاهُمْ كالبرهان الصَّالِحِي والنور بن الرزاز وَأذن لَهما. وَمَات فِي يَوْم السبت ثامن عشر شَوَّال سنة سبع رَحمَه الله، وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَوَقع عِنْده سُلَيْمَان قبل دَاوُد) وَأَظنهُ انْقَلب بل رَأَيْت من سمي أَبَاهُ مُحَمَّدًا وَهُوَ غلط وَكَأَنَّهُ أَرَادَ الْفِرَار مِمَّا قيل مِمَّا لم يثبت عِنْدِي. عبد الْمُنعم بن عبد الله الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ. اشْتغل بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ قدم حلب

فقطنها وَعمل المواعيد وَكَانَ آيَة فِي الْحِفْظ يحفظ مَا يلقيه فِي الميعاد دَائِما من مرّة أَو مرَّتَيْنِ شهد لَهُ بذلك الْبُرْهَان الْمُحدث قَالَ وَكَانَ يجلس مَعَ الشُّهُود ثمَّ دخل بَغْدَاد فَأَقَامَ بهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب فَمَاتَ بهَا فِي ثَالِث صفر سنة اثْنَتَيْنِ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. عبد الْمُنعم بن عَليّ بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الصَّدْر بن الْعَلَاء بن مُفْلِح الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ الْآتِي أَبوهُ مِمَّن قدم الْقَاهِرَة فَسمع مني دروسا فِي الِاصْطِلَاح وَغَيره بل قَرَأَ عَليّ القَوْل البديع أَو جله من نُسْخَة حصلها ثمَّ رَجَعَ وَبَلغنِي أَنه أَخذ بِدِمَشْق عَن البقاعي وَنعم الرجل فضلا وعقلا وتفننا وَهُوَ فِي ازدياد من الْفَضَائِل زَائِد النفرة عَن أَحْوَال الْقُضَاة وَسمعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من غير وَاحِد من الوافدين ثمَّ ورد على كِتَابه فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَفِيه بلاغة زَائِدَة وتعظيم جليل، وَرَأَيْت فِي ثَبت الْوَلَد الصَّدْر أَحْمد بن الْعَلَاء على مِمَّن سمع على جوَيْرِية ابْنة الْعِرَاقِيّ فِي سنة ثَلَاثِينَ وَسِتِّينَ وَكَأَنَّهُ هَذَا حصل الْغَلَط فِي اسْمه فَيسْأَل. عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن عبد الْمولى بن عبد الْقَادِر بن عبد الله الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الْمحلي الْمقري وَيعرف بالأديب. ولد فِي ثَالِث عشري الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَحج إِحْدَى عشرَة مرّة أَولهَا سنة سبع وَثَمَانمِائَة وزار الْقُدس مرَارًا وطوف الْبِلَاد سَمَرْقَنْد فَمَا دونهَا إِلَى الْقَاهِرَة وقطن المخا وارتزق من الحياكة واشتغل بنظم الْفُنُون ففاق فِيهَا وامتدح سُلْطَان الْحصن خَلِيل وَغَيره من الأكابر ولقيه ابْن فَهد والبقاعي بِجَامِع الْمحلة فِي شعْبَان سنة ثَمَان فكتبا عَنهُ من نظمه: (أضحت سلاطين الْهوى جائرة ... من جَوْرهمْ هَا أدمعي جَارِيَة) (فِي حب خود تيمتني تخال ... فِي خدها الوردي يَا عَم خَال) (نظرتها تهتز من فَوق خَال ... هَمت وَقلت مثلهَا مَا تخال) إِلَى آخرهَا مَعَ أَشْيَاء أخر وَمَات بعد ذَلِك فِي. عبد الْمُنعم بن مَحْمُود بن عَليّ المليجي ثمَّ القاهري. مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا فِي الأمالي وَغَيرهَا. عبد الْمُنعم الشريف المغربي.) عبد الْمهْدي بن أَحْمد بن عبد الْمهْدي بن عَليّ بن جَعْفَر المشعري الْمَكِّيّ مَاتَ بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. عبد الْمُؤمن بن عبد الدَّائِم بن عَليّ السمنودي وَيعرف بِمُؤْمِن واسْمه فِيمَا قَالَ مُحَمَّد. مِمَّن جاور بِمَكَّة سِنِين على طَريقَة حَسَنَة يُؤَدب الْأَطْفَال. مَاتَ بهَا بعد الْحَج سنة سبع وَترك ذُرِّيَّة من ابْنة يُوسُف الْقَرَوِي. ذكره الفاسي. عبد الْمُؤمن بن عبد الرَّحِيم صفي الدّين الشرواني الشَّافِعِي خَال عبد المحسن

ابْن عبد الصَّمد الْآتِي. أَخذ عَنهُ ابْن أُخْته الْفِقْه والنحو والمنطق وَغَيرهَا. عبد الْمُؤمن بن عَليّ بن عبد الْمُؤمن بن مُحَمَّد بن الزرار الدومي الشَّامي الشَّافِعِي. ولد سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من ابْن قواليح صَحِيح مُسلم وَمن الصّلاح بن أبي عمر من الْمسند وَمن الْمُحب الصَّامِت فِي آخَرين كتب بِخَطِّهِ أَن مِنْهُم الْعِمَاد بن كثير والسرمري والبلقيني وَابْن الملقن. وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لنا غير مرّة وَكَذَا التقي بن فَهد بل سمع مِنْهُ الْحَافِظ بن مُوسَى وَمَعَهُ الْمُوفق الأبي فِي سنة خمس عشرَة وَحكى لي التَّاج بن عربشاه أَنه كَانَ يتكسب فِي دمشق بِالشَّهَادَةِ وَأَنه مَاتَ فِي يَوْم السبت سَابِع عشر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ قَالَ وَكَانَ فَاضلا ظريفا طارحا للتكلف صَحِيح العقيدة جيد الطَّرِيقَة رَحمَه الله. عبد الْمُؤمن العنتابي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِمُؤْمِن قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ فَاضلا فِي عدَّة عُلُوم مِنْهَا الْفِقْه مَعَ حسن الْوَجْه وملاحة الشكل، درس بعنتاب ثمَّ تحول إِلَى حلب فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة أَربع، وَعَزاهُ لتاريخ الْعَيْنِيّ وَالَّذِي رَأَيْته فِيهِ أَنه مَاتَ فِي توجهه إِلَى حلب بَينهَا وَبَين عنتاب بمَكَان يُقَال لَهُ كسك كبرى وَدفن بهَا وَقَالَ أَيْضا أَنه كَانَ لطيفا ظريفا أدْرك الْكِبَار فَأخذ عَنْهُم. عبد النَّاصِر بن عمر بن أَحْمد بن عَليّ الْمحلي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الْآتِي أَبوهُ رَئِيس المؤذنين بالأزهر وَالْمَذْكُور من بَينهم بجهورية الصَّوْت. كَانَ خيرا مُعْتَقدًا مفرط السّمن يُقَال أَنه أَخذ عَن الشّرف السُّبْكِيّ وَأَنه اشْتغل بالفرائض والحساب ثمَّ أقبل على التكسب فِي الْبَز بتربيعة الجمالون على طَريقَة حَسَنَة إِلَى أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر وَيُقَال أَنه خلف شَيْئا كثيرا رَحمَه الله. عبد النَّاصِر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد أَبُو الطّيب الْمحلي الْآتِي أَبوهُ) وَيعرف بِابْن الشَّيْخ. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ مُخْتَصر أبي شُجَاع والرحبية وَبَعض الْقُرْآن وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتميز فِيهَا مَعَ ديانَة وَخير وَهُوَ الْآن فِي الْأَحْيَاء. عبد النَّاصِر بن جلال الدّين مُحَمَّد الْمحلي الْخَطِيب أَبوهُ بِجَامِع الطريني بهَا. كَانَ مِمَّن قَرَأَ عَليّ وعارضه ابْن الطريني بعد أَبِيه فِي الخطابة وَسمعت أَنه عمل جَامعا. عبد النَّبِي بن مُحَمَّد بن عبد النَّبِي المغربي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَالِكِي. فَاضل دخل الرّوم فاشتغل بهَا ثمَّ قطن دمشق وَاجْتمعَ على البقاعي حِين كَانَ بهَا فَأخذ عَنهُ وَصَارَ إِلَيْهِ بعده معلومه فِي الجوالي وَلما دخل خير بك من حَدِيد الشَّام بطالا انْتَمَى إِلَيْهِ ثمَّ سَافر مَعَه لمَكَّة. وأقرأ بهَا فِي أصُول الدّين وَغَيره قَلِيلا لمبتدئ

الطّلبَة وانتمى لعبد الْمُعْطِي وَحضر موت أميره وَأوصى لَهُ بِشَيْء فَكَانَ باعثا لدُخُوله الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بِجَامِع الْأَزْهَر قَلِيلا الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بِجَامِع الْأَزْهَر قَلِيلا متقللا ولاطفه المظفر الأمشاطي ثمَّ عَاد لدمشق وَصَارَ أحد شيوخها القائمين بإقراء العقليات وَغَيرهَا ودرس بِبَعْض مدارسها نِيَابَة وَرُبمَا تكلم فِي إِزَالَة بعض مَا يرى إِنْكَاره، وَقد عدته بِالْقَاهِرَةِ بل تكَرر اجتماعنا بِمَكَّة وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر وَالْعقل ثمَّ قدم مَكَّة فِي بَحر سنة سبع وَتِسْعين فحج وجاور الَّتِي تَلِيهَا وأقرأ الطّلبَة وتكرر اجتماعه بِي وَكَانَ كثير التوعك وَيُقَال أَنه امْتنع من قَضَاء دمشق بالبذل مَعَ تلفت لَهُ فِيمَا يُقَال مجَّانا دَامَ النَّفْع بِهِ. عبد الْهَادِي بن عبد الرَّحْمَن السكندري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الضَّرِير نزيل البرقوقية ثمَّ الشيخونية ونواحيها. اشْتغل بِالْعَرَبِيَّةِ والمنطق وَغَيرهمَا وَحضر دروس الْعَلَاء القلقشندي فِي الْحَاوِي وَغَيره بل حضر عِنْد شَيخنَا ولازمهما كثيرا وَأخذ عَن غَيرهمَا وَسمع على التَّاج الشرابيشي فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ ورافقني فِي دُخُول الثغر السكندري فَسمع على بعض الشُّيُوخ بهَا وبقوة وَغَيرهمَا بل كَانَ مِمَّن سمع فِي الْقَاهِرَة بِقِرَاءَتِي على شَيخنَا وَغَيره ثمَّ اخْتصَّ بالبقاعي وتنافرا بعد ذَلِك وَأكْثر من التشعيث عَلَيْهِ وَلزِمَ حِينَئِذٍ الأبناسي وَصَارَ يَقُول أَنه أَدخل عَلَيْهِ فِي مناسباته كثيرا من مَذْهَب ابْن عَرَبِيّ لعدم شعوره بفهم مَعْنَاهُ وَجَاءَنِي حِينَئِذٍ وَطلب مني المحاللة كَأَنَّهُ كَانَ يُشَارك البقاعي فِيمَا هُوَ دأبه وديدنه مَعَ النَّاس وَلَيْسَ قَصده بِهَذَا إِلَّا إِيهَام تدينه، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مِمَّن فهم وتميز فِي العقليات وَنظر فِي التصوف الْمُخْتَلط وخلط خَبِيث الطوية والسريرة مِمَّن دَعَا لِابْنِ عَرَبِيّ وَنَحْوه وَذَلِكَ أعظم فِي دناءة أَصله وأدعى) لتصديق كَونه دخيلا فِي الْإِسْلَام وَأَنه كَانَ صياغا مَعَ مزِيد غلاسته وعجرفة أَلْفَاظه وَأَن كَانَ ذَا فهم وَقد أضرّ وَانْقطع وَصَارَ لحالة امتهان وتسافل بعض المهملين فَقَرَأَ عَلَيْهِ بمشاركة سبط شَيخنَا بعض الْأَجْزَاء بل رُبمَا أَقرَأ بعض المبتدئين بعض المبتدئين بعض الْعُلُوم وَلَيْسَ فِي هَذِه الزمرة إِذْ هُوَ غير ثِقَة وَلَا مَأْمُون وَإِن كَانَ عَظِيم الدَّعْوَى وَمَا أحسن مَا كَانَ يصدر من الْعَلَاء القلقشندي حِين كَانَ يبْحَث مَعَه حَيْثُ يضْرب على جبهة نَفسه قَائِلا يَا داهية الشؤم فِي مباحثتك أَو نَحْو هَذَا. عبد الْهَادِي بن عبد الله بن خَلِيل بن عَليّ بن عمر بن مَسْعُود الزين أَو التقي بن العينائي الأسدابادي الأَصْل الْمَقْدِسِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف كأبيه الْمَذْكُور فِي الْمِائَة قبلهَا بالبسطامي. نَشأ بِبَيْت الْمُقَدّس وَأحب سَماع الحَدِيث وَقَالَ الشّعْر اللَّطِيف قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَقيته فِي الرحلة ورافقني فِي السماع ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَاجْتمع عَلَيْهِ أَتبَاع أَبِيه وراج أمره لَكِن بغته الْقدر فَمَاتَ فِي سنة تسع

وَلم يكمل الثَّلَاثِينَ سَمِعت من نظمه وَكَانَ حسن التودد والخط يرحمه الله وَذكره فِي الأنباء فَقَالَ: كَانَ شَابًّا فَاضلا ماهرا سمع الحَدِيث ونظم الشّعْر وَكتب الطباق وَدَار على الشُّيُوخ ثمَّ اجْتمع عَلَيْهِ اتِّبَاع أَبِيه فتمشيخ فيهم وَدخل الْقَاهِرَة فاستوطنها وراج أمره بهَا حَتَّى مَاتَ وَله نَحْو الثَّلَاثِينَ سَمِعت من نظمه بِبَيْت الْمُقَدّس ورافقني فِي بعض السماع على بعض الْمَشَايِخ أول سنة ثَلَاث، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده وقبره بحوش سعيد السُّعَدَاء. عبد الْهَادِي بن عُثْمَان بن الْفَقِيه الصَّالح الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن المغربي الأَصْل المنوفي الفيشي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي نزيل البردبكية ثمَّ طنتدا وَيعرف بِابْن عبد الْمُؤمن. ولد بفيشا الْحَمْرَاء وَحفظ الْقُرْآن وَصَحب التَّاج عبيد الْوَهَّاب اليمامي وتدرب بِهِ فِي الْعَرَبيَّة واشتغل على غَيره وَفهم ولازمني فِي أَشْيَاء كالبخاري وَغَيره ثمَّ غلبت عَلَيْهِ الْعِبَادَة والتقنع باليسير جدا وَنظر فِي الرَّقَائِق وجاهد نَفسه وَتوجه إِلَى طنتدا فقطنها وراسلني من هُنَاكَ مراسلة خَائِف وَجل أَمن الله خَوفه ونفعني بمحبته. عبد الْهَادِي بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ إِمَام الْمقَام. ولد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع من أَبِيه وَعَمه أبي البركات وَابْن صديق وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ النشاوري والتنوخي وَابْن حَاتِم) والصردي والمليجي والعراقي والهيثمي وَطَائِفَة وَمَا كَأَنَّهُ حدث بل أجَاز فِي الاستدعاءات لِابْنِ فَهد وَغَيره وَولي نصف إِمَامَة الْمقَام بِمَكَّة بعد أَخِيه أبي الْخَيْر مُحَمَّد شَرِيكا لِابْنِ عَمه الرضي مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضي ثمَّ ابْنه الْمُحب فاستمر حَتَّى مَاتَ بل نَاب فِي الخطابة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا سَاكِنا. مَاتَ فِي خَامِس عشري صفر سنة خمس وَأَرْبَعين بِمَكَّة رَحمَه الله. عبد الْهَادِي بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْأَزْهَرِي الْمدنِي ثمَّ الْمَكِّيّ ولد بِطيبَة المشرفة وَنَشَأ بهَا وَسمع على ابْن صديق الْأَرْبَعين المخرجة للحجار بِسَمَاعِهِ لَهَا مِنْهُ وَقدم مَكَّة سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة فقطنها حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ خيرا سَاكِنا فَقِيرا منجمعا عَن النَّاس يتكسب بالنساخة أجَاز لي. وَمَات فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَدفن بِالْقربِ من سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَإِمَام الْحَرَمَيْنِ من المعلاة رَحمَه الله. عبد الْهَادِي بن مُحَمَّد بن عمر البسطامي. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَخمسين. عبد الْهَادِي بن أبي الْيمن. مضى قَرِيبا فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم. عبد الْهَادِي السكندري، فِي ابْن عبد الرَّحْمَن.

عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب جلال الدّين وضياء الدّين أَبُو المحامد بن الْبُرْهَان الْوَجِيه الفوي الأَصْل ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَالِد عبد الْغَنِيّ وأخو الْجمال مُحَمَّد وَيعرف بالمرشدي. ولد فِي الْعشْر الْأَخير من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الشاطبية والعقيدة للنسفي وَالْمجْمَع والمنار وَغَيرهَا، وَعرض فِي سنة خمس وَتِسْعين على الْجمال بن ظهيرة وَغَيره وَوصف الْجمال وَالِده بالشيخ الْعَالم الْعَامِل الصَّالح العابد المرحوم واشتغل بالفقه وأصوله والعربية والمعاني وَغَيرهَا على غير وَاحِد فَأخذ الْفِقْه بِمَكَّة عَن الشَّمْس المعيد ولازمه كثيرا وبالقاهرة عَن السراج قاري الْهِدَايَة والنحو بِمَكَّة عَن النسيم الكازروني ولازمه كثيرا وَالْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان بِالْقَاهِرَةِ عَن الْعِزّ بن جمَاعَة قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُخْتَصر للتفتازاني وَأذن لَهُ بالتدريس وَالْفَتْوَى فِي الْعُلُوم الثَّلَاثَة، وَمن شُيُوخه أَيْضا الرُّكْن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مَحْمُود الخوافي قَرَأَ عَلَيْهِ طرفا صَالحا من مفصل النَّحْو بحثا وَسمع من الْمُخْتَصر شرح التَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وَمن بديع ابْن الساعاتي فِي الْأُصُول وَغير ذَلِك وسافر مَعَه لزبيد وَأَجَازَ لَهُ وعظمه جدا وأرخ ذَلِك فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة، وَسمع من) النشاوري الْكثير وَمن الأميوطي والشهاب ابْن ظهيرة وَأبي الْيمن والطبري وَالشَّمْس بن سكر فِي آخَرين من مَكَّة والقادمين إِلَيْهَا وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَسمع بهَا من الحلاوي والفرسيسي وَجَمَاعَة ونميز، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة نحويا انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْعَرَبيَّة بِمَكَّة ودرس فِيهَا وَفِي غَيرهَا وَأفْتى وانتفع بِهِ خلق لِحِرْصِهِ على الْإِرْشَاد وَصَارَ حَسَنَة من حَسَنَات الدَّهْر وزينة لأهل مَكَّة وَولي التدريس بالكلبرجية ومشيختها وَتَقْرِير الطّلبَة فقررهم وأقرأ فِيهَا الدَّرْس ثمَّ مشيخة درس يلبغا الْعمريّ عَن القَاضِي أبي البقا بن الضيا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ودرس بِهِ ثمَّ عزل فِي سنته بِأبي الْبَقَاء بل جِيءَ إِلَيْهِ بِولَايَة قَضَاء الْحَنَفِيَّة فِي أَوَائِل ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَمَانمِائَة عوضا عَن ابْن الضيا فَلم يقبل ورعا فأعيد الشهَاب فِي سنة عشر وصاهر الْكَمَال الدَّمِيرِيّ على ابْنَته أم سَلمَة واستولدها كل أَوْلَاده وأجلهم عبد الْغَنِيّ الْمَاضِي وأثكلاه مَعًا كل هَذَا مَعَ ثروته ومعرفته بِأُمُور دُنْيَاهُ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ المحيوي عبد الْقَادِر وَابْن أبي الْيمن المالكيان والبرهان بن ظهيرة وَوَصفه بسيدنا وَشَيخنَا قدوة الْعلمَاء والأعلام المرجوع لقَوْله وقلمه عِنْد اضْطِرَاب الأقلام نحوي عصره والمحمود فِي أمره وَكَانَ مَشْهُورا مَعَ تفرده بِالْعَرَبِيَّةِ بجودة النّظر وَصِحَّة الْفَهم وَفقه النَّفس وَحسن المناظرة والبحث. مَاتَ فِي عصر يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشري شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ صَبِيحَة

الْغَد وَدفن بِقرب الفضيل بن عِيَاض من المعلاة وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ أَنه كثر الأسف عَلَيْهِ وَنعم الرجل مُرُوءَة وصيانة والمقريزي فِي عقوده رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد المرشدي الْمَكِّيّ حفيد الَّذِي قبله. حفظ الْقُرْآن وجوده. وَمَات شَابًّا فِي حَيَاة أَبِيه. عبد الْوَاحِد أَخ لَهُ. ولد بعد مَوته وَمَوْت أَبِيه بِحَيْثُ سمي باسمه. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن عِيسَى الْقرشِي الْمَكِّيّ. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة وَكَانَ قد دخل مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة ثمَّ بعد ذَلِك أَيْضا وسافر مِنْهَا إِلَى الشَّام فَمَاتَ بهَا فِي الطَّاعُون فِي سنة سبع وَتِسْعين عوضه الله الْجنَّة. عبد الْوَاحِد بن حسن بن مُحَمَّد الطَّيِّبِيّ ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي شَقِيق مُحَمَّد الْآتِي واشتغل ولازم زَكَرِيَّا وَهُوَ من قدماء جماعته وَكَانَ مجاورا بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَيجْلس شَاهدا بِبَاب السَّلَام وَهِي حرفته بِالْقَاهِرَةِ.) عبد الْوَاحِد بن صَدَقَة بن الشّرف أبي بكر بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْعَزِيز الزين الْحَرَّانِي الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي حفيد مُسْند حلب. ولد بهَا فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا فَسمع على جده الْمَذْكُور والشهاب بن المرحل، وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ سنَن الدَّارَقُطْنِيّ إِلَّا الْيَسِير جدا وعَلى جده مسلسلات التَّيْمِيّ وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة قَرَأت عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره بحلب وَكَانَ خيرا حَرِيصًا على الْجَمَاعَات محبا فِي الحَدِيث وَأَهله صبورا على الإسماع يرتزق من وقف جده، أثنى عَلَيْهِ شَيخنَا بقوله كَمَا قرأته بِخَطِّهِ رجل جيد دين مُنْقَطع بمنزله مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ رَحمَه الله. عبد الْوَاحِد بن عبد الله بن أبي بكر الزبيدِيّ الْحكمِي الْيَمَانِيّ الْفَقِيه وَيعرف بالقلقل. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَأَرْبَعين. عبد الْوَاحِد بن عبد الحميد بن مَسْعُود. فِي همام لكَونه بهَا أشهر. عبد الْوَاحِد بن عبد الْوَهَّاب بن الْمُحب مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو عبد السَّلَام الْمَاضِي. ولد سنة أَرْبَعِينَ تَقْرِيبًا وَسمع على الْجمال الكازروني وَأبي الْفَتْح المراغي وأخيه أبي الْفرج وَغَيرهم وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا وسافر لحلب وَغَيرهَا وَتردد إِلَيّ كثيرا. عبد الْوَاحِد بن عُثْمَان بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد الْجَلِيل بن صلح بن مُوسَى بن مُحَمَّد التَّاج بن الْفَخر المغربي الأَصْل المعزي السرياقوسي الشَّافِعِي الْخَطِيب ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة كَمَا كتبه بِخَطِّهِ وسمعته مِنْهُ بسرياقوس وَنَشَأ بهَا فحفظ

الْقُرْآن عِنْد أَبِيه وَبَعض التَّنْبِيه عَلَيْهِ وعَلى التَّاج الصردي وَغَيرهمَا وَسمع فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بِبَلَدِهِ على قاضيها الصَّدْر سُلَيْمَان الأبشيطي جُزْء البطاقة وَغَيره واشتغل يَسِيرا، وَحج مرَارًا وخطب كأسلافه بمنية جَعْفَر بلد الخانقاه، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ بِبَلَدِهِ، وَكَانَ خيرا دينا نير الشيبة مرضِي الطَّرِيقَة كثير التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة مقدما فِي ناحيته أجل عَدو لَهَا بل هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ فِيهَا كأبيه. مَاتَ قَرِيبا من سنة سِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. عبد الْوَاحِد بن الزين مُحَمَّد بن الزين أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن عبد الله أوحد الدّين أَبُو مُحَمَّد الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ، وَأمه حبشية فتاة أَبِيه. ولد فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة واعتنى بِهِ أَبوهُ فحفظه الْقُرْآن واحتفل لصلاته بِهِ عِنْد خَتمه بوقيد الْمَسْجِد والشموع) وَسمع من أَبِيه أَشْيَاء، وَأَجَازَ لَهُ النشاوري وَابْن حَاتِم وَإِبْرَاهِيم بن عَليّ بن فَرِحُونَ والمحب الصَّامِت وَأَبُو الهول الْجَزرِي والتنوخي والعراقي والهيثمي وَآخَرُونَ وناب فِي الْإِمَامَة بالْمقَام وَكَانَ ماهرا فِي قِرَاءَته كأبيه مَعَ التَّعَبُّد بِالطّوافِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة رَحمَه الله. عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الدَّمِيرِيّ الْمَكِّيّ ابْن أخي عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد الْمَاضِي. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ، أرخه ابْن فَهد. عبد الْوَاحِد بن مُوسَى بن يُوسُف بن عبد الواد. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. عبد الْوَاحِد المجافضي. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ. عبد الْوَارِث بن مُحَمَّد بن عبد الْوَارِث الْبكْرِيّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي أَخُو النُّور عَليّ الْآتِي. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة بينبع فِي رُجُوعه من الْحَج. عبد الْوَدُود بن عمر بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر ابْن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو المحاسن النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ شَقِيق الْعَفِيف عُثْمَان مؤلف الناشريين. ولد سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن نَحْو عشرَة وَقَامَ بِهِ فِي جملَة من مدارس بني رَسُول بزبيد واشتغل فِي بدايته بِالْعلمِ وَأم بِمَسْجِد الذُّبَاب من زبيد وانقبض عَن النَّاس ثمَّ تعلم الْخياطَة فبرع فِيهَا وَلم يعين أَخُوهُ وَفَاته. عبد الْوَلِيّ بن عبد الله بن أَحْمد بن مُوسَى الْجمال بن الْعَفِيف الدوالي من أَبْيَات الْفَقِيه ابْن عجيل الأَصْل الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي ابْن شَقِيق صاحبنا الْكَمَال مُوسَى وَيعرف بِابْن المكشكش. ولد سنة سبعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بزبيد وَحفظ

الألفيه وَبَعض الْإِرْشَاد واشتغل عِنْد عَمه والفقيه مُحَمَّد الصايغ، وَحج غير مرّة ولقيني فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين فَسمع مني المسلسل وكتبت لَهُ. عبد الْوَلِيّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن بن صلح ولي الدّين الْخَولَانِيّ الوحصي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. ولد بقرين من الوحص ولازم بتعز الرضي بن الْخياط وَالْجمال مُحَمَّد بن عمر العوادي وَأحمد بن عبد الله الْحرَازِي ووجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الزوقري وَقَرَأَ عَلَيْهِم الْفِقْه وَكَذَا لَازم الْمجد الشِّيرَازِيّ فِي النَّحْو وجاور مَعَه بِمَكَّة وبالطائف وَمهر حَتَّى صَار مفتي تعز مَعَ ابْن الْخياط. وَمَات بالطاعون سنة تسع وَثَلَاثِينَ ذكره شَيخنَا فِي أبنائه وبيض لَهُ) التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ الْعَفِيف أحد الْمُفْتِينَ فِي تعز وأبرك المدرسين فِيهَا تفقه بِهِ جمَاعَة وتفرغ للتدريس بالمؤيدية نِيَابَة عَن الْمُوفق النَّاشِرِيّ وَظَهَرت بركته على تلامذته. عبد الْوَلِيّ بن مُحَمَّد بن جمال الدّين ولي الدّين وَيُسمى مُحَمَّدًا وَهُوَ بِعَبْد الْوَلِيّ أشهر الوَاسِطِيّ الْعِرَاقِيّ نزيل جَامع الغمري بِالْقَاهِرَةِ وَيعرف فِي بِلَاده بِابْن الزيتوني رجل خير فَقير يَتْلُو الْقُرْآن، كَانَ يذكر أَنه لَقِي شَيخنَا وَغَيره وَأكْثر من حُضُور الأمالي وَغَيرهَا عِنْدِي. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ زَاد على السّبْعين. رَحمَه الله. عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن صَالح بن مُحَمَّد بن خطاب بن ترْجم التَّاج أَبُو نصر بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس الزُّهْرِيّ البقاعي الفاري بِالْفَاءِ وَالرَّاء الْخَفِيفَة الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو عبد الله الْمَاضِي ووالد الْجلَال مُحَمَّد الْآتِي. ولد سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَحفظ التَّمْيِيز وَغَيره وَنَشَأ على خير وتصون واشتغل على وَالِده والنجم بن الجابي والشريشي وَغَيرهم وتميز ودرس فِي حَيَاة أَبِيه بالعادلية الصُّغْرَى وَبعده فِيهَا أَيْضا وبالشامية البرانية وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل وناب فِي الحكم مُدَّة طَوِيلَة بل ولاه نوروز الْقَضَاء بِاتِّفَاق الْفُقَهَاء عَلَيْهِ بعد موت الأخنائي فباشره مُبَاشرَة حَسَنَة فَلَمَّا غلب الْمُؤَيد على نوروز صرفه وَلم يعرض لَهُ بِسوء فَلَزِمَ الشباك الكمالي بِجَامِع دمشق يُفْتِي والشامية يدرس، وَكَانَ حسن الرَّأْي وَالتَّدْبِير دينا ذَا حَظّ من الْعِبَادَة وَلكنه لم يكن مشكورا فِي مُبَاشرَة الْوَظَائِف قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، وَذكره التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته وَقَالَ كَانَ عَاقِلا سَاكِنا كثير التِّلَاوَة وَالْأَدب والحشمة طَاهِر اللِّسَان قَائِم اللَّيْل يستحضر التَّمْيِيز إِلَى آخر الْوَقْت. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة عشْرين، وأرخه شَيخنَا فِي ربيع الآخر وَالْأول أشبه رَحمَه الله وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الكازروني الْمدنِي الْآتِي عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن التَّاج أَبُو الْوَفَاء بن

الْوَلِيّ أبي زرْعَة الْعِرَاقِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كأبيه بِابْن الْعِرَاقِيّ. ولد قبل الْقرن بِكَثِير وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه وجده فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض على جمَاعَة وأسمعه أَبوهُ على أَبِيه وَغَيره واشتغل وتميز بِحَيْثُ استملى على وَالِده أَكثر مجالسه وناب فِي الْقَضَاء وَأَجَازَ لَهُ خلق من أَمَاكِن شَتَّى فِي عدَّة استدعاءات وَمَات فِي حَيَاة وَالِده ضحى يَوْم الْجُمُعَة مستهل ربيع الأول سنة ثَمَانِي عشرَة وَصلى عَلَيْهِ قبيل عصره وَدفن عِنْد جده بِجَانِب عمته خَدِيجَة تجاه تربة الطَّوِيل بالصحراء) وَترك أَوْلَادًا وَمَا رَأَيْت شَيخنَا وَلَا غَيره مِمَّن وقفت عَلَيْهِ تَرْجمهُ فَينْظر رَحمَه الله وإيانا. عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم التَّاج بن الشهَاب الطرخاني ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف كأبيه بِابْن عربشاه. ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشري شَوَّال سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بحاج طرخان من دشت قبجاق، ثمَّ تحول مِنْهَا مَعَ أَبِيه إِلَى توقات ثمَّ إِلَى حلب ثمَّ إِلَى الشَّام وَقَرَأَ الْقُرْآن وَغَيره، وتدرب بِأَبِيهِ فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وَغَيرهمَا وَسمع بِقِرَاءَة أَبِيه على القَاضِي الشهَاب بن الحبال صَحِيح مُسلم وَكَذَا سمع على عَائِشَة ابْنة الشرائحي وعَلى شَيخنَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَبعدهَا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعَلَاء الصَّيْرَفِي والمحيوي الْمصْرِيّ التبابي، وَحج فِي حَيَاة أَبِيه سنة خمسين وَأخذ الْفَرَائِض بِدِمَشْق عَن الشهَاب أَحْمد الْحِمصِي وتميز فِيهَا بِحَيْثُ نظم فِيهَا أرجوزة سَمَّاهَا رَوْضَة الرائض فِي علم الْفَرَائِض وَشَرحهَا وقرضهما لَهُ الْأمين الأقصرائي والكافياجي وعضد الدّين الصيرامي فِي آخَرين، وَكتب الْخط الْحسن عَليّ شرف بن أَمِيرا وناب فِي قَضَاء دمشق والقاهرة مُدَّة ثمَّ اسْتَقل بِهِ فِي دمشق ثامن عشر رَجَب سنة أَربع وَثَمَانِينَ عوضا عَن ابْن عبد بالبذل ثمَّ صرف بالمحب ابْن القصيف فِي شَوَّال من الَّتِي تَلِيهَا فَقدم الْقَاهِرَة مكثرا التشكي من الدُّيُون الَّتِي تحملهَا بِسَبَبِهِ فَلم يلبث أَن شغر تدريس الْفِقْه بالصرغتمشية بِإِعْطَاء مدرسها الصّلاح الطرابلسي الأشرفية بربساي فقرر فِيهِ وَكَانَ يُبَالغ فِي التلطف بجماعتها ثمَّ كَاد أَن يسْتَقرّ فِي قَضَاء مصر لما قبحت سيرة ابْن المغربي الْغَزِّي سِيمَا وَقد عَارضه فِي مسئلة وصنف فِيهَا جُزْءا سَمَّاهُ الْبُرْهَان الفارض لقَوْل الْمعَارض وَافقه على مقَالَة فِيهِ غَيره وتخاشنا بِحَضْرَة السُّلْطَان مرّة بعد أُخْرَى فَمَا تمّ وَكَانَت الْخيرَة، وَقد قصدني غير مرّة وَذكر لي أَنه عمل دَلَائِل الْإِنْصَاف نظم مسَائِل طَريقَة الْخلاف فَزَاد على خمس وَعشْرين ألف بَيت وَكَذَا لَهُ الْإِرْشَاد الْمُفِيد لخالص التَّوْحِيد نظم أَيْضا وشفاء الكليم مدح النَّبِي الْكَرِيم كتبه لي بِخَطِّهِ وسمعته من لَفظه مَعَ غَيره من نظمه ونثره

والجوهر المنضد فِي علم الْخَلِيل بن أَحْمد وَفتح العبير من فتح الْخَبِير فِي علم التَّعْبِير نَحْو أَرْبَعَة آلَاف بَيت عملهما بِالْقَاهِرَةِ وَمن ذَلِك قَوْله: (وَلَقَد شَكَوْت إِلَى طبيبي علتي ... مِمَّا اقترفت من الذُّنُوب الجانيه) (وصف الطَّبِيب شراب مدح الْمُصْطَفى ... فَهُوَ الشفا فَاشْرَبْ هَنِيئًا عافيه) وَقَوله مِمَّا قَالَ أَنه أنشدهفي النّوم مِنْهَا:) (ثوب الْعُلُوم مُحرز وطرازه ... مدح الحبيب وَذَا رَقِيق الحاشيه) وَخمْس أَبْيَات السهلي يَا من يرى مَا فِي الضَّمِير وَيسمع وَمن نظمه معتذرا: (أنظار نظمي فالعيوب غزيرة ... فكلي عُيُوب بالتفضل فاجبروا) (وَستر فَأنى عَاجز ومقصر ... وَأَنْتُم فَأهل بالفضائل تستروا) عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمحلي الحصري وَيعرف بحب الله من الْمحبَّة ولد سنة عشر وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالمحلة وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وارتزق بصنعة الْحصْر وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة وزار بَيت الْمُقَدّس وَتعلق على النّظم وزجله أحسن من نظمه وَكَذَا المواليا ولقيه ابْن فَهد والبقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بالمحلة وكتبا عَنهُ قَوْله: (تَأَمَّلت فِي وَجه الحبيب وجدته ... يحاكي رياضا أنبتت دون غارس) (شَقِيق وآس حوله بَان نرجس ... على غُصْن قد يَانِع رطب مايس) عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الدِّمَشْقِي خطيب حجراء. كتب على استدعاء فِيهِ بعض الْأَوْلَاد سنة ثَلَاث وَسبعين وَمَا علمت شَيْئا من حَاله. عبد الْوَهَّاب بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن درع التَّاج بن الْحَافِظ الْعِمَاد الْقرشِي البصروي الدِّمَشْقِي الْمزي وَيعرف كأبيه بِابْن كثير. ولد فِي ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع من أَبِيه والمحب الصَّامِت وَأحمد بن عبد الْغَالِب الماكسيني بل رَأَيْت فِي تَارِيخ أَبِيه سَمَاعه على ابْن أميلة بمشاركة أَبِيه للجزء الْعَاشِر من التِّرْمِذِيّ بِكَمَالِهِ بِقِرَاءَة الشهَاب أَحْمد بن الْعِمَاد الحسباني فِي رَجَب سنة أَربع وَسبعين بدار قتح الدّين بن الشَّهِيد وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة يذكر أَنه سمع عَلَيْهِ غير ذَلِك وَلَيْسَ بِبَعِيد وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَرْبَعِينَ بِدِمَشْق أرخه شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ غَيره فِي ثامن عشري شَوَّال. عبد الْوَهَّاب بن إِسْمَاعِيل الْمجد التدمري الخليلي خطيب حرم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد عَاشر ربيع الأول سنة تسعين وَدفن صبيحتها بتربة وَالِده فِي منزله رَحمَه الله. عبد الْوَهَّاب بن أفتكين تَاج الدّين كَاتب السِّرّ بِدِمَشْق. مَاتَ فِي

ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَدفن بمقبرة بَاب توما. أرخه ابْن اللبودي. عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد التَّاج الْحُسَيْنِي الصلتي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي. وَيعرف فِي بَلَده بِابْن الْوَاعِظ وَهُوَ أَخُو مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عمر بن أَحْمد) الْآتِي لأمه بل يَجْتَمِعَانِ فِي أَحْمد فهما ابْنا عَم. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَقدم الْقَاهِرَة فاختص بالبقاعي وَحضر مَعَه عِنْد شَيخنَا والختم من البُخَارِيّ بالظاهرية على نَحْو أَرْبَعِينَ شَيخا إِلَى غير ذَلِك وَتخرج بِهِ فِي المخاصمات وَولي قَضَاء الصَّلْت وَنَحْوهَا ثمَّ تنافرا وتأكدت حِين فر البقاعي لدمشق ونصحه هَذَا فِي أُمُور مِنْهَا عدم معارضته للتقي بن قَاضِي عجلون بِحَيْثُ رَجَعَ البقاعي سرا عَمَّا كَانَ أوصى بِهِ لصَاحب التَّرْجَمَة وَمَعَ ذَلِك فَقَامَ بعد مَوته بخصوماته حَتَّى أَخذ نصف الْمبلغ من الْوَارِث وكما تدين تدان. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين. عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة ابْن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر بن قدامَة التَّاج أَبُو بكر بن العمادين الزين الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْمُحدث نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن زُرَيْق. ولد فِي رَابِع رَمَضَان سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والخرقي وَسمع كثيرا بِدِمَشْق وبعلبك وحلب والقاهرة وَمن شُيُوخه ابْن نَاصِر الدّين وَابْن الطَّحَّان وَابْنَة ابْن الشرايحي وَابْن بردس والبرهان الْحلَبِي وَشَيخنَا وَمَا أَظُنهُ حدث. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَأَرْبَعين وَدفن بتربة الْمُعْتَمد بالصالحية. عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر بن عمر تَاج الدّين الطوي القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالهمامي لملازمته خدمَة الْكَمَال بن الْهمام وَالْأَخْذ عَنهُ بِحَيْثُ شَارك فِي الْفِقْه وَأَصله والعربية وَغَيرهَا وَأخذ أَيْضا عَن غَيره وأقرأ قَلِيلا وَحج وجاور فِي الْحَرَمَيْنِ، وَكَانَ خيرا متقللا قانعا متواضعا. مَاتَ بعد توعكه أَيَّامًا فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْأَزْهَر فِي جمع حافل وَدفن بِالْقربِ من التَّاج بن عَطاء الله من القرافة رَحمَه الله وإيانا. عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر التَّاج الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ بن الْحمال بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالتَّشْدِيد أحد نواب الحكم بِدِمَشْق. مَاتَ بهَا فِي سلخ شَوَّال سنة سبع وَخمسين وَدفن من الْغَد بمقبرة بَاب الفراديس رَحمَه الله. عبد الْوَهَّاب بن حَمْزَة بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب التَّاج بن الشّرف بن

الْفَخر أحد كتاب المماليك كأبيه وَيعرف كَهُوَ بِابْن فخيرة تَصْغِير جده. عبد الْوَهَّاب بن دَاوُد بن طَاهِر بن تَاج الدّين الشَّيْخ أَبُو وَيعرف بِابْن طَاهِر ملك الْيمن بعد عَمه عَليّ بن طَاهِر الْآتِي فدام أَزِيد من عشر سِنِين وَفَشَا الْأَمْن أَيَّامه فِي الْيمن كُله ودانت لَهُ) الرّقاب وَمَات فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَتِسْعين وَقد جَازَ السِّتين وَاسْتقر بعده ابْنه صَلَاح الدّين عَامر ولقب بالظافر. عبد الْوَهَّاب بن سعد بن مُحَمَّد بن عبد الله تَاج الدّين أَبُو مُحَمَّد بن القَاضِي سعد الدّين ابْن القَاضِي الشَّمْس بن الديري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ. ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن والمشارق للصاغاني وَالْمجْمَع وَغَيرهَا وَسمع كَمَا أخبر على جده فِي سنة وَفَاته سنة سبع وَعشْرين بِبَيْت الْمُقَدّس صَحِيح مُسلم قَالَ: أخبرنَا بِهِ الشهَاب أَحْمد بن عبد الْكَرِيم أخبرتنا بِهِ زَيْنَب ابْنة عمر بن كندي وَكَذَا حضر مجالسه بل اشْتغل يَسِيرا على أَبِيه وَغَيره وَاسْتقر فِي قَضَاء بَلَده وَفِي التدريس بأماكن فِيهِ وَكَذَا فِي مشيخة المؤيدية بِالْقَاهِرَةِ بعد وَالِده ثمَّ تَركهَا لِعَمِّهِ الْبُرْهَان وسافر إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بهَا وَلزِمَ من ذَلِك إِخْرَاج المؤيدية بعد وَفَاة عَمه وَتَقْرِير السَّيْف بن الحوندار فِيهَا وَبعد ذَلِك قدم التَّاج فَلم يظْهر اليفاتا لذَلِك فَمَا كَانَ إِلَّا يَسِيرا وَأعْطى ذَاك الشيخونية وَرجعت المؤيدية للتاج ثمَّ اسْتخْلف فِيهَا حِين شاخ وضعفت حركته الْبَدْر ابْن أَخِيه وتكرر مَعَ ذَلِك عوده من بَلَده إِلَى الْقَاهِرَة، وَقد سَمِعت كَلَامه وَجَلَست مَعَه فِي حَيَاة وَالِده وَبعده، وَالْغَالِب عَلَيْهِ سَلامَة الْفطْرَة مَعَ نور شيبته وَحفظه لِأَشْيَاء من فقه وَحَدِيث وَتَفْسِير وَلكنه لطريق الْوَعْظ أقرب ونوه بِهِ فِي الْقَضَاء مرَارًا ثمَّ توجه لبيت الْقُدس وَلم يستنب أحدا فَأَقَامَ بِهِ قَلِيلا ثمَّ تحرّك للعود إِلَى الْقَاهِرَة فَمَاتَ بغزة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَدفن هُنَاكَ وَصلي عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب بالأقصى رَحمَه الله. عبد الْوَهَّاب بن أبي شَاكر. يَأْتِي قَرِيبا فِي ابْن عبد الله. عبد الْوَهَّاب بن صَدَقَة القوصوني القاهري الطَّبِيب وَالِد الرئيس الشَّمْس مُحَمَّد. مِمَّن برع فِي الطِّبّ وَتخرج بِهِ جمَاعَة مِنْهُم قَرِيبه الْعَلَاء عَليّ بن فتح الدّين بن قجاجق. وَمَات سنة خمس وَثَلَاثِينَ. عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد تَاج الدّين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سويدان. ولد فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر شَوَّال سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وَحفظ التَّنْبِيه والشاطبية واشتغل وَكتب الصَّحِيح ومعالم التَّنْزِيل وَسمع) الصَّحِيحَيْنِ على التقي الحريري بل وَقَرَأَ قِطْعَة

من آخر أَحدهمَا على الْعلم البُلْقِينِيّ وأثني على قِرَاءَته، وَكَانَ فَاضلا متواضعا متزييا بزِي الأجناد مَعَ كَثْرَة الْكَلَام. عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحْمَن بن الخواجه شمس العقعق مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْبَصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ. ولد بهَا وَنَشَأ وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره، وَجلسَ فِي دَار الْإِمَارَة للتكسب، وسافر فِي التِّجَارَة وَدخل الشَّام وحلب وَغَيرهمَا. مَاتَ فِي الْمحرم ظنا سنة خمس وَثَمَانِينَ بَين البندر الْجَدِيد وبندر زيلع. أرخه ابْن فَهد. عبد الْوَهَّاب بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب التقي بن الْفَخر بن الجيعان أَخُو الْعلم شَاكر. مَاتَ فِي عَاشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه مُقْتَصرا على لقبه فَقَالَ تَقِيّ الدّين أَخُو كَاتب ديوَان الْجَيْش كَانَ سَاكِنا وقورا يُبَاشر فِي عدَّة جِهَات قَالَ: وَكَانَت جنَازَته حافلة وَكثر التأسف عَلَيْهِ. وَمن الْوَظَائِف الَّتِي بَاشَرَهَا المؤيدية بتقرير من واقفها وصاهره عبد الْغَنِيّ بن أَخِيه شَاكر على ابْنَته عنقة فَهُوَ جد ابْنه تَاج الدّين لامه، وفيمن أثبت الْفَخر بن درباس اسْمه مِمَّن سمع بعض أمالي شَيخنَا الْقَدِيمَة عبيد ويدعى عبد الْغَنِيّ ابْن كَاتب الْجَيْش فَخر الدّين بن الجيعان وَيُشبه أَن يكون هَذَا وهم الْكَاتِب فِي اسْمه وَالله أعلم. عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم التَّاج بن الْأمين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بِابْن غزيل بمعجمتين مَضْمُومَة ثمَّ مَفْتُوحَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة وَآخره لَام وَفِي الْقَاهِرَة بتاج الدّين الشَّامي. ولد فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى عشر وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلاه على الزين عمر بن اللبان وَالْفَخْر عُثْمَان بن الصلف والشهاب أَحْمد الكنجي وَالشَّمْس بن النجار وَسمع عَليّ بن نَاصِر الدّين والتقى الحريري والنور بن يفتح الله فِي آخَرين واشتغل فِي الْفِقْه على التَّاج بن بهادر والتقى بن قَاضِي شُبْهَة وَفِي الْعَرَبيَّة على عَليّ الْعَلَاء القابوني وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة بعد وَالِده وباشر فِي الذَّخِيرَة للظَّاهِر ثمَّ الْأَشْرَف ثمَّ الظَّاهِر خشقدم وَاسْتقر بِهِ نَاظرا على الإسطبلات السُّلْطَانِيَّة فِي أول سنة تسع وَسِتِّينَ ثمَّ انْفَصل عَنْهَا فِي سلخ صفر من الَّتِي تَلِيهَا وَتوجه حِينَئِذٍ لمَكَّة فجاور بهَا ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَنزل بجوار جَامع الزَّاهِد مديما للجماعات مَعَ صفاء الخاطر والوضاءة والخط الْحسن الَّذِي ضيعه فِي أَشْيَاء كَانَ يختصرها من الْكتب المشكلة وَغَيرهَا مَعَ قصوره وَمَعَ ذَلِك فقد قرض لَهُ الْجَوْجَرِيّ بَعْضهَا) وامتنعت أَنا من ذَلِك مَعَ إكثاره التَّرَدُّد إِلَيّ والاستفادة بل مدحني بِأَبْيَات ركيكة وَهُوَ من بَيت مُبَاشرَة وَكَانَت مَعَه إِمَامَة

الْقصر. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله. عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أسعد بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن فلاح التَّاج أَبُو مُحَمَّد بن الْوَلِيّ الشهير الْعَفِيف أبي مُحَمَّد اليافعي اليمني ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو زَيْنَب الْآتِيَة وَعبد الرَّحْمَن الْمَاضِي ووالد مُحَمَّد الْآتِي. ولد سنة خمسين بِمَكَّة وَسمع بهَا من أَبِيه وخالتيه أم الْحسن وَأم الْحُسَيْن ابْنَتي أَحْمد بن الرضي الطَّبَرِيّ وَالْجمال الأميوطي وَأبي الْفضل النويري القَاضِي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عمر بن النُّعْمَان فِي آخَرين وبدمشق من ابْن أميلة الْبَعْض من التِّرْمِذِيّ وَمن مشيخة الْفِقْه وتفقه بالأميوطي والأبناسي وَغَيرهمَا وتميز وَأذن لَهُ الأبناسي بالإفتاء والتدريس سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وتصدى للأشغال بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام مُدَّة سِنِين، وَأفْتى قَلِيلا لَكِن بِاللِّسَانِ غَالِبا وَكَانَ ذَا فَضِيلَة فِي الْفِقْه وَعبادَة وديانة وآداب حَسَنَة من مزِيد ورع وسيرة جميلَة وارتفاق بالتكسب فِي أَمر عِيَاله، نَاب فِي الْإِمَامَة بالْمقَام فِي بعض الْأَوْقَات عَن خاليه واستفاد من التكسب دنيا وتبرك النَّاس بدعائه. مَاتَ فِي رَابِع رَجَب سنة خمس بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد تقدم النَّاس خَاله الإِمَام أَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ وَدفن على أَبِيه تَحت رجْلي الفضيل بن عِيَاض من المعلاة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ التقي بن فَهد، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ: كَانَ خيرا عابدا ورعا قَلِيل الْكَلَام فِيمَا لَا يعنيه أم بمقام إِبْرَاهِيم نِيَابَة اجْتمعت بِهِ وَسمعت كَلَامه، والمقريزي فِي عقوده وَأَنه اجْتمع بِهِ بِمَكَّة فِي موسم سنة تسعين وَنعم الرجل يتورع فِي كَلَامه عَمَّا لَا جنَاح فِيهِ وَقَوله أَنه مَاتَ عَن خمس وَأَرْبَعين غلط من خمس وَخمسين رَحمَه الله وإيانا. عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن جمال بن غنايم بن سليم البطناوي الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن الْجمال. ولد بعد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأخْبر أَنه صلى وَرَاء أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَلَكِن لَا يستحضر سَمَاعا عَلَيْهِ وَلَا إجَازَة، وَكَانَ حَيا فِي سنة تسع وَخمسين واستجازه البقاعي لظَنّه سَمَاعه وَمَا أَحْبَبْت ذَلِك. عبد الْوَهَّاب بن عبد الله الْمَدْعُو ماجدا بن مُوسَى بن أبي شَاكر أَحْمد بن أبي الْفرج إِبْرَاهِيم بن سعيد الدولة تَقِيّ الدّين بن الْفَخر بن التَّاج بن الْعلم بن التَّاج القبطي الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن أبي شَاكر. ولد سنة سبعين أَو فِي الَّتِي بعْدهَا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فِي حجر السَّعَادَة) واشتغل بالفقه وَغَيره وتميز فِي الْكِتَابَة وتنقل فِي المباشرات إِلَى أَن بَاشر نظر ديوَان الْمُفْرد فِي آخر الدولة الظَّاهِرِيَّة حَتَّى مَاتَ وَكَذَا بَاشر استادارية الْأَمْلَاك والذخائر والمستأجرات والأوقاف وَعظم عِنْد النَّاصِر بِحسن مُبَاشَرَته ثمَّ ولي نظر الْخَاص بعد موت الْمجد بن الهيصم

ثمَّ قبض عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ عشرَة وصودر على أَرْبَعِينَ ألف دِينَار بَاعَ فِيهَا موجوده وَبَقِي فِي الترسيم بشباك البرقوقية يستحذى من كل من يمر بِهِ من الْأَعْيَان حَتَّى حصل مَالا لَهُ صُورَة وَأَفْرج عَنهُ وأعيد إِلَى مُبَاشرَة الذَّخِيرَة والأملاك ثمَّ قرر فِي الوزارة بعد صرف التَّاج بن الهيصم فباشرها مُبَاشرَة حَسَنَة وشكره النَّاس كلهم وَحدث فِي وزارته الوباء فَلم يشاحح أحدا فِي وَارثه بِحَيْثُ كثر الدُّعَاء لَهُ وَلَكِن لم تطل مدَّته بل مَاتَ بعد تِسْعَة أشهر وَذَلِكَ يَوْم الْخَمِيس حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع عشرَة وَكَانَ بَعيدا من النَّصَارَى متزوجا من غَيرهم وَهِي عَلامَة حسن إِسْلَام القبطي سِيمَا مَعَ كَثْرَة فعله الْخَيْر وَالصَّدَََقَة ومحبته فِي أهل الْعلم وَأَن كَانَ منهمكا فِي اللَّذَّات شَدِيد الْوَطْأَة على الْعَامَّة مَوْصُوفا بالدهاء وَبِالْجُمْلَةِ فقد بَاشر الوزارة بِرِفْق لم يعْهَد مثله وَكَانَ عَارِفًا بِالْمُبَاشرَةِ جيد الْكِتَابَة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَهُوَ صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بَين السورين ظَاهر الْقَاهِرَة وقف عَلَيْهَا عدَّة أوقاف والرباط الْمُقَابل لباب جِيَاد من الْمَسْجِد الْحَرَام وَلكنه لم يكمل فكمله الْفَخر بن أبي الْفرج عَفا الله عَنْهُمَا، وَطول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته. عبد الْوَهَّاب بن عبد الله تَاج الدّين بن كَاتب المناخ. فِي عبد الرَّزَّاق. عبد الْوَهَّاب بن عبد الْمجِيد بن قَاضِي الْقُضَاة أبي الْحسن عَليّ بن أبي بكر التَّاج النَّاشِرِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي والألفية والتسهيل وَغَيرهَا وَأَخذهَا تفهما عَن الشُّيُوخ حَتَّى مهر فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا مَعَ الْعِفَّة وَالْأَدب وَالْعقل والوضاءة وَصدق اللهجة والحرص على ضبط أوقاته وقصرها على أَنْوَاع الْعِبَادَات. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين شَهِيدا بالبطن رَحمَه الله. عبد الْوَهَّاب بن عبد الْمُؤمن بن عبد الْعَزِيز الْقرشِي القاهري الْبَزَّاز وَالِد عبد الْقَادِر الْمَاضِي. كَانَ مِمَّن يكْتب فِي الْإِمْلَاء عَن شَيخنَا بل كتب عَن ابْن زقاعة كثيرا من نظمه مَعَ فضل وَخير. مَاتَ فِي سنة خمس وَأَرْبَعين.) عبد الْوَهَّاب بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد التَّاج السجيني القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي أَخُو الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي وَهُوَ أصغرهما ووالد عَليّ المرافع. ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بسجين من الغربية وتحول مِنْهَا قريب الْبلُوغ فقطن الْجَامِع الْأَزْهَر وجود الْقُرْآن وَتعلم اللِّسَان التركي وأقرأ فِي الطَّبَقَة عِنْد لاشين اللالا واختص بِهِ ثمَّ أعرض عَنهُ لأجل بعض الْفُقَرَاء وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ

وَابْن الْفُرَات وَشَيخنَا بل قَرَأَ على الشريف التماية وَغَيره وَكَذَا قَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على نظام الْحَنَفِيّ وَسمع فِيهَا على السنهوري واشتغل وَلم يتَمَيَّز بل كَانَ على الهمة. مَاتَ يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ، وَدفن خَارج بَاب البرقية بتربة قريبَة من تربة الشَّيْخ سليم وَكنت مِمَّن شهد دَفنه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن أَحْمد بن خضر بن عبد الْوَهَّاب التَّاج النشرتي ثمَّ الطَّائِفِي المسيري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْخَطِيب. مِمَّن حفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبية والمنهاج والألفيتين وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة واشتغل وتميز، وَقدم الْقَاهِرَة فَكتب عدَّة من تصانيفي وَقَرَأَ عَليّ القَوْل البديع مِنْهَا والعمدة وَغَيرهمَا بل قَرَأَ عَليّ فِي الألفية وَشَرحهَا بحثا وَأكْثر من حُضُور الْإِمْلَاء وَكَانَ خيرا حسن الْفَهم خطب بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا وَمَات فِي أَوَائِل شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين بِبَلَدِهِ وَقد جَازَ الْأَرْبَعين أَو قاربها رَحمَه الله. عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن حسن التَّاج بن الْخَطِيب نور الدّين النطوبسي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي الْمقري نزيل الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَيعرف فِي بَلَده بِابْن المكين وَفِي الْقَاهِرَة بالتاج السكندري لمكثه فِيهَا مُدَّة. ولد فِي سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بنطوبس الرُّمَّان بالمزاحمتين وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد خطيبها وشيخها الشَّمْس بن عرارة الْمقري تلميذ ابْن يفتح الله وجود عَلَيْهِ، ثمَّ تحول مَعَ وَالِده إِلَى إسكندرية فَأَقَامَ بهَا عِنْد خطيب جَامعهَا الغربي النُّور بن يفتح الله الْمَالِكِي الْمقري الْمشَار إِلَيْهِ وَحفظ الشاطبيتين وألفية النَّحْو وغالب الْمُخْتَصر فِي فروعهم وَعرض بعض محافيظه على قاضيها الْجمال الدماميني وَغَيره وتلا بالسبع إفرادا وجمعا على ابْن يفتح الله الْمَذْكُور ثمَّ انْتقل مَعَ وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة وَقد قَارب الْعشْرين فَنزل فِي قاعة الخطابة من الزمامية بحارة الديلم وَأخذ الْقرَاءَات السَّبع أَيْضا عَن التَّاج بن تمرية والشهاب السكندري وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّيْسِير والعنوان وناصر الدّين بن كزلبغا بل تَلا عَلَيْهِ ختمة أُخْرَى للثلاث تَكْمِلَة) الْعشْر وَكَذَا أَخذ السَّبع عَن الزين طَاهِر وَالشَّمْس بن الْعَطَّار وَلَكِن لم يكمل عَلَيْهِمَا وتفقه بالزينين عبَادَة وطاهر وَأبي الْقسم النويري والبدر بن التنسي وَآخَرين كَأبي الْجُود وَعنهُ أَخذ الْفَرَائِض والآبدي وَعنهُ أَخذ الْعرُوض والعربية وَغَيرهمَا بل أَخذ الْعَرَبيَّة أَيْضا عَن الشمني وَقَرَأَ عَلَيْهِ الألفية ولازمه فِي الْأَصْلَيْنِ وَغَيرهمَا وَكَذَا أَخذ كثيرا مِنْهَا وَمن غَيرهَا عَن التقي الحصني والشرواني وَابْن حسان وانتفع بِهِ كثيرا والأمين الأقصرائي وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ إِلَى قَوْله: وندخلهم ظلا ظليلا وابتدأ بالتاج التوعك وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي شرح النخبة وَجَمِيع

الشاطبية من حفظه فِي مجْلِس وَاحِد قِرَاءَة لم أسمع فِيهَا أفْصح مِنْهُ وَلَا أتقن وَسكت ليتنفس فبادر بعض الْحَاضِرين وَفتح عَلَيْهِ لظَنّه التَّوَقُّف وتألم شَيخنَا لمبادرته للرَّدّ وَصرح بذلك وَكَذَا أَخذ عَن شَيخنَا غير ذَلِك وَقَرَأَ فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ على الْمَنَاوِيّ وَكَانَ يراجعني فِي أَشْيَاء مِنْهُ وَسمع جَمِيع البُخَارِيّ على الشُّيُوخ المجتمعين بالظاهرية مَحل سكنه وَكَذَا سمع على غَيرهم كالعز الْحَنْبَلِيّ وَكَانَ عَظِيم الرَّغْبَة فِي ذَلِك بل لَا زَالَ يدأب فِي التَّحْصِيل على طَريقَة جميلَة حَتَّى برع وشارك فِي الْفَضَائِل وتميز فِي الْقرَاءَات بِحَيْثُ أَخذهَا عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم نَاصِر الدّين الأخميمي فَإِنَّهُ تَلا عَلَيْهِ للسبع إفرادا ثمَّ جمعا لكنه لم يكمل ختمتها والمحب بن المسدي والسراج عمر النجار وَمن الأتراك قانم الْأَشْقَر وبردبك نَاظر القرافتين وأخو طوخ الزردكاش وجانم الخازنداري جَانِبك بن وَالظَّاهِر خشقدم حِين كَانَ أَمِير سلَاح مسئولا فِي ذَلِك وَعرض عَلَيْهِ حِينَئِذٍ أَن يكون أَمَامه فَمَا وَافق فَلَمَّا اسْتَقر فِي المملكة لزمَه بذلك فَاشْترط عَلَيْهِ عدم الطوق وركوب الْخَيل فَمَا خَالف وَزَاد معلومه عَن رفقائه وَخَالف الْعَادة فِي كَون الإِمَام حنفيا وَأَقْبل عَلَيْهِ جدا وراسل الْعلم البُلْقِينِيّ فِي رَجَب مِنْهَا حِين مرض مَوته أَن يكون هُوَ النَّائِب عَنهُ فِي الخطابة مُدَّة توعكه لمزيد رغبته فِي الصَّلَاة خَلفه فَمَا أمكنه الْمُخَالفَة وقدرت وَفَاة القَاضِي عَن قرب فَخَطب بعده أَيْضا حَتَّى اسْتَقر بالمناوي وَكَأَنَّهُ أَيْضا كَانَ سمع خطابته فَإِنَّهُ كَانَ اسْتَقر بِهِ الزين الاستادار فِي جَامعه ببولاق أول مَا فتح بتوسل الزين عِنْده بقاضي مذْهبه الْبَدْر التنسي حَتَّى أذعن وَصلى القَاضِي يَوْمئِذٍ وَرَاءه وَكَذَا اسْتَقر بِهِ الظَّاهِر فِي مشيخة الْمُحدثين بالظاهرية مَحل سكنه عقب نَاصِر الدّين السفاح وَكَانَ باسمه قبل ذَلِك فِيهَا نصف مشيخة الْقُرَّاء تَلقاهُ عَن الْبُرْهَان الكركي وَحج مَعَ الرحبية صُحْبَة جانم الْمَذْكُور بإلحاحه عَلَيْهِ وحلفه بِأَن مصروفه من حل وَقَرَأَ هُنَاكَ فِي الْفِقْه وَغَيره) على قَاضِي الْمَالِكِيَّة بهَا المحيوي عبد الْقَادِر وَأذن لَهُ بالإفتاء والتدريس وَكَانَ خيرا بهجا نيرا متحريا صَادِق اللهجة سليم الصَّدْر لونا وَاحِدًا مديما لِلْعِبَادَةِ والتلاوة والتهجد والاشتغال والمذاكرة فَاضلا مقرئا حسن الْأَدَاء عريض الصَّوْت محبا فِي الْفَائِدَة غير مستنكف بحملها عَن أحد وَأقَام فِي ابْتِدَائه أعزب نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وَاسْتعْمل مَا يَنْفَعهُ فِي كسر الشَّهْوَة إِلَى أَن ألزم بِالتَّزْوِيجِ واضطر لاستعمال نقيضه وَلم يزل فِي ازدياد من الْخَيْر حَتَّى مَاتَ فِي صَبِيحَة يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ عَن ثَلَاث وَخمسين سنة وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء بِالْقربِ من أبي الْجُود والأبدي وَغَيرهمَا من شُيُوخه وتأسف أهل الْخَيْر على فَقده

وَنعم الرجل كَانَ فقد كنت أحبه فِي الله رَحمَه الله وإيانا. عبد الْوَهَّاب بن عمر بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن حَمْزَة بن مُحَمَّد ابْن نَاصِر بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن التَّاج الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ابْن أُخْت قوام الدّين قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِالشَّام وَابْن عَم الشهَاب أَحْمد بن عَليّ بن الْحَافِظ الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي. ولد بعد سنة ثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وتفقه بِالْعَلَاءِ بن سَلام وَكَذَا بالتقي بن قَاضِي شُهْبَة لَكِن يَسِيرا وَأخذ الْفَرَائِض عَن الْحوَاري ومنهاج العابدين بقرَاءَته عَن الْعَلَاء البُخَارِيّ، وَقدم الْقَاهِرَة صُحْبَة الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ فَقَرَأَ المطول وَغَيره على الفاياتي وَفِي الحَدِيث وَغَيره على شَيخنَا وناب عَن الْكَمَال بِدِمَشْق فِي الْقَضَاء وَفِي تدريس الأتابكية وَغَيرهَا ثمَّ بعد مَوته اسْتَقل بِقَضَاء حلب وحمدت سيرته فِيهَا وَبَلغنِي أَنه فوض أَمر الْأَوْقَاف بهَا لغيره ثمَّ لم يزل يتلطف فِي الإستعفاء مِنْهُ حَتَّى أعفى وَرجع إِلَى بَلَده وَبنى لَهُ بَيْتا فِي بَاب الْبَرِيد من دمشق وَلزِمَ الإنقطاع للاشتغال وَالْعِبَادَة والتلاوة فِي بَيته بصالحية دمشق ثمَّ فِي الْبَيْت الآخر وَكَانَ خيرا بارعا فِي الْفِقْه والفرائض مَعَ مُشَاركَة فِي غَيرهمَا وحمق أَدَّاهُ إِلَى الإنفراد أَو أدّى الإنفراد إِلَيْهِ وصنف شرحا لفرائض الْمِنْهَاج ومنسكا كَبِيرا اختصر فِيهِ منسك ابْن جمَاعَة مَعَ زيادات وَسَماهُ أوضح المسالك إِلَى معلم الْمَنَاسِك قرضه لَهُ الْعلم البقليني وَأكْثر الْحَج والمجاورة حَتَّى كَانَت وَفَاته بِمَكَّة فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسبعين وَدفن بالمعلاة بعد أَن وقف كتبه وَمِنْهَا الْقَامُوس بِخَطِّهِ على مدرسة أبي عمر وخطه حسن رَحمَه الله وإيانا. عبد الْوَهَّاب بن عمر بن مُحَمَّد التَّاج الزرعي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ نقيب شَيخنَا وأخو إِبْرَاهِيم) الْمَاضِي. اخْتصَّ بِابْن الْأَشْقَر وأظن بسفارته اسْتَقر بِهِ شَيخنَا فِي نقابته بل كَانَ الظَّاهِر جقمق يمِيل إِلَيْهِ وَكَانَ عفيفا يرجع إِلَى ديانَة ورغبة فِي الصَّدَقَة واعتقاد فِي الصَّالِحين مَعَ جموده. مَاتَ فِيمَا أَظن قريب الْخمسين أَو بعْدهَا بِقَلِيل. عبد الْوَهَّاب بن ماجد فِي ابْن عبد الله بن مُوسَى بن أبي شَاكر. عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر تَاج الدّين الخليلي الموقت وَالِد عبد الْعَزِيز الْمَاضِي. مَاتَ سنة أَربع وَسبعين فِيمَا قَالَه لي وَلَده. عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن صديق الْأمين أَبُو الْيمن بن الشَّمْس أبي عبد الله بن الظهير أبي المناقب الطرابلسي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الرَّحِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الطرابلسي. ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشري ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَسبعين وَقيل كَمَا فِي الأنباء سنة أَربع وَنَشَأ فِي صِيَانة

ونزاهة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْأَرْبَعُونَ للنووي وَقرأَهَا على أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد الْعقيلِيّ النويري فِي مجْلِس من شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره كثيرا فِي حَيَاة أَبِيه عَلَيْهِ وعَلى غَيره وَسمع على الصَّدْر بن مَنْصُور والعز بن الكويك والبرهان الْآمِدِيّ والتنوخي وَنصر الله بن أَحْمد الْحَنْبَلِيّ والشرف أَبُو بكر بن جمَاعَة وَالشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف الحكار فِي آخَرين بِالْقَاهِرَةِ وَابْن صديق وَالْمجد الشِّيرَازِيّ وَغَيرهمَا بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد وَتعلم الْخط وجوده وَولي قَضَاء الْعَسْكَر ثمَّ الْقَضَاء الْأَكْبَر فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة عقب موت جمال الْمَلْطِي فباشره بعفة ومهابة وَكَثْرَة صِيَانة وشكرت سيرته مَعَ حسن شكالته بهاء منظره وَكَثْرَة ودده ووقاره بِحَيْثُ كَانَ لذَلِك ينْسب لزهو ثمَّ صرف بعد أَزِيد من سنتَيْن بالكمال بن العديم ثمَّ أُعِيد فِي رَجَب سنة إِحْدَى عشرَة فَلَمَّا أَرَادَ النَّاصِر الْخُرُوج إِلَى حلب لطلب شيخ ونوروز وَمن مَعَهُمَا صرف بناصر الدّين بن العديم واعتنى بِهِ الْجمال الاستادار فَانْتزع لَهُ مشيخة الشيخونية مِنْهُ فباشرها إِلَى رَجَب سنة خمس عشرَة فاسترجعها ابْن العديم بِمَال وَاسْتمرّ الْأمين بطالا حَتَّى مَاتَ بالطاعون فِي ربيع الأول سنة تسع عشرَة قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: وَكَانَ كثير التعصب لمذهبه مَعَ إِظْهَار محبَّة للآثار وَكَونه عَارِيا من أَكثر الْفُنُون إِلَّا استحضار شَيْء يسير من الْفِقْه قَالَ: وَمن العجاب أَن نَاصِر الدّين بن العديم أوصى فِي مرض مَوته بمبلغ كَبِير يصرف لتقي الدّين) بن الجبتي ليسعى بِهِ فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة لِئَلَّا يَلِيهِ الْأمين فَقدر الله موت كل مِنْهُمَا قبل موت ابْن العديم، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب التَّاج بن الْأمين العباسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الْأمين مُحَمَّد الْآتِي وَهُوَ أكبرهما ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالعباسية وَمَات أَبوهُ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وتحول إِلَى الْقَاهِرَة بعد حفظ الْقُرْآن وَكَذَا قَالَ أَنه حفظ الْمِنْهَاج وَحضر دروس الْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن أَخِيه أبي الْعدْل وَغَيرهمَا وَكَانَ يعلم الزين بن مزهر وَإِخْوَته لأمه بل نَاب عَن الْعلم فِي أَمَاكِن من الشرقية ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ الزين زَكَرِيَّا قَضَاء بلبيس وَغَيرهَا وَحج وجاور وَدخل الشَّام وَغَيرهَا. عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد بن أبي الوفا التَّاج الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْمَقْدِسِي ثمَّ الخليلي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة. ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وأحضر عَليّ التدمري المسلسل بشرطة ثمَّ حفظ كتبا، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمسين فسكن الجمالية وقتا ثمَّ الصاحبية عِنْد الشّرف الْمَنَاوِيّ ولازمه وَكَذَا أَحْمد الْخَواص

والشهاب الأبشيطي وَابْن حسان وَغَيرهم وتميز وَكتب مجموعا فِيهِ فَوَائِد كل ذَلِك. مَعَ مزِيد الْجَمَاعَة وترفعه. مَاتَ قريب السِّتين ظنا. عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن طريف بن مُهْملَة وَالْفَاء كرغيف التَّاج بن الشَّمْس الشاوي بِالْمُعْجَمَةِ القاهري الْحَنَفِيّ عَم أَحْمد بن عبد الْقَادِر الْمَاضِي هُوَ وَأَبوهُ ولد فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ بدرب الفاقوسي فِي السيوفيين من الْقَاهِرَة وَسمع على الْجمال الْبَاجِيّ والصدر بن الْمَنْصُور الْحَنَفِيّ وَالشَّمْس بن الخشاب وَالصَّلَاح البلبيسي وَابْن حَاتِم وَابْن الشيخة والعراقي والهيثمي وَطَائِفَة مِمَّا سَمعه على النَّاجِي الْمُحدث الْفَاضِل وجزء أبي الجهم وَكَانَ شافعيا كأبيه وأصوله، وَحفظ مَعَ الْقُرْآن بعض التَّنْبِيه ثمَّ تحول بِوَاسِطَة أكمل الدّين حنفيا ونزله فِي الشيخونية وَحفظ الْمُخْتَار وَسمع دروسه ودروس الْعِزّ يُوسُف الرَّازِيّ وَغَيرهمَا وَبحث فِي النَّحْو مُقَدّمَة عَليّ الْعِزّ بن جمَاعَة وَفِي علم الْمِيقَات عَليّ الشَّمْس الغزولي وَالْجمال المارداني وَابْن المجدي فِي آخَرين، واشتغل بِعلم الْكحل على السراج البلادري والشهاب الحريري وَغَيرهمَا وشارك فِي بعض فنون الرّبع والاصطرلاب وأقت بالمنصورية وجامع الْحَاكِم وَكَذَا كحل بالميراستان، وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ خيرا ثِقَة ظريفا فكه المحاضرة نير الْهَيْئَة لطيف الحجم محبا للطلبة متوددا إِلَى النَّاس ذَا ثروة من وظائفه وَغَيرهَا رَاغِبًا فِي وُجُوه الْخَيْر) يجْتَمع عِنْده فِي الْمَسْجِد الْمُعَلق بدرب السلسلة الْقُرَّاء فِي كل يَوْم ثلاثاء يقرءُون عِنْده الْقُرْآن ويختمونه لَيْلًا وَيحسن إِلَيْهِم وَإِلَى من يجْتَمع مَعَهم بِالْإِطْعَامِ وَغَيره وَيقف بالشارع حِين الْقِرَاءَة الْخلق الْكثير لسَمَاع التِّلَاوَة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا. عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْقسم بن صلح بن هَاشم التَّاج القاهري الشَّافِعِي نزيل خانقاه سرياقوس وَابْن عَم الْجمال عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ وَالِد إِبْرَاهِيم الماضيين وَيعرف كسلفه بالعرياني. ولد فِي سنة سبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَسمع الصَّحِيح على النَّجْم بن رزين وختمه على ابْن حَاتِم وَكَذَا سمع على الْبَاجِيّ وَعبد الله بن مغلطاي وعزيز الدّين المليجي وَطَائِفَة، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي وَمَات فِي أَوَائِل جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ بالخانقاه رَحمَه الله. عبد الْوَهَّاب بن الْمُحب مُحَمَّد بن النُّور عَليّ بن يُوسُف التَّاج الزرندي الْمدنِي الشَّافِعِي كأبيه أَخُو عمر وَمُحَمّد الآتيين. سمع على الزين أبي بكر المراغي. عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ التَّاج السميساطي الأَصْل القائي ثمَّ

القاهري الشَّافِعِي الْوَاعِظ وَيعرف بالفيومي اشْتغل يَسِيرا بالفقه والعربية وجود الْقُرْآن وَعلم فِي بَيت ابْن مزهر وَتردد لشَيْخِنَا مَعَ ابْن أَسد وَغَيره وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير بل قَرَأَ عَليّ من تصانيفي وَغَيرهَا وَكَذَا لَازم الديمي وتكسب بِقِرَاءَة الحَدِيث وَنَحْوهَا من الرَّقَائِق وَالتَّفْسِير فِي كثير من الْمشَاهد وَنَحْوهَا وَصَحب الْجلَال الْبكْرِيّ وَغَيره كالمخيوي الطوخي ثمَّ كبر وَانْقطع. عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن صلح بن إِسْمَاعِيل التَّاج أَبُو الْيمن بن الشَّمْس بن التقي الْكِنَانِي الْمصْرِيّ الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي سبط الْعَفِيف عبد الله بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ الْيَعْمرِي الْمَالِكِي وَيعرف كسلفه بِابْن صلح. ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع وَهُوَ فِي السَّادِسَة على ابْن صديق بعض الصَّحِيح وَحضر دروس الْجلَال الخجندي فِي فنون وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَسمع وَالِده وَعَمه نَاصِر الدّين أَبَا الْفرج عبد الرَّحْمَن والزين المراغي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ البُخَارِيّ فِي سنة خمس عشرَة وَالْجمال بن ظهيرة وَأَبا الْحسن بن سَلامَة ثمَّ الشّرف أَبَا الْفَتْح المراغي وَزَيْنَب اليافعية وَكَانَ سَمَاعه عَلَيْهَا المسلسل فِي سنة خمس وَأَرْبَعين بِقِرَاءَة الفتحي بِالْمَدِينَةِ وَصحح التَّاج عَنْهَا) بِإِذْنِهَا فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي والشهب الْجَوْهَرِي وَابْن مُثبت وَابْن الظريف والشموس الغراقي والحسبتي والفرسيسي وَأَبُو الطّيب السحلولي وَأَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ والقطب عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد الْحلَبِي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ وَحدث وأقرأ وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي البُخَارِيّ الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الششتري والشهاب أَحْمد بن أبي الْفَتْح الْأمَوِي الْمَالِكِي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْعَوْفِيّ وَهُوَ ابْن أُخْته وَسليمَان بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن وهبان قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة ولقيته بِالْمَدِينَةِ فِي أَوَاخِر سنة سبع وَخمسين فَأجَاز وَكتب بِخَطِّهِ وَكَانَ خيرا صَالحا ساذجا سليم الْفطْرَة دخل الْقَاهِرَة مرَارًا وَرجع مرّة مِنْهَا فِي الْبَحْر وَمَعَهُ كل من لَدَيْهِ أبي الْفرج وَمُحَمّد فَغَرقُوا فِي رجوعهم فَأَما أَبُو الْفرج فَلم يسلم وَأما الْآخرَانِ فطلعا إِلَى مَكَّة متوعكين فاستمر الْأَب حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس سادس عشري ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ صَبِيحَة الْغَد وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله التَّاج بن الشَّمْس الْعَوْفِيّ البعداني الْمدنِي الشَّافِعِي أحد الفراشين وشقيق مُحَمَّد الْآتِي وَذَلِكَ أسن وَيعرف كسلفه بِابْن الْعَوْفِيّ وَيُقَال لَهُ أَيْضا ابْن الْمِسْكِين وَهُوَ بهَا أشهر قريب الَّذِي قبله. حفظ

مُخْتَصر أبي شُجَاع وَبَعض الْمِنْهَاج واشتغل وَدخل الْبِلَاد الشامية وَكَذَا الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ ثانيتهما فِي أثْنَاء سنة ثَمَان وَتِسْعين مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَالْمَدينَة. عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم الشّرف بن التَّاج البارنباري ثمَّ القاهري. وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ: كَانَ أَبوهُ كَاتب السِّرّ بطرابلس وناب هُوَ فِي توقيع الدرج بِالْقَاهِرَةِ عِنْد الْعَلَاء بن فضل الله إِلَى أَن مَاتَ فِي منتصف ذِي الْحجَّة سنة أَربع عَن نَحْو الثَّمَانِينَ سنة، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه هُوَ وَأَبوهُ مِمَّن ترافقا مَعَه فِي الْإِنْشَاء قَالَ: ولي عِنْده فَوَائِد. عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ التَّاج أَبُو الْفضل بن الشَّمْس بن الشّرف الْجَوْجَرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن شرف. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر شعْبَان سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فاشتغل كثيرا وَأخذ عَن القاياتي والشرف السُّبْكِيّ والحناوي) والجلال الْمحلي والنور بن الطباخ والكريمي والشروانيين الشَّمْس والبرهان والكافياجي فِي آخَرين فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَالصرْف وأصول الدّين والمنطق والطب وَغَيرهَا من العقليات وَقَالَ أَنه أَخذ عَن التنسي المغربي الْمَالِكِي بل ولازم الْبُرْهَان العجلوني الْقُدسِي والبدر بن الْقطَّان والطبقة، وَمَعَ كَثْرَة تردده لهَؤُلَاء سِيمَا الغرباء مَا علمت أَنه استوفى كتابا إِلَى آخِره إِلَّا أَن يكون حل الْحَاوِي على الْمحلي وَوَصفه كَمَا قرأته بِخَطِّهِ عَلَيْهِ بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل ذُو الْفَهم الثاقب ابْن صديقنا الشَّيْخ الْعَالم الصَّالح شمس الدّين بن الشَّيْخ الإِمَام شرف الدّين وَأَن قِرَاءَته لَهُ بحثا وافيا بهمة فِي مُدَّة قَصِيرَة ثمَّ أذن لَهُ أَن يفِيدهُ لمن شَاءَ وأرخ خَتمه فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين وَلكنه مِمَّن عرف بالذكاء والجرأة وَلزِمَ التهتك والانهماك فِي الشّرْب بِحَيْثُ أهين بِهَذِهِ الْوَاسِطَة وَغَيرهَا غير مرّة أسوؤها على يَد قَاضِي الْمَالِكِيَّة اللَّقَّانِيّ ثمَّ بِوَاسِطَة إِبْرَاهِيم الدَّمِيرِيّ وَهُوَ لَا يَنْفَكّ بل لم يزل فِي ازدياد وَصَحب بِسَبَبِهِ الأقباط كَابْن عُوَيْد السراج والتالي عبد الْغَنِيّ بن الجيعان فَكَانُوا يسخرون بِهِ ويبالغون فِي صفعه ويتلذذون أَو من شَاءَ الله مِنْهُم بانتقاصه وإساءته وهجائه للنَّاس خُصُوصا الْعلمَاء إِذْ لم يسلم من لِسَانه كَبِير أحد حَتَّى من ينتحل حرفته مِنْهُم وَقد ثَبت فسقه وَأخرج عَنهُ الْعلم البُلْقِينِيّ مشيخة مدرسة بشتاك وَقرر فِيهَا الشَّمْس بن قَاسم بعد عرضه لَهَا على غير وَاحِد من الطّلبَة فَلم يُوَافق على قبُولهَا غَيره فَأخذ فِي الوقيعة فِيهِ حَتَّى أعرض عَنْهَا وَكَذَا شهد عَلَيْهِ بِلبْس

الْعِمَامَة الزَّرْقَاء ثمَّ لم يزل يثير العجاج وينشر عَنهُ العلاج بل هُوَ قَائِم فِي مسئلة ابْن الفارض ونظم فِيهَا قبائح ثمَّ تعدى إِلَى تأييد ابْن عَرَبِيّ وَصَارَ يطوف بِكَلَامِهِ على الْمجَالِس وَفِي الْأَسْوَاق وَيُصَرح باعتقاده واعتقاد كَلَامه بل قيل أَنه صنف فِي إِيمَان فِرْعَوْن وَكَذَا رد على البقاعي فِي مسئلة لَيْسَ فِي الْإِمْكَان وَسيرَته مَشْهُورَة فَلَا فَائِدَة فِي الإطالة بهَا هَذَا مَعَ استفاضة الثَّنَاء على أَبِيه وَكَونه فِي الدّيانَة والورع الْفَائِق الْوَجِيه حَتَّى أَنه بَلغنِي أَنه كَانَ إِذا اشْترى شَيْئا من القماش الَّذِي جرت الْعَادة فِيهِ بذرع معِين وَزَاد عَلَيْهِ دفع ثمن الزَّائِد وَلذَا لما جلس ابْنه بحانوته فِي البربسوق الفسقية وَلم يقتف أَثَره بل زَاد فِي الْفسق وَالْفساد كَاد الْعَامَّة قَتله وَحِينَئِذٍ تحول لحانوت بالكتبيين وَصَارَت لَهُ خبْرَة بِكَثِير من الْكتب وَالله يهلكه ويقصمه أَو يَتُوب عَلَيْهِ ولرشده يلهمه وَقد كتبت عَنهُ قَدِيما مَا كتب بِهِ لشَيْخِنَا وَهُوَ: (يَا من قطفتم من الْآدَاب أزهارا ... وَمن عُلُوم النهى وَالنَّقْل أثمارا) ) الأبيات الَّتِي أودعتها مَعَ جَوَاب شَيخنَا الْجَوَاهِر والدرر وَكَذَا قَوْله فِي بعض حجاته سنة سِتّ وَسبعين: (وعاص لأمر الله تَابَ من الذَّنب ... وأقلع إقلاع الْمُنِيب إِلَى الرب) (وَأحرم من مِيقَاته وَقت سيره ... إِلَى مَكَّة إِحْرَام مُعْتَمر صب) (ولبى بِأَلْفَاظ النَّبِي مُحَمَّد ... وَصلى عَلَيْهِ بِاللِّسَانِ وبالقلب) (وَطَاف بِبَيْت الله أعظم بنية ... وَصلى لَهُ خلف الْمقَام مَعَ الركب) (وَبعد سعى سبعا كَمَا طَاف سَبْعَة ... على قدم مكشوفة الْمشْط والكعب) (وَأحرم بعد الْحلق لَكِن بِحجَّة ... تلت عمْرَة فِي أشهر الفض وَالنَّدْب) (وزار مَعَ الْحجَّاج قبر مُحَمَّد ... عَلَيْهِ صَلَاة الله فِي الشرق والغرب) وَمن ماجرياته أَن ابْن قَاسم قَالَ فِي حل الْحَاوِي كَمَا قرأته بِخَطِّهِ مؤرخا لَهُ فِي ثامن عشري الْمحرم سنة ثَمَان وَخمسين: (لَئِن ظلت الطلاب فِي الحكم وَالْفَتْوَى ... فللحل وَالْحَاوِي هما الْغَايَة القصوى) (لقد كَانَ قبل الْحل يخفي بَيَانه ... إِلَى أَن أَتَى سبط براهينه تقوى) (بِحل شراب طَابَ عرفا يخاله ... وَكَانَ مداد الْكل من وَالِد روى) وَقَالَ أَيْضا: (سلافة حاوينا زلال مبرد ... وَحل شراب عرفه لَك يشْهد) (كسبط لَهُ خَال من الْفضل عَمه ... فَوَائِد من جد فَنعم المآخذ) (فبادر لَهُم تسمو فمسعاهم حمد ... وتقليدهم حق وفتواهم قصد) فَكتب التَّاج تَحت خطه مِمَّا سمعته من لَفظه مؤرخا لَهُ بتاسع عشري الشَّهْر الْمَذْكُور:

(شَهِدنَا على من حط فِي الْخط عقله ... وفاخرنا بالزيف والنقد يشْهد) (فإكفاء مَا فِيهَا سناد كِفَايَة ... وكاملة كالضرب قبح مُؤَكد) (غلبت خليلي حجَّة بِكَلَامِهِ ... وَلَو أَنه فِيمَا ادَّعَاهُ الْمبرد) وَكَانَ التَّاج كتب قبل ذَلِك على الْحل بِمَا نَصه: (خَطَبنَا من بَنَات الْفِكر بكرا ... وجهزنا لأرض الْفرس مهْرا) (فزفوا الْحل للحاوي عروسا ... تجلت فِي سَمَاء الْفِقْه بَدْرًا) ) (أحب لطرسه الوجنات تحكي ... شقائق روضنا طيا ونشرا) (سقى الله الَّذِي أَعْطَاك حلا ... شربت بكاسه الممزوج قطرا) (وَأنْبت من مَعَانِيه بَيَانا ... بديعا يعجب البلغاء سحرًا) (وينظم فِي بحور الْحور عقدا ... فينثر فِيهِ ياقوتا ودرا) (مَلَأت بحبها قلبِي وطرفي ... فَلم أسمع من الْعَذْرَاء عذرا) بل قَالَ أَيْضا مِمَّا كتبه عَنهُ شَيْخه النواحي حَسْبَمَا قرأته بِخَطِّهِ فَقَالَ أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ مخدومنا الشَّيْخ أَبُو الْفضل بن شرف أعذب الله تَعَالَى موارد آدابه: (هما الْحل وَالْحَاوِي فقلدهما الْفَتْوَى ... تكن من ذرى العلياء فِي الْغَايَة القصوى) (فَفِي كل مغنى مِنْهُ معنى بَيَانه ... على كل كشاف عَن السِّرّ والنجوى) ثمَّ كتب النواجي أَيْضا ثمَّ أَنْشدني حرس الله تَعَالَى بديهته وسجم قريحته هَذَا الْبَيْت المتضمن البديع هَذَا التَّشْبِيه اللَّطِيف ليدل بِهِ على بَيَان مَقَاصِد الْحَاوِي للتوقيف: (كسبط حباه الْخَال سمطا لجده ... فرائد فقه كالذراري فِي المأوى) قَالَ: وَكتب مُحَمَّد النواجي ولعفو ذِي الْجلَال راجي فِي خَامِس عشري الْمحرم سنة ثَمَان وَخمسين وَكتب الشهَاب بن صَالح مقرضا للتاج: (نعم مدح تَاج الدّين حلا وحاويا ... تبوأ منهاجا تَبرأ من هاجي) (وزان مقَال السبط بالسمط فانثنى ... بقول الثنا قد حلي الْحل بالتاج) فَكتب التَّاج تحتهما: (فِي كل درس من الْكَافِي مطالعة ... على طَريقَة عرف الْفِقْه واللغة) (فانه مفرغ فِي قالب حسن ... عَار على من الْعَار فِي الإيجاز والنكت) وَسمع من التَّاج الأبيات الْمشَار إِلَيْهَا الْقُضَاة الْأَرْبَعَة فَكتب الْعلم البُلْقِينِيّ الشَّافِعِي مَا نَصه: الْحَمد لله سَمِعت هَذِه الأبيات من لفظ ناظمها نفع الله بِهِ وَوصل أَسبَاب الْخَيْر بِسَبَبِهِ. والسعد بن الديري الْحَنَفِيّ بقوله: سَمِعت هَذِه الأبيات البليغة من ناظمها نفع الله بهَا وَبِمَا نظمت فِيهِ. والولوي السنباطي الْمَالِكِي بقوله: سَمِعت

هَذِه الأبيات البديعة من لفظ ناظمها نَفعه الله تَعَالَى بِالْعلمِ وزانه بالتقوى والحلم) والعز الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ بقوله: وَكَذَلِكَ أنشدنيها ناظمها بلغه الله من الْخَيْر الْغَايَة القصوى وَختم لنا وَله بِالْحُسْنَى وَكتب التَّاج بعد ذَلِك: (نعم أنشدت نقاد الْمعَانِي ... فَقَالَ بيانهم أبديع سحر) (وَأنْشد من نفى مَا اثبتوه ... وَلَوْلَا الشّعْر بالعلماء يزري) عبد الْوَهَّاب تَاج الدّين بن الْجمال أبي المكارم مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ شَقِيق عبد الباسط وَإِخْوَته وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة إخْوَته جمَاعَة وَقرر فِي طلب تدريس الغياث الخلجي بِمَكَّة وحضره وزار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَدخل الْقَاهِرَة وكنباية ومندوة من بِلَاد الْهِنْد وتوسط لَهُ عِنْد صاحبيهما فَحصل لَهُ من الجزراتي ثلثمِائة دِينَار وَمن الخلجي خَمْسمِائَة ووكله وَهُوَ بِالْهِنْدِ خَاله البرهاني فِي قبض مَا تجدّد من الْأَوْقَاف وَكتب لَهُ محْضر بذلك وبالثناء عَلَيْهِ وعَلى أَهله وَكتب النَّاس عَلَيْهِ وجهزه إِلَيْهِ وَهُوَ هُنَاكَ وَرجع فَعرض لَهُ وجع تعلل بِهِ مُدَّة ثمَّ برأَ مِنْهُ إِلَّا بقايا مَعَ نوع من المالخولية يَعْتَرِيه أَحْيَانًا إِلَى أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة خَاله من المعلاة وَكَانَ عِنْده حشمة مَعَ إقدام وبطش فِي النَّاس عَفا الله عَنهُ. عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن دغرة بن زهرَة التَّاج أَبُو الْفضل بن الشَّمْس بن الشّرف الحبراضي الأَصْل الطرابلسي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن زهرَة بِضَم الزَّاي. ولد فِي أحد الربيعين سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بطرابلس وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّيْخ مُحَمَّد الأعزاري وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض على أَبِيه واشتغل فِي الْفِقْه وَأَصله وَغَيرهمَا وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على الْعَلَاء المقسي وَفِي أصُول الدّين على الشَّمْس بن الشماع ولازمه وانتفع بِهِ وَصَحب الزين الخافي وَسمع أَبَاهُ والشهاب بن الحبال وَابْن نَاصِر الدّين وَحكى عَن وَالِده انحرافا عَنهُ كَغَيْرِهِ من شافعية الشَّام لأجل ابْن تَيْمِية وَحج وَدخل الشَّام صُحْبَة وَالِده فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَأقَام بِبَلَدِهِ متصديا للتدريس والإفتاء وَجمع كل من المنهاجين والتنبيه والزبد شرحا سَمَّاهَا بهجة الْوُصُول وَتَذْكِرَة الْمُحْتَاج وَتَذْكِرَة النبيه وكل مِنْهَا فِي خمس مجلدات وَالْمُعْتَمد بل عمل مُخْتَصرا سَمَّاهُ الْمُخْتَار فِي فقه الْأَبْرَار) إِلَى غَيرهَا مِمَّا وقفت على حجمه، ولسرعة الِانْفِصَال عَنهُ لم أتدبر فِي علمه وَالْأَقْرَب أَنَّهَا إِن كَانَت مُعْتَمدَة فَهِيَ لوالده نعم هُوَ إِنْسَان حسن الصُّورَة كثير التَّوَاضُع لَهُ

فَضِيلَة فِي الْجُمْلَة وَالْجَمَاعَة من أهل بَلَده فِيهِ كَلَام وَقد لَقيته بِبَلَدِهِ وكتبت عَنهُ قَوْله: (عُيُون حَبِيبِي النرجسيات أتلفت ... فؤاد الْمَعْنى بالفتور وبالسحر) (وأرمت سهامها صائبات نصولها ... لقلب الَّذِي قد مَاتَ بالصب والهجر) فِي أَشْيَاء سواهُ. مَاتَ فِي سنة خمس وَتِسْعين بِبَلَدِهِ وَقد شاخ. عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن يحيى بن عبد الله التَّاج بن الْجمال ابْن الشّرف المغربي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي وَالِد النَّجْم مُحَمَّد الْآتِي. وَيعرف بِابْن يَعْقُوب. ولد بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع على الْجمال الكازروني فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ والمحب المطري وَآخَرين وَدخل الْقَاهِرَة وَأخذ بهَا وبالمدينة الْفِقْه والعربية عَن أبي الْقسم النويري وبالمدينة الْفِقْه فَقَط عَن أَحْمد الْجريرِي وَمُحَمّد بن نَافِع المسوفي وناب فِي قَضَاء الْمَدِينَة لَاعن قضاتها بل اسْتِقْلَالا بمراسيم أَولهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين ثمَّ اسْتَقل بِهِ وَذَلِكَ فِي صفر سنة سِتِّينَ ووروده فِي الشَّهْر الَّذِي يَلِيهِ عقب الْبَدْر بن فَرِحُونَ فَمَكثَ قَلِيلا ثمَّ توعك إِلَى أَن مَاتَ فِي عشري شعْبَان مِنْهَا وَقد قَارب السِّتين. عبد الْوَهَّاب بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عمر بن الْكرْمَانِي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة والمصاهر لإمامها الْمُحب وقتا وَيعرف فِيهَا بملأ عَلَاء الدّين الْكرْمَانِي. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بكرمان ثمَّ تحول مِنْهَا لهراة فَأخذ عَن علمائها كمحتسبها الْعَلامَة الْمُحَقق المُصَنّف حُسَيْن الخوافي الْحَنَفِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ غَالب الْعَضُد وحاشية الْمطَالع وَسمع غَيرهمَا وعَلى وَعلي التوشجي وَمَعْنَاهُ حَافظ الطير الْمُسَمّى عندنَا بالبازدار الْحَنَفِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الرياضيات وَمن جملَته الْحساب وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه على التَّجْرِيد لتصير الدّين الطوسي فِي علم الْكَلَام والزين على الْكرْمَانِي الشَّافِعِي قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَرَبيَّة والمنطق وَغَيرهمَا بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وتميز فِي الْفُنُون والرياضيات بل بَلغنِي أَنه إِذا طالع محلا من فنونه لَا يلْحق فِيهِ، وَدخل الشَّام ومصر والهند وَأَقْبل عَلَيْهِ خواجا جهان وزار بَيت الْمُقَدّس ثمَّ قطن مَكَّة قبيل الثَّمَانِينَ لم يبرز مِنْهَا إِلَّا للزيارة النَّبَوِيَّة مَعَ الشَّيْخ مُحَمَّد بن قاوان وَلم يتَوَجَّه بهَا للإقراء غَالِبا مَعَ السُّؤَال لَهُ فِي ذَلِك، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ السَّيِّد أصيل الدّين عبد الله والكرماني خَادِم ابْني قاوان وبالغا عِنْدِي فِي الثَّنَاء) عَلَيْهِ وَرُبمَا يتفهم مِنْهُ بعض الْفُضَلَاء مَا يعسر عَلَيْهِ وَأكْثر من قصدي للسلام وَالْمُبَالغَة فِي التَّوَاضُع وَنعم الرجل تفردا وتوحدا وَلَكِنِّي سَمِعت من ينْسبهُ لِابْنِ عَرَبِيّ، ثمَّ أَنه سَافر فِي الْبَحْر إِلَى هرموز ثمَّ إِلَى هراة وَهُوَ فِي سنة سبع وَتِسْعين بهَا. عبد الْوَهَّاب بن نصر الله بن توما الْوَزير تَاج الدّين بن الشَّمْس بن

الزين القبطي الْأَسْلَمِيّ وَيعرف بالشيخ الخطير وَهُوَ لقب لِأَبِيهِ. ولد بِالْقَاهِرَةِ على دين النَّصْرَانِيَّة وَنَشَأ بهَا كَذَلِك وخدم فِي عدَّة جِهَات ثمَّ أكرهه بعض الرؤساء على الْإِسْلَام فأظهره وخدم الْأَشْرَف برسباي قبل تملكه فَلَمَّا تملك اسْتَقر بِهِ فِي نظر الإسطبل ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ التَّكَلُّم فِي ديوَان ولديه وَاحِدًا بعد آخر وَكَانَ يمِيل لمباشرته فَلَمَّا استعفى الْجمال يُوسُف بن كَاتب جكم فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ عَن الوزارة اسْتَقر بِهِ فِيهَا وبولده أبي الْحسن فِي نظر الإسطبل عوض أَبِيه فَلم يفلح الْأَب بل بَاشر أقبح مُبَاشرَة وَسَاءَتْ سيرته فَعَزله وَلزِمَ دَاره وَقد انحط عِنْده فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر صادره وَأخذ مِنْهُ جملَة ثمَّ أطلقهُ وَاسْتمرّ مخمولا منكوسا حَتَّى مَاتَ بعد مَا شاخ فِي خَامِس ذِي الْقعدَة سنة خمس وَلم يكن عَلَيْهِ نور الْإِسْلَام وَالله أعلم بباطن أمره وَله ذكر فِي آخر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ من تَارِيخ المقريزي. عبد الْوَهَّاب بن نصر الله بن حسن وَيُقَال لَهُ حسون بن مُحَمَّد بن أَحْمد التَّاج الفوي ثمَّ القاهري أَخُو الْبَدْر حسن الْمَاضِي وَيعرف بِابْن نصر الله وَذَاكَ الْأَصْغَر. ولد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بفوة وَقدم الْقَاهِرَة فاشتغل بِفقه الْحَنَفِيَّة عِنْد جمَاعَة وَكَذَا بِغَيْرِهِ وباشر بجاه أَخِيه كثيرا من الْوَظَائِف كنظر الْأَوْقَاف والأحباس وَالْكِسْوَة وتوقيع الدست ووكالة بَيت المَال ونيابة كَاتب السِّرّ فِي الْغَيْبَة وَخَلِيفَة الحكم الْحَنَفِيّ، وخدم عِنْد عدَّة من أكَابِر أُمَرَاء الديار المصرية، وَكَانَت لَهُ وجاهة ووقار فِي الدولة مِمَّن يحب الْعلم وَالْعُلَمَاء ويجمعهم عِنْده ويتودد إِلَيْهِم وينتمي للحنفية. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة عشْرين بِالْقَاهِرَةِ فِي حَيَاة أَبِيه فورثه مَعَ بنيه عَفا الله عَنهُ. عبد الْوَهَّاب التَّاج بن الرَّمْلِيّ. ولد سنة أَرْبَعِينَ أَو قبلهَا بِسنة وتنقل فِي الخدم إِلَى أَن ولي نظر الدولة بِالْقَاهِرَةِ فاستمر مُدَّة شَاركهُ صهره سعد الدّين البشيري مُدَّة أُخْرَى إِلَى أَن اسْتَقل البشيري بالوزارة فَانْفَرد هَذَا إِلَى قبيل مَوته بِدُونِ السّنة وَقد أحضرهُ الْمُؤَيد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ليحاسب الْهَرَوِيّ على مَا اجتاحه من أَمْوَال الْقُدس والخليل فَسَأَلَهُ عَن مولده فَقَالَ لي الْآن اثْنَان أَو ثَلَاث وَثَمَانُونَ سنة، وَكَانَ يحب أهل الْخَيْر وَيكثر الصَّدَقَة ويتبرأ من تنَاول) المكس وَالْأكل من ثمن مَا يكون مِنْهُ بل كَانَ يَقُول أَنا أستدين جَمِيع مَا آكله وَألبسهُ حَتَّى لَا أتعاطى الْحَرَام بعينة وَالله أعلم بغيبه. مَاتَ وَقد أسن وارتعش مَفْصُولًا فِي سنة سِتّ وَعشْرين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. عبد الْوَهَّاب تَاج الدّين الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري خَليفَة الْمقَام الأحمدي بطنتدا

ووالد سَالم الْمَاضِي. مَاتَ بهَا فَجْأَة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَدفن هُنَاكَ. عبد الْوَهَّاب التَّاج بن كَاتب المناخات. مَاتَ سنة سبع وَعشْرين. فِي عبد الرَّزَّاق. عبد الْوَهَّاب اليمني الزبيدِيّ وَيعرف بالحربي بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة ثمَّ رَاء سَاكِنة. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع وَخمسين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. عبد الْوَهَّاب فَخر الدّين رَأس الرافضة. مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ. عبدون بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الزين الطهويهي الْأَزْهَرِي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عبيد الله بن بايزيد. يَأْتِي فِي التَّحْتَانِيَّة من الْآبَاء فبايزيد أَصْلهَا أَبُو يزِيد إِلَّا أَنهم ينطقون بهَا هَكَذَا. عبيد الله بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله الأبيوردي الْمَدْعُو بحافظ. خدم الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين وتلمذ لَهُ وَقدم مَعَه الْقَاهِرَة على طَريقَة حَسَنَة فهما وخطا وأدبا وظرفا ثمَّ ترقى لخدمة ملك التُّجَّار، وَقدم غير مرّة الْقَاهِرَة بهديته وتزايدت وجاهته وَفِي ظَنّه أَنه ينظم الشّعْر وَقد أَخذ عني أَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا وَكَذَا سمع على الشاوي وَغَيره فَلَمَّا قتل الْمشَار إِلَيْهِ قطن الْقَاهِرَة وَاسْتقر بِهِ الْأَشْرَف فايتباي فِي نظر الْكسْوَة وتزايد الثَّنَاء على عقله وأدبه وابتنى بِمَكَّة فِيمَا بَلغنِي بعض الدّور، وَذكر بالثروة الزَّائِدَة مَعَ تبرمه من ذَلِك ثمَّ اخْتصَّ بِصَاحِب كنباية ورأيته بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَأخذ مني عدَّة من تصانيفي ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة من الَّتِي تَلِيهَا بجدة وَنقل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها رَحمَه الله وإيانا، ونظمه وَقد اجْتمع هُوَ والشهاب الصوة وَأَبُو عبد الله الفيومي على مُعَارضَة قصيد الصفي الْحلِيّ الَّذِي أَوله عَبث النسيم بقده فتأودا فَقَالَ: (مَا لَاحَ لَاحَ فِيكُم أَو فندا ... إِلَّا هدى من ذكركُمْ أوفى الندا) (إِن الَّذين تنسكوا لما رَأَوْا ... محراب حَاجِبه أَصَابُوا مَسْجِدا) (وبدا أمامهم الْجمال فأعلنوا ... الله أكبر ثمَّ خروا سجدا) (ياعاذلي خل الملام وَلَا تكن ... مِمَّن قد اشْتَروا الضَّلَالَة بِالْهدى) ) (فَكَمَا شهِدت بِأَن رَبِّي وَاحِد ... لَا شكّ فِيهِ شهِدت أَن مُحَمَّدًا) وَقَالَ الشهَاب: (سهت الْوُجُوه لوجهه لما بدا ... متلألئا فلذاك خرت سجدا) (والغصن عد مَعَ الَّذين قضوا أسى ... وَكَذَا الْحمام عَلَيْهِ ناح وعددا) (والبدر بَات اللَّيْل ذَا كلف بِهِ ... متحيرا يرْعَى النُّجُوم مسهدا) (وَلكم تشبهت الغصون بِهِ وَقد ... عَبث النسيم بقده فتأودا) وَقَالَ الثَّالِث:

(هَل بدرتم فِي غياهبه بدا ... أم وَجه خلي من ذوائبه ارتدى) (رشأ أدَار سلاف خمرة رِيقه ... وَسَقَى بِهِ سيف اللحاظ فعربدا) (لما تجلى يوسفي جماله ... خرت لطلعته الْكَوَاكِب سجدا) وَمِنْهَا: (أعذول لَو أَن التسلي فِي يَدي ... مَا ذاب قلبِي من محبته سدى) (دع مهجتي ولظى هَوَاهُ فَإِنَّهَا ... وجدت على نيران وجنته هدى) (عذر العذول على هَوَاهُ قَالَ لي ... لما رَآهُ فِي المحاسن مُفردا) (إِن كَانَ نصف الْحسن أعطي يُوسُف ... فَلَقَد حوى كل الْجمال مُحَمَّدًا) فِي أَبْيَات لَهُ وللذي قبله وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة كثيرا مَا يتَمَثَّل: (لَئِن جاد نظمي فِي القريض وَلم تكن ... جدودي فيهم يعرب وإياد) (فقد تسجع الورقاء وَهِي حمامة ... وَقد ينْطق الخلخال وَهُوَ جماد) وَحصل لَهُ ضيق مرّة فَكَانَ يتَمَثَّل أَيْضا: (سأحجب عني أسرتي عِنْد عسرتي ... وَأظْهر فيهم أَن أصبت ثراء) (ولي أُسْوَة بالبدر ينْفق فوره ... وَيخْفى إِلَى أَن يستجد ضِيَاء) عبيد الله بن عبد الله الأردبيلي. فِي ابْن عوض بن مُحَمَّد. عبيد الله بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم القرتاوي الشَّامي. مضى فِي عبد الله. عبيد الله بن عوض بن مُحَمَّد الْجلَال بن التَّاج الشرواني الأَصْل والمنشأ الأردبيلي المولد ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد أَحْمد وَعبد الرَّحْمَن وَعبد الله وَعبد اللَّطِيف وَمُحَمّد والبدر مَحْمُود) الْمَذْكُورين فِي محالهم. كَانَ وَالِده بارعا فِي الطِّبّ فاستدعاه الْفَقِيه الْجمال يُوسُف الأردبيلي لطب ابْنَته فَقدم عَلَيْهِ فَوجدَ مَرضهَا خطرا يحْتَاج لمشارفتها فِي كل لَحْظَة فالتمس من أَبِيهَا التَّزَوُّج بهَا ليتَمَكَّن من مخالطتها فتوقف فرغبته أمهَا فِيهِ فَأجَاب فَتَزَوجهَا وعالجها حَتَّى عوفيت وَدخل عَلَيْهَا فَحملت بِصَاحِب التَّرْجَمَة وَكَانَ مولده هُنَاكَ باردبيل فَهُوَ سبط الْجمال الْمَذْكُور وَقدم بَلْدَة شرْوَان ثمَّ الْقَاهِرَة وَمن شُيُوخه السَّيِّد عبد الله النَّحْوِيّ شَارِح اللب واللباب وَيعرف بنقركار الْمَاضِي وأرشد الدّين المقولي شيخ الشيخونية بعد القوام الاتقاني وركن الدّين القرمي أحد شرَّاح الْهِدَايَة والقطب التحتاني وَآخَرُونَ وتفنن فِي الْعُلُوم ودرس فِي المذهبين الشَّافِعِي والحنفي وَكتب على الْهِدَايَة وَالْمجْمَع والكشاف وَغَيرهَا من كتبه حَوَاشِي مفيدة متقنة رَأَيْت كثيرا مِنْهَا ووقفها بالصرغتمشية وَكَانَ معيدا بهَا وَولي تدريس الْفِقْه بالإيتمشية والأبو بكرية ظَاهر سوق الْجوَار وَأم السُّلْطَان بالتبانة وَكَانَ مَسْكَنه بهَا وَقَضَاء الْعَسْكَر، وسافر مَعَ منطاش فِي الْفِتْنَة وامتحن بِسَبَب ذَلِك وَتردد لنوروز بِسَبَب إسماع الحَدِيث

هُوَ الْعِرَاقِيّ فاستدعى بِهِ فَلَمَّا حضر قَالَ عبيد الله: مرسومكم قد حصل الِاسْتِغْنَاء فَقَالَ: بل كونا مَعًا حَكَاهُ وَلَده وَأَن مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ التفهني. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي رَابِع عشري رَمَضَان سنة سبع قَالَ الْعَيْنِيّ: وَكَانَ فَاضلا أدْرك كثيرا من مَشَايِخ الْعَرَب والعجم وَكَانَ فِي أول مرّة شافعيا ثمَّ تحول حنفيا وَأكْثر الِاشْتِغَال فِيهِ حَتَّى درس وَأفَاد وَكتب كثيرا وَولي تدريس الْمدرسَة البكرية والخاتونية الَّتِي بالتبانة وَأعَاد بالصرغتمشية وَغير ذَلِك وَولي قَضَاء الْعَسْكَر فِي أَيَّام منطاش وَتَأَخر بذلك عِنْد الظَّاهِر وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: عبيد الله بِالتَّصْغِيرِ ابْن عبد الله الأردبيلي جلال الدّين الْحَنَفِيّ لَقِي جمَاعَة من الْكِبَار بالبلاد العرابه وَغَيرهَا وَقدم الْقَاهِرَة فولي قَضَاء الْعَسْكَر ودرس بمدرسة أم السُّلْطَان بالتبانة وَغير ذَلِك وَكَانَت لَهُ فَضِيلَة فِي الْجُمْلَة. وَمَات فِي أَوَاخِر رَمَضَان انْتهى. وتسميته وَالِده بِعَبْد الله سَهْو فقد قَرَأت نسبه بِخَطِّهِ بل ذكره شَيخنَا على الصَّوَاب فِي تَرْجَمَة يُوسُف الأردبيلي من الدُّرَر حَيْثُ قَالَ وَهُوَ جد الشَّيْخ جلال الدّين عبيد الله بن الشَّيْخ تَاج الدّين عوض بن مُحَمَّد الأردبيلي مولدا الشرواني منشأ لأمه كَانَ يقرئ فِي الْمَذْهَب وَحكى لنا الْبَدْر بن التنسي الْمَالِكِي أَنه كَانَ) مُعظما عِنْد الأتراك مَنْسُوبا إِلَى الْعلم وَكَانَ الْأُمَرَاء فِي أَوَاخِر الْقرن الَّذِي قبله يتنافسون فِي سَماع الحَدِيث فَكَانَ كل أَمِير مِنْهُم يَجْعَل عِنْده شَيخا يسمع النَّاس وَيَدْعُو للسماع وَكَانَ جلال الدّين بن القَاضِي بدر الدّين بن أبي الْبَقَاء محبا فِي التَّقَدُّم والرفعة والتصدر فِي الْمجَالِس وَكَانَ ذَا هَيْئَة عَظِيمَة وَكَانَت هَيْئَة عبيد الله رثَّة فَأَرَادَ أَن يجلس فَوْقه فَلم يُمكنهُ وَكَانَ من الدهاة يغِيظ وَلَا يغتاظ فَلَمَّا رأى رَغْبَة الْجلَال فِي ذَلِك قَالَ: إِن كنت تريده فَأعْطِنِي خَمْسمِائَة دِرْهَم فَأعْطَاهُ فَكَانَ يجلس فَوْقه وَذَلِكَ فِي بَيت ايتمش فاتفق أَنهم حَضَرُوا يَوْمًا فِي بَيت نوروز فَأَرَادَ الْجُلُوس فَوْقه فَلم يُمكنهُ عبيد الله وَقَالَ لَهُ: إِنَّمَا أخذت مِنْك الْعِوَض على الْجُلُوس هُنَاكَ وَأما غَيره فَإِن كنت تُرِيدُ ذَلِك فجدد عوضا أَو كَمَا قَالَ وَحكى القاياتي أَن عبيد الله هَذَا كَانَ شافعيا وَكَذَا أسلافه وَأَن بعض آبَائِهِ صنف فِي الْمَذْهَب بل أهل أردبيل بَلَده كلهم شافعية وَأَنه إِنَّمَا تحنف على يَد يلبغا فَإِنَّهُ كَانَ يَقُول: من ترك مَذْهَب الشَّافِعِي وتحنف أَعْطيته خَمْسمِائَة وَجعلت لَهُ وَظِيفَة فَفعل ذَلِك جمَاعَة مِنْهُم صَاحب التَّرْجَمَة والسراج قاري الْهِدَايَة وَحكى أَنه رأى الشَّافِعِي فِي الْمَنَام وَمَعَهُ مسحاة فَقيل لَهُ مَا تفعل بِهَذِهِ فَقَالَ: أخرب بهَا الْكَبْش وَهُوَ بَيت يلبغا فَلم يلبث أَن نكب يلبغا وَخرب بَيته إِلَى الْآن. عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمُحب بن النُّور

الْحُسَيْنِي الإيجي الشَّافِعِي ثمَّ الْحَنْبَلِيّ أَخُو الصفي عبد الرَّحْمَن والعفيف مُحَمَّد وَالِد الْعَلَاء مُحَمَّد وأسنهما. أجَاز لَهُ جمَاعَة مِنْهُم الْعِمَاد بن كثير وَمن أثْبته فِي تَرْجَمته من التَّارِيخ الْكَبِير أجَاز لأخويه الْمَذْكُورين وَولد ثَانِيهمَا الْعَلَاء وَجَمَاعَة فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَكَانَ زَائِد الْحِفْظ لمتون الْأَحَادِيث صحيحها وسقيمها مِمَّن أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره وتحول حنبليا وَيُقَال أَن وَالِده هجر لذَلِك مُدَّة ثمَّ رَضِي عَنهُ وَبَلغنِي أَن ابْن الْجَزرِي لما رَآهُ بلار قَالَ أَنه لم ير مثله. وَمَات بهَا سنة بضع وَعشْرين رَحمَه الله. عبيد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله السَّيِّد نور الدّين أَبُو حَامِد بن الْعَلَاء بن الْعَفِيف أبي بكر الْحُسَيْنِي الأيجي الشَّافِعِي سبط السَّيِّد صفي الدّين عَم وَالِده الْآتِي وَأَبوهُ وجده وَقَرِيب الَّذِي قبله وَيعرف كأبيه بِابْن السَّيِّد عفيف الدّين. ولد فِي يَوْم السبت خَامِس عشري ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بشيراز وتحول مِنْهَا بِصُحْبَة أَبِيه وجده) لأمه إِلَى مَكَّة فأحضر بهَا على أبي الْفَتْح المراغي المسلسل وَبَعض الصَّحِيح وَتَنَاول سائره وبالمدينة على الْمُحب المطري، وَأقَام بإيج فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْحَاوِي وَفِي الصّرْف النخبة لجده وَفِي النَّحْو الكافية وشيئا من الطوالع وَغير ذَلِك وَأَخْبرنِي أَنه حفظ سُورَة الْأَنْعَام فِي يَوْم وَأخذ عَن الصفي جده لأمه فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان والأصلين وَغَيرهَا كالفقه قَرَأَ عَلَيْهِ أَكثر الْمُحَرر للرافعي وَسمع عَلَيْهِ كثيرا وجود عَلَيْهِ الْقُرْآن إِلَى سُورَة هود بل قَرَأَ على أحد تلامذة ابْن الْجَزرِي الْكَمَال عَليّ بن الشَّمْس مُحَمَّد النائبي بنونين بَينهمَا تَحْتَانِيَّة مَهْمُوزَة من أَعمال يزدْ الْفَاتِحَة وَسورَة الْحَدِيد والحشر وَسمع مِنْهُ سُورَة الْإِخْلَاص وثلاثيات الصَّحِيح وَالْأَرْبَعِينَ وَكَذَا سمع على جده لِأَبِيهِ جملَة بل قَرَأَ عَلَيْهِ الثلاثيات ولازم وَالِده كثيرا فِي الْفِقْه والْحَدِيث حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَقَرَأَ على عَمه القطب عِيسَى الْخُلَاصَة للطيبي فِي عُلُوم الحَدِيث وَبَعض شرح السَّيِّد على الكافية لِابْنِ الْحَاجِب وَكَذَا قَرَأَ على النُّور أبي الْفتُوح أَحْمد الطاووسي الْمَاضِي عدَّة مسلسلات مَعَ الثلاثينات وَفِي الْمنطق وَغَيره على خَاله السَّيِّد معِين الدّين مُحَمَّد وَفِي فنون بِمَكَّة عَن نزيلها عبد المحسن الشرواني واستجاز لَهُ أَبوهُ خلقا مِنْهُم شَيخنَا والعز بن الْفُرَات وَكَذَا أجَاز لَهُ وَهُوَ فِي السّنة الأولى باستدعاء الفتحي زَيْنَب ابْنة اليافعي وَقدم الْقَاهِرَة من بِلَاده فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بعد أَن دخل حلب وَالشَّام وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَأخذ بهَا عَن جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين كابي ذَر بحلب وَإِبْرَاهِيم النَّاجِي وَحسن بن نهان والبقاعي بِدِمَشْق وكاتبه بِالْقَاهِرَةِ وَكَذَا سمع بِالْقَاهِرَةِ على الشهَاب الشاوي ثلاثيات البُخَارِيّ

واشتغل بالإقراء والإفتاء ببلاده وَغَيرهَا وتصدر بمدرستهم فِي إيج للإقراء والتحديث والإفتاء قَالَ: وَلم أسْتَكْثر من شُيُوخ بلادي لما كَانَ عِنْدِي من قُوَّة النَّفس فِي الْتِزَام المباحثة والمنازعة لِأَنِّي خشيت من الْأَخْذ عَنْهُم والتقيد فِي ترك ذَلِك مَعَهم لكَون سلوكه مَعَهم حِينَئِذٍ يُنَافِي حَقهم فِي الْأَدَب قَالَ: وَلذَا كنت أترك الْإِفْتَاء وَنَحْوه مَعَ وجود خَالِي وَأما قِرَاءَة الْأَوْلَاد عَليّ فِي لترغيب بِمَكَّة مَعَ وجودكم بهَا فَلَيْسَ على وَجه الرِّوَايَة وَلَا على وَجه الإفادة بل بِقصد الْمُرُور عَلَيْهِ لتوقع التباس شَيْء من الْمُتُون والرواة وَنَحْو ذَلِك فأسألكم عَنهُ وَالله يعلم مقصدي فِي هَذَا ومعاذ الله أَن أتصدر مَعَ وجودكم، واجتهد فِي الْحلف فِي ذَلِك مَعَ قَوْله وَهَا أَنا مُسْتَقْبل الْكَعْبَة وَفِي رَمَضَان) حِين قولي ذَلِك وحلفي عَلَيْهِ وَنَحْو هَذَا وَوصف بِخَطِّهِ بشيخ الْإِسْلَام حَافظ الْعَصْر فِي سُؤال سَأَلَني عَنهُ ولازمني بِمَكَّة كثيرا فِي قِرَاءَة أَشْيَاء وَكَانَ يود الْإِكْثَار فَضَاقَ الْوَقْت وَقد كتب شَيْئا على الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وعَلى التَّيْسِير للبارزي والأنوار للأردبيلي وَعلي القونوي لم يكمل أَكْثَره أَو كُله وَكَذَا جمع كتابا طَويلا سَمَّاهُ مجمع الْبحار جعله أَولا مُخْتَصرا للروضة ثمَّ بسط الْكَلَام بِحَيْثُ يَسْتَوْفِي كَلَام الْأَصْحَاب بِالتَّعْلِيلِ والبحث وَرُبمَا يذكر الدَّلِيل عِنْد الِاحْتِيَاج إِلَيْهِ كتب مِنْهُ من الْعِبَادَات كثيرا المتوالي مِنْهُ إِلَى بَاب الِاجْتِهَاد فِي المَاء فِي عشْرين كراسا إِلَى غير ذَلِك من رسائل فِي مسَائِل يَقع فِيهَا الِاخْتِلَاف عِنْدهم، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ فَاضل بحاث نظار غَايَة فِي الذكاء حسن الْخط وَالْعشرَة كثير الْعِبَادَة والاعتناء بِفُرُوع الْفِقْه، وَكَانَ وَالِده يُبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ خُصُوصا فِي الْفِقْه وَلما كَانَ بِالْقَاهِرَةِ تكلم مَعَ جمَاعَة من المصريين فِي فروع استشكالها وَكتب كثير مِنْهُم عَلَيْهَا، وَقد تزوج السيدة بديعة ابْنة خَاله وحفيدة عَم أَبِيه السَّيِّد نور الدّين أَحْمد بن صفي الدّين واستولدها أَوْلَادًا ثمَّ سَافر بِمَا عدا أَصْغَر الثَّلَاثَة إِلَى بِلَاده ففرقت كتبه كلهَا ودام هُنَاكَ إِلَى أَن رَجَعَ لمَكَّة بعد سِنِين وَمَعَهُ أكبر الْوَلَدَيْنِ فِي موسم سنة أَربع وَتِسْعين وفارقته بِمَكَّة ثمَّ سَافر إِلَى جِهَة بِلَاده وَكتبه ترد كل وَقت. عبد الله بن مَحْمُود الشَّاشِي. مَاتَ فِي سلخ ربيع الأول أَو مستهل الثَّانِي سنة خمس وَتِسْعين وترجمته عِنْدِي بِخَط بعض الآخذين عَنهُ مِمَّن أَخذ عني كَمَا فِي حوادثها أَو فِي حوادث الَّتِي بعْدهَا مَعَ موت يَعْقُوب. عبيد الله بن بايزيد بن مَحْمُود الْجلَال السَّمرقَنْدِي. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد فِي ذيله. عبيد الله بن يُوسُف التبريزي نزيل الْقَاهِرَة مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا رَفِيقًا

للعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَوَصفه شَيخنَا بِالْإِمَامِ الْعَلامَة الأوحد الْمُحَقق المفنن برهَان الدّين بن الإِمَام عز الدّين. عبيد الله الأردبيلي. فِي ابْن عوض. عبيد الله المنزلي الْمَالِكِي الْمولى الْأسود سمي وَالِده عبد الرَّحْمَن. ولد سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا لَقيته بِمَجْلِس شَيخنَا فَأَنْشد من لَفظه وَأَنا أسمع قَوْله: (يقبل الأَرْض إجلالا لقدركم ... عبد لنحوكم قد جَرّه الشغف) (أَسبَاب عدلك عَنهُ الصّرْف قد منعت ... فَهَل لَهُ من إضافات فَيَنْصَرِف) ) عبيد بن إِبْرَاهِيم الزَّعْفَرَانِي الْمُقدم وَالِد بَرَكَات الحريري ونزيل الكداشين. مَاتَ فِي لَيْلَة سَابِع عشري صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين فَجْأَة كَأُمِّهِ. عبيد الله بن أَحْمد بن عَليّ الهيثمي ثمَّ القاهري الصحراوي الشَّافِعِي بواب تربة برقوق وَيعرف بخادم الشَّيْخ طَلْحَة. ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة فِي محلّة أبي الْهَيْثَم ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى مصر فخدم الشَّيْخ طَلْحَة فَعرف بِهِ، وَحج مرَّتَيْنِ وَقَامَ بتربة برقوق بالصحراء بوابا مَعَ مُحَمَّد بن عَليّ بن مِقْدَام الْآتِي وَسمع الْجمال بعد الله الْحَنْبَلِيّ وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ. مَاتَ قريب الْأَرْبَعين أَو بعْدهَا. عبيد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يُونُس بن حَامِد السلموني نِسْبَة لسلمون الْغُبَار بالغربية ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الشَّاعِر. ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بسلمون وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا ولازم مُحَمَّدًا الطنتدائي الضَّرِير ثمَّ عبد السنباطي وَغَيرهمَا كالجوجري وَتردد للقرافة قَلِيلا وَفهم وَحفظ من كَلِمَات الصُّوفِيَّة وأحوال الْكثير حَتَّى كَانَ يَقُول لَو كَانَ ثمَّ اقبل على الشّعْر وَأكْثر من مطالعة دواوينه وَنَحْوهَا وَلَا زَالَ يتدرب بالشهاب المنزلي صاحبنا حَتَّى صقل نظمه بِحَيْثُ عمل فِي التقي بن قَاضِي عجلون ثمَّ الْبَدْر بن نَاظر الْجَيْش ثمَّ الزيني بن مزهر وَهِي أبدعها فِي ختم الحَدِيث عِنْده ثمَّ القطب الخيضري يَفِ آخَرين وأهانه الْبَدْر فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين ثمَّ استرضاه بعد الْإِنْكَار من الْعُقَلَاء عَلَيْهِ وأثابه كل مِنْهُم والزيني قدرا زَائِدا بِالنِّسْبَةِ لهَذَا الْوَقْت وسمعته ينشد وَهُوَ بمنزلي من نظمه: (وملزمي بالعروض اتقنه ... وَذَاكَ مَالا أرَاهُ لي أربا) (فَقلت دَعْنِي مِمَّا تكلفني ... فالطبع لَا شكّ يغلب الأدبا) وَقَوله: (بَدَت بشعرية قد اتحسرت ... عَن بعض ذَاك الجبين للعاني) (فَكَانَ أدنى الَّذِي أشبه مَا ... بِهِ بَدَت بالهلال يَفِ الثَّانِي) وَقَوله: وَقد ولد لمُحَمد بن الشهابي حفيد الْعَيْنِيّ من ابْنة لاجين ابْن سَمَّاهُ مَحْمُودًا

(حمدا لدهر جَاءَنَا بمملك ... للمجد من آبَائِهِ تشييد) (ويدوم حَيْثُ بدا بِهِ النجل الَّذِي ... زَان الزَّمَان وَأَصله مَحْمُود) وَقَوله:) (قيل لي بعد امتداحك من ... تلقه فِي سَائِر السكَك) (أم عبد الْبر ممتدحا ... أَنه فِي هَيْئَة الْملك) (قلت هَذَا لَيْسَ من خلقي ... أَن أبيع الشّعْر بالشكك) وَله فِي الْمَدْح والهجو شَيْء كثير مَعَ ذكره بالفحولة والهمة وَعدم الْجُبْن. عبيد بن سعد الله بن عبد الْكَافِي. مضى فِي عبد الله. عبيد بن كَاتب الْجَيْش الْفَخر عبد الْغَنِيّ بن الْحر. مضى فِي عبد الْوَهَّاب بن عبد الْغَنِيّ. عبيد بن عبد الله البشكالسي. فِي مُحَمَّد بن عبيد. عبيد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الصَّالِحِي الْعَطَّار بن حميه. فِي عبد الله. عبيد بن عَليّ بن أبي بكر الريمي. فِي عبد الرَّحْمَن. عبيد بن عَليّ بن عبيد الزين التَّمِيمِي الْحَنْبَلِيّ. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عبيد بن عَليّ بن عمر المرخم. فِي عبد الْمُعْطِي. عبيد بن عَليّ الْمَنِيّ الطبي. هُوَ عبد الْملك. عبيد بن عمر بن مُحَمَّد القريشي نِسْبَة للقرشية من الغربية وَالِد عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي كَانَ فِيمَا بَلغنِي أَخذ عَن الزَّاهِد وَابْن النقاش وَكَانَ أُمِّيا لكنه كَانَ يعظ فَيَأْتِي بِمَا يدل على فرط ذكاء. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ وَقد زَاد على الْمِائَة بمقتضي مَا كَانَ يَقُوله رَحمَه الله. عبيد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مَكْنُون بن عبد المحسن بن مُحَمَّد بن الزين الْيَمَانِيّ الأَصْل الهيتي الشَّافِعِي ابْن عَم الشهَاب الهيتي ولد فِي سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بهيت، وَسمع على نَاصِر الدّين الفاقوسي وَعَائِشَة الكنانية وَغَيرهمَا ولازم الْمَنَاوِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره قِرَاءَة وسماعا وتميز فِي الْفَرَائِض وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَأم بمدرسة أم السُّلْطَان مَعَ خزن كتبهَا وَحج غير مرّة وجاور بِمَكَّة وَكَذَا بِالْمَدِينَةِ قَلِيلا وَكَانَ خيرا فَاضلا. مَاتَ فِي ثامن ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين رَحمَه الله. عبيد بن يُوسُف بن حليمة وَيعرف بِابْن حليمة. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسبعين. عبيد بن نجم الدّين بن شهَاب الدّين السَّمرقَنْدِي القَاضِي. مَاتَ سنة خمسين. عبيد حَافظ. هُوَ عبيد الله بن عبد الله بن عبيد الله. عبيد الدمياطي زوج البرلسية أحد المدولبين جاورنا وقتا. وَمَات فِي رُجُوعه من الْحَج بقبور الشُّهَدَاء سنة خمس وَثَمَانِينَ.)

عبيد الريمي. فِي عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أبي بكر. عبيد الصاني. فِي عبد الْقَادِر بن حسن. عبيد الظَّاهِرِيّ. فِي عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن. عبيد الفيخراني. مَاتَ بِمَكَّة فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ وَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد. عبيد التفلي. كَانَ مَذْكُورا بِالْخَيرِ مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَخمسين. عبيد ويدعى عبد الْغَنِيّ بن كَاتب الْجَيْش الْفَخر بن الجعيان. كَذَا رَأَيْته بِخَط الْفَخر بن فِيمَن سمع من شَيخنَا فِي أَمَالِيهِ الْقَدِيمَة وَأَظنهُ وهم فِي قَوْله ويدعى بل هُوَ عبد الْوَهَّاب بن الْفَخر بن عبد الْغَنِيّ. عَتيق بن عَتيق بن قَاسم أَبُو بكر الكلَاعِي خطيب غرناطة ونحويها. مَاتَ فِي ثَانِي عشري ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين. أرخه ابْن عزم. عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن نجم بن عبد الْمُعْطِي الْفَخر أَبُو مُحَمَّد الْبرمَاوِيّ نِسْبَة إِلَى برمة بَلْدَة بالغربية من أَعمال الْقَاهِرَة بِالْوَجْهِ البحري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الْغَنِيّ ووالد الشهَاب أَحْمد. ولد بعد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة واشتغل بالفقه والعربية والقراءات وَمن شُيُوخه فِيهَا الْفَخر البلبيسي الإِمَام وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي تَلا عَلَيْهِ للعشر وأثبتها لَهُ ابْن الْجَزرِي مَعَ قِرَاءَته على الْفَخر وَكَانَت فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَولي تدريسها بالظاهرية الْقَدِيمَة بعد الْفَخر شَيْخه وَكَانَ نبيها فِيهَا وَفِي الْعَرَبيَّة، مِمَّن سمع الحَدِيث كثيرا ورافق شَيخنَا فِي بعض ذَلِك. بل استملى بعض الْمجَالِس على الزين الْعِرَاقِيّ وَكتب الطباق وَبَعض الْأَجْزَاء، وناب فِي الحكم عَن البُلْقِينِيّ وَجلسَ فِي حَانُوت الجورة وَكَانَ من جمَاعَة الشُّهُود فِيهِ حِينَئِذٍ جدي لأمي وتلا عَلَيْهِ شَيخنَا الزين رضوَان بعض الْقُرْآن بالسبع وَبحث عَلَيْهِ فِي شرحي الشاطبية للفاسي والجعبري وَأَجَازَ لَهُ، وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أَنه سمع بقرَاءَته بل سمع صَاحب التَّرْجَمَة مِنْهُ. وَمَات فَجْأَة بعد خُرُوجه من الْحمام فِي سَابِع عشر شعْبَان سنة سِتّ عشرَة وَلم يكمل الْخمسين فِيمَا قَالَه شَيخنَا مَعَ قَوْله أَنه ولد بعد السِّتين، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله وإيانا. عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن يُوسُف الْكفْر حيوي نِسْبَة لضيعة من طرابلس كَانَ أَبوهُ من نَوَاحِيهَا الطرابلسي ثمَّ الْمدنِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بالطرابلسي. ولد تَقْرِيبًا سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والقدورى وَأخذ بِدِمَشْق فِي الْفِقْه وَأَصله والعربية عَن يُوسُف الرُّومِي وَعِيسَى) الْبَغْدَادِيّ والقوام الْأَتْقَانِيّ وَالشَّمْس الصَّدَفِي وَفِي الْعَرَبيَّة فَقَط عَن الْعَلَاء القابوني، وَدخل الْقَاهِرَة سنة ثَلَاث وَخمسين فَأخذ عَن الْبَدْر الْعَيْنِيّ والأمين الأقصرائي وَابْن الْهمام بل سمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَتِي الْأَرْبَعين

الَّتِي خرجتها لَهُ وَكَذَا أَخذ عَنهُ هَذِه الْعُلُوم بِمَكَّة فأنهما سافرا إِلَيْهَا فِي سنة سِتّ وَخمسين فَصَاحب التَّرْجَمَة فِي الْبَحْر والكمال فِي الركب، وقطن الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَأخذ عَنهُ أَهلهَا وَصَارَ شيخ الْحَنَفِيَّة بهَا حَيْثُ اسْتَقر بِهِ الْأَمِير خير بك فِي تدريس الْحَنَفِيَّة لما قرر الدُّرُوس بِكُل من الجرمين وأضيف إِلَيْهِ غير ذَلِك، وَلما كنت بِالْمَدِينَةِ سمع مني بالروضة النَّبَوِيَّة أَشْيَاء كأماكن من الْكتب السِّتَّة وَمن شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وَغير ذَلِك من تصانيفي كالقول البديع وَعِنْده بِهِ نُسْخَة قديمَة كنت أرْسلت بهَا أول مَا صنفته مَعَ مناولتها مني وَالْغَالِب عَلَيْهِ الصفاء وسلامة الْفطْرَة وَلما اسْتَقر الْأَمِير شاهين الجمالي فِي مشيخة الخدام لم يعامله كَالَّذي قبله بل قرب الشَّمْس بن الْجلَال مَعَ كَونه من جماعته. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا. عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن حسان بن عبد الْبَاقِي الْفَخر المغربي الأَصْل الْمَنَاوِيّ نِسْبَة لمنية الْجمل ثمَّ النبتيتي القاهري الشَّافِعِي. قَرَأَ على قِطْعَة من أول التِّرْمِذِيّ وَشرح على مجَالِس من البُخَارِيّ وَكَذَا قَرَأَ على الديمي. عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن عَليّ بن عمر الْعلوِي اليمني الزبيدِيّ أَخُو الْحَافِظ النفيس سُلَيْمَان الْمَاضِي وَالْجمال مُحَمَّد الْآتِي. قَالَ الخزرجي فِي تَرْجَمَة أَبِيه من تَارِيخ الْيمن كَانَ مفرط الذكاء جيد الْفَهم حسن الْحِفْظ لِلْقُرْآنِ وَرُبمَا قَرَأَ شَيْئا من الْعلم وشارك مُشَاركَة ضَعِيفَة، وَتَبعهُ فِي ذَلِك التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه فَإِنَّهُ أجَاز لَهُ فِي استدعاء مؤرخ سنة ثَلَاث عشرَة. عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم الْعَفِيف الزبيدِيّ الزني بالزاي وَالنُّون الثقيلين الكتبي لكَون جده كَانَ دلال الْكتب بزبيد. ولد سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة واشتغل بزبيد وَأخذ عَن شُيُوخ عصره وَقَرَأَ الحَدِيث بِصَوْت جَهورِي قِرَاءَة جَيِّدَة وَكَانَ ذَا فهم فِي الْجُمْلَة مُقَيّدا لما يسمعهُ من الْفَوَائِد حَرِيصًا على ذَلِك جدا وَلكنه غير متصون. مَاتَ أَوَاخِر رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بثغر عدن وَدفن بِالْقربِ من الشَّيْخ مُحَمَّد أبي شُعْبَة الْحَضْرَمِيّ بمقبرة القطيع وتأسف على فِرَاقه فَإِنَّهُ كَانَ مَبْسُوط النَّفس مهذب الْأَخْلَاق مَعَ انتقاده بِمَا تقدم سامحه الله. عُثْمَان بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عُثْمَان بن يَعْقُوب بن عبد الْحق أَبُو سعيد ملك الغرب) وَصَاحب فاس بن أبي الْعَبَّاس بن أبي سَالم بن أبي الْحسن المريني وَالِد أبي عبد الله مُحَمَّد أَقَامَ على سلطنة فاس وَمَا والاها نَحْو ثَلَاث وَعشْرين سنة وَثَلَاثَة أشهر ثمَّ قَتله وزيره عبد الْعَزِيز اللبابي الْمَاضِي فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأقَام عوضه وَلَده، وَيُقَال أَن سَبَب تَسْمِيَة الْمَدِينَة بفاس أَنهم لما حفروا أسها حِين

الشُّرُوع فِي بنائها وجدوا بهَا فأسا فسميت بِهِ، وترجمته مُطَوَّلَة فِي عُقُود المقريزي. عُثْمَان بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أغلبك فَخر الدّين أحد أَعْيَان أُمَرَاء حلب المتفقهة. نَشأ بهَا وَولي حج بَيتهَا الثَّانِيَة ثمَّ ترقى لنيابة قلعة الْمُسلمين الْمَعْرُوفَة بقلعة الرّوم مرّة بعد أُخْرَى ولى بَينهمَا داودارية السُّلْطَان بحلب وَقبلهَا بعد وَفَاة النُّور المعري كِتَابَة سرها وَنظر جيشها وَقدم الْقَاهِرَة فاستعفى عَنْهُمَا وأثكل وَهُوَ بهَا ولدا نجيبا اسْمه أَحْمد فِي طاعون سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ ابْن عشْرين سنة وَترك لَهُ طفْلا ولد فِي غيبته فِي حلب هُوَ الْآن حَيّ وَاسْتقر فِي الداوردية الْمشَار إِلَيْهَا ثمَّ عَاد إِلَى نِيَابَة القلعة الْمَذْكُورَة. وَمَات بهَا فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ الْخمسين وَنقل مِنْهَا إِلَى تربته الَّتِي أَنْشَأَهَا خَارج بَاب الْمقَام من حلب فَدفن بهَا وَأسْندَ وَصيته للأتابك وَكَانَ يذكر بنظم ونثر وَكِتَابَة فائقة ومذاكرة بوقائع وتاريخ وَنَحْو ذَلِك مَعَ أَوْصَاف ذميمة سَيِّئَة عَفا الله عَنهُ. عُثْمَان بن أَحْمد بن عَبَّاس الطلخاوي الْجَوْجَرِيّ مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عُثْمَان بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ. ولد بِالْهِنْدِ ثمَّ قطن مَكَّة وصاهر يُونُس الزبيرِي على ابْنَته. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عُثْمَان بن أَحْمد بن عُثْمَان بن أَحْمد الْفَخر الكشطوخي ثمَّ القاهري الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن حفظ الْقُرْآن وكتبا عرضهَا عَليّ فِي آخَرين وَحضر بعض الدُّرُوس ثمَّ لزم كأبيه خدمَة تغري بردى الاستادار. عُثْمَان بن أَحْمد بن عُثْمَان بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عَليّ بن فضل بن ربيعَة الْفَخر بن الشهَاب بن الإِمَام الْفَخر النقاش الْأمَوِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن ثقالة ولد فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة واشتغل فِي فنون الْعلم وَالْأَدب كثيرا وتجرع فاقة كَبِيرَة بِحَيْثُ كَانَ يَأْكُل قشور الليمون وَكَانَت لَهُ حافظة قَوِيَّة ثمَّ أَنه خالط الصُّوفِيَّة واختلى واشتغل بعلومهم حَتَّى شاركهم فِيهَا واعتنى بالروحانيات فبرع فِي كثير مِنْهَا وَكَذَا اشْتغل فِي الْهَيْئَة وعلوم النُّجُوم حَتَّى يُقَال) أَنه كَانَ يحل الزايرجة، ونظم الشّعْر الْكثير الْجيد كل ذَلِك مَعَ الشكالة الْحَسَنَة وَالْكَلَام العذب وَالصَّوْت الشجي وَعدم التَّرَدُّد إِلَى النَّاس واتصاف بخفة وَعدم ثبات فِي الشدائد بِحَيْثُ شاع عَنهُ أَنه ادّعى أَنه السفياني وَخرج على الْمُؤَيد بِأَرْض عجلون فِي ربيع الأول سنة سِتّ عشرَة حسب مَا أرخه المقريزي، ولقيه البقاعي سنة سِتّ وَعشْرين بِدِمَشْق ثمَّ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَأخْبرهُ أَنه سمع على ابْن أَبَا الْمجد وَأَنه نظم غزلا فِي علم التصريف وعارض ابْن الفارض

جَمِيع مَا بديوانه والصفي الْحلِيّ وَغَيرهمَا وَكتب مِمَّا عَارض بِهِ ابْن الفارض: (أَبيت ولي قلي لذكراكم يَتْلُو ... وَفِي مهجتي من حر هجركم نصل) إِلَى آخرهَا، وَمن نظمه أَيْضا: (صفاتك لَا تخفى على مبصريها ... وَمن قلبه أعمى فللحق يجْحَد) (ظَهرت فَلَا تخفي بطنت فَلم ترى ... وكل لَهُ سرب إِلَيْك فيصعد) مَاتَ. عُثْمَان بن أَحْمد بن عُثْمَان الْفَخر أَبُو عَمْرو الدنديلي القاهري الشَّافِعِي الشَّاهِد، وسمى شَيخنَا فِي تَارِيخه أَبَاهُ مُحَمَّدًا وَأوردهُ فِي مُعْجَمه على الصَّوَاب. ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَسمع من الْعرض غَالب مُسْند أَحْمد وَبَعض المنامات لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وَبَعض فَوَائِد تَمام وجزء ابْن حذلم واليسير من أول أبي دَاوُد وَمن أَبَا الْحرم القلانسي جزأين من فَوَائِد تَمام وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة وأسمع شَيخنَا عَلَيْهِ وَلَده بِحَضْرَتِهِ جُزْء ابْن حذلم وَذكره المقريزي فِي عقوده وَينظر قَوْله أَنه سمع من الْكَمَال عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي وَأما قَوْله وَقد تجَاوز سِتِّينَ سنة فَهُوَ غلط مِنْهُ أَو من غَيره، وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ. عُثْمَان بن أَحْمد بن عُثْمَان الْفَخر الصهرجتي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي مِمَّن لَازم الْمَنَاوِيّ ثمَّ الْجَوْجَرِيّ وَقَرَأَ عِنْده البُخَارِيّ بل هُوَ مِمَّن سمع فِيهِ بالظاهرية وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي جَامع الصَّالح وصاهر الديمي على ابْنَته وَله مِنْهَا أَوْلَاد مَاتَ. عُثْمَان بن أَحْمد بن أبي الْغَيْث الْعَفِيف أَبُو الْغَيْث اليمني التَّاجِر سكن مَكَّة وَملك بهَا دورا. وَمَات فِي رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وَخلف أَوْلَادًا. عُثْمَان بن أَحْمد بن مَنْصُور الطرابلسي الْحَنْبَلِيّ أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ) عُثْمَان بن إِدْرِيس بن إِبْرَاهِيم بن عمر التكروري صَاحب بزنو وزعاي ملك بعد أَخِيه إِدْرِيس المتملك بعد أَخِيه دَاوُد المتملك بهَا بعد والدهم إِبْرَاهِيم أول من ملك من آل بَيتهمْ وجدهم الْأَعْلَى كَانَ ينتمي إِلَى الملثمين وهم الْآن على تِلْكَ الطَّرِيقَة فِي مُلَازمَة اللثام وَيُقَال أَنه جمع من الْعَسْكَر ألف فَارس ورحل يُقَاتل من يَلِيهِ من الْكفَّار وَالْإِسْلَام غَالب فِي بِلَادهمْ. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه وَطول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته. عُثْمَان بن أَيُّوب بن أَحْمد بن عبد الله بن عَفَّان بن رَمَضَان الفيومي الأَصْل الْمَكِّيّ السَّقطِي أَبوهُ. مَاتَ بهَا فِي صفر سنة سبع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.

عُثْمَان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي. الْمَكِّيّ وَالِد عَفَّان الْآتِي ولد فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بزبيد وأحضر فِي الْخَامِسَة بِمَكَّة على عَمه الْجمال بن ظهيرة مُعْجَمه وَأَجَازَ لَهُ ابْن صديق جمَاعَة. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. عُثْمَان بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو التَّوْفِيق النَّاشِرِيّ أَخُو الْمُوفق عَليّ وَإِخْوَته. ذكره ابْن أَخِيه الْعَفِيف فِي الناشريين وَقَالَ أَن مولده سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة قَالَ وَكَانَ أديبا بارعا لَهُ شعر فائق ونظم رائق مدح الْأَعْيَان فأجازوه مَعَ حَظّ جيد وإقبال على التِّلَاوَة وَمن نظمه أول قصيدة جَيِّدَة: (مغاني الغواني لَا عدتك البواجس ... وجادتك أنواء الغيوم الرواجس) وامتدح تلميذ أَبِيه الرضى أَبَا بكر بن مُحَمَّد الْخياط بقصيدة حَسَنَة، وَكثر تنقله فِي الْجبَال حَتَّى دخل الصنعاء وَغَيرهَا وَلم يؤرخ وَفَاته بل قَالَ: وَأَظنهُ فِي مَقْبرَة الغرباء قبلي الفرحانية بتعز وَلَا عقب لَهُ. قلت: وكتبته تخمينا إِلَى أَن يحرر. عُثْمَان بن أبي الْفَخر السندبيسي القاهري الشَّافِعِي. حفظ الْقُرْآن وجوده على الزين بن الْقصاص ثمَّ تلاه للسبع على الهيثمي ورفيقا لِلشِّهَابِ الزواوي على الشهَاب السكندري بل تَلا عَلَيْهِ بعضه للعشر وتكسب وسافر لمَكَّة وَغَيرهَا فَكَانَت وَفَاته بِالْيمن قريب السّبْعين. عُثْمَان بن جقمق الْمَنْصُور الْفَخر أَبُو السعادات بن الظَّاهِر أبي سعيد. ولد فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. وَأمه أم ولد اسْمهَا زهراء. نَشأ فِي حجر السَّعَادَة معتنيا بالفروسية بل اشْتغل على الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَغَيره وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن) بردس وَابْن الطَّحَّان وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة باستدعاء الزين رضوَان وَغَيره وقفت مِنْهُم على طَائِفَة مكيين فَمنهمْ من الرِّجَال الزين بن عَيَّاش والموفق الأبي والقطب أَبُو الْخَيْر ابْن عبد الْقوي وَمن النِّسَاء خَدِيجَة ابْنة عبد الرَّحْمَن ابْن صَفِيَّة وَصفِيَّة ابْنة مُحَمَّد بن عمر السكرِي وَلَا شكّ عِنْدِي أَن فِيمَن أجَازه من هُوَ أقدم من هَؤُلَاءِ، وَاسْتقر بعد أَبِيه فِي السلطنة ولقب بالمنصور فَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا ووثب عَلَيْهِ الأتابك أينال فَكَانَ الظفر لَهُ ولقب بالأشرف وَأرْسل بِهَذَا إِلَى إسكندرية على الْعَادة وَقَرَأَ بهَا على مُحَمَّد بن عُثْمَان البجائي شرح الخزرجية وعَلى مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم المغربي التَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الصّرْف وعَلى الشَّمْس النوبي قصيدة فِي التجويد نظمها لأَجله ثمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا حِين حول إِلَى دمياط شرح التَّصَرُّف للتفتازاني ونظم قَوَاعِد الْإِعْرَاب لِأَبْنِ الهائم الْمُسَمّى بالتحفة مَعَ أرجوزة للنوبي سَمَّاهَا الرشفة المتممة للتحفة وغالب الرائية للشاطبي وَنَحْو ثلث ألفيه ابْن مَالك وعَلى إِبْرَاهِيم العجلوني التُّحْفَة القدسية لِأَبْنِ الهائم فِي

الْفَرَائِض وايساغوجي فِي الْمنطق، وَاسْتمرّ مُقبلا على الْعلم متطلعا لكتبه الَّتِي حصل مِنْهَا فِي كل فن نفائس مذاكرا مَعَ كل من يرد عَلَيْهِ من الْفُضَلَاء والمشايخ كشيخه الشَّيْخ قَاسم حَيْثُ سَافر لَهُ إِلَى هُنَاكَ حَتَّى تميز وبرع فِي الْفِقْه وَكثر استحضاره للمجمع أحد محافيظه بل درس قِطْعَة من الْمِنْهَاج للنووي فِي فروع الشَّافِعِيَّة ولكثير من التَّارِيخ سِيمَا الْبِدَايَة لِأَبْنِ كثير مَعَ تطلع لمعاني الحَدِيث وإقبال على سَمَاعه ومشاركة فِي فنون كَثِيرَة كالأصلين بِحَيْثُ يستحضر ابْن الساعاتي فِي أصولهم والطب والعربية وَالْعرُوض والموسيقى وَحسن عشرته وَكَثْرَة أدبه ورقة طبعه وحرصه على الانعزال والمطالعة والتلاوة وَالصِّيَام وَصرف أوقاته فِي الطَّاعَات وتحريه فِي نقل الْعلم وإعراضه عَن التشاغل بأنواع الفروسية ومتعلقاتها مَعَ تقدمه فِيهَا وَله تذكرة فِيهَا أُمُور مهمة ونظم رَشِيق رَقِيق، وَقد حج فِي غُضُون إِقَامَته بدمياط فِي أبهة تَامَّة وختن أَوْلَاده وَكَانَ السُّلْطَان فَمن دونه هُنَاكَ، وحرص على الِاجْتِمَاع بِي حِين كَانَ بِالْقَاهِرَةِ فَمَا قدر، نعم حصل بعض تصانيفي وَبَلغنِي مزِيد اغتباطه بذلك. مَاتَ بدمياط بالانحدار فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَورد الْخَبَر بذلك بعد يَوْمَيْنِ فَتوجه الأتابك والزمام لإحضاره وَدفن عِنْد أَبِيه بتربة قانباي وَخلف بضعَة عشر ولدا من أُمَّهَات شَتَّى مِنْهُم إناث ثَلَاث أكبرهن خَدِيجَة مَاتَ مِنْهُنَّ فِي الطَّاعُون وَاحِدَة وَمن الذُّكُور سِتَّة وأكبر الذُّكُور عمر وكتبا كَثِيرَة وَقرر لَهُ تصوف بالأزبكية رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة.) عُثْمَان بن حسن بن على بن مَنْصُور الْفَخر العقبي ثمَّ القاهري الصحراوي ولد تَقْرِيبًا بعد الثَّمَانِينَ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة وعرضها وأسمعه خَال أَبِيه الزين رضوَان على ابْن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس الزراتيتي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وَحج جاور وَكَانَ خَادِم السجادة بالتربة البرقوقية أجَاز لي. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله. عُثْمَان بن حُسَيْن الجزيري بجيم مَفْتُوحَة ثمَّ زَاي مَكْسُورَة نِسْبَة للجزيرة ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ الْمُؤَذّن بالبيبرسية والخياط على بَابهَا وَالِد مُحَمَّد الْآتِي. كَانَ خيرا محبا فِي الْعلم وَأَهله متوددا مُقبلا على شَأْنه سمع على فِي مُسلم مجَالِس. مَاتَ قريب الثَّمَانِينَ بعد أَن أقعد بالفالج مُدَّة وَأَظنهُ جَازَ السِّتين. عُثْمَان بن سعيد بن يحيى بن خَليفَة الضرسوني نِسْبَة لقبيلة من أَعمال قسنطينة المغربي الْمَالِكِي نزيل طيبَة. مَاتَ بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. عُثْمَان بن سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان بن خَلِيل الْجَزرِي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي

وَيُقَال لَهُ عُثْمَان الْكرْدِي. ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة باورمة من أَعمال تبريز وتحول مِنْهَا قبل بُلُوغه لجزيرة ابْن عُثْمَان فحفظ بهَا الْقُرْآن وجوده على عمر ابْن يُوسُف المارونسي وَعنهُ أَخذ فِي الْفِقْه والعربية والمنطق وَكَذَا حفظ الإيجاز مُخْتَصر الْمُحَرر بل وَنصف الْمُحَرر وَمن الْحَاوِي إِلَى الْوَصِيَّة وَجَمِيع الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ والحاجبية والمراح وَالْمُغني للفخر الجاربردي وَغَيرهَا وَأقَام بهَا سبع سِنِين وسافر مِنْهَا إِلَى الْبِلَاد الشامية فَأخذ بحلب عَن عبد الرَّزَّاق الشرواني الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَقَرَأَ على الشهَاب المرعشي صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم والمصابيح وعَلى غَيرهمَا فِي الفلسفة وَالْحكمَة وَغَيرهمَا وبالشام عَن البلاطنسي فِي الْفِقْه وَجَمِيع منهاج العابدين للغزالي بل وَالرّبع الأول من الْأَحْيَاء والمنجيات مِنْهُ وَعَن يُوسُف الرُّومِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والجاربردي وَلَقي بهَا حُسَيْن الوسطاني فَقَرَأَ عَلَيْهِ شرح العقائد والمطول وَغَيرهمَا فِي آخَرين بهَا وبغيرها بل لَقِي فِي صغره بَيت الْمُقَدّس الشهَاب بن رسْلَان فلازمه دون أَرْبَعَة أشهر بالختنية وَقَرَأَ عَلَيْهِ أربعي الطَّائِي وقليلا من الصّرْف ورام قِرَاءَة شَيْء كَانَ مَعَه فَأعلمهُ بِأَنَّهُ مَوْضُوع وَحضر دروسه وعادت عَلَيْهِ بركته، وَحج غير مرّة وجاور فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ ثمَّ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين ولقيته حِينَئِذٍ وَكَانَ يكثر الطّواف والاعتمار وَالْعِبَادَة وَبِمَا أَقرَأ فِي الأولى الْأُصُول وَغَيره وَقَالَ لي بعض الطّلبَة أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْكَشَّاف وَهُوَ إِنْسَان) خير سليم الْفطْرَة نير الشيبة تَكَرَّرت مساءلته لي عَن أَشْيَاء من الحَدِيث وَغَيره بل استجازني لنَفسِهِ ولولده وَعَاد لبلده. مَاتَ فَجْأَة فِي رَجَب سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخلف أَوْلَادًا لَيْسَ فيهم من خَلفه. عُثْمَان بن سُلَيْمَان الصنهاجي المغربي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: من أهل الجراير الَّذين بَين تلمسان وتونس رَأَيْته كهلا وَقد شَاب أَكثر لحيته وَطوله إِلَى رَأسه ذِرَاع وَاحِد بِذِرَاع الْآدَمِيّين لَا يزِيد عَلَيْهِ شَيْئا مَعَ كَونه كَامِل الْأَعْضَاء وَإِذا كَانَ قَائِما يظنّ من رَآهُ أَنه صَغِير قَاعد وَهُوَ أقصر آدَمِيّ رَأَيْته وَذكر لي أَنه صحب أَبَا عبد الله بن الفخار وَأَبا عبد الله بن عَرَفَة وَغَيرهمَا، ولديه فَضِيلَة ومحاضرته حَسَنَة. مَاتَ فِي سنة خمس وَعشْرين وَقد جَازَ الْخمسين. عُثْمَان بن صَدَقَة بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مخلص الدّين عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الدمياطي الشارمساحي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي. نَشأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ التَّنْبِيه وألفية ابْن ملك ونظم الْبَيْضَاوِيّ واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد الْمَنَاوِيّ والأحمدين الْخَواص والأبشيطي بل أَخذ عَن الشّرف السُّبْكِيّ والبرهان الأبناسي فِي آخَرين وَكَذَا أَخذ عني رَفِيقًا لوَلَده، وَكَانَ خيرا فَاضلا كثير التِّلَاوَة مستمرا لذكر محافيظه مَقْصُودا بالسؤال.

مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا. عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان الْفَخر البلبيسي ثمَّ القاهري الْمُقْرِئ وَيعرف بالفخر إِمَام الْأَزْهَر. ولد سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة ببلبيس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأدب الْأَوْلَاد هُنَاكَ دهرا ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه إِمَام الْجَامِع الْأَزْهَر رَأس الْقرَاءَات فَصَارَ غَالب طلبة الْبَلَد مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ بل ذكر لي أَن الْجِنّ كَانُوا يقرءُون عَلَيْهِ من حَيْثُ من حَيْثُ لَا يراهم، سَمِعت ذَلِك مِنْهُ فِي سنة سبع وَتِسْعين بعد أَن حدث بِهِ شَيخنَا ابْن سكر عَنهُ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَحدث عَنهُ ابْن سكر أَيْضا أَنه أخبرهُ أَن الجان أَخْبرُوهُ أَن الفناء يَقع بِمصْر بعد سنة وَأَنه يكون عَظِيما جدا قَالَ: وَكنت قد عزمت على الْحَج فجاورت وَوَقع الطَّاعُون الْعَام الشهير كَمَا قيل وَقد أضرّ. مَاتَ فِي ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَقد أكمل ثَمَانِينَ سنة وَلم يكن إِسْنَاده بالعالي فَأَنَّهُ قَرَأَ على الْمجد إِسْمَاعِيل بن يُوسُف الكفتي بقرَاءَته على التقي الصَّائِغ وعَلى ابْن نمير السراج وَكتب لَهُ إجَازَة) وَصفه فِيهَا بالشيخ الإِمَام الْمُقْرِئ الْفَاضِل الْمُحَقق وَشهد عَلَيْهِ فِيهَا سنة إِحْدَى وَخمسين الْجمال بن هِشَام وَوصف صَاحب التَّرْجَمَة بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل المتقن الْمُحَرر جمال المدرسين بَقِيَّة السّلف الصَّالِحين وَكَذَا شهد فِيهَا الْجمال الأسنوي وَأَبُو بكر بن الجندي، وَقَالَ فِي إنبائه: تصدى للاشتغال بِالْقِرَاءَةِ فأتقن السَّبع وَصَارَ أمة وَحده وَأَخْبرنِي أَنه لما كَانَ ببلبيس كَانَ الْجِنّ يقرءُون عَلَيْهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ خلق كثير وَحدث عَنهُ خلق كثير فِي حَيَاته وانتفع بِهِ من لَا يُحْصى عَددهمْ فِي الْقِرَاءَة وانتهت إِلَيْهِ الرياسة فِي هَذَا الْفَنّ، وَكَانَ صَالحا خيرا أَقَامَ بالجامع الْأَزْهَر يؤم فِيهِ مُدَّة طَوِيلَة وَقَالَ المقريزي: قَرَأَ بالسبع وَالْعشر والشواذ وَأم بالأزهر زَمَانا وَأخذ النَّاس عَنهُ الْقرَاءَات ورحلوا إِلَيْهِ من الأقطار وَتخرج بِهِ خلائق وَكَانَ خَبِيرا بالقراءات عَارِفًا بتعليلها صبورا على الإقراء خيرا دينا هينا مُعْتَقدًا تشجع الْقُلُوب لقرَاءَته ولنداوة صَوته، وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ، وَذكره ابْن الملقن فِي طَبَقَات الْقُرَّاء وَقَالَ أَنه قَرَأَ على ابْن السراج بِحرف أبي عَمْرو وعَلى الشّرف الدلاصي بِحرف بن كثير وعَلى شَيْخه الكتفي بِثَلَاثَة عشر بالمبهج والمستنير والإرشاد والتذكرة وَغَيرهَا وعَلى ابْن الصايغ والبرهان الحكري وَابْن سهل الْوَزير المغربي وَالْمجد حرمي بن الْمَكِّيّ البلبيسي نزيل الْخَلِيل قَالَ وَهُوَ الْآن شيخ مصر تصدر بالمالكية والفاضلية والمنصورية وجامعي الْحَاكِم والطولوني وَغَيرهَا يَعْنِي كالأزهر والشريفية والسابقية ومدرسة أبي غَالب وَكَذَا ذكره ابْن الْجَزرِي فِي طَبَقَات الْقُرَّاء أَيْضا وَقَالَ إِمَام الْجَامِع الْأَزْهَر شيخ

الديار المصرية إِمَام كَامِل ناقل قَرَأَ الْقرَاءَات على أبي بكر بن الجندي وَإِسْمَاعِيل الكفتي وحرمي وَبَعضهَا على إِبْرَاهِيم الحكري وَمُحَمّد بن السراج الْكَاتِب وعَلى ابْن يغمور الْحلَبِي والمحب مُحَمَّد بن يُوسُف نَاظر الْجَيْش ومُوسَى بن أَيُّوب الضَّرِير قَرَأَ عَلَيْهِ الأوحدي وَعُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْبرمَاوِيّ وَأَنه دفن بِالْبَابِ الْجَدِيد بِالْقربِ من بَاب المحروق وَبَاب الْوَزير، وَرَأَيْت فِي بعض إجازات من أَخذ عَنهُ أَنه أكمل على الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نمير السراج والكفتي وَابْن الجندي وحرمي وَلم يكمل على الْبُرْهَان الحكري المتصدر بالملكية وَعلي بن يغمر الْحلَبِي والمحب نَاظر الْجَيْش وعَلى ابْن سعيد الْكِنَانِي. قلت: وَقد أَخذ عَنهُ خلق مِمَّن أَخذنَا عَنهُ مِنْهُم الزين رضوَان تَلا عَلَيْهِ بعض الْقُرْآن بالسبع وَذكره المقريزي فِي عقوده.) عُثْمَان بن عبد الله بِالتَّكْبِيرِ بن عُثْمَان بن عَفَّان بن مُوسَى بن عمرَان بن مُوسَى الْفَخر أَبُو عَمْرو بن الْجمال الْحُسَيْنِي بلد أنسبة لمنية أبي الْحُسَيْن من الشرقية ثمَّ القاهري المقسي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالمقسي. ولد فِي رَابِع عشري ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنية فضَالة وانتقل مِنْهَا وَهُوَ صَغِير صُحْبَة وَالِده فاستوطن مَعَه الْقَاهِرَة وَحفظه الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو وَعرض على الْبِسَاطِيّ والمحب بن نصر الله فِي آخَرين وَأخذ الْفِقْه أَولا عَن الشهَاب الْمحلي خطيب جَامع ابْن ميالة والبدر النسابة ثمَّ عَن الشّرف السُّبْكِيّ والونائي وَاتفقَ لَهُ أَنه انْتهى فِي قِرَاءَته على كل مِنْهُمَا إِلَى أدب السُّلْطَان وَحضر أَيْضا فِي الْفِقْه الْيَسِير عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ وَأكْثر من مُلَازمَة الشّرف الْمَنَاوِيّ فِي التقاسيم وَغَيرهَا حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه فِي الْفِقْه بِهِ وَكَانَ يقْرَأ عِنْده الحَدِيث فِي رَمَضَان وَغَيره وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ ولازم شَيخنَا أَيْضا فِي سَماع الحَدِيث فِي رَمَضَان وَغَيره عدَّة سِنِين وَحضر دروسه فِي عُلُوم الحَدِيث وَغَيرهَا وَسمع على الشمني بل أَخذ عَنهُ فِي الْعَضُد وَالْمُغني وحاشيته والمطول والبيضاوي وَغَيرهَا وَكَذَا قَرَأَ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ على القاياتي وألفية النَّحْو وتوضيحها على الحناوي وَشرح العقائد على الكافياجي وَحضر فِي التَّفْسِير وَغَيره عِنْد السعد بن الديري وجوده بعض الْقُرْآن على الشهَاب بن أَسد وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَأكْثر من مُلَازمَة الْمُرُور على الْكتب الْأَرْبَعَة التَّنْبِيه والمنهاج والبهجة وَأَصلهَا قِرَاءَة وإقراء حَتَّى صَارَت لَهُ بهَا ملكة قَوِيَّة مَعَ مُشَاركَة فِي الْأُصُول والعربية، وَأول مَا نَشأ أَقرَأ الْأَطْفَال فِي زَاوِيَة الشَّيْخ عَليّ المغربي ثمَّ فِي زَاوِيَة ابْن بطالة بقنطرة الموسكي وَأم بهَا زَمنا وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا رَفِيقًا للزين قَاسم الزفتاوي فِي الْحَانُوت المجاور لحبس رحبة الْعِيد فَلَمَّا نَاب

الزين فِي الْقَضَاء وَجلسَ بالجورة وتحول مَعَه وَرُبمَا حضر مَعَه عِنْد الولوي السفطي، كل ذَلِك مَعَ المداومة على الِاشْتِغَال وَالْكِتَابَة لنَفسِهِ بِحَيْثُ كتب بِخَطِّهِ الرَّوْضَة ومختصر الْكِفَايَة وَجُمْلَة وتكررت كِتَابَته لشرح الشواهد وَكَانَ يرتفق بِثمنِهِ فِي معيشته وَرُبمَا قَرَأَ فِي الجوق مَعَ الشَّمْس المتبولي الضَّرِير وَابْن طرطور لكنه لم ينتدب لذَلِك ونوه شَيْخه الْمَنَاوِيّ بِهِ جدا حَتَّى كَانَ يَقُول: هُوَ معي كالمزني مَعَ الشَّافِعِي واستنابه فِي الْقَضَاء وَجلسَ بأيوان الصالحية وقتا وَصَارَ يسند القضايا والوقائع المهمة من الْوَصَايَا وَنَحْوهَا وَتكلم عَنهُ فِي أوقاف كالحلي والطاهر وطيلان وَأَقْبل على الْأَحْكَام وَشبههَا وَحسنت معيشته بعد خشونتها جدا حَتَّى سَمِعت أَن عَمه عَتبه على) قبُوله الْقَضَاء وَقَالَ لَهُ: أدخلت الْقَضَاء فِي بيتنا أَو كَمَا قَالَ وَكَذَا بَلغنِي أَن وَالِده عتب عَلَيْهِ قبُوله لوظيفة الجمالية وتعاطيه خبزها وَكَانَا مذكورين بالصلاح وَمن العجيب سُؤَاله الْعلم البُلْقِينِيّ فِي النِّيَابَة عَنهُ مَعَ شدَّة اخْتِصَاصه بالشرف بل وناب عَن المكيني فِيمَا قيل وَكَذَا عَن الأسيوطي ثمَّ عزل نَفسه لما زاحمه ابْن مظفر فِي تكَلمه فِي وَصِيَّة عبد الْقَادِر الفاخوري، وَتكلم بِفُجُورِهِ فِيمَا لَا يَلِيق وَأعْرض عَن ذَلِك كُله وَكَذَا بَاشر قَضَاء الركب الموسمي غير مرّة واستصحب الْحمل مَعَه وَكَانَ حج قبل ذَلِك مَعَ وَالِده وَهُوَ صَغِير ثمَّ جاور مَعَ الرجبية، وَلما مَاتَ الشهَاب الشطنوفي استنيب عَن وَلَده أخي زوجه ابْن شَيْخه الْمَنَاوِيّ فِي تدريس الحَدِيث بالشيخونية بِإِشَارَة شَيْخه فِي ذَلِك ثمَّ انْتقل بِهِ بعد وَفَاة زين العابدين ببذل يسير للْوَلَد لعدم أهلته وَكَذَا استنيب فِي وَظِيفَة الإسماع بهَا عَن ابْن الزين رضوَان وَفِي تدريس الْفِقْه بِجَامِع الخطيري عَن ابْني زين العابدين المناوى وَفِي الخطابة بِجَامِع عَمْرو عَن شَيْخه ثمَّ عَن وَلَده وابنيه وَفِي زَاوِيَة الابناسي بالمقسم مَعَ مُبَاشرَة النّظر إِلَى غَيرهَا مِمَّا كَانَ باسمه من الْجِهَات كالتصوف بالصلاحية والبيريبية والجمالية وخزن كتب الزِّينَة الاستادارية وإمامة الصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ وَقِرَاءَة الحَدِيث بِجَامِع الْأَزْهَر يُوقف ابْنه الطبندي وتصدى للتدريس والإقراء فِي حَيَاة شَيْخه وَحلق بِجَامِع الْأَزْهَر وَكثر الِانْتِفَاع بِهِ خُصُوصا بعد وَفَاته فَإِنَّهُ تزاحم عَلَيْهِ الطّلبَة وَاسْتمرّ أَمرهم يتزايد إِلَى أَن كَانَت السّنة الْأَخِيرَة فَحصل تنافس فِي تعْيين أحد الْقُرَّاء وَقصد بالرسائل فِي ذَلِك وَنَحْوه مِمَّا لم يَقع مثله الْآن لغيره وَصَارَ غَالب الْفُضَلَاء من تلامذته وَلم يَكُونُوا يتجرءون عَلَيْهِ كَغَيْرِهِ وَكَذَا قصد بالفتاوي وانتفع بِهِ فِيهَا أَيْضا كل ذَلِك مَعَ الدّين والتواضع والفصاحة وجودة التَّقْرِير والتمييز فِي الْفِقْه وَحسن الملكة فِيهِ والمشاركة فِي غَيره

وَالْعقل وَعدم الْمُرَاهنَة والانجماع على نَفسه وَالْقِيَام بوظائفه والارتفاق مَعَ ذَلِك بِبَعْض معاملات وَرُبمَا قَرَأَ الحَدِيث بِجَامِع التركماني المجاور لَهُ وَكَثِيرًا مَا كَانَ يقصدني بالأسئلة الحديثية وَيُصَرح بِأَنَّهُ لَا يَفِي بغرضه وأزيد سواي إِلَى غير ذَلِك من الثَّنَاء مَاتَ فِي رَجَب سنة سبع وَسبعين وَلم يخلف بعده فِي حسن تَقْرِير الْفِقْه مثله رَحمَه الله وإيانا. عُثْمَان بن عبد الله بن يَعْقُوب الدِّمَشْقِي الْقَارِي أَخُو مَحْمُود وَعبد الْكَرِيم يَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ عُثْمَان بن عبد الله ويلقب بالفيل أحد من كَانَ يعْتَقد بِمصْر. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة) خمس. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. عُثْمَان بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْفَخر التليلي نِسْبَة لتليل قَرْيَة من الْبِقَاع من ضواحي دمشق من جملَة أوقاف مدرسة أبي عمر الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالتليلي. ولد على رَأس الْقرن وَسمع على عبد الْقَادِر الأرموي النَّسَائِيّ بفوت الْمجْلس الأول بروايته عَن ابْنه الْكَمَال عَن السبط، وَحدث سمع مِنْهُ بعض الطّلبَة وَأم بِجَامِع الْحَنَابِلَة بالسفح وَعلم وخطب بِهِ وَهُوَ مِمَّن لَازم أَبَا شعر واختص بِهِ ثمَّ بِابْن قندس وَغَيرهمَا، وَحج وجاور وَكَانَ فَقِيها غَايَة فِي الْوَرع والزهد درس وَأفَاد مَعَ التجرد لِلْعِبَادَةِ من تِلَاوَة وَقيام حَتَّى فاق فِي ذَلِك وتجلد لَهُ مَعَ كبر سنه حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين إِمَّا فِي رجبها أَو غَيره وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْجَدِيد ثمَّ بالجامع المظفري وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم وَالثنَاء عَلَيْهِ مستفيض رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. عُثْمَان بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله المنشاوي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي القادري وَيعرف بِابْن زلقا بزاي مَفْتُوحَة ثمَّ لَام سَاكِنة بعْدهَا قَاف المزين هُوَ ووالده. قَرَأَ على الْبَهَاء بن الْقطَّان كثيرا من كتب الحَدِيث وَغَيرهَا وعَلى شَيخنَا الْخَتْم من كل مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَغَيرهَا بِجَامِع عَمْرو وَكنت مِمَّن سمع بقرَاءَته بَعْضهَا مَعَ الْكِتَابَة عَنهُ فِي مجْلِس الْإِمْلَاء وتميز قَلِيلا وَأَظنهُ تكسب بِالشَّهَادَةِ. عُثْمَان بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن غَانِم الْفَخر بن القطب الْمَقْدِسِي. ولد سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة وأحضر فِي الرَّابِعَة على الْبَيَانِي المستجاد من تَارِيخ بَغْدَاد وَغير ذَلِك، وَحدث لقِيه ابْن مُوسَى وَمَعَهُ الأبي فِي سنة خمس عشرَة فسمعا عَلَيْهِ وَأَجَازَ لجَماعَة كالتقي بن فَهد وَولده. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: أجَاز لبنتي رَابِعَة. عُثْمَان بن عَليّ الْعَلامَة الْفَقِيه الْعَفِيف أَبُو عمر الْأنْصَارِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي الْأَحْمَر أحد أَعْيَان فُقَهَاء زبيد مِمَّن اشْتغل فِي ابْتِدَائه على الْمُوفق عَليّ بن عبد الله الشاوري ثمَّ انْتقل لِلشِّهَابِ أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ رَفِيقًا لوَلَده الطّيب وَلذَا كَانَ صديقا لَهُ حَتَّى مَاتَ. وَمهر فِي الْفِقْه بِحَيْثُ درس وَأفْتى واقتنى الْكتب النفيسة وَكَانَ ذكيا

فهامة حَتَّى أَنه عرض لَهُ طرش فَكَانَ يكْتب لَهُ على السجادة مَا يقْصد إخفاؤه فيفهم المُرَاد مِنْهُ. وَمَات بعد سعال تمكن مِنْهُ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَبَنُو الْأَحْمَر جمَاعَة فُقَهَاء أخيار دخل جدهم) وَكَانَ فَقِيها صَالحا باستدعاء بعض مُلُوك الدولة الرسولية للتدريس بِبَعْض مدارسهم وَاسْتمرّ عَلَيْهِ بنوه من بعده وَقد ذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ فِي أثْنَاء تَرْجَمَة بل أثْبته فِي تَرْجَمَة مُسْتَقلَّة فَقَالَ أحد الْمُفْتِينَ بزبيد والمدرسين بهَا ولي تدريس السابقية بزبيد والمحالبية بهَا وَكَانَ لَا يدرس إِلَّا بعد المطالعة وَإِذا انْتهى لما طالعه قطع الدَّرْس وَلذَا انْتفع بِهِ جمَاعَة وَكنت مِمَّن اسْتَفَادَ مِنْهُ وَحصل لَهُ صمم فَكَانَ لَا يسمع شَيْئا مَعَ سرعَة الْفَهم وَحُضُور الذِّهْن بِحَيْثُ لَا تفوته الْإِشَارَة وَهُوَ رَفِيق الْجمال الطّيب فِي الطّلب. عُثْمَان بن عمر بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْعَفِيف النَّاشِرِيّ الْمقري الشَّافِعِي ابْن أخي القَاضِي موفق الدّين عَليّ وَابْن عَم القَاضِي الطّيب بن أَحْمد بن أبي بكر وتلميذه. لَهُ تصنيف فِي الناشريين سَمَّاهُ الْبُسْتَان الزَّاهِر فِي طَبَقَات عُلَمَاء بني ناشر طالعته وَهُوَ مُفِيد واستطرد فِيهِ لغَيرهم مَعَ فَوَائِد ومسائل بل وَعمل شرحا على الْحَاوِي والإرشاد فِي مجلدين مَاتَ عَنهُ مسودة وَأخذ الْقرَاءَات عَن ابْن الْجَزرِي تَلا عَلَيْهِ ختمة للعشر والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَشْعَرِيّ وَعلي بن مُحَمَّد الشرعبي وصنف فِيهَا الْهِدَايَة إِلَى تَحْقِيق الرِّوَايَة فِي رِوَايَة قالون والدوري والدر النَّاظِم فِي رِوَايَة حَفْص عَن عَاصِم وَغير ذَلِك، وَحج وجاور وَكَانَ فَقِيها مقرئا مولده سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَمَات بعد الْأَرْبَعين. أفادنيه حَمْزَة النَّاشِرِيّ وَفِي أثْنَاء كِتَابه فِي الناشريين مِمَّا يدْخل فِي تَرْجَمته أَشْيَاء ومولده إِنَّمَا هُوَ فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع، وَكَانَ فَقِيها عَالما محققا لعلوم جمة مِنْهَا الْفِقْه والقراءات والفرائض وَغَيرهَا مَعَ مُشَاركَة فِي الْأَدَب وَالشعر. وَيُقَال أَنه بلغ فِي شرح الْإِرْشَاد إِلَى إثناء الصَدَاق ودرس بمدارس فِي زبيد ثمَّ رتبه الظَّاهِر فِي تدريس مدرسته وَكَانَ مبارك التدريس انْتفع بِهِ جمَاعَة كَثِيرُونَ وَولي أَيْضا إِمَامَة الظَّاهِرِيَّة فَلَمَّا اخْتَلَّ الْأَمر انْتقل إِلَى أَب فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين باستدعاء مَالِكهَا أَسد الدّين أَحْمد بن اللَّيْث السيري الهمذاني صَاحب حصن جب فرتبه مدرسا بمدرسة الأَسدِية الَّتِي نشأها هُنَاكَ وأضاف إِلَيْهِ إمامتها وتدريس الْقرَاءَات بهَا وَكَذَا أعطَاهُ تدريس غَيرهَا كالجلالية وتصدر للْفَتْوَى والإقراء فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشري ذِي الْحجَّة مِنْهَا بالطاعون وَكَانَ آخر كَلَامه الْإِقْرَار بِالشَّهَادَتَيْنِ وتأسف الْخلق على فَقده وَشهد جنَازَته من لَا يُحْصى

ورثاه بعض الشُّعَرَاء رَحمَه الله وإيانا.) عُثْمَان بن عمر بن مُحَمَّد القمني ثمَّ القاهري خطيب جَامع صاروجا الشَّافِعِي. تَلا للسبع رَفِيقًا للجمال الزيتوني على عُثْمَان المنوفي وَأذن لَهُ فِي الإقراء واشتغل فِي غَيره يَسِيرا وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا وَجلسَ لتأديب الْأَبْنَاء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة. وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده الْجد أَبُو الْأُم وَالْخَال وَآخَرُونَ بَعضهم فِي الْأَحْيَاء وخطب بِجَامِع نَاصِر الدّين أخي صاروجا، وَكَانَ خيرا ثِقَة صَارِمًا حج وجاور غير مرّة وصاهره الشَّمْس ابْن الخص على ابْنَته بركَة فأولدها إِبْرَاهِيم وَإِخْوَته وَكَذَا وزج ابْنه الشهَاب الْمَاضِي أَحْمد بالوالدة وَلم يلبث أَن مَاتَ الابْن فَصَبر وَمَات بعد ذَلِك بعد الثَّلَاثِينَ أَو قبلهَا رَحمَه الله وإيانا. عُثْمَان بن عِيسَى بن مُوسَى بن عَليّ بن قُرَيْش الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ. مِمَّن انْتَمَى للمجد بن أبي السعادات وَكَانَ يعْمل الْعُمر ويزرع. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين بِبِلَاد كالبرقة من الْهِنْد. أرخه ابْن فَهد. عُثْمَان بن فضل الله بن نصر الله الْفَخر بن الزين الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْحَنْبَلِيّ شيح الخروبية بالجيزة. ولد فِي صفر سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة. وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة اسْتَقر فِي المشيخة بعد أَبِيه وَسمع بهَا على ابْن نَاظر الصاحبة والْعَلَاء بن بردس وَابْن الطَّحَّان بِحَضْرَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ القَاضِي شَيْئا من مرويهم وَلم تزل المشيخة مَعَه حَتَّى رغب عَنْهَا بِأخرَة شركَة بَين ابْن طه وَغَيره واستناباه فِيهَا وَجلسَ شَاهدا بحانوت الحلوانيين وَسيرَته غير مرضية وأصوله سَادَات أَئِمَّة مَاتَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين. عُثْمَان بن قطلوبك بن طور غلى الْفَخر التركي الأَصْل التركماني أَمِير التركمان بديار بكر وَصَاحب آمد وماردين وَغَيرهمَا وَيعرف بقرايلوك. كَانَ أَبوهُ من جملَة الْأُمَرَاء فِي الدولة الأرتقية أَصْحَاب ماردين ثمَّ انْتَمَى ابْنه لتيمورلنك وَصَارَ من أعوانه وَدخل مَعَه الْبِلَاد الشامية لما طرقها ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده وَاسْتولى على آمد وولاه النَّاصِر فرج نِيَابَة الرها لما قتل جكم وَأرْسل إِلَيْهِ بِرَأْسِهِ فقوى بذلك وضخم أمره وَلَا زَالَ فِي نمو إِلَى أَن تجرد الْمُؤَيد شيخ إِلَى الْبِلَاد المشرقية وَتوجه إِلَى إبلستين وَعَاد على كختا وكركر رَحل قرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد صَاحب تبريز وبغداد إِلَى جِهَة قرا يلوك هَذَا فبادر وَأرْسل قصاده إِلَى السُّلْطَان يعْتَذر عَن نَفسه فِي ذَنْب مِنْهُ سَابق وَيَقُول: إِن لم يعف عني السُّلْطَان لَا أجد لي بدا من مُوَافقَة قرا يُوسُف فَأَجَابَهُ وجهز إِلَى قرا يُوسُف) يستعطفه عَلَيْهِ ويأمره بِالرُّجُوعِ عَنهُ وَلم تنحسم مَادَّة الْعَدَاوَة بذلك بل توجه صَاحب التَّرْجَمَة بعد إِلَى أرزنكان وَبهَا بير عمر نَائِب قرا يُوسُف فَخرج إِلَيْهِ وتقاتلا فانكسر بير عمر وَقتل وجهز قرا يلك بِرَأْسِهِ إِلَى الْمُؤَيد ثمَّ

لما مَاتَ قرا يُوسُف استمرت الْعَدَاوَة بَين بنيه وَهَذَا فَتوجه إِلَى أرزنكان وحاصرها وَوَقَائعه مَعَ اسكندر بن قرا يُوسُف مَشْهُورَة وَكَانَ من الرِّجَال قُوَّة وشجعة وإقداما قتل ملوكا كجم من عوض نَائِب حلب الملقب بالعادل بِسَهْم أَصَابَهُ مِنْهُ فِي المعركة والبرهان أَحْمد صَاحب سيواس وبير عمر وَلما تسلطن الْأَشْرَف برسباي وطالت أَيَّامه تغير مَا بَينهمَا وجهز لقتاله عسكرا غير مرّة وَأخذت الرها مِنْهُ وَقبض على ابْنه هابيل وَحبس بقلعة الْجَبَل حَتَّى مَاتَ ثمَّ تجرد هُوَ بِنَفسِهِ إِلَيْهِ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَوصل إِلَى آمد وَنزل عَلَيْهَا وحاصرها زِيَادَة على شهر ثمَّ رَحل عَنْهَا بعد وُقُوع الصُّلْح بَينهمَا وَأرْسل لَهُ بخلعة وَفرس بسرج ذهب وكنبوش زركش مَعَ نَائِب كَاتب السِّرّ الشّرف أبي بكر بن الْأَشْقَر وَاسْتمرّ قرا يلوك على حَاله بديار بكر إِلَى سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَسَار إسكندر من تبريز إِلَى قِتَاله هَارِبا من أَمِير زه شاه بن تيمور حَتَّى نزل بِالْقربِ من أرز الرّوم وَبلغ قرايلك فَجهز عَليّ بك ابْنه فِي فرقة من الْعَسْكَر وَهُوَ بأثرهم فَالتقى الْفَرِيقَانِ فاستظهر عَسْكَر هَذَا أَولا فَثَبت إسكندر بِمن مَعَه ثمَّ حملُوا حَملَة رجل وَاحِد على عَسْكَر هَذَا فكسروه وَذَلِكَ خَارج أرز الرّوم وسَاق إسكندر خَلفهم فقصد عَسْكَر قرايلك أرز الرّوم ليتحصنوا بهَا فحيل بَينهم وَبَينهَا فَرمى قرايلك بِنَفسِهِ إِلَى خَنْدَق القلعة ليفوز بمهجته وَعَلِيهِ بدلة الْحَرْب فَوَقع على حجر فشدخ دماغه ثمَّ حمل وعلق إِلَى القلعة بحبال فدام بهَا أَيَّامًا قَلَائِل ثمَّ مَاتَ وَذَلِكَ فِي الْعشْر الأول من صفر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَقد بلغ التسعين أَو زَاد عَلَيْهَا وَدفن خَارج أرز الرّوم فاجتهد اسكندر حَتَّى عرف قَبره فَأخْرجهُ وَقطع رَأسه وَرَأس ولديه وَثَلَاثَة رُؤُوس من أمرائه وَأرْسل بِالْجَمِيعِ مَعَ قاصده إِلَى الْأَشْرَف فطيف بهَا ثمَّ علقت على بَاب زويلة ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ دفنت كل ذَلِك وَقد زينت الْقَاهِرَة ودام فِي الإمرة زِيَادَة على خمسين سنة ومستراح مِنْهُ، وَقد لخصت تَرْجَمته فِي التَّارِيخ الْكَبِير فَقلت أَمِير التركمان بديار بكر وَافق تمرلنك على أَفعاله القبيحة وَكَانَ فِي مقدمته ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده وَاسْتولى على آمد وولاه سُلْطَان مصر نِيَابَة الرها وَمن أَجله خرج الْأَشْرَف برسباي فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وصحبته من العساكر مَا يفوق الْوَصْف وَآل الْأَمر إِلَى الصُّلْح وَاسْتمرّ بعد يُخَادع وَيظْهر الخضوع والإذعان إِلَى أَن كَانَ بَينه وَبَين إسكندر بن قرا يُوسُف مَقْتَله انهزم قرايلك) مِنْهَا وَرمى بِنَفسِهِ إِلَى الخَنْدَق فَوَقع على حجر فشدخ رَأسه وَكَانَ ذَلِك سَبَب مَوته وَذَلِكَ فِي الْعشْر الأول من صفر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسيرَته طَوِيلَة كَمَا عِنْد ابْن خطيب الناصرية وَمن تبعه وَكَذَا طولهَا شَيخنَا فِي أنبائه، وَنقل عَن الْبَدْر بن سَلامَة أَنه لما استولى على ماردين استصحبه فَوَجَدَهُ

فِي عيشة شطة إِلَى الْغَايَة وَفِي غَالب زَمَانه مشتغل بِالشَّرِّ وتفرق أَوْلَاده بعده الْبِلَاد وانكسرت شوكته جدا فَجهز وَلَده عَليّ بك ينتمي إِلَى سُلْطَان مصر ويلتزم أَن يكون فِي جِهَته، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي مُخْتَصر. عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَطِيَّة السراجي نِسْبَة لمنية سراج بالمحلة ثمَّ الْمحلي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بالحطاب بمهملتين. ولد سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وجوده واختص بالشيخ سليم فَأَقَامَ مَعَه ورافق مهنا والصندلي وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا وعَلى أَحْمد الْخَواص وَنور الدّين البكتوشي وَصَحب كلا من الفرغل والغمري وَأبي بكر الدقدوسي ومدين فِي آخَرين كَعبد الْكَبِير بِمَكَّة وَقَالَ أَنه أَخذ عَن شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَجلسَ لإقراء الْأَبْنَاء سِيمَا الْأَيْتَام احتسابا بِالْمَدْرَسَةِ السيفية الْمُجَاورَة لبين العواميد وتزايد رفقه بهم إطعاما وَكِسْوَة وطرفة مِمَّا يقْصد بِهِ وعمرت الْمدرسَة بذلك خُصُوصا وَقد وقف للأشرف قايتباي فِي شَأْنهَا بِحَيْثُ نزل إِلَيْهَا فِي أثْنَاء بعض الْأَيَّام واستحضر الْقُضَاة والموقعين كَمَا بَينته فِي الْحَوَادِث وَآل أمرهَا إِلَى أَن وسعت وانتفع بهَا وبمطهرتها وَصَلَاة الْجُمُعَة وَغَيرهَا بهَا وَصَارَ الْفُقَرَاء يردون عَلَيْهِ فِيهَا لما يحصل من الْبر لَهُم وبالإطعام وَنَحْوه على يَدَيْهِ بل أعطَاهُ السُّلْطَان مبلغا وقمحا وَنَحْو ذَلِك فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ إِلَى أَن تزايد شَأْنهمْ وضاق الْحَال سِيمَا عِنْد ارْتِفَاع سعر الغلال وَمَا وَسعه إِلَّا أَن توجه لزيارة بَيت الْمُقَدّس ثمَّ سَافر مِنْهُ إِلَى الْخَلِيل فصَام بِهِ رَمَضَان وَعَاد إِلَى الْقُدس فَكَانَت منيته بِهِ فِي ثَالِث شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ فِيهِ رَائِحَة الشُّيُوخ وَالْخَيْر رَحمَه الله وإيانا. عُثْمَان بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْفَخر بن قَاضِي الْقُضَاة التَّاج الْمَنَاوِيّ وَالِد الْبَهَاء أَحْمد الْمَاضِي. ولد فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ودرس وَأعَاد وناب فِي الْقَاهِرَة ومصر وَفِي بعض أَعمالهَا. وَمَات فِي رَجَب سنة سبع. عُثْمَان بن مُحَمَّد بن الزكي أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْمصْرِيّ القباني الْعَطَّار بن أخي إِبْرَاهِيم وَأحمد وَعلي وَعمر بني أبي بكر. مِمَّن يُسَافر فِي التِّجَارَة وَسمع عَليّ بِمَكَّة) عُثْمَان بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن أَحْمد بن يُوسُف الْفَخر أَبُو عَمْرو الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ رَئِيس المؤذنين بالجامع الْأمَوِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الصلف بِالْمُهْمَلَةِ وَالْفَاء كالكتف. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن جمَاعَة قبل الْفِتْنَة وَبعدهَا فالقراءات عَن ابْن ربيعَة وَابْن الْجَزرِي والشهاب بن عَيَّاش وَغَيرهم وَالْفِقْه وأصوله وَغَيرهمَا عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والنحو عَن الشَّمْس ابْن الْعيار الْحَمَوِيّ نزيل دمشق وَسمع على ابْن الشرائحي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد

الْهَادِي وببعلبك على التَّاج بن بردس وَقبل ذَلِك بِدِمَشْق على أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والكمال بن النّحاس ورسلان بن الذَّهَبِيّ وَابْن أبي الْمجد وَابْن صديق وَأبي الْيُسْر بن الصَّائِغ فِي آخَرين مِنْهُم يحيى الرَّحبِي والشهاب أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ بن تَمِيم والعز مُحَمَّد بن مُحَمَّد الإياسي والمعين أَبُو مُحَمَّد بن عُثْمَان بن خَلِيل الْمصْرِيّ وَمن مسموعه عَلَيْهِ مُعْجم أبي يعلى الْموصِلِي حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ من ذَوي الْأَصْوَات الْحَسَنَة جَهورِي الصَّوْت عاليه حسن الْإِنْشَاء والوعظ وَله إخْوَة يُقَال أَنهم عشرَة مسمين بأسماء الْعشْرَة، وَلم يزل يدأب ويعاني معالي الْأَخْلَاق إِلَى أَن كَانَ أحد أَعْيَان دمشق علما وصوتا ورياسة ونظما ونثرا، وَلما قدم ابْن الْجَوْزِيّ دمشق فِي سنة سبع وَعشْرين كَانَ أجل من لَازمه وَكَانَ الْقَارئ لغالب مَا قرئَ عَلَيْهِ من تصانيفه بل قَرَأَ البُخَارِيّ غير مرّة وأقرأ وانتفع بِهِ جمَاعَة كالزين خطاب الْمَاضِي وَله جلد زَائِد على مُلَازمَة الأشغال والاشتغال وَالْأَذَان ومباشرة وظائفه وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وَكَانَ خطيب الْمصلى بل خطب بالجامع الْأمَوِي عَن النَّجْم بن حجي مُدَّة وَلما وَقع الطَّاعُون فِي دمشق سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين جمع النَّاس غير مرّة فِي الْجَامِع ودعاهم لرفعه وَقَرَأَ البُخَارِيّ وجمعهم عَلَيْهِ وَكَانَ وقتا مشهودا، ثمَّ مَاتَ فِي آخر لَيْلَة الْأَحَد منتصف شَوَّال مِنْهَا فِي مَسْجده بِمَسْجِد النارنج جوَار الْمصلى وَدفن بتربتهم هُنَاكَ وشهده جمع وافر وَوَصفه البقاعي بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة وجازف الرضي الْغَزِّي فَذكره فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة رَحمَه الله وإيانا. عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى بن إِبْرَاهِيم ابْن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن أبي حَفْص عمر المتَوَكل على الله أَبُو عَمْرو وَقيل أَبُو سعيد بن أبي عبد الله بن أبي فَارس بن أبي الْعَبَّاس الهنتاتي بِفَتْح الْهَاء ثمَّ نون بعْدهَا مثناة ثمَّ مثلهَا بعد ألف قَبيلَة من البربر الحفصي نِسْبَة لجده الْأَعْلَى أبي حَفْص الَّذِي كَانَ يُقَال لَهُ التاب أحد الْعشْرَة من أَصْحَاب مُحَمَّد بن تومرت الْمَعْرُوف بالمهدي لَا لعمر بن الْخطاب إِذْ هم من برابر المصامدة) صَاحب الْمغرب. ولد تَقْرِيبًا بعد الْعشْرين وَثَمَانمِائَة بتونس وَبهَا نَشأ فِي كنف أَبِيه وجده وَقَرَأَ الْقُرْآن وشيئا من الْعلم وَيُقَال أَن جده أَبَا فَارس كَانَ يتَوَهَّم فِيهِ النجابة وَأَنه صرح مرّة بمصير الْأَمر إِلَيْهِ فَكَانَ كَذَلِك فَأَنَّهُ لما مَاتَ تسلطن حفيده الآخر شَقِيق هَذَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد ولقب الْمُنْتَصر وَكَانَ متمرضا فَلم يتهن بِالْملكِ بل وَلم تطل أَيَّامه حَتَّى مَاتَ وَقَول من قَالَ إِن أَخَاهُ عُثْمَان قَتله بَاطِل بل هُوَ الْمُتَوَلِي لتمريضه حَيْثُ أرسل إِلَيْهِ فَأحْضرهُ عِنْده لذَلِك وَرُبمَا قيل أَنه عهد إِلَيْهِ بِالْملكِ مَعَ كَونه ابْن أَربع عشرَة سنة أَو فَوْقهَا

بِيَسِير وَبعد مَوته قتل الْقَائِد الْهِلَالِي وفتك بِجَمَاعَة من أَقَاربه الحفاصة فَخذ السلطنة وثار بِهِ عَمه أَبُو الْحسن صَاحب بجاية وظفر بِهِ وتمهدت لَهُ الْأُمُور وطالت فِي أَيَّامه فَإِنَّهُ ولي ملك تونس وَهُوَ ابْن ثَمَان عشرَة سنة فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ ودام فِي الْملك أَرْبعا وَخمسين سنة ودانت لَهُ الْبِلَاد والرعية وضخم ملكه جدا وَاجْتمعَ لَهُ من الْأَمْوَال وَغَيرهَا مَا يفوق الْوَصْف وَأَنْشَأَ الْأَبْنِيَة الهائلة والخزانة الشرفية بِجَامِع الزيتونة وَجعل بهَا كتبا نفيسة للطلبة وَبعد وَصيته وطارت شهرته وهادته مُلُوك تِلْكَ الأقطار وَكَذَا مُلُوك الفرنج وخطب لَهُ بالجزائر وتلمسان وَجرى لَهُ مَعَ صَاحب تلمسان مُحَمَّد بن أبي ثَابت العَبْد الْوَادي أُمُور وَمَشى عَلَيْهِ غير مرّة وتملك تلمسان وَصَالح صَاحبهَا، أثنى عَلَيْهِ غير وَاحِد مِمَّن لقِيه وَآخر من حَدثنِي مِمَّن قدم من عِنْده أَبُو الْخَيْر بن الفاسي الْمَكِّيّ وَلم يزل على مكانته بِحَيْثُ عهد لوَلَده مَسْعُود فَمَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَحزن عَلَيْهِ جدا وعهد ليحيى بن مَسْعُود الْمَذْكُور، وَلم يلبث أَن مَاتَ صَاحب التَّرْجَمَة فِي لَيْلَة عيد الْفطر مِنْهَا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو عمر النَّاشِرِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي وَالِد أبي بكر الْآتِي. ولد سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ فِي آخَرين كأخيه الْعَفِيف عبد الله وسافر لَهُ إِلَى تعز حِين قَضَائِهِ لَهَا فَاجْتمع بِهِ أَيْضا وبمن بهَا من الْعلمَاء وَلكنه عجز عَن شدَّة بردهَا فتحول لموزع فَأخذ عَن مُحَمَّد بن عَليّ بن نور الدّين وَله إجازات من جمَاعَة وَكَانَ جيد الْفِقْه وقواعده وَالْأُصُول والنحو مُتَقَدما فِي المناظرة بليغ المحاورة فَقِيه النَّفس كَرِيمًا لطيف الْإِشَارَة حسن الْعبارَة مقتدرا على استنباط الْمعَانِي البديعة مَمْلُوء كمالا وعقلا وعلما وفضلا مَعَ خبْرَة بِالشُّرُوطِ وَصَلَاح رهيبة بِحَيْثُ خلصت امْرَأَة من الْجُنُون بِرُؤْيَتِهِ وعد ذَلِك فِي بركته ولي قَضَاء القمحة مُدَّة وَعمر بهَا مَسْجِدا) ثمَّ المهجم بعد موت أَخِيه الْعَفِيف مَعَ تدريس جَامعهَا المظفري. مَاتَ بِجَزِيرَة كمران فِي توجهه لِلْحَجِّ ثَانِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَدفن جوَار ابْن المبرك وحكوا عَنهُ قرب مَوته أمورا تدل على ولَايَته. تَرْجمهُ الْعَفِيف عُثْمَان النَّاشِرِيّ بِمَا هَذَا ملخصه. عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن جَعْفَر بن خلف الْفَخر الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ بِالضَّمِّ وَالْمُوَحَّدَة الْخَفِيفَة الكركي ثمَّ الدِّمَشْقِي

الشَّافِعِي الْكَاتِب. ولد فِي جُمَادَى الآخر سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة بالكرك وَنَشَأ بهَا وَقدم دمشق فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فَأَسْمع بهَا على الشهَاب أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي والسلاوي وَأبي عبد الله مُحَمَّد وَزَيْنَب ابْني ابْن الخباز وعمتهما نفيسة ابْنة إِبْرَاهِيم بن الخباز وَفَاطِمَة ابْنة الْعِزّ فِي آخَرين ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده وَحفظ التَّنْبِيه ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فِي سنة خمس وَأَرْبَعين فاستوطنها واشتغل بالفقه وجود الْكِتَابَة إِلَى أَن اشْتهر بذلك ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَتزَوج ابْنة الْجمال بن هِشَام ورزق مِنْهَا ولدا وجاور بِمَكَّة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي الكائنة الْعُظْمَى فِي شعْبَان سنة ثَلَاث، وَحدث قَدِيما سمع مِنْهُ الياسوفي وَغَيره ثمَّ شَيخنَا وَأوردهُ فِي مُعْجَمه وإنبائه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن نَاصِر الْفَخر أَبُو عَمْرو الديمي الأَصْل بِالْمُهْمَلَةِ الْمَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة مَفْتُوحَة بعْدهَا مِيم الطبناوي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف أَولا بالبهوتي لكَون أمه مِنْهَا ثمَّ بالديمي وديمة بلد وَالِده مَعَ كَونه من فلاحي بهوت انْتَقَلت أمه إِلَى طبنا بِفَتْح الْمُهْملَة وَالْمُوَحَّدَة وَتَخْفِيف النُّون ثمَّ وَاو من عمل سخا من الغربية وَكَانَ انتقالها وَهِي حَامِل بِهِ فَوَضَعته ثمَّ وَذَلِكَ فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ وسمعته من لَفظه فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ثمَّ انْتقل مَعهَا إِلَى دِيمَة وَصَارَ يتَرَدَّد بَين الثَّلَاثَة لتجاورها جدا وَحفظ فِيهَا الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم الْفَقِيه أَبُو بكر بن البواب البانوبي نزيل دِيمَة وَالْجمال عبد الله بن السمريقي البهوتي وَأحمد بن عَبَّاس وَعبد الله بن عبد الْوَاحِد الطبناويان الضريران وَكَانَا مَعَ ضررهما يخيطان ويظفر ثَانِيهمَا الخوص فتدرب بِهِ فِي الظفر ثمَّ تشاغل عَن الْقُرْآن بالحرث وَالزَّرْع ومتعلقاتهما حَتَّى نَسيَه إِلَى أَن كَانَت سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَقد جَاوز الْعشْرين فانتقل حِينَئِذٍ فِرَارًا من الفلاحة إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها وجاور بالأزهر وجود حِينَئِذٍ الْقُرْآن حَتَّى حفظه فِي مُدَّة لَطِيفَة وَحفظ أَيْضا الْعُمْدَة وألفية الحَدِيث والنحو ومنهاج الْفِقْه وَالْأَصْل وجود الْقرَاءَات على الشهَاب السكندري وَأخذ الْفِقْه فِي التَّقْسِيم عَن الْعَبَّادِيّ وَكَانَ أحد قرائه واليسير عَن الْجمال بن المجير) وَابْن المجدي وَكَذَا عَن القاياتي والونائي وَقَرَأَ على النُّور الْوراق الْمَالِكِي فِي ابْن عقيل وَكَذَا حضر فِي الْعَرَبيَّة عِنْد الزين طَاهِر ولازم الشهَاب الهيتي وَأكْثر مَعَه من مطالعة شرح مُسلم للنووي فعلق بذهنه الْكثير مِنْهُ وَصَارَ يستعير مِنْهُ مَا كَانَ عِنْده من الْأكل لِابْنِ مَاكُولَا فيدرس فِيهِ بِحَيْثُ يَأْتِي على الورقة مِنْهُ سردا، وَقَرَأَ نَحْو نصف البُخَارِيّ على الشَّمْس مُحَمَّد بن عمر الدنجيهي الْأَزْهَرِي خَازِن المؤيدية وَقَالَ أَنه انْتفع بصحبتهما وَتوجه صَحبه

أَولهمَا إِلَى النُّور التلواني نزيل الْأَقْمَر فَجَلَسَ مَعَه يَسِيرا وَسمع مِنْهُ أبياتا وَأول مَا سمع الْعشْرَة الأولى من عشاريات الزين الْعِرَاقِيّ على الْعِزّ بن أبي التائب بإرشاد التلواني إِمَام الْمَالِكِيَّة ثمَّ أَكثر من الْقِرَاءَة فِي حُدُود سنة تسع وَأَرْبَعين وَمَا بعْدهَا على عدَّة من المسندين ولازمه الرَّشِيدِيّ والصالحي حَتَّى كَاد اسْتِيفَاء مسموعهما وَزَاد حَتَّى قَرَأَ على ثَانِيهمَا الْمسند لِأَحْمَد بِتَمَامِهِ اعْتِمَادًا على أخباره وَقَرَأَ أَيْضا على ابْن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة والزين رضوَان وَالصَّلَاح الحكري ومجير الدّين بن الذَّهَبِيّ الدِّمَشْقِي والزين بن السفاح فِي آخَرين بإرشادي إِيَّاه فِي كثير مِنْهُ وَكَذَا قَرَأَ على شَيخنَا مُسْند الشهَاب وغالب النَّسَائِيّ وَمَا عَلمته قَرَأَ عَلَيْهِ غير ذَلِك إِلَّا أَن يكون جُزْءا حَدِيثا أَو شبهه لكنه سمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَة غَيْرِي أَشْيَاء وَلم يَتَيَسَّر لَهُ أَخذ الْإِصْلَاح عَنهُ نعم سمع دروسا فِيهِ مِمَّا كَانَ يقْرَأ عَنهُ بل وَلم يَأْخُذهُ عَن غَيره فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ وَنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا من الْجِهَات، وَحج فِي سنة ثَلَاث وَخمسين صُحْبَة الركب الرجبي فزار فِي جملَته أَولا بِالْمَدِينَةِ وَأخذ بهَا يَسِيرا عَن الْمُحب المطري وَأبي الْفرج الكازروني وَالْجمال التسترِي وَعبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن صلح وَقَرَأَ وَهُوَ هُنَاكَ الصَّحِيح بِتَمَامِهِ فِي الرَّوْضَة الشَّرِيفَة فِي أَرْبَعَة أَيَّام وَمَا حمدت مِنْهُ هَذَا وَسمع الشفا من لفظ الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ قَاضِي الْحَنَابِلَة وَكَانَ يكثر من الرَّد عَلَيْهِ ويعارضه فِي رده غَالِبا أَبُو حَامِد الْقُدسِي وَالْجمال حُسَيْن الفتحي وَاشْتَدَّ تأثر الْقَارئ من هَذَا كُله ثمَّ أَخذ بِمَكَّة الْيَسِير أَيْضا عَن أبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي وَكَانَ أَخذ عَنهُ أَيْضا بِالْقَاهِرَةِ والتقى بن فَهد والبرهان الزمزمي رَفِيقًا لأبي حَامِد الْمَذْكُور وَبَعضه مَعَ الْكَمَال بن أبي شرِيف، وَرجع إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا على عَادَته وَكَانَ قد اشْتهر بَين المجاورين بِحِفْظ الرِّجَال لكَونه يرى الْوَاحِد مِنْهُم فينتدبه غَالِبا بقوله بَاب جرير وَجَرِير وحرير وحرير وحريز وحزير وحريز ويسرد تفصيلها من الأكمال وَتارَة يَقُول مُسَدّد بن مسرهد بن ممربل بن مغربل بن عرندل بن أرندل وَنَحْو ذَلِك مِمَّا لَا يعلم سامع كل مِنْهَا) أهوَ خطأ أم صَوَاب، وعينه شَيْخه الْعَبَّادِيّ لإسماع الحَدِيث بالْمقَام الأحمدي بطنتدا فَتوجه إِلَيْهِ مرّة بعد أُخْرَى فاشتهر صيته بِمَعْرِِفَة الرِّجَال وَصَارَ يطن على سمع شَيخنَا حفظه للرِّجَال وَهُوَ يعلم حَقِيقَة الْأَمر فَأَرَادَ إِعْلَام بعض من يخفي الْأَمر فِيهِ عِنْده فَمر فِي صَحِيح ابْن حبَان قَوْله ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي فَقَالَ: من هَذَا فجمد فَقلت: هُوَ ابْن حوصا الْحَافِظ الشهير فَلم يُعجبهُ مبادرتي لتفويتها غَرَضه ثمَّ أعرض عَن التَّوَجُّه لطنتدا وَصَارَ يجْتَمع عِنْده جمَاعَة مِمَّن لَا يدْرِي للْقِرَاءَة عَلَيْهِ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ كسباي الْمَجْنُون وَأكْثر التنويه

بِذكرِهِ فَعرف بَين جمَاعَة من الْأُمَرَاء وَتردد هُوَ لجَماعَة مِنْهُم فَحسن حَاله وأنعم عَلَيْهِ الظَّاهِر خشقدم بعباية قانم التَّاجِر والعلمي بن الجيعان بتحبيس مَا كَانَ يتَعَرَّض لَهُ كل قَلِيل بِسَبَبِهِ من الفلاحة عَلَيْهِ وعد ذَلِك من الغرائب وَكَانَت لثانيهما الْيَد الْبَيْضَاء فِي ذَلِك لكَون وَلَده استنابه فِي مشيخة التصوف بمدرسة عَمه الزيني عقب موت الشَّمْس الفيومي بل قَرَأَ عَلَيْهِ دَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي فِيهَا وترددها ولجماعة من النسْوَة وَالْكتاب والأتراك وَبَعض الزوايا وَنَحْوهَا للْقِرَاءَة وَغَيرهَا على هَيْئَة المواعيد سِيمَا فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة وَكَانَ كالمسترزق من ذَلِك بل قَرَأَ عَلَيْهِ غير وَاحِد من الْفُضَلَاء فِي شرح الألفية وَنَحْوهَا، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مستحضر لجملة من مشاهير الرِّجَال وَكَذَا الْمُتُون مَعَ كثير من الْغَرِيب والمبهم وَلكنه مَعَ كَونه لم يُوَجه لجمع وَلَا تأليف بعيد عَن الْوَصْف بالمحدث فضلا عَن الْحِفْظ الاصطلاحي بِحَيْثُ أنني وَصفته بِهِ فِي بعض الطباق فَأصْلح شَيخنَا الْحَافِظ بالفاضل هَذَا مَعَ أَنه أحد التِّسْعَة الَّذين أوصى إِلَيْهِم ووصفهم بكونهم أهل الحَدِيث وَلَا تنافى بَينهمَا وَهُوَ إِلَى الصَّالِحين أقرب مِنْهُ إِلَى الْمُحدثين وَإِن كَانَ يتحَرَّى إِيرَاد حكايات وكلمات ووقائع تَتَضَمَّن إطراءه لنَفسِهِ وَلكنه غَالِبا إِنَّمَا يبديها للقاصرين وَالْأَمر فِي كل مَا أَشرت إِلَيْهِ ظَاهر لمن تدبره وَلَا يُخَالِفهُ إِلَّا من لَا تَمْيِيز لَهُ وهم أَكثر من يعْتَقد فِيهِ الْمعرفَة وَلَا أطيل بتفصيل الْأَمر خُصُوصا وبيننا مَوَدَّة قديمَة وإخاء بل لم يزل يراسلني بالأسئلة وَيرجع لما أبديه لَهُ ويتضح لَهُ مَا كَانَ خافيا عَنهُ وَقُرِئَ عَلَيْهِ مصنفي القَوْل البديع وَغَيره من تآليفي وَأرْسل لي وَلَده فَقَرَأَ عَليّ فِي شرحي للألفية وَغير ذَلِك وَصَارَ لذَلِك أمس مِنْهُ فِي الِاصْطِلَاح وَلذَا كتبت لَهُ عدَّة أجاين وتقاريض وفيهَا الثَّنَاء على أَبِيه بِمَا هُوَ عِنْد العلمة وأوراقه عِنْدِي شاهدة لأزيد مِمَّا قلته، وَمِمَّا كتبه لي مَا أوردهُ ابْن مَاكُولَا فِي) البشري لأبي جَعْفَر مُحَمَّد بن يزِيد الْآمِدِيّ الشَّاعِر من نظمه: (ليمض بك الصنع الْجَمِيل مصاحبا ... فَأن دخيل الْهم منصرف معي) (وَمن أعظم الْأَشْيَاء أَن قُلُوبنَا ... صِحَاح سخت بالبين لم تتقطع) (وَلَو أَن مجْرى الدمع كَانَ مشاكلا ... لغرز الأسى لَا رفض من كل مدمع) وسمعته ينشد من قصيدة لَهُ مَا أثْبته فِي مَوضِع آخر وَلما توفّي الْجمال الكوراني رام الِاسْتِقْرَار عوضه فِي مشيخة سعيد السُّعَدَاء فَمَا تيَسّر وَصَارَت للزين عبد الرَّحْمَن السنتاوي المستقر قبل فِي النِّيَابَة عَن ابْن الْمُحب السُّيُوطِيّ فِي مشيخة الجمالية فَأَعْطَاهَا للفخر وَالله تَعَالَى يديم النَّفْع بِهِ وينفعنا بمحبته. عُثْمَان بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْفَخر أَبُو هُرَيْرَة بن التقي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ أَخُو النَّجْم عمر وَإِخْوَته وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد. مَاتَ قبل استكمال أَربع

سِنِين فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاثِينَ. عُثْمَان بن مُحَمَّد الْفَخر بن نَاصِر الدّين الْحَاجِب بحلب كَانَ الْأَمِير بن الْأَمِير وَيعرف بِابْن الطَّحَّان مَاتَ فِي منتصف الْمحرم سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ خَارج حلب وأحضر إِلَيْهَا بعد يَوْمَيْنِ وَدفن بهَا. أرخه شَيخنَا. عُثْمَان بن مُحَمَّد الْفَخر بن نَاصِر الدّين الأيوبي القاهري وَيعرف كآبائه بِابْن الْمُلُوك وَلذَا كَانَ نَاظر الكاميلية مَعَ كَونه كَانَ يحمل الطير على يَده على هَيْئَة البزادرة مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَثَمَانِينَ عَن سبعين فأزيد عَفا الله عَنهُ. عُثْمَان بن مُحَمَّد الأقفهسي ثمَّ الْقَاهِرَة رَأَيْت خطه فِي شَهَادَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ. عُثْمَان بن مُحَمَّد الدنديلي. فِي مُحَمَّد بن عُثْمَان. عُثْمَان بن مُحَمَّد الشغري الْحَنْبَلِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: فَاضل فِي فنون يَقُول الشّعْر الْحسن سَمِعت من نظمه وَهُوَ بالشيخونية مرثيته فِي السراج البُلْقِينِيّ أَولهَا: (آلَيْت لَا يُبْدِي التبسم مبسمي ... وَالْعين لَا تنفك بعْدك تنهمي) يَقُول فِيهَا فِي وصف الْحمام حَال طيرانها: (واستعصمت بسطوها فَكَأَنَّهَا ... نون أجادتها يَد المستعصم) ) يَعْنِي ياقوت الْكَاتِب الشهير وهجا الْكَمَال بن العديم ثمَّ نزح إِلَى بِلَاد الرّوم وَمَات قبل الْعشْرين وَثَمَانمِائَة وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده. عُثْمَان بن مَحْمُود الْبَهَاء الذيراوي العجمي نزيل مَكَّة. أم بمقام الْحَنَفِيَّة بهَا نِيَابَة عَن الشهَاب المعيد وَمَات بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. عُثْمَان بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ الصنهاجي المغربي نزيل مَكَّة فِي رِبَاط الْمُوفق مِنْهَا وَأحد المعتقدين. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَقدم مَكَّة حَاجا وَتردد بَينهَا وَبَين الْمَدِينَة زَمَانا وتزايد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ مَعَ انجماعه عَنْهُم وَجمعه بَين الْعلم وَالدّين وَالصَّلَاح. مَاتَ بِمَكَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. عُثْمَان فَخر الدّين الْبكْرِيّ التلاوي ثمَّ القاهري وَيعرف بالطاغي خَازِن الْكتب بِالْمَدْرَسَةِ المحمودية بالموازيين من الشَّارِع ظَاهر الْقَاهِرَة فاستقر فِيهَا بعد عزل السراج عمر أَمَام واقفها بتفريطه ثمَّ عزل هُوَ أَيْضا عَنْهَا بتفريطه بعد أَن عزّر بِالضَّرْبِ بَين يَد السُّلْطَان وَاسْتقر عوضه شَيخنَا وَحكى قصَّته فِي حوادث سنة سِتّ وَعشْرين من أنبائه وَأفَاد أَن الْكتب الَّتِي بهَا من أنفس الْكتب الْمَوْجُودَة الْآن بِالْقَاهِرَةِ وَهِي من جمع الْبُرْهَان بن جمَاعَة فِي طول عمره فاشتراها مَحْمُود الاستادار من تَرِكَة وَلَدهَا ووقفها وَشرط أَن لَا يخرج مِنْهَا شَيْء من مدرسته واستحفظ لَهَا أَمَامه سراج الدّين ثمَّ انْتقل ذَلِك لصَاحب التَّرْجَمَة بعد أَن

رفع على السراج أَنه ضيع كثيرا مِنْهَا واختبرت فنقصت نَحْو مائَة وَثَلَاثِينَ مجلدة وَاسْتمرّ الْفَخر يُبَاشِرهَا بِقُوَّة وصرامة وجلادة وَعدم الْتِفَات إِلَى رِسَالَة لكبير أَو صَغِير حَتَّى أَن أكَابِر الدولة وأركان المملكة كَانَ الْوَاحِد مِنْهُم يحاوله على عَارِية كتاب وَاحِد وَرُبمَا بذلوا المَال الجزيل فيصمم على الِامْتِنَاع بِحَيْثُ اشْتهر ذَلِك إِلَى أَن رَافع فِيهِ شخص أَنه يرتشي فِي السِّرّ فاختبرت الْكتب وفهرست فنقصت الْعشْر سَوَاء لِأَنَّهَا كَانَت أَرْبَعَة آلَاف مجلدة فنقصت أَرْبَعمِائَة فألزم بِقِيمَتِهَا فقومت بأربعمائة دِينَار فَبَاعَ فِيهَا مَوْجُودَة وداره وتألم أَكثر النَّاس لَهُ قَالَ شَيخنَا: وَلم يكن عَتبه سوى كَثْرَة الجنف على فُقَرَاء الطّلبَة وإكرام ذَوي الجاه وَقَالَ حِين أرخ وَفَاته من الأنباء أَيْضا أَنه كَانَ شَدِيد الضَّبْط لَهَا ثمَّ حصل لَهُ من تسلط عَلَيْهِ بالخديعة إِلَى أَن وَقع التَّفْرِيط فَذهب أَكثر نفائس الْكتب قَالَ: وَكَانَ فِي أول أمره أَقرَأ الْجلَال البُلْقِينِيّ الْقُرْآن وتمشيخ بالمشهد النفيسي وَلَقي جمَاعَة من) الأكابر. وَمَات فِي رَابِع عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين. عُثْمَان الْحداد مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن صَدَقَة الضَّرِير تَلا عَلَيْهِ أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى الفولازي. عُثْمَان الْحطاب. فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَطِيَّة. عُثْمَان الدخيسي المغربي. كَانَ صَالحا عَالما جاور بِمَكَّة سِنِين وَمَات بهَا فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه لي بعض المغاربة مِمَّن أَخذ عني. عُثْمَان الدِّمَشْقِي التَّاجِر نزيل مَكَّة وأخو مَحْمُود الْآتِي وَعبد الْكَرِيم الْمَاضِي يعرف بالقاري نِسْبَة لقارا الْمَعْرُوف أَهلهَا. وَهُوَ ابْن عبد الله بن يَعْقُوب قطن مَكَّة وَتزَوج بهَا ابْنة الشهَاب بن خبطة بعده واستولدها وَمَات بجدة وَقد قَارب الْخمسين فِي حَيَاة أمه فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَحمل إِلَى مَكَّة وَدفن بهَا، وَكَانَ متمولا غير متبسط كعادة نظرائه غَالِبا رَحمَه. عُثْمَان الديمي. هُوَ ابْن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن نَاصِر. عُثْمَان المغربي نزيل الْقَاهِرَة صحب الظَّاهِر جقمق وقربه متعقدا فِيهِ الصّلاح وَالْخَيْر بِحَيْثُ صَار ذَا وجاهة وَقصد فِي الشفاعات والحوائج ثمَّ أبعده وأهين من نَاصِر الدّين ابْن المخلطة بِمَا نسب إِلَيْهِ فِي القاياتي وَنَحْوه وَاسْتمرّ خاملا حَتَّى مَاتَ وَقد أسن فِي أول جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين أَو فِي أَوَاخِر ربيع الثَّانِي وَكَانَ قد عمل شيخ المغاربة بَيت الْمُقَدّس وقتا وَلم يكن بالمرضي عَفا الله عَنهُ. عُثْمَان المغربي الشَّيْخ الصَّالح هُوَ ابْن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمَاضِي. عُثْمَان المقسي الْفَقِيه هُوَ ابْن عبد الله بن عُثْمَان تقدم. عُثْمَان الموله. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سقط فِي بير زَمْزَم.

عُثْمَان النَّاسِخ أحد الشُّهُود بالكعكيين مِمَّن قدم مَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بحرا صُحْبَة نَائِب جدة على إِمَامَته وَغَيرهَا ثمَّ رَجَعَ مَعَه مَعَ الرَّاكِب وَمَات فِي الطَّرِيق فِي الْمحرم من الَّتِي تَلِيهَا وَفد كتب أَشْيَاء من تصانيفي وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ وَيُقَال أَنه كَانَ عِنْد أزدمر تمساح أَيْضا. عجلَان بن نعير بن مَنْصُور جماز بن مَنْصُور بن شيحة بن هَاشم ابْن قَاسم بن مهنا بن حُسَيْن بن مهنا الْعلوِي الْحُسَيْنِي أَمِير الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة. قبض عَلَيْهِ فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وسجن ببرج فِي القلعة ثمَّ أفرج عَنهُ لمنام رَآهُ الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن عَليّ الْحَنْبَلِيّ القَاضِي الْمَاضِي وقصه على الْمُؤَيد ثمَّ قتل فِي حَرْب فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ. أرخه شَيخنَا فِي أنبائه، وَقَالَ المقريزي أَنه ولي الْمَدِينَة مرَارًا إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ الْمُؤَيد فِي موسم سنة إِحْدَى وَعشْرين) وَحمل فِي الْحَدِيد إِلَى الْقَاهِرَة وَحبس بالبرج ثمَّ أفرج عَنهُ برؤيا الْعِزّ الْمَذْكُور فِي الْمَنَام كَأَنَّهُ بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ وَإِذا بالقبر قد انْفَتح وَخرج مِنْهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَجلسَ على شفيره وَعَلِيهِ أَكْفَانه وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الرَّائِي فَقَامَ إِلَيْهِ حَتَّى دنا مِنْهُ فَقَالَ لَهُ: قل للمؤيد شيخ يفرج عَن عجلَان فَلَمَّا انتبه صعد إِلَى القلعة وَكَانَ من جملَة جلساء الْمُؤَيد فَجَلَسَ على عَادَته وقص عَلَيْهِ الرُّؤْيَا وَحلف لَهُ بالأيمان الْعَظِيمَة أَنه لم ير عجلَان قطّ وَلَا بَينهمَا معرفَة فبادر الْمُؤَيد وَخرج بِنَفسِهِ بعد انْقِضَاء الْمجْلس إِلَى مرمى النشاب الَّذِي استجده بِطرف الدركاه بِالْقربِ من بَاب المدرج تَحت الأبراج واستدعى بعجلان من محبسه ثمَّ أفرج عَنهُ وَأحسن إِلَيْهِ وَرجع إِلَى بِلَاده وَوَقعت لَهُ حوادث إِلَى أَن قتل فِي ذِي الْحجَّة عَفا الله عَنهُ. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. عجل بن رُمَيْح الحسني من بني أبي نمي وَأمه شمسية ابْنة حسن بن عجلَان أُخْت السَّيِّد بَرَكَات. توفّي خَارج مَكَّة وَجِيء بِهِ إِلَيْهَا فِي جمع مِنْهُم ابْنا السَّيِّد مُحَمَّد دون أَبِيهِمَا فجر يَوْم السبت سادس ربيع الآخر سنة سبع وَثَمَانِينَ فَغسل وكفن وَوضع عِنْد بَاب الْكَعْبَة حَتَّى صلى عَلَيْهِ الشَّافِعِي ضحى الْيَوْم وشهده خلق ثمَّ توجهوا بِهِ إِلَى المعلاة وَدفن بمقبرة جده أبي نمى مِنْهَا، وَكَانَ قد تزوج ابْنة خَاله بَرَكَات وَمَاتَتْ مَعَه بعد أَن أولدها شهوان وَغَيره ثمَّ تزوج ابْنة السَّيِّد مُحَمَّد ابْن خَاله فَمَاتَ وَهُوَ وَالِد عَزِيز وَمِمَّنْ أرْسلهُ ابْن خَاله فِي كثير من السنين قَاصِدا لصَاحب مصر عَفا الله عَنهُ. الْعجل بن عجلَان بن نعير بن مَنْصُور بن جماز بن مَنْصُور بن جماز بن شيحة بن هَاشم الْعلوِي الْحُسَيْنِي الْمَاضِي أَبوهُ قَرِيبا. تنَازع بعد قتل مَانع بن

عَليّ فِي إمرة الْمَدِينَة هُوَ وَعلي بن مَانع فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَلم تحصل لوَاحِد مِنْهُمَا بل اسْتَقر بعده ابْنه الآخر أميان. الْعجل بن نعير بن حيار بن مهنا بن عِيسَى بن مهنا بن مَانع بن حَدِيثَة بن عصية ابْن فضل بن بدر بن ربيعَة أَمِير آل فضل بِالشَّام وَالْعراق. نَشأ فِي حجر أَبِيه فَلَمَّا جَازَ الْعشْرين خرج عَن طَاعَته ثمَّ لما كَانَ جكم بحلب وَخرج لقِتَال ابْن صَاحب الباز إِلَى جِهَة إنطاكية توجه إِلَيْهِ الْعجل نجدة لَهُ وَآل الْأَمر إِلَى أَن انْكَسَرَ نعير وَجِيء بِهِ إِلَى جكم فَلَمَّا رَآهُ قَالَ لِابْنِهِ: انْزِلْ فَقبل يَد أَبِيك فجَاء ليفعل فَأَعْرض عَنهُ أَبوهُ ثمَّ إِن جكم رسم على نعير وجهزه إِلَى حلب وَاسْتمرّ الْعجل فِي خدمَة جكم إِلَى أَن توحش مِنْهُ فهرب وَلم يزل يحارب وَيُقَاتل إِلَى أَن قتل) على يَد طوخ فِي ربيع الأول سنة سِتّ عشرَة وَحمل رَأسه فعلق على بَاب قلعة حلب وسنه نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وبقتله انْكَسَرت شَوْكَة آل مهنا وَيُقَال أَنه كَانَ عفيفا عَن الْفروج. تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية ثمَّ شَيخنَا فِي إنبائه مطولا وَقيل اسْمه يُوسُف بن مُحَمَّد فَالله أعلم. عجل بن نعير آخر من أقربائه أَمِير عرب آل فضل بالبلاد الشامية. مَاتَ وَهُوَ مَعْزُول عَن الإمرة قَرِيبا من أَعمال حلب فِي سنة تسع وَسِتِّينَ. عذراء بن عَليّ بن نعير أَمِير آل فضل. قتل فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَاسْتقر بعده فِي الإمرة أَخُوهُ مدحج. عرار بمهملات مخففا بن جخيدب بن أَحْمد بن حَمْزَة بن جَار الله بن رَاجِح بن أبي نمي السَّيِّد الحسني. مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. عربشاه بن عَليّ بن يحيى بن إِسْحَاق ركن الدّين أَبُو الْفَتْح بن الْجمال ابْن الْعَلَاء بن الْعِزّ الْحُسَيْنِي. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع على الْمجد الفيروزابادي والشرف الجرهي وَآخَرين من الطَّبَقَة فَمَا دونهَا أَخذ عَنهُ الطاوسي وَأثْنى عَلَيْهِ وَمَات فِي ضحى الِاثْنَيْنِ خَامِس الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين. عَرَفَات بن مُحَمَّد بن خَلِيل الزين خطيب منية حمل من الشرقية. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عَرَفَات. فِي مُحَمَّد بن خضر. عَرَفَة بن حسن الغمري ثمَّ البلبيسي الْفَقِيه للأبناء ابْن الْفَقِيه. مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم البلبيسي كَمَا فِي تَرْجَمته. عصفورة التَّاجِر الشَّامي وَكَانَ لقبه. مَاتَ سنة سِتِّينَ. عطا الله بن أَحْمد بن عَليّ الْمَحْمُود أبادي ثمَّ الرُّومِي الْحَنَفِيّ سمع مني المسلسل وَغَيره بِمَكَّة

عطا الله بن أَمِير يُوسُف جليل بن أَمِير عَليّ السَّيِّد السَّمرقَنْدِي. سمع مني بِالْمَدِينَةِ. عَطاء بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَرِيم بن عبد اله بن الْكَمَال مُحَمَّد بن سعد الدّين مُحَمَّد بن أبي الْفرج بن أبي الْعَبَّاس بن زماخة بمعجمتين الأولى مَضْمُومَة. الأديب شُجَاع الدّين أَبُو حُسَيْن بن الْعِزّ الْجلَال القحطاني الْبَصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن اللوكة بِضَم اللَّام الْمُشَدّدَة ثمَّ بعد الْوَاو كَاف أَي الْقطن الْكثير وشهروا بِهِ لما كَانَ لَهُم من المَال الْعَظِيم. ولد فِي ربيع الأول سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْبَصْرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وعني بالأدب وطالع دواوين أربابه) وأضاف ذَلِك لما اشْتَمَل عَلَيْهِ أهل بِلَاده من الفصاحة فنظم الشّعْر الْجيد وَرُبمَا أَتَى مِنْهُ بالبديع الَّذِي استكثر عَلَيْهِ وَلَكِن الظَّن الْغَالِب أَنه لَهُ فَرُبمَا تكلم على بعض غَرِيبه كَلَام عَارِف واهتز فِي الْمَوَاضِع الجيدة لدفع الْمُخَالف وَدخل بِلَاد فَارس ششتر وأعمالها وَكَذَا الْحلَّة وبغداد وَتلك الْأَعْمَال وبلاد الْهِنْد واليمن والحجاز غير مرّة ثمَّ قطن مَكَّة من سنة سبع وَثَلَاثِينَ مَعَ تردد مِنْهَا إِلَى الْيمن غير مرّة للاسترزاق وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة ثَلَاث مَرَّات وَكتب عَنهُ ابْن فَهد وَغَيره من أَصْحَابنَا أجَاز لي وَمَات بكالكوط فِي شَوَّال سنة سِتِّينَ، وَمن نظمه: (لما تبدى وَقد أكبرت صورته ... بدر يحير الْمَعْنى فِي مَعَانِيه) (فَقلت يَا لائمي فِي محبته ... فذلكن الَّذِي لمتنني فِيهِ) وَعِنْدِي من نظمه غير هَذَا. عَطِيَّة بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حسن بن نصر بن شمخ بن كُلَيْب الأبناسي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. ولد سنة خمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بأبناس وَحفظ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تحول فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها عِنْد بلدية الزين عبد الرَّحِيم وَحفظ الشاطبية والبهجة والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَالتَّلْخِيص وَعرض على البُلْقِينِيّ والمناوي والعز الْحَنْبَلِيّ والأمين الأقصرائي والمحب بن الشّحْنَة وَكنت مِمَّن عرض عَليّ قطّ ولازم بلديه فِي فنون وَكَذَا أَخذ عَن الْبَدْر ابْن خطيب الفخرية بل أَخذ عَن شيخهما التقي الحصني وَصَحب ابْن أُخْت الشَّيْخ مَدين تبعا لبلديه وَصَارَ دَاعِيَة لِابْنِ عَرَبِيّ مَعَ نَقصه فِي الْفِقْه وَغَيره من الْعُلُوم النافعة فِي صرف كثير من التلبيسات وَرُبمَا أَقرَأ بعض الطّلبَة فِي الْمنطق وَنَحْوه بل كَانَ يطلع للمتوكل على الله الْعِزّ بن عبد الْعَزِيز يَوْمَيْنِ فِي الْأُسْبُوع لذَلِك، وَحج مَعَ شَيْخه وَدخل الشَّام وَغَيرهَا وَلَيْسَ بمحمود عِنْدِي وَقد سَمِعت من شَيْخه تقبيحه وتوهين أمره غير مرّة وَفقه الله.

عَطِيَّة بن أَحْمد بن جَار الله بن زايد بن يحيى بن محيا بن سَالم الزين بن الشهَاب السنبسي الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن زَائِد. ولد بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين وَنَشَأ بهَا وَسمع من ابْن صديق والزين المراغي وتنزل بالباسطية بل كَانَ يركن للسَّيِّد بركان صَاحب الْحجاز ولقاضيه أبي الْيمن النويري لمصاهرته لَهُ على أُخْته ويتولى الصّرْف عَلَيْهِ فِي أُمُور كَثِيرَة. مَاتَ بِمَكَّة فِي عصر يَوْم الْأَرْبَعَاء سلخ الْمحرم سنة ثَمَان وَخمسين. أرخه ابْن فَهد وَكَانَ فِي مستهل صفر بِمصْر.) عَطِيَّة بن خَليفَة بن عَطِيَّة الزين الْمَكِّيّ كَبِير تجارها وَيعرف بالمطيبيز. ولد قبيل سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة واعتنى بِالتِّجَارَة فتمول جدا من النَّقْد وأصناف المتاجر البهار وَغَيره مَعَ كَثْرَة الْعقار وَكَانَ يذكر أَنه يكْسب فِي الدِّرْهَم سِتَّة أَمْثَاله وَنَحْوهَا وَلم يكن حَاله فِي لِبَاسه ومأكله وَسَائِر شئونه على قدر غناهُ بل لم يكن معتنيا بِالزَّكَاةِ وَيرى أَن إحسانه لأقاربه وَمَا يَأْخُذهُ مِنْهُ أَرْبَاب الدولة من المَال يقوم مقَامهَا إِلَى غير ذَلِك مَعَ التَّشْدِيد فِي مُطَالبَته هَذَا مَعَ تَقْرِير صَدَقَة للْفُقَرَاء الوافدين من الْيمن وعَلى زوار الْمَدِينَة فِي درب الْمَاشِي وعَلى مواراة الطرحى وَأَشْيَاء كوقف على رِبَاط الْمُوفق وسبيل بِقرب الْمَرْوَة وبمنى ورباط للنِّسَاء بسوق اللَّيْل وَغير ذَلِك من القربات المرجو لَهُ الْخَيْر بِسَبَبِهَا. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة تَرْجمهُ الفاسي مطولا. وبلغتني عَنهُ حِكَايَة فِي سَبَب بنائِهِ للمكان الَّذِي وَقفه على الطرحى استبعدتها وَهِي أَن شخصا جَاءَهُ وَهُوَ فِي الترسيم فَقَالَ لَهُ: ادْفَعْ الْكيس الَّذِي أودعته عنْدك فَقَالَ: كم فِيهِ فَذكر قدرا مَنَعَنِي من تَعْيِينه استكباره فَدخل وَوَضعه لَهُ فِي كيس ثمَّ دَفعه إِلَيْهِ فَلَمَّا خلص وَذَلِكَ بعد مُدَّة جَاءَ إِلَيْهِ بالمبلغ وَقَالَ: خُذْهُ فَقَالَ: إِنَّنِي لم أدفعه ونيتي استرجاعه فألح عَلَيْهِ فَاقْتضى الْحَال بِنَاء الْمحل الْمشَار إِلَيْهِ فَالله أعلم. عَطِيَّة بن عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْمُحب أَحْمد الْمَاضِي وَأمه من زبيد. ولد فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَهُوَ مِمَّن سمع ختم البُخَارِيّ بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ على أم هَانِئ الهورينية وَمن أحضر مَعهَا. عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد ولي الدّين أَبُو الْفَتْح بن النَّجْم أبي النَّصْر الْهَاشِمِي الْعلوِي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي أَخُو التقي مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد. ولد فِي لَيْلَة الْخَمِيس منتصف شَوَّال سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه ثمَّ أَخِيه وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وترتيب

المسانيد للعراقي والمختصر للشَّيْخ خَلِيل وألفية ابْن مَالك، وَعرض على جمَاعَة وأحضره أَخُوهُ على الشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي ثمَّ على ابْن صديق وَأبي الطّيب السحولي وَأبي الْيمن الطَّبَرِيّ ثمَّ أسمعهُ على الزين المراغي وَالْجمال بن ظهيرة وَخلق من مَكَّة) والقادمين إِلَيْهَا وَالْجمال الكازروني والنور الْمحلي والشريف أبي عبد الله الفاسي وَآخَرين بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَعَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَخلق وَحضر دروس الشريف أبي حَامِد مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الفاسي وسافر بِلَاد الْيمن والقاهرة ودمشق للاسترزاق ولقيته بِمَكَّة فِي المجاورتين الأوليتين وحملت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ فَقِيرا متعففا قانعا منجمعا على نَفسه كثير الْعِيَال. مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسبعين بِمَكَّة وَدفن عِنْد قُبُور أسلافه من المعلاة رَحمَه الله وإيانا. عَفَّان بن عُثْمَان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَأمه من زبيد. مِمَّن حضر فِي درس البرهاني فَمن دونه. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ وَجَاء الْخَبَر لمَكَّة فِي ربيع الأول من الَّتِي تَلِيهَا. عفيف بن أَحْمد بن الصّديق الموزعي الْيَمَانِيّ الْمدنِي الْفراش بهَا. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ عقيل بن سريجا بن مُحَمَّد الْخَطِيب الإِمَام القطب أَبُو عبد الْقَادِر بن الْعَلامَة الزين الْمَلْطِي الأَصْل المارديني الشَّافِعِي الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الْمِائَة قبلهَا. قدم حلب فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَنزل بالشرقية وَحدث بِشَيْء من نظم أَبِيه سمع مِنْهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي، وَكَانَ فَاضلا دينا شكلا حسنا سَاكِنا شَابًّا إِلَى الكهولة أقرب يعْمل الميعاد بالجامع ويستحضر كثيرا وسافر إِلَى بِلَاده فَمَاتَ بالحصن فِي سنة أَربع عشرَة. ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَقَالَ شَيخنَا فِي إنبائه أَنه اشْتغل على أَبِيه وَحدث عَنهُ بِشَيْء من تصانيفه وَمن إنشاده عَن أَبِيه: (حفظ الحَدِيث رِوَايَة ودراية ... وعلومه تسند إِلَى الْإِيمَان) (لَا يجاحدني من حداه على الْفَتى الن ... حَرِير بعد تِلَاوَة الْقُرْآن) وَهِي طَوِيلَة عقيل بن مبارك بن رميثة بن أبي نمى الحسني الْمَكِّيّ كَانَ من أَعْيَان الْأَشْرَاف بل جعله ابْن عَمه عنان بن مغامس بن رميثة شَرِيكا لَهُ فِي إمرة مَكَّة وَبَقِي على ذَلِك أشهرا يدعى لَهُ فِي الْخطْبَة وعَلى زَمْزَم بعد الْمغرب. مَاتَ فِي سنة خمس وَعشْرين بعد أَن أضرّ وَرُبمَا تغير عقله. ذكره الفاسي. عقيل بن وبير بن نخبار بن مقبل بن مُحَمَّد بن رَاجِح بن إِدْرِيس بن حسن

بن أبي عَزِيز قَتَادَة الحسني أَمِير ينبوغ وَصرف عَنْهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بصخرة الْمَاضِي. وَمَات سنة أَربع) وَأَرْبَعين. عَلان من ططخ الأشرفي برسباي أحد أُمَرَاء العشرات وأمير ركب الرجبية فِي سنة إِحْدَى وَسبعين أنشأ سَبِيلا حسنا فِي أثْنَاء طَرِيق بركَة الْحَاج. وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس سلخ ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَقد شاخ وَسمعت من يذكرهُ بِخَير. عَلان المؤيدي وَيُقَال لَهُ عَلان شلق. كَانَ من عُتَقَاء الْمُؤَيد وَصَارَ فِي أَيَّامه من آخورية الأجناد ثمَّ بعده أخرج إِلَى الْبِلَاد الشامية وتنقل حَتَّى نَاب للأشرف برسباي فِي البيرة مُدَّة ثمَّ نَقله الظَّاهِر جقمق إِلَى حجوبية حلب الْكُبْرَى ثمَّ صرفه عَنْهَا وَجعله بعد أحد المقدمين بِدِمَشْق ثمَّ صَار فِي أَيَّام الْأَشْرَف أتابكها ببذل مَال فَلم تطل مدَّته، وَمَات بهَا فِي آخر يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع صفر سنة أَربع وَتِسْعين وَقد زَاد على السّبْعين وَدفن من الْغَد بمقابر بَاب الصَّغِير فِي زَاوِيَة القلندرية، وَكَانَ مُعظما فِي الدول مَشْهُورا بالشجاعة والإقدام رَحمَه الله. عَلان اليحياوي الظَّاهِرِيّ برقوق. مِمَّن صَار فِي أَيَّام ابْن أستاذه النَّاصِر فرج من أَعْيَان الْأُمَرَاء ثمَّ ترقى لنيابة حماه ثمَّ حلب. وَوَقعت لَهُ بهما حوادث إِلَى أَن انْكَسَرَ من جكم وانضم إِلَى شيخ حِين كَانَ نَائِب الشَّام ثمَّ قتل فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان بعد أَن تولى نِيَابَة طرابلس وَكَانَ مَشْهُورا بالشجاعة والإقدام إِلَّا أَنه كَانَ كثير الْفِتَن والشرور عَفا الله عَنهُ. عَلان. فِي حوادث سنة عشر، وَأَظنهُ الَّذِي قبله. عليباي بن برقوق الظَّاهِرِيّ نَائِب الشَّام أَبوهُ. شَاب عَاقل مقبل فِيمَا قبل على الْخَيْر ويشتمل على محَاسِن من كِتَابَة وَقِرَاءَة جوق وَفهم وَرُبمَا يجْتَمع بِابْن الأسيوطي بل أَرَانِي الشريف الوفائي شيخ القجماسية قصيدة لَهُ امتدحه بهَا كتبهَا لَهُ بِخَطِّهِ أَولهَا: (من قَصده كنز الْعُلُوم ليهتدي ... بالوفق والتوفيق والتعويف) وَله اعتناء بالخيول النفيسة والأقمشة الهائلة وَأَنْشَأَ بِبَيْت أَبِيه فِي الرملة مقْعدا هائلا وَرُبمَا تردد إِلَيْهِ الْفُضَلَاء بل اجْتمع هُوَ بِي مرّة. وَهُوَ الْقَائِل فِيمَا بَلغنِي لِابْنِ الأسيوطي لما ادّعى الِاجْتِهَاد مَا أسلفته فِي تَرْجَمته مِمَّا يستكثر على مثله، وَلما وَقع الطَّاعُون أَخذ فِي ضَبطه وَندب نَاسا لذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثامن رَجَب سنة سبع وَتِسْعين وَلم يلبث أَن مَاتَ أَخُوهُ وحيز موجودهما من كتب وَغَيره وَكَذَا منزل عَفا الله عَنهُ وعوضه الْجنَّة.

من اسمه علي

عليباي بن خَلِيل بن دلغادر قتل على يَد نَائِب حلب جَار قطلو فِي سنة تسع وَعشْرين.) عليباي بن طرباي العجمي نِسْبَة لخاله بردبك العجمي الجكمي نَائِب حماة الجركسي المؤيدي شيخ. أَصله من مماليكه فَأعْتقهُ وَعَمله خاصكيا إِلَى أَن أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة وَجعله رَأس نوبَة وحظي عِنْده ثمَّ نَفَاهُ بعد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ قدمه بحلب ثمَّ جعله أتابكها وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بهَا فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين وَقد زَاد على الْخمسين وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا متجملا فِي مركبه وملبسه عَارِفًا بأنواع الفروسية مَعَ كَثْرَة كذبه ودهائه وإسرافه على نَفسه وَمَاله فِيمَا قيل عَفا الله عَنهُ. عليباي الدوادار. مَاتَ مقتولا فِي سنة أَربع وَعشْرين، وَكَانَ عِنْده طيش وَكَثْرَة كَلَام لكنه كَانَ قَلِيل الطمع فِي أَحْكَامه متعصبا لمن يلوذ بِهِ. قَالَه الْعَيْنِيّ. عليباي العزيزي. مِمَّن سمع مني. عليباي العلائي الأشرفي برسباي الساقي. اخْتصَّ بأستاذه ورقاه إِلَى الخازندارية وأنعم عَلَيْهِ بأمرة عشرَة وضخم أمره فِي أَيَّامه ثمَّ صَار بعده من جملَة الطبلخاناه وشاد الشربخاناه وحبسه السُّلْطَان سِنِين ثمَّ أطلقهُ وَأَعْطَاهُ إمرة هينة بالبلاد الشامية فدام بهَا مُدَّة ثمَّ صيره أَمِير عشرَة بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى المؤمني، وَقد حج فِي سنة تسع وَأَرْبَعين، وَكَانَ شَابًّا طوَالًا حسن الشكالة كثير الْوَقار والسكون شجاعا مقداما محببا إِلَى النَّاس حسن السِّيرَة رَحمَه الله. عليباي المحمدي الأشرفي قايتباي. رقاه أستاذه لنيابة سيس ثمَّ لنيابة إسكندرية بعد شغورها بِمَوْت جكم قرا فدام وتكرر طلبه للحضور فَلم يجب إِلَى أَن توعك فَأُجِيب وَوصل فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين ثمَّ عَاد إِلَيْهَا إِلَى أَن كثر التشكي مِنْهُ وَركب عَلَيْهِ أهل الْبَلَد كَافَّة وَجِيء بِهِ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَتِسْعين فتوصل إِلَى الرضى عَنهُ ثمَّ عَاد وَبَلغنِي فِي سنة تسع وَتِسْعين أَنه. عليباي بَابي. فِي عَليّ بن خَلِيل بن قراجا. (من اسْمه عَليّ) عَليّ بن آدم بن حبيب نور الدّين الْكِنَانِي الحبيني البوصيري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمقري وَيعرف بالحبيني وبالبوصيري. مِمَّن أَخذ من الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي الْقرَاءَات وتصدر لَهَا فَقَرَأَ عَلَيْهِ الزين طَاهِر وَابْن أَسد والهيثمي وَغَيرهم وَكَانَ مُقيما بالهلالية وَأحد الصُّوفِيَّة بِسَعِيد السُّعَدَاء. عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سعد بن سعيد أَبُو مَدين الرَّمْلِيّ

ثمَّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي القادري الْمَاضِي حفيده خَلِيل بن مُحَمَّد وَرَأَيْت شَيخنَا سَمَّاهُ إِبْرَاهِيم سَهوا وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْأَرْبَعين المتباينة وَبَعض الصَّحِيح وَغَيرهمَا فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ. عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن الشّحْنَة الدَّارِيّ. يَأْتِي فِي ابْن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم. عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر نور الدّين الْأنْصَارِيّ المقسي الشَّافِعِي وَيعرف بالكلبشي وبالكلبشاوي وَرُبمَا قيل لَهُ الصَّالِحِي. ولد فِي لَيْلَة حادي عشر شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ فِي الْمقسم فَنَشَأَ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو واشتغل فِي فنون وتميز وَمن شُيُوخه الْمَنَاوِيّ وَالْعلم البُلْقِينِيّ والشرواني قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْعَضُد وحاشيتيه وَكَذَا التقى الحصني قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْعَضُد وحاشية سعد الدّين فَقَط والشمني فِي الْأَصْلَيْنِ وَالتَّفْسِير وَغَيرهمَا واليسير جدا عَن الكافياجي ولازم البقاعي فِي مناسباته وَغَيرهَا وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ ثمَّ تنافر والتقى القلقشندي والولوي البُلْقِينِيّ وَابْن قَاسم وزَكَرِيا وَطَائِفَة وَصَحب الشَّيْخ مَدين وَتردد إِلَى النَّاس وأقرأ الطّلبَة وناب فِي الْقَضَاء وَمَا حصل مِنْهُ على طائل وَلذَا أعرض عَنهُ وانجمع عَن النَّاس وقطن جَامع الزَّاهِد قَائِما بوظائف الْعِبَادَة مَعَ التقنع باليسير وَرُبمَا خطب بِهِ وَأم، وسافر الصَّعِيد ودمياط وَغَيرهمَا بل حج غير مرّة وجاور وَكَذَا دخل دمشق قَدِيما مَعَ شَيْخه الولوي حِين ولي قضاءها وناب عَنهُ هُنَاكَ ثمَّ دخله بِأخرَة وَاسْتقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي فِي مشيخة الْفُقَرَاء بِالْمَكَانِ الَّذِي أنشأه بدمياط وَتوجه لتربية المريدين والتصدر لِلذَّاكِرِينَ بعد أَن أَقَامَ بالمنزلة مُدَّة وراج أمره فِي تِلْكَ النَّاحِيَة جدا واعتمدوا فتواه لإقبال قاضيها أَمَام الدّين عَلَيْهِ وحضوره عِنْده بل وَبنى لَهُ بَيْتا وَكَانَ وَلَده يقْرَأ عَلَيْهِ وَبعد مَوته فوض الزيني زَكَرِيَّا أمرهَا إِلَيْهِ وَعز ذَلِك على كثيرين مِنْهُم لرعاية جَانب الْمُتَوفَّى فِي وَلَده فكفهم الْوَلَد عَنهُ وَكَانَ ذَلِك سَببا لإعراضه عَنْهَا وانحطاط مرتبته فِيهَا ثمَّ استعفى من مَكَان السُّلْطَان لعدم) سياسته وَرجع إِلَى الْمنزلَة ثمَّ أعرض عَنْهُمَا وَنزل جَامع الزَّاهِد بعد أَن ورث من أَخ لَهُ شَيْئا رام إدارته فِيمَا يتكسب مِنْهُ فَمَا أنجح بِهِ وَتردد لِابْنِ الزَّمن وطمع أَن يكون شيخ الْمَكَان الَّذِي شرع فِي بنائِهِ ببولاق فَمَاتَ قبل إكماله وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مَعَ تفتنه وفضله وسكونه قوي النَّفس جدا وَمَا أَظن صِحَة مَا ينْسب إِلَيْهِ وَقد أَكثر من التَّرَدُّد إِلَيّ وَسمع عَليّ ومني أَشْيَاء وأوقفني على تصنيف لَهُ سَمَّاهُ الْفَيْض الْقُدسِي على آيَة الْكُرْسِيّ فِي كراريس أَجَاد فِيهِ عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم نور الدّين القليوبي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف قَدِيما بِابْن غنيمَة بِضَم الْمُعْجَمَة ثمَّ نون مَفْتُوحَة وبالقباني ثمَّ بالقليوبي ولد فِي رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بقليوب وانتقل مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ بهَا

الْقُرْآن والمنهاج الفرعي وَعرضه على السراج البُلْقِينِيّ وَالشَّمْس القليوبي والصدر الأبشيطي وَأذن لَهُ فِي التدريس وَسمع على الْجمال الْبَاجِيّ أَمَاكِن من دَلَائِل النُّبُوَّة فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وعَلى التقي الدجوي وَأبي عَليّ الْمُطَرز وعزيز الدّين المليجي والشرف بن الكويك وَكَانَ يذكر أَنه سمع على ابْن رزين وَالصَّلَاح البلبيسي وَأَنه دخل الثغر السكندري وَسمع بِهِ على الشَّمْس ابْن يفتح الله وَالْجمال الدماميني جد الشَّمْس نَاظر الْجَيْش بِالْقَاهِرَةِ وَلَيْسَ فِي كُله بِبَعِيد وناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن خلدون الْمَالِكِي ثمَّ عَن الْعِمَاد الكركي الشَّافِعِي فَمن بعده وَاسْتقر فِي أَمَانَة الحكم وَنظر الْأَوْقَاف، وَحج فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وزار بَيت الْمُقَدّس غير مرّة وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي، وَكَانَ ربعَة نير الشيبة مَنْسُوبا للتساهل فِي الْقَضَاء وَهُوَ الَّذِي كَانَ يتحدث فِي نظر الْمدرسَة الفخرية بسويقة الصاحب وَقصر فِي شَأْنهَا حَتَّى سَقَطت منارتها على الرّبع المجاور لَهَا بعد تحذير سكانه من ذَلِك وتهاونهم فِي النقلَة وَبلغ ذَلِك الظَّاهِر جقمق فتغيظ عَلَيْهِ وتعدى لشَيْخِنَا كَمَا بسطته فِي مَحل آخر مَاتَ فِي سادس عشر شَوَّال سنة خمس وَخمسين رَحمَه الله. عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن صَدَقَة التَّاجِر السكندري. فِي ابْن صَدَقَة. عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب بن عبد السَّلَام نور الدّين بن الْبُرْهَان الْبَغْدَادِيّ الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَهُوَ سبط الشَّمْس مُحَمَّد بن مَعْرُوف التَّاجِر. نَشأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الحَدِيث وَجلسَ بعده للتِّجَارَة فِي حانوته وَمَا قنع بل تعانى السكر وَغَيره وَلم يحصل على طائل. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بعد وَفَاة أُخْت لَهُ بأيام وَأَظنهُ جَازَ) الثَّلَاثِينَ عَفا الله عَنهُ. عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عدنان. يَأْتِي قَرِيبا فِيمَن جده عَليّ بن عدنان. عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ أبي البركات بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ أَخُو الْجمال أبي السُّعُود مُحَمَّد الْآتِي وَولد عَالم الْحجاز الْبُرْهَان، أمه غزلان الحبشية فتاة أَبِيه. ولد فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر رَجَب سنة أَربع وَسبعين وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَحضر عِنْد أَبِيه وَعَمه وأخيه وزوجه ابْنة عَمه أبي البركات وَدخل بهَا فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وورثها وَسكن فِي قاعة أَبِيهَا الَّتِي ملكهَا قبل مَوته للصلاحي ابْن أَخِيه وَهُوَ مِمَّن سمع عَليّ فِي هَذِه الْمُجَاورَة وَالَّتِي قبلهَا وَكَانَ مجلي يتَرَدَّد إِلَيْهِ ليقرئه وَكَذَا حضر عِنْد الوزيري وزار الْمَدِينَة وَلَا توجه لَهُ لشَيْء من ذَلِك وَالله يصلحه. عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن رَاشد الْمُوفق أَبُو الْحسن الإبي بِكَسْر الْهمزَة ثمَّ مُوَحدَة مُشَدّدَة الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالإبي. ولد قبيل

التسعين وَسَبْعمائة بتعز من بِلَاد الْيمن وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ على الْعَادة وَهُوَ ابْن ثَمَان وَانْفَرَدَ فِي تِلْكَ النواحي بِصَلَاتِهِ بِهِ فِي هَذَا السن وَكَذَا حفظ الملحة والتنبيه إِلَّا الْيَسِير من آخِره وَنَحْو أَرْبَعِينَ مقامة من مقامات الحريري ولازم الْفَقِيه عبد الْمولى بن مُحَمَّد بن حسن الْخَولَانِيّ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ التَّنْبِيه ومختصر السن والجمل للزجاجي، وَقدم مَكَّة مرَارًا لِلْحَجِّ أَولهَا فِي سنة خمس وجاور بهَا فِي كثير مِنْهَا وَكَذَا زار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غير مرّة أَولهَا فِي سنة ثَمَان وَلَقي بهما جمعا من الْأَعْيَان فَكَانَ مِمَّن لقِيه بِمَكَّة الزين أَبُو بكر المراغي وَالْجمال بن ظهيرة وقريبه الْخَطِيب أَبُو الْفضل بن ظهيرة والشهاب أَحْمد بن إِبْرَاهِيم المرشدي والزين الطَّبَرِيّ وَابْن سَلامَة فِي آخَرين وبالمدينة المراغي أَيْضا والزين عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن يُوسُف الزرندي ورقية ابْنة يحيى بن مزروع فَأخذ عَنْهُم وَعَن غَيرهم بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَحضر دروس الْعلمَاء مِنْهُم وَلَقي بزبيد الْمجد الشِّيرَازِيّ والشرف بن الْمقري فَانْتَفع بهما وارتحل فِي موسم سنة أَربع عشرَة رَفِيقًا للجمال بن مُوسَى المراكشي الْحَافِظ صُحْبَة الركب الشَّامي فسمعا بِالْمَدِينَةِ ثمَّ بِدِمَشْق وحلب وحمص وحماه وبعلبك والرملة وَبَيت الْمُقَدّس والخليل والقاهرة ومصر وإسكندرية فَكَانَ مِمَّن سمع عَلَيْهِ بِدِمَشْق عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الأرموي وَعبد الرَّحْمَن بن طلوبغا والحفاظ الثَّلَاثَة ابْن حجي والحسباني وَابْن الشرائحي وَالشَّمْس بن الْمُحب وَخلق بحلب حافظها) الْبُرْهَان والعز الحاضري والشهاب بن العديم وَطَائِفَة وبحمص خطيبها الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد السُّبْكِيّ والبدر العصياتي وَغَيرهمَا وبحماة الْعَلَاء ابْن المغلي والشهاب بن الرسام والشرف بن خطيب الدهشة وَنَحْوهم وببعلبك محدثها التَّاج بن بردس وَغَيره وبالرملة الزَّاهِد الشهَاب بن رسْلَان وببيت الْمُقَدّس الْبُرْهَان بن الْحَافِظ أبي مَحْمُود وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أبي بكر بن كريم والبدر حسن بن مُوسَى وَجَمَاعَة وببلد الْخَلِيل أَحْمد بن مُوسَى الحبراوي والعماد إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مَرْوَان وَغَيرهمَا وبالقاهرة الشّرف بن الكويك والعز بن جمَاعَة والجلال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا وَمِمَّا أَخذه عَنهُ النخبة وَالشَّمْس بن الزراتيتي وَابْن زقاعة وَغَيرهم وبإسكندرية التَّاج مُحَمَّد بن التنسي والكمال بن خير والبدر بن الدماميني وَرجع من هَذِه لرحلة بمسموع كثير وشيوخ جلة وفوائد جملَة واستوطن مَكَّة من أثْنَاء سنة أَرْبَعِينَ وبرع فِي فنون خُصُوصا الْأَدَب وطارح شَيخنَا وَغَيره وَجمع مجاميع حَسَنَة وفوائد مهمة وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن كثيرا لنَفسِهِ وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَأخذت عَنهُ الْكثير بجدة ثمَّ بِمَكَّة وَمنى وَكَانَ إِمَامًا مفننا أديبا بارعا

متواضعا حسن الْهَيْئَة والمحاضرة جميل الصُّورَة وَالْعشرَة كثير الفكاهة والنوادر والاستحضار صبورا على الإسماع حسن الود والمذاكرة سريع النادرة وعَلى ذهنه فَضَائِل وفوائد مَعَ الِاجْتِهَاد فِي الطّواف ومداومة التِّلَاوَة وَغَيرهمَا من أَسبَاب الطَّاعَة لكنه كَانَ كثير النعاس وَأَظنهُ من السهر. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا وَمِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه: (إِذا الْعشْرُونَ من رَمَضَان ولت ... فواصل ذكر رَبك كل حِين) (وَلَا تغفل عَن التطواف وقتا ... فَأَنت من الْفِرَاق على يَقِين) عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عدنان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عدنان الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن الْبُرْهَان بن الشّرف الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الشهَاب أَحْمد وَأبي بكر وَيعرف بِابْن عدنان وبابن أبي الْجِنّ. ولد سنة خمسين وَسَبْعمائة وَولي نقابة الْأَشْرَاف بعد أَبِيه ثمَّ كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق غير مرّة. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: وَلم يكن ماهرا لكنه كَانَ متواضعا بساما رَئِيسا وَأُصِيب قبل مَوته بقرحة فِي إِحْدَى عَيْنَيْهِ فَانْقَطع لَهَا مُدَّة بداره إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله.) عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ بن القضامي ولد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة أَو بعْدهَا وَأخذ النَّحْو عَن السّري أبي الْوَلِيد الْمَالِكِي وَالْفِقْه عَن الصَّدْر بن مَنْصُور الدِّمَشْقِي وبرع فيهمَا وَفِي الْأَصْلَيْنِ وَالْأَدب والإنشاء وَله نظم لَيْسَ بذلك وَلكنه كَانَ غَايَة فِي الْمعرفَة بالشعر وَإِدْرَاك الْمعَانِي الدقيقة فِيهِ وَكتب الحكم للناصري بن الْبَارِزِيّ الشَّافِعِي بحماة وَكَذَا نَاب عَنهُ ثمَّ اسْتَقل بِقَضَاء الْحَنَفِيَّة بهَا وَانْفَرَدَ برياستها فِيهِ وَكَانَ إِمَامًا رَئِيسا محتشما صَدرا كَبِيرا دينا عادلا فِي حكمه عَالما فَاضلا، وَمن نظمه: (عين على المحبوب قد قَالَ لي ... رَاح إِلَى غَيْرك يَبْغِي اللجين) (فَجِئْته بالتبر مستدركا ... فَقلت مَا جئْتُك إِلَّا بِعَين) وَمِنْه وَقد جردت حمام تَقِيّ الدّين وسيق لَهَا المَاء من الناعورة الحاجبية: (يَا أَيهَا الْحمام بِشِرَاك قد ... عدت إِلَى عصر الصِّبَا الذَّاهِب) (كنت قَلِيل الما بغيضا لنا ... فصرت كَالْعَيْنِ من الْحَاجِب) ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه قدم الْقَاهِرَة فاجتمعت بِهِ وَسمعت من فَوَائده وَسمع من نظمي وأنشدني شمس الدّين بن الْمصْرِيّ فِي سنة إِحْدَى عشرَة قَالَ:

أَنْشدني القَاضِي عَلَاء الدّين بن القضامي قَالَ: أَنْشدني ابْن حجر لنَفسِهِ مضمنا فَذكر بَيْتَيْنِ كَانَ سمعهما مني سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَحدث عني بهما بحماة مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة تسع وَقَالَ فِيهَا من أنبائه أَنه أَخذ الْفِقْه عَن أثير الدّين بن وهبان وتمهر وبهرت فضائله وَولي قَضَاء بَلَده وَقدم الْقَاهِرَة سنة الكائنة الْعُظْمَى فاشتهرت فضائله وَعرفت فنونه وَحدث وَأفَاد وَسمعت مِنْهُ وَسمع من نظمي وَأكْثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَمن نظمه: (خُذ بيَدي يَا كريم خُذ بيَدي ... قد عيل صبري وَقد وهى جلدي) (إِن لم تَجِد لي فَمن يجود عَليّ ... ضعْفي بِلَا أمره وَلَا بلدي) بل ذكره أَيْضا فِي سنة سبع مِنْهُ وَقَالَ أَنه كَانَ من أهل الْعلم وَالْفضل والذكاء مَعَ الدّين وَالْخَيْر والرياسة قلت: وتسع بِتَقْدِيم التَّاء هُوَ الصَّوَاب وَكَذَا ذكره المقريزي فِي عقوده وَابْن خطيب الناصرية، وَقد حج فِي بعض السنين فِي محفة فَقَالَ الأديب شمس الدّين مُحَمَّد بن بركَة المزين:) (محفة الْمجْلس العلائي ... تبث علياه فِي الْمشَاهد) (تَقول هَذَا أعْطى وأفنى ... وَحج فِي النَّاس وَهُوَ قَاعد) عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن صقر الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْكَلْبِيّ الْحلَبِي من بَيت الرياسة. ولد فِي صفر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع الْأَرْبَعين المجيرية تَخْرِيج ابْن بلبان من سَماع أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْقرشِي ابْن المجير على أبي عبد الله مُحَمَّد وصافي ابْني نَبهَان الجبريين فِي سنة أَرْبَعِينَ بسماعهما مِنْهُ وَحدث بهَا سَمعهَا مِنْهُ ابْن خطيب الناصرية فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَقَالَ أَنه كَانَ إنْسَانا حسنا رَئِيسا عَاقِلا وَكَذَا سمع بِقِرَاءَة الزين الْعِرَاقِيّ من سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن سلمَان بن سَالم بن المطوع ثَانِي الغيلانيات بِسَمَاعِهِ من أَحْمد بن شَيبَان وَزَيْنَب ابْنة مكي وَزَيْنَب ابْنة أَحْمد بن كَامِل، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لي وَكَانَ مُوسِرًا من رُؤَسَاء الحلبيين وباشر وظائف بهَا، أثنى عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْمُحدث. وَمَات فِي كائنة حلب الْعُظْمَى بأيدي التتار فِي حادي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث رَحمَه الله، وَذكره شَيخنَا أَيْضا فِي أنبائه وَقَالَ أَنه حدث عَنهُ يَعْنِي فِي قَرْيَة جبرين بالأربعين الْمَذْكُورَة رَفِيقًا للعلاء فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَنه خرج عَلَيْهَا بأسانيده إِلَى من فِي أثْنَاء كل حَدِيث مِنْهَا بعلو، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ المغربي الأَصْل ثمَّ الدَّمِيرِيّ وَيعرف بالأديب. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا فِي دميرة الْقبلية وأسلمه وَالِده إِلَى الشَّيْخ عَليّ بن الْوَحْش يؤدبه فَعلمه الْخط وأقرأه إِلَى سُورَة الصافات ثمَّ سَافر بِهِ أَبوهُ إِلَى الْحجاز

وَهُوَ صَغِير فَلَمَّا عَاد علمه صَنْعَة الْأدم فارتزق مِنْهَا إِلَى آخر وَقت وَحج سبع مَرَّات وزار الْقُدس وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا وَسكن بهَا عِنْد أَخِيه القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن الإسكافي ولقيه ابْن فَهد والبقاعي فِي سنة ثَمَان وثلاين بدميرة فكتبا عَنهُ قَوْله: (بَكَى الْغَيْم ضحك الرَّوْض ... وَرَأَيْت فِي ذَا دَلَائِل) (وَالْعجب أسقاه دموعو ... فَضَحِك من دمع سَائل) عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الأقفاصي ثمَّ الْمَنَاوِيّ نزيل الْقَاهِرَة وَبرد دَار الأتابك أزبك. ولد بأقفاص ثمَّ تحول مِنْهَا لمنية ابْن سلسيل فتكسب بخياطة الْعِرَاقِيّ ثمَّ انْتقل لمصر فَعمل الرسلية بِبَاب قانم تَحت نظر إِسْمَاعِيل البرددار وَتزَوج ابْنَته نانعة وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وناب عَنهُ فِي) البرددارية فَلَمَّا مَاتَ قانم اسْتَقر فِي برددارية الأتابك حِين كَانَ حاجبا إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة. عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن المؤرخ الشَّمْس مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عبد الْعَزِيز الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْقرشِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن الْجَزرِي ولد سنة ثَمَان أَو تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وبالأول جزم شَيخنَا فِي أنبائه، وَقَالَ: وَمَات أَبوهُ وَله سنة فرباه عَمه نصير الدّين مُحَمَّد وأسمعه عَلَيْهِ التَّاسِع عشر من أمالي الْحسن بن رَشِيق وَحضر على المرداوي خَاتِمَة أَصْحَاب عمر الْكرْمَانِي بالحضور مجَالِس المخلدي وأربعي عبد الْخَالِق الشحامي وَسمع على الْكَمَال بن حبيب وَابْن قواليح وَابْن أميلة وَمُحَمّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عمار الْحَارِثِيّ واشتغل بالفقه وبرع فِيهِ وَأعَاد بالتقوية وَعمل الميعاد وَقَرَأَ الحَدِيث بِجَامِع بني أُميَّة وباشر نظر الْأَيْتَام فحمدت سيرته وَحج مرَارًا وجاور وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَأوردهُ التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَكَذَا شَيخنَا وَقَالَ: أجَاز لي غير مرّة زَاد فِي أنبائه مَعَ خفض الْجنَاح وطهارة اللِّسَان ولين العريكة قَالَ: وعلق فِي الوفيات واجتيح فِي شَيْء كثير من مَاله فِي فتْنَة اللنك وَلم يكن فِيهِ مَا يعاب بِهِ إِلَّا مُبَاشَرَته مَعَ قُضَاة السوء. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث عشرَة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله. عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سعيد بن عبيد الله السَّيِّد غلاء الدّين الْحُسَيْنِي البقاعي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ إِمَام الريحانية بِدِمَشْق ووالد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي مِمَّن كَانَ يحضر مجَالِس الْعلمَاء مَاتَ فِي عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين قبل إِكْمَال الثَّمَانِينَ. عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن عبيد بن مُسلم بن سَلامَة الْعَلَاء أَبُو الْحسن الرباوي الأَصْل نِسْبَة للربة بِفَتْح الْمُهْملَة وَتَشْديد الْمُوَحدَة قَرْيَة بكرك الشوبك ثمَّ الْمَقْدِسِي قاضيه الشَّافِعِي. ولد سنة

اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْعَفِيف النابلسي بهَا المسلسل وَجَزَاء ابْن الطلاية وجزءا من غرائب ابْن مَاجَه انتقاء الذَّهَبِيّ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَولى قَضَاء بَيت الْمُقَدّس فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ عَن الفوعى بعناية الْعِزّ عبد السَّلَام الْقُدسِي فاستمر إِلَى أَوَائِل سنة خمس وَثَلَاثِينَ ثمَّ صرف بِالْقَاضِي نَاصِر الدّين البصروي وَدخل الْقَاهِرَة ساعيا فِي الْعود) فَمَا أُجِيب فناب فِيهَا عَن شَيخنَا فِي بَاب الشعرية بسفارة الولوى ابْن قَاسم ثمَّ عَاد إِلَى الْقُدس فَكَانَت منيته بِهِ فِي أحد الجمادين ظنا سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين رَحمَه الله. عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي يزِيد بن أَحْمد بن الْمُؤَيد ركن الدّين بن عماد الدّين الأيجي الشَّافِعِي. ولد فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بأيج وَنَشَأ بهَا فاشتغل بالفقه والنحو وَالصرْف عِنْد أبي يزِيد مُحَمَّد بن رَضِي الدّين الداواني ثمَّ الشِّيرَازِيّ ارتحل إِلَيْهِ من بَلَده وَبَينهمَا نَحْو أَربع مراحل وَكَذَا أَخذ بهَا عَن الرُّكْن مُحَمَّد بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ القره خيري ثمَّ الشِّيرَازِيّ أصُول الْفِقْه والمنطق والنحو وببلده عَن تَاج الدّين حسن بن الشَّمْس مُحَمَّد بن التَّاج حسن الأيجي الصّرْف والنحو والمنطق والمعاني وَجل الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والشرعية وَأَجَازَ لَهُ وَكلهمْ شافعية والأولان مَاتَا والْحَدِيث عَن السَّيِّد معِين الدّين بن صفي الدّين وحفيد عَمه السَّيِّد عبيد الله بن الْعَلَاء بن الْعَفِيف بل أَخذ عَن هَذَا الْفِقْه أَيْضا وارتحل لِلْحَجِّ فَكَانَ وُصُوله مَكَّة فِي رَجَب سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة ولقيني فِي شَوَّال فَأخذ عني بقرَاءَته أَشْيَاء من الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا وَسمع مني المسلسل وَحَدِيث زُهَيْر وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة واغتبط بذلك جدا. عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد السَّيِّد الزين الْحُسَيْنِي العجمي الجويمي نِسْبَة لجويم بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْوَاو وَكسر التَّحْتَانِيَّة وَسُكُون الْمِيم قَصَبَة من قصبات شيراز الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْمكتب شيخ الباسطية بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة ويدعى بضياء. ولد فِي حُدُود سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بجويم وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وتلا بِهِ لعاصم على الشَّيْخ حسن بن دَاوُد وَأخذ النَّحْو وَالصرْف عَن وَالِده ثمَّ انْتقل إِلَى شيراز فَأخذ عَن مَحْمُود السروستاني فِي الْفِقْه والنحو وَعَن الْعَفِيف الكازروني الحَدِيث ثمَّ إِلَى خُرَاسَان فَأخذ عَن يُوسُف الحلاج الْفِقْه والأصلين وَمِمَّا أَخذه عَنهُ فِي أصل الدّين شرح الْمَقَاصِد للتفتازاني وَفِي أصل الْفِقْه الْعَضُد وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ شرح الْمِفْتَاح للتفتازاني وَعَلِيهِ سمع جَمِيع شرح السّير لَهُ وصحيح البُخَارِيّ بِسَمَاعِهِ لَهُ على الْكرْمَانِي الشَّارِح وَسمع فِي هراة على السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ غَالب الزهراويين من الْكَشَّاف وَشَرحه للمواقف فِي أصُول الدّين

وَكَانَ يَقُول عَن الشَّيْخ يُوسُف الحلاج: لسنا من طبقته إِنَّمَا هُوَ من طبقَة الْفَخر وَأَمْثَاله وَالشَّيْخ يُوسُف يَقُول عَنهُ السَّيِّد بَحر كل مِنْهُمَا يَقُول ذَلِك فِي غيبَة الآخر وَأخذ الْمعَانِي وَالْبَيَان عَن الصَّدْر الفراحي فِي آخَرين غير هَؤُلَاءِ وَكتب على السَّيِّد مجد الدّين الشِّيرَازِيّ ففاق فِي الْكِتَابَة وَحج قبل سنة ثَلَاثِينَ على طَرِيق) الشَّام وجاور بهَا وزار بَيت الْمُقَدّس ثمَّ حج أَيْضا وجاور بِالْمَدِينَةِ فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ وقطنها وَمَات لَهُ أَخ فِيهَا وَكَانَا ملتزمين أَن من مَاتَ مِنْهُمَا قبل الآخر يُقيم الآخر فِيهَا حَتَّى مَاتَ، وَقَررهُ الزين عبد الباسط فِي مشيخة مدرسته بهَا بل لم يبنها فِيمَا قيل إِلَّا لَهُ وَكَانَ ابْتِدَاء عمارتها حِين حج فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَأقَام السَّيِّد بهَا على قدم عَظِيم فِي سلوك الصّلاح والتصدي لإقراء الْعُلُوم والتكتيب والتكرم على أَهلهَا والواردين إِلَيْهَا مَعَ لِسَان فصيح وقدرة على التَّعْبِير حَتَّى كَانَ الشَّيْخ أَحْمد بن يُونُس المغربي الْمَاضِي يَقُول هُوَ جَوْهَرَة بَين البصل، وَلم يخْتَلف فِي تقدمه فِي الْعلم وَالصَّلَاح من أهل الْمَدِينَة اثْنَان وَقد لقِيه البقاعي بِالْمَدِينَةِ فِي أَوَائِل سنة تسع وَأَرْبَعين وَقَالَ أَنه شرح إيساغوجي فِي نَحْو أَرْبَعَة كراريس قَالَ: وَهُوَ رجل خير دين متواضع شَدِيد الازدراء لنَفسِهِ، وَوَصفه بِالْإِمَامِ الْعَلامَة الْكَاتِب الزَّاهِد، وَالْجمال حُسَيْن فتحي وَوَصفه بالسيد الإِمَام الْعَلامَة وَكتب عَنهُ بالباسطية أبياتا وَهِي: (إِذا شِئْت أَن تستقرض المَال منفقا ... على شهوات النَّفس فِي زمن الْعسر) (فسل نَفسك الأنفاق من كنز صبرها ... عَلَيْك وإرفاقا إِلَى زمن الْيُسْر) (فَإِن فعلت كنت الْغَنِيّ وَإِن أَبَت ... فَكل منوع بعْدهَا وَاسع الْعذر) مَاتَ وَقد أسن فِي سنة سِتِّينَ وَرَأَيْت من أرخه فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الصحراوي الضَّرِير أَخُو عبد الْكَرِيم الْمَاضِي، مِمَّن أجَاز لَهُ الشّرف بن الكويك وَجَمَاعَة واستجازه الطّلبَة. عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الفاقوسي الأَصْل البلبيسي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. إِنْسَان خير سليم الْفطْرَة جدا زَائِد الْفَاقَة قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَقَرَأَ على جلّ الصَّحِيح فِي سِنِين وَكَذَا قَرَأَ على الديمي والبهاء المشهدي بل قَرَأَهُ على الْعَامَّة فِي بَلَده وَلَهُم فِيهِ اعْتِقَاد وَنعم الرجل. عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْغَزِّي وَيعرف بِابْن البغيل. ولد سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَسمع الْكثير على الْجمال بن جمَاعَة وَكَانَ فِي خدمته وَكَذَا سمع على التقي القلقشندي والسراج عمر الْحِمصِي والزين عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ

خَلِيل والزين عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد وَغَيرهم وبالقاهرة مَعَ الْعِمَاد بن جمَاعَة وأخيه على شَيخنَا وَابْن الْفُرَات وَغَيرهمَا،) وَأَجَازَ لَهُ الْعَيْنِيّ والْعَلَاء القلقشندي وَعمر القمني والشهاب الْحِجَازِي وَسعد الدّين بن الديري وَأَخُوهُ الشَّمْس مُحَمَّد وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والأمير الأقصرائي وَابْن الْهمام والشهاب القلقيلي الْمقري والشهاب بن زيد والبرهان إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن القَاضِي عجلون ويوسف ابْن نَاظر الصاحبة وَأحمد بن أَحْمد الْأَزْدِيّ وَأحمد بن مُحَمَّد بن حَامِد وَآخَرُونَ. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين. عَليّ بن إِبْرَاهِيم نور الدّين الماملي الأَصْل الزَّيْلَعِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي ومامل من بِلَاد الْحَبَشَة قدم أَبوهُ مِنْهَا فَتزَوج بزبيد وَولد لَهُ بهَا صَاحب التَّرْجَمَة فِي سنة بضع وَتِسْعين وَسَبْعمائة فتفقه قَلِيلا بالشهاب أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ ثمَّ لَازم الْجمال مُحَمَّد للطيب النَّاشِرِيّ قِرَاءَة وسماعا إِلَى أَن أذن لَهُ بالإفتاء والتدريس وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب على الْفَقِيه الشهَاب الْكرْدِي وبرع فِي ذَلِك وانتفع بِهِ فِيهِ جمَاعَة وَصَارَ مدَار الْفتيا فِيهِ عَلَيْهِ مَعَ صَلَاحه وخيره مَاتَ منتصف شعْبَان سنة ثَمَانِينَ رَحمَه الله. عَليّ بن إِبْرَاهِيم نور الدّين البدرشي الأَصْل القاهري البحري نِسْبَة لباب الْبَحْر وَرُبمَا يُقَال لَهُ المقسي الْمَالِكِي. حفظ الرسَالَة وَنصف الْمُخْتَصر وَغَيرهمَا من كتب الْفُنُون وَأخذ فِي الْفِقْه عَن أبي الْجُود وَأبي الْفضل المغربي ولازم العلمي والسنهوري وَأَجَازَهُ وَكَذَا لَازم الْفَخر المقسي فِي الْعَرَبيَّة وفرائض الرَّوْضَة وبرع وَفضل مَعَ ديانَة وفاقة وَعمل المواعيد وقتا وتكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء عَن السراج بن حريز وَولي قَضَاء بَيت الْمُقَدّس وَاتفقَ أَنه عزّر نَصْرَانِيّا متجوها فعزل بِسَبَبِهِ وَلم يلبث سوى نَحْو خَمْسَة عشر يَوْمًا وَهُوَ متمرض ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم السبت مستهل جُمَادَى سنة ثَمَان وَسبعين وَدفن بِبَاب حطة وَقد جَازَ الْأَرْبَعين وَكَانَ قد اختلى وقتا عِنْد الشَّيْخ مُحَمَّد الفوي فَحصل لَهُ نوع اختلال وَيُقَال أَن سَببه أكله حب الْبِلَاد وَأدْخل البيمارستان لكَونه كلم العلمي البُلْقِينِيّ وَهُوَ فِي هَذِه الْحَالة بِكَلِمَات فِيهَا خشونة بِمَا خرج بعد أُسْبُوع، وَحج مَعَ الرجبية وَقَرَأَ هُنَاكَ الميعاد بل دَار على بعض الشُّيُوخ كالمحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي والنجم ابْن فَهد وَغَيرهمَا وَأخذ عني هُنَاكَ أَشْيَاء بل قد سمع بِقِرَاءَتِي بِالْقَاهِرَةِ على بعض مسنديها وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْغَزِّي نزيل بَيت الْمُقَدّس والمتوفي بِهِ فِي. عَليّ بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ

أَصْغَر من أَخِيه أبي) الْقسم وَغَيره من إخْوَته مِمَّن لم يحكم الْفِقْه وَتُوفِّي شَابًّا. قَالَه الأهدل. عَليّ بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم نور الدّين بن السدار أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وخال شمس الدّين الشهير. تدرب بِهِ ابْن أُخْته فِي فنونه وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن الْكثير خُصُوصا حِين مجاوراته بِمَكَّة، وَكَانَ خيرا أثنى عَنهُ مظفر الأمشاطي وَحكى لنا عَنهُ القَاضِي بدر الدّين السَّعْدِيّ شَيْئا. مَاتَ بعد الْخمسين تَقْرِيبًا. عَليّ بن الشهَاب أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن يُوسُف ابْن سَالم بن دليم الْقرشِي الْبَصْرِيّ الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَهُوَ ثمل عَفا الله عَنهُ. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْعَلَاء أَبُو الْفتُوح ابْن القطب الْقرشِي القلقشندي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي عبد الرَّحْمَن وَغَيره من إخْوَته وأبوهم وابناه إِبْرَاهِيم وَأحمد. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَأمه شريفة فِيمَا بَلغنِي. وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ الْفِقْه عَن ابْن الملقن والبلقيني ثمَّ عَن وَلَده الْجلَال والبيجوري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وقريبه الْمجد وَجَمَاعَة أَقْدَام من هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة بل ودونهم كالزين القمني والتلواني والْحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ أَخذ عَنهُ أَكثر شرح ألفيته ولازمه حَتَّى كتب عَنهُ الْكثير من أَمَالِيهِ وَقد رَأَيْت المملى أثبت اسْمه فِي عدَّة مجَالِس مِنْهَا ثمَّ عَن وَلَده الْوَلِيّ بل وَعَن شَيخنَا والقراءات عَن الْفَخر البلبييسي إِمَام الْأَزْهَر والتنوخي ثمَّ عَن الزراتيتي وَكَثِيرًا من الْفُنُون كالأصلين والمعاني وَالْبَيَان والمنطق عَن الْعِزّ بن جمَاعَة ولازمه كثيرا حَتَّى كَانَ يتَوَجَّه إِلَيْهِ إِلَى الْجَامِع الْجَدِيد بِمصْر مَاشِيا وَرُبمَا يرتفق بِجَمَال السقايين وَكَذَا لَازم فِي الْفُنُون الْبِسَاطِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْمُخْتَصر أَو جمعيه وَمن قبلهمَا حضر الدُّرُوس الشَّيْخ قنبر والعربية عَن الشَّمْس الشطنوفي وَغَيره والفرائض عَن الشَّمْس الغراقي بل أَخذ فِيهَا أَيْضا وَفِي الْحساب والجبر والمقابلة عَن الشهَاب بن الهائم وَكَذَا عَن الْجمال المارداني مَعَ الْيَسِير من الْمِيقَات بل قَرَأَ عَلَيْهِ إقليدس وَعَن ابْن المغلي الْحَنْبَلِيّ فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية وَسمع عَلَيْهِ فِي الحَدِيث، كَذَا سمع على الهيثمي وَابْن حَاتِم والتنوخي وَابْن أبي الْمجد والحلاوي والدجوي والشرف بن الكويك وَالْجمال عبد الله الْعَسْقَلَانِي والشموس الشَّامي والحبتي وَمُحَمّد بن قَاسم السُّيُوطِيّ والنور الفوي فِي آخَرين مِنْهُم الشَّمْس المبتولي وَعَائِشَة الكنانية، وَحج فِي سنة إِحْدَى) عشرَة وجاور بِمَكَّة وَأخذ فِيهَا الْعرُوض عَن الْمجد إِسْمَاعِيل الزمزمي

ولازم الْجمال بن ظهيرة حَتَّى أَخذ عَنهُ مُعْجَمه وفضائل مَكَّة للجندي وَغَيرهمَا وَسمع أَيْضا على الزينين المراغي والطبري وَابْن سَلامَة وَأبي الْحسن بن عبد الْمُعْطِي والكمال بن ظهيرة فِي طَائِفَة وبالمدينة النَّبَوِيَّة على النُّور الْمحلي سبط ازبير وَالْجمال الكازروني وَغَيرهمَا، وارتحل إِلَى الشَّام فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فَأخذ بهَا عَن حافظها ابْن نَاصِر الدّين ولازم الْعَلَاء البُخَارِيّ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ رسَالَته فِي الْمَوْضُوع وَكتابه نزهة النّظر فِي كشف حَقِيقَة الْإِنْشَاء وَالْخَبَر ورسالته المدعوة فاضحة الْمُلْحِدِينَ وَغير ذَلِك وَبَالغ الْعَلَاء فِي تَعْظِيم صَاحب التَّرْجَمَة وَأذن لَهُ فِي إقرائها مَعَ غَيرهَا مِمَّا سَمعه مِنْهُ وَغَيره وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَأخذ بِكُل مِنْهُمَا عَن جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ خلق مِنْهُم الْمجد اللّغَوِيّ، وجد فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا حَتَّى برع وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة وتنزل فِي الْجِهَات وَسكن الصيرمية بِرَأْس سوق أَمِير الجيوش مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ تلقاها عَن رَفِيقه النُّور القمني بِحكم وَفَاته، وَنَشَأ متقللا من الدُّنْيَا إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الدوادار الْكَبِير تغرى بردى الْمُؤَدِّي فِي مشيخة مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِخَط صليبة جَامع ابْن طولون وتدريسها وبعنايته اسْتَقر فِي تدريس الصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ ونظرها بعد وَفَاة التلواني وَفِي وَظِيفَة خزانَة الْكتب بالأشرفية برسباعي عقب الشَّمْس بن الجندي وَكَانَ يَحْكِي لنا فِي شَأْنهَا أَنه حضر مَبِيع كتب مخلفة عَن بَعضهم وَمن جُمْلَتهَا لِسَان الْعَرَب فِي اللُّغَة بِخَط مُؤَلفه فَلم يتَنَبَّه لَهُ كَبِير أحد فرام أَخذه لحسن موقعه عِنْده وَزَاد فِيهِ فَانْتدبَ عِنْد ذَلِك للزِّيَادَة فِيهِ بعض الْأَعْيَان بِحَيْثُ بلغ ثمنا كثيرا لَا ينْهض الشَّيْخ بِالْوَفَاءِ بِهِ وخشي من الزِّيَادَة فِيهِ أَن يلْزم فِي الْحَال بِثمنِهِ فَلَا يقدر فَرُبمَا يكون ذَلِك سَببا لشَيْء فَأَعْرض عَنهُ مَعَ تعلق خاطره بِهِ فَلَمَّا صَارَت إِلَيْهِ هَذِه الْوَظِيفَة كَانَت النُّسْخَة بِعَينهَا أول شَيْء أخرج لَهُ حِين التَّسْلِيم وَالْعرض والأعمال بِالنِّيَّاتِ، ثمَّ اسْتَقر بعده فِي تدريس الْفِقْه بالشيخونية بعد وَفَاة القاياتي والْحَدِيث بِجَامِع طولون بعد وَفَاة شَيخنَا وَكَذَا فِي تصدير الْقرَاءَات بِالْمَدْرَسَةِ الحسنية وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق فَامْتنعَ وترشح لَهُ بالديار المصرية فَمَا قدر وَمَا كَانَ يكره ذَلِك وَقرر فِي الخشاية فِي حَيَاة الْعلم البُلْقِينِيّ فاستعفى مِنْهُ وتصدى للتدريس قَدِيما وسنه دون الْعشْرين فَانْتَفع بِهِ خلق من الْأَعْيَان وَأخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد طبقَة فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ النُّور البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر والشهاب الكوراني والبدر أَبُو السعادات البُلْقِينِيّ ونعمة الله الجرهي والبرهان بن) ظهيرة وَابْن أبي السُّعُود والجلال بن الْأَمَانَة والشرف بن الجيعان والنجم بن قَاضِي عجلون وَفِي غير الشَّافِعِيَّة السنهوري وقريبه الْعِزّ الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ وَلم يزل متصديا للإقراء والإفتاء إِلَى أَن أَخذ مِنْهُ تدريس الصلاحية لشَيْخِنَا فَكثر تألمه بِسَبَبِهِ لَا سِيمَا وَقد

بَاشرهُ أحسن مُبَاشرَة وتحرى فِيهِ إِلَى الْغَايَة وَزَاد فِي الأحكار وَفِي معاليم كثير من الطّلبَة وَشرع فِي عمَارَة أوقافه وَالنَّظَر فِي مَصَالِحه وَكَانَ السَّبَب فِي انْفِصَاله عَنهُ أَنه التمس مِنْهُ قِطْعَة من الرحاب الْمُجَاورَة لَهُ فَامْتنعَ فَسلط عَلَيْهِ نَاظر القرافة أَبُو بكر الشاطر فأفحش فِي حَقه ثمَّ تسببوا فِي انْفِصَاله فتقلل من الإقراء من ثمَّ بل يُقَال أَنه مَا سلك القرافة بعد هَذَا وَكَذَا أوذي من قبل أَخِيه فَصَبر، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة مُتَقَدما فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والمعاني وَالْبَيَان والقراءات مشاركا فِي غير ذَلِك ذَا أنسة بالفن سريع الْقِرَاءَة وَالْكِتَابَة حسنهما متضلعا من عُلُوم شَتَّى نظارا بحاثا بِحَيْثُ كَانَ الْعِزّ الْكِنَانِي يَقُول مَا رَأَيْت أبحث مِنْهُ وَكَانَ يرجحه على أبي الْفضل المغربي وَرُبمَا يَقُول قصارى أمره أَن يصل لمرتبته يَعْنِي فِي أَشْيَاء وَقَالَ لَهُ الْعَلَاء بن المغلي أَنْت كثير التفف صَحِيح التَّأَمُّل قوي الْفِكر مَعَ التَّوَاضُع وَحسن الْعشْرَة ولطيف المماجنة والمداومة على التَّهَجُّد وَالْقِيَام وَالِاعْتِكَاف فِي شهر رَمَضَان بِتَمَامِهِ فِي خلوته علو الْأَزْهَر وَصِحَّة العقيدة والمحاسن الجمة وَلم يكن يَأْكُل فِي رَمَضَان اللَّحْم إِنَّمَا كَانَ قوته فِيهِ الْخلّ وَالْعَسَل والبقل والجبن الأقفاصي وَنَحْو ذَلِك بل كَانَ يَقُول أَنه مكث نَحْو عشْرين سنة لَا يَأْكُل من أَطْعِمَة الثوم شَيْئا وَلم يشغل نَفسه مَعَ تقدمه بالتأليف بل كَانَ يكْتب على كثير من دروسه الْكِتَابَة المحكمة المتقنة الَّتِي يُبَالغ فِيهَا فِي اسْتِيفَاء النّظر وَالتَّحْقِيق وَعمل منسكا لطيفا متقنا، وَقد شهد لَهُ شَيخنَا فِي تَرْجَمَة وَالِده من تَارِيخه أَنه أمثل بني أَبِيه طَريقَة وَوَصفه فِي بعض مَا قَرَأَهُ عَلَيْهِ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بالشيخ الْفَاضِل الأوحد مُفِيد الطالبين صدر المدرسين جمال الطَّائِفَة عُمْدَة المفيدين انْتهى. وَكَانَ يَحْكِي لنا أَنه رام أَن يدربه ليَكُون مَعَه كالهيثم مَعَ الْعِرَاقِيّ فَمَا تيَسّر، وَقد لازمته مُدَّة وقرأت عَلَيْهِ جملَة بل كتب لي تقريظا على بعض تصانيفي وَكَانَ يقدمني على أَخِيه. مَاتَ بعد تعلله بالإسهال أشهرا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ مستهل الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه بالأزهر تقدم النَّاس الْمَنَاوِيّ وَدفن بتربة يُقَال لَهَا تربة الْمَوْلُود خَارج الْبَاب الْجَدِيد وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَحمل على أَعْنَاق الْأُمَرَاء والفضلاء فَمن دونهم وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَعظم الأسف لفقده رَحمَه الله وإيانا.) عَليّ بن أَحْمد بن إينال نور الدّين بن الْمُؤَيد بن الْأَشْرَف. ولد فِي شَوَّال سنة سبع وَسبعين وَثَمَانمِائَة بإسكندرية كَانَ أملك على ابْنة مُحَمَّد بن بردبك ابْن عمته فَمَاتَتْ وَطعن هُوَ ثمَّ تخلص وتحرك للمجيء لِلْحَجِّ فِي موسم سنة سبع وَتِسْعين ثمَّ بَطل. عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد وَقيل عبد الله وَالْأول أصح النُّور

أَبُو الْحسن الْآدَمِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. تفقه بالولي الملوي وتأدب بآدابه واشتغل كثيرا عَلَيْهِ وعَلى غَيره كالتاج السُّبْكِيّ أَخذ عَنهُ مُصَنفه جمع الْجَوَامِع تَحْقِيقا وَكَذَا الْكثير من منع الْمَوَانِع وَمن التَّنْبِيه والمنهاج والتسهيل وَأذن لَهُ فِي إقراء جمع الْجَوَامِع وَإنَّهُ لم يَأْذَن لأحد فِي ذَلِك قبله وَكَذَا أَخذ الْقرَاءَات السَّبع عَن الْمجد إِسْمَاعِيل الكفتي وَأذن لَهُ فِيهَا وَسمع على العرضي فِي جَامع التِّرْمِذِيّ وعَلى المظفر بن الْعَطَّار والقلانسي فِي آخَرين كالصلاح الزفتاوي، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: وَأقَام مُدَّة بريف مصر يشغل النَّاس فانتفعوا بِهِ كثيرا ثمَّ قدم مصر فقطنها وَسَمعنَا مِنْهُ على الصّلاح الزفتاوي بل قَرَأت عَلَيْهِ فِي الْفِقْه والعربية، وَكَانَ عَالما بالفقه وَالتَّفْسِير وآداب الصُّوفِيَّة حسن العقيدة على طَريقَة مثلى من الدّين وَالْعِبَادَة وَالْخَيْر والانجماع والتقشف وَرُبمَا تكلم على النَّاس من شدَّة الْخَوْف والمراقبة سَمِعت عَلَيْهِ من صَحِيح البُخَارِيّ بِسَمَاعِهِ من القلانسي، وَقَالَ فِي إنبائه أَنه تنبه وشغل وَأفَاد ودرس وَأفْتى وَأعَاد وشارك فِي الْفُنُون وانتفع بِهِ أهل مصر كثيرا مَعَ الدّين المتين والسكون والتقشف والانجماع وَكَانَ يتَكَلَّم على النَّاس بِجَامِع عَمْرو ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة وَسكن جوَار الْأَزْهَر، وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة عَن نَحْو سبعين سنة وَصلي عَلَيْهِ بالأزهر ثمَّ بمصلى المؤمني ثمَّ بالقرافة وَدفن بهَا بِالْقربِ من تربة التَّاج بن عَطاء الله وتأسف النَّاس عَلَيْهِ وَيُقَال أَن الدُّعَاء عِنْد قَبره مستجاب ويحكى أَن النَّاصِر فرج دخل يَوْمًا جَامع عَمْرو وَهُوَ فِي حلقته فجَاء إِلَيْهِ فَلم يعبأ بِهِ بِقِيَام وَلَا غَيره بل منع جماعته من الْقيام لَهُ، وَكَانَ زاهدا فِي الْوَظَائِف بِحَيْثُ لم يكن باسمه تدريس سوى تدريس شخص يُقَال لَهُ التلواني بِجَامِع الْأَزْهَر وَأقَام بِهِ وَكَذَا بِجَامِع عَمْرو نِيَابَة فِي كل مِنْهُمَا احتسابا. ذكره المقريزي فِي عقوده وكرره وَقَالَ فِي أَولهمَا أَنه لما ولي خطابة جَامع عَمْرو وَذَلِكَ فِي سنة خمس كَانَ يَقُول فِي الْخطْبَة: وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد فَقَالَ لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة: مثلك لَا يَقُول هَكَذَا وَإِنَّمَا يَقُول:) اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد قَالَ: فجزاه الله خيرا فَلَقَد نبهني على اتِّبَاع مَا أمرنَا بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كَيْفيَّة الصَّلَاة عَلَيْهِ، قَالَ: وَكَانَ يَنُوب عني فِي إِمَامَة الْخمس بِهِ، وَلم يخلف بعده من الْفُقَهَاء مثله فِي سمته وهديه وَحسن طَرِيقَته انْتهى. وَقد ذكرت فِي تَرْجَمته من ذيل الْقُرَّاء جملَة من ثَنَاء النَّاس عَلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر بن حُسَيْن الْعَلَاء الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ

وَيعرف بالوشاقي. ولد فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وتفقه بالسراج قَارِئ الْهِدَايَة وتلا بالسبع أَو بَعْضهَا على الشَّمْس النشوي وَأخذ فنونا عَن الْعِزّ بن جمَاعَة، وَقدم مَكَّة فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فَأَقَامَ بهَا قَرِيبا من أَربع سِنِين، وجاور بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة غَالب سنة سِتّ وَعشْرين، وَكَانَ ذَا معرفَة بالقراءات والعربية وَالْفِقْه وأصوله وَغَيرهَا طارحا للتكلف متقشفا مكثرا من الْعِبَادَة مَعَ حِدة خلق. مَاتَ برباط ربيع فِي سادس عشري رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين، وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. تَرْجمهُ الفاسي فِي مَكَّة. عَليّ بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن خَالِد بن إِبْرَاهِيم نور الدّين بن الشهَاب القاهري المرجوشي التَّاجِر صهر الْبَدْر السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ وَابْن عَمه وَيعرف بِابْن الإِمَام. مِمَّن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وَعرضه واشتغل يَسِيرا وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وتكسب بِالتِّجَارَة فِي سوق أَمِير الجيوش وتأثل وَأَنْشَأَ عدَّة دور وجهز كلا من بنتيه، وَكَانَ لين الْجَانِب عديم الشَّرّ فِيهِ مَعْرُوف وَخير، حج غير مرّة وَأُصِيب فِي بعض سفراته. وَمَات غريقا فِي بعض النّيل فِي الْمحرم ظنا سنة ثَلَاث وَسبعين وَقد زاحم السّبْعين فَأكْثر رَحمَه الله. عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر النُّور أَبُو الْحسن الْمصْرِيّ الشَّافِعِي نزيل البندقدارية ووالد مُحَمَّد الْآتِي أَخذ عَن الملوي رَفِيقًا للآدمي الْمَاضِي قَرِيبا وَكَانَ أحد الْأَعْيَان فِي الْمَذْهَب مَعَ الصّلاح وَالْخَيْر. قَالَه لي وَلَده. عَليّ بن أَحْمد بن الْأَمِير بيبرس الْحَاجِب عَلَاء الدّين بن الْأَمِير شهَاب الدّين بن الْأَمِير ركن الدّين الْمَعْرُوف بأمير عَليّ بن الْحَاجِب الْمُقْرِئ تَلا بالسبع وَكَانَ حسن الْأَدَاء طري النغمة مَشْهُورا بالمهارة فِي العلاج يُقَال أَنه عالج بِمِائَة وَعشرَة أَرْطَال على وَالِده وَفِي كَلَام) المقريزي فِي عقوده بمائتين وَثَمَانِية عشر رطلا وَأَنه أم هُوَ وَأَبوهُ بِسَعِيد السُّعَدَاء فِي قيام رَمَضَان زَمَانا. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَقد شاخ. عَليّ بن أَحْمد بن ثقبة بن رميثة الحسني الْمَكِّيّ. مَاتَ بِبَعْض نَوَاحِيهَا فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَحمل إِلَيْهَا فَدفن بهَا. عَليّ بن أَحْمد بن حسن الخواجا نور الدّين الْبَصْرِيّ المشهدي نزيل مَكَّة وَيعرف بالمغيربي. ترقى حَتَّى صَار يتجر وسافر للهند ثمَّ نَدبه البرهاني ين ظهيرة لقبض مَا لبنى الْحَمَوِيّ بهرمز وَهُوَ شَيْء كثير فَأحْضرهُ. وَمَات عَن نقد كثير فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين بِمَكَّة بعد أَن أسْند وَصيته للبرهاني بن ظهيرة مَعَ كَونه بالديار المصرية. أرخه ابْن فَهد وَهُوَ وَالِد يحيى الْآتِي.

عَليّ بن أَحْمد بن حَمْزَة بن رَاجِح. مَاتَ سنة تسع وَعشْرين. عَليّ بن أَحْمد بن خلد النجار بِبَاب الْخرق والشهير بحب الرُّمَّان مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. عَليّ بن أَحْمد بن خَليفَة نور الدّين الْأَزْهَرِي الْحَنَفِيّ الأسمر أحد الْعُدُول بخطته. مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن النُّور إِمَام الْأَزْهَر والشهاب السكندري وَقَرَأَ على الْبَهَاء المشهدي شرح النخبة فِي سنة ثَمَانِينَ وَأذن لَهُ فِي إفادتها وَلم يزل يتكسب بِالشَّهَادَةِ وَآخر مرّة جلس لَهَا بحانوت فِي الوراقين. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. عَليّ بن أَحْمد بن خَلِيل بن أَحْمد بن عَابِد النُّور المغربي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن عَابِد بِالْمُوَحَّدَةِ مِمَّن أَخذ عَن النَّجْم بن قَاضِي عجلون وتكسب بِالتِّجَارَة فِي حَانُوت. عَليّ بن أَحْمد بن خَلِيل بن نَاصِر بن عَليّ بن طَيء نور الدّين السكندري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف أَولا بِابْن السَّقطِي بمهملتين بَينهمَا قَاف مَفْتُوحَة ثمَّ بِابْن البصال بموحدة ومهملة ثَقيلَة. ولد فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة بحارة بهاء الدّين من الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن والتبريزي فِي الْفِقْه والملحة وَقَالَ أَنه عرضهما على الْمجد اللّغَوِيّ وَابْن الملقن والأبناسي والبرهان بن جمَاعَة القَاضِي وَأَنه اشْتغل بالفقه على الْبَهَاء أبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ والشهاب الْحُسَيْنِي والبيجوري وَأَنه حضر دروس البُلْقِينِيّ وَفِي النَّحْو عِنْد الشمسين الْبرمَاوِيّ وَابْن الديري وَسمع فِي رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ على النَّجْم بن رزين صَحِيح البُخَارِيّ وَكَذَا سَمعه خلا من أَوله إِلَى الصّيام على البُلْقِينِيّ وَبَعض مُسلم على الصّلاح البلبيسي وَسمع أَيْضا على ابْن الشيخة وَابْن الملقن وَكتب كثيرا من تصانيفه وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وتعانى التوقيع وَوَقع) فِي الْإِنْشَاء وَفِي بيُوت الْأُمَرَاء، وَحج فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسافر إِلَى دمشق فَمَا دونهَا وزار الْقُدس والخليل وَدخل إسكندرية ودمياط وطوف بِلَاد الصَّعِيد وَرُبمَا نظم وَفِي نظمه مَا يضْحك كَقَوْلِه فِي سُقُوط مَنَارَة المؤيدية: (بني سلطاننا الْمُؤَيد جَامعا ... حوى حسنا وبهجة رونق) (سما بهَا على كل جَامع بِمصْر ... لَهُ مَنَارَة قد بنيت على برج عَتيق) (مَالَتْ من ثقل أَحْجَار بهَا على ... سفل يَقُول بِلِسَان الْحَال ناطقة) (تمهلوا على ضعْفي فَمَا ضرني ... سوى ذَلِك البرج) وَلذَا تلاعب بِهِ الشهَاب الْحِجَازِي حَيْثُ قرضه لَهُ بِمَا هُوَ فِي ديوانه وَجَرت لَهُ كائنة مَعَ الظَّاهِر جقمق بعد تقدم صحبته لَهُ وَحدث باليسير أجَاز لي لفظا. وَمَات فِي رَجَب سنة سبع وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ مِمَّن أوردهُ شَيخنَا فِي إنبائه رَحمَه الله وإيانا.

عَليّ بن أَحْمد بن خَلِيل النُّور القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الحسنية وفقيه الْأَيْتَام بهَا وَيعرف لذَلِك بالحسني وَكَذَا يعرف بِابْن عين الغزال مِمَّن اشْتغل عِنْد الزين قَاسم ونظام وشارك فِي الْفَضَائِل وَصَحب ابْن أُخْت مَدين وتسلك بِهِ ولازم الذّكر وانضم إِلَيْهِ جمَاعَة واختص بِعَبْد الرَّحِيم الأبناسي وَتردد إِلَيْهِ الْخَطِيب الوزيري، وَاسْتقر فِي مدرسة مشيخة الخروبية بالجيزة شَرِيكا لغيره وجاور غير مرّة وَقَررهُ السُّلْطَان فِي مشيخة رباطه بِمَكَّة فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا وَاجْتمعَ على هُنَاكَ فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين ثمَّ رَجَعَ فِيهِ بعد استخلافه الشهَاب أَحْمد ابْن شَيْخه وزار بَيت الْمُقَدّس و. عَليّ بن أَحْمد بن دَاوُد أَبُو الْحسن البلوي الوادياشي الْمَالِكِي نزيل تلمسان مِمَّن أَخذ عَن إِبْرَاهِيم بن فتوح الغرناطي الْمُتَقَدّم فِي العقليات وَنَحْوهَا وَكَذَا أَخذ عَن مُحَمَّد السَّرقسْطِي فِي الْفِقْه وَغَيره وتميز فِي الْفِقْه والعربية وتصدى للإقراء وَولى الْإِمَامَة والخطابة والتدريس وَغَيرهَا بِجَامِع بَلَده وَكَذَا ولي الْإِمَامَة والخطابة والتدريس وَغَيرهَا بِجَامِع بَلَده وَكَذَا ولى الْإِمَامَة بِمَسْجِد غرناطة الْأَعْظَم مَعَ الْقَضَاء بهَا وَغير ذَلِك ثمَّ تورع عَن الْقَضَاء بعد نَحْو شهر وَهُوَ الْآن فِي سنة سِتّ وَتِسْعين لم يكمل السِّتين خير متواضع. عَليّ بن أَحْمد بن دحْيَة ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي وَيعرف بالصبوة، وَسمع فِي مُسلم بالكاملية وتكسب بالكتب فَلم ينْتج ثمَّ صَار يُسَافر لمَكَّة بالصر، وَلَا زَالَ يسترسل حَتَّى بَقِي يكْرِي النَّاس) مَعَه إِلَى أَن انهبط جدا وأتلف للنَّاس ولنفسه شَيْئا كثيرا وتسحب من الدُّيُون غير مرّة. وَمَات سنة ثَمَان وَتِسْعين. عَليّ بن أَحْمد بن سَالم. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن سَالم بن عَليّ. عَليّ بن أَحْمد بن سعيد بن هَارُون عَلَاء الدّين المحمدي اليزدي الأَصْل ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد الْعَلَاء عَليّ الْآتِي وَيعرف بالتزمنتي ويلقب بشيخ الْمَشَايِخ أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره، وَمَات بالطاعون فِي الْمحرم سنة ثَلَاث عَن أَزِيد من تسعين سنة وَدفن بمنزله بِالْقربِ من جَامع آل ملك. عَليّ بن أَحْمد بن سعيد الْمَكِّيّ الحلفاوي أحد خدام دَرَجَة الْكَعْبَة. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَانِينَ أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عَمْرو النُّور أَبُو الْحسن الفاسي الأَصْل الديروطي الشَّافِعِي. عرض على أَمَاكِن من الْمِنْهَاج والرحبية وألفية النَّحْو والملحة بل قَرَأَ على بعض البُخَارِيّ وَسمع عَليّ غير ذَلِك. عَليّ بن أَحْمد بن سُلَيْمَان السطاسي. سمع هُوَ وَولده أَحْمد العشاري على شَيخنَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين أَشْيَاء.

عَليّ بن أَحْمد بن سِنَان الْقَائِد الْعمريّ الْمَكِّيّ من القواد الْعمرَة. مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة تسع وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن أَحْمد بن سويدان. فِي ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلف. عَليّ بن أَحْمد بن شقير الْمصْرِيّ الأَصْل البديوي الحمصاني وَالِده وَيعرف بجده. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة سلخ الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ. عَليّ بن أَحْمد بن عَامر الجدي. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين خَارج مَكَّة وَحمل فَدفن بهَا. أرخهما ابْن فَهد. عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف النُّور الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد وَعمر الآتيين وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن الْجمال الْمصْرِيّ. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وَقَامَ بِهِ على الْعَادة غير مرّة وَغَيره، وَتردد للقاهرة وَدخل الشَّام واليمن وزار الْمَدِينَة وَله همة ومروءة وَهُوَ أحد شُهُود الْقيمَة بِمَكَّة) والمتصدين لرؤية الْهلَال بهَا. عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْعَلَاء بن الشهَاب الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي عجلون. نَاب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق عَن حسام الدّين بن بريطع فِي سنة أَربع وَخمسين ثمَّ اسْتَقل بِهِ عوضه فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وعزل مرّة بالشمس مُحَمَّد بن أَحْمد بن الحلاوي فِي أول سنة سِتّ وَسبعين بشوال نَائِب الشَّام برقوق للسَّيِّد عَليّ الْكرْدِي وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي أَوَائِل شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ، وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا مُحْتملا لَدَيْهِ دهاء ومكر وتدبير مَعَ سوء تصرف فِي الْأَوْقَاف وَنقص بضَاعَة فِي الْعلم عَفا الله عَنهُ. عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن السكندري الْحَنَفِيّ. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن. عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد بن عمر بن عياد الْأنْصَارِيّ المغربي ثمَّ الْمدنِي الْمَاضِي أَبوهُ. حضر فِي سنة عشْرين وَهُوَ فِي الثَّانِيَة مَعَ أَبِيه مَا يذكر فِي عَمه مُحَمَّد. عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن الناصح عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَيَّاش بالتحانية والشين الْمُعْجَمَة الْعَلَاء بن الشاهب السوادي الأَصْل الصَّالِحِي الْقطَّان بهَا وَيعرف بِابْن الناصح لقب جد جده. سمع على الْعِمَاد أَحْمد بن عبد الْهَادِي الْمَقْدِسِي جُزْء الحايري بِسَمَاعِهِ لَهُ على الْفَخر وَكَذَا سمع من عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وَمُحَمّد بن عبد الله بن الْمُحب وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ وَالِده والبياني وَابْن أميلة وَابْن القواس والسيرجي والماكسيني وَجَمَاعَة وَحدث ولقيه الْحَافِظ بن مُوسَى المراكشي فِي سنة خمس عشرَة فَأخذ عَنهُ وَمَعَهُ الْمُوفق الأبي عدَّة أَجزَاء،

وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لنا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الغمري الْمَاضِي جده وَيعرف بِابْن المداح. مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا وَصَحب إِبْرَاهِيم العجلوني وَابْن سبع وَنَحْوهمَا وتعانى التَّسَبُّب وَقَامَ وَقعد إِلَى أَن مَاتَ فِي أثْنَاء سنة تسع وَثَمَانِينَ عَن بضع وَخمسين بمنية غمر، وَهُوَ مِمَّن حضر كثيرا من مجالسي وانتمى لجَماعَة الغمري بل كَانَ من جمَاعَة وَلَده عَفا الله عَنهُ. عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن نصر بن فَهد الدَّيْر اسطياري سمع فِي سنة سبع وَسِتِّينَ من الصّلاح بن أبي عمر وجوزت إِدْرَاكه لهَذَا الْقرن. عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله السكندري الحاسب. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ يتعانى علم الْمِيقَات) فبرع فِي معرفَة حل الزيج وَكِتَابَة التقاويم وَأَقْبل على الكيمياء فأفنى عمره فِي أَعمالهَا مَا بَين تصعيد وتقطير وَغير ذَلِك وَلم يصعد مَعَه شَيْء. وَمَات فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ عَن نَحْو خمسين سنة، وَذكره المقريزي فِي عقوده أطول مِمَّا هُنَا. عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد نور الدّين العكام. ذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَنه كَانَ يحفظ شعرًا كثيرا وسَاق عَنهُ مِنْهُ مِمَّا حَدثهُ بِهِ فِي عوده من الْحَج سنة تسع وَثَلَاثِينَ: (رَأَيْت مَاء وَنَارًا فَوق وجنته ... والنمل مزدحم مَا بَينهَا ساري) (فَقلت سُبْحَانَ رَبِّي لَا شريك لَهُ ... مسير النَّمْل بَين المَاء وَالنَّار) عَليّ بن أَحْمد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق النُّور بن الْبَهَاء بن الْفَخر ابْن التَّاج السّلمِيّ الْمَنَاوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ السراج عمر وَيعرف كسلفه بِابْن الْمَنَاوِيّ وَهُوَ سبط النُّور بن السراج بن الملقن أمه خَدِيجَة وجده تَاج الدّين هُوَ أَخُو الشّرف إِبْرَاهِيم وَالِد الصَّدْر مُحَمَّد الْآتِي. ولد فِي ثَالِث عشري ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك والبردة وَبَانَتْ سعاد وَغَيرهَا وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَجَمَاعَة وَعرف بفرط الذكاء بِحَيْثُ أَنه كَانَ يحفظ فِي كل يَوْم مائَة سطر وَأما الْبردَة وَبَانَتْ سعاد فحفظهما فِي ثَلَاثَة أَيَّام وَأَعْطَاهُ وَالِده لذَلِك بندقتين ذَهَبا وَذكر لي أَنه اسْتعْمل فِي صغره الْيَسِير من حب الْبِلَاد وَأَن بعض أقربائه رام قَتله بِالْمَاءِ الْحَد فرأت أمه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فشكت ذَلِك إِلَيْهِ فرقاه فشفي، وَأخذ الْفِقْه عَن الْمجد وَالشَّمْس البرماويين والشرف السُّبْكِيّ وَمِمَّا أَخذه عَن الثَّانِي التَّنْبِيه والحلاوي تقسيما وَكَذَا حضر عِنْد الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي

تقسيمي الرَّوْضَة والتنبيه وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث فِي آخَرين وانتفع فِي الْأَصْلَيْنِ بِبَعْض الْمَذْكُورين وَفِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا بِابْن المجدي وَعَلِيهِ حضر فِي الْمِيقَات أَيْضا بل أَخذه عَن غَيره من الْأَئِمَّة فِيهِ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي الْجُمْلَة النَّجْم ابْن حجي والمقريزي والبرهان بن حجاج الأبناسي والقاياتي والونائي والمحلي ولازم الْحُضُور عِنْد السعد بن الديري فِي الميعاد وَالتَّفْسِير والْحَدِيث وَكَانَ يَقع بَينهمَا مباحثات ومضايقات وَسمع على ابْن الْجَزرِي وَابْن مغلي وَالشَّمْس بن الديري وَشَيخنَا وَأَخْبرنِي أَنه سمع على الشّرف بن الكويك وتلقن الذّكر من الْبُرْهَان الأدكاوي بل قَرَأَ عَلَيْهِ أبوابا من الْأَحْيَاء وَصَحبه مُدَّة وَأخذ فِي طَرِيق لقوم أَيْضا عَن نَاصِر الدّين الطبناوي وَفِيه وَفِي غَيره من) العقليات عَن الْعَلَاء البُخَارِيّ وَأذن لَهُ الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والسبكي فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَاسْتقر هُوَ وَأَخُوهُ فِي وظائف والدهما بعد مَوته فِي سنة خمس وَعشْرين وَهِي التدريس بالجاولية والسعدية والسكرية والقطبية والعتيقة والمجدية والمشهد الْحُسَيْنِي وإفتاء دَار الْعدْل وَغَيرهَا وناب عَنْهُمَا فِيهَا خالهما الْجلَال بن الملقن إِلَى أَن اسْتَقل هُوَ بمباشرتها وَكَذَا نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْعلم البُلْقِينِيّ قبل الثَّلَاثِينَ وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده وَمن الْأَمَاكِن الَّتِي نَاب فِي قَضَائهَا الْأَعْمَال الْخَيْرِيَّة والدجوية والدمنهورية وَكَانَ مَعَه فِيهَا تصدير والقليوبية والمنوفية بل فوض لَهُ الْمَنَاوِيّ الحكم حَيْثُ حل وَجعل لَهُ عزل من شَاءَ وَتَقْرِير من شَاءَ، وَحج سبع مرار وزار بَيت الْمُقَدّس مرَّتَيْنِ وَلَقي هُنَاكَ الشهَاب بن رسْلَان وبالمدينة النَّبَوِيَّة الْمُحب المطري وَأخذ عَنْهُمَا وَدخل إسكندرية وَغَيرهَا وَقَررهُ الزين الاستادار فِي مشيخة جَامعه ببولاق فقطنه وَكَذَا ولي التصدير بِجَامِع الْبَارِزِيّ هُنَاكَ أَيْضا وتصدى للتدريس فَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وَرُبمَا أفتى، وَكَانَ وافر الذكاء خَفِيف الْحَرَكَة كثير التَّوَاضُع طارح التَّكَلُّف خامل الذّكر بِحَيْثُ اسْتَقر فِي وظائف خَاله من هُوَ أتم فضلا مِنْهُ غَايَة فِي الْكَرم مَعَ التقلل جدا وَكَثْرَة اشْتِغَاله بالتوعك بِأخرَة وَالرَّغْبَة فِي الانجماع والميل إِلَى المماجنة ذَا نظم ونثر وَرغب عَن جلّ وظائفه بِحَيْثُ لم يبْق مَعَه سوى الاستادارية والبارزية والتصدير بدمنهور وَله تعاليق يسيرَة لم يكمل شَيْء مِنْهَا كعكاز الْمُحْتَاج لتوضيح الْمِنْهَاج وكتعليق على الْحَاوِي وعَلى أبي شُجَاع وَقَالَ أَنه لَو كمل لَكَانَ فِي عشْرين مجلدا اجْتمعت بِهِ كثيرا وَسمعت من فَوَائده ومباحثه وكتبت عَنهُ من نظمه أَشْيَاء مِنْهَا: (إِن الزَّمَان كميزان بِلَا ريب ... يحط كل ثقيل الْعقل وَالدّين)

(لذاك قصرت عَن دنياي يَا أملي ... لِأَن لي ثِقَة بِاللَّه تكفيني) مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة سلخ ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء عِنْد قبر ابْن الميلق قَرِيبا من الْكَمَال الدَّمِيرِيّ رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن أَحْمد بن علوان نور الدّين النحريري شَاهد الطواحين السُّلْطَانِيَّة. مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَكَانَ كثير التودد مِمَّن سمع من الشَّيْخ مُحَمَّد القرمي وَحدث عَنهُ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والمقريزي فِي عقوده وَأنْشد عَنهُ عَن شَيْخه القرمي أبياتا مِنْهَا: (لَا تضيق لمضيق الصَّدْر من حرج ... فللحوائج عِنْد الله أَوْقَات) ) (واغضض بطرفك لَا تنظر إِلَى أحد ... فَالله حَيّ وكل النَّاس أموات) عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد نور الدّين السكندري القاهري بواب الخانقاه البيبرسية وَليهَا دهرا غير مقتصر على البوابة بل مَعَ الوقيد وَغَيره، وَقد سمع على شَيخنَا وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء ابْن فَهد المؤرخ برجب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ خلق، وأسن وَذكره بالثروة مَعَ إِمْسَاكه وتشدده على كثير من القاطنين بالخانقاه وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَت منضبطة بِهِ، وَقد حدث باليسير سمع مِنْهُ جمَاعَة من المبتدئين وَمَات بعد تعلل طَوِيل فِي يلة الِاثْنَيْنِ سلخ جُمَادَى الأولى سنة تسعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بحوش البيبرسية عَن بضع وَسبعين وَيُقَال أَنه خلف تَرِكَة وَأوصى بِقرب وَغَيرهَا للخانقاه وَغَيرهَا بل عمل فِي حَيَاته بالتربة صهريجا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر بن سعد بن نور الدّين الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الملحاني الخراز بمعجمتين بَينهمَا رَاء مُهْملَة. ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا الْحفاظ الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن الشرايحي وَابْن حجي والحسباني وَكَذَا ابْن صديق والمراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ أجَاز ي وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا سَاكِنا يتكسب بالخرز فِي الْمَسْعَى. مَاتَ فِي عشَاء لَيْلَة الْأَرْبَعَاء مستهل ربيع الأول سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر موفق الدّين الناشزي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي أَخُو الْجمال الطّيب. أَخذ الْفِقْه عَن بني عَمه ولازم الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن الطّيب فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْحَاوِي وَبَعض الرَّوْضَة والفرائض عَن الْبَدْر حسن بن عبد الرَّحْمَن الصباحي وَعبد الرَّحْمَن الشويهر الْحَنَفِيّ وَعَن ثَانِيهمَا أَخذ النَّحْو حَتَّى مهر فِيهِ، وَولي الْقَضَاء بعد أَخِيه فِي شعْبَان سنة أَربع وَسبعين فباشر بعفة ونزاهة وَقدمه أَخُوهُ على غَيره مِمَّن هُوَ أَحَق مِنْهُ عِنْده بعناية وَلَده صهر صَاحب التَّرْجَمَة الْعَفِيف عبد الله إِلَى أَن صرفه

الشَّيْخ عبد الْوَهَّاب بن ماهر وألزمه بِالسَّفرِ مَعَه وإزعاجه عَن أوطانه فَلم يجد بدا من ذَلِك واختص بولده عَامر بن عبد الْوَهَّاب واستأذنه فِي الْوُصُول إِلَى بَلَده بزبيد فَأذن لَهُ فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ضحى يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن شعْبَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَكَانَ من أذكياء الْعَالم فَقِيها فَاضلا أديبا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن زيد) الشّرف أَبُو حُسَيْن بن الْفَخر أبي عَليّ بن الشّرف أبي مُحَمَّد الْحُسَيْنِي الأرموي الأَصْل نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بِابْن قَاضِي الْعَسْكَر وَسمي بَعضهم وَالِده مُحَمَّدًا وَأمه خَاص ابْنة الظَّاهِر أنس بن الْعَادِل كتبغا. ولي نقابة الْأَشْرَاف كآبائه وَكَانَ معدودا فِي الرؤساء لثروته وأفضاله ومكارمه وسعة عيشه وبشره وطلاقة وَجهه وَلذَا كَانَ محببا للنَّاس وَلكنه كَانَ عَارِيا من الْعلم والنسك منهمكا فِي اللَّذَّات وَلم يزل فِي النقابة حَتَّى مَاتَ فِي تَاسِع عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين عَن نَحْو السِّتين عَفا الله عَنهُ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار والمقريزي فِي عقوده وَأَنه جَازَ السِّتين. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن حُسَيْن بن الْبَدْر مُحَمَّد سيف الدّين بن النَّجْم بن الرِّفَاعِي الصحراوي الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي عَاشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانِينَ وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن والمنهاج وَعرضه عَليّ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وحدثته بالمسلسل وَمَات فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين عوضه الله الْجنَّة. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن خَليفَة نور الدّين الدكماري المولد المنوفي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بأخي حُذَيْفَة الْآتِي فِي المحمدين. ولد سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بدكما من المنوفية وتحول مِنْهَا إِلَى منوف ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية النَّحْو وغالب تَلْخِيص الْمِفْتَاح وَبَعض ألفية الحَدِيث واشتغل فِي الْفِقْه على القاياتي ولازمه فِي العقليات وَغَيرهَا والونائي ولازمه وَابْن الْمجد وَعنهُ أَخذ فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا والبدرشي وَعنهُ أَخذ فِي النَّحْو أَيْضا والشرف السُّبْكِيّ والمحلي والمناوي وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض وَفِي النَّحْو أَيْضا على ابْن قديد والأمين الأقصرائي والزين طَاهِر والكرماني شيخ السعدية وسَمعه يَقُول أَنه وقف على مائَة شرح للحاجبية وَفِي الْفَرَائِض أَيْضا على البوتيجي وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والمنطق وَغَيرهَا على التقي الشمني ولازم الْعَيْنِيّ حَتَّى أَخذ عَنهُ مَا كتبه على المقامات وَحمله من شَرحه للْبُخَارِيّ وَغير ذَلِك والسعد بن الديري فِي كثير من مجالسه التفسيرية وَغَيرهَا وَسمع عَلَيْهِمَا وَكَذَا على القاياتي والأقصرائي وَشَيخنَا والرشيدي والبدر النسابة الحَدِيث بل وعَلى الزَّرْكَشِيّ مُعظم صَحِيح مُسلم وبمكة على الزين

الأميوطي والبرهان الزمزمي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من مَكَّة وهم ابْن عَيَّاش والقاضيان أَبُو الْيمن وَأَبُو الْبَقَاء بن الضياء والتقي بن فَهد وَزَوجته خَدِيجَة وَزَيْنَب ابْنة اليافعي وجود الْقُرْآن على) الزين عبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي بل سمع الْكثير مِنْهُ جمعا على الشهَاب السكندري وتلقن الذّكر من الْبُرْهَان الأذكاوي وعَلى الرِّفَاعِي وَصَحب الشَّيْخ مَدين وَابْن الْهمام وَغَيرهمَا من السادات وَكَذَا اخْتصَّ بِغَيْر وَاحِد من الْأُمَرَاء كالدوادار الْكَبِير يُونُس والطاهر تمر بغا وباشر عِنْدهمَا فِي عدَّة جِهَات وناب عَنْهُمَا فِي التحدث بِكَثِير من الْأَمَاكِن بل بَاشر نظر الْمقَام الْمَنْسُوب لعقبة رَضِي الله عَنهُ بالقرافة وَفِي البيبرسية وجامع الْحَاكِم وَالشَّهَادَة بالبيبرسية وَحمد فِي ذَلِك كُله لمزيد عقله وسياسته وتواضعه وتودده وميله للْفُقَرَاء وإحسانه سِيمَا بِالْإِطْعَامِ وقربه من طَرِيق السّلف وَرُبمَا أَقرَأ الطّلبَة حَتَّى أَن مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ والقمني الصحراوي وَابْن الزواوي، وَقد حج وَدخل إسكندرية وَغَيرهَا وسافر إِلَى قبرص مَعَ الْغُزَاة فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس صفر سنة تسعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن سَالم. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن سَالم بن عَليّ. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن سِنَان بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود نور الدّين الْعمريّ الْقَائِد. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَخمسين صوب الْيمن وَدفن بِهِ. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن سَنَد نور الدّين الطنتدائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الفرضي أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد التَّاجِر وَيعرف بالطنتدائي. ولد قبيل الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَأخذ الْفَرَائِض عَن الزين البوتيجي وَعنهُ وَكَذَا عَن الشَّمْس الشنشي والبدر النسابة أَخذ فِي الْفِقْه وَأخذ فِي الْأُصُول عَن إِمَام الكاملية وتميز فِي الْفَرَائِض والحساب وأقرأهما الطّلبَة فأجاد مَعَ ظواهر الْفِقْه وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء والبيبرسية وَغَيرهمَا وَحج وجاور بِمَكَّة وَاسْتقر بِهِ ابْن الزَّمن فِي مشيخة رباطه بعد ابْن عطيف وأقرأ الطّلبَة هُنَاكَ وَكَذَا جاور بِالْمَدِينَةِ أشهرا وَقد سمع على الشاوي بِقِرَاءَة المنهلي صَحِيح البُخَارِيّ وَتردد إِلَيّ بِمَكَّة وَنعم الرجل صلاحا وسلامة فطْرَة وانعزالا عَن النَّاس. مَاتَ بِمَكَّة فِي مجاورة بهَا على المشيخة مرّة أُخْرَى فِي صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَدفن بالمعلاة وَيُقَال أَنه قَارب التسعين رَحمَه الله وإيانا وَقد رَأَيْت اسْم جده فِي مَوضِع آخر بخطى مُحَمَّدًا وَالْأول أصح. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن أبي رَاجِح مُحَمَّد بن إِدْرِيس الْقرشِي

الْعَبدَرِي الشيبي الحَجبي. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد.) عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد المغيث نور الدّين النشرتي القاهري الْحُسَيْنِي الشَّافِعِي وَالِد الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي. قَرَأَ الْقُرْآن وأتقنه وأدب بِهِ الْأَبْنَاء مَعَ فضل وَصَلَاح كثير وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ وَلَده الْعَلَاء التزمنتي. مَاتَ. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن أبي بكر بن سَالم نور الدّين بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس الكلَاعِي الْحِمْيَرِي الْيَمَانِيّ الْمَكِّيّ مولدا الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الشوائطي بِمُعْجَمَة وتحتانية ثمَّ مُهْملَة الْمُقْرِئ. ولد سَابِع جُمَادَى الأولى سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وبهجة الْحَاوِي وغالب ألفية النَّحْو وَقطعَة من ألفية ابْن معطى وَسمع عَليّ بن الْجَزرِي والتقي الفاسي وَابْن سَلامَة فِي آخَرين من أهل مَكَّة والقادمين إِلَيْهَا كالولي الْعِرَاقِيّ سمع مِنْهُ مَا أملاه بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأطلق كَاتب الطَّبَقَة سَمَاعه فَأَما أَن يكون سَهَا فِي كَونه حضورا أَو يكون مولده قبل وَمِمَّا سَمعه على ابْن الْجَزرِي نَحْو نصف عدَّة الْحصن الْحصين لَهُ بل حضر عَلَيْهِ فِي الرَّابِعَة أحاسن الْمنزلَة وَهُوَ مِمَّن سمع على شَيخنَا وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة واشتغل عَليّ أَبِيه فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا بل تَلا عَلَيْهِ للسمع وَأذن لَهُ وَكتب عَنهُ صاحبنا ابْن فَهد من نظمه وَكَذَا لَقيته بِمَكَّة فِي عدَّة مرار فَكتبت عَنهُ قَوْله: (بَادر إِلَى الْخَيْر يَا ذَا اللب واللسن ... واشكر لِرَبِّك مَا أولى من المنن) (وَارْحَمْ بقلبك خلق الله كلهم ... ينلك رَحمته فِي الْموقف الخشن) وَقَوله أَيْضا: (بَادر إِلَى الْخَيْر يَا ذَا اللب وَاسع بِهِ ... لكل خل ترَاهُ ناله العدما) (واشكر لِرَبِّك مَا أَعْطَيْت من نعم ... تنَال رَحمته فِي موقف عظما) وَكتب على بعض الاستدعاءات بل حدث فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَنسخ فِيهَا وَفِي الَّتِي تَلِيهَا أَشْيَاء من تصانيفي وَأخذ عني ومدحني بِأَبْيَات وَلَا يَخْلُو من فَضِيلَة. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن عِيسَى الْعَلَاء أَبُو الْحسن الحصكفي نِسْبَة لحصن كيفا على جَانب دجلة ثمَّ المارداني الْمَقْدِسِي نزيل مَكَّة. ذكر أَنه سمع بِدِمَشْق على الْعِمَاد أبي بكر بن أَحْمد بن السراج البُخَارِيّ أَنا الحجار وعَلى الْبَدْر بن قواليح صَحِيح مُسلم وَحدث بِمَكَّة بِبَعْضِه سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالتقي بن فَهد وَقَالَ الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة أَنه كَانَ من أَعْيَان بَلَده ماردين ثمَّ) تزهد وَقصد مَكَّة لِلْحَجِّ والمجاورة وَسكن فِيهَا الْمدرسَة البنجالية مُدَّة سِنِين ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى الرِّبَاط خوزي فَأَقَامَ بِهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَعشْرين وَدفن بِالشعبِ الْأَقْصَى من المعلاة عَن سبعين سنة ظنا

وَكَانَ شَيخا صَالحا خَاشِعًا ناسكا عابدا زاهدا ورعا متقشفا مديما صَوْم دَاوُد مُقبلا على شَأْنه لَا يقبل من أَكثر النَّاس شَيْئا حَتَّى وَلَا الْأكل أَقَامَ بِمَكَّة نَحْو عشر سِنِين رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد نور الدّين أَبُو الْحسن الْبَيْضَاوِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ ابْن أخي الْبَدْر حُسَيْن وَيعرف بالزمزمي. ولد بِبِلَاد الْهِنْد وَحمل إِلَى مَكَّة صَغِيرا فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وكتبا فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع من ابْن صديق وَأبي الطّيب السحولي وَالْمجد اللّغَوِيّ بِمَكَّة وَكَذَا قَرَأَ بهَا على شَيخنَا تَخْرِيجه للأربعين النووية وَمن الزينين المراغي والزرندي بِالْمَدِينَةِ، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا النشاوري وَابْن حَاتِم والتاج الصردي والمليجي وَابْن عَرَفَة وغياث الدّين العاقولي والتنوخي والعراقي والهيثمي وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَعَائِشَة ابْنه عبد الْهَادِي فِي آخَرين، وتفقه وَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن عَمه وبرع فيهمَا وَفِي الْفِقْه مَعَ اعتنائه بِالْعبَادَة وَحسن طَرِيقَته، وَقد دخل للاسترزاق إِلَى شيراز ثمَّ إِلَى الْيمن والهند غير مرّة وتأثل دنيا إِلَى أَن أدْركهُ الْأَجَل بِالْغَرَقِ وَهُوَ مُسَافر إِلَى صوب الْهِنْد من عدن وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَعشْرين وَهُوَ فِي آخر عشر الْأَرْبَعين ظنا رَحمَه الله. ذكره الفاسي فِي مَكَّة ثمَّ النَّجْم عمر بن فَهد فِي مُعْجَمه. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى بن نَاصِر بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن نَاصِر بن يحيى بن بجير نور الدّين الْقرشِي العبدوي الحجي الشايبي الْمَكِّيّ وَيعرف بالعراقي لكَون وَالِده وجده سافرا إِلَى الْعرَاق مَعَ الشريف أَحْمد بن رميثة بن أبي نمي وَأَقَامَا مَعَه هُنَاكَ مُدَّة فعرفا ثمَّ ولدهما بذلك ومولده بِمَكَّة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من الزينين المراغي والطبري وَنور الدّين بن سَلامَة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا جَمِيع المجيزين للَّذي قبله، وَدخل الْقَاهِرَة للاسترزاق وَولي مشيخة الْكَعْبَة بعد موت قَرِيبه الْجمال مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشري شعْبَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَدفن عِنْد أسلافه بالمعلاة وَكَانَت جنَازَته حافلة وَاسْتقر بعده أَخُوهُ يحيى. ذكره بن فَهد فِي مُعْجَمه) وَقَالَ كَانَ شهما مقداما جريئا لَهُ كرم وأفضال. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مَحْمُود بن نجم بن هِلَال بن ظاعن بِالْمُعْجَمَةِ بن دغير بِمُهْملَة ثمَّ مُعْجمَة وَآخره رَاء الْعَلَاء الْهِلَالِي الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي الْمُقْرِئ أَخُو عمر وَمُحَمّد الآتيين. وَيعرف بِابْن الخدر بِمُعْجَمَة مَفْتُوحَة ثمَّ مهملتين الأولى مَكْسُورَة أَخذ الْقرَاءَات فِيمَا ذكره لي ثَانِي أخوته عَن جمَاعَة وتميز فِيهَا وَفضل. مَاتَ فِي الْمحرم

سنة أَربع وَأَرْبَعين وَدفن بمرج الدحداح عَن ثَمَان وَثَلَاثِينَ سنة قَالَ وَقد رَأَيْته فِي الْمَنَام فَسَأَلته مَا فعل الله بك فَقَالَ عاملني بحلمه وَكَرمه وَغفر لي بِحرف وَاحِد من الْقُرْآن من رِوَايَة ابْن عَامر انْتهى. قَالَ: وَكتبه عني التقي بن قَاضِي شُهْبَة رَحمَه الله. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف الخصوصي زوج ابْنة الزين جَعْفَر الْمقري مَذْكُور بالشرف وَأَبوهُ شيخ الْخُصُوص. مِمَّن حج بعد التسعين موسميا وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَيّ فِي مسيرنا ثمَّ تردد إِلَيّ بِالْقَاهِرَةِ. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الْعَلَاء أَبُو الْحسن الكومي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بالكومي. حفظ الْقُرْآن وجوده واشتغل بالفقه عِنْد الْعَبَّادِيّ وَغَيره وَسمع وَمَعَهُ ابْنه على أم هاني الهورينية وَغَيرهَا بعض الصَّحِيح وتنزل فِي الصلاحية والبيبرسية وَغَيرهمَا وَأم بِجَامِع الفكاهين دهرا وَهُوَ أحد القائمين على البقاعي حِين كَانَ ناظره وَمَسّ ابْن أَخِيه بسعايته بعض الْمَكْرُوه وَنَدم الدوادار يشبك الْفَقِيه على انجراره مَعَه فِي شَأْنه وَلم يلبث أَن انتقم من البقاعي، وَكَانَ الْعَلَاء خيرا متوددا مشاركا كتب بِخَطِّهِ الْكثير. وَمَات فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ السِّتين رَحمَه الله. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الْعَلَاء الْمَيْمُونِيّ ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ. حفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل عِنْد ابْن الديري وَابْن الْهمام والأمين الأقصرائي والزين قَاسم وَآخَرين بل سمع البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَقَرَأَ على الديمي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ مِمَّا لم يحسن قِرَاءَته وَلَا شَيْخه إقراءه وناب فِي الْقَضَاء عَن أول شُيُوخه فَمن بعده وَعرف بالتساهل والخفة وَلذَا توجه إِلَى الْقُدس بِسَبَب الحكم باحترام مَا أحدثه الْيَهُود فَكَانَ ذَلِك من الموبقات وَعَاد فَلم يلبث أَن غضب السُّلْطَان عَلَيْهِ ونفاه إِلَى الميمون ثمَّ عَاد فاستمر خاملا مصروفا. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ النُّور السويقي قُم القاهري الْمَالِكِي. ولد فِي رَجَب سنة أَربع أَو سبع أَو) فِي سَابِع الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة حَسْبَمَا كتب ذَلِك بِخَطِّهِ وَحفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا وَسمع على الْعِرَاقِيّ والهيثمي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد والحلاوي وَغَيرهم وَصَحب الْأَشْرَف برسباي فِي حُدُود الْعشْرين وَثَمَانمِائَة وَأم بِهِ وَصَارَ فِي سلطنته أحد أئمته وقارئ الحَدِيث فِي مَجْلِسه على الْعَادة ثمَّ ولاه الْعَزِيز فِي أول دولته مَعهَا الْحِسْبَة بالديار المصرية فباشرهما ثمَّ عَزله الظَّاهِر جقمق مِنْهُمَا وصادره وأبعده فَلَزِمَ دَاره إِلَى أَن اسْتَقر الْأَشْرَف إينال فَأَعَادَهُ إِلَى الْإِمَامَة وَاسْتمرّ إِلَى أَن أَعْفَاهُ الظَّاهِر خشقدم لعَجزه وشيخوخته من الْمُبَاشرَة مَعَ تنَاول

معلومها إِلَى أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين، وَقد حدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ، وَكَانَ سَاكِنا متواضعا قَلِيل البضاعة جامد الْحَرَكَة رَحمَه الله. وَله ذكر فِي عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ التَّاجِر نور الدّين الشِّيرَازِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف براحات رَأَيْت بِخَطِّهِ مجموعا فِيهِ مُخْتَصر أبي شُجَاع وتصريف الزنجاني ومقدمة ابْن الْجَزرِي فِي التجويد كتبه فِي سنة خمس وَتِسْعين وخطه مجيد وَأَخْبرنِي مؤدب وَلَده يحيى أَنه يحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ الشاطبية وَغَيرهَا واشتغل وَأهل مَكَّة وَغَيرهم يَقُولُونَ أَنه كَانَ فِي خدمَة بِنْتي راحات الَّتِي كَانَت زوجا لعبد الْمُعْطِي وَأَنه كَانَ روى ثمَّ ترقى فِي التِّجَارَة وسافر فِيهَا وَصَارَ ذَا وجاهة وَسُمْعَة بَين التُّجَّار وَنَحْوهم وَرُبمَا ذكر، وَدخل صُحْبَة حَافظ عبيد بهدية صَاحب دابول إِلَى ملك مصر سنة سبع وَثَمَانِينَ ونسبا لصندوق فِيهِ أَحْجَار أخْفى من المخلف عَن ملك التُّجَّار فرسم عَليّ بالطشتخاناه حَتَّى صَالح وَعَاد لمَكَّة فَأَقَامَ بهَا متخوفا ثمَّ تسحب مختفيا مَعَ الناخوذة سَعْدَان إِلَى عدن. وَحج فِي سنة سبع وَتِسْعين ثمَّ رَجَعَ وَعَاد لمَكَّة. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ نور الدّين الفارقي الشاذلي. سمع فِي ابْن ماجة على الأبناسي والغماري والجوهري ولقيه بعض أَصْحَابنَا. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ السعودي وَيعرف بالترابي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الْمَكِّيّ الدهان وَيعرف بالشقيري. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الْمحلي نِسْبَة لمحلة عَليّ من الْمحلة الْكُبْرَى الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن القريط، رَأَيْته أجَاز خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الدمياطي فِي سنة تسع وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَقَالَ أَنه قَرَأَ) عَلَيْهِ عقيدة الْإِسْلَام من قَوَاعِد العقائد من الْأَحْيَاء. عَليّ بن أَحْمد الميقاتي وَيعرف بالمقسي. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. عَليّ بن أَحْمد بن عماد الدمياطي العلاف وَيعرف بِابْن الْعَطَّار. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: كَانَ يجيد نظم المواليا ويحفظ مِنْهَا شَيْئا كثيرا. كتب عَنهُ التقي المقريزي وَقَالَ: لَقيته شَيخا مسنا: (قلبو لكل المنى عقد الجفا حلي ... وسكر الْوَصْل فِي دست الوفا حلي) (قَالَت جمالي بأنواع البها حلي ... والغير قد حَاز حَشْو وَأَنت فِي حلي) وَذكره فِي عقوده وَأَنه لقِيه فِي سنة سبع وَهُوَ عَامي مطبوع يَبِيع علف الدَّوَابّ وسَاق عَنهُ لَهُ وَلغيره أَشْيَاء. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى عشرَة.

عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن حسن المهجمي الْيَمَانِيّ بن حشيبر. كَانَ يسكن بَيت الْفَقِيه ابْن حشيبر من عمل بَيت حُسَيْن بِالْيمن وَهُوَ من بَيت الصّلاح وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير وتحكى عَنهُ مكاشفات وكرامات مَعَ وفور حَظّ من الدُّنْيَا. مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد النُّور أَبُو الْحسن بن الْخَطِيب الْعِزّ أبي الْعَبَّاس البوشي نِسْبَة لقرية بوش بِالْمُوَحَّدَةِ والمعجمة من الْوَجْه القبلي من أداني الصَّعِيد الْمصْرِيّ ثمَّ الخانكي الشَّافِعِي وَيعرف قَدِيما بالخطيب وأخيرا بالبوشي. ولد تَقْرِيبًا بعيد التسعين وَسَبْعمائة بِمصْر الْقَدِيمَة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وعرضها على جمَاعَة وتفقه بالزكي أبي بكر الْمَيْدُومِيُّ وَأثْنى عَلَيْهِ جدا وبالتقي بن عبد الْبَارِي والنور الْآدَمِيّ والبدر بن الْخلال ولازم بِالْقَاهِرَةِ الزين القمني وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَحضر عِنْده فِي أَمَالِيهِ وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن البيجوري فِي آخَرين وَأخذ توضيح ابْن هِشَام تقسيما كَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ عَن الشطنوفي وشذور الذَّهَب عَن الشَّمْس بن العجيمي سبط ابْن هِشَام والنحو أَيْضا عَن الشَّمْس بن عمار وَهُوَ مَعَ الْأُصُول عَن الشَّمْس بن عبد الرَّحِيم بن اللبان والبرهان بن حجاج الأبناسي بل وَعنهُ أَخذ أَيْضا الصّرْف والمنطق ولازمه فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا كثيرا وَكَذَا لَازم الْبِسَاطِيّ فِي الْأَصْلَيْنِ والمنطق والمعاني وَالْبَيَان والقاياتي فِي أصُول الدّين وَغَيره وَالسَّيِّد عَليّ العجمي شيخ الباسطية بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَسمع الحَدِيث على الأدمِيّ وَغَيره مِمَّن ذكر والتفهني وَآخَرين) وَفضل وتميز وقطن بالخانقاه السرياقوسية فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ مديما للإشغال والإقراء والإفتاء وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ القَاضِي شمس الدّين لونائي وَكتب على الْأَنْوَار للأردبيلي شرحا حافلا كمل مِنْهُ مَا عدا ربع الْعِبَادَات فِي أحد عشر مجلدا ضخمة وَكتب من الرّبع الأول يَسِيرا، وَحج غير مرّة وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء مصر فَأبى، وَكَانَ فَقِيها عَالما خيرا متواضعا قانعا باليسير على طَرِيق السّلف رَضِي الْأَخْلَاق حسن الْعشْرَة لَقيته غير مرّة وَسمعت من فَوَائده وَمَات بالخانكاه فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس ربيع الأول أَو بكرَة الثُّلَاثَاء سادسه سنة سِتّ وَخمسين، وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا وَدفن فِي حوش بِالْقربِ من الشَّيْخ مجد الدّين من الخانقاه وَعظم الأسف عَلَيْهِ إِذْ لم يكن هُنَاكَ من قَاض أَو محتسب أَو نَحْوهمَا إِلَّا وَهُوَ كَاف عَن الْأَذَى لأَجله وَكَفاهُ فخرا كَون قاضيها الشَّمْس الونائي من حَسَنَاته رَحمَه الله وإيانا.

عَليّ بن أَحْمد بن فَرح الطَّبَرِيّ مَوْلَاهُم الكي شيخ الفراشين بهَا تلقاها عَن مُحَمَّد الْيَمَانِيّ الكتبي وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين كَمَا أرخه ابْن فَهد فتلقاها عَنهُ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الملقب بيسق. وَكَانَ سَاكِنا مُبَارَكًا نجارا يعْمل بداره الصناديق لِذَوي حسن، وَهُوَ مِمَّن سمع على التقي بن فَهد من آخر الشفا سنة تسع وَثَلَاثِينَ وجده فرج عَتيق الْخَطِيب تَقِيّ الدّين عبد الله بن الْحَافِظ محب الدّين. عَليّ بن أَحْمد بن فضل الله بن أبي بكر بن عبد الله النمراوي ثمَّ القاهري أَخُو عبد اللطبف الْمَاضِي ووالد الْآتِي مُحَمَّد وَأحد أَصْحَاب الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري. وَيعرف بالسعودي كَانَ خيرا مقدما مَاله صدع وطلاقة وَقد سمعته ينشد مَا أخبر أَنه من نظمه وَلَكِن مَا كتبته مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله وَبَلغنِي أَنه قَالَ للمناوي وَقد جَاءَ لزيارة شَيْخه مَالك وللتعرض لأخلاء المريدين أما علمت أَنه إِن حصل لأحد مِنْهُم خلل تضمن وَأَن الْمَنَاوِيّ سَأَلَ الشَّيْخ عَن ذَلِك فوافقه. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْجلَال أَحْمد الخجندي الْمدنِي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ اللآتي شقيقه أَبُو الْبَقَاء مُحَمَّد وَأَخُوهُ لِأَبِيهِ أَبُو الْوَفَاء مُحَمَّد وَعلي أَصْغَر الثَّلَاثَة. ولد فِي سادس عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة واشتغل فِي حفظ الْكَنْز ويحضر دروس الْحَنَفِيّ وَقَرَأَ على أربعي النوري وَسمع على غَيرهَا فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة وأجزت لَهُ.) عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم النُّور البكتمري القاهري الشَّافِعِي سبط الشَّمْس الغماري النَّحْوِيّ وَيعرف بالبكتمري. ولد كَمَا بِخَط جده الْمشَار إِلَيْهِ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وعرضها على ابْن الملقن والعراقي وَغَيرهمَا وَأخذ الْفِقْه عَن الزين الشهابي بِكَسْر الْمُعْجَمَة وَآخره لَام وَعَن غَيره والنحو عَن جده وَالْجمال يُوسُف الضَّرِير وَعنهُ وَعَن الشهَاب بن المحمرة أَخذ الْأُصُول بحث عَلَيْهِمَا جمع الْجَوَامِع والبيضاوي وَسمع على جده والمطرز والجوهري والتنوخي والأبناسي وَابْن أبي الْمجد والعراقي والهيثمي وَابْن الشيخة وَابْن حَاتِم وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والفرسيسي فِي آخَرين وتنزل فِي صوفية الشيخونية وتكسب بِالشَّهَادَتَيْنِ، وَحج مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة خمس عشرَة، وَدخل إسكندرية وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، قَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَانَ فَاضلا خيرا صَالحا متقللا قانعا باليسير حسن السِّيرَة مرضِي الطَّرِيقَة عين الْعُدُول بسويقة الْفِيل. مَاتَ فِي الْعشْر الأول من رَمَضَان سنة تسع وَخمسين، وَكَانَ أَبوهُ بارعا فِي الْمِيقَات رَحمَه الله.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حيدرة بن عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الْجَلِيل بن تَمِيم بن مُحَمَّد النُّور بن الشهَاب الدجوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. سمع على الحلاوي وَابْن الشيخة وَغَيرهمَا وَأكْثر من الْحُضُور فِي أمالي الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ، وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة. وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشري رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين. أرخه النَّجْم ابْن فَهد فِي مُعْجَمه، وَسَيَأْتِي ابْن عَمه عَليّ بن الْمُحب مُحَمَّد بن الْعِزّ أَحْمد. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عُثْمَان بن ظهير الدّين النُّور بن الشهَاب المنوفي ثمَّ القاهري البهائي الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد وَمُحَمّد وَيعرف بِابْن أخي المنوفي. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمنوف وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحَدِيث والنحو وَعرض على شَيخنَا والمحب بن نصر الله والتفهني والسعد بن الديري والقاياتي والعيني وَالْعلم البُلْقِينِيّ، وقطن الْقَاهِرَة من أول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فِي كنف أَبِيه وَعَمه وَبحث الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي بقرَاءَته على الْبُرْهَان بن خضر وَثَانِيهمَا فَقَط على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ ومجموع الكلائي على الزين البوتيجي بل سمع عَلَيْهِ فَرَائض الرَّوْضَة بِقِرَاءَة ابْن أبي السُّعُود وَقَرَأَ ألفية النَّحْو بحثا على الحناوي وَشَرحهَا لِابْنِ) المُصَنّف على الْجمال بن هِشَام وَشرح النخبة على شَيخنَا مُصَنفه بل سمع عَلَيْهِ شرح ألفية شَيْخه مَعَ أَصْلهَا دراية وَالْكثير رِوَايَة كقطعة من كل من البُخَارِيّ والدلائل والحلية وَالطَّبَرَانِيّ الْأَوْسَط ومسند الشَّافِعِي وَفتح الْبَارِي ومقدمته وتخريجه للأذكار ولازمه فِي كِتَابَته عَنهُ فِي الْإِمْلَاء وَسمع قِطْعَة من تَلْخِيص الْمِفْتَاح وَمن شرح الألفية لِابْنِ أم قَاسم على ابْن حسان وَقطعَة من الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ على القاياتي وَمن الرَّوْضَة على الونائي وَمن الْمِنْهَاج على الْعَلَاء القلقشندي وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَكَذَا سمع عَلَيْهِ قِطْعَة من التدريب وتكملته وَغير ذَلِك ثمَّ أَخذ عَن طبقَة تَلِيهَا فلازم الْبَدْر أَبَا السعادات البُلْقِينِيّ فِي تَقْسِيم الْكتب الثَّلَاثَة التَّنْبِيه والمنهاج والحلاوي وَالصَّلَاح المكيني فِي تَقْسِيم التَّنْبِيه والمنهاج وَشرح الْبَهْجَة وَكَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهَا عَلَيْهِمَا بل قَرَأَ بِأخرَة على أَولهمَا الْمِنْهَاج الأَصْل والمنهاج، وَحج قبل أَخذه عَن هذَيْن مَعَ الرجبية فِي سنة سبع وَأَرْبَعين فوصل مَكَّة فِي أول رَمَضَان فَتلا لأبي عَمْرو على الزين بن عَيَّاش ولعاصم على الشَّمْس مُحَمَّد الكيلاني وَسمع على التقي بن فَهد بِقِرَاءَة وَلَده أَشْيَاء ثمَّ رَجَعَ فوصل الْقَاهِرَة فِي أول الَّتِي تَلِيهَا وتدرب قبل ذَلِك وَبعده فِي الشُّرُوط بِعَمِّهِ التقي عبد الْغَنِيّ المنوفي وتصدى لذَلِك بِبَابِهِ بل كتبه أَحْيَانًا فِي بَاب شَيخنَا

رَفِيقًا لِابْنِ المهندس وَنَحْوه ثمَّ بِبَاب الْعلم البُلْقِينِيّ وَاسْتقر عِنْده فِي النقابة شَرِيكا لغيره وَلم ينْتج لَهُ فِيهَا أَمر وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء وَكَذَا عَن الْمَنَاوِيّ والمكيني واختص بِهِ وبأبي السعادات دون من بعدهمْ، وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير جدا لنَفسِهِ وَغَيره وَمِمَّا كتبه فتح الْبَارِي غير مرّة والإصابة وَمَا يفوق الْوَصْف وَأَنْشَأَ دَارا متوسطة تلو أُخْرَى لَطِيفَة وَلم يمت الْعلم البُلْقِينِيّ حَتَّى أَخذ فِي الانخفاض ثمَّ لَا زَالَ أمره فِي انخفاض وعيشه فِي ضيق وبدنه فِي تناقص مَعَ اسْتِمْرَار تكدره من جِهَة أم أَوْلَاده وتكليفه لَهُ بل وَمن جِهَة ولديه مِنْهَا أَيْضا وَهُوَ مكابد بِحَيْثُ بَاعَ مَا كَانَ عِنْده من كتب ومعظم دَار سكنه الَّتِي أَنْشَأَهَا وَجل ثِيَاب بدنه، كل هَذَا مَعَ عدم انفكاكه عَن الِاشْتِغَال والمطالعة وَالْكِتَابَة حَتَّى أَنه لَازم الزين زَكَرِيَّا حِين كَانَ قَاضِيا فِي شَرحه على الْبَهْجَة وَكتب مِنْهُ قِطْعَة وَفِي غَيره وَقَرَأَ على الْجلَال الْبكْرِيّ النّصْف الأول من الْمِنْهَاج وأماكن مفرقة من شَرحه للدميري وَجَمِيع حَاشِيَته على الْمِنْهَاج وعَلى الرَّوْضَة وَمَا كتبه على الدَّمِيرِيّ وَالْبُخَارِيّ وكتابته لذَلِك كُله بل وَسمع قِطْعَة من الرَّوْضَة ومختصرها الرَّوْض وَجُمْلَة وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء فِي رَجَب سنة سبع وَسبعين وَكَذَا أذن لَهُ قبل ذَلِك فِي التدريس الْعلم البُلْقِينِيّ وَأخذ عني أَشْيَاء وَكتب) جملَة من تصانيفي وَكَانَ زَائِد الِاغْتِبَاط بهَا بل يَقُول الدُّعَاء بحياتك وحياة الْبكْرِيّ من الْوَاجِبَات وَنَحْو ذَلِك وَمِمَّا كتبه الْقُرْآن وَسَائِر متونه الَّتِي حفظهَا فِي صغره وَكتب بِهَامِش جَمِيعهَا من التفاسير والشروح مَا يحسن أَن يكون شرحا مُسْتقِلّا وَرُبمَا راجعني فِي كثير من شرح الألفية الحديثية وَكَذَا لخص شرح التعرف فِي التصوف للعلاء القونوي وقرأه على الزين عبد الرَّحِيم الأبناسي ولخص أَيْضا بداية الْهِدَايَة للغزالي وَغير ذَلِك، كل ذَلِك مَعَ سَلامَة الْفطْرَة وَكَونه لونا وَاحِد وفضيلته فِي الْفِقْه والعربية وتقدمه فِي الشُّرُوط وَحسن كِتَابَته ومشاركته فِي الْفَضَائِل وَنقص حَظه عَن أقرانه بل عَن من يَلِيهِ بِكَثِير واستمراره فِيمَا بَلغنِي على الْقيام والتهجد إِلَى أَن تعلل بالإسهال وَنَحْوه حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر شعْبَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بتربة كوكاي وَظَهَرت بركته فِي إسراع موت ولديه بعد وَفَاة زَوجته رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن الْبَهَاء نور الدّين بن الشهَاب الْأنْصَارِيّ الخزرجي الأخميمي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ أحد أَئِمَّة السُّلْطَان والماضي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ قَاضِي الْحَنَفِيَّة الناصري مُحَمَّد وَذَاكَ الْأَكْبَر وَيعرف بِابْن الأخميمي. ولد واشتغل قَلِيلا عِنْد الْمُحب بن الشّحْنَة

والبرهان الكركي الإِمَام وَالصَّلَاح الطرابلسي وَغَيرهم كالسنهوري قَرَأَ عَلَيْهِ فِي النَّحْو ومقته فَانْقَطع وَأخذ عني دروسا فِي شرح الألفية وَكَذَا تردد للبقاعي وَنَحْوه وَأكْثر من الْجُلُوس مَعَ أَخِيه وَالِانْتِفَاع بِهِ مَعَ عدم مزِيد الْأنس بهما وجود الْقُرْآن وَفهم يَسِيرا وَصَارَ أحد أَئِمَّة السُّلْطَان وَحسن حَاله مَعَ الطّلبَة وَنَحْوهَا ورام أَخُوهُ إعطاءه مشيخة القراآت فِي البرقوقية بعد أبي الْفضل بن أَسد فعورض. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الشرملو الأَصْل العثماني جق الرُّومِي الْحَنَفِيّ القادم من ابْن عُثْمَان فِي الرسلية فِي جُمَادَى الثَّانِيَة وَاجْتمعت بِهِ فَذكر مَا يدل على أَنه ولد بعد الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَأَنه اشْتغل عِنْد مَوْلَانَا عَبْدَيْنِ الْمُقِيم بأماصية بهَا وخطيب زَاده الأرنيقي وَهُوَ الْآن حَيّ باستنبول وخدم سلطانهم بِالْإِمَامَةِ فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده وَشهد مَعَه عدَّة غزوات ثمَّ بِأخرَة اسْتَقر بِهِ فِي قَضَاء برصا بعد صرف مولى كسدلو وَذَلِكَ فِي أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين وَلما قدم بولغ فِي إكرامه بِحَيْثُ لم نعلم فِي هَذِه المدد إكرام قَاصد كَهُوَ، وَلم أر لَهُ فَضِيلَة وَلَا فهمت عَنهُ مُشَاركَة نعم هُوَ متين الْعقل قَلِيل الْكَلَام وَمَا أَظُنهُ مر بِهِ فِي عمره مثل الْأَيَّام الَّتِي مرت) بِهِ فِي مصر والعز الَّذِي كَانَ فِيهِ. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْأنْصَارِيّ الْمرْجَانِي الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم بن عَليّ الْمُوفق الزبيدِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ابْن أخي القَاضِي سراج الدّين عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن سَالم وَيعرف بِابْن سَالم. ولد بَين صَلَاتي الظّهْر وَالْعصر من يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بزبيد وَنَشَأ بهَا معتنيا بِالْعلمِ بِحَيْثُ أَخذ فِيهَا عَن غَيره وَاحِد ثمَّ رَحل إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وَسمع بهَا من الْكَمَال بن حبيب والجمالين ابْن عبد الْمُعْطِي والأميوطي والعفيف النشاوري فِي آخَرين ثمَّ إِلَى دمشق بعد الثَّمَانِينَ فَسمع بهَا من الْمُحب الصَّامِت وَغَيره وَسمع بِمصْر أَيْضا من غير وَاحِد وَأخذ الْفِقْه بِمَكَّة عَن الْجمال الأميوطي وَغَيره والنحو عَن أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي وَغَيره وَكَانَ بَصيرًا بهما وبالفرائض والحساب وَالْعرُوض وَغير ذَلِك وَولي نظر المطهرة الناصرية بِمَكَّة وناب فِي نظر الْمدَارِس الرسولية بِمَكَّة عَن عَمه فِي أَيَّام غيبته بِالْيمن وَكَذَا درس بهَا أَيْضا فِي بعض أَيَّام نظر عَمه وَكَانَ يتَوَلَّى نفرقة مَا ينقذه عَمه لأَجلهَا ولعياله وَلما بلغه مَوته رَحل إِلَى الْيمن فَلم يبلغ أمله بل لم يحصل لَهُ فِي الْيمن سوى إِعَادَة المجاهدية وَمَعَ ذَلِك فَأَقَامَ بهَا معتنيا بالزراعة مَعَ كَونه لم

يحصل مِنْهَا على طائل، وَقد حدث سمع مِنْهُ التقي الفاسي وَذكره فِي تَارِيخه وَكَذَا ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه. وَمَات بزبيد بعد أَن ضعف بَصَره فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان عشرَة وَوصل نعيه لمَكَّة فِي ربيع الأول من الَّتِي بعْدهَا وَكَانَ خيرا دينا ذَا مُرُوءَة وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة بن عطوف بن يعلى النُّور أَبُو الْحسن السّلمِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سَلامَة. ولد فِي سَابِع شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع من خَلِيل الْمَالِكِي والعز بن جمَاعَة والعفيف اليافعي وَالْجمال بن عبد الْمُعْطِي والكمال بن حبيب وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ مُسْند الشَّافِعِي وَالطَّيَالِسِي وَسنَن ابْن مَاجَه وَأَسْبَاب النُّزُول وَغَيرهم، وارتحل إِلَى بَغْدَاد فَسمع بهَا من عبد الدَّائِم بن عبد المحسن الدواليبي والسراج عمر بن عَليّ الْقزْوِينِي وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَسْكَر وَطَائِفَة ثمَّ سَافر مِنْهَا إِلَى دمشق فَسمع بهَا من الْعِمَاد بن كثير والتقي بن رَافع وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَالْجمال الْحَارِثِيّ) وَابْن قَاضِي الزبداني والبدر بن قواليح وَمُحَمّد بن عبد الله الصفوي وَالشَّمْس بن قَاضِي شُهْبَة وَغَيرهم بهَا وَكَذَا بالقدس والخليل ونابلس وإسكندرية وعدة وَسمع بِالْقَاهِرَةِ من الزين بن الْقَارئ والبهاء بن خَلِيل وَأبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَالْجمال الْبَاجِيّ وَجمع وَأقَام بهَا سِنِين ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من كثير من الْبلدَانِ الَّتِي سمع بهَا وَمن غَيرهَا يجمع شُيُوخه بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة مشيخته المتضمنة لفهرست مروياته أَيْضا تَخْرِيج التقي بن فَهد وَمِمَّا سَمعه على ابْن قواليح صَحِيح مُسلم وعَلى ابْن أميلة مشيخة الْفَخر وعَلى الصّلاح من مُسْند أَحْمد وعَلى ابْن الْقَارئ جُزْء ابْن الطلاية، وتلا بالسبع بِمَكَّة على يحيى بن صَفْوَان الأندلسي وبالقاهرة على التقي الْبَغْدَادِيّ وتوغل فِي الْقرَاءَات وَأذن لَهُ فِي الإقراء وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة أَنه أَخذ عَن الْأَذْرَعِيّ وَكَذَا يفقه بِابْن الملقن والأبناسي وأذنا لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَفِي الشَّام كَمَا ذكر بالشمس بن قَاضِي شُهْبَة وَأَنه أذن لَهُ أَيْضا، وتصدى لإقراء الْقرَاءَات وَالْفِقْه وَغَيرهمَا بِمَكَّة زَمنا طَويلا وَكَذَا أفتى لَكِن قَلِيلا بِاللَّفْظِ غَالِبا تأدبا مَعَ قُضَاة مَكَّة وَكتب لأمراء مَكَّة كالسيد حسن بن عجلَان وباشر فِي الْمَسْجِد الْحَرَام سِنِين وَأعَاد فِي مَكَّة بالمنصورية، وَكَانَ شَيخا عَارِفًا بالقراءات السَّبع وَالْفِقْه ذَا فَوَائِد حَدِيثِيَّةٌ وأدبية يذاكر بهَا كثير التَّوَاضُع حسن الْعشْرَة ذَا حَظّ من عبَادَة ومداومة على ورد فِي اللَّيْل وَفِيه خير ومروءة وَله نظم وَحدث بالكثير من مسموعاته أَخذ عَنهُ الْأَئِمَّة كشيخنا والزين رضوَان والتقي بن فَهد وَالْجمال بن مُوسَى والأبي وَخلق فيهم من هُوَ بِقَيْد الْحَيَاة بِمَكَّة والقاهرة جمَاعَة

وَصَارَ بِأخرَة مُسْند الْحجاز. مَاتَ فِي رَابِع عشري شَوَّال سنة ثَمَان وَعشْرين بِمَكَّة وَصلي عَلَيْهِ ثمَّ دفن بالمعلاة وَكَانَت جنَازَته حافلة وبلغنا أَنه مازال يَقُول عِنْد احتضاره أحبه الله حَتَّى فَارق الدُّنْيَا وَمِمَّنْ تَرْجمهُ وَأثْنى عَلَيْهِ التقي الفاسي فِي مَكَّة وَشَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه كَانَ شَيخا عَارِفًا اشْتغل كثيرا وعَلى ذهنه فَوَائِد فقهية وأدبية وحديثية قَالَ وباشر الشَّهَادَة فَلم يحمد فِيهَا انْتهى. وَمِمَّا كتب بِهِ إِلَى ابْن الْجَزرِي مَعَ هَدِيَّة مَاء زَمْزَم من نظمه: (وَلَقَد نظرت فَلم أجد يهدى لكم ... غير الدُّعَاء المستجاب الصَّالح) (أَو جرعة من مَاء زَمْزَم قد سمت ... فضلا على مد الْفُرَات السائح) (هَذَا الَّذِي وصلت لَهُ يَد قدرتي ... وَالْحق قلت وَلست فِيهِ بمازح) فَأَجَابَهُ بقوله:) (وصل المشرف من إِمَام مرتضى ... نور الشَّرِيعَة ذِي الْكَمَال الْوَاضِح) (وَذكرت أَنَّك قد نظرت فَلم تَجِد ... غير الدُّعَاء المستجاب الصَّالح) (أَو جرعة من مَاء زَمْزَم حبذا ... مَا قد وجدت وَلست فِيهِ بمازح) (أما الدُّعَاء فلست أبغي غَيره ... مَا كنت قطّ إِلَى سواهُ بطامح) والمقريزي فِي عقوده قَالَ: وَكَانَ لَهُ حَظّ من الْعِبَادَة ونظم الشّعْر، وصحبني مُدَّة أَعْوَام بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة وَكَانَ لي بِهِ أنس وفوائد، وَصَارَ مُسْند الْحجاز حَتَّى مَاتَ وَكتب إِلَيّ من مَكَّة مَعَ هَدِيَّة: (خير الْهَدَايَا من أباطح مَكَّة ... دعوات صدق من أَخ لَك قد صفا) (وَقت الطّواف وَفِي السُّجُود وعندما ... يمْضِي إِلَى المسعاة من بَاب الصَّفَا) عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبي بكر القَاضِي عَلَاء الدّين ويلقب فِي بَلَده بِنور الدّين بن الخواجا شهَاب الدّين الْبكْرِيّ فِيمَا قَالَ الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي ابْن عَمه عمر بن مُحَمَّد وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن الصَّابُونِي نَشأ كأبيه تَاجِرًا فحفظ الْقُرْآن بل بَلغنِي أَنه جاور بِمَكَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَنه تَلا فِيهِ تجويدا على الزين بن عَيَّاش وَأَنه تولع بالنشاب حَتَّى تميز فِيهِ وَقدم الْقَاهِرَة على الظَّاهِر خشقدم لاختصاصه بِهِ وبأبيه فولاه نظر الإسطبل فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ عوضا عَن الشّرف بن البقري ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ نظر الْأَوْقَاف وَلم يلبث أَن رَجَعَ إِلَى بِلَاده فاستقر عوضه فيهمَا سعد الدّين الْبكْرِيّ كَاتب العليق فِي شعبانها ثمَّ عَاد بعد يسير فقرره وَكيل بَيت المَال وناظر الْكسْوَة والجوالي فِي صفر الَّتِي تَلِيهَا عوض الشرفي الْأنْصَارِيّ ثمَّ نَاظر البيمارستان عوض

ابْن المرخم ثمَّ نَاظر الأحباس، وَلَا زَالَ يترقى ويتأدب مَعَ النَّاس وَيحسن لمنقطعي الْعلمَاء وَرُبمَا حضر إِلَيْهِ بَعضهم للْقِرَاءَة فَقَط والتحديث كالعبادي والبهاء بن الْمصْرِيّ وَأبي الْعَبَّاس الْقُدسِي وَقَرَأَ عَليّ بِحَضْرَتِهِ شَيْئا من تصانيفي وَالْتمس مني حِين نظره للجوالي جمع العهود فَعمِلت لَهُ كراسة وَوصل إِلَى من صلته شَيْء كثير سِيمَا فِي سنة سبعين وَالَّتِي بعْدهَا وَأَنا بِمَكَّة حَتَّى اسْتَقر فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق عوض الْجمال الباعوني وَفِي نظر جيشها عوض البدري حسن بن المزلق وَكِلَاهُمَا فِي الْمحرم سنة سبعين وَصَارَ نظر الجوالي للكمالي بن نَاظر الْخَاص والأحباس لِابْنِ الشرفي الْأنْصَارِيّ والبيمارستان لِابْنِ البقري، وَلم يسمح بمفارقة الْقَاهِرَة بل استناب وَالِده فِي علق) وَظِيفَة الْقَضَاء وَابْن عَمه الزين عمر بن الشَّمْس مُحَمَّد فِي نظر الْجَيْش وَلم يعلم بِإِقَامَة متوليهما بِالْقَاهِرَةِ ومباشرة نوابه لَهما لأحد قبله، وَاسْتمرّ كَذَلِك إِلَى أَن أمْسكهُ الْأَشْرَف قايتباي فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بِدُونِ سَبَب ظَاهر ورسم عَلَيْهِ بطبقة الزِّمَام وَغَيرهَا وَأعَاد ابْن المزلق لنظر الْجَيْش والخيضري للْقَضَاء بل اعتقل وَالِده هُنَاكَ ثَلَاثَة أشهر مُتَّصِلَة بِمَوْتِهِ الْكَائِن فِي محرم الَّتِي تَلِيهَا وَكَانَ ذَلِك باعثا على الْحَث فِي استخلاص المَال بِحَيْثُ ضرب صَاحب التَّرْجَمَة فِي ربيع الأول التَّالِي لَهُ بقاعة الدهيشة على رجلَيْهِ إِلَى أَن أذعن للمطلوب مِنْهُ وَهُوَ فِيمَا قيل مائَة ألف دِينَار وَأورد من ذَلِك بالجهد مَا أمكنه ثمَّ فِي منتصف الشَّهْر بعده سَافر لدمشق مَعَ السيفي جَانِبك الخاصكي للسعي فِي بَاقِيه، وَأقَام بالخليل مُدَّة وَاسْتقر فِي نظر الْخَاص عقب البدري بن مزهر وتزايد تَعبه وتحمله وَهُوَ لَا يرحم وَقَامَ بِبَابِهِ غير وَاحِد مِمَّن عَم الضَّرَر بهم كَعبد الْوَهَّاب والصفدي وزاحم الْعَصَبَات لاتفاقه مَعَ الْوزر فِي إِضَافَة الْمَوَارِيث الحشرية إِلَيْهِ على قدر معِين يحمل إِلَيْهِ وابتنى تربة بِالْقربِ من جَامع آل ملك وَلما مَاتَ الْجلَال الْبكْرِيّ دَفنه بهَا. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سويدان بِالتَّصْغِيرِ ابْن خلف بن ظهير بِالتَّكْبِيرِ نور الدّين المنزلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سويدان وَهُوَ لقب جسده مُحَمَّد وَرُبمَا يَجْعَل أَبَا لمُحَمد وَهُوَ غير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن يحيى المنزلي أَيْضا الْمَعْرُوف بِابْن سويدان. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَنْزِلَة بني حسون جوَار منية بدران وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والملحة وَبَعض الْحَاوِي الفرعي وَحضر دروس الشَّمْس الغراقي وَابْن المجدي وَالشَّمْس الْحَنَفِيّ الصُّوفِي ومواعيد السراج البُلْقِينِيّ واشتغل بالعروض على أَحْمد البجائي، وَحج فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وزار

بَيت الْمُقَدّس مرَارًا وَكَذَا سَافر إِلَى دمشق للتِّجَارَة غير مرّة وَإِلَى الْقَاهِرَة وَكَانَ شَيخا وقورا مَقْبُول الشكل بهيا فكها حُلْو النادرة جميل الطَّرِيقَة مَحْمُود السِّيرَة لَهُ مُشَاركَة فِي النَّحْو وَغَيره مَعَ ذكاء وَسُرْعَة جَوَاب وغوص على النكت ونظم جيد منسجم، وَمِمَّنْ لقِيه ابْن فَهد والبقاعي فَكتب عَنهُ الْكثير وَمن ذَلِك مَا نظمه لمن ختم الْقُرْآن وأوله: (طُوبَى لمن قَرَأَ الْقُرْآن فأحكمه ... وَلمن وعاه بسمعه وتفهمه) (وَلمن تهجد فِي مُصَلَّاهُ بِهِ ... وَلمن تدبره وَحل مترجمه) (وَلمن أحل حَلَاله وأتى على ... تَحْرِيم مَا فِيهِ الْحَرَام فحرمه) ) إِلَى آخرهَا وَمِنْه: (لاعبتها الشطرنج ثمَّ ضربتها ... بالرخ شاه سترت بالفيل) (قَالَت فنفسك قلت قد حسنتها ... لَكِن خذي فرسي فدَاك وفا لي) وَقَوله: (ومليح أَتَمَنَّى طول عمري مِنْهُ وصلا ... قلت صلني قَالَه مَه لن قلت مهلا) مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بالمنزلة رَحمَه الله. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن شُعَيْب الغمري ثمَّ الْمحلي الْمَاضِي أَبوهُ. قَرَأَ الْقُرْآن وَصَحب الْفُقَرَاء وَهُوَ طَوِيل اللِّحْيَة خَفِيف الرّوح من أَصْحَاب أبي الْعَبَّاس بن الغمري. ترك لَهُ أَبوهُ مَا لم يكن الظَّن أَنه يملكهُ، وَهُوَ مِمَّن سمع مني. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْحق الْعَلَاء بن الشهَاب الغمري الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ مُحَمَّد وَيعرف كأبيه بِابْن عبد الْحق. مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع مني وتكسب بِالتِّجَارَة وسافر فِيهَا إِلَى الشَّام وَغَيرهَا وَلَا بَأْس بِهِ قيمًا أَرْجُو بِهِ هُوَ أصلح من أَخِيه جزما. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن النُّور بن الشهَاب بن نَاصِر الدّين بن الْوَجِيه السكندري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن عبد الرَّحْمَن الغزولي. ولد سنة ثَمَان وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالإسكندرية وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة فَقَرَأَ عَليّ فِي الشفا وَفِي الْإِصْلَاح كشرح النخبة والتقريب وَكَذَا قَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ وَغَيرهَا وَأخذ أَيْضا عَن ابْن قَاسم والبدر بن الديري فِي آخَرين كالصلاح الطرابلسي وَمن قبل الْإسْكَنْدَريَّة عَن النوبي وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْقرَاءَات السَّبع إفرادا وجمعا وَكَذَا جمع الْيَسِير على الهيثمي وجعفر وَغَيرهمَا وَحفظ الشاطبية وألفية النَّحْو وغالب الْمجمع وَغير ذَلِك، وَدخل دمياط وَغَيرهَا، وَعِنْده عقل وتؤدة ولطف مَعَ فهم وتودد بل أوقفني على تَعْلِيق لَهُ على الجرمية قرضه لي النوبي وَابْن قَاسم وَابْن الديري شُيُوخه والعفيف قَاضِي بَلَده وقرضته لَهُ أَيْضا فِي جُمَادَى سنة إِحْدَى وَتِسْعين.

عَليّ بن أَحْمد بن حمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْعَلَاء المرداوي ثمَّ الصَّالح الْحَنْبَلِيّ سبط أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُحب. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأحضر فِي صغره على جده لأمه بل أسمع عَلَيْهِ وعَلى زَيْنَب ابْنة كَمَال وحبيبة ابْنة الزين والعماد أبي بكر بن مُحَمَّد بن الرضي وَأَبا مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد بن الْمُحب وأخيه مُحَمَّد والبدر أَبَا الْمَعَالِي بن) أبي التائب وَسليمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَنْصُور والشهاب أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي وَعَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن الْمُسلم الحرانية والحافظ الْمزي وَعبد الله بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْخَطِيب مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل المرداوي وَمُحَمّد بن دَاوُد بن حمزه وَعبد الله بن عَليّ بن الْحُسَيْن التكريتي وَأحمد بن يُوسُف بن السلار وَخلق وروى عَنهُ شَيخنَا فَأكْثر وَمن مروياته الشَّمَائِل النَّبَوِيَّة لِلتِّرْمِذِي حضرها فِي الرَّابِعَة على شُيُوخ عبد الله بن خَلِيل الحرستاني الْمَاضِي، قَالَ شَيخنَا: وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث بعد الكائنة وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَفِي الْأَحْيَاء آخر سنة تسع وَثَمَانِينَ من لَهُ مِنْهُ إجَازَة رَحمَه الله. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن نَاصِر نور الدّين بن الشهَاب الدرشابي الأَصْل السكندري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن اشْتغل قَلِيلا وَقَرَأَ على مجَالِس من البُخَارِيّ. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْخَطِيب أَبُو الْحسن بن درباس أَخُو الْفَخر أَحْمد الْمَاضِي. مِمَّن سمع على شَيخنَا وَغَيره. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن وجيه بن مخلوف بن صلح بن جِبْرِيل بن عبد الله نور الدّين بن الشهَاب بن القطب أبي البركات الششيني نِسْبَة لششين الكوم من قرى الْمحلة الْمحلي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي ثمَّ الْحَنْبَلِيّ وَالِد الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن قطب وبالششيني. ولد فِي مستهل رَمَضَان سنة سبع وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَشرع فِي حفظ التَّنْبِيه ليَكُون شافعيا كأسلافه فَأَشَارَ عبد الْكَرِيم الكتبي على أَبِيه أَن يحوله حنبليا فَفعل وَحفظ الْخرقِيّ ثمَّ الْمُحَرر وتفقه بالمحب بن نصر الله والنور بن الرزاز المتبولي وَبِه انْتفع والبدر الْبَغْدَادِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ وَعَلِيهِ سمع صَحِيح مُسلم والتقي بن قندس لقِيه بِالشَّام وَغَيرهَا وَأذن لَهُ هُوَ وَغَيره بالإفتاء والتدريس وَأخذ عَن أبي الْفضل البجائي المغربي فِي أصُول الْفِقْه والعربية وَسمع على شَيخنَا أَشْيَاء بل كتب عَنهُ فِي الْإِمْلَاء وَكَذَا سمع على الشّرف أبي الْفَتْح

المراغي والشهاب الزفتاوي بِمَكَّة وَسمع بِالْقَاهِرَةِ على ابْن نَاظر الصاحبة والطحان وَابْن بردس فِي صفر سنة خمس وَأَرْبَعين بِحَضْرَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ بل كَانَ يخبر أَنه سمع فِي صغره على الْجمال الْحَنْبَلِيّ فَالله أعلم، وَحج مرَّتَيْنِ الثَّانِيَة فِي سنة خمسين وجاور الَّتِي بعْدهَا وَكَذَا دخل الشَّام وحماه وَغَيرهمَا وناب فِي الْعُقُود والفسوخ عَن الْعِزّ الْقُدسِي ثمَّ فِي الْأَحْكَام عَن الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ بل استنابه شَيخنَا فِي نَاحيَة ششين الكوم وَنَشَأ وعملهما وَجلسَ) بِبَعْض الحوانيت منتدبا للْأَحْكَام وتنزل فِي صوفية الأشرفية برسباي أول مَا فتحت وَاسْتقر فِي تدريس الْحَنَابِلَة بالصالح بعد موت شَيْخه ابْن الرزاز ثمَّ انتزع مِنْهُ بعنف بالترسيم والإهانة بِقِيَام القَاضِي مذْهبه الْعِزّ الْكِنَانِي وَالشَّمْس الأمشاطي محتجين بِوُجُود حفيدين للمتوفي لَيست فيهمَا أَهْلِيَّة وَمَا كَانَ بأسرع من مَوْتهمَا وَاسْتقر الدَّرْس باسم الْعِزّ وَقد أدمن صَاحب التَّرْجَمَة من مطالعة الْفُرُوع لِابْنِ مُفْلِح بِحَيْثُ كَانَ يَأْتِي على أَكْثَرهَا عَن ظهر قلب وَصَارَ بِأخرَة من أجل النواب مَعَ جفَاء قاضيه لَهُ مِمَّا لم أكن أَحْمَده مِنْهُ وَاتفقَ لَهُ قَدِيما مِمَّا أرخه شَيخنَا أَنه انْفَرد بِرُؤْيَة هِلَال رَمَضَان فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ مَعَ إِجْمَاع أهل الْمِيقَات على أَنه يغيب مَعَ غيبوبة الشَّمْس فَأرْسل بِهِ شَيخنَا إِلَى السُّلْطَان ليعلمه بذلك فَسَأَلَ عَنهُ فَأَثْنوا عَلَيْهِ لكَون قريب جليسه الولوي بن قَاسم فَأمر بِعَمَل مَا يَقْتَضِيهِ الشَّرْع فَأَقَامَ الشَّهَادَة عِنْد قَاضِي الْحَنَابِلَة وَحكم بِهِ بِمُقْتَضى شَهَادَته ثمَّ أَن النَّاس مَا عدا شَيخنَا وَبَقِيَّة رفقته تراءوا هِلَال شَوَّال بعد استكمال ثَلَاثِينَ استظهارا فَلم يروه وَلَكِن اتّفق أَن غَالب الْجِهَات المتباعدة وَكَثِيرًا من المتقاربة عيدوا كَذَلِك وَكَأَنَّهُم رَأَوْهُ إِمَّا أَولا أَو آخرا، وَبِالْجُمْلَةِ فَنعم صَاحب التَّرْجَمَة كَانَ. مَاتَ فَجْأَة فِي صفر سنة سبعين وَصلى عَلَيْهِ برحبة مصلى بَاب النَّصْر تقدم النَّاس وَلَده مَعَ كَون الشَّافِعِي مِمَّن حضر وتألم لذَلِك ظنا أَن الْحَنْبَلِيّ هُوَ الْمُقدم لَهُ فخففت عَنهُ رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر أَبُو الْحسن بن أبي الْعَبَّاس الغمري الْمحلي وَهُوَ بكنيته أشهر. يَأْتِي فِي الكنى إِن شَاءَ الله. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْمَقْدِسِي. هَكَذَا قرأته بِخَط بَعضهم وَقد مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد قَرِيبا. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعَلَاء الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْغَزِّي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة وَإِمَام إينال وَيعرف بالغزي. ولد سنة عشر وَثَمَانمِائَة بغزة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والكنز والمنظومة للنسفي وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على نَاصِر الدّين الإياسي مدرس غَزَّة ومفتيها وَصَحب فِي صغره الْبُرْهَان بن زقاعة وتدرب بِهِ وَيُقَال أَنه كَانَ يدْرِي

الْقرَاءَات واتصل بِخِدْمَة الْأَشْرَف إينال لما ولي نِيَابَة غَزَّة وَعلم أَوْلَاده الْقُرْآن ثمَّ ترقى حَتَّى أم بِهِ وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وبجماعته ووثقوا بأمانته وديانته فَلَمَّا تسلطن وَصَارَ من أئمته وولاه نظر الْأَوْقَاف وَعظم أمره وَجمع أَمْوَالًا جمة كَانَ ينفدها إِمَّا فِي عمَارَة أَو فِي هبة فَإِنَّهُ كَانَ غَايَة فِي الْكَرم بل يرتقي إِلَى التبذير مَعَ تحر فِي الطَّهَارَة ووسواس زَائِد وَتَدين وعفة وطيش وخفة وَقد سَمِعت مِنْهُ مَا نقمته جدا عَلَيْهِ) لما شافهته بإنكاره سرا وَكَذَا حكى عَنهُ غَيْرِي شَيْئا من نمطه. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعَلَاء الشِّيرَازِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. ولد فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد واشتغل بِالْعلمِ فِي كبره وَأخذ عَن غير وَاحِد وجال وَصَحب الرِّجَال إِلَى أَن برع فِي الْفِقْه وأصوله والنحو والمنطق والتصوف وَغَيرهَا وصنف تَفْسِيرا وشرحا على الْحَاوِي وَغير ذَلِك وَتكلم على النَّاس فِي علم التَّوْحِيد بِعِبَارَة بليغة فصيحة دَالَّة على غزارة مدده وتحققه بِكَلَام الْقَوْم وَأما فِي عُلُوم الْأَوَائِل فَكَانَ لَا يجارى فِيهَا وَكَذَا كَانَ إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي علم الرمل وَقد قطن مَكَّة بعيد الثَّلَاثِينَ فسكن الزاوية الْمَعْرُوفَة بالجنيد بجبل قعيقعان وَأخذ عَنهُ غير وَاحِد وَصَارَ لَهُ صيت، لَقيته بينبع سنة سِتّ وَخمسين فَسمِعت من لَفظه خطْبَة شرحة على الْحَاوِي وشيئا من أول تَفْسِيره وَأَشْيَاء من تصانيفه، وَكَانَ نير الشيبة فصيحا مفوها حسن الْمظهر وسريرته فِي تصوفه إِلَى الله. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَصلي عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد نور الدّين القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالصوفي. ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا يَتِيما فحفظ الْقُرْآن والعمدة والكنز والمنار وَيَقُول العَبْد وألفية ابْن مَالك وَعرض بعيد الْأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا على شَيخنَا ومستمليه والقاياتي والزين عبَادَة والمحب بن نصر الله فِي آخَرين وَعمل العرافة فِي مكتب السَّبِيل بالأشرفية عِنْد الشَّمْس الكركي وَتخرج بِهِ قَلِيلا واشتغل فتفقه بِابْن الدويري والعضدي الصيرامي والشمني وَابْن الجندي والزين قَاسم وَالشَّمْس الكريمي والبرهان الْهِنْدِيّ فِي آخَرين وَأكْثر من مُلَازمَة ثانيهم فِي ذَلِك وَفِي الْأَصْلَيْنِ وَغَيرهَا وَكَانَ مُقيما عِنْده لتأديب بنيه ولغير ذَلِك، وَحج مَعَه فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي بل جود فِي الْقُرْآن على الزين بن عَيَّاش وَكَذَا جوده على الزين طَاهِر وَابْن كزلبغا وَعبد الرَّزَّاق الطرابلسي وَكتب عَلَيْهِ وعَلى الْبُرْهَان الفرنوي وَكَذَا

لَازم ابْن الديري كثيرا جدا فِي الْفِقْه وَفِي الْأُصُول وَفِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَغَيرهَا وَكتب عَنهُ قصيدة من نظمه فِيهَا بَدَائِع وَأخذ عَن الكريمي والهندي أَيْضا فِي الْأُصُول وَعَن ابْن الجندي والأبدي والخواص فِي الْعَرَبيَّة وَقَرَأَ على الْخَواص مقدمته فِي الْعرُوض والقوافي وَأخذ مُخْتَصر شرح الشواهد عَن مُؤَلفه الْعَيْنِيّ) سَمَاعا وَكَذَا قِرَاءَة بل قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه لخطبة هَذَا الْمُخْتَصر وَسمع عَلَيْهِ وعَلى شَيخنَا وَابْن الديري والرشيدي وَآخَرين وَأذن لَهُ غير وَاحِد بالإفتاء والتدريس كَابْن الديري وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَجلسَ بِبَابِهِ فَكَانَ أحد أهل الْحل وَالْعقد هُنَاكَ بل نَاب عَنهُ وَعَن من بعده فِي الْقَضَاء وسافر فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ صُحْبَة برسباي البجاسي على قَضَاء الْمحمل ثمَّ جاور بعد أَيْضا سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَاسْتقر فِي تدريس الجانبكية برغبة الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَفِي الْإِعَادَة بالأبو بكرية برغبة الشَّمْس الأمشاطي لَهُ عَنهُ حِين أَخذ مشيخة البرقوقية وَفِي تدريس المهمندارية برغبة الشَّمْس الجلالي خَازِن المحمودية وَفِي تدريس الأقبغاوية بعد السَّيْف بن الحوندار وَفِي تدريس الطَّحَاوِيّ بالمؤيدية بعد الْأمين الأقصرائي وَفِي الْإِعَادَة بالمنصورية بعد أفضل الدّين القرمي وَفِي الصرغتمشية وَغَيرهَا من الْجِهَات وَصَارَ أحد أَعْيَان النواب مَعَ دربة وسياسة وعقل وتودد وخبرة بِالْأَحْكَامِ والمصطلح وَيُقَال أَنه ينتمي للشمس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر السعودي أحد أَعْيَان الْحَنَفِيَّة الْآتِي فِي المحمدين وَهُوَ مِمَّن كثر تردده إِلَيّ وعملت لَهُ مَجْلِسا حِين أَخذ الطَّحَاوِيّ وَكَثُرت مُرَاجعَته لي فِي ذَلِك وحمدت أدبه. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد نور الدّين الطنتدائي الفرضي. مضى فِيمَن جده عَليّ بن عبد الله بن سَنَد. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْحَنْبَلِيّ الْقطَّان. رجل فَقير يتكسب ويشتغل يَسِيرا وَسمع الحَدِيث وَهُوَ مِمَّن أَخذ عني. مَاتَ فِي. عَليّ بن أَحْمد بن مِفْتَاح بن فطيس القباني وَالِد أبي بكر وَمُحَمّد. مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ بساحل جدة وَحمل فَدفن بالمعلاة. عَليّ بن أَحْمد بن مِفْتَاح النُّور بن الشهَاب القفيلي نِسْبَة إِلَى القفيل من أَعمال حلى بن يَعْقُوب الْمَكِّيّ. كَانَ جده عبد أَمِير مَكَّة ثقبة بن رميثة الْحسنى واحتاط هَذَا على تَرِكَة وَالِده وَكَانَ تَاجِرًا وتسبب وَعرف عِنْد النَّاس وَصَارَ يتَرَدَّد للتِّجَارَة إِلَى الْيمن. وَمَات بِمَكَّة فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ. عَليّ بن أَحْمد بن هِلَال بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ الشهير بِابْن القصيف. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. أرخهم ابْن فَهد.

عَليّ بن أَحْمد بن يُوسُف السَّيِّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن العلامي الشهابي أبي الْعَبَّاس. الرُّومِي ثمَّ) الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ. مِمَّن أَخذ عني أَشْيَاء وكتبت لَهُ إجَازَة. عَليّ بن أَحْمد نور الدّين الْأَزْهَرِي الْحَنَفِيّ الأسمر. مضى فِيمَن جده خَليفَة. عَليّ بن أَحْمد نور الدّين القجطوخي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الْمُقْرِئ أحد الشُّهُود الجالسين تجاه حَانُوت المجهزين بِالْقربِ من الجوانية وَيعرف بَين أهل بَلَده بِابْن فليفل. ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بقوج طوخ من الغربية غربي طنتدا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ثمَّ تحول إِلَى الْأَزْهَر فجاور بِهِ وَقَرَأَ الرسَالَة والشاطبيتين وَغَيرهَا واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره قَلِيلا وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا، واعتنى بالقراءات فَأَخذهَا عَن عبد الْغَنِيّ الهيثمي والزين جَعْفَر وناصر الدّين الأخميمي حَتَّى أتقن السَّبع بل وَأخذ عَن السنهوري وأجيز، وَحج وجاور وسافر عيداب وَغَيرهَا وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ مِمَّن يتكسب بِالشَّهَادَةِ حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ رَحمَه الله. عَليّ بن أَحْمد الْمُوفق بن سَالم. فِيمَن جده مُحَمَّد بن سَالم. عَليّ بن أَحْمد الْمصْرِيّ ثمَّ الشَّامي الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ وَيعرف بِابْن صَدَقَة. ولد سنة تسعين وَسَبْعمائة وَأخذ الْفِقْه عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والتقي بن قَاضِي شُهْبَة وَحضر دروس الْعَلَاء البُخَارِيّ وبرع وصنف معالم الْأَحْكَام فِي الْفِقْه والكوكب الْوَهَّاج فِي شرح الْمِنْهَاج وأسرار الْعِبَادَات والقربة إِلَى رب البريات وَالْجمع الْمُنْتَخب فِي الْوَعْظ والخطب أثنى عَلَيْهِ الدوماطي بالتواضع والتودد وكرم النَّفس مَاتَ فِي. عَليّ بن أَحْمد الزيَادي بِالتَّشْدِيدِ نِسْبَة لمحلة زِيَاد بالغربية، وَهُوَ وَالِد مُحَمَّد وَأحمد وعزيزة وَأحمد صوفية سعيد السُّعَدَاء. مَاتَ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَكَانَ خيرا. عَليّ بن أَحْمد الشيبي الْعِرَاقِيّ. فِيمَن جده عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى. عَليّ بن أَحْمد الصَّنْعَانِيّ الْيَمَانِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَقيته بالمهجم فأنشدني قصيدة رثى بهَا الْبُرْهَان الْمحلي ومدح فِي آخرهَا ابْنة الشهَاب أَولهَا: (هِيَ المنايا فَلَا تبقي على أحد ... لَا وَالِد مُشفق بر وَلَا ولد) قَالَ: وَمن الْعَجَائِب أَن الشهَاب مَاتَ فِي تِلْكَ السّنة أَعنِي سنة سِتّ فَمَاتَ الْوَالِد وَالْولد. عَليّ بن أَحْمد الطناني ثمَّ القاهري الغزولي. قَرَأَ الْقُرْآن وجوده على الْوَالِد وَأَقْبل على التكسب) فِي سوق الْغَزل وَغَيره وتمول وَلَا سِيمَا بالمعاملات مَعَ التقلل من المصروف وَقد حج كثيرا. وَمَات فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ سَائِر بطرِيق الْحجاز قبل الْوُصُول إِلَى رابغ وَدفن بهَا وَتَفَرَّقَتْ أَمْوَاله حَتَّى أوقافه فَلم تصرف فِيمَا عينهَا لَهُ وَقد كَانَ جعل النّظر فِيهَا

إِلَيّ فَمَا الْتفت لذَلِك وَكَانَ كثير التِّلَاوَة محافظا على الْجَمَاعَة وزيارة الصَّالِحين وَحسنت حَاله كثيرا قبيل مَوته سامحه الله ورحمه وإيانا. عَليّ بن أَحْمد الوزروالي المغربي كَانَ صَالحا. مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. أرخه لي بعض المغاربة. عَليّ بن أَحْمد اليمني من أهل أَبْيَات حُسَيْن ويلقب بالأزرق. كَانَ كثير الْعِنَايَة بالفقه وَجمع فِيهِ كتابا كَبِيرا. مَاتَ فِي سنة تسع. أرخه شَيخنَا فِي أنبائه وَالظَّاهِر أَنه غير الصَّنْعَانِيّ الْمَاضِي قَرِيبا. عَليّ بن إِدْرِيس الْعَلَاء الرُّومِي العلائي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ جد الْبَدْر مُحَمَّد بن الْبَدْر أَحْمد الْآتِي. مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين عَن بضع وَسبعين وَكَانَ مِمَّن قدم من الرّوم شَابًّا فاشتغل عَن ابْن القباني والبدر بن الْعَيْنِيّ والطبقة فِي الْفِقْه وَأَصله والعربية وتنزل فِي المؤيدية أول مَا فتحت ثمَّ لما قدم الكافياجي لزمَه فِي ذَلِك حَتَّى مَاتَ بِحَيْثُ نزله فِي التربة الأشرفية. وَحج غير مرّة وَكَانَ الظَّاهِر جقمق يسعفه فِي ذَلِك ودرس بِبَعْض الْأَمَاكِن من نواحي النِّيَابَة وَكَانَ طارح التَّكَلُّف خيرا فَاضلا. أفادنيه حفيده. عَليّ بن الأرزق. فِي ابْن أبي بكر بن خَليفَة. عَليّ بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد بن مصلح بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن حجي الْعَلَاء التَّمِيمِي الخليلي الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد وَعبد الرَّحْمَن. ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة واشتغل وَأخذ عَن البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن وَغَيرهَا وأذنا لَهُ بالإفتاء والتدريس وَسمع على الْعِرَاقِيّ والتنوخي وَطَائِفَة، وَولي قَضَاء الْقُدس وَكَذَا الْخَلِيل وَأعَاد بالصلاحية أَيَّام قَضَائِهِ بالقدس بل نَاب فِي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ عَالما فَاضلا جيدا حسن السِّيرَة والملتقى. مَاتَ فِي سنة ثَلَاثِينَ بالخليل رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن إسكندر وَيعرف بِابْن الفيسي بِالْفَاءِ الْمَفْتُوحَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة وَبعدهَا سين مُهْملَة لكَون وَالِده كَانَ ابْن أُخْت زَوْجَة كمشبغا الفيسي. بَاشر المعلمية ثمَّ الحبسة ثمَّ الْولَايَة ونقابة الْجَيْش فِي أَوْقَات وَكَانَ ظَالِما وضيعا. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين وَمن الْغَرِيب) سكناهُ بِبَيْت سميه ابْن رَمَضَان بحارة برجوان بعد مَوته فاتفق لَهُ كَمَا اتّفق لَهُ فَإِن هَذَا خرج مَعَ السُّلْطَان إِلَى السرحة فَمَاتَ فَجْأَة وَحمل إِلَى الْقَاهِرَة وَذَلِكَ كَمَا سَيَأْتِي خرج مَعَ الشهابي بن الْعَيْنِيّ إِلَى الغريبة فَمَاتَ شَبيه الْفجأَة وَحمل إِلَى الْقَاهِرَة أَيْضا وَسَائِر أحوالهما المتقاربة. عَليّ بن إِسْلَام بن يحيى بن مكرم العلائي الْحَنَفِيّ أحد فضلائهم وَيعرف وَالِده ببالجه. مِمَّن سمع على شَيخنَا.

عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الشّحْنَة الدَّارِيّ القصراوي الخليلي. ولد كَمَا أخبر فِي سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وأسمع على الْمَيْدُومِيُّ الْمِائَة المنتقاة من جَامع التِّرْمِذِيّ انتقاء العلائي بِسَمَاعِهِ من ابْن خطيب المزة والقسطلاني وَحدث، ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز لِابْني من الْخَلِيل فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين. عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن حسن بن أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الله الْحلَبِي الشَّافِعِي الكعكي حِرْفَة نزيل مصر وَيعرف بنقيش لقب لقب بِهِ لطلوع جدري فِي وَجهه بَقِي أَثَره فِيهِ. ولد بحلب سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَقَرَأَ قَلِيلا من الْقُرْآن وسافر إِلَى الْقَاهِرَة قبل الْقرن ثمَّ قطنها عِنْد الْفِتْنَة التمرية، وَحج وجاور وزار بَيت الْمُقَدّس كثيرا والخليل، وخالط الأدباء وطارح الشُّعَرَاء فنظم فِي البحور وَمهر فِي الزجل حَتَّى فاق الأقران وَسبق فِي حلبة الْأَدَب فحول الرِّهَان، وَكَانَ شَيخا هما زري الْهَيْئَة والمنظر يحسبه من رَآهُ لَا يحسن الْكَلَام الْعرفِيّ فَإِذا انْطلق كَانَ كالبحر وأتى بالغرائب بَاعه فِي الْأَدَب طَوِيل ومادته وَاسِعَة وذوقه نِهَايَة مَعَ حسن همة وَشرف نفس، قد لقِيه البقاعي فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ فَكتب عَنهُ من نظمه كثيرا وَمن ذَلِك مضمنا: (وَلما أَنْعَمت ليلِي بلبل ... بِطيب الْوَصْل مذ شط المزار) (حَدِيث خرافة يَا أم عَمْرو ... كَلَام اللَّيْل يمحوه النَّهَار) ومقتبسا: (عُيُون الْحبّ مَا للكحل فِيكُم ... وَمَا للسحر فِي الأجفان سَار) (تبَارك من توفاكم بلَيْل ... وَيعلم مَا جرحتم بِالنَّهَارِ) وَمرض بعد ذَلِك مَرضا احْتَاجَ فِي علاجه إِلَى لُزُوم الْمكْث فِي الْحمام. وَأَظنهُ مَاتَ عَن قرب عَفا الله عَنهُ.) عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْمجِيد الأبياري. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل نور الدّين أَبُو إِسْمَاعِيل النبتيتي الشَّافِعِي أحد أَصْحَاب الغمري وَيعرف بِابْن الْجمال وَالِد إِسْمَاعِيل الْمَاضِي. أَظن مولده قَرِيبا من سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة. إِنْسَان خير مديم للتلاوة مكرم للوافدين سَائل عَن مسَائِل دينية لَهُ جلالة وَقدم فِي الْعِبَادَة والانجماع واهتمام بالزرع وحرص على إِخْرَاج حق الله مِنْهُم، وَقد حج غير مرّة برا وبحرا وجاور بِكُل من الْحَرَمَيْنِ وزار بَيت الْمُقَدّس وَحضر عِنْدِي فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَكَذَا سمع على جلّ السِّيرَة النَّبَوِيَّة وقصدني بِالسَّلَامِ كثيرا وَأهْدى إِلَيّ أوقاتا وَنعم الرجل نفعنا الله بِهِ. عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسْلَان

الْعَلَاء بن الْحَافِظ الْعِمَاد البعلي الْحَنْبَلِيّ أَخُو التَّاج مُحَمَّد وَيعرف كسلفه بِابْن بردس. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَسمع من جمَاعَة من أَصْحَاب الْفَخر كَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر سمع عَلَيْهِمَا مشيخة الْفَخر مَعَ الذيل وعَلى أَولهَا فَقَط سنَن أَبى دَاوُد التِّرْمِذِيّ وعَلى ثَانِيهمَا الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي ومسند ابْن عَبَّاس من مُسْند أَحْمد وكأبي عَليّ بن الهبل سمع عَلَيْهِ ثَانِي الحربيات وكأبي عبد الله مُحَمَّد بن الْمُحب عبد الله الْمَقْدِسِي سمع عَلَيْهِ جُزْء ابْن نحيت وجزء بقرة بني إِسْمَاعِيل فِي آخَرين، وَحدث بِبَلَدِهِ وبدمشق واستقدم الْقَاهِرَة فَحدث بهَا أَيْضا وَأخذ عَنهُ الْأَعْيَان وَفِي الروَاة عَنهُ كَثْرَة وسافر مِنْهَا فَمَاتَ بِدِمَشْق فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَدفن بتربة الشَّيْخ رسْلَان وَوهم من أرخه فِي سنة خمس، وَكَانَ شَيخا نحيفا دينا خيرا يتعانى الْأَذَان بِبَلَدِهِ مَعَ خفَّة روح وحلاوة لفظ، وَقد ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: أجَاز لِابْني فِي سنة خمس وَعشْرين رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف الخواجا نور الدّين الرُّومِي الْمَكِّيّ الشهير بِابْن البهلوان. ملك دورا بِمَكَّة وعمرها. وَمَات فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن اقبرس. فِي ابْن مُحَمَّد بن أقبرس. عَليّ بن أَمِين الدّين بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عَبَّاس بن فتيَان البعلي الْحَنْبَلِيّ الشهير بِابْن اللحام. ولد فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل بِبَلَدِهِ على الشَّمْس بن اليونانية وَسمع بهَا) جمَاعَة وَكَذَا اشْتغل بِدِمَشْق فِي الْفِقْه وأصوله وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الْجُمُعَة عيد الْأَضْحَى سنة ثَلَاث. عَليّ بن أيبك بن عبد الله عَلَاء الدّين التقصباوي الناصري الدِّمَشْقِي الأديب ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وتعانى الشّعْر ومدح الأكابر وطارح الأدباء، وَكَانَ أديبا ماهرا بارعا بليغا لَهُ النّظم الرَّائِق الْفَائِق كتب عَنهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي من نظمه موشحا أَوله: (إِن كنت غَضْبَان يَا حَبِيبِي ... ارْجع إِلَى الله من قريب) (وَاجعَل نَصِيبي رضاك يَا من ... خدوده وردهَا نَصِيبي) (واعطف على ضعْفي ... يَا مائس الْعَطف) وَله: (كَأَن الراح لما رَاح يسْعَى ... بهَا فِي الراح مياس القوام) (سنا المريخ فِي كف الثريا ... يحيينا بِهِ بدر التَّمام) وَقَوله: (فِي حلب الشَّهْبَاء ظَبْي سَطَا ... بحاجب أفتك من طرفه) (لقوسه فِي جوشني أسْهم ... وَالْقَصْد عين التل من ردفه)

وَله قصيدة لأمية فِي مدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على وزن بَانَتْ سعاد انتقد عَلَيْهِ فِيهَا أَشْيَاء الْعَلامَة الصَّدْر بن الْعِزّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَكَانَ ذَلِك سَببا لمحنة الصَّدْر وَظهر الْحق مَعَ صَاحب التَّرْجَمَة كَمَا بسط فِي مَحل آخر. ذكره ابْن خطيب الناصرية وأرخ مَوته فِي سنة ثَلَاث وَقيل فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وَقَالَ: أجَاز لي بِخَطِّهِ وَهُوَ الْقَائِل: (مَا أكْرم الْغُصْن فِي الخريف وَقد ... أثرت الرّيح فِيهِ تَأْثِيرا) (لما أَتَى النَّهر سَائِلًا مَلَأت ... أوراقه كَفه دنانيرا) مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَله ثَمَان وَسَبْعُونَ سنة، وَذكره فِي أنبائه فَقَالَ الشَّاعِر: اشْتهر بالنظم قَدِيما وطبقته متوسطة، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر مِنْهُ وَقَالَ الشّعْر الْفَائِق وَلكنه بِالنِّسْبَةِ إِلَى طبقَة فَوْقه متوسطة وَله مدائح نبوية وَغَيرهَا وَقد يَقع لَهُ الْمَقْطُوع النَّادِر كَقَوْلِه مضمنا:) (مليح قَامَ يجذب غُصْن بَان ... فَمَال الْغُصْن منعطفا عَلَيْهِ) (وَمَال الْغُصْن نَحْو أَخِيه طبع ... وَشبه الشَّيْء منجذب إِلَيْهِ) وعلق تَارِيخا لحوادث زَمَانه. مَاتَ فِي ثَانِي عشر ربيع الأول وَمِمَّنْ ذكره المقريزي فِي عقوده. عَليّ بن إينال الْأَمِير عَلَاء الدّين أحد خَواص الظَّاهِر جقمق أرسل بِهِ لملك الرّوم مُرَاد ابْن عُثْمَان بهدية فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. قَالَه المقريزي فِي الْحَوَادِث. عَليّ بن أَيُّوب بن إِبْرَاهِيم بن عمر نور الدّين الْبرمَاوِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الشيخة لكَون أمه وَاسْمهَا فَائِدَة كَانَت شيخة رِبَاط الظَّاهِرِيَّة بِمَكَّة. ولد رَابِع ذِي الْحجَّة سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على نَاصِر الدّين السخاوي المقريزي أخي الْغَرْس خَلِيل وجوده واشتغل يَسِيرا فِي الْفِقْه على إِبْرَاهِيم الْحلَبِي الْكرْدِي والْعَلَاء الشِّيرَازِيّ وَغَيرهمَا وَفِي الْعَرَبيَّة على السخاوي الْمَذْكُور وَابْن حَامِد الصَّفَدِي وطاهر الخجندي فِي آخَرين وَسمع الحَدِيث على ابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة والشهاب المرشدي وَطَائِفَة كالتقي ابْن فَهد ولازم قِرَاءَة الحَدِيث عِنْد أبي الْفَتْح المراغي وَقَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى الْقُضَاة أبي الْيمن والبرهان السوبيني وَأبي حَامِد بن الضيا البُخَارِيّ بل قَرَأَ على أبي الْفَتْح أَشْيَاء ثمَّ عِنْد الْبُرْهَان بن ظهيرة وَكَذَا قَرَأَ يَسِيرا على غَيرهمَا من شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا وبالمدينة النَّبَوِيَّة على الْمُحب المطري وأدمن قِرَاءَة الصَّحِيحَيْنِ والشفا بِحَيْثُ

صَار ماهرا بِقِرَاءَتِهَا وَلكنه يتعانى فِي قِرَاءَته تتبع الغرائب ليخجل من لَعَلَّه يرد عَلَيْهِ وَهِي طَريقَة قبيحة وَقد لَا تكون الرِّوَايَة بِمَا يجوز لُغَة، وَأَجَازَ لَهُ الْجمال الكازروني وَآخَرُونَ ولقيته بِمَكَّة فِي مجاورتي الأوليتين فَكتبت عَنهُ من نظمه أبياتا أَولهَا: (أَلا لَيْت شعري هَل أزورن رَوْضَة ... بهَا خيرة الله الْمُهَيْمِن من خلقه) (وألتمس الْإِحْسَان من بَاب فَضلهمْ ... فهم أهل كل الْفضل لَا شكّ فِي صدقه) وَسمع بِقِرَاءَتِي يَسِيرا وَكَذَا سَمِعت الْبَعْض بقرَاءَته وَتَنَاول مني القَوْل البديع وَصليت خَلفه وَهُوَ حسن الْهَيْئَة والفهم وَالْقِرَاءَة صحيحها شجي الصَّوْت نير الْهَيْئَة ثمَّ الشيبة لما شَاب كتب الْخط الْحسن وتكسب بِالشَّهَادَةِ وأثرى وَولى مشيخة التصوف بالزمامية لكنه كَمَا قَالَ بعض أَصْحَابنَا كثير المجون يغلب عَلَيْهِ الْهزْل مَعَ التشدق فِي كَلَامه وملازمة التهكم بِالنَّاسِ والوقيعة) فيهم وَلَو كَانَ شَيْخه الَّذِي يقْرَأ عَلَيْهِ أَو مِمَّن لَهُ وجاهة فِي الْعلم أَو الدّين والزهو والإعجاب وصحبة للأحداث وَكَونه ينَام على قَفاهُ فِي الْمَسْجِد وهم يمرجونه إِلَى غير ذَلِك من طيش وخفة وَدَعوى عريضة وجرأة وإقدام سِيمَا عِنْد الأتراك وَقد كثر اخْتِصَاصه بِغَيْر وَاحِد مِنْهُم وَآخر من اخْتصَّ بِهِ مِنْهُم طوغان شيخ أَمِير الراكز بهَا ثمَّ أبعده وَأخرج عَنهُ مشيخة الزمامية وَقرر فِيهَا غَيره وَحسن حَاله فِي تلقيه لفقراء قوافل الْمَدِينَة وإكرامه لَهُم بِالْإِطْعَامِ وَغَيره ومزيد التِّلَاوَة والتلفت لمحاللة بعض من مَسّه مِنْهُ مَكْرُوه. مَاتَ فِي ظهر ثَالِث عشري رَجَب سنة ثَمَان وَسبعين بِمَكَّة وَصلي عَلَيْهِ فِي عصر يَوْمه ثمَّ دفن عِنْد أمه ومؤدبه نَاصِر الدّين السخاوي بمقبرة أهل رِبَاط ربيع الأقدمين رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن أَيُّوب الماحوزي الدِّمَشْقِي النساج الزَّاهِد وَالِد الْجمال عبد الله الْمَاضِي وَيعرف بِأَبِيهِ. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: كَانَ يسكن بِقرب قبر عَاتِكَة وينسج بِيَدِهِ وَيبِيع مَا ينسجه بأغلى ثمن فيتقوت مِنْهُ هُوَ وعائلته وَلَا يرزأ أحد شَيْئا مَعَ مُشَاركَة فِي الْعلم وَحسن عشرَة وطلاقة وَجه وَلذَا قَالَ ابْن حجي أَنه عِنْدِي خير من يشار إِلَيْهِ بالصلاح فِي وقتنا. مَاتَ فِي عَاشر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد وتذكر عَنهُ كرامات ومكاشفات رَحمَه الله. عَليّ بن برد بك نور الدّين القاهري الفخري الْحَنَفِيّ كَانَ أَبوهُ من مماليك النَّاصِر فرج ابْن برقوق فولد لَهُ هَذَا فِي صفر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والقدوري فِي الْفِقْه والكافية فِي النَّحْو وَأخذ الْفِقْه عَن الشمني والنحو وَالصرْف عَن ابْن قديد ولازم التقي الحصني حَتَّى سمع عَلَيْهِ غَالب مَا قرئَ

عَلَيْهِ فِي الْأَصْلَيْنِ والمنطق وَالْحكمَة والجدل والمعاني وَالْبَيَان وَالصرْف وَأخذ حِسَاب الْغُبَار عَن الشمني والمفتوح عَنهُ وَعَن السَّيِّد عَليّ الْأَزْهَرِي تلميذ ابْن المجدي وَالْعرُوض عَن الشهَاب الأبشيطي والشمني وَحضر دروس الْأمين الأقصرائي والشرواني وَكَذَا أَخذ عَن أبي الْفضل المغربي فِي الكافية لِابْنِ ملك وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة ولازم الْمَشَايِخ بذهنه الْفَائِق وفهمه الرَّائِق وقريحته الوقادة وفكرته المنقادة وطبعه السَّلِيم وَنَظره الْمُسْتَقيم إِلَى أَن فاق الأقران فِي زمن يسير وَرُبمَا قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الطّلبَة مَعَ الاسترواح وَقلة الْكتب وميل إِلَى المجون لمزيد ظرف وتهتك وَعدم تصون لَا سِيمَا فِي نظمه فقداني فِيهِ بقبائح حَتَّى أَنه عمل فِي معشوق لَهُ مقامة اسْتعْمل فِيهَا كثيرا من أَلْفَاظ الْيَهُود) وعباراتهم الَّتِي لَا يحسنها قسيسهم لظَنّه أَن أُصُوله مِنْهُم وَيُقَال أَن ابْن عُثْمَان ملك الرّوم راسل فِي إِنْكَار أُمُور تبلغه فاستعين بِهِ فِي جَوَابه فَكَانَ نِهَايَة فِي مَعْنَاهُ وَقد أهانه الشّرف الْمَنَاوِيّ مرّة وَلذَا هجاه غير مرّة بِمَا لَا تجوز حكايته فضلا عَن إنشائه إِلَّا مَقْرُونا ببيانه، وَلم يحصل من الدُّنْيَا على طائل وَلَا كَانَ فِي الشكل والهيئة بكامل نعم كَانَ كثير التفنن نادرة من نَوَادِر الدَّهْر وَقد كتبت عَنهُ من نظمه وَرَأَيْت مباحثه وَسمعت من يَحْكِي أَنه مَا مَاتَ حَتَّى حسن حَاله لَا سِيمَا وَقد تعلل مُدَّة مِمَّا أَرْجُو التفكير عَنهُ بِهِ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ بِبَاب النَّصْر فِي جمع كثير سامحه الله وإيانا وَمِمَّا كتبته من نظمه فِي شَيْخه الحصني: (أرى الْجَهْل قد عَم الْبِلَاد وَأَهْلهَا ... وَلم أر فِيهَا من يُقرر فِي فن) (فيا معشر الإخوان بِاللَّه حصنوا ... نفوسكم من عَسْكَر الْجَهْل بالحصنى) وَمن نظمه غير هَذَا. عَليّ بن بَرَكَات بن حسن بن عجرن بن صَاحب الْحجاز وشقيق صَاحبه الْجمال مُحَمَّد، قدم الْقَاهِرَة سنة إِحْدَى وَسبعين مفارقا لِأَخِيهِ فَلم يلبث أَن أُعِيد فِي موسم الَّتِي بعْدهَا صَحبه الكمالي بن ظهيرة ثمَّ أُعِيد إِلَى المشاققة أَيْضا وَدخل الْقَاهِرَة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ من جازان من بِلَاد الْيمن وَكَانَ أَخُوهُ سيره إِلَيْهَا محتفظا بِهِ فَأكْرمه السُّلْطَان ورتب لَهُ راتبا فِي كل يَوْم لَا نِسْبَة لَهُ مِمَّا يصل إِلَيْهِ من أَخِيه وحاول أَخُوهُ إرْسَاله فَمَا اتّفق، وَهُوَ فطن بهي كثير الْأَدَب محسن لإنشاد الشّعْر متودد للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ وَقد زارني مرّة بمنزلي وَرَأَيْت من لطافته مَا امْتَلَأت بِهِ عَيْني مِنْهُ وَمَا أحسن مَا بَلغنِي من إنشاده إِمَّا لَهُ أَو لغيره: (لَوْلَا الضرورات لم تنقل لنا قدم ... إِلَى وُجُوه لَهَا بالْكفْر إِلْمَام)

مَاتَ فِي منزل سكنه بِالْقربِ من جَامع البشيري بعد أَن أثكل وَلَده أَبَا الْقَاسِم من نَحْو ثَمَانِيَة أَيَّام وَبعد أَن تعلل أيامنا فِي فجر يَوْم السبت ثَالِث عشر رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ فِي يَوْم بمصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفن عِنْد وَلَده بحوش الْأَشْرَف برسباي عوضهما الله الْجنَّة. عَليّ بن بطيخ القاهري الضَّرِير أحد رُؤَسَاء قراء الجوق. مِمَّن جود على الشَّيْخ حبيب وبرع فِي الموسيقا وَلذَا كَانَ يسْلك فِي قِرَاءَته اقتفاء الْأَنْغَام وَغير ملاحظ أدب التجويد وَمَا كنت أَحْمَده فِي ذَلِك وَلكنه كَانَ أستاذا بِحَيْثُ أَنه رُبمَا يسد بآحاد المهملين. وَلَيْسَ بطيخ اسْم أَبِيه) وَإِنَّمَا كتبته هُنَا لعدم معرفَة اسْمه فاكتفيت بشهرته. مَاتَ فِي عَاشر الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين عَن نَحْو السّبْعين وَهُوَ عَم الشهَاب أَحْمد بن الْبَدْر مُحَمَّد بن بطيخ أحد الْأَطِبَّاء هُوَ وقراء السَّبع وَالِده. عَليّ بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج الْعَلَاء حفيد التقي أبي عبد الله بن الشَّمْس صَاحب الْفُرُوع الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَالِد الصَّدْر عبد الْمُنعم وَقَرِيب إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الشّرف عبد الله الماضيين وَابْن أخي النظام عمر الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن مُفْلِح. ولد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عَن الشَّمْس بن كَاتب الْغَيْبَة وَسَالم وَغَيرهمَا وَحفظ الْمقنع والملحة وَغَيرهمَا وَعرض على عَم وَالِده الشّرف عبد الله بن مُفْلِح والعز الْبَغْدَادِيّ الْمَقْدِسِي وَعَن الشّرف الْمَذْكُور وَغَيره أَخذ الْفِقْه بل سمع عَلَيْهِ فِي الحَدِيث وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْمُحب الْأَعْرَج والتاج بن بردس وَغَيرهمَا وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق عَن عَمه وبالقاهرة عَن الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ ثمَّ اسْتَقل بِقَضَاء حلب وتكرر لَهُ ولايتها وَكَذَا ولي كِتَابَة السِّرّ بِالشَّام فِي أول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ عوضا عَن الخيضري ثمَّ انْفَصل عَنْهَا بعد سنتَيْن بِهِ وَولي قضاءها مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ نظر الْجَيْش بحلب، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس مرَارًا، لَقيته بحلب وَغَيرهَا وحمدت لقِيه واحتشامه. وَكَانَ إنْسَانا حسنا متواضعا كَرِيمًا متوددا خَبِيرا بِالْأَحْكَامِ ذَا إِلْمَام بطرِيق الْوَعْظ وَكَذَا بِالْعلمِ فِي الْجُمْلَة أَقَامَ بحلب مُنْفَصِلا عَن الْقَضَاء وَغَيره نَحْو ثَلَاث سِنِين حَتَّى مَاتَ شَهِيدا بالبطن بل وبالطاعون بعد إِقَامَته نَحْو خمسين يَوْمًا متعللا فِي عَشِيَّة لَيْلَة السبت عَاشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بالجامع الْكَبِير فِي محفل تقدمهم أَبُو ذَر بن الْبُرْهَان بِوَصِيَّة مِنْهُ وَدفن ظَاهر بَاب الْمقَام رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن أبي بكر بن أَحْمد بن شاور الْعَلَاء الْبُرُلُّسِيّ البلطيمي الشَّافِعِي الضَّرِير. ولد سنة سِتّ أَو سبع وَثَمَانمِائَة ببلطيم من البرلس وَقَرَأَ بهَا غَالب الْقُرْآن وَحصل

لَهُ جدري فِي السَّابِعَة من عمره وكف وَصَارَ يحضر مجَالِس الصَّالِحين فَعَادَت عَلَيْهِ بركتهم وَأَشَارَ عَلَيْهِ واعظ مِمَّن قدم عَلَيْهِ بالارتحال من هُنَاكَ فتحول إِلَى الْقَاهِرَة فأكمل بهَا الْقُرْآن ثمَّ انْتقل إِلَى صفد ثمَّ إِلَى دمشق ثمَّ إِلَى طرابلس فحفظ بعض الْحَاوِي وجود الْقُرْآن على الشهَاب بن الْبَدْر المعري وَبحث فِي الْفِقْه على الشَّمْس ابْن زهرَة وَفِي الْفَرَائِض على السوبيني وَفِي النَّحْو على التقي بن الجوبان) النَّحْوِيّ ثمَّ انْتقل إِلَى حمص فأكمل بهَا حفظ الْحَاوِي وَحفظ غَالب الْإِلْمَام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وفرائض الخبري ولازم الْبَدْر بن العصياتي فِي الْفِقْه والفرائض والحساب والنحو وانتفع بِهِ كثيرا ثمَّ قدم عَلَيْهِ أَبوهُ فَرده إِلَى البرلس فَلم تطب لَهُ فانتقل بأبويه إِلَى الْقَاهِرَة وَحضر فِي بحث الْأُصُول وَغَيره على الْبِسَاطِيّ ثمَّ سَافر بِأُمِّهِ وَقد طَلقهَا أَبوهُ وبأخوته إِلَى دمشق ثمَّ إِلَى بعلبك فبحث فِي الْفِقْه على الْبُرْهَان بن المرحل وَفِي النَّحْو على الشهَاب بن القعوري وَالشَّمْس بن الْجوف وَفِي الْفَرَائِض على القطب بن الشَّيْخ وَحضر على ابْن البحلاق فِي التَّفْسِير وَسمع الحَدِيث على التَّاج بن بردس ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فتولع بِجَامِع المختصرات فَكَانَ يبْحَث فِيهِ على التَّاج بن بهادر فِي حُدُود سنة تسع وَعشْرين، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة سِتِّينَ بعد سَفَره إِلَى الرّوم مرَّتَيْنِ وإقامته بِهِ نَحْو عشْرين سنة بِحَيْثُ تعلم لسانهم وَحضر فتح وَرَنَّة ولوشا وقسطنطينية الْمَشْهُورَة الْآن باسطنبول، وَبحث فِي الْفُنُون على عدَّة من علمائها كالفخر الرَّازِيّ وَكَانَ أعلم من بِتِلْكَ الْبِلَاد، وَلما قدم الْقَاهِرَة امتدح ابْن مزهر حَيْثُ كَانَ نَاظر الإسطبل والجوالي بقصيدة أَولهَا: (ثوى بَين أحشائي هوى غادة لَهَا ... قوام كغصن البانة الخضل النَّضر) كتبهَا عَنهُ البقاعي وَتوقف فِي كَونهَا لَهُ وَقَالَ أَنه رافقه فِي بعض الدُّرُوس وَأَنه كَانَ يحفظ شعرًا كثيرا وَله محاضرات حَسَنَة ورقة طبع راج بهَا حَتَّى اتَّصل بجانم أخي الْأَشْرَف حِين كَانَ نَائِب دمشق فِي حُدُود سنة أَربع وَسِتِّينَ وانتقل لأَجله لدمشق وَأقَام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي أَوَائِل سنة أَربع وَسبعين. عَليّ بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَليّ نور الدّين الدنبي الشَّافِعِي تلميذ صاحبنا ابْن سَلامَة الأدكاوي. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسِتِّينَ بدنبي من المزاحميتين وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وَجل الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وَأخذ عَن ابْن سَلامَة شَرحه لأبي شُجَاع والمنهاج والجرومية وحفظها وَكَذَا قَرَأَ على الْعَلَاء بن الْخلال، وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ عني فِي التَّقْرِيب والشفا وَغَيرهمَا ولازم الْجلَال الْبكْرِيّ والزين

زَكَرِيَّا فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَرَأَ على ابْن قَاسم فِي الْعَرَبيَّة وأصول الدّين وشارك غَيره فِي الْفِقْه وَغَيره وَحضر بعض دروس الْجَوْجَرِيّ، وتميز وَأذن لَهُ غير وَاحِد كالبكري وَالَّذين بعده فِي التدريس وَحج فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وزار بَيت الْمُقَدّس وتكرر قدومه الْقَاهِرَة وَهُوَ خير سَاكن.) عَليّ بن أبي بكر الْأَزْرَق بن خَليفَة بن نوب موفق الدّين وَنور الدّين أَبُو الْحسن الهمذاني الأَصْل الْحُسَيْنِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْأَزْرَق. تفقه بِبَلَدِهِ أَبْيَات حُسَيْن على الْفَقِيه يحيى العامري وَإِبْرَاهِيم بن مطير وَغَيرهمَا وَقَرَأَ فِي الْفَرَائِض على خَاله أبي بكر بن عمرَان ثمَّ ارتحل إِلَى زبيد فَسمع بهَا الْحَاوِي على الْفَقِيه أبي بكر الزبيدِيّ وَقَرَأَ الْجَبْر والمقابلة على ابْن الجلاد أَمَام أهل الْفَنّ فِي وقته، وَحج وَأخذ بِمَكَّة عَن الْعَفِيف اليافعي ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده وَمهر فِي الْفِقْه والحساب وَأكْثر من مطالعة كتب الْمَذْهَب وفرغه الله من الشواغل فَمَا كَانَ يبرح مطالعا أَو مدرسا أَو مذاكرا أَو محصلا للفائدة أَو مصنفا، ودرس وَأفْتى نَحْو خمسين سنة وَتعين فِي بَلَده نَحْو خمس عشرَة سنة وَصَارَ المرحول إِلَيْهِ والمعول فِي الْفَتْوَى عَلَيْهِ فِي تِلْكَ الْجِهَات قريبها وبعيدها من الْجبَال والتهائم كزبيد وعدن وَصَنْعَاء وَغَيرهَا وتفقه بِهِ كَثِيرُونَ من أهل بَلَده وَغَيرهَا وَألف كتبا مفيدة كنفائس الْأَحْكَام الْمُشْتَمل على خَمْسَة أَقسَام الأول فِي تَخْرِيج الْمسَائِل الفرعية على النحوية الثَّانِي فِي الفروعية على الْأُصُولِيَّة الثَّالِث فِي تنَاقض تَصْحِيح الشَّيْخَيْنِ الرَّابِع فِي الْمسَائِل اللغويات الْخَامِس فِي مسَائِل منثورة نفيسة. قلت وَالثَّلَاثَة الأول تصانيف للاسنوي وَالرَّابِع فَلَعَلَّهُ من التَّهْذِيب للنووي وَاخْتصرَ الْمُهِمَّات للاسنوي فِي نَحْو ثَلَاثَة أَرْبَاعه مَعَ مناقشات يسيرَة وَشرح التَّنْبِيه فِي مطول سَمَّاهُ التَّحْقِيق الوافي بالإيضاح الشافي فِي نَحْو أسفار ومتوسط سَمَّاهُ التَّحْقِيق فِي جزءين مُحَقّق كاسمه وَشرح الْكَافِي فِي الْفَرَائِض شرحا حسنا سَمَّاهُ بغية الخائض فِي شرح الْفَرَائِض وَكَذَا لَهُ نكت على الْكَافِي أَيْضا، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من شُيُوخنَا الْبَدْر حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الأهدل وَأَبُو الْفَتْح المراغي قَرَأَ عَلَيْهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة قِطْعَة من أول نفائس الْأَحْكَام لَهُ والتقى بن فَهد قَرَأَ عَلَيْهِ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة من أول شَرحه الْكَبِير للتّنْبِيه وَأَجَازَ لَهُم وَمَات فِي يَوْم السبت خَامِس عشري رَمَضَان سنة تسع بِأَبْيَات حُسَيْن عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة رَحمَه الله. عَليّ بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أبي بكر بن عمر بن صلح نور الدّين أَبُو الْحسن الهيثمي القاهري الشَّافِعِي الْحَافِظ وَيعرف بالهيثمي كَانَ أَبوهُ صَاحب حَانُوت

بالصحراء فولد لَهُ هَذَا فِي رَجَب سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ صحب الزين الْعِرَاقِيّ وَهُوَ بَالغ وَلم يُفَارِقهُ سفرا وحضرا حَتَّى مَاتَ بِحَيْثُ حج مَعَه جَمِيع حجاته ورحل مَعَه سَائِر رحلاته ورافقه فِي جَمِيع مسموعه بِمصْر والقاهرة والحرمين وَبَيت الْمُقَدّس ودمشق وبعلبك وحلب وحماه) وحمص وطرابلس وَغَيرهَا وَرُبمَا سمع الزين بقرَاءَته وَلم ينْفَرد عَنهُ الزين بِغَيْر ابْن البابار التقي السُّبْكِيّ وَابْن شَاهد الْجَيْش كَمَا أَن صَاحب التَّرْجَمَة لم ينْفَرد عَنهُ بِغَيْر صَحِيح مُسلم على ابْن الْهَادِي وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ سوى ابْن عبد الْهَادِي الْمَيْدُومِيُّ وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل بن الْمُلُوك وَمُحَمّد بن عبد الله النعماني وَأحمد بن الرصدي وَابْن القطرواني والعرضي ومظفر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الْعَطَّار وَابْن الخباز وَابْن الْحَمَوِيّ وَابْن قيم الضيائية وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن الْمرَادِي فمما سَمعه على المظفر صَحِيح البُخَارِيّ وعَلى ابْن الخباز صَحِيح مُسلم وَعَلِيهِ وعَلى العرضي مُسْند أَحْمد وعَلى العرضي والميدومي وَابْن الخباز وجزء ابْن عَرَفَة، وَهُوَ مكثر سَمَاعا وشيوخا وَلم يكن الزين يعْتَمد فِي شَيْء من أُمُوره إِلَّا عَلَيْهِ حَتَّى أَنه أرْسلهُ مَعَ وَلَده الْوَلِيّ لما ارتحل بِنَفسِهِ إِلَى دمشق وزوجه ابْنَته خَدِيجَة ورزق مِنْهَا عدَّة أَوْلَاد وَكتب الْكثير من تصانيف الشَّيْخ بل قَرَأَ عَلَيْهِ أَكْثَرهَا وَتخرج بِهِ فِي الحَدِيث بل دربه فِي إِفْرَاد زَوَائِد كتب كالمعاجم الثَّلَاثَة للطبراني وَالْمَسَانِيد لِأَحْمَد وَالْبَزَّار وَأبي يعلى على الْكتب السِّتَّة وابتدأ أَولا بزوائد أَحْمد فجَاء فِي مجلدين وكل وَاحِد من الْخَمْسَة الْبَاقِيَة فِي تصنيف مُسْتَقل إِلَّا الطَّبَرَانِيّ الْأَوْسَط وَالصَّغِير فهما فِي تصنيف ثمَّ جمع الْجَمِيع فِي كتاب وَاحِد مَحْذُوف الْأَسَانِيد سَمَّاهُ مجمع الزَّوَائِد وَكَذَا أفرد زَوَائِد صَحِيح ابْن حبَان على الصَّحِيحَيْنِ ورتب أَحَادِيث الْحِلْية لأبي نعيم على الْأَبْوَاب وَمَات عَنهُ مسودة فبيضه وأكمله شَيخنَا فِي مجلدين وَأَحَادِيث الغيلانيات والخلعيات وفوائد أبي تَمام والإفراد للدَّار قطني أَيْضا على الْأَبْوَاب فِي مجلدين، ورتب كلا من ثِقَات ابْن حبَان وثقات الْعجلِيّ على الْحُرُوف وأعانه بكتبه ثمَّ بالمرور عَلَيْهَا وتحريرها وَعمل خطبهَا وَنَحْو ذَلِك وعادت بركَة الزين عَلَيْهِ فِي ذَلِك وَفِي غَيره كَمَا أَن الزين استروح بعد بِمَا عمله سِيمَا الْمجمع. وَكَانَ عجبا فِي الدّين وَالتَّقوى والزهد والإقبال على الْعلم وَالْعِبَادَة والأوراد وخدمة الشَّيْخ وَعدم مُخَالطَة النَّاس فِي شَيْء من الْأُمُور والمحبة فِي الحَدِيث وَأَهله، وَحدث بالكثير رَفِيقًا للزين بل قل أَن حدث الزين بِشَيْء إِلَّا وَهُوَ مَعَه وَكَذَلِكَ قل أَن حدث هُوَ بمفرده لكِنهمْ بعد وَفَاة الشَّيْخ أَكْثرُوا عَنهُ وَمَعَ ذَلِك فَلم يُغير حَاله وَلَا تصدر وَلَا تمشيخ وَكَانَ مَعَ كَونه شَرِيكا للشَّيْخ يكْتب عَنهُ الأمالي بِحَيْثُ كتب

عَنهُ جَمِيعهَا وَرُبمَا استملى عَلَيْهِ وَيحدث بذلك عَن الشَّيْخ لَا عَن نَفسه إِلَّا لمن يضايقه وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء تَاسِع عشري رَمَضَان سنة سبع بِالْقَاهِرَةِ وَدفن من الْغَد خَارج بَاب البرقية مِنْهَا) رَحمَه اله وإيانا وَقد تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية فِي حلب والتقي الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد وَشَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه ومشيخة الْبُرْهَان الْحلَبِي وَالْغَرْس خَلِيل الأقفهسي فِي مُعْجم ابْن ظهيرة والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وذيل الْحفاظ وَخلق كالمقريزي فِي عقوده. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: وَكَانَ خيرا سَاكِنا لينًا سليم الْفطْرَة شَدِيد الْإِنْكَار للْمُنكر كثير الِاحْتِمَال لشَيْخِنَا ولأولاده محبا فِي الحَدِيث وَأَهله ثمَّ أَشَارَ لما سَمعه مِنْهُ وقرأه عَلَيْهِ وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ إِلَى أثْنَاء الْحَج من مجمع الزَّوَائِد سوى الْمجْلس الأول مِنْهُ ومواضع يسيرَة من أنبائه وَمن أول زَوَائِد مُسْند أَحْمد إِلَى قدر الرّبع مِنْهُ قَالَ: وَكَانَ يودني كثيرا ويعينني عِنْد الشَّيْخ وبلغه أنني تتبعت أَوْهَامه فِي مجمع الزَّوَائِد فعاتبني فَتركت ذَلِك إِلَى الْآن وَاسْتمرّ على الْمحبَّة والمودة قَالَ: وَكَانَ كثير الاستحضار للمتون يسْرع الْجَواب بِحَضْرَة الشَّيْخ فيعجب الشَّيْخ ذَلِك وَقد عاشرتهما مُدَّة فَلم أرهما يتركان قيام اللَّيْل وَرَأَيْت من خدمته لشَيْخِنَا وتأدبه مَعَه من غير تكلّف لذَلِك مَا لم أره لغيره وَلَا أَظن أحدا يقوى عَلَيْهِ وَقَالَ فِي أنبائه أَنه صَار كثير الاستحضار للمتون جدا لِكَثْرَة الممارسة وَكَانَ هينا دينا خيرا محبا فِي أهل الْخَيْر لَا يسأم وَلَا يضجر من خدمَة الشَّيْخ وَكِتَابَة الحَدِيث سليم الْفطْرَة كثير الْخَيْر وَالِاحْتِمَال للأذى خُصُوصا من جمَاعَة الشَّيْخ وَقد شهد لي بالتقدم فِي الْفَنّ جزاه الله عني خيرا قَالَ: وَكنت قد تتبعت أَوْهَامه فِي كِتَابه الْمجمع فبلغني أَن ذَلِك شقّ عَلَيْهِ فتركته رِعَايَة لَهُ. قلت: وَكَأن مشقته لكَونه لم يُعلمهُ هُوَ بل أعلم غَيره وَإِلَّا فصلاحه ينبو عَن مُطلق الْمَشَقَّة أَو لكَونهَا غير ضَرُورِيَّة بِحَيْثُ سَاغَ لشَيْخِنَا الْإِعْرَاض عَنْهَا والأعمال بِالنِّيَّاتِ. وَقَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي أَنه كَانَ من محَاسِن الْقَاهِرَة وَمن أهل الْخَيْر غَالب نَهَاره فِي اشْتِغَال وَكِتَابَة مَعَ مُلَازمَة خدمَة الشَّيْخ فِي أَمر وضوئِهِ وثيابه وَلَا يخاطبه إِلَّا بسيدي حَتَّى كَانَ فِي أَمر خدمته كَالْعَبْدِ مَعَ محبته للطلبة والغرباء وَأهل الْخَيْر وَكَثْرَة الاستحضار جدا، وَقَالَ التقي الفاسي: كَانَ كثير الْحِفْظ للمتون والْآثَار صَالحا خيرا، وَقَالَ الأقفهسي: كَانَ إِمَامًا عَالما حَافِظًا زاهدا متواضعا متوددا إِلَى النَّاس ذَا عبارَة وتقشف وورع انْتهى. وَالثنَاء على دينه وزهده وورعه وَنَحْو ذَلِك كثير جدا بل هُوَ فِي ذَلِك كلمة اتِّفَاق وَأما فِي) الحَدِيث فَالْحق مَا قَالَه شَيخنَا أَنه كَانَ يدْرِي مِنْهُ فَنًّا وَاحِدًا يَعْنِي الَّذِي دربه فِيهِ شيخهما الْعِرَاقِيّ قَالَ: وَقد كَانَ من لَا يدْرِي يظنّ لسرعة جَوَابه بِحَضْرَة الشَّيْخ أَنه أحفظ وَلَيْسَ

كَذَلِك بل الْحِفْظ الْمعرفَة ورحمه الله وإيانا. عَليّ بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي البركات أَحْمد نور الدّين بن الزين بن الْجمال الأشموني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الطباخ. ولد سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة أَو قَرِيبا مِنْهُ وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه والحلاوي كِلَاهُمَا فِي الْمَذْهَب وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على ابْن الملقن وَغَيره وتفقه بالأبناسي والبلقيني وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث وبالبدر الطنبدي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَحمل عَنهُ الْكثير وبرع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَسمع الحَدِيث على الزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والبرهان العداس وَابْن الكويك والشهاب البطايحي وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس الشَّامي وَجَمَاعَة. وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَالْجمال بن ظهيرة وَطَائِفَة وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي التدريس والإفتاء فدرس وَأفَاد وانتفع بِهِ الطّلبَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ السوهاي والتاج بن شرف وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَولي مشيخة التصوف بمدرسة ابْن غراب وَكَانَ ابْن شرف تلقاها عَنهُ وَحدث باليسير قَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وكتبت عَنهُ من نظمه، وَكَانَ إِمَامًا عَالما خيرا دينا متواضعا طارحا للتكلف على طَريقَة السّلف مَوْصُوفا بالفضيلة بَين القدماء مستحضرا لنوادر وحكايات لَطِيفَة منجمعا عَن النَّاس. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن الزكي أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ القباني الْعَطَّار أَخُو إِبْرَاهِيم وَأحمد وَعمر. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عَليّ بن أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد نور الدّين أَبُو الْحسن بن الْفَخر بن نسيم الدّين المرشدي الْمَكِّيّ شَقِيق عبد الْغَنِيّ الْمَاضِي سبطا القَاضِي نور الدّين عَليّ بن الزين الْآتِي. ولد فِي ثامن عشري شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فِي كَفَالَة أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ النووية وألفية الْعِرَاقِيّ والكافية فِي النَّحْو لِابْنِ الْحَاجِب والكنز والمختصر الْأَصْلِيّ لِابْنِ الْحَاجِب والعمدة فِي أصولهم وَالتَّلْخِيص وَعرض فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا على الْبُرْهَان بن ظهيرة وَولده وأخيه وَأبي الْقسم بن الضياء وَيحيى العلمي وَعبد الْمُعْطِي فِي آخَرين واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد إِسْمَاعِيل الأوغاني وَفِي الْعَرَبيَّة عِنْد الْبَدْر حسن الْمرْجَانِي وَأكْثر) من مجَالِس الجمالي أبي السُّعُود بِحَيْثُ سمع عَلَيْهِ ابْن ماجة والشفا وَغَيرهمَا وَحضر عِنْدِي فِي الْمُجَاورَة الرَّابِعَة بل قَرَأَ عَليّ الْيَسِير من البُخَارِيّ ثمَّ لازمني فِي الَّتِي بعْدهَا حَتَّى أكمله وَيذكر بمعاملات مَعَ ضبط وربط وقرض ورفض وذكاء وحذق.

عَليّ بن أبي بكر بن عز الْعَرَب البكاري الْمُفَسّر. مَاتَ سنة أَربع وَسِتِّينَ. عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر بن عبد الْملك الْمَقْدِسِي الكوري. هَكَذَا كتبه بَعضهم وَصَوَابه عَليّ بن غَازِي بن عَليّ وَسَيَأْتِي. عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر مُحَمَّد بن عُثْمَان نور الدّين أَو موفق الدّين بن الزين أبي المناقب الْبكْرِيّ البلبيسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الْقَادِر وَمُحَمّد وَفَاطِمَة وَقَرِيب السراج البُلْقِينِيّ فجدة أمه لأمها هِيَ أُخْته وَيعرف بالبلبيسي وَيُقَال إِنَّهَا لَيست الَّتِي بالشرقية وَإِنَّمَا هِيَ لبليبسة بِالتَّصْغِيرِ قَرْيَة من قرى حلب وَكَذَلِكَ رَأَيْته مجودا فِي إجَازَة وَالِده. ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سَابِع شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة ومختصر الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ للدشنائي والشاطبيتين والمنهاج الفرعي وألفية النَّحْو، وَعرض فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا على البُلْقِينِيّ والأبناسي والعراقي وناصر الدّين بن الميلق وَبدر الدّين القويسنس والكمال الدَّمِيرِيّ والقراء الثَّلَاثَة الْعَسْقَلَانِي وَالْفَخْر البلبيسي الضَّرِير وَابْن القاصح والشرف عبد الْمُنعم الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وأجازوا لَهُ فِي آخَرين مِنْهُم الزين القمني والنور التلواني وَمِمَّنْ لم يجز كالبدر بن أبي الْبَقَاء وَولده والتقي عبد الرَّحْمَن الزبيرِي وجود الْقُرْآن على أَبِيه بل أَظن أنني سَمِعت مِنْهُ أَنه قَرَأَ على الْعَسْقَلَانِي وَالْفَخْر الضَّرِير الْقرَاءَات وَحضر دروس البُلْقِينِيّ وَولده وَابْن الملقن والدميري ولازم الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَغَيرهَا نَحْو عشر سِنِين وَأثبت اسْمه بِخَطِّهِ فِي بعض مجَالِس إملاءه وَصَحب الْبُرْهَان بن زقاعة فَأخذ عَنهُ، وَسمع الحَدِيث على غير وَاحِد سوى من تقدم كَابْن أبي الْمجد والتنوخي والهيثمي والبلقيني وَالْجمال عبد الله وَعبد الرَّحْمَن ابْني الرَّشِيدِيّ والحلاوي والتاج أَحْمد بن عَليّ الظريف والنجم إِسْحَاق الدجوي وتنزل فِي الْجِهَات بل كَانَ نقيب الدُّرُوس فِي غير مَوضِع أحد الصُّوفِيَّة بِسَعِيد السُّعَدَاء وتكسب بِالشَّهَادَةِ وداوم عَلَيْهَا بِحَيْثُ برع فِيهَا وَأكْثر من النّظر فِي كتب التواريخ وَأَيَّام النَّاس والحكايات لَا سِيمَا كتاب العقد لِابْنِ عبد ربه فعلق بذهنه من ذَلِك جملَة، سَمِعت مِنْهُ أَشْيَاء وعلقت من فَوَائده وَمن ذَلِك أَنه سمع البُلْقِينِيّ يَقُول لمن) يصفه بشيخ الظَّاهِرِيَّة قل الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة أَو البرقوقية، وَكَانَ ثِقَة عدلا مرضيا متحرزا فِي شهاداته وَأَلْفَاظه ضابطا متقنا فِيمَا يبديه فكه المجالسة كثير التَّوَاضُع وَلكنه كَانَ ممتهنا لنَفسِهِ لَا يتحامى الدنس من الثِّيَاب وَيذكر بِغَيْر ذَلِك. مَاتَ فِي لَيْلَة افْتِتَاح سنة تسع وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.

عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن يَعْقُوب بن جَابر بن سعد بن جرى بن ناشر موفق الدّين أَبُو الْحسن بن الرضي بن الْمُوفق بن الْجمال الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالناشري وسقت فِي نسبه من التَّارِيخ الْكَبِير زِيَادَة على هَذَا. ولد قبيل فجر يَوْم السبت منتصف ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة بزبيد وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْحَاوِي وتفقه بِأَبِيهِ وَعَمه القَاضِي أَحْمد وبالفقيه أبي الْمَعَالِي بن مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي وَكَذَا أَخذ عَن عَمه مُحَمَّد بن عبد الله الْمُهَذّب والمنهاج وَعَن الْجمال الريمي وَغَيره من أهل زبيد وَلَقي الْجمال الأميوطي والأبناسي والزين الْعِرَاقِيّ والمراغي ونسيم الدّين الكازروني فَسمع عَلَيْهِم وَمِمَّا سَمعه على الأميوطي مشيخته تَخْرِيج ابْن الْعِرَاقِيّ بل سمع من الْعِزّ بن جمَاعَة الْأَرْبَعين المتباينة لَهُ وَلَقي الْمجد الشِّيرَازِيّ بعد استقراره فِي الْيمن، وَأكْثر من الْحَج والزيارة فِي شبيبته ثمَّ ولي قَضَاء حيس فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة ثمَّ انْفَصل عَنْهَا وَاسْتقر فِي قَضَاء زبيد ثمَّ ولي تدريس الأشرفية بهَا، وحمدت سيرته فِي ذَلِك كُله وعظمه السُّلْطَان بِحَيْثُ ذكر لقَضَاء الْأَقْضِيَة فِي الممالك اليمنية فَقَالَ قد تصدقنا بِهِ على أهل زبيد فَلَا نغير عَلَيْهِم فِيهِ نعم أَقَامَهُ فِيهَا حِين حج الْمجد الشِّيرَازِيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة عَنهُ نِيَابَة وَكَذَا أعطَاهُ الْأَشْرَف تدريس مدرسته بتعز بل كَانَ يطلع الْجبَال بطلوعه وَينزل التهائم بنزوله، وَكَانَ حسن الْخلق شرِيف النَّفس عالي الهمة أديبا لبيبا متواضعا حسن السِّيرَة ظَاهر السريرة ماهرا فِي الْأَحْكَام محببا عِنْد الْخَاص وَالْعَام كتب بِخَطِّهِ الْكثير وبرز فِي الْفُنُون الزَّوَائِد لما أدْرك فِي الرَّوْضَة من الشَّرْح وَفِي الشَّرْح من الزَّوَائِد والجواهر المثمنات الْمُسْتَخْرج من الشَّرْح وَالرَّوْضَة والمهمات وَالثَّمَر اليانع وتحفة النافع تشْتَمل على فَوَائِد مِنْهَا ضد الْأَصَح من منهاج النَّوَوِيّ أَنه من الْوَجْهَيْنِ أَو الْأَوْجه وضد الْأَظْهر على هذَيْن الْقَوْلَيْنِ أَو الْأَقْوَال وَمِنْهَا مَا يحصل فِي الْمِنْهَاج من الْعبارَة بالأظهر وَالْخلاف أوجه وَعكس ذَلِك وَهُوَ كتاب جليل لَا يَسْتَغْنِي عَنهُ مدرس الْمِنْهَاج وطالبه وروضة النَّاظر فِي أَخْبَار دولة) الْملك نَاصِر ومختصر فِي زِيَارَة النِّسَاء للقبور. مَاتَ فِي عصر يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس عشري صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين بتعز عَن تسعين سنة، وَهُوَ مِمَّن أجَاز لصاحبنا النَّجْم عمر بن فَهد وترجمه الخزرجي فِي تَارِيخه وَابْن أَخِيه تِلْمِيذه الْعَفِيف عُثْمَان بن عمر بن أبي بكر بل أرخ وَفَاته المقريزي. عَليّ بن أبي بكر بن عمرَان الْمَكِّيّ الْعَطَّار. كَانَ ذَا ملاءة تسبب فِيهَا

واستفاد أملاكا بِمَكَّة وسير اءمن وَادي نَخْلَة وَعمل بَعْضهَا للْفُقَرَاء رِبَاطًا فسكنوها بعد ثُبُوت الوفقية وَمَات فِي سنة إِحْدَى وَالظَّن أَنه جَازَ السِّتين. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. عَليّ بن أبي بكر بن عِيسَى الْعَلَاء بن التقي الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن الرصاص بمهملات مَكْسُورَة ثمَّ مَفْتُوحَة. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَمَات فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بتربة ماملا بجوار عبد الله البسكري طَاهِر الْقُدس وَكَانَ فَاضلا منجمعا عَن النَّاس قَلِيل الْكَلَام جيد الْخط كتب بِخَطِّهِ كتبا فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَغَيرهمَا وَخلف وَالِده فِي مشيخة الْمدرسَة المحمدية وتدريس النحوية كِلَاهُمَا بِبَيْت الْمُقَدّس وَفِي التصديرية بالخليل رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم نور الدّين بن الشّرف الْمَنَاوِيّ القاهري الشَّافِعِي الْأسود أَخُو عبد الرَّحِيم الْمَاضِي. مِمَّن نَاب فِي الحكم وخطب وَكَانَ أبح عديم الْفَضِيلَة. مَاتَ وَقد استجاره سبط شَيخنَا وَمَا علمت لماذا. عَليّ بن الرِّضَا أبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف اليمني ثمَّ الْمَكِّيّ الشهير بِالرِّضَا أَخُو السراج عمر. كتب بجدة يَسِيرا ثمَّ ترك وَمَات فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ الأشخر وَصفه النَّاشِرِيّ بالفقيه الصَّالح وَنقل عَنهُ عَن جده الْعَلامَة الأوحد مُحَمَّد شَيْئا وَأَن صَاحب التَّرْجَمَة قدم عَلَيْهِم زبيد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن أَحْمد نور الدّين التكروري ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَأَظنهُ الَّذِي كَانَ يلقب بالماعز لكَونه كَانَ أسمر. ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والأبناسي والتقي الدجوي والبدر النسابة والحلاوي والسويداوي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ الشَّمَائِل النَّبَوِيَّة فِي آخَرين وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا وَكتب عَنهُ بعض أَصْحَابنَا. وَمَات فِي أَوَاخِر ربيع الأول أَو أَوَائِل الَّذِي يَلِيهِ سنة ثَلَاث) وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ. عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ نِسْبَة لمنية بني خصيب ثمَّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف قَدِيما بِابْن المحوجب والآن بالأزهري مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نور الدّين الْأنْصَارِيّ الأنبائي القاهري الشَّافِعِي نَائِب كَاتب السِّرّ وأخو الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالأنبائي. ولد فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج والألفية وَعرض على جمَاعَة واشتغل قَلِيلا وخدم بالتوقيع عِنْد الْمُحب بن الْأَشْقَر وَغَيره، وَلَا زَالَ يترقى حَتَّى صَار رَأس الْجَمَاعَة بل نَائِب كَاتب

السِّرّ كل ذَلِك مَعَ تواضع وسياسة وبشاشة وحشمة وميل إِلَى الْمَعْرُوف ومحبة فِي الْفُضَلَاء وَرُبمَا تردد بَعضهم إِلَيْهِ لإقرائه، وَقد حج غير مرّة مِنْهَا فِي صُحْبَة الزيني عبد الباسط بل سَافر فِي سنة آمدرزار مَعَ الْأَشْرَف قايتباي بَيت الْمُقَدّس رَأَيْت السبط اسْتَكْتَبَهُ فِي بعض الاستدعاءات وَمَا علمت لماذا. مَاتَ فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد أَن تعلل مُدَّة وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن زرين. كَانَ أَبوهُ سوقيا يلقب زوين فَنَشَأَ ابْنه فِي خدمَة بعض السوقة ثمَّ انْتَمَى لبَعض البريدية وتفقه فِي الْمَظَالِم حَتَّى ولي الْكَشْف بالغربية وَصَارَ إِلَى مظالم ومخازن سِيمَا فِي أَيَّام يشبك الدوادار ثمَّ بعده صرف بِخَير بك السيفي إينال الْأَشْقَر وَقد كَانَ فِي ركب الْمحمل سنة سبع وَتِسْعين وحصلت مِنْهُ بهذلة للخطيب الوزيري. وَلم يلبث أَن مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة ثَمَان. عَليّ بن أبي بكر بن يُوسُف بن أَحْمد بن الخصيب الدَّارَانِي الدِّمَشْقِي خَادِم الشَّيْخ أبي سُلَيْمَان الدَّارَانِي. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: ولد فِي سنة سبع عشرَة وَسَبْعمائة وَلم يجد من يعتني بِهِ فِي السماع نعم سمع منتقى من الْجُزْء الثَّالِث من مُعْجم أبي يعلى وَجَمِيع تَارِيخ داريا لأبي عَليّ عبد الْجَبَّار بن عبد الله الْخَولَانِيّ على دَاوُد بن مُحَمَّد بن عربشاه وَأَجَازَ لي فِي سنة سبع وَتِسْعين. وَمَات فِي حادي عشر الْمحرم سنة إِحْدَى يَعْنِي بداريا بعد أَن تغير بِأخرَة يَعْنِي قَلِيلا وَقَالَ فِي الأنباء روى عَن شَاكر بن التقي بن أبي الْيُسْر وَغَيره قَالَ وَكَانَ معمرا، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. عَليّ بن أبي بكر نور الدّين الْبُوَيْطِيّ ثمَّ القاهري كَاتب العليق ووالد المحمدين الشَّمْس وكريم) الدّين وآمنة أم قَاضِي الْحَنَابِلَة الْبَدْر السَّعْدِيّ وحاج ملك أم سعد كَاتب المماليك أم ابْن العجمي. برع فِي غنون وَكَانَ يجْتَمع مَعَ الزين عبد الرَّحْمَن بن السدار وَالشَّمْس بن عُثْمَان نَاظر جَامع المارداني وَغَيرهمَا من الأستاذين فيتذاكرون مَا يعرفونه من الْفُنُون ويستفيد كل مِنْهُم من الآخر مَا عِنْده وَكَانَ لطيفا. مَاتَ بعد الثَّلَاثِينَ وَاسْتقر بعده فِي كِتَابَة العليق أَخُو زَوجته وَزوج ابْنَته عبد الْقَادِر بن أبي بكر الْبكْرِيّ البلبيسي الْمَاضِي. عَليّ بن أبي بكر نور الدّين الديمي ثمَّ القاهري الصحراوي. حج مَعَ الرجبية وَكَانَ إِمَامًا الْأَمِير الركب عَلان وَمَات بعد زيارته الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة ووصوله مَكَّة بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسبعين رَحمَه الله. عَليّ بن أبي بكر نور الدّين الطوخي ثمَّ القاهري التَّاجِر جارنا قَدِيما

ووالد إِبْرَاهِيم المتوفي قبله مَاتَ فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بعد أَن عمي وأقعد وفجع بولده الْمشَار إِلَيْهِ وَكَانَ شَدِيد الْحِرْص زَائِد الْإِمْسَاك مَعَ ذكره بمزيد المَال عَفا الله عَنهُ. عَليّ بن أبي بكر الأبياري ثمَّ القاهري أحد شهورها المزورين. لَهُ ذكر فِي مُحَمَّد بن حسن بن إِسْمَاعِيل. عَليّ بن بهادر بن عبد الله عَلَاء الدّين الدواداري النَّائِب بصفد. كَانَ جوادا ممدحا عَارِفًا بِالْمُبَاشرَةِ دَافع عَن صفد أَيَّام تمرلنك حَتَّى سلمت من النهب وَيُقَال أَنه أحصى مَا أنفقهُ فِي تِلْكَ الْأَيَّام فَبلغ عشرَة آلَاف دِينَار فَأكْثر بل كَانَ ينْفق على الواردين إِلَيْهَا من قبل الكائنة وعَلى الهاربين إِلَيْهِ بعْدهَا وَاسْتقر بعد ذَلِك حاجبا بصفد فَعمل عَلَيْهِ نائبها سودون الحمزاوي وضربه ضربا مبرحا واستأصل أَمْوَاله وَمَات من الْعقُوبَة فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَقتل بِهِ سودون بعد ذَلِك قصاصا كَمَا سبق فِي تَرْجَمته. عَليّ بن الْبَهَاء بن عبد الحميد بن الْبَهَاء بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْعَلَاء الزريراني بالنُّون الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْعِرَاقِيّ المولد ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِالْعَلَاءِ ابْن الْبَهَاء. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقدم الشَّام فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فتفقه بالتقي بن قندس وبالبرهان بن مُفْلِح وعنهما أَخذ الْأُصُول، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس مرَارًا ولقيته بصالحية دمشق فَسمع مَعنا على كثيرين بل قَرَأَ الصَّحِيحَيْنِ على الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن معتوق والنظام بن مُفْلِح وَكَذَا سمع بعض الْمسند وَغَيره على ابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَمن) مسموعه على ابْن الطَّحَّان مآخذ الْعلم لِابْنِ فَارس، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَسبعين وَتردد لمدرسي الْوَقْت لتمييز مَرَاتِبهمْ وَحضر عِنْدِي فِي مجَالِس الْإِمْلَاء وَسمع مني وعَلى الشهَاب الشاوي بعض الْمسند، وَأقَام إِلَى أثْنَاء ذِي الْقعدَة من الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ توجه بعد أَن درس جمَاعَة من الطّلبَة كالتقي البسطي وَالسَّيِّد عبد الْقَادِر القادري وَأذن لَهما ولغيرهما وَنزل فِي صوفية الخانقاه الشيخونية واستوحش من قَاضِي الْمَذْهَب الْبَدْر السَّعْدِيّ وَمن غَيره وَلما رَجَعَ نَاب فِيمَا بَلغنِي عَن النَّجْم ابْن الْبُرْهَان بن مُفْلِح فِي الْقَضَاء وَمَا أحببته لَهُ وَلَكِن الْغَالِب عَلَيْهِ الصفاء وَالْخَيْر مَعَ استحضار للفقه ومشاركة وَكَانَ مجاورا بِمَكَّة فِي سنة تسعين وأقرأ هُنَاكَ الْفِقْه. عَليّ بن جَار الله بن زَائِد بن يحيى السنبسي الْمَكِّيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن زَائِد. ولد تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهُ بعيد ذَلِك جمَاعَة مِنْهُم. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن جَار الله بن صَالح بن أبي الْمَنْصُور أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْمَعَالِي يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن شيبَة بن إياد بن عَمْرو ابْن الْعَلَاء نور الدّين بن جلال الدّين الشَّيْبَانِيّ الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وأبوهما. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه للسبع على الشَّمْس الْحلَبِي، وَكَذَا حفظ الْعُمْدَة وَالْأَرْبَعِينَ لليافعي والشاطبيتين وعقيدة النَّسَفِيّ والمنار فِي أصُول الْفِقْه وَالْمُخْتَار فِي الْفِقْه وألفية ابْن مَالك، وعرضها بِمَكَّة وبالقاهرة على جمَاعَة، وَسمع على أَبِيه وَابْن صديق الأبناسي والزين المراغي والشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي وَالْجمال بن ظهيرة وَأبي الْيمن الطَّبَرِيّ فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا عبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَأَبُو بكر بن عبد الله بن عبد الْهَادِي وَأحمد ابْن أقبرص وَفَاطِمَة ابْنة المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ، وَولي قَضَاء جدة بعد موت أَخِيه مُدَّة عَن قُضَاة مَكَّة ثمَّ ترك وَلزِمَ بَيته لَا يخرج مِنْهُ إِلَّا للْجُمُعَة وَالصُّبْح وَالْعشَاء. وَكَانَ خيرا سَاكِنا. مَاتَ فِي ظهر الثُّلَاثَاء تَاسِع عشري شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَصلي عَلَيْهِ بعد الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. ذكره النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجَمه. عَليّ بن جسار بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْمَكِّيّ كَانَ من أَعْيَان القواد الْعمرَة مَشْهُورا بعقل وَخير ووفاء فِي القَوْل مقدما عِنْد صَاحب مَكَّة أَحْمد بن عجلَان لكَونه أَخَاهُ لأمه) ثمَّ لَا زَالَ مرعيا حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة عشْرين بالعد من منَازِل بني حسن وَنقل إِلَى مَكَّة فَدفن بالمعلاة وَأَظنهُ بلغ السِّتين أَو جازها وَخلف عدَّة أَوْلَاد نجباء وَدُنْيا. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة. عَليّ بن جَعْفَر المشعري الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ أرخة ابْن فَهد. عَليّ بن أبي جَعْفَر. فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن الضيا. عَليّ بن جُمُعَة بن أبي بكر الْبَغْدَادِيّ خَادِم مقَام الإِمَام أَحْمد كآبائه والخريزاتي هُوَ. ولد سنة خمسين وَسَبْعمائة أَو بعْدهَا بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا وَتعلم صنائع ثمَّ ساح فِي الْبِلَاد وطوف الْعرَاق الْبَحْرين والهند وَأَرْض الْعَجم وَمَا وَرَاء النَّهر ثمَّ حج وطوف الْبِلَاد الشامية ثمَّ قدم الْقُدس وَسكن بِهِ وبالخليل ونابلس ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وسكنها وطوف فِي ريفها وارتزق بهَا من صَنْعَة الشريط وَجلسَ لصنعه بحانوت تجاه الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وشاع عَنهُ مِمَّا شَاهده الثِّقَات فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين أَن السبَاع إِذا مر بهَا عَلَيْهِ تَأتيه وتتلمس بِهِ هَيْئَة الْمُسلمين عَلَيْهِ بِحَيْثُ يعجز قائدوه عَن مُرُور

السَّبع بِدُونِ مَجِيئه إِلَيْهِ بل وَعَن أَخذه عَنهُ سَرِيعا إِلَّا إِن أذن هُوَ لَهُ وتكرر ذَلِك مُدَّة إِلَى أَن مل الشَّيْخ فَصَارَ إِذا سمع بالسبع من بعد يقوم ويفر إِلَى الْمدرسَة أَو غَيرهَا رَجَاء زَوَال اعْتِقَاد من لَعَلَّه يَعْتَقِدهُ بِسَبَب ذَلِك، كل ذَلِك مَعَ سكينته ونوره وَكَثْرَة تواضعه وهضمه لنَفسِهِ وإظهاره لمن يجْتَمع بِهِ أَنه فِي بركَة الْعلمَاء وَنَحْو هَذَا وَلَا يَخْلُو من قَلِيل بله، وَبَلغنِي عَنهُ أَنه أخبر أَن عَم وَالِده واسْمه عبد الْملك كَانَ يركب السبَاع. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء عَاشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ وَكنت مِمَّن تَكَرَّرت رؤيتي لَهُ والتمست أدعيته بل أَظن أنني شاهدت صَنِيع السَّبع مَعَه رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن حبيب البوصيري. فِي ابْن آدم بن حبيب. عَليّ بن حجاج الحريري الدَّلال. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عَليّ بن حجاج الْوراق أحد فضلاء الْمَالِكِيَّة. يَأْتِي فِي أَوَاخِر العليين. عَليّ بن حسب الله الجزار. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ. عَليّ بن الْبَدْر حسن بن إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن بن عليبة الْمَاضِي أَبوهُ وجده وشقيقه إِبْرَاهِيم وَهَذَا أكثرهما. مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين وَلم يكمل الْعشْرين. عَليّ بن الْحسن بن أبي بكر بن الْحسن بن عَليّ بن وهاس موفق الدّين أَبُو الْحسن الخزرجي الزبيدِيّ اليمني المؤرخ. اشْتغل بالأدب ولهج بالتاريخ فمهر فِيهِ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ:) اعتنى بأخبار بَلَده فَجمع لَهَا تَارِيخا على السنين وَآخر على الْأَسْمَاء يَعْنِي الْمُسَمّى طراز أَعْلَام الْيمن فِي طَبَقَات أَعْيَان الْيمن وَسَماهُ أَيْضا العقد الفاخر الْحسن فِي طَبَقَات أكَابِر أهل الْيمن وَآخر على الدول. ولقيته بزبيد فطار حَتَّى برسالة أَولهَا: أمتع الله بطلعتك المضية وشمائلك المرضية وحزت خيرا ووقيت ضيرا. وَهِي طَوِيلَة من هَذَا النمط، وَقَالَ فِي أنبائه: كَانَ ناظما ناثرا مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَقد جَازَ السّبْعين وَيُقَال أَن جده هُوَ الَّذِي عناه الزَّمَخْشَرِيّ بقوله: (وَلَوْلَا ابْن وهاس وسابق فَضله ... رعيت هشيما واستقيت مصردا) وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. عَليّ بن حسن بن أبي بكر نور الدّين النمراوي الْخَطِيب وَالِد الْبَدْر حسن وَيعرف بِابْن الطَّوِيل. مَاتَ فِي الْمحرم أَو صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. عَليّ بن حسن بن عبد الْحَاكِم بن عَليّ الأَجْهُورِيّ نِسْبَة لأجهور الْكُبْرَى بساحل الْبَحْر من عمل القليوبية، ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بأجهور وتحول إِلَى الْقَاهِرَة حِين ميز فحفظ الْقُرْآن وجوده على الزين طَاهِر بل تَلا عَلَيْهِ لأبي عَمْرو إِلَى آخر النَّحْل، والمنهاج وألفية النَّحْو والجرومية

والحاجبية وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الوروري وزَكَرِيا وَغَيرهمَا وَفِي النَّحْو والمنطق عَن الْمُحب الْحَنَفِيّ القَاضِي شيخ الجوهرية وَكَذَا قَرَأَ لأبي عَمْرو إِلَى آخر النَّحْل، والمنهاج وألفية النَّحْو والجرومية والحاجبية وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الوروري وزَكَرِيا وَغَيرهمَا وَفِي النَّحْو والمنطق عَن الْمُحب الْحَنَفِيّ القَاضِي شيخ الجوهرية وَكَذَا قَرَأَ شرح الشذور على السنهوري والمتوسط على عَليّ بن برد بك ومجموع الكلائي على النُّور الطنتدائي والكتب السِّتَّة مَعَ حل ألفية الْعِرَاقِيّ على الديمي ثمَّ لازمني فِي شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَغَيره وَسمع الحَدِيث على السَّيِّد النسابة والتقي الشمني والقلقشندي وَغَيرهم بالزاوية الحلاوية بِقِرَاءَة يحيى القباني وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء والبيبرسية والجوهرية وَغَيرهَا وخطب بِبَعْض الْمدَارِس وأقرأ بعض بني بعض الْأُمَرَاء، وَحج وجاور ولازم هُنَاكَ الْبُرْهَان بن ظهيرة، وَهُوَ عبد صَالح لَهُ فهم وإحساس. عَليّ بن حسن بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمي مُحَمَّد بن أبي سعيد الْحسن بن عَليّ ابْن قَتَادَة الحسني الْمَكِّيّ أَخُو إِبْرَاهِيم وَأحمد وبركات وَأمه حفيدة مغامس بن رميثة. ولد سنة سبع) وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِمَكَّة وَنَشَأ متعانيا الشجَاعَة حَتَّى بلغ الْغَايَة وَقَرَأَ عِنْده البُخَارِيّ مرَارًا واشتغل بِالصرْفِ وَلم يلم بِالْعَرَبِيَّةِ، وَولى إمرة مَكَّة عَن أَخِيه بَرَكَات فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَأَرْبَعين وسافر إِلَى مَكَّة فِي رجبها وَاسْتمرّ إِلَى أَن نقل عَنهُ أعداؤه أَشْيَاء أوغروا بهَا قلب السُّلْطَان فَقبض عَلَيْهِ وعَلى أَخِيه إِبْرَاهِيم فِي آخَرين من جماعتهما فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَقدم بهم فِي الْبَحْر إِلَى الطّور فوصلوا الْقَاهِرَة فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا فوضعا فِي برج القلعة، وَكتب عَنهُ بعض الْفُضَلَاء فِي ربيع الأول من الَّتِي تَلِيهَا قصيدة طَوِيلَة جدا جزلة الْأَلْفَاظ عذبتها جَيِّدَة الْمعَانِي لَيست بعيدَة عَن تمكن قوافيها وَلكنهَا فَاشِية اللّحن، مِنْهَا: (وَإِن نَالَ الْعلَا قرم بِقوم ... رقيت علوها فَردا وحيدا) يَقُول فِيهَا: (وَقد جافى كتاب الله صدقا ... بقول عز قَائِله الحميدا) (ترى الْحَسَنَات نجزيها بِخَير ... وبالسيا سيات ستورا) (وواعد أَن بعد الْعسر يسرا ... فَلَا عز يَدُوم وَلَا سعودا) ثمَّ أَن السُّلْطَان نَقله مَعَ أَخِيه وَجَمَاعَة إِلَى إسكندرية ثمَّ إِلَى دمياط فَمَاتَ بهَا فِي أَوَائِل صفر سنة ثَلَاث وَخمسين مسجونا مطعونا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ، وَكَانَ حسن المحاضرة ذَا ذوق وَفهم حَتَّى قيل أَنه أحذق بني حسن وأفضلهم وبلغنا أَنه تعلم بهَا طرفا صَالحا من الْعَرَبيَّة وَعمل هُنَاكَ قصيدة على وزن بَانَتْ سعاد ورويها وقافيتها أَجَاد فِيهَا. عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن أَحْمد نور الدّين أَبُو الْحسن البشبيشي الْأَزْهَرِي وَيعرف بالميسروي لمجاورتهما لبلدة من أَعمال الدقهلية. مِمَّن اشْتغل يَسِيرا وتكسب

بِالشَّهَادَةِ والنساخة وَكتب مناسخات البقاعي وَغَيرهَا وَكَانَ مِمَّن يجْتَمع عَلَيْهِ لذَلِك وَرُبمَا أَخذ عني. ومولده فِي رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن ومختصر أبي شُجَاع والرحبية والملحة عِنْد أَحْمد بن الْمُؤَذّن أحد أَصْحَاب الخافي ثمَّ قَرَأَ على الشَّمْس بن الْفَقِيه حسن بدمياط بعض الْمِنْهَاج ولبخاري وَغَيرهمَا وتحول إِلَى الْقَاهِرَة فَنزل الْأَزْهَر وَقَرَأَ على الشهَاب السكندري والزين طَاهِر وَسمع الحَدِيث وخطب وشارك قَلِيلا. عَليّ بن حسن بن عَليّ بن بدر النُّور أَبُو الْبَقَاء وَأَبُو الْحسن الْبَارِي نِسْبَة لمحلة بار بِالْقربِ من النحرارية من الغربية كَانَ جده خَادِم الضريح بهَا الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الضَّرِير) وَيعرف بِأبي عبد الْقَادِر وَهُوَ بهَا أشهر. مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن التَّاج بن تمرية وطاهر الْمَالِكِي والنور الحبيبي وَعبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ وَشهد عَلَيْهِ الأكابر بل وَأثبت شَيخنَا اسْمه فِي الْقُرَّاء بِمصْر فِي وسط هَذَا الْقرن وَكَانَ ضيق العطن خيرا. مَاتَ بعد الْخمسين أَو قريبها. عَليّ بن حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن سليم نور الدّين أَبُو الْحسن البيجوري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد وأخو مُحَمَّد الآتيين وَابْن عَم إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن الْمَاضِي. إِمَام سمع من ابْن الْقَارئ وَابْن أبي الْمجد الصَّحِيح وَمن ابْن حَاتِم الْجُمُعَة للنسائي وَمن أبي الْيمن بن الكويك مشيخة ابْن الجميزي وَغَيرهَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَعرض عَلَيْهِ قَرِيبه الشَّمْس مُحَمَّد بن الْبُرْهَان شيخ الشَّافِعِيَّة الْمِنْهَاج وَكَانَ رَفِيقًا لِابْنِ عَمه فِي الِاشْتِغَال. وَمَات قبل أَخِيه بِمدَّة. عَليّ بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْعَلَاء السَّلمَانِي القريري من قرى حوران. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَقدم من بَلَده فِي سنة سبع وَسبعين واشتغل بِعَمَل السكر ثمَّ قَرَأَ الْقُرْآن بِحَلقَة إِبْرَاهِيم الصُّوفِي وَسمع الحَدِيث ثمَّ اشْتغل بالبادرائية على الشّرف بن الشريشي وَالزهْرِيّ والقرشي وَأخذ عَن الشّرف الْغَزِّي والملكاوي وَأكْثر عَنهُ بِخُصُوصِهِ وَحصل لَهُ وظائف ثمَّ بعد الْفِتْنَة افْتقر وَسَاءَتْ حَالَته وَذهب إِلَى طرابلس وصفد وناب فِي الحكم بأعمالها ثمَّ عَاد إِلَى دمشق، وَحج غير مرّة وَجلسَ فِي دكان يتجر فِي الثِّيَاب ثمَّ مَعَ الشُّهُود بِبَاب الشامية إِلَى أَن مَاتَ وَكَذَا جلس مُدَّة للإقراء وَكتب على الْفَتَاوَى وَأم بالشامية البرانية وَكَانَ يقْرَأ فِي الْمِحْرَاب جيدا وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير، وَلم نجد لَهُ سَمَاعا على قدر سنه نعم سمع على الْكَمَال أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْحق بعض الِاسْتِيعَاب لِابْنِ عبد الْبر وَقَالَ ابْن اللبودي أَنه سمع من جمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَمَات فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِدِمَشْق وَدفن بمقبرة بَاب

الفراديس. أرخه ابْن اللبودي وَغَيره. عَليّ بن حسن بن عَليّ بن معِين الْعَلَاء السنباطي الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن إِمَام الْمُؤَيد. مِمَّن انْتَمَى الْعَلَاء بن الصَّابُونِي نَاظر الْخَاص وَصَارَ يتَكَلَّم لَهُ فِي أَشْيَاء كالمواريث للْحَاج وتكرر سَفَره لذَلِك وَكَذَا تكَرر دُخُوله الشَّام لَهُ مَعَ عقل وأدب وَقد خالطني فِي السّفر لمَكَّة بل رافقني من بطن مر إِلَيْهَا سنة سِتّ وَتِسْعين ثمَّ بَلغنِي أَنه اسْتَقر فِي نظر) الطّور. عَليّ بن الْحسن بن عَليّ نور الدّين الدهثوري مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ عَليّ بن حسن بن عَليّ الْمحلي الهيثمي ثمَّ القاهري الْقصير خَادِم الشَّيْخ مُحَمَّد بن صَالح الْآتِي بَين الْفُقَرَاء وَنَحْوهم بكاتم السِّرّ. لازمخدمة الْمشَار إِلَيْهِ وَتردد إِلَى الأكابر وتنزل فِي بعض الْجِهَات وَسمع على بعض الشُّيُوخ بِقِرَاءَتِي بل سمع مني فِي الْإِمْلَاء وَغَيره. عَليّ بن حسن بن عَليّ الغمري المراكبي أَبوهُ وَيعرف بِابْن خروب. مِمَّن حفظ الْمِنْهَاج وَعرض عَليّ فِي جملَة من الْجَمَاعَة، وَحج واشتغل قَلِيلا عِنْد الْأمين ابْن النجار ثمَّ الحليبي وأهدي إِلَيْهِ فولاه الزيني زَكَرِيَّا قَضَاء منية غمر شركَة لفارس ثمَّ لغيره وعد من الْعَجَائِب. عَليّ بن حسن بن عمر التلواني. هَكَذَا سَاق شَيخنَا نسبه فِي تَارِيخه وَصَوَابه عَليّ بن عمر بن حسن بن حُسَيْن وَسَيَأْتِي. عَليّ بن حسن بن قَاسم بن عَليّ بن أَحْمد بن الخواجا نور الدّين ابْن عَم الخواجا بدر الدّين الملقب بالطاهر الْمَاضِي وَكَذَا يلقب هُوَ بهَا الصعدي الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ. ولد فِي أَوَائِل الْقرن بينبع فِي قدوم أَبَوَيْهِ من الْقَاهِرَة إِلَى مَكَّة وَنَشَأ ببلاده وَولي فِي أَيَّام الظَّاهِر يحيى بعض الولايات بزبيد وَغَيرهَا وَقدم مَكَّة وَعمر بهَا دَارا. مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَخمسين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن حسن بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ بن أَحْمد نور الدّين بن الخواجا بدر الدّين الطَّاهِر الْمَاضِي وأخو الْجمال مُحَمَّد الْآتِي وَهُوَ أكبر. ولد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ أَو فِي الَّتِي قبلهَا وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب الشوايطي ثمَّ ابْن عطيف وَصلى بِهِ على الْعَادة مرّة بعد أُخْرَى وَلَا أستبعد أَن يكون هُوَ وَأَخُوهُ سمعا على التقي بن فَهد وَأبي الْفَتْح المراغي وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهما جمَاعَة باستدعاء ابْن فَهد ولكنهما لم يتوجها لشَيْء من هَذَا، وَكَانَ فِي ظلّ أَبِيه وسافر إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَتِسْعين مَطْلُوبا فتكلف لعشرة آلَاف دِينَار اسْتَدَانَ أَكْثَرهَا فِيمَا قبل

وَرجع فدام منكسرا. وَمَات فِي أَوَائِل صفر سنة تسع وَتِسْعين عقب أَخِيه بِيَسِير جدا، وَكَانَ كثير التِّلَاوَة وَالطّواف وَالْجَمَاعَة حَتَّى الظّهْر الَّذِي قل اعتناء كثيرين من أهل مَكَّة لشهوده جمَاعَة فِيمَا بَلغنِي مَعَ ينتمي للشَّيْخ عبد الْمُعْطِي مَعَ تقلل كَبِير وتظلم من أَخِيه. عَليّ بن حسن الحاضري يَأْتِي فِي ابْن حُسَيْن بن عَليّ.) عَليّ بن حُسَيْن بن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِي وَيعرف بالغزاوي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عَليّ بن حُسَيْن بن عُرْوَة الْعَلَاء أَبُو الْحسن المشرقي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن زكنون بِفَتْح أَوله. ولد قبل السِّتين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فِي ابْتِدَائه حمالا ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَحفظ الْقُرْآن وتفقه وبرع وَسمع من الْكَمَال بن النّحاس والمحيوي يحيى بن الرَّحبِي وَعمر بن أَحْمد الجرهمي والشمسين المحمدين ابْن أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن أبي الزهر الطرايفي وَابْن الشَّمْس بن مُحَمَّد بن السكندري وَابْن صديق وَمن مسموعه على الثَّلَاثَة مُسْند عبد أَنا الحجار فِي آخَرين مِنْهُم الشَّمْس مُحَمَّد بن خَلِيل المنصفي قَرَأَ عَلَيْهِ مُسْند إمامهما أنابه الصّلاح بن أبي عمر والتاج أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْبُوب سمع عَلَيْهِ الزّهْد لإمامه قَالَ أخبرتنا بِهِ سِتّ الْأَهْل ابْنة علوان وَخَدِيجَة ابْنة مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم سمع عَلَيْهَا ابْن حبَان قَالَت: أَنا ابْن الزراد حضورا فِي الرَّابِعَة وإجازة وَكَذَا سمع على أبي المحاسن يُوسُف بن الصَّيْرَفِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَجَمَاعَة مِنْهُم فِيمَا أخبر ابْن الْمُحب، وَانْقطع إِلَى الله تَعَالَى فِي مَسْجِد الْقدَم بآخر أَرض القبيبات ظَاهر دمشق يُؤَدب الْأَطْفَال احتسابا مَعَ اعتنائه بتحصيل نفائس الْكتب وبالجمع حَتَّى أَنه رتب الْمسند على أَبْوَاب البُخَارِيّ وَسَماهُ الْكَوَاكِب الدراري فِي تَرْتِيب مُسْند الإِمَام أَحْمد على أَبْوَاب البُخَارِيّ وَشَرحه فِي مائَة وَعشْرين مجلدا طَرِيقَته فِيهِ انه إِذا جَاءَ لحَدِيث الْإِفْك مثلا يَأْخُذ نُسْخَة من شَرحه للْقَاضِي عِيَاض فَيَضَعهَا بِتَمَامِهَا وَإِذا مرت بِهِ مسئلة فِيهَا تصنيف مُفْرد لِابْنِ الْقيم أَو شَيْخه ابْن تَمِيمَة أَو غَيرهمَا رضعه بِتَمَامِهِ ويستوفي ذَاك الْبَاب من المغنى لِابْنِ قدامه وَنَحْوه كل ذَلِك مَعَ الزّهْد والورع الَّذِي صَار فيهمَا مُنْقَطع القرين والتبتل لِلْعِبَادَةِ ومزيد الإقبال عَلَيْهَا والتقلل من الدُّنْيَا وسد رمقه بِمَا تكسبه يَدَاهُ فِي نسج العبي والاقتصار على عباءة يلبسهَا والإقبال على مَا يعنيه حَتَّى صَار قدوة، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وقرىء عَلَيْهِ شَرحه الْمشَار إِلَيْهِ أَو أَكْثَره فِي أَيَّام الْجمع بعد الصَّلَاة بِجَامِع بني أُميَّة وَلم يسلم مَعَ هَذَا كُله من طَاعن فِي علاهُ ظاعن عَن حماه بل حصلت لَهُ شَدَائِد ومحن كَثِيرَة كلهَا فِي الله وَهُوَ صابر محتسب حَتَّى مَاتَ، وَقد ذكره فِي أنبائه فَقَالَ انه كَانَ عابدا زاهدا قَانِتًا خيرا

لَا يقبل لأحد شَيْئا وَلَا يَأْكُل إِلَّا من كسب يَده وثار بَينه وَبَين الشَّافِعِيَّة شَرّ كَبِير بِسَبَب الِاعْتِقَاد. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ بمنزله فِي مَسْجِد الْقدَم وَصلى عَلَيْهِ هُنَاكَ قبل الظّهْر وَدفن ثمَّ وَكَانَت جنَازَته حافلة حمل نعشه على) الرؤوس وَكثر الأسف عَلَيْهِ ورؤيت لَهُ منامات صَالِحَة كَثِيرَة قبل مَوته وَبعده، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن حُسَيْن بن عَليّ بن حُسَيْن عَلَاء الدّين الدِّمَشْقِي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن مكسب. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. على بن حُسَيْن بن عَليّ بن سَلامَة الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. تفقه بالعماد الحسباني وَغَيره ودرس بِدِمَشْق وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْأَدَب ونظم متوسط. مَاتَ بِدِمَشْق فِي سنة تسع عشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. عَليّ بن حُسَيْن ورأيته فِي غير مَوضِع بِالتَّكْبِيرِ ابْن عَليّ نور الدّين الحاضري الْحَنَفِيّ. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة وباشر عدَّة وظائف سلطانية مِنْهَا شَهَادَة الدِّيوَان الْمُفْرد رَفِيقًا للتاج بن كَاتب المناخات وأهين فِي دولة منطاش وَنفي ثمَّ عظم لما عَاد الظَّاهِر وَتَوَلَّى ابْن أُخْته بيبرس الدوادارية، وَكَانَ كثير التودد طلق الْوَجْه حسن الْعشْرَة. مَاتَ فِي عشري شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَقد شاخ ورق حَاله، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْبَدْر الدَّمِيرِيّ وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ أَنه أنْشدهُ قَالَ: أَنْشدني طَاهِر بن حبيب وَذكر من نظمه. عَليّ بن حُسَيْن بن عَليّ الجراحي ثمَّ الدمياطي بواب المعينية بهَا مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حسن بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُسلم نور الدّين ابْن الْبَدْر بن العليف الْمَكِّيّ الشَّافِعِي سبط القطب أبي الْخَيْر بن عبد الْقوي والماضي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد. ولد فِي الْمحرم سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحفظ الْأَرْبَعين والألفية وَغَيرهمَا واشتغل بالفقه والعربية وَغَيرهمَا يَسِيرا عِنْد النُّور الفاكهي وَغَيره وَرُبمَا حضر عِنْد القَاضِي عبد الْقَادِر فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا ولازم ابْن يُونُس فِي الْعَرَبيَّة رَفِيقًا لأبي اللَّيْث وَسمع على الزين الأميوطي والتقي بن فَهد وَغَيرهمَا، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة فَأخذ عني بهَا وَكَذَا بِمَكَّة وَالْمَدينَة وقطنها مُدَّة وتولع بالنظم وسمعته ينشد مَا كتب بِهِ لصاحبنا النَّجْم بن فَهد بل امتدحني بِأَبْيَات وَأكْثر من القصائد لأعيان الْوَقْت الْبعيد بعيد التسعين حِين إِقَامَته بِالْقَاهِرَةِ سِنِين وَرُبمَا يكون فِيهَا البليغ وَأَخُوهُ أثبت مِنْهُ عقلا وفهما. مَاتَ بهَا بالطاعون فِي سنة سبع وَتِسْعين رَحمَه الله.)

عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن نَافِع الْخُزَاعِيّ الْمَكِّيّ أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عَليّ بن حُسَيْن بن مَحْمُود نور الدّين الْحُسَيْنِي الْبَلْخِي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالطيبي. مِمَّن اشْتغل قَلِيلا وَقَرَأَ على السوهائي وَكَذَا أَخذ عني فِي مجاورتي الثَّالِثَة أَشْيَاء مِنْهَا القَوْل البديع بعد أَن كتبه لنَفسِهِ وَلغيره وَجلسَ بِبَاب السَّلَام شَاهدا وَفِي أَيَّام الثمان وَنَحْوهَا يكون بجانبه أوراق الْعُمر. عَليّ بن حُسَيْن بن مكي بن جدي الفارسكوري الحائك بهَا. ولد فِيهَا تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ عاميا فولع بالمواليا ولقيته هُنَاكَ فَكتبت عَنهُ مِنْهَا قَوْله: (قامة قوامك سما فِيهَا جَمِيع الْفلك ... مركبة وَالْقَمَر وَجهك وشعرك حلك) (وَالصُّبْح من فرقك الباهي برز فِي ملك ... قَاتل جيوش الدجى يَا غُصْن صَار وَأهْلك) إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أثْبته فِي مَوضِع آخر. عَليّ بن حُسَيْن نور الدّين المنهلي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي ابْن عَم الزين بن عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين. عَليّ بن حَمْزَة فَقِيه الزيدية. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسِتِّينَ بواسط من وَادي مر وَدفن هُنَاكَ. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن حيدر شيخ تربة الأعجام بِالْقربِ من تربة تغرى برمش الزردكاش وَإِمَام برقوق نَائِب الشَّام كَانَ مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين. عَليّ بن خضر بن جُمُعَة التَّمِيمِي الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ. عَليّ بن خَلِيل بن رسْلَان الرملاوي ثمَّ الْمَكِّيّ الْعَطَّار فِيهَا بِبَاب السَّلَام وَشَيخ أحد الأسباع بهَا أَخذ عَن الشهَاب بن رسْلَان وَكَانَ شَيخا مقرئا صَالحا أَخذ عَنهُ أَبُو حَامِد المرشدي فِي الْقرَاءَات وَأَخذهَا هُوَ عَن وَالِده عمر المرشدي. وَمَات بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ. عَليّ بن خَلِيل بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد نور الدّين أَبُو الْحسن القاهري الحكري الْحَنْبَلِيّ وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالحكري. ولد سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة بالحكر خَارج الْقَاهِرَة واشتغل بالفقه وعدة فنون وَتكلم على النَّاس بالأزهر وَكَانَ لَهُ قبُول وزبون وناب فِي الحكم ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بعد صرف الْمُوفق أَحْمد بن نصر الله بسعي شَدِيد بعد سَعْيه فِيهِ أَيْضا بعد موت أَخِيه بدر الدّين بل بعد موت) والدهما نَاصِر الدّين نصر الله وَلم يتم لَهُ أَمر إِلَيّ الْآن ثمَّ صرف بعد ذِي الْحجَّة مِنْهَا بموفق الدّين وَعَاد الحكري إِلَى حَالَته الأولى بل حصل لَهُ مزِيد إملاق وركبته دُيُون فَكَانَ أَكثر أَيَّامه إِمَّا فِي

الترسيم وَإِمَّا فِي الِاعْتِقَاد وقاسى نوعا من الشدَّة وأرفده من كَانَ يعرفهُ من الرؤساء فَمَا اشتدت خلته وَصَارَ يستمنح بعض النَّاس ليحصل لَهُ مَا يسد بِهِ الرمق إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ كَذَلِك فِي الْمحرم سنة سِتّ. قَالَه شَيخنَا فِي رفع الإصر وَقَالَ فِي الإنباء أَنه أَكثر من النواب وسافر مَعَ الْعَسْكَر فِي وقْعَة تنم يَعْنِي مَعَ النَّاصِر فَرح، زَاد غَيره وَلم يعرف قبله حنبلي زَاد على ثَلَاثَة نواب وَمَعَ هَذَا لم تشكر سيرته، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَرَأَيْت خطه بِالشَّهَادَةِ على بعض الْقُرَّاء فِي إجَازَة الْجمال الزيتوني سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ. عَليّ بن خَلِيل بن قراجا بن دلغادر عَلَاء الدّين الأرتقي التركماني أَمِير التركمان بِبَلَد مرعش وَمَا والاها وَابْن أَمِيرهمْ وأخو الناصري مُحَمَّد بك الْآتِي وَيعرف بعلي باك. حاصر حلب مرّة وَنهب الْقرى الَّتِي حولهَا وأفسد فِي الْبر إفسادا كثيرا ثمَّ انهزم وَكَانَ تَارَة يخضع للنواب ويجتمع بهم وَتارَة يخالفهم وَولي نِيَابَة عنتاب فِي أَيَّام المظفر أَحْمد سنة أَربع وَعشْرين فَلَمَّا اسْتَقر الْأَشْرَف عَزله عَنْهَا ثمَّ استدعى بِهِ إِلَى مصر فَتوجه إِلَيْهِ. ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا، وَله ذكر فِي مُحَمَّد بن عَليّ بن قرمان وَمَات فِي. عَليّ بن خَلِيل بن مُحَمَّد بن حسن الْحلَبِي الْحَنَفِيّ. لَقِيَنِي فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة قَرَأَ على الْبَعْض من الصَّحِيحَيْنِ وَسمع مني المسلسل وَغَيره وكتبت لَهُ وَقَالَ أَن مولده تَقْرِيبًا سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بحلب وَأَنه جود الْقُرْآن على أَبِيه واشتغل فِي النَّحْو على نصر الله العجمي نزيل حلب والمتوفى بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَفِي الْفِقْه على أَبِيه المتوفي فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين والمنطق وَالْحكمَة وَالْكَلَام على الشَّمْس مُحَمَّد بن فَخر الدّين بن خير الدّين الْحلَبِي المتوفي سنة تسع وَثَمَانِينَ والحساب والهيئة والنجوم عَليّ يُوسُف بن قرقماس الحمزاوي الْحلَبِي أحد الأحباء كل ذَلِك بحلب وبملطية الْمعَانِي وَالْبَيَان على أحد علمائها التَّاج إِبْرَاهِيم المتوفي سنة سِتّ وَتِسْعين، وتميز وشارك فِي الْفَضَائِل وَحج قبل ذَلِك ثمَّ الْآن وَصله الله سالما. عَليّ بن خَلِيل بن مُسلم أَبُو الْحسن المسلمي. عَليّ بن دَاوُد بن إِبْرَاهِيم نور الدّين القاهري الْجَوْهَرِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن دَاوُد) وبابن الصَّيْرَفِي. ولد فِي رَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه وَكَانَ صيرفيا فِي الدولة وَزعم أَنه حفظ الْقُرْآن والعمدة والقدوري وألفية النَّحْو والخزرجية وَأَنه عرض على النظام يحيى الصيرامي والمحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَنصر الله وَغَيرهم وَأَنه جود فِي الْقرَاءَات

على الزراتيتي وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على ابْن الديري والزين قَاسم والشمسي وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه للنقاية وَشَرحه لنظم وَالِده النخبة بل قَرَأَ شرحها على مؤلفها شَيخنَا مَعَ ديوَان خطبه وَغَيره ولازم مَجْلِسه فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَصلى شَيخنَا خَلفه بِجَامِع الظَّاهِر وَكَانَ قد اسْتَقر فِي خطابته برغبة الشَّمْس الطنتدائي نزيل البيبرسية لَهُ عَنْهَا وَعظم ذَلِك على كثيرين وَلزِمَ الرّكُوب فِي خدمَة شَيخنَا مَعَ استثقال جماعته لذَلِك سِيمَا وَلَده وَرُبمَا شافهه بِمَا يكون سَببا للانكفاف وَكَذَا قَرَأَ فِي أصُول الدّين على الْأمين الأقصرائي والشرواني وَفِي النَّحْو على الأبدي واشتدت عنايته بملازمة الكافياجي فِي آخَرين كالعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الْهمام وَابْن قرقماس وَقَرَأَ عَلَيْهِ مُصَنفه الْغَيْث المريع والنواجي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْعرُوض وَتردد لغير هَؤُلَاءِ وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس، وَدخل دمياط وتنزل فِي صوفية البيبرسية والبرقوقية بعد أَن نَاب فِي خطابتها وَلما مَاتَ وَالِده بل وَفِي حَيَاته تكسب بسوق الجوهريين وَفِي وَظِيفَة المكس بِهِ وتعاطيه مَعَ تولعه بالدوران على الشُّيُوخ وابتنى بعض الدّور بحكر الشَّامي وَنسخ من بداية ابْن كثير وَنَحْوهَا أَشْيَاء فِي مجلدات يضْحك أَو يبكي عَلَيْهِ فِيهَا وَالْعجب أَنه قرضها لَهُ كَثِيرُونَ، ثمَّ آل أمره إِلَى أَن نفد غَالب مَا مَعَه وَاحْتَاجَ فناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن الشّحْنَة فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَجلسَ بِبَعْض الحوانيت وَصَارَ يكْتب الدُّرَر أَو الأنباء أَو غَيرهمَا من تصانيف شَيخنَا وَغَيره ويرتفق بذلك مَعَ مُخَالطَة بعض الرؤساء خُصُوصا الزيني بن مزهر وَكتب بِخَطِّهِ مَا كتبه قاضيه فِي شرح الْهِدَايَة وعدة تواريخ ليوسف بن تغرى بردى بل والذيل الَّذِي عملته على رفع الإصر وَتردد لي فِي مجَالِس الرِّوَايَة والدراية وَكتب عَليّ أَشْيَاء وَنصب نَفسه لكتابة التَّارِيخ فَكَانَ تَارِيخا لكَونه لَا تَمْيِيز لَهُ عَن كثير من الْعَوام إِلَّا بالهيئة مَعَ سلوكه لما يستقبح بِحَيْثُ أمْسكهُ جمَاعَة الْوَالِي وَصَارَ الْفُقَهَاء والقضاة بِهِ مثله وَصرف بِأَمْر السُّلْطَان مرّة بعد أُخْرَى وَمَات الأمشاطي وَهُوَ مَصْرُوف فَلَمَّا اسْتَقر ابْن عيد لبس عَلَيْهِ حَتَّى ولاه ثمَّ لما تبين لَهُ أمره صرفه وَلم يوله الَّذِي بعده إِلَّا بعناية القطب الخيضري بل حسن لَهُ عمل سيرة الْأَشْرَف قايتباي وتوسط فِي إيصالها لَهُ فَكَانَ ذَلِك) من المضحكات وَاسْتدلَّ من لم يعرف الْوَاسِطَة بتقديمه على تَأَخره سِيمَا وَقد أَخذ لَهُ من الْملك مبلغا لزعمه أَنه تكلّف على نساخته وتوابعه مَا اسْتَدَانَ أَكْثَره ورحم الله يشبك الدوادار وَأَنه ليقظته لما علم بِحَقِيقَة شَأْنه بَالغ فِي إبعاده ورام ضربه ومنعته رياسته من استرجاع مَا كَانَ أعطَاهُ لَهُ حَسْبَمَا بَلغنِي وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من سيئات الزَّمَان غَنِي بشهرة سيرته عَن مزِيد الْبَيَان وجهله وَاضح

الظُّهُور وانطراحه لبطنه قاصم للظهور. وَكنت قَدِيما سمعته ينشد لغزا زَعمه لنَفسِهِ فِي عَليّ: (مَا اسْم ثلاثي أرى ... لَو كَانَ حظي مثله) (ثُلُثَاهُ لي حَقًا يرى ... وَثلثه عين لَهُ) ثمَّ لما كثر تردده لي توقفت فِي كَونه يحصل شَيْئا وَقيل لي أَنه يَسْتَعِين فِيمَا يبديه من ذَلِك بالقادري والدماصي بواب المؤيدية وَغَيرهمَا مِمَّن يبْذل لَهُ ذَلِك وَأما أَنا فَعمِلت لَهُ مقامة بعد أُخْرَى للزيني بن مزهر وَمَعَ كَونه كرر قرَاءَتهَا عَليّ غير مرّة لم يحسن قرَاءَتهَا عِنْده وَمِمَّا نظمه الشهَاب الْحِجَازِي فِيهِ: (قَالَ ابْن دَاوُد الأديب ألم أكن ... فَردا أُجِيب لأَنْت تَابعهمْ) (هلك السموءل وَابْن سهل وَابْن إس ... رائيل قلت وَهُوَ رابعهم) عَليّ بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن خلد بن عوض بن عبد الله بن مُحَمَّد بن نور الدّين الْجَوْجَرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي خطيب جَامع طولون. مِمَّن حضر عِنْد الْجلَال الْمحلي وَأخذ الْفِقْه عَن الْمَنَاوِيّ وَكَانَ للشَّيْخ فِيهِ حسن الِاعْتِقَاد والفرائض عَن الشهابين الأبشيطي والشارمساحي والعقليات والتصوف عَن الشرواني وَكَانَ يصفه بالصوفي فِي آخَرين وَقَرَأَ على الديمي التِّرْمِذِيّ وتميز فِي فنون وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة سِيمَا فِي الْعَرَبيَّة والفرائض والتصوف وَأخذ عَن الْفُضَلَاء كالنور الأشموني قَاضِي دمياط وَابْن الأسيوطي ثمَّ جَحده وَكَانَ أَخذ عَنهُ عبد الْقَادِر بن مغيزل وَهُوَ الْمُفِيد لترجمته وَكتب على ألفية ابْن مَالك والمطرزية وَغَيرهمَا وَحج وجاور وأقرأ هُنَاكَ أَيْضا وخطب بالجامع الطولوني وقتا ثمَّ اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي بسفارة تغرى بردى القادري فِي خطابة مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالكبش وإمامتها وَكَانَ مَعَ فضيلته صَالحا متعبدا متقللا قانعا متوددا ساعيا مَعَ من يَقْصِدهُ ذكر بمحاسن وَالْغَالِب عَلَيْهِ التصوف. مَاتَ عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة بِمُقْتَضى مَا بَلغنِي فِي لَيْلَة جُمُعَة من أَوَاخِر سنة سبع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ) بعد الْجَامِع بالجامع الطولوني ثمَّ دفن بالقرافة عِنْد أبي الْعَبَّاس الْبَصِير رَحمَه الله وَاسْتقر بعده فِي الخطابة مُحَمَّد بن يحيى الطَّيِّبِيّ وَفِي الْإِمَامَة الْفِرْيَانِيُّ. عَليّ بن دَاوُد بن عَليّ بن بهاء الدّين نور الدّين بن الشّرف الكيلاني الأَصْل الْمَكِّيّ القادري أكبر بني أَبِيه. نَشأ بِمَكَّة وَحفظ الْمِنْهَاج وَعرضه وَسمع على ابْن سَلامَة وَابْن الْجَزرِي وَغَيرهمَا، وتفقه بِابْن سَلامَة وَالشَّمْس الكفيري وأجازاه بالإفتاء والتدريس، وتلا بالعشر على ابْن الْجَزرِي وَدخل صحبته الْيمن سنة ثَمَان وَعشْرين وناب فِي قَضَاء مَكَّة واستقلالا بجدة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَلم يحمد وَكَانَ يَقُول الشّعْر بِحَيْثُ كتب عَنهُ من نظمه النَّجْم بن فَهد ووالده وَذكره

فِي مُعْجَمه. مَاتَ بعد أَبِيه بأيام بإسكندرية فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَفِي الظَّن أَنه لم يكمل الثَّلَاثِينَ وَمن نظمه فِي الْجلَال أبي السعادات بن ظهيرة يهنئه بِشَهْر: (شهر عَزِيز عزه بجلالكم ... جلّ الَّذِي قد عزكم بجلالكم) (يَا أهل مَكَّة هُنَاكُم بجلالكم ... جلّ الْجلَال جلالكم فجلالكم) (صَعب الْعُلُوم تبينت فجلالكم ... جلّ الشُّرُوح جَمِيعهَا فجلالكم) عَليّ بن دَاوُد بن مُحَمَّد الخواجا الْعَلَاء الرُّومِي ثمَّ الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة سِتّ وَخمسين وَدفن بتربة أعدهَا لنَفسِهِ من المعلاة. ذكره ابْن فَهد. عَليّ بن دلغادر. هُوَ ابْن خَلِيل بن قراجا. مضى. عَليّ بن رَاشد بن عَرَفَة نور الدّين الْعجْلَاني الْقَائِد. مِمَّن عظم عِنْد صَاحِبي بِمَكَّة عَليّ وَأبي الْقسم ابْني حسن بن عجلَان. مَاتَ بِمَكَّة فِي ثَالِث الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن رمح بن سِنَان بن قِنَا بن ردين نور الدّين الشنباري بِضَم الْمُعْجَمَة ثمَّ نون سَاكِنة بعْدهَا مُوَحدَة القاهري الشَّافِعِي. سمع من الْعِزّ بن جمَاعَة وَابْن الْقَارِي وَكَذَا على الخلاطي سنَن الدَّارَقُطْنِيّ بفوت وصفوة التصوف لِابْنِ طَاهِر وعَلى الشّرف بن قَاضِي الْجَبَل الأول من عوالي اللَّيْث بِسَمَاعِهِ من التقي سُلَيْمَان واشتغل بالفقه لَازم ابْن الملقن دهرا وَلكنه لم ينجب وتنزل فِي صوفية البيبرسية وَصَارَ بِأخرَة يتكسب فِي حوانيت الشُّهُود فَلم يحمد فِي الشَّهَادَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمِمَّنْ روى لنا عَنهُ التقي الشمني. مَاتَ فِي شهور سنة أَربع وَعشْرين كَمَا أرخه شَيخنَا بمعجمه وَلكنه أرخه فِي أبنائه بِسنة سِتّ وَعشْرين وَتَبعهُ فِيهَا المقريزي فِي عقوده وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ عَفا الله عَنهُ.) عَليّ بن رَمَضَان بن عَليّ نور الدّين الطوخي القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَالِد عبد الْقَادِر الْمَاضِي وَيعرف بِابْن أُخْت الشَّيْخ مهنا. تكسب بِالشَّهَادَةِ بجوار الْأَزْهَر وَكتب البُخَارِيّ بِخَطِّهِ الْجيد وَغَيره مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَسبعين بعقبة أَيْلَة وَهُوَ رَاجع من الْحَج وَدفن بهَا وَكَانَ توجه فِي الْبَحْر رَحمَه الله عَليّ بن رَمَضَان الْأَسْلَمِيّ أَبوهُ القاهري وَيعرف بِابْن رَمَضَان. كَانَ حسن الشكالة فخدم الزين الاستادار وَغَيره كالتقي بن نصر الله فَلَمَّا ولي جَانِبك الظَّاهِر بندر جدة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين اسْتَقر بِهِ بسفارة ابْن نصر الله صيرفيا فظهرت لمخدومه كِفَايَته فحظي عِنْده وتمول جدا وظلم وعسف وَفسق فَمَا عف وَلَا كف لَا سِيمَا حِين اسْتَقر هُوَ فِي البندر بسفارة الشهابي ابْن الْعَيْنِيّ فَإِنَّهُ انْتَمَى

إِلَيْهِ بعد قتل مخدومه بل تزايد من كل سوء وَأَنْشَأَ فِي حارة برجوان دَارا كَانَت مجمعا للفسق وَأخذ مَسْجِدا كَانَ بجانبها فعمله مدرسة. وَمَات فِي يَوْم السبت خَامِس عشري جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين بالمحلة وَكَانَ خرج فِي خدمَة الشهابي الْمَذْكُور إِلَى السرحة فاعتراه من كَثْرَة الشّرْب وَهُوَ بطنتدا قولنج فَتوجه للمحلة ليتداوى وَكَانَت منيته فَحمل إِلَى الْقَاهِرَة فقبر بهَا. عَليّ بن رَمَضَان بن حسن بن الْعَطَّار. مَاتَ فِي يَوْم الْأَضْحَى سنة سِتّ وَتِسْعين وَعَن نَحْو الثَّمَانِينَ وَكَانَ شيخ الْقُرَّاء المجودين مِمَّن لَهُ نوبَة بالدهيشة من القلعة، ذكر لي بِخَير وعقل وبراعة فِي فنه مَعَ كَونه كَانَ يتكسب فِي حَانُوت بالوراقين وَكَانَ أَبوهُ عطارا من أهل الْقُرْآن. عَليّ بن ريحَان الْعَيْنِيّ الْقَائِد. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَسِتِّينَ بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن ريحَان التعكري خَال أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ المرشدي. مِمَّن أَقَامَ بِالْهِنْدِ مُدَّة. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين. أرخه ابْن فَهد أَيْضا. عَليّ بن زَكَرِيَّا بن أبي بكر بن يحيى نور الدّين أَبُو مُحَمَّد السُّهيْلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد النَّاسِخ وَيعرف بالسهيلي. ولد فِي أول سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنية سُهَيْل من أَعمال مصر وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَعشْرين فَقَرَأَ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَأخذ عَن الْبِسَاطِيّ فَمن دونه كالونائي والقاياتي وَابْن حسان ولازمه كثيرا فِي فنون وَكَذَا لَازم الشمني فِي العقليات نَحْو خمس عشرَة سنة والمحيوي والكافياجي وَأخذ الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود وَسمع الحَدِيث على الزين الزَّرْكَشِيّ وَشَيخنَا وَآخَرين وَحج وجاور) مرَّتَيْنِ ولازم التَّحْصِيل وَحصل النفائس من الْكتب وَفضل لكنه كَانَ بطيء الْفَهم مَعَ خير وتودد وثروة وَعدم تبسط، وَقد كثر اجتماعي بِهِ فِي الخانقاه الصلاحية وَغَيرهَا وَسمعت مِنْهُ شَيْئا من نظمه وَلَيْسَ بذلك. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء عَاشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بعد أَن كف وَصلي عَلَيْهِ قبل الظّهْر من الْغَد بالأزهر رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن زكنون. فِي ابْن حُسَيْن بن عُرْوَة. عَليّ بن زيد بن علوان بن صبرَة بن مهْدي بن حريز أَبُو الْحسن اليمني الردماوي الزبيدِيّ بِالضَّمِّ القحطاني. قَالَ فِيهِ شَيخنَا فِي أنبائه تبعا للمقريزي يكنى أَبَا زيد ويدعى عبد الرَّحْمَن أَيْضا ولد بردما وَهِي مشارف الْيمن دون الْأَحْقَاف فِي جُمَادَى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا وجال فِي الْبِلَاد ثمَّ حج وجاور مُدَّة وَسكن الشَّام وَدخل الْعرَاق ومصر وَسمع من اليافعي وَالشَّيْخ خَلِيل وَابْن

كثير وَابْن خطيب يبروذ وبرع فِي فنون من حَدِيث وَفقه وَنَحْو وتاريخ وأدب وَكَانَ يستحضر كثيرا من الحَدِيث وَالرِّجَال ويذاكر بِكِتَاب سِيبَوَيْهٍ ويميل إِلَى مَذْهَب ابْن حزم مَعَ كَثْرَة تطوره وتزييه فِي كل قَلِيل بزِي غير الَّذِي قبله وخبرته بأحوال النَّاس ثمَّ تحول إِلَى الْبَادِيَة فَأَقَامَ بهَا يَدْعُو إِلَى الْكتاب وَالسّنة فَاسْتَجَاب لَهُ حيار بن مهنا وَالِد نعير فَلم يزل عِنْده حَتَّى مَاتَ ثمَّ عِنْد وَلَده نعير بِحَيْثُ كَانَ مَجْمُوع إِقَامَته عِنْدهمَا نَحْو عشْرين سنة فَلَمَّا كَانَت رقْعَة ابْن الْبُرْهَان وبيدمر وفرط خشِي على نَفسه فاختفى بالصعيد ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَقد ضعف بَصَره وَمَات فِي أول ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث عشرَة بالينبوع وَهِي فِي عُقُود المقريزي بأطول وَمن نظمه: (مَا الْعلم إِلَّا كتاب الله والأثر ... وَمَا سوى ذَاك لَا عين وَلَا أثر) (إِلَّا هوى وخصومات ملفقة ... فَلَا يغرنك من أَرْبَابهَا هذر) (فعد عَن هذيان الْقَوْم مكتفيا ... بِمَا تَضَمَّنت الْأَخْبَار والسور) وَقد ذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ قدم حلب وَأقَام بهَا مُدَّة وَسمع بهَا على الْكَمَال بن العديم وَمُحَمّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن نَبهَان قَالَ: وَكَانَ عَالما بالنحو قَرَأَهُ بحلب مُدَّة ثمَّ رَحل مِنْهَا وَنزل قوص فِيمَا قيل وَكَانَ قد اتّفق مَعَ جمَاعَة وَتَكَلَّمُوا فِي ولَايَة الظَّاهِر برقوق فطلبوا فاختفى وَاسْتمرّ مختفيا فِي الْبِلَاد مُنْكرا نَفسه حَتَّى مَاتَ بالينبوع.) عَليّ بن زيد الصناني الْمَكِّيّ الْبناء مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَخمسين. عَليّ بن سَالم بن ذَاكر الْمَكِّيّ الصَّائِغ قريب رَئِيس المؤذنين بِمَكَّة. مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة. أرخهما ابْن فَهد. عَليّ بن سَالم بن معالي نور الدّين المارديني القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن سَالم. ولد فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بنواحي جَامع المارداني من الْقَاهِرَة وَكَانَ أَبوهُ زياتا فَنَشَأَ طَالبا وَحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفقه وأصوله والعربية والفرائض والحساب وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه الْبُرْهَان البيجوري والشموس الْبرمَاوِيّ والشطنوفي والغراقي والبساطي ولازم الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهمَا وَكَذَا لَازم شَيخنَا أتم مُلَازمَة وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ فِي سنة خمس عشرَة ثمَّ المسموع من صَحِيح ابْن خُزَيْمَة ثمَّ السّنَن الْكُبْرَى للنسائي مَعَ كَونه رَفِيقًا لَهُ فِي أسماعه وَسمع عَلَيْهِ شرح النخبة لَهُ وَغَيرهَا وَكَانَ مِمَّن سَافر مَعَه فِي سنة آمد وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا كثيرا وَقدمه للإستملاء عَلَيْهِ بالديار الحلبية وَأخذ عَن كثير من الشُّيُوخ فِي تِلْكَ الرحلة كالبرهان الْحلَبِي بل سمع قبل ذَلِك على الشّرف بن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والنور الفوي

والزراتيتي وَطَائِفَة وَبَعضه بِقِرَاءَة شَيخنَا وَحج وناب فِي الْقَضَاء عَنهُ وأهانه الْأَشْرَف ظلما فَإِنَّهُ اشْتَكَى لَهُ بِسَبَب حكم فَسَأَلَهُ عَن الشُّهُود لم لم تكْتب أَسْمَاءَهُم فِي الحكم فَقَالَ أَنه لَيْسَ بِشَرْط فعارضه بعض الْحَاضِرين بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك سَببا لِلْأَمْرِ بضربه خُصُوصا وَقد كَلمه التركي بعد أَن كَلمه السُّلْطَان بالعربي بِقصد التَّقَدُّم بذلك وغفل عَن كَونه عَيْبا عِنْدهم فَضرب بِحَضْرَتِهِ وَأخذ شاشه وأهين إهانة صعبة فَخرج مكسور الخاطر لكَونه مَظْلُوما وَكثر التوجع لَهُ وَلم يكن إِلَّا الْيَسِير وابتدأ بالأشرف توعك مَوته، وَاسْتقر فِي تدريس الحَدِيث بالجمالية عوضا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْقُدسِي وبالحسنية عوضا عَن شَيخنَا وَفِي الْفِقْه بمدرسة أم السُّلْطَان وَفِي التصدير فِي الْفَرَائِض بالسابقية وَولي قَضَاء صفد اسْتِقْلَالا فِي سنة سبع وَأَرْبَعين ثمَّ انْفَصل عَنهُ ثمَّ أُعِيد وَتوجه إِلَيْهَا بعد أَن رغب عَن تدريسي لحَدِيث للنواحي وَعَن الْفِقْه والفرائض لأبي البركات والهيثمي فَأَقَامَ بصفد على قَضَائهَا حَتَّى مَاتَ فِي الْعشْر الأول من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وخكسين وَلم يعلم وَاحِد مِنْهُ وَشَيخنَا بِمَوْت الآخر بل كَانَ مِمَّن أوصى إِلَيْهِ شَيخنَا وَغَيره رحمهمَا الله وَكتب فِي وَصيته مَا عَلَيْهِ من منجمات أصدقاء نِسَائِهِ وَأَن يُوفي ذَلِك عَنهُ فَفعل وَلَده ذَلِك وَقد سَمِعت) بقرَاءَته وَسمع بِقِرَاءَتِي بل سَمِعت عَلَيْهِ بمشاركة شَيخنَا وَغَيره وَكَانَ فَاضلا بارعا مشاركا فِي فنون عَارِفًا بِاللِّسَانِ التركي بِحَيْثُ عمل قَوَاعِد النَّحْو على اللُّغَة التركية حَرِيصًا على الْفَائِدَة مديما للمطالعة خَفِيف الرّوح لطيف الْعشْرَة كثير التَّحَرِّي فِي الطَّهَارَة وَالْأَحْكَام والتردد فِي عقد النِّيَّة بِحَيْثُ يكَاد يخرج من الصَّلَاة وَقد أغْلظ لَهُ شَيخنَا بِسَبَب ذَلِك فَأخْرجهُ فِي قالب مجون، وَاتفقَ لَهُ مَعَ بعض ظرفاء الْعَوام أَنه أحرم مَعَه بِصَلَاة الْمغرب فَأطَال جدا ثمَّ لما سلم قَالَ لَهُ هَل غَلطت فِي الصَّلَاة فَقَالَ لَهُ الْعَاميّ أَنا الَّذِي غَلطت بصلاتي مَعَك وَقد أوردت فِي الْجَوَاهِر وَغَيرهَا من تصانيفي من نوادره أَشْيَاء، وَجمع فِي الْحلم وَالْغَضَب وَمَكَارِم الْأَخْلَاق جُزْءا قدمه للظَّاهِر. وَبَلغنِي أَنه كَانَ عمل مقامة للبدري بن مزهر يلْتَمس فِيهَا لقراء وَلَده وَكَانَ بديع الْجمال الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا فَلم يجبهُ مَعَ وعده لَهُ بِأَنَّهُ إِذا برع فِي هَذِه الْفُنُون يرغب لَهُ عَمَّا باسمه من الْوَظَائِف لتخيل الْبَدْر مِنْهُ وَمِنْهَا: (إِذا التَّمْر البدري من فيض فَضلكُمْ ... جنيناه لَا بدعا وَمَا ذَاك مُنكر) (لِأَنَّك فرع طَابَ أصلاوكيف لَا ... ترجى ثمار الْفضل وَالْأَصْل مزهر) نقبل الأَرْض بَين يَدي الْمقر العالي مَالك رُتْبَة الْمَعَالِي حائز جَوَاهِر الْأَلْفَاظ الثمينة والنفيس من الدّرّ الغالي مَوْلَانَا فلَان وَوَقع لَهُ من جملَة أَوْصَافه المرشد من فضل

تنبيهه الْحسن إِلَى منهاج الْهِدَايَة الْحَاوِي رَوْضَة الْفَضَائِل الَّتِي لَيْسَ لَهَا نِهَايَة وَهُوَ الَّذِي من حفظ منهاجه وراعاه حصل لَهُ من أَنْوَاع الْخَيْر والكفاية مَا كَفاهُ وَهُوَ الرَّاوِي لفعله حسان الْآثَار عَن سلفه الْكِرَام ذَوي الْفضل وَالْقَبُول والراوي لما اتّصف من الْخَيْر المسموع بالموصول قِيَامه مَعَ ذَوي الْحَاجَات مَشْهُور متواتر ولسان الْمُلْحِدِينَ بَين يَدَيْهِ مقكوع بِسيف نطقه الباتر تفرد عَن أقرانه بالأقوال الْمَرِيضَة وشذ عَنْهُم بالأخلاق الطّيبَة الزكية وَلَا بدع فِي ذَلِك لِأَن أُصُوله الطّيبَة كَانُوا كَذَلِك إِلَى أَن قَالَ: والبرهان عَلَيْهِ ظَاهر لأخفاء فِيهِ وَقِيَاس هَذَا الْفَرْع على تِلْكَ الْأُصُول جلي لَا فَارق فِيهِ ثمَّ هُوَ فرع أصل يُقَاس فَرعه الْكَرِيم بِهِ وَلَا يُقَاس لِأَنَّهُ جَازَ الْمعَانِي المفقودة فِي الْخَبَر وَهَذِه مُعَارضَة لذَلِك الْقيَاس وَقد نسخ الله بِهَذَا الْبَيْت السعيد آثَار من عداهُ فَالله يبقيه دَائِما سلما لمن سالمه وعاداه وَقيد مبغضه بِقَيْد الخمول وَأطلق لِسَان من آوى إِلَى هَذَا الْبَيْت السعيد ينشد وَبقول: (أَصبَحت من بعد خمولي الَّذِي ... قد كَانَ مسموعا ومرويا) ) (أعمل فِي الْأَيَّام مَا أشتهي ... لأنني أَصبَحت بَدْرِيًّا) إِلَى أَن قَالَ: وَلما تمثل العَبْد بَين يَدي سَيِّدي فِي الزَّمَان الْمَاضِي قصد الْأَعْرَاب عَمَّا فِي ضَمِيره فَوجدَ الْوَقْت غير مضارع للْحَال الْمُنَاسب فَاخْتَارَ على السّكُون بِنَاء الْأَمر فِيهِ. عَليّ بن سَالم الرمثاوي البهنسي. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْحَج سنة إِحْدَى. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. عَليّ بن سَالم الزبيدِيّ. هُوَ الْمُوفق على بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم مضى. عَليّ بن أبي سعد الْحجر بن عبد الْكَرِيم بن أبي سعد بن عبد الْكَرِيم بن أبي سعد ابْن عَليّ بن قَتَادَة الحسني الْمَكِّيّ. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِنَاحِيَة الْيمن. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن أبي سعد بن مُحَمَّد بن أبي سعد الشريف الْحلِيّ النموي. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشر ربيع الآخر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها. أرخه ابْن فَهد أَيْضا. عَليّ بن سعيد بن عقبَة الْمنور مَاتَ فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد عَليّ بن سعيد بن عمر البطيني اليافعي الخراز. جرده ابْن فَهد. عَليّ بن سعيد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن يُوسُف نور الدّين ابْن الْجمال بن فتح الدّين أبي الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي قاضيها الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَعَمه. ولد بعد الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِطيبَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن

وأربعي النَّوَوِيّ والشاطبية وألفية الحَدِيث والكنز وأصول الشَّاشِي والمنار ومختصر التَّفْتَازَانِيّ فِي علم الْكَلَام وألفية ابْن مَالك وتوضيحها لِابْنِ هِشَام والشافية فِي الصّرْف وايساغوجي فِي الْمنطق وَعرض على جمَاعَة وَقَرَأَ على أَبِيه فِي الْفِقْه وَغَيره وعَلى حميد الدّين العجمي فِي الْفِقْه فَقَط وعَلى الشهَاب الأبشيطي فِي الْعَرَبيَّة والمنطق وَكَذَا على السَّيِّد شيخ الباسطية المدنية وَابْن يُونُس وَمُحَمّد بن مبارك فيهمَا وَفِي الصّرْف وعَلى السَّيِّد مقيل الدّين الأيجي فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا على ملا مُحَمَّد سُلْطَان وتلا على الشَّمْس الششتري وَعمر النجار الْقُرْآن بل تلاه لنافع وَأبي عَمْرو على السَّيِّد الطباطبي ثمَّ جمع عَلَيْهِ للسبع إِلَى بَرَاءَة وَسمع على أَبَوي الْفرج المراغي والكازروني بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره بل قَرَأَ بِالْمَدِينَةِ أَيْضا على الْأمين الأقصرائي وَكَذَا سمع عَليّ فِيهَا، وَاسْتقر فِي الْقَضَاء والحسبة بعد أَبِيه ثمَّ انْفَصل عَن الْحِسْبَة يَسِيرا بقريبهم عَليّ بن يُوسُف الْآتِي، وَحلق) فِي الْمَسْجِد النَّبَوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَخُوهُ البُخَارِيّ، وَهُوَ سَاكن من بَيت قَضَاء ووجاهة. وَدخل الْقَاهِرَة مَطْلُوبا فِي سنة سبع وَتِسْعين وَلم يلبث أَن عَاد فِي الْبَحْر بورك فِيهِ. عَليّ بن سُفْيَان السَّيِّد أَبُو الْحسن الْحُسَيْنِي من ذُرِّيَّة الشَّيْخ سفين الأبيني الشهير بِالْولَايَةِ بل جَمِيع أَهله أخيار وَلَكِن لاخْتِصَاص هَذَا بعلي بن طَاهِر قبل استيلائه على الْيمن غلب عَلَيْهِ بعد تملكه بِحَيْثُ صَار هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ، وحمدت سيرته وابتنى مدرسة عَظِيمَة ورتب فِيهَا دروسا وَغَيرهَا ووقف لَهَا وَقفا جيدا وعوجل فَقتل شَهِيدا فِي معركة بَينه وَبَين الْعَرَب سَابِع الْمحرم سنة خمس وَسبعين وَدفن بِلَا غسل وتأسف ابْن طَاهِر على فَقده وَظهر لَهُ شدَّة نصحه لَهُ وَحسن تصرفه وَكَمَال اجْتِهَاده فِي الْأُمُور فَأقر أَوْلَاد عَليّ مَا بِأَيْدِيهِم. وَكَانَ شهما عَاقِلا حازما كَامِلا من رجال الدَّهْر مَعَ تواضع وَسُكُون رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عَليّ بن سَلام. فِي ابْن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِسْحَاق بن سَلام. عَليّ بن سَلامَة. فِيمَن اسْم أَبِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة نسب لجده. عَليّ بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعَلَاء المرداوي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالمرداوي شيخ الْمَذْهَب. ولد قَرِيبا من سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بمردا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَأخذ بهَا فِي الْفِقْه عَن فقيهها الشهَاب أَحْمد بن يُوسُف ثمَّ تحول مِنْهَا وَهُوَ كَبِير إِلَى دمشق فَنزل مدرسة أبي عمر وَذَلِكَ فِيمَا أَظن سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فجود الْقُرْآن بل يُقَال أَنه قَرَأَهُ بالروايات فَالله أعلم وَقَرَأَ الْمقنع تَصْحِيحا على أبي الْفرج عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الطرابلسي الْحَنْبَلِيّ وَحفظ غَيره كالألفية

وأدمن الِاشْتِغَال وتجرع فاقة وتقللا ولازم التقي بن قندس فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ بحثا وتحقيقا الْمقنع فِي الْفِقْه ومختصر الطوفي فِي الْأُصُول وألفية ابْن مَالك وَكَذَا أَخذ الْفِقْه والنحو عَن الزين عبد الرَّحْمَن أبي شعر بل سمع مِنْهُ التَّفْسِير لِلْبَغوِيِّ مرَارًا وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ إِلَى الشاذ. وَأخذ عُلُوم الحَدِيث أَيْضا عَن ابْن نَاصِر الدّين سمع عَلَيْهِ منظومته وَشَرحهَا بِقِرَاءَة شَيْخه التقي وَالْأُصُول أَيْضا عَن أبي الْقسم النويري حِين لقِيه بِمَكَّة فِي سنة سبع وَخمسين فَقَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من كتاب ابْن مُفْلِح فِيهِ بل وَسمع فِي الْعَضُد عَلَيْهِ والفرائض والوصايا والحساب عَن الشَّمْس السيلي الْحَنْبَلِيّ خَازِن الضيائية وانتفع بِهِ فِي ذَلِك جدا ولازمه فِيهِ أَكثر من عشر سِنِين بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمقنع فِي الْفِقْه بِتَمَامِهِ بحثا والعربية) وَالصرْف وَغَيرهمَا من أبي الرّوح عِيسَى الْبَغْدَادِيّ الفلوجي الْحَنَفِيّ نزيل دمشق وَالْحسن بن إِبْرَاهِيم الصَّفَدِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ الْخياط وَغَيرهمَا وَقَرَأَ البُخَارِيّ وَغَيره على أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الكركي الْحَنْبَلِيّ وَسمع الزين بن الطَّحَّان والشهاب بن عبد الْهَادِي وَغَيرهمَا، وَحج مرَّتَيْنِ وجاور فيهمَا وَسمع هُنَاكَ على أبي الْفَتْح المراغي وَحضر دروس الْبُرْهَان ابْن مُفْلِح وناب عَنهُ وَكَذَا قدم بِأخرَة الْقَاهِرَة وَأذن لَهُ قاضيها الْعِزّ الْكِنَانِي فِي سَماع الدَّعْوَى وأكرمه وَأخذ عَنهُ فضلاء أَصْحَابه بإشارته بل وحضهم على تَحْصِيل الْإِنْصَاف وَغَيره من تصانيفه وَأذن لمن شَاءَ الله مِنْهُم وَقَرَأَ هُوَ حِينَئِذٍ على الشمني والحصني الْمُخْتَصر بِتَمَامِهِ وَفِي الْفَرَائِض والحساب يَسِيرا على الشهَاب السجيني وَحضر دروس القَاضِي وَنقل عَنهُ فِي بعض تصانيفه واصفا لَهُ بشيخنا وتصدى قبل ذَلِك وَبعده للإقراء والإفتاء والتأليف بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة وَصَارَ فِي جماعته بِالشَّام فضلاء. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي مجاراته الثَّانِيَة بِمَكَّة قَاضِي الْحَرَمَيْنِ المحيوي والحسني الفاسي. وَمن تصانيفه الْإِنْصَاف فِي معرفَة الرَّاجِح من الخلافعمله تَصْحِيحا للمقنع وَتوسع فِيهِ حَتَّى صَار أَربع مجلدات كبار تَعب فِيهِ وَاخْتَصَرَهُ فِي مُجَلد سَمَّاهُ التَّنْقِيح المشبع فِي تَخْرِيج أَحْكَام الْمقنع والدر الْمُنْتَقى والجوهر الْمَجْمُوع فِي معرفَة الرَّاجِح من الْخلاف الْمُطلق فِي الْفُرُوع لِابْنِ مُفْلِح فِي مُجَلد ضخم بل اختصر الْفُرُوع مَعَ زِيَادَة عَلَيْهَا فِي مُجَلد كَبِير وتحرير الْمَنْقُول فِي تَهْذِيب أَو تمهيد علم الْأُصُول أَي أصُول الْفِقْه فِي مُجَلد لطيف وَشَرحه وَسَماهُ التحبير فِي شرح التَّحْرِير فِي مجلدين وَشرح قِطْعَة من مُخْتَصر الطوفي فِيهِ وَكَذَا لَهُ فهرست الْقَوَاعِد الْأُصُولِيَّة

فِي كراسة والكنوز أَو الْحُصُون الْمعدة الواقية من كل شدَّة فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة قَالَ أَنه جمع فِيهِ قَرِيبا من سِتّمائَة حَدِيث مِنْهَا الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي اسْم الله الْأَعْظَم والأدعية الْمُطلقَة المأثورة قَالَ أَنه جمع مِنْهَا فَوق مائَة حَدِيث والمنهل العذب الغزير فِي مولد الْهَادِي البشير النذير وأعانه على تصانيفه فِي الْمَذْهَب مَا اجْتمع عِنْده من الْكتب مِمَّا لَعَلَّه انْفَرد بِهِ ملكا ووقفا. وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا لفروع الْمَذْهَب مشاركا فِي الْأُصُول بارعا فِي الْكِتَابَة بِالنِّسْبَةِ لغَيْرهَا مُتَأَخِّرًا فِي المناظرة والمباحثة ووفور الذكاء والتفنن عَن رَفِيقه الجراعي مديما للاشتغال والإشغال مَذْكُورا بتعفف وورع وإيثار فِي الأحيان للطلبة متنزها عَن الدُّخُول فِي كثير من القضايا بل بِمَا يروم التّرْك أصلا فَلَا يُمكنهُ القَاضِي متواضعا مصنفا لَا يأنف مِمَّن يبين لَهُ الصَّوَاب كَمَا بسطته فِي مَحل آخر وَقد تزحزح) عَن بَلَده قَاصِدا الديار المصرية إِجَابَة لمن حسنه لَهُ إِمَّا ليَكُون قَاضِيا أَو مناكدا للْقَاضِي فِي الْجُمْلَة أَو لنشر الْمَذْهَب وإحيائه فعاق عَنهُ الْمَقْدُور فَإِنَّهُ حصل لَهُ مرض وَهُوَ بجب يُوسُف وعرج من جله إِلَى صفد فتعلل بهَا يَسِيرا وَعَاد إِلَى بَلَده فنصل مِنْهُ وَأعْرض حِينَئِذٍ عَن النِّيَابَة بِالْكُلِّيَّةِ وَذَلِكَ قبل موت الْبُرْهَان بن مُفْلِح بِيَسِير إِمَّا لتَعلق أمله بأرفع مِنْهَا أَو لغير ذَلِك وعَلى كل حَال فقد اسْتعْمل بعد مَوته مِمَّن لَعَلَّه فهم عَنهُ رَغْبَة حَتَّى كتب بالثناء على النَّجْم ولد الْبُرْهَان بِحَيْثُ اسْتَقر بعد أَبِيه وَلَعَلَّ قَصده كَانَ صَالحا. وعَلى كل حَال فقد حَاز رياسة الْمَذْهَب وراج فِيهِ أمره مديدة وَذكر بالانفراد خُصُوصا بعد موت الجراعي ثمَّ القَاضِي وَاسْتمرّ على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ بالصالحية وَدفن بالروضة رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن سُلَيْمَان بن أَحْمد نور لدين الحوشي الفوي الشَّافِعِي وَيعرف بالحوشي. ولد فِي سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بفوة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب المتيحي بل وتلاه عَلَيْهِ النافع وَابْن كثير وَأبي عمر ثمَّ بعضه لنافع على الْبُرْهَان الكركي وَحفظ بعض الْحَاوِي والرائية وَنَحْو نصف الشاطبية وَجَمِيع الرحبية وتفقه بالمتيحي الْمَذْكُور وبالبدر بن الْخلال، واشتغل بِالْعَرَبِيَّةِ وَغَيرهَا وَولى إِمَامَة جَامع ابْن نصر الله بِبَلَدِهِ مُدَّة وخطب بِبَعْض الْقرى ولقيته بِبَلَدِهِ فَسمع بِقِرَاءَتِي وَأنْشد، مُخَاطبا: (أنعشت بِالْقربِ يَا مولَايَ أَفْئِدَة ... إِذْ كَانَ مرويك العالي لَهَا سندا) (ومذ حللت كسينا من مآثر مَا ... آثَرته حللا لم تنتزع أبدا) (وَأصْبح الْكَوْن مفترا مباسمه ... بِسنة الْمُصْطَفى الْهَادِي لكل هدى)

(وَعَاد غيهبها نورا وعسرتنا ... يسرا وفاقتنا أضحت غنى رغدا) (أكْرم بهَا سنة صحت بِلَا سقم ... عزيزة الْحسن لم تسأم فتبتعدا) فِي أَبْيَات أوردتها مَعَ غَيرهَا مِمَّا كتبته عَنهُ فِي الرحلة وَغَيرهَا ورأيته بِالْقَاهِرَةِ بعد ذَلِك. وَكَانَ إنْسَانا حسنا دينا متواضعا عفيفا ذَا فَضِيلَة واستحضار. مَاتَ بعد أَن كف فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ على مَا يحرر رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن سُلَيْمَان بن عُثْمَان النُّور الجبرتي الْمدنِي الشَّافِعِي مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة عَليّ بن سُلَيْمَان بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الْملك وَاخْتلف قَوْله فِيمَن بعده فَمرَّة قَالَ ابْن عبد) الْوَاحِد بن عبد الْمُنعم بن الشَّيْخ مَعَاني وَمرَّة قَالَ بن عبد الْمُؤمن بن عبد الْوَاحِد بن مَعَاني بالنُّون ابْن عبد الْوَاحِد بن مَعَاني نور الدّين الْأنْصَارِيّ الهوريني التلواني القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالتلواني. ولد فِي شَوَّال سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه وألفية الحَدِيث والنحو والمنهاج الْأَصْلِيّ واشتغل بِالْعلمِ والطلب يَسِيرا وَدَار على شُيُوخ قبلنَا قَرِيبا من سنة أَرْبَعِينَ ثمَّ مَعنا يَسِيرا وترافق مَعَ النفيس أبي الطَّاهِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعلوِي وَضبط الْأَسْمَاء عِنْد شَيخنَا مرّة وَعند غَيره وَلكنه لم يتَمَيَّز مَعَ أَنه قد قَرَأَ على شَيخنَا شرح النخبة وَغَيرهَا. وَمن شُيُوخه الزين الزَّرْكَشِيّ والفاقوسي والشرابيشي وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن أبي التائب، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة باستدعاء ابْن فَهد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا وباستدعاء غَيره آخَرُونَ. وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَأخذ فِي كل من الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة عَن بعض المسندين فَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ بِمَكَّة أَبُو الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَأم بِالْمَدْرَسَةِ المكية ودهرا وَسكن بهَا ثمَّ بنواحيها وصاهر ابْن المجدي على ابْنَته وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا فَلَمَّا مَاتَ اسْتَقر فِي مشيخة الجانبكي ولازم الْعلم البُلْقِينِيّ وَكَانَ قَارِئ الحَدِيث عَلَيْهِ فِي رَمَضَان بعد العرياني ثمَّ صحب الدوادار بردبك الأشرفي إينال وتقرر للْقِرَاءَة عِنْده فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة وَلزِمَ من ذَلِك تَركه الْقِرَاءَة عِنْد البُلْقِينِيّ وَكَذَا ولي بعد ذَلِك قِرَاءَة الحَدِيث بتربة الظَّاهِر خشقدم، وراج أمره بِكُل هَذَا قَلِيلا وناب فِي الْقَضَاء عَن البُلْقِينِيّ فَمن بعده ثمَّ أضيفت إِلَيْهِ منية ابْن سلسيل وَغَيرهَا وَرُبمَا لم يحمد فِي قَضَائِهِ. مَاتَ غريقا فِي الْعشْر الثَّانِي من ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسبعين، وَكَانَ إنْسَانا متواضعا متوددا عَاقِلا خَبِيرا بِالْعشرَةِ مداريا ذَا أنسة فِي الْجُمْلَة بالفن وَالْعلم وَرُبمَا أَقرَأ مَعَ مزِيد تبجيله لي وَقد كتبت عَنهُ مناما رَآهُ لي أثْبته فِي مَوضِع آخر رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.

عَليّ بن سُلَيْمَان الطَّيِّبِيّ. مِمَّن أَخذ عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَكَانَ يدرس بالمهمندارية ويسكن بالبياطرة. قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّمْس الفارسكوري الظريف فِي سنة خمس وَأَرْبَعين. عَليّ بن سميط. فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ. عَليّ بن سِنَان بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْمَكِّيّ. كَانَ أحد القواد الْعمرَة وزيرا لِأَحْمَد بن عجلَان. مَاتَ سنة خمس أَو قَرِيبا مِنْهَا ذكره الفاسي. عَليّ بن سنقر العنتابي نقيب الْجَيْش. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه.) عَليّ بن سودون الْعَلَاء الإبراهيمي القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الشيخونية وَأحد صوفيتها وَيعرف بِأَبِيهِ. سمع على النُّور الفوي ختم السِّيرَة الهشامية فِي رَجَب سنة عشْرين وَكَذَا سمع على الزين الزَّرْكَشِيّ وَغَيره ثمَّ لَازم شَيخنَا فِي شهر رَمَضَان سِنِين وَأخذ عَن ابْن الْهمام وَغَيره وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن أَشْيَاء وَكَانَ متوسط الْفَضِيلَة محبا فِي الْفَائِدَة مِمَّن يراجعني فِي أَشْيَاء وَلَا بَأْس بِهِ. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانِينَ وَقد قَارب السّبْعين وبيعت كتبه فِي شهره. رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن سودون الْعَلَاء اليشبغاوي القاهري ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِأَبِيهِ. ولد فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن بالشيخونية عِنْد الشهَاب النعماني وَحفظ الْكَنْز وَقَرَأَ فِيهِ على جمَاعَة مِنْهُم السعد بن الديري مَعَ شرح عقيدة النَّسَفِيّ وَفِي الْمِيقَات على ابْن المجدي وَغَيره وَفِي الْعرُوض على الْجلَال الحصني والشهابين الْخَواص والأبشيطي فِي آخَرين وَسمع على الوَاسِطِيّ المسلسل وَبَقِيَّة مسموعه وعَلى الزين الزَّرْكَشِيّ فِي مُسلم وَغَيره كل ذَلِك من لفظ الكلوتاتي بل سمع مِنْهُ أَشْيَاء، وَفضل وشارك مُشَاركَة جَيِّدَة فِي فنون، وَحج مرَارًا وسافر فِي بعض الْغَزَوَات وَأم بِبَعْض الْمَسَاجِد وتعانى الْأَدَب فبرع وكتبت عَنهُ من نظمه فِي سنة ثَلَاث وَخمسين مَا أثْبته فِي مَوضِع آخر وَلكنه سلك فِي أَكْثَره طَريقَة هِيَ غَايَة فِي المجون والهزل والخراع والخلاعة فراج أمره فِيهَا جدا وطار اسْمه بذلك وتنافس الظرفاء وَنَحْوهم فِي تَحْصِيل ديوانه، وَدخل الْبِلَاد الشامية فَلَزِمَ طَرِيقَته وقدرت منيته فِي دمشق يَوْم الْجُمُعَة منتصف رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَدفن بمقبرة الفراديس عَفا الله عَنهُ ورحمه، وَمن نظمه: (أقمار حسن من الأتراك لاذوا بِي ... إِن رمت يَا نفس تخليصا فَلَا ذوبي) (مَالَتْ قدودهم تغري لواحظهم ... واستأسروا كل مطعوم ومضروب)

(شدوا مناطقهم أَرخُوا ذوائبهم ... فَلم نزل بَين مسلوب وملسوب) فِي أَبْيَات. عَليّ بن أبي سُوَيْد بن أبي دعيج بن أبي نمى. عَليّ بن سيف بن عَليّ بن سُلَيْمَان النُّور أَبُو الْحسن بن الزين بن النُّور بن الْعلم اللواتي الأَصْل الأبياري القاهري ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي النَّحْوِيّ وَيعرف بالأبياري. ولد سنة بضع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بغزة يَتِيما فحفظ الْقُرْآن والتنبيه، ثمَّ دخل دمشق فعرضه على التَّاج) السُّبْكِيّ فقرره فِي بعض الْمدَارِس وقطنها وَأخذ عَن أبي الْعَبَّاس العنابي وَغَيره وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وشغل النَّاس بِدِمَشْق وأدب أَوْلَاد فتح الدّين بن الشَّهِيد وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي التَّفْسِير ودرس بالظاهرية نِيَابَة عَن أَوْلَاده، وَسمع من ابْن أميلة السّنَن لأبي دَاوُد وجامع التِّرْمِذِيّ وَمن الْكَمَال بن حبيب سنَن ابْن ماجة ومسند الطَّيَالِسِيّ وفصيح ثَعْلَب وَمن شَيْخه العنابي الصِّحَاح للجوهري وعني بالأصول فَقَرَأَ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب دروسا على الْمَشَايِخ بعد أَن حفظه وَأكْثر من مطالعة كتب الْأَدَب فَصَارَ يستحضر من الْأَنْسَاب والأشعار والشواهد واللغة شَيْئا كثيرا بل فاق فِي حفظ اللُّغَة مَعَ مَعْرفَته بأيام النَّاس وَحسن خطه وَكَثْرَة انجماعه وَولي خزن كتب السميساطية وتصدر بالجامع الْأمَوِي وَحصل كثيرا من الْوَظَائِف والكتب وتمول بعد أَن كَانَ فِي أول أمره فَقِيرا مَعَ كَونه لم يتَزَوَّج قطّ وَلكنه نهب جَمِيع مَا حصله فِي الْفِتْنَة اللنكية وَبعدهَا، وَدخل الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا وَحصل كتبا أَيْضا ثمَّ عَاد إِلَى دمشق ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فَعَظمهُ تمراز وَهُوَ يَوْمئِذٍ نائبها وتعصب لَهُ فِي مشيخة البيبرسية بعد موت الْبَدْر النسابة فعارضه الْجمال الاستادار وانتزعها مِنْهُ لِأَخِيهِ شمس الدّين البيري ثمَّ قَرَّرَهُ فِي مشيخة الصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ بعد موت الْجلَال بن أبي الْبَقَاء فعارضه الْجمال وَأَخذهَا أَيْضا لِأَخِيهِ وَلكنه عوض تدريس الشَّافِعِيَّة بالشيخونية عوض ابْن أبي الْبَقَاء أَيْضا فدرس بِهِ يَوْمًا فدرس بِهِ يَوْمًا وَاحِدًا ثمَّ رغب عَنهُ بِمَال لشَيْخِنَا، وَاسْتمرّ على انجماعه مَعَ حِدة فِي خلقه وَحدث فِي البيبرسية بمروياته الْمَاضِي تَعْيِينهَا. وَمِمَّا حدث بِهِ فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة صَحِيح مُسلم رَوَاهُ عَن الْبَدْر أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى الْحَنَفِيّ سَمَاعا بِقِرَاءَة الشهَاب أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الزين عمر بن مُسلم الْقرشِي أنابه أَبُو الْفضل أَحْمد بن هبة الله بن عَسَاكِر بِسَنَدِهِ، روى لنا عَنهُ خلق بل قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: سَمِعت مِنْهُ مَجْلِسا من أبي دَاوُد وَسمعت من فَوَائده كثيرا وعلقت عَنهُ وَفِي إنبائه سَمِعت مِنْهُ يَسِيرا، وَكَانَ فَقير النَّفس شَدِيد

الشكوى وَكلما حصل لَهُ شَيْء اشْترى بِهِ كتبا ثمَّ تحول بِمَا جمعه إِلَى دمشق فَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي يَوْم السبت سَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة أَربع عشرَة، وأرخه بَعضهم فِي رَابِع عشر شَوَّال وَدفن بسفح قاسيون بِالْقربِ من مغارة الْجُوع. قَالَ شَيخنَا: وَذكر لنا القَاضِي عَلَاء الدّين خطيب الناصرية أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ جُزْءا جمعه شَيْخه العنابي فِي) الْفِعْل الْمُتَعَدِّي والقاصر وَأَنه لم يستوعبه كَمَا يَنْبَغِي، قَالَ: وَذكر أَن فِي الإصبع إِحْدَى عشرَة لُغَة فَأَنْشَدته الْبَيْت الْمَشْهُور وَفِيه عشرَة وطالبته بالزائدة فَلم يستحضرها مَعَ تصميمه على الْعدة، وَذكر لي أَنه جمع جُزْءا فِي الرَّد على تعقبات أبي حَيَّان لكَلَام ابْن مَالك انْتهى. وَقَالَ أَنه قدم حلب فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة مَعَ فتح الدّين بن الشَّهِيد قَالَ: وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة فِي النَّحْو واللغة لسنا يكْتب خطا حسنا ويتعصب لِابْنِ مَالك وَفِي خلقه بعض حِدة، وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن شاهين نور الدّين القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي. مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ، وَكَانَ خيرا كثير الْعِبَادَة والتلاوة والتهجد مُنْقَطِعًا لذَلِك مَعَ الِاسْتِعَانَة فِي معيشته بالنساخة وَكَذَا بتأديب الْأَبْنَاء وقتا والمحافظة على وَظِيفَة الصلاحية والبيبرسية، وَمِمَّنْ كَانَ يشْتَغل عِنْده فِي الْفِقْه النُّور السنهوري واللقاني بل أَظُنهُ أَخذ عَمَّن قبلهمَا وَكَانَ يكثر التَّرَدُّد لي للاستعارة من فتح الْبَارِي وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله. عَليّ بن شاهين نَائِب قلعة دمشق. مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي عشري رَمَضَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين. أرخه ابْن اللبودي. عَليّ بن شرعان بِالْمُعْجَمَةِ بن أَحْمد بن حسن بن عجلَان السَّيِّد الحسني الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة. عَليّ بن شعْبَان بن النَّاصِر حسن بن النَّاصِر مُحَمَّد بن الْمَنْصُور قلاوون وَالِد الناصري مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بأمير عَليّ وبابن الأسياد. كَانَ مِمَّن أمره الْأَشْرَف بالنزول من القلعة فسكن بولديه فِي الحسنية مدرسة جدهم وانتعش حِين صَار وَلَده من أخصاء الظَّاهِر جقمق ثمَّ إِنَّه فجع بِمَوْتِهِ وعاش إِلَى قريب الْخمسين أَو بعْدهَا عَفا الله عَنهُ. عَليّ بن شكر الحسني حسن بن عجلَان الْمَكِّيّ أَخُو بديد الْمَاضِي وَأحد كبار القواد المتمولين. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن شهَاب بن عَليّ الشغراوي المنوفي وَيعرف بِأَبِيهِ. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عَليّ بن شهَاب الدّين الْكرْمَانِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل القرافة

وَيعرف بملا عَليّ. قدم الْقَاهِرَة وَأخذ عَن الْمَنَاوِيّ بقرَاءَته قِطْعَة جَيِّدَة من القونوي شرح الْحَاوِي بل حضر تقاسيمه.) وزبر ابْن الأسيوطي فِي خلوته فَوْقه ثمَّ لَازم بعده فِي الْفِقْه الشَّمْس البامي وَقَرَأَ على الشرواني شرح الطوالع للأصهابي فِي أصُول الدّين ولازمه فِي غير ذَلِك وَكَذَا قَرَأَ على التقي الحصني، بل قيل أَنه أَخذ عَن الْعَلَاء الحصني والنجم بن حجي، وتميز فِي الْفَضَائِل سِيمَا العقليات وشارك فِي غَيرهَا، وَحج وتنزل فِي الْجِهَات وأقرأ الطّلبَة بزاوية نصر الله وَغَيرهَا على طَريقَة حَسَنَة فِي التَّوَاضُع والسكون والتودد وَاسْتقر بسفارة شَيْخه الْعَلَاء فِي مشيخة التصوف بالتربة الجانبكية بِبَاب القرافة وَسكن بهَا. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْخَطِيب الوزيري بل كَانَ يتَرَدَّد لبني الشرفي بن الجيعان فِي حَيَاة أَبِيهِم للإقراء. وَبَلغنِي تقدمه فِي السن مَعَ كَون لحيته سَوْدَاء وَلَا بَأْس بِهِ. عَليّ بن الزين صَدَقَة بن يُوسُف المسيري الْمُؤَذّن بِجَامِع الغمري فِي الْمحلة وَيعرف بشبير. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عَليّ بن صَالح بن عبد الله الْمَكِّيّ الْجَوْهَرِي نِسْبَة لمولى لَهُم مِمَّن كَانَ يخْدم القَاضِي أَبَا السعادات بن ظهيرة. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن صَدَقَة السكندري التَّاجِر. جاور بِمَكَّة سِنِين ثمَّ عَاد من الْبَحْر سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا فِي أثْنَاء سنة سبع وَتِسْعين، وزار فِي الَّتِي بعْدهَا وَكَانَ فِي قافلتنا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وَلم يسلم من التَّعَرُّض لَهُ مرّة بعد أُخْرَى وَلَا بَأْس بِظَاهِرِهِ. وَهُوَ ابْن إِبْرَاهِيم بن صدفة. عَليّ بن صَلَاح بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الحسني إِمَام الزيدية. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وأقيم وَلَده بعده فَمَاتَ عَن قرب بعد شهر فَقَامَ بقصر صنعاء عبد من عبيد الإِمَام يُقَال لَهُ سنقر وَأَرَادَ أَن يَجْعَلهَا مملكة بالسوكة فَأَنف الزيدية من ذَلِك وثاروا عَلَيْهِ وَأَقَامُوا مهْدي بن يحيى بن حَمْزَة قريب الإِمَام وجده حَمْزَة هُوَ أَخُو مُحَمَّد جد صَلَاح، وَيُقَال أَن أم الإِمَام راسلت صَاحب زبيد الْملك الظَّاهِر تسأله أَن يُرْسل إِلَيْهِم أَمِيرا على صنعاء وَلم نتحقق ذَلِك الْآن. عَليّ بن صَلَاح بن مُحَمَّد نور الدّين الحانوتي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْحَنَفِيّ. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَهُوَ مِمَّن حفظ الْقَدُورِيّ واشتغل قَلِيلا وَحضر إملاء شَيخنَا وَغَيره، وتنزل) فِي الْجِهَات وباشر بأماكن وتكسب بِالشَّهَادَةِ تجاه أم السُّلْطَان. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين وَكَانَ من سِنِين أحضر إِلَى

وَلَده حَافظ الدّين مُحَمَّد فَعرض عَليّ الْكَنْز وحدود الأبدي وَغَيرهمَا رَحمَه الله. عَليّ بن صَلَاح الْغَزِّي. مِمَّن قد سمع على قريب التسعين. عَليّ بن طَاهِر بن معوضة بن تَاج الدّين الشَّيْخ أَبُو الْحسن ملك الْيمن فِي عصرنا وَيعرف بِابْن طَاهِر. ولد فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَاسْتولى على مملكة الْيمن مملكة بني رَسُول بِالسَّيْفِ وَكَانَ تملكه عدن فِي سنة ثَمَان وَخمسين وزبيد فِي الَّتِي تَلِيهَا وتعز فِيمَا بَينهمَا وَملك حصن حب وَهُوَ حصن الْملك ذورعين من مُلُوك حمير المعقل الَّذِي لَيْسَ فِي الْيمن مثله حضَانَة ومنعة بعد محاصرته إِيَّاه سبع سِنِين ودوخ الْعَرَب وَضبط الْيمن وَأمنت الطرقات وَأَحْيَا الْبِلَاد بعد خرابها وأحبه الكافة، وَكَانَ ملكا عادلا شجاعا عَاقِلا وللمعروف باذلا وعَلى الْفُقَرَاء وَنَحْوهم غيثا هاملا، صدقاته ومبراته ومعروفه فَوق الْوَصْف. وَمن مآثره إحْيَاء المجرى الَّذِي بزبيد بعد خرابها وتجديد جَامع بَيت الْفَقِيه ابْن عجيل مَعَ الْوَقْف عَلَيْهِ وَمَسْجِد الدرسة بعدن بعد تزلزله بل زَاد فِيهِ وَعمل عَلَيْهَا من الْبَسَاتِين والنخيل دَاخل زبيد وخارجها مَا عَم الِانْتِفَاع بِهِ وَأَنْشَأَ مدرسة بتعز وَأُخْرَى بِبَلَدِهِ وَيُقَال أَنه وقف جَمِيع مَا فِي ملكه من عقار على الْمُسلمين وَجعل النّظر فِي ذَلِك للمتولي من أَوْلَاد أَخِيه. وَكَانَ يُرْسل بِأَلف دِينَار لفقراء مَكَّة على يَد ابْن عطيف فَلم يحمد فِي تفرقتها وَظهر أَثَرهَا عَلَيْهِ. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وترجمته عِنْدِي أبسط من هَذَا. ولقبه الْعَفِيف عُثْمَان النَّاشِرِيّ فِي تَرْجَمَة الطّيب بالشيخ شمس الدّين وَأَنه كَانَ للطيب عِنْده حُرْمَة عَظِيمَة بِحَيْثُ عَاده فِي مرض مَوته وَمَعَهُ الْفَقِيه يُوسُف الجبائي. عَليّ بن طعيمة. يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن طعيمة. عَليّ بن طوعان دوادار قانصوه خَمْسمِائَة أَمِير آخور وأظن وَالِده هُوَ الْمَاضِي وَأَنه قتل فِي نِيَابَة الكرك سنة سِتّ وَخمسين. تقدم عِنْد مخدومه واستبدل الدَّار الْعَظِيمَة الَّتِي بِالْقربِ من جَامع بشتاك وسكنها. عَليّ بن طيبغا بن حاجي بك الْعَلَاء التركماني العنتابي الْحَنَفِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: كَانَ فَاضلا وقورا مهر فِي الْفُنُون وَقَررهُ الْأَشْرَف برسباي مدرسا وخطيبا بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء. مَاتَ فِي طَرِيق الْحجاز وَدفن بِالْقربِ من الينبوع سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ.) عَليّ بن عَامر بن عبد الله نور الدّين المسطيهي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي. كَانَ مسنا خيرا تاليا لِلْقُرْآنِ سَاكِنا مديم الْجُلُوس بحانوت التوتة بالمقسم للتكسب، وَقد سمع ختم الصَّحِيح على التنوخي والعراقي والأبناسي

والغماري وَابْن الشيخة وَأَجَازَ لنا. مَاتَ فِي يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة سِتِّينَ رَحمَه الله. عَليّ بن عبَادَة بن عَليّ بن صَالح بن عبد الْمُنعم بن سراج بن نجم بن فضل بن فَهد بن عَمْرو النُّور بن الزين الْأنْصَارِيّ الخزرجي الزرزائي الأَصْل القاهري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد وَصَاحب التَّرْجَمَة أكبرهما وأصلحهما. أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَاسْتقر مَعَ أَخِيه بعد أَبِيهِمَا فِي تدريس الْمَالِكِيَّة بالأشرفية برسباي ثمَّ اسْتَقل بِهِ بعده وَكَانَت فِيهِ فَضِيلَة فِي فروع الْفِقْه مَعَ سُكُون وانجماع وَهُوَ أحد صوفية المؤيدية. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين عَن نَحْو السّبْعين رَحمَه الله. عَليّ بن عَبَّاس الْحَنْبَلِيّ. رَأَيْته كتب فِي عرض سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة. عَليّ بن عبد الْحق بن عَليّ الحسني البلقسي شيخها والمتكلم على منى جَعْفَر بلد خانقاه سرياقوس والماضي أَبوهُ. مِمَّن تعرض لَهُ بالغرامة غير مرّة وَبَلغنِي أَن من جملَة من رَافع فِيهِ أَخُوهُ بَرَكَات وَأخذ لِأَخِيهِ أبي نصر منية حلفا ورسم على صَاحب التَّرْجَمَة لعمل حِسَاب للأماكن الثَّلَاثَة. عَليّ بن عبد الحميد بن عَليّ المغربي الأَصْل الْغَزِّي المولد والمنشأ. اشْتغل بالنظم من البحور والفنون فأجاده وَحصل لَهُ رمد قديم مَنعه الْكِتَابَة وَهُوَ الْقَائِل: (سَار الْأَحِبَّة قلت لما ودعوا ... حركت سَاكن لوعتي يَا بَيْننَا) (قَالُوا تمنى قبل حث رِكَابنَا ... فأجبتهم الله يجمع بَيْننَا) كتب عَنهُ من نظمه فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. وَمَات بغزة بعد سنة خمسين. عَليّ بن عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ أَخُو الْمُحب أَحْمد وعطية وأمهم زبيدية. ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَسمع من أبي السعادات بن ظهيرة إحْيَاء الْقلب الْمَيِّت أَظُنهُ بِقِرَاءَتِي وَجلسَ عِنْد أَخِيه بجدة شَاهدا. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن رَمَضَان بن مُوسَى الْبَزَّار وَيعرف بِابْن صَلَاح. مَاتَ فِي) ربيع الثَّانِي سنة سبعين بِمَكَّة. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن يُوسُف الْعَلَاء الموسوي أَو الموساوي الدِّمَشْقِي أحد المنقطعين بهَا وَيعرف بِابْن عراق. ولد سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة أَو قبلهَا وَقد رَأَيْت من قَالَ أَنه حضر على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي فِي الثَّالِثَة سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة الصَّحِيح بفوتين. وَمَات إِمَّا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين أَو قبلهَا بعد أَن أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة ابْن عَم الْمَاضِي قَرِيبا

وَأمه أَيْضا زبيدية مَاتَ صَغِيرا. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن حسن بن عَليّ بن مَنْصُور بن عَليّ الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْغَزِّي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن المشرقي نِسْبَة للمشرق ضد الْمغرب. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ بل أَخذ بِبَلَدِهِ عَن الشَّمْس بن الْحِمصِي وَغَيره وبرع وناب فِي قَضَائهَا ونظم الشّعْر مَعَ عقل وَسُكُون وَكَانَ قد عرض محافيظه عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة قبل السّبْعين ثمَّ لازمني هُوَ وَأَخُوهُ بعد فِي الدُّرُوس وَغَيرهَا وأنشدني من نظمه كثيرا. وَمن ذَلِك مرثية فِي الشرفي بن الجيعان وكتبها لي بِخَطِّهِ بل ومدحني بِأَبْيَات، وَهُوَ مِمَّن امتحن فِي الدولة القايتبائية. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل وَكثر الأسف عَلَيْهِ، ومولده كَمَا قَالَه لي وَلَده الشَّمْس مُحَمَّد فِي سنة خمسين. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن حسن نور الدّين الغيثاوي الصَّالِحِي الحريري وَيعرف بالصالحي. كتب عَنهُ الْعِزّ بن فَهد قصيدة فِي الشّرف بن عبد الْحق القَاضِي أَولهَا: لَو كَانَ حبي عاذلي فِي ظلمه وقصيدة عجاجة تقْرَأ على وُجُوه شَتَّى مُذَكّر ومؤنث جمعية وفردية أَولهَا: (لَو عَرَفْتُمْ كلامنا ... مَا جهلتم مقامنا) وَأَشْيَاء غير ذَلِك. عَليّ بن الزين بن عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن حسن بن قَاسم الزين الْمدنِي الشَّافِعِي الْمُؤَذّن أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وأبوهما وَيعرف كسلفه بِابْن الْقطَّان. أجَاز لَهُ فِي سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة ابْن أميلة وَابْن الهبل وَالصَّلَاح بن أبي عمر والعماد بن كثير والكمال بن حبيب وَمُحَمّد بن عَليّ بن قواليح وَمُحَمّد بن عبد الله الصفوي وَغَيرهم وَسمع صَحِيح مُسلم على الْبَدْر إِبْرَاهِيم بن الخشاب وَبَعضه على الْجمال الأميوطي والزين الْعِرَاقِيّ وَعَلِيهِ سمع صَحِيح البُخَارِيّ وَكَذَا) عَلَيْهِ وعَلى الزين المراغي سنَن النَّسَائِيّ وَبَعضه على الْجمال يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن الْبَنَّا وَالْعلم سُلَيْمَان السقا وَأخذ الْعلم عَن الْعِزّ عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الكازروني أخي الصفي أَحْمد وَالِد الْجمال مُحَمَّد ومجالس من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ عَلَيْهِ فِي سنة تسعين بِالْمَدِينَةِ. ودرس وَمِمَّنْ حضر دروسه فِي الْعُمْدَة أَبُو الْفرج المراغي وَسمع عَلَيْهِ فِي مُسلم والشفا وَعرض عَلَيْهِ بعض محافيظه فِي سنة تسع عشرَة وَكَذَا عرض عَلَيْهِ حفيد شَيْخه الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الكازروني وَآخر من عَلمته عرض عَلَيْهِ النَّجْم عمر بن فَهد فِي سنة أَربع وَعشْرين ولوالده التقي مِنْهُ إجَازَة. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن سليم الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الجناني الْأَزْهَرِي أَخُو الشَّيْخ سليم الْمَاضِي. مَاتَ قبل أَخِيه بِقَلِيل وَكَانَ خيرا. قَالَه شَيخنَا فِي تَرْجَمَة أَخِيه سنة أَرْبَعِينَ من أنبائه قَالَ: وَأَظنهُ جَازَ الثَّمَانِينَ رَحمَه الله.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الْكَرِيم بن عبد الله الْعَلَاء الْبَارِزِيّ الرُّومِي الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة. ولد بعد الْعشْرين وَثَمَانمِائَة بِسنتَيْنِ أَو ثَلَاث بِبِلَاد الرّوم وَنَشَأ بهَا فاشتغل على ابْن قَاضِي خصرشاه والصدر والسراج ويوسف الروميين وَغَيرهم، ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فوصلها فِي أثْنَاء سنة أَربع وَأَرْبَعين فَأخذ عَن ابْن الديري والأمين الأقصرائي وَغَيرهمَا ولازم شَيخنَا، ثمَّ سَافر لمَكَّة مَعَ الرجبية فِي أثْنَاء سنة سبع وَأَرْبَعين فَأَقَامَ برباط ربيع مِنْهَا إِلَى أثْنَاء سنة سبعين فَتوجه مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة. وَمَات بهَا فِي طاعون سنة ثَلَاث وَسبعين تَقْرِيبًا وَكَانَ فَاضلا. ذكره ابْن فَهد. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عَليّ بن عبد المحسن بن جمال الثنا الخواجا نور الدّين الشَّيْبَانِيّ الْبَصْرِيّ أَخُو الْأمين عبد الله روى عَنهُ قَوْله: (لما سَمِعت بمكر اللائمات وَقد ... أَعدَدْت مُتكئا ناديت أعنيه) (أيوسف اخْرُج عَلَيْهِنَّ الْغَدَاة اتل ... فذالكن الَّذِي لمتنني فِيهِ) عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الْوَهَّاب القَاضِي نور الدّين أَبُو الْحسن الْأنْصَارِيّ الدمياطي الشَّافِعِي أَخُو التقي مُحَمَّد لِأَبِيهِ وَيعرف كأبيه بِابْن وَكيل السُّلْطَان. ولد فِي الْمحرم سنة ثَمَانمِائَة وَحفظ الْمِنْهَاج وتفقه بناصر الدّين الْبَارِزِيّ، وَحج وَولي قَضَاء دمياط بعد أَبِيه. وَمَات فِي سَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين.) عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن معالي بن إِبْرَاهِيم نور الدّين بن الزين بن الْعَلَاء المعري الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي ويلقب أَبوهُ كَمَا مضى فِيمَا بَلغنِي بِابْن الْبَارِد. كَانَ نقيب الْمُحب بن الشّحْنَة وَفِي خدمته مَعَ عقل وَفهم وحذق فِي الْمُبَاشرَة وَنَحْوهَا ثمَّ تنافرا وَولي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بحلب وَكِتَابَة سرها وَنظر جيشها. وَمَات فِي شَوَّال سنة ثَمَانِينَ وَأَظنهُ جَازَ الْخمسين أَو قاربها رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن نور الدّين القمني القاهري الشَّافِعِي صهر الزين القمني. قَالَ شَيخنَا فِيمَا علقته عَنهُ: اشْتغل كثيرا وصاهر الزين القمني ثمَّ فَارقه وَقَرَأَ عَليّ فِي عُلُوم الحَدِيث وَفِي الْعرُوض ودرس للمحدثين بالبرقوقية وَكَذَا درس فِي غَيرهَا وَكَانَ فَاضلا مشاركا فِي عدَّة فنون. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشري الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وَاسْتقر بعده فِي تدريس الحَدِيث القاياتي رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم نور الدّين بن الْوَجِيه بن الْجمال المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده. مِمَّن اشْتغل فِي الْفِقْه

والعربية وَغَيرهمَا ولازمني بِمَكَّة فِي شرحي للألفية وَغَيره رَفِيقًا لِابْنِ الزعيفريني وَغَيره، وَدخل الْقَاهِرَة وَغَيرهَا وَلزِمَ الجمالي أَبَا السُّعُود والتفت إِلَيْهِ وَقَرَأَ على الْخَطِيب الوزيري وَغَيره وَفِيه فضل مَعَ سُكُون وعقل وَقد حصل لَهُ صدع فِي عصبه انْقَطع لَهُ مُدَّة وَصَارَ مَشْيه بتكليف كَانَ الله لَهُ. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد نور الدّين الربعِي الرَّشِيدِيّ القاهري الشَّافِعِي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: إِنَّه اشْتغل ولازم البُلْقِينِيّ ثمَّ الدَّمِيرِيّ، ودرس بعده فِي الحَدِيث بقبة بيبرس، وَكَانَ يقظا نبيها كثير العصبية فاق فِي استحضار الْفِقْه مَعَ كَثْرَة النَّقْل والمماجنة. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث عشرَة وَقد جَازَ الْخمسين ودرست بعده بالقبة رَحمَه الله. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن اسمعيل الشلقامي. يَأْتِي بِزِيَادَة مُحَمَّد بعد جده قَرِيبا. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر بن تَاج الرياسة الْعَلَاء بن التقي الْمحلي ثمَّ الزبيرِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ الشهَاب أَحْمد وَيعرف بِابْن الزبيرِي. اشْتغل وَحصل وَمهر سِيمَا فِي الْفَرَائِض والحساب وناب فِي الحكم بل درس بعد أَبِيه) بالصالحية والناصرية وَكَانَ نزها عفيفا فِي الْأَحْكَام شهما لَهُ هَنَات وأثرى بعد فاقته من مِيرَاث أَخِيه فَلم يضبطه بل أسرف فِي إِنْفَاقه كعادته. مَاتَ فِي سنة خمس وَعشْرين وأرخه بَعضهم ظنا فِي أَوَائِل الَّتِي قبلهَا وَالْأول أثبت. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سُلْطَان نور الدّين أَبُو الْحسن بن الْكَمَال الشلقامي بِضَمَّتَيْنِ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا فَإِنَّهُ كتب بِخَطِّهِ أَنه قبل الطَّاعُون بعامين أَو ثَلَاثَة، زكان الطَّاعُون سنة تسع وَأَرْبَعين وتفقه بالبلقيني والأبناسي وبالأسنوي فِيمَا كَانَ يذكرهُ وَبِه جزم شَيخنَا فِي مُعْجَمه وبمقتضى ذَلِك يكون خَاتِمَة من تفقه عِنْده وَأخذ الْفَرَائِض عَن الكلائي والعربية وَغَيرهَا عَن جمَاعَة وَسمع فِي سنة سِتِّينَ على العرضي الْمجْلس الأول من مُسْند أَحْمد وانْتهى إِلَى حَدِيث إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن عمر كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسمر عِنْد أبي بكر اللَّيْلَة الحَدِيث، وَكَانَ يذكر أَنه سمع على أبي الْحرم القلانسي والبهاء بن خَلِيل صَحِيح البُخَارِيّ، وَولي وَظِيفَة إسماع الحَدِيث فِي وقف الطنبذي بِجَامِع الْأَزْهَر، وتكسب بِالشَّهَادَةِ دهرا وَلذَا كَانَت بِيَدِهِ الشَّهَادَة بديوان الجوالي وَبَقِي من أَعْيَان الشُّهُود بل نَاب عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ سنة أَربع وَعشْرين فِي الحكم بالنحرارية وَلكنه لم يتم لَهُ فِيهَا أَمر ثمَّ اسْتَقر فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا فِي مشيخة الفخرية بَين الصورين بعد وَفَاة رَفِيقه فِي الشَّهَادَة كَانَ الْبُرْهَان البيجوري،

وَكَانَ شَيخا عَالما فَاضلا بارعا مشاركا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا مستحضرا طرفا من اللُّغَة وَالْأَدب عَارِفًا بالوثائق بِحَيْثُ وضع فِيهَا كتابا مُفِيدا انْتفع النَّاس بِهِ فِي زَمَنه وهلم جرا كل ذَلِك مَعَ حسن الشكالة والهيئة والكياسة والمداومة لملازمة حَانُوت الشُّهُود، وَقد حج وجاور بِمَكَّة مرَارًا، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وتاريخه مَعًا وَأثْنى عَلَيْهِ وَلَيْسَ تكْرَار مُحَمَّد عِنْده فِي نسبه بل هُوَ عِنْد ابْن فَهد. وَقَالَ شَيخنَا أَنه أنْشدهُ لنَفسِهِ لغزا لكنه لم يُبينهُ وَهُوَ قَوْله: (سَأَلت عَن أحجية ... تسمو كضوء الْقَمَر) (وَهِي كَقَوْل الْقَائِل ... إطرح أصُول الْبشر) وَتَفْسِيره القمني فَإِن أطرح مُقَابل ألق وأصول الْبشر مني. وَرغب فِي آخر عمره عَن الفخرية لِابْنِ المرخم وَتوقف الْوَاقِف فِي إمضائه فألزمه الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ بعناية القاياتي بذلك وَعمل حِينَئِذٍ فِيهَا إجلاسا وَكَذَا نزل عَن شَهَادَة الجوالي للبرهان السفطي وَعَن الإسماع للمحيوي) الطوخي وَتوجه صُحْبَة الْحَاج فقوي عَلَيْهِ الضعْف بِحَيْثُ عجز عَن ركُوب المحارة فَركب الْبَحْر من السويس إِلَى الينبوع وَعجز عَن التَّوَجُّه صُحْبَة الْحَاج فَأَقَامَ بِهِ حَتَّى رجعُوا فَعَاد فِي الْبر مَعَهم فَمَاتَ قبل دُخُوله الْقَاهِرَة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَقَالَ: كَانَ فَاضلا فِي فنون مِمَّن درس، وَقد أَخذ عَنهُ جمَاعَة بل قَرَأَ عَلَيْهِ الكلوتاتي البُخَارِيّ وثنا الْبَدْر الدَّمِيرِيّ بِكَثِير من أَحْوَاله وكرهت مَا بَلغنِي عَنهُ من مناكدته لرفيقه فِي الْجُلُوس الْبُرْهَان البيجوري رحمهمَا الله وإيانا. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد المكناسي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْعَلَاء الموساوي. فِيمَن جده أَحْمد بن يُوسُف. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين البدماصي القاهري الشَّاهِد الْكَاتِب المجود جاور بِمَكَّة كثيرا. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه كَانَ ماهرا فِي صناعَة الْخط تعلمت مِنْهُ بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وعاش بعد ذَلِك وَكَانَ يجلس للشَّهَادَة فِي بعض الحوانيت ظَاهر الْقَاهِرَة وَيعلم النَّاس الْمَنْسُوب. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَذكره فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَكَذَا المقريزي فِي عقوده وَقَالَ: نعم الرجل كَانَ. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين الصرنجي بصاد أَو سين مُهْملَة ثمَّ رَاء سَاكِنة وَنون مَفْتُوحَة بعْدهَا جِيم. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: سمع صَحِيح مُسلم على ابْن عبد الْهَادِي وَالسّنَن لأبي دَاوُد على عبد الْعَزِيز بن عبد الْقَادِر بن أبي الدّرّ سَمِعت مِنْهُ قَدِيما وحديثا وَحدث قبل مَوته بِيَسِير مَعَ النُّور الأبياري الْمَاضِي

بالسنن فِي البيبرسية وَكَانَ أحد صوفييها. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة. وَأما فِي مُعْجَمه فَإِنَّهُ قَالَ: عَليّ بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن السرنجي بِالسِّين وَأَنه سمع عَلَيْهِ الْأَرْبَعين تَخْرِيج ابْن سعد من مُسلم، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي فِي عَليّ بن عبد الله بن عبد الله السرنجي. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن البيروذي ثمَّ الدِّمَشْقِي ابْن أخي الْعَلامَة الشَّمْس بن خطيب يبرود. سمع من بَقِيَّة أَصْحَاب الْفَخر وَأخذ عَن ابْن رَافع كثيرا وتفقه على عَمه وعَلى ابْن قَاضِي شُهْبَة وَكَانَ يفهم جيدا لَكِن قَالَ ابْن حجي أَنه كَانَ مقترا على نَفسه جمَاعَة لِلْمَالِ وَلم يتَزَوَّج فِيمَا علمت. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع بخليص وَهُوَ محرم.) عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الجنائي. مضى فِيمَن جده سليم. عَليّ بن عبد الرَّحْمَن القمني. فِيمَن جده عَليّ. عَليّ بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الْعَلَاء وَرُبمَا قيل لَهُ التقي أَبُو الْحسن القلقشندي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد ووالد إِبْرَاهِيم الماضيين. ولد سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَقَرَأَ الْقُرْآن على الزين أبي بكر الهيثمي والتنبيه وَعرضه على إِبْرَاهِيم العرابي والحاجبية وعرضها على عمر الْبَلْخِي وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد الزين ماهر وَغَيره وَسمع على إِبْرَاهِيم بن الشهَاب أبي مَحْمُود وَالشَّمْس مُحَمَّد بن سعيد ويوسف الغانمي وَمُحَمّد بن يُوسُف الْبَازِي فِي آخَرين، وتنزل بالصلاحية طَالبا ثمَّ معيدا وتكمل لَهُ نصف خطابة الْمَسْجِد الْأَقْصَى بعد موت أَخِيه ولقيته بِبَيْت الْمُقَدّس فَقَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسبعين رَحمَه الله. عَليّ بن عبد السَّلَام بن الشَّيْخ أَحْمد بن عَليّ بن سيدهم النحريري الشَّافِعِي الرِّفَاعِي وَيعرف بِابْن حمصيص بِمُهْملَة مَفْتُوحَة وصادين مهملتين أولاهما مَكْسُورَة. ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بالنحرارية. وَمَات فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَخمسين بهَا ظنا. عَليّ شاه بن الخواجا عبد السَّلَام بن حسن الْجِرْجَانِيّ الأَصْل البحري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة والآتي شقيقه مُحَمَّد. شَاب سمع على مَكَّة أربعي النَّوَوِيّ وَغَيرهَا واشتغل قَلِيلا وَهُوَ عَاقل لَا بَأْس بِهِ. عَليّ بن عبد السَّلَام بن مُوسَى نور الدّين البهوتي الأَصْل الدمياطي الشلفعي الْوَاعِظ الْمَاضِي أَبوهُ وأخو الولوي مُحَمَّد الْآتِي. مِمَّن ولد تَقْرِيبًا فِي سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بدمياط وَحفظ الْقُرْآن والنحو النّصْف الأول وَجَمِيع الجرومية واشتغل بالفقه والعربية عِنْد الشهَاب البيجوري وَغَيره وتميز واعتنى بِقِرَاءَة الحَدِيث ولازمني

فِي أَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا ولقيني بِمَكَّة فَأخذ عني بهَا أَيْضا وَكَذَا أَخذ عَن الديمي وَتكلم عَن النَّاس بِبَلَدِهِ وَفِي مَكَّة وَغَيرهمَا وزار الْقُدس والخليل وَأخذ عَن الشهَاب العميري، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر وسلامة الْفطْرَة وَأَظنهُ يتولع بالنظم وَأَخُوهُ أفضل مِنْهُ. عَليّ الْمَدْعُو كَمَال الدّين مُحَمَّد بن عبد الظَّاهِر الشريف الأخميمي القاهري نزيل البردبكية مِمَّن أَخذ عَن الْعَلَاء الحصني والزيني زَكَرِيَّا وتميز مَعَ خير وعقل وَسُكُون وَقد تردد إِلَيّ) قَلِيلا. عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر أَبُو الْحسن بن صَاحب الْمغرب أبي فَارس. ولاه ابْن أَخِيه الْمُنْتَصر أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي فَارس بجاية. فَلَمَّا مَاتَ وَخَلفه أَخُوهُ أَبُو عَمْرو عُثْمَان امْتنع هَذَا من مبايعته وَرَأى أحقيته بِهِ وساعده فَقِيه بجاية مَنْصُور بن عَليّ بن عُثْمَان فَكَانَت حروب وخطوب آل الْأَمر فِيهَا إِلَى. مَاتَ سنة خمس وَخمسين. عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ التقي بن الْعِزّ بن الصّلاح الْمصْرِيّ التَّاجِر الكارمي وَيعرف بالخروبي. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ: من أَعْيَان التُّجَّار بِمصْر حج مرَارًا وَكَانَ ذَا مُرُوءَة وَخير عفيفا عَن الْفَوَاحِش دينا متصونا أوصى بِمِائَة ألف دِرْهَم فضَّة لعمارة الْحرم الشريف الْمَكِّيّ فعمر بهَا بعد الاحتراق، قَالَ: وَكَانَ وَالِدي قد تزوج أُخْته وَمَاتَتْ قبله وَكَانَ عمي زوج عمته وَعَمه زوج عَمَّتي فَكَانَت بَيْننَا مَوَدَّة أكيدة وَكَانَ بِي برا محسنا شفوفا جزاه الله عني خيرا. مَاتَ فِي رَجَب بعيد يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشرِيَّة سنة اثْنَتَيْنِ. وَقَالَ فِي تَرْجَمَة عَمه: إِن هَذَا مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وفيهَا أرخه المقريزي، وَمَا هُنَا أشبه وَقد أكمل السِّتين رَحمَه الله وَقَالَ غَيره: إِنَّه ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين أَنه كَانَ هُوَ وَأَبوهُ وجده من الأكابر تجار مصر قَالَ: وَهُوَ آخر تجار مصر من الخراربة وَخلف مَالا كثيرا ولقبه نور الدّين وَسمي جده مُحَمَّد بن أَحْمد وَالظَّاهِر أَن مُحَمَّدًا وَالِد صَاحب التَّرْجَمَة وَأَن صَاحب التَّرْجَمَة ابْن عَم الزكي أبي بكر بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد. عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي نور الدّين بن عز الدّين الدقوقي الْمَاضِي أَبوهُ وَابْن أخي الخواجا الْجمال مُحَمَّد الْآتِي. مِمَّن كَانَ يتجر فِي السّفر لسواكن بل سكنها وَولد لَهُ بهَا وَكَانَ يتَكَرَّر مِنْهَا لمَكَّة. مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بِجَزِيرَة سواكن. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي الدقدوقي جد الَّذِي قبله، كَانَ ذَا ملاءة جاور بِمَكَّة وَخلف بهَا عقارا وأولادا. وَمَات بهَا فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن ذِي الْحجَّة

سنة خمس وَدفن بالمعلاة. قَالَه) الفاسي فِي مَكَّة. عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن يُوسُف الْعَلَاء الرُّومِي الْحلَبِي نزيل بانقوسا مِنْهَا وَلذَا يُقَال لَهُ البانقوسي الْحَنَفِيّ وَيعرف باليتيم بِالتَّصْغِيرِ والتثقيل وبابن فاقرة بفاء ثمَّ قَاف مَكْسُورَة كعامرة. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع على ابْن صديق وَغَيره بل قَرَأَ على الشَّمْس البسقاسي نِسْبَة لمعتق أمه فِي الْفِقْه وَغَيره ولازمه وَبِه انْتفع وَكَذَا أَكثر عَن الْبُرْهَان الْحلَبِي وَكتب بِخَطِّهِ الصَّحِيحَيْنِ وَولي الْإِمَامَة والخطابة بِجَامِع الْعَلَاء الإستادار ببانقوسا ظَاهر حلب، وَكَانَ خيرا مديما للتلاوة وَالْعِبَادَة وَالْقِيَام بِربع الْقُرْآن كل لَيْلَة غَالِبا وَالصَّوْم منعزلا عَن النَّاس متعففا عَن وظائف الْفُقَهَاء سِيمَا الْخَيْر عَلَيْهِ ظَاهِرَة مَاتَ قبل سنة خمسين رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن عبد الْغَنِيّ نور الدّين القاهري المقسي الْحَنَفِيّ السعودي وَيعرف بِابْن عبيد الْوَقَّاد. نَشأ فِي خدمَة الْعَضُد الصيرامي ثمَّ الشَّمْس الأمشاطي وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا وَكَذَا على الْبَدْر بن عبيد الله وَغَيره وَأخذ عني فِي مُخْتَصر التركماني فِي الحَدِيث يَسِيرا، وتنزل فِي الْجِهَات وتكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ بِالْقضَاءِ وَلم يكن بالمتصون بل هُوَ إِلَى أجلاف الْعَوام أقرب مَعَ تقريب الأمشاطي لَهُ واعتماده إِيَّاه. مَاتَ مسموما فِيمَا قيل فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَسبعين وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء وَأَظنهُ قَارب الْخمسين عَفا الله عَنهُ فقد كَانَ كَبِير الهمة نَاصح الْخدمَة عديم الدربة، وَترك ابْنا فاق أَبَاهُ فِي أَوْصَافه وارتقى لأزيد مِنْهُ. عَليّ بن عبد الْغَنِيّ النُّور المنوفي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ مِمَّن لَهُ انتماء للزين خَالِد الَّذِي كَانَ شيخ سعيد السُّعَدَاء اشْتغل عِنْد الصّلاح الطرابلسي وَغَيره وتميز وناب عَن القَاضِي نَاصِر الدّين الأخميمي وَأَجْلسهُ بِجَامِع الفكاهين وَله أَخ اسْمه أَحْمد يجلس عِنْده شَاهدا بل هُوَ كَاتب فِي الوراقين لوفاء بن الجغينماتي وَكَانَ مِمَّن فر لمَكَّة فِي أثْنَاء سنة سبع وَتِسْعين فحج ثمَّ رَجَعَ وَلَا تميز عِنْده. عَليّ بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ. اشْتغل وَكَانَ ذكيا. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَسبعين بِالْقَاهِرَةِ. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن عبد الْقَادِر بن أبي البركات بن عَليّ أَبُو البركات بن محيي الدّين الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ. مِمَّن اشْتغل بالفقه وأصوله والعربية قَلِيلا وَجل ذَلِك على الغرباء وَسمع مني) بِمَكَّة وَهُوَ دون أَبِيه فِي الْحمق. عَليّ بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شرف تَقِيّ الدّين أَبُو الْحسن

ابْن المحيوي الطوخي الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ الْكَمَال مُحَمَّد وَذَاكَ الْأَكْبَر. مولده فِي حادي عشر الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ والعمدة والمنهاج وألفية النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة واشتغل يَسِيرا عِنْد أَبِيه ثمَّ بعده على الزين عبد الرَّحِيم الأبناسي ولازمه والسنتاوى وَهُوَ أحد قراء تقاسيمه وَأخذ عني قَلِيلا فِي حَيَاة أَبِيه بِالْعرضِ وَغَيره، خطب أَحْيَانًا بالأزهر بل درس بالحسنية شركَة لِأَخِيهِ بعد أَن نَاب عَنهُ فِيهَا شَيْخه الأبناسي وَهُوَ الَّذِي حسن لَهُ مباشرتها وَكَذَا اشْترك الأخوان فِي قَضَاء طوخ وَغَيرهَا وَاسْتقر فِي الْعُقُود وَجلسَ بِجَامِع الصَّالح مَعَ الْحَنَفِيَّة وَهُوَ أشبه من أَخِيه. عَليّ بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد نور الدّين الْقَرَافِيّ القاهري النقاش الميقاتي. حضر دروس الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَأخذ الْمِيقَات والهندسة عَن ابْن المجدي والنقش عَن زوج أمه وبرع فِي كل مِنْهُمَا وتكسب بالنقش فِي حَانُوت بالصاغة وباشر الرياسة بِجَامِع المقسي وبالجمالية الصاحبية وَغَيرهمَا كالتربة الأشرفية أينال بل درس الْفَنّ بِبَعْض الْأَمَاكِن وَعمل عُمْدَة الحذاقي فِي الْعَمَل فِي سَائِر الْآفَاق اخْتَصَرَهُ من كتاب لَهُ مَبْسُوط فِي ذَلِك مَعَ غَيرهمَا من التآليف والأوضاع وانتفع بِهِ جمَاعَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْنه وَعبد الْعَزِيز الوفائي. مَاتَ وَقد أسن فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَانِينَ وَدفن بتربة جوَار تربة سعيد السُّعَدَاء عَفا الله عَنهُ ورحمه. عَليّ بن عبد الْقَادِر الشريف نور الدّين الحسني الشَّامي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الفرضي الشَّافِعِي وَيعرف بالسيد الفرضي. ولد فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وَجلسَ بِبَعْض حوانيت الْبَز تَاجِرًا كأخواله فنفد مَا مَعَه، وسافر إِلَى الشَّام ثمَّ عَاد فَحَضَرَ مجَالِس شَيخنَا ولازم ابْن المجدي فِي الْفَرَائِض والحساب والجبر والمقابلة وَنَحْوهَا مُلَازمَة كَثِيرَة حَتَّى أَنه كَمَا ذكر أَخذ عَنهُ قِرَاءَة أَو سَمَاعا أشكال التأسيس فِي الهندسة وَكَانَ يسْأَله عَن كل مَا يعسر عَلَيْهِ فهمه فيحققه لَهُ وَلِهَذَا برع. وَلما مَاتَ تصدى للإقراء وَتقدم فِي ذَلِك بِحَيْثُ كَاد أَن ينْفَرد بفني الْحساب المفتوح وَالْغُبَار والجبر والمقابلة والفرائض لعلمه بأصول الْفُنُون الْمَذْكُورَة وطرق أَعمالهَا واستحضاره لذَلِك بِدُونِ تكلّف حَتَّى أَنه يقْرَأ مشكلاتها بِدُونِ مطالعة وَلَا مُرَاجعَة مَعَ سرعته فِي التَّقْرِير وَعدم النهضة لمجاراته فِيهِ إِلَّا من إِفْرَاد، وصنف فِي الْفَنّ) الأول شرحا على الْوَسِيلَة سَمَّاهُ الْفَوَائِد الجليلة فِي حل الْأَلْفَاظ الْوَسِيلَة فِي غَايَة الْحسن وَفِي الْفَنّ الثَّانِي شرحا على المبتكرات لشيخه سَمَّاهُ الْفَوَائِد الربانية فِي شرح المبتكرات الحسابية غَايَة أَيْضا بَابه وَكتب على مَجْمُوع الكلائي شرحا لم يكلمهُ سَمَّاهُ عين المسموع فِي شرح الْمَجْمُوع

إِلَى غير ذَلِك من بَيَان أَعمال مشكلة وتنبيه على مناقشات مَعَ أَصْحَابهَا وتقييدات وإيضاحات وَغير ذَلِك مِمَّا يُقَيِّدهُ بهوامش الْكتب لَا سِيمَا القالة الثَّانِيَة من مُخْتَصر شَيْخه فِي الْفَرَائِض والمعرفة لِابْنِ الهائم بل كَانَ عِنْده عَلَيْهَا أوراق كَثِيرَة التمس مِنْهُ جمَاعَة من الْفُضَلَاء إفرادها فِي تأليف فَمَا تيَسّر. واشتهر بِهَذَا الْفَنّ جدا وَقصد بالمناسخات وَنَحْوهَا من الْأَعْمَال المشكلة وَكَانَ يَأْخُذ الْأُجْرَة على ذَلِك وَاحْتَاجَ ابْن الْبَارِزِيّ إِلَى قسْمَة بلد فَلم يجد من يعملها غَيره فأثابه على عمله نَحْو خمسين دِينَارا وَكَانَت لَهُ مَعَ ذَلِك مُشَاركَة مَا فِي الْفِقْه حضر فِيهِ عِنْد القاياتي والونائي وَسمع على أَولهمَا من الْعُلُوم الآلية إِلَّا أَنه لم يتصد لغير مَا قَدمته بل وَلَا برع فِي غَيره وَقد أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء كالأبناسي وَابْن خطيب الفخرية والشرف السنباطي والمجيوي الزفتاوي والمحب بن هِشَام والقمني بل كَانَ الزين قَاسم الْحَنَفِيّ يستمد مِنْهُ ويراجعه كثيرا وَلَو ألان كَلمته وخفض جَانِبه وسمح بمعلوماته وَلم يشح بهَا لَكَانَ كلمة إِجْمَاع وَلِهَذَا كَانَ خاملا فَقِيرا أجل مَا مَعَه وَظِيفَة التصوف بالأشرفية برسباي وَلَكِن كَانَ يُبْدِي أعذارا وَالله أعلم بسريرته، وَفِي آخر أمره حصل لَهُ فهر من أمه كَانَ يتسرى بهَا. وسافر لمَكَّة لقَضَاء الْفَرْض فِي الْبَحْر فَدَخلَهَا وَهُوَ متوعك وقاسى شدَّة وَبَاعَ عَامَّة مَا كَانَ صحبته من الْكتب أَو جلها وَاسْتمرّ متضعفا حَتَّى حج وزار وَرجع إِلَى وَطنه فَسلمت عَلَيْهِ وَهُوَ مكروب وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشري ربيع الأول سنة سبعين وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه ثمَّ دفن وَلم يخلف عاصبا فبيعت تركته بعد يَوْمَيْنِ وَلم يُوجد فِيهَا شَيْء من كتب فنونه، وَقيل أَنه كَانَ يَقُول أَنه بَاعهَا بِمَكَّة وَلست أقبل مِنْهُ ذَلِك بل عِنْدِي أَنَّهَا إِن لم يكن أوصى بهَا لأحد فقد اختلست، وَاسْتقر بعده فِي الأشرفية السنباطي أحد جماعته وَرَأَيْت بِخَطِّهِ نُسْخَة بشرح ألفية الْعِرَاقِيّ انْتهى من نسخهَا فِي سنة أَربع وَخمسين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد نور الدّين بن كريم الدّين الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ الكتبي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن عبد الْكَرِيم. سمع على التنوخي والأبناسي وَابْن حَاتِم وَابْن الخشاب وَابْن الشيخة وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والشهاب الْجَوْهَرِي فِي أخرة، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه) فَقَالَ أَنه كَانَ عَارِفًا بالكتب وأثمانها وَلكنه تشاغل عَن التكسب بهَا غَالِبا بغَيْرهَا بل نَاب فِي الحكم مُدَّة ثمَّ ترك. وَمَات بعد أَن تعلل عدَّة سِنِين فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَقد قَارب السّبْعين أَو جاوزها. عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الظَّاهِر إِمَام الدّين

الْكِنَانِي المنزلي الشَّافِعِي قاضيها وَابْن قضاتها وَيعرف بِابْن عفيف الدّين. كَانَ وجيها فِي تِلْكَ النَّاحِيَة ذَا صيت تَامّ بِحَيْثُ لَا يقنع بِغَيْرِهِ بَعيدا عَن الرِّشْوَة مَعَ مزِيد الْكَرم وَالْعقل التَّام والمداراة ودربة فِي الْأَحْكَام وَفِي الآخر ترك الْقَضَاء لوَلَده أصيل الدّين مُحَمَّد وَلم يَنْفَكّ عَن المطالعة وَكتب الْعلم بل حفظ فِي صغره الْمِنْهَاج وَقَرَأَ على الْفِرْيَانِيُّ وَآخر من نمطه يُسمى عبد الباسط. وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس صفر سنة سبع وَثَمَانِينَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَلم يخلف بعده فِي تِلْكَ النواحي مثله رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة نور الدّين أَبُو الْحسن الْقرشِي الْمَكِّيّ أَخُو أبي عبد الله مُحَمَّد وَأمه أم كَمَال ابْنة ابْن عبد الْمُعْطِي سمع من العلائي وَالشَّيْخ خَلِيل الْمَالِكِي وَالْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة وَمَا ظَنّه حدث بل وَلَا أجَاز. مَاتَ فِي سنة سِتّ بِمَكَّة وَقد بلغ السّبْعين أَو قاربها سامحه الله وإيانا. عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي حفيد الَّذِي قبله وَأمه زبيدية. بيض لَهُ ابْن فَهد. عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن دليم زين العابدين بن جلال الدّين الْقرشِي الزبيدِيّ الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّة والتاجر ابْن التَّاجِر. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين بهرموز. وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن إِحْدَى عشرَة ثمَّ سَافر مِنْهَا إِلَى مَكَّة فِي أحد الجمادين سنة سبع وَثَلَاثِينَ واستوطنها حَتَّى مَاتَ بهَا فِي سلخ شعْبَان سنة سبعين. أرخه ابْن فَهد. قَالَ: وَرَأَيْت لَهُ تَعْلِيقا بِخَطِّهِ فِيهِ وقائع وحوادث ومواليد ووفيات مُتَعَلقَة بِمَكَّة. عَليّ بن عبد الْكَرِيم الكتبي. فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بن أَحْمد. عَليّ بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ إِمَام مقَام الْحَنَابِلَة بِمَكَّة. ولد فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة قبل) موت أَبِيه بِيَسِير وَاسْتقر عوضه فِي الْإِمَامَة الْمشَار إِلَيْهَا وناب عَنهُ فِيهَا عَمه الشريف أَبُو الْفَتْح الفاسي سِنِين إِلَى أَن تأهل فباشر بِنَفسِهِ حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ بزبيد من بِلَاد الْيمن وَدفن بمقابرها وَكَانَ قد سمع على النشاوري وَابْن صديق وَغَيرهمَا واشتغل بِالْعلمِ مَعَ خير. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. عَليّ بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سَالم الزبيدِيّ الأَصْل الْمَالِكِي. ولد بهَا وَنَشَأ فَسمع فِيمَا أَحسب على النشاوري وَغَيره وتعب بعد موت وَالِده لقلَّة مَا بِيَدِهِ. وَمَات بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْ عشرَة عَن نَحْو الثَّلَاثِينَ. ذكره الفاسي أَيْضا.

عَليّ بن عبد اللَّطِيف الْبُرُلُّسِيّ ثمَّ السكندري التَّاجِر أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. مَاتَ بِمَكَّة فِي مستهل شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخلف أَوْلَادًا وشيئا كثيرا، وَكَانَ قد ابتنى برشيد بَيْتَيْنِ وصهريجا تعلوه مدرسة لَطِيفَة وبجدة دَارا هائلة لم يكملها وَيُقَال أَنه كَانَ بَعيدا عَن الْخَيْر قَائِما مَعَ نَفسه مَعَ تَقْصِيره فِي أُمُور ديانته سامحه الله. عَليّ بن عبد الله بن أَحْمد بن أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى نور الدّين أَبُو الْحسن بن الْجمال الحسني السمهودي القاهري الشَّافِعِي نزيل الْحَرَمَيْنِ والماضي أَبوهُ وجده وَيعرف بالشريف السمهودي. ولد فِي صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بسمهود وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج ولازم وَالِده حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ بحثا مَعَ شَرحه للمحلي وَشرح الْبَهْجَة لَكِن النّصْف الثَّانِي مِنْهُ سَمَاعا وَجمع الْجَوَامِع وغالب ألفية ابْن مَالك بل سمع عَلَيْهِ جلّ البُخَارِيّ ومختصر مُسلم لِلْمُنْذِرِيِّ وَغير ذَلِك، وَقدم الْقَاهِرَة مَعَه وبمفرده غير مرّة أَولهَا سنة ثَمَان وَخمسين ولازم أَولا الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ فِي الْفِقْه وأصوله والعربية فَكَانَ مِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام والخزرجية مَعَ الْحَوَاشِي الأبشيطية وَشَرحه للشذور وَالرّبع الأول من شرح الْبَهْجَة للْوَلِيّ وَشرح شَيْخه الْمحلي للمنهاج قِرَاءَة لأكثره وسماعا لسائره مَعَ سَماع غَالب شرح شَيْخه أَيْضا لجمع الْجَوَامِع بل قَرَأَ بعضهما على مؤلفهما مَعَ سَماع دروس من الرَّوْضَة عَلَيْهِ بالمؤيدية وَأكْثر من مُلَازمَة الْمَنَاوِيّ وَكَانَ مِمَّا أَخذه عَنهُ تَقْسِيم الْمِنْهَاج مرَّتَيْنِ بفوت مجْلِس أَو مجلسين فِي كل مِنْهُمَا لكنه تلفق لَهُ مِنْهُمَا مَعًا والتنبيه وَالْحَاوِي والبهجة بفوت يسير فِي كل مِنْهُمَا وجانبا من شرح الْبَهْجَة وَمن شرح جمع الْجَوَامِع كِلَاهُمَا لشيخه وَقطعَة من حَاشِيَته على أَولهمَا، وَمِمَّا كتبه على مُخْتَصر الْمُزنِيّ فِي درس الشَّافِعِي وعَلى الْمِنْهَاج فِي) درس الصالحية وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ بحثا قِطْعَة من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَمن بُسْتَان العارفين للنووي وبجامع عمر وَجَمِيع الرسَالَة القشيرية وَسمع عَلَيْهِ المسلسل بِشَرْطِهِ وَالْبُخَارِيّ مرَارًا بأفوات وَقطعَة من مُسلم وَمن مُخْتَصر جَامع الْأُصُول للبارزي وَمن آخر تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَألبسهُ خرقَة التصوف وَقَرَأَ على النَّجْم بن قَاضِي عجلون بعض تَصْحِيحه للمنهاج وعَلى الشَّمْس البامي قِطْعَة من شرح الْبَهْجَة مَعَ حُضُور تقاسيمه فِي الْمِنْهَاج وعَلى الزين زَكَرِيَّا شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ للأسنائي وغالب شَرحه على منظومة ابْن الهائم فِي الْفَرَائِض وعَلى الشَّمْس الشرواني شرح عقائد النَّسَفِيّ للتفتازاني بل سَمعه عَلَيْهِ ثَانِيَة وغالب شرح الطوالع للأصفهاني وَسمع عَلَيْهِ الإلهيات بحثا بِمَكَّة وَقطعَة من الْكَشَّاف وغالب مُخْتَصر سعد الدّين على التَّلْخِيص وشيئا من المطول وَمن الْعَضُد

شرح ابْن الْحَاجِب وَمن شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ للسَّيِّد العبري وَغير ذَلِك وَحضر عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ من دروسه فِي قِطْعَة الأسنائي وَعند الْكَمَال إِمَام الكاملية دروسا وَألبسهُ الْخِرْقَة ولقنه الذّكر وَقَرَأَ عُمْدَة الْأَحْكَام بحثا على السعد بن الديري وَأذن لَهُ فِي التدريس هُوَ والبامي والجوجري وَفِيه وَفِي الْإِفْتَاء الشهَاب الشارمساحي بعد امتحانه لَهُ فِي مسَائِل ومذاكرته مَعَه وَفِيهِمَا أَيْضا زَكَرِيَّا وَكَذَا الْمحلي والمناوي وعظيم اخْتِصَاصه بهما وتزايد مَعَ ثَانِيهمَا بِحَيْثُ خطبه لتزويج سبطته وَقَررهُ معيدا فِي الحَدِيث بِجَامِع الولوي وَفِي الْفِقْه بالصالحية وَأَسْكَنَهُ قاعة الْقُضَاة بهَا وَعرض عَلَيْهِ النِّيَابَة فَأبى ثمَّ فوض إِلَيْهِ حِين رُجُوعه مرّة إِلَى بَلَده مَعَ الْقَضَاء حَيْثُ حل النّظر فِي أَمر نواب الصَّعِيد وَصرف غير المتأهل مِنْهُم فَمَا عمل بِجَمِيعِهِ، ثمَّ إِنَّه استوطن الْقَاهِرَة مَعَ توجهه لزيارة أَهله أَحْيَانًا إِلَى أَن حج وَمَعَهُ والدته فِي ذِي الْقعدَة سنة سبعين فِي الْبَحْر وَكَاد أَن يدْرك الْحَج فَلم يُمكن وجاور سنة إِحْدَى بكمالها وَكنت هُنَاكَ فَكثر اجتماعنا وَكتب بِخَطِّهِ مصنفي الابتهاج وسَمعه مني وَكَذَا سمع مني غَيره من تصانيفي وَكَانَ على خير كثير وفارقته بِمَكَّة بعد أَن حجَجنَا ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى طيبَة فقطنها من سنة ثَلَاث وَسبعين ولازم وَهُوَ فِيهَا الشهَاب الأبشيطي وَحضر دروسه فِي الْمِنْهَاج وَغَيره، وَسمع جانبا من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَمن شرح الْبَهْجَة للْوَلِيّ وَبحث عَلَيْهِ توضيح ابْن هِشَام بل قَرَأَ عَلَيْهِ من تصانيفه شَرحه لخطبة الْمِنْهَاج وحاشيته على الخزرجية وَأذن لَهُ فِي التدريس وَأكْثر من السماع هُنَاكَ على أبي الْفرج المراغي بل قَرَأَ على الْعَفِيف عبد الله بن القَاضِي نَاصِر الدّين صَالح أَشْيَاء بالأجايز وَألبسهُ خرقَة التصوف بلباسه من عمر) العرابي وَكَذَا كَانَ سمع بِمَكَّة على كمالية ابْنة مُحَمَّد بن أبي بكر الْمرْجَانِي وشقيقها الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد والنجم عمر بن فَهد فِي آخَرين وبالقاهرة على سوى من تقدم ختم البُخَارِيّ مَعَ ثلاثياته بِقِرَاءَة الديمي على من اجْتمع من الشُّيُوخ بالكاملية بل قَرَأَ على النَّجْم بن عبد الْوَارِث فِي منية ابْن خصيب شَيْئا من الْمُوَطَّأ وَمن الشفا وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَلم يكثر من ذَلِك وصاهر فِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة بَيت الزرندي فَتزَوج أُخْت مُحَمَّد بن عمر بن الْمُحب وَلها محرمية بِالنَّجْمِ بن يَعْقُوب ابْن أخي زَوجهَا ثمَّ فَارقهَا وَتزَوج أُخْت الشَّيْخ مُحَمَّد المراغي ابْنة الشَّيْخ أبي الْفرج وفارقها بعد موت أَخِيهَا، وانتفع بِهِ جمَاعَة من الطّلبَة فِي الْحَرَمَيْنِ وصنف فِي مسئلة فرش الْبسط المنقوشة ردا على من نازعه وقرضه لَهُ أَئِمَّة الْقَاهِرَة وَكَذَا عمل للمدينة النَّبَوِيَّة تَارِيخا تَعب فِيهِ قرضه لَهُ كَاتبه

والبرهان بن ظهيرة وَقُرِئَ عَلَيْهِ بعضه بِمَكَّة وَكَذَا ألف غير مَا ذكر وَمن ذَلِك الْكِتَابَة على إِيضَاح النَّوَوِيّ فِي الْمَنَاسِك، وَالْتمس من صاحبنا النَّجْم بن فَهد تَخْرِيج شَيْء مِمَّا تقدم لَهُ فَفعل وعظمه فِي الْخطْبَة وَزَاد وَمَات قبل إكماله فبيضه وَلَده متمما لما أمكنه فِيهِ وَقدم من الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ رَفِيقًا لِابْنِ الْعِمَاد قبل وُقُوع الْحَرِيق بِالْمَدِينَةِ فَسلم من هَذِه الْحَادِثَة وَلَكِن احترقت جَمِيع كتبه وَهِي شَيْء كثير، وسافر إِلَى الْقَاهِرَة فِي موسمها رَفِيقًا للمذكور أَيْضا فدخلاها وَلَقي السُّلْطَان فَأحْسن إِلَيْهِ بمرتب على الذَّخِيرَة وَغَيره بل ووقف هُوَ وَغَيره على الْمَدِينَة كتبا من أَجله ورسم بسعايته بسد السرداب المواجه للحجرة الشَّرِيفَة والمتوصل مِنْهُ لدور الْعشْرَة لما كَانَ يحصل فِيهِ من الْفساد مَعَ معاكسة ابْن الزَّمن لَهُ فِيهِ وَكَانَت الْمصلحَة فِي سَده، وَشهد موت ابْن الْعِمَاد ثمَّ سَافر لزيارة أمه فَمَا كَانَ بأسرع من مَوته بعد لِقَائِه لَهَا ثمَّ توجه فزار بَيت الْمُقَدّس وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ إِلَى مَكَّة فحج ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة مستوطنا مُقْتَصرا على إِمَاء وابتنى لَهُ بَيْتا ولقيته فِي كلا الْحَرَمَيْنِ غير مرّة وغبطته على استيطانه الْمَدِينَة وَصَارَ شيخها قل أَن لَا يكون أحد من أَهلهَا لم يقْرَأ عَلَيْهِ وَاسْتقر بِهِ الْأَشْرَف بعناية البدري أبي الْبَقَاء فِي النّظر على الْمجمع بمدرسته وَمَا بِهِ من الْكتب الَّتِي أوقفها فِيهِ وَصَارَ الْمُتَكَلّم فِي مصارف الْمدرسَة المزهرية فِيهَا مَعَ الصّرْف لَهُ من الصَّدقَات الرومية كالقضاة وَذَلِكَ مائَة دِينَار وَرُبمَا تنقص وَمَا أضيف إِلَيْهِ من التدريس مِمَّا وَقفه ملك الرّوم وانقياد الْأَمِير دَاوُد بن عمر لَهُ فِي صدقاته لأهل الْحَرَمَيْنِ حِين حج بل وَاشْترى من أَجله كتبا وَقفهَا وَكَذَا انْقَادَ لَهُ ابْن جبر وَغَيره فِي أَشْيَاء هَذَا لما تقرر) عِنْدهم من علمه وتدينه وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ يتكسب بِالْبيعِ وَالشِّرَاء بِنَفسِهِ وبمندوبه وَرُبمَا عَامل الشريف أَمِير الْمَدِينَة، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ إِنْسَان فَاضل متفنن متميز فِي الْفِقْه والأصلين مديم الْعَمَل وَالْجمع والتأليف مُتَوَجّه لِلْعِبَادَةِ وللمباحثة والمناظرة قوي الجلادة على ذَلِك طلق الْعبارَة فِيهِ مغرم بِهِ مَعَ قُوَّة نفس وتكلف خُصُوصا فِي مناقشات لشَيْخِنَا فِي الحَدِيث وَنَحْوه وَرُبمَا أَدَّاهُ الْبَحْث إِلَى مخاشنة مَعَ المبحوث مَعَه وَقد يَنْتَهِي فِي ذَلِك لما لَا يُطيق بجلالته ويتجرأ عَلَيْهِ من لم يرتق لوجاهته وَلَو أعرض عَن هَذَا كُله لَكَانَ مجمعا عَلَيْهِ وعَلى كل حَال فَهُوَ فريد فِي مَجْمُوعه وَلأَهل الْمَدِينَة بِهِ جمال والكمال لله. وَلَا زَالَت كتبه ترد عَليّ بِالسَّلَامِ وَطيب الْكَلَام. وَفِي تَرْجَمته من تَارِيخ الْمَدِينَة والتاريخ الْكَبِير والمعجم زِيَادَة على مَا هُنَا من نظم وَغَيره، وَمِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه: (أَلا إِن ديوَان الصبابة قد سبا ... بِمَا صب من حسن الصِّنَاعَة إِن سبا)

(نفوسا سكارى من رحيق شرابه ... وألحاظ صب من صبابته صبا) عَليّ بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْقَادِر الديروطي. يَأْتِي قَرِيبا بِدُونِ إِسْمَاعِيل. عَليّ بن عبد الله بن سنقر الْحَاج عَلَاء الدّين الْحلَبِي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عَليّ بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن. فِي ابْن عبد الرَّحْمَن الصرنجي. عَليّ بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز النُّور أَبُو الْحسن الدَّمِيرِيّ ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَيعرف بأخي بهْرَام. اشْتغل بالقراءات وَغَيرهَا. وَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات ابْن الجندي والشرف مُوسَى الضَّرِير وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي والعربية الغماري ودرس الْقرَاءَات بالشيخونية وأقرأ أَخذ عَنهُ الزين رضوَان. عَليّ بن عبد الله بن عبد الْقَادِر نور الدّين الْبُحَيْرِي الديروطي الْمَالِكِي الْمقري نزيل مَكَّة وَيعرف بالديروطي، وَرَأَيْت ابْن فَهد سمى جده إِسْمَاعِيل بن عبد الْقَادِر بل وبخط نَفسه أَنه عَليّ بن عبد الْقَادِر بن عبد الله فالتزلزل مِنْهُ. ولد بعد الثَّمَانمِائَة بِيَسِير فِي الْبحيرَة وَنَشَأ بهَا ثمَّ انْتقل مَعَ أَبَوَيْهِ إِلَى ديروط فاستوطنها وَكَذَا استوطن فوة ونطوبس وَلكنه إِنَّمَا اشْتهر بِالْأولَى، وَحفظ الْقُرْآن والرسالة وتلا بالسبع إفرادا وجمعا على الْبُرْهَان التركي وببعضها على ابْن الزين، وَحج مرَارًا ثمَّ استوطن مَكَّة من نَحْو سنة أَرْبَعِينَ تَقْرِيبًا وتلا فِيهَا بالعشر إفرادا وجمعا على الزين بن عَيَّاش وَالشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني من طَرِيق الشاطبية والطيبة وَبِالثَّلَاثَةِ عشر على) أَحْمد الْمَدْعُو حَافظ الْأَعْرَج لكنه لم يكمل عَلَيْهِ الثَّلَاثَة الزَّائِدَة على الْعشْر وَهِي الْأَعْمَش وَابْن مُحَيْصِن وقتيبة وَكَذَا قَرَأَ على نَائِب إِمَام مقَام الْحَنَفِيَّة أَحْمد الأريجي وَغَيره وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره بل قَرَأَ بِنَفسِهِ على المحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا، وجاور بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فَقَرَأَ هُنَاكَ على الْأمين الأقصرائي صَحِيح البُخَارِيّ وعَلى الْمُحب المطري صَحِيح مُسلم وَالتَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وَرجع إِلَى مَكَّة وتصدر للإقراء فِي الْقرَاءَات فَانْتَفع بِهِ النَّاس خُصُوصا بعد وَفَاة الشهَاب الشوائطي وَقَرَأَ عَلَيْهِ أخي المحيوي عبد الْقَادِر فِي مجاورتنا يَسِيرا وَكَانَ إنْسَانا خيرا عفيفا منعزلا عَن النَّاس سِيمَا بعد ضعف حركته فَإِنَّهُ صَار لَا يخرج لِلْمَسْجِدِ إِلَّا للْجُمُعَة وَنَحْوهَا قانعا بِمَا يستفيده من التكسب وَله وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد وَقد زرته وَبَالغ فِي إكرامي. مَاتَ فِي عصر يَوْم الْجُمُعَة عشري الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد عِنْد بَاب الْكَعْبَة رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن أبي رَاجِح مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن غَانِم بن مفرح بن مُحَمَّد ابْن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن بَرَكَات بن عبد الْقَادِر الشيبي الحَجبي الْمَكِّيّ.

مَاتَ فِي توجهه إِلَى الطَّائِف مقتولا فِي صَبِيحَة يَوْم السبت مستهل الْمحرم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَحمل لمَكَّة فَدفن بهَا عَفا الله عَنهُ. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن عبد الله بن عَليّ نور الدّين أَبُو حسن النطوبسي ثمَّ السنهوري ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الضَّرِير وَيعرف بالسنهوري. ولد سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بنطوبس وانتقل مِنْهَا الى سنهور فحفظ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تحول الى الْقَاهِرَة فقطن الْجَامِع الْأَزْهَر مِنْهَا وَحفظ الشاطبتين وألفية النَّحْو وَابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَشَرحه للعضد والرسالة وَابْن الْحَاجِب الفرعي إِلَّا كراسين من آخِره وَعرض على جمَاعَة وَأَقْبل على الِاشْتِغَال فَتلا بالسبع على الشهَاب السكندري وَعَلِيهِ سمع التَّيْسِير والعنوان والْعَلَاء القلقشندي وَسمع عَلَيْهِ فِي البُخَارِيّ والشفا وَكَانَ الْعَلَاء يثني على جودة آدابه والنور البلبيسي الإِمَام والى أثْنَاء سُورَة هود عَليّ الشَّمْس العفصي وَكَذَا قَرَأَ فِي السَّبع عَليّ التَّاج بن تمرية والزين رضوَان العقبي وَالشَّمْس الطنتدائي نزيل البيرسية وتلا لكل من أبي عَمْرو وَابْن كثير وَالْكسَائِيّ على النُّور أبي عبد الْقَادِر وَلكُل من نَافِع وَحَمْزَة على الزين طَاهِر وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشاطبية بحثا بل أَخذ عَنهُ الْفِقْه عَلَيْهِ الْمُخْتَصر وثلثي ابْن الْحَاجِب وَقطعَة من الْمُدَوَّنَة وَكَذَا أَخذ الْفِقْه أَيْضا عَن الزين عبَادَة سمع عَلَيْهِ ابْن) الْجلاب والمختصر والرسالة وَالْكثير من ابْن الْحَاجِب وتفرس فِيهِ النجابة وَقَالَ مرّة للشَّيْخ مَدين خاطرك مَعَه بَقِي فِيهِ الْخَيْر وَأبي الْقسم النويري ولازمه كثيرا فِيهِ وَفِي غَيره وَأحمد اللجائي المغربي وَإِبْرَاهِيم الزواوي شَارِح الشَّامِل من كتبهمْ والبساطي وَيحيى العجيسي وَأبي عبد الله الرَّاعِي والبدر بن التنسي والولوي السنباطي والزين سَالم قَاضِي دمشق وَأبي الْفضل البجائي وَأبي الْجُود والشهابين الحناوي والأبدي وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض بل كَانَ أَخذه عَن العجيسي يَوْم إجلاسه فِي الشيخونية فَقَط وَعَن الرَّاعِي مذاكرة فِي مجَالِس يسيرَة وَعَن أبي الْجُود أَخذ الْفَرَائِض وَكَذَا أَخذهَا والحساب عَن ابْن المجدى سمع عَلَيْهِ الْفُصُول والألفية كِلَاهُمَا لِابْنِ الهائم وَقطعَة من الْمَجْمُوع وَمن الجعبرية وَعَن الشهابين أَخذ الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذهَا عَن ابْن الْهمام والشمني وطاهر فَعَن أَوَّلهمْ قِطْعَة من شرح التسهيل لِأَبْنِ أم قَاسم وَعَن ثالثهم الألفية بقرَاءَته وثلثي الشَّافِعِيَّة لِابْنِ الْحَاجِب وَعَن ثانيهم المغنى لِابْنِ هِشَام وَشرح الْمِصْبَاح للعبري وَثَلَاثَة أَربَاع ابْن المُصَنّف وَنصف الجاربردي وَقطعَة من ابْن عقيل وَكَذَا أَخذ قِطْعَة مِنْهُ عَن القاياتي وَعَن السراج الوروري وَالشَّمْس البدرشي قِطْعَة من توضيح ابْن هِشَام وَعَن أَولهمَا شرح الشذور وَعَن ثَانِيهمَا جَمِيع الجاربردي وَعَن الْأمين الأقصرائي

من شرح اللّبَاب للسَّيِّد عبد الله وَكَذَا أَخذ بعض الْعَرَبيَّة وَبَانَتْ سعاد عَن الزين مهنى وَالْأُصُول عَن القاياتي وَابْن الْهمام وَابْن الشمني والأقصرائي فَعَن الأول مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب سَمَاعا وَقِرَاءَة واليسير من شَرحه للعضد وَكَذَا عَن الْأمين مِنْهُ وَعَن الثَّانِي نصف تحريره وَعَن الثَّالِث الْعَضُد بقرَاءَته حفظا وعنهما قِطْعَة من الْكَشَّاف انْتَهَت على ثَانِيهمَا خَاصَّة إِلَى واذْكُرُوا الله وَعنهُ عَن الأقصرائي قِطْعَة من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَعَن الشمني وَحده جَمِيع الْمُخْتَصر شرح التَّلْخِيص وَقطعَة من المطول وَعَن الشرواني بعض الْمُخْتَصر وَغَيره وَعَن البدرشي الْمَتْن وَعَن الوروري الصّرْف والقطب فِي الْمنطق وَكَذَا أَخذ فِي الْمنطق عَن الأبدي وَعَن القاياتي جلّ شرح ألفية الْعِرَاقِيّ فِي آخَرين كالسعد بن الديري والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ بل أَخذ عَن هَؤُلَاءِ غير مَا ذكر كمجلسين فِي الحَدِيث ومجلس فِي التَّفْسِير عَن الأقصرائي وَسمع على شَيخنَا الْمُوَطَّأ لكل من يحيى بن يحيى وَأبي مُصعب وَالنَّسَائِيّ الْكَبِير بفوت مجلسين فِيهِ وَكَذَا دَلَائِل النُّبُوَّة وَقطعَة من سيرة ابْن هِشَام بل حضر عِنْده فِي الأمالي وَغَيرهَا وعَلى الْمُحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ الْكثير من مُسْند أَحْمد وعَلى الزين الزَّرْكَشِيّ الْخَتْم من) مُسلم وعَلى الشُّيُوخ الَّذين قَرَأَ عَلَيْهِم الديمي فِي الكاملية البُخَارِيّ وَلَا زَالَ يدأب فِي الِاشْتِغَال حَتَّى برع وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة، وَحج وجاور وأقرأ هُنَاكَ فِي الْعَضُد وَغَيره بل درس للمالكية بالبرقوقية عقب أبي الْجُود بعد مُنَازعَة من الشّرف أبي سهل بن عمار وَكَذَا فِي الأشرفية برسباي نِيَابَة عَن حفيدي شَيْخه عبَادَة واستنابه الحسام بن حريز فِي بعض التداريس وَيخرج بِهِ جمَاعَة صَارُوا مدرسين وَصَارَ بِأخرَة شيخ الْمَالِكِيَّة بِلَا مدافع وازدحم فِي حلقته الْفُضَلَاء حَتَّى صَارَت بعيد الثَّمَانِينَ من أجل حلق دروس الْعلم واستغرق أوقاته فِي ذَلِك كل هَذَا مَعَ التَّحَرِّي فِي تَقْرِيره ومباحثه بِحَيْثُ تطمئِن النَّفس الزكية لما يبديه وحدة فِي خلقه ثمَّ زَالَت، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشّرف يحيى بن الجيعان وَكَانَ هُوَ يتَوَجَّه لبيتهم بِالْبركَةِ وَغَيرهَا لإقرائه وَمن شَاءَ الله من بنيه مِمَّا تحمله عَلَيْهِ الْحَاجة وَرُبمَا حضر إِلَيْهِ فِي الْجَامِع والشرف عبد الْحق السنباطي وَغَيره من فضلاء الْمَذْهَب فضلا عَن مذْهبه، وَكتب على الْمُخْتَصر من كتبهمْ شرحا لم يكمل، وَكَذَا عمل شرحين للجرومية فِي الْعَرَبيَّة كتبا عَنهُ وَكَثِيرًا مَا كَانَ يراسلني فِي السُّؤَال عَن أَشْيَاء تقع لَهُ من الْمُتُون وَالرِّجَال سِيمَا حِين توجهه لتحرير ابْن عبد السَّلَام شرح ابْن الْحَاجِب وَيُصَرح بِأَنَّهُ لَا يطمئن لغير مَا أبديه وتكرر قَصده لي بِالسَّلَامِ عقب سَفَرِي وَفِي ضعْفي وَكَذَا عدته فِي مرض مَوته

وَأظْهر أتم بشر وَصَارَ مَعَ شدَّة مَا هُوَ فِيهِ يُبَالغ فِي الْأَدَب معي، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ خَاتِمَة الحلبة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر رَجَب سنة تسع وَثَمَانِينَ بعد توعكه أَيَّامًا وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بحوش الشَّيْخ عبد الله المنوفي وتأسف النَّاس على فَقده وَلم يُخَالف فِي الْمَالِكِيَّة مثله، وَوجد لَهُ من النَّقْد مَا ينيف على أَرْبَعمِائَة دِينَار، وَمن الْكتب مَا يوازيها سوى مَا تصدق بِهِ عِنْد مَوته وَهُوَ نَحْو عشْرين دِينَارا لجَماعَة من طلبته وَغَيرهم رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِسْحَاق بن سَلام بن عبد الْوَهَّاب بن الْحسن بن سَلام الْعَلَاء أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سَلام بِالتَّشْدِيدِ. ولد سنة خمس أَو سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَحفظ التَّنْبِيه والمختصر الْأَصْلِيّ لِابْنِ الْحَاجِب وتفقه بالشمس بن قَاضِي شُهْبَة والْعَلَاء حجي وَغَيرهمَا كالشهابين الزُّهْرِيّ والحسباني، ورحل إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ بهَا الْأُصُول على الضياء القرمي وَكَذَا قَرَأَهُ على الركراكي الْمَكِّيّ ولازم الِاشْتِغَال حَتَّى تميز وأشير إِلَيْهِ بِالْفَضْلِ وَهُوَ صَغِير وَكَانَ يبْحَث فِي الشامية البرانية أَيَّام ابْن خطيب يبرود بل لم) يكن يتْرك شَيْئا يمر بِهِ فِي الدُّرُوس حَتَّى يَعْتَرِضهُ وينتشر الْبَحْث بَين الْفُقَهَاء بِسَبَب ذَلِك وَكَانَ إنْسَانا حسنا دينا فَاضلا عَالما فِي الْفِقْه وَغَيره حاد الْخلق يستحضر كثيرا من الرَّافِعِيّ ويحفظ عَلَيْهِ إشكالات كَثِيرَة وأسئلة حَسَنَة وَيعرف الْمُخْتَصر معرفَة جَيِّدَة وَكَذَا الألفية مَعَ حفظ الْكثير من تواريخ الْمُتَأَخِّرين وَيَد طولى فِي النّظم والنثر وتقلل من الْكِتَابَة على الْفَتْوَى وانجماع عَن النَّاس ومداومة على التِّلَاوَة وَحسن الصَّلَاة والاقتصاد فِي ملبسه وَغَيره وَشرف النَّفس وَحسن المحاضرة وَلم يكن فِيهِ مَا يعاب سوى إِطْلَاق لِسَانه فِي بعض النَّاس وَتَعْبِيره عَن ذَلِك بعبارات غَرِيبَة وبحثه أحسن من تَقْرِيره وَمن نظمه: (لَو أَن أعضا صب خاطبت بشرا ... لخاطبتك بوجدي كل أعضائي) (فارثي لحَال فَتى لَا يَبْتَغِي شططا ... إِلَّا السَّلَام على بعد بإيماء) وَلما أَخذ التتار دمشق أسروه فَتوجه مَعَهم بعد أَن حصل لَهُ نصيب وافر من الْعَذَاب والحريق وَأخذ المَال ثمَّ هرب مِنْهُم من ماردين وَرجع إِلَى دمشق وَأقَام بهَا ودرس بالظاهرية البرانية وَقَررهُ النَّجْم بن حجي عقب موت الْبُرْهَان بن خطيب عذراء فِي نصف تدريس الركنية وَكَذَا درس بالعذراوية. مَاتَ فِي الْعشْرين من ذِي الْحجَّة سنة تسع وَعشْرين بوادي بني سَالم وَنقل إِلَى الْمَدِينَة فَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله. ذكره ابْن خطيب الناصرية فِي عَليّ بن سَلام بِاخْتِصَار عَن هَذَا

وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وسَاق عَنهُ فِيمَا وَرَاءه لَهُ حِكَايَة تدل لكَونه عَرَبيا. عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن خَلِيل النُّور بن الْعَفِيف العثماني الْمَكِّيّ وَيعرف كسلفه بِابْن خَلِيل. ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي الصَّغِير وألفية النَّحْو واشتغل عِنْد الْبُرْهَان. وَدخل دمشق والقاهرة وَغَيرهمَا غير مرّة، وَكَانَ من شُهُود بَاب السَّلَام. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد الْعَلَاء بن سعد الدّين الطبلاوي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَصله من طبلاوة قَرْيَة بِالْوَجْهِ البحري وَكَانَ عَمه الْبَهَاء تَاجِرًا بقيثارية جركس من الْبر فَمَاتَ فورثه الْعَلَاء فِي جملَة من وَرثهُ فسعى فِي شدّ المرستان ووليه ثمَّ فِي شدّ الدَّوَاوِين وَولَايَة الْقَاهِرَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين، وَاتفقَ أَن الظَّاهِر برقوق بعد رُجُوعه إِلَى الْملك وَالْحكم بَين النَّاس كَانَ يقف فِي خدمته ويراجعه فِي الْأُمُور فَعظم أمره واشتهر ذكره واستناب أَخَاهُ مُحَمَّدًا فِي الْولَايَة ومحمودا فِي الْحِسْبَة سنة سِتّ وَتِسْعين ثمَّ أَمر فِي الَّتِي تَلِيهَا طبلخاناه وَاسْتقر حاجبا وَفِي) شعْبَان اسْتَقر فِي النّظر على المتجر السلطاني وَدَار الضَّرْب وَخرج على مَحْمُود ورافعه وساعده ابْن غراب حَتَّى نكب وَاسْتقر ابْن الطبلاوي استادار خَاص للسُّلْطَان والذخيرة والأملاك ثمَّ فِي نظر الْكسْوَة فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين ثمَّ فِي نظر المارستان فِي آخرهَا فَعظم أمره وَصَارَ رَئِيس الْبَلَد والمعول عَلَيْهِ فِي الْجَلِيل والحقير، فَلَمَّا كَانَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة اسْتَقر سعد الدّين بن غراب فِي نظر الْخَاص فَانْتزع من الطبلاوي الْكَلَام على إسكندرية ثمَّ قبض عَلَيْهِ فِي شعْبَان مِنْهَا فِي بَيت ابْن غراب وَكَانَ عمل وَلِيمَة مَوْلُود ولد لَهُ فَلَمَّا مد السماط قبض يَعْقُوب شاه الخزندار عَلَيْهِ وعَلى ابْن عَمه نَاصِر الدّين شاد الدَّوَاوِين وَأرْسل ابْن غراب إِلَى أَخِيه نَاصِر الدّين وَإِلَى الْقَاهِرَة وَإِلَى جَمِيع حواشيهما فأحيط بهم وَسلم ليلبغا الْمَجْنُون فاجتمعت الْعَامَّة بالرميلة وَرفعُوا الْمَصَاحِف والأعلام وسألوا فِي إِعَادَة ابْن الطبلاوي فقوبلوا بِالضَّرْبِ والشتم وَتَفَرَّقُوا وأرسله يلبغا رَاكِبًا على فرس وَفِي عُنُقه باشة حَدِيد وشق بِهِ الْقَاهِرَة فوصل إِلَى منزله فَأخْرج مِنْهُ اثْنَيْنِ وَعشْرين حملا من القماش وَالصُّوف وَالْحَرِير والفرش وَغَيرهَا وَمن الذَّهَب مائَة وَسِتِّينَ ألف دِينَار وَنَحْو سِتّمائَة ألف من الْفُلُوس، ثمَّ فِي سادس عشري شعْبَان طلب الْحُضُور بَين يَدي السُّلْطَان فَأذن لَهُ فَسَأَلَ أَن يسر إِلَيْهِ كلَاما فَامْتنعَ وَأخرج فَرَأى خلْوَة فَضرب نَفسه بسكين مَعَه فجرح فِي موضِعين فنزعت من يَده وَتحقّق السُّلْطَان أَنه كَانَ أَرَادَ ضربه بالسكين إِذا

ساره فَنزل يلبغا وعاقبه فأظهر مائَة وَأَرْبَعين ألف دِينَار وَبيع عقاره وأثاثه وَأخذ من مواشيه نَحْو خَمْسمِائَة ألف دِرْهَم وسجن بالخزانة ثمَّ أفرج عَنهُ فِي رَمَضَان وَفَرح بِهِ الْعَامَّة وزينوا لَهُ الْبَلَد وَأَكْثرُوا من الخلوق بالزعفران فَأمر السُّلْطَان بنفيه إِلَى الكرك فَأخْرج إِلَيْهَا فِي شَوَّال فَبَلغهُ موت السُّلْطَان وَهُوَ بالخليل فَأَقَامَ بالقدس وَأرْسل يسْأَل الْأَمِير ايتمش فِي الْإِقَامَة بِهِ فَأذن لَهُ ثمَّ أَمر بإحضاره إِلَى مصر فوجدوا الْأَمِير تنم طلبه إِلَى الشَّام فوافاه الْبَرِيد يَطْلُبهُ إِلَى مصر فَاسْتَجَارَ بالجامع وتزيا بزِي الْفُقَرَاء فَلَمَّا خامر تنم عمله استادار الشَّام فباشر على عَادَته فِي العسف وَالظُّلم وَحصل لتنم أَمْوَالًا من التُّجَّار وَغَيرهَا فَلَمَّا كسر تنم قبض عَلَيْهِ وَقيد وَأخذ جَمِيع مَا وجد لَهُ وأهين جدا. ثمَّ قتل فِي ثَانِي عشر رَمَضَان سنة ثَلَاث بغزة. قلت وأرخه الْعَيْنِيّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتنظر تَرْجَمته من المقريزي فقد طولهَا فِي عقوده وفهمت مِنْهَا أَن قَتله فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ من جملَة الْعَوام فآل بِهِ الْأَمر إِلَى أَن صَار شاد الْقصر السلطاني ثمَّ المرستاني ثمَّ عمل) وَالِي الْقَاهِرَة ثمَّ أضيفت إِلَيْهَا الحجوية وتقرب عِنْد الظَّاهِر إِلَى أَن أدخلهُ فِي أشغاله الْمُتَعَلّقَة بالأمور السُّلْطَانِيَّة ثمَّ غضب عَلَيْهِ لأمور صدرت مِنْهُ ونفاه إِلَى الْقُدس فَلَمَّا خامر تنم نَائِب الشَّام ذهب إِلَيْهِ وَجرى عَلَيْهِ مَا جرى. فَقتل بغزة فِي الْحمام فِي الْعشْر الأول من رَمَضَان. عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد نور الدّين الزربي بِضَم الْمُهْملَة وَسُكُون الزَّاي ثمَّ مُوَحدَة الْمَكِّيّ الْفراش بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام. أجَاز لَهُ فِي سنة خمس وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا ابْن صديق وَابْن قوام وَابْن منيع وابنتا ابْن عبد الْهَادِي وَابْنَة ابْن المنجا وَابْن فَرِحُونَ وَآخَرُونَ أجَاز لي وناب فِي الفراشة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَدخل بِلَاد الشَّام وحلب فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ. وَذكر مَا يدل على أَنه ولد فِي سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي تَلِيهَا. وَمَات فِي رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين بِمَكَّة وَدفن بمعلاتها رَحمَه الله. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد الْفَقِيه نور الدّين مؤدب الْأَطْفَال. مَاتَ فِي ثَانِي الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ وَيُقَال أَنه بلغ الْقرن. أرخه الْمُنِير. عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد الْغَزِّي الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ نزيل بَيت الْمُقَدّس وَيعرف بِابْن قمامو. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا فقد ذكر أَنه سنة آمد كَانَ مراهقا واعتنى بالقراءات فَتلا السَّبع على الْفَخر بن الصلف وَابْن عمرَان وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْجمال وبن جمَاعَة الحَدِيث وَكَذَا تَلا بعض السَّبع على الشَّمْس بن

القباقبي فِي آخَرين وتميز فِيهَا وَفِي استحضار مسائلها وَكتب بِخَطِّهِ مُصحفا على الرَّسْم مَعَ بَيَان الْقرَاءَات السَّبع، وَهُوَ مِمَّن أَخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن ابْن أَسد وَشهد عَلَيْهِ فِي إجَازَة سنة سبع وَسِتِّينَ. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسعين وَدفن بِبَاب الرَّحْمَة. عَليّ بن عبد الله بن يُوسُف الكمبايتي الفيلي خَادِم الشلح. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عَليّ بن عبد الله بن الشقيف سمع من الزين المراغي المسلسل وَختم البُخَارِيّ. وَمَات بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن عبد الله أَمِير عَلَاء الدّين بن الخواجا الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الزردكاش أحد من رقاه السُّلْطَان حَتَّى جعله خاصكيا ثمَّ من جملَة الزردكاشية حَتَّى مَاتَ بعد أَن عظم وأثرى وضخم فِي منتصف ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَشهد الصَّلَاة عَلَيْهِ بِبَاب الْوَزير، وَكَانَ شَابًّا حسنا كَرِيمًا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عَليّ بن عبد الله نور الدّين النحريري الأديب وَيعرف بِابْن عامرية كَانَ شَاعِرًا أديبا مكثرا) سِيمَا من المديح النَّبَوِيّ وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بالنحرارية من الغربية رَحمَه الله. عَليّ بن عبد الله نور الدّين الْمصْرِيّ الْقَرَافِيّ الْحَنَفِيّ. نَاب فِي الحكم وَمهر فِيهِ وشارك فِي مذْهبه. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ عشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. عَليّ بن عبد الله البهائي الدِّمَشْقِي الغزولي. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه كَانَ مَمْلُوكا تركيا اشْتَرَاهُ بهاء الدّين فَنَشَأَ ذكيا وَأحب الأدبيات فلازم الْعِزّ الْموصِلِي فَتخرج بِهِ وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا وَكَانَ جيد الذَّوْق محبا فِي أَصْحَابه أَخذ عَن ابْن خطيب داريا وَابْن مكانس والدماميني وَغَيرهم، وَجمع فِي الْأَدَب كتابا سَمَّاهُ مطالع البدور فِي منَازِل السرُور فِي ثَلَاث مجلدات وتعانى النّظم فَلم يزل يقوم وَيقْعد إِلَى أَن جاد شعره وَلَكِن لم يطلّ عمره. وَمَات بِدِمَشْق سنة خمس عشرَة سَمِعت مِنْهُ قَلِيلا من نظمه وَكتب عني الْكثير ونظمت كثيرا باقتراحه. وَفِيه يَقُول أَبُو بكر المنجم فِي زجل هجاه بِهِ: (يسمع جيد وَيفهم ... لَكِن مَا يَقُول شي) وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده. عَليّ بن عبد الله نور الدّين النفيائي القاهري وَالِد أَحْمد وأخو أَحْمد وَمُحَمّد مِمَّن دخلُوا فِي الْإِسْلَام وقرءوا الْقُرْآن وحجوا، وتكسب هَذَا بالعطر وَنَحْوه وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء على خير وَستر. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ الْأَرْبَعين ظنا رَحمَه الله.

عَليّ بن عبد الله التركي نزيل القرافة بِالْجَبَلِ المقطم وَلَيْسَ عبد الله باسم أَبِيه فقد بيض المقريزي فِي عقوده لَهُ ويستأنس لَهُ بِكَوْنِهِ كَانَ من مماليك السلطنة. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: كَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير وتحكى عَنهُ كرامات وَكَانَت شَفَاعَته لَا ترد. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانِينَ، بل يُقَال إِنَّه بلغ التسعين وَذكر لي أَنه كَانَ يذكر مَا يدل على أَن عمره أَربع وَثَمَانُونَ سنة وَقد زرته وَأَنا صَغِير وَسمعت كَلَامه ودعا لي وَلَكِنِّي لَا أَتَذكر أنني زرته وَأَنا كَبِير فَالله أعلم، كَانَ أَبوهُ من المماليك السُّلْطَانِيَّة فَنَشَأَ هُوَ فِي بَيت الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون الْكَبِير فَلَمَّا كبر خرجت فِي وَجهه قوبا فتألم وعالجها فَلم ينجع فِيهَا دَوَاء فَوجدَ شَيخا يُقَال لَهُ عمر المغربي فَطلب مِنْهُ الدُّعَاء فاستدعاه ولحس القوبا بِلِسَانِهِ فشفاه الله سَرِيعا فاعتقده وَرمى الجندية وَتبع الشَّيْخ الْمشَار إِلَيْهِ وسلك على يَدَيْهِ وَانْقطع إِلَى الله مَعَ كَونه لم يتْرك زِيّ) الْجند وَلَا أَخذ فِي يَده سبْحَة وَلَا لبس مرقعة بل كَانَ مقتصدا فِي مأكله وملبسه وَكلما يفتح بِهِ عَلَيْهِ يتَصَدَّق بِهِ ويؤثر غَيره، وَكَانَ يَقُول: مَا رَأَيْت أورع من الشَّيْخ عمر وَلَا أخيب من النَّاصِر وَأعرف النَّاس من أَيَّام النَّاصِر وَمَا رَأَيْت لَهُم عناية بِأَمْر الدّين وَلَكِن كَانَ فيهم حَيَاء وحشمة تصدهم عَن أُمُور كَثِيرَة صَارَت بيد رَئِيس الرؤساء الْآن، قَالَ شَيخنَا بعد حِكَايَة هَذَا: فَكيف لَو أدْرك زَمَاننَا هَذَا وَأَقُول فَكيف لَو أدْرك زَمَاننَا هَذَا، وَكَانَ يَقُول أَيْضا: إِنِّي أعرف من عباد الله من أذن لَهُ من أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة أَن يَأْكُل من الْغَيْب أَو ينْفق من الْغَيْب فَلم يفعل، وَمِمَّا حَكَاهُ صَاحب التَّرْجَمَة أَنه مَشى مَعَ شَيْخه عمر لزيارة القرافة فِي وَقت القائلة فَكَانَ لَا يمشي إِلَّا فِي الشَّمْس وَلَا يستظل فَقلت لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ أَن القرافة مَقْبرَة للْمُسلمين لَا تملك وَلَا يحاز مِنْهَا مَوضِع فَهَذِهِ الترب قد وضعت بِغَيْر حق فَكيف يحل الاستظلال بهَا. عَليّ بن عبد الله الْغَزِّي. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد. عَليّ بن عبد الله الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّاهِد بِبَاب السَّلَام مِنْهَا. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن خَلِيل. عَليّ بن عبد المحسن بن عبد الدَّائِم بن عبد المحسن بن مُحَمَّد بن أبي المحاسن عبد المحسن بن أبي الْحسن بن عبد الْغفار الْعَفِيف أَبُو الْمَعَالِي بن الْجمال أبي المحاسن ابْن النَّجْم أبي السعادات أَو أبي مُحَمَّد بن محيي الدّين أبي المحاسن بن الْعَفِيف أبي عبد الله بن أبي مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الْقطيعِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن الدواليبي وَبَعض سلفه بِابْن الْخَرَّاط وهما صَنْعَة عبد الْغفار جده الْأَعْلَى من بَيت جليل. ولد فِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل

وَكَانَ يذكر أَنه أَخذ عَن الْكرْمَانِي الشَّارِح أَشْيَاء مِنْهَا الصَّحِيح فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَنه سَمعه أَيْضا قبل ذَلِك سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ على القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن يُونُس العبد الي الْبَغْدَادِيّ الْمَالِكِي أحد من أَخذه عَن الْحجاز وَأَنه سمع على أَبِيه المسلسل أنابه أَبُو حَفْص عمر بن عَليّ بن الْقزْوِينِي وَلم نقف على هَذَا بل ذكر شَيخنَا عَن الْمُحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ مَا يدل على اتهامه وَبطلَان مقاله بعد أَن سمع من لَفظه أَحَادِيث من آخر البُخَارِيّ عَن شَيْخه الثَّانِي. وَقَالَ شَيخنَا أَيْضا أَنه سمع من لَفظه قصيدة زعم أَنَّهَا لَهُ ثمَّ ظَهرت لغيره من العصريين وَأَنه سمع من لَفظه قبلهَا وَبعدهَا) قصائد مَا يدْرِي مَا أمرهَا قَالَ: وَلكنه لَيْسَ عَاجِزا عَن النّظم خُصُوصا وَله استعداد واستحضار لكثير من التَّارِيخ والأدبيات والمجون وَقد أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة ثمَّ سكن دمشق ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة إنتهى. وَجزم غير وَاحِد مِمَّن أَخذ عَنهُ من أَصْحَابنَا وَغَيرهم بكذبه وَأَنه مَعَ ذَلِك وَتَركه للمروءة ومداومته السخرية بِالنَّاسِ كَانَ يُفْتِي بِمَا ينْسب لِابْنِ تميمية فِي مسئلة الطَّلَاق حَتَّى أَنه امتحن بِسَبَبِهَا على يَد الْجمال الباعوني قَاضِي الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق وصفع وأركب على حمَار وطيف بِهِ فِي شوارع دمشق وسجن على أَنه قد ولى فِيمَا بَلغنِي مشيخة مدرس أبي عمر بصالحية دمشق ثمَّ رغب عَنْهَا لعبد الرَّحْمَن ابْن دَاوُد الْمَاضِي وَقد لَقيته بِالْقَاهِرَةِ والصالحية وكتبت عَنهُ. وَمَات بعد فِي لَيْلَة السبت سادس عشري رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِدِمَشْق سامحه الله وإيانا. عَليّ بن عبد المحسن بن عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد الأخطابي ثمَّ الجارحي القاهري الشَّافِعِي صهر الدماصي ونزيل جَامع الغمري وَيعرف بالجارحي ولد فِي سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بإخطاب بِكَسْر الْهمزَة ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة بعْدهَا مُهْملَة ثمَّ مُوَحدَة من الشرقية، وتحول مِنْهَا قبل بُلُوغه إِلَى كوم الْجَارِح بَين مصر والقاهرة وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج والشاطبيتين والألفيتين وَجمع الْجَوَامِع وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم ابْن الديري والبلقيني والمناوي، وَأخذ الْقرَاءَات إفرادا وجمعا عَن السراج عمر النشار إِمَام مدرسة قانم بالكبش وَكَذَا تَلا بالسبع أَيْضا على ابْن الحمصاني وَعبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي وبالعشر إِلَى الْأَعْرَاف على ابْن أَسد ولازم الْفَخر المقسي فِي الْفِقْه ثمَّ الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي الْأُصُول والأبناسي فِي الْفِقْه والنحو وَالصرْف والمنطق والفرائض والحساب وَغَيرهَا وَابْن قَاسم حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ ألفية ابْن مَالك وَكَذَا قَرَأَهَا عَليّ الْجَوْجَرِيّ بل قَرَأَ التَّوْضِيح وَغَيره على خَالِد الْوَقَّاد وَأكْثر مَجْمُوع الكلائي على الشهَاب

السجيني وَحضر التَّقْسِيم عِنْد عبد الْحق السنباطي وَكَذَا أَكثر التَّرَدُّد إِلَى حَتَّى قَرَأَ صَحِيح مُسلم وَالسّنَن لأبي دَاوُد وسيرة ابْن هِشَام بحثا ألفية الْعِرَاقِيّ وَسمع أَشْيَاء كالبخاري بل قَرَأَ على الديمي، وَحج عودا على بَدْء وَكَانَت الثَّانِيَة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين صُحْبَة أبي الْعَبَّاس بن الغمري وخطب بالجامع الَّذِي أنشأه الشريف الصبان عِنْد معمل الصابون من مصره وَبِغَيْرِهِ وَأم فِي الثَّانِيَة بِجَامِع الغمري، وناب فِي قِرَاءَة الحَدِيث بالشيخونية وتكسب بِالْكِتَابَةِ وَتَعْلِيم بعض الْأَوْلَاد فِي بَيته ووقتا ابْن أبي شرِيف فِي بَيت أَخِيه الْكَمَال وَكتب لنَفسِهِ أَشْيَاء مَعَ تقنع) وتعفف وديانة وجودة فهم. عَليّ بن عبد الْملك البجائي الحسناوي. مَاتَ سنة بضع وَعشْرين. عَليّ بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن التقي بن إنتاج ابْن الْوَلِيّ أبي زرْعَة الْعِرَاقِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَأَبوهُ ولد بعد سنة عشر وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا عِنْد الْعِمَاد إِسْمَاعِيل بن شرف الْمَقْدِسِي وَغَيره، وَعرض فِي سنة سِتّ وَعشْرين على جمَاعَة ابتدأهم بشيخنا حسب إِشَارَة جده كَمَا أَخْبرنِي بِهِ الزين البوتيجي وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء الكلوتاتي فِيهَا وَقبلهَا جمَاعَة كَثِيرُونَ وأسمع على جده وَغَيره وَمَات جده فأضيفت جهاته كلهَا كمشيخة الجمالية وتدريسها إِلَيْهِ بعد وَصِيَّة الْجد باستنابة شَيخنَا عَنهُ فِي دروس الحَدِيث مِنْهَا وباستنابة من عينه فِي دروس الْفِقْه وَقرر النَّاظر فِي الجمالية نَاصِر الدّين البارنباري نَائِبا عَنهُ فِي وظيفته فِيهَا وباشروا بعد ذَلِك فَوَثَبَ الشَّمْس الْبرمَاوِيّ عَلَيْهِم بعناية من راسلهم النَّجْم بن حجي فِي مساعدته للاستقرار نِيَابَة جَمِيعهَا بِثلث الْمَعْلُوم، وَلبس لذَلِك تَشْرِيفًا وباشر من أثْنَاء السّنة الَّتِي تَلِيهَا وَلم يرْعَى من سبقه لذَلِك مَعَ تأهلهم وَمَا كَانَ لأسرع من سَفَره لمَكَّة فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان وجاور الَّتِي تَلِيهَا فباشر صَاحب التَّرْجَمَة وظائفه بعناية طلبة جده. وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بالطاعون فِي لَيْلَة الْأَحَد سادس عشري رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَكَانَ آخر الذُّكُور من بَينهم وتفرق النَّاس الْوَظَائِف وَمِنْهَا تدريس الحَدِيث بالظاهرية الْقَدِيمَة وبالقانبيهية وَالْفِقْه بالفاضلية والحسنية، وَمَا نطول ذكره رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر بن أَحْمد نور الدّين الْعمريّ الغمري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن المصلية. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين تَقْرِيبًا بمنية غمر وَقدم والقاهرة فاشتغل فِي فنون عِنْد التقي والْعَلَاء الحصنيين والزين الأبناسي وَنَحْوهم كالبدر بن خطيب الفخرية والشرف مُوسَى البرمكيني وَالْفَخْر

عُثْمَان المقسي والشهاب الْعَبَّادِيّ، وَكَذَا لازمني رِوَايَة ودراية وَسمع بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا على الشناوي وَغَيره كعلي حفيد يُوسُف العجمي وَأخذ فِي أول أمره عَن أخي أبي بكر وتميز بِحسن الْفَهم والإدراك، وَحج وجاور وَكَذَا دخل دمشق وزار بَيت الْمُقَدّس وَاجْتمعَ فِيهَا بِغَيْر وَاحِد من علمائها وَأَقْبل على الْوَعْظ وَلم يرتق فِيهِ وَتزَوج ابْنة أُخْت أبي السعادات البُلْقِينِيّ مَعَ فاقته وتقلله لمزيد رغتبها. عَليّ بن عبد الْوَهَّاب بن عبد القاهر بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْقَادِر بن عبد الْعَزِيز بن مخلوف) النُّور بن التَّاج بن مخلص بن الْعِزّ النطوسي. ولد بعد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بنطوبس وَنَشَأ بهَا وَولي خطابتها كأبيه وجده وجد أَبِيه وَكَانَ إنْسَانا جيدا فَاضلا حَافِظًا لجَانب من الْأَشْعَار بل لَهُ نظم وسيما الْخَيْر وَالصَّلَاح عَلَيْهِ ظَاهِرَة وَمِمَّنْ لقِيه صاحبنا ابْن فَهد والبقاعي فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وكتبا عَنهُ قَوْله: (وَلما جلسنا فِي الْخَمِيس جمَاعَة ... بجانبقبر الْغَوْث يُوسُف مرشدي) (ففزنا بِمَا نلناه من هدى نجله ... وعدنا إِلَى الأوطان بِالرشد نهتدي) عَليّ بن عبيد الله الدروشي البستاني شيخ جَازَ الْمِائَة، استجازها ابْن مُوسَى المراكشي لِأَبْنِ شَيخنَا وَغَيره فِي سنة خمس عشرَة بل سمع عَلَيْهِ مَعَ ابْن مُوسَى شَيخنَا الأبي وَغَيره. عَليّ بن عبيد بن دَاوُد بن أَحْمد بن يُوسُف بن مجلي المرداوي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْفَقِيه الشَّمْس مُحَمَّد. ولد فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة واشتغل وَسمع على أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن المرداوي وروى عَنهُ، أَخذ عَنهُ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وَذكره وَقَالَ إِنَّه كتب الْخط الْحسن وَكَانَ مُعْتَمدًا فِي الشَّهَادَة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. عَليّ بن عبيد بن عبد الرَّحْمَن الفارسكوري الحائك بهَا وَيعرف بِابْن المزين. ولد بعد الْقرن بِيَسِير وتعانى النّظم مَعَ عاميته بِحَيْثُ نظم مِمَّا كتبت عَنهُ مِنْهُ فِي فارسكور قَوْله فِي حليمة: (أَقُول لظبية ملكت فُؤَادِي ... طوال الدَّهْر وَهِي بِهِ مقيمه) (قتلت الصب بالهجران قَالَت ... أتقتل بالجفا وَأَنا حليمه) وَأَشْيَاء كتبتها فِي مَوضِع آخر. عَليّ بن عُثْمَان بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عبد الْقَادِر الربعِي الْعِرَاقِيّ الشَّافِعِي. ولد فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بالعراق وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وانتقل مِنْهَا إِلَى هراة فَأَقَامَ بهَا دون سنة وَقَرَأَ فِيهَا بعض الْحَاوِي ثمَّ إِلَى تبريز الْعَجم ثمَّ

إِلَى حصن كيفا وَقَرَأَ بهَا تصريف الْعزي والكافية فِي النَّحْو ثمَّ إِلَى بِلَاد الرّوم ثمَّ إِلَى دمشق وَاجْتمعَ فِيهَا بالتقي الحصني ثمَّ إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا تسع سِنِين وأكمل بهَا حفظ الْمِنْهَاج على عَمه زعم النَّجْم مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عمر السكاكيني الْآتِي بل وَبحث عَلَيْهِ فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَرَأَ عَلَيْهِ المقامات الحريرية قِرَاءَة تَحْرِير وإتقان ثمَّ فَارقه إِلَى بِلَاد الصَّعِيد فقطنها وَقدم الْقَاهِرَة فَلَقِيته بهَا فِي سنة خمسين بِمَجْلِس شَيخنَا وَسمعت من لَفظه قصيدة امتدحه بهَا أَولهَا:) (أشكر رب الْعَلَاء أَحْمد ... أَن خلف الشَّافِعِي أَحْمد) (مُجْتَهد الْعَصْر فِي زمَان ... لم يبْق فِي أَهله مقلد) وَأُخْرَى نبوية فِي نَحْو سبعين بيتنا أَولهَا: (أنافس فِي مدح الرَّسُول بأنفاسي ... فَإِنِّي بِهِ أَرْجُو النجَاة من النَّاس) عَليّ بن عُثْمَان بن عَليّ النُّور القاهري العَبْد الصَّالح وَيعرف بِابْن عكاشة وَبَلغنِي أَنَّهَا نِسْبَة للصحابي الشهير. مِمَّن تنزل فِي الْجِهَات كالبيبرسية وَسَعِيد السُّعَدَاء وَغَيرهمَا وَكَانَ يحضر مجَالِس شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء وَغَيره ثمَّ تغير خاطره مِنْهُ وَلَكِن تلافاه وَكَذَا مِمَّن كَانَ يجله ويعتقده ابْن الْهمام والمناوي وَالظَّاهِر جقمق وَكثر توجهه إِلَى الْخَيْر بِحَيْثُ كَانَ يعْتَكف بخلوة الخطابة من جَامع عَمْرو وَيكثر التَّهَجُّد والتلاوة، وَلم يزل على حَاله حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم السبت الْعشْرين من شَوَّال سنة ثَمَان وَخمسين وَقد أسن رَحمَه الله. عَليّ بن عُثْمَان بن عمر بن صَالح الْعَلَاء أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن الصَّيْرَفِي. ولد سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة، وَقَالَ بَعضهم سنة ثَلَاث بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا زتفقه بالشهاب الملكاوي والشرف الْغَزِّي وبرع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والْحَدِيث، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فلازم البُلْقِينِيّ والعراقي فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَقَرَأَ الْأُصُول على الْعِزّ بن جمَاعَة وَسمع عَلَيْهِم وَكَذَا على الْكَمَال بن النّحاس وَابْن أبي الْمجد وَابْن قوام وَابْنَة ابْن المنجا والبالسي والبدر حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن القريشة، وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ الْمَغَازِي لمُوسَى بن عقبَة فِي آخَرين بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا، وَحدث وَوعظ وَأفَاد ودرس وتصدر بالجامع الْأمَوِي وناب فِي الحكم فِي أَوَاخِر عمره وَاسْتقر فِي تدريس دَار الحَدِيث الأشرفية بِدِمَشْق عقب موت حافظها ابْن نَاصِر الدّين فَلم تطل مدَّته وَكَذَا نَاب فِي تدريس الشامية البرانية بل درس بالغزالية وانتفع بِهِ جمَاعَة من الشاميين كالرضى الْغَزِّي والزين الشاوي وَالشَّمْس ابْني سعد ومفلح وَغَيرهم، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة مُفِيدا متواضعا متقشفا فِي ملبسه مديما للإشغال

والإشتغال متوددا للنَّاس سليم الخاطر واعظا، وَله تواليف مِنْهَا الْوُصُول إِلَى مَا وَقع فِي الرَّافِعِيّ من الْأُصُول فِي مُجَلد ونتائج الْفِكر فِي تَرْتِيب مسَائِل الْمِنْهَاج على الْمُخْتَصر فِي أَربع مجلدات وَزَاد السائرين فِي فقه الصَّالِحين شرح التَّنْبِيه وتهذيب ذهن الْفَقِيه الساري لما وَافق مسَائِل الْمِنْهَاج من تبويب البُخَارِيّ هُوَ كَبِير لم يكمل وَكتاب فِي الْوَعْظ مُفِيد وديوان خطب،) وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين بِدِمَشْق وَكَانَت جنَازَته حافلة وَصلى عَلَيْهِ فِي مصلى الْعِيد لكَون سكنه كَانَ خَارج الْمَدِينَة بالتعديل وَالْعَادَة جَارِيَة بِعَدَمِ إِدْخَال من يَمُوت خَارِجهَا وَقَالَ بَعضهم بل لضيق الْجَامِع الْأمَوِي عَن الْمُصَلِّين رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد نور الدّين أَبُو الْبَقَاء العذري الْمُقْرِئ وَيعرف بِابْن القاصح بقاف ثمَّ مهملتين وسمى بَعضهم جد أَبِيه حسنا لَا أَحْمد. ولد فِي ثَالِث رَجَب سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة وَعرض الشاطبية على الْمجد إِسْمَاعِيل الكفتي بعرضه لَهَا على التقي ابْن الصَّائِغ وَأَجَازَ لَهُ الْمَيْدُومِيُّ وَابْن أبي الحوافر والرحبي والمقدسي وَتقدم فِي الْقرَاءَات وَكَانَ مِمَّن أَخذهَا عَنهُ الزراتيتي وَأكْثر عَنهُ من شُيُوخنَا الْبُرْهَان الصَّالِحِي فَسمع مِنْهُ من تصانيفه مصطلح الإشارات فِي الْقرَاءَات السِّت الزَّائِدَة عَن السَّبع المروية عَن النقات وَالْقَصِيدَة العلوية فِي الْقرَاءَات السَّبع المروية وَتَذْكِرَة لأَصْحَاب فِي تَقْدِير الْإِعْرَاب وَمن غَيرهَا المستنير لِأَبْنِ سوار والإرشاد للقلانسي وَالْكَافِي لِابْنِ شُرَيْح، قَالَ شَيخنَا الزين رضوَان: سَمِعت عَلَيْهِ بعض الْقُرْآن بالروايات وَلم يقدر لي الْقِرَاءَة عَلَيْهِ لَكِن قَرَأت بعض المصطلح لَهُ على ابْن الزراتيتي عَنهُ. قلت: وَمن تصانيفه أَيْضا شرح الشاطبية والرائية وَشرح قصيدته العلوية والإمالة وَغير ذَلِك. وَقد ذكره ابْن الْجَزرِي فِي طَبَقَات الْقُرَّاء لَهُ بِاخْتِصَار فَقَالَ: ناقل متصدر قَرَأَ الْعشْر وَغَيرهَا على أبي بكر بن الجندي وَإِسْمَاعِيل الكفتي وَألف وَجمع قَرَأَ عَلَيْهِ وبيض، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ عَليّ بن مُحَمَّد بن القاصح نور الدّين الْمقري قَرَأَ على الْمجد الكفتي ونظم قصيدة فِي الْقرَاءَات وَكَانَ يقرئ بِجَامِع المارداني. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى انْتهى. وَالصَّوَاب فِي نسبه مَا قَدمته رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن الشَّمْس لولو الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي أَخُو زَيْنَب. ولد فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة وأحضر على الحجار ثلاثيات البُخَارِيّ وجزء أبي الجهم، وَحدث روى لنا عَنهُ غير وَاحِد مِنْهُم شَيخنَا وَذكر فِي مُعْجَمه فَقَالَ: أجَاز لنا وَمَات بِبَيْت لهيا فِي الْمحرم سنة إِحْدَى رَحمَه الله.

عَليّ بن عُثْمَان الْعَلَاء الْحوَاري الخليلي وَالِد عمر الْآتِي ولد بِبَلَد الْخَلِيل سنة أَربع وَخمسين) وَسَبْعمائة وَسمع على البرهانين ابْن جمَاعَة والتنوخي والبلقيني وَابْن الملقن والبدر الزَّرْكَشِيّ والعراقي فِي آخَرين وقطن بِبَيْت الْمُقَدّس من سنة سبعين وسافر إِلَى مصر وَغَيرهَا وَعَاد فِي الصلاحية بل نَاب فِي تدريسها عَن الْهَرَوِيّ وَفِي الْقَضَاء ودرس بدار الحَدِيث الهكارية وبالبدرية واللؤلؤية وَغَيرهَا وصنف فِي الْفَرَائِض كتابا حسنا سَمَّاهُ كِفَايَة الطلاب فِي علمي الْفَرَائِض والحساب وَكَانَ فَاضلا عَالما خيرا أمة فِي الْفَرَائِض والحساب سَأَلَهُ رجل يَوْمًا كم خمس فِي خمسين فَقَالَ بديهيا بِأَلف وَخَمْسمِائة وأحفظ فِيهَا خمسين قَاعِدَة. مَاتَ فِي أحد الجمادين سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَقد بلغ الثَّمَانِينَ. عَليّ بن عُثْمَان المنجلاتي البُخَارِيّ. مَاتَ سنة خمس عشرَة. عَليّ بن عُثْمَان أَبُو الْحسن المطيب. قدوة الْحَنَفِيَّة بِالْيمن فِي عصره ووالد مُحَمَّد الْآتِي. وولاه الْأَشْرَف قَضَاء مذْهبه بزبيد فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة وَمَات فِي سنة اثْنَتَيْنِ. ذكره العفيفي النَّاشِرِيّ. عَليّ بن عراق. ابْن عبد الرَّحْمَن. عَليّ بن عكاشة أحد الصلحاء. مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا وَهُوَ ابْن عُثْمَان بن عَليّ. عَليّ بن عَليّ بن أَحْمد بن سعيد بن هرون الْعَلَاء بن الْعَلَاء المحمدي اليزدي الأَصْل ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالتزمنتي. ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِخَط الريدانية بِالْقربِ من جَامع آل مَالك والإسماعيلية من الحسينية، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد السراج عمر الحكري ثمَّ نور الدّين النشرتي جد صاحبنا شمس الدّين وَفِي الْقَدُورِيّ عِنْد نَاصِر الدّين بن مهنى وَتردد للتفهني ثمَّ الْعَيْنِيّ وَابْن الديري والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَسمع على شَيخنَا، وَحج مَعَ أَبِيه عِنْد بُلُوغه ثمَّ بعده فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم، وَدخل إسكندرية ودمياط وَغَيرهمَا وَقرر حاجبا فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي فلامه بعض أَصْحَابه فسعى حَتَّى صرف فِي يَوْمه وداخل غير وَاحِد من الْأُمَرَاء والمباشرين بل واختص بخطيب مَكَّة أبي الْفضل وبأمير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على الله قبل الْخلَافَة وَبعدهَا وَرُبمَا جَاءَ إِلَى منزله مَعَ كَثْرَة مَطْلُوبه هُوَ إِلَيْهِ وَكَثْرَة تردده إِلَيّ وإقباله عَليّ وذاكر بِكَثِير من أَحْوَال الدولة مَعَ تودد وفتوة وَكَانَ يُقَال لَهُ كأبيه شيخ الْمَشَايِخ ثمَّ لَا زَالَ أمره فِي انحطاط وتجرع فاقة وَلزِمَ مَحَله. عَليّ بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ الصُّوفِي. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ. عَليّ بن عَليّ بن حُسَيْن السَّيِّد الزين الْجِرْجَانِيّ. يَأْتِي فِي عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ.)

عَليّ بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن أَيُّوب النُّور بن الْعَلَاء بن الْعلم بن النَّجْم الفخري. كَانَ الْقَائِم بِأُمُور الْحِسْبَة حِين مُبَاشرَة يشبك الجمالي لَهَا مَاتَ فِي. وَله ابْن اسْمه شمس الدّين مُحَمَّد يقْرَأ على الديمي. وَقَالَ أَنه شَافِعِيّ وَقد حضر إِلَيّ وَسمع مَعَ الْجَمَاعَة قَلِيلا. عَليّ بن عَليّ بن مباركشاه الصديقي الساوجي الشَّافِعِي وَالِد عبد الْملك الْمَاضِي. ولد فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة السّنة الَّتِي توفّي فِيهَا أَبوهُ وَلذَا سمي باسمه واشتغل وَتقدم فِي الْفُنُون، وَكَانَ جَامعا بَين الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول مدَار الْفتيا فِي تِلْكَ النواحي عَلَيْهِ مَعَ الذّكر وَالصَّلَاح والكرامات، مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين عَن خمس وَسبعين سنة أفادنيه وَلَده. وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ. عَليّ بن عَليّ بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْحميدِي الْحِمصِي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ. قدم الْقَاهِرَة فَعرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة الْبَهْجَة وَجمع الخواطر وألفية النَّحْو والشاطبية ومقدمة ابْن جزري فِي التجويد وَكتب عني بعض مجَالِس الْإِمْلَاء وَسمع مني غير ذَلِك وَجمع للسبع إِلَى الْأَعْرَاف عَليّ عبد الْغَنِيّ الْهَيْثَم وَكَانَ قد جمع بِبَلَدِهِ على أبي الْبكر بن أَحْمد بن مقبل وَأَجَازَ لَهُ. عَليّ بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحَاج نصر الْعَلَاء أَو النُّور بن النُّور بن الْفَقِيه نَاصِر الدّين وَقد يختصر فَيُقَال نَاصِر الْجَوْجَرِيّ ثمَّ الدمياطي القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالحصري وبابن نَاصِر. ولد فِي رَجَب سنة تسع أَو عشر وَثَمَانمِائَة بجوجر وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد النُّور الشَّامي الضَّرِير وَصلى بِهِ ثمَّ تحول مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فِي حُدُود سنة سِتّ وَعشْرين فَقَرَأَ فِي الْمِنْهَاج وَغَيره. عَليّ النُّور الْمَنَاوِيّ الْمَاضِي وَفِي الملحة عَليّ الشهَاب الأبشيطي وانتقل لدمياط فِي سنة ثَمَان وَعشْرين فحفظ بهَا شذور الذَّهَب لِابْنِ هِشَام وَربع الْعِبَادَات من الْمِنْهَاج والملحة وبحثها مَا عدا الْمِنْهَاج على نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن سويدان وَكَذَا بحث عَلَيْهِ عرُوض التبريزي وَأخذ أَيْضا فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن الْفَقِيه بن حسن البدراني وقطنها وَكَذَا بولاق من الْقَاهِرَة مرّة وتكسب فِي كل مِنْهُمَا بِالشَّهَادَةِ وَكَذَا بصنعة الْحصْر فِي دمياط واعتنى بنظم الشّعْر والفنون ففاق ونظمه فِي الْفُنُون أحسن وَكتب عَنهُ مِنْهُ ابْن الفهد والبقاعي فِي دمياط سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِمَّا كتباه قَوْله: (بروحي أفدي من أحب وَمَالِي ... فَمَا لعذول فِي الغرام وَمَالِي) ) (أيجهل بِي صَبر وبالي لنَحْو من ... بِهِ ذقت فِي أَمر الغرام وبال) إِلَى آخرهَا وَكَذَا كتبت عَنهُ بدمياط فِي القدمة الأولى قَوْله: (ثَلَاثِينَ يَوْمًا بت أرقب وعده ... وَعشر لَيَال والفوائ كليم)

(فَقولُوا لرب الْحسن فِي طول وَصله ... يكلمني إِنِّي لَدَيْهِ كليم) وَغير ذَلِك مِمَّا كتبته فِي الرحلة وَغَيرهَا. مَاتَ. عَليّ بن عَليّ بن يُوسُف البهلوان، مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن عَليّ وَيعرف بِابْن الْقطَّان. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عَليّ بن عمرَان بن غَازِي بن مُحَمَّد بن غَازِي النُّور بن الزين المغربي ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي سبط أبي أُمَامَة مُحَمَّد بن أبي هُرَيْرَة عبد الرَّحْمَن بن النقاش أمه فَاطِمَة وَيعرف بِابْن غَازِي. ولد سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمُتُون كَابْن الْحَاجِب فِيمَا قيل واشتغل على جمَاعَة ولازم حَمْزَة المغربي نزيل الشيخونية وناب فِي الْقَضَاء عَن اللَّقَّانِيّ وَتوجه على قَضَاء الْمحمل مره وَتوسع فِي إِتْلَاف مَال كثير لِأَبِيهِ حِين كَانَ غَائِبا قيل أَنه كَانَ يزِيد على ثَلَاثِينَ ألف دِينَار عمر مِنْهُ دَارا تجاه المقياس مصروفها خَمْسَة آلَاف فَأكْثر وَالْبَاقِي فِي شهواته وبلياته وتبذيره، فَلَمَّا قدم أَبوهُ كَانَت بَينهمَا قلاقل وأهين هَذَا بِالضَّرْبِ عِنْد الدوادار بل وَالسُّلْطَان ثمَّ خلص وَتوجه إِلَى مَكَّة بعد كِتَابَة أَبِيه عَلَيْهِ وَعَاد ولازم زَكَرِيَّا. عَليّ بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْقرشِي نِسْبَة للقرشية بِالْقربِ من زبيد. شيخ المين مِمَّن ذكر بِالْولَايَةِ وَالْأَخْذ عَن نَاصِر الدّين بن الميلق وَلذَا نسبوه شاذليا وأنجب عبد الرؤوف وَعبد المحسن وَغَيرهمَا كَأبي الْفَتْح وَالِد عبد الْمُغنِي. مَاتَ سنة ثَمَان وَعشْرين. عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن فتيَان النُّور السكندري التَّاجِر. مِمَّن لازمني بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة وَكَذَا تردد إِلَيّ بعد بِالْقَاهِرَةِ وَصَارَ بعد ثروته إِلَى هَيْئَة إملاق مَعَ تصونه وتستره وَرُبمَا نقص عقله وَزَاد هذيانه. عَليّ بن عمر بن حسن بن أَحْمد السملائي القاهري. كَانَ أَبوهُ خَادِم الشّرف بن الكويك فَأَسْمع وَلَده هَذَا عَلَيْهِ أَشْيَاء وَلكنه عرض لَهُ اختلال لغَلَبَة السَّوْدَاء عَلَيْهِ وتعاطيه مَا لَا يَلِيق بِحَيْثُ كثر هذيانه وَنقص عقله وَبَيَانه وَمَعَ ذَلِك فاستجاره بعض الطّلبَة وَكَانَ يُقيم فِي مَسْجِد شَيْخه بحارة) برجوان. مَاتَ قريب الْخمسين عَفا الله عَنهُ. عَليّ بن عمر بن حسن بن حُسَيْن بن حسن بن عَليّ بن صَالح النُّور أَبُو الْحسن المغربي الأَصْل الجرواني التلواني القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالتلواني ولد بعد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بجروان لتحول أَبِيه من الْمغرب وسكناه فِيهَا أَو تلوانة وَكِلَاهُمَا من قرى المنوفية ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَأقبل على الْعلم ولازم الأبناسي

وَابْن الملقن والبلقيني فِي الْفِقْه وَغَيره والغماري فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا الْعِزّ بن جمَاعَة مَعَ غَيرهَا من الْأَصْلَيْنِ والفنون وَكَانَ مِمَّا أَخذه عَنهُ شَرحه لجمع الْجَوَامِع الْمُسَمّى الْغرَر اللوامع بعد أَن كتبه بِخَطِّهِ والعراقي فِي الحَدِيث دراية وَرِوَايَة بل كتب عَنهُ الْكثير من أَمَالِيهِ وَسمع عَلَيْهِ وعَلى ابْن أبي الْمجد والتنوخي والحلاوي والسويداوي والفرسيسي وَابْن الفصيح والهيثمي والمنصفي والشهاب الْجَوْهَرِي وَابْن الكويك وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي والبدر بن قوام وَأَبُو حَفْص البلسي وَجَمَاعَة وَحج فِي سنة سِتّ وَتِسْعين هُوَ ويلبغا السالمي وسمعا بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على الزين أَبُو بكر المراغي أطرافا من كتب وَلَا أستبعد سماعهما بِمَكَّة أَيْضا وَأذن لَهُ البُلْقِينِيّ بالتدريس والإفتاء بل أذن لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة فِي إقراء شَرحه السَّابِق وَغَيره من كتب الْأُصُول مطولها ومختصرها لعلمه بِأَنَّهُ فِي غَايَة الْكَمَال والاستعداد والنفع وَأَنه أَفَادَ فِي قراءاته أَكثر مِمَّا اسْتَفَادَ لمن شَاءَ فِي أَي مَكَان فِي أَي زمَان شَاءَ وَوَصفه فِيهَا بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْبَحْر الفهامة أَو حد الْمُحَقِّقين وكهف المدققين وعمدة الْمُتَكَلِّمين سيف المناظرين ملاذ القاصدين ورحلة الطالبين ذِي الْعُلُوم المحققة والفنون المدققه والكمالات الْعَظِيمَة والأدوات الجسيمة شيخ الْإِسْلَام ومفتي الْأَنَام قدوة السالكين وبغية الناسكين، وتصدى للتدريس والتحديث قَدِيما فِي جَامع الْأَزْهَر وَغَيره وهرع إِلَيْهِ الْأَئِمَّة والفضلاء لِكَثْرَة أفضاله عَلَيْهِم بل وعَلى بعض شُيُوخه حَتَّى كَانَ بَعضهم يُسَمِّيه وَزِير الطّلبَة وَكَانَ البُلْقِينِيّ فِيمَا بلغنَا يشكره فِي الْمَلأ عقب ذَلِك وينكره إِذا بعد عَهده بِعْ، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّمْس الحبتي وناهيك بِهِ. وَكَذَا مِمَّن حضر دروسه الْبُرْهَان بن حجاج الأبناسي والْعَلَاء القلقشندي والعبادي والأكابر وَخرج لَهُ شَيخنَا الزين رضوَان أَرْبَعِينَ حَدِيثا من طَرِيق أَرْبَعِينَ فَقِيها شافعيا حدث بهما غير مرّة، وَاسْتقر فِي مشيخة الرِّبَاط بالبيبرسية وَفِي تدريس الْفِقْه بالصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ مَعَ النّظر عَلَيْهَا عوضا عَن الشَّمْس أخي الْجمال الاستادار حِين الْقَبْض على أَخِيه انتزعها بعناية) بعض الْأُمَرَاء حَيْثُ جن الْعلمَاء إِذْ ذَاك عَن أَخذه خشيَة من عوده لمنصبه ففاز باللذة الجسور وَجَرت لَهُ كائنة بِسَبَبِهِ وَكَذَا درس بالحاجبية ظَاهر بَاب النَّصْر وبجامع المقسي بِبَاب الْبَحْر وَعمل الميعاد بِالْمَدْرَسَةِ البقرية دَاخل بَاب النَّصْر وَأَظنهُ تلقاها مَعَ جَامع المقسي عَن شَيْخه الأبناسي فَإِنَّهُمَا كَانَا مَعَه وبجامع الْأَقْمَر مَحل سكنه وأظن النّظر فِيهِ كَانَ لَهُ، إِلَى غَيرهَا، وَكَانَ إنْسَانا حسنا خيرا دينا صَحِيح البنية قَوِيا حسن السمت جيد الْخط

سليم الْفطْرَة وَلذَلِك تُؤثر عَنهُ ماجريات لَا أطيل بإيرادها لاختلاق الْكثير مِنْهَا حَتَّى قيل أَنَّهَا أفردت فِي مُصَنف لقب الحطام الفاني وَلما كثر تحاكي مَا ينْسب إِلَيْهِ من ذَلِك راسل بإزاحته من الميعاد الْجلَال البُلْقِينِيّ وَمن الْفتيا الشَّمْس الْبِسَاطِيّ قَالَ بَعضهم: وَكنت عِنْده حِين إرْسَال الأول فتألم وَلكنه مَا تمّ، وَادّعى بِأخرَة أَنه شرِيف بِسَبَب مَنَام رَآهُ لَا دَلِيل فِيهِ على مَا ادَّعَاهُ وَهُوَ كَأَن سَبْعَة عبيد أَرَادوا قَتله فجَاء الإِمَام عَليّ فخلصه مِنْهُم وأوقفهم فِي الشَّمْس، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ أَنه اشْتغل قَلِيلا ومارس الْعَرَبيَّة، وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت مَشْهُور الصيت قَلِيل التَّحْقِيق كثير الدَّعْوَى حسن الْبشر مكرما للطلبة ودرس بعدة أَمَاكِن وأسمع البُخَارِيّ مُدَّة بالجامع الْأَزْهَر وَوَصفه فِي رِسَالَة إِلَيْهِ بشيخ الْإِسْلَام وَصرح بِتَأْوِيل ذَلِك لمن أنكرهُ. وَكَذَا قَالَ المقريزي أَنه كَانَ دينا خيرا لَهُ مُرُوءَة وَقُوَّة وأفضال وكرم نفس وهمة عالية قل أَن يُوجد فِي أَبنَاء جنسه فِي نوع الْكَرم مثله. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشري ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَأَرْبَعين بمنزله من جَامع الْأَقْمَر وَدفن من الْغَد بتربة ابْن جمَاعَة بِالْقربِ من الصُّوفِيَّة وَقد ناف على الثَّمَانِينَ وحواسه سليمَة رَحمَه الله وإيانا. وَمِمَّا حَكَاهُ الشهَاب الريشي أَنه سَأَلَ فِي درسه سؤالا ثمَّ قَالَ على عَادَته: (إِذا كنت لَا تَدْرِي وَلم تَكُ بِالَّذِي ... يسائل من يدْرِي فَكيف إِذا تَدْرِي قَالَ الشهَاب وَكنت أنعس) فَاسْتَيْقَظت وَقلت: (جهلت وَلم تَدْرِي بأنك جَاهِل ... فَكُن هَكَذَا أَرضًا يطأك الَّذِي يدْرِي) (وَمن عجب الْأَشْيَاء أَنَّك لَا تَدْرِي ... وَأَنَّك لَا تَدْرِي بأنك لَا تَدْرِي) قَالَ فبهت وَلم يجب بِكَلِمَة. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه صَحبه زِيَادَة على خمسين سنة فَمَا علم عَلَيْهِ إِلَّا خيرا وبلي بحساد وضعُوا عَلَيْهِ شناعات من الْجَهْل وَأرَاهُ بَعيدا عَنْهَا. عَليّ بن عمر بن حُسَيْن بن عَليّ بن شرف الزفتاوي الأَصْل القاهري المقسي الشَّافِعِي أَخُو) عبد الْقَادِر وَأحمد وَذَا أَصْغَر الثَّلَاثَة. اشْتغل يَسِيرا وَقَرَأَ عَليّ شَيْئا وولع بالميقات وخدم بِهِ عِنْد قجماس وسافر مَعَه إِلَى دمشق ثمَّ فَارقه وَتوجه مَعَ أبي الْبَقَاء بن الجيعان لذَلِك حِين سَافر فِي أَوَائِل شَوَّال سنة تسع وَثَمَانِينَ إِلَى طيبَة للنَّظَر فِي أمرهَا ثمَّ يحجّ وَكَذَا حج بعد مَعَ جَان بلاط فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَانَ لِأَبِيهِ إِلَيْهِ أتم ميل ويتألم من أَخَوَيْهِ لاختصاصهما دونه فَلم يكن بأسرع من ذهَاب مَا مَعَهُمَا وَاسْتمرّ هَذَا مَسْتُورا حَتَّى صَار أحد مؤذني السُّلْطَان لسكونه وعقله وتودده وأدبه وَهُوَ أحد الصُّوفِيَّة بالمؤيدية.

عَليّ بن رسْلَان بن نصير البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري. هَكَذَا رَأَيْت اسْمه بِخَطِّهِ فِي عرض مُحي الدّين الْأَزْهَرِي مؤرخا كِتَابَته بِسنة ثَمَانمِائَة وَأَنه أجَاز للعارض مَاله من تَعْلِيق وَهُوَ غَرِيب فَلَمَّا علمت فِي بني الشَّيْخ من اسْمه عَليّ فَالله أعلم. عَليّ بن عمر بن سُلَيْمَان الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن الرُّكْن الْخَوَارِزْمِيّ الْمصْرِيّ الطاهري. ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمصْر وَكَانَ أَبوهُ من الأجناد فَنَشَأَ وَلَده على أكمل طَريقَة وَأحسن سيرة وأكب على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وطالع فِي كتب ابْن حزم فهوى كَلَامه واشتهر بمحبته وَالْقَوْل بمقالته وتظاهر بِالظَّاهِرِ وَكَانَ حسن الْعِبَادَة كثير الإقبال على التضرع وَالدُّعَاء والابتهال وَنزل عَن إقطاعه فِي سنة بضع وَثَمَانِينَ وَأقَام بِالشَّام مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى مصر وباشر عِنْد بعض الْأُمَرَاء. وَقَالَ المقريزي أَنه بَاشر شدّ الأقصر لبَعض الْأُمَرَاء فَذكر أَن مساحتها أَرْبَعَة وَعشْرين ألف فدان وَأَنه لما بَاشَرَهَا فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين لم يكن يزرع بهَا إِلَّا نَحْو ألف فدان وباقيها بور وخرس. مَاتَ فِي تَاسِع صفر سنة سِتّ. ذكره شَيخنَا فِي الأنباء والمقريزي فِي عقوده. عَليّ بن عمر بن عَامر نور الدّين القاهري الْحُسَيْنِي الشَّافِعِي الْمقري وَيعرف بِابْن الركاب بِالتَّشْدِيدِ. إِنْسَان فَاضل خير مِمَّن أَخذ عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والنور بن سيف الأبياري والبرهان البيجوري والطبقة وَله من الْوَلِيّ سَماع فِي أَمَالِيهِ كَمَا أثْبته بِخَطِّهِ وَغَيرهَا وَكَذَا سمع فِي سنة عشْرين على الْكَمَال بن مخلص وَأحمد بن ايدمر الْأَبَّار تصنيف شيخهما صَدَقَة العادلي الْمُسَمّى منهاج الطَّرِيق، وتعانى قِرَاءَة الجوق وَصَارَ أحد الْأَعْيَان فِيهَا بل كَانَ مِمَّن قَرَأَ الصّفة بالبيبرسية والجمالية ذَا حرص على الِاشْتِغَال ورغبة فِي اقتناء الْكتب مَعَ جمود ويبس، وَهُوَ مِمَّن سمع مَعنا الْكثير على شَيخنَا وَسمعت قِرَاءَته كثيرا وَرُبمَا قدم للْإِمَامَة) فِي المحافل الجليلة سِيمَا فِي وَقت اجْتمع فِيهِ شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَنعم الرجل كَانَ. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن معزوز بن إِبْرَاهِيم بن عزاز بن أَحْمد النُّور الشنفاسي القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. ولد فِي سَابِع عشري رَجَب سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بشنفاس قَرْيَة من قرى مصر وانتقل مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فَأَقَامَ بالأزهر وَحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي وألفية النَّحْو والرحبية وَالْمقنع والخزرجية وَغَيرهَا وجود الْقُرْآن على أبي عبد الْقَادِر الضَّرِير وَحميد العجمي وَجَمَاعَة

وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الْبَدْر النسابة وَإِمَام الكاملية وَغَيرهمَا وَفِي النَّحْو على التقي الحصني والقرافي وَفِي الْعرُوض على أَحْمد الْخَواص وَفِي الْفَرَائِض على ابْن المجدي والبوتيجي وَأبي الْجُود والسيرجي فِي آخَرين فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا وَسمع على شَيخنَا والنسابة وَطَائِفَة وجد فِي الطّلب حَتَّى تميز وشارك ولازم أَبَا الْعدْل البُلْقِينِيّ فِي تقاسيمه وَكَانَ أحد من يلبس الصُّوف من جماعته وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء والبيبرسية وَغَيرهمَا، وتعانى النّظم وامتدح غير وَاحِد من الْأَعْيَان وتكسب فِي الشَّهَادَة وقتا وَمَا ظفر فِيهَا بطائل وَآل أمره إِلَى أَن تحول إِلَى الرِّيف بنواحي المنصورة فَأَقَامَ بِبَعْض الْجَوَامِع وانتفع بِهِ فِي تِلْكَ النواحي وَلكنه غير موثوق بِكَثِير مِمَّا يبديه وديانته معلولة وشهادته غير مرضية، وَقد كف وَقدم الْقَاهِرَة ليتداوى فَلم ينجع فَرجع ثمَّ عَاد وأقرأ سبط الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ بل رُبمَا قَرَأَ عَلَيْهِ أَبوهُ وَكَذَا أَقَامَ عِنْد الشّرف بن البقري مُدَّة وَأكْثر التَّرَدُّد إِلَيّ مَعَ مزِيد الْفَاقَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعين بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَدِيما قَوْله حِين عزل شَيخنَا عَن البيبرسية: (عز الشهَاب فجاءتنا الشَّيَاطِين ... وَغَابَتْ الْأسد فاغتر السراحين) (وَقد تواصوا على مَا لَا بِهِ سدد ... فَفِي وصيتهم ضَاعَ الْمَسَاكِين) وَقَوله: (حبيب بخديه من الْحسن جَوْهَر ... لَهُ بَين حبات الْقُلُوب ثُبُوت) (وَلست برؤيا الْعين وَالله قَانِع ... وَمَا الْقَصْد إِلَّا قبْلَة وأموت) عَليّ بن عمر بن عبد الله بن مُوسَى بن مَحْمُود بن حاجي العلائين الرُّكْن ابْن الْجمال التركماني المرجي الْحَنَفِيّ ابْن الصُّوفِي. ولد بعد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بالمرج وَنَشَأ) بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو على الزراتيتي بِالْقَاهِرَةِ وَحضر مجْلِس السراج البُلْقِينِيّ وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ فِي استدعاء شَيخنَا أَبُو النَّعيم الْمُسْتَمْلِي المؤرخ سنة أَربع عشرَة. ولقيته بالمرج بَين الخانقاه والقاهرة فَأخذت عَنهُ وَكَانَ خيرا شهيرا بناحيته من مقطعي بَلَده دخل دمياط وإسكندرية والصعيد وَغَيرهَا. وَمَات بعد أَن خرف بِقَلِيل بعد سنة سِتِّينَ رَحمَه الله. عَليّ بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله نور الدّين أَبُو الْحسن بن السراج أبي حَفْص القاهري وَالِد عبد الرَّحْمَن وَأُخْته وَيعرف كأبيه بِابْن الملقن ولد فِي سَابِع شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض على جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة بل رَحل مَعَ أَبِيه إِلَى دمشق وحماة وأسمعه هُنَاكَ على ابْن أميلة وَغَيره من أَصْحَاب الْفَخر وَغَيره وَكَذَا سمع بِالْقَاهِرَةِ على الْعِزّ أبي الْيمن بن الكويك وتفقه قَلِيلا بِأَبِيهِ وَغَيره، ودرس فِي جِهَات أَبِيه بعد مَوته

وناب فِي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ والشرقية وَغَيرهَا، وتمول بِأخرَة وَكَثُرت معاملاته، وَكَانَ سَاكِنا حييا زاحم الْكِبَار فِي عرض غير وَاحِد مِمَّن لقيناه عَلَيْهِ كالجلال القمصي. وَمَات فِيمَا أرخه بِهِ الْعَيْنِيّ فِي أَوَائِل رَمَضَان سنة سبع بِمَدِينَة بلبيس وَحمل إِلَى الْقَاهِرَة فَدفن بهَا يَعْنِي فِي تربة سعيد السُّعَدَاء عِنْد أَبِيه، قَالَ: وَلم يكن مثل أَبِيه وَلَا قَرِيبا مِنْهُ، وأرخه غَيره يَوْم الِاثْنَيْنِ سلخ شعْبَان مِنْهَا وَهُوَ أشبه وَلَكِن أرخه المقريزي فِي عقوده بِأول رَمَضَان وَقَالَ أَنه أَكثر مَا لَهُ وتزايد حشمته وَكَانَت بيني وَبَينه صداقة رَحمَه الله وإيانا. وَقد رَأَيْته اختصر المبهمات لِابْنِ بشكوال مَعَ زيادات لَهُ فِيهَا. عَليّ بن عمر بن عَليّ بن شعْبَان الْمُحب بن السراج القنائي الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الْآتِي أَبوهُ فَأَقْرَأهُ الْقُرْآن وَبَعض الْكتب وَدَار بِهِ على الشُّيُوخ فأسمعه وَأخذ عني قَلِيلا وَنَشَأ فِي الصّلاح وَالْخَيْر ثمَّ حصل لَهُ خلل فِي عقله وتعب أَهله سِيمَا وَالِده إِلَى أَن خلص مِنْهُ بعد مُدَّة وتزايد خَيره ثمَّ مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه بعد أَن حج غريقا فِي حَاصِل جَامع الْأَزْهَر ثَالِث رَجَب سنة تسع وَثَمَانِينَ عَن إِحْدَى وَعشْرين تَقْرِيبًا وأسف كَثِيرُونَ سِيمَا وَالِده وَخلف وَلدين عوضهم الله الْجنَّة. عَليّ بن عمر بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد أَبُو الْحسن بن السراج أبي حَفْص بن النُّور بن عرب وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وناب عَن الْعلم البُلْقِينِيّ فَمن بعده.) عَليّ بن عمر بن عَليّ بن غنيم بن عَليّ أَبُو الْحسن بن الشَّيْخ النبتيتي الشَّافِعِي الضَّرِير الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد. ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن عِنْد عبد الله النشوي الضَّرِير وجوده أَو بعضه على الشهَاب بن أَسد وَسمع مِنْهُ المسلسل بِصُورَة الصَّفّ وَإِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر وعَلى عَليّ الجبرتي والسنهوري وزَكَرِيا فِي آخَرين وبمكة حِين حج حجَّة الْإِسْلَام إِلَى أثْنَاء سُورَة هود على عَليّ الديروطي. عَليّ بن عمر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن خَلِيل الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كَهُوَ بِابْن السيرجي. ولد فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْمِنْهَاج ومجموع الكلائي والجرومية وَقَرَأَ على الشَّمْس البلبيسي الفرضي حِين مجاورته الْمَجْمُوع الْمشَار إِلَيْهِ وعَلى السَّيِّد عبد الله الإيجي فِي الْفِقْه وَكَذَا حضر دروس السَّيِّد كَمَال الدّين بن حَمْزَة ولازم الجمالي أَبَا السُّعُود فِي دروسه وتحديثه واليسير فِي الْأُصُول عِنْد الْعَلَاء الْمحلي الْحَنَفِيّ

لَهُ إجَازَة وزار مَعَ أَبِيه الْمَدِينَة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين. عَليّ بن خواجه عمر بن عَليّ بن نَاصِر الحصني التَّاجِر وَيعرف بِابْن نَاصِر. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عَليّ بن عمر بن عَليّ الْعَلَاء الْحُسَيْنِي العجلوني وَيعرف بِابْن قزلمي. مِمَّن سمع مني فِي الْمحرم سنة تسعين. عَليّ بن عمر بن أبي مُوسَى عمرَان بن مُوسَى بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن حَمْزَة بن صَالح بن عميرَة نور الدّين أَبُو الْحسن الذيبي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالذيبي. ولد فِي خَامِس عشري شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بمنية الذيبة من الغربية بَين سخا وسنهور وَقدم الْقَاهِرَة فصحب الشَّيْخ مَدين وَأخذ عَن الْعَبَّادِيّ كثيرا وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء فِي سنة سِتّ وَسبعين ثمَّ فِي سنة ثَمَانِينَ وَوَصفه بالعالم الْفَاضِل وَالسَّابِق المناضل مُذَكّر الْأَوَائِل الْمُقدم على الأماثل مقرب الشواسع ومقرر النافع صَاحب الأبحاث الفائقة والعبارات الرائقة فائق الأقران نخبة الزَّمَان فاتح مقفلات المشكلات وموضح مَا أوهم من المعضلات وَذكر غير ذَلِك من الْأَوْصَاف ووالده بالشيخ الإِمَام الْقدْوَة مربي المريدين نخبة الْأَوْلِيَاء وَالصَّالِحِينَ مُحَقّق الْيَقِين أَبَا حَفْص وجده بالمرتضى الْعدْل الرضي الشّرف أَبَا عمرَان، وَكَذَا حضر كثيرا من دروس الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَغَيرهمَا كالفخر المقسي والزين زَكَرِيَّا والجوجري والنجم بن) حجي والأبناسي وَآخَرين وَحضر عِنْدِي فِي شرح الْهِدَايَة وَغَيرهَا وتولع بالنظم وَغلب عَلَيْهِ فن الْأَدَب مَعَ مُشَاركَة فِي غَيره وَأَظنهُ مِمَّن يمِيل مَعَ ابْن عَرَبِيّ ويخوض فِي التَّوْحِيد، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء. وَحج غير مرّة وجاور مرَارًا وَجلسَ هُنَاكَ فِي بَاب السَّلَام شَاهدا مَعَ المداومة لحضور دروس البرهاني ثمَّ وَلَده وَرُبمَا حضر عِنْدِي وَلكنه كَانَ فِي غَالب مجاورتنا الرَّابِعَة ضَعِيفا بِحَيْثُ أيس مِنْهُ ثمَّ عَوْف كل ذَلِك وَهُوَ صابر قَانِع مَعَ تجرع فاقة تَامَّة وتودد تَامّ وفصاحة وَعبارَة، وَله فِي الْبُرْهَان وَولده القصائد البديعة سَمِعت كثيرا مِنْهَا بل كتب عَنهُ النَّجْم بن فَهد بَعْضهَا وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله: (إِن الأولى أذنوا بالمصطفى ذكرُوا ... سبعا فَخذ عدهَا فِي در منظوم) (حبَان سعد بِلَال ابْن الْأَصَم أَبُو ... مَحْذُورَة والصدائي ابْن أم كُلْثُوم) وَقَوله مِمَّا جمع فِيهِ الْعشْرَة على ترتيبهم: (عَتيق عمر عُثْمَان عَليّ طَلْحَة ... زبير سعد سعيد وَابْن عَوْف وعامر)

وَهُوَ مِمَّن قرظ مَجْمُوع البدري فَكَانَ مِمَّا كتبه: (هُوَ السَّيْل إِلَّا أَن ذَاك انسكابه ... يحاكي لذا سكبا حلى حِين صنفا) (هُوَ الْبَحْر إِلَّا أَنه العذب فِي اللهى ... سوى أَن فِيهِ الدّرّ يُوجد أحرفا) وَقد نقل عني بحاشية آخر مِفْتَاح الْفَلاح لِابْنِ عطا الله عِنْد مسلسل بِاللَّه الْعَظِيم من كتابي الْجَوَاهِر المكللة الحكم على هَذَا المسلسل فوصف بعلامة الْحفاظ والمحدثين محيي سنة سيد الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ السخاوي من الْبَهْجَة فنون عُلُوم الحَدِيث أَمْسَى الْحَاوِي أيد الله تَعَالَى بِهِ السّنة الشَّرِيفَة وأفاض عَلَيْهِ وَمِنْه وَبِه المنن المنيفة ورأيته فِي مجاورتي الْخَامِسَة زَائِد التَّحَرِّي فِي تجنب الْغَيْبَة. وَحكى لي أول مَا قدم مَكَّة وجد بَين الْفَرِيقَيْنِ الظهيريين والنويريين مزِيد التشاحن والتباغض فَأحب الِانْفِرَاد عَن الْفَرِيقَيْنِ خوفًا من الْخَوْض فِيمَا يُؤَدِّي لَهَا ثمَّ بعد ثُلثي شهر خشِي من كَونه يُؤَدِّي إِلَى جفَاء فخالط وَكَانَ الْبُرْهَان يعد ذَلِك من محاسنه وَمَعَ ذَلِك فَلم يسلم مِمَّن أنكر قَوْله فِي بعض قصائده الَّتِي امتدح بهَا الجمالي فَمَا النَّوَوِيّ فَمَا ابْن الصّلاح. عَليّ بن عمر بن قنان. هُوَ ابْن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ يَأْتِي. عَليّ بن عمر بن عمرَان. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُوسَى. عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نور الدّين ابْن الْفَخر البانباري ثمَّ) الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. ولد فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس الطَّيِّبِيّ والأطروش والزكي بكر السوبياني وَفتح الدّين صَدَقَة وَعبد الله الْخَواص وجوده مَعَ كَون كلهم مِمَّن قَرَأَ السَّبع على الزكي أبي بكر الضَّرِير وَحفظ الْمِنْهَاج والملحة وَبَعض الْعُمْدَة وَعرض على بعض إخْوَته وَأخذ عَن الشَّمْس بن عمار طرفا من الْعَرَبيَّة بل وَمن الْفِقْه أَيْضا مَعَ كَونه مالكيا. وَكَذَا تفقه بالزكي الْمَيْدُومِيُّ وَالشَّمْس بن الْقطَّان ثمَّ بولده الْبَهَاء وَسمع الحَدِيث على الصّلاح الزفتاوي وناصر الدّين بن الْفُرَات والنجم البالسي والشهاب الْجَوْهَرِي وَالْفَخْر القاياتي فِي آخَرين، وَحج وجاور وَدخل دمياط فِي بعض ضروراته وَصَحب الْكَمَال المجذوب واختص بِهِ بِحَيْثُ كَانَ أَكثر أوقاته فِي مصر عِنْده. بل مَا مَاتَ إِلَّا فِي منزله وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا ثمَّ أعرض عَنْهَا وَكَانَ خيرا سَاكِنا متعففا كثير التِّلَاوَة والتهجد محبا فِي الحَدِيث وَأَهله رَاغِبًا فِي الإسماع أخذت عَنهُ أَشْيَاء، فِي جسده بعض بَيَاض. مَاتَ فِي سادس رَجَب سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود النُّور بن السراج بن الْجمال

الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده. ولد قبل موت أَبِيه بِنصْف سنة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا ولازمني فِي سَماع أَشْيَاء بِالْمَدِينَةِ. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن قنان نور الدّين الْأَسدي الْقرشِي الزبيرِي الرَّسْعَنِي نِسْبَة لرأس الْعين ثمَّ الْمدنِي الشَّافِعِي وَالِد عمر وَمُحَمّد وَيعرف بِابْن قنان بِكَسْر أَوله. ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة منتصف ذِي الْحجَّة سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بِرَأْس الْعين، وَقدم مَكَّة سنة سبع وَثَمَانمِائَة ثمَّ انْتقل مِنْهَا بعد مُدَّة إِلَى الْمَدِينَة وَاشْترى بهَا ملكا وَكَانَ يتَرَدَّد بَين الْحَرَمَيْنِ حَتَّى كَانَت وَفَاته بِمَكَّة، وَذكر أَنه سمع من الْبُرْهَان الْآمِدِيّ تلميذ ابْن تَيْمِية وَأَنه تَلا بالسبع على مُحَمَّد بن سالار الدِّمَشْقِي وَأبي الْمَعَالِي بن اللبان وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وَأبي سعيد مَحْمُود بن أَيُّوب التبريزي والكمال بن عمر التبريزي، وَرَأَيْت سَمَاعه على الزين المراغي فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِقِرَاءَة وَلَده أبي الْفَتْح وَوَصفه بالشيخ الْمُقْرِئ، وَأَشَارَ ابْن الْجَزرِي فِي تَرْجَمَة نَفسه من طَبَقَات الْقُرَّاء إِلَى أَن صَاحب التَّرْجَمَة تَلا عَلَيْهِ بالعشر لكنه لم يكتمل واستجازه صاحبنا ابْن فَهد وَغَيره. وَمَات فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَصلي عَلَيْهِ بعد الْجُمُعَة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله.) عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَلَاء الجعبري الخليلي الشَّافِعِي أَخُو عبد الْقَادِر الْمَاضِي. ولد فِي ثامن شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِبَلَد الْخَلِيل وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج واشتغل قَلِيلا وأسمع على التدمري المسلسل ومجالس الْخلال الْعشْرَة وجزء البطاقة والمنتقى من مشيخة ابْن كُلَيْب ومنية السول، وَأَجَازَ لَهُ القباقبي وَشَيخنَا، وَحج وَدخل الْقَاهِرَة وَالشَّام وَحدث باليسير سمع مِنْهُ بعض الطّلبَة. على بن عمر بن مُحَمَّد بن الشَّمْس لولو الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي أَخُو زَيْنَب. ولد سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة وأحضر على الحجار وَحدث. مَاتَ بِبَيْت لهبا فِي الْمحرم سنة إِحْدَى. ذكره المقريزي فِي عقوده، وَينظر إِن كَانَ فِي كتابي. عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمرَان الْمَكِّيّ أَخُو حسن الْمَاضِي. مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد الْفَقِيه الْأَجَل الصَّالح شمس الدّين الأهدل أَخُو عبد الْمجِيد كَانَا كأبيهما من الصلحاء أفضل مَوْجُود فِي المراوغة من سهم. ذكره الْعَفِيف. عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد عَلَاء الدّين الْحلَبِي قاضيها الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن جنغل. كَانَ أَبوهُ تَاجِرًا فَنَشَأَ هَذَا شافعيا ثمَّ ساعده أَبوهُ وبذل عَنهُ حَتَّى عمل

قَضَاء الْمَالِكِيَّة وَصرف بِهِ الْجمال مُوسَى بن النحريري وَصَارَ الْقَضَاء بَينهمَا نوبا فَتَارَة يسْعَى هَذَا وَتارَة ذَاك إِلَى أَن حصل الِاتِّفَاق بَينهمَا على تَركه السَّعْي على صَاحب التَّرْجَمَة ويلتزم لَهُ بِخمْس محلقات أَو نَحْوهَا فِي كل يَوْم ووفى لَهُ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي أثْنَاء سنة سِتّ وَتِسْعين وَلم يَعش هَذَا بعده سوى نَحْو أَرْبَعَة أشهر. وَمَات فِي صفر سنة سبع وَاسْتقر ابْنه الشَّمْس مُحَمَّد فِي الْقَضَاء ببذل فِيهِ وَفِي الْمُصَالحَة عَن تَركه أَبِيه. عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد نور الدّين بن البانياسي الدِّمَشْقِي سبط الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد وَشَيخ زَاوِيَة جده، اسْتَقر فِيهَا بعد صاحبنا الشَّيْخ قَاسم الحبشي بل نازعه فِي حَيَاته وَلَو علم أَهْلِيَّته مَا توجه للمنازعة. ومولده سنة بضع وَأَرْبَعين. عَليّ بن عمر الْعَلَاء الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الدنيف بِمُهْملَة مَضْمُومَة ثمَّ نون مَفْتُوحَة وَآخره فَاء. ولد فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فِيمَا قيل بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية النَّحْو والْحَدِيث وَجمع الْجَوَامِع وَالتَّلْخِيص وَعرض بَعْضهَا على الْعَلَاء بن) خطيب الناصرية فِي اجتيازه عَلَيْهِم بحماة وعَلى غَيره، ولازم نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن وَهبة الله بن الْبَارِزِيّ فَانْتَفع بتربيته وَأخذ عَنهُ النَّحْو وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن الْجمال يُوسُف بن سيف ولازمه وَالْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا عَن الزين بن الخرزي وَالْأُصُول عَن بعض الْعَجم مِمَّن قدم عَلَيْهِم، وَكتب الْخط الْحسن وباشر التوقيع عِنْد الصَّدْر بن الْبَارِزِيّ ولد نَاصِر الدّين الْمَذْكُور فِي تَرْجَمته لما لِأَبِيهِ عَلَيْهِ من حق التربية والمشيخة ثمَّ عِنْد وَلَده السراج عمر ثمَّ عِنْد غَيره مُقْتَصرا على معلومه ثمَّ أعرض عَنهُ وتصدى لإقراء الطّلبَة وَصَارَ شيخ الْبَلَد ومفتيه وخطيب الْجَامِع الْكَبِير الْأَعْلَى بِهِ نِيَابَة، وَحج مَعَ السراج عمر الْمشَار إِلَيْهِ فِي سنة كُنَّا بِمَكَّة الْمُجَاورَة الثَّالِثَة موسمها وَتزَوج ابْنه بابنة لَهُ. وَمَات بعيد التسعين عَن بضع وَسبعين وَخلف كتبا وتركة رَحمَه الله. عَليّ بن عمر الْحَضْرَمِيّ مفتي عدن. مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. عَليّ بن عمر الكثيري من آل كثير. انتزع ظفار من الْعَفِيف عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن نزار الظفاري. وَاسْتمرّ فِيهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه ثمَّ المقريزي فِي عقوده بأطول. عَليّ بن عنان بن مغامس بن رميثة بن أبي نمي الْعَلَاء أَبُو الْحسن الحسني الْمَكِّيّ. ولي إمرتها مرّة للإشرف برسباي فِي الْمحرم سنة سبع وَعشْرين عوضا عَن الْبَدْر حسن بن عجلَان وَخرجت مَعَه تجريدة من الممالك السُّلْطَانِيَّة مقدمهم قرقماس الشَّعْبَانِي الناصري فَلم يلق حَربًا وَأقَام على إمرته ثمَّ انْفَصل وَدخل الغرب

فَأكْرمه أَبُو فَارس ملكهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا، وَكَانَ حسن المحاضرة يذاكر بالشعر وَنَحْوه، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه كَانَ لين الْجَانِب. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ مسجونا فِي قلعتها يَوْم الْأَحَد ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ مطعونا شَهِيدا غربيا وحيدا عَفا الله عَنهُ. عَليّ بن عنبر الْعمريّ نِسْبَة لعمل الْعُمر. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن عياد بن أبي بكر بن عَليّ نور الدّين أَبُو الْحسن الْبكْرِيّ البستريني الأَصْل الفاسي المغربي الْمَالِكِي. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بملوية من أَعمال فاس وَحفظ الرسَالَة وَغَيرهَا كالألفية وَبَعض التسهيل واللامية فِي الصّرْف وتلا لنافع على جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن) إِبْرَاهِيم المزاني وَعنهُ أَخذ فِي الْعَرَبيَّة واللغة وَأخذ فِي الْفِقْه عَن أبي بكر الدخيسي وأسئلة كَثِيرَة عَن مُحَمَّد القوري وَسمع الحَدِيث على عبد الرَّحْمَن الثعالبي وَمُحَمّد الواصلي فِي آخَرين وَقدم الْقَاهِرَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ ثمَّ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين. وَحج فِي كل مِنْهُمَا ولقيني بِمَكَّة فِي ثانيتهما فَسمع مني فِي موسمها بِحَضْرَة الشَّيْخ عبد الْمُعْطِي وعظمه فِي الصّلاح وكتبت لَهُ إجَازَة وأوقفني على لطائف الإشارات فِي مَرَاتِب الْأَنْبِيَاء فِي السَّمَوَات فِي الْمِعْرَاج، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر وسلامة الصَّدْر وَقَالَ إِنَّه لَقِي الْفَخر الديمي وَرجع. عَليّ بن عِيسَى بن عُثْمَان بن مُحَمَّد النُّور بن الشّرف القاهري الشَّافِعِي وَالِد الشّرف مُحَمَّد وأخو الْفَخر مُحَمَّد وَأحمد وَيعرف كسلفه بِابْن جوشن. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج واشتغل وتميز وَأخذ عَن شَيخنَا وَغَيره. مَاتَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَدفن فِي زاويتهم الشهيرة من الصَّحرَاء رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن قَاسم الراجبي الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن أبي مهْدي الفِهري البسطي. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ انه اشْتغل ببلاده ثمَّ حج وَدخل الشَّام وَنزل بحلب على قاضيها الْجمال النحريري وأقرأ التسهيل وَعمل المواعيد بالجامع، وَكَانَ فَاضلا ذكيا أديبا يذكر فِي الْمجْلس نَحْو سَبْعمِائة سطر يرتبها أَولا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثمَّ ينظرها يَوْم الْخَمِيس ثمَّ يلقيها يَوْم الْجُمُعَة سردا يطرزها بفوائد ومناسبات. قَالَه البرهاني الْمُحدث وَذكر أَنه أنْشدهُ ابْن الْجبَاب الغرناطي اللغز الشهير فِي الْمسك: (كتبتم رموزا وَلم تكْتبُوا ... كَهَذا الَّذِي سَبيله وَاضِحَة)

قَالَ: وأنشدنا عَنهُ أناشيد، ثمَّ دخل الرّوم فسكنها وَعظم قدره ببرصا وحصلت لَهُ ثروة ثمَّ دخل القرم وَكثر مَاله. وَاسْتمرّ هُنَاكَ حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع عشرَة. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَغَيره وَهُوَ مِمَّن ذكره شَيخنَا فِي الدّرّ سَهوا فَلَيْسَ من شَرطه. عَليّ بن عِيسَى نور الدّين بن الخواجا الشّرف الْقَارئ الدِّمَشْقِي شَقِيق مُحَمَّد وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن الْقَارئ ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَحفظ الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا وَحج ولقيني بِمَكَّة بعد أَن استجازني أَخُوهُ لَهُ ولبنيه التقي أبي بكر والشرف يحيى وَسَائِر بَنَاته فِي موسم) سنة سِتّ وَتِسْعين وَكَانَ قدم مَعَ الركب الشَّامي ليجاور فَوجدَ المرسوم سبقه بِرُجُوعِهِ لمصر ليَكُون مَعَ أَخِيه فِي المصادرة لطف الله بهما، ثمَّ لَقِيَنِي بِمَكَّة سنة تسع وَتِسْعين وَقد قدمهَا فِي موسم الَّتِي قبلهَا وَأقَام هُوَ وَابْن عَمه الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف بجدة. عَليّ بن غَازِي بن عَليّ بن أبي بكر بن أبي بكر بن عبد الْملك الصَّالِحِي وَيعرف بالكوري بِضَم الْكَاف ثمَّ رَاء مُهْملَة. سمع زَيْنَب ابْنة الْكَمَال مُحَمَّد بن يُوسُف الْحَرَّانِي والعز مُحَمَّد بن الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن أبي عمر، وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَغَيره وَقَالَ: مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع رَحمَه الله. عَليّ بن غَرِيب. لَهُ ذكر فِي يُوسُف بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل. عَليّ بن فتح بن أوحد النُّور الخانكي حفيد شيخ الخانقاه السرياقوسية كَانَ ووالد مُحَمَّد الْآتِي. نَاب فِي الْقَضَاء بهَا عَن صهره عز الدّين المنوفي وَتَأَخر بعده حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة تسعين. عَليّ بن فَخر الدّين وَيُقَال لَهُ فَخير بن مُحَمَّد بن مهنا إسكندري الأَصْل الْمَكِّيّ الْعَطَّار وَيعرف بِابْن فَخير، مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَهُوَ أكبر أَخَوَيْهِ ويليه أَحْمد ويليهما عبد الْكَرِيم الشَّاهِد. عَليّ بن أبي الْفرج مُحَمَّد بن مَحْمُود بن حميدان الْمدنِي الْحَنَفِيّ وَيعرف كأبيه بِابْن حميدان. أحد المؤذنين بِالْحرم الشريف الْمدنِي وَمِمَّنْ يحفظ الْقُرْآن. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة. عَليّ بن الْفَقِيه الطهطاوي وَاسم أَبِيه. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عَليّ بن قَاسم الْعَلَاء الأردبيلي الأَصْل الخليلي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف كأبيه وبالبطائحي. اشْتغل عِنْد الْكَمَال بن أبي شرِيف وَغَيره وتميز سِيمَا فِي الْقرَاءَات بِحَيْثُ صنف فِيهَا وَأَخذهَا عَن جمَاعَة مَعَ تفنن فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف والفرائض

والحساب والقراءات وَالْفِقْه وَمن محافيظه الْمِنْهَاج والشاطبية وأقرأ الطّلبَة. مَاتَ بالخليل فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين، وَوَصفه الصّلاح الجعبري بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْمُقْرِئ وَصدر تَرْجَمته بِأبي الْحسن البطائحي وَقد زَاد على الْخمسين. عَليّ بن الْقسم بن مُحَمَّد بن حُسَيْن اليمني الزيدي وَيعرف بِابْن شقيف. كَانَ من أَعْيَان الزيدية بِمَكَّة مِمَّن يفتيهم ويعقد لَهُم الْأَنْكِحَة. مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ عشرَة وَدفن بالمعلاة) وَهُوَ فِي أثْنَاء عشر الثَّمَانِينَ ذكره الفاسي فِي مَكَّة. عَليّ بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جوشن الْمَكِّيّ. مِمَّن تكسب بِالتِّجَارَة وسافر لأَجلهَا إِلَى الْيمن وَغَيرهَا مَعَ اشْتِغَال يسير بل تَلا للسبع على الشوايطي وَأذن لَهُ. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعَلَاء بن الْجلَال الأخميمي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي النَّقِيب وَالِده بل وَهُوَ أَيْضا ثمَّ أعرض عَنْهَا وَذَلِكَ أَنه الْتزم عدم تعَاطِي شَيْء على كِتَابَة المراسيم وَنَحْوهَا وَالْتمس من القَاضِي تَقْرِير شَيْء على ذَلِك فقرر لَهُ مَالا يَكْفِيهِ فتحول لما هُوَ مُنْفَرد بِهِ فِي رمي النشاب وَقصر نَفسه عَلَيْهِ وَأقَام عِنْد عمر بن الْملك الْمَنْصُور ليهذبه فِيهِ بل كَانَ لَهُ اخْتِصَاص بقجماس نَائِب الشَّام وخطه لَا بَأْس بِهِ، وَله نظم رثي الْعلم البُلْقِينِيّ حسب مَا سمعته يَقُوله. عَليّ بن أبي الْقسم بن يحيى المراكشي المغربي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عَليّ بن أبي الْقسم المحجوب. عَليّ بن القاق شيخ بعض جبال عجلون. قتل فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين. عَليّ بن قَاسم الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن شيخ الخدام بِالْحرم الْمدنِي المحمدي الْآتِي. مِمَّن اشْتغل يَسِيرا ولازمني بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قَرَأَ عَليّ الشفا وَسمع عَليّ أَشْيَاء. عَليّ بن قراقجة الْأَمِير عَلَاء الدّين الحسني أحد العشراوات مَاتَ هُوَ وَأَبوهُ فِي يَوْم وَاحِد يَوْم السبت ثامن عشر صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون وَقد قَارب هَذَا الْعشْرين. عَليّ بن قردم العلائي الْمَذْكُور وَأَبوهُ فِي الْمِائَة قبلهَا. عَليّ بن قرقماس بن حليمة الْمَكِّيّ واليها مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَلفه بعد أشهر فِي الْولَايَة على الْقطَّان وهما مهملان. عَليّ بن قرمان، قدم على الْمُؤَيد فأمده فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بعسكر باشه وَلَده إِبْرَاهِيم وطرد أَخَاهُ مُحَمَّدًا عَن الْبِلَاد القرمانية وَاسْتقر هَذَا هُنَاكَ وأحضر مَعَه أَخُوهُ. عَليّ بن قنان، فِي ابْن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن قنان.

عَليّ بن كَامِل بن إِسْمَاعِيل بن كَامِل بن يَعْقُوب بن نَهَار الْعَلَاء السّلمِيّ بن تحتين ثمَّ السرميني الشَّافِعِي. ولد فِي مستهل شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة كَمَا سمعته من لَفظه وَقيل فِي) سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بسمية من أَعمال حماة وَنَشَأ بهَا فحفظ بعض الْقُرْآن ثمَّ انْتقل إِلَى سرمين بعد الْبلُوغ فأكمله ثمَّ الْمِنْهَاج وتفقه بالبرهان إِبْرَاهِيم بن مُسلم الحوراني السرميني وَأخذ الْعَرَبيَّة على الْعِزّ الحاضري ومحمود السرميني وانتقل فِي الْفِتْنَة يَوْم الْأَحَد حادي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث فَأَقَامَ بِالشَّام يَسِيرا ثمَّ زار بَيت الْمُقَدّس وَأخذ فِيهِ عَن الشهَاب بن الهائم، وَقدم الْقَاهِرَة فَاجْتمع بالسراج البُلْقِينِيّ والبيجوري وَالشَّمْس الغراقي والعز بن جمَاعَة وَحضر دروس بَعضهم وَاسْتمرّ بهَا إِلَى ثامن رمضانها ثمَّ رَجَعَ بِلَاده فَأَقَامَ بهَا متصديا للاشتغال والإفادة حَتَّى برع وانتفع بِهِ جمَاعَة وَولي قَضَائهَا مسئولا مُدَّة يسيرَة ثمَّ ترك ولقيته بهَا فَكتبت عَنهُ كثيرا من فَوَائده ونظمه، وَكَانَ عَالما فَقِيها مستحضرا للروضة ولجملة صَالِحَة من الْعَرَبيَّة واللغة وَالْأَدب والنوادر مَعَ الدّين والتواضع والتقشف وَالْإِحْسَان للغرباء والوافدين والتردد إِلَيْهِم والمحاسن الجمة، أفتى ودرس وناظر الْعَلَاء بن مغلى وَابْن خطيب الناصرية وَغَيرهمَا وَعمل منظومة سَمَّاهَا دُرَر الْأَفْرَاد فِي معرفَة الأضداد نَحْو ثَلَاثمِائَة بَيت وأولها مِمَّا كتبته عَنهُ: (الْحَمد لله وَصلى أبدا ... على النَّبِي الْعَرَبِيّ أحمدا) (من خصّه الله بِخَير الألسن ... وبالهدى إِلَى السَّبِيل الْحسن) (وَآله وَصَحبه من بعد ... لَيْسَ لَهَا حصر وَلَا تحد) (وَبعد فالأضداد للصاغاني ... مستحسن فِي الْوَضع والمعاني) إِلَى غير ذَلِك مِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه ونثره حسب مَا أوردته فِي الرحلة وَغَيرهَا. مَاتَ سنة سِتِّينَ رَحمَه الله. عَليّ بن كبيش بن عجلَان حسني نَائِب مَكَّة وَمن لَهُ حُرْمَة وصولة فِيهَا مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن لولو نور الدّين القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن لولو. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: كَانَ عَالما عَاملا متورعا مديما للإقراء بِجَامِع الْأَزْهَر وَغَيره وانتفع بِهِ النَّاس وَلم يكن يَأْكُل إِلَّا من عمل يَده لم يتقلد وَظِيفَة قطّ وَله فِي الْعَرَبيَّة مُقَدّمَة سهلة المأخذ، مَاتَ سنة سبع وَعشْرين وَهُوَ فِي عشر السِّتين انْتهى، وَمن شُيُوخه

عَليّ بن أبي اللَّيْث، فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد.) عَليّ بن مَانع بن عَليّ بن عَطِيَّة بن مَنْصُور بن جماز بن شيحا الْحُسَيْنِي الْمدنِي أَخُو أميان الْمَاضِي، رام بعد أَبِيه إمرة الْمَدِينَة وتجاذب فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ هُوَ والعجل بن عجلَان الْمَاضِي فِيهَا فَمَا تيسرت لَهما. عَليّ بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ، كَانَ يأمل إمرتها وَقَوي رجاؤه لما انحرف النَّاصِر فرج على صَاحبهَا حسن بن عجلَان فَمَا كَانَ بأسرع من رِضَاهُ وَاسْتمرّ هَذَا بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى مَاتَ فِي آخر سنة خمس عشرَة وَهُوَ معتقل بقلعة الْجَبَل، ذكره الفاسي فِي مَكَّة مطولا. عَليّ بن مبارك بن عِيسَى الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن عكاشة. ورث عَن أَبِيه شَيْئا كثيرا من نقد وعقار فأتلفه وَاحْتَاجَ إِلَى أَن صَار يتقوت بِكِتَابَة الوثائق وَنَحْوهَا فدام على ذَلِك نَحْو عشر سِنِين. ثمَّ مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة عَن بضع وَثَلَاثِينَ سنة وَبَلغنِي أَنه عمر مَسْجِد التنضب بوادي نَخْلَة عَفا الله عَنهُ. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْعَلامَة الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نور الدّين أَبُو الْحسن الخجندي ثمَّ الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة منتصف رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والكنز وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على الْمُحب المطري وَفتح الدّين بن صلح وَآخَرين واشتغل على السَّيِّد الْمكتب شيخ الباسطية ثمَّ الشهَاب الأبشيطي، وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ بهَا على الشرواني فِي المطول وعَلى الكافياجي والتقي الحصني ولازم الْأمين الأقصرائي وبرع فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا مَعَ ذكاء مفرط ونظم جيد كثير ونثر حسن أثبت مِنْهُ فِي تَارِيخ الْمَدِينَة والوفيات أَشْيَاء. مَاتَ بِالشَّام غَرِيبا فِي صفر سنة إِحْدَى وَسبعين بعد وَالِده بِسنة وَلما بلغته وَفَاته أرسل إِلَى أَهله كتابا فِيهِ: (إِن مَاتَ وَالِدي الشفيق فَإِن لي ... دمعا يسيل عَلَيْهِ فِي الوجنات) (ولربما كف الحزين دُمُوعه ... صونا لهمته عَن الهفوات) (خوف الوقيعة قبل فَوت وُقُوعهَا ... فَإِذا اسْتَقَرَّتْ خيف مَا هُوَ آتٍ) عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن حَامِد الْعَلَاء الصَّفَدِي الشَّافِعِي ابْن عَم الشَّمْس مُحَمَّد بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم الداعية الْآتِي وَيعرف بِابْن حَامِد. ولد فِي ذِي الْقعدَة أَو الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بصفد وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك،) وارتحل فِي الطّلب إِلَى دمشق

ثمَّ الْقَاهِرَة مجددا فِي الِاشْتِغَال مشمرا عَن ساعده إِلَى أَن برع وأشير إِلَيْهِ بالفنون وتنزل فِي صوفية الأشرفية برسباي من واقفها بعد امتحان شيخ الشَّافِعِيَّة بهَا القاياتي لَهُ بِمَا أحسن جَوَابه وَكَذَا ولي شَهَادَة الشونة بِسَعِيد السُّعَدَاء عَن السراج الحسباني أَو تَقِيّ الدّين بن فتح الدّين بن الشَّهِيد ثمَّ رغب عَنْهَا لِابْنِ المرخم، وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا وَجلسَ بحانوت القزازين بل ولي قَضَاء بَلَده صفد غير مرّة أَولهَا بسفارة الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ مَعَ مَا بَينه وَبَين الظَّاهِر جقمق من الصداقة الْقَدِيمَة بِحَيْثُ كَانَ يؤمل مِنْهُ أَعلَى من ذَلِك فَشَكَرت سيرته ثمَّ عزل بالشهاب الزُّهْرِيّ ثمَّ أُعِيد ثمَّ فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين جرت بَينه وَبَين حاجبها كائنة سجن الْحَاجِب بِسَبَبِهَا فِي قلعة صفد وَأمر بِنَفْي الْعَلَاء هَذَا إِلَى دمشق فصادف قدومه الْقَاهِرَة فَسمع بذلك فرام الِاجْتِمَاع بالسلطان فَمَا تمكن بل أَمر بنفيه إِلَى قوص فتلطفوا بِهِ حَتَّى أُعِيد إِلَى الْأَمر فسافر إِلَى دمشق فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى مِنْهَا وَاسْتقر ابْن سَالم فِي قَضَاء صفد عوضه ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا ثمَّ انْفَصل بالمذكور أَيْضا ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا بعد وَفَاته، وَاسْتمرّ إِلَى أَن صرف بالشهاب بن الفرعمي لكَونه بذل أَرْبَعمِائَة دِينَار مُلْتَزما بِمِثْلِهَا فِي كل سنة. ثمَّ أُعِيد الْعَلَاء فدام حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ فِي سنة سبعين بالإسهال رَحمَه الله وإيانا وَكَانَ عَالما بفنون خُصُوصا الطِّبّ وَقد شهد لَهُ الشهَاب بن المحمرة بِمَعْرِِفَة اثْنَي عشر علما وَوَصفه البقاعي فِي طبقَة سَماع الْمُوَطَّأ للقعنبي بِالْإِمَامِ الْعَلامَة الْحفظَة المفنن وَهُوَ كَذَلِك مَعَ وَصفه بِالْكَرمِ الزَّائِد والعفة والشهامة حَتَّى أَنه لما قدم البقاعي من الْقُدس آواه عِنْده ورتب لَهُ فِي كل يَوْم رغيفين بل قيل لي أَنه عرض على القاياتي أَن يرغب لوَلَده عَن تصوف كَانَ باسمه إِمَّا بالأشرفية أَو سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله أَبُو الْحسن بن أبي عبد الله بن أبي إِسْحَاق الْحلَبِي الْعدْل بهَا. سمع مَعَ ابْن عشائر على الصّلاح عبد الله بن الشَّمْس بن المهندس شَيْئا وَحدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ إِن لم يكن سَمَاعا بمجلسين هما الرَّابِع وَالْخَامِس من أمالي أبي مُطِيع وبمجلس من إملاء أبي الْفرج الْقزْوِينِي قريب الثَّلَاثِينَ قَرَأَهَا عَلَيْهِ الْمُحب بن الشّحْنَة. عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان نور الدّين أَبُو الْحسن بن الشَّمْس أبي عبد الله السفطرشيني ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الشاذلي سبط النُّور الأدمِيّ والآتي أَبوهُ. ولد فِي عَاشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن

وتلا بِهِ على وَالِده لأبي) عَمْرو وَلما صاهر أَبوهُ الأدمِيّ جعله شافعيا فَنَشَأَ ابْنه على مَذْهَب أَبِيه وجده لأمه وَإِلَّا فأسلافهم كَانُوا مالكية وَحفظ التَّقْرِيب للعراقي فِي أَحَادِيث الْأَحْكَام والمنهاج الفرعي وألفية النَّحْو وَبَعض التسهيل وَغَيرهَا، وَعرض التَّقْرِيب على مُؤَلفه وَكَذَا عرض على وَالِده أبي زرْعَة وَجَمَاعَة أَجَازُوا لَهُ والكمال الدَّمِيرِيّ والشهاب بن الْعِمَاد وَآخَرين مِمَّن لم يعين الْإِجَازَة فِي خطه وجود الْقُرْآن أَيْضا على الشّرف يَعْقُوب الجوشني ومظفر وَغَيرهمَا وَبحث فِي الْمِنْهَاج على أَبِيه وجده لأمه وَابْن الْعِمَاد والشمسين الغراقي وَابْن عبد الرَّحِيم وَغَيرهم وَفِي الألفية والتسهيل على وَالِده أَيْضا وَلم يكثر من ذَلِك وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا ثمَّ أعرض عَنْهَا قبل مَوته بأزيد من ثَلَاثِينَ عَاما، وَحج وسافر إِلَى دمشق وَدخل إسكندرية ودمياط وَأم بِمَسْجِد صفي الدّين بِخَط الصبانين من مصر، وَكَانَ خيرا منجمعا عَن النَّاس متقنعا بوظائف تَركهَا لَهُ أَبوهُ، ولقيته بِمصْر فَأخذت عَنهُ بعض التَّقْرِيب. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمحلي الأَصْل ثمَّ الخانكي الْمُتَصَرف عِنْد الْقُضَاة أديب. مولده سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة ولقيته بالخانكاه فأنشدني قَوْله مواليا فِي نور الْعين: (قصف من جماعا أَعْيَان غُصْن ... بدر كَامِل كَانَ زين) (بَكَيْت سل دَمًا من عَيْني ... عميت حن فقد نور الْعين) عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْجَعْفَرِي النابلسي الْحَنْبَلِيّ أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْعَفِيف. ولد كَمَا كتبه بِخَطِّهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة، وَسمع على الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وعَلى صَفِيَّة ابْنة عبد الْحَلِيم الحنبلية فِي سنة خمس وَسبعين جُزْء من ابْن الطلاية قَالَ: أنابه الأبرقوهي وعَلى أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الفوي فِي سنة تسع وَسبعين جُزْءا فِيهِ منتقى أَحَادِيث مسلسلات بِحرف الْعين من مُسْند الدِّرَامِي وعَلى أبي حَفْص بن أميلة أمالي ابْن سمعون وَغَيرهَا، وَحدث لقِيه شَيخنَا فِي رحلته فَسمع عَلَيْهِ الأول من أمالي ابْن سمعون وَكَذَا سمع عَلَيْهِ من شُيُوخنَا التقي أَبُو بكر القلقشندي وَحدثنَا عَنهُ فِي بَيت الْمُقَدّس بأَشْيَاء، وَآخر مَا وقفت عَلَيْهِ مِمَّا سَمعه مِنْهُ مَا أرخ بجمادى الْآخِرَة سنة تسع وَثَمَانمِائَة ووقفت لَهُ على تصنيفين أَحدهمَا فِي وصف الْحمام سَمَّاهُ رشف المدام نقل فِيهِ عَن ابْن رَجَب وَوَصفه شَيخنَا فَكَأَنَّهُ أَخذ عَنهُ الْفِقْه وَقَالَ أَنه اجْتمع فِي سنة تسع وَتِسْعين بالقاقون بشخص هندي ذكر) لَهُ أَن عمره نَحْو مائَة وَثَلَاثِينَ سنة وَأَنه سَأَلَهُ أببلاد الْهِنْد باقلاء فَقَالَ: لَا وَقَالَ إِن

سَبَب تصانيفه أَنه تَذَاكر هُوَ والغياث أَبُو الْفرج عبد الْهَادِي بن عبد الله اليسطامي مَا عِنْدهمَا من ذَلِك فَاقْتضى جمعه وَأورد فِيهِ من نظمه: (عجبت لأصوات الحمائم إِذْ غَدَتْ ... غناء لمسرور ونوحا لمحزون) (وندبا لمفقود وشجوا لعاشق ... وشوقا لمشتاق وتنهيد مفتون) وَقَوله مواليا: (حمامة الدوح نوحي واظهري مَا بك ... وعددي واندبي من فرقة أحبابك) (لَا تكتمي واشرحي لي بعض أوصابك ... أَظن مَا نابني فِي الْحبّ قد نابك) ثَانِيهمَا فِي الْوَدَاع سَمَّاهُ كشف القناع فِي وصف الْوَدَاع أَو توزيع المكروب فِي توديع المحبوب جمع فِيهِ مَا وقف عَلَيْهِ من الْأَشْعَار الَّتِي فِي الْوَدَاع يكون فِي نصف مُجَلد عمله عِنْد وداع البسطامي الْمَذْكُور وأخويه عبد اللَّطِيف وَعبد الحميد البسطاميين وَالشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد النَّاصِر وَأورد فِيهِ من نظمه قصيدة أَولهَا: (إِنْسَان عَيْني بالمدامع يرعف ... وأظنها كَبِدِي تذوب فتنزف) (وَالْقلب فِي جمر الغضا متقلب ... إِذْ هددوه بالفراق وأرجفوا) وَأُخْرَى أَولهَا: (صب جرت مذ جرى التوديع أدمعه ... وأحرقت بلهيب الشوق أضلعه) (وَفَارق الصَّبْر والسلوان حِين نأى ... وأوحشت عِنْده وَالله أَرْبَعه) عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم النُّور الحريري الْوراق الْمقري وَيعرف بِابْن الْمُؤَذّن أَخذ عَنهُ الْعَسْقَلَانِي السَّبع ولقيه الزين رضوَان بل قَالَ ابْن أَسد أَنه أَخذ عَنهُ. عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن الْحلَبِي الشَّاهِد مِمَّن سمع عَلَيْهِ الْمُحب بن الشّحْنَة مضى فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بن عبد الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن زيد الْعَلَاء الْموصِلِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْمَاضِي وَيعرف كَهُوَ بِابْن زيد. سمع ثلاثيات مُسْند على عَليّ وَحدث بهَا سَمعهَا بعض الطّلبَة عني وَقَالَ إِنَّه مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ قَالَ وَكَانَ صَالحا زاهدا ورعا رَحمَه الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أبي بكر نور) الدّين الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ النجار نزيل الْقَاهِرَة وأخو عبد اللَّطِيف الْمَاضِي وَيعرف بالغنومي نِسْبَة لفخذ من قُرَيْش كَذَا قَالَ وَفِيه وَقْفَة فَلم يذكر بِمَكَّة أَنه قرشي. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي بكر بن عَيَّاش عَن عَاصِم من طَرِيق الشاطبية على الشَّمْس مُحَمَّد بن صديق الْمَكِّيّ

الشَّافِعِي وَأَجَازَ لَهُ وَكَانَ أَبوهُ مالكيا وجده شافعيا فَاخْتَارَ هُوَ مَذْهَب جده فحفظ التَّنْبِيه وَعرضه على الْجمال بن ظهيرة وَولده الْمُحب وَابْن سَلامَة والنور الْمرْجَانِي والعز النويري وَسمع على الأول وَالثَّالِث والزين الطَّبَرِيّ وَأبي الْفضل بن ظهيرة فِي آخَرين واشتغل فِي الْفِقْه على الأول وَالثَّالِث والعز النويري ووالده الْمجد وَغَيرهم، وَحضر عِنْد الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وَلكنه لم يتَمَيَّز وَيحْتَاج كل هَذَا لتحرير، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ النشاوري وَابْن حَاتِم وعزيز الدّين المليجي والتاج الصردي والعراقي والهيثمي وَابْن عَرَفَة وَابْن خلدون وَأحمد بن أقبرص وَعبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ وسافر من مَكَّة إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَتعلم صَنْعَة السُّرُوج فارتزق مِنْهَا فِي بعض الحوانيت بِالْقربِ من جَامع الْحَاكِم ولقيته فَأجَاز لي غير مرّة وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَخمسين بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن بهْرَام. فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ عبد الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد نور الدّين السنبسي الْمَكِّيّ أحد من يتجر ويعامل وَله عقار ويشهر بدبوس. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت منتصف صفر سنة خمس وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. عَليّ الْأَكْبَر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ أَخُو أبي البركات مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن الزين. بيض لَهُ ابْن فَهد وَيُحَرر كَونه من هَذَا الْقرن. عَليّ الْأَصْفَر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن النُّور أَبُو الْحسن الْحَنَفِيّ أَخُو الَّذِي قبله وَأمه خَدِيجَة ابْنة إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر المرشدي. ولد فِي أحد الجمادين سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فِي سنة إِحْدَى فَكَفَلَهُ عَمه الْعَفِيف عبد الله واعتنى بِهِ خَاله الْجمال المرشدي فَأحْضرهُ على الشَّمْس ابْن سكر وَابْن صديق بل وَسمع على ثَانِيهمَا والشهاب بن) منبت والتقي الزبيرِي والزين المراغي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي والشهاب أَحْمد بن أقبرص وَأَبُو حَفْص البالسي والمحب بن منيع وَابْن قوام وَفَاطِمَة وَابْنَة ابْن المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَجَمَاعَة وَنَشَأ فَقِيرا فسافر فِي التِّجَارَة إِلَى سواكن وَغَيرهَا من بِلَاد الْيمن مرَارًا إِلَى أَن أثرى وَكثر مَاله وَاسْتقر فِي نظر رِبَاط السِّدْرَة ورباط كَلَالَة والميضأة المنسوبة لبركة فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فعمر ذَلِك عمَارَة متقنة وبذل فِيهَا جملَة من مَاله قرضا ثمَّ ولي التَّكَلُّم فِي الجشيشة الجمالية بِمَكَّة فِي أثْنَاء

سنة أَربع وَخمسين وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وقرأت عَلَيْهِ بِمَكَّة أَشْيَاء وشكرت سيرته فِيمَا تكلم فِيهِ. مَاتَ فِي مغرب لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشري جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسِتِّينَ رَحمَه الله وَهُوَ وَالِد زَيْنَب وَفَاطِمَة أم عبد الْغَنِيّ وَعلي ابْني أبي بكر المرشدي. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن شمس النُّور الْعَسْقَلَانِي الأَصْل ثمَّ الْغَزِّي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن شمس. مِمَّن قَرَأَ على الْبَدْر بن الديري وَالصَّلَاح الطرابلسي فِي الْفِقْه وعَلى الْبُرْهَان بن أبي شرِيف فِي النَّحْو وعَلى الْبَدْر بن المارداني فِي الْفَرَائِض والحساب والميقات وَنَحْوهَا وعَلى الديمي البُخَارِيّ وَسمع مني المسلسل وَغَيره وأنشدني من نظمه مُخَاطبا لي وَكتبه بِخَطِّهِ: (مَلَأت جَمِيع الأَرْض فضلا ومنة ... وفاز مُرِيد تَحت ظلك يمْكث) (وَهَذَا حَدِيث عَنْك قد صَحَّ نَقله ... وَمثلك عَن كل الورى لَا يحدث) وَقَالَ لي إِنَّه ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حيدرة بن عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى ابْن عبد الْجَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد نور الدّين بن الْمُحب بن الْعِزّ الدجوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي حفيد عَم الْحَافِظ التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن سمع عَلَيْهِ وعَلى الصّلاح الزفتاوي والتنوخي والحلاوي والسويداوي والأبناسي والغماري والزين المراغي وَابْن الشيخة والمطرز فِي آخَرين واشتغل يَسِيرا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي وَكَانَ سَاكن الْحَرَكَة مباشرا بالبيبرسية. مَاتَ فِي منتصف الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين وَدفن بتربتهم وَهُوَ قريب عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حيدرة الْمَاضِي رحمهمَا الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن حسن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الشَّيْخ أبي عبد الله مُحَمَّد بن جمَاعَة بن عبد الله الْهِلَالِي الناصري السقاء وجده الْأَعْلَى قيل إِنَّه كَانَ يُقَال لَهُ الْعُرْيَان مِمَّن) أَخذ عَنهُ أَبُو الْقسم عبد الْعَزِيز المعربي الْمَالِكِي المراغي وَمَات فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة. كَانَ صَاحب التَّرْجَمَة يسْقِي المَاء بالكوز كأبيه وللعامة فيهمَا اعْتِقَاد فشاع بَينهم أَنه رؤى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول لشخص سلم على عَليّ السقا أَو اطلب مِنْهُ الدُّعَاء أَو نَحْو هَذَا وَلم يلبث أَن وَقع فَكسرت بعض أَعْضَائِهِ فتداوى ثمَّ وَقع ثَانِيًا ثمَّ ثَالِثا إِلَى أَن امْتنع من الْحَرَكَة وَصَارَ لَا ينْهض لغير الْقعُود وَظهر على وَجهه نور فتزايد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ وهرعوا لزيارته وَطلب الدُّعَاء مِنْهُ واشتهر بالشيخ على السطيح وَهُوَ صابر شَاكر عَارِف بِهَذِهِ النِّعْمَة وَيُقَال أَنه كَانَ قد قَرَأَ الْقُرْآن أَو أَكْثَره وَحفظ من مجَالِس الْخَيْر بعض الْأَحَادِيث وَعرف بِالْخَيرِ. مَاتَ فِي يَوْم

الْأَحَد سَابِع رَمَضَان سنة سِتّ وَسبعين وَحمل نعشه من قريب سويقة عُصْفُور إِلَى أَن دخلُوا بِهِ من بَاب الْفرج من ظَاهر المؤيدية حَتَّى انْتَهوا بِهِ لجامع الْأَزْهَر فَتقدم الزين زَكَرِيَّا للصَّلَاة عَلَيْهِ ثمَّ توجهوا بِهِ حَتَّى دفن بتربة الْأَشْرَف قايتباي فَكَانَ أول من دفن بهَا مِمَّن ينْسب إِلَى الْخَيْر رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله نور الدّين الأسفاقسي الْغَزِّي الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الصّباغ. ولد من ذ الْحجَّة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والرسالة فِي الْفِقْه ابْن مَالك وعرضهما على الشريف الرَّحْمَن الفاسي وَعبد الْوَهَّاب بن الْعَفِيف اليافعي وَالْجمال ابْن ظهير وقربيه أبي السُّعُود النَّوَوِيّ وَعلي بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشيبي وَمُحَمّد ابْن سُلَيْمَان بن أبي بكر الْبكْرِيّ، وَأَجَازَ لَهُ وَأخذ فِي الْفِقْه عَن أَوَّلهمْ والنحو عَن الْجلَال عبد الْوَاحِد المرشدي وَسمع على الزين المراغي سداسيات الرَّازِيّ وَكتب بِخَط الْحسن وباشر الشَّهَادَة مَعَ إشراف على نَفسه لكنه كَانَ سَاكِنا مَعَ القَوْل بِأَنَّهُ تَابَ وَله مؤلفات مِنْهَا الْفُصُول المهمة لمعْرِفَة الْأَئِمَّة وهم اثْنَا عشر والعبر فِيمَن شفه النّظر، أجَاز لي. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة وَخمسين وَدفن بالمعلاة سامحه الله وإيانا. لعي بن مُحَمَّد بن أَحْمد ب نعْبد المحسن بن مُحَمَّد نور الدّين الْكِنَانِي الزفتاوي الْمصر الْمصْرِيّ الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي. مَاتَ قبله بِمدَّة، وَصفه الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بِالْعلمِ والفضيلة. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن ضوء الْعَلَاء بن الْكَمَال بن الشهَاب الصَّفَدِي الأَصْل الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ والماضي جده وَيعرف كسلفه بِابْن النَّقِيب. ولد سنة عشرَة وَثَمَانمِائَة وَولي مشيخة التنكرية وَغَيرهَا بعد أَبِيه. وَمَات فِي يَوْم السبت عشري جُمَادَى الثَّانِيَة) سنة ثَمَانِينَ. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن حجر نور الدّين أَبُو الْحسن بن الْبَدْر أبي الْمَعَالِي ابْن شَيخنَا الْأُسْتَاذ الشهَاب أبي الْفضل بن حجر. ولد فِي لَيْلَة السبت ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة كَمَا أرخه جده فِي إنبائه ودعا لَهُ بقوله أنشأه الله صَالحا فِي دينه، وَنَشَأ فِي كشف أَبَوَيْهِ فِي غَايَة من الرَّفَاهِيَة وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد باستدعاء طلبة جده بل أحضر مجلسة وَتردد لَهُ الْفَقِيه جَعْفَر الشنهوري الْمَاضِي للتعليم وَغَيره، وَحج مَعَ أَبَوَيْهِ وجاور ورزق عدَّة أَوْلَاد وَلَيْسَ لَهُ تَدْبِير وَلَا قيض لَهُ من يدبره ففسد حَاله. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْملك صير الدّين بن الْملك سعد الدّين بن أبي البركات ملك الْمُسلمين بِالْحَبَشَةِ ووالد مُحَمَّد الْآتِي. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه

وَقَالَ أَنه ملك بعد أَبِيه وَجَرت لَهُ مَعَ كفرة الْحَبَشَة عدَّة وقائع وَكَانَ شجاعا حَتَّى قيل أَنه زحر فرسه فِي بعض الوقائع وَقد هَزَمه الْعَدو فوصل إِلَى نهر عرضه عشرَة أَذْرع فَقطع النَّهر وَنَجَا وَكَانَ عِنْده أَمِير يُقَال لَهُ حَرْب جوس من الْأَبْطَال. مَاتَ مبطونا فِي سنة خمس وَعشْرين وَاسْتقر بعده أَخُوهُ مَنْصُور. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْعَلَاء بن الحطابي الْحَنَفِيّ. سمع على ابْن الْجَزرِي ثمَّ شَيخنَا وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ رَفِيقًا لِابْنِ حسان وَغَيره شرح النخبة وَتَخْرِيج الْهِدَايَة والمتباينات كلهَا لَهُ وعَلى الْمجد الْبرمَاوِيّ كثيرا من سيرة ابْن هِشَام وَأَجَازَ لَهُ الْمُحب بن نصر الله والمقريزي والكلوتاتي، وَكَانَ ظريفا فَاضلا قَرَأَ على القَاضِي سعد الدّين فِي الوافي والكنز وَغَيرهمَا وَحضر عِنْده فِي الْهِدَايَة ورافقه فِي بعض ذَلِك أَبُو الْخَيْر بن الْفراء بل أَظُنهُ مِمَّن انْتفع بِهِ. مَاتَ بعد الْأَرْبَعين. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الأقواسي. يَأْتِي بِدُونِ عَليّ قَرِيبا. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْمَكِّيّ الْعَطَّار وَيعرف بالحجاري. سمع فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ مَعَ ابْن فَهد على ابْن الطَّحَّان وَغَيره وتكرر دُخُوله لمصر وَالشَّام وَغَيرهمَا. عَليّ بن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْحلَبِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أبي جَعْفَر. مِمَّن حفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل قَلِيلا وَسمع وَلم ينجب بل ضيع وجاهة بَيتهمْ وناب فِي الْقَضَاء. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين بحماة وَدفن بهَا وَقد زَاد على الْخمسين. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر نور الدّين بن التَّاج بن الشهَاب بن الزَّاهِد سبط الْفَقِيه) السعودي أمه خَدِيجَة ابْنة عَائِشَة ابْنة الْفَقِيه. عَليّ الْأَصْغَر بن القَاضِي عز الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي النويري الْمَكِّيّ. ولد سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَمَات بهَا صَغِيرا. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن جَعْفَر بن زيد بن أبي إِبْرَاهِيم مُحَمَّد الممدوح الزين أَبُو الْحسن الحسني سبط الزين عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ من بَيت لَهُم جلالة وشهرة. كَانَ إنْسَانا حسنا لطيفا حسن الْأَخْلَاق كَرِيمًا بَاشر الْإِنْشَاء بحلب سِنِين وعد فِي الْأَعْيَان بِحَيْثُ عين لنظر الْجَيْش بهَا وَلما عاقب التتار النَّاس أمسكوه وملئوا سطل نُحَاس من المَاء وَالْملح ليسقوه إِيَّاه وشرعوا فِي ربطه فجَاء ثَوْر فشربه فِي لَحْظَة فتعجبوا وأطلقوه وَلم يعاقبوه. وَمَات بعد ذَلِك بِيَسِير بريحا فِي سنة ثَلَاث

وَنقل إِلَى حلب فَدفن عِنْد أجداده وأقاربه بمشهد الْحُسَيْن. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَتَبعهُ شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْكَمَال عَليّ بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عبد الظَّاهِر بن الْكَمَال عَليّ بن عبد الله الْكَمَال الحسني الأخميمي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف هُنَاكَ بِابْن عبد الظَّاهِر. مِمَّن اشْتغل ولازم زَكَرِيَّا وَأخذ عني أَشْيَاء من جُمْلَتهَا مسلسل الْعِيد فِي يَوْم عيد الْفطر سنة خمس وَتِسْعين وتنزل فِي الْجِهَات كسعيد السُّعَدَاء والجيعانية وَهُوَ إِنْسَان سَاكن خير. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد نور الدّين الدمنهوري الأَصْل الْمَكِّيّ الْعَطَّار هُوَ ووالده. صاهر عبد الْعَزِيز بن عَليّ الدقدوقي على ابْنَته وأولدها مُحَمَّدًا. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْعَلَاء بن الْبَدْر الْمصْرِيّ الأَصْل الفوي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن الْخلال بِمُعْجَمَة مَفْتُوحَة ثمَّ لَام مُشَدّدَة. ولد بفوة وَنَشَأ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَعرض واشتغل فِي الْفِقْه وأصوله والغربية وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه الزين زَكَرِيَّا والجوجري وَابْن قَاسم والبكري والْعَلَاء الحصني وتميز فِي الْفَضَائِل وَأخذ عني الألفية وَغَيرهَا بحثا وكتبت لَهُ إجَازَة بديعة مرّة بعد أُخْرَى وَكَذَا أذن لَهُ غير وَاحِد فِي التدريس والإفتاء، وَحج وخطب بِجَامِع ابْن نصر الله بفوة بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن الزين) زَكَرِيَّا فِي دمنهور وَغَيرهَا مَعَ سُكُون ولطف ذَات وَمَا كنت أحب لَهُ الْقَضَاء بل سَمِعت من يتَكَلَّم فِي جَانِبه فَإنَّا لله. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله بن عواض النُّور أَبُو الْحسن بن الشَّمْس أبي أَحْمد بن القَاضِي نَاصِر الدّين أبي الْعَبَّاس الْقرشِي الْأَسدي الزبيرِي السكندري الأَصْل القاهري الْمَالِكِي ابْن أخي الْبَدْر مُحَمَّد بن أَحْمد وشقيق الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي أمهما ابْنة قَاضِي الْقُضَاة الْجمال بن خير وَيعرف كسلفه بِابْن التنسي. ولد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والرسالة وألفية ابْن مَالك والخزرجية وَالْغَالِب من كل من مختصري ابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي والشذور وَبَعض الشاطبية، وَعرض على الزينين عبَادَة وطاهر وَغَيرهمَا وعَلى الثَّانِي جود الثُّلُث الأول من الْقُرْآن بل أَخذ عَنهُ وَعَن أبي الْقسم النويري والأبدي وَأبي الْفضل المغربي الْفِقْه وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض وَأخذ أُصُوله عَن الثَّانِي وَالثَّالِث فَقَرَأَ على أَولهمَا شَرحه لتنقيح الْقَرَافِيّ وعَلى ثَانِيهمَا فِي الْعَضُد

وَكَذَا أَخذ فِي الْعَضُد أَيْضا بِقِرَاءَة الشهَاب بن الصَّيْرَفِي عَن الشرواني وَعنهُ وَعَن الشمني أَخذ أصُول الدّين وَكَذَا عَنْهُمَا وَعَن الأبدي والخواص أَخذ الْعَرَبيَّة وَعَن الشمني فَقَط والكافياجي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَعَن الشمني وَحده عُلُوم الحَدِيث ودأب فِي التَّحْصِيل وَقَرَأَ أَيْضا فِي الْفَرَائِض وَالْعرُوض والمنطق وَغَيرهَا وَأخذ القطب عَن التقي الحصني وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا والزين الزَّرْكَشِيّ وَفِي البُخَارِيّ بالظاهرية على الْجَمَاعَة وَكَذَا بالكاملية فِيمَا ذكر، وَحج فِي سنة خمسين وَسمع هُنَاكَ على أبي الْفَتْح المراغي فِي مُسلم وَلم يمعن من ذَلِك جَريا على عَادَة كثيرين، وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل بعد ذَلِك وَدخل الشَّام وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة والبراعة فَلَمَّا مَاتَ عَمه اسْتَقر فِي تدريس الْفِقْه بالجمالية عوضا عَنهُ بعد مُنَازعَة من الْقَرَافِيّ فِيهِ وَكَذَا اسْتَقر فِي تدريس الْفِقْه بِجَامِع ابْن طولون بعد الحسام بن حريز وناب فِي الْقَضَاء عَن الولوي السنباطي فَمن بعده لَكِن بِأخرَة ترفع عَن تعاطيه وتصدى للإقراء وقتا وَقسم بعض كتب مذْهبه كالمختصر والرسالة وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَرُبمَا كتب على الْفَتْوَى ولمامات المحيوي بن عبد الْوَارِث نوه الزيني بن مزهر بِهِ فِي قَضَاء الشَّام عوضه وَصعد مَعَه لذَلِك مرّة بعد أُخْرَى وَهُوَ يرجع بِدُونِ غَرَض هَذَا مَعَ ركُوب الْقُضَاة وَنَحْوهم لتلقيه فتألم هُوَ وأحبابه لذَلِك وَصَارَ يجْتَهد فِي إمضائه بعد أَن كَانَ أظهر أَولا عدم الرَّغْبَة فِيهِ وَيُقَال إِن) السُّلْطَان فهم مِنْهُ ذَلِك وعقب عَلَيْهِ فِي اعتذاره عَن عدم الْمُوَافقَة بخوف إِدْرَاك الْمنية غَرِيبا كَالَّذي قبله وَكَانَ ذَلِك سَبَب تَأْخِير الْولَايَة، كل ذَلِك والزيني لَا ينثني عَن مساعدته إِلَى أَن تمّ الْأَمر وَصعد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع شَوَّال سنة خمس وَسبعين فاستقر وَرجع وَمَعَهُ الْقُضَاة الْأَرْبَعَة والزيني وناظر الْخَاص وَجَمَاعَة وهرع النَّاس لتهنئته وَكنت مِمَّن سلم عَلَيْهِ فِي آخر ثَانِي يَوْم الْولَايَة واستخبرته عَن الْعَزْم أهوَ فوري أَو متراخ فَقَالَ: أَرْجُو التَّرَاخِي أَو كَمَا قَالَ وَمَا رَأَيْته مُسْتَبْشِرًا وَكَانَ الفأل بالْمَنْطق فَإِنَّهُ مَاتَ بعد بِيَوْم وَلَيْلَة فِي أثْنَاء لَيْلَة الْجُمُعَة سابعه فَجْأَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بَين الْجُمُعَة وَالْعصر وَدفن بحوش الصلاحية سعيد السُّعَدَاء وأراحه الله مَعَ تألم أَكثر النَّاس لفقده لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من الْفَضِيلَة التَّامَّة والبيتوتة وَالْعقل وَحسن الْعشْرَة وَإِن نَازع بَعضهم فِي بَعْضهَا رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن الْعِمَاد بن الشهَاب الْهَاشِمِي الْعلوِي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ. ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار فِي الْفِقْه وَسمع الصَّحِيح على ابْن صديق بحلب والتساعيات

الْأَرْبَعين للقطب الْحلَبِي على حفيده القطب عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بِالْقَاهِرَةِ واشتغل يَسِيرا وَولي كأبيه مشيخة الشُّيُوخ بحلب ولقيته بهَا، وَقد عرض لَهُ فالج من نَحْو ثَمَانِيَة أشهر لَكِن مَعَ صِحَة عقله وسَمعه وبصره فَقَرَأت عَلَيْهِ شَيْئا، وَكَانَ دينا خيرا عَاقِلا حسن الْعشْرَة مَعَ حِدة فِي خلقه رَئِيسا حشما من بَيت مَشْهُور بالرياسة والحشمة مِمَّن صحب الظَّاهِر ططر والأشرف برسباي لَكِن مَعَ تقلله من الِاجْتِمَاع بهما لكَونه قَلِيل التَّرَدُّد إِلَى النَّاس مَعَ كَثْرَة مواظبته لزيارة الْبُرْهَان الْحَافِظ والتردد إِلَيْهِ. مَاتَ فِي آخر لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع حلب وَدفن بتربة أسلافه خَارج بَاب الْمقَام رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الخيري الأَصْل الْمَكِّيّ أَخُو مُحَمَّد الْآتِي والعطار بِمَكَّة وَجدّة. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد نور الدّين الهيثمي ثمَّ الطبناوي القاهري الْمَالِكِي الْأَشْعَرِيّ وَيعرف يالطبناوي. ولد فِي أول الْقرن بمحلة أبي الْهَيْثَم وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْبُرْهَان السنهوري الْمَالِكِي وجوده عَلَيْهِ بل تلاه لأبي عَمْرو وَحفظ عِنْده الرسَالَة الفرعية) واشتغل يَسِيرا وَأخذ الْمِيقَات عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن حُسَيْن الشرنبابلي وَصَحب نَاصِر الدّين الطبناوي وَأُخْته أم زين الدّين عَائِشَة المدعوة ريحَان وبالقاهرة الشَّيْخ مُحَمَّدًا الكويس وَقَالَ إِنَّه كَانَ من الأبدال وَقَرَأَ فِيهَا الثُّلثَيْنِ من شرح الرسَالَة للفاكهاني على الْمجد الْبرمَاوِيّ الشَّافِعِي ولازمه حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ األفية ابْن مَالك وقواعد ابْن هِشَام وصحيح البُخَارِيّ بِتَمَامِهَا وَأخذ أَيْضا عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَكَذَا قَرَأَ فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا على الزين عبَادَة وَفِيهِمَا فَقَط عَن الحناوي وعَلى الشَّمْس الحجاري شرح الشواهد للعيني فِي حَيَاة مُؤَلفه وتصنيفه على الشفا وعَلى نَاصِر الدّين الفاقوسي الصَّحِيح وانْتهى فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بل قَرَأَهُ على شَيخنَا وَتمّ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ مَعَ مُرَاعَاة النُّسْخَة اليونينية وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل البارع الْقدْوَة، وتنزل صوفيا بالأشرفية برسباي أول مَا فتحت بعناية جكم صهر الْوَاقِف لاختصاصه بِهِ ثمَّ تَركهَا وَأقَام عِنْد الْأَمِير جميل مُدَّة لمزيد اعْتِقَاده فِيهِ حَتَّى كَانَ لَا اخْتِيَار لَهُ مَعَه فِي مَال وَلَا غَيره وَاشْترى لَهُ بَيْتا هائلا ببركة جناق وأوصاه بتزويج زَوجته بعده وَالسُّكْنَى بهَا فِيهِ حَسْبَمَا بَلغنِي فَفعل وحصلت لَهُ محنة فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق وَأدْخلهُ فِيهَا سجن أولي الجرائم وَأقَام فِيهِ مُدَّة وَكَانَ يَقُول للساعين فِي إِطْلَاقه رويدكم وَيُشِير إِلَى أَن شَيْخه نَاصِر الدّين عين لَهُ الأمد فِي ذَلِك قبل وُقُوعه مَعَ نسبته لمعْرِفَة علم

الْحَرْف، وَالنَّاس فِيهِ فريقان وَمِمَّنْ كَانَ حسن الِاعْتِقَاد فِيهِ الْمَنَاوِيّ وَأَبُو السعادات البُلْقِينِيّ وَبَالغ معي فِي إطرائه بِحَيْثُ حَملَنِي ذَلِك على الِاجْتِمَاع بِهِ مرّة بعد أُخْرَى وكتبت عَنهُ قَوْله: (طَريقَة أهل الْخَيْر كالسيف من يرم ... على مَتنه مشيا يكن مَشْيه صدقا) (وَإِن طَرِيق الصَّادِقين طَوِيلَة ... وَلَكِن سر الصدْق قصرهَا حَقًا) (فَإِن كُنْتُم من جملَة الْقَوْم فَاصْبِرُوا ... وَإِلَّا فموتوا بالجهالة فِي الحمقى) (وَمن يَدعِي الصدْق الشريف فَإِنَّهُ ... سيكشفه الروياض يذهب أَو يبْقى) وَقَالَ لي أَن لَهُ رسائل أراجيز اثْنَتَانِ فِي الجيب وثالثة فِي المقنطرات وَكَانَ مُتَقَدما فِي ذَلِك أقرأه لغير وَاحِد وَأَن لَهُ وَسِيلَة الخدم إِلَى أهل الْحل وَالْحرم فِي تَرْجَمَة سِتّ الْبَنِينَ وَغَيرهَا من الْفُقَرَاء والحمى الأحمدي والرباط الصمدي ضمنه أَشْيَاء مِنْهَا الأبيات الْمَذْكُورَة، وَرَأَيْت لَهُ أرجوزة نَحْو خمسين بَيْتا كتبهَا فِي إجَازَة لخليل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الدمياطي إِمَام مَنْصُور. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ فِي يَوْمه) وَدفن بتربة النَّجْم الْعَيْنِيّ من نواحي جَامع آل ملك سامحني الله وإياه. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْعَلَاء السسكندري البراح بهَا وَيعرف بأخي مَنْصُور الفخري ثمَّ بِخِدْمَة الْملك الْمَنْصُور إِنَّه كَانَ وَهُوَ ابْن نَحْو عشْرين سنة أَمينا على محبسه بإسكندرية بعد خلعه وَلزِمَ خدمته فِيهَا وَفِي دمياط حِين حول إِلَيْهَا وَحج مَعَه كشيخه الْعَلامَة التقي قَاسم الْحَنَفِيّ وَولده والبدر الْقُدسِي ثمَّ مَعَ ابْنَته السِّت خَدِيجَة حِين حجت سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور مَعهَا ورسم عَلَيْهِ بعض يَوْم لكذب بَرَكَات بن حُسَيْن الفتحي فِي قَوْله عَن إِبْرَاهِيم بن سَالم أَخ فَلم يلبث أَن بَان بُطْلَانه. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن نور الدّين بن شمس الدّين السكندري الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي نزيل زَاوِيَة الشَّيْخ مَدين وَيعرف بالمصري. ولد سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدار التفاح بِمصْر وَنَشَأ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن وجوده على عَليّ الضَّرِير المخبزي وتلاه لأبي عَمْرو وَابْن كثير عَليّ الشَّمْس بن الحمصاني وتدرب بِهِ وبالشهاب الشَّاب التائب فِي الْكِتَابَة بعدة أَقْلَام وَحفظ التبريزي ومقدمة فِي الْعَرَبيَّة واشتغل ولازم الْجلَال الْبكْرِيّ والبهاء بن الْقطَّان وَإِبْرَاهِيم العجلوني فِي الْفِقْه وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة عَن أَحْمد بن يُونُس المغربي وشارك فِي الْجُمْلَة وَفهم الْأَدَب وَكتب

من يجر لَهُ نفعا، وَقد تردد إِلَيّ وَكتب بعض التصانيف وَقرأَهَا، وقطن زَاوِيَة الشَّيْخ مَدين بعد أَن اشْتغل بالتعليم حَتَّى كَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن وكتبا الْبَدْر ابْن عبد الْوَارِث وَصَحب إِبْرَاهِيم المتبولي. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد الدمنهوري الْمَكِّيّ. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد نور الدّين بن نَاصِر الدّين البلبيسي ثمَّ الْمَكِّيّ. يَأْتِي فِي عَليّ بن نَاصِر. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن نور الدّين السكندري القاهري الحريري وَيعرف بِابْن أبي أصْبع. كَانَ يتعانى التِّجَارَة فِي الْحَرِير وَغَيره وتكرر سَفَره لمَكَّة بِسَبَبِهَا حَتَّى كَانَت منيته بهَا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ، وَكَانَ عَاقِلا عشيرا عَفا الله عَنهُ ورحمه. عَليّ بن شمس الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن الأقواسي وَاسم جده أَحْمد بن عَليّ. مِمَّن تردد للقاهرة وَغَيرهَا كثيرا واشتغل قَلِيلا وتميز فِي الْمِيقَات ولازمني بِمَكَّة وَغَيرهَا. مَاتَ. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد نور الدّين الْعَبْسِي. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ:) كَانَ أَبوهُ فَاضلا وَنَشَأ هُوَ فِي طلب الْعلم وَحفظ المصنفات وعرضها عَليّ فِي سنة نَيف وَتِسْعين وَمهر فِي الْأَدَب ونظم الشّعْر سَمِعت مِنْهُ من نظمه. وَمَات شَابًّا، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ: أدبه الْمجد إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْحَنَفِيّ القَاضِي وَحفظ المقامات الحريرية ونظم الشّعْر وَمهر فِي الْأَدَب مَاتَ فِي سنة إِحْدَى عشرَة تخمينا. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد نور الدّين أَبُو الْحسن الفيشي الأَصْل القاهري الْمَالِكِي. يَأْتِي فِيمَن جده عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد نور الدّين الكومي الجارحي ثمَّ القاهري السَّقطِي بتحريكتين نِسْبَة لبيع السقط وَيعرف فِي بَلَده بِابْن حبلص والآن بالسقطي مِمَّن حَال إخْوَته وأقاربه مَعْرُوف عِنْد النُّور الجارحي الغمري وَالصَّلَاح المتبولي أخي الشهَاب وَلكنه أَقَامَ عِنْد إِبْرَاهِيم المتبولي وَصَارَ بعده يدْخل فِي كَلِمَات فظيعة حَتَّى أَنه حسب مَا حَكَاهُ لي غير وَاحِد قَالَ أَنه رأى فِي كَلَام ابْن عَرَبِيّ تكفيره لفرعون وَذَلِكَ مُخَالف لما نَقله النقات عَن ابْن عَرَبِيّ ونوه بِهِ عبد الرَّحِيم الأبناسي وَزعم أَنه من محققي الصوفيه فاغتر بِهِ من لم يتهذب بل مِمَّن كَانَ يجله الزيني زَكَرِيَّا لموافقته لَهُ فِي اعْتِقَاد ابْن عَرَبِيّ بِحَيْثُ أَنه أعطَاهُ حِين حج فِي سنة تسعين فِي الْبَحْر ألف دِرْهَم مِمَّا قل أَن يعْهَد لَهُ مثله مَعَ الأكابر فضلا عَمَّن دونهم وَقد اجْتمع بِي بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بِمَكَّة فِي سنة سبع وَتِسْعين وَقَالَ لي إِنَّه ولد بكوم الْجَارِح سنة سبع وَأَرْبَعين

وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول قبل بُلُوغه مَعَ وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة فَنزل زَاوِيَة المتبولي بالحسنية وَلزِمَ خدمته بهَا وببركة الْحَاج وبالحجاري وتكسب بِالسقطِ تَحت الرّبع وَأَنه مر مَعَ الأبناسي على كتابين زعم أَنه جَمعهمَا أَحدهمَا شرح فِيهِ الحكم لبابا ظَاهر الهمذاني وَأَنه هُوَ وَابْن خطيب الفخرية وزَكَرِيا قرضوه لَهُ وَأَنه حج كثيرا مَعَ أَبِيه وَغَيره وتكرر مَجِيئه على الْمُحب المجهز للحرمين كَاتبا، وَدخل الصَّعِيد ودمياط. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ عَامي لم يُعجبنِي أمره مَعَ مبالغته فِي الانخفاض معي. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد المقسي الْقَزاز المدولب ابْن عَم الْمُوفق مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْآتِي وَيعرف بِابْن شيخون. مِمَّن قَرَأَ فِي صغره ثمَّ تعانى التكسب وسافر بالقماش الْأَزْرَق إِلَى مَكَّة غير مرّة وجاور مرَارًا وَدخل الْيمن وَغَيرهَا. وَمَات هُنَاكَ بعد التسعين. عَليّ بن مُحَمَّد بن) أَحْمد الطبناوي أَظُنهُ غير الْمَاضِي فِيمَن جده أَحْمد بن يُوسُف مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْقرشِي القاياتي. رَأَيْته كتب فِي عرض سنة ثَلَاث. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد شمس الدّين أَبُو الْحسن السرحي بمهملات مفتوحتين ثمَّ مَكْسُورَة نِسْبَة لقبيلة يُقَال لَهَا بَنو سرح سَاكِنة الرَّاء الْيحصبِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِبِلَاد بني سرح وَحفظ بهَا الْقُرْآن وتحول مِنْهَا إِلَى جبن فحفظ بهَا الشاطبتين وتلا الْبَقَرَة وَآل عمرَان للسبع على الْمُقْرِئ الرضي أبي بكر بن إِبْرَاهِيم الْحرَازِي نزيل جبن ثمَّ انْتقل مَعَه حِين ابْتِدَاء الْفِتْنَة بعد موت عبد الْوَهَّاب بن دَاوُد بن طَاهِر وَالِد الشَّيْخ عَامر إِلَى المفرانة فأكمل الْقرَاءَات عَلَيْهِ بهَا مَعَ التفهم فِي الشاطبيتين وَحفظ فِيهَا أرجوزة ابْن الْجَزرِي فِي التجويد وَكَذَا الْبردَة وتخميسها لناصر الدّين الفيومي وَقَرَأَ ذَلِك على شَيْخه الْمَذْكُور وتحول إِلَى المخادر بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة فَقَرَأَ فِيهَا على الْفَقِيه بهَا عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَلِيم بن سَالم وأخيه فِي التَّنْبِيه والمنهاج ثمَّ إِلَى صنعاء وَقَرَأَ بهَا فِي النَّحْو على بعض شيوخها فِي مُقَدّمَة طَاهِر بن بابشاذ ثمَّ ارتحل لِلْحَجِّ فحج فِي سنة سِتّ وَتِسْعين ودام بِمَكَّة الَّتِي تَلِيهَا ولقيني بهَا فَقَرَأَ عَليّ الشفا ومؤلفي فِي خَتمه والصحيحين ورياض الصَّالِحين وأربعي النَّوَوِيّ وَسمع على سيرة ابْن هِشَام وَجل سيرة ابْن سيد النَّاس وَغَيرهمَا واشتغل فِي أصُول الدّين عِنْد السَّيِّد عبيد الله وَفِي الْفِقْه على الشهَاب الْخَولَانِيّ وَابْن أبي السُّعُود، وَهُوَ مأنوس خير كَانَ الله لَهُ. عَليّ بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين أَبُو الْحسن النَّاشِرِيّ الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي من بَيت كَبِير. ذكره

الخزرجي مطولا فِي تَارِيخه وَكَذَا الْعَفِيف فِي الناشريين وَقَالَ أَولهَا: كَانَ شَاعِرًا لبيبا حسن المحاضرة كثير الْمَحْفُوظ عَارِفًا بالأخبار والتواريخ وَالسير وآداب الْمُلُوك مشاركا فِي كثير من الْعُلُوم حصل الْفِقْه والنحو وَسمع الحَدِيث ثمَّ اخْتصَّ بالأشرف سُلْطَان الْيمن وَله فِيهِ غرر المدائح ونال بِسَبَب ذَلِك ثروة وَكَذَا مدح غَيره وشعره كثير وبلاغته منتشرة مَعَ الْكَرم وعلو الهمة والتبذير بِحَيْثُ لَا يمسك شَيْئا بل قل أَن يُوجد فِي عصره مثله وَمن رسائله مِمَّا كتب بِهِ للأشرف وَهُوَ عَار من النقط وَلكنه لم يراع رسم الْكِتَابَة: أَعلَى الله سَمَاء سمو علاك ورعاك صدورا وورودا وحماك وأسما أسماك عَلَاء) السماك وكلأك مدى الدهور وعمرك لكل معمور وأكمل لَك مدى السرُور وكمل عددك وسدد أودك وملكك هام الْمُلُوك وَسَهل لَك وعر السلوك كم عَدو سَأَلَك وَكم سؤل أملك دَامَ مدى السُّعُود لَك مَا هلل الله ملك ومحررها أحَال الدَّهْر حَاله وحرر سُؤَاله وَأعلم رحاله مؤملا أَعلَى الآمال وَلَا عمل لَهُ إِلَّا الْمَدْح وَهُوَ أَعلَى الْأَعْمَال وَمرَاده الْعود مَسْرُورا وطوالع الْأَعْدَاء حورا وعورا. وَقَالَ ثَانِيهمَا: كَانَ قد اشْتغل وَفضل فِي الْفِقْه والنحو وشارك فِي جلّ الْعُلُوم وَمن شُيُوخه القاضيان أَبَوا بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد وَابْن عمر بن عُثْمَان الناشريان وَلَكِن غلب عَلَيْهِ الشّعْر مَعَ الْفِقْه الْجيد بِحَيْثُ ولي تدريس الصلاحية بالسلامة والرشيدية فِي تعز وَنظر فِيهَا وَفِي مَسْجِد كافور بتعز وَمن تآليفه فِي الْأَدَب السلسل الْجَارِي فِي ذكر الْجَوَارِي وديوان يشْتَمل على مقاطيع جَيِّدَة وَمِمَّنْ روى لنا عَنهُ التقى ابْن فَهد والأبي بل ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: شَاعِر الْيمن فِي عصره مدح الْأَفْضَل والأشرف لَقيته بزبيد وَسمعت من نظمه، وَمَات رَاجعا من الْحَج فِي أول ربيع الأول سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَهُوَ مُخْتَصر فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد نور الدّين الْبَيْضَاوِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الزمزمي الشَّافِعِي بن أخي نابت وَأبي الْفَتْح ابْني إِسْمَاعِيل والمصاب بِإِحْدَى كريمتيه وَيعرف كسلفه بالزمزمي. ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ على عَم وَالِده شَيخنَا الْبُرْهَان الزمزمي وتدرب بِعَمِّهِ أبي الْفَتْح وبرع فِي الْمِيقَات والفرائض وَنَحْوهمَا وشارك فِي الْفِقْه وأصوله وَصَارَ الْمعول عَلَيْهِ هُنَاكَ فِي الْمِيقَات والروحاني وَنَحْوهَا بل اشْتهر بالحجب عَن من يتعبث بِهِ الجان وَقصد فِيهِ وحكيت عَنهُ فِي أَخْبَار. وَقد لَقيته غير مرّة فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة وقصدني بِالسَّلَامِ حِين قدومي الْمرة الثَّالِثَة وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سادس ذِي الْحجَّة سنة

خمس وَثَمَانِينَ وَدفن عِنْد سلفه بالمعلاة وَلم يخلف فِي فنونه بعده مثله، وَله فِي الْفَرَائِض والفلك مناظيم مِنْهَا المشرع الفائض فِي الْفَرَائِض يزِيد على ألف بَيت وكنز الطلاب فِي الْحساب وَكَذَا تحفة الطلاب، وأقرأ الطّلبَة وباشر الْأَذَان رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عَليّ بن مُحَمَّد بن أقبرس الْعَلَاء القاهري الشَّافِعِي وَالِد يحيى وَيعرف بِابْن أقبرس. ولد فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَلم تعلم لَهُ فِيمَا بَلغنِي صبوة، وحبب إِلَيْهِ الطّلب بعد أَن أَقَامَ عنبريا مُدَّة وتنزل فِي قراء الصّفة بالجمالية لطراوة صَوته ثمَّ اقْتصر فِيهَا) على التصوف وَصَارَ بِوَاسِطَة كَونه من صوفيتها يحضر الدُّرُوس بهَا عِنْد شيخها همام الدّين ثمَّ عِنْد كل من الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ بل قَرَأَ على إمامها أَمِير حَاج شرح الحاجبية للْمُصَنف وتلا عَلَيْهِ وعَلى الزراتيتي للسبع وَكَذَا أَخذ فِي النُّصُوص الصَّدْر العجمي وَفِي الْمنطق فِي ابْتِدَائه عَن أفضل الدّين القرمي الْحَنَفِيّ ورافق ابْن الْهمام فِي أَخذه لَهُ عَن الْجلَال الْهِنْدِيّ وَأثْنى على مَعْرفَته فِيهِ وَقَرَأَ فِي الْفِقْه وَغَيره على الشَّمْس البوصيري ولازم الْبِسَاطِيّ مُلَازمَة تَامَّة فِي فنون كالنحو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والأصلين وَغَيرهَا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَمن قبله لَكِن يَسِيرا الْعِزّ بن جمَاعَة وَحضر عِنْد الْعَلَاء البُخَارِيّ وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا وَغَيره وتعانى الْأَدَب وناب فِي الْقَضَاء للشمس الْهَرَوِيّ فِي سنة سبع وَعشْرين فَمن بعده وأضاف إِلَيْهِ شَيخنَا بِأخرَة قَضَاء الجيزة عوضا عَن أبي الْعدْل البُلْقِينِيّ وزاده الشّرف الْمَنَاوِيّ النحرارية والفيوم والواح وَالنَّظَر على ضريح أبي النجا بفوة وعَلى جَامع منوف وعمره من مَاله وَذَلِكَ أَيَّام الظَّاهِر جقمق فَإِنَّهُ صَحبه قبل ولَايَته ولازمه حَتَّى عرف بِهِ فَلَمَّا اسْتَقر حصل لَهُ مِنْهُ حَظّ وصيره من ندمائه وولاه وظائف مِنْهَا نظر الْبيُوت والأوقاف ومشيخة خانقاه قوصون بالقرافة بل الْحِسْبَة بالديار المصرية ثمَّ نظر الأحباس وَلم يحمد فِي مُبَاشَرَته وَتوسع فِي دُنْيَاهُ جدا وحاول أَبُو الْخَيْر النّحاس إغراء السُّلْطَان بِهِ فَمَا نَهَضَ لتكرر خدمته لَهُ بِالْمَالِ وَغَيره نعم عَزله عَن الْحِسْبَة وعوضه عَنْهَا الأحباس ورام مرّة فِيمَا قيل إِخْرَاجه من الديار المصرية فَمَا تمّ فَلَمَّا مَاتَ صودر وَأخذ مِنْهُ جملَة وعزل من جَمِيع وظائفه وَاسْتمرّ ملازما لبيته حَتَّى مَاتَ، وَقد حج وجاور فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وزار فِي صغره بَيت الْمُقَدّس وسافر إِلَى دمشق وَدخل إسكندرية ودمياط وقاسى فِي وَقت فلقَة فامتدح الشَّافِعِي بقصيدة وأنشدها عِنْد ضريحه فَلم يلبث أَن اسْتَقر جقمق فانثالت عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَكَذَا امتدح الشَّافِعِي حِين اسْتِقْرَار السَّقطِي فِي الْقَضَاء،

وَكَانَ سليم الْبَاطِن محبا للترفع فِي الْمجَالِس متواضعا مَعَ أَصْحَابه مَعْرُوفا ببر أمه جَهورِي الصَّوْت مقداما طلق الْعبارَة مقتدرا على الدُّخُول فِي النَّاس وصحبة الأتراك عالي الهمة ذَا فَضِيلَة فِي الْجُمْلَة لَكِن الْغَالِب عَلَيْهِ الْأَدَب وَله نظم كثير ومطارحات مَعَ غير وَاحِد وَهُوَ فِي الهجو أقعد مِنْهُ فِي غَيره وَرُبمَا يَقع فِي نظمه الْجيد وَكَذَا فِي نثره وَهُوَ يغوص على الْمعَانِي الْحَسَنَة إِلَّا أَنه يرضى عَن التَّعْبِير عَنْهَا بِأَيّ عبارَة سنحت لَهُ وَقد كتب على الشفا شرحا فِي مجلدين فِيهِ فَوَائِد وَكَذَا على أربعي) النَّوَوِيّ وعَلى قِطْعَة من منهاجه وَعمل نكتا على نزُول الْغَيْث للدماميني وعَلى التَّمْهِيد والكوكب كِلَاهُمَا للأسنوي وَلَكِن لَيست تصانيفه بِذَاكَ وَمِمَّا كتبه بآخر نكت نزُول الْغَيْث قَوْله: (تَأمل مَا كتبت وَكن نصُوحًا ... وَلَا تعجل بهجوي وامتداحي) (فَلَا عَار موافاتي خَلِيلًا ... وَلَا أَنِّي نسبت إِلَى الصّلاح) وَكَذَا من نظمه حِين أشرك مَعَه شَيخنَا فِي مجْلِس الشَّافِعِيَّة بالكبش أثير الدّين الخصوصي: (تركت الحكم حِين رأيتفيه ... مشارمتي مَعَ السّفل اللُّصُوص) (وَقَالُوا عَم فِيك الْعَزْل قُلْنَا ... رَضِينَا بِالْعُمُومِ وَلَا الْخُصُوص) فَأَجَابَهُ أثير الدّين بقوله: (تنحى عَن قَضَاء الْكَبْش تَيْس ... غوي ضل عَن نقل النُّصُوص) (وَلما زَاد فِي الْبلوى عُمُوما ... أَتَاهُ الْعَزْل رغما بالخصوص) وَمِنْه: (أجج النّحاس نَارا ... فِي الورى لما تعدى) (كلما لَاحَ شرارا ... فنفاه وتعدى) فَأَجَابَهُ النّحاس بِمَا سَيَجِيءُ فِي تَرْجَمته وَعِنْدِي من نظمه مِمَّا كتبته عَنهُ أَشْيَاء بل لي مَعَه ماجريات. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد منتصف صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ، وَقد قَالَ المقريزي فِي حوادث سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين إِنَّه نَشأ بِالْقَاهِرَةِ فِي سوق العنبرانيين وَطلب الْعلم وناب فِي الحكم عَن الْحَافِظ ابْن حجر وَصَحب السُّلْطَان مُنْذُ سِنِين وَصَارَ مِمَّن يتَرَدَّد لمجلسه أَيَّام سلطنته فداخل النَّاس مِنْهُ وهم كَبِير وَلم يبد مِنْهُ إِلَّا خير انْتهى. عَليّ بن مُحَمَّد بن بركوت الشيبكي الْمَكِّيّ الْعجْلَاني أحد القواد بهَا. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن مُحَمَّد بن بكتمر نور الدّين بن نَاصِر الدّين القبيباتي الْحَنَفِيّ نزيل الشيخونية. ولد فِي يَوْم الْأَحَد عشري شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة

وَحفظ الْقُرْآن وجوده وَحضر دروس جمَاعَة من مدرسي الشيخونية والصرغتمشية والقانبيهية لكَونه منزلا فِيهَا وداوم التِّلَاوَة وَهُوَ مِمَّن يحضر عِنْدِي بالصرغتمشية وَلَكِن منع من الْإِقَامَة بالشيخونية لما نسب إِلَيْهِ فَالله أعلم. عَليّ بن مُحَمَّد بن بكر الشّعبِيّ بِالضَّمِّ الْيَمَانِيّ. كَانَ حَيا فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَلَاثِينَ) وَثَمَانمِائَة، رَأَيْته صنف أَرْبَعِينَ فِي فضل الْأَئِمَّة العادلين والسلاطين المقسطين عروى فِيهَا عَن الْجمل الْأَرْبَعَة ابْن ظهيرة وَمُحَمّد بن عَليّ الْبَيْضَاوِيّ وَأبي عبد الله مُحَمَّد الطّيب بن أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ وَأبي حَامِد مُحَمَّد بن الرضي بن الْخياط وناصر الدّين مُحَمَّد بن عوض وَابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن عمر بن إِبْرَاهِيم المسبحي وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ اليمني ثمَّ الْمَكِّيّ وبالإجازة عَن الشّرف بن الكويك وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ والزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي فِي سنة خمس عشرَة. عَليّ بن مُحَمَّد بن بيبرس حفيد بيبرس الأتابك ابْن أُخْت الظَّاهِر برقوق ووالد الركني بيبرس الماضيين. نَشأ فِي كَفَالَة أَبِيه وَحفظ الْقُرْآن عِنْد ابْن صدر الدّين واعتنى بِهِ الظَّاهِر جقمق فَجعله خاصكيا ثمَّ كَبِير أهل الطَّبَقَة البرهانية بل أعطَاهُ إقطاع إمرة أَرْبَعِينَ وَكَانَ زَائِد التلفت لترقيه بِحَيْثُ ينعم عَلَيْهِ بِالْمَالِ وَغَيره وزوجه عدَّة من الْمُعْتَبرَات فَلَمَّا مَاتَ تغير حَاله وَلزِمَ التهنك والإسراف على نَفسه وأتلف كثيرا من رزقه بِحَيْثُ لم يتَأَخَّر سوى الْوَقْف الَّذِي من قبل جده وَتزَوج ستيتة ابْنة الكمالي بن شيرين واستولدها بيبرس الْمشَار إِلَيْهِ وَغَيره وَاسْتمرّ على إسرافه حَتَّى مَاتَ عَن بضع وَثَلَاثِينَ سنة ثَمَان وَسبعين وَكَانَ حسن الشكالة سامحه الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عدنان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد ابْن عدنان الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن نَاصِر الدّين بن الْعِمَاد بن الْعَلَاء الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ سبط الْبُرْهَان الباعوني، أمه خَدِيجَة العثمانية ونقيب الْأَشْرَاف بِالشَّام كَانَ كأبيه وجده وَيعرف بِابْن نقيب الْأَشْرَاف. ولد فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار والألفيتين وَجمع الْجَوَامِع وَغَيرهَا وَعرض على حميد الدّين وحسام الدّين وَغَيرهمَا من الْحَنَفِيَّة وَغَيرهم وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الشّرف بن عيد وَمولى حاجي والعز بن الْحَمْرَاء وَالشَّمْس البُخَارِيّ وَعنهُ أَخذ أصُول الْفِقْه وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الشهَاب الزرعي والطب عَن حَكِيم الدّين الشِّيرَازِيّ وَالْمولى قطب الدّين السَّمرقَنْدِي وَعرف بمزيد الذكاء وتميز فِي الْعَرَبيَّة وَبَعض العقليات وشارك فِي الْفِقْه بل أتقن

الطِّبّ مَعَ ثروة زَائِدَة فِيمَا قيل ورياسة وحشمة وَحسن شكالة ورونق كَلَام وتواضع وعقل تَامّ وأدب وملاحظة فِي تكمله للقواعد وإنصافه فِي المباحث وَقد تلقى عَن أَبِيه نقابة الْأَشْرَاف بِدِمَشْق وتدريس الريحانية ونظرها وتدريس المقدمية وَغير ذَلِك ثمَّ صرف عَن النقابة بالسيد إِبْرَاهِيم بن) القبيباتي بل أشيع أَن الْأَشْرَف قايتباي خطبه لقَضَاء الْحَنَفِيَّة بِمصْر بعد شَيْخه ابْن عيد فَأبى وَلكنه لم يفصح لي بذلك حِين اجتماعي بِهِ عقلا خوفًا من أَن يكون ذَلِك باعثا على إِلْزَامه للطمع فِيهِ بل قَالَ لي أَنه كتب شَيْئا فِي أصُول الْفِقْه وحاشية على ألفية النَّحْو، وَبَلغنِي أَنه امتدح الْبُرْهَان بن ظهيرة بقصيدة فائقة، وَقد كثر اجتماعنا بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين سِيمَا حِين أَيَّام الختوم عندنَا وَكَانَ يُبَالغ فِي التحرك لما يسمعهُ فِي تِلْكَ الْمجَالِس تصنيفا وتقريرا يَقُول رُبمَا اسْتشْكل أَو اعْترض بِمَا يكون فِي الْكَلَام أَو التَّقْرِير مَا يَدْفَعهُ وَلَو وفقت وسلكت اللَّائِق لتأنيت أَو نَحْو هَذَا مَعَ إكثاره التأسف على عدم الْمُلَازمَة لاشتغاله بالتوعك فِي مُعظم السّنة وطالع من تصانيفي جملَة كالجواهر والدرر وَشرح الألفية وارتقاء الغرف والذيل على دوَل الْإِسْلَام ومناقب الْعَبَّاس وَمَا لَا ينْحَصر وَكتب لي بِخَطِّهِ من نظمه: (وَقَالَ النَّاس لما قل علم ... وحفاظ الحَدِيث لنا وراوي) (أَفِي ذَا الْعَصْر ترتحل المطايا ... فَقلت نعم إِلَى الحبر السخاوي) وَهُوَ مِمَّن جاور بِمَكَّة سِنِين مُتَوَالِيَة مُتَّصِلَة بِالسنةِ الْمَذْكُورَة ثمَّ رَجَعَ فِي موسمها معرضًا عَن بَلَده لِكَثْرَة مَا يطرقها من وَارِد ويخرقها من اخْتِلَاف الْمَقَاصِد فَتوجه إِلَى الكرك ثمَّ ارتفق إِلَى بلد الْخَلِيل فَلم ير رَاحَة فيهمَا لمزيد تخيله وَقبض يَده فتحول إِلَى الْقُدس فدام بِهِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده وَالثنَاء عَلَيْهِ مستفيض وَأَظنهُ يتعانى التِّجَارَة. عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف نور الدّين بن الْعَلامَة النَّجْم الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الشهير بالمرجاني. سمع على ابْن صديق الصَّحِيح فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة ثمَّ على أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الخليلي فِي سنة أَربع جُزْء البطاقة وَكَذَا سمع على الشهَاب بن مُثبت جُزْء البطاقة ومجالس الْخلال الْعشْرَة وَفِي سنة ثَمَان وَعشْرين على الْجَزرِي بعض أبي دَاوُد وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَانمِائَة الخزرجي مؤرخ الْيمن ثمَّ بعْدهَا خلق وَتزَوج وَولد لَهُ وسافر إِلَى الْيمن وَعَاد مِنْهَا فِي الْبَحْر فَمَاتَ بِهِ غريقا فِي. عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن نَاصِر نور الدّين البدري الشيبي الحَجبي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. ولد فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشر ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من الجمالين ابْن عبد الْمُعْطِي والأميوطي

والكمال بن حبيب والبدر بن الصاحب وَغَيرهم من شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا، وَأَجَازَ لَهُ الأسنوي والأذرعي وَأَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن ابْن الْقَارئ) وَأَبُو البقائي السُّبْكِيّ فِي آخَرين، واشتغل فِي فنون وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن الْكثير وَكَانَ يذاكر بأَشْيَاء حَسَنَة فِي الْأَدَب وَغَيره بل لَهُ نظم مَعَ همة ومروءة وإحسان إِلَى أَقَاربه وَقد ولي مشيخة السَّدَنَة بعد عَليّ بن أبي رَاجِح بن جِهَة صَاحب مَكَّة فِي صفر سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ثمَّ عزل عَنْهَا بأَخيه أبي بكر مرّة بعد أُخْرَى وَاسْتمرّ معزولا حَتَّى مَاتَ بعد عِلّة طَوِيلَة فِي ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة خمس عشرَة وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة ثمَّ ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَاخْتَصَرَهُ شَيخنَا فِي إنبائه. عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الْعَلَاء بن الشَّمْس الأهناسي ثمَّ القاهري الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد. نَشأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فتعانى الرسلية ثمَّ خدم فِي شبيبته حِين حلاوة وَجهه وظرف حركته عِنْد الزين الاستادار وحظي عِنْده حَتَّى عمله بردداره فأثرى وَعمر الْأَمْلَاك وَلَا زَالَ فِي نعمه وجاهه إِلَى أَن غضب الزين عَلَيْهِ وتحول بعد أُمُور لخدمة الشهَاب ابْن الْأَشْرَف إينال فِي أَيَّام سلطنة أَبِيه فَعمل استاداره ثمَّ رقاه للإستادارية الْكُبْرَى فِي شَوَّال سنة سبع وَخمسين إِلَى أَن صرف بعد أشهر وولاه بعد ذَلِك الْوزر أَيْضا ثمَّ صرف ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ أَيْضا وباشره مرّة مَعَ نظر الْخَاص بعناية جَانِبك الجداوي وتكررت مصادراته وَأخذ جمل من الْأَمْوَال الَّتِي ظلم وعسف فِي تَحْصِيلهَا وَكَذَا تكَرر تسحبه وَآل أمره إِلَى أَن رسم لتوجهه لمَكَّة فسافر إِلَيْهَا فِي الْبَحْر مكْرها وَوَصلهَا فَمَرض بهَا أشهرا وكل من أَبَوَيْهِ فِي قيد الْحَيَاة فِي ثَانِي عشري ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة وَكَانَ فِيهِ تكرم فِي الْجُمْلَة وَإِظْهَار ميل للمنسوبين للصلاح وابتنى فِي سوق التدريس مدرسة وَرُبمَا قَرَأَ الْقُرْآن فِي بَيته تجويقا مَعَ بعض من يتَرَدَّد إِلَيْهِ وَمِمَّنْ كَانَ يعاشره ويصاحبه فِي لعب الشطرنج وَنَحْوه الْبَدْر بن الْقطَّان الشَّافِعِي وَغَيره من الْحَنَفِيَّة ويفضل عَلَيْهِم كثيرا. عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن بن التَّاج السمنودي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن تمرية. ولد تَقْرِيبًا من سنة خمس وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَعرض فِي سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا على جمَاعَة كالشموس الْبرمَاوِيّ والبوصيري والحبتي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والعز بن جمَاعَة وَأبي هُرَيْرَة بن النقاش فِي آخَرين وأجازوا لَهُ بل سمع

على ابْن خير الْكثير من الشفا وعَلى الزين الزَّرْكَشِيّ وَغَيره وَكَانَ مَاتَ.) عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر نور الدّين أَبُو الْحسن الخانكي الْمُقْرِئ الشَّافِعِي الضَّرِير وَيعرف بِابْن قشتاق مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن الزين جَعْفَر السنهوري وَتردد إِلَيّ فَسمع. عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر أَبُو النجا الأسيوطي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر نور الدّين الأسيوطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد مُسلم الْآتِي وأخو الشريف صَلَاح الدّين الأسيوطي لأمه. سمع بِأخرَة على الشّرف بن الكويك والتقي الزبيرِي والنور الأبياري والزراتيتي وَآخَرين ولازم الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ واشتغل يَسِيرا وتكسب بِالشَّهَادَةِ، أجَاز لي وَمَات بعد الْخمسين وَقد أسن، وَمَا رَأَيْت لَهُ سَمَاعا على قدر سنه. عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْحُسَيْنِي الْقُدسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي وَيعرف بِصُحْبَة الشهَاب بن الأخصاصي ومجاورته مَعَه. لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي مجاورتي الثَّالِثَة فلازمني وَسمع مني فِي موسم سنة خمس وَثَمَانِينَ بمنى المسلسل وَحَدِيث زُهَيْر وَغير ذَلِك وسافر معي بعد إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَأَقَامَ معي إقامتي بهَا وَأكْثر عني مَعَ الْجَمَاعَة وَكَذَا لَقِيَنِي فِي الْمُجَاورَة بعْدهَا وَكَانَ قدم من الْبَحْر وتخلف عَنَّا فِي كلا المجاورتين بِمَكَّة وَفِيه خدمَة وشفقة وَأكْثر إِقَامَته بِالطَّائِف وَنَحْوهَا. عَليّ بن مُحَمَّد بن ثامر السفطي. يَأْتِي فِي أَوَاخِر العليين فِيمَن لم يسم أَبوهُ. عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَليّ بن عبد الله. هُوَ هَاشم يَأْتِي. عَليّ بن مُحَمَّد بن حسب الله نور الدّين الْقرشِي الْمَكِّيّ التَّاجِر وَيعرف بالزعيم. كَانَ أَكثر تجار مَكَّة مَالا ولاحتوائه على مَا خَلفه أَبوهُ فَلَا زَالَ بِهِ النَّقْص حَتَّى احْتَاجَ وَسَأَلَ وَتوجه إِلَى الْيمن فأدركه الْأَجَل بزبيد فِي ربيع الثَّانِي ظنا سنة سِتّ عشرَة وَكَانَ قد سمع على الْعِزّ بن جمَاعَة وَلم يحدث غفر الله لَهُ. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. عَليّ بن مُحَمَّد بن حسن بن صديق نور الدّين الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالفتي وبابن أبي تينة نَشأ بِبَلَدِهِ فاشتغل فِيهَا بالفقه وَغَيره ثمَّ قدم مَكَّة ولازم يحيى العلمي الْمَالِكِي فِي الْأُصُول وَغَيره وَابْن عطيف والشرف عبد الْحق السنباطي فِي الْفِقْه وَغَيره والمحيوي عبد الْقَادِر الْحَنْبَلِيّ فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والنجم بن يَعْقُوب الْمَالِكِي فِي الْحساب وبرع فِي الْأُصُول وشارك فِي الْفِقْه والعربية والفرائض والحساب وَقَرَأَ عَليّ شرحي للألفية والمقاصد الْحَسَنَة وَغَيرهمَا من تآليفي وبلوغ المرام وَغَيره واغتبط بملازمتي، كل ذَلِك مَعَ تَمام الْفَضِيلَة وَحسن) الْفَهم ووفور الذكاء وَالْعقل ولطف الْعشْرَة وَالرَّغْبَة فِي الْمَزِيد من الْفَضَائِل، وتجرع الْفَاقَة إِلَى أَن مَاتَ

فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشري ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَقد جَازَ الثَّلَاثِينَ وتأسفت على فَقده رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن معنق نور الدّين البهمي الصعدي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. شَاب كثير الْمَحْفُوظ للشعر وَنَحْوه حسن الْفَهم متميز فِي النَّحْو غير متين الْعقل أَقرَأ بعض الْأَوْلَاد بِمَكَّة ولقيني بهَا فِي الْمرة الثَّانِيَة فَقَرَأَ عَليّ صَحِيح مُسلم وَكتب لي بعض الْكتب وَقَالَ لي أَن مولده سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَن وَالِده فِي قيد الْحَيَاة يَلِي الوزارة بِصَنْعَاء، وأنشدني من نظمه ونظم غَيره مَا أودعته فِي مَحل آخر ونظمه متوسط. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَانِينَ بِمَكَّة رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ. عَليّ بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن الشَّمْس بَرَكَات النطوبسي الأَصْل القاهري نزيل بولاق والمؤقت أَبوهُ بِجَامِع الزيني الاستادار، عرض على الْعُمْدَة فِي أَوَاخِر رَجَب سنة تسعين بِحَضْرَة أَبِيه. عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عِيسَى اليمني ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّاعِر أَخُو الْبَدْر حُسَيْن الْمَاضِي وَيعرف بِابْن العليف. ولد فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بحلى من الْيمن وَقدم مَعَ أَبِيه إِلَى مَكَّة فقطنها وامتدح أَهلهَا وأمرائها بِمَا دلّ على فَضله وَمن ذَلِك قصيدة أَولهَا: (إِن نَام بعد فِرَاق الْحَيّ إنساني ... فَمَا أقل مراعاتي وإنساني) وَقَوله يمتدح مقبل بن نخبار بن مُحَمَّد صَاحب الينبع وَقد آوى إِلَيْهِ: (حَملتنِي والمدح قَود المهارا ... وامتطينا نطوي عَلَيْهَا القفارا) إِلَى أَن قَالَ: (يَا أَبَا ماجد عدتك اللَّيَالِي ... وتسعى بك الْعَدو المرارا) (مَا تمخضت بَين فَخذي لكاع ... من نزار وَلَا رضعت الجوارا) معرضًا بذلك لمخدومه ببركات بن حسن بن عجلَان أَمِير مَكَّة وعتب عَلَيْهِ قَوْله فَلَمَّا بلغه توعده فخاف فارتحل إِلَى فاس ثمَّ إِلَى بَغْدَاد وخراسان ثمَّ إِلَى الْهِنْد حَتَّى مَاتَ بهَا سنة سبع وَأَرْبَعين، وَمن الْعجب أَنه قَالَ حِين مُفَارقَته لمَكَّة: (وَلما رَأَيْت الْعَرَب خانوا عَن الوفا ... ومالوا عَن الْمَعْرُوف صافيت فَارِسًا) ) فَكَانَ الفأل موكلا بنطقه لم ير مَكَّة بعْدهَا، وَحكى ذَلِك عَن أبي الْخَيْر بن عبد الْقوي رحمهمَا الله وَختم هَذِه القصيدة بقوله: (ولي الْفضل والضيع إِذا مَا ... نزلت بِي على الْمُلُوك المهارى) وَبَلغنِي أَن لَهُ قصيدة بليغة نبوية أودعها فِي ديوَان لَهُ مُشْتَمل على قصائد غالبها صوفية أَولهَا:

(هَذَا النَّبِي الَّذِي فِي طيبَة وقبا ... لَهُ النُّبُوَّة تَاج وَالْقُرْآن قبا) وَقَالَ أَنه مَا قَرَأَهَا أحد فِي لَيْلَة جُمُعَة عشر مَرَّات إِلَّا رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَنَامه. عَليّ بن مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد بن حسن نور الدّين بن نَاصِر الدّين الغمري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف أَبوهُ بِابْن بدير تَصْغِير لقب أَبِيه. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض عَليّ وعَلى خلق وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء واشتغل يَسِيرا عِنْد أخي وَنَحْوه وَكَذَا حضر عِنْدِي فِي عُلُوم الحَدِيث بل سمع عَليّ فِي السِّيرَة وَغَيرهَا، وأدب الْأَبْنَاء بالمنكوتمرية ثمَّ بغَيْرهَا وَكَذَا خطب وَأم بِجَامِع ابْن ميالة نِيَابَة، وَحج فِي موسم سنة تسع وَثَمَانِينَ ثمَّ بعد ذَلِك أَيْضا وَلَا بَأْس بِهِ. عَليّ بن مُحَمَّد بن حسن الأشمومي ثمَّ الفارسكوري الخامي. ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين وَسَبْعمائة بِمَدِينَة أشموم ثمَّ انْتقل إِلَى فارسكور وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وارتزق من الحياكة ونظم الْكثير مَعَ تقلل جدا وَتَدين وَكَثْرَة صَوْم وتلاوة وانجماع عَن النَّاس بِحَيْثُ لم يتَزَوَّج قطّ وَله تردد إِلَى الْقَاهِرَة ودمياط والمحلة، وَقد لقِيه ابْن فَهد والبقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فكتبا عَنهُ من قَوْله: (إِذا سمحت بوصلكم اللَّيَالِي ... فَلَا خوف عَليّ وَلَا أُبَالِي) (وَلَو أَن الحشا وَالْقلب يسلى ... بِنَار الهجر لَيْسَ الْقلب سالي) (نصيب الْقَوْم فازوا بالتملي ... أَنا المأسور فِي سجن اعتقالي) (أيا ليلى فخلي الطيف لَيْلًا ... يزور الصب فِي جنح اللَّيَالِي) مَاتَ قبل دخولي فاسكور رَحمَه الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن حسن الْمحلي وَيعرف بِابْن الْمُؤَيد كَانَ مُعْتَقدًا. مَاتَ برشيد فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ تَقْرِيبًا. عَليّ بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الْعَلَاء بن النَّجْم أَو الْبَدْر بن الْجمال السَّعْدِيّ الحصني ثمَّ القاهري) الشَّافِعِي ابْن أخي عمر بن حُسَيْن ووالد يحيى الآتيين وَيعرف بِالْعَلَاءِ الحصني. ولد بعيد الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالحصن وَنَشَأ بِهِ فِي كنف أَبِيه وَلكنه لم يشْغلهُ إِلَّا بعد مُضِيّ عشر سِنِين فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلاه بروايات على جمَاعَة ولازم أَولا الِاشْتِغَال فِي الصّرْف ثمَّ فِي أصُول الدّين الْعَرَبيَّة والمنطق وَالْحكمَة والمعاني وَالْبَيَان وَالتَّفْسِير وأصول الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهَا وانتفع فِيهَا بملا الشَّمْس الواسطاني أحد من قدم عَلَيْهِم الْحصن وَظَهَرت براعته بِحَيْثُ لم يمض عَلَيْهِ إِلَّا يسير حَتَّى صَار بعض مشايخه الحصنيين يقْرَأ عَلَيْهِ فِي شرح الشمسية، وارتحل إِلَى بِلَاد الرّوم فِي حَيَاة وَالِده وَمَا وصل الرّوم حَتَّى بلغته وَفَاته مطعونا وجد

هُنَاكَ فِي الِاشْتِغَال أَيْضا على مشايخها والقادمين إِلَيْهَا وَمن أمثل من أَخذ عَنهُ من أَهلهَا ملاتكان وَكَانَ غَايَة فِي العقليات مَعَ مُشَاركَة فِي غَيرهَا وَأقَام فِي الرّوم نَحْو سبع سِنِين ثمَّ ارتحل مِنْهَا إِلَى الديار المصرية فَدَخلَهَا وَقد أُشير إِلَيْهِ بالفضيلة فأقرأ الطّلبَة فِي الْفُنُون وانتفع بِهِ الجم الْغَفِير وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ ملا عَليّ شيخ الجانبكية فِي القرافة وَصَحب الدوادار الثَّانِي بردبك الأشرفي أَيْضا وَحضر فِي الْمجَالِس الَّتِي كَانَت تقْرَأ عِنْده وَظَهَرت فضائله وَمَا سلم فِي مَجْلِسه من حَاسِد وَقَررهُ فِي مشيخة جَامعه الَّذِي بناه تجاه درب التوريزي بِالْقربِ من الملكية وَكَذَا اخْتصَّ بالخطيب أبي الْفضل النويري ثمَّ صحب الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي الطاهري وسافر مَعَه إِلَى الصَّعِيد ثمَّ إِلَى الْبِلَاد الشمالية فِي إِحْدَى كوائن سوار وأرسله سفيرا لبَعض مُلُوك الْأَطْرَاف ثمَّ سخط عَلَيْهِ وَكَاد أَن يهلكه ثمَّ رَضِي عَلَيْهِ بعد سِنِين وسافر مَعَه إِلَى الصَّعِيد أَيْضا ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ ابْن القاياتي فقرره عوضه فِي تدريس الْفِقْه بالأشرفية برسباي ثمَّ استرجعه ابْنا الْمَيِّت واستناباه بِنصْف الْمَعْلُوم وامتحن بعد مَوته من الأتابك، وَكَانَ عَلامَة مفتيا حسن التَّقْرِير وَالتَّعْبِير والشكالة بهي المنظر طلق اللِّسَان قوي الْجنان كَرِيمًا كثير التودد وَالْأَدب والتواضع موافيا فِي التعازي والتهاني عالي الهمة مَعَ من يَقْصِدهُ قَلِيل البضاعة من الْفِقْه، حج وزار بَيت الْمُقَدّس. وَمَات فِي آخر يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَدفن من الْغَد بالتربة الدوادرية يشبك الْمشَار إِلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن خَالِد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نور الدّين المَخْزُومِي البلبيسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف فِي بَلَده بِابْن أبي لاطية لكَون أَبِيه كَانَ مَعَ كَونه قزازا فَقِيرا أحمديا يلبس على طريقتهم لاطية. ولد فِي لَيْلَة سَابِع عشري رَمَضَان سنة سبع عشري رَمَضَان سنة سبع) عشرَة وَثَمَانمِائَة ببلبيس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْبُرْهَان الفاقوسي وَعمل العرافة عِنْده والتنبيه وَغَيره وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي بَلَده على الشَّمْس البيشي وَقدم على الْقَاهِرَة فاشتغل أَيْضا يَسِيرا وَسمع على شَيخنَا وأدب بني الْبَدْر بن الرُّومِي وجره مَعَه فِي الشَّهَادَات وَنَحْوهَا فتدرب بِهِ مَعَ كَونه كَانَ يكْتب الْخط الْجيد فَلَمَّا اسْتَقر نَقِيبًا للبدر بن التنسي أَخذه موقعا بِبَابِهِ فزادت براعته فِي الصِّنَاعَة وَقصد فِي مُهِمّ الأشغال من الْأَعْيَان كالجمالي نَاظر الْخَاص بانتمائه لنُور الدّين بن البرقي أَيْضا فترقى وناب فِي الْقَضَاء عَن العلمي البُلْقِينِيّ فَمن بعده بل ضم إِلَيْهِ قَضَاء بَلَده وعملها وقتا بعناية قانم التَّاجِر لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ وَكَذَا ولي غَيرهَا من الْأَعْمَال، بل اسْتَقل بِقَضَاء إسكندرية يَسِيرا بعد وَفَاة الْبَدْر بن

المخلطة، وَحج غير مرّة مِنْهَا على قَضَاء الْمحمل وتمول بعد الْفَاقَة والعدم وَاشْترى دَارا أَنْشَأَهَا الْبَدْر الْمَذْكُور فِي بَاب سر الصالحية بعد مَوته وَصَارَ من أَعْيَان النواب مَعَ نقص بضاعته إِلَّا من صناعته وتعرضه عِنْد من يتَرَدَّد إِلَيْهِ من الْأُمَرَاء وَنَحْوهم لأبناء حرفته بالتنقيص وَرُبمَا جَرّه ذَلِك لغَيرهم بِدُونِ تكْتم هَذَا مَعَ بذله لغير وَاحِد كالمكيني فِي استمراره على الشرقية وَنَحْوهَا وتعاطيه من نوابه فِي عمليه وَاشْتِرَاط عَلَيْهِم وَلذَا تخومل قبل مَوته وتجرأ عَلَيْهِ الشَّافِعِي مَعَ كَونه مِمَّن لم يكن يُقيم لَهُ وزنا بِكَلِمَات زَائِدَة على الْوَصْف، وَاسْتمرّ إِلَى أَن تعلل طَويلا وَحبس لِسَانه عَن التَّكَلُّم بعد أَن قسم مِيرَاثه بَين بنيه الثَّلَاثَة وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْأَزْهَر ثمَّ دفن فِي نواحي الْبَاب الْجَدِيد رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عَليّ بن مُحَمَّد بن خَالِد بن عبد الله بن عَليّ بن عز الدّين نور الدّين القمني ثمَّ القاهري نزيل الصالحية والنائب فِي إِمَامَة شافعيتها وَأحد الْعُدُول تجاهها بل صَار الْآن خير جماعتها وَيعرف فِي بَلَده بِابْن خلد. رافق فِي الشَّهَادَة الأكابر ثمَّ لتقدمه فِي السن الأصاغر وَهُوَ مِمَّن سمع على شَيخنَا وَغَيره وَنسخ بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَفِيه خير وَستر وَسُكُون مَاتَ. عَليّ بن مُحَمَّد بن خَالِد نور الدّين البطراوي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الكتبي وَيعرف بالبطراوي. قدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ الْقُرْآن وَأقَام بالأزهر مُدَّة فِي خدمَة الْبَدْر الهوريني الكتبي وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي الْمِنْهَاج وَأَظنهُ حفظه وَفِي غَيره واشتغل أَيْضا يَسِيرا على ابْن عباد والعبادي وَسمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة وَغير ذَلِك وَلكنه لم ينجب وزوجه الْبَدْر الْمشَار إِلَيْهِ ابْنَته وَمَا حصلت مِنْهُ بعد طول الصُّحْبَة على طائل وَلَا رَاعى حق والدها وتربيته لَهُ، وتكسب) بِالتِّجَارَة فِي سوق الْكتب وارتقى فِيهَا حَتَّى صَار بعد الْعِزّ التكروري كَبِير طائفته وَالنَّاس فِيهِ مُخْتَلفُونَ وَأكْثر الْفُقَرَاء لم يَكُونُوا يحمدونه وأكبر القائمين مَعَه صاحبنا السنباطي بِحَيْثُ أَنه لم يكن يقدم على مصْلحَته غَالِبا غَيره مَعَ لحاق اللوم الْكثير لَهُ بِسَبَبِهِ. مَاتَ فَجْأَة فِي لَيْلَة السبت ثَانِي شعْبَان سنة خمس وَثَمَانِينَ وَدفن من الْغَد وَمَا أَظُنهُ أكمل السِّتين سامحه الله تَعَالَى ورحمه. عَليّ بن مُحَمَّد بن خضر بن أَيُّوب بن زِيَاد الْعَلَاء بن الناصري بن الزين الْمحلي الْحَنَفِيّ القاهري وَيعرف فِي بَلَده بِابْن الجندي نقيب زَكَرِيَّا. ولد فِي سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة بالمحلة وَنَشَأ بهَا مَحْمُود السِّيرَة فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والقدوري

وألفية النَّحْو ولازم أوحد الدّين بن العجيمي فِيمَا كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ بل كَانَ هُوَ يقْرَأ حَتَّى صَار أحد المهرة من جماعته واستنابه فِي الْقَضَاء وبرع فِي الصِّنَاعَة وَقصد بهاسيما وَلَيْسَ بالغربية حَنَفِيّ وأضيفت إِلَيْهِ عمل الشبراوية ثمَّ عمل مسير وَكَذَا لَازم ابْن كتيلة مُدَّة فِي النَّحْو والفرائض والبديع وعادت عَلَيْهِ بركَة صحبته وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَأخذ فِيهَا عَن ابْن الديري والشمني والأمين الأقصرائي والكافياجي والعضد الصيرامي والزين قَاسم وَسيف الدّين ونظام وَغَيرهم من أَئِمَّة مذْهبه وَعَن الزين زَكَرِيَّا والتقي والْعَلَاء الحصنيين والبامي وَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وَالْفَخْر المقسي والنور السنهوري فِي الْفِقْه والعربية والأصلين والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهمَا وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض حَتَّى برع فِي الْعَرَبيَّة وشارك فِي غَيرهَا واشتدت عنايته بملازمة الزيني زَكَرِيَّا وقطنها بعد عزل قاضيه تَارِكًا النِّيَابَة عَن المستقر بعده وَتردد للأمشاطي فِي دروسه وَغَيرهَا واختص بِهِ كثيرا وَأثْنى على فضيلته ونوه بِهِ وَاعْتذر عَن عدم استنابته وَكَانَ يرتفق فِي إِقَامَته فِيهَا بمصاحبة الشهَاب الأبشيهي وَعمل مَا يقْصد بِهِ من الأشغال فَلَمَّا اسْتَقر شَيْخه زَكَرِيَّا فِي الْقَضَاء عمله نقيبه مَعَ كَونه كَانَ غَائِبا حِين الْولَايَة فِي مُبَاشرَة عمل يسير بل استنابه فِي الْقَضَاء بعد توقف قَاضِي مذْهبه وساس النَّاس فِي النقابة وحمدت عقله وأدبه وفضيلته وَبَلغنِي أَنه فِي أول أمره لما غير زِيّ أَبِيه شقّ عَلَيْهِ خوفًا عَلَيْهِ خوفًا على إقطاعه وَأَعْطَاهُ قاضيه تدريس الْفِقْه بِجَامِع طولون بعد شَيْخه نظام وَكَذَا اسْتَقر فِي غَيره من الْجِهَات وصاهره الشَّمْس بن الغرابيلي الْغَزِّي على ابْنَته ثمَّ كَانَ مِمَّن رسم عَلَيْهِ من جماعته وتزايد قلقه وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ أحسن حَالا من غَيره وَهُوَ مِمَّن سمع على أم هَانِئ الهورينية وَمن حضر) مَعهَا وَكَذَا على السَّيِّد النسابة بعض النَّسَائِيّ بالكاملية وَغير ذَلِك وَحج فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ ثمَّ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وجاور وَحضر فِي الْكَشَّاف عِنْد القَاضِي وَكَذَا حضر عِنْدِي قَلِيلا واستجازني ومدحني بِشَيْء من نظمه وَأخذ عني الابتهاج من تصانيفي وَكَانَ كتب عني بِالْقَاهِرَةِ التَّوَجُّه للرب وأقرأ الطّلبَة وَكَانَ على خير وَبَلغنِي أَنه تزوج بهَا سرا وَلم يلبث أَن تعلل بعد أشهر مديدة ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء حادي عشري جُمَادَى الأولى سنة سبع وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ ضحى ثمَّ دفن فِي المعلاة بِالْقربِ من قبَّة الْملك المسعود الْمَعْرُوفَة بسماسرة الْخَيْر رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة. عَليّ بن مُحَمَّد بن رشيد مكبر بن جلال بن عريب بِالْمُهْمَلَةِ مصغر السلسيلي الحصري وَيعرف بِابْن رشيد. ولد سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنية بنى

سلسيل من أَعمال الشرقية وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ ثمَّ ارتزق بعد موت أَبِيه من صَنْعَة الْحصْر وتعانى النّظم فَأكْثر، وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة ولقيه ابْن فَهد والبقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِبَلَدِهِ فكتبا عَنهُ من نظمه قصيدة نبوية طَوِيلَة أَولهَا: (يَا سادة ركبُوا متون رحال ... أرحلتم عني وَلست بسال) وَكَانَ ذَا فهم جيد وقريحة وقادة وبديهة سيالة مَعَ عاميته وَعدم اشْتِغَاله لكنه مطبوع جدا عَليّ بن مُحَمَّد بن سَالم الخامي الْمُؤَذّن بالغمري وَيعرف بِعَسَل نحل. مِمَّن سمع مني فِي سنة خمس وَتِسْعين وَله حرص على الْجَمَاعَة. عَليّ بن مُحَمَّد بن سعد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ابْن يُوسُف بن يَعْقُوب بن عَليّ بن هبة الله بن نَاجِية الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن خطيب الناصرية الشَّمْس الطَّائِي الجبريني نِسْبَة لبيت جبرين الفستق ظَاهر حلب من شرقيها ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي سبط الْعَالم الْمدرس الزين عَليّ بن الْعَلامَة قَاضِي قُضَاة حلب الْفَخر أَبُو عَمْرو عُثْمَان بن عَليّ بن عُثْمَان الطَّائِي بن الْخَطِيب بل والزين هَذَا ابْن عَم جده لِأَبِيهِ وَيعرف الْعَلَاء بِابْن خطيب الناصرية. ولد فِي سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمِنْهَاج الفرعي وَالْأَرْبَعِينَ المخرجة من مُسْند الشَّافِعِي الملقبة بسلاسل الذَّهَب من رِوَايَة الشَّافِعِي عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عَمْرو ألفية الحَدِيث للعراقي وألفية النَّحْو لِابْنِ معطي وانتفع فِي حفظهَا بوالده الْآتِي وَفِي الْقرَاءَات بالفقيه الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي البركات الْغَزِّي ثمَّ الْحلَبِي) فَإِنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ وَهُوَ صَغِير جدا بعض الْقُرْآن ثمَّ أكمله على غَيره وَعرض الْأَوَّلين فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ على جمَاعَة مِنْهُم الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد النحريري الْمَالِكِي والمنهاج وَحده فِيهَا أَيْضا على الشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد بن نجم ابْن مُحَمَّد بن النجار الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَكتب لَهُ خطه بذلك وَفِي سنة سِتّ وَتِسْعين على السراج البُلْقِينِيّ بحلب والألفيتين على جمَاعَة مِنْهُم الشَّمْس مُحَمَّد بن مبارك بن عُثْمَان البسقاقي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَأَجَازَ لَهُ أَبوهُ من شُيُوخ الْقَاهِرَة حِين دَخلهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة الزين الْعِرَاقِيّ وَكتب خطه بذلك، واستصحب مَعَه وَلَده قبل ذَلِك سنة خمس وَثَمَانِينَ إِلَى بَيت الْمُقَدّس فزار الشَّيْخ عبد الله بن خَلِيل البسطامي وأضافهما ودعا لَهما وجود الْعَلَاء الْقُرْآن على أَحْمد الْحَمَوِيّ الْمقري وَبَعضه على مُحَمَّد اليمني الْمقري نزيل حلب وَأحمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الشويش الجبريني الْحلَبِي أحد من برع فِي الْقرَاءَات وَفِي حل الشاطبية، وَمن شُيُوخه فِي الْعلم التَّاج باح بن مَحْمُود الأصفهيدي العجمي قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْفِقْه والنحو وَكثر اجتماعه بِهِ وَقَرَأَ فيهمَا

أَيْضا على الشَّمْس مُحَمَّد بن سلمَان بن عبد الله الْحَمَوِيّ بن الْخَرَّاط وَكَذَا سمع دروسه فيهمَا أَيْضا وَفِي الْأُصُول ولازمه مُدَّة وَقَرَأَ فِي الْفِقْه وَغَيره كالعربية على الْجمال يُوسُف بن خطيب المنصورية بحلب وبحماة وطرابلس وَحضر دروسه فِي التَّفْسِير وَهُوَ أول من أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَكتب لَهُ خطه بذلك وَهُوَ مِمَّن أَخذ الْعَرَبيَّة عَن السّري الْمَالِكِي وَحضر دروس السراج البُلْقِينِيّ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين ثمَّ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين حِين قدم عَلَيْهِم حلب فيهمَا وَقَرَأَ غَالب الْمِنْهَاج بحثا على الزين أبي حَفْص عمر بن مَحْمُود بن مُحَمَّد الكركي وَيُقَال أَن الْبُرْهَان الْحلَبِي كَانَ يلومه فِي أَخذه عَنهُ وَيَقُول لَهُ إِنَّك أفضل مِنْهُ، وَأخذ فِي الْفِقْه أَيْضا مُدَّة عَن الشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب النابلسي نزيل حلب ويسيرا عَن الشّرف الداديخي وَكَانَ يحاققه فِي أَشْيَاء يكون الظفر فِيهَا بالمنقول مَعَ صَاحب التَّرْجَمَة وَقَرَأَ طرفا من النَّحْو أَيْضا على الشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان المعري الْحلَبِي الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن الرُّكْن والعز أبي الْبَقَاء مُحَمَّد بن خَلِيل الحاضري الْحَنَفِيّ بل وَسمع عَلَيْهِ أَيْضا الحَدِيث وَكَانَ رَفِيقه فِي الْقَضَاء بحلب سِنِين وطرفا من الْفَرَائِض على الشَّمْس مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن الْحسن بن خَمِيس البابي والسراج عبد اللَّطِيف ابْن أَحْمد الْقوي بحلب بل قَرَأَ عَلَيْهِ تخميسة للبردة وَكتب عَنهُ من نظمه أَشْيَاء وَقطعَة من مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وجانبا) من الْفِقْه على الْعَلَاء أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى التَّمِيمِي الصرخدي نزيل حلب وانتفع بِهِ كثيرا وَكَذَا بالشمس البابي الْكَبِير وطرفا من الْمعَانِي وَالْبَيَان على الْمُحب أبي الْوَلِيد ابْن الشّحْنَة وَحضر عِنْده كثيرا وَكتب عَنهُ من نظمه ونثره، وَمن شُيُوخه أَيْضا القَاضِي الشّرف أَبُو البركات مُوسَى الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي قاضيها الشَّافِعِي وأخذالحديث عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والبرهان الْحلَبِي ولازمه كثيرا وَبِه تخرج وَعَلِيهِ انْتفع وَكَذَا أَخذ قَدِيما وحديثا عَن شَيخنَا وأحضر فِي الْخَامِسَة على الْبَدْر بن حبيب وَسمع على الشهَاب بن المرحل والشرف أبي بكر الْحَرَّانِي وَابْن صديق والعز أبي جَعْفَر الْحُسَيْنِي وَأبي الْحسن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب بن صقر والشهاب أبي جَعْفَر أَحْمد وَأم الْحسن فَاطِمَة ابْنة الشهَاب الْحُسَيْنِي الإسحاقي وَجَمَاعَة من أَهلهَا والقادمين عَلَيْهَا فَكَانَ من القادمين الغياث مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله العاقولي بل سمع من لَفظه حَدِيث الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ وَالْكَلَام على فَوَائده وَأَحْكَامه وأنشده شَيْئا من شعره وَأَجَازَ لَهُ وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين والبدر بن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ اجْتمع بِهِ وَصَحبه وَقَرَأَ على الْجمال يُوسُف بن مُوسَى الْمَلْطِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة

والدر المنظوم من كَلَام الْمُصْطَفى الْمَعْصُوم كِلَاهُمَا لمغلطاي بقرَاءَته لَهما على مؤلفهما وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة المسلسل عَليّ الْجمال بن الشرائحي وَسمع مِنْهُ وَمن عَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي وطيبغا الشريفي وَأحمد بن عبد الله بن الْفَخر البعلي وَحضر دروس جمَاعَة فِيهَا كالجمال الطيماني، قَالَ ابْن قَاضِي شهبا: حضر عِنْده وَأَنا أَقرَأ عَلَيْهِ فِي الْحَاوِي فَكَانَ يستحضر كثيرا، وبالقاهرة من القطب عبد الْكَرِيم حفيد الْحَافِظ القطب الْحلَبِي والتقى الدجوي والشريف النسابه الْكثير فِي آخَرين كشيخنا علق عَنهُ كثيرا من كِتَابه تَعْلِيق التَّعْلِيق ثمَّ سمع مِنْهُ بعد ذَلِك أَشْيَاء وكالشرف بن الكويك والجلال البُلْقِينِيّ سمع عَلَيْهِ الْبَعْض من سنَن النَّسَائِيّ الصُّغْرَى بل قَرَأَ عَلَيْهِ بحلب الْبَعْض من مبهماته وَأخذ بهَا على النُّور بن سيف الأبياري اللّغَوِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ جُزْءا من تصنيف شَيْخه العنابي اسْمه الوافر فِي فعل الْمُتَعَدِّي والقاصر بقرَاءَته لَهُ على مُؤَلفه وَذكر الْعَلَاء لشيخه حِين قِرَاءَته عَلَيْهِ لَهُ أَن مُؤَلفه فَاتَهُ كثير من الْأَفْعَال الَّتِي تسْتَعْمل لَازمه ومتعدية فَاسْتحْسن الشَّيْخ ذَلِك وَبَالغ فِي تَعْظِيمه وَوَصفه بِخَطِّهِ بالعلامة وَحلف أَنه لم يَكْتُبهَا لأحد قبله، وَكَذَا اجْتمع بِالْقَاهِرَةِ بالشمس بن الديري وَكتب عَنهُ فِي آخِره مِنْهُ الأديب الشَّمْس أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر) الْمصْرِيّ كتب عَنهُ فِي ربيع الأول سنة تسع شَيْئا من نظمه وَكَذَا سمع بروس البيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وسافر من الْقَاهِرَة فِي هَذَا الشَّهْر وَكتب فِيهِ بقاقون عَن نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ القَاضِي شَيْئا من نظمه أَيْضا وببعلبك على التَّاج بن بردس وَغَيره وبطرابلس عَن الشّرف مَسْعُود بن شعْبَان الطَّائِي الْحلَبِي الشَّافِعِي كتب عَنهُ شَيْئا من شعر غَيره وَكَذَا كتب فِيهَا فِي رَجَب سنة أَربع وَثَمَانمِائَة عَن الْبَدْر مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن الشهَاب مَحْمُود شَيْئا من نظمه وَكتب لكاتب سرها الْجمال عبد الْكَافِي بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن فضل الله يستجيزه: (أسيدنا شيخ الْعُلُوم وَمن غَدَتْ ... فواضله أندى من الْغَيْث وَالْبَحْر) (أجب وأجز عبدا ببابك لم يزل ... بإمداحكم رطب اللِّسَان مدى الدَّهْر) فَأَجَابَهُ بقوله: (أيا سيدا مَا زَالَ فِي الْفضل وَاحِدًا ... جبرت كسيرا بالسؤال بِلَا نكر) (نعم إِذا بدأت العَبْد أَنْت مقدما ... وفضلك أضحى بالتقدم ذِي جبر) ثمَّ لقِيه بطرابلس وَسمع مِنْهُ من نظمه شفاها وتكرر قدومه بعد ذَلِك الْقَاهِرَة وَآخر قدماته فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَإِنَّهُ كَانَ صرف فأعيد وَتوجه

مِنْهَا فِي حادي عشر شعْبَان مِنْهَا فَدخل بَلَده فِي أَوَائِل شَوَّال موعوكا وَلم يلبث أَن مَاتَ، وَقبل ذَلِك دَخلهَا فِي شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين بعد أَن زار بَيت الْمُقَدّس وَحِينَئِذٍ ولي قَضَاء طرابلس كَمَا سَيَأْتِي وَقبل ذَلِك فِي سنة سِتّ عشرَة وَولي فِيهَا قَضَاء حلب كَمَا سَيَأْتِي، وَحج ثَلَاث مَرَّات أَولهَا فِي سنة سِتّ عشرَة وَاجْتمعَ بالجمال بن ظهيرة وَسمع خطبَته لكنه لم يسمع عَلَيْهِ وَلَا على غَيره هُنَاكَ شَيْئا للإشتغال بالمناسك وَثَانِيهمَا فِي سنة سِتّ وَعشْرين، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة محققا متقنا بارعا فِي الْفِقْه كثير الاستحضار لَهُ إِمَامًا فِي الحَدِيث مشاركا فِي الْأُصُول مُشَاركَة جَيِّدَة وَكَذَا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا مستحضرا للتاريخ لَا سِيمَا السِّيرَة النَّبَوِيَّة فيكاد يحفظ مؤلف ابْن سيد النَّاس فِيهَا كل ذَلِك مَعَ الإتقان والثقة وَحسن المحاضرة وجودة المذاكرة والرياسة والحشمة والوجاهة والثروة مَعَ صميم يسير، اشْتهر ذكره وَبعد صيته وَصَارَ مرجع الشَّافِعِيَّة فِي قطره وَقد كثر اعتناؤه بأخبار بَلَده وتراجم أعيانها بِحَيْثُ جمع لَهَا تَارِيخا حافلا ذيل بِهِ على تَارِيخ الْكَمَال بن العديم وَأكْثر فِيهِ الستمداد من شَيخنَا وَقد طالعه شَيخنَا من المسودة فِي حلب ثمَّ من) نُسْخَة كتبت للكمال بن الْبَارِزِيّ وَبَين بهوامشها عدَّة استدراكات وَكَذَا طالعته من هَذِه النُّسْخَة أَيْضا غير مرّة ونبهت على مَوَاضِع أَيْضا مهمة وَهُوَ نظيف اللِّسَان والقلم فِي التراجم لَكِن فَاتَهُ مِمَّا هُوَ على شَرطه خلق وَله غَيره من التصانيف كالطيبة الرَّائِحَة فِي تَفْسِير الْفَاتِحَة انتزعه من تَفْسِير الْبَغَوِيّ بِزِيَادَات وسيرة الْمُؤَيد وَشرح حَدِيث أم زرع وَهُوَ حافل وَكَذَا كتب على الْأَنْوَار الأردبيلي كِتَابَة متقنة جَامِعَة يحاكي فِيهَا شرح الْمُهَذّب الفوي وَأَشْيَاء غَيرهَا وَولي قَضَاء بَلَده غير مرّة أَولهَا سنة سِتّ عشرَة وَبعد ذَلِك سَأَلَهُ الظَّاهِر ططر شفاها بِحَضْرَة الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ قَاضِي الشَّافِعِيَّة إِذْ ذَاك فِي ولَايَة قَضَاء طرابلس فَامْتنعَ فألح عَلَيْهِ وكرره حَتَّى قبل، وسافر من الْقَاهِرَة إِلَى جِهَة طرابلس فوصلها فِي يَوْم عَرَفَة سنة أَربع وَعشْرين وَكَانَ فِيهَا فِي السّنة الَّتِي بعْدهَا وحمدت سيرته فِي البلدين وَولي الخطابة بالجامع الْكَبِير بِبَلَدِهِ مَعَ إِمَامَته ودرس قَدِيما وَأفْتى وَاسْتقر بِهِ يشبه المؤيدي نَائِب حلب فِي تدريس مَسْجده الَّذِي بناه بِالْقربِ من الشادبختية بحلب بعد الْعشْرين فدرس فِيهِ بِحَضْرَتِهِ وبحضرة الْفُقَهَاء وَعمل لَهُم الْوَاقِف سماطا مليحا، وَحدث بِبَلَدِهِ وبالقاهرة وَغَيرهمَا أَخذ عَنهُ الْأَئِمَّة وَكَانَت دروسه حافلة بِحَيْثُ كَانَ شَيْخه الْبُرْهَان الْحلَبِي يَقُول: هِيَ دروس اجْتِهَاد لم أسمع شبهها إِلَّا من شَيخنَا البُلْقِينِيّ وَكَانَ شَيخنَا الْعَلَاء القلقشندي يَقُول مَا قدم علينا من الغرباء مثله

وَلم يزل يدرس ويفتي ويصنف حَتَّى مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي يَوْم الْخَمِيس منتصف ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بعد عوده من الْقَاهِرَة بِيَسِير، وَمن أرخه بشوال فقدسها، وَلم يخلف بعده بهَا فِي الشَّافِعِيَّة مثله وَخلف مَالا جما رَحمَه الله وإيانا. وَقد ذكره شَيْخي فِي مُعْجَمه وَقَالَ: سَمِعت من فَوَائده وعلق عني كثيرا من كتابي تَعْلِيق التَّعْلِيق فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَلما دخلت حلب مَعَ الْأَشْرَف أنزلني فِي منزله وَحضر معي عدَّة مجَالِس الْإِمْلَاء وَحدثت أَنا وَهُوَ بِجُزْء حَدِيثي فِي قَرْيَة جبر بن ظَاهر حلب وَله عناية كَبِيرَة بأخبار بَلَده وتراجم علمائها كثير المذاكرة والاستحضار للسيرة النَّبَوِيَّة ولكثير من الخلافيات، انْفَرد برياسة المملكة الحلبية غير مدافع وَذكره فِي أنبائه بِاخْتِصَار جدا وَأثبت غَيره فِي شُيُوخه الَّذين تفقهوا عَلَيْهِم بِالْقَاهِرَةِ ابْن الملقن وَهُوَ غلط فَلم يدْخل الْقَاهِرَة إِلَّا بعد مَوته واجتماعه بالبلقيني إِنَّمَا كَانَ بحلب، وَقَالَ ابْن قَاضِي شهبا:) كَانَ يحفظ مواضيع كَثِيرَة من الْعُلُوم فَإِذا جلس عِنْده أحد يذاكره بهَا فَإِن نَقله إِلَى غَيرهَا أظهر الصمم وَعدم السماع وَثقل عَلَيْهِ ذَلِك قَالَ وَقد عرض عَلَيْهِ قَضَاء الشَّام فِي الدولة الأشرفية وَالْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة فَلم يقبل إِلَّا على بَلَده وَالْإِقَامَة بهَا وَنَحْوه قَوْله فِيمَا تقدم أَنه كَانَ يستحضر كثيرا وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه صَار رَئِيس حلب على الْإِطْلَاق قدم الْقَاهِرَة غير مرّة فَظهر من فضائله وَكَثْرَة استحضاره وتفننه مَا عظم بِهِ قدره وَقَالَ وَلم يخلف بِبِلَاد الشَّام بعده مثله رَحمَه الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد جبروه الْقَائِد. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن مُحَمَّد بن سَنَد الْمصْرِيّ الْفراش بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام. وَليهَا قبل سنة ثَمَانمِائَة ثمَّ ولي البوابة بالمظهرة الناصرية سنة عشر ثمَّ تَركهمَا لزوجي ابْنَتَيْهِ وَكَانَ قد حضر بعض الدُّرُوس بِمصْر فعلق بذهنه شَيْء من مسَائِل الْفِقْه وتكسب بزازا فِي بعض القياسر ثمَّ عانى التِّجَارَة بِمصْر ووقف كتبا اقتناها وَجعل مقرها برباط ربيع من مَكَّة وَبهَا مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَقد بلغ السّبْعين أَو قاربها. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. عَليّ بن مُحَمَّد بن صَدَقَة نور الدّين بن الشَّمْس الدِّمَشْقِي أحد أَعْيَان تجارها كأبيه. مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بعد مرض طَوِيل انحطت قوته فِيهِ إِلَى قدر عَظِيم وَدفن من يَوْمه عِنْد أَبِيه بسفح قاسيون رحم الله شبابه. ذكره ابْن اللبودي. عَليّ بن مُحَمَّد بن طعيمة الشَّيْخ نور الدّين الجراحي القاهري وَقد

ينْسب لجده. مِمَّن لَازم الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَغَيرهَا وَكَذَا لَازم شَيخنَا مِمَّا سَمعه عَلَيْهِ متبايناته وَشَيْخه كل مِنْهُمَا بل كَانَ كَمَا قَالَه لي الْجلَال القمصي يحفظ الشفا لعياض. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى الْعَلَاء بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء الْأنْصَارِيّ الخزرجي السُّبْكِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو الولوي عبد الله والبدر مُحَمَّد ووالد شيختنا باي خاتون الْآتِيَة فِي النِّسَاء وَيعرف كسلفه بِابْن السُّبْكِيّ. ولد سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بِمصْر وَقدم دمشق مَعَ وَالِده فِي سنة خمس وَسبعين ودرس بالصارمية وَولي قضاءها مرَّتَيْنِ فِي دولة الظَّاهِر ومرتين فِي دولة النَّاصِر وَأول مَا اسْتَقر كَانَ الظَّاهِر فِي دمشق سنة سِتّ وَتِسْعين فَحَضَرَ قِرَاءَة تَقْلِيده قُضَاة الشَّام وقضاة مصر، وَكَانَ يذاكر بالفقه ويشارك فِي غَيره قَالَ ابْن حجي:) كَانَ رَئِيسا محتشما ذكيا فَاضلا خَاتِمَة الْبَيْت السُّبْكِيّ، مَاتَ مختفيا من النَّاصِر فرج. حَكَاهُ شَيخنَا فِي أنبائه، وَقَالَ هُوَ إِنَّه مَاتَ من رعب أَصَابَهُ بِسَبَب مَال طلب مِنْهُ على سَبِيل الْقَهْر فاختفى عِنْد إِبْرَاهِيم بن الشَّيْخ أبي بكر الْموصِلِي فَمَاتَ مختفيا وَذَلِكَ فِي سنة تسع، وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه أجَاز لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة وَغَيره، وَقدم الْقَاهِرَة بعد اللنك سَمِعت من فَوَائده بِدِمَشْق فِي الرحلة، وَذكر غَيره أَنه كَانَ بِدِمَشْق فِي كنف أَخِيه عبد الله ثمَّ قدم بعد مَوته إِلَى الْقَاهِرَة فناب عَن أَخِيه الآخر الْبَدْر ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وَكَانَت وَفَاته بهَا فِي ربيع الآخر، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْحق نور الدّين الغمري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْخَطِيب التَّاجِر أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن عبد الْحق. ولد سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنية غمر وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتعانى الْبَز كسلفه وَصَحب الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري وتميز عِنْده بِحَيْثُ جعله أحد الأوصياء على وَلَده وخطب بجامعه بِالْقَاهِرَةِ دهرا، وَحج غير مرّة وجاور فِي بَعْضهَا واشتغل يَسِيرا وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَكَذَا لازمني فِي سَماع القَوْل البديع وَغَيره من تآليفي وَغَيرهَا وَحصل كتبا بِخَط ابْن الْعِمَاد كالبخاري والشفا وأتقنهما وبخط غَيره كالترغيب لِلْمُنْذِرِيِّ والدميري وَالْقَوْل البديع وَجُمْلَة، وَكَانَ فِيهِ بر وَخير ورقة ثمَّ تضعضع حَاله جدا وَبَاعَ الْكتب الْمشَار إِلَيْهَا بعد وَقفه إِيَّاهَا وَلم يسْعد بذلك بل لم يزل فِي افتقار واحتياج إِلَى التَّعَرُّض للأخذ ثمَّ فلج ودام أشهرا مُنْقَطِعًا بِبَيْت بجوار جَامع الغمري إِلَى أَن حول مِنْهُ لبيت بِالْقربِ من خوخة سوق أَمِير الجيوش فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة تسعين وَدفن بتربة القرا سنقرية وَخلف ذكرا وَأُنْثَى عوضهم الله الْجنَّة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي الفوارس ابْن عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن قطامي الْعَلَاء بن الشَّمْس بن النَّجْم الْقرشِي التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ المعري ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي الضَّرِير وَيعرف بِابْن الوردي لكَون جده الْأَعْلَى أبي بكر أَخا لجد الشَّيْخ زين الدّين عمر بن مظفر بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي الفوارس. ولد فِي نصف شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة بالمعرة وَسمع من الشهَاب بن المرحل وَكَانَ يَقُول أَنه سمع من لفظ خَال أَبِيه الشّرف أبي بكر بن عمر بن الوردي الْبَهْجَة لِأَبِيهِ بِسَمَاعِهِ من ناظمها بل ابْن الوردي عَم جد أَبِيه أَحْمد كَمَا قدمْنَاهُ أَيْضا، وتفقه بالشرف الْمَذْكُور والسراج عبد اللَّطِيف الفوي وَأذن لَهُ) بالإفتاء والتدريس وَكَذَا أَخذ الْحَاوِي عرضا عَن ابْن الرُّكْن بل تفقهه بِهِ مُمكن أَيْضا، وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ إِمَامًا عَالما محققا متقنا مفننا غَايَة فِي الذكاء وَسُرْعَة الْجَواب حَافِظًا للحاوي مجيدا لاستحضاره عَارِفًا بِهِ مستحضرا لغالب الْبَهْجَة ذَا نظم حسن بِحَيْثُ أَنه لما رأى فِي شرح الْبَهْجَة للولوي اعتراضه على ناظمها فِي إِسْقَاطه من أصل الْحَاوِي مالورد الْمُقْتَرض الْقَرْض بِأَحْسَن مِنْهُ فِي غير بَلَده من غير شَرط ذهولا قَالَ: (قرض بِلَا شَرط يجوز أَن يرد ... أَجود أَو أَكثر فِي غير بلد) ثمَّ وجد بنسخة أخيرة من الْبَهْجَة بِخَط ناظمها وفيهَا: (وَإِن يكن من غير شَرط أقرضا ... فَرد فِي قطر سواهُ أَو قضى) (أَجود أَو أَكثر لم يحرم وَلَا ... يكره بل ينْدب فِي تين كلا) وَكَانَ الزيني زَكَرِيَّا وقف عَلَيْهِمَا لشرحه لَهما، ورغبة فِي مجَالِس الْعلم بِحَيْثُ لَازم الْبُرْهَان الْحلَبِي بعد انحرافه عَنهُ وَكَثُرت استفادته مِنْهُ وسماعه عَلَيْهِ وتأسفه على مَا فَاتَهُ مِنْهُ، وَقد تكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا فَلَمَّا تلفت عينه فِي الْفِتْنَة بِسَبَب كشفهم رَأسه حَتَّى صَار لَا يبصر بهَا إِلَّا قَلِيلا وَكَانَت الْأُخْرَى تالفة قبل ذَلِك لجدري عرض لَهُ بل بَلغنِي أَن تلفهَا من وَقت الْولادَة فَإِن أمه كَانَت تستقي المَاء على بِئْر فأدركها الْمَخَاض فَخَشِيت من سُقُوطه فِي الْبِئْر فمالت على الْحجر وضمته هُوَ والمولود فصدعت رَأسه بأماكن وَأدّى جبرها لتلف عينه عِنْد كشفه وَلزِمَ من ذَلِك أَن صَار ضريرا ترك وَالْتمس بعد من الْعَلَاء بن خطيب الناصرية أَن يُقرر لَهُ راتبا فِي وقف العميان فنازعه فِي ذَلِك فَأثْبت بذلك محضرا. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَأَرْبَعين بحلب وَدفن بمقبرة الشُّهَدَاء الصَّالِحين قَرِيبا من قبر عَم جده الْمشَار إِلَيْهِ الَّذِي قبلي الْمقَام الخليلي وَلذَا يُقَال فِي تَعْرِيفهَا خَارج بَاب الْمقَام رَحمَه الله وإيانا.

عَليّ بن الْمُحب مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن الصفي أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم النُّور أَبُو الْحسن الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ. ولد بهَا وَسمع المراغي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ جمَاعَة وباشر الْإِمَامَة بقرية التنضب من وَادي نَخْلَة الشامية نِيَابَة، وَكَانَ منطويا على عقل وَسُكُون وخدمة لأَصْحَابه. مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَهُوَ فِي عشر الْأَرْبَعين ظنا. تَرْجَمَة الفاسي فِي مَكَّة ثمَّ ابْن فَهد. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان بن نصير الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن التَّاج أبي) سَلمَة بن الْجلَال أبي الْفضل بن السراج البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي. ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَحضر إِلَيْهِ جد وَالِده السراج حِينَئِذٍ فَأذن فِي أُذُنه الْيُمْنَى وَأقَام فِي الْيُسْرَى وبرك عَلَيْهِ، وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَربع التسهيل وَبَعض الرَّوْضَة وَقطعَة صَالِحَة من البُخَارِيّ وَغَيرهَا وَعرض على جده وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَأبي هُرَيْرَة بن النقاش والزين القمني وَشَيخنَا وَخلق وَأخذ الْفِقْه عَن الْبُرْهَان البيجوري والبرماويين والشهاب الطنتدائي وَحضر دروس جده ورام أَن يَجعله قَارِئ درس الخشابية بَين يَدَيْهِ فَمَا قدر وَقَرَأَ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ عَن القاياتي وَأخذ النَّحْو وَالصرْف عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَكَذَا عَن الْبُرْهَان بن حجاج الأبناسي وَمن قبلهمَا عَن الشطنوفي وَقَرَأَ على الشَّمْس البوصيري فِي الْجمل للزجاجي فِي فَرَائض الْمِنْهَاج وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك وَأذن لَهُ الْمجد الْبرمَاوِيّ فِي الإقراء وَكَذَا القاياتي، واشتهر بِسُرْعَة الْحِفْظ بِحَيْثُ كَانَ جده يناظر بِهِ فِي ذَلِك الْهَرَوِيّ فَيَقُول يذكرُونَ عَن حفظ الْهَرَوِيّ وحفيدي هَذَا يحفظ كَيْت وَكَيْت، وَلَكِن كَانَت فاهمته قَاصِرَة، ودرس الْفِقْه بالجيهية برغبة وَالِده لَهُ عَنهُ وَكَذَا اسْتَقر فِي الميعاد بهَا برغبة غَيره وَفِي تدريس الْفِقْه بالسكرية بِمصْر والإعادة فِيهِ بالقبة المنصورية وَفِي الحَدِيث بالقبة البيبرسية ثمَّ رغب بعد عَن ذَلِك كُله وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء والتقط ضوابط التدريب وَغير ذَلِك، وَحج فِي حَيَاة جده مَعَ وَالِده فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده، وَكتب لَهُ شَيخنَا حِين إِذْنه لَهُ مَا نَصه: أَذِنت لَهُ فِي ذَلِك لاستئهاله بِالطَّرِيقِ الشَّرْعِيّ، وَكَانَ كثير الْميل إِلَيْهِ والمحبة وَكَذَا كَانَ الْعَلَاء زَائِد الْحبّ فِيهِ بِحَيْثُ أَنه فِي ختم ولد لَهُ لم يدع عَم وَالِده مَعَ كَونه كَانَ بمدرستهم وَاقْتصر على شَيخنَا ولازم مجالسه كثيرا فِي الدِّرَايَة وَالرِّوَايَة وَكَذَا سمع على الْعَلَاء بن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان وَغَيرهم كَالشَّمْسِ

الْبرمَاوِيّ والشهاب البطائحي وقارئ الْهِدَايَة وَالْجمال الكازوني بل والشرف ابْن الكويك، وشافهه بِالْإِجَازَةِ ابْن الْجَزرِي بل أجَاز لي وَسمعت دروسه وفوائده، وَكَانَ مُفِيدا متواضعا كثير التودد متكرما على نَفسه وَعِيَاله لَا يبْقى على شَيْء رَاغِبًا فِي الانعزال محبا فِي الرَّاحَة وَقد أنكل وَلَده الْجلَال عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَكَيف بِأخرَة وافتقر جدا وتعلل مُدَّة ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثامن عشري شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن عِنْد أَخِيه الشهَاب أَحْمد بمدرستهم رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ.) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله الزين بن المعيد بن الصفي الحسني الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ والماضي جده. ولد بايج وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فاشتغل عَلَيْهِ وتميز فِي الْعَرَبيَّة وَالْكَلَام وَنَحْوهمَا وَتزَوج بعابدة ابْنة عمته حليمة ابْنة الصفي فاستولدها ثمَّ فَارقهَا وَقدم مَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين فحج وَعَاد وسنه الْآن نَحْو الْأَرْبَعين. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْعَلَاء بن الْبَدْر بن السمربائي الأَصْل القاهري شَقِيق سعادات زوج الصّلاح المكيني. شَاب خضر غير مُتَوَجّه لصالحه سِيمَا حِين مُخَالطَة زوج أُخْته فِي تنبوك تأنقه فَلم يلبث أَن قصف فِي نضارته سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ عَن عشْرين سنة وَاشْتَدَّ أَسف أُخْته عَلَيْهِ عَفا الله عَنهُ وَكَانَ قد سمع مَعنا على أفضل الدّين مُحَمَّد المليجي الْمِائَة الشريحية. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين الصهرجتي القاهري الشَّافِعِي قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين عَن نَحْو السّبْعين وَكَانَ مَشْهُورا بِالْخَيرِ من قدماء الشَّافِعِيَّة وَمِمَّنْ تكسب بِالشَّهَادَةِ رَحمَه الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين الإكداوي قاضيها وَيعرف بالغويطي بِمُعْجَمَة ثمَّ وَاو وَآخره مُهْملَة مصغر. مِمَّن حفظ الْقُرْآن وتولع بِالشَّهَادَةِ ثمَّ نَاب فِي بَلَده أدكو عَن شعْبَان بن جنيبات ثمَّ عَن نور الدّين البلبيسي ثمَّ عَن الْمُحب أخي القَاضِي السُّيُوطِيّ وَلم يحمد سِيمَا وَقد ضمن بحيرتها بِمِائَتي ألف بعد أَن كَانَت مُبَاحَة لخلق الله ودام سِنِين ثمَّ راد عَلَيْهِ الشهَاب بن محليس ثمَّ أَحْمد بن عبد الله بن كنايف الْبُرُلُّسِيّ واستمرت مَعَه بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار فَكَانَ هَذَا من سيئاته وَقد امْتنع الزين زَكَرِيَّا من استنابته إِلَى أَن عجز من دفع الرسائل مَعَ تواليها وَحِينَئِذٍ أشركه مَعَ عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد

وَقيد عَلَيْهِ فِي عدم انْفِرَاده وَمَعَ هَذَا فالبلاء عَلَيْهِ مُسْتَمر وتعب شَرِيكه مَعَه، ثمَّ لم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي أَوَائِل سنة سبع وَتِسْعين بأدكو عَفا الله عَنهُ. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَشَيخ رِبَاط ربيع وَيعرف بَين أهل بَلَده بِابْن مصاص بمهملتين بعد مِيم مَضْمُومَة مخففا. ولد فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بمنوف ثمَّ تحول مِنْهَا وَهُوَ صَغِير فَنزل الْأَزْهَر وَغَيره وَحفظ الْقُرْآن والبهجة وألفية النَّحْو ثمَّ بِمَكَّة التَّلْخِيص وجود الْقُرْآن بهَا على عمر النجار وتفهم الْبَهْجَة على ابْن الفالاتي وَفِي الألفية على ابْني أبي شرِيف بل حضر دروس الْمَنَاوِيّ وَغَيره وَسمع على) الشُّيُوخ الَّذين قَرَأَ عَلَيْهِم الديمي بالكاملية البُخَارِيّ إِلَّا الْيَسِير مِنْهُ وعَلى الزين البوتيجي وَمن كَانَ مَعَه بِقِرَاءَتِي جلّ ابْن مَاجَه وَمِمَّا سَمعه على الزين المسلسل وَلكنه لم يتسلسل لَهُ، وخطب بِبَلَدِهِ وبجامع الْأَقْمَر وعدة أَمَاكِن نِيَابَة ثمَّ هَاجر بحرا إِلَى مَكَّة لقَضَاء فَرْضه فوصلها فِي رَمَضَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَمَعَهُ كتب بِالْوَصِيَّةِ بِهِ إِلَى القَاضِي وَغَيره فأنزله ابْن أبي الْيمن برباط السِّدْرَة ثمَّ الْخَطِيب أَبُو الْفضل ببيته وأقرأ أَصْغَر ولديه واغتبط بِهِ الْخَطِيب بِحَيْثُ أَنه لما أُعِيدَت لَهما الخطابة أرسل باستنابته فِيهَا أَن لم يكن الْمُحب ابْن أَخِيه حَاضرا ورسخت قدمه بِمَكَّة وَهُوَ يقرئ الْوَلَد الْمشَار إِلَيْهِ وَحضر بهَا دروس أَمَام الكاملية وَغَيره ثمَّ لما توجه الْوَلَد لِأَبِيهِ بِالْقَاهِرَةِ ذهب للزيارة النَّبَوِيَّة فدام بِطيبَة سنة وَحضر بهَا دروس صالحها الشهَاب الأبشيطي وَعَاد فتصدى لإقراء الْأَبْنَاء بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام بل اسْتَقر فِي مشيخة رِبَاط ربيع فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد موت إِبْرَاهِيم بن مُفلس الزبيدِيّ وَهُوَ فِي غُضُون ذَلِك يحضر دروس البرهاني وأخيه الْخَطِيب فِي الْفِقْه وأصوله وَغَيرهمَا وَرُبمَا يرغب إِلَيْهِ فِي غسل الْأَمْوَات مَعَ تبرمه من ذَلِك، وتكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ اقْتصر عَلَيْهَا رَفِيقًا لزائد معرضًا عَن إقراء الْأَبْنَاء، وَهُوَ إِنْسَان خير لون وَاحِد وَالْغَالِب عَلَيْهِ السذاجة والغفلة وصلاحه مستفيض نفع الله بِهِ. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الرفا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْعلي بن فَخر بِضَم الْقَاف وَسُكُون الْمُهْملَة بعْدهَا رَاء موفق الدّين العكي الزبيدِيّ الشَّافِعِي. ولد سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة وتفقه بِأَحْمَد بن أبي بكر الْحَضْرَمِيّ وَبِه انْتفع وبالشهاب أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ وَالْجمال الريمي وَمهر فِيهِ وَتقدم إِلَى أَن صَار مفتى زبيد وفقيهها والمرجوع إِلَيْهِ فِي ذَلِك وأكبر مفتيها سنا وَأخذ النَّاس عَنهُ وَهُوَ أول من ولي من الشَّافِعِيَّة إِمَامَة مَسْجِد الأشاغر بهَا فِي سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة. مَاتَ فِي ثَانِي أَو

أول شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَوَصفه بالفقيه الْعَالم الْفَاضِل وَاقْتصر بعض المؤرخين فِي إِيرَاده على اسْم أَبِيه وَقَالَ بَعضهم عَليّ بن مُحَمَّد بن فَخر الدّين، وَهُوَ تَحْرِيف وَزِيَادَة وَقَالَ المقريزي: إِلَيْهِ انْتَهَت رياسة الْعلم وَالْفَتْوَى بزبيد، وَقَالَ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ: الْفَقِيه الْعَلامَة أحد الْمُفْتِينَ بزبيد تفقه بِجَمَاعَة كثيرين واجتهد فِي طلب الْعلم فبرع فِيهِ وطار ذكره وَعظم قدره قَرَأت عَلَيْهِ منهاج النَّوَوِيّ.) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الميقاتي النقاش. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد الأكحل بن شرشيق بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن القطب المحيوي أبي مُحَمَّد عبد الْقَادِر بن أبي صَالح عبد الله نور الدّين الحسني الكيلاني الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ وَالِد عبد الْقَادِر الْمَاضِي وَشَيخ القادرية لبس الْخِرْقَة القادرية من آبَائِهِ وألبسها جمَاعَة مِنْهُم صاحبنا أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم القادري وَقَالَ أَنه كَانَ عين القادرية بالديار المصرية حسن الْخلق ذَا هَيْبَة ووقار وسكينة وحلم. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَدفن بِمحل سكنه بالتربة الْمَعْرُوفَة بعدِي بن مُسَافر من القرافة الصُّغْرَى رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي النُّور بن خير الدّين أبي الْخَيْر الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ. ولد فِي صفر سنة خمس وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح للأفضلية وألفية النَّحْو والعمدة للموفق بن قدامَة ومختصر ابْن الْحَاجِب، وَعرض واشتغل بِالْقَاهِرَةِ وَقد دَخلهَا غير مرّة وَله نظم. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن حسن الخواجا الْعَلَاء الكيلاني ثمَّ الْمَكِّيّ وَيعرف بالشيخ عَليّ. ولد بكيلان وسافر مِنْهَا وَهُوَ ابْن أَربع عشرَة وَدخل الشَّام ثمَّ مصر ثمَّ مَكَّة ثمَّ سَافر مِنْهَا إِلَى الْيمن وَتردد كثيرا لمصر وَانْقطع بِمَكَّة إِمَّا قبيل الْقرن أَو بعده ثمَّ خرج مِنْهَا فِي أَوَاخِر سنة تسع وَعشْرين وَدخل عدن من الْيمن وَأقَام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين عَن مائَة وَثَلَاث سِنِين وَدفن بالقطيع. ذكره ابْن فَهد. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم النُّور أَبُو الْحسن الفوي القاهري الشَّافِعِي نزيل خانقاه شيخو ووالد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالفوي. ولد فِي حُدُود الْخمسين وَسَبْعمائة وَسمع على التقي الْبَغْدَادِيّ الصَّحِيحَيْنِ وعَلى الْبَيَانِي ثَانِيهمَا وعَلى الْجمال بن نباتة سيرة ابْن هِشَام والغيلانيات بفوت يسير فِيهَا خَاصَّة وعَلى الْمُحب الخلاطي

السّنَن للدارقطني وصفوة التصوف لِابْنِ طَاهِر بفوت يسير فِيهَا خَاصَّة أَنه لبس الْخِرْقَة من الشَّيْخ يُوسُف لعجمي وتلقن مِنْهُ الذّكر وَحج فَسمع بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة التَّيْسِير من أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد ابْن إِبْرَاهِيم التّونسِيّ الْمَالِكِي وَكَذَا سمع من آخَرين وَحدث وَسمع مِنْهُ الْأَئِمَّة كشيخنا والموفق الأبي والزين رضوَان وَفِي قيد الْحَيَاة الْآن من أَصْحَابه جمَاعَة وَكَانَ أحد الطّلبَة والقراء) بالشيخونية، وَمِمَّنْ ذكره المقريزي فِي عقوده. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَعشْرين رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو الْحسن النَّاشِرِيّ أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي. أَخذ عَن أَبِيه وَكَانَ حسن السمت كَرِيمًا سليم الصَّدْر ولي خطابة كدرا سِهَام. مَاتَ بالمهجم فِي أَوَائِل سنة أَربع وَعشْرين ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. ذكره الْعَفِيف فِي أَخِيه. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُجَاهِد نور الدّين الدماصي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْخَطِيب أَخُو عبد الله الْمَاضِي وَيعرف بالدماصي. ولد فِي سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدماص وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد أَخِيه وخطب بِبَلَدِهِ ثمَّ قدم الْقَاهِرَة قَرِيبا من سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأثبت عَدَالَته عِنْد أبي البركات الغراقي وَلكنه لم يجلس لذَلِك بل تصدى لتعليم الْأَطْفَال والتأذين بِجَامِع الغمري بل وَأم بِهِ فِي بعض الْأَوْقَات وخطب بشبرا الْخَيْمَة وقتا وَكَذَا بِجَامِع الْأَزْهَر وحمدت خطابته لتحريه تصحيحها على الزين الأبناسي وكاتبه وَكَانَ يكثر مُرَاجعَته لي فِيمَا يُؤَدِّيه فِيهَا من الْأَحَادِيث إِلَى أَن اشْتهر بذلك ونزله ابْن مزهر فِي صوفيته بِهِ ثمَّ حج هُوَ وَزَوجته لقَضَاء الْفَرْض من الْمَوْسِم ورجعا إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة للزيارة فانقطعا بهَا، وتنزل هُوَ فِي سبع خير بك وَلم يلبث أَن توعك وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ فِي عشري شَوَّال سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله فقد كَانَ خيرا متوددا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله نور الدّين أَبُو مُحَمَّد البهرمسي الْمحلي الشَّافِعِي. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بالبهرمس من الْمحلة وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَنِهَايَة الِاخْتِصَار وَبَعض التَّنْبِيه وَبحث النّصْف من الْحَاوِي على الْوَلِيّ بن القطب وَفِي الملحة وقواعد ابْن هِشَام الصُّغْرَى على نَاصِر الدّين البارنباري وَكَذَا بحث عَلَيْهِ فِي الْعرُوض وَصَحب الشهَاب أَحْمد بن الزَّاهِد وَكَانَ مِمَّن أوصى إِلَيْهِ على جَامعه وجماعته بل واختص بالشيخ مُحَمَّد الْعمريّ بِحَيْثُ تزوج ابْنه بابنته، واعتنى بالأدب فنظم الْكثير الْحسن وَجمع من نظمه ديوانا على حُرُوف المعجم فِي مُجَلد كَبِير ونظم الْمِعْرَاج

النَّبَوِيّ فِي قصيدة نبوية نَحْو خَمْسمِائَة بَيت وَعمل فِي المديح النَّبَوِيّ سَبْعَة عشر بَيْتا فِي أول بَيت مِنْهَا تَسْمِيَة بحرها بل لَهُ فِي المديح النَّبَوِيّ قلائد النحور لمهور الْحور نَحْو الوتريات وَحدث بنظمه كتب عَنهُ بعض أَصْحَابنَا من) ذَلِك قَوْله: (جَاءَنِي من حبيب قلبِي كتاب ... عجب النَّاس إِذْ رَأَوْا رساله) (قلت لَا تعجبوا فَإِن حَبِيبِي ... مالكي وَهُوَ متحفي بالرساله) وَكَانَ إنْسَانا حسنا خيرا راسخ الْإِسْلَام مَعَ كَونه من أَوْلَاد القبط يظْهر على كَلَامه الْخَبَر. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَانِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بالمحلة رَحمَه الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْعَلَاء الْحلَبِي بن القرمي الشَّافِعِي. نَشأ بِدِمَشْق وتكسب بالنسخ وَوَقع لقضاتها بل عمل نقابة بَعضهم ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَولي قَضَاء غَزَّة سِنِين ثمَّ دمياط ثمَّ مشيخة البيبرسية. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع عشرَة. ذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ: صحبناه دهرا وَكَانَت بَيْننَا مصاهرة وَينظر فأظنه فِي كتابي هَذَا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله نور الدّين السعودي. مِمَّن حضر عِنْد شَيخنَا بعض الأمالي الْقَدِيمَة. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله نور الدّين الْمَنَاوِيّ ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بباهو. مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَن بضع وَسِتِّينَ وَأسْندَ وَصيته لِلشِّهَابِ الششيني الْحَنْبَلِيّ وَكَانَ سَاكِنا خيرا عَاقِلا يتجر فِي السكر وَغَيره وينتمي لبني الجيعان وباسمه أطلاب ووظائف مِنْهَا التصوف بالأشرفية، حج وباشر عُقُود الْأَنْكِحَة مَعَ الْمُحَافظَة على الْجَمَاعَة وَطيب الْكَلَام رَحمَه الله وَله ولد ذكر تَركه صَغِيرا فحفظ وَصِيَّة الْخرقِيّ وَعرضه على بعد ثَمَان سِنِين. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله المرستاني الضَّرِير. رجل عَامي كَانَ يكثر استفتاء شَيخنَا عَن الْأَحَادِيث وَنَحْوهَا بِحَيْثُ اجْتمع عِنْده من ذَلِك الْكثير وَأكْثر من السماع عَلَيْهِ وَكَذَا سمع من غَيره قَلِيلا وَصَارَ يستحضر أَشْيَاء وَأَظنهُ عَاشَ إِلَى قريب السِّتين وَتَفَرَّقَتْ أوراقه مَعَ كَثْرَة مَا فِيهَا من الْفَوَائِد. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمُؤَذّن بِجَامِع كَمَال وَيعرف بالهنيدي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عَليّ بن مُحَمَّد بن الشّرف عبد الْمُؤمن نور الدّين البتنوني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بدوادار الْحَنْبَلِيّ. ولد فِي رَابِع عشر رَمَضَان سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالبتنون من المنوفية وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ عِنْد أَعْمَامه وَتردد للجامع الْأَزْهَر فاشتغل فِيهِ يَسِيرا ولازم الْبَدْر البدرشي ثمَّ خدم الْبَدْر

الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ إِلَى أَن مَاتَ وَفِي أثْنَاء ذَلِك حج مَعَه غير مرّة وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ والمقريزي وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة، وَنزل) فِي بعض الْجِهَات وَكتب عَن شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء، وَبعد موت الْبَدْر تردد للمحلي وَكتب شَرحه على الْمِنْهَاج وَغَيره وَصَارَ يحضر درسه بل جلس مَعَ الطّلبَة عِنْد الشرواني وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالْقِرَاءَةِ على الشّرف عبد الْحق السنباطي وَكَذَا حمل عني أَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا كالقول البديع بعد أَن كتبه بِخَطِّهِ وانتمى لأبي بكر بن عبد الباسط فنزله فِي مدرسة أَبِيه وَأحسن إِلَيْهِ وَدخل مَعَه الشَّام لما ولى ابْنه الجوالي صَار يتحدث عَنهُ فِيهَا وَلم يلبث أَن استبد هُوَ بالتكلم ورماه النَّاس عَن قَوس وَاحِدَة مَعَ مزِيد تودده واحتماله وتعبه بِسَبَب من رَافع فِيهِ بِحَيْثُ رسم عَلَيْهِ عدَّة أَيَّام سِيمَا وَقد نقل أمره على جانم قريب السُّلْطَان لما جعل لَهُ النّظر فِي تَدْبيره ثمَّ بعده تمكن فِي الْوَظِيفَة بِمَوْت أكَابِر ديوانها وفاز فِيمَا قيل بأسماء متوفرة بِالدُّخُولِ فِي ترك الحشريين بل والمزاحمة فِي غَيرهَا وتقوى بإشراك أبي الطّيب السُّيُوطِيّ مَعَه فِي الضَّبْط وبخدمته لرمضان المهتار مَعَ تعلله بأمراض باطنية وَقبل ذَلِك لزم التَّرَدُّد لأبي الْعَبَّاس بن الغمري والانتماء إِلَيْهِ بِحَيْثُ زوج أَصْغَر ولديه لابنته وَمَات أكبرهما فَصَبر كل ذَلِك وبدنه ضَعِيف. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد النصير الْعَلَاء السخاوي الأَصْل الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْكَاتِب ويلقب بعصفور. هَكَذَا قَرَأت نسبه بِخَط التقي بن قَاضِي شُبْهَة. كَانَ كَاتبا مجيدا للكتابة بِسَائِر الأقلام مِمَّن كتب على الزين مُحَمَّد بن الْحَرَّانِي نَاظر الْأَوْقَاف بِدِمَشْق وَدخل حلب فَاجْتمع بِهِ ابْن خطيب الناصرية وَقَالَ إِنَّه كَانَ إنْسَانا حسنا عَاقِلا دينا سَاكِنا أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ على توقيع الدست وَهُوَ الَّذِي كتب الْعَهْد للناصر بسلطنته الثَّانِيَة عوضا عَن أَخِيه عبد الْعَزِيز فِي سنة ثَمَانمِائَة. وَمَات فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر رَجَب سنة ثَمَان بِالْقَاهِرَةِ، ورثاه بعض الأدباء بقوله: (قد نسخ الْكتاب من بعده ... عُصْفُور لنا طَار للخلد) (مذ كتب الْعَهْد قضى نحبه ... وَكَانَ مِنْهُ آخر الْعَهْد) وَقد ذكره شَيخنَا مُقْتَصرا على اسْمه وبيض لنسبه تبعا لِابْنِ خطيب الناصرية وَقَالَ: الْكَاتِب المجود كَاتب الْمَنْسُوب الملقب بعصفور موقع الدست حَتَّى كَانَ بَعضهم يَقُول ضَاعَ عُصْفُور فِي الدست، وَكَذَا وَقع عَن جمَاعَة من أكَابِر الْأُمَرَاء وَدخل صُحْبَة سودون قريب السُّلْطَان دمشق وَوصل مَعَه إِلَى حلب فنهب مَعَ من نهب بأيدي اللنكية وَلكنه نجا من الْأسر وَكتب عَلَيْهِ جمَاعَة من الْأَعْيَان وانتفعوا بِهِ، وَكَانَ

يكْتب على طَريقَة ياقوت بارعا فِي كِتَابَة) الْمَنْسُوب على طرية الشاميين، وَكَانَ شَيخنَا الزفتاوي صديقه وَيكْتب طَريقَة ابْن الْعَفِيف رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْوَارِث بن مُحَمَّد بن عبد الْعَظِيم النُّور بن الْجمال بن الزين الْقرشِي التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ الشَّافِعِي عَم النَّجْم عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَارِث. ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة واشتغل بِالْعلمِ وَأخذ الْفِقْه عَن ابْن عقيل وَغَيره وَسمع من الْعِزّ بن جمَاعَة القَاضِي وَمهر فِي الْفِقْه خَاصَّة وَكَانَ كثير الاستحضار قَائِما بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ شَدِيدا على من يطلع مِنْهُ على أَمر مُنكر بِحَيْثُ جَرّه الْإِكْثَار مِنْهُ إِلَى أَن حسن لَهُ بعض أَصْحَابه أَن يتَوَلَّى الْحِسْبَة فولي حسبَة مصر مرَارًا وامتهن بذلك حَتَّى أضرّ ذَلِك بِهِ وَمَات مُنْفَصِلا عَنْهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ فِي مُعْجَمه: أخذت عَنهُ من فَوَائده، والمقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار. عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَيُّوب بن عُثْمَان نور الدّين الْعمريّ الأشليمي القاهري الشَّافِعِي أَخُو الشّرف مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالأشليمي. ولد بأشليم وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ قدم الْقَاهِرَة على عَمه أصيل الدّين مُحَمَّد فَأَقَامَ تَحت نظره حَتَّى حفظ التَّنْبِيه واشتغل على طَريقَة استقامة وَخير مَعَ التكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت الجورة وَغَيره بل نَاب بِأخرَة فِي الْقَضَاء وَكَانَ من رفاق الجدابي الْأُم سَاكِنا خيرا رَاغِبًا فِي الانجماع مديما للتلاوة كتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَمَعَ شيخوخته كَانَ يقْرَأ على الْكَمَال إِمَام الكاملية. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر رَمَضَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَلم يحجّ فحج عَنهُ رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان نور الدّين حفيد شيخ الْقُرَّاء الْفَخر المَخْزُومِي البلبيسي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْمقري وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِإِمَام الْأَزْهَر. ولد سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا التَّنْبِيه وَعرض على الْجَمَاعَة، وَمَات جده وَهُوَ مُمَيّز بعد أَن سمع عَلَيْهِ بعض الْقُرْآن، وَأخذ الْقرَاءَات عَن الزراتيتي والعفصي وَكَذَا فِيمَا قيل عَن التَّاج بن تمرية يَسِيرا ولازم القاياتي قَدِيما وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي شرح التَّنْبِيه للزنكلوني وَغَيره وَعلي بن قديد شرح الألفية لِابْنِ المُصَنّف فِي آخَرين، وَاسْتقر فِي الْإِمَامَة بالأزهر عقب موت وَالِده بعد أَن كَانَ الْكَمَال الدَّمِيرِيّ رام أَخذهَا فعورض واستنيب عَن هَذَا حَتَّى ترعرع وَكَذَا ولي تدريس الْقرَاءَات بِجَامِع الْحَاكِم) وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ فِي الْقرَاءَات خلق وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الزين زَكَرِيَّا وَكنت مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْيَسِير لِابْنِ كثير وَسمعت عَلَيْهِ فِي الْجمع وَغَيره، وَكَانَ خيرا مهابا

متواضعا قانعا متوددا مُعْتَقدًا حسن السمت سَاكِنا كثير الْبر وَالْإِحْسَان للمجاورين وَنَحْوهم مَعَ الْإِلْمَام بالتوجية ومشاركة مَا. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد منتصف الْمحرم سنة أَربع وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله الجناني بِكَسْر الْجِيم ثمَّ نون خَفِيفَة وَآخره نون أَيْضا ثمَّ الصَّالِحِي الْمُؤَذّن بجامعها المظفري وَيعرف بِابْن شقير. حضر فِي الثَّالِثَة سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة على الصّلاح بن أبي عمر جُزْءا فِيهِ خَمْسَة عشر حَدِيثا مخرجة فِي مشيخة الْفَخر الْأنْصَارِيّ انتقاء البرزالي قَالَ أَنا بهَا الْفَخر وَحدث بِهِ وسَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء من أَصْحَابنَا وَمَات. عَليّ بن مُحَمَّد بن ثَمَان البربهاري الْمَكِّيّ الْعمريّ نِسْبَة لعمل الْعُمر. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة تسع وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن مُحَمَّد بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. مَاتَ فِي أَوَائِل الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن مُحَمَّد بن عرب الْعَلَاء القاهري سبط الْكَمَال التركماني القَاضِي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: نَاب فِي الحكم بِبَعْض الْبِلَاد بل ولي قَضَاء الْعَسْكَر، وَمَات فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر الأدمِيّ القاهري الْمَاضِي جده وَأَخُوهُ عبد الرَّحْمَن وقريبهما عبد الباسط بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن والآتي أَبوهُ. ولد فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالحسينية وَنَشَأ فحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وألفية النَّحْو وَجمع الْجَوَامِع وَالْكثير من التسهيل، وَعرض على جمَاعَة ولازم أَبَا الْقسم النويري وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت الخضريين خَارج بَاب زويلة بل رُبمَا نَاب فِي بعض الْقرى، وسافر فِي الْبَحْر غير مرّة وَصَارَ يعتني بالمراكب وَالْحمل فِيهَا بالبحر المالح وَيَأْخُذ لأجل ذَلِك من أَمْوَال النَّاس بِالرِّبْحِ وَغَيره مَا يصرفهُ فِيهَا وَهُوَ يصاب مرّة بعد أُخْرَى إِلَى أَن كَانَ فِي سنة تسعين أَو الَّتِي بعْدهَا فغرق لَهُ مسماري ثقيل بِالْقربِ من بعض البنادر وَعجز عَن تَخْلِيص أخشابه وَأقَام لذَلِك بِالطورِ ثمَّ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة ثمَّ بِمَكَّة وتعلل فِيهَا بالإسهال وَغَيره حَتَّى مَاتَ غَرِيبا وحيدا زَائِد الْفَاقَة فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين. وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة ثمَّ دفن) بالمعلاة سامحه الله وإيانا. عَليّ بن أبي عبد الله بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري الْمَكِّيّ أجَاز لَهُ فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والفوي وَالْفَخْر الدنديلي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن حسن البيجوري فِي آخَرين. مَاتَ صَغِيرا.

عَليّ بن التَّاج مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد القادري. قَالَ أَنه سمع على عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن نصر الله الشِّيرَازِيّ الجرهي وسَاق سَنَده إِلَى الْبَغَوِيّ وَأَنه يروي ألفية ابْن مَالك قِرَاءَة وسماعا عَن النُّور أبي الْفضل عَليّ بن الصَّالح بن أَحْمد الكيلاني الشَّافِعِي القَاضِي وسَاق سَنَده لناظمها كَمَا أثبت ذَلِك فِي التَّارِيخ الْكَبِير، أجَاز لِابْنِ أبي الْيمن حِين عرض عَلَيْهِ فِي سنة ثَلَاثِينَ. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن ذِي الاسمين أَيُّوب عُثْمَان بن ذِي الاسمين عبد الْعَزِيز عبد الْمجِيد الشهير بِأبي الْمجد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن قُرَيْش نور الدّين وَرُبمَا كني بأكبر أَوْلَاده النَّجْم فَيُقَال أَبُو نجم الدّين بن نجم الدّين الْقرشِي الأبودري بِفَتْح الْهمزَة ثمَّ مُوَحدَة ودال مُهْملَة ثمَّ رَاء مُشَدّدَة نِسْبَة لأبي درة من أَعمال الْبحيرَة ثمَّ الدسوقي بِضَم الْمُهْمَلَتَيْنِ الْمَالِكِي وَيعرف بسنان لسن كَانَت لَهُ بارزة وَأَيوب فِي نسبه هُوَ أَخُو الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الدسوقي صَاحب الْأَحْوَال. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِأبي درة وانتقل مِنْهَا وَهُوَ صَغِير بعد موت وَالِده وَحفظ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب التروجي وتلاه لأبي عمر وَعلي بن عَامر بلقانه وَحفظ عِنْده الشاطبيتين ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فحفظ بهَا أَيْضا الْعُمْدَة والرسالة ومختصر ابْن الْحَاجِب كِلَاهُمَا فِي الْمَذْهَب والملحة وألفية ابْن مَالك، وَعرض على الزين قَاسم السمسطائي النويري ولازمه فِي بحث الرسَالَة والمختصر مَعًا بل رافقه فِي سَماع الحَدِيث وَبحث الْعُمْدَة على الزين عبيد البشكالسي وَمن شُيُوخه فِي السماع الصّلاح الزفتاوي والتنوخي وَابْن الشيخة وَابْن الفصيح والعراقي والهيثمي والأبناسي والدجوي والغماري والمراغي والنور الهوريني وَالْجمال عبد الله الرَّشِيدِيّ وناصر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ والسويداوي والحلاوي وَأكْثر من المسموع وَكَانَ يخبر أَنه أَخذ الْخِرْقَة الدسوقية عَن ابْن عَمه الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى المنوفي بدسوق فِي سنة نَيف وَثَمَانمِائَة عَن أَبِيه عَن جده مُوسَى عَن شقيقه إِبْرَاهِيم، وقطن دسوق من سنة اثْنَتَيْ عشرَة إِلَى أَن مَاتَ شيخ الْمقَام الإبراهيمي بهَا وَهُوَ ابْن عَمه الشَّمْس مُحَمَّد بن) نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن جُلُود فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فاستقر عوضه فِي المشيخة فباشرها وَصرف عَنْهَا مرَارًا، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل إسكندرية مرَارًا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء حملت عَنهُ الْكثير بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بدسوق وارتفق بِمَا كَانَ يصله بِهِ الطّلبَة فِي سني الغلاء لكَونه كَانَ كثير الْعِيَال جدا وَكَانَ حِينَئِذٍ مُنْفَصِلا عَن المشيخة، وَكَانَ خيرا ضابطا صَدُوقًا ثِقَة ثبتا سَاكِنا وقورا صبورا على إسماع متواضعا سليم الْفطْرَة مستحضر الْفَوَائِد. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشر رَمَضَان سنة تسع وَخمسين

بدسوق على مشيختها وَدفن عِنْد الضريح البرهاني وَخلف أَوْلَادًا رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن حَمْزَة بن مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين الْعَلَاء أَبُو الْحسن وَأَبُو هَاشم بن الْحَافِظ الشَّمْس أبي المحاسن الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي. ولد فِي ربيع الأول سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة وَأمه عَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ الذَّهَبِيّ، واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ فِي الأولى على عمر بن عُثْمَان بن سَالم بن خلف جُزْء الغطريف وَغَيره وعَلى نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أزبك الخازنداري المهروانيات وَغَيرهَا وَفِي الرَّابِعَة على إِسْمَاعِيل بن السَّيْف أربعي أبي الأسعد الْقشيرِي وَفِي الْخَامِسَة على أَحْمد بن النَّجْم السمعونيات وَسمع من الْبَيَانِي جُزْء غُلَام ثَعْلَب وَمن سِتّ الْعَرَب وَغَيرهمَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء روى لنا عَنهُ الْمُوفق الأبي وَكَانَ رَفِيقًا لِلْحَافِظِ ابْن مُوسَى فِي الْأَخْذ عَنهُ، وَأَجَازَ لِابْنِ فَهد وَوَلَدي شَيخنَا، وَذكره فِي مُعْجَمه وَكَانَ نَاظر الأوصياء بِدِمَشْق. مَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة تسع عشرَة رَحمَه الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد الشّرف الأرموي. فِيمَن اسْم أَبِيه أَحْمد. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن خَلِيل نور الدّين بن الشَّمْس القاهري الأَصْل الْمَكِّيّ وَالِد عمر الْآتِي وَأَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن السيرجي. ولد فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه أم الْخَيْر ابْنة الْجمال إِبْرَاهِيم الأميوطي وَنَشَأ بهَا، كَانَ بِيَدِهِ التَّكَلُّم على دَار أم الْمُؤمنِينَ خَدِيجَة الْمَعْرُوفَة بمولد السيدة فَاطِمَة تَلقاهُ عَن أَبِيه، وَمَات مقتولا بطرِيق وَادي مر فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها وَلم يكن مَحْمُودًا عَفا الله عَنهُ. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن درباس الْعَلَاء بن الْعَلَاء ذكره البقاعي فِي شُيُوخه مُجَردا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سعدون التجِيبِي الجرائري قاضيها. مَاتَ سنة بضع وَخمسين.) عَليّ بن الْبَهَاء مُحَمَّد بن عَليّ بن سعيد بن سَالم بن عمر بن يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن طَاهِر بن مُحَمَّد بن صبح الْبَهَاء الْأنْصَارِيّ وَيعرف بِابْن إِمَام المشهد. ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وأسمع على عبد الرَّحِيم بن إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَمُحَمّد وَزَيْنَب ابْني ابْن الخباز. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لي وَلم يؤرخ وَفَاته فَذَكرته ظنا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عَبَّاس بن فتيَان الْعَلَاء البعلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن اللحام وَهِي حِرْفَة أَبِيه. ولد بعد الْخمسين وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فِي كَفَالَة خَاله لكَون أَبِيه مَاتَ وَهُوَ رَضِيع فَعلمه صَنْعَة الْكِتَابَة ثمَّ حبب

إِلَيْهِ الطّلب بِنَفسِهِ وتفقه على الشَّمْس بن اليونانية ثمَّ انْتقل إِلَى دمشق وتلمذ لبن رَجَب وَغَيره وبرع فِي مذْهبه ودرس وَأفْتى وشارك فِي الْفُنُون وناب فِي الحكم وَوعظ بالجامع الْأمَوِي فِي حَلقَة ابْن رَجَب بعده وَكَانَت مواعيده حافلة ينْقل فِيهَا مَذَاهِب الْمُخَالفين محررة من كتبهمْ مَعَ حسن المجالسة وَكَثْرَة التَّوَاضُع ثمَّ ترك الحكم بِأخرَة وانجمع على الِاشْتِغَال وَيُقَال إِنَّه عرض عَلَيْهِ قَضَاء دمشق اسْتِقْلَالا فَأبى وَصَارَ شيخ الْحَنَابِلَة بِالشَّام مَعَ ابْن مُفْلِح فَانْتَفع النَّاس بِهِ، وَقد قدم الْقَاهِرَة بعد الكائنة الْعُظْمَى بِدِمَشْق فسكنها وَولي تدريس المنصورية ثمَّ نزل عَنْهَا وَعين للْقَضَاء بعد موت الْمُوفق بن نصر الله فَامْتنعَ فِيمَا قيل، وَمَات بعد ذَلِك بِيَسِير فِي يَوْم عيد الْأَضْحَى وَقَالَ المقريزي عيد الْفطر سنة ثَلَاث وَقد جَازَ الْخمسين، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز السكندري أحد بوابيها وَيعرف بِابْن حطيبة تَصْغِير حطبة بالإهمال وَالْمُوَحَّدَة. ولد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بثغر إسكندرية وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ فَلَمَّا توفّي أَبوهُ أَخذ عَنهُ البوابة فاشتغل بهَا وعني بالشعر فأتقن الزجل وَقدم عَلَيْهِم التقي بن حجَّة فِي دولة الْمُؤَيد فَاجْتمع بِهِ وَأخذ عَنهُ واستفاد مِنْهُ وَأثْنى عَلَيْهِ فِي الزجل، وَحج مرَّتَيْنِ الأولى قبل الْقرن وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة وَاجْتمعَ بشيخنا ومدحه بزجل وَمن نظمه مِمَّا كتبه عَنهُ البقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ قصيدة مطْلعهَا: (فِي مرتع الْقلب غزلان النقا رتعت ... وَقطعت من حشاشات الحشا ورعت) وَمَات بعد سنة أَرْبَعِينَ. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن صَالح بن شهَاب نور الدّين الهيثمي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الْكَرِيم الْمَاضِي. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض وتنزل فِي) الْجِهَات وباشر فِي جَامع الْحَاكِم وخطب بِجَامِع الخشابين وتكسب بِالشَّهَادَةِ وبكتابة الْغَيْبَة فِي سعيد السُّعَدَاء وبرع فِي معرفَة الصُّوفِيَّة بِحَيْثُ كَانَ يرفع الْغَيْبَة وَهُوَ غَائِب وَطعن فِيهِ أزبك وَكَانَ مُحْتملا حَتَّى من زَوجته وَكَانَ فِي بلَاء من قبلهَا، حج غير مرّة وجاور، وللعوام ميل لخطابته لطلاقته وجهورية صَوته لَكِن يكثر فِيهَا من إِيرَاد الْأَحَادِيث الْوَاهِيَة مَعَ اللّحن الْبَين. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ قَارب السّبْعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان نور الدّين الْجَوْجَرِيّ الأَصْل الخانكي القاهري الشَّافِعِي سبط الْمُحب مُحَمَّد بن يارغلي الْمُحْتَسب

كَانَ وَيعرف بِابْن الْجَوْجَرِيّ الْآتِي أَبوهُ. ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بالخانقاه وَحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه وهدية الناصح وَعرض وَسمع على عبد الْغَنِيّ ابْن الْبِسَاطِيّ والتاج الأخميمي والخطيب بن أبي عمر الْحَنْبَلِيّ وَكَذَا سمع مني المسلسل وَغَيره وَعقد لَهُ أَبوهُ على ابْنة الشهَاب أَحْمد الششيني الْحَنْبَلِيّ وَلم يلبث أَن مَاتَ مطعونا فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَتِسْعين فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ عوضه الله الْجنَّة. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن بهْرَام الْعَلَاء الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن القرمي. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه لكنه سمى جده أَحْمد بن بهْرَام وَقَالَ: نَشأ بِدِمَشْق وتكسب بالنسخ ثمَّ بالتوقيع ثمَّ ولي قَضَاء غَزَّة ثمَّ دمياط ثمَّ مشيخة البيبرسية اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَسمع مني وَذكر لي أَنه سمع من ابْن أميلة وَغَيره من أَصْحَاب الْفَخر كالصلاح بن أبي عمر ووقفت على سَمَاعه عَلَيْهِ فِي أمالي الْجَوْهَرِي، ونسبته فِي أنبائه كَمَا هُنَا وَقَالَ أَنه احترف بالنسخ وبالشهادة ثمَّ وَقع على الْحُكَّام وناب فِي الحكم عَن الْبُرْهَان الصهناجي الْمَالِكِي وَولي قَضَاء المجدل وتوقيع الدست ثمَّ قَضَاء غَزَّة بعناية فتح الله وَكَانَ صديقه قَدِيما، ثمَّ أضيف إِلَيْهِ قَضَاء دمياط ومشيخة البيبرسية بِالْقَاهِرَةِ وخطابة الْقُدس، وَكَانَ متواضعا بشوشا كثير المداراة والخدمة للنَّاس لَا يمر بِهِ أحد بغزة إِلَّا أَضَافَهُ وخدمه بِحَيْثُ يروح شاكرا وَكَانَ بَيْننَا مَوَدَّة. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع عشرَة. قلت وَمَا أَظُنهُ حدث. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عوض بن مُحَمَّد بن أبي قصيبة. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن عبد الْغفار نور الدّين بن الشَّمْس بن النُّور النحراري قاضيها كآبائه الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن عديس تَصْغِير عدس. ولد فِي أحد الجمادين سنة تسع) وَسبعين وَسَبْعمائة بالنحرارية وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَحفظ تَنْقِيح الْقَرَافِيّ، وَحج مرَارًا فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وجاور وَقَالَ أَنه سمع بهَا على ابْن صديق البُخَارِيّ وعَلى القَاضِي عَليّ النويري الشفا وَغَيره قَالَ: وحفظت هُنَاكَ عُمْدَة الْأَحْكَام والرسالة الفرعية وألفية ابْن مَالك فِي نَحْو عشرَة أشهر وَكنت إِذا عسر عَليّ الْحِفْظ شربت من مَاء زَمْزَم وتوضأت وَصليت فِي الْمُلْتَزم ودعوت فأحفظ قَالَ وَعرضت هَذِه الْكتب الثَّلَاثَة على الْمجد اللّغَوِيّ وَغَيره وبحثت فِي الْفِقْه وأصوله على وَالِدي والشهاب النحريري، وَولي قَضَاء بَلَده مُدَّة طَوِيلَة وحمدت سيرته وَكَانَ لينًا هينا عَلَيْهِ سكينَة وَعِنْده محاسنة ومسالمة للنَّاس. مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة أَرْبَعِينَ وَكَانَ قد عزم على الْحَج فِيهَا فعاقه الْمَرَض المستمر بِهِ حَتَّى مَاتَ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُمَيْر بن عميرَة الْعَلَاء بن الشَّمْس الْمَالِكِي

نِسْبَة لملك بن النَّضر الرَّمْلِيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي شَوَّال سنة عشر وَثَمَانمِائَة بالرملة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد أَبِيه وَغَيره وَحفظ الْمِنْهَاج وغالب الْبَهْجَة وَعرض الْمِنْهَاج على شَيخنَا وَعَلِيهِ وعَلى غَيره سمع الحَدِيث وتفقه بِأَبِيهِ وبالعز الْقُدسِي وَكَذَا أَخذ عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ فِي آخَرين، وبرع وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء وَاسْتقر فِي ذَلِك بِالْمَدْرَسَةِ الخاصكية العمرية بالرملة بعد موت وَالِده وخطب بِجَامِع السُّوق بهَا ولقيته هُنَاكَ فَكتبت شَيْئا من نظمه ونظم أَبِيه وَكَانَ إنْسَانا حسنا فَاضلا. مَاتَ عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم نور الدّين أَبُو الْحسن الفيشي الحناوي القاهري الْمَالِكِي نزيل مَكَّة وَعين الموثقين بهَا وَيعرف كسلفه بالحناوي وَهُوَ قريب شَيخنَا الشهَاب الشهير ووالد الرضى مُحَمَّد. نَشأ بِالْقَاهِرَةِ متكسبا بِالشَّهَادَةِ فَلم ينجح فِيهَا وسافر إِلَى مَكَّة قبيل السّبْعين فداوم التكسب بهَا وَسمع عَليّ فِي الَّتِي بعْدهَا الشفا وَغَيره وَحسنت معيشته هُنَاكَ فَقدم الْقَاهِرَة فَنزل عَمَّا كَانَ مَعَه وَضم تعلقه وَعَاد سَرِيعا فاستوطنها وتميز بِالشَّهَادَةِ وَلَا زَالَ ترق فِيهَا بِحَيْثُ انْفَرد وَخص بالوصايا وَنَحْوهَا فأثرى وَذكر بِالْمَالِ الجزيل وَعمر دَارا هائلة وَصَارَ يقْرض ويعامل كل ذَلِك لمزيد إقبال الْبُرْهَان عَلَيْهِ لعقله وسكونه ومداراته وتنبته بِالنِّسْبَةِ لمن لَعَلَّه فِي الْفضل أميز مِنْهُ، وَلما عرض وَلَده عَليّ كتبت لَهُ ألفاظا أودعت بَعْضهَا التَّارِيخ الْكَبِير لَكِن سميت جده هُنَاكَ أَحْمد وأظن الصَّوَاب مَا هُنَا وَقد قدم الْقَاهِرَة مَطْلُوبا فِي) أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين لإنهاء صهر عَنهُ أَمْوَالًا جمة وأحوالا تَقْتَضِي شينه وذمه فضيق عَلَيْهِ بالترسيم وَغَيره وَوضع للضرب غير مرّة للتشديد فِي أمره وَيُقَال أَنه انْفَصل عَن عشرَة آلَاف دِينَار فَلَمَّا توجه استخلص من معاملاته الشهير أمرهَا خَمْسَة آلَاف دِينَار وتقاعد عَن الْبَاقِي فجيء بِهِ مَعَ الركب فضيق عَلَيْهِ ثمَّ أودع المقشرة بالخشب ودام إِلَى أَن أطلق وَرجع فتراجع وتدافع. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن النُّور أَبُو الْحسن بن الشَّمْس الْعَدوي نسبا القاهري الْمَالِكِي خَال الْآتِي أَبوهُ والماضي عَمه عبد الرَّحْمَن وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد قَرِيبا من سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن وَابْن الْحَاجِب الفرعي وَغَيره وَعرض اشْتغل يَسِيرا وَجلسَ مَعَ أَبِيه متكسبا بِالشَّهَادَةِ وتميز فِيهَا وجود الْخط وَكتب بِهِ أَشْيَاء وَكَذَا جود الْقُرْآن وجوق وخطب بعدة أَمَاكِن وَحج مَعَ أَبِيه مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ بعد مَوته لم أَطْرَافه وَتوجه تَاجِرًا لاحتواء بعض عشرائه عَلَيْهِ فِي ذَلِك فتوغل فِي بِلَاد الْهِنْد ودام فِي الغربة مُدَّة وَكَانَت كتبه ترد علينا ثمَّ انْقَطع خَبره الْمُعْتَمد قَرِيبا من سنة سِتِّينَ وَعظم

فَقده على أمه وابنتها وَأَظنهُ قَارب الْخمسين عوضه وإيانا الْجنَّة. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور بن حجاج بن يُوسُف نجاح الدّين أَبُو الْحسن بن الإِمَام صَلَاح الدّين أبي عبد الله الحسني الْعلوِي صَاحب صنعاء الْيمن وَابْن صَاحبهَا ووالد النَّاصِر مُحَمَّد الْآتِي ويلقب بالمنصور ملكهَا بعد أَبِيه فِي حُدُود سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِعَهْد مِنْهُ وطالت أَيَّامه وَعظم شَأْنه وأضاف إِلَى صنعاء صعدة بعد محاصرته لملكها وعدة حصون للإسماعيلية أَخذهَا من أَرْبَابهَا عنْوَة وصفت لَهُ تِلْكَ الممالك حَتَّى مَاتَ بِصَنْعَاء فِي سَابِع عشري صفر سنة أَرْبَعِينَ. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الفيومي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ. ولد فِي سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة بسويقة صَفِيَّة من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والكنز وَقَالَ أَنه عرضه على الْأمين الأقصرائي والزين قَاسم واشتغل عِنْد أبي الْخَيْر ابْن الرُّومِي وَالصَّلَاح الطرابلسي وَنَحْوهمَا بل قَرَأَ على الشَّمْس الْغَزِّي القَاضِي واستنابه فِي آخر أَيَّامه وَلم يُبَاشر عَنهُ بل بَاشر عَن الأخميمي وخالط فَيْرُوز الجمالي لمجاورته لَهُ فَلَمَّا اسْتَقر فِي الزمامية لزمَه، وَحج غير مرّة أَولهَا سنة خمس وَسبعين وجاور مرَارًا وَسمع مني المسلسل واليسير من بعض تصانيفي.) عَليّ بن مُحَمَّد الْأَكْبَر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر نور الدّين الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْآتِي جده قَرِيبا وَأَبوهُ وأخواه المحمدان أَبُو الْخَيْر وَأَبُو البركات وأبوهم وَيعرف بِابْن الفاكهي. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو والْحَدِيث والشاطبية وَالتَّلْخِيص والعمدة للنسفي وَالشَّافِعِيَّة لِابْنِ الْحَاجِب فِي الصّرْف وَعرض على شَيخنَا فِيمَا زعم وَابْن الديري وَابْن الْهمام وَغَيرهم واشتغل فِي بَلَده والقاهرة وَالشَّام وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه فِي الْفِقْه الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والمحلي والعبادي وَإِمَام الكاملية وَالْفَخْر عُثْمَان المقسي وزَكَرِيا بن قَاضِي شُهْبَة والزين خطاب وَإِبْرَاهِيم العجلوني وَفِي الْعَرَبيَّة الشهَاب ابْن الزين عبَادَة الْمَالِكِي وَابْن الزرعي وخطاب وَابْن يُونُس المغربي وَفِي الْأُصُول الشرواني والكافياجي والمقسي وَفِي أصُول الدّين الشرواني وَعنهُ وَعَن التقي والْعَلَاء الحصنيين أَخذ الْمعَانِي وَالْبَيَان وَكَذَا لَازم الْجَوْجَرِيّ وَبَعْضهمْ أَكثر عَنهُ أخذا من بعض، وَسمع الحَدِيث على الزين الأميوطي والتقي بن فَهد وَآخَرين كالولوي البُلْقِينِيّ وَأخذ عَن عبد الْمُعْطِي فِي الْبَيْضَاوِيّ وَغَيره، وَكثر اجتماعه بِي وَأَنا بِمَكَّة وَقبلهَا أَيْضا وَقَرَأَ

بعض تصانيفي عَن شَيْخه ابْن يُونُس وَأخذ عني أَشْيَاء بل كتبت عَنهُ من نظمه وبرع فِي الْفِقْه والأصلين والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا من الْفَضَائِل، وَأذن لَهُ غير وَأحد فِي التدريس والإفتاء وتصدى لإقراء الطّلبَة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَأكْثر من الْحُضُور عِنْد عَالم مَكَّة البرهاني وَالْأَخْذ عَنهُ، وَكَانَ مَعَ تقلله مفوها طلق الْعبارَة قَادِرًا على التَّعْبِير عَن مُرَاده بحاثا نظارا ذَا نظم ونثر وَلكنه أذهب محاسنه فَإِنَّهُ قدم الْقَاهِرَة مرافعا فِي عَالم مَكَّة وَمَا حمدته فِي هَذَا وَلَا فِي بعض أَفعاله وَبعد المرافعة الْمشَار إِلَيْهَا رَجَعَ إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا وَاتفقَ وجود خبيئة فِي خربة كَانَت بِيَدِهِ فنم عَلَيْهِ بعض الْعمَّال حَتَّى أخذت أَو جلها مِنْهُ فتألم لذَلِك وَهُوَ الْجَانِي على نَفسه فَإِنَّهُ أَسَاءَ التَّدْبِير وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي مغرب لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَدفن عِنْد سلفه بِالْقربِ من الفضيل بن عِيَاض رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد ابْن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ وَأمه أم هَانِئ ابْنة ابْن حريز الحسني الْمصْرِيّ. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو جَعْفَر بن العجمي وَغَيره، وَدخل مَعَ أمه إِلَى) الْقَاهِرَة وَهُوَ طِفْل فِي أَوَائِل سنة خمس وَخمسين فَمَاتَ بهَا فِي النّصْف الأول مِنْهَا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن ملك بن أنس النُّور بن التقي السُّبْكِيّ الأَصْل القاهري الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كهما بِابْن السُّبْكِيّ. مِمَّن تكسب بِالشَّهَادَةِ سِيمَا الجرائد وَهُوَ سبط الْعِزّ بن عبد السَّلَام. ولد بِالْقَاهِرَةِ بِالْقربِ من الجعبري من سوق الدريس سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج الفقهي واشتغل قَلِيلا، وَحج مرَّتَيْنِ وراج أمره فِيهَا وَله وظائف وجهات من قبل أَبَوَيْهِ تمول مِنْهُمَا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مكين نور الدّين النويري القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي أَخُو الزين طَاهِر الْمَاضِي أَخذ الْفِقْه عَن الزين عبَادَة ولازم أَخَاهُ فِي الْفِقْه وَغَيره بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقرَاءَات وَفضل وَاسْتقر بعده فِي تدريس الْفِقْه بالحسينية وَغَيرهَا ثمَّ رغب عَن الحسنية فِي مرض مَوته للخطيب الوزيري وَلم يلبث أَن مَاتَ سنة ثَمَان وَسبعين رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد نور الدّين النفيائي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. ولد سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بنفيا من الغربية بِالْقربِ من طنتدا وانتقل مِنْهَا لخاله فقطن الْأَزْهَر فحفظ الْقُرْآن ومختصر أبي شُجَاع والشاطبية

وَجمع على عبد الْغَنِيّ الهيثمي للسبع بعد أَن أفردها عَلَيْهِ وعَلى الزين جَعْفَر، واشتغل بالفقه وأصوله والعربية وَغَيرهَا مَعَ دين وَخير وتعفف ومحبة فِي إخوانه، وَمن شُيُوخه الزين الأبناسي وخَالِد الْوَقَّاد وَعبد الْحق السنباطي ولازمني فِي الألفية وَشَرحهَا ثمَّ بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين فَأخذ عني أَشْيَاء وَهُوَ على طَرِيقَته فِي الْخَيْر. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور الْعَلَاء أَبُو الْفضل بن أبي اللطف الحصفكي الأَصْل الْمَقْدِسِي المولد وَالدَّار الشَّافِعِي نزيل دمشق والآتي أَبوهُ وكل مِنْهُمَا بكنيته أشهر. ولد فِي الْعشْر الأول من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِبَيْت المشيخة الصلاحية المقدسية وَنَشَأ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه عمر الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ الْأَشْعَرِيّ وَصلى بِهِ فِي قبَّة السلسلة فِي رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ على الْعَادة وَكَذَا حفظ الشاطبيتين والألفيتين والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وَعرض على أبي مساعد والكمال بن أبي شرِيف وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على عبد الْقَادِر النَّوَوِيّ فِي الْمِنْهَاج تَصْحِيحا ثمَّ حلا ولازمه مُدَّة، وَحضر فِي صغره عِنْد الزين ماهر دروسا) مُتعَدِّدَة، وَسمع على التقي القلقشندي وَالْجمال بن جمَاعَة والزين عمر بن عبد الْمُؤمن الْحلَبِي ثمَّ الْمَقْدِسِي وَالشَّمْس بن عمرَان وتلا عَلَيْهِ إفرادا للسبعة مَا عدا نَافِع وَحَمْزَة بل قَرَأَ عَلَيْهِ مُقَدّمَة شَيْخه ابْن الْجَزرِي من نُسْخَة كتبهَا لَهُ بِخَطِّهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع الشاطبية حفظا فِي سَاعَة زمن من سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَكَذَا سمع على جمَاعَة مِمَّن قدم عَلَيْهِم بِبَيْت الْمُقَدّس كإمام الكاملية ولازم ابْن أبي شرِيف نَحْو عشر سِنِين حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ غير مرّة وجزء أبي الجهم وألفية الحَدِيث بحثا وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك وَأخذ عَنهُ الْفِقْه والأصلين والنحو والمعاني وَالْبَيَان وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة غير مرّة أَولهَا فِي سنة ثَلَاث وَسبعين فَسمع بهَا من الشهابين الشاوي والحجازي والناصرين الزفتاوي وَابْن قرقماس والجلال القمصي والنجم القلقشندي والزكي مُسلم والمحب بن الشّحْنَة وَالْوَلِيّ الأسيوطي وَأَبُو الْفضل النويري الْخَطِيب وَالْفَخْر الديمي وَابْنَة الْبُرْهَان الشنويهي فِي آخَرين وَأخذ فِي الْفِقْه عِنْد السراج الْعَبَّادِيّ وَالْفَخْر المقسي والزين زَكَرِيَّا والجلال الْبكْرِيّ وَفِي أُصُوله عَن المحيوي الكافياجي وَقَرَأَ عَلَيْهِ عدَّة من تصانيفه كالأنوار فِي التَّوْحِيد والتقي والْعَلَاء الحصنيين وعنهما وَعَن الزين السنتاوي أَخذ فِي النَّحْو وَعَن الكافياجي والْعَلَاء الحصني فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَعَن ثَانِيهمَا فِي الْمنطق، وَكَذَا دخل الشَّام فِي سنة أَربع وَسبعين وَأخذ فِيهَا فِي الْفِقْه عَن الزين خطاب والنجم بن قَاضِي عجلون وَقَرَأَ عَلَيْهِ عدَّة من تصانيفه كرسالته فِي السنجاب، واستوطنها من سنة ثَمَان وَسبعين ولازم التقي بن قَاضِي عجلون فِي الْفِقْه

وأصوله والنحو وَالتَّفْسِير واختص بِهِ ولازمه فِي السّفر والحضر وَسمع بهَا من الْبَدْر حسن بن نَبهَان والشهاب أَحْمد بن الْفَخر عُثْمَان بن الصلف والْعَلَاء الخليلي إِمَام جَامع الجوزة بالشاغور والْعَلَاء عَليّ بن عراق وَالسَّيِّد الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين قدمهَا عَلَيْهِ فِي سنة تسع وَسبعين فِي آخَرين، وَولي بِبَلَدِهِ معيدا فِي الصلاحية تلقاها عَن شَيْخه ابْن أبي شرِيف، وبدمشق معيدا بالبادرائية والركنية، وباشر خطابة جَامع يلبغا من رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَأذن لَهُ الْعَبَّادِيّ وَابْن أبي شرِيف وزَكَرِيا وَغَيرهم بالإفتاء والتدريس وتميز فِي الْفَضِيلَة وتولع بفن الْأَدَب ونظم الشّعْر وَقيد الوفيات، ولقيني بِالْقَاهِرَةِ غير مرّة وَأَخْبرنِي بترجمته وكتبت عَنهُ قَوْله: (قَالَ الرفاق اسْتَعدوا ... من أجل أهل وَمَال) (فَقلت من عظم مَا بِي ... يَا أكْرم الْخلق مَالِي) ) وَقَوله: (يَا من يخَاف عداهُ ... إِذا الْمذَاهب أعيت) (بِاللَّه ثق وتحصن ... وقاية الله أغنت) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن هبيص بن غيلَان النُّور أَبُو الْحسن الغيلي الشجري الْيَمَانِيّ. سمع عَليّ بعض الْهِدَايَة الجزرية بحثا وأجزت لَهُ فِي أوراق مُطَوَّلَة. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن الْحسن بن مَحْمُود بن الْحسن بن مَحْمُود بن الْحسن القَاضِي نور الدّين أَبُو الْحسن بن فتح الدّين أبي الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ نشأة حَسَنَة فِي حجر عَمه الزين عبد الرَّحْمَن وَسمع عَلَيْهِ واشتغل بِالْعلمِ على الْجلَال الخجندي الْحَنَفِيّ ولازمه كثيرا وَسمع عَلَيْهِ جُزْءا من حَدِيث الْعَلَاء بِقِرَاءَة أبي الْفَتْح المراغي وَوَصفه بالفقيه البارع وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ وبالنحو على الْمُحب بن هِشَام وَغَيره وَكَذَا سمع على الْعلم سُلَيْمَان السقاء والزين المراغي وَابْن الْجَزرِي فِي آخَرين. وَحدث ودرس وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أَبُو الْفرج المراغي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الكازروني وَفتح الدّين بن صَالح، وَأَجَازَ للتقي بن فَهد وَولده، وَكَانَ إِمَامًا عَالما بارعا دينا شهما بشوشا جميل الْهَيْئَة بارعا فِي الْعَرَبيَّة وَالتَّفْسِير، ولي قَضَاء الْمَدِينَة بعد موت عَمه فِي سنة سبع عشرَة وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بهَا فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن صَلَاح النُّور بن صَلَاح الْعزي نِسْبَة لمنية الْعِزّ بِنَاحِيَة فاقوس من الشرقية الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. ولد سنة أَربع وَخمسين

وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بمنية الْعِزّ وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تحول وَهُوَ كَبِير إِلَى الْأَزْهَر فحفظ أَبَا شُجَاع وَالْبَعْض من الشاطبية وألفية النَّحْو وَحضر فِي الدُّرُوس عِنْد الْعَبَّادِيّ ثمَّ عبد الْحق وَغَيرهمَا، وَدخل إسكندرية وَغَيرهَا ثمَّ حج فِي سنة سبع وَتِسْعين وجاور الَّتِي بعْدهَا ثمَّ الْأُخْرَى وَكَانَ ملازما لي فِي سَماع أَشْيَاء فِي الْبَحْث وَغَيره ويحضر دروس القَاضِي، وَتزَوج هُنَاكَ وَأَسْكَنَهُ ابْن أبي الْفرج برباطهم وَجعل لَهُ التَّكَلُّم فِيهِ وَهُوَ فَقير قَانِع رُبمَا تكسب بالخياطة. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الزين الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ. ولد سنة أَربع وَسبعين وَأخذ الْفُنُون عَن الْجلَال الخجندي وَسمع على الْجمال الأميوطي وَحدث ودرس. مَاتَ فِي سادس) عشري ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة. قلت وَينظر مَعَ الْمَاضِي قَرِيبا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَلَاء الْعَلَاء الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ بن الحريري. ولد سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة واشتغل على مَذْهَب الْحَنَفِيَّة وتعانى حفظ السّير والمغازي وَكَانَ يستحضر مِنْهَا شَيْئا كثيرا، وصاهره الشهَاب الْغَزِّي على ابْنَته. مَاتَ سنة ثَلَاث عشرَة وَلم تلبث ابْنَته إِلَّا قَلِيلا وَمَاتَتْ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الْعَلَاء الطرسوسي الْمزي. استجازه لي إِبْرَاهِيم العجلوني فِي سنة خمسين وَقَالَ أَنه حضر على ابْن أميلة والزين الْقرشِي وَابْن رَجَب وَأَنه سَمعه يَقُول: أرسل إِلَيّ الزين الْعِرَاقِيّ يَسْتَعِين بِي فِي شرح التِّرْمِذِيّ قَالَ وَكَانَ الْعَلَاء هَذَا نَاظر الْجَامِع الْمرْجَانِي بالمزة. قلت وَمَات بعد يسير فَالله أعلم. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الْعَلَاء النمراوي وَيعرف بِابْن النجاري مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ نور الدّين الجعبري الدِّمَشْقِي ثمَّ القادري الذَّهَبِيّ. مِمَّن سمع على شَيخنَا وعَلى ابْن الْجَزرِي وَغَيرهمَا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ السَّيِّد الزين أَبُو الْحسن الْحُسَيْنِي الْجِرْجَانِيّ الْحَنَفِيّ عَالم الشرق وَيعرف بالسيد الشريف وَقَالَ لي ابْن سبطه حِين أَخذه عني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ أَنه عَليّ بن عَليّ بن حُسَيْن وَالْأول أعرف. اشْتغل ببلاده وَأخذ الْمِفْتَاح عَن شَارِحه النُّور الطاووسي وَعنهُ أَخذ الشَّرْح الْمشَار إِلَيْهِ وَبَعض الزهراوين من الْكَشَّاف مَعَ الْكَشْف للسراج عمر البهيماني وَكَذَا أَخذ شرح الْمِفْتَاح للقطب عَن ولد مُؤَلفه مخلص الدّين أبي الْخَيْر عَليّ، وَقدم الْقَاهِرَة وَأخذ بهَا عَن أكمل الدّين وَغَيره وَأقَام بِسَعِيد السُّعَدَاء أَربع سِنِين ثمَّ خرج إِلَى بِلَاد الرّوم ثمَّ لحق بِبِلَاد الْعَجم وَرَأس هُنَاكَ بِحَيْثُ وَصفه

الْعَفِيف الجرهي فِي مشيخته بالعلامة فريد عصره ووحيد دهره سُلْطَان الْعلمَاء العاملين افتخار أعاظم الْمُفَسّرين ذِي الْخلق والخلق والتواضع مَعَ الْفُقَرَاء وَقَالَ غَيره أَن من شُيُوخه بِالْقَاهِرَةِ الْعَلامَة مباركشاه قَرَأَ عَلَيْهِ المواقف لشيخه الْعَضُد وَقَالَ أَبُو الْفتُوح الطاووسي وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ بعد أَن عظمه جدا: شهرته تغنيني عَن ذكر نسبه وصيت مهارته فِي الْعُلُوم يَكْفِينِي فِي بَيَان حَسبه سَمِعت عَلَيْهِ من شرحي التَّلْخِيص مَعَ حَاشِيَته الَّتِي كتبهَا على المطول وَكَذَا مُؤَلفه شرح الْمِفْتَاح، وَقَالَ فِيهِ الْبَدْر الْعَيْنِيّ كَانَ عَالم الشرق عَلامَة دهره وَكَانَت بَينه وَبَين التَّفْتَازَانِيّ مباحثات ومحاورات فِي) مجْلِس تمرلنك تكَرر استظهار السَّيِّد فِيهَا عَلَيْهِ غير مرّة وَآخر من عَلمته مِمَّن حضرها وأتقنها الْعَلَاء الرُّومِي الْآتِي فِي عَليّ بن مُوسَى وَكَانَ لَهُ أَتبَاع يبالغون فِي تَعْظِيمه ويفرطون فِي إطرائه كعادة الْعَجم وَله تصانيف يُقَال إِنَّهَا تزيد على الْخمسين قلت عين لي ابْن سبطه مِنْهَا تَفْسِير الزهراويين وَمن الشُّرُوح شرح فَرَائض الْحَنَفِيَّة السِّرَاجِيَّة والوقاية والمواقف للعضد والمفتاح للسكاكي والتذكرة للنصير الطوسي والجغميني فِي علم الْهَيْئَة والكافية بالعجمية وحاشية على كل من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ والمشكاة وَالْخُلَاصَة للطيبي والعوارف وَالْهِدَايَة للحنفية والتجريد لنصير الدّين الطوسي وَحل مشكله والمطالع وَشرح الشمسية والمطول والمختصر وَشرح طوالع الْأَصْبَهَانِيّ وَشرح هِدَايَة الْحِكْمَة وَشرح حِكْمَة الْعين وَحِكْمَة الْإِشْرَاق والتحفة والرضى فِي النَّحْو وَشرح نقركار والمتوسط والخبيصي والعوامل الجرجانية ورسالة الْوَضع وَشرح شكّ الإشارات للطوسي والتلويح أَو التَّوْضِيح والنصاب فِي لُغَة الْعَجم وَمتْن أشكال التأسيس وَشرح الْعَضُد وتحرير إقليدس للطوسي وعَلى قصيدة كَعْب بن زُهَيْر وَله مُقَدّمَة فِي الصّرْف بالعجمية وأجوبة أسئلة إسكندر سُلْطَان تبريز ورسالة للوجود وَأُخْرَى للوجود فِي الْمَوْجُود بِحَسب الْقِسْمَة الْعَقْلِيَّة وَأُخْرَى فِي الْحَرْف وَأُخْرَى فِي الصَّوْت وَأُخْرَى فِي الصُّغْرَى والكبرى فِي الْمنطق بالعجمية وعربهما ابْنه السَّيِّد الشَّمْس مُحَمَّد وَأُخْرَى فِي مَنَاقِب الخواجة بهاء الدّين الملقب بنقش بند وَأُخْرَى فِي الْوُجُود والعدم وهما بالعجمي بهست ونيست وَأُخْرَى فِي الْآفَاق والأنفس يَعْنِي سنريهم آيَاتنَا فِي الْآفَاق وَفِي أنفسهم وَأُخْرَى فِي علم الأدوار وَفِي بعض مَا تقدم مَا لم يكمل وبلغنا أَنه الَّذِي حرر الرضى شرح الحاجبية وَكَانَ فِيهِ سقم كثير وَقد تصدى للإقراء والتصنيف والفتيا وَتخرج بِهِ أَئِمَّة نحارير وَكَثُرت أَتْبَاعه وطلبته واشتهر ذكره وَبعد صيته ولقينا غير وَاحِد من أَصْحَابه. مَاتَ كَمَا قَالَ الْعَفِيف الجرهي وَأَبُو الْفتُوح الطاوسي فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس ربيع الآخر سنة سِتّ عشرَة بشيراز وَدفن بتربة وَقب

دَاخل سور شيراز بِالْقربِ من الْجَامِع الْعَتِيق الْمُسَمّى بمحلة سواحان فِي قبر بناه لنَفسِهِ، وأرخه الْعَيْنِيّ وَمن تبعه فِي سنة أَربع عشرَة وَالْأول أصح وَوصف بِأَنَّهُ كَانَ شَيخا أَبيض اللِّحْيَة نيرا وضيئا ذَا فصاحة وطلاقة وَعبارَة رشيقة وَمَعْرِفَة بطرق المناظرة والمباحثة والاحتجاج ذَا قُوَّة فِي المناظرة وَطول روح وعقل تَامّ ومداومة على الإشغال والاشتغال وَرُبمَا رجح على السعد التَّفْتَازَانِيّ رحمهمَا الله وإيانا، وَقد ذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار قَالَ وَابْنه مُحَمَّد برع) فِي عُلُوم عديدة. وَمَات وَلم يبلغ الْأَرْبَعين فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَدفن عِنْد أَبِيه بشيراز. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الدِّمَشْقِي وَيعرف بالدقاق شيخ مُعْتَقد فِي الشاميين. ولد تَقْرِيبًا أول الْقرن وَأخذ عَن الشَّيْخ مُحَمَّد القادري تلميذ أبي بكر الْموصِلِي. جاور بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ورأيته هُنَاكَ وَهُوَ ثقيل السّمع بل جَلَست مَعَه وَحصل مِنْهُ إكرام وَتزَوج هُنَاكَ وَضعف بِحَيْثُ أشرف على الْمَوْت فَطلق نِسَاءَهُ بل مَاتَت لَهُ زَوْجَة فَورثَهَا ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسعين وَلم يلبث أَن رَجَعَ وَمَا ظفر بكبير أَمر وَكَذَا كتب إِلَى السُّلْطَان معاكسا للتقي بن قَاضِي عجلون وَغَيره مِمَّن قَامَ فِي هدم الْمَكَان الَّذِي بِبَاب جيرون فَقيل لَهُ إِن كِتَابَته لَا تصادم قَول الْعلمَاء. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ السيرجي ثمَّ الْمَكِّيّ. فِيمَن جده عَليّ بن خَلِيل. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الشكيوي الدرعي المغربي الْمَالِكِي مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الغزولي شَقِيق أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بالهنيدي مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين وَكَانَ عاميا مُسْرِفًا على نَفسه عَفا الله عَنهُ. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الطياري القاهري صهر الْمُحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ زوج ابْنَته. رجل صَالح مُعْتَقد سَاكن مِمَّن سمع الحَدِيث على شَيخنَا وَغَيره وَمِمَّا سَمعه فِي البُخَارِيّ بالظاهرية، وتنزل فِي الْجِهَات وَكَانَ ينْسب لثروة، وَآخر عهدي بِهِ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَفِي الظَّن أَنه قَارب السِّتين رَحمَه الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ القباني أَبوهُ وَيعرف بِابْن بهاء. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين بعد ضعف مُدَّة عَفا الله عَنهُ وَأعْطى السُّلْطَان جواليه لولد لَهُ من أمة وَلم يسمح الشَّافِعِي بذلك فِي جهاته الَّتِي تَحت نظره بل أَعْطَاهَا لجماعته من بنيه وَنَحْوهم حَسْبَمَا بَلغنِي. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ القلصادي الأندلسي الحيسوب، قَالَ ابْن عزم صاحبنا. مَاتَ سنة بضع وَخمسين. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الكفرسوسي. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَقد ناهز السّبْعين. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمزي الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن جديا. استجازه لي إِبْرَاهِيم العجلوني فِي سنة خمسين وترجمه بِأَنَّهُ كَانَ يواظب ابْن أميلة وَأَنه كَانَ يحْكى أَنه كَانَ إِذا أذن على المنارة) يسمع من جولان فَلَمَّا ضعف وَصَارَ يُؤذن على الْبِئْر الَّتِي بِبَاب الْجَامِع الْمرْجَانِي كَانَ يسمع من الْمَقْصُورَة وَقَالَ أَن ابْن أميلة أجَاز لَهُ فَالله أعلم. عَليّ بن مُحَمَّد الملقب سميط بن عَليّ الملقب سبيع القاهري وَيعرف بالحريري. ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَأخذ فِيهَا عَن الشهَاب بن الغباري القزازي وبرع فِيهِ وطوف وَصَارَ رَاجِح الرجاح لَقيته بِأم دِينَار فَكتبت عَنهُ قَوْله: (يَا باعثا شعره انتظارا ... لقامة مَا لَهَا نَظِير) (الْمَوْت من ناظريك لَكِن ... من شعرك الْبَعْث والنشور) وَغير ذَلِك وَكَانَ كثير الْمَحْفُوظ سريع النّظم مَعَ ذوق وَفهم وَثقل سمع سامحه الله وإيانا. انْتهى الْجُزْء الْخَامِس، ويتلوه الْجُزْء السَّادِس أَوله: عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر

الجزء 6

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد البطائحي القاهري الْحَنْبَلِيّ المدير الشهير بالبطائحي. كَانَ جده السراج عمر خَادِم البيبرسية قبل الْجُنَيْد ووالده الشهَاب أَحْمد شيخ الرِّبَاط بهَا قبل التلواني. وَولد بِالْقربِ من جَامع الْحَاكِم قَرِيبا من سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن عِنْد نَاصِر الدّين القاصدي نِسْبَة للقاصدية عِنْد جَامع الْحَاكِم، وَحفظ الشاطبية وألفية النَّحْو الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ ومختصر الْخرقِيّ وَعرض على شَيخنَا والمحب بن نصر الله والزين الزَّرْكَشِيّ وَسمع عَلَيْهِ فِي آخَرين وَحضر دروس الْمُحب فَمن بعده، وتنزل بالشيخونية من زمن باكير وَفِي غَيرهَا من الْجِهَات وتكسب من الإدارة بالإعلام بالموتى وبرع فِي ذَلِك مَعَ نصحه فِيهِ بِحَيْثُ يَدُور الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة وَيعرف من يوافي أَصْحَاب الْمَيِّت غَالِبا وَقل أَن يمْضِي يَوْم بِغَيْر شغل بِحَيْثُ تمول جدا فِيمَا قيل، وَحج مرَارًا وَقَالَ لي أَن وَالِده حج نَحْو سِتِّينَ. عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين بن صَلَاح الدّين المليجي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بالمليجي. مِمَّن سمع مني فِي يَوْم عيد الْفطر سنة خمس وَتِسْعين بمنزلي المسلسل بِيَوْم الْعِيد. عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر نور الدّين الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ جد عَليّ بن مُحَمَّد عَليّ الْمَاضِي وَيعرف بالفاكهاني. ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وسافر عقب بُلُوغه إِلَى مصر وَالشَّام للرزق فَسمع بِمصْر من مُحَمَّد بن عمر البلبيسي صَحِيح مُسلم عَن الموسوي، وَمَال إِلَى) الْأَدَب وعني بمتعلقاته من الْعرض والنحو وَغَيرهمَا فَتنبه فِيهِ ونظم الْكثير من القصائد وَغَيرهَا وَفِيه مَا يستجاد وَمن شُيُوخه فِيهِ يحيى التلمساني الْمدنِي، وَله إقبال على الْفِقْه وَأَخذه عَن الْجمال بن ظهيرة وَصَحب الصُّوفِيَّة بزبيد الشَّيْخ إِسْمَاعِيل الجبروتي وجماعته، وَدخل الْيمن غير مرّة وَحصل لَهُ بر من الْأَشْرَف وَولده النَّاصِر وَغَيرهمَا. ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَقَالَ سَمِعت مِنْهُ شَيْئا من نظمه بوادي الطَّائِف وَكَانَ ذَا دين وحياء ومروءة صحبناه فَرَأَيْنَا مِنْهُ مَا يحمد. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس سادس عشري رَمَضَان سنة ثَمَان عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَلَعَلَّه بلغ الْخمسين رَحمَه الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن الْأَمِير نَاصِر الدّين بن ركن

الدّين الردادي القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد المحمد بن أبي الْيُسْر وَأبي الْفضل وَشرف الدّين والشهاب أَحْمد. أَخذ الْفِقْه عَن أكمل الدّين وطبقته والعربية عَن الْجمال بن هِشَام ولازم الْحُضُور عِنْد البُلْقِينِيّ وَقَالَ أَنه مِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ تفريعات كَثِيرَة من أَبْوَاب مُتعَدِّدَة أَقَامَ فِيهَا للفهم والبحث مُسْتَند وأظهرت لَهُ فِيهَا المباحث الدقيقة والنكت اللطيفة على مَذْهَب إِمَامه الإِمَام أبي حنيفَة وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل المحصل الْمُحَقق الْمُفْتِي جمال المدرسين، وَكَذَا وَصفه الزين الْعِرَاقِيّ وَقد سمع عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم بالعالم الأوحد مفتي الْمُسلمين خَليفَة الحكم وَابْنه الْوَلِيّ بالشيخ الْفَقِيه الْفَاضِل البارع مُفِيد الطّلبَة وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَأذن لَهُ البُلْقِينِيّ بالتدريس والإفتاء وَإِطْلَاق قلمه بهَا سنة سِتّ وَتِسْعين، ودرس بالسميساطية من الريدانية وبالكرامة وَغَيرهمَا وَأفْتى وناب فِي الْقَضَاء، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشهَاب الكلوتاتي وَوَصفه بشيخنا الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة مفتي الْمُسلمين وَقَالَ أَنه مَاتَ فِي حادي عشري رَجَب سنة ثَمَان ورأيته فِيمَن عرض عَلَيْهِ نَاصِر الدّين الزفتاوي وَلكنه لم يجز رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن الْوَكِيل. كَانَ أَبوهُ من أَعْيَان تجار مَكَّة وَخلف مَالا جزيلا من نقد وعقار فَلَمَّا بلغ أذهب غَالب الْعقار فِي غير وَجهه ثمَّ توفيت أمه وَتركت أَيْضا عقارا فأذهبه. وَمَات فِي حُدُود سنة سِتّ وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر الْمُوفق أَبُو الْحسن الشرعبي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. تَلا للسبع على الزرتيتي وَابْن الْجَزرِي تَلا عَلَيْهِ أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم البغلائي الحراري الْيَمَانِيّ الْآتِي.) عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر نور الدّين البوصيري القاهري الشَّافِعِي. نَشأ فِي بَلَده فحفظ الْقُرْآن والتبريزي والجرومية وَقَرَأَ فِي التَّقْسِيم عِنْد الْجلَال السمنودي وَكَذَا أَخذ عَن الشَّمْس بن كتيلة وَغَيره، وَقدم الْقَاهِرَة فاشتغل قَلِيلا عِنْد أخي أبي بكر وملا عَليّ فِي الْفِقْه والنحو وَغَيرهمَا وَتردد إِلَيّ فِي الْإِمْلَاء وَغَيره ثمَّ تشاغل بالتعليم زين العابدين القادري وأخيه وَابْن عَمهمَا وَرُبمَا قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْقُرْآن تغرى بردى القادري وَفِيه خير وَسُكُون. عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر الحافي ثمَّ القاهري. عَليّ بن مُحَمَّد بن عميرَة المصطيهي ثمَّ القاهري وَيعرف بالكريدي بِضَم الْكَاف مصغر. ولد سنة سِتّ أَو سبع وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَتعلم الْخط ورباه جدي لأمي لقرابة بَينهمَا، وَحج غير مرّة مَعَه وَمَعَ قَاضِي الْمحمل رَسُولا وَكَذَا عمل الرسلية عِنْد قُضَاة قليوب وشبري والمنية وَنَحْوهَا فِي خدمَة الولوي البُلْقِينِيّ فَمن دونه، وَتزَوج ابْنة خَالَتِي واستولدها وَسمع مني وَعلي أَشْيَاء

وَعمر وكف وتناقص حَاله وافتقر جدا إِلَى أَن مَاتَ شَهِيدا بالإسهال فِي صفر سنة سِتّ وَتِسْعين وَدفن بحوش البيبرسية رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عمر بن عطيف نور الدّين الْعَدنِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن عطيف بمهملتين وَآخره فَاء مصغر. ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة باللامية وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ على أَبِيه الْكَافِي للصردفي نَحْو ثَمَانِينَ مرّة، ثمَّ تحول إِلَى عدن فَأخذ عَن قاضيها الْجمال بن كبن الْفِقْه ولازمه نَحْو ثَلَاث سِنِين من آخر عمره حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ التَّنْبِيه بِتَمَامِهِ وَبَعض الْحَاوِي وَمِمَّا سَمعه الْمُهَذّب والمنهاج وكل ذَلِك بحثا والسيرة لِابْنِ إِسْحَق وعدة الْحصن الْحصين بل سمع من لَفظه البُخَارِيّ ثَلَاث مَرَّات وَبعد مَوته لزم قَاضِي عدن أَيْضا الْجمال مُحَمَّد بن مَسْعُود الْأنْصَارِيّ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج وعمدة الْأَحْكَام وأربعي النَّوَوِيّ ونفائس الْأَحْكَام للأزرق وَسمع الْبَعْض من التَّنْبِيه وَمن الْحَاوِي وَجَمِيع الشفا بل سمع من لَفظه البُخَارِيّ وَكَذَا لزم قَاضِي عدن أَيْضا أَبُو عبيد الله مُحَمَّد بن عمر الجزيري حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُهَذّب وَمن أول الْوَجِيز للغزالي إِلَى الرِّبَا وَالنّصف الثَّانِي من الْحَاوِي الصَّغِير بل سَمعه عَلَيْهِ تَاما مرَّتَيْنِ وَكَذَا الْأَذْكَار للنووي وَأخذ الْفَرَائِض عَن وَالِده ودرسها فِي حَيَاته، وقطن مَكَّة دهرا وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وارتحل إِلَى الديار المصرية فِي سنة أَربع ثمَّ فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَأخذ بهَا عَن الْجلَال الْمحلي والشرف الْمَنَاوِيّ وبالشام عَن) البلاطنسي والبدر بن قَاضِي شُهْبَة وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس، وزار بَيت الْمُقَدّس وَقَرَأَ فِيهِ على أبي اللطف الحصفكي فِي الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَرجع إِلَى مَكَّة فتصدى لإقراء الْفِقْه بهَا وَكَذَا للفتيا وانتفع بِهِ جمَاعَة وَاسْتقر فِي صوفية الزمامية والجمالية ثمَّ تَركهَا بعد تباينه مَعَ شيخها البرهاني ونوه بِهِ عِنْد عَليّ بن طَاهِر صَاحب الْيمن بِحَيْثُ صَار يُرْسل لَهُ بِصَدَقَتِهِ وَهِي ألف دِينَار ليفرقها على فُقَرَاء مَكَّة فتبسط واتسع حَاله من ثمَّ وابتنى لَهُ دورا عَظِيمَة عِنْد مولد عَليّ وَكَانَ ذَلِك سَببا لقطعها ثمَّ بدا لَهُ التَّوَجُّه لبلاده للزيارة أَو غَيرهَا فَوجدَ الْمدرسَة الَّتِي جددها عبد الْوَهَّاب بن طَاهِر بزبيد قد انْتَهَت فعينه لتدريس الْفِقْه بهَا فأقرأ بهَا فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانِينَ البُخَارِيّ، وسافر فِي شَوَّال إِلَى مَكَّة بعد أَن استناب فِي تدريسها الْفَقِيه الْكَمَال مُوسَى بن الرداد وَدخل مَكَّة وَهُوَ متوعك فَأَقَامَ كَذَلِك مُدَّة إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ رَابِع جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ عقيب الصُّبْح وَدفن بالمعلاة على أَبِيه بِالْقربِ من أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي الْأنْصَارِيّ الْمَالِكِي رَحمَه الله وإيانا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن يُوسُف بن مُحَمَّد النُّور أَبُو الْحسن بن الشَّمْس بن الشّرف الأشموني الأَصْل ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالأشموني. ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بنواحي قناطر السبَاع وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو واشتغل من سنة أَربع وَخمسين بعد حُضُوره إملاء شَيخنَا فِيمَا قَالَ فَأخذ فِي الْفِقْه عَن المجلي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والبامي ولازمه كثيرا والنور الْجَوْجَرِيّ وَهُوَ أول شُيُوخه وَكَذَا أَخذ فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية والفرائض وَغَيرهَا عَن جمَاعَة وَمن شُيُوخه فِي ذَلِك وَغَيره الكافياجي وَسيف الدّين التقي الحصني والشارمساحي، وتميز وبرع فِي الْفَضَائِل وتصدى فِي تِلْكَ النواحي للإقراء من سنة أَربع وَسِتِّينَ فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة وَحضر بعض ختومه الْعَبَّادِيّ وَالْفَخْر المقسي وجميعها الزين عبد الرَّحِيم الأبناسي، وتلقن الذّكر من عَليّ حفيد يُوسُف العجمي وَسمع الحَدِيث وَشرح ألفية ابْن مَالك وَقطع من التسهيل ونظمه لجمع الْجَوَامِع ومجموع الكلائي وإيساغوجي فِي الْمنطق وَعمل حَاشِيَة على الْأَنْوَار للأردبيلي وَغَيره، ورد على البقاعي انتقاده قَول الْغَزالِيّ لَيْسَ فِي الْإِمْكَان أبدع مِمَّا كَانَ، وَكنت مِمَّن قرض نظمه لجمع الْجَوَامِع وراج أمره هُنَاكَ وَرجح عَليّ الْجلَال بن الأسيوطي مَعَ اشتراكهما فِي الْحمق غير أَن ذَلِك أرجح، وَقد حج فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ موسميا كل ذَلِك وَهُوَ متكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ ولاه) الزين زَكَرِيَّا الْقَضَاء بل أرْسلهُ لدمياط عقب موت الولوي البارنباري فدام ثَلَاث سِنِين وانتفع بِهِ هُنَاكَ وَكَانَ الْمَنْصُور يذاكره ثمَّ امتحن بالترسيم مُدَّة كَانَ الاستادار يمده فِيهَا ويسعفه إِلَى أَن خلص وَأقَام مستمرا على نيابته وأشغاله وَلأَهل تِلْكَ النواحي بِهِ غَايَة النَّفْع كَانَ الله لَهُ. عَليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْعَلَاء الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمحلي النمراوي نِسْبَة لنمر البصل الشَّافِعِي وَالِد إِبْرَاهِيم وأخيه وَيعرف بالقطبي نِسْبَة لشيخه قطب الدّين الأصفهبندي كَانَ فَقِيها فَاضلا أَخذ الْفِقْه عَن بعض الشاميين وَصَحب القطب الْمَذْكُور وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة الصُّوفِيَّة وتلقن مِنْهُ الذّكر بلباسه من الْبُرْهَان السَّمرقَنْدِي، وَكَذَا لبس الْخِرْقَة القادرية من الشهَاب بن الناصح بلباسه لَهَا من الْجمال عبد الله بن أَحْمد العجمي بسندهما فِي التَّارِيخ الْكَبِير، وَقدم الْقَاهِرَة بعد الْفِتْنَة وَأخذ عَن الشَّمْس البلالي وَكَانَ صوفيا تَحت نظره فِي سعيد السُّعَدَاء ثمَّ أعرض عَنْهَا فِيمَا قَالَ للجمال يُوسُف الصفي لأخوة كَانَت بَينهمَا وَلزِمَ الشهَاب أَحْمد الزَّاهِد كثيرا مَعَ اشتراكه مَعَه فِي الْأَخْذ عَن القطب الْمَذْكُور وَأذن لَهُ فِي الْإِرْشَاد فقطن نمرى

وتصدى بهَا للتدريس والإفتاء وانتفع بِهِ فِي تِلْكَ النواحي، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وصنف منسكا ومختصرا فِي الْفِقْه لطيفا سَمَّاهُ كِفَايَة الْمُبْتَدِي رَأَيْت صاحبنا الْبَدْر الْأنْصَارِيّ سبط الحسني شرع فِي شَرحه وَآخر سَمَّاهُ تَحْرِير التبريزي وعلق على عُمْدَة لفقيه فِي تَصْحِيح التَّنْبِيه شَيْئا ولخص الفتاوي للنووي وَيُقَال أَن الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري حكى فِي مُصَنف لَهُ فِي المردان عَنهُ أَنه كَانَ سحرًا بمَكَان قريب من بركَة لوط وَإِذا بشخص مكفن بكفن مخطط بزعفران على الْعَادة وَهُوَ يسير فِي الْهَوَاء إِلَى أَن سقط على أم رَأسه فِي وسط الْبركَة أَو كَمَا قَالَ، وَكَانَ خيرا متقشفا صوفيا متواضعا كثير الْعِبَادَة والزهد حسن الْخلق رَضِيا، مَاتَ بنمري فِي أحد الجمادين سنة ثَلَاث وَدفن بجوار ضريح سَيِّدي عَليّ البدوي رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن غضنفر بن حسب الله بن مفرج بن عرفطة بن مَحْمُود بن مُوسَى الشريف الحسني العرفطي الزيدي صَاحب سروعة. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بالمرة وَحمل إِلَى ضَيْعَة سروعة بوادي مر من أَعمال مَكَّة فَدفن بهَا عِنْد سلفه، وَكَانَ مُعْتَقدًا. ذكره ابْن فَهد. عَليّ بن مُحَمَّد بن فتح الْموصِلِي الْحَنَفِيّ نزيل طرابلس. مِمَّن عرض عَلَيْهِ الصّلاح الطرابلسي بهَا فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَكتب لَهُ إجَازَة بِخَط جيد وَقَالَ الصّلاح إِنَّه كَانَ يُفْتِي على الْمذَاهب الْأَرْبَعَة وَأقَام عِنْده مُدَّة يسيرَة.) عَليّ بن مُحَمَّد بن فَخر الدّين فَخر بن نَاصِر الدّين بن خَالِد بن صَالح المنوفي ثمَّ القاهري نزيل البيبرسية وَيعرف بالشيخ عَليّ المنوفي وَقبل ذَلِك بِابْن فَخر. شيخ مسن كَانَ إقباعيا مَعْرُوفا بِالْخَيرِ ثمَّ أعرض عَن التكسب وَانْقطع بالبيبرسية وَتردد لإِمَام الكاملية فَنَوَّهَ بِهِ حَتَّى صَار أحد المعتقدين وَقصد بالزيارة وَغَيرهَا، وَأَظنهُ مِمَّن سمع على شَيخنَا نعم سمع بِقِرَاءَتِي وَعلي وَنعم الرجل. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعين وَوجد لَهُ بعض نقض وتركة يجْتَمع مِنْهَا مائَة وَخَمْسُونَ دِينَارا. عَليّ بن مُحَمَّد بن فرج السبتي الوادياشي الْمَالِكِي وَالِد أَبَا الْقَاسِم القادم علينا والآتي، مَاتَ بقلعة المرية من الأندلس سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين عَن بضع وَخمسين وَكَانَ فَاضلا ولي قَضَاء وادياش ثمَّ خطابتها وتدريسها وَالنَّظَر على الْجَامِع بِهِ. عَليّ بن مُحَمَّد بن فضل نور الدّين السنيكي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي المسلمي. مِمَّن سمع على شَيخنَا وَفِي البُخَارِيّ بالظاهرية. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَبى الْفضل بن عَليّ الْعَلَاء بن جلال بن الردادي الْحَنَفِيّ المبتلي الْمَاضِي جد أَبِيه قَرِيبا. مِمَّن سمع على التقي الشمني وَالْعلم البُلْقِينِيّ

وَغَيرهمَا مَعَ أَبِيه بل سمع مني، وَمَات فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَقد جَازَ الثَّلَاثِينَ عوضه الله الْجنَّة. عَليّ بن مُحَمَّد بن فلاح الْخَارِجِي الشعشاع. مَاتَ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. عَليّ بن مُحَمَّد بن قَاسم الْحَاج عَليّ بن المرخم وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد بن المرخم. كَانَ عاميا خيرا مديم الْجَمَاعَة وَالذكر. مَاتَ بعد الثَّلَاثِينَ وَقد قَارب السّبْعين ظنا فيهمَا. عَليّ بن مُحَمَّد بن قحر بقاف مَضْمُومَة ثمَّ حاء مُهْملَة وَآخره رَاء. مضى فِيمَن جده عبد الْعلي قحر وَهُوَ مَعَ الْمَاضِي قَرِيبا يدْخل فِي الْمُتَّفق والمفترق والمؤتلف والمختلف على أَن بَعضهم صحفه كَالْأولِ. عَليّ بن مُحَمَّد بن قوام. مضى فِي ابْن قوام. عَليّ بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ الْفَاضِل كحل المغربي الحميضي. كَانَ جده من موَالِي السَّيِّد حميضة، سمع فِي سنة أَربع عشرَة على الزين المراغي ختم مُسلم وَغَيره مِنْهُ. ذكره ابْن فَهد. عَليّ بن مُحَمَّد أبي البركات بن ملك بن أنس السُّبْكِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد التقي مُحَمَّد الْآتِي. حفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل عِنْد البيجوري والبرشنسي وَغَيرهمَا، وناب فِي الحكم عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعده إِلَى أَن غلب عَلَيْهِ الجذب وَحكى من يوثق بِهِ عَنهُ أَنه عِنْدَمَا توجه) لِلْحَجِّ إِلَى الْعقبَة رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم وَأمره بزيارته ذَلِك الْعَام فتهيأ مَعَ عدم أهبة بزاد قَلِيل وَتوجه فِي الْبَحْر قَالَ الحاكي عَنهُ وصحبني مَعَه فسبقنا إِلَى دُخُول مَكَّة وحججنا وزرنا ورجعنا مَعَ الركب، وَكَانَ يكْتب الْخط البديع وَله بَاعَ فِي النثر الْفَائِق وَالنّظم الرَّائِق. وَمَات سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء عِنْد وَالِده بجوار جدهما شيخ لإسلام تَقِيّ الدّين رَحمَه الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ، وَأمه فَاطِمَة ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن سكر الْبكْرِيّ. سمع من الشريف أَحْمد الفاسي وَابْن سَلامَة فِي سنة ثَمَانِي عشرَة. بيض لَهُ ابْن فَهد. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن بن الغياث أبي اللَّيْث بن الرضي أبي حَامِد الصَّاغَانِي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وجده. ولد فِي ظهر يَوْم الْخَمِيس حادي عشر رَجَب سنة سبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي الْمقَام الْحَنَفِيّ سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ ثمَّ حفظ أربعي النَّوَوِيّ وألفية الْعِرَاقِيّ والعمدة فِي أصُول الدّين والمنار فِي أصُول الْفِقْه كِلَاهُمَا لحافظ الدّين النَّسَفِيّ وَالْمجْمَع فِي الْفِقْه لِابْنِ الساعاتي وألفية ابْن ملك وَالتَّلْخِيص للقزويني والتهذيب فِي الْمنطق للتفتازاني وعرضها على كَاتبه وَغَيره، وَسمع على جملَة وتفهم على أَبِيه وَغَيره

وَحضر دروس القَاضِي وَجَمَاعَة وزوجه أَبوهُ، وَلم يلبث أَن مَاتَ فَقدم الْقَاهِرَة فِي أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين وَقَرَأَ على الْبُرْهَان الكركي وَالشَّمْس الْغَزِّي الَّذِي كَانَ قَاضِيا وَالصَّلَاح الطرابلسي وَابْن الديري فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وأذنوا لَهُ وَكَذَا قَرَأَ عَليّ من أول القَوْل البديع إِلَى أثْنَاء الْبَاب الثَّانِي مِنْهُ وَسمع على قِطْعَة من سيرة ابْن هِشَام وَغير ذَلِك وَحضر دروس الزيني زَكَرِيَّا وَالْقَاضِي الْحَنَفِيّ فِي آخَرين وَقَرَأَ على عبد الْحق السنباطي وَأخذ عَن عبد النَّبِي المغربي والنور الْبُحَيْرِي ثمَّ الْخَطِيب الوزيري المالكيين فِي مجاورتهم وَرَأَيْت مِنْهُ براعة ومشاركة وَلَو توجه كَمَا يَنْبَغِي للاشتغال لَكَانَ مرجوا. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد نور الدّين بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج بن الْجمال الكازروني الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو عبد السَّلَام الْمَاضِي وَذَاكَ الْأَكْبَر. ولد فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي قبلهَا بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل عِنْد السَّيِّد السمهودي وَالشَّمْس البلبيسي وَغَيرهمَا وَسمع على أبي الْفرج المراغي وَغَيره، ولازمني فِي) إقامتي الأولى بِالْمَدِينَةِ وَكتب بِخَطِّهِ غير نُسْخَة من الْمَقَاصِد الْحَسَنَة من تأليفي وقرأه عَليّ وكتبت لَهُ إجَازَة أودعت بَعْضهَا تَارِيخ الْمَدِينَة، وَهُوَ فهم ذكي فطن حسن الْخط وَالْعقل. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين عوضه الله الْجنَّة. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الصَّدْر أَبُو الْحسن بن الْأَمِير الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الْآدَمِيّ. ولد فِي سنة سبع أَو ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا وأحضر فِي الثَّالِثَة على ابْن أميلة قِطْعَة مَجْهُولَة الآخر من الْمِائَة المنتقاة من مشيخة الْفَخر انتقاء العلائي بل أسمع على الصّلاح بن أبي عمر وَغَيره وَقَرَأَ على كِتَابه تَعْلِيق المختصرات، وتفقه قَلِيلا وتلا بالسبع على إِسْمَاعِيل الكفتي، وَكتب الْخط الْحسن وَقَالَ الشّعْر الْجيد الْمليح الرَّائِق وَترسل فِي الحكم ثمَّ بَاشر بِدِمَشْق كِتَابَة سرها وَنظر جيشها ثمَّ قضاءها، ثمَّ لما قدم الحنيفة المستعين بِاللَّه أَبُو الْفضل العباسي من دمشق لمصر ولاه قَضَاء الحنيفة بهَا وَجمع لَهُ فِي دولة الْمُؤَيد بَين الْقَضَاء والحسبة وَكَانَ قد دخل مَعَه الْقَاهِرَة وَهُوَ فَقير جدا بِحَيْثُ أَنه احْتَاجَ إِلَى نزر يسير للنَّفَقَة فاقترضه من بعض أَصْحَابه ثمَّ تمول جدا بِحَيْثُ خلف من المَال جملَة مستكثرة وَلما مد الله لَهُ الْعَطاء وأسبغ عَلَيْهِ النعماء لم يقابلها بالشكر فَإِنَّهُ كَانَ مُسْرِفًا على نَفسه متجاهرا بِمَا لَا يَلِيق بالفقهاء غير متصون وَلَا متعفف وَقد أُصِيب مرَارًا وامتحن من أجل اخْتِصَاصه بالمؤيد. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: سَمِعت

من نظمه وطارحته وَكَانَت بَيْننَا مَوَدَّة قديمَة وَعَلِيهِ نزلت بِدِمَشْق لما نزلتها، وَمِمَّنْ كتب عَنهُ من شعره الْحَافِظ ابْن مُوسَى المراكشي ورفيقه الأبي وأنشدنا عَنهُ أَشْيَاء، وَهُوَ عُقُود المقريزي. مَاتَ بعلة الصرع القولنجي كأبيه فِي رَمَضَان سنة سِتّ عشرَة عَفا الله عَنهُ وإيانا. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه وَكنت اقترحت عَلَيْهِ أَن يعْمل على نمط قولي: (نسيمكم ينعشني والدجى ... طَال فَمن لي بمجيء الصَّباح) (وَيَا صباح الْوَجْه فارقتكم ... فشبت هما إِذْ فقدت الصَّباح) فَعمل ذَلِك فِي سنة سبع وَتِسْعين وأنشدنيه عَنهُ جمَاعَة ثمَّ لَقيته فَسَمعته مِنْهُ فَقَالَ: (يَا متهمي بِالصبرِ كن منجدي ... وَلَا تطل رفضي فَإِنِّي عليل) (أَنْت خليلي فَبِحَق الْهوى ... كن لشجوني راحما يَا خَلِيل) وَلما ولي كِتَابَة سر دمشق قَالَ فِيهِ الأديب الشَّمْس مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِي المزين:) (ولَايَة صدر الدّين للسر كَاتبا ... لَهَا فِي النُّفُوس المطمئنة موقع) (فَإِن يضعوا الأشيا إِذا فِي محلهَا ... فَلَا يَك غير السِّرّ للصدر مَوضِع) وَقَالَ شَيخنَا: (تهن بصدر الدّين يَا منصبا سما ... وَقل لعلاء الدّين فليتأدبا) (لَهُ شرف عَال وَبَيت ومنصب ... وَلَكِن رَأينَا السِّرّ للصدر أنسبا) وَقَالَ غَيرهمَا: (كِتَابَة السِّرّ غَدَتْ ... وجودهَا كَالْعدمِ) (وأصبحت بَين الورى ... مصفوعة بالأدمي) ونظمه سَائِر فَلَا نطيل بايراده. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حجاج الْعَلَاء بن التَّاج بن الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ الأَصْل الدمياطي الشَّافِعِي صهر الشهَاب البيجوري زوج ابْنَته والآتي أَبوهُ. حفظ كتبا وَعرض عَليّ مَعَ الْجَمَاعَة ولازم صهره وَلما مَاتَ أَبوهُ وَذَلِكَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين رسم عَلَيْهِ وَوضع فِي الْحَدِيد حَتَّى تكلّف لزِيَادَة على سَبْعمِائة دِينَار وَلَوْلَا عناية أَمِير سلَاح تمراز بِهِ بل ونائبه من قبل لفحش الْأَمر وَعرض عَلَيْهِ السُّلْطَان شفاها قَضَاء دمياط الَّذِي أَبَاهُ كل أحد خوفًا من الكلفة وَقَالَ إِنِّي أَضْعَف عَن هَذَا. عَليّ بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة نور الدّين بن الْكَمَال أبي البركات بن الْجمال أبي السُّعُود الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وأخوته وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة وَأمه كمالية ابْنة التقي الحراري. ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وأحضر عَليّ ابْن صديق جُزْء أبي الجهم وَسمع من مُحَمَّد بن عبد الله البهنسي والزين المراغي

وَالْجمال بن ظهيرة والوالي وَغَيرهم كأبيه، وَأَجَازَ لَهُ الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَعَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي وَخلق وناب فِي الْقَضَاء بِمَكَّة عَن أَخِيه أبي السعادات وَدخل الْقَاهِرَة مرَارًا ودمشق مرّة وَمَا عَلمته حدث بل أجَاز لخلق وروى عَنهُ وَلَده وَكَانَ سَمحا كَرِيمًا مفضالا وَفِي خلقه حِدة. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين بِمَكَّة رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَيُّوب نور الدّين بن الشَّمْس بن الصّلاح المَخْزُومِي القاهري الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن البرقي. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع) وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد نَاصِر الدّين القاياتي عَم الْعَالم الشهير والعمدة والكنز والمنار وَالتَّلْخِيص وتصريف الْعُزَّى وألفية النَّحْو، وَعرض على الْجلَال البُلْقِينِيّ والعز بن جمَاعَة وَغَيرهمَا، وَأخذ فِي الْفِقْه عَن السراج قاري الْهِدَايَة وَكَذَا عَن سعد الدّين بن الديري وَعَن غَيرهمَا من قُضَاة مذْهبه وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الشهَاب أَحْمد بن مَنْصُور الأشموني ثمَّ عَن الحناوي وَلم يمعن من الِاشْتِغَال، وَسمع على ابْن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَغَيرهمَا وَأخذت عَنهُ بالخطارة بعض مسموعه وَحج مرَارًا أَولهَا سنة إِحْدَى وَعشْرين، وناب فِي الْقَضَاء عَن الْعَيْنِيّ فَمن بعده وبرع فِي الصِّنَاعَة وَولي تدريسا بِجَامِع الْأَزْهَر وَالشَّهَادَة بالإسطبل السلطاني ولازم خدمَة الْجمال نَاظر الْخَاص أَزِيد من مُلَازمَة أَبِيه للجمال البيري فَإِنَّهُ اخْتصَّ بِهِ وَانْقطع لضروراته ومهماته حَتَّى زَاد وثوق الْجمال بِهِ وعول عَلَيْهِ وَصَارَ يصفه بالوالد فراج أمره بِصُحْبَتِهِ وَلم يَنْفَكّ عَنهُ ثمَّ عَن ولديه وخازنداره يشبك حَتَّى مَاتَ واقتفوا أثر رئيسهم فِي اعْتِمَاده تدبيرا وَإِشَارَة خُصُوصا وَهُوَ لَا يمشي فِي غير أربهم حَتَّى أَنه قل الِانْتِفَاع بِهِ فِيمَا لَا غَرَض لَهُم فِيهِ وسافر مَكَّة مَعَ الْوَلَدَيْنِ ثمَّ مَعَ يشبك إِذْ سَافر أَمِير الْمحمل، كل ذَلِك مَعَ المداومة على التَّهَجُّد وَطول الْقيام ومداومة الصّيام وَكَثْرَة التودد بالْكلَام ومزيد التَّوَاضُع والمداراة وَالْعقل وَبعد الْغَوْر، وَقد صحب الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ قَاضِي الْحَنَابِلَة وَكَذَا السفطي لوثوقه بِهِ وأودعه مبلغا ثقيلا لكنه أخل فِي حفظه وَأكْثر من مُلَازمَة الأميني الأقصرائي وبسفارته عِنْده تعين رَفِيقه الأسيوطي لقَضَاء الشَّافِعِيَّة طَمَعا فِي استقراره هُوَ أَيْضا فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة فَمَا تمّ لَهُ وَحمد ذَلِك. وَقد تعلل مُدَّة وَمَات فِي لَيْلَة الْأَحَد مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسبعين، وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع المارداني فِي مشْهد حافل وَدفن بالقرافة رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنَّا. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَالم. يَأْتِي بِزِيَادَة مُحَمَّد ثَالِث.

عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْبر الْعَلَاء بن أبي الْبَقَاء. هَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه ثمَّ المقريزي وَمُحَمّد الثَّانِي زِيَادَة وَقد مضى بِدُونِهِ. عَليّ بن مُحَمَّد بن نجم الدّين مُحَمَّد بن عبد المغيث بن مُحَمَّد الْعَوْفِيّ الْمصْرِيّ الْمَنَاوِيّ الدَّلال نزيل مَكَّة. عَامي ظريف ينظم ويتكسب بسمسرة الرَّقِيق. كتب عَنهُ التقي بن فَهد وَابْنه وأورداه فِي معجميهما وأوردا من نظمه قَوْله:) (جَازَت فَقلت اعبري قَالَت مشيك بَان ... فَقلت كافور يطلع بعد مسكوفان) (قَالَت صدقت وَلَكِن فاتك الْعرْفَان ... الْمسك للعروس والكافور للأكفان) وَقَوله لما وَقع السَّيْل فِي مَكَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ: (أَتَى لمَكَّة سيل قد أحَاط بهَا ... فأغرق النَّاس لَيْلًا وَهُوَ يَغْشَاهُم) (فَعِنْدَ هَذَا لِسَان الْحَال أخبرنَا ... هَذَا جزاؤهم مِمَّا خطاياهم) وَقَوله لما وَقع الْحَرِيق بجدة فِي شَوَّال سنة أَرْبَعِينَ: (لما طغوا سَاكِني جده ... وصيروا لعبهم تجاره) (بهم أحَاط الْجَحِيم صَارَت ... وقودها النَّاس وَالْحِجَارَة) إِلَى غَيرهَا. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. عَليّ بن الْبَهَاء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن بن خَليفَة الْفَقِيه نور الدّين أَبُو الْحسن الدكالي الأَصْل الْمَكِّيّ أَخُو عبد الله الشهير بِابْن الْبَهَاء. ولد فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وأحضر على ابْن صديق أَشْيَاء، وَكَانَ مُسْرِفًا على نَفسه. مَاتَ فِي طاعون بِالْقَاهِرَةِ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَدفن بحوش الصُّوفِيَّة. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن مُحَمَّد بن الصّلاح مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد النُّور أَبُو النَّجْم الأمدي القاهري الشَّافِعِي أَخُو الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن المحمرة. ولد فِي أحد الربيعين سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والكافية الشافية لِابْنِ ملك وَجمع الْجَوَامِع وعرضها على البُلْقِينِيّ والبدر بن أبي الْبَقَاء وَغَيرهمَا بِالْقَاهِرَةِ والأبناسي بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة، وَكَانَ حج مَعَ أَخِيه فِيهَا وَمرَّة أُخْرَى بعْدهَا وجاور وَقد أسمعهُ أَخُوهُ الْكثير على التنوخي وَابْن أبي الْمجد والحلاوي وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَخلق، وَبحث الْمِنْهَاج على الزين الفارسكوري والنحو عَن الشَّمْس ابْن صدفة. وسافر إِلَى دمشق حِين كَانَ أَخُوهُ قاضيها وزار الْقُدس والخليل وَدخل إسكندرية ودمياط وَتردد إِلَى الْمحلة وتكسب بِالشَّهَادَةِ بِبَاب القنطرة، وتنزل فِي الْجِهَات وَكَانَت مَعَه خلْوَة بالمنكوتمرية. حدث أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وَلم يكن بمحمود

فِي ديانته. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشري رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين بعد أَن اخْتَلَط نَحوا من أَرْبَعَة أشهر. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم بن عبد الرَّحْمَن الشَّهِيد) النَّاطِق أبي الْقسم بن عبد الله نور الدّين أَبُو الْحسن بن الْأمين أبي الْيمن بن الْجمال أبي الْخَيْر الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الْمَالِكِي أَخُو عمر الْآتِي وأبوهما وَأمه عيناء المدعوة توفيق ابْنة أَحْمد جَار الله بن زَائِد السنبسي وَيعرف بِابْن أبي الْيمن. ولد فِي شعْبَان سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبية والرسالة لِابْنِ أبي زيد ومختصر ابْن الْحَاجِب الفرعي والتنقيح للقرافي وألفية ابْن ملك وَعرض على عَمه التقي الفاسي وَهُوَ الملتمس من أَبِيه أَن يكون مالكيا وَإِلَّا فأبوه فَمن فَوْقه شافعية وَكَذَا عرض على الْجمال الكازروني وَأبي الْحسن سبط الزبير ويوسف بن مُحَمَّد الزرندي وَابْن سَلامَة وَابْني المرشدي وَالْجمال الشيبي وَغَيرهم مِمَّن أجَاز وتلا لأبي عمر وَمن طريقتيه على الشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني والشوائطي وتفقه فِي بَلَده بِأبي الطَّاهِر المراكشي والبساطي وراسله ثَانِيهمَا بِالْإِذْنِ لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس على مَا قرأته بِخَطِّهِ قَالَ: وَقد لازمني مُدَّة وَقَرَأَ عَليّ جملَة من الْفِقْه قِرَاءَة تَحْقِيق وتدقيق وإيراد أسئلة لَا تحصل إِلَّا مِمَّن هُوَ مَوْسُوم بالفقه حقيق وبأحمد بن مُحَمَّد الماقري عرف بالمصمودي وَأحمد اللجائي فِي آخَرين وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْجلَال المرشدي وَالشَّمْس بن حَامِد الصَّفَدِي والقاياتي وَغَيرهم كالشمني وَعنهُ أَخذ فِي أصُول الْفِقْه وَقَرَأَ عَلَيْهِ شرح النخبة لوالده وَأذن لَهُ فِي الإقراء وَقَرَأَ شرح الشواهد للعيني على مُصَنفه وَقَالَ أَنَّهَا قِرَاءَة بحث وَتَحْقِيق وفحص عَن كل مَا فِيهِ من التدقيق بِحَيْثُ صَار مِمَّن يُؤْخَذ عَنهُ هَذَا الْكتاب وَمِمَّنْ يتَصَدَّى إِلَى إقرائه بِلَا ارتياب ثمَّ أذن لَهُ، وَكَذَا أَخذ أصُول الْفِقْه أَيْضا عَن أبي الْقسم النويري وَإِمَام الكاملية والتقي الحصني والمعاني وَالْبَيَان عَن النويري والتصوف عَن البلاطنسي قَرَأَ عَلَيْهِ مُخْتَصره لمنهاج العابدين مَعَ كتاب شَيْخه الْعَلَاء البُخَارِيّ فِي الرَّد على ابْن عَرَبِيّ وَصَحب الشَّيْخ مَدين وَغَيره والْحَدِيث عَن شَيخنَا رِوَايَة ودراية فمما قَرَأَهُ عَلَيْهِ شرح النخبة والخصال المكفرة وبذل الماعون وَغَيرهَا من تآليفه وَالتَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وَغَيره من مروياته وَسمع عَلَيْهِ جملَة وَأذن لَهُ فِي الإقراء غير مَا مرّة وَبَالغ فِي وَصفه حَتَّى كتب لَهُ مفخر أهل عصره فِي مصره، وَكَانَ شَيخنَا كثير الْميل إِلَيْهِ وَنقل عَنهُ فِي حوادث تَارِيخه وَقَرَأَ على أبي الْفَتْح المراغي الْكثير وعَلى وَالِده والمقريزي والزين وَالزَّرْكَشِيّ والمحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ والعز بن الْفُرَات والبدر النسابة

وَغَيرهم بل كَانَ سمع قبل ذَلِك من جده مُحَمَّد بن عَليّ وَابْن سَلامَة وَالْجمال المرشدي وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ) وحسين الْهِنْدِيّ وَأحمد بن مَحْمُود فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ من الْقَاهِرَة ابْن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَابْن عَمه الشَّمْس الشَّامي والعز بن جمَاعَة والجلال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَأَبُو هُرَيْرَة بن النقاش والزراتيتي وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَحَمَّاد التركماني والفوي والحبتي وَالْفَخْر الدنديلي والصدر السويفي والسراج قاري الْهِدَايَة وَالشَّمْس مُحَمَّد بن حسن البيجوري وَطَائِفَة من دمشق النَّجْم بن حجي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن الْمُحب الْمَقْدِسِي وَابْن طولوبغا وَغَيرهم وَمن مَكَّة أَحْمد بن الضياء والمرجاني وَآخَرُونَ، وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا أَولهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَآخِرهَا فِي سنة سِتِّينَ وناب فِي الْقَضَاء عَن أبي عبد الله النويري بمرسوم من الْأَشْرَف فِي سنة أَرْبَعِينَ ثمَّ عَن وَالِده فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين، وَولي تدريس الحَدِيث بالمنصورية بِمَكَّة تَلقاهُ عَن عَم أَبِيه الْعِزّ النويري وَمَا بَاشرهُ إِلَّا فِي تسع وَأَرْبَعين وَكَذَا بَاشر الْإِمَامَة بمقام الْمَالِكِيَّة نِيَابَة مُدَّة عشر سِنِين ثمَّ ترك ثمَّ عَاد وتصدى للإقراء من سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وخطب لقَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة فاستقر فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَلم يلبث أَن صرف عَنهُ فِي جُمَادَى الأولى مِنْهَا وتألم أحبابه لذَلِك خُصُوصا وَالَّذِي صرف بِهِ شَاب، وَلَكِن لم يلبث أَن توفّي بعد أشهر وعد ذَلِك فِي النفسيات عَنهُ ثمَّ أُعِيد فِي شَوَّال سنة خمس وَسبعين ثمَّ انْفَصل ثمَّ أُعِيد فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَلَكِن احتيل فِي إخفائه إِلَى ربيع الأول وَاسْتمرّ على الْقَضَاء حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ مصمما فِي قَضَائِهِ على نصر الضَّعِيف وإغاثة الملهوف وتلصق بِهِ أَشْيَاء سخيفة وألفاظ ظريفة بَعْضهَا ثَابِتَة، وَهُوَ من قدماء الأحباب كتبت عَنهُ من فَوَائده ووصفني بحافظ الْعَصْر وَغير ذَلِك وَحضر لي عدَّة مجَالِس بِمَكَّة وَنعم الرجل علما وتفننا وفصاحة وتواضعا وشهامة على أعدائه وَعدم انقياد لَهُم وحرصا على الطّواف والتلاوة والتودد للغرباء ومواساتهم جهده وَلكنه لم يسلم من لِسَانه فِيمَا قيل إِلَّا الْقَلِيل وَلَوْلَا محبتي فِيهِ لزدت نعم طولتها فِي مَوضِع آخر. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت سادس عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ صَبِيحَة الْغَد وَدفن بالمعلاة عِنْد قُبُورهم وتأسف أهل الْخَيْر على فَقده ورثاه الشهَاب بن العليف وَغَيره رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد الْقرشِي أَبُو الْحسن بن عرب قَاضِي الرساميين. فِي الكنى. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر نور الدّين أَبُو الْحسن التَّمِيمِي) الجيزي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الجريش بجيم مَضْمُومَة ثمَّ رَاء

مَفْتُوحَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة مَكْسُورَة ثمَّ مُعْجمَة. ولد قبيل الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالجيزة وَنَشَأ بهَا فتعانى إدارة المعاصر والدواليب والزراعات وَنَحْوهمَا مِمَّا كَانَ أَبوهُ يعانيه فأثرى جدا وَصَارَ لذَلِك يهادن ويهادي ويصادق ويعادي وَهُوَ فِي أَثْنَائِهِ يشْتَغل يَسِيرا عِنْد الشهَاب البني مؤدب الْأَطْفَال بالجيزة بل أَخذ عَن الْعلم البُلْقِينِيّ وحسين اللاري والكمال السُّيُوطِيّ والجلال الْبكْرِيّ وَغَيرهم، وَسمع على شَيخنَا وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة باستدعاء ابْن فَهد وَالْتمس مني كِتَابَة كل من فهرست شَيخنَا وَرفع الإصر لَهُ بخطى ثمَّ ألح عَليّ فِي ذيلي على ثَانِيهمَا وَكَذَا فِي تَرْجَمَة النَّوَوِيّ من تصنيفي أَيْضا وَحصل هُوَ من تصانيفي عُمْدَة المحتج وَالْقَوْل البديع والابتهاج وَغير ذَلِك، وَكَانَ مغرما بتحصيل الْكتب بِحَيْثُ اقتنى مِنْهَا نفائس من كل نوع شِرَاء وانتساخا مِمَّا قيل أَنَّهَا تَسَاوِي أَرْبَعَة آلَاف دِينَار، وَكَانَ زَائِد الذكاء تَامّ الْعقل محكما لدنياه حسن الْفَهم كثير الْأَدَب والتودد مُشْتَمِلًا على أفضال وفضائل كتب إِلَى غير مرّة يسْأَل عَن أَشْيَاء مهمة بِعِبَارَة حَسَنَة رشيقة فأحببته عَنْهَا بل سَمِعت أَنه كَانَ ينظم الشّعْر، وَحج مرَارًا مِنْهَا فِي الرجبية وَفِي الآخر سَافر فِي الْبَحْر وَحمل مَعَه جلّ كتبه حَتَّى وصل إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا حَتَّى حج ثمَّ عزم على الاستيطان بهَا من كَثْرَة مَا كَانَ يقاسيه من جمَاعَة من الْأَعْيَان وَصَارَ يحضر دروس قاضيها البرهاني إِلَى أَن ابتدئ بِهِ الضعْف فَأَقَامَ مُدَّة ثمَّ مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة بِالْقربِ من الفضيل بن عِيَاض رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْحسن الْقرشِي الأندلسي البسطي نِسْبَة لبسطة بِفَتْح الْمُوَحدَة ثمَّ مُهْملَة مَدِينَة من جَزِيرَة الأندلس الْمَالِكِي وَيعرف بالقلصاوي بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون اللَّام ثمَّ مُهْملَة. ولد قبل سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة فِي مَدِينَة بسطة وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن لورش من قِرَاءَة نَافِع على الْفَقِيه عَزِيز بزايين معجمتين مكبر ثمَّ بحث على مُحَمَّد القسطرلي بِضَم الْقَاف وَإِسْكَان السِّين وَضم الطَّاء وَإِسْكَان الرَّاء المهملات ثمَّ لَام فِي الْحساب وَقَرَأَ على الْفَقِيه جَعْفَر فِيهِ وَفِي الْفَرَائِض وَالْفِقْه أبي بكر البياز بِفَتْح الْمُوَحدَة وَتَشْديد التَّحْتَانِيَّة وَآخره زَاي فِي الْعَرَبيَّة ومنظومة ابْن بري فِي قِرَاءَة نَافِع وعَلى الْأُسْتَاذ مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَيَانِي بِفَتْح الْمُوَحدَة وَتَشْديد التَّحْتَانِيَّة وَآخره نون الْفِقْه والنحو وعَلى عَليّ القراباقي بِفَتْح الْقَاف والمهملة ثمَّ مُوَحدَة وقاف فِي النَّحْو وَالْفِقْه وَبحث عَلَيْهِ أدب الْكَاتِب لِابْنِ قُتَيْبَة) والفصيح لثعلب وَشَرحه للخزرجية فِي الْعرُوض ثمَّ رَحل إِلَى مَدِينَة الْمنْكب بِفَتْح النُّون وَالْكَاف

ثمَّ مُوَحدَة فَقَرَأَ على خطيبها أبي عبد الله البَجلِيّ فِي النَّحْو وَفِي قَرْيَة الموز من ضواحي الْمنْكب على أبي حسن العامري فِي الْفِقْه ثمَّ إِلَى تلمسان سنة أَرْبَعِينَ فَوجدَ أَبَا الْفضل المشدالي هُنَاكَ فرافقه فِي الِاشْتِغَال فلازم الشَّيْخ أَحْمد بن زاغو بزاي وغين معجمتين وَقَاسما العقباني بِضَم الْمُهْملَة وَسُكُون الْقَاف ثمَّ مُوَحدَة وَمُحَمّد بن مَرْزُوق فدرس عَلَيْهِ فِي التَّفْسِير والْحَدِيث والفرائض والنحو وعَلى العقباني فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه والأصلين وعَلى ابْن زاغو فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه والفرائض والحساب والهندسة والنحو والمعاني وَالْبَيَان وعَلى عِيسَى بن أمزيان بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْمِيم وَالزَّاي الْمُشَدّدَة فِي الْفَرَائِض والحساب والمنطق وعَلى مُحَمَّد بن النجار فِي أصُول الْفِقْه والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهم وَقَرَأَ بعض مستصفى الْغَزالِيّ على رَفِيقه أبي الْفضل الْمَذْكُور لما رأى من نبله وتقدمه وفضله وثناء مشايخه عَلَيْهِ وَلم يزل إِلَى أَن برع فِي الْفَرَائِض والحساب وصنف فِي ذَلِك فِي تلمسان كتاب التَّبْصِرَة فِي الْغُبَار وَشرح أرجوزة الشران بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْمُهْملَة وَآخره نون فِي الْفَرَائِض وأرجوزة التلمساني فِيهَا فِي مجلدة لَطِيفَة وَشرح الحوفي فِي مجلدة، ثمَّ رَحل عَن تلمسان فِي آخر سنة سبع وَأَرْبَعين فَدخل تونس فِيهَا فدرس فِيهَا على قَاضِي الْجَمَاعَة مُحَمَّد بن عِقَاب بِضَم الْمُهْملَة وَفتح الْقَاف فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه وروى عَنهُ كتب شَيخنَا الْفَقِيه أبي عبد الله بن عَرَفَة عَنهُ ثمَّ على قَاضِي الْجَمَاعَة بعده أَحْمد القلشاني أخي عمر قِرَاءَة وسماعا فِي التَّفْسِير وَالْفِقْه وعَلى أَحْمد المنستيري بِفَتْح النُّون وَإِسْكَان الْمُهْملَة وَكسر الفوقانية وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة فِي النَّحْو والأصلين وصنف فِي تونس عدَّة تصانيف مِنْهَا القانون فِي الْحساب كراسة وَشَرحه فِي مجلدة لَطِيفَة والكليات فِي الْفَرَائِض نَحْو كراسة وَشَرحهَا فِي نَحْو أَرْبَعه كراريس وكشف الجلباب فِي علم الْحساب نَحْو أَرْبَعَة كراريس وَغير ذَلِك، ثمَّ رَحل من تونس سنة خمسين فَدخل الْقَاهِرَة وَفِي الَّتِي بعْدهَا حج فِيهَا وَعَاد وَأقَام بهَا فَقَرَأَ عَلَيْهِ النَّاس وَكَتَبُوا من مصنفاته وَهُوَ مَعَ ذَلِك يتَرَدَّد إِلَى الْمَشَايِخ وَيقْرَأ فِي غير الْحساب والفرائض لَا سِيمَا العقليات وَهُوَ رجل صَالح. قَالَه البقاعي وَقَالَ إِنَّه أجَاز لَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين رِوَايَة جَمِيع مصنفاته ومروياته وَأَنه حضر مَعَه عِنْد أبي الْفضل الْمَذْكُور فِي شرح القطب على الشمسية. قلت وَهُوَ مِمَّن سمع على شَيخنَا مَعَ أبي عبد الله الرَّاعِي فِي سنة اثْنَتَيْنِ) وَخمسين. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى نور الدّين أَبُو الْحسن بن الشَّمْس بن

الشّرف المتبولي ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الرزاز. ولد قبل حجَّة أم السُّلْطَان شعْبَان بن حُسَيْن بِسنة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وعمدة الْأَحْكَام وَالْمقنع فِي الْفِقْه والطوفي فِي أُصُوله وعرضها فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ على ابْن الملقن والغماري والعز بن جمَاعَة وَالشَّمْس بن المكين الْبكْرِيّ الْمَالِكِي وأجازوا لَهُ فِي آخَرين وَأخذ الْفِقْه عَن الشّرف عبد الْمُنعم الْبَغْدَادِيّ ولازمه حَتَّى أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس فِي سنة سِتّ وَتِسْعين بل أفتى بِحَضْرَتِهِ وَكتب بِخَطِّهِ تَحت جَوَابه كَذَلِك يَقُول فلَان وَكَذَا أَخذ عَن النَّجْم الباهي وَالصَّلَاح بن الْأَعْمَى ثمَّ عَن الْمُحب بن نصر الله وَكَانَ يجله كثيرا بِحَيْثُ لِأَنَّهُ قَالَ لَهُ مرّة عقب استحضاره لشَيْء لم يستحضره غَيره من جماعته أَحْسَنت يَا فَقِيه الْحَنَابِلَة. واشتغل فِي النَّحْو عِنْد الشَّمْس البوصيري وَابْن هِشَام العجمي وَبعد ذَلِك على كل من شَيخنَا الحناوي والعز بن عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ، وَسمع الحَدِيث على التنوخي والعراقي والهيثمي والتقي الدجوي وَابْن الشيخة والسويداوي والشرف بن الكويك والجمالين الْحَنْبَلِيّ والكازروني الْمدنِي والشهابين أَحْمد بن يُوسُف الطريني والبطائحي والسراج قاري الْهِدَايَة وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ فِي آخَرين مِنْهُم مِمَّا كَانَ يخبر بِهِ السراج البُلْقِينِيّ، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة وجاور غير مرّة وناب فِي الْقَضَاء عَن الْمجد سَالم فَمن بعده وَلكنه تقلل مِنْهُ بعد موت وَلَده الْبَدْر مُحَمَّد فِي طاعون سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين لشدَّة تأسفه على فَقده وَصَارَ بِأخرَة أجل النواب ودرس الْفِقْه بالمنصورية والمنكوتمرية والقراسنقرية. وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل وتصدى للإفتاء والإقراء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء، وَكَانَ إنْسَانا حسنا مستحضرا للفقه لَا سِيمَا كِتَابه ذَا ملكة فِي تَقْرِيره مَعَ مُشَاركَة يسيرَة فِي ظواهر من الْعَرَبيَّة متواضعا ثِقَة سليم الْفطْرَة طارحا للتكلف. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي عشري ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَدفن بتربة الشَّيْخ نصر خَارج بَاب النَّصْر رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَالم بن مُوسَى بن سَالم بن أبي المكارم بن إِسْمَاعِيل بن عبد السَّلَام إِمَام الدّين بن الْمُحب بن الصَّدْر بن الْجمال الْكِنَانِي الدمياطي قاضيها وَابْن قضاتها الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن العميد وَهُوَ لقب جده الْأَعْلَى عبد السَّلَام وَكَانَ قَاضِي دمياط وَولي عدَّة) من آبَاء إِمَام الدّين الْقَضَاء. ولد فِي ثَالِث رَمَضَان سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَجلسَ بِالْقَاهِرَةِ مَعَ الموقعين مُدَّة حَتَّى برع فِي الشُّرُوط والسجلات وَكتب التوقيع وناب بدمياط وَغَيره من الْأَعْمَال ثمَّ اسْتَقل بِهِ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَانَ يصرف ثمَّ يُعَاد وناب فِي الحكم

بِالْقَاهِرَةِ بل ولي قَضَاء الْمحلة وَمَات على قَضَائهَا وَهُوَ بدمياط فِي مستهل شعْبَان سنة سِتّ وَعشْرين عَن خمس وَسبعين. كره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَكَانَ مَعَ قلَّة علمه بشوشا سيوسا لينًا جميل الْعشْرَة صَاحب دهاء وخبرة بِأُمُور الدُّنْيَا لَهُ ثراء فِيهِ سماح. ذكره المقريزي فِي عقوده وَحكى عَنهُ أَنه أخبرهُ أَنه تنكر مَا بَين وَالِده والمحب بن فاتح الأسمر لِأَنَّهُ بلغه عَنهُ قَوْله أَنا مَا أجيء لزيارة الْمُحب إِنَّمَا أجيء لزيارة أَبِيه بِحَيْثُ تهاجرا بعد الصداقة ثمَّ ابْتَدَأَ وَالِده الْمُحب بالمصالحة وجاءه لسكنه بِجَامِع دمياط فَامْتنعَ فَمضى لِأَبِيهِ الشَّيْخ فاتح فَجَاءَهُ الْمُحب إِلَيْهِ وعانقه وَأخْبرهُ بِأَنَّهُ رأى وَالِده فِي النّوم وَهُوَ يَقُول: لَيْسَ هَذَا من الْإِنْصَاف أَن يَأْتِيك وتعتذر إِلَيْهِ وَلَا تقبله وَيَنْبَغِي أَن تذْهب إِلَيْهِ وَتَسْتَغْفِر لَهُ فتباكيا وعادا لصحبتهما، قَالَ المقريزي: وَقلت لَهُ عَن شَيْء ليفعله فَقَالَ: مَا أحسنني لَو أمكنني. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن عمر بن غَدِير الْعَلَاء بن الشّرف بن الْبَدْر الطَّائِي القواس. مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَعم جده عمر بن عبد الْمُنعم مُسْند شهير. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر بن يفتح الله النُّور بن العر الْقرشِي السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن يفتح الله. ولد فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بإسكندرية وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد خطيب جَامعهَا الغربي وإمامه الزين عبد الرَّحْمَن بن مَنْصُور الفكيري وتلا بالسبع على النُّور عَليّ بن مُحَمَّد بن عَطِيَّة السكندري الْمَالِكِي بن المرخم وتفقه بِالنورِ بن مخلوف وَالشَّمْس الفلاحي وَغَيرهمَا وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن شعْبَان الآثاري وَالشَّمْس مُحَمَّد الفرضي الحريري وَسمع بعض الصَّحِيح وَجَمِيع الشفا على جده والشفا بِتَمَامِهِ وَبَعض الْمُوَطَّأ على الْكَمَال بن خير وَبَعض التِّرْمِذِيّ على التَّاج ابْن التنسي وَكَذَا سمع على أم مُحَمَّد فَاطِمَة ابْنة التقي بن غرام وَأَجَازَ لَهُ ابْن الملقن وَابْن صديق وَغَيرهمَا) وَلَقي ابْن الْجَزرِي فَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَغَيرهَا، وَحج فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وجاور الَّتِي تَلِيهَا وتلا حِينَئِذٍ بالعشر على ابْن سَلامَة والزين بن عَيَّاش وبالسبع إِلَى سُورَة الْفَتْح على الشَّمْس أبي عبد الله الْحلَبِي البيري نزيل مَكَّة وَسمع على الزينين المراغي وَأبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أَحْمد الطَّبَرِيّ وَالْجمال بن ظهيرة وَأبي عبد الله بن مَرْزُوق وتفقه هُنَاكَ بالتقي الفاسي وَغَيره، وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي الإقراء وَرجع إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بهَا وَولي خطابة جَامعهَا الغربي من سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ إِلَى أَن مَاتَ وَكَذَا أم برباط سَيِّدي دَاوُد وَكتب بِخَطِّهِ الصَّحِيح غير مرّة وتصدى لنفع الطّلبَة فَكَانَ غَالب قراء الْبَلَد من تلامذته وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الإِمَام أَبُو الْقسم النويري وَالشَّمْس

المالقي. وَقد لَقيته بالثغر فَسمِعت خطبَته وقرأت عَلَيْهِ أَشْيَاء، وَكَانَ إنْسَانا جَلِيلًا فَاضلا خيرا حسن السمت كثير التَّوَاضُع والتودد مكرما للغرباء والوافدين مشارا إِلَيْهِ بالصلاح والمشيخة، وَعرض لَهُ فِي بَصَره شَيْء فَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَخمسين ليتداوى فَاجْتمع بِهِ بعض الْفُضَلَاء وَأخذ عَنهُ ثمَّ رَجَعَ وَحج وجاور بِمَكَّة فقدرت وَفَاته بهَا فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ النُّور أَبُو الْحسن الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي تلميذ بقاعي وَيعرف بِابْن قريبَة بقاف مَضْمُومَة ثمَّ رَاء بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ مُوَحدَة وَبعد ذَلِك بالمحلي. قيل إِنَّه ولد سنة خمسين وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب بن جليدة وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وسافر البرلس فَأَقَامَ بزاوية هُنَاكَ مَعْرُوفَة بِابْن قصي فَأخذ عَن ابْن الأقيطع فِي النَّحْو والمعاني وَالْبَيَان ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بزاوية ابْن بكتمر إِلَى أَن طرده مِنْهَا جمَاعَة الشَّيْخ مَدين بِسَبَب ذكر فَأَقَامَ بِجَامِع الزَّاهِد وَأخذ عَن إِمَامه الشَّمْس المسيري فِي الْفِقْه وَغَيره ثمَّ ترقى إِلَى ابْن قَاسم وَابْن الْقطَّان والمقسي ثمَّ صحب البقاعي واختص بِهِ وارتبط بجانبه وخاض مَعَه فِي جَمِيع أَسبَابه وَقَرَأَ عَلَيْهِ مناسباته وَغَيرهَا من الحَدِيث وَغَيره وَكَذَا أَخذ فِيمَا زعم عَن التقي الشمني فِي حَاشِيَة الْمُغنِي قَلِيلا وَعَن الْأمين الأقصرائي والتلويح من أصولهم وَعَن الكافياجي فِي شرح العقائد ثمَّ طراده وَحضر عِنْد إِمَام الكاملية فِي بعض دروس الشَّافِعِي وَعند أبي السعادات وَابْن الشّحْنَة الصَّغِير ولازم التقي الحصني فِي الرضى وَشرح المواقف وَأخذ عَن الْمُحب بن الشّحْنَة بل عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف وأخيه الْبُرْهَان وَقَرَأَ فِي التَّقْسِيم على الْعِمَادِيّ وَالْفَخْر المقسي والجوجري وتكرر لَهُ ذَلِك عَلَيْهِ بِخُصُوصِهِ مَعَ مَا ضبط عَنهُ من) تنقيصه لَهُ بالكلمات الفظيعة والتلويحات القبيحة حَتَّى وَهُوَ بَين يَدَيْهِ وَكَذَا جحد ابْن قَاسم أتم الْجحْد مَعَ قَوْله قَرَأت عَلَيْهِ مَا ينيف على عشْرين كتابا فِي فنون مَا عَلمته أحسن تَقْرِير شَيْء مِنْهَا وَكَون جلّ انتفاعه فِيمَا قيل إِنَّمَا هُوَ بِهِ وَادّعى مِمَّن لم يعلم لَهُ عَنهُ أَخذ كالمناوي بِحَيْثُ سَمِعت ثِقَات أَصْحَابه يكذبونه فِي ذَلِك نعم يُمكن حُضُوره مَعَ شَيْخه عِنْده فِي درس الشَّافِعِي، وَدخل الشَّام مَعَ شَيْخه البقاعي حِين اضطراره إِلَى الْخُرُوج إِلَيْهَا ثمَّ لأخذ مَا أوصى لَهُ بِهِ من كتبه وَغَيرهَا بعد مَوته، وتنزل فِي الْجِهَات فِي حَيَاته وَبعده وتمول جدا، وَحج غير مرّة مِنْهَا مرّة على السحابة المزهرية لمزيد ترداده إِلَيْهِ حَتَّى قَرَأَ بَين يَدَيْهِ الْحِلْية والأحياء وَغير ذَلِك ونزله فِي عدَّة وظائف بمدرسته مِنْهَا قِرَاءَة الحَدِيث بل توجه فِي

سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين شَرِيكا لغيره فِي السحابة ومشرفا على عِمَارَته فِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَفعل مَا ل يجمل وَكَذَا قَرَأَ دَلَائِل النُّبُوَّة وَغَيرهَا عِنْد يشبك الجمالي بسفارة الْيمن بن البرقي لاختصاصه بِهِ وانضمامه بعياله إِلَيْهِ وَلذَا أعطَاهُ مشيخة التصوف بمدرسة أستاذه الجمالي نَاظر الْخَاص بعد إِسْمَاعِيل الحياني وأقرأ جمَاعَة من الصغار بل قسم الْفِقْه بالأشرفية برسباي فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَاسْتمرّ وَكَذَا عظم اخْتِصَاصه بشيخه ابْن الشّحْنَة الصَّغِير وعشرته مَعَه بِحَيْثُ أَنه لما تجاذب هُوَ ونسيبه النَّجْم القلقيلي وَادّعى عَلَيْهِ عِنْد قَاضِي الْمَالِكِيَّة الْبُرْهَان اللَّقَّانِيّ أحضرهُ للشَّهَادَة لَهُ فَلم يقبل القَاضِي شَهَادَته لأجل من شهد بعداوتهما ولغير ذَلِك مِمَّا صرح بِهِ القَاضِي فِي كائنة شهد فِيهَا عِنْده أَيْضا مَعَ شَيْخه وَبِالْجُمْلَةِ فَعنده من الجرأة مَا اقتفى فِيهِ أثر شَيْخه وَلَكِن امتاز عَلَيْهِ بمزيد النِّفَاق بِحَيْثُ لَا يَثِق بِهِ أحد من النَّاس لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ مَعَ مزِيد المجازفة وإيمانه الحانثة وَلَقَد أفسد بهما عَلَيْهِ دينه ودنياه وَوَاللَّه إِن فِي تعاليق شَيْخه مَا لَيْسَ لَهُ أصل أصلا مِمَّا هُوَ أَصله وَمن مجازفات شَيْخه أَنه يكون مَعَ الكوراني الرُّومِي على مُحَقّق الْعَصْر ووليه الْجلَال الْمحلي وينقل عَن هَذَا واصفا لَهُ بالعلامة الْمُحَقق مَعَ كَونه حَقِيقَة أمره مَا أَشرت إِلَيْهِ وَمَا ركن خاطري إِلَيْهِ يَوْمًا من الدَّهْر حَتَّى حِين اجتماعه عَليّ وعَلى أخي وَمَا علمت من يزاحمه فِي مَجْمُوعه أَو يُسَاوِيه فِي مساويه وَقد عرف بالاستهزاء والسخرية بِالنَّاسِ مَعَ الملق ظَاهرا والإيذاء بَاطِنا وتناوله على الْمَشْي فِي بعض الْحَوَائِج وانحطت مَنْزِلَته عِنْد كثير من النَّاس حَتَّى عِنْد بعض الأكابر مِمَّن كَانَ أَبوهُ كثير الْإِحْسَان إِلَيْهِ لتلونه وركونه ظَاهرا إِلَى بعض مبغضيه بَاطِنا.) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد أَسد الدّين أَبُو الْحسن بن التقي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ شَقِيق النَّجْم عمر وَإِخْوَته. ولد فِي صفر سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة وَمَات بهَا فِي ذِي الْحجَّة فِيهَا. ذكره أَخُوهُ. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد إِمَام الدّين مُحَمَّد بن سراج الدّين عُثْمَان الْفَاضِل عيان بن بَيَان ابْن عيان بن بَيَان الْكرْمَانِي الأَصْل الْفَارِسِي الكازروني وسراج من ذُرِّيَّة أبي الْحُسَيْن كَمَا أَن أَبَا الْحُسَيْن من ذُرِّيَّة شاه الْمَذْكُور فِي طَبَقَات الْأَوْلِيَاء لشيخ الْإِسْلَام الْأنْصَارِيّ صَاحب ذمّ الْكَلَام ابْن شُجَاع وَصَاحب التَّرْجَمَة هُوَ أَخُو القطب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي نصر الله الْآتِي لأمه مِمَّن لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي أول سنة سبع وَتِسْعين وَكتب لي أَنه أَخذ عَن أَبِيه وَمُحَمّد بن أسعد الصديقي والسيدين نور الدّين أَحْمد ومعين الدّين مُحَمَّد ابْني السَّيِّد صفي الدّين وحفيد عَمهمَا مرشد الدّين مُحَمَّد بن القطب عِيسَى بن عفيف الدّين وَأبي إِسْحَاق بن عبد الله الكوباني وَآخَرين

وَلزِمَ صُحْبَة القطب عبيد الله بن مَحْمُود الشَّاشِي أَربع سِنِين. وتميز فِي الْفَضَائِل ثمَّ قدم مَكَّة بعد وَفَاته بل ووفاة أَبِيه فحج وجاور وأقرأ بهَا الطّلبَة فِي كثير من العقليات وَتردد إِلَيّ فِي صَحِيح مُسلم وَغَيره ولازمني كثيرا وَكتب إِلَيّ بترجمة آخر شُيُوخه وبكائنة موت السُّلْطَان يَعْقُوب ثن إِنَّه توجه إِلَى طيبَة فَأَقَامَ بهَا مديدة وأقرأ هُنَاكَ أَيْضا ثمَّ حج فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَرجع مَعَ الركب إِلَى الْقَاهِرَة وَفِيه كَلَام كثير مَعَ جرْأَة إقدام وَعدم تثبت وتحر. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعَلَاء البُخَارِيّ. صَوَابه مُحَمَّد يَأْتِي. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا. يَأْتِي بِدُونِ مُحَمَّد الثَّالِث. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد تَقِيّ بن الشَّيْخ مُحَمَّد بن روزبة ويلقب بالمذكور ابْن شمس بن فتح الدّين أبي الْفَتْح الكازروني الْمدنِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن تَقِيّ. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ وَقبل ذَلِك سمع على فَاطِمَة ابْنة أبي الْيمن المراغي. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْخَيْر بن الشيخة. فِي الكنى. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الفرخي التجافيفي الْمَكِّيّ أحد المتمولين المعاملين حضر على الْمجد اللّغَوِيّ فِي صفر سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة الأول من مسلسلات العلائي وَغَيره، وَمَات بِمَكَّة فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ. ذكره ابْن فَهد. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن غَازِي الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن الْكَمَال الْحلَبِي الْحَنَفِيّ أَخُو) الْمُحب أبي الْوَلِيد وَعبد الرَّحْمَن وَيعرف كسلفه بِابْن الشّحْنَة. ولد سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار وَأخذ عَن أَبِيه وأخيه الْمُحب وناب عَنْهُمَا واستقل بِقَضَاء الغربيات الْعشْرَة من معاملات حلب، وَكَانَ فَاضلا لَهُ نظم من أحْسنه مَا أنشدنيه ابْن أَخِيه الْمُحب أَبُو الْفضل عَنهُ: (وقط كليث كَامِل الْحسن صائد ... وَفِي عزمه واللون يشبه عنترا) (يفوق على قطّ الزياد تفضلا ... وسميته من نشره الْمسك عنبرا) وَقَوله مِمَّا نفذ ابْن أَخِيه وَصيته بإلقائهما مَعَه فِي قَبره: (إلهي قد نزلت بِضيق لحد ... بأوزار ثقال مَعَ عُيُوب) (وعفوك وَاسع وحماك حصن ... وَأَنت الله غفار الذُّنُوب) قَالَ وَمن العجيب كَونه لم يكن يلحن مَعَ عدم اشْتِغَاله بِالْعَرَبِيَّةِ وَلكنه كَانَ يَحْكِي أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسَأَلَهُ فِي إصْلَاح لِسَانه فأطعمه حلوى عجمية فَكَانَ لَا يُخطئ الْعَرَبيَّة. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن النُّعْمَان نور الدّين بن كريم الدّين بن الزين الْأنْصَارِيّ الْهوى نِسْبَة لَهُ بِالْقربِ من قَوس بالصعيد الْأَعْلَى. ولد فِي حُدُود الْأَرْبَعين

وَسَبْعمائة واشتغل بالفقه ثمَّ تعانى التِّجَارَة ثمَّ انْقَطع وَكَانَ كثير الْمحبَّة فِي الصَّالِحين يحفظ كثيرا من مناقبهم سِيمَا أهل الصَّعِيد وَيكثر التَّرَدُّد إِلَى الْقَاهِرَة وَهُوَ عَم كريم الدّين محتسب الْقَاهِرَة فِي سلطنة النَّاصِر فرج. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: ذكر لي بعض أَقَاربه أَنه مَاتَ سنة إِحْدَى وَقَالَ اجْتمعت بِهِ فِي مصر وَفِي مدينته هُوَ وَكَانَ يَحْكِي عَن ابْن السراج قَاضِي قوص فِي زَمَانه أَنه كَانَ فِي منزله فَخرج عَلَيْهِ ثعبان مهول المنظر فَفَزعَ مِنْهُ فَضَربهُ فَقتله فَاحْتمل فِي الْحَال من مَكَانَهُ بِحَيْثُ فقد من أَهله فَأَقَامَ مَعَ الْجِنّ إِلَى أَن حملوه إِلَى قاضيهم فَادّعى عَلَيْهِ ولي الْمَقْتُول فَأنْكر فَقَالَ لَهُ القَاضِي على أَي صُورَة كَانَ الْمَقْتُول فَقيل فِي صُورَة ثعبان فَالْتَفت القَاضِي إِلَى من بجانبه وَقَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: من تزيا لكم فَاقْتُلُوهُ فَأمر القَاضِي بِإِطْلَاقِهِ فَرَجَعُوا بِهِ إِلَى منزله. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا أَبُو الْحسن الْقرشِي الْأنْصَارِيّ كَذَا رَأَيْته بِخَط بَعضهم) السكندري الأَصْل الْمصْرِيّ الشاذلي الْمَالِكِي الصُّوفِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن وفا وَمن ذكر فِي آبَائِهِ مُحَمَّدًا ثَالِثا فقد وهم. ولد سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ هُوَ وَأَخُوهُ فِي كَفَالَة وصيهما الشَّيْخ مُحَمَّد الزلعي فأدبهما وفقههما، وَكَانَ هَذَا على أحسن حَال وأجمل طَريقَة فَلَمَّا بلغ سبع عشرَة سنة جلس مَكَان أَبِيه وَعمل الميعاد وشاع ذكره وَبعد صيته وانتشر أَتْبَاعه وَذكر بمزيد الْيَقَظَة وجودة الذِّهْن والترقي فِي الْأَدَب والوعظ. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: كَانَت أَكثر إِقَامَته فِي الرَّوْضَة قريب المشتهى، وَكَانَ يقظا حاد الذِّهْن. اشْتغل بالأدب والوعظ وَحصل لَهُ أَتبَاع وأحدث ذكرا بألحان وأوزان يجمع النَّاس عَلَيْهِ، وَله نظم كثير واقتدار على جلب الْخلق مَعَ خفَّة ظَاهِرَة اجْتمعت بِهِ مرّة فِي دَعْوَة فأنكرت على أَصْحَابه إيماءهم إِلَى جِهَته بِالسُّجُود فَتلا هُوَ وَهُوَ يَدُور فِي وسط السماع فأينما توَلّوا فثم وَجه الله فَنَادَى من كَانَ حَاضرا من الطّلبَة كفرت كفرت فَترك الْمجْلس وَخرج هُوَ وَأَصْحَابه قَالَ: وَكَانَ أَبوهُ معجبا بِهِ وَأذن لَهُ فِي الْكَلَام على النَّاس وَهُوَ دون الْعشْرين انْتهى. وَهَذَا غير مُسْتَقِيم مَعَ كَونه فِي الدُّرَر أرخ موت وَالِده فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة فَالله أعلم ثمَّ قَالَ شَيخنَا: وَله من التصانيف الْبَاعِث على الْخَلَاص فِي أَحْوَال الْخَواص والكوثر المترع من الأبحر الْأَرْبَع يَعْنِي فِي الْفِقْه وديوان شعر وموشحات وفصول مواعظ وشعره ينعق بالاتحاد المفضي إِلَى الْإِلْحَاد وَكَذَا نظم أَبِيه فِي أَوَاخِر أمره

نصب فِي دَاره منبرا وَصَارَ يُصَلِّي الْجُمُعَة هُوَ وَمن يصاحبه مَعَ أَنه مالكي الْمَذْهَب يرى أَن الْجُمُعَة لَا تصح فِي الْبَلَد وَلَو كبر إِلَّا فِي الْمَسْجِد الْعَتِيق من الْبَلَد قَالَ وَمن شعره: (أَنا مكسور وَأَنْتُم أهل جبر ... فارحموني فَعَسَى يجْبر كسري) (يَا كرام الْحَيّ يَا أهل العطايا ... انْظُرُوا لي واسمعوا قصَّة فقري) وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه اشْتغل بالأدب والعلوم وتجرد مُدَّة وَانْقطع ثمَّ تكلم على النَّاس ورتب لأَصْحَابه أذكارا بتلاحين مطبوعة استمال بهَا قُلُوب الْعَوام ونظم ونثر وَكَانَ أَصْحَابه يتغالون فِي محبته وَفِي تَعْظِيمه ويفرطون فِي ذَلِك، لَقيته مرّة أَو مرَّتَيْنِ وَسمعت كَلَامه وَقَالَ فِي تَرْجَمَة أَبِيه:) من درره أَنه أنشأ قصائد على طَرِيق ابْن الفارض وَغَيره من الاتحادية وَنَشَأ ابْنه على طَرِيقَته فاشتهر فِي عصرنا كاشتهار أَبِيه ثمَّ أَخُوهُ أَحْمد من بعده ثمَّ ذُرِّيتهمْ ولأتباعهم فيهم غلو مفرط، وَقَالَ المقريزي أَنه كَانَ جميل الطلعة مهابا منظما صَاحب كَلَام بديع ونظم جيد وتعددت أَتْبَاعه وَأَصْحَابه ودانوا بحبه واعتقدوا رُؤْيَته عبَادَة واتبعوه فِي أَقْوَاله وأفعاله وبالغوا فِي ذَلِك مُبَالغَة زَائِدَة وَسموا ميعاده المشهد وبذلوا لَهُ رغائب أَمْوَالهم هَذَا مَعَ تحجبه وتحجب أَخِيه التحجب الْكثير إِلَّا عِنْد عمل الميعاد أَو البروز لقبر أَبِيهِم أَو تنقلهم إِلَى الْأَمَاكِن بِحَيْثُ نالا من الْحَظ مَا لم يرتق إِلَيْهِ من هُوَ فِي طريقهم حَتَّى مَاتَ يَعْنِي بمنزله فِي الرَّوْضَة فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشري ذِي الْحجَّة سنة سبع وَدفن عِنْد أَبِيه بالقرافة قَالَ: وَلم أر قطّ جَنَازَة من الخفر مَا رَأَيْت على جنَازَته وَأَصْحَابه أَمَامه يذكرُونَ الله بطريقة تلين لَهَا قُلُوب الجفاة وَقَالَ غَيره: كَانَ فَقِيها عَارِفًا بفنون من الْعلم بارعا فِي التصوف حسن الْكَلَام فِيهِ يعجب الصُّوفِيَّة غالبه مستحضرا للتفسير بل لَهُ تَفْسِير ونظم جيد وديوانه متداول بِالْأَيْدِي وجيد شعره أَكثر من رديئه وَأما نظمه فِي التلاحين والخفائف وتركيزه للأنغام فغاية لَا تدْرك وتلامذته يتغالون فِيهِ إِلَى حد يفوق الْوَصْف انْتهى. وللحافظ الزين الْعِرَاقِيّ الْبَاعِث على الْخَلَاص من حوادث الْقصاص قرأته على من سَمعه مِنْهُ أَشَارَ فِيهِ للرَّدّ على صَاحب التَّرْجَمَة وَقَالَ لي شَيخنَا التقي الشمني إِن مُصَنفه الْمَاضِي عمله لرده، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن سَالم الخشبي الْمدنِي. ولد بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة إخْوَته فِي سنة سبع وَتِسْعين مُحَمَّد بن عبد الله البهنسي وَمُحَمّد بن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَسعد بن يُوسُف النَّوَوِيّ وَمُحَمّد بن أبي بكر الْبكْرِيّ وَغَيرهم. وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي طاعون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد فِي مُعْجَمه.

عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْعَلَاء الدِّمَشْقِي بن الْجَزرِي أَخُو شيخ الْقُرَّاء الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي. كَانَ فِيمَا بَلغنِي عَالما مقرئا وَهُوَ جد الشريف نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ نقيب الْأَشْرَاف لأمه. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعَلَاء بن الْبَهَاء بن الْبُرْجِي الْآتِي أَبوهُ وَهُوَ سبط الْبَدْر بن السراج البُلْقِينِيّ، أمه بلقيس وَعم أوحد الدّين مُحَمَّد بن الْبُرْجِي. كَانَ أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء. مَاتَ) فِي رَمَضَان سنة خمس وَسبعين وَعَن نَحْو سبعين سنة عَفا الله عَنهُ. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصَّدْر الأدمِيّ. فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعَلَاء بن نَاصِر الدّين بن نَاصِر الدّين التركماني. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعَلَاء بن نَاصِر الدّين القاهري بن الطبلاوي. بَاشر ولَايَة الْقَاهِرَة فِي زمن النَّاصِر فرج ثمَّ بعده ثمَّ خمل مُدَّة إِلَى أَن اسْتَقر فِيهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ ثمَّ عزل وأعيد إِلَيْهَا أَيْضا فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين عوضا عَن دمرداش ثمَّ انْفَصل ثمَّ أُعِيد فِي أول ولَايَة الظَّاهِر جقمق وَجمع لَهُ الزعر فبالغوا فِي الْقِتَال مَعَه فِي معركة فَحَمدَ لَهُ ذَلِك وولاه نقابة الْجَيْش فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بعد موت نَاصِر الدّين مُحَمَّد ابْن مرطبر ثمَّ انْفَصل وَمكث دهرا خاملا منجمعا ببيته وَرُبمَا كَانَ يركب وَهُوَ فِي هَيْئَة رثَّة حَتَّى مَاتَ وَقد جَازَ الْمِائَة فِيمَا قَلِيل فِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين وَقد مضى أَحْمد بن مُحَمَّد فِي الْهمزَة فَيحْتَمل أَن يكون أَخُوهُ. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن البسطي. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عَليّ. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأدمِيّ. فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد. عَليّ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأندلسي القلصاوي الحيوب هُوَ البسطي مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عَليّ. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نور الدّين القاهري الْحَنَفِيّ العقاد. مِمَّن سمع مني وَعلي أَشْيَاء من ذَلِك فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ وَتِسْعين المسلسل وَكَانَ يصحب الْمُحب بن جناق وَله سَماع مَعَه. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الدلجي الأَصْل القاهري الوزيري المهتار فطيس. يَأْتِي لَهُ ذكر فِي أَبِيه. عَليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن حميدان. فِي ابْن أبي الْفرج. عَليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عَادل الْحُسَيْنِي الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو أبي الْفَتْح الْآتِي. حفظ الْقُرْآن وجود الْخط وَهُوَ الْآن حَيّ مَعَ صغر سنه. عَليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْعَلَاء الرميني ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة والآتي وَلَده مُحَمَّد وخده. سمع من الزين الْعِرَاقِيّ وَغَيره، وَمَات قريب سنة أَرْبَعِينَ. عَليّ بن مُحَمَّد بن مفضل أَبُو الْحسن المسلمي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. مِمَّن سمع على

شَيخنَا وَغَيره، وَحج وناب فِي الْقَضَاء وَسكن زَاوِيَة أبي السُّعُود بموقف المكارية دَاخل بَاب القنطرة لكَونهَا تَحت نظره وخالط غير وَاحِد من الْأُمَرَاء سِيمَا أزبك الخازندار رَأس نوبَة النواب.) بِحَيْثُ تكلم لَهُ فِي مشيخة سعيد السُّعَدَاء بعد الكوراني وطمحت نَفسه لأعلى مِنْهَا مَعَ نَقصه جدا وَيذكر بثروة من جِهَة النِّسَاء. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُفْلِح البليني الْقَائِد. مَاتَ بِمَكَّة فِي حادي عشري ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عميرَة بن مُوسَى نور الدّين الْقرشِي المَخْزُومِي اليبناوي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ابْن عَم أَحْمد بن عبد اللَّطِيف الْمَاضِي. أجَاز لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة الْعَفِيف النشاوري والبرهان بن عَليّ بن فَرِحُونَ والتقي بن حَاتِم وَابْن عَرَفَة والأبناسي والعراقي والهيثمي وَآخَرُونَ. مَاتَ فِي صفر سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد أَيْضا. عَليّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن منصو النُّور أَبُو الْحسن الْمحلي الْمدنِي الشَّافِعِي سبط الزبير الأسواني ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة بِمصْر فِيمَا وجد بِخَطِّهِ وَقيل بِالْمَدِينَةِ وَاقْتصر عَلَيْهِ شَيخنَا فِي أنبائه وَنَشَأ بهَا فَسمع بهَا على سعد الدّين الإسفرايني والشمسين السستري وَمُحَمّد بن صلح بن إِسْمَاعِيل الْكِنَانِي وَالْجمال الأميوطي والبهاء بن التقي السُّبْكِيّ وبمكة على الْكَمَال بن حبيب وَالْجمال بن عبد الْمُعْطِي وَالْقَاضِي أبي الْفضل النويري والأمين بن الشماع. وَدخل الْقَاهِرَة فَسمع بهَا على الْبَهَاء بن خَلِيل والحراوي وَأبي الْفرج بن الْقَارِي وَالْجمال الْبَاجِيّ وَالشَّمْس بن الخشاب والشهاب أَحْمد بن حسن الرهاوي وخليل بن طرنطاي والتقبين ابْن حَاتِم والبغدادي والعراقي والهيثمي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ الشهَاب الْأَذْرَعِيّ وَابْن كثير وَابْن الهبل وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَجَمَاعَة وَخرج لَهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد مشيخة وَقَالَ إِنَّه لم يخلف بِبِلَاد الْحجاز أسْند مِنْهُ، وَكَذَا قَالَ شَيخنَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ أَبُو الْفرج المراغي وَآخَرُونَ مِمَّن هم بِقَيْد الْحَيَاة فِي مصر وَمَكَّة وَقَالَ شَيخنَا: أجَاز لنا. قلت: وَرَأَيْت بِخَطِّهِ أَشْيَاء من مجاميع وَغَيرهَا بل قَرَأَ على الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ مُصَنفه الْإِجَابَة لإيراد مَا استدركته عَائِشَة على الصَّحَابَة وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل المحصل الْأَصِيل الرّحال، وَقَالَ غَيره: كَانَ إِمَامًا عَالما عَاملا مُسْندًا مكثرا معمرا رحْلَة الْحجاز. وَمَات فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ) بِالْمَدِينَةِ وَصلي عَلَيْهِ بالروضة وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله، وَقد تَرْجَمته فِي تَارِيخ الْمَدِينَة بأطول مِمَّا

هُنَا، وَذكره المقريزي فِي عقوده. عَليّ بن مُحَمَّد بن نَاصِر بن قيسر المارداني نِسْبَة لخط جَامع المارداني من الْقَاهِرَة الشَّافِعِي وَيعرف بالرسام ثمَّ بالضاني وَكَانَ لقبا لأخ لَهُ لظرفه فِي صغره فشهر بِهِ. ولد قَرِيبا من سنة سبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده بِبَيْت الْمُقَدّس على عبد الله البسكري وَغَيره واشتغل بالفقه على الشَّمْس الغراقي وَغَيره وَسمع على الشّرف السُّبْكِيّ وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَطَائِفَة وَصَحب التَّاج مُحَمَّد بن يُوسُف العجمي وتلقن مِنْهُ وَمن غَيره، وَدخل إسكندرية فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَصَحب بِهِ جمَاعَة صلحاء فَعَادَت بركتهم عَلَيْهِ واكتسب من جميل أَحْوَالهم ثمَّ رَحل إِلَى دمشق سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وجود بهَا الْقُرْآن على أَحْمد بن العلبي وتحول سنة خمس إِلَى خانقاه سرياقوس فقطنها حَتَّى مَاتَ وباشر بوابة الخانقاه بل وَقَرَأَ بهَا الْأَطْفَال، وَحج فِي سنة تسع عشرَة، وَكَانَ خيرا صَالحا مُعْتَزِلا عَن النَّاس من محَاسِن أهل الخانقاه بل قَالَ البقاعي أَنه كَانَ من أَوْلِيَاء الله وَقد لَقيته بهَا وَأَجَازَ لي. وَمَات بهَا فِي أحد الربيعين سنة خمس وَخمسين. عَليّ بن مُحَمَّد بن وفا أَبُو الْحسن الشاذلي. مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن وفا. عَليّ بن مُحَمَّد بن وهيب الفاسكوري الفران بهَا وَيعرف بالحشاش. عَامي يزْعم مَعَ شدَّة عاميته أَنه قيم زَمَانه فِي فن الْأَدَب بِحَيْثُ يسخر بِهِ أهل بَلَده وَهُوَ حقيق بذلك وَقد لَقيته بهَا فَكتبت عَنهُ قَوْله: (نَار العجاج وأمطار السما تزكي ... على الْأَرَاضِي لأقوات الْأُمَم تَسْقِي) (والرعد والبرق ذَا يضْرب وَذَا يَحْكِي ... سيف انجبذ فِي سمات الْحَرْب مَا يشكي) وَغير هَذَا من نمطه عَفا الله عَنهُ. عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مخلوف النُّور بن زين العابدين بن الشّرف الْمَنَاوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي وأبوهما وجدهما وسبط الشهَاب بن الشطنوفي. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة واشتغل قَلِيلا وَحضر بعض دروس جده وَعَلِيهِ خفر وَأنس وروح وَقد ضعف حَاله لمزيد تقلله.) عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن مصلح المنزلي أَخُو أَحْمد الشهير. كَانَ مُقيما بمنية راضي من الْمنزلَة مُعْتَقدًا مبجلا يَتْلُو الْقُرْآن ويبحث عَمَّا يهمه من أُمُور عِبَادَته مَعَ استحضار الْمسَائِل مِمَّن حج وَمَات بِبَلَدِهِ فِي عشر ذِي الْحجَّة وَقد زَاد على السّبْعين.

عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى الْعَلَاء أَبُو الْحسن التَّمِيمِي الصرخدي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي. تفقه بِدِمَشْق والقاهرة وَأخْبر أَنه سمع الْمزي بِدِمَشْق وَقدم حلب فسكنها وناب فِي الْقَضَاء عَن الشهَاب بن أبي الرضى وَغَيره، وَكَانَ عَالما مستحضرا فَاضلا فِي الْفِقْه وأصوله نظارا ذكيا بِحَيْثُ كَانَ يبْحَث مَعَ الشهَاب الْأَذْرَعِيّ بِنَفس عَال وَأثْنى البُلْقِينِيّ عِنْد قدومه حلب على علمه وفضيلته وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ يتورع عَن الْفتيا وَلَا يكْتب إِلَّا نَادرا مَعَ مُلَازمَة بَيته وَعدم التَّرَدُّد إِلَى أحد غَالِبا وَكَانَ يحضر الْمدَارِس مَعَ الْفُقَرَاء فَلَمَّا بنى تغرى بردى النَّائِب جَامعه فوض إِلَيْهِ تدريس الشَّافِعِيَّة بِهِ فحضره ودرس فِيهِ بِحُضُور الْوَاقِف يَوْم الْجُمُعَة بعد الصَّلَاة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْن خطيب الناصرية وترجمه بِمَا هَذَا ملخصه وَقَالَ أَنه انْتفع بِهِ كثيرا. وَمَات فِي الْفِتْنَة التمرية سنة ثَلَاث، وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ أَنه تفقه وَهُوَ صَغِير وَسمع من الْمزي وَغَيره وجالس الْأَذْرَعِيّ وَكَانَ يبْحَث مَعَه وَلَا يرجع إِلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى الشَّيْخ الصَّالح نور الدّين البعداني اليمني الْمَكِّيّ قطنها أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَانمِائَة إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي وَأحمد بن أقبرص وَعمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي والمحب بن منيع وَجَمَاعَة وَكَانَ صَالحا مديما لِلْعِبَادَةِ ويعتمر كل يَوْم من الْأَشْهر الثَّلَاثَة مرَّتَيْنِ وَيحيى اللَّيْل بِالطّوافِ وَالصَّلَاة والتلاوة وينام فِي الرّبع الْأَخير مِنْهُ قَائِما بحوائج من يَقْصِدهُ زَائِد الِاحْتِمَال كثير السخاء والبشاشة سِيمَا أهل الْحَرَمَيْنِ بل أهل الْمَدِينَة بِحَيْثُ يكون يَوْم قدومه على أَهلهَا عِنْدهم كالعيد وَزَاد فِي بدايته صُحْبَة صَاحبه الشَّيْخ عمر العرابي من طَرِيق الْمَاشِي وَمَا كَانَ قوتهما إِلَّا ورق الشّجر وَهُوَ السَّبَب فِي نَقله عمر من الْيمن لمَكَّة وَاشْترى لَهُ دَارا بالمروة وبناها لَهُ وَأُخْرَى لوَلَده مُحَمَّد وزوجه ابْنَته، وزار الْقُدس وَاعْتمر مِنْهُ وَهُوَ الْقَائِم بعمارة الرِّبَاط الْمَشْهُور بِهِ لجِهَة فرجان امْرَأَة الْأَشْرَف بن الْأَفْضَل بل صَارَت ترسل إِلَيْهِ فِي كل سنة بوقر جلبه من الطَّعَام وَالطّيب والفرش والشمع والسليط وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ فَيعْمل للْفُقَرَاء الأسمطة فِي رَمَضَان وربيع والأعياد بل شرع فِي عمَارَة مَا تقدم من مَسْجِد الْخيف ثمَّ فِي بِنَاء بِئْر على الَّتِي بدرب الماسي وَكَانَت) قد انْهَدَمت، كل ذَلِك مَعَ الْكَمَال فِي لِبَاسه وريحه وَطَعَامه ونحافة جِسْمه وَشدَّة ورعه وَهُوَ كلمة اتِّفَاق مُعْتَقد بَين سلاطين الْيمن وشرفاء صنعاء وَمَكَّة وأمراء مصر بل بَينه وَبَين أبي فَارس صَاحب الْمغرب مُكَاتبَة وصحبة بِحَيْثُ كَانَ يُرْسل إِلَيْهِ للبيمارستان كل عَام مبلغا جيدا وَأما صَاحب مَكَّة حسن بن عجلَان فَكَانَ يجله ويعظمه حَتَّى قَالَ: مَا رَأَيْت فِي الْمَشَايِخ

أعرف بأحوال الطوائف على اخْتِلَاف طبقاتهم مِنْهُ، وترجمته مُحْتَملَة للتطويل. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَقيل فِي الَّتِي قبلهَا وَدفن بالشبيكة أَسْفَل مَكَّة بِوَصِيَّة مِنْهُ رَحمَه الله وإيانا. ذكره ابْن فَهد مطولا. عَليّ بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الخواجا نور الدّين الطهطاوي الْمَكِّيّ وَالِد أبي بكر وأخوته، وَكَانَ ذَا ملاءة وَتوجه للتِّجَارَة وَله دور مُتعَدِّدَة بِمَكَّة. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن مُحَمَّد بن يعِيش الزين الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي. ولد فِي ثامن عشر شعْبَان سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع ثلاثيات الصَّحِيح على الْبَدْر عبد الْجَبَّار بن الْمجد مُحدث وَاسِط الْعرَاق وفقيهها والْعَلَاء بن التقي الوَاسِطِيّ وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن معمر الْبكْرِيّ الْقرشِي وَجَمِيع الصَّحِيح بِالشَّام على الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْمصْرِيّ الْحلَبِي وبالمسجد الْأَقْصَى عَن القلقشندي ثمَّ الْمَقْدِسِي الرَّاوِي عَن الحجار ووزيرة، لقِيه الطاووسي فَأخذ عَنهُ الثلاثيات وَأَجَازَ لَهُ بل أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَذَلِكَ فِي شَوَّال سنة تسع عشرَة وَوَصفه الطاووسي بالعالم الزَّاهِد. عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن خضر النُّور ابْن التَّاج بن الْجمال أبي المحاسن الكوراني العجمي الأَصْل ثمَّ الْقَرَافِيّ القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد وَيعرف بحفيد الشَّيْخ يُوسُف العجمي. ولد قبيل الْقرن بِيَسِير بالقرافة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الفقيهين محب الدّين وَلم ينْسبهُ وعَلى الْعَوْفِيّ المغربي وَصلى بِهِ فِي زاويتهم بالقرافة، وَعمل لَهُ عَمه الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي خطْبَة بليغة ضمنهَا أَسمَاء سور الْقُرْآن سَمعتهَا مِنْهُ، وَكَانَ وَالِده يحضه على بَيَان إعجام الذَّال، وَكَذَا حفظ التَّنْبِيه وَعرض على جمَاعَة واشتغل يَسِيرا على غير وَاحِد من فضلاء جمَاعَة جده كالشيخ مُحَمَّد الْعَطَّار وتلقن من أَبِيه وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ ابْن صديق وَابْن قوام والبالسي وَابْن منيع وَابْنَة ابْن المنجا وَسَائِر من أجَاز لِأَخِيهِ) فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة تفرد بالرواية عَن جمهورهم، وَحج فِي سنة خمس وَعشْرين ثمَّ مَعَ الرجبية ولقيته هُنَاكَ بعد أَن لقِيه بِالْقَاهِرَةِ وَأَجَازَ لي وَسمعت من فَوَائده، وَأكْثر من الرِّوَايَة بِأخرَة مِمَّن لَا يحسن الْقِرَاءَة وَيقْرَأ عَلَيْهِ مَا لَيْسَ من مَرْوِيّ شُيُوخه فَكَانَ ذَلِك باعثا لِلشِّهَابِ المنزلي أحد فضلاء جماعتنا على تَخْرِيج شُيُوخه مستوعبا مَا علمه من مروياتهم بمراجعتي ثمَّ قَرَأَهَا عَلَيْهِ بحضرتي مَعَ إخباري فِي كل حَدِيث من أحاديثها بسندي وَسمع ذَلِك الجم الْغَفِير وَهُوَ خير متواضع وقور سليم الْفطْرَة محب فِي الطّلبَة يستحضر أَشْيَاء، عمر إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس عَاشر جُمَادَى الثَّانِيَة

سنة تسعين بمنزله بِمصْر الْقَدِيمَة كَانَ تخول إِلَيْهِ قبيل مَوته بِيَسِير وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بزاويتهم دَاخل الْمَقْصُورَة تَحت رجْلي وَالِديهِ بِوَصِيَّة مِنْهُ رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد نور الدّين القاهري الشَّافِعِي نزيل الْمدرسَة البقرية بِالْقربِ من بَاب النَّصْر وَيعرف بِابْن الْقيم وبابن شقير. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة فِي جَامع التركماني من المقس بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو على الْفَخر الضَّرِير والشرف يَعْقُوب الجوشني وَغَيرهمَا والمنهاج الفرعي وَعرضه على الأبناسي وَنصر الله الْحَنْبَلِيّ القَاضِي والبدر بن أبي الْبَقَاء وَابْن مَنْصُور الْحَنَفِيّ وَابْن خير وَغَيرهم واشتغل بالفقه على الأبناسي والبدر القويسني وَجَمَاعَة بالنحو على الشَّمْس الحريري وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ الْحسن، وَحج مرَارًا أَولهَا قبل الْقرن وَسمع على التنوخي والمطرز والفرسيسي وَطَائِفَة وَمِمَّا سَمعه على الأول جُزْء أبي الجهم، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الولوي الزيتوني بمشاركة وَالِده الْجمال عبد الله مَعَه فِي التحديث، وَكَانَ إنْسَانا حسنا خيرا أحد صوفية الأشرفية برسباي وقيم جَامع التركماني. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف نور الدّين التوريزي. نَشأ فِي كنف أَبِيه وَكَانَ كَبِير التُّجَّار فَلَمَّا مَاتَ اشْتهر بِالتِّجَارَة أَخَوَاهُ الْجمال مُحَمَّد وَالْفَخْر أَبُو بكر وتعانى هَذَا السّفر إِلَى بِلَاد الْحَبَشَة وَالتِّجَارَة بهَا إِلَى أَن اشْتهر وَصَارَت لَهُ عِنْدهم منزلَة وَصُورَة كَبِيرَة ووجاهة وَكلمَة مَقْبُولَة لقِيَامه فِي خدمته بِمَا يرومونه من النفائس الَّتِي يحضرها لَهُم من الْقَاهِرَة وَغَيرهمَا فَلَمَّا أَكثر ذَلِك نقم عَلَيْهِ بعض النَّاس موالاته للْكفَّار مِنْهُم وَنسب لشراء الأسلحة والخيول لَهُم وعثر عَلَيْهِ مرّة بِشَيْء من ذَلِك فِي الدولة المؤيدية فاستتيب وَأقسم أَنه لَا يعود فَلَمَّا كَانَ فِي أثْنَاء سنة) إِحْدَى وَثَلَاثِينَ زعم بعض المتعصبين عَلَيْهِ أَنه توجه رَسُولا من ملك الْحَبَشَة إِلَى ملك الفرنج يستحثه على الْمُسلمين، وَهَذَا عِنْدِي غير مَقْبُول لِأَن مُعْتَقد الطَّائِفَتَيْنِ مُخْتَلف وَيُقَال انه دخل بِلَاد الفرنج بِسَبَب تَحْصِيل صَلِيب عِنْدهم بلغ أمره ملك الْحَبَشَة فَأحب رُؤْيَته وَلما شاع ذَلِك عَنهُ خشِي على نَفسه فَنزل بمَكَان قريب من خانقاه سرياقوس فنم عَلَيْهِ عبد السَّلَام الجبرتي ووشى بِهِ إِلَى السُّلْطَان فَأمر وَالِي الْقَاهِرَة فَقبض عَلَيْهِ فَوجدَ مَعَه أَمْتعَة من ملابس الفرنج وَشَيْء من سلَاح وناقوسين من ذهب وَكتاب بالحبشية فعرب فَكَانَ إِلَيْهِ مراسله من صَاحب الْحَبَشَة يَسْتَدْعِي مِنْهُ أَشْيَاء يصوغها لَهُ من صلبان ونواقيس ويحضه على شِرَاء مِسْمَار من المسامير الَّتِي سمر بهَا الْمَسِيح بزعمهم فحبس ثمَّ عقد لَهُ مجْلِس ففوض السُّلْطَان

أمره للمالكي فتسلمه وَسمع عَلَيْهِ الدَّعْوَى فَأنْكر فَشهد عَلَيْهِ الصَّدْر العجمي وَالشَّيْخ نصر الله وَآخَرُونَ ومستند أَكْثَرهم الاستفاضة فأعذر إِلَيْهِ فِيمَن شهد فَادّعى عَدَاوَة بَعضهم وأعذر لبَعْضهِم فَحكم بقتْله بِشَهَادَة من أعذر لَهُم فَضربت عُنُقه بَين القصرين تَاسِع عشر جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ يعلن بِالشَّهَادَتَيْنِ وَتبين لأكْثر النَّاس أَنه مظلوم وَلم يمتع من شهد عَلَيْهِ بل لحق بِهِ بعد قيل. هَكَذَا تَرْجمهُ شَيخنَا فِي إنبائه، قَالَ: ذكر لي خادمي فاتن الطواشي الحبشي وَكَانَ هُوَ الجالب لَهُ من الْحَبَشَة إِنَّه كَانَ هُنَاكَ يواظب على الصَّلَاة والتلاوة ويؤدب من لم يصل من أَتْبَاعه وَعِنْده فَقِيه يقرئ أَوْلَاده وَأَتْبَاعه الْقُرْآن وللمسلمين بِهِ نفع وهم بِسَبَبِهِ فِي بِلَاد الْحَبَشَة فِي إكرام واحترام وَالله أعلم بغيبه. عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْعَلَاء بن فتح الدّين بن جمال الدّين القجاجقي نِسْبَة لأمير كَانَ أَبوهُ فِي خدمته بل قَالَ لَهُ ابْن قجاجق الْجَوْهَرِي الطَّبِيب تدرب فِي الطِّبّ بِعَمِّهِ التَّاج عبد الْوَهَّاب القوصوني الْمَاضِي وخدم بِهِ الزيني عبد الباسط وسافر مَعَه لِلْحَجِّ وَغَيره ومشي للمعالجة مَعَ اشْتِغَاله بالتكسب فِي سوق الْجَوْهَر على طَريقَة حَسَنَة. وَمَات فِي لَيْلَة السبت ثَانِي عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسعين وَقد قَارب الثَّمَانِينَ رَحمَه الله. عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف الأميوطي القاهري الْبَزَّار وَيعرف بِابْن الْخَطِيب ثمَّ بِابْن يُوسُف. كَانَ يتجر فِي حَانُوت الطرحي ويحضر الْأَسْوَاق ويعامل النَّاس على خير وسداد وَصدق لهجة مَعَ سَماع ورغبة فِي الْإِطْعَام وَالْمَعْرُوف، وَقد حج غير مرّة وَدخل الشَّام وزار بَيت الْمُقَدّس وَلكنه لم يمت حَتَّى افْتقر وكف وَثقل سَمعه جدا. مَاتَ بالإسهال شَهِيدا فِي رَجَب سنة أَربع وَسبعين) وَقد جَازَ السّبْعين ودفنته بحوش البيبرسية بِالْقربِ من أبنائي فهم أسباطه عوضه الله الْجنَّة ورحمه. عَليّ بن مُحَمَّد بن الْعَلَاء بن الشَّمْس الْكرْدِي الشرابي نِسْبَة للشرابية من أَعمال الْقصير الشَّافِعِي نزيل حلب. التمس مني تِلْمِيذه الْجمال يُوسُف بن التقي أبي بكر الْحلَبِي إِمَام تمراز كَانَ الْإِجَازَة لَهُ وَوَصفه لَهُ بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الزَّاهِد الْوَرع المتوجه للْمصَالح الْعَامَّة كبناء الْمَسَاجِد وإيقاف كتب الْعلم على طلبته بِمَا يصل إِلَيْهِ مِمَّا يقْصد بره بِهِ فَكتبت لَهُ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين كراسة أرسل بهَا إِلَيْهِ. عَليّ بن مُحَمَّد بن الصفي الْعَلَاء بن الصَّدْر بن الصفي الأردبيلي شيخ الصُّوفِيَّة بالعراق. قدم دمشق سنة ثَلَاثِينَ وَمَعَهُ أَتبَاع فحج وجاور ثمَّ قدم وَلَده أَيْضا دمشق وَمَعَهُ جمع كثير وَذكروا أَن لَهُ ولوالده بِتِلْكَ الْبِلَاد أَكثر من ألف مُرِيد وَلَهُم فيهم من الِاعْتِقَاد مَا يجل عَن الْوَصْف رَحمَه الله وإيانا. مَاتَ الْعَلَاء بعد رُجُوعه

من الْحَج ودخوله بَيت الْمُقَدّس فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه، وأرخه غَيره فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى عَن نَحْو السِّتين وَدفن فِي تربة بِبَاب الرَّحْمَة وَعمل عَلَيْهِ قبَّة كَبِيرَة. عَليّ بن مُحَمَّد الْعَلَاء بن الْقصير الدِّمَشْقِي دلال الْعقار بهَا بل بَاشر قَضَاء الركب الشَّامي وقتا. وَكَانَ قد سمع عبد الْقَادِر الأرموي وَحدث سمع مِنْهُ اللبودي وأرخ وَفَاته فِي ربيع الأول سنة خمس وَسِتِّينَ عَفا الله عَنهُ. عَليّ بن مُحَمَّد عَلَاء الدّين بن الْقصير الْحَنَفِيّ، ولد فِي يَوْم عيد الْفطر سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة. هَكَذَا فِي مُعْجم التقي بن فَهد وبيض لَهُ فيحرر أهوَ الَّذِي قبله أم غَيره. عَليّ بن مُحَمَّد الْعَلَاء الْحلَبِي ثمَّ القاهري نزيل الجمالية وَيعرف بِابْن شمس. كَانَ بارعا فِي الْكِتَابَة على طَريقَة الْعَجم كتب بِخَطِّهِ الْكثير. وَمَات فِي حَيَاة أَبِيه سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله. عَليّ بن مُحَمَّد نور الدّين الْمقري ابْن القاصح. كَذَا ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. وَصَوَابه ابْن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَقد مضى. عَليّ بن مُحَمَّد بن الشريف نور الدّين الحسني الصحراوي نَائِب يشبك الجمالي فِي الْحِسْبَة وَيعرف بِابْن ولي الدّين، كَانَ أَبوهُ صَالحا بل هم من بَيت صَلَاح وَاسْتقر فِي خدمَة شيخ الصُّوفِيَّة بتربة الْأَشْرَف قايتباي ثمَّ صرف بِغَيْرِهِ وَقَررهُ كَاتب السِّرّ ابْن مزهر فِي تربته) وسكنها. عَليّ بن مُحَمَّد الْكَمَال بن الشَّمْس النايني بنونيين بَينهمَا تَحْتَانِيَّة مَهْمُوزَة. مِمَّن قَرَأَ الْقرَاءَات عَن ابْن الْجَزرِي وَأخذ عَن الْعَفِيف الكازروني تَلا عَلَيْهِ الْفَاتِحَة وَغَيرهَا السَّيِّد عبيد الله بن عفيف الدّين بل سمع عَلَيْهِ أَشْيَاء. عَليّ بن مُحَمَّد النُّور بن الْجلَال الطنبدي الْمصْرِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة التُّجَّار بالديار المصرية وَكَانَ مَعَ كَثْرَة حجه وَحسن مُعَامَلَته بِحَيْثُ شاهدته غير مرّة يقْرض الْمُحْتَاج بِغَيْر ربح وبره لجَماعَة ومروءة فِي الْجُمْلَة كثير الْإِسْرَاف على نَفسه. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر صفر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَقد جَازَ السّبْعين. قلت وَهُوَ صَاحب القاعة المطلة على الْبَحْر بالقرابيص دَاخل درب السنبكية الْمَعْرُوفَة بالطنبذية والتربة الَّتِي بالصحراء بِالْقربِ من الرَّوْضَة من بَاب النَّصْر والقيسارية مَعَ الرّبع بِالْقربِ من جَامع الوَاسِطِيّ من بولاق وَكَذَا بِالْقربِ من ميدان الْغلَّة خَارج بَاب القنطرة والحمامين دَاخل بَاب الشعرية وَغير ذَلِك وَقَالَ بعض المؤرخين إِنَّه استوطن الْقَاهِرَة قبل مَوته بسنين وكف عَن التِّجَارَة إِلَّا الْيَسِير وَأَنه كَانَ على عَادَة التُّجَّار مسيكا حَرِيصًا وَخلف عدَّة أَوْلَاد لَيْسُوا بِذَاكَ

افْتقر غالبهم بعد مُدَّة يسير عَفا الله عَنهُ. عَليّ بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن الجندي الْمحلي الْحَنَفِيّ النَّقِيب. فِيمَن جده خضر بن أَيُّوب عَليّ بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن القابوني الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ شيخ النُّحَاة بِدِمَشْق وَمن شُيُوخه الْعَلَاء البُخَارِيّ وَكَانَ يَقُول لم أنتفع فِي النَّحْو بِغَيْرِهِ مَعَ قراءتي فِيهِ على جمَاعَة قبله وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ الْفُضَلَاء من الدماشقة ودرس بأماكن كالريحانية، وَكَانَ ظريفا متواضعا طارحا للتكلف مُتَقَدما فِي النَّحْو خُصُوصا شرح الألفية لِابْنِ المُصَنّف فَكَانَ زَائِد الإتقان فِيهِ بل بَلغنِي أَنه كتب على الألفية شرحا مطولا وَامْتنع من النِّيَابَة فِي الْقَضَاء. وَمَات فِي رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد النُّور أَبُو الْحسن الإشليمي. فِيمَن جده عُثْمَان بن أَيُّوب بن عُثْمَان. عَليّ بن مُحَمَّد النُّور أَبُو الْحسن الأشمعوني. مضى فِيمَن جده عِيسَى. عَليّ بن مُحَمَّد نور الدّين الميقاتي المنجم وَيعرف بِابْن الشَّاهِد. انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي حل الزيج وَكِتَابَة التقاويم مَعَ معرفَة بالرمل وَغَيره وتكسب بذلك فِي حَانُوت فاشتهر وحظى عِنْد) الأكابر بل راج أمره بِأخرَة على الظَّاهِر برقوق وقربه ونزله فِي مدرسته، مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه ومعجمه وَقَالَ: لَقيته مرَارًا والمقريزي فِي عقوده عَليّ بن الْعَلَاء البلاطنسي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي شيخ السَّبع الْبَارِزِيّ بالكلاسة مِمَّن كتب وَجمع وقرض قريب السّبْعين للبدري مَجْمُوعه بِخَط حسن ونثر ونظم فَمن نظمه: (قد أطربت أسماعنا لما شدت ... ورق البديع بروضة الأوراق) (كم شوقت قلب المشوق فيا لَهَا ... ورق تبثك لوعة الأشواق) وَأنْشد لَهُ البدري فِي مَجْمُوعه: (عاتبت عباسا فأظهر لي الحيا ... وردا تفتح فِي غصون الآس) (وافتر مُبْتَسِمًا فَقلت لعاذلي ... قل لَاحَ بشر الْفضل من عَبَّاس) وَقَوله: (من ذَا يباهي فِي الْجمال سوى الَّذِي ... قد حل فِي قلبِي مَعَ التَّمْكِين) (فِيهِ سما فخري فيا طُوبَى لمن ... قد فَازَ فِي الدُّنْيَا بفخر الدّين) عَليّ بن مُحَمَّد النُّور الشرعبي التعزي الْيَمَانِيّ الْمقري. كَانَ آخر من بَقِي بِالْيمن من شُيُوخ الْقُرَّاء أهل الضَّبْط والإتقان وَمِمَّنْ جمع حسن الْأَدَاء وَالتَّحْقِيق بِحَيْثُ أَنه كَانَ إِذا قَرَأَ لَا يتَمَكَّن من قِرَاءَة الْفَاتِحَة من الْمَأْمُومين إِلَّا من لَا ذوق لَهُ وَتفرد بذلك فِي الْيمن مُدَّة. وَهُوَ مِمَّن لَقِي ابْن الْجَزرِي بالديار المصرية وَقَرَأَ بِبَعْض الرِّوَايَات ثمَّ أكمل عَلَيْهِ الْعشْر بِالْيمن وَكَذَا قَرَأَ بِمصْر على ابْن الزراتيتي فِي آخَرين فيهم

كَثْرَة وخطب بالجامع المظفري بتعز وأقرأ بِهِ وَكَانَ يتوسوس فِي الطَّهَارَة ويتردد فِي النِّيَّة ترددا زَائِدا مَعَ صدق وجد وصدع بِالْحَقِّ. مَاتَ سنة إِحْدَى وَسبعين تَقْرِيبًا رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُحَمَّد النُّور القزازي الْمقري جد التقي مُحَمَّد بن الْبَدْر مُحَمَّد القزازي الْحَنَفِيّ. ذكر لي أَنه قَرَأَ الْقُرْآن على الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وَأَن ابْن أَسد قَالَ لَهُ أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ قَالَ: وَكَانَ يؤم بِمَسْجِد الطواشي الشهير بالجعبري فِي الوراقين وَأَظنهُ كَانَ فِي حَانُوت بالقزازين وَلَكِن ذكر لي حفيده أَنه لسكناه هُنَاكَ فَقَط. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ أَو الَّتِي بعْدهَا. عَليّ بن مُحَمَّد نور الدّين المنزلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سراج، كَانَ مشارا إِلَيْهِ فِي الْمنزلَة) بالصلاح مِمَّن يديم التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة وَعِنْده أَتبَاع يقوم بكلفتهم مَعَ إِلْمَام بِالْفَضْلِ، مَاتَ بعد سنة ثَمَانِينَ. عَليّ بن مُحَمَّد النُّور الويشي بِكَسْر الْوَاو وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة بعْدهَا مُعْجمَة ثمَّ القاهري. كَانَ قد طلب الْعلم واشتغل كثيرا وَنسخ بِخَطِّهِ الْحسن شَيْئا كثيرا ثمَّ تعانى الشَّهَادَة فِي الْقيمَة فَدخل فِي مدَاخِل عَجِيبَة واشتهر بالشهادات الْبَاطِلَة. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَأَرْبَعين عَفا الله عَنهُ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن البجري البجائي المغربي أحد عدولها. أَقرَأ الْفِقْه والأصلين وَغَيرهَا وَهُوَ الْآن فِي سنة تسعين حَيّ. عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الدمياطي الْمقري أَمَام جَامع حسن بن الطَّوِيل الشَّهِيد بدمياط. تصدى لإقراء الْقُرْآن فَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ التقي بن وَكيل السُّلْطَان وَقَالَ أَنه مَاتَ فِي شعْبَان سنة عشْرين. عَليّ بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد الغمري. مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد بن حسن. عَليّ بن مُحَمَّد الْكَاتِب ويلقب مشيمش. شيخ مسن بِالْقربِ من جَامع المارداني متميز فِي الْكِتَابَة من فُقَهَاء الطَّبَقَة السنبلية من القلعة وَمِمَّنْ تصدى للتكتيب فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة مِنْهُم ابْن السُّهيْلي. عَليّ بن مُحَمَّد بن الأخميمي الْبَغْدَادِيّ الأَصْل. مَاتَ سنة أَربع عشرَة. أرخه شَيخنَا وَقَالَ أَنه ولي الوزارة وَشد الدَّوَاوِين وَغير ذَلِك وَكَانَ يدعى الشّرف. عَليّ بن مُحَمَّد بن الأدمِيّ الْحَنَفِيّ. فِيمَن اسْم جده مُحَمَّد بن أَحْمد. عَليّ بن مُحَمَّد القَاضِي. فِيمَن جده. عَليّ بن مُحَمَّد الأقواسي. فِيمَن جده أَحْمد. عَليّ بن مُحَمَّد الحبشي البليني الْقَائِد. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن مُحَمَّد الحمصاني الْمُقْرِئ. مَاتَ مقتولا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سلخ ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن مُحَمَّد الرسام. كتب فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين على استدعاء لِابْنِ الصفي، وَمضى فِيمَن جده نَاصِر. عَليّ بن مُحَمَّد الركاب أحد المجاذيب بِالْقَاهِرَةِ. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَدفن بزاويته على الطَّرِيق بِرَأْس ميدان الْقَمْح وَكَانَ قبل جذبته ركاب السُّلْطَان. أرخه الْمُنِير. عَليّ بن مُحَمَّد الزبيدِيّ الشَّافِعِي. فِيمَن جده عبد الْعلي بن قحر.) عَليّ بن مُحَمَّد السطيح. فِيمَن جده أَحْمد بن عبد الله بن حسن. عَليّ بن مُحَمَّد الشاذلي. رَأَيْته كتب من نظمه على شرح الْبَهَاء بن الأبشيهي الْمُخْتَصر من كتب الْمَالِيَّة: (لله دَرك من حبر مزجت لنا ... عقد الْجَوَاهِر بالياقوت والدرر) (وغصت بحرأ عُزَيْر الدّرّ ملتقطا ... نفائسا مِنْهُ لَا تحصى بمنحصر) (بَدَت مَعَانِيه بالتوضيح وَاضِحَة ... بِحسن تدوين تَهْذِيب لمختصر) (حباك ربى بهاء الدّين مرتقيا ... أَعلَى الْمنَازل بالدارين فِي زمر) (واغفر لناظمها يَا رب مغْفرَة ... تمحو ذنوبا مَضَت فِي سَائِر الْعُمر) عَليّ بن مُحَمَّد الشَّامي الْمدنِي أحد فراشيها. مِمَّن سمع مني بهَا. عَليّ بن مُحَمَّد الطَّائِي، فِيمَن جده سعد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان. عَليّ بن مُحَمَّد العلائي الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي الغيثاوي نِسْبَة لغيثا بِالْقربِ من الزبداني قيم الموالة. كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعَة قَوْله: (حبيت كوسى ينور بالملاحة دعد ... حُلْو الْمحيا فَحم قلبِي بفاحم جعد) (خلتو ووجهو وَفِي بدور حميو يَا سعد ... قمر لعب بقضيب الْبَرْق فَوق الرَّعْد) وَكَانَ رَاغِبًا فِي نقل التصانيف الغربية إِلَى مصر من الشَّام وَعَكسه وَبِيَدِهِ بعض جِهَات مَاتَ سنة خمس وَسبعين تَقْرِيبًا، يحرر أهوَ من تَرْجَمَة هَذَا. عَليّ بن مُحَمَّد القمني البنهاوي الأَصْل. مِمَّن اشْتغل قَلِيلا وتكسب بِالشَّهَادَةِ رَفِيقًا للزين عبد الْقَادِر بن شعْبَان وَغَيره عِنْد جَامع أصلم وَكَذَا بالنسخ وأقرأ المماليك بالطباق وَغير ذَلِك بل وخطب بالجامع الْمَذْكُور. عَليّ بن مُحَمَّد المرحومي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمقري أحد الشُّهُود بقنطرة الموسكي. مِمَّن قَرَأَ على ابْن أَسد وجعفر الْقرَاءَات. عَليّ بن مُحَمَّد الْمُهَاجِرِي الْمقري. رَأَيْته شهد على عَليّ بن مُوسَى فِي إِجَازَته

لِابْنِهِ أَمِين الدّين مُحَمَّد بالقراءات فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَكتب شَهَادَته نظما فَكَانَ مِنْهَا: (وَالله يغْفر لي والسامعين وَمن ... يَقُول آمين من ذَنْب مضى وخلا) عَليّ بن مُحَمَّد النَّاسِخ الْكَاتِب. مضى فِيمَن جده عبد النصير.) عَليّ بن مُحَمَّد الْيَمَانِيّ مُسْتَوْفِي الدِّيوَان بجدة. كَانَ اسْمه عمر فَغَيره لما خدم السَّيِّد حسن. مَاتَ فِي صفر سنة أَرْبَعِينَ. ذكره ابْن فَهد. عَليّ بن مَحْمُود بن أبي بكر بن إِسْحَق بن أبي بكر بن سعد الله بن جمَاعَة الْعَلَاء الْحَمَوِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي بن القباني. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: اشْتغل بحماة ثمَّ قدم دمشق فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وشارك الْبُرْهَان الْحلَبِي فِي بعض السماع سنة ثَمَانِينَ بحلب وبدمشق وَولي إِعَادَة البادرائية ثمَّ تدريسها عوضا عَن الشّرف الشريشي وَكَانَ قَلِيل الشَّرّ كثير الْبشر طَويلا بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ يُفْتِي ويدرس وَيحسن المعاشرة وَرُبمَا أم وخطب بالجامع الْأمَوِي، وَحج مرَارًا وجاور. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ رَحمَه الله وَتبع شَيخنَا فِي ذكره ابْن خطيب الناصرية قَالَ شَيخنَا: وَرُبمَا يلتبس فِي ثَبت الْبُرْهَان بِابْن المغلي الْمَذْكُور بعده وَلَيْسَ بِهِ. عَليّ بن مَحْمُود بن أبي بكر الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن النُّور أبي الثَّنَاء بن التقي أَو الْبَدْر أبي الثَّنَاء وَأبي الحود السّلمِيّ بِالْفَتْح نِسْبَة إِلَى سلمية وَرُبمَا كتب السَّلمَانِي ثمَّ الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بِابْن المغلي. كَانَ أَبوهُ تَاجِرًا من الْعرَاق وَسكن سلمية فَعرف بذلك نِسْبَة إِلَى الْمغل وَولد لَهُ قبل هَذَا ولد نَشأ على طَرِيقَته ثمَّ ولد لَهُ هَذَا سنة إِحْدَى وَسبعين وَقيل سنة سِتّ وَسِتِّينَ ظنا وَسَبْعمائة بحماه فحفظ الْقُرْآن وَله تسع سِنِين وأذهب عَلَيْهِ أَخُوهُ مَا خَلفه أَبوهُمَا لَهُ من المَال وَكَانَ غَايَة فِي الذكاء وَسُرْعَة الْحِفْظ وجودة الْفَهم فَطلب الْعلم وتفقه ببلاده ثمَّ بِدِمَشْق وَمن شُيُوخه فِيهَا الزين بن رَجَب وَلم يدخلهَا إِلَّا بعد انْقِطَاع الأسناد العالي بِمَوْت أَصْحَاب الْفَخر فَسمع من طبقَة تَلِيهَا وَلكنه لم يمعن وَسمع كَمَا أثْبته ابْن مُوسَى المراكشي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ على قَاضِي بَلَده الشهَاب المرداوي عوالي الذَّهَبِيّ تَخْرِيجه لنَفسِهِ بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وَسمع مُسْند أَحْمد على بعض الشُّيُوخ ورأيته حدث بالبخاري عَن السراج البُلْقِينِيّ سَمَاعا إِلَّا الْيَسِير فَأَجَازَهُ وَعَن الْعَزِيز المليجي سَمَاعا من قَوْله فِي الْأَطْعِمَة بَاب القديد إِلَى آخر الْكتاب فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمن محافيظه فِي الحَدِيث الْمُحَرر لِابْنِ عبد الْهَادِي وَفِي فروعهم أَكثر الْفُرُوع لِابْنِ مُفْلِح وَفِي فروع الْحَنَفِيَّة مجمع الْبَحْرين وَفِي فروع الشَّافِعِيَّة التَّمْيِيز للبارزي وَفِي الْأُصُول مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَفِي الْعَرَبيَّة التسهيل لِابْنِ ملك وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان تَلْخِيص الْمِفْتَاح وَغير ذَلِك من الشُّرُوح

والقصائد الطوَال الَّتِي كَانَ يُكَرر عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ ويسردها) سردا مَعَ استحضار كثير من الْعُلُوم خَارِجا عَن هَذِه الْكتب بِحَيْثُ كَانَ لَا يدانيه أحد من أهل عصره فِي كَثْرَة ذَلِك وَأَن كَانَ يُوجد فيهم من هُوَ أصح ذهنا مِنْهُ وَكَانَ الْمُحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ يعتمده وينقل عَنهُ فِي حَوَاشِيه من أبحاثه وَغَيرهَا وَأما الْعِزّ الْكِنَانِي فَكَانَ يعظم فهمه أَيْضا وينكر على من لم يرفعهُ فِيهِ لكنه يَقُول مَعَ ذَلِك عَن شَيْخه الْمجد سَالم أَنه أقعد فِي الْفِقْه مِنْهُ، كل هَذَا مَعَ النّظم والنثر وَالْكِتَابَة الْحَسَنَة والتأني فِي المباحثة ومزيد الِاحْتِمَال بِحَيْثُ لَا يغْضب إِلَّا نَادرا ويكظم غيظه وَلَا يشفي صَدره وإكرام الطّلبَة وإرفادهم بِمَالِه وَعدم المكابرة لَكِن وَصفه شَيخنَا بالزهو الشَّديد والبأو الزَّائِد والإعجاب الْبَالِغ بِحَيْثُ أَنه سَمعه يَقُول للجلال البُلْقِينِيّ مرّة وَقد قَالَ لَهُ: أَنْت إِمَام الْعَرَبيَّة فَقَالَ لَهُ: لَا تخصص وسَمعه يَقُول للشمس بن الديري وَقد قَالَ عَنهُ: هَذَا عَالم بِمذهب الْحَنَفِيَّة فَقَالَ: قل شيخ الْمذَاهب انْتهى. وَوَصفه بَعضهم فِيمَا قيل بِأَنَّهُ يُحِيط علما بالمذاهب الْأَرْبَعَة فَرد عَلَيْهِ وَقَالَ: قل بِجَمِيعِ الْمذَاهب، وَاتفقَ أَنه بحث مَعَ النظام السيرامي وناهيك بِهِ بِحَضْرَة الْمُؤَيد فَقَالَ الْعَلَاء يَا شيخ نظام الدّين اسْمَع مذهبك مني وسرد المسئلة من حفظه فَمشى مَعَه فِيهَا وَلَا زَالَ يَنْقُلهُ حَتَّى دخل بِهِ إِلَى علم الْمَعْقُول فتورط الْعَلَاء فاستظهر النظام هَذَا وَصَاح فِي الْمَلأ طاح الْمَحْفُوظ هَذَا مقَام التَّحْقِيق فَلم يرد عَلَيْهِ وَمَعَ ذَلِك فاتفق لَهُ مَعَ الشَّمْس الْبرمَاوِيّ أَنه قَالَ لَهُ: هَل فِي مَذْهَب أَحْمد رِوَايَة غير هَذَا فَقَالَ: لَا فَقَالَ لَهُ الشَّمْس: بل عَنهُ كَيْت وَكَيْت فعد ذَلِك من الغرائب، وَأول مَا ولي قَضَاء بَلَده بعد التسعين وَهُوَ ابْن نَيف وَعشْرين سنة ثمَّ قَضَاء حلب فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَاسْتمرّ بهَا أثْنَاء الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ تَركهَا وَرجع إِلَى حلب على قَضَائِهِ وَعرف بِالْعلمِ وَالدّين وَالتَّعَفُّف وَالْعدْل فِي قَضَائِهِ مَعَ التصدي للأشغال والإفتاء والإفادة والتحديث حَتَّى أَنه قد كتب عَنهُ قَدِيما الْجمال بن مُوسَى وَسمع مَعَه من شُيُوخنَا الأبي، واستجازه لجمع مِمَّن أخذت عَنْهُم فولاه الْمُؤَيد قَضَاء الْحَنَابِلَة بالديار المصرية مُضَافا لقَضَاء بَلَده بعناية نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ حَيْثُ نوه بِذكرِهِ وَأَشَارَ عَلَيْهِ) بولايته وَذَلِكَ فِي ثَانِي عشر صفر سنة ثَمَانِي عشرَة بعد صرف الْمجد سَالم فَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة وَكَانَ يَسْتَنِيب فِي قَضَاء بَلَده، وسافر بعد ذَلِك فِي سنة عشْرين صُحْبَة الْمُؤَيد إِلَى الرّوم وَعَاد مَعَه وَلم يزل على قَضَائِهِ وجلالته إِلَى أَن ابْتَدَأَ فِي التوعك إِذْ سقط من سلم وَذَلِكَ بعد أَن كَانَ عزم على الْحَج فِي هَيْئَة جميلَة وتأنق زَائِد فَانْقَطع وفاسخ الْجمال وَاسْتمرّ متمرضا ثمَّ عرض لَهُ قولنج فتمادى بِهِ إِلَى أَن أعقبه الصرع

وَمَات مِنْهُ فِي يَوْم الْخَمِيس الْعشْرين من صفر سنة ثَمَان وَعشْرين وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله فقد كَانَ فِي الْحِفْظ آيَة من آيَات الله قل أَن ترى الْعُيُون فِيهِ مثله رَحمَه الله وإيانا وَخلف مَالا جما وَرثهُ ابْن أَخِيه مَحْمُود وَمِمَّنْ تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية والتقي المقريزي وَتردد فِي مولده أهوَ بحماة أَو بسلمية، وَكَانَ شَدِيد الْميل إِلَى التِّجَارَة والزراعة ووجوه تَحْصِيل الْأَمْوَال كَمَا قَالَه شَيخنَا قَالَ: وَمَعَ طول ملازمته للاشتغال ومناظرة الأقران والتقدم فِي الْعُلُوم لم يشْتَغل بالتصنيف وَكنت أحرضه على ذَلِك لما فِيهِ من بَقَاء الذّكر فَلم يوفق لذَلِك، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة فِي الْأُصُول والعربية وَغَيرهمَا النُّور القمني شيخ الْمُحدثين بالبرقوقية والبرهان الكركي والبرهان بن خضر وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي رَمَضَان وَغَيره والْعَلَاء القلقشندي وَالشَّمْس النواجي فِي آخَرين وأوردت فِي تَرْجَمته من ذيل رفع الأصر من نظمه وَفِي تَرْجَمَة الْعلم البُلْقِينِيّ شَيْئا من نثره وَأَنه كَانَ مِمَّن تعصب لَهُ حَتَّى ولي بِصَرْف الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَلم يحمد ذَلِك، وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده. عَليّ بن مَحْمُود بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الْهِنْدِيّ الأَصْل الخانكي الشَّافِعِي أَبوهُ الْحَنَفِيّ هُوَ. ولد فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثامن عشري ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بالخانقاه وَسمع بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد أَبِيه والعمدة والمنهاج وعرضهما على جمَاعَة واشتغل شافعيا ثمَّ تحول وَقَرَأَ بعض كتبهمْ وَتردد لشَيْخِنَا بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ لأبي مُصعب وَغَيره وَكَذَا سمع على الْبَدْر حُسَيْن البوصيري بعض الدَّارَقُطْنِيّ بل كَانَ استصحبه أَبوهُ مَعَه حِين حج لمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين فأسمعه على ابْن سَلامَة شَيْئا من الصَّحِيح وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل دمشق وَاجْتمعَ بِابْن نَاصِر الدّين وتكسب فِي بَلَده بِالشَّهَادَةِ وَحدث باليسير قَرَأَ عَلَيْهِ الْعِزّ بن فَهد وَنَحْوه وكتبت وكتبت عَنهُ من فَوَائده وَلَيْسَ كأبيه بل هُوَ فِيمَا قيل غير مَحْمُود.) عَليّ بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْجُنَيْد بن شبلي بن الشَّيْخ خضر نِسْبَة لبقابرص من معاملات حلب فَلِذَا يُقَال لَهُ أَيْضا الْحلَبِي القصيري الشَّافِعِي وَيعرف بالشريف الْكرْدِي. ولد سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي تَلِيهَا ببابزيا من عمل الْقصير لفتنة كَانُوا رحلوا بِسَبَبِهَا من قريتهم بقابروص بموحدة وقاف ثمَّ مُوَحدَة ومهملة مضمومتين وَآخره مُهْملَة، وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَبحث الْمُحَرر على عَمه السَّيِّد خَلِيل، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَهُوَ فَقير

جدا فلازم الونائي وسافر مَعَه إِلَى بَيت الْمُقَدّس وَغَيرهَا وندبه للكشف عَن الْكَنَائِس الشامية فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسمع هُوَ بِالْقَاهِرَةِ على شَيخنَا وَغَيره وَصَحب القاياتي والشرواني والبدر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ والكمال إِمَام الكاملية والمتواخيين الزين قَاسم وَإِبْرَاهِيم القادريين ثمَّ خطيب مَكَّة أَبَا الْفضل النويري فِي آخَرين من الأتراك كدولات باي وَاسْتقر بِهِ فِي مشيخة التصوف بالطيبرسية بعد موت زين الصَّالِحين الْخَطِيب المنوفي وَحج فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين صَحبه الْبَدْر الْحَنْبَلِيّ وسافر مَعَ الْغُزَاة إِلَى رودس وَغَيرهَا غير مرّة أَولهَا فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين ثمَّ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَالَّتِي بعْدهَا ورافقه البقاعي فيهمَا وأثرى وَكثر مَاله لَا سِيمَا وَقد أودعهُ شخص مِمَّن كَانَ يَصْحَبهُ قرب مَوته مَالا وأعلمه بِأَن لَهُ عاصبا فِي بِلَاده وَمَات عَن قريب فَلَا العاصب جَاءَ وَلَا هُوَ اعْترف بِحَيْثُ أَن الوزراء لَا زَالُوا يتعرضون لَهُ بِسَبَب ذَلِك وَلَا يصلونَ مِنْهُ لشَيْء واقترض مِنْهُ الجمالي نَاظر الْخَاص فِي بعض الْأَحَايِين بِوَاسِطَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وارتهن عِنْده كتبا، وَلَا زَالَ فِي ترق من المَال والوجاهة خُصُوصا حِين تعين بِوَاسِطَة الجمالي الْمَذْكُور رَسُولا عَن الْأَشْرَف إينال فِي سنة تسع وَخمسين إِلَى صَاحب الْمغرب وَمَعَهُ لَهُ هَدِيَّة ثمَّ رَجَعَ فِي الْمحرم سنة سِتِّينَ وتزايدت وجاهته حَتَّى أَن اشرف الْمشَار إِلَيْهِ زبر البقاعي مرّة عَن الْوُقُوف فَوْقه زبرا فَاحِشا وَكَانَ ذَلِك سَببا لإخماده وَلما اسْتَقر الْأَشْرَف قايتباي زَاد فِي ترقيه لصحبة كَانَت بَينهمَا وَقَررهُ فِي نظر الخانقاه السرياقوسية ثمَّ فِي ديوَان الْأَشْرَاف بل وأرسله إِلَى قلعة حلب ليَكُون نَائِبا بهَا فَأَقَامَ مُدَّة واتسعت دائرته فِي الْأَمْوَال جدا وتكرر طلبه للمجيء وَالْحَاجة فِيهِ إِلَى أَن أُجِيب وَقدم الْقَاهِرَة فهرع النَّاس للسلام عَلَيْهِ وَاسْتمرّ مُقيما على وظائفه إِلَى أَن تعلل بدمل تكون فِيهِ ثمَّ لَا زَالَ يَتَّسِع إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء جوَار قبر صَاحبه الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وَترك شَيْئا كثيرا يفوق) الْوَصْف وَكَانَ رَحمَه الله خيرا صافي الْبَطن لونا وَاحِدًا مظْهرا للمحبة فِي وَأَصْحَابه ينسبونه إِلَى إمْسَاك وَرُبمَا ذكر بالتزيد فِي الرقم، وَوَصفه البقاعي قَدِيما بالشريف الْفَاضِل الْمُجَاهِد قَالَ: وَهُوَ شكل حسن وبدن معتدل صحبته فِي الْجِهَاد غير مرّة فَوَجَدته ينطوي على كرم غزير وشجاعة مفرطة وأخلاق رضية وَعشرَة حَسَنَة وَنِيَّة جميلَة. قلت: كَانَ هَذَا من البقاعي قبل تَقْدِيم صَاحب التَّرْجَمَة خطيب مَكَّة للصَّلَاة على ولد لَهُ بِحَضْرَتِهِ وَقبل زبر الْأَشْرَف لَهُ بِسَبَبِهِ نسْأَل الله كلمة الْحق فِي السخط والرضى وَأَشَارَ بعد سِيَاق نسبه

لسقط فِيهِ وَحكى عَنهُ أَنه قَالَ: نمت مرّة فِي شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين فِي دمشق فَإِذا قَائِل يَقُول لي: يَا شرِيف يَا شرِيف فلَان أَخذ مِفْتَاح خزانتك وَهُوَ الْآن يسرق مَالك قَالَ: فَقُمْت فافتقدت الْمِفْتَاح فَلم أَجِدهُ فَذَهَبت إِلَى خلوتي فَإِذا فِيهَا نور ففتحت الْبَاب رويدا فَإِذا بذلك الرجل قد فتح خزانتي وَهُوَ يَأْخُذ مَا فِيهَا فَأخذت مَا أَخذه وحذرته فَالله أعلم. عَليّ بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قاوان ملك التُّجَّار بن خواجا جهان الكيلاني. قدم الْقَاهِرَة بعد موت ابْني عَمه ثمَّ عَاد سَرِيعا لمَكَّة فِي الْبَحْر هُوَ والشريف إِسْحَق فداما بهَا ثمَّ سَافر إِلَى عدن ثمَّ إِلَى كنباية وَتُوفِّي بهَا قيل مسموما إِمَّا فِي سنة خمس وَتِسْعين أَو الَّتِي بعْدهَا وَيذكر بِفضل ونظم وَلكنه كَانَ مسيكا وَقد جَازَ السِّتين. عَليّ بن مَحْمُود الضياء الْكرْمَانِي الشَّافِعِي. أَخذ عَن أبي الْفتُوح الطاووسي والمعين نصر الله بن الظهير أبي النَّجَاشِيّ عبد الرَّحْمَن وَالْمجد اللّغَوِيّ وَجَمَاعَة، وَشرح الْمَشَارِق فِي أَربع مجلدات وَسَماهُ ضوء الْمَشَارِق، وَولي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بكرمان ولقيه الطاووسي فِي سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة فاستمد مِنْهُ فَوَائِد وَأَجَازَ لَهُ بل أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَكَانَ حِينَئِذٍ قد زَاد على التسعين وَوَصفه بالمولى الْمُحدث الْأَعْظَم الأعلم الرباني الْمُفْتِي المُصَنّف. عَليّ بن مخارش بِضَم الْمِيم وَفتح الْمُعْجَمَة وَآخره شين مُعْجمَة بعد رَاء مُهْملَة على وزن مخاصم الزيدي. فَارس مَشْهُور بالنجدة والفروسية يعد بِمِائَة قَتله عبد الْوَهَّاب بن طَاهِر الَّذِي صَارَت إِلَيْهِ مملكة الْيمن بمعركة فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. عَليّ بن مرعي بن عَليّ الْبُرُلُّسِيّ شَقِيق مُحَمَّد الْآتِي وَهَذَا أكبرهما وَذَاكَ أكثرهما وَهُوَ الْآن سنة تسع وَتِسْعين فِي الْأَحْيَاء.) عَليّ بن مَسْعُود بن عَليّ بن عبد الْمُعْطِي بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي بن مكي بن طراد نور الدّين أَبُو الْحسن الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. ولد سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع بِمَكَّة من إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن نصر الله بن النّحاس والصارم أزبك الشمسي وَعُثْمَان بن الصفي الطَّبَرِيّ والسراج الدمنهوري وَعُثْمَان النويري والعز بن جمَاعَة وَالْفَخْر ابْن بنت أبي سعد والشهاب الهكاري والكمال ابْن حبيب وَعلي بن مُحَمَّد الْهَمدَانِي والقطب بن المكرم فِي آخَرين، وَمِمَّا سَمعه على ابْن المكرم جُزْء الْخرقِيّ والتنوخي وعَلى الأول مشيخة العشاري بروايته عَن أَحْمد بن المكرم جُزْء الْخرق والتنوخي وعَلى الأول مشيخة العشاري بروايته عَن أَحْمد بن شَيبَان وَعَن الثَّانِي مجْلِس رزق الله بروايته عَن الأبرقوهي، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالتقي الفاسي تَرْجمهُ فِي مَكَّة وَابْن مُوسَى والأبي بل بِمَكَّة الْآن من سمع مِنْهُ وروى لنا عَنهُ الْعَلَاء القلقشندي، وَكَانَ كَمَا قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه مشاركا فِي الْفِقْه مَعَ الدّيانَة

والمروءة. مَاتَ فِي تَاسِع الْمحرم سنة ثَلَاث عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مَسْعُود بن عَليّ الدِّمَشْقِي ثمَّ العرضي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْفراء. شيخ مسن لَازم السماع عِنْد شَيخنَا وَكَذَا سمع على الشهَاب الوَاسِطِيّ وَغَيره بل زعم أَنه سمع مواعيد ابْن رَجَب فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَنه سمع فِيهَا أَيْضا بِالْقَاهِرَةِ بِبَاب كامليتها على الصَّدْر الياسوفي بعض تصانيفه وَأَنه سمع قبلهَا فِي سنة ثَمَانِينَ على الشَّمْس مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْكفْر بطناوي الدِّمَشْقِي قِطْعَة كَبِيرَة من البُخَارِيّ تَحت قبَّة النسْر من الْجَامِع الْأمَوِي، وَفِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بالجامع الْأمَوِي أَيْضا بِقِرَاءَة الْجمال عبد الله الفرخاوي على الصفي العجمي صَحِيح مُسلم أَنا الْبَيَانِي وعَلى الْبُرْهَان بن جمَاعَة بِالْقِرَاءَةِ أَيْضا الشفا وعَلى ابْن الرَّحبِي مَوَاضِع من السِّيرَة وَلم نقف على شَيْء مِمَّا سَمعه فَلِذَا لم نلتفت لذَلِك وَأَن كَانَ قد أَخذ عَنهُ بعض من لَا يحسن كَابْن الْمُنِير المزور وَرُبمَا استجازه ابْن قمر. وَمَات قريب الْخمسين رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ. عَليّ بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن أبي الْفرج الشّرف بن التَّاج الأبرقوهي سبط القَاضِي أبي نصر. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ولقيه الطاووسي بأبرقوه فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع عشرَة فَأَجَازَهُ. عَليّ بن مَسْعُود البعداني. مَاتَ فِي صفر سنة خمسين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.) عَليّ بن مِصْبَاح بن مُحَمَّد بن أبي الْحسن نور الدّين بن ضِيَاء الدّين اللامي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد وَأم الزين عبد الرَّحِيم الأبناسي. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: كَانَ أحد الْفُضَلَاء فِي الْفِقْه خيرا كثير الْإِطْعَام يتعانى فِي الزِّرَاعَة وتنزل فِي زاويته بمنية الشيرج مَعَ تردده فِي الْقرى. مَاتَ فِي ثَالِث عشر شَوَّال سنة ثَلَاث عشرَة رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن المصلية. هُوَ ابْن عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر. عَليّ بن الْمُعَلَّى. رَأَيْت خطه فِي سنة سِتّ وَعشْرين لبَعض من عرض عَلَيْهِ. عَليّ بن مُفْلِح نور الدّين الكافوري الْحَنَفِيّ الشَّديد السمرَة وَيعرف بِابْن مُفْلِح. قَالَ المقريزي: كَانَ أَبوهُ عبدا أسود للطواشي كافور الْهِنْدِيّ فَأعْتقهُ وَقَرَأَ ابْنه الْقُرْآن وترقى حَتَّى صَار فَقِيه المماليك بِبَعْض الطباق، ثمَّ أَكثر من مداخلة الأتراك والتردد للزيني عبد الباسط بِحَيْثُ ارْتَفع بِهِ قدره وَولي وكَالَة بَيت المَال وَنظر البيمارستان، وعد فِي الرؤساء مَعَ مُرُوءَة وعصبية وتقعير فِي كَلَامه من غير إِعْرَاب وَلَا علم، وَقَالَ غَيره أَنه اخْتصَّ بِخِدْمَة الصارمي إِبْرَاهِيم ابْن الْمُؤَيد أَولا بِحَيْثُ اشْتهر ثمَّ تزايد اخْتِصَاصه بالزيني لمقاساته الشدائد

الَّتِي كَانَ يُعَامل بهَا فِي مَجْلِسه حَتَّى أَنه فِي بعض منتزهاته رأى بعض ثناياه بارزة فَقَالَ لَهُ: دَعْنِي أقلعها فَامْتنعَ أَشد امْتنَاع فَلم يلْتَفت لذَلِك بل أَمر بإلقائه على الأَرْض غصبا وربطت سنه بخيط حَرِير مبروم ثمَّ ديس بِرَجُل على صَدره بِحَيْثُ لَا يتَمَكَّن من الْحَرَكَة وجبذ سنه فانقلع وانتشرت الدِّمَاء فانشرح الزيني وكل من هُنَاكَ غير ملتفت لتَضَمّنه لُزُوم الدِّيَة إِلَى غير ذَلِك مِمَّا تقدم عنوانه، وَكَانَ مَعَ قلَّة بضاعته فِي الْعلم بل عدمهَا وَكَونه عريض الدَّعْوَى من دواهي الْعَالم، حَتَّى أَنه رُبمَا غطى دهاؤه وَحسن تَأتيه فِي الْكَلَام على مخدومه جَهله بِحَيْثُ يساء من عِنْده من فضلاء مَجْلِسه كيحيى بن الْعَطَّار بذلك وينتدبون لإِظْهَار جَهله عِنْد كَبِيرهمْ فيسألونه مسَائِل مشكلة أَو غَيرهَا وَهُوَ يتَخَلَّص مِنْهُم بِكُل طَرِيق مُمكن وَفِي الْغَالِب يَقُول لَهُم: حَتَّى نكشف ثمَّ يَأْتِي الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَكَانَ نزيلا لَهُ فَيُجِيبهُ وَيذْهب من الْغَد بِالْجَوَابِ إِلَيْهِم وَوصل علم ذَلِك للزيني فَكَانَ يَقُول مشيرأ لهَذَا: من الْعَجَائِب أَن ابْن مُفْلِح عِنْده كتاب ابْن أم قَاسم يكْشف مِنْهُ عَن كل شَيْء فِي الدُّنْيَا نَحْو وَفقه وألغاز وَغَيرهَا وَكَانَ مِمَّا سَأَلَهُ عَنهُ يحيى الْمشَار إِلَيْهِ: (نَظَرِي فقحة الصَّبِي حَلَال ... وكذاك اجتماعنا للجماع) ) (يجوز النِّكَاح فِي الْجُحر شرعا ... للنسا والشباب بِالْإِجْمَاع) فَقَالَ لَهُ الزين قَاسم: يجوز أَن يكون الصَّبِي مِمَّن لم تعْتَبر عَوْرَته عَورَة أَو أَن الفقحة رَاحَة الْكَفّ كَمَا فِي الْقَامُوس وَالْجِمَاع الْقدر الْعَظِيمَة كَمَا فِي الصِّحَاح على أَن لَفْظَة نَا هِيَ ضمير الْمُتَكَلّم لَا يلْزم أَن يكون المُرَاد بهَا الْمُتَكَلّم وَالصَّبِيّ بل الْمُتَكَلّم وَمن يحل لَهُ وَطْؤُهَا والجحر المغار وَيجوز فِيهِ وَطْء الشَّبَاب النِّسَاء بِشُرُوطِهِ وَقَالَ يحيى: ثمَّ نظمت هَذِه الأبيات وأرسلتها إِلَيْهِ فَلم يجب عَنْهَا وَهِي: (قل لمن كَانَ فِي الورى ذَا اطلَاع ... واعتراف بالخلف وَالْإِجْمَاع) (أَي عُضْو من بعض أعضا وضوئي ... قَائِم سَالم من الأوجاع) غسله لَا يجوز وَالْمسح أَيْضا (وَكَذَا إِن عممته لَيْسَ يَجْزِي ... لِانْعِدَامِ الشُّرُوط والأوضاع) (فَأَبِنْ ذَا بقيت فِي كل خير ... وَبَلغت المنى بِغَيْر دفاع) وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ أَنه ولي مشيخة الْجَامِع الْجَدِيد بِمصْر مُدَّة، وَكَانَ عَارِفًا بِصُحْبَة الرؤساء كثير الْخدمَة لَهُم والتودد لأَصْحَابه والإعانة لَهُم وَفِيه لبَعض الطّلبَة خير مِنْهُم الأتابك جقمق والمحب قَاضِي الْحَنَابِلَة والبدر الْعَيْنِيّ وَهُوَ الَّذِي أم بهم عَفا الله عَنهُ.

عَليّ بن مَنْصُور بن زين الْعَرَب الحصفكي ثمَّ الْمَقْدِسِي وَالِد أبي اللطف مُحَمَّد. كَانَ تَاجِرًا فِي القماش ذَا ثروة مَاتَ بالقدس سنة خمس وَخمسين وَخلف لوَلَده دنيا وَاسِعَة. عَليّ بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن حصن بمهملتين وَنون بن خضر الدولة الْقرشِي البلفيائي ثمَّ الْغَزِّي الشَّافِعِي وَيعرف بالكتاني بِالْمُثَنَّاةِ ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة بقرية بلفيا بِكَسْر الْمُوَحدَة والام ثمَّ فَاء سَاكِنة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة من ريف مصر ثمَّ انْتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى غَزَّة فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج الفرعي والورقات لإِمَام الْحَرَمَيْنِ والملحة وعرضها على جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن طريف بِالْمُهْمَلَةِ مكبر، وَأخذ الْفِقْه عَنهُ وَعَن الْبُرْهَان بن زقاعة والْعَلَاء ابْن نعَامَة قَاضِي الشَّافِعِيَّة بهَا وَسمع عَليّ الحَدِيث وَكَذَا أَخذ عَن ابْن طريف الْأُصُول، ثمَّ ارتحل إِلَى الْقُدس فَأخذ بِهِ النَّحْو عَن الْمُحب بن الفاسي والبدر العليمي وَغَيرهمَا وَلما تحول شَيْخه ابْن زقاعة إِلَى الْقَاهِرَة وتوطن بهَا طلبه من غَزَّة فَقدم عَلَيْهِ ولازم خدمته إِلَى أَن مَاتَ الشَّيْخ بِحَيْثُ) عرف بخدمته وَاسْتقر فِي خدمَة الباسطية بِالْقَاهِرَةِ، وَحج بِأخرَة من الْقَاهِرَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وجاور وتلا بالعشر على الزين بن عَيَّاش بِمَا تضمنه نظمه فِي الثَّلَاثَة والشاطبية، وَكَانَ جيد الذِّهْن ذَا نظم كثير وفضيلة ومشاركة فِي الْعُلُوم واستحضار للكثير من عُلُوم شَتَّى مَعَ شجاعة واعتناء بفنون الْحَرْب. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم السبت سَابِع عشر شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين بعد أَن اخْتَلَط من قبيل رَمَضَان سنة سِتّ وَصَارَ ملقى لَا يعي شَيْئا رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن مصلح الدّين الرُّومِي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة. ولد سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل بِبَلَدِهِ وتفنن فِي الْعُلُوم وَدخل بِلَاد الْعَجم وَأدْركَ كَمَا قَالَ الْعَيْنِيّ الْكِبَار بسمرقند وشيراز وهراة وَغَيرهَا ولازم السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ مُدَّة زَاد غَيره والسعد التَّفْتَازَانِيّ وَقدم الديار المصرية فِي سنة سبع وَعشْرين فَأكْرم ونالته الْحُرْمَة الوافرة من الْأَشْرَف برسباي وَاسْتقر بِهِ فِي مشيخة مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا وتدريسها فباشرها مُدَّة ثمَّ صرفه لكَونه وضع يَده على مَال جزيل لبَعض من مَاتَ من صوفيتها ولأمور فَاحِشَة نقلت لَهُ عَنهُ وَأمر بِإِخْرَاجِهِ وَقرر فِيهَا شَيخنَا ابْن الْهمام وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة تسع وَعشْرين وَتوجه هَذَا فحج وسافر من هُنَاكَ إِلَى الرّوم ثمَّ عَاد إِلَى مصر فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فَكَانَت حوادث ستأتي فِي الْإِشَارَة إِلَيْهَا، ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أَنْشدني من لَفظه فِي قصَّة اتّفقت لَهُ قَالَ: أَنْشدني الشَّيْخ شهَاب الدّين نعْمَان الْحَنَفِيّ الْعَالم الْمَشْهُور بِمَا وَرَاء النَّهر وَهُوَ وَالِد القَاضِي عبد الْجَبَّار:

(إِذا اعتذر الْفَقِير إِلَيْك يَوْمًا ... تجَاوز عَن مَعَاصيه الكثيره) (فَإِن الشَّافِعِي روى حَدِيثا ... بأسناد صَحِيح عَن مغيره) (بِأَن قَالَ النَّبِي يقيل رَبِّي ... بِعُذْر وَاحِد ألفى كبيره) قَالَ: وَحضر مجْلِس الحَدِيث بالقلعة فِي رَمَضَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فَوَقَعت مِنْهُ فلتات لِسَان حمله عَلَيْهَا بعض النَّاس فِيمَا زعم ثمَّ اعتذر عَن ذَلِك ورام من السُّلْطَان أمرا فَلم يصل إِلَيْهِ فَتوجه فِي آخرهَا إِلَى بِلَاد الرّوم فِي الْبَحْر ثمَّ عَاد فِي أثْنَاء سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَحضر جلس أَيْضا وَجرى على سنَنه الْمَعْرُوف فِي حِدة الْخلق والشراسة وَغير ذَلِك مِمَّا يُشَاهِدهُ الْحَاضِرُونَ وَلَيْسَ) بمدفوع عَن الْعلم والاستعداد وَلكنه يحب الشُّهْرَة ورام الِاسْتِقْرَار فِي مشيخة الشيخونية فَلم يتهيأ لَهُ فَلَمَّا كَانَ سنة أَرْبَعِينَ جرى الْكَلَام فِي الْمجْلس فحط على شيخها يَعْنِي الشّرف أَبَا بكر بن إِسْحَق الْمَلْطِي باكيرا بِمَجْلِس السُّلْطَان وكفره فجر ذَلِك إِلَى إِحْضَاره لمجلس الشَّرْع وَادّعى عَلَيْهِ فَأنْكر وَزعم أَن الأعوان أهانوه ثمَّ عقد لَهُ مجْلِس بِحَضْرَة السُّلْطَان فأصلحوا بَينهمَا وَضعف بعد ذَلِك وَانْقطع مُدَّة إِلَى أَن شَارف الْعَافِيَة وَأَرَادَ دُخُول الْحمام فَسقط من سَرِيره فانفك وركه فَانْقَطع مُدَّة أُخْرَى إِلَى أَن مَاتَ وَالله يعْفُو عَنهُ فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين يَعْنِي فِي لَيْلَة أحد الْعشْرين من رَمَضَان، وَتقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ الْحَنَفِيّ وشق ذَلِك على الشَّافِعِي يَعْنِي الْعلم البُلْقِينِيّ، زَاد غَيره وَدفن بمقبرة بَاب النَّصْر، وَكَانَ متضلعا من الْعُلُوم مِمَّن حضر فِي ابْتِدَاء مناظرات التَّفْتَازَانِيّ وَالسَّيِّد بِحَضْرَة تيمور وَغَيره فحفظ تِلْكَ الأسئلة والأجوبة الفخمة وأتقنها غير أَنه كَانَ مبغضا للنَّاس لطيشه وحدة مزاجه وجرأته واستخفافه بِمن يبْحَث مَعَه وَمَا وَقع مِنْهُ فِي حق شَيخنَا مَعْرُوف، وتصدى فِي القدمة الثَّانِيَة للإشغال وانضم إِلَيْهِ الطّلبَة فَلم تطل أَيَّامه، وَكَذَا قَالَ الْعَيْنِيّ: كَانَ عَالما محققا بحاثا دينا، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا: كَانَ فَاضلا فِي عدَّة عُلُوم مَعَ طيش وخفة وجرأة بِلِسَانِهِ على مَا لَا يَلِيق وفحش فِي مخاطبته عِنْد الْبَحْث مَعَه عَفا الله عَنهُ. عَليّ بن مُوسَى بن أبي بكر بن مُحَمَّد الشيبي من بني شيبَة حجبة الْكَعْبَة قريب مُحَمَّد بن أَحْمد بن حُسَيْن بن أبي بكر الْآتِي. دخل جد أَبِيه مُحَمَّد الْيمن فوصل إِلَى حرض فَخرج إِلَى الْحَادِث سَاحل مور وَهُوَ وَاد عَظِيم بِهِ عدَّة قرى مِنْهَا الحسانية قَرْيَة أبي حسان بن مُحَمَّد الْأَشْعَرِيّ وَكَانَ مِمَّن يعْتَقد فأتفق وُقُوع فتْنَة بَين طائفتين من قومه قتل فِيهَا قَتِيل فاستوهب دَمه فَقَالُوا لَهُ: بِشَرْط أَن تسكن مَعَه فَأَسَّسَ لَهُم مَكَان قَرْيَة فسكنوه وَهُوَ مَعَهم فنسبت إِلَيْهِ، واتسعت دُنْيَاهُ لقصده بالنذور من

عدَّة بِلَاد وَكَانَت لَهُ أُخْت فَزَوجهَا بِمُحَمد الْمَذْكُور لتفرسه فِيهِ الْخَيْر فأقامت عِنْده إِلَى أَن حملت، وَتوجه لمَكَّة بعد أَن عَاهَدَ امْرَأَته أَنَّهَا إِن ولدت ذكرا تسميه أَبَا بكر فَفعلت، وَمَات خَاله أَبُو حسان فخلفه فِي زاويته وَظَهَرت لَهُ كرامات ثمَّ خَلفه فِي زاويته ابْن لَهُ يُسمى عليا، وَكَانَ كثير الْعِبَادَة والتجريد وَيُقَال أَنه قعد مُدَّة لَا يَأْكُل فِي الْأُسْبُوع غير مرّة وَلم يتَعَلَّق بِشَيْء من أُمُور الدُّنْيَا ثمَّ خَلفه عَمه مُوسَى وَكَانَ عابدا صَاحب مكاشفات وكرامات ذكيا) مذاكرا فَلَمَّا مَاتَ قَامَ وَلَده عَليّ فاشتهر بالصلاح والذكاء والسخاء وَحسن الْخلق وَكَثْرَة الْخَيْر وَطول الصمت مَعَ إدمانه لسَمَاع الحَدِيث وَالتَّفْسِير على الْفَقِيه أَحْمد العلقي وَكَانَ نزل فيهم بل تزوج الْفَقِيه عَليّ أُخْته وَكَانَ أَعنِي عليا يذاكر بِكَثِير من الحَدِيث والتاريخ والسيرة مَعَ الْمُحَافظَة على الْوضُوء وَصَلَاة الْجَمَاعَة وَكَونه موسعا عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا متجملا بِأَحْسَن الثِّيَاب. مَاتَ سنة إِحْدَى عشرَة وَخَلفه ابْنه عبد الله الْمَاضِي. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه تبعا للشَّيْخ حُسَيْن بن الأهدل فِي ذيله عَليّ الجندي. عَليّ بن مُوسَى بن جلال بن أَحْمد بن جلال بن أَحْمد نور الدّين الْبُحَيْرِي الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي. ولد فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بالبحيرة وَنَشَأ فحفظ بِالْقَاهِرَةِ الْقُرْآن والمختصر فِي فروعهم وألفية ابْن ملك وَالتَّلْخِيص وَجمع الْجَوَامِع فِي الْأُصُول وَغَيرهَا وَأخذ عَن الْبُرْهَان اللَّقَّانِيّ فِي الْفِقْه وَكَذَا عَن السنهوري وَرُبمَا أَخذ عَنهُ غَيره وَلم يكن الشَّيْخ يحمده بل رُبمَا يطرده حَتَّى أَنه أبطل تقسيما كَانَ اشْترك مَعَ الْبَدْر بن الْمُحب والشهاب الفيشي فِيهِ لأَجله وَقَرَأَ على التقي الحصني فِي شرح العقائد وَسمع دروسه وَبَعض دروس الْكَمَال بن أبي الشريف وأقامه من مَجْلِسه وَتردد للمحب بن الشّحْنَة فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَكَانَت تبلغني عَنهُ مضحكات أَو مبكيات وَلزِمَ صُحْبَة وَلَده الصَّغِير وأشباهه وَأكْثر من الْجُلُوس عِنْد الخيضري وتغرى بردى القادري ثمَّ برسباي قَرَار قيل أَنه كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ وَسمع اتِّفَاقًا على الشاوي وحفيد يُوسُف العجمي وَذكر بجودة الْخط وَكَثْرَة الْإِقْدَام والاستعجال والاقتدار على التَّعْبِير مَعَ كَونه لَيْسَ فِي الْفَهم بِذَاكَ وَلَا أتقن علما وَلَكِن قد راج بَين الْعَوام غَالِبا سِيمَا حِين مشاهدته فِي مجَالِس القاصرين ونقلت لي عَنهُ كَلِمَات حِين حُضُوره مجْلِس شَيْخه الخيضري يسْتَحق فِيهَا الْأَدَب بل أَزِيد وَرُبمَا تألم السنهوري حِين يَحْكِي لَهُ بَعْضهَا وقبحه السُّلْطَان فِي جمَاعَة المؤيدية بل رام ضربه وَوَصفه بِالْفُجُورِ وَحلف الْخَطِيب الوزيري بِالطَّلَاق الثَّلَاث أَنه لَا يتَكَلَّم مَعَه فِي هَذَا مَعَ تماثلهما فِي كثير من الْأَوْصَاف وأهانه الإِمَام الكركي لمخاطبته للزيني زَكَرِيَّا

قبل قَضَائِهِ فِي مجْلِس القلعة بِمَا لَا يَلِيق جَريا على عَادَته بِحَيْثُ فعل مثل ذَلِك مَعَ قَاضِي الْحَنَفِيَّة الأمشاطي فِي مجْلِس بِجَامِع الْأَزْهَر ورام الْقيام من الْمجْلس فتلطفوا بِهِ وَحج سنة خمس وَتِسْعين منتميا للشريف إِسْحَق صهر الخواجا ابْن قاوان وجاور وَتزَوج هُنَاكَ وأقرأ قَلِيلا ثمَّ عَاد مَعَه فِي موسم سنة سبع وَتِسْعين وَبِالْجُمْلَةِ فَلم يتهذب بمرشد وَلَا تأدب بمسعد.) عَليّ بن مُوسَى بن عَليّ بن قُرَيْش بن دَاوُد الْهَاشِمِي الْحَارِثِيّ الْمَكِّيّ. ولد بهَا وَنَشَأ فَسمع من أبي الْيمن الطَّبَرِيّ وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس فَمَا بعْدهَا ابْن صديق والعراقي والهيثمي وعيرهم، وَدخل مصر والصعيد ثمَّ الْيمن وَأقَام بهَا دهرا عِنْد الرضى أبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن سَالم وَالِد الشجاع عمر، وَحصل فِي أَيَّامه أَمْوَالًا وَذَهَبت مِنْهُ لما غضب عَلَيْهِ وَرجع إِلَى مَكَّة بعيال الرضى وَأَوْلَاده فِي سنة خمس وَأَرْبَعين فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي الْمحرم من الَّتِي بعْدهَا عَن خمس وَسبعين ظنا. ذكره ابْن فَهد وَأسْقط عليا من نسبه فِي مَوضِع آخر. عَليّ بن مُوسَى بن عِيسَى بن عبد الله بن الوردي. ولد تَقْرِيبًا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة. وَمَات قبل خمسين. ذكره البقاعي هَكَذَا مُجَردا. عَليّ بن مُوسَى بن قُرَيْش الْمَكِّيّ. فِيمَن جده عَليّ قَرِيبا عَليّ بن الشرفي مُوسَى بن المتَوَكل على الله مُحَمَّد بن أبي بكر الْعَبَّاس الْهَاشِمِي ابْن عَم المتَوَكل الْعِزّ عبد الْعَزِيز الْخَلِيفَة الْآن والآتي أَبوهُ. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين. عَليّ بن مُوسَى بن هرون أَبُو الْحسن بن الزيات الْمقري أَخُو الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الزيات. كَانَ خيرا نيرا من صوفية سعيد السُّعَدَاء يتَوَلَّى تَقْدِيم نعَالهمْ فِيهَا كل يَوْم غَالِبا وَرُبمَا فعل بصوفية البيبرسية ذَلِك مَعَ مداومة التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة والحرص على شُهُود وَقت الشَّافِعِي وَنَحْوه. مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة سِتّ وَسبعين وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله. عَليّ بن مُوسَى النُّور أَبُو الْحسن الْقَرَافِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَالِد الْأمين مُحَمَّد الْآتِي تَلا بالسبع على ابْن المشبب أفرادا وجمعا وانْتهى فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَكَانَ حَيا قريب الثَّلَاثِينَ أَخذ عَنهُ ابْنه وَكَذَا زعم الشهَاب بن أَسد أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ رَحمَه الله. عَليّ بن مُوسَى الْحَنَفِيّ. رَأَيْته كتب فِي عرض سنة ثَلَاث وَهُوَ غير الْمَاضِي فِيمَن جده إِبْرَاهِيم.

عَليّ بن نَاصِر بن مُحَمَّد بن أَحْمد النُّور أَبُو الْحسن البلبيسي ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد الْحسن وَالْحُسَيْن والنجار أَبوهُ وَأَخُوهُ وَيعرف بالحجازي وبابن نَاصِر، وَكتبه النَّجْم بن فَهد عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَقَالَ: نور الدّين بن نَاصِر الدّين وَيعرف بِابْن نَاصِر. ولد فِي ثَالِث عشر رَجَب سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا من الْفُنُون) وَقَرَأَ على التقي بن فَهد وَولده وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة وَزعم أَنه أَقَامَ بهَا من سنة إِحْدَى وَخمسين إِلَى سِتِّينَ، وَكَذَا دخل الشَّام وَغَيرهَا وزار بَيت الْمُقَدّس وَمن شُيُوخه الْعَبَّادِيّ والجوجري والبرهان بن ظهيرة وَأَخُوهُ والمحيوي الْمَالِكِي وَكَذَا فِيمَا زعم الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والتقي الحصني والزين خَالِد المنوفي ولازمني فِي قِرَاءَة شرح ألفية الْعِرَاقِيّ للناظم وَكَذَا أَخذ عني غير ذَلِك وَقَرَأَ على الْمُحب بن الشّحْنَة سنَن ابْن ماجة وعَلى ابْنه الصَّغِير الْعرُوض وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتولع بالنظم وَأَكْثَره سفساف وَرُبمَا لَا يكون مَوْزُونا كَمَا سَيَأْتِي الْإِلْمَام بِشَيْء مِنْهُ فِي ابْنة ابْن سِيرِين من النِّسَاء وامتدح ابْن وَولده وَغَيرهمَا بل امتدحني غير مرّة، وَتكلم على النَّاس وَأكْثر من الْخَوْض فِيمَا لم يتأهل لَهُ والصياح بِمَا لَا يتَكَلَّم بِهِ إِلَّا مخبط مثله وَلذَا لم يكن البرهاني يلْتَفت لكَلَامه بل توسل بِي عِنْده فِي الْقِرَاءَة عَلَيْهِ فَمَا وَافق وَعلل ذَلِك بِمَا ظهر من أمره شَيْئا فَشَيْئًا إِلَى أَن تَكَامل وَذكر مَا يؤول إِلَى الأرجاء وَفضل حَمْزَة على عَليّ إِلَى غير ذَلِك من مُفْرَدَات لَا طائل تحتهَا، وأدبه ابْن أبي الْيمن وَأَغْلظ عَلَيْهِ فِي سنة أَربع وَتِسْعين شاهين الجمالي وَقَالَ لَهُ البدري أَبُو البقا بن الجيعان مَعَ كَون هَذَا مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الشفا بالروضة النَّبَوِيَّة ومدحه بقصيدة لَو وجد مَعَك آخر بِمَكَّة يفتح لَهُم بَاب التأويا لم تقف قَضِيَّة وَلَكِن مَشى حَاله قبل ذَلِك عِنْد ابْن الزَّمن بِحَيْثُ تكلم فِي مُبَاشرَة رِبَاط السُّلْطَان بل وَفِي عمائره هُنَاكَ، وَتزَوج عدَّة زَوْجَات بعد مزِيد الْفَاقَة وَكَانَت بَينه وَبَين الشَّيْخ الرِّبَاط نور الله العجمي مسافهات ومقابحات كَانَ هُوَ الرابح فِيهَا لمزيد جرأته ووقاحته وَكَون ذَاك لَيْسَ بِحجَّة وَأدّى الْأَمر إِلَى مجيئهما الْقَاهِرَة وَلم ينْتج شَيْئا، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مِمَّن اشْتغل وشارك وَقَامَ وَقعد وَصَاح وناح لما انْتقل ذَاك الدّور صَار يحلق ويجتمع عِنْده بعض المبتدئين والغرباء بل أَخذ فِي التصنيف فَقيل أَنه شرح الْبَهْجَة وَغَيرهَا مِمَّا لم أره وَلَا يؤهله الْفُضَلَاء لشَيْء من هَذَا كُله سِيمَا مَعَ إقدامه وَعدم تأدبه حَتَّى مَعَ مشايخه بِحَيْثُ انْقَطع السَّيِّد أصيل الدّين الأيجي عَن درس الْمدرسَة عِنْد القَاضِي مَعَه، وتجاذب فِي محرم سنة ثَمَان وَتِسْعين مَعَ الْخَطِيب الوزيري فِي أَمن

سهل فَكَانَ بَينهمَا بِحَضْرَة القَاضِي مَا لَا أحب ذكره، وَحَاصِله الْوَصْف بِعَدَمِ الْفَهم وَكَثْرَة التخبيط وَأَنه يَأْمر بعض خدمه فيعزره لتسويغ ذَلِك فِي مَذْهَبهم للْعَالم فَرد عَلَيْهِ بِنَحْوِهِ هَذَا، وَقد سَافر فِي موسم السّنة الْمشَار إِلَيْهَا مَعَ الركب الشَّامي إِلَى الشَّام ثمَّ إِلَى حلب وَوصل إِلَى الرّوم فَأكْرم بِمَا سَمِعت من يُبَالغ فِي كثرته مِمَّا قَالَ أَنه وفى بِهِ دينه أَو جله وَعَاد فِي) موسم الَّتِي تَلِيهَا وَلزِمَ أمره فِي الشَّهَادَة والتحليق وكتبت إِلَيْهِ قبل ذَلِك الفاضلة فَاطِمَة ابْنة الْكَمَال مَحْمُود بن شيرين سَائِلَة مِمَّا هُوَ مَكْتُوب بِخَطِّهِ مَعَ جَوَابه وَهُوَ: (يَا أَيهَا الحبر الإِمَام الَّذِي ... كل بِهِ الورى مقتدي) (اسئلك أَن تفرج مَا نالني ... بالْأَمْس من ضيق وَكن منجدي) (واروي حَدِيثا معرضًا وافتني ... واجل فدتك الرّوح قلبِي الصدي) (وَلَا تشدد أَمر مَا قلته ... من نقل أَخْبَار عَن الْحَسَد) (إِذْ لم أجد مخلصا ... أضلّ إِذْ ذَاك وَلَا أهتدي) (فتكتسب إثمي مذ جِئْت أَن ... أنال فضلا مِنْك ردَّتْ يَدي) (مَمْلُوكه يَا سَيِّدي يَبْتَغِي ... بَيَان نطق فِيهِ أقتدي) (فَالنَّفْس لَا تملك إلزامها ... حَيْثُ اشمأزت من خَبِيث ردي) (وَالله لَا يظلم بل عادلا ... وَهُوَ إلهي رازقي سَيِّدي) (سُبْحَانَهُ قد قَالَ من فَضله ... على لِسَان الْمُنْذر المرشد) (من فِي الورى ظلما عَلَيْك اعْتدى ... فَمثله عدلا عَلَيْهِ اعْتدي) الْجَواب: (يَا سائلي بمدحه مبتدي ... هديت لِلْخَيْرَاتِ يَا مسعدي) (ومبتغي تفريج مَا ناله ... من ضيق صدر صَار مِنْهُ صدي) (من أجل مَا قُلْنَاهُ فِي حسد ... ووصفنا علاجه ال) (فِي حق من آذَاك لَا يرعوي ... عَن خبثه ظلما وَلَا يبتدي) (إِن رمت أفتيك حَدِيثا جلي ... ينفعك الله بِهِ فِي غَد) (فاصغ لما أبديه مستسلما ... بِحكم مولى راحما مرشد) (قد حرم الله على عَبده ... أَن يحْسد النَّاس على سودد) (وَهُوَ بِأَن يضمر فِي قلبه ... كَرَاهَة النِّعْمَة للمعتدي) (ويشتهي بِقَلْبِه زَوَالهَا ... عَنهُ وَهَذَا حسد) (وضربه وَشَتمه وعيبه ... مَا آثم زَائِدَة للحسد) (رجح قوم أَنه مَتى إِذا ... لم يبد هَذَا بِلِسَان أَو يَد)

) (فَإِنَّهُ لَا ضَرَر عَلَيْهِ فِي ... دين وَإِلَّا فَهُوَ عَاص معتدي) (وَالْحق أَنه لَا بُد مَعَ ... كف الْأَذَى فِي نفي عصيان ردي) (من أَن يلوم نَفسه على الَّذِي ... يُحِبهُ من هتك ستر المعتدي) (ويشتهي بعقله زَوَاله ... عَن طبعه ويرتجي) (أما إِذا قابله بِفِعْلِهِ ... لكف لكف شَره فَلَيْسَ معتدي) (مَعَ كَونه يكره هَذَا إِن جرى ... وَيسْأل الله لَهُ أَن يَهْتَدِي) (وَإِن عَفا فَهُوَ طَرِيق الْمُصْطَفى ... وَقد أمرنَا بهداه نقتدي) (لَيْسَ ورا مَا قلته مذهبا ... فاطلب من الله صَلَاح الْبَدِيِّ) (وَقَالَ هَذَا ناظمه ابْن نَاصِر ... عبد غَدا للشَّافِعِيّ مقتدي) (سَائِلًا الله بجاه أَحْمد ... أَن يصلح الشَّأْن) فَلم يرتضه الْعُقَلَاء وَلَا الْفُضَلَاء أجابها الشهَاب الحرفوش بِمَا ترجمتها. عَليّ بن أبي النجا بن عَليّ الفاضلي الدَّلال بسوق أَمِير الجيوش. مِمَّن سمع عَليّ فِي سنة خمس وَتِسْعين وَقبلهَا. عَليّ بن نصر الله الْخُرَاسَانِي العجمي وَيعرف بالشيخ عَليّ الطَّوِيل وَيُقَال لَهُ يار عَليّ الْمُحْتَسب، ولد بخراسان فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا فَكتب الْمَنْسُوب وتعانى الطّلب قَلِيلا ثمَّ خرج مِنْهَا سائحا على طَريقَة فُقَرَاء الْعَجم المكدين، وَصَحب الأتابك سودون من عبد الرَّحْمَن لما خرج هَارِبا من الْمُؤَيد وَتوجه إِلَى قرا يُوسُف بالعراق فَلَمَّا عَاد إِلَى الْقَاهِرَة قدم عَلَيْهِ مَاشِيا من بِلَاد الشرق وَبِيَدِهِ عكاز فَأكْرمه ونزله فِي صوفية خانقاه سرياقوس ثمَّ لما بنى مدرسته هُنَاكَ جعله شيخها وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَعشْرين فَحسن حَاله وَركب الْفرس وَتردد إِلَى النَّاس وَكثر اخْتِلَاطه بِالظَّاهِرِ جقمق قبل تسلطنه لكَونه وَهُوَ أَمِير آخور كَانَ نظر الْمدرسَة إِلَيْهِ فَلَمَّا تسلطن زَاد تقربه إِلَيْهِ بالهدايا وَغَيرهَا فولاه حسبَة مصر الْقَدِيمَة ثمَّ بعد مُدَّة حسبَة الْقَاهِرَة عوضا عَن الْعَيْنِيّ وَذَلِكَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَأَرْبَعين وَاسْتمرّ فِيهَا مُدَّة يعْزل ثمَّ عَاد مَعَ مصادراته وإهانته فِي كثير من عزلاته وَغَيرهَا والأمير يَنْفِيه غير مرّة، وَآخر ولاياته فِي سنة وَفَاته وَقد أحكم فِي هَذِه الْوَظِيفَة مظالم وتقريرات صَار عَلَيْهِ وزرها ووزر من تبعه عَلَيْهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة، وابتنى الْأَمْلَاك الْكَثِيرَة بخانقاه سرياقوس وَغَيرهَا، وَولي مشيخة) الخانقاه وقتا عوضا عَن الشهَاب بن الْأَشْقَر، وَحج فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَكَانَ مفرط الطول أسمر فصيحا بالعجمية والتركية عريا عَن الْفَضَائِل إِلَّا أَنه يعرف طرفا من الْكِتَابَة

وَيكْتب عقدا جَيِّدَة حَتَّى أَنه فِي مبدأ أمره كتب عقدَة فِيهَا الْآيَة الشَّرِيفَة وَانْظُر إِلَى حِمَارك وصور الْحمار وَقَامَ بعض النَّاس عَلَيْهِ لذَلِك وكفره، ذَا همة وقدرة على خدم الأكابر مَعَ التجمل فِي ملبسه والتعاظم على الْفُقَرَاء والسوقة مَعَ الْبَطْش بهم والطمع فِي أَمْوَالهم. مَاتَ معزولا فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَهُوَ فِي عشر التسعين سامحه الله وإيانا. عَليّ بن نصر القاهري الفوال بسوق رَأس حارة برجوان أحد من يعْتَقد. مَاتَ فَجْأَة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَدفن ظَاهر بَاب النَّصْر. أرخه الْمُنِير. عَليّ بن نصر المنوفي ثمَّ القاهري الْخياط نزيل المنكوتمرية وَيعرف بالمنوفي. مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وَبَعض رِسَالَة الْمَالِكِيَّة وَصَحب الشَّيْخ مَدين وتكسب بالخياطة ثمَّ بِحمْل خبز صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا، وَسمع مني وبقراءتي قَلِيلا وَاسْتقر فِي الفراشة بالمنكوتمرية وَغَيرهَا من وظائفها وَفِي الطّلب بدرس الشَّافِعِي وَقصر فِي ذَلِك كُله بِحَيْثُ تناقص حَاله وَضعف بَصَره بل كف وافتقر جدا وَصَارَ لَهُ ثَلَاثَة أَوْلَاد من جَارِيَة لَهُ، كل ذَلِك مَعَ ملازمته للتلاوة ومحافظته على الْجَمَاعَة سِيمَا الصُّبْح وَالْعشَاء ومجيئه لأجلهما جَامع الغمري مَعَ عماه حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَتِسْعين بالبيمارستان وَكَانَ توجه إِلَيْهِ مَاشِيا فَلم يلبث أَن مَاتَ وَأَظنهُ جَازَ الْخمسين أَو نَحْوهَا رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. عَليّ بن نور الله بن عبد الله الزين الْمَدْعُو ملا عَليّ البُخَارِيّ الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة وحفيد الْعَالم الْمدرس الْمُفْتِي شمس الدّين حَسْبَمَا قَالَه لي. ولد تَقْرِيبًا بعيد الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة ببخارى وَنَشَأ بهَا فَأخذ الصّرْف عَن ملا بدر الدّين الصرافاني والنحو عَن درويش ويسيرا فِي الْمنطق عَن ملا مُحَمَّد الكيلاني ثمَّ تحول مِنْهَا وخدم السَّيِّد الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين وَقَرَأَ بعض الكافية عَلَيْهِ ثمَّ اخْتصَّ بولده السَّيِّد عبيد الله وَأخذ عَنهُ فِي الْمُخْتَصر وَغَيره ورافقه لمَكَّة وَغَيرهَا، وَكَذَا زار الْقُدس والخليل وَطَاف الْبِلَاد، وَكَانَ دُخُوله مَكَّة فِي سنة سِتّ وَسبعين فدام بهَا سِتّ سِنِين ثمَّ سَافر مِنْهَا لجهات ثمَّ عَاد إِلَيْهَا بعد أَربع سِنِين وَاسْتمرّ بهَا إِلَى أَن فارقناه فِي موسم سنة أَربع وَتِسْعين وَأخذ فِيهَا عَن عبد المحسن الشرواني فِي شرح العقائد والمطول مَعَ حَاشِيَة السَّيِّد وَبعده لَازم لطف الله فِي أَشْيَاء مِنْهَا الطِّبّ بل قَرَأَ عَلَيْهِ فقه الْحَنَفِيَّة مَعَ كَون الشَّيْخ) شافعيا وَكَذَا قَرَأَ على غَيره فِي الْفِقْه وأصوله، وزوجه عبيد الله أم وَلَده إِبْرَاهِيم فرباه وَلزِمَ بَيته بِحَيْثُ عرف بهم وأقرأ فِي النَّحْو وَالصرْف وَغَيرهمَا المبتدئين ولازمني فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَالَّتِي تَلِيهَا بل وَفِي الْمُجَاورَة قبلهَا

وَأخذ عني أَشْيَاء وَكتب الابتهاج من تصانيفي وقرأه، وَفِي غُضُون إِقَامَته بِمَكَّة زار الْمَدِينَة غير مرّة، وَهُوَ إِنْسَان خير كثير الْأَدَب والسكون مديم الطّواف، كتبت لَهُ إجَازَة هائلة بل سمع عَليّ قبل ذَلِك فِي ربيع الثَّانِي فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ قِطْعَة من أول البُخَارِيّ وَآخره مَعَ مصنفي فِي خَتمه عُمْدَة الْقَارئ وَالسَّامِع وثلاثيات البُخَارِيّ وثلاثيات الدَّارمِيّ وَفِي جُمَادَى الأولى الْمجْلس الْأَخير من الْمشكاة للخطيب ولي الدّين أبي عبيد الله التبريزي وأوله ذكر الْيمن وَالشَّام وَذكر أويس الْقَرنِي وَختم الْمَشَارِق وأوله عَن أبي هُرَيْرَة اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي تمرنا وَبَارك لنا فِي مدينتنا الحَدِيث وَفِي جُمَادَى الثَّانِيَة جَمِيع مُسْند الشَّافِعِي وقصيد أبي حَيَّان ورياض الصَّالِحين وَمن الْبَاب الثَّالِث فِي القَوْل التَّام إِلَى آخر الْكتاب وَفِي رَجَب جَمِيع الشفا وَذخر الْمعَاد فِي وزن بَانَتْ سعاد للبوصيري والختم من شرحي للألفية وَفِي رَمَضَان سَبْعَة مجَالِس من أبي دَاوُد، ثمَّ سخط عَلَيْهِ عبيد الله وَأمه وأبعداه فسافر بِزَوْجَتِهِ إِلَى الْهِنْد بعد أَن أَخذ إِبْرَاهِيم من أمه ثمَّ عَاد لمَكَّة وَقد تريش قَلِيلا فحج فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَرجع. عَليّ بن هَاشم بن عَليّ بن مَسْعُود بن غَزوَان بن حُسَيْن نور الدّين أَبُو الْحسن الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو مَسْعُود ووالد أبي سعد مُحَمَّد الآتيين. ولد سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع بهَا من الْعَفِيف النشاوري وَالْجمال الأميوطي وَغَيرهمَا كَابْن صديق وَمِمَّا سَمعه على الْعَفِيف الثقفيات وتفقه بالجمال بن ظهيرة ولازمه كثيرا وانتفع بِهِ، وَكَانَ بَصيرًا بالفقه حسن المذاكرة خيرا سَافر إِلَى الْيمن فِي التِّجَارَة غير مرّة. وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَعشْرين وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَدفن بالمعلاة. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه تبعا للفاسي. عَليّ بن هِلَال الحضا. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن يس بن مُحَمَّد الدَّارَانِي الأَصْل الطرابلسي المولد الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة. ولد بطرابلس وتحول مِنْهَا وَهُوَ دون الْبلُوغ يقْصد الِاشْتِغَال لدمشق فتنزل بزاوية أبي عمر من صالحيتها فحفظ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار وَعرضه على ابْن عيد حِين كَانَ قَاضِيا بِالشَّام وقاسم الرُّومِي الْحَنَفِيّ) وَغَيرهمَا وَكَانَ يصحح فِيهِ على أَولهمَا وَرُبمَا حضر دروسه، وجود الْقُرْآن هُنَاكَ ثمَّ عَاد لبلده وارتحل مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فَنزل زَاوِيَة عُثْمَان الْخطاب بِالْقربِ من رَأس سوق الْجوَار وَحفظ الجرومية والملحة ولازم الْغَزِّي قبل الْقَضَاء حَتَّى أَخذ عَنهُ الْمُخْتَار بحثا وَكَذَا لَازم أَبَا الْخَيْر ابْن الرُّومِي فِي الْفِقْه والعربية وَسمع فِي الْأُصُول وَغَيره وَقَرَأَ على الْمُحب بن حرباش الزَّيْلَعِيّ على الْكَنْز بعد قِرَاءَة ربعه على أبي الْخَيْر وعَلى الْمُحب

أَيْضا قِطْعَة من الأخسيكتي فِي الْأُصُول وَحضر يَسِيرا عِنْد الْبَدْر بن الديري وَقَرَأَ على عبد الْبر بن الشّحْنَة فِي شرح الْمُخْتَار وعَلى عبد الرَّحْمَن الشَّامي نزيل المزهرية التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وأيساغوجي وَسمع جلّ ألفية النَّحْو عِنْد النُّور بن قريبَة وَكَذَا أَخذ الصّرْف عَن الْبَدْر خطيب الفخرية وَحج فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ ثمَّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَقَرَأَ على الْكتب السِّتَّة وتصانيفي فِي ختومها وكتبها وَكَذَا الابتهاج وَسمع بعضه ومني دراية الْكثير من شرحي للتقريب وللألفية وَمن شرح النَّاظِم وَمن شرح النخبة وَقبل ذَلِك المسلسل بالأولية وبيوم الْعِيد بشرطهما وَحَدِيث زُهَيْر العشاوي وحديثا عَن أبي حنيفَة وغالب الشفا مَعَ قِرَاءَته مُؤَلَّفِي فِي خَتمه وَسمع جَمِيع الْمَقَاصِد الْحَسَنَة والتوجه للرب كِلَاهُمَا من تصانيفي وَالشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي والتبيان وَالْأَرْبَعِينَ مَعَ مَا بآخرها وَنَحْو النّصْف الأول من الرياض وَقطعَة كَبِيرَة من أول الْأَذْكَار أربعتها للنووي وَجل عُمْدَة الْأَحْكَام وَالْكثير من مُسْند الشَّافِعِي وَمن الِاسْتِيعَاب لِابْنِ عبد الْبر وَمن جَامع الْأُصُول لِابْنِ الْأَثِير وَمن المصابيح والمشكاة والمشارق وعدة الْحصن الْحصين وَالْقَصِيدَة المفرجة وأولها اشتدي أزمة تنفرجي وجادت قِرَاءَته مَعَ تميزه فِي الْفِقْه والعربية ومشاركته فيهمَا بجودة فهم، وَسمع ختم مُسلم على الْمُحب الطَّبَرِيّ إِمَام الْمقَام بِسَمَاعِهِ لَهُ فَقَط على الزين أبي بكر المراغي وَكَذَا قَرَأَ فِي الْقَاهِرَة على الديمي وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراستين وعظمته بل أَذِنت لَهُ فِي التدريس والإفادة لملتمسه من الطلاب واستشهدت بِالْعَلَاءِ الْحَنَفِيّ نقيب الْأَشْرَاف الدِّمَشْقِي فِي فقهه وَنَحْوه لِأَنَّهُ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ بِمَكَّة أَيْضا فِي أصولهم وَرجع فِي موسم سنة ثَلَاث وَتِسْعين فلازم شَيْخه ابْن المغربي الْغَزِّي القَاضِي كَانَ فِي الْفِقْه وأصوله والبدر بن الديري بل وخلد الْوَقَّاد فِي الْمُغنِي وَالتَّلْخِيص وَغير ذَلِك وَهُوَ أحد صوفية الأزبكية بل شيخ الصُّوفِيَّة بمدرسة خشقدم الزِّمَام بنواحي الرميلة منجمع عَن النَّاس مُتَوَجّه للازدياد من الْفَضَائِل.) عَليّ بن ياقوت الْعجْلَاني أحد القواد. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة سِتّ وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن يحيى بن جَمِيع. يَأْتِي قَرِيبا بِدُونِ جده. عَليّ بن يحيى بن عبد الْقَادِر بن مَحْمُود نور الدّين الحسني القادري مِمَّن سمع على شَيخنَا. عَليّ بن يحيى القَاضِي نور الدّين الطَّائِي الصعيدي الْيَمَانِيّ وَالِد عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد الْمَذْكُورين فِي محليهما وَيعرف بِابْن جَمِيع بِالتَّصْغِيرِ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ: أحد أَعْيَان التُّجَّار بِالْيمن ولاه الْأَشْرَاف على أَمر المتجر بعدن ثمَّ فوض إِلَيْهِ جَمِيع أمورها فَكَانَ الْأَمِير والناظر من تَحت أمره، وَكَانَ

محبا للغرباء مفرطا فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِم محببا إِلَى الرّعية زيدي المعتقد وَلكنه يخفي ذَلِك، اجْتمعت بِهِ وسر بِي كثيرا لِأَنَّهُ كَانَ صديق خَال قَدِيما وَبَالغ فِي الْإِحْسَان إِلَيّ. مَاتَ فِي لَيْلَة عيد الْفطر سنة ثَلَاث وَقد جَازَ السِّتين. عَليّ بن يحيى الزواوي. مَاتَ سنة بضع وَأَرْبَعين. عَليّ بن يس تقدم قَرِيبا. عَليّ بن أبي الْيمن. مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد. عَليّ بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الْقَادِر بن أَحْمد الْعَلَاء الْحلَبِي الْمَالِكِي وَيعرف بالناسخ. ذكر أَنه ولد تَقْرِيبًا سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ رَحل بِهِ أَبوهُ إِلَى حلب فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَبحث فِي الْفِقْه على التَّاج الأصبهيدي والسراج الفوي وَالشَّمْس بن الرُّكْن، وعَلى مَذْهَب مَالك على الشَّمْس التواتي وَأخذ عَنْهُم الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا، ورحل إِلَى الْقَاهِرَة سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فِي الْفِتْنَة وَسمع بهَا على ابْن الملقن وَغَيره، وَحج فِي سنة خمس عشرَة وَولي كِتَابَة سر حماة عَن المستعين بِاللَّه ثمَّ كِتَابَة سر طرابلس من نوروز وَحضر مَعَه قي قلعة دمشق وامتحن مَعَ الناصري بن الْبَارِزِيّ وتطلبه لَقيته فأعمل الْحِيَل وهرب وَركب الْبَحْر فَأسرهُ فرنج الكيتلان فَأَقَامَ مَعَهم نَحْو أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ احتال حَتَّى تخلص هُوَ وَغَيره من الْأسر، وَقصد الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ الْمُؤَيد فولي عَن ابْنه كِتَابَة سر طرابلس وَكَاتب السِّرّ بِالْقَاهِرَةِ حِينَئِذٍ الْعلم بن الكويز ثمَّ عزل عَن قرب وَرجع إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا حَتَّى ولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بطرابلس عَن الْأَشْرَف ثمَّ انْتقل لنظر الْجَيْش بحلب ثمَّ انْفَصل لعدم إجَابَته فِي دفع مَا طلب مِنْهُ من المَال وَقصد الْقَاهِرَة فصادف وَهُوَ فِي سعسع القاصد إِلَيْهِ بتولتيه قَضَاء الْمَالِكِيَّة بحماة وَذَلِكَ فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ ثمَّ عزل عَنهُ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ كل هَذَا بإملائه وَلَيْسَ بِثِقَة بل هُوَ فَرد فِي الْمَكْر وَالْخداع والحيل وَكَثْرَة المجازفة وَقلة الوثوق بقوله ويحكى عَنهُ فِي) ذَلِك عجائب وَله نظم وَمِنْه مرثية التَّاج بن الغرابيلي أَولهَا: (تشَتت شملي بعد جمع وألفة ... فوا غربتي من بعدهمْ وتشتتي) وَقد ولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بحلب ثمَّ انْفَصل عَنهُ وَولي قَضَاء دمشق عَن الظَّاهِر جقمق بسفارة الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وَحسنت سيرته ثمَّ عزل نَفسه ونزح إِلَى بِلَاد الرّوم. وَمَات هُنَاكَ فِي حُدُود سنة خمس وَأَرْبَعين رَحمَه الله. عَليّ بن يُوسُف بن أَحْمد الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ ثمَّ اليمني الشَّافِعِي وَيعرف بالغزولي. فَاضل مُصَنف أَقَامَ بِمَكَّة وأقرأ وصنف، وَأَجَازَ لَهُ شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن عمار وَابْن الْخلال وَابْن اللبان وَغَيرهم، وَشرح مُخْتَصر أبي شُجَاع فرغه فِي

سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَماهُ مائدة الجياع وسكردان الشباع وَمِمَّنْ قرضه لَهُ القاياتي فِي ذِي الْحجَّة وَابْن البُلْقِينِيّ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة كِلَاهُمَا من سنة تسع وَأَرْبَعين وَقَالَ ابْن البُلْقِينِيّ أَنه لَازمه قَدِيما وحديثا وَحضر مجْلِس إقرائه فِي الْعُلُوم وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء انْتهى. وَقد قَرَأَهُ مرَارًا أَولهَا فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَآخِرهَا فِي سنة تسع وَخمسين قَرَأَهُ عَلَيْهِ الْبُرْهَان الرقي بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَكَذَا قَرَأَ غَيره من الْفُضَلَاء كالنور الفاكهي، وقرض هُوَ بهجة المحافل للشَّيْخ يحيى العامري فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتِّينَ وَذكر فِيهَا إجَازَة الْمشَار إِلَيْهِم وَقَالَ يحيى أَن من مؤلفاته سوى الْمَاضِي شرف العنوان الْمُشْتَمل على خَمْسَة عُلُوم وطراز شرف العنوان يشْتَمل على كل سطر من ومرشد الْهَادِي من إرشاد الغاوي فِي مَسْلَك الْحَاوِي وَالْحجّة على الْبَهْجَة نَحْو ألفي بَيت وزبد الْفَرَائِض نَحْو مِائَتي بَيت وَأَرْبَعين بَيْتا وَشَرحهَا والفصول الأثرية على الْفَرَائِض الرحبية وتقريب النائي من مَجْمُوع الكلائي والإيجاز اللامع على جمع الْجَوَامِع فِي أصُول الْفِقْه والمناسك. وَالظَّاهِر أَنه مَاتَ بعد السِّتين بِقَلِيل. عَليّ بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن غشم بن مَحْمُود بن فَهد ابْن غشم بن عطاف بن ملك بن غشم الْعَلَاء العامري البعلي الْحَنَفِيّ. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ببعلبك وَسمع بهَا من أَحْمد بن عبد الْكَرِيم البعلي صَحِيح مُسلم أخبرتنا بِهِ زَيْنَب ابْنة عمر بن كندي عَن الْمُؤَيد وعَلى الْجمال يُوسُف بن عمر بن أَحْمد بن السقا الْإِصَابَة فِي الدَّعْوَات المستجابة لأبي الْفَتْح مُحَمَّد بن الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ أنابه أَبُو حَفْص عمر بن عبد الْمُنعم بن غَدِير القواس أذنا عَن مُؤَلفه وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء مَاتَ.) عَليّ بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل الخواجا بن البهلوان. مَاتَ سنة بضع وَخمسين. عَليّ بن يُوسُف بن أبي البركات الْمَلْطِي. فِيمَن جده مُوسَى بن مُحَمَّد. عَليّ بن يُوسُف بن حسب الله الْبَزَّاز. سمع على ابْن الْجَزرِي فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين ختم نشره، وَمَات بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن يُوسُف بن دَاوُد الخضري الشَّافِعِي. عَليّ بن يُوسُف بن زيان أَبُو حسون المغربي الْوَزير. مَاتَ فَجْأَة فِي ثامن رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وبموته افتتحت الْفِتَن بالمغرب قَالَه لي بعض المغاربة من أَصْحَابنَا. عَليّ بن يُوسُف بن سَالم بن عَطِيَّة بن صَالح بن عبد النَّبِي الْجُهَنِيّ وَيعرف بِابْن أبي أصْبع. سمع من الْعِزّ بن جمَاعَة وَالْفَخْر التوزري فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة بعض النَّسَائِيّ وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى الْيمن فِي التِّجَارَة فأدركه أَجله بعدن مِنْهَا فِي آخر سنة أَربع. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة.

عَليّ بن يُوسُف بن صَبر الدّين بن مُوسَى الجبرتي ثمَّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْمقري وَيعرف بالجبرتي. قدم الْقَاهِرَة نَحْو الْخمسين فَقَرَأَ بهَا الْقرَاءَات على الشهَاب السكندري وَالشَّمْس بن الْعَطَّار وَابْن كزلبغا وَسمع على جمَاعَة وَمِمَّا سَمعه ختم الصَّحِيح على الْأَرْبَعين فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وسافر مِنْهَا وَدخل دمشق فِي سنة سِتّ وَسبعين وَقَرَأَ فِيهَا الْقرَاءَات على ابْن النجار ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى بَغْدَاد وَصَحب فضل القادري من ذُرِّيَّة الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة وَنَحْوهَا ثمَّ سَافر مِنْهَا إِلَى حلب فقطنها مُدَّة من سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسمع فِيهَا من ابْن مقبل وَأبي ذَر ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها من سنة سبعين وَعقد ناموس المشيخة وَجلسَ فِي خلْوَة بسطح الْأَزْهَر وَتردد إِلَيْهِ غير وَاحِد من الخدام فَصَارَ يتوسل بهم فِي حوائج من يَقْصِدهُ من تجار الحلبيين وَنَحْوهم وقصده بالزيارة الْمَنَاوِيّ فَمن دونه عِنْد كثيرين وابتنى فِي سنة ثَمَان وَسبعين بأدكو جَامعا كَانَت الْبَلَد فِي غنية عَنهُ وَصَارَ يكثر التَّرَدُّد إِلَيْهَا وَالله أعلم بِقَصْدِهِ وَكَثُرت مساعدته لقاضيه ابْن الغويطي، وَرُبمَا أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة الْقرَاءَات وحاله أصلح من كثيرين. عَليّ بن يُوسُف بن الْعَبَّاس بن عِيسَى الأندلسي الأَصْل الْمَكِّيّ الْمُؤَدب وَالِده وَيعرف بالجيادي. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.) عَليّ بن يُوسُف بن عَليّ بن أَحْمد الْعَلَاء البصروي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أحد الْمُفْتِينَ بِدِمَشْق ووالد أبي الْبَقَاء مُحَمَّد مِمَّن نَاب فِي الْقَضَاء ودرس بِحَيْثُ يرجح فهمه على كثيرين. عَليّ بن يُوسُف بن عَليّ بن خلف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلْطَان نور الدّين ابْن الْجمال الدَّمِيرِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي وأبوهما وَيعرف بالدميري. ولد فِيمَا بَلغنِي سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل يَسِيرا وَسمع على الشَّمْس الشَّامي وَالزَّرْكَشِيّ وَشَيخنَا فِي آخَرين وَمن ذَلِك جَمِيع البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وعَلى عبد الْكَافِي بن الذَّهَبِيّ وَنَحْوه وتكسب بِالشَّهَادَةِ وترقى فِيهَا بِحَيْثُ صَار أحد أَعْيَان الموقعين وتمول وناب فِي الْقَضَاء وَكَانَ من موقعي الدست وَمِمَّنْ بَاشر فِي جِهَات، وَحج غير مرّة آخرهَا مَعَ الرجبية المزهرية وَلم يكن بِهِ بَأْس بِالنِّسْبَةِ لِأَخِيهِ. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ عَفا الله عَنهُ وَله ولد من سيآت الدَّهْر وَإِن كَانَ قد أسمعهُ البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة وَغَيره. عَليّ بن يُوسُف بن عمر بن أنور. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ صَاحب مقدشوه فِي عصرنا ويلقب الْمُؤَيد بن المظفر بن الْمَنْصُور. مَاتَ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ. عَليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ النُّور بن الْجمال الْأنْصَارِيّ الزرندي

الْمدنِي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي ثمَّ أَخِيه فِي آخَرين وَكَذَا كَانَ مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ وَولي حسبتها يَسِيرا عَن قَرِيبه قَاضِي الْحَنَفِيَّة عَليّ ابْن سعيد الْمَاضِي بسعاية عمر بن عبد الْعَزِيز بن بدر. مَاتَ بهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. عَليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي بكر بن هبة الله الْعَلَاء أَو النُّور وَهُوَ الْأَكْثَر البزري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الكتبي الْآتِي أَبوهُ وَالْمَذْكُور جده فِي الثَّامِنَة وَيعرف بِابْن المحجوب. ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سَابِع الْمحرم سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة ويتأيد بتحديد أَنه فِي صفر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ ابْن أَربع بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عمر وعَلى الشَّمْس الزراتيتي والنشوي وَعرض الْعُمْدَة والشاطبيتين والمنهاجين وألفية ابْن ملك على البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن فِي آخَرين، واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وَغَيره وَسمع دروس النَّحْو عِنْد الشَّمْس الغماري وَلكنه لم يتَمَيَّز وأحضر على الْجمال الْبَاجِيّ والسويداوي وَسمع) على التنوخي والغزي والحلاوي وَالشَّمْس الرفا وَالْجمال العرياني وَنصر الله بن أَحْمد الْحَنْبَلِيّ وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَطَائِفَة بل كَانَ يذكر أَنه سمع البُخَارِيّ على ابْن الكشك وَمُسلمًا على الصّلاح البلبيسي ورفيقيه وَلكنه لم يكن بالضابط، وَقد حج مرَارًا أَولهَا سنة خمس وَثَمَانمِائَة وزار الْقُدس والخليل وسافر إِلَى حلب فَمَا دونهَا، وتنزل فِي صوفية البيبرسية ولازم مشْهد اللَّيْث سِنِين وَكَانَ أحد رُؤَسَاء قراء الجوق فِيهِ وتكسب بالكتب قَدِيما كأبيه ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَعمل شَاهد الزردخاناه، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء، وَكَانَ ظريفا متوددا ربعَة ذَا صُحْبَة قديمَة مَعَ شَيخنَا بِحَيْثُ كَانَ يماجنه ويلاطفه. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَخمسين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عَليّ بن يُوسُف بن مزروع الْمصْرِيّ نزيل مَكَّة والعطار بهَا مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بن يُوسُف بن مَكْتُوم بن ثَابت بِالْمُثَلثَةِ بن ربيع مكبر بن مُحَمَّد الْعَلَاء الشَّيْبَانِيّ الرَّحبِي الْحلَبِي الشَّافِعِي نزيل حماة وَيعرف بِابْن مَكْتُوم، ولد تَقْرِيبًا بعد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه والتمييز والمختصر الْأَصْلِيّ وألفية الحَدِيث والنحو وتفقه بِجَمَاعَة بِبَلَدِهِ وبالشام كالشرف الْغَزِّي والشهاب بن الْجبَاب وَابْن الجابي والزين عمر الْقرشِي وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس، وَاجْتمعَ بالصدر الياسوفي وَغَيره وَسمع بحلب على الشهَاب بن المرحل وَعمر بن أيدغمش وَمن مسموعه عَلَيْهِ عشرَة الْحداد والتاج عبد الله بن أَحْمد بن عشار وَغَيرهم كالبلقيني

وَكَانَ يذكر أَنه سمع فِي رحلته من الْمُحب الصَّامِت وَأبي الهول ومحيي الدّين بن الرَّحبِي وصالحة ابْنة الْمطعم فِي آخَرين، وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ دينا خيرا قوي الحافظة بِحَيْثُ عزم فِي وَقت على حفظ جَامع التِّرْمِذِيّ مستحضرا لكثير من الْفُنُون لَكِن نَحوه ضَعِيف وَكَلَامه يزِيد على علمه وَكَانَ الْبُرْهَان الْحلِيّ لتطوره وَسُرْعَة انتقالاته يكنيه أَبَا الْعُقُول، وَقد ولي قَضَاء الرحبة عدَّة سِنِين وناب فِي الحكم بحلب عَن قضاتها وَأورد عَنهُ شَيخنَا فِي تَرْجَمَة الصَّدْر الياسوفي من درره حِكَايَة، وَمَات فِي سنة تسع وَأَرْبَعين أَو الَّتِي بعْدهَا رَحمَه الله. عَليّ بن يُوسُف بن مكي بن عبد الله نور الدّين بن الْجلَال الْحلَبِي الأَصْل الدَّمِيرِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الْجلَال لقب أَبِيه وَكَانَ جده يعرف بِابْن نصر. أَصله من حلب وَقدم جده) الْقَاهِرَة ثمَّ سكن دميرة فولد لَهُ ابْنه فَنَشَأَ مالكيا وَسكن الْقَاهِرَة وناب عَن الْبُرْهَان الأخنائي وَعرف بِجلَال الدَّمِيرِيّ. وَولد لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة فاشتغل حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب وَاقْتصر على الْفِقْه بِحَيْثُ لم يكن يدْرِي شَيْئا سواهُ وَكَانَ كثير النَّقْل لغرائب مذْهبه شَدِيد الْمُخَالفَة لأَصْحَابه حَتَّى اشْتهر صيته بذلك مَعَ جودة الْكِتَابَة على الْفَتَاوَى وناب فِي الحكم مُدَّة ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث بعد صرف ابْن خلدون ببذل مَال اقترضه بفائدة لحنقه مِنْهُ وعيب بذلك حَيْثُ حمله حنقه على هَلَاك نَفسه ببذل الرِّشْوَة، وَكَانَ منحرف المزاج مَعَ الْمعرفَة التَّامَّة بِالْأَحْكَامِ والمكاتيب فاتفق أَنه حضر مَعَ الصَّدْر الْمَنَاوِيّ فعارضه فِي قَضِيَّة فَغَضب الصَّدْر وَكَلمه بِكَلَام فَاحش فتأثر من ذَلِك وَلم يقدر على الِانْتِصَار وَحصل لَهُ انكسار من ذَلِك الْوَقْت، ثمَّ سَافر مَعَ الْعَسْكَر إِلَى دفع اللنك فَمَاتَ قبل الْوُصُول فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَدفن باللجون وَقد زَاد على السّبْعين وَلم يستكمل نصف سنة بِيعَتْ دَاره وبستانه وَكَانَا موقوفين فِي وَفَاء دينه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. ذكره شَيخنَا فيإنبائه وَلم يذكرهُ فِي رفع الإصر فاستدركته فِي ذيله، وَقَالَ المقريزي: كَانَ يَنُوب عَن الْقُضَاة الْمَالِكِيَّة بِالْقَاهِرَةِ وَلَا يُفَارق قَاض إِلَّا بشر طَوِيل عريض حَتَّى عرف بشراسة الْخلق وَكَثْرَة المشارة وهجاه بَعضهم بِقِطْعَة طَوِيلَة مِنْهَا يَا ابْن الْجلَال شنقك حَلَال وَقَالَ فِي عقوده أَنه مَا زَالَ يروم الْقَضَاء حَتَّى تقلده فَلم يمتع بِهِ وَلَا حمد فِيهِ عَفا الله عَنهُ. عَليّ بن يُوسُف بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي تكين بن عبد الله النُّور أَبُو الْحسن بن قَاضِي الْقُضَاة الْجمال بن أبي البركات الخيربرتي الأَصْل بِفَتْح الْمُعْجَمَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة مُهْملَة وموحدة مَكْسُورَة ثمَّ مُهْملَة

بعْدهَا مثناة فوقانية نِسْبَة إِلَى خرت برت الْحلَبِي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْمَلْطِي وَأحمد فِي نسبه لَيْسَ عِنْد شَيخنَا. ذكره النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجَمه وبيض لَهُ. عَليّ بن يُوسُف الخواجا نور الدّين البهلوان. مضى فِيمَن جده إِسْمَاعِيل. عَليّ بن يُوسُف نزيل الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وأخو القَاضِي شهَاب الدّين الصُّوفِي. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشر رَجَب سنة. عَليّ بن يُوسُف النَّوَوِيّ. فَقِيه فَاضل شَافِعِيّ شهد فِي إجَازَة النوبي فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَبَلغنِي أَنه مِمَّن يدرس الْفِقْه ويتكسب بِالشَّهَادَةِ مَعَ الْخَيْر والتقلل والتقنع وَحج.) عَليّ بن يُونُس بن يُوسُف بن مَسْعُود القلعي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزيل العقيبة الصُّغْرَى بِدِمَشْق. ولد قبل سنة خمسين وَسَبْعمائة وَقَالَ أَنه سمع البُخَارِيّ على أبي المحاسن يُوسُف بن مُحَمَّد القباني وَبَعض مُسلم على الياسوفي وخليل الْقُدسِي والشفا على المحيوي الرَّحبِي وَحدث أَخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَكَانَ يُؤَدب الأصفال جوَار حمام القواس. عَليّ شاه بن فَخر الدّين بن عَليّ الشغنارقي. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وبيض. عَليّ بن سعد الدّين ملك الْحَبَشَة. فِي ابْن مُحَمَّد. عَليّ بن صدر الدّين الأردبيلي ثمَّ الْمَقْدِسِي. فِي ابْن مُحَمَّد بن الصفي. عَليّ بن الْبُرْهَان الْمصْرِيّ. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. عَليّ نور الدّين بن بطيخ الْمقري. ذكرته فِي الْمُوَحدَة من الْآبَاء. عَليّ الْعَلَاء بن الْجَزرِي. فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف. عَليّ الْعَلَاء بن الجندي الْمحلي الْحَنَفِيّ نقيب الشَّافِعِي. فِي ابْن مُحَمَّد بن خضر بن أَيُّوب. عَليّ بن السدار. عَليّ بن شيخون اثْنَان: مدولب وَهُوَ ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد وعكام وَهُوَ ابْن وهما ابْنا عَم. عَليّ عَلَاء الدّين بن الصَّابُونِي. فِي ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان. عَليّ عَلَاء الدّين بن الطبلاوي الْوَالِي. فِي ابْن عبد الله بن مُحَمَّد عَليّ بن عراق الدِّمَشْقِي. فِي ابْن عبد الرَّحْمَن. عَليّ بن الْعَنْبَري الدِّمَشْقِي. بنى بهَا غربي سويقة صاروجا على بُسْتَان المتوجه إِلَى الصالحية مَسْجِدا وَعمل فِيهِ مَعَ صغره خطْبَة فَلَمَّا بنى برسباي جَامعه الشهير بالسويقة الْمَذْكُورَة بطلت الْخطْبَة مِنْهُ. مَاتَ فِي مستهل ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَدفن بالمقبرة الَّتِي تجاه مَسْجده. ذكره ابْن اللبودي. عَليّ بن عين الغزال الْحُسَيْنِي سكنا. فِي ابْن أَحْمد ابْن خَلِيل. عَليّ الْعَلَاء الكركي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن المزوار. مَاتَ فَجْأَة فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ قد بَاشر حسبَة نابلس ثمَّ قَضَاء بَلَده وَكِتَابَة

سرها بعناية الْجمال نَاظر الْخَاص وَكَذَا ولي قَضَاء غَزَّة ثمَّ الْقُدس غير مرّة سامحه الله وإيانا. عَليّ الْعَلَاء بن مُفْلِح الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ قاضيها. كَانَ جيدا عفيفا مَقْبُولًا بَين النَّاس. مَاتَ بقرية ديماس من قرى دمشق فِي شعْبَان سنة ثَلَاث من أثر كي كواه لَهُ تمرلنك على ظَهره، قَالَه) الْعَيْنِيّ، قلت وَهُوَ ابْن. عَليّ الْعَلَاء بن المكللة مُتَوَلِّي منفلوط. قَتله عرب بني كلب فِي أَوَاخِر ربيع الأول سنة أَربع. قَالَه الْعَيْنِيّ أَيْضا. عَليّ بن الوردي اثْنَان: ابْن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن أَحْمد وَابْن مُوسَى بن عِيسَى بن عبد الله. عَليّ الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْكرْمَانِي الشَّافِعِي. قدم من كرمان إِلَى دمشق بعد الْأَرْبَعين فَنزل البادرائية مِنْهَا وَقُرِئَ عَلَيْهِ التَّلْخِيص وَتَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَغير ذَلِك وَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ النَّجْم بن قَاضِي عجلون، ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة وَصَارَ بهَا شيخ الشُّيُوخ بالبسطامية واشتهر بمزيد الْفَضِيلَة فاستقر بِهِ الظَّاهِر جقمق بسفارة الشَّيْخ على العجمي الْمُحْتَسب فِي مشيخة سعيد السُّعَدَاء بعد عزل أبي الْفَتْح بن القاياتي إِلَى أَن مَاتَ بالطاعون فِي ثَانِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين، وَكَانَ فَاضلا عَلامَة صَالحا خيرا سَاكِنا منجمعا مَحْمُود السِّيرَة حضرت دروسه مَعَ الفتحي وَبَلغنِي أَن من شُيُوخه سعد الدّين لر من طلبة التَّفْتَازَانِيّ وَأَنه كَانَ يحفظ الْمشكاة ويجيد إقراء الْكَشَّاف والبيضاوي وَأَنه لما مَاتَ وجدت لَهُ دَرَاهِم كَثِيرَة وَأنكر السُّلْطَان ذَلِك فَالله أعلم. عَليّ نور الدّين أَبُو الْحسن السنيكي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. قدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ الْقُرْآن وَحضر دروس الْمَنَاوِيّ وَغَيره بل سمع على شَيخنَا رَفِيقًا لبلديه الزين زَكَرِيَّا وعاش حَتَّى أدْرك ولَايَته فَلم يحصل مِنْهُ على طائل مَعَ شدَّة فقره وضرره وانقطاعه. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقد قَارب السّبْعين رَحمَه الله. عَليّ الْمَدْعُو ملا عَليّ الْكرْمَانِي. فِي ابْن شهَاب الدّين. عَليّ الأسيوطي وَيعرف بِأبي الْحلق. شيخ ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ: كَانَ مِمَّن يعْتَقد وتذكر عَنهُ مكاشفات كَثِيرَة. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. عَليّ وَيعرف بالشيخ حدندل. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه أَيْضا وَقَالَ: كَانَ أحد من يعْتَقد وَهُوَ مجذوب. مَاتَ فِي صفر سنة أَربع وَعشْرين انْتهى، وَأَظنهُ صَاحب الضريح بالروضة خَارج بَاب النَّصْر. عَليّ الْعَلَاء عُصْفُور الْمكتب. فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد النصير. عَليّ السَّيِّد زين الدّين الْجِرْجَانِيّ. فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ. عَليّ الْعَلَاء القابوني. فِي ابْن مُحَمَّد. عَليّ الْعَلَاء الْمكتب. أُشير إِلَيْهِ قَرِيبا. عَليّ الْعَلَاء وَالِي الغربية وَكَاشف الْوَجْه البحري ويوصف بالأمير.

مَاتَ فِي حادي عشري) ربيع الأول سنة أرخه المقريزي. عَليّ نور الدّين الْبُحَيْرِي الْمَالِكِي. فِي ابْن مُوسَى بن جلال بن أَحْمد. عَليّ نور الدّين الْبُرُلُّسِيّ ثمَّ الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي. مِمَّن لَازم السنوري بل وَأخذ عَن التقي الشمني وَغَيره وَجلسَ شَاهدا، وَهُوَ فَقير جدا يرجع لدين وَخير. عَليّ نور الدّين البنيثم القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الْخَطِيب. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ: كَانَ حسن السمت سليم الْفطْرَة خطب فِي جَامع الْأَزْهَر مَرَّات نِيَابَة عني واغتبطوا بِهِ. مَاتَ فِي سادس عشري ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَأَرْبَعين. عَليّ نور الدّين البيري القاهري الشَّافِعِي نزيل سعيد السُّعَدَاء وَأحد صلحاء صوفيتها، مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَسبعين وَأَظنهُ جَازَ السِّتين وَكَانَ يتكسب من النساخة ويراجعني فِي أَشْيَاء من الحَدِيث وَغَيره مِمَّا يمر بِهِ وَلَا يلوي على أهل وَلَا مَال وَكنت أحبه رَحمَه الله. عَليّ نور الدّين السطحي نِسْبَة لسطح جَامع الْحَاكِم. شيخ مُعْتَقد من رُفَقَاء البوصيري ويوسف الصفي، مَاتَ فِي سنة أَربع وَعشْرين. عَليّ نور الدّين السفطي. كَانَ يتعانى الشَّهَادَة عِنْد الْأُمَرَاء بل بَاشر نظم البيمارستان مُدَّة ثمَّ ولي وكَالَة بَيت المَال وَالْكِسْوَة مَاتَ فِي سلخ جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَقد جَازَ الْخمسين. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والعيني وأرخه فِي مستهل رَجَب بِالنّظرِ لخُرُوج جنَازَته وَقَالَ أَنه كَانَ جيدا مشكور السِّيرَة وَلكنه كَانَ عريا عَن الْعلم وَاسْتقر بعده فِي الْوكَالَة الشَّمْس الحلاوي. قلت: وَهُوَ ابْن مُحَمَّد بن ثامر الْقرشِي الْأمَوِي. ولد بسفط الحنا من الشرقية وَكَانَ أَبوهُ خطيبها وَحفظ عِنْده الْقُرْآن ثمَّ تحول مِنْهَا لِأَخِيهِ شمس الدّين مُحَمَّد وَحفظ الْمِنْهَاج وَعرضه على شُيُوخ عصره وَمِمَّا بَاشرهُ الصرغتمشية والحجازية وَالشَّهَادَة بيبرس، وَكَانَ طوَالًا جدا مَعَ حسن الْخط والشكالة والوجاهة بِحَيْثُ ترشح لكتابة السرفي أَيَّام الْأَشْرَف وَلما مَاتَ قَالَ سميه ابْن مُفْلِح: الْآن آمَنت على وظائقي. عَليّ نور الدّين السفطي نِسْبَة لسفط قليشان بالبحيرة ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي وَيعرف بالوراق لنزوله حِين قدومه من بِلَاده عِنْد أَحْمد الْوراق وَاسم وَالِده حجاج. حفظ الْقُرْآن وكتبا) واشتغل كثيرا ولازم الزين عبَادَة بل أَخذ يَسِيرا عَن الْبِسَاطِيّ وَغَيره وانتفع بِابْن المجدي فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا وبالحناوي وَغَيره فِي الْعَرَبيَّة وبالمحلى فِي الْأُصُول قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه لجمع الْجَوَامِع وَكَذَا أَخذ عَن الْأمين الأقصرائي ولازمه وَابْن الْهمام والشمني وَسمع الزين الزَّرْكَشِيّ وَغَيره وَالْكثير على شَيخنَا وَمن ذَلِك الشاطبية بِقِرَاءَة التَّاج

السكندري وتصدى لإقراء الطّلبَة فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَرَبيَّة أخي الزين أَبُو بكر وَكَانَ كثير الابتهاج بِهِ وَالثنَاء عَلَيْهِ والشرف عبد الْحق السنباطي والزين يس البلبيسي والخطيب الوزيري، وتنزل فِي صوفية الأشرفية برسباي أول مَا فتحت وَتكلم فِي وقف طوغان دوادار تغرى بردى البكلمشي وَعظم اخْتِصَاصه بالحسام بن حريز بِحَيْثُ استنابه فِي تدريس الصالحية بل يُقَال أَنه فوض إِلَيْهِ الْقَضَاء وَأَن الْوراق قَرَأَ عَلَيْهِ، وَكَانَ إنْسَانا خيرا متواضعا قانعا منجمعا متوددا محبا فِي الْفُضَلَاء بَلغنِي أَنه كتب شَيْئا فِي الْحساب وَعمل منسكا وَلم يكن بالذكي مَعَ اعتنائه بِالرَّمْي ووقوفه مَعَ الرُّمَاة بالمرمى الَّتِي بالمخيمين. مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ عقب موت أَوْلَاده بالطاعون وَقد جَازَ السِّتين وَصلي عَلَيْهِ فِي بَاب الْوَزير وَدفن بِالْقربِ من تربة قلمطاي رَحمَه الله وإيانا. عَليّ نور الدّين الصُّوفِي. فِي ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد. عَليّ نور الدّين الضَّرِير الْمقري مؤدب الْأَطْفَال بِالْمَسْجِدِ المجاور لجامع المغاربة دَاخل بَاب الشعرية وَإِمَام الْجَامِع الْمَذْكُور. مَاتَ عَن قريب السّبْعين ظنا فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين، وَكَانَ حسن التَّعْلِيم خيرا طري النغمة انْتفع بِهِ جمَاعَة فِي ذَلِك. عَليّ نور الدّين الطَّيِّبِيّ الشَّافِعِي تلميذ الأدمِيّ تميز فِي الْفِقْه وَغَيره وأقرأ فِي الطباق وَشهد وَتخرج بِهِ أَبُو الْحجَّاج السُّيُوطِيّ. عَليّ نور الدّين مؤدب الْأَطْفَال آخر سوى الضَّرِير الْمَذْكُور قبله. كَانَ شيخ الميعاد بزاوية الشَّيْخ عَليّ البطائحي السدار بِرَأْس حارة الرّوم من الْقَاهِرَة. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين رَحمَه الله. عَليّ نور الدّين النهياوي القاهري الْوَاعِظ أحد صوفية الجمالية. مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَسبعين وَكَانَ سَاكِنا لَا بَأْس بِهِ من خِيَار الوعاظ صاهره عبد الْقَادِر الفاخوري على ابْنَته وَصَبَرت على بليته.) عَليّ نور الدّين الْهوى التَّاجِر. توسل حَتَّى اتَّصل بابنة الْبُرْهَان بن عليبة على كره مِنْهُ وَمن ولديه وَآل أَمرهم إِلَى افتدائها مِنْهُ بِنَحْوِ خَمْسمِائَة دِينَار فَأكْثر وسافر إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَكَانَت منيته بهَا فِي رَجَب سنة خمس وَسبعين بعد فعله بهَا بعض الْقرب وَخلف شَيْئا كثيرا سامحه الله وإيانا. عَليّ نور الدّين الْوراق: اثْنَان أَحدهمَا الْمَاضِي قَرِيبا وَأَنه من فضلاء الْمَالِكِيَّة وَاسم أَبِيه حجاج وَالْآخر كَاتب غيبَة الأشرفية. مَاتَ فِي شَوَّال سنة

اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَقد زَاد على السّبْعين ظنا، وَكَانَ سَاكِنا لَا بَأْس بِهِ فِي طائفته. عَليّ الأسطا الأرزنجاني وَالِد يَعْقُوب شاه الْآتِي. قدم من بِلَاده إِلَى الرّوم ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة فِي أول سلطنة الْمُؤَيد واختص بِخِدْمَة الناصري بن الْبَارِزِيّ ثمَّ انْتقل لبيت السُّلْطَان وَتقدم فِي الْقوس علما وَعَملا بِحَيْثُ عرف بالأسطا، وَحج سبع مرار وَعمر نَحْو الْمِائَة حَتَّى مَاتَ وَكَانَ خيرا من وَلَده. عَليّ الشهير بِولد أبي الْعَطَّار الْمصْرِيّ الْمَكِّيّ. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد. على أَبُو فَرْوَة الجبرتي، مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. عَليّ بدوي. يَأْتِي فِي عَليّ الثَّقَفِيّ قَرِيبا. عَليّ برددار أزبك. فِي إِبْرَاهِيم بن عَليّ. عَليّ البسطي المغربي. هُوَ ابْن مضى. عَليّ الْبَغْدَادِيّ الفران مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. عَليّ البهائي الغزولي مَوْلَاهُم الدِّمَشْقِي الأديب، مَاتَ سنة خمس عشرَة. عَليّ التركي وَيعرف بالشيخ عَليّ. فَقير مُعْتَقد كَانَ أَبوهُ من المماليك السُّلْطَانِيَّة فاستقر بعده فِي خدمَة النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون لكنه أَخذ فِي سلوك طَرِيق الْخَيْر من صغره بِحَيْثُ اجْتمع بِرَجُل يُقَال لَهُ عمر المغربي وتسلك بِهِ حَتَّى صَار إِمَامًا يقْتَدى بِهِ فِي الزّهْد والورع والمعارف الإلهية والعلوم الربانية من غير دَعْوَى وَلَا تزيي بطرِيق المرابين مَعَ الاقتصاد فِي اللّبْس والتقنع وَالرَّغْبَة فِي الِانْفِرَاد واشتغاله بِمَا يعنيه وَكلما عرف بِجِهَة تحول إِلَى غَيرهَا حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانِينَ سنة وَقد مضى فِي ابْن عبد الله. عَليّ الثَّقَفِيّ الْمَكِّيّ السمان بهَا وَيعرف بعلي بدوي. مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَقد رَأَيْته وَكَانَ يحب خدمَة الصَّالِحين وَالْعُلَمَاء وَيَقْضِي حوائجهم وَكنت مِمَّن فعل معي ذَلِك، أرخه) ابْن فَهد. عَليّ الجبالي الْوَلِيّ الشهير نزيل جبل المنارة خَارج تونس. مَاتَ بِهِ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَأَرْبَعين أرخه ابْن عزم. عَليّ الجبرتي نزيل سطح جَامع الْأَزْهَر. فِي ابْن يُوسُف بن صير الدّين بن مُوسَى. عَليّ الجبرتي آخر شيخ صَالح مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة خمس وَخمسين أرخه ابْن فَهد. عَليّ الْحَمَوِيّ الخواجا الْأَعْرَج. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ أرخه ابْن فَهد. عَليّ الحيحي المغربي شيخ رِبَاط المغاربة بِمَكَّة. مَاتَ فِي الْمحرم سنة

أَربع وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد. عَليّ الخباز الضَّرِير الْمُقْرِئ. تَلا بالسبع على ابْن أَسد وأقرأ الطّلبَة وَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ عمر بن قَاسم إِمَام مَسْجِد قانم. مَاتَ قَرِيبا من سنة سِتِّينَ أَو بعْدهَا. عَليّ الشهير بخروعة يماني، شيخ صَالح مُعْتَقد مجذوب تحكى لَهُ كرامات كَانَ فِي أول أمره ذَا صُورَة حَسَنَة ويغني غناء حسنا ثمَّ انجذب وَكَانَ بعد الْعشْرين مُقيما خَارج بَاب الندوة لَا يكلم أحدا وَعَلِيهِ أَثوَاب خلقَة متضمخة بالقاذورات وَمهما أعْطى من الدَّرَاهِم يَضَعهُ فِي الجدرات فَيَأْخذهُ النَّاس وَكَانَت إِحْدَى يَدَيْهِ ملفوفة فَكَانَ يظنّ أَنَّهَا مَقْطُوعَة أَو نَحْو ذَلِك، ثمَّ انْتقل بعد الثَّلَاثِينَ إِلَى المعلاة فَأَقَامَ فِي بعض الأفران الخالية وَظهر أَن يَده صَحِيحَة وتزايد اعْتِقَاد الْعَامَّة فِيهِ. مَاتَ بِمَكَّة فِي سلخ رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَحمل نعشه على الرُّءُوس وَبني قَبره وَصَارَ مَقْصُودا للتبرك والزيارة. ذكره ابْن فَهد مطولا وَقد رَآهُ أَولا وَثَانِيا. عَليّ الدجوي: اثْنَان ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حيدرة وَابْن مُحَمَّد بن أَحْمد. عَليّ الدورسي البستاني. لقِيه الْحَافِظ ابْن مُوسَى فِي سنة خمس عشرَة فَذكر لَهُ أَن لَهُ من الْعُمر مائَة سنة وَسنة وَهُوَ قوي البنية شَدِيد الْحَواس يصعد شجر الْجَوْز فَقَرَأَ عَلَيْهِ بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة وَسمع الأبي واستجازه لجَماعَة كَابْن شَيخنَا وَبني ابْن فَهد وَأَظنهُ ابْن فَينْظر. عَليّ الديروطي الْمقري. فِي ابْن عبد الله بن عبد الْقَادِر. عَليّ الرِّفَاعِي. مَاتَ فِي وسط جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ متواضعا متأدبا حسن الْعشْرَة مَعَ النَّاس والطائفة الأحمدية عَار من الْفَضِيلَة، ذكره الْعَيْنِيّ. عَليّ الرملاوي ثمَّ الْمَكِّيّ الْعَطَّار فِيهَا. مضى فِي ابْن خَلِيل بن رسْلَان.) عَليّ الرُّومِي. مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة سِتّ وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. عَليّ السطيح. فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله. عَليّ الشلبي. مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة سبع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. وَهُوَ ابْن حمدَان. عَليّ شيخ العجمي نزيل مَكَّة وَأحد جمَاعَة الشَّيْخ مُحَمَّد بن قاوان، تَاجر يلقب بالخواجا. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأوصى للشَّافِعِيّ بِأَرْبَعِينَ وَلكُل وَاحِد من بَاقِي الْقُضَاة الْأَرْبَعَة بِعشْرين. عَليّ الْعُرْيَان كَانَت لَهُ معرفَة حَسَنَة بالتعبير. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ الصَّامِت الْعُرْيَان. شَاب مُعْتَقد بَين الْعَوام. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين. عَليّ القادري اللبان أحد من يعْتَقد وَمِمَّنْ كَانَ يذكر أَنه أَخذ عَن الشهَاب بن الناصح. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَخمسين. عَليّ الْقُدسِي الْمُؤَدب مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ أرخ الثَّلَاثَة الْمُنِير. عَليّ الْقَرَافِيّ الْحَنَفِيّ نَائِب الحكم بمركز دَار التفاح، مَاتَ سنة سِتّ عشرَة. عَليّ الْقزْوِينِي الفرخة، سَقَطت. عَليّ القلندري صَاحب الزاوية خَارج الصَّحرَاء وَأحد من يعْتَقد. مَاتَ سنة ثَلَاث وَعشْرين. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. عَليّ القليوبي ثمَّ القاهري شيخ مَذْكُور بالجذب وَالْأَحْوَال الدَّالَّة على الْكَشْف بِحَيْثُ اتّفق الجم الْغَفِير على اعْتِقَاده. مَاتَ فَجْأَة فِي الْمحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة الأمشاطي رَحمَه الله. طولته فِي الوفيات. عَليّ القمني اثْنَان شَاهِدَانِ أَحدهمَا اسْم أَبِيه مُحَمَّد بن خلد بن عبد الله بن عَليّ مضى وَالْآخر ابْن مُحَمَّد مضى أَيْضا. عَليّ الْكَاتِب عُصْفُور. فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد النصير. عَليّ الْكِنَانِي الحبيبي. فِي ابْن آدم. عَليّ الكيلاني الشَّافِعِي. رَأَيْته فِيمَن عرض عَلَيْهِ سنة خمس وَتِسْعين وَأَظنهُ ملا عَليّ الْمَاضِي فِيمَن أَبوهُ نور الله. عَليّ كهنفوش. شيخ أعجمي مُعْتَقد يُقَال أَنه جركسي الْجِنْس سكن الْعَجم وَكَانَ مشكور السِّيرَة) مَحْمُود الطَّرِيقَة ذَا حَظّ عِنْد الأتراك بل وَمن الْمُؤَيد نير الْوَجْه عَلَيْهِ خفر وينتمي لإِبْرَاهِيم بن أدهم وَأَتْبَاعه يحكمون لَهُ الكرامات الهائلة وَهُوَ صَاحب الزاوية بقبة النَّصْر خَارج الْقَاهِرَة بناها لَهُ سودون الشيرخوني النَّائِب وَأَسْكَنَهُ فِيهَا. مَاتَ بهَا فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَعشْرين. وَقد مضى مريده إِبْرَاهِيم العجمي الكنفوشي. ذكره الْمُنِير وَغَيره والزاوية مَعْرُوفَة بِهِ إِلَى الْآن وَأَظنهُ دفن بهَا. عَليّ الْمحلي ثمَّ الْمَكِّيّ الْعَطَّار بِبَاب السَّلَام والساكن برباط الْعَبَّاس، كَانَ مُبَارَكًا. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ، أرخه ابْن فَهد. عَليّ المغربي الْعَطَّار بِمَكَّة، مَاتَ بهَا فِي الْمحرم. عَليّ المغيربي، فِي ابْن أَحْمد بن حسن. عَليّ اليمني، مضى فِي عَليّ خروعة.

عمار الْكرْدِي، هُوَ عبد الْغفار بن مُوسَى، مضى. عمار بن خمليش، شيخ أَوْلَاد حُسَيْن عرب فاس. عمار بن عبد الرَّحِيم بن حسن الغرياني نِسْبَة لبني غريان بِمُعْجَمَة مَكْسُورَة ثمَّ مُهْملَة سَاكِنة بعْدهَا مثناة تَحْتَانِيَّة ثمَّ نون بِالْقربِ من تفهنا ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أحد القدماء من عدُول الصليبة تجاه الصرغتمشية بل هُوَ أحد طلبتها حمل عني شرح ألفية الْعِرَاقِيّ للناظم بعد أَن كتبه. عمار بن مُحَمَّد بن عمار، يَأْتِي فِي يحيى فَهُوَ اسْمه وعمار لقبه وَمَعَ ذَلِك. عمار الحوفي الشَّافِعِي نزيل صرد من الغربية. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عمرَان بن إِدْرِيس بن معمر بِالتَّشْدِيدِ الزين أَبُو مُوسَى الْكِنَانِي الجلجولي الْمَقْدِسِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي القادري الْمقري. ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بجلجوليا وَسمع من ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَأحمد بن النَّجْم وَمُحَمّد بن الْمُحب عبد الله الْمَقْدِسِي وَمِمَّا سَمعه مِنْهُ جُزْء ابْن بخيت وعَلى الأول التِّرْمِذِيّ وعَلى الثَّانِي مشيخة الْفَخر ولازم التَّاج السُّبْكِيّ وَغَيره فِي الْفِقْه وَغَيره وَأخذ الْقرَاءَات عَن ابْن اللبان وَابْن السلار وتميز فِيهَا وأقرأ، وَحصل لَهُ ثقل فِي لِسَانه فَكَانَ لَا يفصح بالْكلَام ويجيد الْقِرَاءَة حسنا وَكَانَ مَعَ علمه بالقراءات فَاضلا ظريفا أكولا جدا ذَا نظم لكنه غير طائل ويحج على قَضَاء الركب الشَّامي فَقير النَّفس لَا يزَال يظْهر الْفَاقَة وَإِذا حصلت لَهُ وَظِيفَة نزل عَنْهَا، غير مَحْمُود فِي قَضَائِهِ، مَاتَ بِدِمَشْق أَيَّام الْحصار فِي) رَجَب أَو شعْبَان سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والتقي بن فَهد وَابْن خطيب الناصرية وَقَالَ أَنه من بقايا الشُّيُوخ كتب عَنهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي لما قدم حلب، وأرخ شَيخنَا مولده فِي مُعْجَمه بعد الْأَرْبَعين وَالْمُعْتَمد الأول وَكَأَنَّهُ رام أَن يكْتب بعد الثَّلَاثِينَ فَسبق الْقَلَم وَزَاد فِي نِسْبَة بعد إِدْرِيس أَحْمد وَقَالَ: أجَاز لي وَلم نجد لَهُ شَيْئا على قدر سنه وَلم يكن مَحْمُودًا، وَذكره المقريزي فِي عقوده فَقَالَ عمرَان بن مُوسَى بن أَحْمد بن إِدْرِيس بن معمر، وَتبع شَيخنَا فِي كَونه ولد بعد الْأَرْبَعين وَجزم فِي وَفَاته برجب قَالَ: وَكَانَ لَهُ سَماع من مُحَمَّد بن عبد الحميد الْمَقْدِسِي كَذَا قَالَ. عمرَان بن غَازِي بن مُحَمَّد بن غَازِي الزين المغربي الْمَالِكِي نزيل الْقَاهِرَة وَأحد التُّجَّار المتمولين وَيعرف بِابْن غَازِي، تزوج فَاطِمَة ابْنة أبي أُمَامَة مُحَمَّد بن النقاش واستولدها ابْنة عليا الْمَاضِي فأتلف عَلَيْهِ أَمْوَالًا جمة وَكَانَت بِسَبَبِهِ حوادث أُشير إِلَيْهَا هُنَاكَ وَمَعَ ابتلائه بِمَا تقدم كَانَ كثير المرافعة فِي صاحبنا أبي عبد الله البرنتيسي حَتَّى أتلف عَلَيْهِ مَاله بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك سَببا لقهره، بل وَأخذ وَخَلِيفَة المتجر

السلطاني بإسكندرية ثمَّ صودر وَوضع فِي الْحَدِيد وقاسى شَدَائِد وَالْجَزَاء من جنس الْعَمَل. عمرَان بن مُوسَى بن أَحْمد بن معمر الجلجولي، هُوَ الأول تحرف. عَمْرو بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى بن أَمِير تونس، مَاتَ سنة بضع وَعشْرين وَرَأَيْت من سَمَّاهُ عمر فيحرر الصَّوَاب. عَمْرو بن عُثْمَان ابْن لصاحبنا الْفَخر الديمي الأَصْل الْأَزْهَرِي. فطن ذكي سمع على جمَاعَة بِقِرَاءَة أَبِيه وبقرائتي بل سمع مني أَيْضا. وَمَات قبل بُلُوغه فِي الطَّاعُون سنة أَربع وَسِتِّينَ عوضه الله الْجنَّة. عمر بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر البانياسي البباني بموحدتين مفتوحتين ثمَّ نون الْكرْدِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بعمر الْكرْدِي، نَشأ ببلاده فحفظ الْقُرْآن واشتغل فِيهَا وَفِي غَيرهَا وَقدم الْقَاهِرَة بعد الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء إِلَى أَن انجذب وَطَالَ أمره فِي ذَلِك مَعَ مداومته على الْخمس والاغتسال لكل صَلَاة بِالْمَاءِ الْبَارِد صيفا وشتاء وَلما اسْتَقر ابْن حسان فِي مشيختها قلق من ذَلِك وَصَارَ يشافهه بِبَعْض الْمَكْرُوه وَهُوَ يتَحَمَّل وَمَا) علمت سَببه ثمَّ بعد مُدَّة تحول لجامع قيدان على الخليج الناصري ظَاهر الْقَاهِرَة وعمرت تِلْكَ النَّاحِيَة لِكَثْرَة من يَقْصِدهُ من الْخَاصَّة والعامة للزيارة والتبرك بدعائه وَرُبمَا تقع هُنَاكَ مَنَاكِير ومفاسد لَا يعلم هُوَ بهَا، وَكَثِيرًا مَا كَانَ يحتجب ويقفل الْجَامِع وَقد اجْتمعت بِهِ هُنَاكَ بل وَفِي سعيد السُّعَدَاء غير مرّة وأحضر إِلَيْنَا خبْزًا كثيرا وجبنا وَغير ذَلِك بِدُونِ تكلّف بل بهمة وانشراح وَكنت ألتذ بعبارته الرائقة وكلماته الفصيحة اللائقة مَعَ مزِيد تودده وتكرمه وإيثاره بِمَا يرد عَلَيْهِ من الفتوحات بل ويستدين أَيْضا من الباعة مَا يطعمهُ لمن يرد عَلَيْهِ وَالنَّاس يُوفونَ عَنهُ، مَاتَ بالجامع الْمَذْكُور فِي صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَصلي عَلَيْهِ هُنَاكَ بعد أَن غسل ثمَّ غسل بِتِلْكَ الْبركَة ثَلَاثًا على عَادَته فِي مشْهد حافل تقدمهم الْعلم البُلْقِينِيّ ثمَّ حمل حَتَّى دفن بتربة الظَّاهِر خشقدم فِي قبَّة النَّصْر بعد أَن تَكَرَّرت الصَّلَاة عَلَيْهِ مرّة بعد أُخْرَى وَحمل نعشه على الْأَصَابِع مَعَ بعد الْمسَافَة رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. عمر بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان الزين الرهاوي الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي، اشْتغل بِدِمَشْق على الشَّمْس الْموصِلِي الشَّافِعِي وبحلب عَليّ أبي الْمَعَالِي بن عشاير وبرع فِي الْأَدَب وَالنّظم والنثر وصناعة الْإِنْشَاء وَكتب خطا حسنا وَفِي آخر عمره قَرَأَ على الْعِزّ أبي الْبَقَاء الحاضري الْحَنَفِيّ الْمُغنِي وَكتب الْإِنْشَاء بحلب، ثمَّ اسْتَقل بصحابة ديوَان الْإِنْشَاء بهَا عوضا عَن نَاصِر الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الطّيب سِنِين

ثمَّ ولي خطابة الْجَامِع الْأمَوِي بحلب بعد وَفَاة أبي البركات الْأنْصَارِيّ وباشرها بِنَفسِهِ، وَكَانَ فَاضلا ذَا مُرُوءَة وعصبية، وَمن نظمه: (وحائك يحيكه بدر الدجى ... وَجها وتحكيه القنا قدا) (ينسج أكفانا لعشاقه ... من غزل جفنيه وَقد سدا) (طَاف الأمالي دون أهل الْهوى ... وشقة الْبعد لَهُم مدى) (فَمن رَآهُ ظلّ فِي حيرة ... إِلَى طَرِيق الرشد لَا يهدى) (وَكلما هم بسلوانه ... من بَين أيديه يرى سدا) وَمِنْه متشوقا من مصر إِلَى أَهله وهم بحلب: (يَا غائبين وَفِي سري محلهم ... دم الْفُؤَاد بِسَهْم الْبَين مسفوك) (أشتاقكم ودموع الْعين جَارِيَة ... وَالْقلب فِي ربقة الْأَسْوَاق مَمْلُوك) مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ بحلب وَصلي عَلَيْهِ بعد الْجُمُعَة على بَاب دَار الْعدْل بِحَضْرَة) نَائِب الْبَلَد وَدفن بمشهد الْحُسَيْن بسفح جبل جوشن وَفِيه قَول الزين بن الْخَرَّاط: (فِي الرهاوي لي مديح ... مسيرًا عجز الحلاوي) (قد أطرب السامعين طرا ... وَكَيف لَا وَهُوَ فِي الرهاوي) ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَتَبعهُ شَيخنَا فِي إنبائه. عمر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هبة الله الْكَمَال أَبُو حَفْص بن الْكَمَال أبي إِسْحَق بن نَاصِر الدّين أبي عبد الله بن الْكَمَال أبي حَفْص الْعقيلِيّ الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن العديم وبابن أبي جَرَادَة. ولد سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة كَمَا جزم بِهِ شَيخنَا فِي إنبائه، وَأما فِي رفع الأصر فَقَالَ فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ، وَهُوَ الَّذِي فِي عُقُود المقريزي بحلب وَنَشَأ بهَا فاشتغل وَحصل طرفا من الْفِقْه وأصوله وَسمع الحَدِيث من أبن حبيب وَأَبِيهِ، وَولي قَضَاء الْعَسْكَر بِبَلَدِهِ وَكَذَا نَاب فِي الحكم فِيهَا عَن أَبِيه ثمَّ اسْتَقل بِهِ فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَحصل أملاكا وثروة كَبِيرَة، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة للاشتغال وَغَيره ثمَّ استوطنها لما طرق الططر الْبِلَاد الشامية وَأسر مَعَ من أسر وعوقب وَأخذ مِنْهُ مَال واعتقل مَعَ المعتقلين بقلعة حلب، ثمَّ خلص مَعَ بَقِيَّة الْقُضَاة بعد رُجُوع اللنك فَقَدمهَا فِي شَوَّال سنة ثَلَاث، وَحضر مجْلِس الْأمين الطرابلسي قاضيها ثمَّ سعى حَتَّى اسْتَقر عوضه فِي الْقَضَاء فِي رَجَب سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَكَذَا انتزع مشيخة الشيخونية من الشَّيْخ زَاده بِحكم الاحتلال عقله لمَرض أَصَابَهُ مَعَ وجود ولد لَهُ فَاضل اسْمه مَحْمُودًا كَانَ نَاب عَن أَبِيه فِيهَا مُدَّة فَمَا نَهَضَ لمدافعته وَذَلِكَ فِي سنة

ثَمَان وخالط الْأُمَرَاء وداخل الدولة وَكثر جاهه وَعظم مَاله سِيمَا وَلم يكن يتحاشى عَن جمع المَال من أَي وَجه كَانَ، قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: وَكَانَ كثير الْمُرُوءَة متواضعا بشوشا كثير الجرأة والأقدام والمبادرة إِلَى الْقيام فِي حَظّ نَفسه محبا جمع المَال بِكُل طَرِيق، وَفِي رفع الأصر: كَانَ شهما فصيحا مقداما يعاب بأَشْيَاء ويحمد بأَشْيَاء كَثِيرَة من التصعب لمن يَقْصِدهُ وَالْقِيَام مَعَ من يلوذ بِهِ، قَالَ: وقرأت بِخَط المقريزي كَانَ من شَره الْقُضَاة جرْأَة وجمعا وَحده وبادرة وتوثبا على الدُّنْيَا وتهافتا على جمع المَال من غير حلّه وتظاهرا بالربا وأفرط فِي استبدال الْأَوْقَاف وَكَانَ يفرط فِي التَّوَاضُع بِحَيْثُ يمشي على قَدَمَيْهِ من منزله إِلَى من يَقْصِدهُ من الأكابر، قَالَ وَفِي الْجُمْلَة كَانَ من رجال الدُّنْيَا، وَقَالَ غَيره من بَيت رياسة وَعلم وَقَضَاء أفتى ودرس وشارك فِي) الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول والْحَدِيث من رجال الدُّنْيَا دهاء ومكرا خَبِيرا بالسعي فِي أُمُوره يقظا غير متوان فِي حَاجته كثير العصبية لمن يَقْصِدهُ ماهرا فِي الحكم ذكيا وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية أَنه بَاشر بِحرْمَة وافرة وَكلمَة نَافِذَة وَكَانَ رَئِيسا كَبِيرا مُحْتَرما داهية وجيها عِنْد الْمُلُوك وأرخ. مولده فِي سنة سِتِّينَ وَإِحْدَى وَسِتِّينَ. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَالِث عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى عشرَة بعد أَن مرض شهرا وَنصفا وَرغب قبل مَوته لوَلَده نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَهُوَ شَاب عَن مشيخة الشيخونية وَقبلهَا المنصورية وباشرهما فِي حَيَاته وأوصاه أَن لَا يفتر عَن السَّعْي فِي الْقَضَاء فامتثل أمره وَاسْتقر بعده وَفِيه يَقُول عُثْمَان بن مُحَمَّد الشغري الْحَنَفِيّ: (ابْن العديم الَّذِي فِي عينه عور ... وَلَيْسَ محمودة فِي النَّاس سيرته) (أَلَيْسَ أَن عَلَيْهِ ستر عَوْرَته ... لَكِن نزُول الْقَضَاء أعمى بصيرته) عمر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرح بن عبد الله النظام أَبُو حَفْص بن التقي أبي إِسْمَاعِيل بن شيخ الْمَذْهَب الشَّمْس أبي عبد الله الراميني الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو الصَّدْر أبي بكر الْآتِي وأبوهما وَيعرف كسلفه بِابْن مُفْلِح. ولد فِي سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس بن الْأُسْتَاذ وَأحمد البقعي وَحفظ الزّهْد والجواهر كِلَاهُمَا من تصنيف أَبِيه والحاجبية وَغَيرهَا وتفقه بوالده وَعَمه الشّرف عبد الله وَغَيرهمَا وعنهما أَخذ الْأُصُول وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على الشّرف الْأَنْطَاكِي وَالشَّمْس الْهَرَوِيّ والشهاب الفندقي وَدخل الْقَاهِرَة قَدِيما فَحَضَرَ بهَا عِنْد السراج البُلْقِينِيّ والصدر الْمَنَاوِيّ وَالْوَلِيّ بن خلدون وَطَائِفَة وَسمع الحَدِيث على الْمُحب الصَّامِت والشهاب المرداوي وناصر الدّين مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَغَيرهم، وناب فِي الْقَضَاء عَن أَبِيه فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة

بِدِمَشْق وَعَن الْمجد سَالم بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ اسْتَقل بِقَضَاء غَزَّة فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَكَانَ أول حنبلي ولي بهَا كَمَا بَلغنِي عَنهُ ثمَّ اسْتَقل بِقَضَاء غَزَّة فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فِي حَيَاة عَمه مَعَ حرصه هُوَ كَانَ عَلَيْهِ فَمَا تمّ لَهُ وعزل عَنهُ مرَارًا بالعز عبد الْعَزِيز بن عَليّ الْبَغْدَادِيّ الْمَاضِي ثمَّ زهد فِيهِ حِين صرفه بحفيد عَمه الْبُرْهَان الْمَاضِي وَأذن لِابْنِ أَخِيه الْعَلَاء الْمَاضِي فِي السَّعْي عَلَيْهِ وأراحه الله مِنْهُ، وَقد حج مرَارًا آخرهَا قريب الْخمسين وزار بَيت الْمُقَدّس وابتنى بجوار منزله من الصالحية مدرسة لَطِيفَة ورزق فِي مِيرَاثه من النِّسَاء حظا، وباشر عدَّة تداريس ومشيخات وَغير ذَلِك وَعقد مجْلِس الْوَعْظ فِي كثير من الْبِلَاد كمصر وَالشَّام، بل وَحدث بهما وببيت) الْمُقَدّس وَغَيره، أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وَالْأَئِمَّة، أكثرت عَنهُ حِين لَقيته بِالْقَاهِرَةِ والصالحية، وَكَانَ خيرا سَاكِنا واعظا مستحضرا لما يلائم الْوَعْظ مَعَ مُشَاركَة فِي الْفِقْه وَنَحْوه وحرص على الْعِبَادَة والتهجد وصبر على الطّلبَة، وَهُوَ مِمَّن كَانَ لشَيْخِنَا بِهِ مزِيد عناية بِحَيْثُ أنزلهُ بجواره فِي بعض قدماته. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَدفن فِي الرَّوْضَة بسفح قاسيون عِنْد أسلافه مَعَ وَالِده وَهُوَ خَاتِمَة أَصْحَاب الْمُحب الصَّامِت بِالسَّمَاعِ رَحمَه الله وإيانا. عمر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد السراج الْعَبَّادِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الشَّاهِد بِرَأْس حارة برجوان تجاه الْمدرسَة الطوغانية، اشْتغل عِنْد بلديه والجلال الْبكْرِيّ وَغَيرهمَا كالجوجري والزيني زَكَرِيَّا ولازمني مُدَّة وَكتب شَيْئا من تصانيفي وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا، وَحج وَهُوَ أحد الْقُرَّاء عِنْد الْبَدْر نَاظر الجميش حفيد الْجمال نَاصِر الْخَاص. عمر بن إِبْرَاهِيم بن هَاشم بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْمُعْطِي بن عبد الْكَافِي السراج أَبُو حَفْص القمني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي ابْن أُخْت الزين أبي بكر الْآتِي، ولد قبيل سنة سبعين وَسَبْعمائة بقمن وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ ثمَّ حوله خَاله إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ التَّنْبِيه وألفية ابْن مَالك ومختصرا بن الْحَاجِب والشاطبية وعرضها على ابْن الملقن والأبناسي وتلا على الْفَخر الضَّرِير لأبي عَمْرو وَابْن كثير واشتغل فِي الْفِقْه على خَاله بل حضر فِيهِ عِنْد الأبناسي والبدر الطنبذي وَغَيرهمَا وَسمع دروس الْمُحب بن هِشَام فِي الْعَرَبيَّة وَلكنه لم يمهر وَسمع على عبد الله بن الْعَلَاء مغلطاي وَالشَّمْس بن الخشاب وَأبي الكويك وَأبي الْعَبَّاس بن الداية وعزيز الدّين المليجي وَابْن الشيخة والمطرز وَابْن الفصيح والعراقي والهيثمي والأبناسي وَنصر الله بن أَحْمد الكتاني والسويداوي والحلاوي وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن

الذَّهَبِيّ وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي وَعبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن الذَّهَبِيّ وَطَائِفَة، وَحج وَدخل الثغرين وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا ثمَّ أعرض عَنْهَا وَأم بالظاهرية الْقَدِيمَة وَلذَا قطنها، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ الْكثير، وَكَانَ خيرا ثِقَة عدلا مديما للتلاوة منجمعا عَن النَّاس، مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَمَاتَتْ زَوجته فَاطِمَة الْآتِيَة بعده بأيام رحمهمَا الله. عمر بن إِبْرَاهِيم بن القواس الدِّمَشْقِي السكرِي العابر، كَانَ يجيد تَعْبِير المنامات وَيجْلس على كرْسِي بالجامع وَقد طلب الحَدِيث كثيرا وَقَرَأَ وَسمع مَاتَ فَجْأَة وَهُوَ فِي الْخَلَاء وَلم يشعروا بِهِ إِلَّا ثَانِي يَوْم وَذَلِكَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.) عمر بن إِبْرَاهِيم الأخطابي، مِمَّن سمع عَليّ قريب التسعين. عمر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي أَخُو أبي الْقسم وَغَيره ويلقب بالفتى، خلف أَخَاهُ فِي الْوَظِيفَة، وَهُوَ فَقِيه خير يدرس ويفتي قَالَه الأهدل. عمر بن أَحْمد بن أَحْمد الْحلَبِي الدمياطي رافق أَبَا الطّيب بن البدراني فِي السماع على ابْن الكويك وأثبته الزين رضوَان كَذَلِك بِدُونِ زَائِد. عمر بن أَحْمد بن زيد السراج الجراعي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ ابْن أخي أبي بكر بن زيد الْآتِي لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فرز مني فِي قِرَاءَة البُخَارِيّ وَغَيره وَسَمَاع أَشْيَاء بل جاور قبل ذَلِك مَعَ عَمه وَسمع بقرَاءَته على النَّجْم عمر بن فَهد الْمسند. عمر بن أَحْمد بن صلح بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف أَو أَحْمد الزين بن الشهَاب بن الصّلاح أبي النّسك الْحلَبِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ صلح وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن السفاح سبط الشّرف مُوسَى بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس الْغَزِّي والأعزازي وَغَيرهمَا، وَحفظ التَّنْبِيه وألفية ابْن مَالك وَغَيرهمَا عرض على جمَاعَة وأحضر فِي الثَّالِثَة على عمر بن أيدغمش بل سمع على ابْن صديق وبالقاهرة على الشّرف بن الكويك فِي آخَرين، وَحج مرَارًا وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الْقَاهِرَة قَدِيما وحديثا غير مرّة واشتغل بالمباشرات من سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ أَو قبلهَا بِقَلِيل وتنقل فِي الْوَظَائِف ككتابة السِّرّ وَنظر الْجَيْش وَغَيرهمَا بِبَلَدِهِ وَنظر الْجَيْش بِالشَّام، وَلم يشْتَغل فِي الْعلم إِلَّا قَلِيلا وَلذَا كَانَ عَارِيا مِنْهُ وَوَصفه بِبَعْض أَصْحَابنَا بالمروءة التَّامَّة والشهامة وَالْعقل وَالْكَرم، وَقَالَ شَيخنَا فِي تَرْجَمَة أَبِيه من مُعْجَمه وَكَانَ قد انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الحلبيين بهَا ولأولاده انْتهى. وَقد حدث سمع مِنْهُ

الْفُضَلَاء بل سمع مِنْهُ شَيخنَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ حَدِيثا وَكَفاهُ فخرا بِهَذَا وَأما أَنا فَقَرَأت عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ وبحلب أَشْيَاء ولاشتغاله بالديون والخمول بِسَبَب توالي جَرّه الْأَمْوَال إِلَى أَرْبَاب الدولة تغير كثير من أَوْصَافه وَكَانَ فِي أول أمره بزِي الْجند فَلَمَّا اسْتَقر فِي المباشرات دور عمَامَته، وَمَات فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ عَفا الله عَنهُ وإيانا. عمر بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الريمي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده والآتي أَخُوهُ مُحَمَّد صَغِير سمع عَليّ فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة بِمَكَّة أَشْيَاء وزار مَعَ أَبَوَيْهِ الْمَدِينَة.) عمر بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ الْمَكِّيّ. ولد فِي سنة إِحْدَى وَخمسين بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة وَحضر دروس البرهاني وَولده وأخيه وَسمع مني. عمر بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد التقي الزبيدِيّ شاد زبيد كَانَ لَهُ اعتناء بِالْعلمِ. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. عمر بن أَحْمد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن إِسْحَق السراج بن الْبَهَاء الْمَنَاوِيّ الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَخُوهُ عَليّ وَيعرف بالمناوي. ولد فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فناب عَنهُ وَعَن أَخِيه خالهما الْحَلَال بن الملقن فِي الْوَظَائِف المنتقلة إِلَيْهِمَا عَنهُ وَقَرَأَ الْقُرْآن وَلم ينجب. وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن رَمَضَان سنة سِتِّينَ وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء جوَار جده السراج بن الملقن رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عمر بن أَحْمد بن عَليّ بن مَحْمُود بن نجم بن هِلَال بن ظاعن بِمُعْجَمَة ابْن دغير بِمُهْملَة ثمَّ مُعْجمَة مصغر السراج الْهِلَالِي الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي الْعَنْبَري وَيعرف بِابْن الخدر بِمُعْجَمَة مَفْتُوحَة ثمَّ مهملتين أولاهما مَكْسُورَة أَخُو عَليّ وَمُحَمّد وَهَذَا الْأَصْغَر. ولد فِي سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج واشتغل فِي الْمِيقَات وباشر رياسة الْجَامِع الْكَبِير بِبَلَدِهِ، وتولع بالنظم وَعمل مجموعا سَمَّاهُ العرائس الخدرية والنفحات العنبرية فَكَانَت تَسْمِيَة لَطِيفَة. لَقيته بحماة فَكتبت عَنهُ من نظمه أَشْيَاء مِنْهَا: (رب شرِيف سَأَلت مِنْهُ ... مَا الَّذِي فِي صفاء خدك) (فَقَالَ خَال فَقلت عمك ... بالْحسنِ يَا بني وَحقّ جدك) عمر بن أَحْمد بن عَليّ السراج الْمحلي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَالِد عبد النَّاصِر الْمَاضِي وَيعرف فِي بَلَده بِابْن الدبيب بِمُهْملَة ثمَّ موحدتين بَينهمَا تَحْتَانِيَّة مصغر وَفِي الْقَاهِرَة بالمحلي. قدم الْقَاهِرَة فلازم القاياتي وَشَيخنَا وَآخَرين وتميز

وشارك فِي الْفَضَائِل وتكسب فِي الْبَز بتربيعة الجملون وَكَانَ يتَكَلَّم على الْعَامَّة ويبحث فِي الدُّرُوس الحافلة وَرُبمَا أَقرَأ. مَاتَ فِي سنة سبع وَسِتِّينَ تخمينا وَقد قَارب السّبْعين ظنا رَحمَه الله. عمر بن أَحْمد بن عمر بن نَاصِر بن أَحْمد السراج الصعيدي البلينائي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن) نَاصِر. ولد بعيد الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة ببلينا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج والجرومية وَعرض على جمَاعَة وجود الْقُرْآن على الْفَقِيه عَليّ بن سمراء وتكسب بالتوقيع لحكام بَلَده وناب فِي الْإِمَامَة بجامعها الْأَوْسَط مُدَّة وَجلسَ شَاهدا فِي بعض حوانيت الْقَاهِرَة وتكرر قدومه لَهَا وَأخذ فِيهَا عَن الْجَوْجَرِيّ فِي الْعَرَبيَّة والفرائض والحساب وَنسخ الْكثير بِخَطِّهِ لنَفسِهِ وَلغيره، وتعانى النّظم وولع بالتاريخ بِحَيْثُ ذيل على الطالع السعيد، وَحج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ ثمَّ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين مَعَ الرجبية ولقيته هُنَاكَ فَكتبت عَنهُ قَوْله: (طالعت يَوْمًا بديوان الصبابة فِي ... عصر الشَّبَاب فهاجت بِي صباباتي) (فَقلت للنَّفس فِي لَهو وَفِي لعب ... وَطيب عَيْش بأيام الصِّبَا باتي) (وَإِن أدرنا هُنَا بَاب الطلا سحرًا ... أَقُول يَا نفس طبتي فِي الهنا باتي) (وَلَا تأوي خرابات وَلَو عمرت ... فَإِن فعلت فَفِيهَا فِي الخرى باتي) إِلَى غير هَذَا مِمَّا هُوَ عنوانه. عمر بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عَليّ النَّجْم بن الشهَاب بن الزين الْحلَبِي الشَّافِعِي الْموقع نزيل الْقَاهِرَة والماضي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ الْمُحب مُحَمَّد الأسن وَيعرف بِنَجْم الدّين الْحلَبِي الْموقع. ولد سنة بضع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكتب الْمَنْسُوب وَسمع بِقِرَاءَة شَيخنَا على الْبُرْهَان الْحلَبِي فِي مشيخة الْفَخر وبقراءة غَيره غير ذَلِك وَقدم الْقَاهِرَة وَسمع بهَا وَمَعَهُ وَلَده عز الدّين وَهُوَ فِي الْخَامِسَة ختم البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة وَكتب التوقيع بِبَاب الدوادار الثَّانِي بردبك الأشرفي وَغَيره، وَحمد النَّاس عقله وأدبه وسكونه، مَاتَ بحلب وَكَانَ توجه إِلَيْهَا فِي مَصَالِحه فِي ربيع الأول سنة ثَمَانِينَ رَحمَه الله. عمر بن أَحْمد بن عمر التقي الزبيدِيّ المنقش الشَّافِعِي الْمَاضِي وَلَده، كَانَ فَقِيها خيرا فَاضلا دينا متواضعا كثير التبسم لين الْجَانِب صَابِرًا، مَاتَ فِي سنة ثَلَاث. عمر بن أَحْمد بن عمر السراج العمريطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد بدر الدّين مُحَمَّد وَيعرف بالعمريطي، حفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل كثيرا وَحضر دروس الشّرف السُّبْكِيّ والونائي، وَحج فِي سنته وَقَرَأَ على شَيخنَا يَسِيرا فِي آخَرين كالمناوي

وَفضل وتكسب بِالْبرِّ فِي حَانُوت بسوق طيلان وقتا ثمَّ بِالشَّهَادَةِ مَعَ المداومة على قِرَاءَة البُخَارِيّ دهرا فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة بِجَامِع) الغمري. مزِيد حرصه على ذَلِك ومثابرته عَلَيْهِ فِي كل يَوْم مَعَ أَن سكنه بنواحي الْأَزْهَر بِحَيْثُ أَجَاد قِرَاءَته بل أم بِهِ حِين كَانَ سكنه قَرِيبا مِنْهُ يَسِيرا، مَاتَ فِي ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَانِينَ سامحه الله وإيانا. عمر بن أَحْمد بن الْمُبَارك الزين الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي أَخذ مُحَمَّد الْآتِي هُوَ وَولده صَاحب التَّرْجَمَة كَمَال الدّين مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الخرزي بِمُعْجَمَة مَفْتُوحَة ثمَّ رَاء بعْدهَا زَاي، ولد تَقْرِيبًا قبل الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن على جمَاعَة مِنْهُم الزين عمر الْمُؤَذّن وَكَانَ ابْتَدَأَ حنفيا وَحفظ الْمجمع وأتقن الْفِقْه ثمَّ تحول شافعيا وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك والحاجبية وَغَيرهَا وَعرض الْمِنْهَاج على السراج البُلْقِينِيّ وَابْن خطيب المنصورية وَغَيرهمَا وبالناني والْعَلَاء بن المغلي تفقه وَأخذ عَنْهُمَا الْأُصُول وَعَن الثَّانِي أَيْضا والتاج الأصفهيدي العجمي الْحلَبِي أَخذ الْعَرَبيَّة وَأخذ الطِّبّ عَن بلديه الشهَاب بن زيتون قَالَ وَكَانَ عَارِفًا بِهِ، وَسمع على التَّاج بن بردس والزين الزَّرْكَشِيّ وَالشَّمْس بن الْمصْرِيّ وَشَيخنَا فِي آخَرين من هَذِه الطَّبَقَة لعدم اعتنائه بِهَذَا الشَّأْن بل سمع بِالْقَاهِرَةِ ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة، وَولي قَضَاء بَلَده غير مرّة أَولهَا فِي سنة سِتّ عشرَة وَكَذَا ولي قَضَاء حلب على رَأس الْأَرْبَعين ثمَّ صرف عَنهُ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بِالْعَلَاءِ بن خطيب الناصرية وَعَاد إِلَى قَضَائهَا أَيْضا فِي أَوَائِل سنة سبع وَأَرْبَعين فَأَقَامَ يَسِيرا ثمَّ انْفَصل، وحمدت سيرته فِي قَضَائِهِ، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة أَولهَا فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وأقرأ بهَا الطِّبّ وَغَيره وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من أَصْحَابنَا الشهَاب بن أبي السُّعُود وصهره الشهَاب البيجوري وَكَذَا أَقرَأ بِبَلَدِهِ وَأفْتى، وَحج وَأقَام بِبَلَدِهِ معرضًا عَن الْقَضَاء إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَقد لَقيته بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بحماة وكتبت عَنهُ شَيْئا من نظمه وَمن ذَلِك قَوْله فِي الثَّلَاثَة الَّذين تخلفوا وكل وَاحِد مِنْهُم وَافق اسْم أَبِيه اسْم من تخلف عَنهُ: (كَعْب هِلَال مَعَ مرَارَة خلفوا ... عَن مَالك وَأُميَّة وربيع) وَكَانَ إِمَامًا فَقِيها عَالما فِي فنون مُتعَدِّدَة مُتَقَدما فِي الْعَرَبيَّة والطب شَدِيد الْعِنَايَة بِالْمَشْيِ على قانونه وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ مصفرا متعللا أما عمَامَته فأكبر عِمَامَة رَأَيْتهَا وَهِي نازلة على عَيْنَيْهِ وحواجبه وَأمره فِي ذَلِك من أعجب العجاب، وَكَانَ يحْكى أَن ابْتِدَاء توعكه وَضعف دماغه من أَيَّام الْفِتْنَة التمرية فَإِنَّهُم كشفوا رَأسه فأعقبه ذَلِك وَكَذَا كَانَ يحْكى أَنه أول قدماته الْقَاهِرَة كَانَ) التَّنَازُع حِينَئِذٍ فِي مسئلة شِرَاء

السُّلْطَان من وَكيل بَيت المَال بَين شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَاتفقَ حُضُوره عِنْد شَيخنَا فَتكلم مَعَه فِيهِ فوافقه واستحضر لَهُ النَّقْل من كَلَام الأزرعي فِي الْقُوت وَأَنه استكتب حِينَئِذٍ على الْفتيا وَصعد مَعَ شَيخنَا إِلَى السُّلْطَان فَأثْنى عَلَيْهِ عِنْده وَعند غَيره من الْأَعْيَان بِالْعلمِ وَهُوَ ثِقَة فِي جَمِيع مَا يحكيه رَحمَه الله وإيانا. عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن رضوَان الدِّمَشْقِي الحريري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بالسلاوي لكَون أَبِيه سبط مُحَمَّد بن عمر السلاوي وَصفه البقاعي بخادم ابْن مزهر وَأَنه كَانَ بِالْقَاهِرَةِ قبل الْأَرْبَعين أَو نَحْو ذَلِك وَلم يذكر فِيهِ شَيْئا. عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السراج بن الشهَاب بن الشَّمْس ابْن الصَّدْر البلبيسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالبلبيسي. ولد فِي رَابِع عشري رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَحمل وَهُوَ رَضِيع لمَكَّة وَقَرَأَ بهَا بعض الْقُرْآن ثمَّ أكمله بِالْقَاهِرَةِ عِنْد الشهَاب الطلياوي وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّمْس البوصيري والْعَلَاء الْكِنَانِي الشَّافِعِي نزيل الصالحية وَأحد تلامذة السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ والعقليات عَن العلاءين الرُّومِي وَالْبُخَارِيّ والبساطي والهروي، وَأكْثر عَن القاياتي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الْهمام وَكَذَا لَازم الشرواني حَتَّى أَخذ عَنهُ الْعَضُد وَغَيره وَشَيخنَا فِي الحَدِيث دراية وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء، بل سمع كَمَا كَانَ يخبر فِي سنة سبع عشرَة على الْكَمَال بن خير كثيرا من الشفا وَكَذَا على الزين المراغي والبوصيري وَأَن الشّرف بن الكويك أجَاز لَهُ، وتفنن وبرع وأقرأ يَسِيرا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي ابْتِدَائه الْكَمَال أَبُو الْفضل النويري الْمَكِّيّ الْخَطِيب وَشرح الْأَرْبَعين النووية وغالب الْإِرْشَاد فِي الْفِقْه، وَجَمِيع الورقات لإِمَام الْحَرَمَيْنِ وَسَماهُ التحقيقات وَاخْتَصَرَهُ فَسَماهُ التَّنْبِيهَات إِلَى التحقيقات واللمع للشَّيْخ أبي إِسْحَق وَسَماهُ ضوء السراج الْوَهَّاج وَاخْتَصَرَهُ أَيْضا والجمل للخونجي فِي الْمنطق وَسَماهُ تَفْصِيل الْجمل وصون الضوابط على الْخلَل وأسنى الْمَقَاصِد إِلَى علم العقائد وَغير ذَلِك وَحج وجاور وَكَانَ فَاضلا قَاصِر الْعبارَة فِي تصانيفه حاد الْخلق فِي مباحثه بل وَفِي غَيرهَا بِحَيْثُ يصل إِلَى الْحمق والتفخيم، وَكنت مِمَّن سمع كَلَامه عِنْد شَيخنَا وَغَيره لَا سِيمَا بِمَجْلِس الْخَطِيب الْمشَار إِلَيْهِ، ورام التَّزَوُّج بحفيدة شَيخنَا فَمَا تمّ، مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين بإسكندرية وَدفن بتربة بَاب الْبَحْر بعد أَن شهد الصَّلَاة عَلَيْهِ الْأَعْيَان والنائب فَمن دونهم رَحمَه الله وإيانا.) عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزيل كنباية وَيعرف بالبطايني. ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا وَصَحب الخضيري قبل ترقيه

وَدخل مَعَه الْقَاهِرَة ثمَّ دخل كهنباية فِي سنة سبع وَخمسين للتِّجَارَة وامتحن محنا اقْتَضَت لَهُ الدُّخُول فِي الدِّيوَان وَآل أمره إِلَى أَن ولي قَاضِيا على مَذْهَب الشَّافِعِي سوى قاضيهم الْحَنَفِيّ وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَاسْتمرّ إِلَى أَن دخل مَكَّة فِي غرُوب يَوْم الصعُود من سنة سِتّ وَثَمَانِينَ سفيرا من صَاحبهَا بهدية لصَاحب مصر ولقيني هُنَاكَ فَسمع عَليّ أَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا، وَأقَام هُنَاكَ سنة ثمَّ دخل الْقَاهِرَة بالهدية الْمشَار إِلَيْهَا وَسمع مني أَيْضا وَأقَام قَلِيلا ثمَّ رَجَعَ بعد أَن كتبت لَهُ إجَازَة تعرضت لشَيْء مِنْهَا فِي التَّارِيخ الْكَبِير وَبَالغ فِي الِاغْتِبَاط والارتباط وَأَنه لَوْلَا التَّوَصُّل بصاحبة لمقاصد لَا نحل عَنهُ لعدم تأهله إِلَى غير ذَلِك وبلغنا انحلال صَاحب كنباية بعد رُجُوعه عَنهُ بإغزاء رَفِيقه فِي السفارة الْمشَار إِلَيْهَا ثمَّ تراجع أمره مَعَه وصاهر حَافظ عبيد وَمَشى الْحَال، وَكَانَ قد سمع بِقِرَاءَتِي بِالْقَاهِرَةِ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَخمسين على سارة ابْنة ابْن جمَاعَة بعض المعجم الْكَبِير للطبراني ولقبته هُنَاكَ زين الدّين وَقلت سبط البطايني. عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن يُوسُف بن عَليّ الْهِنْدِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ. سمع على الشهَاب أَحْمد المرشدي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بعض مَنَاسِك ابْن جمَاعَة، وَمَات بِمَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ، أرخه ابْن فَهد. عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد المغربي الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَيعرف بالنفطي أحد شُهُود الْحرم وفراشي الْمَسْجِد النَّبَوِيّ بل كَانَ أَمِين الحكم. سمع على الزين المراغي فِي سنة خمس عشرَة ثمَّ قَرَأَ الشفا على طَاهِر ابْن جلال الخجندي فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسمع على الْجمال الكازروني والمحب المطري وَغَيرهمَا واختص بإبراهيم بن الجيعان وقتا وَكَانَ وجيها مرجوعا إِلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ فِي العوايد وَنَحْوهَا لكبر سه ذَا حَظّ متوسط وَفِي أول أمره كَانَ يتَوَجَّه لقبض إقطاع أَمِير الْمَدِينَة سُلَيْمَان بن عرير. مَاتَ فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ بعد أَن كف رَحمَه الله عمر بن أَحْمد بن مَحْمُود الجبرتي الأَصْل نزيل مَكَّة. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عمر بن أَحْمد بن يُوسُف العباسي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بالشريف النشابي جَريا على مصطلح تِلْكَ النواحي فِي عدم تَخْصِيص الشّرف ببني فَاطِمَة بل يطلقونه لبني الْعَبَّاس بل وَفِي سَائِر) بني هَاشم، ولد فِي رَجَب سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة فِي البياضة من محَال حلب وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن على الشَّمْس الْغَزِّي وَسمع وَهُوَ ابْن سبع عشرَة سنة البُخَارِيّ بِقِرَاءَة الْبُرْهَان الْحلَبِي بِجَامِع حلب على بعض الشُّيُوخ وَتعلم بحلب صَنْعَة النشاب فبرع فِيهَا، وَتردد إِلَى الشَّام ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فلازم الطنبغا الْمعلم الْمَعْرُوف

بمملوك النَّائِب وَكَانَ كل مِنْهُمَا يعرف من صَنْعَة النشاب مَا لَا يعرفهُ الآخر فضم السَّيِّد مَا عِنْد الطنبغا إِلَى مَا عِنْده فَصَارَ أوحد أهل زَمَانه والمرجع إِلَيْهِ فِيهِ عِنْد الْمُلُوك وَمن سواهُم ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فَتزَوج بهَا واشتغل فِي فقه الْحَنَفِيَّة على الزين الأعزازي ولازم الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الْكرْدِي الشَّافِعِي فَانْتَفع بمواعيده وَدينه وخيره ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فِي نَحْو سنة عشْرين فقطنها ولازم السراج قاري الْهِدَايَة وارتزق من صَنْعَة النشاب وَكَانَ الْمُقدم فِيهَا عِنْد الْمُؤَيد فَمن بعده من مُلُوك مصر إِلَى أثْنَاء أَيَّام الظَّاهِر وَمِمَّنْ زعم أَنه انْتفع بِهِ فِي ذَلِك البقاعي وترجمه وَكتب عَنهُ عجائب وَقَالَ أَنه كَانَ مَعَ ذَلِك خيرا حسن الْعشْرَة سخيا كثير التِّلَاوَة مواظبا على الْعِبَادَة متواضعا، مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء تَاسِع عشر ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين وَدفن خَارج بَاب النَّصْر رَحمَه الله. عمر بن أَحْمد التعزي وَيعرف بِابْن الْحداد. كَانَ مِمَّن يتَرَدَّد إِلَى مَكَّة للتِّجَارَة بل قدمهَا مرّة بِتِجَارَة لصَاحب الْيمن النَّاصِر بن الْأَشْرَف وَكَانَ حظي عِنْده ثمَّ تغير عَلَيْهِ وعَلى أَخَوَيْهِ الْعَفِيف عبد الله وَإِبْرَاهِيم وَقدم مَكَّة فِي سنة إِحْدَى عشرَة فقطنها حَتَّى مَاتَ بهَا فِي آخر رَجَب سنة ثَلَاث عشرَة بعد عِلّة طَوِيلَة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. عمر بن إِسْحَق بن عمر السراج السمهودي. شَاب اشْتغل بِبَلَدِهِ على الْجمال عبد الله بن أَحْمد بن أبي الْحسن الْمَاضِي، وارتحل مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ عَن االمحلي والبلقيني والبامي وزَكَرِيا والجوجري فِي آخَرين وَيُقَال أَنه اجْتمع بِي وَسمع بِقِرَاءَتِي فِي الكاملية فَينْظر، وَلزِمَ الِاشْتِغَال والتحصيل مَعَ الانجماع وَالصَّبْر على الْفَاقَة وسترها بِحَيْثُ لَا يفْطن لَهُ، وَاسْتمرّ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ أَو بعْدهَا، وَله نظم فَمِنْهُ: (من رام فِي شرع الْهوى يعرف الْهوى ... ويحلو لَهُ وصل الحبيب ويعذب) (يطالع ديوَان الصبابة أَنه ... وفى بِمَا تهوى النُّفُوس وتطلب) وَعِنْدِي من نظمه غير هَذَا رَحمَه الله وإيانا عمر بن أصلم، فِي ابْن خَلِيل بن حسن بن يُوسُف.) عمر بن إيدغمش النصيبي الْحلَبِي وَيعرف بالكبير. ولد سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة بحلب وَكَانَ أَبوهُ من موَالِي الْبَهَاء أبي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن النصيبي فَسمع ابْنه هَذَا على مولى أَبِيه الْمَذْكُور وَغَيره الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي وعَلى الْعِزّ بن إِبْرَاهِيم بن العجمي عشرَة الْحداد وجزء الجابري وَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه، وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة كالبرهان الْحلَبِي والعز الحاضري والشهاب الْحُسَيْنِي وَغَيرهم، وثنا عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم الْبَهَاء بن الْمصْرِيّ والزين بن السفاح، وَكَانَ فراء ثمَّ صَار جنديا

ثمَّ عَاد إِلَى صَنْعَة الْفراء. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى بحلب. أرخه ابْن خطيب الناصرية، وَقَالَ شَيخنَا فِي إنبائه فِي تَاسِع عشر الْمحرم قَالَ: وَكَانَ جنديا عَارِفًا بالصيد ثمَّ ترك ذَلِك وَاسْتمرّ فِي صناعَة الْفراء المصص حَتَّى مَاتَ وَأكْثر عَنهُ الحلبيون والرحالة وَكنت عزمت على الرحلة إِلَى حلب لأَجله فبلغني وَفَاته فتأخرت عَنْهَا لِأَنَّهُ كَانَ مسندها ودهم النَّاس اللنك رَحمَه الله. عمر بن براق الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ. ولد سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: اشْتغل كثيرا وَكَانَ بزِي الْجند سريع الْحِفْظ جيد الْفَهم قَائِما بطريقة ابْن تَيْمِية وَله ملك وإقطاع، لَقيته بالصالحية واستفدت مِنْهُ. مَاتَ بعد الكائنة الْعُظْمَى فِي شَوَّال سنة ثَلَاث بعد أَن أُصِيب فِي مَاله وَأَهله وَولده فَصَبر واحتسب، وَنَحْوه فِي أنبائه، وَذكره المقريزي فِي عقوده رَحمَه الله. عمر بن أبي بكر بن أَحْمد الْمسلي الْيَمَانِيّ، أحد المعتقدين، سَيَأْتِي فِي عمر الْعَدنِي مِمَّن لم يسم أَبوهُ. عمر بن أبي بكر بن خَلِيل البلبيسي الأَصْل الشَّافِعِي وَيعرف بالبطايني أحد المعتقدين مِمَّن تَأَخّر إِلَى أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي وَكَانَ لدولات باي أَيَّام الظَّاهِر جقمق فِيهِ حسن اعْتِقَاد. عمر بن الزكي أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْمصْرِيّ القباني الْعَطَّار أَخُو إِبْرَاهِيم وَأحمد وَعلي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عمر بن أبي بكر بن عَليّ بن عبد الحميد بن عَليّ بن عبد الْمُؤمن السراج الأندلسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن المغربل. ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَعرض على جمَاعَة وَسمع الْخَتْم من الصَّحِيح على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والعراقي والهيثمي وَمن مُسلم على ابْن الكويك) والشهاب الْبرمَاوِيّ والسراج قاري الْهِدَايَة من لفظ شَيخنَا ورافق فِي الطّلب القاياتي والطبقة وَكَانَ خيراص مُعْتَقدًا مبجلا. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمسين فِي زاويتهم بقنطرة الموسكي عَن ثَلَاث وَثَمَانِينَ سنة وجده مَذْكُور فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين من أنباء شَيخنَا وَكَذَا فِي الدُّرَر رَحمَه الله وإيانا. عمر بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو حَفْص النَّاشِرِيّ الشَّافِعِي وَالِد مُصَنف الناشريين الْعَفِيف عُثْمَان. ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَكَانَ فَاضلا خيرا صَابِرًا حسن السِّيرَة صَالح السريرة كثير التِّلَاوَة والحرص على الْجَمَاعَة وَالذكر للْمَوْت. جلس فِي ابْتِدَائه لتعليم الْأَبْنَاء كتاب الله فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة، وَولي إِمَامَة مَسْجِد الزيات بزبيد وَعقد الْأَنْكِحَة بهَا وَهُوَ مِمَّن حضر مجْلِس وَالِده وَسمع على أَخِيه الشهَاب أَحْمد

بل سمع على الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر وَمَات شَهِيدا بالبطن فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَدفن بمقابر أَهله من زبيد وَرَأى لَهُ أَخُوهُ الإِمَام عَليّ مناما حسنا طوله ابْنه عمر بن أبي بكر بن عَليّ الْأنْصَارِيّ الْموصِلِي القادري، مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عمر بن أبي بكر بن عِيسَى بن عبد الحميد بن المغربي الأَصْل البصروي الدِّمَشْقِي، قدمهَا فاشتغل بالفقه والعربية والقراءات وفَاق فِي النَّحْو وشغل النَّاس كل ذَلِك وَهُوَ بزِي أهل الْبر وَكَانَ قانعا باليسير حسن العقيدة مَوْصُوفا بِالْخَيرِ وَالدّين وسلامة الْبَاطِن فَارغًا من الرياسة مَاتَ فِي رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن هبة الله بن عبد القاهر بن عبد الْوَاحِد بن هبة الله بن طَاهِر بن يُوسُف الزين أَبُو حَفْص بن الشّرف بن التَّاج أبي المكارم بن أبي الْمَعَالِي الْحلَبِي الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن النصيبي، وَكَانَ رَئِيسا من بَيت كَبِير معدودا فِي الْأَعْيَان مَعَ الثروة وَحسن الْخلق والخلق وَالْكِتَابَة الفائقة والمحاضرة الْحَسَنَة، سمع الحَدِيث وَحدث بل ودرس بالسيفية للشَّافِعِيَّة وَولي بِبَلَدِهِ قَضَاء الْعَسْكَر وَكَذَا الْحِسْبَة مرَارًا مسئولا فِي ذَلِك وحمدت مُبَاشَرَته وعفته وحرمته، مَاتَ بعد الْفِتْنَة بأيام فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث عَن خمس وَخمسين شَهِيدا، ذكره ابْن خطيب الناصرية ثمَّ شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار. عمر الْمَدْعُو عبد السَّلَام بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد أبي بكر بن عَليّ بن) مُحَمَّد بن أبي بكر شُجَاع الدّين النَّاشِرِيّ الْآتِي أَبوهُ سمع على خَاله القَاضِي الْجمال الطّيب كثيرا وانجمع للتلاوة وملازمة الْجَمَاعَة، وَحج سنة سِتّ وَعشْرين وَله أَوْلَاد. عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر فتح الدّين أَبُو الْفَتْح الحبشي الْحلَبِي الْآتِي أَبوهُ، مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن حريز بِمُهْملَة ثمَّ رَاء وَآخره زَاي مصغر القَاضِي السراج أَبُو حَفْص بن الْمجد الْحُسَيْنِي المغربي الأَصْل الطهطاوي المنفلوطي الْمصْرِيّ الْمَالِكِي أَخُو الحسام مُحَمَّد الْآتِي مَعَ نسبه وَيعرف بِابْن حريز. ولد فِي سنة تسع عشرَة بمنفلوط وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والرسالة والملحة وجود الْقُرْآن على الشهَاب الطهطاوي وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الزينين عبَادَة وطاهر والشهاب السخاوي وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة والفرائض ولازمه وانتفع بِهِ، وَأخذ فِي علم الْكَلَام عَن أبي عبد الله مُحَمَّد البسكري المغربي وَسمع الحَدِيث على النَّجْم بن عبد الْوَارِث فَمن دونه كأحمد بن يُونُس المغربي نزيل الْحَرَمَيْنِ وَأَجَازَ لَهُ الْعلم البُلْقِينِيّ وناب عَنهُ ثمَّ عَن من بعده

من الشَّافِعِيَّة وَعَن الْوَلِيّ السنباطي الْمَالِكِي وَحج وتعانى إدارة الدواليب والمعاصر وَنَحْوهَا كأخيه وَصَارَ فِي قَضَاء أَخِيه يكْتب على الْفَتْوَى بِحَيْثُ ذكرت فضيلته واستحضاره للفروع مَعَ مَعْرفَته بالديانة وَالْأَمَانَة والتصلب فِي أَمر دينه ومزيد اليبس وَحسن الْمُعَامَلَة وَصدق اللهجة وَالْوَفَاء بالعهد فَلَمَّا مَاتَ اسْتَقر فِي منصبه وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين فَشَكَرت سيرته وصمم فِي قضايا وبرز فِي مَوَاطِن جبن فِيهَا غَيره لَكِن بِدُونِ دربة سِيمَا وفكره مشتغل بِمَا الْتَزمهُ من يَد أَخِيه بِحَيْثُ كَانَ سَببا للترسيم عَلَيْهِ، ودام فِي الكدر وَالضَّرَر إِلَى أَن صرف فِي صفر سنة سبع وَسبعين فتزايد كدره وَلم يزل فِي انخفاض ومخاصمات ومنازعات وَنقص معيشة بِحَيْثُ أَنه شافهني قبيل مَوته بِيَسِير بِحَالَة آلمتني. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. عمر بن الرضي أبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن سَالم السراج الْيَمَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن الرضي. أحد مباشري جدة بل هُوَ عينهم وموقع السَّيِّد بَرَكَات، مِمَّن كَانَ كثير الْمُسَامحَة فِي منصبه والمحبة فِي الْإِطْعَام مِمَّن صاهر التقي بن فَهد على ابْنَته أم ريم واستولدها الْجمال مُحَمَّدًا، وَكَانَ قدومه مَكَّة سنة بضع وَأَرْبَعين وَهُوَ من بَيت شهير. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.) عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الزين الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي العبيي الصَّواف نزيل مَكَّة ووالد أبي بكر وَيعرف فِي بَلَده بِابْن عُثْمَان. قدم مَكَّة قَرِيبا من سنة ثَمَانِينَ فقطنها مكتسبا من عمل العب على طَريقَة جميلَة فِي الْخَيْر وانتفع وَتردد إِلَيّ وَأَنا بِمَكَّة فِي المجاورتين اللَّتَيْنِ بعد الثَّمَانِينَ بل سمع عَليّ البُخَارِيّ بِقِرَاءَة وَلَده وَغَيره، وَهُوَ إِنْسَان خير نير ضيق الْحَال وَذكر لي أَن وَالِده كَانَ إِمَام الْمصلى بِدِمَشْق عَالما صَالحا من رُفَقَاء الشهَاب بل قَرَأَ وَأَنه كَانَ ينسج الْحَرِير وَعِنْده صناع فَأَشَارَ عَلَيْهِ التقي الحصني بالصوف. عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الحريري. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عمر بن أبي بكر بن يُوسُف القاهري الوفائي. شيخ صَالح سمع عَليّ فِي سنة خمس وَتِسْعين. عمر بن أبي بكر الصَّيْدَاوِيُّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن المبيض. شَاب فَاضل دين سَاكن أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ يَسِيرا واشتغل على بعض الْجَمَاعَة وَقَرَأَ عَليّ صَحِيح مُسلم وبحثا شرحي لهداية ابْن الْجَزرِي وَصَحبه مَعَه. عمر بن أبي بكر

الْمسلي. فِيمَن جده أَحْمد. عمر بن جَامع، هُوَ ابْن عُثْمَان بن خضر بن جَامع. عمر بن أبي جَرَادَة، فِي ابْن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز. عمر بن جريعا. لَهُ ذكر فِي وَلَده يُونُس. عمر بن حَاتِم العجلوني الزَّاهِد الْوَلِيّ لَهُ كَلَام يدْخل فِي منقبته وجلالته مضى فِي أَحْمد بن حُسَيْن بن رسْلَان. عمر بن حجاج بن يُوسُف الْمَيْمُونِيّ الْحَنَفِيّ. مِمَّن سمع على الولوي السنباطي. عمر بن حجي بن مُوسَى بن أَحْمد بن سعد النَّجْم أَبُو الْفتُوح بن الْعَلَاء أبي مُحَمَّد السَّعْدِيّ الحسباني الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي ووالد الْبَهَاء مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن حجي. ولد فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق. وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ يَتِيما وأحضره أَخُوهُ فِي الثَّالِثَة على مُحَمَّد بن عبد الله الصفوي جُزْء الْقَزاز وَحفظ الْقُرْآن عِنْد يُوسُف الْأَعْرَج وَصلى بِهِ على الْعَادة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَذَا حفظ كتبا مِنْهَا التَّنْبِيه قَرَأَهُ فِي ثَمَانِيَة أشهر وَعرض على جمَاعَة وأسمعه أَخُوهُ من ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَغَيرهمَا من أَصْحَاب الْفَخر وَغَيره واستجاز لَهُ جمَاعَة وَسمع هُوَ بِنَفسِهِ واشتغل على أَخِيه وَابْن الشريشي وَآخَرين، وَدخل مصر سنة تسع وَثَمَانِينَ فَأخذ عَن البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والبدر الزَّرْكَشِيّ والعز بن جمَاعَة وَطَائِفَة ولازم الشّرف الْأَنْطَاكِي فِي الْعَرَبيَّة مُدَّة وَأذن لَهُ ابْن الملقن فِي) الْإِفْتَاء والتدريس وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين ثمَّ جرت بَينه وَبَين الشهَاب الباعوني فِي سنة أَربع وَتِسْعين أُمُور ثمَّ ولي مشيخة خانكاه عمر شاه وَنزل لَهُ أَخُوهُ عَن إِعَادَة الأمينية ثمَّ ولي قَضَاء حماة مرَّتَيْنِ، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا سنة اللنك بعد أَن نجا مِنْهُم بحيلة غَرِيبَة وناب فِيهَا عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ، وَكَذَا ولي قَضَاء طرابلس يَسِيرا وَالشَّام مرَارًا أَولهَا فِي ربيع الآخر سنة تسع وَثَمَانمِائَة فَكَانَ مَجْمُوع مُدَّة قَضَائِهِ فِيهَا إِحْدَى عشرَة سنة، ورام الْقَضَاء بالديار المصرية فَمَا تهَيَّأ لكنه ولي سرها وَلم تطل مدَّته فِيهَا بل صرف عَنْهَا صرفا فَاحِشا وَأخرج إِلَى بَلَده مهانا وَكَذَا امتحن قبل ذَلِك مرَارًا، وَحج غير مرّة أَولهَا مَعَ أَخِيه فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وجاور سنة ثَمَانمِائَة وَحدث بِالْقَاهِرَةِ ومصر وَغَيرهمَا وَسمع مِنْهُ الْأَئِمَّة كَابْن مُوسَى المراكشي والأبي والقرافي وَفِي الْأَحْيَاء من يروي عَنهُ، وَكَانَ حَاكما صَارِمًا مقداما رَئِيسا ذَا حُرْمَة ومهابة قَلِيل الاستحضار ذكيا جيد الذِّهْن حسن التَّصَرُّف فصيحا يلقى الدُّرُوس بتأن وتؤدة مَعَ التَّوَاضُع وَحسن الْمُلْتَقى والمباسطة وَكَثْرَة التودد لطلبة الْعلم وَالْإِحْسَان إِلَيْهِم وللواردين عَلَيْهِ بِدِمَشْق وَلأَهل الْحَرَمَيْنِ غير أَنه كثير التلون

سريع الاستحالة حاد الْخلق سريع البادرة كثير الْإِسْرَاف على نَفسه، وَقد ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وإنبائه والمقريزي فِي سلوكه وعقوده وَغَيرهم بِمَا يُرَاجع مِنْهَا وَطول ابْن قَاضِي شُهْبَة تَرْجَمته فِي طبقاته وَأثْنى عَلَيْهِ بِأَحْسَن التَّصَرُّف فِي الْعُلُوم إِلَى الْغَايَة جيد الذِّهْن حاد القريحة طالع شرح الْمَحْصُول للأصفهاني وَكتب مِنْهُ كَمَا ذكره لي أجوبة أسئلة ذكرهَا الأسنوي فِي شَرحه وَلم يتَعَرَّض لأجوبتها كل ذَلِك مَعَ قلَّة استحضاره، وَقَالَ فِي آخرهَا: ومحاسنه جمة ومناقبه كَثِيرَة وَعَلِيهِ مآخذ وَرَحْمَة الله وَاسِعَة وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ ابْن خطيب الناصرية وَغَيره، ودرس بالشاميتين والركنية والظاهرية والغزالية وَكَانَ يتعب فِي دروسه بِحَيْثُ يفضل فِيهَا على أَخِيه لاسترواحه. وَقتل وَهُوَ نَائِم على فرَاشه ببستانه من النيرب خَارج دمشق فِي لَيْلَة الْأَحَد مستهل ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاثِينَ فَلم تعلم زَوجته بِهِ إِلَّا وَهُوَ مُضْطَرب فِي دَمه وَدفن من الْغَد بِجَانِب أَخِيه بالصوفية ورؤيت لَهُ منامات حَسَنَة تشهد لَهَا سَعَة رَحْمَة الله وَكَونه شَهِيدا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وسامحه، وترجمته مُحْتَملَة للبسط. عمر بن الرِّبَاط حسن بن عَليّ بن أبي بكر البقاعي وَالِد إِبْرَاهِيم صَاحب تِلْكَ الأفاعيل. قَالَ ابْنه أَنه ولد بعد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بقرية خربة روحا من الْبِقَاع العزيزي من عمل) بعلبك، وَذكر لَهُ تَرْجَمَة طنانة وَأَنه قتل فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين هُوَ وَجَمَاعَة من أخوته وَبني عَمه. عمر بن حسن بن عَليّ بن الشّرف عِيسَى السراج بن الْبَدْر القاهري الحميني سكنا الشَّافِعِي السعودي وَيعرف بِابْن شُهْبَة بِمُعْجَمَة ثمَّ هَاء وموحدة مصغر وَهِي جدة أَبِيه فِيمَا قَالَ لنا، وَأَنه ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَالله أعلم. كَانَ محبا فِي سَماع الحَدِيث أَكثر عَن شَيخنَا وَمن قبله عَن الزين الزَّرْكَشِيّ وَآخَرين، وَأَجَازَهُ أَبوهُ بالباس الْخِرْقَة وَهُوَ قد لبسهَا من الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن خَليفَة بن إِبْرَاهِيم الدسوقي، وَسمع فِي سنة عشْرين على الْكَمَال مُحَمَّد بن الضيا مخلص بن مُحَمَّد الطَّيِّبِيّ وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن إيدمر الْأَبَّار تصنيف شيخهما صَدَقَة العادلي مِنْهَا الطَّرِيق وَحدث بِهِ عَنْهُمَا سَمعه عَلَيْهِ الْكَمَال إِمَام الكاملية وَغَيره وَكَانَ هُوَ ابْن خَالَة الْكَمَال وَمِمَّنْ يكثر التَّرَدُّد إِلَيّ بِحَيْثُ سمع عَليّ القَوْل البديع تصنيفي واتجر بسوق العبي وقتا وَكَانَ شيخ مقَام شرف الدّين بالحسينية كأبيه، مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسبعين رَحمَه الله. عمر بن حسن بن عَليّ السراج النطوبسي ثمَّ الدمياطي القاهري الْحُسَيْنِي الشَّافِعِي وَيعرف بعمر الدمياطي حفظ الْقُرْآن واشتغل بالفقه وأصوله والعربية

والفرائض وَغَيرهَا، وَمن شُيُوخه الونائي وَابْن حسان والبوتيجي والشريف النسابة والمناوي وَكَذَا أَخذ عَن الحناوي وَعبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ ثمَّ إِمَام الكاملية وَغَيرهم وَسمع على شَيخنَا وَآخَرين وَفضل وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا وَقَرَأَ الحَدِيث بعدة أَمَاكِن بل خطب بِجَامِع كَمَال من الحسينية وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ متوسط الْأَمر فِيهَا وَرُبمَا لين لعدم تَمام يقظته بل الْغَالِب عَلَيْهِ سَلامَة الْفطْرَة وبطء الْفَهم مَعَ التقلل وضيق الْعَيْش وَكَونه من قدماء الطّلبَة، مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَدفن بالخوخة ظَاهر سوق الدريس من نواحي الحسينية وَقد زَاد على السِّتين ظنا رَحمَه اله وإيانا. عمر بن حسن بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن عمر السراج النَّوَوِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي ولد تَقْرِيبًا بعيد الْعشْرين بنوى من القليوبية وَحفظ بهَا الْقُرْآن والعمدة ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَنزل عِنْد أبي البركات الغراقي لكَونه كَانَ زوجا لقريبة لَهُ بتربة الْأَشْرَف برسباي فأتقن عِنْده حفظ الْعُمْدَة ثمَّ حفظ الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَعرض على شَيخنَا) والمحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَابْن الديري وَغَيرهم وزوجه أَبُو البركات ابْنَته ولازمه فِي الْفِقْه والفرائض والحساب والعربية والبوتيجي فِي الْفَرَائِض والحساب وَعُثْمَان المقسي فِي الْفِقْه وأصوله، وَكَذَا مَعَ الْعَرَبيَّة الْجَوْجَرِيّ وَأَبا السعادات فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا بل سمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَمُسلمًا وَالْعلم البُلْقِينِيّ وزَكَرِيا فِي الْفِقْه وَمِمَّا أَخذه عَن ثَانِيهمَا شَرحه لروض وَحضر تَقْسِيم التَّنْبِيه عِنْد الْمَنَاوِيّ وَالْكثير من شرح الْمِنْهَاج عِنْد مُصَنفه الْمحلي وَأكْثر من مُلَازمَة الْجلَال الْبكْرِيّ فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَأخذ عَن كريم الدّين العقبي فِي النَّحْو وَالصرْف والمنطق، وَسمع على شَيخنَا فِي سنة إِحْدَى وَخمسين فِي المحمليات وأسمع مَعَه ولدا لَهُ كَانَ اسْمه مُحَمَّدًا أَيْضا وتكسب بِالشَّهَادَةِ على خير واستقامة مَعَ بعض جِهَات الصَّحرَاء وَغَيرهَا ثمَّ ولاه زَكَرِيَّا الْقَضَاء، وَحج فِي أثْنَاء ذَلِك قَارنا فاستأنست بِرُؤْيَتِهِ. عمر بن حسن بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ بن أَحْمد السراج بن الخواجا الْبَدْر لمعروف بالطاهر الْمَاضِي أَبوهُ وشقيقه عبد الرَّحْمَن. تقدم فِي التِّجَارَة وَكَانَ أجل إخْوَته وسافر لبلاد الْهِنْد. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بجدة بعد سُقُوطه من إصقالة وتعطله بِسَبَب كسر رجله قَلِيلا وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا وفجع بِهِ أَخُوهُ أرخه ابْن فَهد. عمر بن حسن الْحَمَوِيّ شرِيف يَتِيم فِي كَفَالَة ابْن الحوراني التَّاجِر. سمع مني مَعَهم بعض الصَّحِيح وَغَيره. عمر بن أبي الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الملقن. فِي ابْن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد.

عمر بن الْحُسَيْن بن بوبان بموحدتين أولاهما مَضْمُومَة وَآخره نون الْغَزِّي الْحَنَفِيّ. ولي قَضَاء بَلَده فِي سنة ثَمَان وَخمسين بعد صرف ابْن عمر فدام دون سنة ثمَّ أُعِيد وَكَذَا وليه مرّة أُخْرَى، وَمن شُيُوخه نَاصِر الدّين الإياسي. وَهُوَ فِي سنة تسعين حَيّ جَازَ السِّتين. عمر بن حُسَيْن بن حسام الدّين النَّجْم بن القَاضِي جمال الدّين السَّعْدِيّ نِسْبَة لسعد بن أبي وَقاص الحصني الشَّافِعِي عَم الْعَلَاء عَليّ بن الْبَدْر مُحَمَّد بن حُسَيْن الْمَاضِي. قدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ وَكَانَ غَايَة فِي الْكَرم مَعَ فَضِيلَة وديانة. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالطاعون رَحمَه الله. عمر بن حُسَيْن بن حسن بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن خَلِيل بن الْحسن السراج أَبُو حَفْص بن الْبَدْر الْعَبَّادِيّ ثمَّ الطنتدائي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. وَرَأَيْت من حذف أَحْمد) من نسبه وَأَن عَليّ بن عبد الدَّائِم بن مُحَمَّد وَالْأول أثبت وَيعرف بالعبادي. ولد تَقْرِيبًا كَمَا كتبه بِخَطِّهِ فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بمنية عباد من الغربية. ثمَّ تحول مِنْهَا وَهُوَ مُمَيّز إِلَى طنتدا فأكمل بهَا فحفظ بهَا حفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ ثمَّ حفظ الْعُمْدَة وَقدم الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ وقطنها فِي الثَّانِيَة من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع عشرَة وَحفظ بهَا سوى مَا تقدم ألفية الحَدِيث والمنهاج الفرعي والأصلي وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو والتسهيل ولامية الْأَفْعَال ثلاثتها لِابْنِ مَالك وَعرض على من دب ودرج وَعرف بِقُوَّة الحافظة ومزيد الفطنة فَأقبل على الِاشْتِغَال وتفقه بِغَيْر وَاحِد فَأخذ الْفِقْه عَن الشَّمْس بن البصار الْمَقْدِسِي نزيل القطبية أَخذ عَنهُ الْحَاوِي لمزيد خبرته بِهِ وتعليقه لنكت عَلَيْهِ فِي مجلدين وبالشمس الْبرمَاوِيّ واشتدت ملازمته لَهُ وترافق مَعَ الْمَنَاوِيّ فِي تَقْسِيم مُخْتَصر الْمُزنِيّ عَلَيْهِ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والبوصيري فِي آخَرين مِنْهُم الْبُرْهَان البيجوري وَكَانَ قد عرضه عَلَيْهِ جَمِيع الْمِنْهَاج من حفظه وقريبه والشهاب السخاوي والنور بن الشلقامي وَابْن لولو وَالْجمال السمنودي أَخذ عَنهُ تَقْسِيم التَّنْبِيه وَكَذَا قَرَأَهُ بِتَمَامِهِ على التلواني التماسا لمعروفه وَحضر عِنْد الزين القمني درسا وَاحِدًا وَعند الْعَلَاء بن المغلي الْحَنْبَلِيّ كثيرا وَبحث مَعَه والتقي الفاسي الْمَالِكِي حِين قدومه الْقَاهِرَة بالقراسنقرية واستفاد مِنْهُ وجود الْقُرْآن بل تلاه لأبي عَمْرو وَابْن كثير على الشَّمْس الشراريبي، وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والواسطي والكمال بن خير وَالشَّمْس الغراقي وَهُوَ أول حَدِيث سمع عَلَيْهِ الحَدِيث بل الْعلم والبدر حُسَيْن البوصيري وَالْمجد الْبرمَاوِيّ والعز بن جمَاعَة فِي آخَرين مِنْهُم الْجمال

الكازروني الْمدنِي وشافهه بِالْإِجَازَةِ والشرف بن الكويك، وَأَجَازَ لَهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَغَيره باستدعاء أبي البركات الغراقي، وَصَحب إِبْرَاهِيم الأدكاوي وَأخذ عَنهُ طَرِيق الْقَوْم وَنقل لي كثيرا من كراماته وأحواله وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الشهَاب الصنهاجي والشمسين الشطنوفي والعجمي ثمَّ عَن الْبُرْهَان بن حجاج الأبناسي قَرَأَ عَلَيْهِ الألفية وَابْن الْهمام وَقَرَأَ عَلَيْهِ شرحها لِابْنِ أم قَاسم وأصول الْفِقْه عَن أبي عبد الله وَأبي الْقسم المغربيين وعَلى ثَانِيهمَا قَرَأَ الْمنطق وَكَذَا أَخذه مَعَ غَيره من الْفُنُون عَن الْفَتْح الباهي الْحَنْبَلِيّ وَعلم الْكَلَام عَن بعض عُلَمَاء الْعَجم قَرَأَ عَلَيْهِ فِي شُرُوح العقائد والمقاصد والمواقف والمعاني وَالْبَيَان عَن الْبِسَاطِيّ مَعَ جَمِيع الجاربردي بل وَحضر فِي كثير من الْفُنُون لَكِن يَسِيرا عِنْد الْعِزّ بن جمَاعَة والفرائض والميقات وَالْعرُوض عَن الشَّمْس الغراقي ولازم ابْن المجدي حَتَّى أَخذ عَنهُ رِسَالَة فِي الجيب) وقلم الْغُبَار بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الحوفى أَيْضا وَكتب الْيَسِير على الشَّمْس الطنتدائي نزيل البيبرسية وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي التدريس وَبَعْضهمْ فِي الْإِفْتَاء أَيْضا، وتصدى للتدريس قَدِيما قي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، وَكَانَ أحد شُيُوخه الأبناسي يُرْسل إِلَيْهِ الشهَاب المصطيهي وَغَيره للْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَكتب على الْفتيا فِي سنة ثَمَان وَعشْرين، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة خمس وَعشْرين وزار حراء وَأول مَا تنبه عمل فَقِيه ابْن ططر حَتَّى مَاتَ ثمَّ أَقرَأ ابْن الْأَشْرَف الملقب بعد بالعزيز وارتفق بذلك كُله وَولي إِمَامَة الجمالية فِي سنة سِتّ وَعشْرين ومشيخة التصوف بالباسطية بعد الشهَاب الْأَذْرَعِيّ والأحباس بعد ابْن الْعَيْنِيّ وتدريس الْفِقْه بالبرقوقية بعد الْمحلى وبالقراسنقرية بعد ابْن مَسْعُود ومشيخة سعيد السُّعَدَاء بعد التقي القلقشندي ورسم لَهُ يَوْمئِذٍ بلبلس خلعة ضمور فِي ختم البُخَارِيّ بعد انْقِطَاعه كَانَ عَن الْحُضُور بِسَبَب إهمالها، ورام الْخلَافَة عَن شَيخنَا فِي الْقَضَاء حِين السّفر لآمد فَمَا أمكن كَمَا أَنه لم يُمكنهُ الِاسْتِقْلَال بِهِ مَعَ تلفته إِلَيْهِ وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء طبقَة بعد طبقَة واشتهر اسْمه وَبعد صيته وَتقدم غير وَاحِد من طلبته وَصَارَ شيخ الشَّافِعِيَّة بِدُونِ مدافع عَلَيْهِ مدَار الْفتيا وَإِلَيْهِ النِّهَايَة فِي حفظ الْمَذْهَب وسرده خُصُوصا الْكتب المتداولة بِحَيْثُ يكْتب على أَكثر الفتاوي بديهة بِدُونِ مُرَاجعَة وَعبارَته فِيهَا جَيِّدَة بل وَله نثر حسن وَرُبمَا نظم مَا يكون فِيهِ المقبول، هَذَا مَعَ تقلله من المطالعة وركونه إِلَى الرَّاحَة كَثْرَة حركته بِالْمَشْيِ وَنَحْوه مِمَّا يكون فِي الْغَالِب سَببا لتوقف الحافظة بل والفاهمة أَيْضا ويستحضر مَعَ ذَلِك أَيْضا جملَة صَالِحَة من الحكايات وَالرَّقَائِق والأشعار والنكت وأخبار الصَّالِحين ويشارك فِي غَيرهَا من الْفُنُون مَعَ مزِيد

صفائه وتواضعه وَعدم تأنقه فِي مأكله وملبسه وغالب شئونه وهمته مَعَ من يَقْصِدهُ وجلادته فِي إيصاله لغرضه بِحَيْثُ تسارع أهل الظنون فِي جر نفع إِلَيْهِ واحتماله لكثير مِمَّن يجافيه وإعراضه عَمَّن يُؤْذِيه وَلَا ينصفه مَعَ كثرتهم وَكَون فيهم من هُوَ فِي عداد طبقته ورغبته فِي المنسوبين إِلَى الصّلاح وَحسن اعْتِقَاده لَهُم وتبجيلهم حَسْبَمَا كَانَ يحكيه لي وَقد بشره فِي صغره غير وَاحِد مِنْهُم بِخَير كَبِير وَكَثْرَة موافاته فِي الْجَنَائِز وَغَيرهَا ومحاسنه كَثِيرَة، وَتوسع فِي الْإِذْن لكثيرين بالإفتاء والتدريس ونال مِنْهُ البقاعي بِسَبَب فتياه فِي كائنة الْكَنِيسَة مَا كَانَ سَببا للمزيد من حط مِقْدَاره وَكنت مِمَّن صَحبه قَدِيما وقرض لي عدَّة من تصانيفي فأبلغ كَمَا أثْبته مَعَ غير ذَلِك فِي مَوضِع آخر وَحَضَرت بعض دروسه وَكَذَا حضر معي فِي عدَّة ختوم بل حضر مَعَ أخي. مَاتَ فِي ربيع) الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ بعد تعلله مُدَّة وَظهر عَلَيْهِ النَّقْص فِي حركته وَلزِمَ الْفراش مِنْهَا أَكثر من شهر وَصلى عَلَيْهِ بِبَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل جدا ثمَّ دفن بحوش سعيد السُّعَدَاء وَشهد دَفنه خلق وَبكى النَّاس عَلَيْهِ كثيرا وَذكروا فضائله ومحاسنه ورثاه غير وَاحِد رَحمَه الله وإيانا. عمر بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة السراج الْقرشِي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. ولد سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع من الْعِزّ بن جمَاعَة والكمال بن حبيب وَالْجمال بن عبد الْمُعْطِي وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَابْن الهبل والعماد بن كثير وَالصَّلَاح العلائي والأسنائي والأذرعي وَجَمَاعَة وَقَرَأَ فِي الرسَالَة الفرعية فَلم ينجب، وَدخل الديار المصرية والشامية للاسترزاق غير مرّة، وَكَذَا دخل الْيمن ثمَّ انْقَطع بِمَكَّة بعد مَا حسن حَاله فِي أَمر دُنْيَاهُ حَتَّى مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَعشْرين. ذكره الفاسي فِي مَكَّة والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه. عمر بن حُسَيْن بن عَليّ بن شرف بن خطاب بن سعيد السراج الزفتاوي ثمَّ القاهري أَبُو أَحْمد وَعبد الْقَادِر وَعلي الماضيين وَيعرف بالتلياني. كَانَ خيرا مُعْتَقدًا مِمَّن أَخذ عَن الزَّاهِد وَأوصى إِلَيْهِ صم صحب أَصْحَابه كَابْن بكتمر والغمري ومدين فِي آخَرين وقطن الْقَاهِرَة وتعانى الدولاب فِي القماش الْأَزْرَق واشتهر بالملاءة مَعَ الْمُوَاظبَة على الْجَمَاعَات وَالْإِطْعَام والانجماع وسلامة الْفطْرَة. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبع وَسبعين وَقد زاحم فِيمَا قيل الْمِائَة بعد أَن تضعضع حَاله وكف رَحمَه الله وإيانا. عمر بن حُسَيْن الشجاع الدمرداشي أَمِير زبيد. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين.

عمر بن خلف بن حسن بن عَليّ أَو عبد الله على مَا وَقع فِي تَارِيخ شَيخنَا وَالْأول أصوب السراج بن الزين الأبشيطي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بالطوخي. ولد تَقْرِيبًا سنة تسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل بِالْعلمِ وَأخذ عَن الشموس البوصيري والبرماوي والطنتدائي نزيل البيبرسية وَغَيرهم وبرع فِي الْمِيقَات وَغَيره وَسمع على الْوَالِي الْعِرَاقِيّ وَأثبت اسْمه بِخَطِّهِ فِي أَمَالِيهِ والنور الْمحلي سبط الزبير والزين القمني وَابْن الْجَزرِي والنور الفوي فِي آخَرين وَلست أستبعد سَمَاعه عَن من قبلهم، وَحج مرَارًا وسلك كوالده طرق الصّلاح والزهد والورع وارتقى فِي ذَلِك كُله وتخلى عَن الْوَظَائِف بل الْأَوْقَاف الَّتِي من جِهَة وَالِده فَإِنَّهُ هُوَ وَأُخْته يستبدلانها شَيْئا فَشَيْئًا حَتَّى فنيت عَن آخرهَا،) وتجرد مَعَ شدَّة رغبته فِي إِيصَال الْبر لكثير من الأرامل والمنقطعات وحرصه على صلَة الرَّحِم بالزيارة والتفقد وَغَيرهمَا واعتنائه بمطالعة كتب الحَدِيث واقتفاء السّنة وَالِاجْتِهَاد فِي الصّيام وَالْقِيَام والتلاوة والمرافقة ومزيد الذّكر وَحُضُور مجَالِس الْوَعْظ والْحَدِيث خُصُوصا مجْلِس شَيخنَا وَكَانَ كل مِنْهُمَا يبجل الآخر ورأيته مرّة اسْتعَار مِنْهُ مسودة الْأَوَائِل لَهُ وَكَذَا كَانَ يحضر عِنْد الزين البوتيجي والمناوي أَحْيَانًا ولكثرة مطالعته وسماعه صَار يستحضر جملَة من الْمُتُون وغرر الْأَخْبَار وَقصد للتبرك وَالدُّعَاء، وَحدث باليسير قَرَأَ عَلَيْهِ التقي القلقشندي حَدِيثا لأبي عُبَيْدَة من مُعْجم ابْن قَانِع أودعهُ فِي متبايناته اقتفاء لشَيْخِنَا الزين رضوَان حَيْثُ أسمع عَلَيْهِ وَلَده الحَدِيث الْمشَار إِلَيْهِ وخرجه فِي متبايناته أَيْضا وَكَذَا كتبته عَنهُ مَعَ بعض الْأَحَادِيث بل سمع بِقِرَاءَتِي على شَيخنَا وانتفعت بِرُؤْيَتِهِ ودعواته وَكَانَ يكثر زيارتنا كل قَلِيل لمزيد اخْتِصَاصه بالوالد بل وَالْجد وَالْعم وَهُوَ عَم وَالِد ابْنة خَالَتِي وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي مستهل ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَدفن بتربة سعيد السُّعَدَاء وَجوَار قبر أَبِيه وأقاربه رَحمَه الله وإيانا. وَفِي سنة سِتّ عشرَة من أنباء شَيخنَا عمر بن خلف الطوخي سقط من سطح جَامع الْحَاكِم فَمَاتَ، وَهُوَ وهم فَالَّذِي سقط هُوَ مُحَمَّد أَخُوهُ كَمَا سَيَأْتِي. عمر بن خَلِيل بن حسن بن يُوسُف الرُّكْن بن الْغَرْس الْكرْدِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط الشهابي أصلم صَاحب الْجَامِع الشهير بسوق الْغنم لِأَن أمه وَهِي ألف ابْنة الشهَاب أَحْمد الفارقابي أمهَا فَرح خاتون ابْنة أصلم فَلِذَا يُقَال لَهُ ابْن أصلم وَيُقَال لَهُ أَيْضا ربيب الْجلَال البُلْقِينِيّ لكَونه كَانَ زوجا لأمه الْمَذْكُورَة تزَوجهَا بعد وَالِده المتزوج بهَا بعد أَخِيه الْبَدْر بن السراج وحظيت عِنْد الْجلَال

وَكَانَ يُقَال لَهُ ابْن المشطوب لشطب كَانَ بِوَجْه وَالِده. ولد فِي سنة ثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد النُّور المنوفي والعمدة وعرضها على الْبُرْهَان بن زقاعة وَآخَرين مِنْهُم زوج أمه الْجلَال ويسيرا من التَّنْبِيه وَكَثُرت خلطته لَهُ فحفظ عَنهُ أَشْيَاء من نظم وَغَيره وسافر مَعَه إِلَى الشَّام الْمرة الأولى وَسمع عَلَيْهِ وَكَذَا على الشّرف بن الكويك وَالْجمال بن الشرائحي وَغَيرهم، وَحج صُحْبَة أمه فِي سنة عشْرين وصاهر الْعلم البُلْقِينِيّ على أكبر بَنَاته وَأقَام مَعهَا دهرا وَولي نظر جَامع أصلم والتحدث على أوقاف طرنطاي الحسامي وَبنى دَارا بِالْقربِ من مدرسة الولوي البُلْقِينِيّ وَحدث باليسير أَخذ عَنهُ الطّلبَة وَكنت مِمَّن أَخذ عَنهُ قَدِيما جُزْءا، وَكَانَ كثير الْحَرَكَة وَالْكَلَام قَائِما بعياله وَأَوْلَاده مُرَتبا) لكل مِنْهُم عَلَيْهِ راتبا يوميا، وَقد كبر وهش وَلزِمَ بَيته مديما للتلاوة حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم فِي مشْهد لَا بَأْس بِهِ ثمَّ دفن بجامعهم فِي سوق الْغنم رَحمَه الله وإيانا. عمر بن دَاوُد بن أَحْمد الشَّامي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عمر بن دولات باي المؤيدي. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَكَانَ مُسْرِفًا على نَفسه غير متستر أتلف شَيْئا كثيرا وَكَاد أَن يفْتَقر فعوجل عَفا الله عَنهُ. عمر بن رسْلَان بن نصير بن صلح بن شهَاب بن عبد الْخَالِق بن عبد الْحق السراج أَبُو حَفْص الْكِنَانِي البُلْقِينِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشر شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة ببلقينة من الغربية وَأول من قطنها من آبَائِهِ صلح وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَهُوَ ابْن سبع والشاطبية وَالْمُحَرر والكافية وَالشَّافِعِيَّة فِي النَّحْو لِابْنِ مَالك والمختصر الْأَصْلِيّ، وأقدمه أَبوهُ الْقَاهِرَة وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْ عشرَة سنة فَعرض محافيظه على جمَاعَة كالتقي السُّبْكِيّ والجلال الْقزْوِينِي وبهرهم بذكائه وَكَثْرَة محفوظه وَسُرْعَة فهمه ثمَّ رَجَعَ بِهِ ثمَّ عَاد مَعَه سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَقد ناهز الِاحْتِلَام فاستوطن الْقَاهِرَة وَحضر الدُّرُوس، وَمن شُيُوخه فِي الْفِقْه التقي السُّبْكِيّ وَلَكِن جلّ انتفاعه فِيهِ إِنَّمَا هُوَ بالشمسين ابْن عَدْلَانِ وَابْن القماح والنجم ابْن الأسواني والزين الْكِنَانِي والعز بن جمَاعَة وَفِي الْأُصُول الشَّمْس الْأَصْبَهَانِيّ صَاحب التَّفْسِير وَعنهُ أَخذ كثيرا من العقليات وَفِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف وَالْأَدب الْأُسْتَاذ أَبُو حَيَّان ولازم الْبَهَاء بن عقيل وانتفع بِهِ كثيرا وَتزَوج ابْنَته وَسمع الحَدِيث على ابْن القماح وَابْن غالي والشهاب بن كشتغدي وَأبي الْفرج بن عبد الْهَادِي وَالْحسن بن السديد وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم التفليسي وَعبد الرَّحِيم بن شَاهد الْجَيْش وَالْحسن بن السديد وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم التفليسي وَعبد الرَّحِيم بن شَاهد الْجَيْش والميدومي وَأبي إِسْحَق إِبْرَاهِيم القطبي وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْحلَبِي

خَاتِمَة أَصْحَاب الْكَمَال الضَّرِير وَآخَرين كالجمال أبي إِسْحَق التزمنتي وَأبي الْحرم القلانسي، وَأَجَازَ لَهُ الحافظان الْمزي والذهبي والشهاب أَحْمد بن عَليّ بن الْجَزرِي وَابْن نباتة وَخلق، وَخرج لَهُ شَيخنَا أَرْبَعِينَ حَدِيثا شطرها عَن شُيُوخ السماع وباقيها بِالْإِجَازَةِ وَكَذَا خرج لَهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ جُزْءا من حَدِيثه. وَحج مَعَ وَالِده سنة أَرْبَعِينَ ثمَّ بمفرده بعْدهَا وزار بَيت الْمُقَدّس وَاجْتمعَ بالعلائي وعظمه وَسكن الكاملية مُدَّة وَكَانَ يَحْكِي أَنه أول مَا دَخلهَا طلب من) ناظرها بَيْتا فَامْتنعَ وَاتفقَ مَجِيء شَاعِر بقصيدة امتدحه بهَا وأنشده إِيَّاهَا بِحَضْرَتِهِ فَقَالَ لَهُ: قد حَفظتهَا فَقَالَ لَهُ النَّاظر: إِن كَانَ كَذَلِك أَعطيتك بَيْتا قَالَ: فأوردتها لَهُ سردا فَأَعْطَانِي بَيْتا، وَأذن لَهُ الْأَئِمَّة بالإفتاء والتدريس وعظمه أجلاء شُيُوخه كَأبي حَيَّان والأصبهاني جدا وناب فِي الحكم عَن صهره ابْن عقيل، وَبَلغنِي أَنه جلس بالجورة بعده وَاسْتقر فِي تدريس الخشابية بِجَامِع عَمْرو، وَكَذَا درس بالبديرية والحجازية والخروبية البدرية والملكية وَالتَّفْسِير بِجَامِع طولون وبالبرقوقية. وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل رَفِيقًا للبهاء السُّبْكِيّ ثمَّ قَضَاء الشَّام فِي سنة تسع وَسِتِّينَ عوضا عَن التَّاج السُّبْكِيّ فباشره دون السّنة وَجَرت لَهُ مَعَه أُمُور مَشْهُورَة وتعصبوا عَلَيْهِ مَعَ قَول الْعِمَاد بن كثير لَهُ حِينَئِذٍ أذكرتنا سمت ابْن تَيْمِية وَنَحْوه قَول ابْن شيخ الْجَبَل مَا رَأَيْت بعد ابْن تَيْمِية أحفظ مِنْك. وَدخل حلب فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين صُحْبَة الظَّاهِر برقوق وَمرَّة أُخْرَى بعْدهَا واشتغل بهَا وَعين لفضاء مصر غير مرّة وَلكنه لم يتم مَعَ ارتقائه لأعظم مِنْهُ حَتَّى صَار يجلس فَوق كبار الْقُضَاة بل ولي ابْنه فِي حَيَاته وشاع ذكره فِي الممالك قَدِيما وحديثا وعظمه الأكابر فَمن دونهم، وَمِمَّا كتبه لَهُ أَبُو حَيَّان أَنه صَار إِمَامًا ينْتَفع بِهِ فِي الْفَنّ الْعَرَبِيّ مَعَ مَا منحه الله من علمه بالشريعة المحمدية بِحَيْثُ نَالَ من الْفِقْه وأصوله الرُّتْبَة الْعليا وتأهل للتدريس وَالْقَضَاء والفتيا وَقَالَ صهره ابْن عقيل: هُوَ أَحَق النَّاس بالفتيا فِي زَمَانه وَقَالَ الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن العثماني قَاضِي صفد فِي طبقاته: هُوَ شيخ الْوَقْت وإمامه وحجته انْتَهَت إِلَيْهِ مشيخة الْفِقْه فِي وقته وَعلمه كالبحر الزاخر وَلسَانه أفحم الْأَوَائِل والأواخر. وَقَالَ ابْن الحجي: كَانَ أحفظ النَّاس لمَذْهَب الشَّافِعِي واشتهر بذلك وطبقة شُيُوخه موجودون قدم علينا دمشق قَاضِيا وَهُوَ كهل فبهر بحفظه وَحسن عِبَارَته وجودة مَعْرفَته وخضع لَهُ الشُّيُوخ فِي ذَلِك الْوَقْت واعترفوا بفضله ثمَّ رَجَعَ وتصدى للفتيا فَكَانَ معول النَّاس عَلَيْهِ فِي ذَلِك وَكَثُرت طلبته فنفعوا وأفتوا ودرسوا وصاروا شُيُوخ بِلَادهمْ وَهُوَ حَيّ قَالَ: وَله اختيارات فِي بَعْضهَا نظر كثير وَله نظم وسط وتصانيف كَثِيرَة لم تتمّ

يَبْتَدِئ كتابا فيصنف مِنْهُ قِطْعَة ثمَّ يتْركهُ وقلمه لَا يشبه لِسَانه، وَقَالَ الْأَذْرَعِيّ:) لم أر أحفظ لنصوص الشَّافِعِي مِنْهُ بل قَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي: رَأَيْته رجلا فريد دهره لم تَرَ عَيْنَايَ أحفظ للفقه وَأَحَادِيث الْأَحْكَام مِنْهُ وَقد حضرت دروسه مرَارًا وَهُوَ يقرئ فِي مُخْتَصر مُسلم للقرطبي يَقْرَؤُهُ عَلَيْهِ شخص مالكي ويحضر عِنْده فُقَهَاء الْمذَاهب الْأَرْبَعَة فيتكلم على الحَدِيث الْوَاحِد من بكرَة إِلَى قريب الظّهْر وَرُبمَا أذن الظّهْر وَهُوَ لم يفرغ من الحَدِيث قَالَ: وَلم أر أحدا من الْعلمَاء الَّذين أدركتهم بِجَمِيعِ الْبِلَاد وَاجْتمعت بهم إِلَّا وهم يعترفون بفضله وَكَثْرَة استحضاره وَأَنه طبقَة وَحده فَوق جَمِيع الْمَوْجُودين حَتَّى أَن بعض النَّاس يقدمهُ على بعض الْمُتَقَدِّمين، وَنَحْوه قَول شَيخنَا فِي مشيخة الْبُرْهَان أَنه اسْتمرّ مُقبلا على الِاشْتِغَال متفرغا للتدريس وَالْفَتْوَى إِلَى أَن عمر وَتفرد وَلم يبْق من يزاحمه وَكَانَ كل من اجْتمع بِهِ يخضع لَهُ لِكَثْرَة استحضاره حَتَّى يكَاد يقطع بِأَنَّهُ يحفظ الْفِقْه سردا من أول الْأَبْوَاب إِلَى آخرهَا لَا يخفى عَلَيْهِ مِنْهُ كَبِير أَمر وَكَانَ مَعَ ذَلِك لَا يحب أَن يدرس إِلَّا بعد المطالعة، وَقَالَ فِي مُعْجَمه: وَذكر لي وَلَده الْجلَال أَنه كَانَ يلقى الْحَاوِي دروسا فِي أَيَّام يسيرَة من أغربها أَنه أَلْقَاهُ فِي ثَمَانِيَة أَيَّام، وَذكر لي الْبُرْهَان أَن الشَّيْخ قَالَ لَهُ أَنه كَانَ يحفظ من الْمُحَرر صفحة من وَقت ابْتِدَاء فلَان الْأَعْمَى صَلَاة الْعَصْر إِلَى انتهائه قَالَ: وَلم يكن يطول فِي صلَاته وَأَنه كَانَ يسْرد مُنَاسبَة أَبْوَاب الْفِقْه فِي نَحْو كراسة ويطرز ذَلِك بفوائد وشواهد بِحَيْثُ يقْضِي سامعه بِأَنَّهُ يستحضر فروع الْمَذْهَب كلهَا، ثمَّ قَالَ شَيخنَا: وَذكر الْكَمَال الدَّمِيرِيّ أَن بعض الْأَوْلِيَاء قَالَ لَهُ أَنه رأى قَائِلا يَقُول أَن الله يبْعَث على رَأس كل مائَة سنة لهَذِهِ الْأمة من يجدد لَهَا دينهَا بدئت بعمر وختمت بعمر، قَالَ شَيخنَا: واشتهر اسْمه فِي الْآفَاق وَبعد صيته إِلَى أَن صَار يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْعلم وَلَا تركن النَّفس إِلَّا إِلَى فتواه وَكَانَ موفقا فِي الْفَتْوَى يجلس لَهَا من بعد صَلَاة الْعَصْر إِلَى الْغُرُوب وَيكْتب عَلَيْهَا من رَأس الْقَلَم غَالِبا وَلَا يأنف إِذا أشكل عَلَيْهِ شَيْء من مُرَاجعَة الْكتب وَلَا من تَأْخِير الْفَتْوَى عِنْده إِلَى أَن يُحَقّق أمرهَا وَكَانَ ينقم عَلَيْهِ تَفْسِير رَأْيه فِي الْفَتْوَى وَمَا كَانَ ذَلِك إِلَّا لسعة دائرته فِي الْعلم وَكَانَ فِيهِ من الْقُوَّة الحافظة وَشدَّة الذكاء مَا لم يُشَاهد فِيهِ مثله، وَفِي شرح ذَلِك طول قَالَ: وَكَانَ وقورا حَلِيمًا مهيبا سريع البادرة سريع الرُّجُوع ذَا همة عالية فِي مساعدة أَصْحَابه) وَأَتْبَاعه قَالَ: وَكَانَ مَعَ توسعه فِي الْعُلُوم يتعانى النّظم فَيَأْتِي مِنْهُ بِمَا يستحي من نسبته إِلَيْهِ وَرُبمَا لم يقم وَزنه، وَصَارَ يتعانى عمل المواعيد وَيقْرَأ عَلَيْهِ وَيتَكَلَّم فِي التَّفْسِير بِكَلَام فائق وينشد من شعره الْحسن المعني الركيك

اللَّفْظ العاري عَن البديع مَا كَانَ الأول أَن يصان الْمجْلس عَنهُ زَاد فِي إنبائه وَيحصل لَهُ فِيهَا خشوع وخضوع، وَقَالَ فِيهِ أَنه أفتى ودرس وَهُوَ شَاب وناظر الأكابر وَظَهَرت فضائله وبهرت فَوَائده وطار فِي الْآفَاق صيته من قبل الطَّاعُون وانتهت إِلَيْهِ الرياسة فِي الْفِقْه والمشاركة فِي غَيره حَتَّى كَانَ لَا يجْتَمع بِهِ أحد من الْعلمَاء إِلَّا ويعترف بفضله ووفور علمه وحدة ذهنه، وَكَانَ مُعظما عِنْد الأكابر عَظِيم السمعة عِنْد الْعَوام إِذا ذكر خضعت لَهُ الرّقاب حَتَّى كَانَ الأسنوي يتوقى الْإِفْتَاء مهابة لَهُ لِكَثْرَة مَا كَانَ ينقب عَلَيْهِ فِي ذَلِك قَالَ: وَكَانَت آلَة الِاجْتِهَاد فِي الشَّيْخ كَامِلَة إِلَّا أَن غَيره فِي معرفَة الحَدِيث أشهر وَفِي تَحْرِير الْأَدِلَّة أمهر وَكَانَ عَظِيم الْمُرُوءَة جميل الْمَوَدَّة كثير الِاحْتِمَال مهيبا مَعَ كَثْرَة المباسطة لأَصْحَابه والشفقة عَلَيْهِم والتنويه بذكرهم، قَالَ: وَلم يكمل من مصنفاته إِلَّا الْقَلِيل لِأَنَّهُ كَانَ يشرع فِي الشَّيْء فلسعة علمه يطول عَلَيْهِ الْأَمر حَتَّى أَنه كتب من شرح البُخَارِيّ على نَحْو عشْرين حَدِيثا مجلدين وعَلى الرَّوْضَة عدَّة مجلدات تعقبات وعلق الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ من خطه فِي حَوَاشِي نُسْخَة من الرَّوْضَة خَاصّا مجلدا ضخما ثمَّ جمعهَا الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بعد مُدَّة فِي مجلدين وَقد أفرد لَهُ وَلَده الْجلَال تَرْجَمَة سرد فِيهَا من تصانيفه واختياراته جملَة، قلت وَكَذَا فعل وَلَده شَيخنَا الْعلم البُلْقِينِيّ وقرأتها عَلَيْهِ وَلذَا اختصرت تَرْجَمته خُصُوصا وَقد سرد شَيخنَا من تصانيفه فِي مُعْجَمه عدَّة مِمَّا كمل مِنْهَا محَاسِن الْإِصْلَاح. وَقَالَ الصّلاح الأقفهسي فِي مُعْجم ابْن ظهيرة: كَانَ أحفظ النَّاس لمَذْهَب الشَّافِعِي لَا سِيمَا لنصوصه مَعَ معرفَة تَامَّة بالتفسير والْحَدِيث والأصلين والعربية مَعَ الذِّهْن السَّلِيم والذكاء الَّذِي على كبر السن لَا يريم يفزع إِلَيْهِ فِي حل المشكلات فيحلها ويقصد لكشف المعضلات فيكشفها وَلَا يملها وَلَوْلَا أَن نوع الْإِنْسَان مجبول على النسْيَان لَكَانَ مَعْدُوما فِيهِ فَلم يكن فِي عصره فِي الْحِفْظ وَقلة النسْيَان من يماثله بل وَلَا يدانيه، ولي قَضَاء دمشق وَهِي إِذْ ذَاك غاصة بالفضلاء فأقروا لَهُ بالتقدم فِي الْعُلُوم وَلم ينازعه وَاحِد مِنْهُم فِي مَنْطُوق وَلَا مَفْهُوم. وَقَالَ التقي الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد:) كَانَ وَاسع الْمعرفَة بالفقه والْحَدِيث وَغَيرهمَا مَوْصُوفا بِالِاجْتِهَادِ لم يخلف بعده مثله، وَمِمَّنْ تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية وَابْن قَاضِي شُهْبَة والمقريزي وَحكى الْعَلَاء البُخَارِيّ فِيمَا سَمعه مِنْهُ الْعِزّ السنباطي قَالَ: قدم علينا من أَخذ عَن البُلْقِينِيّ فَسَأَلْنَاهُ عَنهُ فَقَالَ: هُوَ فِي الْفِقْه وَكَذَا فِي الحَدِيث بَحر وَفِي التَّفْسِير أَيْضا على طَريقَة الْبَغَوِيّ وسألناه عَنهُ فِي العقليات فَقَالَ: يقرئ الْبَيْضَاوِيّ للمبتدئ والمتوسط وَلَا يخرج عَن عهدته للمنتهى، وَنَحْوه مَا حَكَاهُ الْبِسَاطِيّ عَن شَيْخه قنبر أَنه قَالَ: مَا جَلَست

بِمصْر للإقراء حَتَّى درت على حلق مشايخها كلهم حَتَّى الْخَولَانِيّ يَعْنِي الَّذِي كَانَ نَظِير التلواني فَلم أر فيهم مثل البُلْقِينِيّ فِي الْحِفْظ قَالَ: لكنه لم يكن عِنْده تَحْقِيق، وَهَذَا مَحْمُول على أَنه كَانَ يستروح وَإِلَّا فَهُوَ إِذا توجه للتحقيق كَانَ من أجل الْمُحَقِّقين وَقد بَلغنِي أَن الْعِزّ بن جمَاعَة الْمُتَأَخر التمس مِنْهُ قِرَاءَة الْحَاوِي نظرا وتحقيقا ملاحظا اسْتِعْمَال الْآلَات فَأَقْرَأهُ فِيهِ دروسا ثمَّ طلع لَهُ الشَّيْخ بعْدهَا وعَلى يَدَيْهِ حرارة فَأرَاهُ إِيَّاهَا قَائِلا لَهُ: انْظُر يَا ابْني يَا مُحَمَّد فقد أتعبتني أَو كَمَا قَالَ، وَمِمَّا بَلغنِي من وفور همته قِيَامه هُوَ والأبناسي فِي زَوَال مَا حل بِابْن الملقن من المحنة وَكَذَا فِي كفهما الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ عَن ابْن الملقن كَمَا سأشير لذَلِك فِي تَرْجَمته، وَكَذَا مِمَّا بلغنَا قَول الْبَدْر البشتكي أَن الشَّيْطَان وجد طرقه عَن البُلْقِينِيّ مسدودة فَحسن لَهُ نظم الشّعْر بل كَانَ الْبَدْر سَببا لتحويل تَسْمِيَة مُصَنفه بالفوائد المنتهضة على الرَّافِعِيّ وَالرَّوْضَة إِلَى الْفَوَائِد الْمَحْضَة حَيْثُ صَار يَقُول على الرَّافِعِيّ وَالرَّوْضَة بِفَتْح الْوَاو حَتَّى تتمّ الموازنة مَعَ عدم لُزُوم ذَلِك فِي الشّعْر فضلا عَن غَيره، وَفِي كَلَام الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي أَوَاخِر شَرحه لجوامع مَا يُشِير لِأَنَّهُ مُجْتَهد أَو كَونه هُوَ والتقي السُّبْكِيّ طبقَة وَاحِدَة، وَكَانَ فِي صفاء الخاطر وسلامة الصَّدْر بمَكَان بِحَيْثُ يحْكى عَنهُ مَا يفوق الْوَصْف واعتقاده فِي الصَّالِحين وَرَاء الْعقل وتنفيره عَن ابْن عَرَبِيّ ومطالعة كتبه أشهر من أَن أصفه وقيامه فِي إِزَالَة الْمُنكر من إبِْطَال المكوس والخانات وَنَحْوهَا شهير وردعه لمن يَخُوض فِيمَا لَا يَلِيق مستفيض بِحَيْثُ أَنه أرسل خلف من بلغه عَنهُ أَنه يُفَسر الْقُرْآن بالتقطيع فزبره) بِحَيْثُ خَافَ وَمَا وَسعه إِلَّا الْإِنْكَار وَبَالغ فِي زجر بعض الحلقية لما بلغه عَنهُ أَنه يحاكي الْفُقَهَاء فِي عمائمهم وَكَلَامهم مِمَّا لَو بسطته كُله لطال وَكَانَ يَقُول: مَا أحد يقرئ الْفَرَائِض إِلَّا وَهُوَ تلميذي أَو تلميذ تلميذي لكَون الشَّيْخ مُحَمَّد الكلائي صَاحب الْمَجْمُوع سَأَلَ مَسْأَلَة، وَقد أَخذ عَنهُ النَّاس طبقَة بعد طبقَة بل وَأخذت عَنهُ طبقَة ثَالِثَة فَمن الأولى الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْعِمَاد والعز بن جمَاعَة ثمَّ الْبرمَاوِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والبرهان الْحلَبِي وَالْجمال بن ظهيرة والزين الفاسكوري والمحب بن نصر الله والسراج قاري الْهِدَايَة ثمَّ شَيخنَا وَابْن عمار والأقفهسي والتقي الفاسي، ولقينا خلقا مِمَّن تفقه بِهِ خاتمتهم الشَّمْس الشنشي وثنا عَلَيْهِ جمَاعَة كَثِيرُونَ وَلست أتوقف فِي ولَايَته، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي، مَاتَ قبيل عصر يَوْم الْجُمُعَة حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَصلى عَلَيْهِ وَلَده الْجلَال صَبِيحَة الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالْقربِ من منزله فِي حارة بهاء الدّين عِنْد وَلَده الْبَدْر مُحَمَّد ورثاه جمَاعَة

وأبدع مرثية فِيهِ لشَيْخِنَا أَولهَا: (يَا عين جودي لفقد الْبَحْر بالمطر ... واذري الدُّمُوع وَلَا تبقي وَلَا تذري) وَهِي تزيد على مائَة بَيت مَشْهُورَة وَكثر أَسف النَّاس عَلَيْهِ، قَالَ شَيخنَا: وبلغتني وَفَاته وَأَنا مَعَ الحجيج رَحمَه الله وإيانا. عمر بن سَلامَة بن عمر بن أَحْمد السكندري النجار وَالِده وَيعرف هُنَاكَ بِابْن سَيّده الشَّافِعِي، شَاب قدم من بَلَده فلازم الِاشْتِغَال عِنْد عبد الْحق وخَالِد الْوَقَّاد وَنَحْوهمَا بل قَرَأَ على الشَّمْس البامي وَابْن قَاسم ولازمني حَتَّى قَرَأَ أَكثر البُخَارِيّ وَكَذَا قَرَأَ على الديمي فِي مُسلم، وَكَانَ فطنا نبيها ذكيا مَاتَ سَرِيعا قبل إِكْمَال الْعشْرين فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَانِي شعْبَان سنة تسع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. عمر بن سُلَيْمَان بن عمار الصردي ثمَّ الغمري. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عمر بن الشّرف الغزولي الْحَنْبَلِيّ. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع بحلب. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. عمر بن الْمُؤَيد شيخ. مَاتَ فِي سنة سِتّ عشرَة وَله عشر سِنِين أَو دونهَا وَدفن بتربة النَّاصِر. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. عمر بن صَالح بن السراج الْبُحَيْرِي الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي. مِمَّن اشْتغل) وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل نَاب فِي الْقَضَاء وقتا وتنزل فِي الْجِهَات وَلَيْسَ بمحمود قَضَاء ومعاملة. عمر بن صديق بن عمر السملائي الْمحلي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عمر بن طرخان بن شَهْري الْحَاجِب الْكَبِير بحلب. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاثِينَ. أرخه شَيخنَا فِي أنبائه. عمر بن عبد الحميد الزين الْمدنِي. سمع على ابْن الْجَزرِي الشفا فِي ثَلَاث وَعشْرين وَضبط الْأَسْمَاء. عمر بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد المقراني الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَالِد عبد الصَّمد الْمَاضِي لَهُ ذكر فِيهِ وَأَنه قَرَأَ على الأهدل وَكَانَ فَقِيها مَاتَ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَن سِتّ وَسبعين سنة عمر بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن أبي بكر التقي بن الْوَجِيه الزوقري الْيَمَانِيّ. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَوَصفه بِالْإِمَامِ المفنن ووالده بالعلامة وبيض. عمر بن عبد الرَّحْمَن بن زَكَرِيَّا الزواوي الميقاتي. مَاتَ سنة ثَمَان وَخمسين. عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن إِسْحَق السراج أَبُو حَفْص بن الزين

التَّمِيمِي الخليلي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ مُحَمَّد وَولده مَحْمُود. ولد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِبَلَد الْخَلِيل وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك والشاطبية وَعرض على جمَاعَة بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا واشتغل على أَبِيه وَآخَرين من آخِرهم الْفَخر المقسي بل حضر عِنْد شَيخنَا وَدخل الشَّام وَغَيرهَا كحماة ودرس بِبَلَدِهِ وَهُوَ الْآن فِي الْأَحْيَاء أفادنيه وَلَده مَحْمُود أحد الآخذين عني عمر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن إِبْرَاهِيم الزين الْأَسدي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الجاموس. نَشأ بِدِمَشْق فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل وبرع وَكتب الْخط الْحسن، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَقدم الْقَاهِرَة فَسمع على بقايا من الروَاة وَتردد إِلَيّ يَسِيرا وَكتب عني عدَّة مجَالِس من الأمالي وَغَيرهَا وتطارح مَعَ الشهَاب الْحِجَازِي وَغَيره وَفرض للبدري مَجْمُوعَة فَأحْسن، وَكَانَ رائق الْأَوْصَاف فائق الْإِنْصَاف متوددا لطيفا متواضعا كثير المحاسن جاور بِمَكَّة وانتقى وَاخْتصرَ ونظم ونثر، وسافر بِأخرَة إِلَى بَيت الْمُقَدّس. وَمَات على مَا يحرر فِي إِحْدَى الجمادين سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ جَازَ الْأَرْبَعين وَنعم الرجل رَحمَه الله، وَمِمَّا كتبته من نظمه:) (إلهي إِن أردْت السوء يَوْمًا ... بِعَبْد من عبيدك قد طردته) (قِنَا يَا رَبنَا من كل سوء ... فَإنَّك من تَقِيّ الأسوا رَحمته) عمر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد السراج أَبُو حَفْص بن الْوَجِيه الْحَضْرَمِيّ التريمي الشَّافِعِي. شرِيف علوي يعرف كأسلافه أَبَا علوي. أَخذ عَن عبد الله بن أبي بكر أَبَا علوي وَجمع جُزْءا فِي كراماته واستدعى بالْقَوْل البديع وَطلب مني الْإِجَازَة بِهِ وَبِغَيْرِهِ فَكتب لَهُ وَأَنا بِمَكَّة مِنْهُ نُسْخَة وَأثبت عَلَيْهَا خطي بِالْإِجَازَةِ ووصفته بِمَا فِي تاريخي الْكَبِير. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت سادس عشري رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ بتعز عَن نَحْو خمس وَأَرْبَعين سنة، كتب إِلَيّ بذلك الْكَمَال الذوالي قَالَ وَهُوَ رجل كَبِير الْقدر مَقْبُول عِنْد الْعَوام وَأكْثر الْخَواص وَله بسُلْطَان الْيمن عبد الْوَهَّاب بن طَاهِر زِيَادَة اخْتِصَاص وَسَمَاع قَول وَكَانَ مُقيما بقرية الْحَمْرَاء من وَادي لحج من سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَإِلَى أَن مَاتَ وَحصل لأهل هَذِه الْجِهَة بِهِ نفع عَظِيم واندفع بِسَبَب إِقَامَته فيهم شرور كَثِيرَة من البدو المفسدين لاحترامهم لَهُ وقبولهم لكَلَامه ولهذه الْعلَّة عظمه ابْن طَاهِر. عمر بن عبد الرَّحْمَن الوشتاتي بِضَم الْوَاو ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة بعْدهَا مثناتين بَينهمَا ألف نِسْبَة لوشتاتة من عمل أربس التّونسِيّ وَيعرف بالحارثي.

أَخذ عَن أبي الْقسم الْبُرْزُليّ وَغَيره وارتحل لِلْحَجِّ سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَلَقي هُنَاكَ أَبَا الْفَتْح المراغي وَغَيره، وَأخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن شَيخنَا حضر دروسه، وفيهَا دخل بَيت الْمُقَدّس وَالشَّام وَأكْرم الْبَدْر بن التنسي قَاضِي الْمَالِكِيَّة مورده وطلع بِهِ إِلَى الظَّاهِر جقمق فَأحْسن إِلَيْهِ، ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده فَأقبل عَلَيْهِ الْفُضَلَاء بِأخرَة فِي الرِّوَايَة وَصَارَ مُحدث تِلْكَ النَّاحِيَة. وَشرح بَانَتْ سعاد فِي مجلدين قرضه لَهُ مُحَمَّد الزلدوي وَمُحَمّد القفصي الشابي وَغَيرهمَا نظما، وَكَانَ حسن الْعشْرَة دمث الْأَخْلَاق يستحضر الْمَشَارِق لعياض وَكَذَا الصِّحَاح للجوهري. وَمَات سنة سبع وَسبعين رَحمَه الله. عمر بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ السراج بن الْعِزّ بن الصّلاح الْمصْرِيّ أَخُو عَليّ الْمَاضِي ووالد المحمدين الْأَرْبَعَة الشَّمْس والشرف والعز والبدر وفخر الدّين سُلَيْمَان وَيعرف بالخروبي. ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا وَلم أجد لَهُ سَمَاعا على قدر سنه وَلَو اعتنى بِهِ لأدرك الأسناد، وَقد كَانَ لَهُ حرص على السماع فَسمع بِقِرَاءَتِي كثيرا، وَأول مَا مَاتَ أَبوهُ كَانَ يعد من التُّجَّار ثمَّ ورث هُوَ وَأَخُوهُ نور الدّين والدهما فاتسع حَاله وأثرى واشتهر بالمعرفة وَحسن السِّيرَة ثمَّ تناقص حَاله فَمَاتَ عَمه تَاج الدّين مُحَمَّد بِمَكَّة فِي) سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأوصى إِلَيْهِ وَورث مِنْهُ فأثرى واتسع حَاله ثمَّ تناقص إِلَى أَن مَاتَ قَرِيبه مُحَمَّد بن زكي الدّين الخروبي فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَهُوَ شَاب فورث مِنْهُ مَالا جزيلا فتراجع حَاله ثمَّ تناقص إِلَى أَن مَاتَ أَخُوهُ نور الدّين فورث مَاله واتسعت دائرته وَحسن حَاله ثمَّ تناقص حَاله بعد ثَلَاث سِنِين إِلَى أَن مَاتَت أُخْته آمِنَة فورث مِنْهَا مَالا جزيلا فحسنت حَاله ووفى كثيرا من دينه وَلم يزل بِسوء تَدْبيره إِلَى أَن مَاتَ فَقِيرا إِلَّا أَن ابْنَته فَاطِمَة مَاتَت قبله بِيَسِير فورث مِنْهَا شَيْئا حسنت بِهِ حَاله قَلِيلا وَلكنه مَاتَ وَعَلِيهِ دُيُون كَثِيرَة فِي سنة خمس وَعشْرين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ ممتعا بسمعه وبصره وعقله، وَكَانَ كثير الْعِبَادَة من صَلَاة وَصَوْم وأذكار، وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال مَا بَين غنى مفرط وفقر مدقع كَمَا شرحناه رَحمَه الله. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. عمر بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد السراج أَو النَّجْم بن الْعِزّ الفيومي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بعمر الفيومي. ذكي فَاضل أحضرهُ أَبوهُ على شَيخنَا فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَخمسين وَهُوَ فِي الثَّالِثَة بعض المحامليات الأصبهانية بل وَحضر فِي الَّتِي قبلهَا عَلَيْهِ فِي المجالسة وَكَذَا سمع بعد ذَلِك على جمَاعَة مِنْهُم النَّسَائِيّ الْكَبِير على السَّيِّد النسابة والأبودري وَالْمجد إِمَام الصرغتمشية والزفتاوي

واشتغل وتميز ونظم ونثر وَتردد إِلَيّ يَسِيرا وَلكنه لم يتصون بل عرف بالسفه والفجور والإقدام ثمَّ نصب نَفسه وَكيلا فِي الْخُصُومَات إِلَى أَن مَنعه السُّلْطَان فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ بعد ضربه المبرح وأكد عَلَيْهِ فِي الْمَنْع كَمَا أكده على عَمه شرِيف فَمَكثَ ثمَّ عَاد فأعيد الضَّرْب المبرح بالمقارع فِي أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين حَتَّى كَاد أَن يَمُوت وَأمر نَفْيه فَأخْرج على أَسْوَأ حَال فتوسل أَبوهُ بِكُل من الأتابك وأمير سلَاح فشفعا فِيهِ فرسم بعوده فَمَا عَاد، وَتوجه إِلَى الشَّام فمدح صَدَقَة سامري هُنَاكَ بقصيد يُقَال أَنه بَالغ فِيهِ مُبَالغَة تَقْتَضِي أمرا عَظِيما وَالْأَمر وَرَاء هَذَا، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي رَمَضَان ظنا سنة سِتّ وَتِسْعين، وَهُوَ مِمَّن قرض مَجْمُوع البدري بِأَبْيَات أَولهَا: (يَا فريدا فاضت مَعَانِيه نَهرا ... وأذاق الْأَعْدَاء زجرا ونهرا) (أشهر الله فضلك الجم فِي النا ... س فزنت الزَّمَان عَاما وشهرا) عمر بن عبد الْعَزِيز بن بدر سراج الدّين السابقي نِسْبَة لسابق الدّين أحد خدام الْمَدِينَة فَكَانَ مولى لجده الْمدنِي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَأحد خدام الْحرم كأبيه وَيعرف بِابْن بدر. نَشأ بِطيبَة فَقَرَأَ) الْقُرْآن واشتغل فِي حفظ الْمِنْهَاج وَغَيره، وَسمع على أبي الْفرج المراغي وَحضر دروس الشهَاب الأبشيطي وَالسَّيِّد الطباطبي وَكَانَ يقْرَأ فيسبعه وتدرب بِالْقَاضِي عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب واختص بمشايخ الْحرم ونسبت إِلَيْهِ أَشْيَاء فسجنه الْأَشْرَف قايتباي مرّة بعد أُخْرَى إِحْدَاهمَا بالمقشرة بعد ضربه بالمقارع وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ثمَّ خلص بعد وَشرط عَلَيْهِ أَن لَا يسَار إِلَى الْمَدِينَة إِلَّا بِإِذن وَلَكِن تكَرر سَفَره للمدينة وَغَيرهَا، وقصدني وَهُوَ بِالْقَاهِرَةِ مرَارًا حِين كَانَ ابْنه يقْرَأ عَليّ وَهُوَ زَائِد الْإِقْدَام ثمَّ شفع فِيهِ وَعَاد إِلَى الْمَدِينَة وَلم يتَحَوَّل عَن طباعه وَفِيه محَاسِن مَعْدُودَة، ورأيته فِي موسم سنة أَربع تسعين بِمَكَّة ثمَّ بِالْمَدِينَةِ وَجَاء بأثر ذَلِك مرسوم بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ فاختفى ثمَّ توجه سرا ليصل الْقَاهِرَة ترجيا لمساعدة الْأَمِير شاهين لَهُ فَبَلغهُ الطَّاعُون فَرجع لمَكَّة ودام بهَا من رَمَضَان حَتَّى حج وَكَانَ يجْتَمع عَليّ ويبالغ فِي إِظْهَار التودد هَذَا مَعَ أَنِّي أغلظت عَلَيْهِ قبل ذَلِك بِالْمَدِينَةِ بِسَبَب الشهَاب بن العليف ثمَّ عَاد مَعَ الركب للمدينة وَكَأَنَّهُ للوثوق بأميره فَدَخلَهَا وَقد اسْتطْلقَ بَطْنه فَمَاتَ وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين عَن بضع وَخمسين عَفا الله عَنهُ وإيانا. عمر ابْن صاحبنا الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْكَمَال الْحلَبِي الْحَنَفِيّ سبط أبي جَعْفَر بن الضيا أمه عَائِشَة وَيعرف كسلفه بِابْن العديم اشْتغل وتفقه بِابْن أَمِير حَاج وَأخذ عَن أبي ذَر وَغَيره سمع بِبَلَدِهِ معي على جمَاعَة وتميز

وبرع ونظم ففاق وَجمع ديوانا سَمَّاهُ بدر الْكَمَال. مَاتَ فِي سنة كَانَ الأتابك بحماة والدوادار بحلب فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ وَلم يكمل الثَّلَاثِينَ عوضه الله وإياهما الْجنَّة. عمر بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُوسَى السراج الْمَكِّيّ الزمزمي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. مِمَّن حفظ الْقُرْآن وسافر إِلَى الْقَاهِرَة وَالشَّام واليمن وَله نظم كأخيه. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَنا بِمَكَّة. عمر بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام السراج الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الشَّافِعِي. مَاتَ أَبوهُ فِي صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فولد ابْنه هَذَا بعده واشتغل يَسِيرا فِي الْعَرَبيَّة عِنْد مَسْعُود المغربي وَفِي غَيرهَا عِنْد غَيره ولازمني فِي الْمَدِينَة وَحصل نُسْخَة من الْمَقَاصِد الْحَسَنَة بعد أَن سَمعه وكتبت لَهُ إجَازَة ثمَّ رَأَيْته فِي موسم سنة أَربع وَتِسْعين وَهُوَ بَاقٍ على تودده وَلكنه انحل عَن اشْتِغَاله وَأَظنهُ خالط شاهين أَو غَيره فَلم تحمد عاقبته.) عمر بن الزين عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد بن عمر بن عياذ بتحتانية ومعجمة الْأنْصَارِيّ المغربي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي وَالِد حسن الْمَاضِي وَيعرف بِابْن زين الدّين من بَيت فِيهِ فضلاء. اشْتغل وَسمع على الْجمال الكازروني فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وعَلى أبي الْفَتْح المراغي وَمَات سنة ثَمَان وَخمسين أَو الَّتِي قبلهَا رَحمَه الله. عمر بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز السراج بن القَاضِي الْعِزّ بن القَاضِي النُّور الْهَاشِمِي النويري الْمَكِّيّ وَالِد عبد الله الْمَاضِي وَأمه أم كُلْثُوم ابْنة مُحَمَّد بن عمر التعكري. ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع من الزين المراغي وَابْن الْجَزرِي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن العلائي والتنوخي وَآخَرُونَ، وَولي نصف الْإِمَامَة بمقام الْمَالِكِيَّة، وسافر فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ من مَكَّة إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى الْمغرب ثمَّ التكرور، وَمَات هُنَاكَ فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا أَو فِي الَّتِي بعْدهَا، وَله ذكر فِي ابْنه. عمر بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي الدقوقي الْمَكِّيّ. مَاتَ فِي يَوْم السبت تَاسِع شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِالْقربِ من عجرود وَحمل إِلَيْهِ فَدفن بِهِ، ذكره ابْن فَهد. عمر بن عبد الْعَزِيز ابْن صاحبنا النَّجْم عمر بن التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد، تجدّد فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ فَأرْسلت لحفيد يُوسُف العجمي الْمسند عَليّ فَأجَاز لَهُ وَكتب فِي طبقَة مُسْند عمر للنجاد وَلم يلبث أَن مَاتَ.

عمر بن عبد الْعَزِيز بن مَسْعُود بن خَليفَة بن عَطِيَّة المطيبير. مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس وَخمسين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. عمر بن المحيوي عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن الشَّيْبَانِيّ الْمَكِّيّ شَقِيق أبي الْغَيْث مُحَمَّد وَيعرف بِابْن زبرق. سمع عَليّ فِي القَوْل البديع وَغَيره بِمَكَّة وَمَات بهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ. عمر بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد الشجاع الْعَدنِي الحيلاني. مَاتَ سنة تسع عشرَة. عمر بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد. عمر بن عبد الله بن عَامر بن أبي بكر بن عبد الله السراج ولقبه بَعضهم الزين الأسواني القاهري الشَّاعِر. ولد بأسوان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَقدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ توجه إِلَى دمشق وَأخذ الْأَدَب عَن ابْن خطيب داريا ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة وقطنها حَتَّى مَاتَ، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه:) تعانى الْآدَاب وَدخل الشَّام فَأخذ عَن أدبائها ثمَّ الْقَاهِرَة واستوطنها من سنة تسعين وسلك طَرِيق الْمُتَقَدِّمين فِي النّظم لكنه عريض الدَّعْوَى كثير الازدراء لشعراء أهل عصره لَا يعد أحدا مِنْهُم شَيْئا وَيَقُول شعرهم بعرمقزدربل يَقُول: من يَجْعَل لي خطرا على أَي قصيد شَاءَ من شعر المتنبي حَتَّى أنظم أَجود مِنْهَا، وَلم يكن نظمه بِقدر دَعْوَاهُ إِلَّا أَن ابْن خلدون كَانَ يطريه وَيشْهد لَهُ بِأَنَّهُ أشعر أهل عصره بعد خطيب داريا، وَكَانَ مشاركا فِي لُغَة وَقَلِيل عَرَبِيَّة، وَمَا عَلمته ولي شَيْئا من الْوَظَائِف بل كَانَ يحتذى بِشعرِهِ ويقلد من يسمعهُ الْمِائَة، وَقد حضر عِنْدِي فِي إملاء فتح الْبَارِي وأملى على الطّلبَة من نظمه أبياتا من الرجز فِي معرفَة أسواق الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة، وَسمعت من لَفظه قصيدة امتدح بهَا الْمُؤَيد لما تسلطن بعناية الأدمِيّ وَغَضب مِنْهُ الْبَارِزِيّ وَاتفقَ بِأخرَة أَنه مدح أَبَا فَارس صَاحب تونس فَأرْسل إِلَيْهِ بصلَة قيل أَنَّهَا مائَة دِينَار فقبضها وَهُوَ موعوك فَنزل بالبيمارستان فطال ضعفه ثمَّ عوفي فَذكر لبَعض أَصْحَابه أَنه كَانَ دَفنهَا هِيَ وَغَيرهَا فِي مَكَان فَلَمَّا رَجَعَ ووجدها جعلهَا فِي مَكَان آخر وانتكس فَعَاد إِلَى المرستان فَأَقَامَ أَيَّامًا يسيرَة ثمَّ مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَعشْرين وَقد جَازَ السِّتين وَلم تُوجد الذهبية الْمَذْكُورَة وَلَا غَيرهَا وَمن نظمه قَوْله: (إِن ذَا الدَّهْر قد رماني بِقوم ... هم على بلوتي أَشد حثيثا) (إِن أفه بَينهم بِشَيْء أجدهم ... لَا يكادون يفقهُونَ حَدِيثا) وَأورد فِي مُعْجَمه الرجز الْمشَار إِلَيْهِ وَهُوَ: (إِن شِئْت أَن تعرف أسواق الْعَرَب ... لتقتفي الْآثَار من أهل الْأَدَب) (فدومة الجندل والمشعر ... وَهَذَا القَوْل عِنْدِي أظهر)

(كَذَا فجار ودثار الشحر ... وعدن من دون هذي الْبَحْر) (صنعاء مِنْهَا وعكاظ الزاهية ... وَذُو الْمجَاز وحباش تاليه) (وَآخر الْأَسْوَاق عِنْد ذِي الرشد ... مجنة بهَا فكمل الْعدَد) وترجمه فِيهِ بِاخْتِصَار فَقَالَ: مهر فِي الْأَدَب وَأكْثر النّظم على طَريقَة الْأَوَائِل، وَكَانَ فِيهِ بِأَو زَائِد وَدَعوى عريضة وخطه حسن طارحته ببيتين قَدِيما ومدحني بعد ذَلِك وَحضر مجْلِس الْإِمْلَاء فِي شرح البُخَارِيّ وَأفَاد الْجَمَاعَة رجزا فِي أسواق الْجَاهِلِيَّة كتبوه عَنهُ وسمعناه مِنْهُ، وَقَالَ التقي المقريزي فِي عقوده:) كَانَ يَقُول الشّعْر ويشدو شَيْئا من الْعَرَبيَّة مَعَ تعاظم وتطاول وَإِعْجَاب بِنَفسِهِ وإطراح جَانب النَّاس لَا يرى أَن أحدا وَإِن جلّ يعرف شَيْئا بل يُصَرح بِأَن أَبنَاء زَمَانه كلهم لَيْسُوا بِشَيْء وَأَنه هُوَ الْعَالم دونهم وَأَنه يجب على الكافة تَعْظِيمه وَالْقِيَام بحقوقه وبذل أَمْوَالهم كلهَا لَهُ لَا لِمَعْنى فِيهِ يَقْتَضِي ذَلِك سوى سوء طباع، وَكَانَ يحتذى بِشعرِهِ فَلَا يجد من يُوفيه مَا يرى لنَفسِهِ من الْحق بِزَعْمِهِ فَيَعُود إِلَى هجاء من يمدحه ثمَّ رأى أَن النَّاس أقل من أَن يمدحوا فهجا الكافة دهرا ثمَّ أعرض عَن هجائهم لاحتقاره إيَّاهُم فَلِذَا كَانَ مشنوءا عِنْد النَّاس مبغضا إِلَيْهِم يزهون لِكَثْرَة مدحه لنَفسِهِ ودعواه العريضة فِي فنون الْعلم الَّتِي لم يرْزق مِنْهَا غير شعر أَكْثَره وبال عَلَيْهِ وَقَلِيل من نَحْو غير مُحْتَاج إِلَيْهِ هَذَا مَعَ خلوه من الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة بأسرها وجهله بهَا، وَتردد إِلَيّ زِيَادَة على خمس وَثَلَاثِينَ سنة وأنشدني كثيرا من شعره وَأورد من ذَلِك قَوْله فِي الصَّدْر بن الأدمِيّ القَاضِي: (بني أساكفة الدُّنْيَا ليهنكم ... قَضَاء نجل ذَوي الكازات وَالْقَرْمُ) (الناتشين بأفمام تسيل أَذَى ... على الذقون جُلُود الْمَيِّت من غنم) (لَا أفلحت بلد قَاضِي الْقُضَاة بهَا ... من جده بل أَبوهُ شغله أَدَم) وَقَوله لما تحكم الشاميون بديار مصر فِي الدولة المؤيدية شيخ مِمَّا امتحن بِسَبَبِهِ وَضرب وسجن: (شكت الشآم ثقالة مِمَّن بهَا ... جبلوا على شَيْء يفوق جبالها) (فلذاك فِي مصر لقلَّة حظها ... دون الْأَرَاضِي خففت أثقالها) وَقَوله: (كم قلت لما مر بِي ... مقرطق يَحْكِي الْقَمَر) (هَذَا أَبُو لؤلؤة ... مِنْهُ خُذُوا ثأر عمر) وَأورد المقريزي عَنهُ كثيرا من نظمه فَمِنْهُ: (أَن يحسدوني لما أُوتيت من أدب ... فَذَاك أعقبهم مَا أعقب الواري) (كَذَاك إِبْلِيس لما رَاح من حسد ... لآدَم عقب الإدخال فِي النَّار)

وَقَوله: (سئمت حَياتِي بَين من لَا أحبه ... وَمن عَاشَ مَا بَين الأراذل يسأم) ) (وفتية فتكوا بالظلم أزمنة ... كَأَنَّمَا هَادِم اللَّذَّات آمنهم) (حَتَّى انْتَهوا وأتى مَا كَانَ يوعدهم ... فَأَصْبحُوا لَا ترى إِلَّا مساكنهم) عمر بن عبد الله بن عَليّ بن عبد الْعَظِيم السراج الأقفهسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. نَشأ بِالْقَاهِرَةِ فحفظ الْقُرْآن واشتغل بِالْعلمِ وَكَانَ أَولا أحد الْقُرَّاء بالتربة الظَّاهِرِيَّة ثمَّ صَار صوفيا بِالْمَدْرَسَةِ الفخرية ابْن أبي الْفرج وَلذَا كَانَ يُرَاجع خطيبها الصَّدْر الفيومي فِيمَا يشكل عَلَيْهِ من دروسه بل كَانَ نَائِبا عَنهُ فِي الْإِمَامَة الفخرية الْقَدِيمَة وأقرأ وَلَده الْبَدْر وَسمع على الْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَغَيرهَا ولازم مجْلِس شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء وَرُبمَا كَانَ يحضر فِي غَيره وناب عَن الْعلم البُلْقِينِيّ يَسِيرا، وَكَانَ سَاكِنا خيرا مشاركا أجَاز لي. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسِتِّينَ رَحمَه الله. عمر بن عبد الله بن عمر بن دَاوُد الزين بن الْجمال الكفيري الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: اشْتغل كثيرا حَتَّى قيل أَنه كَانَ يستحضر الرَّوْضَة وَعرض عَلَيْهِ الحكم فَامْتنعَ، وَأفْتى بِدِمَشْق ودرس وتصدر بالجامع الْأمَوِي، وَكَانَ قوي النَّفس يرجع إِلَى دين ومروءة. قتل فِي الْفِتْنَة التمرية سنة ثَلَاث وَكَانَ فِي أَوَاخِر الْمحرم مِنْهَا حضر عِنْد الْجمال بن الشرائحي بالجامع قِرَاءَة كتاب الرَّد على الْجَهْمِية لعُثْمَان الدِّرَامِي فَأنْكر عَلَيْهِم وشنع وَأخذ نُسْخَة من الْكتاب وَذهب بهَا إِلَى القَاضِي الْمَالِكِي فَطلب الْقَارئ وَهُوَ إِبْرَاهِيم الملكاوي فَأَغْلَظ لَهُ ثمَّ طلب المسمع فآذاه بالْقَوْل وَأمر بِهِ فِي السجْن وَقطع نسخته ثمَّ طلب الْقَارئ ثَانِيًا فتغيب ثمَّ أحضرهُ فَسَأَلَهُ عَن عقيدته فَقَالَ: الْإِيمَان بِمَا جَاءَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فانزعج القَاضِي لذَلِك وَأمر بتعزيره فعزر وَضرب وطيف بِهِ ثمَّ طلبه بعد جُمُعَة وَقد بلغه عَنهُ كَلَام أغضبهُ فَضَربهُ ثَانِيًا ونادى عَلَيْهِ وَحكم بسجنه شهرا وَلم يلبث المشنع إِلَّا يَسِيرا وَمَات عَفا الله عَنهُ. عمر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر السراج ابْن الْعَفِيف بن قَاضِي الْقُضَاة التقي الْقرشِي الْعمريّ الحراري الأَصْل الْمَكِّيّ. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمسين بدولات باد من بِلَاد كلبرجة من الْهِنْد رَحمَه الله. عمر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسْلَان الزين البعلي الْحَنْبَلِيّ) الدهان ابْن عَم التَّاج مُحَمَّد والْعَلَاء ابْني إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْمَذْكُورين، ولد

فِي سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّيْخ طَلْحَة وَحضر عِنْد ابْن عَمه التَّاج وَغَيره فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع البُخَارِيّ على عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الزعبوب أَنا بِهِ الحجار، وَحج وَحدث لَقيته ببعلبك وقرأت عَلَيْهِ الْمِائَة مِنْهُ مَعَ خَتمه وَكَانَ خيرا يتكسب من صناعَة الدّهن، وَمَات قريب السِّتين. عمر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان السراج بن الْجمال الدمياطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي صهر عبد الرَّحْمَن بن الْفَقِيه مُوسَى الْمَاضِي أَبوهُ. نَشأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل وَقَرَأَ فِي الجوق وأقرأ فِي الطباق وخالط النَّاس سِيمَا الخدام وَنَحْوهم وباشر عِنْد خير بك كاشف الْمحلة وَكتب الْخط الْجيد وتنزل فِي الْجِهَات وَتردد للكافياجي، وَحج غير مرّة وَتردد لي وَفِي كَلَامه توقف. مَاتَ بالطاعون فِي رَجَب سنة سبع وَتِسْعين بعد أَن أهين من الدوادار عَفا الله عَنهُ. عمر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن شُجَاع الدّين أَبُو حَفْص بن قَاضِي الطَّائِف الْعَفِيف المغربي الأَصْل المصمودي الشَّافِعِي أَمَام قَرْيَة الأخيلة بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْمُعْجَمَة وَكسر التَّحْتَانِيَّة وجده مُوسَى كَانَ مالكيا وَنَشَأ ابْنه كَذَلِك ثمَّ مَاتَ قَاضِي الطَّائِف ابْن المرحل تحول شافعيا وَولي قضاءها وَتَبعهُ بنوه. ولد سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالطَّائِف وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وتلا بِهِ لورش على عبد الرَّحْمَن المغربي وَحفظ مُخْتَصر أبي شُجَاع، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَابْن سَلامَة وَنَحْوه، وَلما مَاتَ أَبوهُ انْتقل إِلَى الْقرْيَة الْمَذْكُورَة فَأَقَامَ بهَا، ولازم الْحَج والزيارة وَدخل نواحي بجيلة وزهران ولقيه البقاعي فِي سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَسْجِد عداس من بَلَده وَقَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى الْجمال مُحَمَّد بن عِيسَى بن مكينة وَمَات. عمر بن عبد الله السراج الْهِنْدِيّ الفافا بفاءين، قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: كَانَ كثير النُّطْق بِالْفَاءِ فلقب بذلك، وَكَانَ عَارِفًا بالفقه وأصوله والعربية. أَقَامَ بِمَكَّة أَزِيد من أَرْبَعِينَ سنة يُفِيد النَّاس فِيهَا وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس عشرَة عَن سبعين سنة. عمر بن عبد الله العلبي الشَّافِعِي. اشْتغل كثيرا وَانْقطع فِي الْجَامِع الْأمَوِي يشغل الْأَبْنَاء فِي الْقُرْآن وَفِي التَّنْبِيه ويشرح لَهُم بِحَيْثُ انْتفع بِهِ جمَاعَة مَعَ سكُوت وانجماع. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.) عمر بن عبد الله الْبَلْخِي. فِيمَن لم يسم أَبوهُ. عمر بن عبد الله الْمصْرِيّ نزيل مَكَّة أَقَامَ. بهَا نَحْو عشْرين عَاما لَا مَعْلُوم

لَهُ وَلَا يسْأَل بل كثير الصمت والسهر والعزله بِحَيْثُ ذكره مُحَمَّد بن الشَّيْخ عمر العرابي فِي تَرْجَمَة وَالِده وَنقل عَن أَبِيه أَنه كَانَ يذكر أَنه من الأبدال مِمَّن كَانَ يرى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كثيرا غير ذَاكر للدنيا وَلَا يضْحك وَلَا يلْتَفت وَلَا يُجَالس سوى أهل الْآخِرَة. مَاتَ فِي سنة سبع وَعشْرين. أَفَادَهُ ابْن فَهد. عمر بن عبد الْمجِيد تَقِيّ الدّين النَّاشِرِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي سبط الْجمال الطّيب النَّاشِرِيّ. ولد ظنا فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. وَنَشَأ فحفظ الشاطبية وَالْحَاوِي وألفية ابْن مَالك وتلا بالقراءات إفرادا وجمعا على بعض الْقُرَّاء حَتَّى أتقنها وَقَرَأَ كلا من الْمِنْهَاج وَالْحَاوِي على جده لأمه الطّيب وَمهر فِي فنون وفَاق أقرانه ودرس وَأفَاد وَولي الْقَضَاء فِي سنة وَفَاته فَشَكَرت سيرته، وَكَانَ ذَا مهابة ووقار وسكينة وعقل مِمَّن جمع بَين الْعلم وَالدّين وَالتَّقوى مَعَ صغر سنه. مَاتَ فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وتأسف النَّاس على فَقده رَحمَه الله. عمر بن عبد الْمُؤمن بن عمر الزين الخليلي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي. ولد سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وروى عَن الشهَاب أَحْمد بن سعد الله الْحَرَّانِي ثمَّ الْآمِدِيّ الْحَنْبَلِيّ والزين أبي الْفَضَائِل عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن شُجَاع الْحَرَّانِي ثمَّ الرهوني الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن الحلبية البُخَارِيّ قَالَا أَنا الحجار وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة سمع مِنْهُ أَبُو الْفضل بن أبي اللطف وَقَالَ أَنه عمر وَمَات فِي. عمر بن الزين عبد الْوَاحِد بن عمر بن عياد الْمدنِي. هُوَ ابْن عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد. مضى. عمر بن عُثْمَان بن خضر بن جَامع السراج البهوتي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن جَامع. ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بحارة السقاءين قَرِيبا من بركَة الناصري. وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو والْحَدِيث، وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد الْبكْرِيّ وَابْن قَاسم وَقَرَأَ على من دونهمَا كالكمال الطَّوِيل والقمني فِي الْأُصُول عِنْد الْكَمَال بن أبي شرِيف وتميز فِي الْفِقْه وَجلسَ شَاهدا ثمَّ أَنه لَازم دروس الشَّافِعِي فَأذن لَهُ فِي الْجُلُوس بِبَابِهِ بل صيره أَمِين الحكم حِين التَّضْيِيق على جماعته وتمول فِي أسْرع وَقت بعد) فقره فِيمَا قيل وَكَانَ جده إِمَام جَامع سنقر هُنَاكَ وَأحد الصُّوفِيَّة السعيدية والبيبرسية فأجلس حفيده هَذَا فِي حَانُوت هُنَاكَ خرازا كَمَا كَانَ هُوَ أَولا وَمهر فِيهَا فَلَمَّا مَاتَ أخرجتا عَنهُ بِحجَّة حرفته فسعى حَتَّى أعيدتا إِلَيْهِ وَترك الخرز من ثمَّ، ثمَّ ترقى إِلَى أَمَانَة الحكم وسعى بالمهتار رَمَضَان فِي شَهَادَة الْكسْوَة بعد موت الشهَاب البيجوري فَكَانَ محركا إِعَادَة الترسيم على جمَاعَة الشَّافِعِي حَتَّى عملت الْمصلحَة وَلم يُعْط شَيْئا.

عمر بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الزين الْحلَبِي الرَّأْس عَيْني وَيعرف بِابْن قصروه، مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عمر بن عُثْمَان بن السراج بن الْفَخر بن الجندي أحد أَعْيَان التُّجَّار ووالد سميه عمر الْآتِي عمر بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله السراج أَبُو حَفْص بن أبي الْحسن الْأنْصَارِيّ الوادياشي الأندلسي التكروري الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد عَليّ الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الملقن. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعشْرين فِي ثَانِي عشريه كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَقيل فِي يَوْم السبت رَابِع عشريه وَالْأول أصح بِالْقَاهِرَةِ، وَكَانَ أصل أَبِيه أندلسيا فتحول مِنْهَا إِلَى التكرور وأقرأ أَهلهَا الْقُرْآن وتميز فِي الْعَرَبيَّة وَحصل مَالا ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَأخذ عَنهُ الأسنوي وَغَيره ثمَّ مَاتَ وَلِصَاحِب التَّرْجَمَة سنة فأوصى بِهِ إِلَى الشَّيْخ عِيسَى المغربي رجل صَالح كَانَ يلقن الْقُرْآن بِجَامِع طولون فَتزَوج بِأُمِّهِ وَلذَا عرف الشَّيْخ بِهِ حَيْثُ قيل لَهُ ابْن الملقن وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي يغْضب مِنْهَا بِحَيْثُ لم يَكْتُبهَا بِخَطِّهِ إِنَّمَا كَانَ يكْتب غَالِبا ابْن النَّحْوِيّ وَبهَا اشْتهر فِي بِلَاد الْيمن، وَنَشَأ فِي كَفَالَة زوج أمه ووصيه فحفظ الْقُرْآن والعمدة وشغله مالكيا ثمَّ أَشَارَ عَلَيْهِ ابْن جمَاعَة أحد أَصْحَاب أَبِيه أَن يقرئه الْمِنْهَاج الفرعي فحفظه وَذكر أَنه حصل لَهُ مِنْهُ خير كَبِير وَأَنْشَأَ لَهُ ربعا فَكَانَ يَكْتَفِي بأجرته وتوفر لَهُ بَقِيَّة مَاله للكتب وَغَيرهَا بِحَيْثُ قَالَ شَيخنَا أَنه بلغه أَنه حضر فِي الطَّاعُون الْعَام بيع كتب بعض الْمُحدثين فَكَانَ الْوَصِيّ لَا يَبِيع إِلَّا بِالنَّقْدِ الْحَاضِر قَالَ: فتوجهت إِلَى منزلي فَأخذت كيسا من الدَّرَاهِم وَدخلت الْحلقَة فصببته فصرت لَا أَزِيد فِي كتاب شَيْئا إِلَّا قَالَ: بِعْ لَهُ فَكَانَ فِيمَا اشْتَرَيْته مُسْند الإِمَام أَحْمد بِثَلَاثِينَ درهما، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه كَانَ يتَحَصَّل لَهُ من ريع الرّبع كل يَوْم مِثْقَال ذهب مَعَ رخاء الأسعار وَعدم الْعِيَال، وتفقه بالتقي) السُّبْكِيّ وَالْجمال الأسنائي والكمال النشائي والعز بن جمَاعَة وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة عَن أبي حَيَّان وَالْجمال بن هِشَام وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الصَّائِغ وَفِي الْقرَاءَات عَن الْبُرْهَان الرَّشِيدِيّ ورافقه فِي بعض ذَلِك الصَّدْر سُلَيْمَان الأبشيطي وَاجْتمعَ بالشيخ إِسْمَاعِيل الأنبابي، بل قَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي أَنه اشْتغل فِي كل فن حَتَّى قَرَأَ فِي كل مَذْهَب كتابا وَأذن لَهُ بالإفتاء فِيهِ وَكتب الْمَنْسُوب على السراج مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نمير الْكَاتِب وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْحفاظ أبي الْفَتْح بن سيد النَّاس والقطب الْحلَبِي والْعَلَاء مغلطاي واشتدت ملازمته لَهُ وللزين أبي بكر الرَّحبِي حَتَّى تخرج بهما وَقَرَأَ البُخَارِيّ على ثَانِيهمَا وَالْحسن بن السديد وَكَذَا سمع على العرضي وَنَحْوه وَابْن كشتغدي والزين بن عبد الْهَادِي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ صَحِيح

مُسلم وَمُحَمّد ابْن غالي وَالْجمال يُوسُف المعدني والصدر الْمَيْدُومِيُّ وَأكْثر عَن أَصْحَاب النجيب وَابْن عبد الدَّائِم وَأَجَازَ لَهُ الْمزي وَغَيره من مصر ودمشق وَمِمَّنْ أجَاز لَهُ الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي الْمقري وَدخل الشَّام فِي سنة سبعين فَأخذ عَن ابْن أميلة وَغَيره من متأخري أَصْحَاب الْفَخر بن البُخَارِيّ، وَاجْتمعَ بالتاج السُّبْكِيّ ونوه بِهِ بل كتب لَهُ تقريظا على تَخْرِيج الرَّافِعِيّ لَهُ أَظُنهُ فِي مدحه وألزم الْعِمَاد بن كثير فَكتب لَهُ أَيْضا ورافق التقي بن رَافع وَقَرَأَ فِي بَيت الْمُقَدّس على العلائي جَامع التَّحْصِيل فِي رُوَاة الْمَرَاسِيل من تأليفه وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْحَافِظ واشتغل بالتصنيف وَهُوَ شَاب بِحَيْثُ قَرَأت بِخَطِّهِ إجَازَة كتبهَا وَهُوَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة تجاه الْكَعْبَة قَالَ فِيهَا: إِن من مروياته الْكتب السِّتَّة ومسند الشَّافِعِي وَأحمد الدَّارمِيّ وَعبد وصحيح بن حبَان وَسنَن الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ والسيرة تذيب ابْن هِشَام وَأَن من مشايخه سَمَاعا أَصْحَاب الْفَخر وَأَصْحَاب النجيب الْحَرَّانِي وَآخرهمْ الصَّدْر الْمَيْدُومِيُّ وَمن أَصْحَاب النجيب الشهَاب أَحْمد بن كشتغدي يروي عَن جمَاعَة قدماء بِالْإِجَازَةِ مِنْهُم ابْن مَالك النَّحْوِيّ والمحيوي النَّوَوِيّ وَأَن من مشايخه المعدني الْحَنْبَلِيّ، أجَاز لَهُ الْعِزّ بن عبد السَّلَام وَمِنْهُم الْحَافِظ بن سيد النَّاس والقطب الْحلَبِي شَارِح البُخَارِيّ وَصَاحب تَارِيخ مصر وَغَيرهمَا من المؤلفات المفيدة قَالَ: وَوَقع لي عدَّة أَحَادِيث تساعيات ذكرت مِنْهَا ثَلَاثَة فِي آخر كتابي الْمقنع فِي عُلُوم الحَدِيث وَهَذَا على مَا يُوجد الْيَوْم، قَالَ: وَمن تصانيفي يَعْنِي فِي الحَدِيث تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ فِي سبع مجلدات ومختصره الْخُلَاصَة) فِي مُجَلد ومختصره الْمُنْتَقى فِي جُزْء وَتَخْرِيج أَحَادِيث الْوَسِيط للغزالي الْمُسَمّى بتذكرة الْأَحْبَار لما فِي الْوَسِيط من الْأَخْبَار فِي مُجَلد وَتَخْرِيج أَحَادِيث الْمُهَذّب الْمُسَمّى بالمحرر الْمَذْهَب فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الْمُهَذّب فِي مجلدين وَتَخْرِيج أَحَادِيث الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ فِي جُزْء حَدِيثي وَتَخْرِيج أَحَادِيث ابْن الْحَاجِب كَذَلِك وَشرح الْعُمْدَة الْمُسَمّى بالأعلام فِي ثَلَاث مجلدات عَن نَظِيره وَأَسْمَاء رجالها فِي مُجَلد غَرِيب فِي بَابه وَقطعَة من شرح البُخَارِيّ وَقطعَة من شرح المنتقي فِي الْأَحْكَام للمجد بن تَيْمِية وطبقات الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة من زمن الشَّافِعِي إِلَى سنة سبعين وَسَبْعمائة وطبقات الْمُحدثين من زمن الصَّحَابَة إِلَى زمني وَمِنْهَا فِي الْفِقْه شرح الْمِنْهَاج فِي سِتّ مجلدات وَآخر صَغِير فِي اثْنَيْنِ ولغاته فِي وَاحِد والتحفة فِي الحَدِيث على أبوابه كَذَلِك وَالْبُلغَة على أبوابه فِي جُزْء لطيف والاعتراضات عَلَيْهِ فِي مُجَلد وَشرح التَّنْبِيه فِي أَربع مجلدات وَآخر لطيف اسْمه

هادي النبيه إِلَى تدريس التَّنْبِيه وَالْخُلَاصَة على أبوابه فِي الحَدِيث فِي مُجَلد وَهُوَ من الْمُهِمَّات وأمنية النبيه فِيمَا يرد على التَّصْحِيح للنووي والتنبيه فِي مُجَلد ولخصته فِي جُزْء للْحِفْظ سميته إرشاد النبيه إِلَى تَصْحِيح التَّنْبِيه وَهُوَ غَرِيب فِي بَابه يتَعَيَّن على طَالب التَّنْبِيه حفظه وَشرح الْحَاوِي الصَّغِير فِي مجلدين ضخمين لم يوضع عَلَيْهِ مثله وتصحيحه فِي مُجَلد وَشرح التبريزي فِي مُجَلد قَالَ: وَقد شرعت فِي كتاب جمعت فِيهِ بَين كَلَام الرَّافِعِيّ فِي شرحيه ومحرره وَالنَّوَوِيّ فِي شَرحه ومنهاجه وروضته وَابْن الرّفْعَة فِي كِفَايَته ومطلبه والقمولي فِي بحره وجواهره وَغير ذَلِك مِمَّا أهملوه وأغفلوه مِمَّا وقفت عَلَيْهِ من التصانيف فِي الْمَذْهَب نَحْو الْمِائَتَيْنِ سَمَّاهُ جمع الْجَوَامِع ثمَّ تجدّد لَهُ بعد ذَلِك الْكثير فَقَالَ لَهُ شَيخنَا أَن لَهُ فِي عُلُوم الحَدِيث الْمقنع، قلت: وقفت عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مُجَلد وَله أَيْضا التَّذْكِرَة فِي كراسة رَأَيْتهَا، قَالَ شَيخنَا: وَشرح الْمِنْهَاج فِي عدَّة شُرُوح أكبرها فِي ثَمَان مجلدات وأصغرها فِي مُجَلد والتنبيه كَذَلِك وَالْبُخَارِيّ فِي عشْرين مجلدة اعْتمد فِيهِ على شرح شَيْخه القطب ومغلطاي وَزَاد فِيهِ قَلِيلا وَهُوَ فِي أَوَائِله أقعد مِنْهُ فِي أواخره بل هُوَ من نصفه الثَّانِي قَلِيل الجدوى، قلت: وَقد قَالَ هُوَ أَنه لخصه من شرح شَيْخه مغلطاي الملخص لَهُ من شرح القطب الْحلَبِي وَأَنه زَاد عَلَيْهِمَا وَأَنه شرح زَوَائِد مُسلم على البُخَارِيّ فِي أَرْبَعَة أَجزَاء وزوائد أبي دَاوُد على الصَّحِيحَيْنِ فِي مجلدين وزوائد التِّرْمِذِيّ على الثَّلَاثَة كتب مِنْهُ قِطْعَة صَالِحَة وزوائد النَّسَائِيّ) عَلَيْهَا كتب مِنْهُ جُزْءا وزوائد ابْن ماجة على الْخَمْسَة فِي ثَلَاث مجلدات وَسَماهُ مَا تمس إِلَيْهِ الْحَاجة على سنَن ابْن ماجة وَقَالَ فِي خطبَته أَنه لم ير من كتب عَلَيْهِ شَيْئا وَأَنه يبين من وَافقه من بَاقِي الْأَئِمَّة السِّتَّة وَضبط الْمُشكل فِي الْأَسْمَاء والكنى وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ من الْغَرِيب والغرائب مِمَّا لم يُوَافق البَاقِينَ ابتدأه فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانمِائَة وفرغه فِي شَوَّال من الَّتِي بعْدهَا وقفت عَلَيْهِ وعَلى شرح زَوَائِد أبي دَاوُد وَلَيْسَ فيهمَا كَبِير أَمر مَعَ أَنه قد سبقه للكتابة على ابْن ماجة شَيْخه مغلطاي وقفت مِنْهُ بِخَطِّهِ على أَربع مجلدات وَقد أَشَارَ شَيخنَا إِلَى الشُّرُوح الْمعينَة وَأَنه لم يقف مِنْهَا على غير شرح البُخَارِيّ وَكَذَا شرح الْأَرْبَعين النووية فِي مُجَلد قَالَ: وَمن تصانيفه وَمِمَّا لم أَقف عَلَيْهِ إِكْمَال تَهْذِيب الْكَمَال ذكر فِيهِ تراجم رجال كتب سِتَّة وَهِي أَحْمد وَابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْحَاكِم، قلت: قد رَأَيْت مِنْهُ مجلدا وَأمره فِيهِ سهل وَكَذَا من تصانيفه الخصائص النَّبَوِيَّة مِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي وطبقات الشَّافِعِيَّة والذيل على كتاب شَيْخه الأسنوي فِيمَا التقطه من كتاب التَّاج السُّبْكِيّ من غير إِعْلَام بذلك وطبقات

الْقُرَّاء وطبقات الصُّوفِيَّة وقفت على جَمِيعهَا والناسك لأم الْمَنَاسِك وَعدد الْفرق وتلخيص الْوُقُوف على الْمَوْقُوف وتلخيص كتاب ابْن بدر فِي قَول لَيْسَ يَصح شَيْء فِي هَذَا الْبَاب الْمُسَمّى بالمغني وَشرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وقفت عَلَيْهِمَا وَشرط فِيهِ جَمِيع مسَائِل الْأُصُول وَكَذَا شرح ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَمَا لَا أنهض لحصره، واشتهرت فِي الْآفَاق تصانيفه وَكَانَ يَقُول أَنَّهَا بلغت ثلثمِائة تصنيف وشغل النَّاس فِيهَا وَفِي غَيرهَا قَدِيما، وَحدث بالكثير مِنْهَا وبغيرها من مروياته وانتفع النَّاس بهَا انتفاعا صَالحا من حَيَاته وهلم جرا، قَالَ الْجمال بن الْخياط: وتوفر لَهُ الأجور بسعيه المشكور، وَقَالَ شَيخنَا فِي شَرحه للحاوي أَنه أَجَاد فِيهِ وَلكنه قَالَ أَنه كَانَ يكْتب فِي كل فن سَوَاء أتقنه أَو لم يتقنه قَالَ: وَلم يكن بِالْحَدِيثِ بالمتقن وَلَا لَهُ ذوق أهل الْفَنّ رَأَيْت بِخَطِّهِ غَالِبا فِي إِجَازَته الطّلبَة بِرِوَايَة الْعُمْدَة يوردها عَن القطب الْحلَبِي وَابْن سيد النَّاس عَن الْفَخر بن البُخَارِيّ عَن الْمُؤلف وَهَذَا مِمَّا ينتقده أهل الْفَنّ من وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن الْفَخر لم يُوجد لَهُ تَصْرِيح من الْمُؤلف بِالْإِجَازَةِ وَإِنَّمَا قرئَ عَلَيْهِ بهَا بِالظَّنِّ لِأَن آل الْفَخر كَانُوا ملازمين لِلْحَافِظِ عبد الْغَنِيّ فيبعد أَن لَا يَكُونُوا استجازوه لَهُ، ثَانِيهمَا أَن أهل الْفَنّ يقدمُونَ الْعُلُوّ وَمن أَنْوَاعه تَقْدِيم السماع على الْإِجَازَة) والعناية تَقْدِيم السماع، والعمدة فقد سَمعهَا من مؤلفها أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَعبد الْهَادِي بن عبد الْكَرِيم الْقَيْسِي وَكِلَاهُمَا مِمَّن أجَاز لجمع جم من مَشَايِخ السراج وَحدث بهَا من شُيُوخه الْحسن بن السديد بإجازته من ابْن عبد الدَّائِم فَكَانَ ذكره لَهُ أولى فَعدل من عَال إِلَى نَازل وَعَن مُتَّفق عَلَيْهِ إِلَى مُخْتَلف فِيهِ فَهَذَا مِمَّا ينْتَقد عَلَيْهِ وَمن ذَلِك أَنه كَانَ عِنْده عَوَالٍ كَثِيرَة حَتَّى قَالَ لي أَنه سمع ألف جُزْء حَدِيثي وَمَعَ ذَلِك فعقد مجْلِس الْإِمْلَاء فأملى الحَدِيث المسلسل ثمَّ عدل إِلَى أَحَادِيث خرَاش وَأَضْرَابه من الْكَذَّابين فَرحا بعلو الْأَحَادِيث وَهَذَا مِمَّا يعِيبهُ أهل النَّقْد ويرون أَن النُّزُول حِينَئِذٍ أولى من الْعُلُوّ وَأَن الْعُلُوّ كَذَلِك كَالْعدمِ وَحدث بِصَحِيح ابْن حبَان كُله سَمَاعا فَظهر بعد أَنه لم يسمعهُ بِكَمَالِهِ، هَذَا مَعَ وصف من تقدم من الْأَئِمَّة لَهُ بِمَا تقدم وَلَعَلَّه كَانَ فِي ذَلِك الْوَقْت كَذَلِك لأَنا لما شَاهَدْنَاهُ لم يكن بِالْحَافِظِ بل الَّذين قرءوا عَلَيْهِ ورأوه من سنة سبعين فَمَا بعْدهَا قَالُوا أَنه لم يكن بالماهر فِي الْفَتْوَى وَلَا التدريس وَإِنَّمَا كَانَت تقْرَأ عَلَيْهِ مصنفاته غَالِبا فيقرر مَا فِيهَا، وَبِالْجُمْلَةِ فقد اشْتهر اسْمه وطار صيته وَكَانَت كِتَابَته أَكثر من استحضاره وَلِهَذَا كثر الْكَلَام فِيهِ من عُلَمَاء الشَّام ومصر حَتَّى قَالَ ابْن حجي: كَانَ لَا يستحضر شَيْئا وَلَا يُحَقّق علما وغالب تصانيفه كالسرقة من كتب النَّاس، زَاد

غَيره نسبته للعجز عَن تَقْرِير مَا لَعَلَّه يَضَعهُ فِيهَا ونسبته إِلَى المجازفة وَكِلَاهُمَا غير مَقْبُول من قَائِله وَلَا مرضِي، وناب فِي الحكم ثمَّ أعرض عَنهُ وَطلب الِاسْتِقْلَال بِهِ وخدعه أَصْحَاب بركَة الزيني حَتَّى كتب خطه بِمَال على ذَلِك فَغَضب برقوق على الشَّيْخ لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ وَكَونه لم يُعلمهُ بذلك حَتَّى كَانَ يَأْخُذهُ بِدُونِ بذل وَسلمهُ لشاد الدَّوَاوِين ثمَّ سلمه الله وخلص بعناية أكمل الدّين الْحَنَفِيّ وَجَمَاعَة وَكَانَ للبلقيني فِي ذَلِك يَد بَيْضَاء مَعَ أَنه سَأَلَهُ برقوق عَنهُ وَمن أولى بالحكم أهوَ أَو ابْن أبي البقا غض مِنْهُ فِي الْعلم وَقَالَ: لَا خير فيهمَا، وناب بعد ذَلِك أَيْضا ثمَّ ترك وَأعْرض عَن قَضَاء السرقية لوَلَده وَاقْتصر على جهاته كتدريس السابقية والميعاد بهَا من واقفها وبجامع الْحَاكِم فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بعد موت الشهَاب أبي سعيد أَحْمد الهكاري وَدَار الحَدِيث الكاملية وَكَانَ اسْتَقر فِيهَا بعد سفر الزين الْعِرَاقِيّ لقَضَاء الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة مَعَ كَونه كَانَ رغب عَنهُ لوَلَده الْوَلِيّ وَكَذَا نازعه الْوَلِيّ، وَقَالَ يخرج حَدِيثا وَأخرجه ليظْهر الْمُسْتَحق منا فتوسل السراج بالبلقيني والأبناسي حَتَّى كف مَعَ كَون الْوَلِيّ من طلبته وَنَدم الْوَلِيّ بعد دهر على الْمُنَازعَة، وترجمه الأكابر سوى من تقدم) فَمنهمْ مِمَّن مَاتَ قبله العثماني قَاضِي صفد فَقَالَ فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء أَنه أحد مَشَايِخ الْإِسْلَام صَاحب المصنفات الَّتِي مَا فتح على غَيره بِمِثْلِهَا فِي هَذِه الْأَوْقَات وسرد مِنْهَا جملَة ذكر أَنه كتب إِلَيْهِ بهَا سنة خمس وَسبعين، وَوَصفه الغماري فِي شَهَادَة عَلَيْهِ بالشيخ الإِمَام علم الْأَعْلَام فَخر الْأَنَام أحد مَشَايِخ الْإِسْلَام عَلامَة الْعَصْر بَقِيَّة المصنفين علم المفيدين والمدرسين سيف المناظرين مفتى الْمُسلمين، وَمِنْهُم مِمَّن أَخذ عَنهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي قَالَ فِيهِ أَنه كَانَ فريد وقته فِي التصنيف وَعبارَته فِيهَا جلية جَيِّدَة وغرائبه كَثِيرَة وَكَذَا خلقه مَعَ التَّوَاضُع وَالْإِحْسَان لازمته مُدَّة طَوِيلَة فَلم أره منحرفا قطّ، وَذكر لي أَنه رافقه فِي رحلته إِلَى دمشق شيخ حسن الْهَيْئَة والسمت فافتقدوه عِنْد جسر الْجَامِع قَالَ: فَذكر لي بعد ذَلِك شيخ من أهل القرافة أَنه الْخضر قَالَ: وَقَالَ لي كنت نَائِما بسطح جَامع الخطيري فَاسْتَيْقَظت لَيْلًا فَوجدت عِنْد رَأْسِي شَابًّا فَوضعت يَدي على وَجهه فَإِذا هُوَ أَمْرَد فاستويت جَالِسا وطلبته فَلم أَجِدهُ قَالَ: وَكَانَ بَاب السَّطْح مغلقا قَالَ: وَكنت فِي بعض الْأَوْقَات إِذا كنت أصنف وَأَنا فِي خلْوَة أسمع حسا حَولي وَلَا أرى أحدا قَالَ وَكَانَ مُنْقَطِعًا عَن النَّاس لَا يركب إِلَّا إِلَى درس أَو نزهة وَكَانَ يعْتَكف كل سنة بالجامع الْحَاكِم وَيُحب أهل الْخَيْر والفقر ويعظمهم، وَكَذَا تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية وَابْن قَاضِي شُهْبَة والمقريزي فِي غير سلوكه وَآخَرُونَ، وَقَالَ شَيخنَا فِي

إنبائه أَنه كَانَ مديد الْقَامَة حسن الصُّورَة يحب المزاح والمداعبة مَعَ مُلَازمَة الِاشْتِغَال وَالْكِتَابَة حسن المحاضرة جميل الْأَخْلَاق كثير الأنصاف شَدِيد الْقيام مَعَ أَصْحَابه موسعا عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مَشْهُورا بِكَثْرَة التصانيف حَتَّى كَانَ يُقَال أَنَّهَا بلغت ثلثمِائة مجلدة مَا بَين كَبِير وصغير وَعِنْده من الْكتب مَالا يدْخل تَحت الْحصْر مِنْهَا مَا هُوَ ملكه وَمِنْهَا مَا هُوَ من أوقاف الْمدَارِس سِيمَا الْفَاضِلِيَّةِ ثمَّ أَنَّهَا احترقت مَعَ أَكثر مسوداته فِي أَوَاخِر عمره ففقد أَكْثَرهَا وَتغَير حَاله بعْدهَا فحجبه وَلَده إِلَى أَن مَاتَ، وَقَالَ فِي مُعْجمَة أَنه قبل احتراق كتبه كَانَ مُسْتَقِيم الذِّهْن. قلت وأنشده من نظمه مُخَاطبا لَهُ: (لَا يزعجك يَا سراج الدّين أَن ... لعبت بكتبك ألسن النيرَان) (لله قد قربتها فتقلبت ... وَالنَّار مسرعة إِلَى القربان) وَحكى لنا مِمَّا كَانَ يتعجب مِنْهُ عَن بعض من سَمَّاهُ أَنه دخل عَلَيْهِ يَوْمًا وَهُوَ يكْتب فَدفع إِلَيْهِ) ذَاك الْكتاب الَّذِي كَانَ يكْتب مِنْهُ وَقَالَ لَهُ: أمل على قَالَ: فأمليت عَلَيْهِ وَهُوَ يكْتب إِلَى أَن فرغ فَقلت لَهُ: يَا سَيِّدي أتنسخ هَذَا الْكتاب فَقَالَ: بل أَخْتَصِرهُ، قَالَ: وَهَؤُلَاء الثَّلَاثَة الْعِرَاقِيّ والبلقيني وَابْن الملقن كَانُوا أعجوبة هَذَا الْعَصْر على رَأس الْقرن: الأول فِي معرفَة الحَدِيث وفنونه وَالثَّانِي فِي التَّوَسُّع فِي معرفَة مَذْهَب الشَّافِعِي وَالثَّالِث فِي كَثْرَة التصانيف وَقدر أَن كل وَاحِد من الثَّلَاثَة ولد قبل الآخر بِسنة وَمَات قبله بِسنة فأولهم ابْن الملقن ثمَّ البُلْقِينِيّ ثمَّ الْعِرَاقِيّ، وَقَالَ الصّلاح الأقفهسي: تفقه وبرع وصنف وَجمع وَأفْتى ودرس وَحدث وسارت مصنفاته فِي الأقطار وَقد لَقينَا خلقا مِمَّن أَخذ عَنهُ دراية وَرِوَايَة وخاتمة أَصْحَابه تَأَخّر إِلَى بعد السّبْعين، وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده وَقَالَ إِنَّه كَانَ من أعذب النَّاس ألفاظا وَأَحْسَنهمْ خلقا وأعظمهم محاضرة صحبته سِنِين وَأخذت عَنهُ كثيرا من مروياته ومصنفاته. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشر ربيع الأول سنة أَربع وَدفن على أَبِيه بحوش سعيد السُّعَدَاء، وتأسف النَّاس على فَقده. عمر بن عَليّ بن أبي بكر التقي الزبيدِيّ النَّاشِرِيّ الشَّافِعِي. ولد فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ بزبيد وَحفظ قِطْعَة من التَّنْبِيه وَقَرَأَ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وسيرة ابْن هِشَام وَبَعض مُسلم على قَاضِي زبيد مُحَمَّد بن عبد السَّلَام وَكَذَا تَفْسِير الْبَغَوِيّ والرسالة القشيرية وعَلى الْفَقِيه أَحْمد بن الطَّاهِر أَشْيَاء، وَحج فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَسمع عَليّ فِي بُلُوغ المرام ثمَّ عَاد وَقدم فِي الَّتِي بعْدهَا وَسمع مني المسلسل وَغَيره وَأثْنى عَلَيْهِ حَمْزَة بقوله أَنه من طلبة الحَدِيث رجل صَالح مبارك وَقَالَ أَنه

كثير الثَّنَاء على وَالذكر لي يلْتَمس الْبركَة. عمر بن عَليّ بن حجي البسطامي الْحَنَفِيّ. أَصله من الْعَجم وَصَحب بعض الْفُقَرَاء وَدخل الْقُدس ولازم عبد الله البسطامي فَعرف بِهِ وَأخذ عَن مُحَمَّد القرمي ثمَّ قدم مصر فقطنها وَسكن قريب اللؤلؤة بالعارض بسفح المقطم من القرافة أَكثر من سِتِّينَ سنة، وَكَانَ سَاكِنا خيرا مُعْتَقدًا بَين النَّاس حَتَّى قل أَن ترد لَهُ رِسَالَة ذَا مدد من عقار ملكا وَإِجَارَة ملازما للصَّلَاة وَالذكر حَتَّى بعد إقعاده. مَاتَ فِي يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة سبع وَثَلَاثِينَ وأرخه شَيخنَا فِي حادي عشر ذِي) الْحجَّة كَأَنَّهُ بِالنّظرِ ليَوْم دَفنه وَدفن من منزله بالقرافة وَقد قَارب التسعين. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: وَسمعت بعض النَّاس يذكر أَنه جَازَ الْمِائَة وَلَيْسَ كَمَا ظن انْتهى. بل قَرَأت بِخَط بَعضهم أَنه كَانَ يذكر أَنه زَاد على الْمِائَة وَعشْرين، وَأَعَادَهُ شَيخنَا فِي السّنة الَّتِي بعْدهَا وَقَالَ: كَانَ كثير الذّكر مستمرا عَلَيْهِ لَا يفتر عَنهُ لِسَانه وتحكى عَنهُ كرامات وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد رَحمَه الله وإيانا. قلت: وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشريف الْمَنَاوِيّ وخادمه الشهَاب البوتيجي وَقَالَ لي أَنه أعْطى كل وَاحِد مِنْهُمَا سبْحَة جميز. عمر بن عَليّ بن شعْبَان بن مُحَمَّد بن يُوسُف الشّرف الثنائي الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الْفَقِيه وَالِد عَليّ الْمَاضِي. ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَعشْرين بتتا، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتحول مِنْهَا وَهُوَ ابْن ثَلَاثِينَ سنة أَوَاخِر أَيَّام الظَّاهِر جقمق فقطن الْأَزْهَر، وَكَانَ مِمَّن اشْتغل عِنْد أبي الْقسم النويري والزين طَاهِر والنور الْوراق والنور عَليّ والشهاب أَحْمد ابْني عبَادَة وأولهما وَإِن كَانَ أكبر فَآخذهُ عَن ثَانِيهمَا أَكثر والقاضيين الولوي السنباطي واللقاني وَيحيى العلمي وَعبد الْغفار السمديسي والتريكي البيدموري قَرَأَ عَلَيْهِ من أول ابْن الْحَاجِب إِلَى الزَّكَاة وبجائي من الْعلمَاء مِمَّن بِهِ مرض الْعشَاء وهم متفاوتون فِي أَخذه عَنْهُم وَرُبمَا أَخذ عَن بَعضهم فِي غير الْفِقْه من عَرَبِيَّة وأصول وَغَيرهمَا بل أَخذ عَن عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والتقي الشمني وَالشَّمْس مُحَمَّد الكيلاني وَكَانَ يجلس بمقصورة الْجَامِع وَغَيرهم فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَقَرَأَ الشاطبية على الشهَاب السكندري ثمَّ لَازم السنهوري فِي الْفِقْه والأصلين والعربية وَغَيرهَا مُقْتَصرا عَلَيْهِ حَتَّى برع فِي الْفِقْه وشارك فِي غَيره، وَطلب الحَدِيث كثيرا وَسمع ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة، وأسمع أَوْلَاده، وَكتب عني فِي بعض مجَالِس الْإِمْلَاء وَحج وَجلسَ لإقراء الْأَبْنَاء فِي الأقبغاوية فانتفعوا بِهِ طبقَة بعد

طبقَة وَصَارَ من جماعته عدَّة من فضلاء الْمذَاهب بل أَقرَأ الطّلبَة وَأفْتى وهش وتناقصت حركته وَصَارَ من أَفْرَاد قدماء الْجَامِع وَنعم الرجل. عمر بن عَليّ بن طالوت بن عبد الله بن سُوَيْد ركن الدّين النابتي ثمَّ الدِّمَشْقِي نَاظر البادرية بهَا كَانَ بزِي الْجند. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ، قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. عمر بن عَليّ بن عبد اللَّطِيف الْبُرُلُّسِيّ. الْمَاضِي أَبوهُ.) عمر بن عَليّ بن عبد الله الحمامي الصُّوفِي. كَانَ حارسا بالحمامات ثمَّ صَار يدولبها، وأثرى مَعَ جميل المحاضرة وَالصَّوْت الشجي وخدمة الْفُقَرَاء. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة. ذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه كَانَ جَاره وَأورد عَنهُ حِكَايَة غَرِيبَة. عمر بن عَليّ بن عُثْمَان بن عمر السراج بن الْعَلَاء بن الصَّيْرَفِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أحد نواب الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق وفضلائها والماضي أَبوهُ. مِمَّن قدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَيعرف بِابْن الصَّيْرَفِي، درس بالشامية البرانية لكَون التقي بن قَاضِي عجلون رغب لَهُ عَن الثُّلُث فِيهَا وَحج وَمن شُيُوخه الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة بل لَا يبعد أَخذه عَن أَبِيه. عمر بن عَليّ بن عُثْمَان الزين بن الْعَلَاء الْحوَاري الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة، وَاسْتقر فِي جَمِيع وظائف أَبِيه كالهكارية والبدرية واللؤلؤية والإعادة بالصلاحية. وَمَات فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء عشري ربيع الأول سنة أَربع وَسبعين. عمر بن عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن قنان الرَّسْعَنِي الدِّمَشْقِي الْمدنِي الشَّافِعِي. سمع مَعَ أَبِيه وأخيه على الزين أبي بكر المراغي فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة، وتعانى التِّجَارَة فَكَانَ يتَرَدَّد بَين الْحَرَمَيْنِ وَغَيرهمَا فِيهَا إِلَى أَن مَاتَ غريقا ببحر الْهِنْد إِمَّا فِي آخر سنة خمس وَأَرْبَعين أَو أول سنة سِتّ. عمر بن عَليّ بن عمر السراج الْمَنَاوِيّ ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالمنيتيني. مِمَّن لَازم سيف الدّين وَكَانَ قَارِئ الْكَشَّاف عِنْده فِي المنصورية وَسمع على أمه وَغَيرهَا واشتغل كثيرا وَفضل وناب فِي الْقَضَاء وَجلسَ بِالْقربِ من الجانبكية فِي القربيين، وتنزل فِي بعض الْجِهَات وأعطا الْبُرْهَان الكركي حِين أَخذه الأشرفية تدريس خشقدم بالأزهر، وَكَانَ كثير المباحثة وَالْمَشْي والتساهل ممتهنا لنَفسِهِ مزري الْهَيْئَة والشكل زَائِد الْغَفْلَة سليم الْفطْرَة بِحَيْثُ تنْسب إِلَيْهِ قضايا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ. عمر بن عَليّ بن عمر الْبُحَيْرِي الخراشي نِسْبَة لأبي خرَاش بمعجمتين الأولى

مَكْسُورَة قَرْيَة مِنْهَا ثمَّ الْبُرُلُّسِيّ ثمَّ السكندري الْمَالِكِي نزيل مَكَّة وَرَأَيْت من نسبه ديروطيا وَيعرف فِي بَلَده بِابْن الْفَقِير. ولد بِأبي خرَاش ثمَّ تحول مِنْهَا فِي صغره إِلَى البرلس فحفظ الْقُرْآن وَابْن الْحَاجِب الفرعي وتفقه بالشيخ مُحَمَّد الريَاحي نزيل البرلس ثمَّ انْتقل إِلَى إسكندرية فقطنها وَتزَوج بهَا، وَأم بمدرسة الجرارة مُدَّة ثمَّ انْتقل إِلَى مَكَّة فِي سنة أَربع وَخمسين فحج وقطنها على طَريقَة) حَسَنَة بِحَيْثُ صَار موردا للتجار من أهل بَلَده وَغَيرهَا وثوقا مِنْهُم بِهِ ولقيته بهَا فِي سنة إِحْدَى وَسبعين فَكَانَ يتودد إِلَيّ بالمساعدة محتسبا الْخَيْر وَأَخْبرنِي أَنه جود الْقُرْآن على ابْن الزين النحريري وَكَذَا على عَليّ الديروطي وَكَانَ خيرا متوددا عَاقِلا. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين رَحمَه الله وَكَانَ جده صَالحا لَهُ ضريح فِي أبي خرَاش يزار. عمر بن عَليّ بن عمر الشَّامي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عمر بن عَليّ بن عمر الْعَبَّادِيّ ثمَّ الغمري وَيعرف بالبواب. مِمَّن نَشأ فِي خدمَة الشَّيْخ الغمري ثمَّ وَلَده أبي الْعَبَّاس وقطن مَعَه فِي الْقَاهِرَة وَتردد لغَيْرهَا وَتزَوج وقتا وَكَانَ يحضر عِنْدِي فِي الْإِمْلَاء مَعَ تقلله وفاقته مَاتَ بعيد التسعين أَو قبيلها. عمر بن عَليّ بن غنيم بن عَليّ السراج أَبُو حَفْص بن أبي الْحسن الدِّمَشْقِي الأَصْل الخانكي المولد المشتولي المنشأ الشَّافِعِي وَالِد عَليّ وَمُحَمّد وَيعرف بالنبتيتي بنُون مَفْتُوحَة بعْدهَا مُوَحدَة ثمَّ مثناتين فوقانيتين بَينهمَا يَاء قَرْيَة بِالْقربِ من خانقاه سرياقوس. ولد تَقْرِيبًا بعيد الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة بالخانقاه وَنَشَأ مَعَ أَبَوَيْهِ بمشتول الطواحين من الشرقية وَمَات وَالِده وَكَانَ مَذْكُورا بالصلاح وَابْنه صَغِير فحفظ الْقُرْآن وَربع الْعِبَادَات من التَّنْبِيه وَأَقْبل على الْعِبَادَة وَصَحب الْمجد صَالحا الزواوي المغربي الْمَاضِي وتسلك بِهِ حَتَّى أذن لَهُ فِي الْإِرْشَاد ويوسف الصفي وَإِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْجمال وَتزَوج بعده بِأم وَلَده عَليّ واستولدها مُحَمَّدًا وَحضر كثيرا من مواعيد أبي الْعَبَّاس الزَّاهِد وتكسب بالزراعة وَنَحْوهَا إِلَى أَن اشْتهر ذكره وارتفع مَحَله وَذكرت لَهُ أَحْوَال صَالِحَة وكرامات طافحة أفردها وَلَده مُحَمَّد فِي جُزْء مَعَ المداومة على التَّهَجُّد وَالصَّوْم وإكرام الوافدين وملازمة الصمت، وَقد صَحبه جمَاعَة كإمام الكاملية والزين زَكَرِيَّا وَالشَّمْس الونائي قَاضِي الخانقاه وَكنت مِمَّن تلقن مِنْهُ الذّكر على قاعدتهم وألبسني الطاقية وَبَالغ فِي التمنع تَعْظِيمًا وَقَالَ: أَنْت أَحَق أَو نَحْو هَذَا وقطن بنبتيت نَحْو خمسين سنة وبنيت لَهُ بِالْقربِ مِنْهَا زَاوِيَة وَلكنه انْتقل قبيل مَوته فِي سنة خمس وَسِتِّينَ إِلَى الخانقاه وبنيت لَهُ بشرقيها بِالْقربِ من ضريح الشَّيْخ مجد الدّين زَاوِيَة أَيْضا. وَمَات فِيهَا عَن قرب قبيل الظّهْر ثَالِث الْمحرم سنة سبع

وَسِتِّينَ وَدفن بهَا رَحمَه الله وإيانا. عمر بن عَليّ بن فَارس السراج أَبُو حَفْص الْكِنَانِي القاهري الْحُسَيْنِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بقاري) الْهِدَايَة تمييزا لَهُ بذلك عَن سراج آخر كَانَ يرافقه فِي الْقِرَاءَة على الْعَلَاء السيرامي شيخ البرقوقية. ولد بالحسينية ظَاهر الْقَاهِرَة وَقيل لكَونه حلهَا على أكمل الدّين سِتّ عشرَة مرّة وَصَارَ أفضل مِنْهُ فَالله أعلم، وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ وتقلد حنفيا حَيْثُ وعد يلبغا كل من تحنف بِخَمْسِمِائَة كَمَا تقدم فِي عبيد الله بن عوض، واشتغل بالعلوم على أَئِمَّة عصره فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْعَلَاء الْمشَار إِلَيْهِ ولازمه حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الْهِدَايَة بل قَرَأَهَا قبل ذَلِك مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، وأكمل الدّين وَكَذَا رَأَيْت بِخَط بعض الثِّقَات أَنه أَخذ عَن الشهَاب مُحَمَّد بن خَاص بن حيدر الْفَقِيه وبخطي مِمَّا يحْتَاج لتحرير أَنه أَخذ عَن الْبَدْر بن خَاص بك فأظنه الَّذِي قبله فِي آخَرين كالبلقيني فَإِنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ تصنيفه محَاسِن الْإِصْلَاح والزين الْعِرَاقِيّ لَازمه فِي ألفيته وَشَرحهَا وَغير ذَلِك وَسمع السِّيرَة لِابْنِ سيد النَّاس عَليّ الفرسيسي بل وَقرأَهَا على ابْن الشيخة وكلا من الصَّحِيحَيْنِ على البُلْقِينِيّ وأولهما على التقي بن حَاتِم وَثَانِيهمَا مَعَ الشاطبية ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ على الْجمال الأسيوطي لقبه بِمَكَّة حَيْثُ حج وجاور فِي آخَرين من الأكابر دراية وَرِوَايَة وَأكْثر المطالعة والاشتغال طول عمره، وَأقَام بالظاهرية الْقَدِيمَة وَمكث مُدَّة عزبا وَلما ولي الْكَمَال بن العديم قَضَاء الْحَنَفِيَّة التمس مِنْهُ إقراء وَلَده نَاصِر الدّين مُحَمَّد فَفعل وَأحسن إِلَيْهِ الْكَمَال كثيرا ونزله فِي جِهَات من أطلاب وَبَعض تداريس وَتزَوج جَارِيَة من بَيتهمْ وَلَا زَالَ يترقى فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَالتَّفْسِير وَغَيرهَا مَعَ الْمُشَاركَة فِي فنون كَثِيرَة حَتَّى انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْحَنَفِيَّة فِي وقته بِغَيْر مدافع مَعَ توقف فِي ذهنه وَعدم إقبال على تصنيف وَنَحْوه، وتصدى للإفتاء والتدريس فكثرت تلامذته وَالْأَخْذ عَنهُ، وانتفع بِهِ الْأَئِمَّة وَصَارَ الْأَعْيَان فِي الْمَذْهَب كَابْن الْهمام والأقصرائي فَمن دونهمَا من تلامذته بل لم يكن الْمعول إِلَّا على فتياه لجلالته وعظمته فِي النُّفُوس ومهابة السُّلْطَان فَمن دونه لَهُ كل ذَلِك مَعَ عدم التفاته لبني الدُّنْيَا وحرصه عَلَيْهَا فِيمَا قيل واقتنائه الْكتب الْكَثِيرَة ومزيد تواضعه وَجَمِيل سيرته واقتصاده فِي ملبسه ومركبه وَعدم امْتِنَاعه من تعَاطِي شِرَاء مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَحمله غَالِبا طبق الْخبز أَحْيَانًا وَكَونه مَعَ ذَلِك لَا يزْدَاد إِلَّا وقارا وأبهة وَرُبمَا رفعت إِلَيْهِ الْفتيا وَهُوَ بِالسوقِ فِي قَضَاء حَاجته فَيخرج محبرة من جيبه ثمَّ يكْتب، ومحاسنه كَثِيرَة وَقد درس للمحدثين بالبرقوقية وللفقهاء بعدة مدارس كالناصرية والأشرفية

الْقَدِيمَة والظاهرية الْقَدِيمَة مَحل سكنه والأقبغاوية الْمُجَاورَة للأزهر وَأعَاد بِجَامِع طولون وأثرى من كَثْرَة وظائفه بعد التقلل بل) اسْتَقر بِأخرَة فِي مشيخته الشيخونية بعد الشّرف بن التباني فِي صفر سنة سبع وَعشْرين، وَكَانَ بَاشر الدَّرْس فِيهَا قبل ذَلِك نِيَابَة عَن تِلْمِيذه نَاصِر الدّين بن العديم ورام التَّوَجُّه إِلَيْهَا حِين استقراره فِيهَا من سكنه بالظاهرية مَاشِيا فبادر الْأَشْرَف وَأرْسل إِلَيْهِ فرسا وألزمه بركوبها فَفعل لَكِن مَعَ أَخذ عَصا بِيَدِهِ ليسوقها بهَا ونزوله عَنْهَا برجليه مَعًا من جِهَة وَاحِدَة كَمَا ينزل رَاكب الْحمار، وَالثنَاء عَلَيْهِ مستفيض. قَالَ النَّجْم بن حجي: كَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه مشاركا فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة يستحضر الْهِدَايَة خيرا منجمعا عَن النَّاس، وَقَالَ المقريزي: لم يخلف بعده مثله فِي إتقان فقه الْحَنَفِيَّة واستحضاره مَعَ الدّين وَالْخَيْر والعفة عَمَّا بأيدي النَّاس من الْوَظَائِف، وَكَانَ الْجلَال البُلْقِينِيّ يَقُول: هُوَ أَبُو حنيفَة زَمَانه، وَكَانَ بَعضهم يرجحه على شَيْخه أكمل الدّين، وبلغنا من غير وَاحِد أَنه كَانَ يتَوَضَّأ كثيرا على الفسقية بالبرقوقية كَأَنَّهُ وَيُعِيد المَاء فِيهَا وَيَضَع عمَامَته إِلَى جَانِبه ليمسح على جَمِيع رَأسه خُرُوجًا من الْخلاف وَرُبمَا نسي عمَامَته وَيُصلي بِدُونِهَا وَرُبمَا ذهب بِدُونِهَا حَتَّى تحمل إِلَيْهِ وَمِمَّنْ حملهَا إِلَيْهِ الشَّمْس ابْن عمرَان الْغَزِّي الْمُقْرِئ وَمِمَّنْ شَاهده يتَوَضَّأ كَذَلِك الْعِزّ عبد السَّلَام الْقُدسِي رَحمَه الله وَلم يزل على جلالته وعلو مكانته حَتَّى مَاتَ بعد بِيَسِير فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشري ربيع الثَّانِي سنة تسع وَعشْرين بِالْقَاهِرَةِ وَصلي عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر فِي محفل تقدمهم شَيخنَا وَدفن بحوش الْأَشْرَف برسباي بِجَانِب البرقوقية من الصَّحرَاء وَوهم من قَالَ بتربة جوشن خَارج بَاب النَّصْر وَلم يخلف بعده مثله وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ وَخلف ابْنة وابنا صَغِيرا وشيئا من الدُّنْيَا، وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ شَيخنَا الزين رضوَان الْمُسْتَمْلِي وروى لنا عَنهُ فِي متبايناته الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثِينَ بل وأحضره فِي ختم صَحِيح مُسلم حِين قَرَأَهُ شَيخنَا على ابْن الكويك واستجازه للحاضرين، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَصدر تَرْجَمته بالخياط الطواقي وَقَالَ أَنه كَانَ فِي أول أمره خياطا بالحسينية ثمَّ نزل فِي طلبة البرقوقية وتمهر فِي الْفِقْه وَغَيره وَاسْتقر بعده فِي الشيخونية الزين التفهني وَفِي سَائِر وظائفه وَلَده وناب عَنهُ فِيهَا الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ، وَكَذَا اختصر الْعَيْنِيّ تَرْجَمته وَوَصفه فِيهَا بتوقف الذِّهْن والحرص جدا على الدُّنْيَا رَحمَه الله وإيانا. عمر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن خَلِيل الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ وَالِد عَليّ الْمَاضِي وَيعرف) بِابْن السيرجي خَادِم قبَّة الْوَحْي وَدَار أم الْمُؤمنِينَ خَدِيجَة الْمَعْرُوفَة

بمولد السيدة فَاطِمَة الزهراء بزقاق الْحجر والماضي أَبوهُ. ولد قبل الْخمسين بِمَكَّة وَقَرَأَ عَليّ بهَا الْأَرْبَعين النووية وَغَيرهَا وَسمع عَليّ غير ذَلِك وَكَانَ فِي صغره قَرَأَ الْقُرْآن والمنهاج أَو بعضه ثمَّ تشاغل عَن ذَلِك. وَقدم الْقَاهِرَة وَهُوَ كثير التطور عديم التَّصَوُّر يذكر بَين أهل مَكَّة بِأُمُور الله أعلم بهَا. عمر بن عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ أَخُو إِبْرَاهِيم وَأبي بكر وإخوتهما وأمهم أم الْخَيْر ابْنة القَاضِي عز الدّين النويري. ولد توأما مَعَ أَخِيه أبي بكر فِي لَيْلَة هِلَال رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة أَرْبَعِينَ. عمر بن عَليّ بن مُحَمَّد سراج الدّين القليوبي ثمَّ القاهري التَّاجِر أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين. عمر بن عَليّ المغربي السعودي نقيب الْفُقَرَاء وَيعرف بجريدة. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن الْمُنِير. عمر بن عَليّ بن الشجاع الْقبَاطِي. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين. عمر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف السراج الْأنْصَارِيّ الدموشي الشَّافِعِي البسطامي. تفقه بالولي الملوي وَبِه تسلك، وَكَذَا أَخذ عَن ابْن الملقن شَرحه للحاوي وَقَرَأَ على الْعِزّ بن جمَاعَة ألفية الْعِرَاقِيّ وعَلى الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ تَلْخِيص الْمِفْتَاح وعد هَذَا فِي النَّوَادِر وَقيل أَنه لَو عكس أَجَاد، وَذكر أَنه سمع البُخَارِيّ على أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ بل سمع على التنوخي جُزْء أبي الجهم وَغَيره، وَكَانَ رَأس صوفية الشَّافِعِيَّة بخانقاه شيخو مُتَقَدما فِي الْفَرَائِض والحساب مشاركا فِي فنون وَألف كتابا فِي اللُّغَة التركية على قَوَاعِد الْعَرَبيَّة، واختص بِالظَّاهِرِ جقمق قبل سلطنته وجرد عَلَيْهِ الْقُرْآن، بل أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء كالجلال القمصي. مَاتَ فِي شَوَّال سنة تسع وَعشْرين وَقد ناهز التسعين رَحمَه الله وَوهم من عمله حنفيا كَابْن فَهد. عمر بن عمر بن عُثْمَان الزين بن التَّاجِر السراج بن الْفَخر بن الجندي الْمَاضِي أَبوهُ. مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَلم يلبث أَن مَاتَ ابْنه وَوضع السُّلْطَان يَده على تركته. عمر بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو حَفْص النَّاشِرِيّ. حفظ الشاطبية وَأكْثر الْمِنْهَاج وَأخذ عَن جمَاعَة من أَهله وَقَرَأَ أَكثر الْقرَاءَات) على الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد الأسعردي وانتفع بِهِ فِي الْقرَاءَات الْعَفِيف النَّاشِرِيّ وَهُوَ المترجم لَهُ فِي آخَرين مِمَّن انْتفع بِهِ سِيمَا الصّبيان الَّذين كَانَ يعلمهُمْ الْقُرْآن، وَأم بِمَسْجِد خليجان عِنْد الصلاحية بزبيد

وقطنها قَلِيل المخالطة للنَّاس لكَونه لَا يَسْتَطِيع سَماع الْبَاطِل لكَونه كَانَ يتعانى الكيمياء مَعَ جودة الْخط وَالشعر. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ. عمر بن عِيسَى بن أبي بكر بن عِيسَى السراج الوروري ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَالِد عبد الْقَادِر الْمَاضِي. ولد قبيل الْقرن تَقْرِيبًا وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ فحفظ الْقُرْآن عِنْد خَاله عز الدّين والعمدة والتنبيه وَعرض على الْجلَال البُلْقِينِيّ وَغَيره وتفقه بِالنورِ الأدمِيّ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَأخذ الْعَرَبيَّة وَالصرْف عَن الشمسين الشطنوفي والعجيمي سبط ابْن هِشَام والأصلين عَن الْبِسَاطِيّ وَكَذَا عَن ابْن الْهمام وَمن قبله عَن الْعَلَاء البُخَارِيّ والفرائض والحساب المفتوح والقلم والمناسخات والميقات والجبر والمقابلة عَن الشَّمْس الغراقي والتصوف عَن إِبْرَاهِيم الأدكاوي، وَلَقي غير وَاحِد من الصلحاء كَأبي طاقية أحد أَصْحَاب الْجمال يُوسُف العجمي والْحَدِيث رِوَايَة عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ وَشَيخنَا وَمن قبلهم عَن الشّرف بن الكويك سمع عَلَيْهِ الْأَرْبَعين النووية وَغَيرهَا، وجد فِي الْعُلُوم حَتَّى أذن لَهُ غير وَاحِد فِي الْإِفْتَاء والتدريس، وَأخذ عَنهُ الأماثل وأقرأ قَدِيما وَاسْتقر بِهِ شَيْخه ابْن الْهمام فِي تدريس الْفِقْه بالشيخونية بعد موت الْعَلَاء القلقشندي وأنعم عَلَيْهِ السُّلْطَان حِينَئِذٍ بسفارته بمبلغ، وَكَانَ عَالما مفننا متواضعا ورعا خَاشِعًا ناسكا قَانِتًا محبا للْعُلَمَاء والصلحاء خُصُوصا أهل الْبَيْت النَّبَوِيّ كثير الْبر وَالصَّدَََقَة والشفقة على الْأَيْتَام والأرامل مَعَ الْحلم وَالصَّبْر وَالِاحْتِمَال لجفاء المجاورين وَغَيرهم والمحاسن الجمة، كتب بِخَطِّهِ الْكثير بِحَيْثُ كَانَت مُعظم كتبه بِخَطِّهِ، وَقد اجْتمعت بِهِ غير مرّة وَأَجَازَ لي وَكنت أحب سمته وهديه. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَلم يبلغ السّبْعين رَحمَه الله وإيانا. عمر بن عِيسَى بن عمر السمنودي الشَّافِعِي وَالِد عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي. كَانَ فَقِيها ذَا معرفَة بالفرائض والميقات مَعَ الصّلاح والزهد مَذْكُورا بالكرامات وشريف الْخِصَال انْتفع بِهِ أهل تِلْكَ النواحي كالعز عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد الْمَنَاوِيّ فَإِنَّهُ أَخذ عَنهُ الْفِقْه والفرائض والميقات بل كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَذَا لقِيه الْكَمَال إِمَام الكاملية صُحْبَة وَالِده وَالْجمال يُوسُف الصفي فلقنه: (يَا أَيهَا الراضي بأحكامنا ... لَا بُد أَن تحمد عُقبى الرِّضَا) ) (فوض إِلَيْنَا وابق مستسلما ... فالراحة الْعُظْمَى لمن فوضا) (وَإِن تعلّقت بأسبابنا ... فَلَا تكن عَن بابنا معرضًا) (فَإِن فِينَا خلقا بَاقِيا ... من كل مَا يَأْتِي وَمَا قد مضى)

(لَا ينعم الْمَرْء بمحبوبه ... حَتَّى يرى الْخيرَة فِيمَا قضى) مَاتَ سنة سبع وَعشْرين وَقد جَازَ الْمِائَة. عمر بن قَاسم بن جُمُعَة الْأَمِير زين الدّين القساسي الْحلَبِي نَائِب قلعتها والآتي أَبوهُ. مَاتَ بهَا فِي شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ، وَاسْتقر بعده فِي النِّيَابَة ابْن جبارَة نَائِب البيرة. عمر بن قَاسم الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بالنشار حِرْفَة لَهُ كَانَت. وتلا بالسبع على عَليّ الخباز الضَّرِير ثمَّ الشَّمْس بن الحمصاني وَالسَّيِّد الطباطبي وعَلى الديروطي وَابْن عمرَان وَابْن أَسد وَلكنه لم يكمل على الثَّلَاثَة الْأَخيرينِ وأجازوا لَهُ، وتصدى لإقراء الْأَطْفَال بِمصْر مُدَّة وانتفع بِهِ جمَاعَة وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده الشهَاب الْقُسْطَلَانِيّ والنور الجارحي بل أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَهُوَ إِنْسَان خير بارع فِيهَا يحفظ الشاطبية، ويميل للجلال بن الأسيوطي لقُرْبه من نواحيه لِأَنَّهُ أَمَام مدرسة قانم بالكبش وَلذَا وَصفه الشَّيْخ الْعَالم الْفَاضِل شيخ الْقُرَّاء، قد حج وجاور غير مرّة وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس والخليل مرَارًا. عمر بن أبي الْقسم بن معيبد القَاضِي تَقِيّ الدّين اليمني التعزي. ذكره الْعَفِيف عُثْمَان النَّاشِرِيّ فِي أثْنَاء كَلَام وَقَالَ أَنه صَاحب الْفضل الشهير وَالْأَدب الْكثير كتب إِلَى عمي يثني على دروسي لما وَردت عَلَيْهِ تعز فَكتبت إِلَيْهِ: (ألم تَرَ أَن الْكَوْن والصمت طبعه ... يَقُول أَيْن عُثْمَان من عمر) (وَأَيْنَ السها يَا صَاحِبي فِي غموضه ... من الزهرة الزهراء وَالشَّمْس وَالْقَمَر) قَالَ: وَكنت اجْتمعت بِهِ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين بزبيد وَحصل لي منظومة فِي مَشَايِخ شَيخنَا ابْن الْجَزرِي ووزر فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة وَكَانَ مَعَ ذَلِك يكابد الْعِبَادَات وَلَا يفتر من الطَّاعَات، وَتُوفِّي بِمَدِينَة تعز آخر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَحَضَرت دَفنه انْتهى، وَأَظنهُ ابْن عَم عمر بن مُحَمَّد بن معيبد الْآتِي. عمر بن قايماز فِي ابْن قيماز قَرِيبا. عمر بن قديد بِالْقَافِ مكبر الرُّكْن أَبُو حَفْص بن الْأَمِير سيف الدّين القلمطائي بِفَتْح الْقَاف) وَاللَّام وَسُكُون الْمِيم القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن قديد ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي غَايَة الرَّفَاهِيَة والحشمة تَحت كنف أَبِيه وَكَانَ من كبار الْأُمَرَاء ولي نِيَابَة الكرك واسكندر وَعمل لالة الْأَشْرَف شعْبَان بِحَيْثُ كَانَ هُوَ الْمُسَمّى لصَاحب التَّرْجَمَة وَغير ذَلِك وَمَعَ هَذَا كُله فَلم يكن يمانع لَهُ عَن الِاشْتِغَال بل هَانَتْ عَلَيْهِ خشونة الْعَيْش فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو وعَلى التقي الحلاوي وَحفظ غَيره من الْكتب العلمية وَعرض بَعْضهَا

على الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وَأَجَازَهُ وَالشَّمْس السُّيُوطِيّ وَأخذ الْفِقْه عَن السراج قاري الْهِدَايَة والبدر الأقصرائي، ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة أَكثر من عشْرين سنة حَتَّى أَخذ عَنهُ غَالب الْعُلُوم الَّتِي كَانَ يقرئها كالمنطق وَالْحكمَة والأصلين والجدل والمعاني وَالْبَيَان والنحو وَغَيرهَا وَأكْثر ذَلِك بقرَاءَته، وَكَذَا أَخذ عَن الْبِسَاطِيّ وَبحث فِي الْعرُوض وَغَيره على السُّيُوطِيّ الْمشَار إِلَيْهِ وَحضر دروس الشهَاب بن الهائم حِين زار بَيت الْمُقَدّس وَلما قدم الْعَلَاء البُخَارِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من الْهِدَايَة وَأخذ عَن سعد الدّين الْخَادِم، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي أَوَائِل الْقرن وجاور أَكثر من مرّة وَدخل مَعَ أَبِيه الكرك وإسكندرية وَتقدم فِي الْفُنُون وفَاق فِي النَّحْو وَالصرْف بِحَيْثُ قيل أَنه كَانَ أنحى عُلَمَاء مصر، وَكَانَ عَلامَة خيرا متعبدا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس خُصُوصا مَعَ علو رتبته عِنْدهم متواضعا مَعَ الْفُقَرَاء بشوشا عَاقِلا سَاكِنا طارحا للتكلف فِي مركبه وملبسه وَسَائِر أَحْوَاله على طَريقَة السّلف متزييا بزِي أَبنَاء الْجند فِي عمَامَته وملبسه يركب الْحمار بل يمشي فِي الْغَالِب، معتدل الْقد مستدير اللِّحْيَة أبيضها زَائِد الخفر وَالْوَقار، انْتفع بِهِ الْفُضَلَاء واشتهر اسْمه، وَلم يزل على أمثل حَال وأقوم اعْتِدَال إِلَى أَن حج فِي سنة خمس وَخمسين وجاور وأقرأ الطّلبَة هُنَاكَ أَيْضا ثمَّ أدْركهُ أَجله فَمَاتَ فِي ظهر يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين بِمَكَّة عَن ثَمَان وَسِتِّينَ سنة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة وَكَانَت جنَازَته حافلة وتأسف النَّاس على فَقده فَقل من كَانَ فِي وقتنا من أَئِمَّة الْحَنَفِيَّة من اجْتمع فِيهِ من الْعلم والزهد وَاتِّبَاع السّلف مَا اجْتمع فِيهِ رَحمَه الله وإيانا. عمر بن قيماز ركن الدّين أَبُو حَفْص بن الْأَمِير سيف الدّين. ولد بِالْقَاهِرَةِ وخدم جمَاعَة من أَعْيَان الْأُمَرَاء وباشر وظائف كَثِيرَة مِنْهَا استادارية السُّلْطَان مرَارًا وَلم ينْتج أمره، مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ مستهل رَجَب سنة تسع. ذكره الْعَيْنِيّ وَغَيره، زَاد المقريزي بحلب وَهُوَ صَاحب السَّبِيل والتربة تجاه خليج الزَّعْفَرَان الْمَعْرُوف بسبيل ابْن قيماز.) عمر بن مَحْفُوظ بن حسن بن خلف السراج القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي ولد بعد سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن واشتغل بالنحو وَالْفِقْه على الشهَاب المغراوي وبالفقه فَقَط على الزين قَاسم النويري وبالنحو وَحده على الشهَاب الصهناجي، وَحج فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة ثمَّ بعْدهَا وجاور سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، وَكَانَ الْمُحب مُحَمَّد بن مُفْلِح السالمي الْيَمَانِيّ أَخَاهُ من الرَّضَاع فَسَمعهُ كثيرا على التنوخي والشرف بن الكويك وَغَيرهمَا ثمَّ نَقله إِلَى خانقاه سرياقوس

فقطنها وَقَررهُ فِي مكتب وَقفه للأيتام وَاسْتمرّ هُنَاكَ حَتَّى مَاتَ فِي حُدُود سنة خمسين وَكَانَ جيدا متثبتا مَشْهُورا بذلك بَين أَهلهَا لقِيه البقاعي وَغَيره. عمر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَبَّاس الزين المرداوي الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي، سمع فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين على الزين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الرشيد نُسْخَة أبي مسْهر وَمَا مَعهَا وعَلى عبد الله بن خَلِيل الحرستاني النّصْف الثَّانِي من الأول من مُسْند عمار ليعقوب بن شيبَة وَغَيره، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين، وَمَات بعد ذَلِك رَحمَه الله. عمر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ السراج بن الْكَمَال الأبياري السكندري الضَّرِير الْفَقِيه. سمع فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة على عَليّ بن عبد الْوَهَّاب ابْن الْفُرَات منتقى من جُزْء عَمْرو بن زُرَارَة اشْتَمَل على خَمْسَة أَحَادِيث وَمن ابْن البوري جَامع التِّرْمِذِيّ بفوت وَمن الْفَخر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن خير الدُّعَاء للمحاملي فِي آخَرين وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى والموفق الأبي وَأَجَازَ لِابْنِ شَيخنَا وَابْن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه وَآخَرين فِي سنة خمس عشرَة. عمر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم السراج الشَّامي القاهري الكتبي وَالِد مُحَمَّد وَيعرف بالشامي. ولد سنة سبع أَو ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وَذكر أَنه سمع من الْعَفِيف النشاوري الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا واستكتبه الطّلبَة فِي الاستدعاءات وَكَانَ خيرا يتكسب بصناعة التجليد ويخدم شَيخنَا فِي ذَلِك مَعَ أَنه لم يكن بالماهر فِي صناعته وَوَقع لَهُ أَنه رأى أَجزَاء عَليّ بن حجر فِي السُّوق فاشتراها وأحضر بهَا لشَيْخِنَا وَقَالَ لَهُ: قد وَقع لي تصنيف لأبيكم فاشتريته فَأَخذه وَلم يخجله فَأَبُو هَذَا حجر بِضَم الْمُهْملَة وَسُكُون الْجِيم وشهرة شَيخنَا ابْن حجر بِفتْحَتَيْنِ. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَلَاث أَو أَربع وَأَرْبَعين رَحمَه الله.) عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الدِّمَشْقِي الأَصْل الْمَكِّيّ المولد وَالدَّار شيخ الفراشين بهَا والآتي أَبوهُ وَيعرف بِابْن بيسق. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَخلف وَالِده فِي المشيخة الْمشَار إِلَيْهَا ولازم خدمَة البرهاني القَاضِي حَيْثُ دخل مَعَه الْقَاهِرَة حِين خطبه الْأَشْرَف قايتباي للقدوم عَلَيْهِ وَكَذَا زار مَعَه الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة بل زارها غير مرّة، وَلَا بَأْس بِهِ أدبا مَعَ الغرباء وقياما بوظيفته. عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد الزين بن الْحَافِظ الشَّمْس الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ابْن أُخْت فَاطِمَة ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي

وَيعرف بِابْن عبد الْهَادِي. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأحضر على زَيْنَب ابْنة الْكَمَال مجْلِس الرَّوْيَانِيّ وَغَيره، وأسمع على أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي وَعبد الرَّحِيم بن أبي الْيُسْر، وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا وَغَيره وَذكره المقريزي فِي عقوده. وَمَات بِدِمَشْق فِي الكائنة الْعُظْمَى فِي شعْبَان سنة ثَلَاث. عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن بن جَامع السراج بن الشَّمْس أَبَا الْمَعَالِي الدِّمَشْقِي الْمقري وَيعرف بِابْن اللبان. أَخذ الْقرَاءَات عَن وَالِده وتلا بالعشر على الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي فِيمَا أَفَادَهُ ابْن الْجَزرِي وتصدر للإقراء وَكَانَ سَاكِنا سليم الْبَاطِن عالية فِي الشطرنج. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاثِينَ عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَأوردهُ فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وَقَالَ أَنه سمع صَحِيح مُسلم على أَحْمد بن عبد الْكَرِيم البعلي أجَاز لنا. عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن سلمَان بن عَليّ بن سَالم الزين أَبُو حَفْص البالسي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الملقن أَخُو عَائِشَة الْآتِيَة وَيعرف بالبالسي. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأحضره أَبوهُ الْكثير من أبي مُحَمَّد بن أبي التائب وَغَيره وأسمعه على الْحَافِظ الْمزي والبرازيلي والذهبي وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال والطبقة فَأكْثر جدا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحسن الْبَنْدَنِيجِيّ وَآخَرُونَ، وَكَانَ منزلا فِي الْجِهَات يلقن الْقُرْآن بالجامع الْأمَوِي وَيَمْشي بَين الطّلبَة فِي النُّزُول عَن الْوَظَائِف دينا خيرا متواضعا محبا فِي الرِّوَايَة والطلبة يقوم بأودهم ويوادهم ويدلهم على الْمَشَايِخ ويفيدهم جهده، حدث بالكثير قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا فَأكْثر جدا بل كَانَ يتسمع مِنْهُ على الشُّيُوخ وَلم يكن يضجر من التسميع، تَرْجمهُ بذلك كُله شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه، وَحدثنَا عَنهُ خلق مِمَّن تَأَخّر عَن شَيخنَا، وَذكره المقريزي فِي عقوده. مَاتَ فِي الكائنة) الْعُظْمَى فِي دمشق فِي شعْبَان سنة ثَلَاث رَحمَه الله. عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد السراج أَبُو الْيُسْر بن الرِّضَا أَبَا حَامِد الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو أبي اللَّيْث مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن الضياء. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام سنة أَربع وَخمسين وَغَيرهَا وَحضر عِنْد ابْن عَمه فِي الدُّرُوس بل دخل مصر غير مرّة وَأخذ فِيهَا عَن الْأمين الأقصرائي وَنزل لَهُ وَالِده عَن تدريس أيتمش وَكَانَ يَنُوب عَنهُ فِيهِ ابْن عَمه الْجمال مُحَمَّد بن القَاضِي أبي البقا ثمَّ أَخُوهُ أَبُو اللَّيْث وسافر إِلَى الْهِنْد غير مرّة مَاتَ فِي ثانيتهما سنة سبع أَو سِتّ وَثَمَانِينَ غَرِيبا غريقا وَاسْتقر أَخُوهُ فِي درس أيتمش بعده.

عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن روزبا السراج أَبُو حَفْص بن الْجمال أبي عبد الله الكازروني الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد ملك المغربي وَجَمَاعَة وَحفظ بعض المناهج وَحضر دروس الزين المراغي وَنور الدّين عَليّ الزرندي ووالده وَسمع عَلَيْهِم بل سمع الصَّحِيح على ابْن صديق والموطأ رِوَايَة يحيى بن يحيى والشفا على ابي إِسْحَق إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن فَرِحُونَ، وسافر فِي حَيَاة وَالِده وَبعده، وَدخل الشَّام وحلب والقاهرة وَبَيت الْمُقَدّس غير مرّة وَأخذ بِالشَّام عَن الشهَاب بن حجي وَغَيره وبحلب عَن الْبُرْهَان الْحلَبِي وَغَيره وبالقاهرة عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فِي آخَرين، وَحج أَزِيد من ثَلَاثِينَ مرّة وَآخر مَا قدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَسِتِّينَ ولقيته فِي سعيد السُّعَدَاء فَسمِعت عَلَيْهِ فِي شعبانها ثلاثيات البُخَارِيّ وَرجع إِلَى بَلَده الشريف فَمَاتَ بِهِ فَجْأَة فِيهَا، وَكَانَ خيرا سَاكِنا رَحمَه الله. عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو حَفْص التَّمِيمِي الدَّارِيّ التّونسِيّ وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن عزم. أرخ ابْنه مَوته بليلة الْخَمِيس حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين بتونس وَوَصفه بالعلامة مَعَ أَنه كَانَ مجلدا موقتا بارعا فِي ذَلِك. عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد الحوراني ثمَّ الْمَكِّيّ التَّاجِر. عمر بن أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد السكندري ثمَّ القاهري دوادار شَيخنَا. سمع من لَفظه على الشَّمْس البيجوري جُزْء الدمياطي وَسمع على غَيره وَلم يكن شَيخنَا يحمد خدمته وَلذَا لم يحصل بعده على طائل وَكَانَ عاميا أجَاز لنا. وَمَات فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَظنهُ جَازَ السِّتين) عَفا الله عَنهُ. عمر بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل المكين الْمصْرِيّ الْمَالِكِي. صَوَابه مُحَمَّد. عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل السراج بن الخواجا الشَّمْس بن النّحاس الدِّمَشْقِي. مِمَّن نبغ فِي التِّجَارَة وجاور بِمَكَّة مرَارًا بِسَبَبِهَا فقدرت وَفَاته بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وفجع بِهِ أَبوهُ. أرخه ابْن فَهد عمر بن أبي سعيد مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة الْقرشِي وَأمه زبيدية. أجَاز لنا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة وبيض لَهُ ابْن فَهد. عمر بن مُحَمَّد أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الدروري الأَصْل الْمَكِّيّ الزبيدِيّ وَيعرف بِابْن الْجمال الْمصْرِيّ ويلقب بالشجاع عني بِالْعلمِ قَلِيلا وبالتجارة وسافر لأَجلهَا إِلَى بِلَاد شَتَّى وَتردد مِنْهَا لمَكَّة وللحج غير مرّة مِنْهَا فِي سنة مَوته وَكَانَ ينْسَخ وَلَيْسَ بِخَطِّهِ بَأْس وَاتفقَ أَنه أودع شَيْئا من دُنْيَاهُ مَعَ بعض الْمُسَافِرين

فغرق فَعظم أسفه وتعلل لأَجله حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي عشر الْأَرْبَعين أَو بلغَهَا. ذكره الفاسي. عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف المرشدي الْمَكِّيّ. يَأْتِي فِيمَن لم يسم جده. عمر بن مُحَمَّد الْمَدْعُو مظفر بن أبي بكر التركماني الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ الْمقري أَخُو أَحْمد الْمَاضِي والآتي والدهما وَيعرف بِابْن المظفر. قَرَأَ على أَبِيه وَغَيره غَالب الرِّوَايَات، وَكَانَت بِيَدِهِ وظائف فتنزل فِي صوفية الأشرفية الْحَنَابِلَة من الْوَاقِف وَفِي خانقاه يشبك وَغَيرهمَا، وَأخذ عَنهُ التَّاج عبد الْوَهَّاب بن شرف ورام أَخذ الأشرفية بعده فَلم يتَمَكَّن لكَونه شافعيا مَاتَ قريب السِّتين إِمَّا قبلهَا وَإِمَّا بعْدهَا. عمر بن عمر بن أبي بكر السراج أَو الزين الصَّفَدِي ثمَّ النيني بنونين أَولهمَا مَفْتُوحَة بَينهمَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ القاهري نزيل المنكوتمرية الشَّافِعِي. أجَاز لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَلَقي الزين رضوَان وَقَالَ أَنه كَانَ فَاضلا أخبر بِسَمَاعِهِ لصحيح مُسلم على الْبَدْر بن قواليح ولغير ذَلِك، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: اشْتغل قَدِيما وَمهر حَتَّى صَار يستحضر الْكِفَايَة لِابْنِ الرّفْعَة وَأخذ عَن الْعَلَاء حجي وأنظاره بِدِمَشْق وَسمع من ابْن قواليح وناب فِي الحكم فِي عدَّة بِلَاد من معاملات حلب ثمَّ قدم الْقَاهِرَة) قبل عشْرين سنة وتنزل فِي طلبة الشَّافِعِيَّة بالمؤيدية. وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَعشْرين وَقد قَارب الثَّمَانِينَ فَأَنَّهُ ذكر لي أَن مولده فِي حُدُود الْخمسين وَكَانَ كثير التقتير على نَفسه وَوجد لَهُ مبلغ فَوضع بَعضهم يَده عَلَيْهِ وَلم يصل لوَارِثه مِنْهُ شَيْء عَفا الله عَنهُ. عمر بن مُحَمَّد بن تغلب بن عَليّ بن مَحْمُود الزين أَبُو حَفْص الزُّهْرِيّ القيمري البيري الْحلَبِي الشَّافِعِي الْحَكِيم. مِمَّن تعانى الْأَدَب ونظم قصيدة فِي علم الْعرُوض وَكتب عَنهُ الْعِزّ بن فَهد فِي سنة إِحْدَى وَسبعين قَوْله: (أحب ابْن نَاس وَلَا أشتهي ... أرى امْرَأَة فِي دياري تلوح) (لِأَنِّي إِذا شِئْت فارقته ... وَهِي لَا تُفَارِقنِي عمر نوح) وَغير ذَلِك مِمَّا أودعته فِي مَحل آخر، وَمَات بعد ذَلِك. عمر بن مُحَمَّد بن حسن بن شعْبَان بن أبي بكر الباعوري الأَصْل الْحلَبِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الصوه. أحضرهُ السُّلْطَان بعد قتل أَبِيه وَسَأَلَهُ فِي الْوكَالَة عَنهُ بالبلاد الحلبية فاستعفى وَأقَام بعد رُجُوعه على وجاهته حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ، وَكَانَت عمَامَته مُدَوَّرَة دون إخْوَته. عمر بن مُحَمَّد بن حسن الزين الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن الزين. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

عمر بن مُحَمَّد بن حسن الحصني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أحد الْفُضَلَاء الملفتين المتجردين مِمَّن صحب الْمَنَاوِيّ وَإِمَام الكاملية، وَكَانَ حسن الْعشْرَة ممتهنا نَفسه فِي خدمَة الْفُقَرَاء لتَركه رعونات النَّفس، وَهُوَ مِمَّن لَازم الشهَاب بن رسْلَان فِي قِرَاءَة شَرحه لمنهاج الْبَيْضَاوِيّ وَغَيره بل حمل عَنهُ فِي شَرحه لأبي دَاوُد وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَأبي دَاوُد وَالتَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وَكَذَا أَخذ عَن شَيخنَا النخبة وَشَرحهَا وَكتب عَنهُ فِي إمْلَائِهِ على الْأَذْكَار وَسمع الزين عبد الرَّحْمَن بن الطَّحَّان الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَأكْثر من لَقِي السادات حَتَّى الْتحق بهم، وأقرأ الطّلبَة بل جعله إِمَام الكاملية وَاسِطَة بَينه وَبَين ابْن رسْلَان وَكنت مِمَّن أميل إِلَيْهِ مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ بالقرافة الصُّغْرَى وَدفن بزاوية صهره مُحَمَّد الأندلسي رَحمَه الله وإيانا. عمر بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ حُسَيْن بن حسن الفتحي الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَسمع بهَا مَعَ أَبِيه وَعَمه عَليّ أنشأه الله صَالحا. عمر بن مُحَمَّد بن سعيد الزين البعلي الْحَنْبَلِيّ الْقطَّان وَيعرف بِابْن البقسماطي. ولد فِي سنة) ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد طَلْحَة الْعَنْبَري وَحفظ الْخرقِيّ وَعرضه على ابْن الْأَقْرَب والتقي إِبْرَاهِيم بن مُفْلِح وَغَيرهمَا واشتغل فِي الْفِقْه على الأول وَسمع على أبي الْفرج عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الزعبوب ختم الصَّحِيح وَحدث بِهِ قرأته عَلَيْهِ ببعلبك، وَكَانَ إنْسَانا حسنا يتكسب فِيهَا بِبيع الْقطن. مَاتَ. عمر بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الزين بن الصَّابُونِي الدِّمَشْقِي. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن سُلَيْمَان. عمر بن النجار مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْمَكِّيّ. أحد القائمين بِخِدْمَة شافعيها ثمَّ انْقَطع وَلزِمَ وَلَده وَله حذق وَسُرْعَة وحركة، وَله عَم اسْمه عَليّ. عمر بن مُحَمَّد بن صلح البريهي الْيَمَانِيّ الْفَقِيه: مَاتَ فِي سنة عشر بِذِي السفال. عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الْقرشِي. رَأَيْته كتب لمن عرض عَلَيْهِ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة. عمر بن مُحَمَّد بن عبد الله القلشاني المغربي. يَأْتِي فِيمَن لم يسم جده. عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أسعد السراج اليافعي الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ والماضي جده. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بعدن، وَقدم مَكَّة وَقَرَأَ الْقُرْآن وَكتب الْخط الْحسن، وَمَات بهَا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن الفهد. عمر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان السراج الحسباني. مَذْكُور بالجلالة وَوَصفه أَبُو

السعادات البُلْقِينِيّ بالشيخ الإِمَام وَأَن المترجم طَاف بِهِ أسبوعا سنة خمس وَعشْرين. عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد السراج أَبُو حَفْص بن الشَّمْس الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الخواجا بن الخواجا أَخُو الْبَدْر حسن الْمَاضِي والآتي أَبوهُمَا وَيعرف بِابْن المزلق بِضَم الْمِيم وَفتح الزَّاي وَكسر اللَّام الْمُشَدّدَة. ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فِي رفاهية ونعمة فحفظ الْقُرْآن وَسمع على الْحَافِظ الزين بن رَجَب مجْلِس البطاقة وَسمع على غَيره وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ خيرا سالكا طَرِيق أَبِيه فِي تعاني التِّجَارَة بل رَأَيْت وَصفه بالجناب العالي الخواجكي ملْجأ الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين، وَلما خربَتْ عين الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَسُئِلَ الظَّاهِر ططر فِي عمارتها أرسل صَاحب التَّرْجَمَة بِخَمْسِمِائَة دِينَار لعمارتها ومدحه الزين بن عَيَّاش مقرئ الْحَرَمَيْنِ بِمَا فِي تَرْجَمته. مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِدِمَشْق رَحمَه الله. عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن أبي الْعَبَّاس) السراج أَبُو حَفْص الربعِي الجعبري الأَصْل نِسْبَة لقلعة جعبر الخليلي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ شيخ بلد الْخَلِيل. ولد كَمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة بِبِلَاد الْخَلِيل. وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الجولاني بِالْجِيم وَصلى بِهِ أجمع على قَاعِدَة الشاميين وخطب، والمنهاج والشاطبية والملحة وَعرض الْمِنْهَاج على الْخَطِيب التَّاج إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم التَّمِيمِي وَأَجَازَ لَهُ والملحة على الْعَلَاء قَاضِي الْخَلِيل وتفقه بالتاج الْخَطِيب وبابن رسْلَان وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَغَيرهم وتلا لنافع وَابْن كثير وَأبي عَمْرو على الشَّمْس مُحَمَّد بن صلح الزرعي وللسبع جمعا لبَعض ختمة عَليّ أبي الْقسم النويري وَكَذَا بِالشَّام على الْفَخر بن الصلف وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض البُخَارِيّ وَبحث فِي النَّحْو على مُوسَى المغربي وَغَيره، ثمَّ انْتقل إِلَى الْقُدس فبحث عَلَيْهِ طرفا من الْمِنْهَاج الفرعي، وَسمع دروسه فِي غير وَأَجَازَ لَهُ ولازم التَّاج الغرابيلي فِي سَماع غَالب منظومة ابْن الْحَاجِب لمقدمته فِي النَّحْو بل قَرَأَ عَلَيْهِ شرح النخبة لشَيْخِنَا وَكَذَا لَازم ماهرا وَابْن شرف وَبحث عَلَيْهِ غَالب ألفية ابْن مَالك وَسمع على الشَّمْس التدمري وَإِبْرَاهِيم عظيمات وَابْن الْجَزرِي وَمُحَمّد بن عَليّ بن الْبُرْهَان وَأحمد ابْن حُسَيْن النصيبي وَعلي بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم القصراوي المسلسل وجزء ابْن عَرَفَة وعَلى الثَّلَاثَة الْأَوَّلين تِسْعَة أَحَادِيث منتقاة من جُزْء الْأنْصَارِيّ والمسلسل بالمصافحة وعَلى الْأَوَّلين منتقى من مشيخة ابْن كُلَيْب وَمن ثمانيات النجيب وَجَمِيع نُسْخَة إِبْرَاهِيم بن سعد وجزء البطاقة وَحَدِيث الْهِمْيَان وعَلى الأول فَقَط منتقى

من الغيلانيات وعَلى الثَّلَاثَة الْأَخيرينِ مشيخة قَاضِي المرستان الصغري والْحَدِيث الأول من عشرَة الْخلال وَمن الغيلانيات وَمن الْمُنْتَقى من ثمانينات النجيب وَمن نُسْخَة إِبْرَاهِيم بن سعد، وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ الْقرَاءَات أَيْضا عَن التَّاج بن تمرية والْحَدِيث عَن شَيخنَا قَرَأَ عَلَيْهِ الْأَرْبَعين المتباينة وَمن شرح النخبة وَكَذَا حضر دروس الونائي وَالْجمال الأمشاطي وَغَيرهمَا وَإِلَى الشَّام فَأخذ بهَا عَن الْفَخر بن الصلف كَمَا تقدم وَعَن الشَّمْس بن نَاصِر الدّين وَنزل الصالحية وَسمع دروس شيخها الْعِزّ الْقُدسِي وَأَجَازَ لَهُ القبابي وَغَيره، وَحج غير مرّة وَولي مشيخة بَلَده كأسلافه والتدريس بِهِ وَكَذَا خطب بِهِ نِيَابَة وانتفع بِهِ جمَاعَة من أَهلهَا، وَكتب عَنهُ البقاعي وَغَيره، وتكرر قدومه الْقَاهِرَة، ولقيته بهَا غير مرّة أَولهَا ببولاق سنة سبع وَسِتِّينَ وكتبت عَنهُ مَا أنْشدهُ لشَيْخِنَا يمدح بِهِ نخبته فَقَالَ: (أبدعت يَا حبر فِي كل الْفُنُون بِمَا ... صنفت فِي الْعلم من بسط ومختصر) ) (علم الحَدِيث بِهِ أَصبَحت مُنْفَردا ... وللأنام فقد أبرزت من غرر) (لقد جلوت عروس الْحسن مبتكرا ... فِيمَا أتيت بِهِ من نخبة الْفِكر) (إِذا تأملها بالفكر ناظرها ... تهمي فوائدها للفكر كالمطر) وسألني عَن بعض الْأَحَادِيث فأجبته بِمَا احتفل بِهِ وَوَقع عِنْده موقعا بِحَيْثُ قَرَأَهُ عَليّ بِلَفْظِهِ بل قصدني غير مرّة فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَحدثت فِي منزلي أَنا وإياه بعدة أَجزَاء وتزايد اغتباطه بِي، وَهُوَ إِنْسَان خير رَاغِب فِي الحَدِيث ولقاء أَهله ذُو فكر صائب وذهن جيد متواضع حسن الْعشْرَة كثير التودد جميل الطَّرِيقَة بهي الرُّؤْيَة صَحِيح العقيدة مشارك فِي الْفَضِيلَة من بَيت مشيخة وجلالة، أثنى عَلَيْهِ شَيخنَا فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي بعض تعاليقه فَقَالَ: قدم عَليّ شخص كهل اسْمه عمر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن عمر الجعبري من أهل الْخَلِيل وَذكر لي أَن أَبَاهُ حَيّ وَهُوَ كثير الْمحبَّة للْحَدِيث والتطلع إِلَى الِاشْتِغَال فِيهِ فَقَرَأَ على الْأَرْبَعين المتباينة وَمن شرح نخبة الْفِكر وَذَلِكَ فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ مِمَّن خطب فِي بلد الْخَلِيل نِيَابَة وأجزته انْتهى. مَاتَ فِي ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث رَمَضَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل تقدمهم ابْن أَخِيه الزين عبد الباسط وَدفن بمقبرة الرَّأْس، وَاسْتقر فِي وظيفته مشيخة الْحرم بنوه الْخَمْسَة رَحمَه الله وإيانا. عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن غَانِم بن مفرح السراج أَبُو حَفْص بن الْجمال أبي رَاجِح بن أبي الْحسن بن أبي رَاجِح بن أبي غَانِم الْعَبدَرِي الشيبي

الحَجبي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شيخ الحجبة كسلفه. ولد فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بعدن من الْيمن وَنَشَأ بِمَكَّة فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ على بعض الْقُرَّاء فِي التَّنْبِيه على الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَفِي الْحَاوِي على النَّجْم الوَاسِطِيّ بن السكاكيني وَحضر فِي الْفِقْه وَغَيره عِنْد الْجمال الشيبي القَاضِي وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة عَن الْجلَال المرشدي والبساطي وَغَيرهمَا وَسمع على ابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَأبي شعر وَآخَرين كَأبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد، وَدخل مصر فِي سنة أَرْبَعِينَ وَحضر إملاء شَيخنَا وَالشَّام وَأخذ عَن ابْن نَاصِر الدّين وَابْنَة ابْن الشرائحي وَابْن الْمُحب وَجَمَاعَة وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَكَذَا زار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة غير مرّة وَولي مشيخة الباسطية المكية من واقفها فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين ثمَّ تَركهَا فِي سنة أَربع وَخمسين وَكَذَا ولي حجابة الْكَعْبَة عقب موت أَخِيه الْجمال يُوسُف فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ وراج) أمره فِيهَا ونال وجاهة وقبولا وتأثل أَمْوَالًا وَبنى دورا كل ذَلِك مَعَ مزِيد الْعقل والسكون والتودد والإجلال لبيت الله وتعظيمه واحترام كثيرين لَهُ لَا سِيمَا من يَجِيء من الْهِنْد والعجم وَالروم نَحْوهَا واعتقادهم صَلَاحه بل ولَايَته مَعَ كَلَام كثير فِيهِ من جمَاعَة أهل بَلَده وعَلى كل حَال فَهُوَ نادرة فِي وقته وَمَا أَظن الزَّمَان يسمح بِمثلِهِ، وصاهر الشريف عبد اللَّطِيف قَاضِي الْحَنَابِلَة بِمَكَّة ثمَّ قَاضِي الشَّافِعِيَّة أَبَا الْيمن على ابنتيهما وَله من ثانيتهما أَبنَاء وَتزَوج القَاضِي نور الدّين بن أبي الْيمن ابْنَته واستولدها أَوْلَادًا، وَاجْتمعت بِهِ كثيرا وَكَانَ يظْهر تعظيمي ومحبتي ومكنني من دُخُول الْبَيْت مُنْفَردا وَلم يكن ذَاك بِالْقَصْدِ ابْتِدَاء، وَلم يزل على وجاهته إِلَى أَن عرض لَهُ فالج أبطل نصفه وأسكت فَلم يتَكَلَّم وَأقَام كَذَلِك أشهرا حَتَّى مَاتَ فِي صبح يَوْم الْخَمِيس سادس عشري رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ ثمَّ دفن بالمعلاة فِي مشْهد حافل رَحمَه الله وإيانا. عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن الْحسن السراج بن الْمُحب الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي أَخُو عبد الْوَهَّاب وَمُحَمّد. أحضر فِي الرَّابِعَة على الْجمال الأميوطي ثمَّ سمع على الزين المراغي. عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ السراج الْحِمْيَرِي الدندري. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: اشْتغل بِالْعلمِ وَسمع الْعِزّ بن جمَاعَة وَغَيره وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ لَقيته بِمَجْلِس شَيخنَا ابْن الملقن وَأَجَازَ لي. مَاتَ فِيمَا أَحسب سنة أَربع، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَنه مَاتَ عَن سنّ عالية. عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن الْمُبَارك الزين بن الْكَمَال بن الزين الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي جده والآتي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن الخرزي بمعجمتين

مَاتَ بعد أَبِيه بأشهر فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين عَن بضع وَثَلَاثِينَ وَقيل لي أَنه لم يكن بِذَاكَ عَفا الله عَنهُ. عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن الرضي أبي بكر بن عبد اللَّطِيف بن سَالم الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عمر بن الضيا مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد الزين النصيبي الْحلَبِي الشَّافِعِي زوج ابْنة الْمُحب بن الشّحْنَة ووالد الْجلَال أبي بكر مُحَمَّد الْآتِي وجده وأخو أبي بكر. ولد سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّيْخ عبيد وَصلى بِهِ هُوَ وَأَخُوهُ) فِي عَام وَاحِد والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية الحَدِيث والنحو وَعرض على الْبُرْهَان الْحلَبِي بل هُوَ الَّذِي كَانَ يصحح عَلَيْهِ وَكرر حسنا فِي وصف عرضه وَصحح على ثَانِيهمَا وَكَذَا عرض على ابْن خطيب الناصرية وَأبي جَعْفَر بن الضيا وَالشَّمْس الغزولي فِي آخَرين وَأخذ عَن الْأَخير فِي الْفِقْه وَعَن عبد الرَّزَّاق الشرواني فِيهِ وَفِي أُصُوله والعربية وَغَيرهَا اشْتغل وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ بهَا عَن الْمحلي شَرحه لجمع الْجَوَامِع وَعَن إِمَام الكاملية، ودرس بالظاهرية والسيفية تلقاهما عَن أَخِيه وَأعَاد بالعصرونية، وَحج وَسمع على التقي بن فَهد، وناب فِي الْقَضَاء. مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي يَوْم عيد النَّحْر سنة ثَلَاث وَسبعين رَحمَه الله. عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن النفيس أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي السراج أَبُو حَفْص بن الْجمال أبي عبد الله بن أبي حَفْص الْحُسَيْنِي الْقرشِي الطنبدي القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن عرب. ولد فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية النَّحْو وَعرض على البُلْقِينِيّ والأبناسي وَابْن الملقن والكمال الدَّمِيرِيّ وأجازوه واشتغل يَسِيرا فَحَضَرَ فِي الْفِقْه عِنْد الْأَوَّلين والبدر الطنبدي وَسمع على الصّلاح البلبيسي قِطْعَة من صَحِيح مُسلم وعَلى الشَّمْس الرف صَحِيح ابْن حبَان إِلَّا الْيَسِير، وَحج وناب فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ وَشَيخنَا ثمَّ ترك ذَلِك بِأخرَة وانجمع عَن النَّاس وَحدث بمسموعه من مُسلم سمعته عَلَيْهِ، وَكَانَ خيرا لكنه أَحمَق عَارِيا. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمَه الله. عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن مَسْعُود العرابي الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ وجده. مَاتَ بهَا فِي صفر سنة ثَمَانِينَ وَدفن بتربة جده من المعلاة. عمر بن مُحَمَّد بن عمر الزين أَبُو حَفْص الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزيل السَّبْعَة وَيعرف بِابْن الخردفوشي. ولد فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع على الشهَاب أَحْمد بن

عَليّ بن يحيى الْحُسَيْنِي وَابْن صديق مُسْند الدَّارمِيّ وعَلى عبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَأبي حَفْص عمر البالسي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَانِي عشر صفر سنة أَرْبَعِينَ وَدفن من يَوْمه بمقبرة بَاب توما رَحمَه الله. عمر بن مُحَمَّد بن عمر الْبَلْخِي الأَصْل الْمحلي الْمَالِكِي الْحداد الأديب. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ بعض الْقُرْآن وَجَمِيع الْعُمْدَة وَعرض على شَيخنَا وَغَيره نبذة من الْمُخْتَصر) للشَّيْخ خَلِيل وَغَيره وَلكنه لم يشْتَغل بل هُوَ عَامي يتعاطى نظم الشّعْر كتبت عَنهُ مِنْهُ بالمحلة مَا أودعته فِي المعجم وَغَيره. عمر بن مُحَمَّد بن عِيسَى اليافعي الْخَيْر قَاضِي عدن. مَاتَ سنة ثَلَاث وَعشْرين. عمر بن أبي الْقسم مُحَمَّد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ. أجَاز لَهُ فِي سنة أَرْبَعِينَ زَيْنَب ابْنة اليافعي وَغَيرهَا. وَمَات فِي ربيع الآخر مِنْهَا. عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبي بكر الزين بن نَاصِر الدّين الْبكْرِيّ الدِّمَشْقِي ابْن عَم الْعَلَاء عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن الصَّابُونِي مِمَّن اسْتَقر بِهِ الظَّاهِر خشقدم فِي نظر قلعة دمشق والأسوار وَغَيرهمَا وناب عَن ابْن عَمه الْعَلَاء فِي نظر الْجَيْش، وَكَانَ تَاجِرًا وَهُوَ وَالِد الْوَلَد النَّجْم مُحَمَّد الَّذِي عرض على محافيظه وَقَالَ لي أَن أَبَاهُ مَاتَ سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِدِمَشْق. عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مجد الدّين الْعَيْنِيّ الْحَمَوِيّ النجار الْمُقْرِئ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف فِيهَا بالشيخ عمر النجار وَيُقَال لَهُ زين الدّين وسراج الدّين أحد مَشَايِخ الإقراء والقراءات. ولد بحماة لَيْلَة نصف شعْبَان سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والملحة والنبيه مُخْتَصر التَّنْبِيه والغاية المنسوبة للنووي، وَعرض على الشَّمْس الْأَشْقَر وَحضر دروسه وتلا لأبي عَمْرو على الشَّيْخ مُحَمَّد الفرا، وَحج فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ، وَسكن فِي كل من بَيت الْمُقَدّس والقاهرة ثَلَاث سِنِين ثمَّ استوطن مَكَّة من آخر سنة خمس وَأَرْبَعين وَحفظ بهَا الشاطبية وتلا للسبع إفرادا وجمعا على الشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني ولنافع أَربع ختمات على الزين ابْن عَيَّاش وَكَذَا جمع للسبع ثمَّ للعشر على العليين الديروطي وَابْن يفتح الله وللسبع فَقَط على مُحَمَّد الزَّعْفَرَانِي الشِّيرَازِيّ حِين مجاورته بهَا وَكَذَا على مُحَمَّد النجار الدِّمَشْقِي لَكِن لثَلَاثَة أحزاب من أول الْبَقَرَة فَقَط، وتكسب من النجارة بالنُّون وَمن نقش الْقُبُور وَنَحْوهَا وأقرأ النَّاس بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وببيته وَرُبمَا أم بمقام الْحَنَابِلَة نِيَابَة وَقد اجْتمعت بِهِ بِمَكَّة وَنعم الرجل كَانَ مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله.

عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز السراج بن الْأمين أبي الْيمن ابْن الْجمال الْقرشِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شَقِيق أبي بكر الْآتِي أَخُو قَاضِي الْمَالِكِيَّة النُّور) عَليّ الْمَاضِي وَيعرف بِابْن أبي الْيمن، وَأمه أم كُلْثُوم ابْنة القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ النويري. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك والشاطبية وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والْحَدِيث والمنطق وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه بِمَكَّة النُّور ابْن عطيف وَعبد المحسن الشرواني والشمسان الْجَوْجَرِيّ والمسيري وَعبد الْحق السنباطي وَأَبُو الْعَزْم الْقُدسِي والشهاب بن يُونُس وَيحيى العلمي وَحَمْزَة المغربي، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَأخذ عَن الْجَوْجَرِيّ أَيْضا ولازمني بهَا وَكَذَا بِمَكَّة فِي مجاورتي الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة وكتبت لَهُ إجَازَة حَسَنَة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة مولده فَمَا بعْدهَا وَالِده وأعمامه أَبُو البركات وكمالية وَأم الوفا وَأَبُو الْفضل وَخَدِيجَة ابْنا عبد الرَّحْمَن النويري وَشَيخنَا والعيني وَابْن الديري والرشيدي والصالحي وَابْن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة وَالسيف عفيف الدّين الأيجي والمحب المطري والبدر عبد الله بن فَرِحُونَ والشهاب الْمحلي وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي والضيا بن النصيبي وَالْجمال بن جمَاعَة والتقي أَبُو بكر القلقشندي وست الْقُضَاة ابْنة ابْن زُرَيْق وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَأحمد بن عمر بن عبد الْهَادِي والشهاب بن زيد وَعبد الرَّحْمَن بن خَلِيل القابوني وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن جوارش، وزار الْمَدِينَة وَأكْثر من التِّلَاوَة وَالطّواف وَالصِّيَام وَالْبر بأَهْله، وَكَانَ حاد اللِّسَان مَعَ مزِيد تودد الغرباء. مَاتَ فَجْأَة شَهِيدا فِي يَوْم الْخَمِيس منتصف ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ بِمَكَّة سقط من شباك ببيته فَأَخذه السَّيْل وَذهب بِهِ لبركة ماجن ثمَّ جِيءَ بِهِ وَقد جرد اللُّصُوص أثوابه فَغسل من الْغَد وَصلي عَلَيْهِ فِي طَائِفَة قَليلَة جعل نعشه فَوق شاذروان الْحجر لتعذر وَضعه عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَغَيره من الْمَسْجِد، وَدفن عِنْد قُبُورهم من المعلاة وتأسف عَلَيْهِ كَثِيرُونَ رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد السراج بن الْبَدْر بن نَاصِر الدّين بن الرئيس الْعَلَاء القاهري الطَّبِيب وَيعرف كسلفه بِابْن صَغِير وَأمه أمة. مِمَّن أَخذ عَن عَمه والعز بن جمَاعَة وَصَحب الْبَدْر الطنبدي وتميز فِي الطِّبّ بِحِفْظ جعل مِنْهُ نافعة وعالج المرضى بل قيل أَنه اسْتَقر فِي الرياسة قَلِيلا بعد توسيط خضر وَابْن الْعَفِيف، وَكَانَ ظريفا لطيف الْعشْرَة مِمَّن كف بَصَره ثمَّ قدح لَهُ فأبصر وَعمر سِتا وَتِسْعين سنة وَمَا شابت لَهُ شَعْرَة وَلم يَتَيَسَّر لَهُ الْحَج. مَاتَ فِي الْمحرم سنة

سبع وَسِتِّينَ وَهُوَ قريب الْكَمَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عَليّ بن عبد الْكَافِي) بن صَغِير. عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة السراج بن القَاضِي جمال الدّين أبي السُّعُود بن قَاضِي الْقُضَاة الْكَمَال أبي البركات بن القَاضِي الْجمال أبي السُّعُود الْقرشِي الْمَكِّيّ شَقِيق أبي الْخَيْر مُحَمَّد الْآتِي أمهما أم الْخَيْر ابْنة القَاضِي أبي الْقسم بن أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي. ولد فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَقدم مَعَ أَبِيه إِلَى مَكَّة فَسمع من الشهَاب أَحْمد بن عَليّ الْمحلي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع وَخمسين فَمَا بعْدهَا أَبُو جَعْفَر بن العجمي وَآخَرُونَ وتكرر قدومه للقاهرة وَكَانَ قد حفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ هُوَ وشقيقه أَبُو بكر تناوبا فِي رَمَضَان على عَادَة الْأَبْنَاء وَرُبمَا حفظ غَيره وَقَرَأَ على خَاله عبد الْقَادِر فِي النَّحْو ويطالع لَهُ درسه وَلم ينجب. عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ، أمه أم هاني ابْنة الْعِزّ النويري. بيض لَهُ ابْن فَهد وَكَأَنَّهُ مَاتَ صَغِيرا. عمر بن الْجمال أبي المكارم مُحَمَّد بن النَّجْم أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن قَاضِي الْقُضَاة الْكَمَال أبي البركات مُحَمَّد بن الْجمال أبي السُّعُود مُحَمَّد بن ظهيرة. هُوَ الزين عبد الباسط مضى. عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد صاحبنا بل مفيدنا شيخ الْجَمَاعَة النَّجْم والسراج أَبُو الْقسم وَيُسمى مُحَمَّدًا لكنه بعمر أشهر ابْن شَيخنَا التقي الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد عبد الْعَزِيز وَيحيى وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سلخ جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ثمَّ كتابا فِي الحَدِيث أَلفه لَهُ وَالِده ثمَّ حفظ إِلَى أثناءالفرائض من الخرقى على مَذْهَب أَحْمد ثمَّ حوله أَبوهُ شافعيا وَحفظ النّصْف الأول من الْمِنْهَاج وَنَحْو ثُلثي ألفية ابْن ملك وَنصف ألفية الْعِرَاقِيّ وَبكر بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ وأسمعه الْكثير بِمَكَّة على مشايخها والقادمين إِلَيْهَا فَكَانَ مِمَّن أحضرهُ عَلَيْهِ الزين أَبُو بكر المراغي والزين عبد الرَّحْمَن الزرندي وَالْجمال بن ظهيرة وأقرباؤه الْكَمَال أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد وَأَبُو البركات وظهيرة بن حُسَيْن وَفتح الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد المَخْزُومِي والزين مُحَمَّد بن أَحْمد الطَّبَرِيّ وَعبد الله بن صلح الشَّيْبَانِيّ وَالشَّمْس بن الْمُحب الْمَقْدِسِي وَمِمَّنْ أسمعهُ عَلَيْهِ بهَا الْوَلِيّ الْعرَاق وَابْن سَلامَة والعز مُحَمَّد بن عَليّ الْقُدسِي وَعبد الرَّحْمَن بن طولوبغا وَالشَّمْس الشَّامي وَابْن الْجَزرِي والنجم بن حجي وَالْجمال مُحَمَّد بن حُسَيْن) الكازروني والشريف أَبُو عبد الله الفاسي وطاهر

الخجندي واستجاز لَهُ خلقا من أَمَاكِن شَتَّى فَمن الْمَدِينَة رقية ابْنة يحيى بن مزروع وَمن الشَّام عَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي والشهاب بن حجي والشهاب الحسباني وَالْجمال بن الشرايحي وَعبد الْقَادِر الأرموي وَمن بَيت الْمُقَدّس الْبُرْهَان بن أبي مَحْمُود وَأُخْته فَاطِمَة والبدر حسن بن مُوسَى والشهاب بن الهائم وَمن الْخَلِيل أَحْمد بن حُسَيْن النصيبي وَأحمد بن مُوسَى الحبراوي وَمن الْقَاهِرَة الشّرف بن الكويك والعز بن جمَاعَة والجلال البُلْقِينِيّ وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس البلالي وَمن إسكندرية الْبَدْر بن الدماميني والتاج بن التنسي والكمال بن خير وَمن حلب الْعِزّ الحاضري وَمن حمص الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد السُّبْكِيّ وَمن حماه الْبَدْر مَحْمُود بن خطيب الدهشة وَمن بعلبك التَّاج بن بردس وَالشَّمْس بن اليونانية وَمن زبيد الْمجد اللّغَوِيّ والنفيس الْعلوِي والموفق عَليّ ابْن أَحْمد الخزرجي وَأحمد بن عَليّ بن شَدَّاد وَمن تعز الْجمال بن الْخياط فِي آخَرين من هَذِه الْأَمَاكِن وَغَيرهَا، وَأَقْبل على الطّلب بِنَفسِهِ وَتخرج بوالده وَغَيره وَقَرَأَ بِبَلَدِهِ قَلِيلا، ثمَّ رَحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي موسم سنة خمس وَثَلَاثِينَ صُحْبَة الركب الْمصْرِيّ فَدخل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَأقَام بهَا ثَلَاثَة أَيَّام وَلم يسمع بهَا شَيْئا وَكَانَ دُخُوله الْقَاهِرَة فِي رَابِع عشري الْمحرم من الَّتِي تَلِيهَا فَسمع بهَا على الوَاسِطِيّ والبدر حُسَيْن البوصيري وَآخَرين، ولازم شَيخنَا حَتَّى أَخذ عَنهُ جملَة وتدرب بِهِ وَكَذَا بمستمليه الزين أبي النَّعيم العقبي أَيْضا وسافر مِنْهَا إِلَى الشَّام فِي رمضانها فَسمع بغزة من الشَّمْس مَمْلُوك الأياسي وبالخليل من الشَّمْس التدمري وبالقدس من الزين القبابي وبالرملة من ابْن رسْلَان وبالشام من عَائِشَة ابْنة ابْن الشرايحي، وانتفع بِالْحَافِظِ ابْن نَاصِر الدّين وَحمل عَنهُ أَشْيَاء، وسافر مَعَه من بَلَده إِلَى حلب وَكَانَ من جملَة مَا وَصفه بِهِ: السَّيِّد الشريف الحسيب النسيب الشَّيْخ الْعَالم الْفَاضِل البارع الْمُحدث الْمُفِيد الرحالة سليل الْعلمَاء الأماثل فَخر الْفُضَلَاء الأفاضل جمال العترة الهاشمية تَاج السلالة العلوية نجم الدّين ضِيَاء الْمُحدثين الْهَاشِمِي الْعلوِي، ووالده بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ تَقِيّ الدّين مُفِيد الْمُحدثين فَسمع فِي توجهه إِلَيْهَا ببعلبك من الْعَلَاء بن بردس وبطرابلس من الشَّمْس مُحَمَّد بن عمر النيني الفامي وبحلب من حافظها الْبُرْهَان ولتقيده بمرافقة شَيْخه ابْن نَاصِر الدّين لم يبلغ غَرَضه من الْبُرْهَان لرجوعه مَعَه سَرِيعا، وَسمع فِي رُجُوعه بحماة من التقي بن حجَّة وبغيرها من الْبِلَاد وَفَارق ابْن نَاصِر الدّين وَاسْتمرّ رَاجعا إِلَى الْقَاهِرَة فوصلها بعد دُخُوله) الْقُدس والخليل أَيْضا وَلم يلبث أَن رَجَعَ إِلَى الْبِلَاد الشامية لكَونه لم يشف غَرَضه من الْبُرْهَان فلقي شَيخنَا بِدِمَشْق

وَهُوَ رَاجع صُحْبَة الركاب السلطاني فَسمع عَلَيْهِ بل وَمَعَهُ أَيْضا على بعض المسندين وَكَذَا سمع فِي توجهه بقارة وحمص وحماة وَوصل حلب فِي أواخرها فأنزله الْبُرْهَان بِبَيْت وَلَده أبي ذَر بالشرفية وَاسْتمرّ إِلَى أَوَاخِر صفر من الَّتِي تَلِيهَا وانتفع بِهِ وَأخذ عَنهُ فِي هَذِه الْمرة شَيْئا كثيرا جدا، وَسمع فِي رُجُوعه مِنْهَا أَيْضا بحماة وحمص وطرابلس وبعلبك وغزة ثمَّ ارتحل من الْقَاهِرَة إِلَى إسكندرية فَسمع فِي طَرِيقه إِلَيْهَا بِمَدِينَة أشموم الرُّمَّان وثغر دمياط وبالمنصورة وسمنود والمحلة الْكُبْرَى والنحرارية ودسوق وفوة ودمنهور الْوَحْش، وَمَا تيَسّر لَهُ دُخُول إسكندرية لتنافس حصل بَينه وَبَين رَفِيقه ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده صُحْبَة الْحَاج فِي موسم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَقد تحمل شَيْئا كثيرا بِهَذِهِ الْبِلَاد وبغيرها عَن خلق كثيرين وتزايدت فَوَائده فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن ارتحل مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة أَيْضا عودا على بَدْء فوصلها فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمسين فَقَرَأَ بهَا على شَيخنَا لِسَان الْمِيزَان وَأَشْيَاء وَسمع عَلَيْهِ وعَلى غَيره من بقايا المسندين ورافقته حِينَئِذٍ فِي جَمِيع ذَلِك، ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده صُحْبَة الْحَاج مِنْهَا وَسمع فِي توجهه بعقبة أَيْلَة على الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وأصيل الخضري وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ من المطولات وَغَيرهَا وَعرف العالي والنازل وقمش فِي طول هَذِه الْمدَّة بل وَبعدهَا أَيْضا عَمَّن دب ودرج وَأخذ عَمَّن هُوَ مثله بل وَمِمَّنْ دونه مِمَّن هُوَ فِي عداد من يَأْخُذ عَنهُ وَلم يتحاش عَن ذَلِك كُله حَتَّى أَنه سمع مني بِمَكَّة جملَة من تصانيفي وَحضر عِنْدِي مَا أمليته بهَا وسلك فِي صَنِيعه هَذَا مَسْلَك الْحفاظ الْأَئِمَّة وَصَارَ كثير المسموع والمروي والشيوخ وَخرج لنَفسِهِ ولأبيه المعجم والفهرست وَكَذَا خرج لأبي الْفَتْح ثمَّ أبي الْفرج المراغيين ولوالدهما وَلابْن أختهما الْمُحب المطري ولبلديهم النُّور الْمحلي سبط الزبير ولزينب ابْنة اليافعي وَعمل لَهَا العشاريات وللعز بن الْفُرَات ولسارة ابْنة ابْن جمَاعَة حَتَّى أَنه خرج لأَصْحَابه فَمن دونهم، وَعمل لنَفسِهِ المسلسلات وانتقى وحرر الْأَسَانِيد وَترْجم الشُّيُوخ وَمهر فِي هَذَا النَّوْع واستمد الْجَمَاعَة قَدِيما وحديثا من فَوَائده وعولوا على اعْتِمَاده وذيل على تَارِيخ بَلَده للتقي الفاسي وَعمل الألقاب وتراجم شُيُوخ شُيُوخه وَجمع تراجم سِتّ بيُوت من بيُوت مَكَّة وأفرد كل بَيت مِنْهَا فِي تصنيف لكنه أَكثر فِيهِ من ذكر المهملين وَالْأَبْنَاء مِمَّن لم يَعش إِلَّا أشهرا وَنَحْو ذَلِك مِمَّا لَا فَائِدَة فِيهِ وهم الفهديون واستطرد فِيهِ إِلَى من تسمى بفهد أَو نسبه فَهد وَلَو لم يكن من بَيتهمْ مَعَ فَصله) لهَؤُلَاء عَنْهُم وَسَماهُ بذل الْجهد فِيمَن سمي بفهد وَابْن فَهد والطبريون وَسَماهُ التَّبْيِين للطبريين والظهيريون وَسَماهُ الْمَشَارِق المنيرة فِي ذكر بني ظهيرة والفاسيون

وَسَماهُ تذكرة النَّاسِي بأولاد أبي عبد الله الفاسي والنويريون وَسَماهُ بأولاد أَحْمد النويري يَعْنِي بِهِ أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْقسم بن عبد الرَّحْمَن والقسطلانيون وَسمي غَايَة الْأَمَانِي فِي تراجم أَوْلَاد الْقُسْطَلَانِيّ إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أَكْثَره فِي المسودات ووقفت على أَكْثَره كالمعجم لمن كتب عَنهُ من الشُّعَرَاء ورتب أَسمَاء تراجم الْحِلْية والمدارك وتاريخ الْأَطِبَّاء وطبقات الْحَنَابِلَة لِابْنِ رَجَب والحفاظ للذهبي والذيول عَلَيْهِ على حُرُوف المعجم حَيْثُ يعين مَحل ذَاك الِاسْم من الْأَجْزَاء والطبقة ليسهل كشفه ومراجعته وَهُوَ من أهم شَيْء عمله وأفيده، كل ذَلِك مَعَ صدق اللهجة ومزيد النصح وعظيم الْمُرُوءَة وعَلى الهمة وَطرح التَّكَلُّف والعفة والشهامة والأعراض عَن بني الدُّنْيَا وَعدم مزاحمة الرؤساء وَنَحْوهم وَكَونه فِي التَّوَاضُع والفتوة وبذل نَفسه وفوائده وَكتبه وإكرامه للغرباء والوافدين بِالْمحل الْأَعْلَى، ومحاسنه جمة وَلم يعْدم مَعَ كثرتها من يُؤْذِيه حَتَّى من أفنى عمره فِي صحبته وعادى جمعا بمزيد محبته وَلكنه اعتذر واستغفر وعد ذَلِك من التَّقْصِير الَّذِي لَا ينْفَصل عَنهُ الْكثير من صَغِير وكبير وَلَو أعرض عَن الطَّائِفَتَيْنِ بِالْكُلِّيَّةِ وَجمع نَفسه على التصنيف والإفادة والتحديث لاستفاد وَأفَاد وَلكنه كثير الهضم لنَفسِهِ، وَقد عرض عَلَيْهِ شَيخنَا فِي سنة خمسين الْإِقَامَة عِنْده ليرشده لبَعض التصانيف فَمَا وَافق وَكَانَ رَحمَه الله كثير الْميل إِلَيْهِ والإقبال عَلَيْهِ وَأثْنى عَلَيْهِ كَمَا نقلته فِي الْجَوَاهِر وَمِمَّا كتبه إِلَيْهِ: وَقد كثر شوقنا إِلَى مجالستكم وتشوقنا إِلَى متجدداتكم ويسرنا مَا يبلغنَا من إقبالكم على هَذَا الْفَنّ الَّذِي باد جماله وحاد عَن السّنَن الْمُعْتَبر أَعماله: (وَقد كُنَّا نعدهم قَلِيلا ... فقد صَارُوا أقل من الْقَلِيل) فَللَّه الْأَمر، إِلَى أَن قَالَ: ويعرفني الْوَلَد بأحوال الْيمن وَمَكَّة ووفيات من انْتقل بالوفاة من نبهاء البلدين وَتَقْيِيد ذَلِك حسب الطَّاقَة وَلَا سِيمَا مُنْذُ قطع الْحَافِظ تَقِيّ الدّين تقييداته وَإِن تيَسّر للْوَلَد الْحُضُور فِي هَذِه السّنة إِلَى الْقَاهِرَة فليصحب مَعَه جَمِيع مَا تجدّد لَهُ من تَخْرِيج أَو تجميع ليستفاد انْتهى. وَلما قدم رَأَيْته اسْتعَار مِنْهُ أَسمَاء شُيُوخه ورأيته ينتقي مِنْهَا بل وَنقل عَنهُ فِي تَرْجَمَة رتن من كتاب الْإِصَابَة فَقَالَ:) وجدت بِخَط عمر بن مُحَمَّد الْهَاشِمِي وَذكر شَيْئا وَكفى بِهَذَا مدحه لكل مِنْهُمَا وَوَصفه بقوله مرّة من أهل الْبَيْت النَّبَوِيّ نسبا وعلما وَأَنه جد واجتهد فِي تَحْصِيل الْأَنْوَاع الحديثية النَّبَوِيَّة وَأُخْرَى بِأَنَّهُ مُحدث كَبِير شرِيف من أهل الْبَيْت النَّبَوِيّ وَأُخْرَى أَنه من أهل الْعلم بِالْحَدِيثِ وَرِجَاله وَمن أهل الْبَيْت النَّبَوِيّ إِلَى غَيرهَا مِمَّا بَينته فِي الْجَوَاهِر والدرر وَلَو علم مِنْهُ تلفته للأوصاف وَالثنَاء لما تخلف عَن وَصفه

بِالْحَافِظِ الَّذِي وصف بِهِ مَا لم ينْهض لمجموع مَا تقدم مِمَّن يسْعَى ويتوسل ويعادي وَلَا يسلم فِي وَصفه لَهُم بذلك من إِنْكَار والأعمال كلهَا بِالنِّيَّاتِ، وَكَذَا رَأَيْت التقي المقريزي روى عَنهُ فِي كراسة لَهُ فِي فضل الْبَيْت فَقَالَ: وَكتب إِلَى الْمُحدث الْفَاضِل أَبُو حَفْص بن عمر الْهَاشِمِي وشافهني بِهِ غير مرّة فَذكر شَيْئا بل وَصفه فِي تَرْجَمَة فتح الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح الْمدنِي قاضيها من عقوده بصاحبنا وَقَالَ فِي تَرْجَمَة أَبِيه مِنْهُ أَنَّهُمَا مُحدثا الْحجاز كثيرا الاستحضار وَأَرْجُو أَن يبلغ عمر فِي هَذَا الْعلم مبلغا عَظِيما لذكائه واعتنائه بِالْجمعِ وَالسَّمَاع وَالْقِرَاءَة بَارك الله لَهُ فِيمَا آتَاهُ وسَاق فِي عقوده فِي تَرْجَمَة أَبِيه نسبه إِلَى عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ، وَذكره ابْن أبي عذيبة فِي تَرْجَمَة وَالِده فَقَالَ: الْحَافِظ نجم الدّين من أَعْيَان فضلاء تِلْكَ الْبِلَاد وَإِلَيْهِ الْمرجع فِي هَذَا الْفَنّ وَهُوَ مِمَّن كتب عَنهُ أَيْضا واغتبط بِهِ حفاظ شُيُوخه كَابْن نَاصِر الدّين، وسافر مَعَه من بَلَده إِلَى حلب والبرهان الْحلَبِي وأنزله فِي بَيت وَلَده كَمَا قَدمته عَنْهُمَا وَقَالَ ثَانِيهمَا كَمَا قرأته بِخَطِّهِ أَنه قَرَأَ عَليّ شَيْئا كثيرا جدا واستفاد وَكتب الطباق والأجزاء ودأب فِي طلب الحَدِيث، وقراءته سريعة وَكَذَا كِتَابَته غير أَنه لَا يعرف النَّحْو رده الله إِلَى وَطنه مَكَّة سالما، وَقَالَ الزين رضوَان فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ أَيْضا فِي بعض مجاميعه أَنه نَشأ فِي سَماع الحَدِيث بِمَكَّة على مشايخها والقادمين إِلَيْهَا من الْبِلَاد ثمَّ رَحل إِلَى الديار المصرية فَأكْثر بهَا من العوالي وَغَيرهَا ثمَّ رَحل إِلَى الْقُدس والخليل وَأخذ عَن الْمَوْجُودين بهما إِلَى دمشق فَأخذ عَمَّن لقِيه بهَا وَكَانَ قد كتب كثيرا عَن حَافظ الْعَصْر والموجودين بِمصْر وَبَلغنِي أَنه كتب كَذَلِك بِالشَّام وَغَيرهَا فَالله تَعَالَى يَنْفَعهُ وإيانا وَجَمِيع الْمُسلمين بل وأسمع الزين الْمَذْكُور عَلَيْهِ وَلَده بعض الْأَحَادِيث فِي رحلته الأولى كَمَا أوردهُ فِي مسودة المتباينات للْوَلَد ولخص تراجم أَكثر شُيُوخ رحلته وَكَذَا صنع التقي القلقشندي فِي بعض التراجم، وَمِمَّنْ انْتفع بِهِ وبمرافقته القطب الخيضري وَغَيره كالبقاعي وَمَا سلم من) أَذَاهُ بعد مناكدته الَّتِي امْتنع صَاحب التَّرْجَمَة من أجلهَا لدُخُول إسكندرية رَغْبَة فِي عدم مرافقته بِحَيْثُ نتف من لحيته شَعرَات وَاسْتمرّ البقاعي مَعَ إِظْهَار الصُّلْح حاقدا وبالخفية مناكدا على جاري عوائده حَتَّى مَعَ كبار شُيُوخه وَأما أَنا فاستفدت مِنْهُ كثيرا وَسمعت مِنْهُ فِي سنة خمسين وَبعدهَا أَشْيَاء بل قَرَأت عَلَيْهِ فِي الطَّائِف وَمَكَّة أَشْيَاء وَكَذَا سمع عَلَيْهِ غير وَاحِد من أهل بَلَده والقادمين إِلَيْهَا، وَحدث بالكتب الْكِبَار وَقَرَأَ عَلَيْهِ التقي الجراعي أحد أَئِمَّة الْحَنَابِلَة فِي مجاورته مُسْند الإِمَام أَحْمد وَعمل الْقَارِي يَوْم الْخَتْم قصيدة نظم فِيهَا مُسْند المسمع وامتدحه فِيهَا

بل امتدحه أَيْضا غير وَاحِد، وبيننا من الْمَوَدَّة والإخاء مَا لَا أصفه وَله رَغْبَة تَامَّة فِي تَحْصِيل كل مَا يصدر عني من تأليف وَتَخْرِيج وَنَحْو ذَلِك بِحَيْثُ اجْتمع عِنْده من ذَلِك الْكثير، وَكتب لبَعض أَصْحَابه مراسلة مؤرخه بربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ قَالَ فِيهَا: وَالسَّلَام على سيدنَا وَشَيخنَا وبركتنا سَيِّدي الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ الْكَبِير فلَان جمع الله بِهِ الشمل بِالْحرم الشريف قَرِيبا غير بعيد وَإِنِّي وَالله الْعَظِيم مشتاق كثيرا إِلَى رُؤْيَته وَوَاللَّه أود لَو كنت فِي خدمته بَقِيَّة الْعُمر لأستفيد مِنْهُ وَلَكِن على كل خير مَانع، وَفِي أُخْرَى إِلَى مؤرخة برجب قبل مَوته بِشَهْر لما بلغه مَا عرض فِي ذراعي بِسَبَب السُّقُوط فِي الْحمام ثمَّ حُصُول الْبُرْء مِنْهُ مَا نَصه: وَللَّه الْحَمد على الْعَافِيَة وَالله يمتع بوجودك الْمُسلمين ويديم بَقَاءَك فوَاللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة لَا أعلم لَك فِي الدُّنْيَا نظيرا وَوَاللَّه كلما اطَّلَعت فِي مؤلفاتك وَمَا فِيهَا من الْفَوَائِد أَدْعُو لكم بطول الْحَيَاة وَلم أزل أبث محاسنكم فِي كل مجْلِس وأدعو لكم بِظهْر الْغَيْب فَالله تَعَالَى يتَقَبَّل ذَلِك بمنه وَكَرمه وَكَلَامه فِي هَذَا المهيع كثير جدا. وَلم يزل على طَرِيقَته مَعَ انحطاطه قَلِيلا وَضعف بَصَره حَتَّى مَاتَ فِي وَقت الزَّوَال من يَوْم الْجُمُعَة سَابِع رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ بعد عصرها ثمَّ دفن عِنْد قُبُورهم وتأسف القَاضِي وَجَمِيع أحبابه على فَقده وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله ورثاه السراج معمر الْمَالِكِي وَغَيره رَحمَه الله وإيانا وعوضنا وإياه خيرا. عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله بن عمر بن إِبْرَاهِيم السراج بن الصَّدْر بن نَاصِر الدّين الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن الْبَارِزِيّ. ولد فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل قَلِيلا وباشر كِتَابَة سر بَلَده من حَيَاة وَالِده ثمَّ قضاءها ثمَّ أعرض عَن ذَلِك ولقيته بِمَكَّة حِين مجاورته بهَا) أَيْضا فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ هُوَ وَولده عبد الباسط فَأخذ عني يَسِيرا. عمر بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن إِبْرَاهِيم الشاوري اليمني نزيل مَكَّة وَيعرف بالعرابي بِالتَّخْفِيفِ والإهمال. أَخذ بِالْيمن عَن أَحْمد الحرضي الْمُقِيم بِأَبْيَات حُسَيْن ونواحيها وَكَانَ من جلة أَصْحَابه وَعَن غَيره من صلحاء الْيمن ثمَّ قدم مَكَّة فِي سنة إِحْدَى عشرَة فاستوطنها حَتَّى مَاتَ لم يخرج مِنْهَا إِلَّا لزيارة الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة غير مرّة وَمرَّة فِي سنة تسع عشرَة إِلَى الْيمن ورزق حظا وافرا من الصّلاح وَالْخَيْر وَالْعِبَادَة وتزايد اعْتِقَاد النَّاس حَتَّى صَاحب مَكَّة حسن بن عجلَان فِيهِ بل كَانَ يكثر من زيارته وَيرجع إِلَيْهِ فِي بعض مَا يَقُوله وَاتفقَ فِي سنة سِتّ وَعشْرين أَنه خَالفه فِي شَيْء وَبَلغنِي تغير خاطره وَأَنه فهم أَنه بذلك تَتَغَيَّر حَاله فِي ولَايَته فبادر إِلَى استعطافه

فَقَالَ لَهُ: قد فَاتَ الْأَمر، فَلم يلبث أَن عزل فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا بل مَا تمت السّنة حَتَّى مَاتَ الشَّيْخ فِي آخر يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشري رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين وَدفن من الْغَد بالمعلاة وازدحموا على نعشه وَكَانَ منور الْوَجْه حسن الْأَخْلَاق والمعاشرة مَقْصُودا بالزيارة والفتوح من الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة، وَتَابَ على يَده من الْجبَال وتهامة وَغَيرهَا من الْيمن فَوق مائَة ألف وابتنى دَارا بِمَكَّة على الْمَرْوَة قبل مَوته بسنين وَبِه كَانَت وَفَاته رَحمَه الله وإيانا، ذكره الفاسي فِي مَكَّة والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه. عمر بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الْغَزِّي بن المغربي وَالِد المحمد بن قَاضِي الْحَنَفِيَّة وأخيه. كَانَ مالكي الْمَذْهَب خيرا. مَاتَ بعد الْأَرْبَعين. عمر بن مُحَمَّد بن معيبد السراج أَبُو حَفْص الْأَشْعَرِيّ نسبا واعتقادا الزبيدِيّ بَلَدا ومولدا الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالفتى من الفتوة وَهُوَ لقب أَبِيه، ولد فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بزبيد وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأول اشْتِغَاله على بلديه الْفَقِيه مُحَمَّد بن صَالح وَكَانَ كثير الدُّعَاء لَهُ وَهُوَ مِمَّن عرف بإجابة الدعْوَة بِحَيْثُ ظَهرت فِيهِ بركته وَثَمَرَة دُعَائِهِ ثمَّ قَرَأَ على الْكَمَال مُوسَى بن مُحَمَّد الضجاعي الْمِنْهَاج وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء من كتب الْفِقْه إِلَى أَن تميز ثمَّ انْتقل فِي سنة سِتّ وَعشْرين إِلَى الشّرف بن الْمقري بِبَلَد ابْن عجيل الْيَمَانِيّ فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْإِرْشَاد وَشَرحه بل وسمعهما أَيْضا ونظم ذَلِك كَمَا سَيَأْتِي مَعَ جَوَاب الشَّيْخ لَهُ ولازمه أتم مُلَازمَة دهرا طَويلا إِلَى أَن خرج فِي حَيَاته إِلَى بِلَاد أَصْحَاب شَرْقي زبيد على نَحْو يَوْم مِنْهَا فَمَكثَ بِبَعْض قراها وَقَرَأَ) عَلَيْهِ بعض أهل تِلْكَ الْجِهَة مُدَّة ثمَّ انْتقل إِلَى قَرْيَة من قراها أَيْضا وتعرف بالمشراح فَتزَوج امْرَأَة من فقهائها وقطنها عاكفا على الأشغال والتصنيف كل ذَلِك فِي حَيَاة شَيْخه وقصده الطّلبَة من الْأَمَاكِن النائية فَلَمَّا استولى عَليّ بن طَاهِر على الْيمن وَملك زبيد وَقرر الْفُقَهَاء فِي الْأَوْقَاف قدم عَلَيْهِ صَاحب التَّرْجَمَة فَأكْرمه ورتب لَهُ فِي الْوَقْف مَا يَكْفِيهِ وَعِيَاله، واستنابه الشَّمْس يُوسُف الْمقري فِي تدريس النظامية ثمَّ عينت لَهُ الهكارية اسْتِقْلَالا وباشر ذَلِك فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة وتفقه عَلَيْهِ من لَا يُحْصى من بِلَاد شَتَّى وَكَثُرت تلامذته وَقصد بالفتاوى من الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة ثمَّ قَلّدهُ ابْن طَاهِر أَمر الْأَوْقَاف وصرفها لمستحقيها وَالْإِذْن فِي النِّيَابَة لمن لَا يحسن الْمُبَاشرَة وأشرك مَعَه فِي تقليدها غَيره مِمَّن كَانَ يتستر بِهِ فِي نِسْبَة مَا لم يكن لَهُ فِيهِ اخْتِيَار فتغيرت لذَلِك قُلُوب الْخَاصَّة على الشَّيْخ بعد أَن كَانَ مشكورا عِنْد الْخَاص وَالْعَام ملاحظا بِعَين التبجيل والإعظام ونسبوه إِلَى الْغَفْلَة وَعدم الْكَفَاءَة فِي ذَلِك، وَاسْتمرّ الْأَمر فِي تزايد إِلَى أَن توفّي ابْن طَاهِر وَاسْتولى

بعده ابْن أَخِيه عبد الْوَهَّاب بن دَاوُد فقلد ذَلِك غَيره وَرجع صَاحب التَّرْجَمَة لما كَانَ عَلَيْهِ من التدريس والإفتاء والتأليف غير منفك عَن مُبَاشرَة وظائف التدريس بِنَفسِهِ إِلَّا لعذر من مرض وَغَيره بل لما ضعف عَن الْمَشْي صَار يركب، وَقَررهُ عبد الْوَهَّاب بعد ابْن عطيف فِي تدريس مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا فَلم تطل مدَّته فِيهَا. وَمن تصانيفه مهمات الْمُهِمَّات اختصر فِيهَا الْمُهِمَّات للأسنوي اختصارا حسنا اقْتصر فِيهِ على مَا يتَعَلَّق بالروضة خَاصَّة مَعَ مباحثات مَعَ الأسنوي واستدراك كثير وَكَانَ قد شرع فِيهِ من حَيَاة شَيْخه وَقُرِئَ عَلَيْهِ غير مرّة ونقحه وحرره حَتَّى صَار فِي نِهَايَة الإفادة والنكيتات الواردات على مَوَاضِع من الْمُهِمَّات والإبريز فِي تَصْحِيح الْوَجِيز الَّذِي قَالَ أَنه لم يسْبق لمثله والإلهام لما فِي الرَّوْضَة لشيخه من الأوهام، وَكَانَ يرجح مُخْتَصر الرَّوْضَة للأصفوني عَلَيْهِ لعدم تقيده فِيهِ بِلَفْظ الأَصْل الَّذِي قد يُؤَدِّي لتباين ظَاهر بِخِلَاف الأصفوني فَهُوَ متقيد بِلَفْظ الأَصْل وَلكنه يرجح الرَّوْض من حَيْثُ التَّقْسِيم وأفراد زَوَائِد الْأَنْوَار على الرَّوْضَة وَسَماهُ أنوار الْأَنْوَار وَكَذَا فعل فِي جَوَاهِر الْقَمُولِيّ وشرحي الْمِنْهَاج والعمدة والعجالة كِلَاهُمَا لِابْنِ الملقن وَكَانَ يَقُول: من حصلها مَعَ الرَّوْضَة اسْتغنى عَن تِلْكَ الْكتب سمى أَولهَا جَوَاهِر الْجَوَاهِر وَهُوَ فِي نَحْو ثَلَاثَة وَأَرْبَعين كراسة وَثَانِيها تقريب الْمُحْتَاج فِي زَوَائِد شرح ابْن النَّحْوِيّ للمنهاج وَثَالِثهَا الصفاوة فِي زَوَائِد العجالة وبمكة من تصانيفه الْكثير. وَقد انْتفع بِهِ فِي الْفِقْه أهل الْيمن طبقَة) بعد أُخْرَى حَتَّى أَن غَالب فُقَهَاء الْيمن من تلامذته وَأَصْحَابه وارتحل النَّاس إِلَيْهِ فِيهِ وَمَا لقِيت أحدا من أَصْحَابه إِلَّا وَيذكر عَنهُ فِي الْفِقْه أمرا عجبا وَأَنه فِي تفهيم الْأَشْيَاء الدقيقة وتقريبها إِلَى الأفهام لَا يلْحق وَأما الْإِرْشَاد وَشَرحه فَهُوَ الْمُنْفَرد بمعرفتهما مَعَ غَيرهمَا من تصانيف مؤلفهما حَتَّى تلقى الْإِرْشَاد عَنهُ من لَا يُحْصى كَثْرَة بِحَيْثُ كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ غير وَاحِد فِي الْمجْلس الْوَاحِد من مَكَان وَاحِد وَكَانَ يقْصد من الْمُحَقِّقين بالسؤال عَمَّا يقف عَلَيْهِم مِنْهَا وَكَذَا كَانَ يعرف الرَّوْضَة كَمَا يَنْبَغِي لِأَنَّهَا أقرأها غير مرّة مَعَ مُرَاجعَة مختصرة للمهمات وَأَصله وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ الأذكياء من الطّلبَة يرجحون فقهه على سَائِر الْمَشْهُورين فِي عصره وَصَارَ فَقِيه الْيمن قاطبة كل ذَلِك مَعَ النِّهَايَة فِي الذكاء والذهن الثاقب والاقتدار على رَشِيق الْعبارَات مَعَ حبسة فِي كَلَامه بِحَيْثُ لَا يفهمهُ إِلَّا من مارسه، هَذَا مَعَ لطافة الطَّبْع ونظم لَكِن على طَريقَة الْفُقَهَاء وَكَونه فِي حسن الْخلق بِالْمحل الْأَعْلَى ومزيد الشَّفَقَة على سَائِر النَّاس وانقياده للْمَرْأَة وَالصَّغِير والمسكين وسعيه فِي إِزَالَة ضَرُورَة من يَقْصِدهُ فِي ذَلِك بِكُل طَرِيق. مَاتَ فِي صفر

سنة سبع وَثَمَانِينَ وارتجت النواحي لمَوْته، وَخلف من الْأَوْلَاد عبد الله ومحمدا وَكَانَ لَهُ ابْن نجيب اسْمه عبد الرَّحْمَن مَاتَ قبله وأظلمت الْبِلَاد كَمَا كتبه لي بعض طلبته مِمَّن أَخذ عني لفقد السراج ونال الْعباد من التأسف لفراقه ضد مَا كَانُوا فِيهِ من الابتهاج لِأَن النَّاس كَانُوا يفزعون إِلَيْهِ فِي كل معضلة من ظلم ظَالِم أَو قهر حَاكم أَو عناد مخاصم فَلَا يقصر عَن نفعهم جهده قَالَ: وَفِي آخر مرّة صَار من أهل الْمعرفَة بِاللَّه والنور يذكر من يلقاه بِالآخِرَة ويحقر عِنْده الدُّنْيَا ويسليه عَنْهَا وَلَا يلْتَفت إِلَى مَا فَاتَهُ مِنْهَا وَلم يمسك طول عمره ميزانا وَلَا مكيالا وَلَا تعاطى بيعا وَلَا شِرَاء وَلَا ملك دَارا وَلَا عقارا وَجَمِيع أَهله وخدمه أُمَرَاء عَلَيْهِ يرجع إِلَى قَوْلهم فِي أَمر الدُّنْيَا والمعيشة دون غَيره وَهَذَا حَال الزهاد فِي الدُّنْيَا بل كَانَ تَارِكًا لاختياره مَعَ اخْتِيَار طلبته فِي الْقِرَاءَة ومقدارها وإجابته كل من سَأَلَهُ فِي الْقِرَاءَة مراعيا لجبر خاطرهم رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ، وَكتب لشيخه فِي أَبْيَات مِنْهَا: (ثمَّ على من اقتفاهم فِي الْأَثر ... وَبعده فقد قَرَأت الْمُخْتَصر) (أعنى بِهِ الْإِرْشَاد فرع الْحَاوِي ... مَعَ شَرحه عمدتي الفتاوي) (قِرَاءَة بالبحث وَالتَّحْقِيق ... محكمَة بالفحص والتدقيق) ) (ثمَّ سَمِعت مرّة هذَيْن ... مَعَ الْفَقِيه الْفَاضِل الْحُسَيْن) (على الإِمَام شَيخنَا المُصَنّف ... الْفَاضِل الصَّدْر البليغ الشّرف) (شيخ الشُّيُوخ الْمُفْهم العلامه ... اللوذعي المصقع الفهامه) (أبي الذَّبِيح إِسْمَاعِيل بن الْمقري ... الشاوري الشغدري الْمقري) (لَا بَرحت أفكاره تجول ... فِي كل مَا لَا تُدْرِكهُ الْعُقُول) (فكم بِهِ من معضل قد اتَّضَح ... وحاسد معاند قد افتضح) (لَا زَالَ بالأقلام وَاللِّسَان ... مدمر المزور الْبُهْتَان) (يصدع بِالْحَقِّ وَبِالْقُرْآنِ ... معتصما بِاللَّه وَالْإِيمَان) (مناصرا فِي الله لِلْإِسْلَامِ ... يذب عَنهُ وَله يحامي) (من لم يسلم كل مَا أَقُول ... فَهُوَ حسود وَبِه جهول) إِلَى أَن قَالَ: (وَبعدهَا أجَاز لي الروايه ... بشرطها عِنْد أولي الدرايه) (فِي كل مَا صنفه أَو قَالَه ... نثرا ونظما وَجَمِيع مَاله) (أجَازه فِيهِ كروض الطَّالِب ... وَغَيره من حسن المناقب) فَأَجَابَهُ شَيْخه بقوله: (هَذَا صَحِيح كَانَ مَا قد ذكرا ... من أَنه قرا عَليّ مَا قرا)

(وَمَا حَكَاهُ من سَماع قد جرى ... قِرَاءَة أوسعها تدبرا) (بفطنة أغْنى بهَا من حضرا ... عَن أَن يُطِيل الْبَحْث فِيمَا قد قرا) (حقق مَعْنَاهُ بهَا وحررا ... وَصَارَ فِيهِ الْيَوْم أدرى من درى) (أجزته أَن يروي المختصرا ... وَشَرحه وَالرَّوْض ثمَّ مَا جرى) (بِهِ من الْعلم لساني فِي الورى ... أَو جَازَ أَن أرويه أَو أنشرا) (علما بِهِ امتاز بِهِ واستأثرا ... بِهِ من التَّقْوَى وَفضل ظهرا فِي أَبْيَات) عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الله نَاصِر الدّين بن الشَّيْخ شمس الدّين الشنشي القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد خير الدّين مُحَمَّد الْآتِي وأخو الشَّمْس مُحَمَّد الَّذِي أرخه شَيخنَا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة. ولد سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَمَات فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى) وَخمسين. عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمر بن عوض بن عَطِيَّة بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السراج بن الشَّمْس بن الشّرف اللَّقَّانِيّ ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الْآتِي أَبوهُ وجده. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانِينَ عَن ثَلَاث وَخمسين فَأكْثر وَصلي عَلَيْهِ فِي الْأَزْهَر، وَكَانَ غَالب عمره يتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت بالمكارية بِالْقربِ من الْأَزْهَر إِلَّا شهرا فِي أول ولَايَة قَرِيبه الْبُرْهَان الْمَاضِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة لمباشرته النقابة نِيَابَة فِيهَا ثمَّ جَاءَ الْأَمر بِمَنْعه فَعَاد إِلَى حَاله، وَهُوَ مِمَّن سمع على شَيخنَا وَلم يكن بالمحمود سامحه الله وإيانا. عمر بن مُحَمَّد بن يحيى بن شَاكر السراج بن البدري أبي البقا بن الجيعان. شَاب نضر خضر نجيب لَبِيب فطن لقن، تميز فِي الْمُبَاشرَة وَقَامَ عَن أَبِيه فِيهَا بِمَا دربه فِيهِ بِحَيْثُ صَار فِي ذَلِك رَأْسا بعد اعتنائه بِهِ حَتَّى حفظ الْقُرْآن وَبَعض كتب الْعلم وأشغله فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وأسمعه مني وكتبت لَهُ إجَازَة نوهت بِهِ فِيهَا وزوجه أَبوهُ بحفيدة عَم أَبِيه ابْنة أَمِير حَاج بن المجدي عبد الرَّحْمَن، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين وَأَظنهُ زاحم الْعشْرين وارتجت الديار المصرية ونواحيها بل وَمَكَّة وتأسف النَّاس عَلَيْهِ ورثى لِأَبِيهِ كل من علمه بل قَالَ الشُّعَرَاء فِي رثائه القصائد الطنانة كالمحيوي الْقرشِي وكتبت لِأَبِيهِ من مَكَّة أعزيه فِيهِ عوضهما الله الْجنَّة. عمر بن الشَّمْس مُحَمَّد وَيعرف بِابْن اللبان. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن عَليّ بن حسن. عمر بن الخواجا الشَّمْس مُحَمَّد الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن النّحاس. مضى فِيمَن جده أَبُو بكر بن إِسْمَاعِيل. عمر بن مُحَمَّد السراج أَبُو حَفْص النويري الشَّافِعِي. حفظ كتبا وَأخذ عَن

الجمالين بن خطيب المنصورية والطيماني وَجمع مُخْتَصرا فِيهِ مسَائِل كَثِيرَة، وَولي قَضَاء طرابلس بعد أَبِيه وَكَانَت مُبَاشَرَته جَيِّدَة لَا بَأْس بهَا. مَاتَ فِيهَا مطعونا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَقد قَارب الْخمسين، وَهُوَ فِي أنباء شَيخنَا بِاخْتِصَار بِدُونِ اسْم أَبِيه. عمر بن مُحَمَّد الزين الْحِمصِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. أحد فضلاء دمشق فِي مذْهبه مِمَّن يستحضر الْكثير من الرَّوْضَة مَعَ الدّين وَالْخَيْر وتكسبه من أنوال حَرِير يدولبها. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.) عمر بن مُحَمَّد بن الزين الصَّفَدِي النيني. مضى فِيمَن جده أَبُو بكر. عمر بن مُحَمَّد السراج الطريني الْمحلي الْمَالِكِي وَالِد مُحَمَّد وَأبي بكر وَيعرف بالطريني. كَانَ يعرف بِالْعلمِ وَالصَّلَاح وَله مؤلف كَبِير فِي تَعْبِير الرُّؤْيَا، وَكَانَ فَقِيها فَاضلا زاهدا أَخذ عَنهُ ابْنه أَبُو بكر وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الولوي السنباطي الْفِقْه وَمَات فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن عشري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَرَأَيْت من أرخها سنة عشْرين وَأَظنهُ غَلطا. عمر بن مُحَمَّد السراج الدهتوري ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي، ودهتورة بالغربية قَرِيبا من زفتا. أحد الْخِيَار من قدماء الْأَزْهَر مِمَّن يصحح عَلَيْهِ الْأَبْنَاء ألواحهم وَرُبمَا أَقرَأ لِكَثْرَة دبكه وتوجهه للاستفتاء لما يعرض لَهُ من مُشكل وَغَيره بِحَيْثُ اجْتمع عِنْده جملَة من ذَلِك، وَهُوَ مِمَّن لَازم الْمَنَاوِيّ بل أَخذ عَمَّن أقدم مِنْهُ كالونائي والقاياتي مَعَ جموده وتجرعه الْفَاقَة حَتَّى أَنه أَقرَأ فِي مكتب الْأَيْتَام لخير بك من حَدِيد بِالْقربِ من مدرسته بزقاق حلب وَكَانَ يذهب إِلَيْهِ مَاشِيا فَلَمَّا عجز صَار يركب وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين بالطاعون عَن بضع وَسبعين، وَكَانَ زوجا لابنَة خَاله الشَّيْخ عمر الزفتاوي رحمهمَا الله وإيانا وصاهره نَاصِر الدّين العجماوي على ابْنَته واستولدها. عمر بن مُحَمَّد النَّجْم النعماني نِسْبَة للْإِمَام أبي حنيفَة النُّعْمَان الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ. قدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمسين وَبِيَدِهِ حسبَة دمشق ووكالة بَيت المَال وعدة وظائف فَنزل فِي زَاوِيَة التقي رَجَب العجمي تَحت قلعة الْجَبَل فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي رَابِع صفر مِنْهَا فأسف السُّلْطَان عَلَيْهِ وَأمرهمْ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فِي مصلى المؤمني وَنزل فصلى عَلَيْهِ وَدفن بتربة التقي الْمَذْكُور من القرافة الصُّغْرَى عَفا الله عَنهُ، وَينظر أهوَ قريب حميد الدّين مُحَمَّد بن تَاج الدّين القَاضِي. عمر بن مُحَمَّد البعلي وَيعرف بِابْن التركماني. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: أحد الشُّهُود ببعلبك مِمَّن لَا يُشَاقق رفقته وَلَا يشاطط فِي الْأُجْرَة وَله نظم

نَازل. مَاتَ فِي ثامن عشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ رَحمَه الله. عمر بن مُحَمَّد الغمري وَيعرف بِابْن المغربية أحد أَصْحَاب أبي عبد الله المغربي. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَكَانَ إنْسَانا حسنا منور الشيبة بهي الْهَيْئَة حسن الْعبارَة متوددا محببا إِلَى النَّاس، حج وقارب الثَّمَانِينَ رَحمَه الله.) عمر بن مُحَمَّد الطرابلسي الْحَنَفِيّ. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: شَاعِر مَقْبُول قدم الْقَاهِرَة فمدح بهَا الأكابر وأنشدني كثيرا من شعره ومدحني بِأَبْيَات. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث عشرَة، زَاد فِي الأنباء عَن نَحْو الْخمسين وَوَصفه بالشاعر الماهر، وَذكره المقريزي فِي عقوده. عمر بن مُحَمَّد الطرابلسي فَقِيه بعلبك ونزيل دمشق. مِمَّن درس فِيهَا بالمجاهدية الجوانية برغبة الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة لَهُ عَنهُ ثمَّ رغب هُوَ عَنهُ للبرهان بن الْمُعْتَمد. عمر بن مُحَمَّد القلشاني بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون اللَّام ثمَّ مُعْجمَة أَو جِيم المغربي التّونسِيّ الْبَاجِيّ الأَصْل باجة تونس لَا الأندلس فَتلك مِنْهَا شَارِح الْمُوَطَّأ الْمَالِكِي وَالِد قَاضِي الْجَمَاعَة مُحَمَّد الْآتِي وأخو أَحْمد الْمَاضِي. أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَولي قَضَاء الْجَمَاعَة بتونس وأقرأ الْفِقْه والأصلين والمنطق والمعاني وَالْبَيَان والعربية وَحدث بالبخاري عَن أبي عبد الله بن مَرْزُوق وَشرح الطوالع شرحا حسنا لم يكمل انْتهى مِنْهُ أَكثر من مُجَلد إِلَى الإلهيات، وَأخذ عَنهُ خلق مِنْهُم وَلَده إِبْرَاهِيم الأخضري وغالب الْأَعْيَان وَأَبُو عبد الله التريكي وَآخَرُونَ مِمَّن لَقِينَاهُمْ كَابْن زغدان وَكَانَت ولَايَته أَولا قَضَاء الْأَنْكِحَة بِبَلَدِهِ كأبيه ثمَّ قَضَاء الْجَمَاعَة بعد موت أبي الْقسم القسنطيني وَكَانَ يكون بَينهمَا مَا بَين الأقران فدام بِهِ قَلِيلا حَتَّى مَاتَ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَرَأَيْت من أرخه فِي سنة سبع وسمى جده عبد الله وَكَانَ أَبُو الْقسم قَامَ على أَخِيه أَحْمد بِسَبَب مَا وَقع مِنْهُ من نقل كَلَام بعض الْمُفَسّرين فِي قصَّة آدم عَلَيْهِ السَّلَام وَأفْتى بقتْله بل أفتى أَخُوهُ أَيْضا بذلك قبل علمه بِهِ فَلَمَّا تبن أَنه أَخُوهُ قَامَ فِي الدّفع عَنهُ، وَكَانَ فصيحا فِي التَّقْرِير بِحَيْثُ يَسْتَفِيد مِنْهُ من يكون بمجلسه من الْأَعْلَى والأدنى وَلَا يُمكن كَبِير أحد من الْكَلَام، وَرَأَيْت من قَالَ أَن سَبَب دُخُوله فِي الْقَضَاء أَن عَمه أَحْمد لم يسر سيرا بن عقارب الَّذِي كَانَ قبله فعز على الْملك وَاقْتضى رَأْيه صرفه بِابْن أَخِيه هَذَا وَحصل لِعَمِّهِ نكاية عَظِيمَة وَلَكِن أَعْطوهُ أُمَامَة جَامع الزيتونة وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فَالله أعلم. عمر بن مُحَمَّد المالقي شَاعِر الأندلس. عمر بن مُحَمَّد المرشدي الْمَكِّيّ الْمُقْرِئ وَالِد أبي حَامِد مُحَمَّد الْآتِي. شيخ خير تَلا بالسبع أفرادا وجمعا على الزين بن عَيَّاش ثمَّ جمعا على ابْن يفتح

الله السكندري حِين مجاورته الَّتِي مَاتَ فِيهَا وَأذن كل مِنْهُمَا لَهُ بل قل أَن ابْن عَيَّاش كَانَ يقرئ إِلَّا من يقْرَأ عَلَيْهِ أَولا، وَكَانَت) عِنْده شَعْرَة مُضَافَة للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تلقاها عَن أَبِيه المتلقي لَهَا عَن شيخ بَيت الْمُقَدّس كَانَت عِنْده سِتّ شَعرَات ففرقها عِنْد مَوته بِالسَّوِيَّةِ على ثَلَاثَة أنفس هُوَ أحدهم فَضَاعَت شَعْرَة مِنْهُمَا، وَقد تبركت بهَا عِنْده فِي سنة سِتّ وَخمسين، وَلم يلبث بعد قِرَاءَته على ابْن يفتح الله ووفاته إِلَّا يَسِيرا، وَمَات فِي لَيْلَة الْخَمِيس سادس عشر ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ رَحمَه الله. أرخه ابْن فَهد وسمى جده أَبَا بكر بن عَليّ بن يُوسُف وأرخ مولده فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَهُوَ مِمَّن سمع على أَبِيه التقي بن فَهد، وَقد صاهره الْمُحب الطَّبَرِيّ الإِمَام على أُخْته فاستولدها أَوْلَاده الذُّكُور الثَّلَاثَة وَغَيرهم وَكَانَ يستنيبه فِي إِمَامَة الْمقَام بل استناب أَبَا حَامِد ابْنه، وَولى نظر الظَّاهِرِيَّة بِمَكَّة إِمَّا بنزول من شَيْخه ابْن عَيَّاش أَو بعده. عمر بن مُحَمَّد الْيَمَانِيّ مُسْتَوْفِي الدِّيوَان بجدة. مضى فِي عَليّ. عمر بن مَحْمُود بن مَحْمُود السراج البرديني الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الضَّرِير. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عمر بن مصلح السراج الْمحلي. أَخذ عَنهُ الْفَرَائِض الْجلَال مُحَمَّد بن ولي الدّين أَحْمد الْمحلي السمنودي وَقَالَ أَنه توفّي تَقْرِيبًا سنة خمس وَأَرْبَعين. عمر بن مظفر الْحَنْبَلِيّ. فِي ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر. عمر بن أبي الْمَعَالِي الْفَقِيه تَقِيّ الدّين الزبيدِيّ أَخُو أبي بكر الْآتِي. ولد فِي حُدُود سنة سبعين وَسَبْعمائة وَكَانَ فَقِيها فَاضلا كريم النَّفس حسن الْأَخْلَاق عذب المجالسة يحفظ كثيرا من التواريخ وَالْأَخْبَار ولي الْقَضَاء بحيس وتدريس السيفية بزبيد بعد أَخِيه. مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ. عمر بن مَنْصُور بن سُلَيْمَان السراج القرمي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد أفضل الدّين مَحْمُود الْآتِي وَيعرف بالعجمي وَيُقَال لَهُ عمر فلق لِأَنَّهُ كَانَ إِذا أَرَادَ تَأْدِيب أحد قَالَ: هاتوا فلق، ترافق مَعَ الْجمال مَحْمُود القيصري بِحَيْثُ كَانَ لشدَّة صحبته لَهُ يظنّ أَنه أَخُوهُ فَلَمَّا ولي الْجمال حسبَة الْقَاهِرَة قَرَّرَهُ فِي حسبَة مصر ثمَّ ولي هُوَ حسبَة الْقَاهِرَة ودرس بِجَامِع ابْن طولون فِي الْفِقْه وبالمنصورية فِي التَّفْسِير وَكَذَا ولي مشيخة الأيتمشية بِبَاب الْوَزير وتدريسها من واقفها وَغَيرهَا، وَكَانَ حسن الْعشْرَة وَالصَّلَاة مَحْمُود الْمُبَاشرَة جميل الصُّورَة مليح الشكل طلق الْمحيا قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه، زَاد فِي مُعْجَمه:) وَكَانَ مزجي البضاعة من الْعلم وَله مهابة

قَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَأَنا شَاب، وَكَذَا قَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ يعرف بعض الْعُلُوم وَلكنه كَانَ عريض الدَّعْوَى ولي حسبَة الْقَاهِرَة فِي دولة منطاش فَتَأَخر بِسَبَب ذَلِك عِنْد الظَّاهِر برقوق. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ منتصف جُمَادَى الأولى سنة تسع وأرخه شَيخنَا فِي إنبائه فِي الْعشْر الأول من جُمَادَى الْآخِرَة، وَفِي مُعْجَمه بجمادى الأولى وَهُوَ الصَّوَاب وَلذَا تبعه المقريزي فِي عقوده وترجمه بِأَنَّهُ كَانَ حسن الصَّلَاة يعدل أَرْكَانهَا ويطيل الْقيام فِي الْقِرَاءَة ويبالغ فِي الطُّمَأْنِينَة فِي رُكُوعه وَسُجُوده وجلوسه مُخَالفا لحنفية زَمَاننَا وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر وسلامة الْبَاطِن مَعَ جمال الصُّورَة وملاحة الشكل اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَنعم كَانَ بشرا وطرقة وَجه وَقد تلقى عَنهُ الإيتمشية الْبَدْر الأقصرائي ظنا وَقَالَ المقريزي أَيْضا: كَانَ فَقِيها بارعا فَاضلا مشكور السِّيرَة فِي دينه ودنياه ذَا عبارَة وأوراد من صَلَاة وَقِرَاءَة وصدقات وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر وسلامة الْبَاطِن مَعَ جمال الصُّورَة والبشاشة والطلاقة تصدى للإقراء والتدريس رَحمَه الله. عمر بن مَنْصُور بن عبد الله السراج القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالبهادري. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة واشتغل بالفقه والعربية والطب والمعاني وَغَيرهَا حَتَّى مهر واشتهر ودرس وَصَارَ يشار إِلَيْهِ فِي فضلاء الْحَنَفِيَّة بِحَيْثُ نَاب فِي الحكم والأطباء بِحَيْثُ انْفَرد فِيهِ وَاسْتقر فِي تدريسي البيمارستان وجامع طولون فِي الطِّبّ وَلكنه لم يكن مَحْمُود العلاج. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَانِي عشر شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، وَقَالَ غَيره: كَانَ إِمَامًا بارعا فِي الْفِقْه والنحو واللغة انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي الطِّبّ وَتقدم فِيهِ على أقرانه حفظا واستحضارا وَمَعَ ذَلِك فَغَيره مِمَّن لَا نِسْبَة لَهُ بِهِ فِيهِ أمهر دربة لقلَّة مُبَاشَرَته وَعدم تكسبه مِنْهُ وَإِنَّمَا يطْلب للأكابر والأعيان فِي الْأَمْرَاض الخطرة وَكَانَ شَيخا معتدل الْقَامَة مصفر اللَّوْن جدا وَلم يخلف بعده مثله فِي الطِّبّ وَقد ترشح للرياسة فِي الْأَيَّام المؤيدية فتعصب نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ عَلَيْهِ بعد أَن عقد لَهُ مجْلِس ظهر فِيهِ تَقْدِيمه على من نازعه بِحَيْثُ قَالَ الْبِسَاطِيّ: وَكَانَ مِمَّن حضر مَا كنت أَظن أَن ثمَّ من يحسن تَقْرِير الطِّبّ هَكَذَا وَمَعَ هَذَا فأخرجت الرياسة عَنهُ لِابْنِ بطيخ وَمِمَّنْ انْتفع بِهِ فِيهِ الشّرف بن الخشاب وَأذن لَهُ بل رغب عَن التدريسين الْمشَار إِلَيْهِمَا وَاتفقَ مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله.) عمر بن مَنْصُور العجيسي الجزيري. مَاتَ سنة تسع وَأَرْبَعين. عمر بن مُوسَى بن الْحسن السراج الْقرشِي المَخْزُومِي الْحِمصِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْحِمصِي. ولد بهَا فِي رَمَضَان سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة

كَمَا أَخْبرنِي بِهِ وأختلف النَّقْل عَنهُ فِيهِ وفيمن بعد الْحسن كَمَا بَينته فِي مَكَان آخر وَنَشَأ بهَا فِيمَا زعم فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْعَلَاء الرديني الضَّرِير وَقَالَ أَنه تَلا بِهِ لعاصم على الشهَاب البرمي بِفَتْح الْمُوَحدَة والمهملة الضَّرِير وَأَنه حفظ الْإِلْمَام والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا، وَعرض الْمِنْهَاج على شَيْخه إِمَام حمص الشهَاب أَحْمد بن الشَّيْخ حُسَيْن أحد الآخذين عَن الشّرف الْبَارِزِيّ تلميذ النَّوَوِيّ فَالله أعلم وتفقه بِهِ يَسِيرا وَاجْتمعَ فِيهَا بالسراج البُلْقِينِيّ والبدر بن أبي البقا وَعرض عَلَيْهِمَا بعض محفوظاته وَكَذَا لَقِي البُلْقِينِيّ بعد ذَلِك فِي سنة أَربع أَو خمس وَتِسْعين حِين سَفَره مَعَ الظَّاهِر برقوق، وانتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى دمشق فِي سنة سبعين فَأخذ الْفِقْه عَن الشّرف الشريشي والشهاب الزُّهْرِيّ وَعنهُ أَخذ الْأُصُول والزين عمر الْقرشِي والشهاب بن حجي والعربية عَن الْأَنْطَاكِي والأبياري وَأَنه سمع على الزينين الْقرشِي الْمَذْكُور وَابْن رَجَب، وَفِي بعلبك على الْعِمَاد بن بردس وَأَنه سمع عَلَيْهِ مُسلما، ثمَّ نَقله أَبوهُ إِلَى حماة سنة أَربع وَسبعين فاشتغل بالنحو أَيْضا على الْجمال بن خطيب المنصورية والْعَلَاء بن المعلي، ثمَّ عَاد بِهِ إِلَى دمشق فَحَضَرَ مجَالِس الْجمال الطيماني وَغَيره وَأَنه ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة عقب الْفِتْنَة فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة فلازم البُلْقِينِيّ حَتَّى مَاتَ وَولده الْجلَال أَيْضا وَأخذ عَن الزين الْعِرَاقِيّ ألفيته رِوَايَة وَأَجَازَ لَهُ، ثمَّ عَاد إِلَى الشَّام فِي سنة سبع فقطنها مُدَّة إِلَى أَن قتل النَّاصِر وناب فِيهَا عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الأخنائي، ثمَّ ولي قَضَاء طرابلس اسْتِقْلَالا ثمَّ انْفَصل عَنْهَا وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَنزل بمدرسة البُلْقِينِيّ، وصاهر الْجلَال على جنَّة ابْنة أَخِيه الْبَدْر وَأقَام عِنْدهم وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس فَكَانَ فِي الْعَام الأول يدرس بهَا ثمَّ نَاب عَنهُ فِي الْعَام الثَّانِي، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي أَوَائِل الْقرن وجاور فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَاجْتمعَ هُنَاكَ بِابْن الْجَزرِي وَسمع عَلَيْهِ مَعَ شَيخنَا الزين رضوَان وَتوجه مِنْهَا إِلَى الْيمن فَدخل تعز وزبيد ونظم هُنَاكَ ردا على الفصوص لِأَبْنِ عَرَبِيّ فِي مائَة وَأَرْبَعين بَيْتا وراج أمره على أَهلهَا حَتَّى أَخذ عَنهُ الْجمال مُحَمَّد المزجاجي وَكتب لَهُ السراج هَذَا إجَازَة وقفت عَلَيْهَا بِخَط النفيس الْعلوِي فِيهَا من المختلقات مَا لَا يمشي على من لَهُ أدنى معرفَة كَمَا بَينته فِي مَوضِع) آخر، ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وسافر مَعَ الْجلَال لما كَانَ صُحْبَة الظَّاهِر ططر إِلَى الشَّام وَعَاد مَعَه وَدخل إسكندرية وَغَيرهَا وَبعد موت ابْن البُلْقِينِيّ نَاب عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي شَوَّال سنة خمس وَعشْرين بأسيوط عوضا عَن قاضيها ابْن القوصية حِين غَضَبه مِنْهُ وحسبه فَأَقَامَ فِي قَضَائهَا عَنهُ ثمَّ عَن العلمي ثمَّ عَن شَيخنَا مُدَّة طَوِيلَة وَقَالَ أَنه عمر بهَا

جَامعا وَأخذ عَنهُ هُنَاكَ الْكَمَال أَبُو بكر السُّيُوطِيّ بل أَخذ عه بِالْقَاهِرَةِ أَيْضا، ثمَّ ولي قَضَاء طرابلس أَيْضا ثمَّ قَضَاء دمشق عوضا عَن الْبَهَاء بن حجي فِي صفر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بأَرْبعَة آلَاف دِينَار ثمَّ صرف عَنْهَا وَولي مرّة أُخْرَى فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر محرم سنة أَربع وَأَرْبَعين ثمَّ انْفَصل عَنْهَا فِي رجبها بالشمس الونائي بعد تعزز مِنْهُ فِي الْقبُول، وسافر إِلَيْهَا فِي ذِي الْقعدَة ثمَّ وَليهَا أَيْضا عَن الْجمال الباعوني قبيل السِّتين، وَفِي خلال ذَلِك ولي أَيْضا طرابلس وأضيف إِلَيْهِ مَعَ قَضَائهَا نظر جيشها وَكَذَا ولي قَضَاء حلب ومشيخة الصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس ونظرها ثمَّ الصلاحية الْمُجَاورَة لضريح الشَّافِعِي تدريسا أَيْضا ونظرا، وَلم يحمد فِي شَيْء من مباشراته وَذكر غير مرّة لقَضَاء الشَّافِعِيَّة بِمصْر بعناية زوج ابْنَته حَوَّاء أَمِير الْمُؤمنِينَ فَمَا تمّ وَكَانَ يزْعم لَقِي قدماء سوى كثير مِمَّن تقدم مِمَّا لم يعْتَمد فِي شَيْء مِنْهُ مَعَ تدافعه وَاخْتِلَاف مقاله فِيهِ بل قَالَ شَيخنَا أَنه لم يدْخل الْقَاهِرَة إِلَّا فِي سنة أَربع عشرَة، وَابْن قَاضِي شُهْبَة أَنه أخبرهُ أَنه رأى ابْن كثير يدرس بالجامع الْأمَوِي بعد مَا عمى مَعَ أَن أرفع قوليه فِي مولده لَا يلتئم مَعَ هَذَا الْمَوْت ابْن كثير قبله، نعم سَمَاعه على ابْن الْجَزرِي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والجلال اليلقيني وَشَيخنَا والطبقة وَغير مَدْفُوع بل أثبت صاحبنا النَّجْم بن فَهد سَمَاعه فِي التَّيْسِير للداني على عبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَكَأَنَّهُ وقف عَلَيْهِ وَكَذَا كَانَ يملى لنَفسِهِ تصانيف كَثِيرَة لم أَقف على شَيْء مِنْهَا نعم قَالَ شَيخنَا فِي حوادث سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ من أنبائه أَنه نظم وَهُوَ على قَضَاء طرابلس قصيدة تائية تزيد على مائَة بَيت فِي إِنْكَار تَكْفِير الْعَلَاء البُخَارِيّ لِابْنِ تَيْمِية وموافقته للمصرين فِيمَا أفتوا بِهِ من مُخَالفَته وتخطئته فِي ذَلِك وفيهَا أَن من كفر ابْن تَيْمِية هُوَ الْكَافِر وَأَن ابْن زهرَة قَامَ على السراج بِسَبَبِهَا وكفره وَتَبعهُ أهل الْبَلَد لحبهم فِي عالمهم ففر هَذَا مِنْهُم إِلَى بعلبك وَكَاتب أَرْبَاب الدولة فأرسلوا لَهُ مرسوما بالكف عَنهُ واستمراره على حَاله فسكن الْأَمر وَقَالَ الشَّمْس السُّيُوطِيّ الْموقع أَنه حفظ سطور الْإِعْلَام فِي معرفَة الْإِيمَان وَالْإِسْلَام تصنيفه وَعمل أَيْضا لما تزوج الْجلَال البُلْقِينِيّ هَاجر ابْنة تغري بردى صَدَاقهَا عَلَيْهِ فِي نَحْو ثلثمِائة) بَيت وَقد كثر اجتماعي بِهِ وَلما كنت بِدِمَشْق كَانَ قاضيها حِينَئِذٍ فَسمِعت من الشاميين فِي حَقه قوادح بل كَانَ البلاطنسي يرميه بِأَمْر عَظِيم والبرهان الباعوني يهجوه بالعجر والبجر حَتَّى أَنه أَعْطَانِي من ذَلِك مَا لَو بيض لَكَانَ فِي مُجَلد. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ إنْسَانا طوَالًا مفوها جريئا مشاركا فِي الْفَضَائِل ذَا نظم ونثر متوسطين. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من صفر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِبَيْت الْمُقَدّس وَدفن بِبَاب الرَّحْمَة وَبَلغنِي

أَنه لما وصل الْخَبَر بذلك لدمشق سجد الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة لله شكرا وسر الْخلق هُنَاكَ بِمَوْتِهِ وَلم يصلوا عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب عَفا الله عَنهُ وإيانا، وَعِنْدِي فِي تَرْجَمته من معجمي زِيَادَة على مَا هُنَا. عمر بن يحيى بن أَحْمد بن النَّاصِر يحيى السراج بن الشّرف الرسولي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو إِسْمَاعِيل الْمَاضِي وسبط الْجمال مُحَمَّد بن الضياء الْحَنَفِيّ، أمه أم هَانِئ وَيعرف كسلفه بِابْن سُلْطَان الْيمن. ولد بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَأثبت لَهُ ولأخيه فِي سنة بضع وَتِسْعين نظر الْمدَارِس الرسولية بِمَكَّة حَتَّى آجرا كَاتب السِّرّ الزيني الْمدرسَة المنصورية ثمَّ حلا لَهما ذَلِك فرافعا حَتَّى أخذا المجاهدية والأفضلية مِمَّن هما تَحت يَده ثمَّ مَا قنعا بذلك حَتَّى استنجزا فِي سنة خمس وَتِسْعين مرسوما بِقَبض الْمَعْلُوم الْوَاصِل للثَّلَاثَة الْمدَارِس ثمَّ أجر الْأَفْضَلِيَّة للبدري بن جيعان وَلم يسْتَثْن مَسْجِدهَا وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. عمر بن يحيى بن سُلَيْمَان البوصيري الغمري الْخَطِيب بن الْخَطِيب. فَقير حج وجاور معي فِي سنة إِحْدَى وَسبعين ولازمني فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَهُوَ مِمَّن يقْرَأ الْقُرْآن. عمر بن يحيى بن عبد الله بن عَليّ بن عمرون البعلي. سمع من عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن الزعبوب صَحِيح البُخَارِيّ وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه بِدُونِ زِيَادَة. عمر بن يَعْقُوب بن أَحْمد أَبُو حَفْص الطَّيِّبِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ الضَّرِير أَخذ الْقرَاءَات عَن الزين عمر بن اللبان الْمَاضِي بِأَخْذِهِ لَهَا عَن أَبِيه وَغَيره وَكَانَ أَخذ عَن ابْن الْجَزرِي وَكَانَ فَقِيها بالشامية البرانية وَأحد الْقُرَّاء بِدِمَشْق مِمَّن حفظ الْمِنْهَاج وَالْحَاوِي مَعًا وَغَيرهمَا وَسكن الصالحية وتلا عَلَيْهِ غير وَاحِد وَيُقَال أَنه حج مَاشِيا فِي قبقاب وَأَنه إِذا سمع الْقُرْآن لَا يَتَمَالَك نَفسه من الْبكاء، وَقد رَأَيْته بالصالحية وَعلمت علو همته وَأَجَازَ للشمس النوبي بعد السّبْعين. عمر بن يَعْقُوب الْكَمَال الْبَلْخِي. يَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ. عمر بن أبي الْيمن. فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد.) عمر بن يُوسُف بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خلف بن غالي بن مُحَمَّد بن تَمِيم السراج أَبُو عَليّ بن أبي كَامِل بن الْعَلامَة الْجمال العفيفي نِسْبَة لعفيف الدّين أحد أجداده القبايلي اللَّخْمِيّ السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بالبسلقوني لنزوله بهَا وقتا شيخ الْفُقَرَاء الأحمدية. ولد فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بإسكندرية وَخرج بِهِ جده إِلَى إقطاعه قَرْيَة البسلقون بِقَلِيل فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن

توفّي جده وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَقَالَ أَنه حفظ الْبَقَرَة فِي يَوْم وَاحِد ثمَّ رَحل بِهِ أَبوهُ إِلَى الثغر وَسنة دون الْعشْر فيجع أَبوهُ إِلَى البسلقون وتخلف هُوَ بالثغر فحفظ الرسَالَة والشاطبية وألفية ابْن ملك وَعرض على جمَاعَة وتفقه بالشهاب أَحْمد بن صلح بن حسن اللَّخْمِيّ وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ الفلاحي وَأخذ النَّحْو عَنهُ وَعَن مَنْصُور بن عبد الله المغربي وأصول الْفِقْه عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الغماري الْمَالِكِي وأصول الدّين عَن المحيوي يحيى الهني قَالَ: وانتفعت بِهِ كثيرا والمعاني وَالْبَيَان عَن السراج عمر بن نبوه الطنتداوي وتلا بالسبع على الْوَجِيه أبي الْقسم عبد الرَّحْمَن بن نَاصِر الدّين أبي عَليّ مَنْصُور بن مُحَمَّد بن سعد الدّين مَسْعُود الفكيري خطيب الْجَامِع الغربي بالثغر إفرادا ثمَّ جمعا إِلَى آخر سُورَة الْأَنْعَام وَيَعْقُوب من أَوله إِلَى آخر الْمَائِدَة وَعرض عَلَيْهِ الشاطبية حفظا فِي مجْلِس وَكَذَا جَمِيع الرسَالَة والرائية وعدة الْمجِيد وعمدة الْمُفِيد فِي التجويد للسخاوي وقصيدة الخالقاني فِي مجَالِس مُتَفَرِّقَة وَأَجَازَ لَهُ وَكَذَا أجَاز لَهُ مُحَمَّد بن يُوسُف الكفرائي وتلا على عَمه الشهَاب أَحْمد للدوري عَن أبي عَمْرو وعَلى الشّرف يَعْقُوب الجمشني لأبي عَمْرو تَامَّة وَمن أول الْفَاتِحَة إِلَى يَسْأَلُونَك عَن الْخمر وَالْميسر للسبعة وَأذن لَهُ فِي الإقراء وعَلى مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْخَالِق اللَّخْمِيّ إفرادا لكثير من السَّبْعَة ثمَّ جمعا لَهَا بِبَعْض الْقُرْآن وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشاطبية حفظا وَأذن لَهُ فِي الإقراء أَيْضا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَلأبي عَمْرو فَقَط على الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد القافري وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد السلاوي وَأخذ الْفَرَائِض عَن الشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْجمال أبي مُحَمَّد يُوسُف الحريري الشَّافِعِي قَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع الرحبية وكفاية الناهض فِي علم الْفَرَائِض للفاكهاني ومجموع الكلائي وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس فِيهَا وَفِي مَذْهَب مَالك وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَكَذَا أذن لَهُ بذلك أَبُو بكر بن خَلِيل الْحَنَفِيّ وَبحث على مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن دَاوُد الغماري الْمَالِكِي كثيرا من مسَائِل الْفُرُوع الْمَالِكِيَّة وَالْأُصُول الْفِقْهِيَّة وَالْقَوَاعِد النحوية وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس فِي الْمَذْهَب وإقراء مَا رام من كتب النَّحْو وَغَيرهَا وَذَلِكَ فِي سنة عشْرين) وَكَذَا أذن لَهُ أَبُو الْقسم عبد الْعَزِيز بن مُوسَى بن مُحَمَّد العبدوسي بعد أَن تكلم مَعَه فَوَجَدَهُ أَهلا لإقراء كل علم من حَدِيث أَو قِرَاءَة أَو تَفْسِير أَو فقه أَو فَرَائض أَو عدد أَو عَرَبِيَّة فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين، وخدم الْعلم ودأب وعلق وصنف فِي أَنْوَاع الْعُلُوم جَوَاهِر الْفَوَائِد وَكتب الْخط الْمَنْسُوب، ثمَّ حصل لعينيه ضَرَر فِي حُدُود سنة خمس وَثَلَاثِينَ فَكَانَ لَا يبصر

إِلَّا قَلِيلا ونظم المنظومات المتباينة كالجوهرة الثمينة فِي مَذْهَب عَالم الْمَدِينَة أرجوزة فِي نَحْو سِتّمائَة بَيت وأرجوزة أُخْرَى فِي الْعِبَادَات فِي نَحْو خمسين وَله فِي الْفَرَائِض أراجيز أحْسنهَا تحفة الرائض مائَة وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ بَيْتا وَشَرحهَا فِي مُجَلد قَالَ: واشتهر ذَلِك فِي الْحجاز واليمن وبهجة الْفَرَائِض تسعين بَيْتا وَشَرحهَا أَرْبَعَة كراريس ونظم فِي الْعَرَبيَّة عدَّة أراجيز وقصيدة على نَحْو الشاطبية فِي مائَة بَيت غَرِيبَة فِي فنها سَمَّاهَا بعض أَصْحَابه العمرية وأرجوزة ضمنهَا مَا فِي التَّلْخِيص من الزِّيَادَة عَلَيْهِ فِي مِائَتي بَيت ونيف وَعشْرين وأفرد أصُول قِرَاءَة أبي عَمْرو فِي نَحْو الشاطبية وروبها قَالَ: وَبَلغنِي أَنَّهَا شرحت بتونس وَهُوَ كثير النّظم وَفسّر الْفَاتِحَة وَمن أول سُورَة النبأ إِلَى آخر الْقُرْآن فِي مُجَلد سَمَّاهُ بَعضهم سراج الأغراب فِي التَّفْسِير والمعاني وَالْبَيَان شحنه فَوَائِد وأجاد فِيهِ، ولقيه البقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ ثمَّ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين، وَوَصفه بالعلامة الثِّقَة الضَّابِط وَقَالَ أَيْضا: رَأَيْته إنْسَانا جيدا عِنْده مُرُوءَة وعقل معيشي وأدب وكيس وَهُوَ ضَابِط متقن ثِقَة متيقظ قَالَ: وَرُبمَا يَقع لَهُ الْبَيْت المكسور فيخبر بِهِ فينكر أَن يكون مكسورا وَلَا يرجع، قلت: وَكَأَنَّهُ لعدم وثوقه بالمخبر قَالَ وَقَالَ أَنه سمع الْمُوَطَّأ على الْقَرَوِي بِقِرَاءَة الْكَمَال الشمني وَأَنه قَرَأَهُ على الْكَمَال بن خير وَأَجَازَ لَهُ ابْن عَرَفَة وَأَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَقَرَأَ مَعَه الْفَاتِحَة وَأَنه قصر مد الْمُسْتَقيم فِي الْوَقْف فَردهَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمد طَوِيل وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا بعض سُورَة مَرْيَم فِي مَنَام طَوِيل وَقَرَأَ عَلَيْهِ كَذَلِك الْفَاتِحَة، قَالَ: وَكَانَ ذَا ثروة عَظِيمَة ثمَّ نزل بِهِ الْحَال، وَقد تردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا وَلَقي الزين الْعِرَاقِيّ فشافهه بِالْإِجَازَةِ وَكَذَا أجَاز لَهُ البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والأبناسي وَابْن الشيخة والتنوخي والشهاب الْجَوْهَرِي وَالْفَخْر عُثْمَان بن مُحَمَّد بن وجيه الشيشيني وَكَانَ حَيا سنة أَربع وَأَرْبَعين وَرَأَيْت ابْن عزم أرخ وَفَاته سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَوَصفه بشيخنا.) عمر بن يُوسُف البالسي الْمُؤَذّن. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: اشْتغل بِالْحَدِيثِ وَمهر فِيهِ وَسمع الْكثير مَعَ الْخَيْر وَالدّين. مَاتَ بوادي الصَّفْرَاء وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَى مَكَّة فِي آخر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى. عمر بن يُونُس بن عمر بن جربعا الزيني الْآتِي أَبوهُ والماضي جده. شَاب حسن الشكالة كتب الْخط الْحسن وَتردد إِلَيْهِ الزين قَاسم الْحَنَفِيّ لإقرائه وأعانه على تَفْسِير سُورَة الْكَهْف واختص بِهِ الشهَاب أَحْمد بن الْعِزّ السنباطي كثيرا، وأرسله الْأَشْرَف قايتباي إِلَى الشَّام فِي بعض الأشغال الخصوصية كَانَت لَهُ بِأَبِيهِ، وَسيرَته ذميمة وفاقته متجددة ثمَّ صاهره التقي بن الزيتوني على ابْنَته وَشبه الشَّيْء منجذب إِلَيْهِ.

عمر بن بهاء الدّين سُلَيْمَان الكنبايتي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. عمر بن النجار خَادِم الجمالي أَبُو السُّعُود الشَّافِعِي. هُوَ ابْن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان. عمر بهاء الدّين السجسْتانِي الأَصْل الجفاري وجفارة قَرْيَة من حومة هراة. لقِيه الطاووسي فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة فَسمع مِنْهُ حَدِيثا مَا أعرفهُ وَهُوَ: من قَالَ الله وَقَلبه غافل عَن الله فخصمه فِي الدَّاريْنِ الله. رَوَاهُ عَن خَاله ومرشده مَوْلَانَا مُحَمَّد شاه عَن أَخِيه مُحَمَّد عَن عَلَاء الدولة السمناني قَالَ: وَكَانَ شَيخا ناسكا فَاضلا مُعْتَزِلا عَن الْخلق مُنْقَطِعًا إِلَى الْحق. عمر زين الدّين الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ نقيب الرُّسُل وخادم قُضَاة الْحَنَابِلَة. كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعَة قَوْله: (إِن إِدْرِيس حبيب ... قد ألفناه زَمَانا) (وحفضنا الضِّدّ فِيهِ ... وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا) عمر الزين الشاغوري الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الفرضي. مِمَّن تميز فِي الْفَرَائِض والحساب وأشير إِلَيْهِ بِدِمَشْق فيهمَا مَعَ خير ومشاركة فِي الْفَضَائِل، وَولي قَضَاء الركب الشَّامي مرّة وَقدم الْقَاهِرَة مَعَ الشّرف بن عيد حِين طلب لقَضَاء الْحَنَفِيَّة بِمصْر لمصاهرة بَينهمَا بل رُبمَا أَخذ عَنهُ ابْن عيد فِي الْفَرَائِض والحساب. ومولده تَقْرِيبًا سنة خمس عشرَة وَهُوَ مِمَّن حل عَلَيْهِ نظر التقي الحصني بِحَيْثُ يحْكى عَنهُ، وَهُوَ فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين فِي الْأَحْيَاء. عمر بن السراج بن الصَّيْرَفِي الدِّمَشْقِي أحد نواب الشَّافِعِيَّة بهَا. فِيمَن اسْم أَبِيه عَليّ بن عُثْمَان بن عمر.) عمر السراج المارديني الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَالِد عبد الْقَادِر الْجَوْهَرِي الْمَاضِي. رَأَيْت لَهُ مصنفا فِي المولد النَّبَوِيّ. عمر السراج الْمَنَاوِيّ أحد نواب الْحَنَفِيَّة وفضلائهم. فِيمَن اسْم أَبِيه عَليّ بن عمر. عمر السراج النويري الطرابلسي قاضيها الشَّافِعِي. فِيمَن أَبوهُ مُحَمَّد. عمر الْكَمَال الْبَلْخِي الْحَنَفِيّ نزيل الْقُدس. قَالَ الْعَيْنِيّ: كَانَ عَالما فَاضلا زاهدا دينا متعبدا تَارِكًا للدنيا. قدم الْقُدس فقطنه واشتغل الطّلبَة فِي مذْهبه وَغَيره من الْعُلُوم، وَكَانَ من أَكثر تلامذة السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ. مَاتَ سنة سِتّ وَعشْرين. قلت: وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّمْس بن عمر قَاضِي غَزَّة وَسمي وَالِده يَعْقُوب وَغَيره وسمى وَالِده عبد الله وَقَالَ: إِن الْقَائِم بِهِ فِي بَيت الْمُقَدّس كَانَ الْهَرَوِيّ وَأَن الْهَرَوِيّ أوصى بدفنه لجانبه وأرخ وَفَاته فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَأَنه دفن بحوش البسطامي بماملا، وَنقل عَن تغرى برمش الْفَقِيه تَرْجِيحه على أكمل الدّين شيخ الشيخونية فَالله أعلم. عمر الْبُحَيْرِي اثْنَان مالكيان: ابْن صَالح وَابْن عَليّ بن عمر.

عمر البسطامي. فِي ابْن عَليّ بن حجي. عمر البطايني اثْنَان: ابْن أبي بكر بن خَلِيل وَابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد. عمر البهرمشي الْمحلي الغمري. أحد القدماء من أَصْحَاب أبي عبد الله الغمري مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسبعين وَقد زاحم الْمِائَة أَو جازها وصلينا عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب، وَكَانَ مديما للطَّهَارَة والتلاوة بِحَيْثُ استفيض أَنه كَانَ على الْخَتْم فِي لَيْلَة وَلم يتَزَوَّج قطّ فِيمَا بَلغنِي رَحمَه الله وإيانا. عمر الحسني البجائي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة. مِمَّن شهد على الوانوغي فِي إجَازَة القَاضِي عبد الْقَادِر. عمر الخليلي شيخ رِبَاط ربيع مَكَّة. مَاتَ بهَا فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. عمر الدموشي. فِي ابْن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف. عمر الرجراجي المغربي الْمَالِكِي برَاء مُهْملَة ثمَّ جيمين نِسْبَة لقبيلة بالمغرب الْأَقْصَى. إِمَام جَامع الأندلس من فاس كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الزّهْد والورع مَعَ تقدمه فِي الْفِقْه. مَاتَ سنة عشر،) أفادنيه بعض أَصْحَابنَا المغاربة. عمر الزيني القجاجقي الطواشي نَائِب شيخ الخدام بِالْحرم الْمدنِي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. عمر السكندري نزيل مَكَّة فِي ابْن عَليّ بن عمر الْبُحَيْرِي. عمر السمديسي ثمَّ القاهري وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي. مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بِبَاب الْوَزير. عمر الشيحي الجيار. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. عمر الضَّرِير الْمصْرِيّ نزيل مَكَّة، مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. عمر الطريني. فِي ابْن مُحَمَّد. عمر الْعَدنِي الْيَمَانِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف بالمسلي بِفَتْح الْمِيم ثمَّ مُهْملَة سَاكِنة ثمَّ بعْدهَا لَام. شيخ صَالح عَابِد مُعْتَقد مُنْفَرد عَن النَّاس فَرد فِي كَثْرَة الْعِبَادَة والزهد بِحَيْثُ كَانَ يشبه بعباد بني إِسْرَائِيل وَكَانَ يغْتَسل لكل صَلَاة. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة خمس وَسِتِّينَ وَدفن بمقابر بَاب شبيكة وَهُوَ ابْن أبي بكر بن أَحْمد رَحمَه الله وإيانا. أرخه ابْن فَهد. عمر الْفَتى. فِي ابْن مُحَمَّد بن معيبد. عمر القرمي ثمَّ الْحلَبِي. كَانَ ماهرا فِي الْعلم عَارِفًا بالأدب وَالنّظم، قدم من بِلَاده فَأَقَامَ بحلب ثمَّ تحول إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى مصر فَمَاتَ بهَا فِي الطَّرِيق سنة إِحْدَى. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. عمر القرشاني. فِي ابْن مُحَمَّد. عمر الْكرْدِي ثمَّ الْمصْرِيّ الأباريقي. كَانَ بِمصْر يَبِيع الأباريق المدهونة وللشرف الْمَنَاوِيّ فَمن يَلِيهِ فِيهِ اعْتِقَاد. مَاتَ فِي سلخ ذِي الْقعدَة سنة سِتِّينَ وَدَفنه

الْمَنَاوِيّ بتربته الْمُجَاورَة لباب مقَام الشَّافِعِي القبلي الْمُسَمّى بِبَاب الصَّعِيد. أرخه الْمُنِير. عمر الْكرْدِي آخر فِي ابْن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر. عمر اللولوي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ كَانَ خيرا يقرئ الْأَبْنَاء مَعَ فَضِيلَة وَخير. عمر الْمسلي. فِي الْعَدنِي قَرِيبا. عمر النجار الْمقري فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله. عمر النجار آخر مُؤذن بمنارة بَاب الْعمرَة أحد أَبْوَاب الْمَسْجِد الْحَرَام وخادم بَيت أم الْمُؤمنِينَ بزقاق الْحجر من مَكَّة. مَاتَ سنة إِحْدَى وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. عميد بن عبد الله الْخُرَاسَانِي الْحَنَفِيّ قَاضِي تمرلنك. مَاتَ بعد رُجُوعه من الرّوم سنة خمس.) أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. عنان بن عَليّ بن عنان بن مغامس بن رميثة بن أبي نمي الْحُسَيْنِي. مِمَّن سمع على ابْن الْجَزرِي فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين غَالب كِتَابه الْحصن الْحصين. وَمَات بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد. عنان بن قنيد بن مِثْقَال الْقَائِد الحسني الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مَسْعُود. مِمَّن نَاب عَن أَخِيه فِي نِيَابَة مَكَّة بل هُوَ واليها وأخف وَطْأَة من أَخِيه. عنان بن مغامس بن رميثة بن أبي نمي الزين أَبُو لجام الحسني الْمَكِّيّ أميرها، ولد بهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَلما قتل أَبوهُ رباه عَمه سَنَد بن رميثة فَلَمَّا مَاتَ استولى على خيله وسلاحه وأثاثه فرام عَمه عجلَان انْتِزَاعه مِنْهُ لكَونه الْوَارِث لسند ففر عنان ثمَّ أرسل يُؤمنهُ فَعَاد إِلَيْهِ فَأكْرمه وَبَالغ عنان فِي خدمته حَتَّى كَانَ عجلَان يَقُول هَنِيئًا لمن ولد لَهُ مثله، ثمَّ تزوج بابنة ابْن عَمه أم مَسْعُود واختص بوالدها أَحْمد بن عجلَان ثمَّ تنكر لَهُ أَحْمد فَذهب عَنهُ عنان إِلَى صَاحب حلي ثمَّ توجه هُوَ وَحسن بن ثقبة إِلَى مصر وبالغافي الشكوى من أَحْمد وَاتفقَ كَون كبيش بن عجلَان بِمصْر فساس الْأَمر إِلَى أَن رَجَعَ عنان وَمَعَهُ مراسيم السُّلْطَان بإعطائه لحسن وعنان مَا التمساه فَلم يُوَافق أَحْمد بن عجلَان على ذَلِك ففرا مِنْهُ فردهما أَبُو بكر بن سنقر أَمِير الْحَاج فَلَمَّا عادا وَرجع أَبُو بكر بالحاج قبض عَلَيْهِمَا أَحْمد بن عجلَان وعَلى أَخِيه مُحَمَّد وَأحمد بن ثقبة وَابْنه عَليّ وسجن الْخَمْسَة ففر عنان إِلَى مصر وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَجَرت لَهُ فِي هربه خطوب فاتفق موت أَحْمد بن عجلَان وَولَايَة ابْنه مُحَمَّد فبادر إِلَى كحل المسجونين فَبلغ ذَلِك الظَّاهِر فَغَضب وَأرْسل إِلَى مُحَمَّد بن أَحْمد بن عجلَان من فتك بِهِ لما دخل الْحَاج مَكَّة وَاسْتقر عنان أميرها ودخلها مَعَ أقباي المارداني أَمِير الْحَاج وَوَقع الْحَرْب بَينه وَبَين بني عجلَان فَهَزَمَهُمْ فَلَمَّا رَجَعَ الْحَاج تجمع كبيش بن عجلَان وَمن مَعَه وكسبوا جدة ونهبوا أَمْوَال التُّجَّار فَلم يقاومهم عنان

وَاحْتَاجَ إِلَى تَحْصِيل مَال أَخذه من المقيمين بِمَكَّة من التُّجَّار وَغَيرهم ليرضى بِهِ من مَعَه وأشرك مَعَه فِي الإمرة أَحْمد بن ثقبة وَعقيل بن مبارك ودعا لَهما مَعَه ثمَّ أشرك مَعَهم عَليّ بن مبارك فَتفرق الْأَمر وَكثر الْفساد فَبلغ السُّلْطَان ذَلِك فَأمر عَليّ بن عجلَان على مَكَّة فقابله عنان خَارِجهَا فِي رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ فَقتل فِي المعركة كبيش وَجَمَاعَة وَانْهَزَمَ عَليّ وَمن مَعَه إِلَى الْوَادي فَلَمَّا قدم الْحَاج فر عنان إِلَى نخله) وَقَامَ عَليّ بن عجلَان بأمرة مَكَّة فَلَمَّا رَجَعَ الْحَاج غَار عنان على وَادي مر وَجدّة وَكَاتب السُّلْطَان فَكتب بإشراك عَليّ بن عجلَان مَعَه فِي الإمرة فَلم يتم ذَلِك وَقدم مصر سنة تسعين فَلم يقبل عَلَيْهِ السُّلْطَان، وسجن فِي أَيَّام تغلب منطاش فَلَمَّا عَاد الظَّاهِر إِلَى المملكة أَعَادَهُ إِلَى الإمرة شَرِيكا لعَلي فَسَار إِلَى يَنْبع فحاربه أميرها وبير بن نخبار فَظهر عَلَيْهِم وَنزل الْوَادي فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين ثمَّ أَدخل مَكَّة ودعي لَهُ إِلَى رَابِع صفر سنة أَربع وَتِسْعين ثمَّ وَثبُوا عَلَيْهِ ليقتلوه وَهُوَ فِي الطّواف ففر، وَفِي غُضُون ذَلِك فَسدتْ الطرقات بالحجاز فَأرْسل السُّلْطَان فأحضر عنانا وعليا فدخلا مصر فِي جُمَادَى الْآخِرَة فأفرد عليا بالإمرة وَأمر الآخر بِالْإِقَامَةِ فِي مصر ورتب لَهُ مَا يقوم بِهِ ثمَّ سجن بالقلعة فِي سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ نقل فِي أَوَاخِر سنة تسع وَتِسْعين إِلَى إسكندرية هُوَ وجماز بن هبة أَمِير الْمَدِينَة ومعهما عَليّ بن مبارك بن ثقبة، ثمَّ أُعِيد عنان إِلَى الْقَاهِرَة فِي آخر سنة أَربع وَثَمَانمِائَة فَمَرض بهَا، وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة مستهل ربيع الأول سنة خمس وَله ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة، وَكَانَ شجاعا كَرِيمًا ذَا نظم لكنه كَانَ قَلِيل الْحَظ فِي الْإِمَارَة وافره فِي الْخَلَاص من المهالك إِلَى أَن حضر أَجله. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه، وَطول الفاسي تَرْجَمته ثمَّ المقريزي فِي عقوده. عنبر الحبشي الطنبذي الطواشي. من خدام التَّاجِر نور الدّين الطنبذي ثمَّ خدم عِنْد جمَاعَة من الْأُمَرَاء إِلَى أَن اتَّصل بِخِدْمَة الظَّاهِر جقمق وَصَارَ من مقدمي الطباق البرانية ثمَّ رقاه لنيابة مقدم المماليك من غير تأهل لَهَا بعد انْتِقَال مرجان الحصني إِلَى المقدمية فأثرى وَصلح حَاله وَعمر الْأَمْلَاك بل بنى فِي أَوَاخِر عمره مدرسة بالباطلية. مَاتَ بعد صرف الظَّاهِر خشقدم لَهُ عَن النِّيَابَة فِي الْمحرم سنة سبع وَسِتِّينَ عَفا الله عَنهُ ورحمه. عنبر شُجَاع الدّين الْعزي الطواشي أحد خدام الْحرم الشريق النَّبَوِيّ. سمع على الزين أبي بكر المراغي وَالْعلم سُلَيْمَان السقا فِي سنة إِحْدَى. عنبر فَتى زيرك. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

عنقاء بن وبير بن مُحَمَّد بن عاطف بن أبي دعيج بن أبي نمي الشريف الحسني قريب صَاحب الْحجاز وصهره على ابْنَتَيْهِ وَاحِدَة بعد أُخْرَى بل على أُخْته قبلهمَا وَرَسُوله إِلَى سُلْطَان مصر بالأعلام بِانْقِضَاء الْحَج وَبِغير ذَلِك من ضروراته ويجتمعا فِي أبي نمي فهما ابْن عَم وَذكر لي أَن ذَاك أسن مِنْهُ بِاثْنَيْ عشر عَاما فَيكون مولد هَذَا سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين تَقْرِيبًا وَصَارَت لَهُ) جلالة عِنْد أَعْيَان الديار المصرية بِحَيْثُ يرجع محبورا مجبورا وَرُبمَا أرْسلهُ لغير مصر من الْجِهَات الْقَرِيبَة، ثمَّ سخط عَلَيْهِ لتوهمه استمالته مَعَ المصريين وَأمره بِفِرَاق ابْنَته وكل مِنْهُمَا مَعْذُور، وَهُوَ مِمَّن يحفظ كثيرا من سور الْقُرْآن وَيكثر تلاوتها مَعَ سرد الْبردَة من حفظه أَيْضا. عودة بن مَسْعُود بن جَامع اللحياني شيخ وَادي أبي عُرْوَة وَأحد الأجواد. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد. عوض بن حسب الله بن مهاوش الْمَكِّيّ التمار بهَا. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَكَانَ ذَا ملاءة ثمَّ افْتقر. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة تسع وَتِسْعين بِمَكَّة. عوض بن عبد الله الزَّاهِد. كَانَ مُنْقَطِعًا بِجَامِع عَمْرو وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. عوض بن غنيم بن صَلَاح. أحد فُقَهَاء الزيدية. عوض بن مُوسَى الْمَكِّيّ الْبَزَّار. أحد التُّجَّار المعتبرين. مِمَّن أجَاز لَهُ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن صديق والزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي فِي آخَرين وَكَانَ بزازا بدار الأمارة ثمَّ ترك وسافر لسواكن ولبلاد الْيمن للتكسب ثمَّ ترك أَيْضا وَصَارَ يتسبب بِمَكَّة، وصاهر عَطِيَّة بن أَحْمد بن جَار الله ابْن زايد على ابْنَته هَدِيَّة فَولدت لَهُ مُحَمَّدًا الَّذِي وَرثهُ وأذهب مِيرَاثه فِي أسْرع وَقت وَصَارَ يتكدى فِي هَيْئَة رثَّة، وَمَات صَاحب التَّرْجَمَة بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع الْمحرم سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَدفن تَحت رجْلي اليافعي ذكره ابْن فَهد وَقَالَ: مَا عَلمته حدث وَلَا أجَاز. عوض رجل صَالح كَانَ يلازم مجْلِس الْإِمْلَاء عِنْد شَيخنَا وَله فِيهِ حسن اعْتِقَاد بِحَيْثُ كَانَ يَشْتَرِي مِنْهُ التفاصيل من نُسْخَة تبركا بِهِ وتبدو مِنْهُ أَشْيَاء ظريفة كَقَوْلِه وَقد غَابَ الزين رضوَان الْمُسْتَمْلِي مرّة يَا ابْني يَا أَحْمد اتخذ لَك رضوانين أَو ثَلَاثَة، وَقَالَ مرّة وَقد قَالَ لَهُ شَيخنَا يَا شيخ عوض: فعل الله بِمن سماني عوضا، وَذكر شَيْئا مستقبحا فَقَالَ لَهُ شَيخنَا بديهة: إِنَّمَا سماك أَبوك وأمك، وَبَلغنِي أَنه كَانَ يحضر مجْلِس الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والجلال البُلْقِينِيّ وَلَهُمَا فِيهِ اعْتِقَاد واتفقت لَهما مَعَه مَا جريات، وَمن ظرفه أَنه قَالَ وَقد أعطَاهُ الشهَاب بن يَعْقُوب شَيْئا) من النَّفَقَة:

يَا سَيِّدي يَا أَحْمد إِن شَاءَ الله قَاضِي الْقُضَاة فَقَالَ لَهُ: يَا شيخ عوض لَا يَجِيء مني هَذَا فَقَالَ: أما علمت يَا ابْني أَن الزَّمَان أَخبث من هَذَا، وَأَظنهُ مَاتَ بعد شَيخنَا بِيَسِير وَقد زَاد على السّبْعين رَحمَه الله. عُوَيْد بن مَنْصُور بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر أحد قواد مَكَّة. مَاتَ فِي مقتلة كَانَت فِي صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَقطع رَأسه وطيف بِهِ فِي سَاحل جدة ثمَّ دفن مَعَ جسده بهَا. أرخه ابْن فَهد. عويس الشَّاعِر. هُوَ عِيسَى بن حجاج بن عِيسَى. يَأْتِي قَرِيبا. عِيسَى بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو إِبْرَاهِيم النَّاشِرِيّ. كَانَ فَاضلا خيرا دينا ذَا أَخْلَاق طيبَة وأحوال جَيِّدَة أم بِمَسْجِد جليجان عِنْد صَلَاحِية زبيد بعد أَخِيه عمر وَعلم الْقُرْآن حَتَّى مَاتَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ. عِيسَى بن أَحْمد بن بدر الهراوي نِسْبَة لهرا من الشرقية بِالْقربِ من العلاقمة ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عِيسَى بن أَحْمد بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم بن مَنْصُور بن حرار بن نَاشِئ الشّرف أَبُو الرّوح الْهَاشِمِي العجلوني الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. ولد بِالشَّام سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَقَرَأَ الْقُرْآن والمنهاج وَكَانَ يذاكر بِهِ، وَسمع بعض عوارف المعارف على الشَّمْس المعمر مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الخابوري الْخَطِيب وَكَانَ زَاد على الْمِائَة بروايته لَهُ عَن مُؤَلفه وَأَجَازَ لَهُ الشّرف بن الْبَارِزِيّ ومسعود الحجار وَمعمر ابْن الصمعا العجلونيان وهم من أَصْحَاب النَّوَوِيّ، وَكتب بِخَطِّهِ الْجيد كثيرا ككل من الصَّحِيحَيْنِ فِي مُجَلد وَشرح ثَانِيهمَا للنووي فِي مُجَلد ولقيه الشّرف الجرهي فَسمع مِنْهُ وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَقَالَ أَنه جاور بِمَكَّة سِنِين لم يحدث لكنه أجَاز فِي بعض الاستدعاءات. مَاتَ بِمَكَّة فِي آخر صفر سنة ثَلَاث عشرَة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. عِيسَى بن أَحْمد بن عِيسَى بن أَحْمد الشّرف القاهري نزيل المقس ومؤدب الْأَطْفَال. اشْتغل بتجويد الْقُرْآن وَالْكِتَابَة وَنسخ بِخَطِّهِ من الْمَصَاحِف نَحْو الْخَمْسمِائَةِ خَارِجا عَن الربعات) وَغَيرهَا وَكنت مِمَّن قَرَأَ عِنْده فِي الصغر يَسِيرا، وَلم يكن بِذَاكَ النير وَكَانَ مَقْصُودا من النِّسَاء بِكِتَابَة مَا يروج بِهِ بَينهُنَّ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشري رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَدفن تجاه جوشن وَهُوَ وَالِد أبي الْفَتْح مُحَمَّد الكتبي وَالِد مُحَمَّد الآتيين بل كَانَ لصَاحب التَّرْجَمَة ابْن اسْمه أَحْمد قريب الشّبَه

بِهِ عَفا الله عَنْهُمَا وإيانا. عِيسَى بن أَحْمد بن عِيسَى بن عبد الْكَرِيم بن عَسَاكِر بن سعيد بن أَحْمد بن مَكْتُوم الْقَيْسِي الْحَنَفِيّ، وَيعرف كسلفه بِابْن مَكْتُوم. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من الْبَدْر حسن بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح البعلي والكمال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن النّحاس مسلسلات التَّيْمِيّ وَحدث بهَا سَمعهَا مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَأَجَازَ لي وخطه لَا بَأْس بِهِ. مَاتَ قبل السِّتين ظنا. عِيسَى بن أَحْمد بن عِيسَى بن عمرَان النخلي بنُون مَفْتُوحَة ثمَّ مُعْجمَة نِسْبَة لوادي نَخْلَة من أَعمال مَكَّة الْمَكِّيّ وَيعرف بعصارة بِمُهْملَة مَضْمُومَة ثمَّ أُخْرَى مَفْتُوحَة لقب لبَعض آبَائِهِ وأقاربه. سمع من الْعِزّ بن جمَاعَة وَالْفَخْر النويري فِي سنة ثَلَاث وَخمسين بعض النَّسَائِيّ، وَكَانَت لَهُ أَمْوَال بنواحي وَادي نَخْلَة اليمانية خيرا دينا لَهُ جِهَات بر فِي مَكَّة، وَمَات بهَا فِي آخر رَمَضَان سنة عشر وَدفن بالمعلاة وَأكْثر إِقَامَته كَانَت عِنْد أَمْوَاله. ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَقَالَ مَا عَلمته حدث وَخلف ابْنه عمرَان من أمة لَهُ فمحق التَّرِكَة عَفا الله عَنهُ ورحم أَبَاهُ. عِيسَى بن أَحْمد بن نعيمة. عِيسَى بن أَحْمد بن يحيى أَبُو مهْدي الغبريني الْمَالِكِي قَاضِي تونس وعالمها. مِمَّن أَخذ عَنهُ أَحْمد بن مُحَمَّد القلجاني وَغَيره كالعجيسي بل نقل عَنهُ الْبُرْزُليّ فِي فَتَاوِيهِ وَوَصفه بصاحبنا. مَاتَ سنة سِتّ عشرَة. عِيسَى بن أَحْمد الحنديسي بِفَتْح الْمُهْملَة ثمَّ نون سَاكِنة بعْدهَا مُهْملَة مَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة ثمَّ سين مُهْملَة ثمَّ البجائي المغربي الْمَالِكِي. تقدم فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا حفظا لَهَا وفهما لمعانيها مَعَ فروسيته وتقدمه فِي أَنْوَاعهَا وديانته. تصدى للإفتاء والإقراء وناب فِي الخطابة بِجَامِع بجاية الْأَعْظَم وَهُوَ الْآن فِي سنة تسعين وقدوة أَهلهَا يزِيد على السِّتين. عِيسَى بن حجاج بن عِيسَى بن شَدَّاد الشّرف السَّعْدِيّ القاهري الشَّاعِر الشطرنجي الْعَالِيَة ويلقب عويسا أَيْضا تَصْغِير اسْمه. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ يذكر أَنه من ذُرِّيَّة) شاور بن مجبر ملك مصر. تعانى الْأَدَب فمهر وَقَالَ الشّعْر الْجيد ومدح الْأَعْيَان وترقى فِي لعب الشطرنج حَتَّى لقب الْعَالِيَة بل كَانَ مستحضرا للغة، وارتحل إِلَى الشَّام فلقي الصَّفَدِي وَغَيره بل كَانَ يَقُول أَنه سمع الصفي الْحلِيّ وَعمل بديعية على طَريقَة الْحلِيّ لَكِنَّهَا على قافية الرَّاء قرضها لَهُ الْمجد

إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَغَيره وَمن نظمه: (تهن بِشَهْر كم بِهِ من حلاوة ... وجد لي ببر لَا يضيع ثَوَابه) (فان لساني صارم وفمي لَهُ ... قرَاب فأرجو أَن يحلى قرَابه) وَقَوله: (أيا رب الجناب الرحب جدلي ... وَكثر فِي الْعَطاء وَلَا تقلل) (وَمَا تهديه لي من خشكنان ... نَهَار الْعِيد كبر أَو فهلل) وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أَنه مهر فِي الشّعْر وَمَعْرِفَة اللُّغَة سَمِعت مِنْهُ فَوَائِد ونوادر وَسمعت من نظمه الْكثير ومدحني بعدة قصائد وَقَالَ المقريزي أَنه قَالَ المواليا فمهر فِيهَا واشتهر بذلك فَقيل لَهُ الأديب ثمَّ نظم الشّعْر وَمهر فِي فنونه وَعرف طرفا من اللُّغَة وشارك فِي غَيرهَا ومدح الْأَعْيَان ثَنَا عَن الصفي الْحلِيّ وَقد أَخذ عَنهُ شعره وَعَن الصّلاح الصَّفَدِي وَقد روى عَنهُ كثيرا، وَجمع شَيخنَا الْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ شعره وَكَانَ يجله بل شرح بديعيته الَّتِي عَارض بهَا الْحلِيّ، وَكَانَ مستحضرا لكثير من اللُّغَة عالية فِي الشطرنج يعرف اللِّسَان التركي ويجيد تَعْلِيمه لمن يشارطه عَلَيْهِ، وَكَانَ يتمذهب للشَّافِعِيّ فَلَمَّا أنشأ الظَّاهِر برقوق مدرسته سَأَلَ فِي وَظِيفَة فَقيل لَهُ أَن عدَّة الشَّافِعِيَّة تكملت فتحول حنبليا لعدم تَكْمِلَة الْحَنَابِلَة وَكَانَ يقنع مِمَّن يمدحه بِمَا تيَسّر وَرُبمَا يمدح بالقصيدة رجلا ثمَّ يمدح بهَا غَيره فَإِذا عوتب على ذَلِك قَالَ: هن أبكار فكري أزوجهن من شِئْت، وَلما مَاتَ الْمجد الْحَنَفِيّ وبيعت تركته وَأخرج ديوَان عويس الَّذِي جمعه الْمجد قَالَ بعض من حضر للدلال قل ديوَان عويس بِدِرْهَمَيْنِ فَغَضب عويس وَقَالَ: اشْتَرَيْته بِمِائَة وَأَخذه. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع، وَفِيه يَقُول الشهَاب أَحْمد بن الْعَطَّار: (عِيسَى وَمن مدحوه ... مَا شمت فيهم رَئِيسا) (وَمَا رَأَيْت أُنَاسًا ... إِلَّا حميرا وعيسا) وَقَوله:) (قَالَت لي الفروة قُم دفني ... حَتَّى أدفيك بقلبين) (قلت لَهَا بِاللَّه مَا تشْتَهي ... قَالَت عَيْني فَقلت على عَيْني) وَقَوله: (لفضلك يَا بن فضل الله أَشْكُو ... برأسي الْبرد فِي يومي وأمسي) (وَأَرْجُو الشاش شمسيا فَإِنِّي ... أروم الْفَوْز من بدر بشمس) وَسَيَأْتِي لَهُ مَا جرية فِي النَّجْم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن غُلَام الله بن النبيه. عِيسَى بن دَاوُد بن صَالح بن غَازِي بن قرا أرسلان بن غَازِي بن أرتق بن أكسك الطَّاهِر مجد الدّين بن المظفر فَخر الدّين بن الصَّالح بن الْمَنْصُور بن المظفر بن الْمَنْصُور الأرتقي صَاحب ماردين وَابْن صَاحبهَا، ملكهَا بعد أَبِيه فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَاسْتمرّ حَتَّى قدم عَلَيْهِ تيمور فَقبض عَلَيْهِ وأهانه

وَاسْتمرّ فِي أسره مُدَّة ثمَّ أكْرم بالأموال الجزيلة والمماليك الْكَثِيرَة وَشرط عَلَيْهِ عدم مُوالَاة الظَّاهِر برقوق صَاحب مصر وَسَار إِلَى ماردين وَقد غَابَ عَنْهَا قَرِيبا من ثَلَاث سِنِين فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن نزل عَلَيْهِ تيمور أَيْضا فِي سنة اثْنَتَيْنِ فعصى عَلَيْهِ فَتَركه ثمَّ كتب إِلَيْهِ يستدعيه وَفِي صدر كِتَابه: (سَلام عَلَيْكُم والعهود بِحَالِهَا ... لقد بلغ الأشواق منا كمالها) فَرد جَوَابه مَعَ تقادم جليلة واعتذار جميل وَكَانَ عنوان كِتَابه: (شوقي إِلَيْكُم زَائِد الْحَد وَصفه ... وَلَكِن تخَاف النَّفس مِمَّا جرى لَهَا) وَاسْتمرّ إِلَى أَن قتل فِي وقْعَة جكم على آمد فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع، وَملك ماردين بعده ابْن أَخِيه الصَّالح الشهابي أَحْمد بن إسكندر اسْتَخْلَفَهُ فِيهَا قبل إمْسَاك تيمور لَهُ، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي مطول عَفا الله عَنهُ. عِيسَى بن سعيد بن عبد الحميد القَاضِي الْمَالِكِي، مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ. عِيسَى بن سُلَيْمَان بن خلف بن دَاوُد الشّرف أَبُو مُحَمَّد بن الْعلم أبي الرّبيع الطنوبي بِضَم الْمُهْملَة وَالنُّون وَآخره مُوَحدَة نِسْبَة لبلدة من إقليم المنوفية القاهري الشَّافِعِي، ولد فِي نصف ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل فِي فنون وَلَا أستبعد أَخذه عَن النُّور الأدمِيّ وَنَحْوه فقد رَأَيْت الزين الْعِرَاقِيّ أثبت وَالِده فِي أَمَالِيهِ ولقبه بِمَا يدل على أَنه كَانَ مِمَّن يذكر وَمن شُيُوخه الْعِزّ بن جمَاعَة وَالْمجد الْبرمَاوِيّ والشموس) الشطنوفي والبرماوي والغراقي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والبرهان البيجوري والجلال البُلْقِينِيّ والزين القمني والنور التلواني والبدر الْعَيْنِيّ واختص بِهِ وَشَيخنَا ولازمه وَسمع عَلَيْهِ الْكثير وَكَذَا على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والنور الفوي وَأبي هُرَيْرَة بن النقاش والشرف بن الكويك فِي آخَرين، وَقَرَأَ بِأخرَة عِنْد الناصري بن الطَّاهِر على ابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان وَأَشْيَاء وَكَانَ قد انْضَمَّ إِلَيْهِ وَحسنت حَاله بإقباله عَلَيْهِ وَكَذَا كَانَ انْتَمَى لفيروز الزِّمَام واختص بِهِ حَتَّى قَرَّرَهُ فِي مشيخة التصوف بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا وَولي مشيخة الميعاد بِجَامِع الْحَاكِم، وَقَرَأَ على الْعَامَّة فِي الْأَزْهَر البُخَارِيّ وَغَيره وَلكنه لم يكن يحضر عِنْده كَبِير أحد وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا وَكَانَ النواجي يَقُول أَنه نَشأ كالوحش وَلِهَذَا كَانَ فِيهِ جفَاء بِحَيْثُ أَنه شافه الْبُرْهَان بن حجاج الأبناسي فِي حَضْرَة التلواني بِمَا لَا يَلِيق ورام مرّة الْجُلُوس فَوق الشهَاب الريشي بِالْمَدْرَسَةِ الجمالية فِي بعض الختوم فَحَمله وألقاه بصحنها فَلم يَتَحَرَّك حَتَّى انْقَضى الْمجْلس، وَقد حدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وكتبت عَنهُ من نظمه فَوَائِد وَأَشْيَاء أثبت بَعْضهَا فِي تَرْجَمته، وَفِي الْجَوَاهِر

وَكَانَ فَاضلا مفننا بارعا محبا فِي الْعلم والفائدة طارح التَّكَلُّف غير متأنق فِي سَائِر أَحْوَاله لَا يتحاشى دنس الثِّيَاب وَلَا يترفع عَن الْمَشْي للأماكن النائية وَرُبمَا ركب فرسا يُنَاسِبه عجلا فِي حركته وكتابته وَكَلَامه بِحَيْثُ يصل فِيهِ للعجمة وتعدى ذَلِك إِلَى قِرَاءَته فَكَانَ لَا يفصح فِيهَا غَالِبا وَقد صاهر الشَّمْس الرَّازِيّ الْحَنَفِيّ وَهُوَ قريب النمط مِنْهُ فِي امتهان نَفسه على ابْنَته وَحصل لَهُ اختلال وخلل فِي عقله قبل مَوته بِمدَّة وبيعت كتبه أَو معظمها فِي حَيَاته، وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا وَورثه وَلَده من الْمشَار إِلَيْهَا وَمِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه: (هَل الْهلَال فهنوني بمقدمه ... وَفِي الْحَقِيقَة عزوا بانقضا أَجلي) (لم يسعدوني وَقد جَاءُوا لتهنئة ... سوى اتعاظي وتنبيهي على الْعَمَل) عِيسَى بن سُلَيْمَان بن عبد الله الْأنْصَارِيّ. يَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ. عِيسَى بن عَبَّاس بن عمر المغربي التلمساني الخالدي الشَّيْخ الْعَالم الْفَاضِل الْوَرع الزَّاهِد. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين. قَالَ الْجمال المرشدي: وَقل أَن رَأَيْت على طَرِيقَته مثله فِي الْوَرع وَالتَّقوى. ذكره ابْن فَهد. عِيسَى بن عبد الله الْعِمَاد الْقرشِي المَخْزُومِي اليمني المهجمي نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن الهليس،) كَانَ من أَعْيَان التُّجَّار ولاه الْأَشْرَف صَاحب الْيمن نظر عدن وجاور بِمَكَّة سِنِين مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ بِأَبْيَات حُسَيْن ذكره الفاسي ثمَّ شَيخنَا فِي أنبائه. عِيسَى بن عُثْمَان بن عِيسَى بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الشّرف القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْفَخر مُحَمَّد وَعلي وَأحمد الْمَذْكُورين وَيعرف بِابْن جوشن كَانَ من الْفُضَلَاء مِمَّن درس وأقرأ وَأخذ عَن شَيخنَا، وَمَات قريب الْعشْرين أَو بعْدهَا رَحمَه الله. عِيسَى بن عطيفة كحنيفة بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْعُتْبِي الحلوي نِسْبَة لحلى الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. ولد فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة ولقيني فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة فَقَرَأَ على بعض الْمِنْهَاج وَسمع مني المسلسل وَغَيره وكتبت لَهُ. عِيسَى بن عَطِيَّة النعيمي أَبُو عزارة. عِيسَى بن عَليّ بن جَار الله بن زايد بن يحيى بن محيي السنبسي الْمَكِّيّ ابْن عَم مُوسَى بن أَحْمد بن جَار الله الْآتِي وَيعرف بِابْن زَائِد. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. عِيسَى بن عَليّ بن شهريار الْكرْدِي، كَانَ حسن السمت منور الشيبة سمع بِبَيْت الْمُقَدّس من الزيتاوي ابْن مَاجَه ثمَّ سمع فِيهِ على الشهَاب الْجَوْهَرِي بِالْقَاهِرَةِ وَأعلم شَيخنَا فِي أثْنَاء ذَلِك بِسَمَاعِهِ وَأَجَازَ للْجَمَاعَة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه قَالَ:

وَرَأَيْت سَمَاعه على الْبَهَاء بن عقيل بِقِرَاءَة الزين الْعِرَاقِيّ وَكَانَت لَهُ زَاوِيَة على بركَة الْفِيل زرناه فِيهَا. مَاتَ سنة خمس أَو سِتّ فِيمَا أَحسب والمقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَنه كَانَ مَقْبُولًا حسن السمت مِمَّن يتبرك بدعائه، وَجزم فِي وَفَاته بِخمْس. عِيسَى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن غَانِم الشّرف الْمَقْدِسِي نزيل نابلس. سمع البياتي والبدر مَحْمُود بن عَليّ بن هِلَال العجلوني وَغَيرهمَا. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: لَقيته بنابلس فَقَرَأت عَلَيْهِ عشرَة أَحَادِيث من آخر المستجاد مَعَ الأناشيد التالية لَهَا بِسَمَاعِهِ لجميعها على الْبَيَانِي وَلم يؤرخ وَفَاته. وَقد تقدم عُثْمَان بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن غَانِم فيحرر مَا بَينهمَا من الْقَرَابَة أَو عدمهَا. عِيسَى بن عَليّ الأخنائي الشَّافِعِي. رَأَيْته فِيمَن عرض عَلَيْهِ سنة خمس وَتِسْعين. عِيسَى بن عوضة بن أَحْمد بن مُوسَى بن مَسْعُود الْحِمْيَرِي من قَبيلَة بني مكرم الشاحذي اليمني) الْعَدوي نزيل مَكَّة والدلال بهَا. ولد تَقْرِيبًا سنة أَرْبَعِينَ وَقَرَأَ الْقُرْآن بزاوية دَاوُد الْحكمِي وعادت بركته عَلَيْهِ وَذكر من كراماته الْكثير، وَقدم مَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فَقَرَأَ فِي الْفِقْه على ابْن عطيف والمحب بن أبي السعادات وَأبي السعادات بن الإِمَام الطَّبَرِيّ وَحضر عِنْد الْجَوْجَرِيّ والعميري وَغَيرهمَا من الْفُضَلَاء والوعاظ وجود الْقُرْآن على صَالح المرشدي وانتفع فِيهِ وَفِي الشاطبية بِأَحْمَد الزبيدِيّ وَأخذ عَنهُ فِي النَّحْو، وَسمع مني بِمَكَّة فِي مجاورتي الثَّالِثَة وَالرَّابِعَة وَقَرَأَ عَليّ فِيهَا البُخَارِيّ بِكَمَالِهِ ولازمني، كَذَا قَرَأَهُ على عبد الله الشَّامي أحد الآخذين عني وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة، ويحفظ كثيرا من السِّيرَة النَّبَوِيَّة والمتون وَغير ذَلِك وَصَارَ ذَا عِيَال وَأَوْلَاد يجْتَهد فِي الْقيام عَلَيْهِنَّ وَرُبمَا غسل الْأَمْوَات وزار الْمَدِينَة. عِيسَى بن علال المصمودي المغربي الْمَالِكِي إِمَام جَامع الْقرَوِيين الْأَعْظَم. لَهُ تعليقة على مُخْتَصر ابْن عَرَفَة، وَكَانَ زاهدا ورعا ولي الْقَضَاء وَمَات قَرِيبا من سنة عشْرين. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة. عِيسَى بن عِيسَى بن مُحَمَّد العرابي بِفَتْح الْعين وَالرَّاء الْمُشَدّدَة الْمُهْمَلَتَيْنِ ثمَّ مُوَحدَة الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي المغربل أَبوهُ. سمع من الْمُحب الصَّامِت وَأبي الهول الْجَزرِي جُزْءا فِيهِ موافقات أَحْمد فِي عبد الْوَهَّاب بن عَطاء وَغَيره جمع الضياء وَمن رسْلَان الذَّهَبِيّ من جُزْء البيتوتة، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ نقيب الْوَالِي بالصالحية. عِيسَى بن فَاضل بن عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن أَحْمد الشّرف أَبُو الرّوح الحسباني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشاغوري الصُّوفِي، سمع من الْخَطِيب أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْأَذْرَعِيّ المسلسل وَالْأول من حَدِيث أبي بكر الدارع وَمن

أبي الْحسن عَليّ بن أبي بكر الدَّارَانِي جُزْء الدارع ونسخة وَكِيع وتاريخ داريا، وَحدث بِبَيْت الْمُقَدّس وَغَيرهَا أَخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا، وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه. عِيسَى بن قرمان. قتل فِي محاربته مَعَ أَخِيه إِبْرَاهِيم فِي سنة أَرْبَعِينَ. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد الله اليمني الأَصْل الطَّائِفِي المولد وَالدَّار المليساوي الْمَالِكِي قَاضِي الطَّائِف وَيعرف بِابْن مكينة. نَاب فِي قَضَاء قَرْيَة المليسا بوادي الطَّائِف عَن الْمُحب النويري فَمن بعده بل استنابه الْجمال بن ظهيرة فِي جَمِيع بِلَاد الطَّائِف ثمَّ الْعِزّ النويري ثمَّ قصره على قريته وَرفع يَده عَن إِمَامَة مَسْجِد الطَّائِف وخطابته بعد مُبَاشَرَته لَهما نَحْو أَربع سِنِين، وَكَانَ) يتَرَدَّد إِلَى مَكَّة لِلْحَجِّ وَالْعمْرَة وَيُقِيم بهَا الْأَيَّام الْكَثِيرَة حَتَّى كَانَت منيته فِيهَا فِي منتصف الْمحرم سنة أَربع عشرَة وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السِّتين وَكَانَ خيرا مَحْمُود السِّيرَة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عمر بن يانس بتحتانية ثمَّ نون مَكْسُورَة ثمَّ مُهْملَة بن صَالح النفائي بِفَتْح النُّون وَالْفَاء الممدودة السمنودي الرَّافِعِيّ الشَّافِعِي. قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل فِي الْقَاهِرَة على الْعِزّ بن جمَاعَة وَغَيره، ولقبه البقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بسمنود وَوَصفه بالوقار وَالْعقل وَالْفضل وسعة الدائرة وَأَنه هُوَ وَأهل بَيته مَشَايِخ معروفون فِي بِلَاد الغربية وأعمال الْقَاهِرَة معتقدون مشار إِلَيْهِم مذكورون بالكرامات وَالْأَحْوَال وَكتب عَنهُ غرائب وَمِمَّا كتبه عَنهُ وَكَأَنَّهُ لغيره فِي جده: (لما حثثت من المطايا عيسا ... هطلت دموعي من فراقي عِيسَى) (ذَاك الَّذِي أَحْيَا المكارم بَعْدَمَا ... درس الفلاة وَالزَّمَان دروسا فِي أَبْيَات) عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى الشّرف الأقفهسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد فِي سنة خمس وَسَبْعمائة واشتغل فِي الْفِقْه وأصوله وَغَيرهمَا ولازم البُلْقِينِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: وَرَأَيْت خطه لَهُ بذلك فِي سنة خمس وَسبعين وَفِيه أَنه أذن لَهُ فِي التدريس وَألْحق صَاحب التَّرْجَمَة بِخَطِّهِ الْفَتْوَى فَوق قشط وَسمع عَلَيْهِ الصَّحِيحَيْنِ وَكَانَ أَيْضا يذكر أَنه حضر دروس الأسنوي وَأَنه نَاب فِي الحكم بِبَعْض الْبِلَاد عَن الْبُرْهَان بن جمَاعَة وَكَذَا نَاب بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة طَوِيلَة، وَكَانَ يعرف كثيرا من الْفُرُوع ويستحضرها وَلم يكن مشكورا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَظنهُ جَازَ الثَّمَانِينَ سامحه الله وإيانا. وَقَالَ غَيره أَنه نَاب عَن الْعِمَاد الكركي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَنه كَانَ فَقِيها عَالما بارعا عفيفا كثير الاستحضار لفروع مذْهبه مشكور السِّيرَة فِي أَحْكَامه دينا

خيرا وقورا، لم يقبل الشهَاب بن النُّسْخَة أحد شُهُود الْقيمَة مُنْذُ ولَايَته فِي شَهَادَة مَعَ قبُول قُضَاة الْقُضَاة لَهُ تمشية لأرباب الشَّوْكَة وَكَانَ إِذا طلب مِنْهُ مَا لَا يرضاه عزل نَفسه تكَرر ذَلِك مِنْهُ مرَارًا، وَلم يخلف مثله عفة ودينا كَذَا قَالَ. عِيسَى بن مُحَمَّد بن قَاسم الْموصِلِي الدِّمَشْقِي الراحبي وَالِد عَليّ الْمَاضِي مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.) عِيسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله القطب بن الْعَفِيف الْحُسَيْنِي الأيجي الشَّافِعِي أَخُو الْعَلَاء مُحَمَّد ووالد مرشد الدّين مُحَمَّد. قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن أَخِيه عبيد الله الْخُلَاصَة للطيبي فِي عُلُوم الحَدِيث وَبَعض شرح السَّيِّد على الكافية الحاجبية وَكَانَ عَلامَة، حج وَأكْثر أَخذه عَن السَّيِّد صفي الدّين. مَاتَ بأيج سنة تسع وَخمسين عَن بضع وَأَرْبَعين. عِيسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الرّوح الْحَجَّاجِي الصُّوفِي. ولد فِي ثَالِث عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة، وَكَانَ لطيفا ظريفا مَعْرُوفا بذلك. مَاتَ سنة خمس. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. عِيسَى بن مُحَمَّد الشّرف التجاني المغربي الْمَالِكِي. سمع على الْجمال الْحَنْبَلِيّ وَولي قَضَاء طرابلس ثمَّ الْقُدس وَذكره الزين رضوَان فِيمَن يُؤْخَذ عَنهُ وَوَصفه بالشيخ الإِمَام وَأَظنهُ عِيسَى المغربي الْآتِي قَرِيبا وَالسَّابِق عَنهُ فِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله المغراوي كَلِمَات بَينه وَبَين الْبِسَاطِيّ. عِيسَى بن مُحَمَّد العجلوني. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: ولد فِي سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة واشتغل بِدِمَشْق وتعانى النّسخ وَأكْثر الْحَج والمجاورة وَكَانَ يذكر أَنه سمع من الصفي الْحلِيّ شعره وأنشدنا عَنهُ بِمَكَّة، مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع عشرَة وَأَظنهُ عِيسَى بن أَحْمد بن عِيسَى العجلوني الْمَاضِي وَيكون الْغَلَط وَقع فِي اسْم أَبِيه وَفِي وَفَاته وَالصَّوَاب أَحدهمَا. عِيسَى بن الشَّيْخ مَحْمُود بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عِيسَى الصيرامي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو النظام يحيى الْآتِي، جود عَلَيْهِ الْقُرْآن ابْن أَخِيه عضد الدّين عبد الرَّحْمَن وَأثْنى عَلَيْهِ عِيسَى بن مُوسَى بن صبح الرمثاوي الشَّافِعِي أحد الْعُدُول بِدِمَشْق مَاتَ فِي عشر السّبْعين سنة إِحْدَى عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. عِيسَى بن مُوسَى بن عَليّ بن قُرَيْش بن دَاوُد الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ ويلقب بالعماد. عني بِحِفْظ الْقُرْآن وَله بضع وَعِشْرُونَ سنة فجوده وَأكْثر التِّلَاوَة مَعَ التِّجَارَة بِحَيْثُ اسْتَفَادَ عقارا بِمَكَّة ونواحيها وصاهر النَّجْم الْمرْجَانِي على ابْنَته فَولدت لَهُ أَوْلَادًا وَتزَوج قبلهَا بابنة السراج عبد اللَّطِيف بن سَالم ولازم خدمَة

أَبِيهَا أَيَّام ولَايَته شدّ زبيد بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك ابْتِدَاء تجمله، وَمَات سنة خمس وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَقد قَارب الْخمسين، ذكره الفاسي.) عِيسَى بن مُوسَى الشّرف الفيومي الْمصْرِيّ التَّاجِر السفار فِي الْبَحْر وَغَيره وَيعرف بالعلاف مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَسِتِّينَ بجدة وَدفن بهَا وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ. أرخه ابْن فَهد. عِيسَى بن يحيى بن عبد الله الحوراني ثمَّ القاهري، مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عِيسَى بن يحيى الريغي بمثناة من تَحت وغين مُعْجمَة المغربي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة، كَانَ خيرا مُعْتَقدًا معتنيا بِالْعلمِ نظرا وإفادة سمع الحَدِيث بِمَكَّة على جمَاعَة من شيوخها والقادمين إِلَيْهَا وَله فِي النَّحْو وَغَيره نباهة كثير السَّعْي فِي مصَالح الْفُقَرَاء الطرحى وجمعهم من الطرقات إِلَى المرستان وَرُبمَا حمل الْفُقَرَاء المنقطعين بعد الْحَج إِلَى مَكَّة من منى ويحصب حَاشِيَة المطاف بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام من مَاله وَقد جاور بِمَكَّة سِنِين وتأهل فِيهَا بنساء من أعيانها ورزق الْأَوْلَاد. مَاتَ فِي سلخ الْمحرم أَو مستهل صفر سنة سبع وَعشْرين وَهُوَ عشر السِّتين وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا، ذكره الفاسي وَرَأَيْت من أرخه سنة ثَلَاث وَعشْرين. عِيسَى بن يُوسُف بن حجاج بن عِيسَى بن يُوسُف الشّرف أَبُو النُّور الأشمومي ثمَّ القاهري الْمَدِينِيّ الْمقري الشَّافِعِي الصرير، مِمَّن اشْتغل وَعرف الْقرَاءَات وَمن شُيُوخه فِيهَا الزين جَعْفَر السنهوري وَأذن لَهُ فِي سنة خمسين وَسمع على شَيخنَا. عِيسَى بن يُوسُف بن عمر بن عبد الْعَزِيز الشّرف الهواري أَمِير هوارة بِبِلَاد الصَّعِيد وأخو إِسْمَاعِيل وَمُحَمّد الْمَذْكُورين، كَانَ طوَالًا جسيما بدينا مليح الشكل عفيفا عَن الْمُنْكَرَات والفروج ذَا مُشَاركَة فِي الْجُمْلَة فِي مسَائِل من مَذْهَب مَالك مَعَ صدقَات ومعروف بِحَيْثُ يعد من محَاسِن أَبنَاء جنسه، مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بعد عوده من حجَّة الْإِسْلَام رَحمَه الله. عِيسَى بن يُوسُف بن مُحَمَّد الخواجا الْعِمَاد بن الْجمال بن الشَّمْس الْقرشِي الْبكْرِيّ البهنسي نزيل مَكَّة وَصَاحب الدَّار بهَا الَّتِي صَارَت للجمال مُحَمَّد بن الطَّاهِر بِبَاب الدريبة مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ، أرخه ابْن فَهد. عِيسَى أَبُو الرّوح الْبَغْدَادِيّ الفلوحي الْحَنَفِيّ نزيل دمشق أَقرَأ الْعَرَبيَّة وَالصرْف وَغَيرهمَا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعَلَاء المرداوي وَوَصفه بالعلامة الْفَقِيه الفرضي الأصولي النَّحْوِيّ الصرفي الْمُحَرر المتقن وَأَنه كَانَ حسن التَّعْلِيم ناصحا للمتعلم. عِيسَى أَبُو مهْدي الغبريني الْمَالِكِي. فِي ابْن أَحْمد بن يحيى.

حرف الغين المعجمة

عِيسَى الأرتقي. فِي ابْن دَاوُد بن صلح.) عِيسَى الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ الْمكتب نزيل مَكَّة. سمع على ابْن صديق وَأبي الْيمن الطَّبَرِيّ وَغَيرهمَا وَكَانَ دينا خيرا تعانى الْكِتَابَة فبرع فِيهَا وتصدى لذَلِك احتسابا فَانْتَفع بِهِ جمع كثير من أهل مَكَّة، وَمَات شَابًّا بِمصْر فِي سنة سبع. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وسمى أَبَاهُ سُلَيْمَان بن عبد الله. عِيسَى البلتيني البجائي. مَاتَ سنة خمس وَعشْرين. عِيسَى البهنسي. فِي ابْن يُوسُف بن مُحَمَّد قَرِيبا. عِيسَى التلمساني المغربي الملقب هُنَاكَ بالغندور عندنَا بالزلباني. شيخ جَاهِل احتوى على ضعفاء الْعُقُول مِمَّن يظْهر اعْتِقَاد المهملين كبرد بك وتمراز والأنصاري وامتحنوا بِهِ ثمَّ امتحن هُوَ فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم، وَعَاد لبلاده فَمَاتَ بتونس سنة ثَمَان وَسِتِّينَ تَقْرِيبًا بعد أَن أُصِيب فِي وَجهه بآكلة ويرمى بالعظائم بل بالكبائر وبلغه أَن أَبَا الْفضل المشدالي تكلم فِيهِ فتهدده فِيمَا بَينه وَبَينه برميه بِمَا يَقْتَضِي لمعتقديه قَتله فَلم يشك أَبُو الْفضل فِي قدرته على ذَلِك فَكف عَنهُ بل سَافر. عِيسَى الدَّلال بِمَكَّة. فِي ابْن عوضة. عِيسَى الريغي. فِي ابْن يحيى قَرِيبا. عِيسَى الزواوي المغربي نزيل الْأَزْهَر. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين، وَكَانَ قد تهَيَّأ لِلْحَجِّ وَنزل عَن أَكثر جهاته بِحَيْثُ اجْتمع لَهُ مِنْهَا نَحْو مائَة وَخمسين دِينَارا فاختلست مِنْهُ إِلَّا الْيَسِير وتألم بِحَيْثُ قيل أَنه سَبَب ضعفه المستمر حَتَّى مَاتَ وَيُقَال أَنه وقف كتبه وَكَانَ صَالحا صوفيا بِسَعِيد السُّعَدَاء مِمَّن حج غير مرّة وجاور وَرُبمَا قَرَأَ عَلَيْهِ بعض المبتدئين فِي الْفَرَائِض والحساب رَحمَه الله. عِيسَى العلاف الْمصْرِيّ. فِي ابْن مُوسَى قَرِيبا. عِيسَى الْقَارِي الدِّمَشْقِي، أحد أَعْيَان تجارها مِمَّن حج وجاور غير مرّة وَفِيه خير وبر ومعروف مَعَ كَونه دخيلا مَاتَ بِدِمَشْق فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين بعد أَن أَخذ مِنْهُ حِين طلب إِلَى الْقَاهِرَة مبلغ كَبِير ثمَّ أَخذ من وَلَده بعد مَوته مَعَ قرب. عِيسَى المغربي قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِبَيْت الْمُقَدّس. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَخمسين. وَأَظنهُ ابْن مُحَمَّد التجاني الْمَاضِي. (حرف الْغَيْن الْمُعْجَمَة) غَالب بن سعيد بن سعد الزبول المدجل. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ، أرخه ابْن عزم. غَانِم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن سَالم بن عبد الله الْجلَال أَبُو البركات بن

الْعَلامَة الشَّمْس الخشبي بمعجمتين مفتوحتين ثمَّ مُوَحدَة الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو عبد السَّلَام. ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع على الْعِزّ بن جمَاعَة منسكه الْكَبِير وَغَيره وَمن مُحَمَّد بن يُوسُف الْعِرَاقِيّ بغية الظمآن لأبي حَيَّان وَمن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب الكالديني عوارف المعارف للسهروردي وَمن الزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَآخَرين بل سمع بِدِمَشْق على ابْن أميلة وَنَحْوه وَأذن بِالْحرم النَّبَوِيّ وَقَرَأَ فِيهِ البُخَارِيّ سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَكتب الْخط الْجيد، وَكَانَت لَهُ نباهة بِحَيْثُ وَصفه أَبُو الْفَتْح المراغي بِالْإِمَامِ الْعَالم وَوصف وَالِده بالعلامة، وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد النفطي الْمَالِكِي الْمُوَطَّأ وروى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ التقي بن فَهد وابناه بل سمع عَلَيْهِ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ فِي إنبائه: كَانَ لَهُ اشْتِغَال ونباهة فِي الْعلم ثمَّ خمل وَانْقطع بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى مَاتَ سنة تسع عشرَة بالطاعون، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده رَحمَه الله. غَانِم بن مَقْبُول السَّعْدِيّ الطَّائِفِي، مِمَّن سمع من شَيخنَا بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَعشْرين المسلسل وَغَيره. غَانِم الحناشي الْقَائِد. غَرِيب بن عبد الله الْهِنْدِيّ البنكالي الْحَنَفِيّ ويلقب أَبوهُ نظام الدّين. قدم الْقَاهِرَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة فَنزل الْبرد بكية وَنقل عَنهُ أَنه اختلى فِي بعض خلاويها شهر رَمَضَان كُله بعد أَن طين بَاب الْخلْوَة وَمنع نَفسه من الطَّعَام الشَّهْر كُله وَأَنه يفْطر على قرنفلة وَاجْتمعَ بِهِ بعض الْفُضَلَاء مِمَّن يعرف لغته وَسَأَلَهُ عَن سنه فَقَالَ: نَحْو تسع وَأَرْبَعين سنة وَأَن شَيْخه فِي السلوك سنَن الدّين البنكالي وَكَانَ سنه حِينَئِذٍ ثَلَاثًا وَعشْرين سنة فَكَانَ يطعمهُ فِي مبدأ أمره بالميزان وَفِي كل يَوْم ينقصهُ حَتَّى صَار يَأْكُل فِي كل أَرْبَعِينَ يَوْمًا قرنفلة وَاحِدَة وَأَنه فِي كل لَيْلَة عِنْد الْفطر يضع فِي كَفه قَلِيل مَاء وَيَضَع فِيهِ قرنفلة ويلحس المَاء مَعَ بَقَاء القرنفلة فَإِذا مضى أَرْبَعُونَ يَوْمًا أكلهَا وَأَنه لَا يفعل ذَلِك إِلَّا فِي الْخلْوَة فَإِذا خرج مِنْهَا تنَاول بعض الشَّيْء كَمَا أَن الفضلات لَا تحصل لَهُ مِنْهَا فِي الْخلْوَة يحصل بِحَسب الْحَال وَأَنه يكون فِي خلوته بمَكَان مظلم فِيهِ السراج لَيْلًا وَنَهَارًا وَأَنه لم يتَزَوَّج) قطّ وَلَا احْتَلَمَ وَأَنه رَحل لكل من خُرَاسَان وبغداد وَالروم وحلب وَالشَّام والمساجد الثَّلَاث ومصر وَذكر أَنه أسمر خَفِيف اللِّحْيَة أسودها رَقِيق الْبشرَة نحيف الْبدن خَفِي الصَّوْت يحسن بعض اللُّغَة الْعَرَبيَّة بِحَيْثُ يفهم مَا يُقَال لَهُ أَو يُجيب بتواضع وَسُكُون وأدب. غرير بِمُعْجَمَة ثمَّ مهملتين مصغر ابْن عجل بن رُمَيْح الحسني الْمَاضِي

حرف الفاء

أَبوهُ قريب صَاحب الْحجاز وَزوج ابْنَته الَّتِي أمره بفراقها فِي سنة تسع وَتِسْعين. غرير بن هيازع بن ثقبة بن حماز الْحُسَيْنِي أَمِير الْمَدِينَة وينبع. أَقَامَ فِي إمرة الْمَدِينَة ثَمَان سِنِين وَوَقع بَينه وَبَين ابْن عَمه عجلَان بن نعير أخي ثَابت اخْتِلَاف كَمَا كَانَ بَين أسلافهما فهجم غرير على حَاصِل الْمَسْجِد فَأخذ مِنْهُ مَالا جزيلا فَأمر السُّلْطَان أَمِير الركب بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ فَفعل وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَعشْرين وأحضره صُحْبَة الركب إِلَى مصر فاعتقل بقلعتها فَمَاتَ فِي صفر الَّتِي تَلِيهَا بعد ثَمَانِيَة عشر يَوْمًا، وَكَانَ خَاله مقبل بن نخبار أَمِير الينبوع قد جهز مَعَ قصاده قدر المَال الْمَنْسُوب إِلَيْهِ أَخذه فَلَمَّا بَلغهُمْ مَوته رَجَعَ بَعضهم إِلَى مرسله بِمَا مَعَه من المَال واختفى بَعضهم بِالْقَاهِرَةِ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. غفير الطنتدائي. هُوَ عبد الْغفار بن عبد الْمُؤمن. غمراشن ويدعى غمور بن أبي بكر بن عبد الْوَاحِد بن عمر المريني زعم. غَنَائِم بن عبد الرَّحِيم بن غَنَائِم التدمري الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي خَادِم قبر السِّت خَارج دمشق، مَاتَ فِي الْعشْر الأول من رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِدِمَشْق. غياث بن عَليّ بن نجم الكيلاني. فِي مُحَمَّد. غيث بن ندى بن عَليّ بن أبي الْوَحْش أَخُو سُلَيْمَان الْمَاضِي وَيعرف بِابْن نصير الدّين شيخ عرب المنوفية. كَانَ مِمَّن يذكر بالظلم وَالشح مَعَ إِظْهَاره التدين وانتمائه للشَّيْخ مَدين وجره لَهُ ولزاويته بل ولجماعة من أَتْبَاعه فِي كل سنة الْقَمْح الْكثير وَغَيره بِحَيْثُ كَانَ لَهُ إِلَيْهِ الْميل الزَّائِد وَرُبمَا يُقيم فِي الزاوية مُدَّة اجْتِهَاده فِي إِتْلَاف من يُعلمهُ من قطاع الطَّرِيق، وتجرع غُصَّة قتل ابْنه وَلم يمْكث بعده سوى اثْنَيْنِ وَعشْرين يَوْمًا، ثمَّ مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ عِنْد يشبك الْفَقِيه فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ عَاشر رَجَب سنة سِتّ وَسِتِّينَ عَن نَحْو السّبْعين وَصلى عَلَيْهِ بمصلى المؤمني وَدفن خَارج الْقَاهِرَة من جِهَة بَاب النَّصْر عَفا الله عَنهُ وإيانا. غيث الخانكي. هُوَ مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد. يكنى أَبَا الْغَيْث يَأْتِي.) (حرف الْفَاء) فاتن الطواشي الحبشي مولى شَيخنَا. نقل عَنهُ تَرْجَمَة عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف النويري من إنبائه مَا أسلفته فِيهِ، وَكَانَ خيرا قَرَأَ وَكتب وَسمع. مَاتَ وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ الْفَقِيه السعودي إِلَى تصحيفه بنتاف. فارح بن جَاءَ الْخَيْر. قَائِد طرابلس.

فارح بن مهْدي المريني الْقَائِد، كَانَ مُدبر دولة بني مرين فِي سلطنة أبي سعيد عُثْمَان بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بفاس وَمَات بهَا فِي آخر سنة سِتّ ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. فَارس بن دَاوُد بن حُسَيْن الأطفيحي ثمَّ الطنتدائي الغمري الشَّافِعِي واسْمه حسن وَلكنه بِفَارِس أشهر. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة عَاشر الْمحرم سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بأطفيح مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فتحول بعد أَن تميز مَعَ جدته لأمه إِلَى طنتدا فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن والعمدة والتبريزي والبهجة وَكِلَاهُمَا فِي الْفِقْه والملحة والوردية كِلَاهُمَا فِي النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ فِي البُخَارِيّ وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء ولازم فِي طنتدا الشَّمْس الشنشي فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَكَذَا قَرَأَهُ بِمصْر على الْبَهَاء ابْن الْقطَّان وَبحث عَلَيْهِ فِي الْمِنْهَاج وَأخذ فِي الْفَرَائِض والحساب عَن ابْن المجدي وَفِي الْمِيقَات عَن النورين الدلاصي والنقاش وَعبد الْعَزِيز الوفائي وجود الْقُرْآن على أبي عبد الْقَادِر الْأَزْهَرِي بل قَرَأَ لنافع على الشَّمْس بن الحمصاني، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَأَظنهُ جلس عِنْد التَّاج الْمَيْمُونِيّ وَأم بنكار وأقرأ وَلَده بل حج مَعَه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وبسفارة أَبِيه نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْمَنَاوِيّ وَجلسَ بعدة مجَالِس وَكَذَا نَاب عَن ابْن البُلْقِينِيّ فَمن بعده وأضيف إِلَيْهِ قَضَاء منية غمر وأعمالها نِيَابَة عَن عبد الرَّحِيم وعَلى ابْني الْمَنَاوِيّ ثمَّ اسْتَقل بهَا ودام مُدَّة، وَعرف بِالْكَرمِ والإقدام فِي الْأَحْكَام وَرُبمَا أفتى فِي تِلْكَ النَّاحِيَة وَلَا يَخْلُو من مُشَاركَة فِي الْجُمْلَة، وَقد اجْتمع بِي وسمعته ينشد شَيْئا من نظمه. مَاتَ فِي رَمَضَان فِيمَا قيل سنة ثَمَان وَتِسْعين بعد أَن أشرك مَعَه ابْن المراكبي الْمَعْرُوف بِابْن خروب وَاسْتقر بعده ابْن عَم لَهُ مَعَ الْمُشَاركَة عَفا الله عَنهُ. فَارس بن شامان بن زُهَيْر الْحُسَيْنِي ابْن خَال صَاحب مَكَّة وَزوج ابْنَته والماضي أَبوهُ وَهُوَ ابْن عَم الزبيرِي صَاحب الْمَدِينَة ووالد حسن صَاحبهَا، رَأَيْته مَعَه فِي آخر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَتِسْعين حِين زيارته للمدينة وَمَعَهُ ابْن لَهُ ابْن خمس سِنِين ابْنه الباز من ابْنة الشريف وَقَالَ لي) أَنه كَانَ حِين موت أَبِيه ابْن أَربع وَعشْرين سنة فَيكون مولده تَقْرِيبًا سنة تسع وَخمسين. فَارس بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سِنَان الْعمريّ أحد القواد. مَاتَ فِي ربيع الأول أَو الآخر سنة سِتّ وَسبعين بِبَعْض بِلَاد الْيمن وَدفن هُنَاكَ عَن أَربع وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. فَارس بن ميلب بن عَليّ بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الشريف الحسني أمه فَاطِمَة ابْنة الشريف عنان بن مغامس بن رميثة. مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ وَسبعين خَارج مَكَّة وَحمل فَدفن بهَا وَكَانَت وَفَاة أمه فِي سنة ثَمَان عشرَة بعد أَن فَارقهَا أَبوهُ وَتَزَوجهَا الشريف حسن بن عجلَان وأولدها عليا. ذكره ابْن فَهد.

فَارس بن صَاحب الباز التركماني صَاحب إنطاكية وَمَا والاها وأمير التركمان بِنَاحِيَة العمق وَابْن أميرها لما انزاح التتار عَن الْبِلَاد كثر جمعه فاستولى على إنطاكية وَتلك النواحي ثمَّ قوي أمره عِنْد الِاخْتِلَاف بَين العساكر المصرية والشامية، وَاسْتولى على الْبِلَاد الغربية بأسرها وَغَيرهَا من أَعمال حلب وَعجز النواب عَن دَفعه إِلَى أَن خذل وَآل أمره إِلَى أَن قَتله جكم بعد أَن سلب نعْمَته وَخرب بَيته فِي شَوَّال أَو ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وانكسرت شَوْكَة التركمان وَللَّه الْحَمد بِمَوْتِهِ، وَكَانَ كاسمه فَارِسًا شجاعا بنى بإنطاكية مدرسة بِحَضْرَة مقَام سَيِّدي حبيب النجار ذكره ابْن خطيب الناصرية ثمَّ شَيخنَا فِي إنبائه وَغَيرهمَا مطولا وأرخه بَعضهم سنة تسع غَلطا. فَارس البكتمري بكتمر السَّعْدِيّ. خدم إينال فِي إمرته فَلَمَّا تسلطن عمله من الدوادارية الصغار ثمَّ امتحن بعده وَلزِمَ دَاره إِلَى أَن أمره الْأَشْرَف قايتباي عشرَة ثمَّ تجرد لسوار فَقتل هُنَاكَ، وَكَانَ فِيمَا قيل لَا بَأْس بِهِ أدبا وحشمة رَحمَه الله. فَارس التازي الفاسي الْمَالِكِي وَالِد عبد الله قَاضِي بني جبر. مَاتَ سنة تسع وَسِتِّينَ بِمصْر مضى لَهُ ذكر فِي وَلَده. فَارس الخزندار الرُّومِي الطواشي تقدم فِي الدول فباشر الخازندارية للناصر ثمَّ للمؤيد ثمَّ لمن بعده وَلم يشْتَهر، وجود الْخط على الزين عبد الرَّحْمَن بن النَّاصِر وَكَذَا الرَّمْي بالنشاب وَحفظ الْقُرْآن وتلاه على جمَاعَة، وَكَانَ يشْتَغل بِالْعلمِ ويجتمع الطّلبَة من أَبنَاء الْعَرَب والعجم عِنْده وميله لأبناء الْعَرَب أَكثر. مَاتَ فِي نصف الْمحرم سنة سِتّ وَعشْرين وَخلف شَيْئا كثيرا احتاط عَلَيْهِ السُّلْطَان وَاسْتقر بعده فِي الخازندارية خشقدم. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار.) فَارس دوادار تنم نَائِب دمشق. مَاتَ سنة عشر. فَارس المحمدي الركني فَيْرُوز نَائِب الْمُقدم. اسْتَقر فِي الْوزر فِي صفر سنة أَربع وَسِتِّينَ بعد اختفاء ابْني الأهناسي فَأَقَامَ ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ صرف بمنصور ابْن صفي، وَعين للاستادارية وَغَيرهَا فَلم يتم وتقرب من الْأَشْرَف قايتباي وَتزَوج بِرَأْس نوبَة خوند الْكُبْرَى. فَارس الأشرفي الرُّومِي الطواشي، اسْتَقر فِي مشيخة الخدام بِالْمَدِينَةِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين عوضا عَن الولوي بن قَاسم وَتوجه فِي الْبَحْر إِلَى الينبوع ليسير مِنْهُ إِلَى مَحل خدمته فوصلها فِي أَثْنَائِهَا وَاسْتمرّ إِلَى أَن عزل فِي سنة خمس وَأَرْبَعين ثمَّ أُعِيد وَاسْتمرّ إِلَى ن عزل سنة أَربع وَخمسين. فَارس السيفي دولات باي المؤيدي. ترقى فِي حَيَاة أستاذه أَمِير الْمحمل آخر سني الظَّاهِر جقمق وتمول جدا وابتنى

الْأَمَاكِن الجليلة وَآل أمره إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي زردكاشا بعد أَن أمره وَتوجه إِلَى الشَّام صُحْبَة إينال الْأَشْقَر إِلَى سوار فجَاء الْخَبَر بِمَوْتِهِ فِي أثْنَاء صفر سنة خمس وَسبعين وَلم يكن بالمرضي سامحه الله. فَارس القطلو قجاوي الرُّومِي الظَّاهِرِيّ برقوق. أَصله من مماليك خَلِيل بن عرام اشْتَرَاهُ من بعض الخبازين بإسكندرية مِمَّن كَانَ يَبِيع الْخبز عِنْده وَآل أمره إِلَى أَن صَار من جملَة مماليك الظَّاهِر برقوق فحظي عِنْده ورقاه إِلَى إمرة عشرَة ثمَّ طبلخاناه ثمَّ بعد قدومه من السفرة الثَّانِيَة من الشَّام قدمه وولاه الحجوبية الْكُبْرَى عوضا عَن بخاص، وَكَانَ شجاعا حسن الرَّمْي مائلا إِلَى المغاني والملاهي. قتل مَعَ أيتمش فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَقد ناهز الْأَرْبَعين. ذكره الْعَيْنِيّ وَغَيره. فَارس المحمدي. مضى قَرِيبا. فَارس نَائِب القلعة بِدِمَشْق وأمير السرحة الَّتِي خرجت من دمشق فِي غزَاة ردوس، أَصَابَته جِرَاحَة فِي وقْعَة الفشيتل بجبينه أزالت عقله وَاسْتمرّ متضعفا مِنْهَا حَتَّى مَاتَ وَهُوَ رَاجِعُون فِي الْبَحْر وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة سبع وَأَرْبَعين. فَارس أحد المقدمين بِمصْر. كَانَ دوادار الظَّاهِر ططر فِي حَال إمرته فَلَمَّا ملك أعطَاهُ طبلخانات ثمَّ ولي نِيَابَة إسكندرية ثمَّ انْفَصل عَنْهَا وَصَارَ مقدما حَتَّى مَاتَ فِي أَوَائِل الْمحرم سنة سِتّ وَعشْرين وَكَانَ جيدا متواضعا متورعا ذكره الْعَيْنِيّ فَاضل بن مخلوف بن خلف بن سُلَيْمَان الشَّمْس التروجي السكندري نزيل الْقَاهِرَة وَأحد المؤذين) بِالْقصرِ السلطاني، مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَكَانَ لَهُ قبُول فِي أَذَان وتسبيحه ورزق فِي هَذِه الْأَيَّام حظوة زَائِدَة وَكثر تنقله إِلَى الْأَمَاكِن ليؤذن فِيهَا إِجَابَة للسائلين لَهُ فِيهِ وَرُبمَا فعله فِي بَعْضهَا ابْتِدَاء بِدُونِ مَسْأَلَة سمعته غير مرّة رَحمَه الله. فَاضل السمي الْبناء مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. فايز بن الْفَخر أبي بكر بن أَحْمد الْمدنِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن الْعَيْنِيّ. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. فايز بن الْفَخر أبي بكر بن عَليّ بن ظهيرة. فِي عبد الْعَزِيز. فتح الله بن عبد الرَّحِيم بن أبي بكر بن أَحْمد بن حسن المنفلوطي الْحَنَفِيّ نزيل الشيخونية وَأحد صوفيتها وَيعرف بِابْن الفرجوني نِسْبَة لبلدة بِالْقربِ من هُوَ. ولد فِي صَلَاة الْعَصْر من يَوْم السبت رَابِع عشري ربيع الأول سنة سِتّ

وَخمسين وَثَمَانمِائَة بمنفلوط وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَكَانَ يقرئ مماليك سيباي الكاشف ويؤم كأبيه بجامعها ثمَّ قدم الْقَاهِرَة سنة تسع وَسبعين فَقَرَأَ على الديمي الْكتب السِّتَّة والموطأ والشفا والتذكرة وَغَيرهَا وتنزل فِي الشيخونية من الَّتِي تَلِيهَا وَحفظ ثُلثي الْقَدُورِيّ وتفقه فِيهِ على الصّلاح الطرابلسي ولازمهما كثيرا وَمِمَّا أَخذه عَن الصّلاح أوقاف الْخصاف وَختم عَلَيْهِ كِتَابه وَكَذَا قَرَأَ على الْغَزِّي القَاضِي قبل قَضَائِهِ وَبعده، وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن الْكثير لنَفسِهِ وَلغيره وَشرع فِي كِتَابَة مُسْند أَحْمد فَكتب مِنْهُ زِيَادَة على مُجَلد، وناب فِي الخطابة بالبرقوقية وقتا وخطب بأماكن وَغَيرهَا ولازمني فِي قِرَاءَة أَشْيَاء كتمثال النَّعْل وأربعي الْمُنْذِرِيّ فِي قَضَاء الْحَوَائِج وَكَذَا قَضَاء الْحَوَائِج لِابْنِ أبي الدُّنْيَا والصمت لَهُ وَمَكَارِم الْأَخْلَاق للخرائطي وللطبراني واغتبط بذلك مَعَ قُوَّة فِي الدّين وتقنع وَدخل دمياط للنزهة وَمَاتَتْ أمه فسافر إِلَى بَلَده لذَلِك ثمَّ حكى لي عَنهُ مَا لم أرتضه وَالله أعلم. فتح الله بن عبد الله بن نصر الله الهرموزي نزيل مَكَّة وَمولى الهرموزية. تكسب بِالْكِتَابَةِ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. فتح الله بن فرج الله بن حسن شاه بن إِبْرَاهِيم الْبُرْهَان أَبُو الْخَيْر بن الضياء أبي الْقسم بن الْعَلَاء بن الْبُرْهَان الكرهلي نِسْبَة لكره قَرْيَة من أَصْبَهَان الْكرْمَانِي المولد وَالدَّار الشَّافِعِي نزيل مَكَّة، مِمَّن سمع مني أَيْضا بِمَكَّة. فتح الله بن مستعصم بن نَفِيس فتح الدّين الإسرائيلي الدَّاودِيّ التبريزي الْحَنَفِيّ كَاتب السِّرّ. ولد) بتبريز سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة وَقدم مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة فَمَاتَ أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَكَفَلَهُ عَمه بديع بن نَفِيس فَقَرَأَ الْمُخْتَار فِي الْفِقْه وَتردد إِلَى مجَالِس الْعلم وَتعلم الْخط وَعرف كثيرا من الْأَلْسِنَة وَمن الْأَخْبَار، وتميز فِي الطِّبّ وباشر العلاج وَصَحب بيبغا الشَّافِعِي أَيَّام الْأَشْرَف واختص بِهِ ورافقه من مماليكه الْأَمِير الشَّيْخ الصفوي وَكَانَ بارع الْجمال فانتزعه لما قبض على الشَّافِعِي وَصَارَ من أخص المماليك عِنْده فزوج فتح الله أمه وفوض إِلَيْهِ أُمُوره وَأَسْكَنَهُ مَعَه فاشتهر من ثمَّ وشاع ذكره وَاسْتقر فِي رياسة الطِّبّ بعد موت عَمه بديع فباشرها بعفة ونزاهة، ثمَّ عالج برقوق فأعجبه وراج عَلَيْهِ بِمَا كَانَ يعرفهُ من الْأَلْسِنَة وَالْأَخْبَار واختص بِهِ وَصَارَ لَهُ عِنْده مجْلِس لَا يحضر مَعَه فِيهِ غَيره فَلَمَّا مَاتَ الْبَدْر مَحْمُود الكلستاني قَرَّرَهُ فِي كِتَابَة السِّرّ مَعَ سعي الْبَدْر بن الدماميني فِيهَا بِمَال كثير فباشر بعفة ونزاهة أَيْضا وَقرب من النَّاس وبشاشة وحشمة وَعَمله الظَّاهِر أحد أوصيائه وَاسْتمرّ فِي كِتَابَة السِّرّ بعده لم ينكب إِلَّا فِي كائنة ابْن غراب ثمَّ عَاد، قَالَ شَيخنَا:

وَكَانَت خصاله كلهَا حميدة إِلَّا الْبُخْل والحرص وَالشح المفرط حَتَّى بالعارية وبسبب ذَلِك نكب فَإِن يشبك لما هرب من الْوَقْعَة الَّتِي كَانَت بَينه وَبَين النَّاصِر ترك أَهله وَعِيَاله بمنزله بِالْقربِ مِنْهُ فَلم يقرهم السَّلَام وَلَا تفقدهم بِمَا قِيمَته الدِّرْهَم الْفَرد فحقد عَلَيْهِ ذَلِك وَكَانَ أعظم الْأَسْبَاب فِي تَمْكِين ابْن غراب من الْحَط عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَت النكبة الشهيرة لجمال الدّين كَانَ هُوَ الْقَائِم بأعبائها وَعظم أمره عِنْد النَّاصِر من يَوْمئِذٍ وَصَارَ كل مبَاشر جلّ أَو حقر لَا يتَصَرَّف إِلَّا بأَمْره فَلَمَّا انهزم النَّاصِر وَغلب شيخ اسْتَقر بِهِ وَقَامَ بِالْأَمر على عَادَته إِلَى أَن نكب فِي شَوَّال سنة خمس عشرَة من الْمُؤَيد لشَيْء نقل عَنهُ وَلم يزل فِي الْعقُوبَة وَالْحَبْس إِلَى أَن مَاتَ مخنوقا فِي لَيْلَة الْأَحَد خَامِس ربيع الأول سنة سِتّ عشرَة وَأخرج من الْغَد فَدفن بتربة خَارج بَاب المحروق من الْقَاهِرَة. قَالَ ابْن خطيب الناصرية: وَكَانَ إنْسَانا عَاقِلا دينا محبا فِي أهل الْخَيْر وَالْعلم وَجمع كتبا نفيسة زَاد غَيره: وَكَانَت مُدَّة ولَايَته كِتَابَة السِّرّ أَربع عشرَة سنة وَنَحْو شهر تعطل فِيهَا أشهرا وَقَالَ المقريزي: كَانَت لَهُ فَضَائِل جمة غطاها شحه حَتَّى اختلق عَلَيْهِ أعداؤه معايب برأه الله مِنْهَا فَإِنِّي صحبته مُدَّة طَوِيلَة تزيد على عشْرين سنة ورافقته سفرا وحضرا فَمَا علمت عَلَيْهِ إِلَّا خيرا، بل كَانَ من خير أهل زَمَانه رصانة عقل وديانة وَحسن عبَادَة وتأله ونسك ومحبة للسّنة وَأَهْلهَا وانقياد) إِلَى الْحق مَعَ حسن سفارة بَين النَّاس وَبَين السُّلْطَان وَالصَّبْر على الْأَذَى وَكَثْرَة الِاحْتِمَال والتؤدة وجودة الحافظة وَكَانَ يعاب بالشح بجاهه كَمَا يعاب بالشح بِمَالِه فَإِنَّهُ كَانَ يخذل صديقه أحْوج مَا يكون إِلَيْهِ وَقد جوزي بذلك فَإِنَّهُ لما نكب هَذِه الْمرة تخلى عَنهُ كل أحد حَتَّى عَن الزِّيَارَة فَلم يجد معينا وَلَا مغيثا فَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه، وَقَالَ: فتح الدّين هَذَا كَانَ جده يَهُودِيّا من أَوْلَاد نَبِي الله دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وَقدم جده من تبريز أَيَّام النَّاصِر حسن إِلَى الْقَاهِرَة واختص بالأمير شيخو وطبه وَصَارَ يركب بغلة بخف ومهماز ثمَّ إِنَّه أسلم على يَد النَّاصِر حسن وَولد فتح الله بتبريز وَقدم على جده نَفِيس فَكَفَلَهُ عَمه بديع لِأَن أَبَاهُ مَاتَ وَهُوَ طِفْل، وَنَشَأ معتنيا بالطب إِلَى أَن ولي الرياسة بعد موت الْعَلَاء بن صَغِير، واختص بِالظَّاهِرِ حَتَّى ولاه كِتَابَة السِّرّ بعد مَا سُئِلَ فِيهَا بقنطار من الذَّهَب مَعَ علمه ببعده عَن صناعَة الْإِنْشَاء وَقَالَ: أَنا أعلمهُ فباشر ذَلِك وشكره النَّاس، وَطول فِي عقوده تَرْجَمته. فتح الله بن أبي يزِيد بن عبد الْعَزِيز بن إِبْرَاهِيم الشرواني الشَّافِعِي، حج بعد السّبْعين وَثَمَانمِائَة وَقدم الْقَاهِرَة فِي رُجُوعه وَذكره النَّجْم بن قَاضِي عجلون بِتمَام الْفَضِيلَة وَلما كَانَ بِمَكَّة عرض عَلَيْهِ أَبُو السُّعُود ابْن قاضيها وَكتب لَهُ إجَازَة حَسَنَة

وَبَلغنِي أَن لَهُ تصانيف مِنْهَا تَفْسِير آيَة الْكُرْسِيّ وَشرح المراح والإرشاد فِي النَّحْو للتفتازاني وَكَذَا شرح الْأَنْوَار للأردبيلي بِالْفَارِسِيَّةِ لأجل ابْن شاه رخ سُلْطَان سَمَرْقَنْد فِي مجلدين فأفسده وَهُوَ إِلَى بعد الثَّمَانِينَ فِي قيد الْحَيَاة. فتح الله العجمي الْخُرَاسَانِي نزيل تونس وَيُسمى أَحْمد، وَكَانَ أحد الْعلمَاء العارفين، دخل الْمغرب فِي سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة فَأَقَامَ بتونس وَله بهَا مآثر من زَوَايَا وَنَحْوهَا بل بجل الْمغرب، وَصَارَت لَهُ جلالة وشهرة حَتَّى مَاتَ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَرَأَيْت من أرخه سنة سبع وَقد قَارب الثَّمَانِينَ، وَكَانَ متجملا كَرِيمًا محلا للشارد والوارد بل ترد عَلَيْهِ الْمُلُوك والقضاة وَغَيرهم مَعَ عدم تردده إِلَيْهِم، وَكثر الآخذون عَنهُ بِحَيْثُ كَانُوا طباقا، وَمِمَّنْ انْتفع بِهِ عبد الْمُعْطِي نزيل مَكَّة وحَدثني بِكَثِير من أَحْوَاله بل أَخْبرنِي أَنه أَخذ عَن غير وَاحِد من مريديه كَمَا سلف فِي تَرْجَمته، وَلم يعْدم مَعَ ذَلِك كُله من متعنت يُنكر عَلَيْهِ أَشْيَاء جائرة عِنْد بعض الْعلمَاء سِيمَا الْمَالِكِيَّة كوضع يَدَيْهِ على صَدره فِي صلَاته، وَلم يَزْدَدْ مَعَ هَذَا إِلَّا جلالة ووجاهة بِحَيْثُ لم يمت حَتَّى أذعن لَهُ الْمُخَالف، وأحواله مستفيضة وَالله أعلم بِحَقِيقَة أمره رَحمَه الله) وإيانا. فتح خَان الهراوي. فتح وَيُقَال لَهُ أَبُو الْفَتْح أَيْضا كَانَ مُعْتَقدًا بَين الْعَامَّة وَكثير من الْخَاصَّة كإمام الكاملية بِحَيْثُ يجْعَلُونَ حركاته ومزيد صياحه عَلَامَات لما يتَّفق بعْدهَا وَكَانَ أكبر إِقَامَته بجوار سعيد السُّعَدَاء كَمَا أَن أَكثر أوقاته التجرد والعري وَقد أَمر شَيخنَا مرّة بإرساله للبيمارستان وَمَا تمّ وَلَكِن قيل مِمَّا جعل كَرَامَة للمترجم أَن شَيخنَا لم يقدر بعد ذَلِك مروره من تِلْكَ الخطة إِلَّا فِي النَّادِر لكَونه عزل عَن البيبرسية. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ مستهل رَمَضَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَغسل فِي الخانقاه وَصلي عَلَيْهِ عِنْد بَاب مصلى بَاب النَّصْر فِي جمع وافر ثمَّ دفن بتربة قانم. الْفتُوح بن عِيسَى الزموري. فتيتة بن ساري شيخ الحنانشة فحيمة بن. فرج بن أَحْمد بن عبد الله التركماني القاهري ثمَّ الأنبابي الفاضلي نِسْبَة لخدمة الْأَمِير الْفَاضِل. ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بمنشية المهراني من مصر وخدم الْجمال يُوسُف بن إِسْمَاعِيل الإنبابي وَسكن مَعَه إنبابة، وَحج فِي خدمته مرَّتَيْنِ وَتردد مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة لسَمَاع الحَدِيث مِمَّا سَمعه على الحلاوي فضل الْكلاب لِابْنِ الْمَرْزُبَان وَاسْتمرّ بعده قَائِما بِخِدْمَة ضريحه بإنبابة مَعَ تكسبه بالخياطة هُنَاكَ، وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل إسكندرية وَغَيرهَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَت سِيمَا الْخَيْر عَلَيْهِ لائحة. مَاتَ فِي حُدُود سنة ثَمَان وَأَرْبَعين رَحمَه الله.

فرج بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن حريز المنفلوطي الْمَالِكِي ابْن أخي الحسام والسراج وَأَبوهُ أَصْغَر الثَّلَاثَة وَهُوَ أَصْغَر أَخَوَيْهِ إِسْمَاعِيل وَمُحَمّد وَإِسْمَاعِيل أوجه وَله نظم فَمِنْهُ تخميس الْبردَة وَهُوَ عِنْد صاحبنا المحيوي الْقرشِي وينوب فِي قَضَاء بناحيته وَنَحْوهَا، وَهُوَ سنة تسع وَتِسْعين فِي الْأَحْيَاء. فرج بن برقوق بن أنس النَّاصِر الزين أَبُو السعادات بن الظَّاهِر الجركسي الْمصْرِيّ، ولد فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة فِي وسط فتْنَة يلبغا الناصري ومنطاش فَسَماهُ أَبوهُ بلغاق ثمَّ سَمَّاهُ فرجا فَكَانَ اسْمه الْحَقِيقِيّ هُوَ الأول، وَأمه أم ولد رُومِية، اسْتَقر فِي المملكة بِعَهْد من أَبِيه وَبعده فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وسنه دون عشر سِنِين. وَاخْتلف مماليك أَبِيه عَلَيْهِ كثيرا وَنزل الشَّام مرَارًا فِي مماليك أَبِيه وَغَيرهم وتصافف هُوَ فِي عسكره وَشَيخ وَمن انْضَمَّ إِلَيْهِ باللجون فانكسر وفر على الهجن إِلَى دمشق فَدخل قلعتها وَتَبعهُ شيخ وَمن مَعَه فحاصروه إِلَى) أَن نزل إِلَيْهِم بالأمان فاعتقل وَذَلِكَ فِي صفر سنة خمس عشرَة واستفتوا الْعلمَاء فأفتوا بِوُجُوب قَتله لما كَانَ يرتكبه من الْمُحرمَات والمظالم والفتك الْعَظِيم فَقتل فِي لَيْلَة السبت سَابِع عشر صفر الْمَذْكُور وَدفن بمقابر دمشق وَكَانَ سُلْطَانا مهيبا فَارِسًا كَرِيمًا فتاكا ظَالِما جبارا منهمكا على الْخمر وَاللَّذَّات طامعا فِي أَمْوَال الرعايا، وخلع فِي غُضُون مَمْلَكَته سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بأَخيه الْمَنْصُور عبد الْعَزِيز نَحْو شَهْرَيْن ثمَّ أُعِيد فِي جُمَادَى الْآخِرَة مِنْهَا وَأمْسك أَخَاهُ فحبسه ثمَّ قَتله وترجمته تحْتَمل كراريس فَأكْثر مَعْرُوفَة من الْحَوَادِث فَلَا نطيل بهَا، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار. فرج بن نَائِب الشَّام تنم المؤيدي، ولد ببرج إسكندرية حِين كَانَ أَبوهُ مَحْبُوسًا بِهِ فِي الْأَيَّام الإينالية وَقَرَأَ الْقُرْآن وشارك فِي حرف كالنجارة والطبخ مَعَ رمي النشاب وَنَحْوه، وَكَانَ نابها، مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَهُوَ شَاب أَمْرَد طري ابْن ثَلَاث وَعشْرين فِيمَا قيل وَكَانَ قد حج مَعَ زوج أمه أزبك الخزندار أحد المقدمين فِي ذَاك الْعَام ورأيته هُنَاكَ عوضه الله وَأمه خيرا. فرج بن سكزباي بِمُهْملَة ثمَّ كَاف مكسورتين بعْدهَا زَاي سَاكِنة ثمَّ مُوَحدَة الزين المؤيدي شيخ رباه فِي حَال إمرته فَلَمَّا تسلطن عمله خاصكيا ثمَّ أَمِير عشرَة وقربه لجماله حَتَّى صَار من أَعْيَان دولته وَكَانَ طوَالًا خَفِيف اللِّحْيَة مليح الشكالة جميلا، مَاتَ فِي رَابِع صفر سنة أَربع وَعشْرين بِالْقَاهِرَةِ بعد مرض طَوِيل. ذكره المقريزي والعيني وَغَيرهمَا. فرج بن سونجبغا نزيل درب الأتراك بجوار الْأَزْهَر. مَاتَ فِي الْمحرم

سنة سِتّ وَثَمَانِينَ، وَكَانَ مَذْكُورا بالشح مَعَ المَال الجزيل. فرج بن عبد الرَّزَّاق سعد الدّين بن تَاج الدّين بن البقري أَخُو يحيى وَحَمْزَة وَأبي سعيد. تدرب فِي المباشرات وباشر تَارَة فِي الدولة وَتارَة فِي الْمُفْرد. فرج عبد الله الشرابي الحبشي الْمَكِّيّ التَّاجِر صَاحب دور وَغَيرهَا. مِمَّن سمع على الزين المراغي فِي سنة أَربع عشرَة ختم الصَّحِيح، وَأَنْشَأَ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين بمنى سَبِيلا لم يكمل. وَمَات بِمَكَّة فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَخمسين. فرج بن عبد الله المغربي الجرائحي. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ. أرخهما ابْن فَهد.) فرج بن فرج بن برقوق الْأَمِير بن النَّاصِر بن الظَّاهِر. مَاتَ سنة عشْرين. فرج بن ماجد سعد الدّين بن الْمجد القبطي الْمصْرِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن النحال بنُون ومهملة مُشَدّدَة وَآخره لَام. ولد فِي أَوَائِل الْقرن بِمصْر الْقَدِيمَة وَأَبوهُ يَوْمئِذٍ نَصْرَانِيّ فَنَشَأَ مُسلما تَحت كنف أَبِيه وتمهر فِي الدِّيوَان وخدم فِي عدَّة جِهَات، وَولي بعد موت أَبِيه نظر الإسطبل ثمَّ كِتَابَة المماليك ثمَّ نظر الدولة ثمَّ الوزارة غير مرّة والاستادارية وَمَا أَفْلح وَلَا أنجح بل كَانَ غير مَسْعُود فِي ولاياته وحركاته حاد المزاج كثير الظُّلم مَعَ صدق لهجة ومواظبة على الصَّلَوَات وَكَونه من أَعْيَان الْكتاب ورؤوس المباشرين. مَاتَ بطالا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسِتِّينَ وَقد زَاد على السِّتين وَكَانَ جَامِدا كريها سامحه الله وإيانا. فرج بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزين بن الْأَمِير نَاصِر الدّين الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي أَخُو صاحبنا الْجمال مُحَمَّد الْحَنَفِيّ الْآتِي وَيعرف بِابْن السَّابِق. ولد فِي شَوَّال سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والبهجة الوردية والكافية وَأخذ فِي الْفِقْه بِبَلَدِهِ عَن الزين بن الخرزي وبحمص عَن الْبُرْهَان النقيراوي وَقَرَأَ فِي النَّحْو وَالصرْف مَعَ قِطْعَة من الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ على حسن الْهِنْدِيّ والكافية على الشَّمْس الأندلسي حِين كَانَ قَاضِي حماة ومنظومة فِي الْكِتَابَة على ناظمها النُّور بن خطيب الدهشة والخزرجية على الشهَاب بن عربشاه وباشر التوقيع بِبَلَدِهِ عِنْد عَمه ثمَّ اسْتَقل بِكِتَابَة سرها عوضا عَنهُ فدام ثَلَاث عشرَة سنة وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء الشَّافِعِيَّة فِيهَا فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ فتمنع ثمَّ أُشير عَلَيْهِ بِالْقبُولِ فَأجَاب وحمدت مُبَاشَرَته وتعفف عَن الْأَوْقَاف ثمَّ أعرض عَنهُ ثمَّ أُعِيد، وَقدم الْقَاهِرَة فِي حَيَاة أَخِيه وَبعده غير مرّة وَاجْتمعت بِهِ مرَارًا، وَذكر لي أَن أول قدومه لَهَا فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَهُوَ إِنْسَان حسن سليم الْفطْرَة محب فِي الحَدِيث وَأَهله رَاغِب فِي مطالعة التَّارِيخ والأدبيات بِحَيْثُ أفرد مُلُوك بَلَده

فِي كتاب سَمَّاهُ بُلُوغ الطَّالِب مناه من أَخْبَار حماه وَعمل ذيلا لتاريخ الْمُؤَيد صَاحب حماة وتعانى النّظم وكتبت عَنهُ فِي سنة سِتّ وَسبعين مَا كتب بِهِ إِلَى الصَّدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله الْآتِي وَقد هوى جَارِيَة لَهُ اسْمهَا بنفشا فَقَالَ: (مولَايَ إِن اسْم التيوسط حشاك حلت ... إعكس وصحف رسمهتجده أَنْت ثقتي) وَقَوله وَقد كتب إِلَيْهِ الصَّدْر بقوله: (الْقلب من فرقتكمأصبح ضيقا حرجا ... منقبضا يسْأَل منأهل دمشق فرجا) ) (لَا ضَاقَ يَوْمًا صدركموعشت دهرا بهجا ... ممتعا بنيل ماترجو رَجَاء فرجا) وَغير هَذَا وَحج مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء أَخِيه الزين الزَّرْكَشِيّ وَعَائِشَة الكنانية وقريبتها فَاطِمَة الحنبلية وناصر الدّين الفاقوسي والمقريزي فِي آخَرين وَخرجت لَهُ بسؤال أَخِيه عَنْهُم أَسَانِيد فِي جُزْء وَورث أَخَاهُ، مَاتَ فِي مستهل ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَهُوَ قَاض. فرج بن الْحَاجِب مِمَّن اخْتصَّ ببرسباي قرا وَله فِي الْجُمْلَة إقبال على التَّارِيخ وَنَحْوه. فرج الرَّائِي الصَّالح. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَخمسين. فرج الزنْجِي فَتى مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الشغري الْآتِي. اعتنى بِهِ سَيّده فحفظه عدَّة مُقَدمَات مَعَ أربعي النَّوَوِيّ والبردة وَغَيرهَا، وَعرض عَليّ وَسمع مني بِمَكَّة فِي مجاورتي الثَّالِثَة أَشْيَاء. فرج الزَّيْلَعِيّ الصحراوي وَالِد خَدِيجَة الْآتِيَة. كَانَ صَالحا مُعْتَقدًا كَمَا ذكر فِي ابْنَته. فرج الزين الْحلَبِي. تنقلفي الخدم حَتَّى ولاه الظَّاهِر برقوق أستادار الْأَمْلَاك والذخيرة ثمَّ نَقله لنيابة إسكندرية فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى بعد قطلوبغا الخليلي وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي آخر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَاسْتقر بعده أرسطاي رَأس نوبَة. أرخه المقريزي. فرج المغربي الجراعي المزين. مضى فِي ابْن عبد الله. فرج الناصري الحبشي. جارنا وَأحد من عرف بِخِدْمَة شَيخنَا فِي جباية وقف الأشرفية وَغَيرهَا وَلم يحصل بعده على طائل. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَدفن بحوش البيبرسية عَفا الله عَنهُ وَكَانَ لَهُ ولد اسْمه عبد الْكَرِيم بتجرد وشكالة فروخ الشِّيرَازِيّ. شيخ مسن جدا قدم قريب الْخمسين فَأخذ عَن شَيخنَا وَأظْهر تبجحا بلقيه واغتباطا. فصل البدوي. أحد الخارجين عَن الطَّاعَة القائمين بِقطع الطّرق وإخافة السبل مَعَ شجاعته وَشدَّة بأسه حَتَّى أَنه كَانَ يَجِيء إِلَى الْبَلَد الْكَبِير نَهَارا فَينزل

خَارِجهَا وَيُرْسل قاصده إِلَى أَهلهَا يُعلمهُ بِأَنَّهُ قرر عَلَيْهِم كَذَا وَكَذَا فَلَا يسعهم إِلَّا إرْسَاله وَمَتى تخلفوا طرقهم بعد ذَلِك وَأخذ مِنْهُم مَا شَاءَ فَأَقَامَ على هَذَا مُدَّة وأعيا الْحُكَّام أمره إِلَى أَن قدم بِنَفسِهِ إِلَى السُّلْطَان تَائِبًا فَأَمنهُ وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ أَيَّامًا فَكَانَ إِذا مَشى فِي طرقها تكْثر الْعَامَّة النّظر إِلَيْهِ والتفرج عَلَيْهِ وَيكثر هُوَ التَّعَجُّب من صنيعهم والضحك عَلَيْهِم فِي ذَلِك ثمَّ توجه إِلَى بِلَاده فَأَقَامَ على التَّوْبَة أشهرا ثمَّ بلغ الزين) الاستادار أَنه نقضهَا وَأَنه يتخطف لَكِن سرا فاحتال حَتَّى استقدمه بالأمان وطلع بِهِ إِلَى السُّلْطَان وَمَعَهُ ابْن عَم لَهُ فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع شعْبَان سنة ثَمَان وَخمسين فَأمر بضربهما بالمقارع وتسميرهما وسلخهما بعد ذَلِك وحشو جلدهما فَفعل بهما ذَلِك كُله وطيف بهما الشرقية مستراح مِنْهُمَا. فضل الله بن روزبهان بن فضل الله الْأمين أَبُو الْخَيْر ابْن القَاضِي بأصبهان أَمِين الدّين الخنجي الأَصْل الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الصُّوفِي وَيعرف بخواجه ملا. لَازم جمَاعَة كعميد الدّين الشِّيرَازِيّ وتسلك بالجمال الأردستاني وتجرد مَعَه وَتقدم فِي فنون من عَرَبِيَّة وَمَعَان وأصلين وَغَيرهَا مَعَ حسن سلوك وَتوجه وتقشف ولطف عشرَة وانطراح وذوق وتقنع، قدم الْقَاهِرَة فَتُوُفِّيَتْ أمه بهَا وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَمَات شَيْخه الْجمال بِبَيْت الْمُقَدّس فَشهد دَفنه، وسافر إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فجاور بهَا أشهرا من سنة سبع وَثَمَانِينَ ولقيني بهَا فسر بعد أَن تكدر حِين لم يجدني بِالْقَاهِرَةِ مَعَ أَنه حسن لَهُ الِاجْتِمَاع بالخضيري فَمَا انْشَرَحَ بِهِ وَقَرَأَ على البُخَارِيّ بالروضة وَسمع دروسا فِي الْإِصْلَاح واغتبط بذلك كُله، وَكَانَ يُبَالغ فِي الْمَدْح بِحَيْثُ عمل قصيدة بديعة يَوْم خَتمه أنشدت بحضرتنا فِي الرَّوْضَة أَولهَا: (روى النسيم حَدِيث الأحباء ... فصح مِمَّا روى أسقام أحشائي) وَهِي عِنْدِي بِخَطِّهِ الْحسن مَعَ مَا قيل نظما من غَيره وَكَذَا عمل أُخْرَى فِي ختم مُسلم وَقد قَرَأَهُ على أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْفرج المراغي حِينَئِذٍ أَولهَا: (صححت عَنْكُم حَدِيثا فِي الْهوى حسنا ... أَن لَيْسَ يعشق من لَا يهجر الوسنا) وَهِي بِخَطِّهِ أَيْضا فِي تَرْجَمته من التَّارِيخ الْكَبِير، وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة افتتحتها بِقَوْلِي: أَحْمد الله ففضل الله لَا يجْحَد وأشكره فَحق لَهُ أَن يشْكر ويحمد وأصلي على عَبده الْمُصْطَفى سيدنَا مُحَمَّد، ووصفته بِمَا أثْبته أَيْضا فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وَقَالَ لي أَنه جمع مَنَاقِب شَيْخه الأردستاني وَأَن مولده فِيمَا بَين الْخمسين إِلَى السِّتين ثمَّ لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي موسمها فحج وَرجع إِلَى بِلَاده مبلغا إِن شَاءَ الله سَائِر مقاصده وَمرَاده وَبَلغنِي فِي سنة سبع وَتِسْعين أَنه كَانَ كَاتبا فِي ديوَان السُّلْطَان يَعْقُوب لبلاغته وَحسن إِشَارَته.

فضل الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّزَّاق بن إِبْرَاهِيم بن مكانس الْمجد بن الْفَخر الْمصْرِيّ القبطي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن مكانس. ولد فِي شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ فِي عز) ونعمة فِي كنف أَبِيه فَتخرج وتأدب وَمهر ونظم الشّعْر وَهُوَ صَغِير جدا فَإِن أَبَاهُ كَانَ يصحب الْبَدْر البشتكي فانتدبه لتأديبه فخرجه فِي أسْرع مُدَّة ونظم الشّعْر الْفَائِق وباشر فِي حَيَاة أَبِيه توقيع الدست بِدِمَشْق وَكَانَ أَبوهُ وزيرا بِهِ ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ ساءت حَاله ثمَّ خدم فِي ديوَان الْإِنْشَاء وتنقلت رتبته فِيهِ إِلَى أَن جَاءَت الدولة المؤيدية فامتدحه بقصائد فَأحْسن القَاضِي نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ لاعتنائه بِهِ وإحسانه إِلَيْهِ السفارة لَهُ عِنْده بِحَيْثُ أثابه ثَوابًا حسنا ذكره شَيخنَا فِي أنبائه قَالَ: وَكَانَت بَيْننَا مَوَدَّة أكيدة اتَّصَلت نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة وبيننا مطارحات وألغاز، وَسمعت من لَفظه أَكثر منظومه ومنثوره، وشعره فِي الذرْوَة الْعليا وَكَذَلِكَ نثره لَكِن نظمه أحسن مَعَ أَنه قَلِيل البضاعة من الْعَرَبيَّة وَلذَا رُبمَا وَقع لَهُ اللّحن الظَّاهِر وَأما الْخَفي فكثير جدا وَقد جمع ديوَان أَبِيه ورتبه، وَقَالَ فِي مُعْجَمه: الْفَاضِل ابْن الْفَاضِل تعانى الأدبيات فمهر فِي النّظم والنثر وباشر فِي الدَّوَاوِين السُّلْطَانِيَّة، وَكَانَ غَالب عمره فِي إملاق وبيننا صُحْبَة ومودة ومطارحات كَثِيرَة مدونة ودامت مودتنا ثَلَاثِينَ سنة إِلَى أَن فجئه الْحمام فَمَاتَ بالطاعون فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس عشري ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين رَحمَه الله، وَقَالَ غَيره أَنه تفقه وَقَرَأَ النَّحْو واللغة وبرع فِي الْأَدَب، ولأبيه فِيهِ: (أرى وَلَدي قد زَاده الله بهجة ... وكمله فِي الْخلق والخلق مذ نشا) (سأشكر رَبِّي حَيْثُ أُوتيت مثله ... وَذَلِكَ فضل الله يؤتيه من يشا) وَمن نظم الْمجد يهنئ وَالِده بعوده من السّفر: (هنئت يَا أبتي بعودك سالما ... وَبقيت مَا طرد الظلام نَهَار) (ملئت بطُون الْكتب فِيك مدائحا ... حَقًا لقد عظمت بك الْأَسْفَار) وَمن زهدياته: (جزى الله شيبي كل خير فَإِنَّهُ ... دَعَاني لما يرضى الْإِلَه وحرضا) (فأقلعت عَن ذَنبي وأخلصت تَائِبًا ... وَأَمْسَكت لما لَاحَ فِي الْخَيط أبيضا) وَمِنْه: (قَالُوا وَقد عشقت قاماتهم والأعينا ... إِن رمت تلقانا فلج بَين السيوف والقنا) وَقَوله:) (بِحَق الله دع ظلم الْمَعْنى ... ومتعه كَمَا يهوى بأنسك) (وكف الصَّدْر يَا مولَايَ عَمَّن ... بيومك رحت تهجره وَأمْسك)

وَقَوله: (تساومنا شذا أزهار روض ... تحير ناظري فِيهِ وفكري) (فَقلت نبيعك الْأَرْوَاح حَقًا ... بعرف طيب مِنْهُ وَنشر) وَقَوله لما صودر (رب خُذ بِالْعَدْلِ قوماأهل ظلم متوال ... كلفوني بيع خيليبرخيص وبغالي) وشعره كثير سَائِر، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وبيض لشعره. فضل الله بن مُحَمَّد بن حسن بن يَعْقُوب البعلي ولد فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ببعلبك وأحضر بهَا فِي الْخَامِسَة على مُحَمَّد بن عَليّ اليونيني والشريف مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد إِبْرَاهِيم الْحُسَيْنِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْحُسَيْنِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجردي صَحِيح البُخَارِيّ ثمَّ سَمعه على أبي الْفرج عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الزعبوب، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ بزازا. مَاتَ قبل رحلتي. فضل الله بن أبي مُحَمَّد التبريزي أحد المتقشفين من المبتدعة. كَانَ من الاتحادية ثمَّ ابتدع النحلة الَّتِي عرفت بالحروفية فَزعم أَن الْحُرُوف هِيَ غير الْآدَمِيّين إِلَى خرافات كَثِيرَة لَا أصل لَهَا، ودعا اللنك إِلَى بدعته فَأَرَادَ قَتله فَبلغ ذَلِك وَلَده أَمِير زَاده لِأَنَّهُ فر مستجيرا بِهِ فَضرب عُنُقه بِيَدِهِ وَبلغ اللنك فاستدعى بِرَأْسِهِ وجثته فأحرقهما فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ من أَتْبَاعه وَاحِد يُقَال لَهُ نسيم الدّين فَقتل بعد وسلخ جلده فِي الدولة المؤيدية سنة إِحْدَى وَعشْرين بحلب، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه وَأَظنهُ الْآتِي بعد اثْنَيْنِ. فتح الله بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر التسترِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْمُحب أَحْمد وَعبد الرَّحْمَن ووالد عُثْمَان الْمَذْكُورين، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ: خرج من بِلَاده مَعَ أَبِيه وَإِخْوَته وَطَاف هُوَ الْبِلَاد وَدخل الْيمن ثمَّ الْهِنْد ثمَّ الْحَبَشَة وَأقَام بهَا دهرا ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة وَصَحب فِيهَا الْأَمِير يشبك الساقي الْأَعْرَج حِين كَانَ هُنَاكَ منفيا من الْمُؤَيد وجاور بهَا صحبته فَلَمَّا عَاد الْأَمِير إِلَى الْقَاهِرَة وتأمر حضر إِلَيْهِ فَأكْرمه، وَاتفقَ موت الشَّمْس الحبتي شيخ الخروبية الجيزية فقرر بعنايته فِي المشيخة عوضه بعد أَن كَانَ تقرر فِيهَا) غَيره واستمرت بِيَدِهِ حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَعشْرين وَهُوَ ابْن سِتِّينَ أَو جاوزها، وَقد روى عَنهُ التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه. فضل الله التَّاج بن الرَّمْلِيّ القبطي. نَشأ بِالْقَاهِرَةِ وتنقل فِي الخدم حَتَّى ولي نظر الدولة حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَعشْرين وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ، قَالَ

المقريزي: كَانَ من ظلمَة الأقباط وفساقهم. فضل الله أَبُو الْفضل الاسترابادي العجمي واسْمه عبد الرَّحْمَن وَلكنه إِنَّمَا كَانَ يعرف بالسيد فضل الله حَلَال جور أَي يَأْكُل حَلَال وَينظر إِن كَانَ هُوَ الْمَاضِي قبل اثْنَيْنِ. كَانَ على قدم التَّجْرِيد والزهد بِحَيْثُ حكى عَنهُ أَنه لم يذقْ مُنْذُ عمره لأحد طَعَاما وَلَا قبل شَيْئا وَأَنه كَانَ يخيط الطواقي الأعجمية ويقتات بِثمنِهَا مَعَ فَضِيلَة تَامَّة ومشاركة جَيِّدَة فِي عُلُوم ونظم ونثر وحفظت عَنهُ كَلِمَات عقد لَهُ بِسَبَبِهَا مجَالِس بكيلان وَغَيرهَا بِحَضْرَة الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء ثمَّ مجْلِس بسمرقند حكم فِيهِ بإراقة دَمه فَقتل بالنجاء من عمل تبريز سنة أَربع وَكَانَ لَهُ أَتبَاع ومريدون فِي سَائِر الأقطار لَا يُحصونَ كَثْرَة متميزون بِلبْس اللباد الْأَبْيَض على رأسهموبدنهم ويصرحون بالتعطيل وَإِبَاحَة الْمُحرمَات وَترك المفترضات وأفسدوا بذلك عقائد جمَاعَة من الجقناي وَغَيرهم من الْأَعَاجِم وَلما كثر فسادهم بهراة وَغَيرهَا أَمر القان معِين الدّين شاه رخ بن تيمور لنك بإخراجهم من بِلَاده وحرض على ذَلِك وثب عَلَيْهِ رجلَانِ مِنْهُم وَقت صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع وضرباه فجرحاه جرحا بَالغا لزم مِنْهُ الْفراش مُدَّة طَوِيلَة وَاسْتمرّ بِهِ حَتَّى مَاتَ وَقتل الرّجلَانِ من وقتهما أشر قتلة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. فضل بن عِيسَى بن رَملَة بن جماز أَمِير آل عَليّ دَامَ فِي الإمرة خمْسا وَثَلَاثِينَ سنة كَانَ مِمَّن نصر برقوق لما خرج من الكرك فَصَارَ وجيها عِنْده وَلم يزل إِلَى أَن قَتله نوروز فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. فضل بن يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي الْكَمَال الْمَكِّيّ الْمَالِكِي شَقِيق معمر وجعفر وَإِدْرِيس. ولد فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَخمسين بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وَنور الْعُيُون والرسالة وألفية النَّحْو وَبَعض مختصرهم وَعرض على ابْن عبيد الله وَابْن إِمَام الكاملية وقضاة مَكَّة والتقي بن فَهد وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الزين الأميوطي وَغَيرهمَا، واشتغل بِبَلَدِهِ والقاهرة فِي الْفِقْه والنحو وَغَيرهمَا فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْفِقْه العلمي وَابْن يُونُس وَمُحَمّد بن) سعيد المغربي الفاروسني وَأخذ عَنهُ شرح الحكم لِابْنِ عَطاء الله وَقَرَأَ على المحيوي عبد الْقَادِر الْحَنْبَلِيّ الألفية وَالْكثير من توضيح ابْن هِشَام على الْجَوْجَرِيّ وَأخذ عَن أَخِيه والنور الفاكهي وَحضر دروس النَّجْم قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة وَآخَرين، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة وَسمع مني بهَا وبمكة وَكَذَا دخل الْيمن وجال فِيهَا، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الرَّاحَة وَلذَا كَانَ كل من أَخَوَيْهِ أميز مِنْهُ واشتغل قَلِيلا وَدخل الْقَاهِرَة وَغَيرهَا وَسمع

مني بهَا وبمكة وَهُوَ مُتَأَخّر عَن أَخَوَيْهِ مَعَ. فُضَيْل بِالتَّصْغِيرِ بن عبد السَّلَام بن الشَّيْخ أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد تَقِيّ بن مُحَمَّد بن روزبة الكازروني الْمدنِي وَيعرف بِابْن تَقِيّ. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. فَهد بن عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد أَبُو سعد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ. هُوَ مُحَمَّد يَأْتِي. فواز بن عقيل بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. كَانَ مِمَّن أغار على مَكَّة مَعَ بني عَمه وَغَيرهم من الْأَشْرَاف والقواد فِي رَمَضَان سنة عشْرين فَقتل يَوْمئِذٍ وَهُوَ فِي عشر الثَّلَاثِينَ ظنا، وَكَانَ كثير التسلط على أهل قَرْيَة الْمُبَارك من وَادي نَخْلَة والتكليف لَهُم. ذكره الفاسي. فواز. أحد الْكَشَّاف بالصعيد وَغَيرهَا هلك بالطاعون إِمَّا فِي آخر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ أَو أول الَّتِي تَلِيهَا غير مأسوف عَلَيْهِ. فولاد. فِي مُحَمَّد بن عبد الله المغربي. فياض زين الدّين حَاجِب صَاحب ماردين. قتل فِي وقْعَة جكم على آمد سنة تسع، أرخه الْعَيْنِيّ. فَيْرُوز شاه قطب الدّين بن تهمتم بن جردن شاه بن طغلق بن طبق شاه صَاحب هُرْمُز والبحرين والحسا والقطيف. مَاتَ فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ أرخه شَيخنَا فِي أنبائه. فَيْرُوز شاه بن نَصره شاه ملك دُلي من الْهِنْد. كَانَ فِيمَا قيل شجاعا مهابا عَاقِلا سيوسا ذَا معرفَة وتدبير وحزم ومهابة ورعب فِي قُلُوب مُلُوك الأقطار زَائِد الْكَرم مَعَ رقة الْحَاشِيَة وحلو المحاضرة والميل لأَصْحَاب الْكَمَال من كل فن وَيَد طولى فِي الموسيقا بِحَيْثُ صنف فِيهَا وممالك متسعة وَهُوَ من عُظَمَاء مُلُوك زَمَانه. مَاتَ سنة ثَلَاث وَاسْتقر بعده ابْنه مَحْمُود شاه. فَيْرُوز الخازنداري الرُّومِي الساقي. تربى مَعَ النَّاصِر فرج من صغره فاختص بِهِ وولاه الخازندارية وَنظر الخانقاه بسرياقوس وَعمر أَمَاكِن كَثِيرَة بل شرع فِي بِنَاء مدرسة عِنْد سَام دَاخل بَاب زويلة فعوجل وَكَذَا وقف وَقفا على تدريس بالأزهر وَغَيره، مَاتَ وَهُوَ شَاب فِي تَاسِع رَجَب سنة أَربع عشرَة وَدفن بتربة الظَّاهِر برقوق فاستولى النَّاصِر على جَمِيع أوقافه) فصيرها للتربة الظَّاهِرِيَّة وَكَانَ جميل الصُّورَة نَافِذ الْكَلِمَة. أرخه شَيخنَا فيإنبائه وَقَالَ غَيره أَنه كَانَ يمِيل لدين وَخير، وَطول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته. فَيْرُوز الرُّومِي الجمالي القابوني نِسْبَة لتاجره الأشرفي قايتباي رقاه للخازندارية الصُّغْرَى ثمَّ شادية السواقي عَن خشقدم الأحمدي ثمَّ للزمامية بعده بِسنتَيْنِ حِين إشرافه على التكهل وَكَانَ فِي سنة قدومه من الرّوم توجه فِي خدمَة خوند حِين حجت.

فَيْرُوز الرُّومِي الساقي الجاركسي جاركس القاسمي المصارع، ترقى بعده إِلَى أَن صَار ساقيا فِي أَوَاخِر الْأَيَّام الناصرية فرج ثمَّ فِي الْولَايَة المؤيدية ودام إِلَى الْأَيَّام الأشرفية فحظي فِي أَولهَا ثمَّ نَفَاهُ إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة ثمَّ رَضِي عَنهُ وَأَعَادَهُ إِلَى وظيفته ثمَّ عَزله عَنْهَا فِي مرض مَوته لكَونه تخيل حِين امْتنع من تعَاطِي الششيني من شَيْء أحضرهُ إِلَيْهِ متعللا بِالصَّوْمِ أَنه سم وَمَا سلمه من الْقَتْل كَمَا وَقع لِابْنِ الْعَفِيف ورفيقه إِلَّا الله فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر اسْتَقر بِهِ زماما وخاوندارا عوضا عَن جَوْهَر القنقباي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَلم يلبث أَن عَزله حِين هرب الْعَزِيز من قاعة البربرية فِي أَوَائِل رَمَضَان مِنْهَا لِأَنَّهُ نسب إِلَى التَّقْصِير فِي أمره مَعَ بَرَاءَته من ذَلِك بل ورام نَفْيه فشفع فِيهِ، وَلزِمَ بَيته حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَدفن بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالْقربِ من دَاره عِنْد سوق الْقرب دَاخل بَاب سَعَادَة بِالْقربِ من حارة الوزيرية وَقد أنشأ غَيرهَا من الْأَمَاكِن، قَالَ الْعَيْنِيّ: وَلم يكن مشكور السِّيرَة مَعَ طمع زَائِد، وَقَالَ غَيره: كَانَ رَئِيسا حشما وَعِنْده مَكَارِم وأدب وَفهم وَكَانَ فِي شبيبته جميلا وَلكنه مخمول الحركات رَحمَه الله. فَيْرُوز الرُّومِي الركني. أَصله من خدام الأتابك ببيبرس وتنتقل بعده إِلَى أَن ولاه الْأَشْرَف برسباي فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ نِيَابَة التقدمة وأنعم عَلَيْهِ بأمرة عشرَة وَاسْتمرّ حَتَّى قبض عَلَيْهِ الظَّاهِر فِي أول دولته هُوَ والمقدم خشقدم اليشبكي وسجنهما بإسكندرية مُدَّة ثمَّ أطلقهما ودام فَيْرُوز فِي دَاره بِالْقَاهِرَةِ بطالا ثمَّ ولاه مشيخة الخدام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة سنة خمس وَأَرْبَعين عَن فَارس الرُّومِي، وَاسْتمرّ فِيهَا حَتَّى مَاتَ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين أَو فِي الَّتِي تَلِيهَا وَاسْتقر بعده فِي المشيخة جَوْهَر التمرازي، وَكَانَ طوَالًا جسيما وسيما جميلا كَرِيمًا جدا زَائِد التجمل فِي ملبسه ومركبه ومأكله متواضعا رَحمَه الله.) فَيْرُوز الرُّومِي العرامي نِسْبَة للغرس خَلِيل بن عرام نَائِب إسكندرية عمر دهرا طَويلا وَأَنْشَأَ برجا بثغر رشيد ووقف عَلَيْهِ وَقفا، وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْجُمْلَة ويحفظ بعض تَارِيخ بل عمل كتابا فِي الأتابكي يشبك الشَّعْبَانِي وَمَا وَقع لَهُ مَعَ النَّاصِر زعم أَنه نظم وَلَيْسَ بِكَلَام مُنْتَظم فضلا عَن النّظم. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي حُدُود الْخمسين. فَيْرُوز الرُّومِي النوروزي. اشْتَرَاهُ بعض تجار المماليك وخصاه بالبلاد الشامية وَهُوَ دون الْبلُوغ ثمَّ بَاعه لِابْنِ الدوادار بصفد فقدمه للظَّاهِر برقوق فأنعم بِهِ على قلمطاي الظَّاهِرِيّ الدوادار ثمَّ ملكه بعد مَوته نوروز الحافظي فَأعْتقهُ وَجعله من خازنداريته فَلَمَّا مَاتَ أمْسكهُ الْمُؤَيد وعاقبه وَأخذ مِنْهُ جملَة ثمَّ أطلقهُ

حرف القاف

وَاسْتقر بِهِ خجداشه أرغون شاه النوروزي الْأَعْوَر حِين ولي الوزارة فِي كشف إقليم الْبحيرَة فَسَاءَتْ سيرته وأهين بعد ذَلِك بالمقارع وَالْحَبْس ثمَّ رسم بتوجهه إِلَى مَكَّة ثمَّ لدمشق وخدم عِنْد نائبها جقمق الأرغون شاوي فَلَمَّا قتل عَاد لمصر وَجعله الظَّاهِر ططر من الجمدارية الْخَاص ثمَّ الْأَشْرَف رَأس نوبَة الجمدارية وعد حِينَئِذٍ من رُؤُوس الخدام، وأثرى وَملك الْأَمْلَاك الْكَثِيرَة إِلَى أَن ولاه الظَّاهِر الخازندارية فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين بعد جَوْهَر التمرازي ثمَّ أضيفت إِلَيْهِ الزمامية بعد هِلَال الرُّومِي فَعظم وضخم ونالته السَّعَادَة وَجمع مَا لم يجْتَمع لغيره من الخدام فِي الدولة التركية، وسافر فِي سنة ثَلَاث وَخمسين أَمِير حَاج الْمحمل وَهُوَ لَا يزْدَاد فِي ترقيه وَكَثْرَة مَاله وَكبر سنه إِلَّا مزِيد حرص وظلم ومساوي وَقلة دين بِحَيْثُ أَقَامَ عدَّة سِنِين لَا يُصَلِّي الْمَكْتُوبَة وَيعْتَذر بِضعْف بدنه وقوته مَعَ كَونه كل يَوْم يمشي من طبقته إِلَى الدهيشة ذَهَابًا وإيابا. وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن مرض حَقِيقَة وَلزِمَ الْفراش حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ عَن أَزِيد من ثَمَانِينَ سنة وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء، وَخلف شَيْئا كثيرا جدا وَمِمَّا ينْسب إِلَيْهِ تَقْرِير قراء فِي تربته ثَلَاث نوب فِي النَّهَار قراء وَأما فِي ليَالِي الْجمع فنوبة فِيهَا سِتَّة قراء وَكَذَا تَقْرِير أَرْبَعِينَ صوفيا شيخهم نَائِبه الزيني عبد الْغفار الْمَالِكِي بِجَامِع الْأَزْهَر ثمَّ حول بعد وَفَاته إِلَى الجوهرية وَرُبمَا كَانَ الزيني يستمليه فِي فعل الْخَيْر وَإِلَّا فسيرته كَمَا قدمنَا. (حرف الْقَاف) الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن الزموري. مَاتَ فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ. قَاسم بن إِبْرَاهِيم بن عماد الدّين الزفتاوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالزفتاوي. ولد قَرِيبا من سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ عَن الْبُرْهَان البيجوري والشمسين البوصيري والبرماوي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والطبقة ثمَّ الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي والأبناسي والونائي والمحلي والشمني ثمَّ الأبدي والكافياجي والتقي الحصني وَأكْثر من مُلَازمَة شَيخنَا فِي رَمَضَان وَغَيره، وَلم يفتر عَن الِاشْتِغَال وَلَا قصر عَن الاستفادة حَتَّى مِمَّن دونه هَذَا مَعَ كَون شَيْخه البيجوري فِيمَا بَلغنِي أَشَارَ عَلَيْهِ بالتصدي لنفع النَّاس، وَقد نوه بِهِ السفطي وساعده فِي مُرَتّب بالجوالي ثمَّ استنابه القاياتي فِي الْقَضَاء وأضاف إِلَيْهِ بعض الْأَعْمَال وحمدت سيرته فِي ذَلِك وَقَامَ بنصر الشَّرْع وَاسْتمرّ يَلِي عَمَّن بعده إِلَى أَن مَاتَ مَعَ مُلَازمَة الِاشْتِغَال وَالرَّغْبَة فِي الْجَمَاعَات والحرص على شهودها

وَرُبمَا أم بِجَامِع الْحَاكِم وخطب فِيهِ أَحْيَانًا، وَحج وجاور على طَريقَة جميلَة وأقرأ بعض الطّلبَة هُنَاكَ وَكَذَا أَقرَأ يَسِيرا بِالْقَاهِرَةِ وَألقى دروسا بِجَامِع الغمري وَغَيره وَكَانَ كثير الْفَوَائِد والنكت لطيف الْعشْرَة محبا فِي الْفُضَلَاء منوها بذكرهم مَعَ توقف فِي لِسَانه وفهمه وصلابة فِي دينه، وَلم ينل من الْوَظَائِف مَا يسْتَحقّهُ بل مضى أَكثر عمره وَهُوَ يتكسب بِالشَّهَادَةِ مَعَ مُبَاشرَة التصوف بالجمالية وَبَعض أطلاب، صحبته مُدَّة وَسمع بِقِرَاءَتِي وَسمعت من نوادره ومباحثه، وَنعم الرجل كَانَ فضلا وتواضعا وديانة. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين مبطونا شَهِيدا وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بحوش البيبرسية وَكَانَ لَهُ مشْهد جليل، وَأثْنى عَلَيْهِ الجم الْغَفِير رَحمَه الله وإيانا. قَاسم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الرَّاشِدِي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. قَاسم بن أَحْمد بن أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن حُسَيْن بن يُوسُف ابْن مَحْمُود الزين الْحلَبِي العنتابي الكتبي ابْن أخي الْبَدْر مَحْمُود بن أَحْمد الْآتِي، وَالَّذِي قرأته بِخَطِّهِ بِدُونِ أَحْمد الثَّانِي وَهُوَ سَهْو. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه تبعا لِعَمِّهِ: أحد الْفُضَلَاء فِي الْحساب والهندسة والنحو والطلسمات وَعلم الْحَرْف مَعَ فرط الذكاء. مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه فِي رَابِع عشر الْمحرم سنة أَربع عشرَة مطعونا بِمصْر وَصلي عَلَيْهِ فِي جَامع) الْأَزْهَر، ومولده فِي عَاشر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وَكَانَ لَهُ صديق يُقَال لَهُ خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الْخياط من أهل بَلَده فَقَالَ لما رأى جنَازَته وَقد صلى عَلَيْهِ من حضر الْجُمُعَة: يَا رب اجْعَلنِي مثله فَمَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة الْمُقبلَة وَصلي عَلَيْهِ كَمَا صلي على صديقه. قلت وَقَالَ عَمه أَنه دفن بمدرسته وَأَنه حفظ الْقُرْآن ومقدمات فِي الْفِقْه وَالصرْف وَغَيرهمَا، وَكَانَ جميلا ذكيا فطنا جيد الرَّمْي بِالسِّهَامِ والخط. قَاسم بن أَحْمد بن ثقبة الحسني الْمَكِّيّ. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. قَاسم بن أَحْمد بن حسن الزين الصندفائي الْمحلي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بِابْن سوملك مِمَّن حفظ الْقُرْآن والشاطبية ورسالة الْمَالِكِيَّة ثمَّ تحول وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو والملحة وَغَيرهَا واشتغل وتلا على الشهَاب بن جليدة ثمَّ جَعْفَر السنهوري وتميز فِي الْقرَاءَات وأقرأ بالمحلة. قَاسم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الحوراني. فِي أبي الْقسم. قَاسم بن أَحْمد بن فَخر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد الْقرشِي القاهري الْحَنَفِيّ

الميقاتي نزيل جَامع الْحَاكِم وَيعرف بِابْن السَّبع وَهُوَ لقب لجده الْأَعْلَى الشهَاب أَحْمد. وَقد رَأَيْته شهد على بعض الْحَنَفِيَّة فِي إجَازَة سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَابْنه أَبُو هَذَا مِمَّن بَاشر النقابة عِنْد نَاصِر الدّين بن العديم وَابْنه كَمَال الدّين. ولد تَقْرِيبًا قبل سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمقدمة لأبي اللَّيْث ومختصر الْقَدُورِيّ والعمدة للنسفي وَقَرَأَ على السراج قَارِئ الْهِدَايَة وَغَيره مِمَّن تَأَخّر وَأخذ الْمِيقَات عَن الْأمين المناخلي وَابْن المجدي وجود فِي الْقُرْآن عِنْد الزراتيتي وَحضر عِنْد الشَّمْس البوصيري وَغَيره وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَأثبت اسْمه بِخَطِّهِ فِي رَجَب سنة أَربع وَعشْرين وَكَذَا سمع على رقية وَغَيرهَا، وتنزل قَدِيما فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا وباشر الرياسة بجامعي الظَّاهِر وَالْحَاكِم ثمَّ هش وهرم مَعَ انعزاله عَن أَكثر النَّاس ومداومته للتلاوة وتجرعه أتم فاقة حَتَّى مَاتَ بعيد التسمين قيل فِي سنة ثَلَاث رَحمَه الله وإيانا. قَاسم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الشّرف بن الخواجا الشهَاب الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن هَاشم أحد التُّجَّار بسوق الباسطية وَأَبوهُ صهر ابْن الشَّيْخ عَليّ الْمقري. سمع مني) المسلسل وَثَلَاثَة أَحَادِيث من البُخَارِيّ. قَاسم بن أَحْمد بن الْقَرَافِيّ ثمَّ القاهري شغيتة، كَانَ أَبوهُ طحانا بالمراغة يعرف بِأبي إِصْبَع فولد لَهُ هَذَا فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، وَنَشَأ حَتَّى عمل خبازا بِبَاب القرافة وَعرف بحفيتة وَالْأَكْثَر يَقُولُونَهُ شغيته لكَونه كَانَ يستحذي من الطباخين قَائِلا يَا عَم شغيتة، ثمَّ خدم البباوي حِين كَانَ طباخا بالطباق من القلعة فاستقر بِهِ عِنْده صيرفيا فَلَمَّا ترقى مخدومه للوزر اسْتَقر فِي حمل عقدَة الْوزر وَأظْهر لَهُ الْأَمَانَة فركن إِلَيْهِ بل قرر عِنْد الظَّاهِر خشقدم كفاءته فَلَمَّا غرق مخدومه اسْتَقر بِهِ دفْعَة وَاحِدَة عوضه فدام مُدَّة من غير نَاظر للدولة مَعَه إِلَى أَن اسْتَقر مَعَه عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الطباخ فِي نظر الدولة وَوَقع بَينهمَا مرافعات، فَلَمَّا اسْتَقر يشبك الدوادار وزيرا كَانَ قَاسم هُوَ الْقَائِم بأَمْره وَقطع من الصرر وَنَحْوهَا مَا يفوق الْوَصْف وَآل أمره إِلَى أَن أمْسكهُ وَأخذ مِنْهُ شَيْئا كثيرا ورام قَتله إِلَى أَن ضمنه ابْن مزهر وتسلمه على مَال معِين ورسم عَلَيْهِ فِي بَيته ليستوفيها فَلم يلبث أَن هرب فاجتهد ابْن مزهر فِي تَحْصِيله إِلَى أَن ظفر بِهِ وأودعه سجن الديلم مُدَّة ثمَّ أطلق وَلزِمَ بَيته مُدَّة فَلَمَّا أَكثر ابْن كَاتب غَرِيب من التشكي استدعى بِهِ الْأَشْرَف قايتباي مَعَ غَيره وَألبسهُ نَاظر الدولة بعد امْتِنَاعه من الْوزر ثمَّ تعين خشقدم الزِّمَام وباشرا مَعَ كَون الْمعول إِنَّمَا هُوَ على هَذَا وَكَانَ بَينهمَا من المرافعات

والأنكاد مَا يطول شَرحه واستخفى مُدَّة فاستقروا بموفق الدّين بن البحلاق فدام سنة ثمَّ أظهر الْعَجز وهرب فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَحِينَئِذٍ ظهر قَاسم على يَدي تغرى بردى الاستادار على أَن يسْتَقلّ بالوزارة فَلم يُوَافق بل أُعِيد إِلَى الدولة فَقَط من غير اسْتِقْرَار بِأحد فِي الْوزر وَكثر تشكيه لذَلِك فجيء بِيُوسُف بن الزرازيري الكاشف بِالْوَجْهِ القبلي فقرر فِي الْوزر مَعَ تكره وتمنع فَعمل أَيَّامًا لم ينْتج فِيهَا وَبَالغ فِي طلب الاستعفاء فأعفى على مَال جم سوى مَا خسره، وَاسْتقر قَاسم فِي الْوزر ثمَّ اسْتَقر الشّرف بن البقري نَاظر الدولة مَعَه مرغوما فِيهَا وباشر إِلَى أثْنَاء سنة إِحْدَى وَتِسْعين فقرر الدوادار الْكَبِير أقبردي فِي الْوزر وأعيد موفق الدّين لنظر الدولة ثمَّ صرف بقاسم وَهُوَ فِي الظُّلم بمَكَان وَفِي الْقَسْوَة محلول البنان، وَقد عومل بِبَعْض مَا عَامل بِهِ الْخلق وقاسى شَدَائِد وَصَارَ إِلَى غَايَة من الذل والخزي مَعَ مُلَازمَة الترسيم والمدخر لَهُ أَعلَى. قَاسم بن بِلَال بن قلاون الْمَكِّيّ. وَكَانَ قلاوون سيد أَبِيه. مَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة خمس) وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. قَاسم بن بيبرس بن بقر. أجل شُيُوخ الْعَرَب بالشرقية. سجنه الْأَشْرَف قايتباي مُدَّة بالبرج ثمَّ شنقه فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ وَلم يكمل الْأَرْبَعين وَهُوَ أَصْغَر إخْوَته وحزن عَلَيْهِ الْعَامَّة. وَكَانَ قد زوجه النُّور بن البرقي ابْنَته واستولدها أَوْلَادًا تخلف مِنْهُم بعده ولد مراهق وَذهب جهاز أمه وحليها بضميمته وَأَبِيهِ قَاسم بن جسار الحسني. مَاتَ فِي رَجَب سنة تسع وَثَلَاثِينَ من جِرَاحَة أرخه ابْن فَهد. قَاسم بن جُمُعَة الزين القساسي الْحلَبِي نَائِب قلعتها وأتابكها من قبل. مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَكَانَت ولَايَته لكليهما بالبذل. قَاسم بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن أَحْمد الْهِنْدِيّ الأحمد أبادي الْحَنَفِيّ أَخُو رَاجِح الْمَاضِي وَهَذَا أسن. ولد فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة واشتغل قَلِيلا، وَله ذكر فِي أَخِيه وَأَنه مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة وساعده فِي كِتَابَة شرحي للألفية. قَاسم بن زيرك الرُّومِي نزيل مَكَّة أَبوهُ. مِمَّن سمع مني بهَا. قَاسم بن سعد بن مُحَمَّد الشّرف الحسباني الشَّافِعِي وَيعرف بالسماقي. ولد سنة ثَمَان أَو تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَقَرَأَ الْكتب واشتغل قَلِيلا وتعانى الشَّهَادَة ثمَّ التوقيع على الْحُكَّام ثمَّ استنابه ابْن حجي وَمَعَ مُبَاشَرَته الْقَضَاء لم يتْرك الْجُلُوس مَعَ الشُّهُود ثمَّ ولي قَضَاء حمص، وَكَانَ قَلِيل البضاعة كثير الجرأة متساهلا فِي الْأَحْكَام. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَعشْرين. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. قَاسم بن سعيد بن حرمي ابْن أُخْت الْبَهَاء بن حرمي. سمع على

شَيخنَا وَختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة. قَاسم بن سعيد بن مُحَمَّد العقباني نِسْبَة لبني عقبَة التلمساني المغربي الْمَالِكِي ويدعى أَبَا الْقَاسِم. ولد فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَقدم الْقَاهِرَة فَكتب لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره بِالْإِجَازَةِ فِي سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي الْفِقْه وأصوله أَبُو الْجُود البنبي وَقَالَ صَاحب التَّرْجَمَة أَنه قَرَأَ على وَالِده وَأَنه كتب قِطْعَة على ابْن الْحَاجِب الفرعي، وَله أجوبة فِي مسَائِل تتَعَلَّق بالصوفية واجتماعهم على الذّكر وَأَن مولد وَالِده سنة عشر أَو سبع عشرَة وَسَبْعمائة وَله مُصَنف فِي أصُول الدّين وَتَفْسِير لسورتي الْأَنْعَام وَالْفَتْح وَشرح للبرهانية للسلانكي فِي) أصُول الدّين وَلابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وللحوفي فِي الْفَرَائِض وللجمل فِي الْمنطق للخونجي وللبردة. قَاسم بن شعْبَان بن حُسَيْن بن قلاوون. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَدفن بمدرسة جدته أم السُّلْطَان من التبانة. أرخه الْعَيْنِيّ. قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان بن نصير بالنُّون مكبر بن صَالح الزين أَبُو الْعدْل بن الْجلَال أبي الْفضل بن السراج أبي حَفْص البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه وجده فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه نور الدّين المنوفي والعمدة والتنبيه وَغَيرهمَا، وَعرض على غير وَاحِد واشتغل بالفقه على أَبِيه والبيجوري وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَعنهُ أَخذ فِي الْأُصُول وبالعربية على الشَّمْس الشطنوفي، وَسمع على جده وَأَبِيهِ وَالْجمال بن الشرائحي لما قدم عَلَيْهِم الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ، وناب عَن أَبِيه فِي الْقَضَاء وأضيف إِلَيْهِ قَضَاء سمنود، وَكَذَا نَاب عَن عَمه بالجيزة وَغَيرهَا وَاسْتمرّ يَنُوب لمن بعده فِيهَا حَتَّى أخرجهَا شَيخنَا عَنهُ الْعَلَاء بن أقبرس وَمن ثمَّ أعرض عَن الْقَضَاء ودرس التَّفْسِير بِجَامِع طولون وَالْفِقْه بالناصرية والزمامية وَغَيرهمَا وباشر نظر الجوالي وقتا بل تصدى للإقراء وَجمع الطّلبَة وَحضر عِنْده أكَابِر الْفُضَلَاء لما كَانَ ينعم عَلَيْهِم من الصُّوف فِي الْخَتْم وَغَيره وينعشهم بِهِ من المآكل الْحَسَنَة وَأمره فِي هَذَا يفوق الْوَصْف مَعَ تحمله للدّين بِسَبَبِهِ واحتياجه فِي كثير من الْأَوْقَات إِلَى أدنى شَيْء كل ذَلِك رَجَاء قَضَاء الشَّافِعِيَّة فَمَا قدر وَكَانَ أصيلا طارحا للتكلف ممتهنا لنَفسِهِ متواضعا فِي الْغَالِب مترفعا على جَمَاهِير أقربائه وَنَحْوهم متوددا إِلَى الطّلبَة وجماعته حسن الِاعْتِقَاد فِي الصَّالِحين

خُصُوصا الشَّيْخ مُحَمَّد الكويس، ذكيا قوي الحافظة مشاركا فِي ظواهر الْفِقْه مَعَ المذاكرة بجملة من الْمُتُون بل وَصفه شَيْخه البيجوري بِالْإِمَامِ الْعَالم الْعَلامَة، لَكِن سَمِعت من يَحْكِي عَنهُ أَنه قَالَ: دخلت النَّار فِي كتابتي ذَلِك لَهُ برطل سيرج وَأَنه لما رام الْحَج قَالَ لَهُ: لَا بَأْس بِقِرَاءَتِك الْمَنَاسِك للنووي فَقَالَ لَهُ: أَنا أعرفهَا فَقَالَ: وَالله لَو مكثت مَا لبثه نوح مَا عرفت مِنْهَا مَسْأَلَة حق الْمعرفَة فَالله أعلم بذلك، وَكَانَ يكْتب على) دروسه فَاجْتمع لَهُ من ذَلِك على المختصرات الثَّلَاث التَّنْبِيه وَالْحَاوِي والمنهاج مَا يُسَمِّيه شروحا وَكَذَا رد على السوبيني فِي مَسْأَلَة السَّاكِت، وَقد حضرت بعض دروسه وقرأت عَلَيْهِ بعض أَجزَاء الحَدِيث كغيري من أَصْحَابنَا. وَمَات فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بمدرستهم عِنْد أَبِيه وجده رَحِمهم الله وإيانا. قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الزين أَبُو مُحَمَّد بن الشّرف ابْن النَّجْم بن النُّور القاهري البرجواني الشَّافِعِي القباني أَخُو مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن الكويك. ولد كَمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي خَامِس ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقيل غير ذَلِك بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ثمَّ الْعُمْدَة والمنهاج وعرضهما على جمَاعَة، وَحضر بعض الدُّرُوس وَسمع على التنوخي وَابْن أبي الْمجد والعراقي والهيثمي والعماد أَحْمد بن عِيسَى بن مُوسَى الكركي سمع عَلَيْهِ خَاتم الشفا والشهاب الْجَوْهَرِي وقريبه الشّرف بن الكويك وَالشَّمْس المنصفي وَآخَرُونَ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء، وَكَانَ خيرا سَاكِنا صبورا على الطّلبَة متكسبا بِالْوَزْنِ بالقبان وَكَذَا بالخياطة أَحْيَانًا بل هُوَ من صوفية سعيد السُّعَدَاء وقراء الصُّوفِيَّة بهَا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَدفن بتربة ابْن جمَاعَة ظَاهر بَاب النَّصْر رَحمَه الله. قَاسم بن عبد الْقَادِر بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَهَّاب الزين أَبُو مُحَمَّد القادري الشَّافِعِي التَّاجِر. مِمَّن سمع مني. قَاسم بن عبد الله بن مَنْصُور بن عِيسَى بن مهْدي الْهِلَالِي الهزبري بِكَسْر الْهَاء وَفتح الزَّاي وَسُكُون الْمُوَحدَة ثمَّ مُهْملَة بطن من هِلَال بن عَامر القسنطيني الْمَالِكِي. ولد بهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن لنافع من طريقيه وَأخذ الْفِقْه عَن عبد الرَّحْمَن الباز وَمُحَمّد الزلدوي قَاضِي قسنطينة وَمُحَمّد بن مَرْزُوق ورحل إِلَى تونس فَأَخذه عَن قاضيها عِيسَى الغبريني وأبوي الْقَاسِم الْبُرْزُليّ

والعبدوسي وَسمع من لَفظه البُخَارِيّ وَقدم علينا حَاجا فِي سنة تسع وَأَرْبَعين فَلَقِيته بالميدان فِي جمَاعَة وَأَجَازَ لنا. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أَحْمد بن يُونُس الْمَاضِي. مَاتَ. قَاسم بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشّرف بن التَّاج الهواري الأَصْل القاهري ثمَّ الينبوعي الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي لِأَبِيهِ وَيعرف بِابْن زبالة. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. وَولي قَضَاء الينبوع بعد موت أَخِيه فِي سنة ثَلَاث وَسبعين.) قَاسم بن عبيد القاهري الجابي وَيعرف بِابْن الْبَارِد. ابتنى مَكَانا تجاه المنكوتمرية وَكَانَ يجبي قيسارية طيلان وَغَيرهَا وَلَيْسَ بمرضي. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسبعين وَخلف ابْنه بدر الدّين مُحَمَّد وَهُوَ خير مِنْهُ. قَاسم بن عَليّ بن حُسَيْن الحيزاني الْمُقْرِئ وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي قَرَأَ على ابْن عَيَّاش وأقرأ. قَاسم بن الخواجا شيخ عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الكيلاني. ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وانتقل إِلَى مَكَّة فِي أَثْنَائِهَا فقطنها وسافر إِلَى كنباية من بِلَاد الْهِنْد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين ففقد فِي الْبَحْر. ذكره ابْن فَهد. قَاسم بن عَليّ الشّرف أَبُو الْقسم التنملي الفاسي المغربي المالقي الأندلسي الْمَالِكِي. ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بمالقة من الأندلس وَذكر أَنه سمع من أبي جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد الْهَاشِمِي الطنجالي وَأبي الْقسم بن سَلمُون القَاضِي وَأبي الْحُسَيْن التلمساني الْحَافِظ وَأبي البركات مُحَمَّد بن أبي بكر البلفيقي بن الْحَاج فِي آخَرين يجمعهُمْ برنامجه، وَأَجَازَ لَهُ لِسَان الدّين بن الْخَطِيب وَغَيره وتلا بالسبع على جمَاعَة، وَقدم حَاجا فَخرج لَهُ الصّلاح الأقفهسي جُزْءا من مروياته سَمَّاهُ تحفة القادم من فَوَائِد الشَّيْخ أبي الْقسم وَحدث بِهِ سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ عَارِفًا بالقراءات والأدبيات ذَا نظم كثير. مَاتَ فِي النّصْف الأول من سنة إِحْدَى عشرَة بالبيمارستان من الْقَاهِرَة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز لي، وَكَذَا أوردهُ التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه، زَاد شَيخنَا فِي إنبائه مِمَّا رَوَاهُ عَنهُ من نظمه إجَازَة: (مَعَاني عِيَاض أطلعت فجر فخره ... لما قد شفي من مؤلم الْجَهْل بالشفا) (مَعَاني رياض من إِفَادَة ذكره ... شذا زهرها يحيي من أشفى على شفا) قَالَ: ومدح الْجمال الاستادار وأثابه، والمقريزي فِي عقوده وَقَالَ: وَله نظم كثير. قَاسم بن عَليّ الجابي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ فِي طَائِفَة يسيرَة برحبة مصلى بَاب النَّصْر وَدفن قريب الْغُرُوب بتربة هُنَاكَ، وَكَانَ عاميا كثير المرافعات زَائِد الشَّرّ بِحَيْثُ تعدى إِلَى وَلَده مَعَ ابتلائه بالبرص عَفا الله عَنهُ.)

قَاسم بن عَليّ المعمار. عَامي بِيَدِهِ وظائف بالجمالية والسعيدية والسابقية. سمع الحَدِيث أَحْيَانًا ويحضر بعض الْمجَالِس ويفقد وقتا ويطيب آخر ويقتر على نَفسه بل يتَعَرَّض للطلب ويعادي على عدم الْإِعْطَاء مَعَ تمول فِيمَا قيل، وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ وَمَا مَعَه عِنْد أم هَانِئ ابْنة الهوريني وَغَيرهَا وَسمع مني أَمَاكِن من الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا. مَاتَ قبل التسعين وَكَانَ يذكر بِجَمَال مفرط فِي شبوبيته بِحَيْثُ جب بعض الْأَعَاجِم ذكره من أَجله لكَونه خذله عِنْد احْتِيَاجه إِلَيْهِ بعد عنائه فِي الْمُوَافقَة، وعاش بعد ذَلِك عَفا الله عَنْهُمَا. قَاسم بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عزم التَّمِيمِي أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي لِأَبِيهِ. قَاسم بن عمر الريمي. مِمَّن سمع على شَيخنَا بِالْيمن فِي سنة ثَمَانمِائَة. قَاسم بن أبي الْغَيْث بن أَحْمد بن عُثْمَان الْعَبْسِي بمهملتين بَينهمَا مُوَحدَة اليمني الزبيدِيّ، ولد بهَا وَنَشَأ فِيهَا وَتردد مِنْهَا إِلَى عدن وَغَيرهَا من الْيمن والهند ومصر فِي التِّجَارَة وَحصل دنيا طائلة ثمَّ ذهب الْكثير مِنْهَا فِي بعض سفراته إِلَى مصر سنة خمس وَثَمَانمِائَة، وَعَاد إِلَى مَكَّة فقطنها وَعمر بهَا فِي السويقة دَارا حَسَنَة وَقفهَا مَعَ دور لَهُ بعدن وزبيد على أَوْلَاد لَهُ صغَار وَكَانَ خيرا حسن الطَّرِيقَة. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة أَربع عشرَة وَدفن بالمعلاة وَقد قَارب السّبْعين. قَاسم بن فَرح بن حَمْزَة الْخياط الشاطر المثاقف البرزنجي الصُّوفِي. ولد فِي حُدُود سنة ثَمَانمِائَة، وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشري ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين بِالْقَاهِرَةِ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي الْأَزْهَر وَكَانَ ودودا حسن الْعشْرَة أستاذا فِي الْخياطَة والثقاف يلقب بَينهم بردادة الْقيم رَحمَه الله. قَاسم بن قطلوبغا الزين وَرُبمَا لقب الشّرف أَبُو الْعدْل السودوني نِسْبَة لمعتق أَبِيه سودون الشيخوني نَائِب السلطنة الجمالي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بقاسم الْحَنَفِيّ. ولد فِيمَا قَالَه لي فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ يَتِيما وَحفظ الْقُرْآن وكتبا عرض بَعْضهَا على الْعِزّ بن جمَاعَة، وتكسب بالخياطة وقتا وبرع فِيهَا بِحَيْثُ كَانَ فِيمَا بَلغنِي يخيط بالأسود فِي الْبَغْدَادِيّ فَلَا يظْهر، ثمَّ أقبل على الِاشْتِغَال فَسمع تجويد الْقُرْآن على الزراتيتي وَبَعض التَّفْسِير على الْعَلَاء البُخَارِيّ وَأخذ عُلُوم الحَدِيث عَن التَّاج أَحْمد الفرغاني النعماني قَاضِي بَغْدَاد وَشَيخنَا وَالْفِقْه عَن أولى الثَّلَاثَة والسراج قاري الْهِدَايَة وَالْمجد الرُّومِي) والنظام السيرامي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَعبد اللَّطِيف الْكرْمَانِي وأصوله عَن الْعَلَاء والسراج والشرف السُّبْكِيّ وأصول الدّين عَن الْعَلَاء والبساطي، وَكَذَا قَرَأَ

على السعد بن الديري فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَرحه لعقائد النَّسَفِيّ والفرائض والميقات عَن نَاصِر الدّين البارنباري وَغَيره واستمد فِيهَا وَفِي الْحساب كثيرا بالسيد على تلميذ ابْن المجدي والعربية عَن الْعَلَاء والتاج وَالْمجد والسبكي الْمَذْكُورين وَالصرْف عَن الْبِسَاطِيّ والمعاني وَالْبَيَان عَن الْعَلَاء والنظام والبساطي والمنطق عَن السُّبْكِيّ وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض، واشتدت عنايته بملازمة ابْن الْهمام بِحَيْثُ سمع عَلَيْهِ غَالب مَا كَانَ يقْرَأ عِنْده فِي هَذِه الْفُنُون وَغَيرهَا وَذَلِكَ من سنة خمس وَعشْرين حَتَّى مَاتَ وَكَانَ مُعظم انتفاعه بِهِ وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الرّبع الأول من شَرحه للهداية وَقطعَة من توضيح صدر الشَّرِيعَة وَجَمِيع المسايرة من تأليفه، وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ يَسِيرا فَسمع على شَيخنَا وَابْن الْجَزرِي والشهاب الوَاسِطِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ وَالشَّمْس بن الْمصْرِيّ والبدر حُسَيْن البوصيري وناصر الدّين الفاقوسي والتاج الشرابيشي والتقي المقريزي وَعَائِشَة الحنبلية والطبقة، وارتحل قَدِيما مَعَ شَيْخه التَّاج النعماني إِلَى الشَّام بِحَيْثُ أَخذ عَنهُ جَامع مسانيد أبي حنيفَة للخوارزمي وعلوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَغَيرهمَا، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَكَذَا دخل إسكندرية وَقَرَأَ بهَا على الْكَمَال بن خير وقاسم التروجي كَمَا قَالَه لي، وَحج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس وَقَالَ أَنه شملته الْإِجَازَة من أهل الشَّام وإسكندرية وَغَيرهمَا، وَأَحْسبهُ يكنى بذلك عَن الْإِجَازَة الْعَامَّة فقد رَأَيْته يروي عَمَّن أجَاز فِي سنة سِتّ عشرَة وَمَا كَانَ لَهُ من يعتني باستجازة أهل ذَاك الْعَصْر خُصُوصا الغرباء لَهُ وَنظر فِي كتب الْأَدَب ودواوين الشّعْر فحفظ مِنْهَا شَيْئا كثيرا وَعرف بِقُوَّة الحافظة والذكاء وأشير إِلَيْهِ بِالْعلمِ، وَأذن لَهُ غير وَاحِد بالإفتاء والتدريس، وَوَصفه ابْن الديري بالشيخ الْعَالم الذكي وَشَيخنَا بِالْإِمَامِ الْعَلامَة الْمُحدث الْفَقِيه الْحَافِظ وَقبل ذَلِك فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ إِذْ قَرَأَ عَلَيْهِ تصنيفه الإيثار بِمَعْرِِفَة رُوَاة الْآثَار بالشيخ الْفَاضِل الْمُحدث الْكَامِل الأوحد وَقَالَ: قِرَاءَة عَليّ وتحريرا فَأفَاد وَنبهَ على مَوَاضِع ألحقت فِي هَذَا الأَصْل فزادته نورا وَهُوَ المعني بقوله فِي خطْبَة الْكتاب: إِن بعض الإخوان التمس مني فأجبته إِلَى ذَلِك مسارعا ووقفت عِنْد مَا اقترح طَائِعا، وترجمه الزين رضوَان فِي بعض مجاميعه بقوله من حذاق الْحَنَفِيَّة كتب الْفَوَائِد واستفاد وَأفَاد انْتهى.) وتصدى للتدريس والإفتاء قَدِيما وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء فِي فنون كَثِيرَة وأسمع من لَفظه جَامع مسانيد أبي حنيفَة الْمشَار إِلَيْهِ بِمَجْلِس الناصري ابْن الظَّاهِر جقمق بروايته لَهُ عَن التَّاج النعماني عَن محيي الدّين أبي الْحسن حيدرة

بن أبي الْفَضَائِل مُحَمَّد بن يحيى العباسي مدرس المستنصرية بِبَغْدَاد سَمَاعا عَن صَالح بن عبد الله بن الصّباغ عَن أبي الْمُؤَيد مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ مُؤَلفه وَكَانَ الناصري مِمَّن أَخذ عَنهُ واختص بِصُحْبَتِهِ بل هُوَ فَقِيه أَخِيه الملقب بعد بالمنصور وَكَذَا قرئَ الْجَامِع الْمَذْكُور بِبَيْت الْمُحب بن الشّحْنَة وسَمعه عَلَيْهِ هُوَ وَغَيره وَحمله النَّاس عَنهُ قَدِيما وحديثا، وَمِمَّنْ كتب عَنهُ من نظمه ونثره البقاعي وَبَالغ فِي أذيته فَإِنَّهُ قَالَ: وَكَانَ مفننا فِي عُلُوم كَثِيرَة الْفِقْه والْحَدِيث وَالْأُصُول وَغَيرهَا وَلم يخلف بعده حنفيا مثله إِلَّا أَنه كَانَ كذابا لَا يتَوَقَّف فِي شَيْء يَقُوله فَلَا يعْتَمد على قَوْله، قَالَ: وَكَانَ من سِنِين قَوِيا فِي بدنه يمشي جيدا فَلَمَّا وَقعت فتْنَة ابْن الفارض فِي سنة أَربع وَسبعين أظهر التعصب لأهل الِاتِّحَاد فَقَالَ لَهُ الشَّمْس السنباطي: أَلَيْسَ فِي مباهلة ابْن حجر لِابْنِ الْأمين الْمصْرِيّ عِبْرَة فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ موت ابْن الْأمين مصادفة فَسلط الله عَلَيْهِ يَعْنِي على الزين قَاسم عسر الْبَوْل بعد مُدَّة يسيرَة وَاشْتَدَّ بِهِ حَتَّى خيف مَوته وعولج حَتَّى صَار بِهِ سَلس بَوْل فَقَامَ وَقد هرم وَكَانَ لَا يمشي إِلَّا وَذكره فِي قنينة زجاج وَاسْتمرّ بِهِ حَتَّى مَاتَ وَهُوَ كالفرج انْتهى. وَأَقْبل على التَّأْلِيف كَمَا حَكَاهُ لي من سنة عشْرين وهلم جرا، وَمِمَّا صنفه فِي هَذَا الشَّأْن شرح قصيدة ابْن فَرح فِي الْإِصْلَاح وَقَالَ أَنه بحث فِيهِ مَعَ الْعِزّ بن جمَاعَة وَشرح منظومة ابْن الْجَزرِي وَقَالَ أَنه جمع فِيهِ من كل نوع حَتَّى صَار فِي مجلدين يَعْنِي وَخرج عَن أَن يكون شرحا لهَذَا النّظم الْمُخْتَصر وَلكنه لم يكمل وَكَانَ يَقُول أَنه زردخانتي إِشَارَة إِلَى أَنه جمع فِيهِ كل مَا عِنْده، وحاشية على كل من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ والنخبة وَشَرحهَا لشَيْخِنَا وَتَخْرِيج عوارف المعارف للسروردي وَأَحَادِيث كل من الِاخْتِيَار شرح الْمُخْتَار فِي مجلدين والبزدوي فِي أصُول الْفِقْه وَتَفْسِير أبي اللَّيْث ومنهاج الْأَرْبَعين وَالْأَرْبَعِينَ فِي أصُول الدّين وجواهر الْقُرْآن وبداية الْهِدَايَة أربعتها للغزالي والشفا وَكتب مِنْهُ أوراقا وإتحاف الْأَحْيَاء بِمَا فَاتَ من تَخْرِيج أَحَادِيث الْأَحْيَاء ومنية الألمعي بِمَا فَاتَ الزَّيْلَعِيّ وبغية الرائد فِي تَخْرِيج أَحَادِيث شرح العقائد ونزهة الرائض فِي أَدِلَّة) الْفَرَائِض وترتيب مُسْند أبي حنيفَة لِابْنِ الْمقري وتبويب مُسْنده للحارثي والأمالي على مُسْند عقبَة بن عَامر الصَّحَابِيّ نزيل مصر وعوالي كل من اللَّيْث والطَّحَاوِي وَتَعْلِيق مُسْند الفردوس كُله مقفص وَالَّذِي خرجه مِنْهُ قَلِيل جدا وَرِجَال كل من الطَّحَاوِيّ فِي مُجَلد والموطأ لمُحَمد بن الْحسن والْآثَار لَهُ ومسند أبي حنيفَة لِابْنِ الْمقري وترتيب كل من الْإِرْشَاد للخليلي فِي مُجَلد والتمييز للجوزقاني فِي مُجَلد وأسئلة الْحَاكِم للدارقطني وَمن روى عَن أَبِيه

عَن جده فِي مُجَلد والاهتمام الْكُلِّي بأصلاح ثِقَات الْعجلِيّ فِي مُجَلد وزوائد رجال كل من الْمُوَطَّأ ومسند الشَّافِعِي وَسنَن الدَّارَقُطْنِيّ على السِّتَّة والثقات مِمَّن لم يَقع فِي الْكتب السِّتَّة فِي أَربع مجلدات وتقويم اللِّسَان فِي الضُّعَفَاء فِي مجلدين وفضول اللِّسَان وحاشية على كل من المشتبه والتقريب كِلَاهُمَا لشَيْخِنَا والأجوبة عَن اعْتِرَاض ابْن أبي شيبَة على أبي حنيفَة فِي الحَدِيث وتبصرة النَّاقِد فِي كيد الْحَاسِد فِي الدّفع عَن أبي حنيفَة وترصيع الْجَوْهَر النقي كتب مِنْهُ إِلَى أثْنَاء التَّيَمُّم وتلخيص صُورَة مغلطاي وتلخيص دولة التّرْك ومنتقى من دُرَر الأسلاك فِي قُضَاة مصر وَقَالَ أَنه لم يتم وتاج التراجم فِيمَن صنف من الْحَنَفِيَّة وتراجم مَشَايِخ الْمَشَايِخ فِي مُجَلد وتراجم مَشَايِخ شُيُوخ الْعَصْر وَقَالَ أَنه لم يتم ومعجم شُيُوخه ومجلد من شرح المصابيح لِلْبَغوِيِّ وَمِنْهَا فِي غَيره شُرُوح لعدة كتب من فقه مذْهبه وَهِي الْقَدُورِيّ تقيد فِيهِ بِكَوْنِهِ من رِوَايَة أبي حنيفَة وَأبي يُوسُف وَمُحَمّد بن الْحسن والطَّحَاوِي والكرخي والنقاية، وَكَانَ شَيخنَا الشمني يذاكر أَنه سلخ فِيهِ شَرحه لَهَا وَلذَا أعرض التقي عَن شَرحه المسلوخ مِنْهُ وابتكر شرحا آخر لم يفرغ مِنْهُ إِلَّا قبيل مَوته ومختصر الْمنَار ومختصر الْمُخْتَصر ودرر الْبحار فِي الْمذَاهب الْأَرْبَعَة وَهُوَ فِي تصنيفين قَالَ أَن المطول مِنْهُمَا لم يتم وأجوبة عَن اعتراضات ابْن الْعِزّ على الْهِدَايَة وأفرد عدَّة مسَائِل وَهِي الْبَسْمَلَة وَرفع الْيَدَيْنِ والأسوس فِي كَيْفيَّة الْجُلُوس والفوائد الجلة فِي اشْتِبَاه الْقبْلَة والنجدات فِي السَّهْو عَن السجدات وَرفع الِاشْتِبَاه عَن مَسْأَلَة الْمِيَاه وَالْقَوْل الْقَاسِم فِي بَيَان حكم الْحَاكِم وَالْقَوْل المتبع فِي أَحْكَام الْكَنَائِس وَالْبيع وَتَخْرِيج الْأَقْوَال فِي مَسْأَلَة الِاسْتِبْدَال وتحرير الأنظار فِي أجوبة ابْن الْعَطَّار وَالْأَصْل فِي الْفَصْل والوصل يَعْنِي وصل التَّطَوُّع بالفريضة وَشرح الْفَرَائِض كل من الْكَافِي وَمجمع الْبَحْرين وَقَالَ أَنه مزج وَكَذَا شرح مُخْتَصر الْكَافِي فِي الْفَرَائِض لِابْنِ المجدي وجامعة الْأُصُول فِي الْفَرَائِض وَقَالَ أَن تصنيفه لَهُ كَانَ فِي سنة عشْرين والورقات لإِمَام الْحَرَمَيْنِ وَقَالَ أَنه كَانَ فِي أواخرها وَأول الَّتِي تَلِيهَا ورسالة السَّيِّد فِي) الْفَرَائِض وَقَالَ أَنه مطول وَله أَعمال فِي الْوَصَايَا والدوريات وَإِخْرَاج المجهولات وتعليقه على القصارى فِي الصّرْف وحاشية على شرح الْعُزَّى فِي الصّرْف أَيْضا للتفتازاني وعَلى شرح العقائد وأجوبة عَن اعتراضات الْعِزّ بن جمَاعَة على أصُول الْحَنَفِيَّة وتعليقة على الأندلسية فِي الْعرُوض وَغير ذَلِك مِمَّا وقفت على أَسْمَائِهِ بِخَطِّهِ لأعلى هَذَا التَّرْتِيب كشرح مخمسة الْعِزّ عبد الْعَزِيز الديريني فِي الْعَرَبيَّة واختصار تَلْخِيص الْمِفْتَاح وَشرح منار النّظر فِي الْمنطق لِابْنِ سينا. وَهُوَ إِمَام عَلامَة قوي

الْمُشَاركَة فِي فنون ذَاكر لكثير من الْأَدَب ومتعلقاته وَاسع الباع فِي استحضار مذْهبه وَكثير من زواياه وخباياه مُتَقَدم فِي هَذَا الْفَنّ طلق اللِّسَان قَادر على المناظرة وإفحام الْخصم لَكِن حافظته أحسن من تَحْقِيقه مغرم بالانتقاد وَلَو لمشايخه حَتَّى بالأشياء الْوَاضِحَة والإكثار من ذكر مَا يكون من هَذَا الْقَبِيل بِحَضْرَة كل أحد ترويجا لكَلَامه بذلك مَعَ شَائِبَة دَعْوَى ومساححة وَلَقَد سمعته يَقُول أَنه أفرد زَوَائِد متون الدَّارَقُطْنِيّ أَو رِجَاله على السِّتَّة من غير مراجعتها كثير الطرح لأمور مشكلة يمْتَحن بهَا وَقد لَا يكون عِنْده جوابها وَلِهَذَا كَانَ بَعضهم يَقُول أَن كَلَامه أوسع من علمه، وَأما أَنا فأزيد على ذَلِك بِأَن كَلَامه أحسن من قلمه مَعَ كَونه غَايَة فِي التَّوَاضُع وَطرح التَّكَلُّف وصفاء الخاطر جدا وَحسن المحاضرة لَا سِيمَا فِي الْأَشْيَاء الَّتِي يحفظها وَعدم اليبس والصلابة وَالرَّغْبَة فِي المذاكرة للْعلم وإثارة الْفَائِدَة والاقتباس مِمَّن دونه مِمَّا لَعَلَّه لم يكن أتقنه وَقد انْفَرد عَن عُلَمَاء مذْهبه الَّذين أدركناهم بالتقدم فِي هَذَا الْفَنّ وَصَارَ بَينهم من أجلة شَأْنه مَعَ توقف الْكثير مِنْهُم فِي شَأْنه وَعدم إنزاله مَنْزِلَته، وَهَكَذَا كَانَ حَال أَكْثَرهم مَعَه جَريا على عَادَة العصريين، وَقصد بالفتاوى فِي النَّوَازِل والمهمات فبلغوا باعتنائه بهم مقاصدهم غَالِبا واشتهر بذلك وبالمناضلة عَن ابْن عَرَبِيّ وَنَحْوه فِيمَا بَلغنِي مَعَ حسن عقيدته، وَلم يل مَعَ انتشار ذكره وَظِيفَة تناسبه بل كَانَ فِي غَالب عمره أحد صوفية الأشرفة نعم اسْتَقر فِي تدريس الحَدِيث بقبة البيبرسية عقب ابْن حسان ثمَّ رغب عَنهُ بعد ذَلِك لسبط شَيخنَا وَقَررهُ جَانِبك الجداوي فِي مشيخة مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِبَاب القرافة ثمَّ صرفه وَقرر فِيهَا غَيره وَلكنه كَانَ قبيل هَذِه الْأَزْمَان رُبمَا تفقده الْأَعْيَان من الْمُلُوك والأمراء وَنَحْوهم فَلَا يدبر نَفسه فِي الارتفاق بذلك بل يُسَارع إِلَى إِنْفَاقه ثمَّ يعود لحالته وَهَكَذَا مَعَ كَثْرَة عِيَاله وتكرر تَزْوِيجه، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مقصر فِي شَأْنه، وَلما اسْتَقر رَفِيقه السَّيْف الْحَنَفِيّ فِي مشيخة المؤيدية عرض عَلَيْهِ السُّكْنَى بقاعتها لعلمه بِضيق منزله أَو تكلفه بالصعود إِلَيْهِ لكَونه بالدور) الْأَعْلَى من ربع الحوندار فَمَا وَافق وَكَذَا لما اسْتَقر الشَّمْس الأمشاطي فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة رتب لَهُ من معاليمه فِي كل شهر ثَمَانمِائَة دِرْهَم لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ وَتقدم صحبته مَعَه ورتب لَهُ الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي قبيل مَوته بِيَسِير على ديوانه فِي كل شهر أَلفَيْنِ فَمَا أَظُنهُ عَاشَ حَتَّى أَخذ مِنْهَا شهرا بل عين لمشيخة الشيخونية عِنْد توعك الكافياجي بسفارة الْمَنْصُور حِين كَانَ بِالْقَاهِرَةِ عِنْد الْأَشْرَف قايتباي وَكَذَا بسفارة الأتابك أزبك فقدرت وَفَاته قبله،

وَعظم انْتِفَاع الشّرف الْمَنَاوِيّ بِهِ وَكَذَا الْبَدْر بن الصَّواف فِي كثير من مقاصدهما بعد أَن كَانَ من أخصاء الْمُحب بن الشّحْنَة حَتَّى أَنه لَعَلَّه أول من أذن لوَلَده الصَّغِير فِي الْإِفْتَاء ثمَّ مَسّه مِنْهُم غَايَة الْمَكْرُوه جَريا على عَادَتهم بِحَيْثُ شافهوه بِمَجْلِس السُّلْطَان بِمَا لَا يَلِيق وانتصر لَهُ الْعِزّ قَاضِي الْحَنَابِلَة وهجرهم بِسَبَبِهِ مُدَّة حَتَّى توَسط بَينهم الْعَضُد الصيرامي، وَقد صحبته قَدِيما وَسمعت مِنْهُ مَعَ وَلَدي المسلسل بِسَمَاعِهِ لَهُ على الوَاسِطِيّ وكتبت عَنهُ من نظمه وفوائده أَشْيَاء بل قَرَأت عَلَيْهِ شرح ألفية الْعِرَاقِيّ لتوهم مزِيد عمل فِيهِ وَوَقع ذَلِك مِنْهُ موقعا ولامني فِيهِ غير وَاحِد من الْفُضَلَاء، واستعار أَشْيَاء من تعاليقي ومسوداتي وَغَيرهَا وَكثر تردده لي قبل ذَلِك وَبعده بِسَبَب الْمُرَاجَعَة وَغَيرهَا صَرِيحًا وكناية لحسن اعْتِقَاده فِي بِحَيْثُ صرح مرَارًا بتفردي بِهَذَا الشَّأْن وَرُبمَا يَقُول: أَنا وَأَنت غرباء، وَنَحْو هَذَا من القَوْل وخطه عِنْدِي شَاهد بِأَعْلَى من ذَلِك حَسْبَمَا أثْبته فِي مَوضِع آخر مَعَ كثير من نظمه وفوائده، وَشهد على شينا بأنني أمثل جماعته وَبَالغ عقب وَفَاة الْوَالِد رحمهمَا الله فِي التأسف عَلَيْهِ وَصرح لكل من الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ والأمشاطي بِأَنَّهُ من قدماء أَصْحَابه وخيارهم وَمِمَّنْ لَهُ عَلَيْهِ فضل قديم وَأَنه بَقِي من الْعَالمين بذلك جارنا ابْن المرخم وَابْن بهاء القباني وَلِهَذَا التمس مني الْوُقُوف على غسله فَلم أوافق أدبا مَعَ الشَّيْخ لكَون الْوَالِد لما أعلمهُ من إجلاله لَهُ وتعظيمه إِيَّاه بِحَيْثُ كَانَ يَقُول: مَا أَكثر محفوظه وَأحسن عشرته، وَرُبمَا يَقُول: هُوَ سكردان لم يكن يرضيه ذَلِك، تعلل الشَّيْخ مُدَّة طَوِيلَة بِمَرَض حاد وبحبس الأراقة والحصاة وَغير ذَلِك وتنقل لعدة أَمَاكِن إِلَى أَن تحول قبيل مَوته بِيَسِير بقاعة بحارة الديلم فَلم يلبث أَن مَاتَ فِيهَا فِي لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد تجاه جَامع المارداني فِي مشْهد حافل وَدفن على بَاب المشهد الْمَنْسُوب لعقبة عِنْد أَبَوَيْهِ وَأَوْلَاده وتأسفوا) على فَقده رَحمَه الله وإيانا وَمِمَّا نظمه ردا لقَوْل الْقَائِل: (إِن كنت كَاذِبَة الَّتِي حَدَّثتنِي ... فَعَلَيْك إِثْم أبي حنيفَة أَو زفر) (الواثبين على الْقيَاس تمردا ... والراغبين عَن التَّمَسُّك بالأثر) فَقَالَ: (كذب الَّذِي سبّ المآثم للَّذي ... قَاس الْمسَائِل بِالْكتاب وبالأثر) (إِن الْكتاب وَسنة الْمُخْتَار قد ... دلا عَلَيْهِ فدع مقَالَة من فشر) وَقد ذكره المقريزي فِي عقوده وأرخ مولده كَمَا قدمنَا وَلكنه قَالَ تخمينا قَالَ: وبرع فِي فنون من فقه وعربية وَحَدِيث وَغير ذَلِك وَكتب مصنفات عديدة من شرح دور الْبحار للقونوي فِي اخْتِلَاف الْمذَاهب الْأَرْبَعَة وَشرح مخمسة الديريني

فِي الْعَرَبيَّة وجامعة الْأُصُول فِي الْفَرَائِض وورقات إِمَام الْحَرَمَيْنِ وميزان النّظر فِي الْمنطق لِابْنِ سينا وَكتب تعليقة على موطأ مُحَمَّد بن الْحسن وَأُخْرَى على آثاره وَاخْتصرَ تَلْخِيص الْمِفْتَاح وَله حواش على حَوَاشِي التَّفْتَازَانِيّ على تصريف الْعُزَّى وعَلى الأندلسية فِي الْعرُوض وَكتب غَرِيب أَحَادِيث شرح أبي الْحسن الأقطع على الْقَدُورِيّ وَخرج أَحَادِيث الِاخْتِيَار شرح الْمُخْتَار ورتب مُسْند أبي حنيفَة للحارثي على الْأَبْوَاب. قَاسم بن الْأَمِير كمشبغا الْحَمَوِيّ الْآتِي أَبوهُ. كَانَ أحد الْحجاب الصغار فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. قَاسم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عَليّ اليامشي الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْعَدنِي الشَّافِعِي الصُّوفِي الْمَاضِي جده. أَخذ عَن جده عبد الله وَكَانَ يكْتب مَا يصدر عَنهُ من المراسلات والشفاعات وخطه جيد وسجعه حسن وَرُبمَا نظم وَكَذَا تفقه فِي كِتَابه الْحَاوِي بِمُحَمد فأفضل وَالْغَالِب عَلَيْهِ الصّلاح بِحَيْثُ يقْصد للإصلاح مَعَ وجاهته وجلالته، ورث ذَلِك عَن أَبِيه، وَهُوَ سنة ثَمَان وَتِسْعين حَيّ. قَاسم بن مُحَمَّد بن قَاسم القسنطيني الْمَالِكِي نزيل الْمَدِينَة، مِمَّن سمع مني بهَا. قَاسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الزين المنشاوي الأخميمي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف فِي بِلَاده بِابْن أبي طاقية. حفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية ابْن مَالك والشاطبية وَغَيرهَا واشتغل وتميز فِي الْقرَاءَات وَأَخذهَا عَن ابْن الْجَزرِي والزين بن عَيَّاش أَخذهَا عَنهُ جمَاعَة) كالزين جَعْفَر السنهوري وَعمل مُقَدّمَة فِي التجويد سَمَّاهَا المرشدة وَكَانَ خيرا مديما لِلْعِبَادَةِ أثبت شَيخنَا اسْمه فِي الْقُرَّاء بالديار المصرية وسط هَذَا الْقرن، وَلم أعلم وَقت وَفَاته رَحمَه الله. قَاسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الزين أَبُو الْعدْل بن الشّرف بن أبي المكارم بن أبي الْفضل الْمحلي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي سبط الشهَاب بن العجمي وَالِد أوحد الدّين وحفيد أخي الولوي مُحَمَّد بن قَاسم الْآتِي وَأَبوهُ وجده ووالد الْجلَال وَأبي الْفضل عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن قَاسم وَهُوَ زوج أُخْته الشهَاب الأبشيهي الشَّافِعِي ابْنا خَالَة فأماهما أختَان. ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ ابْن الْحَاجِب واشتغل يَسِيرا عِنْد الزين طَاهِر وَغَيره ولازم حَلقَة السنهوري فِي الْفِقْه والعربية مَعَ الساكتين، وناب فِي الْقَضَاء وأضيف إِلَيْهِ قَضَاء سمنود وأعمالها وَأكْثر التَّرَدُّد للأمير تمراز فراج قَلِيلا بل صَار مِمَّن يُفْتِي وَيذكر بِحِفْظ ابْن الْحَاجِب واستحضاره مَعَ إقدام وتناقض فِي فتياه ورام بعد المحيوي بن تَقِيّ الْقَضَاء وساعده الشَّافِعِي فَلم ينجح

وَولي أَخُو الْمَيِّت فَأَعْرض هَذَا عَن النِّيَابَة فَلم يضر إِلَّا نَفسه. قَاسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ القاهري النّحاس والمتصرف بِبَاب شَيخنَا كأبيه فِي كليهمَا ووالد أبي الْحسن الْآتِي وَيعرف بِابْن الْمُرضعَة. مِمَّن كَانَ فِي خدمَة ابْن شَيخنَا بِحَيْثُ حج مَعَه وجاور بل سَافر مَعَ وَالِده فِي سنة آمد تَاجِرًا وَكَانَ عاميا متميزا فِي طَرِيقَته. مَاتَ بعد أَن أضرّ فِي ثامن عشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين عَن سِتّ وَثَمَانِينَ سنة وَدفن بِالْقربِ من ضريح السِّت زَيْنَب خَارج بَاب النَّصْر عَفا الله عَنهُ. قَاسم بن مُحَمَّد الزين الحيشي الْحلَبِي ثمَّ القاهري الدِّمَشْقِي وَيعرف بالقادري. أَقَامَ بحلب مُدَّة على قدم التَّجْرِيد مواخيا لصاحبنا إِبْرَاهِيم القادري الْمَاضِي وأخذا بهَا عَن الشّرف أبي بكر الحيشي وَغَيره ثمَّ انتقلا إِلَى الْقَاهِرَة وأخذا فِي غُضُون ذَلِك أَيْضا بصفد عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن أبي بكر بن خضر الديري الناصري وبدمشق عَن السَّيِّد عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الجيلي وبالقاهرة عَن أَخِيه النُّور عَليّ ومدين الأشموني وَأبي الْفَتْح الفوي وصحبا الشهَاب بن أَسد وتليا عَلَيْهِ الْقُرْآن وسمعا عَلَيْهِ فِي الْعلم والْحَدِيث والكمال إِمَام الكاملية واختصا بِهِ دهرا وأخذا عَنهُ فِي الْفِقْه وأصوله وَغير ذَلِك وسمعا على شَيخنَا والعز بن الْفُرَات وَطَائِفَة وتزوجا من بَيت سَيِّدي عبد الْقَادِر الكيلاني واختص بِغَيْر وَاحِد من الْأُمَرَاء كدولات باي المؤيدي) وجانم الأشرفي برسباي وَمن غَيرهم كالبدر الْبَغْدَادِيّ قَاضِي الْحَنَابِلَة وبواسطته اسْتَقر فِي مشيخة زَاوِيَة ابْن دَاوُد بصالحية دمشق وتحول إِلَيْهَا فتزايدت وجاهته، لَا سِيمَا وَهُوَ حسن الْعشْرَة طلق الْمحيا بسامة كثير التودد وابتنى هُنَاكَ بِالسَّهْمِ دَارا حَسَنَة ونوزع فِي المشيخة من سبط ولد الْوَاقِف غير مرّة وَعقد بِسَبَب ذَلِك مجَالِس، وَكَانَ فِيمَا كتبه لي مواخيه صَحِيح الِاعْتِقَاد صَحِيح عمل الْأَركان عَارِفًا بمداخل النَّاس ومخارجهم مَعَ سَلامَة صدر وسعة فِيهِ، تجرد وساح وخالط الْمَشَايِخ وتأدب بآدابهم واستقل بِالْعلمِ وَفهم وتميز وَسمع الحَدِيث وأشير إِلَيْهِ بالجلالة والمشيخة وَلم يكن يضمر لأحد سوءا وَلَا فِي مُقَابل، وَوَصفه غَيره بالشيخ المسلك المربى وَنعم الرجل كَانَ وبيننا مزِيد مَوَدَّة وصحبة وَكَانَت أبهة المشيخة عَلَيْهِ ظَاهِرَة ووضاءة الصفاء فِي طلعته باهرة، مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث ربيع الأول سنة أَربع وَسبعين وَدفن من الْغَد بمقبرة كَانَ أعدهَا لدفن جماعته وَجَمَاعَة مواخيه وشرقي الْمقْبرَة الْمُسَمَّاة بالروضة وملاصقة لَهَا بسفح قاسيون أَعلَى الصالحية بعد أَن صلي عَلَيْهِ بالجامع المظفري وَلم يكن يقصر عَن سِتِّينَ سنة بل زَاد عَلَيْهَا رَحمَه الله وإيانا.

قَاسم بن مُحَمَّد بن مُسلم بن مخلوف التروجي الأَصْل الإسكندري. سمع الشفا على ابْن الملقن، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز فِي استدعاء أبي حَامِد ابْن الضيا لأولادي يَعْنِي سنة سبع عشرَة قَالَ: وَكَانَ يرْوى وبيض. قَاسم بن مُحَمَّد ابْن يُوسُف بن الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم الزين بن الشَّمْس الزبيرِي النويري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بقاسم الزبيرِي. ولد سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو على الشَّمْس الشراريبي وكتبا واشتغل فِي فنون ولازم الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ بعض شرح تقريب الْأَحْكَام لوالده وَجَمِيع شرح جمع الْجَوَامِع فِي الْأَصْلَيْنِ وَغَيرهمَا وَسمع كثيرا من شَرحه لنظم الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ لِأَبِيهِ وَمن تَحْرِير الْفَتَاوَى وَشرح الْبَهْجَة وَغَيرهمَا من تصانيفه وَكَذَا من مروياته وَكتب لَهُ على شرح جمع الْجَوَامِع أَنه قَرَأَهُ قِرَاءَة بحث وإتقان وتحرير لألفاظه ومبانيه واستكشاف عَن مشكلاته ومعانيه وعَلى شرح التَّقْرِيب أَنه أَيْضا قِرَاءَة بحث وإتقان وَتكلم على الْأَلْفَاظ والمعاني وَذكر مَذَاهِب الْعلمَاء فِي الْمسَائِل الْمُتَعَلّقَة بذلك فأجاد الِاسْتِمَاع لما ألقيه وَفهم مَعَانِيه فهم مَعَانِيه وَأذن لَهُ فِي إِفَادَة مَا) علمه مِنْهُمَا وتحققه وإقراء مَا كَانَ مِنْهُمَا مستحضرا لَهُ ومحققه، وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن النُّور الأدمِيّ عَن الشمسين الغراقي والبرماوي والبيجوري وَغَيرهم والنحو عَن الشمسين العجيمي قريب ابْن هِشَام والشطنوفي وَغَيرهمَا ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي عُلُوم وَكَذَا الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَأكْثر من الْحُضُور عِنْد شَيخنَا فِي الأمالي وَغَيرهَا وَكتب عَنهُ غَالب شرح البُخَارِيّ وَسمع أَيْضا على الفوي وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَابْن الكويك وَأبي هُرَيْرَة بن النقاش وَآخَرين، وَكَانَ فَاضلا بارعا مفننا خيرا سَاكِنا بطئ الْحَرَكَة ثقيل اللِّسَان تكسب بِالشَّهَادَةِ وأقرأ بعض الطّلبَة مَعَ التودد والتواضع والتقنع وسلامة الصَّدْر كتبت عَنهُ قَلِيلا، وَمَات فِي صف سنة سِتّ وَخمسين، وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. قَاسم بن مُحَمَّد الْأصيلِيّ وَيُقَال لَهُ ابْن البابا. نَشأ فِي خدمَة بَيت ابْن أصيل وَصَارَ يتَرَدَّد للكانلية وتنزل فِي الْجِهَات واشتغل أَولا فِيمَا زعم حنفيا وَحضر عِنْد ابْن الْهمام ثمَّ شافعيا وَلم ينْتج فِي شَيْء بل هُوَ كثير الشَّرّ إِلَى الْعَوام أقرب. قَاسم بن هرون بن مُحَمَّد بن مُوسَى التتائي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي شَقِيق مُحَمَّد وأخو الْجمال يُوسُف لأمه الآتيين. مِمَّن اشْتغل قَلِيلا وتدرب بِأَبِيهِ فِي الْحِفْظ وَغَيره، وَأَقْبل على التكسب وسافر فِي ذَلِك لَهُ وَلغيره إِلَى الْعرَاق ثمَّ إِلَى الهرموز ثمَّ إِلَى الْهِنْد وَغَيرهَا وَدخل الشَّام وَبَيت الْمُقَدّس وَغَابَ نَحْو سِتّ سِنِين وَرجع

بعد أهوال وأحوال بخفي حنين فَجَلَسَ زموطيا تَحت الرّبع مَعَ كِتَابَته بِالْأُجْرَةِ وَيذكر بصيانة وتعفف واستحضار لقَلِيل من الْفُرُوع ومداومة على التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة. قَاسم بن بهاء الدّين الماطي الْمقري. مِمَّن تَلا الْقرَاءَات على الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي وتكسب بحانوت فِي الماطيين بجوار المؤيدية. مَاتَ فِي الْمحرم. قَاسم بن المعمار. فِي ابْن عَليّ. قَاسم زين الدّين البشتكي. ولد بعد الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل بِالْعلمِ وَقرب أَهله وأحبهم وتقرب مِنْهُم مَعَ وَسْوَسَة وَتزَوج ابْنة الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن بن قلاوون فاشتهر وقربه الْمُؤَيد بِحَيْثُ ولاه نظر الجوالي وباشره أحسن مُبَاشرَة إِلَى أَن أَخذ الناصري بن الْبَارِزِيّ فِي أبعاده عَنهُ حَتَّى غضب عَلَيْهِ بل وضربه وأعانه بطيشه وَخِفته على ذَلِك فانحطت مرتبته وافتقر وَركبهُ الدّين، وداخل بعد هَذَا الْأَشْرَف فَلم يحظ بطائل مَعَ أَنه سَافر مَعَه فِي سنة آمد إِلَى) البيرة ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب. مَاتَ بِأَرْض يبْنى من عمل غَزَّة وَكَانَ توجهه لجِهَة هُنَاكَ فِي يَوْم السبت ثامن رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وَقد جَازَ السِّتين. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، وَقَالَ المقريزي أَنه كَانَ جسيما سريا فخورا لَهُ ثراء وَاسع وَمَال جم وَرثهُ وأفضال كثير وفضيلة ثمَّ تردد لمجلس الْمُؤَيد واختص بِهِ مُدَّة إِلَى أَن تنكر لَهُ وضربه وشهره، إِلَى أَن قَالَ: فَالله يرحمه وَلَقَد شاهدنا مِنْهُ كرما جما وإفضالا زَائِدا ومروءة غزيرة ونعمة ضخمة. قَاسم الزين التركماني الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ أحد عُلَمَاء دمشق مِمَّن شرح مُخْتَصر الأخلاطي فِي الْفِقْه وَاخْتصرَ الضَّوْء شرح السِّرَاجِيَّة فِي الْفَرَائِض وصنف فِي أصُول الدّين، وَكَانَ مُتَقَدما فِي الْفِقْه والعقليات أفتى ودرس وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وجاور فِي سنة أَربع وَسبعين رَفِيقًا للشرف بن عيد، وَقدم الْقَاهِرَة بعد للسعي فِي القصاعية بعد موت جلال الدّين بن حسام الدّين فَأُجِيب إِلَيْهَا وَكَانَ دينا. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ تَقْرِيبًا عَن نَحْو الثَّمَانِينَ. قَاسم الزين المؤذي الكاشف بِالْوَجْهِ القبلي غَرِيم السفطي فِي الْحمام. أحضر فِي أَوَائِل سنة أَربع وَخمسين مَحْمُولا على جمل ليدفن بِالْقَاهِرَةِ بعد تمرضه يَوْمًا وَاحِدًا. غير مأسوف عَلَيْهِ. قَاسم الْحَنَفِيّ اثْنَان: مصري وَهُوَ ابْن قطلوبغا ودمشقي مضى قَرِيبا. قَاسم الدمني الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْعَلامَة الْفَقِيه الْمُفْتِي بتعز. انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْفَتْوَى فِيهَا، مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَلفه بتعز الْجمال بن الْخياط الْآتِي. قَاسم الرُّومِي تَاجر السُّلْطَان والخصيص بالدوادار يشبك بِحَيْثُ سمح لَهُ

بترك المكس مِمَّا يرد لَهُ وَكَانَ محتشما خيرا، مَاتَ بِمَكَّة فِي إِحْدَى الجماديين سنة ثَمَانِينَ، وَهُوَ أستاذ زيرك الْمَاضِي. قانباي الأبو بكري الناصري فرج وَيعرف بالبهلوان. تنقل بعد أستاذه حَتَّى اتَّصل بِالظَّاهِرِ ططر قبل سلطنته فَلَمَّا تسلطن أمره ورقاه ثمَّ صَار فِي الْأَيَّام الأشرفية رَأس نوبَة ثَانِيًا ثمَّ مقدما ثمَّ نَائِب ملطية مُضَافا للتقدمة ثمَّ انْفَصل عَنْهُمَا وَاحِدَة بعد أُخْرَى وَصَارَ أتابك حلب ثمَّ أتابك دمشق بعد موت تغرى بردى المحمودي ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة صفد ثمَّ إِلَى حماة، إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين، وَكَانَ ذَا حشمة وجمال. قانباي الأشرفي قيتباي وَيعرف بالبوز. اسْتَقر فِي كشف الْبحيرَة وَلم يلبث أَن مَاتَ مطعونا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ.) قانباي البكتمري. أَصله لجكم من عوض المتغلب على حلب ثمَّ ملكه بكتمر جلق وَأعْتقهُ واتصل بعده بِخِدْمَة السُّلْطَان وَصَارَ بعد الْمُؤَيد خاصكيا ثمَّ ولاه الظَّاهِر جقمق نِيَابَة قلعة صفد مرّة بعد أُخْرَى تخَلّل بَينهمَا ولَايَة أتابكيتها ثمَّ نِيَابَة البيرة. فَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي أَوَاخِر ربيع الأول أَو أَوَائِل الثَّانِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ تَقْرِيبًا. قانباي البهلوان. هُوَ الأبو بكري مضى. قانباي البهلوان آخر صَاحب طرابلس. ورد الْخَبَر فِي منتصف الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بوفاته فاستقر عوضه فِي الحجوبية شاذبك الصارمي. قانباي الجركسي. أَصله من مماليك الأتابك يشبك الشَّعْبَانِي ثمَّ أنعم بِهِ على جاركس المصارع أخي الظَّاهِر جقمق فَأعْتقهُ وَصَارَ بعد قَتله من المماليك السُّلْطَانِيَّة ثمَّ خاصكيا فِي أَيَّام الظَّاهِر ططر فَلَمَّا صَار الْأَمر للظَّاهِر جقمق من حِين كَونه نظاما لزمَه بوسيلة كَونه من مماليك أَخِيه حَتَّى رقاه لأَمره عشرَة ثمَّ جعله من رُؤُوس النوب فَلَمَّا تسلطن عمله شاد الشربخاناه على مَا مَعَه من إمرة الْعشْرَة وَلَا زَالَ يرقيه حَتَّى قدمه مَعَ المشدية ثمَّ عمله دوادارا كَبِيرا ثمَّ أَمِير آخور كَبِير، ونالته السَّعَادَة وَعظم وَصَارَت لَهُ كلمة نَافِذَة ووجاهة تَامَّة مَعَ تدوين ووثوق بِرَأْي نَفسه وظنه التفقه ومزيد طيش وخفة وهذيان كثير وَرفع صَوت بِمَا يستحيا مِنْهُ حَتَّى أَنه قَالَ لشَيْخِنَا: أَنْت شيخ الْإِسْلَام وَأَنا فَارس الْإِسْلَام، وَبِالْجُمْلَةِ فقد كَانَ دينا وَله فِي كائنة شَيخنَا الْيَد الْبَيْضَاء وَاسْتمرّ إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ الْأَشْرَف إينال أول مَا تسلطن وحبسه بإسكندرية إِلَى أَن أطلقهُ الظَّاهِر خشقدم وأرسله إِلَى

دمياط فَأَقَامَ بهَا بطالا حَتَّى مَاتَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَحمل مَيتا مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فَغسل بهَا وكفن ثمَّ صلي عَلَيْهِ بمصلى المؤمني وشهده السُّلْطَان بل مَشى مَعَه إِلَى بَاب المدرج وَدفن بتربته الَّتِي جددها وبناها بِالْقربِ من دَار الضِّيَافَة وَبهَا أستاذه جَارك وَولد لصَاحب التَّرْجَمَة وَابْن الظَّاهِر جقمق ثمَّ أَبوهُ ثمَّ وَلَده الآخر الْمَنْصُور وَصَارَت محلا للملوك وَقرر فِيهَا شَيخنَا الشمني مخطوبا شَيخا وخطيبا وَغير ذَلِك من وظائفها بل كَانَ المستقل بهَا وَكَانَ لَهُ فِيهِ حسن الِاعْتِقَاد ويبالغ فِي إكرامه وَكَانَ طوَالًا نحيفا طَوِيل اللِّحْيَة رَحمَه الله وإيانا. قانباي الجكمي نِسْبَة لجكم من عوض المتغلب على حلب، كَانَ حَاجِب الْحجاب بحلب فَاحْتَرَقَ) سنة تسع وَأَرْبَعين فِي بَيته بالنَّار الَّتِي يتدفأ بهَا بِتِلْكَ الْبِلَاد أَيَّام الشتَاء فِي حَال كَونه سكرانا وَكَانَ مَعَه مَمْلُوكه وَكتب محْضر بذلك إِلَى الْقَاهِرَة دفعا لتوهم خِلَافه أَقَامَ خاصكيا بعد موت أستاذه مُدَّة إِلَى أَن رقاه الظَّاهِر جقمق إِلَى الحجوبية وليم فِي ذَلِك وَصرح هُوَ حِين بلغه مَوته هَكَذَا بِسَبَبِهِ ولعنه وَلعن من أَشَارَ عَلَيْهِ بتوليته لمزيد إهماله. قانباي الحسني الظَّاهِرِيّ أحد أُمَرَاء العشرات ووالي الْقَاهِرَة وَهُوَ من عُتَقَاء الْأَشْرَف إينال بَاشر الْولَايَة أقبح مُبَاشرَة وَمَات بالطاعون فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين قانباي الحسني المؤيدي شيخ. صَار خاصكيا فِي أَيَّام ابْن أستاذه المظفر إِلَى أَن أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة ثمَّ نَقله إِلَى أتابكية حماه ثمَّ عمله الظَّاهِر خشقدم من الطبلخاناه ثمَّ نَاب طرابلس، وَلم يلبث أَن تجرد لكائنة سوار وَكَانَت منيته هُنَاكَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد ناهز السّبْعين، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ عَارِفًا بلعب الرمْح متحركا. قانباي الحمزاوي. أَصله لتنم الحسني نَائِب الشَّام ثمَّ لسودون الحمزاوي الظَّاهِرِيّ فِي الدولة الناصرية فَأعْتقهُ وَنسب إِلَيْهِ وَجعله شاد الشربخاناه وَبعد مَوته خدم عِنْد بعض الْأُمَرَاء ثمَّ عِنْد شيخ فَلَمَّا تسلطن أمره عشرَة ثمَّ طبلخاناه ثمَّ تقدم بعد مَوته، وناب فِي الْغَيْبَة لِابْنِهِ المظفر ثمَّ حَبسه الظَّاهِر ططر ثمَّ أطلقهُ الْأَشْرَف وولاه أتابكية دمشق ثمَّ قدمه بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ نَقله لنيابة حماة ثمَّ حوله الظَّاهِر لطرابلس ثمَّ لحلب ثمَّ أَعَادَهُ مقدما بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ رَجَعَ بِهِ إِلَى نِيَابَة حلب ثَانِيًا ثمَّ نَقله الْأَشْرَف إينال إِلَى نِيَابَة دمشق حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَدفن بخانقاه تغرى برمش تَحت قلعتها وَقد ناهز الثَّمَانِينَ وسر الدمشقيون بوفاته لِكَثْرَة جنايات مماليكه الَّذِي استكثر مِنْهُم جمَاعَة بَابه وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ شَدِيد الْإِسْرَاف على نَفسه سامحه الله.

قانباي السيفي شَاذ بك الجكمي نَائِب حماة وَيعرف بسلاق وَمَعْنَاهُ الأعسر. تقدم فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي حَتَّى صَار أحد الأربعينات لكَونه جِيءَ إِلَيْهِ بسرية ليتسرى بهَا فظفر لَهُ أَنَّهَا من أَقَاربه فَأعْتقهَا ثمَّ زَوجهَا لصَاحب التَّرْجَمَة وَذَلِكَ فِي حَال إمرته فَلَمَّا اسْتَقر فِي المملكة ارْتَفع بهَا. مَاتَ بحلب فِي إِحْدَى الجماديين سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسمعت من يذكرهُ بمحبة الْعلم وَأَهله بل وَقَرَأَ بعض الْمُقدمَات على النَّجْم القرمي وَغَيره مَعَ دين وكرم فِي الْجُمْلَة. رَحمَه الله. قانباي الصَّغِير هُوَ المحمدي يَأْتِي قَرِيبا. قانباي الظَّاهِرِيّ الساقي حَاجِب ميسرَة، مَاتَ فِي منتصف صفر سنة ثَمَانِينَ وَنزل السُّلْطَان) فصلى عَلَيْهِ. قانباي العلائي أحد المقدمين بالديار المصرية. مَاتَ بعد أَن تعلل أشهرا فِي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشري شَوَّال سنة ثَمَان وَدفن من الْغَد بعد الظّهْر وَكَانَ يكثر الاختفاء فِي مصر وَالشَّام خوفًا من جِهَة السلطنة فَكَانَت الْعَامَّة تسميه لذَلِك بالغطاس. ذكره الْعَيْنِيّ. قانباي الْعمريّ الناصري فرج بن قانقز أُخْت الظَّاهِر برقوق ووالد فَاطِمَة أم خوند الْآتِيَة. مِمَّن وَأرْسل النَّاصِر وَهُوَ بِدِمَشْق لنائب الْغَيْبَة بِالْقَاهِرَةِ بخنقه فاتفق قتل النَّاصِر قبل وُصُول القاصد وَلَكِن لم يعلم النَّائِب بذلك إِلَّا بعد إمضائه الْأَمر فَلَمَّا قدم الْمُؤَيد وقفت أمه إِلَيْهِ فَأمر بقتل النَّائِب فَقتل فبادرت إِلَى كبده فَصَارَت تنهمه، وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ: قانباي قريب بيبرس ابْن أُخْت الظَّاهِر برقوق، وَكَانَ خاصكيا ثمَّ فِي دولة النَّاصِر أَمِيرا إِلَى أَن عصى عَلَيْهِ فسجنه بالقلعة فَلَمَّا وصل الْخَبَر إِلَى الْقَاهِرَة بِكَسْر النَّاصِر قَتله سنبغا نَائِب القلعة وَذَلِكَ فِي سنة خمس عشرَة وَيُقَال أَن النَّاصِر كَانَ قرر مَعَه ذَلِك انْتهى. وَهُوَ وَالِد زَوْجَة جرباش الكريمي قاشق. قانباي قريب بيبرس ابْن أُخْت الظَّاهِر برقوق وَهُوَ الَّذِي قبله. قانباي المحمدي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بقانباي الصَّغِير سيف الدّين. تنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن قدم مَعَ الْمُؤَيد فِي سنة خمس عشرَة وَاسْتقر دويدارا كَبِيرا ثمَّ نقل لنيابة الشَّام فِي سنة سبع عشرَة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ عصى هُوَ وَجَمَاعَة وَنزل السُّلْطَان لقتالهم فَاقْتَتلُوا هم وشاليشه فانتصر ثمَّ أدْركهُ السُّلْطَان فَانْهَزَمَ قانباي فِي ماعة وَآل أمره إِلَى أَن أمسك فحبسه السُّلْطَان ثَلَاثَة أَيَّام أَو دونهَا ثمَّ قتل بقلعة دمشق فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة ثَمَان عشرَة، وَكَانَ حسن الصُّورَة جميل الْفِعْل بنى بِرَأْس سويقة منعم مدرسة فقرر فِيهَا مدرسا للشَّافِعِيَّة وَآخر للحنفية ووقف لَهما وَقفا جيدا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَابْن خطيب الناصرية. قانباي المؤيدي شيخ وَيعرف بالساقي وبقراسقل. تَأمر عشرَة فِي

أَيَّام الْأَشْرَف إينال أَو قبلهَا يسير وَصَارَ رَأس نوبَة بطرابلس. مَاتَ فِي توجهه إِلَى الجولان فِي الْبَحْر المالح سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَقد ناهز السِّتين وَكَانَ متوسط السِّيرَة مُسْرِفًا على نَفسه. قانباي الناصري فرج وَيعرف بالأعمش. صَار فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي خاصكيا ثمَّ فِي أَيَّام الظَّاهِر أَمِير عشرَة ثمَّ من رُؤُوس النوب فِي أَيَّام الْأَشْرَف إينال نَائِب القلعة ثمَّ زيد أقطاع يُونُس العلائي، وَاسْتمرّ عَلَيْهِمَا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتِّينَ.) قانباي اليوسفي المهمندار واسْمه الْأَصْلِيّ الْحَاج خَلِيل، أَصله فِيمَا زعم من مماليك قرا يُوسُف التركماني صَاحب بَغْدَاد وَأَنه جاركسي الأَصْل وَقيل أَنه من شماخي مِمَّن لم يسمهم رق، ثمَّ قدم الديار المصرية فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي فَسَأَلَهُ عَن اسْمه فَقَالَ: خَلِيل فَقَالَ لَهُ: أَنْت مَمْلُوك أم حر فَقَالَ: من مماليك قرا يُوسُف قَالَ: فَمَا جنسك فَقَالَ وَقد علم أَن الدوله للجراكسة: جركسي فَمشى عَلَيْهِ ثمَّ سَأَلَهُ عَن اسْمَع وبلاده فَقَالَ لَهُ: قانباي فبقاه عَلَيْهِ وَكتبه خاصكيا ثمَّ بعد مُدَّة جعله مقدم البريدية ثمَّ نكب بعد مَوته بِالْحَبْسِ وَالضَّرْب الشَّديد وَالنَّفْي وَقدم الْقَاهِرَة أَيَّام الْأَشْرَف إينال وَولي المهمندارية ثمَّ حسبَة الْقَاهِرَة فِي أَوَاخِر أمره حَتَّى مَاتَ فِي خَامِس عشري شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَهُوَ فِي عشر السِّتين عَفا الله عَنهُ. قانباي أحد رُؤُوس النوب الصغار والأمراء العشرات بالديار المصرية. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع. أرخه الْعَيْنِيّ. قان بردى الأشرفي إينال أحد الدوادارية الصغار ورؤوس الْفِتَن وَالظُّلم فِي أَيَّام أستاذه ثمَّ امتحن بعده بِالنَّفْيِ وَالْحَبْس إِلَى أَن قدم فِي أَيَّام الظَّاهِر تمربغا وَأمره الْأَشْرَف قايتباي عشرَة ثمَّ جعله دوادارا ثَانِيًا ثمَّ نَقله بعد شهر إِلَى تقدمة ألف، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ وَقد قَارب الثَّلَاثِينَ أَو جازها بالطاعون فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بالمؤمني وَدفن بتربته الَّتِي أَرَادَ إنشاءها بالريدانية عِنْد الْحَوْض الخراب وَكَانَ ظلم فِيهَا وعسف وَلم يكن بالمرضي شكلا وفعلا. قان بردى الأشرفي قايتباي أحد الخازندارية الْخَواص مَاتَ فِي أَوَائِل الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين واغتنم لذَلِك وَدفن بتربته وَوجد لَهُ فِيمَا قيل نَحْو عشْرين ألف دِينَار. قانبك العلائي شيشحة الظَّاهِرِيّ جقمق رَأس نوبَة ثَانِي. قتل فِي مصاففة بَين الْعَسْكَر الْمصْرِيّ وعَلى دولات فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَكَانَ مُتَقَدما فِي الرمْح وَالرَّمْي زَائِد الْإِمْسَاك غير مَذْكُور بِكَثِير خير. أنشأ بَيْتا هائلا بدرب الخدام بِالْقربِ من سويقة الْعُزَّى وبجانب البوابة) الْكُبْرَى مَسْجِد عَتيق فجدده

وَأخذ مِنْهُ جانبا فِيهَا ووقف عَلَيْهِ رُبمَا لطيفا مُقَابِله بعد أَن رممه بَاشر شدّ الشون ثمَّ الحجوبية الثَّانِيَة ثمَّ رَأس نوبَة وَهُوَ الَّذِي سَار بِالْحَجِّ من الْعقبَة إِلَى مصر حِين جهز أميره جَانِبك مِنْهَا إِلَى الْقُدس منفيا. قانبك الظَّاهِرِيّ برقوق. كَانَ من خاصكيته وَمِمَّنْ وثب بعده وتأمر بِالْيَدِ فِي أَيَّام تِلْكَ الْفَنّ وَاسْتمرّ فِي رواج حَتَّى صَار مقدما ثمَّ رَأس نوبَة النوب فَلم تطل مدَّته وَقبض النَّاصِر عَلَيْهِ وَقَتله فِي سنة أَربع عشرَة، وَلم يكن مشكور السِّيرَة، وَذكره الْعَيْنِيّ بِاخْتِصَار. قانبك المحمودي المؤيدي شيخ. كَانَ من صغَار خاصكيته ثمَّ عمله الْأَشْرَف برسباي أَمِير طبلخانات بِدِمَشْق ثمَّ الظَّاهِر أَمِير عشرَة بِمصْر ثمَّ صَار مقدما بِدِمَشْق ثمَّ أمسك وسجن ثمَّ أطلق وَأعْطى فِي أَيَّام إينال تقدمة بِدِمَشْق فَلَمَّا تسلطن خجداشه الظَّاهِر خشقدم صيره مقدما بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ أَمِير سلَاح وَأمْسك فِي أَيَّام بلباي وسجن بإسكندرية أَكثر من سنة ثمَّ أطلق مَعَ استمراره بهَا بطالا حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَسبعين وَقد جَازَ السّبْعين. قانصوه الأحمدي الأشرفي إينال وَيعرف بالسخيف. مِمَّن رقاه الْأَشْرَف قايتباي للحسبة وَشد الشربخاناة ثمَّ قدمه كل ذَلِك مَعَ ترفعه وسخفه وجرأته بِحَيْثُ أفْضى بِهِ إِلَى أَن ضرب الْوَزير. ونفاه السُّلْطَان لدمياط وَكثر التشكي مِنْهُ فحوله لمَكَّة فدام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي عصر يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشري الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين، وَدفن من الْغَد بالمعلاة فِي قبَّة الْأَمِير بردبك الدوادار ومستراح مِنْهُ. قانصوه الإسحاقي الأشرفي إينال أحد العشروات ورؤوس النوب مَاتَ مطعونا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. قانصوه الأشرفي برسباي وَيعرف بالمصارع كَانَ أحد الخاصكية الْأَفْرَاد فِي الْقُوَّة وفن الصراع مَعَ الشجَاعَة والإقدام وَحسن الشكالة وَتَمام الْخلقَة والتواضع والمحبة فِي الْفُقَهَاء، مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين فِي أَوَائِل الكهولة عَفا الله عَنهُ. قانصوه الأشرفي برسباي أَيْضا أَقَامَ خاصكيا دهرا ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَيَّام خشقدم إِلَى أَن تجرد لسوار فَعَاد مَرِيضا. حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسبعين عَن نَحْو السِّتين. قانصوه الأشرفي إينال أحد العشرات وصهر السيفي الْحَنَفِيّ على ابْنَته ويلقب جريبات مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ يذكر بتقدم فِي النشاب مَعَ اخْتِصَاص بالسلطان) قانصوه الأشرفي إينال أحد العشرات أَيْضا وأخو سيباي نَائِب حماة،

مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين. قانصوه الأشرفي قايتباي وَيعرف بالألفي. ترقى إِلَى أَن صَار أحد المقدمين. قانصوه الأشرفي قايتباي أَيْضا وَيعرف بِخَمْسِمِائَة وترقى إِلَى أَن صَار دوادارا ثَانِيًا ثمَّ أَمِير آخور وصاهر الأتابك على ابْنَته سبطة الظَّاهِر جقمق واستولدها ثمَّ مَاتَت فِي الطَّاعُون بعد ولديها وَحج بأثر ذَلِك أَمِير الركب سنة ثَمَان وَتِسْعين قانصوه الأشرفي قايتباي قَرِيبه وَيعرف بالشامي. ترقى إِلَى معلمية الْأَسْوَاق ثمَّ صَار أحد المقدمين وسافر فِي بعض التجاريد. قانصوه الألفي، وجريبات، والخسيف، وَخَمْسمِائة، والشامي. مضوا كلهم تَقْرِيبًا. قانصوه المحمدي الأشرفي برسباي. كَانَ من خاصكيته ثمَّ من سقاته وامتحن بعده بِالْحَبْسِ وَغَيره إِلَى أَن أمره الْمَنْصُور عشرَة ثمَّ أخرجه الظَّاهِر خشقدم لدمشق على تقدمة فِيهَا لحقده عَلَيْهِ وَاسْتمرّ إِلَى أَن خرج لسوار فَمَرض بالبلاد الحلبية أَيَّامًا. ثمَّ مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَهُوَ فِي عشر السِّتين وَكَانَ حسن الشكالة كثير الْأَدَب عَاقِلا سَاكِنا شجاعا دينا عفيفا نادرة فِي أَبنَاء جنسه. قانصوه المصارع. مضى قَرِيبا. قانصوه النوروزي نوروز الحافظي. صَار خاصكيا فِي الدولة المؤيدية ثمَّ فِي أَيَّام الظَّاهِر ططر أَمِير عشرَة ثمَّ طبلخاناه ثمَّ قبض عَلَيْهِ الْأَشْرَف وحبسه يَسِيرا ثمَّ أطلقهُ على إمرة طبلخاناة ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة طرسوس ثمَّ حجوبية الْحجاب بحلب ثمَّ تقدمة بِدِمَشْق، فَلَمَّا خرج إينال الْحكمِي على الظَّاهِر جقمق كَانَ مِمَّن وَافقه وامتحن بِسَبَب ذَلِك واختفى مُدَّة ثمَّ ظهر بِأَمَان وَقدم الْقَاهِرَة وَولي نِيَابَة ملطية ثمَّ عزل عَنْهَا وَعَاد إِلَى دمشق أَمِير ثَمَانِينَ ثمَّ أعطَاهُ الْأَشْرَف إينال بهَا تقدمة فَلم يلبث إِلَّا دون شَهْرَيْن. وَمَات بهَا فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين عَن نَحْو السِّتين وَكَانَ شجاعا مليح الشكل معتدل الْقدر أسا فِي رمي النشاب مَعَ نقص حَظه وَفَقره وخموله. قانصوه اليحياوي الظَّاهِرِيّ جقمق نَائِب الشَّام. مِمَّن ولي نِيَابَة إسكندرية ثمَّ طرابلس ثمَّ حلب فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسبعين بعد إينال الْأَشْقَر وَجَاءَت تقدمته فِي سنة ثَمَان وَسبعين) وفيهَا لكل من الْقُضَاة الْأَرْبَعَة وَكَاتب السِّرّ بغلة وَبَعْضهمْ ورد بَعضهم ثمَّ نفي لبيت الْمُقَدّس ثمَّ ولي نِيَابَة الشَّام عودا على بَدْء وَهُوَ الْآن نائبها. قانصوه أحد الطبلخاناه بِدِمَشْق وحاجبها الثَّانِي. قتل مَعَ المجردين لسوار سنة ثَلَاث وَسبعين. قانم الْأَشْرَف برسباي. وَهُوَ قانم نعجة. قانم البواب أحد الأشرفية الإينالية. مِمَّن اتهمَ بالِاتِّفَاقِ مَعَ طَائِفَة

على الفتك بالسلطان فوسط فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. قانم التَّاجِر. يَأْتِي قَرِيبا. قانم الدهيشة الأشرفي قايتباي مِمَّن نَاب عَن أَخِيه جانم فِي الدوادارية الثَّانِيَة حِين عينت لَهُ وَهُوَ بحلب وَلم يلبث أَن عين للبلاد الشامية بمراسيم نوابها وليحضر مَعَ أَخِيه فظلم وعسف. وَمَات هُنَاكَ فِي شَوَّال سنة. قانم الظَّاهِر جقمق وَيعرف بقانم نبصا لَفْظَة جاركسية. تَأمر عشرَة ثمَّ لم يلبث أَن سَافر مَعَ المجردين لسوار فَقتل هُنَاكَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَكَانَ من الأشرار. قانم الظَّاهِرِيّ أحد العشرات وَمِمَّنْ عمل أَمِير شكار وقتا. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين. قانم قُشَيْر نَائِب إسكندرية. مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَكَانَ استقراره فِي النِّيَابَة بعد قجماس وَكثر التشكي من دواداره بِحَيْثُ كتب بِطَلَبِهِ فبادر فِيمَا قيل لشنق نَفسه. قانم المحمدي الظَّاهِر جقمق وَالِد عَليّ الْمَاضِي. ولد تَقْرِيبًا سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَاسْتقر فِي مشيخة الخدام بِالْحرم النَّبَوِيّ بعد موت إينال الإسحاقي وَلزِمَ التخلق بِالْخَيرِ مَعَ التِّلَاوَة وَحُضُور مجَالِس الْعلم مَعَ التَّوَاضُع ولين الْجَانِب بل كَانَ يقْرَأ فِي شرح الْقَدُورِيّ على الْفَخر عُثْمَان الطرابلسي ويجتمع عِنْده عُلَمَاء الْحَنَفِيَّة وَغَيرهم. وَلما كنت بِالْمَدِينَةِ أَخذ عني أَشْيَاء من الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا كشرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وَحصل القَوْل البديع وَالرَّمْي بالنشاب وَغَيرهمَا من تآليفي وكتبت لَهُ إجَازَة وَأَخْبرنِي أَنه تَلا الْقُرْآن بروايات على التَّاج السكندري الْمَالِكِي بعد تِلَاوَته على غَيره من أَئِمَّة الْقُرَّاء بل قَرَأَ بعده على الشهَاب بن أَسد فِي آخَرين وَكَانَ يقْرَأ فِي مشْهد اللَّيْث فِي الجوق رياسة وَكَذَا بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَقَرَأَ فِي الْمَذْهَب الْحَنَفِيّ على غير وَاحِد من أَئِمَّة الْقَاهِرَة وَغَيرهَا كحسن وَعلي الروميين وَالشَّمْس الْمحلي وَعنهُ أَخذ تَفْسِير النَّسَفِيّ وَالصَّلَاح الطرابلسي وَعنهُ أَخذ الجيرومية فِي النَّحْو، وَكتب الْخط الْحسن وَظهر بذلك بركَة رُؤْيَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سنة ثَلَاث وَخمسين فِي مَنَامه) ومثوله بَين يَدَيْهِ وَأمره إِيَّاه بِقِرَاءَة الْفَاتِحَة بِحَضْرَتِهِ الشَّرِيفَة فامتثل وَقرأَهَا بِتَمَامِهَا والمنام عِنْدِي بِخَطِّهِ فِي تَرْجَمته من التَّارِيخ الْكَبِير. وفاضت عَلَيْهِ البركات من ثمَّ إِلَى أَن صَار رَأس خدام الحضرة الشَّرِيفَة وَاسْتمرّ بِالْمَدِينَةِ قَائِما بذلك ويحج مِنْهَا كل سنة إِلَى أَن مَاتَ فِي عصر يَوْم الْأَحَد سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة تسعين وَنعم الرجل رَحمَه الله وإيانا. قانم من صفر خجا الجركسي المؤيدي شيخ وَيعرف بالتاجر. اشْتَرَاهُ الْمُؤَيد فِي سلطنته فَأعْتقهُ وصيره من المماليك السُّلْطَانِيَّة ثمَّ صَار خاصكيا فِي أَيَّام

ابْنه إِلَى أَن أرْسلهُ الْأَشْرَف لبلاد جركس لإحضار أَقَاربه فَتوجه ثمَّ عَاد فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ فَأَقَامَ دهرا ثمَّ صَار من الدوادارية الصغار ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَيَّام الْعَزِيز ثمَّ تَأمر على الركب الأول غير مرّة وَتوجه فِي الرسلية لمتملك الرّوم ثمَّ لمتملك العراقين ثمَّ جعله إينال من أُمَرَاء الطبلخاناه، ثمَّ قدمه ثمَّ صَار فِي أَيَّام الْمُؤَيد رَأس نوبَة النوب ثمَّ جعله خجداشه الظَّاهِر خشقدم أَمِير مجْلِس، وَعظم جدا ونالته السَّعَادَة وَقصد فِي الْحَوَائِج وشاع ذكره، وَعمر الْأَمْلَاك الْكَثِيرَة بل أنشأ مدرسة على ظهر الْكَبْش بِالْقربِ من جَامع طولون وتربة بالصحراء خَارج الْقَاهِرَة وَصَارَ أتابك العساكر. وَلم يزل فِي ازدياد حَتَّى مَاتَ فَجْأَة فِي صفر سنة إِحْدَى وَسبعين حِين دُخُوله الْخَلَاء وتحدث النَّاس فِي كَونه مسموما وَفِي غير ذَلِك وجهز وَأخرج من دَاره الْمُجَاورَة للزمامية فِي سويقة االصاحب حَتَّى صلي عَلَيْهِ بمصلى المؤمني بِحَضْرَة السُّلْطَان فَمن دونه وَدفن بتربته وَقد قَارب السّبْعين. وَكَانَ طوَالًا تَامّ الْخلقَة مليح الْوَجْه كَبِير اللِّحْيَة أبيضها ضخما مهابا وقورا ذَا سكينَة مُعظما فِي الدول قَلِيل الْكَلَام طَالَتْ أَيَّامه فِي السَّعَادَة وَلم يرتق لما كَانَ يحدث بِهِ نَفسه هُوَ وَأَصْحَابه وَله بجاهه الشّرف الْمَنَاوِيّ مزِيد الْعِنَايَة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. قانم نيصا هُوَ الظَّاهِر جقمق. مضى قَرِيبا. قانم الملقب نعجة الأشرفي برسباي. كَانَ من خاصكية سَيّده ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَيَّام إينال إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين وَقد ناهز السِّتين أَو جازها بِقَلِيل، وَكَانَ مُسْرِفًا على نَفسه عَفا الله عَنهُ. قايتباي الجركسي المحمودي الأشرفي ثمَّ الظَّاهِرِيّ أحد مُلُوك الديار المصرية وَالْحَادِي وَالْأَرْبَعِينَ من مُلُوك التّرْك البهية ويلقب بِدُونِ حصر بالأشرف أبي النَّصْر، خَاتِمَة الْعِظَام ونابغة الْعِظَام بَارك الله تَعَالَى للْمُسلمين فِي حَيَاته وتدارك باللطف سَائِر حركاته وسكناته.) ولد تَقْرِيبًا سنة بضع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَقدم مَعَ تاجره مَحْمُود بن رستم وَالِد نزيل مَكَّة الْآن مصطفى فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَاشْتَرَاهُ الْأَشْرَف برسباي ودام بطبقة الطازية إِلَى أَن ملكه الظَّاهِر جقمق وَأعْتقهُ وصيره خاصكيا ثمَّ دوادارا ثَالِثا بعد ماميه المظفري صهر الشهابيبن الْعَيْنِيّ ثمَّ امتحن فِي أول الدولة الأشرفية إينال ثمَّ تراجع وَاسْتمرّ على دواداريته ثمَّ ارْتقى لإمرة عشرَة ثمَّ فِي أول سلطنة الظَّاهِر خشقدم لطبلخاناه مَعَ شدّ الشربخاناه عوضا عَن جَانِبك المشد ثمَّ للتقدمة صَار فِي أَيَّام الظَّاهِر بلباي رَأس نوبَة النوب عوضا عَن خجداشه أزبك من ططخ المتوجه لنيابة الشَّام ثمَّ لم يلبث أَن اسْتَقر الظَّاهِر تمربغا فِي الْملك فعمله

أتابكا عوضه ثمَّ لم يلبث أَن خلع بِهِ مَعَ تعزز وتمنع وَصَارَ الْملك وَذَلِكَ قبل ظهر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث شهر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين فدام الدَّهْر الطَّوِيل محفوفا بِالْفَضْلِ الجزيل وَظهر بذلك تَحْقِيق مَا سلف تَصْرِيح الْمُحب الطوخي أحد السادات بِهِ مِمَّا أضيف لما لَهُ من الكرامات حِين كَون سلطاننا مَعَ كِتَابِيَّة الطبا لما تزاحم جمَاعَة على الْحمل مَعَه لما يحصل بِهِ لَهُ الارتفاق قُم أَنْت أَيهَا الْملك الْأَشْرَف قايتباي فَكَانَ ذَلِك من أفْصح المخاطبات. وَنَحْوه مشافهته من مُحَمَّد الْعِرَاقِيّ خَادِم الْمجد شيخ خانقاه سرياقوس كَانَ، بقوله استفق فَإنَّك الْملك وَكن من الله على حذر وإيقان، وَكَذَا قَالَ لَهُ حسن الطبندي الْعُرْيَان فِي سنة إِحْدَى وَسبعين: أَنْت الْملك تلو هَذَا الْآن، وَهَذَا يَعْنِي يشبك هُوَ الدوادار الْمُخْتَار بل أرسل لَهُ فِي أثْنَاء إمرته الظَّاهِر خشقدم مَعَ بعض خاصته بالبشارة بذلك إِمَّا بالفراسة أَو بغَيْرهَا من المسالك فَأَعْرض عَن ذَلِك وتخيل وخشي من عاقبته مَعَه لما تَأمل ثمَّ أكد تَحْقِيق هَذِه المكرمة بإرسال ذَلِك القاصد بِعَيْنِه لما ولي التقدمة مقترنا بالسؤال فِي أَن يكون نظره على أوقافه وبنيه وأخلافه جَازِمًا بذلك عَازِمًا على عدم الكتم لما هُنَالك: (إِن الْهلَال إِذا رَأَيْت سموهُ ... أيقنت أَن سيصير بَدْرًا كَامِلا) بل حكى لي السَّيِّد الْعَلامَة الْأَصِيل الفهامة الْعَلَاء الْحَنَفِيّ نقيب الْأَشْرَاف بِدِمَشْق كَانَ وَهُوَ فِي الصدْق بمَكَان أَن الْأَمِير قجماس حِين كَونه نَائِب الشَّام بِدُونِ إلباس أخبرهُ أَنه رأى فِي بعض الطواعين كَأَن أُنَاسًا توجهوا لطعن جمَاعَة بحراب مَعَهم فَكَانَ هُوَ وَصَاحب التَّرْجَمَة قبل ترقيهما مِمَّن راموا قصدهما بالطعن فكفهم عَنْهُمَا شخص قيل أَنه أنس بن مَالك خَادِم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَضِي الله عَنهُ وَأخْبر بارتقائهما لأمر عَظِيم وَبِزِيَادَة هَذَا عَلَيْهِ فِي) الارتقاء أَو كَمَا قَالَ وَأَن الرَّائِي قصها على السُّلْطَان حِينَئِذٍ فَأمره بكتمها عقلا ودربة وَكَذَا بَلغنِي عَن بعض نواب الْمَالِكِيَّة مِمَّن كَانَ فِي خدمته حِين الإمرة بإقراء مماليكه وَغير ذَلِك أَنه رأى كَأَن شَجَرَة رمان لَيْسَ بهَا سوى حَبَّة وَاحِدَة وَأَن صَاحب التَّرْجَمَة بَادر وقطعها فتأوله الرَّائِي بِأَخْذِهِ للْملك وأعلمه بذلك واستخبره عماذا يفعل بِهِ إِذا صَار الْأَمر إِلَيْهِ وَأمره بِالسُّكُوتِ عَن هَذَا الْمَنَام والاستحياء من ذكر هَذَا الْكَلَام لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي هَذَا الْمقَام وعني فِي تَأْوِيله أَيْضا أَنه خَاتِمَة العنقود إِذْ من عداهُ لَا يَفِي الْمَقْصُود لما اجْتمع فِيهِ من الْخِصَال الَّتِي لَا تُوجد مفرقة فِي سَائِر الأقران والأمثال وَأَيْضًا فَفِي خُصُوصِيَّة الرُّمَّان مكثه طَوِيل الزَّمَان وَلما اسْتَقر فِي المملكة أَخذ فِي الْإِبْقَاء والعزل وَالْأَخْذ والبذل والتحري لما يرَاهُ الْعدْل والتقريب والترحيب

والتهديد والتمهيد والإرشاد والإبعاد والتلبث والتثبت بِرَأْيهِ وتدبيره وسعيه وَتَقْرِيره مَعَ الْحُرْمَة الزَّائِدَة والهمة للتب بالشهامة شاهدة والخضوع لمن يعْتَقد فِيهِ الْعلم وَالصَّلَاح، وَالرُّجُوع لمن لَعَلَّه يسْتَند إِلَيْهِ بالارتياح وَعدم التفاته لجل الشفاعات وتخيلاته من تِلْكَ المعارضات والمدافعات. بل كَلَامه هُوَ المقبول وملامه لَا يدْفع بمعقول وَلَا مَنْقُول وحدوده مَاضِيَة الإبرام ونقوده دَفعهَا لَا يرام، وَلذَا خافه كل أحد وأحجم ووافاه العظماء فضلا عَمَّن يليهم بالاسترضاء والخدم والتفت للمشي فِي الجوامك والرواتب وَنَحْوهَا على العوائد المؤيدية ثمَّ الأشرفية مَعَ إنصافه للعارفين بأنواع الفروسية وَمن بِهِ النهضة فِي كل قَضِيَّة وبلية مِمَّا رام سلوكه غير وَاحِد مِمَّن قبله فجبن عَن هَذَا الْقطع الْمُقْتَضى للديوان باستمرار الوصلة بل نقل بعض المضافات للذخيرة من الْأَشْرَف وَغَيره فِي القلعة وَغَيرهَا إِلَى أوقافهم مُعَللا بِكَوْن ثَوَابهَا يتمحض لَهُم وبرها لِأَنَّهُ فِي الحذق المتوصل بِهِ لمقاصده، وَفِي الصدْق بالعزم والتجلد والثبات منتصب الرَّايَة، سِيمَا وَله تهجد وَتعبد وأوراد وأشعار وأذكار مزيلة للأكدار وتلحينات تسر النظار وتعفف وتعرف ويقظة وَتصرف وبكاء ونحيب وإنكاء لمن بمراده لَا يُجيب وارتقاء فِي تربية من شَاءَ الله من مماليكه وخدمه وانتقاء لمن يسامره فِي دفع ألمه وميل لِذَوي الهيئات الْحَسَنَة وَالصِّفَات الْمثنى عَلَيْهَا بالألسنة حَتَّى إِنَّه يتشوق لرُؤْيَته لشَيْخِنَا ابْن حجر وَابْن الديري فِي صغره ويتلذذ بِذكرِهِ لَهما فِي كبره بل كثيرا مَا ينشد مَا تمثل بِهِ أَولهمَا حِين اسْتِقْرَار القاياتي فِي الْقَضَاء بعد صرفه وَقَوله اسْتَرَحْنَا وَقَول الآخر أكرهونا مُشِيرا لكَونه على رغم أَنفه:) (عِنْدِي حَدِيث طريف بِمثلِهِ يتَغَنَّى ... من قاضيين يعزى هَذَا وَهَذَا يهنا) (فَذا يَقُول أكرهونا وَذَا يَقُول اسْتَرَحْنَا ... ويكذبان جَمِيعًا وَمن يصدق منا) وَيَقُول مِمَّا يروم بِهِ تَعْظِيم أَولهمَا وتشريفه: مَوته يعدل موت الإِمَام أَبَا حنيفَة وتلاوة ومطالعة فِي كتب الْعلم وَالرَّقَائِق وسير الْخُلَفَاء والملوك يُرْجَى كَونهَا نافعة بِحَيْثُ يسْأَل الْقُضَاة وَغَيرهم الأسئلة الجيدة وَلَا يسمع فِي الْكثير جَوَابا يستفيده عِنْده وَرُبمَا يُقَال لَهُ مِنْكُم يُسْتَفَاد حيدة عَن المُرَاد وينكر كَثْرَة الصياح بِدُونِ فَائِدَة ويكرر عتبهم فِي غيبتهم والمشاهدة، سِيمَا حِين يعلم تَقْصِير كثيرين فِي الْجِهَات وَعدم التَّصْوِير لسنى الهيئات والمخاطبات مِمَّا يَقْتَضِي مزاحمته لَهُم فِي المرتبات وَنقص تِلْكَ المبرات الْقَدِيمَة والصلات كل هَذَا مَعَ حسن الشكالة والطول والبهاء الَّذِي شَرحه يطول ومزيد التَّوَكُّل ومديد التضرع وللتوسل وَالِاعْتِرَاف من نَفعه بالتقصير والإنصاف الَّذِي لَا يُؤَخِّرهُ عَن مُقْتَضَاهُ إِلَّا الْقَادِر الْقَدِير والاعتماد لمن يعلم

عقله وتدينه من الشَّبَاب والقدماء، والاعتقاد فِيمَن يثبت عِنْده صَلَاحه من الصلحاء وَالْعُلَمَاء. بِحَيْثُ جر هَذَا إِلَى التلبيس عَلَيْهِ من بعض الشَّيَاطِين فِي شخص من المعتقدين حَتَّى أنزلهُ لَيْلًا مَاشِيا مصطحبا مَعَه مبلغا وافيا للمكان الَّذِي زعم فِيهِ المعتقد لَهُ فَبَالغ فِي الخضوع لذَلِك وبالمبلغ وَصله ثمَّ بَان لَهُ كذبه وَهَان حِين علم أَنه لَيْسَ بالمعتقد فاضمحل بِسَبَبِهِ وَعدم المسارعة لمن يوليه مِمَّن هُوَ تَحت نظره وميله كَانَ إِلَى الاستفتاء فِيمَا يجب فعله للخوف من عَاقِبَة ضَرَره وحياء يتمحل فِيهِ مَعَه لمضضه وَرُبمَا يفْتَقر من أَجله إِلَى الِاحْتِيَاج لمن يتَوَصَّل بِهِ لغرضه وَترك الْتِفَات كلي لِلزَّوْجَاتِ والسراري اسْتِبْقَاء لقُوته فِي الْغَزَوَات والبراري. بل كَانَ لَا يشرب المَاء القراح إِلَّا فِي النَّادِر لهَذَا الْمَقْصد الطَّاهِر حَتَّى صَار هُوَ الْأسد الضرغام والأسد الْهمام والفارس البطل والسايس الْحَبل والرامي الَّذِي لَا يجارى والسامي الَّذِي لَا يشكك وَلَا يمارى. وَكَانَ أول تَصَرُّفَاته الْحَسَنَة إكرامه للمنفصل المستيقظ من تِلْكَ السّنة بِحَيْثُ أرْسلهُ بِدُونِ مُسْفِر وَلَا ترسيم بل وَصله بالإكرام والتكريم عَزِيزًا مُحْتَرما رَاكِبًا فرسا بهيا مُعظما على هَيْئَة جميلَة روية مجانبة للخيلاء والمخيلة إِلَى أَن ركب الْبَحْر لدمياط مَحل الْغَنَائِم والرباط فَقَامَ بهَا قَلِيلا ثمَّ هام للتخلص مِمَّا رأى كَونه فِيهِ ذليلا رَجَاء لتمكنه من رُجُوعه لتعيينه لِلْأَمْرِ بِزَعْمِهِ فِي يقظته وهجوعه فَمَا كَانَ بأسرع من خذلانه وعود الْأَشْرَف عَلَيْهِ كبدئه بأمانه فَإِنَّهُ لما أمسك من قرب) غَزَّة وزالت تِلْكَ الشهامة والعزة أَمر بإرساله لإسكندرية ليَكُون فِي بَيت الْعَزِيز مِنْهَا على الْهَيْئَة المرضية بِدُونِ ترسيم وَلَا عتب وتأثيم بل يحضر الْجُمُعَة وَالْعِيدَيْنِ وَنَحْو ذَلِك من هَذِه المسالك ثمَّ لم يلبث أَن جَاءَت مطالعته وفيهَا يعْتَذر يترقق وَلَا يفتخر بل يُكَرر فِيهَا وَصفه بالمملوك كَمَا سبقه لمكاتبته بهَا الْمُؤَيد أَحْمد وبلباي وَغَيرهمَا من الْمُلُوك وَكم لَهُ فِي إمرته فضلا عَن سلطنته من قومات مهمات وتكرمات عليات كحركته فِي الرُّجُوع بِالْمُشَارِ إِلَيْهِ وبخجداشه أزبك الْمعول عَلَيْهِ بعد إرْسَال الظَّاهِر خشقدم بهما لإسكندرية حَتَّى فرج الله عَنْهُمَا بِهِ هَذِه البلية إِن الْمُهِمَّات فِيهَا تعرف الرِّجَال وتزول بهم الْأَهْوَال والأوجال وكعتبه على صَاحبه خطيب مَكَّة أَبَا الْفضل حَيْثُ كتب لَهُ وَثِيقَة بِخَمْسِمِائَة دِينَار ينْكَشف بهَا عَن العضل ثمَّ جهز لَهُ الْمبلغ مَعَ الْوَثِيقَة ليفوز بالصلة وَحسن الْوَثِيقَة، ولمحاسنه كَانَ ينتمي إِلَيْهِ إِذْ ذَاك السَّيِّد النُّور الْكرْدِي وَيَعْقُوب شاه والشمسي ابْن الزَّمن والبدري أَبُو الْفَتْح المنوفي وَمن شَاءَ الله من الصلحاء والنساك ثمَّ فِي أثْنَاء مَا سلف قَامَ فِي التَّدْبِير لِلْأَمْرِ الَّذِي أكره عَلَيْهِ وَله اعْترف فاشتغل بِجمع

الْأَمْوَال مِمَّا رأى أَنه غير منَاف للاعتدال فَإِنَّهُ كَانَ فِي إمرته يُنكر على الظَّاهِر خشقدم ارتشاءه من قُضَاة مصر فِي تَوليته وَيَقُول مَتى يجْتَمع لَهُ من هَؤُلَاءِ الْمَسَاكِين مَا يُوصل لغَرَض التَّمْكِين مَعَ الإشلاء عَلَيْهِ والابتلاء بِمَا يلصق بِهِ من النَّقْص ويضاف إِلَيْهِ: أَنا أعرف من أحمل مِنْهُ جزيل المَال الْحَادِث وَالْقَدِيم بِدُونِ تأثيم، وَكَانَ كَذَلِك إِلَى أَن اجْتمع لَهُ مَا يفوق الْحصْر وَالْبَيَان من بني الْأُمَرَاء والأعيان والمباشرين والخوندات والخدام والدهاقين وَغَيرهَا من الْجِهَات الغنية عَن التَّنْبِيهَات بِحَيْثُ أنْفق على المماليك السُّلْطَانِيَّة العوائد الملوكية على المجردين لسوار بِالتَّسْلِيمِ والاختبار بل تكَرر إِنْفَاق الْأَمْوَال الجزيلة فِي التجاريد المهولة غير مرّة إِلَى أَن أزيلت تِلْكَ المحنة والمعرة وَقتل أَسْوَأ قتلة وَانْقَضَت تِلْكَ المهلة وَكَذَا جهز عدَّة تجاريد مِنْهَا غير مرّة لصَاحب الرّوم حَسْبَمَا بسطته فِي أماكنه فِي أماكنه مِمَّا هُوَ مُقَرر مَعْلُوم. وَرَأى بعض الْفُضَلَاء فِي الْمَنَام إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ يَقُول لَهُ: بشره يَعْنِي بالانتصار وَعلمه دُعَاء الكرب الْآتِي فِي الْآثَار وجهز طوائف إِلَى الْبحيرَة وَغَيرهَا مِمَّا قل خلو وَقت عَنْهَا مَعَ اشْتِغَاله بِعَمَل الجسور واحتفاه بِمَا هُوَ غَايَة فِي الظُّهُور وَلم يحاب فِي التَّعَرُّض خَليفَة وَلَا أَمِيرا وَلَا مدرسه وَلَا مُشِيرا وَلَا صاحبا وَلَا مجانبا وَلَا فَقِيها وَلَا وجيها وَلَا صَالحا وَلَا طالحا وَلَا غَنِيا وَلَا فَقِيرا، بل توسع فِي جلب الْأَمْوَال وتوجع لنَفسِهِ من) الْعَاقِبَة والمآل مَعَ تصريحه بالاعتذار وتلميحه بِمَا يَقْتَضِي الْإِنْكَار وتكرر دعاؤه على نَفسه بِالْمَوْتِ وَأظْهر تبرمه مِمَّا هُوَ فِيهِ بالفوت وَرُبمَا برز ليفوز بالفرار بل صرح بخلع نَفسه فِي بعض المرار ثمَّ يُعَاد بالتلطف والتسييد لِأَنَّهُ الأوحد الفريد وَقد أبطل مكس قتيا واحتفل بِمَا يعيه وعيا وأزال كثيرا من الْفُسَّاق وَأطَال الجري فِي ميدان السباق وَقَالَ على سَبِيل التحدث بِالنعْمَةِ حظى أتم مِمَّن يفر مني لقطع الْخدمَة لزعمه مزِيد الكلف وَضعف الهمة فَإِنَّهُم لم يمض عَلَيْهِم إِلَّا الْيَسِير ويفجأهم الْمَوْت النذير ثمَّ تحمل إِلَى أَمْوَالهم ويضمحل تعلقهم ومآلهم كالأنصاري وَابْن الجريش والكمال نَاظر الجيس وَيحيى الريس التَّاجِر المتعيش ويركب كثيرا إِلَى النزهة كالربيع والقبة الدوادارية وَنَحْوهمَا من الْجِهَات القصية وَرُبمَا يبيت اللَّيْلَة فَمَا فَوْقهَا وَيُمِيت مَا لَعَلَّه يرَاهُ غير مُنَاسِب من أُمُور فيودي حَقّهَا وأدركه أَذَان الْمغرب مرّة عِنْد الْجَامِع العلمي ذِي الْبَهَاء والشهرة فطلعه لصلاتها لضيق وَقتهَا وَالْخَوْف من فَوتهَا فَرَأى الْمُصَلِّين وَلم ير الإِمَام فَتقدم فصلى بهم وارتفع الملام وَكَانَت فِي ذَلِك الْإِشَارَة إِلَى أَنه هُوَ الإِمَام، وتكرر توجهه هُوَ إِلَى أَمَاكِن ملاحظا التَّوَكُّل الَّذِي هُوَ إِلَيْهِ راكن كبيت الْمُقَدّس والخليل

وثغور دمياط وإسكندرية ورشيد وأدكو لبلوغ التَّأَمُّل وأزال كثيرا من الظلامات الحادثات وزار من هُنَاكَ من السادات وَعِيد بجهات من الديار المصرية كالأضحى مرّة بعد أُخْرَى سنيه وَالْفطر مَعَ كثير من الْجمع الرضي يبرز الشَّافِعِي للخطبة بِهِ فِي الأعياد امتثالا للمراد، بل حج فِي طَائِفَة قَليلَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ تأسيا بِمن قبله من الْمُلُوك كَالظَّاهِرِ بيبرس والناصر مُحَمَّد قلاوون الْأمين ووهب وَتصدق وَأحكم كثيرا من العلق وَأظْهر من تواضعه وخشوعه فِي طَوَافه وعبادته مَا عد فِي حَسَنَاته سِيمَا عِنْد سُقُوط تاجه عَن رَأسه بِبَاب السَّلَام ليندفع عَنهُ مَا لَعَلَّه زها فِيهِ الملام وَقَالَ مظْهرا للنعمة وَصرف الْعين حِين مَشى فِي الْمَسْعَى بَين إِمَامه وقاضي الْحجاز: أَنا بَين برهانين. بل بَلغنِي عِنْد بعض الصَّالِحين أَنه أخبر بِرُؤْيَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام تِلْكَ الْأَيَّام وَأخْبر أَنه من الْفرْقَة النَّاجِية مَعَ أَنه حج قبل ترقيه فِي زمن الظَّاهِر الْوَجِيه وَذَلِكَ فِيمَا قيل بِالتَّعْيِينِ سنة سبع وَأَرْبَعين وسافر بِدُونِ مين قبلهَا بِسنتَيْنِ لقلعة الرّوم ثمَّ ركب على ظهر الْفُرَات إِلَى البيرة على الْوَجْه الْمَعْلُوم وتوعك فِي رُجُوعه ثمَّ سلمه الله لرعيته وجموعه وَبَالغ فِي إكرام الْمَنْصُور بِالْإِذْنِ لَهُ فِي الْحَج الْمَشْهُور وَكَذَا بمجيئه الْقَاهِرَة وركوبه بِالسَّكِينَةِ فِي طَائِفَة من الْأُمَرَاء بداخل الْمَدِينَة وَكَذَا أكْرم الْمُؤَيد أَحْمد مِمَّا بجموعه تفرد حَسْبَمَا) بسطناه وضبطناه فِي أماكنه من التَّارِيخ الْكَبِير مَعَ غَيره مِمَّا هُوَ شهير. وَله تلفت غَالِبا لتقديم الْمُسْتَحقّين مِمَّا يشغر من الْوَظَائِف والمرتبات وَرُبمَا أكره نَفسه بتقرير من يُعلمهُ من أهل البليات إِمَّا بمغالبته بالدريهمات أَو غَيرهَا من المناكدات واجتهد فِي بِنَاء المشاعر الْعِظَام وأسعد بِمَا لم يتَّفق لغيره فِيهِ الانتظام كعمارة مَسْجِد الْخيف بمنى الْمبلغ فِيهِ بالإخلاص كل المنى وعملت فِيهِ قبتان بديعتان إِحْدَاهمَا على الْمِحْرَاب النَّبَوِيّ الَّذِي بوسطه وَالثَّانِي على الْمِحْرَاب الْمُنْفَرد فِي نمطه مَعَ المنارة الفائقة والبوائك الْأَرْبَعَة الرائقة والبوابة المرتفعة الْعَظِيمَة سوى بَابَيْنِ لِلْمَسْجِدِ شَرْقي ويمني بالكيفية المستقيمة إِلَى غَيرهَا من سَبِيل لَهُ ولاصق بعلو الصهريج الْكَبِير الْمُوَافق وارتقى لمَسْجِد نمره من عَرَفَة الْمَعْرُوف بالخليل إِبْرَاهِيم فعمره للتبجيل والتكريم واشتمل على بائكتين لجِهَة الْقبْلَة لإظلال الحجيج وقبة على الْمِحْرَاب الْمُرْتَفع بجوانبه العجيج وحفر بوسطه صهريجا ذرعه عشرُون ذِرَاعا مَعَ بِنَاء المسطبة الَّتِي فِي وَسطه ففاقت بهجة واتساعا ورممت قبَّة عَرَفَة وبيضت مَعَ العلمين الَّتِي تميزت بهما ونهضت وَكَذَا سلالم مشْعر الْمزْدَلِفَة بعد إِصْلَاحه وتجديد تِلْكَ الصّفة وَعمر بركَة خليص الْمعول عَلَيْهَا وأجرى الْعين الطّيبَة الصافية إِلَيْهِمَا. بل أصلح الْمَسْجِد الَّذِي هُنَاكَ بِحَيْثُ عَم الِانْتِفَاع بكله للقاطن والسلاك وَذَلِكَ

جَمِيعه بِيَقِين فِي سنة أَربع وَسبعين ثمَّ فِي الَّتِي تَلِيهَا عمر عين عرفه بعد انقطاعها أَزِيد من قرن عِنْد من أتقنه وعرفه وأجرى إِلَيْهَا الْمِيَاه للمزدرعات والشفاه وَأصْلح تِلْكَ الفساقي فارتقى بهَا على المراقي وَعمر بِدُونِ إلباس سِقَايَة سيدنَا الْعَبَّاس وَأصْلح بِئْر زَمْزَم وَالْمقَام بل وعلو مصلى الْحَنَفِيّ الإِمَام وجهز فِي سنة تسع وَسبعين لِلْمَسْجِدِ منبرا مرتفعا عَظِيما مرتفعا مستقيا وَنصب فِي ذِي الْقعدَة مِنْهَا وقرت بِهِ أعين النبهاء إِلَى غَيرهَا من الْكسْوَة المتأنق فِيهَا كل سنه والمتشوق لرؤيتها الحسنه بل أنشأ بِجَانِب الْمَسْجِد الْحَرَام عِنْد بَاب السَّلَام مدرسة جليلة ليَكُون لرضا الله وَرَسُوله بهَا صوفية وتدارس وفقراء محاويج مفاليس وخزانة للربعات وَكتب الْعلم ذخيرة فِي الْحَرْب وَالسّلم وبجانبها رِبَاط للْفُقَرَاء والطلبة مَعَ تَفْرِقَة خبز ودشيشة كل يَوْم يحضرهُ الْأكلَة والكتبة وسبيل هائل ليرتوي مِنْهُ الْغَنِيّ والسائل ويعلوه للأيتام مكتب للفوز بِمَا بِهِ فِيهِ احتسب وَله رتب. وَكَذَا أنشأ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة مدرسة بديعة بهية بل بنى الْمَسْجِد الشريف بعد الْحَرِيق وَأحكم تِلْكَ الْمعَاهد بالإمكان والتوثيق وجدد الْمِنْبَر والحجرة المأنوسة وَمَا يجاورها من الْجِهَات المحروسة والمصلى النَّبَوِيّ بالتحقيق) المتحرك لَهُ بالتشويق إِلَى غَيرهَا من الْمِحْرَاب العثماني والمنارة الرئيسية بدءا على عود بِدُونِ تواني بل رتب لأهل السّنة من أَهلهَا والواردين عَلَيْهَا من كَبِير وصغير وغني وفقير ورضيع وفطيم وخادم وخديم مَا يَكْفِيهِ من الْبر وَمن الدشيشة وَالْخبْز مَا يسر وَعمل أَيْضا بِبَيْت الْمُقَدّس مدرسة كيسة بهَا شيخ وصوفية ودرسه وَبِكُل من غَزَّة ودمياط للاشتغال والرباط وبصالحية قطيا جَامعا بهيا وَاسِعًا للمكاره دافعا تكَرر نُزُوله فِيهِ بل خطب بِهِ بِحَضْرَتِهِ يَوْم عيد الْفطر الشَّافِعِي الْوَجِيه يَوْم الْجُمُعَة الخضيري الْمُحصن بالرفعة وبالقرين دونهَا مَسْجِدا للْمُسلمين متعبدا وحوضا قَائِما للبهائم وجدد من جَامع عَمْرو بن الْعَاصِ بعض جهاته رَجَاء الْفَوْز من الْمولى بِصَلَاتِهِ وَجَمِيع الإيوان النفيس المجاور لضريح إمامنا الشَّافِعِي بن إِدْرِيس بل زخرف الْقبَّة وجددها وأساطينها وعمرها والمنارة الَّتِي تضيق عَنْهَا الْعبارَة وَفعل كَذَلِك بالمشهد النفيسي بالمقصد التأسيسي لما علم أَن مصر فِي خفرهما بالحراسة مَعَ من بهَا من الصَّحَابَة الفائقين فِي النفاسة وَعمر إيوَان القلعة مَعَ قصرهَا ودهيشتها وحوشها وَسَائِر جهاتها والبحرة وقاعتها والمقعد الَّذِي يَعْلُو بَابهَا وقصرا هائلا مشرفا على القرافة وَذَاكَ الْبَهَاء بل عمل علو أَبْوَاب الحوش قصرا مِم لَا يُمكن لَهُ اسْتِيفَاء وحصرا وَعمر جَامع الناصري بِعَمَل قُبَّته بعد سُقُوطهَا ومنبره رخاما وَغَيرهمَا من أَرْكَانه وجهاته مَعَ تبييضها وتبليطها وفسقية هائلة إِلَى الاشتهار بِالْمَعْرُوفِ مائلة وسبيلا وصهريجا مجاورين للزردخاناه

وعدة سبل ليبلغ بكله متمناه إِلَى غَيرهَا كالمقعد الَّذِي بحدرة الْبَقر عِنْد الْمَكَان الَّذِي تفرق بِهِ الضَّحَايَا من الْعشْر الْمُعْتَبر بِحَيْثُ صَارَت القلعة من بَاب المدرج إِلَى سَائِر مَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ حَتَّى دور الْحَرِيم ومعظم الطباق غَايَة فِي الْبَهْجَة لناظرها الْأَمْن من الْحَرج وَأصْلح المجراة الْوَاصِلَة من الْبَحْر إِلَيْهَا وكمل مِنْهَا المنظر والبها وَعمر الميدان الناصري بمشارفة الأتابك فريد الْعَسْكَر الظَّاهِرِيّ بل وَعمل هُنَاكَ قصرا بديعا وَإِن تَأَخّر إكماله لكَونه لَيْسَ عجلا وَلَا سَرِيعا وَأَنْشَأَ بالصحراء بِالْقربِ من الشَّيْخ عبد الله المنوفي تربة بالرونق البهج تفي وبجانبها مدرسة للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات ولاجتماع الصُّوفِيَّة بهَا فِي سَائِر الْأَوْقَات وشيخهم قَاضِي جمَاعَة كَانَ ثمَّ ابْن عَاشر السَّاكِن الْأَركان وخطيبها الْبَهَاء بن المحرقي وَبهَا خزانَة كتب شريفة جليلة منيفة وَعمل بِكُل من جَانبهَا وتجاهها ربعا للصوفية موطنا ووضعا وسبيلا وصهريجا وحوضا للبهائم بهجا يعلوه كتاب للأيتام مزيل للأكدار والآثام كل هَذَا سوى الرّبع الَّذِي عمله الدوادار الْكَبِير ليتسع) بِهِ الصُّوفِي وَالْفَقِير والصهريج الْعَظِيم للقاطن الْمُقِيم وَكَانَ المشارف للسُّلْطَان الْبَدْر بن الكويز بن أخي عبد الرَّحْمَن وللدوادار تغرى بردى الخازندار ثمَّ جدد فِي الرحبة الَّتِي يظْهر الرّبع الْمَذْكُور صهريجا متسعا جدا غير منكور وبالكبش مدرسة للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات بل جدد بَاب الْكَبْش وَعمل علوه ربعا وَقفه على مَا بهَا من الشعائر والطاعات وحوضا للدواب الْمَزِيد الثَّوَاب كَانَ المشارف على الْمدرسَة والحوض الاستادار وعَلى الْبَاقِي نانق المؤيدي الْمُخْتَار وجدد للمجاولية ربعا وحوضين إِمَّا من الْوَقْف أَو من فائض النَّقْدَيْنِ بمشارفة إِمَامه الناصري الأخميمي وبالدقي تجاه الجزيرة الوسطانية جَامعا حسنا رائعا وبالروضة جَامعا هائلا كَانَ من قديم مَعَ صغره سَاقِطا مائلا فهدمه وَعمل بجانبه ربعا وَأَنْشَأَ خَلفه قاعة صيرها مَسْجِدا جليلة تزيينا ووضعا بل هُنَاكَ عدَّة دكاكين وطاحون وَغَيرهَا مُحكم التَّمْكِين بمشارفة الْبَدْر بن الطولوني تعْمل فِيهِ بدرية بهية علية وجامع سُلْطَان شاه هَدمه ووسعه بِحَيْثُ صَار هُوَ وَالَّذِي قبله كالمنشئ لَهما وَعمل تجاهه ربعا علو المطهرة الَّتِي أَنْشَأَهَا لَهُ بمشارفة الاستادار وجامع الرَّحْمَة الَّذِي صَار فِي بُسْتَان نَائِب جدة جدده بمشارفة شاذبك من صديق الأشرفي برسباي وَالْجَامِع الَّذِي بِجَانِب قنطرة قديدار يعرف بشاكر وَأَنْشَأَ جَامع سَلمُون الْغُبَار ومنارته وبجانبه سَبِيلا وعدة مزارات كالمنسوب للشَّيْخ عماد الدّين بحارة السقايين عمل قُبَّته ومنارته بل وسع أبوابه وَالْمقَام الدسوقي وَالْمقَام الأحمدي بمشارفة مغلباي الأشرفي إينال وَيعرف بالبهلوان لَهما وزاوية اليسع قبلي جَامع

مَحْمُود تَحت الْعَارِض والزاوية الْحَمْرَاء تجاه جَامع قيدان بمشارفة البدري أبي الْبَقَاء بن الجيعان لهَذِهِ، وَالْمقَام الزيَادي بَين دهروط وطنبدا من الْوَجْه القبلي بل أنشأ بطنبدا زَاوِيَة بهَا خطْبَة وَغَيرهَا للعريان الْمَنْقُول عَنهُ بشارته أَولا وَكَذَا عمل زَاوِيَة ظَاهر الخانقاه بجوار زَاوِيَة النبتيتي بهَا فُقَرَاء مقيمون شيخهم مَحْمُود العجمي وعدة جسور كالجسر الهائل بَين الجيزية وَمَا بِهِ من القناطر بل أنشأ فِيهِ قناطر مِنْهَا فِي مَوضِع مِنْهُ عشرَة متلاصقة كَانَ الأتابك أزبك الْمُبَاشر لَهَا وبرجا محكما بالثغر السكندري وَكَذَا برشيد بَاشر أَولهمَا البدري بن الكويز والعلائي بن خَاص بك وَغَيرهمَا وَثَانِيهمَا مقبل الحسني الظَّاهِر جقمق وسورا لتروجة وعدة سبل كَالَّذي بِزِيَادَة جَامع ابْن طولون الَّتِي كَانَ الظَّاهِر جقمق هدم الْبَيْت الَّذِي بناه ابْن النقاش بهَا وَآخر يعلوه كتاب للأيتام بجوار الْجَامِع الْمُسَمّى بِجَامِع الْفَتْح بِالْقربِ من القشاشين تَحت الرّبع بل عمر مَنَارَة الْجَامِع وساعد فِي عِمَارَته وَآخر بسويقة منعم) عمله بعد هدم سَبِيل جَانِبك الْفَقِيه أَمِير آخور بِحجَّة أَنه كَانَ فِي الطَّرِيق بمشارفة تنبك قَرَأَ وَآخر عِنْد مقطع الحجارين من الْجَبَل المقطم بِالْقربِ من القلعة ع مَسْجِد هُنَاكَ وَآخر عِنْد درب الأتراك بجوار جَامع الْأَزْهَر سقى النَّاس عقب فَرَاغه السكر أَيَّامًا ويعلوه مكتب للأيتام وبجواره ربع متسع جدا وخان للمسافرين وحوض لسقي الْبَهَائِم بل جدد بمشارفة الاستادار مطهرة الْجَامِع وَجَاءَت حَسَنَة عَم الِانْتِفَاع بهَا وَبنى منارته الَّتِي تعلو بَابه الْكَبِير وَأمر بهدم الخلاوي المتجددة بسطحه بعد عقد مجْلِس فِيهِ بِحَضْرَتِهِ لضعف عقوده وسقفه وَغير ذَلِك وَكَذَا حضر إِلَى الْمدرسَة السيوفية من العواميد وَطلب الْقُضَاة لاسترجاع الْمَغْصُوب مِنْهَا وعمرت لإِقَامَة الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات واستيطان الْفُقَرَاء بخلاويها وَمَا أجراه عَلَيْهِم من الْبر وَآخر بَين المرج والزيات مَعَ قبَّة وحوض تعرف بقبة مصطفى لإقامته بهَا بمشارفة قانصوه دوادار يشبك الدوادار وَبعد مصطفى قَامَ بشأنها امْرَأَة ثمَّ ملا حَافظ نزيل زَاوِيَة تَقِيّ الدّين بالمصنع وَأحد صوفية الشيخونية وابتنى بالبندقانيين عدَّة أَربَاع متقابلة وخانين وحوانيت وجدد مَسْجِدا مرتفعا كَانَ هُنَاكَ وبالقرب مِنْهَا أَمَاكِن بالزجاجيين كَانَ بوسطها مَسْجِد عِنْد بِئْر عذبة وفسقية وبالخشابيين ربعين مُتَقَابلين وحواصل وبيوت وحوض للبهائم وَغير ذَلِك مَعَ بِنَاء مَسْجِد كَانَ أَيْضا هُنَاكَ أرْضى فرفعه وَحسنه مِمَّا كَانَ الشاد على جَمِيعه شاهين الجمالي وبباب النَّصْر ربيعا ووكالة وحوانيت صَار بَعْضهَا فِي رحبة حَاجِب الْحَاكِم بل عمل بجانبه أخلية ومطهرة صَارَت خلف بَيت الخطابة سَوَاء بِالْقربِ من قنطرة أَمِير حُسَيْن

بالشارع ربعا وَبَيت إمرة سَبِيلا وصهريجا بل جدد مَسْجِدا لطيفا كَانَ هُنَاكَ بمشارفة كَاتب السِّرّ عَلَيْهِمَا وَالْكَاتِب فِي الأول عبد الْعَزِيز الفيومي وَحسن لَهُم جعل طبقَة علو قاعة الخطابة لكنه بهَا فَإِنَّهُ كَانَ نَائِب الْخَطِيب فَلَمَّا انْفَصل عَن الخطابة زعم أَنَّهَا إِنَّمَا بنيت لأَجله خَاصَّة فَرد عَلَيْهِ وَقَالَ: إِنَّمَا هِيَ للخطيب وَفِي الثَّانِي عبد الْكَرِيم بن ماجد القبطي وبالدجاجين بِالْقربِ من الْهِلَالِيَّة ربعين مُتَقَابلين وحوانيت ووكالة وَغَيرهَا وَفِي وسطهما سَبِيل وحوض للدواب بل حفر بِئْرا هُنَاكَ بمشارفة جانم دوادار يشبك الدوادار كَمَا أَنه شَارف عمَارَة بَيت أركماس الظَّاهِرِيّ المطل على بركَة الْفِيل أَيْضا وَعمارَة بَيت جرباش بِالْقربِ من حدرة الْبَقر بل اقتطع مِنْهُ مَا بني فِيهِ رواقا ومقعدا ودوارا ليَكُون بَيْتا لطيفا لأمير وَكَانَت مشارفة جانم لهَذَا خَاصَّة فِي الأول ثمَّ أكملها شاذبك الْمَاضِي وَعمل بِمُبَاشَرَة كَاتب السِّرّ هُنَاكَ خَانا وطاحونا وفرنا) وحوانيت بل رُبمَا وشارف شاذبك أَيْضا عمَارَة بَيت الطنبغا المرقبي بِخَط سويقة اللالا المطل على الخليج وَبَيت فِي درب الخازن مَعْرُوف بِبرد بك المعمار مطل على بركَة الْفِيل مجاور لبيت إِمَامه البرهاني الكركي وابتنى عمَارَة عَظِيمَة على الْبركَة أَيْضا مُضَافَة لبيت خير بك من حَدِيد وبيتا تجاهه أَيْضا بمشارفة الْحَاج رَمَضَان المهتار لَهما وَآخر بِبَاب سر جَامع قوصون مطل عَلَيْهَا أَيْضا بمشارفة جانم وَصَارَ إِلَيْهِ الْمَكَان الَّذِي كَانَ شرع فِيهِ مِثْقَال الْمُقدم بجوار المصبغة بِالْقربِ من قاعته فأكمله وأسكن فِيهِ بعض المقدمين من مماليكه، إِلَى غَيرهَا مِمَّا لَا يمكنني حصره كمكان من جِهَة سويقة الْعُزَّى يسكنهُ الْآن ابْن الظَّاهِر خشقدم وَأما الْأَمَاكِن المبنية والقصور الْعلية الَّتِي صَارَت إِلَيْهِ فمما لَا ينْحَصر أَيْضا كبيت مِثْقَال الساقي المجاور للأزهر تملكه عِنْد نَفْيه وَزَاد فِيهِ ربعا وقاعات وَغير ذَلِك وَرُبمَا احْتج فِيمَا يكون وَقفا بتصييره أَيْضا كَذَلِك وَبَيت ابْن عبد الرَّحْمَن الصَّيْرَفِي من بَين الدَّرْب وَبَيت نَاصِر الدّين بن أصيل تجاه جَامع الْأَقْمَر وَبَيت مُحَمَّد بن المرجوشي وَله فِي عمائره وَغَيرهَا الغرام التَّام فِي توسعة الشوارع وَزَوَال مَا يكون لذَلِك من الْمَوَانِع بِحَيْثُ أَمر لهَذَا الْمَقْصد بهدم أَمَاكِن من بيُوت وحوانيت وَنَحْوهَا وَإِزَالَة مَا كَانَ تَحت شبابيك المؤيدية من جِهَة بَاب زويلة من الأخصاص والأشرفية وَلكنه حصل فِي غضونه التَّعَدِّي لِأَشْيَاء مَوْضُوعَة بِحَق مَعَ الِاسْتِنَاد فِي جَمِيعه لقَضَاء أبي الْفَتْح السوهاني وجر ذَلِك لتجديد الدوادار الْكَبِير وَهُوَ المنتدب لَهُ لكل من جَامع الفكاهين والصالح وَغَيرهمَا إِمَّا مِنْهُ أَو من أربابه، وَبِالْجُمْلَةِ فَلم يجْتَمع الْملك مِمَّن أدركناه مَا اجْتمع لَهُ وَلَا حوى من الحذق والذكاء والمحاسن

مُجمل مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ وَلَا مفصله وَرُبمَا مدحه الشُّعَرَاء فَلَا يلْتَفت لذَلِك وَيَقُول: لَو اشْتغل بالمديح النَّبَوِيّ كَانَ أعظم من هَذِه المسالك. وترجمته تحْتَمل مجلدات من الْأُمُور الجليات والخفيات وَقد أَشرت إِلَيْهِ فِي مُقَدمَات عدَّة كتب وصلت إِلَيْهِ من تصانيفي كرفع الشكوك بمفاخر الْمُلُوك وَالْقَوْل التَّام فِي فضل الرَّمْي بِالسِّهَامِ والتماس السعد فِي الْوَفَاء بالوعد والسر المكتوم فِي الْفرق بَين الْمَالَيْنِ الْمَحْمُود والمذموم وَالْقَوْل المسطور فِي إِزَالَة الشُّعُور والامتنان بالحرس من دفع الافتتان بالفرس والبستان فِي مَسْأَلَة الاختتان وَقَرَأَ عَليّ من سادسها بفصاحته وطلاقته قِطْعَة صَالِحَة بالثواب إِن شَاءَ الله رابحة وَهُوَ الْمُرْسل لي بالسؤال عَمَّا تضمنه الرَّابِع من الْمقَال وَلَقَد قَالَ لي بعض الْأَعْيَان حِين وُقُوفه على السَّادِس بالبرهان:) كَانَت حَادِثَة سُقُوطه عَن الْفرس يعدها الْعَدو المخذول نقصا فصيرتها مكرمَة بِمَا أرشدت إِلَيْهِ نصا وَأما السَّابِع فَكَانَ عِنْد حركته لوَلَده بالختان الَّذِي اهتزت لَهُ الْأَركان وسارت بِشَأْنِهِ الركْبَان وَقد تكَرر جلوسي مَعَه وَأكْثر فِي غيبتي بِمَا يشْعر بالميل من الْكَلِمَات المبدعة وَلَكِن الْكَمَال لله وَالْأَحْوَال لَا احْتِمَال فِيهَا وَلَا اشْتِبَاه حَسْبَمَا أَشرت إِلَيْهَا فِي وجيز الْكَلَام والتبر المسبوك الانتظام فَالله تَعَالَى يحسن الْعَاقِبَة ويمن علينا بِدفع المألومات المتعاقبة بِدُونِ كدر وَلَا مجانبة وَيغْفر لنا أَجْمَعِينَ، ويرضي عَنَّا الأخصام من المتظلمين المتوجعين. قجاجق الظَّاهِرِيّ برقوق كَانَ من خاصكيته ثمَّ رقاه ابْنه النَّاصِر إِلَى التقدمة ثمَّ إِلَى الدوادارية الْكُبْرَى، قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: كَانَ حسن الْخلق لين الْجَانِب مُسْرِفًا على نَفسه ولي الدوادارية الْكُبْرَى فباشرها بلطف ورفق. مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَقيل فِي سادس الْمحرم من الَّتِي تَلِيهَا وَبِالثَّانِي جزم غَيره وَأَن النَّاصِر صلى عَلَيْهِ وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء وَسَماهُ بَعضهم قجاقج. قجقار البكتمري بكتمر جلق وَيُقَال لَهُ جفطاي وَرُبمَا كتبت بالشين الْمُعْجَمَة بدل الْجِيم وبالمثناة بدل الطَّاء. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: مِمَّا أدرجت فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ أحد الْأُمَرَاء الصغار تقدم فِي دولة الْمُؤَيد وَقرر رَأس نوبَة وَلَده إِبْرَاهِيم، وَتوجه رَسُولا إِلَى ملك الططر وَعظم قدره فِي دولة الْأَشْرَف وَصَارَ زردكاشا وَأَعْطَاهُ فِي آخر عمره طبلخاناه. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَهُوَ فِي عشر السّبْعين وَخلف مَوْجُودا كثيرا وَكَانَ مشكور السِّيرَة كثير الرِّفْق بالفلاحين عَارِفًا بعمارة الأَرْض. قجقار القردمي قردمر الحسني. تنقل بعد أستاذه إِلَى أَن انْضَمَّ

للمؤيد شيخ حِين كَانَ نَائِب الشَّام فَلَمَّا اسْتَقر فِي السلطنة قدمه ثمَّ عمله أَمِير سلَاح ثمَّ ولاه نِيَابَة حلب فِي سنة عشْرين ثمَّ غضب عَلَيْهِ ونفاه لدمشق معزولا ثمَّ أُعِيد إِلَى التقدمة وَجعله فِي جملَة الأوصياء على وَلَده فأمسكه ططر قبل دفن الْمُؤَيد وحبسه بإسكندرية ثمَّ قتل بهَا فِي سنة أَربع وَعشْرين عَن سِتِّينَ فأزيد، وَكَانَ كَرِيمًا مُحْتَرما عِنْده أدب مَعَ انهماك فِي لذاته واشتهار بالفروسية. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَشَيخنَا فِي إنبائه مطولا وَآخَرُونَ. قجقار رَأس نوبَة أحد الْأُمَرَاء العشرات. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث. ذكره الْعَيْنِيّ. قجق بِضَمَّتَيْنِ الشَّعْبَانِي الظَّاهِرِيّ برقوق. ترقى فِي الْأَيَّام الناصرية حَتَّى صَار مقدما ثمَّ) عصى عَلَيْهِ وَتوجه لشيخ ونوروز فَلَمَّا تسلطن شيخ قدمه أَيْضا ثمَّ ولاه الحجوبية الْكُبْرَى ثمَّ قبض عَلَيْهِ وحبسه بإسكندرية وَبعده أطلقهُ ططر وَأَعْطَاهُ تقدمة ثمَّ إمرة مجْلِس ثمَّ فِي أَيَّام الْأَشْرَف صَار أَمِير سلَاح ثمَّ فِي سنة سبع وَعشْرين وَنزل السُّلْطَان فصلى عَلَيْهِ تقدم الْعَيْنِيّ النَّاس ثمَّ دفن بحوش السُّلْطَان عِنْد تربة برقوق من الصَّحرَاء وَاسْتقر عوضه فِي الأتابكية يشبك الساقي الْأَعْرَج، وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا وافر الْحُرْمَة مُعظما فِي الدول رَأْسا فِي ركُوب الْخَيل وفنون الفروسية مَعَ حسن الشكالة والشيبة وَالْعقل والسكون والتواضع والحلم وَالْخَوْف على دينه. أثنى عَلَيْهِ الْعَيْنِيّ وَغَيره رَحمَه الله. قجق بِضَم ثمَّ فتح الظَّاهِرِيّ برقوق من صغَار مماليك أستاذه وَمِمَّنْ تَأَخّر فِي أَيَّام الْمُؤَيد وَصَارَ أَمِير عشرَة وَرَأس نوبَة إِلَى أَن نَفَاهُ الْأَشْرَف إِلَى صفد ثمَّ أعطَاهُ فِيهَا أقطاعا هينا. وَمَات بعد بِيَسِير فِي سنة نَيف وَثَلَاثِينَ وَكَانَ أطلس عَارِفًا بلعب الرمْح مِمَّن سَاق الْمحمل باشا سِنِين. قجق نَائِب القلعة. هَكَذَا بخطي فِي تَارِيخ شَيخنَا وَصَوَابه ممجق وَسَيَأْتِي فِي الْمِيم. قجق النوروزي الجركسي نَائِب قلعة الْجَبَل. مَاتَ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَيُحَرر فَكَأَنَّهُ ممجق. قجماس بن قرقماس الْمَعْرُوف أَبوهُ بسيدي الْكَبِير. كَانَ أعظم من أَبِيه وَعَمه تغرى بردى وعمهما درمداش المحمدي فِي الشجَاعَة وَالْكَرم إِلَّا أَنه لم يُعْط حظهم، وَعظم اخْتِصَاصه بالجمالي يُوسُف بن تغرى بردى وَقَالَ أَنه كَانَ أسن مِنْهُ بأشهر. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين مطعونا.

قجماس الإسحاقي الظَّاهِرِيّ جقمق نَائِب الشَّام. نَشأ فِي خدمَة أستاذه وجود الْخط فِي طبقته بِحَيْثُ كتب بردة وقدمها لَهُ فاتهم بِأَنَّهَا خطّ شَيْخه وَكَانَ كَذَلِك فامتحنه فَكتب بِحَضْرَتِهِ بَسْمَلَة فاستحسنها سِيمَا وَقد أشبهت كِتَابَة شَيْخه فِيهَا وَصرف لَهُ أَشْيَاء وَحج رَفِيقًا لتمربغا أَظن فِي أَيَّام أستاذهما ثمَّ عمله الظَّاهِر خشقدم خازندار كيس ثمَّ أمره بلباي عشرَة بعد أَن توجه لنقل الْمَنْصُور لدمياط للْإِذْن للمؤيد بالركوب فَلَمَّا اسْتَقر الْأَشْرَف قايتباي رقاه وَأَسْكَنَهُ فِي بَيته بالباطلية ثمَّ أرْسلهُ الشَّام لتَركه نائبها بردبك البشمقدار ودواداره أبي بكر ثمَّ اسْتَقر بِهِ فِي نِيَابَة إسكندرية وأضاف إِلَيْهِ وَهُوَ بهَا تقدمة ثمَّ نَقله من النِّيَابَة لإمرة آخور وتحول إِلَى الديار المصرية فسكن بِبَيْت تمر الْحَاجِب بِالْقصرِ تجاه الكاملية ثمَّ تحول لبيت الدوادار الْكَبِير بِالْقربِ) من الحسنية والألجهية، وسافر فِي أَثْنَائِهَا أَمِير الْحَاج وَكَانَ مَعَه من الْفُقَهَاء الصّلاح الطرابلسي وَالشَّمْس النوبي وَكَذَا توجه فِي أَثْنَائِهَا لعمارة برج السُّلْطَان بهَا بل وَعمر لنَفسِهِ حِين نيابته بهَا جمعا ظَاهر بَاب إسكندرية الْمُسَمّى بِبَاب رشيد للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات مَعَ تربة وخان بِقُرْبِهِ كَانَ السَّبَب فِيهِ عدم أَمن من يبيت من الْمُسَافِرين مِمَّن يصل إِلَى الْبَاب بعد الْغُرُوب وغلقه وَحصل بِهِ نفع كَبِير وَدفن بتربة الظَّاهِر تمربغا وَأَنْشَأَ بِجَانِب ذَلِك بستانا هائلا، وجدد أَيْضا جَامع الصواري ظَاهر بَاب السِّدْرَة وأقيمت بِهِ الشعائر وَعمر خَارِجهَا بالجزيرة خَارج بَاب الْبَحْر على شاطئ بَحر السلسلة هَيْئَة رِبَاط وأودع بِهِ أسيلة وَنَحْوهَا وَبنى وَهُوَ أَمِير آخور مدرسة هائلة بِالْقربِ من خوخة أيدغمش للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وَجعل بهَا متصدرا وقارئا للْبُخَارِيّ وَنَحْو ذَلِك بل نقل مَا كَانَ قَرَّرَهُ من التصوف بِجَامِع الْأَزْهَر إِلَيْهَا، وَعمل تربة بِالْقربِ من تربة قانم التَّاجِر وَبهَا أَيْضا تصوف ووظائف وَكَذَا جدد بِالْقربِ من الرَّوْضَة فِي نواحي بَاب النَّصْر مَكَانا يعرف بالشيخ مُوسَى وَغير ذَلِك وأرصد لكلها أوقافا، ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة الشَّام بعد أسر قانصوه اليحياوي فِي المجردين وَظهر صدق مَنَامه الْمَاضِي فِي الْأَشْرَف قَرِيبا، وجدد بجوار بَاب السَّعَادَة دَاخل بَاب النَّصْر مِنْهَا مدرسة وَقرر فِيهَا صوفية بل عمل بجانبها مطبخا للدشيشة وسافر لعدة غزوات. وَمَات فِي آخر يَوْم الْخَمِيس ثَانِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بتربة وَجَاء الْخَبَر بذلك فِي ثامنه، وَلم يخلف ولدا وَإِنَّمَا ترك زَوجته وَمن شَاءَ الله وَتعرض الْملك لسَائِر جماعته حَتَّى الْعِمَاد العباسي، وَاسْتقر بعده فِي النِّيَابَة قانصوه عودا على بَدْء، وَكَانَ سَاكِنا خيرا من خِيَار أَبنَاء جنسه متثبتا متواضعا متأدبا مَعَ الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ

شجاعا بِحَيْثُ كَانَت لَهُ الْيَد الْبَيْضَاء فِي كسر عَسْكَر ابْن عُثْمَان رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. قجماس المحمدي الظَّاهِرِيّ شاد الشربخاناه. قتل فِي وقْعَة إيتمش فِي ثامن ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ بِالْقَاهِرَةِ. أرخه المقريزي وَغَيره. قجماس أَمِير الراكز بِمَكَّة. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. قديد كحديد القلمطاي الْحَاجِب وَالِد عمر الْمَاضِي أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار بِالْقَاهِرَةِ. لَهُ ذكر فِي ابْنه وَأَنه ولي نِيَابَة الكرك وإسكندرية وَعمل لالة الْأَشْرَف شعْبَان وَغير ذَلِك. مَاتَ بالقدس بطالا فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى.) قرابغا الأسنبغاوي الْحَاجِب الصَّغِير بِمصْر. كَانَ تركيا أَو تركمانيا. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد سادس عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ لجراحات حصلت فِيهِ فِي وقْعَة أيتمش. ذكره الْعَيْنِيّ وَقَالَ غَيره: أحد المقدمين فِي دولة الظَّاهِر برقوق قتل فِي وقْعَة إيتمش بِالْقَاهِرَةِ. قرابغا مفرق وَالِي الْقَاهِرَة. مَاتَ من جِرَاحَة كَانَت بِهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ ذكره المقريزي فِي الْحَوَادِث وَكَذَا شَيخنَا. قرا بك بن أوزار أَمِير التركمان بالجون. قتل صبرا فِي المشاققة الَّتِي بَين الْعَسْكَر الْمصْرِيّ وعَلى دولات فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ. قرا تنبك أحد الطبلخانات وَأحد الْحجاب بالديار المصرية. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث عشرَة وَكَانَ عين لإمرة الْحَج فَمَاتَ قبل أَن يخرج ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والعيني. قراجا الأشرفي برسباي. ملكه فِي أَيَّام إمرته فَلَمَّا تسلطن عمله خاصكيا وخازندارا ثمَّ عمله عشرَة وخلع عَلَيْهِ بالخازندارية الْكُبْرَى ثمَّ نَقله إِلَى شدّ الشربخاناه وأنعم عَلَيْهِ بإمرة طبلخاناه، وَاسْتمرّ إِلَى أَن قدمه فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ تَقْرِيبًا وتجرد صُحْبَة الْأُمَرَاء إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ عَاد مَعَهم وَقد تسلطن الْعَزِيز ثمَّ كَانَ مِمَّن وَافق قرقماس الشَّعْبَانِي فِي الرّكُوب على الظَّاهِر ثمَّ فر عِنْد المصاف وَلحق بِالظَّاهِرِ فأقره على إمرته بعد الْقَبْض على قرقماس ثمَّ خلع عَلَيْهِ بِعَمَل الجسور بالغربية فَتوجه إِلَى الْمحلة فَأَقَامَ بهَا فَلَمَّا تسحب الْعَزِيز أرسل بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وَحبس مُدَّة ثمَّ أطلق بِالْقَاهِرَةِ بطالا إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ بإمرة هينة بطرابلس فَتوجه إِلَيْهَا فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ بهَا فِي سنة تسع أَو ثَمَان وَأَرْبَعين وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة، وَكَانَ روميا أسمر معتدل الْقد مليحا مستدير اللِّحْيَة صغيرها مُسْرِفًا على نَفسه. قراجا الأشرفي إينال من سبي قبرس وَيعرف بالطويل أحد المقدمين ولي نِيَابَة حماة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة، وعسف وتجبر ثمَّ غضب عَلَيْهِ الدوادار الْكَبِير فرسم بنفيه إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَأَقَامَ بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي صفر ظنا سنة خمس وَثَمَانِينَ.

قراجا الجانبكي الجداوي. بَاشر نِيَابَة جدة عَن أستاذه ثمَّ بعده اسْتِقْلَالا، وَكَانَ فاتكا ظَالِما. مَاتَ. قراجا الخازندار الظَّاهِرِيّ جقمق. ملكه فِي إمرته ثمَّ عمله فِي سلطنته خاصكيا ثمَّ خازندارا صَغِيرا ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ خازندارا كَبِيرا بعد قانبك الأبو بكري ثمَّ عينه لنيابة طرابلس فاستعفى ثمَّ طبلخاناة ثمَّ قدمه ابْن ثمَّ قدمه ابْن أستاذه فِي أَيَّامه ثمَّ أعطَاهُ الْأَشْرَف الحجوبية) الْكُبْرَى وَلم يلبث أَن أمسك وَحبس بالقدس وَغَيره ثمَّ أخرج إِلَى الشَّام على أتابكيته إِلَى أَن خرج لسوار فَقتل فِي الْوَقْعَة فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد زَاد على الْخمسين، وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا دينا متواضعا ذَا إِلْمَام بالفقه وَغَيره فِي الْجُمْلَة مقربا للفضلاء وَالْفُقَهَاء مَعَ حشمة وصيانة وعفة ومزيد كرم يتَحَمَّل الدّين بِسَبَبِهِ، ومحاسنه جمة وَهُوَ صَاحب الدَّار الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالْقربِ من الْأَزْهَر وَلكنه لم يمتع بهَا رَحمَه الله وإيانا. قراجا الدوادار الظَّاهِرِيّ برقوق. ترقى فِي أَيَّام أستاذه ابْن النَّاصِر حَتَّى صَار أَمِير الطبلخاناة ثمَّ قدمه ثمَّ اسْتَقر بِهِ شاد الشربخاناة ثمَّ بعد قجاجق فِي الدوادارية الْكُبْرَى فِي الْمحرم سنة ثَلَاث عشرَة فَلم تطل مدَّته وتوعك وَاشْتَدَّ مَرضه عِنْد خُرُوج النَّاصِر للبلاد الشامية بِحَيْثُ ركب فِي محفة فَمَاتَ بِمَنْزِلَة الصالحية فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر ربيع الأول مِنْهَا وَدفن بجامعها، وَكَانَ شَابًّا مليح الشكل متواضعا كَرِيمًا شجاعا، وَقَالَ الْعَيْنِيّ إِنَّه خلف مَوْجُودا كثيرا قَالَ: وَكَانَ قَلِيل الْخَيْر مشتغلا بالمنكرات وَلم يعرف لَهُ مَعْرُوف وَوهم من أرخه فِي ربيع الآخر. قراجا الطَّوِيل. تقدم قَرِيبا. قراجا الظَّاهِرِيّ جقمق أحد من كَانَ فِي خدمَة نَاظر الْخَاص الجمالي بِحَيْثُ عمله شاد الطّور وتمول وعسف وَلَيْسَ مِمَّن يذكر. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين. قراجا الْعمريّ الناصري فرج. أَقَامَ فِي الجندية إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الظَّاهِر جقمق وَهُوَ خاصكي فِي ولَايَة الْقَاهِرَة ثمَّ أضَاف إِلَيْهَا إمرة عشرَة ثمَّ عَزله عَن الْولَايَة بمنصور بن الطبلاوي، وَحج رجبيا فَلم تحمد سيرته، وَآل أمره إِلَى النَّفْي إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بتقدمة فِي دمشق ثمَّ عيد وَولي فِي سنة ثَلَاث وَخمسين نِيَابَة الْقُدس وأنعم عَلَيْهِ بِمَال فَلم تطل مدَّته بل عزل وَحبس بقلعة دمشق مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ وَاسْتمرّ هُنَاكَ بطالا ثمَّ طلب هُنَاكَ للقاهرة إِلَى أَن ولاه الْمَنْصُور نِيَابَة بعلبك ثمَّ عَزله قبل خُرُوجه وولاه كشف الشرقية وعزله أَيْضا بعد أَيَّام وَقدم فِي أثْنَاء

الرّكُوب عَلَيْهِ فَكَانَ مِمَّن حضر مَعَ إينال فَلَمَّا تسلطن أعطَاهُ إمرة عشرَة وَصَارَ من رُءُوس النوب ثمَّ رَأس نوبَة ثَانِي فِي أَوَائِل أَيَّام خشقدم ثمَّ أخرجه إِلَى دمشق على تقدمة بهَا ضَعِيفَة فدام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي مستهل صفر سنة سبعين وَقد ناهز الثَّمَانِينَ، وَوهم من أرخه) فِي الْمحرم، وَكَانَ طوَالًا أسمر مَذْكُورا بالشجاعة مَعَ انهماك فِي الْخمر سامحه الله. قراسنقر الشَّمْس الظَّاهِرِيّ برقوق. ترقى فِي أَيَّام ابْن أستاذه ثمَّ صَار فِي أَيَّام الْمُؤَيد طبلخاناه وسافر أَمِير حَاج الْمحمل فِي الدولة الأشرفية غير مرّة ثمَّ تعطل وَبَطل أحد شقيه وَأخرج الْأَشْرَف أقطاعه فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشري ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ مشكور السِّيرَة عِنْده حشمة ودعابة وَله صدقَات ومعروف أنشأ مدرسة صَغِيرَة بِالْقربِ من ميدان الْخَلِيل ببركة الناصري تجاه دَاره الْقَدِيمَة وَعمل لأرباب الْوَظَائِف فِيهَا وَقفا وَكَذَا وقف وَقفا لحمل المنقطعين بطرِيق الْحجاز رَحمَه الله. قراقاش. هُوَ سودون مضى. قراقجا الحسني الظَّاهِرِيّ برقوق. تَأمر بعد الْمُؤَيد وَصَارَ فِي أَيَّام الْأَشْرَف من الطبلخانات وَثَانِي رُؤُوس النوب بل تقدم إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الظَّاهِر رَأس نوبَة النوب فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين ثمَّ نَقله فِيهَا إِلَى الأخورية الْكُبْرَى فَأَقَامَ فِيهَا سِنِين وَبنى أملاكا حبس أَكْثَرهَا على مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالْقربِ من قنطرة طقزدمر الْحَمَوِيّ وَعمل بهَا تصوفا وشيخا وأرباب وظائف وَقرر فِي خطابتها وَكَذَا فِي مشيختها ظنا السَّيِّد الصّلاح الأسيوطي وَكَذَا عمل أَيْضا مَسْجِدا بِبَعْض الْأَمَاكِن قرر فِي إِمَامَته بعض طلبة الْمَالِكِيَّة وَكَانَ دينا متواضعا عفيفا حسن السِّيرَة وقورا حشما أسمر معتدل الْقد شيق الْحَرَكَة أَبيض اللِّحْيَة مستديرها مُتَقَدما فِي الفروسية من محَاسِن أَبنَاء جنسه فَردا فيهم. مَاتَ هُوَ وَابْن لَهُ فِي يَوْم السبت ثامن عشر صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِمَا من الْغَد ودفنا فِي قبر وَاحِد رحمهمَا الله. قرايلوك هُوَ عُثْمَان بن قطلبك بن طرغلي. قرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد بن بيرم خجا التركماني وَالِد جهان شاه الْمَاضِي كَانَ فِي أول أمره من التركمان الرحالة فتنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن استولى بعد اللنك على عراق الْعَرَب والعجم ثمَّ ملك تبريز وبغداد وماردين وَغَيرهَا واتسعت مَمْلَكَته حَتَّى كَانَ يركب فِي أَرْبَعِينَ ألف نفس وَكَانَ نَشأ مَعَ وَالِده الَّذِي تغلب على الْموصل وملكها بعد مَوته سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَصَارَ ينتمي لِأَحْمَد ابْن أويس لتزوج أَحْمد بأخته ويكاتب صَاحب مصر وأباه وينجد أَحْمد فِي مهماته ثمَّ وَقع بَينهمَا بِحَيْثُ قتل أَحْمد رسله فغزاه فهرب أَحْمد مِنْهُ لدمشق فَملك

بَغْدَاد سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَأرْسل إِلَيْهِ اللنك عسكرا فهرب وَقدم دمشق فلقي بهَا أَحْمد فتصالحا ثمَّ توجه قرا يُوسُف مَعَ يشبك زمن مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة فَلَمَّا كَانَ من وقْعَة السعيدية سنة سبع وَثَمَانمِائَة مَا) كَانَ رَجَعَ وَتوجه من دمشق فِي صفر سنة ثَمَان إِلَى الْموصل ثمَّ إِلَى تبريز ثمَّ وَاقع مرزا بن بكر بن مرزاشاه بن اللنك فَقتله فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث عشرَة واستبد بِملك الْعرَاق وسلطن ابْنه مُحَمَّد شاه بِبَغْدَاد بعد حِصَار عشرَة أشهر، ثمَّ ثار أهل بَغْدَاد وأشاعوا أَن أَحْمد بن أويس حَيّ فَخرج مُحَمَّد شاه من بَغْدَاد وَكَاتب أَبَاهُ فَمَا اتّفق فَرجع وَدخل بَغْدَاد وفر آل أَحْمد إِلَى تستر ودخلها مُحَمَّد شاه فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع عشرَة، وَفِي غُضُون ذَلِك كَانَت لقرا يُوسُف مَعَ أيدكي وَمَعَ شاه رخ ابْن اللنك مَعَ إِبْرَاهِيم الدربندي وقائع ثمَّ سَار إِلَى محاربة قرايلك وَكَانَ بآمد ففر مِنْهُ ثمَّ تبعه ودامت الْحَرْب مُدَّة ثمَّ حصر شاه رخ بتبريز فَرجع قرا يُوسُف إِلَيْهِ وَتَبعهُ قرايلك فنهب سنجار وَنهب قبل أهل الْموصل وأوقع بالأكراد وَاخْتلف الْحَال بَين شاه رخ وقرا يُوسُف حَتَّى تصالحا وتصاهرا ثمَّ انْتقض الصُّلْح سنة سبع عشرَة وتحاربا وَفِي سنة عشْرين طرق الْبِلَاد الحلبية ثمَّ صَالحه قرايلك ثمَّ رَجَعَ يُرِيد تبريز خوفًا من شاه رخ وَفِي الَّتِي تَلِيهَا كَانَت بَينه وَبَين قرايلك وقعات حَتَّى فر قرايلك فَقدم حلب وانتقل النَّاس من حلب خوفًا من قرا يُوسُف وَكَانَ قد وصل إِلَى عينتاب وَكتب إِلَى الْمُؤَيد يعْتَذر بِأَنَّهُ لم يدْخل هَذِه الْبِلَاد إِلَّا طلبا لقرايلك لكَونه هجم على ماردين وَهِي من بِلَاد قرا يُوسُف فأفحش فِي الْأسر وَالْقَتْل والسبي بِحَيْثُ بيع صَغِير بِدِرْهَمَيْنِ وَحرق الْمَدِينَة فَلَمَّا جَاءَ قرا يُوسُف أحرق عنتاب وَأخذ من أَهلهَا مَالا كثيرا مصالحة وَتوجه إِلَى البيرة فنهبها ثمَّ بلغه أَن وَلَده مُحَمَّد شاه عصى عَلَيْهِ بِبَغْدَاد فَتوجه إِلَيْهِ وحصره واستصفى أَمْوَاله وَعَاد إِلَى تريز فَمَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَعشْرين وَقَامَ من بعده ابْنة اسكندر بتبريز وَاسْتمرّ ابْنه مُحَمَّد شاه بِبَغْدَاد، وَكَانَ قرا يُوسُف شَدِيد الظُّلم قاسي الْقلب خربَتْ فِي أَيَّامه وَأَيَّام أَوْلَاده مملكة العراقين لَا يتَمَسَّك بدين واشتهر عَنهُ أَن فِي عصمته أَرْبَعِينَ امْرَأَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه قَالَ: وَتقدم كثير من أخباره فِي الْحَوَادِث، وَذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ: صَاحب أذربيجان وديار بكر وبغداد وماردين وَمَا والاها كَانَ أَولا مَعَ أَبِيه فَلَمَّا قتل كَانَ من أُمَرَاء حلب وَبعد ذَلِك عاث بِمن مَعَه من التركمان فِي بِلَاد حلب بِالْفَسَادِ وَنهب الْقرى ثمَّ توجه إِلَى إنطاكية فَفعل بهَا نَحْو ذَلِك وعاقب النَّاس وَآل أمره إِلَى أَن أمسك واعتقل بقلعة دمشق ثمَّ أفرج عَنهُ الْمُؤَيد قبل سلطنته

وَتوجه مَعَه إِلَى الديار المصرية فَانْهَزَمَ النَّاصِر بعساكره فاستمر فِي إثرهم وَلم يلبث أَن قويت شَوْكَة النَّاصِر وَانْهَزَمَ الْمُؤَيد وَقَرَأَ يُوسُف إِلَى الشَّام وَبعد ذَلِك) توجه هَذَا إِلَى جِهَة الشرق فقاتل التتار بعد موت تمرلنك وكسرهم ثمَّ وَقع بَينه وَبَين صَاحب بَغْدَاد فانكسر صَاحب بَغْدَاد وَملك قرا يُوسُف بَغْدَاد وتبريز وماردين وَمَا والاها من الْبِلَاد الجزرية وديار بكر وَاسْتمرّ بهَا وَعظم شَأْنه وَكَثُرت بِلَاده وَكثر عسكره حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ أَمِيرا كَبِيرا شجاعا عَارِفًا ملك الْعرَاق وأذربيجان وَغَيرهَا من تِلْكَ الْبِلَاد وَكَانَت بِلَاده آمِنَة الطرقات بَين ملك الْبِلَاد ووطأته خَفِيفَة على التُّجَّار بِالنِّسْبَةِ لقرا يلوك وَملك بعده ابْنه اسكندر. قردم الحسني. كَانَ مقداما وَتَوَلَّى أَيْضا خازندارا كَبِيرا. مَاتَ سنة أَربع عشرَة وَلم يكن بِهِ بَأْس. قَالَه الْعَيْنِيّ وَفِي الْمِائَة قبلهَا قردم الحسني. قرقماس ابْن عرر بن نعير بن حبار بن مهنا. مَاتَ سنة أَرْبَعِينَ. قرقماس الأشرفي برسباي وَيعرف بالجلب بجيم وَلَام مفتوحتين ثمَّ مُوَحدَة. كَانَ من معارف أستاذه فِي بِلَاد جركس وَيُقَال لَهُ أَخُو الْأَشْرَف ويظن أَنه رضيعه فجلبه إِلَى مصر وَعَمله خاصكيا ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ أمره الظَّاهِر طبلخاناه ثمَّ قدمه وَلَده ثمَّ عمله أينال رَأس نوبَة النوب ثمَّ وَلَده الْمُؤَيد أَمِير مجْلِس ثمَّ الظَّاهِر خشقدم أَمِير سلَاح ودام فِيهَا طَويلا وتعداه خَمْسَة بل سِتَّة للأتابكية مَعَ كَون الْحق فِيهَا لَهُ إِلَى أَن أمْسكهُ بلباي وحبسه بإسكندرية ثمَّ أطلقهُ الظَّاهِر تمربغا وخيره فَاخْتَارَ الْإِقَامَة بدمياط فَتوجه إِلَيْهَا على أحسن وَجه إِلَى أَن طلبه الْأَشْرَف قايتباي وأنعم عَلَيْهِ بإمرة مائَة وَجعله أَمِير مجْلِس فَانْحَطَّ بذلك دَرَجَة ثمَّ عينه لتجريدة فاستعفى فَلم يجب وَكَانَت منيته هُنَاكَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَلم تُوجد لَهُ رمة، عَاقِلا سَاكِنا حشما وقورا مُحْتملا صبورا عديم الشَّرّ بِالْكُلِّيَّةِ رَحمَه الله. قرقماس الإينالي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بِالرِّمَاحِ. قتل فِي دمشق بِسيف النَّاصِر فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَكَانَ قد خرج من الْقَاهِرَة على إقطاع الْأَمِير صرق ثمَّ تولى كشف الرملة ثمَّ أَرَادوا مسكه فهرب حَتَّى لحق بنائب حلب فَأمْسك عِنْد بعلبك وَجِيء بِهِ إِلَى دمشق فحبسه نائبها ثمَّ جَاءَ المرسوم بقتْله فَقتله هُوَ وَجَمَاعَة مماليك. ذكره الْعَيْنِيّ وَقَالَ غَيره: كَانَ فِي الْأَيَّام الناصرية أحد الطبلخانات ورءوس الْفِتَن ثمَّ أخرج إِلَى الشَّام على أقطاع صرق فَأَقَامَ بِدِمَشْق مُدَّة وَولي كشف الرملة ثمَّ أحس بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ ففر إِلَى جِهَة حلب فَأخذ عِنْد بعلبك، وَكَانَ رَأْسا فِي لعب الرمْح شجاعا مقداما لكنه قَلِيل الْحَظ.

قرقماس الجلب وقرماس الرماح، تقدما.) قرقماس الْمَدْعُو سَيِّدي الْكَبِير تمييزا لَهُ عَن أَخِيه تغرى بردى فَذَاك سَيِّدي الصَّغِير. قدما مَعَ أمهما بِطَلَب من عَمهمَا دمرداش المحمدي وَهُوَ إِذْ ذَاك نَائِب حماة وَتزَوج بأمهما وكلفهما حَتَّى صَارا من جملَة الْأُمَرَاء وَذكر بالشجاعة والفروسية وحظي هَذَا عِنْد النَّاصِر وَكَانَ يخرج عَن طَاعَته ثمَّ يرجع فعل ذَلِك غير مرّة، وَولى ولايات كنيابة صفد وحلب وَلم يجْتَمع الثَّلَاثَة عِنْد سُلْطَان بل يكون وَاحِد مَعَ شيخ ونوروز وآخران مَعَ السُّلْطَان أَو بِالْعَكْسِ إِلَى أَن أعيا النَّاصِر أَمرهم وَقتل وهم كَذَلِك فَلَمَّا تسلطن الْمُؤَيد شيخ قرب هَذَا وَأَعْطَاهُ نِيَابَة الشَّام بعد خُرُوج نوروز عَن الطَّاعَة فراسل حِينَئِذٍ عَمه وَكَانَ بِبِلَاد التركمان قَائِلا لَهُ: يَا عَم هَا أَنا قد خرجت إِلَى الشَّام وأخى إِلَى غَزَّة فجِئ أَنْت وَكن بِمصْر عِنْد الْمُؤَيد وَلَا تخف فانه لَا يُمكنهُ الْقَبْض عَلَيْك وكلانا بالبلاد الشامية فَحسن ذَلِك بِبَالِهِ وَركب الْبَحْر حَتَّى طلع من الطينة فَوجدَ خام قرقماس بالصالحية وَقد عَاد من صفد لعَجزه عَن مُقَابلَة نوروز فَقَالَ لَهُ دمرداش: أيش هَذَا الَّذِي عملته يَا وَلَدي فَقَالَ لَهُ: دع عَنْك هَذَا فالمؤيد لَا يُمكنهُ الْقَبْض علينا وَخَلفه مثل نوروز فَلم يُعجبهُ هَذَا ورام الرُّجُوع فقوي عَلَيْهِ قرقماس وقدما الْقَاهِرَة وَتوجه تغرى بردى لغزة فَرَحَّبَ بهما الْمُؤَيد وَبَالغ فِي تعظيمهما وأجلس دمرداش على الميسرة وَهَذَا تَحْتَهُ ثمَّ خلع عَلَيْهِمَا وجهز سرا من قبض على تغرى بردى ثمَّ بَادر للقبض على الآخرين وسجنهما حَتَّى قدم الآخر ثمَّ بعث بِهَذَيْنِ فحبسا بإسكندرية وَقتل تغرى بردى فِي شَوَّال سنة سِتّ عشرَة وَكَذَا قتل قرقماس بإسكندرية فِي السّنة وَأخر عَمهمَا إِلَى أَن قَتله فِي سنة ثَمَانِي عشرَة، وَكَانَ قرقماس شَابًّا جميلا لطيف الذَّات شجاعا كَرِيمًا مفرطا فيهمَا بِحَيْثُ أَن الْمُؤَيد لما رأى على بعض مماليكه حِين عرضهمْ سلارى مفرى بوشق من إنعام سَيّده امْتنع من اسْتِخْدَام أحد مِنْهُم قَائِلا: مَاذَا أفعل أَنا بعد هَذَا أَو نَحْو هَذَا منهمكا فِي اللَّذَّات يَقُول الشّعْر بالتركي وَيُحب سَماع الملاهي والمطربات وَهُوَ وَالِد قجماس الْمَاضِي قَرِيبا، وَسَتَأْتِي حِكَايَة فِي يحيى بن أَحْمد بن عمر بن الْعَطَّار لهَذَا وتحتاج إِلَى تَحْقِيق. قرقماس الشَّعْبَانِي الظَّاهِرِيّ برقوق ثمَّ الناصري وَيعرف بقرقماس أهرام ضاغ يَعْنِي جبل الأهرام لتكبره. أَصله من كِتَابِيَّة الظَّاهِر ثمَّ ملكه ابْنه فَأعْتقهُ وَعَمله خاصكيا ثمَّ صَار فِي دولة) الْمُؤَيد من الدوادارية الصغار ثمَّ تَأمر بعده عشرَة ثمَّ دوادارا ثَانِيًا مَعَ إمرة طبلخاناه، ودام إِلَى سنة سِتّ وَعشْرين فأنعم عَلَيْهِ بتقدمة

وَتوجه لمَكَّة مَعَ عَليّ بن عنان كالشريك لَهُ فِي إمرتها وَأقَام بهَا نَحْو سنة تخمينا، وَطلب إِلَى الْقَاهِرَة على إمرته إِلَى أَن خلع عَلَيْهِ فِي منتصف شَوَّال سنة تسع وَعشْرين بالحجوبية الْكُبْرَى فباشرها بِحرْمَة زَائِدَة وعظمة وبطش فِي النَّاس بِحَيْثُ هابه كل أحد وسافر مَعَ السُّلْطَان إِلَى آمد فَلَمَّا رَجَعَ وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ اسْتَقر بِهِ فِي نِيَابَة حلب بعد قصروه الْمُنْتَقل لنيابة الشَّام فباشرها على عَادَته ثمَّ صرف حِين ظهر جَانِبك الصُّوفِي من الرّوم وَقدم الْقَاهِرَة مسرعا على النجب فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ على أقطاع جقمق العلائي ووظيفته إمرة سلَاح إِلَى أَن تجرد فِي جمَاعَة أُمَرَاء إِلَى أرزنكان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فَكَانَ حضورهم بِالطَّلَبِ حِين ترشح جقمق للسلطنة فَقَامَ مَعَه حَتَّى تسلطن ذَاك وَعمل هَذَا عوضه أتابكا فَلم يلبث إِلَّا أَيَّامًا ووثب عَلَيْهِ وَكَانَ مَا شرح فِي الْحَوَادِث، وَآل أمره إِلَى أَن جرح فِي وَجهه بالنشاب وفر عَنهُ غَالب أَصْحَابه ثمَّ انهزم واختفى من يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَلم يلبث أَن قبض عَلَيْهِ فِي يَوْم الْجُمُعَة سادسه ثمَّ قيد وجهز إِلَى إسكندرية من الْغَد فحبس بهَا إِلَى خَامِس رَجَب وَعقد لَهُ مجْلِس بِالْقصرِ وأقيمت الْبَيِّنَة عِنْد القَاضِي الْمَالِكِي على مَنْصُوب عَن قرقماس هُوَ الشهَاب بن يَعْقُوب نقيب شَيخنَا بِحكم غيبته بإسكندرية بِخُرُوجِهِ على السُّلْطَان بعد مبايعته وَخَلفه لَهُ وإشهاره السِّلَاح فَحكم عَلَيْهِ بِمُوجب الشَّهَادَة فَقيل لَهُ: فَمَا يجب عَلَيْهِ قَالَ: يتَخَيَّر السُّلْطَان فِي ذَلِك فَجهز بريدي بِأَن يقْرَأ عَلَيْهِ الْمحْضر ويعذر لَهُ فِيهِ فقرئ عَلَيْهِ وَأمر بقتْله بِسيف الشَّرْع فَضربت عُنُقه وَذَلِكَ بإسكندرية فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشره وَهُوَ ابْن نَيف وَخمسين سنة وَكَانَ أَمِيرا ضخما متعاظما متكبرا ظَالِما مَعَ تَدْبِير ومكر وشجاعة وإقدام وَكَونه يتفقه ويتحفظ بعض الْمسَائِل وَيظْهر التدين ولتكبره وتعاظمه وَعدم بشاشته سر الْعَامَّة بإمساكه وإتلافه، وَقد أَشَارَ شَيخنَا لترجمته فِي حوادث رَجَب وَغَيرهَا من أنبائه، وَقَالَ فِي تَرْجَمَة جارقطلي من سنة سبع وَثَلَاثِينَ مِنْهُ: وَمن الِاتِّفَاق الْغَرِيب أَن رَفِيقًا لي رأى لما كُنَّا فِي سفرة آمد قبل أَن ندخل حلب وَذَلِكَ فِي رَمَضَان أَن النَّاس اجْتَمعُوا فطلبوا من يؤم بهم فَرَأَوْا رجلا ينْسب إِلَى صَلَاح فَسَأَلُوهُ أَن يؤم) بهم فَقَالَ: بل يؤم بكم قرقماس فَفِي الْحَال حضر قرقماس فَتقدم فصلى بهم فقدرت ولَايَته لَهَا بعد بِدُونِ سنة، وَقد تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية وَغَيره. قرقماس الْمعلم. مَاتَ فِي التجريدة. قرقمش الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بالأعور. ترقى فِي أَيَّام الْفِتَن وتقلب

الدّور حَتَّى صَار مقدما بعد موت شيخ ثمَّ كَانَ مِمَّن انْضَمَّ مَعَ جَانِبك الصُّوفِي وَأجَاب برسباي حِين قَالَ لَهُ: كن مَعنا لَا مَعَه بقوله: كَيفَ لَا أكون وَقد حَملته على كَتِفي فِي بِلَاد جركس وربيته كَالْوَلَدِ فَلَمَّا أمسك جَانِبك أخرج هَذَا مقدما فِي دمشق وَلما تسلطن برسباي أقره فَلَمَّا خرج عَلَيْهِ تنبك البجاسي نَائِب الشَّام فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَافقه هَذَا على الْعِصْيَان وَركب مَعَه وَقَاتل عَسْكَر السُّلْطَان ثمَّ فر بعد انكسار تنبك واختفى إِلَى أَن ظهر مَعَ جَانِبك الصُّوفِي وَآل الْأَمر إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ بعد اختفائه زِيَادَة على عشر سِنِين وسجن بقلعة حلب ثمَّ قتل فِي الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ، وَكَانَ أَعور طوَالًا كثير الشَّرّ قَلِيل الْخَيْر يحب الْفِتَن. وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار. قرم خجا الظَّاهِرِيّ برقوق. كَانَ من خاصكيته ثمَّ تَأمره بعده عشرَة مُدَّة ثمَّ ترك حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَهُوَ فِي عشر الْمِائَة بعد أَن حج وجاور غير مرّة، وَكَانَ دينا خيرا ذَا أنسة فِي الْفِقْه وَغَيره رَحمَه الله. قُرَيْش بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشَّمْس بِمُحَمد بن الشَّمْس أبي يزِيد الدلجي الصعيدي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الضَّرِير ولد فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بدلجة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة وأربعي النَّوَوِيّ ونظم الجعبرية فِي الْفَرَائِض، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَسبعين فحفظ الشاطبية وتلا للسبع ثمَّ للأربعة عشر على الزين جَعْفَر السنهوري وتميز فِيهَا، وَحضر عِنْدِي كثيرا رِوَايَة ودراية وَمن ذَلِك مسلسل الْعِيد فِي عيد الْفطر سنة خمس وَتِسْعين وَكَذَا أَخذ عَن الشهَاب الدلجي بل وَحضر تقسيما للعبادي وَكَذَا للبكري وَسمع على الشاوي وَأبي حَامِد بن التلواني وَأبي سعود الغراقي والخيضري والديمي وقاضي الخانقاة الشَّمْس الونائي وخادمتها تَاج الدّين، وَله ذوق وَفهم جيد وخبرة بلقاء النَّاس وإقبال من كثير مِمَّن يمِيل إِلَى الْخَيْر عَلَيْهِ وخطب بِبَعْض الْجَوَامِع وَرُبمَا أَقرَأ وَنعم الرجل.) قسطيل بن زُهَيْر بن سُلَيْمَان الْحُسَيْنِي أَمِير الْمَدِينَة. وَليهَا بعد انْفِصَال ضغيم فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بمعاونة صَاحب الْحجاز فدام إِلَى أثْنَاء سنة سبع وَثَمَانِينَ ثمَّ انْفَصل بِدَعْوَى بتعويض الْمشَار إِلَيْهِ لإضافة صَاحب مصر أَمر بِلَاد الْحجاز إِلَيْهِ. قسيط بن أشعار الجدي. مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشر شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا. أرخه ابْن فَهد. قشتام. فِي الَّذِي بعده. قشتمر بن قجماس أَخُو إينال باي وَابْن عَم الظَّاهِر برقوق وَأحد الطبلخاناة

بِمصْر. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشري ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ من خراجة حصلت فِيهِ فِي وقْعَة أيتمش وَقد ناهز الْعشْرين. ذكره الْعَيْنِيّ وَصُورَة اسْمه بِخَطِّهِ قشتام، وَقَالَ غَيره أَنه ولد بجركس وَقدم مَعَ أَخِيه وأبيهما إِلَى مصر فأنعم الظَّاهِر على الْأَب ورقاه حَتَّى جعله مقدما وَأمر ابْنه هَذَا عشرَة فَلَمَّا كَانَت فتْنَة الأتابك ايتمش كَانَ هَذَا من جِهَة النَّاصِر فَقتل فِي الْوَقْعَة فِي ثامن ربيع الأول. أرخه المقريزي وَغَيره. قشتمر المؤيدي شيخ أحد خاصكيته وصغار دواداريته ثمَّ بعد مَوته نَاب بإسكندرية من قبل وَلَده المظفر أَحْمد عَزله ططر بداوداره فَارس ثمَّ قبض عَلَيْهِ وحبسه إِلَى أَن أخرجه الْأَشْرَف وَعَمله الأتابك حلب وَتوجه إِلَيْهَا فدام حَتَّى قتل فِي وقْعَة كَانَت بَين التركمان وعسكر حلب فِي سنة ثَلَاثِينَ، وَكَانَ أشقر معتدل الْقد سَاكِنا لَا بَأْس بِهِ. قشتمر أَو بِدُونِ رَاء المحمودي الناصري فرج ولي نِيَابَة الْبحيرَة وَقتل بهَا فِي وقْعَة كَانَت بَينه وَبَين عرب لبيد بِالْقربِ من تروحة فِي أَوَاخِر رَجَب سنة سبع وَخمسين وَقد ناهز السِّتين، وَكَانَ أَمِيرا عَاقِلا شجاعا كَرِيمًا متواضعا جوادا مليح الشكل بشوشا محببا إِلَى النَّاس مشكورا فِي ولَايَته عَارِفًا مقداما من محَاسِن أَبنَاء جنسه رَحمَه الله. قصروه من تمراز الظَّاهِرِيّ برقوق. مِمَّن تَأمر عشرَة الْأَيَّام المؤيدية بعد خطوب وحروب قاساها ثمَّ قدمه ططر ثمَّ عمله رَأس النوب ثمَّ عمله الْأَشْرَف فِي سنة خمس وَعشْرين أَمِير آخور كَبِير ثمَّ أعطَاهُ فِي الَّتِي بعْدهَا نِيَابَة طرابلس ثمَّ نَقله إِلَى نِيَابَة حلب فِي سنة ثَلَاثِينَ ثمَّ نَقله فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ مِنْهَا إِلَى دمشق بعد جارقطلي وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة تسع وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ ضخما عَارِفًا عَاقِلا شجاعا مقداما مديرا سيوسا صَاحب دهاء ومكر مَعَ شكالة وحشمة وبهاء ووقار وَهُوَ أحد الْأَسْبَاب فِي سلطنة الْأَشْرَف. ذكره ابْن خطيب) الناصرية وَغَيره بل أوردهُ شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار فِي سنة تسع وَكَذَا فِي سنة أَرْبَعِينَ سَهوا، وَذكره الْعَيْنِيّ فَقَالَ أَنه لم يكن مشكورا وَخلف عَلَيْهِ جملَة دُيُون للنَّاس أَنه ترك من النَّقْد والخيول والقماش وَسَائِر الْأَصْنَاف مَا قِيمَته سِتّمائَة ألف دِينَار جمعهَا من حرَام وَسَماهُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ خسرو فَوَهم وَله ذكر فِي فَاطِمَة ابْنة قانباي. قطج من تمراز الظَّاهِرِيّ برقوق. صَار خاصكيا فِي أَيَّام الْمُؤَيد ثمَّ تَأمر بعد عشرَة إِلَى أَن تقدم فِي أَيَّام الْأَشْرَف ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَأرْسل بِهِ مُقَيّدا إِلَى إسكندرية فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ ثمَّ أطلقهُ وأنعم عَلَيْهِ بتقدمة حلب وَاسْتمرّ إِلَى أَن سَافر إِلَى آمد فأنعم عَلَيْهِ بأتابكيتها، وَقدم فِي أَيَّام الظَّاهِر فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ

بطالا ملازما للْخدمَة السُّلْطَانِيَّة مظْهرا للفقر مكثرا من الشكوى مستمنحا الْأُمَرَاء، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي الْعشْر الْأَوْسَط من رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَوجد لَهُ نَحْو ثَلَاثِينَ ألف دِينَار نَقْدا وَمن غَيره أَشْيَاء، وَكَانَ جركيسا كَبِير اللِّحْيَة بَخِيلًا جَبَانًا غير محبب إِلَى النَّاس عَفا الله عَنهُ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار. وَقَالَ المقريزي: طقج الناصري أحد مماليك الناصرية فرج. ترقى فِي الخدم حَتَّى صَار من مقدمي الألوف ثمَّ أخرج إِلَى الشَّام فتنقل فِي أمريات بحلب ودمشق ثمَّ قدم الْقَاهِرَة ووعد بإمرة فَلم تطل إِقَامَته حَتَّى مَاتَ وَترك مَالا جزيلا وَكَانَ من الشُّح المفرط والطمع الزَّائِد بغاية يستحيا من ذكرهَا. قطلباي المحمودي العزيزي الأشرفي برسباي، من مشترواته الَّذين أعتقهم ابْنه وَصَارَ خاصكيا ثمَّ ساقيا فِي الْأَيَّام الإينالية ثمَّ أَمِير عشرَة وَمن رُءُوس النوب فِي الخشقدمية بسفارة حممه الظَّاهِر بلباي إِلَى أَن مَاتَ قَتِيلا فِي الْوَقْعَة السوارية فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَلم يكمل السّبْعين. قطلبك. فِي قطلو بك. قطلوبغا حجي البانقوسي حمو الظَّاهِر ططر. ولي نظر الْأَوْقَاف فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي مُدَّة فباشر بعنف شَدِيد ثمَّ لانت عريكته ثمَّ انْفَصل، وَمَات فِي يَوْم السبت خَامِس عشري صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. قطلوبغا الزين التركي الْمُفْتِي الْحَنَفِيّ أحد مشايخهم. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَلَاث. أرخه شَيخنَا أَيْضا، زَاد المقريزي فِي نصف جُمَادَى الأولى. قطلوبغا الْعَلَاء التنمي تنم الحسني نَائِب الشَّام. رقاه الْمُؤَيد لكَونه كَانَ زوجا لابنته تنم بعد) مَوته حَتَّى جعله مقدما ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة صفد فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَاسْتمرّ إِلَى أَن قدم على ططر فَخلع عَلَيْهِ باستمراره فِيهَا ثمَّ صرف وَأقَام بِدِمَشْق بطالا حَتَّى مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَعشْرين. قطلوبغا الخليلي. ولي الحجوبية فِي أَيَّام برقوق ثمَّ تعطل مُدَّة إِلَى أَن طلبه الْمُؤَيد وولاه نِيَابَة إسكندرية وَاسْتمرّ بهَا مَحْمُود السِّيرَة حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَكَأَنَّهُ من مماليك جركس الخليلي أَمِير آخور، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ: إِن لَهُ ولأبيه ذكر فِي الْحَوَادِث وَلم تطل مدَّته فِي السَّعَادَة وَاسْتقر بعده فِي نِيَابَة إسكندرية نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْعَطَّار الدِّمَشْقِي صهر كَاتب السِّرّ نقلا لَهُ من دوادارية نَائِب الشَّام إِلَيْهَا. قطلوبغا السودوني سودون الشيخوني وَالِد الزين قَاسم الْحَنَفِيّ الْمَاضِي. يُقَال أَنه كَانَ من رُءُوس النوب ويلقب بالزراف. مَاتَ وَابْنه صَغِير.

قطلوبغا الكركي لكَونه كَانَ صُحْبَة أستاذه الظَّاهِر برقوق بالكرك. عمله بعد رُجُوعه إِلَى الْملك خاصكيا وقربه وَأَدْنَاهُ ثمَّ أمره عشرَة وَلما اسْتَقر ابْنه النَّاصِر قدمه ثمَّ قبض عَلَيْهِ جكم من عوض وسجنه بإسكندرية مَعَ يشبك ثمَّ بعد سنة أطلق وأعيد إِلَى تقدمته حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة تسع وَحضر النَّاصِر جنَازَته بمصلى المومني، وَكَانَ خيرا دينا تاليا لِلْقُرْآنِ مَرْبُوع الْقَامَة رَأْسا فِي الرَّمْي وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ: كَانَ شَابًّا حسنا فِي دولة الظَّاهِر حفظ الْقُرْآن وَكَانَ يحسن الْقِرَاءَة بالألحان مِمَّن يحب فِي إمرته الْعلمَاء ويجمعهم وَيحسن إِلَيْهِم ويتذاكرون عِنْده وَله ذكر فِي مَوَاضِع من الْحَوَادِث رَحمَه الله. قطلو بك بن صديق بن عَليّ القونوي الرُّومِي. نزيل مَكَّة وَأحد التُّجَّار ووالد عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وصهر ابْن حمام. ذكره ابْن فَهد. مَاتَ. قطلو بك الحسامي منجك اليوسفي نَائِب الشَّام. مِمَّن صَار من أَعْيَان أُمَرَاء الدولة الظَّاهِرِيَّة برقوق حَتَّى مَاتَ بالينبوع فِي سنة اثْنَتَيْنِ أرخه المقريزي وَغَيره. قطلو بك العلائي الأيتمشي. خدم استادارا عِنْد غير وَاحِد من الْأُمَرَاء حَتَّى اتَّصل بالأتابك أيتمش البجاسي فاشتهر بِهِ وأثرى لطول خدمته لَهُ فَلَمَّا كَانَ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين اسْتَقر بِهِ) الظَّاهِر برقوق فِي الاستادارية عوضا عَن مَحْمُود وأنعم عَلَيْهِ بإمرة عشْرين، ثمَّ بعد قَلِيل بتقدمة وباشر بعجز إِلَى أَن صرف فِي الَّتِي تَلِيهَا بيلبغا الْمَجْنُون وَاسْتمرّ أَمِير عشْرين مَعَ بَقَائِهِ فِي خدمَة أيتمش إِلَى أَن قتل أستاذه وَكَانَ مشكور السِّيرَة قَلِيل الشَّرّ ولي إمرة الأول مرّة والمحمل أُخْرَى وصاهره سعد الدّين بن غراب فنال قطلو بك الوجاهة بِهِ. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وأرخه شَيخنَا فِي ربيع الأول وَقَالَ أَنه ولي الاستادارية للسُّلْطَان مرَارًا، وَأما الْعَيْنِيّ فأرخه كَمَا تقدم وَقَالَ: كَانَ صَاحب دواليب كَثِيرَة وأموال جزيلة وَلم يشْتَهر بِمَعْرُوف. قطلو خجا أَمِير عشرَة وَرَأس نوبَة صَغِير. مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. ذكره الْعَيْنِيّ. قلمطاي الإسحاقي الأشرفي برسباي صهر الْجمال يُوسُف بن تغرى بردى وَأحد أُمَرَاء العشرات. حج مرَّتَيْنِ وَكَانَ مِمَّن يذكر بِخَير. مَاتَ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر الْمحرم سنة سبع وَسبعين عَن نَحْو السّبْعين رَحمَه الله. قماري كَانَ أَمِير الركب الأول فَمَاتَ مُتَوَجها إِلَى الْحَج فِي شَوَّال سنة تسع عشرَة وَكَانَ شاد الزردخاناه. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.

قمش أحد الْأُمَرَاء المقدمين من الظَّاهِرِيَّة برقوق ونائب طرابلس. مِمَّن قَتله الْمُؤَيد سنة سبع عشرَة، أرخه الْعَيْنِيّ. قنباك. فِي قانباك. قنباي فِي قانباي. قنبر بن عبد الله العجمي السبزواني وبخط الْعَيْنِيّ بالراء بدل النُّون ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وسمى بَعضهم وَالِده مُحَمَّد بن عبد الله. اشْتغل فِي بِلَاده وتمهر فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَقدم الديار المصرية قبيل التسعين فَأَقَامَ بالأزهر مُدَّة يشغل الطّلبَة فَانْتَفع بِهِ الْأَئِمَّة كالبساطي، وَكَانَ حسن التَّقْرِير جيد التَّعْلِيم متقنا معرضًا عَن الدُّنْيَا قانعا باليسير لَا يزِيد فِي الصَّيف والشتاء على قَمِيص ولباد وكوفية لبد على رَأسه وَلَا يتَرَدَّد لأحد وَلَا يسْأَل أحدا شَيْئا وَإِذا فتح عَلَيْهِ بِشَيْء أنفقهُ على من حَضَره وَإِذا حضر مَجْلِسا جلس حَيْثُ يَنْتَهِي وَلَا يتصدر، كل ذَلِك مَعَ محبَّة السماع والرقص والتنزه فِي أَمَاكِن النزه وَهُوَ على هَيئته وَذكره بالتشييع حَتَّى أَنه شوهد مرَارًا يمسح على رجلَيْهِ من غير خف. مَاتَ فِي شعْبَان كَمَا لشَيْخِنَا والمقريزي أَو ثَانِي رَجَب) كَمَا للعيني سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: اجْتمعت بِهِ وَسمعت دروسه وَكَذَا ذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ: كَانَ عَارِفًا بالمعقولات حضرت دروسه بالأزهر وَكَانَ ينبز بالتشيع، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار جدا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. قنيد بن مِثْقَال الْقَائِد الحسني مولى السَّيِّد حسن بن عجلَان نَائِب مَكَّة ووالد مَسْعُود وعنان. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. قوام بن عبد الله الرُّومِي الْحَنَفِيّ ويلقب قوام وَكَأن اسْمه مُخْتَصره قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: قدم الشَّام وَهُوَ فَاضل فِي عدَّة فنون فصاهر الْبَدْر بن مَكْتُوم وَولي تصديرا بالجامع وشغل وَأفَاد وَصَحب النواب وَكَانَ سليم الْبَاطِن كثير الْمُرُوءَة والمساعدة للنَّاس. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان بِدِمَشْق رَحمَه الله. قوزي الظَّاهِرِيّ جقمق من مماليكه قبل تملكه فَلَمَّا تملك عمله خاصكيا ثمَّ ساقيا ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ امتحن إِلَى أَن أمره خشقدم عشرَة وَجعله من رُؤُوس النوب وتجرد لسوار فَعَاد مَرِيضا إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ فِي الكهولة وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بالمؤمني، وَكَانَ سَاكِنا مليحا لينًا. قوماط شاه بن إسكندر بن قرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد الْمَاضِي أَبوهُ. قتل أَبَاهُ فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَهُوَ محاصر بقلعة النجا وراسل عَمه جاهنشاه بذلك. قيت الساقي الأشرفي الْوَالِي أحد العشرات. مِمَّن يذكر بالفروسية أعطَاهُ

حرف الكاف

أستاذه الْولَايَة بعد مغلباي. وَمَات فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين بالطاعون. قيت الرَّحبِي. اسْتَقر بعد الَّذِي قبله فِي الْولَايَة. قينار أحد الطبلخاناه وأمير آخور صَغِير بالديار المصرية. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان. ذكره الْعَيْنِيّ وَيُحَرر اسْمه. قيس بن ثَابت بن نعير. مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. (حرف الْكَاف) كافور الجمالي الطواشي أحد خدام الْمَسْجِد النَّبَوِيّ. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. كافور الصرغتمشي الرُّومِي الطواشي الزِّمَام من عُتَقَاء منكلي بغا الشمسي وَكَأَنَّهُ ملكه بعد قتل صرغتمش الأشرفي فَإِنَّهُ كَانَ ينْسب إِلَيْهِ. كَانَ صَاحب التَّرْجَمَة أصيلا فِي بَيت السُّلْطَان خدم عِنْد الظَّاهِر برقوق فِي أَوَائِل سلطنته بِوَاسِطَة زَوجته خوند هَاجر ابْنة منكلي بغا، وَاسْتمرّ فِي كبار الخدام إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ النَّاصِر فرج فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة زماما بعد مقبل الرُّومِي ثمَّ انْفَصل عَنْهَا فِي حُدُود سنة أَربع وَعشْرين ثمَّ أُعِيد بعد يسير وأضيفت إِلَيْهِ الخازندارية حَتَّى مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس عشرى ربيع الآخر سنة ثَلَاثِينَ بعد أَن كبر واحدودب وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ وَدفن بتربته، وَخلف شَيْئا كثيرا وأملاكا أَكْثَرهَا وقف على مدرسته وتربته وَاسْتقر بعده فِي الزمامية خشقدم الظَّاهِرِيّ وَفِي الخازندارية قراجا الأشرفي برسباي، وَكَانَ قَصِيرا رَقِيقا مغرما بالعمائر أنشأ تربة بالصحراء مَعْرُوفَة بِهِ وَعمل فِيهَا خطْبَة وصوفية ووقف عَلَيْهَا عدَّة أوقاف وَكَانَ لَا يزَال يزخرفها ويجدد مَا زَالَت زخرفته مِنْهَا ويغضب مِمَّن يسميها تربة وَكَذَا أنشأ مدرسة بحارة الديلم من الْقَاهِرَة وفيهَا أَيْضا خطْبَة وصوفية إِلَى غَيرهمَا من العمائر الَّتِي يسمح فِيهَا للصناع وأتباعهم علمه بتقصيرهم ومزيد شحه بِالصَّدَقَةِ وَنَحْوهَا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. كافور الْهِنْدِيّ الطواشي رَأس نوبَة الجمدارية. كَانَ ساقيا. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع وَخمسين، وَدفن بتربة معتقته خوند هَاجر ابْنة الأتابك منكلي بغا الشمسي زَوْجَة الظَّاهِر برقوق. كافور الْهِنْدِيّ المؤيدي شيخ. اسْتَقر فِي الزمامية عوضا عَن سميه الصرغتمشي الْمَاضِي قَرِيبا فِي حُدُود سنة أَربع وَعشْرين وَلم يلبث أَن عزل بِهِ وَمَات. كبيش بِمُعْجَمَة بن جماز الْحُسَيْنِي. كَانَ قصد الْقَاهِرَة ليتولى إمرة الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فظفر بِهِ قوم لَهُم عَلَيْهِ ثأر فَقَتَلُوهُ قبل أَن يدخلهَا فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه.

كبيش بن سِنَان بن عبد الله بن عمر الْقَائِد الْعمريّ الْمَكِّيّ. مَاتَ سنة سبع أَو سِتّ وَعشْرين، أرخه ابْن فَهد. كبيش بن مظفر بن مُحَمَّد بن مبارك العصامي الحميضي الْقَائِد الْمَكِّيّ. مَاتَ فِي الْمحرم سنة) أَربع وَأَرْبَعين خَارج مَكَّة وَحمل فَدفن بهَا. أرخه بن فَهد. كبيش بن هبة بن جماز الْحُسَيْنِي. هُوَ ابْن جماز الْمَاضِي قَرِيبا. كرتباي الأشرفي برسباي. تَأمر عشرَة فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم ثمَّ نَفَاهُ ثمَّ أعطَاهُ إقطاعا بطرابلس إِلَى أَن قتل فِي الْوَقْعَة السوارية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَكَانَ جبارا. كرتباي الأشرفي قايتباي أحد خاصكيته بل قَرِيبه وأخو جانم. مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ فِي مصلى المؤمني وَدفن بتربة السُّلْطَان. كرتباي السيفي جَانِبك نَائِب جدة. كَانَ من أقرباء السُّلْطَان فاستقر بِهِ فِي كشف الْبحيرَة عقب توسيط خشقدم وَلم يلبث أَن مَاتَ مطعونا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. كرد مير الْبَصْرِيّ الْبَزَّار بِمَكَّة وَجدّة. مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. كردِي بن كندر الشهير بكردي باك التركماني. أَمِير التركمان بالعمق من أَعمال حلب بعد ابْن صَاحب الباز. جرى بَينه وَبَين نواب حلب وقائع وَآل أمره إِلَى أَن أمْسكهُ ططر وَكَانَ إِذْ ذَاك أحد أُمَرَاء حلب فَأمر بشنقه فشنق تَحت قلعة حلب فِي رَجَب أَو شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وَكَانَت القوافل فِي أَيَّامه آمِنَة. ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه. كرسجي بن أبي يزِيد بن مُرَاد بن عُثْمَان. يَأْتِي فِي المحمدين. كرلبغا وخدم عِنْد يروز الساقي ثمَّ توجه لِلْعِبَادَةِ والتلاوة وَبنى جَامعا على الخليج الحاكمي بِالْقربِ من شقّ الثعبان وقنطرة سنقر وَانْقطع بِهِ. مَاتَ فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق. كزل الأرغون شاوي وأرغون شاه أَمِير مجْلِس. ترقى فِي أَيَّام الْمُؤَيد إِلَى أَن صَار أَمِيرا ثمَّ ولاه نِيَابَة الكرك بسفارة وَالِد زَوجته الناصري بن الْبَارِزِيّ ثمَّ عَزله وَجعله مقدما بِدِمَشْق فَمَاتَ قبل وُصُوله بعد مرض طَوِيل فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ أَنه نَاب فِي الكرك ثمَّ فِي إسكندرية ثمَّ عزل كزل السودوني سودون نَائِب دمشق وَيعرف بالمعلم، تنقل بعده حَتَّى عمله الْمُؤَيد من جملَة معلمي الرمْح وَعرف بِحسن اللّعب ونالته السَّعَادَة مِنْهُ سِيمَا فِي أَيَّام الْأَشْرَف فَإِنَّهُ قربه وَجعله من رُءُوس النوب وَصَارَت لَهُ كلمة مسموعة وَتخرج

بِهِ غَالب مماليكه وأمرائه بل وغالب أُمَرَاء الدولة وَبعد صيته وَاسْتمرّ إِلَى أَن وَجهه الظَّاهِر فِي حُدُود سنة خمسين إِلَى مَكَّة لشَيْء قديم فِي نَفسه أَمِيرا على الراكز بهَا فدام بهَا إِلَى أَوَاخِر سنة إِحْدَى وَخمسين فَأخْرج أقطاعه) وَعَاد فِي السّنة الَّتِي بعْدهَا إِلَى الْقَاهِرَة فدام بهَا إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الْمَنْصُور بإمرة عشرَة إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسِتِّينَ وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء عَن نَحْو التسعين وَكَانَ قصير الْقَامَة مليح الشكالة فصيحا ذَا أدب وحشمة انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الرمْح وتعلمه وَلم يَنْفَكّ عَن تَعْلِيمه حَتَّى مَاتَ رَحمَه الله. كزل بالعجمي الظَّاهِرِيّ برقوق الْمعلم أَيْضا. كَانَ خاصكيا لسَيِّده ثمَّ بجمقدارا ثمَّ أمره عشرَة وَجعله استادار الصُّحْبَة ثمَّ قدمه النَّاصِر وولاه الحجوبية الْكُبْرَى، وَحج فِي أَيَّامه أَمِير الْمحمل ثمَّ بقاه الْمُؤَيد على التقدمة خَاصَّة وَجعله أَمِير جِدَار إِلَى أَن نَفَاهُ لدمشق بعد مُدَّة ثمَّ أمْسكهُ وَوَقعت لَهُ حوادث إِلَى أَن بَقِي أَمِير طبلخاناه فِي أَيَّام الْأَشْرَف وَسكن بداره فِي البرقية على عَادَته أَولا، ثمَّ حصل لَهُ بعد سنة ثَلَاثِينَ فالج تعطل بِهِ وَلزِمَ الْفراش إِلَى أَن أخرج إمرته وَأَعْطَاهُ أقطاعا جيدا يَأْكُلهُ طرخانا حَتَّى مَاتَ بعد أَن ذهل وَصَارَ لَا يتَكَلَّم فِي ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وَقد ناف على الثَّمَانِينَ فِيمَا قيل، وَكَانَ عَارِفًا بأنواع الفروسية كالرمح والنشاب والبرجاس قوي اللّعب إِلَى الْغَايَة لَكِن بِغَيْر تَرْتِيب وَلَا رونق وَكَونه غير شُجَاع وَلَا مشكور السِّيرَة فِي دُنْيَاهُ وَدينه متعاظما مستخفا بِالنَّاسِ خُصُوصا المعلمين مَعَ كَون فيهم من هُوَ أعرف مِنْهُ وَأحسن لعبا وَيذكر بمروءة وعصبية عَفا الله عَنهُ. كزل الْمعلم اثْنَان تقدما قَرِيبا. كزل الناصري نِسْبَة لتاجره الخواجا نَاصِر الدّين الظَّاهِرِيّ برقوق. كَانَ رَأْسا فِي تَعْلِيم الرمْح ولعبه، ترقى فِي الدول حَتَّى صَار فِي أَيَّام الْمُؤَيد مقدما مُدَّة ثمَّ استعفى وَلزِمَ دَاره حَتَّى مَاتَ فِي سنة نَيف وَعشْرين رَحمَه الله. كزل نَائِب البهنسا. مِمَّن تَأمر فِي أَيَّام الْمُؤَيد ثمَّ عصى مَعَ تغرى بردى المؤذي نَائِب حلب فِي سنة خمس وَعشْرين وَالظَّن أَنه قتل فِي تِلْكَ الْوَقْعَة. كسباي الششماني الناصري ثمَّ المؤيدي أحد أُمَرَاء الطبلخاناه ومعلمي الرمْح. كَانَ من مماليك النَّاصِر ثمَّ ملكه الْمُؤَيد وَأعْتقهُ وَصَارَ خاصكيا فِي أَيَّام وَلَده المظفر ثمَّ دوادارا فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق ونالته مِنْهُ محن وَنفي للبلاد الشامية غير مرّة بِدُونِ ذَنْب يَقْتَضِيهِ وَقد عمله إينال أَمِير عشرَة وسَاق الْمحمل باشا ثمَّ سَافر أَمِير الركب الأول فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فَحَمدَ تَدْبيره ثمَّ صَار أَمِير طبلخاناة فِي

دولة الظَّاهِر خشقدم إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبعين وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ وَدفن بتربة أَنْشَأَهَا بالصحراء خَارج الْقَاهِرَة وَقد زَاد على السّبْعين،) وَكَانَ رَأْسا فِي أَنْوَاع الفروسية كالرمح وَالرَّمْي وَضرب السَّيْف لكنه كَانَ إِذا تكلم يروم إبراز كَلَامه بِعِبَارَة حَسَنَة فَيَأْتِي بأرك شَيْء فيسأمه غَالب النَّاس لذَلِك مَعَ كرمه وسلامة بَاطِنه وتواضعه وإقباله على الْفَضَائِل واشتغاله بِالْعلمِ ورغبته فِي الحَدِيث بِحَيْثُ كَانَ صاحبنا الديمي يَجِيئهُ لذَلِك وَقد رَأَيْته بِمَجْلِس القَاضِي سعد الدّين بن الديري وَهُوَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي الشفا ظنا فَكنت أَكثر الرَّد عَلَيْهِ بِحَيْثُ انزعج لذَلِك وَمَا وَسعه إِلَّا أَن جَاءَ لي بالنسخة معتذرا بخطها فعذرته رَحمَه الله وإيانا. كسباي الظَّاهِرِيّ خشقدم. قدم من جركس بِنَفسِهِ وانتمى لَهُ فَجعله من دواداريته ثمَّ أمره عشرَة فِي سنة سبعين، وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة أستاذه. كسباي المؤيدي تَأمر فِي آخر دولة الْأَشْرَف برسباي ثمَّ ولاه نِيَابَة قلعة الْجَبَل لَا لرفع مَنْزِلَته بل لسمنه وعجزه عَن الْحَرَكَة بِحَيْثُ لم يكن يَسْتَطِيع الثَّبَات على الْفرس لسمنه ثمَّ ولاه نِيَابَة إسكندرية فطالت أَيَّامه فِيهَا وَمَات. كسباي النوروزي أحد أُمَرَاء العشرات بِدِمَشْق ثمَّ اسْتَقر من الطبلخاناة وَلم تنفصل السّنة حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن اللبودي. كسو الظَّاهِرِيّ برقوق من الجراكسة المعظمين بَينهم إِلَى الْغَايَة بِحَيْثُ كَانَ أحد من رشح لِلْأَمْرِ وَهُوَ جندي، مَاتَ فِي آخر الدولة الناصرية فرج. كَمَال بن مُوسَى الدَّمِيرِيّ، فِي المحمدين. كَمَال الخواجا الرُّومِي. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سِتّ وَأَرْبَعين بجدة وَحمل فَدفن بالمعلاة كَمَال الخواجا الكيلاني. مَاتَ فِي صفر سنة أَرْبَعِينَ بجدة وَحمل فَدفن بالمعلاة أَيْضا. أرخهما ابْن فَهد. كمشبغا الأحمدي الظَّاهِرِيّ برقوق. تركي الْجِنْس من أصاغر مماليكه ثمَّ تَأمر بعد موت الْمُؤَيد ثمَّ اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف رُءُوس النوب وسَاق الْمحمل باشا، وَكَانَ خَفِيف اللِّحْيَة شهما قوي النَّفس مقداما لَهُ قدرَة على بغض الجراكسة. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ حادي عشر ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ كَمَا أرخه الْعَيْنِيّ وَهُوَ فِي عشر السِّتين. كمشبغا التنمي نَائِب قلعة دمشق. مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ. كمشبغا الْجمال الظَّاهِرِيّ برقوق كَانَ فِي أَيَّامه خاصكيا ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ فِي أَيَّام النَّاصِر ولد) أَمِير طبلخاناه ونائب القلعة فَلَمَّا تسلطن الْمُؤَيد أخرج إقطاعه

وَأمره بِلُزُوم دَاره مُدَّة ثمَّ أُعِيد إِلَى الطبلخاناه ثمَّ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ أخرج الْأَشْرَف إقطاعه وَلزِمَ دَاره إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ، وأرخه شَيخنَا فِي إنبائه فِي سادس ربيع الآخر مِنْهَا بحلب وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ وَقَالَ أَنه كَانَ عَاقِلا وقورا متدينا واستنابه النَّاصِر فرج فِي بعض سفراته إِلَى الشَّام وَولي فِي أَيَّام الْمُؤَيد النّظر على الخانقاه السرياقوسية وحمدت سيرته قلت: وَمِمَّنْ أم بِهِ الشَّيْخ عز الدّين الْمَالِكِي مواخي ابْن الْهمام وَهُوَ صَاحب الرّبع الَّذِي بالإقباعيين بِالْقربِ من الأشرفية. كمشبغا من خجا الظَّاهِرِيّ برقوق من أصاغر مماليكه. حفظ الْقُرْآن فِي صغره واشتغل بِالْعلمِ وَكتب الْمَنْسُوب، وتأمر فِي أَيَّام النَّاصِر عشرَة إِلَى أَن صيره الْأَشْرَف من جملَة الْحجاب بعد تمنع زَائِد وَاسْتمرّ إِلَى أَن قَتله بعض مماليكه الأجلاب وَهُوَ نَائِم على فرَاشه لَيْلًا فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ ووسط الْمَمْلُوك بعد ضربه وإشهاره وَقد زَاد هَذَا على السِّتين، وَكَانَ دينا خيرا عفيفا تاليا لكتاب الله وَلذَا أكْرمه الله بِالشَّهَادَةِ رَحمَه الله. كمشبغا الْحَمَوِيّ اليلبغاوي وَالِد رَجَب الْمَاضِي. اشْتَرَاهُ ابْن صَاحب حماة وَهُوَ صَغِير فرباه ثمَّ قدمه للناصر حسن ثمَّ أَخذه يلبغا الْعمريّ الحسني بعد قَتله وصيره رَأس نوبَة عِنْده وسجن بعد مسكه ثمَّ أفرج عَنهُ فِي دولة الْأَشْرَف شعْبَان وخدم فِي بَيت السُّلْطَان فَلَمَّا قتل الْأَشْرَف أَمر عشرَة بحلب ثمَّ عمل بِدِمَشْق تقدمة ثمَّ بحماة نَائِبا ثمَّ بِدِمَشْق سنة ثَمَانِينَ ثمَّ بصفد ثمَّ بطرابلس مرّة بعد أُخْرَى، وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال ثمَّ قبض عَلَيْهِ بطرابلس وسجن فِيهَا ثمَّ أفرج عَنهُ يلبغا الناصري وَتوجه مَعَه لمصر وولاه نِيَابَة حلب فَلَمَّا خرج منطاش على برقوق قدم على برقوق من حلب وَقَاتل مَعَه وَقَامَ بنصرته ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب فَلَمَّا اسْتَقر الظَّاهِر فِي المملكة ثَانِيًا أحضرهُ إِلَى الْقَاهِرَة وَعَمله أتابك العساكر ثمَّ غضب عَلَيْهِ فِي أول سنة ثَمَانمِائَة واعتقله بإسكندرية حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَلم يلبث أَن مَاتَ الظَّاهِر، وَكَانَ شكلا حسنا مهابا عالي الهمة مُدبرا مَحْمُود السِّيرَة فِي ولاياته وَهُوَ الَّذِي جدد سور حلب وأبوابها وَكَانَت خرابا من وقْعَة هولاكو وَلما قَامَ عَلَيْهِ أهل حلب فتك بِأَهْل بانقوسا فَلَمَّا انتصر الظَّالِم على منطاش قبض على القَاضِي شهَاب الدّين بن أبي الرضي واستصحبه مَعَه كالأسير إِلَى أَن هلك مَعَه من غير سَبَب ظَاهر فاتهم بِأَنَّهُ دس عَلَيْهِ من خنقه لكَونه أَشد من ألب عَلَيْهِ فِي تِلْكَ) الْفِتْنَة فانتقم مِنْهُ لما قوي عَلَيْهِ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَابْن خطيب الناصرية والمقريزي فِي عقوده وَغَيرهم مطولا وَقَالَ الْعَيْنِيّ مَا ملخصه: إِنَّه كَانَ مشتغلا بِنَفسِهِ ومني

أَكثر عمره فِي ملاذ الدُّنْيَا وَلم يشْتَهر عَنهُ من الْخَيْر إِلَّا الْقَلِيل مَعَ العسف وَالظُّلم وَسَفك الدِّمَاء، زَاد غَيره أَنه لضخامته لم يكن يحملهُ إِلَّا الْجِيَاد من الْخُيُول وَأَنه ولي نِيَابَة السلطنة بالديار المصرية قَدِيما. كمشبغا طولو. أَصله من مماليك طولو بن عَليّ باشا الظَّاهِرِيّ، تنقل بعده إِلَى أَن صَار من أُمَرَاء الطبلخاناة بِدِمَشْق وحاجبا ثَانِيًا ثمَّ ولي نِيَابَة قلعة دمشق بعد صرغتمش يابو وأثرى وَعمر الْأَمْلَاك وَمَات فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَخلف مَالا كثيرا. كمشبغا الظَّاهِرِيّ برقوق. أحد أُمَرَاء حلب الْمَعْرُوف بأمير عشرَة. تنقل فِي الإمرة والولايات إِلَى أَن انْتَمَى للأتابك جَانِبك الصُّوفِي وَقَامَ مَعَه ثمَّ قتل فِي الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ، وَكَانَ كثير الشَّرّ محبا للفتن. كمشبغا الظَّاهِرِيّ. فِي الفيسي قَرِيبا. كمشبغا العديمي الكمالي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عمر بن العديم الْحلَبِي. سمع على ابْن صديق الصَّحِيح بفوت، وَحدث باليسير سمع مِنْهُ أَصْحَابنَا وَهُوَ رَفِيق أقبغا الْمَاضِي، مَاتَ. كمشبغا الفيسي بِالْفَاءِ والمهملة الظَّاهِرِيّ برقوق. مِمَّن ترقى فِي أَيَّام النَّاصِر فرج إِلَى أَن صَار مقدما ثمَّ فِي جُمَادَى الأولى سنة عشر أَمِير آخور كَبِير ثمَّ أمْسكهُ الْمُؤَيد وحبسه مُدَّة ثمَّ أطلقهُ وتخومل بِحَيْثُ كَانَ فِي أَيَّام الْأَشْرَف من أُمَرَاء العشرات ثمَّ ولاه كشف الْوَجْه البحري، واشتهر بالظلم والعسف إِلَى أَن عزل على أقبح وَجه وَعقد لَهُ مجَالِس بِسَبَب سفك الدِّمَاء ثمَّ آل أمره إِلَى أَن خرج للبلاد الشامية على أقطاع هَين حَتَّى مَاتَ هُنَاكَ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَقد ناهز الثَّمَانِينَ وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: كَانَ جريئا على سفك الدِّمَاء وَوَصفه بالكاشف زَاد غَيره المزوق الظَّاهِرِيّ. كمشبغا مَمْلُوك لأمير آخور بخشباي الْمَقْتُول بِالشَّرْعِ فِي إسكندرية ثمَّ صَار من المماليك السُّلْطَانِيَّة إِلَى أَن ولي نِيَابَة قلعة حلب ببذل للظَّاهِر خشقدم فِي سنة سبع وَسِتِّينَ، ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة البيرة، وَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. كوثر الظَّاهِرِيّ خازندار الْمَسْجِد النَّبَوِيّ كَانَ مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.) كوير بالراء الْمُهْملَة تَصْغِير كور بن أبي سعد بن حَازِم بن عبد الْكَرِيم الحسني، مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع وَأَرْبَعين بجدة وَحمل فَدفن بالمعلاة، أرخه ابْن فَهد. كيلان بن مبارك شاه السَّمرقَنْدِي العجمي الْآتِي أَبوهُ. كَانَ قد حضر

حرف اللام

هُوَ وَأَبوهُ ومعهما ثَالِث قصادا عَن شاه رخ بن تيمور لنك ملك الْعَجم ومعهما هَدِيَّة للظَّاهِر جقمق فاتفق موت الْأَب بغزة وَحضر وَلَده مَعَ الآخر فَأكْرم موردهما وَلم يلبث أَن لحق بِأَبِيهِ فَمَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين غَرِيبا وَدفن خَارج بَاب النَّصْر ثمَّ نقل هُوَ وَأَبوهُ بعد مُدَّة إِلَى الْقُدس فدفنا بِهِ واحتفل النَّاس بِجنَازَة هَذَا وبختمه وَكَانَ شَابًّا حسنا ذَا سمت حسن وعقل وتؤدة رَحمَه الله، وَذكره المقريزي بِاخْتِصَار. (حرف اللَّام) لاجين الجركسي وَيعرف بالشيخ لاجين. كَانَ بقلة عقله يزْعم أَنه يملك الديار المصرية وَيظْهر ذَلِك وَلَا يتكتمه والجراكسة يعظمونه ويعتقدون صِحَة ذَلِك ويعد بِإِبْطَال الْأَوْقَاف الَّتِي على الْمَسَاجِد والجوامع وإحراق كتب الْفِقْه ومعاقبة الْفُقَهَاء، إِلَى غير ذَلِك من الهذيانات. وَمَات وَهُوَ جندي فِي ربيع الآخر سنة أَربع عَن أَزِيد من ثَمَانِينَ سنة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: كَانَ مُعظما عِنْد الجراكسة وَكَانُوا يتحاكون بَينهم أَنه يَلِي المملكة وَهُوَ يتظاهر بذلك وَلَا يَكْتُمهُ ويبلغ السُّلْطَان والأكابر فَلَا يكترثون بِهِ بل يعدون كَلَامه من سقط الْمَتَاع وَكَانَ قد عين جمَاعَة لعدة وظائف ويعد أَنه تملك أَن يبطل الْأَوْقَاف كلهَا وَأَن يخرج الإقطاعات كلهَا وَأَن يُعِيد الْأَمر إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ فِي عهد الْخُلَفَاء وَأَن يحرق كتب الْفُقَهَاء كلهَا وَأول من يُعَاقب البُلْقِينِيّ فحال الله بَينه وَبَين هَذَا كُله وَمَات قبل البُلْقِينِيّ بِسنة وَقد قَارب الثَّمَانِينَ أَو جازها وَكفى الله شَره، وَكَانَ لَهُ أقطاع تغل كل سنة عشرَة آلَاف وَهِي إِذْ ذَاك قدر ثلثمِائة دِينَار ورزقة أُخْرَى تغل هَذَا الْقدر أَو أَكثر مِنْهُ وَكَانَ مُنْقَطِعًا فِي بَيته والأمراء يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ وَغَيرهم يفعل ذَلِك تبعا لَهُم وشاع أَن الظَّاهِر أَرَادَ أَن يقرره فِي نِيَابَة السلطنة فَلم يتم ذَلِك وَقيل بالامتناع مِنْهُ وَكَانَ مَشْهُورا بِسوء العقيدة يفهم طَرِيق ابْن الْعَرَبِيّ ويناضل عَنْهَا أَتبَاع فِي ذَلِك. لاجين الظَّاهِرِيّ جقمق حسام الدّين الزردكاش وَيعرف باللالا وَقد يُقَال بالشين بدل الْجِيم. اشْتَرَاهُ أستاذه قبل سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فِي حَال إمرته وَأعْتقهُ فَلَمَّا تسلطن كتبه خاصكيا ثمَّ جعله خاصكيا ثمَّ أَمِير عشرَة وَجعله لالة وَلَده الفخري عُثْمَان المستقر بعده فِي السلطنة فدام على) ذَلِك سِنِين، وَعمر جَامعا بالجسر الْأَعْظَم بِالْقربِ من الْكَبْش على بركَة الْفِيل فِي سنة أَربع وَخمسين وأوائل الَّتِي بعْدهَا وَجعل عَلَيْهِ أوقافا جمة ثمَّ اسْتَقر بعد موت تغرى برمش اليشبكي بِمَكَّة

فِي سنة أَربع وَخمسين زردكاشا وَهُوَ على إقطاعه الأول إمرة عشرَة، وَاسْتمرّ إِلَى أَن رقاه الْمَنْصُور لشد الشربخاناه وَلم يلبث أَن أمسك بعده فَأَقَامَ بإسكندرية ثمَّ حول مِنْهَا إِلَى طرابلس وأنعم عَلَيْهِ بعد ذَلِك فِيهَا بِشَيْء يسير إِلَى أَن أحضرهُ الظَّاهِر خشقدم وَتقدم ثمَّ صَار فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي أَمِير مجْلِس وتأمر على الْمحمل فِي سنة ثَمَانِينَ وسافر مَعَه زوج ابْنَته البدري بن مزهر، وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا فِيهِ فضل وتقريب لبَعض الأخيار وإحسان إِلَيْهِم فِي الْجُمْلَة وَلما كبر وَظهر عَجزه أعفي عَن الْخدمَة إِلَّا فِي أول الشُّهُور أَو مَا لَا بُد مِنْهُ وَلزِمَ أكبر أَوْلَاده الشهابي أَحْمد الْمَشْي عَنهُ فِيمَا عدا ذَلِك ثمَّ أخرج عَنهُ الإقطاع لأزدمر الخازندار الظَّاهِرِيّ صهر يشبك الْفَقِيه وَيعرف بالمسرطن فِي أَوَائِل شهور سنة خمس وَثَمَانِينَ وأوقفت الإمرة إِلَى أَن اسْتَقر فِيهَا بعد مَوته بِمدَّة ازدمر الظَّاهِرِيّ قريب السُّلْطَان نقلا لَهُ من نِيَابَة حلب وَقرر لصَاحب التَّرْجَمَة بعد إخراجهما عَنهُ على الذَّخِيرَة فِي كل يَوْم ألف دِرْهَم إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن بتربته فِي القرافة وَأخرج عَن أَوْلَاده من أوقافه جملَة رَحمَه الله. لر سعد الدّين أوحد تلامذة السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ. مِمَّن أَخذ عَنهُ الْعَلَاء الْكرْمَانِي شيخ سعيد السُّعَدَاء وَسَلام الله. لطف الله بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن مَسْعُود الهمذاني ثمَّ التبريزي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بهمدان وَهَاجَر مِنْهَا لتبريز فقطنها للطلب وَأخذ بهَا عَن حاجي مُحَمَّد الفراز فِي الْأَصْلَيْنِ وَعَن ظهير الدّين الأردبيلي فِي أصل الدّين خَاصَّة وَعَن يُوسُف المراغي فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وبغيرها من أَعمالهَا عَن إِسْمَاعِيل البابي فِي الْفِقْه والنحو وَالصرْف وَعَن الصَّدْر الشِّيرَازِيّ فِي الطِّبّ، وسافر بِقصد الْحَج فورد حلب فَمَا دونهَا وَتوجه مَعَ الركب الشَّامي فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ أَو الَّتِي قبلهَا فقطن مَكَّة وتصدى رها إقراء الطّلبَة فِي كثير من الْفُنُون بل كَانَ يقرئ فِي فقه الْحَنَفِيَّة، وعالج جمَاعَة فِي الطِّبّ كَأَخِي وَامْتنع من الْأَخْذ لشَيْء وَكَانَ فَاضلا خيرا متواضعا منجمعا تردد إِلَيّ غير مرّة وَرجع مَعَ موسم سنة ثَلَاث وَتِسْعين.) لطف الله الْكَمَال السَّمرقَنْدِي أحد تلامذة التَّفْتَازَانِيّ، قَالَ الطاووسي: أجَاز لي فِي شهور سنة خمس عشرَة. لهيب رجل من الْعَرَب، قتل كَمَا ذكرته فِي حوادث شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. لولو الرُّومِي الأشرفي برسباي الطواشي كَانَ من جمدارية أستاذه ثمَّ

حرف الميم

صَار بعده ساقيا ثمَّ ولي تقدمة المماليك فِي أَيَّام إينال ثمَّ صرف ثمَّ ولي زماما وخازندارا فِي أَيَّام خشقدم ثمَّ عزل وَلزِمَ دَاره حَتَّى مَاتَ بعد مرض طَوِيل فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشري شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَقد ناهز السِّتين وَهُوَ مِمَّن صودر غير مرّة وَكَانَ حشما رَئِيسا وقورا فِي الدول مَعَ إِسْرَاف على نَفسه عَفا الله عَنهُ. لولو الرُّومِي الْغَزِّي الطواشي. كَانَ فِي ابْتِدَائه من جملَة الخدام السُّلْطَانِيَّة ثمَّ ولي كشف الْوَجْه القبلي فِي سنة ثَلَاث عشرَة ثمَّ عزل ثمَّ أُعِيد فِي سنة ثَمَان عشرَة ثمَّ عزل وصودر مَعَ شَدِيد الْعقُوبَة، وَيُقَال أَن الْفَخر بن أبي الْفرج لما رام عِقَابه أَمر بفرش بِسَاط تَحْتَهُ فَقَالَ لَهُ: تعلم الرياسة هَذَا لما أَجْلِس بجانبك وَأما الْآن فالأرض أليق ثمَّ أفرج عَنهُ وَأقَام بطالا وَولي الدواليب السُّلْطَانِيَّة بِالْوَجْهِ القبلي أَيْضا حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَعشْرين وَكَانَ بَخِيلًا حَتَّى بِالْأَكْلِ على سماطه حَرِيصًا على جمع الْأَمْوَال ظَالِما عَارِفًا بِطرقِهِ مَعَ إِظْهَار التدين والتنسك وَالْعِبَادَة وَكَانَ ذَا رَأْي أحدا من جماعته يساعد شخصا عاكسه وَقَالَ لَهُ: أخذت فلوسه يَا قشمر فَلَمَّا ألفوا مِنْهُ ذَلِك صَارُوا يحطون على من يرومون قَضَاء أربه فيصلون بذلك لمقاصدهم. وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ الطواشي الْمَجْبُوب كاشف الْوَجْه القبلي وليه مرَّتَيْنِ ثانيتهما فِي رَجَب سنة ثَمَان عشرَة ثمَّ عزل وصودر وَأخذ مِنْهُ مَال جزيل بعد الْعقُوبَة الشَّدِيدَة ثمَّ ولي شدّ الدواليب، وَمَات على ذَلِك، وَكَانَ من الحمقى المغفلين والظلمة الفاتكين فِي صُورَة الناسكين. لولو خَادِم ابْن يلبغا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث. أرخه الْعَيْنِيّ. (حرف الْمِيم) ماجد بن عبد الرَّزَّاق فَخر الدّين القبطي السكندري وسمى نَفسه مُحَمَّدًا أَخُو سعد الدّين إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَالْفَخْر أكبر وَكَانَ جدهما نَصْرَانِيّا كَمَا سلف وَيعرف بِابْن غراب. ولد بإسكندرية وَنَشَأ بهَا فباشر فِي ديوانها ثمَّ ولي نظرها حِين عمل أَخُوهُ نَاظر الْخَاص إِلَى أَن استدعاه أَخُوهُ بعد موت الظَّاهِر برقوق إِلَى الْقَاهِرَة فَقَدمهَا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَاسْتقر فِي الوزارة فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا عوضا عَن الشهَاب أَحْمد بن عمر بن قطينة وَكَذَا ولي نظر الْخَاص مُضَافا للوزر وَلم يحمد فيهمَا وعزل وَسلم بعد أَخِيه إِلَى الْجمال البيري الاستادار فعاقبه أَشد عُقُوبَة وسجنه عِنْده إِلَى نصف ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى عشرَة ثمَّ سلمه إِلَى الْوَالِي وحرضه عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ تَحت الْعقُوبَة فِي لَيْلَة الْعَاشِر من ذِي الْحجَّة مِنْهَا، وَكَانَ سيء السِّيرَة فِي مُبَاشَرَته ظَالِما عسوفا جَاهِلا ألكن مَعَ حِدة وقبح شكالة وضخامة وَلذَا قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه وَلم يكن

فِيهِ من آلَات الرياسة شَيْء بل كَانَ يلثغ لثغة قبيحة يَجْعَل الْجِيم زايا والشين الْمُعْجَمَة مُهْملَة ويسير سيرة جائرة، وَلما مَاتَ أَخُوهُ خمل وخمد وَآل أمره إِلَى أَن قتل فِي حبس جمال الدّين غيلَة، وَذكره ابْن خطيب الناصرية أَيْضا والمقريزي فِي عقوده وَلكنه قَالَ إِنَّه مَاتَ فِي أول لَيْلَة ذِي الْحجَّة. ماجد بن أبي الْفَضَائِل بن سناء الْملك فَخر الدّين الْمَدْعُو عبد الله بن السديد القبطي وَيعرف بِابْن المزوق. كَانَ من أَوْلَاد الكتبة وخدم عِنْد سعد الدّين بن غراب وبعنايته ولي نظر الْجَيْش وَكِتَابَة السِّرّ وَاحِدَة بعد أُخْرَى فِي أَيَّام النَّاصِر فرج بعد عزل فتح الله مُدَّة يسيرَة ثمَّ صرف إِلَى أَن ولي نظر الإسطبل ثمَّ عزل واتضع قدره وتعطل فِي الدولة المؤيدية وَمَا بعْدهَا وأهين بعد بالمقارع فِي الدولة الأشرفية برسباي لكَونه اتهمَ بخبيئة لجانبك الصُّوفِي لصحبته بِهِ وَلزِمَ دَاره حَتَّى مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار. ماجد مجد الدّين بن النحال وَالِد فرج الْمَاضِي. أَصله من نَصَارَى مصر الْقَدِيمَة وَبهَا نَشأ وتدرب فِي الدِّيوَان والحساب الأسعد البحلاق واتصل بِخِدْمَة توروز الحافظي مُدَّة أظهر الدُّخُول فِي الْإِسْلَام حِين ألزمهُ بِهِ وَمَعَهُ ابْنه وَغَيره ثمَّ بعد قَتله خدم عِنْد جقمق الأرغو نشاوي وَاسْتقر بعد مَوته فِي أَوَائِل الْأَيَّام الأشرفية فِي كِتَابَة المماليك فدام مُدَّة صودر فِيهَا غير مرّة إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة السبت سادس ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَبَلغنِي أَن تغرى برمش) الْفَقِيه حضر الصَّلَاة عَلَيْهِ لصحبة بَينهمَا وَقَالَ إِنَّه نوى الصَّلَاة عَلَيْهِ أَن كَانَ مُسلما، وَكَانَ شَيخا قَصِيرا دميما أَعور وَلكنه كَانَ ماهرا فِي فنه مَعَ مُرُوءَة وحذق بِخِلَاف ابْنه فَكَانَ جَامِدا كريها كَمَا تقدم وَقَالَ المقريزي إِنَّه لَا دين وَلَا دنيا. ماجي بن نزيل جَامع الْأَزْهَر. مَالك الْعَرَبِيّ المغربي من تلامذة عَليّ الوزرو إِلَى الْمَاضِي. مَاتَ فِي سنة سبعين بَين الْحَرَمَيْنِ وَكَانَ صَالحا. أَفَادَهُ لي بعض المغاربة. مامش المحمدي المؤيدي شيخ. اشْتَرَاهُ فِي أَيَّام إمرته ثمَّ جعله لما تسلطن خاصكيا ثمَّ بعد مُدَّة أَمِير عشرَة ثمَّ صَار بعد مَوته طبلخاناة وَرَأس نوبَة فدام أشهرا ثمَّ قبض عَلَيْهِ الأتابك ططر بِدِمَشْق وحبسه فِي جملَة المؤيدية إِلَى أَن أطلقهُ الْأَشْرَف وَأَعْطَاهُ إمرة هينة بحماة فدام بهَا حَتَّى مَاتَ بعد الثَّلَاثِينَ تَقْرِيبًا، وَكَانَ قَبِيح السِّيرَة متجاهرا بِالْمَعَاصِي بِحَيْثُ يهجم الْبيُوت من الْأَبْوَاب أَو الطيقان سِيمَا فِي أَيَّام أستاذه وضربه مرّة على ذَلِك ثمَّ صَار يعْتَذر لمن يشتكيه لَهُ بجنونه فقد كَانَ مَا تقدم مَعَ جُنُون وعفة.

مامية السيفي بيبغا المظفري. كَانَ دوادارا ثَالِثا فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق وَاسْتقر فِيهَا بعد نَفْيه أَو مَوته قايتباي المحمودي وَكَانَ يسكن بِقرب الغنامية مِمَّن يذكر بِالْخَيرِ والفروسية، تزوج بِإِحْدَى بَنَات الطنبذي واستولدها أَوْلَادًا مِنْهُم زَوْجَة الشهابي حفيد الْعَيْنِيّ أم أَوْلَاده. ماميه من حَمْزَة الظَّاهِرِيّ. مِمَّن تَأمر عشرَة فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي، وَاسْتقر بِهِ أَمِير آخور الْجمال ثمَّ أَمِير جمدار، وَحج فِي الْعَام الْمَاضِي. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ فَجْأَة سقط من حَائِط وَمَشى الأتابك فَمن دونه فِي جنَازَته، وَكَانَ يذكر بِخَير عَفا الله عَنهُ. ماميه الأشرفي قايتباي. سَافر بعد الصُّلْح مَعَ ابْن عُثْمَان إِلَيْهِ بهدية ثمَّ رَجَعَ وَعمل الدوادارية الثَّانِيَة بعد شَاذ بك وَيذكر بحذق وعقل. مَانع بن عَليّ بن مَنْصُور بن جماز بن شيحة الْحُسَيْنِي أَمِير الْمَدِينَة ووالد أميرها أميان الْمَاضِي، وَليهَا مُدَّة إِلَى أَن قَتله حيدر بن دوغان الْمَاضِي بِدَم أَخِيه حشرم فِي عَاشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ مشكور السِّيرَة وَاسْتقر ابْنه بعده فِي الإمرة بعد تنَازع بَين عَليّ بن مَانع والعجل بن عجلَان فِيهَا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار. ماهر بن عبد الله بن نجم بن عوض بن نصير بِفَتْح النُّون ثمَّ مُهْملَة ككبير ابْن نصار بِالْفَتْح والمهملة الثَّقِيلَة الزين أَبُو الْجُود الْأنْصَارِيّ البلقسي الأَصْل ثمَّ البلهيائي نِسْبَة إِلَى) بلهية من بركَة لواثة السفطي نِسْبَة لسفط رشيد القاهري الشَّافِعِي نزيل بَيت الْمُقَدّس. ولد فِي سنة تسع وَقيل أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة بقرية بلهية فِي بركَة لواثا من البهنساوية من أَعمال الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة بعد موت وَالِده فِي آخر سنة تسع وَتِسْعين أَو الَّتِي قبلهَا فحفظ الْحَاوِي والشامل الصَّغِير وَالثلث من التَّنْبِيه وتفقه بالأبناسي وَنزل بزاويته ولازمه كثيرا وبالسراجين ابْن الملقن والبلقيني والبدر القويسني وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ الزين الْعِرَاقِيّ وَغَيره وانتقل إِلَى بَيت الْمُقَدّس فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة فلازم الشهَاب بن الهائم فِي الْفَرَائِض والحساب وَكَذَا فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وأصوله والمنطق بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره حَتَّى حمل عَنهُ علما جما وَحضر أَيْضا عِنْد الشَّمْس القلقشندي وَطَائِفَة وبرع فِي الْعلم وَتمكن فِي فنون خُصُوصا الْحَاوِي وَعرف باستقامة الْفَهم وَسُرْعَة التَّصَوُّر والتثبت فِي النَّقْل وَولي تصديرا بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ خلق مِنْهُم ابْن حسان وَعبد الْكَرِيم القلقشندي وَمن دونهم أَو مثلهم مَعَ أَن

ميله كَانَ فِي الْعِبَادَة أَكثر من الإقراء وَصَارَ شيخ الْبَلَد بِدُونِ مدافع لمتين ديانته ومزيد ورعه وتقشفه فِي مأكله ومشربه ومسكنه وَسَائِر أَحْوَاله وتقنعه باليسير وانعزاله عَن بني الدُّنْيَا بل وَعَن أَكثر النَّاس إِلَّا من يفِيدهُ وسلامة صَدره ومزيد صمته وبشاشته وطلاقته ووفور عقله وَحسن فطرته ومشيه على قانون السّلف مِمَّن جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل والزهد وَلم يكن يكْتب على فتيا تورعا وَمَا علمت بعد ابْن رسْلَان بِتِلْكَ النواحي مثله وَلذَا قَالَ الْعِزّ الْقُدسِي: لَا أعلم بِبَيْت الْمُقَدّس وَغَيرهَا من يسْتَحق الصلاحية بِشَرْط الْوَاقِف سواهُ، وَكَانَ الشهَاب بن المحمرة كثيرا مَا يَقُول: الصّلاح عبارَة عَن اثْنَيْنِ صَامت ومتكلم فشار وَيُشِير إِلَى أَن الصَّامِت صَاحب التَّرْجَمَة، وَقد لَقيته بِبَيْت الْمُقَدّس وانتفعت بدعائه ورؤيته وقرأت عَلَيْهِ جُزْءا. مَاتَ بعد أَن اعتراه ضيق النَّفس مُدَّة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر ربيع الأول أَو قبيل الْعشَاء من لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سلخ ربيع الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَدفن بمقبرة بَاب الرَّحْمَة شَرْقي الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَكَانَت جنَازَته حافلة وَلم يخلف بعده هُنَاكَ فِي طبقته مثله رَحمَه الله ونفعنا بِهِ وَقد أنْشد الْبُرْهَان العينوسي الكتبي بِهِ: (أَلا من كَانَ يَبْغِي نيل علم ... فَلَا يَنْفَكّ طول اللَّيْل ساهر) ) (وَمن يطْلب عروس الْعلم تجلى ... فَإِن الشَّيْخ زين الدّين ماهر) وَكتب الزين عبد الرَّحْمَن الْقرشِي لغزا فِي ماهر وَأرْسل بِهِ إِلَى الهائم من غير أَن يعلم مضمونه وَقد أجَاب عَنهُ بعد دهر أَبُو اللطف بِمَا لَا أطبل بإيرادهما. مبارك شاه السَّمرقَنْدِي العجمي وَالِد كيلان الْمَاضِي قَاصد شاه رخ بن تمرلنك إِلَى الظَّاهِر جقمق، بغته الْأَجَل بغزة قبل وُصُوله الْقَاهِرَة فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَهُوَ كهل ثمَّ جِيءَ بعد بولده وَهُوَ ميت وَنقل هَذَا مَعَه إِلَى بَيت الْمُقَدّس فدفنا بِهِ كَمَا تقدم فِي كيلان وَيُقَال أَنه كَانَ عَاقِلا سيوسا ذَا تؤدة وَحسن سمت وَله طلب وأدب. رَحمَه الله. ذكره المقريزي بِاخْتِصَار عَن هَذَا. مبارك شاه الظَّاهِرِيّ برقوق. كَانَ من أَتْبَاعه أَولا فَلَمَّا تسلطن قربه ثمَّ ولاه الحجوبية ثمَّ الوزارة ثمَّ استادارية وَغَيرهَا من الْوَظَائِف ككشف الجيزية رِوَايَة الْوَجْه القبلي ثمَّ نكبه، وَلزِمَ دَاره حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ عشر. ذكره الْعَيْنِيّ وَغَيره. مبارك شاه نَائِب الْقُدس، لَهُ ذكر فِي أَحْمد بن حُسَيْن بن عَليّ أبي الْبَقَاء الزبيرِي. مبارك بن أَحْمد بن قَاسم الدويد. مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَأَرْبَعين خَارج مَكَّة وَحمل فَدفن بمعلاتها.

مبارك بن أَحْمد بن مِفْتَاح القفيلي أَخُو عَليّ وَمُحَمّد، مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَخمسين. مبارك بن أحم بن مُفْلِح الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن حليمة. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة تسع وَسبعين. مبارك بن جَار الله. لَعَلَّه ابْن مبارك السَّقطِي مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. مبارك بن عبد الْكَرِيم بن عبد الله بن حسن بن أبي عفيف السَّيِّد أَبُو عفيف الحسني. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ. مبارك بن عَليّ بن جَار الله المعني شيخهم وَيعرف بالمغاني، مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ بِمَكَّة. مبارك بن قفيف بن فُضَيْل بن دخين بِالتَّصْغِيرِ فِيهَا العدواني، مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَسِتِّينَ بطرِيق جدة وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بِبَيْت عبد الْكَبِير الْحَضْرَمِيّ بسوق اللَّيْل بِوَصِيَّة مِنْهُ ثمَّ نَقله الشَّيْخ فِي تربته بالشبيكة.) مبارك بن مُحَمَّد بن سعيد بن عقبَة الْمنور. مِمَّن كَانَ فِي خدمَة أبي السعادات القَاضِي زَائِد الوجاهة عِنْده. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِمَكَّة. مبارك بن مُحَمَّد بن عطيفة بن أبي نمى الحسني الْمَكِّيّ شرِيف حسن الشكالة توجه إِلَى الْقَاهِرَة سنة سبع وَتِسْعين مَعَ السَّيِّد حسن بن عجلَان صَاحب مَكَّة فَقبض عَلَيْهِمَا ثمَّ أطلق حسن وَاسْتمرّ هَذَا مَحْبُوسًا بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ نقل إِلَى إسكندرية فسجن بهَا فِي جمَاعَة إِلَى أَن أطلق وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة تسع بِظَاهِر الْقَاهِرَة، ذكره الفاسي. مبارك بن ميليب بن عَليّ بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ الْمَاضِي جده. مَاتَ يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشري ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَهُوَ قادم إِلَى مَكَّة من وَادي مر وَدفن بالمعلاة، أرخه ابْن فَهد. مبارك بن وهاس بن عَليّ بن يُوسُف الْمَكِّيّ، كَانَ من أَعْيَان القواد المعروفين باليواسفة ونال مكانة عِنْد السَّيِّد عنان بن مغامس فِي ولَايَته الثَّانِيَة على مَكَّة ثمَّ أظهر بِأخرَة التزهد عَن خدمَة السلطنة والاستغناء عَنْهُم ودام على ذَلِك حَتَّى مَاتَ سنة عشر، ذكره الفاسي أَيْضا. مبارك الْمَكِّيّ الْخياط بن غثرا، مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ. مبارك الحبشي عَتيق التقي الفاسي، مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين وَهُوَ مِمَّن سَافر إِلَى الْعَجم وأثرى بِحَيْثُ كَانَ يُعَامل لما رَجَعَ واختص بِصَاحِب الْحجاز.

مبارك عَتيق أَبَا البركات بن الضيا، مَاتَ فِي الْمحرم أَو صفر سنة خمس وَسبعين. أرخهم ابْن فَهد. مبارك الْمَجْنُون. مِمَّن قتل مَعَ أيتمش فِي سنة اثْنَتَيْنِ. مَتى الْهِنْدِيّ المعتقد. مَاتَ سنة إِحْدَى وستيمن. مِثْقَال الظَّاهِرِيّ جقمق الحبشي الطواشي مقدم المماليك وسافر إِلَى الْحَبَشَة رَسُولا وَاسْتقر نَائِب مقدم المماليك مُدَّة ثمَّ مقدما فِي ربيع الآخر سنة سبعين بعد صرف جَوْهَر النوروزي إِلَى أَن صرفه الْأَشْرَف قايتباي بنائبه خَالص التكروري ونفاه إِلَى طرسوس ثمَّ نَقله لمَكَّة ثمَّ مَعَ ركب سنة تسع وَثَمَانِينَ لبيت الْمُقَدّس فوصله مَعَ أَمِير الغزاوي فِي أول الَّتِي بعْدهَا فدام هُنَاكَ ثمَّ حول لغزة، وَكَانَ يظْهر اعْتِقَاد الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وينتمي للسَّيِّد عفيف الدّين الأيجي وَأَنه مِمَّا كَانَ ابْنه الْعَلَاء يُوَافقهُ عَلَيْهِ كَانَ يُسَمِّيه بالخواجا وَلذَا كَانَ يجل خطيب مَكَّة أَبَا الْفضل النويري) بِحَيْثُ كَانَ ينزله بدرب الأتراك فِي بَيت من جملَة أوقاف جَوْهَر القنقباوي ورام تَقْرِيره فِي مشيخة السابقية بعد الْجلَال بن الملقن لينتقل للسُّكْنَى فِيهَا لَا رَغْبَة فِي المشيخة فَوَثَبَ عَلَيْهِ الزين زَكَرِيَّا بِقُوَّة الظَّاهِر وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة يسكن بِبَيْت يعرف بإنشاء جَوْهَر الْمشَار إِلَيْهِ بدرب الأتراك أَيْضا وَقد أَخذ بَيت كزل العجمي بِبَاب البرقية فجدده للسُّكْنَى فِيهِ فَأمر السُّلْطَان بإعطائه لبَعض خاصكيته فشرع فِي عمَارَة متسعة جدا بجوار المصبغة فَمَا أمهله الْقَضَاء لتكملتها، وَقد أَخذه السُّلْطَان فِي سنة خمس وَتِسْعين حَيْثُ نسب لِابْنِ بَرَكَات أحد التُّجَّار أَنه اختلس مِنْهُ شبابيك نُحَاس ورخام وَنَحْو ذَلِك فألزمه بإعادته ثمَّ اشْتغل بعمارته حَتَّى كمل وأسكن فِيهِ مَمْلُوكه جانم الَّذِي صَار أَمِير آخور ثَان وَأحد المقدمين بعد أتابكية الشَّام. مِثْقَال السودوني الظَّاهِرِيّ جقمق الحبشي الطواشي الساقي رَأس نوبَة السقاة، وَكَانَ ذَا ضخامة وجلالة بَين الأتراك والأمراء والخدام وَأخذ دَارا بِالْقربِ من الْأَزْهَر فجددها وَزَاد فِيهَا زيادات كَثِيرَة، وخالط النَّاس غير متصون مَعَ لطف وأدب مَعَ الْعلمَاء وَنَحْوهم ومداومة على الْجَمَاعَة، وامتحن من الْأَشْرَف قايتباي مرّة بعد أُخْرَى وعينه سنة ثَلَاث وَسبعين بمشيخة الخدام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة بعد سرُور الطرياي فاستعفى وخدم حَتَّى اسْتَقر غَيره فَلَمَّا كَانَ فِي أثْنَاء سنة تسع وَثَمَانِينَ اتهمَ بِعَمَل الكيماء وَوجدت إمارات ذَلِك فرسم عَلَيْهِ ثمَّ أخذت دَاره وَأرْسل مَعَ الْحَج لمَكَّة يُقيم بهَا بطالا وَكَانَ يتَوَقَّع لَهُ أَزِيد من هَذَا فدام بهَا

قَلِيلا ثمَّ أذن لَهُ فِي الرُّجُوع لبيت الْمُقَدّس فَقبل وُصُوله لَهُ عثر على عمل جريمته أَيْضا فَأمر بِهِ للكرك فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي سنة خمس وَتِسْعين وَأخذ السُّلْطَان أقطاعه لولد نَفسه عَفا الله عَنهُ. مِثْقَال الناصري بن منحك. كَانَ خَصيا ذَا وجاهة وأموال جمة مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين بِدِمَشْق. أرخه ابْن اللبودي. مجلي بن أبي بكر بن عمر الضياء أَبُو الْمَعَالِي بن الزين الشباسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الشاذلي سبط الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْملك الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي. ولد فِي سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي قبلهَا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف وَالِده وَكَانَ صَالحا فَاضلا مِمَّن يتَكَلَّم على الْعَامَّة بجامعي المارداني والأزهر وَنَحْوهمَا وَأخذ عَن شَيخنَا ثمَّ عَن الْمَنَاوِيّ، وَكَانَت وَفَاته سنة أَربع وَسِتِّينَ فحفظ الْعُمْدَة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحَدِيث والنحو وَعرض على العلمي البُلْقِينِيّ وَابْن الديري والأمين الأقصرائي والعز الْحَنْبَلِيّ فِي آخَرين وَأخذ الْفِقْه عَن) الْفَخر المقسي والعبادي وزَكَرِيا والبكري واشتدت عنايته بملازمته حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس، وجاور بِمَكَّة غير مرّة أَولهَا فِي سنة ثَمَان وَسبعين ثمَّ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَاسْتقر حِينَئِذٍ فِي مشيخة الزمامية برغبة الشَّمْس بن الْجلَال الْمدنِي لَهُ عَنْهَا ثمَّ رغب عَنْهَا ليحيى بن سُلْطَان الْيمن وَأخذ الأَصْل والعربية عَن الْجَوْجَرِيّ وَفِي الْعَرَبيَّة فَقَط عَن إِبْرَاهِيم الْحلَبِي مَعَ الْفَرَائِض والحساب وَكَذَا أخذهما عَن الشهَاب السجيني، وَدخل إسكندرية مَعَ شَيْخه الْبكْرِيّ وتكررت مجاوراته، وَحج فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وتكرر اجتماعه بِي فِي الْمسير وجاور فِي الَّتِي تَلِيهَا وَفِي جُمَادَى الثَّانِيَة مِنْهَا توجه إِلَى الزِّيَارَة النَّبَوِيَّة مَعَ قافلة الْحَنْبَلِيّ ثمَّ عَاد فحج ثمَّ رَجَعَ فِي موسمها ودرس بِمَكَّة والقاهرة وَغَيرهمَا وَأخذ عَنهُ الطّلبَة، وَكَانَ متميزا باستحضار الْفِقْه كشيخه وَجلسَ متكسبا بِبَاب زَكَرِيَّا وَرُبمَا عمل الصَّنْعَة بِمَكَّة. مُحرز بن مَسْعُود بن مُوسَى بن زِيَاد بن إِبْرَاهِيم الشريف أَبُو مَحْفُوظ الحسني المغربي الْمَالِكِي نزيل إسكندرية وَيعرف بِابْن الرفا. إِمَام عَالم مفتي. ذكره البقاعي وَقَالَ إِنَّه ولد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بتونس، وَمَات. محسن الفتحي أبي الْفَتْح المنوفي ثمَّ الأشرفي قايتباي الطواشي الحبشي. اسْتَقر بِهِ خَازِنًا عوض سنبل. مَحْفُوظ بن مبارك بن مَنْصُور بن إِبْرَاهِيم الزعبي المغربي الْمَالِكِي. قدم الْقَاهِرَة فَسمع على أم هَانِئ الهورينية وَمن شاركها فِي البُخَارِيّ فِي آخَرين، وَهُوَ

ذكر من اسمه محمد

مِمَّن حضر عِنْدِي وَسمع عَليّ بِقِرَاءَة ابْنة لَهُ فِي الْمُوَطَّأ حِين عرضهَا لَهُ، وَكَانَ فَاضلا سَافر لمَكَّة ثمَّ لجِهَة الْيمن ثمَّ لمندوة وَزوج ابْنَته للشَّيْخ نور الدّين الجرهي شيخ الْجَمَاعَة، وَوَصفه ابْن عزم بصاحبنا. (ذكر من اسْمه مُحَمَّد) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس بن الْبُرْهَان الأبودري الأَصْل القاهري الْمَالِكِي نزيل الصَّحرَاء، وَيعرف كأبيه الْمَاضِي بالأبودري. ولد فِي رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بسويقة المنصوري بِالْقربِ من الْأَزْهَر وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة وَابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَعرض فِي سنة سِتّ وَخمسين فَمَا بعْدهَا على جمَاعَة من أَعْيَان مذْهبه كناصر الدّين بن المخلطة والتريكي وَأبي الْفضل المغربي والقرافي وَمن غَيرهم كَالْعلمِ البُلْقِينِيّ والمحلي والمناوي وَابْن الديري والأمين الأقصرائي والعز الْحَنْبَلِيّ وَسمع من جمَاعَة كالصلاح الحكري والشهاب الحجاري سمع مِنْهُمَا المسلسل ولازم السنهوري فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا واختص مِنْهُ بِمَا لم يزاحمه فِيهِ غَيره وَكَذَا أَخذ عَن النُّور الْوراق فِي الْفِقْه وَالصرْف وَحضر دروس الولوي السنباطي واللقاني ثمَّ بعد شَيْخه أَخذ فِي الْبَيْضَاوِيّ عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف وَفِي فنون الحَدِيث عني واغتبط بذلك، وتميز وشارك فِي الْفَضَائِل وَرُبمَا أَقرَأ فِي الْعَرَبيَّة وتمرن بِهِ فِيهَا كل من وَلَدي أبي الْبَقَاء وَصَلَاح الدّين ابْني الجيعان وَحج وَأم بتربة السِّت مَعَ التَّوَاضُع وَسُرْعَة الْحَرَكَة والهمة فِي مآربه وَهُوَ أحد نواب الْمَالِكِيَّة. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أَحْمد الْمَقْدِسِي ابْن أخي الهمامي الْمَاضِي أَبوهُ وَعَمه حفظ كتبا ولقيني مَعَ أَبِيه بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة فعرضها عَليّ وسمعا مني المسلسل وَغَيره. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب الْجمال أَبُو عبد الله وَأَبُو المحاسن وَأَبُو حَامِد الفوي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَالِد عبد الأول وَعبد الرَّحْمَن وأخو عبد الْوَاحِد وَيعرف بالمرشدي. ولد فِي ربيع الأول سنة سبعين بِمَكَّة وَكَانَ أَبوهُ قدمهَا بعد سنة خمسين، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتفقه وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ فَسمع من النشاوري والأميوطي وَأبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي وَأبي الْفضل النويري وَابْن صديق وَالْمجد اللّغَوِيّ ولازمه كثيرا وانتفع بِهِ فِي اللُّغَة وَغَيرهَا وَأذن لَهُ بالتدريس والإفتاء فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَوَصفه بأوصاف جليلة أَولهَا الإِمَام الْعَالم الْعَامِل الأوحد الْعَلامَة أَسد المناظرين

وَأَشد الناظرين وَبَالغ فِي وَصفه، وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة غير مرّة وَسمع بهَا من ابْن رزين والتنوخي والمطرز وَابْن حَاتِم وَابْن الشيخة وَآخَرين وبالمدينة النَّبَوِيَّة من الْعلم سُلَيْمَان السقاء والزين المراغي وَكَذَا دخل الْيمن وَغَيرهَا،) وَأَجَازَ لَهُ ابْن النَّجْم وَابْن الهبل والنقبي وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن السوقي وَأحمد بن عبد الْكَرِيم البعلي والكمال بن حبيب وَأَخُوهُ الْحسن والأذرعي والأسنوي وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَآخَرُونَ وَأخذ الِاصْطِلَاح عَن الزين الْعِرَاقِيّ وَأَجَازَ لَهُ وَوَصفه بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل المفنن الْمُحَقق المدقق وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ جملَة من تصانيفه وَسمع وأرخ بشوال سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وتفقه فِي الْقَاهِرَة بالزين التَّاجِر الكارمي والبدر حسن بن خَاص بك والشهاب الْعَبَّادِيّ فَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ فِي الْبَحْث من الْهِدَايَة وَغَيرهَا وَأخذ عَنهُ فِي الْأُصُول والعربية وَأذن لَهُ فِي الإقراء وبالعلاء وَالسيف الصيراميين وبمكة بِالْعَلَاءِ الرُّومِي والفريد أبي بكر بن عَطاء الله الْهِنْدِيّ وَالشَّمْس المعيد وَعنهُ وَعَن الأول أَخذ الْعَرَبيَّة وَعَن الْهِنْدِيّ والْعَلَاء الصيرامي وأصول الْفِقْه وَلبس الْخِرْقَة من إِسْمَاعِيل الجبرتي ولازمه وتسلك بِهِ وَأحمد بن الرداد والشهاب بن الناصح والمعيد وَالشَّمْس بن سكر وَآخَرين، وَأذن لَهُ الْعِرَاقِيّ فِي الحَدِيث وَغير وَاحِد فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَحدث ودرس وَأفْتى وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء وتلقى عَن أَخِيه عبد الْوَاحِد مشيخة الكلبرجية عِنْد الصَّفَا، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من أَصْحَابنَا النَّجْم بن فَهد وَأوردهُ فِي مُعْجَمه بل ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز لأولادي، هَذَا مَعَ أَنه سمع على شَيخنَا فِي سنة أَربع وَعشْرين بِمَكَّة أَشْيَاء وَوَصفه بِالْإِمَامِ الْعَلامَة مفتي الْمُسلمين رَأس الْمُحدثين واللغويين، وَخرج لَهُ الْجمال بن مُوسَى فهرستا بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة وَالصَّلَاح الأقفهسي أَرْبَعِينَ من طَرِيق أَرْبَعِينَ من الْفُقَهَاء الْحَنَفِيَّة وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة متوددا حسن المحاضرة كثير النَّوَادِر والنكت الْحَسَنَة حَافِظًا لكثير من الْأَشْعَار واللغة يتعاناها فِي كَلَامه وَفِي مراسلاته محبا للطلبة جميلا بهيا خَفِيف الرّوح بشوشا دينا صينا محبا فِي ابْن عَرَبِيّ مَاتَ فِي حادي عشري رَمَضَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة بِقَبْر وَالِده قَرِيبا من الفضيل بن عِيَاض وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وتأسف النَّاس على فَقده. وَقَالَ شَيخنَا وَلم يتَأَخَّر فِيهَا من لَهُ معرفَة بالفقه والنحو مَعَ الدّيانَة والصيانة نَظِيره، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي قَالَ: وَلَا أعلم بعده بِمَكَّة مثله فِي مَعْنَاهُ وَحكى عَنهُ حِكَايَة رَحمَه الله. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن ثَابت النابلسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. غرق بشاطئ) جَزِيرَة أروى من بَحر النّيل فِي عصر يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشر

ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل جدا ثمَّ دفن بتربة الصيرامي تجاه تربة جمال الدّين عَن سَبْعَة عشر عَاما، وَكَانَ قد حفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي وَعرضه عَليّ فِي طَائِفَة عوضه الله الْجنَّة فقد استراح من أَبِيه وأخيه. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن خلف الشَّمْس بن الْبُرْهَان النيني الأَصْل ثمَّ القاهري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد يعرف بالفتوحي. قَرَأَ الْقُرْآن وَصَارَ بعد أَن كَانَ يقْرَأ فِي الأجواق يتكسب بِالتِّجَارَة لنَفسِهِ ثمَّ لغيره كَابْن المرجوشي وصهر ابْن الجندي وسافر لَهُ إِلَى جدة فَكَانَت منيته بهَا فِي أحد الربيعين سنة خمس وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن دَاوُد بن عمر بن عَليّ الشَّمْس الْأنْصَارِيّ السويدي الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْموقع نزيل الْقَاهِرَة. ولد بحلب سنة ثَلَاث أَو أَربع وَرَأَيْت بِخَطِّهِ أَنه فِي شهور سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب وانتقل إِلَى دمشق وَهُوَ صَغِير فَقَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه وَحفظ كتبا مِنْهَا بِزَعْمِهِ التَّقْرِيب للنووي وَفِي الْفِقْه غَايَة الِاخْتِصَار والمنهاج والتقريب لأبي الْحسن الإصبهاني وَفِي أُصُوله الْمِنْهَاج وَفِي النَّحْو ألفية ابْن ملك، وَعرض على الْبُرْهَان بن جمَاعَة والشهب الأحمدين الزُّهْرِيّ وَابْن حجي والملكلوي وَالْجمال مَحْمُود بن الشريشي والشرف عِيسَى الْغَزِّي وَآخَرين مِمَّن لم يعين أحد مِنْهُم بِخَطِّهِ الْإِجَازَة، وَقدم الْقَاهِرَة فَحَضَرَ مَعَ أَبِيه دروس البُلْقِينِيّ والأبناسي ثمَّ الشَّمْس الغراقي والشهاب أَحْمد بن شاور العاملي وَأثْنى عَلَيْهِ فِي الْإِجَازَة جدا وَكتب خطه بذلك فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ البُلْقِينِيّ فِي إِجَازَته لِأَبِيهِ وَأذن لَهما فِي الإفادة وَقَالَ أَنه حضر عِنْده بِقِرَاءَة أَبِيه الْكثير من الْمِنْهَاج وَمن الرَّوْضَة وَغَيرهمَا من التَّفْسِير وَالْأُصُول والعربية وَغَيرهَا بِالْقَاهِرَةِ ودمشق وأرخها بجمادى الأولى سنة ثَمَانمِائَة وَكتب ابْن الملقن تَحت خطه كَذَلِك يَقُول فلَان فِي آخَرين، وتعانى الْكِتَابَة فبرع فِيهَا وأجيز بهَا وَكتب قَدِيما فِي الْإِنْشَاء واشتغل بِخِدْمَة الأتابك يشبك فِي الدولة الأشرفية برسباي فِي التوقيع وَغَيره فَلَمَّا توفّي رتب لَهُ مَعْلُوم بالديوان الْمُفْرد وباشر الْإِنْشَاء بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى مَاتَ وَرَأَيْت بِخَطِّهِ أَنه قَرَأَ على الْحَافِظ الشَّمْس بن سَنَد كثيرا من الْكتب الْكِبَار وَمن جُمْلَتهَا مُسْند أَحْمد فَسَأَلته فَلم يبد مُسْتَندا بل ظهر لي بقرائن كذبه كَمَا بَينته فِي المعجم وَغَيره وَكَانَ يكثر إنشاد قَول الْقَائِل:)

(صم إِذا سمعُوا خيرا ذكرت بِهِ ... وَإِن ذكرت بشر عِنْدهم أذنوا) وَيَقُول إِنَّه منطبق على طَائِفَة الموقعين، وَأَجَازَ لي. وَمَات فِي صفر سنة أَربع وَسِتِّينَ سامحه الله وإيانا. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الله التّونسِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف وَالِده بالزعبلي. ولد بِمَكَّة وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَحضر دروسا كَثِيرَة فِي النَّحْو عِنْد الْجلَال المرشدي وتصدى للاشتغال وتصدى للاشتغال مُدَّة، وَكَانَ فِيهِ خير. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وفجع بِهِ أَبوهُ. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن سليم الشَّمْس بن فَقِيه الْمَذْهَب الْبُرْهَان البيجوري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد إِبْرَاهِيم وَأحمد الماضيين وجدهما. ولد تَقْرِيبًا قبيل الْقرن بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن ملك، وَعرض على جمَاعَة كَزَوج أُخْته الشَّمْس الْبرمَاوِيّ بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج بِتَمَامِهِ والعز بن جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ وَسمع على الشمسين ابْن عَمه مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ والشامي الْحَنْبَلِيّ والشرف السُّبْكِيّ وَآخَرين وَأخذ الْفِقْه عَن وَالِده والبرماوي والقمني وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَبِه انْتفع وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَكَانَ القمني يَقُول إِنَّه فَقِيه النَّفس وَحضر عِنْد الونائي مرّة فَرد عَلَيْهِ فِي شَيْء قَرَّرَهُ بِخِلَاف الْمَنْقُول فَكَانَ كَذَلِك ولازم صهره الْبرمَاوِيّ فِي فنون وسافر مَعَه إِلَى الشَّام وَحج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس وَكَذَا دخل دمياط وإسكندرية وَغَيرهمَا للتِّجَارَة، وَحدث بالبيسير قَرَأت عَلَيْهِ وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ بارعا فِي الْفِقْه والعربية وَالْعرُوض والفرائض والحساب والشروط اختصر المغنى لِابْنِ هِشَام وَعمل منسكا وَرُبمَا نظم ودرس بعد أَبِيه بالغرابية والعشقتمرية كَمَا بَلغنِي ثمَّ تَركهَا وتألم حِين أَعْطَيْت الفخرية للشلقامي، وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت الجمالية وَعرض عَلَيْهِ نِيَابَة الْقَضَاء فَامْتنعَ، كل ذَلِك مَعَ الدّين والتواضع والانفراد والتحري فِي الطَّهَارَة والمداومة على التَّهَجُّد والتلاوة خُصُوصا فِي رَمَضَان فَكَانَ لَهُ فِي كل يَوْم أَزِيد من ختم وَاسْتمرّ يحفظ الْمِنْهَاج إِلَى آخر وَقت ويفتي من يسْأَله لفظا وَمِمَّنْ انْتفع بِهِ وَلَده الشهَاب. مَاتَ فِي سَابِع ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر الْبَدْر أَبُو الْوَفَاء بن المليجي القاهري الْمَاضِي) أَبوهُ. اشْتغل قَلِيلا وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وقابل مَعنا على شَيخنَا فِي فتح الْبَارِي يَسِيرا وَاسْتقر فِي جملَة الموقعين وَمد يَده لأَصْحَاب الْحَوَائِج

فأثرى ثمَّ سَافر مَعَ الزيني بن مزهر فِي الرجبية فَكَانَت منيته قبل وُصُوله وَذَلِكَ فِي الْعشْر الثَّانِي من رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَظنهُ قَارب الْخمسين عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن غَانِم بن عَليّ النَّجْم بن الْبُرْهَان الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي ابْنه أَبُو البركات مُحَمَّد وَيعرف كسلفه بِابْن غَانِم. ولد سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَاسْتقر كسلفه فِي مشيخة الخانقاه الصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس ونظرها بتفويض من أَبِيه فِي شعْبَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ. وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الْجُمُعَة مستهل شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَقد لَقِيَنِي بِبَيْت الْمُقَدّس وَسمع بِقِرَاءَتِي على ابْن جمَاعَة والقلقشندي وَاسْتقر بعده فِي المشيخة وَلَده. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن غَنَائِم. يَأْتِي فِي أبي الْفَتْح. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي الْفَتْح بن درباس الشَّمْس بن الْبُرْهَان بن الشهَاب الْقُدسِي وَيعرف بِابْن درباس وبابن الشّحْنَة أجَاز لَهُ فِي جملَة إخْوَته وَلم يسم الْحَافِظ أَبُو مَحْمُود الْقُدسِي وَأَبُو الْحرم القلانسي والبياني وَحدث بذلك كتب عَنهُ ابْن مُوسَى والأبي فِي سنة خمس عشرَة وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لجَماعَة وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: أجَاز لَهُ ابْن الخباز والقلانسي وَجَمَاعَة، وَكَانَ أحد خدام الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَيُقَال لَهُ ابْن الشّحْنَة، أجَاز لأولادي. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس وَالْجمال والمحب أَبُو الْفَتْح بن الْبُرْهَان بن الْجلَال أبي الطَّاهِر الخجندي الأَصْل الْمدنِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده وكل أَوْلَاده إِبْرَاهِيم وَأحمد وَعلي. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة عَاشر ربيع الأول سنة عشر وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ ونشأبها فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والكنز وأصول الشَّاشِي وألفية ابْن ملك، وَعرض على الْجمال الكازروني وَغَيره بل قَرَأَ الْأَرْبَعين بِتَمَامِهَا فِي مجْلِس وَاحِد على ابْن الْجَزرِي فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَعشْرين بِالْحرم النَّبَوِيّ وَأَجَازَ لَهُ، واشتغل على عَمه وَأَبِيهِ وَعَلِيهِ قَرَأَ البُخَارِيّ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَكَذَا حضر دروس ابْن الْهمام حِين مجاورته بِالْمَدِينَةِ وَأخذ أَيْضا عَن الْأمين والمحب الأقصرائيين وَسمع على ثَانِيهمَا الشفا فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَخمسين بالروضة وَقبل ذَلِك سمع وَهُوَ طِفْل على الزين أبي بكر المراغي فِي سنة خمس) عشرَة ثمَّ على وَلَده أبي الْفَتْح بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي وَوَصفه بالفقيه الْفَاضِل الْأَصِيل ووالده بالفقيه الْعَالم. وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأخذ عَن شَيخنَا بعض الْخِصَال الممكفرة لَهُ وَغَيرهَا وَكَذَا دخل حلب الَّتِي تَلِيهَا وَسمع فِيهَا من البرهاني حافظها الْيَسِير من شَرحه على البُخَارِيّ وَأَجَازَ

لَهُ وَالشَّام وجزيرة ابْن عمر وَرِجَال وَولي إِمَامَة الْمقَام الْحَنَفِيّ بِالْمَدِينَةِ حِين قَامَ الْأمين الأقصرائي فِي إحداثه فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ شركَة لمُحَمد بن عَليّ الزرندي وَلَكِن لم يُبَاشِرهَا إِلَّا صَاحب التَّرْجَمَة ثمَّ اسْتَقل بهَا حَتَّى مَاتَ وَبقيت فِي ذُريَّته، وَقد حدث أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة وَكَانَ فَاضلا أصيلا ناظما ناثرا منجمعا فِي آخر عمره عَن النَّاس وَجمع فِي سَرقَة قناديل الْمَدِينَة سنة سِتِّينَ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة عَاشر ربيع الأول سنة سبعين عَن سِتِّينَ سنة سَوَاء وَدفن عِنْد جده بِأحد رَحمَه الله. وَمن نظمه: (أمل يطول وَفِي آجالنا قصر ... والدهر ينكى وَفِي الْأَيَّام مُعْتَبر) (وَالنَّفس فِي غَفلَة عَمَّا يُرَاد بهَا ... وَالْقلب من قسوة كَأَنَّهُ حجر) وَقَوله: (أضام وأوفى للْعَالمين بِذِمَّة ... خفير وحاشى أَن يضام لَهُ جَار) (فيا مصطفى يَا ين الذبيحين غَارة ... إِلَيْك مُتبع الْجَار من معشر جاروا) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مخلوف بن غالي بن عبد الظَّاهِر بن قَانِع بن عبد الحميد بن سَالم بن عبد البارئ بن راضي بن حَامِد بن عَطاء الشَّمْس أَو السعد أَبُو الْفَتْح البرسيقي نِسْبَة لبَعض أَعمال إسكندرية ثمَّ القاهري الوزيري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالسمديسي وَلَيْسَ هُوَ مِنْهَا وَإِنَّمَا هُوَ من أبي خرَاش فتحامى النِّسْبَة خراشيا وانتسب كَذَلِك مَعَ عدم تجاورهما فَلَو انتسب لما يجاورها كَانَ أشبه. ولد فِي رَابِع عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين وَحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ للسبع على جَعْفَر السنهوري، وَيُقَال أَنه حكم الْفَنّ وحقق التجويد، وَقَرَأَ على الْفَخر الديمي متونا وَغَيرهَا كشرح ألفية الْعِرَاقِيّ شبه رِوَايَة بِحَيْثُ كتب إِلَى بعض من قَرَأَ على أَنه كَانَ يسْأَله عَن أَمَاكِن مِنْهَا فيوضحها لَهُ وتفقه قَلِيلا بالأمين الأقصرائي ونظام وَصَلَاح الدّين الطرابلسي وَكَذَا اشْتغل فِي الْأُصُول والعربية عِنْد حَمْزَة المغربي وَغَيره وَقَرَأَ على حَمْزَة المطول وَرُبمَا أَخذ عَن الْخَطِيب الوزيري بلديه وتميز قَلِيلا ووثب بعد الْأمين فاستقر دفْعَة وَاحِدَة فِي مشيخة الْحَنَفِيَّة بالجانبكية حِين كَانَ تنبك قرا دوادارا ثَانِيًا بعناية مغلباي البهلوان) الْأَشْرَف إينال وَقَامَ شَيْخه نظام وَقعد سِيمَا وَهُوَ شيخ الْمُقَرّر أَيْضا وَهُوَ وَالله مَعْذُور بل وَأَعْطَاهُ قبل ذَلِك مَسْجِدا جدده بِالْقربِ من الأيتمشية وَأَسْكَنَهُ قَاعِدَة بِهِ وَحج صحبته حِين كَانَ يشبك جلّ أَمِير الْحَاج ثمَّ استنزل الشَّمْس الجلالي عَن مشيخة الأيتمشية نَفسهَا وَهُوَ أحد صوفية الأشرفية ويوصف بِالدّينِ وَالْخَيْر وَالْعقل بل قَرَأت بِخَط من أَشرت لِأَنَّهُ كَانَ يسْأَله أَنه جلس مَعَه فِي ابْتِدَائه فَوَجَدَهُ مَجْمُوع فَضَائِل غير أَن فِي لِسَانه رخاوة، قَالَ: وَنعم الرجل صلاحا وَعَملا

لَوْلَا تكبر زَائِد فِيهِ أَعَاذَهُ الله من شَرّ نَفسه انْتهى. وَقد قدم مَكَّة بحرا سنة سبع وَتِسْعين صُحْبَة أميره بردبك الخازندار حِين مَجِيئه لجدة على نيابتها وَكَانَ مُقيما تَحت ظله بهَا لم يجئها إِلَّا مَعَه وفوت رَمَضَان كُله ثمَّ لما قدم لَقِيَنِي وَصَارَ يسألني عَن أَشْيَاء فَكتب لَهُ أجوبتها ورام نُسْخَة من شرحي للألفية فَمَا تهَيَّأ لَهُ ذَلِك وَرجع وعزمه مُسْتَقر على استكتابه فَإِنَّهُ التمس كتابي لولد أخي بعارية النُّسْخَة الَّتِي بِخَط وَالِده لمقابلة الْوَلَد معي بَعْضهَا بِحَيْثُ صَارَت آخر النّسخ بِالنِّسْبَةِ لما قوبل وَكَذَا أَخذ مُؤَلَّفِي الْخِصَال الْمُوجبَة للظلال وجود عَلَيْهِ بعض الطّلبَة الْقُرْآن. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مَنْصُور القَاضِي سري الدّين الدِّمَشْقِي باني الْحمام الْمَشْهُور داخلها الْحَنَفِيّ. مَاتَ بهَا فِي أحد الربيعين سنة أَربع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن اللبودي. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن هَاشم الْكَمَال أَو الشَّمْس بن الْبُرْهَان بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي جد الْجلَال الْمحلي الْآتِي. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بالمحلة وَقدم مِنْهَا وَهُوَ شَاب فِي الطَّاعُون سنة تسع وَأَرْبَعين فَنزل بخلوة فِي الخانقاه البيبرسية مجاورة للمزملة عِنْد الْبَاب على يَمِين الدَّاخِل لصحن الْمدرسَة ودامت مَعَه ثمَّ مَعَ بنيه مائَة وَعشْرين سنة وَعرض بعض محفوظاته من التَّنْبِيه وألفية النَّحْو على الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة فَأكْرمه وَكَذَا عرضهما فِي سنة تسع وَخمسين على الْجمال الأسنوي وأخيه الْعِمَاد مُحَمَّد والبلقيني وَابْن الملقن وأجازوه والبدر حسن بن الْعَلَاء القونوي والبهاء أَحْمد بن التقي السُّبْكِيّ وَالْجمال عبد الله بن يُوسُف بن هِشَام وَكَتَبُوا لَهُ وَلم يصرحوا بِالْإِجَازَةِ وَقبل ذَلِك بِيَسِير سنة سبع وَخمسين بالمحلة عرض جَمِيع الشاطبية على أحد شُيُوخ الْقُرَّاء مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُوسَى الحكري الشهير بِابْن الْبَزَّار تلميذ البرهانين الحكري والرشدي وَأذن لَهُ فِي رِوَايَتهَا وَفِي الْقِرَاءَة والإقراء بهَا ووصفوا وَالِده بالإجلال ولقبوه هُوَ شمس الدّين) واشتغل وَأخذ عَن الْكَمَال النشائي شَرحه على جَامع المختصرات وَكتبه بِخَطِّهِ وَعَن الشهَاب السمين وَابْن عقيل وَابْن النَّقِيب والأسنوي وَأبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ والكلائي الفرضي والقرمي وَغَيرهم، وبرع وتفنن وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وخطه جيد لَكِن غلب عله الْوَرع والانعزال فَلم يشْتَهر وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ حفيده، وَعمر دهرا حَتَّى مَاتَ بِمَسْجِد مَنْسُوب للأشراف كَانَ مُنْقَطِعًا فِيهِ لِلْعِبَادَةِ بِرَأْس الجوانية وَدفن بحوش تجاه تربة جوشن خَارج بَاب النَّصْر رَحمَه الله. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد القطب بن الْكَافِي بن الْفَخر الخفري. ولد

فِي سلخ صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة ولقيه الطاووسي فِي سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بشيراز وَقَالَ إِنَّه كَانَ شَيخا فَاضلا مكاشفا عَاشَ أَكثر من تسعين سنة وسافر كثيرا وَأدْركَ جمعا من كبار الشُّيُوخ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الشَّمْس القاهري الشهير بِابْن الخص وَالِد إِبْرَاهِيم وَإِخْوَته. مِمَّن صحب نَاصِر الدّين بن الكيلق وَغَيره وَسمع ختم الدَّارَقُطْنِيّ من الغماري والأبناسي وَالشَّمْس الحريري إِمَام الصرغتمشية والنور الفوي والشهاب أَحْمد بن عبد الله بن رشيد السّلمِيّ الْحِجَازِي الْحَنَفِيّ الضَّرِير والزين بن النقاش. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الشَّمْس الصُّوفِي الضَّرِير نَاظر البيمارستان. ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة واشتغل بِالْعلمِ وَأحب الْمَذْهَب الظَّاهِرِيّ والانتماء إِلَى الحَدِيث ورافق الْبُرْهَان بن الْبُرْهَان لما دخل بَغْدَاد ثمَّ اتَّصل بِالظَّاهِرِ برقوق وَقَامَ مَعَه فَلَمَّا عَاد إِلَى السلطنة رعى ذَلِك لَهُ وولاه نظر البيمارستان ثمَّ خشِي مِنْهُ فاستأذنه فِي الْحَج وَتوجه إِلَى الْيمن وجال فِي الْبِلَاد ثمَّ عَاد بعد موت الظَّاهِر بِمدَّة فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ منجمعا وَكَانَ يرجع إِلَى دين وَتعبد. مَاتَ بعد أَن عمي فِي مَسْجده بالكافوري فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والمقريزي فِي عقوده بأطول. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الشَّمْس المنجكي الباسطي وَيعرف هُوَ وَأَبوهُ بِأبي الهائم. ولد فِي شعْبَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ يَتِيما. مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ ابْن سِتّ فَقَرَأَ الْقُرْآن وتعانى التكسب فِي الجوهريين وَالْأَذَان بالبيمارستان وَغَيرهَا وخالط النَّاس بالمعاملة، وَحج غير مرّة وجاور وأثرى. مَاتَ بعد أَن أوصى باشتراء عقار يُوقف على بعض الْجِهَات الصَّالِحَة فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ عَفا الله عَنهُ.) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْبرمَاوِيّ القاهري أَخُو عُثْمَان وَعبد الرَّحْمَن وَعبد الْغَنِيّ الْمَذْكُورين. أسمعهُ أَخُوهُ على جمَاعَة وَذكره البقاعي مُجَردا. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد وَيعرف بِابْن الطواب. أحد المجاورين للمدرسة المنكوتمرية. تصرف فِي بَاب شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَسمع عَلَيْهِمَا وَرغب فِي ذَلِك بِأخرَة وَلزِمَ الْجَمَاعَة بِالْمَدْرَسَةِ الْمَذْكُورَة وتقلل من الرسلية وأناب. مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَسبعين بعد تعلله مُدَّة وَقد أسن. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْكرْدِي. يَأْتِي فِيمَن جده عبد الله. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْمدنِي. فِي أبي الْفَتْح بن علبك من الكنى.

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الصَّدْر أَبُو الْمَعَالِي بن الشّرف السّلمِيّ الْمَنَاوِيّ نِسْبَة لمنية الْقَائِد فضل بن صلح من أَعمال الجيزية ثمَّ القاهري الشَّافِعِي القَاضِي سبط الزين عمر البسطامي القَاضِي. ولد فِي ثامن رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَأَبوهُ حِينَئِذٍ يَنُوب فِي الْقَضَاء عَن الْعِزّ بن جمَاعَة فَنَشَأَ فِي حجر السَّعَادَة وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَغَيره، وَسمع من الْمَيْدُومِيُّ وَالْحسن بن السديد وَابْن عبد الْهَادِي وَعبد الله بن خَلِيل الْمَكِّيّ وَمُحَمّد وَإِبْرَاهِيم ابْني الفيومي وَآخَرين تجمعهم مشيخته وَهِي فِي خَمْسَة أَجزَاء تَخْرِيج الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ، وناب فِي الحكم وَهُوَ شَاب وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل والتدريس بالشيخونية والمنصورية والسكرية ودرس وَأفْتى قَلِيلا وَخرج أَحَادِيث المصابيح وَتكلم على أَمَاكِن مِنْهُ وَسَماهُ كشف المناهي والتناقيح فِي تَخْرِيج أَحَادِيث المصابيح وَكَذَا كتب شَيْئا على جَامع المختصرات وَغير ذَلِك كتأليف فِي الْقَوْلَيْنِ، وَولي الْقَضَاء بالديار المصرية اسْتِقْلَالا فِي أَيَّام الْمَنْصُور حاجي ومدبر المملكة منطاش عوضا عَن الناصري بن الميلق وَذَلِكَ فِي يَوْم الْخَمِيس سلخ شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة فباشره بشهامة واستقامة إِلَى أَن صرف بعد دون شَهْرَيْن فِي سَابِع عشري ذِي الْحجَّة مِنْهَا بالبدر بن أبي الْبَقَاء ثمَّ أُعِيد فِي ثَانِي الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ صرف فِي الَّتِي تَلِيهَا بالبدر أَيْضا ثمَّ أُعِيد فِي شعبانها ثمَّ صرف بِأحد نوابه التقي الزبيرِي فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَتِسْعين ثمَّ أُعِيد فِي رَجَب من الَّتِي تَلِيهَا ودرس أَيْضا بِجَامِع طولون وَالشَّافِعِيّ وَغَيرهمَا من الْوَظَائِف المضافة للْقَضَاء، وَمَات الظَّاهِر برقوق فِي أثْنَاء ولَايَته هَذِه فَآمن على نَفسه لكَونه كَانَ لَا يطمئن إِلَيْهِ لما اتّفق أَن ابْتِدَاء ولَايَته كَانَ من قبل منطاش) والناصري وَفِي أَيَّام غَيره لَا يتجرأ أحد عَلَيْهِ لما تقرر لَهُ فِي الْقُلُوب من المهابة فَلَمَّا سَافر النَّاصِر فرج إِلَى الْبِلَاد الشامية لقِتَال الطاغية تيمور لنك فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة كَانَ مِمَّن برز مَعَه وَلم يحسن المداراة مَعَ عدوه فأهانه وباغ فِي ذَلِك حَتَّى مَاتَ وَهُوَ مَعَهم فِي الْقَيْد غريقا فِي نهر الزاب بالفرات عِنْد قنطرة باشا فِي شَوَّال مِنْهَا وَكَانَ بعض التمرية أسروه فَلَمَّا جازوا بِهِ النَّهر خَاضَ الْأَمِير هُوَ وَأَتْبَاعه لأجل ازدحام وَغَيرهم على القنطرة فغرق القَاضِي لتقصيرهم فِي حَقه بعد أَن قاسى أهوالا عَسى أَن يكون كفر بهَا عَنهُ مَا جناه عَلَيْهِ الْقَضَاء، وَالْعجب أَنه كَانَ شَدِيد الْخَوْف من ركُوب الْبَحْر إِمَّا لمنام رَآهُ أَو رُؤِيَ لَهُ أَو اعْتِمَادًا على قَول بعض المنجمين بِحَيْثُ كَانَ لَا يركبه إِلَّا نَادرا فَقدر مَوته غريقا، وَقد حَدثنَا عَنهُ خلق مِنْهُم شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وأنبائه وَرفع، الإصر وَذكره

ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي الطَّبَقَة الثَّامِنَة وَالْعِشْرين من طَبَقَات الشَّافِعِيَّة، وَابْن خطيب الناصرية فِي تَارِيخ حلب والتقي الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد والأقفهسي فِي مُعْجم ابْن ظهيرة والمقريزي فِي عقوده وَطوله وَآخَرُونَ وَكَانَ ذَا هَيْبَة عَظِيمَة ونزاهة وَقُوَّة نفس وحشمة وَدُنْيا متسعة كثير التودد إِلَى النَّاس مُعظما عِنْد الْخَاص وَالْعَام محببا إِلَيْهِم وَقبل ولَايَته كَانَ يسْلك طَرِيق ابْن جمَاعَة فِي التعاظم وَفِي الاعتناء بتحصيل نفائس الْكتب بِحَيْثُ حصل مِنْهَا شَيْئا كثيرا فَلَمَّا اسْتَقل بِالْقضَاءِ لَان جَانِبه كثيرا مَعَ تكرم على الطّلبَة بِالْإِطْعَامِ ومداراة لمن لَعَلَّه يقصر فِي حَقه بالستر مَعَ قدرته على هتكه بالانتقام وَعِنْدِي فِي ذَلِك حكايات، وَلم يعقب رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَق أَبُو عبد الله الْحَضْرَمِيّ وَالِد أبي بكر مِمَّن جمع بَين الشَّرِيعَة والحقيقة وَكَانَ أثر الْخَيْر عَلَيْهِ ظَاهرا مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَدفن بِمَدِينَة المهجم. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب الْبَدْر الْحِمصِي الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن العصياتي وَسقط من نسبه مُحَمَّد قبل أَيُّوب. سمع من عمر بن عَليّ البقاعي وَغَيره من أَصْحَاب الحجار وتفقه وبرع وشارك فِي الْفَضَائِل، وَكتب على التَّنْبِيه تَعْلِيقا تلف فِي الْفِتْنَة وَكَانَ ذَا فَضِيلَة تَامَّة فِي الْفِقْه وذكاء مفرط وَسمع مِنْهُ الطّلبَة بحمص وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن مُوسَى وَهُوَ وَكَذَا شَيخنَا الأبي مِمَّن أَخذ عَنهُ وأجازا لِابْنِ فَهد وَجَمَاعَة من أَصْحَابنَا فَمن فَوْقهم، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز لأولادي، وَابْن قَاضِي شُهْبَة فِي الطَّبَقَة التَّاسِعَة وَالْعِشْرين وَهِي الْأَخِيرَة من طبقاته. مَاتَ) فِي مستهل ربيع الأول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بحمص وَقَالَ شَيخنَا فِي صفر وَالْأول أثبت، وسمى المقريزي فِي عقوده وَالِده عبد الله بن مُحَمَّد وَهُوَ غلط وَقَالَ مولده قبل السّبْعين وَكَانَ فَقِيها عَالما بارعا قوي الْحِفْظ بِأخرَة لِأَنَّهُ سقط من مَكَان مُرْتَفع وَهُوَ رَاكب فرسه فانفلق دماغه فعولج حَتَّى تعافى فَعظم حفظه لهَذَا بِحَيْثُ حفظ عدَّة كتب وبرع فِي مُدَّة يسيرَة ودرس وَأفْتى وَمهر فِي العقليات والأدبيات وتصدر للإقراء وانتفع بِهِ الطّلبَة وَكثر الآخذون عَنهُ مَعَ الدّين المتين وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وإكبابه على الإشغال والاشتغال حَتَّى مَاتَ. قلت: وَمن شُيُوخه بِدِمَشْق الْجمال الطيماني وَابْن الشريشي وبدمشق صُحْبَة أَبِيه جمَاعَة ونظم تَارِيخ ابْن كثير فِيمَا قيل وَقد اختصر الأَصْل وَلَده الْآتِي فِي أَربع مجلدات. وَأَيوب وجده مِمَّن يذكر فِي الْفُضَلَاء. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن بركَة بن حجي بن ضوء الشَّمْس العبدلي الدِّمَشْقِي الجراعي المزين الشَّاعِر الشهير. ولد فِي رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة

وَقيل سنة إِحْدَى واشتغل بالجراحة ثمَّ تعانى النّظم فمهر فِيهِ وَله فِي ذَلِك مقاطيع مخترعة وَقد كتب عَنهُ ابْن مَحْبُوب فِي تَذكرته وَمَات قبله بِمدَّة وَكَذَا كتب عَنهُ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه فَقَالَ: أَنْشدني من لَفظه عدَّة مقاطيع وَكَانَ طيب النادرة حُلْو المفاكهة مطبوعا على عامية فِيهِ وأسره اللكنية وَوصل مَعَهم إِلَى سَمَرْقَنْد وَأقَام بِتِلْكَ الْبِلَاد سِنِين ثمَّ خلص وَرجع إِلَى دمشق فَمَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَبِه جزم المقريزي فِي عقوده وَقيل فِي شعْبَان سنة إِحْدَى عشرَة وَقيل فِي الَّتِي بعْدهَا وَله سِتّ وَسَبْعُونَ سنة وَمن نظمه فِي مليح قَاضِي: (قَاض لنا يعلم أَن الورى ... تعشقه وَهُوَ كثير العفاف) (وددت لَو طاع لَكِن قضى ... عَلَيْهِم مَعَ علمه بِالْخِلَافِ) وَقَوله فِي مليح شَافِعِيّ: للشَّافِعِيّ عذاريقول قولا زكيالا خير فِي شافعيإن لم يكن أشعريا وَقَوله: (تَقول مخدتي لما اضطجعنا ... ووسدني حبيب الْقلب زنده) (قصدتم عِنْد طيب الْوَصْل هجري ... خذوني تَحت رأسكم مخده) وَقَوله:) (أَنا دَوَاة يضْحك الْجُود من ... بكا يُرَاعِي جلّ من قد براه) (دلوا على جودي من مَسّه ... دَاء من الْفقر فَإِنِّي دواه) وَكَانَ قد لَقِي الْفُضَلَاء كَابْن الوردي والصفدي وقفى أثرهما فِي مائَة مليح بِكِتَاب سَمَّاهُ شين الْعرض بالملاح بعد الزين وَالصَّلَاح وَكَذَا لَقِي الْجمال بن نباتة وَكَانَ بَينه وَبَين أبي بكر المنجم أهاج، وَمِمَّنْ كتب عَنهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي حِين قدم عَلَيْهِم حلب وَذكره ابْن خطيب الناصرية والمقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن بركَة شمس الدّين الْمَعْرُوف بشفتر كَانَ نقيب السقاة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين ببيته تجاه جَامع ابْن ميالة بَين السورين وَصلى عَلَيْهِ جَاره الْعَبَّادِيّ وَغَيره عَفا الله عَنهُ وَاسْتقر بعده ابْن أَخِيه لأمه الناصري مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ وَسَيَأْتِي. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن حسن الْجمال الْمَدْعُو الطّيب العامري الحرضي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي قريب يحيى العامري الْآتِي والماضي أَبوهُ إِبْرَاهِيم. قدم مَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين ليحج فلقيني فَقَرَأَ عَليّ أربعي النَّوَوِيّ، وَسمع مني المسلسل وَجل مُؤَلَّفِي فِي ختم ابْن ماجة وعَلى المسلسل بالمحمدين وَبَعض البُخَارِيّ وَقطعَة من مُؤَلَّفِي فِي خَتمه وَبَعض الْمَقَاصِد الْحَسَنَة وَشرح النخبة وكتبت لَهُ كراسة.

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الْجمال الصَّالِحِي وَيعرف بِابْن الْحجَّاج بِضَم الْمُهْملَة ثمَّ جِيم مُشَدّدَة بِصِيغَة الْجمع. ولد سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع من الشهَاب أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن المرداوي المخرجة من مسموعاته وَغَيرهَا، حدث سمع مِنْهُ ابْن فَهد وَغَيره، وَكَانَ خَطِيبًا. مَاتَ فِي ظهر يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ بالصالحية وَصلي عَلَيْهِ بِعْ الْعَصْر وَدفن فِي الرَّوْضَة بسفح قاسيون وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الشَّمْس الْحلَبِي. مَا عَلمته وَلَكِن رَأَيْت الْعَلَاء عَليّ بن سودون الإبراهيمي نسب إِلَيْهِ فِي طبقَة سَماع السِّيرَة على الفوي فِي سنة عشْرين وَأَنه كَانَ مَعَه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الشَّمْس الشطنوفي. فِيمَن جده عبد الله. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن جَامع البوصيري. صَوَابه ابْن جَامع بن إِبْرَاهِيم انْقَلب. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خضر الْمُحب بن الْبُرْهَان الْمحلي ثمَّ العنتابي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة وأخو الْعِمَاد إِسْمَاعِيل قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق وَيعرف بَين الطّلبَة بكبيش الْعَجم لقبه بِهِ) فِيمَا ذكر عبد الله الكوراني وقارضه هُوَ فَلَقِيَهُ تَيْس الكرد وَقَالَ إِن كَبْش الْقَوْم سيدهم، مِمَّن فضل فِي العقليات وَأخذ عَن جمَاعَة بِدِمَشْق والقاهرة مِنْهُم الْعَلَاء الحصني والكافياجي وناب فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة عَن الْعَلَاء بن قَاضِي عجلون قَلِيلا بِدِمَشْق ثمَّ عَن ابْن الشّحْنَة وَغَيره بِالْقَاهِرَةِ وَامْتنع الأمشاطي من استنابته واختص بِمقدم المماليك مِثْقَال وَأم عِنْده وَعرف بالإقدام وَتردد إِلَيّ كثيرا وتشدد وتفيهق وانتقى من الصِّحَاح وَكَانَ يراجعني فِي أَشْيَاء يظْهر انتقاد الْقَامُوس فِيهَا، وَآل أمره لشدَّة فقره إِلَى أَن سَافر إِلَى الشَّام فَأَقَامَ فِي ظلّ أَخِيه. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خطاب. فِيمَن جده مُحَمَّد بن خطاب. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خلف الشَّمْس القمني ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي خَازِن كتب الْمُؤَيد وَيعرف بالقمني. مَاتَ بعد أَن كف وَلزِمَ بَيته مديدة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشري رَجَب سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ عَن نَحْو الثَّمَانِينَ، وَكَانَ مِمَّن حضر عِنْد القاياتي وَابْن المجدي وَشَيخنَا وَتردد إِلَى الْأَعْيَان كَابْن الْبَارِزِيّ وَابْن الْعَطَّار وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَنسب إِلَيْهِ تَفْرِيط فِي بعض كتب المؤيدية فَطَلَبه الدوادار الْكَبِير قبل مَوته بِيَسِير فِي حَال انْقِطَاعه وَأقَام بِبَابِهِ مرسما عَلَيْهِ أَيَّامًا حَتَّى شفع فِيهِ بعد جمع مَا كَانَ عوده كالمعتذر بل المستحيل وَهُوَ الْمحْضر لشَيْخِنَا مراسلة البقاعي من سَفَره إِلَى القاياتي وَأَيَّام قَضَائِهِ وفيهَا التَّعْرِيض بشيخنا لمزيد اخْتِصَاص صَاحب التَّرْجَمَة بالقاياتي وبنية حَيْثُ اختلسها من بَيته فَأمره

شَيخنَا بعودها إِلَى محلهَا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن درباس خَادِم الْأَقْصَى. فِي ابْن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي الْفَتْح. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الظهير أَو الْمظهر على مَا يحرر الْجَزرِي الدِّمَشْقِي. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن عَليّ. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الحميد بن عَليّ تَقِيّ الدّين الموغاني الأَصْل الْمدنِي نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن عبد الحميد. اشْتغل بالأدب ونظم الشّعْر وَكَانَ فِيهِ صمم فَكَانَ لذكائه يدْرك مَا يكْتب لَهُ فِي الْهَوَاء وَمَا يكْتب فِي كَفه بالإصبع لَيْلًا. مَاتَ بِمَكَّة سنة عشر قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: وَقد حاكاه فِي ذَلِك صاحبنا عبد الرَّحْمَن ابْن عَليّ الْحلَبِي الأَصْل سبط أبي أُمَامَة بن النقاش يَعْنِي الْمَاضِي فِي مَحَله وَذكره التقي الفاسي فِي مَكَّة فَقَالَ أَنه سمع بِمصْر من جوَيْرِية الهكارية وَالْجمال عبد الله الْبَاجِيّ وَغَيرهمَا بِدِمَشْق كَمَا ذكر من ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي) عمر، وَله اشْتِغَال بِالْعلمِ ونباهة فِي الْأَدَب وَغَيره وذكاء مفرط بِحَيْثُ أَنه لما أَصَابَهُ الصمم كَانَ يكْتب لَهُ فِي الْهَوَاء ثمَّ فِي يَده لَيْلًا فَلَا يفوتهُ شَيْء من فهمه غَالِبا بِحَيْثُ يتعجب النَّاس من ذَلِك وَكَانَت لَهُ مكانة عِنْد أَمِير الْمَدِينَة ثَابت بن نعير بن مَنْصُور بن جماز بن شيحة ثمَّ نَالَ مَكَّة عِنْد صَاحب مَكَّة حسن بن عجلَان وأعيان جماعته وَكَانَ يكْتب عَنهُ إِلَى مصر وَغَيرهَا وَأقَام على ذَلِك سِنِين وَله تردد كثير لمَكَّة من قبل ولَايَته ثمَّ قطنها حَتَّى مَاتَ وَكَذَا دخل الْيمن فنال مِنْهُ خيرا وترافقنا مرّة إِلَى الطَّائِف للزيارة وَسمعت من لَفظه بالسلامة حَدِيث الْأَعْمَال من الغيلانيات عَن ابْن أميلة وَابْن عمر إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا وعدة حكايات مَاتَ فِي الْمحرم وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السّبْعين أَو قاربها وَشهد الصَّلَاة عَلَيْهِ وَدَفنه صَاحب مَكَّة الْمشَار إِلَيْهِ وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن قَاسم الشَّمْس بن الْبُرْهَان الْمدنِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْقطَّان. مِمَّن حفظ الْمِنْهَاج واشتغل قَلِيلا وَسمع مني بِالْمَدِينَةِ. مَاتَ فِي ثَانِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين. مُحَمَّد الْجمال أَخُو الَّذِي قبله وَذَاكَ الْأَكْبَر، مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ أَيْضا. مُحَمَّد الصّلاح أَخُو اللَّذين قبله. ولد فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه واشتغل عِنْد السمهودي والبلبيسي وَغَيرهمَا وَسمع على أبي الْفرج المراغي والشهاب الأبشيطي وَقَرَأَ على وَالِده صَحِيح مُسلم والرياض للنووي وعَلى الشَّيْخ مُحَمَّد المراغي الْأَذْكَار، وَدخل الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه فَقَرَأَ على الديمي البُخَارِيّ واشتغل فِي الْعَرَبيَّة على النُّور الْبُحَيْرِي وَفِي الْفِقْه على عبد الْقَادِر الصعيدي الذروي وَحضر عِنْد القَاضِي زَكَرِيَّا وَرجع

فلازمني حَتَّى قَرَأَ مُسلما وَسمع غير ذَلِك وَحصل بعض تصانيفي. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شرف بن مَنْصُور بن مَحْمُود بن توفيق بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمُحب أَبُو الْفضل بن الْبُرْهَان أبي إِسْحَق بن الزين الزرعي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي عجلون، وَأَجَازَ لَهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَابْن خطيب الناصرية وَأَبُو جَعْفَر بن الضياء وَآخَرُونَ، وناب عَن الباعوني فَمن بعده وَلكنه ترفع عَن من بعد الخضيري، نعم نَاب فِي الخطابة بالجامع الْأمَوِي عَن الشهَاب بن الفرفور مسئولا فِي ذَلِك ودرس بالظاهرية الجوانية وبالعذراوية ثمَّ رغب عَنْهُمَا لِابْنِ الْمُعْتَمد،) وَكَانَ حسن الشكالة والعبارة وَالْأَدَاء والخطابة بل قيل إِنَّه جمع ديوانا، وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا آخرهَا فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وبذل مَالا ثمَّ رَجَعَ. وَمَات فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين بِدِمَشْق وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير عِنْد أسلافه وَكَانَت جنَازَته حافلة. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس بن الْبُرْهَان القاهري وَالِد عبد الْخَالِق الْحَنَفِيّ الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْعقَاب بِضَم الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْقَاف. وَحفظ الْقُرْآن وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ صَحِيح مُسلم بِقِرَاءَة الْجمال بن هِشَام وَغَيره وانْتهى فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَختم البُخَارِيّ بإجازته من الْبَيَانِي وَختم الشفا بِسَمَاعِهِ لَهُ على ابْن حَاتِم، وَكَذَا سمع على شَيخنَا وَغَيره، وتنزل فِي بعض الْجِهَات وتكسب ثمَّ انْقَطع بالفالج وَغَيره. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْفضل بن الإِمَام المغربي الْمَالِكِي وَسمي المقريزي وَالِده يحيى وَسَيَأْتِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحِيم الصّلاح القاهري الشَّافِعِي الحريري وَيعرف بِابْن مُطِيع. ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَكَانَ أَبوهُ حريريا فَمَاتَ وَهُوَ ختين فَتزَوج الشهَاب بن مُطِيع أمه فاشتهر بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ وَنَشَأ كأبيه حريريا ثمَّ تَركهَا بعد أَن أتقنها، وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك وَقَالَ أَنه عرضهَا على السراج بن الملقن والزين الْعِرَاقِيّ وَغَيرهمَا وَأَنه بحث فِي الْفِقْه على الْبُرْهَان الأبناسي والشهاب بن الْعِمَاد والشمسين الْبرمَاوِيّ والأسيوطي والبرهان البيجوري فِي آخَرين ولازم الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ، وَحج مرَّتَيْنِ أولاهما بعد الثَّمَانِينَ رجبيا وزار بَيت الْمُقَدّس مرَارًا أَولهَا سنة ثَمَان وَسِتِّينَ مَعَ زوج أمه وَكَانَ يذكر أَنه سمع بهَا ابْن مَاجَه على الزيتاوي، قَالَ شَيخنَا: وَلم يكن مَعَه ثَبت

والزفتاوي والنجم بن رزين وَابْن حَدِيدَة وَابْن الشيخة وَابْن الملقن والسويداوي فِي آخَرين كالتنوخي وَابْن أبي الْمجد والعراقي والهيثمي والحلاوي وبمكة فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ على الْجمال الأميوطي وفقد شَيْئا من مَاله فَحصل لَهُ بِسَبَبِهِ فالج انْقَطع مِنْهُ نَحْو سنة ثمَّ تراجع وَلَكِن صَارَت الْأَمْرَاض تعتريه إِلَى أَن مَاتَ بإسهال أَصَابَهُ فِي آخر علته لَيْلَة السبت ثَانِي عشر ربيع الآخر سنة أَربع وَأَرْبَعين عَن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة سَوَاء وَصلى عَلَيْهِ شَيخنَا وَلم يكن لَهُ وَارِث إِلَّا زوجه فَأقر أَن فِي ذمَّته من الزَّكَاة أَرْبَعِينَ ألف دِرْهَم فُلُوسًا عَنْهَا مائَة وَأَرْبَعُونَ دِينَارا ثمَّ أوصى بِثلث مَا بَقِي وَأَن يفرق نصفا نصفا فَامْتنعَ شَيخنَا من) تنفيذها كَذَلِك وفرقها دِينَارا دِينَارا، وَقد حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ زوجا لأخت زَوْجَة شَيخنَا مِمَّن عرف بِكَثْرَة النَّوَادِر والمداعبات ولطف الْعشْرَة بِحَيْثُ يستطرف وَله وجاهة وَرُبمَا داعبه شَيخنَا ويسميه ابْن نهر حماة يَعْنِي العَاصِي من بَاب المضاد رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار عَمَّا هُنَا. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز الحجاري الْعَطَّار أَبوهُ. سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن أَمِين الدّين إِبْرَاهِيم بن عبد الْغَنِيّ بن إِبْرَاهِيم بن الهيصم الْمَاضِي أَبوهُ. مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الصاحب الزين أَحْمد بن الْفَخر مُحَمَّد بن الْوَزير الْبَهَاء على بن مُحَمَّد بن سليم بن حنا شمس الدّين القاهري خَال الشَّمْس الْقَرَافِيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن أبي جَمْرَة. بَلغنِي أَنه كَانَ يكْتب فِي دواوين الْأُمَرَاء ثمَّ ترك وَكَانَ شَيخا خيرا سَاكِنا نيرا محبا فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ صوفيا بالبيبرسية. مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد قَارب الثَّمَانِينَ أَو زَاد وَكنت أحب سمته وسكونه رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْجمال عبد الله بن خَلِيل بن يُوسُف بن عبد الله الْمُحب المارداني الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْمُؤَذّن حفيد الْجمال الشهير وأخو عبد الرَّحْمَن الماضيين. مِمَّن سمع على شَيخنَا وَغَيره وَدَار على الشُّيُوخ وَحضر دروس الْعَلَاء القلقشندي ثمَّ ترك وَأَقْبل على شَأْنه مَعَ فضيلته فِي الْمِيقَات وَنَحْوه بِحَيْثُ أَقرَأ، وَقد سَافر فِي بعض التجاريد ثمَّ رَجَعَ وَهُوَ متضعف فدام كَذَلِك مُدَّة. وَمَات فِي ثَالِث عشر صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ومولده سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن النَّجْم بن الْبُرْهَان ابْن شَيخنَا الْجمال الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي ابْن جمَاعَة الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَأَخُوهُ إِسْمَاعِيل.

ولد فِي صفر وبخطى فِي مَوضِع آخر ربيع سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وتفقه بجده قَلِيلا ثمَّ ارتحل فَأخذ عَن الْمحلي شَرحه لجمع الْجَوَامِع وَعَن شَيخنَا شَرحه للنخبة وعشارياته وثلاثيات البُخَارِيّ كل ذَلِك بِقِرَاءَة أَخِيه، وَسمع على جده فَأكْثر وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَذَا سمع على التقي القلقشندي وَالشَّمْس البرموني والشهاب بن حَامِد والتقي بن قَاضِي شُهْبَة والعز الْحَنْبَلِيّ وَابْن خَاله) الشهَاب والزينين ابْن خَلِيل القابوني وَابْن دَاوُد والشهابين ابْن الشحام وَابْن مُحَمَّد ابْن حَامِد فِي آخَرين من أهل بَلَده والقادمين عَلَيْهَا وَشَيخنَا ونقيبه ابْن يَعْقُوب والعز بن الْفُرَات وساره ابْنة ابْن جمَاعَة والمحلي وَطَائِفَة بِالْقَاهِرَةِ بل قَالَ أَنه سمع على التدمري المسلسل وعَلى عَائِشَة الكنانية بعض مُسْند الشَّافِعِي وَأَجَازَ لَهُ ابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَزَيْنَب ابْنة اليافعي وَخلق بل أذن لَهُ فِي التدريس شَيخنَا والمحلي والتقي بن قَاضِي شُهْبَة وَقَالَ إِن شُيُوخه يزِيدُونَ على ثَلَاثمِائَة وَاسْتقر فِي مشيخة الصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس بعد صرف الْكَمَال بن أبي شرِيف وَكَذَا خطب بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَحدث ودرس وَأفْتى وَذكرت لَهُ أَوْصَاف حَسَنَة. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله أَو أَبُو بكر وَوَجَدته بِخَطِّهِ ولعلها كنية عبد الله الشَّمْس الشطنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي. ولد بعد الْخمسين وَسَبْعمائة بشطنوف فِي المنوفية من الْوَجْه البحري وَقدم الْقَاهِرَة شَابًّا فاشتغل بالفقه والفرائض والعربية والقراءات وَغَيرهَا وَلم يرْزق الأسناد العالي إِنَّمَا كَانَ عِنْده عَن التقي الوَاسِطِيّ وَنَحْوه وَمهر فِي الْعَرَبيَّة والفرائض وتصدر فِي الْقرَاءَات بالجامع الطولوني وَفِي الحَدِيث بالشيخونية وانتفع بِهِ الطّلبَة سِيمَا فِي الْعَرَبيَّة لانتصابه لأشغالهم بِجَامِع الْأَزْهَر تَبَرعا وَكَانَ كثير التَّوَاضُع مشكور السِّيرَة. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سادس عشري ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بعد عِلّة طَوِيلَة وَقد قَارب الثَّمَانِينَ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه والمقريزي فِي عقوده وكرره وَقَالَ: كَانَ مشكور السِّيرَة مَعْرُوفا بالفضيلة خيرا متواضعا امْتنع من نِيَابَة الحكم وَغَيرهمَا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة الْعلم البُلْقِينِيّ والشرف الْمَنَاوِيّ والشمني وَخلق مِمَّن لَقيته وجود عَلَيْهِ الْقُرْآن الْجلَال القمصي رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الشَّمْس الْكرْدِي الأَصْل ثمَّ الْمَقْدِسِي ثمَّ القاهري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وسمى المقريز جده أَحْمد لَا عبد الله. ولد سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ تَحت كنف أَبَوَيْهِ فتفقه، وَمَال إِلَى التصوف بكليته وَصَحب الصَّالِحين ولازم الشَّيْخ مُحَمَّد القرمي بِبَيْت الْمُقَدّس وتلمذ لَهُ

ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فقطنها وَأَقْبل على الزّهْد، وَكَانَ لَا يضع جنبه بِالْأَرْضِ بل يُصَلِّي فِي اللَّيْل وَيَتْلُو فَإِن نعس أغفى إغْفَاءَة وَهُوَ محتب ثمَّ يعود ويواصل الْأُسْبُوع بِتَمَامِهِ وَيذكر أَن السَّبَب فِيهِ إِنَّه تعشى مَعَ أَبَوَيْهِ قَدِيما فَأصْبح لَا يَشْتَهِي أكلا فتمادى على ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام فَلَمَّا رأى أَن لَهُ قدرَة على الطي تَمَادى فِيهِ فَبلغ أَرْبعا إِلَى أَن انْتهى إِلَى) سبع وَذكر أَنه يُقيم أَرْبَعَة أَيَّام لَا يحْتَاج إِلَى تَجْدِيد وضوء، وَكَانَ يعرف الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَذَا التصوف وَله نظم ونثر فَمن نظمه: (وَلم يزل الطامع فِي ذلة ... قد شبهت عِنْدِي بذل الْكلاب) (وَلَيْسَ يمتاز عَلَيْهِم سوى ... بِوَجْهِهِ الكالح ثمَّ الثِّيَاب) وَكَانَ يكثر فِي اللَّيْل من قَوْله: (قومُوا إِلَى الدَّار من ليلِي نحييها ... نعم ونسألها عَن بعض أهليها) وَيَقُول أَيْضا: سُبْحَانَ رَبنَا إِن كَانَ وعد رَبنَا لمفعولا وَمَات بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَأثْنى عَلَيْهِ هُوَ والمقريزي وَآخَرُونَ، وسافر مرّة لدمياط فَلم يحْتَاج لتجديد وضوء لعدم تنَاوله الْأكل وَالشرب وأضافه شخص بهَا فَأكل عِنْده أَكلَة ثمَّ سَافر فِي الْبَحْر إِلَى الرملة ثمَّ مِنْهَا إِلَى الْقُدس فَلم يَأْكُل إِلَّا بِهِ وكراماته وزهده وأحواله مَشْهُورَة، وَدخل الْيمن وَالْعراق وَالشَّام وَهُوَ أحد الْأَفْرَاد الَّذين أدركناهم، وجاور بِمَكَّة سنة مَعَ القطب بن قسيم الدمياطي، وسمى التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه جده عَليّ بن إِبْرَاهِيم، وبيض لترجمته رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله أَبُو الْخَيْر الْمحلي السيوفي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الأخميمي. فِيمَن جده عبد الْوَهَّاب قَرِيبا. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْمُهَيْمِن الشّرف بن الْفَخر القليوبي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وأبوهما وَيعرف بِابْن الخازن لكَون أَبِيه كَانَ خَازِن حَاصِل البيمارستان المنصوري. مِمَّن عرف بِصُحْبَة الرؤساء ومداخلتهم بِحَيْثُ كثرت جهاته وَخلف وَالِده فِي الخزن الْمشَار إِلَيْهِ وَكَثُرت مخالطته للشمس الْحِجَازِي بلديه ومختصر الرَّوْضَة والشرف السُّبْكِيّ وَإِمَام الكاملية وَذكر بهمة عالية وإقدام وَمَعْرِفَة بطرق التَّحْصِيل كل ذَلِك مَعَ تكسبه بِالشَّهَادَةِ على بَاب الكاملية واختص بالأشرف إينال فِي حَال أَمرته وَلَو أدْرك تملكه لأرتق للوظائف حَسْبَمَا كَانَ يعده بِهِ مَمْلُوكه بردبك وَلكنه مَاتَ فِي منتصف سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَظنهُ قَارب السِّتين وَخلف وَلَده فَخر الدّين مُحَمَّد فَلم يعمر بعده، وَقد سمع صَاحب التَّرْجَمَة على

سارة ابْنة السُّبْكِيّ فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِقِرَاءَة شَيخنَا بعض الْأَجْزَاء وَمَا علم بِهِ أحد من أَصْحَابنَا، وَقد) استجزته عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن التَّاج عبد الْوَهَّاب على الْأَكْثَر أَو الْجمال عبد الله كَمَا رَأَيْته فِي بعض ورق عرضه تَاج الدّين الأخميمي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط القَاضِي الشهَاب أَحْمد الأخميمي الشَّافِعِي ووالد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف أَبوهُ بالسيوفي وَهُوَ بالتاج الأخميمي. ولد فِي يَوْم أَربع وَثَمَانمِائَة بِالْقربِ من بركَة الرطلي من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بالصالحية فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابْن ملك وَعرض فِي سنة سبع عشرَة فَمَا بعْدهَا على جمَاعَة أجَازه مِنْهُم الْعِزّ بن جمَاعَة والبرهان البيجوري وَشَيخنَا والبدر بن الْأَمَانَة وَالْجمال بن عرب والتلواني والحمصي فِي آخَرين لم يُصَرح وَاحِد مِنْهُم فِي خطه بهَا كالولي الْعِرَاقِيّ وَعَجِبت لذَلِك مِنْهُ وقاري الْهِدَايَة والشمسين البوصيري والبرماوي والجلال البُلْقِينِيّ لكنه سمع دروسه ومواعيده واختص بالتقي ابْن أَخِيه ثمَّ بولده الولوي وَكَذَا حضر عِنْد البيجوري فِي دروسه وَسمع على الْجمال الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس الشَّامي مُسْند المكيين والمدنيين من مُسْند أَحْمد وَكَذَا سمع مِمَّن تَأَخّر عَنْهُمَا، وَحدث بِأخرَة سمع مِنْهُ بعض الطّلبَة، وَحج وجاور وسافر على السحابة الزينية الإستادارية لاختصاصه بِهِ وملازمته لخدمته بِحَيْثُ أَنه لما فوض أَمر الْحِسْبَة إِلَيْهِ استنابه فِيهَا وَدَار الْقَاهِرَة على الْعَادة وَبَين يَدَيْهِ الرُّسُل وَأمر وَنهى وَكَذَا نَاب فِي الْقَضَاء وأضيف إِلَيْهِ ظنان وقليوب وَغَيرهمَا واستنزل الولوي عَن خطابة منية الشيرج وَنظر جَامعهَا ثمَّ رغب عَنْهُمَا وَعمل أَمِين الحكم فِي بعض ولايات الْمَنَاوِيّ لكَونه أقرضهم مَالا، وَلم يحمد تصرفه فِي ذَلِك وَقد أهانه الأتابك فِي وَقت، وثروته مستفيضة بعد فاقته فِي ابْتِدَائه وجهاته كَثِيرَة سِيمَا بعد موت ابْنه المتجرع ألم فَقده وَلكنه لما مَاتَت زَوجته وَهِي ابْنة نَاصِر الدّين الزفتاوي تزوج بعْدهَا شَابة مَعَ علو سنه لوفور عزمه ونشاطه واستولدها ابْنة وفارقها ثمَّ تزوج غَيرهَا مَعَ تردده لبَعض رُؤَسَاء الْوَقْت وموافاته ولديه حشمة وأدب وتودد وهمة وَرُبمَا بر بعض الْفُقَرَاء بِالْأَكْلِ وَنَحْوه وتعلل مُدَّة رغب فِي انتهائها عَن كثير من جهاته. وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشري رَمَضَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالأزهر بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَدفن عِنْد وَلَده رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب كَمَال الدّين بن سعد الدّين اللدي الأَصْل الْغَزِّي ابْن كَاتب سرها وَابْن أخي نَاظر جيشها. ولد فِي سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة

بغزة وَنَشَأ بهَا فِي كنف) أَبَوَيْهِ فَأخذ عَن الشَّمْس الْحِمصِي ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ عَن الْجَوْجَرِيّ وَابْني أبي شرِيف وَغَيرهم بل وَأخذ عَن الْأَخيرينِ بِبَيْت الْمُقَدّس وَسمع على يَسِيرا وَتزَوج ابْنة ابْن الطنبذي سبطة الْمَنَاوِيّ، وَكَانَ عَاقِلا حَرِيصًا على الِاشْتِغَال فهما حفظ الْبَهْجَة وَغَيرهَا وَعرض. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشري ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ ضحى الْغَد فِي مشْهد فِيهِ من ذكر من شُيُوخه عوضه الله الْجنَّة. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبيد الله بن مخلوف بن رشيد الشَّمْس أَبُو عبد الله العفصي القاهري الْحَنَفِيّ الْمقري مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن الْفَخر الضَّرِير والمشبب والزراتيتي وَاسْتقر بعده فِي مشيخة الْقُرَّاء بالبرقوقية وتميز فِيهَا وتصدى للإقراء فَأخذ عَنهُ خلق كَابْن أَسد وَرغب لَهُ عَن البرقوقية وَقَالَ أَنه يرْوى أَيْضا عَن الْبَغْدَادِيّ والتنوحي وَأم بالزمامية وَشهد عَلَيْهِ الأكابر كالزينين طَاهِر ورضوان وَإِمَام الْجَامِع وعظموه وَوَصفه الْأَخير بشيخنا وَأثبت شَيخنَا اسْمه فِي الْقُرَّاء بالديار المصرية وسط هَذَا الْقرن وَمَات قبل الْخمسين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن سعيد الشَّمْس بن الْفَقِيه الصَّالح الْبُرْهَان الخراشي الأَصْل نِسْبَة لأبي خراشة القاهري الْمَالِكِي وَيعرف أَبوهُ بِابْن النجار وَهُوَ بالخطيب الوزيري لسكناه فِي تربة قلطماي من بَاب الْوَزير. ولد سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة واشتغل فِي ابْتِدَائه بِالْعَرَبِيَّةِ على النُّور الْوراق وَكَذَا أَخذ عَن الْعَلَاء الْكرْمَانِي ثمَّ أَخذ فِي الْفِقْه والعربية عَن السنهوري ولازم الْأمين الأقصراني والتقي الحصني فِي آخَرين كحفيد الفنري قَالَ أَنه لَازمه بِمَكَّة والزين زَكَرِيَّا وَفِي شبوبيته الشَّمْس بن أجا الْحلَبِي وَنَحْوه ثمَّ أَبَا الْفضل النويري الْخَطِيب الْمَكِّيّ وَقَرَأَ بَين يَدَيْهِ فِي الْأَزْهَر وَغَيره فراج بذلك وَقَالَ أَنه سمع على السَّيِّد النسابة والجلال بن الملقن والمحب الفاقوسي وَالْجمال بن أَيُّوب والنور البارنباري وَالشَّمْس التنكزي وَأم هَانِئ الهورينية فِي آخَرين كالقطب الخيضري والشاوي وسافر لدمشق مَعَ الشهَاب بن المحوجب ظنا فَسمع بهَا صَحِيح البُخَارِيّ على الْبُرْهَان التاجي بِعُمُوم إِجَازَته من عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَتردد للأكابر كالزيني بن مزهر مَعَ الْبَدْر بن الْغَرْس وَغَيره وسلك طَرِيقه فِي الانخفاض والترفع وتزايد اخْتِصَاصه بالشرف بن البقري وبكاتب المماليك بن جُلُود الصَّغِير جدا وخاض من لم يتثبت فِي أُمُور كَثِيرَة مُنكرَة نعم صَحَّ لي أَنه كَانَ يلبس بعض الرؤساء وَلم يتحاش عَن سَائِر أَعْضَائِهِ وَمَعَ ذَلِك فتصوفه وَأخذ عَن ابْن أُخْت الشَّيْخ مَدين ولوى العذبة وَحضر الْمجَالِس) الوفائية وَخَالف أَمر شيخهم الْآن إِبْرَاهِيم فِي الْمحل

الَّذِي عينه لَهُ لجلوسه لكَونه يرى جلالته أعظم من ذَلِك، وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بالجمالية عقب النُّور بن التنسي وَكَاد اللَّقَّانِيّ أَن يقد غبنا وبالحسنية برغبة النُّور أخي الزين طَاهِر وَفِي تدريس الْكَشَّاف بالمؤيدية عقب الْأمين الأقصرائي بعد أَن عين للنجم بن حجي وَذكر لَهُ الْجمال الكوراني وَلكنه لَيْسَ عَلَيْهِمَا وَأسسَ مَا تقرب بِهِ دونهمَا وتحاكى الطّلبَة تحريفه قَول الْكَشَّاف كأنهار دجلة بقوله كَأَنَّهَا ردجلة واستخباره عَن مَعْنَاهُ وَفِي مشيخة صوفية الفيروزية بالوزيرية ونظرها وَفِي أَشْيَاء بتربة قلمطاي مَحل سكنه وَفِي غير ذَلِك، وَكَثُرت جهاته ومرتباته لمزيد دورانه ومزاحمته حَتَّى قَالَ ابْن الغرز أَنه فاقنا فِي ذَلِك وَأكْثر من حُضُور دروس نَاظر الْجَيْش الْبَدْر بن كَاتب جكم، وَحج وجاور سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وأهين هُنَاكَ من الباش وَكَذَا أهين بِالْقَاهِرَةِ من شيخ الأشرفية الإِمَام الكركي وَدَار عَلَيْهِ أعوان الدوادار الْكَبِير ليوقع بِهِ فاختفى إِلَى أَن تلطف ابْن أجا بالقضية وَمن الْمُحب بن الشّحْنَة بِسَبَب مَسْأَلَة ابْن الفارض فِي وقائع لَا حَاجَة بِنَا فِيهَا، وَمِمَّنْ كَانَ يحاققه ويناقشه النُّور عَليّ الْبُحَيْرِي بِحَيْثُ حلف هَذَا بِالطَّلَاق أَنه لَا يكلمهُ وَكَذَا تجاذب الْكِتَابَة مَعَ الْجلَال بن السُّيُوطِيّ فِي غير مَسْأَلَة وَامْتنع من سَمَاعه عرض وَلَده وَعلل ذَلِك بِكَوْنِهِ لَا يسمح بِالْكِتَابَةِ لَهُ بِمَا فِي نَفسه وتخابط مَعَ الْجلَال ابْن الأبشيهي مَعَ أَنه يرَاهُ فِي عداد طلبته، وَدخل الشَّام كَمَا قدمت وَغَيره وأقرأ الطّلبَة قَلِيلا، وَمِمَّنْ لَازمه الْمُحب القلعي لكَونه تزوج أُخْت زَوجته والشهاب بن الْعَاقِل والسديسي مَعَ إِنْكَاره ذَلِك فِيمَا قيل وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو المكارم بن ظهيرة وَكتب فِي مَسْأَلَة ابْن الفارض وَلَيْسَ فِي الْإِمْكَان وَنَحْو ذَلِك، وَرُبمَا أفتى، وَسمعت أَنه كتب على تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَقَالَ لي أَنه شرح رِسَالَة صوفية من رَأسه وَأَنه سيريلها لأقف عَلَيْهَا وأختصر شرح الْأَسْمَاء الْحسنى للغزالي وقرضه لَهُ الإِمَام الكركي وَابْن عَاشر وتوسل بِهِ فِي إيصاله للسُّلْطَان فأثابه قَلِيلا هَذَا مَعَ كَثْرَة مقته لَهُ قبل ذَلِك وَبعده وطرده لَهُ عَن الدُّخُول مَعَ جمَاعَة عَلَيْهِ بل كَاد ضربه وَهُوَ لَا يَنْفَكّ عَن المهاجمة والمزاحمة وأبعده أَمِير سلَاح تمراز وتنبك قرا وَهُوَ يُبَالغ فِي التوسل والتطفل، وَكَذَا أغْلظ عَلَيْهِ الْبَدْر بن مزهر والتتائي أحد فضلاء الْمَالِكِيَّة وانتصر لَهُ قَاضِي الْحَنَفِيَّة مِنْهُ وَصَارَ يحضر دروسه وينقل صَاحب التَّرْجَمَة أَنه يَقُول لَهُ: لَو علمناك بِهَذِهِ المثابة مَا ساعدنا غَيْرك وَلذَا تلفت إِلَى الْقَضَاء وَأشيع أَيْضا الأغلاظ عَلَيْهِ من) الدوادار الْكَبِير أقبردي وَمن لَا أحصرهم حَتَّى كَانَ بَينه وَبَين الصّلاح الطرابلسي شيخ الأشرفية مَا لم يُعجبنِي، وَمَات لَهُ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين بنُون أكبرهم كَانَ

حنفه حَاز بِهِ جِهَات ثمَّ رغب عَن بعض جهاته وَحج فِي موسمها وجاور وَأرْسل إِلَيّ برأسي سكر فَمَا قبلتهما إِلَّا بِجهْد وَتردد لِابْنِ حسن بك فِي أَيَّام الثمان ثمَّ لِابْنِ النيربي وَنَحْوهمَا فضلا عَن القَاضِي وأهين فِي مسيره من كاشف الْمحلة كَانَ الْعَلَاء بن زوين وَوَقع بَينه وَبَين حسن بن الظَّاهِرِيّ بِسَبَب غير مرضِي وَبَين ابْن نَاصِر بل وصاحبنا الشهَاب المنزلي وبالمدينة بَينه وَبَين الْعَلامَة السَّيِّد السمهودي مَا فِي شرح كُله جفَاء وَهُوَ مُبين فِي الْحَوَادِث، وَقد تجرد مرّة عَن الثِّيَاب وَمَشى كَذَلِك من عَارض فضبطه أَهله ودام مُنْقَطِعًا بِهِ أَيَّامًا ثمَّ تراجع، وَلم يزل سَيِّدي أَحْمد بن حَاتِم يَقُول لي أَنه يحسن الدُّخُول دون الْخُرُوج وَعِنْدِي أَنه لَا يحسنهما، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الخفة وسلامة الْفطْرَة وَلذَا لم يلْتَزم طَرِيقه وصاهره على ابْنة لَهُ الْجلَال الصَّالِحِي وَكَانَ بَينهمَا كَلَام وعَلى أُخْرَى التقي بن الْبرمَاوِيّ، وَسيرَته طَوِيلَة وأحواله مستحيلة وَرَأَيْت من يَحْكِي فِي مزِيد احتياله أَنه أظهر وَهُوَ بَين يَدي تنبك قرا هزيرة فأحضر لَهُ من ملبوسه قصير كم فَقَامَ بِهِ ثمَّ لم يعد بِهِ إِلَيْهِ وَالْأَمر أَعلَى من ذَلِك لَكِن بِالْجُمْلَةِ هُوَ فَاضل متميز فِي فنون يُقَال لَهُ نظم ونثر وحواش وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْإِقْدَام وَعدم التأدب بِحَيْثُ فجر على مربيه ابْن الْغَرْس ورام فعل ذَلِك مَعَ قَاضِي الْمَالِكِيَّة اللَّقَّانِيّ فَأمر بإقامته مَعَ كَونهمَا فِي مجْلِس ابْن مزهر وساعده رَفِيقه الْحَنَفِيّ الأمشاطي قَائِلا لَهُ رفع صَوْتك بِحَضْرَتِهِ قلَّة أدب أَو نَحْو ذَلِك وَفِي شرح ماجرياته طول سِيمَا بالحرمين فِي مجاورته سنة ثَمَان وَتِسْعين الَّتِي زار فِي أَثْنَائِهَا وَكَانَ بَينه وَبَين جماله مَا يُنَافِي الْعقل وَآخر أمره أَنه لما رفع مَعَ الركب قعد فِي الينبوع وَلم يزر وَقَالَ فِيهِ الشُّعَرَاء نسْأَل الله التَّوْفِيق. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان الشَّمْس أَبُو عبد الله السفطرشبني ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي ثمَّ الشَّافِعِي الشاذلي وَالِد عَليّ الْمَاضِي، صاهر النُّور الأدمِيّ وَبِه تحول شافعيا وَأخذ عَنهُ وَعَن الزين الْعِرَاقِيّ وَغَيرهمَا وَفضل مَعَ الصّلاح وَالْخَيْر. مَاتَ بصالحية دمشق بعد الثَّلَاثِينَ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الْكَمَال أَبُو الْفضل بن أبي الصَّفَا الْحُسَيْنِي الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْحلَبِي الْمَقْدِسِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ سيف المستفيض الثَّنَاء عَلَيْهِ وَيعرف بِابْن أبي الصَّفَا وَرُبمَا لقب بدموع. ولد بحلب وتحول مِنْهَا مَعَ أَبِيه إِلَى) الْقُدس فحفظ الْقُرْآن والجزرية فِي الْقرَاءَات والمنار والكنز وألفية ابْن ملك وتدرب بوالده فِي فنون وانتفع بِهِ وبأبي اللطف الحصكفي ولازم سِرَاجًا الرُّومِي فِي الْفِقْه وأصوله وجود الْقُرْآن على ابْن عمرَان وَسمع مَعنا هُنَاكَ على التقي

القلقشندي وَالْجمال بن جمَاعَة وَغَيرهمَا، وسافر إِلَى الشَّام فَأخذ عَن حميد الدّين النعماني القَاضِي ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ عَن ابْن الْهمام قبل حجَّته الْأَخِيرَة ثمَّ وردهَا أَيْضا وَأخذ عَن ابْن الديري والشمني والأقصرائي والكافياجي والعضد الصيرامي والزين قَاسم وَكَذَا التقي الحصني فِي آخَرين وَفِي بعض هَذَا نظر وَحج مَعَ أَبِيه وَهُوَ صَغِير وناب عَن الْمُحب بن الشّحْنَة فِي الْقَضَاء وَلم تحمد سيرته بل كَانَ هُوَ الْقَائِم بجل الاستبدالات فِي أيامهم لَا محبَّة فِيهِ بل لِأَنَّهُ يتْلف مَا يرتشيه بِسَبَبِهَا مَعَ بني القَاضِي وَغَيره فِيمَا لَا يرضى غير متستر وَلَا متكتم بِحَيْثُ أتلف فضيلته وَرُبمَا كَانُوا يتجرءون بِهِ على الأماثل كالنجم القرمي وَلم يحصل على طائل، وَقد سوعد فِي تدريس الناصرية وَغَيرهَا كالأشرفية الْقَدِيمَة ظنا وَكِلَاهُمَا بعد السيفي وَصَارَ يرتفق بِالشَّهَادَةِ عِنْد ابْن الْقَرَافِيّ وَنَحْوه وبالمبرة من ابْن مزهر وَبِالْجُمْلَةِ فَلهُ مُشَاركَة فِي الْفَضَائِل ونظم حسن سمعته ينشد مِنْهُ بل ذكر لي أَنه شرح الجرومية والقطر لِابْنِ هِشَام وَالْقسم الأول من تَهْذِيب الْكَلَام للتفتازاني فِي الْمنطق وَالْأَكْثَر من ثَلَاثَة أَربَاع الْهِدَايَة وَقطعَة من ألفية ابْن ملك كِلَاهُمَا مزجا وَقطعَة جَيِّدَة من خُلَاصَة الْخُلَاصَة لِابْنِ الهائم فِي النَّحْو وَكتب على التَّوْضِيح حَاشِيَة وأقرأ بعض الطّلبَة. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْكرْدِي ثمَّ الْمَقْدِسِي. مضى فِيمَن جده عبد الله. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الرضي أَبُو الْفضل بن الْجمال القلقشندي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي كل من أَبِيه وجده وَأَبِيهِ. ولد فِي ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَعرض عَليّ فِي الْجَمَاعَة ولازم الْبَدْر المارداني فِي الْفَرَائِض والحساب حَتَّى تميز وَعمل لَهُ أجلاسا وَأذن لَهُ واشتغل أَيْضا فِي الْفِقْه والعربية والمنطق وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه الزين زَكَرِيَّا والجوجري والكمال بن أبي شرِيف والسنهوري ونظام، وَحج فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ مَعَ أَبِيه وزوجه قبلهَا ثمَّ فسد حَاله بعد محنة أَبِيه وَصَارَ إِلَى هَيْئَة مزرية وَحَالَة غير مرضية ليَكُون فِي ذَلِك للمتعاظمين الِاعْتِبَار وسلوك التَّوَاضُع وَترك الفشار. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن بريد عفيف الدّين أَبُو الطَّاهِر ابْن صاحبنا الْبُرْهَان) الدِّمَشْقِي القادري مِمَّن أسمعهُ وَالِده مني، وَمَات بعد أَبِيه بِقَلِيل وَهُوَ صَغِير. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْمُحب أَبُو بكر أَخُو الَّذِي قبله وَهُوَ الْأَكْبَر يَأْتِي فِي الكنى. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عُثْمَان بن يُوسُف بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الله أصيل الدّين أَبُو الْفَتْح بن الْبُرْهَان أبي إِسْحَق الهنتاتي بِفَتْح الْهَاء ثمَّ نون سَاكِنة

وفوقانيتين بَينهمَا ألف نِسْبَة لبلدة بمراكش المراكشي الموحدي نِسْبَة إِلَى الْمُوَحِّدين الْقَبِيلَة الشهيرة بالمغرب الْمصْرِيّ المولد وَالدَّار الْمَالِكِي الشاذلي وَيعرف بِابْن الخضري بمعجمتين مَضْمُومَة ثمَّ مَفْتُوحَة. ولد كَمَا قَالَ لي فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سادس عشري الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَكتبه مرّة بِخَطِّهِ سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَكتبه مرّة بِخَطِّهِ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَقيل ثَمَان وَثَمَانِينَ أَو أَربع وَتِسْعين بِخَط جَامع ابْن طولون. وَقَالَ المقريزي فِي عقوده بعد أَن أسقط من نسبه عُثْمَان إِنَّه بِظَاهِر الْقَاهِرَة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشري الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين فَالله أعلم، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لعدة قراء على التقي الدجوي والغماري وتجويدا بل ولنافع وَأبي عمر وعَلى النُّور عَليّ أخي بهْرَام وَحفظ الْعُمْدَة والإلمام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد والشاطبيتين والطوالع فِي أصُول الدّين وَابْن الْجلاب والرسالة كِلَاهُمَا فِي الْفِقْه والحاجبية والملحة وغالب ألفية ابْن ملك وَالتَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وَالْقَصِيدَة الغافقية وَغَيرهَا، وَعرض على السراج البُلْقِينِيّ والتاج بهْرَام والغماري والبشكالسي فِي آخَرين وتفقه بِأبي حَفْص عمر التلمساني وَالشَّمْس الساطي وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن سعد الدّين الْخَادِم والغماري والمنطق عَن عُثْمَان الشغري ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي فنونه وخدمه سِنِين وانتفع بِهِ وَسمع الحَدِيث على الشهَاب الْجَوْهَرِي والمطرز والغماري والشرف بن الكويك بل أخبر أَنه سمع على ابْن أبي الْمجد الفرسيسي والتقي الدجوي فَالله أعلم، وَحدث وَأفَاد ودرس وَأعَاد وَقَالَ الشّعْر الْحسن وطارح الأدباء ونادم الْأَعْيَان واشتهر بالمجون الزَّائِد والتهتك وخلع العذار وخفة الرّوح وَسُرْعَة الْإِدْرَاك مَعَ التَّقَدُّم فِي السن لكنه كَانَ يَحْكِي أَنه اسْتعْمل البلادر، كل ذَلِك مَعَ الْفَضِيلَة التَّامَّة والمشاركة فِي النَّحْو واللغة وَالْفِقْه والطب والهيئة، ولي قَدِيما تدريس الْفِقْه بِجَامِع الْحَاكِم والقراسنقرية والحسنية والْحَدِيث فِيمَا زعم بالفاضلية والإعادة بالكاملية والمنصورية والتصدير بِجَامِع عَمْرو وَغير ذَلِك وباشر الشَّهَادَة بالمفرد وَالْخَاص وَغَيرهمَا، وَحج بضع عشرَة حجَّة أَولهَا فِي سنة أَربع عشرَة وَآخِرهَا بعد السِّتين، وَكتب عَنهُ ابْن فَهد فِي توجهه سنة خمسين، وَهُوَ مِمَّن قرض لِابْنِ ناهض نظم) سيرة الْمُؤَيد، وَقد كتبت عَنهُ قَدِيما من نظمه ونثره وأسمعت ابْني عَلَيْهِ وَلم يكن بِحجَّة، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه لزم ابْن جمَاعَة فَأخذ عَنهُ عدَّة عُلُوم مَا بَين منطق وجدل وَغَيرهمَا وشارك فِي الْفِقْه وأصوله والطب والنحو ثمَّ أقبل على طلب الدُّنْيَا وَلَو اسْتمرّ على الِاشْتِغَال لجاد وساد لما عِنْده من الذكاء والفطنة وَسُرْعَة الْحِفْظ وجودة التَّصَوُّر وَهُوَ مَعَ ذَلِك يجيد نظم الشّعْر ويغوص على مَعَانِيه وَلَا يكَاد يخفى عَلَيْهِ

من دقائقه إِلَّا الْيَسِير، صحبني قَدِيما وَتردد إِلَيّ مرَارًا وترافقنا فِي الْحَج سنة خمس وَعشْرين فَمَا علمت إِلَّا خيرا، وَفِيه دعابة وَعِنْده مجون وخفة روح تستحسن وَلَا تستهجن ثمَّ روى عَنهُ أَن شَيْخه الْعِزّ بن جمَاعَة حكى لَهُ أَنه كثيرا مَا كَانَ يحوك فِي صَدره الْوُقُوف على كَلَام ابْن عَرَبِيّ من أَصْحَابه وَالتَّابِعِينَ لَهُ ليعرف مَا عِنْدهم فِيهِ قَالَ: فرأيته لَيْلَة فِي الْمَنَام فَقَالَ لي اقْرَأ كتبي على هَذَا وَأَشَارَ لشخص فَنَظَرت إِلَيْهِ وعرفته واستيقظت فَمَكثت مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ سَمِعت بِأَن شخصا يُسمى مُحَمَّد بن عَادل بن مَحْمُود التبريزي وَيعرف بشيرين قد ورد وَنزل مدرسة السُّلْطَان حسن وَهُوَ يَدعِي معرفَة كتب ابْن عَرَبِيّ ويحققها فمضيت إِلَيْهِ فَلَمَّا وَقع بَصرِي عَلَيْهِ رَأَيْته كَأَنَّهُ الشَّخْص الَّذِي أرانيه ابْن عَرَبِيّ فِي مَنَامِي فتعجبت بِحَيْثُ ظَهرت إِمَارَة التَّعَجُّب عَليّ وتأنيت فِي السّير إِلَيْهِ قَلِيلا فَسَأَلَنِي عَن السَّبَب فَأَخْبَرته فَأَخْبرنِي أَنه أَيْضا رأى ابْن عَرَبِيّ فِي النّوم وَأَنه أمره بِالْمَسِيرِ لمصر لإقراء شخص وَأَشَارَ إِلَيْهِ وَهُوَ أسبه النَّاس بك قَالَ: وَحِينَئِذٍ قَرَأت عَلَيْهِ فَلَمَّا انْتَهَت الْقِرَاءَة وَعلمت مَا هم عَلَيْهِ تجهز وَقَالَ: قد حصل مَا جِئْنَا بِسَبَبِهِ وَلم يقم وَأَن وَالِده أَبَا إِسْحَق إِبْرَاهِيم قَالَ لَهُ: سَمِعت من لفظ الْبُرْهَان الجعبري بميعاده فِي زاويته خَارج بَاب النَّصْر يَقُول: كَانَ الْجمال بن هِشَام مُعْتَقدًا يَعْنِي فِيهِ مِمَّن يواظب ميعاده فلامه أَبُو حَيَّان على ذَلِك فَقَالَ لَهُ: امش معي واسمع كَلَامه فَفعل فَوَقع مِنْهُ فِي بعض كَلَامه لحن فَأنكرهُ أَبُو حَيَّان بِقَلْبِه فَقَامَ الجعبري قَائِما وَهُوَ ينشد: (سر الخليقة كَائِن فِي الْمَعْدن ... بحقائق الْأَرْوَاح لَا بالألسن) (والجوهر الشفاف خير يقيننا ... إِذْ كَانَت الأصداف مَا لم يجبن) (مَاذَا يُفِيد أَخا لِسَان مُعرب ... إِن يلق خالقه بقلب ألكن) ) (فَإِذا ظَهرت برسم مَا أخفيته ... فَقل الصَّوَاب وَلَو تكن بالأرمن) انْتهى وَالله أعلم بصحتهما. مَاتَ فِي أَوَائِل رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد جَازَ التسعين على أحد الْأَقْوَال عَفا الله عَنهُ وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله: (إِن غَابَ أوزار كَانَ الْقلب فِي تَعب ... لَا خير فِي عشقه إِن جَاءَ أَو سارا) (قَالَ العواذل قد أَتعبت من شغف ... على الحبيب فقد حملت أوزارا) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عمر بن حسن بن حُسَيْن التلواني الأَصْل القاهري شَقِيق يُوسُف الْآتِي أمهما جَان خاتون ابْنة ابْن الْحَاجِب. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن فَرِحُونَ سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد

ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة الْجمال أَبُو السُّعُود، عَالم الْحجاز ورئيسه وَابْن عالمه المضمحل لَدَيْهِ تزييف الْمُبْطل وتلبيسه البرهاني الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده والراضي بِالْقدرِ وكل مَا يتحفه الْمولى بِهِ وَفِيه يسدده سبط عَم وَالِده الْجلَال أبي السعادات المتمكن من الاستنباط فِي علومه والتوليدات، أمه زَيْنَب تزَوجهَا أَبوهُ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين فالجمال بكرهما وفخرهما، ومولده فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن عشري ذِي الْحجَّة من الَّتِي تَلِيهَا فِي حَيَاة جده لأمه وَمَاتَتْ أمه فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ فَنَشَأَ مَعَ كَونه كريم الجدين وقديم بل مديم السعدين فِي كَفَالَة أَبِيه فِي رفاهية وَعز وشريف تربية وَأحْصن حرز واحتفل بختانه فِي سنة سبعين ثمَّ فِيهَا توجه بِهِ أَبوهُ مَعَ الشريف صَاحب الْحجاز إِلَى طيبَة للزيارة وَلما تمّ حفظه لِلْقُرْآنِ وَهُوَ فِيهَا أَو فِي الَّتِي تَلِيهَا تهَيَّأ للاحتفال بِالصَّلَاةِ بِهِ فِي رَمَضَان على جاري الْعَادة فعاق عَنهُ الِاشْتِغَال بالركب الرجبي وَلَكِن رَأَيْت بِخَط النَّجْم بن فَهد أَنه صلى بِهِ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَكَأَنَّهُ عني بوالده، وَحفظ الْأَرْبَعين مَعَ إشارتها والمنهاج كِلَاهُمَا للنووي وألفية الحَدِيث والنحو ومختصر ابْن الْحَاجِب وَالتَّلْخِيص وَغَيرهَا كالطوالع وجانبا من الشاطبية وَعرض فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين فَمَا بعْدهَا على قُضَاة بَلَده الثَّلَاثَة بل على خَاله الشَّافِعِي الْمُنْفَصِل وَإِمَام مقَامه بل على خلق من الْأَئِمَّة الغرباء القادمين عَلَيْهِ كَالشَّمْسِ الشرواني وَالسَّيِّد معِين الدّين بن صفي الدّين وَفتح الله بن أبي يزِيد الشرواني وَأبي إِسْحَق بن نظام بن مَنْصُور الشِّيرَازِيّ الْوَاعِظ وَالْجمال يُوسُف الباعوني الدِّمَشْقِي الشافعيين وَمُحَمّد بن سعيد الصنهاجي ثمَّ المراكشي) وَيحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الزواوي ثمَّ البجائي الفراوسني وَأحمد بن يُونُس وَعبد الْمُعْطِي المغربيين المالكيين وَخير الدّين الشنشي الْحَنَفِيّ فِي آخَرين كَالشَّمْسِ الطنتدائي الضَّرِير وَالسَّيِّد السمهودي وأجازوه كلهم وَذكروا من أَوْصَافه وأوصاف أَبِيه مَا هم جديرون بِهِ حَتَّى تمثل بَعضهم بقول الْقَائِل: (أُولَئِكَ آبَائِي فجئني بمثلهم ... إِذا جمعتنَا يَا جرير المحافل) وَآخر بِمَا قيل: (نسب بَينه وَبَين الثريا ... نسب فِي الظُّهُور والعلياء) وَأَنه من بَيت لم يتكل رؤساؤه على مَا لَهُم من نسب وَلَا فاخر أحدهم إِلَّا بِنَفسِهِ وَلَو شَاءَ لأدلى إِلَى الْمَعَالِي بِأم وَأب وَآخر: إِذا طَابَ أصل الْمَرْء طابت فروعهالبيت وَآخر: (لسنا وَإِن أحسابنا شرفت ... يَوْمًا على الأحساب نَتَّكِل) (نَبْنِي كَمَا كَانَت أوائلنا ... تبني ونفعل مثل مَا فعلوا) وَأَيْضًا: (إِن السّري إِذا سرى فبنفسه ... وَابْن السّري إِذا سرى أسراهما)

وَقَالَ كل من الْأَوَّلين والمتنكر لَهُ ظنا ثَانِيهمَا مَا نَصه مَعَ زِيَادَة كَلِمَتَيْنِ: إِن قُرَّة عين الْفضل والأفضال وغصن دوحة الْعلم والكمال الفطن اللوذعي والذهن الألمعي من لَهُ الْبُشْرَى بالسعادة وَالْحُسْنَى وَالزِّيَادَة الذكي النجي الأمجد أَبَا السُّعُود جمال الرّفْعَة وَالدّين مُحَمَّد بن الْهمام الْكَامِل والعالم الْعَامِل القمقام إِمَام قُضَاة الْإِسْلَام ومقتدى وُلَاة الْأَنَام من هُوَ للمفاخر والمآثر مجمع وللعلم والحلم منبع: (وجدت بِهِ مَا يمْلَأ الْعين قُرَّة ... ويسلى عَن الأوطان كل غَرِيب) أَعنِي السَّيِّد الْعَظِيم الْبَحْر القرم الْكَرِيم برهَان الْعلم وَالْفضل وَالتَّقوى والحلم وَالدّين وَالْفَتْوَى فَرد يَا رب بِفَضْلِك فواضل الْوَلَد لمزيد حبور الْوَالِد وأعذهما بحفظك الواقي من شَرّ كل حَاسِد حاو لحفظ أربعي النَّبَوِيّ للْإِمَام النَّوَوِيّ ولضبط متين منهاجه بأعضائه وأوداجه وألفيت مِنْهُ ألفية النَّحْو كآي من الْفرْقَان على طرف من اللِّسَان ألقيت وداده فِي سَواد فُؤَادِي وَأخذت أَحْمَده وأمدحه فَوق المرام بل وفْق المُرَاد فِي كل نَادِي ثمَّ أجزت لَهُ أَن يروي عني هَؤُلَاءِ الْكتب مَعَ) كل كتاب قرأته أَو طالعته بِالشُّرُوطِ الْمُعْتَبرَة عِنْد المهرة وَالله أسأَل أَن يَجْعَل أَلْفَاظ الْكتب لجنابه مجَازًا إِلَى دَرك حقائق لبلبه ليَكُون من الْعلمَاء وأعاليهم لَا من سفلتهم وأدانيهم فخرا للقبائل ذخْرا للأماثل. وَقَالَ ثَانِيهمَا فَقَط: فَلَمَّا صادفت أَن تحبه الفطانة والكياسة الْحقيق عِنْد التَّحْقِيق بالتقدم والرياسة الَّذِي قد ترعرع بِنِعْمَة الله فِي ظَلِيل ظلال الْعلم وَالتَّقوى ويتزعزع بفضله أحرف الدَّرْس وَالْفَتْوَى فرع الدوحة الشامخة وريع الريغ الناضخة جلاء أحداق الحذاق وغشاء أبصار الحساد الأغساق الحامد الْمَحْمُود جمال الْفضل وَالدّين أَبَا السُّعُود وَجه الله ركاب الأكابر نَحْو جنابه وأطرح سفائنهم فِي عبابه لَهُ ابتدار من السُّعُود متواصل واقتدار على الصعُود متكامل قد سلك طرق الْجد فِي تَحْصِيل الْفَضَائِل وَملك رِقَاب الفواضل بِحَيْثُ نطقت بفضله كلمة الكملة من الأماثل. وَقَالَ ثَالِث من جملَة وصف جليل وَوصف أثيل: لَا زَالَت الشَّهَادَات لَهُ بِالْفَضْلِ متناسقة والسعادات إِلَيْهِ متسابقة وَفِي أَبِيه: (قَاض إِذا الْتبس الْأَمْرَانِ عَن لَهُ ... رَأْي يخلص بَين المَاء وَاللَّبن) (الْقَائِل الصدْق فِيهِ مَا يضر بِهِ ... وَالْوَاحد الْحَالين فِي السِّرّ والعلن) وَالرَّابِع: السَّيِّد المنتجب الرشيد والسند الْمُنْتَخب السديد الْبَالِغ دَرَجَة الأفاضل فِي عدَّة سِنِين قَلَائِل قد حفظهَا حفظا متينا وَفهم مَعَانِيهَا فهما مفهما مُبينًا فَللَّه دره مَحْفُوظًا فِي عَلَانِيَته وسره مد الله تَعَالَى فِي عمره وهيأ لَهُ أَسبَاب الْكَمَال بيسره

ووفقه بجوده لمراضيه وَجعل مُسْتَقْبل عمره خيرا من ماضيه. وَالْخَامِس: أَنه آذن إِن شَاءَ الله تَعَالَى ببلوغ دَرَجَة وَلَده متع الله بِوُجُودِهِ وبلغه سَائِر مقاصده وَأنْشد: (إِن الْهلَال إِذا رَأَيْت نموه ... أيقنت أَن سيصير بَدْرًا كَامِلا) وَالسَّادِس: أَنه الْمشَاهد بِالْقُوَّةِ عين كَمَال فِيهِ وَكَيف لَا يكون كَذَلِك وَالْولد سر أَبِيه فَلَا يستغرب إِن زهى بفرعه وفضله إِذْ مرجع كل شَيْء على الْحَقِيقَة إِلَى أَصله. وَالسَّابِع: (مَعَ كرم شيم وطباع ... وَحسن سمت وانطباع) وَإِمَام الْمقَام سيدنَا الْفَقِيه الْفَاضِل نجل الْعلمَاء وخلاصة الكرماء وقرة عين الأقرباء والأحباء شرف الْعلمَاء أوحد الْفُضَلَاء أعزه الله بعز طَاعَته وَجعل الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة أشرف بضاعته ثمَّ أنْشد فِي عزة وجود مثله:) (وَفِي تَعب من يحْسد الشَّمْس نورها ... ويجهد أَن يَأْتِي لَهَا بضريب) وقاضي الْحَنَفِيَّة: أَنه أنبأ مَعَ حفظه لَهَا عَن إِدْرَاك مَعَانِيهَا وَإِن لَهُ بهَا مساس فَلَا يَنْبَغِي أَن غَيره فِي الْحِفْظ عَلَيْهِ يُقَاس. وخاله: إِنَّه لَيْسَ أحسن وأعرب وَمن أشبه أَبَاهُ فَمَا أغرب نجل الْكِرَام وخلاصة السّلف الصَّالح من السَّادة الْأَعْلَام معلم الطَّرفَيْنِ وكريم الجدين ظَاهر النباهة والنجاح الَّذِي لاحت عَلَيْهِ بِحَمْد الله أَعْلَام الْفَلاح والأخير: الْحَمد لله الَّذِي اسْتَجَابَ لإِبْرَاهِيم فِي ذُريَّته ورزقه من السُّعُود نِهَايَة أمْنِيته بمقامه بِمَكَّة على الدَّوَام مَحْفُوظًا وببنائه المشيد لم يزل ملحوظا. وَالَّذِي قبله: ذُو القريحة الَّتِي لَا تضاهى والفكرة الَّتِي لَا يتناهى ثناها لَيْث اقتناص ظباء المباني بازي افتراس شوارد أبكار الْمعَانِي. وَقَالَ بعض من وصف وَالِده بشيخنا مِنْهُم: (قل لقَاضِي الْقُضَاة برهَان دين الله ... شيخ الْأَئِمَّة الْأَعْلَام) (أَنْت بَحر وَإِن نجلك أضحى ... قُرَّة للعيون فَرد سَام) فِي أَبْيَات. غَيره: (قل للمعاني تهني وارقصي وطب ... فقد أَتَاك أصيل سَابق النجب) (يهنيك يهنيك من قد جَاءَ مبتدرا ... يسْعَى إِلَيْك بجد لَيْسَ باللعب) (واستبشري ثمَّ حثي السّير مسرعة ... إِلَى علاهُ وَقَوْلِي مرحا تصب) (أَبَا السُّعُود رعاك الله مَا طلعت ... شمس وزادك إقبالا على الطّلب) وَقَالَ: (وخصك الله بالتوفيق مِنْهُ على ... رغم الحسود مَعَ العلياء فِي رتب) (يهنيك جمع عُلُوم لَا نَظِير لَهَا ... فِي رَأس مَال نَفِيس جلّ عَن ذهب) (وَقد عرضت فشنفت المسامع فِي ... حفظ وَلَفظ بتحقيق بِلَا نصب) (وَأَن فِيهَا كتابا لَو يُقَاس بِهِ ... بَين الْعُلُوم لأم الْكل فِي الْكتب)

(وبهجة الْعلم لَا شَيْء يشابهها ... من الْفَضَائِل والأخلاق وَالْأَدب) (فانهض وجد وبادر كي تفوز بِمَا ... فَازَ الجدود بِهِ والأهل من أرب) (واسلم وَدم وارق واسعد واحفظ وابق على ... مر الزَّمَان بِلَا كيد وَلَا ريب) فِي أَبْيَات. وَفِي اسْتِيفَاء جَمِيع هَذَا طول. ولازم وَالِده فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والْحَدِيث وَالتَّفْسِير وَغَيرهَا كالمعاني وَالْبَيَان وتهذب بمخالطته وتهذب بِهِ فِي رياسته وبلاغته وَرَأى أَنه) كِفَايَة عَن غَيره مِمَّن لم يسر فِي الْعلم وَالتَّحْقِيق كسيره كَمَا اتّفق لجَماعَة من الْأَئِمَّة كالجلال البُلْقِينِيّ فِي الِاقْتِصَار على أَبِيه الْأمة وَنَحْوه التَّاج السُّبْكِيّ فِي كَون جلّ انتفاعه بِأَبِيهِ الْمُجْتَهد الْمُزَكي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ مَعَ أَبِيه بِالنِّسْبَةِ إِلَى الحَدِيث إِلَى غَيرهم من الْعلمَاء فِي الْقَدِيم والْحَدِيث لَا سِيمَا ومجلسهكان محط الرّحال من الوافدين الفائقين فِي الْفَضَائِل والاعتدال فضلا عَن أهل بَلَده الْمَذْكُورين بالكمال فاستفاد من مباحثهم ومناظراتهم السديدة الْمقَال مَا انْتفع بِهِ فِي الِاسْتِقْبَال مَعَ شَهَادَتهم لَهُ بشريف الْخِصَال وَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ على وَالِده العجالة شرح الْمِنْهَاج بكمالها فِي سنة سِتّ وَسبعين وجانبا من الْمَتْن وَالرَّوْضَة وَالْحَاوِي وحاشية وَالِده على شَرحه للقونوي وَشرح الْبَهْجَة للْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والمفصل للزمخشري بِكَمَالِهِ وَكَانَ يغتبط بِهِ وَقطعَة من جمع الْجَوَامِع مَعَ مُلَاحظَة شَرحه للمحلي وَمن كتب الحَدِيث صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم وَالسّنَن لأبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ والموطأ لملك والسيرة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام والشفا وَالتَّرْغِيب والترهيب لِلْمُنْذِرِيِّ وَمَا لَا ينْحَصر دراية وَرِوَايَة مَعَ أَن مجالسه فِي الإسماع إِنَّمَا كَانَت غَالِبا دراية وَرُبمَا تكَرر لَهُ بَعْضهَا غير مرّة وَمن القصائد جملَة كبانت سعاد والبردة والهمزية لَهُ بل كَانَ قَارِئ دروسه أَيْضا دهرا فِي الرَّوْضَة والكشاف بمدرسة السُّلْطَان وَغَيرهَا وَكَذَا أَكثر من مُلَازمَة دروس عَمه الْفَخر أبي بكر حَتَّى أَخذ عَنهُ جَمِيع الْحَاوِي والمنهاج وَابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَقطعَة من الْإِرْشَاد لِابْنِ الْمقري وَمن جمع الْجَوَامِع وَمن التَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَجَمِيع صَحِيح البُخَارِيّ وَغير ذَلِك وَكَانَ مَجْلِسه أَيْضا بغية الغرباء والعلية من النجباء وَرُبمَا أَخذ عَن غَيرهمَا فِي الْفُنُون كمذاكرته مَعَ عبد الْغفار بن مُوسَى الْجَزرِي فِي الْعَرَبيَّة والمنطق وَمَعَ عُثْمَان بن سُلَيْمَان الْحلَبِي فِي أصُول الْفِقْه حِين مجاورتهما فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بل دخل قبلهَا مَعَ أَبِيه الديار المصرية فلقي بهَا الْأمين الأقصرائي والكافياجي وَغَيرهمَا من الْأَئِمَّة فَكَانَ مِمَّا أَخذه عَن الْأمين بعض ختومه وَعَن المحيوي من مُصَنفه مِفْتَاح السَّعَادَة فِي شرح كلمتي الشَّهَادَة وَعَن الزين زَكَرِيَّا بعض شَرحه للبهجة وَمن ذَلِك الْمجْلس الْأَخير وخالط

السراج الْعَبَّادِيّ والبقاعي وَغَيرهمَا مِمَّن كَانَ يتَرَدَّد لِأَبِيهِ وَسمع حِينَئِذٍ على الشهَاب الشاوي والزكي أبي بكر بن صَدَقَة الْمَنَاوِيّ وَالشَّمْس الهرساني فِي آخَرين بل حضر بِمَكَّة قبل ذَلِك فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين عِنْد الشرواني فِي مجاورته بعض دروسه وَقبلهَا على الْكَمَال إِمَام الكاملية فِي الشفا وَمجمع الأحباب وَغَيرهمَا من دروسه وَبعدهَا على النَّجْم عمر) بن فَهد المسلسل بالأولية وَالْأَرْبَعِينَ الَّتِي خرجها شَيخنَا لشيخه الزين أبي بكر المراغي والمجلس الْأَخير من الْحِلْية لأبي نعيم وَكَانَ النَّجْم كثير التنويه بِهِ والبث لأوصافه وَحسن طلبه بِحَيْثُ كَانَ يكْتب بذلك إِلَيّ فِي الديار المصرية وَأَجَازَ لَهُ بإفادته خلق من المسندين المعتبرين وَالْعُلَمَاء الْمَذْكُورين من أهل الْحَرَمَيْنِ وَبَيت الْمُقَدّس والخليل ومصر والقاهرة ودمشق والصالحية وحلب وغزة وَغَيرهَا رَأَيْت سرد أسمائهم بِخَط النَّجْم وَفِيهِمْ من اشْترك مَعَ وَالِده فِي الرِّوَايَة عَنهُ فَمن مَكَّة الْبُرْهَان الزمزمي والتقي بن فَهد والزين عبد الرَّحِيم الأميوطي وَأَبُو حَامِد وَأَبُو عبد الله ابْنا ابْن ظهيرة وَأم هَانِئ ابْنة أبي الْقسم بن أبي الْعَبَّاس. وَمن الْمَدِينَة أَبُو الْفرج المراغي. وَمن بَيت الْمُقَدّس التقي أَبُو بكر القلقشندي وَعبد الْقَادِر النَّوَوِيّ وَالشَّمْس بن عمرَان الْمقري. وَمن الْخَلِيل الزين عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن إِسْحَق التَّمِيمِي وَمن مصر الزين عبد الرَّحْمَن الأدمِيّ والنعماني. وَمن الْقَاهِرَة الْعلم البُلْقِينِيّ والشرف الْمَنَاوِيّ والبدر النسابة والجلال بن الملقن وأختاه خَدِيجَة وصالحة والجلال القمصي والبهاء بن الْمصْرِيّ والشهاب الْحِجَازِي والزين عبد الرَّحْمَن بن الفاقوسي وَعبد الرَّحْمَن سبط الشَّيْخ يُوسُف العجمي وَعبد الرَّزَّاق من بني الْحَافِظ القطب الْحلَبِي الشافعيون والسعد بن الديري والتقي الشمني وَالشَّمْس الرَّازِيّ الحنفيون والقرافي وَابْن حريز المالكيان والعز الْحَنْبَلِيّ وقريبته نشوان وَأم هَانِئ الهورينية وَأنس اللخمية جِهَة شَيخنَا ابْن حجر وَهَاجَر القدسية. وَمن دمشق صالحيتها الْبُرْهَان الباعوني والنظام بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ وست الْقُضَاة ابْنة ابْن زُرَيْق وَأَسْمَاء ابْنة ابْن المهراني وَفَاطِمَة ابْنة خَلِيل الحرستاني. وَمن حلب إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن يُونُس الضَّعِيف والمحب بن الشّحْنَة وَأَبُو ذَر محدثها. وَمن غَزَّة عالمها الشَّمْس أَبُو الوفا بن الْحِمصِي. ثمَّ لما تحقق مِنْهُ أَبوهُ الارتقاء فِي الْفَضَائِل ومزاحمة الْأَعْيَان بِمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من الْوَسَائِل وَعلم طمأنينة الْأَنْفس الزكية بِهِ وَفهم مِنْهُ الْخِبْرَة بإيضاح كل مشتبه استنابه فِي قَضَاء مَكَّة الفائقة فِي الْبركَة وَكَذَا فِي قَضَاء جدة ليزول بِهِ عَن الضُّعَفَاء مَا لَعَلَّه يحل بهم من الكرب والشدة وَينْتَفع بسياسته من قَصده وَأمه مَعَ طلب ذَلِك لَهُ مِنْهُ من بعض الْأَئِمَّة فحسنت سيرته

ومداراته وَظَهَرت فِي كُله كمالاته مَعَ عدم تهالكه على ذَلِك وتصديه لهَذِهِ المسالك بل هُوَ مقبل على التَّكْمِيل لنَفسِهِ والتحصيل الصَّارِف لَهُ عَن التَّكَلُّم بحدسه حَتَّى عرف بوفور الذكاء وَقُوَّة الحافظة وَالْقُدْرَة على التَّعْبِير بالألفاظ الَّتِي هِيَ بالقانون الْعَرَبِيّ مُحَافظَة وجودة قِرَاءَته وطلاقته واستحضاره لنفائس) من فنون الْأَدَب وَالشعر والنكت والتاريخ ومزيد أدبه وتواضعه وصفائه واستجلابه لكل أحد ومزيد خدمته لِأَبِيهِ وتمشية حَال كثير مِمَّن يعاديه عِنْده فَمَال إِلَيْهِ كل من استقام من الْخَاص وَالْعَام وَكَذَا بَاشر مشيخة الْمدرسَة الجمالية اليوسفية وَغَيرهَا بِمَكَّة وَكَانَ قَارِئ الحَدِيث بَين يَدي أَبِيه فَكَانَ مَعَ كَونه مشتغلا بِالْقِرَاءَةِ مصغيا للمباحث بِحَيْثُ يتَكَلَّم باليسير الْوَاضِح التَّصْوِير الْغَنِيّ عَن طول التَّقْرِير. وَلما كنت بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَسبعين رام وَالِده حُضُوره عِنْدِي فَمَا تيَسّر ثمَّ حضه على ملازمتي ومساومتي فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ حَتَّى حَتَّى قَرَأَ عَليّ شرحي لألفية الحَدِيث قِرَاءَة متقنة وَأخذ عني غَيرهَا وامتلأت عَيْني مِنْهُ وتصورت تفرده بِحمْل الْعُلُوم عَنهُ وكتبت لَهُ إجَازَة هائلة تزايد سرُور أَبِيه بهَا أثبتها فِي مَوضِع آخر، وتصدى قبل ذَلِك وَبعده للإقراء فِي الْفِقْه والعربية والأصلين والمعاني وَالْبَيَان والْحَدِيث بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَغَيره وَحضر عِنْده الأكابر ووردت عَليّ مطالعات غير وَاحِد مِنْهُم تخبر بِمَا أعلم أَزِيد مِنْهُ وَكَذَا تَكَرَّرت عَليّ مشرفاته الدَّالَّة على مزِيد التودد والتأدب الْمُشْتَملَة على الْعبارَة الفائقة وَالْإِشَارَة الرائقة مَعَ الْخط النير الْمَنْسُوب وَاللَّفْظ الَّذِي يملك بِهِ الْقُلُوب وَهُوَ بِحَمْد الله فِي ترق من المحاسن إِلَى أَن اسْتَقر عقب موت وَالِده فِي الْقَضَاء اسْتِقْلَالا وَفِي مشيخة مدرسة السُّلْطَان وَسَائِر مَا كَانَ مَعَه فباشر ذَلِك أحسن مُبَاشرَة سِيمَا فِي إقراءه الْكَشَّاف وَالرَّوْضَة المتواترة وتحديثه بكتب الحَدِيث مطولها ومختصرها سِيمَا صَحِيح البُخَارِيّ بأماكن من الْمَسْجِد الشريف المتشرف بِهِ السَّامع والقاري حَتَّى أطبق عَلَيْهِ الْمُوَافق والمخالف وَاتفقَ فِي الثَّنَاء على محاسنه القادم والعاكف، وجاورت غير مرّة بعد أَبِيه فَمَا تحول عَن آدابه وأياديه وَإِن كَانَ فِي تَعب كثير وَنصب لما الْوَقْت بِهِ جدير وَله فِي تَفْرِقَة مَا لَعَلَّه يصل لمَكَّة من المبرات والتوثقة المتوصل بهَا لجلب المسرات التَّصَرُّف السديد والتلطف الَّذِي يسترق بِهِ الْأَحْرَار فَكيف بالعبيد حَتَّى صَار رَئِيس الرؤساء وجليس البرامكة وَالْخُلَفَاء زَاده الله من أفضاله وأعاذه من كل سوء وبلغه نِهَايَة آماله. ورأيته كتب فِي صفر سنة خمس وَثَمَانِينَ صدر إجَازَة لعَلي بن الْفَخر أبي بكر المرشدي بِمَا نَصه: الْحَمد لله الَّذِي نوع الْفَخر فَجعل جَلَاله وكماله فِي فَخر الدّين

وَأَعْلَى قدر من شَاءَ من عباده وزينه بِالْعلمِ الْمُبين ورفق من أَرَادَ بِهِ الْخَيْر وأرشده إِلَى الصِّرَاط المتين الْغَنِيّ الَّذِي لَا يبخل على عَبده مَعَ تطاول السنين وَالْأَمر وَرَاء هَذَا فخطبه تصدع الْقُلُوب وأدبه يرتدع بِهِ الْحَاسِد المغبون وشكله من المفرحات وعدله مَعَ المداراة من المحاسن) الواضحات كتوقفه فِي تَنْفِيذ الحكم الثَّابِت فِي مصر بأرشدية عبد الْقَادِر بن عبد الْغَنِيّ القباني وَكَذَا بِإِقْرَار أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ بِمَا فِي جِهَته لأم ولديه الأول وَالثَّانِي وَنَحْوه الحكم بِالْبَرَاءَةِ بَين ابْن قاوان ووصيه العالي الْمَكَان وَترك الْوَصْف بالشرف المجحود حِين مُبَاشَرَته بعض الْعُقُود مِمَّن اجْتمع لَهُ بديع الْفَهم وَقُوَّة الحافظة وانتفع الأجلاء ببديهته فضلا عَن رُؤْيَته الَّتِي على التَّحْقِيق مُحَافظَة ولشعراء بَلَده والقادمين عَلَيْهِ فِيهِ غرر المدائح ودور المنائح وَقد تَكَرَّرت زيارته لطيبة وبشارته من الصَّالِحين بِدفع كل كرب وريبة فَللَّه دره من بَحر علم لَا تكدره الدلاء وَنحر لحاسده بِسَهْم لَا يَنْفَكّ مدى الدَّهْر عَنهُ بِهِ الِابْتِلَاء إِن تكلم فِي الْفِقْه فالجواهر قَاصِرَة عَن بَحر علمه وَالْمطلب بل الْكِفَايَة من وافر سَهْمه فتقريره فِيهِ وَاضح جلي وَتَعْبِيره عَن دقائق مشكله رَاجِح على أوفى أُصُوله فالفخر أَو الْوَلِيّ أَو فِي الْعَرَبيَّة فبلسان شَاهد بتضلعه وَبَيَان يعجب مِنْهُ كل بليغ كلما سَمعه أَو الْمعَانِي فالفريد فِي الْمُفْردَات والمباني أَو الصّرْف فتصريفه إِلَيْهِ المنتهي أَو الْكَلَام فتحريه مُثبت ليفين الْإِيمَان الَّذِي يشتهى أَو التَّفْسِير فالكاشف لدسائس كشافه والعارف لما يزِيل الألباس عَن المناظر باعترافه أَو الحَدِيث فالفائق الرَّائِق فِي تَقْرِيره الشاسع وتحريره النافع أكْرم بِهِ من فريد جبلت الْقُلُوب الصافية على حبه ووحيد عطفت عَلَيْهِ السَّادة فكلهم يَرْجُو الْقرْبَة بِقُرْبِهِ جمع بَين الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول وَدفع الْجَهْل عَن نواحيه بِقطع كل مشكك سَوَّلَ وَمن يَجْعَل الله نورا فَلَا استطاعة لإطفائه وَمن شنع على محاسنه وَجب الدُّعَاء بطول بَقَائِهِ. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد الشَّمْس المغربي الأَصْل النشيلي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالنشيلي. ولد فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بنشيل من الغربية وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول مَعَ شقيقه أَحْمد الْمَاضِي إِلَى الْأَزْهَر فجود الْقُرْآن على الْفَقِيه إِبْرَاهِيم الظني نِسْبَة لقرية قريبَة من طرابلس وَحضر تقاسيم الْعَبَّادِيّ سِنِين وَقَرَأَ على الزيني زَكَرِيَّا فِي الْمِنْهَاج وعَلى النُّور السهلي الشذور لِابْنِ هِشَام وَسمع فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا على الشّرف مُوسَى البرمكيني وَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن الشهَاب السجيني والوسيلة لِابْنِ الهائم عَن الْبَدْر المارداني بِقِرَاءَة عبد الْعَزِيز الميقاتي وتميز فيهمَا بِحَيْثُ أقرأهما، وَحج رجبيا فِي سنة الزيني عبد

الباسط وَهِي سنة ثَلَاث وَخمسين وأمير الركب جرباش فَاسق وَحكى لنا أَن جملا مر وَهُوَ مثقل على عانة الْفَخر عُثْمَان الديمي وَهُوَ نَائِم فانزلعت وَكَانَت حَيَاته على خلاف الْقيَاس وَأَن) مِمَّن حج حِينَئِذٍ الشَّمْس النشائي وتكرر حجه بعد ذَلِك إِلَى أَن كَانَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فقطنها وعينه الشمسي بن الزين لشهادة العمائر السُّلْطَانِيَّة ومباشرة أوقاف الْمدرسَة والدشيشة وَغَيرهَا شركَة لِابْنِ نَاصِر ودخلا الْقَاهِرَة سنة تسع وَثَمَانِينَ بحرا حَيْثُ مرافعة شيخ الرِّبَاط نور الله العجمي إِذْ ذَاك فيهمَا فَلم البدري أَبُو الْبَقَاء الْقَضِيَّة وَرجع ابْن نَاصِر مَعَه وتخلف هَذَا قَلِيلا عَن الركب ثمَّ توجه ليدركه فَسمع بعجرود خوف الطَّرِيق فعرج إِلَى الطّور فَوجدَ جمَاعَة ابْن الزَّمن قد عوقتهم الْقُدْرَة فَركب الْبَحْر مَعَهم فَكَانَ وصولهم إِلَى بندر الينبوع فِي خَمْسَة أَيَّام وَركب مَعَه إِلَى الْقرْيَة فَأَقَامَ بهَا عشرَة أَيَّام وَتزَوج هُنَاكَ. وَلما ورد عَلَيْهِ الركب رافقهم فَكَانَت مُدَّة مسيره من الْقَاهِرَة إِلَى الينبع برا وبحرا بضعَة عشر يَوْمًا كَمَا قَالَ وَأقَام بِمَكَّة وَله أَوْلَاد وَرُبمَا أَقرَأ الْفَرَائِض والحساب. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد البيدموري البكتمري. فِي ابْن إِبْرَاهِيم يَأْتِي. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن المرتضى بن الْهَادِي بن يحيى بن الْحُسَيْن بن الْقسم ابْن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب الْعِزّ أَبُو عبد الله الحسني الْيَمَانِيّ الصَّنْعَانِيّ أَخُو الْهَادِي الْآتِي. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وتعانى النّظم فبرع فِيهِ وصنف فِي الرَّد على الزيدية العواصم والقواصم فِي الذب عَن سنة أبي الْقسم وَاخْتَصَرَهُ فِي الرَّوْض الباسم عَن سنة أبي الْقسم وَغَيره ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَأنْشد عَنهُ قَوْله: (الْعلم مِيرَاث النَّبِي كَذَا أَتَى ... فِي النَّص وَالْعُلَمَاء هم وراثه) (فَإِذا أَرَادَ حَقِيقَة تدرى لمن ... وراثه فَكيف مَا مِيرَاثه) (مَا ورث الْمُخْتَار غير حَدِيثه ... فِينَا وَذَاكَ مَتَاعه وأثاثه) (قُلْنَا الحَدِيث وراثة نبوية ... وَلكُل مُحدث بِدعَة إحداثه) وَكَانَ لقِيه لَهُ بمنزله من صنعاء سنة عشر. وَمَات فِي الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ وأرخه بَعضهم فِي الَّتِي قبلهَا بِصَنْعَاء الْيمن وَله ذكر فِي أَخِيه الْهَادِي من أنباء شَيخنَا فَإِنَّهُ قَالَ: وَله أَخ يُقَال لَهُ مُحَمَّد مقبل على الِاشْتِغَال بِالْحَدِيثِ شَدِيد الْميل إِلَى السّنة بِخِلَاف أهل بَيته رَحمَه الله. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الشَّمْس بن الْبُرْهَان القاهري الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الصَّواف. مِمَّن) اشْتغل قَلِيلا وتكسب بِالشَّهَادَةِ بحانوت بَاب الْفتُوح رَفِيقًا لعبد الْغَنِيّ بن الْأَعْمَى الْمَاضِي وَغَيره وَولي الْعُقُود. مَاتَ قَرِيبا من سنة خمسين

بعد أَن أسْند وَصيته للبدر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وَوجد لَهُ من النَّقْد نَحْو مِائَتي ألف مَعَ كَونه نَائِما على قَشّ الْقصب عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ المحيوي بن الْبُرْهَان الناصري الْحلَبِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ أحد الْفُضَلَاء كَانَ كل من جده وَأَبِيهِ يخْطب بالناصرية وجده يقرئ الْأَطْفَال. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ اليافعي الْيَمَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بالبطيني مِمَّن كَانَ يتجر ويسكن مَكَّة. وَله بهَا وبمنى دَار. مَاتَ بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَسبعين. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْجمال بن الْبُرْهَان أبي إِسْحَق الْعلوِي نِسْبَة لعَلي بن رَاشد بن بولان الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ الْحَنَفِيّ وَالِد أبي الْقسم الْآتِي وأخو النفيس سُلَيْمَان الْمَاضِي. تفقه بِأَبِيهِ وبالفقيه مُحَمَّد بن أبي يزِيد وَعلي بن عُثْمَان المطيب وَقَرَأَ الحَدِيث على أَخَوَيْهِ النفيس وَعمر الرِّفَاعِي وَالْجمال مُحَمَّد بن عبد الله الريمي وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أَحْمد بن أبي الْخَيْر، وبرع وأقرأ الحَدِيث بمدرسة أَبِيه ودرس الزبيدية. وَذكره الخزرجي فِي تَرْجَمَة أَبِيه من تَارِيخه وَشَيخنَا فِي أنبائه والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ. مَاتَ بتعز فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن يُوسُف بن عَليّ المرداوي البرزي الصَّالِحِي ابْن أخي الشَّاعِر. سمع من الصّلاح بن أبي عمر فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَبعدهَا من مُسْند أَحْمد وَمن مشيخة الْفَخر وَمن الْمُحب الصَّامِت، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد وَكَانَ خيرا مُقيما ببرزة ظَاهر دمشق. مَاتَ بهَا كَمَا أرخه اللبودي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَدفن بمقبرتها رَحمَه الله. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر البيدمري نَشأ نشأة حَسَنَة وَقَرَأَ الْقُرْآن ونظم الشّعْر وتأمر وباشر الْخَاص وَكَانَت لَهُ معرفَة بالأمور. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن غباش الْمَقْدِسِي الْخَادِم بالأقصى. ولد سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة وَسمع فِي سنة خمس وَعشْرين بِقِرَاءَة الزين القلقشندي على نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطوري ثلاثيات الدِّرَامِي أنابها جدي الصّلاح مُحَمَّد بن عمر أخبرتنا زَيْنَب ابْنة شكر وَحدث بهَا وَقرأَهَا عَلَيْهِ الصّلاح الجعبري وَقَالَ أَنه مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة تسعين) وَصلى عَلَيْهِ الإِمَام عبد الْكَرِيم بن أبي الوفا وَدفن بماملا وَكَانَ كثير الْخدمَة لِلْمَسْجِدِ وَالنَّظَر فِي مَصَالِحه، وَيُحَرر اسْم جده فقد رَأَيْته بِخَط الصّلاح بِمُعْجَمَة وَقَالَ إِنَّه سمع أَيْضا على الْجمال بن جمَاعَة.

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن فرج الشَّمْس أَبُو الْخَيْر الْبَيَانِي الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن فريجان بِضَم الْفَاء مُهْملَة مَفْتُوحَة وجيم وَنون مصغر. ولد بحماة وَنَشَأ بهَا فتفقه بالزين الخرزي وبأبي الثَّنَاء مَحْمُود خطيب الدهشة ولازمه حَتَّى سمع عَلَيْهِ الصَّحِيح وَكتب شَرحه للمنهاج الْمُسَمّى لباب الْقُوت وَسمع من بلدية الشَّمْس بن الْأَشْقَر وانتفع بتربيته وَشَيخنَا وَآخَرين وبرع وَصَارَ من فضلاء بَلَده مَعَ فهم فِي الْعَرَبيَّة وديانة وَخير لقِيه الْعِزّ بن فَهد فَكتب عَنهُ وَمَات بعده بِيَسِير فِي الطَّاعُون سنة أَربع وَسبعين وَدفن قَرِيبا من الشَّيْخ عبد الله بن الْفُرَات صَاحب الْأَحْوَال والكرامات رَحمَه الله. مُحَمَّد بن الخواجا إِبْرَاهِيم بن مباركشاه بن عبد الله الأسعردي الدِّمَشْقِي. ولد فِي أَوَائِل الْقرن أَو آخر الَّذِي قبله. وَمَات فِي أَوَائِل سنة إِحْدَى وَخمسين بِدِمَشْق. قَالَه البقاعي مُجَردا. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد أَبُو الْفَتْح بن الْبُرْهَان الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن الخص. مِمَّن سمع مَعَ أَبِيه ختم البُخَارِيّ بالظاهرية وَحضر عِنْدِي قَلِيلا وتكسب بِالشَّهَادَةِ وخطب وتنزل فِي صوفية البيبرسية. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم بن صلح الْكَمَال بن الْبُرْهَان النيني ثمَّ الدِّمَشْقِي القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن القادري. حفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل يَسِيرا عِنْد الْجَوْجَرِيّ وَغَيره وأحضره وَالِده فِي الثَّانِيَة خَامِس الْمحرم سنة أَربع وَخمسين ختم البُخَارِيّ بالظاهرية وَقَرَأَ عَليّ فِي الألفية وَغَيرهَا وَمَا سلك مسك أَبِيه. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد إِبْرَاهِيم الجذامي البرنتيشي المغربي ابْن عَم أبي الْقسم بن مُحَمَّد وَالِد عبد الله مُحَمَّد الآتيين. مِمَّن اشْتغل وَقَرَأَ. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَصْرِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل وَيعرف بِابْن زقزق. مِمَّن اشْتغل بِبَلَدِهِ وبالشام وتميز فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَشرح الْجَوَاهِر مُخْتَصر الملحة شرحا جيدا مُخْتَصرا، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ وَعَن أَبِيه عبد الله الْبَصْرِيّ صَاحب البرهاني بن ظهيرة.) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الْبَدْر بن العصياتي. مضى بِدُونِ مُحَمَّد الثَّانِي. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حطاب الشَّمْس أَبُو الْعَبَّاس الْوسط الْحلَبِي الكتبي وَيعرف فِي صغره بِالْقَاضِي وَرُبمَا حذف من نسبه مُحَمَّد. ولد كَمَا كتبه لي بِخَطِّهِ فِي ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَلم تعلم لَهُ صبوة وأحضر فِي الرَّابِعَة على الْجمال

إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عمر بن العديم الْمُوَطَّأ وَفِي الْخَامِسَة على مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن رَبَاح غَالب البُخَارِيّ وَسمع على الشهَاب بن المرحل ونسيبة الشّرف أبي بكر الْحَرَّانِي وَالْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن التكريتي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح بن أبي عمر وَجَمَاعَة كالحراوي وَجُوَيْرِية، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد أجَاز لي وَكَانَ خيرا بارعا فِي التجليد مَعَ كرم وأخلاق حَسَنَة وعفة زَائِدَة وَكَذَا كَانَ أَبوهُ إنْسَانا حسنا بَيته مأوى الطّلبَة. مَاتَ صَاحب التَّرْجَمَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين أَو بعْدهَا رَحمَه الله. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مهيب الصدقاوي الزواوي الأَصْل ثمَّ البجائي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة ويلقب سِرَاجًا. ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وقطن مَكَّة دهرا قبل أَبِيه وَبعده وناب فِيهَا عَن الْبُرْهَان بن ظهيرة بِالطَّائِف ثمَّ أعرض عَنهُ وَدخل مصر وَغَيرهَا، وَهُوَ إِنْسَان سَاكن فِيهِ فَضِيلَة بل أوقفني على أَشْيَاء جمعهَا وتكرر تردده لي بِمَكَّة فِي سنتي ثَلَاث وَأَرْبع وَتِسْعين واستفدت مِنْهُ تَرْجَمَة أَبِيه وجده. وَمَات بعد انفصالنا عَنهُ فِي رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الأرموي ثمَّ الصَّالِحِي. سمع من فَاطِمَة ابْنة الْعِزّ وَغَيرهَا وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَآخَرُونَ. وَمَات بِدِمَشْق سنة أَربع. ذكره فِي المعجم والأنباء. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْجمال عبد الله الشَّمْس أَبُو عبد الله الغماري ثمَّ القاهري الْقَرَافِيّ خَليفَة أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن جزي الْأنْصَارِيّ الخزرجي البلنسي الأندلسي الضَّرِير الْمَعْرُوف بالبصير. لبس فِي سنة تسع وَتِسْعين الْخِرْقَة من الْبُرْهَان الأبناسي بِسَنَدِهِ أَخذهَا عَنهُ الشَّمْس ابْن الْمُنِير وَجَمَاعَة، وَكَانَ خيرا مُعْتَقدًا جَلِيلًا وجده عبد الله مِمَّن أَخذ عَن الْبَصِير. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَخمسين رَحمَه الله.) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف بن يُونُس الشَّمْس أَبُو عبد الله السلَامِي بالتثقيل البيري الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي. ولد تَقْرِيبًا سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بالبيرة وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن على عَمه وَقدم حلب فحفظ الْمِنْهَاج الفرعي والألفيتين وَغَيرهَا على جمَاعَة ولازم الْبُرْهَان الْحلَبِي فَأكْثر عَنهُ وَكَذَا أَخذ عَن شَيخنَا النخبة وَشَرحهَا وَالْأَرْبَعِينَ وَغير ذَلِك بل قَرَأَ عَلَيْهِمَا مُجْتَمعين مُسْند الشَّافِعِي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ الشّرف عبد الله بن مُحَمَّد بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ القَاضِي وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحي وَخلق، وتفقه بِعَبْد الْملك بن أبي المنى وَابْن

خطيب الناصرية وَأخذ الْعَرَبيَّة والأصلين وَغَيرهَا عَن جمَاعَة وَكتب الْمَنْسُوب على ابْن مَجْرُوح وَكتب التوقيع عِنْد ابْن خطيب الناصرية بل نَاب فِي الْقَضَاء عَنهُ بالبيرة ثمَّ بحلب عَن التَّاج عبد الْوَهَّاب الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس. وَقدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وتكرر اجتماعي مَعَه بهَا وَكَانَ فَقِيها فَاضلا مفننا دينا متواضعا حسن الْخط لطيف الْعشْرَة كتب على الرحبية شرحا وَنسخ بِخَطِّهِ الْكثير بِالْأُجْرَةِ وَغَيرهَا، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أَبُو ذَر ابْن شَيْخه. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَسبعين وَلم يخلف فِي الشَّافِعِيَّة بحلب مثله رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشَّمْس بن الْمُعْتَمد الدِّمَشْقِي وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَسبعين بِدِمَشْق عَن تسع وَخمسين. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس بن الظهير بن المطهر على مَا يحرر الْجَزرِي الدِّمَشْقِي. سمع من ابْن الخباز وَغَيره وَأكْثر عَن أَصْحَاب الْفَخر بِطَلَبِهِ، وَكَانَ فَاضلا خيرا متغاليا فِي مقالات ابْن تَيْمِية متعصبا للحنابلة. مَاتَ فِي تَاسِع عشر شَوَّال سنة ثَلَاث عَن سِتِّينَ سنة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَفِي مُعْجَمه لكَونه مِمَّن أجَاز لَهُ. وَوَصفه المقريزي فِي عقوده بالحنبلي فَقَالَ: كَانَ فَقِيها حنبليا وَأَنه مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة فَالله أعلم. مُحَمَّد الْعِزّ الطّيب بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي. تفقه وَسمع الحَدِيث وَالتَّفْسِير. وَمَات بعد أَخِيه مُحَمَّد. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْبَدْر بن الْبُرْهَان البعلي الشَّافِعِي عرف كأبيه بِابْن المرحل. درس بعد أَبِيه بِالْمَدْرَسَةِ النورية ببعلبك. وَمَات فِي سنة تسع وَسبعين فَتلقى) النّصْف فِيهَا عَنهُ ابْن أُخْته الْبَهَاء بن الفصي. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الياسوفي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أحد النواب بِالْقَاهِرَةِ ووالد مُحَمَّد الْآتِي. بَاشر النقابة للباعوني بِدِمَشْق بل وباشر حسبتها وأستادارية نَاظر الْخَاص وَغير ذَلِك وَلم يكن مَحْمُودًا وَلكنه اخْتصَّ بِالظَّاهِرِ خشقدم لسابق معرفَة بِهِ فَكَانَ قُضَاة مصر يستنيبونه لذَلِك. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسبعين عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مقبل أَبُو الْفَتْح البلبيسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الوفائي. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم قوام الدّين بن غياث الدّين الْحُسَيْنِي الكازروني. ولد فِي غَزَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن الْأمين مُحَمَّد البلياني وروى عَن سعيد الدّين الكازروني، قَالَ الطاووسي: أجَاز لي فِي سنة تسع وَعشْرين. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو الْبَقَاء الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّاعِر الشهير الطاهري وَيعرف بالبدر البشتكي. كَانَ أَبوهُ فَاضلا فولد لَهُ هَذَا فِي أحد الربيعين سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بجوار جَامع بشتك الناصري وَنَشَأ بخانقاه بشتك وَكَانَ أحد صوفيتها فَعرف بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهَا وَحفظ الْقُرْآن وكتابا فِي فقه الْحَنَفِيَّة ثمَّ تحول شافعيا وَصَحب الْبَهَاء مُحَمَّد بن عبد الله الكازروني وَكَانَ عجبا فِي جذب النَّاس للإقامة عِنْده بِحَيْثُ يهجروا أَهَالِيهمْ وَنَحْوهم خُصُوصا المردان فَاجْتمع بِهِ صَاحب التَّرْجَمَة وَهُوَ كَذَلِك مَعَ كَونه من أجمل أهل عصره صُورَة فَلم يتَمَكَّن من مُفَارقَته بل أَقَامَ عِنْده ينْسَخ لَهُ كتب ابْن الْعَرَبِيّ بِحَيْثُ كتب مِنْهَا الْكثير وَغَيرهَا ثمَّ امتحن بِسَبَب ذَلِك فأظهر الرُّجُوع وأمعن النّظر فِي كَلَام ابْن حزم فغلب عَلَيْهِ حبه وتزيا بِكُل زِيّ وسلك كل طَرِيق واشتغل فِي فنون كَثِيرَة وَلكنه لم يتقن شَيْئا مِنْهَا وَأخذ عَن الْجمال بن نباتة جملَة من شعره وَكَاد حِكَايَة فِي الرقة والجزالة وَعَن غَيره من معاصريه كالقيراطي والصفدي والبدر بن الصاحب، وتعانى الأدبيات فمهر فِيهَا وَقَالَ الشّعْر الْجيد الْكثير السائر ومدح الْأَعْيَان كَالْقَاضِي برهَان الدّين بن جمَاعَة وَلذَا كَانَ الْبُرْهَان يعظمه جدا وَجمع كتابا حافلا فِي طَبَقَات الشُّعَرَاء وقفت على بعضه وَكَذَا جمع نظم شَيْخه ابْن نباتة فِي مجلدين تَعب فِي تَحْصِيله وَمَعَ ذَلِك فقد فَاتَهُ مِنْهُ جملَة بِحَيْثُ استدرك عَلَيْهِ شَيخنَا مِمَّا فَاتَهُ) مجلدا رَأَيْته أَيْضا، وَلم يعتن هُوَ بِجمع نظم نَفسه وَهُوَ شَيْء كثير فَانْتدبَ لجمع مَا أمكنه مِنْهُ الشهَاب الْحِجَازِي وذيل عَلَيْهِ بعض الطّلبَة وَقد حدث الْبَدْر بالكثير من نظمه كتب عَنهُ الْأَئِمَّة، وَمِمَّنْ كتب عَنهُ ابْن مُوسَى المراكشي وَمَعَهُ الْمُوفق الأبي كراسة من نظمه وَكَانَ بَينه وَبَين الْجلَال بن خطيب داريا مكاتبات لَطِيفَة وَله قدرَة على اختراع الحكايات والنوادر غَايَة فِي ذَلِك مَعَ نزاهة نفس وإيثار للانفراد والوحدة والجلادة على النّسخ مَعَ الإتقان والسرعة الزَّائِدَة بِحَيْثُ كَانَ يكْتب فِي الْيَوْم خمس كراريس فَأكْثر وَرُبمَا يتعب فيضطجع على جنبه وَيكْتب، وَكتب بِخَطِّهِ من المطولات والمختصرات لنَفسِهِ وَلغيره مَا لَا يدْخل تَحت الْحصْر كَثْرَة خُصُوصا النَّهر لأبي حَيَّان وأعراب السمين والكرماني وتاريخ

الْإِسْلَام للذهبي حَتَّى كتب من تصانيف شَيخنَا وَوجد لَهُ بآخر نُسْخَة من النَّهر أَنَّهَا الثَّانِيَة وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة مِمَّا كتبه بِخَطِّهِ مِنْهُ وَلَيْسَ فِي خطه الْحسن بِذَاكَ وبلغنا أَنه رام الْكِتَابَة على بعض الأستاذين فَرَأى سرعَة يَده وَقُوَّة عصبه فَقَالَ لَهُ: كم تكْتب فِي الْيَوْم فَذكر لَهُ قدرا فَأَشَارَ عَلَيْهِ بترك الِاشْتِغَال بملاحظة قوانين الْكِتَابَة لِأَنَّهُ لَا ينْهض بعد انتهائه إِلَى مرتبَة الْكتاب لتَحْصِيل مَا يتَحَصَّل لَهُ الْآن فَمَا خَالفه، ولسرعة كِتَابَته وملازمته لَهَا كَانَ موسعا عَلَيْهِ وَلَا يكَاد يتقلد مانة كل أحد حَتَّى أَنه بلغنَا أَنه أرسل يستعير من الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ بَيته ببولاق فَأرْسل لَهُ بالمفتاح وَمَعَهُ عشرَة دَنَانِير فقبح بالقاصد وَقَالَ لَهُ: لم أرسل أستحذيه ثمَّ أخرج جرابه ونثر مَا فِيهِ من ذهب وَفِضة وفلوس بِحَضْرَتِهِ وَلَكِن عد هَذَا فِي سوء طباعه وَلذَا كَانَ لَا يقدر كل أحد على مصاحبته لحدة خلقه وَسُرْعَة استحالته وإنكاء جليسه بِلِسَانِهِ نظما ونثرا، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بقوله أَنه تزيا بِكُل زِيّ وسلك كل طَريقَة ويؤثر الِانْفِرَاد ويلازم التوحد وَلَا يقدر كل أحد على معاشرته، وَذكر معنى مَا تقدم وَأنْشد عَنهُ من نظمه أَشْيَاء ويحكى عَنهُ قَالَ للكمال الدَّمِيرِيّ حِين شرح ابْن مَاجَه سمه بعثرة الدَّجَاجَة وَكَانَ حِين سمي البُلْقِينِيّ الْفَوَائِد المنتهضة على الرَّافِعِيّ وَالرَّوْضَة يَقُول وَالرَّوْضَة بِفَتْح الْوَاو ليَكُون موازيا للمنتهضة وَلذَا غير البُلْقِينِيّ التَّسْمِيَة إِلَى الْمَحْضَة بل كَانَ يَقُول: لما لم يكن للشَّيْطَان سَبِيل للبلقيني حسن لَهُ نظم الشّعْر فَأتى بِمَا يضْحك مِنْهُ وَنَحْو هَذَا، وعلت سنه وَهُوَ مُقيم بخلوة علو المنصورية يرتقى إِلَيْهَا بسبعين دَرَجَة فَعرض عَلَيْهِ شَيخنَا أَن يُعْطِيهِ خلوته السفلية قصد التَّخْفِيف للْمَشَقَّة عَلَيْهِ فَمَا أجَاب بل صرح بِمَا لَا يُنَاسب، وَلم يزل على) طَرِيقَته إِلَى أَن مَاتَ فَجْأَة خرج من الْحمام واتكأ فَمَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاثِينَ عَفا الله عَنهُ ورحمه، وَقد انْتفع بِهِ شَيخنَا ابْتِدَائه فِي الأدبيات بل قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْعرُوض وَصَارَ يمده بالأغاني وَنَحْوهَا، وحضه على الإقبال على الحَدِيث ثمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ الْبَدْر بعد ذَلِك الْكثير من صَحِيح البُخَارِيّ وترجمه فِي طَبَقَات الشُّعَرَاء لَهُ بترجمة جليلة، وَمن نظمه مِمَّا أنشدنيه بعض أَصْحَابه عَنهُ يهجو التقي بن حجَّة: (صبيغ دعاويه مَا تَنْتَهِي ... ويخطي الصَّوَاب وَلَا يشْعر) (تفكرت فِيهِ وَفِي ذقنه ... فَلم أدر أَيهمَا أَحْمَر) وَقَوله يهجو الْبَدْر الدماميني: (تَبًّا لقاض لَا ترى أَحْكَامه ... إِلَّا على المنثور والمنظوم) وَقَوله يهجو ابْن خطيب داريا:

(لحى الله داريا فنجل خطيبها ... على الله فِي هَذَا الزَّمَان قد افترى) (تنبأ فِينَا بالضراط وشعره ... فَكَانَ على الْحَالين معْجزَة خرى) وَمِمَّا كتبه عَنهُ شَيخنَا أَبُو النَّعيم الْمُسْتَمْلِي مَا أنْشدهُ إِيَّاه فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين من نظمه (يَا أخلاي والحياة غرور ... اذْكروا الْمَوْت فالمصير إِلَيْهِ) (وَاعْمَلُوا صَالحا يسر فَلَا ب ... د يَقِينا من الْقدوم عَلَيْهِ) وَمن نظمه: (وَكنت إِذا الْحَوَادِث دنستني ... فزعت إِلَى المدامة والنديم) (لأغسل بالكؤوس الْهم عني ... لِأَن الراح صابون الهموم) وَقَوله: (بدا بِوَجْه جميل ... قد شرف الْحسن قدره) (فِي شمسه كل صب ... يود يبْذل بدره) وَكتب لَهُ شَيخنَا فِي رَمَضَان: (أَلَيْسَ عجيبا بِأَنا نَصُوم ... وَلَا نشتكي من أَذَى الصَّوْم غما) (ونسغب وَالله فِي نسكنا ... إِذا نَحن لم نرو نثرا ونظما) ) فَأَجَابَهُ بقوله: (أيا شهابا رقى فِي الْعلَا ... فأمطرنا نوؤه العذب قطرا) (إِلَى فقرة مِنْك يَا فقرنا ... ونستغن إِن قلت نظما ونثرا) وَقد كثر ولع الشُّعَرَاء بِهِ مِمَّا هُوَ مَشْهُور فَلَا نطيل بِهِ وَمن ذَلِك قَول عويس الْعَالِيَة: (أيا معشر الصحب مني اسمعوا ... مقالي ولس أُخْت من ينتكي) (أَلا فالعنوا آكلين الْحَشِيش ... وبولوا على شَارِب البشتكي) والبشتكي ضرب من المسكرات كالتمر بغاوي وَنَحْوه. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الشَّمْس بن الْبُرْهَان بن الأدمِيّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة وَسمع من ابْن الفصيح بعض مُسْند أَحْمد وَمن نَاصِر الدّين بن الْفُرَات بعض الشفا، وَحدث أَخذ عَنهُ النَّجْم بن فَهد وَقَالَ إِنَّه مَاتَ فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ. وَقَالَ البقاعي أَنه كَانَ متكلما فِي اعْتِقَاده شاع عَنهُ مَا دلّ على تمذهبه بِمذهب ابْن عَرَبِيّ قَالَ: وَقد أَخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَإِنَّمَا كتبته للتحذير مِنْهُ فَعَلَيهِ من الله مَا يسْتَحق وَوَقع فِي حق السَّيِّد يُوسُف الصّديق عَلَيْهِ السَّلَام بِمَا يُوجب ضرب الْعُنُق. انْتهى فَالله أعلم. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الشَّمْس المرداوي ثمَّ الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي نزيل الْجَامِع المظفري. ولد سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع الْمُحب الصَّامِت وَأحمد بن إِبْرَاهِيم بن يُونُس ومُوسَى بن عبد الله المرداوي وَعبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَآخَرين وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد وَكَانَ يخالط الأكابر. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمسين وَدفن بِأَعْلَى الرَّوْضَة من سفح قاسيون رَحمَه الله.

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد فتح الدّين أَبُو الْفَتْح الشكيلي الْمدنِي أحد فراشيها ومؤذنيها وَعم مَحْمُود بن أَحْمد الْآتِي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الأرموي ثمَّ الصَّالِحِي. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السلَامِي. فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن عبد الرَّحِيم الْبَدْر بن الْبُرْهَان الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي والماضي أَبوهُ وجده وَيعرف بِابْن الْحَمَوِيّ. رجل ذُو أَوْلَاد. ولد فِي سنة سبع وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ واشتغل وَعقد الْوَعْظ بعد أَبِيه وَفِي حَيَاته واستجازني وَحج غير) مرّة. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن المطهر. فِيمَن جده مُحَمَّد بن عَليّ على مَا يحرر. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن معمر أَبُو الْفَتْح الْأنْصَارِيّ المباشري ومباشر فِي الشرقية ثمَّ القاهري الْمَالِكِي نزيل الدريس من بَاب النَّصْر وَهُوَ بكنيته أشهر. نَشأ فَقَرَأَ على ابْن قمر فِي البُخَارِيّ بل كَانَ يزْعم أَنه قَرَأَ على شَيخنَا وَلَيْسَ بِبَعِيد وَكَذَا قَرَأَ على غَيره واشتغل يَسِيرا وَقَرَأَ فِي بعض الْجَوَامِع وَغَيرهَا وَتسَمى بَين الْعَوام وَنَحْوهم بالواعظ وقصده كثير من النَّاس فِي ضروراتهم فَكَانَ يَأْخُذ مِنْهُم لبَعض الخدام والأمراء مَا يوصلهم بِهِ لمقاصدهم فراج أمره وَجلسَ بِبَعْض الزوايا مَعَ كَثْرَة تودده وتلمقه وإطعامه أَحْيَانًا فاعتقده بعض الأتراك وَحصل وَحج قبل ذَلِك كُله بل سَمِعت أَنه كَانَ يقرئ الْأَبْنَاء مَعَ كَونه لم يحفظ الْقُرْآن وَمَا كَانَ بالمحمود. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ قَارب السِّتين عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مكرم بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن إِبْرَاهِيم ابْن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن مكرم الْعَلَاء بن الْعِزّ بن السراج بن الْعِزّ بن نَاصِر الدّين بن الْعِزّ الفالي الشِّيرَازِيّ وفال بَلْدَة من عَملهَا بَينهمَا عشرَة أَيَّام الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَابْن أُخْته أَحْمد بن نعْمَة الله ومكرم الْأَعْلَى هُوَ خَال الصفي مَسْعُود وَالِد القطب مُحَمَّد شَارِح اللّبَاب والتقريب والكشاف. ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بفال وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده على جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن الْجَزرِي وَأخذ عَن أَبِيه وَابْن عَم وَالِده الْجمال إِسْحَق بن يحيى بن إِبْرَاهِيم الثَّانِي فِي نسبه، وَحج مرَارًا ولقيني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَقَرَأَ عَليّ بعض البُخَارِيّ ولازمني فِيهَا وَفِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة دراية وَرِوَايَة وكتبت لَهُ إجَازَة ذكرت مِنْهَا فِي التَّارِيخ الْكَبِير مقصودها وَهُوَ خير فِيهِ فَضِيلَة مَعَ تعبد كثير وتلاوة وتقنع. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا.

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن منجك نَاصِر الدّين بن صارم الدّين بن الأتابك سيف الدّين اليوسفي وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن منجك. ولد بعد الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا وَصَارَ من جملَة أمرائها فِي دولة النَّاصِر فرج، وَصَحب شَيخا وَهُوَ نَائِب الشَّام فاختص بِهِ وامتحن بِسَبَبِهِ بِحَيْثُ رام النَّاصِر قَتله فَلَمَّا تسلطن الْمُؤَيد رعى لَهُ مَا مَسّه من أَجله وأنعم عَلَيْهِ بتقدمة بِدِمَشْق وبإقطاع فِي مصر وعظمه جدا ونالته السَّعَادَة وَعرض عَلَيْهِ زِيَادَة على مَا ذكر) الْوَظَائِف والأعمال فَأبى، وَصَارَ يصيف بِدِمَشْق ويشتي بِالْقَاهِرَةِ مقتصدا فِي هَيئته غير مراع لناموس الْأُمَرَاء فِي لبسه حَتَّى حِين لعبه مَعَ السُّلْطَان الكرة وَنَحْوهَا بل وَلَا يحضر الخدم السُّلْطَانِيَّة، وَحكى سودون الْحكمِي أَنه رَآهُ حضر مرّة إِلَى الْقَاهِرَة فَأكْرمه الْمُؤَيد على عَادَته بِالْجُلُوسِ فَوق أكَابِر الْأُمَرَاء وَنَحْوه وَأَرَادَ أَن يخلع عَلَيْهِ فَامْتنعَ تنزها فحنق الْمُؤَيد مِنْهُ وَقَالَ: وَالله إِن لم تلبسها وليتك الْآن نِيَابَة الشَّام فَمَا وَسعه إِلَّا لبسهَا ثمَّ خلعها خَارج بَاب القلعة واقتفى أثر الْمُؤَيد كل من بعده بل صَار فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي إِلَى عَظمَة زَائِدَة بِحَيْثُ كَانَ يجلسه على يسَاره وأمير سلَاح دونه وَكَأَنَّهُ لكَونه لم يكن يتَكَلَّم مَعَ غَيره فِي مَجْلِسه إِلَّا لحَاجَة واقتفى أثر من قبله فِي التَّعْظِيم وَإِن زَاد عَلَيْهِم فَإِنَّهُ كَانَ إِذا توجه مَعَه للصَّيْد تَنْحَصِر الْكَلِمَة فِيهِ دون سَائِر الْأُمَرَاء لتقدمه فِي معرفَة الصَّيْد بالجوارح وَضرب الكرة ومزيد غرامه بذلك، وَقد قدم على الظَّاهِر جقمق فَعَظمهُ جدا وسلك مَسْلَك من قبله وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ يَسِيرا ثمَّ رَجَعَ بعد اسْتِئْذَانه فِي التَّوَجُّه إِلَى الْحجاز وشفاعته فِي الزيني عبد الباسط ليرْجع مَعَه من مَكَّة إِلَى الْبِلَاد الشامية فَأذن لَهُ فِي الْأَمريْنِ مَعًا، وَحج فِي موسم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَعَاد بالزيني وَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا. وَمَات فِي يَوْم الْأَحَد منتصف ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين، وَكَانَ شكلا حسنا مسترسل اللِّحْيَة إِلَى الطول أقرب حُلْو المحاضرة رَشِيق الْحَرَكَة رَأْسا فِي الكرة والجوارح عَاقِلا سَاكِنا عَارِفًا بمداخلة الْمُلُوك، وَذكره المقريزي فَقَالَ: مَاتَ عَن نَحْو السّبْعين بِدِمَشْق وَكَانَ يُوصف بدين وعفة وحظي فِي الدولة المؤيدية ثمَّ الأشرفية وَكَانَ يقدم فِي كل سنة إِلَى السُّلْطَان بهدية ويشاور وَله غناء وثراء وإفضال على قوم يعتقدهم بِدِمَشْق، وَقَالَ غَيره: كَانَ كثير المَال جدا سَاكِنا كثير الصمت وَالظَّاهِر أَنه يقْصد ستر جَهله بذلك كل ذَلِك مَعَ مزِيد شحه بِحَيْثُ يضْرب بِهِ فِي ذَلِك الْمثل وَكَونه جمع من الْأَمْوَال والأملاك مَا يضاهي بِهِ جده أَو أَزِيد عفيفا دينا مائلا للمعروف وَله من الْآثَار الجامعان اللَّذَان أنشأهما بِظَاهِر بِدِمَشْق وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ بِهِ تجمل لبني الدُّنْيَا عَفا الله عَنهُ ورحمه.

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن نَاصِر الْجمال الْحُسَيْنِي بَلَدا ثمَّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي. لَازم الشّرف بن الْمقري وَقَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا من تصانيفه وتفقه عَلَيْهِ حَتَّى كَانَ من أجل تلاميذه وَسمع مِنْهُ وَكَذَا من الْفَقِيه مُوسَى الضجاعي وَبِه تفقه أَيْضا وَمن ابْن الْجَزرِي وَلم يَنْفَكّ عَن الِاشْتِغَال لَيْلًا وَنَهَارًا حَتَّى) تقدم فِي الْفِقْه وعلق أَشْيَاء مفيدة وَاخْتصرَ الْقُوت للاذرعي والتفقيه للجمال الريمي وَلم يكملها كاختصاره للجواهر للقمولي وتصدى للتدريس والإفتاء بزبيد وانتفع النَّاس بِهِ. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَخمسين وأرخه بَعضهم سنة ثَلَاث وَخمسين وبالأول كتب إِلَى حَمْزَة النَّاشِرِيّ وَهُوَ أشبه. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف القاهري الشَّافِعِي أحد فضلاء الشيخونية وَيعرف بِابْن يُوسُف. مِمَّن اشْتغل فِي الْفِقْه والعربية ولازم سيف الدّين والكفياجي فِي فنون، وبرع وَسمع الحَدِيث على أم هَانِئ الهورينية وَمن كُنَّا نحضره مَعهَا واختص بِبَعْض الخدام ثمَّ بِالْإِمَامِ الكركي وَعرف بالمداعبة واللطافة والتذنيب مَعَ انطراح النَّفس والتقلل وَرُبمَا أَفَادَ الطّلبَة. مَاتَ سنة تسعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن خلد بن أَيُّوب بن مُحَمَّد الْعِزّ أَبُو الْبَقَاء الربعِي الحسفاوي الْحلَبِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي عَمه أَبُو بكر بن يُوسُف. مِمَّن ولي قَضَاء حلب فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتياي مرّة بعد أُخْرَى بالبذل المستدان أَكْثَره وجده أَيْضا مِمَّن ولي قضاءها. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن سُلَيْمَان الشَّمْس الْمَنَاوِيّ منية بني سلسيل المنزلي الشَّافِعِي أحد الْفُضَلَاء وَيعرف بالعسيلي. ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَخمسين بالمنية وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبية والملحة ومثلث قطرب وغالب الْمِنْهَاج وَقطعَة من جمع الْجَوَامِع وَمن أليفة النَّحْو وَمن التَّلْخِيص بهَا وبجامع الْأَزْهَر حِين هَاجر إِلَيْهِ للاشتغال فِي سنة أَربع وَسبعين ولازم الْبَدْر حسن الْأَعْرَج حَتَّى بحث عَلَيْهِ الْمِنْهَاج والوسيلة فِي الْحساب لِابْنِ الهائم بكمالهما وَقطعَة من مَجْمُوع الكلائي وَغَيرهَا وَكَذَا المحيوي عبد الْقَادِر بن الوروري الْفِقْه وأصوله والعربية وَعبد الْحق السنباطي فِي عدَّة تقاسيم والنور الكلبشي فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَغَيرهمَا وانتفع بمذاكرة الشهَاب الحديدي، وتميز وَأذن لَهُ غير وَاحِد مِمَّن ذكر وَقَرَأَ البُخَارِيّ على الشاوي وَسمع على الخيضري والديمي قَلِيلا وناب فِي قَضَاء الْمنزلَة ومنية وبدران عَن أصيل الدّين بن إِمَام الدّين وتكسب مَعَ ذَلِك بِالشَّهَادَةِ هُنَاكَ بل قَرَأَ على الْعَامَّة البُخَارِيّ والسيرة وَغَيرهمَا بعدة أَمَاكِن من الْمنية وَغَيرهَا وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة فِي تِلْكَ النَّاحِيَة، وَحج فِي سنة ثَلَاث

وَثَمَانِينَ ثمَّ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا بعياله وتجدد لَهُ هُنَاكَ ذكر فِي لَيْلَة المولد بعد أَن رَجَعَ من سَماع مصنفي فِي المولد النَّبَوِيّ بمحله وتفالت لَهُ بِهِ ولازمني فِي قِرَاءَة شرحي على التَّقْرِيب) بحثا وَكتبه بِخَطِّهِ وَكَذَا قَرَأَ على السِّيرَة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام تجاه الْكَعْبَة وَكَذَا التَّذْكِرَة للقرطبي وَكَانَ يلازم درس القَاضِي بِحَيْثُ اشتهرت فضيلته مَعَ جودته واستقامة طَرِيقَته وَلَقَد كتب إِلَى الْأمين بن النجار أَنه من أهل الْعلم وَالْبر وَالصَّلَاح لَيْسَ لَهُ نَظِير فِي الْبَحْر الصَّغِير وَأَن وَالِده المتوفي فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ من أَصْحَاب الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الصَّدْر جمال الدّين أَبَا حنان الْحَضْرَمِيّ الْكِنْدِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد الْآتِي. كَانَ مُقيما ببندر زيلع ثمَّ عَاد إِلَى عدن وسكنها حَتَّى مَاتَ بهَا فِي سنة خمس وَسِتِّينَ، وَكَانَ ذَا مَال كثير جدا فَلَمَّا أحس بِالْمَوْتِ أوصى من ثلثه للحرمين بِأَلف أُوقِيَّة ذهب وَجعل وَصِيّه على بنيه عَامر بن طَاهِر سُلْطَان الْيمن فقلد ذَلِك بعض الْفُقَهَاء المقيمين بعدن فقلده لثالث فَضَاعَ فِي أسْرع وَقت عَفا الله عَنْهُم. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْجمال الْعلوِي. فِيمَن جده عمر بن عَليّ بن عمر. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْجمال المرشدي. فِيمَن جده أَحْمد بن أبي بكر. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشَّمْس أَبُو عبد الله الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالسيلي بِكَسْر الْمُهْملَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة بعْدهَا لَام. كَانَ إِمَامًا فِي الْفَرَائِض والحساب والوصايا انْتفع بِهِ فِي ذَلِك وَأخذ عَنهُ الْأَئِمَّة بل وَقَرَأَ أَيْضا وَمِمَّنْ أخذهما عَنهُ الْعَلَاء المرداوي وَكَانَ خَازِن كتب الضيائية لَقيته بالصالحية وَنعم الرجل كَانَ. مَاتَ قريب السِّتين تَقْرِيبًا. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشَّمْس التروجي الخانكي التَّاجِر وَالِد أبي البركات مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بجحا بجيم مَضْمُومَة ثمَّ مُهْملَة مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الشَّمْس القبطي أَخُو التَّاج عبد الرَّزَّاق وَعبد الْغَنِيّ وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي ذكرهم وَيعرف بِابْن الهيصم. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمسين وَدفن بتربة ظَاهر بَاب النَّصْر. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم صفي الدّين الْقصار المروستي. كَانَ من ذَوي المكاشفات لقِيه الطاووسي فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بمزار وَهُوَ يَوْمئِذٍ ابْن مائَة وَسبع عشرَة سنة فاستجازه. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم صَلَاح الدّين وَكيل ابْن الحزمي. مِمَّن أسلم أَبوهُ وَنَشَأ هُوَ فِي ثمَّ عمل وَكيلا لشهاب الدّين أَحْمد الحزمي فَيُقَال أَن الشهَاب ترك عِنْده مَالا كثيرا وَلذَا اشْتهر بالملاءة الزَّائِدَة بعد سَفَره وَصَارَ إِلَى وجاهة يتَرَدَّد

إِلَى السُّلْطَان فَمن دونه ويخدمه اخْتِيَارا وَكرها وَكَانَ يسكن) بِالْقربِ من رَأس حارة زويلة ثمَّ تحول لبيت القباني بِالْقربِ من الْأَزْهَر ثمَّ لدرب الأتراك فِي بَيت جَوْهَر القنقباي وَبِه مَاتَ بعد تعلله مُدَّة ثمَّ أشرف على الشِّفَاء وطلع إِلَى السُّلْطَان فألبسه خلعة فَكَانَت الْمنية فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ ثمَّ دفن عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم السَّيِّد عز الدّين الحسني. مضى فِيمَن جده عَليّ بن المرتضى. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو البركات الْعَسْقَلَانِي الخانكي. فِي الكنى. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم نزيل الحسينية وَيعرف بِابْن درباس. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَن سنّ عالية. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم البطيني. مضى فِيمَن جده عَليّ. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم السمديسي. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن مخلوف. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشَّافِعِي كتب فِي عرض سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَأَظنهُ الشطنوفي. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشطنوفي. فِيمَن جده عبد الله. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم العجمي. عرض عَلَيْهِ الْمُحب بن أبي السعادات بن ظهيرة أربعي النَّوَوِيّ وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم العرضي نِسْبَة للعرضي من نواحي حلب الْحلَبِي. شَاب قَرَأَ عَليّ التَّوَجُّه للرب فِي شَوَّال سنة سِتّ وَتِسْعين وَبَلغنِي أَن وَالِده من فضلاء حلب المتعيشين فِي حَانُوت الْبَز بهَا. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْغَزِّي. كَانَ يذكر أَنه من أَوْلَاد إِبْرَاهِيم بن زقاعة وَلم يَصح فأبوه فِيمَا قَالَه أهل بَلَده كَانَ مزينا. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْكرْدِي. فِيمَن جده عبد الله. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْكرْدِي ثمَّ الْمَكِّيّ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المنرازي. مَاتَ سنة بضع عشرَة. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المغربي إِمَام جَامع الْقرَوِيين. مَاتَ قَرِيبا من سنة سبع وَأَرْبَعين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عِيسَى بن عمر بن خلد بن عبد المحسن المَخْزُومِي القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن الخشاب. ولد فِي ثَالِث شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده على الشَّمْس النشوي والعمدة وَقطعَة من) الْمِنْهَاج الفرعي وجامع المختصرات وَجَمِيع جمع الْجَوَامِع والتحفة فِي أصُول الْفِقْه أَيْضا ونظم الْجلَال البُلْقِينِيّ لمختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك والْحَدِيث والنخبة لشَيْخِنَا ونظم الشَّمْس الْبرمَاوِيّ فِي الْفَرَائِض ومنظومة

ابْن سينا فِي كليات الطِّبّ ومنظومة الخزرجي فِي الْكحل والخزرجية فِي الْعرُوض وقطعا مفرقة من التَّلْوِيح للخجندي فِي كليات الطِّبّ وَغير ذَلِك، وَعرض بعض محافيظه على السراج بن الملقن وَأَجَازَ لَهُ وَكَذَا أجَاز لَهُ الْجلَال نصر الله الْبَغْدَادِيّ وَالِد الْمُحب، وَأَقْبل على الِاشْتِغَال فَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْبُرْهَان البيجوري والشمسين الغراقي والبوصيري والشرف السُّبْكِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ آخَرين وَحضر دروس الْعَلَاء البُخَارِيّ فِي الْحَاوِي الصَّغِير وَفِي غَيره من الْعُلُوم وَالْعرُوض عَن السراج الأسواني والنحو عَن الْعِزّ بن جمَاعَة بحث عَلَيْهِ مُقَدّمَة من تصنيفه وَعَن الشمسين ابْن العجمي بن هِشَام والبرماوي والزينين الفارسكوري والسندبيسي والشهاب الصهناجي والطب بأنواعه عَن إِسْمَاعِيل التبريزي والسراج البلادري والأصلين والتصريف والمنطق والطبيعي والجدل وَغَيرهَا كالعربية أَيْضا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ ولازمه وَعلم الْوَقْت عَن الْجمال المارداني والشهب السطحي والبرديني والأستاذ ابْن المجدي وَأبي طاقية، وَسمع الحَدِيث على ابْن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على الْمُحب بن نصر الله وَتزَوج ابْنَته واختص بشيخنا وعظمت رغبته فِيهِ، وَأَجَازَ لَهُ كل من شيخيه فِي الطِّبّ بالإقراء والمعالجة وأثنيا عَلَيْهِ كثيرا واختص بثانيهما حَتَّى رغب لَهُ عَن تدريسي البيمارستان وجامع ابْن طولون فِيهِ وأمضى ذَلِك فِي حَيَاته وباشره فَلَمَّا مَاتَ قَامَ ابْن الْعَفِيف مساعدا لِابْنِ خضر وَابْن البندقي وَقرر عِنْد الْأَشْرَف برسباي عدم أَهْلِيَّة الشّرف لذَلِك فَأمر بِإِعْطَاء البيمارستان لِابْنِ خضر وَالْآخر فَوقف للسُّلْطَان فِي رَمَضَان أَيَّام قِرَاءَة البُخَارِيّ وتظلم وتلا قَوْله تَعَالَى يَا دَاوُد إِنَّا جعلناك خَليفَة فِي الأَرْض الْآيَة فرسم بِعقد مجْلِس وَتَقْدِيم الْمُسْتَحق فاتفق طُلُوع الْبَدْر الْعَيْنِيّ على عَادَته للسُّلْطَان فَحكى لَهُ الْمجْلس فَأعلمهُ بِأَن تِلَاوَة الشّرف لِلْآيَةِ مُخَاطبا للسُّلْطَان إساءة يسْتَحق الضَّرْب عَلَيْهَا وَلم يعلم الشّرف بِهَذَا فَلَمَّا اجْتَمعُوا للموعد مَال السُّلْطَان عَلَيْهِ وَأمر بضربه بَين يَدَيْهِ وَلم يُعْطه شَيْئا بل اسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فانتزعهما مِنْهُمَا فِي أَيَّام الظَّاهِر وَعمل فيهمَا أجلاسا أما الْآن أَو أَولا بِحَضْرَة قُضَاة الْقُضَاة وأكابر الْعلمَاء اشْتَمَل على عُلُوم وفوائد واستمرتا مَعَه حَتَّى مَاتَ وَكَذَا أقت فِي الأشرفية برسباي وجامع الصَّالح والمنصورية بل كَانَ يَجِيء شَيخنَا فِي يَوْم) الْجُمُعَة فيعلمه بِالْوَقْتِ ليركب للخطبة، وباشر خزن الْكتب بالظاهرية الْقَدِيمَة مَحل سكنه، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة أَربع وَعشْرين وَمرَّة رَفِيقًا لشَيْخِنَا ابْن خضر جاور فِيهَا بعض سنة، وَكَذَا جاور سنة تَامَّة فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَمَاتَتْ أمه وسرق بَيته فَلم يبْق لَهُ شَيْء يعز عَلَيْهِ وَرجع إِلَى

الْقَاهِرَة، وَكَانَ إنْسَانا حسنا فصيحا مقداما لطيف الْعشْرَة ثِقَة شَدِيد التثبت عالي الهمة اجْتمعت بِهِ كثيرا وَسمعت من فَوَائده ونوادره، وَمن نظمه: (فِي سَبِيل الله عمري ... ضَاعَ فِي لَهو شَدِيد) (لم أحصل قطّ شَيْئا ... نَافِعًا يَوْم الْوَعيد) (لَا وَلَا أمرا لدُنْيَا ... من خُيُول وَعبيد) (غير أَنِّي أترجى ... من إلهي ومعيدي) (رَحْمَة لي ولآبا ... ئي ونسلي وجدودي) مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد الشَّمْس الطَّائِي الْبَيَانِي الْحَمَوِيّ وَيعرف بِابْن الْأَشْقَر. يَأْتِي بِدُونِ إِبْرَاهِيم. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد المفعلي بِفَتْح الْمِيم ثمَّ فَاء ومهملة وَلَام الصَّالِحِي النجار وَيعرف بالمسلوت بمهلة وَآخره مثناه. ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة وأحضر على الْمُحب بن صَامت لِلنِّصْفِ الثَّانِي من بلدانيات السلَفِي ثمَّ سمع عَلَيْهِ غَيرهَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد وَمَات. مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْجلَال بن الْمُحب بن القَاضِي الْبُرْهَان ابْن جمَاعَة. حفظ الْمِنْهَاج والألفية واشتغل فِي النَّحْو وَالْفِقْه، وَاسْتقر فِي نصف مشيخة التصوف بالخانقاه بالقدس عَن وَالِده وَكَذَا فِي ربع الخطابة بالأقصى. وَمَات فِيهِ بالطاعون فِي سنة سبع وَتِسْعين وَاسْتقر بعده. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله البيدموري التركي التّونسِيّ الْمَالِكِي وَيُقَال لَهُ التريكي بِالتَّصْغِيرِ. كَانَ عَليّ جد أَبِيه من آمد وَنَشَأ ابْنه بِدِمَشْق وَكَانَت لَهُ بهَا رياسة لاتصاله بنوروز أَو غَيره وانتقل ابْنه إِلَى الْمغرب فَارًّا من الْمُؤَيد فسكن تونس وَتزَوج بهَا فولد لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة أَو قبلهَا تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن سبع ثمَّ تلاه للسبع على أبي الْقسم الْبُرْزُليّ فأتقنها وَهُوَ ابْن عشر وَأَجَازَهُ بِجَمِيعِ مَا اشْتَمَلت) عَلَيْهِ فهرسته وَهُوَ فِي نَحْو سِتّ كراريس، وَحفظ الشاطبيتين وعرضهما بكمالهما على أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن القماح الْأنْصَارِيّ الأندلسي الْعَسْقَلَانِي وَأَجَازَ لَهُ والرسالة وَبَعض ابْن الْحَاجِب الفرعي وَغير ذَلِك وَأخذ الْفِقْه عَن جمَاعَة مِنْهُم الْبُرْزُليّ الْمَذْكُور وبالقاسم الوشتائي القسنطيني وَكَانَ يحذف الْهمزَة وَالْوَاو من كنيته خُرُوجًا من الْخلاف وَعمر القلشاني وَعَن ثانيهم وَأبي عبد الله مُحَمَّد الرَّمْلِيّ وَغَيرهمَا أَخذ الْعَرَبيَّة وَعَن الْأَخيرينِ وَعبد الله الْبُحَيْرِي وَغَيرهم الْمعَانِي وَالْبَيَان وَعَن الْأَخيرينِ

والرملي وَغَيرهم أصُول الْفِقْه وعَلى الرَّمْلِيّ وَأبي يَعْقُوب المصمودي وَمُحَمّد بن عِقَاب قَاضِي تونس الْمنطق وَعَن القلشاني والرملي وَأبي الْفضل المعلقي أصُول الدّين وَمِمَّا أَخذه عَن القلشاني فِيهِ قِطْعَة من شَرحه على الطوالع وَعَن مُحَمَّد بن أبي بكر الوانجريسي والحاج الْمصْرِيّ الْحساب والفرائض وَعَن أَولهمَا الْعرُوض وبرع فِي جلها، وَقدم الْقَاهِرَة هَارِبا مِمَّا اتّفق لَهُ فِي سنة تسع وَأَرْبَعين فحج وَرجع فَأَقَامَ بهَا وَتردد لأعيانها كشيخنا وَأخذ عَنهُ واغتبط كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ وَاجْتمعت بِهِ فِي مَجْلِسه وَقبل ذَلِك أول مَا قدم مرَارًا وَسمعت من نظمه ومباحثه وَقَالَ أَنه شرح جمل الخونجي فِي سفر سَمَّاهُ كَمَال الأمل فِي شرح الْجمل جمع فِيهِ بَين الْكَلَام ابْن وَاصل والشريف التلمساني وَسَعِيد العقباني وَمُحَمّد بن مَرْزُوق مَعَ زيادات من شرح الشمسية وشراح ابْن الْحَاجِب وَشرح ابْن الرشيد لكَلَام الْمعلم الأول أرسطو وَغير ذَلِك من غير تَكْرِير وَأثْنى على شرح سعيد جدا وَكَذَا لَازم التَّرَدُّد للكمالي بن الْبَارِزِيّ ونوه بِهِ حَتَّى ولاه قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق عوضا عَن الشهَاب التلمساني فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين ثمَّ لم يلبث أَن صرف عَنهُ وانتمى لأبي الْخَيْر النّحاس بِحَيْثُ كَاد أَن يَلِي قَضَاء مصر وَأَعْطَاهُ خزانَة المحمودية بعد شَيخنَا وَلذَا امتحن ومسه غَايَة الْمَكْرُوه مِمَّا لَا حَاجَة لشرحه وَرجع إِلَى بِلَاده وَهُوَ الْآن فِيمَا أخْبرت نَاظر جَامع الزيتونية بتونس بل ولى قَضَاء الْمحلة الَّذِي هُوَ فِي الْحَقِيقَة قَضَاء الْعَسْكَر وَكَذَا نظر الْجَيْش وَكَانَ من خَواص مَسْعُود بن صَاحب الْمغرب لَهُ ضخامة ووجاهة مَعَ رسوخ فِي الْفِقْه واستحضار كثير لَهُ وَلغيره من كثير من الْعُلُوم وحافظة جَيِّدَة حَتَّى كَانَ ابْن الْهمام يَقُول أَنه معجون فقه وأدبه كثير ومحاضراته حَسَنَة وَكَذَا طلاقته وشكالته وَلَكِن الظَّاهِر أَنه مَعْلُول الدّيانَة غير مُثبت وَلَا متحر وَقد أفحش البقاعي فِي شَأْنه حمية لشيخه أَبَا الْفضل البجائي وَاعْتمد فِي كثير مِمَّا أثْبته على أعدائه كأبا الْفضل وَلم يفعل نَظِير هَذَا فِيهِ نسْأَل الله السَّلامَة ثمَّ) بلغنَا فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَتِسْعين وَفَاته فِيهَا وَاسْتقر عوضه فِي قَضَاء الْمحلة أَبُو مُحَمَّد عبد اللَّطِيف بن الْحسن بن عمر القلجاني رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بِمَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْأمين وَقَالَ المقريزي: الزين أَبُو الْيمن بن الشهَاب أَبَا المكارم بن أبي أَحْمد الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَحْمد أَخُو الْمُحب أَبَا البركات مُحَمَّد من ذَاك الْقرن وَأمه حَسَنَة ابْنة مُحَمَّد بن كَامِل بن يعسوب الحسني. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْمصْرِيّ وَإِبْرَاهِيم بن الخيمي وَغَيرهمَا من مصر وَأَبُو بكر بن الرضي

وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال والمزي والبرازاني وَآخَرُونَ من دمشق والشرف الأميوطي بل سمع عَن وَالِده وَعِيسَى بن عبد الله الحجي والزين الطَّبَرِيّ والأقشهري وَابْن مكرم وَعُثْمَان بن الصفي وَعُثْمَان بن سجاع الدمياطي وَالْفَخْر التوزري والسراج الدمنهوري وَالْجمال عبد الْوَهَّاب الوَاسِطِيّ والعز بن جمَاعَة والتاج ابْن بنت أبي سعد والنور الهمذاني والشهاب الهكاري وَآخَرين وَتفرد بِالسَّمَاعِ من عِيسَى وبالرواية عَن الزين والأقشهري وَعُثْمَان الدمياطي والواسطي وَكَذَا بِالْإِجَازَةِ الشّرف الأميوطي وَغَيرهم، وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه، والمقريزي فِي عقوده وكرره وَأَنه سليم الْبَاطِن، والتقي الفاسي وترجمه فِي تَارِيخ مَكَّة وَغَيره، وَالصَّلَاح الأقفهسي وَخرج من حَدِيثه جُزْءا، والتقي بن فَهد وَأوردهُ فِي مُعْجَمه وَآخَرُونَ. وَدخل الْقَاهِرَة مرَارًا وَولي إِمَامَة الْمقَام بِمَكَّة بعد أَخِيه الْمُحب شركَة لِابْنِ أَخِيه الرضي بن الْمُحب وناب عَنهُ أَخِيه الْمُحب فِي الْإِمَامَة وَكَذَا فِي التَّرَاوِيح كل سنة غَالِبا، وَكَانَ منور الْوَجْه مَشْهُورا بِالْخَيرِ بِحَيْثُ يقْصد للزيارة والتبرك وَله وَقع فِي الْقُلُوب مَعَ الانقباط عَن النَّاس، وَقد صحب جمَاعَة من الْفُقَرَاء ورؤي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَهُوَ يَأْمر بِالسَّلَامِ عَلَيْهِ قَالَ: لِأَنَّهُ من أهل الْجنَّة أَو قَالَ: من سلم عَلَيْهِ دخل الْجنَّة. مَاتَ فِي صفر سنة تسع بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الفاسي المغربي. ذكره ابْن عزم وَقَالَ: فِي مَوضِع وَالِد هبة وَفِي آخر ويدعى هبة. يَأْتِي فِي الْهَاء. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُفْلِح الشَّمْس القلقيلي نِسْبَة لقلقيلة من أَعمال جلجوليا الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي) جد النَّجْم مُحَمَّد بن أَحْمد الْآتِي. ولد فِي سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة كَمَا كتبه بِخَطِّهِ والملحة وَقدم بَيت الْمُقَدّس بعد إقرائه الْأَطْفَال بجلجولية دهرا فتكسب بالخياطة مُدَّة ثمَّ ضمه إِلَيْهِ الْبُرْهَان بن غَانِم فأقرأ أَوْلَاده وتنزل فِي مدارس وأكب على الْكِتَابَة والاشتغال وَلزِمَ الْجمال الفرخاوي فِي سَماع الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا وعَلى كبر وَكَذَا سمع على غَيره وَأكْثر من قِرَاءَة الحَدِيث وَكَانَ يستحضر السِّيرَة لِابْنِ هِشَام والمقامات، كل ذَلِك مَعَ الْفَضِيلَة وَكَثْرَة الْعِبَادَة وإطراح النَّفس وَحسن المذاكرة بِحَيْثُ اعتقده النَّاس وأثكل ولدا لَهُ فأسف، وَله مآثر وأحوال صَالِحَة. مَاتَ بعلة الاسْتِسْقَاء فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بِبَيْت الْمُقَدّس رَحمَه الله. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الشَّمْس بن الشهَاب بن الْبُرْهَان

الأبناسي الأَصْل القاهري المقسي الشَّافِعِي وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَأَبوهُ وجده. نَشأ فحفظ الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا وَسمع على شَيخنَا وَلم يمهر وَلَا كَاد لكنه اسْتَقر فِي النّظر على زَاوِيَة جده الشهيرة وناب عَنهُ فِي التدريس بهَا شَيخنَا ابْن خضر وَغَيره وَكَانَ يحضر عِنْد ابْن خضر وَالْفَخْر المقسي وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وتميز فِي الرَّمْي وَالشطْرَنْج وَغَيرهمَا من الصَّنَائِع والحرف وَصَارَ ذَا يقظة فِي ذَلِك وَنَحْوه مَعَ شكالة حَسَنَة وبشاشة. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد زاحم الْخمسين وَلم يَتَيَسَّر لَهُ الْحَج رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْمُحب أَبُو الْفضل المشهدي القاهري الشَّافِعِي. مان مِمَّن يكْتب الْإِمْلَاء عَن شَيخنَا ويتكسب بِالشَّهَادَةِ رَفِيقًا للبرهان المنصوري بحانوت الزجاجين ثمَّ كتب التوقيع بِبَاب الحسام بن حريز، وَلم يلبث أَن مَاتَ عَن قريب الْخمسين عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الفيومي ثمَّ القاهري يَأْتِي فِي أبي الْخَيْر من الكنى. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن حمدَان الشهَاب الْأَذْرَعِيّ. يَأْتِي فِي ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد بن حَازِم. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن حسن الشَّمْس بن الشهَاب المسيري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْفَقِيه. ولد بمسير وَحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج الفرعي وألفية النَّحْو، وَأقَام بالمحلة فِي جَامع الغمري وَتَحْت نظره مُدَّة وخدمه كثيرا مَعَ اشْتِغَاله بِالذكر والتلاوة وَالْعِبَادَة وَبعد مَوته تحول إِلَى الْقَاهِرَة وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الشَّمْس البامي) وَحضر دروس الْعلم البُلْقِينِيّ وَتردد للولوي البُلْقِينِيّ وَجَمَاعَة، وَحج وجاور وَكَانَ صَالحا خيرا تجرد واختلى وَلزِمَ الْخَيْر والسداد إِلَى أَن مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَلم يكمل الْأَرْبَعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن شمس الدّين أَخُو الَّذِي قبله وَهُوَ الْأَفْضَل وَيعرف بالشمس المسيري وَذَاكَ الأسن. ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بمسير، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وغالب الْمِنْهَاج والألفية وَأقَام فِي الْمحلة بِجَامِع الغمري وَتَحْت نظره وانعرك بَين الْفُقَرَاء وَتخرج بهم فِي المداومة على الذّكر والتلاوة والأوراد ووظائف الْعِبَادَة ثمَّ تحول بعد مَوته إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها ولازم الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه والأصلين والعربية وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَغَيرهَا، وَمن شُيُوخه الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَالشَّمْس البامي والشهاب الزواوي والتقي الحصني والأبدي ثمَّ الْفَخر المقسي

والجوجري وَابْن قَاسم وَآخَرُونَ كالولوي البُلْقِينِيّ واختص بِهِ ثمَّ الْكَمَال إِمَام الكاملية وَقصر نَفسه بِأخرَة عَلَيْهِ وَقَرَأَ بَين يَدَيْهِ حِين اسْتَقر فِي تدريس الشَّافِعِي وانتفع كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا وَغَيره ولازمني مُدَّة مغتبطا بذلك وَكتب عني فِي مجَالِس الْإِمْلَاء وَأخذ عني فِي الْإِصْلَاح وَغَيره، وبرع فِي الْفُنُون لوفور ذكائه وفطنته وَأم بِجَامِع الزَّاهِد وقتا وَكَذَا خطب بِهِ وتصدى لإرشاد المبتدئين فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة، وَحج غير مرّة وجاور وَقَرَأَ هُنَاكَ على التقي بن فَهد وَحضر عِنْد الْخَطِيب أبي الْفضل النويري وسافر مَعَ شَيْخه الْكَمَال فِي سنة أَربع وَسبعين فَمَاتَ شَيْخه فِي توجهه وَاسْتمرّ هُوَ إِلَى أَن وصل إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا وَصَارَ يجْتَمع عَلَيْهِ بعض الطّلبَة وَطَابَتْ لَهُ الْإِقَامَة وَلَكِن حسن لَهُ بعض بني الْكَمَال وَالرُّجُوع فَلم يجد مِنْهُ بدا وَقَررهُ جَوْهَر المعيني بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بغيظ الْعدة فَضَاقَ صَدرا بذلك وبادر إِلَى الرُّجُوع لمَكَّة سَرِيعا فِي الْبَحْر بعد قطع جَمِيع علائقه وَأَقْبل هُنَاكَ على الإقراء ومالت الْأَنْفس الزكية إِلَيْهِ وَمَشى على طَريقَة حَسَنَة فِي سلوك التودد وَعدم الْخَوْض فِيمَا لَا يعنيه والتقنع باليسير لمزيد دربته وعقله وانتفع الطّلبَة سِيمَا المبتدئون بِهِ لجودة تَقْرِيره وَحسن تَعْلِيمه وتفهيمه وَصَارَ كثير من التُّجَّار وَنَحْوهم يَقْصِدهُ بِالْبرِّ، وَاسْتمرّ فِي نمو من الِاشْتِغَال والإشغال وَالتَّعَفُّف بل كَانَ يكثر الِاسْتِدَانَة لمعيشته، وخطبه الخواجا ابْن الزَّمن لمشيخة رِبَاط السُّلْطَان وأثتى عَلَيْهِ عِنْده وأحضره إِلَيْهِ حِين كَانَ هُنَاكَ فَأكْرمه بِالْقيامِ وَالْكَلَام وَقَالَ لَهُ: قد خرج أَمر الرِّبَاط مني وَصَارَ يتَعَلَّق بك فَقَالَ لَهُ:) بل اجْعَلْهُ للْقَاضِي فَخر الدّين أخي القَاضِي وَكَانَا حاضرين فَقَالَ لَهُ: إِنَّه مشتغل بجدة وَغَيرهَا وَأَنت مُقيم فَحِينَئِذٍ قبل وباشره أحسن مُبَاشرَة ملاحظا التأدب وسلوك التَّوَاضُع فزادت وجاهته وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي لَيْلَة السبت خَامِس عشري صفر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ بعد الصُّبْح من الْغَد عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة فِي شعب النُّور عِنْد الشَّيْخ عبد الله الضَّرِير وَشهد القَاضِي فَمن دونه وتأسف النَّاس على فَقده رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ وخلفة فِي ولديه خيرا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن طوق النصيبي الْكَاتِب. مَاتَ سنة عشر. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَرِيم بن أبي طَالب بن عَليّ بن سيدهم الشَّمْس اللَّخْمِيّ النستراوي الأَصْل الْمصْرِيّ ابْن أخي كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن أَحْمد الْمَاضِي. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وباشر الدِّيوَان مُدَّة إِلَى أَن ولي عَمه نظرة الْجَيْش فباشر قَلِيلا ثمَّ ترك وتزهد وَلبس الصُّوف وَسمع

مَعنا على الْكثير من مَشَايِخنَا، وَكَانَ يحب أهل الْخَيْر وينفر غَايَة النفرة مِمَّن يتزوكر وَاسْتمرّ على قدم التصوف سبعا وَثَلَاثِينَ سنة مَعَ صِحَة العقيدة وجودة الْمعرفَة وَالصَّبْر على قلَّة ذَات الْيَد. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة الثَّانِي عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَعشْرين. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه وَوَقع عِنْده تَسْمِيَة جده مُحَمَّدًا وَالصَّوَاب مَا قَدمته. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ نَاصِر الدّين بن الشهَاب بن الطولوني الْمعلم ابْن الْمعلم الْمَاضِي أَبوهُ، كَانَ يَلِي معلمية السُّلْطَان وَتزَوج الظَّاهِر بأخته. مَاتَ بعد أَبِيه بأشهر فِي لَيْلَة الْخَمِيس خَامِس عشري رَجَب سنة إِحْدَى وَدفن من الْغَد فِي تربتهم من القرافة بعد أَن صلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حَضَره الْخَلِيفَة المتَوَكل على الله وغالب الْأُمَرَاء والأعيان، وَكَانَ شَابًّا جميل الْوَجْه طَوِيل الْقَامَة لَهُ مُشَاركَة وَله اعْتِقَاد فِي الْفُقَرَاء. ذكره الْعَيْنِيّ وَغَيره. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن جَعْفَر بن يزِيد بن جَعْفَر بن أبي إِبْرَاهِيم مُحَمَّد الممدوح الْبَدْر أَبُو عبد الله بن الْعِزّ الْحُسَيْنِي الْحلَبِي الْمَاضِي أَبوهُ نقيب الْأَشْرَاف بهَا وَكَاتب سرها مَعًا. كَانَ إنْسَانا حسنا بارعا يستحضر شَيْئا من التَّارِيخ ويذاكر بِهِ. مَاتَ بالطاعون فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَعشْرين وَقد جَازَ الْأَرْبَعين وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته مشهودا أثنى عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَابْن خطيب الناصرية) وَقَالَ إِنَّه كَانَ كتب وَصيته وَجعلهَا فِي جيبه وَصَارَ يلهج بِذكر الْمَوْت إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شرف الشَّمْس أَبُو الْمَعَالِي بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس الْبكْرِيّ القاهري الشَّافِعِي السعودي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن الحصري بمهملتين مَضْمُومَة ثمَّ سَاكِنة وبابن الْعَطَّار أَيْضا وَكَانَ يُقَال لبَعض أجداده الْخَطِيب السعودي. ولد فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَقيل إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبيتين والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك وَعرض على الأبناسي وَابْن الملقن والعراقي والغماري وَعبد اللَّطِيف الأسنائي وأجازوا لَهُ فِي آخَرين وتلا بالسبع على الْفَخر البلبيسي الضَّرِير وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وَكَانَ يذكر أَنه يُقيد الإجازات عَنهُ وَسمع عَلَيْهِ الشاطبية وَكَذَا سمع على التنوخي والشرف بن الكويك بأخباره، وَأخذ علم الحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ وَالْفِقْه عَن الأبناسي وَابْن الملقن ولازمه حَتَّى حمل عَنهُ جملَة من تصانيفه كالعجالة وهادى التَّنْبِيه وَشرح الْحَاوِي وَأَشْيَاء من غَيرهَا وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير مِنْهَا وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على الشَّمْس الغماري وَفِي الْأُصُول عَن الشَّمْس الشطنوفي

وَأخذ الْفَرَائِض عَن الشَّمْس الكلائي ثمَّ عَن الشَّمْس الغراقي وَسمع الحَدِيث على الْعَزِيز المليجي وَالصَّلَاح أبي عبد الله البلبيسي والتاج الصردي والشهاب أَحْمد بن الداية والتنوخي وناصر الدّين بن الْفُرَات فِي آخَرين وَمِمَّا سَمعه على الأول مُسْند الشَّافِعِي وعَلى الثَّالِث جُزْء سُفْيَان وعَلى الرَّابِع فَضَائِل الصَّحَابَة لوكيع وَحج قَدِيما فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وتكسب بِالشَّهَادَةِ إِلَى آخر الْوَقْت وَحدث وأقرأ الْقرَاءَات أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ خيرا سَاكِنا ضابطا ثِقَة قديم الْفَضِيلَة صبورا على الإسماع. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سلخ الْمحرم سنة ثَمَان وَخمسين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْجمال بن الشهَاب الْبونِي. ولد بعيد الْأَرْبَعين بِمَكَّة وَنَشَأ كأبيه فِي خدمَة صَاحب مَكَّة فِي التّرْك وَغَيرهَا وتمول بالعقارات وَغَيرهَا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن مُوسَى الشَّمْس الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمقري أَخُو إِبْرَاهِيم وَعبد الرَّحْمَن الهمامي وَعبد الرَّزَّاق الأشقاء الماضيين وثانيهم هُوَ الْمُفِيد لَهُ. ولد سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَحَوله أَبوهُ قبل استكماله نصف سنة إِلَى دمشق فَنَشَأَ بهَا وَحصل لَهُ توعك أدّى إِلَى خرسه فَلَمَّا بلغ السَّادِسَة من عمره توجه بِهِ للشَّيْخ عبد الله) العجلوني بل للتقي الحصني ملتمسا بركته ودعاءه فَدَعَا لَهُ وبشره بعافيته وألزمه بتقليده شافعيا وإقرائه الْمِنْهَاج مَعَ كَونه سلفه وأخوته كلهم حنفية فامتثل وعوفي عَن قرب وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج فِي أَربع سِنِين بِحَيْثُ صلى للنَّاس التَّرَاوِيح فِي رَمَضَان بِالْقُرْآنِ بِتَمَامِهِ كل عشر مِنْهُ إِمَام من الْعشْرَة، وَكَذَا حفظ الْعُمْدَة وأربعي الْمُنْذِرِيّ والودعانية المكذوبة والشاطبيتين وألفية الحَدِيث والنحو والمولد لِابْنِ نَاصِر الدّين وَجمع الْجَوَامِع ونظم الْقَوَاعِد لِابْنِ الهائم وتصريف الْعُزَّى وَالتَّلْخِيص والأندلسية فِي الْعرُوض وَغَيرهَا وَعرض على الْعَلَاء البُخَارِيّ وَآخَرين مِنْهُم شَيخنَا حِين اجتيازه بِدِمَشْق فِي سنة آمد وَأخذ الْقرَاءَات عَن أَبِيه والفقيه عَن التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَولده الْبَدْر والعربية عَن الْعَلَاء القابوني والمعاني وَالْبَيَان عَن يُوسُف الرُّومِي وَحضر مَجْلِسه فِي أصُول الْفِقْه وبرع فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَكتب الْخط الْحسن المتقن السَّرِيع بِحَيْثُ كتب الْقَامُوس مضبوطا فِي ثَلَاثَة أشهر وَكَانَ الْجمال بن السَّابِق يتبجح بِبَعْض كتبه كَونه بِخَطِّهِ، وَقَالَ الشّعْر الْجيد بِحَيْثُ عمل فِي شَيْخه التقي الشهبي مرثية وَتقدم فِي صناعَة التوقيع وَكَانَ يتكسب مِنْهَا وَمن كِتَابَة الْمَصَاحِف على طَريقَة وَالِده، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأخذ هُنَاكَ الْقرَاءَات عَن الزين بن عَيَّاش وَأذن لَهُ وَكَذَا أذن لَهُ غَيره، وتصدر فِي الْقرَاءَات وَرَأَيْت بِخَطِّهِ تقريظا لمجموع البدري

أرخه سنة تسعين اشْتَمَل على نثر ونظم فَكَانَ من نظمه فِيهِ: (وَمَا لي فِي بحور الشّعْر شيخ ... طَوِيل لَا وَلَا بَاعَ مديد) بل كتب عَنهُ البدري فِي الْمَجْمُوع قَوْله: (شبهت زهر اللَّوْن لما بدا ... فِي كف عبد لابس أحمرا) (فصوص كافور على عنبر ... من حولهَا ورد زهى منْظرًا) ثمَّ توقفت فِي ذَلِك. مَاتَ بِمَكَّة يَوْم التَّرويَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد التَّاج النويري الباهي نزيل مصر. مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ القاهري قريب زَوْجَة شَيخنَا. مِمَّن سمع من شَيخنَا ثمَّ مني، وَكَانَ فَقِيرا عسيرا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِدْرِيس بن أبي الْفَتْح الشَّمْس الدِّمَشْقِي بن السراج أَخُو الْعِمَاد أبي بكر. سمع على الحجار الصَّحِيح وَحدث. مَاتَ بِدِمَشْق فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ. ذكره المقريزي فِي عقوده،) وَينظر فَفِي الظَّن أَنه عِنْدِي. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَسد بن عبد الْوَاحِد الْبَدْر أَبُو الْفضل بن الشهَاب الأميوطي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن أَسد. ولد ظنا سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بحارة بهاء الدّين من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وكتبا جمة كالشاطبيتين والألفيتين والبهجة وَجمع الْجَوَامِع وَالتَّلْخِيص وَعرض على من دب ودرج، وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة بني أَبِيه من فِي استدعاء النَّجْم بن فَهد وهم خلق من جلّ الْآفَاق وَسمع الْكثير على شَيخنَا بل وَفِي الظَّن أَن وَالِده أسمعهُ على ابْن بردس وَابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة وَغَيرهم ولازم وَالِده فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والقراءات وَكَذَا حضر تقاسيم الشّرف الْمَنَاوِيّ وَرُبمَا حضر عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ وربيبه ثمَّ لَازم الْفَخر المقسي فِي الْفِقْه وفرائض الرَّوْضَة والعربية وَقَرَأَ على الزين زَكَرِيَّا أَشْيَاء وَأكْثر عَن ابْن قَاسم بل قَرَأَ على التقي الحصني فِي فنون وعَلى الزين الأبناسي فِي آدَاب الْبَحْث وعَلى الكافياجي فِي مُؤَلفه فِي عُلُوم الحَدِيث وَتردد للبدر أبي السعادات فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وللجوجري والبقاعي وَآخَرين ولازم الْمَجِيء إِلَيّ وَالْأَخْذ عني ومراجعاتي فِي كثير وَمَا كنت أَحْمد كثيرا من أُمُوره مَعَ يبس وبلادة وَإِظْهَار لمحبة الْفَائِدَة وَالشح بالعارية وَغَيرهَا وَحج فِي سنة سِتّ وَخمسين وَسمع معي بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على أبي الْفرج المراغي وَغَيره وَكَذَا سمع بِمَكَّة، وناب فِي الْقَضَاء عَن الْمَنَاوِيّ فَمن بعده وتنقل فِي مجَالِس بل لما مَاتَ وَالِده صَارَت إِلَيْهِ جهاته وفيهَا تدريس الْقرَاءَات بالبرقوقية وبالمؤيدية وَمَا يفوق

الْوَصْف كالخطابة بالأهناسية والإمامة بالزينية فباشرها وَرُبمَا أَقرَأ الطّلبَة وَسمعت أَنه كَانَ يكْتب على الْبَهْجَة الْفِقْهِيَّة وَكَذَا على منظومة للسخاوي فِي عُلُوم الحَدِيث وَلم يكن من أهل هَذِه الزمرة وَقد أعرض عَنهُ الولوي الأسيوطي فِي النِّيَابَة فتفوه بالسعي عَلَيْهِ بسبعة آلَاف دِينَار وَكَثُرت القالة بذلك وَدفع للعلاء بن الصَّابُونِي خَمْسمِائَة دِينَار على يَد يَهُودِيّ عِنْده افترضها مِنْهُ فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ وَمَا نَهَضَ لترقيه لذَلِك ثمَّ نزل حَتَّى ولي قَضَاء قليوب فِي الْأَيَّام الزينية مُلْتَزما عَن أوقاف الْحَرَمَيْنِ بِزِيَادَة على من قبله وَصَارَ يتَوَجَّه إِلَيْهَا فِي بعض أَيَّام الْأُسْبُوع مَعَ ثروته من الْأَمْلَاك والوظائف واتهامه بِمَال كثير وَلكنه كَانَ يُنكره بِالْحلف وَغَيره وَلم يلبث أَن تعلل وَلزِمَ الْفراش نَحْو سبعين يَوْمًا بالإسهال والربو وَنَحْوهمَا، ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَالِث عشري ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن عِنْد أمه بِالْقربِ من الأهناسية وَخلف) أَوْلَادًا وَلم يُوجد لَهُ من النَّقْد فِيمَا قيل شَيْء وَخرج من وظائفه جملَة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الشّرف البدماصي الْمصْرِيّ. قدم مَكَّة فَأَقَامَ بهَا نَحْو عشر سِنِين وَسمع بهَا من ابْن صديق وتكسب بالوثائق وَلم يحمد فِي ذَلِك. مَاتَ بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَقد جَازَ الْأَرْبَعين ظنا وَكَانَ يذاكر أَنه من ذُرِّيَّة الصّديق رَضِي الله عَنهُ، ذكره الفاسي فِي مَكَّة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْجلَال بن القطب القلقشندي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وأخوته إِبْرَاهِيم وَعبد الرَّحْمَن والْعَلَاء عَليّ وَهُوَ شقيقه، أمهما شريفة. ولد سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَسمع من الزين الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَمن غَيره، أجَاز لي وَكَانَ خيرا يتكسب بِالشَّهَادَةِ. مَاتَ سنة خمس وَخمسين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن يحيى نَاصِر الدّين آغا التركماني العبطيني ثمَّ الْحلَبِي نزيل مصر. قَالَ الْعَيْنِيّ فِي تَارِيخه: كَانَ فَاضلا اشْتغل فِي عُلُوم كَثِيرَة وَحصل علوما كثيرا وَكَانَ بزِي الْجند وَله اتِّصَال بالأمير منكلي بغا الشمسي وتحدث عَنهُ فِي البيمارستان لما كَانَ ناظره فِي دولة الْأَشْرَف وَذكر أَنه تلقن الذّكر وَلبس الْخِرْقَة من الْأمين الخلواتي وسَاق سندا أثْبته فِي التَّارِيخ الْكَبِير وَقَالَ أَنه فقد فِي الشَّام فِي الكائنة الْعُظْمَى سنة ثَلَاث مَعَ الْعَسْكَر. وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: كَانَ استنابه الْجمال الْمَلْطِي لما سَافر السُّلْطَان فِي وقْعَة اللنك ففقد مَعَ المفقودين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل التَّاجِر الحسباني. مَاتَ سنة سِتّ وَعشْرين.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الشَّمْس الدِّمَشْقِي الْمقري وَيعرف بِابْن الصعيدي وبالأحدب. جاور بِمَكَّة سِنِين وانتصب للإقراء، وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَقد بلغ الْخمسين أَو قاربها. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن إينال العلائي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ دوادار برسباي قرا الْمَاضِي أَبوهُ. كتب لي بِخَطِّهِ أَنه ولد فِي حُدُود سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَأَنه حفظ الْقُرْآن والكنز والمنار فِي الْأُصُول والعمدة فِي أصُول الدّين والملحة وَأَنه اشْتغل على الْبَدْر عبيد الله وَعبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والكافياجي والزين قَاسم وعضد الدّين الصيرامي والقاضيين سعد الدّين بن الديري) وَإِبْرَاهِيم والأمين الأقصرائي وَابْن الْهمام وَأَنه سمع على السَّيِّد النسابه وَالْعلم البُلْقِينِيّ والشهاب الشاوي وبإسكندرية على النُّور بن يفتح الله قَرَأَ عَلَيْهِ الْجُزْء الأول من ثَلَاثِينَ من البُخَارِيّ ورأيته يقْرَأ على الشَّمْس الأمشاطي قبل الْقَضَاء وَبعده وَكثر تردد خير الدّين بن الرُّومِي أحد الْفُضَلَاء وَغَيره لَهُ للإقراء والمذاكرة ويأكلون عِنْده مَعَ نوع إِحْسَان وَحج وَعرف بِالْعقلِ والتودد لكنه ذكر بالإقبال على التَّحْصِيل حَتَّى من نفائس كتب الْعلم والتاريخ خُصُوصا حِين كَانَ بِبَاب الْأَمِير برسباي قرا ثمَّ كَانَ مِمَّن نهب فِي كائنته وتحدث النَّاس بفقد شَيْء كثير لَهُ وَلم يفصح هُوَ بمجموعه وَبعد ذَلِك شرع فِي الِاسْتِخْلَاف لَهُ ولأميره وتوصل للأمور الشَّرِيفَة بالبذل الأراذل وعينه الْأَشْرَف لقبض الْخمس من منوف وَمَا حمد سيره فِيهِ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن إينال القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الشيخونية وَيعرف بِابْن الشّحْنَة لكَون أَبِيه كَانَ شحنة جَامع شيخو ثمَّ ترقى الْأَب فَصَارَ خَادِم السجادة بِالْمَدْرَسَةِ ثمَّ خَادِمًا كَبِيرا وَنَشَأ وَلَده هَذَا ففضل مَعَ سرعَة حَرَكَة وَنَوع خفَّة فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ امْتنع النَّاظر من تَقْرِير هَذَا فِي الْخدمَة مَعَ كَونه مقررا فِيهَا تَعْلِيقا من الكافياجي ثمَّ سيف الدّين فِيمَا قيل وَقرر أَبَا الطّيب الأسيوطي مَعَ إِظْهَاره تسخطها وَكَاد أَن يهْلك لكَونه فِيمَا قيل كَانَ يرى أَن المشيخة دونه بل من قريب كَانَ يُنَازع الصّلاح الطرابلسي فِي مشيخة الصرغتمشية وَوَقع بَينه وَبَين الْجلَال الأسيوطي مخاصمات أدَّت إِلَى طلبه للجلال من الأمشاطي فتلطف أَبُو الطّيب بِالْقَاضِي وَأصْلح بَين الْخَصْمَيْنِ وَتردد هَذَا إِلَى إِذْ ذَاك وَأخذ عني قَلِيلا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن بطيخ بن بدر الدّين القاهري رَئِيس الْأَطِبَّاء بهَا مِمَّن قدم فِي الرياسة على البهادري مَعَ تقدم ذَلِك فِي الْفَنّ. مَاتَ بهَا فِي رَابِع شَوَّال سنة ثَمَان وَأَرْبَعين.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد الْمُحب أَبُو الْوَلِيد بن الشهَاب الْحَمَوِيّ الْمَالِكِي أَخُو عبد الْقَادِر الْمَاضِي ووالده نجم الدّين الْمَوْجُود الْآن وَيعرف كأبيه بِابْن الرسام. ولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِبَلَدِهِ مَعَ قُصُور مرتبته، وَمَات بهَا سنة بضع وَسِتِّينَ وَقد جَازَ الكهولة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل نَاصِر الدّين ولقبه بَعضهم نور الدّين أَبُو الْفَتْح بن الشهَاب البوصيري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالبوصيري. ولد فِي خَامِس عشري رَجَب سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتقريب الْأَسَانِيد للعراقي ومختصر المتباينات لشَيْخِنَا والنخبة لَهُ وألفية الْعِرَاقِيّ فِي الحَدِيث وَفِي السِّيرَة) والجرومية والشذور وتنقيح اللّبَاب للْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَعرضه عَلَيْهِ بل عرض على جمَاعَة فَمنهمْ مِمَّن أجَاز لَهُ النَّجْم بن حجي وَالشَّمْس الشطنوفي والْعَلَاء البُخَارِيّ والتقي الفاسي وَخلق وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ ورقية الثعلبية والنور الفوي سمع عَلَيْهِ ختم السِّيرَة لِابْنِ هِشَام وَشَيخنَا وَمن لفظ الشهَاب الكلوتاتي وأحضر فِي الثَّالِثَة من لفظ الْوَلِيّ الأول من أَمَالِيهِ وَعَلِيهِ الثلاثيات وَبَعض الصَّحِيح وَفِي الشَّهْر السَّابِع من الْخَامِسَة على الشّرف بن الكويك سداسيات الرَّازِيّ وَألبسهُ الزين الخوافي الطاقية، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ عشرَة فَمَا بعْدهَا خلق سوى من تقدم كالعز بن جمَاعَة وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ والشهاب المتبولي وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَحَمَّاد التركماني والجلال البُلْقِينِيّ وَالْجمال بن ظهيرة والصدر السويفي وَأَبُو هُرَيْرَة بن النقاش وَالْفَخْر الدنديلي والنور وَالشَّمْس البيجوريين وقاري الْهِدَايَة وغانم الخشبي وَأبي الْقسم العبدوسي والشمسين الشَّامي والحبتي وَمن أوردته فِي المعجم وَقد حج مرَارًا أَولهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسافر للجون صُحْبَة الْأَمِير يشبك الْفَقِيه ثمَّ لقشتيل وَغَيرهَا وَدخل إسكندرية ودمياط وطرابلس وَلَقي بهَا ابْن مزهر شيخها وتشاغل بنسخ تصانيف أَبِيه وَغَيرهَا مَعَ نقص بضاعته ومزيد فاقته وانجماعه عَن أَكثر النَّاس وإقامته بالحسينية غَالِبا وخبرته بِاللِّسَانِ التركي وَقد قصدني مرَارًا وَأَجَازَ فِي بعض الاستدعاءات وَحدث بأَشْيَاء ولفاقته كَانَ يبر. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن جُبَير الْحلَبِي الْخياط. ذكر مَا يدل لِأَن مولده سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع على ابْن صديق بعض الصَّحِيح، وَحدث سمع مِنْهُ النَّجْم بن فَهد وَذكره فِي مُعْجم أَبِيه وَغَيره وَأثْنى عَلَيْهِ بالجودة وَالْعِبَادَة والبراعة فِي الْخياطَة والنصح فِيهَا قَالَ: وَعَلِيهِ سمت الصَّالِحين. مَاتَ فِي. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن رسْلَان أوحد الدّين أَبُو الْخَيْر وكناه

بَعضهم أَبَا الْفَتْح بن الشهَاب البُلْقِينِيّ الأَصْل الْمحلي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي وَلَده أَبُو السعادات مُحَمَّد وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن العجمي. ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشري شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالمحلة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ والمحب بن نصر الله وَشَيخنَا وعَلى الْمَشَايِخ الْأَرْبَعين بالظاهرية الْقَدِيمَة ختم الصَّحِيح، وَأَجَازَ لَهُ خلق واشتغل على الْوَلِيّ بن قطب وَالشَّمْس الشنشي وَغَيرهمَا، وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ عَن الْعلم البُلْقِينِيّ والقاياتي والشرف السُّبْكِيّ وتميز فِي الْفَرَائِض) والحساب وشارك فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا بل كَانَ فَقِيه النَّفس وافر الذكاء فهامة درس وَأفْتى وَحدث وَولي قَضَاء الْمحلة شركَة لِأَبِيهِ ثمَّ بعده اسْتِقْلَالا إِلَى أَن مَاتَ مَعَ انْفِصَاله فِي أثْنَاء الْمدَّة غير مرّة بِغَيْر وَاحِد كَمَا بَينته فِي غير هَذَا الْمحل، وَكَذَا ولي قَضَاء إسكندرية وقتا وَبَالغ البقاعي فِي الْحَط عَلَيْهِ والأمين الأقصرائي، وَالثنَاء وَهُوَ فِي أَوَاخِر أمره أحسن مِنْهُ قبلا بِحَيْثُ بَلغنِي أَنه كَانَ يَتْلُو فِي كل يَوْم ثلث الْقُرْآن سِيمَا حِين إِقَامَته الْأَخِيرَة بِالْقَاهِرَةِ معزولا. مَاتَ فَجْأَة فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشر رَمَضَان سنة سبع وَثَمَانِينَ بالمحلة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْكَمَال أَبُو الْفضل الْقرشِي النبكي. ولد بِالْيمن وَأمه مِنْهَا وَنَشَأ بهَا ثمَّ حج وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء ابْن فَهد فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا خلق كالواسط وَالزَّرْكَشِيّ والقبابي والبرهان الْحلَبِي وَمَات بعد ذَلِك. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْجمال أَبُو عبَادَة الصَّامِت بن الشهَاب بن الرضي بن الْمُوفق بن الْجمال الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ النَّاشِرِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ ولقبه بالصامت لجده لأمه الْمُتَوفَّى سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة. ولد فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فِي حجر أَبِيه فحفظ الْقُرْآن ثمَّ الْمِنْهَاج وَلم يترعرع حَتَّى مَاتَ أَبوهُ فَكَفَلَهُ أَخُوهُ الطّيب وَوجه عنايته إِلَيْهِ فبرع فِي أسْرع مُدَّة بِحَيْثُ كَانَ فَقِيها عَالما عَاملا ذكيا مِمَّن جمع بَين الْعلم وَالدّين وَسمع من النفيس الْعلوِي والتقي الفاسي وَابْن الْجَزرِي بل قَرَأَ كثيرا من أُمَّهَات الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَجُمْلَة من المختصرات والأجزاء وَكتب العارفين على عَمه الْمُوفق عَليّ ولازمه حَتَّى مَاتَ، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة كعائشة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين أبي بكر المراغي باستدعاء ابْن مُوسَى المراكشي وَغَيره وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على الشّرف إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم البومة وجود الْقرَاءَات وَولي الْإِعَادَة

والإمامية بالفرحانية وناب عَن أَخِيه فِي تدريسها والصلاحية وَفِي الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة عَن ابْن عَمه كل ذَلِك بزبيد وَنظر فِي الجرجانية خَارج زبيد وَله شعر جيد وَخط حسن ومدح النَّاصِر وَغَيره، ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وتزهد وتقلل وَلبس الخشن من الثِّيَاب وداوم الصّيام وَالْقِيَام والتلاوة وَلزِمَ الصَّلَاة بِمَسْجِد الأشاعر وَهُوَ مَسْجِد شهير بزبيد وتعانى النّظم والنثر وامتدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَغَيره بقصائد وَحج وجاور. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين.) طول الْعَفِيف النَّاشِرِيّ فِي تَرْجَمته وَهُوَ فِي تَرْجَمَة أَبِيه من صلحاء الْيمن بِاخْتِصَار فَقَالَ: اشْتغل بالعلوم وَمهر فِي الْفِقْه وَغَيره ثمَّ سلك طَرِيق النّسك وَالْعِبَادَة وَلبس الخشن وزهد فِي المناصب ولازم الصَّلَاة بِمَسْجِد الأشاعر وَفِيه يَقُول يَعْنِي مقتفيا للسبكي: (وَفِي هَذَا الأشاعر لطف معنى ... بِهِ بَين الْأَنَام أظل ساجد) (عَسى أَنِّي أمس بَحر وَجْهي ... مَكَانا مَسّه قدم لعابد) مُحَمَّد الْجمال أَبُو عبد الله الشَّافِعِي أَخُو الَّذِي قبله ووالد الْعَفِيف عبد الله الْمَاضِي وَيعرف هَذَا بالطيب. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بزبيد وَنَشَأ بهَا فتفقه بِأَبِيهِ وَأخذ عَنهُ عدَّة عُلُوم وَسمع الحَدِيث من عَمه الْمُوفق عَليّ وَالْمجد اللّغَوِيّ والنفيس الْعلوِي وَغَيرهم كالبدر الدماميني وَابْن الْجَزرِي حِين قدومهما الْيمن وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة باستدعاء الْجمال المراكشي وَغَيره كابنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ الْغَايَة فِي الصِّحَّة والضبط بل ألف نكتا على الْحَاوِي مفيدة سَمَّاهَا إِيضَاح الْفَتَاوَى فِي النكت الْمُتَعَلّقَة بالحاوي فِي ثَلَاث مجلدات واختص بِالظَّاهِرِ يحيى بن إِسْمَاعِيل صَاحب الْيمن وقلده أَمر مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بتعز تدريسا ونظرا وحضه على وقف كتب فِيهَا فَفعل وَأقر بهَا من نفائس الْكتب مَا يتعجب مِنْهُ كَثْرَة وحسنا وَهِي تَقْرِيبًا نَحْو خَمْسمِائَة مجلدة، وَكَذَا اسْتَقر فِي تدريس الأشرفية إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس والفرحانية كِلَاهُمَا بتعز وَكَذَا كَانَ لَهُ عِنْد عَليّ بن طَاهِر حُرْمَة عَظِيمَة بِحَيْثُ عَاده فِي مَرضه وَمَعَهُ القَاضِي الشَّمْس يُوسُف ابْن يُونُس الحبابي، وَكَانَ فَقِيها محققا تصدى للإقراء والإفتاء بل أفتى وَهُوَ ابْن عشْرين سنة وانتفع بِهِ النَّاس وَقَالَ لي بعض فضلاء الْحَنَفِيَّة مِمَّن لقِيه هُنَاكَ إِنَّه رأى لَهُ بعد الْخمسين حَلقَة عَظِيمَة وحافظة فِي الْفِقْه قَوِيَّة، وَولي قَضَاء الْأَقْضِيَة بزبيد بعد موت عَمه الْمشَار إِلَيْهِ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين فدام حَتَّى مَاتَ بزبيد فِي شَوَّال سنة أَربع وَسبعين على الْأَصَح الَّذِي كتبه وَلَده بِخَطِّهِ، وَهُوَ مِمَّن أجَاز لصاحبنا ابْن فَهد، وترجمه الْعَفِيف النَّاشِرِيّ فطول جدا وسرد من درس من

طلبته جمعا قَالَ: وَهُوَ أبرع من درس الْحَاوِي وَكَانَ من يحضر عِنْده يشْهد بِأَنَّهُ لَا نَظِير لَهُ فِيهِ بل استحضر مظان الرَّوْضَة لخدمته لَهَا أتم خدمَة وَله عَلَيْهَا حواش، ودرس بعد موت أَبِيه بالصالحية والفرحانية كِلَاهُمَا بزبيد وَفِي حَيَاته باللطيفية بل ألزمهُ بالفتوى وَلم يعذرهُ فِي تَركهَا حَيَاء مِنْهُ مَعَ الْقيام بوظائف الْعِبَادَات والمحاسن المتكاثرات وَإِلَيْهِ انْتَهَت رياسة الْفَتْوَى وَالْأَحْكَام وَكَثُرت) تلامذته وانتشرت فَتَاوَاهُ وَهُوَ وَأَبوهُ وجده وجد أَبِيه ووالده عُلَمَاء وَقل أَن يتَّفق ذَلِك، وامتدحه الأكابر وَهُوَ مَعَ مَا هُوَ عَلَيْهِ من الْعلم والرياسة على قدم عَظِيم من التَّوَاضُع وخفض الْجنَاح والقرب وَقَضَاء حوائج النَّاس مَا أمكن وَله نظم على طَريقَة الْفُقَهَاء فَمِنْهُ مِمَّا كتب بِهِ لِعَمِّهِ الْمُوفق عَليّ بن أبي بكر: (قلبِي بكم أهل الغوير متيم ... لَا يَشْتَهِي طعم الطَّعَام لَهُ فَم) (من يَوْم مَا رَحل الحداة بعيسكم ... نَحْو العذيب حمامهم يترنم) إِلَى أَن قَالَ: (ولي اخْتِصَاص دون كل مجَالِس ... وفوائد لَيست لغيري مِنْكُم) (تجْرِي الدُّمُوع من المآقي عِنْدَمَا ... وَالْقلب ينكى والمنية تهجم) مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الشَّمْس الطَّائِي الْبَيَانِي الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْأَشْقَر. ولد سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَقيل سبعين وَالْأول أثبت بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي وَأخذ عَن الْجمال يُوسُف بن خطيب المنصورية وَقَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيح وَالْتمس مِنْهُ الْإِذْن لَهُ بقرَاءَته على الْعَامَّة فَأَشَارَ باستئذان الْعَلَاء القضامي أَيْضا فِي ذَلِك للأمن من معارضته بعد، قَالَ: فتوجهت إِلَيْهِ فاختبرني بِثَلَاثَة أَمَاكِن من مشكلات الصَّحِيح وَهِي الْمَسَاجِد الَّتِي على الطَّرِيق وَحَدِيث أم زرع وَالتَّفْسِير قَالَ: فَفتح الله بالمرور الْحسن فِيهَا وَكَانَ ذَلِك سَببا لإذنه أَيْضا، وَسمع بِدِمَشْق بعض الصَّحِيحَيْنِ مَعَ ثلاثيات البُخَارِيّ على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالجمال بن السَّابِق وأفادني تَرْجَمته والنجم بن فَهد وناصر الدّين بن زُرَيْق وَكَانَ لقِيه فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ بل كتب عَنهُ شَيخنَا وناهيك بِهَذَا. وَرَأَيْت من سمى جده إِبْرَاهِيم بن أبي بكر فَالله أعلم وَكَانَ إنْسَانا حسنا زاهدا عابدا منعزلا عَن بني الدُّنْيَا مستحضرا لكثير من الْفِقْه كثير التِّلَاوَة مُعظما فِي بَلَده مشارا إِلَيْهِ بمشيختها. مَاتَ فِي ثامن عشري أَو رَابِع عشري شَوَّال سنة خمسين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن الحزمي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كأبيه بِابْن جبيلات.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر الشَّمْس أَبُو الْفَتْح بن الشهَاب الفوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الصُّوفِي.) ولد قبل التسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن وَسمعت أَنه اشْتغل فِي الْمِنْهَاج يَسِيرا وَصَحب إِبْرَاهِيم الأدكاوي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن عَافِيَة بن أَحْمد الْغَزالِيّ والزين أَبَا بكر المداوي وَآخَرين وَقَرَأَ والمرسلات وَالَّتِي تَلِيهَا على أَحْمد بن عَليّ بن مُوسَى الأدكاوي الصُّوفِي وتلقن مِنْهُ ذكرا وخصوصا وَقَالَ إِنَّه تلقنه من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام، واختص بشيخه الأول وانتفع بِصُحْبَتِهِ وبسلوكه وإرشاده وَعرف بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح، وَعمل رِسَالَة سَمَّاهَا سلَاح المسالك وسد المهالك فِي علم الطَّرِيق لأهل الْأَمَانَة والتصديق وتصدى للإرشاد فَأخذ عَنهُ الأكابر فَمن دونهم وَكنت مِمَّن صَحبه وتلقن مِنْهُ الذّكر على طريقتهم، وَحج وجاور غير مرّة آخرهَا فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَكَانَ خيرا كثير الصمت حسن السمت ملازما لِلْعِبَادَةِ والتلاوة منجمعا عَن النَّاس مَذْكُورا بالصلاح لَهُ أَتبَاع يعتقدونه ويعظمونه ويؤثرون عَنهُ الكرامات مِمَّا أوردت بَعْضهَا فِي التَّارِيخ الْكَبِير. مَاتَ فِي مسَاء يَوْم السبت تَاسِع عشري ربيع الأول سنة سِتّ وَدفن بتربة الحلاوي بِالْقربِ من الرَّوْضَة ظَاهر بَاب النَّصْر رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر البيري الشَّافِعِي بن الْحداد. صَوَابه مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح وَسَيَأْتِي. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر الدِّمَشْقِي النّحاس. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد الْجمال بن الشهَاب السنبسي الْمَكِّيّ. ولد فِي سنة ثَمَان وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن وَتعلم الْكِتَابَة بِحَيْثُ صَار يكْتب الوثائق لنَفسِهِ وَلغيره، وتعانى التِّجَارَة فأثرى جدا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَعشْرين بِمَكَّة وَحصل لَهُ قبل مَوته حرارة عَظِيمَة جوفية بِحَيْثُ أَقَامَ أَيَّامًا وليالي جَالِسا منغمسا فِي مَاء بَارِد فِي قدر من نُحَاس وَلَا يَسْتَطِيع مَعَ ذَلِك شربة مَاء بل أَقَامَ اثْنَي عشر يَوْمًا ينظره وَلَا يسيغه وطلق قبل مَوته إِحْدَى زوجتيه ليخص الْأُخْرَى بميراثه. ذكره الفاسي فِي مَكَّة مطولا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَار الله بن صَالح الشَّيْبَانِيّ الْمَكِّيّ. أجَاز لي فِيمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ فيحرر. مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَار الله الْبناء. مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر بن أَحْمد بن عَليّ الديواني الْمَكِّيّ. خدم عنان بن مغامس بن رميثة وَغَيره من أُمَرَاء مَكَّة وَمَات بهَا ظنا فِي سنة سِتّ أَو فِي الَّتِي بعْدهَا. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن حاجي مَوْلَانَا شمس الدّين التبريزي ثمَّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن) عذيبة لملازمته العذبة. ولد قبيل سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة بتبريز واشتغل قَدِيما وارتحل إِلَى أقْصَى الْعَجم والهند وَالروم واليمن والحجاز للتِّجَارَة مَعَ اشْتِغَاله بالفقه والعربية وَالصرْف والقراءات وَدخل مصر فِي زمن الأسنوي وحلب فِي زمن الْأَذْرَعِيّ وَالشَّام فِي زمن ابْن كثير وَابْن رَافع وَحضر عِنْدهم وَعند غَيرهم وَحصل كتبا جَيِّدَة وَدخل الْقُدس فِي سنة خمس وَتِسْعين وَعرف بالخواجا وجاور سِنِين بِمَكَّة قبل الْفِتْنَة. ذكره ابْن أبي عذيبة وَقَالَ إِنَّه بِهِ عرف وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْعَرَبيَّة وَالتَّفْسِير والقراءات وجاور مَعَه بِمَكَّة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ أحد رجال الدَّهْر كرما وديانة وتصوفا وتخشعا ومحبة فِي أهل الْعلم وَالْخَيْر وفضلا ذَا نعْمَة طائلة وثروة مَعَ سَرقَة كَثِيرَة من مَاله وغرفه. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة خمس وَثَلَاثِينَ بعد مرض طَوِيل رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن حبيب الشَّمْس الغانمي الْمَقْدِسِي وَيعرف بِابْن دامس. شيخ حسن من أهل الْقُرْآن، لَقيته بِبَيْت الْمُقَدّس وأخبرت أَنه سمع على أبي الْخَيْر بن العلائي وَالشَّمْس القلقشندي وَغَيرهمَا، وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْأَجْزَاء وَكَانَ صوفيا بالصلاحية هُنَاكَ وخازن الْكتب بالأقصى ومولده فِي عشر الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة. وَمَات قريب السِّتين تَقْرِيبًا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن أَحْمد بن عَطِيَّة الْبَدْر بن عَطِيَّة المنوفي قاضيها الشَّافِعِي. ولد بهَا تخمينا فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس أبي عبد الله الْمَعْرُوف بكنيته والشهاب الهيثمي وَغَيرهمَا وَحفظ كتبا عرضهَا على الصَّدْر الهيثمي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَحضر مَجْلِسه فِي الْإِمْلَاء وَادّعى أَنه حضر عِنْد وَالِده أَيْضا، لَقيته بمنوف فَأجَاز لي وَمَا علمت حَاله. مَاتَ قريب السِّتين أَيْضا تَقْرِيبًا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن إِسْمَاعِيل بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل الشَّمْس بن الشهَاب الكجكاوي العينتابي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ شَقِيق مَحْمُود الْآتِي، أمهما فردوس ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مُوسَى وَيعرف بالأمشاطي نِسْبَة لجده أبي أمه لكَونه هُوَ الَّذِي رباه لمَوْت وَالِده وَابْنه صَغِير وَكَانَ الْجد يتجر فِيهَا وَكَانَ خيرا. ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سادس عشري ذِي الْحجَّة أَو الْقعدَة سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة مُقَابل صهريج منجك بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ الْقُرْآن وجود بعضه على حبيب العجمي وَحفظ الْقَدُورِيّ وَبَعض الْمجمع وَغَيرهمَا وَقَرَأَ تَصْحِيحا على قَارِئ الْهِدَايَة بل حضر دروسه ودرس التفهني وَابْن الفنري وتفقه بالشمس بن الجندي وَعبد اللَّطِيف) الْكرْمَانِي

وَابْن الديري والأمين الأقصرائي وأذنا لَهُ فِي التدريس والإفتاء وَعَلَيْهِمَا قَرَأَ فِي الْأُصُول وَكَذَا على الْكرْمَانِي وَعَن ثَانِيهمَا وَابْن الجندي وَكَذَا الشمني والراعي أَخذ الْعَرَبيَّة وانتفع بِابْن الديري وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء وَكَانَ كثير التبجيل لَهُ وحاول وسائط السوء تَغْيِير خاطره عَلَيْهِ لكَونه لَا ينجر مَعَهم فِيمَا يَخُوضُونَ فِيهِ فَأبى الله إِلَّا تَقْدِيمه عَلَيْهِم بِحَيْثُ صَار فِي قَضَاء مذْهبه كالشاملة وَكَذَا انْتفع بملازمة الْأمين وَأخذ عَن ابْن الْهمام وَكَانَ أَيْضا يجله حَتَّى أَنه لما عين لَهُ تصوفا بالأشرفية وَقرر جَوْهَر فِيهِ غَيره غضب وَكَانَ ذَلِك هُوَ السَّبَب فِي خلع الكمالي نَفسه من الْوَظِيفَة واسترضوه بِكُل طَرِيق فَمَا أذعن، وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِيمَا يغلب على ظَنّه والشموس بن الْجَزرِي والشامي وَابْن الْمصْرِيّ والشهاب الوَاسِطِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان والمحب بن يحيى والشرابيشي وَشَيخنَا وَابْن أبي التائب والمحبين ابْن الإِمَام والقمني وَعلي بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْقيم وَعَائِشَة وَفَاطِمَة الحنبليتين وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة وأخيها الْجمال عبد الله فِي آخَرين، بل رَأَيْت لَهُ حضورا فِي الثَّالِثَة مَعَ وَالِده على الشّرف بن الكويك لبَعض الْجُزْء الأول من مُسْند أبي حنيفَة للحارثي بِقِرَاءَة الكلوتاتي وَلذَا لَا أستبعد أَن يكون عِنْده أقدم من هَؤُلَاءِ، وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد ترجمت لَهُ أَكْثَرهم فِي مُجَلد، ودرس للحنفية بالفخرية ويدرس بكلمش وبالفيروزية مَعَ مشيخة الصُّوفِيَّة بهَا وبالمنكوتمرية والباسطية وبالمسجد الْمَعْرُوف بإنشاء الظَّاهِر جقمق بخان الخليلي وبمدرسة سودون من زَاده وناب فِي مشيخة التصوف بالأشرفية وتدريسها فِي غيبَة ابْن شَيْخه الأقصرائي وَكَذَا فِي تدريس الصرغتمشية فقها وحديثا فِي غيبَة أَبِيه وَهُوَ من جملَة معيديها، وَحج مرَارًا وجاور فِي بَعْضهَا أشهرا. وسافر دمياط وغزة وَغَيرهمَا وأقرأ الطّلبَة وَحلق بل أفتى بإلزام شَيْخه الْأمين لَهُ بذلك وَرُبمَا كتب الْأَمِير تَحت خطه وَعرف بالثقة وَالْأَمَانَة والديانة والنصح وبذل الهمة وَالْقِيَام مَعَ من يَقْصِدهُ وتأييد طلبة الْعلم فِي الْأَمَاكِن الَّتِي رُبمَا يحصل لَهُم فِيهَا امتهان والتواضع مَعَ من يُحِبهُ وَحمل الْأَذَى والتقلل من الدُّنْيَا مَعَ التعفف وَشرف النَّفس والتصميم فِي الْحق وَعدم الْمُحَابَاة وَترك قبُول الْهَدِيَّة فاشتهر ذكره وَقبلت شَفَاعَته وأوامره خُصُوصا عِنْد كل من يتَرَدَّد إِلَيْهِ من الْأُمَرَاء كَبِيرهمْ وصغيرهم وباشر العقد لغير وَاحِد من الْأَعْيَان وَمِنْهُم فِيمَا بَلغنِي الظَّاهِر جقمق رَغْبَة مِنْهُم فِي ديانته وثقته مَعَ حرص بعض مستنيبيه على مُبَاشرَة بَعْضهَا وسعيه فِي ذَلِك وَلَا يحاب وَمَا انْفَكَّ مَعَ هَذَا كُله عَن) مناوئ وَهُوَ لَا يزْدَاد مَعَ ذَلِك إِلَّا عزا، وَلما مَاتَ شَيْخه سعد الدّين

تعفف عَن الدُّخُول فِي القضايا إِلَّا فِي النَّادِر ثمَّ ترك أصلا كل ذَلِك مَعَ الْفَهم الْجيد وَحسن التَّصَوُّر وذوق الْعلم والإتقان فِيمَا يبديه والمشاركة فِي فنون وَالرَّغْبَة فِي إخفاء كثير من أَعماله الصَّالِحَة، وَقد جود الْخط على الزين بن الصَّائِغ وَكتب بِهِ كثيرا لنَفسِهِ وَلغيره من كتب الْعلم وَغَيرهَا وانتفى وَأفَاد وَكَذَا كتب بِخَطِّهِ ماربعة ومصحف ووقف بَعْضهَا قصدا للثَّواب بل أهْدى لكل من الْأَشْرَف قايتباي وجانبك الدوادار ويشبك الدوادار وَغَيرهم ربعَة وَامْتنع من قبُول مَا يثيبونه فِي مُقَابل ذَلِك وَهُوَ شَيْء كثير، وَكتب فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ ربع الْقُرْآن وَضَبطه فِي لَيْلَة لاضطراره لذَلِك فِي الارتفاق بِثمنِهِ فِي ملاقاة شَيْخه ابْن الجندي حِين حج، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ حَسَنَة من حَسَنَات الدَّهْر وَقد صحبته قَدِيما فَمَا أعلم مِنْهُ إِلَّا الْخَيْر وَأشْهد مِنْهُ من مزِيد الْحبّ مَا لَا أنهض لبثه، وَسمع مني بِالْقَاهِرَةِ جملَة وَعين للْقَضَاء غير مرّة بِإِشَارَة شَيْخه الْأمين وَغَيره وَهُوَ لَا يذعن حَتَّى كَانَت كائنة شقراء ابْنة النَّاصِر فرج بن برقوق وانحراف السُّلْطَان عَن الْمُحب بن الشّحْنَة بِسَبَب قيام ابْنه الصَّغِير فِي التعصب مَعهَا وَغير ذَلِك حَسْبَمَا شرحته فِي الْحَوَادِث صرح بعزل القَاضِي وَأخذ بِيَدِهِ فأقامه من مَجْلِسه ثمَّ ولى صَاحب التَّرْجَمَة إلزاما وَذَلِكَ فِي يَوْم الْخَمِيس حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين من غير سبق علم بذلك فِيمَا قيل مَعَ استدعاء السُّلْطَان لَهُ أمس تَارِيخه وَتكلم مَعَه فِي الكائنة وَغَيرهَا وَركب وَمَعَهُ الْمَالِكِي والحنبلي فِي جمع من نواب كل مِنْهُم حَتَّى وصل الصالحية على الْعَادة وَهِي مَحل سكنه وهرع النَّاس للسلام عَلَيْهِ وَاسْتقر بالشريف جلال الدّين الجرواني نقيب شَيْخه فِي النقابة. ورام التَّخْفِيف من النواب والاقتصار على من يكون مِنْهُم أشبه فَلم يتم لَكِن مَعَ التَّأْكِيد على جمَاعَة مِنْهُم ثمَّ بَاشر على طَرِيقَته فِي التصميم وَمَا تمكن من منع الاستبدالات بعد معالجة ومراجعة كَمَا بَينته فِي تراجم الْقُضَاة وَغَيرهَا وَلَكِن مَعَ احْتِيَاط وَضبط بِالنِّسْبَةِ، ثمَّ قَرَّرَهُ السُّلْطَان فِي مشيخة البرقوقية ونظرها بعد موت العضدي الصيرامي وَأعْرض حِينَئِذٍ عَن كثير من وظائفه الصغار لجَماعَة من الْفُضَلَاء والمستحقين مجَّانا لارتقائه عَن مباشرتها بل رام فِيمَا بَلغنِي إِعْطَاؤُهُ الشيخونية فَمَا وَافق كَمَا أَنه لم يُوَافق على المؤيدية قبل، وَاسْتمرّ فِي الْقُضَاة وَهُوَ يكابد ويناهد ويدافع ويمانع ويخاصم ويسالم ويتعصب ويغضب وَيقوم وَيقْعد ويشدد ويتودد وَيملك مَا يمدح بِهِ أَو يذم أَو يغْضب صديقه أَو يطم كقيامه مَعَ البقاعي فِي حَادِثَة لَيْسَ فِي الْإِمْكَان أبدع مِمَّا كَانَ) وَعدم التفاته فِي الْخَوْض فِي جَانِبه بِمَا يقاربها وَكَاد أمره أَن ينحط عِنْد الْملك فلطف الله بِهِ. وَمَات فِي عزه ووجاهته فِي

لَيْلَة الِاثْنَيْنِ خَامِس عشري رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانِينَ بعد عتق بعض مَا فِي ملكه وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد متوسط ثمَّ دفن على قَارِعَة الطَّرِيق بَين تربة قجماس أَمِير آخور والأشرف إينال وَقَالَ البدري بن الْغَرْس: ساءت وَفَاته كل عدل أَو نَحْو هَذَا، وَقَالَ الولوي الأسيوطي: إِن ذممنا فِيهِ خصْلَة أَو خَصْلَتَيْنِ حمدنا مِنْهُ كثيرا رَحمَه الله وإيانا وأرضى عَنهُ أخصامه فَلم يخلف بعده مثله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن دَاوُد بن سَالم بن معالي الْكَمَال أَبُو الْفضل ابْن الشهَاب العباسي الْحَمَوِيّ الْمَكِّيّ أَخُو الْمُوفق عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَذَاكَ الْأَكْبَر. ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والرسالة لِابْنِ أبي زيد والألفيتين وشذور الذَّهَب وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن أَبِيه وَابْن تقصيا وَالْفِقْه عَن بَعضهم، وَاسْتقر فِي قَضَاء حماة سنة خمس وَسِتِّينَ عوضا عَن الْمُحب مُحَمَّد بن الرسام ذبكلوشا ثمَّ انْتقل إِلَى قَضَاء دمشق فِي سنة ثَمَان وَسبعين ثمَّ انْفَصل عَنهُ بالشهاب المريني وَهُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن وَقيل مُوسَى بن عبد الْوَاحِد أَبُو عبد الله الْأمَوِي المغربي التّونسِيّ الْمَالِكِي وَيعرف بالقباقبي. ولد فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة يَوْم اسْتِقْرَار أبي فَارس فِي مملكة تونس وَقدم الْقَاهِرَة فحج وَسمعت من نظمه قَوْله فِي شَيخنَا: (لي مَالك مهما استعنت بِهِ سمح ... وَإِذا توجه فِي مناجدة نجح) (أنبئت عَنهُ أَن فِي سيادة ... فَاعْلَم بقلبك أَنه نبأ رجح) وَقد سبقه فقيهنا الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد السعودي الْآتِي لما فيهمَا وَكَذَا مدح تغرى برمش الْفَقِيه بقصيدة همزية سَمعهَا مِنْهُ صاحبنا التقي القلقشندي حَسْبَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَكتب عَنهُ أَيْضا غَيره من أَصْحَابنَا. مَاتَ فِي رَجَب سنة خمسين بإسكندرية رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْكَمَال بن الإِمَام الشهَاب الْأَذْرَعِيّ الأَصْل القاهري وَأمه دمشقية. قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع مَعنا على غير وَاحِد وَكتب بِخَطِّهِ القَوْل البديع وخالط ذَوي الظّرْف ثمَّ انجمع ببولاق. وَمَات فِي الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين عَن بضع وَخمسين تَقْرِيبًا وَهُوَ وَالِد فَاطِمَة زوج النَّجْم بن حجي.) مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ الشَّمْس البابي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي. ولد بِالْبَابِ ثمَّ قدم حلب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فَنزل الحلاوية النورية وَسمع فِيمَا قَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي: ثمَّ أَخذ عَن وَلَده أبي ذَر وَالْفِقْه عَن يُوسُف الْكرْدِي والقراءات عَن عبيد بن أبي المنى والتقى أبي بكر بن أبي بكر البابيلي بن الحيشي وبمكة حِين

جاور بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين عَن الزين بن عَيَّاش وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث وَتزَوج فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد الحيشي وَسكن عِنْده ولازمه وأجار لَهُ شَيخنَا وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء كالصحيحين والدميري لنَفسِهِ وَلغيره وناب عَن الْعِزّ النحريري الْمَالِكِي فِي الْإِمَامَة بمقصورة الحجازية من جَامع حلب ثمَّ عَن بني الشّحْنَة بمحرابه الْكَبِير. مَاتَ بحلب فِي مستهل رَجَب سنة سبع وَثَمَانِينَ بعد تمرضه بالفالج قَلِيلا وَدفن بالناعورة بزاوية الأطعاني وصلينا عَلَيْهِ بِمَكَّة صَلَاة الْغَائِب وَكَانَ كثير الْعِبَادَة والتلاوة يقْرَأ فِي كل يَوْم غَالِبا ختما رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن عمر نَاصِر الدّين بن الشهَاب الدِّمَشْقِي الشويكي نِسْبَة لحارة بهَا الشَّافِعِي وَيعرف بالقادري وبالصارم وبالطواقي، مِمَّن سمع مني بِمَكَّة كثيرا وكتبت لَهُ إجَازَة وأودعت محصلها التَّارِيخ الْكَبِير. مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بن يحيى بن مَسْعُود بن غنيمَة ابْن عمر السويداوي القاهري الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن أَخذ الْمِيقَات وَغَيره عَن الْجمال المارداني وَله مؤلف سَمَّاهُ إرشاد الْبشر إِلَى الْعَمَل بالكواكب وَالْقَمَر. مَاتَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن عَليّ الْجمال أَبُو عبد الله الْقَيْسِي الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَالِد الْكَمَال مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن الزين. سمع بِمَكَّة من الْجمال الأميوطي والنشاوري وَغَيرهمَا كَعبد الرَّحْمَن بن الثَّعْلَبِيّ ظنا وَكَذَا بِمصْر وَالشَّام من آخَرين، وَكَانَ لَهُ اشْتِغَال بِالْعلمِ ونباهة وَكتب بِخَطِّهِ كتبا مَعَ كِتَابَته الوثائق. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى عَن أَرْبَعِينَ أَو قريبها. ذكره الفاسي. مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن الْحِجَازِي ثمَّ الْمصْرِيّ، كَانَ يُؤَدب الْأَطْفَال وَيقْرَأ الْقُرْآن فِي الأجواق وَله صَوت حسن ونغمة شجية مَعَ لطف روح وَجَمِيل عشرَة. ذكره هَكَذَا المقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَنه رافقنا لمَكَّة ذَهَابًا وإيابا ومجاورة فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ معدودا من جملتنا فَإِنَّهُ كَانَ يقرئ أخي نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْقُرْآن، وَمَا علمنَا عَلَيْهِ من سوء حَتَّى مَاتَ فِي) لَيْلَة مستهل رَجَب سنة تسع. ثمَّ حكى عَنهُ أَن بعض معارفه بِمَكَّة حَدثهُ أَن صاحبا لَهُ رأى بعد طَوَافه وَصلَاته الصُّبْح وجلوسه بمصلاة فِي مقَام الْحَنَفِيّ يذكر أَخَذته سنة فَرَأى كَأَنَّهُ يُجَامع امْرَأَة جميلَة فَلَمَّا انتبه إِذا بِتِلْكَ الْمَرْأَة بعينيها تَطوف فارتقبها حَتَّى قَضَت طوافها وتوجهت لبيتها فَسَأَلَ عَنْهَا فَإِذا هِيَ خلية فَتزَوج بهَا على أَن يكون لَهَا فِي كل يَوْم دِينَار وَكَانَ يملك مائَة فَلَمَّا فرغت اشْتَدَّ غمه لاستمرار حبه

لَهَا ونفاد مَا مَعَه وَخرج ليعتمر فَوجدَ بطريقه كيسا فِيهِ ألف دِينَار فسر بِهِ ثمَّ عرفه فَلَمَّا عرفه صَاحبه أَخذه مَعَه لمنزله وَأخرج لَهُ ثَلَاثَة أكياس فِيهَا ثَلَاث آلَاف دِينَار وَقَالَ لي: إِن صَاحب هَذِه الْأَرْبَعَة أَمرنِي بإلقاء وَاحِد مِنْهَا وَمن عرفه دفعت إِلَيْهِ الثَّلَاثَة فَانْصَرف فَرجع إِلَى أَهله مَسْرُورا وتهنى بهَا وَالله أعلم. مُحَمَّد بن أَحْمد بن حُسَيْن بن إِبْرَاهِيم عماد الدّين بن عز الدّين بن جمال الدّين بن حسام الدّين الخنجي الأَصْل اللاري المولد وَالدَّار الشَّافِعِي. من بَيت يعرف بالصلاح لَهُم زَاوِيَة وَأَتْبَاع فتولع هَذَا من بَينهم بالتكسب مَعَ اشْتِغَال يسير، وَقدم مَكَّة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فحج وَرجع مَعَ الشَّامي لبلاده ولقيني إِذْ ذَاك ثمَّ سمع مني بهَا فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة ثَلَاث المسلسل وَحَدِيث زُهَيْر وَقَرَأَ هُوَ ثلاثيات البُخَارِيّ وَحكى لي السَّيِّد عبد الله أَنه متميز فِي الْحساب والهيئة مَعَ محبَّة فِي الصَّالِحين وانتماء للسَّيِّد معِين الدّين بن السَّيِّد صفي الدّين الأيجي وَرُبمَا رأى فِي كتبه لَهُ مَا يشْهد لتبجيل سلفه وَقد سَافر فِي شعْبَان وَهُوَ مِمَّن جَازَ الثَّلَاثِينَ كتب الله سَلَامَته. مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْبَدْر حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ أبي بكر الْيَمَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الشريف الْحُسَيْنِي الْمَاضِي جده وَابْن عَمه حُسَيْن بن صديق والآتي مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمه الآخر وَيعرف بِابْن الأهدل وبابن السَّيِّد وَيُسمى أَيْضا عبد المحسن تبركا بِعَبْد المحسن الشاذلي. ولد بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والإرشاد لِابْنِ الْمقري وَبحث فِيهِ على الْفَقِيه أَحْمد الزبيدِيّ وَكَذَا حضر دروس قَاضِي مَكَّة أبي السُّعُود فِي الْفِقْه ولازمني فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَسمع عَليّ غَالب البُخَارِيّ وَبَعض جَامع الْأُصُول وَغير ذَلِك وَهُوَ فَقير خير زوجه مفرج الصّباغ الْمَذْكُور بِالْخَيرِ ابْنَته وَقَامَ بكلفتهما بل توجه بهما فِي أَوَاخِر جُمَادَى الثَّانِيَة مِنْهَا للزيارة النَّبَوِيَّة، وكتبت لَهُ إجَازَة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن حُسَيْن بن نَاصِر الدّين بن الشهَاب النبراوي القاهري الْحَنَفِيّ أحد النواب) وَيعرف بالنبراوي، كَانَ أَبوهُ يقرئ الْأَبْنَاء فَنَشَأَ هُوَ وَحفظ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار وَغَيره واشتغل قَلِيلا وبرع فِي التوثيق وتدرب فِيهِ بالمحيوي الْأَزْهَرِي والقرافي وأخرين وَقصد فِيهِ، وناب فِي الْقَضَاء وراج أمره فِيهِ خُصُوصا مَعَ اخْتِصَاصه بالدوادار دولات باي المحمودي وَكَانَ ينفذ مَا يحصله من ذَلِك أَولا فأولا لمزيد كرمه ومحبته فِي الِاجْتِمَاع المذموم مَعَ همة ومروءة وَبِه تدرب جمَاعَة وَتزَوج بِأخرَة خَدِيجَة ابْنة التقي البُلْقِينِيّ. وَمَات مَعهَا فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشرى جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ سامحه الله وإيانا.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن حُسَيْن الشَّمْس أَبُو عبد الله الْحلَبِي وَيعرف بِابْن الْحمال، مِمَّن حفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ وَلما عدا ابْن عَامر وَحَمْزَة إفرادا على الْمُقْرِئ مُحَمَّد ابْن الدّهن أحد أَئِمَّة الْجَامِع الْكَبِير بحلب وَقَرَأَ فِي الصّرْف والعربية وَالْفِقْه والفرائض على سعد الدّين سعد الله بن عُثْمَان نزيل حلب وَدخل الشَّام ثمَّ مَكَّة من الْبَحْر فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين فَقَرَأَ عَليّ قِطْعَة من أول البُخَارِيّ وَمن تَنْبِيه الغافلين للسمرقندي وأعلمته بِمَا فِيهِ من الْمَوْضُوع والواهي وَسمع عَليّ من الرياض للنووي كل ذَلِك بعد أَن حدثته بالمسلسل وكتبت لَهُ إجَازَة وَهُوَ من المبتدئين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَمْزَة السمنودي الشَّافِعِي خَال صاحبنا الْجلَال الْآتِي. أَخذ عَنهُ ابْن أُخْته الْفِقْه وَقَالَ لي إِنَّه مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بسمنود. مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلد بن خلد الشَّمْس أَبُو عبد الله الخمي الأندلسي المغربي الْمَالِكِي نزيل الجمالية ثمَّ الصالحية وَيعرف بِابْن خلد. ولد فِي لَيْلَة السبت سَابِع عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة بغرناطة وَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَعشْرين فحج وقطنها ولازم فِيهَا بعض الشُّيُوخ وَسمع على شَيخنَا رَفِيقًا لصَاحبه الرَّاعِي وَغَيره وتنزل فِي بعض الْجِهَات وَكَانَ خيرا ذَاكِرًا لنوادر. مَاتَ بعد السِّتين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلد الشَّمْس القاهري أحد المؤذنين للسُّلْطَان وَيعرف بِابْن خلد. ولد فِي خَامِس عشري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وتنزل فِي الْجِهَات كالجانبية والصرغتمشية والشيخونية والبيمارستان والحسنية وجامع المارداني وَصَارَ وجيها سَاكِنا يتقلد لأبي حنيفَة ويحضر وظائفه مَعَ حشمة وَذكر بثروة وَقلة مَصْرُوف وَهُوَ مِمَّن كَانَ يكثر الْحُضُور عِنْدِي بالصرغتمشية وَأَظنهُ كَانَ يدْرِي الْمِيقَات وَيجْلس أَحْيَانًا فِي بعض مراكز الشُّهُود. مَاتَ فِي أَوَاخِر رَجَب سنة تسع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا.) مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف الشَّامي. مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَلِيل الشَّمْس أَبُو عبد الله الغراقي بِالْمُعْجَمَةِ ثمَّ الْمُهْملَة الثَّقِيلَة ثمَّ قَاف نِسْبَة لقرية من قرى مصر البحرية ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالغراقي. قدم الْقَاهِرَة فَسمع من الْعِزّ بن جمَاعَة والموفق الْحَنْبَلِيّ جُزْء ابْن نجيد ومسند عبد واشتغل فِي فنون ولازم البُلْقِينِيّ وَبِه انْتفع وَعَلِيهِ تخرج وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَأخذ الْفَرَائِض عَن الكلائي وبرع فِيهَا وَفِي الْفِقْه والحساب، وتصدر للإقراء بأماكن كمدرسة سعد الدّين إِبْرَاهِيم بن غراب بِالْقربِ من جَامع بشتك وجاور بِمَكَّة ودرس بهَا أَيْضا وانتفع بِهِ خلق فِي الْفَرَائِض وَغَيرهَا: وَكَانَ

حسن الْإِلْقَاء للدرس خيرا دينا صَدُوقًا إِذا سَمِعت حسن ومهابة ووقار كثير التِّلَاوَة بِحَيْثُ كَانَ فِي مجاورته يَتْلُو كل يَوْم وَلَيْلَة سِتّ ختمات، وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ هُنَاكَ التقي ابْن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه وَكَذَا ذكره ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي الشَّافِعِيَّة وَشَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ إِنَّه اشْتغل كثيرا وتمهر فِي الْفَرَائِض وشغل النَّاس فِيهَا بالأزهر وَأم بِهِ نِيَابَة، وَكَثُرت طلبته مَعَ الدّين وَالْخَيْر وَحسن السمت والتواضع وَالصَّبْر على الطّلبَة وَكَانَ يقسم التَّنْبِيه والمنهاج فيقرن بَينهمَا جَمِيعًا فِي مُدَّة لَطِيفَة. وَقد سمع من الْعِزّ ابْن جمَاعَة بِمَكَّة وَحدث وجاور كثيرا وَكَانَ يعْتَمر فِي كل يَوْم أَربع عمر وَيخْتم فِي كل يَوْم ختمة. قلت: وَكَأن اقْتِصَاره على الْخَتْم فِي الْيَوْم الَّذِي يعْتَمر فِيهِ أَرْبعا ليلتئم مَعَ مَا تقدم إِن صَحَّ وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. مَاتَ فِي خَامِس شعْبَان سنة سِتّ عشرَة بِالْقَاهِرَةِ عَن نَحْو السّبْعين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن خواجا الْحَمَوِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الْخياط ربيب الخلاطي، سمع عَلَيْهِ وَحدث سمع مِنْهُ التقي الفاسي وَشَيخنَا، وَذكره فِي مُعْجَمه وَآخَرُونَ، مَاتَ فِي سنة سبع فِيمَا أَحسب. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْخَيْر بن حُسَيْن بن الزين مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو البركات الْقُسْطَلَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن حُسَيْن. مُحَمَّد بن أَحْمد بن دَاوُد الشَّمْس أَبُو عبد الله الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بِابْن النجار. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَأخذ الْقرَاءَات عَن صَدَقَة الضَّرِير تلميذ ابْن اللبان وبرع فِيهَا وتصدر لَهَا بِجَامِع بني أُميَّة وَغَيره فَأَخذهَا عَنهُ الْفُضَلَاء كالسيد حَمْزَة الْحُسَيْنِي وانتفعوا بِهِ فِيهَا وَكَانَ مَعَ ذَلِك ماهرا فِي الْحساب وَله مجْلِس يلبغا يعظ فِيهِ النَّاس وَكتب شرحا على) بَاب وقف حَمْزَة وَهِشَام من القصيد وَكَذَا كتب فِي الْأَوْجه الْوَاقِعَة من آخر الْبَقَرَة أول آل عمرَان وعارضه فِيهَا بعض تلامذته وغلطه فِي بعض مقالاته. وَمَات ظنا قَرِيبا من سنة سبعين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن دِينَار الْفَقِيه جمال الدّين الْمَكِّيّ. أحد خدام الدرجَة. أجَاز لَهُ فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة الشهَاب الْجَوْهَرِي وَعبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد الْحلَبِي وَأَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ وَعَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وَغَيرهم. وَمَات بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. ذكره ابْن فَهد. مُحَمَّد بن أَحْمد بن رَجَب نَاصِر الدّين وَيعرف بالنشاشيبي حِرْفَة. ولد فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده على ابْن كزلبغا والزين طَاهِر وَلأبي عَمْرو على ابْن عمرَان والفاتحة

على أبي الْفَتْح النعماني وَكَانَ تبعا لِأَبِيهِ فِي خدمَة الظَّاهِر جقمق حِين إمرته بل كَانَ خازنداره فَلَمَّا تسلطن اسْتَقر فِي الخازندارية بقراجا، ثمَّ أُعِيدَت لهَذَا فِي عَاشر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين إِلَى أَن ولاه الْأَشْرَف قايتباي نظر الْقُدس والخليل فِي سادس الْمحرم سنة خمس وَسبعين فدام ثَمَانِي عشرَة سنة ثمَّ صرفه بدقماق، وَهُوَ خير محب فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ مِمَّن حج وخالط الْفُضَلَاء والصلحاء. مُحَمَّد بن أَحْمد بن سَالم بن حسن الْجمال بن القَاضِي شهَاب الدّين الجدي وَيعرف بِابْن أبي الْعُيُون. كَانَ وَالِده يذكر أَنه من ربيعَة الْفرس وَسمع هُوَ من الزين المراغي الصَّحِيح. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة خمس وَسبعين. ذكره ابْن فَهد. مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد الْعِزّ الْمَقْدِسِي الأَصْل النابلسي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحلَبِي الْمَكِّيّ قاضيها الْحَنْبَلِيّ. ولد فِيمَا كتبه لي بِخَطِّهِ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة بِكفْر لبد بِفَتْح اللَّام وَالْمُوَحَّدَة من جبل نابلس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن ثمَّ انْتقل فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ لصالحية دمشق فتفقه بهَا على التقي بن مُفْلِح وأخيه الْجمال عبد الله والْعَلَاء بن اللحام والشهاب الفندقي ثمَّ لحلب فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين فحفظ بهَا عُمْدَة الْأَحْكَام ومختصر وعرضهما وتفقه فِيهَا أَيْضا بالشرف بن فياض وَسمع بهَا على ابْن صديق وناب بهَا فِي الْقَضَاء وَفِي الخطابة بجامعها الْكَبِير ثمَّ لبيت الْمُقَدّس فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأقَام بِهِ إِلَى أثْنَاء سنة ثَمَانِي عشرَة ثمَّ لدمشق أَيْضا، وَحج وجاور مرَارًا وَسمع من الْجمال بن ظهيرة وَكتب لَهُ بِخَطِّهِ جزاءا من مروياته ثمَّ قطن مَكَّة من سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وناب فِي إِمَامَة الْمقَام الْحَنْبَلِيّ بهَا بل ولي قَضَاء الْحَنَابِلَة) فِيهَا بعد موت السَّيِّد السراج عبد اللَّطِيف الفاسي، وَكَانَ إِمَامًا عَالما كثير الاستحضار لفروع مذْهبه مليح الْخط دينا سَاكِنا منجما عَن النَّاس مديما للْجَمَاعَة مَعَ كبر سنة متواضعا حسن الْخلق عفيفا نزها مَحْمُود السِّيرَة فِي قَضَائِهِ. وَله تصانيف مِنْهَا الشافي وَالْكَافِي فِي مُجَلد وكشف الْغُمَّة بتيسير الْخلْع لهَذِهِ الْأمة فِي مُجَلد لطيف والمسائل المهمة فِيمَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْعَاقِد فِي الخطوب المدلهمة وسفينة الْأَبْرَار الجامعة للآثار وَالْأَخْبَار فِي المواعظ فِي ثَلَاث مجلدات والآداب وَزعم بَعضهم أَنه حدث بالروضة النَّبَوِيَّة وَأخذ عَنهُ فِيهَا الونائي والبدر الْبَغْدَادِيّ وَهُوَ السَّاعِي لَهُ فِي قَضَاء مَكَّة وَأَنه سمع من الْحَافِظ بن رَجَب بِحَيْثُ كَانَ آخر من رُوِيَ عَنهُ بِالسَّمَاعِ فَالله أعلم بِهَذَا كُله، أجَاز لي. وَمَات بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع عشر صفر سنة خمس وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن سَلام نَاصِر الدّين بن الشهَاب. ولي دمياط فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين عوضا عَن سودون المغربي ثمَّ صرف عَنْهَا فِي الَّتِي تَلِيهَا حِين انتصر لبَعض النَّصَارَى لما وثب عَلَيْهِ الدمياطيون وقتلوه فكاتب فِي إغراء الدولة عَلَيْهِم فَلَمَّا اتَّضَح خَبره للسُّلْطَان صرفه. مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس بن الشهَاب المغربي الأَصْل الْمَقْدِسِي الْمَالِكِي قاضيها وَابْن قاضيها الْمَاضِي ووالد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي وخال الْكَمَال بن أبي شرِيف. ولد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وَكَانَ عريا من الْعلم، ولي الْقَضَاء مُدَّة ثمَّ صرف فكمد على نَفسه. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. ذكره ابْن أبي عذيبة فِي أَبِيه. مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن نصر الله الْبَدْر أَبُو الْخَيْر بن الشهَاب الزواوي القاهري الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ سُلَيْمَان. ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع والألفية وَغَيرهَا واشتغل قَلِيلا وَسمع عَليّ وبقراءتي وبقراءة الديمي أَشْيَاء بل سمع مَعَ أَبِيه على شَيخنَا فِي مُسْند أبي يعلى. وَمَات فِي شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ عوضه الله الْجنَّة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن يَعْقُوب بن عَليّ بن سَلامَة بن عَسَاكِر بن حُسَيْن بن قَاسم ابْن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْجلَال أَبُو الْمَعَالِي بن الشهَاب الْأنْصَارِيّ الْبَيَانِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن خطيب داريا. ولد فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث ربيع الأول سنة خمس وَأَرْبَعين) وَسَبْعمائة واشتغل بالفقه والعربية واللغة وفنون الْأَدَب وَغَيرهَا من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة، وشارك فِي العقليات والنقليات وَكثر استحضاره للغة وَعرف بوفور الذكاء وَصِحَّة التَّصَوُّر حَتَّى قيل إِنَّه لفرط ذكائه كَانَ يقتدر على تَصْوِير الْبَاطِل حَقًا وَعَكسه وَلذَا كَانَ متلاعبا بالأكابر متصرفا بِلِسَانِهِ فِي الْكَلَام كَيفَ شَاءَ وَيسْتَعْمل إِذا قصد ذَلِك نوعا من الْكَلَام يُسَمِّيه سرياقات وَهُوَ عبارَة عَن كَلَام منسجم تفهم مفرداته أما تراكيبه فمهملة يتحير سامعها لِخُرُوجِهِ من علم إِلَى علم بِحَيْثُ يظنّ أَنه سرد جَمِيع الْعُلُوم. وَمن الْغَرِيب أَنه كَانَ يشْهد فِي قيمَة الْأَمْلَاك بِدِمَشْق فَكتب كتاب قيمَة دَار وصفهَا وحددها وَقدمه للبرهان بن جمَاعَة القَاضِي ليأذن فِي عمله فَبَان لَهُ تلاعبه بِهِ وَأَن هَذِه الدَّار هِيَ الزاوية الْمَعْرُوفَة بالغزالية من جَامع بني أُميَّة وَأَنه سلك فِي صَنِيعه طَرِيقَته فِي التَّصَرُّف فِي الْكَلَام وسماها الغزانية ليتَمَكَّن بعد من إصلاحها الغزالية ويبلغ مُرَاده من التشنيع على القَاضِي فِي كَونه أذن فِي بيع قِطْعَة من الْجَامِع الْأمَوِي فَفطن القَاضِي

لصنيعه ورام الْإِيقَاع بِهِ ففر مِنْهُ إِلَى الْقَاهِرَة. وَبِالْجُمْلَةِ فالغالب عَلَيْهِ المجون والهزل مَعَ تقدمه جدا فِي فنون الْأَدَب حَتَّى صَار شَاعِر الشَّام فِي وقته بِدُونِ مدافع وَلَكِن لم تكن طبقته فِي النثر عالية، وسلك بِأخرَة الطَّرِيق الْمثْلِيّ وتصون وتعفف وَكَانَ كثير الْمُرُوءَة وَله تصانيف كَثِيرَة مِنْهَا الإمتاع بالاتباع رتبه على الْحُرُوف والإمداد فِي الأضداد ومحبوب الْقُلُوب وملاذ الشواذ ذكر فِيهِ شواذ الْقُرْآن من جِهَة اللُّغَة الْعَرَبيَّة وطرف اللِّسَان بطرق الزَّمَان بِفَتْح الطَّاء فِي الأولى ذكر فِيهِ أَسمَاء الْأَيَّام والشهور الْوَاقِعَة فِي اللُّغَة أَجَاد فِيهِ وَكتاب اللُّغَة رتبه على الْحُرُوف وخاتمه فِي النَّوَادِر والنكت وأرجوزة نَحْو ثلثمِائة بَيت ذكر فِيهَا من روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الصَّحَابَة وَعدد مَا لكل مِنْهُم من الحَدِيث سَمَّاهَا رونق الْمُحدث مرموزة بالجمل وَتَحْصِيل الأدوات بتفصيل الوفيات فِي بَيَان من علم مَحل مَوته من الصَّحَابَة ومطالب المطالب فِي معرفَة تَعْلِيم الْعُلُوم ودربتها وَمَعْرِفَة من هُوَ أهل لذَلِك وَنِهَايَة الأمنيات فِي الْكَلَام على حَدِيث الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ وَشرح ألفية ابْن ملك الْمُسَمّى طرح الْخَصَاصَة بشرح الْخُلَاصَة مزج فِيهِ الْمَتْن مَعَ الشَّرْح، وَكَانَ قد صاهر الْمجد اللّغَوِيّ فلازمه وَسمع مَعَه على جمَاعَة كَأبي الْحرم القلانسي وَعبد الْوَهَّاب بن أبي الْعَلَاء، وَحدث سمع عَنهُ الْفُضَلَاء روى لنا عَنهُ غير وَاحِد بل سمع مِنْهُ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه فَقَالَ: سَمِعت عَلَيْهِ جُزْءا وأنشدني من نظمه كثيرا من قصائده ومقاطيعه وطارحته بلغز فَأَجَابَنِي) عَنهُ، وَقَالَ فِي إنبائه إِنَّه عني بالأدب وَمهر فِي اللُّغَة وفنون الْأَدَب وَشهد فِي الْقيمَة وَقَالَ الشّعْر فِي صباه ومدح الْأَشْرَف شعْبَان لما فتح مدرسته بقصيدة أنشدت بِحَضْرَتِهِ وَكَذَا مدح أَبَا الْبَقَاء وَولده والبرهان بن جمَاعَة بل هجاه أَيْضا فَمن بعدهمْ كالجلال البُلْقِينِيّ فَإِنَّهُ امتدحه بقصيدة لامية طَوِيلَة جدا سَمعتهَا من لَفظه وفيهَا جلال الدّين يمدحه الْجلَال وَتقدم فِي الإجادة حَتَّى صَار شَاعِر عصره بِغَيْر مدافع، وَقد طلب الحَدِيث بِنَفسِهِ كثيرا وَسمع من القلانسي فَمن بعده ولازم الْمجد الشِّيرَازِيّ صَاحب اللُّغَة وصاهره، وَكَانَ بعد الْفِتْنَة أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة فِي كنف ابْن غراب ثمَّ رَجَعَ إِلَى بيسان من الْغَوْر الشَّامي وَكَانَ لَهُ بهَا وقف فسومح بخراج ذَلِك وَأقَام هُنَاكَ حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول أَو صفر سنة إِحْدَى عشرَة سَمِعت مِنْهُ من شعره وَمن حَدِيثه وطارحته ومدحني. قلت: وَطول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته بالأشعار وَغَيرهَا وَهُوَ الْقَائِل: (يَا عين إِن بعد الحبيب وداره ... ونأت مرابعه وشط مزاره) (فَلَقَد حظيت من الزَّمَان بطائل ... إِن لم تريه فَهَذِهِ آثاره)

قَالَ شَيخنَا: وأقمنا دهرا نستحسن ذَلِك مِنْهُ وَلَا سِيمَا إِذْ رَأَيْنَاهُ قد كتبهما على حَائِط الْآثَار النَّبَوِيَّة الَّتِي بالمعشوق قبلى الْفسْطَاط إِلَى أَن وجدت بِخَط مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ مَا صورته: نقلت من خطّ الصَّفَدِي مَا صورته وَقلت وَقد زرت الْآثَار الَّتِي بالمعشوق بِمصْر فِي الْمَكَان الَّذِي بناه الصاحب تَاج الدّين بن حنا فِي سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة: (أكْرم بآثار النَّبِي مُحَمَّد ... من زارها استوفى السُّعُود مزاره) (يَا عين دُونك فالحظي وتمتعي ... إِن لم تريه فَهَذِهِ آثاره. إنتهى.) وَمن نظمه: (شهِدت جفون معذبي بملاله ... مني وَإِن وداده تَكْلِيف) (لكنني لم أنأ عَنهُ لِأَنَّهُ ... خبر رَوَاهُ الجفن وَهُوَ ضَعِيف) وَقَوله: (يَا معشر الْأَصْحَاب قد عَن لي ... رأى نزيل الْحمق فاستظرفوه) (لَا تحضروا إِلَّا بأخفافكم ... وَمن تثاقل بَيْنكُم خففوه) ) وَقَوله: (تَقول وَقد أَتَتْنِي ذَات يَوْم ... مخبرة عَن الظبي الجموح) (يَسُرك أَن أروح إِلَيْهِ أُخْرَى ... فَقلت لَهَا خذي مَالِي وروحي) وَقَوله: (تصفحت ديوَان الصفي فَلم أجد ... لَدَيْهِ من السحر الْحَلَال مرامي) (فَقلت قلبِي دُونك ابْن نباتة ... وَلَا تقرب الْحلِيّ فَهُوَ حرامي) وَقَوله: (عاذلي فِي مقلة ... رق لي فِيهَا الْغَزل) خل عَن عذلك لي سبق السَّيْف العذل وَقَوله: (يَا مُفردا كلما تثنى ... جَاءَت مَعَانِيه بِالْبَيَانِ) (ترادف الْحزن فِي فُؤَادِي ... وَمَا التقى فِيهِ ساكنان) وَقَوله: (إِذا الْمَرْء أبدى فِيك فرط محبَّة ... وَبَالغ فِي بذل الوداد وأكثرا) (فإياك أَن تغتر من بذل وده ... وَلَو مد مَا بَين الثريا إِلَى الثرى) (فَمَا حبه للذات فِيك وَإِنَّمَا ... لأمر إِذا مَا زَالَ عَنْك تغيرا) وَقَوله: (اقبل نصيحة واعظ ... وَلَو أَنه فِيهَا مرائي) (فلربما نفع الطَّبِيب ... وَكَانَ أحْوج للدواء) وَقَوله: (لعمرك مَا فِي الأَرْض من تَسْتَحي لَهُ ... وَلَا من تُدَارِي أَو تخَاف لَهُ عتبا) (فعش ملقيا عَنْك التَّكَلُّف جانبا ... وَلَا ترض بَين النَّاس من أحد قربا) مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عِيسَى تَقِيّ الدّين البدماصي ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ الْحَنَفِيّ وَالِده البسطي وَيعرف بتقي الدّين البسطي. ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ بخوخة أيدغمش من الْقَاهِرَة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه وجوده على نَاصِر الدّين

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحِمصِي أَمَام المحمودية والْعَلَاء الْعزي إِمَام) الإينالية وَحفظ الْخرقِيّ وألفية النَّحْو وَأخذ عَن الشهَاب الأبشيطي بل قَرَأَ التَّيْسِير على التقي بن قندس حِين قدم الْقَاهِرَة وَكَذَا على الْعَلَاء المرداوي لكنه أَكثر عَنهُ وَالْجمال يُوسُف بن الْمُحب بن نصر الله بل حضر فِيمَا زعم عِنْد الْمُحب أَبِيه وَقَرَأَ على الْعَلَاء عَليّ بن الْبَهَاء الْبَغْدَادِيّ حِين قدومه الْقَاهِرَة وَكَذَا أَخذ الْكثير عَن التقي الجراعي وَسمع بقرَاءَته جُزْء الْجُمُعَة على الْعلم البُلْقِينِيّ، وتنزل فِي الْجِهَات وَحضر عِنْد الْعِزّ الْكِنَانِي وَسمع عَلَيْهِ فِي دروسه أوقاتا وَسمع مَعَ الْوَلَد قَلِيلا وَكتب من تصانيفي القَوْل البديع وَرَوَاهُ عني ثمَّ اسْتَقر فِي تدريس الْحَنَابِلَة بالمؤيدية برغبة الْجمال الْمَذْكُور عِنْد سَفَره، كل هَذَا مَعَ تكسبه بسوق الْفَاضِل حَتَّى صَار كَهْف جماعته واختص بالطائفة القادرية بِحَيْثُ لَازم تغرى بردى الَّذِي صَار استادارا بل وأمير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على الله بِحَيْثُ تكلم عَنهُ فِي المشهد النفيسي بتؤدة وعقل وَحج وجاور سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسمع التقي بن فَهد بل أَخذ عَن القَاضِي عبد الْقَادِر فِي الْعَرَبيَّة وَحضر دروس الْخَطِيب أبي الْفضل والبرهان بن زهيرة وَلَا بَأْس بِهِ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الشَّمْس الاذرعي الْحَنَفِيّ. أَخذ عَن ابْن الرضى والبدر الْمَقْدِسِي ثمَّ تحول بعد الْفِتْنَة شافعيا وَولى قَضَاء بعلبك وَغَيرهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى مذْهبه الأول، وناب فِي الحكم ودرس وَأفْتى وَكَانَت كِتَابَته على الْفَتَاوَى حَسَنَة وخطه جيدا وَكَذَا قِرَاءَته فِي البُخَارِيّ وَنَحْوه، توجه إِلَى مصر فِي آخر عمره فَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا مطعونا غَرِيبا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن سنجر بن عَطاء الله الْمُحب الفيومي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالفيومي. كتب بِخَطِّهِ الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا وَقَرَأَ الحَدِيث بالجامع العمروي على الْعَامَّة مُعْتَقدًا بَين الْعَامَّة والخاصة، سَمِعت الْمَنَاوِيّ وَغَيره يثنى عَلَيْهِ وَكَانَ يُعجبنِي سمته وهديه وَقد حج بِأخرَة بعد أَن بَاعَ الْكتب السِّتَّة الَّتِي انتسخها برسمه وأظنها صَارَت لرباط ابْن الزَّمن بِمَكَّة فقد رَأَيْت عدَّة مِنْهَا فِيهِ وَمَات فِي صفر سنة ثَلَاث وَسبعين بعد توعكه أسبوعا انْقَطع لأَجله عَن الْجَامِع الْمَذْكُور وَصلى عَلَيْهِ وَدفن بتربة الْبَهَاء بن حنا جوَار مُسلم السّلمِيّ بن الفيومي من القرافة الصُّغْرَى وَكَانَ مشهده حافلا رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن الشَّيْخ الْبَهَاء الْأنْصَارِيّ الأخميمي. ذكره النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجم أَبِيه التقى هَكَذَا مُجَردا.) مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَالح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مكي الشَّمْس بن الشهَاب الشطنوفي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالشطنوفي. نَشأ بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل يَسِيرا وَوَصفه شَيخنَا فِي تَرْجَمَة وَالِده سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين من أبنائه بالنجابة، وتنزل صوفيا بالبيبرسية وَسمع فِي صغره على الْجمال الْحَنْبَلِيّ الْعُمْدَة وَغَيرهَا وَحدث بالعمدة غير مرّة سَمعهَا عَلَيْهِ بعض الْفُضَلَاء، وَأَجَازَ لنا وتعانى كأبيه الْمُبَاشرَة فِي عدَّة جِهَات كجامع طولون وَالْحَاكِم والحرمين، وَهُوَ الَّذِي حاقق ابْن شَيخنَا وأفحش وصمم على الْمُعَارضَة وتألم وَالِده شَيخنَا من ذَلِك وَكَانَ مَوْصُوفا بِالتَّحَرِّي فِي مباشراته متدينا تهجد وأوراد لَكِن نقم عَلَيْهِ الخيرون صَنِيعه الْمشَار إِلَيْهِ مَعَ تصريحه لي غير مرّة بِبَرَاءَة ذمَّة شَيخنَا وَآل أمره بعد إِلَى أَن أقعد وَلزِمَ منزله حَتَّى مَاتَ وَقد زَاد على السّبْعين فِي صفر سنة ثَلَاث وَسبعين عَفا الله عَنهُ ورحمه. مُحَمَّد بن أَحْمد بن صلح القيرواني. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَدَقَة وسمى جده مرّة عبد الله الشَّمْس القاهري الْحُسَيْنِي وَيعرف بِابْن الشَّاهِد. كَانَ تَاجِرًا حسن الْخط فغرق فِي أَمْوَال النَّاس وأملق فَانْقَطع للنسخ ثمَّ جلس شَاهدا فَلم يظفر بطائل وساعده الْعِزّ بن المراحلي فِي كثير من رفاء دُيُونه وَحمله مَعَه فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ لمَكَّة فَأَقَامَ فِيهَا تَحت ظله وَرُبمَا شهد فِي بَاب السَّلَام إِلَى أَن مَاتَ بعد تعلله مُدَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بالبيمارستان وَدفن بالمعلاة وَهُوَ مِمَّن سمع على بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بِمَكَّة وَكتب من تصانيفي أَشْيَاء، وَقد حج قبل فقره أَيْضا برا وبحرا وجاور، وتنزل فِي صوفية البيبرسية وَكَانَ سَاكِنا لَا بَأْس بِهِ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن طَاهِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس بن الْجلَال ابْن الزين بن الْجلَال الخجندي الأَصْل الْمدنِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الْجلَال. ولد فِي صفر سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِطيبَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَأَقْبل على التَّحْصِيل فَأخذ بِبَلَدِهِ عَن مُحَمَّد بن مبارك الْعَرَبيَّة ولازم أَحْمد بن يُونُس فِيهَا وَفِي الْمنطق والمعاني والحساب وَكَذَا أَخذ الْعَرَبيَّة مَعَ الصّرْف عَن الشهَاب الأبشيطي وَالْفِقْه فِي الِابْتِدَاء عَن عُثْمَان الطرابلسي والأصلين عِنْد السَّيِّد السمهودي قَرَأَ عَلَيْهِ شرح جمع الْجَوَامِع للمحلي وَشرح العقائد وَمِمَّا أَخذه عَنهُ فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا لَازم ابْن الْأَمِير ابْن أَمِير حَاج الْحلَبِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ المسايرة لشيخه ابْن الْهمام) وَسمع على أبي الْفرج المراغي وخاله الشَّمْس حفيد الْجلَال الخجندي. وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة غير مرّة أَولهَا فِي سنة أَربع وَسبعين وَأخذ عَن الْأمين الأقصرائي والزين قَاسم الْفِقْه وَغَيره من الْأَصْلَيْنِ والعربية وَغَيرهَا وَكَذَا عَن التقي الحصني فِي عدَّة فنون وَعَن الْجَوْجَرِيّ فِي الْأُصُول فِي آخَرين كالعلاء الحصني والزين زَكَرِيَّا ونظام حَسْبَمَا بَينته فِي تَارِيخ الْمَدِينَة، ولازمني حَتَّى قَرَأَ عَليّ ألفية الحَدِيث بحثا وَغَيرهَا من الْكتب رِوَايَة وَكَذَا فِي مجاورتي بِالْمَدِينَةِ ثمَّ قَرَأَ عَليّ فِي سنة أَربع وَتِسْعين بِمَكَّة قِطْعَة من شرحي على الألفية وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة، وَولي مشيخة الزمامية بِمَكَّة وقتا ثمَّ أعرض عَنْهَا لعدم رغبته فِي الْإِقَامَة بِغَيْر طيبَة، وَهُوَ فَاضل عَلامَة ذكي بارع كثير الْأَدَب وَلَيْسَ بِالْمَدِينَةِ حَنَفِيّ مثله مِمَّن درس وَأفَاد، وَله نظم فَمِنْهُ: (مثل محبوبي جمال مَا نشا ... حَاز من لين قوام مَا نشا) (وحشى مُنْذُ تبدى قمرا ... شغفا كل فؤاد وحشا) (وَفَشَا دمعي بسري علنا ... يَا شفا المهجة بالوصل شفا) وسافر إِلَى الرّوم لأخذ أَمْوَال الْحَرَمَيْنِ بهائم رَجَعَ فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَقد تجدّد لَهُ تدريس الْحَنَفِيَّة وَللسَّيِّد السمهودي تدريس الشَّافِعِيَّة مَعَ طلبة لكل مِنْهُمَا ولغالب الْجَمَاعَة بِالْمَدِينَةِ أَشْيَاء بيّنت تفصيلها فِي الْحَوَادِث وَنعم الرجل زَاده الله من فَضله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْكَمَال أَبُو الْفضل بن الشهَاب المَخْزُومِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ابْن عَم الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة الْآتِي وَأمه أم كُلْثُوم ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد الْهَاشِمِي. ولد فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة وأربعي النَّوَوِيّ مَعَ إشارتها والتنبيه وَغَيرهَا وَحضر على الشَّيْخ خَلِيل الْمَالِكِي وَسمع من الْعِزّ بن جمَاعَة والموفق الْحَنْبَلِيّ وَالْجمال بن عبد الْمُعْطِي والكمال بن حبيب واليافعي والتقي الْبَغْدَادِيّ وَأحمد بن سَالم وَأم الْحسن فَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن قَاسم الْحرَازِي فِي آخَرين، ورحل إِلَى دمشق فَسمع بهَا من الْحَافِظ الشَّمْس بن الْمُحب الصَّامِت وَجَمَاعَة، وَأَجَازَ لَهُ ابْن القطرواني وَابْن الرصاص وَابْن الْقيم وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن أميلة والقلانسي وَطَائِفَة وَحدث بالكثير سمع مِنْهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد وترجمه فِي مُعْجم وَالِده وَغَيره وَفِي الْأَحْيَاء الْآن هُنَاكَ من يروي عَنهُ وناب فِي الخطابة بِمَكَّة عَن أَبِيه وَعَن) الْعِزّ النويري وباشر الْحرم وَكَانَ مديما للصيام ولبيته عديم الشَّرّ. مَاتَ فِي صفر سنة تسع وَعشْرين وترجمه الفاسي بِاخْتِصَار مَعَ تعْيين لبَعض مسموعه وَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز لأولادي. والمقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْحق بن أَحْمد الْمُحب أَبُو السُّعُود بن الْخَطِيب البليغ الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الزين التلعفري الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي سبط الشهَاب بن المحوجب وَيعرف بِأَبِيهِ. أحضرهُ أَبوهُ فَعرض عَليّ الشاطبية والجزرية فِي التجويد والعمدة والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وتصريف الْعُزَّى الزنجاني وَالتَّلْخِيص والخزرجية لعبد الله، وَرجع إِلَى بَلَده فَلم يلبث أَن مَاتَ بالطاعون سنة سبع وَتِسْعين عوضه الله الْجنَّة وَقد جاور أَبوهُ فِي سنة تسع وَتِسْعين ولازمني فِي سَماع أَشْيَاء وَذكر أَن أَحْمد جده كَانَ شَاعِرًا شهيرا فَينْظر. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الحميد بن مُحَمَّد بن غشم الشَّمْس المرداوي الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي. سمع من أبي الْعَبَّاس المرداوي وَعبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن الملقن وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَجَمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء روى لنا عَنهُ بعض شُيُوخنَا بل أجَاز لشَيْخِنَا وَأوردهُ فِي مُعْجَمه وَغَيره. وَمَات فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن القَاضِي الْمُحب أَحْمد بن عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي إِحْدَى الجماديين سنة تسع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ وَأمه كمالية ابْنة عبد الرَّحْمَن أُخْت عبد الْكَرِيم وهما ابْنا عَم أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل قَلِيلا عِنْد إِسْمَاعِيل بن أبي يزِيد وَسمع مني بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة بل لازمني فِي الْمُجَاورَة بعْدهَا حَتَّى سمع جملَة كتبت لَهُ كراسة، وَهُوَ ذكي متأدب لطيف فِي أقرانه. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْخَالِق بن عبد المحيي الْمُحب أَبُو الْخَيْر الأسيوطي الأَصْل القاهري الناصري نِسْبَة لل

الجزء 7

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن خلد شمس الدّين الأشموني الأَصْل القاهري الْمَدِينِيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الموله. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين والرسالة والمختصر الفرعيين وَالْكثير من شرح ثانيمهما للبساطي وَجَمِيع الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَأخذ الْفِقْه عَن نور الدّين التنسى والعلمى والمنهوري واللقاني وداوود شخص شرح الرسَالَة وَكَانَ فِي رواق الجبرت ولأصول عَن الْفَخر عُثْمَان المقسى والعربية وَغَيرهَا عَن الزين الأبناسي والمنطق عَن الْعَلَاء الحصني وَكَذَا قَرَأَ على خَاله النُّور الكلبشي وَابْن قَاسم فِي آخَرين، وَلَا زمنى فِي الرِّوَايَة والدراية وَكتب بعض تصانيفى، وتميز فِي الْفَضَائِل وتكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء عَن اللَّقَّانِيّ ثمَّ ابْن تَقِيّ، وَجلسَ فِي بولاق وبباب قاضية عِنْد المشهد النفيسي أَيَّامًا لوثوقه بِهِ وشكرت سيرته، وَشرع فِي نظم الْمُخْتَصر وسرد بحضرتي الْكثير مِنْهُ، وَحج فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ لَا بَأْس بِهِ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن خلف بن عُثْمَان الْمُحب البهوتى بِالضَّمِّ القاهري الشَّافِعِي السعودي نِسْبَة لطريقة الْفُقَرَاء السعودية وَيعرف بالبهوتي. ولد سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبى عمر وعَلى النُّور على السفطى بِالْفَاءِ الضَّرِير وَعرض الْعُمْدَة والمنهاج وألفية ابْن ملك على البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والأبناسي والعراقي بل سمع عَلَيْهِ وعَلى غَيره واشتغل فِي الْفِقْه على شمس الغراقى وَحضر فِي النَّحْو عِنْد الشهَاب الْخَواص وَحج فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة، وَدخل دمياط وَغَيرهَا وَأَجَازَ لَهُ) عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَخلق باستدعاء الزين رضوَان وَوَصفه بِأحد الْقُرَّاء بالخانقاه الناصرية المستجدة بالصحراء وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت الجزازين أجازلى. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع أَو الْمحرم سنة خمس وَخمسين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عبد الله بن سُلَيْمَان بن عمر بن الشَّيْخ مُحَمَّد صَاحب الْخضر الْمَشْهُور قَبره بالقرافة ابْن سَيِّدي أبي الْعَبَّاس الحراز الْعِزّ التكروري الأَصْل القرافى القاهري الْمَالِكِي الكتبي وَيعرف بالعز التكروري وَرُبمَا كَانَ يُقَال لَهُ قَدِيما الغاني نِسْبَة إِلَى لغانة مَدِينَة بالتكرور. ولد فِي أَوَائِل سنة أحدى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بالقرافة الْكُبْرَى وَحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عمر وعَلى الزراتيتي والعمدة

والرسالة وألفيه ابْن ملك وعرضها على جمَاعَة لم يجز مِنْهُم غير التلواني وَأخذ الْفِقْه عَن الشهَاب الصنهاجى وَالشَّمْس بن عمار والنحو وَالْعرُوض وَعلم الْغُبَار عَن نَاصِر الدّين البارنبارى والفرائض عَن الشَّمْس الغراقي. وَحج سنة تسع عشرَة وَبعدهَا وَكتب على الشَّمْس والوسيمى واسناد الزين عبد الرَّحْمَن بن الصَّائِغ فأجاد وَصَارَ لَهُ خطّ حُلْو جدا متقن قَالَ وَقلت فِي حَال كتابتي عَلَيْهِ وعمري إِذْ ذَاك دون الْعشْرين فِي مليح نَاسخ وأشرت إِلَى قلم الْأَشْعَار وقلم الْمُحَقق وَالريحَان وَالْغُبَار: (لما شغفت بناسخ ناديته ... فِي مِيم ثغرك تنشد الْأَشْعَار) (نَادَى قلام الخد قلت محققا ... ريحَان خدك مَا عَلَيْهِ غُبَار) وشارك فِي الْفَضَائِل وَله نَوَادِر وأخبار ظريفة، وتنزل فِي الْجِهَات وَسمع على التنوخي أَشْيَاء مِنْهَا جُزْء أَبى الجهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَجَمَاعَة وَنَبَّهنَا عَلَيْهِ الْعَلَاء القلقشندي وَكَانَ يجلس عِنْده فِي سوق الْكتب وَأخذ عَن التقى بن حجَّة شرح البديعية لَهُ وَكتب بِخَطِّهِ مِنْهُ عدَّة نسخ وتعانى النّظم وَتقدم فِي صناعَة الْكتب بِحَسب الْوَقْت وَصَارَ فِي سوقه عين الْجَمَاعَة وراج أمره بِسَبَبِهَا وَلزِمَ الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وَالْجمال نَاظر الْخَاص فأثرى وَجَرت على يَدَيْهِ من قبلهمَا مبرات كل ذَلِك مَعَ الدّيانَة وَالْأَمَانَة والتواضع وَالْعقل والتودد والخبرة بِالزَّمَانِ وَحسن الصمت وملازمة التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة وَقد حدث باليسير أخذت عَنهُ أَشْيَاء وكتبت عَنهُ قَوْله: (سكنت الْقلب يَا رَحْمَة ... وبى من عذلى غمه) (فان لاموا فَلَا بدع ... فَمَا فِي قلبهم رَحمَه) ) مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفن فِي الصَّحرَاء، وَكَانَ صديقا للبدر الْبَغْدَادِيّ القَاضِي قلم يتم بعده شهرا رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْفَقِيه عُثْمَان بن عمر بن عمرَان الدِّمَشْقِي الصالحى الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بشقير. ولد سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَذكر أَنه سمع بِجَامِع بني أُميَّة الْمُحب الصَّامِت وَابْن السراج فاستجازه صاحبنا ابْن فَهد مَاتَ فِي. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عمر أَبُو عبد الله التّونسِيّ الْمَالِكِي نزيل الْحَرَمَيْنِ وَيعرف بالوانوغى بتَشْديد النُّون المضمومة وَسُكُون الواوا وَبعدهَا مُعْجمَة. ولد ظنا فِي سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة بتونس وَنَشَأ بهَا فَسمع من مسندها ومقرئها وَأبي الْحسن بن أبي الْعَبَّاس البطرنى خَاتِمَة أَصْحَاب ابْن الزبير بِالْإِجَازَةِ وَمن ابْن عَرَفَة وانتفع بِهِ فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير والأصلين والمنطق وعلوم الْحساب والهندسة وَعَن

أبي الْعَبَّاس الْقصار عدَّة كتب فِي الْعَرَبيَّة وَعَن آخَرين واعتنى بِالْعلمِ وَأتم عناية وَكَانَ عَارِفًا بالتفسير والأصلين والمنطق والعربية والفرائض والحساب والجبر والمقابلة وَغَيرهَا وَأما الْفِقْه فمعرفته بِهِ دون مَعْرفَته بهَا مَعَ حسن الْإِيرَاد للتدريس وَالْفَتْوَى والاستحضار لنكت طريفة وأشعار لَطِيفَة وطراوة نَغمَة فِي إنشادها ومروءة تَامَّة ولطف عشرَة وَكَونه لشدَّة ذكائه وَسُرْعَة فهمه إِذا رأى شَيْئا وعاه وَقَررهُ وَإِن لم تسبق لَهُ بِهِ عناية، وَقد درس وَأفْتى وَحدث وَأذن فِي الرِّوَايَة لجَماعَة مِمَّن لقيتهم وَله أجوبة عَن مسَائِل عِنْد صاحبنا النَّجْم بن فَهد بل لَهُ تأليف على قَوَاعِد ابْن عبد السَّلَام زَاد عَلَيْهِ فِيهِ وَتعقب كثيرا وَكَذَا أرسل من الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة بأسئلة عشْرين دَالَّة على فضيلته ليكتب عَلَيْهِمَا عُلَمَاء مصر أجَاب عَنْهَا الْجلَال البُلْقِينِيّ إِلَى غير ذَلِك من فتاو كَثِيرَة مُتَفَرِّقَة يَقع لَهُ فِيهَا بل وَفِي كل مَا تقدم مخالفات كَثِيرَة للمنقول وَمُقْتَضى الْقَوَاعِد مِمَّا يُنكر عَلَيْهِ سِيمَا مَعَ تلفته لمراعاة السَّائِلين بِحَيْثُ يَقع لَهُ بِسَبَب ذَلِك مناقضات، وَكَذَا عيب بِإِطْلَاق لِسَانه فِي أَعْيَان من الْعلمَاء خُصُوصا شَيْخه ابْن عَرَفَة وَمن هُوَ أَعلَى وأقدم كالتقى والسبكي بل والنووى. وَجَاز كتبا كَثِيرَة وَدُنْيا وَاسِعَة بِالنِّسْبَةِ لمثله فأذهبها بإقراضها للْفُقَرَاء مَعَ مَعْرفَته بحالهم وَلَكِن يحملهُ على ذَلِك رغبته فِي الرِّبْح الْمُلْتَزم فِيهَا وناله بِسَبَب ذَلِك مَا لَا يَلِيق بالعلماء من كَثْرَة تردده للباعة وأغراض بَعضهم عَنهُ حَال طلبه. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة تسع عشرَة بعد عِلّة طَوِيلَة وَدفن من قبر الشَّيْخ أبي الْحسن الشولى بالمعلاة.) تَرْجمهُ الفاسي فِي مَكَّة مطولا وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ وَفِي تَرْجَمته عِنْده فَوَائِد وَكَذَا تَرْجَمته فِي تَارِيخ الْمَدِينَة، والتقى بن فَهد فِي مُعْجَمه، والمقريزي فِي عقوده وَشَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ إِنَّه برع فِي الْفُنُون مَعَ الذكاء المفرط وَقُوَّة الْفَهم وَحسن الْإِيرَاد وَكَثْرَة النَّوَادِر المستظرفة وَالشعر الْحسن والمروءة التَّامَّة والبأو الزَّائِد وَشدَّة الْإِعْجَاب بِنَفسِهِ والإزدراء بمعاصريه وَكَثْرَة الوقيعة فِي أَعْيَان الْمُتَقَدِّمين وعلماء الْعَصْر وشيوخهم فلهجوا بِذِمَّة وتتبعوا أغلاطه فِي فَتَاوِيهِ وَجَرت لَهُ محن أَقَامَ بِمَكَّة مجاورا ثمَّ بِالْمَدِينَةِ دهرا مُقبلا فِي كليهمَا على الأشغال والتدريس والتصنيف والإفتاء والإفادة اجْتمعت بِهِ فيهمَا وَسمعت من فَوَائده وَله أسئلة مشكلة كتبهَا للْقَاضِي جلال الدّين البُلْقِينِيّ فَأَجَابَهُ عَنْهَا ثمَّ بعث هُوَ بِنَقْض الْأَجْوِبَة عَفا الله عَنهُ: مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الْمُحب بن الشهَاب الريشي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي نزيل الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة والماضي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الكوم الريشى. مَاتَ

فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين غير مأسوف عَلَيْهِ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن نعيم بِالْفَتْح ثمَّ الْكسر ابْن مقدم بِكَسْر الدان الْمُشَدّدَة وَوَجَدته أَيْضا بِفَتْحِهَا ابْن مُحَمَّد بن حسن بن غَانِم بن مُحَمَّد بن عليم بِضَم الْعين وَآخره مِيم الشَّمْس أَبُو عبد الله الْبِسَاطِيّ ثمَّ القاهري الْمَالِكِي عَالم الْعَصْر ووالد عبد الْغَنِيّ وَمُحَمّد وَهَكَذَا قَرَأت نِسْبَة بِخَطِّهِ وَأسْقط مرّة مُحَمَّدًا قبل عليم، وَيعرف بالبساطي. ولد فِي سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة قيل فِي الْمحرم وَقبل فِي سلخ جُمَادَى الأولى وَقيل فِي صفر وَهُوَ الْمُعْتَمد وَرَأَيْت الْعَفِيف الجرهي لأرخه فِي مشيخته بآخر الْمحرم سنة اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ فَالله أعلم ببساط من قرى الغربية بِالْأَعْمَالِ البحرية من أَعمال مصر بهَا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والرسالة لِابْنِ أبي زيد ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَمَان وَسبعين فعرضها على ابْن عَم أَبِيه الْعلم سُلَيْمَان بن خَالِد بن نعيم واشتغل بِالْعلمِ وَأول من أَخذ عَنهُ من الْمَشَايِخ كَمَا قرأته بِخَطِّهِ النُّور الجلاوى المغربي الْمَالِكِي ولازمة نَحْو عشر سِنِين فِي الْفِقْه والعقليات وَغَيرهَا وَكَانَ يذهب إِلَيْهِ لمصر مَاشِيا وَلما مرض أَشَارَ عَلَيْهِ بِالْقِرَاءَةِ فِي العقليات على الْعِزّ بن جمَاعَة فلازمه فِيمَا كَانَ يقرئه من الْعُلُوم عقليها ونقليها وَكَذَا انْتفع فِي الْفِقْه مَعَ فنون كَثِيرَة وأكثرها أصُول الْفِقْه لِابْنِ خلدون وَفِي العقليات بالشيخ قنبر العجمي واشتدت ملازمته وأحبه الشَّيْخ حَتَّى أَنه خصّه بالاجتماع بِهِ دون رفقائه لما رأى من مزِيد اهتمامه بِالْعلمِ) دونهم وَأخذ أَيْضا كثيرا من الْفُنُون عَن أكمل الدّين والعز الرَّازِيّ وزاده الحنفيين وأصول الْفِقْه مَعَ الْفِقْه والعربية عَن الشَّمْس أبي عبد الله الركراكي قَرَأَ عَلَيْهِ مختصرى ابْن الْحَاجِب الفرعي وَالْأَصْل وغالب الحاجبية، والعربية وَحدهَا عَن الشَّمْس الغماري وَالْفِقْه أَيْضا عَن ابْن عَم أَبِيه الْعلم سُلَيْمَان التَّاج بهْرَام والزين عبيد البشكالسي وَيَعْقُوب الراكراكي والفرائض والحساب عَن الشهَاب بن الهائم والهندسة عَن الْجمال المارداني والقراءات عَن النُّور الدَّمِيرِيّ أخي بهْرَام فِي آخَرين، وَسمع البُخَارِيّ على ابْن أبي الْمجد وَكَانَ يذكر أَنه سَمعه على التقى الْبَغْدَادِيّ فِي سنة تسع وَسبعين وَهُوَ مَعَ مُسلم على التقى الدجوى وَالْجمال بن الشرائحي والصدر الأبشيطى بفوت فيهمَا على الثَّانِي فَقَط وبفوت فِي البُخَارِيّ فَقَط على الْأَخير وصحيح البُخَارِيّ فَقَط على الغمارى وَابْن الكشك والتقي بن حَاتِم بفوت على الْأَخير وَحده وَبَعض سِنِين أَبى دَاوُد على الغماري والمطرز وَسنَن ابْن مَاجَه على الشهَاب الْجَوْهَرِي وثمانيات النجيب على الْجمال الْحَنْبَلِيّ وَسمع أَيْضا على النَّجْم بن

رزين والتنوخي والابناسي ابْن خلدون وَابْن خير فِي آخَرين واستفاد من الزين الْعِرَاقِيّ، وَلم يكثر بل كَمَا قَالَ شَيخنَا لم يطْلب الحَدِيث أصلا وَلَا اشْتغل بِهِ وَإِنَّمَا وَقع لَهُ ذَلِك اتِّفَاقًا، وَكَانَ فِي شبيبته نَابِغَة فِي الطّلب وَلم يزل يدأب فِي الْعُلُوم ويتطلب الْمَنْطُوق مِنْهَا وَالْمَفْهُوم حَتَّى تقدم فِي الْفِقْه والأصلين والعربية واللغة والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَالْحكمَة والجبر والمقابلة والطب والهيئة والهندسة والحساب وَصَارَ إِمَام عصره وفريد دهره وَيُقَال أَنه قَالَ مرّة أعرف نَحْو عشْرين علما لي نَحْو عشْرين سنة مَا سُئِلت عَن مسئلة مِنْهَا، مَعَ تجرع مَا كَانَ فِيهِ من الْفَاقَة والتقلل الزَّائِد بِحَيْثُ أخبر عَن نَفسه كَمَا قَالَ المقريزي أَنه كَانَ ينَام على قَشّ الْقصب وَبِمَا مَضَت الْأَيَّام وَلَيْسَ مَعَه الدِّرْهَم بِحَيْثُ يضْطَر لبيع بعض نفائس كتبه إِلَى أَن تحرّك لَهُ الْحَظ وَأَقْبل عَلَيْهِ السعد فَأثْنى عَلَيْهِ البنان وَاللَّفْظ فَكَانَ أول تدريس وليه تدريس الْفِقْه بالشيخونية فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة ثمَّ بالصاحبية وولاه جمال الدّين تدريس الْفِقْه بمدرسته أول مَا فتحت سنة إِحْدَى عشرَة وعظمه جدا مَعَ كَونه أفتى بِالْمَنْعِ من قتل من كَانَ غَرَضه قَتله مُخَالفا فِي ذَلِك أهل مذْهبه حَتَّى قاضيهم وَمَا اقْتصر على ذَلِك بل أحسن إِلَيْهِ أَيْضا، ثمَّ مشيخة التربة الناصرية فرج بن برقوق بالصحراء فِي سنة ثَمَانِي عشرَة بعناية نَائِب الْغَيْبَة الْأَمِير ططر ثمَّ قَضَاء الْمَالِكِيَّة بالديار المصرية فِي خَامِس عشرى جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث) وَعشْرين بعد موت الْجمال عبد الله بن مقداد الأقفهسي وَذَلِكَ فِي آخر أَيَّام الْمُؤَيد وَقدمه على قَرِيبه الْجمال يُوسُف رغب فِيمَا ذكر لَهُ عَنهُ من الْفَاقَة وَالتَّعَفُّف مَعَ سَعَة الْعلم وَكَونه أفقه وَأكْثر معرفَة بالفنون مِنْهُ وَإِن كَانَ الْجمال أسن وأدرب بِالْأَحْكَامِ وأشهم كَمَا قَالَه شَيخنَا فيهمَا، هَذَا بعد أَن كَانَ نَاب قَدِيما عَنهُ حِين كَانَ قَاضِيا بل وناب أَيْضا عَن غَيره كَمَا قَالَ شَيخنَا ثمَّ ترك، وَكَانَت لشَيْخِنَا فِي ولَايَته البد الْبَيْضَاء على مَا بَلغنِي مَعَ قيام ططر أَيْضا وَكَذَا اسْتَقر فِيمَا كَانَ مَعَ الْجمال الْمَذْكُور من التداريس بالبرقوقية والفخرية والقمحية وَرغب عَن الشيخونية حِينَئِذٍ لِلشِّهَابِ بن تقى لكَونه كَانَ عين للبرقوقية فاختارها القَاضِي لقربها مِنْهُ وَأَعْطَاهُ الصاحبية أَيْضا وَاسْتمرّ على ولَايَته إِلَى أَن مَاتَ، وسافر مَعَ السُّلْطَان فِي جملَة الْقُضَاة والخليفة مرّة بعد أُخْرَى، بل وجاور بِمَكَّة سنة بَينهمَا وَكَانَ القَاضِي هُنَاكَ على قدم عَظِيم من الْعِبَادَة وَكَثْرَة التِّلَاوَة وأقرأ كتبا وانتفع بِهِ جمَاعَة امتدحه مِنْهُم أَبُو السعادات بن ظهيرة، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة عَارِفًا بفنون الْمَعْقُول والعربية والمعاني وَالْبَيَان والأصلين متواضعا لينًا سريع الدمعة رَقِيق الْقلب محبا فِي السّتْر والصفح وَالِاحْتِمَال طارحا للتكلف رُبمَا صَاد السّمك.

اشْتهر أمره وَبعد وَصيته وَصَارَ شيخ الْفُنُون بِلَا مدافع وَتخرج بِهِ خلق طَار اسمهم فِي حَيَاته وتزاحم الْأَئِمَّة من سَائِر الْمذَاهب والطوائف فِي الْأَخْذ عَنهُ وَحدث بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة سمع مِنْهُ الجلة واستدعى شَيخنَا الْإِجَازَة مِنْهُ لوَلَده وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن خطيب الناصرية وَشَيخنَا والمقريزي وَآخَرُونَ فِي تصانيفهم، وَمن تصانيفه المغنى فِي الْفِقْه لم يكمل وشفاء الغليل على كَلَام الشَّيْخ خَلِيل يَعْنِي فِي مُخْتَصره الفرعي لم يكمل أَيْضا بقى مِنْهُ الْيَسِير جدا فَكَلمهُ أَبُو الْقسم النويري وتوضيح الْمَعْقُول وتحرير الْمَنْقُول على ابْن الْحَاجِب الفرعي لم يكمل أَيْضا وحاشية على المطول للتفتازاني وعَلى شرح الْمطَالع للقطب وعَلى المواقف للعضد ونكتا على الطوالع للبيضاوي ومقدمة مُشْتَمِلَة على مَقَاصِد الشَّامِل فِي الْكَلَام وَأُخْرَى فِي أصُول الدّين وَفِي الْعَرَبيَّة وَكتب على مُفْرَدَات ابْن البيطار وَله قصَّة الْخضر ورسالة فِي الْمُفَاخَرَة بَين الشَّام ومصر بديعة فِيمَا بَلغنِي وتقريض على الرَّد الوافر بن نَاصِر الدّين بِسَبَب التقى بن تَيْمِية أَجَاد فِيهِ ولمح بالحط على الْعَلَاء البُخَارِيّ لأجل تجاذبهما فِي ابْن عَرَبِيّ، وَغير ذَلِك مِمَّا لم يظْهر كمصنف فِي ابْن عَرَبِيّ وَشرح للتائية والفارضية فِيمَا قيل مِمَّا لم يثبت أَمرهمَا عِنْدِي، ونظم ونثر من قسم المقبول فَمَا عَلمته من) نظمه امتداحه لشَيْخِنَا قَدِيما كَمَا هُوَ فِي مَكَان آخر وَقَوله عقب رُجُوعه من الْمُجَاورَة بِمَكَّة: (لم أنس ذَاك الْأنس وَالْقَوْم هجع ... وَنحن ضيوف والقراء منوع) (وعشاق ليلى بَين باك وصارخ ... وَآخر مسرور بالوصال ممتع) (وَآخر فِي السّتْر الآلهي متيم ... تغوص بِهِ الأمواج حينا وترفع) (وَآخر قرت حَاله فتميزت ... معارفه فِيمَا يروم وَيدْفَع) (وَآخر أفنى الْكل عَن كل ذَاته ... فَكل الَّذِي فِي الْكَوْن مرءا ومسمع) (وَآخر لأَكُون لَدَيْهِ وَلَا لَهُ ... رَقِيب بقاحط يثنى وَيجمع) وَمِمَّا عَلمته من نثره مَا قرض بِهِ سيرة الْمُؤَيد لِابْنِ ناهض مِمَّا أثْبته فِي تَرْجَمته مَعَ غَيره من الْفَوَائِد من ذيل رفع الأصر، وَقد سلف فِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله المغراوي حِكَايَة تدخل فِي تَرْجَمته، وَلم يزل على علو مَكَانَهُ وارتفاع كيوانه حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ وَصلى عَلَيْهِ بِبَاب النَّصْر ثمَّ دفن بِجَانِب شَيْخه الْعِزّ ابْن جمَاعَة فِي تربة بنى جمَاعَة بِالْقربِ من تربة سعيد السُّعَدَاء. وَقَالَ شَيخنَا وَهُوَ جَالس بَين القبرين أَنا الْآن بَين بحرين وَأوصى أَن لَا يعلم قَبره بأحجار وأمطرت السَّمَاء مَطَرا خَفِيفا فِي حَال مغتسلة وتكاثر حَالَة الدّفن وَبعدهَا وَلم يخلف بعده فِي فنون مثله وَقد ذكره

المقريزي فِي عقوده وَأَنه شرح الْمُخْتَصر وَابْن الْحَاجِب والمغنى ثلاثتها فِي الْفِقْه وَعمل حَاشِيَة على المطول وعَلى شرح الطوالع للقطب ونكتا على المواقف للعضد ومقدمة فِي أصُول الدّين وَأَنه أَقرَأ الْمُخْتَصر الفرعي لِابْنِ الْحَاجِب بِمَكَّة فِي نَحْو مائَة وَعشْرين مَجْلِسا من خَمْسَة أشهر والمختصر الْأَصْلِيّ والطوالع فِي أصُول الدّين وَأَنه أنْشدهُ فِي سنة أَربع عشرَة مِمَّا كتب بِهِ وَهُوَ بالسجن بحماة إِلَى أَصْحَابه وَقد انْقَطَعت مكاتباتهم عَنهُ قَالَ ثمَّ كتبتها من خطة وساقها وَمَا رَأَيْت من ذكر أَنه سجن غَيره فيحرر رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان الشَّمْس التتائي الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي وَيعرف بالهنيدي. ولد بتتا أَو بناحيتها وَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه هرون وَحضر فِي الْفِقْه عَن أبي الْقسم النويري وطاهر والنور والوراق والتريكي المغربي ثمَّ السنهوري فِي آخَرين وأقرأ فِي الطباق وتكسب بِالشَّهَادَةِ وباشر لمثقال الساقي ثمَّ لقايتباى فِي إمرته وأبعده قبيل سلطنته بل ضَرْبَة، وَكَانَ ذَا نظم وَمَعْرِفَة بالتركي مَعَ جَرَاءَة وَحج. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَتِسْعين وَقد جَازَ) السّبْعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْعِزّ بن أَحْمد بن أبي الْعِزّ بن صَالح الْأَذْرَعِيّ بن الثور. هَكَذَا كتبه بَعضهم وَمُحَمّد زِيَادَة بل هُوَ أَحْمد وَقد مضى. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عطيف الْفَقِيه الْأَجَل الصَّالح الْجمال الْأمين تفقه بعد حفظه الْمِنْهَاج بخاله الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد النَّاشِرِيّ وبابن خَاله القَاضِي أَحْمد ابْن أبي الْقسم. ذكره الْعَفِيف وَلم يؤرخه. مُحَمَّد بن أَحْمد بن علوان بن نَبهَان بن عمر بن نَبهَان بن عباد نَاصِر الدّين بن الشهَاب الجبريني الناصري الْحلَبِي وَيعرف بأبن نَبهَان. ولد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا. وَمَات ظنا بعد سنة خمسين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد المحسن السخاوي الْمُؤَدب نزيل مَكَّة. سَيَأْتِي فِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ قَرِيبا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد المغيث بن مصطفى ابْن فضل بن حَمَّاد بن إِدْرِيس الشَّمْس بن الشهَاب النشرتي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد كَمَا قرأته بِخَط أَبِيه فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشرى رَمَضَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وجوده على بعض الْقُرَّاء والعمدة والتنبيه وَغَيرهمَا وَعرض واشتغل فِي الْمِيقَات والحساب والعربية وَنَحْوهَا وَمن شُيُوخه فِي ذَلِك نور الدّين النقاش وَعبد الْعَزِيز الوفائي والمحب بن الْعَطَّار وَسمع الحَدِيث مَعَ الْوَلَد على جمَاعَة بل أَخذ فِي مَكَّة عَن التقى بن فَهد وَغَيره ولازمني

حَتَّى قَرَأَ على القَوْل البديع وترجمة النووى وَغَيرهمَا من تصانيفى وبذل الماعون والخطب وَغَيرهمَا من تصانيف شيخى وألفية السِّيرَة للعراقي وَأَشْيَاء وَكَذَا كتب عَنى فِي مجَالِس الْإِمْلَاء وَحصل أَشْيَاء من تصانيفى وأجوبتي وَقَرَأَ أَيْضا على الْفَخر الديمى جملَة وعَلى البقاعي مُخْتَصر الرّوح لَهُ وعَلى أبي حَامِد الْقُدسِي، واعتنى بتحصيل الْكتب واشتدت رغبته فِي الاستفادة حَتَّى صَار متقنا مُفِيدا بارعا فِي الْمِيقَات والحساب ذَا إِلْمَام بِالْعَرَبِيَّةِ وَغَيرهَا مجيدا لقِرَاءَة الحَدِيث مَعَ تواضع وَخير وثقة وإقبال على شَأْنه أَقرَأ فِي الطباق، وَحج وتنزيل فِي صوفية الصلاحية والبيبيرسية والجمالية، وباشر التوقيع فِي جَامع آل ملك بل أم بِهِ. مَاتَ بعد توعكه مُدَّة بِطرف استسقاء فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء منتصف) رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد تجاه جَامع آل ملك وَدفن بِالْقربِ مِنْهُ عِنْد أسلافه، وَلم يخلف بِتِلْكَ الخطة فِي مَعْنَاهُ مثله رَحمَه الله وإيانا. وَرَأَيْت ألفية الْعِرَاقِيّ السِّيرَة بِخَط شمس الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد المغيث بن مصطفى ابْن فضل بن حَمَّاد بن إِدْرِيس النشرتي الْمَالِكِي كتبهَا بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وسمعها من ناظمها فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَهُوَ قريب لهَذَا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن التقي أبي الْفضل سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة الشَّمْس أَبُو عبد الله بن النَّجْم بن الْفَخر بن النَّجْم بن الْعِزّ الْمَقْدِسِي الدمشقى الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ نزيل الْقَاهِرَة. وَيعرف بالخطيب ابْن أبي عمر. ولد فِي عَشِيَّة عيد الْفطر سنة خمس وَثَمَانمِائَة بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على إِبْرَاهِيم الْخفاف الْحَنْبَلِيّ أحد الصلحاء وَحفظ الخرقى، وَقَالَ أَنه قَرَأَ فِي الْفِقْه على زوج أمه أبي شعر وَغَيره بِدِمَشْق وعَلى الْمُحب بن نصر الله بِالْقَاهِرَةِ وَأَنه سمع على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي فِي السِّيرَة بِقِرَاءَة ابْن مُوسَى زَاد غَيره من الطّلبَة أَنه وقف على سَمَاعه عَلَيْهَا لقطعة من ذمّ الْكَلَام للهروى بِقِرَاءَة ابْن مُوسَى أَيْضا وَأَنه سمع على الْجمال بن الشرائحي والشهاب بن حجي، وَمِمَّا سَمعه على أَولهمَا الْجُزْء الأول من مشيخة الْفَخر. وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا أَولهَا فِي سنة سبع وَعشْرين وَسمع بهَا فِي صفر سنة خمس وَأَرْبَعين بِحَضْرَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ على ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَكَذَا حج جاور غير مرّة أَولهَا فِي سنة عشْرين مَعَ زوج أمه ثمَّ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسمع على ابْن الْجَزرِي فِي مُسْند أَحْمد وَمن ذَلِك الْخَتْم وعَلى عَائِشَة الكنانية عَارِية الْكتب لليزدى، وناب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ عَن ابْن الحبال ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ عَن الْعِزّ الْبَغْدَادِيّ

فَمن بعده وَجلسَ بحانوت الْقصر وقتا، وأضيف إِلَيْهِ بعد موت الشّرف بن الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ قَضَاء الْعَسْكَر ثمَّ بعد موت الْبَدْر نَفسه تصدير بِجَامِع عَمْرو وجهة يُقَال لَهَا بلاطة بنابلس وَولى خطابة الْجَامِع الْجَدِيد بِمصْر والإمامة بِهِ وإعادة بالمنصورية وَاسْتِيفَاء جَامع طولون وَصَارَ يكثر الْخلطَة بِأَهْل المناوآت لذَلِك وَالْإِقَامَة عِنْدهم وابتنى هُنَاكَ مَكَانا والتصوف بالبرقوقية بل تحدث فِي استقراره فِي الْقَضَاء عقب الْبَدْر الْمشَار إِلَيْهِ ثمَّ ترشح لَهُ أَيْضا فِي أَيَّام الْعِزّ الْكِنَانِي فَكف الْجمال نَاظر الْخَاص السُّلْطَان عَن ولَايَته وعرفه بمكانته وَكَذَا ذكر بعد مَوته) لذَلِك فَمَا تهَيَّأ وتألم جدا وَقد كتب بِخَطِّهِ الْكثير كتاريخ ابْن كثير وطبقات الْحفاظ للذهبي والمغنى لِابْنِ قدامَة وَالْفُرُوع لِابْنِ مُفْلِح وَرُبمَا أفتى بِأخرَة وهش وانجمع مَعَ عدم دربة خبْرَة وَسُرْعَة بادرة وَرغب من الِاسْتِيفَاء وَغَيره وَتردد إِلَيْهِ صغَار الطّلبَة للسماع بِحَيْثُ حدث بمسموعة من ذمّ الْكَلَام وَبِغير ذَلِك، وَكتب على الاستدعاءات وَكنت مِمَّن حدث بِحَضْرَتِهِ بأَشْيَاء من جُمْلَتهَا مسموعة من ذمّ الْكَلَام وَهُوَ من بَاب فِي ذكر أَشْيَاء من هَذَا الْبَاب ظَهرت على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الطَّبَقَة السَّادِسَة وَمن قَوْله فِيهِ إِلَى وَأَجَازَ لنا وَلَا زَالَ فِي تنَاقض مُقيما بالبرقوقية. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد البعلي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن حبيب وَهُوَ لقب أَبِيه. ولد فِي مستهل شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ببعلبك. وَمَات بهَا فِي حُدُود سنة وَسبعين. قَالَه البقاعي. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الشَّمْس السفطرشيني نِسْبَة لسفط رشين من البهنساوية نزيل سويقة عصفر وَمن الْقَاهِرَة مِمَّن أَخذ عَن الْبُرْهَان النعماني وَأرْسل بِهِ إِلَى فَسمع منى المسلسل فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ وَتِسْعين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن إِدْرِيس الْبَدْر أَبُو الْفضل بن الْبَدْر العلائي الرُّومِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ نزيل تربة قانم وربيب سعد الدّين الكماخي، والماضي جده. ولد فِي لَيْلَة رَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة بالديلمية، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ طِفْل فَكَفَلَهُ جده الْمشَار إِلَيْهِ، وَحفظ الْقُرْآن والقدورى والمنار والكافية وَبَعض الشاطبية وتلا للعشر فأزيد على الزين جَعْفَر وَابْن الحمصاني وَغَيرهمَا وَأخذ عَن الزين قَاسم والأمين الاقصرائي وتلميذه الصّلاح الطرابلسي فِي الْفِقْه ولازم فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف والمنطق والمعاني وَغَيرهمَا التقى والْعَلَاء الحصنيين واعتنى بالتردد للقادمين كملا حسن شلبي وملا أبي الْقسم اللَّيْثِيّ السَّمرقَنْدِي وحبِيب الله، وَطلب الحَدِيث وقتا وَسمع الحَدِيث وَطلب يَسِيرا وَأخذ عني أَشْيَاء دراية

وَرِوَايَة بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَكَذَا لَازم الديمي وَقَرَأَ عَلَيْهِ شرح النخبة وَلبس الْخِرْقَة من عَليّ حفيد يُوسُف العجمي وَأخذ عَنهُ ريحَان الْقُلُوب لجده وَغير ذَلِك وَحج وَأخذ بِمَكَّة عَن النَّجْم بن فَهد وبالمدينة عَن أبي الْفرج المراغي، مَعَ عقل وَسُكُون وتعفف وميل للغرباء وخضوع لَهُم أَكثر من خضوعه لمن هم فِي مرتبَة شيوخهم، وَصَارَ إِلَيْهِ بعض) الْجَوَامِع بالروضة فَتوجه لإصلاحه وَالسُّكْنَى هُنَاكَ وَرُبمَا خطب بِهِ، وَنعم الرجل. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن اسحق بن مُحَمَّد القَاضِي شمس الدّين الخليلي الدَّارِيّ، عرف بِابْن الْمُحْتَسب. ولد سنة شرة وثمان وَثَمَانمِائَة بِبَلَد الْخَلِيل وَحفظ الْمِنْهَاج وَعرضه على جمَاعَة من المصريين وَغَيرهم وَسمع على إِبْرَاهِيم بن حجي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد التدمري وَلكنه لم يشْتَغل، وَولى قَضَاء بَلَده بعد أَبِيه فَلم يحمد، وأضر بِأخرَة فولى أَخُوهُ إِبْرَاهِيم. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ لما طلب هُوَ وَأَخُوهُ بِسَبَب صهره أبي بكر أَمِير جرم بعلة الْبَطن. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْحسن عَليّ بن أبي بكر بن حسن الشَّمْس البتوكي بِضَم الْمُوَحدَة ثمَّ الْمُثَنَّاة وَآخره كَاف وبتوكة من الْبحيرَة القاهري الظَّاهِرِيّ الْمَالِكِي وَيعرف بالنحريري لكَون بعض أجداده من قبل أمه مِنْهَا. ولد قبل سنة عشْرين تَقْرِيبًا بالظاهرية الْقَدِيمَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن تسع وَقَرَأَ على الشَّمْس العفصي وحبِيب والشهاب بن هَاشم والنور الإِمَام وَغَيرهم بَعضهم تجويدا وَبَعْضهمْ لأبي عمْرَة وَكَذَا حفظ الْعُمْدَة والرسالة وألفية النَّحْو وَبَعض ابْن الْحَاجِب وَعرض فِيمَا قَالَ على الْوَلِيّ العرافي والبيجوري والبساطي والمحب بن نصر الله وَشَيخنَا والشهاب الصنهاجي وَصَالح المغربيين فِي آخَرين، وَحضر فِي دروس الْبِسَاطِيّ بلَى قَرَأَ كثيرا فِي الْفِقْه على الزين عبَادَة وَفِي الْعَرَبيَّة على يحيى الدماطي وَكَذَا أَخذ عَن طَاهِر وَغَيره، وَسمع على شَيخنَا وَابْن نصر الله وَعَائِشَة الحنبلية وَجَمَاعَة قَرَأَ الشفا وَغَيره على بعض الْمُتَأَخِّرين فَأحْسن الْقِرَاءَة فِيمَا يكون مضبوطا، وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء ابْن فَهد فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ خلق، وَتزَوج البقاعي أم زَوجته فنقم عَلَيْهِ الطّلبَة كَونه وَصفه بِزَوْج حماتي، وتنزل فِي بعض الْجِهَات وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل استنابه الولوى السُّيُوطِيّ فِي الجيزة لاختصاصه بِهِ ثمَّ تَركهَا وَتردد إِلَى أوقاتا وَقَرَأَ على الزين زَكَرِيَّا وَحج وأثكل ابْنه عبد الْقَادِر فصير وَقد انْقَطع وَكَانَ أَبوهُ خيرا تَاجِرًا يتكسب بِالتِّجَارَة فِي الشّرْب وَغَيره مِمَّن حفظ الْقُرْآن والرسالة واشتغل قَلِيلا وَصَحب الزين عبَادَة. وَمَات أعنى أَبَاهُ فِي لَيْلَة سَابِع عشرى رَجَب سنة سِتّ

وَخمسين عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر القَاضِي جمال الدّين بن القَاضِي أبي الْفضل لن القَاضِي موفق الدّين النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. ولى قَضَاء زبيد بعد وَفَاة عَمه عبد الْمجِيد إِلَى أَن) مَاتَ فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة أَربع وَسبعين مَعَ كَونه غير مشكور فِي قَضَائِهِ لكنه كَانَ جوادا مطعاما مفضالا على حسب وسعة وَكَانَ قد تفقه قَلِيلا بالجمال مُحَمَّد بن نَاصِر الْحُسَيْنِي بَلَدا أحد تلامذة ابْن الْمقري. أَفَادَهُ لي بعض ثِقَات اليمانيين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن حُسَيْن تَقِيّ الدّين بن الشهَاب الْعَبَّادِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. مَاتَ وَقد ناف على الثَّلَاثِينَ فِي يَوْم الْجُمُعَة مستهل رَجَب سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد الْجُمُعَة بالازهر، وَكَانَ قد اشْتغل عِنْد أَبِيه وَعم وَالِده السراج وَقَرَأَ فِي بعض تقاسيمه وَآخَرين، وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وتنزل فِي الْجِهَات عَفا الله عنخ ورحمه. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن خَليفَة الشَّمْس الدكماوي المنوفي ثمَّ القاهري الازهري الْحَنَفِيّ أَخُو على الْمَاضِي ويلقب حُذَيْفَة لمحبة أَبِيه فِي حُذَيْفَة بن الْيَمَان الصَّحَابِيّ. ولد فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدكما، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتحنف لما اسْتَقر فِي امامة الْمدرسَة السودونية فِي سويقة الْعُزَّى وخطابتها عوضا عَن الْبَدْر حسن الْقُدسِي بل كَانَ يتَكَلَّم فِي أوقافها وَأخذ عَن الْأمين الاقصرائي وَغَيره وَحج واختص بِغَيْر وَاحِد من الْأُمَرَاء وَكَانَ حسن الشكالة تَامّ الْكَرم عَظِيم الهمة مَعَ من يَقْصِدهُ كثير التودد وَالْعقل. مَاتَ فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن خَلِيل السنهوري الدمنهوري. ولد فِي شعْبَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بدمنهور الْوَحْش وَقدم الْقَاهِرَة فَكَانَ صانع حمام بحلق وَيغسل مَعَ محبَّة فِي الْعلم وَأَهله ومعارف. ذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ تردد إِلَى سِنِين وَحكى عَنهُ من صنائع أَبنَاء حرفته مَا لَا أطيل بِهِ، وَلم يؤرخ وَفَاته. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الرُّكْن المعري ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي مِمَّن ينتسب إِلَى أبي الْهَيْثَم التنوخي عَم أبي الْعَلَاء المعري. ولد سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وتفقه وَأخذ عَن الزين الباريني والتاج بن الدريهم وبدمشق عَن التَّاج السُّبْكِيّ، وَكتب بِخَطِّهِ من الْكتب الْكِبَار الْكثير المتقن مَعَ ضعفه وخطب بِجَامِع حلب مُدَّة وَأَنْشَأَ خطبا فِي مجلده، وَكَانَ حاد الْخلق كثير الْبر وَالصَّدَََقَة وَله نظم وسط بل نَازل فَمِنْهُ فِي معالج: جسمي سقيم من هوى مهفهف يعالج

كَيفَ تَزُول علتي وممرضى معالج) وَمِنْه: (أَحْبَبْت رساما كبدر الدجى ... بل فاق فِي الْحسن على الْبَدْر) (فَقلت مَا ترسم يَا سَيِّدي ... قَالَ بتعذيبك بالهجر) مَاتَ فِي الكائنة الْعُظْمَى سنة ثَلَاث. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَأنْشد من نظمه غير ذَلِك وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ النَّحْو وَغَيره وَكَذَا أَخذ عَنهُ ابْن الرسام أَيْضا وَهُوَ ابْن عَم الْجمال السَّابِق لأمه، وَرَأَيْت لَهُ مصنفا سَمَّاهُ روض الأفكار وغرر الحكايات وَالْأَخْبَار وَكتب على ظَهره قريب لَهُ أَنه مَاتَ مقتولا شَهِيدا على يَد تمرلنك لكَونه لقِيه بِكَلَام شَدِيد قَالَ وَكَانَ عَالما صَالحا مفتيا رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أحمدبن عَليّ بن عبد الْخَالِق الشَّمْس الاسيوطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي المنهاجي. ولد كَمَا قَالَ لي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقيل سنة عشر بأسيوط، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد سعد الدّين الواحى وَغَيره والعمدة وأربعى النووى الشاطبية والمنهاج الفرعي والأصلي وسطور الْأَعْلَام فِي معرفَة الْإِيمَان وَالْإِسْلَام للحمصي فِيمَا زَعمه وَأَنه عرض على الْجلَال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والبيجوري والشرف الأقفهسي والتفهني وقاري الْهِدَايَة والبساطي وَابْن مغلى فِي آخَرين مِنْهُ انجم بن عبد الْوَارِث والحمصي وَأَنه تَلا لأبي عَمْرو على الشمي البوصيري، وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الزكي الْمَيْدُومِيُّ وَالشَّمْس بن عبد الرَّحِيم والبدر بن الْخلال وَعَن الزكي أَخذ النَّحْو أَيْضا وَعَن الشهَاب السخاوي القادم عَلَيْهِم أسيوط مَجْمُوع الكلائى والملحة وَقيل الشهَاب العجيمي وَهُوَ الَّذِي سمعته مِنْهُ والْحَدِيث عَن شَيخنَا والتقي بن عبد الْبَارِي الكفيف وَغَيرهمَا، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتعاني الْأَدَب وتميز فِيهِ وامتدح شَيخنَا بقصيدة دالية سَمعتهَا مِنْهُ مَكَّة والقاهرة وكتبتها أوجلها فِي الْجَوَاهِر وَكَذَا كتبهَا عَنهُ البقاعي مِنْهَا: (ياكعبة قبل الْوُقُوف دَخَلتهَا ... من بَاب شيبَة حمدك المتأكد) وَجمع فِي الشُّرُوط كتابا سَمَّاهُ جَوَاهِر الْعُقُود ومعين الْقُضَاة وَالشُّهُود فِي مُجَلد ضخم وَأذن لَهُ شَيخنَا فِي الْعُقُود، وَصَحب الْأَمِير جامم قريب الْأَشْرَف برسباي فاختص بِهِ وسافر مَعَه لحلب ثمَّ للشام وَكتب عَنهُ الْفُضَلَاء من نظمه ونثره وَجمع مجاميع فِي الْأَدَب والتاريخ وَلكنه يَرْمِي بالمجازفة وَلَا يحمد فِي شهاداته وَقد أهين بِسَبَبِهَا فِي مَكَّة وَغَيرهَا، وَلما كَانَ مجاورا) بِمَكَّة قرض للتقي بن فَهد كِتَابه نِهَايَة التَّقْرِيب وَقَرَأَ بهَا البُخَارِيّ مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ لقِيه حفيده الْعِزّ بحلب بعد دهر وَكتب عَنهُ من نظمه قصائد، ولقيني بِمَكَّة ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الفاسي فِيمَن جده عَليّ بن مُحَمَّد بِمَ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن أبي الْفَتْح بن هَاشم بن اسماعيل ابْن إِبْرَاهِيم بن نصر الله بن أَحْمد الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الْعَلَاء الْكِنَانِي الرَّمْلِيّ الْعَسْقَلَانِي القاهري الْحَنْبَلِيّ وَيعرف أَولا بالرملي ثمَّ بالشامي. ولد فِي صفر سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة بالرملة، وانتقل وَهُوَ صَغِير إِلَى مصر فحفظ الْقُرْآن وَالْمقنع وَحضر دروس القَاضِي موفق الدّين ولازم ابْن عَمه القَاضِي نَاصِر الدّين نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح وخدمه ثمَّ أَوْلَاده وَسمع على العرضى مُسْند أَحْمد الا الْيَسِير مِنْهُ مشيخة الْفَخر بن البُخَارِيّ ورباعيات التِّرْمِذِيّ وعَلى أبي الْحرم القلانسي ذيل مشيخته تَخْرِيج الْعِرَاقِيّ والحربيات الْخَمْسَة مَا عدا أَولهَا وجزء الْآثَار وَهُوَ الأول من حَدِيث الزُّهْرِيّ وعَلى الْعِزّ بن جمَاعَة الادب الْمُفْرد للْبُخَارِيّ وعَلى الْجمال بن نباتة السِّيرَة لِابْنِ هِشَام وعَلى الْمُحب الخلاطي سنَن الدارقطنى بفوت وَسمع من آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ خلق وَاجْتمعَ بِابْن شيخ الْجَبَل حِين قدم الْقَاهِرَة وَسمع كَلَامه، وَحدث بالكثير بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة وَغَيرهمَا سمع مِنْهُ خلق كشيخنا وَابْن مُوسَى والأبي وَفِي الْأَحْيَاء سنة خمس وَتِسْعين بعض من سمع مِنْهُ، وَتفرد فِي الدُّنْيَا بِسَمَاعِهِ من العرضى، وناب فِي الْقَضَاء مُدَّة وَصَارَ عين النواب وأكبرهم، وَحج وجاور وَكَانَ شَيخا مُفِيدا حَافِظًا للمقنع مذاكرا بِهِ مَعَ جموده وقصوره، قَالَ شَيخنَا: قَرَأت عَلَيْهِ وَأَجَازَ لأولادي. مَاتَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَهُوَ فِي عُقُود المقريزى وَإِن الشَّامي تردد إِلَيْهِ دهرا رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله جمال الدّين أَبُو عبد الله الخصرمي التريمى الْعَدنِي الدَّار الشَّافِعِي وَيعرف بَابا فضل. أرسل فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ يستدعى منى الْإِجَازَة وَأَنا بِمَكَّة فَكتب لَهُ ولد فِي سلخ شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ بتريم بِفَتْح الْمُثَنَّاة ثمَّ رَاء ككريم أعظم قرى حضر موت وارتحل مِنْهَا لعدن فاستوطنها وَحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي، وتفقه بقاضيها مُحَمَّد بن أَحْمد الدوعاني الهجراني باحميش وَقَرَأَ صَحِيح مُسلم وَغَيره على قاضيها أَيْضا مُحَمَّد بن) مَسْعُود بن سعد الْأنْصَارِيّ الخزرجي النجار المكني بِأبي شكيل، واشتغل على غَيرهمَا مِمَّن تقدم عَلَيْهِم فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا، وبرع وتفنن وتصدى للاقراء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَشرح ألفية الْبرمَاوِيّ فِي الْأُصُول وَعمل الْعدة وَالسِّلَاح فِي أَحْكَام النِّكَاح وَغير ذَلِك وَحج غير مرّة وزار وَعرف مَعَ فضيلته بالصلاح والورع واعتقده أهل تِلْكَ النواحي وَهُوَ

سنة ثَمَان وَتِسْعين فِي الْأَحْيَاء. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله الشَّمْس الْحِجَازِي الشريفي الْعَطَّار بِمَكَّة وَشَيخ المقرئين بالجامع ووالد عبد اللَّطِيف الْمَاضِي وَغَيره. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْعقْدَة سنة وَخمْس وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عَليّ الشَّمْس أَبُو الْمَعَالِي بن الشهَاب المقرى وَالِده وَيعرف بِابْن الشَّيْخ عَليّ. ولد عرض على بِحَضْرَة أَبِيه وَجَمَاعَة الْمِنْهَاج والألفية فِي ربيع الثَّانِي سنة تسعين وأجزته. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن أبي بكر بن سَالم الْجمال أَبُو الْخَيْر ابْن الشهَاب أبي الْعَبَّاس الكلَاعِي الْحِمْيَرِي الشوائطي نِسْبَة لشوائط بلد بِقرب تعز الْيَمَانِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ على. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانِي عشرَة بِمَكَّة، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ بالسبع وَالْعشر على وَالِده وأربعى النووى والملحة ومساعد الطلاب فِي الْكَشْف عَن قَوَاعِد الْإِعْرَاب للنجم الْمرْجَانِي والبردة والشاطبيتين وألفية النَّحْو والْحَدِيث وتلخيص الْمِفْتَاح وإيساغوجى والنخبة لشَيْخِنَا والمنهاج الْأَصْلِيّ والبهجة الوردية وعروض ابْن الْحَاجِب وتتمة الشاطبية فِي الْقرَاءَات الثَّلَاث للواسطى وَثَلَاثَة أَربَاع تحبير التَّنْبِيه للزنكلوني، وَسمع بِمَكَّة من وبالمدينة من الْجمال الكازروني وتفقه فِيهَا بِهِ وَفِي مَكَّة بِأَبِيهِ بحث عَلَيْهِ التَّنْبِيه وَالْوَجِيز للغزالي وبالشهاب الضراسي الْيَمَانِيّ حِين كَانَ مجاورا بِمَكَّة بحث عَلَيْهِ الْبَهْجَة وبإبراهيم الْكرْدِي الشوساري وَإِمَام الدّين أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الشِّيرَازِيّ بحث عَلَيْهِمَا مفترقين نَحْو الرّبع الأول من الحاوى الصَّغِير وَأخذ الْأُصُول عَن الْكرْدِي الْمَذْكُور والنجم الوَاسِطِيّ قَرَأَ على كل مِنْهُمَا منهاج الْبَيْضَاوِيّ وَسمع على ثَانِيهمَا بِقِرَاءَة أَبِيه شَرحه لَهُ، وأجازهما بإقرائهما وَقَرَأَ على إِمَام الدّين الْمشَار إِلَيْهِ قِطْعَة من منهاج الْبَيْضَاوِيّ وغالب التَّلْخِيص وشيئا من الكافية فِي النَّحْو وعَلى السَّيِّد الشريف أصُول الدّين) قَرَأَ عَلَيْهِ رِسَالَة الزين الخوافي وعقائد النسفى وَشَرحهَا للسعد التَّفْتَازَانِيّ وشيئا من الطوالع للبيضاوي وَأَجَازَ لَهُ، وَتوجه إِلَى الديار المصرية فِي أثْنَاء سنة خمس وَأَرْبَعين فَأخذ عَن جمَاعَة من أعيانها كالتقي الشمني والشرف الْمَنَاوِيّ وَإِمَام الكاملية وَقَرَأَ على شَيخنَا النخبة وَشَرحهَا فِي مجَالِس آخرهَا سَابِع صفر سنة سبع وَأَرْبَعين وَأذن لَهُ فِي إفادتها لمن أَرَادَ وَوَصفه فِي مراسلة عزى فِيهَا أَبَاهُ بِهِ بِأَنَّهُ أَسف عَلَيْهِ كلما عرفه لما انطوى عَلَيْهِ من الْخَيْر وَالْعِبَادَة وطلاقة الْوَجْه وحلاوة اللِّسَان وَقلة الفضول وَكَثْرَة

الِاحْتِمَال والإقبال على الِاشْتِغَال بِحَيْثُ أَنه لَا يتفرغ لتناول مَا يسد رمقه. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي رَمَضَان سنة بضع وَأَرْبَعين وَدفن بِالزِّيَادَةِ من حوش سعيد السُّعَدَاء وفجع بِهِ وَالِده عوضهما لله الْجنَّة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر أَو مُحَمَّد سعد الدّين أَبُو البركات بن حَرْب أرغد بن صير الدّين بن ولسع الجبرتي الحبشي وَيعرف كسلفه بِابْن سعد الدّين وَالِد صير الدّين مُحَمَّد الْآتِي ملك الْمُسلمين من الْحَبَشَة كَانَ أَخُوهُ حق الدّين مُحَمَّد الْمَذْكُور فِي الدُّرَر قد حَبسه مُدَّة فاتفق أَنه ملك بعده سنة سِتّ وَسبعين وسلك مسلكه فِي محاربة الحطى وَتمكن فِي الْملك بتؤدة وسياسة واتسعت مَمْلَكَته وَكَثُرت جيوشه، ودام فِي الْملك حَتَّى اسْتشْهد فِي سنة خمس عشرَة فمده مَمْلَكَته نَحْو أَرْبَعِينَ سنة. وَهَكَذَا استفدته من بعض تعاليق شَيخنَا وَلم يذكرهُ فِي إنبائه نعم هُوَ مَذْكُور فِي سنة ربع وَثَمَانمِائَة من حوادثه، وَكَانَ خيرا دينا، وَبعد ثَمَانِيَة أشهر من وَفَاته انتظم شَمل مَمْلَكَته بِأحد أَوْلَاد صير الدّين فان النَّاصِر أَحْمد ابْن الْأَشْرَف صَاحب الْيمن جهزه وَمَعَهُ اخوته التِّسْعَة إِلَيْهَا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عواض. يَأْتِي بِدُونِ أَحْمد. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عِيسَى تَاج الدّين بن زين الدّين الانصاري الدهروطي الأَصْل الريشي المولد القاهري البهائي الشَّافِعِي سبط الْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ ووالد الشهَاب أَحْمد الماضيين وَأَبوهُ وَيعرف بِالْأَنْصَارِيِّ. حفظ الْمِنْهَاج وَعرضه واشتغل فِيهِ عِنْد البيجوري والبرماوي وَغَيرهمَا وناب فِي تفهنة وَغَيرهَا لذا نسب تفهنيا بل نَاب عَن شَيخنَا بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ جَاره. مَاتَ بعد مرض طَوِيل فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وأرخه شَيخنَا فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشري الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَقَالَ إِنَّه لم يُجَاوز السِّتين وَدفن بحوش لجده لأمه يعرف بِالْعَلَاءِ التركماني تجاه الشَّيْخ حسن الجاكى رَحمَه الله.) مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن تَقِيّ الدّين أَحْمد بن زكي بن عبد الْخَالِق بن نَاصِر الدّين مَنْصُور بن شرف الدّين طلائع الْجلَال بن الولوى الْمحلى ثمَّ السمنودى الشَّافِعِي الرِّفَاعِي وَيعرف بِابْن الْمحلى. ولد فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بسمنود وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد ابْن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مَحْمُود العجمي تلميذ الشَّيْخ مظفر وَعَلِيهِ جوده وَالنِّهَايَة المنسوبة للنووى فِي الْفِقْه ومعظم التَّنْبِيه وَجَمِيع الرحبية فِي الْفَرَائِض وألفيه

ابْن ملك والملحة وتصريف الْعُزَّى، وَعرض على قَاضِي الْمحلة الشهَاب العجمي وَأخذ الْفِقْه عَن خَاله الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَمْزَة الْمَاضِي وَالشَّمْس الشنشى والورورى وَتردد لدرس المناوى والعبادى، والفرائض عَن السراج عمر بن مصلح الْمحلى وَأبي الْجُود وَكَذَا أَخذهَا مَعَ الْعَرَبيَّة عَن بلدية الْعِزّ المناوى، وَحضر فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا وَفِي غَيرهَا دروس الشمني والميقات عَن عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ عمر السمنودى وَسمع بِقِرَاءَتِي على شَيخنَا الْيَسِير من آخر الْجُزْء الأول من حَدِيث ابْن السماك فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَخمسين ثمَّ على أبي حَامِد بن الضياء الْمَكِّيّ بهَا سنة وست وَسِتِّينَ دَاخل الْكَعْبَة شَيْئا وَكَانَ مجاورا فِي تِلْكَ السّنة ثمَّ جاور الَّتِي تَلِيهَا وَقَرَأَ بترغيب صاحبنا السنباطي فَأَنَّهُ جاور فِيهَا على أبي الْفَتْح المراغى والزين الأميوطي والتقي بن فَهد والبرهان الزمزمي والأبى والشوائطى وَآخَرين، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَقد احب الطّلب فَقَرَأَ على الزين البوتيجي والزكي المناوى وَطَائِفَة بِحَيْثُ أكمل الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا، وَأكْثر من التَّرَدُّد إِلَى فِي مجَالِس الْإِمْلَاء والإقراء وَغَيرهَا، وَأقَام بِبَلَدِهِ متصديا للإفادة فَأخذ عَنهُ جمَاعَة وأقرأ الْأَوْلَاد وقتا وَأفْتى وَوعظ وَولى الْعُقُود بهَا وَامْتنع من الدُّخُول فِي الْقَضَاء وَصَارَت لَهُ وجاهة وشهرة فِي تِلْكَ النَّاحِيَة وصنف كتابا فِي أدب الْقَضَاء مُفِيدا قرضته لَهُ وَشرح تائية الْبَهَاء السُّبْكِيّ وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَهُوَ إِنْسَان خير قَانِع متعفف مَعَ فَضِيلَة وعقل وتودد وَحسن عشرَة وإكرام للوافدين مَعَ مزِيد فاقته ورغبة فِي إِزَالَة الْمُنكر، كتبت عَنهُ فِي بَلَده وَغَيرهَا من نظمه وَكَذَا سمع مِنْهُ البقاعي فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ قصيدة عَملهَا فِي كَنِيسَة أحدثت بسمنود وَكتب لي مناما بِخَطِّهِ سَمعه من رائية وَبَالغ فِي إثْبَاته فِي الْوَصْف وخطبه الخيضري ليَكُون شيخ الْمَكَان الَّذِي عمله بجوار ضريح الشَّافِعِي فَقدم فِي سادس ذِي الْحجَّة فَلم يتهيأ لَهُ أَمر بل حصل لَهُ صدع فِي رجله فَأَقَامَ للتداوي مِنْهُ ثمَّ بِمُجَرَّد أَن تصل عَاد لبلده) فابتدأ بِهِ الضعْف فِي الطَّرِيق وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بهَا فِي يَوْم الْأَحَد سَابِع عشرى الْمحرم التَّالِي لَهُ سنة وَتِسْعين وَدفن بالزاوية الْمَعْرُوفَة بهم على شاطئ الْبَحْر وَحصل التأسف على فَقده رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن ضوء الْكَمَال بن الشهَاب بن الْعَلَاء الصَّفَدِي ثمَّ الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ وَالِد الْعَلَاء على الْمَاضِي وجده وَيعرف بِابْن النَّقِيب. اشْتغل وَفضل وَسمع على أَبِيه وجده والْعَلَاء المفعلي والشهاب بن العلائي وَجَمَاعَة ودرس بالتنكزية والارغونية وَولى قَضَاء الرملة نَحْو خمس عشرَة سنة بِحرْمَة

وصرامة، مَاتَ بهَا فِي منتصف شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن سعيد بن عبد الْملك التقي أَبُو عبد الله وَأَبُو الطّيب وَبهَا اشْتهر ابْن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن أبي الْحسن الْحسنى الفاسي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي شيخ الْحَرَام والماضي أَبوهُ وَيعرف بالتقي الفاسي. ولد فِي ربيع الأول سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا بِالْمَدِينَةِ لتحوله إِلَيْهَا مَعَ أمه فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وقتا وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ على الْعَادة بمقام الْحَنْبَلِيّ وأربعى النووى باشاراتها والعمدة والرسالة والمختصر الفرعيين وألفية ابْن مَالك وجانبا كَبِيرا من الْمُخْتَصر الْأَصْلِيّ، وَعرض على جمَاعَة بِالْمَدِينَةِ وَمَكَّة بل لما كَانَ بِالْمَدِينَةِ سمع بهَا من فَاطِمَة ابْنة الشهَاب الْحرَازِي ثمَّ طلب بِنَفسِهِ فَسمع بِبَلَدِهِ من ابْن صديق والشهاب بن الناصح وَالْقَاضِي نور الدّين عَليّ بن أَحْمد النويري وَجَمَاعَة وبالمدينة أَيْضا من الْبُرْهَان بن فَرِحُونَ وَغَيره وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة أَولهَا فِي سنة سبع وَتِسْعين فَقَرَأَ بهَا على البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي والتنوخي وَمَرْيَم ابْنة الْأَذْرَعِيّ وَكَذَا دخل دمشق مرَارًا أَولهَا فِي الَّتِي تَلِيهَا فَقَرَأَ بهَا وبصالحيتها وَغَيرهَا من غوطتها على أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن أبي الْمجد وَخَدِيجَة ابْنة ابْن سُلْطَان فِي آخَرين وببيت الْمُقَدّس على الشهَاب بن العلائي وَغَيره وبغزة والرملة ونابلس واسكندرية وَغَيرهَا، وَدخل الْيمن مرَارًا أَولهَا فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَسمع بهَا من الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن حيدر الدهقلي والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَيَّاش الدِّمَشْقِي وَطَائِفَة، وَأَجَازَ لَهُ قبل هَذَا كُله آبو بكر بن الْمُحب والتاج أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مَحْبُوب والزين عبد الرَّحْمَن بن الْأُسْتَاذ الْحلَبِي والقيراطي،) وَبَلغت عدَّة شُيُوخه بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة نَحْو الْخَمْسمِائَةِ، وَأخذ علم الحَدِيث عَن الْعِرَاقِيّ وَالْجمال بن ظهيرة والشهاب بن حجي وأذنوا لَهُ فِي تدريسه ووفه الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا وَمن بَينهمَا بِالْحِفْظِ، وَالْفِقْه عَن ابْن عَم أَبِيه الشريف عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر الْحسنى والتاج بهْرَام والزين خلف وَأبي عبد الله الوانوغى وأذنوا لَهُ أَيْضا فِي الافتاء والتدريس واصول الْفِقْه عَن أبي الْفَتْح صَدَقَة التزمنتى والوانوغى أَيْضا والبرهان الابناسي وَالشَّمْس القليوبى وَعنهُ أَخذ النَّحْو أَيْضا، وعني بِعلم الحَدِيث أتم عناية وَكتب الْكثير وَأفَاد وانتفع النَّاس بِهِ وَأخذُوا عَنهُ، ودرس وَأفْتى وَحدث بالحرمين والقاهرة ودمشق وبلاد الْيمن بجملة من مروياته ومؤلفاته سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة وَفِي الْأَحْيَاء بِمَكَّة جمَاعَة مِمَّن أَخذ عَنهُ، قَالَ

شَيخنَا فِي مُعْجَمه: حَدثنِي من لَفْظَة بِأَحَادِيث وَأَجَازَ لأولادي وَلم يخلف بالحجاز مثله، وقرض لَهُ شَيخنَا غير مَا تصنيف وَكَانَ هُوَ يعْتَرف بالتلمذة لشَيْخِنَا وتقدمه على سَائِر الْجَمَاعَة حَتَّى شيخهما الْعِرَاقِيّ كَمَا بيّنت ذَلِك فِي الْجَوَاهِر، وَخرج لَهُ الْجمال ابْن مُوسَى معجما مَاتَ قبل إكماله، وَكَانَ ذَا يَد طولى فِي الحَدِيث والتاريخ وَالسير وَاسع الْحِفْظ واعتنى بأخبار بَلَده فأحيا معالمها وأوضح مجاهلها وجدد مآثرها وَترْجم أعيانها فَكتب لَهَا تَارِيخا حافلا سَمَّاهُ شِفَاء الغرام بأخبار الْبَلَد الْحَرَام فِي مجلدين جمع فِيهِ مَا ذكره الْأَزْرَقِيّ وَزَاد عَلَيْهِ مَا تجدّد بعده بل وَمَا قبله واحتصره مرَارًا وَعمل العقد الثمين فِي تَارِيخ الْبَلَد الْأمين فِي أَربع مجلدات ترْجم فِيهِ جمَاعَة من حكام مَكَّة وولاتها وقضاتها وخطبائها وأئمتها ومؤذنيها وَجَمَاعَة من الْعلمَاء والرواة من أَهلهَا وَكَذَا من سكنها سِنِين أَو مَاتَ بهَا وَجَمَاعَة لَهُم مآثر فِيهَا أَو فِيمَا أضيف لَهُ، رتبه على المعجم ثمَّ اخْتَصَرَهُ وَكَذَا ذيل على سير النبلاء وعَلى التَّقْيِيد لِابْنِ نقطة وكتابا فِي الأخريات سود غالبه وَفِي الْأَذْكَار والدعوات وَفِي الْمَنَاسِك على مَذْهَب الشَّافِعِي وَملك اختصر حَيَاة الْحَيَوَان للدميري وَخرج الْأَرْبَعين المتباينات والفهرست كِلَاهُمَا لنَفسِهِ وَكَذَا خرج لجَماعَة من شُيُوخه، وتصانيفه كَثِيرَة ضَاعَ أَكْثَرهَا لاشترطه فِي وَقفهَا أَن لَا تعار لمكي سِيمَا وَقد تعدى النَّاظر بِالْمَنْعِ لغَيرهم خوفًا مِنْهُم، وَولى قُضَاة الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة سبع وَثَمَانمِائَة من قبل النَّاصِر فرج وَلم يسْتَقلّ بِهِ قبله غَيره وعزل مرَارًا. وَمَات وَهُوَ مَعْزُول بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بعد أَن عمي فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمكن من قدحه فَمَا أطَاق ذَلِك وَلَا فاده وَكَانَ الأَصْل أعشى، وَلم يكن ذَلِك) يمانع لَهُ عَن التَّأْلِيف بل هُوَ لقُوَّة حافظته ومعرفته بالمظان يرشد من يطالع لَهُ وَهُوَ يملي على من يكْتب وَبِالْجُمْلَةِ فتصانيفه إِذْ ذَاك لَيست كَمَا يَنْبَغِي وَلم يخلف بالحجاز بعده مثله وَقد ترْجم نَفسه فِي تَارِيخ مَكَّة بِزِيَادَة على كراس وَفِي ذيل التَّقْيِيد وَأوردهُ ابْن فَهد فِي مُعْجم أَبِيه مطولا وَفِي غَيره، وَشَيخنَا فِي أنبائه ومعجمه وَكَذَا ذكرته فِي تَارِيخ الْمَدِينَة وَغَيرهَا، والمقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَنه تردد إِلَيْهِ بِمَكَّة وبالقاهرة وَهُوَ بَحر علم وكنز فَوَائِد لم يخلف بالحجاز مثله، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة فَقِيها حَافِظًا للأسماء والكنى ذَا معرفَة تَامَّة بالشيوخ والبلدان وَيَد طولى فِي الديث والتاريخ وَالْفِقْه وأصول مُفِيد الْحجاز البلادية وعالمها لطيف الذَّات حسن الْأَخْلَاق عَارِفًا بالأمور الدِّينِيَّة والدنيوية لَهُ غور ودهاء وتجربة وَحسن عشرَة وحلاوة لِسَان بِحَيْثُ يجلب الْقُلُوب بِحسن عِبَارَته ولطيف

إِشَارَته قَالَ شَيخنَا: وَافقنِي فِي السماع كثيرا بِمصْر وَالشَّام واليمن وَغَيرهَا وَكنت أوده وأعظمه وأقوم مَعَه فِي مهماته وَلَقَد سَاءَنِي مَوته وأسفت على فقد مثله رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن احْمَد الْبَدْر أَبُو الْمَعَالِي ابْن شَيخنَا الْعَسْقَلَانِي الْمصْرِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ، وَيعرف كَهُوَ بِابْن حجر. ولد فِي صفر سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة، وَوَجَدته بخطى فِي مَوضِع آخر سنة أَربع عشرَة، وَأمه أم ولد تركية، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ على الْعَادة فِي رمصان سنة سِتّ وَعشْرين بالبيبرسية وأسمعه وَالِده على الشهَاب الوَاسِطِيّ تِلْكَ الْأَجْزَاء وَالْفَخْر الدندلي جُزْء ابْن حذلم فِي آخَرين وَكتب عَن وَالِده فِي الْإِمْلَاء وَأكْثر عَنهُ، وَأَجَازَ لَهُ خلق من الشَّام ومصر وَغَيرهمَا مِنْهُم عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين أَبُو بكر المراغى، وَلما ترعرع اشْتغل بِالْقيامِ بِأَمْر الْقُضَاة والأوقاف وَنَحْوهمَا حَتَّى فاق وَصَارَت لَهُ خبْرَة تَامَّة بِالْمُبَاشرَةِ والحساب وتزايدت محبَّة وَالِده لَهُ، وَولى فِي حَيَاته عدَّة وظائف أجلهَا مشيخة الخانقاة البيبرسية وتدريس الحَدِيث بالحسنية وناب عَنهُ فيهمَا وَالِده والإمامة بِجَامِع طولون، وَكَانَ حسن الشكالة قوى النَّفس شهما متكرما على عِيَاله أمضى أَكثر مَا أوصى بِهِ أَبوهُ من الصَّدقَات وَنَحْوهَا لكنه ضيع المهم من ذَلِك وَهُوَ تصانيفه وَنَحْوهَا مِمَّا كتبه بِخَطِّهِ كَمَا بسطته فِي مَكَان آخر أنشأ عدَّة دور وأملاك وَنَحْوهَا، وَحج فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده غير مرّة وجاور، وَحدث باليسير وَخرجت لَهُ جُزْءا وَكتب على الاستدعاءات وَمَا كَانَ لَهُ توجه لشَيْء) من هَذَا وَنَحْوه. مَاتَ وَقد كَاد أَن يضيق حَاله بِالنِّسْبَةِ لاتلافه مبطونا شَهِيدا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَدفن بتربة جوشن عَفا الله عَنهُ وسامحه وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْمحلى الْمدنِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده. سمع على جده. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد أَمِين الدّين الْمصْرِيّ الشَّافِعِي المنهاجي سبط الشَّمْس بن اللبان. ولد سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَغَيره واشتغل بِالْعلمِ وأسمع على ابْن عبد الْهَادِي فِي صَحِيح مُسلم وعَلى جده لأمه وَكَانَ مَعَه عدَّة جِهَات من الْأَوْقَاف الجكمية يُبَاشر فِيهَا وَانْقطع إِلَى الصَّدْر المناوى فاشتهر بِصُحْبَتِهِ وَصَارَت لَهُ وجاهة، ثمَّ تعانى التِّجَارَة وَاتخذ لَهُ مطبخ سكر وَكثر مَاله: مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ سَمِعت مِنْهُ قَلِيلا، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده وَأَنه ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مَحْمُود بن نجم بن ظاعن بن دغير الشَّمْس الْهِلَالِي الشيحى نِسْبَة لشيح الْحَدِيد من معاملات حلب الْحَمَوِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ المقرى أَخُو عَليّ وَعمر الماضيين وَيعرف بِابْن الخدر وبامام قانم. ولد فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة بالشيح وانتقل إِلَى حماة فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ الْفِقْه عَن الْبُرْهَان ابْن البحلاق وناصر الدّين اليونينى البعليين وَغَيرهمَا واعتنى بالقراآت فَأَخذهَا عَن غير وَاحِد بعدة أَمَاكِن وَقَالَ أَنه تَلا الْفَاتِحَة فَقَط على ابْن الْجَزرِي وَسمع الحَدِيث على الْعَلَاء بن بردس وَالشَّمْس بن الْأَشْقَر الْحَمَوِيّ وَجَمَاعَة وَحج وجاور وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الرّوم وَكَذَا الْقَاهِرَة مرَارًا ثمَّ استوطنها وَأم فِيهَا قانما التَّاجِر وغريم خير بك الظَّاهِرِيّ خشقدم وتصدر وأقرأ فَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم الشَّمْس النوبي، وقصدني غير مرّة وَأَخْبرنِي أَنه ولى بعض التداريس بِجَامِع بني أُميَّة وَأَنه نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْبُرْهَان بن مُفْلِح ثمَّ انْفَصل عَن الْقَاهِرَة وَبَلغنِي أَنه الْآن بِدِمَشْق يَنُوب عَن النَّجْم ولد الْبُرْهَان وَأَنه توجه فِي بعض السنين قَاضِيا على الركب الشَّامي وَهُوَ مستحضر للقراءات مشارك فِي غَيرهَا فِي الْجُمْلَة خَبِير بِعشْرَة الرؤوساء وَفِي سَمعه نقل وقِي نَقله تزيد وَقَالَ لي أَنه رأى أَخَاهُ عليا الْمَاضِي بعد مَوته وَسَأَلَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ عاملني بحلمه وَكَرمه وَغفر لي بِحرف وَاحِد من الْقُرْآن من رِوَايَة ابْن عَامر، وَأَن التقى بن) قَاضِي شُهْبَة كتب هَذَا الْمَنَام عَنهُ. مَاتَ سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِدِمَشْق. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُوسَى الصاحب فَخر الدّين سُلَيْمَان بن السيرجي وَكَانَ يعرف بِالْأَنْصَارِيِّ. صحب أَبَا بكر الْموصِلِي وتلمذ لَهُ. وَمَات بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن نجم. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن عَليّ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ أَمَام الدّين بن المحيى بن الرضى الْمحلى السمنودي سبط الْمُحب بن الإِمَام وَيعرف كجده بِابْن الإِمَام. مِمَّن سمع منى بِالْقَاهِرَةِ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْبَدْر المناوى الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن جنَّة وَهِي أمه نسب إِلَيْهَا بِحَيْثُ هجر انتسابه لِأَبِيهِ بِكَوْنِهَا ابْنة الْبَدْر مُحَمَّد ابْن السراج البُلْقِينِيّ. مَاتَ بعد تعلله مُدَّة فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَسبعين بمنزله من حارة بهاء الدّين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بفسقية كَانَ ابْن خَاله والولوى بن تَقِيّ الدّين البلقيتي أعدهَا لنَفسِهِ بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالْقربِ من الشريفية وَيُقَال ان الولوى دفن بِالشَّام فِي فسقية كَانَ هَذَا أعدهَا لنَفسِهِ فَكَانَت

اتفاقية عَجِيبَة، كَانَ بَاشر النقابة بِالشَّام عِنْد قاضية زوج أمه السراج الْحِمصِي وقتا وخطب عَنهُ بالجامع الْأمَوِي وَكَانَ غير وَاحِد من الْأَعْيَان كالبلاطنسي يقدم الصَّلَاة خَلفه على قاضيه وَحصل هُنَاكَ وظائف وتمول وَأَنْشَأَ بِالْقَاهِرَةِ دَارا متوسطة بجوار مَحل دَفنه، وناب فِي الْقَضَاء عَن الْعلم البُلْقِينِيّ وَلكنه لم يتعاط الْأَحْكَام بِالْقَاهِرَةِ إِلَّا نَادرا، كل ذَلِك مَعَ كَونه عريا من الْفَضَائِل وان شَارك ابْن خَاله فِي مُسَمّى الْأَخْذ عَن الْمجد الْبرمَاوِيّ وَغَيره عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ تَاج الدّين الْأنْصَارِيّ. فِيمَن جده عَليّ بن عِيسَى. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ التقى الفاسي. فِيمَن جده عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ خير الدّين أَبُو الْخَيْر القاهري الحريري نزيل البيبرسية وَيعرف بِابْن البيطار. مِمَّن اشْتغل قَلِيلا وَتردد لبَعض الشُّيُوخ وَحضر عِنْدِي وتكسب فِي سوق الشّرْب وقتا وخالط أهل السَّفه ثمَّ كف فِيمَا أَظن. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الشَّمْس الأبياري ثمَّ القاهري وَيعرف بِابْن السدار وَهِي شهرة خاليه عَليّ وَعبد الرَّحْمَن وَكَانَ يُقَال لَهُ أَولا ابْن أُخْت ابْن السدار ثمَّ خفف. نَشأ يَتِيما فكلفه خَاله) النُّور عَليّ وَحفظ الْقُرْآن وتخر بِهِ فِي الْكِتَابَة والتذهيب وَبِغَيْرِهِ كَالشَّمْسِ الْمَالِكِي وَرُبمَا كتب على ابْن الصَّائِغ بل تخرج بخاله الآخر عبد الرَّحْمَن وبرع فِي الْكِتَابَة والتجليد مَعَ صناعَة التذهيب وَمَا يتَعَلَّق بهَا من الزنجفر واللازورد بل انْفَرد بِمَعْرِِفَة اسْتِخْرَاج عكر العصفر وَغير ذَلِك ورزق تَمام الْقبُول فِي كُله فَكَانَ صَاحب الحظوة فِيهِ حَتَّى سَمِعت القَاضِي عز الدّين الْحَنْبَلِيّ غير مرّة يَقُول لَا أعلم الكيمياء الاصنعة ابْن السدار، وتمول واقتنى تحفا كَثِيرَة من الْآلَات مَعَ سلوك طَرِيق الاسْتقَامَة والمحافظة على الْجَمَاعَات بَالا زهر وَغَيره والمداومة على التِّلَاوَة وَالْبر لأقاربه وَالصَّدَََقَة وتسبيل المَاء فِي الحمامات وَغَيرهَا وَالْإِحْسَان للأيتام بتعمير أدويتهم وإعطائهم الأقلام وشهود المواعيد وزيارة الصَّالِحين ومزيد العصبية مَعَ المنتمين إِلَيْهِ والإضاءة وملاحة الشكل والملبس. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَدفن بِالْقربِ من حوش صوفية البيبرسية عَن نَيف وَسبعين سنة وَلم يخلف فِي مَجْمُوعَة مثله رَحمَه الله وأيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الشَّمْس بن الْفَخر الديسطي القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي وَيعرف أَبوهُ بِابْن الْبُحَيْرِي وَهُوَ بالديسطي. وَكَانَ أَبوهُ مدْركا ففارقه وَقدم الْقَاهِرَة قَرِيبا من سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَتوجه مِنْهَا إِلَى الشَّام فَأَقَامَ بهَا مُدَّة

ثمَّ عَاد إِلَيْهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفقه والأصلين والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا، وبرع وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة والطلاقة، وَمن شُيُوخه الزين عبَادَة وَالشَّمْس الغراقي وَأَبُو الْقسم النويري وَأَبُو الْفضل المشدالي المغربي، وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَتردد لكمالي بن الْبَارِزِيّ وَنَحْوه ووثب بتحريك البقاعي وشيخهما أبي الْفضل على قَاضِي الْمَالِكِيَّة الْبَدْر بن التنسي مَعَ كَونه من شُيُوخه حَيْثُ عَارضه فِي قتل الشريف الكيمياوي حَسْبَمَا شرحته فِي الْحَوَادِث، وتقرب من الظَّاهِر جقمق بذلك، وناب حِينَئِذٍ فِي الْقَضَاء وَغَيره وَصَارَت لَهُ حركات وقلاقل أنبأ فِيهَا عَن كامن طيش وخفة وتساهل ومجازفة وجرأة وَآل أمره إِلَى أَن أهين جدا وطيف بِهِ على أَسْوَأ حَال وَعَاد كَمَا بَدَأَ بل أَسْوَأ فَأَنَّهُ خمد كَأَن لم يكن، وسافر إِلَى مَكَّة فحج وَكَذَا حج قبل محنته ثمَّ عَاد مظْهرا للإنابة، وَلَا زَالَ فِي خمود وانخفاض حَتَّى مَاتَ فِي وَقد تنافر مَعَ البقاعي وقتا وَمد كل مِنْهُمَا لِسَانه فِي الآخر كَمَا هِيَ سنة الله فِي الصُّحْبَة الْفَاسِدَة غفا الله عَنْهُمَا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الشَّمْس القاهري الْحُسَيْنِي سكنا الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالغزولي. ولد سنة) ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده على الشَّمْس بن الْأَعْمَى قَالَ وَكَانَ تَاجِرًا مُتَقَدما فِي الْقرَاءَات وَالْفَخْر البلبيسي الإِمَام وَحفظ كتبا مِنْهَا ألفية ابْن مَالك وَقَرَأَ فِي النَّحْو على عبد الْحق وَلم ينْسبهُ وَفِيه وَفِي الْمنطق والمعاني وَالْبَيَان وَالْحكمَة على الْمجد اسماعيل الرُّومِي نزيل البيبرسية وَفِي الْفِقْه على الْبُرْهَان الصَّواف ولازم ابْن زقاعة فِي أَشْيَاء وَعرض عَلَيْهِ الألفية وَكتب لَهُ الْإِجَازَة نظما رَوَاهُ لي عَنهُ وَكَانَ أحد صوفية البيبرسية مِمَّن ينْسب لعلم الْحَرْف وَلذَا لم يكن بالرضى وَكَأَنَّهُ لذاك اخْتصَّ الشَّيْخ مُحَمَّد ابْن سُلْطَان القادري فقد كَانَ أَيْضا يذكر بِهِ، وَحج وَدخل الشَّام لأجل تَرِكَة أَبِيه وزار الْقُدس واقتنى كتبا فِي فنون مَعَ مُشَاركَة فِي الْجُمْلَة وَسُكُون. مَاتَ بعد تعلله نَحْو ثَلَاث سِنِين فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين وَهُوَ جد الشَّمْس مُحَمَّد ابْن بيرم الْحَنْبَلِيّ لأمه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ نَاصِر الدّين الْمَقْدِسِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالسخاوى. سمع من ابْن صديق الصَّحِيح ومسندى وَالدَّار قطنى وَعبد وفضائل الْقُرْآن بفوت فِيهِ والامالي وَالْقِرَاءَة لِابْني عَفَّان، وَحدث بِالصَّحِيحِ قَرَأَ عَلَيْهِ النُّور بن الشيخة وَكَانَ لَهُ إِلْمَام بالقراءات أدب الْأَطْفَال بِمَكَّة مُدَّة نَاب عَن الزين بن عَيَّاش فِي الْمدرسَة الكلبرقية فِي إقراء عشرَة من الْقُرَّاء كل يَوْم. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ

بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد وَوَصفه بالشيخ وَقَالَ سَمِعت عَلَيْهِ وسمى جده عَليّ بن عبد المحسن وَسَيَأْتِي فِيمَن لم يسم جده آخر شَاركهُ فِي الأسم وأسم الْأَب واللقب والبلد وَكَونه مَاتَ بِمَكَّة وفارقه بِالسَّبقِ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ أَبُو عَليّ الزفتاوي ثمَّ الْمصْرِيّ الْمكتب. ولد فِي سنة خمسين وَسَبْعمائة وَسمع على خَلِيل بن طرنطاوى الصَّحِيح وتعانى الْكِتَابَة وَأَخذهَا عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي رقيبة فبرع، وصنف فِي أوضاع الْخط كتابا سَمَّاهُ منهاج الْإِصَابَة فِي أوضاع الْكِتَابَة، وانتفع بِهِ المصريون فِي تجويد الْخط وَصَارَ غَايَة فِي معرفَة الخطوط المنسوبة لَا يرى خطا مِنْهَا إِلَّا وَيعرف الَّذِي كتبه لَا يلْحق فِي معرفَة ذَلِك، وَكَانَ مَعَ هَذَا حسن المحاضرة ممتع المذاكرة لَهُ مَا جريات مطربة لَا تمل مُجَالَسَته، وَمِمَّنْ تعلم مِنْهُ الْكِتَابَة شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ لازمته مُدَّة وتعلمت الْخط الْمَنْسُوب مِنْهُ وناولني مصنفة الْمشَار إِلَيْهِ. وَمَات فِي نصف الْمحرم سنة سِتّ، وَقيل أَنه كَانَ يَقُول أَنا أكتب) الْمَنْسُوب بِذِرَاع الْحَدِيد الَّذِي يُقَاس بِهِ، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الأقواسي الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّة ووالد عَليّ الْمَاضِي والمتسبب فِي دارالامارة بِمَكَّة وَمَات بهَا. ذكره ابْن فَهد مُجَردا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الحوراني نزيل الصالحية وَيعرف بِابْن الحوازى. سمع هُوَ وَأَخ لَهُ اسْمه عمر من الْمُحب الصَّامِت فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة النّصْف الأول من فَوَائِد أبي يعلي الصَّابُونِي ولقيه ابْن فَهد، وَرَأَيْت فِي طبقَة عَليّ بن الْمُحب فِي التَّارِيخ الْمعِين مُحَمَّد وَعمر ابْنا أَحْمد بن مُحَمَّد الحوراني وَسَأَلت فِي رحلتي لدمشق من أَهلهَا عَنهُ فَقيل لي عَن شخص اسْمه أَمِين الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد الجوراني كَانَ لَهُ أَخ اسْمه عمر وَلَكِن لم يُحَقّق الْقَائِل اسْم جدهما وَمَعَ ذَلِك فَمَا أمكن لقِيه. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن المعاجيني. ولد فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة، وَفِي مَوضِع آخر بخطي فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَحَدهمَا غلط. تكسب بالنساخة وبتأديب الْأَطْفَال بزاوية الشَّيْخ عبد الله بن الشَّيْخ خَلِيل ولقيه ابْن فَهد وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ وَلغيره ي استدعاء مؤرخ بشعبان سنة سبع وَثَلَاثِينَ. وَمَات بعد ذَلِك. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْعَسْقَلَانِي. مضى فِيمَن جده عَليّ بن عبد الله بن أبي الْفَتْح. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ القلقشدي. هَكَذَا رَأَيْته فِي سَماع البُخَارِيّ فِي الطَّبَقَة الَّتِي بهَا البكتمري وَكَأَنَّهُ النَّجْم مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد الْمَاضِي وهم الْكَاتِب فِي اسْم جده. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عماد بن يُوسُف بن عبد النَّبِي الشَّمْس أَبُو الْفَتْح بن

الشهَاب أبي الْعَبَّاس الأفقهسي القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كأبيه بِابْن الْعِمَاد. ولد فِي لَيْلَة مستهل رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة والشاطبية والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابْن ملك، وَعرض على البُلْقِينِيّ وَغَيره وَسمع على التنوخي والسراج الكومى وَأبي عبد الله الرفا والفرسيسي وناصر الدّين بن الميلق والحلاوي والسويداوي وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْخَيْر بن العلائي وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وناصر الدّين بن حَمْزَة ويوسف بن السلار وَجَمَاعَة وَأخذ الْفِقْه عَن أَبِيه وَغَيره وَبحث عَلَيْهِ فِي الْأُصُول والعربية وعَلى الْفَخر الضَّرِير إِمَام الْأَزْهَر الشاطبية وَكتب عَن الولى الْعِرَاقِيّ كثيرا من) أَمَالِيهِ وَحضر دروسه ودروس جمَاعَة وبرع فِي الْفِقْه وشارك فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا، وتكسب بِالشَّهَادَةِ فاستفعلوه، وتنزل بِسَعِيد السُّعَدَاء وَكَانَ سَاكِنا ظَاهرا الجمود حَرِيصًا على الِاشْتِغَال وَالْجمع والمطالعة وَالْكِتَابَة عجبا فِي ذَلِك مَعَ كبر سنه تَامّ الْفَضِيلَة لَكِن لَا يعلم ذَلِك مِنْهُ إِلَّا بالمخالطة، وَقد أَقرَأ فِي الْفِقْه وَغَيره بِالْقَاهِرَةِ وبمكة حِين مجاورته بهَا وَولي بعد أَبِيه التدريس بِبَعْض مدارس منية ابْن خصيب وَكَانَ يتَوَجَّه إِلَيْهَا أَحْيَانًا وَيُقِيم هُنَاكَ أشهر، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكنت أول من أَفَادَ سَمَاعه لِأَصْحَابِنَا وقرأت عَلَيْهِ أَشْيَاء، وَحج مرَّتَيْنِ الأولى مَعَ أَبِيه فِي سنة ثَمَانمِائَة وَالثَّانيَِة فِي موسم سنة أَربع وَخمسين وجاور الَّتِي بعْدهَا وفيهَا قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُحب بن أبي السعادات بن ظهيرة تنوير الدياجير بِمَعْرِِفَة أَحْكَام المحاجير والإعلام بِمَا يتَعَلَّق بالتقاء الختانين من الْأَحْكَام كِلَاهُمَا من تأليفه وَله أَيْضا الذريعة إِلَى معرفَة الْأَعْدَاد الْوَارِدَة فِي الشَّرِيعَة يذكر مثلا مَا ورد فِي لفظ الْوَاحِد فِي الْكتاب وَالسّنة وَكَذَا الِاثْنَان وَالثَّلَاثَة وَهَكَذَا وَالشَّرْح النَّبِيل الْحَاوِي لكَلَام ابْن المُصَنّف وَابْن عقيل وايقاظ الْوَسْنَان بِالْآيَاتِ الْوَارِدَة فِي ذمّ الانسان والألفاظ العطرات فِي شرح جَامع المختصرات كتب مِنْهُ من أَوله إِلَى آخر اللَّقِيط وَمن أثْنَاء الْجِنَايَات إِلَى آخر الكتابوقد طالع شَيخنَا تصنيفه الذريعة وسمعته يَقُول لَعَلَّه من تصانيف أَبِيه ظفر بِهِ فِي مسودته، وَكَانَ مِمَّن يحضر عِنْده فِي مَجْلِسه وَيُقَال انه كَانَ يتَكَلَّم عِنْده بِمَا ينْسب من أَجله لعدم البراعة. مَاتَ فَجْأَة وَهُوَ مُتَوَجّه لمَكَان لَهُ يصلحه تجاه بَاب الْخرق فِي يَوْم السبت خَامِس ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ رجمه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عماد بن الهائم. فِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد بن عَليّ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمرَان نَاصِر الدّين البوصيري ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ مبَاشر مدرسة الجائي والبارع فِي الشُّرُوط والتوقيع بِحَيْثُ جلس بِبَاب الْحَنَفِيّ وقتا،

مِمَّن اشْتغل وَحضر دروس الْأمين الأقصرائي وَغَيره وناب فِي الْقَضَاء مَعَ عقل ودربة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الشَّمْس الْخَلِيل الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بِابْن الموقت. حفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيرهمَا واشتغل على جمَاعَة مِنْهُم الْكَمَال بن أبي شرِيف وتوكل لَهُ فِي الصابون وَنَحْوه وتميز فِي الْفضل وقطن الْقَاهِرَة وَحضر عِنْدِي فِي بعض الْمجَالِس مَعَ سُكُون وعقل، وَأَبوهُ من أهل الْقُرْآن مِمَّن يُؤَدب الْأَبْنَاء فِي بَلَده.) مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن هَاشم الْبَدْر القمنى الأَصْل القاهري الْوَكِيل حفيد شَيخنَا السراج وسبط الْفَخر عُثْمَان الْبرمَاوِيّ وَالِد شهَاب أَحْمد. ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالظاهرية الْقَدِيمَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاجين والشاطبيتين وألفية النَّحْو، وَعرض على التلواني والونائي والقاياتي وَشَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَغَيرهم وَحضر دروس الشَّمْس الشنشى وقاسم البُلْقِينِيّ وجود الْقُرْآن على ابْن كزلبغا بل قَرَأَ عَلَيْهِ الشاطبيتين بتمامهما وَكَذَا وجود بعضه على الزين طَاهِر وَقَرَأَ فِي النَّحْو على الابدي وَسمع الحَدِيث على فَاطِمَة الحنبلية بِقِرَاءَة البقاعي وعَلى القادمين من الشَّام عِنْد نَائِب القلعة تغرى برمش الْفَقِيه بِقِرَاءَة القلقشندي وعَلى شَيخنَا وَغَيرهم، وتنزل فِي المؤيدية وَغَيرهَا بعد أَبِيه تَنْزِيل الْوَاقِف ثمَّ أعرض عَن الِاشْتِغَال ووقف بِبَاب الْعلم البُلْقِينِيّ ثمَّ ابْن الديري وراج أمره بذلك فِي بَاب ابْن الشّحْنَة وسافر لَهُ إِلَى حلب فِي بعض ضروراته، وَحج غير مرّة أَولهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَجَاوَزَ كثيرا وَكَانَ هُنَاكَ يجلس بِبَاب السَّلَام ويتوكل ويحضر دروس الْبُرْهَان ثمَّ وَلَده وَكَذَا أَكثر من السماع عِنْدِي وَحُضُور كثير من دروسي فِي مجاورتي وَأكْثر من الطّواف والتلاوة وتناقض حَاله جدا وَكَانَ مجاورا أَيْضا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَرجع أحد ولديه مَعَ الركب وفارقه من الينبوع فَركب الْبَحْر ثمَّ رَجَعَ هُوَ فِي الْبَحْر فِي جُمَادَى الأولى من الَّتِي تَلِيهَا وَمَعَهُ زَوجته وَابْنَة الآخر كتب الله سلامتهم. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن عبد الله الْجمال الْمَدْعُو بِالظَّاهِرِ الصريفي الدوالي الْيَمَانِيّ وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن جمعان وَهُوَ خَال الْفَقِيه إِبْرَاهِيم بن أبي الْقسم شَقِيق أمه وَهُوَ أسن من ذَاك بِعشر سِنِين وَتَأَخر عَنهُ إِلَى الْآن. ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِبَيْت ابْن عجيل وَهُوَ فَقِيه متعبد متجرد مِمَّن درس التَّنْبِيه والبهجة وَهِي مَحْفُوظَة تفقه على صهره أبي الْقسم بن جعمان وَهُوَ على أبي صَاحب التَّرْجَمَة وَهُوَ على إِبْرَاهِيم جد إِبْرَاهِيم بن جعمان وَقد أَخذ

عَنهُ فِي الْعَرَبيَّة وَفِيهِمَا عَن الطّيب النَّاشِرِيّ وَحضر فِي صغره دروس أَبِيه، وَحج فِي سنة تسع وَخمسين وَلَقي شخصا روميا فَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي عوارف المعارف وأقرأ وَأفْتى وانتفع بِهِ جمَاعَة أشهرهم ابْنه الشهَاب أَحْمد مفتي زبيد وَهُوَ الْآن مُقيم بِبَيْت ابْن عجيل وَلم يجاوزها لغير الْحَج نفع الله بِهِ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن بدر كَمَال الدّين بن شهَاب الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف) بِابْن الجعجاع. حفظ الْقُرْآن والمنهاج وَعرضه وَقَرَأَ على بِمَكَّة من حفظه إِلَى صَلَاة الْجَمَاعَة وَجَمِيع أربعى النَّوَوِيّ وَسمع مني غير ذَلِك وَكَانَ قَرَأَ على أبي الْعَزْم الحلاوي فِي مجاورته بِمَكَّة وكتبت لَهُ إجَازَة بِمَا سَمعه وقرأه. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن شرف الشَّمْس أَبُو الْفضل بن الشهَاب القاهري الْقَرَافِيّ الْمَالِكِي سبط بن أبي جَمْرَة والماضي أَبوهُ وَيعرف بالقرافي. ولد فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة يدرب السلَامِي من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد أَبِيه وَصلى بِهِ فِي سنة عشر، والعمدة والرسالة والشاطبية وألفية الْعِرَاقِيّ وَابْن مَالك والملحة والحاجبية وغالب التسهيل، مِمَّن كَانَ يصحح عَلَيْهِ الشاطبية الْبُرْهَان الحريري، وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْمَالِكِي وَآخَرين وَأخذ النَّحْو عَن وَالِده وناصر الدّين البارنباري وَالشَّمْس الشطنوفي والشهاب أَحْمد الصنهاجي وَالْفِقْه عَن الْجمال الأقفهسي وَالشَّمْس الدفري وأصوله عَن الْمجد الْبرمَاوِيّ والصنهاجي والفرائض والحساب عَن البارنباري وَالشَّمْس السكندري جنيبات وَعبد الْمُنعم المراغي ومصطلح الحَدِيث عَن شَيخنَا ولازم الْبِسَاطِيّ كثيرا وانتفع بِهِ فِي الْفِقْه والنحو والأصلين والمنطق والمعاني وَالْبَيَان وَسمع عَلَيْهِ غَالب شَرحه لمختصر الشَّيْخ خَلِيل وَكَذَا من شُيُوخه فِي الْعلم الدنيسري، وجود الْخط على ابْن الصَّائِغ وَسمع الحَدِيث على غير وَاحِد كالشرف بن الكويك والجمالين الْحَنْبَلِيّ وَابْن فضل الله والشموس الشَّامي وَابْن البيطار وَابْن الْمصْرِيّ الزراتيتي وَابْن الْجَزرِي والنور والفوى والزين الزَّرْكَشِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والنجم بن حجي والكمال بن خير لقبه باسكندرية وَقد دَخلهَا مرَارًا أَولهَا فِي سنة ثَمَان وَعشْرين فِي آخَرين مِنْهُم شَيخنَا وَأكْثر من ملازمته، وَحج مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وجاور سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسمع هُنَاكَ على الْجمال الشيبي وَدخل دمشق فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَسمع بهَا على الْحَافِظ ابْن نَاصِر الدّين وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل

دمياط غير مرّة، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَخرجت لَهُ قَدِيما مَا عَلمته من مسموعة فِي جُزْء ولازم الِاشْتِغَال إِلَى أَن صَار أحد الْأَعْيَان وبرع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وفَاق النَّاس فِي التوثيق بِحَيْثُ كَانَ يملي فِي آن وَاحِد على اثْنَيْنِ فِي مسطورين مُخْتَلفين بل على ثَلَاثَة وَلَا يجِف لوَاحِد مِنْهُم فِيمَا بَلغنِي قلم وَقصد فِي القضايا الْكِبَار من الْأَعْيَان فأنهاها وتمول من ذَلِك جدا وتدرب بِهِ جمَاعَة فِي) الصِّنَاعَة كل ذَلِك مَعَ الْخط الْحسن البديع الْفَائِق والعبارة البليغة الرائقة والذهن الصافي الَّذِي هُوَ فِي غَايَة الْجَوْدَة يتوقد ذكاء مَعَ الرياضة الزَّائِدَة وَالْعقل التَّام والتواضع وَالِاحْتِمَال والمدارة وَبعد الْغَوْر وَالصَّبْر على الْأَذَى وتجرع الغصة إِلَى إِمْكَان انتهاز الفرصة والصحبة الْحَسَنَة للنَّاس بِحَيْثُ أَنه قل أَن اجْتمعت محاسنه فِي غَيره بل هُوَ حَسَنَة من حَسَنَات، وَقد نَاب فِي الْقَضَاء عَن شَيْخه البساطى بعد سنة خمس وَثَلَاثِينَ فحمدت سيرته، وَلم يمض عَلَيْهِ إِلَّا الْيَسِير حَتَّى صَار أحد أَعْيَان النواب وَتردد إِلَى النَّاس لَا سِيمَا الأكابر حَتَّى كَانَ عِنْدهم بِالْمحل الْجَلِيل مَعَ بذل الْجهد فِي إنقاذ الْأَحْكَام وردع الْجَبَابِرَة من الْعَوام وَنَحْوهم حَتَّى ضرب بِهِ الْمثل فِي ذَلِك ثمَّ نَاب للبدر بن التنسى وَصَارَ أروج نوابه وَلَوْلَا وجود الْمعَارض لَكَانَ قَاضِي الْمَذْهَب بعده مَعَ أَنه لم يتَخَلَّف عَن النِّيَابَة عَمَّن بعده إِلَى أَن مَاتَ، ودرس للمالكية بالفخرية عقب البساطى وبالبرقوقية عقب أبي الْجُود وتصدر بِجَامِع عَمْرو وَكَانَت عينت لَهُ الجمالية بعد الْبَدْر بن التنسى وَلَكِن لم يَنْتَظِم أمرهَا لَهُ، وأقرأ الطّلبَة وَأفْتى وَصَارَ الِاعْتِمَاد فِي الْفَتَاوَى عَلَيْهِ لمزيد إتقانه واختصاره وتحريره وَحسن إِدْرَاكه لمقاصد السَّائِلين، وَحدث وعظمت رغبته فِي السماع والإسماع وعلت همته فِي ذَلِك سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة وحملت عَنهُ جملَة وَبَالغ فِي الثَّنَاء على بِلَفْظِهِ وخطه، وَكتب على الجرومية شرحا دمجا وَكَذَا على الملحة لكنه لم يكمل وَله غير ذَلِك، وَهُوَ من رُفَقَاء الْجد أبي الْأُم وقدماء أَصْحَابه وَمَا كنت أَنْقم عَلَيْهِ إِلَّا امتهانه لنَفسِهِ بالتردد للأراذل ومساعدتهم فِيمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ وَرُبمَا جر ذَلِك لمالا يَلِيق بأمثاله وَهَذَا هُوَ الَّذِي قعد بِهِ عَن التَّقَدُّم لما كَانَ هُوَ الْمُسْتَحق لَهُ، وَقد أنشأ قاعة جليلة صَارَت من الدّور الْمَذْكُورَة وَلم يمتع بهَا لكَونه لم يزل متوعكا بالربو وَتارَة بالسعال وبحبس الإراقة وَتارَة بِضيق النَّفس حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ رَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالقرافة عِنْد ابْن أبي حَمْزَة وَكَانَ يقْرَأ عِنْد ضريحه أول كل عَام منتقاه من البُخَارِيّ ويهرع النَّاس لسَمَاع ذَلِك قصدا للتبرك بزيارة الشَّيْخ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن كميل بِضَم الْكَاف بن عوض بن رشيد

بِالتَّكْبِيرِ بن مُحَمَّد وَقيل عَليّ الشَّمْس المنصوري الشَّافِعِي الشَّاعِر وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد وَيعرف بِابْن كميل. ولد فِي صفر سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بالمنصورية قَرْيَة قريبَة لدمياط وَنَشَأ) بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي وَغَيره وَتردد للقاهرة للاشتغال وَغَيره فتفقه بالبلقيني وَابْن الملقن والشهاب القلقشندي والزين بن النظام والشهاب الْجَوْجَرِيّ وَأخذ فِي الْفِقْه وَالْأُصُول عَن بعض هَؤُلَاءِ بل وَعَن غَيرهم، وتميز وتعانى الْأَدَب ففاق فِي النّظم وَولي قَضَاء بَلَده مناوبة بَينه وَبَين ابْن عَم وَالِده الشَّمْس مُحَمَّد بن خلف بن كميل الْآتِي واستقل بِهِ عَن الْمُؤَيد لكَونه امتدحه بقصيدة تائية طنانة لما رَجَعَ من سَفَره نوروز وأضيف إِلَيْهِ مَعهَا سَلمُون بل زَاده شَيخنَا أَيْضا منية أبن سلسيل وشكرت سيرته فِي ذَلِك كُله وَكَذَا امتدح الناصري بن الْبَارِزِيّ وَغَيره من الْأَعْيَان التماسا لمساعدتهم والتوجه إِلَيْهِ بعنايتهم بل لَهُ قصائد نبوية وَغَيرهَا سائرة، واشتهر اسْمه وَبعد صيته بذلك وَكتب النَّاس عَنهُ من نظمه، وترجمه شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَوَصفه بِالْفَضْلِ واستحضار الْحَاوِي وَقَالَ لقِيه بطرِيق مَكَّة يَعْنِي سنة أَربع وَعشْرين وطارحني بنظم منسجم ثمَّ كثر اجتماعنا وَسمعت من نظمه كثيرا، وَنَحْوه قَوْله فِي أنبائه وَكُنَّا نَجْتَمِع ونتذاكر فِي الْفُنُون وَقَالَ غَيره إِنَّه مدح الْمُلُوك والأكابر وَكَانَ حَافِظًا للشعر كثير الإستحضار للأبيات والتطلع إِلَيْهَا معدودا من المكثرين فِي ذَلِك مَعَ مُشَاركَة فِي الْفِقْه وَغَيره وثروة من الزَّرْع وَالتِّجَارَة وَكَثْرَة تودد وحلو محاضرة وحشمة وَطرح تكلّف وَمِمَّنْ تَرْجمهُ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأبنائه وَابْن فَهد وكاتبه. مَاتَ فَجْأَة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين سَقَطت مَنَارَة جَامع سَلمُون من ريح عاصف على خلوته وَهُوَ بهَا فَمَاتَ وَهُوَ جَالس غما تَحت الرَّدْم رَحمَه الله وإيانا. وَمن نظمه فِي هَاجر: (هَل كاشف كربَة اكتئابي ... أَو رَاحِم ذلتي وعاذر) (لسوء حظي سقام جسمي ... مواصل والحبيب هَاجر) وَقَوله: (لله ثغر حبيب زانه فرم ... وَمثله رمت لما أَن لثمت فَمَا) (وَحين فَوق سهم اللحظ قلت لَهُ ... لَا ترم قلب محب مشته فرما) وَقَوله: (يَقُولُونَ بالساقي شغفت محبَّة ... فَقلت لما بِالْقَلْبِ من نبل أحداق) (فكم لَيْلَة بَات السرُور منادمي ... بطلعته والتفت السَّاق بالساق) وَقَوله:) (وَلما أَتَى الْكذَّاب دجال وقته ... وَقد فتنت أَلْفَاظه كل مُسلم) (فَقولُوا لَهُ إِن ابْن مَرْيَم قد أَتَى ... وَهل يقتل الدَّجَّال إِلَّا ابْن مَرْيَم) وأوردت فِي تَرْجَمته من التبر المسبوك والمعجم غير هَذَا وشعره منتشر فَلَا نطيل بِهِ،

وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن الضياء مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبيد الله بن عمر بن الشَّهِيد أبي صَالح عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن طَاهِر بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو جَعْفَر بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن أبي الْقسم الْقرشِي الْأمَوِي الْحلَبِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن العجمي. ولد فِي الْعشْر الأول من ربيع الأول سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فَسمع على الشهَاب بن المرحل والشرف أبي بكر الْحَرَّانِي وَأبي حَفْص عمر بن ايدغمش وخليل بن مَحْمُود الشهابي وَأبي جَعْفَر الأندلسي والعز الْحُسَيْنِي وَابْن صديق فِي آخَرين وبدمشق على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وبالقاهرة على البلقينى وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح بن أبي عمر وَجُوَيْرِية الهكارية والحراوي وَخلق، وَكَانَ قد تفقه بالزين بن الكركى والشرف الداديخى، وَولى قَضَاء حلب عقب الْفِتْنَة فِي إمرة دمرداش فَسَار فِيهِ أحسن سيرة قُم عزل نفسة بعد أَرْبَعَة أشهر لكَون نائبها طلب مِنْهُ الْقَرْض من الْأَوْقَاف أَو من مَال الْأَيْتَام وَلم يَنْفَكّ عَن النِّيَابَة عَمَّن يَلِيهِ وَكَذَا بَاشر نظر عدَّة مدارس وتدريسها كمدرسة جدة الشرفية والزجاجية والشمسية والظاهرية، وَحدث كتب عَنهُ شَيخنَا وَأوردهُ فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لأولادي ثمَّ سَمِعت عَلَيْهِ بحلب أَشْيَاء ذكرتها فِي فَوَائِد الرحلة انْتهى. وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ من أَصْحَابنَا ابْن فَهد وَمن شُيُوخنَا الأبي مَعَ ابْن مُوسَى فِي سنة خمس عشرَة أجَاز لي، وَكَانَ من رؤوساء بَلَده وأصلائها لطيف المحاضرة حَرِيصًا على مُلَازمَة الْبُرْهَان الْحلَبِي حَتَّى أَنه حج هُوَ وإياه فِي سنة ثَلَاث عشرَة ثمَّ حج بمفرده بعد ذَلِك وَكتب عَن الْبُرْهَان شَرحه للْبُخَارِيّ وَغَيره من تصانيفه وَسمع عَلَيْهِ غَالب الْكتب السِّتَّة، ذَا شكالة حَسَنَة رأى النَّاس وتأدب بهم لَكِن مَعَ الْإِمْسَاك وحدة الْخلق. مَاتَ فِي بكرَة يَوْم الْأَرْبَعَاء منتصف رَمَضَان سنة سبع وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْكَبِير وَدفن الْمدرسَة الكاملية بالجبيل الصَّغِير، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وبيض لَهُ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر الشَّمْس النحريري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمُؤَدب) الضَّرِير، وَيعرف بالسعودي نِسْبَة لقريب لَهُ كَانَ يخْدم الشَّيْخ أَبَا السُّعُود وَرَأَيْت من قَالَ مِمَّن نسخ لَهُ شَيْئا قَدِيما أَنه يعرف بِابْن أخي السعودي فَكَأَنَّهُ ترك تَخْفِيفًا. ولد سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة بالنحرارية وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وَغَيرهمَا واشتغل بهَا فِي الْفِقْه على قضاتها الْبُرْهَان بن

الْبَزَّار والتاج عَتيق والشهابين المنصوري وَابْن الإِمَام وَعَلِيهِ بحث فِي الْكَشَّاف أَيْضا ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فتكسب فِيهَا بزازا بِبَعْض حوانيتها وَكَذَا بِالشَّهَادَةِ مَعَ أَخذه فِي الْفِقْه أَيْضا عَن الشَّمْس الْبكْرِيّ وَفِي الْفَرَائِض عَن الشَّمْس الغرافي وَكَذَا أَخذ عَن ابْن الملقن الْفِقْه أَيْضا والتذكرة لَهُ فِي عُلُوم الحَدِيث وَسمع عَلَيْهِ المسلسل وَغَيره وَعَن البُلْقِينِيّ ولازمة وخدمه فِي جمع أُجْرَة أملاكه وَغَيرهَا، وتلا لأبي عَمْرو على الْفَخر البلبيسي وَسمع على التنوخي وَالصَّلَاح الزفتاوي وَابْن الشيخة والحلاوي والسويداوي والأبناسي والغماري والمراغي وَغَيرهم ورام الْحَج مَعَ الْأَشْرَاف شعْبَان بن حُسَيْن فَكَانَت تِلْكَ الكائنة فَرجع مَعَ من رَجَعَ وَتوجه من هُنَاكَ إِلَى الْقُدس فَأَقَامَ بِهِ شهرا وَنصفا وتلا فِيهِ لأبي عمر وَأَيْضًا على الشَّمْس الفيومي، ثمَّ عَاد لبلده فَأَقَامَ مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُدس أَيْضا فَأخذ الْفِقْه عَن النَّجْم بن جمَاعَة والبدر العليمي والأخوين الشَّمْس والبرهان ابْني القلقشندي وَبحث على كل مِنْهُمَا التَّقْرِيب فِي عُلُوم الحَدِيث للنوويوعلى الْمُحب الفاسي فِي الْعَرَبيَّة والفرائض وَسمع هُنَاكَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ على أبي الْخَيْر بن العلائي الْجُزْء الأول من مسلسلات وَالِده الصّلاح بل قَالَ وَهُوَ ثِقَة ضَابِط أَنه سمع بالقدس مَعَ الْبُرْهَان القلقشندي الدَّارمِيّ على الْعِمَاد بن كثير يَعْنِي فِي الْمرة الأولى فِي غَالب ظَنّه، وَدخل اسكندرية فَسمع بهَا من لفظ الْعَلامَة نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن فوز الأمدى الشَّافِعِي شَيْئا من أول كل من صَحِيح البُخَارِيّ والرسالة القشيرية وحديثا مسلسلا مَوْضُوعا وَلَو وجد من يعتني بِهِ ويرشده لأدرك إِسْنَادًا عَالِيا، واستوطن الْقَاهِرَة وتنزل فِي صوفية البيبرسية وتكسب بتأديب الْأَطْفَال بِالْمَسْجِدِ الملاصق لسكن شَيخنَا جوَار الْمدرسَة المنكوتمرية وانتفع بِهِ من لَا يُحْصى كَثْرَة كشيوخنا ابْن خضر والجلال بن الملقن والبهاء البالسي وَابْن أَسد وَابْن عمر الطباخ الْمقري وَالْوَالِد وَالْعم وَكَانَ القَاضِي كريم الدّين بن عبد الْعَزِيز نَاظر الْجَيْش وصهر شَيخنَا يَنْفَعهُ كثيرا وَلَا يعْتَمد غَيره فِي الْإِشْهَاد على قضاياه، وأشير إِلَيْهِ بالتقدم فِي التَّأْدِيب مَعَ الْحُرْمَة الوافرة وَشدَّة الْبَأْس على الْأَطْفَال) حَتَّى أَن بَعضهم رام أَن يدس عَلَيْهِ سما وَكَاد يتم فلطف الله بِهِ لحسن مقْصده، وَقد حدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَرَأَيْت شَيخنَا علق فِي تَذكرته شَيْئا من نوادره فَقَالَ سَمِعت جارنا الْفَقِيه السعودي وسَاق شَيْئا، بل قَرَأَ بِحَضْرَتِهِ شَيخنَا الْبُرْهَان بن خضر فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ عَلَيْهِ المسلسل الْمشَار إِلَيْهِ، وَكَانَ شَيخا جيدا فَاضلا مُفِيدا يقظا ظريفا فكها منقبضا عَن النَّاس ملازما لِلْمَسْجِدِ الْمَذْكُور، فَلَمَّا

كَانَ فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ حصل لَهُ مرض شَدِيد ثمَّ مَاتَت زَوجته عقبه وابناه مِنْهَا فانزعج وَذهب إِلَى الْمقْبرَة ثمَّ رَجَعَ فِي حر شَدِيد فأطعمه بعض أَصْحَابه عسل نحل فغارت عينه الْيُمْنَى ثمَّ بعد بُرْهَة تبعتها الْأُخْرَى مَعَ ثقل سَمعه، وَانْقطع ببيته فِي حُدُود سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَكَانَ حلسا من أحلاسه مَعَ ادامته التِّلَاوَة وَعدم التشكي وَكَانَ شَيخنَا كثير البرله والتفقد لأحواله وَكَذَا من شَاءَ الله مِمَّن قَرَأَ عِنْده كالوالد وَحصل لَهُ مرّة مرض الدَّرْب ومل مِنْهُ أَهله فنقلوه إِلَى البيمارستان إِلَى أَن نصل مِنْهُ مَعَ أَنه قل أَن يدْخلهُ درب ثمَّ يخرج حَيا. وَقد جودت عَلَيْهِ الْقُرْآن بتمامة حِين انْقِطَاعه بمنزله ودربني فِي آدَاب التجويد، وقرأت عَلَيْهِ تَصْحِيحا فِي الْعُمْدَة وَغَيرهَا والمسلسل الْمشَار إِلَيْهِ وَكنت شَدِيد المهابة مِنْهُ لشدَّة بأسه وصولته. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء منتصف رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين بعد أَن هشم وتحطم وَدفن من الْغَد بالتربة البيبرسية، وَقد ذكره شَيخنَا فِي أبنائه وَأثْنى عَلَيْهِ بِكَثْرَة المذاكرة وَبِأَنَّهُ خرج من تَحت يَده جمَاعَة فضلاء وَأَنه كَانَ لَا يفتر لِسَانه عَن التِّلَاوَة، وَمن الطَّائِفَة أَنه قَالَ: نقل لي أَن شَخْصَيْنِ تماشيا وَأَحَدهمَا يُقَال لَهُ جلال الدّين جَعْفَر فتذاكرا قَول الْعِمَاد الْكَاتِب للْقَاضِي الْفَاضِل مِمَّا لَا يَسْتَحِيل بالإنعكاس سر فَلَا كبابك الْفرس وَقَول الْفَاضِل لَهُ دَامَ علا الْعِمَاد فَقَالَ أَحدهمَا بديها رفع جلال جغفر فَلَمَّا بَلغنِي ذَلِك قلت رجح نبأ ابْن حجر وَكَذَا قَالَ وَقد بعث الطواشي فاتن إِلَى شخص اسْمه نتاف وَآخر اسْمه بلبل فاتن قَالَ لبلبل لَاق نتاف، وَقَالَ أَيْضا مُصحفا لِقَوْلِك ابْن حجر شيخ محدثي زَمَانه أَتَت حجر بنت نجم جدتي رمانة. رَحمَه الله وأيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر الْأَمِير نَاصِر الدّين التنوخي الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ وَالِد الشهابي أَحْمد وَفَاطِمَة وَسَارة وَعَائِشَة وأخو يحيى وَيعرف بِابْن الْعَطَّار. ولد سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة بحماة وَكَانَ أَبوهُ يُبَاشر بهَا أستادارية الْأُمَرَاء ثمَّ اتَّصل بنائبها مَأْمُور القلمطاى وَتوجه مَعَه لما عمل نِيَابَة الكرك) فلازم خدمَة الظَّاهِر برقوق حِين كَانَ بهَا وَمَات قبل عودة للْملك فَلَمَّا عَاد قدم عَلَيْهِ صَاحب التَّرْجَمَة وَالْتمس مِنْهُ رزقا فراغي أَبَاهُ فِيهِ وَأَعْطَاهُ رزقا بحماة ثمَّ الحجوبية بهَا، وَعمل دوادار نَائِب دمشق قانباي وَغَيره ن الأكابر الْأُمَرَاء إِلَى أَن تسلطن الْمُؤَيد فَنَوَّهَ الناصري بن الْبَارِزِيّ عِنْده بِهِ ولمصاهرة بَينهمَا حَتَّى اسْتَقر بِهِ فِي بيابة اسكندرية فباشرها مُدَّة وَحسنت سيرته فِيهَا وأحبه أَهلهَا ثمَّ صرف بعد الْمُؤَيد وَلزِمَ دَاره إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ

الْأَشْرَاف فِي نظر الْقُدس والخليل، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي بلد الْخَلِيل فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَعشْرين وَكَانَ فَاضلا ردينا عَاقِلا سيوسا ذَاكِرًا لنبذة من التَّارِيخ وَأَيَّام النَّاس فصيحا وقورا رَحمَه الله، وَله ذكر فِي وَلَده. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عَليّ الْمُحب بن شهَاب بن الزين الْحلَبِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي لَيْلَة نصف شعْبَان سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل عِنْد أَبِيه وَغَيره وَسمع الْبُرْهَان الْحلَبِي وَشَيخنَا وَآخَرين، وَقدم الْقَاهِرَة فقطنها، وَكَانَ لطيف الْعشْرَة حسن الْفَهم لَهُ مُشَاركَة فِي فنون الْأَدَب وتطلع لكتبه. مَاتَ بالطاعون فِي ثامن رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ بعد أَن توفّي لَهُ عدَّة أَوْلَاد فَصَبر واحتسب رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن جعمان. مضى فِيمَن جده عمر بن أَحْمد بن عبد الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الشّرف أَبُو بكر الْجَعْفَرِي لكَون أَبِيه كَانَ يَقُول أَنهم جعفريون العجلوني نزيل حلب وَيعرف بخطيب سرمين وَهُوَ بكنيته أشهر وَلذَا كتبه غير وَاحِد فِي الكنى كَابْن خطيب الناصرية والمقريزي فِي عقوده قَالَ: أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عمر، وَسمي شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَالِده مُحَمَّدًا وَهُوَ سَهْو كَانَ أَصله من عجلون ثمَّ سكن أَبوهُ عزاز وَولى هَذَا خطابة سرمين الْعقبَة قَرْيَة من عَملهَا كأبيه وَقَرَأَ بحلب على الزين أبي حَفْص الباريني وَسمع من الظهير بن العجمي وَغَيره وَكتب عَن أبي عبد الله بن جَابر الْأَعْمَى بديعيته وَحدث بهَا سَمعهَا مِنْهُ سيخنا بِمَكَّة سنة مَوته وَقَالَ أَنه كَانَ بنتسب جعفريا لكَونه من ذُرِّيَّة جَعْفَر بن أبي طَالب، وَكَانَت لَهُ عناية بِقِرَاءَة الصَّحِيحَيْنِ ويحفظ أَشْيَاء تتَعَلَّق بذلك ويضبطها، وَوعظ على الْكُرْسِيّ بحلب وَمَكَّة وروى بهَا عَن الصَّدْر الياسو فِي شَيْئا من نظمه كتبه مَعَ البديعية عَنهُ التقى الفاسي بِمَكَّة، وَحج وجاور غير مرّة وَانْقطع سِنِين بِمَكَّة) حَتَّى كَانَت وَفَاته بهَا فِي سادس عشرى صفر سنة إِحْدَى وَدفن بالمعلاة، وَقد ذكره الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة وَأثْنى على فضيلته أَيْضا وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ ابْن خطيب الناصرية مَعَ الْخَيْر والديانة والمواظبة على الْعِبَادَة رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس القاهري السعودي الْحَنَفِيّ. نَاب فِي الحكم وتصدى للتدريس وَبَلغنِي أَن النُّور الصُّوفِي ينتمي لَهُ بِقرَابَة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الرُّومِي الْمَاضِي وَأذن لَهُ فِي التدريس وأرخ الْإِجَازَة فِي سنة إِحْدَى وخطه حسن وَكَذَا عِبَارَته،

وَرَأَيْت لَهُ كراريس من مُصَنف سَمَّاهُ تَهْذِيب النُّفُوس شبه الْوَعْظ وَقد رافق الْبُرْهَان الْحلَبِي فِي السماع على الحراوي صَاحب الدمياطي فِي فضل الْعلم وخماسيات ابْن النقور فتوهمه بعض أَصْحَابنَا فقيهنا الشمع السعودي الْمَاضِي قَرِيبا لاشْتِرَاكهمَا فِي الِاسْم وَاسم الْأَب وَالْجد والشهرة، وَهُوَ غلط فَذَاك شَافِعِيّ تَأَخّر عَن هَذَا وَسَيَأْتِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد وَأَظنهُ هَذَا الصَّوَاب فِي جده عمر. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الشَّمْس الشنشى القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالشنشي وقديما بَين أهل الْبِلَاد بقاضي منية أسنا. ولد فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بسويقة الريش ظَاهر الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمِنْهَاج والشمسية فِي الْمنطق وَأخذ الْفِقْه عَن الْبُرْهَان الأنبانسي والبلقيني فَكَانَ خَاتِمَة أصحابهما وَعَن غَيرهمَا والفرائض عَن الشمسين الغراقي والعاملي والمنطق عَن بدر القويسني وَحضر كثيرا من دروس الشَّمْس الشطنوفي فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكَانَ يسابقه بالتقرير بِحَيْثُ يصفه الشَّيْخ نَفسه بِأَنَّهُ من معيديه، وَكَذَا كَانَ يحضر عِنْد الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ ويعظمه الْوَلِيّ جدا وَصَحب الشَّيْخ عليا المغربل، وَسمع الحَدِيث على شَيْخه الأبناسي والزين الْعِرَاقِيّ وَغَيرهمَا، وبرع فِي الْفِقْه وأصوله والفرائض والعربية وشارك فِي الْفَضَائِل وَذكر بِالْعلمِ قَدِيما حَتَّى سَمِعت الْعَلَاء القلقشندي يَقُول عَنهُ أَنه كَانَ يحضر حَلقَة البُلْقِينِيّ وَهُوَ لابس الصُّوف يُشِير بذلك لقدمه وتقدمه، وناب فِي الْقَضَاء بالمحلة وسنباط فِي سنة ثَمَان ثمَّ بجوجر وعملها عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ عَن شَيخنَا، وَجلسَ بحانوت بَاب اللوق شركَة لغيره ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَاقْتصر على إِضَافَة منية أسنا وعملها لَهُ، وتصدى للاقراء بالأزهر وَغَيره فَأخذ عَنهُ القدماء طبقَة بعد أُخْرَى وَكنت مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ قَدِيما قِطْعَة من التَّنْبِيه وَغَيره ورام جمَاعَة بعد موت القاياتي ملازمته فَرَأَوْا الاسترواح وَحب الخمول) أغلب عَلَيْهِ، وَسمعت أَن الْجلَال الْمحلي تقصد مرّة سَماع درسه ليختبر أهوَ بَاقٍ على مَا يعْهَد مِنْهُ أم لَا، وَلما توجه الْحِمصِي لقَضَاء الشَّام بِأخرَة استتابه فِي تدريس الصلاحية الْمُجَاورَة لضريح الشَّافِعِي وَلكنه لم يبث أَن عزل الْحِمصِي وَاسْتقر بِهِ الزين الاستادار فِي مشيخة مدرسته، وَكَانَ كثير الْمَحْفُوظ فِي الْفِقْه وأصوله والعربية كثير التقشف والتواضع متقللا من الدُّنْيَا طارحا للتكلف وَرُبمَا طعن فِيهِ حَتَّى احْتِيجَ إِلَى اعتذار بعض الصُّوفِيَّة عَنهُ بِأَنَّهُ ملامتي وَانْقطع عَن الإقراء وَالْحَرَكَة مُدَّة وَلزِمَ الْإِقَامَة بِالْمَدْرَسَةِ الزينية وَهُوَ حَالَة شَبيهَة بالاختلال إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ الْأَزْهَر رَحمَه الله وإيانا.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر تَاج الدّين بن الزَّاهِد وَالِد عَليّ الْمَاضِي. مِمَّن تكسب بِالشَّهَادَةِ وبالقراءة فِي الجوق وَنَحْو ذَلِك وَحصل الْجِهَات والدور وَحج. وَمَات قريب التسعين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الْكَمَال بن الجعجاع. مضى فِيمَن جده عمر بن بدر. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى بن أَحْمد بن مُوسَى الْأمين البدراني الأَصْل الدمياطي القاهري الشَّافِعِي إِمَام جَامع الغمري بهَا وخطيبه وَيعرف بِابْن النجار حِرْفَة أَبِيه. ولد فِي رَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ وتحول مِنْهَا لدمياط فِي أَيَّام رضاعة فدام بهَا لسنة الشراقي ثمَّ عَاد إِلَيْهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده بل أَخذ الْقرَاءَات عَن جمَاعَة كَابْن أَسد وَعبد الدَّائِم والنور الإِمَام والشمسين ابْن عمرَان وَابْن الخدر وحبِيب العجمي وَجمع على غير وَاحِد مِنْهُم كالاولين بل بحث على الرَّابِع فِي مُقَدّمَة ابْن الْجَزرِي فِي التجويد، وَسمع الحَدِيث على السَّيِّد النسابة والزين البوتبجي وَالشَّمْس بن الْعِمَاد والنور والبارنباري والعز الْحَنْبَلِيّ والشاوي والشهاب الشارمساحي والشهاب الْحِجَازِي والجلال بن الملقن وَأم هَانِئ الهورينية وابنى الفاقوسي وَأكْثر عَن الْفَخر الديمي، وَأخذ فِي الِاصْطِلَاح عَن قَاسم الْحَنَفِيّ وَعبد الدَّائِم والبقاعي والأبناسي والكمال بن أبي شرِيف وكاتبه وَكتب شَرحه للألفية ولازم دراية وَرِوَايَة، وتفقه بالزين عبد اللَّطِيف الشارمساحي فِي الِابْتِدَاء ثمَّ بالمناوى ولازمه سِنِين مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن الشريف النسابة وَالْعلم البُلْقِينِيّ والعبادى وَابْن أَسد والبرهان العجلوني والشهاب البيجوري والزين زَكَرِيَّا والشرف البرمكيني وَالْفَخْر المقسى والجوجري وَابْن قَاسم والنجم بن قَاضِي عجلون وَابْني أبي شرِيف فِي آخَرين مِنْهُم الشَّمْس) البامي والجلال الْبكْرِيّ وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض وَكَذَا لَازم الْبُرْهَان الشرواني القادم فِي سنة خمس وَسِتِّينَ فِي الْفِقْه وَعَن الْكَمَال بن أبي شرِيف والزين الأبناسي وَابْن حجي أَخذ فِي الْأَصْلَيْنِ وَعَن ثانيهم وَابْن أَسد فِي النَّحْو وَكَذَا عَن ابْن قَاسم مَعَ أصُول الْفِقْه وَفِيه عَن الْبَدْر بن خطيب الفخرية وَابْن الاقيطع وَعَن ابْن حجى فِي الْمنطق وَعَن الشريف الفرضي والبدر المارداني فِي الْحساب ولازم الْبَدْر الْقطَّان فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَأخذ عَن التقى الحصنى والكافياجي أَشْيَاء وَعَن الْجمال الكوراني وَابْن حجي فِي التَّفْسِير وَعَن غَيرهم فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، وَأكْثر من الِاشْتِغَال والتحصيل وشارك فِي الْفَضَائِل بل تدرب بِأَبِيهِ فِي صناعته وقتا وَحج فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَكَانَت الوقفة الْجُمُعَة وتنزل فِي السعيدية والبيبرسية وَغَيرهمَا وَأم بِجَامِع الغمري مَعَ

الخطابة بِهِ وَانْقطع فِيهِ لذَلِك ولاقراء الطّلبَة فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة واستدعي للخطابة فِي المزهرية حِين مَجِيء بعض القصاد لحسن تأديته، وَهُوَ فِي ازدياد من الْخَيْر وتقنع باليسير وانجماع وهمة فِيمَا يُوَجه إِلَيْهِ أَو يعول فِيهِ عَلَيْهِ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى الْمصْرِيّ الْوراق خَادِم غَازِي وَيعرف بِابْن عِيسَى. كَانَ وراقا ثمَّ خدم ضريح غَازِي المجاور للمعزية واغتبط بذلك وَصَارَ يتفحص عَن أخبارهو يكثر مراجعتي ومراجعة غَيْرِي فِي ذَلِك بِحَيْثُ صَار كثير من البطالين يهزأ بِهِ فِيهِ ويخوض مَعَه بِمَا يحرج مِنْهُ لأَجله، وَاسْتمرّ فِي تزايد وَعدم انثناء عَن اعْتِقَاد كَون غَازِي هَذَا هُوَ صَاحب ملك وَنَافِع وَكَونه مِمَّن اجْتمع بالليث وتنبه كثير من النَّاس لهَذَا الضريح وَصَارَ يجْتَمع عِنْده الْقُرَّاء وَغَيرهم فِي كل جُمُعَة بعد الصَّلَاة غير منفكين عَن ذَلِك نَحْو مشْهد اللَّيْث وَيعْمل لَهُ خبز وقمحية تفرق على جيران الْمَكَان وَنَحْوهم بمساعدة الْبَدْر بن الونائي وَغَيره فِي ذَلِك، وَكَانَ يَحْكِي لَهُ مَنَاقِب وكرامات وَيذكر لصَاحب التَّرْجَمَة مزِيد توجه واهتمام بِالْقيامِ وَالصِّيَام مَعَ مزِيد تقنع وفاقه زَائِدَة وتعفف تَامّ واستحضار لِأَشْيَاء كَثِيرَة من مَنَاقِب بعض السادات وإلمام بقبور كثير مِنْهُم ورغبة كَثِيرَة فِي كَاتبه وَكنت زَائِد التَّعَب مَعَه لكَون أسئلته الْمُهْملَة لَا تَنْقَضِي، وَهُوَ ثقيل السّمع جد أُمِّي وَمَعَ ذَلِك فَكنت أَرْجُو فِيهِ الْخَيْر وَالْبركَة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَانِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسعين شَهِيدا نزل عَلَيْهِ اللُّصُوص وَهُوَ بالمعزية فَقَتَلُوهُ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بِأبي الْعَبَّاس الْحرار وَكَانَ لَهُ مشْهد جليل، وَأثْنى عَلَيْهِ كَثِيرُونَ وَأَظنهُ قَارب الثَّمَانِينَ وَكَانَ يحْكى أَن شَيخنَا كَانَ يبره كثيرا رَحمَه الله.) مُحَمَّد بن أَحْمد بن فَارس الشَّمْس بن الشهَاب المنشاوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي ولد فِي سنة سبع وَسِتِّينَ بالمنشية الْكُبْرَى من الشرقية من ريف مصر وتحول إِلَى الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَغَيره، وَعرض على جمَاعَة واشتغل قَلِيلا وَسمع البُخَارِيّ عَليّ ابْن أبي الْمجد وختمه على التنوخي والعراقي والهيثمي، وتنزل فِي صوفية البيبرسية بل كَانَ أحد قراء الصّفة بهَا، وَحدث أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ، وَكَانَ خيرا سَاكِنا كثير التِّلَاوَة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بالحاكم رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفَتْح بن ادريس بن شامة الشَّمْس الدِّمَشْقِي أَخُو الْعِمَاد أبي بكر وَيعرف بِابْن السراج. سمع على الحجار وَمُحَمّد بن حَازِم والبرزالي والشهاب أَحْمد ابْن عَليّ الْجَزرِي فِي آخَرين، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز

لي وَمَات قبل دخولي دمشق بِيَسِير فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده، وَهُوَ عَم مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن أبي الْفَتْح الْآتِي. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفرج السكندري الْمَالِكِي الْخَطِيب هَكَذَا جرده البقاعي. مُحَمَّد بن أَحْمد بن فضل الله التركماني الدَّلال. مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفضل بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر ابْن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله النَّاشِرِيّ. بيض بِهِ الْعَفِيف. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفضل الْعمريّ الحراري الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن فطيس الغزاوي الأَصْل الْبَزَّار نزيل مَكَّة. مَاتَ بهَا فِي سنة خمس وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْقسم بن سعيد العقباني. مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْقسم كَمَال الدّين بن الْمقري الزبيدِيّ الْوَزير. نَاب فِي الوزارة بِالْيمن بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْمجد الشِّيرَازِيّ، وَكَانَ فَاضلا. مَاتَ سنة اثْنَتَيْ عشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي انبائه. مُحَمَّد بن أَحْمد بن قديدار الدمشق. مضى فِيمَن جده عبد الله.) مُحَمَّد بن أَحْمد بن قِيَاس بن هِنْد وناصر الدّين أَبُو عبد الله بن الشهَاب ابْن الْفَخر الشِّيرَازِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن قِيَاس بِكَسْر أَوله ثمَّ مثناة وَآخره مُهْملَة. ولد فِي رَابِع عشر صفر سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي قبلهَا بِالْقَاهِرَةِ وكفله عَمه الشَّمْس مُحَمَّد بن قِيَاس الَّاتِي وَحفظ الْقُرْآن وجوده بل قَرَأَهُ لأبي عَمْرو وغالبة لِابْنِ كثير على بعض الْقُرَّاء والعمدة والمنهاج وألفية ابْن ملك والشاطبية والخزرجية، وَعرض على الْبِسَاطِيّ والتفهني وَجَمَاعَة وَقَرَأَ فِي الْفِقْه عَليّ الشّرف السُّبْكِيّ والبدر بن الْأَمَانَة وَكَانَ زوجا لخالته والشهاب بن المجدى ولازمه فِي غير ذَلِك والْعَلَاء القلقشندي وَكَانَ أحد من قَرَأَ عِنْده فِي التَّقْسِيم والبدر النسابة وَسمع عَلَيْهِ النَّسَائِيّ الْكَبِير بِتَمَامِهِ والزين البوتيجي وَكَانَ زوج عمته وَعَلِيهِ وعَلى أبي الْجُود قَرَأَ فِي الْفَرَائِض وَفِي النَّحْو عَليّ الحناوي والشهاب الْخَواص وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي الْعرُوض أَيْضا وَسمع الحَدِيث عَليّ ابْن الْجَزرِي وَشَيخنَا وناصر الدّين الفاقوسي وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ خلق باستدعاء ابْن فَهد وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا

من الْجِهَات، وَوصف بِالْفَضْلِ ثمَّ تكسب بحانوت فِي الوراقين وانسلخ من ذَلِك كُله، ولكثرة الوثوق بِهِ كَانَت تدفع لَهُ الْأَمْوَال قراضا وَغَيره وَيَشْتَرِي من الْأَصْنَاف والبضائع مَالا يقْتَصر فِيهِ على شَيْء وَاحِد وَيدْفَع من ربح ذَلِك أَو غَيره للمقارضين مَا يحصل الرِّضَا بِهِ، ودام على ذَلِك دهرا ثمَّ بِأَن أَنه سبق، وَلَا زَالَ فِي انحطاط مَعَ حجو فِي غُضُون ذَلِك إِلَى أَن افْتقر جدا وَصَارَ يكْتب فِي عمائر ابْن مزهر وَغَيره بِمَا يرتفق بِهِ فِي معيشته وَرُبمَا شهد وَأخذ عَنهُ صغَار الطّلبَة بعض مروية واستكتب على الاستدعاءات، وَهُوَ مَعَ مَا يتجرعه من الْعَدَم بعد التقلب فِي تِلْكَ الْأَمْوَال والسلطنة صابر رَاغِب فِي المطالعة والانتقاء لما يُعجبهُ مَعَ الْإِكْثَار من التَّرَدُّد إِلَى حَتَّى انحط ونفض قواه بِحَيْثُ يعْتَمد على عكاز وَصَارَ يَعْتَرِيه شبه الزحير وَنَحْوه وَمكث كَذَلِك مُدَّة إِلَى أَن عجزعن الْحَرَكَة أصلا، ثمَّ مَاتَ فِي ظهر يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ شَهِيدا وَدفن فِي يَوْمه قريب الْغُرُوب بتربة الاسنائي عِنْد أَوْلَاده وَذكر بِخَير، وَكَانَ قد حصل لَهُ فِي وَجهه جرح فقطب فجَاء صُورَة جلالة صَرِيحَة اتِّفَاقًا فَكَانَ يستبشر بذلك رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن كَمَال الشَّمْس الدجوى القاهري الشَّافِعِي الشَّاعِر قَاضِي الشطرنج. ولد) تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين أَو قبل السّبْعين بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل فِي فنون، وَفضل ونظم الشّعْر فأجاد ومدح الأكابر كشيخنا وَله فِي ختم الْبَارِي قصيدة نبوية أثبتها فِي الْجَوَاهِر، والكمال بن الْبَارِزِيّ وَكثر تردده إِلَيْهِ فِي الشطرنج وَكَانَ فائقا فِيهِ بِحَيْثُ لقب قَاضِي الشطرنج، وتكسب مَعَ ذَلِك بِالشَّهَادَةِ سَمِعت مِنْهُ قصيدة لامية امتدح بهَا شَيخنَا فِي مجْلِس الْإِمْلَاء، وَكَانَ حسن الْعشْرَة ظريفا كثير النَّوَادِر استجازه شَيخنَا لوَلَده، وَمَات بعد مرض طَوِيل بعلة الْبَطن فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَأَرْبَعين رَحمَه الله، وَمن نظمه ساقى خمر بِيَدِهِ سبْحَة: (يَا من غَدا فِي زَعمه متنسكا ... ومسالك النهم الْكِبَار تدورها) (فَإِذا حضرت على المدام بسبحة ... وَجَلَست تسقى الْخمر كَيفَ تديرها) وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي فِيمَن جده كَمَال الدّين فكمال مُخْتَصر من لقبه، وَأنْشد عَنهُ قَوْله فِي شَجَرَة سنط: (أَي دوحة قَامَت على الأَرْض خيمة ... وَلِأَن لَهَا الْحر الشَّديد أَبُو لَهب) (أجت بِحمْل ورد تبر وسندس ... وَلكنهَا للنار حمالَة الْحَطب) مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُبَارك الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ أَخُو الزين عمر الشَّافِعِي الْمَاضِي

وَيعرف بأبن الخرزي بمعجمين بَينهمَا مُهْملَة. وَقد ولد قبل سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة واشتغل على الصَّدْر بن مَنْصُور وَغَيره من أَشْيَاخ الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق ثمَّ سكن حماة وتحول إِلَى مصر بعد اللنك وناب فِي الْقَضَاء ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق ودرس وَكَانَ كثير الْمَرَض مشاركا فِي فنون مَعَ ضعف فِي الْفِقْه. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَعشْرين. قَالَ لَهُ شَيخنَا فِي أنبائه. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن آفش الرُّومِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ القادري وَيعرف بِابْن الشماع. فَقير صحب ابْن الشَّيْخ يُوسُف الصفى وَتردد مَعَه للسماع منى فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَكَذَا سمع على طَائِفَة وَهُوَ أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد بن حَازِم الْأَذْرَعِيّ الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو مَرْيَم. سَاق شَيخنَا نِسْبَة فِي مُعْجَمه وَسقط من نِسْبَة أَحْمد أَيْضا فَهُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد إِلَى آخِره. ولد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وأحضر على صَالح الاشنهي وأسمع على الصَّدْر الْمَيْدُومِيُّ والعز ابْن جمَاعَة وَأبي الْحرم) القلانسي وَأخذ عَن الشَّيْخ شمس الدّين الْموصِلِي وَأَجَازَ لَهُ نظم الْمطَالع إجَازَة خَاصَّة مَعَ غَيره من تصانيفه وَسمع مِنْهُ قصائد من نظمه وَولى مشيخة الْجَامِع الْجَدِيد بِمصْر وخطابة جَامع شيخو، وَحدث سمع مِنْهُ غير وَاحِد من شُيُوخنَا أعظمهم شَيخنَا الْعَسْقَلَانِي وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ كَانَ وقورا سَاكِنا وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه لما قدم الْقَاهِرَة اخْتصَّ بشيخه فاستقر بِهِ خطيب جَامِعَة فعز جَانِبه عِنْد الْأُمَرَاء وَتمكن من اقتمر الْحَنْبَلِيّ نَائِب السلطنة وَإِلَيْهِ وَإِلَى أبي وَكَانَ صديقه أسْند جدي لأمي الشَّمْس بن الصَّائِغ وَصيته وَلذَا كنت أنزلهُ منزلَة الْعم وحَدثني بأَشْيَاء وَأَجَازَ لي وَكَانَ خيرا فِيهِ سُكُون وحشمة مَعَ رَأْي وديانة وشهرة ورياسة. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن هَاشم الْجلَال أَبُو عبد الله بن الشهَاب العباسي بن السكمال الْأنْصَارِيّ الْمحلي الأَصْل نِسْبَة للمحلة الْكُبْرَى من الغربية القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف بالجلال الْمحلى. ولد كَمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ فِي مستهل شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وكتبا واشتغل فِي فنون فَأخذ الْفِقْه وأصوله والعربية عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَكَانَ مُقيما مَعَه بالبيرسية فَكثر انتفاعه بِهِ لذَلِك، وَالْفِقْه أَيْضا عَن البيجوري والجلال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالْأُصُول أَيْضا عَن الْعِزّ بن جمَاعَة والنحو أَيْضا

عَن الشهَاب العجيمي سبط ابْن هِشَام وَالشَّمْس الشطنوفي والفرائض والحساب عَن نَاصِر الدّين بن أنس الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ والمنطق والجدل والمعاني وَالْبَيَان وَالْعرُوض وَكَذَا أصُول الْفِقْه عَن الْبَدْر الأقصرائي ولازم الْبِسَاطِيّ فِي التَّفْسِير وأصول الدّين وَغَيرهمَا وانتفع بِهِ كثيرا والْعَلَاء البُخَارِيّ فِيمَا كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ وَكَانَ الْعَلَاء يزِيد فِي تَعْظِيمه لكَون مَعَ علمه يتسبب بِحَيْثُ يجلسه فَوق الْكَمَال ابْن الْبَارِزِيّ سِيمَا وَقد بلغه أَنه فرق مَا أرسل بِهِ إِلَيْهِ وَهُوَ ثَلَاثُونَ شاشا مِمَّا أرسل بِهِ صَاحب الْهِنْد إِلَى الشَّيْخ، وَحضر دروس النظام الصيرامي وَالشَّمْس بن الديري وَغَيرهمَا من الْحَنَفِيَّة وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَالشَّمْس الغراقي وَغَيرهمَا من الشَّافِعِيَّة والشهاب أَحْمد المغراوي الْمَالِكِي بل بَلغنِي أَنه حضر مجَالِس الْكَمَال الدَّمِيرِيّ والشهاب ابْن الْعِمَاد والبدر الطنبدي وَغَيرهم وَأخذ عُلُوم الحَدِيث عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا وَبِه انْتفع فَأَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع شرح ألفية الْعِرَاقِيّ بعد أَن كتبه بِخَطِّهِ فِي سنة تسع عشرَة وَأذن لَهُ فِي إقرائه وَكَانَ أحد طلبة المؤيدية عِنْده بل كَانَ كل) مَا يشكل عَلَيْهِ فِي الحَدِيث وَغَيره يُرَاجِعهُ فِيهِ مِمَّا أثبت مَا اجْتمع لي مِنْهُ فِي مَوضِع آخر، وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْجمال عبد الله بن فضل الله والشرف بن الكويك والفوي وَابْن الْجَزرِي فِي آخَرين وَلكنه لم يكثر وَقيل أَنه روى عَن البلقينى وَابْن الملقن والأبناسي والعراقي فَالله أعلم، وَمهر وَتقدم على غَالب أقرانه وتفنن فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية وَكَانَ أَولا يتَوَلَّى بيع البزفى بعض الحوانيت ثمَّ أَقَامَ شخصا عوضه فِيهِ مَعَ مشارفته وَله أَحْيَانًا وتصدى هُوَ للتصنيف والتدريس والإقراء فشرح كلا من جمع الْجَوَامِع والورقات والمنهاج الفرعي والبردة وأتقنها مَا شَاءَ مَعَ الِاخْتِصَار والاعتناء بِالَّذِي عَنْهَا وَكَذَا عمل منسكا وتفسيرا لم يكمل وَغَيرهمَا ممالم ينتشر والمتداول بِالْأَيْدِي مِمَّا أنتفع بِهِ مَا أثْبته، وَرغب اللأئمة فِي تَحْصِيل تصانيفه وقراءتها واقرائها حَتَّى أَن الشَّمْس البامي كَانَ يقْرَأ على الونائي فِي أَولهَا بل حمله مَعَه إِلَى الشَّام فَكَانَ أول من أدخلهُ إِلَيْهَا ونوه بِهِ وَأمر الطّلبَة بكتابته فكتبوه وقرءوه، وَكَذَا بَلغنِي عَن القاياتي أَنه أَقرَأ فِيهِ وَأما أَنا فَحَضَرت دروسا مِنْهُ عِنْد شَيخنَا ابْن خضر بِقِرَاءَة غَيْرِي وَكَانَ يكثر وَصفه بالمتانة وَالتَّحْقِيق وَقَرَأَ عَلَيْهِ من لَا يُحْصى كَثْرَة وارتحل الْفُضَلَاء للأخذ عَنهُ وَتخرج بِهِ جمَاعَة درسوا فِي حَيَاته وَلكنه صَار بِأخرَة يستروح فِي إقرائه لغَلَبَة الْملَل والسآمة عَلَيْهِ وَكَثْرَة المخبطين وَلَا يصغى إِلَّا لمن علم تحرزه خُصُوصا وَهُوَ حاد المزاج لاسيما فِي الْحر وَإِذا ظهر لَهُ الصَّوَاب على لِسَان من كَانَ رَجَعَ إِلَيْهِ مَعَ شدَّة التَّحَرُّز، وَحدث باليسير

سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَأخذت عَنهُ وقرض لي غَيره تصنيف وَبَالغ فِي التنويه بِي حَسْبَمَا أثْبته فِي مَوضِع آخر، وَقد ولي تدريس الْفِقْه بالبرقوقية عوض الشهَاب الكوراني حِين لقِيه فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين حَتَّى كَانَ ذَلِك سَببا لتعقبه عَلَيْهِ فِي شَرحه جمع الْجَوَامِع بِمَا يُنَازع فِي أَكْثَره وَبِمَا تعرض بعض الآخذين عَن الشَّيْخ لانتقاده وَإِظْهَار فَسَاده، وبالمؤيدية بعد موت شَيخنَا بل عرض عَلَيْهِ الْقَضَاء فَأبى وشافه الظَّاهِر الْعَجز عَنهُ بل كَانَ يَقُول لأَصْحَابه إِنَّه لَا طَاقَة لي على النَّار، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة محققا نظارا مفرط الذكاء صَحِيح الذِّهْن بِحَيْثُ كَانَ يَقُول بعض المعتبرين إِن ذهنه يثقب الماس وَكَانَ هُوَ يَقُول عَن نَفسه إِن فهمي لَا يقبل الْخَطَأ حاد القريحة قوي المباحثة حَتَّى حكى لي إِمَام الكاملية أَنه رأى الونائي مَعَه فِي الْبَحْث كالطفل مَعَ الْمعلم مُعظما بَين الْخَاصَّة والعامة مهابا وقورا عَلَيْهِ سِيمَا الْخَيْر اشته ذكره وَبعد وَصيته وَقصد بالفتاوى من الْأَمَاكِن النائية) وهرع إِلَيْهِ غير وَاحِد من الْأَعْيَان بِقصد الزِّيَارَة والتبرك بل رغب الجمالي نَاظر الْخَاص فِي معاونته لَهُ على بر الْفُقَرَاء والمستحقين فَمَا خَالف مَعَ مُخَالفَته بعد لغيره فِيهِ وأسندت إِلَيْهِ عدَّة وَصَايَا فَحَمدَ فِيهَا وَعمر من ثلث بَعْضهَا مضأة بجوار جَامع الفكاهين انْتفع النَّاس بهَا دهرا، وَالْأَمر وَرَاء هَذَا وَلم أكن أقصر بِهِ عَن دَرَجَة الْولَايَة وترجمته تحْتَمل كراريس مَعَ أَنِّي قد أطلتها فِي معجمي، وَقد حج مرَارًا وَمَات بعد أَن تعلل بالإسهال من نصف رَمَضَان فِي صَبِيحَة يَوْم السبت مستهل سنة أَربع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل جدا ثمَّ دفن عَن آبَائِهِ بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا تجاه جوشن وتأسف النَّاس عَلَيْهِ كثيرا وأثنو عَلَيْهِ جميلا وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعَة مثله، ورثاه بعض الطّلبَة بل مدحه فِي حَيَاته جمَاعَة من الْأَعْيَان، وَمِمَّا كتبه هُوَ على شَرحه لجمع الْجَوَامِع مضمنا لشعر لشَيْخِنَا: يَا سيدا طالع إِن فاق بحسنه فعد ثمَّ اتئد فِي فهمه وَخذ جواهرا وجد وَقَالَ نَالَ مِنْهُ وَمن الْعَلَاء القلقشندي وَغَيرهمَا من الْأَئِمَّة الْمُتَّفق على جلالتهم البقاعي مَعَ تلمذة لكثير مِنْهُم بِمَا لَا يقبل من مثله تسْأَل الله السَّلامَة وَكلمَة الْحق فِي السخط وَالرِّضَا. مُحَمَّد كَمَال الدّين أَخُو الَّذِي قبله من أَبِيه. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن وجوده عَن الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي وَكَذَا وجود الْخط عَن ابْن الحمصاني الْمقري وَيس وَكتب بِهِ كثيرا من تصانيف أَخِيه وَغَيرهَا بل قَرَأَ بحثا على المحيوي الدماطي الْمِنْهَاج وغالب شرح الألفية لِابْنِ

أم قَاسم وعَلى الْجَوْجَرِيّ جمع الْجَوَامِع وَعلي الشرواني فِي أصُول الدّين والمنطق، وتكسب مَعَ النساخة بحانوت فِي الْبر مَعَ خير واستقامة وتقنع. وَكثر تردده إِلَى بل كتب لي ولغيري من تصانيفي. وَنعم الرجل دينا وانجماعا وسكونا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْجلَال الخجندي الْمدنِي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ شَقِيق على الْمَاضِي وَابْن أخي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد. ولد فِي سنة أَربع وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة واشتغل فِي الْكَنْز وَسمع منى بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة بل قَرَأَ على فِي الَّتِي تَلِيهَا قِطْعَة من سنَن أبي دَاوُد ولازمني فِي أَشْيَاء، وَفِي غُضُون المدتين دخل الْقَاهِرَة واختص بالزيني عبد الْغَنِيّ بن الجيعان وَبَعض من يلوذ بِهِ ثمَّ سَافر لدابول فَأحْسن إِلَيْهِ صَاحبهَا وَدخل عدن ودام) بهَا مُدَّة وَهُوَ الْآن سنة تسع وَتِسْعين غَائِب فِي. مُحَمَّد أَبُو الوفا الْمدنِي أَخُو الَّذِي قبله لِأَبِيهِ. ولد فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَسمع مني بهَا ثمَّ قَرَأَ عَليّ بِمَكَّة شَيْئا وباشر إِمَامه الْحَنَفِيَّة بِالْمَدِينَةِ عَن نَفسه وإخوانه وَبني عَمه وَلَا بَأْس بِهِ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْبَدْر بن الشهَاب بن الشَّمْس الشطنوفي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده، وَأمه أُخْت لناصر الدّين بن غَانِم الْمَقْدِسِي. نَشأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَسمع على شَيخنَا والرشيدي وَخلق، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة باعتناء فَقِيه الْبَدْر مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ وَتغَير حَاله بعد موت أَبِيه جدا بِحَيْثُ استنزله نَائِب الْفَخر عُثْمَان المقسى عَن تدريس الحَدِيث بالشيخونية بل كَاد أَخذه مِنْهُ مجَّانا مَعَ كَونه أَخا لزوجه زين العابدين ابْن شيخة الْمَنَاوِيّ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشيكلي الْمدنِي الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع منى بِالْمَدِينَةِ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُفْلِح نجم الدّين حفيد الشَّمْس القلقيلي الْمَقْدِسِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف بالقلقيلي. نَشأ بِبَيْت الْمُقَدّس فحفظ الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا وَسمع هُنَاكَ حِين كنت بِهِ على الْجمال ابْن جمَاعَة والتقى القلقشندي وقريبيه أبي حَامِد أَحْمد والْعَلَاء على ابْني عبد الرَّحْمَن القلقشندي وَالْجمال يُوسُف بن مَنْصُور حَسْبَمَا بَينته فِي مَوضِع آخر ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَأخذ عَن ابْن قَاسم وَالْفَخْر المقسي والجوجري وزَكَرِيا وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْقُرْآن وَكَذَا قَرَأَ على ابْن لحمصاني والسنهوري وَحضر عِنْدِي فِي رَجَب سنة أَربع وَسبعين مَجْلِسا من الأمالي وَكَذَا سمع بعض تَرْجَمَة النَّوَوِيّ من تأليفي، ثمَّ انْتَمَى للبقاعي فَزَاد فَسَاده وَعَاد ضَرَره على الْمُسلمين وعناده وَصَارَ يغريه لما علم من جرآته على النَّاس خُصُوصا أهل الاسْتقَامَة وَاحِدًا وَاحِدًا ثمَّ لم يلبث أَن جاهره بِكُل قَبِيح وَعمل فِيهِ قِطْعَة نظما ونثرا قَالَهَا بِمَجْلِس ابْن مزهر

بمعاونة ابْن قَاسم ثمَّ تخاصم مَعَ الْمعِين. وَكَذَا رَافع فِي عبد الْبر بن الشّحْنَة بعد مزِيد الصداقة والاتحاد بَينهمَا وَزعم أَنه لَا يحسن الْفَاتِحَة بِحَيْثُ قَرَأَهَا بِحَضْرَة السُّلْطَان عَليّ الزين جَعْفَر والاخميمي وَقَالَ أَولهمَا إِنَّهَا قِرَاءَة تصح بهَا الصَّلَاة، وأهين هَذَا بِالضَّرْبِ والترسيم وأسيع أَن الْفَخر أذن لَهُ فِي التدريس وَأنكر الْعُقَلَاء المتقون وَذَلِكَ وَحمد والجوجري حَيْثُ لم بنجز مَعَه لذَلِك، وَسيرَته شهيرة) وَرُبمَا لبس ببهتانه وتصنعه فِي إِظْهَار إحسانه بِحَيْثُ يروج على بغض ضعفاء الْعُقُول مِمَّن لَا فهم لَهُ وَلَا مَعْقُول كبعض الخدام وَغَيرهم من الْأَغْنِيَاء اللئام وَمَعَ ذَلِك فَسنة الله جَارِيَة فِيهِ وَلَا زَالَ أمره فِي انخفاض. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر بن قَاسم الشَّمْس أَو عبد الله العثماني البيري ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي أَخُو الْجمال يُوسُف الاستادار الْآتِي. ولد فِي حُدُود السِّتين وَسَبْعمائة بالبيرة وَسمع من أبي عبد الله بن جَابر وَأبي جَعْفَر الغرناطي ولازمهما وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير وَعرضه على أبي البركات الْأنْصَارِيّ. وَولي قَضَاء الْحيرَة إِلَى بعد الْفِتْنَة ثمَّ قَضَاء حلب فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة ثمَّ عزل ثمَّ أُعِيد فَلَمَّا اسْتَقر حكم فِي نيابتها شوش عَلَيْهِ وعزله فَتوجه إِلَى مَكَّة فجاور بهَا ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي عز أَخِيه فَعظم قدره، وَولي خطابة بَيت الْمُقَدّس بل عين لقَضَاء مصر ثمَّ ولي بعد الشريف النسابة مشيخة البيبرسية ثمَّ تدريس الشاقعي بعد جلال الدّين بن أبي الْبَقَاء، وَحدث بِصَحِيح البُخَارِيّ عَن شَيْخه ابْن جَابر عَن المزى سَمَاعا قَالَ شَيخنَا سَمِعت أَكْثَره مِنْهُ وَحدث بِهِ رفقيا لَهُ، وَكَانَ صرف البيبرسية والتدريس لما قتل أَخُوهُ ثمَّ أُعِيدَت لَهُ البيبرسية خَاصَّة ثمَّ انتزعت مِنْهُ وَقرر فِي مشيخة سعيد السُّعَدَاء بعد الشَّمْس البلالي فاستمر فِيهَا حَتَّى مَاتَ. وَكَانَ سَاكِنا وقورا لين الْجَانِب. وَنَحْوه قَول المقريزي: كَانَ غير عَالم لَكِن يذكر عَنهُ دين مَعَ سُكُون. وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية: كَانَ إنْسَانا حسنا دينا سَاكِنا قَلِيل الشَّرّ كثير الثروة. وأرخ وَفَاته فِي الْعشْر الثَّانِي من الْمحرم سنة تسع وَعشْرين بِالْقَاهِرَةِ عَن نَيف وَسبعين سنة. وأرخه شَيخنَا والعيني فِي ذِي الْحجَّة من الَّتِي قبلهَا فشيخنا فِي سحر يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشره والعيني فِي حادي عشرِيَّة. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ: كَانَ فِيهِ سُكُون وَيذكر عَنهُ تدين ولين جَانب اجْتمعت بِهِ مرَارًا فَلم أر إِلَّا خيرا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد رضوَان بن عبد الْمُنعم بن عمرَان بني الْحجَّاج الشَّمْس بن الشهَاب الْأنْصَارِيّ السفطي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الآثاري نِسْبَة لخدمة الْآثَار النَّبَوِيَّة وَالِد فتح الدّين مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن الْمُحْتَسب. ولد قَرِيبا من

سنة ثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل فِي الْفُنُون وبرع، وَمن شُيُوخه فِي الْفِقْه شرف السُّبْكِيّ وَفِي الْفَرَائِض وَنَحْوهَا ابْن المجدى ولازم القاياتي فِي العقليات وَغَيرهَا وَسمع خلد الآثاري، وتنزل فِي صوفية) الأشرفية أول فتحهَا ثمَّ ولي مسيخة الْآثَار فِي سنة خمس وَأَرْبَعين بعد وَفَاة ابْن عَمه الضياء مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد وَصَارَ يتوسل بهَا عِنْد الرؤساء ويبالغ حَتَّى أثري مَعَ الْخَيْر والستر والحرص على الِاشْتِغَال وملازمة درس الشرواني وَابْن الْهمام وَغَيرهمَا إِلَى آخر رقت مَعَ بعد مَكَانَهُ وبطوء فهمه. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة ابْن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْكَمَال أَبُو الْفضل الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَأمه خَدِيجَة ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب اليافعي وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. ولد فِي إِحْدَى الجماديين سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فأحضر على المقريزي وَسمع أَبَا الْفَتْح المراغي التقي بن فَهد وَأَبا الْمَعَالِي الصَّالِحِي وَأَبا شعر وَزَيْنَب اليافعية وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْفُرَات وَأَبُو جَعْفَر بن الضياء وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة وَغَيرهم، وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وَحضر دروس قريبيه الْبُرْهَان والمحب وَغَيرهمَا من شُيُوخ بَلَده وَكَذَا اشْتغل بِالْقَاهِرَةِ وتميز فِي الْفَرَائِض مَعَ مزِيد الْجَمَاعَة وخيره بِحَيْثُ وصف بالخفة كوالده، وَكتب الْمِنْهَاج وَشَرحه للذميري وَحكى لي الثِّقَة عَنهُ أَنه كَانَ يَقُول لولقى السخاوي زَمنا ورجالا وَلم يكن يَتَحَرَّك إِلَّا ووراءه جنائب وَإِلَّا فَهُوَ مَعَ من لَا يعرف وَفِي وَقت لَيْسَ بِهِ من ينصف جوزى خيرا وَكَأَنَّهُ يُشِير إِلَى اسْتِوَاء المَاء والخشبة. مَاتَ فِي أثْنَاء الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِمَكَّة وَشهِدت الصَّلَاة عَلَيْهِ وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ بِالْخَيرِ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس بن ولي الدّين الْمحلي الشَّافِعِي صهر الغمري الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بصهر الغمري وبابن ولي الدّين. ولد بالمحلة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَعرضه، وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على شَيخنَا البُخَارِيّ وَكَذَا قَرَأَ على الْعلم البُلْقِينِيّ وَسمع على جمَاعَة من المسندين وَتردد للنَّاس وخطب بِجَامِع أَبِيه وَغَيره، وَكَانَ بارعا فِي الْمِيقَات تَلقاهُ عَن ابْن النقاش مَعَ مُشَاركَة فِي الوثائق وَنَحْوهَا وَعمل مجموعا فِيمَا يحرم وَيُبَاح من السماع أَطَالَ فِيهِ ثمَّ اخْتَصَرَهُ وَلم يكن بالماهر، وَقد أَخذ الْمِيقَات عَنهُ جمَاعَة وَمَات فِي حَيَاة أَبِيه لَيْلَة رَابِع عشرى شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ عَن إِحْدَى وَأَرْبَعين سنة رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم بن عبد الرَّحْمَن الْعِزّ أَبُو المفاخر) بن الْمُحب أبي البركات بن الْكَمَال أبي الْفضل الْقرشِي الْهَاشِمِي

الْعقيلِيّ النويري الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن القَاضِي محب الدّين، وَأمه حبشية فتاة أَبِيه. ولد فِي مضان سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِطيبَة حِين كَانَ أَبوهُ قاضيها وَنَشَأ بهَا وَأَجَازَ لَهُ فِي الَّتِي تَلِيهَا ابْن أميلة وَابْن الهبل وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَجَمَاعَة وَسمع ظنا بِالْمَدِينَةِ من أم الْحسن فَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن قَاسم الْحرَازِي وبمكة من ابْن صديق وَغَيره بل سمع على شَيخنَا بِمَكَّة النخبة فِي سنة خمس عشرَة وعني بالفقه كثيرا وَكَانَ فِيهِ نبيها وَحفظ التبيه وَالْحَاوِي أَو أَكثر وَكَانَ يذاكر بِهِ وتفقه مُدَّة طَوِيلَة بالجمال بن ظهيرة ويسيرا بالأبناسي لما قدم مَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس، وناب عَن أَبِيه فِي الخطابة وَالْحكم وَفِي درس بشير، وَكَذَا درس بالأفضلية واستقل بعده بهَا وَكَذَا ولي الْحِسْبَة وَالنَّظَر على الْأَوْقَاف والربط، وَصرف مرَارًا بالجمال بن ظهيرة، وَكَانَ صَارِمًا فِي الْأَحْكَام عَارِفًا مُحْتملا ذَا مُرُوءَة مديم التِّلَاوَة تمرض بالفالج وَغَيره. وَمَات فِي ربيع الأول سنة عشْرين وَكثر الأسف عَلَيْهِ وَدفن عِنْد جده الْكَمَال أبي الْفضل. ذكره الفاسي مطولا والمقريزي فِي عقوده وَقَالَ كَانَ صَارِمًا عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ سَمحا مُحْتملا للأذى كثير التِّلَاوَة فِيهِ مُرُوءَة، والتقى بن فَهد فِي مُعْجَمه وَشَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ أَنه كَانَ مشكور السِّيرَة فِي غَالب أُمُوره وَالله يعْفُو عَنهُ، وَقد تَرْجَمته فِي تَارِيخ الْمَدِينَة أَيْضا. مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو الْفضل الْهَاشِمِي أَخُو الَّذِي قبله ووالد أبي الْقسم والكمال أبي الْفضل مُحَمَّد الْخَطِيب الْآتِي وَأمه سِتّ الْكل ابْنة إِبْرَاهِيم الجيلاني. ولد فِي الْمحرم سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا وَحضر دروس الْجمال ابْن ظهيرة وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الشهَاب أَحْمد بن عبد الله الْغَزِّي وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس بل درس بِحَضْرَتِهِ فِي الْأَفْضَلِيَّة واستمرت بِيَدِهِ حَتَّى انتزعها مِنْهُ الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ، وناب عَن أَخِيه الْعِزّ فِي الخطابة بِمَكَّة وَكَذَا نَاب فِي نظر الْحرم واستقل بهما مَعَ الْحِسْبَة بعد مَوته وعزل مرَارًا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَكَانَ قد سمع من ابْن صديق والزين المراغي وَغَيرهمَا حَتَّى سمع من شَيخنَا، وَأَجَازَ لَهُ ابْن الذَّهَبِيّ وَابْن العلائي والتنوخي وَجَمَاعَة وَطول الفاسي تَرْجَمته، وَذكره المقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ أَحْمد بن الْمُحب عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي ثمَّ) الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ. سمع بعناية أَبِيه من ابْن الخباز وَغَيره وَكَانَ يعْمل المواعيد. مَاتَ فِي سلخ رَمَضَان سنة ثَلَاث عَن ثَمَان وَخمسين سنة. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم الزين أَبُو الْخَيْر أبي الطَّاهِر بن الْجمال أبي المفاخر بن الْحَافِظ الْمُحب أبي جَعْفَر الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَأمه أم كُلْثُوم ابْنة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عليم بن يحيى بن عليم الغرناطي. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَسمع بِمَكَّة من السراج الدمنهوري وَالْفَخْر عُثْمَان بن يُوسُف النويري والعز بن جمَاعَة والشهاب الهكارى والعفيف المطري وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ الشهَاب أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي وَابْن القماح وَابْن كشتغدي وَابْن غالي والمشتولى والأسعردي والبدر الفارقي وَأَبُو حَيَّان والمزي وحفيد ابْن عبد الدَّائِم وَابْن عبد الْهَادِي وَخلق، وتلا بالسبع عَليّ المقرىء نَاصِر الدّين الْعقيلِيّ وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن سُلَيْمَان المكدى وأذنا لَهُ وَحفظ كتبا فِي فنون وَحضر مجَالِس القَاضِي أبي الْفضل النويري بل اخْتصَّ بِهِ حَتَّى كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ فِي غَالب السنين وَاسْتقر بِهِ أَمينا على أَمْوَال الْأَيْتَام واستنابة فِي الْأَنْكِحَة وَكَذَا نَاب عَن غَيره أَيْضا وَرُبمَا حكم فِي بعض القضايا وَأعَاد بِبَعْض مدارس مَكَّة، وَحدث بِالْإِجَازَةِ بالكثير سمع عَلَيْهِ التقي بن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه وَكَذَا الأبي فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة، وَكَانَت لَهُ نباهة فِي الْعلم ومروءة طائلة تُؤدِّي إِلَى ضيق. وَمَات فِي رَمَضَان سنة خمس عشرَة، وَذكره التقي الفاسي مطولا وَشَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَسقط من نُسْخَتي أَحْمد الثَّانِي فِي نسبه. وَقَالَ إِنَّه تفرد بِإِجَازَة الْجَزرِي بِمَكَّة وبرع فِي الْعلم وَكَذَا أوردته فِي تَارِيخ الْمَدِينَة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الولوى بن الشهَاب الذروي المنفلوطي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ. ولد بِذرْوَةِ من صَعِيد مصر الْأَعْلَى، وَقدم مَكَّة مَعَ أَبِيه قبل إِكْمَال سنتَيْن فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَحفظ الْقُرْآن وأدب بِهِ الْأَطْفَال بأخره. وَكَانَ كثير التِّلَاوَة، وسافر إِلَى الْيمن وَلم يكن مرضيا. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَسبعين وَدفن بِجَانِب قبر أَبِيه من المعلاة. ذكره ابْن فَهد عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن ثَابت بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مَيْمُون حميد الدّين أَبُو الْمَعَالِي بن التَّاج النعماني نِسْبَة للْإِمَام أبي حنيفَة) النُّعْمَان الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الفرغاني الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ مَعَ سِيَاق نِسْبَة وَيعرف بحميد الدّين. ولد فِي سَابِع عشرَة صفر سنة خمس وَثَمَانمِائَة بمراغة من أَعمال تبريز وَنَشَأ بِبَغْدَاد وتفقه فِيهَا على أَبِيه والشريف عبد المحسن البُخَارِيّ ونحول مَعَ أَبِيه لدمشق فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَعشْرين ثمَّ دخل الْقَاهِرَة

فِي الَّتِي تَلِيهَا فتفقه فِيهَا بالشمس بن الديري والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْكَشْف الصَّغِير ثمَّ عَاد لدمشق سنة أَربع وَعشْرين وقطنها وتفقه بهَا على الْعَلَاء البُخَارِيّ والشرف قَاسم العلائي ولازم أَولهمَا نَحْو ثَمَان سِنِين وَاقْتصر على ملازمته وَأخذ عَنهُ علم الشَّرِيعَة والطريقة وَسَائِر فنون المعقولات، وَولى قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق فِي سنة ثَلَاث وَخمسين عوضا عَن الحسام بن الْعِمَاد وَصرف عَنهُ غير مرّة، وَكَذَا حج مرَارًا أَولهمَا فِي سنة ثَمَان عشرَة مَعَ أَبِيه وَآخِرهَا فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وأسمع فِيهَا صاحبنا ابْن فَهد أَوْلَاده وَغَيرهم عَلَيْهِ بعض تَرْتِيب مسانيد أبي حنيفَة للخوارزمي رَوَاهُ لَهُم عَن أَبِيه بالسند الَّذِي أوردهُ شَيخنَا فِي جده حسام بن أَحْمد من سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ من أنبائه، وَكتب لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة فِي تَرْجَمَة نفس حَاصِل مَا أثْبته وَقَالَ أَنه ولي تداريس وأنظارا عدَّة كالعزية والخاتونية والمرشدية والمعينية والسيفية والقصاعين وَأَنه ألف الرَّد على ابْن تَيْمِية فِي الاعتقادات وشرحا للكنز لم يكمل بل شرع فِي شرح للهداية وَأَن لَهُ عدَّة رسائل فِي مسَائِل، وَكَانَ عَالما بالنحو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان وَالْأُصُول وَغَيرهَا مشاركا فِي الْفِقْه، بلغنَا أَن الْعَلَاء البُخَارِيّ كَانَ يَقُول لِلشِّهَابِ الكوراني حِين قِرَاءَته عَلَيْهِ وبحثه مَعَه اصبر إِلَى أَن يَجِيء حميد الدّين فَهُوَ الحكم بَيْننَا، وَله ذكر فِي حوادث سنة أَربع وَأَرْبَعين من أنباء شَيخنَا وَطعن فِي نسبه. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد سادس ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ بِالْمَدْرَسَةِ المعينية من دمشق وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع يلبغا ثمَّ بالصالحية وَدفن بسفح قاسيون رَحمَه الله وإيانا. قَالَ شَيخنَا: وَكَانَ أَبوهُ يدعى أَنه من ذُرِّيَّة الإِمَام أبي حنيفَة وأملى لنَفسِهِ نسبا إِلَى يُوسُف بن أبي حنيفَة كتبه عَن التقي المقريزي يعرف من لَهُ أدنى ممارسة بالأخبار تلفيقة وَالله الْمُوفق. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز الْمُحب أَبُو الطّيب بن الشهَاب الْحلَبِي الأَصْل القاهري الْموقع الْمَاضِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وَاسْتقر فِي التوقيع كأبيه واشتغل قَلِيلا عِنْد) السنتاوي وَغَيره وقصدني غير مرّة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر بن قَاسم جمال الدّين بن الشهَاب العثماني البيري ثمَّ الْحلَبِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف بِابْن أحنى جمال الدّين. أجَاز لَهُ باستدعاء ابْن فَهد جمَاعَة، وسكنه بِجَانِب قاعة البغاددة بِالْقربِ من وكَالَة قوصون، ويوصف بِجَمَال بِحَيْثُ قَالَ فِيهِ الشَّمْس بن عبد الرَّحِيم اللبان قصيدة رائية مرَارًا.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن القَاضِي أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن عبد الْعَزِيز الْعِزّ بن الْمُحب بن الْعِزّ بن الْمُحب الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الْمَاضِي جده قَرِيبا، وَأمه حبشية فتاة لِأَبِيهِ. ولد فِي رَجَب سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَسمع من زَيْنَب اليافعية وَأبي الْفَتْح المراغي وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ الزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة القباني والتدمري وَعَائِشَة الكنانية وَابْنَة الشرائحي وَآخَرُونَ وَهُوَ أَخُو الشّرف أبي الْقَاسِم الْآتِي سَافر الْهِنْد مَعَ بعض الخدام وَلم نسْمع خَبره. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفَقِيه أَحْمد بن قُرَيْش الشَّمْس ابْن الشهَاب المَخْزُومِي البامي الأَصْل بموحدة ثمَّ مِيم نِسْبَة لبلدة بالصعيد القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بالبامي، هَكَذَا قَرَأت نِسْبَة بِخَطِّهِ. ولد فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو وعرضها على الْجلَال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس ابْن الديري وَآخَرين وَأخذ الْفِقْه عَن القاياتي والونائي ولازمهما، وقرأه على ثَانِيهمَا شرح جمع الْجَوَامِع للولوي الْعِرَاقِيّ قيل وللمحلى كَمَا تقدم فِيهِ والنحو عَن ابْن قديد وَبِه انْتفع فِيهَا، وَحضر يَسِيرا من قبلهم عِنْد الشَّمْس الشطنوفي فِي النَّحْو وَعند الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ فِي الْفِقْه وَأخذ الْفَرَائِض عَن ابْن المجدى وَسمع على شَيخنَا وَغَيره، وَحج فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وتنزل فِي الشيخونية وَتقدم وَأذن لَهُ القاياتي فِي التدريس والافتاء والونائي فِي التدريس وتصدى لذَلِك فَأخذ عَنهُ جمَاعَة، ودام حَتَّى ألحق الابناء بِالْآبَاءِ وَفِي طلبته أَعْيَان وَكَانَ يَقُول أَن مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ فِي التَّنْبِيه الزين زَكَرِيَّا، وَمَعَ ذَلِك فَلم يحمد أمره مَعَه فِي قَضَائِهِ وَكَانَ يكثر الدُّعَاء عَلَيْهِ ودرس بالشريفية مَحل سكنه بالجودرية مَعَ النّظر عَلَيْهَا بعد أَبِيه وبالمجدية فِي جَامع عَمْرو بعد النُّور الْمَنَاوِيّ مَعَ تصدير فِيهِ أَيْضا وبمسجد عبد اللَّطِيف بقنطرة سنقر بعد الزين البونيجى وبالخروبية) بِمصْر بعد الْبَدْر بن الْقطَّان وَغير ذَلِك كتدريس الزينية بعد الشنشى، وناب بترسة وأعمالها عَن شَيخنَا والقاياتي ثمَّ أعرض عَنهُ وأضيف لوَلَده وَأفْتى قَلِيلا، وَعمل مُخْتَصرا فِي الْفِقْه قدر التَّنْبِيه سَمَّاهُ فتح الْمُنعم وَشَرحه وَرَأَيْت بِخَطِّهِ أَنه عمل تَصْحِيح التَّنْبِيه وَكتب حَاشِيَة على كل من شرح البُخَارِيّ والكرماني والقطعة اللاسنوي والعجالة وَابْن المُصَنّف، وَهُوَ خير منجمع عَن النَّاس قَانِع متعفف لم ينهيأ لَهُ وَظِيفَة تناسبه مَعَ مساعدة الأميني الأقصرائي لَهُ وَغَيره فِي الِاسْتِقْرَار فِي بعض

مَا يصلح لَهُ وَلم يَتَيَسَّر بل أعطَاهُ الاستادار تغرى بردى القادري بأخره تصوفا فِي سعيد السُّعَدَاء، كل ذَلِك مَعَ الْعلم وَالدّين والتودد أَحْيَانًا وَسُرْعَة الانحراف ومزيد الوسواس، وَقد أوقفني على استدعاء بِخَط الكلوتاتي مؤرخ بشوال سنة سِتّ عشرَة باسم نجم الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد البامي وَقَالَ أَنه هُوَ أجَاز فِيهِ جمَاعَة كالجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ والعز بن جمَاعَة وَالْفَخْر الدندلي والشرف بن الكويك وَآخَرين، هُوَ مُمكن مَعَ توقف فِي أوراقه وان كَانَ بعض طلبته مِمَّن أَخذ عني ونافرأ مَعًا قد خرج لَهُ عَنْهُم جُزْءا، مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفن بالتربة السعيدية وَلم يخلف بعده فِي طبقته مثله رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْبَدْر أَبُو الْفَتْح بن الْمُحب ابْن فتح الدّين القاهري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْخَطِيب وبابن الْمُحب. ولد فِي ربيع الأول سنة خمسين وَثَمَانمِائَة وأحضره أَبوهُ فِي الثَّالِثَة فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين من لفظ شَيخنَا المسلسل بِشَرْطِهِ وَعَلِيهِ غير ذَلِك ثمَّ فِي الرَّابِعَة وَبعدهَا على غير وَاحِد حَسْبَمَا أثْبته لَهُ بخطى وَأَجَازَ لَهُ الزين ورضوان الْمُسْتَمْلِي أخرون وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والرسالة والمختصر وألفية ابْن ملك والمنهاج الْأَصْلِيّ وَعرض على الْعلم البُلْقِينِيّ والمحلي والمناوي والسعد بن الديري والعز الْحَنْبَلِيّ فِي أخرين وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة عَن الْوراق ثمَّ فِيهَا وَفِي الْفِقْه عَن الْبَدْر بن المخلطة والنور بن التنسي وَقَرَأَ على التقي الحصني التصريف الْعزي والقطب والمتوسط وعَلى الْعَلَاء الحصني القطب أَيْضا وحاشيته للسَّيِّد وَشرح العقائد وَشرح الطوالع للأصبهاني وغالب الْمُخْتَصر وَقطعَة من أول المطول مَعَ سَماع الْكثير مِنْهُ وَمن الْعَضُد وَغير ذَلِك، وَقَرَأَ الرسَالَة وَقطعَة من الْمُخْتَصر بِالْقَاهِرَةِ والمناسك مِنْهُ بِمَكَّة على العلمي وَأكْثر من مُلَازمَة السنهوري فِي الْفِقْه أُصُوله والعربية وَالصرْف وَغير ذَلِك، وَمِمَّا قَرَأَهُ) عَلَيْهِ فِي الْفِقْه الْمُخْتَصر والإرشاد وَابْن الْحَاجِب تقسيما وَلكنه لم يكمل وَقطعَة من الْمُدَوَّنَة وَنصف ابْن الْجلاب مَعَ سَماع بَاقِيه وَجَمِيع الْعُمْدَة لِأَبْنِ عَسْكَر والرسالة والمختصر وَفِي الْعَرَبيَّة شَرحه الصَّغِير للجرومية وَفِي الصّرْف شرح تصريف الْعزي للتفتازاني وَقَرَأَ على عبد الْحق السنباطي الألفية وتوضيحها وحاشيته لسبط ابْن هِشَام وغالب ابْن عقيل وجود عَلَيْهِ الْقُرْآن فِي آخَرين وتميز وَأذن لَهُ العلمي وَغَيره وَقَرَأَ على قِطْعَة من البُخَارِيّ وَغَيره وَسمع مني بعض الدُّرُوس وَاسْتقر فِي جِهَات أَبِيه بعدة مِنْهَا الخطابة وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن أَشْيَاء، وَحج وناب عَن اللَّقَّانِيّ فَمن بعده وَجلسَ بحانوت بَاب الشعرية بعد أبي سهل

وَغَيره ثمَّ أعرض عَن الْمجَالِس وَاقْتصر على الصالحية وَصَارَ من أماثل النواب بل مَا علمت الْآن أكمل مِنْهُ فضلا وَإِن كَانَ فِيهِ من يتَرَجَّح بالصناعة والإقدام كل ذَلِك مَعَ حسن الشكالة والتؤدة وَالْأَدب ومتانة الْبَحْث وَرُبمَا أَقرَأ بعض الطّلبَة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق أَبُو عبد الله العجيسي التلمساني الْمَالِكِي وَيعرف بحفيد ابْن مَرْزُوق وَقد يختصر بِابْن مَرْزُوق. ولد فِي الثَّالِث عشر ربيع الأول سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة واشتغل ببلاده، وتلا لنافع على عُثْمَان بن رضوَان بن عبد الْعَزِيز الصَّالِحِي الوزروالي وانتفع بِهِ فِي الْقرَاءَات والعربية وبجده وبن عرفه فِي الْفِقْه وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقسم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الخشاب ومحدث الأندلس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الحفار وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الْكِنَانِي القيجاطي وَعبد الله بن عمر الوانغلي وأخرون، وَحج قَدِيما سنة تسعين رَفِيقًا لِأَبْنِ عَرَفَة وَسمع من الْبَهَاء الدماميني باسكندرية وَنور الدّين الْعقيلِيّ النويري بِمَكَّة وفيهَا قَرَأَ البُخَارِيّ على ابْن صديق وَمن البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والعراقي وَابْن حَاتِم بِالْقَاهِرَةِ ولازم بهَا الْمُحب بن هِشَام فِي الْعَرَبيَّة، وَكَذَا حج فِي سنة تسع عشرَة ولقية الزين رضوَان بِمَكَّة وَقَرَأَ عَلَيْهِ ثلاثيات البُخَارِيّ بقرأته لَهَا على ابْن صديق وَكَذَا لقِيه شَيخنَا قَرِيبا من هَذَا الْوَقْت بِالْقَاهِرَةِ وَقَالَ فِي تَرْجَمَة جده من درره: نعم الرجل معرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ والفنون وَحسن الْخط والخلق والخلق وَالْوَقار والمعرفة وَالْأَدب التَّام حدث بِالْقَاهِرَةِ وشغل وَظَهَرت فضائله زَاد فِي مُعْجَمه: سمع مني وَسمعت مِنْهُ وَأخذ عني قِطْعَة من شرح البُخَارِيّ وَمن نظمي وَأَجَازَ لِابْني مُحَمَّد وَلم يطلّ الْإِقَامَة بِالْقَاهِرَةِ، وَكَانَ نزها عفيفا متواضعا. قلت وَكَذَا قَالَ المقريزي) فِي عقوده أَنه قدم حَاجا فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة ثمَّ سَافر لبلاده ثمَّ رَجَعَ فِي سنة تسع عشرَة فحج أَيْضا وَعَاد، قَالَ وَكَانَ نزها عفيفا متواضعا. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْأمين والمحب الأقصرائيين وَأكْثر عَنهُ وناصر الدّين بن المخلطة والشريف عِيسَى الطنوبي وَأحمد بن يُونُس وَكَانَ أَخذه عَنهُ لما قدم عَلَيْهِم بَلْدَة قسنطينة وَأقَام بهَا سِتَّة أشهر. وَله تصانيف مِنْهَا المتجر الربيح والمسعى الرجيح والمرحب الفسيح فِي شرح الْجَامِع الصَّحِيح لم يكمل وأنواع الذَّرَارِي فِي مكررات البُخَارِيّ وَإِظْهَار الْمَوَدَّة فِي شرح الْبردَة وَيُسمى أَيْضا صدق الْمَوَدَّة وَاخْتَصَرَهُ وَسَماهُ الِاسْتِيعَاب لما فِي الْبردَة من الْمعَانِي وَالْبَيَان والبديع وَالْإِعْرَاب والذخائر القراطيسية فِي شرح الشقراطسية ورجز فِي عُلُوم الحَدِيث سَمَّاهُ الرَّوْضَة وأختصره فِي رجز أَيْضا وَسَماهُ الحديقة وأرجوزة فِي الْمِيقَات سَمَّاهَا الْمقنع الشافي وَنور الْيَقِين

فِي شرح حَدِيث أَوْلِيَاء الله الْمُتَّقِينَ تكلم فِيهِ على رجال المقامات كالنقباء والنجباء والبدلاء وانتهاز الفرصة فِي محادثة عَالم قفصة وَهُوَ أجوبة عَن مسَائِل فِي فنون الْعلم وَردت عَلَيْهِ من الْمشَار إِلَيْهِ والمعراج إِلَى استمطار فؤاد ابْن سراج والنصح الْخَالِص فِي الرَّد على مدعي رُتْبَة الْكَامِل للناقص وَالرَّوْض البهيج فِي مسايل الخليج جمع مسيل والمفاتح المرزوقية فِي اسْتِخْرَاج خبر الخزرجية وَشرح التسهيل وَكَذَا ألفية ابْن ملك ومختصر السيخ خَلِيل وَسَماهُ المنزع النَّبِيل وَلم يكملا وَابْن الْحَاجِب والتهذيب وَسَماهُ رَوْضَة الأديب ومنتهى أمل اللبيب فِي شرح التَّهْذِيب والجمل للخونجي وَسَماهُ مُنْتَهى الأمل ونظم الْمَتْن وَعمل عقيدة أهل التَّوْحِيد المخرجة من ظلمَة التَّقْلِيد والآيات الْبَينَات فِي وَجه دلَالَة المعجزات وَالدَّلِيل الْوَاضِح الْمَعْلُوم على طَهَارَة ورق الرّوم وجزء فِي إِثْبَات الشّرف من قبل الْأُم، وَغير ذَلِك مِمَّا أَخذ عَنهُ بعضه بِالْقَاهِرَةِ. وَمَات بتلمسان فِي عَشِيَّة الْخَمِيس رَابِع عشر شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين عَن سِتّ وَسبعين سنة، وأرخه بعض فِي ربيع مِنْهَا وَالْأول أضبط رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن عمر أَبُو الْفضل بن الشهَاب بن أبي الْبَقَاء بن الضياء الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْآتِي جده. ولد فِي رَجَب سنة تسع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَسمع مني بهَا وَدخل الْيمن ومصر وَالشَّام وَقيل أَنه فقد بِهِ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن الْبَهَاء القَاضِي) نَاصِر الدّين أَبُو الْخَيْر الْأنْصَارِيّ الخزرجي الأخميمي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الأخميمي. ولد فِي يَوْم السبت منتصف ربيع الأول سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَقَالَ أَن جدته لأمه شريفة حسنية وأملي علينا نَسَبهَا. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة وَالْمجْمَع وألفية النَّحْو والشاطبية وَبَعض الطّيبَة الجزرية، وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم الْعِزّ بن الْفُرَات وَشَيخنَا بل قَرَأت بِخَطِّهِ أَنه أجَاز لَهُ فِي سنة تسع وَأَرْبَعين بالمنكوتمرية والبرهان بن خضر والبدر الْعَيْنِيّ وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ فِي شَرحه على الْمجمع وَابْن الديري والعز عبد السَّلَام والبغدادي فِي آخَرين وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الْمحلي وَكَانَ صديق أَبِيه وَفِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا عَن التقي الشمني، وَكَذَا قَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة كَافِيَة ابْن الْحَاجِب مَعَ أصُول الْفِقْه على التقي الحصني واعتنى بالقراءات فَأَخذهَا فِي ابتدائة عَن التَّاج السكندري، وَكَذَا أَخذهَا عَن الشهَاب بن أَسد جمع عَلَيْهِ سَبْعَة الشاطبية مَعَ سِتَّة المصطلح لِابْنِ القاصح واليزيدي وإمان الْعَطَّار فِي اختيارهما والزيون جَعْفَر جمع عَلَيْهِ للأربعة عشر والهيثمي للعشر فَقَط وزَكَرِيا

لَهَا لَكِن لليسير ورام الْقِرَاءَة على إِمَام فَمَا تهَيَّأ. بل لما سَافر لزيارة بَيت الْمُقَدّس أدْرك الشَّمْس بن عمرَان فَقَرَأَ عَلَيْهِ للأربعة عشر بمجمع السرُور للقباقبي لَكِن لخمس الْبَقَرَة فَقَط ثمَّ للعشر إِلَى خَاتِمَة والزخرف وَمَات قبل اكماله وَلم يقْتَصر على السَّبع بل تَلا للعشر وللأربعة عشر فَقَط وللأربعة عشر فأزيد وتميز فِيهَا اتقانا وَأَدَاء مَعَ طراوة نَغمَة وَمَعْرِفَة بالطرق ومشاركة فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف بل سَمِعت من يثني على فضائله وذكائه. وَاسْتقر كأبيه أحد أَئِمَّة السُّلْطَان وباشرها بشهامة وَعزة نفس وَلم يتَرَدَّد لأمير من الْأُمَرَاء وَنَحْوهم إِلَّا يشبك الْفَقِيه لخيره مَعَ قلته بل لم يعلم تردده لكبير أحد من آحَاد الشُّيُوخ بل كَانَ ابْن أَسد وجعفر وَنَحْوهمَا يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ لقرَاءَته عَلَيْهِمَا وَكَانَ أَوَّلهمْ يُنَوّه بِهِ، وَكَذَا ولي الخطابة بِجَامِع الْحَاكِم مَعَ الْمُبَاشرَة بِهِ توقيتا وأوقافا ثمَّ رغب عَن مُبَاشرَة الْأَوْقَاف لِأَخِيهِ وَعَن الخطابة لِابْنِ الشّحْنَة الصَّغِير لما اسْتَقر فِي الخطابة بالتربة الاينالية من واقفها ومشيخة الخانقاة المنجكية ثمَّ التصدير بالباسطية ومشيخة البرقوقية كِلَاهُمَا عَن الشَّمْس الأمشاطي لكَونه كَانَ حِين استقراره فِي المشيخة بعد موت الْعَضُد الصيرامي لم يزعج أبنته وأمهما وعيالهما عَن السُّكْنَى بهَا على عَادَتهم قبل مَوته وَاتفقَ تزوج صَاحب التَّرْجَمَة بهَا فَكَانَ ذَلِك حجَّته فِي السَّعْي فِيهَا حَتَّى اسْتَقر هَذَا مَعَ اجْتِهَاد الْمُحب بن الشّحْنَة فِيهَا بعد) العضدي متمسكا بِأَن ابْنه الصَّغِير كَانَ زوجا لأبنة العضدي وَله مِنْهَا ولد حِين مَوته مَعَ انْفِصَاله عَن أمهَا فَلم يسْعد بذلك والأعمال بِالنِّيَّاتِ، وَكَانَ فِي أبعاد أبنة العضدي عَنْهُم أَولا ثمَّ عدم وصولهم للوظيفة وتيسرهما لصَاحب التَّرْجَمَة الَّذِي لم يزن بريبة كَرَامَة لأَبِيهَا، وَكَذَا اسْتَقر صَاحب التَّرْجَمَة فِي النّظر على الجاولية بالكبش حِين علم السُّلْطَان تَقْصِير ناظرها ومباشريها وأهانهم مرّة بعد أُخْرَى فباشرها واسترجع بعض أوقافها وَعمر فِيهَا، وَكَذَا حسنت مُبَاشَرَته للبرقوقية وصمم فِي أمورها جدا وَسوى بَين الْمُسْتَحقّين وألزمهم الْحُضُور وَلم يلْتَفت لرسالة وَغَيرهَا بِحَيْثُ سَمِعت ينظم مِنْهُ تجاه وَجه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واستوحش مِنْهُ أَمِير أخور وَغَيره وَكَاد أمره أَن ينخرم فِيهَا ثمَّ تراجع عينه السُّلْطَان لعمل حِسَاب الشَّمْس مُحَمَّد بن عمر الْغَزِّي بن المغربي الْآتِي، ثمَّ ولاه عوضه قَضَاء الْحَنَفِيَّة فِي يَوْم السبت منتصف شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين يعد شغوره أَزِيد من شهر وَنزل فِي ركبة حافلة إِلَى الصالحية على الْعَادة وَلكنه لم يسمع عَادَة ثمَّ توجه والقضاة الثَّلَاثَة وَمن شَاءَ الله مَعَه لسكنه عِنْد بَيت البشيري من الْبركَة وَلم يركب لأحد مِمَّن ركب مَعَه بل وَلَا استنابة فِي أول يَوْم أحدا ثمَّ فِي ثَانِي يَوْم فوض الشنشي والصوفي والصدر

الرُّومِي والتقي بن القزازي ونقبه هُوَ والبدر السعودي ثمَّ بعد بِيَوْم استناب الْبَدْر بن فيش وحضه على التجمل فِي ملبسه ومركبه ثمَّ الشهَاب بن إِسْمَاعِيل الْجَوْهَرِي وَخَصه بالصالحية والشهاب القليجي، وَلم يلبث أَن عزل نَفسه حِين أدرجة فِيمَن قيد عَلَيْهِ وَلكنه أُعِيد عَن قرب ثمَّ ابْن اسماعيل الصَّائِغ وَغَيره، وجدد بعض النواب. وَالْتزم ترك مَعْلُوم الأنظار فِي شهر ولَايَته بل وَالَّذِي يَلِيهِ وَصرف متحصلهما مَعَ الشَّهْر قبلهمَا فِي الْعِمَارَة وَتوسع فِي الاستبدالات حَيْثُ لم يُمكنهُ التّرْك. وَقد أَخذ عَنهُ غير وَاحِد الْقرَاءَات بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة حِين مجاورته بهَا وَكَذَا أَقرَأ غَيرهَا كالعربية وَالصرْف وَسمعت أَن الشهَاب السعودي الصحراوي أحد الْمُتَقَدِّمين فِيهَا كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ أما لقِرَاءَة صَاحب التَّرْجَمَة أَو لسَمَاع قِرَاءَة أَخِيه وَكَذَا لَازمه الزين بن رزين وَقَبله أَحْيَانًا الْعِزّ الوفائي وَكِلَاهُمَا من عُلَمَاء التَّوْقِيت فَكَأَنَّهُ كَانَ يَأْخُذهُ عَنْهُمَا لما أخْبرت من براعته فِيهِ بِحَيْثُ صَارَت لَهُ ملكة فِي اسْتِخْرَاج أَعمال السَّبْعَة السيارة من مقوماتها وخطب مخطوبا بعدة أَمَاكِن تَبَرعا وَكَذَا أم فِي التَّرَاوِيح بِجَامِع الْحَاكِم وَغَيره ليَالِي وتزاحم النَّاس لسماعه وَالصَّلَاة خَلفه وَهَذَا هُوَ الَّذِي طَار أُسَمِّهِ بِهِ مَعَ مزِيد صفائه وتفننه وبديع إدائه وَله) فِي مجْلِس الْملك حركات فِيهَا بَرَكَات وكلمات مفيدة فِي الْمُهِمَّات، ولازال يذكرنِي بالجميل ويتحفني بالمجاورة بِالْفَضْلِ الجزيل جمل الله بِوُجُود وَحمل ذَاته على نَجَائِب كرمه وجوده. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس السكندري الشَّافِعِي التَّاجِر وَيعرف كأبيه بِابْن محليس بِفَتْح أَوله ثمَّ مُهْملَة وَلَام وَآخره مُهْملَة شَاب سناط عَاقل أَخذ عَن الشَّمْس النوبي ثمَّ عَنى. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس بن الشهَاب الخواجا بن الخواجا الكيلاني الأَصْل نزيل مَكَّة والماضي أَبوهُ وَيعرف بِابْن قاوان. ولد تَقْرِيبًا قبل الْعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فَقَرَأَ على بعض الْفُضَلَاء متدربا بِهِ فِي النَّحْو وَالصرْف وَنَحْو ذَلِك، بل حضر مجْلِس الشّرف على اليزدي واستفاد مِنْهُ وَأكْثر الرِّوَايَة عَنهُ، وَقدم الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فأخذا عَن الزين الزركسي فِي صَحِيح مُسلم ثمَّ عَن شَيخنَا ورجعا وقطن مَكَّة وَبَلغنِي أَنه أَخذ فِيهَا تائية ابْن الفارض وَبَعض شروحها عَن بعض المغاربة خُفْيَة، وَلَقي غير وَاحِد من الْفُضَلَاء وانتفع بمذاكرتهم وَغَيرهَا مَعَ مداومته فِي خلوته المطالعة فِي كتب الحَدِيث وَالرَّقَائِق والتصوف والتاريخ بل قرئَ عِنْده الْكثير من ذَلِك بِمحضر

من الْفُضَلَاء وَرُبمَا وَقعت المباحثة فِيهِ وتزايدت براعته بِهَذَا كُله لوفور ذكائه وَحسن تصَوره، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَسبعين فَأكْرم الْأَشْرَف قايتباي مورده وَأقَام مُدَّة ثمَّ سَافر لبيت الْمُقَدّس فزاره والخليل وَرجع حَتَّى سَافر لمَكَّة فِي موسم الَّتِي تَلِيهَا وَكثر تردد الأماثل فَمن دونهم لبابه وغمرهم بنواله وبره ولذيذ خطابه وَرَأَوا من أدبه وتواضعه ورياسته مَا يفوق الْوَصْف، وَكنت مِمَّن شملني فَضله ووسعني معروفه وَزَاد فِي الثَّنَاء عَليّ جدا حَتَّى فِي الْغَيْبَة بِحَيْثُ يقدمني على سَائِر أهل الْعَصْر، وينسب الْملك فَمن دونه إِلَى التَّقْصِير فِي شأني ويغتبط بتصانيفي كثيرا وَرُبمَا قَرَأَ من لَفظه بَعْضهَا بحضرتي وشهرها فِي غيبتي، ورام مني وَهُوَ بِالْقَاهِرَةِ إسماع مُسلم عِنْده فاعتذرت عَن ذَلِك وَكَذَا تكَرر استدعاؤه لي فِي كثير من مهماته الَّتِي يخص بهَا من يَعْتَقِدهُ فَمَا أذعنت وَهُوَ لَا يزْدَاد فِي مَعَ ذَلِك إِلَّا محبَّة وَقَالَ لي مرّة لم أرمن سلم من لِسَان الْبَدْر الدَّمِيرِيّ سواكم. ثمَّ قدم بعد الثَّمَانِينَ فَأَقَامَ قَلِيلا وَتوفيت لَهُ ابْنة متزوجة بالشريف اسحق الْمَاضِي فدفنت بجوار المشهد النفيسي وانتفع لدفنها هُنَاكَ الجدام والمجاورون بل والخليفة وأقرباؤه وَالْمَكَان فَإِنَّهُ أرصد نَحْو ألفي دِينَار لعمارته) وَكَانَت لَهَا جَنَازَة حافلة وأوقات هنك طيبَة هائلة، ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة وَكَانَ لَهُ فِي السَّيْل الشهير بهَا الْيَد الْبَيْضَاء. ومحاسنه جمة. وَمَات فِي شَوَّال سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ ثمَّ دفن بتربتهم من المعلاة وارتجت النواحي لمَوْته وَصلي عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب بِجَامِع الْأَزْهَر وَغَيره وَأوصى ببر وَخير كثير، وَكَانَ رَئِيسا جَلِيلًا متواضعا شهما متعبدا بِالطّوافِ وَالصِّيَام وَالصَّلَاة نيرا مكرما لجليسه مُعظما للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ سِيمَا أَبُو الْعَبَّاس بن الغمري بِحَيْثُ سمى وَلَده باسمه فائقا فِي الْكَرم والبذل وافر الْعقل زَائِد الْأَدَب ممدحا سَار ذكره فِي الْآفَاق وطار اسْمه فِي السباق وَفِي مَجِيئه الْأَخير للديار المصرية خرج الْعَرَب على نَائِب جده والركب فَلَمَّا أبصروه كفوا حَيَاء مِنْهُ وَطَمَعًا فِي إحسانه فَمَا خيبهم من معروفه، وَبِالْجُمْلَةِ فَقل أَن ترى الْأَعْين فِي مَعْنَاهُ مثله رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْكَمَال بن الْمعلم الشهَاب القاهري المقسي الحريري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بالقافلي. مِمَّن لَازم عبد الرَّحِيم الأبناسي فِي قِرَاءَة أَشْيَاء يقصر عَنْهَا. وَكَذَا تردد للفخرعثمان المقسي وَأخذ عَن نور الدّين الصَّالِحِي الكلبشي فِي الْفِقْه وَغَيره عني وَعَن البقاعي يَسِيرا، وتكسب فِي بعض الْأَسْوَاق وَلم ينجب فِي شيئ. وَحج وَتزَوج كثيرا وَكَاد بعض الْقُضَاة أَن يعزره

لَوْلَا الأيناسي وخمد بعده. وَكَانَ أَبوهُ مَعَ عامتيه أدين مِنْهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الشَّيْخ. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب وإلياس. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الْمُحب أَبُو الْفضل بن اشهاب بن الشَّمْس الصَّفَدِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِأبي الْفضل بن الْأَمَام لكَون جده كَانَ إِمَام بِبَعْض جَوَامِع صفد وَهُوَ بكنيته أشهر ولد فِي ثَالِث عشر شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَهُوَ ابْن عشر وخطب بِجَامِع بني أُميَّة والعمدة والعقيدة للغزالي والشيباني والشاطبية وألفية الحَدِيث والنحو مَعَ الملحة والمنهاج الفرعي والأصلي مَعَ الورقات والرحبية فِي الْفَرَائِض وتلخيص الْمِفْتَاح وَغَيرهَا، وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم ببلدة البلاطنسي والزين عبد الرَّحْمَن بن خَلِيل والبرهان الباعوني وَأَخُوهُ الْجمال والبدر بن قَاضِي) شُهْبَة والتقى الْأَذْرَعِيّ وَالشَّمْس بن سعد والقوام الْحَنَفِيّ والنظام الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُوسَى الْحِمصِي السُّبْكِيّ وبالقاهرة فِي سنة خمس وَخمسين الظَّاهِر جقمق والبلقيني والمناوي والقلقشندي والمحلي والشنشي والكمال بن الْبَارِزِيّ والخواص وزَكَرِيا وَابْن الديري وَعبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والأقصرائي وَابْن الْهمام والكافياجي والزين طَاهِر، وَكَانَ فِي أثْنَاء درسه لمحافيظه تولع بالفرائض والحساب بالمفتوح والقلم والجبر والمقابلة واستخراج الْمَجْهُول وَأخذ ذَلِك عَن الْبُرْهَان النَّوَوِيّ وَالْفَخْر بن الحاري بِحَيْثُ برع فِيهِ فَلَمَّا دخل الْقَاهِرَة قَرَأَ مَجْمُوع الكلائي فِيمَا كتب على الْعلم البُلْقِينِيّ وزَكَرِيا وأجازاه بالإفتاء والتدريس فِي الْفَرَائِض ومتعلقاته بعد امتحان أَولهمَا لَهُ بقسمة مسئلة، وَأخذ الْقرَاءَات بِبَلَدِهِ جمعا وافرادا عَن الشَّمْس بن النجار وَابْن عمرَان حِين قدمهَا عَلَيْهِم والزين خطاب وبالقاهرة عَن ابْن أَسد وجعفر والهيثمي وَسمع عَلَيْهِ المسلسل بِسُورَة الصَّفّ عَن ابْن الْجَزرِي وَأخذ البُخَارِيّ بقرَاءَته عَن نَاصِر الدّين أبي الْفضل مُحَمَّد بن مُوسَى بسط أبي بكر عبد الله الْموصِلِي بِسَمَاعِهِ لَهُ على السراج أبي بكر ابْن أَحْمد بن أبي الْفَتْح الدِّمَشْقِي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَقِرَاءَة وسماعا عَن الشَّمْس اللولوي بروايته لَهُ عَن الحافظين الْجمال بن الشريحي وَابْن نَاصِر الدّين بل سمع عَلَيْهِ مُسلما وَبَقِيَّة السِّتَّة والموطأ والشفا ومسند مُسَدّد وعدة مسلسلات وأجزاء وَغير ذَلِك بل قَرَأَ مُسلما عَليّ ابْن خَلِيل مَعَ أربعي الصَّابُونِي وفضائل الشَّام للربعي وجزء النّيل ومسند الشَّافِعِي والبعث وجزء ابْن عَرَفَة والبطاقة وسي المسلسل بِالْقَبْضِ على اللِّحْيَة وَغير ذَلِك بل قَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ أوجله، وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ وعَلى

الْبُرْهَان الباعوني المسلسل بالأولية وَمن ابْن خيل لبس الْخِرْقَة وَكَذَا من نَاصِر الدّين سبط الْموصِلِي كِلَاهُمَا عَن الشهَاب بن الناصح وَثَانِيهمَا عَن جده أبي بكر الْموصِلِي وأولهما عَن الزين الخوافي فِي آخَرين بِبَلَدِهِ كَالشَّمْسِ بن هِلَال الْأَزْدِيّ والشهاب بن الشحام والنظام بن مُفْلِح، وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ أَجزَاء مِمَّا يرويهِ عَن ابْن الْمُحب وَالشَّمْس الجرادقي وَأكْثر عَنهُ مِمَّا رَوَاهُ لَهُ عَن الشّرف بن الكويك وَغَيره وترافق مَعَ ابْن الشَّيْخ يُوسُف الصفي فِي هَؤُلَاءِ وكثيرين غَيرهم وبالقاهرة كالعز الْحَنْبَلِيّ وَابْنَة خَاله نشوان والشاوي والملتوتي وبالمدينة النَّبَوِيَّة كَأبي الْفرج المراغي قَرَأَ عَلَيْهِ الْأَرْبَعين الَّتِي خرجها شَيخنَا لوالده وبمكة ككمالية ابْنة الْمرْجَانِي وَزَيْنَب ابْنة الشوبكي قَرَأَ عَلَيْهِمَا أَشْيَاء بِحَضْرَة النَّجْم عَم بن فَهد وَهُوَ مِمَّن أَخذ) عَنهُ أَيْضا وَأَجَازَ لَهُ فِيمَا قَالَ شَيخنَا وَمن مَكَّة أَبُو الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد والبرهان الزمزمي وَمن حلب الشَّمْس بن مقبل الْقيم وَمن بَيت الْمُقَدّس التقي القلقشندي وَمن بَلَده ابْن نَاصِر الدّين فِي آخَرين باستدعاء ابْن الصفي وَغَيره وَفِي الأول والأخير توقف، وَأخذ الْفِقْه بِبَلَدِهِ عَن البلاطنسي وخطاب وَابْن الشاوي والبدر بن قَاضِي شُهْبَة وَالشَّمْس بن سعدو النَّجْم بن قَاضِي عجلون وبالقاهرة عَن الْمَنَاوِيّ، وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْقطعَة الَّتِي كتبهَا على شرح الْبَهْجَة لشيخه وَعَن زَكَرِيَّا وَالْعرُوض عَن الثَّانِي وأصول الْفِقْه عَنهُ وَعَن الثَّالِث والشهاب الزرعي وَعنهُ أَخذ أصُول الَّذِي بل أَخذه بعد بِالْقَاهِرَةِ عَن الشرواني والعربية عَن الْعَلَاء القابوني ثمَّ الزرعي وَبِه انْتفع فِي ذَلِك وَفِي كثير من الْعُلُوم كالمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَالصرْف وَالْحكمَة وَكَذَا أَخذ الْمنطق عَن التقي الحصني وَكتب الْمَنْسُوب على الْمُحب بن الْمَجْرُوح وَالشَّمْس الحبشي، وتكرر دُخُوله للقاهرة وَكَذَا للحرمين وَبَيت الْمُقَدّس بل جاور فِي الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة وتكررت لَهُ فِي جلها وأقرأ بهَا وبغيرها وتلقى عَن شَيْخه خطاب تصديرا بالجامع الْأمَوِي وَعَن وَالِد مشيخة التصوف بمدرسة الخواجا الشَّمْس بن النّحاس وَكَانَ قد بَاشَرَهَا نَحْو عشْرين سنة يقْرَأ الْقُرْآن فَإِنَّهُ كَانَ تلاه لأبي عَمْرو وَابْن كثير وَعَاصِم على صَدَقَة وَابْن اللبان بل اشْتغل فِي الْفِقْه وَغَيره ورافق فِي اشْتِغَاله مَشَايِخ الْوَقْت، وتكسب بِالتِّجَارَة على طَريقَة جميلَة حَتَّى مَاتَ سنة ثَمَانِينَ بِدِمَشْق عَن نَيف وَثَمَانِينَ سنة فانه كَانَ مِمَّن أسر وَهُوَ ابْن سبع مَعَ أمه فِي الْفِتْنَة التمرية من صفد إِلَى حمص ثمَّ أنقذها الله حَيْثُ وجدت غَفلَة فاحتملته على عُنُقهَا إِلَى دمشق وقطنتها بِهِ ويومئذ حَتَّى صَار من

أعيانها وَكَذَا اسْتَقر بِهِ الخيضري فِي مشيخة مدرسته بداخل دمشق فِي القطانين تدريسا وتصوفا ثمَّ أعرض عَنْهَا، وَكَذَا رغب عَن مدرسة ابْن النّحاس لِابْنِ الْوَاقِف، وَكَانَ قد اجْتمع بِي فِي الْقَاهِرَة بعيد السّبْعين ثمَّ لما كنت بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وتشعين كتب إِلَيّ وَهُوَ متوعك: (أَلَيْسَ انتساب الْعلم يقْضِي لأَهله ... بِعُود مَرِيض مِنْهُم فِي التسقم) (وَإِن لم يكن ود جرى قطّ بَينهم ... فحسبي هَذَا القَوْل يَاذَا الْمعلم) (فيا أَيهَا الشَّمْس يَا شيخ وقته ... وَيَا خَادِمًا علم الحَدِيث الْمُعظم) (أبن لي جَوَابا شافيا عَن مَقَالَتي ... وَإِلَّا فعذرا وَاضحا للتفهم) (عَلَيْكُم سَلام الله فِي كل حَالَة ... وَإِن عدتم أَو لم تعودوا لمسقم) ) فبادرت لعبادته معتذرا وَرَأَيْت من تواضعه وأدبه ورغبته فِي المذاكرة وتميزه فِي فنون الْعلم مَا رغبني فِي محبته ثمَّ لما أشرف على الشِّفَاء زارني وَكتب إِلَيّ بحاصل مَا أثْبته مِمَّا يحْتَاج لمراجعة فِي أَشْيَاء مِنْهُ واستعار مني معجمي وَغير ذَلِك من تعاليقي وانتقى مِنْهَا كثيرا وَكتب على كلهَا من نظمه ثَنَاء بل تكَرر حُضُوره فِي مجالسي وَالسَّمَاع عَليّ والاستمداد من تآليفي وَحصل نُسْخَة من شرحي للألفية وَمن القَوْل البديع وَغَيره ووصفني غير مرّة فِي مراسلاته وَغَيرهَا بشيخ الْإِسْلَام حَافظ الْوَقْت، وَهُوَ من محَاسِن الزَّمَان وأعلمني بِكَثِير من أَسمَاء تصانيفه وَعرض على وَلَده مِنْهَا تحفة الْعباد بِمَا يجب عَلَيْهِم فِي الِاعْتِقَاد نظما وَشرع من أَجله فِي جمع مؤلف فِي أَحَادِيث الْأَحْكَام كَانَ يعرض عَليّ مَا يَكْتُبهُ مِنْهُ ويراجعني فِي أَشْيَاء بعد أَن عينت لَهُ مِمَّا يستمد مِنْهُ مختصرات كَثِيرَة وَلَا بَأْس بِهِ أَن كمل وَمِمَّا كتبه من نظمه فِي المسلسل: (إِن شِئْتُم يرحكم من فِي السما ... وَأَن تنالوا فِي الْجنان أنعما) (فَأهل الأَرْض أوسعوهم رَحْمَة ... لَعَلَّ أَن يَرْحَمكُمْ من فِي السما) ثمَّ أَنْشدني ذَلِك من لَفظه مَعَ جَوَابه عَن لغز أَوله: (يَا عَالم الْإِسْلَام أوضح لنا ... جَوَاب مَا نلغزه بِالدَّلِيلِ) (فِيك خلاف لخلاق الَّذِي ... فِيهِ خلاف لخلاف الْجَمِيل) (وَغير من أَنْت سوى غَيره ... وَغير من غَيْرك غير الْبَخِيل)

(لَا زلتم أعظم شهب رمى ... بثاقب الْفَهم مطل السَّبِيل) فَقَالَ: (إِن جَوَابا عَن سُؤال بدا ... مُلَخصا مَضْمُون لغز جليل) (جَوَابه فِي نصف بَيت أُتِي ... أَنْت جميل وَسوَاك الْبَخِيل) (فَالله رب الْعَرْش يبْقى لنا ... ملغزه فَهُوَ بِهَذَا كَفِيل) (لكَي ننال الْعلم من فَضله ... ونقبس النُّور السنى الْجَلِيل) (نظم أبي الْفضل الْمُحب الَّذِي ... يَرْجُو بذا حسن الثَّوَاب الجزيل) (مُصَليا على نَبِي الْهدى ... مُسلما عَلَيْهِ من كل قيل) إِلَى أَن قَالَ:) (وَالْحَمْد لله على فَضله ... وحسبنا وَنعم الْوَكِيل) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بركوت الْبَدْر بن الصّلاح المكيني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن المكيني ولقب قذار ربيب ابْن البُلْقِينِيّ. ولد فِي سَابِع عشرَة شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بحارة بهاء الدّين ونشا بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه نجم الدّين البديوي والمنهاج والمختصر الْأَصْلِيّ لِابْنِ لحاجب والتسهيل لِابْنِ ملك وَالتَّلْخِيص للقزويني والشمسية ومختصر ربيع الْأَبْرَار، وعرضها مَا عدا الْأَخير بِتَمَامِهَا على عَم وَالِده لعلم البُلْقِينِيّ فالمنهاج فِي شَوَّال سنة خمس وَخمسين وَابْن الْحَاجِب فِي ذِي الْحجَّة من الَّتِي تَلِيهَا والتسهيل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَخمسين والشمسية فِي جُمَادَى أَيْضا من الَّتِي تَلِيهَا وَعَلِيهِ قَرَأَ الْمِنْهَاج بحثا وتحقيقا وَأذن لَهُ فِي التدريس فِي رَمَضَان سنة سبع وَسِتِّينَ بل استتابه فِي الْقَضَاء فِي شوالها ثمَّ فِي الافتاء فِي محرم الَّتِي تَلِيهَا وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن الْعَبَّادِيّ والبكري وَأكْثر من الْحُضُور عِنْده ولازم تقاسيم وَالِده وَكَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهَا وَأخذ عَن الشمنى فِي الْعَرَبيَّة وَعَن التقي الحصني والكافياجي فِي أصُول الْفِقْه وَعَن الْعَلَاء الحصني فِي الْمنطق وَغَيره، وناب فِي الْقَضَاء كَمَا تقدم عَن وَالِده وأضيف إِلَيْهِ قَضَاء دمنهور وسبك. غَيرهمَا بل لما انتقد زين العابدين ابْن الْمَنَاوِيّ بعض فَتَاوَى وَالِده وَكتب بخطهبجانب خطه ورتب هَذَا فِي كِتَابه كتبهَا على بعض فَتَاوَى الْمَنَاوِيّ وَكَانَت مضحكة، وَاسْتقر بعد أَبِيه فِي تدريس الصَّالح وَكَذَا فِي الجاولية مَعَ نظرها وأهين من أجلهَا من السُّلْطَان بِالضَّرْبِ والترسيم وَبِغير ذَلِك ثمَّ أخرج النّظر عَنهُ وَلم يلبث أَن مَاتَ عَمه فتح الدّين بن القَاضِي علم الدّين فاستقر بِهِ فِي الخشابية والشريفية تدريسا ونظرا وَقَضَاء الْعَسْكَر بكلفة تزيد على أَرْبَعَة آلَاف دِينَار أَخذ الْكثير مِنْهَا من عمته واقترض، وَرغب عَن تدريس الصَّالح وباشرها بِدُونِ حُرْمَة وَلَا أبهة بل صَار يَبِيع المرثيات، وَهُوَ قوي الحافظة مديم المطالعة لَهُ إِلْمَام كأبيه بالموسيقى. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بركوت جلال الدّين بن الصّلاح المكيني سبط الْبَدْر السمرباي وأخو الَّذِي قبله. نَشأ فِي كنف أَبَوَيْهِ وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج

الْأَصْلِيّ. وَمَات مطعونا بعد بُلُوغه بِقَلِيل فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد أَن اشْترك مَعَ أَخِيه فِي جِهَات أَبِيهِمَا حِين سَافر للصعيد لأجل تَقْرِير الدوادار الْكَبِير لَهما فِي تدريس الصَّالح بعناية الْعَلَاء الحصني عوضه) الله الْجنَّة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بشر بن الشَّيْخ مُحَمَّد نَاصِر الدّين المطري ثمَّ الصحراوي. ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ظنا بالمطرية، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَغَيره باستدعاء الزين رضوَان أجَاز لنا. وَمَات ظنا قريب السّبْعين. مُحَمَّد بن شمس الدّين أَخُو الَّذِي قبله. ولد سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بالمطرية. ذكره البقاعي مُجَردا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن البصيري بِالْمُوَحَّدَةِ أَو النُّون تَاج الدّين الْمصْرِيّ الشَّافِعِي النَّقِيب بالخشابية وَيعرف بِابْن الحراق. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ إِنَّه سمع من الْبَهَاء بن عقيل فَمن بعده وَله نظم وسط خطّ سريع ونوادر وحذق سَمِعت من فَوَائده كثيرا، وَكَانَ يلقب فار الْخَلَاء. مَاتَ بِمصْر فِي ربيع آخر سنة ثَلَاث وَلم يكمل السِّتين، وَمن النَّوَادِر أَن النَّجْم البالسي قَالَ لنا إِن لقبه إِذا صحف وَعكس بقى فار خلا وَكَانَ الحراق. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد الشَّمْس بن الشهَاب القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الخازن الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بمنشية المهراني لتوجه أَبَوَيْهِ إِلَيْهَا فِي زِيَارَة، وَحفظ القرأن وَصلى بِهِ، ثمَّ الْعُمْدَة وَبَعض النافع فِي الْفِقْه، وتلا لأبي عَمْرو وَابْن كثير على السراج عمر الضَّرِير نزيل مدرسة أيتمش. واشتغل بِعلم الْوَقْت على الشَّمْس التّونسِيّ وأقت بمدرسة الجاي اليوسفي، وَسمع على الزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والأبناسي وَالشَّمْس الفرسيسي والتنوخي والمطرز والشرف الْمَقْدِسِي والسويداوي فِي آخَرين، وَمِمَّا سَمعه على التنوخي جزئ أبي الجهم، وَحج فِي سنة سبع عشرَة وتكسب بِالشَّهَادَةِ. وَولي خزن صهريج منجك بعد وَالِده، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَأخذت عَنهُ، وَكَانَ خيرا بارعا فِي الْمِيقَات وَنَحْوه أمثل بني أَبِيه طَريقَة. مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَخمسين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن شَارِح التَّنْبِيه وَغَيره الْمجد أبي الْفتُوح أبي بكر بن اسمعيل بن عبد الْعَزِيز الْمُحب بن التَّاج بن الْمُحب الزنكلوني القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالمحب الزنلكوني. ولد فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَعرضه على ابْن الملقن والعراقي والكمال الدَّمِيرِيّ وأجازوا لَهُ واشتغل فِي الْفِقْه) على الشَّمْس البوصيري وَغَيره، وَحج فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة

وناب فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعده بالصالحية النجمية وَغَيرهَا، وَكَانَ سَاكِنا محتشما خَبِيرا بِالْمُبَاشرَةِ تعلل مُدَّة وتكررت إِشَاعَة مَوته مرَارًا حَتَّى كَانَت فِي سادس شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمرْجَانِي مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الْمرْجَانِي الْمَكِّيّ. ولد فِي شَوَّال سنة سِتِّينَ. وَمَات بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ غياث الدّين بن فَخر الدّين الأيحبي الشَّافِعِي سبط السَّيِّد قطب الدّين مُحَمَّد الأيحبي أخي السَّيِّد نور الين وَالِد الصفى والعفيف بل أَبوهُ ابْن أُخْت السَّيِّد نور الدّين الْمَذْكُور. كَانَ متميزا فِي الْعَرَبيَّة بِحَيْثُ لم يكن يلقب فِي شيراز إِلَّا بسيبوية الثَّانِي مَعَ مُشَاركَة فِي غَيرهَا وزهد وورع وتجرد وإعراض عَن الدُّنْيَا، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ السَّيِّد أَحْمد بن الصفي الأيحبي. مَاتَ وَقد أناف على السِّتين ظنا بشيراز وَكَانَ قد قطنها فِي وَكَانَ أَبوهُ صَالحا يعرف بِابْن الْخَطِيب على رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الدباعي المصبري الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي مِمَّن لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَتِسْعين فَسمع مني المسلسل بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَهُوَ من الْخِيَار. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بهْرَام الشَّمْس بن الْفَخر الشَّهْر بابكي الْكرْمَانِي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بِصُحْبَة الشَّيْخ مُحَمَّد بن قاوان. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِشَهْر بابك وسافر وَقد بلغ مَعَ وَالِده إِلَى الْبِلَاد الشامية فَمَاتَ أَبوهُ قبل دُخُوله حلب وَالشَّام فاشتغل بِدِمَشْق فِي الْعَرَبيَّة على نزيلها مَوْلَانَا شيخ البُخَارِيّ وعَلى مولى حاجي مُحَمَّد الفرهي الشسماني وَعنهُ أَخذ فِي الْمنطق وببيت الْمُقَدّس فِي الْكَلَام وَالْحكمَة على الشّرف الرَّازِيّ وقطنه نَحْو ثَلَاث سِنِين، وَلَقي بِهِ حُسَيْن ابْن قاوان فاستصحبه مَعَه إِلَى مَكَّة وَلَزِمَه بهَا حَتَّى أَخذ عَنهُ الْحَاوِي والأصلين وبواسطته انْتَمَى لِأَخِيهِ الشَّيْخ مُحَمَّد الْمشَار إِلَيْهِ وَاسْتمرّ فِي خدمته سفرا وحضرا بِحَيْثُ تكَرر لَهُ دُخُول الديار المصرية مَعَه وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْأَحْيَاء وَغَيره وَكتب لَهما ولغيرهما، أَشْيَاء وخطه جيد وفهمه حسن مَعَ ذوق وعقل عَاشَ بِهِ مَعَ مخدومه وَلكنه لم يحصل من دُنْيَاهُ على طائل وَرُبمَا لم يحمد كَثِيرُونَ أَمرهم مَعَه عِنْد مخدومه وَاسْتمرّ بعْدهَا قاطنا بِمَكَّة مَعَ تقلل وانجماع غَالِبا واجتماع قبل ذَلِك وَبعده على عبد الْمُعْطِي المغربي وَهُوَ مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَغَيرهَا وانفصل عَن مَكَّة من سِنِين يتَرَدَّد بَين) عدن وزبيد. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة بن مُسلم عَزِيز الدّين الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي

الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن خضر. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة واشتغل وَمهر وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء، وناب فِي الحكم، وَصَارَ المنظور إِلَيْهِ من الْحَنَفِيَّة بِالشَّام. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَان عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن حُسَيْن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد ابْن القطب أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبيد الله بن أَحْمد بن مَيْمُون الْكَمَال أَبُو البركات الْقَيْسِي الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد المحمدين الْكَمَال أبي الْفضل والنجم والأمين والمحب الآتيين وَيعرف بِابْن الزين. ولد فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وَالْحَاوِي وَعرض على جمَاعَة وَسمع الزينين المراغي والطبري والشمسين الشَّامي وَابْن الْجَزرِي وَالْجمال بن ظهيرة وَابْن سَلامَة فِي آخَرين. وَأَجَازَ لَهُ ابْن قوام وَابْن منيع وَابْن صديق والحافظان الْعِرَاقِيّ والهيثمي وابنتا ابْن عبد الْهَادِي وَابْنَة ابْن المنجا وَعمر البالسي والسويداوي والحلاوي وَآخَرُونَ، وتفقه بِالنَّجْمِ الوَاسِطِيّ بِحَيْثُ عَلَيْهِ فِي الْحَاوِي وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَكَذَا تفقه بإبراهيم الْكرْدِي الْحلَبِي، وَحضر دروس الشهَاب بن المحمرة بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة وَكَذَا دروس الْمُحب بن ظهيرة بِمَكَّة وباشر التوقيع عِنْده وَعند غَيره مِمَّن بعده، وَصَارَ عين أهل الْبَلدة فِي المكاتيب مَعَ اشتهاره بِالْعَدَالَةِ وَأعْرض عَنهُ البرهاني بعد أَن كَانَ نَاب فِي الْعُقُود عَن أبي الْيمن النويري ثمَّ ولي الْقَضَاء عَنهُ أَيْضا لَكِن فِي مرض مَوته ولقيته بِمَكَّة فَأجَاز لي. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ ثمَّ دفن عِنْد أَهله بالمعلاة رَحمَه الله. مُحَمَّد بن الشَّيْخ أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن البعلي الْمُؤَذّن هُوَ وَأَبوهُ وَيعرف أَبوهُ لطوله وضخامته بالمأذنة. ولد قبيل التسعين وَسَبْعمائة ببعلبك. وَنَشَأ بهَا فَسمع على الزين عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب صَحِيح البُخَارِيّ بفوت. وَحدث قَرَأت عَلَيْهِ ببعلبك ثلاثيات الصَّحِيح. وَكَانَ إنْسَانا حسنا. مَاتَ قريب السّبْعين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن خضر الشَّمْس أَبُو الوفا الْغَزِّي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْحِمصِي. ولد فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بغزة. وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب بن الجوبان. وَحفظ) الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع والألفيتين والشاطبية والشمسية والخزرجية وَغَيرهَا. وَعرض على جمَاعَة وَأخذ عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والعز الْقُدسِي وَابْن رسْلَان وَغَيرهم. وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ بهَا عَن شَيخنَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي كل من بُلُوغ المرام والنخبة وَشَرحهَا لَهُ والقاياتي والونائي، وسافر مِنْهَا إِلَى

الصَّعِيد وَأخذ ببوش مِنْهَا عَن ابْن الْمَالِكِي. وَكَذَا ارتحل لدمشق فَأخذ بهَا عَن. التقي بن قَاضِي شُهْبَة أَشْيَاء مِنْهَا شَرحه للمنهاج وَأصْلح فِيهِ أَمَاكِن بتنبيهه وَأَشَارَ لقرَاءَته عَلَيْهِ فِي تَرْجَمَة ابْن الأعسر فَقَالَ وَولي عوضه شمس الدّين الْحِمصِي وَهُوَ شَاب فَاضل كَانَ عِنْدِي من مُدَّة قريبَة وَقَرَأَ على بعض شرحي للمنهاج انْتهى. وَلَقي فِيهَا ابْن زهرَة فَأخذ عَنهُ وَسمع الحَدِيث على وَالِده وَابْن نَاصِر الدّين وَمن قبلهمَا على ابْن البرزي، وَكَذَا أَخذ عَن ابْن خطيب الناصرية إِمَّا بِدِمَشْق أَو فِي مروره عَلَيْهِم. وَأَجَازَ لَهُ نَاصِر الدّين بن بهادر الأياسي وَابْن الأعسر الغزيان وَجَمَاعَة واشتدت عنايته بملازمة أبي الْقسم النويري وَهُوَ المشير عَلَيْهِ بالتحول من مَذْهَب الْحَنَفِيَّة إِلَى الشَّافِعِيَّة، وبرع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وشارك فِي الْفَضَائِل وَولى قَضَاء بَلَده بعد موت ابْن الأعسر مسئولا فِيهِ بعناية شَيْخه أبي الْقسم فباشره مُبَاشرَة حَسَنَة وَصرف عَنهُ غير مرّة بَعْضهَا بالشرف مُوسَى بن مُفْلِح وَتوجه فِي هَذِه الْمرة إِلَى مَكَّة فَاسْتَرْجع من الْعقبَة وَجمع بَينه وَبَين خَصمه فَبَان بطلَان مَا أنهاه فِي حَقه فأعيد على وَجه جميل، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ الظَّاهِر. وَكَذَا ولي قَضَاء حماة مرَّتَيْنِ وَعقد فِيهَا مَجْلِسا للتفسير، ثمَّ أعرض عَن ذَلِك كُله حِين تفاقمت الْأَحْوَال بالرشا، وَأقَام منعزلا عَن النَّاس مديما للاشتغال والأشغال والإفتاء وَقِرَاءَة الصَّحِيح فِي الْجَامِع الْقَدِيم بِبَلَدِهِ فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة والوعظ والخطابة وَصَارَ شيخ الْبَلَد بِغَيْر مدافع وَمَعَ ذَلِك فَلم يخل من طَاعن فِي علاهُ ظاعن عَن حماه، كل ذَلِك مَعَ حسن الشكالة ولطيف الْعشْرَة ومزيد التَّوَاضُع. وَقد حدث وَمِمَّنْ لقِيه بِأخرَة الْعِزّ بن فَهد وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي سنة سبعين وثلاثيات الصَّحِيح. وَسمع من لَفظه خطْبَة منظومة ابْن الْحُسَيْن لتمييز الشّرف بن الْبَارِزِيّ فِي الْفِقْه بِسَمَاعِهِ من وَالِده بِسَمَاعِهِ من ناظمها وَكتب عَنهُ الشَّمْس بن حَامِد الْمَقْدِسِي مَا كتب بِهِ إِلَيْهِ فِي مراسلة: (يَا غَائِبا شخصه عَنى مَسْكَنه ... على الدَّوَام بقلب الواله العاني) (هُوَ الْمُقَدّس لما أَن حللت بِهِ ... لكنه لَيْسَ فِيهِ عين سلوان) ) وَكَذَا كتب إِلَيّ فِي مراسلة: (يَا خَادِمًا أَخْبَار أشرف مُرْسل ... وسخا فنسبته إِلَيْهِ سخاوى) (وحوى السياسة والرياسة ناهجا ... منهاج حبر للمكارم حاوي) وَبَالغ فِي الثَّنَاء حَتَّى أَنه لقب بمشيخة الْإِسْلَام. مَاتَ فِي آخر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة التفليسى وَلم ير فِي تِلْكَ النواحي أعظم مشهدأ من جنازنه وَلَا أَكثر باكيا فِيهَا وَلم يخلف بهَا مثله رَحمَه الله وإيانا.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلف الزين أَبُو الْخَيْر القاهري الشَّافِعِي وَيعرف أَولا بِابْن الْفَقِيه وبابن النّحاس حرفه أَبِيه ثمَّ حرفته. ولد فِي رَجَب سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد أَي عبد الْقَادِر الْمقري بل وجوده عَلَيْهِ والتبريزي وَبَعض الْحَاوِي وَحضر يَسِيرا عَن الشّرف السُّبْكِيّ وَالْجمال الأمشاطي وَلكنه لم يتَمَيَّز وَلَا كَاد بل اسْتمرّ على عاميته وَسمع بِالْقَاهِرَةِ على شَيخنَا وَغَيره وسافر لحلب وَأخذ الشفا عَن حافظها الْبُرْهَان وجود الْخط على الزين بن الصَّائِغ وتكسب كوالده بسوق النّحاس من تَحت الرّبع وَكثر طلبه بديون عَلَيْهِ للقضاة وَغَيرهم وَهُوَ مَعَ ذَلِك يتَرَدَّد للمزارات كالليث وَغَيره وَيَتْلُو مَعَ قراء الجوق إِلَى أَن رَافع عِنْد الظَّاهِر جقمق فِي أبي الْعَبَّاس الوفائي الَّذِي كَانَ جَوْهَر القنقباي الخازندار ألْقى بمقاليده إِلَيْهِ وَأكْثر من الِاعْتِمَاد عَلَيْهِ مَعَ كَونه منتميا إِلَيْهِ وَلَكِن حمله على ذَلِك كَثْرَة مُطَالبَة الْمشَار إِلَيْهِ بِمَالِه عَلَيْهِ من الدُّيُون فَرَأى الظَّاهِر من جرأته وإقدامه أمرا عجبا وَفهم هُوَ من تقحم الظَّاهِر على الْإِحَاطَة بحواصل جَوْهَر ومخبآته مَا تمكن مَعَه من المرافعة، وَكَانَ مِمَّا أبداه أَن عِنْده من آلَات السِّلَاح كالخود وَنَحْوهَا للطائفة العزيزية شَيْء كثير وَعِنْده تنور وتحف تفوق الْوَصْف فَأرْسل مَعَه من أحضر سَيِّئًا من ذَلِك بعد إمْسَاك الْمشَار إِلَيْهِ فَوَقع هَذَا عِنْد السُّلْطَان موقعا عَظِيما وَأعْطى أَبَا الْخَيْر خمسين دِينَارا وَبَعض صوف وبعلبكي وَنَحْو ذَلِك وحصنه على مُلَازمَة خدمته فَصَارَ يطلع إِلَيْهِ أَحْيَانًا وَرُبمَا أَخذ مَعَه بعض الأشغال من الْأُمُور السهلة فتزايد ميل السُّلْطَان إِلَيْهِ، ولازال يسترسل فِي هَذَا المهيع حَتَّى رَافع فِي الولوي السفطي أَيْضا وَطَلَبه بِإِذن من السُّلْطَان لباب القاياتي قَاضِي الشَّافِعِيَّة حِينَئِذٍ وَنزع مِنْهُ ثريا مكفته ادّعى استمرارها فِي ملكه واعترف لَهُ السفطي بهَا وَأَنَّهَا معلقَة بالجمالية وَاسْتقر بِهِ السُّلْطَان فِي وكَالَته ثمَّ لما اسْتَقر السفطي فِي الْقَضَاء) انتزع لَهُ مِنْهُ وكَالَة بَيت المَال ثمَّ أعطَاهُ أَيْضا نظر سعيد السُّعَدَاء ثمَّ جَامع عَمْرو ثمَّ الجوالي ثمَّ الْكسْوَة ثمَّ البيمارستان ثمَّ الْمَوَارِيث وَنظر السواقي وَلم يلبث انْفِصَاله عَنْهُمَا خَاصَّة وَزَاد اخْتِصَاصه بالسلطان إِلَى الْغَايَة واشتهر وتعدى طوره وَفعل كل قَبِيح لاسيما فِيمَا لَهُ عَلَيْهِ التحدث وَالْولَايَة وَصَارَت الْأُمُور جليلها وحقيرها مفوضة إِلَيْهِ لَا ينبرم أَمر دونه وَلَا يعول إِلَّا عَلَيْهِ وَكثر السَّعْي من بَابه وَزيد فِي التنويه بِذكرِهِ وخطابه وازدحم عِنْده النَّاس من سَائِر الْأَصْنَاف والأجناس ونادمه غير وَاحِد من أهل الْأَدَب ذَوي الْفَضَائِل والمتعالين فِي الرتب إِلَى غَيرهم مِمَّن لايراعي للْعلم حَقه بل رُبمَا يُصَرح

الْوَاحِد مِنْهُم بِكَوْنِهِ فِي عبوديته قد ملك رقّه وتطبع هُوَ الحشمة فتكلف وتنطع فِي أَلْفَاظه الَّتِي لَيْسَ بهَا يعرف وأغلط حَتَّى فِي تخيله وحدسه وَصَارَ إِلَى رياسة وضخامة وغفلة عَمَّا يلاقيه أَمَامه ونفوذ كَلمته وَشدَّة شَكِيمَته وهابته الْأُمَرَاء والقضاة فضلا عَن المباشرين والنظار وهادته الرؤساء من سَائِر الأقطار وَالسُّلْطَان فِيمَا يُعِيدهُ ويبديه يزِيد فِي إرخاء الْعَنَان لَهُ وَالتَّصْرِيح بشكر أياديه وَالدُّعَاء الَّذِي يجْهر بِهِ بِحَضْرَة عدوه فَكيف عِنْد من يواليه لقِيَامه بِمَا لم ينْهض بِهِ غَيره من جلب الْأَمْوَال والتحف ولباسه لأَجله من الْمَظَالِم مَا ارتدي بِهِ والتحف مَعَ اشْتِغَال هَذَا بالدندنة بالجمالي نَاظر الْخَاص واشتغال قلب الْمشَار إِلَيْهِ بِمَا يشافهه بِهِ من الذَّم والانتقاض وَهُوَ مظهر التغافل عَن أمره مبطن تَدْبِير رَأْيه فِي طمس أَثَره وخفض قدره إِلَى أَن اتّفق مَجِيء البلاطنسي فِي محنة الشاميين بِأحد أعوان صَاحب التَّرْجَمَة أبي الْفَتْح الطَّيِّبِيّ وَمَا بِهِ كل مِنْهُم يقاسي فَصَعدَ إِلَى السُّلْطَان فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَخمسين وأعلمه بمزيد الضَّرَر من الطَّيِّبِيّ على الْمُسلمين فبادر بعد الإصغاء للمقال بعزله وَكَانَ هَذَا ابْتِدَاء إهانة صَاحب التَّرْجَمَة وذله فانه بعد بِيَسِير وثب طَائِفَة من المماليك فضربوه وهجموا بَيته وَأخذُوا مَا بِهِ من جليل وحقير وأعانتهم الْعَامَّة حَتَّى أحرق بَابه وَعظم صُرَاخ كل من أعوانه وانتحابه وَلم يلبث أَن جَاءَ إِلَيْهِ نقيب الْجَيْش فَأَخذه مَاشِيا ابعد ذَلِك التيه والطيش وَذهب بِهِ لقَاضِي الشَّافِعِيَّة الْمَنَاوِيّ وَانْطَلَقت الألسن بِمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من القبائح والمساوئ ورام السُّلْطَان بذلك تسكين الْفِتْنَة وَيَأْتِي الله إِلَّا صرف تِلْكَ المحنة فاستميل السُّلْطَان حَتَّى رسم بنقله لباب الْمَالِكِي لتحتم قَتله فَمَا وَافق القَاضِي على ذَلِك بل أَمر بسجنه فِي الديلم لتتضح لَهُ فِي قَتله المسالك فَأَخَذُوهُ على حمَار وَفِي عُنُقه جنزير وأودعوه فِيهِ بعد إهانة من الْعَامَّة وذل) كَبِير فَأَقَامَ بِهِ إِلَى أَن أَمر السُّلْطَان بعوده للمناوي لكَونه أقرب للغرض الَّذِي مضمره وَله ناوي فَحِينَئِذٍ بَادر إِلَى الحكم باسلامة وحقن دَمه وتعزيره وَرفع ألمه وَمَعَ ذَلِك كُله فَكف الله السُّلْطَان عَن عوده لمنزله وَأَهله وَأمر باخراجه من الْقَاهِرَة منفيا إِلَى طرطوس فَأخْرج لَيْلًا خوفًا من اغتياله الَّذِي بِهِ ترتاح النُّفُوس ثمَّ صَار يُؤمر فِي كل قَلِيل بضربه مَعَ التبريح بِهِ والتنكيل بل ينْقل أَيْضا من مَكَان إِلَى مَكَان قصدا لتوالي الذل بذلك والامتهان وَللَّه در الْقَائِل: (يَا من علا علوه ... أعجوبة بَين الْبشر) (غلط الزَّمَان بِرَفْع قد ... رك ثمَّ حطك وَاعْتذر) ثمَّ بعد بِيَسِير لم يشْعر النَّاس إِلَّا وَقد أشيع أَنه بِبَيْت أَمِير الْمُؤمنِينَ ليطلع مَعَه

فِي غَد للشفاعة فِيهِ بِالتَّعْيِينِ وَوصل الْعلم بِهِ للجمالي الْمعِين فدبر إِفْسَاد مَا تقرر وَتعين وَجَاء قَاصد السُّلْطَان إِلَى الْخَلِيفَة يَأْمُرهُ بالكف عَن الطُّلُوع مَعَه رديفة فَصَعدَ هَذَا مُنْفَردا وَلم يبلغ بذلك مقصدا بل بَادر السُّلْطَان لإنكار مَجِيئه بِدُونِ علمه فَأجَاب بسبق الْأذن فِيهِ برقمه وكادر وحاقق فَجحد وشاقق وَأمر بضربه بَين يَدَيْهِ وَلم يجن بصنيعه عَلَيْهِ ثمَّ أخرجه منفيا وتكلف الْجمال فِي هَذَا مَا يفوق الْوَصْف نشرا وطيا وَاسْتمرّ فِي نَفْيه وإبعاده وحبسه عَن تعديه وفساده حَتَّى مَاتَ الظَّاهِر ثمَّ الجمالي الْمَذْكُور وراسل يَسْتَدْعِي الْمَجِيء والحضور ظَانّا هُوَ وَأَتْبَاعه عوده لأعظم مِمَّا كَانَ لخلو الجو بعزل الْأنْصَارِيّ وَمَوْت الجمالي أعظم الْأَركان فرسم حِينَئِذٍ بمجيئه بِيَقِين وَوصل فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَهُوَ متوعك مكروب وبالوفاء بِمَا ألزم بِهِ نَفسه مَطْلُوب فأحدث كثيرا من الظلامات الَّتِي بَاء باثمها فِي الْحَيَاة وَبعد الْمَمَات وَلَكِن حَبسه الله عَن الْبلُوغ لكثير من قَصده وبغيته خُصُوصا لمن أضمر السوء بِهِ مِمَّن كَانَ السَّبَب فِي إبقائه مهجته فَأَنَّهُ أول مَا قدم انتزع مِنْهُ خطابة جَامع عَمْرو وَنَظره ووالي التَّعَرُّض فِيهِ وكرره هَذَا بعد مَجِيء الْمشَار إِلَيْهِ أول قدومه للسلام عَلَيْهِ وَقطعَة الِاعْتِكَاف من أَجله بل وَأهْدى لَهُ مَا يَكْتَفِي بِدُونِهِ من مثله. وَبِالْجُمْلَةِ فَلم يصل لشَيْء مِمَّا كَانَ فِي أمله وَلَا رأى مسلكا للولوج فِي تِلْكَ المسالك المألوفة من قبله بل خَابَ ظَنّه وَظن جماعته وطاب لَهُ الْمَوْت بصريحة وكنايته وَصَارَ ألمه فِي نمو وتدبيره فِي انْتِقَاض وَعلمه فِي انحطاط وانخفاض إِلَى أَن ظهر عَجزه واشتهر وَتعرض لَهُ بالامتهان صبيان الْوزر وَجِيء بِهِ وَهُوَ مَرِيض لَا حَرَكَة فِيهِ سوى اللِّسَان مَحْمُولا فِي قفص امتثالا لأمر السُّلْطَان) لباب الْمُحب كَاتب السِّرّ الشريف لعمل حسابه المشمول بالتبديل والتحريف فَلم يتم لَهُ أمره بل قَصم ظَهره وانقضى عمره. وَمَات عَن قرب سنة أَربع وَسِتِّينَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة الْعشْرين من الْمحرم وَلَا تمكن وَارثه من كفن مِمَّا هُوَ فِي حوزته وَلَا لَهُ تسلم حَتَّى تصدق مُحَمَّد بن الأهناسي عَلَيْهِ بالكفن الجالب لكل مَكْرُوه وعفن وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد عقب الصَّلَاة بِجَامِع الْحَاكِم الشهير وَمَشى فِي جنَازَته فِيمَا قيل نَحْو سَبْعَة أنفس بالتقدير أَو بالتحرير ولسان حَاله ينشد: (إِلَى حتفي سَعَة قدمى ... أرى قدمي أراق دمى) وَبكى الْعَوام لأجل قلَّة من تبعه لما رأى من الْعِزّ والجاه فسبحان الْقَادِر القاهر، وَقد لَقيته بِجَامِع طيلان من طرابلس فِي رحلتي إِلَيْهَا وَبَالغ فِي الْإِكْرَام والاحترام وَأرْسل إِلَى بِدَرَاهِم لَهَا وَقع فامتنعت من قبُولهَا بِحَيْثُ أَنه لما قدم الْقَاهِرَة حكى

ذَلِك لغرضه وَأكْثر حِين اجتماعي بِهِ من التَّعَجُّب من كوني لم أجيء إِلَيْهِ أَيَّام عزه وأنشدني مَا زعم أَنه خَاطب بِهِ الْعَلَاء بن أقبرس فَقَالَ: أجج النّحاس نَارا أحرقت فلس ابْن أقبرس فَلِذَا صَار يُنَادي أحرق النّحاس ذَا الْفلس عَفا الله عَنهُ وَعَن سَائِر الْمُسلمين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن سَلامَة أَبُو عبد الله وَأَبُو الْمَوَاهِب ابْن الْحَاج اليزلتيني نِسْبَة لقبيلة التّونسِيّ المغربي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن زغدان بمعجمتين أولاهما مَفْتُوحَة ثمَّ مُهْملَة وَآخره نون. ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بتونس وَحفظ الْقُرْآن وكتبا وتلا لنافع على بعض الْقُرَّاء من أَصْحَاب ابْن عَرَفَة وَبحث الْعَرَبيَّة على أبي عبد الله الرَّمْلِيّ وَعمر الشلشاني وَغَيرهمَا وَعَن ثَانِيهمَا وَعمر الْبُرْزُليّ أَخذ فِي الْفِقْه وَأخذ الْمنطق عَن مُحَمَّد الْموصِلِي وَغَيره والأصلين مَعَ الْفِقْه أَيْضا عَن إِبْرَاهِيم الأخضري، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فِيمَا بَلغنِي وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَحج وجاور وَأخذ عَن شَيخنَا الْيَسِير وامتدحه بقصيدة حَسَنَة سَمِعت مِنْهُ أَكْثَرهَا وكتبت لَهُ الْإِجَازَة عَنهُ وَكَذَا صحب يحيى بن أبي الْوَفَاء وَفهم كَلَام الصُّوفِيَّة وَمَال إِلَى ابْن عَرَبِيّ بِحَيْثُ اشْتهر بالمناضلة عَنهُ، وَآل أمره بعد أَحْدَاث البقاعي مَا كَانَ الْوَقْت فِي غنية عَنهُ إِلَى أَن عقد) ناموس المشيخة وَصَارَ يذكر ويتظاهر وبتقريرات وكلمات بِحَضْرَة من يجْتَمع عِنْده خُصُوصا بعض الطواشية، وَرُبمَا قرئَ عَنهُ الْمدْخل وَغَيره من الْكتب المستقيمة وَله اقتدار على التَّقْرِير وبلاغة فِي التَّعْبِير بِحَيْثُ شرح الحكم لِابْنِ عَطاء وَعمل كراسة فِي جَوَاز السماع وحزب أدعية وأوراد يتداوله أَصْحَابه ورسالة قوانين حكم الْإِشْرَاق إِلَى صوفية جَمِيع الْآفَاق وَسلَاح الوفائية بثغر الْإسْكَنْدَريَّة وديوان شعر سَمَّاهُ مواهب المعارف وعدة أحزاب وَغير ذَلِك. وَقد قَالَ فِيهِ البقاعي أَنه فَاضل حسن الشكل لكنه قَبِيح الْفِعْل أقبل على الفسوق ثمَّ لزم الْفُقَرَاء والوفائية وخلب بعض أولى الْعُقُول الضعيفية فَصَارَ كثير من الْعَامَّة وَالنِّسَاء والجند يعتقدونه مَعَ ملازمته للفسوق أَرَانِي مرّة كتابا اسْمه بغية السول من مَرَاتِب الْكَمَال فِي التصوف أبان فِيهِ صَاحبه عَن عقيدة صَحِيحَة وذوق سليم فِي طَرِيق الْقَوْم الْمُسْتَقيم فِي مُجَلد لطيف وَزعم أَنه تصفيفه فَالله أعلم وَصرح بتكذيبه، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر أَنه قدم الْقَاهِرَة على مَا ادّعى سنة إِحْدَى وَخمسين حَاجا فَمَرض وَلم يحجّ بعد وَصَحب بني الْوَفَاء حَتَّى مَاتَ وَكتب عَنهُ من نظمه:

(ضرغام نَفسك طلاب فريسته ... ونائل مِنْك مَا يَرْجُو ويقتصد) (وَأَنت ترجو الْمَعَالِي دون معملها ... فَلَيْسَ دون قتال يُؤْخَذ الْأسد) وَقَوله: (وهيفاء دبت عقرب فَوق صدغها ... تصد عميد الْقلب عَن جلناره) (وَقد شعلت فِي الْقلب نَار غرامها ... فَلَو واصلتني أطفأت جلّ ناره) انْتهى. وَقد قُمْت عَلَيْهِ حَتَّى أخرج من الْمدرسَة النابلسية لكَونه آجر مجلسها لمن ينسج فِيهِ القماش ولغير ذَلِك وَمَا كنت أَحْمد أمره. مَاتَ فِي ظهر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر بالأزهر ثمَّ دفن بالتربة الشاذلية من القرافة قَرِيبا من حُسَيْن الحبار وَالصَّلَاح الكلائي عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن رضوَان. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد بن رضوَان. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن روزبة. فِيمَن جده مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن روزبة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة بن عطوف بن يعلي الْجمال السّلمِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو على الْمَاضِي وَيعرف بِابْن سَلامَة. ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وارتحل مَعَ أَخِيه فِي سنة سبعين إِلَى) بَغْدَاد فَسمع بهَا على أبي المحامد مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الشَّيْبَانِيّ أَشْيَاء وَأَجَازَ لَهُ الْعِمَاد بن كثير وَابْن رَافع وَابْن القارى وَالصَّلَاح بن أبي عَمْرو ابْن أميلة وَابْن الهبل وَجُوَيْرِية الهكارية وَآخَرُونَ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه وَلم يذكر وَفَاته لكنه قَرَأَ عَلَيْهِ فِي سنة أَربع عشرَة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن صديق الشَّمْس الطوخي الشَّافِعِي الحائك. ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بطوخ. وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي ومختصر التبريزي وألفية الحَدِيث والنحو، وَعرض على جمَاعَة كالشهاب بن رسْلَان وماهر وَعبد الْكَرِيم القلقشندي بِبَيْت الْمُقَدّس وَلَقي بِالشَّام البلاطنسي واشتغل يَسِيرا بِالْقَاهِرَةِ على ابْن المجدي والخواص فِي الْفَرَائِض وَالْفِقْه وَغَيرهمَا، وتلا بِمَكَّة لأبي عَمْرو عَليّ ابْن عَيَّاش. وَسمع هُنَاكَ على أبي شعر وبالقاهرة على شَيخنَا ومعنا غَالب الصَّحِيح على الْبُرْهَان الصَّالِحِي وختمه على جمَاعَة، ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَأقَام بِبَلَدِهِ مكتسبا بالحياكة. وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَسبعين وَمَعَهُ ولد لَهُ حفظ الْحَاوِي والورقات فَعرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة وسمعا عَليّ يَسِيرا وَلم يلبث أَن فجع بِهِ فِي طَاعَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أبي الْقسم بن عبد الرَّحْمَن ابْن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أبي النَّصْر فتوح بن الْمُعْتَمد على الله أبي الْقَاسِم مُحَمَّد بن المتضد بِاللَّه أبي عمر وَعباد بن القَاضِي بِأَمْر الله أبي الْقسم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل

ابْن مُحَمَّد بن أسماعيل بن قُرَيْش بن عباد بن عَمْرو بن أسلم بن عَمْرو بن عطاف ابْن نعيم بِالتَّصْغِيرِ الشَّمْس أَبُو عبد الله وَأَبُو عَليّ بن أبي الْعَبَّاس بن أبي عبد الله ابْن أبي زيد بن أبي مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن أبي الْحسن بن أبي الْحُسَيْن اللَّخْمِيّ الْفِرْيَانِيُّ بِضَم الْفَاء وَرَاء مُشَدّدَة مَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة وَآخره نون نِسْبَة لفريانة إِحْدَى. مَدَائِن إفريقية فِيمَا بَين قفصة وبيشة بِالْقربِ من بِلَاد قسطنطينية بِلَاد الْيمن الَّتِي ينْسب إِلَيْهَا الْقُسْطَلَانِيّ نزلها أَبَوا جده الْأَعْلَى حَيْثُ خرج من الْقَاهِرَة وَتزَوج بهَا فَعرف بهَا التّونسِيّ الْمَالِكِي. ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي صَبِيحَة يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشرى ربيع الأول سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بتونس، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لِابْنِ كثير وَنَافِع وَأبي عَمْرو على أبي عبد الله بن عَرَفَة وللحرميين على أبي عبد الله مُحَمَّد بن ابْن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُوسَى البطرني الْأنْصَارِيّ مُسْند الْمغرب وَأبي) عبد الله مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُسَافر العامري القفصي، وللسبع على أبي مُحَمَّد عبد الله بن مَسْعُود بن عَليّ القريشي الْمَكِّيّ الأَصْل التّونسِيّ بل قَالَ مرّة إِنَّه أَخذهَا عَن اللَّذين قبله، وَكَذَا الغبريني الْآتِي وَأخذ الْفِقْه عَن ابْن عَرَفَة بحث عَلَيْهِ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وقاضي الْجَمَاعَة أبي مهْدي الغبريني سَمَّاهُ مرّة عِيسَى وَمرَّة مُحَمَّدًا بن أَحْمد ابْن يحيى بحث عَلَيْهِ الرسَالَة وَعَن غَيرهمَا كأبيه وَأبي الْقسم مُحَمَّد بن أَحْمد بن يحيى الإدريسي الحسني عرف بالسلاوى وَعنهُ وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ عرف بِابْن الْقصار أَخذ الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَسمع الحَدِيث على الْخَمْسَة الْأَوَّلين من شُيُوخه وعَلى أَبِيه فَارس عبد الْعَزِيز بن مَسْعُود بن عبد الْعَزِيز العجيسي التلمساني وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الربعِي الصّقليّ وَقَالَ أَن أول سَمَاعه لَهُ كَانَ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَهُوَ ابْن تسع وَأول اشْتِغَاله فِي الْقرَاءَات فِي سنة تسعين وَفِي الْفِقْه فِي سنة أَربع وَتِسْعين وارتحل فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة فَقدم الْقَاهِرَة فِي شوالها فحج ثمَّ عَاد فقطن الْقَاهِرَة وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى بِلَاد الشَّام فطوف غالبها. وَنزل فِي كثير مِنْهَا وحصلت لَهُ حظوة منبني الْبَارِزِيّ وَبني الكويز وَغَيرهم. وتحول شافعيا ثمَّ ولي قَضَاء نابلس فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ اسْتِقْلَالا وَكَانَ كَمَا قَالَ المقريزي أول من اسْتَقل فِيهَا وسافر إِلَيْهَا مرّة بعد أُخْرَى وَفِي الْمرة الثَّانِيَة جعل بهَا نَائِبا قرر عَلَيْهِ ضريبة مُعينَة بِحَيْثُ عَزله الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ لذَلِك، وجال الْبِلَاد وَلَقي الرِّجَال واشتهر أمره وَكثر أَخذ أهل الْبِلَاد عَنهُ وأسفر عَن كذب كثير

واختلاق غزير حَتَّى فِي نِسْبَة فَأَنَّهُ مرّة سَاقه كَمَا قدمْنَاهُ وَمرَّة خَالف فِيهِ وَقَالَ مرّة أَنه سفياني وَمرَّة وصل بِهِ إِلَى عَليّ بن أبي طَالب بعد انتسابه لخميا وَكَذَا اخْتلف كَلَامه وشيوخه وَفِي الْمَأْخُوذ عَنْهُم وشحن الْبِلَاد بمختلفاته ومركباته. وَقَالَ شَيخنَا فِي حرف الْفَاء من توضيح المشتبه أَنه من أهل الْفضل يستحضر كثيرا من الْأَخْبَار ويجول الْبِلَاد يقصه، وَأَنه أخبرهُ بمولده وَأَنه سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَبِأَنَّهُ سمع من البطرني وَحدث عَنهُ وَعَن غَيره بِالسَّمَاعِ، قَالَ كثيرا مَا يُطلق الْأَخْبَار فِي الْإِجَازَة الْخَاصَّة والعامة وَله فِي ذَلِك تراكيب موهمة وَقد سُئِلت فِي بَعْضهَا وَأَنا بحلب ونبهت على خطأ بَعْضهَا وَكَانَ السَّائِل لَهُ ابْن خطيب الناصرية فانه قَالَ بعد أَن ذكر أَنه قدم حلب مرَارًا وأنزله عِنْده بِالْمَدْرَسَةِ الشرفية وَعمل مواعيد بجامعها الْكَبِير وَغَيره وَأثْنى عَلَيْهِ بِالْفَضْلِ واستحضار طرف من التَّارِيخ وَغَيره وَقَالَ أَنه سمع مِنْهُ بعض الطّلبَة) المسلسل بالأولية بِسَنَد أوقفت عَلَيْهِ وَسمي شَيخنَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فانكره وَقَالَ أَنا أَشك فِي صِحَة قَوْله أَنه سمع من البطرني لِأَنَّهُ كَانَ صَغِيرا حِين توفّي وَلم يكن بلدية بل ذكر أَن أَكثر من سمي من شُيُوخ السَّنَد لَا وجود لَهُ فِي الْخَارِج، ثمَّ قَرَأت بِخَط شَيخنَا مَا نَصه: وقفت لَهُ على أَسَانِيد لعدة من الْكتب الْمَشْهُورَة كلهَا مفتعلة وَقد بيّنت خللها مَعَ الَّذِي أملاها عَلَيْهِ يَعْنِي بِهِ الْجمال بن السَّابِق الْحَمَوِيّ. وَقَالَ فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين من إنبائه أَنه أطنب الجولان فِي قرى الرِّيف الْأَدْنَى يعْمل المواعيد وَيذكر النَّاس وَهُوَ يستحضر من التَّارِيخ وَالْأَخْبَار الْمَاضِيَة شَيْئا كثيرا وَلَكِن كَانَ يخلط فِي غالبها ويدعى معرفَة الحَدِيث النَّبَوِيّ وَرِجَاله ويبالغ فِي ذَلِك عِنْد من يستجهد وَيقصر فِي المذاكرة بِهِ عِنْد من يعرف أَنه من أهل الْفَنّ وراج أمره فِي ذَلِك دهرا طَويلا وَذكر انه ولي قَضَاء نابلس بعناية الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ ثمَّ هجره، وَصَحب الزين عبد الرَّحْمَن بن الكويز وَانْقطع إِلَيْهِ مُدَّة ثمَّ فَارقه. وَكَذَا قَالَ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ مِنْهُ أَنه تحول شافعيا وَلما ولي قَضَاء نابلس وَأَنه كثير الاستحضار للتواريخ وَكَانَ يتعانى عمل مواعيد بقري مصر وبدمياط وبلاد السواحل وَصَحب النَّاس وَهُوَ حسن الْعشْرَة ونزه عفيف، وَقد حدث بحلب عَن البطرني وَمَا أَظُنهُ سمع مِنْهُ فَأَنَّهُ ذكر لنا أَن مولده سنة ثَمَانِينَ بِبَلَدِهِ وَكَانَ البطرني بتونس وَمَات بعد سنة تسعين قَالَ وَرَأَيْت لَهُ عِنْد أَصْحَابنَا بحلب إِسْنَادًا للمسلسل مختلقا إِلَى السلفى وَآخر أَشد اختلاقا مِنْهُ إِلَى أبي نصر الوائلي وسئلت عَنْهُمَا فبينت لَهُم فسادهما ثمَّ وقفت مَعَ جمال الدّين بن السَّابِق الْحَمَوِيّ على كراسة كتبهَا عَنهُ بأسانيده فِي الْكتب السِّتَّة

أَكْثَرهَا مختلق وجلها مركب، وأوقفني المقريزي لَهُ على تراجم كتبهَا بِهِ بخطة كلهَا مُخْتَلفَة إِلَّا لشَيْء الْيَسِير غفر الله لَهُ، وَقد كَانَ المقريزي يعظمه جدا وَوَصفه بالشيخ الْحَافِظ الرّحال ذِي الكنيتين، وَأكْثر من الِاعْتِمَاد عَلَيْهِ فِيمَا كَانَ يُخبرهُ بِهِ مِمَّا يتَعَلَّق بالتاريخ وَنَحْوه من غير إفصاح عَنهُ على عَادَته. وَقَالَ غَيرهمَا مِمَّن أَخذ عَنْهُمَا لم أزل أسمع عَنهُ الْأَعَاجِيب من كَثْرَة الْحِفْظ للْأَخْبَار الْقَدِيمَة وَالْقُوَّة على جوب الْبِلَاد وَالْقُدْرَة على مداخلة النَّاس حَتَّى اجْتمعت بِهِ ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَوَجَدته من دهاة الْعَالم فصيحا مفوها قوي الحافظة عديم النظير فِي ذَلِك بِحَيْثُ أَنه يَأْخُذ كتاب الْعلم فَيطلع فِيهِ اطلاعة يحفظ غالبه مِنْهَا، وَبَالغ شَيخنَا فِي تَكْذِيبه واختلاقه وَأما المقريزي فعلى الضِّدّ من ذَلِك فِي اعْتِمَاده وتلقيبه يَا لحافظ، وترجمه فِي عقوده بِاخْتِصَار وَأنْشد عَنهُ لغيره:) (لعمرك مَا عدمت لِوَاء مجد ... وَلَا كل الْجواد عَن السباق) (وَلَكِنِّي بليت بحظ سوء ... كَمَا تبلى المليحة بِالطَّلَاق) وَقد خرج فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فِي بعض بِلَاد نابلس وَأظْهر أَنه السفياني واحتوى على عقول الفلاحين فراج عَلَيْهِم وَتَبعهُ خلق مِنْهُم ثمَّ أحسن مِنْهُم بانحلال عَنهُ فانسل نَحْو بِلَاد الشمَال حَتَّى مَاتَ باللاذقية من بِلَاد طرابلس الشَّام سنة تسع وَخمسين يَعْنِي فِي الْمحرم قَالَ بَعضهم ثمَّ أخْبرت أَنه فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ انْتهى. وَقد أرخه فِي سنة تسع الشَّمْس المالقي بن الْمُنِير وَيحْتَاج إِلَى تَحْقِيق، وجازف من قَالَ إِنَّه مَاتَ بِمصْر فِي ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَقَالَ وَقد اتهمه ابْن حجر فِي سَمَاعه من البطرني وَلَا وَجه لاتهامه انْتهى. وَيحْتَاج هَذَا الْقَائِل إِلَى تَأْدِيب كثير سِيمَا وَقد علمت وَجهه. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان الْبَدْر بن الشهَاب ابْن التَّاج بن الْجلَال بن السراج البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد عبد الباسط الْمَاضِي وَإِبْرَاهِيم. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بجوار مدرسة جده السراج بحارة بهاء الدّين، وَنَشَأ بَين أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة وألفية الْعِرَاقِيّ والمنهاج الفرعي وَابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ والتوضيح لِابْنِ هِشَام وَالتَّلْخِيص للقزويني وَكَانَ يصحح بَعْضهَا على الشمني وَبَعضهَا على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ، وَعرض على شَيخنَا وَغَيره وَأخذ الْفِقْه عَن السَّيِّد النسابة والْعَلَاء القلقشندي والمحلى والمناوي وَعم جده العلمي وَعَمه أبي السعادات وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض وَكَذَا عَن الوين البوتيجي وقابل مَعَه نصف النكت لشيخه الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَعنهُ وَعَن

إبي الْجُود فِي أَخذ الْفَرَائِض وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة عَن ابْن خضر بمرافقتي وَعَن الأبدي والعز عبد السَّلَام وَفِي أوصل الْفِقْه عَن ابْن حسان والتقي الحصني وَأخذ فِي هَذِه الْعُلُوم وَفِي غَيرهَا عَن غير هَؤُلَاءِ، وَأذن لَهُ عَم جده فِي الْإِفْتَاء والتدريس بل نَاب عَنهُ وَعَن من بعده وتصدى لذَلِك مُقبلا عَلَيْهِ بكليته وَلذَا تميز فِي الشُّرُوط مَعَ المداومة على الْكِتَابَة بِحَيْثُ كتب فتح الْبَارِي مرَّتَيْنِ وَالْخَادِم والتوسط وإعراب السِّين وَنَحْو مائَة مُجَلد وخطه لَيْسَ بالطائل وَصَارَ يستحضر من كِتَابَته كثيرا سِيمَا الْفِقْه وَكَثِيرًا مَا كَانَ يُرَاجع فِي الْجلَال الْبكْرِيّ، وَأكْثر من الْحُضُور عَن الصّلاح المكيني والخيضري وَكَذَا تردد إِلَى كثيرا وراجعني فِي أَشْيَاء واستعان بِي عَن المناوى وَغَيره ودرس بالآثار برغبة أَبِيه بِهِ عَنهُ) وَعمل فِيهِ اجلاسا بِحَضْرَة عَم جده تكلم فِيهِ على بعض الْآيَات وَكَذَا بِجَامِع أصلم نِيَابَة عَن وَلَدي التقي بن الرسام وبالظاهرية الْقَدِيمَة نِيَابَة عَن أبي الْيُسْر بن النقاش وَقرر بعد عَمه أبي السعادات فِي وقف طقطجي وَغَيره مِمَّا لَيْسَ فِيهِ كَبِير أَمر وَحرم مَعَ أحقيته من جَمِيع من أَخذ، وَحج فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَكَانَ على قَضَاء الْمحمل وَلم يتأنق فِي ملبسه وَلَا مأكله وَلَا كَانَ يركب إِلَّا نَادرا مَعَ يبس وإقبال على شَأْنه وَنسبَة لتسامح وابتلاء بِأم أَوْلَاده إِلَى أَن تعلل أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة ثامن من جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم ثمَّ دفن عَن أَبِيه بمدرسة جده رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عمر بن عُثْمَان بن أبي بكر نَاصِر الدّين أَبُو الْفضل بن الْبَهَاء أبي حَامِد بن الشَّمْس التَّمِيمِي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد وَيعرف بِابْن المهندس. ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب الْأَشْقَر وتلا بِهِ لأبي عمر وَعَلِيهِ وعَلى الزكي أبي بكر السعودي الضَّرِير وَحفظ الْعُمْدَة والتنبيه وألفية ابْن ملك وَعرض الْعُمْدَة على السراجين البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي وَالْفَخْر القاياتي وَالشَّمْس بن الْقطَّان والشرف الْقُدسِي الْمُحدث والتنبيه على الضياء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السفطي شيخ الْآثَار وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والعز بن جمَاعَة وأجازوه وَبحث فِي الْفِقْه على النُّور الأدمِيّ والعز بن جمَاعَة ثمَّ الشّرف السُّبْكِيّ وَسمع الحَدِيث على أَوَّلهمْ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَنَحْوهمَا، وَأكْثر عَن شَيخنَا وَكتب عَنهُ من فَتَاوِيهِ جملَة ولازم كِتَابه أَمَالِيهِ والنيابة عَنهُ فِي خطابة جَامع عَمْرو، وَكَذَا التوقيع بِبَابِهِ والملازمة لخدمته حَتَّى أَنه سَافر مَعَه إِلَى حلب فِي سنة آمد وَسمع هُنَاكَ على الْبُرْهَان الْحلَبِي الْحَافِظ وَغَيره وبالشام وَغَيرهَا وَدخل عنتاب وزار الْقُدس والخليل وَحج غير

مرّة أَولهَا فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وجاور بعْدهَا، وَكَانَ ذَا مُشَاركَة فِي الْجُمْلَة وبراعة فِي التوثيق مَعَ حرص على التِّلَاوَة وَالْجَمَاعَة ورغبة فِي المنسوبين للصلاح وَلَكِن لم نحمد شَهَادَته فِي كَونه شَيخنَا أوصى بالدفن فِي تربة بني الخروبي وَقد أجَاز لَهُ قَدِيما سنة ثَلَاث وَتِسْعين أَبُو الْفرج بن الشيخة الْغَزِّي وَبعد ذَلِك فِي استدعاء مؤرخ بِسنة ثَمَان وَتِسْعين أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَطَائِفَة، وَحدث باليسير أخذت عَنهُ أَشْيَاء وَلم يحصل لَهُ رواج بعد شَيخنَا. وَمَات عَن قرب فِي الْمحرم سنة خمس وَخمسين. وَدفن بالقرافة عَن أَبِيه) رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَرِيم. صَوَابه ابْن أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز مضى. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن الْفضل الْعِمَاد الْهَاشِمِي الْحلَبِي. ولي مشيخة الشُّيُوخ بحلب بعد أبي الْخَيْر الميهني فباشرها عدَّة سِنِين، وَكَانَ إنْسَانا حسنا من ذَوي الْبيُوت الْأَعْيَان وَله ثروة. مَاتَ أَسِيرًا بأيدي التتارفي سنة ثَلَاث وَدفن بمشهد الْحُسَيْن ظَاهر حلب. ذكره ابْن خطيب الناصرية. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن حسن بن مُحَمَّد الْمُحب أَبُو الْفضل الْموصِلِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن جناق بِضَم الْجِيم وَكَانَ يزْعم عَن شَيخنَا أَن الْفَتْح أصوب ثمَّ نون خَفِيفَة وَآخره قَاف. ولد فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ ورام أَهله أَن يكون عقادا فَأَقَامَ عِنْد بعض أَرْبَابهَا يَسِيرا ثمَّ تحول وَحفظ بعض الْقُرْآن وَجَمِيع الْعُمْدَة وَكَانَ يَقُول أَنه حفظهَا فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَنه عرضهَا على جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا وَأَجَازَ لَهُ فَالله أعلم، وانتقل إِلَى الشَّام فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين فَأَقَامَ بهَا سنة وأشهرا وأكمل بهَا حفظ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه عمر اللولوي الْحَنْبَلِيّ قَالَ وَكنت أَقرَأ كل يَوْم مِنْهُ ربع حزب بداية وانتفعت بملازمته وحضني على التحنبل فَحَضَرت دروس الْبُرْهَان بن مُفْلِح وَكَذَا التقي بن قندس وَلَزِمتهُ حَتَّى سَمِعت عَلَيْهِ بحث الْمقنع وَالْمُحَرر والخرقي إِلَّا يَسِيرا مِنْهُ وَأَنه قَرَأَ فِي الْحساب على الشَّمْس السيلي الْحَنْبَلِيّ، ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة فِي آخر سنة أَربع وَخمسين فحفظ بهَا كَمَا زعم أَيْضا التسهيل فِي الْفِقْه لِابْنِ البلاسلار البعلي وَالْهِدَايَة فِي عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الْجَزرِي وَبحث فِيهَا على الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَأخذ الْفِقْه يَسِيرا عَن ابْن الرزاز المتبولي والعز الْكِنَانِي ولازمه واشتغل بِغَيْرِهِ يَسِيرا فَحَضَرَ دروسا فِي الْعَرَبيَّة عَن التقيين الشمني والحصني وَفِي الْأُصُول عَن ابْن الهائم والجلال الْمحلي وَأبي لفضل المغربي وَقَرَأَ على السَّيِّد على الفرضي الْفُصُول فِي الْفَرَائِض والنزهة فِي الْحساب كِلَاهُمَا لِابْنِ الهائم وجالس الشهَاب الْحِجَازِي

فِي الْأَدَب وانتفع بِيَحْيَى الطشلاقي فِي بعض فنونه كثيرا وَطلب الحَدِيث وقتا وَدَار على متأخري الشُّيُوخ فَسمع جملَة وَكَانَ يستمد مني فِي ذَلِك وَفِي غَيره بل سمع منى فِي الْإِمْلَاء وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد وَكتب بِخَطِّهِ بعض الطباق ورام محاكاة ابْن نَاصِر الدّين فِي خطه كالخيضري، وَأذن) لَهُ المرداوي والجراعي فِي التدريس والإفتاء بل كتب قَاسم الْحَنَفِيّ تَحت خطه فِي بعض الْفَتَاوَى وَكَذَا أذن لَهُ الْعِزّ الْكِنَانِي حَيْثُ علم من نَفسه التآهيل لذَلِك وتنزل فِي صوفية الشيخونية وَهِي أول وظائفه ثمَّ الأشرفية والبيبرسية وَغَيرهَا وَولى الْإِعَادَة بالمنصورية وَالْحَاكِم وَبعد حفيد ابْن الرزاز إِفْتَاء دَار الْعدْل وتدريس الْفِقْه بالقراسنقرية والمنكوتمرية وناب فِي الْقَضَاء عَن شيخة الْعِزّ وَامْتنع من التعاطي على الْأَحْكَام وأقرأ الطّلبَة وَكَذَا أفتى خُصُوصا بعد وَفَاة النُّور الششيني، وَكَانَ فَاضلا ذَاكِرًا مستحضرا، لكثير من فروع الْمَذْهَب ذائقا للأدب حَرِيصًا على التصميم فِي الْأَحْكَام وَإِظْهَار الصلابة وتحري الْعدْل مَعَ قُوَّة نفس واقدام وَإِظْهَار تجمل مَعَ التقلل واحتشام ولطف عشرَة وتواضع وميل للماجنة مَعَ من يختاره، وَقد حج وجاور بِمَكَّة بعض سنة وَكتب عَنهُ صاحبنا ابْن فَهد يَسِيرا وَلم يكن قاضية يحمد أَكثر أَفعاله بل ينْسبهُ إِلَى حمق وتصنع وَلعدم اعتنائه بِشَأْنِهِ مَسّه بعض الْمَكْرُوه من الْعلم البُلْقِينِيّ بِسَبَب خلوه بالمطلع الملاصق لَا يوان الْحَنَفِيَّة من الصلاحية النجمية اقتات فِي عمارتها من مَاله وَغَيره بارتكاب مَالا يجوز وَلذَلِك لم يمتع بهَا بل مَاتَ عَن قرب فِي عَاشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حسن وَدفن بحوش البغاددة تربة السَّلَام بِالْقربِ من ضريح الْمُحب بن نصر الله أثنى النَّاس عَلَيْهِ جميلا وَأظْهر الْعِزّ التأسف على فَقده عوضه الله الْجنَّة وَمِمَّا أنشدنيه من نظمه: (وَوصل الَّذِي أهواه من بعد بعده ... وساقيه مَعَ ساقي لما أَن التووا) (ووجنته مَعَ ثغره وعذاره ... وطرته مَعَ مقلتيه وَمَا حووا) (وودى ولهفي لَا سلوت وَلَو سلوا ... فُؤَادِي ولبي قد قلوا والحشاشووا) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن أبي التائب بن أبي العيسى ابْن أبي عَليّ الْعِزّ الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ ابْن حفيد الْبَدْر الْمسند الشهير وَيعرف كسلفه بِابْن أبي التائب. ولد فِي شعْبَان سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو عَليّ الشَّمْس النشوى والعمدة والكنز الفرعي وَالْمُغني فِي الْأُصُول وألفية النَّحْو والتخليص وَعرض بَعْضهَا على الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ ومحمود العجمي وَغَيرهم وَأخذ الْفِقْه عَن الْبَدْر

ابْن خَاص بك الشهَاب الْعَبَّادِيّ وَسمع دروسه فِي الْمنطق وَالشَّمْس الْحِجَازِي الضَّرِير والنحو عَن الْمُحب بن هِشَام وَالشَّمْس) البوصيري، ولازم قَارِئ الْهِدَايَة كثيرا فَانْتَفع بِهِ فِي الْفِقْه وَأَصله والعربية وَغَيرهَا وَسمع عَليّ ابْن حَاتِم والشهابين ابْن بَنِينَ والسويداوي والتنوخي وَابْن الشيخة والمليجي وَابْن أبي الْمجد وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والسراج الكومي والتاج بن الفصيح والحلاوي وَفتح الدّين ابْن الشَّهِيد فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ النشاوي وَجَمَاعَة، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. وناب فِي الْقَضَاء عَن الْبَدْر الْعَيْنِيّ فَمن بعده وَجلسَ بِالْمَدْرَسَةِ السيفية تجاه الصنادقيين بل ولى قَضَاء اسكندرية وقتا وشكرت سيرته فِي قَضَائِهِ وَدخل دمشق وَحج نَحْو سِتّ عشرَة حجَّة وجاور وَسمع بِمَكَّة على الْجمال بن ظهيرة وَتوجه للطائف لزيارة ابْن عَبَّاس. وَمَات بِمَكَّة بعلة الْبَطن فِي ثَالِث شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَدفن بالمعلاة رَحْمَة الله وسامحه. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة التقى أَبُو الْفَتْح بن الْمُحب بن الْجمال الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَأمه حبشية فتاة لِأَبِيهِ. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن ملك وَغَيرهَا وَسمع الزين المراغي وجده وأباه وَابْن سَلامَة وَابْن الْجَزرِي وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة بن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الأرموي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَخلق. وَكَانَ ذَا فهم وذكاء رام تداريس أَبِيه بعده فَأَدْرَكته الْمنية بعد خمس وَخمسين يَوْمًا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة. ذكره الفاسي بِاخْتِصَار عَن هَذَا. مُحَمَّد أَبُو الْبَقَاء شَقِيق الَّذِي قبله. مَاتَ قبل سنّ التَّمْيِيز فِي سنة أَربع عشرَة. مُحَمَّد أَبُو الْفضل أخوهما وَأمه أم الْحسن ابْنة أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة. مَاتَ عَن نَحْو نصف سنة فِي رَمَضَان سنة أَربع عشرَة أَيْضا. مُحَمَّد أَبُو بكر شَقِيق الَّذِي قبله. بيض لَهُ ابْن فَهد. مُحَمَّد أَبُو عبد الله أخوهم. أمه الشَّرِيفَة كمالية ابْنَته عبد الرَّحْمَن الفاسي. بيض لَهُ أَيْضا. مُحَمَّد أَبُو حَامِد أخوهم أمه أم الْحُسَيْن ابْنة عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب اليافعي. مَاتَ مَعهَا تَحت سَاقِط فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَعشْرين قبل إكماله سنة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمُنعم الشريف جلال الدّين بن الشهَاب الحسني الجرواني بجيم ثمَّ مُهْملَة وواو مفتوحات وَآخره نون نِسْبَة الْقرْيَة قريبَة من طنتدأ بالغربية القاهري الشَّافِعِي النَّقِيب وَيعرف بالشريف الجرواني النَّقِيب. ولد فِي عَاشر الْمحرم سنة) خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَغَيرهمَا، وَعرض على جمَاعَة كالجلال البُلْقِينِيّ ولازم الشهَاب الطنتدائي

وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي الرَّوْضَة وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن الْبُرْهَان البيجوري وَالشَّمْس البوصيري وَآخَرين رَفِيقًا لشَيْخِنَا ابْن خضر وَنَحْوه وَأخذ فِي النَّحْو عَن الحناوي وَفِي الْفَرَائِض وَغَيره عَن ابْن المجدي، وَجلسَ مَعَ الشُّهُود كأسلافه فبرع فِي التوثيق وبهم تدرب فأبوه كَانَ مُتَقَدما فِيهَا وجده هُوَ صَاحب الوراقة الشهيرة كَمَا ستأتي تَرْجَمته، وتنزل فِي بعض الْجِهَات كالمؤيدية والبيبرسية والمنكوتمرية وباشر النقابة عَن الْعلم البُلْقِينِيّ وقتا فَلم يرج عِنْده ثمَّ عِنْد شَيخنَا وَعمل فِي الْمُودع وقتا. وَكَانَ مِمَّن اخْتصَّ بشيخنا وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي تَقْسِيم الْمِنْهَاج وَغَيره بل قَرَأَ عَلَيْهِ شرح النخبة بِكَمَالِهِ وَفِي الْقبَّة البيبرسية ثمَّ تغيظ عَلَيْهِ لأجل وَلَده فَلَمَّا ولي ابْن الديري أَشَارَ شَيخنَا عَلَيْهِ باستقراره بِهِ نَقِيبًا، وَحِينَئِذٍ أقبل عَلَيْهِ السعد فَكَانَت الْأُمُور جليها وخفيها جليلها وحقيرها معذوقة بِهِ وتزايدت بَين النواب وجاهته وَبعد مَوته لم يظفر بطائل، مَعَ أَنه بَاشر عِنْد ابْن الشّحْنَة قَلِيلا ثمَّ عِنْد ابْن الصَّواف والبرهان بن الديري أيامهما كلهَا بل عِنْد الأمشاطي حَتَّى مَاتَ وَقد أسن فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَدفن من الْغَد بحوش البيبرسية وَكَانَ بهج الهيبة عَارِفًا بالصناعة سِيمَا فِي الأسجال والمكاتيب لمباشرته النقابة دهرا وبمقادير النَّاس وأحوال الْقُضَاة وَالشُّهُود طلق الْعبارَة فِي ذَلِك كثير الثَّنَاء على الْوَالِد وَالْعم وَالْجد فِي غيبتي وحضرتي قَائِلا أصُول طيبَة وفروع طيبَة، جوزي خيرا، وَأول مَا حج سنة إِحْدَى وَعشْرين ثمَّ سنة إِحْدَى وَخمسين مَعَ مخدومه ابْن الديري رَحمَه وَعَفا عَنهُ وإيانا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن أَي بكر الزين أَبُو الْخَيْر بن الزين أبي الطَّاهِر بن الْجمال بن الْحَافِظ الْمُحب الطَّبَرِيّ. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن عبد الله فَسقط من هُنَا أَحْمد. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر جمال الدّين بن شهَاب الدّين أبي الْعَبَّاس بن كَمَال الدّين أبي الْفضل بن الْعَفِيف بن القَاضِي التقى الْقرشِي الْعمريّ الْحرَازِي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَالِد أَحْمد وَعبد الله وأخو عبد الْقَادِر الماضيين. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعى النَّوَوِيّ ومختصر الْقَدُورِيّ والألفية وَبَعض الْمجمع وَعرض على جمَاعَة) مِنْهُم أَبُو الْبَقَاء وَأَبُو حَامِد ابْنا الضياء والزين بن عَيَّاش وَأخذ عَن ثانيهم وَأبي الْوَقْت عبد الأول وَغَيرهمَا وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الزين طَاهِر الْمَالِكِي فِي مجاورته وَالْقَاضِي عبد الْقَادِر

وصاهره على إِحْدَى ابْنَتَيْهِ وَآخَرين، وَسمع بِمَكَّة على أبي الْفَتْح المراغي وبالمدينة. على الْمُحب المطري، وَلم يخرج من مَكَّة لغَيْرهَا وَلما كَانَ ابْنه أَحْمد بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة خَمْسَة وَتِسْعين طلع مَعَ شَيْخه أَحْمد بن حَاتِم المغربي للسُّلْطَان فأنعم عَلَيْهِ بِعشْرين دِينَارا وعَلى أَبِيه حِين ذكر صَلَاحه بِخَمْسِينَ فَحملت لَهُ إِلَى مَكَّة وَقَرَأَ بهَا النَّحْو وَأَخذه عَنهُ جمَاعَة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس النحريري ثمَّ الدواخلي نِسْبَة لمحلة الدواخل من الغربية نزيل جَامع الغمري وأخو حسن الْمَاضِي وَأحد أَصْحَاب أبي الْعَبَّاس مِمَّن أَقَامَ عِنْده بِجَامِع أَبِيه بالمحلة حَتَّى حفظ الْقُرْآن ونظم الزّبد ثمَّ بجامعه بِالْقَاهِرَةِ واشتغل فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَفهم ولازمني فِي التَّقْرِيب للنووي وَغَيره وَسمع على أَشْيَاء، وأقرأ بعض بني شيخة أبي الْعَبَّاس ثمَّ بإشارته أَقرَأ عمر بن أبي الْبَقَاء بن الجيعان، وتنزل فِي الْجِهَات بعنايتهم بل صَار على عمائر الأشرفية وَكَانَ يتَضَرَّر من ذَلِك، وَحج ورزق أَوْلَادًا. وَمَات فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَنعم الرجل رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله المظفري نِسْبَة لسويقة المظفر خَارج بَاب الشعرية الفاخوري أَبوهُ الشَّافِعِي نزيل جَامع الغمري وَيعرف بالمظفري وبابن الفاخوري. ولد سنة تسع وَسبعين بسويقة المظفر وَحفظ الْقُرْآن وَالْبَعْض من كَانَ من الْحَاوِي والمنهاج وألفية ابْن ملك وألفية الْعرُوض وَغير ذَلِك مِمَّن قَرَأَ على بحثا فِي التَّقْرِيب للنووي إِلَى أثْنَاء ثَانِي أَقسَام وَرِوَايَة صَحِيح مُسلم وَغير ذَلِك وَسمع ثلاثيات البُخَارِيّ وَالْكثير من دَلَائِل النُّبُوَّة وَأَشْيَاء كأماكن من القَوْل البديع وَمن شرحى للألفية وَشرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد والعمدة والموطأ وَغير ذَلِك وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة وَقَرَأَ على الديمي وَغَيره واشتغل قَلِيلا ولازم فضلاء الْوَقْت كالبدر المارداني فِي فنون وجاور بِجَامِع الغمري وَرُبمَا أذن بِهِ وحرص على الْقِرَاءَة فِي السَّبع وَله همة ورغبة فِي الِاشْتِغَال. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمجِيد بن أبي الْفضل بن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن عبد الْبَاقِي بن زيد الْفَقِيه النَّجْم الْأنْصَارِيّ الخزرجي البعلي الشَّافِعِي أحد أَعْيَان بَلَده. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة خمسين. وَفِي شُيُوخ الْجمال بن ظهيرة مِمَّن تَرْجمهُ شَيخنَا فِي الدُّرَر من أتوهم) أَنه أَخ لهَذَا وَافقه فِي اسْمه أَو غير ذَلِك. مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن أَيُّوب نَاصِر الدّين بن الشهَاب بن أصيل الدّين الْعمريّ فِيمَا قيل الأشليمي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده وَيعرف بِابْن أصيل بِفَتْح الْهمزَة ثمَّ مُهْملَة مَكْسُورَة، وَيُقَال أَن جدته لأمه ابْنة عَم وَالِده

الْفَخر عُثْمَان بن الْمُلُوك فَهُوَ على هَذَا من ذُرِّيَّة الْملك الْكَامِل. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج والألفية وَغَيرهَا. وَعرض على جمَاعَة واشتغل يَسِيرا عَن الشّرف السُّبْكِيّ وَالشَّمْس الْحِجَازِي وتلميذهما الْكَمَال إِمَام الكاملية وخدم الشَّيْخ مُحَمَّد بن سُلْطَان وقتا حَتَّى بكنس بَيته ومسحه فِيمَا كَانَ يحكيه، وَأَقْبل على التوقيع وأتقن الْمُبَاشرَة واختص بِبَيْت ابْن خَاص بك، وَتقدم فِي أَيَّام الْأَشْرَاف اينال فولى نظر الزردخاناه والجوالي والبيمارستان وَغَيرهمَا وولاه الْعلم البُلْقِينِيّ الْقَضَاء فِي أَيَّام عزه وَلم تسعه مُخَالفَته، وتأثل أَمْوَالًا جمة ووظائف جملَة وابتنى دَارا هائلة تجاه جَامع الْأَقْمَر وَمَا حمد الطّلبَة وَنَحْوهم صَنِيعَة، وَلما زَالَ عزه أعرض عَمَّا كَانَ يقترفه على نَفسه وَاقْتصر على التِّلَاوَة وَنَحْوهَا مَعَ الْحِرْص على الصَّدَقَة والمحبة فِي الاطعام والتبسط فِي الْمَعيشَة ومزيد الِاعْتِقَاد فِي المنسوبين إِلَى الصّلاح خُصُوصا المسمون بالمجاذيب اقتفاء للكمال إِمَام الكاملية فقد كَانَ لَهُ بُد مزِيد اخْتِصَاص بِحَيْثُ لم يَنْفَكّ عَنهُ وَأَظنهُ كَانَ فقيهه وَمَا عدم من يُنكر عَلَيْهِ صحبته سِيمَا قبل تَوْبَته وإنابته وَالظَّاهِر أَن تحوله ببركته. مَاتَ فِي صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء وَقد جَازَ السِّتين فموت أَبِيه كَانَ فِي سنة تسع عشرَة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُصْفُور. فِيمَن لم يسم جده. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن علوان أَبُو الطّيب التّونسِيّ ثمَّ السكندري الْمَالِكِي الوفائي وَيعرف بِابْن الْمصْرِيّ. ولد فِي ظهر يَوْم التَّرويَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع بعد السّبْعين الْمُفْتى أَبَا الْقسم أَحْمد بن مُحَمَّد الغبريني البجائي الأَصْل نزيل تونس وَعرض عَلَيْهِ الرسَالَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد البطرنيوحدث رَفِيقًا للكمال بن خير وَمِمَّا رَوَاهُ عَن الغبريني الْمُوَطَّأ حضورا لبعضه وإجازة مِنْهُ بباقيه، سمع عَلَيْهِ بإسكندرية الشهَاب بن هَاشم الْمقري وَالْجمال أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن قرطاس الْمَاضِي وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَقيته بِالْقَاهِرَةِ وَسمعت من فَوَائده وَأَجَازَ لأولادي يَعْنِي فِي سنة سبع عشرَة. وَمَات) باسكندرية سنة سبع وَعشْرين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم فتح الدّين بن الْمُحب القاهري الشَّافِعِي الْخَطِيب وَالِد الْمُحب أَحْمد الْمَالِكِي الْمَاضِي وَولده الْبَدْر مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الْمُحب. ولد تَقْرِيبًا سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبية والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو، وَعرض فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا على الأبناسي والبلقيني والعراقي والدميري والصدر الشيطي وأجازوا لَهُ بل ذكر لي أَنه كتب عَن الزين الْعِرَاقِيّ من أَمَالِيهِ بالظاهرية

العتيقة وَأَنه سمع من وَلَده الْوَلِيّ واشتغل يَسِيرا وَحضر الدُّرُوس وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ سَاكِنا خيرا خطب بِجَامِع القيمري فِي سويقة صَفِيَّة وَقَرَأَ الميعاد والْحَدِيث بَين يَدي الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ، وَأَجَازَ لي. وَمَات فِي أَوَاخِر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَخمسين بعد أَن تعلل مُدَّة وَصَارَ يمشي على عكازين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الْمُحب أَبُو الشِّفَاء بن الشهَاب بن نَاصِر الدّين الْمُقْرِئ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الْفُرَات باسم النَّهر. ولد فِي سنة سبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو عَليّ الْفَخر الضَّرِير وللسبعة إِلَّا حَمْزَة على الشَّمْس الشراريبي وَأخذ الْفِقْه عَن عبيد البشكالسي والشهاب المغراري وَفِي النَّحْو عَن الْمُحب بن هِشَام قَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع التَّوْضِيح لِأَبِيهِ وَسمع على قَرِيبه نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْحسن ابْن الْفُرَات الْحَنَفِيّ وَأبي الْفرج بن الشيخة وَجلسَ يُؤَدب الْأَطْفَال بِرَأْس الزجاجيين أَخذ عَنهُ ابْن فَهد والبقاعي وَقَالَ أَنه مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَدفن من الغدو وَجُمْهُور أسلافهم مالكيون رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سعيد بن سَالم بن نمر بن يَعْقُوب بن عبد الله بن صبح الْبَهَاء أَو حَامِد بن الصَّدْر أبي الطّيب بن الْبَهَاء الْأنْصَارِيّ الخزرجي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن أَمَام المشهد. ولد سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وأسمع من بعض أَصْحَاب الْفَخر وَابْن القواس وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة وَأحمد بن سَالم الْمَكِّيّ والكمال بن حبيب وَعلي بن يُوسُف الزرندي وَغَيرهم وَنَشَأ نشأة حَسَنَة فاشتغل بالفقه وتميز فِيهِ وتأدب وَأفْتى ودرس وناب فِي الْإِمَامَة بالجامع الْأمَوِي بِدِمَشْق وَفِي الْقَضَاء أَيْضا لكنه امْتنع مِنْهُ فِي ولَايَة) الشهَاب الحسباني، وَكَانَ لينًا خيرا حسن السِّيرَة لَدَيْهِ فَضِيلَة. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه ومعجمه والمقريزي فِي عقوده وَابْن فَهد فِي مُعْجَمه. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سُلَيْمَان الشَّمْس الْمصْرِيّ الصُّوفِي نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن النَّجْم. سمع بِمصْر فِيمَا أَحسب من قاضيها أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَصَحب يُوسُف العجمي وَصَارَ من مريديه وَنظر فِي كتب الصُّوفِيَّة وَغَيرهَا من كتب الْعلم وَمَال فِيمَا بَلغنِي لِابْنِ عَرَبِيّ وَكتب بِخَطِّهِ كتبا وفوائد مِنْهَا على مَا ذكر لحفظ النَّفس وَالْمَال: الله حفيظ قديم أزلي حَيّ قيوم لَا ينَام، وَذكر أَن من قَالَ ذَلِك إِلَى جِهَة مَال لَهُ غَائِب حفظ، وجاور بِمَكَّة نَحْو ثَمَانِيَة عشر عَاما وتأهل بهَا وَولد

لَهُ وَسمع الحَدِيث بهَا من بعض شُيُوخنَا بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة وَتعبد كثيرا واشتهر، ثمَّ انْتقل إِلَى الْمَدِينَة فسكنها عَاميْنِ وأشهرا ثمَّ توفّي بهَا فِي شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَدفن بِالبَقِيعِ. ذكره الفاسي بِمَكَّة وَقَالَ هَكَذَا أملي على نِسْبَة وَلَده مُحَمَّد سبط يُوسُف بن عَليّ الْقَرَوِي. وَقَالَ ابْن حجي أَنه جَازَ السِّتين وَكَانَ على طَريقَة ابْن عَرَبِيّ وَغَيره مَعَ كَثْرَة الْعِبَادَة، وَهُوَ فِي الأنباء بِاخْتِصَار. وَقَالَ المقريزي فِي عقوده: كَانَ كثير الْعِبَادَة ترتاح النَّفس عِنْد رُؤْيَته، ولقيته بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ ثمَّ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد الصّلاح بن الشهَاب ابْن الْبَدْر بن النُّور الْقرشِي الطنبدي القاهري أَخُو أبي الْفضل مُحَمَّد الْآتِي واخوته وَهُوَ أَوَّلهمْ مولدا والماضي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن عرب بِكَوْنِهِ سبط الْجمال ابْن عرب. مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه سنة سبعين عَن دون الثَّلَاثِينَ. مُحَمَّد الْمُحب أَبُو الْفضل أَخُو الَّذِي قبله. نَشأ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل عِنْد الْعَبَّادِيّ والبكري وَغَيرهمَا فِي الْفِقْه وَغَيره واختص بِفَتْح الدّين بن البُلْقِينِيّ وخالطه، وناب فِي الْقَضَاء وَتردد لتمراز وَغَيره. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد الْجمال أَبُو عبد الله الْقُسْطَلَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف كسلفة بِابْن الزين، أمه عَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن عَليّ العجمي، أجَاز لَهُ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا النشاوري وَابْن حَاتِم والعراقي والهيثمي والأميوطي ورسلان الذَّهَبِيّ وَابْن الشيخة وَآخَرُونَ. وَمَات بِمَكَّة) سنة ثَمَان وَعشْرين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن هرون بن عَليّ الْبَدْر بن الشهَاب الْمحلي السكندري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْمحلى قَاضِي سكندرية وَابْن قاضيها. مِمَّن ذكر بَين النَّاس عقب موت أَبِيه قَلِيلا وابتنى بَيْتا بِالْقربِ من خَان الخليلي وَحج وجاور ثمَّ خمد. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْبَدْر أَبُو السعادات بن الشهَاب الْمحلي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن الْمصْرِيّ. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وعرضها على جملَة الْجِمَاع بل سمع مني. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمَكِّيّ بن الفيومي جابي وقف الزِّمَام بِمَكَّة كأبيه وجبى بعده أَخُوهُ أَبُو بكر. مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد الشَّمْس الدمنهوري الْمَكِّيّ الْعَطَّار.

مَاتَ غريقا بالمويلحة فِي لَيْلَة سَابِع عشر رَجَب سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَدفن بِجَزِيرَة هُنَاكَ. أرخه ابْن فَهد وَقَالَ أَنه أجَاز لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بعْدهَا النشاوري والعراقي والهيثمي وَابْن حَاتِم وَآخَرُونَ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن هَاشم بن مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس بن الشهَاب الصنهاجي السكندري القاهري الْمَالِكِي الْأَشْقَر نزيل الحسينية وَيعرف كأبيه الْمَاضِي بِابْن هَاشم. حفظ الْقُرْآن وَغَيره وأسمعه أَبوهُ على ابْن الحرزي، وَكَذَا سمع على شَيخنَا وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء ابْن فَهد المؤرخ برجب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ خلق. وتكسب بِالشَّهَادَةِ وبرع فِي الشُّرُوط مَعَ نقص كِتَابيه وَقصد بالأشغال ونال فِيهَا حظا بِحَيْثُ كَانَ مرجع تِلْكَ الدائرة كلهَا عَلَيْهِ. وَكَانَ مذاكرا بِكَثِير من الْفَوَائِد محبا فِي الصَّالِحين متبسطا فِي معيشته مغرما بتحصيل الْكتب بِحَيْثُ استكتب من تصانيفي عدَّة وَسمع على مِنْهَا، وَرُبمَا قصدني بِبَعْض الأسئلة وَيُصَرح بالانفراد بوفاء غَرَضه فِي أجوبتها. وَتزَوج بعدة زَوْجَات ورثهن إِلَّا أم أَوْلَاد للْعلم البُلْقِينِيّ فَهِيَ الَّتِي ورثته وَكَانَ زَائِد الرَّغْبَة فِيهَا. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشر رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ جَازَ السِّتين سامحه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس الغمري الأَصْل الْمحلي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وكل مِنْهُمَا بكنيته أشهر. ولد فِي رَابِع عشر رَمَضَان سنة أَربع) وَخمسين وَثَمَانمِائَة بالمحلة وَحفظ الْقُرْآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وَعرض على جملَة الْجَمَاعَة بل وَسمع مني وَمن الشاوي والقمصيم وَآخَرين وَمِمَّا سَمعه على القَوْل البديع وَقَرَأَ دروسا فِي التَّقْرِيب للنووي واشتغل على الشهَاب بن الْمصْرِيّ فِي الْفِقْه وَعَلِيهِ وعَلى أبي عبد الله التّونسِيّ فِي الْعَرَبيَّة بل قَرَأَ دروسا فِي الْفِقْه على الْفَخر المقسي وَكَذَا أَخذ فِيهِ وَفِي النَّحْو عَن الشّرف البرمكيني حِين سَافر إِلَيْهِم الْمحلة وَفِيهِمَا وَفِي الْأُصُول عَن الشهَاب بن الأقيطع وَأكْثر من ملازمته وَحضر عِنْد الْكَمَال بن أبي شرِيف والبدر بن الْقطَّان والأبناسي وَابْن قَاسم وزَكَرِيا وَغَيرهم، وَخلف وَالِده حِين قطن الْقَاهِرَة فِي الْمحلة وَصَارَ رَأْسا وَله مزِيد نوجه إِلَى الِاشْتِغَال والمذاكرة. مُحَمَّد الْمُحب أَبُو الْفضل شَقِيق الَّذِي قبله. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بالمحلة وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وَعرض عَليّ أَيْضا وَكَذَا على الْمُحب بن الشّحْنَة والعضد الصيرامي وَالشَّمْس الامشاطي وَعبد الْغَنِيّ الهيثمي والجوجري والجلال الْبكْرِيّ وَآخَرين فِي سنة ثَمَانِينَ بل قَرَأَ عَليّ فِي الْبَحْث عدَّة

مُقَدمَات فِي عُلُوم الحَدِيث وعَلى ابْن سولة فِي الْفِقْه وأصوله وَالشَّيْخ مُحَمَّد العجمي فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف والمنطق، والزين الأبناسي فِي الْفِقْه وَغَيره كثيرا فِي آخَرين كالشرف مُوسَى البرمكيني وَزَوْجَة ابْنَته واستولدها عدَّة أَوْلَاد، ثمَّ عرض لَهُ مَا يشبه الجذب فَكَانَ يفِيق مِنْهُ تَارَة ويعاوده أُخْرَى ودام بِهِ سِنِين وَفِي كل حَالَة استأنس بِهِ وأبتهج بِرُؤْيَتِهِ عافاه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن سَالم الْبَدْر أَو الشَّمْس بن الشهَاب بن الْبَدْر الْحلَبِي بن الاطعاني وَالِد أَحْمد الْمَاضِي. ولد فِي صَبِيحَة يَوْم الْخَمِيس خَامِس شعْبَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بحلب، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْمِنْهَاج وَعرضه فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ على الشهَاب الْأَذْرَعِيّ والزين عمر بن عِيسَى بن عمر الباريني وَبِه تفقه وَنسخ بِخَطِّهِ شَرحه لِابْنِ الملقن، وَعرض عَلَيْهِ النِّيَابَة فِي الْقَضَاء بِبَعْض الْبِلَاد كأبيه فَامْتنعَ، وتزهد وسلك طَرِيق التصوف، وسافر إِلَى الْقُدس فَلبس الْخِرْقَة من عبد الله البسطامي، ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده وَانْقطع بزاوية خَارج بَاب الجفان وَصَارَ مُعْتَقدًا مُقبلا على شَأْنه دينا بهي المنظر، وتلمذ لَهُ جمَاعَة وَلبس مِنْهُ غير وَاحِد الْخِرْقَة، وَحج مرَارًا وجاور فِي بَعْضهَا واشتهر بَين الحلبيين وبنيت لَهُ زَاوِيَة وَتردد إِلَيْهِ الأكابر لزيارته والتبرك بِهِ هُوَ لايزداد مَعَ ذَلِك إِلَّا تواضعا) وتعبدا، وَكَانَ منور الشيبة حسن الْخلق والخلق كثير الْحيَاء بهي المنظر وَسكن بعد الكائنة الْعُظْمَى فِي دَار الْقُرْآن الْمُجَاورَة للجامع الْكَبِير حَتَّى مَاتَ بعدصلاة الْجُمُعَة تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة سبع وَحضر جنَازَته من لايحصى. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه نقلا عَن ابْن خطيب الناصرية. وَقَالَ لي بعض الحلبيين أَنه ابتنى بحلب زاويتين أعين فيهمَا من أهل الْخَيْر. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن فهيد. يَأْتِي بِدُونِ فهيد. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن الْمجد أبي الْفتُوح السنكلوني. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَامِل بن مُحَمَّد بن تَمام بن شعْبَان بن معالي ابْن سَالم الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الشهَاب بن الشَّمْس التدمري بِفَتْح الفوقانية ثمَّ دَال مُهْملَة بعْدهَا مِيم مَضْمُومَة الخليلي الشَّافِعِي. ولد فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَقيل سنة خمسين وَبِه جزم شَيخنَا والنجم بن فَهد كَأَنَّهُ تبعا وَله وأحضر فِي الثَّالِثَة أَو الثَّانِيَة على الصَّدْر الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وجزء ابْن عَرَفَة ومنتقى العلائي من مشيخة ابْن كُلَيْب، وَعمر حَتَّى تفرد وَكَأن خَاتِمَة أَصْحَابه وَيُقَال أَنه سمع

من وَالِده وطبقته فَالله أعلم، وخطب بِبَلَد الْخَلِيل وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة كَابْن مُوسَى والأبي والنجم بن فَهد وَفِي الخليليين وَغَيرهم الْآن غير وَاحِد مِمَّن سمع مِنْهُ وَكَانَ عسرا فِي التحديث أجَاز لي وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز لنا مَعَ أَوْلَادِي، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده وَلكنه قَالَ: التدمري ثمَّ الْمَقْدِسِي فغلط قَالَ وَلَعَلَّه آخر من بَقِي مِمَّن أَخذ عَن الْمَيْدُومِيُّ. مَاتَ بعد سنة عشْرين، قلت قد مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء مستهل ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ، وَقد ترجمت وَالِده وجده فِي التَّارِيخ الْكَبِير. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن احْمَد بن مُحَمَّد الكازروني الْمدنِي ابْن أخي مُحَمَّد وَعبد السَّلَام وعَلى الْمَذْكُورين فِي محالهم. ولد فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي قبلهَا وَسمع على أبي الْفرج المراغي ثمَّ عَليّ بِطيبَة أَشْيَاء. مُحَمَّد بن أَحْمد بن الشّرف مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس الششتري الْمدنِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن شرف الدّين. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ القرأن والطيبة وَقَرَأَ بِبَعْض الرِّوَايَات على عَمه الشَّمْس مُحَمَّد بن شرف الدّين واشتغل بالفقه والعربية يَسِيرا ولازمني وَأَنا بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قَرَأَ على مُسْند الشَّافِعِي وَأَشْيَاء وَسمع مني وعَلى جملَة وكتبت لَهُ ثبتا، ثمَّ سَافر إِلَى الرّوم لاستخلاص الْأَوْقَاف بهَا وَعَاد وَقد ترقع) حَاله. مُحَمَّد بن فتح الدّين أَبُو الْفَتْح أَخُو الَّذِي قبله. مِمَّن أَخذ عني بِطيبَة أَيْضا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن الياس نَاصِر الدّين بن الشهَاب ابْن نَاصِر الدّين بن شمس بن النَّجْم بن الْفَخر الْعِرَاقِيّ الأَصْل الفارسكوري. تحول أَيُّوب من الْعرَاق إِلَى الْقَاهِرَة فسكنها وَكَانَ حفيد وَلَده مقطعا بمنية النَّصَارَى بِالْقربِ من أشموم فَتزَوج امْرَأَة مِنْهَا وانتقل بهَا إِلَى الْقَاهِرَة فَولدت لَهُ بهَا صَاحب التَّرْجَمَة وَذَلِكَ فِي سَابِع رَجَب سنة سبعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَذكر أَنه قَرَأَ على السراج البُلْقِينِيّ تدريبه تَصْحِيحا، وَحضر دروس ابْن الملقن، وَأَنه سمع على الزين الْعِرَاقِيّ وَالْبُخَارِيّ على الغماري بدرب السلسلة مَعَ الفاقوسي وَكَانَ يُؤَدب أَوْلَاده وَأَنه حج فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وزار بَيت الْمُقَدّس مرَّتَيْنِ وتعانى النّظم وان أمه كَانَ لَهَا أقرباء بفارسكور فَكَانَ يسكن بهَا تَارَة وباشموم أُخْرَى ثمَّ استوطن فارسكور ولقيه بهَا ابْن فَهد والبقاعي وَقَالا إِن أهل بَلَده يثنون عيه بِكَثْرَة الصَّوْم والتلاوة وَالْخَيْر وكتبا عَنهُ قَوْله الَّذِي أَضَافَهُ لقَوْل الْبُرْهَان البوصيري الشَّاعِر حِين استضافه بَعضهم وَكَأَنَّهُ قصر فِي خدمته سِيمَا فِي

الْمَكَان الَّذِي أنزلهُ بِهِ لِكَثْرَة مَا فِيهِ من البراغيث: (فَمَا كَانَ أطولها لَيْلَة ... نرجو الْإِقَالَة من رَبنَا) (فَمَا ضيفونا وَلَكنهُمْ ... براغيثهم ضيفوهم بِنَا) فَقَالَ: (مَرَرْنَا بِقوم نروم الْقرى ... بلينا بكرب على كربنا) (فَجَاءُوا بفرش كوينا بِهِ ... كأنا مغازون فِي حربنا) (وَجَاءُوا بِأَكْل غصصنا بِهِ ... فَلَا الْأكل طَابَ وَلَا شربنا) مَاتَ. وَرَأَيْت من سَاق نسبه بِدُونِ مُحَمَّد الثَّانِي بعد جده فَالله أعلم. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْبَدْر أَو الشَّمْس بن الشهَاب ابْن الْبَدْر بن الصَّدْر الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد عَليّ وَأبي بكر الماضيين وَيعرف بِابْن الْخلال بمعجمه ثمَّ لَام مُشَدّدَة. ولد فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية النَّحْو وَغَيرهَا، وَعرض على البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن وَالْفَخْر القاياتي) وأجازوا لَهُ وتلا لأبي عَمْرو على الشَّيْخ مظفر ثمَّ لنافع وَغَيره على الْجلَال وَلم ينْسبهُ، وتفقه بالنورين الأدمِيّ والبكري وَالشَّمْس بن الْقطَّان والبلقيني قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الخروبية وَغَيرهَا وَقَالَ أَنه لَازمه عشر سِنِين، وَقصد الْكَمَال الدَّمِيرِيّ للأخذ عَنهُ فَقَالَ لَهُ مَكَانك بعيد وَالْأولَى أَن تجمع مَا يشكل عَلَيْك ثمَّ تراجعني فِيهِ، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن ابْن الْقطَّان والأدمي وَعلم الحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ وَعلم الْفلك عَن ابْن ادريس ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة كثيرا، وَأخذ عَنهُ الْأُصُول والعربية وَالْفِقْه وَغَيرهَا وَحضر فِي الْمنطق عِنْد الْبِسَاطِيّ وَغَيره وَعرض عَلَيْهِ الشَّيْخ مُحَمَّد الْعَطَّار الْخلْوَة فَامْتنعَ لكَونه حِينَئِذٍ كَانَ فِي تفهم كِتَابه فَلَمَّا تمّ حضر إِلَيْهِ والتمسها مِنْهُ وألح فَقَالَ أَنه فَاتَ الْوَقْت، وَسمع على الصّلاح الزفتاوي وناصر الدّين بن الْفُرَات والمطرز والأبناسي والعراقي والهيثمي والنجم البالسي والسويداوي وَالْفَخْر القاياتي والشرف الْقُدسِي وَآخَرين، وباشر بِمصْر عدَّة وظائف ودرس وخطب بمدرسة ابْن سُوَيْد ثمَّ استدعى لفوة فِي سنة أَرْبَعِينَ وَقرر فِي الخطابة والتدريس بِجَامِع ابْن نصر الله بهَا وتصدى للتدريس والإفتاء فَانْتَفع بِهِ غير وَاحِد من أهل تِلْكَ النَّاحِيَة وَغَيرهَا، وناب فِي الْقَضَاء هُنَاكَ عَن السفطي مَعَ امْتِنَاعه من قبُوله عَن من قبله وَبعده لمزيد إلحاح الْمشَار إِلَيْهِ عَلَيْهِ فِيهِ، وَقد لَقيته بفوة وقرأت عَلَيْهِ أَشْيَاء، وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا للْمَذْهَب مشاركا فِي الْفُنُون بارعا

فِي الْمِيقَات طارحا للتكلف خيرا متواضعا متقشفا. مَاتَ وَهُوَ ساجد بفوة فِي عصر يَوْم السبت حادي عشر رَمَضَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَدفن من الْغَد بجوار ضريح أبي النجا بعد أَن صلى عَلَيْهِ بالمصلى رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس أَبُو حَامِد بن الشهَاب بن الشَّمْس الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن حَامِد. ولد كَمَا أخبر بِهِ فِي نصف ربيع الآخر سنة سبع وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد أَبِيه وَجَمَاعَة وَحفظ المنهاجين والألفيتين وَقطعَة من مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ، وَعرض على الْبرمَاوِيّ وَابْن الْجَزرِي وَابْن رسْلَان والعز الْقُدسِي فِي آخَرين وَسمع على وَالِده القباني والتدمري وَطَائِفَة وَأخذ الْفِقْه عَن ماهر وَابْن رسْلَان قَرَأَ عَلَيْهِ تصنيفه الزّبد وَكَذَا قَرَأَ على التقي بن قَاضِي شُهْبَة حِين قدم عَلَيْهِم وراسله بالاذن لَهُ بالافتاء والتدريس وَكَذَا أذن لَهُ أَبُو بكر الْأَذْرَعِيّ وَقَرَأَ بَعْضًا من توضيح ابْن هِشَام على الشَّمْس الْبرمَاوِيّ، وارتحل إِلَى) الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَأخذ عَن شَيخنَا وَسمع حِينَئِذٍ على الْبَدْر حسنين البوصيري ثَلَاثَة مجَالِس من آخر سنَن الدَّارَقُطْنِيّ من عشرَة بِقِرَاءَة شَيخنَا ابْن خضر وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل، وَأخذ بعْدهَا عَن القاياتي الْبَعْض من عقيدة النَّسَفِيّ وقابل مَعَ الْعَلَاء القلقشندي ناصحة الْمُوَحِّدين لشيخه الْعَلَاء البُخَارِيّ وَحج فِي سنة أَربع وَعشْرين ثمَّ صَحبه أَبِيه فِي سنة سبع وَخمسين وسافر لدمشق مرَارًا وَأخذ بهَا عَن ابْن نَاصِر الدّين وَكَذَا دخل حماة وَغَيرهَا، وناب فِي الْإِعَادَة بالصلاحية بل اسْتَقر فِي مشيخة الفخرية بعد أَبِيه، اجْتمع بِي وسألني فِي تَرْتِيب مَا أوقفني عَلَيْهِ من أثباته فأجبته وَسمعت من فُؤَاده وعلقت عَنهُ أَشْيَاء، وَكَانَ محبا فِي الْفَائِدَة مَعَ التوضع والشيبة النيرة. مَاتَ بِدِمَشْق فِي يَوْم السبت سَابِع ربيع الآخر سنة أَربع وَسبعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الْبَهَاء أَبُو الْبَقَاء بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس وَأبي الْخَيْر بن الضياء أبي عبد الله بن الْعِزّ الْعمريّ الصَّاغَانِي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كأبيه بِابْن الضياء. ولد فِي لَيْلَة تَاسِع الْمحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فأحضر على الْجمال الأميوطي وَسمع على وَالِده ولمحب أَحْمد بن أبي الْفضل وَعلي بن أَحْمد النويريين وَابْن صديق وَالشَّمْس بن سكر والزين المراغي وَجَمَاعَة، وارتحل غير مرّة إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ بهَا على الشّرف بن الكويك لكثير وعَلى الْجمال الْحَنْبَلِيّ والشمسين الزراتيتي والشامي وَشَيخنَا وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ أَبُو

هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي ورسلان الذَّهَبِيّ والبلقيني وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي وَابْن قوام والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَطَائِفَة، وَحفظ الْقُرْآن ومتونا وتلا لأبي عَمْرو على الشَّمْس الْحلَبِي ثمَّ جمع سبع على مُحَمَّد الصعيدي وَأخذ الْفِقْه بِمَكَّة عَن أَبِيه، وَمِمَّا أَخذه عَنهُ بحثا بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام الْمجمع عودا على بَدْء بقرَاءَته لَهُ على أَبِيه الضياء عَن النظام أبي الْفتُوح مَسْعُود وَيُقَال بزغش بن الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن الشّرف مُحَمَّد الْكرْمَانِي إجَازَة عَن مؤلفة المظفر أَحْمد ابْن عَليّ تغلب بن الساعاتي، وبالقاهرة عَن قَارِئ الْهِدَايَة، والنحو بِمَكَّة عَن الشَّمْس المعيد وبالقاهرة عَن العو بن جمَاعَة وَعنهُ وَعَن وَالِده والنجم السكاكيني الْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان عَن الشَّمْس بن الضياء السنامي والشهاب أَحْمد الْغَزِّي الشَّامي وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ الْأُصُول فَعَن الْأَخير جَمِيع ألفيته مَعَ غَالب شرحها) وَعَن الَّذِي قبله مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَعَن وَالِده وَالشَّمْس بن الضياء أصُول الدّين، وَتقدم وَضرب فِي الْعُلُوم بِنَصِيب وافر، وناب فِي الْقَضَاء بِمَكَّة عَن أَبِيه ثمَّ اسْتَقل بِهِ بعده ثمَّ أضيف إِلَيْهِ نظر الْحرم والحسبة ثمَّ انْفَصل عَنْهُمَا خَاصَّة، وصنف المشرع فِي شرح الْمجمع فِي أَربع مجلدات وَالْبَحْر العميق فِي مَنَاسِك حج الْبَيْت الْعَتِيق كَذَلِك وتنزيه الْمَسْجِد الْحَرَام عَن بدع جَهله الْعَوام فِي مُجَلد وَشرح الوافي فِي مطول ومختصر ومقدمة الغزنوى فِي الْعِبَادَات وَسَماهُ الضياء الْمَعْنَوِيّ فِي مجلدين والبزدوي وَلم يكمل وصل فِيهِ إِلَى الْقيَاس والمتدارك على المدارك فِي التَّفْسِير وصل فِيهِ إِلَى آخر سُورَة هود طالعت أَمَاكِن مِنْهُ وَنقل أَن وَالِده أكمله والشافي فِي مُخْتَصر الْكَافِي لم يكمله، وَله نظم كتبت مِنْهُ فِي معجمي أبياتا. وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة مُتَقَدما فِي الْفِقْه والأصلين والعربية ومشاركا فِي فنون حسن الْكِتَابَة وَالتَّقْيِيد عَظِيم الرَّغْبَة فِي المطالعة والانتقاء بِحَيْثُ بَلغنِي عَن أبي الْخَيْر بن عبد الْقوي أَنه قَالَ أعرفهُ أَزِيد من خمسين سنة وَمَا دخلت إِلَيْهِ قطّ إِلَّا وَوَجَدته يطالع أَو يكْتب، حدث ودرس وَأفْتى وصنف وَأخذ عَنهُ الْأَئِمَّة كالمحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي وعظمه جدا وَبَالغ البقاعي فِي الْإِسَاءَة عَلَيْهِ وعَلى أَخِيه. وَقَالَ ابْن أبي عذيبة: قَاضِي مَكَّة المشرفة وعالم تِلْكَ الْبِلَاد ومفتيها على مذْهبه مَعَ الْجَوْدَة وَالْخَيْر والخبرة بدنياه سَافر وطوف الْبِلَاد وَمَعَ ذَلِك لم تفته وَقْفَة بِعَرَفَة مُنْذُ احْتَلَمَ إِلَى أَن مَاتَ، وَدخل بَيت الْمُقَدّس مرَّتَيْنِ انْتهى. أجَاز لي. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين بِمَكَّة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَأثْنى على سيرته وَذكر شَيْئا من تصانيفه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ إيانا.

مُحَمَّد الرضى أَبُو حَامِد بن الضياء الْحَنَفِيّ شَقِيق الَّذِي قبله. ولد فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَقيل فِي الَّتِي قبلهَا بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فأحضر على الشَّمْس بن سكر وَسمع على وَالِده والمحب وعَلى النويريين وَابْن صديق وَأبي الطّيب السحولي ثمَّ ابْن الْجَزرِي والزين المراغي وبالقاهرة على ابْن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَابْن الزراتيتي وَشَيخنَا وباسكندرية على الْكَمَال بن خير والتاج بن التنسي والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اللاج وَأبي البركات بن أبي زيد عبد الرَّحْمَن المكناسي والشرف قَاسم بن مُحَمَّد التروجي، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْخَيْر بن العلائي وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن أبي الْمجد والبلقيني والعراقي والهيثمي وَآخَرُونَ، وتلا بالسبع عَليّ مُحَمَّد الصعيدي وتفقه بِأَبِيهِ وبقارئ الْهِدَايَة وَغَيرهمَا،) وَأخذ النَّحْو عَن أَبِيه وَالشَّمْس البوصيري وَغَيرهمَا وَحضر دروس الْعِزّ بن جمَاعَة فِيهِ وَفِي الْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا وشارك أَخَاهُ فِي الْأَخْذ عَن شُيُوخه، وناب فِي الْقَضَاء عَن أَبِيه ثمَّ عَن أَخِيه ثمَّ بعد مَوته اسْتَقل بِهِ، وَكتب على الْكَنْز شرحا وصل فِيهِ إِلَى الظِّهَار فِي نَحْو مجلدين وصنف غير ذَلِك وَجمع مجاميع وَأَشْيَاء مهمة، وَله نظم أثبت مِنْهُ من مدحه فِي شَيخنَا فِي الْجَوَاهِر وَمِمَّا كتبه على بعض الاستدعاءات فِي المعجم، وَحدث ودرس وَأفْتى وَمِمَّنْ اخذ عَنهُ المحيوي الْمَالِكِي أَيْضا عظمه وَكَانَ الرضى زوج أُخْته وَكَذَا تزوج ابْنة التقي بن فَهد واستولد كلا مِنْهُمَا، وَنقل البقاعي تَكْذِيبه عَن أهل مَكَّة حَتَّى أَنهم لَا يسمونه إِلَّا مُسَيْلمَة فَالله حسيبه بل كَانَ هُوَ وَأَخُوهُ جمال الْحرم وَإِن كَانَ لَا يَخْلُو من مَشى فِي الْكَلَام وَله كَانَ يتَأَوَّل أَو يوري. وَقد لَقيته بِمَكَّة فَحملت عَنهُ أَشْيَاء وَبَالغ فِي الثَّنَاء، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة مشاركا فِي فنون حسن وَالْكِتَابَة وَالتَّقْيِيد عَظِيم الرَّغْبَة أَيْضا فِي المطالعة والانتقاء. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد الْجمال أَبُو الْوَفَاء بن الضياء الْحَنَفِيّ أَخُو اللَّذين قبله. ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَتِسْعين بِمَكَّة، وَكَانَ قَاضِيا وإماما وخطيبا بسولة بوادي نَخْلَة، أجَاز لَهُ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا ابْن صديق والشهاب بن مُثبت والفيروزابادي وَالْجمال بن ظهيرة وَآخَرُونَ. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشر ربيع الآخر سنة أَربع وَأَرْبَعين بخيف بني عُمَيْر من أَعمال مَكَّة وَحمل إِلَيْهَا فَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد الضياء الْكَمَال أَبُو البركات أَخُو الثَّلَاثَة قبله. سمع النشاوري فَمن بعده وَكَذَا من الْجمال الأميوطي صَحِيح مُسلم فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَحفظ الْمُخْتَار والكافية فِي النَّحْو وَغَيرهمَا، وَأَجَازَ لَهُ الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن حَاتِم وَابْن عَرَفَة وَغَيرهم وناب

عَن أَبِيه ثمَّ عَن أَخِيه وَنزل لَهُ أَبوهُ عَن تدريس يلبغا ومشيخة رِبَاط السِّدْرَة وَنصف تدريس الزنجيلي وَغَيرهَا. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة خَامِس الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ بِضيق النَّفس بعد حكم حكمه نَهَارا. أَفَادَهُ شَيخنَا فِي بعض تعاليقه لَكِن بِزِيَادَة مُحَمَّد ثَالِث فِي نسبه غَلطا. وَذكره ابْن فَهد فِي ذيله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن الْبَهَاء الْأنْصَارِيّ الأخميمي الْمَاضِي وَلَده وحفيده. يَأْتِي فِي أَوَاخِر مُحَمَّد بن أَحْمد فِيمَن لم يسم جده بل وصف بالشيخ.) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُوسَى بن عَليّ بن شريك ابْن شادي بن كنَانَة الْمُحب بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الشّرف بن الظهير بن الْفَخر الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الطوخي الأَصْل طوخ بني مزِيد القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي وَالِده أَبُو السُّعُود وَيُقَال لَهُ السعودي لانتمائه لأبي السُّعُود الوَاسِطِيّ وَيعرف بالطوخي. ولد كَمَا سَمعه مِنْهُ شَيخنَا فِي سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْمَدْرَسَةِ الكهارية من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه والعمدة التَّنْبِيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك، وَعرض الْكل على ابْن الملقن والبلقيني والأبناسي والعراقي والدميري وأكمل الدّين الْحَنَفِيّ فِي آخَرين واشتغل فِي الْفِقْه على الأبناسي والصدر الابشيطي وَأبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ والْعَلَاء الأقفاصي وَالشَّمْس بن الْقطَّان وَفِي النَّحْو عَليّ الأبشيطي والبدر الزَّرْكَشِيّ وَبحث منهاج الْأُصُول على ابْن الملقن مَعَ شَرحه لَهُ ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي فنونه حَتَّى أَخذ عَنهُ الشعوذة وَلم يُسَافر قطّ إِلَّا إِلَى بلبيس رَكبه دين فاختفى لأَجله مُدَّة سِنِين ثمَّ ظهر فِي قالب الجذب وَصَارَ يستعير كل يَوْم شَيْئا يركبه وغالبه الْخَيل إِمَّا من الطواحين أَو غَيرهَا ثمَّ يَدُور جَمِيع نَهَاره وَهُوَ يَقُول الله الله الله وَيسلم على النَّاس سَلاما عَالِيا ثمَّ يَقُول بِسم الله وَالْحَمْد الله وَمَا شَاءَ الله لاقوة إِلَّا بِاللَّه أسْتَغْفر الله الْهم صل على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه وَسلم، وَاسْتمرّ على ذَلِك مُدَّة مديدة فَصَارَ النَّاس يعتقدونه. قَالَ شَيخنَا بعد وَصفه بِكَثْرَة الِاشْتِغَال وَأَنه مهر ثمَّ ترك وتشاغل بِالْمُبَاشرَةِ عَن كَبِير التُّجَّار الْبُرْهَان الْمحلي إِلَى أَن انْكَسَرَ لَهُ عَلَيْهِ مَال فضيق عَلَيْهِ فأظهر الْجُنُون وَتَمَادَى بِهِ الْحَال حَتَّى صَار جدافا تخبل عقله وَصَارَ يمشي ويركب فِي الْأَسْوَاق وَبِيَدِهِ هراوة يقف فيذكر الله جَهرا ويهلل، ودام على ذَلِك أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة بِحَيْثُ كثر من يَعْتَقِدهُ وَفِي بعض الأحيان يتراجع وينسخ بِالْأُجْرَةِ ثمَّ يعود لتِلْك الْحَالة انْتهى. وَرُبمَا أَقرَأ المماليك بِبَعْض الطباق وَبَلغنِي أَنه لم يكن يبرز من بَيته غَالِبا إِلَّا حِين ينْفد مَا مَعَه، وَقد رَأَيْته كثيرا وَسمعت تهليله وَكَانَ عَلَيْهِ أنس مَعَ وضاءة وأحوال تؤذن بصلاح وناهيك

بِمَا أسلفت حكايته عَنهُ فِي الْأَشْرَاف قايتباي، وَكَانَ شَيخنَا كثير الْمحبَّة فِيهِ حَافِظًا لعهده الْقَدِيم ومرافقته السَّابِقَة لَهُ، وَله مَعَه حِكَايَة غَايَة فِي اتصاف شَيخنَا بالفتوة أوردتها فِي الْجَوَاهِر، وَلم يزل الْمُحب على حَاله إِلَى أَن سقط فِي بِئْر مدرسة الهكارية فِي يَوْم الْخَمِيس سادس رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فَمَاتَ وَصلى عَلَيْهِ ثمَّ دفن، وَكَانَ لَهُ مشْهد حسن رَحمَه) الله وإيانا. مُحَمَّد ولي الدّين أَبُو الْفَتْح الطوخي أَخُو الَّذِي قبله. حفظ الْعُمْدَة وعرضها فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة على الْبَدْر الرزكشي والصدر بن الْمَنَاوِيّ والأبشيطي وَابْن الملقن والأبناسي والدميري وَغَيرهم كالبرشنسي والركراكي. واشتغل وتميز وتلا بالسبع على بعض الْقُرَّاء وَكتب على الزين بن الصَّائِغ. وَنسخ كثيرا لشَيْخِنَا وَغَيره وَكتب عَنهُ الأمالي وَكَانَ سريع الْكِتَابَة خيرا. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد التَّاج أَبُو بكر الطوخي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي وأخو اللَّذين قبله وَهُوَ الْأَصْغَر وَلكنه بكنيته أشهر. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن غَازِي بن قجماس الصّلاح بن الشهَاب بن نَاصِر الدّين بن صَلَاح الدّين بن سَابق الدّين بن غرز الدّين القاهري الشَّافِعِي السلاخوري وَيعرف بالشاذلي. ولد سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الشَّمْس الغراقي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي آخَرين فِيهِ وَفِي غَيره، وتميز وَسمع على الْوَلِيّ والفوي، وَحج وجاور وَسمع هُنَاكَ على الْجمال ابْن ظهيرة والرضى أبي حَامِد مُحَمَّد بن التقي عبد الرَّحْمَن المطري والزين مُحَمَّد بن أَحْمد الطَّبَرِيّ وَابْن سَلامَة وبالمدينة النَّبَوِيَّة على بَعضهم، وزار بَيت الْمُقَدّس وَسمع بغزة وَغَيرهَا بل ذكر لنا أَيْضا أَنه سمع على ابْن صديق والطبقة وَأَن أثباته بذلك ضَاعَت وَقد لَقيته قَدِيما فَأجَاز لي، وَكَانَ خيرا ثِقَة سلاخوريا بالاسطبلات السُّلْطَانِيَّة. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع وَسِتِّينَ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سليم ابْن هبة الله بن حنا الشَّمْس بن الْعِزّ بن الشَّمْس أَو الزين بن الشّرف بن الزين ابْن المحيوي بن الْبَهَاء الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الصاحب. ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ واشتغل قَلِيلا وتميز فِي الْفِقْه والعربية وشارك فِي فنون وَتقدم فِي ديوَان الْإِنْشَاء وخدم بالتوقيع عِنْد جمَاعَة من الْأُمَرَاء بل نَاب فِي كِتَابه السِّرّ مُدَّة أَقَامَ بِالشَّام زَمنا ثمَّ درس بعد أَبِيه بالشريفية وَغَيرهَا، وَكَانَ وجيها

ذَا ثروة وبر ومعروف وَله شعر وسط وَلكنه لم يكن متصونا وينسب لتعاطي الْمُنكر فَالله أعلم بسره. مَاتَ فَجْأَة يُقَال مسموما فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث عشرَة وتمزق مَاله من بعده سامحه الله. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه وَزَاد غَيره أَنه درس بالصالحية وَكتب على الْحَاوِي الفرعي، وَمن شعره:) (يَا من تسمي أَسِيرًا ... أحسن فكاك الخليقه) (سموك إسما مجَازًا ... أَنا الْأَسير حقيقه) وذكرة المقريزي فِي عقوده وَقَالَ كَانَ لي بِهِ نفع وَأنس وانشد عَنهُ من نظمه فِي الرثاء: (شققت على أعظم من شقيقي ... فدمعي بعد فقدك كالشقيق) (وَكنت لصَاحب أولى رَفِيق ... فروحك فِي التَّرَاضِي فِي رَفِيق) وَقَوله مواليا: (أوصى النَّبِي بجاره فارحموا ضعْفي ... يَا من قووا بالجمال الْوَارِث الْمُصَفّى) (يَا فاطم الْوَصْل يَا منكي بقى مخفي ... عشقك بجنبي وَمن قدامي وَمن خَلْفي) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أَمِين الدّين أَبُو الْيمن بن الْمُحب بن الْجلَال أبي السعادات بن الْكَمَال أبي البركات بن أبي السُّعُود الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. ولد فِي رَجَب سنة تسع وَخمسين وَثَمَانمِائَة فِي حَيَاة جده وبخط ابْن فَهد فِي شعْبَان من الَّتِي بعْدهَا، وَأمه زَيْنَب ابْنة النَّجْم مُحَمَّد بن أبي بكر الْمرْجَانِي. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَعرضه على البرهاني وَحضر عِنْد أَبِيه وَكَذَا عِنْدِي دروسا فِي شرح الألفية وَسمع على أَشْيَاء وَهُوَ جامد لم يزل متعللا حَتَّى مَاتَ فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَتِسْعين وَاسْتقر فِي تصوفه بمدرسة السُّلْطَان حسن الطلخاوي وَعز ذَلِك على عَمه وَابْن عَمه. مُحَمَّد أَبُو السعادات أَخُو الَّذِي قبله مَاتَ وَهُوَ ابْن اشهر فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد الضياء أَبُو البركات بن الشهَاب ابْن الضياء. صَوَابه بِدُونِ مُحَمَّد الثَّالِث وَقد مضى. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الشّرف بن الشهَاب ابْن الصَّدْر القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفة بِابْن روق. ولد فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَنَشَأَ وَحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ عَن ابْن الفالاتي وَابْن قَاسم والبدر حسن الْأَعْرَج ثمَّ عَن الْعَبَّادِيّ وَأبي السعادات والمقسى والبكري وزَكَرِيا والجوجرى فِي الْفِقْه وَغَيره وَعَن الثَّالِث فِي الْفَرَائِض وَعَن التقى والْعَلَاء

الحصنيين والبدر السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ فِي الْعَرَبيَّة وَعَن الحصنيين فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَغَيرهمَا، وَتردد للخيضري وتغري بردى الاستادار) والبقاعي، وتنزل فِي بعض الْجِهَات كالإمامة بالفاضلية بل رغب لَهُ أَبُو السعادات البُلْقِينِيّ عَن تدريس الحسامية ونظرها بأطفيح، وتميز وشارك فِي أَشْيَاء وَعَمله فِي الْفِقْه أَكثر وَلذَا كَانَ فِيهِ أمهر وَلكنه كثير العجلة قَلِيل التَّحَرِّي فِي النَّقْل وَالشَّهَادَة بِحَيْثُ نقل فِي بعض دروس شيخة ابْن قَاسم عَن الرَّوْضَة كلَاما وهمه فِيهِ شيخة فَمضى وَقد كشط كَلَام الرَّوْضَة وَكتب مَوْضِعه مَا وهم فِيهِ وَحضر بِهِ فَعرف شَيْخه صَنِيعه فحط عَلَيْهِ ومقته وَامْتنع من الْحُضُور عِنْده لذَلِك مُدَّة مس غير وَاحِد من شُيُوخه مِنْهُ الْمَكْرُوه كَابْن الفالاتي بل الْجَوْجَرِيّ وجرأه البقاعي على غَيرهمَا وتعدى حَتَّى سمعته يَقُول لقَائِل وَأَنا أسمع مِمَّا أسْتَغْفر من حكايته لَو قَالَه لي الشَّافِعِي مَا قبلته وَكَذَا قَالَ أَنا لَا رى شُهُود الْجَمَاعَات وَلَوْلَا أَن الْجَمَاعَة شَرط فِي انْعِقَاد الْجُمُعَة مَا شهدتها وَعلل ذَلِك بِكَوْن يشهدها من لَا يحضر إِلَّا لسرقة النَّعْل فَكيف ترجى الرَّحْمَة لمن هُوَ مَعَهم، إِلَى غَيرهَا من الخرافات الَّتِي يحملهُ عَلَيْهَا الخفة والجرأة وَعدم المسكة وَبِالْجُمْلَةِ فقد تنَاقض حَاله من الْمُشَاركَة فِي الْعلم والتفت إِلَى الزِّرَاعَة وَصَارَت أغلب أوقاته غيبَة فِي الرِّيف وَيَزْعُم أَنه لَيْسَ فِي طائل، وَله غوغات أحْسنهَا قِيَامه على ابْن حجاج حَتَّى أخرج من السابقية وَكنت مِمَّن أَعَانَهُ بِمَا كتبته فِي ذَلِك وَصَارَ هُوَ الْمُتَكَلّم فِيهَا وَلم يحمد هوولا رَفِيقه فِي ذَلِك وَالله يحسن الْعَاقِبَة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله بن غواض بن نجا بن أبي الثَّنَاء حمود بن نَهَار الشَّمْس بن نَاصِر الدّين أبي الْعَبَّاس الْقرشِي الْأَسدي الزبيرِي السكندري ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَالِد الشهَاب أَحْمد والنور على الماضيين ووالده وَيعرف كسلفه بِابْن التنسي. ولد سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا وَنَشَأ يَتِيما فاشتغل وَتقدم وبرع فِي الشُّرُوط وَنَحْوهمَا وَتخرج بِهِ الْفُضَلَاء فِي ذَلِك وناب فِي الحكم مُدَّة وَجلسَ بمجسد الفجل وَغَيره ثمَّ عين لقَضَاء الشَّام فَلم يتم وَلما اسْتَقر أَخُوهُ الْبَدْر فِي الْقَضَاء استنابه فأظهر بعد قَلِيل عدم الْقبُول وَتوجه مَعَ الرحيبة لمَكَّة فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن قدم مَعَ الركب أول السّنة وَقد أَصَابَهُ ذرب فطال بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَكَانَت جنَازَته حافلة، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَتوقف فِي سِيَاق نسبهم للزبير. مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو الْإِخْلَاص أَخُو الَّذِي قبله. ولد بعد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا باسكندرية وَقَرَأَ بهَا بعض الْقُرْآن ثمَّ انْتقل مَعَ أَبِيه إِلَى الْقَاهِرَة حِين ولي

قضاءها فأكمل بهَا حفظ) الْقُرْآن وَحفظ التَّلْقِين للْقَاضِي عبد الْوَهَّاب وألفية ابْن ملك وَغَيرهمَا وَعرض على جمَاعَة واشتغل بِالْعلمِ فَأخذ الْفِقْه عَن الْجمال الأفقهسي وَمُحَمّد بن مَرْزُوق المغربي، وَمِمَّا أَخذه عَنهُ بعض شَرحه على الْمُخْتَصر وَالشَّمْس الْبِسَاطِيّ وَعنهُ أَخذ أصُول الْفِقْه والنحو والمنطق وَكَذَا أَخذهَا مَعَ أصُول الدّين والمعاني وَالْبَيَان وعلوم الحَدِيث عَن الْعِزّ بن جمَاعَة ولازمهما كثيرا وَبِهِمَا انْتفع، وَأخذ الْأُصُول والنحو عَن الشهَاب العجيمي الْحَنْبَلِيّ وَأخذ أَيْضا عَن الْمُحب أبي الْوَلِيد ابْن الشّحْنَة وَكتب لَهُ بلغز سَيَأْتِي، والْحَدِيث عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ أَخذ عَنهُ ألفية وَالِده وَشَيخنَا واشتدت ملازمته لَهُ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيح وَكتب عَنهُ قَدِيما غير مُجَلد من شرح البُخَارِيّ وَحكى لنا عَنهُ حِكَايَة لَيست غَرِيبَة بِالنِّسْبَةِ لعلو مقَامه أثبتها فِي الْجَوَاهِر، وَسمع قبل ذَلِك على الْكَمَال بن خير سداسيات الرَّازِيّ وَغَيرهَا على الشّرف بن الكويك صَحِيح مُسلم وَمن لَفظه المسلسل وعَلى الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والشهاب البطائحي وَالْجمال الكازروني والسراج قاري الْهِدَايَة ختم صَحِيح مُسلم وَرَأَيْت بِخَط بعض الطّلبَة أَنه سمع من لفظ الزين الْعِرَاقِيّ وَكَانَ هُوَ يذكر أَن ابْن عَرَفَة أجَاز لَهُ وَلَيْسَ ذَاك فيهمَا بِبَعِيد فقد رَأَيْت اسْمه فِي استدعاء بِخَط الْبَدْر بن الدماميني مؤرخ بشعبان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة أجَاز فِيهِ أَبُو الْخَيْر ابْن العلائي، وَخرج لَهُ شَيخنَا أَبُو النَّعيم العقبى جُزْءا وَفِيه رِوَايَته عَن التنوخي وَنَحْوه، وباشر التوقيع فِي الدولة المؤيدية عِنْد نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ، وَحج فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَكَذَا بعد ذَلِك، وناب فِي الْقَضَاء فِي سنة سبع عشرَة عَن الْجمال الأقفهسي وَكَانَ يتناوب هُوَ وَأَخُوهُ الَّذِي قبله بِمَسْجِد الفجل وَالْبَغْلَة مُشْتَركَة بَينهمَا لكَونه نَشأ فَقِيرا حَتَّى قيل أَن أول من كَسَاه الصُّوف الْجمال بن الدماميني أعطَاهُ جنده بِوَجْهَيْنِ فَلَمَّا قدم الْقَاهِرَة فصل كل وَجه عَن الآخر بِحَيْثُ صَار اجندتين وَاسْتمرّ يَنُوب فِي الْقَضَاء عَن من بعده إِلَى أَن اسْتَقل بذلك بعد وَفَاة شيخة الْبِسَاطِيّ فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَار فِيهِ سيرة حميدة وَتثبت فِي الْأَحْكَام وَالشُّهُود وَقيد عَلَيْهِم وعَلى النواب تقاييد نافعة وكسد سوق المتلوثين فِي أَيَّامه وصاروا مَعَه فِي عناء وتعب وذل، ودام على ذَلِك حَتَّى مَاتَ، وتصدى للْقَضَاء والافتاء والتدريس ودرس بالجمالية وَكَذَا بغَيْرهَا من الْمدَارِس المضافة للْقَضَاء كالصالحية وأقرأ فِي الْمُدَوَّنَة وَغَيرهَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء بل قرض لي بعض تصانيفي وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ الزين أَبُو النَّعيم رضوَان

العقبي لأجل وَلَده، ولضخامته وأمانته كَانَ كثير من) التُّجَّار يتجوهون بالأنتساب إِلَيْهِ فِي متاجرهم ومعاملاتهم وَنَحْو ذَلِك بل أودع السفطي عِنْده مبلغا وَكلهمْ لذَلِك لَا أختيار لَهُم مَعَه وَقد لَا يكون لَهُم اسْم حَتَّى جر ذَلِك لفَوَات أَشْيَاء عَلَيْهِم بعد مَوْتهمْ أَو مَوته فِيمَا قيل وَكَانَ إِمَامًا رئيساعالما فصيحا طلقا مفرط الذكاء جيد التَّصَوُّر شهما محبا فِي إسداء الْمَعْرُوف للطلبة كثير المدارة تَامّ الْعقل مهابا متثبتا فِي الدِّمَاء والفروج وَسَائِر أَحْكَامه لَكِن مَا كنت أَحْمد معارضته لشَيْخِنَا مَعَ كَونه من تلامذته، وَقد نَدم على ذَلِك وتجرع مَا لَعَلَّه عرف سَببه. وَمَات عَن قرب فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الغدفى مصلى المؤمنى بِحَضْرَة السُّلْطَان فِي مشْهد حافل تقدمهم أَمِير الْمُؤمنِينَ وَدفن بتربة الْمُحب نَاظر الْجَيْش بِالْقربِ من الشَّيْخ عبد الله المنوفي رَحمَه الله وإيانا. وَمِمَّا كتبته عَنهُ مَا ذكر أَنه نظمه فِي مَنَامه أَيَّام الطَّاعُون سنة سبع وَأَرْبَعين وَأوصى بدفنه مَعَه فَقَالَ: (إِلَه الْخلق قد عظمت ذُنُوبِي ... فسامح مَا لعفوك من مشارك) (أغث ياسيدي عبدا فَقِيرا ... أَنَاخَ ببابك العالي ودارك) وَقد أطلت تَرْجَمته فِي الْقَضَاء والوفيات والمعجم وفيهَا أَيْضا من نظمه ونثره وَغير ذَلِك. مُحَمَّد جمال الدّين أَخُو اللَّذين قبله ووالد أَحْمد. غرق فِي سنة أَربع عشرَة مَعَ جمَاعَة مِنْهُم ابْن وفا. مُحَمَّد عفيف الدّين. أَخُو الثَّلَاثَة قبله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن فَهد. يَأْتِي فِي أبي الْقسم بن أبي بكر. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس السكندري الأَصْل القاهري الْمَالِكِي الشاذلي وَهُوَ بكنيته أشهر وَيعرف بِابْن وفا وَأَظنهُ النَّجْم ثَالِث المحمدين وَقد يحذف مُحَمَّد الثَّالِث بل رُبمَا يحذف الثَّانِي ويقتصر فيهمَا على ابْن وَفَاء. ولد قَرِيبا من سنة تسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ عَن الْعِزّ بن جمَاعَة والبساطي والبرماوي وَغَيرهم وَسمع مجْلِس الْخَتْم من البُخَارِيّ على نَاصِر الدّين الفاقوسي فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وبرع وَقَالَ الشّعْر الْحسن وَتكلم على النَّاس بعد عَمه على بن مُحَمَّد وفا وَصَارَ أعلم بني وَفَاء قاطبة وأشعرهم وَكَانَ على يُشِير إِلَى أَن مدد أبي الْفَتْح من أَبِيه مَعَ كَون الْأَب لم يتَكَلَّم، وَحضر مَجْلِسه الأكابر كالبساطي) والبرماوي وَغَيرهمَا من شُيُوخه والشرف عِيسَى الْمَالِكِي المغربي

بل وَمِمَّنْ حضر عِنْده الظَّاهِر جقمق قبل سلطنته. وَقد حضرت مَجْلِسه وَسمعت كَلَامه، وَكَانَ لَهُ رونق وحلاوة ولكلامه عشاق. مَاتَ بالروضة فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ مستهل شعْبَان وَقيل رَابِعَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَحمل إِلَى مصر فصلى عَلَيْهِ بِجَامِع عَمْرو وَدفن بتربتهم بالقرافة وَقد زَاد على السِّتين وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة، وَمن نظمه: (يَا من لَهُم بالوفا يسَار ... بأنسكم تعمر الديار) (لخوفنا أَنْتُم أَمَان ... لقلبنا أَنْتُم قَرَار) (بوبلكم جدبنا خصيب ... بوجهكم ليلنا نَهَار) (لكم تشد الرّحال شوقا ... وبيتكم حَقه يزار) وَله أَيْضا قصيدة أَولهَا: (الرّوح مني فِي الْمحبَّة ذَاهِبَة ... فاسمح بوصل لأعدمتك ذَاهِبَة) (عرفت أياديك الْكِرَام بِأَنَّهَا ... تأسو الْجراح من الْخَلَائق قاطبة) (قد خصك الرَّحْمَن مِنْهُ خصائصا ... فحللت من أوج الْكَمَال مراتبه) وَمن نظمه اكْتِفَاء: (لقد تعطشنا فروحوا بِنَا ... نرو بِهَذَا الْوَقْت وَقت الرواح) (وَإِن نأى الساقي فنوحوا معي ... عونا فَأَنِّي لَا أُطِيق النواح) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس بن الشهَاب بن نَاصِر الدّين أبي الْفَرح بن الْجمال الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الخجندي. فِي إِبْرَاهِيم. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا. مضى قَرِيبا بِزِيَادَة مُحَمَّد. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْخلال. فِيمَن جده مُحَمَّد بن أبي بكر. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد شمس الدّين وجلال الدّين أَبُو السعادات الْمصْرِيّ الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي الريس بن الريس سبط إِبْرَاهِيم بن علبك الْمدنِي ووالد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف قَدِيما بِابْن الْخَطِيب. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشرى شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج والألفية وَغَيرهمَا وَعرض فِي سنة) اثْنَتَيْنِ وَخمسين فَمَا بعْدهَا على أَبَوي الْفرج الكازروني والمراغي وَأبي الْفَتْح بن صَالح والبدر عبد الله بن فَرِحُونَ والمحب المطري والمحيوي عبد الْقَادِر بن أبي الْقسم الْمَالِكِي وَأبي الْقسم النويري والأمين. الأقصرائي والبدر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وأجازوه كلهم وَالسَّيِّد عَليّ شيخ الباسطية وَلم يجز وَقَرَأَ على أبي الْفرج المراغي الْمُوَطَّأ ومسند أَحْمد والكتب السِّتَّة وجامع الْأُصُول والأذكار ومعالم التَّنْزِيل لِلْبَغوِيِّ والأحياء وَجُمْلَة وعَلى أبي الْفَتْح بن التقي الشفا، وَسمع

بِقِرَاءَة أَبِيه على الْمُحب المطري الْبَعْض من الْمُوَطَّأ ومسند الشَّافِعِي وَأبي دَاوُد وعَلى أبي السعادات بن ظهيرة بعض الصَّحِيحَيْنِ وَكَانَ يقْرَأ الشفا فِي النَّوَازِل وَشبههَا وَرُبمَا قَرَأَهُ فِي الْيَوْم الْوَاحِد، ولازم الشهَاب الأبشيطي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ شرح الْمِنْهَاج الفرعي للمحلي والمنهاج الْأَصْلِيّ بحثا والعربية وَغَيرهَا وَأذن لَهُ فِي الإقراء وعظمه جدا والشهاب بن يُونُس حَتَّى أَخذ عَنهُ الْحساب، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فَاجْتمع بِي وَأخذ عني شَيْئا وَقَرَأَ على الْجلَال الْبكْرِيّ موضعا من الرَّوْضَة وَأذن لَهُ فِي الإقراء والإفتاء بِشَرْط أَن لَا يخرج تَرْجِيح الشَّيْخَيْنِ فان اخْتلف عَلَيْهِ ترجيحهما فَلَا يخرج عَن تَرْجِيح النَّوَوِيّ. وَكَانَ ذكيا فَاضلا فَقِيها ذَا نظم متوسط امتدح بِهِ ابْن مزهر وَغَيره وَقَررهُ خير بك من حَدِيد فِي تدريس الشَّافِعِيَّة من الدُّرُوس الَّتِي جددها بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فَكَانَ يجْهد نَفسه فِي المطالعة والتحفظ لذَلِك وإلقائه لجَماعَة الدَّرْس بِحَيْثُ انْتفع بِهِ جمَاعَة فِيهِ، وَبِيَدِهِ رياسة المؤذنين بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ تلقاها عَن أَبِيه. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فِي الْحَرِيق الْكَائِن بِالْمَدِينَةِ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الشهَاب البرموني الدمياطي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن صنين بِفَتْح الْمُهْملَة ثمَّ نون مُشَدّدَة مَكْسُورَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ نون. ولد فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بقرية البرمون من أَعمال الدقهلية والمرتاحية بَين دمياط والمنصورة وَحفظ بهَا لقرآن عِنْد الْجمال عبد الله البرموني الْمقري الضَّرِير وَصلى بِهِ. ثمَّ انْتقل مَعَ أَبِيه إِلَى الْقَاهِرَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَحفظ الْعُمْدَة والرسالة فِي الْمَذْهَب والمنهاج الْأَصْلِيّ، وَعرض على الأبناسي وَابْن الملقن والعز عبد الْعَزِيز الطَّيِّبِيّ والسراج عبد الْخَالِق بن الْفُرَات والبدر القويسني وأجازوا لَهُ فِي آخَرين وَأخذ الْفِقْه عَن قَاضِي مذْهبه الراكراكي والزين قَاسم النويري والفرائض عَن الشهَاب العاملي وَأذن لَهُ) فِيهَا وانتفع بملازمة الأبناسي، وَكَذَا حضر دروس البُلْقِينِيّ وَغَيرهمَا، وَحج غير مرّة أَولهَا مَعَ أَبِيه فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل حلب وطرابلس فَمَا دونهَا واسكندرية وَغَيرهَا فِي التِّجَارَة، وناب فِي قَضَاء دمياط عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَكَانَت إِذْ ذَاك مُضَافَة لِلشِّهَابِ بن مَكْنُون فَكَأَنَّهُ كَانَ نَائِبه، وَفِي غُضُون ذَلِك نَاب عَن قَاضِي مذْهبه الشَّمْس الْبِسَاطِيّ، وَجلسَ فِي حَانُوت بَاب الْخرق من الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَعشْرين ولكونه من جيران شَيخنَا والمنتمين إِلَيْهِ كَأَنَّهُ بِوَاسِطَة صهره ابْن مَكْنُون الْمشَار إِلَيْهِ اسْتَقل عَن شَيخنَا بِقَضَاء دمياط

فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَلَكِن لم يلبث أَن وَقع بَينه وَبَين نائبها تنافر فعزل نَفسه فِي ذِي الْحجَّة من الَّتِي تَلِيهَا وَكَذَا ولاه شَيخنَا قَضَاء الْمحلة وحمدت سيرته فِي قَضَائِهِ مَعَ كَرَاهَة أهل دمياط فِيهِ ليبسه وَعدم سماحه وَلم يتحاشى بعد انْفِصَاله عَنْهَا عَن النِّيَابَة عَن بعض قضاتها واستمراره فِي الاقامة بهَا حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَدفن بالعمارة بِالْقربِ من ضريح سيدى فتح وَقد لَقيته بهَا وبالقاهرة غير مرّة فَأجَاز لي وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْفُضَلَاء من قبلي، وَكَانَ سَاكِنا بارعا فِي الْفَرَائِض ذَاكِرًا للرسالة إِلَى آخر وَقت رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمسند الشَّمْس بن الشهَاب الدِّمَشْقِي القباقبي أَبوهُ الحريري وَيعرف بِابْن قماقم. ولد بِدِمَشْق وَسمع بِالْقَاهِرَةِ من الزين الْعِرَاقِيّ بعض أَمَالِيهِ وعَلى مَرْيَم الأذرعية، وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة، أجَاز لي. وَمَات بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَدفن بمقبرة بَاب توما رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُحب بن الشهَاب القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن المسدى وبالمحب الإِمَام. ولد فِي سَابِع عشرى رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ القرأن وتلا بِهِ بِمَكَّة للسبع عَليّ عَليّ الديروطي وَعمر النجار وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على إِمَام الْحَنَفِيَّة الشريف البُخَارِيّ، وَأقَام بِمَكَّة أَربع سِنِين وَصَارَ بعد أحد مؤزنيها ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَحضر دروس الْأمين الأقصرائي وَأخذ الْقرَاءَات أَيْضا عَن الشَّمْس بن الحمصاني والتاج السكندري وخدم مُؤذنًا بل إِمَامًا للظَّاهِر خشقدم قبل سلطنته مَعَ إقراء مماليكه وَنَحْوهم وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وَصلح حَاله بعد تقلله فَلَمَّا تملك صَار أحد أئمته ثمَّ أعطَاهُ الْأَشْرَف قايتباي مشيخة تربة خشقدم بعد الشريف المغربي، وَقدم على الْجَوْجَرِيّ، وَاسْتمرّ على) الْإِمَامَة، وَقَرَأَ فِي غُضُون ذَلِك فِي الْفِقْه على الْبُرْهَان الكركي وَكَذَا ظنا على جَاره فِي الرَّوْضَة تغرى بردى، ويتأنق فِي الثِّيَاب والمركوب والخدم مَعَ عقل وَسُكُون وإقبال على شَأْنه. وصاهر الشَّمْس بن السطان المنزلي السكرِي على ابْنَته فَلَمَّا كَانَ أثْنَاء شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين طرده بن السطان عَن الْإِمَامَة بِالسَّبَبِ الْمشَار إِلَيْهِ فِي الْحَوَادِث وَبَالغ فِي تمقته بالأعراض عَن الِاشْتِغَال وإقباله على الصَّيْد وراجعه فِيهِ غير وَاحِد فَمَا أذعن نعم أنعم عَلَيْهِ بِخَمْسِمِائَة دِينَار لوفاء دينه. وعَلى كل حَال فَنعم الرجل عقلا وأدبا جبره الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الطّيب بن الشهَاب القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الزعيم. مِمَّن سمع على التنوخي والفرسيسي وَغَيرهمَا وَأَجَازَ. مَاتَ فِي.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن روزبة هَكَذَا رَأَيْته بِخَطِّهِ الْجمال الْمُحب وَالشَّمْس أَبُو عبد الله وَأَبُو البركات بن الصفي أبي الْعَبَّاس بن الشَّمْس أبي الايادي بن الْجمال أبي الثَّنَاء الكازروني الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَكَفَلَهُ عَمه الْعِزّ عبد السَّلَام وَحفظ الْحَاوِي وعدة مختصرات مِنْهَا الْعُمْدَة وَسمع بهَا من أَهلهَا والقادمين عَلَيْهَا كالعز أبي عمر بن جمَاعَة سمع عَلَيْهِ غَالب السّنَن الصُّغْرَى للنسائي والعفيفين اليافعي والمطري والعليين ابْن الْعِزّ يُوسُف الزرندي والنويري القَاضِي وَالْجمال الأميوطي والجلال الخجندي وَابْن صديق الشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الششتري وَسعد الله الاسفرائي والأمين بن الشماع وَابْن عَرَفَة والزينين الْعِرَاقِيّ والمراغي والبدرين إِبْرَاهِيم بن الخشاب وَعبد الله بن فَرِحُونَ وَيحيى بن مُوسَى القسنطيني ويوسف ابْن إِبْرَاهِيم بن الْبناء وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد الْمدنِي والمؤذن وَبعد ذَلِك بقرَاءَته فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ فَمَا بعْدهَا الْعِمَاد بن كثير وَالشَّمْس الْكرْمَانِي وَابْن قواليح والكمال بن حبيب وَأَخُوهُ الْبَدْر حُسَيْن وَمُحَمّد بن الْحسن الْحَارِثِيّ وَابْن قَاضِي شُهْبَة وَابْن الهبل وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَأحمد ابْن سَالم الْمُؤَذّن والعفيف النشاوري والبرهان القيراطي وَجَمَاعَة، وتفقه بِبَلَدِهِ بِجَمَاعَة وَأخذ فنون الحَدِيث عَن الرعاقي فِي ألفيته وَشَرحهَا والنحو عَن الْجمال مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن زين عبد الرَّحْمَن الشَّامي والتاج عبد الْوَاحِد بن عمر ابْن عياذ الانصاري الْمَالِكِي وَقَرَأَ على جلال الخجندي الْحَنَفِيّ رِسَالَة لَهُ فِي بَيَان فَضِيلَة) كَثْرَة الصَّلَاة على صَاحب أكْرم الْخلق المتضمنة لبَيَان بعض مَا هُوَ من أفضل الْأَعْمَال وَأقرب الطّرق فِي ورقتين وَأَجَازَهُ بهَا وَوَصفه بِالْوَلَدِ الرشيد صَاحب الْهدى السديد الشَّاب الْفَاضِل شمس الدّين أصلح الله شَأْنه وصانه عَمَّا شانه. وارتحل إِلَى الديار المصرية وَالشَّام وَغَيرهمَا وَأخذ عَن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا ولازمه وَكَذَا لَازم السراج البُلْقِينِيّ والبرهان الأبناسي بل أَخذ بحلب عَن الشهَاب الْأَذْرَعِيّ، وَأذن لَهُ الْبَهَاء والبلقيني وَغَيرهمَا فِي الْإِفْتَاء والتدريس، وَكَذَا أجَاز لَهُ بل وَلِجَمِيعِ فُقَهَاء الْمَدِينَة الشّرف إِسْمَاعِيل بن الْمقري رِوَايَة تصانيفه إرشاد الغاوي فِي مسالك الْحَاوِي وَشَرحه وَالرَّوْض وَالرَّقَائِق وعنوان الشّرف والبديعية وَشَرحهَا وَمَاله من تصنيف ومنظوم ومنثور ومروي وَذَلِكَ فِي سنة

سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وتصدى للإقراء والإفتاء والتحديث فَانْتَفع بِهِ الْأَئِمَّة وَصَارَ فَقِيه الْمَدِينَة وعالمها حَتَّى كَانَ الزين المراغي يَقُول أَنه قَامَ عَنَّا فِيهَا بِفَرْض كِفَايَة لإقباله على الإقراء وشغل الطّلبَة وَوَصفه النَّجْم السكاكيني فِي إجَازَة وَلَده بشيخ الْإِسْلَام مفتي الْأَنَام الْجَامِع بَين الْمَشْرُوع والمعقول البارع فِي الْفُرُوع وَالْأُصُول ذِي الهمة الْعلية مدرس الرَّوْضَة النَّبَوِيَّة، وَقد اختصر الْمُغنِي للبارزي وَشرح مُخْتَصر التَّنْبِيه للشرف عِيسَى بن أبي غرارة البَجلِيّ فِي ثَلَاثَة أسفار لم يبيضه وَكَذَا كتب فِي آخر حَيَاته شرحا على شرح التَّنْبِيه وَقبل ذَلِك شرحا مُخْتَصرا فِي مُجَلد على فروع ابْن الْحداد وَكتب تَفْسِيرا اعْتمد فِيهِ على الْقُرْطُبِيّ وَكَانَ لَهُ كالمرآة ينظر فِيهِ وينقل مِنْهُ الْأَحْكَام وَالْأَحَادِيث وَأَسْبَاب النُّزُول، وَولي قَضَاء الْمَدِينَة فِي ربيع الثَّانِي أَو رَجَب سنة اثْنَتَيْ عشرَة بعد موت أبي حَامِد المطري وأفردت الخطابة لناصر الدّين بن صَالح ثمَّ لم يلبث أَن اسْتَقر فِي الْقَضَاء أَيْضا قبل وُصُوله وَذَلِكَ فِي إِحْدَى الجماديين من الَّتِي تَلِيهَا واستناب فِي غيبته ابْن عَمه الشّرف تَقِيّ بن عبد السَّلَام الكازروني. وَاسْتمرّ مُقْتَصرا على الأشغال وَالْعِبَادَة والإقبال على نَفسه حَتَّى مَاتَ فِي عشَاء لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشري شَوَّال سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ صبح الِاثْنَيْنِ فِي الرَّوْضَة الشَّرِيفَة ثمَّ دفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله وإيانا. وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ: انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْعلم بِالْمَدِينَةِ وَلم يبْق هُنَاكَ من يُقَارِبه وَكَانَ ولي قَضَاء الْمَدِينَة والخطابة مرّة ثمَّ صرف وَدخل الْقَاهِرَة مرَارًا مِنْهَا فِي سنة ثَمَان وَعشْرين، وَسمي وَالِده عبد الله سَهوا، وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ التقى بن فَهد وأبناه وَأَبُو الْفرج المراغي وَأخذ عَنهُ دراية) وعالم لايحصى وَفِي الْأَحْيَاء غيرواحد مِمَّن يروي عَنهُ كحسين الفتحي فَإِنَّهُ أَكثر عَنهُ وَكَانَ مُجْتَهدا فِي الْعِبَادَة حَرِيصًا على التَّهَجُّد لم يضْبط عَنهُ تَركه فِي سفر وَلَا حضر إِلَّا لَيْلَة فِي مرض مَوته، وهوفي عُقُود المقريزي ناختصار وَقَالَ صحبته زَمَانا وَنعم الرجل رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عمر بن فَخر الدّين بن نور شيخ بن الشَّيْخ ظَاهر الْخَوَارِزْمِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ إِمَام مقَام الْحَنَفِيَّة بهَا وَيعرف كسلفه بِابْن المعيد لكَون جده كلن معيدا بدرس الْحَنَفِيَّة ليلبغا الخاصكي. نَاب فِي الْإِمَامَة بمقام الْحَنَفِيَّة عَن وَالِده مُدَّة ثمَّ اسْتَقل بهَا بعده

فِي رَمَضَان سنة خمسين إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَخمسين بعد تعلله مُدَّة بحصر الْبَوْل. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَنْصُور الْمُحب الفوي الأَصْل القاهري الْحُسَيْنِي الشَّافِعِي أَخُو عبد الرَّحِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن بحيح بموحدة مَضْمُومَة ومهملتين بَينهمَا تَحْتَانِيَّة وَهُوَ لقب لجده. حفظ الْمِنْهَاج وَعرضه واشتغل قَلِيلا عِنْد الحناوي وَالسَّيِّد النسابة والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ متحريا فِيهَا. مَاتَ فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد الْبَهَاء بن الشهَاب المغراوي الأبشيهي الأَصْل القاهري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الأبشيهي. ولد فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء حادي عشري رَمَضَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بَين السورين من الْقَاهِرَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره وَأخذ عَن أبي الْقسم النويري وطاهر والأبدي وَعبد الله الكتامي وَغَيرهمَا وَحضر عِنْد شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء بل قَرَأَ على الشمني الشفا وَسمع مِنْهُ المسلسل ولازمه فِي المغنى وَغَيره وَكَذَا أَخذ عَن البوتيجي، وتميز وَكتب على الْمُخْتَصر شرحا لخص فِيهِ الْبِسَاطِيّ وَغَيره واستكتبه عبد الْمُعْطِي المغربي حِين مجاورته بِمَكَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وقرضه وَوَصفه بالشيخ الْعَلامَة النحرير الفهامة الْمُحَقق الأمجد وَكَذَا كتب لَهُ عَلَيْهِ زوج أُخْته الْمُحب بن الزَّاهِد نظما فِي آخَرين كعلي بن مُحَمَّد الشاذلي وَابْن شادي، وَهُوَ كثير الأنجماع والأنفراد متقلل جدا أثنى عَلَيْهِ عندى الْبَدْر بن الْبَهَاء المشهدي وَلَكِن لَهُ خلْطَة بِابْن حجاج. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى الخواجا شمس الدّين الْمَكِّيّ الأَصْل الْغَزِّي وَالِد الشَّمْس) مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن النّحاس، كَانَ متمولا خيرا. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد رَابِع عشرى الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن النصير بالنُّون أَو بِالْمُوَحَّدَةِ. أسلفته هُنَاكَ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن هِلَال بن إِبْرَاهِيم ركن الدّين أَبُو يزِيد الأردبيلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالجبلة وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على مولى مَحْمُود المرزباني الشَّافِعِي، ثمَّ انْتقل لسيواس فَقَرَأَ الْأَصْلَيْنِ على القَاضِي أفضل الدّين الأزنكي الْحَنَفِيّ وَالْحكمَة على مُحَمَّد الأيذجاني،

وَدخل الرّوم فَقَرَأَ فِيهَا على الفنري شرحي المواقف والمقاصد وَبَعض الْكَشَّاف وَقدم الْقَاهِرَة فَنزل البرقوقية وَأخذ عَن شَيخنَا ودرس بالقوصية وَغَيرهَا بل اسْتَقر بِهِ الظَّاهِر جقمق فِي تدريس مَسْجِد خَان الخليلي ثمَّ لم يلبث أَن رغب عَنهُ لأبي الْخَيْر الزفتاوي، وَشرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَسَماهُ نِهَايَة الْوُصُول وَالْحَاوِي وَسَماهُ تَحْرِير الْفَتَاوَى والمصابيح وَغَيرهمَا كمرشد الْعباد فِي الْأَوْقَات والأوراد رَأَيْته مرَارًا سِيمَا بَين يَدي شَيخنَا وَكثير من الطّلبَة يُذنب بقوله الشَّرْح السعيد لأبي يزِيد، وَكَانَ شكلا طوَالًا ذَا عذبة بَين كَتفيهِ كالقضاة عريض الدَّعْوَى مَعَ استحضار وإكثار مباحثة، وَله مزِيد اخْتِصَاص بالكافياجي وَلذَا كَانَا متفقين على منافرة الشَّمْس الْكَاتِب واستنابه شَيخنَا فِي قَضَاء الطّور ورسم لمن هُنَاكَ من النَّصَارَى بإعطائه من خراج تِلْكَ الْأَرَاضِي قدرا معينا ثمَّ سَافر إِلَى الْهِنْد وَانْقطع خَبره رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن سَلامَة بن سعيد الشَّمْس بن الشهَاب العقبي الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بصليبة جَامع ابْن طولون، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن ثمَّ تحول إِلَى الصَّحرَاء وَسمع عَليّ ابْن أبي الْمجد والعراقي والهيثمي والحلاوي والشرف بن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والكمال بن خير فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا الشهَاب أَحْمد بن عَليّ الْحُسَيْنِي وَابْن قوام وَأَبُو حَفْص البالسي وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَخَدِيجَة ابْنة ابْن سُلْطَان وَعَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي والزين المراغي وَخلق وتنزل فِي صوفية الشيخونية وَغَيرهَا، أخذت عَنهُ. وَكَانَ خيرا مديما للتلاوة وَرُبمَا قَرَأَ مَعَ الجوق وأقرأ المماليك بالطباق، وَحج وجاور غير مرّة. وَمَات فِي رُجُوعه من الْحَج بِالْعقبَةِ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَدفن هُنَاكَ رَحمَه الله.) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن مُوسَى الشَّمْس ابْن الشهَاب الشويكي الأَصْل الخليلي الْأَزْرَقِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالشافعي. ولد ظنا فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ صَحِيح البُخَارِيّ على الْجمال بن جمَاعَة وَسمع على أَحْمد بن الشحام وَغَيره وتفقه بالكمال بن أبي شرِيف ولازمه مُدَّة. وَأَجَازَ لَهُ الْعلم البُلْقِينِيّ. مَاتَ فِي يَوْم عَاشُورَاء سنة ثَلَاثَة وَتِسْعين وَوَصفه الصّلاح الجعبري بالشيخ الْعَالم. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد غياث الدّين أَبُو الْفَتْح بن الْفَخر بن الشَّمْس الكازروني أَخُو طَاهِر. كَانَ من خير الصُّوفِيَّة، صحب جمَاعَة. وَمَات فِي يَوْم الْأَحَد السَّادِس عشرَة صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ عَن سِتّ وَسبعين سنة. قَالَه الطاووسي فِي مشيخته.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن الشَّيْخ مُحَمَّد وفا فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن وفا. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمُحب أَبُو الْخَيْر بن أبي الْعَبَّاس بن الشَّمْس أبي عبد الله الدموهي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. اشْتغل بالقراءات وَغَيرهَا وناب فِي الْقَضَاء وَجلسَ بِالْمَسْجِدِ الَّذِي يعلوا الْحَوْض من السيوفيين الَّذِي بناه الْأَشْرَف برسباي تجاه مدرسته فَسَموهُ قَاضِي الْحَوْض وَلم يلبث ان كثر التشنيع على الْقُضَاة الَّذين من أَمْثَاله فَأمر السُّلْطَان بعزلهم وَكَانَ الدموهي من جُمْلَتهمْ فتمثلوا لَهُ بقول بَعضهم: (توليت قَاضِي الْحَوْض كدرت مَاءَهُ ... فَلَو كنت شيخ الْبِئْر أضحت معطلة) فكمله الشهَاب بن صَالح بِبَيْت قبله فَقَالَ: (أيا قَاضِيا قد عكس الله نجمه ... وأتعسه بَين الْقُضَاة وأخمله) وَقَالَ النَّجْم بن النبيه رَأس الموقعين: (وتسعى بِجَهْل أَن تكون معذبا ... دواؤك يَا مَجْنُون قيد وسلسله) وَأَشَارَ بذلك إِلَى أَنه يجب إِن يَجْعَل لَهُ عذبة، قَالَ البقاعي فَقلت: (توليت قَاضِي الْحَوْض كدرت مَاءَهُ ... فَلَو كنت شيخ الْبِئْر أضحت معطلة) (ومذ صرت كلب المَاء غيض عَن الورى ... فَلَو عدت ضبع الْبر أفنيت مأكله) (سعيت بِجَهْل أَن تكون معذبا ... دواءك يَا مَجْنُون قيد وسلسله) فِي أَبْيَات. وولع الشُّعَرَاء بالنظم فِي ذَلِك بِمَا لَا نطيل بِهِ وَلم يكن بذلك مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي) الْقعدَة سنة خمسين عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو عبد الله بن الْمُحب بن الصفى أَبُو الْعِزّ الْعمريّ الدَّمِيرِيّ ثمَّ القاهري الْمَالِكِي السعودي شيخ زَاوِيَة أبي السُّعُود بموقف المكارية خَارج بَاب الْقوس. أَخذ عَن خَليفَة المغربي فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَقَبله سنة سِتّ عشرَة عَن فتح الدّين صَدَقَة بن أَحْمد بن أبي الْحجَّاج يُوسُف الأقصري بل أَخذ عَن الزين الخافي وَكَانَ الزين يعظمه جدا وينوه بِهِ، واشتغل قَلِيلا وَسمع ختم الصَّحِيح بالظاهرية الْقَدِيم وَسميت وَالِده هُنَاكَ مُحَمَّدًا فَالله أعلم وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَجمع الْفُقَرَاء على الاطعام وَالذكر بالزاوية الْمشَار إِلَيْهَا وجدد لَهَا مَنَارَة وَكَانَ نيرا سَاكِنا حسن الْمُلْتَقى رَأَيْته كثيرا. وَمَات بحارة برجوان فِي شعْبَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بمشهد حافل بِبَاب النَّصْر. وَأَظنهُ قَارب السّبْعين رَحمَه الله. وَسَيَأْتِي قَرِيبه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الدَّمِيرِيّ.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَدْر القريشي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن البوشي مِمَّن كتب الْمَنْسُوب وَحصل مجاميع وَأخذ عني عدَّة من تصانيفي وَكثر تردده إِلَيّ وَولي حسبَة الديار المصرية وقتا بالبذل فَلم تطل مدَّته فِيهَا وَآل أمره إِلَى أَن افْتقر جدا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد التَّاج الباهي النويري ثمَّ الْمصْرِيّ. كَانَ يخْدم الزين البوشي المجذوب ثمَّ انْقَطع بمنزله بالنخالين من مصر وَلم يَنْفَكّ عَنهُ مَعَ اسْتِيلَاء الخراب عَلَيْهِ من جَمِيع جوانبه وَصَارَ يظْهر مِنْهُ الخوارق فتزايد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بعد أَن أضرّ مُدَّة وَأَظنهُ بلغ السّبْعين أَو دونهَا. قَالَه سيخنا فِي أنبائه. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْجلَال الجرواني الشريف النَّقِيب. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمُنعم. مُحَمَّد بن احْمَد بن مُحَمَّد الشّرف الفيومي ثمَّ القاهري أَخُو الْعِزّ عبد الْعَزِيز الْمَاضِي وَيعرف بشريف بِالتَّصْغِيرِ. ولد فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَنَشَأ فحفظ وَسمع مَعَ أَخِيه على شَيخنَا فِي سنة إِحْدَى وَخمسين، وتعاني الرسلية ثمَّ التَّوْكِيل بِأَبْوَاب الْقُضَاة. وَدخل كل مدْخل وأهين غير مرّة من السُّلْطَان فَمن دونه لمزيد جرأته وإقدامه وأوصافه. وَحج مَعَ ابْن مزهر فِي الرجبية وَمَعَ ابْن الشّحْنَة فِي خدمتهما وَزوج وَلَده لِابْنِهِ المحيوي عبد الْقَادِر الحمامي بعد مَوته فورث مِنْهَا بعد مَوتهَا فِي الطَّاعُون جملَة وَهُوَ الْآن مبعد عَن بَاب أَمِير) سلَاح وَكَاتب السِّرّ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الخواجا شمس الدّين الأبوقيري السكندري. نزيل مَكَّة وَله بهَا دَار. مِمَّن يُسَافر إِلَى كلكوت للتِّجَارَة وَكَانَ سَاكِنا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن وَمُحَمّد بن أَحْمد الشَّمْس الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي وَيعرف بِابْن قطيبا. مِمَّن سمع مني. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس البامي. فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قُرَيْش. محد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس الْبُرُلُّسِيّ ثمَّ القاهري نزيل مدرسة حسن مالكي سمع على ابْن الكويك وَابْن خير والفوي وأسمع الزين رضوَان وَلَده عَلَيْهِ وَوَصفه بالصلاح وَأَشَارَ إِلَى مَوته بِدُونِ تعْيين وقته. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس البلبيسي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بالعجيمي. أدمن الِاشْتِغَال عِنْد الشريف النسابة والزين البوتيجي

وَغَيرهمَا وَكثر انتفاعه فِي الْفِقْه والعربية والأصلين وَغَيرهَا بِابْن حسان مَعَ الدّيانَة والإنجماع والإقبال على شانه وَتَأَخر ظنا إِلَى قريب السِّتين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس الجيزي القاهري الْأَزْهَرِي النَّاسِخ أَخُو أبي بكر الْآتِي ونزيل مَكَّة. مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا كتب بِخَطِّهِ الْكثير لنَفسِهِ وَلغيره من الْكتب الْكِبَار وَغَيرهَا بِحَيْثُ لَا أعلم الْآن من يُشَارِكهُ فِيهَا كَثْرَة وملازمة وَسمع مني بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بِمَكَّة وقطنها، وَكَانَ مِمَّن قَامَ على نور الله العجمي الَّذِي بَاشر مشيخة الرِّبَاط السُّلْطَان هُنَاكَ بِحَيْثُ انْفَصل عَنْهَا وامتحن بعد التسعين بِسَبَب ولد لَهُ اتهمَ بقتل امْرَأَة وقاسى شدَّة سِيمَا بالغرامة والكلفة الَّتِي بَاعَ فِيهَا موجوده أَو أَكْثَره وَلم يجد معينا ثمَّ توالت عَلَيْهِ بعد ذَلِك أنكاد من قبله، كل ذَلِك مَعَ ملازمته النساخة وخبرة بالكتب وقيمها وَرُبمَا اشْترى مِنْهَا مَا يربح فِيهِ أَو يكسد عَلَيْهِ، وَقد كتب جملَة من تصانيفي وحرص على تَحْصِيلهَا وَالله تَعَالَى يلطف بِنَا وَبِه. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس بن زبالة الهواري الأَصْل القاهري البحري وَالِد أَحْمد الْمَاضِي. ولد فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِبَاب الْبَحْر ظهر الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن وجوده على الْفَخر الضَّرِير والشرف يَعْقُوب الجوشني وتلا بِهِ لحفص من قِرَاءَة عَاصِم على) أَحْمد اللجائي المغربي وَأخذ الْفِقْه عَن بُد القويسني والأبناسي والبيجوري وَالشَّمْس الغراقي وَآخَرين والنحو عَن الْفَتْح الباهي وَسمع لزين الْعِرَاقِيّ وَكتب عَنهُ كثيرا من آماليه والبلقيني والتنوخي وسافر فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين سفيرا للنور الطنبدي على مركب قَمح ثمَّ أردفه بِأُخْرَى فَأَقَامَ، وَحج من ثمَّ مرَارًا وَأكْثر الزِّيَارَة وَالْعود إِلَى الْقَاهِرَة غير مرّة إِلَى أَن اسْتَقر مسؤولا فِي قَضَاء الينبع قبل سنة ثَلَاثِينَ أول أَيَّام الْأَشْرَف، وَحسنت سيرته وَنصر السّنة بِإِقَامَة الْجُمُعَة وَغَيرهَا مِمَّا رفض هُنَاكَ وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ فِي تِلْكَ النواحي مَعَ الْعقل والمداراة والدربة وَالْكَرم، وَقد كَانَ لجدي لأمي بِهِ اخْتِصَاص وَلذَا زَاد إكرامه لَهُ حِين حج بعد الْأَرْبَعين وَحدث باليسير. لقِيه البقاعي بن ينبوع سنة تسع وَأَرْبَعين وَاعْتمد قَوْله فِيمَا تقدم وَقَالَ أَنه ثِقَة الْمَأْمُون وَقَرَأَ عَلَيْهِ بإجازته من التنوخي إِن لم يكن سَمَاعا وَكتب عَنهُ مِمَّا أنْشدهُ لَهُ عَن الْعِرَاقِيّ فِيمَا أنْشدهُ لَهُ من نظمه لفظا عقب حَدِيث رضيت بِاللَّه رَبًّا: (رَضِينَا بِهِ رَبًّا وَمولى وَسَيِّدًا ... وَمَا العَبْد لَوْلَا الرب يرضى بِهِ عبدا)

(وَلَوْلَا رِضَاهُ عَنْهُم مَا هُدُوا إِلَى ... مقَام الرِّضَا عَنهُ فطاب لَهُم وردا) (كَذَاك رَضِينَا بِالنَّبِيِّ مُحَمَّد ... نَبيا كَرِيمًا من هدينَا بِهِ رشدا) (وَلما ارتضى الْإِسْلَام دينا لنا إِذا ... رَضِينَا بِهِ دينا قويما بِهِ نهدى) مَاتَ على قَضَائِهِ بهَا فِي أَوَائِل سنة خمس وَخمسين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله القاهري الشراريبي الحريري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بالشراريبي لعقده لَهَا. تَلا للسبع إفرادا وجمعا على الشَّمْس النشوى الْحَنَفِيّ، وَأثبت الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ أُسَمِّهِ فِيمَن سمع مِنْهُ أَمَالِيهِ وَذَلِكَ فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَشَيْخه، وتصدى للإقراء بِمَسْجِد بالبندقانيين بِالْقربِ من حَاصِل قلمطاي وَكَانَ إِمَامه فَأخذ عَنهُ الزين طَاهِر الْمَالِكِي وَلأبي عَمْرو فَقَط الْجلَال القمصي فِي آخَرين، وَكَانَ إنْسَانا خيرا متصوفا متقشفا وعظ النَّاس بِالْمَسْجِدِ الْمشَار إِلَيْهِ وَقَرَأَ فِيهِ البُخَارِيّ حَتَّى مَاتَ وَاسْتقر بعده فِيهِ تِلْمِيذه طَاهِر رَحمَه الله وإيانا. وَهُوَ جد الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الصَّيْرَفِي الْآتِي. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله الطَّيِّبِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَوجدت بخطى فِي مَوضِع آخر أَنه مُحَمَّد بن عَليّ فَالله أعلم. حفظ الْقُرْآن والمنهاج وَأخذ الْفِقْه عَن الْعلم البُلْقِينِيّ وَأخذ لَهُ فِي الإقراء، وَصَحب أَبَا عبد الله الغمري وَأم بجامعه وقتا وَكَذَا قَرَأَ على السوبيني) أَشْيَاء من تصانيفه وكتبها وَأذن لَهُ ولازم الْعِبَادَة والتهجد والأوراد والأنعزال عَن النَّاس مَعَ التقلل بِحَيْثُ أشتهر بالصلاح وَأم بصوفية سعيد السُّعَدَاء الْعَصْر خَاصَّة لكَونه كَانَ أحد صوفيتها وَكَذَا تنزل فِي صوفية الطنبذية بالصحراء وخطب فِي جَامع المتبولي بِالْبركَةِ وجامع الزَّاهِد وَكَانَ على خطبَته حلاوة وَله نورانية وَقبُول وَكتب بِخَطِّهِ نكتا وفوائد وَرُبمَا أَقرَأ. مَاتَ فِي آخر يَوْم من رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَأَظنهُ قَارب السِّتين وَدفن من الْغَد بعد صَلَاة الْعِيد بتربة ابْن شرف الْوراق بِالْقربِ من الاهناسية بِبَاب النَّصْر وَنعم الرجل كَانَ فقد كَانَ يحبنا ونحبه رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بالشمس الْقزْوِينِي نزيل مَكَّة. يَأْتِي قَرِيبا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس الْمصْرِيّ السُّعُود الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الشَّيْخ الْبِئْر. كتب الْخط الْحسن وبرع فِي مذْهبه ودرس وَأفْتى وناب فِي الحكم عَن الْجمال الْمَلْطِي وَأحسن فِي إِيرَاد الميعاد بِجَامِع الْحَاكِم، وَجمع مجاميع مفيدة بل خرج أربعى النَّوَوِيّ. وَمَات فِي سلخ صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَهُوَ فِي الْأَرْبَعين وتأسف النَّاس

عَلَيْهِ. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده وَأَظنهُ الْمَاضِي فِيمَن جده عمر. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس بن الشهَاب الْقَرَافِيّ الصحراوي الشَّافِعِي أَمَام تربة الظَّاهِر برقوق. ولد سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بالقرافة وَحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو على شَيخنَا الزين رضوَان وَحضر مجْلِس الشّرف يَعْقُوب الجوشني فِي الْقرَاءَات، واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد الْبُرْهَان بن حجاج الأبناسي وَالشَّمْس بن عبد الرَّحِيم بن اللبان المنهاجي وَسمع على الْجمال الْحَنْبَلِيّ وأجازيله عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي فِي آخَرين. وَحج مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة إِحْدَى عشرَة ولقيه البقاعي. مَاتَ فِي. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس القرماني الصحراوي. ولد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَسمع على الفوي فِي الشيخونية بِقِرَاءَة الْكَمَال الشمني الصَّحِيحَيْنِ والشفا. وَهُوَ حَيّ فِي سنة ثَمَانِينَ وَيُحَرر فَلَعَلَّهُ الَّذِي قبله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس بن ولي الدّين الْمحلي صهر الْعمريّ. فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس المرعشي السقاء خَادِم الْمُصَلِّي بنابلس. كتبه عَنهُ الْعِزّ بن فَهد فِي سنة سبعين بمصلى نابلس قصيدة نبوية من نظمه أَولهَا:) (محبكم أُتِي من غير مِنْهُ ... عَسى أَن تقبلُوا مَا كَانَ مِنْهُ) وقصيدة زجل أَولهَا: (كنوز الصّلاح ... مَالك مُحَمَّد إِمَام) مِنْهَا: (بماج الدَّوَام تجْرِي ... بحار السماح) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس أَخُو النُّور على الصُّوفِي الْحَنَفِيّ. ولد سنة سبع وَعشْرين تَقْرِيبًا وَسمع قَلِيلا بالظاهرية وَنَحْوهَا ويلقب مقيتا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الصَّدْر بن أفضل الدّين بن الصَّدْر الْأَصْفَهَانِي وَيعرف بِتَرْكِهِ. قَالَ الطاووسي: حضرت مَجْلِسه يَسِيرا وَسمعت عَلَيْهِ كثيرا من شَرحه للمواقف وَأَجَازَ لي وَذَلِكَ فِي شهور سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَكَانَ إِمَامًا فِي الْأَصْلَيْنِ ورعا ودينا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الصّلاح بن الشهَاب الْقرشِي الطنبدي القاهري أَخُو أبي الْفضل وسبط الْجمال بن عرب وَيعرف بِابْن عرب. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمُحب. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد مُحي الدّين بن الزين بن أصيل الدّين السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الطّيب الْمصْرِيّ السكندري. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن علوان. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله المغربي. فِيمَن جده مُحَمَّد بن دَاوُد. مُحَمَّد بن احْمَد بن مُحَمَّد البابا وَيعرف بالعاقل. مِمَّن سمع على قريب التسعين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي سكنا وَيعرف بِابْن سَحَاب بِفَتْح الْمُهْمَلَتَيْنِ وَآخره مُوَحدَة. مِمَّن تصوف ولازمني فِي الْإِمْلَاء وقتا، وَصَحب ابْن الشَّيْخ يُوسُف الصفي. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الحوراني. فِيمَن جده عَليّ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الإسكاف الأدمِيّ وَيعرف كابيه بِابْن عُصْفُور وَسمع فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة على أبي الهول الْجَزرِي وَفِي الَّتِي تَلِيهَا على مُوسَى بن عبد الله المرداوي، وَقَالَ الْبُرْهَان العجلوني أَنه مِمَّن سمع من الْمُحب الصَّامِت. قَالَ وَكَانَ الْمُحب يمازحه، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد، وَأَجَازَ لي. وَكَانَ لَهُ حَانُوت أَدَم بِقرب) مرستان الصالحية القيمري. مَاتَ بعد سنة خمسين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الطوخي. هَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة من أنبائه وبيض، وأجوز كَونه آخا آخر للمحب مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُوسَى الْمَاضِي مَعَ أَخَوَيْنِ لَهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد العطري الشَّافِعِي أحد النواب. رَأَيْته فِيمَن عرض عَلَيْهِ سنة خمس وَتِسْعين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي ثمَّ الْمصْرِيّ الصُّوفِي وَسمي بَعضهم جده عبد الله وَالصَّوَاب مَا هُنَا، ذكره الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة وَقَالَ ذكر لنا أَنه سمع من المظفر مُحَمَّد بن يحيى الْعَطَّار وَلم يحرر مَا سَمعه مِنْهُ، وَسمع وَهُوَ كَبِير بديار مصر والحجاز من جمَاعَة وَصَحب جمَاعَة من الْخِيَار مِنْهُم الْجمال يُوسُف العجمي وَأخذ عَنهُ الطَّرِيق وَكَانَت لَهُ معرفَة بطرِيق الصُّوفِيَّة ومواظبة على الْعِبَادَة مَعَ حسن الطَّرِيقَة، جاور بالحرمين غير مرّة مِنْهَا بِمَكَّة نَحْو خمس سِنِين مُتَوَالِيَة أَو أَزِيد مُتَّصِلَة بوفاته. وَكَانَ يسكن برباط ربيع ثمَّ انْتقل عَنهُ قبيل وَفَاته لأجل من يمرضه. وَمَات بهَا فِي شعْبَان سنة إِحْدَى عشرَة وَدفن بالمعلاة وَقد جَازَ السِّتين. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه. وَقَالَ أَنه أَقَامَ فِي زَاوِيَة العجمي بالقرافة مُدَّة وَكَانَ يحب الحَدِيث ويطلبه وَسمع الْكثير لَكِن لم تكن لَهُ عناية بجمعه وَلَا لَهُ ثَبت، وَقد رَأَيْت لَهُ سَمَاعا على الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي زبا الريس بل ذكر لي أَنه سمع التِّرْمِذِيّ على المظفر الْعَسْقَلَانِي الْعَطَّار فَقَرَأت عَلَيْهِ مِنْهُ وَمن غَيره بخليص من أَرض الْحجاز وَاجْتمعت بِهِ مرَارًا. وَكَانَ خيرا صَالحا حسن العقيد كثير الْإِنْكَار على مستدعي الصُّوفِيَّة كثير الْحَج والمجاورة بالحرمين.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد المروعي الْيَمَانِيّ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ الوفائي. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن علوان. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس المغيربي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن فهيد بفاء مصغر. كَانَ لَهُ نسك وَعبادَة فِي مبادئه وخدم الْعَفِيف اليافعي بِمَكَّة ثمَّ صحب طشتمر الدوادار فِي أَيَّام الْأَشْرَف شعْبَان فَنَوَّهَ بِهِ حَتَّى سَار معدودا فِي الْأَعْيَان الْأَغْنِيَاء. وَمَات فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ: مُحَمَّد بن فهيد الْمصْرِيّ الشَّيْخ شمس الدّين المغيربي. نَشأ فِي خدمَة الصَّالِحين ولازم اليافعي بِمَكَّة، وَكَانَ كثير الْحَج والمجاورة) وَصَحب طشتمر الدوادار فَنَوَّهَ بِذكرِهِ، وَكَانَ الظَّاهِر برقوق يعظمه وَكَذَا الْأَشْرَف شعْبَان من قبله وَدخل مَعَ الظَّاهِر دمشق فَكَانَ يُصَلِّي بجانبه فِي الْمَقْصُورَة فَوق جَمِيع الْأُمَرَاء وَكَانَ حسن الْعشْرَة كثير المخالطة لأبناء وَله مَعَ أهل الْحَرَمَيْنِ مَوَاقِف. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشرَة جُمَادَى الْآخِرَة وَقد جَازَ السِّتين. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ أَن مدنيا يُقَال لَهُ أَبُو الطّيب مُحَمَّد بن نور الدّين الفوى وَكَانَ يعاديه فَمَلَأ حيطان الْقَاهِرَة ومصر والقرافتين بِالْكِتَابَةِ عَلَيْهَا لعن الله مُحَمَّد بن فهيد المعيربي آكل وقف الْحَرَمَيْنِ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الشَّمْس الدِّمَشْقِي قاضيها الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده وَيعرف بِابْن الكشك. ولد فِي حُدُود سنة عشر وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه وتفقه بِهِ وَبِغَيْرِهِ وَولي قَضَائهَا بعد أَبِيه فِي ربيع الأول سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَلم تطل مدَّته وَصرف بالشريف ركن الدّين ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ معزولا فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر ربيع الأول سنة أَرْبَعِينَ عَن نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وَبِه انقرض بَيتهمْ وَهُوَ بَيت كَبِير. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن عبد السَّلَام بن مَحْمُود بن عبَادَة الشَّمْس ابْن الشهَاب الْعَدوي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي سنة سِتّ أَو سبع وَثَمَانمِائَة، ونظم الشّعْر وَهُوَ من وُجُوه النَّاس وأعيان الشاميين مِمَّن ولى نظر قلعة دمشق مُدَّة ثمَّ أعرض عَنْهَا بل عرض عَلَيْهِ غَيرهَا فَأبى. وَمَات سنة أَربع وَسبعين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن عماد بن عمر الْعِمَاد أَبُو البركات بن الشهَاب بن الشّرف بن الْعِمَاد الهمذاني الأَصْل بِالتَّحْرِيكِ والأعجام القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بلقبه. ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَقَالَ أَنه جوده على الْفَخر الضَّرِير الإِمَام والعمدة وعرضها فِي رَجَب سنة ثَمَان وَتِسْعين على ابْن الملقن ولقب جده شرف الدّين وَسمع فِي جُمَادَى الثَّانِيَة

مِنْهَا على الْبَدْر حسن النسابة الْكَبِير المسلسل بالأولية بِشَرْطِهِ وجزء البطاقة وَفِي الَّتِي تَلِيهَا على ابْن أبي الْمجد الصَّحِيح وعَلى التنوخي والعراقي والهيثمي خَتمه، وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ وَكَانَ من قدماء صوفية سعيد السُّعَدَاء بل كَانَ كأبيه جابيا على أوقافها. مَاتَ بعد اخْتِلَاطه يَسِيرا فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ رَحمَه الله.) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود الشَّمْس النابلسي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ. ولد فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة بنابلس وَنَشَأ بهَا فتعاني الْخياطَة ثمَّ اشْتغل فِيهَا على الشَّمْس ابْن عبد الْقَادِر، وَقدم دمشق بعد السّبْعين وَحضر دروس أبي الْبَقَاء واشتغل بالفقه والعربية وَغَيرهمَا، وَشهد على الْقُضَاة واشتهر فَصَارَ يقْصد بالاشغال بِحَيْثُ اسْتَقر كَبِير الشُّهُود ثمَّ وَقع بَينه وَبَين الْعَلَاء بن المنجافسعي عَلَيْهِ فِي الْقَضَاء فولي سنة سِتّ وَتِسْعين وَاسْتمرّ الْقَضَاء نوبا بَينهمَا، ثمَّ دخل مَعَ التمرية فِي أَذَى النَّاس ونسبت إِلَه أُمُور مُنكرَة حكم بِفِسْقِهِ من أجلهَا وَقدر أَخذهم لَهُ أَسِيرًا مَعَهم إِلَى أَن نجا مِنْهُم من بَغْدَاد وَرجع إِلَى دمشق فِي الْمحرم سنة أَربع فَلم يبال بالحكم بل سعى فِي الْعود إِلَى الْقَضَاء فَأُجِيب بعد صرف تَقِيّ الدّين أَحْمد بن المنجا وَلم يلبث إِلَّا أَيَّامًا يسيرَة ثمَّ مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس وَلم يكن مرضيا فِي الشَّهَادَة وَلَا فِي الْقَضَاء وَهُوَ أول من أفسد أوقاف دمشق وَبَاعَ أَكْثَرهَا بالطرق الْوَاهِيَة. ذكره شَيخنَا فِي انبائه والمقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود الشَّمْس بن الكشك الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ. فِيمَن جده مَحْمُود بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُسلم الشَّمْس الباهي الْحَنْبَلِيّ. هَكَذَا ذكه شَيخنَا فِي سنة إِحْدَى من إنبائه وبيض. مُحَمَّد بن أَحْمد بن معالي الشَّمْس الحبتي بمهلة ثمَّ مُوَحدَة مفتوحتين ثمَّ مثناه مُشَدّدَة وَرَأَيْت من أبدل الْمُوَحدَة ميما وَقَالَ إِنَّه الصَّوَاب الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ. ولد فِي ربيع الأول سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَسمع بهَا من متأخري أَصْحَاب الْفَخر كَابْن أميلة وَكَذَا سمع من الْعِمَاد بن كثير وَغَيره وتفقه بِابْن قَاضِي الْجَبَل وَابْن رَجَب وَغَيرهمَا، وتعانى الْأَدَب فمهر، وَكَانَ فَاضلا مستحضرا مشاركا فِي الْفُنُون. وَقدم الْقَاهِرَة فِي رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانمِائَة فقطنها حَتَّى مَاتَ وناب بهَا فِي الحكم وَجلسَ فِي بعض الْمجَالِس وقص على النَّاس فِي عدَّة أَمَاكِن بل حدث بِبَعْض مسموعاته، وكل ذَلِك مَعَ محبته فِي جمع المَال وَمَكَارِم الْأَخْلَاق وَحسن الْخلق وطلاقة الْوَجْه وَجَمِيل المحاضرة والخشوع التَّام سِيمَا عِنْد قِرَاءَة الحَدِيث

بل كَانَ حسن الْقِرَاءَة يطرب إِذا قَرَأَ لطراوة صَوته وَحسن نغمته عَارِفًا بِقِرَاءَة الصَّحِيحَيْنِ مجيدا عمل المواعيد. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه، وَقَالَ وَقد سمعنَا بقرَاءَته الصَّحِيح بالقلعة فِي عدَّة سِنِين وَكَانَ قد اتَّصل بالمؤيد حَتَّى صَار مِمَّن يحضر مَجْلِسه من الْفُقَهَاء وَاسْتقر بِهِ فِي) قِرَاءَة الصَّحِيح فِي رَمَضَان وَسَمعنَا من مباحثه وفوائده ونوادره ومجرياته وَكَانَ بِنَقْل عَن شيخة ابْن كثير الْفَوَائِد الجليلة، وَولي بِالْقَاهِرَةِ مشيخة الغرابية بجوار جَامع بشتك والخروبية بالجيزة ولاه إِيَّاهَا الْمُؤَيد حِين استجدها، وَبهَا مَاتَ فَجْأَة فَأَنَّهُ اجْتمع بِي فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشرَة الْمحرم فهنأني بالقدوم من الْحَج وَرجع إِلَيْهَا فِي آخر يَوْم الْأَرْبَعَاء فَمَاتَ وَقت الْعشَاء لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشريه سنة أَربع وَعشْرين وَقد أكمل السّبْعين وَحمل إِلَى القرافة فَدفن بهَا، وَكَانَ لايتصون بِحَيْثُ قَرَأت فِي حوادث سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة من تَارِيخ ابْن حجر مانصه: فِي ذِي الْقعدَة وَقع حريق بِدِمَشْق فَانْتهى إِلَى طبقَة بالبراقية وَهِي بيد صَاحب التَّرْجَمَة وَلم يكن يسكنهَا فوجدوا بهَا جرارا ملأا خمرًا فكثرت الشناعة عَلَيْهِ عِنْد تنم النَّائِب. قَالَ شَيخنَا وَكنت فِي تِلْكَ الْأَيَّام بِدِمَشْق وَبَلغنِي أَنهم شنعوا عَلَيْهِ وَأَنه برِئ من ذَلِك وَبَعْضهمْ كَانَ يُنكر عَلَيْهِ ويتهمه وَأمره إِلَى الله. وَقد ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لِابْني مُحَمَّد. وَكَذَا تَرْجمهُ المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا وَابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَآخَرُونَ. وَكَانَ يقْرَأ عِنْد التلواني الحَدِيث مَعَ كَونه أفضل مِنْهُ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن معتوق بن مُوسَى بن عبد الْعَزِيز أَمِين الدّين الكركي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الكركي. ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة، وَذكر أَنه سمع على الشهَاب بن الْعِزّ والبهاء رسْلَان الذَّهَبِيّ والزين بن نَاظر الصاحبة وَفرج الشرفي وَالشَّمْس البالسي الملقب بالدبس والطحينة والعماد أبي بكر بن يُوسُف بن عبد الْقَادِر الخليلي الْحَنْبَلِيّ، وَحدث سمع عَلَيْهِ ابْن فَهد وَغَيره كالعلاء المرداوي الْحَنْبَلِيّ وَقَالَ أَنه كَانَت لَهُ مسموعات كَثِيرَة. وَكَانَ مُحدثا متقنا أجَاز لي فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَدفن بسفح قاسيون بِطرف الرَّوْضَة الشَّرْقِي وَكَانَ ينزل مَسْجِد التينة بالصالحية رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مِفْتَاح الْقَائِد الْجمال بن الشهَاب القفيلي نِسْبَة إِلَى القفيل من أَعمال حلي بن يَعْقُوب. كَانَ جده مولى ثقبة بن رميثة أَمِير مَكَّة. مَاتَ صَاحب التَّرْجَمَة بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَنْصُور بن أَحْمد بن عِيسَى الْبَهَاء أَبُو الْفَتْح بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس الأبشيهي الْمحلي الشَّافِعِي وَالِد أبي النجا مُحَمَّد الْآتِي. ولد سنة تسعين وَسَبْعمائة بأبشويه. وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَهُوَ ابْن عشر ثمَّ التبريزي فِي الْفِقْه والمحلة فِي النَّحْو) وعرضهما على الشهَاب الطلياوي نزيل النحرارية وَغَيره، وَحج سنة أَربع عشرَة وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة وَسمع بهَا دروس الْجلَال البُلْقِينِيّ وَولي خطابة بَلَده بعد وَالِده وتعانى النّظم والتصنيف فِي الْأَدَب وَغَيره وَلكنه لعدم إلمامه بِشَيْء من النَّحْو يَقع فِيهِ وَفِي كَلَامه اللّحن كثيرا. وَمن تصانيفه المستطرف من كل فن مستظرف فِي جزءان كبار وأطواف الأزهار على صُدُور الْأَنْهَار فِي الْوَعْظ فِي مجلدين وَشرع فِي كتاب فِي صَنْعَة الترسل وَالْكِتَابَة وتطارح مَعَ الأدباء، ولقيه ابْن فَهد والبقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بالمحلة وكتبا عَنهُ قَوْله وَقد عمل الْعلم البُلْقِينِيّ ميعادا بالنحرارية إِذْ كَانَ قَاضِي سنهور عَن أَخِيه: (وعظ النام إمامنا الحبر الَّذِي ... سكب الْعُلُوم كبحر فضل طافح) (فشفى الْقُلُوب بِعِلْمِهِ وبوعظه ... والوعظ لَا يشفي سوى من صَالح) مَاتَ بعد الْخمسين قَرِيبا من قتل أخي الأستادار. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَنْصُور مُحي الدّين الطرابلسي الْحَنْبَلِيّ أَخُو عُثْمَان الْمَاضِي. حفظ الْقُرْآن وكتبا جمة وَقدم الْقَاهِرَة فاشتغل بالفقه وَغَيره ولازمني فِي الألفية الحديثية وَغَيرهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده. مُحَمَّد الْمَالِكِي أَخُو الَّذِي قبله وَهُوَ الْأَصْغَر. مِمَّن سمع مني أَيْضا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مهنا بن أَحْمد الشَّمْس القاهري الْمقري وَيعرف بِابْن طرطور بمهملات الأولى مَفْتُوحَة لقب لوالده، وَكَانَ رجلا صَالحا استدعى فِي عقيقة وَلَده هَذَا بِجمع كثير من قراء الأجواق وَذَلِكَ فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة ظنا ثمَّ اخْرُج بِهِ إِلَيْهِم على يَدَيْهِ ملتمسا مِنْهُم قِرَاءَة الْفَاتِحَة وَالدُّعَاء لَهُ بِأَن يكون مِنْهُم محبَّة مِنْهُم فيهم فاستجيب دعاؤهم وَبلغ أمْنِيته فِي وَلَده فَأَنَّهُ حفظ الْقُرْآن وجوده على أَخ لأمه من الرضَاعَة اسْمه شهَاب الدّين الأبشيهي من فضلاء الْقُرَّاء وَسمع قِرَاءَته الشَّمْس بن الصياد شيخ الْقُرَّاء بِجَامِع ابْن الطباخ حَيْثُ قَرَأَ هُنَاكَ فشكرها بعد ذمَّة لَهَا قبل، وسافر فِي الْبَحْر إِلَى مَكَّة فطلعها فِي جُمَادَى الأولى وَكَانَ بهَا أَبُو الْعَبَّاس الْقُدسِي وَقَرَأَ فِي ميعاده ورتب لَهُ شخص وَظِيفَة هُنَاكَ بعد اعطائه دِينَارا ضيافته فَلم يلبث أَبُو الْعَبَّاس أَن تعصب عَلَيْهِ الشَّافِعِي والمالكي ومنعاه من عمل الميعاد فَتوجه صَاحب التَّرْجَمَة للمالكي لظَنّه جر الْمَنْع إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: بل اقْرَأ فَلَا

حرج عَلَيْك وَالْمَنْع خَاص بِذَاكَ فاستمر، وجود أَيْضا هُنَاكَ على الشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني وشكا من حِدة خلقه) وتمقته لقراء الجوق، وَكَذَا حضر عِنْد الزين بن عَيَّاش وَلزِمَ طَرِيقَته حَتَّى صَار أحد قراء الجوق والمعتبرين اجادة وتأدية، وتنزل فِي الْجِهَات وَدَار بيُوت جمَاعَة من الرؤساء كبني الجيعان للْقِرَاءَة عِنْدهم. بل قَرَأَ بجامعهم بِالْبركَةِ، وَعمر وهش مَعَ سُكُون وَخير وَكنت أحب قِرَاءَته وَقد قصدني وَهُوَ كَذَلِك للزيارة. مَاتَ فِي أول الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن طرخان الشَّمْس بن الشهَاب بن الضياء القاهري البحري الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الضياء. ولد فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ فِي سَابِع صفر سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ. وَنَشَأ بهَا وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت السويقة ظَاهر بَاب الْبَحْر وَكَانَ نير الشيبة حسن الْهَيْئَة كثير الْقيام بِخِدْمَة شَيخنَا. لَقيته مَعَ بعض طلبة الحَدِيث بِنَاء على مَا وجد فِي بعض الطباق المسموعة على الحراوي وَلَكِن قيل أَن السماع لأخ لَهُ كَانَ أكبر مِنْهُ مشاركه فِي اسْمه وَهُوَ مُحْتَمل وَإِن جزم البقاعي بِأَنَّهُ لِأَخِيهِ وَحط على ابْن قمر فَقَالَ: وَقد اغْترَّ بعض المتهافتين بِمَا رَآهُ فِي الطَّبَقَة بِدُونِ بحث. مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الشّرف بن الشهَاب المتبول الْحُسَيْنِي سكنا الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ مِمَّن اشْتغل قَلِيلا وتكسب بِالشَّهَادَةِ على طَرِيقه جميلَة. ومولده سنة أَربع وَسِتِّينَ تَقْرِيبًا، وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء بِخَط أَبِيه الْبُرْهَان الباعوني والنظام بن مُفْلِح وَابْن زيد وَآخَرُونَ وَأكْثر من التَّرَدُّد إِلَيّ كأبيه وَنعم هُوَ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن أبي بكر بن أبي الْعِيد الشَّمْس أَبُو عبد الله السخاوي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي قَاضِي طيبَة ونزيلها سبط الشهَاب أبي الْعَبَّاس أَحْمد ابْن أبي يزِيد بن نصر الْبكْرِيّ السخاوي ووالد خير الدّين مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن القصبي بِفَتْح الْقَاف والمهملة ثمَّ مُوَحدَة وَرُبمَا قيل لَهُ السخاوي. ولد فِي سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بسخا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبية ومختصر الشَّيْخ خَلِيل وتنقيح الْقَرَافِيّ وألفية ابْن ملك وَغَيرهَا، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فَعرض بعض محفوظاته وقطنها زِيَادَة على سبع سِنِين ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده وَلم يلبث أَن حج فِي سنة أَرْبَعِينَ وَعَاد إِلَيْهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَخمسين واشتغل فِيهَا أَولا وَثَانِيا فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنْهُم الْفِقْه الْبِسَاطِيّ والزين عبَادَة وَأَبُو عبد) الله الأندلسي قَاضِي حماة وَأَبُو عبد الله الرَّاعِي وَأَبُو الْقسم

النويري وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض وَتردد لغير أَرْبَاب مذْهبه أَيْضا فِي الْعَرَبيَّة والأصلين وَغَيرهمَا كالأمين ولأقصرائي وَابْن قديد والشمني وَابْن الْهمام وَابْن المجدي وَسمع على شَيخنَا وَالشَّمْس الرَّشِيدِيّ والبرهان الصَّالِحِي وَآخَرين وتكسب فِي بَلَده بِالشَّهَادَةِ وناب فِي الْعُقُود وَغَيرهَا وتعاني نظم الشّعْر وامتدح بِهِ الأكابر وارتفق بِهِ فِي معيشته وراج أمره فِيهِ حَتَّى كَانَ جلّ مَا يذكر بِهِ، وَاسْتقر فِي قَضَاء الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فِي سنة سِتِّينَ عقب وَفَاة التَّاج عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد ابْن يَعْقُوب الْمدنِي بعناية الْجمال نَاظر الْخَاص بتربة الْأَمِير يشبك الْفَقِيه وَغَيره لَهُ عِنْده، وسافر لمحل ولَايَته فباشر من ثَانِي عشرى ذِي الْحجَّة على طَريقَة حميدة من السياسة والتوضع والبشاشة والعفة وَنصر كلمة الشَّرْع بِحَيْثُ اغتبط بِهِ أَهلهَا، وَتزَوج ابْنة الْمُحب المطري وَأكْثر حِينَئِذٍ بل وَقبل ذَلِك من القصائد النَّبَوِيَّة ورسخت قدمه فِيهَا مَعَ انْفِصَاله قَلِيلا فِي أثْنَاء الْمدَّة مرّة بعد أُخْرَى وَكَثُرت أَمْوَاله بهَا وَكَانَت لَهُ الْيَد الْبَيْضَاء فِي الْحَرِيق الْكَائِن بهَا وَفِي قتل بعض الرافضة وَغير ذَلِك وَكنت مِمَّن صَحبه قَدِيما بِمَجْلِس شَيخنَا وَبعده وَسمع مني فِي الْقَاهِرَة جلّ القَوْل البديع ثمَّ جَمِيعه بالروضة النَّبَوِيَّة وامتد حَتَّى يَوْم خَتمه بقصيدة قيلت بحضرتنا وَكَذَا أَخذ عني غير ذَلِك. وكتبت عَنهُ من نظمه أَشْيَاء مِنْهَا عدَّة قصائد فِي نَحْو كراسة سَمعتهَا مِنْهُ بمنى، وَنعم الرجل توددا وبشاشة واستجلابا للخواطر وإكراما للوافدين وصفاء. وَلما أسن وَانْقطع بالفالج وَنَحْوه اسْتَقر ابْنه وَهُوَ أفضل مِنْهُ وأمتن تدبيرا ورأيا فِي الْقَضَاء فَكَانَ كلمة اتِّفَاق وَاسْتمرّ هَذَا فِي تعلله حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة خَامِس الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين وَترك أَوْلَادًا كشقيقين للمشار إِلَيْهِ هما أَحْمد وَمُحَمّد وَغَيرهمَا من ابْنه الْمُحب، وَكنت فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة م الَّتِي قبلهَا زرته فِي بَيته من الْمَدِينَة وأضافني رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الله الشَّمْس أَبُو عبد الله الكفيري العجلوني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. ولد فِي سَابِع عشرَة شَوَّال سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة بالكفير مصغر من عمل دمشق وانتقل إِلَيْهَا فَسمع من ابْن أميلة بعض سنَن أبي دَاوُد وَمن ابْن قواليح صَحِيح مُسلم وَمن الْمُحب الصَّامِت وَيحيى ابْن يُوسُف الرَّحبِي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد واشتغل عِنْد الزُّهْرِيّ وَابْن الشرشي وَابْن الجابي والشهاب الغزى وَلَزِمَه كثيرا وَتخرج بِهِ) حَتَّى صَار عين جماعته واشتهر بِحِفْظ الْفُرُوع من شبيبته وبرع فِي الْفِقْه وَبَقِي أحد الْأَعْيَان وناب فِي الحكم عَن الْعَلَاء بن أبي الْبَقَاء فَمن بعده، وَكَانَ مَعَ علمه عَارِفًا بصنعة الْقَضَاء

أشعري الِاعْتِقَاد سليم الصَّدْر بشوشا حسن الشكالة مليح القمامة كث اللِّحْيَة مهابا متواضعا مَعَ الطّلبَة وَغَيرهم طارحا للتكلف، درس وَأفْتى وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ لنَفسِهِ وَغَيره وصنف التَّلْوِيح إِلَى معرفَة الْجَامِع الصَّحِيح واستمد فِيهِ من الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ والكرماني وَابْن الملقن وَزَاد فِيهِ أَشْيَاء مفيدة وَهُوَ شرح جيد فِي خمس مجلدات وَالْأَحْكَام فِي أَحْكَام الْمُخْتَار وَاخْتَصَرَهُ وَسَماهُ منتخب الْمُخْتَار فِي أَحْكَام الْمُخْتَار وَاخْتصرَ الرَّوْض لِلسُّهَيْلِي وَسَماهُ زهر الرَّوْض ومعين النبيه على معرفَة التَّنْبِيه وَرَأَيْت من قَالَ إِنَّه عمل نكت التَّنْبِيه وَهِي حَسَنَة فِي أَرْبَعَة أَجزَاء فَيحْتَمل أَن يكون غير الْمعِين وَله نظم كثير بالطبع لَا عَن معرفَة بالعروض وَغَيره من أَسبَابه فَمِنْهُ: (خرجت من الدُّنْيَا كَأَنِّي لم أكن ... دخلت غليها قطّ يَوْمًا من الدَّهْر) (تبلغت فِيهَا باليسير وَقد كفى ... وحصلت مِنْهَا مَا عمرت بِهِ قَبْرِي) (يؤنسني مِنْهُ إِذا مَا سكنته ... وَنعم رَفِيق صَاحب لي إِلَى الْحَشْر) (فيا عَامر الدُّنْيَا رويدك فاقتصر ... فَإِن سِهَام الْمَوْت تَأتي وَمَا تَدْرِي) (وَإِيَّاك التَّفْرِيط فالغبن كُله ... لمن منح الدُّنْيَا وَرَاح بِلَا أجر) وَقد حج غير مرّة وجاور بِمَكَّة سنة سبع وَعشْرين وَحدث بهَا وببلده سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: أجَاز لنا نظما وَولي تدريس العزيزية شركَة لغيره والصارمية وعمرها بعد الْفِتْنَة، وَمِمَّنْ تفقه بِهِ الشَّمْس الباعوني الْآتِي قَرِيبا. وَمَات بِدِمَشْق بعد مرض طَوِيل فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَالِث عشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وشيعه خلق. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وإنبائه وَابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَابْن قَاضِي شُهْبَة والمقريزي فِي عقوده وَآخَرُونَ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الْوَاحِد القباني المغربي. فِيمَن جده حسن بن عبد الْوَاحِد. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن نجاد نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله بن الْأَمِير الشهَاب أبي عبد الله بن أبي بكر النابلسي الْمَقْدِسِي، أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَخمسين الْحفاظ الثَّلَاثَة ابْن كثير والعلائي والشهاب أَبُو مَحْمُود والرمثاوي وَأَبُو الْحرم القلانسي وناصر الدّين التّونسِيّ) والبياني وَابْن الخباز وَأَبُو الْعَبَّاس بن الجوخي وَآخَرُونَ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى والآبي فِي سنة خمس عشرَة. وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز لأولادي. وَكَذَا ذكره ابْن فَهد وَآخَرُونَ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى الشَّمْس الطولوني الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن المشد

كتب لي بِخَطِّهِ مَا حَاصله أَنه ولد فِي سنة ثَمَان وَعشْرين قبل مَجِيء صَاحب قبرس بِسنة وَشهر وَحفظ الْعُمْدَة وعرضها على شَيخنَا وَأَجَازَهُ واشتغل فِي صغره على الْعَلامَة فِي فنه شُعَيْب فِي الْأَنْغَام وَعرض على الظَّاهِر حقمق فنزله فِي المولد واعظا ودام سِنِين وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْعلم البلقبني والْعَلَاء والقلقشندي ولازم البامي والبكري وأذنا لَهُ فِي التدريس وَالْفَتْوَى فأولهما فِي سنة سِتِّينَ وَثَانِيهمَا سنة سبعين وَكَذَا أَخذ فِي صغره عَن الْكَمَال السُّيُوطِيّ والشهاب الشارمساحي وَأذن لَهُ فِي إقراءمجموع الكلائي فِي سنة خمسين، وسافر إِلَى الشَّام فاخذ عَن الزين خطاب والبدر ابْن قَاضِي شُهْبَة وَقَالَ أَنه أحضر إِلَيْهِ من تصانيفي الْمسَائِل المعلمات على الْمُهِمَّات واذن لَهُ فِي اصلاح مَا يَنْبَغِي فِيهِ، وَقَرَأَ على الديمي ألفية الحَدِيث وَالْبُخَارِيّ والأذكاروكذا سمع على أم هَانِئ الهورينية وَغَيرهَا كالزكي أبي بكر المناري وقرا الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ على الْكَمَال إِمَام الكاملية بل سَمعه فِي الشيخونية على الْعَلَاء القلقشندي وَشَرحه للعبري مَعَ الْعَضُد وَشرح الشمسية والمتوسط وَالْجَار بردى والمختصر والمطول وأدب الْبَحْث للمسعودي وَغَيرهَا من نَحْو وَصرف وَحِكْمَة وهيئة على مَلأ على نزيل الجامبكية وَقَرَأَ ألفية النَّحْو فِي صغره على الْبَدْر بن العداس الْحَنَفِيّ ثمَّ الشَّمْس إِمَام الشيخونية بل قَرَأَ عَلَيْهِ تصريف الْعزي فِي ثَلَاثَة أَيَّام وعَلى الْعلم الحصني الأندلسية فِي الْعرُوض وايساغوجي وَشرح التَّصَرُّف وَأَجَازَهُ بهَا، وَسمع على الْبَدْر المارداني الْوَسِيلَة وكشف الغوامض لَهُ والياسمينية فِي الْجَبْر والمقابلة وَغَيرهَا من مُقَدمَات وَغَيرهَا فِي الْحساب والفرائض وَأَجَازَهُ بجميعها وَكَذَا قَرَأَ بعض الْمُقدمَات فِي الْمِيقَات على بعض الشُّيُوخ وعَلى أبي الْجُود مَجْمُوع الكلائي وَسمع عليهه الْفَرَائِض والحساب وَكَذَا سمع الْفَرَائِض مَعَ الْفِقْه على الشَّمْس الشنشي بمدرسة الطواشي، وَمن شُيُوخه النَّجْم بن حجي وَغَيره، وتميز فِي الْفَضَائِل وتكسب بِالتِّجَارَة بسوق جَامع طولون وَكَثُرت معارضته للجلال بن الاسيوطي. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى التّونسِيّ القباقبي. فِيمَن جده حسن بن عبد الْوَاحِد.) محمج بن احْمَد بن مُوسَى الكفيري. فِيمَن جده مُوسَى بن عبد الله قَرِيبا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُنِير الشَّمْس الْمَقْدِسِي الصُّوفِي التَّاجِر. مَاتَ فِي سَابِع عشر صفر سنة سِتّ وَتِسْعين بالرملة وَهُوَ قافل من دمشق وَنقل لبيت الْمُقَدّس فَدفن بماملا وَكَانَ مشهده حافلا، وَهُوَ مِمَّن سمع على الْجمال بن جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ القَاضِي سعيد الدّين بن الديري والشريف النسابة والشهاب السكندري الْمقري

وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة وَكَانَ كثير الْعِبَادَة مديحا للْجَمَاعَة بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى الْبَدْر أَبُو عبد الله الرمثاوي الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الشَّافِعِي. اشْتغل كثيرا وَفضل وَنسخ بِخَطِّهِ الْكثير ودرس بالعصرونية والأكرية وَحج وجاور وَمَات فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَقد جَازَ الْأَرْبَعين وَكَانَ منجمعا عَن النَّاس قَلِيل الشَّرّ بل بَعيدا عَنهُ خلافًا لِأَخِيهِ مُوسَى، ذكر سيخنا فِي إنبائه بِاخْتِصَار عَن هَذَا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن نَاصِر بن خَليفَة بن فَرح بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس بن الشهَاب الباعوني الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَاهِيم ويوسف. ولد بِدِمَشْق فِي عشر الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة. وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَعرضه على جمَاعَة وَأخذ الْفِقْه عَن أَبِيه والشهاب والغزي وَالشَّمْس الكفيري واشتغل فِي غَيره أَيْضا وَسمع الحَدِيث على الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ خطاب وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَغَيرهمَا وتعاني النّظم فاكثروا أَتَى فِيهِ بالْحسنِ ونظم السِّيرَة النَّبَوِيَّة للعلاء مغلطاي وَسَماهُ منحة اللبيب فِي سيرة الحبيب يزِيد على ألف بَيت وَعمل تحفة الظرفاء فِي تَارِيخ الْمُلُوك وَالْخُلَفَاء وينابيع الأحزان فِي مُجَلد عمله بعد موت وبد لَهُ وَغير ذَلِك، وَكتب الْكثير من كتب الحَدِيث وَنَحْوه بِخَطِّهِ. وخطب بالجامع الناصري بن منجك الْمَعْرُوف بِمَسْجِد الْقصب، وَكَذَا بِجَامِع دمشق وباشر نظر الأسرى والأسوار وَغَيرهمَا مُدَّة ثمَّ انْفَصل عَنْهَا وَجمع نَفسه على الْعِبَادَة وَحدث بِشَيْء من نظمه وَغير ذَلِك. وَمِمَّنْ كتب عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس المجدلي الْوَاعِظ بل نقل ابْن خطيب الناصرية فِي تَارِيخ من نظمه وَوَصفه بِالْإِمَامِ الْفَاضِل الْعَالم ولقيته بِدِمَشْق، فَكتب عَنهُ من نظمه أَشْيَاء بل قَرَأت عَلَيْهِ بعض مروياته وَكَانَ مجموعا حسنا. مَاتَ فِي رَمَضَان إِحْدَى وَسبعين وَدفن عِنْد وَالِده خلف زَاوِيَة ابْن دَاوُد رَحمَه الله. وَمِمَّا أنشدنيه فِي رثاء ولد لَهُ مضمنا: (أمحمدا إِن كَانَ قد عز اللقا ... وَمَضَت مسرات الْحَيَاة بأسرها) ) (فلأبكينك مَا حييت وَإِن أمت ... فلتبكينك أعظمي فِي قبرها) مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن نَاصِر الدّين بن الْفَقِيه الدمياطي نزيل الْقَاهِرَة يدعى ولي الله. مِمَّن سمع على قرب التسعين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن نجاد الْمَقْدِسِي. فِي أَحْمد بن مُوسَى بن نجاد. مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر موفق الدّين بن الْمُحب الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْحَنْبَلِيّ أَخُو يُوسُف وَهَذَا الْأَكْبَر، نَشأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَأخذ عَن أَبِيه بل سمع مَعَه على الشّرف بن الكويك فِي مُسلم بِقِرَاءَة

شَيخنَا وَكَذَا سمع بعده على ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان بِحَضْرَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ فِي صفر سنة خمس وَأَرْبَعين، وصاهر الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى الْبَغْدَادِيّ على أُخْته، وتعاني التِّجَارَة وَكَانَ حَيا فِي سنة أَربع وَخمسين أَو قريبها ثمَّ مَاتَ باسكندرية. مُحَمَّد بن أَحْمد بن يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي زَكَرِيَّا جلال الدّين أَبُو النجاح ابْن الشهَاب الصَّالِحِي القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي عَمه وَيعرف بجده وَرُبمَا قيل لَهُ ابْن رسْلَان لكَون يُوسُف بن رسْلَان الْآتِي عَم والدته وَأما كَونه صالحيا وَبَاقِي نِسْبَة فقد مضى فِي أَبِيه. ولد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبية وَالْحَاوِي وَجمع الْجَوَامِع، وَعرض على الْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الديري والأقصرائي فِي آخَرين وَحضر دروس الْعَبَّادِيّ والمناوي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي شرح الْبَهْجَة وَكَذَا الْجلَال الْبكْرِيّ وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء وَأخذ فِي الِابْتِدَاء الْفِقْه عَن عبد اللَّطِيف الشارمساحي والفرائض والحساب عَن السَّيِّد على تلميذ ابْن المجدي وَسمع مني قَلِيلا، وتكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء، وسافر على قَضَاء الْمحمل فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَفِي الَّتِي بعْدهَا وَغَيرهمَا بل كَانَ اسْتَقر شَرِيكا لِأَخِيهِ بعد موت أَبِيهِمَا فِي نصف إِمَامَة الْقصر وَفِي غَيرهَا من جهاته، كل ذَلِك مَعَ سُكُون وتواضع وَستر وعقل ودربة وتودد وسماح، وَلذَا اخْتصَّ بِجَمَاعَة زَكَرِيَّا وَصَارَت لَهُ نوبَة وأفرد بالجورة وَعمل النقابة عِنْده وقتا ورسم عَلَيْهِ الْملك مديدة لتوهم أَنه يستأدى التّرْك الحشرية مِمَّن يَمُوت بدرب الْحجاز. مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي يزِيد بن مُحَمَّد الْمُحب أَبُو السعادات بن الشهَاب بن الرُّكْن السرائي بِفَتْح الْمُهْمَلَتَيْنِ وَألف مَدِينَة بِبِلَاد الدست العجمي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ سبط الشَّمْس) الأقصرائي وَالِد الْبَدْر مَحْمُود والأمين يحيى، وَلذَا يعرف بِابْن بنت الأقصرائي وَأَبوهُ بمولانا زَاده. ولد فِي سَابِع عشرى ذِي الْحجَّة سنة تسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كَفَالَة جده لأمه لكَون أَبِيه مَاتَ وَهُوَ صَغِير فحفظ الْقُرْآن وكتبا وتفقه بخاله الْبَدْر الْمشَار إِلَيْهِ وَأخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة وأصولهم ايضا وبالسراج قاري الْهِدَايَة قَرَأَ عَلَيْهِ الْكَنْز بِتَمَامِهِ وبابن الفنري سمع عَلَيْهِ من أول تَلْخِيص الْجَامِع الْكَبِير وأبوابه لمُحَمد بن أَحْمد بن عباد بن ملكداد الخلاطي وَأخذ عَنهُ فِي الْأُصُول قِطْعَة من أَوَائِل الْعَضُد وتوضيح صدر الشَّرِيعَة، وَكَذَا من أَوَائِل فُصُول الْبَدَائِع فِي أصُول الشَّرِيعَة من تأليفه وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة وَالصرْف على أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق المغربي الْمَاضِي قَرَأَ عَلَيْهِ مَوَاضِع من التسهيل بل قَرَأَ عَلَيْهِ

من تصانيفه شرح الخزرجية وَالْبَعْض من شرح الْبردَة وَالْكثير من تَفْسِير هود وسافر مَعَه إِلَى إسكندرية، ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة تسع سِنِين حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَعنهُ أَخذ جلّ الْعُلُوم، وَمِمَّا أَخذ عَنهُ من تصانيفه فِي الحَدِيث شرح مُخْتَصر جده البدرلابن الصّلاح وَشرح أربعي النَّوَوِيّ وَفِي النَّحْو الْجَامِع الصَّغِير وَشرح قَوَاعِد ابْن هِشَام الْكُبْرَى وَفِي الْأُصُول رسَالَته الَّتِي لخص فِيهَا الإعتراضات الْخَمْسَة وَعشْرين الْمَذْكُورَة فِي أَوَاخِر ابْن الْحَاجِب والمنهاج وَشَرحه للْجَار بردى ومختصر ابْن الْحَاجِب وَشَرحه لِابْنِ المطهر الْحلِيّ وَجمع الْجَوَامِع بِتَمَامِهَا وَفِي أصُول الدّين وَشرح الطوالع للأصفهاني وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان شرح التَّلْخِيص وَمَا علمت أَيهمَا وَفِي الْمنطق رسَالَته الصُّغْرَى وتحرير ابْن وَاصل والرسالة الشمسية وَشَرحهَا للقطب الرَّازِيّ وللحلي وَفِي الجدل رسَالَته الصُّغْرَى أَيْضا وَكَذَلِكَ الرسَالَة السمرقندية وَشَرحهَا للفخر البهشتي ولحميد الدّين الشَّاشِي وَفِي تَخْرِيج الْفُرُوع الْفِقْهِيَّة على الْقَوَاعِد الْأُصُولِيَّة التَّمْهِيد للاسنوي وَفِي تَخْرِيج الْفُرُوع الْفِقْهِيَّة على الْقَوَاعِد النحوية الْكَوَاكِب لَهُ أَيْضا، وَكَانَ الشَّيْخ يُحِبهُ ويؤثره لمزيد خدمته وَله وَشدَّة ملازمته، وَأخذ أَيْضا عَن الْبِسَاطِيّ وَطَرِيق الْقَوْم عَن الزين الخوافي وَبحث فِي الهندسة على ابْن المجدي وتلا الْقُرْآن لأبي عمر وعَلى الزين طَاهِر الْمَالِكِي مَعَ كَونه أسن مِنْهُ وَسمع على ابْن ابي الْمجد وَابْن الكويك وتغرى برمش التركماني وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي والكمال بن خير التَّاج بن التّونسِيّ وَآخَرُونَ، ولازال يدأب فِي الْعُلُوم الْمَنْطُوق مِنْهَا وَالْمَفْهُوم حَتَّى تقدم وَأذن لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة فِي إقراء الْعُلُوم الْمَاضِيَة لعلمه بِعُمُوم) الِاحْتِيَاج إِلَيْهِ وَالِانْتِفَاع بِهِ وَكتب لَهُ خطه بالثناء الْبَالِغ وَكَذَا أَن لَهُ ابْن مَرْزُوق فِي إقراء مَا قراه عَلَيْهِ بل وَفِي اقراء مَا اذن لَهُ ابْن جمَاعَة فِي إقرائه والسراج وَقَالَ أَنه اسْتدلَّ بقرَاءَته لما قَرَأَهُ على معرفَة بَاقِي الْكتب الْمَذْكُورَة، وَصَارَ أحد أَعْلَام الْبَلَد ومشاهيرهم وَكتب على الْكَشَّاف حَاشِيَة جمع فِيهَا مَا رَآهُ من حَوَاشِي الطَّيِّبِيّ وَالْجَار بردى والقطب والتفتازاني وأكمل الدّين وإعراب السمين وَغَيره مَعَ التَّوْفِيق بَين مَا ظَاهره الِاخْتِلَاف من كَلَامهم وصل فِيهَا إِلَى آخر سُورَة النِّسَاء وعَلى الْهِدَايَة أَيْضا حَاشِيَة جمعهَا من شُرُوح خَمْسَة النِّهَايَة للسغناقي وَالْكَافِي على الوافي وَشرح الْكَنْز للزيلعي وَشرح القوام الإتقاني وَشرح أكمل الدّين وصل فِيهَا إِلَى ثَلَاثَة أَربَاع الْهِدَايَة وعَلى البديع لِابْنِ الساعاتي قِطْعَة، ودرس التَّفْسِير بالمؤيدية بعد خَاله الْبَدْر وَالْفِقْه والْحَدِيث بالصر غتمشية بعد الشَّمْس التفهني

المتلقي لَهما عَن أَبِيه وَالْفِقْه بِجَامِع المارداني وقف صرغتمش انتزعه لَهُ الْأَشْرَاف من السَّعْدِيّ بن الديري بالجانبكية حِين انْتِقَال خَاله الْأمين للأشرفية وبالايتمشية مَعَ مشيخة الصُّوفِيَّة بهَا إِلَى غَيرهَا من الزظائف وَحج غير مرّة أَولهَا فِي حُدُود سنة خمس عشرَة وجاور وَسمع هُنَاكَ على ابْن الْجَزرِي، وسافر إِلَى إسكندرية ودمشق وحلب وآمد فَمَا دونهَا وغزا مَعَ الْعَسْكَر لفتح قبرس سنة ثَمَان وَعشْرين وزار بَيت الْمُقَدّس، وَحدث وأقرأ الطّلبَة وهرع إِلَيْهِ الْفُضَلَاء للاستفادة وَلَكِن لم يكثروا عَنهُ كخاليه، وَكنت مِمَّن أَخذ عَنهُ أَشْيَاء، وَأم بالأشراف برسباي مُدَّة أَولهَا قريب من سنة ثَلَاثِينَ وَبعده لَكِن بالظاهرية ثمَّ أستعفي مِنْهَا وأكب على الْعِبَادَة والأشغال والتدريس ثمَّ التمس مِنْهُ الْأَشْرَاف أينال فِي أَوَائِل دولته مباشرتها على عَادَته فَأجَاب امتثالا ثمَّ أستعفي أَيْضا وَلزِمَ منزله على عَادَته فِي الإقراء وَالْعِبَادَة إِلَى أَن توجه لِلْحَجِّ سنة تسع وَخمسين فَعرض لَهُ إسهال وَهُوَ بِقرب مَكَّة فبادر حِينَئِذٍ وتجشم الْمَشَقَّة حَتَّى سبق الْحَاج لدخولها بأيام فَطَافَ طواف الْقدوم وسعى وَاسْتمرّ محرما إِلَى أَن مَاتَ فِي عصر يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث أَو رَابِع ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَابه الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة فِي مَقْبرَة بني الضياء وَكَانَت جنَازَته حافلة وتأسف النَّاس على فَقده رَحمَه الله وإيانا، ومحاسنه جمة، وَكَانَ مهابا بهي المنظر كثير التودد رَاغِبًا فِي الِاجْتِمَاع على الذّكر والأوراد والاطعام، وَقد ذكره ابْن خطيب الناصرية فِي تَرْجَمَة وَالِده من تَارِيخه فَقَالَ: وَترك ولدا صَغِيرا من بنت الأقصرائي أَنْجَب بعده وتفقه وَولي إِمَامه الْأَشْرَف وَقدم مَعَه) إِلَى حلب فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَاجْتمعت بِهِ فَوَجَدته إنْسَانا حسنا فَاضلا ذَا شكالة حَسَنَة. مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن أَحْمد الْمُحب بن الشهَاب الأطفيحي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط الزين الْعِرَاقِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وشقيقاه عبد الرَّحِيم وَعبد الْقَادِر. ولد قبل سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَعرض على جمَاعَة وَسمع أَو أحضر على خَاله الْوَلِيّ ابْن الْعِرَاقِيّ وَكَذَا على ابْن الْجَزرِي ختم مُسْند الشَّافِعِي وَشَيخنَا وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَعشْرين باستدعاء الكلوتاتي التَّاج مُحَمَّد والْعَلَاء على ابْنا ابْن بردس والنور ابْن سَلامَة والخطيب أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة والنجم بن حجي وَعبد الرَّحِيم بن حمد بن الْمُحب وَالشَّمْس الكفيري والشهاب بن نَاظر الصاحبة وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحي فِي آخَرين وَحج غير مرّة واشتغل بِالْمُبَاشرَةِ فمهر فِيهَا خُصُوصا فِي أوقاف الْحَرَمَيْنِ وعول عَلَيْهِ الْقُضَاة سِيمَا السفطي وَصَارَ هُوَ المرجوع إِلَيْهِ مَعَ جودة الْخط والظرف

النسبي وَكَثْرَة الْأَدَب والتواضع ولين الْكَلِمَة وَالِاحْتِمَال ومزيد الْكَرم والتودد وَلكنه كَانَ منهمكا فِي لذاته بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك سَببا لانخفاضه وتناقصه شَيْئا فَشَيْئًا وَكَاد أَن يكف بعد أَن كَانَ أَعور إِلَى أَن مَاتَ وَقد زاحم السّبْعين فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر وَلم يخلف بعده فِي براعته مثله، وَمَا أحسن قَوْله عَن القَاضِي زَكَرِيَّا أَنه طبع على الحرمان، وَقد أَخذ عَنهُ بآخرة بعض الطّلبَة وَكتب على الاستدعاءات عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن يعلي السَّيِّد الحسني. شرح الجرومية وَقَالَ أَن مؤلفها صنفها لوَلَده أبي مُحَمَّد وَأَنه قَرَأَهَا على الْوَلَد الْمشَار إِلَيْهِ بفاس، وَأَظنهُ من أهل هَذَا الْقرن فيحرر. مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن حجاج الولوي السفطي بِسُكُون الْفَاء بَين مهملتين نِسْبَة لسفط الْحِنَّاء من الشرقية القاهري الشَّافِعِي. ولد فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَقيل سنة تسعين وَهُوَ أقرب بالصليبة من الْقَاهِرَة، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة وتلا لأبي عَمْرو وَنَافِع على الشّرف يَعْقُوب الجوشني وَالشَّمْس النشوي وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ والبيجوري وَفِي النَّحْو عَن الشَّمْس الشطنوفي وَفتح الدّين الباهي وَغَيرهم فِي ذَلِك كُله ثمَّ لَازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي الْفِقْه) والأصلين والعربية والمنطق والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهمَا مِمَّا كَانَ يقرا عِنْده، وَبحث الْحَاوِي عِنْد الْهمام العجمي شيخ الجمالية بل أَخذ عَنهُ فِي الْكَشَّاف وَغَيره وَعَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي كثير من العقليات وَكَانَ يبر الْعِزّ بِطَعَام الشيخونية أول مَا قدم فانه كَانَ من صوفيتها، وَرَأَيْت شَيخنَا وَصفه بذلك فِي طبقَة سنة أَربع وَعشْرين، وَرُبمَا حضر عَن الْعَلَاء البُخَارِيّ وَمَعَ ذَلِك فَامْتنعَ من إِعْطَائِهِ الشاشات الْوَاصِلَة إِلَيْهِ من الْهِنْد مَعَ سُؤَاله لَهُ فِيهِ وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ وَغَيره بل سمع قبل ذَلِك على الحافظين الهيثمي والتقي الدجوي وَسعد الدّين مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد القمني والحلاوي والشهاب بن الناصح والعز بن جمَاعَة وَبَعض ذَلِك بِقِرَاءَة شَيخنَا، وَحدث بالبخاري عَن الزين الْعِرَاقِيّ سَمَاعا وبالشفا عَن التنوخي سَمَاعا والشرف بن الكويك اجازة وَبِغير ذَلِك، وَخرج لَهُ أَبُو النَّعيم الْمُسْتَمْلِي شَيْئا، وناب فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ وَرُبمَا نَاب عَن بعض الْحَنَفِيَّة لاختصاصه بالصدر بن العجمي وَلم ينب لمن بعد الْجلَال بِالْقَاهِرَةِ بل قَالَ حِينَئِذٍ فِيمَا بَلغنِي وَالله لَا أليه إِلَّا اسْتِقْلَالا، وَحج غير مرّة وجاور. وَسمع بِمَكَّة وَالْمَدينَة جمَاعَة وَعرف بمداخلة الْكِبَار والحرص على الادخار والاستكثار ونال مِنْهُم حظا لقدرته على جلبهم وَأَن تكلفوا فِي ميلهم إِلَيْهِ وحبهم، ولي تدريس التَّفْسِير

بالجمالية فِي سنة سبع وَعشْرين ثمَّ مشيخة التصوف بهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، وَكَانَت لَهُ بِالظَّاهِرِ جقمق قبل سلطنته خُصُوصِيَّة بِحَيْثُ أَنه كَانَ وَهُوَ أَمِير آخور يَجِيئهُ إِلَى بَيته وَيَأْكُل عِنْده فَلَمَّا تسلطن لَازمه جدا وَانْقطع إِلَيْهِ فولاه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وكَالَة بَيت المَال ثمَّ فِي الَّتِي تَلِيهَا نظر الْكسْوَة وَحِينَئِذٍ هرع النَّاس إِلَيْهِ للتوسل بِهِ عِنْده وَدخل فِي قضايا فانهاها حَتَّى أَنه كَانَ يصمم على الْمَنْع ثمَّ يسهله بسفارته ويلتزم الْفِعْل ثمَّ ينْقضه بِشَفَاعَتِهِ، وَصَارَ لَهُ عِنْد من دونه الْكَلِمَة النافذة والشفاعة المقبولة فتزايدات ضخامته وَارْتَفَعت مكانته وانثالت عَلَيْهِ الدِّينَا بِسَبَب ذَلِك من كل جَانب من الْقُضَاة والمباشرين وَالتّرْك فضلا عَمَّن دونهم فأثرى جدا وَكَثُرت أَمْوَاله خُصُوصا وَهُوَ غير متبسط فِي معيشته وَلَا سمح الْبَذْل بِالَّذِي فِي حوزته لجماعته ورعيته فضلا عَمَّن لَيْسَ من أهل مودته وَقصد بالانتماء لولائه والحلول بساحته وفنائه حَتَّى أَن الْمُحب بن الشّحْنَة الْحَنَفِيّ رَئِيس مَمْلَكَته صاهره على ابْنَته وَقَررهُ السُّلْطَان أَيْضا فِي نظر البيمارستان المنصوري فِي ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين فازداد وجاهة وَعزا اجْتهد فِي عِمَارَته وَعمارَة أوقافه والحث على تنمية) مستأجراته وَسَائِر جهاته حَتَّى الاحكار وَمَا ينْسب إِلَيْهِ من الْآثَار مَعَ التَّضْيِيق على مباشريه والتحري فِي الْمَرِيض الْمنزل فِيهِ بِحَيْثُ زَاد على الْحَد وَقل من المرضى فِيهِ الْعد وتحامى النَّاس الْمَجِيء إِلَيْهِ بِأَنْفسِهِم أَو بمرضاهم فَصَارَ لذَلِك مكنوسا ممسوحا وَمنع النَّاس من الْمَشْي فِيهِ إِلَّا حُفَاة وَحجر فِي كل مَا أَشرت إِلَيْهِ غَايَة التحجير فَاجْتمع فِي الْوَقْف بِسَبَب هَذَا كُله من الْأَمْوَال مايفوق الْوَصْف وَكَذَا اجْتهد فِي عمَارَة الجمالية وأوقافها وتحسين خبزها وَالزِّيَادَة فِي معاليم صوفيتها ومستأجراتها لَكِن مَعَ التحجير عَلَيْهِم فِي الْحُضُور وقفل الْبَاب بِحَيْثُ أَن من تخلف لَا يُمكن الْفَتْح لَهُ، ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ حَيْثُ وليه مَعَ النّظر بعد القاياتي، بل اسْتَقر فِي الْقَضَاء الْأَكْبَر بعد الْعلم البُلْقِينِيّ وباشره بحرمه مهابة وصولة زَائِدَة وشدد فِي أَمر النواب وابتكر جمَاعَة من الْفُضَلَاء مِمَّن كَانَ شَيخنَا ينزه الْكثير مِنْهُم عَن استنابته واجتهد فِي ضبط الْمُودع الْحكمِي وَعمارَة أوقاف الْحَرَمَيْنِ وَالصَّدقَات وَنَحْوهَا وتنمية دلّت بِزِيَادَة المستأجرات والمسقفات والاحتكار على عَادَته المشروحة وتحري بِالصرْفِ من يعرف اسْتِحْقَاقه وارتدع بِهِ المباشرون والجباة وَنَحْوهم، كل ذَلِك بالعنف والشدة والبطش الْمخْرج عَن حيّز الِاعْتِدَال والملجئ إِلَى التَّصْرِيح بِمَا ل لَا يُنَاسب منصبه حَتَّى فِي الطرقات وَالرُّكُوب بِدُونِ شعار الْقُضَاة إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أنزه قلمي عَن إثْبَاته هُنَا مَخَافَة الْكَبِير

وَالصَّغِير والشريف والحقير وَلم يسْتَطع أحد مُرَاجعَته وتعدى حَتَّى تعرض لولد شَيخنَا بالترسيم وَغَيره قصدا لابعاده عَن المنصب لينفرد بِهِ بعد أَن كَانَ من أعظم المنكرين لصنيع القاياتي فِيهِ وَعمل شَيخنَا حِينَئِذٍ جُزْءا سَمَّاهُ ردع المجرم، وانتزع مِنْهُ تدريس الصالحية ونظرها إِلَى أَن حاق فِيهِ السم الْقَاتِل وذاق مرَارَة حَنْظَلَة فِي الْمقَاتل فَكَانَ أول مبادئ انحطاط قدره وارتباط المحن بِجَانِب قدره فِي أول بيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَاسْتمرّ حَتَّى عزل شَيخنَا عَن الْقَضَاء وبالشرف الْمَنَاوِيّ عَن تدريس الصلاحية ونظرها وبأبي الْخَيْر النّحاس غَرِيمه عَن البيمارستان وبالواوي الاسيوطي عَن الجمالية وَوضع السُّلْطَان يَده على أَكثر مَا نماه من متحصل المرستان وَغَيره بل وَأدْخلهُ المقشرة، وَآل أمره إِلَى أَن اختفى فَلم يظْهر إِلَّا بعد نكبه النّحاس وَمضى ثَمَانِيَة أشهر وأياما فِي الاختفاء، سمعته يَقُول إِنَّه أُتِي على متونه الَّتِي كَانَ أنسيبا حفظا وطلع حِينَئِذٍ إِلَى السُّلْطَان مرّة بعد أُخْرَى وأكرمه وَأعَاد لَهُ فِي الْمرة الثَّانِيَة وَذَلِكَ فِي ثَالِث شَوَّال سنة أَربع وَخمسين) الجمالية وباشر حُضُورهَا على الْعَادة مَاشِيا فِي الْأَغْلَب من درب الأتراك إِلَيْهَا قَاصِدا تواضعه بذلك ويصعد إِلَى السُّلْطَان فِي كلك شهر للتهنئة كآحاد النَّاس، وَلم يلبث أَن مرض فِي آخر يَوْم الِاثْنَيْنِ، وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء مستهل ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ الْمَنَاوِيّ فِي الْأَزْهَر وَدفن بتربة أَقَاربه الاسيوطيين فِي نَاحيَة بَاب الْوَزير رَحمَه الله عَفا عَنهُ وأيانا وَأَرْجُو لَهُ الِانْتِفَاع بِمَا حل بِهِ من المحن والرزايا سِيمَا وَقد نَدم على صَنِيعه مَعَ شَيخنَا وتوسل إِلَيْهِ بكشف رَأسه وَنَحْوه وعزم على الْأَسْبَاب المخففة عَنهُ مَعَ كَونه كَانَ مديما للتلاوة حَرِيصًا على المداومة على التَّعَبُّد وَالصِّيَام والتجهد رَاغِبًا فِي إحْيَاء ليَالِي رَمَضَان بِجَامِع الْأَزْهَر بِرَكْعَتَيْنِ يقْرَأ فيهمَا كل الْقُرْآن فِي كل لَيْلَة مَعَ التضرع إِلَى الله وَكَثْرَة الْبكاء وَالتَّعَفُّف عَن كثير من الْمُنْكَرَات محبا فِي إغاثة الملهوف والميل لمساعدة الْفُقَهَاء والطلبة وبجاهه بِحَيْثُ جرت على يَده مبرات مِنْهَا تجهيز خمس من العميان فِي كل سنة لقَضَاء فَرِيضَة الْحَج بِمِائَة دِينَار، كل ذَلِك مَعَ الفصاحة فِي الْكَلَام وجهورية الصَّوْت وطلاقة الْعبارَة وَقُوَّة الحافظة وبقصد الِانْتِفَاع بجاهه تزاحم الْفُضَلَاء فِي حُضُور درسه ببيته وَغَيره وَقَرَأَ عِنْده فِي الْكَشَّاف وَنَحْوه وقرأت عَلَيْهِ لَا بِهَذَا الْقَصْد جُزْءا من الغيلا نَبَات وسر بذلك وَكَذَا حدث بالكثير مِمَّا كَانَ الْقَارئ عِنْده فِي أَكْثَره الْجلَال بن الْأَمَانَة وَلذَلِك قَرَّرَهُ فِي الْقِرَاءَة بالقلعة بعد عزل البقاعي وقدحه بِكَلِمَات حَسْبَمَا شرحته فِي مَكَان آخر وَاقْتضى ذَلِك مُبَالغَة البقاعي وتعديه لما أَكْثَره مختلق بل وَلَو كَانَ صَحِيحا كَانَ الزَّائِد على الْقدر الْحَاجة مِنْهُ غير جَائِز وَصرح

بتكذيبه قَالَ: وَكَانَ الله دَابَّة سوء وَقد كَانَ الْجلَال الوجيزي ينشد فِيهِ نظما أَوله: (لحاك الله يَا سفطي فكم تجني ... وَكم تخطي وَكم تمنع وَمَا تُعْطِي) وَقد أطلت تَرْجَمته فِي ذيل الْقُضَاة وَفِي المعجم والوفيات وَغير ذَلِك من تعاليقي. مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الْمجِيد الْبَدْر الْمحلي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي إِمَام مَسْجِد قراقجا الْحسنى. اشْتغل وقتا فِي الْفِقْه والعربية وَنَحْوهمَا وشارك فِي الْجُمْلَة فلازم التقي الشمني فَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْمسند وَغَيره رِوَايَة وَكَذَا سمع على الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ وَعبد الْكَافِي بن الذَّهَبِيّ وَطَائِفَة بِقِرَاءَتِي، وَكَانَ مَعَ مشاركته فِيهِ ديائة وَخير. مَاتَ شَابًّا بعد السِّتين رَحمَه الله وإيانا.) مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد أوحد الدّين بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس الْمحلي الْأَصْلِيّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَولده الْجلَال عبد الرَّحْمَن وَيعرف بِابْن السيرجي. ولد فِي عَاشر شعْبَان سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَأخذ عَن أيه وَغَيره وجود الْخط وتميز فِي الْفَرَائِض والحساب وبرع فِي التوقيع وتكسب بذلك وراج أمره فِيهِ وناب فِي الْقَضَاء عَن الْمَنَاوِيّ فَمن بعده وَامْتنع من قبُوله عَن الأسيوطي وَكَانَ قد اسْتَقر فِي التصدير الَّذِي قَرَّرَهُ فَيْرُوز الناصري بِجَامِع الْأَزْهَر برغبة وَالِده لَهُ عَنهُ وَعمل فِيهِ إجلاسا بِحَضْرَة شَيخنَا وَغَيره من الْأَعْيَان وَكَذَا رغب لَهُ أَبوهُ عَن تدريس الطوغانية وَاسْتقر فِي الخطابة بالمنجكية عوضا عَن الشهَاب بن صَالح وَفِي الشَّهَادَة بالكسوة برغبة الشّرف بن الْعَطَّار وبالبرقوقية وَغَيرهَا وخطب أَيْضا بالصالحية، وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت مقداما. مَاتَ فَجْأَة فِي سادس عشر ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسبعين وَهُوَ بالبرقوقية فَحمل لبيته وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بتربة أَبِيه بِالْبَابِ الْجَدِيد عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن معالي بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو الْفَتْح بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن أبي المحاسن الْقرشِي المَخْزُومِي الزعيفريني الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي ثمَّ الْقَاهِرَة الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَابْنه أَحْمد وَيعرف كسلفه بالزعيفريني. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي والمنهاج الفرعيين وألفية النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَغَيرهمَا من الْفُنُون عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَفِي الْفِقْه عَن الْجلَال الْمحلي فِي آخر مِمَّن قبلهمَا وَنَحْوهم وَطلب الحَدِيث وقتا وَقَرَأَ كل من الزين الزَّرْكَشِيّ بن الْعِزّ بن الْفُرَات، وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ مُسْند أبي حنيفَة ورافقه الزين قَاسم الْحَنَفِيّ

وصاحبنا السنباطي فِي سَمَاعه وَشرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وسَمعه مَعَه أبنه أَحْمد وَكَذَا قَرَأَ على شَيخنَا وَحضر أَمَالِيهِ، وجود الْخط على ابْن الصَّائِغ بِحَيْثُ أذن لَهُ فِي التكتيب، وَحج مرَارًا وجاور فِي بَعْضهَا سمع على الشّرف أبي الفتخ المراغي والتقي بن فَهد بل أسمع ابْنه عَلَيْهِ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين، وَقَرَأَ الْقرَاءَات على الزين بن عَيَّاش وزار بَيت الْمُقَدّس وَقَرَأَ الحَدِيث هُنَاكَ على التقي أبي بكر القلقشندي وَالْجمال بن جمَاعَة ورافقه فِي سَماع أَكْثَره ابْن الْجمال يُوسُف الصفي وباشر التوقيع عِنْد ناظره، ثمَّ نَاب بأخره عَن الشّرف الْمَنَاوِيّ فِي الْقَضَاء وصاهر الْبَدْر حسن البرديني على ابْنَته واستولدها) أَوْلَادًا مِنْهُم أَحْمد وبواسطة ذَلِك كَانَ هُوَ الْقَائِم فِي المدافعة عَن زَوجته حَيْثُ تردد الْأَئِمَّة فهم كَلَام الْوَاقِف فَكَانَ شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والعبادي والكافياجي فِي جَانب والمحلي بمفرده فِي جَانبهَا وعقدت بِسَبَب ذَلِك مجَالِس بَين يَدي السُّلْطَان وَعند كَاتب السِّرّ بالصالحية وَبَين يَدي شَيخنَا فِي المنكوتمرية وَكنت حِينَئِذٍ فِي خدمته وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَأَلَ الْخصم وَهُوَ شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عبد الله البرديني شَيخنَا فِي الحكم بِمَا أفتى بِهِ مِمَّا وَافقه عَلَيْهِ الْجُمْهُور فَسكت ثمَّ قَالَ قد نوزعت فِي فهمي يُشِير إِلَى مُخَالفَة الْمحلي، وَبَلغنِي أَن الْمحلى قَالَ إِذا ذَاك عَن شَيخنَا انه منصف وَلم يلبث أَن وَافق الْمحلي السعد بن الديري بل ظفروا بفتوى للسراج البُلْقِينِيّ وَولده وَابْن خلدون الْمَالِكِي بموافقته فَرجع شَيخنَا وغالب الْمُفْتِينَ إِلَيْهِ، وَكَانَ خيرا فَاضلا حسن الْقِرَاءَة والشكالة وَرُبمَا نظم. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر بيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَدفن بتربة جوشن بِقَبْر وَالِده رحمهمَا الله وإيانا. مُحَمَّد الْمُحب أَبُو بكر أَخُو الَّذِي قبله. ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن صَلَاح الْمَنَاوِيّ وَسمع مَعَ أَخِيه بِمَكَّة على التقي بن فَهد فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين، وتعاني التجليد فِي بَيته وتكسب بِالشَّهَادَةِ واسترفقه أَبُو الطّيب الأسيوطي فَصَارَ بذلك وجيها. وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين بعد رَفِيقَة بِقَلِيل وَأَظنهُ جَازَ السِّتين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف الْبَدْر القاهري الشَّافِعِي التَّاجِر بسوق أَمِير الجيوش وَيعرف بِابْن يُوسُف. مِمَّن اشْتغل وتميز وَسمع الحَدِيث قَلِيلا وَمِمَّا سَمعه حتم البُخَارِيّ عِنْد أم هَانِئ الهورينية وفقتها، وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا حسن البزة. مَاتَ شَابًّا قبل السّبْعين ظنا

مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف الشَّمْس القاهري الشَّافِعِي سبط نور الدّين البسطي وَإِمَام سَيِّدي مَسْعُود بِالْقربِ من بَين السورين. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ الْقُرْآن وجوده بل تلاه لأبي عَمْرو وَنَافِع على بعض الْقُرَّاء وَقَرَأَ شرح الشاطبية وَغَيره على زوج خَالَته الْبَدْر حسن الطنتدائي الضَّرِير وَحضر دروس الشّرف الْمَنَاوِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره بل قَرَأَ على الزين عبد اللَّطِيف الشارمساحي ولازمه وَكَذَا حضر دروس الوروري وَأبي الْقسم النويري والبوتيجي وَمِمَّا اخذه عَنهُ الْفَرَائِض، وَفهم الْفِقْه والعربية وَحفظ الْمِنْهَاج) وألفية النَّحْو وَسمع الحَدِيث على الشريف النسابة ولازمه وقتا بل لازمني حَتَّى قَرَأَ على كلا من البُخَارِيّ وَمُسلم والشفا وناب عني فِي الأشرفية وَفِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة وَكَذَا قَرَأَ البُخَارِيّ للعامة احتسابا فِي مَحل إِمَامَته وباشر سقى ى المَاء فِي وقف الشيخي بِذَاكَ الْخط مَعَ الْقيام بمسجده أَيْضا وَنعم الرجل مداومة على التِّلَاوَة والزيارة لقبر أمه بعد مَوتهَا فِي كل يَوْم صباحا بِحَيْثُ خرج عَلَيْهِ بعض اللُّصُوص فِي توجهه إِلَيْهَا وضربه حَتَّى كَاد يَمُوت وتعلل لذَلِك مُدَّة وتقنعا وعفة وانعزالا عَن النَّاس وَرُبمَا ارتفق بِهِ الطلخاوي وَغَيره فِي الشَّهَادَة احتسابا ولكثير من النَّاس فِيهِ اعتقادا وَكَانَ زَائِد الِاغْتِبَاط بِي. مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين وَدفن مَعَ أمه بِالْقربِ من القلندرية رَحمَه الله وإيانا. وَله نظم فَمِنْهُ: (مَا مُوجب الهجر لم أعرف لَهُ سَببا ... باشرت من عظم أشواقي بكم تلفى) (إِن تدعوا سَببا للهجر أنكرهُ ... فبينوه وَألا فارتضوا حلفى) مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف الشَّمْس الغمري بِالْمُعْجَمَةِ وَالِد أبي البركات دَاوُد التقي بن نصر الله. صحب الشهَاب الزَّاهِد واشتغل يَسِيرا وتنزل فِي الجمالية عِنْد شَيخنَا أول مَا فتحت. قَالَه لي الْجلَال القمصي وَكَانَ رَفِيقه وَسَيَأْتِي الشَّمْس مُحَمَّد ابْن عمر الغمري الْوَالِي الشهير فَرُبمَا الْتبس بِهِ. مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف الْبَزَّاز بقيسارية الطرحي وَشريك صهري وَيعرف بِأبي إِبْرَاهِيم. حج وَكَانَ أصلح حَالا من كثيرين. مَاتَ قبيل السّبْعين. مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف الْمعلم شقير الفيشي الْخياط. ولد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وَتقدم فِي صناعته بِحَيْثُ يقترح على الخياطين فنونا مَعَ محبَّة فِي الْعلم وَأَهله. مَاتَ فِي أخريات سنة سِتّ وَعشْرين. ذكره المقريزي فِي عقوده وَأورد عَنهُ دُعَاء أملاه عَلَيْهِ عرف بركته وروى عَنهُ غير ذَلِك وأرخ بعض مَا كتبه عَنهُ بِسنة ثَلَاث عشرَة بِدِمَشْق. مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُونُس الْجمال الْمَكِّيّ وَيعرف بالكركي. كَانَ عَاقِلا خيرا ذَا مُرُوءَة وصيانة وأخلاق حَسَنَة. قَالَ الفاسي فِي تَارِيخه، وَقَالَ كتبت عَنهُ بِمَكَّة

دُعَاء ذكر لي أَنه ينقع من الْأَعْدَاء على مَا بلغه من شيخ الْيمن علما وَعَملا وَأحمد بن العجيل يُقَال ثَلَاثًا عِنْد الصَّباح وَعند الْمسَاء وَهُوَ: اللَّهُمَّ يَا مخلص الْمَوْلُود من ضيق مَخَاض أمه وَيَا معافي الملدوغ من شدَّة حمه وسمه وَيَا قَادِرًا على كل شئ بِعِلْمِهِ أسئلك بِمُحَمد وأسمه أَن تكفيني) كل ظَالِم بظلمه. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من شَوَّال سنة تسع بِالْقَاهِرَةِ وَقد بلغ الْخمسين أَو قاربها. مُحَمَّد بن أَحْمد بن الشَّيْخ الْبَهَاء الأنصاي الأخميمي. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه هَكَذَا مُجَردا وَهُوَ جد قَاضِي الْحَنَفِيَّة الْآن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد وَحِينَئِذٍ فجده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن الْبَهَاء. مُحَمَّد بن أَحْمد بن كَمَال الدّين. مضى فِيمَن جده كَمَال. مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْبَدْر بن الشهَاب البنهاوي القاهري الشَّافِعِي أَخُو نَاصِر الدّين بن أصيل لأمه وصهر ابْن الْهمام على ابْنَته الْكُبْرَى حج مَعَه وجاور وَكَانَ مفرط السّمن جدا بَعيدا عَن الْفَهم وكل فَضِيلَة وَمَا اكْتسب من صهره حَبَّة. مَاتَ بعد السِّتين ظنا. مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَدْر بن جنَّة. فِيمَن جده على. مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَهَاء الْمحلي الفرضى الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْوَاعِظ لكَون أَبِيه كَانَ واعظا. شيخ فَاضل قَرَأَ الْفَرَائِض على أبي الْجُود وتميز فِيهَا وَكَذَا اشْتغل فِي الْفِقْه وَصَارَ يستحضر من مناظيم ابْن الْعِمَاد وَأَشْيَاء وَكَانَ خيرا. وَلذَا اسْتَقر بِهِ القاياتي فِي التَّكَلُّم على أوقاف الْمحلة فَلم يزل بِهِ كل من ولديه والولوي البُلْقِينِيّ حَتَّى صرفه بأوحد الدّين بن العجيمي جَريا على عَادَته وشق ذَلِك على الْبَهَاء بِحَيْثُ ألزم نَفسه بِعَدَمِ دُخُول الْقَاهِرَة مَا دَامَ القاياتي قَاضِيا فَلم يلبث إِلَّا نَحْو شَهْرَيْن وَمَات وانحلت يَمِينه وتكرر دُخُوله للقاهرة وقصدني مرّة بالسؤال عَن بعض الْأَحَادِيث فأجبته وَرَأى بعد صرفه مناما أثْبته فِي تَرْجَمَة القاياتي. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين بالمحلة وَأَظنهُ قَارب السّبْعين. مُحَمَّد بن أَحْمد التَّاج الْأنْصَارِيّ. مضى فِيمَن جده عَليّ. مُحَمَّد بن أَحْمد التَّاج القاهري وَيعرف بِابْن المكللة وبابن جمَاعَة. ولي الْحِسْبَة فَلم تطل مدَّته بل عزل. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة تسع وَعشْرين. مُحَمَّد بن أَحْمد التقي بن الشهَاب الْقزْوِينِي، مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر صفر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَدفن من الْغَد بمقبرة الصُّوفِيَّة. مُحَمَّد بن أَحْمد الْجمال أَبَا حميش بِفَتْح الْمُهْملَة ثمَّ مِيم مَكْسُورَة وَآخره مُعْجَمه الغيلي بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَسُكُون التحتانة نِسْبَة لغيل أَبَا وَزِير بِالْقربِ من الشحر بِكَسْر الْمُعْجَمَة ثمَّ) مُهْملَة سَاكِنة وَآخره مُهْملَة الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي، تفقه

بِأبي الْحسن على بن عمر أباعفيف الهجراني، وجد واجتهد حَتَّى مهر وتميز فِي الْفِقْه وَغَيره، وَولي قَضَاء عدن مرَارًا كل مرّة يعْزل نَفسه ثمَّ يتوسلون إِلَيْهِ حَتَّى يعود وانتصب بهَا للتدريس والإفتاء مُدَّة طَوِيلَة، وَتخرج بِهِ خلق وَحصل كتبا نفيسة بِخَطِّهِ وَغَيره، وَكَانَ إِمَامًا عَالما كَبِيرا صَابِرًا على ابتلائه. مَاتَ فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أَحْمد الْجمال أَبَا حنان الْحَضْرَمِيّ الْكِنْدِيّ التَّاجِر بثغر عدن. كَانَ كثير الْأَمْوَال جدا متسع الْأَحْوَال وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ غَايَة فِي التَّوَاضُع والتقلل وخشونة الملبس بِحَيْثُ كَانَ خدمه يلبسُونَ الثِّيَاب الفاخرة وَهُوَ لَا يلبس إِلَّا الْبيَاض من الْقطن وَلم يحبس غريما قطّ وَلَا رَفعه لحَاكم، ومحاسنه كَثِيرَة، وَمِمَّا يدل بعظيم أَمْوَاله أَنهم حسبوا مَا كَانَ لَهُ فِي جِهَة الْحَبَشَة خَاصَّة من القماس فَكَانَ عبارَة عَن مِائَتي ألف دِينَار وَثَلَاثِينَ ألف دِينَار. مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين وَسَيَأْتِي لَهُ ذكر فِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن. مُحَمَّد بن أَحْمد الْجمال البربهي البعداني الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. كَانَ من عقلاء الرِّجَال حفظ الْبَهْجَة وتفقه وخطب بِجَامِع إبمدة ثمَّ اتَّصل بِصُحْبَة عَليّ بن طَاهِر وبتدبيره توصل لحصن حب حَتَّى ملكه وارتفع بذلك كُله وولاه بعد أَن فتصرف بهَا ثمَّ شكى فَعَزله وولاه نظر الْوَقْف بزبيد فَلم ينجع فولاه النّظر فِي ثغر عدن وَلَا زَالَ يتنقل فِي الخدم حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد الْجمال البهنسي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. اشْتغل بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْمِنْهَاج واتصل بالبرهان بن جمَاعَة فَلَمَّا ولي قَضَاء الشَّام استنابه وَاعْتمد عَلَيْهِ فِي أُمُور كَثِيرَة، وَكَانَ حسن الْمُبَاشرَة مواظبا عَلَيْهَا وَعِنْده ظرف ونوادر وَكَانَ مقلا مَعَ الْعِفَّة وَلما وَقعت الكائنة الْعُظْمَى بِدِمَشْق فر إِلَى الْقَاهِرَة فاستنابه الْجلَال البُلْقِينِيّ. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. مُحَمَّد بن أَحْمد الْجمال الزبيدِيّ الْمُؤَذّن القمقام. ذكره التقى بن فَهد فِي مُعْجَمه هَكَذَا. مُحَمَّد بن أَحْمد الْجمال الكيلاني الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ نَائِب الإِمَام بالْمقَام الْحَنْبَلِيّ ووالد عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي. إِنْسَان خير سَاكن قدم الْقَاهِرَة وَسمع مني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ يَسِيرا وسافر فِي أثْنَاء سنة أَربع وَتِسْعين إِلَى الْهِنْد للاسترزاق وكتبت مَعَه مَا أَرْجُو انتفاعه بِهِ وَعَاد) مجبورا بعد أَن كَانَ سَافر إِلَيْهَا قبل ذَلِك ثمَّ دخل أَيْضا الْقَاهِرَة ودمشق. مُحَمَّد بن أَحْمد حَافظ الدّين الْأَذْرَعِيّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ. مِمَّن نَاب فِي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق وتميز، وَمَات بحلب سنة إِحْدَى وَتِسْعين كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعَة: (حَبِيبِي الظريف دق خصرا ... فهمت بِهِ وبالخصر اللَّطِيف)

(وَقلت للأئمى فِي ذَا وَهَذَا ... نعم أَهْوى اللَّطِيف والظريف) مُحَمَّد بن أَحْمد حميد الدّين النعماني الفرعاني فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن ثَابت. مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس بن الرددار الْحلَبِي. لَهُ نظم فِي تَرْجَمَة يحيى بن أَحْمد بن عمر بن الْعَطَّار، وَينظر إِن كَانَ سبق فِيمَن سمى جده. مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس العزازي الأَصْل الْحلَبِي وَيعرف بِابْن سفليس. قَرَأَ الْقُرْآن واستغل بِالْعلمِ وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ ورحل وَحصل بِحَيْثُ اشْتهر بِهِ فِي حلب مَعَ الْمُشَاركَة فِي غَيره وَكَونه خيرا دينا بتكسب بالمتجر حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس تَاسِع عشر ربيع الآخر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَقد لقِيه البقاعي هُنَاكَ وَكتب عَنهُ قَوْله قَالَ حسان بن ثَابت يرثي إِبْرَاهِيم بن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَضِي الله عَنهُ مُخَاطبا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذلك (مضى ابْنك مَحْمُود العواقب لم يشب ... بِعَيْب وَلم يذمم بقول وَلَا فعل) (رأى أَنه عَاشَ وساواك فِي الْعلَا ... فآثر ان تبقى فريدا بِلَا مثل) مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس بن القَاضِي الشهَاب الدفري القاهري الماض. مضى فِيمَن جده عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر. مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس الحريري العقاد بالوراقين والمجدد للجامع الْمَعْرُوف بِابْن مَدين بِالْقربِ من الجنينة وَكَانَ يلقب بالحنبلي. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن أَحْمد الشريف الشَّمْس الْحُسَيْنِي القبيباتي الدِّمَشْقِي وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي ونزيل الْقَاهِرَة. كَانَ من أَعْيَان التُّجَّار وَمِمَّنْ صَار بِالْقَاهِرَةِ مرجعا للشاميين وكهفا لَهُم مَعَ خير ووضاءة وتلاوة لِلْقُرْآنِ ورغبة فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وتودد، ابتنى خَانا بِالْقربِ من الخيميين بِجَامِع الْأَزْهَر، وَمَات قبل إكماله فِي خَامِس عشرَة ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ وأذهب ابْنه مَا خَلفه لَهُ فِيمَا يحصل مِنْهُ على طائل رَحمَه الله.) مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس الزعيفريني. فِيمَن جده يُوسُف بن مُحَمَّد بن معالي. مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس السعودي الْحَنَفِيّ. فِيمَن جده عمر. مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس القباني وَيعرف بِابْن بهاء وَالِد عَليّ ذَاك الْمُدبر حفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل قَلِيلا وَكَانَ بديع الْجمال مِمَّن يَصْحَبهُ الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَالْوَالِد على الاسْتقَامَة ثمَّ أقبل على التكسب بِالْوَزْنِ بالقبان فِي بَاب الْفتُوح وبالتجارة والمعاملة، وسافر غير مرّة لمَكَّة وجاور وَتزَوج أم الشهَاب بن خيطه أُخْت عبد الْغَنِيّ القليوبي وأثرى مَعَ مداومته للْجَمَاعَة والتلاوة ورغبته فِي الصَّدَقَة وَالْبر ومحبة الصَّالِحين. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَانِينَ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس الْمَدِينِيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الموله. مضى فِيمَن جده عُثْمَان بن خَالِد.

مُحَمَّد بن أَحْمد فتح الدّين النعاس بمهملتين وَنون الْمَالِكِي أحد موقعي الحكم. كن حسن الْخط عَارِفًا بالوثائق ولي الخطابة بالباسطية وانتمى لأبي الْفَتْح بن وَفَاء. مَاتَ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَتقدم شَيْخه للصَّلَاة عَلَيْهِ بِإِشَارَة الزيني عبد الباسط مَعَ حَضْرَة الْحَنْبَلِيّ وَغَيره من الْأَعْيَان. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن أَحْمد قطب الدّين أَبُو عبد الله بن التَّاج البحايلي. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ بِمصْر وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع عَمْرو وَكَانَ مُعْتَقدًا فِي الْعَامَّة. أرخه الْمُنِير. مُحَمَّد بن أَحْمد قطب الدّين بن الرُّكْن السَّمرقَنْدِي رَفِيق نعْمَة الله الْآتِي. مُحَمَّد بن أَحْمد الْمُحب الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْكَاتِب وَيعرف بِابْن الْمَجْرُوح، كتب على ابْن الشَّمْس الْحلَبِي وتميز فِي الْكِتَابَة وتصدى للتكتيب فِي المجاهدية وَغَيرهَا وَكَانَ مِمَّن كتب عَنهُ أَبُو الْفضل بن الإِمَام قَالَ وَكَانَ عشيرا حسن الشكالة وَالْبزَّة مَاجِنًا. مَاتَ فِي سنة بضع وَسِتِّينَ وَقد جَازَ الْخمسين. مُحَمَّد بن أَحْمد محيى الدّين الرُّومِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بَين أهل بِلَاده بفلبوي. شَاب قدم الْقَاهِرَة فِي الْبَحْر من مَكَّة فَأَقَامَ وَقَرَأَ على بعض الْمَشَارِق للصغاني وَسمع مني المسلسل بِشَرْطِهِ وَله فَضِيلَة وكتبت لَهُ إجَازَة وَكَانَ عزمه الْإِقَامَة والملازمة فَلم يجد مَا ستعين بِهِ لذَلِك فَرجع إِلَى الشَّام. مُحَمَّد بن أَحْمد نَاصِر الدّين بن الشهَاب الخطاي المهمندار سبط أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على) الله. مَاتَ فِي صفر سنة رثلاث وَخمسين بالطاعون. مُحَمَّد بن أَحْمد نَاصِر الدّين الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن المعشوق. ولد فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بحماه وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ على قاضيها الْعَلَاء ابْن القضامي مجمع الْبَحْرين وألفية بن ملك وَحضر مجْلِس الشَّمْس الهيتي وَكَانَ يقْرَأ الصَّحِيحَيْنِ قِرَاءَة حَسَنَة ويديم التِّلَاوَة مَعَ التكسب بِالتِّجَارَة بل كَانَ فِي أول أمره خيميا ثمَّ ترك أثنى عَلَيْهِ بلدية صاحبنا الْجمال بن السَّابِق فَقَالَ: كَانَ خيرا دينا لَا أعلم فِيهِ عَيْبا تلقنت مِنْهُ قِطْعَة كَبِيرَة من الْمجمع. وَمَات بحماة فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَخمسين. وَقد لَقِي شَيخنَا بحماة فِي سنة آمد شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن المعشوق وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي البُخَارِيّ وَكَأَنَّهُ ابْن لهَذَا وَيحْتَمل أَن يكون هُوَ وَوَقع التَّغْيِير فِي لقبه مَعَ إِسْقَاط اسْم أَبِيه وَلَكِن الأول أشبه. مُحَمَّد بن أَحْمد نَاصِر الدّين الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالسخاوي وَهُوَ غير الْمَاضِي فِيمَن جده على. حفظ الْقُرْآن وكتبا وعرضها فِي عشر السّبْعين على جمَاعَة

من عُلَمَاء الْقَاهِرَة كالجمال الاسنائي وَحضر دروسه ودروس غَيره، وَكَانَت فِيهِ نباهة ويذاكر بفوائد حَسَنَة، جاور بِمَكَّة غير مرّة وَكَانَت وَفَاته بهَا فِي شعْبَان سنة عشر وَدفن بالمعلاة عَن بضع وَسِتِّينَ سنة. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة. مُحَمَّد بن أَحْمد نَاصِر الدّين الْمصْرِيّ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن أَحْمد نَاصِر الدّين الهذباني الْكرْدِي الشَّافِعِي الطبردار، كَانَ من أَبنَاء الْجلد فَتعلق بمجالسة الْعلمَاء وَصَحب كَمَال الدّين الدَّمِيرِيّ ونورالدين الرَّشِيدِيّ وَتَدين وَصَارَ يسْرد الصَّوْم ويواظب الْجَمَاعَة بل لَا يقطع الصُّبْح بالأزهر وَيقوم إِلَيْهِ كل لَيْلَة من نَحْو ربع اللَّيْل مشيا من منزله بحارو بهاء الدّين مَعَ تكسبه بِالتِّجَارَة فِي الحوايص ثمَّ ترك لما كبر، وَكَانَ على ذهنه أَشْيَاء. مَاتَ سنة أَربع وَعشْرين ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ: لازمني مُدَّة. مُحَمَّد بن أَحْمد همام الدّين الْخَوَارِزْمِيّ الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وَهُوَ بلقبه أشهر. اشْتغل ببلاده ثمَّ قدم حلب قبل الْفِتْنَة فأنزله الشّرف أَبُو البركات الْأنْصَارِيّ القَاضِي فِي دَار الحَدِيث البهائية ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فِي أَوَائِل أَيَّام النَّاصِر واستمل عَلَيْهِ بعض الْإِمْلَاء فَحصل لَهُ بعض الْمدَارِس ثمَّ رغب عَنْهَا للْحَاجة وَعلم جمال الدّين بِهِ فَاسْتَحْضرهُ إِلَيْهِ بعد أَن بولغ عِنْده فِي وَصفه واستخص بِهِ وَأَسْكَنَهُ بِالْقربِ مِنْهُ ورتب لَهُ الرَّوَاتِب الجزيلة فَلَمَّا تمت) مدرسته اسْتَقر بِهِ شيخها وتحول إِلَى الْمسكن الَّذِي عمره لَهُ فِيهَا وَقرر لَهُ معاليم ورواتب خَارِجا عَن ذَلِك وَصَارَ ينعم عَلَيْهِ بالهدايا والعطايا مَعَ مُرَاعَاة جَانِبه وَسَمَاع كَلَامه فنبه بعد أَن كَانَ خاملا وتحلى بِمَا لَيْسَ فِيهِ بعد أَن كَانَ عاطلا وأنهال عَلَيْهِ الطّلبَة لأجل الجاه فَكَانَ يحضر درسه مِنْهُم إضعاف المنزلين فِيهِ وأقرأ بهَا الْحَاوِي والكشاف ثمَّ طَال عَلَيْهِ الْأَمر فاقتصر على الْكَشَّاف وَكَانَ ماهرا فِي إقرائه إِلَّا أَنه بطئ الْعبارَة جدا يمْضِي قدر دَرَجَة حَتَّى ينْطق بِقدر عشر كَلِمَات مشاركا فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة مَعَ سَلامَة الْبَاطِن وإطراح التَّكَلُّف بِحَيْثُ يمشي فِي السُّوق ويتفرج فِي الْحلق وبركة الرطلي وَغَيرهَا بل كَانَت لَهُ ابْنة مَاتَت مها فَصَارَ يلبسهَا بزِي الصّبيان ويحلق شعرهَا ويسميها سَيِّدي عَليّ وتمشي مَعَه فِي الْأَسْوَاق إِلَى أَن راهقت وَهِي الَّتِي تزَوجهَا الْهَرَوِيّ فحجبها بعد. هَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه ولد فِي حُدُود الْأَرْبَعين. وَقدم الْقَاهِرَة وَهُوَ شيخ فأقرأ الْكَشَّاف والعربية وَغَيرهمَا وَسمعت كثيرا من الْفُضَلَاء يطرونه فِي تَقْرِير الْكَشَّاف مَعَ التَّحَرُّز فِي النَّقْل وَصِحَّة الذِّهْن والمعتقد، وَقد حضرت دروسه وَسمعت من فَوَائده زَاد فِي مَوضِع آخر أَنه كَانَ يَقُول أَن الْهَرَوِيّ صهره من طلبته وَلذَا

انتدب مَعَه وَكَانَ مَا شرح فِي محاله. وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية فِي تَارِيخه: كَانَ إِمَامًا عَالما فَاضلا فَقِيها ذَا يَد فِي الْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا. وَقَالَ المقريزي فِي عقوده: كَانَ متحرزا فِي الد وصحيح الذِّهْن سليم المعتقد مَعَ الصيانة والإنجماع وتعدد الْفَضَائِل. ققلت وَقد أَخذ عَنهُ غير وَاحِد من محققي شُيُوخنَا. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من ربيع الأول سنة تسع عشرَة وَقد جَازَ السّبْعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو عبد الْقَادِر النابتي الغمري نزيل جَامِعَة بِالْقَاهِرَةِ. مِمَّن سمع فِي سنة خمس وَتِسْعين. مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو عبد الله الجبرتي. كَانَ فَقِيها عَالما تفقه بِالْقَاضِي أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ وناب عَن القَاضِي موفق الدّين فِي أَحْكَام زبيد فَكَانَ النَّاس إِذا علمُوا أَنه الْقَاعِد لذَلِك تحاموه لغلظته. وَمَات قبل وَفَاة شَيْخه الْمَذْكُور فِي حُدُود سنة أَربع عشرَة. مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو عبد الله الوانوغي الْمَالِكِي. فِيمَن جده عُثْمَان بن مُحَمَّد. مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الْفضل الْقُدسِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن النجار حِرْفَة أَبِيه. نسأ فَأخذ عَن) ماهر ثمَّ عَن الْبُرْهَان العجلوني والكمال بن أبي شرِيف حَتَّى برع وتميز فِي الْفَضَائِل وتصدى للإقراء والإفتاء، وَكَانَ ورعا متواضعا فَقِيرا قانعا ترك الْإِفْتَاء بِأخرَة وَاسْتقر بِهِ ابْن الزَّمن شيخ مدرسته بالقدس. وَمَات فِي الكهولة فِي شعْبَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وَاسْتقر فِي المشيخة النُّور مَحْمُود بن العصياتي. مُحَمَّد بن أَحْمد الكيلاني البجارنبيه بِكَسْر الْمُوَحدَة ثمَّ جِيم وَآخره رَاء اسْم لبلد مكأنه قَالَ ابْن الْبَلَد الْفُلَانِيّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. قدم الْقَاهِرَة فجاور بالأزهر وَكَانَ عَالما محققا صَالحا أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وَقَرَأَ عَلَيْهِ الزين زَكَرِيَّا شرح الشافية للْجَار بردي وَشرح تصريف الْعزي للتفتازاني. وَمَات بِالْقَاهِرَةِ قَرِيبا من سنة خمسين. مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَلْخِي الدِّمَشْقِي وَيعرف ببكيبكة أجَاز لى فِي سنة خمسين من دمشق، وَذكر الْبُرْهَان العجلوني أَنه سمع من الْمُحب الصَّامِت فَالله أعلم. مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد البنهامي التَّاجِر. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين. أرخه شَيخنَا وَقَالَ أَن المتحدث عَلَيْهِ استولى على مَوْجُود أَبِيه وَلَعَلَّه يزِيد على عشْرين ألف دِينَار فَقَامَ اثْنَان فادعيا أَنَّهُمَا ولدا عَمه عصبَة فصالحهما وَكَذَا نَاظر الْخَاص بِمَا مَجْمُوعه لايفي بِثلث الْمَوْجُود قَالَ وَكَانَ الْمخبر بذلك من بَاشر الْعرض وَالْبيع وَضَبطه وَمَعَ ذَلِك فَلم يلْتَفت الْمُحدث لهَذَا وَركب طَرِيق الْإِنْكَار

وَإِن الَّذِي دَفعه هُوَ الَّذِي استولى عَلَيْهِ من غير زِيَادَة. مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد العباسي الْحلَبِي أحد أجناد الْحلقَة بهَا. مَاتَ بهَا فِي إِحْدَى الجماديين سنة خمس وَتِسْعين عَن نَحْو الْخمسين. مُحَمَّد بن أَحْمد الجرواني نزيل الْقَاهِرَة، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: ولد سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة وَكَانَ يذكر أَنه سمع من الحجار فَلم نظفر بِسَمَاعِهِ، نعم كَانَ حسن الْخط عَارِفًا بالوثائق وَله فِيهَا تصنيف ونظم فِيمَا يزعمه وَإِلَّا فَهُوَ بِغَيْر وزن وَلَا معنى. وَقد انتسب إِلَى الْحسن بن عَليّ وَصَارَ شريفا فَكَانَ يطعن فِي نسبه وَيُقَال أَنه كَانَ أَولا يكْتب الْأنْصَارِيّ. مَاتَ سنة ثَلَاث عشرَة. قلت وَقد مضى مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمُنعم وأجوز كَون صَاحب التَّرْجَمَة جده وَأَنه مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمُنعم فقد أجَاز لشَيْخِنَا ابْن الْفُرَات وَحِينَئِذٍ فَأَحْمَد غلط وَالله أعلم. مُحَمَّد بن أَحْمد الزبيدِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف بالجندار. مَاتَ بهَا فِي ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ) وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن أَحْمد الزفتاوي ابْن أُخْت القَاضِي نَاصِر الدّين والدلال أَبوهُ ويلقب بالثور. مِمَّن جلس بالحانوت المجاور لحبس الرحبة فِي حَيَاة خَاله ثمَّ بعده وَكَانَ يتَكَلَّم فِي وقف الحجازية ومولده ظنا سنة عشر وَثَمَانمِائَة وفارقته فِي سنة سِتّ وَتِسْعين حَيا. مُحَمَّد بن أَحْمد بن السَّبع وَهُوَ لقب أَبِيه الْقرشِي القاهري الْحَنَفِيّ فخرالدين بن شهَاب الدّين جد قَاسم بن أَحْمد الْمَاضِي. شهد على بعض الْحَنَفِيَّة فِي إجَازَة سنة إِحْدَى. مُحَمَّد بن أَحْمد السعودي الْحَنَفِيّ. فِيمَن جده عمر وَمُحَمّد. مجمد بن أَحْمد السميعي نِسْبَة لقرية من قرى أَبُو تيج يُقَال لَهَا قَرْيَة بني سميع البوتيجي يعرف بالفرغل. رجل مجذوب لَهُ شهرة فِي الصَّعِيد وَغَيره وزاوية بأبوتيج وَأُخْرَى بدوينة، كَانَ يتنقل بَينهمَا وَأكْثر إِقَامَته بِالْأولَى وَبهَا دفن وتحكي لَهُ كرامات. قدم الْقَاهِرَة أَيَّام الظَّاهِر جقمق شافعا فِي ابْن قرين العزال أحد مَشَايِخ العربان فَأَجَابَهُ وإكرامه وَأمر بانزاله عِنْد الزين الاستادار وَرجع فَأقْعدَ وأضر وَمَات رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَحْمد الشقوري العجمي وَيعرف بالبايزيدي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن أَحْمد الطوخي. رَأَيْته كتب بِالشَّهَادَةِ على الزين طَاهِر فِي إِجَازَته لأبي عبد الْقَادِر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَظنهُ ولي الدّين الْمَاضِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُوسَى. مُحَمَّد بن أَحْمد بن الطولوني المهندس. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله. مُحَمَّد بن أَحْمد القاهري الْغَزِّي. الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن المزين مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْفُرَات. شهد على الزين طَاهِر الْمَالِكِي فِي إِجَازَته لأبي عبد الْقَادِر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَظنهُ الْمَاضِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن. مُحَمَّد بن أَحْمد الفخري. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَخمسين. أراخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن أَحْمد القمقام. مُحَمَّد بن أَحْمد الكركي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ. فِيمَن جده معتوق. مُحَمَّد الْجمال الصَّامِت بن أَحْمد النَّاشِرِيّ. فِيمَن جده. مُحَمَّد بن أَحْمد الهاروني الْمصْرِيّ. كَانَ مجذوبا مُعْتَقدًا فِي المصريين ويلقبه أَهلهَا خفير الْبَحْر. مَاتَ فِي صفر سنة خمس. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه مُحَمَّد بن أَحْمد اليزليتني التّونسِيّ) وَيعرف بِابْن زغدان، مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن دَاوُد. مُحَمَّد بن أرغون شاه النوروزي أستاذ الظَّاهِر جقمق بِدِمَشْق. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين. مُحَمَّد بن أرغون نَاصِر الدّين المارداني القبيباني الشَّافِعِي. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وخدم جنديا عِنْد أقطمر عبد الْغَنِيّ النَّائِب وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال حَتَّى عمل الاستادارية عِنْد جمَاعَة من كبار الْأُمَرَاء ثمَّ ولاه الجيزية ثمَّ الحجوبية، وَكَانَ عَارِفًا بالأمور صحب النَّاس وَعرف أَخْلَاق أهل الدولة وعاشرهم ومازحهم بل هُوَ من رجال الْعَالم مَعَ كَونه اشْتغل بِالْعلمِ وجالس الْعلمَاء وخالطهم وَحفظ كثيرا من الْمسَائِل الْفِقْهِيَّة وَكَانَ يذاكر بهَا وَيقْرَأ عِنْده الرَّوْضَة وَغَيرهَا وَيكثر من مسائلة من يلقاه من الْعلمَاء أضرّ فِي سنة أَربع عشرَة وَانْقطع بمنزله فِي التبانة حَتَّى مَاتَ فِي ثَانِي عشرَة رَمَضَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ، ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وانبائه وَقَالَ: سَمِعت مِنْهُ فَوَائِد ولطائف وَكَانَ ينتمي لأصهارنا بِقرَابَة من النِّسَاء. وَتَبعهُ فِي ذَلِك المقريزي فِي عقوده رَحمَه الله. مُحَمَّد بن الأتابك أزبك الظَّاهِرِيّ من ططخ سبط الظَّاهِر جقمق، أمه خَدِيجَة وَهِي سبطة الناصري بن الْبَارِزِيّ وزوجه أَبوهُ ابْنة قراجا الخزندار واستولدها عليا وَصَارَ من أُمَرَاء الْأَرْبَعين ويخلف وَالِده إِذا كَانَ غَائِبا فِي التقريرات وَنَحْوهَا وحسنوا لَهُ الْأَخْذ على ذَلِك، وَحج أَمِير ركب الأول سنة ثَمَان وَتِسْعين. مُحَمَّد بن اركماس اليشبكي عضد الدّين النظامي نِسْبَة لنظام الْحَنَفِيّ لكَونه ابْن أُخْته. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فرباه خَاله مُكَافَأَة لِأَبِيهِ أركماس فَهُوَ المربي لنظام وَحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين والمنار والكنز وألفية ابْن ملك وَغَيرهَا فِيمَا زعم، وَأَنه عرض بَعْضهَا وَهُوَ ابْن عشر على شَيخنَا وَغَيره واشتغل على ابْن الديري وَسيف الدّين الزين قَاسم فِي آخَرين مِنْهُم خَاله وَكتب على ياسين، وَحج غير مرّة مِنْهَا فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين فِي الْبَحْر وجاورحتى

رَجَعَ مَعَ الْمَوْسِم فِي أول الَّتِي تَلِيهَا. وَدخل دمياط واسكندرية وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير لنَفسِهِ وَغَيره وَجمع تذكرة فِي مجلات، واختص بالشهابي بن الْعَيْنِيّ بعد أَيَّامه وَلذَا قَرَّرَهُ فِي خزن الْكتب بمدرسة جده ثمَّ فَصله عَنْهَا، واجنمع بِي غير مرّة وَحضر بعض الدُّرُوس، وَهُوَ لطيف الذَّات كثير الادب. مُحَمَّد بن اسحق بن أَحْمد بن اسحق بن أبي بكر غياث الدّين أَبُو الْمَعَالِي الْعِزّ بن أبي الْفضل) بن أبي الْعَبَّاس الأبرقوهي الشِّيرَازِيّ وَكَانَ أَبوهُ قاضيها الْمَكِّيّ وَيعرف بالكتبي. ولد سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة لِلتِّرْمِذِي. وَقدم مَكَّة فقطنها نَحْو ثَلَاثِينَ سنة على طَرِيق حَسَنَة من كف الْأَذَى والأقبال على الْخَيْر وَالْعِبَادَة وَجَرت على يَدَيْهِ من قبل شاه شُجَاع صَاحب فَارس لكَونه كَانَ من جماعته صدقَات لأَهْلهَا ومآثر بهَا. وَكَانَ بارعا فِي الطِّبّ وانتفع بِهِ أهل مَكَّة فِيهِ كثيرا سِيمَا وَهُوَ يحسن إِلَيْهِم بِمَا يحتاجونه من أدوية وَغَيرهَا وصنف فِيهِ كتابا حسنا. مَاتَ بعد انقطاعة فِي بَيته لضَعْفه وعجزه عَن الْحَرَكَة فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة ثمَّ التقى بن فَهد فِي مُعْجَمه وَشَيخنَا فِي إنبائه والقريزي فِي عقوده وَآخَرُونَ. مُحَمَّد بن اسحق بن مُحَمَّد قَاضِي مَدِينَة لامو إِحْدَى مَدَائِن الزنج على بَحر بربرا غربي مَدِينَة مقدشوه على نَحْو عشْرين مرحلة مِنْهَا وَقد غلب على أهل هَذِه الْمَدِينَة الرمل فَهُوَ بهَا قامات عديدة الشَّافِعِي. ولد سنة سبع وثماني وَسَبْعمائة. قَالَ المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا: قدم مَكَّة وَأَنا بهَا فِي أخريات سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة فبلوت مِنْهُ معرفَة بالفقه وبالفرائض بِحَيْثُ أَنه يحل الْحَاوِي، مَعَ عبَادَة ونسك. وَأخْبرنَا أَن القردة غلبت على مَدِينَة مقدشوه من نَحْو سنة ثَمَانمِائَة بِحَيْثُ ضايقت النَّاس فِي مساكنهم وأسواقهم وَصَارَت تَأْخُذ الطَّعَام من الْأَوَانِي وَغَيرهَا وتهجم الدّور على النَّاس وَتَأْخُذ مَا تَجدهُ من آنِية حَتَّى ان صَاحب تِلْكَ الدَّار يتبع القرد ويتلطف بِهِ فِي رد الْإِنَاء فَيردهُ بعد أكل مَا فِيهِ وَإِذا وجد امْرَأَة مُنْفَرِدَة وَطئهَا قَالَ وَمن عَادَة متملكها أَن أَرْبَاب دولته يقفون تَحت قصره فَإِذا تكاملوا فتحت طَاقَة بأعلاه فيقبلون لَهُ الأَرْض ثمَّ يرفعون رؤوسهم فيجدون الْملك قد أشرف عَلَيْهِم من تِلْكَ الطباق فيأمر وَيُنْهِي. فَلَمَّا كَانَ فِي بعض الْأَيَّام كَانَ المشرف عَلَيْهِم قردا، قَالَ وتمر القردة طوائف كل طَائِفَة لَهَا كَبِير يقدمهَا وَهِي تَابِعَة لَهُ بتؤدة وترتيب، قَالَ فيرون ذَلِك عُقُوبَة من الله لَهُم وَإِن الْبَحْر يلقى بساحل

مَدِينَة لامو العنبر فَيَأْخذهُ الْملك وَمرَّة كَانَت زنة قِطْعَة مِنْهُ ألف رَطْل ومائتي رَطْل، قَالَ وَشَجر الموز عِنْدهم كثيرا جدا وَأَنه عدَّة أَنْوَاع مِنْهَا نوع تبلغ الموزة مِنْهُ فِي الطول ذِرَاعا وَيعْمل عِنْدهم مِنْهُ دبس يُقيم أَكثر من سنة ويعقدون مِنْهُ أَيْضا حلوى انْتهى. وَعِنْدِي توقف فِي صِحَة هَذَا على هَذَا الْوَجْه بِاللَّه أعلم. مُحَمَّد بن اسحق الشَّمْس الْخَوَارِزْمِيّ الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة ونائب إِمَام مقَام الْحَنَفِيَّة. كَانَ فَاضلا) فِي الْعَرَبيَّة ومتعلقاتها وَغير ذَلِك كثير التصدي للإشعال والإفادة وَالنَّظَر وَالْكِتَابَة وَكَأَنَّهُ أَخذ الْعَرَبيَّة عَن صهره إِمَام الْحَنَفِيَّة الشَّمْس المعيد وَالِد الشهَاب أَحْمد وَكَانَ يَنُوب عَنْهُمَا فِي الْإِمَامَة غيبَة وحضورا سِنِين كَثِيرَة وَجمع فِي فَضَائِل مَكَّة والكعبة شَيْئا استمد فِيهِ من تَارِيخ الْأَزْرَقِيّ وَكتب الْمَنَاسِك وَكَانَ يرسم صفة الْكَعْبَة وَالْمَسْجِد فِي أوراق ويهديها للهنود وَغَيرهم بل سَافر للهند طلبا للرزق، كل ذَلِك مَعَ دين وَخير وَسُكُون وانجماع عَن النَّاس. مَاتَ فِي سلخ ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَدفن بالمعلاة بكرَة يَوْم الْجُمُعَة، وَهُوَ فِي عشر السِّتين ظنا أَو جازها. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة. مُحَمَّد بن أسعد مورنا جلال الدّين الصديقي الدواني بِفَتْح الْمُهْملَة وَتَخْفِيف النُّون نِسْبَة لقرية من كازرون الكازروني الشَّافِعِي القَاضِي باقليم فَارس وَالْمَذْكُور بِالْعلمِ الْكثير مِمَّن أَخذ عَن المحيوي اللاري وَحسن بن الْبَقَّال، وَتقدم فِي الْعُلُوم سِيمَا العقليات وَأخذ عَنهُ أهل تِلْكَ النواحي وَارْتَحَلُوا إِلَيْهِ من الرّوم وخراسان وَمَا وَرَاء النَّهر. وَسمعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من جمَاعَة مِمَّن أَخذ عنيواستقر بِهِ السُّلْطَان يَعْقُوب فِي الْقَضَاء، وصنف الْكثير من ذَلِك شرح على شرح التَّجْرِيد للطوسي عَم الِانْتِفَاع بِهِ وَكَذَا كتب على الْعَضُد مَعَ فصاحة وبلاغة وَصَلَاح وتواضع وَهُوَ الْآن فِي سنة سبع وَتِسْعين حَيّ ابْن بضع وَسبعين. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن حسن الْمُحب أَبُو البركات بن الْمجد أبي الْفِدَاء القلعي سبط الشريف كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن الشَّيْخ الصَّالح المملك الزين أبي بكر الحياتي والماضي أَبوهُ، نَشأ فِي كنفه فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض على جمَاعَة بل اسْمَعْهُ أَبوهُ الْكثير، وَكَانَ مِمَّن سمع مني وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَمَات صَغِيرا بعد السِّتين. مُحَمَّد بن أَمِين الدّين أَبُو النُّور شَقِيق الَّذِي قبله. نَشأ أَيْضا فِي كنف أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن وَغَيره وأسمعه كثيرا وَأخذ عني جملَة فِي الْإِمْلَاء، وَخَلفه فِي جهاته بِجَامِع القلعة بل نِيَابَة، وَفِيه حشمة ولديه عقل وجود الْخط وَنعم الْخلف. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن جُمُعَة الْبُحَيْرِي الأَصْل القاهري برددار الأتابك

أزبك وشقيف أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن إِسْمَاعِيل. نَشأ دهانا قَلِيلا ثمَّ وقف مَعَ أيبك بِبَاب قانم التَّاجِر الأتابكي ثمَّ مَوته خدم مَعَ صهره على برددار الأتابكي حِين كَانَ حاجبا إِلَى أَن سافرا مَعًا حِين عمل نَائِب الشَّام وعادا حِين اسْتَقر أتابكيا فداما حَتَّى مَاتَ أَولهمَا وَانْفَرَدَ) هَذَا بالتكلم وارتقى فِي بَابه لما لم ينْهض لَهُ غَيره وَصَارَ الْمَعْمُول عَلَيْهِ إِلَى أَن نكبه لكَونه قيل عَنهُ أَنه أَخذ من المشاة كلهم بحلب دِينَارا دِينَارا وَبلغ ذَلِك السُّلْطَان فَأعْلم أستاذه فنكبه وَوَضعه فِي الْحَدِيد وضربه بَاطِنا وظاهرا واستخلص مِنْهُ فِيمَا قيل زِيَادَة على أَرْبَعِينَ ألف دِينَار وَهُوَ لَا يصغي لَهُ فِي كَونه تقدما مَعَه بل يُطَالب ويضارب مَعَ الترسيم وَالتَّشْدِيد المديم وَآخر مَا بَلغنِي كَونه مرسما عَلَيْهِ بِبَاب حَاجِب الْحجاب تنبك قَرَأَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَتِسْعين وَهُوَ كأخيه من الْعَوام وينسب لإطعام وبر وَغير ذَلِك مَعَ كَونه حج غير مرّة. مُحَمَّد بن الْمجد إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى الْكِنَانِي البلبيسي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ لَهُ مَاتَ قبل أَبِيه بشهرين فِي أول سنة اثْنَتَيْنِ وَكَانَ قد اشْتغل وَمهر. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن سعيد بن عَليّ شمس بن أبي السُّعُود المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن أبي السُّعُود. ولد فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بمنوف وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين وألفية النَّحْو وبداية الْهِدَايَة للغزالي، وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والزين القمني والطبقة وقطن الْقَاهِرَة بعد أَبِيه تَحت نظر الشريف الطباطبي بِمصْر فتهذب بِهِ وتسلك على يَدَيْهِ واختلى عِنْده عَاما وَكَذَا أَكثر من التَّرَدُّد لصَاحب وَالِده الشَّيْخ مَدين بِحَيْثُ اخْتصَّ بِهِ وَكَانَ الشَّيْخ يعظمه جدا، وَأخذ فِي غُضُون ذَلِك فِي الْفِقْه عَن الْمحلي والمناوي وَفِي الْعَرَبيَّة عَن ابْن قديد ولازمه وفيهَا وَفِي الْأَصْلَيْنِ وَغَيرهمَا عَن ابْن الْهمام وَقبل ذَلِك أَخذ عَن البدرشي وبورك لَهُ فِي الْيَسِير، وَاسْتقر أَولا فِي وَظِيفَة وَالِده التصوف بِسَعِيد السُّعَدَاء ثمَّ أعرض عَنْهَا لِأَخِيهِ، وتنزل فِي صوفية الشيخونية وَقَرَأَ فِيهَا صَحِيح مُسلم والشفا عَليّ الزين الزَّرْكَشِيّ، وَحج وجاور وداوم الْعِبَادَة والتقنع باليسير والانعزال عَن أَكثر النَّاس واقتفاء طَرِيق الزّهْد والورع وَالتَّعَفُّف الزَّائِد وَالِاحْتِيَاط لدينِهِ حَتَّى أَنه من حِين اسْتَقر الْمَنَاوِيّ فِي الْقَضَاء لم يَأْكُل عِنْده شَيْئا بعد مزِيد اخْتِصَاصه بِهِ وَكَذَا صنع مَعَ أَخِيه لما نَاب فِي الْقَضَاء مَعَ تكَرر حلفه لَهُ أَنه لَا يتعاطى مِنْهُ شَيْئا، وأبلغ من هَذَا عدم اجتماعه بشيخنا أصلا وَذكرت لَهُ إكرامات وأحوال صَالِحَة مَعَ حرصه على إخفاء مَا يكون هَذَا

الْقَبِيل وميله إِلَى الخمول وَعدم الشَّهْوَة ومثابرته على عدم تصنيع أوقاته إِلَّا فِي صَلَاة أَو كِتَابَة أَو مطالعة وَمَا رَأَيْت أحدا مِمَّن يعرفهُ إِلَّا ويذكره) بالأوصاف الجميلة وَقد سمع على التقي الفاسي حِين قدم الْقَاهِرَة الْأَرْبَعين المتباينات من تَخْرِيجه لنَفسِهِ وَحدث بِبَعْضِهَا. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَخمسين وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء جوَار الشَّيْخ مُحَمَّد بن سُلْطَان بِالْقربِ من الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم مُحي الدّين بن الْمجد المكراني أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَهَذَا أفضلهما. نَشأ وقطن مَكَّة مَعَ أَهله مشتغلا بالنحو وَالصرْف والمنطق وَغَيرهَا ولازمني بهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَبعدهَا وَفهم مَعَ عقل وَسُكُون وأدب وانتماء لبيت ابْن السَّيِّد عفيف الدّين وَصغر السن ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده وَأَظنهُ عَاد إِلَيْهَا بل هُوَ الْآن بنواحي كنباية هُوَ وَأَخُوهُ وأبوهما يقرئ ولدا لصَاحِبهَا. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم أَبُو الوفا القاهري الطَّبِيب وَيعرف بوفا. ولد بعد الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا وتدرب فِي الطِّبّ بخاله الشهَاب أَحْمد بن خَلِيل وناصر الدّين بن البندقي، وَصَارَ من ذمِّي النوب بالبيمارستان مِمَّن يشار إِلَيْهِم بالبراعة والمتانة وخفة الْوَطْأَة والتدبر فِي العلاج، وَقد حج غير مرّة وجاور مرَّتَيْنِ وَدخل دمياط وَرُبمَا لاطفني واستد حرصه على كِتَابَة الْخِصَال الْمُوجبَة للظلال من تأليفي. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْبَدْر القلقشندي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَسمع على شَيخنَا وَغَيره كالجمال بن جمَاعَة ونسوان وتكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ نَاب بِبَعْض بِلَاد الصَّعِيد عَن الأسيوطي وَحج غير مرّة وجاور مرَارًا وَكَانَ يشْهد هُنَاكَ أَيْضا. مَاتَ بعد أَن كسر ذراعه ببركة الْحَاج فِي توجهه وَهُوَ رَاجع لَيْلَة الْأَحَد سادس الْمحرم سنة تسعين بالحنك وَدفن باكري وَلم يكن مرضيا وَقد أحضر لي ولدا لَهُ عرض على كتبا وَكَانَ شريك إِبْرَاهِيم ابْن عَمه الْعَلَاء فِي مِيرَاث عَمهمَا التقي عبد الرَّحْمَن وتزرج هُوَ بِزَوْجَتِهِ خَالَة إِبْرَاهِيم وَمَات مَعهَا رَحِمهم الله. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن جلبان الشَّمْس الضَّبِّيّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالضبي. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: صاحبنا الشَّيْخ شمس الدّين كَانَ خَطِيبًا بِجَامِع يُونُس بِالْقربِ من قنطر السبَاع بَين مصر والقاهرة دينا خيرا مُقبلا على شَأْنه لازمني نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وَكتب) أَكثر تصانيفي كأطراف الْمسند وَمَا

كمل من فتح الْبَارِي وَهُوَ أحد عشر سفرا والمشته ولسان الْمِيزَان وَتخرج الرَّافِعِيّ وعدة كتب والأمالي وَهِي فِي قدر أَربع مجلدات بِخَطِّهِ وَكتب لنَفسِهِ من تصانيف غَيْرِي، واشتغل بِالْعَرَبِيَّةِ وَلَكِن لَهُ نهمة فِي غير الْكِتَابَة مَعَ التقلل من الدُّنْيَا والتقنع باليسير وَالصَّبْر وَقلة الْكَلَام. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ من جِيرَانه وتأسفوا عَلَيْهِ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي بكر الْجمال بن الشّرف الجبرتي الأَصْل الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ. خدم عَن أَبِيه وَأَبوهُ عَن الْجمال مُحَمَّد بن مُحَمَّد المزجاجي عَن والداعية إِسْمَاعِيل الجبرتي، ولقيه عبد الله بن عبد الْوَهَّاب الكازروني الْمدنِي وَقَالَ لي أَنه شيخ الصُّوفِيَّة الْآن بزبيد وَأَنه لم يتكهل. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن الْحسن بن صُهَيْب بن خَمِيس الشَّمْس البابي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي وَكَانَ أُسَمِّهِ أَولا سَالم. تفقه بِعَمِّهِ الْعَلَاء أبي الْحسن على البابي وبالزين أبي حَفْص عمر الباريني وبرع فِي الْفَرَائِض والنحو وشارك فِي غَيرهمَا من الْعُلُوم ودرس بِالْمَدْرَسَةِ السيفية بحلب وشغل الطّلبَة وَأفْتى، وَكَانَ دينا قنوعا عفيف النَّفس فَقِيها ذكيا غير أَنه اشْتغل بِأخرَة بِالْعبَادَة والفاقة عَن الِاشْتِغَال وَلما اشتدت فاقته ولاه شرف أَبُو البركات الْأنْصَارِيّ قَضَاء ملطية وَرغب حِينَئِذٍ عَمَّا كَانَ باسمه من خطابة البكتمرية واستناب فِي إِمَامه التربة الأرغوانية وَتوجه إِلَيْهَا فَأَقَامَ بهَا مُدَّة إِلَى أَن حاصرها ابْن عُثْمَان صَاحب الرّوم وانفصل عَنْهَا فَرجع إِلَى حلب فَأَقَامَ بهَا على إِمَامَته الْمَذْكُورَة حَتَّى مَاتَ بهَا فِي سنة ثَلَاث. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ طرفا من الْفَرَائِض وَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي إنبائه تبعا لَهُ لَكِن بِاخْتِصَار. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي الْحسن الْبرمَاوِيّ. يَأْتِي قَرِيبا. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن طوغان السنهوري الْبُرُلُّسِيّ وَيعرف بجده طوغان الْمَيْمُونِيّ. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو عبد الله النَّاشِرِيّ. قَالَ عَمه القَاضِي أَبُو عبد الله: كَانَ فَقِيها فَاضلا صَالحا سليم الصَّدْر مُبَارَكًا لَهُ فِي معيشته. مَاتَ بالكدراء سنة تسع. زَاد الْعَفِيف وَله حواش كَثِيرَة دَالَّة على فَضله وَحسن اشْتِغَاله وناب عَن عَمه فِي الْأَحْكَام بسهام وَكَانَ آمرا بِالْمَعْرُوفِ ناهيا عَن الْمُنكر. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن علوان الزبيدِيّ ثمَّ المهجمي. ولي قَضَاء المهحم مُدَّة وَكَانَ نبيها فِي) الْفِقْه مشكور السِّيرَة. مَاتَ فِي سنة تسع عشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه.

وَفِي اليمانيين آخر شَاركهُ فِي الِاسْم وَالْأَب وَالْجد وَلكنه مَاتَ قبيل الْقرن. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن السحن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن صَالح بن سعيد الشَّمْس أَبُو عبد الله بن التقي أبي الفدا القلقشندي الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي سبط الْحَافِظ الصّلاح العلائي وأخو إِبْرَاهِيم ووالد عبد الرَّحْمَن والتقي أبي بكر. ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ بَيت الْمُقَدّس وَتخرج فِي الْفِقْه وَغَيره بِأَبِيهِ وبالعلائي وَكَانَ يُحِبهُ كثيرا ويثني عَلَيْهِ وعَلى فهمه وَيَدْعُو لَهُ ويفرح بِهِ وَيَقُول عَنهُ وَعَن أَخِيه هما ريحانتاي من الدِّينَا، وَقَرَأَ الْأُصُول على الْعلم إِسْمَاعِيل الشريحي الْحَنَفِيّ والضياء بن سعد الله الْقزْوِينِي ولازمه ورحل إِلَى الْقَاهِرَة فلقى بهَا الْبَهَاء السُّبْكِيّ وَغَيره من علمائها وَبحث مَعَهم وَالِي الشَّام فلقى بهَا أَخَاهُ التَّاج فَأقبل عَلَيْهِ جدا ولازمه بِحَيْثُ كَانَ ينَام مَعَه على وسَادَة وَأذن كل مِنْهُمَا لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس بل أصلح ثَانِيهمَا فِي كِتَابه جمع الْجَوَامِع أَمَاكِن باستدراكه، وَسمع مِنْهُمَا وَمن جده والميدومي والزيتاوي والبياني والحراوي والتونسي والاذرعي وَآخَرين كالبدر مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان بن خطيب بَيت الْآبَار سمع عَلَيْهِ جُزْء الانصاري، ودرس فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأفْتى بعد ذَلِك بِيَسِير كل ذَلِك فِي حَيَاة أيبه وانتفع بِهِ الاماثل لقُوَّة ملكته فِي الإيصال إِلَى الطَّالِب، وَكَانَ أماما فِي الْمَذْهَب مطلعا على النُّصُوص عَارِفًا بدقائقه قَائِما بالانتصار لِلشَّيْخَيْنِ مستحضرا للروضة وَأَصلهَا كثير المطالعة فيهمَا، مَعَ التجهد وَالصِّيَام والتلاوة وَالْقِيَام مَعَ الْأَيْتَام والأرامل وأرباب الْبيُوت والشفاعة المقبولة وتأييد أهل السّنة وقمع المبتدعين ومحبة الْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ وزيارتهم، ومحاسنه جمة. مَاتَ فِي بكرَة يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر رَجَب سنة تسع وَدفن بماملا بِجَانِب وَالِده وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَصلى عَلَيْهِ بِمَكَّة وَالْمَدينَة وبلاد الْعَجم وَأنْشد قبل مَوته بِثمَانِيَة أَيَّام قَول أبي نواس: (أَقَمْنَا بهَا يَوْمًا وَيَوْما وثالثا ... وَيَوْما لَهُ يَوْم الترحل خَامِس) فَكَانَ كَذَلِك لم تمض ثَمَانِيَة أَيَّام حَتَّى مَاتَ وعد من كراماته رَحمَه الله وإيانا وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وأرخ مولده سنة خمس وَخمسين وَأما الْعَيْنِيّ فَقَالَ أَنه فِي سنة خمس وَأَرْبَعين، وَالصَّوَاب مَا قَدمته سِيمَا وَقد نقل فِي المعجم أَنه كَانَ فِي شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين فِي) الرَّابِعَة وَأَنه مَاتَ وَله أَربع وَسِتُّونَ وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده وَكَذَا وصف شَيخنَا فِي الأنباء والمعجم العلائي بِكَوْنِهِ خَاله وَالصَّوَاب أَنه جده، وَقَالَ فِي الأنباء أَنه مهر وبهر وساد حَتَّى صَار شيخ بَيت الْمَقْدِسِي فِي الْفِقْه عَلَيْهِ مدَار الْفتيا. وَقَالَ فِي المعجم: انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْفِقْه بِبَلَدِهِ وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ المسلسل

وجزء البطاقة سَمَّاعَة لَهما على الْمَيْدُومِيُّ وَطول حفيده كريم الدّين عبد الْكَرِيم الْمَاضِي تَرْجَمته بِمَا أثْبته فِي بعض المجاميع رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي الْحسن عَليّ بن عبد الله الْبَدْر بن الْمجد الْبرمَاوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا عِنْد أَبِيه وَغَيره وأحضر على ابْن أبي الْمجد التنوخي والعراقي والهيثمي، وَسمع على وَالِده وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيْخه وَآخَرين، وتنزل بعد أَبِيه فِي جِهَات كالخانقاه السعيدية ولازم الْحُضُور عِنْد شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء ورمضان وَأَحْيَانا فِي غَيرهمَا واغتبط بمزيد محبته وَرغب لَهُ عَمَّا كَانَ باسمه فِي خطابة جَامع عَمْرو، وَكَانَ خيرا شَدِيد التَّحَرِّي فِي الطَّهَارَة متزايد الْوَصْف فِي ذَلِك بِحَيْثُ يُفْضِي إِلَى التنطع مَعَ حسن عشرَة ولطف وتواضع وتقنع باليسير ومزيد تعفف وبأخرة صَار يتَرَدَّد للجمال نَاظر الْخَاص راجيا الِاسْتِعَانَة بِهِ فِي مَا كَانَ يتَكَلَّم فِيهِ بطريقة الْوِصَايَة من بني ابْن الْحَاجِب مِمَّا تَعب بِسَبَبِهِ وَلم يضْبط عَنهُ فِيهِ إِلَّا الْجَمِيل فَكَانَ الْمشَار إِلَيْهِ يستظرفه وَيكثر من الْمَشْي مَعَه فِي أَسبَاب تقتضى مزِيد الانبساط وَجَرت من قبله على يَدَيْهِ لكثير من الْفُقَرَاء مبرات وَأَجَازَ لنا غير مرّة وَقل أَن كَانَ يُوَافق على ذَلِك فضلا عَن الاسماع، وَعِنْدِي من ماجرياته جملَة. وَمَات فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن دَاوُد بن شمس بن رستم بن عبد الله جمال الدّين بن الْعَلامَة الْمجد الْبَيْضَاوِيّ الْمَكِّيّ الزمزمي الْمَاضِي أَبوهُ وَولده عَليّ. ولد سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقَالَ ابْن فَهد تسع بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وَسمع على الزين المراغي الْبَعْض من الصَّحِيحَيْنِ وَأبي دَاوُد وَابْن حبَان فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَالَّتِي بعْدهَا وعَلى الْجمال بن ظهيرة الْخَتْم من ابْن حبَان. وباشر الْأَذَان ورأيته كتب على استدعاء فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين. وَعمر حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَنا بِمَكَّة. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْبَغْدَادِيّ الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ نزيل القراسنقرية ومؤدب ابْن) الْأَشْقَر. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن كثير الْبَدْر بن الْعِمَاد البصروي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف كأبيه بِابْن كثير ولد سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فاشتغل وَطلب وَتخرج بِابْن الْمُحب وَسمع الْكثير من ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَغَيرهمَا من أَصْحَاب الْفَخر وَغَيرهم بل سمع مَعَ شَيخنَا، ورحل إِلَى الْقَاهِرَة فَسمع

من بعض شيوخها وتميز فِي هَذَا الشَّأْن قَلِيلا وشارك فِي الْفَضَائِل مَعَ خطّ حسن مَعْرُوف جيد الضَّبْط، ودرس بعد أَبِيه فِي مشيخة الحَدِيث بتربة أم الصَّالح وعلق تَارِيخا للحوادث الَّتِي فِي زَمَنه ذكر فِيهِ أَشْيَاء غَرِيبَة. قَالَ شَيخنَا: سَمِعت من فَوَائده وَسمع بِقِرَاءَتِي بِدِمَشْق. وَمَات فِي سنّ الكهولة فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث فَارًّا عَن دمشق بالرملة وَله أَربع وَأَرْبَعُونَ سنة. عوضه الله الْجنَّة. قَالَ ابْن حجي وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه والمقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن مزروع الشَّمْس العمريطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو خَلِيل الْمَاضِي وَابْن أخي الشَّيْخ رَمَضَان تلميذ إِبْرَاهِيم الأدكاوي. ولد بعد الْعشْرين وَثَمَانمِائَة بعمريط من الشرقية وتحول مِنْهَا وَهُوَ صَغِير لِعَمِّهِ الْمَذْكُور فسافر بِهِ إِلَى ادكو فَأَقَامَ بهَا حَتَّى حفظه الْقُرْآن ولقنه شَيْخه الْمشَار إِلَيْهِ الذّكر ولحظة وعادت بركته عَلَيْهِ فحفظ الْمِنْهَاج والألفية وَغَيرهمَا، وَعرض على جمَاعَة وَتزَوج بابنة عَمه وَأخذ الْقرَاءَات عَن بعض الْقُرَّاء بل لَازم الِاشْتِغَال حَتَّى برع فِي الْفِقْه والعربية وشارك فِي الْفَضَائِل وَمن شُيُوخه فِي الْعَرَبيَّة الشهَاب الحناوي. وَفِي الْفِقْه الشَّمْس الونائي والشرف الْمَنَاوِيّ وبواسطة انتمائه للشَّيْخ ابْن مِصْبَاح كَانَ ابْن أُخْته الزين عبد الرَّحِيم الأبناسي يقْرَأ عَلَيْهِ الْقُرْآن وَغَيره وَهُوَ صَغِير، وَسمع على شَيخنَا وَغَيره بل قَرَأَ على الْعلم البُلْقِينِيّ البُخَارِيّ وَغَيره، واختص بالبدر أبي السعادات البُلْقِينِيّ ثمَّ بالواوي بن تق الدّين وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَغير ذَلِك، وناب عَن ثَانِيهمَا فِي خزن الْكتب بالباسطية وَفِي الْقَضَاء بِجَزِيرَة الْفِيل والمنية وشبرا، بل نَاب فِي الْقَاهِرَة عَن العلمي وَغَيره وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير، وَكَانَ مديما للتحصيل مَعَ الدّيانَة والتحري وَالِاحْتِمَال والسكون والأوصاف الجميلة، سَافر مَعَ الولوي الْمشَار إِلَيْهِ حِين توجهه للشام قَاضِيا على نقابته مرغوما فَلم يلبث بعد ددخولها إِلَّا يَسِيرا. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة ظنا سنة أَربع وَسِتِّينَ فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ ففجعا بِهِ رَحمَه الله وإيانا.) مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مبارز الْجمال أَبُو النجا الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ ويلقب بالطيب. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بزبيد وَهُوَ سبط الْجمال مُحَمَّد بن عَليّ الزمزمي مِمَّن تَلا بالسبع على مُحَمَّد ابْن بدير وَعبد الله النَّاشِرِيّ بل قَرَأَ الْفِقْه على مُحَمَّد بن حُسَيْن القماط قَاضِي عدن الْآن وَالْقَاضِي عبد الرَّحْمَن بن الطّيب النَّاشِرِيّ وَبِه انْتفع والفرائض على أَخِيه الْجمال مُحَمَّد الْمَعْرُوف وعَلى بن إِبْرَاهِيم الزَّيْلَعِيّ وبرع فيهمَا وَفِي الْقرَاءَات، وَمِمَّنْ

أجَازه بالقراءات على بن عبد الله الشَّرْعِيّ الْمُقْرِئ وانتفع بِهِ فِي ذَلِك، وَولي التدريس بأماكن فِي زبيدة كالياقوتية والسابقية والمحالبية والمنصورية الَّتِي لصَاحب الْيمن عبد الْوَهَّاب، وَهُوَ الْآن فِي الْأَحْيَاء أحد المدرسين فِي الْفِقْه وَغَيره. مُحَمَّد بن اسماعيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف الشَّمْس الونائي بِفَتْح الْوَاو وَالنُّون وبالقصر نِسْبَة لقرية بصعيد مصر الْأَدْنَى ثمَّ الْقَرَافِيّ القاهري الشَّافِعِي الْآتِي وَلَده الْبَدْر مُحَمَّد وَيعرف بالونائي. ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فِي بساتين الْوَزير من ضواحي الْقَاهِرَة بِنَاحِيَة القرافة عِنْد خَاله الْفَخر الونائي وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والشاطبية وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن ملك وَالتَّلْخِيص والشمسية وَغَيرهَا، وَعرض على الأنباسي وَابْن الملقن والعراقي والكمال الدَّمِيرِيّ والتقي الزبيرِي وأجازوا لَهُ، وَبحث فِي علم الْقرَاءَات على الشَّمْس القليوبي شيخ خانقاة سرياقوس، وَعنهُ وَعَن الصَّدْر السويفي والشمسين الزَّرْكَشِيّ والبرماوي أَخذ الْفِقْه واستدت عنايته بملازمة الْأَخير حَتَّى أَخذ عَنهُ الْكثير من الْفِقْه وَأَصله والعربية وَغَيرهَا بل كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَأخذ النَّحْو أَيْضا عَن السراج الدموشي والبدر الدماميني سمع عَلَيْهِ بحث الْغنى وَالشَّمْس العجيمي سبط ابْن هِشَام وانتفع بِهِ فِيهَا بل وَفِي كثير من الْأُصُول والمعقولات والمنطق وَعَن القطب الْبَعْض من ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَمن حَاشِيَته على الْمطَالع وَحضر أَيْضا دروس النظام الصيرامي فِي فنون وَالْجمال المارداني فِي أَشْيَاء ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة طَويلا حَتَّى أَخذ عَنهُ غَالب مَا كَانَ يقْرَأ عِنْده كالفقه والأصلين والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَكَذَا لما قدم الْعَلَاء البُخَارِيّ الْقَاهِرَة لم يَنْفَكّ عَنهُ بِحَيْثُ أَخذ عَنهُ الْمُخْتَصر والحاشيتين وَجُمْلَة، ملما توجه لدمياط سَافر لإليه وَقَرَأَ على الْبِسَاطِيّ أَشْيَاء وَأكْثر من التَّرَدُّد لشَيْخِنَا والأستفادة مِنْهُ حَتَّى أنني رَأَيْت بِخَطِّهِ وأروي الْكتب السِّتَّة عَن شَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة حَافظ الْعَصْر فلَان، بل سمع على الْجلَال البُلْقِينِيّ) وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيْخه البرقاوي وَآخَرين وجد حَتَّى تقدم فِي الْفُنُون وتنزل بِبَعْض الْجِهَات طَالبا ثمَّ مدرسا بالتنكزية بالقرافة بعد تكسبه بِالشَّهَادَةِ كأبيه فِي حَانُوت بِبَاب القرافة وَلكنه أعرض عَنْهَا وتصدى للأشغال والإفادة مَعَ التقلل من الدُّنْيَا والتقنع الْيَسِير من التِّجَارَة وَعدم الِالْتِفَات لما يشْغلهُ عَن ذَلِك من الْوَظَائِف وَغَيرهَا والتقلل من صُحْبَة الْأَعْيَان حَتَّى صَار أحد من يشار إِلَيْهِ بِالْعلمِ وَالْعَمَل وانتفع بِهِ الأمائل واستتابه الشهَاب بن المحمرة فِي تدريس الْفِقْه بالشيخونية حِين توجه

للصلاحية فِي بَيت الْقُدس ثمَّ اسْتَقل بِهِ بعد مَوته وَبعد بِيَسِير خطبه الظَّاهِر جقمق لسابق معرفَة بِهِ من مجْلِس الْعَلَاء البُخَارِيّ لقَضَاء دمشق فَأجَاب بعد شدَّة تَمنعهُ واختفائه وَكتب فِي توقيعه مَا كَانَ فِي توقيع الْبُرْهَان بن جمَاعَة وجهز بِجَمِيعِ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من مركوب وملبوس وَغَيرهمَا، وسافر فِي إِحْدَى الجماديين سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَسَار فِيهِ أحسن سيرة وَلكنه صرف لشكوى نائبها مِنْهُ عَن قرب وَتوجه لِلْحَجِّ ثمَّ رَجَعَ مِنْهُ إِلَى الْقَاهِرَة أول الَّتِي تَلِيهَا وَلم يلبث أَن عين لقَضَاء مصر فِي ثَانِي صفرها فَمَا تمّ بل عَاد لدمشق على قَضَائهَا أَيْضا بعد تمنع وتعلل وَاشْتِرَاط مِنْهُ لإعادة مَا أخرج عَن القَاضِي من الْوَظَائِف فَأُجِيب، وسافر فِي ذِي الْقعدَة مِنْهَا فَلَزِمَ طَرِيقَته فِي تحري الْعدْل إِلَى أَن قدم الْقَاهِرَة فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَهُوَ على قضائة ثمَّ استعفى مِنْهُ بعد يسير إِلَى أَن اسْتَقر فِي تدريس الصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وتصدى من حِين قدومه على عَادَته للإقراء فازدحم عَلَيْهِ الْأَعْيَان وأقرأ فِي الرَّوْضَة من موضِعين فِي مجْلِس حافل وَغير ذَلِك حَتَّى أَنه أَقرَأ شرح جَمِيع الْجَوَامِع للمحلي، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع صفر من الَّتِي تَلِيهَا وَصلى عَلَيْهِ رَفِيقه القاياتي قَاضِي الشَّافِعِيَّة حِينَئِذٍ بِجَامِع المارداني وَدفن بالتنكزية الْمَذْكُورَة، وَكَانَ أماما عَلامَة فَقِيها أصوليا نحويا قوي الحافظة سِيمَا لفروع الْمَذْهَب مَا سَمِعت فِي تَقْرِير الْفِقْه أفْصح مِنْهُ وَلَا أطلق عبارَة، شهما عالي الهمة غزير الْمُرُوءَة متين الدّيانَة مَعْرُوفا بالصيانة وَالْأَمَانَة ذَا أبهة وشكالة وتودد وحرص على الْعِبَادَة والتهجد، ومحاسنه جمة، وَأخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد أُخْرَى وَهُوَ أحد الْأَئِمَّة الَّذين أَحْيَا الله بهم الْعلم قَالَ أَبُو البركات الغراقي: لما توجه شَيخنَا الْبرمَاوِيّ لدمشق قلت لَهُ ياسيدي لمن تتركنا فَقَالَ الزم فلَانا وَأَشَارَ إِلَيْهِ فانه عَالم صَالح: وَقد تَرْجَمته فِي المعجم والوفيات وَغَيرهمَا وترجمة الْعَيْنِيّ بِمَا يعجب مِنْهُ والمقريزي وَآخَرُونَ. وَقَالَ بعض) الشاميين أَنه بَاشر بعفة وَحرمه وصرامة وَشدَّة بَأْس على الظلمَة وشبههم لَكِن مَعَ عدم دربة بالأمور وَقلة دُخُول فِي الْأَحْكَام بل إِذا رفعت لَهُ قَضِيَّة عقدهَا مَا أمكنه ثمَّ لَا يعْمل فِيهَا شَيْئا، ونقم عَلَيْهِ أَنه لما عَاد الْمرة الثَّانِيَة قبض معاليم الأنظار والتداريس مُدَّة غيبته وَهِي طَوِيلَة، ودرس فِي الغزالية والعادلية والبادرائية وَدَار الحَدِيث الاشرفية وَلم يقتف أثر من قبله فِي أَيَّام التدريس وَكتب محضرا فِي الْحِمصِي بِسَبَب مغل. التمسه البيمارستان المنصوري. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الطنبغا نَاصِر الدّين الدمرداشي الْحَنَفِيّ.

مِمَّا أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسْلَان التَّاج أَبُو عبد الله بن الْعِمَاد الْحَنْبَلِيّ أَخُو عَليّ الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن بردس. ولد فِي ثامن عشرَة جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ببعلبك وَسمع من أَبِيه بل أسمعهُ الْكثير من ابْن الخباز كصحيح مُسلم وَالشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي وجزء ابْن عَرَفَة. وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه إِنَّه تفرد بِالسَّمَاعِ مِنْهُ وَسمع أَيْضا مُسْند أَحْمد بكمالة على الْبَدْر مُحَمَّد بن يحيى بن عُثْمَان بن الشقيراء وسيرة ابْن اسحق عَليّ أبي طَالب عبد الْكَرِيم بن المخلص ويوسف بن الحبال وَكَذَا سمع الْكثير على الْبَدْر أبي الْعَبَّاس بن الجوخي وَأحمد بن عبد الْكَرِيم البعلي وَعبد الله بن مُحَمَّد بن الْقيم ومحمود المنيجي وَابْن أميلة وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ العرضي والبيساني وَابْن نباتة وَالصَّلَاح العلائي والصفدي وَمُحَمّد بن أبي بكر السوقي وَغَيرهم، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ ابْن مُوسَى الْحَافِظ والأبي وانتفع بِهِ الرحالة، وَكَانَ بارعا فِي الْمَذْهَب محبا لنشر الْعلم وَالرِّوَايَة طلق الْوَجْه حسن الْمُلْتَقى كثير البشاشة مَعَ الدّين وَالْعِبَادَة وملازمة الاوراد والصلابة فِي الدّين. وَله نظم وتأليف فِي صَدَقَة الْبر. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاثِينَ ذكره شَيخنَا فِي إنبائه ومعجمه وَقَالَ: أجَاز لي من بعلبك غيرَة مرّة. وَابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَآخَرُونَ وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي فِي موضِعين. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ابْن مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس القلهاتي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد مَحْمُود زَائِد. يَأْتِي فِيهِ. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن هَانِئ نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله بن سري الدّين أبي الْوَلِيد بن البندر اللَّخْمِيّ الغرناطى الْمَالِكِي. ولد سنة نَيف وَأَرْبَعين) واشتغل قَلِيلا، وناب عَن أَبِيه فِي قَضَاء الشَّام فعيب أَبوهُ بذلك لسوء سيرته ثمَّ إِنَّه اسْتَقل بعده بِقَضَاء حما ثمَّ حلب فِي سنة سِتّ وَسبعين عوض الْبُرْهَان التاذلي ثمَّ رَجَعَ إِلَى حماة وطرابلس وَكَذَا إِلَى حلب وَغَيرهَا مرَارًا، ثمَّ ولاه نوروز قَضَاء دمشق فِي سنة سِتّ عشرَة فَسَاءَتْ سيرته جدا ثمَّ صرفه الْمُؤَيد إِلَى قَضَاء طرابلس فِي السّنة الَّتِي بعْدهَا فاستمر فِيهَا عدَّة سِنِين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَابْن خطيب الناصرية فِي تَارِيخ حلب وَقَالَ كَانَ ظريفا كَرِيمًا مسنا جوادا حسن الْأَخْلَاق كتبت عَنهُ بطرابلس لما وليت قضاءها وَكَانَ هُوَ قَاضِي الْمَالِكِيَّة بهَا. وَمَات بهَا فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَعشْرين. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد أَبُو الرِّضَا الْمصْرِيّ ثمَّ الطرابلسي الشَّافِعِي

مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي. مِمَّن سمع منى مَكَّة. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الشَّمْس بن الْعِمَاد الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف أَبوهُ بِابْن السيوفي ثمَّ هُوَ بِابْن خطيب جَامع السَّقِيفَة مفتي الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق ووالد الصَّدْر مُحَمَّد. مِمَّن سمع فِي سنة تسع وَخمسين مَعَ أَبِيه وَهُوَ صَغِير مَعنا على بعض الشُّيُوخ وَحفظ الْمِنْهَاج وَغَيره واشتغل عِنْد الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة والزين خطاب والنجم بن قَاضِي عجلون، وتميز فِي الْفِقْه مَعَ مُشَاركَة فِي غَيره وَتوجه للتصوف وسلوك الدّيانَة والإنجماع عَن الْوَظَائِف وتصدي للتدريس والافتاءوصاهر ابْن النابلسي على ابْنَته واستولدها وَقدم الْقَاهِرَة، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس. وَرَأَيْت ابْن عيد وَصفه فِي عرض وَلَده نجم الدّين فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة القَاضِي صدر الْعلمَاء والمدرسين عين البلغاء المعتبرين نخبة الْفُقَهَاء المتبحرين وبلغنا وَفَاته فِي سنة سبع وَتِسْعين وَأَنَّهَا فِي صفرها. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مَحْمُود الرُّكْن الخوافي سبط شَارِح اللّبَاب. ولد فِي خَامِس ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وَأخذ عَنهُ الطاووسي شرح الْمُخْتَصر لَهُ والمواقف للايجي، وَقَالَ كَانَ رَأْسا فِي سَائِر الْعُلُوم محققا لطيف الطَّبْع مِمَّن أَخذ عَنهُ بِمَكَّة وزبيد الْجلَال عبد الْوَاحِد المرشدي النَّحْو وَالْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان وَكتب بِهِ إجَازَة بليغة بِخَط حسن فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة. وَمَات بهراة يَوْم الْأَحَد ثامن عشرَة شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي يزِيد الْيَمَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ. ولد بهَا فِي سنة خمس) وَسبعين. مِمَّن سمع مني دراية وَرِوَايَة بل قَرَأَ على الشَّمَائِل بِمَكَّة وبالروضة النَّبَوِيَّة أَيْضا وَغير ذَلِك، وَهُوَ متميز فَاضل ملازم دروس القَاضِي كأبيه. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن عُثْمَان الشَّمْس الْحلَبِي الْمقري النَّاسِخ نزيل مَكَّة ووالد مُحَمَّد الْآتِي. كتب بِخَطِّهِ أَنه لما بلغ سبع عشرَة سنة حببه الله فِي كِتَابه الْقُرْآن ووفقه لَهُ وَأَنه حفظ كتبا وعرضها واشتغل بعلوم وبكتابة الْمَنْسُوب على غير وَاحِد وَكَذَا بالقراءات السَّبع بحلب وَغَيرهَا فَكَانَ من شُيُوخه فِي الْقرَاءَات الشَّمْس الأربلي فِي بَلَده وَهُوَ أَوَّلهمْ والعسقلاني وَعنهُ أَخذ الشاطبية وَهُوَ آخِرهم والأمين ابْن السلار وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن اللبان بل كتب بِخَطِّهِ أَنه قَرَأَ بِالْعشرَةِ وَكَانَت لَهُ بهَا مَوضِع وَيكْتب من آخر وقارئ وَيقْرَأ عَلَيْهِ من آخر فِي آن ويصيب فِي ذَلِك تِلَاوَة

وَكِتَابَة وردا لَا يفوتهُ شئ فِي الردمع جودة الْكِتَابَة وسرعتها، وَقد كتب بِخَطِّهِ كثيرا وبلغنا أَنه قَالَ: كتبت مُصحفا على الرَّسْم العثماني فِي ثَمَانِيَة عشر يَوْمًا بلياليها فِي الْجَامِع الْأَزْهَر سنة خمس وَسِتِّينَ، وَأَنه قَالَ فِي آخر سنة ثَلَاث عشرَة أَنه نسح مائَة وَأَرْبَعَة وَثَمَانِينَ مَا بَين مصحف وربعة جَمِيع ذَلِك من صَدره على الرَّسْم العثماني بل أَكثر من الرّبع مِنْهُ بالقراءات السَّبع وعدة عُلُوم كتب لبَيَان اصْطِلَاحه فِيهَا فِي كل مصحف ديباجة فِي عدَّة أوراق وَأَنه كتب مَا يزِيد على خَمْسمِائَة نُسْخَة بالبردة غالبها مخمس، وَقد جاور بالحرمين مُدَّة سِنِين وَأقَام بِمَكَّة نَحْو خمس عشرَة سنة وسافر مِنْهَا إِلَى الْيمن فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة ثمَّ عَاد لمَكَّة فَلم يزل بهَا حَتَّى مَاتَ. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: كَانَ دينا خيرا يتعانى نسخ الْمَصَاحِف مَعَ الْمعرفَة بالقراءات أَخذ عَن أَمِين الدّين بن السلار وَغَيره وأقرأ النَّاس وانتفعوا بِهِ وجاور بالحرمين نَحْو عشر سِنِين وَدخل الْيمن فَأكْرمه ملكهَا وَكَانَ قد بلغ الْغَايَة فِي حفظ الْقُرْآن بِحَيْثُ أَنه يَتْلُو مَا شَاءَ مِنْهُ وَيسمع فِي مَوضِع آخر وَيكْتب فِي آخر من غير غلط شوهد ذَلِك مِنْهُ مرَارًا. مَاتَ وَقد جَازَ السّبْعين فِي ربيع الآخر سنة أَربع عشرَة وَدفن بالمعلاة. وَهُوَ عَم الشّرف أبي بكر الْموقع الْمَعْرُوف بِابْن العجمي، وَذكره فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وَكَذَا المقريزي فِي عقوده وترجمته فِي الْمَدَنِيين. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل تَاج الدّين بن الْعِمَاد البطرني المغربي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْمَالِكِي. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: كَانَ فِي خدمَة القَاضِي علم الدّين القفصي بل عمل نقيبة ثمَّ بعد مَوته) ولي قَضَاء طرابلس ثمَّ رَجَعَ وناب عَن الْمَالِكِي. وَكَانَ عفيفا فِي مُبَاشَرَته يستحضر طرفا من الْفِقْه. مَاتَ بالطاعون فِي صفر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ركن الدّين الخوافي. مضى فِيمَن جده مَحْمُود قَرِيبا. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الشَّمْس الأثروني ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي. ولد بقرية الأثرون من عمل الشغر وارتحل لحلب فَنزل بهَا عِنْد الشّرف أبي بكر الحيشي بدار الْقُرْآن العشائرية ولازمه، وَأخذ الْفِقْه وأصوله عَن عبد الْملك البابي ثمَّ عَن مُحَمَّد الغزولي، وَأَجَازَ لَهُ شَيخنَا وَغَيره، وناب عَن القَاضِي ابْن الخازوق الْحَنْبَلِيّ فِي الْإِمَامَة بمقصورة الْحَنَابِلَة من الْجَامِع الْكَبِير بحلب ثمَّ اسْتَقل بهَا مَعَ قِرَاءَة الحَدِيث بالجامع وملازمة الإقراء بِالدَّار الْمشَار إِلَيْهَا للمنهاجين والكافية إِلَى سنة أَربع وَسِتِّينَ فتأهل بابنة الشهَاب الانطاكي عين عدُول حلب وانتقل حِينَئِذٍ عَنْهَا وَاسْتقر إِمَامًا عِنْد الشَّيْخ صَالح عبد الْكَرِيم بمدرسته إِلَى أَن مَاتَ فِي أَوَائِل رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ، وَكَانَ كثير التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة كَارِهًا للغيبة لَا يُمكن جليسه مِنْهَا رَحمَه الله

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الشَّمْس الحسني القاهري نزيل تربة سعيد السُّعَدَاء بل تربَتهَا وَأحد صوفية الخانقاة مِمَّن سمع بِقِرَاءَتِي بالقرا سنقرية الشَّمَائِل وَغَيرهَا. مَاتَ عَن أَزِيد من ثَمَانِينَ سنة فِيمَا قبل فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَيذكر باعتقاد ابْن عَرَبِيّ وبإدخاله غير الصُّوفِيَّة فِي التربة طَمَعا فِي مَا يصل إِلَيْهِ عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْمَدْعُو بِكَمَال الخوافي. كَذَا فِي مُعْجم التقي بن فَهد مُجَردا وَقد تقدم قبل بِاثْنَيْنِ ركن الدّين الخوافي وَلَكِن الظَّاهِرِيَّة أَنه غَيره. مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أَبُو الْفَتْح الْأَزْهَرِي. فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل. مُحَمَّد بن اسنبغا نَاصِر الدّين الكلبكي نزيل الحسينية. مِمَّن سمع عَليّ بِالْقَاهِرَةِ. مُحَمَّد بن البغا نَاصِر الدّين ثَانِي حجاب حلب. كَانَ مشكور السِّيرَة مَعَ ثروة ونعمة حَادِثَة. مَاتَ فِي يَوْم السبت سَابِع عشرَة رَمَضَان سنة خمس وَخمسين بِالْقَاهِرَةِ غَرِيبا عَن وَطنه وَعِيَاله. مُحَمَّد بن الجيبغا نظام الدّين أَبُو الْيُسْر وَأَبُو الْمَعَالِي الناصري الْحَنَفِيّ ويختصر فَيُقَال لَهُ نظام. كَانَ أَبوهُ كَمَا أخبر من أُمَرَاء الدولة الناصرية فولد لَهُ وَقت صَلَاة الْجُمُعَة حادي عشرَة شعْبَان سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَلم يلبث أَبُو أَن ذبحه النَّاصِر لَا لذنب فِي رمضانها) مَعَ جملَة المذبوحين فَنَشَأَ يَتِيما فِي كَفَالَة زوج أُخْته أركماس اليشبكي الطَّوِيل فحفظ الْقُرْآن والقدوري واللب، ولازم الْبَدْر حسن الْقُدسِي سيخ السيخونية فَأخذ عَنهُ واختص بخدمته ثمَّ لَازم ابْن قديد فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكَانَ مِمَّا أَخذه عَنهُ من كتب النَّحْو شرح الحاجبة للسَّيِّد الرُّكْن الْمُسَمّى بالوافية بقرَاءَته والتوضيح لِابْنِ هِشَام مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع وَقطعَة من شرح الألفية لِابْنِ المُصَنّف وَجَمِيع متن اللب وَشَرحه لنقركار وَمن غَيره جَمِيع الرسَالَة الشمسية فِي الْمنطق للكاتبي وَشَرحهَا للتفتازاني وَقَرَأَ الْبَعْض من توضيح التَّنْقِيح لصدر الشَّرِيعَة وَمن توضيح التَّلْوِيح للتفتازاني عَليّ مُحَمَّد بن بهاو الخوافي السَّمرقَنْدِي وَجَمِيع شرح المنارللكاكي عَليّ ابْن الْهمام، وَكَذَا قَرَأَ على الشمني وَأخذ الْفِقْه والأصلين وَغَيرهمَا عَن الْأمين الأقصرائي وَالْفِقْه وَالتَّفْسِير عَن سعد الدّين بن الديري بل سمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ، وَلم يقْتَصر على أَئِمَّة مذْهبه بل قَرَأَ على الْبِسَاطِيّ ملازاده فِي الْحِكْمَة وَسمع عَلَيْهِ إِلَى الْقيَاس من الْعَضُد وَإِلَى مبادئ اللُّغَة من الْحَاشِيَة وَأخذ عَن القاياتي وَآخَرين وَأَنه قَرَأَ على شَيخنَا والمحب بن نصر الله الصَّحِيح وَسمع بعضه على ابْن عمار والتلواني وَابْن خطيب الناصرية وَمُسلمًا عَليّ الزين الزَّرْكَشِيّ، وَأَجَازَ لَهُ الرِّوَايَة المقريزي وناصر الدّين الفاقوسي والبساطي

وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء بِخَط ابْن فَهد مؤرخ بسابع ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ خلق، وتميز فِي الْعَرَبيَّة وأشير إِلَيْهِ بالبراعة فِيهَا وشارك فِي الْمنطق والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا من الْفَضَائِل واذن لَهُ غير وَاحِد من شُيُوخه واختص بِابْن الظَّاهِر جقمق وقتا، وتصدر للإقراء فَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وَحدث بالصحيحين وَغَيرهمَا، وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بالجامع الطولوني عوضا عَن الظهير الطرابلسي وبالحسنية برغبة الشَّمْس الرَّازِيّ وَرُبمَا أفتى وَهُوَ مِمَّن كتب فِي كائنة ابْن الفارض وَفِي مَسْأَلَة إِرْضَاع وَنقل فِيهَا عَن شيخة ابْن الْهمام، وَأكْثر من زِيَارَة قُبُور الصَّالِحين ودام على ذَلِك سِنِين، وَلما رأى من هُوَ دونه ترقى لما كَانَ الظَّن تعينه لَهُ سِيمَا حِين أعْطى تنبك قرا الدوادار الثَّانِي مشيخة الجانبكية بعد الْأمين الأقصرائي لمن هُوَ من أصاغر طلبته مَعَ كَونه مِمَّن كَانَ يتَرَدَّد للأمير ليقْرَأ عِنْده إنجمع بِالْكُلِّيَّةِ إِلَّا نَادرا وقنع برزقه من أقطاع وَغَيره لم يقصر عَن الطّلبَة وَنَحْوهم بِالْإِطْعَامِ وَنَحْوه بل رُبمَا يحصل مِنْهُ المدد للغرباء وَالْغَالِب عَلَيْهِ الصفاء مَعَ الْبَهَاء والحرص على الْخَيْر وَسُرْعَة الْحَرَكَة الَّتِي تُؤدِّي إِلَى نوع خفَّة وَعدم التَّحَرِّي فِي الْمقَال وَلذَا لَا تركن) النَّفس لكثير من كَلَامه، وَقد حج فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَأُصِيب قبل ذَلِك بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ من لفح بغلة الولوي البُلْقِينِيّ عِنْد بَاب الجمالية وَيُقَال أَنه كَانَ أجْرى ذكر بعض الْأَئِمَّة بمالا يرتضى فَكَانَ ذَلِك كَرَامَة لذاك الإِمَام. وَبَلغنِي أَنه كتب حَاشِيَة على التَّوْضِيح وَأُخْرَى على الْجَار بردي وَغير ذَلِك، وَلم يزل مُتَوَجها للإقراء مَعَ الإنجماع إِلَى أَن مَاتَ فِي سادس عشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بعد توعك يسير وَدفن بتربة تجاه تربة أزبك الخارندار رَحمَه الله وإيانا وَاسْتقر فِي تدريس جَامع طولون عَلَاء الدّين ابْن الجندي الْمحلي نقيب الشَّافِعِي وَفِي الحسنية الشهَاب بن اسماعيل وَكِلَاهُمَا من جماعته وَقد كتبت فِي الشَّهَادَة عَلَيْهِ بِالْإِذْنِ لثانيهما خطْبَة افتتحها بِالْحَمْد لله الَّذِي جعل حَيَاة الْعلم فِي نظام الدّين وَفضل الْعلمَاء بِالِاجْتِهَادِ فِي الْإِيضَاح والتبيين مَعَ الْإِخْلَاص والتوجه لنفع الْمُوَحِّدين، ثمَّ قلت وَبعد فقد تشرفت بِحُضُور الدَّرْس الْأَخير من الشَّرْح الْمشَار إِلَيْهِ الْمعول فِي إزاحة مَا يشكل من الْفَنّ عَلَيْهِ عِنْد سيدنَا ومولانا وعالمنا وأولانا الشيخي الإمامي الهمامي العلامي الفهامي الْمُحَقق المدققي شيخ الْمَذْهَب الْحَنَفِيّ ومبرز الملبس الْخَفي بل شيخ الْإِسْلَام أوحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام فَارس فنون اللُّغَة الْعَرَبيَّة الَّتِي هِيَ تَاج الْعُلُوم الآلية وحارس القوانين الْأُصُولِيَّة والفروعية من انتشرت تلامذته فِي جلّ الْبِلَاد واشتهرت سيادته بانقطاعه عَن ذَوي المناصب من العناد نظام الدُّنْيَا وَالدّين وزمام الفرسان فِي الميادين وَاضع خطة أَعلَى هَذِه

السطور وجامع المحاسن الَّتِي بهَا مَذْكُور بِقِرَاءَة سيدنَا الشَّيْخ الإِمَام ذِي المحاسن الوافرة الْأَقْسَام الْفَاضِل الْكَامِل الْعَالم الْعَامِل الأوحد الْعَلامَة الْمُحدث البسامة صدر المدرسين مفتي الْمُسلمين أقضى الْقُضَاة المعتبرين الشهابي الْمعِين فِيهِ من لَهُ الوجاهة والتوجيه والتأصيل والتفريع والبحث الْجيد والفهم السَّرِيع أبقاه الله بَقَاء جميلا ووقاه فِي طول حَيَاته ببلوغ قَصده أملا وتأميلا. مُحَمَّد بن الطنبغا الشَّمْس الجندي الْمَالِكِي. مِمَّن سمع على شَيخنَا. مُحَمَّد بن الطنبغا نَاصِر الدّين الْقرشِي الْأَمِير الْكَبِير وَالِده. كَانَ شَابًّا حسنا شهما شجاعا. مَاتَ مسلولا وَيُقَال إِنَّه سقِِي السم وأسف عَلَيْهِ أَبوهُ جدا. أرخه شَيخنَا من سنة ثَلَاث وَعشْرين من أنبائه وَالصَّوَاب أَنه مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس عَاشر رَجَب من الَّتِي قبلهَا كَمَا أرخه الْعَيْنِيّ وَقَالَ إِنَّه دفن عِنْد تربة بكتمر الساقي بالقرافة. قَالَ وَكَانَ أحد الطبلخاناة بِمصْر شَابًّا طريا خصيصا بالمؤيد وَلذَا كَانَ الْقَائِم بمهم تَزْوِيجه وَيُقَال أَنه غرم عَلَيْهِ قَرِيبا من) عشرَة آلَاف دِينَار. مُحَمَّد بن الطنبغا التمرازي. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين. مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين الطنبغادوادار سودون المارداني. مِمَّن كَانَ يتعانى التِّجَارَة مَعَ عقل وتؤدة وبروستر اشْترى رزقة بأراضي الْمحلة ووقفها على ابْنَته فَاطِمَة الَّتِي تزوج أمهَا ستيتة ابْنة الْكَمَال بن شيرين وَمَات تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين شَابًّا. مُحَمَّد بن أَمِير حَاج بن أَحْمد بن آل ملك نَاصِر الدّين القاهري وَيعرف بقوزي بِضَم الْقَاف وَبعد الْوَاو زَاي مَكْسُورَة. من بَيت إمرة وَخير فجده الْحَاج سيف الدّين كَانَ نَائِب السلطنة بالديار المصرية لَهُ مآثر كالجامع بالحسينية والمدرسة الْمُجَاورَة للدَّار الْحَسَنَة اللَّتَيْنِ بِقرب المشهد الْحُسَيْنِي بِالْقَاهِرَةِ وتنقل بعده وَلَده فِي النيابات بغزة وَغَيرهَا ثمَّ طرح الإمرة وَلبس زِيّ الْفُقَرَاء وَصَارَ يمشي فِي الطرقات وَيكثر الْحَج والمجاورة، كَانَ مولد صَاحب التَّرْجَمَة تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا، وَسمع فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَتِسْعين الْخَتْم من الصَّحِيح على الصّلاح الزفتاوي وَابْن الشيخة والأنباسي والمراغي والحلاوي والسويداوي وَحفظ الْقُرْآن، وَحدث سَمِعت عَلَيْهِ. وَكَانَ خيرا يتَكَلَّم على أوقاف جده، مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بِبَاب النَّصْر وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أَمِير حَاج الْمُؤَقت. هُوَ ابْن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ. مُحَمَّد بن القَاضِي أَمِين الدّين أَمِين بن أَمِير اسليم بن مُحَمَّد بن زَائِد بن

مَحْمُود الحصاري السَّمرقَنْدِي الشَّافِعِي رَفِيق فضل الله الْمَاضِي وَيعرف بِصُحْبَة الشَّيْخ سُلْطَان. مِمَّن سمع بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ خيرا. مُحَمَّد بن أنس بن أبي بكر بن يُوسُف نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله الطنتدائي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ إِنَّه كَانَ عَارِفًا بالفرائض أقرأها لجَماعَة وانتفعوا بِهِ مَعَ كَثْرَة الدّيانَة وَحسن السمت والمحبة فِي الحَدِيث بِحَيْثُ كتب مِنْهُ الْكثير وَسمع من نَاصِر الدّين الحراوي وَغَيره. وَمَات فِي سنة تسع وَلم يكمل الْأَرْبَعين. وَقَالَ غَيره أَنه مَاتَ فِي ربيع الآخر وَإنَّهُ كَانَ بارعا فَقِيها نحويا أصوليا عَارِفًا بالفرائض والحساب تصدر للإقراء سِنِين مَعَ الدّيانَة والصيانة ومداومة خدمَة الْعلم. قلت وَكَانَ إِمَام الْمجْلس بالخانقاة البيبرسية، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ بلدية الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الطنتدائي وَأَظنهُ تلقى الْإِمَامَة عَنهُ فقد كَانَت لَهُ) بِهِ عناية بِحَيْثُ انه حنفه بعد أَن كَانَ كأخيه شافعيا وَأخذ عَنهُ الْفِقْه والفرائض والحساب وَكَذَا أَخذ عَنهُ الْفَرَائِض والحساب الْجلَال الْمحلي مُحَقّق الْوَقْت لكَونه كَانَ من صوفية البيبرسية. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَنه برع فِي الْفِقْه والفرائض والحساب والعربية وتصدى للأشغال سِنِين مَعَ الدّيانَة والصياغة والإنجماع عَن النَّاس والإقبال على مَا هُوَ بصدده، صحبته سِنِين وَنعم الرجل رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أوحد اسْتَقر فِي مشيخة الخانقاة الناصرية بسرياقوس بعد موت الشَّمْس القليوبي فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَكَانَ نَائِبه فِي حَيَاته فدام فِي المشيخة إِلَى أَوَائِل سنة خمس عشرَة فَرغب عَنْهَا للمحب الْأَشْقَر. وَمَات فِي. مُحَمَّد بن الْأَشْرَف إينال العلائي نَاصِر الدّين شَقِيق الْمُؤَيد أَحْمد الْمَاضِي. مَاتَ باسكندرية فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ عَن نَحْو سبع عشرَة سنة وحملت رمته إِلَى الْقَاهِرَة فَدفن فِي تربة وَالِده بالفسقية المدفون بهَا. مُحَمَّد بن إينال. فِي ابْن عَليّ بن إينال. مُحَمَّد بن أَيُّوب بن سعيد بن علوي الحسباني الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. ولد سنة بضع وَسبعين وَحفظ الْقُرْآن وَالْمُحَرر لِابْنِ عبد الْهَادِي والمنهاج وَغَيرهمَا وتفقه بالشهاب الزُّهْرِيّ والشريشي والصرخدي وَغَيرهم ولازم الملكاوي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ أَكثر الْمِنْهَاج وَمهر فِي الْفِقْه والْحَدِيث، وَجلسَ للأشغال بالجامع وانتفع بِهِ الطّلبَة، وَكَانَ قَلِيل الْغَيْبَة والحسد بل حلف أَنه مَا حسد أحدا. مَاتَ مطعونا فِي ربيع الآخر سنة تسع عشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن أَيُّوب بن عبد الْقَادِر بن أبي البركات بن أبي الْفَتْح الْبَدْر الْحَنَفِيّ.

ذكره شَيخنَا فِي سنة خمس من إنبائه وبيض لَهُ وَلَيْسَ هُوَ من شَرطه فوفاته إِنَّمَا هِيَ فِي سنة خمس وَسَبْعمائة لَا ثَمَانمِائَة وجده عبد القاهر لَا عبد الْقَادِر. مُحَمَّد بن بَحر اليمني أحد من يتسبب بشيئ يسير من جدة إِلَى مَكَّة وَكَانَ مَشْهُورا بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح يقْصد بِالدُّعَاءِ لطلب الْأَوْلَاد فَيحصل. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين وَدفن بِقرب تربة عمر الْأَعرَابِي رحمهمَا الله. مُحَمَّد بن بخْتِي بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُوسَى الستوسي قَبيلَة التلمساني الأَصْل التّونسِيّ) الْمَالِكِي. ولد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تقربيا بتونس وَأخذ الْفِقْه عَن أَحْمد النخلي وَإِبْرَاهِيم الأخضري وقاضي الْجَمَاعَة مُحَمَّد القلشاني وَأحمد بن حلولو وَعَن الْأَوَّلين أَخذ الْأَصْلَيْنِ والمنطق وَعَن الأول وَمُحَمّد الرصاع وَغَيرهمَا الْمعَانِي وَالْبَيَان وَعَن الثَّالِث التَّقْرِيب فِي عُلُوم الحَدِيث للنووي وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الأحمدين السلاوي والمنستيري والفرائض والحساب عَن أَحْمد الهواري وَجمع الْقرَاءَات السَّبع ثمَّ ضم إِلَيْهَا قِرَاءَة يَعْقُوب على إِبْرَاهِيم زعبوب وَأحمد بن الْحَاجة وَمُحَمّد بن العجمي، وَحج فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَرجع إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ولقيه البقاعي وَقَالَ إِنَّه من أهل الْفضل التَّام والتفنن والذكاء والتصور الْحسن فَالله أعلم. مُحَمَّد بن بخشيش بن أَحْمد نَاصِر الدّين الجندي. مَاتَ بِمَكَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن بدل بن مُحَمَّد الشَّمْس بن الْبَدْر الأردبيلي التبريزي الشَّافِعِي. حفظ الْقُرْآن والشاطبية والمصابيح لِلْبَغوِيِّ وَالْحَاوِي الصَّغِير والمنهاج والطوالع كِلَاهُمَا للبيضاوي وَالتَّلْخِيص وَشَرحه الْمُخْتَصر، وعرضها على جمَاعَة كشيخنا فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة جَيِّدَة من أول البُخَارِيّ وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل الْحفظَة الْكَامِل الْعَالم الباهر الماهر مفخر أهل مصره وغرة نُجُوم عصره وَقَالَ أَعَانَهُ الله على الإنتفاع بِمَا حفظه وأوزعه شكر نعْمَته لما أودعهُ واستحفظه. مُحَمَّد بن بريد بن شكر الحسني الْمَكِّيّ الْقَائِد. قتل فِي صَبِيحَة الْخَمِيس سَابِع الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين بِقرب مَسْجِد الْفَتْح من بطن مر، فتك بِهِ صَاحب مَكَّة الْجمال مُحَمَّد بن بَرَكَات مَعَ خَال المترجم أَحْمد بن قفيف فِي آن وَاحِد وحملا فِي بَقِيَّة يومهما إِلَى مَكَّة فدفنا لَيْلَة الْجُمُعَة بالمعلاة بتربة جده شكر وأسف النَّاس عَلَيْهِ. مُحَمَّد بن بردبك الأشرفي إينال سبط الْأَشْرَف الْمشَار إِلَيْهِ أمه بدرية. كَانَ مِمَّن يعتني بمطالعة التَّارِيخ وَله غرباء يَجْتَمعُونَ بِهِ، وَفَارق زَوجته ابْنة دولات باي المؤيدي بعد مخاصمة ومناكدة وَكَانَت رغبتها فِي فِرَاقه أَكثر. مَاتَ فَجْأَة فِي أول جُمَادَى الولى سنة ثَمَان وَتِسْعين بعد أَخذ النّظر مِنْهُ لِابْنِ خَاله وَلم يكن مَحْمُودًا.

مُحَمَّد الناصري بن الْأَشْرَف برسباي، وَأمه خوند الْكُبْرَى زَوْجَة دقماق المحمدي الْمَنْسُوب أَبوهُ إِلَيْهِ. تسلطن وَهُوَ ابْن خمس سِنِين تَقْرِيبًا ثمَّ أنعم عَلَيْهِ سنة تسع وَعشْرين بعد أَمِير سلَاح إينال النوروزي بتقدمة واستخدم عِنْده عدَّة مماليك وَجعل لَهُ أَرْبَاب وظائف من الْأَمر) والخاصكية ورسم لَهُم بسلوكهم مَعَه طَرِيق من سلف من أَبنَاء السلاطين فِي الأسمطة والخيول وَغَيرهَا فامتنلوا وَصَارَ ينزل فِي وَفَاء النّيل لتخليق المقياس وَفتح السد على الْعَادة بتجمل وَبَين يَدَيْهِ أكَابِر الْأُمَرَاء والخاصكية إِلَى أَن مَاتَ بالطاعون فِي نصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَقد ناهز الْحلم وَدفن بمدرسة أَبِيه وَكَانَ قد عين للسلطنة بعده فأراحه الله وَمَاتَتْ أمه قبله بمدرسة أَبِيه أَيْضا، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار. مُحَمَّد أَخُو الَّذِي قبله. أرخ شَيخنَا وَفَاته فِي إنبائه سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَلم يزدْ. مُحَمَّد بن بَرَكَات بن حسن بن عجلَان السَّيِّد جمال الدّين الحسني الْمَاضِي أَبوهُ وجده ملك الْحجاز وَابْن ملوكه وسلك النظام المرتبط بسلوكه الطَّاهِر الأَصْل والاحساب وَالظَّاهِر الْعدْل والانتساب ربيب مهد السعد والسعادة ونسيب الأَصْل والحشمة والسيادة السلالة النَّبَوِيَّة رِدَاؤُهُ والأصالة العلوية انتهاؤه وابتداؤه اجْتمع فِيهِ من المحاسن الْكثير وارتفع ذكره بَين الصَّغِير وَالْكَبِير واندفع بِهِ الْمَكْرُوه عَن أهل الْحَرَمَيْنِ وَمن إِلَيْهِمَا يسير آمن الله بفضله وعدله فِي أَيَّامه الطرقات وَمن على الْمُسلمين بحفظهم وَمَا حووه فَكَانَ من أعظم الصَّدقَات حبه للتنزيل غير منكور وحبه فضلا عَنهُ بالصفاء مأثور مَذْكُور شِيمَة طَاهِرَة وَعلمه غير مطوى عَن الفئة الْفَاجِرَة لَا يصرفهُ عَن إِتْلَاف الْمُفْسد وَلَا يحرفه عَن ائتلاف المرشد تليد وَلَا طارف يجول على الْأَعْدَاء ويصول وَيَقُول لَهُم فِي مخاطباته مَا يدهش بِهِ الْعُقُول ويتطول ويتفضل حَتَّى انطاعت لَهُ عصيات الرؤوس وأبيات النُّفُوس وارتاعت من فروسيته وَشدَّة بأسه الحماة الكماة فتخلخلت مِنْهُم الضروس أسعدته درج الصعُود فأصعدته لمراقي السُّعُود فَكَانَ لَهُ الظُّهُور بالبرهان أبي السُّعُود بِحَيْثُ دَانَتْ لَهُ ممالك الْحجاز وَمَا حولهَا وزانت بحرمته تِلْكَ الْجِهَات صعبها وسهلها فَلَا يجاري وَلَا يباري وَلَا يَجْسُر أحد لمقاومته فِي المدن والصحاري اقتنص الْمُخَالفين بخيله وَرجله وخصص من تألفه لرجوليته مِنْهُم بتوالي إحسانه عَلَيْهِ وفضله فالرعايا مَا بَين رَاغِب فِيهِ وَمِنْه رَاهِب والمزايا الْحَسَنَة مقترنة مَعَه وَله تصاحب فَهُوَ شَدِيد بِدُونِ عنف فِي اللين غير ضعف إِلَيْهِ يسْعَى الْأُمَرَاء والكبراء وَعَلِيهِ معول الْأَغْنِيَاء والفقراء كثير المداراة وَالِاحْتِمَال غير خَبِير بالمماراة المجانبة لكرام الرِّجَال بل هُوَ

صابر غير مكابر متدبر للعواقب المصاحبة لمن يخف الله وَله يراقب ولهذه الْأَوْصَاف والمآثر تشرفت بِذكرِهِ المنابر وخطب بالتنويه باسمه على المنبرين وَنصب رسمه) بذينك العلمين ليفوز فِي الدَّاريْنِ إِن شَاءَ الله بالخيرين وَكَيف لَا وَقد اجْتمع فِيهِ بِدُونِ لبس وتخمين وحدس وشرق النّسَب وعراقة الأَصْل فِي المملكة وعَلى الرتب وصباحه الْوَجْه ونوره فصاحة اللِّسَان وتأمله وتصويره الْبَلَد الَّتِي هِيَ الْوَسِيلَة لمن أم وَقصد فَهُوَ شرِيف نسبا وأوصافا ولطيف الأدوات الْمُشْتَمل عَلَيْهَا توددا واتصافا فالوصف الرضى لَا يستغرب من الْبَيْت الطّيب وَالْعرْف الذكي غير مستبعد من الْبَلَد الصيب كم أنشأ من دور وقصور وَقرب ترْتَفع بهَا الرتب كرباط بِمَكَّة مَعْدن وَالرَّحْمَة وَالْبركَة وسبل عديدة كجملة بطرِيق جدة المفيدة وبالمعلاة الَّذِي شرفه الله وَأَعلاهُ وَفِي جِهَة الْيمن وَآخر بطرِيق الْوَادي الْحسن وآبار بأماكن شَتَّى يردهَا من صيف أَو شَتَّى أعظمها المستورة بَين رابغ وَبدر الْمَذْكُورَة لنفع الحجيج والقوافل من الأعالي والأسافل إِلَى غَيرهَا مِمَّا لَا ينْحَصر لمطوله وَلَا مُخْتَصره واقتنى من حدائق وستور وإبل وخيول وفروع وأصول وأجرى من مياه لأراض مُنْقَطِعَة وَأسرى فَكَانَ الْمشَار إِلَيْهِ بالاتساع وَالسعَة وَكَثُرت كلفة لعساكره وجنده وانتشرت أَتْبَاعه فَزَاد على المرحومين وَالِده وجده لَهُ فِي زِيَارَة جده الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشرف وكرم كل قَلِيل حركات وَإِلَى عمَارَة جِيرَانه الْتِفَات بالانعام والبركات وَيُزَاد حِينَئِذٍ من التَّوَاضُع وخفض الرَّأْس مَا يحِق لكل الِاقْتِدَاء بِهِ فِيهِ ويكاد الِانْفِرَاد بِهِ بِدُونِ تمويه وَكَذَا لَهُ فِي الطّواف الْوَصْف الشريف الواف ويحق لنا أَن ننشد مِمَّا نرويه ولقائه نسند: (يَا أهل بَيت رسو الله حبكم ... فرض من الله فِي الْقُرْآن أنزلهُ) (كفاكم من عَظِيم لقدر أَنكُمْ ... من لم يصل عَلَيْكُم لَا صَلَاة لَهُ) وأسأل الله أَنا وسامع وكريم نَعته طول بَقَائِهِ ومدته فِي نعْمَة سابغة عَلَيْهِ وإحسان من رَبنَا إِلَيْهِ وَأَن يمن عَلَيْهِ لكل مَحْبُوب فِي نَفسه وجماعته وبنيه خُصُوصا قسيمة المنطوية على محبته الْقُلُوب وَيصرف عَنْهُم كل مَكْرُوه ويلطف بهم فِي سَائِر مَا يحذروه ويرجوه وَيرْحَم سلفهم رَحْمَة وَاسِعَة وينفعنا بمحبتهم الَّتِي لِلْخَيْرَاتِ جَامِعَة. ولد فِي رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهُ خلق من الْأَعْيَان كَعبد الرَّحْمَن بن خَلِيل القابوني إِمَام الْجَامِع الْأمَوِي وَأَسْمَاء ابْنة المهراني وَأم هَانِئ ابْنة الهوريني ونشوان الحنبلية وَهَاجَر القدسية وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الديري والعز الْكِنَانِي والشهاب الشاوي والجلال بن الملقن وَأُخْته صَالِحَة والبهاء بن الْمصْرِيّ والجلال

القمصي وَآخَرين مِمَّن بعدهمْ بل وأجوز من قبلهم) وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه وَكَانَ قاصده إِلَى الظَّاهِر جقمق فِي سنة خمسين فَأكْرمه ثمَّ أعَاد الإمرة لِأَبِيهِ وَصرف أَبَا الْقسم فَلَمَّا كبر أَبوهُ وهش التمس من شاد جدة جَانِبك الجداوي الظَّاهِرِيّ فِي منتصف سنة تسع وَخمسين أَن يُكَاتب السُّلْطَان فِي إشراكه مَعَه فِي الإمرة فَأُجِيب وَأَن يكون مُسْتقِلّا بهَا بعده وَوصل الْعلم لمَكَّة بذلك فِي يَوْم الثُّلَاثَاء عشرَة شعْبَان مِنْهَا وَهُوَ الْيَوْم الثَّانِي من وَفَاة أَبِيه فَدَعَا لَهُ على زَمْزَم بعد صلات الْمغرب فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء مَعَ كَونه كَانَ غَائِبا بِبِلَاد الْيمن. وَلما وصل إِلَيْهِ الْعلم بذلك مَعَ القاصد المجهز إِلَيْهِ وَغَيره وصل إِلَى مَكَّة فِي أثْنَاء لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع رَمَضَان فَاجْتمع الْقُضَاة والأمراء وأعيان المجاورين وَغَيرهم فِي صَبِيحَة يَوْمهَا وَقَرَأَ مرسومه بذلك، حمدت سيرته جدا وَتوجه لبلاد الشرق غير مرّة وَكَذَا أَكثر من زِيَارَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مصاحبا ذَلِك بِالْإِحْسَانِ إِلَى أهل الْمَدِينَة والقاطنين بهَا والوافدين إِلَيْهَا على قدر مَرَاتِبهمْ وَرُبمَا تفقد أهل مَكَّة سِيمَا الغرباء وَكنت مِمَّن وَصله بره فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَدخل الْمَدِينَة فِي أَوَاخِر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَتِسْعين للزيارة وَأَنا بهَا وَمَعَهُ أَوْلَاده وَعِيَاله فالذكور من أَوْلَاده السَّيِّد بَرَكَات وهزاع وَشرف الدّين وجازان وحميضة وفايتباي وناهض وهم فِي التَّرْتِيب هَكَذَا أَوْلَاد أَوَّلهمْ وَهُوَ قسيمة وشريكه فِي السلطنة وهم عجلَان ثمَّ أَبُو الْقسم إِبْرَاهِيم ثمَّ عَليّ فِي آخَرين من الاناث وَابْن ثانيهم وَهُوَ صَغِير وثالثهم جَازَ الْبلُوغ وَهُوَ مملك على ابْنه على عَمه وَاطْمَأَنَّ النَّاس فِي أَيَّامه كثيرا وتمول جدا وَكَثُرت أَتْبَاعه وأراضيه وأمواله وفَاق خلقا من اسلافه، وَاسْتمرّ أمره فِي نمو وجاهته فِي ازدياد وسعده فِي ترق وإسعاد بِحَيْثُ أضيفت إِلَيْهِ سَائِر بِلَاد الْحجاز ليستنيب فِيهَا من يخْتَار ودعي لَهُ على المنبرين كَمَا سمعته فِي المسجدين بل كنت أول وُقُوعه على مِنْبَر الْمَدِينَة بجانبه فِي الرَّوْضَة وفرحت لَهُ بذلك بِمَا أعجبني من شدَّة تواضعه ومزيد أدبه بِتِلْكَ الحضرة، وَكَذَا وَقع لجده السَّيِّد حسن أَنه فوض إِلَيْهِ سلطنة الْحجاز ودعى لَهُ على المنبرين وأذعن لَهُ الْمُوَافق والمشاقق وأمعن فِي تمهيد جهاته الَّتِي هُوَ بهَا سَابق بِحَيْثُ أَنه سَار بِنَفسِهِ فِي عساكره لأهل ينبوع لما ياينوه وَخَرجُوا عَن طَاعَته بالمقاطعة وَعدم الخضوع وأجلي بني إِبْرَاهِيم عَن بِلَادهمْ وَأَعْلَى مقَامه بإفساد مقاصدهم فَمَا وسعهم إِلَّا الانقياد لسلطانه واعتماد أوامره والترجي لفضله وإحسانه وَكَذَا لجازان حِين أمدوا أَخَاهُ وعاونوه على الْعِصْيَان ومكنوه من التَّوَجُّه إِلَى الديار المصرية وأمنوه فِي تِلْكَ المشاققة) حمية وعصبية فسبى واجتبى وَصَارَ صَاحبهَا من اتِّبَاعه حِين علم مَا صدر مِنْهُ فِي تعنته

وابتداعه وأتى على زبيد فأجلاهم أَيْضا وصاروا طَوْعًا لسلطانه وَله أَرضًا ثمَّ تزوج مِنْهُم مقتديا بِخِيَار الْمُلُوك فِي تأمينهم وَالرِّضَا عَنْهُم كل هَذَا حَتَّى لَا يطْمع فِي جهاته وَلَا يترفع عَلَيْهِ فِي جَمِيع توجهاته مِمَّا إِلَيْهِ تتَوَجَّه الهمم العليات والأعمال بِالنِّيَّاتِ، ومداومة على الْجَمَاعَات وَالطّواف حِين كَونه بِمَكَّة ومزيد سُكُون وكفا لأتباعه وجماعته عَن الرّعية وَعدم تلفت بِمَا بأيدي التُّجَّار سِيمَا حِين تَكْلِيفه لما لم نسْمع بِمثلِهِ فِي دولة وَهُوَ صابر مبادر بل إِذا أَخذ مِنْهُم شَيْئا يكون قرضا كل هَذَا بتهذيب عَالم الْحجاز البرهاني وَلذَا رَاعى وَلَده بعد مَوته وَاسْتمرّ عل سلطنته وَحمد صَنِيعه زادهما الله فضلا وأيدهما بِدفع مَا لَا طَاقَة لَهما بِهِ تحننا مِنْهُ وعدلا. مُحَمَّد بن بَرَكَات بن عَليّ بن خَلِيل بن رسْلَان فتح الدّين بن الزين الرملاوي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْعَطَّار أَبُو وجده بِمَكَّة، وَعرض عَليّ بهَا أحد عشر كتابا فِي فنون مُتعَدِّدَة وَسمع على وكتبت لَهُ. مُحَمَّد بن أبي بَرَكَات بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر المقب ولسمع جمال الدّين بن سعد الدّين الجبرتي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن سعد الدّين سُلْطَان الْمُسلمين بِالْحَبَشَةِ. أصلهم فِيمَا قيل من قُرَيْش فَرَحل من شَاءَ الله من سلفهم من الْحجاز حَتَّى نزل بِأَرْض جبرة الْمَعْرُوف الْآن بجبرت فسكنها إِلَى أَن ولي الحطى ملك الْحَبَشَة مَدِينَة دقات وأعمالها مِنْهَا ولولسمع فَعظم وقويت شوكته وحمدت سيرته وتداولها ذُريَّته حَتَّى انْتَهَت لصَاحب التَّرْجَمَة بعد فقد أَخِيه مَنْصُور فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَحَارب الحطى وَشن الغازات ببلادهم حَتَّى ملك كثيرا من بِلَاده وأطاعه خلق من أعوانه وامتلأت الأقطار من الرَّقِيق الَّذِي سباهم، ودام على ذَلِك حَتَّى مَاتَ شَهِيدا فِي بعض غَزَوَاته فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ فَكَانَت مُدَّة مَمْلَكَته سبع سِنِين وَكَانَ دينا عَاقِلا عادلا خيرا وقورا مهابا ذَا سطوة على الْحَبَشَة أعز الله الْإِسْلَام فِي أَيَّامه، وَملك بعده أَخُوهُ بدلاي بن سعد الدّين فاقتفى أَثَره فِي غَزْوَة وشدته وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: مُحَمَّد بن سعد الدّين جمال الدّين ملك الْمُسلمين من الْحَبَشَة كَانَ شجاعا بطلا مديما للْجِهَاد عِنْده أَمِير يُقَال لَهُ حَرْب جوشن كَانَ نَصْرَانِيّا لَا يُطَاق فِي الْقِتَال فَأسلم وَحسن إِسْلَامه فَهزمَ الْكفَّار من الْحَبَشَة مرَارًا وأنكى فيهم وغزاهم جمال الدّين مرّة) وَهُوَ مَعَه فغنم غَنَائِم عَظِيمَة بِحَيْثُ بِيعَتْ الرَّأْس من الرَّقِيق بربطة ورق وَانْهَزَمَ مِنْهُم الحطى صَاحب الْحَبَشَة مرّة بل من جملَة سعدة هَلَاك الحطى اسحق بن دَاوُد بن

سيف أرغد فِي أَيَّامه ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وأقيم بعده اندراس وَلم يزل صَاحب التَّرْجَمَة على طَرِيقَته فِي الْجِهَاد حَتَّى ثار عَلَيْهِ بَنو عَمه فَقَتَلُوهُ وَكَانَ من خير الْمُلُوك دينا وَمَعْرِفَة وَقُوَّة وديانة ويصحب الْفُقَهَاء والصلحاء وينشر الْعدْل فِي أَعماله حَتَّى فِي وَلَده وَأَهله وَأسلم على يَده خلائق من الْحَبَشَة، وَاسْتقر بعده فِي مملكة الْمُسلمين أَخُوهُ الشهَاب أَحْمد ويلقب بدلاي فَأول مَا صنع جد حَتَّى ظفر بِقَاتِل أخيف فاقتص مِنْهُ، وَطول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته. مُحَمَّد بن أبي البركات بن الزين. فِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن الزين. مُحَمَّد بن أبي البركات الخانكي أَبُو الْخَيْر. فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد. مُحَمَّد بن بركوت جمال الدّين بن الخواجا شهَاب الدّين المكيني وَالِد الصّلاح أَحْمد الْمَاضِي. تردد لمصر، مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع عشرَة شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين بِمَكَّة بعد أَن أملق جدا. مُحَمَّد بن بركوت الشبيكي الْعجْلَاني الْقَائِد. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن بكتمر نَاصِر الدّين القبيباتي الْحَنَفِيّ وَالِد على الْمَاضِي. ولد تَقْرِيبًا سنة تسعين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن وَحضر دروس الشيخونية وَكَانَ من صوفيتها وَعرف بمزيد الوسواس مَعَ الْعِبَادَة والتلاوة ووظائف الْخَيْر حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسبعين وَأوصى أَن يغسل بِالطُّهْرِ الشيخوني فِي الخانقاه رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم. فِيمَن اسْم جده إِسْمَاعِيل بن عبد الله. مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل الْغَزِّي الأَصْل الْمَكِّيّ الْبَنَّا. مَاتَ بهَا فِي أحد الربيعين سنة سبع وَأَرْبَعين أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْغفار بن يحيى بن إِسْمَاعِيل الشريف الْحسنى المغربي الفاسي الأَصْل الصعيدي الْمَالِكِي نزيل الْحجاز ويلقب أَبوهُ بالناظر. ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فِي نواحي الصَّعِيد من بِلَاد مصر وربى فِي نواحي أسيوط من بِلَاد الصَّعِيد فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن) وتلا بِهِ لأبي عَمْرو على مؤدبه الشريف مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ التلمساني وَحفظ الْعُمْدَة وأربعي النَّوَوِيّ والرسالة وَأكْثر الْمُخْتَصر الفرعيين وَجَمِيع جمع الْجَوَامِع وألفية ابْن ملك والملحة والجرومية وتصريف الْعُزَّى والرحبية فِي الْفَرَائِض وايساغوجي والنفحة الوردية وَالْبَعْض من الْمفصل والحاجبية وَأكْثر نَاظر الْعين وَالصَّدقَات فِي علم الْهَيْئَة وألفية الْعِرَاقِيّ وللشاطبيتين

والساوية فِي الْعرُوض، وارتحل للقاهرة فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَأخذ النَّحْو عَن الزين عبَادَة والشهاب الابشيطي والشرواني وَعَن الأول والشهاب بن تَقِيّ الْفِقْه وَأخذ الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود وَابْن المجدي وعنهما عَن النُّور الْوراق والشهاب الْخَواص الْحساب وَعَن ابْن المجدي فَقَط المقنطرات وَعلم الْوَقْت وَبحث غَالب ألفية الْعِرَاقِيّ على القاياتي وَعنهُ وَعَن عبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي والعبادي أَخذ الْأُصُول وَأخذ الْمعَانِي وَالْبَيَان عَن الْعِزّ الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ والنور البوشي الخانكي والشرواني وَعنهُ وَعَن الابشيطي الْمنطق، وارتحل لدمشق فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين فَسمع الْعَلَاء الصَّيْرَفِي وَأَبا شعر ثمَّ عَاد لمصر وَركب الْبَحْر من الْقصير فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فَدخل لبندر يَنْبع فاتصل بصاحبها الشريف معزى فجهزه لِلْحَجِّ ثمَّ زار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأقَام عِنْد معزي يقْرَأ أَوْلَاده إِلَى أَن لقِيه البقاعي فِي ربيع الآخر من الَّتِي بعْدهَا. فَكتب عَنهُ من نظمه مِمَّا مدح بِهِ ابْن حريز: (هَنِيئًا مريئا يَا ذَوي الْعلم والرتب ... بجمعكم للْأَصْل وَالْفرع والحسب) إِلَى آخر القصيدة وأرجوزة فِي عد الْمَكِّيّ وَالْمَدَنِي وَمَا علمت شَيْئا من خَبره بعد ذَلِك. مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن أبي الْفَتْح بن إِدْرِيس بن سَلامَة أَمِين الدّين أَو شمس الدّين بن الْمُحدث الْعِمَاد أَو الْكَمَال الدِّمَشْقِي الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الثَّامِنَة وَيعرف بِابْن السراج ابْن أخي مُحَمَّد الْمَاضِي سمع عبد الرَّحِيم بن أبي الْيُسْر وَزَيْنَب ابْنة الخباز فِي آخَرين ولقيه شَيخنَا بِدِمَشْق فَقَرَأَ عَلَيْهِ. وَمَات فِي رَمَضَان أَو شَوَّال سنة ثَلَاث، وَهُوَ فِي مُعْجَمه وانبائه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ قِطْعَة جَيِّدَة من مُسْند الْفرْيَابِيّ التقي أَبُو بكر القلقشندي. مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْفَقِيه الْبَدْر أَبُو الْفضل بن فَقِيه الشَّام التقي الْأَسدي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي شُهْبَة. ولد فِي طُلُوع فجر الْأَرْبَعَاء ثَانِي صفر سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ كتبا مِنْهَا) الْمِنْهَاج لرؤيا رَآهَا أَبوهُ وتفقه بِأَبِيهِ وَغَيره وأسمعه أَبوهُ على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والشهاب بن حجي وَابْن الشرائحي وَغَيرهم فِيمَا قَالَه ابْن أبي عذيبة، وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بِدِمَشْق الْأَرْبَعين المتباينات لَهُ، وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة بعد أَبِيه وَحضر مجْلِس شَيخنَا وتناظر هُوَ والبرهان بن ظهيرة بَين يَدَيْهِ فَكَانَ الظفر للبرهان واستنابه السفطي، وبرع فِي الْفِقْه استحضارا ونقلا، وَشرح الْمِنْهَاج بشرحين سمى أكبرهما إرشاد الْمُحْتَاج إِلَى تَوْجِيه الْمِنْهَاج وَالْآخر بداية الْمُحْتَاج وَعمل سيرة نور الدّين الشَّهِيد وصنف غير ذَلِك، وتصدى

للإقراء فَانْتَفع بِهِ الْفُضَلَاء ودرس بالظاهرية والناصرية والتقوية والمجاهدية الجوانية والفارسية وَكَذَا فِي الشامية البرانية نِيَابَة عَن النَّجْم بن حجي وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل، وناب فِي الْقَضَاء من سنة تسع وَثَلَاثِينَ حَتَّى مَاتَ، وَصَارَ بِأخرَة فَقِيه الشَّام بِغَيْر مدافع عَلَيْهِ مدَار الْفتيا والمهم من الْأَحْكَام وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء بَلَده فَأبى لَقيته بِدِمَشْق وَسمعت كَلَامه، وَكَانَ من سروات رجال الْعَالم علما وكرما وأصالة وعراقة وديانة ومهابة وحزامة ولطافة وسوددا وللشاميين بِهِ غَايَة الْفَخر. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي عشر رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين وَدفن من الْغَد بمقبرة الْبَاب الصَّغِير عِنْد أسلافه بعد الصَّلَاة عَلَيْهِ بعدة أَمَاكِن وَكَانَت جنَازَته حافلة وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَلم يخلف بِدِمَشْق فِي محاسنه مثله رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُوسَى الْمُحب ابْن التَّاج الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي لطوخي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي فِي المحمدين أَبوهُ وَعَمه الْمُحب. مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ بكنيته أشهر وَهُوَ صَغِير فحفظ الْقُرْآن والشاطبية والعمدة والمنهاج الفرعي بعد مُخْتَصر أبي شُجَاع جمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وعرضها على خلق كثيرين واشتغل عِنْد الشريف النسابة والبوتيجي وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَغَيرهم كالبامي والشهاب الأبشيطي أَخذ عَنهُ بِطيبَة وجود الْقُرْآن عِنْد الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي وَسمع أَشْيَاء ولازم التَّرَدُّد إِلَى بل كتب من تصانيفي جملَة وَكَانَ يرتزق بالنساخة غَالِبا مَعَ كَون خطه لَيْسَ بالطائل وَالْغَالِب عَلَيْهِ سَلامَة الْفطْرَة، وَهُوَ أحد صوفية المؤيدية مِمَّن حج غير مرّة وجاور. وَمَات فِي حَيَاة أمه وَقد جَازَ الثَّلَاثِينَ بجدة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سلخ الْمحرم سنة سبع وَسبعين وَنقل مِنْهَا إِلَى مَكَّة فوصلوا بِهِ ضحى يَوْم الْخَمِيس فَدفن بمعلاتها وَهُوَ من بَيت صالحين وَعَاشَتْ) أمه بعده أَزِيد من عشر سِنِين رحمهمَا الله وإيانا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد الشَّمْس بن التقي بن الشهَاب الصعيدي الأَصْل الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ أَخُو الْبَدْر حسن الْمَاضِي وَيعرف بِابْن السوداني وبابن البقيرة وَهُوَ لقب أَبِيه. ولد سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَأخذ عَن عَمه الشهَاب والشريحي وَخير الدّين فِي طَائِفَة وتميز فِي الْفِقْه مَعَ الْخَيْر وَالتَّعَفُّف والورع وَطرح التَّكَلُّف وجودة الْبَحْث. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد الشَّمْس بن التقي بن الشهَاب الجهيني الدِّمَشْقِي سبط الزين خطاب الْمَاضِي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد الشَّمْس بن التقي بن الشهَاب الجهيني الدِّمَشْقِي سبط الزين خطاب الْمَاضِي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد الشَّمْس القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن السقاء،

اشْتغل بالفقه وأصوله والعربية وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والْحَدِيث وَغَيرهَا، وَمن شُيُوخه ابْن الديري وَابْن الْهمام والأقصرائي وَشَيخنَا ولازمه حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ شرح النخبة وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء وأشير إِلَيْهِ بِتمَام الْفَضِيلَة، وتنزل فِي الْجِهَات وناب فِي الْقَضَاء وَلم يظفر مِنْهُ بطائل. مَاتَ وَقد قَارب السِّتين أَو جازها فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن النحريري القاهري الْمَالِكِي أَخُو خلف الْمَاضِي. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: نَاب فِي الحكم وتنبه فِي الْفِقْه ودرس. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع. مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله الشَّمْس الجعبري الْحَنْبَلِيّ القباني العابر وَالِد الْعِمَاد مُحَمَّد الْآتِي. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه وَقد سمي جده فِيهِ إِبْرَاهِيم: كَانَ بتعانى صناعَة القبان وتنزل فِي دروس الْحَنَابِلَة وَفِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وفَاق فِي تَعْبِير الرُّؤْيَا. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخر سنة ثَمَان، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده، وَحكى من المنامات الَّتِي عبرها وَأَنه دفن بحوش الصُّوفِيَّة. مُحَمَّد بن أبي بكر بن أيدغدي بن عبد الله الشَّمْس بن السييف الشمسي القاهري الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ أَبوهُ وَيعرف بِابْن الجندي. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْمجْمَع والألفية وَغَيرهَا، وَعرض على جمَاعَة وَسمع على النَّجْم بن رزين) والتقي بن حَاتِم وَالصَّلَاح البلبيسي والعراقي والحلاوي والسويداوي والشهاب الْجَوْهَرِي وَالشَّمْس الحريري إِمَام الصرغتمشية والشرف ابْن الكويك فِي آخَرين، وَمِمَّا سَمعه على الأول وَالرَّابِع البُخَارِيّ بفوت الْمجْلس الأول على ثَانِيهمَا وعَلى الثَّانِي الشفا بفوت وعَلى الثَّالِث صَحِيح مُسلم، واشتغل فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والفرائض والحساب وَغَيرهَا على أَئِمَّة عصره فَكَانَ من شُيُوخه فِي الْفِقْه وَغَيره الْجلَال التباني والعز يُوسُف الرَّازِيّ شيخ الشيخونية والسراج الْهِنْدِيّ وَحكى أَنه كَانَ يركب من الصَّالِحين والطلبة والنواب وَنَحْوهم بَين يَدَيْهِ مشَاة وَيكون انتهاؤهم عِنْد السيوفية وَفِي الْعَرَبيَّة الْمُحب بن هِشَام وأشير إِلَيْهِ بالتقدم فِي الْعَرَبيَّة والبراعة فِي الْفِقْه وأصوله وَالْعلم بالفرائض والحساب والمعاني وَالْبَيَان مَعَ الْخِبْرَة بالفروسية كالرمح والدبوس والمعالجات بالمقايرات اللبخة وَكَذَا بلعب الشطرنج وَغَيرهَا من الْفَضَائِل، كل ذَلِك مَعَ الْخَيْر والديانة وَالْأَمَانَة والعفة والتواضع وَعدم التكثر بفضائله وَحل المشكلات بِدُونِ تكلّف وَحسن الْعشْرَة، ولمزيد اخْتِصَاصه بشيخنا الرَّشِيدِيّ ومجاورته لَهُ فِي السُّكْنَى بِالْقربِ من جَامع أَمِير حُسَيْن

كَانَ يكثر اللّعب مَعَه بالشطرنج لتقارب طبقتهما فَلَمَّا مَاتَ تَركه شَيخنَا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة الشّرف السُّبْكِيّ والخواص والشهاب الهائم المنصوري ومدحه بِأَبْيَات كتبتها فِي تَرْجَمته والبدر الدَّمِيرِيّ فِي آخَرين من الشَّافِعِيَّة وَهِي مَعَ الْفِقْه الامشاطي والمحب الأوجاقي وَالشَّمْس الْمحلي وَالِد أبي الْفضل وَالشَّمْس الكركي وَآخَرُونَ من أَئِمَّة الْحَنَفِيَّة وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ منتقى ابْن نسعد من مُسلم وَهُوَ أَرْبَعُونَ حَدِيثا التقي القلقشندي. وَاخْتصرَ الْمُغنِي لِابْنِ هِشَام اختصارا حسنا متحريا فِيهِ ابدال الْعبارَة المنتقدة وَعمل مُقَدّمَة سَمَّاهَا مشتهى السّمع فِي الْعَرَبيَّة ومنتهى الْجمع وَهُوَ شرحها قرأهما عَلَيْهِ الأمشاطي وَكَانَ عِنْده بِخَطِّهِ وَكَذَا لَهُ الزبدة والفطرة قرأهما عَلَيْهِ الطّلبَة ومقدمة فِي الْفَرَائِض ومختصر فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَشرح كلا مِنْهُمَا بل شرح الْمجمع فِي مجلدين مُلْتَزما توضيح مَا فِيهِ من مُشكل من حَيْثُ الْعَرَبيَّة لَكِن فقد غالبه، وَولي مشيخة المهمندارية وتدريسها وَأعَاد للحنفية بالظاهرية الْقَدِيمَة عَن قاري الْهِدَايَة وبالالجيهية وَاسْتقر بِهِ خشقدم فِي تدريس الدَّرْس الَّذِي جدده بِجَامِع الْأَزْهَر ثمَّ انتزعه مِنْهُ للبدر بن عبيد الله فقرره جَوْهَر اللالا شَيخا بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالمصنع بِالْقربِ من قلعة الْجَبَل وضاعف لَهُ مَعْلُومَة مرَارًا، وَولي خزانَة الْكتب بالأشرفية برسباي من واقفها) بعد عرض مشيختها عَلَيْهِ حِين إِعْرَاض ابْن الْهمام عَنْهَا فَامْتنعَ قَائِلا لَا نَأْخُذ وَظِيفَة صاحبنا، وَقد حج فِي السّنة الَّتِي كَانَ الخيضري أَمِير الركب فِيهَا، وَلم يتَزَوَّج إِلَّا قبيل مَوته، وَحصل لَهُ فِي سَمعه ثقل، قُم قبيل مَوته رفسه جمل فَانْكَسَرت رجله وَلزِمَ الْفراش حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس مستهل الْمحرم سنة أَربع وَأَرْبَعين وَتَفَرَّقَتْ أوراقه بعد مَوته رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب القَاضِي فتح الدّين أَبُو عبد الله بن القَاضِي زين الدّين بن نجم الدّين المَخْزُومِي المحرقي نِسْبَة للمحرقية قَرْيَة بالجيزة القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد أبي الْبَهَاء أَحْمد وأخيه الْمَذْكُورين. ولد تَقْرِيبًا سنة خمسين وَسَبْعمائة كَمَا كتبه لي حفيده الْبَهَاء وَيحْتَاج إِلَى تَحْقِيق وَقَالَ لي إِنَّه ولي نظر الْمَسْجِد النَّبَوِيّ وَكَذَا الجوالي فِي دولة الظَّاهِر برقوق وَنظر سعيد السُّعَدَاء فِي أَيَّام الْأَشْرَف ثمَّ الظَّاهِر وَنظر مَوَارِيث أهل الذِّمَّة ثمَّ وقفت على توقيع باستقرار الظَّاهِر برقوق لَهُ فِي وَظِيفَة اسْتِيفَاء الْحرم الْمدنِي وَيُقَال لَهَا نظر ديوَان الخدام بِهِ بعد موت الشهَاب أَحْمد السندوبي فِي ربيع الآخر سنة سبع وَتِسْعين ثمَّ أضيف إِلَيْهِ نظر الجوالي المصرية والمواريث الحشرية من أهل الذِّمَّة وَاسْتِيفَاء البيمارستان المنصوري

وَاسْتقر بِهِ ابْنه النَّاصِر فِيهَا على عَادَته فِي ثَانِي شَوَّال سنة عشر ثمَّ أشرك مَعَه. الْمُؤَيد فِي الجوالي مرجان الخازنداري المؤيدي فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ عشرَة وَعين الْمَعْلُوم عَن نظرها عشر مَثَاقِيل ذَهَبا ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ الظَّاهِر جقمق أَوَائِل سلطنته فِي ثَانِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين نظر سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ بَاشرهُ فِي إمرته نِيَابَة عَنهُ سِنِين وَرَأى جودة تصرفه فخصه الْآن بِالْأَصَالَةِ فِيهِ ثمَّ كتب لَهُ بذلك كُله فِي مستهل رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين وباستقرار وَلَده الْبَدْر فِيهِ بعده مُضَافا لم هُوَ باسمه وَمن ذَلِك شَهَادَة أوقاف الخانفاه ونيابة النّظر بهَا على الجوالي وَيكون ذَلِك باسم ولديه الْمُحب مُحَمَّد والبهاء أَحْمد ثمَّ فِي سَابِع عشرَة شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين كتب باستقرارهما فِي الشَّهَادَة والنظرين وَمن مَاتَ مِنْهُمَا انْتقل نصِيبه للْآخر وبتقرير أَبِيهِمَا على تِلْكَ الظائف كلهَا حَسْبَمَا كَانَت مَعَه فِي الْأَيَّام الأشرفية. وَلما ولي صَاحب التَّرْجَمَة الجوالي فِي أَيَّام الظَّاهِر امتدحه الشهَاب الْحِجَازِي بقصيدة بائية فِي ديوانه رَأَيْتهَا بِخَطِّهِ وَكَذَا مدحه غَيره، وَحكى لي حفيده أَنه اتّفق أَن يشبك الشَّعْبَانِي أحد الْأُمَرَاء أودع عِنْده حِين بعض أَسْفَاره صندوقا كَبِيرا من) غير إِعْلَام أحد بِهِ وقدرت وَفَاته فبادر بالطلوع بِهِ إِلَى النَّاصِر فرج فَفتح بِحَضْرَتِهِ فَكَانَ شَيْئا يفوق الْوَصْف فتعجب النَّاصِر وَمن حَضَره فِي إِظْهَاره لَهُ وَألبسهُ خلعة وأنعم عَلَيْهِ بِحِصَّة فِي استيوم بالغربية هِيَ مَعَ حفيديه إِلَى الْآن وَقد ذكره الْعَيْنِيّ وَقَالَ إِنَّه صحب ابْن سنقر أستاذ قلمطاي فقرره شَاهدا عِنْد أستاذه ثمَّ ترقي حَاله عَن السُّلْطَان حَتَّى اسْتَقر بِهِ نظر الجوالي المصرية والخانفاه الصلاحية قَالَ وَكَانَ مَشْهُورا بالمباشرات عريا عَن الْعُلُوم. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس سلخ شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين وَدفن فِي مَقَابِر الصَّحرَاء خَارج بَاب الْحَدِيد وَسَماهُ صَدَقَة وفوهم وَقَالَ بعض المؤرخين أَنه سمع من جمَاعَة من أَصْحَاب الْحجاز ووزيرة فَمن بعدهمْ، وَعرض الْعُمْدَة عَليّ ابْن الملقن والبلقيني والعراقي والهيثمي وَكَانَ يكثر التِّلَاوَة ممتعا بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ، وَلم يكن ينتسب فِي خطه محرقيا بل يكْتب مُحَمَّد الشَّافِعِي، وَوَصفه شَيخنَا فِي عرض ابْنه بناظر الْحرم الشريف النَّبَوِيّ، والبيجوري بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة، والبرماوي بالقضائي العالمي العاملي الرئيسي الفتحي بركَة الْمُسلمين وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْمَاجِد سبط ابْن هِشَام وَابْن المجدي وَآخَرُونَ بل رَأَيْت شَيخنَا كتب لَهُ رِسَالَة نَصهَا: الْمَمْلُوك ابْن حجر يقبل الأَرْض وَيُنْهِي استمراره على مَا ألف من محبته وثنائه ووده ودعائه وَأَن المتفضل بهَا فلَانا ذكر للملوك مَا تفضلتم بِهِ عَلَيْهِ من إِجَابَة سُؤَاله إِلَى مَا عينه من الْجِهَة الْقبلية إِلَى أَن قَالَ: وَلَقَد سر الْمَمْلُوك بانتمائه إِلَيْكُم والمسؤول من فَضلكُمْ تَمام

الْإِحْسَان وَلَا بُد أَن يحمد المخدوم عاقبه ذَلِك انْتهى. وَكفى بِهَذَا فخرا فِي رياسته وجليل مكانته رحمهمَا الله وإيانا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن جَعْفَر بن الحريري الدِّمَشْقِي. ولد فِي سَابِع رَمَضَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَزعم ابْن أبي عذيبه أَنه سمع من أبي أميلة أَبَا دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَأَنه عَاشَ إِلَى بعد الْخمسين. مُحَمَّد بن أبي بكر بن حسن بن عَليّ بن أَحْمد بن خلف الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الضَّرِير وَيعرف بِابْن دشيشة. ولد سنة عشر وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بجرجرمن أَعمال الْقَاهِرَة وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن والتبريزي وَبَعض الْمِنْهَاج الفرعي وَجَمِيع الْعُمْدَة والملحة وَبحث الملحة عَليّ الشَّمْس الحريري والعز بن جميل بِالتَّصْغِيرِ قَاضِي بَلَده، ثمَّ رَحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَحَضَرَ دروس الْفِقْه والنحو عِنْد جمَاعَة ومدح شَيخنَا بِمَا) أثْبته فِي الْجَوَاهِر، وَكتب عَنهُ البقاعي وَقَالَ أَنه نزيل خطّ بركَة قرموط ذكي يسترزق بتأديب الْأَطْفَال بل ولقيته كثيرا عِنْد الْجمال الْكرْمَانِي وَسمعت من نظمه جملَة بل سمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية وَكَانَ غَايَة فِي الذكاء. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من شعْبَان سنة سبع وَسبعين. مُحَمَّد بن أبي بكر بن حسن بن مَحْبُوب نَاصِر الدّين البعلي الشَّافِعِي الذَّهَبِيّ وَيعرف بِابْن عز الدّين. ولد فِي سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس الأكرومي الْحَنْبَلِيّ وَسمع جَمِيع الصَّحِيح على الشَّمْس اليونيني والشريف الْحُسَيْنِي والجردي وَإِلَّا ورقتين من أَوله على ابْن الزعبوبي، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ فِي بَلَده بعضه، وَحج وَكَانَ خيرا يتكسب من صناعَة الذَّهَب. مَاتَ قريب السِّتين ظنا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن حسن غياث الدّين الْحُسَيْنِي القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو نقيب الْأَشْرَاف الْبَدْر حُسَيْن الْمَاضِي. ولد فِي سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ مِمَّن اشْتغل وَأخذ عَن الْأمين الأقصرائي والتقي الحصني وَغَيرهمَا كالشمني والسعد ابْن الديري وناب عَنهُ وَكَانَ يجله ولازم الفخرر عُثْمَان الديمي فِي شرح ألفية الحَدِيث وَغَيرهَا بل سمع على الْبَدْر بن الْخلال بفوة الرَّشِيدِيّ، وَجمع كتابا فِيهِ مَا يَقع فِي مجَالِس البُخَارِيّ أما بالقلعة أَو بِمَجْلِس الشهابي بن الْعَيْنِيّ فَأَنَّهُ كَانَ الْقَارئ عِنْده من المباحث الجديدة وَكَذَا بَلغنِي أَنه عمل منسكا وكتابا فِي اللُّغَة التركية فى قَاعِدَة التصريف وَأَنه قدمه للْملك فَقَالَ لمن حَضَره أَن الشريف جَاءَ يعلمني اللِّسَان التركي ثمَّ أرْسلهُ إِلَيْهِ مَعَ بعض البابية، ورام الِاسْتِقْرَار فِي النقابة بعد أَخِيه فَلم

يسْعد بعد أَخذ رزقتين مِنْهُ وَمن الْغَرِيب أَن صهرا لَهُ توفّي بعد أَن كَانَ رغب لَهُ عَن رزقه وَأَعْطَاهُ من الثّمن عشْرين دِينَارا فطلع إِلَى الْملك يسْأَله فِيهَا فَقَالَ لَهُ كم أعطال فَذكر لَهُ قَالَ فهاته وَخذ رزقتك فاقترضها ثمَّ طلع بهَا إِلَيْهِ، وَبِالْجُمْلَةِ فقد تناقص حَاله جدا وَصَارَ كالأهبل وسافر وَهُوَ كَذَلِك بعد الطَّاعُون فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين فوصل لمَكَّة بعد الْعشْرين من ذِي الْحجَّة ففاته الْحَج بل وَلم يعْتَمر مُعَللا بِعَدَمِ اقتداره على السَّعْي وَالطّواف. مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن بن عمر بن مُحَمَّد بن يُونُس بن أبي الْفَخر بن عبد الرَّحْمَن بن نجم بن طولون الشَّمْس والبدر والنبيه ولجمال وَهُوَ أَكثر أَبُو الْيمن الْقرشِي العثماني المراغي القاهري الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن المراغي، هَذَا هُوَ الْمُعْتَمد) فِي نسبه، وَجعل بَعضهم بعد أبن أبي الْفَخر عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد وَشَيخنَا بعد عمر عبد الرَّحْمَن بن أبي الْفَخر بن نجم بن طولون بِإِسْقَاط مُحَمَّد بن يُونُس. ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْعمْرَة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن ملك، وَعرض فِي سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا على شُيُوخ بَلَده والقادمين عَلَيْهَا بل سَافر لمَكَّة وَكَذَا للديار المصرية فِي سنة ثَمَان وَسبعين فَعرض هُنَاكَ على جمَاعَة، وَمِمَّنْ أجَازه من مجموعهم الْبَدْر مُحَمَّد بن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ فِي موسم سنة سبع وَسبعين بِالْمَدِينَةِ وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزيلها وَأحمد ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْحَنَفِيّ الْمَدْعُو بِجلَال الخجندي وَعلي بن أَحْمد الفوى الْمدنِي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَأحمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْقرشِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَأحمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي الْمَالِكِي لقِيه بِمَكَّة والأبناسي والبلقيني وَابْن الملقن والدميري لَقِيَهُمْ بِالْقَاهِرَةِ وَمِمَّنْ لم يجز الصَّدْر الْمَنَاوِيّ والبرهان بن جمَاعَة وَعبد السَّلَام بن مُحَمَّد الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي وَمُحَمّد بن صَالح نَائِب الْإِمَامَة بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ وَعبد الْوَاحِد بن عمر بن عياد الْأنْصَارِيّ الْمَالِكِي وناصر الدّين بن الميلق وَأحمد بن سلمَان بن أَحْمد الشهير بالصقلي وتفقه بوالده وَقَرَأَ على الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ أَحْكَام عُمْدَة الْأَحْكَام من تأليفه فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَجَازَهُ بِهِ وبمروياته ومؤلفاته وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل الْعَالم سليل الأكابر ومعدن المفاخر وَقَالَ قِرَاءَة وتحريرا وتصنيفه زهر الْعَريش فِي تَحْرِيم الْحَشِيش، وَسمع على الْعِزّ أبي الْيمن بن الكويك بعض الْمُوَطَّأ رِوَايَة يحيى بن يحيى فِي الَّتِي تَلِيهَا بل سَمعه تَاما على الْبُرْهَان ابْن فَرِحُونَ وَقَرَأَ على الزين طَاهِر بن الْحسن بن عمر بن حبيب كِتَابَة وشي

الْبردَة وَأَجَازَهُ بِهِ وَبِغَيْرِهِ من تأليفه وعَلى الزين الْعِرَاقِيّ شَرحه لألفيته فِي الَّتِي تَلِيهَا بِالْمَدِينَةِ وَأذن لَهُ فِي رِوَايَته وإفادته وَوَصفه بالشيخ الْفَقِيه المشتغل المحصل الْأَصِيل الأثيل جمال الدّين وَأقر لَهُ بِأَنَّهَا قِرَاءَة تدبر وَتَأمل فأجاد وَأحسن، وَأخذ بِالْقَاهِرَةِ أَيْضا عَن شَيخنَا وامتدحه بِمَا أثْبته فِي الْجَوْهَر، وبرع فِي الْأَدَب بل كَانَ أماما عَالما كثير الْفَوَائِد ظريف المحاضرة والمحادثة نَاب فِي الخطابة والإمامة وَالْقَضَاء بِالْمَدِينَةِ عَن وَالِده وَتزَوج خَدِيجَة ابْنة الإِمَام الْعِزّ عبد السَّلَام الكازروني أم أَوْلَاده، وَله شعر حسن فَمِنْهُ فِي آبار الْمَدِينَة ونقلت من خطه:) (إِذا رمت آبار النَّبِي بِطيبَة ... فعدتها سبع مقَالا بِلَا وَهن) (أريس وغرس رومة وبضاعة ... كَذَا بصة قل بيرحاء مَعَ العهن) سمعهما مِنْهُ وَالِده وأخواه بل قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْفرج ثَانِيهمَا الْمِنْهَاج الفرعي، وَأسْندَ وَالِده وَصيته إِلَيْهِ وَلَكِن لم يَعش بعده إِلَّا يَسِيرا فَأَنَّهُ سَافر إِلَى الشَّام فَقتله بعض اللُّصُوص وَهُوَ مُتَوَجّه فِي اللجون سنة تسع عشرَة وَقتل مَعَه ابناه أَبُو الرِّضَا مُحَمَّد وَأَبُو عبد الله الْحُسَيْن رَحِمهم الله، وَقد ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وفال أَنه تفقه بِأَبِيهِ وَمهر فِي الْأَدَب ونظم الشّعْر المقبول وَطَاف الْبِلَاد وَاجْتمعَ بِي كثيرا وَسمعت من فَوَائده ومدحني بِأَبْيَات لما وليت مشيخة البيبرسية مِنْهَا: (يَا حَافظ الْوَقْت وَيَا من سما ... بِالْعلمِ والحلم وَفعل الْجَمِيل) وَتَبعهُ فِي ذكره المقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو الْفضل أَخُو الَّذِي قبله. ولد فِي خَامِس ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ، وَأمه رقية ابْنة الشَّيْخ مُحَمَّد بن تَقِيّ الكازروني وأحضر فِي الثَّالِثَة على أَبِيه سنة سِتّ جُزْءا من حَدِيث نصر المرجي بل سمع عَلَيْهِ وعَلى أَخَوَيْهِ وَغَيرهم كالنور الْمحلي سبط الزبير وَحفظ الْمِنْهَاج وَغَيره، واشتغل على أَبِيه وَالْجمال الكازورني وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ والنجم مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الوَاسِطِيّ ابْن السكاكيتي أَخذ عَنهُ الْفِقْه والمعاني وَالْبَيَان شَرِيكا لِأَخِيهِ أبي الْفرج وَوَصفه بالعالم الْعَلامَة، وَدخل مصر وَغَيرهَا روى عَنهُ النَّجْم بن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه وَمَات مقتولا لَا بمكانهم فِي العوالي خَارج الْمَدِينَة فِي ضحى يَوْم السبت سادس ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين على يَد بعض الرافضة لكَونه طَالبه بدين لمحاجير لَهُ مطلة فألح عَلَيْهِ وَحمل للبقيع فَغسل بِهِ وَصلى عله وَدفن بعد صَلَاة الْعَصْر عوضه الله الْجنَّة. مُحَمَّد الشّرف أَبُو الْفَتْح أَخُو اللَّذين قبله وَأمه هِيَ ابْنة إِبْرَاهِيم بن عبد الحميد الْمدنِي أُخْت التقي مُحَمَّد. ولد فِي أَوَاخِر سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة

بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ لَهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لنافع وَابْن كثير وَأبي عَمْرو على الشَّمْس الْحلَبِي والعمدة والشاطبية وألفية الحَدِيث والمنهاج الفرعي والأصلي ولمع الْأَدِلَّة فِي أصُول الدّين لإِمَام الْحَرَمَيْنِ وألفية ابْن مَالك، وَعرض فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا على شُيُوخ بَلَده والقادمين عَلَيْهَا وَغَيرهم فَمن) عرض عَلَيْهِ مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّافِعِي بن الظَّاهِرِيّ وَقَالَ إِن مولده سنة عشر وَسَبْعمائة وناصر الدّين بن الميلق وَأَجَازَ لَهُ وَكَانَ مِمَّن عرض عَلَيْهِ البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والأبناسي بل سمع عَلَيْهِم وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين واللتين بعْدهَا فِي رحلته مَعَ أَبِيه إِلَى الْقَاهِرَة وَقد دَخلهَا أَيْضا فِي أثْنَاء سنة تسع وَتِسْعين وَأقَام بهَا الَّتِي تَلِيهَا، وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ بِالْمَدِينَةِ من أَهلهَا والقادمين إِلَيْهَا أَبوهُ وَالْجمال الأميوطي والعراقي والهيثمي والتاج عبد الْوَاحِد بن عمر بن عياذ وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الخشبي وَالْجمال يُوسُف ابْن الْبَنَّا وَالْعلم سُلَيْمَان السقاء وَزَوجته أم الْحسن فَاطِمَة ابْنة مزروع وَابْنَة عَمها رقية والقضاة الْأَرْبَعَة الْبُرْهَان بن فَرِحُونَ وعَلى بن أَحْمد النويري والتقي مُحَمَّد بن صَالح الْكِنَانِي والتاج عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الاخنائي والجلال الخجندي وَعبد الْقَادِر ابْن مُحَمَّد الحجار وبالقاهرة سوى من تقدم التنوخي وَابْن الشيخة والمطرز والحلاوي والسويداوي والصدر وَالصَّلَاح والزفتاوي وَابْن الفصيح والفرسيسي والغماري والنجم أَحْمد بن الكشك القَاضِي وستيتة ابْنة ابْن غالي وَقَرَأَ على الْكَمَال الدَّمِيرِيّ فِيهَا سنة خمس وَتِسْعين جَوَابا لَهُ عَن مسئلة ظريفة شبه اللغز وبمكة ابْن صديق وَكَانَ سمع مِنْهُ بِالْمَدِينَةِ أَيْضا والزين عبد الرَّحْمَن الفاسي وَالْجمال بن ظهيرة، وتكرر دُخُوله لَهَا وَأول مراته سنة ثَمَانمِائَة وجاور بهَا عدَّة سِنِين ثمَّ قطنها من سنة أَربع وَأَرْبَعين ونمى وَالِده، وَدخل الْيمن مرَارًا أَولهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة فَاجْتمع بالفقيه موفق الدّين الْأَزْرَق كَمَا سَيَأْتِي، وَصَحب إِسْمَاعِيل الجبرتي وتأدب بِهِ وَألبسهُ الْخِرْقَة وَكَذَا صحب الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر بن الرداد وَسمع عَلَيْهِ كثيرا من مؤلفاته كتلخيص الْقَوَاعِد الوفية فِي أصل حكم خرقَة الصُّوفِيَّة وعدة المسترشدين وعصمة أولي الْأَلْبَاب من الزيغ والزلل وَالشَّكّ والارتياب والشهاب الثاقب فِي الرَّد على بعض أولي المناصب وَالسُّلْطَان الْمُبين والبرهان المستبين وموجبات الرَّحْمَة وعزائم الْمَغْفِرَة ورسالة فِي معنى قَول أبي الْغَيْث بن جميل: إِن الْبِلَاد الَّتِي كُنَّا فِيهَا قَدِيما لَيْسَ فِيهَا مُطِيع لله وَلَا عَاص بِحَال ورسالته إِلَى الْمُوفق النَّاشِرِيّ فِي قَول بعض الصُّوفِيَّة خضنا بحرا وقف الْأَنْبِيَاء على ساخله وَجَوَابه عَن أَبْيَات: (لَيْسَ من لوح بالوصل لَهُ ... مثل من سير بِهِ حَتَّى وصل)

وقصيدته الْمُسَمَّاة بالوسيلة الاحدية فِي الْفَضِيلَة الأحمدية. وَمِمَّنْ لَقِي بزبيد سوى هذَيْن الْمجد الشِّيرَازِيّ والنفيس الْعلوِي والبدر حسن الابيوردي وبأبيات حُسَيْن الْمُوفق على بن أبي بكر) الخزرجي، وَاسْتمرّ بِالْيمن إِلَى انْتِهَاء سنة خمس وَولي بهَا تدريس السيفية بتعز ومدرسة مَرْيَم بزبيد. وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَمَا بعْدهَا الشهَاب الْأَذْرَعِيّ والكرماني وَالشَّارِح والبهاء بن خَلِيل والحراوي وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة والشهاب أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الْمجِيد الْقرشِي وَأَبُو بكر بن مُحَمَّد ابْن عبد الرَّحْمَن الْمزي ويوسف بن عبد الْوَهَّاب بن السلار وعَلى بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْأمَوِي وَابْن أبي الْمجد وَآخَرُونَ يجمع الْكل أَعنِي شُيُوخ السماع وَالْإِجَازَة مشيخته تَخْرِيج صاحبنا النَّجْم بن فَهد، وتفقه بوالده بحث عَلَيْهِ الْعمد فِي شرح الزيد ثَلَاث مَرَّات وَكَذَا قرا عَلَيْهِ تكملته لشرح شَيْخه الاسنوي الْمُسَمَّاة الوافي بتكملة الْكَافِي مَعَ الْقطعَة الأولى لَهُ أَيْضا وعَلى الْمُوفق على بن أبي بكر بن خَليفَة الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي عرف بِابْن الْأَزْرَق قِطْعَة من أول كِتَابه نقائس الْأَحْكَام وتفقه أَيْضا بالدميري والبلقيني وَآخَرين وَأخذ الْأُصُول عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ والنحو عَن وَالِده والمحب بن هِشَام وَجَمَاعَة والْحَدِيث عَن الْعِرَاقِيّ بحث عَلَيْهِ الفيته وَشَرحهَا وَالتَّقْيِيد والإيضاح لَهُ أَيْضا وَكَذَا أَخذ عَنهُ من تصانيفه الِاسْتِعَاذَة بِالْوَاحِدِ فِي إِقَامَة جمعتين فِي مَكَان وَاحِد وَالْكَلَام على مَسْأَلَة قصّ الشَّارِب وعَلى تَحْرِيم الرِّبَا وَالرَّدّ على الصغاني فِيمَا زعم أَنه مَوْضُوع من الشهَاب وألفية السِّيرَة وَغير ذَلِك وَأذن لَهُ فِي الإقراء وَكَذَا اذن لَهُ غَيره وَأَجَازَ لَهُ الْأَزْرَق وَكتب لَهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ كِتَابَة حافلة أثبتها فِي مَوضِع آخر، وَطلب الحَدِيث وقتا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَكتب الطباق وَضبط الْأَسْمَاء بل كتب بِخَطِّهِ الْحسن المتقن من الْكتب والأجزاء جملَة، وَكَأَنَّهُ تخرج بالصلاح الأقفهسي فقد وَصفه بِخَطِّهِ بمفيدنا وتنبه وبرع فِي الْفِقْه وأصوله والنحو والتصوف وأتقن جملَة من أَلْفَاظ الحَدِيث وغريب الرِّوَايَة وَشرح الْمِنْهَاج الفرعي شرحا حسنا مُخْتَصرا فِي أَربع مجلدات سَمَّاهُ المشرع الروي فِي شرح منهاج النَّوَوِيّ وَاخْتصرَ فتح الْبَارِي لشَيْخِنَا فِي نَحْو أَربع مجلدات وَسَماهُ تَلْخِيص أبي الْفَتْح لمقاصد الْفَتْح، وَحدث بِالْيمن ودرس بهَا كَمَا تقدم وَبنى لأَجله بعض مُلُوكهَا مدرسة وَجعل لَهُ فِيهَا مَعْلُوما وافرا كَانَ يحمل إِلَيْهِ بعد انْتِقَاله عَنْهَا بُرْهَة وَكَذَا حدث بِالْمَدِينَةِ بعد سُؤال أَخِيه أبي الْفرج لَهُ فِي ذَلِك انْتِقَاله عَنْهَا بُرْهَة وَكَذَا حدث بِالْمَدِينَةِ بعد سُؤال أَخِيه أبي الْفرج لَهُ فِي ذَلِك وتوقفه فِيهِ تأدبا مَعَ الْجمال الكازروني لتقدمه فِي السن عَلَيْهِ فَقَرَأَ عَلَيْهِ أَخُوهُ

) الْمَذْكُور الصَّحِيحَيْنِ والشفا بالروضة وَأَبُو الْفَتْح بن تَقِيّ وَآخَرُونَ، وَلم يلبث أَن قتل أَخُوهُ الْكَمَال الْمَذْكُور قبله فَكَانَ ذَلِك سَبَب انْتِقَاله لمَكَّة واستيطانه إِيَّاهَا من سنة أَربع وَأَرْبَعين حَتَّى مَاتَ، وَولي بهَا مشيخة التصوف بالخانقاة الزمامية بعد موت شيخها أَحْمد الْوَاعِظ فِي سنة خمسين ثمَّ مشيخة الصُّوفِيَّة بالجمالية مَعَ اسماع الحَدِيث أول مَا أنشئت فِي سنة سبع وَخمسين وَجعل وَقت حُضُورهَا عقب صَلَاة الصُّبْح لأَجله، وَكَذَا اسْتَقر بِهِ الظَّاهِر جقمق فِي إسماع الحَدِيث وَحدث فِيهَا بالكتب السِّتَّة وبجل مروياته وَأخذ عَنهُ الأكابر وَقَرَأَ عَلَيْهِ التقي بن فَهد بِالْيمن، وَكنت مِمَّن أَخذ عَنهُ الْكثير وَبَالغ فِي الْإِكْرَام حَتَّى أَنه التمس مني حَسْبَمَا كتبه بِخَطِّهِ الْإِجَازَة لوَلَده وَكَانَ يسْلك فِي تحديثه التَّحَرِّي والتشدد وَيُصلي على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويترضى عَن الصَّحَابَة كلما جرى ذكرهم ويفتتح الْمجْلس بِالْفَاتِحَةِ وبسورة الْإِخْلَاص ثَلَاثًا ويهديها لمشايخه، كل ذَلِك مَعَ الثِّقَة وَالْأَمَانَة والصدق وَالْعِبَادَة والزهد والورع والهيبة وَالْوَقار وسلوك الْأَدَب وتسكين الْأَطْرَاف وَنور الشيبة والتواضع والهضم لنَفسِهِ وَكَثْرَة التِّلَاوَة وَطرح التَّكَلُّف فِي مَسْكَنه ومطعمه وملبسه والتقنع باليسير والاقتصاد وَحسن التأني والإنجماع عَن النَّاس والإقبال على مَا يهمه وَقلة الْكَلَام فِيمَا لَا يعنيه وَشدَّة التَّحَرِّي فِي الطَّهَارَة وَالْغَضَب لله وَعدم الْخَوْف فِيهِ من لوم لائم وَحسن الِاعْتِقَاد فِي المنسوبين للصلاح، سالكا طَريقَة شَيْخه فِي تَحْسِين الظَّن بِابْن عَرَبِيّ مَعَ صِحَة عقيدته وَرُبمَا عيب بذلك بِحَيْثُ سَمِعت من شَيخنَا إِنْكَاره عَلَيْهِ وَعدم ارتضائه لاختصار فتح الْبَارِي، وَكَانَ الشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني الْمقري وَغَيره يناكده وينكر إِقَامَته برباط ربيع فِي سفح أجياد الصَّغِير وَهُوَ صابر، ولشدة تحريه قل من كَانَ يحسن الْقِرَاءَة عَلَيْهِ سِيمَا وَفِي خلقه وَشدَّة. وَقد قَالَ البقاعي إِنَّه تقدم فِي الْعُلُوم وبرع جدا سِيمَا فِي الْفِقْه وَغلب عَلَيْهِ الِانْقِطَاع عَن النَّاس والتخلي وَالْعُزْلَة وَلُزُوم بَيته مَعَ حسن سمته وَكَثْرَة تواضعه وهضم نَفسه واقتصاده وَحسن تأنيه، وَقتل الرافضة أَخَاهُ يَعْنِي كَمَا تقدم فَعَفَا عَن الْقَاتِل إِلَى الْقِيَامَة انْتهى. وَلم يزل على أَوْصَافه حَتَّى مَاتَ وَهُوَ ممتع بحواسه شَهِيدا بالبطن بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْأَحَد سادس عشر الْمحرم سنة تسع وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ ضحى عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة بِالْقربِ من خَدِيجَة الْكُبْرَى والفضيل بن عِيَاض، وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي من دمشق وَبِغَيْرِهِ صَلَاة الْغَائِب، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ أَنه جال فِي الْبِلَاد) وبرع ف الْفِقْه وَغَيره رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد نَاصِر الدّين أَبُو الْفرج أَخُو الثَّلَاثَة قبله وشقيق ثانيهم ووالد الشَّمْس

مُحَمَّد الْآتِي. ولد فِي صفر سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَقَامَ بِهِ على الْعَادة فِي سنة عشْرين بِمَكَّة والعمدة والمنهاج وألفيتي الحَدِيث والنحو، وَعرض فِي سنة تسع عشرَة فَمَا بعْدهَا بِمَكَّة وَالْمَدينَة على خلق، فَمن أجَاز لَهُ من الشَّافِعِيَّة ابْن الْجَزرِي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد الكفيري وَعبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد بن صَالح بن عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن الْقطَّان المدنيان وَابْن سَلامَة والمحب ابْن ظهيرة، وَمن الْحَنَفِيَّة عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الْأنْصَارِيّ الزرندي وَالْجمال مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المرشدي وَحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن نَاصِر الْهِنْدِيّ الْمَكِّيّ، وَمن الْمَالِكِيَّة التقي الفاسي وَأَبوهُ أَحْمد بن عَليّ، وجود الْقُرْآن على الزين بن عَيَّاش وَغَيره، وتفقه بالجمال الكازروني والنجم الوَاسِطِيّ وَالشَّمْس الكفيري وبأخيه الشّرف أبي الْفَتْح وَبِه كَانَ جلّ انتفاعه وَعنهُ وَعَن الْجمال والنجم أَخذ النَّحْو وَكَذَا عَن النُّور الزرندي والجلال المرشدي وَعَن النَّجْم وَحده أَخذ الْمعَانِي وَالْبَيَان وأصول الْفِقْه وَعَن الْجمال والزرندي وَغَيرهمَا فِي التَّفْسِير وَعَن الزين بن الْقطَّان دروسا من شرح الْعُمْدَة، ولازم أَخَاهُ فِي قِرَاءَة الحَدِيث بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا وتدرب بِهِ فِي الْمُتُون وَالرِّجَال وَكَذَا قَرَأَ كثيرا على الْجمال الكازروني وأذنا لَهُ والنجم وَغير وَاحِد فِي الْإِفْتَاء والتدريس، وَسمع على الشموس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمُحب وَابْن الْجَزرِي وَابْن البيطار والشرف الجرهي والنور الْمحلي وَأبي عبد الله الفاسي والجلال المرشدي والتقي بن فَهد وَبَعض ذَلِك بقرَاءَته وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأقَام الَّتِي بعْدهَا وَأخذ بهَا عَن شَيخنَا وَأَشْيَاء وَكتب عَنهُ الامالي بل كتب قِطْعَة من فهرسته وقراها وَكَذَا قَرَأَ الْخِصَال وشح النخبة كِلَاهُمَا وَله وَالْأَرْبَعِينَ الَّتِي خرجها لوالده وَالْجُمُعَة للنسائي وَجُمْلَة، وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة المفنن الأوحد مُفِيد الطالبين صدر المدرسين، بل سمع على وَالِده فِي صغره الْكثير كالصحيحين وجامع التِّرْمِذِيّ وَسنَن أبي دَاوُد وَالدَّارَقُطْنِيّ بفوت فيهمَا ومجالس الْخلال الْعشْرَة ونسخة إِبْرَاهِيم ابْن سعد وجزء ابْن قلبنا وجزءا ابْن مقسم ونسخة همام والأولين من فَوَائِد سخنام وَالْأَرْبَعِينَ الَّتِي خرجها شَيخنَا لَهُ وَالْأَرْبَعِينَ لِابْنِ سعد النيسا بوري وسداسيات الرَّازِيّ والجزء الَّذِي انتقاه الذَّهَبِيّ للعفيف المطري ومسلسل، وَأَجَازَ لَهُ) الشهَاب الوَاسِطِيّ والقباني والتدمري والزين الزَّرْكَشِيّ وَخلق. وَمن القدماء عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَغَيرهَا، وَخرج لَهُ ابْن فَهد مشيخة وفهرستا، وَحدث بالكثير من لَفظه وبقراءة وَلَده وَغَيره أَخذ عَنهُ أهل بَلَده والغرباء وَشَيخ شيخ

الْمَدِينَة والنبوية ومسندها بِدُونِ مدافع وَكنت مِمَّن لقِيه بِمَكَّة ثمَّ بِالْمَدِينَةِ فِي سنة سِتّ وَخمسين وَأخذت عَنهُ أَشْيَاء، وَكَانَ حسن الشكالة نير الشيبة مهابا مَعَ فَضِيلَة وَسُكُون خدم من كتب الْعُلُوم الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك وَالتَّلْخِيص والجمل فِي الْمنطق وعروض الأندلسي وَغَيرهَا بحواش مفيدة بعد كِتَابَته لَهَا بِخَطِّهِ. وَقَالَ فِي ضبط بحور النّظم (إِذا رمت ضبطا للبحور فهاكها ... فعدتها سِتّ وَعشر كَذَا نقل) (طَوِيل مديد مَعَ بسيط ووافر ... كَذَا كَامِل هزج ورزج مَعَ الرمل) (سَرِيعا شرحت للخفيف مضارعا ... قضيب اجتثثت الْقرب داركت فِي الْعَمَل) مَاتَ فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة الْعشْرين من الْمحرم سنة ثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد الْجُمُعَة بالروضة وَدفن بِالبَقِيعِ عِنْد وَالِده رحمهمَا الله وإيانا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن خضر بن مُوسَى بن حريز بن حراز الشَّمْس أَبُو عبد الله الصَّفَدِي النَّاصِر الشَّافِعِي القادري وَيعرف بِابْن الديري. ولد فِي الْعشْر الأول من جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ بدير الْخَلِيل من الناصرة بِقرب صفد وَقَالَ إِنَّه لبس الْخِرْقَة وتلقن الذَّر فِي سنة عشْرين من الشَّيْخ مُحَمَّد القادري الشَّامي وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين من وَالِده عَن القطب الأردبيلي وَفِي سنة أَرْبَعِينَ بِسَعِيد السُّعَدَاء من الشّرف مُوسَى بن مُحَمَّد القادري. وَقلت وَلَقي شَيخنَا فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وقرا عَلَيْهِ فِي موطأ مَالك رِوَايَة أبي مُصعب وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل الْقدْوَة المفنن بل حكى لي وَالِده الشَّمْس مُحَمَّد وَهُوَ مِمَّن أَخذ عني أَنه لقِيه بِالْقَاهِرَةِ غير مرّة وقرا عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكتب عَنهُ من أَمَالِيهِ وَضبط من فَوَائده جملَة وقرض لَهُ على تصنيفه اخْتِصَار التَّرْغِيب الْآتِي وَأَنه كَانَ يرشد الْعَامَّة وَيقْرَأ عَلَيْهِم وَأَنه أَخذ عَن ابْن رسْلَان فِي الْفِقْه وَغَيره وَأقَام عِنْده مُدَّة طَوِيلَة وَتردد فِي أَخذه عَن ابْن نَاصِر الدّين انْتهى. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الزين قَاسم الحيشي ومؤاخيه فِي الله الْبُرْهَان القادري وَقَالَ إِنَّه أول شيخ لبس مِنْهُ الْخِرْقَة وَوَصفه بشيخنا وقدوتنا الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْقدْوَة المربي وَأَنه من كَانَ لَهُ تصانيف مِنْهَا التَّقْرِيب إِلَى كتاب التَّرْغِيب والترهيب. قَالَ) وَكَانَ نور تِلْكَ الْبِلَاد، وَوَصفه البقاعي بِالْإِمَامِ وبيض لَهُ وَكَذَا بيض لَهُ النَّجْم عمر بن فَهد فِي مُعْجَمه. مَاتَ فِي حادي عشرَة ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِبَلَدِهِ وَدفن عِنْد آبَائِهِ برحبة الزاوية وقبورهم تزار رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن رسْلَان بن نضير بن صَالح نَاصِر الدّين البُلْقِينِيّ القاهري الشَّافِعِي ابْن أخي السراج عمر وأخو رسْلَان وجعفر وَأحمد. ذكره شَيخنَا فِي أَبِيه من إنبائه اسْتِطْرَادًا وَقَالَ إِنَّه كَانَ يحفظ الْمُحَرر للرافعي، وناب فِي

الحكم بعد أَن كتب التوقيع مُدَّة. مُحَمَّد بن أبي بكر بن سَلامَة. فَمن حَده مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَحْمد بن عمر. مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن الْحسن بن أبي بكر بن أبي عَليّ بن الْحسن المتَوَكل على الله أَبُو عبد الله بن المعتضد بِاللَّه أبي الْفَتْح بن المستكفي بِاللَّه أبي الرّبيع ابْن الْحَاكِم بِأَمْر الله أبي الْعَبَّاس الْهَاشِمِي العباسي. ولد فِي سنة نَيف وَأَرْبَعين أَو نَحْوهَا وبويع بالخلافة بِعَهْد من أَبِيه لَهُ فِي سَابِع جُمَادَى الآخر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة فاستمر إِلَى ثَالِث صفر سنة تسع وَسبعين وخلعة الْأَمِير إينبك البدري بزكريا بن إِبْرَاهِيم ثمَّ أُعِيد بعد يسير فِي عشرَة ربيع الأول مِنْهَا، ودام إِلَى سنة خمس وَثَمَانِينَ فأمسكه الظَّاهِر برقوق لكَونه بلغه مساعدته على الْقيام فِي خلعه وَقَيده وسجنه ببرج القلعة وعزله بقريبه عمر بن إِبْرَاهِيم ولقب بالوثق ثمَّ مَاتَ عمر فقرر أَخَاهُ زَكَرِيَّا ولقب المستعصم وَاسْتمرّ المتَوَكل مَحْبُوسًا إِلَى أَن أطلقهُ فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين لكَونه يلبغا الناصري جعل حَبسه من جملَة الْأَسْبَاب الْمُقْتَضِيَة لِخُرُوجِهِ عَلَيْهِ وَأَعَادَهُ إِلَى الْخلَافَة مَعَ التَّضْيِيق عَلَيْهِ وَالْحجر الزَّائِد فَلَمَّا أَخذ الناصري الديار المصرية وَاسْتقر أتابكا أحسن إِلَيْهِ جدا وَأمره بالأنصراف إِلَى دَاره وَركب مَعَه الْأُمَرَاء والقضاة ونشرت على رَأسه الْأَعْلَام السود وَفَرح النَّاس بِهِ شَدِيدا وَلم يبْق أحد حَتَّى خرج لرُؤْيَته فَكَانَ يَوْمًا مشودا، فَلَمَّا مَاتَ الظَّاهِر جدد لَهُ الْخَلِيفَة الْولَايَة بالسلطنة فاحسن إِلَيْهِ وأكرمه. وَاسْتمرّ على حَاله إِلَى أَن مَاتَ الظَّاهِر فقلد السلطنة لوَلَده النَّاصِر فرج مَاتَ الْخَلِيفَة فِي أَيَّامه وَذَلِكَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن رَجَب وَقيل فِي شعْبَان سنة ثَمَان، وَاسْتقر بعده وَلَده الْعَبَّاس بِعَهْد مِنْهُ ولقب بالمستعين بِاللَّه رَحمَه الله وإيانا. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَغَيره. وَطوله شَيخنَا فِي انبائه وَقَالَ أَنه كَانَ قد عهد قبل وَلَده الْعَبَّاس لوَلَده الآخر الْمُعْتَمد على الله أَحْمد ثمَّ خلعه وَاسْتمرّ مسجونا حَتَّى مَاتَ وَكَذَا المقريزي فِي) عقوده، وَهُوَ وَالِد الْخُلَفَاء الْخَمْسَة بِحَيْثُ انْفَرد بذلك بل مَاتَ عَن الْعَبَّاس وَحَمْزَة وهما شقيقان وَدَاوُد وَسليمَان وهما شقيقان وَيَعْقُوب وخليل وهما شقيقان وَأحمد ويوسف وَأَيوب ومُوسَى وكل مِنْهُم من أم وَعَن مَرْيَم وخلفا وهما شقيقان وَخَدِيجَة وَفَاطِمَة وهما شقيقان وَعَائِشَة وَسَارة وَمَرْيَم وكل مُهِمّ من أم فَهَؤُلَاءِ سَبْعَة عشر من الذُّكُور وَالْإِنَاث. مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن عُثْمَان بن عماد الْحلَبِي الأَصْل القاهري أَخُو عبد اللَّطِيف الْمَاضِي وسبط بني العجمي. مِمَّن سمع على ابْن الْجَزرِي.

مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان الشّرف بن الإِمَام الزكي الْبكْرِيّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي صَاحب الاعتناء فِي الْفرق وَالِاسْتِثْنَاء وإحياء قُلُوب الغافلين فِي سيرة سيد الْأَوَّلين. مِمَّن أَخذ عَنهُ التقي بن فَهد وَغَيره مِمَّن أَخذنَا عَنهُ كَالشَّمْسِ أبي عبد الله البنهاوي الأشبولي، وَمَا وقفت لَهُ على تَرْجَمَة. مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان الشَّمْس بن الزين الْمحلي وَيعرف بِابْن السمنودي. مِمَّن أَخذ عني. مُحَمَّد بن أبي بكر بن صَدَقَة بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْمُحب بن الزكي الْمَنَاوِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ. اشْتغل فِي الْعُلُوم وتفنن وَفضل، وتنزل فِي الْجِهَات وَرُبمَا أقرا الطّلبَة، واختص بالبرهان الكركي الإِمَام وَهُوَ أحد الْمُنعم عَلَيْهِم من قبل الْحَنَفِيَّة الأمشاطي حِين استقراره فِي مشيخة البرقوقية بالوظائف. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَانِينَ بعد أَبِيه بِيَسِير رحمهمَا الله. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَبَّاس بن أَحْمد البدراني الْآتِي أَبوهُ وَهُوَ سبط الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَمِين الْآتِي أَيْضا. ولد فطن عرض على الْمِنْهَاج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين ثمَّ قَرَأَ على ثَلَاثَة أَحَادِيث من أول البُخَارِيّ بعد أَن سمع مني المسلسل وأجزت لَهُ. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الباسط بن خَلِيل الْمَاضِي جده الْآتِي أَبوهُ. ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَبَعض التَّنْبِيه وألفية النَّحْو وَغير ذَلِك، واشتغل يَسِيرا وَكتب على الشَّمْس الْمَالِكِي وتميز فِي الْخط قَلِيلا، وَحج فِي تجمل بِوَاسِطَة أَبِيه ثمَّ وثب عَلَيْهِ بتحسين أَحْمد بن جبينة الصَّيْرَفِي لَهُ نكاية فِيهِ حَتَّى اسْتَقر فِي نظر الجوالي، وَحمل نَفسه مِمَّا الْتزم بِهِ الْمشَار إِلَيْهِ مِمَّا كَانَ سَببا لاتلاف ابْن جبيبة ولذل هَذَا بربقة الدُّيُون وَلم يحمد) أحد صنيعهما، وتكرر سَفَره لدمشق وطرابلس وحماه فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده وَلم يظفر بطائل وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْحمق وخفة الْعقل مَعَ كَونه لم يُشَارك أَبَاهُ فِيمَا يَرْمِي لَهُ. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْخَالِق الشَّمْس القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن المخللاتي، مؤدب الْأَطْفَال على بَاب قصر بشتاك بِالْقَاهِرَةِ. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة خمسين وَكَانَ خيرا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن التقي أبي الْفضل سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر مُحَمَّد أخي الْمُوفق عبد الله صَاحب الْمُغنِي ابْني أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر مُحَمَّد أخي الْمُوفق عبد الله صَاحب الْمُغنِي ابْني أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله بن الْعِمَاد بن الزين أبي الْفرج بن نَاصِر الدّين أبي عبد الله الْقرشِي الْعمريّ الْعَدوي الْمَقْدِسِي

الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو عبد الله وَعبد الرَّحْمَن الماضيين وَيعرف كأبيه بِابْن زُرَيْق بِضَم الزَّاي وَآخره قَاف مصغر. ولد فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد زيد بن غيث العجلوني الْحَنْبَلِيّ والخرقي وَعرضه على الشّرف بن مُفْلِح والشهاب بن الحبال وَأخذ فِي الْفِقْه عَن أبي شعر وَغَيره وَطلب الحَدِيث وَكتب الطباق والأجزاء وتدرب يَسِيرا بِابْن نَاصِر الدّين وَسمع عَلَيْهِ وعَلى أَخَوَيْهِ وَابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة والْعَلَاء بن بردس والزين بن الْفَخر الْمصْرِيّ والشموس المحمدين ابْن سُلَيْمَان الْأَذْرَعِيّ وَابْن يُوسُف النيربي والمرداوي ابْن أخي الشَّاعِر والمحب عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن الْمُحب فِي آخَرين من أهل دمشق والواردين إِلَيْهَا، وَقَرَأَ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِجَامِع قارا على خطيبها النَّجْم عبد الْكَرِيم بن صفى الدّين وَغَيره وبمسجد الْحَاج بدر خَارج حماة على الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْأَشْقَر وَكَذَا بزاوية العبيسي خَارِجهَا أَيْضا على الْعَلَاء بن مَكْتُوم وبحمص على الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ السّلمِيّ القادري وبحلب على حافظها الْبُرْهَان الْكثير كسنن النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه والمحدث الْفَاضِل ومشيخة الْفَخر وَعشرَة الْحداد وَغَيرهَا قِرَاءَة وسماعا وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل الْمُحدث الرِّجَال سليل السَّادة الأخيار الْعلمَاء الْأَحْبَار وَأَنه إِنْسَان حسن ذُو أَخْلَاق جميلَة وَيقْرَأ سَرِيعا لَكِن نَحوه ضَعِيف، وَوَصفه ابْن نَاصِر الدّين بالعالم الْفَاضِل فِي آخَرين سمع عَلَيْهِم بحلب كالعلاء بن خطيب الناصرية وَأبي جَعْفَر بن الضياء وَأبي اسحق) إِبْرَاهِيم بن الْعَلَاء عَليّ بن نَاصِر اللقاضي أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن العديم والشرف الْحسن أبي بكر بن سَلامَة الشَّاهِد بهَا، وبالقاهرة فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ على شَيخنَا والمحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَالْجمال عبد الله الهيثمي وَفَاطِمَة ابْنة الصّلاح خَلِيل الكنانية وَآخَرين وَلكنه لم يمعن وَكَانَ أَخذ عَن شَيخنَا قبل ذَلِك بِدِمَشْق، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة سبع وَعشْرين وزار بَيت الْمُقَدّس وناب فِي الْقَضَاء عَن النظام بن مُفْلِح فَمن بعده ثمَّ رغب عَنهُ أَيَّام الْبُرْهَان بن مُفْلِح وَاسْتقر فِي مدرسة جده أبي عمر بعد ابْن دَاوُد ودرس بهَا وَاجْتمعت بِهِ بِدِمَشْق وبالقاهرة غير مرّة وحَدثني من لَفظه الزبداني بِأَحَادِيث من مشيخة الْفَخر، ثمَّ حدث بعد ذَلِك بِكَثِير من الْكتب بِقِرَاءَة التقي الجراعي وَغَيره، وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ الْعَلَاء الْبَغْدَادِيّ، وَكَذَا حدث بأَشْيَاء فِي الْقَاهِرَة حِين طلبه إِلَيْهَا من الإشراف قايتباي فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ بِسَبَب مرافعة بعض مستحقي الْمدرسَة وَأقَام فِي الترسيم مُدَّة على مَال قرر عَلَيْهِ شبه المصادرة وقاسي شدَّة وهدد غير مرّة بالتقي وَغَيره وتألمنا لَهُ

ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده، وَهُوَ إِنْسَان حسن فَاضل متواضع ذُو أنسة بالفن واستحضار ليسير من الرِّجَال والمتون من بَيت كَبِير. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان زين العابدين ابْن أخي السخاوي وَهُوَ بلقبه أشهر. يَأْتِي هُنَاكَ. مُحَمَّد عز الدّين أَبُو الْيمن شَقِيق الَّذِي قبله. ولد فِي عصر يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَثَمَانِينَ بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ ثمَّ مَاتَ أَبوهُ وانتزع من أمه وأخذته معي إِلَى مَكَّة فِي موسم سنة سِتّ وَتِسْعين فجاور معي وَرُبمَا سمع عَليّ بل سمع مُعظم البُخَارِيّ وختنته فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَتِسْعين وَالله يسير لَهُ حفظ كِتَابه ويجعله من أهل الْعلم وأربابه. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن يحيى بن أَحْمد ابْن يحيى بن طَاهِر بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد القاهر بن طَاهِر بن عمر بن تَمِيم الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الْعَفِيف بن الْكَمَال التَّمِيمِي الدَّارِيّ الدَّار كاني الفركي الشَّافِعِي. ولد فِي صفر سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَأخذ الْعلم عَن القوام أبي المحاسن عبد الله ابْن النَّجْم أبي الثَّنَاء مَحْمُود بن الْحُسَيْن الْقرشِي) العثماني الْأمَوِي الشَّافِعِي الشِّيرَازِيّ عرف بِابْن الْفَقِيه نجم وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقرَاءَات السَّبع وَكَانَ ماهرا بهَا وَالْحَاوِي والمصابيح والشاطبية وَكَذَا قَرَأَ على حَمْزَة بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ككوك التبريزي، وَحج مرَارًا وجاور بِمَكَّة وَأقَام بِبَغْدَاد مُدَّة وَحدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن الحجار والمزي ولقيه الطاوسي فاستجازه وَوَصفه بالمحدث الْعَلامَة الْوَرع الْجَلِيل الزَّاهِد. مَاتَ فِي يَوْم سبت ثامن عشر الْمحرم سنة سبع برستاق فرك. ذكره الطاوسي بِاخْتِصَار والجرهي بأطول مِنْهُ فِي مشيخته. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس الْحلَبِي الساسكوني وَهِي قَرْيَة مِنْهَا الشَّافِعِي وَيعرف بالذاكر أحد المعتفدين. قدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا على طَريقَة حَسَنَة من الْعِبَادَة وَالذكر حَتَّى مَاتَ بعد توعك يزِيد على شَهْرَيْن بعد غرُوب لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد خَارج الْمَقْصُورَة من الْأَزْهَر فِي مشْهد حافل ثمَّ دفن بتربة ابْن مزهر رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة بن حَازِم بن صَخْر بن عبد الله الْعِزّ أَبُو عبد الله بن الشّرف بن الْعِزّ بن الْبَدْر الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ

الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن جمَاعَة. ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بينبع وأحضر على الصَّدْر الْمَيْدُومِيُّ ثمَّ سمع من جده الْعِزّ الْكثير وَمن ذَلِك تساعياته الْأَرْبَعين من الْعرض والبياني وَأبي الْفرج بن القادري بن الْقَارِي وناصر الدّين الحراوي والقلانسي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ الأول من مُسْند أنس للحنيني وَبَعض المعجم الصَّغِير للطبراني، وَأَجَازَ لَهُ خلق من الشاميين والمصريين بعناية الزين الْعِرَاقِيّ مِنْهُم الشهَاب أَحْمد المرداوي وَخلق من أَصْحَاب الْفَخر وَغَيره، واشتغل صَغِيرا وَمَال لفنون الْمَعْقُول فأتفنها إتقانا بَالغا وَلما قدم الْعَلَاء السيرامي وَولي البرقوقية لَازمه حَتَّى مَاتَ وَكَذَا أَخذ عَن البُلْقِينِيّ فِي الْحَاوِي وَغَيره وَعَن الْعَلَاء عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن صَغِير فِي الطِّبّ وَغَيره فِي آخَرين كالعز الرَّازِيّ شيخ الشيخونية فِيمَا بَلغنِي وَلَا أستبعد أَن يكون أكمل الدّين مِنْهُم، وَرَأَيْت بِخَطِّهِ أَن من شُيُوخه الْمُحب نَاظر الْجَيْش وَالشَّمْس بن الصَّائِغ الْحَنَفِيّ بل قَالَ والبرهان التنوخي، وَقَالَ المقريزي أَنه أَخذ عَن ابْن خلدون فَأكْثر وَكَانَ يتبجح بذكرذلك فِي دروسه وَأَنه مَعَ ذَلِك لم ير ابْن خلدون يجل أحدا كإجلاله إِيَّاه وَأَنه ترافق هُوَ وإياه فِي الْأَخْذ عَن ابْن) صَغِير كَانَ الْعِزّ يقْرَأ عَلَيْهِ شرح الْفُصُول لِابْنِ أبي صَادِق وَمضى فِي تَرْجَمَة أصيل بن الخضري مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ أَنه قَرَأَ على مُحَمَّد بن عَادل بن مَحْمُود التبريزي شيرين كتب ابْن عَرَبِيّ فِي حِكَايَة الله أعلم بِصِحَّتِهَا، وَنظر فِي كل فن حَتَّى فِي الْأَشْيَاء الصناعية كلعب الرمْح وَرمي النشاب وَضرب السَّيْف والنفط حَتَّى الشعوذة حَتَّى فِي علم الْحَرْف والرمل والنجوم وَمهر فِي الزيج وفنون الطِّبّ وَكَانَ من الْعُلُوم بِحَيْثُ يقْضِي لَهُ فِي كل فن بِالْجَمِيعِ وَصَارَ الْمشَار إلبه فِي الديار المصرية فِي العقليات والمفاخر بِهِ لعلماء الْعَجم تخضع لَهُ الرِّجَال وتسلم لَهُ المقاليد بل هُوَ فِي ذَلِك أمة وَحده وفضلاء الْبَلَد كلهم عِيَال فِيهِ، وَكَانَ يَقُول أعرف خَمْسَة عشرعلما لَا يعرف عُلَمَاء عصري أسماءها، وصنف التصانيف الْكَثِيرَة المنتشرة الَّتِي جمع هُوَ أسماءها فِي جُزْء مُفْرد يقْضِي الْوَاقِف عَلَيْهِ الْعجب من كثرتها وَلَكِن ضَاعَ أَكْثَرهَا بأيدي الطّلبَة وَالْمَوْجُود مِنْهَا النّصْف الأول من حاسية الْعَضُد وَشرح جمع الْجَوَامِع وَله على كل كتاب أقرأه مَعَ أَنه كَاد أَن يقرئ جَمِيع المختصرات التصنيف والتصنيفان مَا بَين حَاشِيَة ونكت وَشرح حَتَّى أَنه كتب على كل من عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح ومختصر جده الْبَدْر لَهُ شرحا وعَلى أربعي النَّوَوِيّ وقصيد ابْن فرج ثمَّ لخص تَخْرِيج الرَّافِعِيّ لِابْنِ الملقن على مَا ظهر لَهُ وَمَات عقبه وَلكنه لم يرْزق ملكة فِي الإختصار وَلَا سَعَادَة فِي حسن التصنيف، وَكَذَا كَانَ

ينظم شعرًا عجيبا غالبه غير مَوْزُون وَلذَا كَانَ يخفيه كثيرا إِلَّا عَن من يخْتَص بِهِ مِمَّن لَا يدْرِي الْوَزْن، وَهُوَ مِمَّن قرض سيرة الْمُؤَيد لِابْنِ ناهض بلَى كَانَ أعجوبة دهره فِي حسن التَّقْرِير بِحَيْثُ كَانَ بَين لِسَانه وقلمه كَمَا بَينه هُوَ وآحاد طلبته، وأقرأ التَّنْبِيه والوسيط وَشرح الألفية لِابْنِ المُصَنّف وَكتب عَلَيْهِ تصنيفا والتسهيل والكشاف والمطول وَكتب عَلَيْهِ شرحا سَمَّاهُ الْمعول والمختصر وَكتب عَلَيْهِ شَيْئا سَمَّاهُ سبك النَّضِير فِي حَوَاشِي الشَّرْح الصَّغِير كل هَذَا مَعَ الإنجماع عَن بنيالدنيا وَترك التَّعَرُّض للمناصب ومهابته فِي النُّفُوس. وَقد نفق لَهُ سوق فِي الدولة المؤيدية وكارمه السُّلْطَان عدَّة مرار بجملة من الذَّهَب وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ يمْتَنع من الِاجْتِمَاع بِهِ ويفر إِذا عرض عَلَيْهِ ذَلِك وَحضر الْمجْلس الْمَعْقُود للهروي فَلم يتَكَلَّم فِي جَمِيع النَّهَار كُله مَعَ التفاتهم إِلَيْهِ واستدعائهم للْكَلَام مِنْهُ بل سَأَلَهُ السُّلْطَان يَوْمئِذٍ عَن تصنيفه فِي لعب الرمْح فَجحد أَن يكون صنف فِيهِ شَيْئا، وَكَانَ يبر أَصْحَابه ويساويهم فِي الْجُلُوس ويبالغ فِي إكرامهم ويديم الطَّهَارَة) فَلَا يحدث إِلَّا تَوَضَّأ وَلَا يتْرك أحدا يستغيب عِنْده أحدا هَذَا مَعَ مَا هُوَ فِيهِ من محبَّة الفكاهة والمزاح واستحسان النادرة وَكَونه لَا يتحاشى عَن مَوَاضِع النزه والمفترجات وَيَمْشي بَين الْعَوام وَيقف على حلق المناقفين وَنَحْوهم وَرُبمَا يركب الْحمار إِذا ابعد ويقتصد فِي ملبسه، وَلم يتَّفق لَهُ الْحَج مَعَ حرص أَصْحَابه لَهُ عَلَيْهِ وَلَا تزوج بلَى كَانَت عِنْده زَوْجَة أَبِيه فَكَانَت تقوم بِأم بَيته وَهُوَ يبرها وَيحسن إِلَيْهَا وَكَانَ يعاب بالتزين بزِي الْعَجم من طول الشَّارِب وَعدم السِّوَاك حَتَّى سَقَطت أَسْنَانه. ذكره شَيخنَا فِي انبائه ومعجمه بحاصل مَا تقدم، وَقَالَ فِي الأنباء: لازمته من سنة تسعين إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ يودني كثيرا وَيشْهد لي فِي غيبتي بالتقدم ويتأدب معي إِلَى الْغَايَة مَعَ مبالغتي فِي تَعْظِيمه حَتَّى كنت لَا أُسَمِّيهِ فِي غيبته إِلَّا إِمَام الْأَئِمَّة، وَكَذَا قَالَ فِي المعجم: أخذت عَنهُ شرح منهاج الْأُصُول وَفِي جمع الْجَوَامِع وَفِي الْمُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَفِي المطول وقرأت عَلَيْهِ يَعْنِي أَشْيَاء مِنْهَا الْخَامِس من مُسْند السراج وَوَصفه بِالْإِمَامِ الْعَلامَة الفهامة الفريد الْأَصِيل، وَأَجَازَ لي غير مرّة ولأولادي. مَاتَ فِي الْعشْرين من ربيع الآخر سنة تسع عشرَة بعد انْقِضَاء الطَّاعُون وَكَانَ هُوَ فِي غَايَة الِاحْتِرَاز مِنْهُ بِحَيْثُ أَنه لم يدْخل فِي تِلْكَ الْأَيَّام الْحمام وَامْتنع من مأكولات ومشروبات عينهَا لأَصْحَابه فَلَمَّا ارْتَفع وَظن السَّلامَة مِنْهُ دخل الْحمام وَتصرف فِيمَا كَانَ احتمى مِنْهُ فأصيب وَاشْتَدَّ أَسف النَّاس عَلَيْهِ وَلم يخلف بعده مثله، وَمِمَّنْ تَرْجمهُ ابْن قَاضِي شُهْبَة والمقريزي فِي عقوده وَأَنه كَانَ فِي آخر عمره

على خير من النّسك وَقيام اللَّيْل وَحفظ اللِّسَان والإعراض عَن الدناسات الَّتِي طلب لَهَا فزهد فِيهَا وَلم أزل أعرفهُ فان أَبَاهُ كَانَ يسكن بجوارنا، قَالَ وَقد تخرج بِهِ فِي الْأُصُول والمنطق والمعاني وَالْبَيَان وَالْحكمَة خلائق من المصريين والغرباء وطار اسْمه وانتشر ذكره فِي الأقطار وقصده النَّاس من الشرق والغرب وَلم يخلف فِي فنونه بعده مثله والعيني بل عمل لنَفسِهِ جُزْءا اسماه ضوء الشَّمْس فِي أَحْوَال النَّفس وأخذنا عَن خلق مِمَّن أَخذ دراية وَرِوَايَة كَابْن الْهمام وَابْني الأقصرائي والزين رضوَان والأبي والسفطي وَشَعْبَان وَمن قبلهم التقي الفاسي وَابْن مُوسَى المراكشي وَمن لايحصى كَثْرَة كالبرهان بن حجاج الأبناسي والتلواني، وَأول تحديثه سنة بضع وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْكَرِيم الشَّمْس الْمَقْدِسِي الْعَطَّار بهَا وَيعرف بِابْن كريم بِالتَّصْغِيرِ. سمع من الصَّدْر الْمَيْدُومِيُّ مشيخته تَخْرِيج الْحُسَيْنِي وأولها المسلسل وَحدث سمع مِنْهُ) الْفُضَلَاء، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: وَكَانَ خَادِم الْقبَّة الْمِعْرَاج بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى أجَاز لأولادي فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَنه ولد بغزة بعد الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ عاميا صَدُوق اللهجة. مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين كَذَا قَالَ. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن جلال الدّين وَرُبمَا خفف فَقيل جلال ابْن شمس الدّين الأسعردي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي النشار بهَا وَيعرف بِابْن الْخياطَة. ولد فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي أول الْمحرم سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة وَقيل فِي الَّتِي بعْدهَا بأسعرد وانتقل مِنْهَا فِي صغره مَعَ سلفه فقطن صالحية دمشق وَسمع بهَا من أبي الهول الْجَزرِي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء ولقيته بهَا فَقَرَأت عَلَيْهِ بعض الْأَجْزَاء وَكَانَ قد تكسب بالنشارة وَأذن بالخانقاة القلانسية مَعَ كَون قيمها ثمَّ أضرّ وشاخ وَانْقطع حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَسِتِّينَ بالصالحية وَصلى عَلَيْهِ بالجامع المظفري وَدفن بالسفح رَحمَه الله وَقد ذكر لي أَن لبَعض سلفه مدرسة بأسعرد وَذكر. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد عَطِيَّة بن ظهيرة أَبُو سعيد القريشي الْمَكِّيّ وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة، وَأمه عَائِشَة ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي الْأنْصَارِيّ. ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع بهَا من عَمه الْجمال ابْن ظهيرة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس وَتِسْعين ابْن صديق وَابْن فَرِحُونَ والمراغي والشهاب أَحْمد بن عَليّ الْحُسَيْنِي وابنا ابْن عبد الْهَادِي وَابْنَة ابْن المنجا والعراقي والهيثمي وَابْن الكويك وَآخَرُونَ. وَمَات سنة خمس عشرَة بزبد وَوصل نعيه لمَكَّة فِي رَمَضَان.

مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو البركات بن ظهيرة أَخُو الَّذِي قبله، وَأمه حسان ابْنة رَاجِح بن حسان الْكِنَانِي. أجَاز لَهُ فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة ابْن الكويك وَابْنَة ابْن عبد الْهَادِي وَجَمَاعَة مِنْهُم عَمه. وَمَات صَغِيرا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن نَاصِر الدّين. هَكَذَا نِسْبَة بَعضهم وَهُوَ غلط فَأَبُو بكر كنية عبد الله لَا ابْنه. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله نَاصِر الدّين الفاوي بن الزكي. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو بعْدهَا واشتغل قَلِيلا وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة، وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: سَمِعت مِنْهُ عَنهُ حَدِيثا اسْتَفَدْت من نوادره وَكَانَ صَاحب دعابة ونوادر. مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ.) مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن أبي الْقسم ابْن إِبْرَاهِيم بن عَطِيَّة الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الزين الْقَابِسِيّ الأَصْل النشيني نِسْبَة لنشين القناطر بالغربية ثمَّ الْمحلى الشَّافِعِي وَالِد أبي الطّيب عبد النَّاصِر وَيعرف بِابْن أبي الشَّيْخ موفق الدّين وبابن الشَّيْخ أبي بكر. ولد سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بالمحلة وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ والمنهاج والتبريزي والملحة والرحبية وعرضها إِلَّا الْمِنْهَاج على الشهَاب المنصوري قَاضِي الْمحلة والمنهاج على القاضيين التَّاج عَتيق والعز بن سليم وَبحث مَوَاضِع مُتَفَرِّقَة مِنْهُ على أَولهمَا، ورحل إِلَى الْقَاهِرَة فَسمع دروس الأبناسي والبلقيني وَابْن الملقن والنور والبكري، وَعرض عَلَيْهِم الْمِنْهَاج فِي سنة خمس وَتِسْعين وعَلى الشهَاب بن الناصح ولقيه ابْن فَهد والبقاعي بالمحلة فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فأخذا عَنهُ بعض الْأَجْزَاء وَكَانَ من عدُول حَانُوت القطانين بهَا بارعا فِي التوثيق مستحضرا للمنهاج بل ولى الحكم بهَا من سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ إِلَى أَن مَاتَ فِي آخر سنة أَربع أَو أول سنة خمس وَخمسين، وَكَانَ أَبوهُ صَالحا عاقدا للأنكحة بالمحلة وَأما عَمه موفق الدّين واسْمه عمر فَكَانَ من كبار الْأَوْلِيَاء ترك قَضَاء نشين وَذَلِكَ أَنه كَانَ يَلِيهِ فعزل فَتوجه للقاهرة للسعي فِي عوده فرافقهم نَصْرَانِيّ يلقب الشَّيْخ لعظمه فيهم فَكَانَ سَببا لرجوعه عَن السَّعْي وَكَأَنَّهُ لاشتراك أهل الْكفْر مَعَهم فِي التَّعْظِيم الدنيوي، وَرجع فأقرأ الْأَطْفَال مُدَّة ثمَّ انْقَطع لِلْعِبَادَةِ والاشتغال بِالْعلمِ حَتَّى صَار عين النَّاس بِحَيْثُ كَانَ السراج البُلْقِينِيّ يكاتبه بل يمدحه وَمن ذَلِك قصيدة أَولهَا: (سَلام على الْخلّ الْوَلِيّ الْمُوفق ... ولي بِفضل الله مَا زَالَ يرتقي) مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان جدي الشَّمْس أَبُو عبد الله الْبَغْدَادِيّ الأَصْل.

السخاوي ثمَّ القاهري وَالِد الْوَالِد عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي ويلقب بِابْن الْبَارِد. قيل إِن أَصله من بَغْدَاد وَأَنه ولد بسخا ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فجاور السراج البُلْقِينِيّ وَسكن بِبَيْت من أملاكه وأوقافه مجاور للدرب من ظَاهره وقنع الشَّيْخ عَن أجرته بريحان وشهه يَضَعهُ على ضريح وَلَده الْبَدْر مُحَمَّد فِي كل جُمُعَة واختص بالشيخ بِحَيْثُ أَنه كَانَ يلاطفه وَيَقُول لَهُ كَمَا سمعته غير مرّة من الزين قَاسم حفيد السراج اجْعَل هَذِه الدَّرَاهِم بمَكَان مُرْتَفع خوفًا م اللص فلَان مُشِيرا لبَعض أَوْلَاده، ثمَّ اخْتصَّ بعده بولده القَاضِي جلال الدّين وَحضر كثيرا عِنْدهمَا فِي المواعيد والْحَدِيث وَغَيرهَا وَكَذَا حضر مجَالِس غَيرهمَا من الْعلمَاء والصلحاء وَأكْثر من سَماع) السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَغَيرهَا من كتب الحَدِيث صَار يستحضر أَشْيَاء من الْمُتُون والمغازي ويتلوا سورا من الْقُرْآن وَيسْأل عَمَّا يشكل عَلَيْهِ من أَمر الدّين وَغَيره من التَّحَرِّي فِي الْعِبَادَة والمداومة على التجهد والأوراد من الْأَذْكَار وَنَحْوهَا والتكسب لِعِيَالِهِ بالغزل فِي سوق ابْن جوشن من ميدان الْقَمْح بمبلغ يسير جدا، وَحج وسافر مرّة إِلَى الشَّام للتِّجَارَة وَلَا أستبعد أَنه زار بَيت الْمُقَدّس والخليلي حِينَئِذٍ واغتبط بِصُحْبَة جمَاعَة من الْأَوْلِيَاء كَالشَّمْسِ البوصيري وَخلف الطوخي ويوسف الصفى والزين السطحي بِحَيْثُ اندرج فيهم وعد وَاحِدًا مِنْهُم فوصفه الْفَخر عُثْمَان الْبرمَاوِيّ بالشيخ الصَّالح الْقدْوَة وَالْأَخ فِي الله تَعَالَى وَأَشَارَ إِلَى تقواه وخيره وولايته فِي آخَرين مِمَّن وَصفه بالصلاح كشيخنا بل قَالَ لي الْعَلَاء البُلْقِينِيّ أَنه كَانَ من يرَاهُ يشْهد بولايته وصلاحه وَمَا لقِيت أحدا مِمَّن يعرفهُ إِلَّا وَأثْنى عَلَيْهِ بالصلاح وَالْخَيْر كَالشَّمْسِ بن المرخم والشريف جلال الدّين الجرواني. وَلما قدم الشَّيْخ مُحَمَّد بن سُلْطَان القادري الْآتِي الْقَاهِرَة وأنزله الْجلَال البُلْقِينِيّ بمدرسة وَالِده التمس من الْجلَال رَفِيقًا صَالحا يتأنس بِهِ فَأَشَارَ بالجد لعلمه بخيره ورغبته فِي صُحْبَة الصَّالِحين حَتَّى أَنه قَالَ مرّة للوالد وَكَانَ أَبوهُمَا صَالحا فَكَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ فِي كثير من الْأَوْقَات خصوصافي طرفِي النَّهَار، وقدرت وَفَاة أم الشَّيْخ فَاجْتمع من تركتهَا نَحْو أَرْبَعمِائَة ناصري ذَهَبا فعرضها عَلَيْهِ ليتوسع بهَا لعلمه بقلة رَأس مَاله فَامْتنعَ بِكَوْنِهِ فِي غنية عَنْهَا لِأَنَّهُ بورك لَهُ فِيمَا مَعَه وَرُبمَا يُفْضِي بِهِ التَّوَسُّع إِلَى إشغال الذِّمَّة بزائد أَو نَاقص فَقَالَ لَهُ أَنا لَا أعْطِيه لَك قراضا بل هبة واستخر الله فِي ذَلِك فعاوده وصمم على الِامْتِنَاع وَقَالَ أَنما صحبتك لله فَأمره بالتوجه بِهِ مَعَه حَتَّى فرقه على يَدَيْهِ فَكَانَت كَرَامَة لَهما بل هِيَ للْجدّ أعظم، وَكَذَا لما قدم الْملك الْجَلِيل الْعَالم صَلَاح الدّين يُوسُف بن النَّاصِر أَحْمد الأيوبي الْآتِي بعد رغبته عَن الْملك وزهده

فِي الدُّنْيَا وإقباله على الْآخِرَة فِي سنة سبع عشرَة وأنزله الْجلَال أَيْضا بِالْمَدْرَسَةِ صُحْبَة الْجد أَيْضا واغتبط كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ وَلم يزل على أشرف حَال حَتَّى مَاتَ بعد أَن صعد الْغَرْس خَلِيل الْحُسَيْنِي والفقيه نور الدّين المنوفي لعيادته واستبشر بقدومهما وَقَالَ لَهما أشهد كَمَا أَنِّي أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وفاضت نَفسه، وَكَانَ ذَلِك بعد سنة ثَمَانِي عشرَة وَصلى عَلَيْهِ القَاضِي جلال الدّين وَدفن بحوش صوفية البيبرسية رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عدنان الشريف نَاصِر الدّين بن عماد) الدّين بن عَلَاء الدّين الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ سبط الْعَلَاء بن الْجَزرِي أخي الشَّمْس الْمَشْهُور، أمه خَدِيجَة أَو عَائِشَة العمرية والماضي عَمه أَحْمد وَولده الْعَلَاء عَليّ والآتي أَبوهُ. ولد فِي يَوْم الْخَمِيس حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق، مِمَّن تفقه بِيُوسُف الرُّومِي وَعنهُ أَخذ الْأَصْلَيْنِ وتميز فيهمَا وتلقي نقابة الإشراف بِالشَّام وتدريس الريحانية والمقدمية وَغير ذَلِك عَن وَالِده. مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَسِتِّينَ مسموما من بعض الْأَعْرَاب وَلم يكمل الْأَرْبَعين. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي الْفَتْح نصر الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يُوسُف بن أَحْمد ابْن عَليّ بن أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ بن الْقسم بن عبد الرَّحْمَن بن الْقسم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق إِمَام الدّين بن الزين الْبكْرِيّ البلبيسي الْمحلي ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ أَخُو عبد الْقَادِر وعَلى الماضيين. ولد فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَسمع مَعَ أَبِيه على الْعَسْقَلَانِي الشاطبية فِي مستهل ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ وَوصف بالفقيه الْفَاضِل فَكَأَنَّهُ كَانَ قد اشْتغل وَكَذَا سمع على البُلْقِينِيّ والعراقي ولازمه فِي كثير من مجَالِس أَمَالِيهِ والهيثمي والأبناسي والغماري وَالصَّلَاح الزفتاوي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الشيخة والمراغي والحلاوي والسويداوي فِي آخَرين، وتنزل فِي صوفية الْحَنَابِلَة بالبرقوقية أول مَا فتحت وَكَانَ بشرة بذلك بعض الْأَوْلِيَاء قبل وُقُوعه فَأَنَّهُ كَانَ يَحْكِي أَنه اجتاز حِين عمارتها وهم يكلفون من يمد يحمل شئ من آلَات الْعِمَارَة فتوقف وتقاعد عَنهُ فَقَالَ لَهُ شخص احْمِلْ يَا فَقير وَلَك مِنْهَا نصيب أَو كَمَا قَالَ وَكَذَا تنزل فِي بعض الْجِهَات وَلزِمَ الأقامة بِالْمَسْجِدِ الَّذِي بِرَأْس حارة بهاء الدّين بِجَانِب الْحَوْض والبئر يكْتب الْمَصَاحِف وَغَيرهَا ويطالع مَعَ اشْتِغَاله بِالْعبَادَة وصلَة رَحمَه حَتَّى مَاتَ فِي تَاسِع شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء، وَكَانَ خيرا أَرْبَعَة نير الشيبة منعزلا عَن لناس، رَأَيْته كثيرا وَلم يكن خطه فِي الصِّحَّة بِذَاكَ رَحمَه الله.

مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن حسن بن مطهر بن عِيسَى بن جلال الدولة بن أبي الْحسن الصّلاح الحسني السُّيُوطِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بأسيوط من الصَّعِيد وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن تَلا بِهِ لورش على الشّرف عبد الْعَزِيز بن مُحرز) بن أبي الْقسم الطهطاوي بن حريز قَالَ وَكَانَ شجي الصَّوْت بِالْقِرَاءَةِ ومناقبه ومناقب أَبِيه جمة، وَلأبي عمر وَعلي الشهَاب الدويني الضَّرِير وَبحث بهَا عَلَيْهِ فِي النَّحْو، ثمَّ انْتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى مصر قبل الْقرن فَعرض الْعُمْدَة على الزين الْعِرَاقِيّ بعد أَن صحّح جَمِيعهَا عَلَيْهِ وَأَجَازَ لَهُ، ثمَّ عَاد بِهِ فَأَقَامَ إِلَى سنة سِتّ فلقي تركيا سكرانا فَرَاجعه كلَاما فطغى عَلَيْهِ فَقتله فانتقل بأَهْله إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها وَسكن بالصحراء ولازم الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَالْأُصُول والنحو والمعاني وَالْبَيَان وَكتب أَمَالِيهِ وَأخذ الْفِقْه أَيْضا عَن النُّور الأدمِيّ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ والبرهان البيجوري والنحو عَن الشمسين الشطنوفي وَابْن هِشَام وَالْعرُوض وَغَيره من عُلُوم الْأَدَب عَن الْبَدْر الدماميني وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه على الجرومية إِلَّا الْيَسِير من آخِره، وَحضر دروس الْعِزّ بن جمَاعَة وَسمع رَابِع ثمانيات النجيب على التقي الزبيرِي وعَلى الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والنور الفوي الْخَتْم من الصفوة لِابْنِ طَاهِر وعَلى النُّور الأبياري اللّغَوِيّ أَكثر أبي دَاوُد وَابْن ماجة وعَلى ابْن الْجَزرِي والزين القمني فِي آخَرين وَقَرَأَ حزب النَّوَوِيّ على يحيى بن مُحَمَّد الشاذلي أخي أبي بكر الشهير، وَلم يَنْفَكّ عَن الِاشْتِغَال حَتَّى برع فِي فنون وَتقدم فِي الْأَدَب وَجمع فِيهِ مجاميع كرياض الْأَلْبَاب ومحاسن الْآدَاب والمرح النَّضر والأرج الْعطر ومطلب الأديب ونظم فِي الْخَلِيل أرجوزة فِي خَمْسمِائَة بَيت ونخبة شَيخنَا وَغير ذَلِك فَأكْثر، وَكتب الْخط الْحسن وَنسخ بِهِ الْكثير لنَفسِهِ وَلغيره وَكَانَ يلم شعثه مِنْهُ لتخليه عَن الْوَظَائِف الدُّنْيَوِيَّة، لكنه ولي بعد سنة خمس وَثَلَاثِينَ تدريس مدارس بأسيوط وَهِي الشريفية والفائزية والبدرية الخضيرية ونظرها فَلم يتم لَهُ ذَلِك فاستمر مُنْقَطِعًا عَن الاقتيات بِالْكِتَابَةِ إِلَى أَن بنى قراقجا الْحسنى مدرسة بِخَط قنطرة طغز دمر وَجعله خطيبها وإمامها وَكَفاهُ مؤونة كَبِيرَة وَأنْشد مُشِيرا لارتقائه بِالْكِتَابَةِ: (كتابتي أشكرها كم لَهَا بِي عائده ... فرأس مَال أَخذهَا وأستزيد فائده) وَرُبمَا كَانَ شَيخنَا يستنيبه فِي الخطابة بالسلطان وَقد لَازمه كثيرا حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ ديوانه الْكَبِير وَمَا علمت قَرَأَهُ عَلَيْهِ غَيره وطارحه غير مرّة بل وَعمل صدَاق الْمُحب ابْن الْأَشْقَر على ابْنَته رَابِعَة أرجوزة أثبتها مَعَ بعض مطارحاته مَعَه فِي الْجَوَاهِر، وَكَانَ شَيخنَا يجله ويصغي لمقاله وَكَذَا وَصفه الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بالفاضل اجْتمعت بِهِ

كثيرا وَسمعت بقرَاءَته على شَيخنَا فِي الدِّيوَان بل علقت عَنهُ من نظمه، وَكَذَا كتب عَنهُ صاحبنا ابْن فَهد وَغَيره، وَحج) مرَارًا أَولهَا فِي سنة سِتّ وَعشْرين وجاور مرَّتَيْنِ، وسافر لدمشق وزار الْقُدس والخليل وَوصل فِي الصَّعِيد إِلَى قوص وَدخل اسكندرية وَغَيرهَا، وَكَانَ خيرا فَاضلا منجمعا عَن النَّاس حسن الْهَيْئَة وَالْبزَّة نير الشيبة صنف سوى مَا تقدم فضل صَلَاة الْجَمَاعَة فِي جُزْء لطيف وَشرح أربعي النَّوَوِيّ فِي مجلدة فِي المسودة وَفضل السَّيْف على الرَّمْي فِي كراسه. مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَخمسين بمدرسة قراقجا وَصلى عَلَيْهِ الْمَنَاوِيّ وَدفن. ونظمه سَائِر وَمِنْه مِمَّا كتب بِهِ على بعض المجاميع: (يَا نعم مَجْمُوع حوى ضمنه ... كل الْمعَانِي فاغتدى أوحدا) (أصبح فرضا لَا يرى مثله ... فأعجب لمجموع غَدا مردا) وَمِنْه فِي إِبْرَاهِيم: (حَبِيبِي قد فاق الملاح بحسنه ... وَرَاح بِهِ كل كئيب وولهان) (يَا عذلى دعواي هذى وحسد ... وَإِن أنكروار مَا قلته فَهُوَ برهَان) مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن صلح الطرابلسي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن سلانة بِالْمُهْمَلَةِ. رَأَيْته يكْتب بِبَعْض الاستدعاءات فِي سنة أَربع وَخمسين بل رَأَيْت بعض المكيين قَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَجَازَ وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي يستحضر قَوَاعِد ابْن رَجَب مَعَ ذكاء وَفهم. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْبَهَاء أَبُو الْفَتْح ابْن الزين المشهدي القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي وَأَبوهُ. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشر صفر سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقربِ من الْأَزْهَر وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وجانبا من الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَمن ألفيتي الحَدِيث والنحو وَعرض الْعُمْدَة على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ والبرهان البيجوري والسراج قاري الْهِدَايَة وَالْجمال يُوسُف الْبِسَاطِيّ وَأبي الْقسم بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى العبدوسي فِي آخَرين مِمَّن أجَاز لَهُ والشموس البوصيري والشطنوفي والعجيمي سبط ابْن هِشَام وَابْن الديري والجلال البُلْقِينِيّ وَالْجمال الأقفاصي والشهاب الصنهاجي والْعَلَاء بن المغلي وَغَيرهم مِمَّن لم يجز، واعتنى بِهِ أَبوهُ فاسمعه من لفظ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ على الشهَاب الوَاسِطِيّ المسلسل وَعَلَيْهِمَا جُزْء الْأنْصَارِيّ وعَلى ثَانِيهمَا فَقَط جُزْء ابْن عَرَفَة وجزء البطاقة ونسخة إِبْرَاهِيم بن سعد وعَلى النُّور الفوي ختم مُسلم وَمن لفظ أبي الْقسم العبدوسي غَالب الشقا وعَلى) الْكَمَال بن خير بعضه وعَلى ابْن الْجَزرِي أَشْيَاء وعَلى الشَّمْس بن الْمصْرِيّ ختم ابْن ماجة ومنتقى من مشيخة الفسوى،

وَطلب هُوَ بِنَفسِهِ بعد فَأخذ مَعنا وَمن قبلنَا على جمَاعَة بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَلكنه لم يتَمَيَّز فِي الطِّبّ، وَبَلغنِي أَن سبط شَيخنَا خرج لَهُ شَيْئا وَهُوَ أَو أَكْثَره وهم، وجود الْقُرْآن على الشهَاب السكندري ولازم الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي فِي الْفِقْه وَمن قبلهمَا أَخذ فِيهِ عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وبأخره عَن الونائي لَكِن يَسِيرا، واشتدت عنايته بملازمة القاياتي فِي الْفِقْه والأصلين والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا ورافق الزين طَاهِر فِي قِرَاءَته عَلَيْهِ لقطعة من الْكَشَّاف بل وَأخذ عَن طَاهِر نَفسه غَالب شرح الشاطبية للفاسي وَعَن الْمحلي شَرحه لجمع الْجَوَامِع مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع مَعَ غَيره من تصانيفه، وَقَرَأَ فِي حَضَره كثيرا من ألفية النَّحْو بحثا على الشَّمْس الشطنوفي، وَفِي كبره مَجْمُوع الكلائي بِتَمَامِهِ على ابْن الْمجد وَحضر كثيرا من دروسه فِي الْفَرَائِض والحساب والميقات وَغَيرهَا ولازم الشَّمْس البدرشي وَقَرَأَ فِي الْمنطق وَغَيره على الشَّمْس الشرواني وَكَذَا سمع فِيهِ على أبي الْفضل المغربي وَأخذ أَيْضا عَن الكافياجي، ولازم شَيخنَا حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ النخبة وَشرح الألفية والمقدمة وغالب المشتبه وَغَيرهَا رِوَايَة ودراية، وَكتب عَنهُ أَكثر أَمَالِيهِ وَقطعَة من آخر فتح الْبَارِي وَأذن لَهُ فِي الْأَقْرَاء والإفادة وَوَصفه فِي سنة سبع وَأَرْبَعين بالفاضل الْعَلامَة البارع الْمُحدث المفنن فَخر المدرسين عُمْدَة المتفننين، وَكَذَا وَصفه الْمحلي بالفقيه الْمُحدث الْعَالم فِي الْأُصُول وَغَيره وَقَالَ إِنَّه فهم مِنْهُ أَي من شَرحه الْمعِين المُرَاد وتحققه وَأفَاد واستفاد وَأذن لَهُ فِي الإفادة أَيْضا وَمِمَّنْ أذن لَهُ فِي التدريس القاياتي وَوَصفه البقاعي فِي أَبِيه بالمحدث الْفَاضِل المفنن، وَحج صُحْبَة وَالِده وَدخل مَعَه أَيْضا الشَّام وَاسْتقر فِي تدريس الاقبغاوية بعد وَفَاة ابْن أُخْته أبي الْبَقَاء بن عبد الْبر السُّبْكِيّ وَفِي مشيخة التصوف لخشقدم بعد الظّهْر برواق الريافة من الْأَزْهَر وَفِي مشيخة الحَدِيث بالزينية المزهرية أول مَا فتحت من واقفها وناب عَن وَلَدي ابْن القاياتي فِي تدريس الحَدِيث بالبرقوقية وَأعَاد بالصالح والأبجيهية، وتنزل فِي غَيرهَا من الْجِهَات كسعيد السُّعَدَاء وأقرأ بعض الطّلبَة بل حدث باليسير وَرُبمَا كتب على ألفيتا وعلق على مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ شرحا وَكَذَا على جَامع المختصرات وصل فِيهِ إِلَى الْفَرَائِض وعَلى أَمَاكِن من الْمِنْهَاج الفرعي واعتنى بِجمع الْأَوَائِل وَعمل جُزْءا فِي التسلي عَن موت الْأَوْلَاد والتقط من النُّقُود والردود للكرماني مَا) يتَعَلَّق بالعضد سَمَّاهُ تَلْخِيص الْمَقْصُود فِي مجلدين فِي تعاليق سواهَا وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَقيد وحشى، كل ذَلِك مَعَ الدّين وَالْخَيْر والثقة والعدالو والأوصاف الجميلة والقناعة وَالتَّعَفُّف والأنجماع عَن النَّاس وصبر على مَا يقاسيه من تربية الْبَنَات

وتجهيزهن وخدمة الْعِيَال وَكَثْرَة الْأَمْرَاض وَالرَّغْبَة فِي الاستفادة والمطالعة والتصدي لتلاوة الحَدِيث فِي أَوْقَات بالأزهر، وقراءته متقنة وصوته بهَا شجي مَعَ التأني والإيضاح وجمود الْحَرَكَة العتب على الدَّهْر، وَقد صحبته قَدِيما وَسمع كل منا بِقِرَاءَة الآخر على شَيخنَا وَغَيره وَسمعت من فَوَائده وَكتب عني أَشْيَاء بل كتب على بعض الاستدعاءات، وَلم يزل يطالع وَيكْتب إِلَى أَن تعلل أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم السبت عَاشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ فِي عصر يَوْمه ثمَّ دفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي البركات أَمِين الدّين أَبُو النَّصْر وَأَبُو الْيمن بن الْفَخر بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الْعَزِيز وَعبد الْمُعْطِي، أمه قدم الْخَيْر الزنجية فتاة أبيَّة. ولد وَحفظ الْقُرْآن وَالْمجْمَع أوجله واشتغل قَلِيلا عِنْد الْعَلَاء بن الجندي نقيب زَكَرِيَّا فِي مجاورته وَعند غَيره وَأخذ عَن إِسْمَاعِيل بن أبي يزِيد فِي النَّحْو وَعَن عبد النَّبِي المغربي فِي أصُول الدّين ولازمني فِي سنة سبع وَتِسْعين فِي البُخَارِيّ وَغَيره بل كَانَ سمع عَليّ فِي حَيَاة أَبِيه سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسمع على ابْن عَمه. مُحَمَّد جلال الدّين أَبُو الْبَقَاء أَخُو الَّذِي قبله. مِمَّن سمع عَليّ وَكَذَا على ابْن عَمه أَيْضا وَحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْمُحب بن القَاضِي التقي الحريري الدِّمَشْقِي الْآتِي أَبوهُ. مِمَّن سمع على شَيخنَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بِدِمَشْق. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن درغام بن ظعان بن حميد الْجمال أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الذروي الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالجمال الْمصْرِيّ. ولد فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي قبلهَا أَو بعْدهَا بالذروة من صَعِيد مصر وَنَشَأ بهَا إِلَى أَن بلغ أَو راهق فَقدم مَكَّة فاستوطنها وَسمع بهَا على الْعِزّ بن جمَاعَة منسكه الْكَبِير بفوت وَغَيره وَمن أَحْمد بن سَالم وَالْجمال ابْن عبد الْمُعْطِي والاميوطي وَزَيْنَب ابْنة أَحْمد بن مَيْمُون التّونسِيّ وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح الصَّفَدِي وَابْن الهبل وَعمر الشحطبي) وست الْعَرَب وَخلق واشتغل قَلِيلا وَصَحب أَبَا الْفضل النويري القَاضِي وخدمه كثيرا فَلَمَّا علم نجابته صَار يُرْسِلهُ فِي مَصَالِحه وهديته لصَاحب الْيمن فاشتهر ذكره وَقبل مَوته تغير عيله، وَسكن زبيد واستوطنها وخدم إِسْمَاعِيل الجبرتي فناله بِسَبَبِهِ شئ كثير وداخل الاعيان من أَهلهَا فنمى

أمره إِلَى الْأَشْرَف صَاحب الْيمن فقر بِهِ وَأَدْنَاهُ واتصل فاستظرفه لِكَثْرَة مجونه وَأَقْبل عَلَيْهِ وَصَارَ يحضر مَجْلِسه وولاه حسبَة زبيد ثمَّ صحب السراج بن سَالم لما ولي شدّ زبيد بعد عودة من مَكَّة وَحصل دنيا وأملاكا وتزايد أمره وقويت مهابته وحرمته فِي مبادئ أَيَّام النَّاصِر بن الْأَشْرَف لِأَنَّهُ صَار يُرْسِلهُ إِلَى عدن وَغَيرهَا لإحضار الْأَمْوَال مِنْهَا بِحَيْثُ ولي إمرة زبيد فِي بعض السنين ثمَّ صرف عَنْهَا وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ أمره بهَا أنفذ من الْأَمِير ثمَّ انحط عَن النَّاصِر وَولي نظر أوقاف الْمدَارِس الَّتِي بِمَكَّة عدَّة سِنِين، وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة وَكَانَ كثير التِّلَاوَة شجي الصَّوْت كثير الفكاهة والمزاحة ملْجأ القاصدين الواردين حسن السفارة لَهُم سِيمَا الْحِجَازِيِّينَ، وابتلى قبل مَوته بِكَثْرَة الْبرد حَتَّى صَار يحمل إِلَى الْحمام فيمكث فِيهِ الزَّمن الطَّوِيل وَإِذا خرج مِنْهُ يوضع فِي قدر فِيهِ مَاء حَار فِيمَا قيل. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة منتصف ذِي الْقعدَة سنة عشْرين بزبيد وَدفن بمقبرة إِسْمَاعِيل الجبرتي عَفا الله عَنهُ وَخلف عشْرين ولدا ذكرا، ذكره الفاسي ثمَّ ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَهُوَ بِاخْتِصَار فِي أنباء شَيخنَا وَقَالَ فِي مُعْجَمه: لَقيته مرَارًا فِي الدولتين يَعْنِي الأشرفية والناصرية وَهُوَ على مَا عهدته من الْمَوَدَّة والمروء، وَسمعت مِنْهُ قَلِيلا بوادي الْحصيب. وَكَذَا ذكره المقريز فِي عقوده وكرره وَأَنه رزق زِيَادَة على عشْرين ولدا ذكرا قَالَ وَكَانَ إِذا قَامَ حول الْكَعْبَة فِي رَمَضَان يكَاد النَّاس يفتتنون بِهِ من الازدحام على سَمَاعه مَعَ مُرُوءَة وإحسان للغرباء، وابتلى بِكَثْرَة الْبرد حَتَّى كَانَ يغلي لَهُ المَاء فِي قدر وَيجْلس فِيهِ مَعَ شدَّة حرارته. مُحَمَّد النَّجْم الْأنْصَارِيّ الذروي الأَصْل الْمَكِّيّ أَخُو الَّذِي قبله وَيعرف بالمرجاني. ولد فِي إِحْدَى الجماديين سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع الْعِزّ ابْن جمَاعَة والكمال بن حبيب وَأحمد بن سَالم وَالْجمال بن عبد الْمُعْطِي والعفيف النشاوري فِي آخَرين بل قَرَأَ جملَة من الْكتب والأجزاء على الْجمال الأميوطي، ورحل إِلَى دمشق فَقَرَأَ بهَا على مُحَمَّد بن أَحْمد المنبجي بن خطيب المزة أَشْيَاء كمسندي عبد والدارمي ومسند الشَّامي وَسمع الْمُحب الصَّامِت وَغَيره من أَصْحَاب التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَكَذَا من ابْن الصَّيْرَفِي والكمال بن) النّحاس وَجَمَاعَة بإفادة الياسوفي وَغَيره وَكَانَ يثني عَلَيْهِ وعَلى فضائله وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة تجمعهم مشيخته تَخْرِيج التقي بن فَهد بل هُوَ الَّذِي استجاز للتقي الفاسي. واشتغل كثيرا فَحَضَرَ الْفِقْه والأصلين عِنْد القَاضِي أبي الْفضل النويري وَالْجمال الأميوطي وَغَيرهمَا والنحو عِنْد نحوي مَكَّة أبي الْعَبَّاس ابْن عبد الْمُعْطِي وَأبي عبد الله المغربي النَّحْوِيّ وَغَيرهمَا وتميز فِي الْفِقْه وَمهر

فِي الْعَرَبيَّة ومتعلقاتها بِحَيْثُ لم يبْق فِي الْحجاز من يدانيه فِيهَا مَعَ معرفَة بالأدب ونظم ونثر وَكتب الشُّرُوط عِنْد الْمُحب النويري وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض كتب الحَدِيث لمزيد من الْمَوَدَّة بَينهمَا بل كَانَ يلائم من قبله وَالِده القَاضِي أَبَا الْفضل كثيرا، وَدخل الْيمن مرَارًا وَولي تدريس المنصورية بِمَكَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة مَعَ نظر الْمدَارِس الرسولية بِمَكَّة وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ غير أَنه انْفَصل عَن النّظر نَحْو سنة وَرغب عَن التدريس لوَلَده الْكَمَال أبي الْفضل، وَكَانَ حسن الايراد لما يلقيه لجودة عِبَارَته وَقُوَّة مَعْرفَته بِالْعَرَبِيَّةِ، مليح الْكِتَابَة سريعها ذَا مُرُوءَة كَثِيرَة وحياء وتواضع وانصاف مَعَ تخيل يُزِيلهُ أدنى شئ وانجماع وانقباض وَعدم تصد للأشغال وإقبال على شَأْنه واهتمام بِأَمْر عِيَاله وتمول بعد تقلل بسعي جميل وَكتب كَثِيرَة نفيسة يسمح بعاريتها بل رُبمَا يبر بمعلومه فِي النّظر والتدريس من لَيْسَ لَهُ فِي الْمدَارِس اسْم من الطّلبَة وَنَحْوهم وَجمع شَيْئا فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة كَأَنَّهُ اخْتَصَرَهُ من طَبَقَات الأسنوي ونظم قصيدة مفيدة سَمَّاهَا مساعد الطلاب فِي الْكَشْف عَن قَوَاعِد الْأَعْرَاب ضمنهَا مَا ذكره ابْن هِشَام من مَعَاني الْحُرُوف فِي كِتَابه مغنى اللبيب وقواعد الْإِعْرَاب وَمَا لغيره فِي الْمَعْنى وَشَرحهَا وَكَذَا نظم أبياتا فِي دِمَاء الْحَج وَشَرحهَا وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة وَكَانَت وَفَاته بعد تمرض نصف سنة فِي وَقت عصر يَوْم السبت خَامِس رَجَب سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة، وَصلى عَلَيْهِ صبح الْأَحَد ثمَّ دفن بالمعلاء رَحمَه الله وإيانا، ذكره الفاسي ثمَّ ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَشَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ وتصدى للتدريس والإفادة وَله نظم حسن ونفاذ فِي الْعَرَبيَّة وَحسن عشرَة، سَمِعت مِنْهُ قَلِيلا من حَدِيثه وَمن نظمه كَانَت بَيْننَا مَوَدَّة، وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه سمع مِنْهُ حَدِيثا بِالطورِ وأنشدنا كثيرا لنَفسِهِ وَلغيره وَمهر فِي الْعَرَبيَّة حَتَّى لم يبْق فِي بِلَاد الْحجاز من يدانيه فِيهَا لكنه كَانَ يُؤثر الانجماع وَلَا يتَصَدَّى للأشغال، وَدخل الْيمن مرَارًا وَقدم الْقَاهِرَة سفيرا لصاحبيها فِي تَحْصِيل كتب استدعياها وَأَجَازَ لأولادي مرَارًا آخرهَا سنة إِحْدَى وَعشْرين، قلت وَالْجمع) بَين التصدي وَعَدَمه مُمكن وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا أَيْضا. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه حَدثهُ بِكَثِير من أَحْوَال السّلف. مُحَمَّد الْجمال أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ أَخُو اللَّذين قبله وَهُوَ أصغرهما وَيعرف بالمرشدي وَهُوَ جد أبي حَامِد مُحَمَّد بن عمر الْآتِي والماضي أَبوهُ. ولد فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع بهَا من الْعِزّ بن جمَاعَة السِّيرَة الصُّغْرَى لَهُ وَغَيرهَا كالبردة وَمن الْجمال بن عبد الْمُعْطِي والنشاوري فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح

وَابْن أميلة وَابْن الهبل وَابْن النَّجْم وَغَيرهم تجمعهم مشيخته للتقي بن فَهد. وتلا لأبي عَمْرو ثمَّ لِابْنِ كثير عَليّ يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرم الْعمريّ الْمَالِكِي وَلَقي شخصا يُسمى مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْخَطِيب الصُّوفِي فصافحه وشابكه وَألبسهُ الْخِرْقَة كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته. وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة وَكَانَ خير دينا ورعا زاهدا منجمعا عَن النَّاس زار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَكثر من خمسين سنة شَيْئا على قَدَمَيْهِ. وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس ثَلَاث مرار وَلَقي بهَا رجلا صَالحا كَانَت عِنْده سِتّ شَعرَات مُضَافَة للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ففرقها عِنْد مَوته على سِتَّة أنفس بِالسَّوِيَّةِ كَانَ هَذَا أحدهم كَمَا سبق فِي تَرْجَمَة وَلَده عمر. وَدخل الْقَاهِرَة وبلاد الْيمن. وَهُوَ أحسن إخْوَته ديانَة وَأَكْثَرهم إنجماعا. مَاتَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين. ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه. وباختصار المقريزي فِي عقوده وَعين وَفَاته بِمَكَّة فَوَهم قَالَ وَكَانَ منجمعا عَن الِاخْتِلَاط بِالنَّاسِ. وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: سَمِعت مِنْهُ قَلِيلا بِبَعْض بِلَاد الْيمن قَالَ وَهَؤُلَاء الْأُخوة الثَّلَاثَة اشْتهر كل مِنْهُم بِنِسْبَة غير نِسْبَة الآخر أما الْأَكْبَر وَهُوَ الْمصْرِيّ فنسبته حَقِيقَة لِأَن أَصله وَأما الْأَوْسَط وَهُوَ الْمرْجَانِي فانتسب إِلَى بعض أجداده من قبل الْأُم وَأما هَذَا فَلَا أَدْرِي لمن انتسب. قلت لقَوْل الشَّيْخ أَحْمد المرشدي لِأَبِيهِ وَأمه حَامِل بِهِ: هُوَ ذكر فسمه مُحَمَّدًا المرشدي. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ نَاصِر الدّين الديلِي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي نزيل سعيد السُّعَدَاء. أَخذ عَن ابْن حسان وَغَيره ونبل وَكَانَ خيرا متواضعا. مَاتَ قبل التكهل فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وَدفن بحوش الصُّوفِيَّة السعيدية رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ الشطنو فِي ابْن عَم الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْمَاضِي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.) مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ الشَّامي الصَّواف. مِمَّن سمع مني الْقَاهِرَة أَيْضا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ الْغَزِّي الْحَنَفِيّ سبط أخي الْعَلَاء الْغَزِّي أَمَام الْأَشْرَف اينال وَيعرف هَذَا بِابْن بنت الْحِمْيَرِي. قدم الْقَاهِرَة مرَارًا فِي التِّجَارَة وَغَيرهَا وَقَرَأَ عَليّ بعض قدماته الْأَذْكَار وأربعي النَّوَوِيّ وعمدة الْقَارِي فِي ختم البُخَارِيّ من تصانيفي وغالب شرحي على الْهِدَايَة الجزرية فِي الْبَحْث مَعَ سَماع بَاقِيَة وَغير ذَلِك مِمَّا أثْبته لَهُ فِي كراسة، وتشبه بالطلبة وقتا ثمَّ تزوج واشتغل بِمَا يهمه. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن جَعْفَر ابْن يحيى بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن يُوسُف بن عَليّ بن صَالح

ابْن إِبْرَاهِيم الْبَدْر الْقرشِي المَخْزُومِي السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الدماميني وَهُوَ حفيد أخي الْبَهَاء عبد الله بن أبي بكر شيخ شُيُوخنَا وأخيه مُحَمَّد شيخ الزين الْعِرَاقِيّ وسبط نَاصِر الدّين بن الْمُنِير مؤلف المقتفي والانتصاف من الْكَشَّاف، وَالثَّلَاثَة من الْمِائَة الثَّامِنَة. ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة باسكندرية وَسمع بهَا من الْبَهَاء بن الدماميني قَرِيبه الْمشَار إِلَه وَعبد الْوَهَّاب الْقَرَوِي فِي آخَرين وَكَذَا بِالْقَاهِرَةِ من السراج بن الملقن وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَغَيرهمَا وبمكة من القَاضِي أبي الْفضل النويري، واشتغل بِبَلَدِهِ على فضلاء وقته فمهر فِي الْعَرَبيَّة وَالْأَدب وشارك فِي الْفِقْه وَغَيره لسرعة ادراكه وَقُوَّة حافظته، ودرس باسكندرية فِي عدَّة مدارس وناب بهَا عَن ابْن التنسي فِي الحكم وَقدم مَعَه الْقَاهِرَة وناب بهَا أَيْضا بل تصدر بالأزهر لإقراء النَّحْو، وَدخل دمشق مَعَ ابْن عَمه سنة ثَمَانمِائَة وَحج مِنْهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده وَأقَام بهَا تَارِكًا النِّيَابَة بل ولى خطابة جَامعهَا مَعَ إقبال على الِاشْتِغَال وإدارة دولاب متسع للحياكة وَغير ذَلِك إِلَى أَن وقف عَلَيْهِ مَال كثير بل واحترقت دَاره ففر من غُرَمَائه إِلَى جِهَة الصَّعِيد فتبعوه أحضروه إِلَى الْقَاهِرَة مهانا فَقَامَ مَعَه التقي بن حجَّة وأعانه كَاتب السِّرّ نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ حَتَّى صلح حَاله وَحضر مجْلِس الْمُؤَيد، وَعين لقَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمصْر فَرمى بقوادح غير بعيدَة عَن الصِّحَّة، وَاسْتمرّ مُقيما إِلَى شَوَّال سنة تسع عشرَة فحج وسافر لبلاد الْيمن فِي أول الَّتِي تَلِيهَا فدرس بِجَامِع زبيد نَحْو سنة وَلم يرج لَهُ بهَا أَمر فَركب الْبَحْر إِلَى الْهِنْد فاقبل عَلَيْهِ أَهلهَا كثيرا وَأخذُوا عَنهُ وعظموه وَحصل دنيا عريضة فَلم يلبث أَن مَاتَ، وَكَانَ أحد الكملة فِي فنون الْأَدَب أقرّ لَهُ الأدباء بالتقدم فِيهِ وبإجادة القصائد والمقاطيع) والنثر، مَعْرُوفا باتقان الوثائق مَعَ حسن الْخط والمودة، وصنف نزُول الْغَيْث انتقد فِيهِ أَمَاكِن من شرح لامية الْعَجم للصلاح الصَّفَدِي الْمُسَمّى بالغيث الَّذِي انسجم قرضه لَهُ أَئِمَّة عصره فأمعنوا وَكَذَا عمل تحفة الْغَرِيب فِي حَاشِيَة مغنى اللبيب وهما حاشيتان يمنية وهندية وَقد أَكثر من تعقبه فِيهَا شَيخنَا التقي الشمني وَكَانَ غير وَاحِد من فضلاء تلامذته ينتصر للبدر، وَشرح البُخَارِيّ وَقد وقفت عَلَيْهِ فِي مُجَلد وَجلة فِي الْإِعْرَاب وَنَحْوه، وَشرح أَيْضا التسهيل والخزرجية وَله جَوَاهِر البحور فِي الْعرُوض وَشَرحه والفواكه البدرية من نظمه ومقاطع الشّرْب وَعين الْحَيَاة مُخْتَصر حَيَاة الْحَيَوَان للدميري وَغير ذَلِك وَهُوَ أحد من قرض سيرة الْمُؤَيد لِابْنِ ناهض. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَعشْرين بكلبرجا من الْهِنْد وَيُقَال أَنه سم فِي عنبا وَلم يلبث من سمه بعد إِلَّا يَسِيرا،

ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَشَيخنَا لَكِن فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا من انبائه. وَأما فِي مُعْجَمه فأرخ وَفَاته كَمَا هُنَا وَقَالَ إِنَّه كَانَ عَارِفًا بالوثائق حسن الْخط رائق النّظم والنثر جالسته كثيرا وطارحته بهَا وَكثر اجتماعنا فِي ذَلِك أجَاز لي ولأولادي مرَارًا، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه مِمَّن لَازم ابْن خلدون وَكَانَ يَقُول لي أَنه ابْن خَالَته وَأَشَارَ لِأَن مَا رمى بِهِ من القوادح غير بعيد عَن الصِّحَّة وأرخ وَفَاته فِي شعْبَان سنة سبع وَعشْرين. قلت وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الزين عبَادَة ورافقه إِلَى الْيمن حَتَّى أَخذ عَنهُ حَاشِيَة الْمُغنِي وفارقه لما توجه إِلَى الْهِنْد. ونظمه منتشر وَمِنْه وَقد لزمَه فِي دين شخص يعرف بالحافظي فَقَالَ للمؤيد وَذَلِكَ فِي أَيَّام عصيان نوروز الحافظي نَائِب الشَّام: (أيا ملك الْعَصْر وَمن جوده ... فرض على الصَّامِت واللافظ) (أَشْكُو إِلَيْك الْحَافِظ المعتدي ... بِكُل لفظ فِي الدجى غائظ) (وَمَا عَسى أَشْكُو وَأَنت الَّذِي ... صَحَّ لَك الْبَغي من الْحَافِظ) وَمِنْه: (رماني زماني بِمَا سَاءَنِي ... فَجَاءَت نحوس وَغَابَ سعود) (وأصبحت بَين الورى بالمشيب ... عليلا فليت الشَّبَاب يعود) وَقَوله: (قلت لَهُ والدجى مول ... وَنحن بالأنس فِي التلاقي) (قد عطس الصُّبْح يَا حَبِيبِي ... فَلَا تشمته بالفراق) ) وَقَوله: (يَا عذولي فِي مغن مطرب ... حرك الأوتار لما سفرا) (كم يهز الْعَطف مِنْهُ طَربا ... عِنْد مَا تسمع مِنْهُ وَترى) وَقَوله: (بدا وَكَانَ قد اختفى من مراقبه ... فَقلت هَذَا قاتلي بِعَيْنِه وحاجبه) وَقَوله: (لَا مَا عذاريك هما أوقعا ... قلب الْمُحب الصب فِي الْحِين) (فجد لَهُ بالوصل واسمح بِهِ ... ففيك قد هام بلامين) وَقَوله: (مذ تعانت صناعَة الْجُبْن خود ... قتلتنا عيونها الفتانة) (لَا تقل لي كم مَاتَ فِيهَا قَتِيل ... كم قَتِيل بِهَذِهِ الْجَبانَة) وَقَوله: (قُم بِنَا نركب طرفاللهو سبقا للمدام ... واثن ياصاح عنانيلكميت ولجام) وَقَوله: (الله أكبر يَا محراب طرته ... كم ذَا تصلى بِنَار الْحَرْب من صاب) (وَكم أَقمت باحشائي حروب هوى ... فمنك قلبِي مفتون بمحراب) وَقَوله وَقد ولاه نَاصِر الدّين بن التنسي الْعُقُود: (يَا حَاكما لَيْسَ يلفي ... نَظِيره فِي الْوُجُود) (قد زِدْت فِي الْفضل حَتَّى ... قلدتني بِالْعُقُودِ) وَقَوله فِي الْبُرْهَان الْمحلي التَّاجِر:

(يَا سريا مَعْرُوفَة لَيْسَ يُحْصى ... ورئيسا زكا بفرع وأصل) (مذ علا فِي الورى محلك عزا ... قلت هَذَا هُوَ الْعَزِيز الْمحل) وَقَوله فِي الشهَاب الفارقي: (قل للَّذي أضحى يعظم حاتما ... وَيَقُول لَيْسَ جوده من لَاحق) (إِن قسته بسماح أهل زَمَاننَا ... أَخطَأ قياسك مَعَ وجود الْفَارِق) ) وَله مَعَ شَيخنَا مطارحات كَثِيرَة كَانَ جلها فِي الْقرن قبله أودعت مِنْهَا فِي الْجَوَاهِر جملَة بل أورد الْبَدْر بَعْضهَا فِيمَا كتبه على البُخَارِيّ متبجحا بِهِ. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن عُثْمَان بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْبَدْر النَّاشِرِيّ وَالِد أبي بكر وَعلي. مَاتَ بعد الثَّمَانمِائَة. حكى عَنهُ أَبُو الْحسن الخزرجي فِي تَرْجَمَة أَبِيه المتوفي فِي سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة أَنه لما حج الْمُجَاهِد مدحه بقصيدة ضمنهَا مَنَاسِك الْحَج. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن عَرَفَات الْمُحب أَبُو الْيمن بن الزين الْأنْصَارِيّ القمني الصل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد البنبي وَغَيره وجوده على الْفَخر البلبيسي الضَّرِير ثمَّ تَلا بِهِ لأبي عَمْرو على الْفَخر الْبرمَاوِيّ وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن ملك وعرضها على النُّور الدمي وَغَيره، واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ على التَّاج بن الفصيح وَالصَّلَاح الزفتاوي والأبناسي والغماري والمراغي وَالْجمال الرَّشِيدِيّ وَابْن الداية وَغَيرهم، وأسمعه على التنوخي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الشيخة والحافظين الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَسمع من أَولهمَا كثيرا من أَمَالِيهِ والتقي الدجوى والفرسيسي والحلاوي والسويداوي وَالْجمال بن الشرائحي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وستيتة ابْنة ابْن غالي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَآخَرُونَ من الشاميين بل وَطَائِفَة من اسكندرية، وَأخذ الْفِقْه عَن أيه والبرهان البيجوري والشموس الْبرمَاوِيّ والشطنوفي والغراقي وَمن قبلهم عَن بَعضهم والعربية عَن الشطنوفي وَالْفَخْر الْبرمَاوِيّ، ودرس بعد أَبِيه بالمنصورية وَمِمَّنْ كَانَ يحضر عِنْده فِيهَا الْعَلَاء القلقشندي وبالشريفية الْمُجَاورَة لجامع عَمْرو وَكَانَت بعد أَبِيه عينت اللقاياتي فتلطف بِهِ الزين عبد الباسط حَتَّى تَركهَا لَهُ وبالظاهرية الْقَدِيمَة وباشر النّظر عَلَيْهِمَا وقتا وانتزع النّظر مِنْهُ وَكَذَا ولي غَيرهَا، وناب فِي الْقَضَاء وقتا ثمَّ أعرض عَنهُ وسافر مَعَ أَبِيه إِلَى مَكَّة وَهُوَ فِي الثَّالِثَة ثمَّ حج مَعَه أَيْضا فِي سنة تسع عشرَة وَدخل اسكندرية

وَغَيرهَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ شياء وَكَانَ خيرا سَمحا متعبدا بالتهجد فِي الصَّوْم والإعتكاف متواضعا متوددا لين الْجَانِب شَبِيها بشكل أَبِيه وَلَكِن مادته فِي الْعلم ضَعِيفَة وَلذَا عيب أَبوهُ بقوله عَنهُ الرَّافِعِيّ وَالرَّوْضَة نصب عينه) وَرُبمَا اعتنى بتوجيهه بكونهما مُقَابلَة فِي الكتيبة. مَاتَ وَقد عرض لَهُ انتفاخ زَائِد بأنثييه من مُدَّة فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشر رَجَب سنة تسع وَخمسين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن عمرَان بن نجيب بن عَامر الشَّمْس أَبُو الْفضل الْأنْصَارِيّ الأوسي السَّعْدِيّ المعاذي الدنجاوي ثمَّ القاهري الدمياطي الشَّافِعِي الصُّوفِي القادري الْجَوْهَرِي الشَّاعِر وَيعرف بالقادري. ولد فِي سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَجزم فِي نظمه بِأَنَّهُ فِي سنة عشْرين وَحِينَئِذٍ فَمن قَالَ خمس عشرَة فقد أبعد بدنجية قرب دمياط ثمَّ نَقله عَمه إِلَى بهنسا من صَعِيد مصر فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن عِنْد الْبَهَاء بن الْجمال وتلاه عَلَيْهِ لأبي عَمْرو وَحفظ الشاطبية ثمَّ انْتقل قبل إكماله الْعشْرين مَعَ عَمه أَيْضا إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها واشتغل يَسِيرا ولازم الْمَنَاوِيّ وَغَيره، وَحج فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وزار وسافر إِلَى الصَّعِيد وَغَيرهَا وَتردد لدمياط وقطنها مرَارًا وناب فِي الْقَضَاء بهَا عَن الأشموني أَيَّام الزيني زَكَرِيَّا، وعني نالدب فَلم يزل ينظم القصائد حَتَّى جاد نظمه وغاص فِي بحاره عَن الْمعَانِي الْحَسَنَة وأتى بالقصائد الجيدة وَخمْس الْبردَة ومدح كثيرا من الرؤساء كالحسام بن حريز، وَله فِي شَيْخه الْمَنَاوِيّ غرر المدائح بل امتدح شَيخنَا بقصيدة أثبت غالبها فِي الْجَوَاهِر وَكَذَا امتدحني بِأَبْيَات وناظر الْجَيْش فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين فِيمَا بعْدهَا بقصائد عِنْد ختومه بل مدح الْكَمَال الطَّوِيل وَغَيره مِمَّا الْحَامِل لَهُ على أكثرة وعَلى الْقَضَاء مزِيد الْحَاجة وَلذَا نزله تغري بردى الاستادار فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء، وَهُوَ مِمَّن طارح الشهَاب الْحِجَازِي وَابْن صَالح والمنصوري فَمن دونهم، وَكتب الْخط الْحسن من غير شيخ فِيهِ، وتكسب فِي سوق الجوهريين وقتا، لَقيته بدمياط وَغَيرهَا وقصدني بالزيارة، وَهُوَ إِنْسَان حسن متواضع جيد الذكاء والفهم بارع فِي النّظم مشارك فِي الْعَرَبيَّة، بل قَالَ البقاعي أَنه لَو اشْتغل فِيهَا لفاق فِي الْأَدَب وَمِمَّا كتبته عَنهُ بدمياط: (يَا من تنزه عَن شَبيه ذَاته ... وَصِفَاته جلت عَن التَّشْبِيه) (أمنن عَليّ بفيض رزق وَاسع ... وَاجعَل لمنهاج التقي تَنْبِيه) وَقَوله: (يَا من أحَاط بِكُل شئ علمه ... والخلق جمعا تَحت قهر قَضَائِهِ) (إرحم مسيئا محسنا بك ظَنّه ... يرجوك مُعْتَمدًا بِحسن رجائه)

) وَعِنْدِي من نظمه أَشْيَاء وَكَاد الِانْفِرَاد عَن شعراء وقته من مُدَّة. مُحَمَّد بن أيب بكر بن عمر بن مُحَمَّد القباني. قَالَ شَيخنَا الزين رضوَان ينظر أهوَ ابْن الباهي الَّذِي بسر ياقوس أَو غَيره. وَسمي البقاعي جده مُحَمَّدًا وَعمر أشبه. مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر الزرحوني وَيعرف بسماقة. كَانَ فِي الْحِفْظ للاشعار وَالْملح والنوادر وَعمل الصناعات الْكَثِيرَة بِيَدِهِ آيَة من آيَات الله وَلكنه وس خَ الثِّيَاب زري الْهَيْئَة لَا يترفع عَمَّا يستقذر وَلَا يتنزه عَمَّا يستقبح بل يتكسب بالحرف الدنية حَتَّى مَاتَ قبيل سنة عشر. ذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ إِنَّا كُنَّا عِنْد السالمي فِي سفر فَمر بوسطنا فأر فثار الْجَمَاعَة فَقَتَلُوهُ فَأَنْشد هَذَا ارتجالا: (فِي خيمة السالمي الحبر سيدنَا ... مَا زَالَ عرس موت بالأكف خطب) (مُؤْذِيًا دَائِما أبداه من حرم ... وكل مؤذ أَتَى للسالمي عطب) مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى الصحراوي القاهري الهرساني. مِمَّن سمع على الْمَيْدُومِيُّ وروى عَنهُ شَيخنَا وَغَيره وَصَحب الْفُقَرَاء. مَاتَ فِي الْمحرم سِتَّة ثَمَان، ذكره المقريزي فِي عقوده وَينظر مُعْجم شَيخنَا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن أبي الْفَتْح بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد شُجَاع الدّين أَبُو عبد الله بن الإِمَام نجيب الدّين السجْزِي الْحَنَفِيّ إِمَام الْمَسْجِد الْحَرَام. مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ. هَكَذَا أرخه أَبُو الْبَقَاء بن الضياء ووهمه صاحبنا ابْن فَهد وَقَالَ إِن وَالِده حدث فِي سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة بتاريخ الْأَزْرَقِيّ وترجمة التقي الفاسي. مُحَمَّد بن أبي بكر بن أبي الْفَتْح بن السراج. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن أبي الْفَتْح. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن جعمان الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. تفقه بِبَلَدِهِ قَرْيَة الْفَقِيه أَحْمد بن مُوسَى بن عجيل على خاليه الْفَقِيه رضى الدّين الصّديق بن إِبْرَاهِيم بن جعمان والشرف أبي الْقسم، ودرس وَأفَاد وَتقدم فِي الْفَرَائِض والجبر والمقابلة وَكَانَ فَقِيها عَلامَة. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين وأرخه الْكَمَال مُوسَى الدوالي وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ فِي منتصف شوالها وَأطَال تَرْجَمته فِي صلحاء الْيمن من تأليفه. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمُحب القاهري الزرعي الشَّافِعِي ويلقب بيضون النغرور. ولد فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وَجلسَ بحانوت الْحَنَابِلَة) المجاور للبيسرية بَين القصرين ولازم كِتَابَة الْأَشْعَار وَالنَّظَر فِي دواوينها فَاطلع من ذَلِك على شئ كثير بِحَيْثُ كَانَ يخرج للنَّاس مقاطيع وقصائد فائقة جدا وفيهَا المرقص والمطرب ويدعيها لنَفسِهِ فاغتر بِهِ كثير من الْجُهَّال وَكتب عَنهُ البقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ مبايعتة رجزا وَبَالغ فِي ذمها فَالله أعلم بِسَبَب ذَلِك. مَاتَ فِي حُدُود

سنة خمسين أَو بعْدهَا بِدِمَشْق. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْمُحب الطوخي. صَوَابه ابْن أبي بكر مُحَمَّد بِدُونِ ابْن بَينهمَا وَسَيَأْتِي. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُجَاهِد بن يُوسُف. فِي ابْن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل القلقشندي الْقُدسِي. فِي أبي الْحرم من الكني. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن الْكَمَال أَبُو الْفضل حفيد أبي الْفرج بن الزين المراغي الأَصْل الْمدنِي الْمَاضِي جده. ولد سنة ثَمَان وَخمسين وَثَمَانمِائَة سنة مَاتَ وَالِده بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا وَسمع على جده وَابْنه أخي جده فَاطِمَة ابْنة أبي الْيمن المراغي، وسافر إِلَى الْهِنْد فدام مُدَّة ثمَّ قدم فِي سنة ثَمَان أَو تسع وَثَمَانِينَ. وَمَات بالروم وَكَانَ دَخلهَا لقبض أوقافهم فَمَاتَ بهَا سنة أَربع وَتِسْعين وخلب ابْنه عبد الحفيظ. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن نَاصِر الْجمال الْقرشِي الْعَبدَرِي الشيبي الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشَّمْس أَبُو الْفَتْح بن الشّرف بن نَاصِر الدّين المنوفي السرسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمقري وَيعرف بِابْن الحمصاني وَرُبمَا يَقُول الْحِمصِي نِسْبَة لحرفة جده لأمه. ولد تَقْرِيبًا سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والشاطبيتين ألفية النَّحْو وَبَعض جمع الْجَوَامِع والمنهاج الأصليين وَغَيرهمَا وَعرض الْعُمْدَة على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ثمَّ التَّنْبِيه فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَهُوَ مَعْزُول وَأمره بالتوجه للْقَاضِي المستقر ليعرض عَلَيْهِ قبل كِتَابَته لِئَلَّا تكون رُؤْيَته لخط أحد وَتَقْدِيم غَيره عَلَيْهِ مَانِعا لسماعه فِي آخَرين كشيخنا والبساطي وَابْن المغلي مِمَّن أجَازه مِنْهُم الْبَدْر بن الْأَمَانَة والزين القمني والشهاب بن المحمرة والتاج الْمَيْمُونِيّ واعتنى بالقراءات فَكَانَ من شُيُوخه بِالْقَاهِرَةِ فِيهَا الشَّيْخ حبيب ثمَّ التَّاج بن تمرية ثمَّ الْأمين بنموسى) وَالثَّلَاثَة كَانُوا شُيُوخ الْقرَاءَات بالشيخونية على التَّرْتِيب هطذا وَابْن كزلبغا بل سمع على ابْن الْجَزرِي وَأَخذهَا بِمَكَّة حِين مجاورته بهَا عَن الزين بن عَيَّاش وَقَرَأَ عَلَيْهِ قصيدته غَايَة الْمَطْلُوب وَعَن عَليّ الديروطي وتلا لعاصم وَغَيره فِي ختمتين على مُحَمَّد الكيلاني، وتميز فِي الْقرَاءَات واشتغل بغَيْرهَا يَسِيرا فَأخذ الْفِقْه عَن الشّرف السُّبْكِيّ وَالْجمال يُوسُف الامشاطي وَقَرَأَ الْمُتَوَسّط شرح الحاجبية مَعَ الْمَتْن على السيفي الْحَنَفِيّ ولازمه فِي فنون وَكتب على الزين بن الصَّائِغ وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ صَحِيح مُسلم وعَلى شَيخنَا فِي جَامع طولون وَأم هَانِئ الهورينية

وَآخَرين بِالْقَاهِرَةِ وحسين الأهدل وَأبي الْفَتْح المراغي وَابْن عَيَّاش بِمَكَّة وَقَرَأَ ألفية النَّحْو على الشهَاب السكندري الْمقري وَولي الْإِمَامَة بِجَامِع ابْن طولون تلقاها عَن ابْن شَيخنَا وَهُوَ شحنة آلاته ووقف للسُّلْطَان غير مرّة للشكوى من عدم الصّرْف لَهُ، وتدريس الْقرَاءَات بالشيخونية بعد شيخة الْأمين، وتصدى للأقراء فَانْتَفع بِهِ خلق وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الزين زَكَرِيَّا الدَّمِيرِيّ إِمَام الحسنية وَالشَّمْس النوبي وَصَحب خير بك حَدِيد فَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ، وَهُوَ إِنْسَان خير سَاكن متواضع قصدني للاشهاد عَلَيْهِ فِي إجَازَة وَمرَّة لعرض ابْنه عَليّ وَسمعت كَلَامه، ومسه مَكْرُوه من ابْن الاسيوطي مَعَ كَونه فِي عداد طلبته فَصَبر ورأيته شهد عَلَيْهِ فِي إجَازَة فوصفه فِيهَا بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْفَاضِل الْكَامِل الصَّالح شيخ الإقراء وأستاذ الْقُرَّاء الإِمَام بالجامع الطولوني نفعنا الله ببركته. مَاتَ فِي رَجَب سنة سبع وَتِسْعين بالطاعون رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بتت أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي قوام الدّين أَبُو يزِيد بن الشّرف الحبشي الأَصْل الْحلَبِي الْآتِي أَبوهُ وجده وَهُوَ أكبر إخْوَته. حفظ الشاطبية وعرضها بحلب فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وسافر مَعَ أَبَوَيْهِ وَإِخْوَته إِلَى مَكَّة فزار بَيت الْمُقَدّس وَعرض أَمَاكِن مِنْهَا وَمن الرائية على إِمَام الْأَقْصَى عبد الْكَرِيم بن أبي الْوَفَاء فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ ثمَّ قدمهَا فجاور بهَا سنتَيْن واشتغل بهَا يَسِيرا وَسمع مَعَ أَبِيه عَليّ ومني أَشْيَاء وَعرض أَيْضا على القَاضِي الْحَنْبَلِيّ السَّيِّد مُحي الدّين أوقفني على نظم رَكِيك عمله فِي السَّيْل، أم بالجامع الْكَبِير نِيَابَة. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن حريز ويدعى مُحرز بن أبي الْقسم بن عبد الْعَزِيز بن يُوسُف حسام الدّين أَبُو عبد الله الحسني المغربي الأَصْل الطهطاوي المنفلوطي الْمصْرِيّ) الْمَالِكِي أَخُو عمر الْمَاضِي وَيعرف بِابْن حريز بِضَم الْمُهْملَة ثمَّ رَاء مَفْتُوحَة آخه زَاي. ولد فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة أربعع وَثَمَانمِائَة بمنفلوط وانتقل مِنْهَا وَهُوَ صَغِير مَعَ أَبِيه إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن عِنْد الشهَاب جمال الدّين بن الإِمَام الحسني وتلاه لأبي عَمْرو من طَرِيق الدوري على الْجمال يُوسُف المنفلوطي أحد تلامذة جده الْأَعْلَى أبي الْقسم الْمَذْكُور بِالْإِمَامَةِ فِي الْقرَاءَات وَغَيرهَا ثمَّ على الشهابين ابْن البابا والهيثمي وتلاه بعده وَهُوَ كَبِير فِي مجاورته بِمَكَّة للسبع إفرادا وجمعا على مُحَمَّد الكيلاني وَحفظ قبل ذَلِك الْعقْدَة والشاطبية والرسالة وألفية النَّحْو وعرضها على الْجمال الافقهسي والبدر بن الدماميني والبساطي وَابْن عَمه الْجمال وَابْن عمار وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والعز بن جماع والجلال

البُلْقِينِيّ وَالشَّمْس وَالْمجد البرماويين وَشَيخنَا التلواني فِي آخَرين، وتفقه بالزين عبَادَة وَالشَّمْس الغماري المغربي نزيل الصرغتمشية وَكَذَا أَخذ عَن الْبِسَاطِيّ وَغَيرهم وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَكَذَا الزين بن عَيَّاش وَأبي الْفَتْح المراغي بِمَكَّة بل قَرَأَ بهَا على الْبَدْر حُسَيْن الأهدل الشفا، وَحج غير مرّة وَولي قَضَاء منفلوط عَن شَيخنَا فَمن بعده وَأورد شَيخنَا فِي حوادث سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين أَن الْبَهَاء الاخنائي حكم بِحَضْرَة مستنيبه بقتل بخشباي الأشرفي حدا لكَونه لمن أجداد صَاحب التَّرْجَمَة بعد قَوْله لَهُ: أَنا شرِيف وجدي الْحسن بن فَاطِمَة الزهراء، واتصل ذَلِك بقاضي اسكندرية فأعذر ثمَّ ضربت عُنُقه ولازم الحسام المطالعة فِي كتب الْفِقْه وَالتَّفْسِير والْحَدِيث والتاريخ وَالْأَدب حَتَّى صَار يستحضر جملَة مستكثرة من ذَلِك كُله ويذاكر بهَا مذاكرة جَيِّدَة مَعَ سرعَة الادراك والفصاحة والبشاشة وَالْحيَاء والشهامة والبذل لسائله وَغَيرهم وَالْقِيَام مَعَ من يَقْصِدهُ فِي مهماته واقتناء الْكتب النفيسة والتبسط فِي أَنْوَاع المآكل وَنَحْوهَا وَالْقِيَام بِمَا يصلح معيشته من مزدرع الغلال والقصب وطبع السكر وَغير ذَلِك وَحمد النَّاس مُعَامَلَته فِي صدق اللهجة والسماح وَحسن الْوَفَاء حَتَّى رغب أَرْبَاب الْأَمْوَال فِي معاملتهثم لم يزل هَذَا دأبه إِلَى أَن ارْتقى لقَضَاء الْمَالِكِيَّة بالديار المصرية بعد موت الولوي السنباطي وباشره بعفة ونزاهة وشهامة وَزَاد فِي الْإِحْسَان سيم لنوابه وَأهل مذْهبه فازدحموا بِبَابِهِ، وَقَرَأَ عِنْده الْبَدْر بن المخلطة فِي مدارك القَاضِي عِيَاض وَفِي جَوَاهِر ابْن شَاس وناب عَنهُ فِي تدريس المنصورية يحيى العلمي وَفِي الناصرية السنهوري وَفِي الصالحية الْوراق وَمِمَّنْ تردد إِلَيْهِ الشهَاب ابْن أَسد وَابْن صَالح الشَّاعِر وَسمعت الْعِزّ) الْحَنْبَلِيّ يَقُول أَنه لَا ينْهض أَن يغرب عَلَيْهِ فِي الْأَدَب فنه إِشَارَة إِلَى ملاءة الحسام، وَكنت مِمَّن صَحبه قَدِيما وَأَمرَنِي الزين البوتيجي باسماعه شَيْئا من تصانيفي ثمَّ استجازني لَهُ بل ولنفسه وَكَذَا استجازني هُوَ بالْقَوْل البديع وتناوله مني وَكتب بِخَطِّهِ مَا نَصه: وَقد استجزته مِنْهُ لأورية عَنهُ بِسَنَد صَحِيح وتناولته من يَده بقلب منشرح وأمل فسيح، ثمَّ التمس مني بعد ولَايَته الْقَضَاء كِتَابه سَنَده بالبخاري فَخرجت لَهُ فرستا وَقِرَاءَة جَامع التِّرْمِذِيّ عِنْده فِي رَمَضَان فَفعلت وَكَذَا رغب فِي تبييض كتابي فِي طَبَقَات الْمَالِكِيَّة وشرعت فِي ذَلِك فَمَاتَ قبل انهاء تبييضه وَاسْتقر فِي تدريس الشيخونية وجامع طولون عِنْد موت العجيسي وَولده وباشرهما وَكَذَا بَاشر تدريس المؤيدية نِيَابَة عَن ابْن صَاحبه الْبَدْر بن المخلطة، وَلم يزل عل جلالته وعلو مكانته حَتَّى حصل بَينه وَبَين الْعَلَاء بن الأهباسي الْوَزير مَا اقْتضى لَهُ السَّعْي فِي صرفه بيحي بن

صَنِيعَة كَانَ سَببا لتحمله الدُّيُون الجزيلة وانحطاط مرتبته بل كَاد أمره أَن يَتَفَاقَم. وَمَات فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ مستهل شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين بِمَنْزِلَة بِمصْر وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع عَمْرو رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الشَّمْس بن الأهناسي الْوَزير وَالِد الْعَلَاء عَليّ والبدر مُحَمَّد. ولد تَقْرِيبًا قبل الْقرن بِيَسِير وَنَشَأ فتنقل حَتَّى عمل الرسيلة فِي الدولة ثمَّ ترقى حَتَّى صَار مقدمها عِنْد كريم الدّين بن كَاتب المناخاة واختص بِهِ بِحَيْثُ كَانَ هُوَ المستبد بغالب الْأُمُور لكفايته ونهضته فِي ذَلِك بل كَانَ هُوَ المستقل بالتكلم حِين أضيف الْوزر للزين عبد الباسط وَأثْنى على همته فِي ذَلِك وَكَذَا بَاشر عِنْد الْأمين بن الهيصم ثمَّ ترك بعد أَن اتّفقت لَهُ كائنه فِي أول ولَايَة الظَّاهِر جقمق وَهِي أَنه ضرب كَاتبا من كتاب الْوزر بِسَبَب مَال صَار فِي جِهَته فَقدر أَنه أصبح بعد الضَّرْب مَيتا فاستغاث أَهله فَأحْضرهُ السُّلْطَان فَضرب بِحَضْرَتِهِ بالمقارع وأشهره ثمَّ أرسل بِهِ إِلَى الْمَالِكِي فَعَفَا بعض مستحقي الدَّم وَبَقِي حق الْبِنْت فحبس بِسَبَبِهِ ثمَّ أطلق وَلم يُبَاشر بعْدهَا لكنه تمول من هَذِه المباشرات كثيرا وتزايد حِين اسْتَقر ابْنه فِي الاستادارية وَكَذَا الْوزر لكَونه كَانَ الْمُدبر لأَمره فيهمَا غَالِبا إِلَى أَن كَانَ فِي صفر سنة أَربع وَسِتِّينَ فاختفيا مَعًا إِظْهَارًا للعجز وَاسْتقر فِي الْوزر فَارس الركني فَأَقَامَ يَوْمًا ثمَّ مَنْصُور بن صفى فِيهَا وَعجز كل مِنْهُمَا وَفِي غُضُون ذَلِك ظهر هَذَا فألبس فِي آخر يَوْم من صفر الْمَذْكُور خلعة الرِّضَا وطمن رَجَاء التلطف بولده ليظْهر ويعاد فَلم يُمكنهُ ذَلِك) مَعَ مُبَاشرَة صَاحب التَّرْجَمَة الشد فِي هَذِه الْأَيَّام بِدُونِ ولَايَة ثمَّ اسْتَقل بالوزر فِي ثامن ربيع الأول فَأَقَامَ أَيَّامًا ثمَّ اختفى فأعيد مَنْصُور. وَلما رجعت الوزارة لوَلَده بَاشر تَدْبيره على عَادَته لَكِن مَعَ تغير خلط كل مِنْهُمَا من الآخر إِلَى أَن كَانَ مااتفق لوَلَده من المصادرة ثمَّ النَّفْي وَمَات بِمَكَّة كَمَا فِي تَرْجَمته وَآل الْأَمر إِلَى اسْتِقْرَار الاشراف قايتباي بِهَذَا بعد تسحب قَاسم شغيتة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَاسْتقر بولده مُحَمَّد نَاظر الدولة عِنْده عوضا عَن عبد الْقَادِر بِحكم الْقَبْض عَلَيْهِ وباشر هَذَا الْوزر أتم مُبَاشرَة ثمَّ إِنَّه فِي ذِي الْحجَّة شكا الخسارة وتبكى فرسم عَلَيْهِ بطبقة الزِّمَام فَأَقَامَ أَيَّامًا وَهُوَ يُبَاشر ويشد ثمَّ أطلق وألبس خلعه الِاسْتِمْرَار وأعيد عبد الْقَادِر لنظر الدولة عوضا عَن وَلَده لتضرره بالخسارة فباشر قَلِيلا وَعَاد إِلَى التشكي فقرر الدولدار الْكَبِير عوضه واحتاط على هَذَا ورسم عَلَيْهِ بطبقة عِنْده أَيَّامًا بل علقه بقنب فِي إبهامه حَتَّى أَخذ مِنْهُ شَيْئا كثيرا سوى مَا تكلفه فِي ولايتيه وَسوى

مَا تاخر لَهُ من الغلال وَغير ذَلِك ثمَّ أطلقهُ ولز ببيته بطالا مَعَ تردده فِي رَأس الْأَشْهر وَغَيرهَا لِلْأُمَرَاءِ وَغَيرهم إِلَى أَن كَانَ فِي ربيع الآهر سنة ثَلَاث وَسبعين فابتدأ بِهِ الْمَرَض حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم السبت سادس عشر جُمَادَى الأولى عَن أَزِيد من ثَمَانِينَ سنة وَهُوَ صحثح البنية قوي الْحَرَكَة سليم الْحَواس، وَكَانَ آخر كَلَامه النُّطْق بِالشَّهَادَتَيْنِ فِيمَا بَلغنِي وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بمدرسة ابْنة بسوق الدريس، وَكَانَ يظْهر التَّسْبِيح وَالْقِيَام وَالصِّيَام وَحسن الِاعْتِقَاد فِي الصَّالِحين وَالْعُلَمَاء، وَقد حج مرَارًا وجاور وأحواله فِي الظُّلم غير خُفْيَة وَالله يغْفر لنا وَله. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن الْخياط الْجمال بن الرضى. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن صَالح قَرِيبا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سَلامَة. فِي ابْن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَحْمد بن عمر بن سَلامَة. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن صَالح بن مُحَمَّد الْجمال أَبُو عبد الله بن الرضي الهمذاني الْجبلي بِكَسْر الْجِيم ثمَّ مُوَحدَة سَاكِنة التعزي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْخياط. ولد بجبلة من بِلَاد الْيمن فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا على عفة ونزاهة فتفقه بِأَبِيهِ وَغَيره حَتَّى مهر وَحصل فنونا من الْعلم وأجيز بالإفتاء والتدريس واعتنى بِهَذَا الشَّأْن ولازم النفيس الْعلوِي فِيهِ فَلم يمض إِلَّا الْيَسِير وفاقه بِحَيْثُ كَانَ لَا يجاريه فِي شَيْء، وَتخرج بالتقي الفاسي وَأخذ عَن الْمجد اللّغَوِيّ واغتبط بِهِ حَتَّى كَانَ يكاتبه بقوله إِلَى اللَّيْث بن اللَّيْث وَالْمَاء ابْن) الْغَيْث، وَكَذَا أَخذ عَن ابْن الْجَزرِي لما ورد عَلَيْهِم الْيمن فِي سنة ثَمَان وَعشْرين قَرَأَ عيه صَحِيح مُسلم وَغَيره، وَحج مرَّتَيْنِ وزار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَرَأَ بِمَكَّة على الزين أبي بكر المراغي وَالْجمال بن ظهيرة وَابْن سَلامَة، وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من الْحَرَمَيْنِ وَبَيت الْمُقَدّس واسكندرية ومصر وَالشَّام وَغَيرهَا باستدعاء ابْن مُوسَى وَكَانَ قد صَحبه وانتفع بِهِ سِيمَا بعد مَوته فان غَالب كتبه زأجزائه صَارَت إِلَيْهِ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ التقي بن فَهد وابناه، وَكَانَ من الْفُقَهَاء المعتبرين بالقطر الْيَمَانِيّ المنفردين بِالْحِفْظِ فِيهِ بالاجماع والمرجوع إِلَيْهِم فِيهِ عِنْد النزاع مَعَ وجاهه واتصال بالناصر أَحْمد صَاحب الْيمن. مَاتَ بالطاعون فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ بتعز، ذكره ابْن فَهد وَشَيخنَا فِي إنبائه لَكِن بِاخْتِصَار وَقَالَ أَنه درس بتعز وَأفْتى وانتهت إلأيه رياسة الْعلم بِالْحَدِيثِ هُنَاكَ، وَكَذَا تَرْجَمَة شَيْخه النفيس الْعلوِي فِي حَيَاته بحافظ الْوَقْت وان وَالِده كَانَ مَسْرُورا بِهِ، وَلما سَافر

لمَكَّة رأى فِي الْمَنَام سِرَاجًا خرج من منزله ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَحَمدَ الله لكَونه كَانَ السرج وَأَن حصل فِي مَكَّة وَالْمَدينَة علوما جمة وكتبا مفيدة وَأخذ مَشَايِخ الْحَرَمَيْنِ وَهُوَ على الإفادة والإستفادة وَقَالَ غَيره: الإِمَام الْمُحَقق المدقق الْحَافِظ انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الحَدِيث فِي الْيمن وَكَذَلِكَ رياسة الْفَتْوَى بتعز بعد موت قَاسم الدمني المتوفي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، وَلما وصل ابْن الْجَزرِي عرف لَهُ فَضله وَقدمه على غَيره، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَوَصفه بالمحدث الْمُفِيد الضَّابِط وَأَنه تفقه بالجمال العوادي وَاسْتولى على فَوَائِد شيخة الْجمال بن مُوسَى المراكشي وَهِي جمة زثيرة النَّفْع فاستعان بهَا على مَا هُوَ بصدده واشتهر لذَلِك بالمعرفة التَّامَّة. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَحْمد بن عمر بن سَلامَة الْبَدْر المارديني ثمَّ الْحلَبِي الْحَنَفِيّ عَالم حلب واخو حسن الْمَاضِي، ويختصر من نسبه فَيُقَال ابْن أبي بكر بن سَلامَة وَمرَّة ابْن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سَلامَة. ولد فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة. وَقَالَ شَيخنَا إِنَّه أخبرهُ أَنه فِي سنة خمس وَخمسين. ونشا ببلاده وَكَانَ أَبوهُ فِيمَا أخبر عَالما مفننا يتكسب من عمل يَده فِي التِّجَارَة فحفظ ابْنه عدَّة مختصرات وَلَقي أكَابِر فَأخذ عَنْهُم كسريجا والحسام بن شرف التبريزي وَأحمد الجندي وَآخَرين فقد قَرَأت بِخَطِّهِ: وشيوخي كَثِيرُونَ، إِلَى أَن مهر وَظَهَرت فضائله بِحَيْثُ شغل الطّلبَة ثمَّ تنافر مَعَ قَاضِي ماردين الصَّدْر أبي) الطَّاهِر السَّمرقَنْدِي بعد صحبته مَعَه فارتحل قبل الْفِتْنَة التمرية إِلَى حلب واختص بِأبي الْوَلِيد بن الشّحْنَة ولازمه حَتَّى أَخذ عَنهُ جانبا من الْكَشَّاف وَغَيره ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده وتكرر قدومه لحلب إِلَى أَن قطنها من سنة عشر وَثَمَانمِائَة وتنزل فِي عدَّة مدارس بل درس بالجاولية وَبهَا كَانَ سكنه وبالحدادية، وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ الْفُضَلَاء، وَكَانَ كَمَا قَالَه ابْن خطيب الناصرية فَقِيها فَاضلا مستحضرا لمحفوظاته فِي الْعُلُوم لكنه كَانَ يكثر الوقيعة فِي النَّاس واغتيابهم وَرُبمَا يمقت لأجل ذَلِك. وَقَالَ غَيره إِنَّه كَانَ إِمَامًا عَالما عَلامَة أديبا بارعا مفننا حَامِل لِوَاء مَذْهَب الْحَنَفِيَّة بحلب من غير مُنَازع مَعَ الْقدَم الراسخ فِي بَقِيَّة الْعُلُوم وَالنّظم الرَّائِق والنثر الْفَائِق وَالْقُدْرَة الزَّائِدَة على التَّعْبِير عَمَّا فِي نَفسه، وَقد أعْطى شَيخنَا بعض تصانيفه ليقرظها لَهُ عِنْد حُلُوله بحلب فعاجله التَّوَجُّه إِلَى أمد فَأرْسل إِلَيْهِ بقصيدة وَافق وصولها لَهُ يَوْم رحيله من البيرة إِلَى حلب وأجابه عَنْهَا حَسْبَمَا أثبتهما فِي الْجَوَاهِر. وَذكره فِي إنبائه وَقَالَ أَنه لما غلب قرايللك على ماردين نَقله إِلَى أمد فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ فَرجع إِلَى حلب قَالَ وَحصل لَهُ فالج قبل مَوته بِنَحْوِ عشر سِنِين فَانْقَطع ثمَّ

خف عَنهُ لكنه صَار ثقيل الْحَرَكَة قَالَ وَكَانَ حسن النّظم والمذاكرة فَقِيها فَاضلا صَاحب فنون من الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان وَقد مدحني بقصيدة رائية وأجبته عَنْهَا. وَمَات بَعدنَا فِي صفر زَاد غَيره بعد عصره يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشريه سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَله اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ سنة وَلم يخلف بعده بحلب مثله وَقد ذكرت لَهُ تَرْجَمَة حَسَنَة معجمي. قلت مَا وقفت عَلَيْهِ فِيهِ نعم رَأَيْته علق عَنهُ وَقد ذكرت لَهُ تَرْجَمَة حَسَنَة فِي معجمي. قلت مَا وقفت عَلَيْهِ فِيهِ نعم رَأَيْته علق عَنهُ فِي فَوَائِد رحلته من فَوَائده شَيْئا وافتتحه بقوله: أفادني فلَان. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن دَاوُد التَّاج أَبُو الوفا ابْن التقي بن التَّاج البدري الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي والآتي أَبوهُمَا وَيعرف كسلفه بِابْن أبي الوفا. ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَخلف أَبَاهُ فِي المشيخة بِبَيْت الْمُقَدّس فَصَارَ شيخ الزاوية الوفائية والمدرسة الحسنية بعد إِقَامَته بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة أَخذ فِيهَا عَن الْمَنَاوِيّ وَأذن لَهُ فِيمَا بَلغنِي وَكَذَا قدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَتزَوج ابْنة الْبَدْر الْعَيْنِيّ واستولدها، وَلَا يَخْلُو من مُشَاركَة فِي الْجُمْلَة مَعَ كياسة ونظم بل وتصنيف فِي التصوف، وَقد سمع مَعنا بِبَيْت الْمُقَدّس على أَبِيه والتقي القلقشندي وَغَيرهمَا وتكرر اجتماعه معي بِالْقَاهِرَةِ. مَاتَ برمل ولد فِي يَوْم) الِاثْنَيْنِ تَاسِع أَو عَاشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَحمل إِلَى الْقُدس فَدفن فِي أَوَاخِر الْيَوْم الَّذِي يَلِيهِ عِنْد أَبِيه بماملا رَحمَه الله وَوَصفه الصّلاح الجعبري بالشيخ الإِمَام الْعَالم. مُحَمَّد بن التقي أبي بكر بن الشَّيْخ الصَّالح مُحَمَّد بن عَليّ بن جُمُعَة الْحلَبِي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ قَرَأَ على ختم البُخَارِيّ وَالْكَلَام على الْمِيزَان كِلَاهُمَا من تصنيفي من نسختين بِخَطِّهِ وأجزت لَهُ. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد لرحيم القوصي ثمَّ القاهري خَادِم المقريزي وَيعرف بالسعودي. ولد بقوص قبل سنة خمسين وَسَبْعمائة وخدم الْفُقَرَاء مُدَّة وَكَانَت لَدَيْهِ معارف وَعِنْده فَوَائِد، ذكره فِي عقوده وَقَالَ أنهفارقه فِي سنة سبع وَقد أسن فَلم يقف لَهُ على خبر وَأورد عَن أشعارا لغيره وَرُبمَا بَعْضهَا لَهُ. وَمن ذَلِك أَنه أنْشدهُ حِين إعراضه عَنهُ: (عَفا الله عَنْكُم أَيْن ذَاك التودد ... وَأَيْنَ جميلا مِنْكُم كنت أَعهد) (بِمَا بَيْننَا لَا تنقضوا الْعَهْد بَيْننَا ... وعودوا لنا بالود فالعود أَحْمد) وَحكى عَنهُ عَن الشَّيْخ مُحَمَّد بن الشَّيْخ سيف الدّين بن مفرج الدماميني وَنور الدّين ابْن عبد الْعَزِيز بن شقير عَن أبي ثَانِيهمَا حِكَايَة فِي الِاعْتِمَاد على الله والاستغائه بِهِ. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن التقي مُحَمَّد بن صلح الْمدنِي ابْن عَم بني صَالح قضاتها وخادم ضريح السَّيِّد حَمْزَة بهَا. نَشأ بهَا فحفظ الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي

وألفية النَّحْو واشتغل وَقدم الْقَاهِرَة. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن نَبهَان بن عمر بن نَبهَان بن علوان بن غباو الشَّمْس أَبُو عبد الله وَأَبُو نَبهَان بن الشّرف بن الشَّمْس أبي عبد الله بن الْعَلَاء أبيالحسن بن الإِمَام الْقدْوَة الشَّمْس أبي عبد الله الجبريني بجيم مَكْسُورَة ثمَّ مُوَحدَة سَاكِنة قَرْيَة بِظَاهِر حلب الْحلَبِي. ولد سنة خمس وَثَمَانمِائَة بجبرين وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير كَمَا سَيَأْتِي فَنَشَأَ فِي كنف أَخِيه وَتعلم الْكِتَابَة وارمي والفروسية، وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء ابْن خطيب الناصرية لصداقته مَعَ أَبِيه فِي سنة ثَمَان أَحْمد بن عبد الْقَادِر البعلي والبدر حسن النسابة وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والولوي بن خلدون والشرف بن الكويك وَآخَرُونَ، وَاسْتقر فِي مشيخة زَاوِيَة جبرين بعد أَخِيه، وَدخل الْقَاهِرَة وزار بَيت الْمُقَدّس ولقيته بالزاوية الْمشَار إِلَيْهَا فَقَرَأت عَلَيْهِ شَيْئا، وَكَانَ شَيخا حسنا متواضعا مكرما للوافدين ذَا شجاعة وهمة ومروءة من بَيت مشيخة) وجلالة. مَاتَ بعد سنة سِتِّينَ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عِيسَى الشَّيْخ الصَّالح الزَّيْلَعِيّ الْعقيلِيّ صَاحب اللِّحْيَة وَابْن صَاحب الْخَال بِالْمُعْجَمَةِ وَيعرف بالمقبول كَانَ خيرا صَالحا. مَاتَ سنة خمس وَخمسين. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح الشَّمْس البيري الشَّافِعِي الضَّرِير وَيعرف بِابْن الْحداد. ولد بالبيرة بشاطئ الْفُرَات وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي وَأخذ بحلب عَن أبي جَعْفَر وَأب عبد الله الأندلسيين وتفقه بالزين أبي حَفْص عمر الباريني وطبقته وَأخذ بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا عَن جمَاعَة وتصوف وتهذب بمشايخ الْفَنّ، وَكَانَ شَيخا حسنا دينا حسن المحاضرة يذاكر بأَشْيَاء نفسية حفظهَا من الْمَشَايِخ وَنَحْوهم، وَحدث عَن الشّرف بن قَاضِي الْجَبَل وَغَيره. مَاتَ بالبيرة فِي ثَانِي عشر رَجَب سنة تسع عشرَة وَدفن بزاويته. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَشَيخنَا فِي أنبائه، وَسَماهُ بَعضهم مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر وَالصَّوَاب مَا هُنَا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن عُثْمَان الْبَدْر بن الزين بن الْبَدْر الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَخُوهُ إِبْرَاهِيم وَيعرف كسلفه بِابْن مزهر. ولد كَمَا أَخْبرنِي بِهِ وَالِده فِي رَمَضَان سنة سِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَأمه رُومِية اسْمهَا شكرباي وَنَشَأ فِي كنفهما فِي أوفر عز ورفاهية بِحَيْثُ كَانَ لختانه وَلِيمَة هائلة، وَقَالَ فِيهِ شيخ الشُّعَرَاء الشهَاب الْحِجَازِي وَغَيره وأكمل حفظ الْقُرْآن ثمَّ صلى بِهِ بمقام الْحَنَفِيَّة من الْمَسْجِد الْحَرَام فِي سنة إِحْدَى وَسبعين

لما حج بِهِ وَالِده فِي الرجبية بملاحظة فقيهه الشَّمْس بن قَاسم الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع وَغَيرهمَا، وَعرض على جمَاعَة كثيرين وَكنت مِمَّن سمع عرضه وَأخذ عَن فقيهه ابْن قَاسم وَالْجمال الكوراني وَكَذَا عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف وأخيه والنجم بن عرب والزين زَكَرِيَّا فِي آخَرين بَعضهم فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض وَسمع على الشاوي ونشوان وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ طَائِفَة مِمَّن عرض عَلَيْهِم وَغَيرهم، وتميز بذكائه وَولي نظر الْخَاص بعد التَّاج بن المقسي فباشرها مُدَّة تكلّف أَبوهُ بِسَبَبِهَا كثيرا ثمَّ الْحِسْبَة بعد يشبك الجمالي مُدَّة، وناب عَن وَالِده فِي كِتَابه السِّرّ بالديار المصرية ثمَّ اسْتَقر بهَا بعد مَوته وحمدت إِذْ ذَاك مُبَاشَرَته وَذكرت كِفَايَته وتودده وأدبه ولطفه وإقباله على الْفُضَلَاء والطلبة مَعَ حسن شمائله ورقة طباعه، كل ذَلِك مَعَ اشْتِغَال فكره بِالْقيامِ بِمَا كلف بِهِ مِمَّا يفوق الْوَصْف، وَكثر الدُّعَاء لَهُ من أحباب وَالِده، وَزَوْجَة وَالِده ابْنة الْأُمِّي لاشين واستولدها عدَّة) أَوْلَاد أثكلاهم أَولا فأولا وَفِي غُضُون ذَلِك حج حِين كَون صهره أَمِير الْحَاج سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ فِي أبهة وتجمل ثمَّ لما انْفَصل عَن الْحِسْبَة جدد الِاشْتِغَال فقسم الْمِنْهَاج عِنْد الزيني زَكَرِيَّا كَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ وَعند ابْن قَاسم وَتمّ وَحضر فِي الْخَتْم أَبوهُ والبدر نَاظر الْجَيْش وَاتفقَ مَا أرخته ثمَّ حضر بمدرسة أَبِيه فِي تقسيمه أَيْضا عِنْد الْبُرْهَان بن أبي الشريف. وزبر بعض من يحضر مِمَّن لَهُ جرْأَة واقدام مَعَ نَقصه وشكرت صَنِيعه فِيهِ، وَشرع فِي بِنَاء مدرسة بِالْقربِ من سويقة اللَّبن كَانَت الخطة فِيمَا بَلغنِي مفتقره إِلَيْهَا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو الْفضل ابْن الْخَطِيب فَخر الدّين بن الْكَمَال أبي الْفضل الْعقيلِيّ النويري الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ يحيى ورر وهم من أُمَّهَات ثَلَاث. سمع مني المسلسل وَغَيره بِمَكَّة وَتردد إِلَيْهِ وإلأى أَخَوَيْهِ الشَّمْس الْبَصْرِيّ بن الزقزق أحد الْفُضَلَاء للتعليم والاشتغال ثمَّ لم يلبث أَن تزوج من عدا يحيى بابنتب ابْن عَم ابيهم الْمُحب النويري وَذَلِكَ كُله فِي سنة تسع وَتِسْعين بعد أَن دخلا الْقَاهِرَة وخطبا بِجَامِع الغمري وَغَيره وراما الْأذن فِي مباشرتهما الخطابة بِمَكَّة فَقيل حَتَّى يكبرا ويشتغلا بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك مقتضيا لترددهما فِي الِاشْتِغَال عِنْد الزيتي الشَّافِعِي يَسِيرا حَتَّى عادا فِي سنتهما مَعَ الركب. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد وَيعرف كأبيه بِابْن الشريف بِالتَّصْغِيرِ. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسمع على أم هَانِئ الهورينية وَغَيرهَا وتدرب فِي الطِّبّ بِأَبِيهِ وَغَيره وعالج وتنزل فِي الْجِهَات وَقدم مَكَّة فِي موسم

سنة ثَمَان وَتِسْعين فِي خدمَة أَمِير الْمحمل ثمَّ رَجَعَ مَعَه بعد انْقِضَاء الْحَج، وَرَأَيْت من يميزه على أَبِيه وَلَكِن ذَاك أدين. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن أَبُو عبد الله الشغري ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي ابْن أخي الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن طنبل. فَقير سائح سمع مني بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد تَقِيّ بن مُحَمَّد بن روزبة الكازروني الْمدنِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن تَقِيّ. مِمَّن سمع بِالْمَدِينَةِ مني وَقبل ذَلِك سمع على فَاطِمَة ابْنة أبي الْيمن المراغي.) مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ التَّاج السمنودي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن تمرية. ولد قبل الثَّمَانِينَ بِيَسِير وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو والْحَدِيث والشاطبية، وَعرض فِي سنة أَربع وَتِسْعين ننفما بعْدهَا على جمَاعَة مِنْهُم الْعِرَاقِيّ وَاسْتوْفى عَلَيْهِ قِرَاءَة ألفيته وَأخذ عَنهُ دراية وَكَذَا عرض على وَلَده الْوَلِيّ وَصَاحبه الهيثمي وَابْن أبي الْبَقَاء وَابْن الملقن والأبناسي وَابْن الملق والغماري وَابْن الْعِمَاد والعز مُحَمَّد بن جمَاعَة والنور الهوريني وَأبي هُرَيْرَة بن النقاش وَعبد اللَّطِيف ابْن أُخْت الاسنائي وأجازوه، وتفقه بالكمال الدَّمِيرِيّ وَكتب شَرحه على الْمِنْهَاج وحياة الْحَيَوَان لَهُ وَسمع على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والعراقي والهيثمي وَطَائِفَة، وَأخذ الْقرَاءَات عَن الْفَخر البلبيسي الإِمَام والنور بن القاصح جمع عَلَيْهِمَا للثَّلَاثَة لَا نَظِير لَهُ فِي التجويد خُصُوصا فِي النُّطْق بِالْعينِ مَعَ البراعة فِي الْفِقْه والعربية والمشاركة فِي الْفَضَائِل وَالْجَلالَة والمهابة فِي النُّفُوس ومزيد الدّيانَة والمداومة على التِّلَاوَة وَالْكِتَابَة، وَرَأَيْت بِخَطِّهِ أَشْيَاء مفيدة وخطه ظَاهر الْوَضَاءَة زَائِد الصِّحَّة، وَقد حج وَولي الخطابة بمدرسة السُّلْطَان حسن وبجامع بشتاك وَكَانَ يتناوب هُوَ والمليجي فيهمَا وتدريس الْفِقْه بالعشقتمرية بعد البيجوري والقراءات بالشيخونية بعد الشَّيْخ حبيب ورام نَاصِر الدّين بن كزلبغا التقي عَلَيْهِ فِيهِ كَونه من تلامذته فَمَا بلغ وتصدى للإقراء خُصُوصا فِي جَامع الْأَزْهَر فَانْتَفع بِهِ الْأَئِمَّة، وَمَا قَرَأَ عَلَيْهِ وَأَبُو عبد الْقَادِر فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَابْن كزلبغا وَكَذَا الزين جَعْفَر لَكِن لعاصم وَإِلَى رَأس الحزب فِي الصافات لِابْنِ كثير وَمن لَا يُحْصى وَفِي الْحيَاء مِنْهُم ابْن الحمصاني، وَوَصفه شَيخنَا حِين شهد عَلَيْهِ فِي بعض الاجايز بالشيخ الإِمَام

المجود الْمُحَقق الأوحد البارع الباهر شيخ الْقُرَّاء علم الْأَدَاء بَقِيَّة السّلف الأتقياء تَاج الدّين صدر المدرسين مُفِيد الطالبين، والسعد بن الديري الإِمَام عُمْدَة الْقُرَّاء، والمحب بن نصر الله بِالْإِمَامِ الْعَلامَة بل أثبت شَيخنَا اسْمه فِي الْقُرَّاء بالديار المصرية فِي وسط هَذَا الْقرن وَقَالَ: قَرَأَ على الْفَخر، وترجمه فِي الأنباء فَقَالَ: الْمقري كَانَ أَبوهُ تَاجِرًا بزازا فَنَشَأَ هُوَ محبا فِي الِاشْتِغَال مَعَ حسن الصُّورَة والصيانة وتعانى القراآت فمهر فِيهَا ولازم فَخر الدّين بالأزهر والكمال الدَّمِيرِيّ وَأخذ أَيْضا عَن خَلِيل المشبب وَولي خطابة جَامع بشتاك. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ رَحمَه الله وإيانا.) مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد أَبُو الْقسم بن الْمُحب الْمُسَمّى بِأَحْمَد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ، هُوَ بكنيته كأبيه أشهر. يَأْتِي فِي الكنى. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس بن الزين بن نَاصِر الدّين السنهوري القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالضاني وجده بِابْن السميط بِفَتْح الْمُهْملَة وَآخره مُهْملَة بَينهمَا مِيم مَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة. ولد فِي خَامِس رَمَضَان سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية النَّحْو والْحَدِيث وَغَيرهمَا، وَعرض على جمَاعَة وَأخذ الْفِقْه عَن البيجوري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَأكْثر عَنهُ فِي الحَدِيث وَغَيره، والعربية عَن حفيد ابْن مَرْزُوق والشمسين الشطنوفي والبوصيري وَشرح الشواهد عَن مُؤَلفه الْعَيْنِيّ والفرائض عَن الشَّمْس الغراقي ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي الْأَصْلَيْنِ وَغَيرهمَا وَكَذَا أَخذ عَن الْبِسَاطِيّ وَآخَرين مِنْهُم الشَّمْس بن الديري وَابْن المغلي وَشَيخنَا وَسمع على الثَّلَاثَة وَابْن الكويك وَالشَّمْس مُحَمَّد بن قَاسم السُّيُوطِيّ وَآخَرين، ولازم الِاشْتِغَال حَتَّى برع وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة والنباهة وَمِمَّنْ وَصفه بذلك الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بل أذن لَهُ هُوَ وَغَيره فِي التدريس وَكَانَ أَيْضا يجله ابْن الْهمام ثمَّ الْمَنَاوِيّ، وَولي قِرَاءَة الطَّحَاوِيّ فِي التربة الناصرية بالصحراء والتصدير فِي الأشرفية الْقَدِيمَة وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء من تصانيف شُيُوخه وَغَيرهَا، ويكسب أَولا بِالشَّهَادَةِ ثمَّ النِّيَابَة فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا بعناية السفطي وَجلسَ بحانوت بَاب الشعرية وَاسْتمرّ يَنُوب لمن بعده، وتنقل فِي عدَّة مجَالِس بل كَانَ أحد الْعشْرَة الَّذين اقْتصر عَلَيْهِم القاياتي وَقبل هَذَا كُله كَانَ يَنُوب عَن شَيْخه الْوَلِيّ بدنجية وَغَيرهَا وَكَانَ لإقدامه وفضيلته يندبه للتوجه فِي الرسائل المهمة وَكَذَا بَاب عَن الْعَيْنِيّ فِي حَسبه بولاق غير مرّة، وَأَجَازَ لنا غير مرّة وَقل أَن التقيت بِهِ إِلَّا وَيسْأل عَن شئ من متعلقات الحَدِيث مِمَّا يشْهد لفضيلته وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ فَاضلا بارعا فِي الْفِقْه والعربية مشاركا فِي الْفَضَائِل متثبتا فِي أَحْكَامه عَارِفًا بالصناعة دربا فِي التَّنَاوُل من الأخصام

بهى الشكالة مفرط اسمن خُصُوصا فِي أَوَاخِر أمره وداوم بِأخرَة الْجُلُوس بحانوت جَامع الفكاهين وأوذي من البقاعي وَلم يَنْقَطِع عَنهُ سوى يَوْم. ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم سادس عشر رَجَب سنة أَربع وَسبعين بعد أَن خمل وافتقر جدا وَصَارَ الْقمل يَتَنَاثَر عَلَيْهِ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وسامحه الله وإيانا. وَفِي تَرْجَمته من المعجم والوفيات نكيتات. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الأنبابي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي شَقِيق النوري) عَليّ الْمَاضِي وَهُوَ أسن ووالد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالأنبابي وهما من ذُرِّيَّة سَالم أبي النجا من قبل الْأُم. حفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن ملك وَالتَّلْخِيص، وَعرض على جمَاعَة واشتغل قَلِيلا وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده أليه قَضَاء أنبائه وَغَيرهَا بل بَاشر أوقاف الْحَنَفِيَّة وَلم يكن بمحمود فِيهَا وَاشْتَدَّ ألم الامشاطي من قبله مَعَ كَثْرَة ملقه وسعة بَاطِنه بِحَيْثُ حاكى الْبَدْر بن عبد الْعَزِيز مبَاشر جَامع طولون، وَقد حج وجاور. مَاتَ فِي إِحْدَى الجماديين سنة خمس وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ السّبْعين وَدفن بالقرافة عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن القباني. فِيمَن جده عمر. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن الشهَاب مَحْمُود بن سلمَان فَهد الشَّمْس ابْن الشّرف وأحضر فِي الرَّابِعَة على زَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَفِي الْخَامِسَة بطرِيق الْحجاز سنة تسع وَثَلَاثِينَ على البرزالي وَالْعلم سُلَيْمَان بن عَسْكَر بن عَسَاكِر المنشد وَأبي بكر بن مُحَمَّد بن قوام وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن تَمام السراج وَبعد ذَلِك عَليّ عَم أَبِيه الْجمال إِبْرَاهِيم بن الشهَاب ومحمود وَعبد الرَّحِيم بن أبي الْيُسْر والشرف عمر بن مُحَمَّد بن خواجا إِمَام وَيَعْقُوب بن يَعْقُوب الحريري والعز مُحَمَّد بن عبد الله الفاروثي فِي آخَرين وَحدث وَكَانَ حسن الشكالة كَامِل البنية مفرط السّمن منجمعا عَن النَّاس مكبا على الِاشْتِغَال بالغلم، ودرس بالبادرائية نِيَابَة وَاعْتَمدهُ كَثِيرُونَ لأمانته وتحققه ثمَّ ضعف بعد الكائنة الْعُظْمَى وتضعضع حَاله بعد الثروة الزَّائِدَة. مَاتَ فِي خَامِس عشرَة جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَكَانَ أَبوهُ موقع الدست بِدِمَشْق بل ولي قبلهَا كِتَابَة اسر، وَلِصَاحِب التَّرْجَمَة نظم فَمِنْهُ: (زدتني هما على همي الَّذِي ... أَنا فِيهِ فاصطبر يَا وَلَدي) (لاتضق ذرعا لأمر قد جرى ... جَمْرَة اللَّيْل رماد فِي غَد) ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لي ولابنتي رَابِعَة فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة باستدعاء التقي الفاسي، وَتَبعهُ فِي ذكره المقريزي فِي عقوده.

مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن تَاج الدّين الباقوري بيرة وَصفه ابْن عزم بصاحبنا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْمَدْعُو شرف الدّين اللاري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَأحد من يشْتَغل بالنحو وَالصرْف وَنَحْوهمَا مَعَ التكسب بالقماش وملازمة جمَاعَة السَّيِّد صفى الدّين وعفيف) الدّين. لازمني وَسمع مني وعَلى أَشْيَاء من جُمْلَتهَا مُعظم المصابيح بل قَرَأَ على أربعي النَّوَوِيّ وكتبت لَهُ إجَازَة، وفارقته فِي سنة أَربع وَتِسْعين. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الشَّمْس حفيد لجمال والتاج الْبكْرِيّ الطنبذي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الشَّمْس الطَّائِي نِسْبَة لطه بِالْقربِ من انباس بالغربية ثمَّ القاهري الشَّافِعِي إِمَام الزينية الأولى وَيعرف بالأبناسي لكَون جده لأمه الزين الْحَازِمِي من جمَاعَة الْبُرْهَان بن حجاج الأبناسي. ولد بطه وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتحول إِلَى الْقَاهِرَة فَنزل عِنْد جده الْمشَار إِلَيْهِ كَانَ يصحح على الأبناسي الْمَذْكُور فِي الْمِنْهَاج ظنا حَتَّى حفظه بل وَحفظ غَيره واشتغل عَن القاياتي والونائي وَابْن الْمجد والحناوي وَابْن الْهمام وَآخَرين وَسمع على شَيخنَا وَجَمَاعَة، وبرع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وأقرأ وقتا وَاسْتقر فِي الْإِمَامَة الْمشَار إِلَيْهَا بعد التقي الحصني أَو غَيره وكف بَصَره فَكَانَ بعض طلبته يطالع لَهُ وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ على الْعلم. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ ظنا رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد أَبُو الطّيب الْقَابِسِيّ الأَصْل الْمحلي أَخُو نوابها الْآن. من بَيت بهَا. مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد المنوفي. سمع الْيَسِير على الفوي م عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الكركي. مُحَمَّد بن أبي بكر بن نصر بن عمر بن هِلَال الشَّمْس أَبُو عبد الله الطَّائِي الحيشي الأَصْل المعري ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي الْبِسَاطِيّ الْآتِي أَبوهُ وَولده مَعًا فِي الكنى والماضي أَخُوهُ عبد الله وَيعرف بِابْن الحيشي. ولد سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بمعرة النُّعْمَان وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه وتحول مَعَه إِلَى حلب وَبِه تسلك وَعَلِيهِ تهذب وَكَذَا صحب الزين عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن دَاوُد وَأخذ الْقرَاءَات عَن عبد الصَّمد العجمي نزيل حلب والْحَدِيث عَن الْبُرْهَان الْحلَبِي وَشَيخنَا لما قدمهَا عَلَيْهِم، وَخلف وَالِده فِي المشيخة بدار الْقُرْآن العشائرية، وَكَانَ معمور الْأَوْقَات بالتلاوة وَالذكر والمطالعة مَعَ الزّهْد والانجماع عَن بني الدُّنْيَا وتقنع باليسير، وَلِلنَّاسِ فِيهِ مزِيد

اعْتِقَاد بِحَيْثُ يقْصد بِالزِّيَادَةِ والإفادة بِمَا يكون عونا على سماطه، وَقل أَن ترد لَهُ رِسَالَة. مَا فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسبعين وَدفن عِنْد أَبِيه بتربة) الناعورة بحلب رَحمَه الله. أفادنيها وَلَده. مُحَمَّد بن أبي بكر بن يعزا بِفَتْح الْمُثَنَّاة التَّحْتَانِيَّة وَالْعين الْمُهْملَة وَتَشْديد الزَّاي المنقوطة بعها ألف بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْجمال الجابري المغربي التاذلي الْمَكِّيّ أحد خدام الدرجَة وكبرائهم وَيعرف بالقصي بِفَتْح الْقَاف وَالصَّاد الْمُهْملَة وَيشْتَبه بالفصي بِفَتْح الْفَاء وَتَشْديد الصَّاد. بعض أَعْيَان البعليين. ولد ف أَوَائِل إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس الْبُرْهَان ابْن صديق والزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والعراقي والهيثمي وَآخَرُونَ وَكَانَ يظْهر الْفقر المدقع فَوجدَ لَهُ لعد مَوته أَشْيَاء من نقد وَغَيره، وَلم يخلف وَارِثا بِحَيْثُ أوصى بِهِ لكبير الشيبيين. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَدفن بالمعلاة عِنْد أَبِيه. مُحَمَّد بن أبي بكر بن زين الدّين بن اسحق بن عُثْمَان الْهَمدَانِي الْخياط هُوَ ووالده ثمَّ الْفراش بِالْحرم الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي صفر سنة خمس وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن أبي بكر الْبَدْر بن الدماميني. فسمن جده عمر بن أبي بكر. مُحَمَّد بن أبي بكر الْمسند شمس الدّين الدِّمَشْقِي بن الصَّيْرَفِي الْبَزَّار قريب الْحَافِظ ابْن نَاصِر الدّين. مَاتَ بِدِمَشْق فِي عَاشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس الشَّرْقِي على حافة الطَّرِيق. ذكه ابْن اللبودي قَالَ وَلم يسمع مِنْهُ سواي رَحمَه. وَينظر مُحَمَّد بن أبي بكر المنبجي. مُحَمَّد بن أبي بكر شمس الدّين الصندلي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وبالمالكي يعرف. حَظّ الْقُرْآن وجوده والرسالة وَغَيرهَا واشتغل يَسِيرا ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة وَتخرج فِي الْكِتَابَة بالزين بن الصَّائِغ وَمن قبله بالوسيمي وَكتب نَحْو خَمْسمِائَة مصحف وَمن نسخ البُخَارِيّ كثيرا وَكَذَا من الْبَحْر لأبي حَيَّان وتصدى لتعليم الْكِتَابَة فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة، وتنزل فِي صوفي الباسطية أول مَا فتحت بل كَانَ أحد من شهد عَلَيْهِ بوقفية كتبهَا وَغَيره رَفِيقًا للعز السنباطي، وَكَانَ خيرا كثير التِّلَاوَة وَالصَّدَََقَة طارحا للتكلف. مَاتَ قبل السّبْعين ظنا وَقد جَازَ السّبْعين بعد أَن تزوج نَفِيس زَوْجَة الأبدي وقاسى مِنْهَا نكدا حَتَّى كَانَ يَقُول ياسيدتي نفيسة خليصيني من نفيسة. مُحَمَّد بن أبي بكر الشَّمْس الضبعِي الْحَنَفِيّ. أَخذ عَن الأياسي وَولي قَضَاء غَزَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى الشَّهَادَة وَهُوَ الْآن حَيّ.

) مُحَمَّد بن أبي بكر الشَّمْس الكتامي بِضَم الْكَاف وَتَخْفِيف الْمُثَنَّاة نِسْبَة لحارة كتامة بِالْقَاهِرَةِ القاهري الْمَالِكِي. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: مَاتَ فَجْأَة على مَا قيل فِي ثَانِي عشرى ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَقد شرف الثَّمَانِينَ وَهُوَ جلد، وَيُقَال أَن خلف مَالا جزيلا، وَكَانَ نقيب الْحِسْبَة عَن الْبَدْر الْعَيْنِيّ ثمَّ صَار نقيب الحكم عِنْده وَلم يَنْفَكّ عَن التَّرَدُّد إِلَيْهِ بعد عَزله حَتَّى مَاتَ مَعَ اكثاره من تِلَاوَة الْقُرْآن عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن أبي بكر أَبُو الْخَيْر القيلوبي ثمَّ القاهري المخبزي الْآتِي أَبوهُ وَابْنه صَلَاح الدّين مُحَمَّد، وَأمه حجيج أُخْت زَوْجَة الشَّيْخ مَدين وَاسم أَبِيه مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن طَاهِر فَكَأَن أَب بكر كَانَت كنيته لَهُ. نَشأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَاسْتمرّ يحفظهما بل اشْتغل عِنْد السَّيِّد النسابة والبوتيجي وتكسل قبانيا ثمَّ عمل مخبزيا بالصلاخية ثمَّ كتب الْغَيْبَة بالبيبرسية ودرب وَلَده الصّلاح فِيهَا، وَحج وخطب بِجَامِع الْحَاكِم وأماكن كَثِيرَة وَكَانَ لَهُ بذلك مزِيد اعتناء وتنزل فِي كثير من الْجِهَات مَعَ التِّجَارَة فِي الزَّيْت والجبن وَنَحْوهمَا بِحَيْثُ أثري من ذَلِك كُله مَعَ المداومة على التِّلَاوَة بل مكث مديدة يقوم بجمعية فِي جَامع الْحَاكِم فِي كل لَيْلَة من رَمَضَان إِلَى أَن كف وَأقَام كَذَلِك مُدَّة ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة السبت تَاسِع عشرَة ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفن بتربة الشَّيْخ نصر بسوق الدريس خَارج بَاب النَّصْر عَن بضع وَسِتِّينَ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحِمصِي. شهد فِي إجَازَة على جَعْفَر الْمقري سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ، وَقد مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن أبي بكر. مُحَمَّد بن أبي بكر الجرتي المدنين الْحَنَفِيّ. مُحَمَّد بن أبي بكر السمنودي الْخَطِيب. فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ. مُحَمَّد بن أبي بكر الشريف. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن أبي بكر الغزاوي الأَصْل البوتيجي ثمَّ القاهري الْفَاعِل أحد الْعَوام وَابْن عَمه سُلَيْمَان بن سيد الْبناء وَيعرف بالمؤذن. خَادِم زَاوِيَة الشَّيْخ تركي من الكداشين، وَمَات بالبيمارستان فِي أحد الربيعين سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَقد حج وجاور غير مرّة. مُحَمَّد بن أبي بكر المنبجي. سمع من الْعِمَاد أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي غَانِم الحبال الصَّائِغ جُزْءا وَحدث بِهِ لقِيه ابْن فَهد وَغَيره. وَينظر مُحَمَّد بن أبي بكر بن الصَّيْرَفِي الْمَاضِي.) مُحَمَّد بن أبي بكر الوانسرتي نزيل تونس. ذكره ابْن عزم وأرخه سنة بضع وَخمسين. مُحَمَّد بن بهادر بن عبد الله التَّاج أَبُو حاد الْجلَال الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي سبط

فتح الدّين بن الشَّهِيد، أمه فَاطِمَة. ولد فِي أَوَاخِر الْقرن الثَّامِن تَقْرِيبًا وَمَات أَبوهُ وه صَغِير فكلفته أمه، وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ والمنهاج الفرعي وَغَيره من مختصرات الْفُنُون وَكَانَت لوائح نجابته ظَاهِرَة لكَونه لم يكن يلْعَب كالأطفال بل عَلَيْهِ السكينَة وَالْوَقار فأكب على الِاشْتِغَال وَتخرج بفقيه الشَّام الْبُرْهَان بن خطيب عذراء ثمَّ لَازم الشَّمْس الْبرمَاوِيّ حِين إِقَامَته بِالشَّام فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا من الْعُلُوم وَأذن كل مِنْهُمَا لَهُ بالافتاء والتدريس وَكَذَا من شُيُوخه مساعد نزيل عقربا كَانَ يتَوَجَّه إِلَيْهِ مَاشِيا وَأخذ العقليات عَن الْبَدْر حسن الْهِنْدِيّ قدم عَلَيْهِم دمشق فِي آخَرين فيهم كَثْرَة وَقَرَأَ صَحِيح مُسلم على الْجمال الشرائحي وَسمع على غَيره ورحل لأَجله واشتغل بتحشية كتبه حَتَّى برع فِي فنون كَثِيرَة جدا وفَاق أقرانه بفهمه الثاقب زذكائه الصائب وإقباله على الْعُلُوم الْمَنْطُوق مِنْهَا وَالْمَفْهُوم منجمعا عَن النَّاس مرتفعا عَن طرق اللوم والإلباس إِلَى أَن أُشير إِلَيْهِ بالتقدم فِي الْفَضَائِل وتصدى وشيوخه متوافرون للاشغال وَجلسَ لذَلِك بِجَامِع العقيبة الْمُسَمّى بِجَامِع التَّوْبَة ثمَّ بالجامع الْأمَوِي وَطول النَّهَار حَتَّى تخرج بِهِ جمَاعَة، وَتزَوج بابنة الشَّيْخ خَلِيل القعي واستولدها، كل ذَلِك مَعَ حسن الشكالة والتواضع والسكينة والديانة وَعدم الْغَيْبَة بل لَا يُمكن مِنْهَا أحدا من طلبته وَلَا يتَكَلَّم فِيمَا لَا يعنيه وَضبط أوقاته وصرفها فِي أَنْوَاع الْخيرَات كَالصَّوْمِ وَختم الْقُرْآن فِي كل أُسْبُوع ثمَّ بعد وَفَاة أمه صَار يختمه فِي الْأُسْبُوع مرَّتَيْنِ، والتقلل من الْأكل وَسَائِر التفكهات وَعدم مزاحمته للفقهاء فِي شئ من وظائفهم تورعا وزهدا بل كَانَ فِيمَا حَكَاهُ باسمه فِي صباه بَعْضهَا فَلَمَّا عقل تَركه وَله نظم فِي مدح شيخة الْبرمَاوِيّ وَغَيره وَكَانَ ينشد لعضهم: (لَك الْحَمد يَا رَبِّي على كل نعْمَة ... وَمن جملَة الْأَنْعَام قولي لَك الْحَمد) (وَلَا حمد إِلَّا مِنْك تعطيه نعْمَة ... تعاليت أَن يقوى على شكرك العَبْد) وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ جم الْفَضَائِل رفيع الْقدر أصيل الْمجد عالي الهمة مُتَقَدم فِي فنون مُتَعَدد المزايا شَدِيد الْبَحْث صَحِيح التَّصَوُّر بارع الْخط حسن الْعشْرَة ومحاسنه جمة وَقد سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من غير وَاحِد، وَمِمَّنْ قَالَ إِنَّه عَنهُ البقاعي. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ عَن ثَلَاث وَثَلَاثِينَ سنة وَدفن فِي الصُّوفِيَّة بتربتهم عَن القلندرية، وَعظم) تأسف أهل دمشق عَلَيْهِ وَاشْتَدَّ كاؤهم لفرقته وَرفعُوا نعشه على الأكف وَحضر جنَازَته من يفوت الْحصْر رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن بهادر اللطيفي. أحد الْأُمَرَاء بِالْيمن وَقد نَاب فِي وصاب وَغَيرهَا

وَكَانَ محبا فِي أهل الْخَيْر. مَاتَ فِي سنة تسع عشرَة ذكره شَيخنَا فِي انبائه. مُحَمَّد بن بهادر المَسْعُودِيّ الصلاحي الدِّمَشْقِي. ولد سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسمع على الْحجاز جُزْء أبي الجهم وَغَيره، وَحدث سمع عَلَيْهِ شَيخنَا وَغَيره وَقَالَ: مَاتَ فِي الكائنة الْعُظْمَى سنة ثَلَاث وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن بهاء الدّين بن حجاج الجبرتي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن بهاء الدّين بن مُحَمَّد العباسي السنقري الهمذاني نزيل الْقَاهِرَة وَأحد أَصْحَاب ابْن الغمري قَالَ لي أَنه قَرَأَ على أَبِيه الْمُحَرر والايجاز والعزي والمراح الحاجبية والمتوسط وَشَرحهَا وَحفظ كِفَايَة المتحفظ لِابْنِ الاجدابي وَفقه اللُّغَة للثعالبي وأتقنهما بمعاونة أَبِيه ثمَّ أَخذ على م الْكِتَابَة مَعَ فن الانشاء عَن السَّيْف البروجردي، وارتحل لساوة فَقَرَأَ على الشّرف يَعْقُوب عَليّ اليزدي تصنيفه الْحلَل ثمَّ إِلَى تبريز فَكتب على عبد الرَّحِيم الخلوتي جَمِيع الأقلام السَّبْعَة مَعَ قِرَاءَة سَائِر تصانيفه وتصانيف شَيْخه مُحَمَّد الحلو فِي التصوف وَغَيره، وَدَار ديار بَغْدَاد كلهَا وَقَرَأَ على نَاصِر الدّين عمر المارينوسي المصابيح مَعَ سَماع الْحَاوِي ثمَّ الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على ابْن أَسد الْمِنْهَاج وعَلى البامي التَّنْبِيه مَعَ سَماع البُخَارِيّ وعَلى عبد الْقَادِر بن شعْبَان أَمَام جَامع أصلم الْكَافِي فِي الْعرُوض والقوافي والخزرجية وَغَيرهَا من كتب الْعرُوض والفرش للخليل ومختصره لِابْنِ عبد ربه وعَلى الْعلم الحصني بزاوية خشقدم الْوَزير من القرافة الْكُبْرَى شرح الاصطلاحات للقشاني وعَلى الشرواني لفصوص والرموز والأمثال اللاهوتية فِي معرفَة الْأَنْوَار الْمُجَرَّدَة الملكوتية، وَعَلِيهِ وعَلى أَصْحَابه كالجمال عبد الله الكوراني الموشحة الْمُسَمّى بالخبيصي وَشرح الشافية لِجَار بردى وتلخيص الْمِفْتَاح والمختصر والمطول كِلَاهُمَا عَلَيْهِ والأصلين مَعَ الْكتب الْمُعْتَبرَة. فِي الْمنطق والطبيعي والألهي وَعلة بعض أكَابِر الغرب النُّصُوص والفكوك وَكتاب الرُّتْبَة للمجريطي ولازم النّظر فِيهِ وَفِي كتب الرموز والرتبة والكنز لِابْنِ مسكويه الاصبهاني مُدَّة ثمَّ أعرض عَن ذَلِك كُله وقطن زَاوِيَة تَقِيّ الدّين عِنْد الصبوة ينْسَخ ويقرئ، وَلزِمَ أَبَا الْعَبَّاس بن الغمري وَأكْثر التَّرَدُّد) إِلَيْهِ وَكتب لَهُ صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم وَغير ذَلِك، وَعرض عَلَيْهِ وَلَده مُحَمَّد فِي سنة ثَمَانِينَ ثمَّ أقرأه وَغَيره فِي جَامِعَة النَّحْو وَالصرْف، وَكثر تردده إِلَيّ أَيْضا مَعَ السُّؤَال عَن أَشْيَاء، وَفِيه تودد ولطف عشرَة وعَلى همه واستحضار لنكت وفوائد مَعَ تقلل وتجرد وجودة خطّ ومشاركة فِي الْجُمْلَة وَقَالَ فِيمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ من كَلِمَاته حَبسته يَد

التَّقْدِير فِي ظلمات مصر ومهاويها لكلما أَرَادَ أَن يخرج مِنْهَا أُعِيد فِيهَا. مُحَمَّد بن بورسة البُخَارِيّ ويلقب نبيرة بنُون وموحدة وزن عَظِيمَة. ذكر أَنه من ذُرِّيَّة حَافظ الدّين النَّسَفِيّ ونشا ببلاده وَقَرَأَ الْفِقْه وسلك طَرِيق الزّهْد وَحج فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرَادَ الرُّجُوع إِلَى بِلَاده فَذكر أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ أَن الله قد قبل حج كل من حج فِي هَذَا الْعَام وَأَنت مِنْهُم وَأمره أَن يُقيم بِالْمَدِينَةِ فَأَقَامَ بهَا فاتفقت وَفَاته يَوْم الْجُمُعَة من ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَدفن بِالبَقِيعِ. قَالَه شَيخنَا فِي انبائه. وَقيل إِنَّه مَاتَ فِي الَّتِي قبلهَا. مُحَمَّد بن بو وَالِي الْأَمِير نَاصِر الدّين. ولي الاستادارية فِي الْأَيَّام المؤيدية ثمَّ اسْتَقر فِي أستادارية دمشق. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين وَكَانَ معدودا فِي الظلمَة. ذكره المقريزي. مُحَمَّد بن بِلَال الْغَزِّي الشَّيْخ الصَّالح. مَا بمثر فِي مستهل صفر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن بيبرس الظَّاهِرِيّ برقوق، وفجدته أم أَبِيه عَائِشَة شَقِيقَة الظَّاهِر برقوق. كَانَ ضخما فِي الرياسة نحيفا ظريفا منجمعا عَن النَّاس بارعا فِي صنائع وحرف كالسكاكين وَنَحْوهَا من آلَات الْكِتَابَة وَغَيرهَا مُتَقَدما فِي عمل الْعود وَالضَّرْب بِهِ بل بارعا فِي الطِّبّ والكيماياء مَعَ بر للْفُقَرَاء وكرم بِحَيْثُ يتَرَدَّد إِلَيْهِ من يتَعَلَّم مِنْهُ التركي وَغَيره من فضائله قل أَن يتَرَدَّد إِلَى الْأُمَرَاء. وَعمر زِيَادَة الثَّمَانِينَ. وَمَات قَرِيبا من شنة أَربع وَسِتِّينَ وَدفن بقبة البرقوقية وَهُوَ وَالِد الْعَلَاء الْمَاضِي. مُحَمَّد بن بيلبك الشَّمْس التركي أَخُو أَحْمد خازندار بيبرس قريب الظَّاهِر برقوق. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَكَانَ موقع الحكم ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن التَّاج الْهِنْدِيّ المحمودا بَادِي الْحَنَفِيّ. مِمَّن أَقرَأ الْفُضَلَاء الْهَيْئَة وَالْكَلَام كراجح،) وَقَالَ لي فِي سنة أَربع وَتِسْعين أَنه حَيّ ابْن نَحْو أَرْبَعِينَ سنة. مُحَمَّد بن تَاج الدّين السمنودي. مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة سبع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن تغري برمش نَاصِر الدّين الجندي ويدعى بشوربة. كَانَ أَبوهُ مؤيديا أحد حجاب حماة وَأمه فَرح خاتون ابْنة نَاظر الْجَيْش كريم الدّين عبد الْكَرِيم أُخْت جِهَة شَيخنَا فولد فِي سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة. وَمَات فِي صفر سنة خمس وَسبعين وَدفن بحوش البيبرسية وَكَانَ شَدِيد الاسراف على نَفسه لَا يذكر وَإِنَّمَا أثْبته لبيتوتة وَعَسَى أَن يكون أناب سامحه الله وإيانا.

مُحَمَّد بن تَقِيّ الكازروني. فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام. مُحَمَّد بن جَابر بن عبد الله اليمني نزيل مَكَّة وَيعرف بالحراشي الْمَاضِي أَبوهُ. سكن مَكَّة حِين كَانَ أَبوهُ أَمِير جدة ثمَّ دخل بعد بِمدَّة الْيمن فَأكْرمه صَاحبهَا وَوَقع بَينه وَبَين أهل الشرجة مِنْهَا فتْنَة قتل فِيهَا بَعضهم ثمَّ استدعى بِهِ أَبوهُ إِلَى مَكَّة بعد أَن لايم صَاحبهَا فوصلها فِي موسم سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة فَلم يلبث أَن قبض عَلَيْهِمَا بمنى وشنقا بعد الْمغرب من لَيْلَة نصف ذِي الْحجَّة مِنْهَا فَهَذَا بِبَاب شبيكة وَأَبوهُ بِبَاب المعلاة بل قيل إِن هَذَا فاضت روحه قبل شنقه من الْخَوْف وقبر بالمعلاة وَسنة ثَلَاثُونَ ظنا وَيُقَال إِن صَاحب الْيمن قَالَ لَهُ حِين استأذنه فِي الرُّجُوع لمَكَّة إنَّكُمَا تشنقان أَو تكحلان أَو كَمَا قَالَ، ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَكَذَا المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار. مُحَمَّد بن جاجق أمه الشَّرِيفَة فَاطِمَة ابْنة الشريف الفخري ابْنة أُخْت جِهَة شَيخنَا. مِمَّن يتكسب بالباسطية مَعَ ذكره بِمَا لَا يَلِيق وَهُوَ من جيراننا مِمَّن سمع على شَيخنَا وَغَيره. مُحَمَّد بن جَار الله بن صَالح بن أبي الْمَنْصُور أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن أبي المعاي يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن شيبَة بن إياد بن عَمْرو بن الْعَلَاء بن مَسْعُود الْجمال بن الْجلَال الشَّيْبَانِيّ الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ، ذكره الفاسي أَيْضا وَقَالَ سمع من بعض شُيُوخنَا بِمَكَّة وَحفظ بعض المختصرات فِي الْفِقْه واشتغل بِالْعلمِ وسافر مَعَ أَبِيه إِلَى مصر فِي موسم سنة أَربع عشرَة. قلت فَسمع مَعَ ابْني ابْن الضياء وأكبرهما زوج أُخْته اسية على ابْن الكويك أَشْيَاء مِنْهَا شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي. قَالَ الفاسي: وَمَات بهَا بخانقاه سعيد السُّعَدَاء فِي آخر سنة خمس عشرَة فِي ذِي الْحجَّة فِيمَا أَحسب وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة بهَا وَقد جَازَ الْعشْرين وَكَانَ خيرا انْتهى. وَكَذَا أرخ وَفَاة وَالِده كَمَا تقدم.) مَاتَ فِي سادس ربيع الآخر سنة أَربع وَعشْرين رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. مُحَمَّد بن جِبْرِيل الصفوي الْحَنَفِيّ أحد الْفُضَلَاء من جمَاعَة ابْن الْهمام وصوفية الشيخونية. سمع بِقِرَاءَتِي على شَيْخه الْأَرْبَعين الَّتِي خرجتها لَهُ وأقرأ بعض الطّلبَة بل يُقَال إِن شَيْخه أَشَارَ إِلَيْهِ بِكِتَابَة شرح على مُصَنفه فِي الْأُصُول. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن جرياش محب الدّين المحمدي الأشرفي الْحَنَفِيّ. مِمَّن اشْتغل فِي الْفِقْه وَغَيره على خير الدّين أبي الْخَيْر بن الرُّومِي الْفراء وَوَصفه بِالْفَضْلِ وَكَذَا أَخذ عَن نظام ولازم الديمي فِي شرح الألفية للعراقي وَغَيرهَا وَقَرَأَ على شرحي عَلَيْهَا بِكَمَالِهِ مَعَ شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وَغَيرهمَا، وَطلب قَلِيلا وَقَرَأَ على الْبَدْر الدَّمِيرِيّ مُسْند الشَّافِعِي وَغَيره وعينه فِي وَصيته لقِرَاءَة بعض الْكتب وَكَذَا قَرَأَ على السنباطي وَسمع على أبي الْحسن على حفيد يُوسُف العجمي وَآخَرين، وَحج فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وجاور الَّتِي بعْدهَا، ولازمني حَتَّى أكمل شرحي الْمشَار إِلَيْهِ وَقَرَأَ الْيَسِير من سنَن الْبَيْهَقِيّ وَكتب من تصانيفي أَشْيَاء ومدحني بقصيدة وَغَيرهَا وَكَذَا قَرَأَ على الْمُحب الطَّبَرِيّ الإِمَام وَغَيره رِوَايَة بل أَقرَأ هُنَاكَ بعض المبتدئين فِي الْفِقْه وأصوله والعقائد وَغير ذَلِك وَلم يخْتَلط بكبير أحد هُنَاكَ مَعَ قُوَّة النَّفس فِي المباحثة وخروجد عَن السّنَن حَتَّى قل أَن) يتزحزح وَرُبمَا توقف على الْمَنْقُول فَلَا يرجع وَيذكر عَنهُ فِي ذَلِك مَا لَا أحبه لَهُ، وسافر من مَكَّة لجدة ليحصل هديته شِرَاء وَعَاد مَعَ الركب واستنزل المظفري مَحْمُود الأمشاطي عَن تدريس الْفِقْه بالظاهرية الْقَدِيمَة، وَكَانَ بَينه وَبَين بدر الدّين العلائي أحد جمَاعَة الدَّرْس مَا تحاكاه الطّلبَة.

مُحَمَّد بن جرباش كرت المحمدي الناصري فرج سبط النَّاصِر أستاذ أَبِيه، أمه شقراء. ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ وسافر أَمِير الركب الأول فِي سنة تسع وَخمسين. مَاتَ وَأَنا غَائِب بِمَكَّة فِي سنة وَثَمَانِينَ وَكَانَ قَبِيح السِّيرَة مقداما جريئا. مُحَمَّد بن جرير. رجل مجذوب كَانَ بعدن لَهُ أَحْوَال وكشف. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. مُحَمَّد بن جسار بن عَليّ الحميضي. قتل مَعَ السَّيِّد رميثة بن مُحَمَّد بن عجلَان بِبِلَاد الشرق فِي رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَدفن هُنَاكَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن جَعْفَر بن حسب الله الْمدنِي المادح. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَليّ بن عبد الله بن طَاهِر بن هَاشم بن عربشاه بن نَاصِر بن زيد السَّيِّد شمس الدّين أَبُو عبد الله بن الْجلَال بن التَّاج بن أصيل الحسني الْجِرْجَانِيّ الأَصْل الشِّيرَازِيّ المولد وَالدَّار الْحَنَفِيّ وَأَبوهُ سبط الْأُسْتَاذ السَّيِّد الشريف الْجِرْجَانِيّ الشهير لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَقَرَأَ على بعض البُخَارِيّ وَسمع مني وعَلى أَشْيَاء وكتبت لَهُ إجَازَة هائلة وَهُوَ رَئِيس وجيه فَاضل إِلَى التّرْك أقرب. مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَليّ البعلي اليونيني وَيعرف بِابْن الشويخ. سمع على بشر وَعمر ابْني إِبْرَاهِيم البعلي وَأبي الطَّاهِر مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ الدريبي. وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى وَشَيخنَا الأبي وَكَانَ سماعهما فِي سنة خمس عشرَة وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز فِي استدعاء ابْنَتي رَابِعَة وَكَانَ شيخ زَاوِيَة عبد الله اليونيني ببعلبك. مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن خلف الشَّامي الجدي أحد المتسببين المنتمين لبديد. مَاتَ بِمَكَّة سنة إِحْدَى وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن جقمق الْأَمِير نَاصِر الدّين أَبُو الْمَعَالِي بن الظَّاهِر أبي سعيد الجركسي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْمَنْصُور عُثْمَان الْمَاضِي، وَأمه السِّت قراجا ابْنة أرغون شاه أَمِير مجْلِس الظَّاهِرِيّ برقوق. ولد فِي رَجَب سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَرَأَيْت من قَالَ قبل الْعشْرين بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَحفظ كتبا واغتبط بمحبة الْعلم وَالْعُلَمَاء وقربهم وَأحسن إِلَيْهِم، واشتغل بغالب) الْفُنُون الْفِقْه والفرائض وَالتَّفْسِير والْحَدِيث والأصلين والمنطق والعربية وَغَيرهَا حَتَّى مهر فِي أقرب مُدَّة لحسن ذكائه ومزيد صفائه وَصَارَ مشاركا فِي فنون بل عد من نوابغ الْفُضَلَاء فَلَمَّا ملك أَبوهُ عظم أمره واتسعت دائرته وتأمر بعد قَلِيل وَصَارَ عين المقدمين وَجلسَ رَأس الميسرة وَسكن فِي الْغَوْر من القلعة وَفِي الْبَيْت المواجه لَهُ من الرميلة وَأَقْبل على النَّاس وَزَاد طلبه للْعلم حَتَّى كَانَت غَالب أوقاته مصروفة فِيهِ فيوما لشَيْخِنَا

فِي الحَدِيث علوما أَو متونا وَيَوْما لسعد الدّين بن الديري فِي الْفِقْه أَو التَّفْسِير وَيَوْما للسكافياجي فِي عُلُوم أُخْرَى وَكِلَاهُمَا مَعَ غَيرهمَا مِمَّن أَخذ عَنْهُم قبل تملك الرمْح والكرة وَغَيرهَا من أَنْوَاع الفروسية وَالْعقل الغزير وَالتَّدْبِير والسياسة والتواضع والبشاشة وَحسن الشكالة والمحاضرة ومزيد الْبر وَقلة الْأَذَى والسيرة الْحَسَنَة والحرص على التجمل فِي مماليكه وحشمه وَالسير على قَاعِدَة الْمُلُوك فِي ركُوبه وجلوسه بِحَيْثُ تأهل للسلطنة بِلَا مدافعة، بل لقبه جمَاعَة من الشُّعَرَاء بالناصر فِي قصائدهم وانفراده بأوصافه عَن سَائِر أَبنَاء جنسه وَكَثْرَة إِنْكَاره على مَا لَا يَلِيق بِالشَّرْعِ وَشدَّة بغضه للبدع وعيبه لمن يَفْعَلهَا سِيمَا الرافضة خَفِيف الْوَطْأَة على النَّاس لم نسْمع عَنهُ بمظلمة لأحد وَلَا دُخُولا فِيمَا لَا يعنيه وَلَا تعصبا فِي بَاطِل وَكَانَ يحضر كل مَا ذكر من الدُّرُوس جمَاعَة من الْفُضَلَاء وَيَقَع بَينهم الْبَحْث فيجاريهم أحسن مجاراة ويداري كلا مِنْهُم أجمل مداراة حَتَّى كَأَنَّهُ أحدهم وَرُبمَا اقترح على بَعضهم مَا ينعش بِهِ الخاطر وَيجْبر بِهِ الْقلب فَكَانَ منزله مجمع الْفُضَلَاء ومربع النبلاء لَا سِيمَا من الشَّافِعِيَّة حَتَّى تكلم فِيهِ عِنْد أَبِيه بِسَبَب جعل إِمَامه مِنْهُم فَلم يُؤثر ذَلِك فِيهِ وتعاقب عِنْده ثَلَاثَة أَئِمَّة كلهم شافعية، وَقَرَأَ الشّرف الظنوبي عِنْده على الْمَشَايِخ الشاميين ابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة بِحَضْرَتِهِ فَسمع عَلَيْهِم، وَكَذَا حَدثهُ الزين قَاسم الْحَنَفِيّ بِمُسْنَد أبي حنيفَة فِي آخَرين، وَكَانَ ينظم لكنه لعدم ارتضائه لَهُ لم يكن يُثبتهُ وَلَا يعتني بتهذيبه سِيمَا وَأَكْثَره بديهة وَقد قَالَ لمن رام مدح كريم الدّين بن كَاتب المناخات اجْعَل قصيدتك ميمية وَيكون مخلصها: (وافتخرت مصر على غَيرهَا ... بطلعة الصاحب عبد الْكَرِيم) وَكَذَا من نكته فِي مَحل أنسه فِي الرّبيع قَوْله لبَعض الثُّقَلَاء مِمَّن امتدت إِلَيْهِ ألسن الْجَمَاعَة بالبسط والخلاعة فَكَانَ من قَوْلهم هُوَ جبل مقطم فَقَالَ هُوَ لَا بل جبل حراء إِلَى غير هَذَا مِمَّا أوردت مِنْهُ فِي الْجَوَاهِر والوفيات بعضه، وَمَعَ مَا سل من أَوْصَافه كَانَ منجمعاص عَن مُعَارضَة أَبِيه فِيمَا لَا يرتضيه بل كَانَ يَكْظِم غيظه ويصبر وَلَا يبعد عَن الْميل إِلَى اللَّهْو والطرب على قَاعِدَة الْعُقَلَاء) والرؤساء من الْمُلُوك مَعَ إِقَامَة الناموس وَالْحُرْمَة لشهامة كَانَت فِيهِ وَقد انْتفع شَيخنَا بمساعدته كثيرا وَلَو عَاشَ لم يتَّفق لَهُ مَا وَقع وَكَانَ شَيخنَا يثني عَلَيْهِ بالفهم وَالْحِفْظ وتعجب من اجْتِمَاعهمَا، وَلم يزل على جلالته وعلو مكانته إِلَى أَن ابْتَدَأَ بِهِ الوعك فِي سنة سبع وَأَرْبَعين فدام قدر نصف سنة ثمَّ عوفي ثمَّ انتكس فِي أَوَائِل شَوَّال وأصابه السل فَصَارَ ينقص

كل يَوْم ثمَّ انْقَطَعت عَنهُ شَهْوَة الْأكل وَخرج إِلَى التَّنَزُّه فِي الرّبيع وَهُوَ بِتِلْكَ الْحَال فَمَا رَجَعَ إِلَّا وَهُوَ لما بِهِ وطرأ بِهِ الإسهال واستحكم السل وَهُوَ مَعَ ذَلِك يحضر الموكب إِلَى أَن صلى صَلَاة الْعِيد وَنزل لبيته بالرميلة فضحى وَرجع وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بِدُونِ وَصِيَّة فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ وَذَلِكَ فِي سحر يَوْم السبت ثَانِي عشرَة ذِي الْحجَّة مِنْهَا شَهِيدا بالبطن وَيُقَال أَنه سحر فَمَرض من ذَلِك السحر وَوجد السحر والساحر فَمَنعهُمْ أَبوهُ من الِاعْتِمَاد على ذَلِك وَمِنْهُم من يزْعم أ، الله سقى وَلم يثبت من ذَلِك شَيْء، وَصلى عَلَيْهِ خَارج بَاب الْقلَّة من قلعة الْجَبَل فِي مشْهد لم يتَخَلَّف عَنهُ أحد، وَدفن بِقرب القلعة فِي تربة عَمه جركس المصارع بِقرب دَار الضِّيَافَة بالقبة الَّتِي أَنْشَأَهَا قانباي الجركسي لوَلَده مُحَمَّد وَكَانَ من أقرانه ومشكور السِّيرَة أَيْضا كَمَا سَيَأْتِي، وَقد ذكره الْعَيْنِيّ فَقَالَ: وَكَانَ لَهُ صيت وَحُرْمَة عَظِيمَة يتَرَدَّد إِلَيْهِ النَّاس سِيمَا الشَّافِعِي والحنفي فِي الْجُمُعَة مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ويقاسيان مشقة السلالم والمدرج حَتَّى كَانَ النَّاس يسمونهما فُقَهَاء الأطباق، قَالَ وكل هَذَا من عدم حفظ الْعلم ولكنهما وَسَائِر المترددين إِلَيْهِ كَانُوا يؤملون استقراره فِي السلطنة عَن قرب إِمَّا فِي حَيَاة وَالِده أَو بعده فَأتى الْقَضَاء بعكس مَا فِي خواطرهم. انْتهى. وَكَأَنَّهُ رَحمَه الله لم يستحضر حِين كِتَابَته لهَذَا ملازمته التَّرَدُّد للأشرف وَغَيره فِي قِرَاءَة التَّارِيخ وَنَحْوه بل لَو كَانَ فِي أَيَّامه قَاضِيا لبادرهما إِلَى الطُّلُوع وَأَرْجُو أَن يكون قصد الْجَمِيع حسنا رَحِمهم الله وإيانا وَذكر بَعضهم من شُيُوخه ابْن الْهمام والشرواني بل قَالَ إِنَّه حضر دروس الْعَلَاء البُخَارِيّ فَالله أعلم. مُحَمَّد أَخُو الَّذِي قبله وَأمه أم ولد. مَاتَ فِي يَوْم السبت عَاشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون عَن أَربع سِنِين. مُحَمَّد أَخُو الْأَوَّلين من أم ولد أَيْضا. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثامن عشر صفر من السّنة بالطاعون أَيْضا عَن خمس سِنِين. مُحَمَّد رَابِع الثَّلَاثَة قبله من أم ولد أَيْضا. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشري صفر مِنْهَا بالطاعون أَيْضا عَن سِتّ سِنِين.) مُحَمَّد بن جلال الْمدنِي. هُوَ ابْن أَحْمد بن طَاهِر. مضى. مُحَمَّد بن جلبان نَاصِر الدّين أحد أُمَرَاء الشَّام وَابْن نائبها المؤيدي. مَاتَ فِي الْوَقْعَة السوارية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَهُوَ فِي عنفوان الشبيبة. مُحَمَّد بن جمَاعَة. هُوَ ابْن أبي بكر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن جمَاعَة. مضى. مُحَمَّد بن جُمُعَة بن مُحَمَّد بدر الدّين بن الزين الحصني الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِأَبِيهِ. ولد كَمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي ثَانِي عشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وترجح عِنْده أَنه فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَكَانَ أَبوهُ دلالا فَنَشَأَ ابْنه ذكيا واشتغل وَأخذ عَن السنهوري فِي الْعَرَبيَّة وَالْبَيَان ثمَّ عَن التقي الحصني فِي الْمنطق والمعاني وابيان وَالصرْف وَالتَّفْسِير وأصول الْفِقْه وَكَذَا أَخذ عَن) التقي الشمني والأمين الأقصرائي والكافياجي والْعَلَاء الحصني، وَمِمَّا أَخذه عَن الْأمين تَقْسِيم الْكَافِي شرح الوافي وَالْفِقْه عَن الزين قَاسم، وَحج مرَارًا وَجَاوَزَ فِي الْحَرَمَيْنِ وَقَرَأَ بِالْمَدِينَةِ على أبي الْفرج المراغي، وزار بَيت الْمُقَدّس مرَارًا من جُمْلَتهَا فِي سنة تسع صُحْبَة ابْن الطرابلسي، وَدخل الشَّام غير مرّة وَأخذ عَن الشهَاب الزرعي وخطاب

وَغَيرهمَا كالبرهان الباعوني وَكَذَا دخل حلب، وَله عدَّة مُقَدمَات فِي النَّحْو وَالصرْف وَكَذَا فِي الْفِقْه لَكِنَّهَا لم تكمل وَغير ذَلِك، وتلمذ لِابْنِ أُخْت الشَّيْخ مَدين وأقرأ ابْن الْكَمَال وعد فِي الْفُضَلَاء البارعين المتميزين بِحَيْثُ رد عل البقاعي، وَهُوَ مِمَّن ينتمي إِلَى ابْن عَرَبِيّ كالزين الابناسي وَقد اسْتَقر فِي إِمَامَة قبَّة الدوادار وخطابها عقب إِعْرَاض ابْن دمرداش عَنْهَا، ورتب لَهُ السُّلْطَان خَمْسمِائَة زِيَادَة على معلومهما بل عينه برفقة الرَّسُول لملك الرّوم ابْن عُثْمَان وَأَعْطَاهُ مبلغا مَعَ كَونه لَو انْفَرد لكفاه سنة كَثِيرَة، وفضائله شهيرة وأدبه كثير وعقله غزير ومحاضرته متينة ومحاورته محكمَة رزينة، وَقد تكَرر تردده إِلَيّ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ لَقيته بِمَكَّة حِين قدومه لَهَا هُوَ وحسين نزيل الْقبَّة الدوادارية من أثْنَاء سنة ثَمَان وَتِسْعين وَرَأَيْت مِنْهُ تَفْصِيل مَا أجملته وَلم يلبث أَن رَجَعَ بحرا بعد انْفِصَال الْمَوْسِم وَجَاء كِتَابه من الينبوع الْمُشْتَمل على أبلغ عبارَة وأفصح إِشَارَة زَاده الله من إفضاله وَوَصله سالما إِلَى انْتِهَاء آماله، وَقد رَأَيْته قرض مَجْمُوع التقي البدري وَأطَال وَكَانَ من قَوْله: (يَا جَامعا أَنا فِي نباه واصف ... وَهُوَ الْخَطِيب لذاك فِيمَا حَاز جمعه) (خُذْهَا عروسا بنت وَقت تنجلي ... فِي وصف حليك بِالْبَيَانِ مرصعه) وَقَوله: (يَا جَامعا مَجْمُوعه قد حوى ... كل الْمعَانِي فاغتدي أوحدا) (جمعت جمعا مَاله مشبه ... فيا لَهُ جمعا غَدا مُفردا) وَهُوَ الَّذِي كتب عَن الْعَلَاء بن بردبك تقريضه البديع للمجموع الْمشَار إِلَيْهِ وافتتحه بوصفه بشيخنا، وَقد سمع هُوَ وَأَبوهُ على السَّيِّد النسابة والنور البارنباري وَالشَّمْس التنكزي الحريري فِي مُسلم بِقِرَاءَتِي، وتلاعب بِهِ الشُّعَرَاء كالشهاب بن صَالح ابْن الكماخي بِمَا لم يتدبروا عاقبته. مُحَمَّد بن جُمُعَة الهمذاي الخواجا نزيل مَكَّة وَصَاحب الدّور بهَا الْمَوْقُوفَة أوجلها مِنْهُ على درس المحنفية بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام، عين لمشيخة شيخ الباسطية وَإِمَام الْحَنَفِيَّة الشَّمْس البُخَارِيّ وباشره ثمَّ تعطل بهَا مُدَّة ولد الْوَاقِف. مَاتَ فَجْأَة فِي آخر لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَانِي ربيع الأول سنة ثَمَان) وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن الْجُنَيْد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر النُّور بن أبي الْقسم الكازروني البلياني الأَصْل الشِّيرَازِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَالْمَذْكُور جده فِي الثَّامِنَة. قدم الْقَاهِرَة فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين رَسُولا عَن ملك الشرق بكسوة الْكَعْبَة وَاجْتمعَ بشيخنا صُحْبَة حُسَيْن الفتحي وصنف لأَجله جُزْءا فِي الْأَذْكَار وَآخر فِي إصْلَاح مشيخة أَبِيه لِابْنِ الْجَزرِي وَأذن لَهُ فِي الرِّوَايَة عَنهُ وَوصف بالعلامة.

مُحَمَّد بن الْجُنَيْد بن حسن بن عَليّ الشَّمْس بن الْمُحب الأقشواني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي خَادِم البيرسية وَابْن خَادِمهَا والماضي أَبوهُ. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَسمع الْكثير على النُّور الأبياري نزيل البيبرسية، وَكَذَا حضر دروس شَيخنَا وَغَيره بقبتها وَاسْتقر فِي أَيَّامه بهَا، وَكَانَ خيرا كثير التِّلَاوَة منجمعا عَن النَّاس سَاكِنا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين بعد أَن وقف مَا يملكهُ

من عقار على الخانقاه رَحمَه الله. مُحَمَّد بن جَوْهَر المدير فِي الْجَيْش. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بحلب. أرخه شَيخنَا فِي أنبائه. مُحَمَّد بن حاجي بن أَحْمد الشَّمْس بن خواجا شهَاب الدّين بن الشهَاب الهرموزي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ. مِمَّن سمع مني بهَا فِي الْمُجَاورَة الرَّابِعَة أربعي النَّوَوِيّ وَكَثِيرًا من المصابيح وَأَشْيَاء كالمشارق وَالْبُخَارِيّ ثمَّ جَمِيع الشفا وَقَرَأَ مَا فَاتَهُ، وَهُوَ فطن لَبِيب قَرَأَ على ثلاثيات البُخَارِيّ وَغَيرهَا. مُحَمَّد بن حاجي بن مُحَمَّد بن قلاوون الْمَنْصُور نَاصِر الدّين أَبُو الْمَعَالِي بن المظفر بن النَّاصِر بن الْمَنْصُور. ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَاسْتقر فِي المملكة بعد الْقَبْض على عَمه النَّاصِر حسن فِي تَاسِع جُمَادَى الأولى سنة وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَهُوَ ابْن نَحْو أَربع عشرَة سنة بِقِيَام الأتابك يلبغا الْعمريّ الخاصكي وتدبيره بل لم يكن هَذَا مَعَه سوى بِالِاسْمِ وَلم يلبث أَن خرج بِهِ إِلَى الْبِلَاد الشامية حِين خُرُوج بيدمر الْخَوَارِزْمِيّ نَائِب الشَّام عَن الطَّاعَة وَعَاد بِهِ سَرِيعا بعد أَخذ بيدمر صلحا إِلَى أَن خلعه بِابْن عَمه الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن فِي منتصف شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ لِأَنَّهُ بعد رُجُوعه كثر أمره وَنَهْيه فخشي يلبغا مِنْهُ وأشاع أَنه مَجْنُون وَجعل ذَلِك سَبَب خلعه فَكَانَت مدَّته) سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر وَخَمْسَة أَيَّام وألزمه دَاره من القلعة إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة السبت تَاسِع الْمحرم سنة إحدة وَقد زَاد على الْخمسين وَصلى عَلَيْهِ الظَّاهِر برقوق بالحوش السلطاني من القلعة وَقرر لأولاده وهم عشرَة راتبا وَدفن بتربة جدته أم أَبِيه بالروضة خَارج بَاب المحروق وَكَانَ محبا للطرب وَاللَّهْو عَفا الله عَنهُ، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وامعريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن أبي حَامِد المطري. فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد. مُحَمَّد بن أبي الْحجَّاج واسْمه يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف الأسيوطي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي لَيْلَة رَابِع عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَخمسين بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والبهجة وألفية النَّحْو وَغَيرهَا، وَعرض على جمَاعَة وَأخذ فِي النَّحْو عَن خلد الْوَقَّاد وَفِي الْفِقْه عَن الْجَوْجَرِيّ وتدرب بِأَبِيهِ فِي الصَّنْعَة وَجلسَ بِبَاب الْحَنَفِيّ، وَحج مَعَ أَبِيه شَاهد الْمحمل، وَكَانَ مَعَه فِي سنة سِتّ وَخمسين بِمَكَّة وَهُوَ صَغِير فَأحْضرهُ الْيَسِير بِقِرَاءَتِي، وَهُوَ عَاقل كيس. مُحَمَّد بن حجاج. فِي ابْن عبد الله بن حجاج. مُحَمَّد بن حَرِير بمهملات ككبير جمال الدّين كَانَ مُقيما بثغر عدن

وللجمال مُحَمَّد بن كبن فِيهِ اعْتِقَاد لكَونه بشره فِي بعض عزلاته بِالْعودِ فِي غدفكان كَذَلِك فرتب لَهُ راتبا وَكَانَ يسْأَله الدُّعَاء. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. مُحَمَّد بن حسان. فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حُسَيْن. مُحَمَّد بن حسب الله جمال الدّين الْمَكِّيّ الزعيم التَّاجِر. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: مَاتَ فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَكَانَ وَاسع المَال جدا مَعْرُوفا بالمعاملات وَضبط من مَاله بعده أَكثر من عشْرين ألف دِينَار سوى مَا أخْفى. مُحَمَّد بن حسب الله الحريري الْمُؤَذّن بِجَامِع الْحَاكِم وَغَيره وَرَأس المخاصمين للبقاعي فِي يَا دَائِم الْمَعْرُوف، وَكَانَ مقداما جريئا عريض الصَّوْت جدا. مَاتَ بعد الثَّمَانِينَ ظنا. مُحَمَّد بن حسن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْمجِيد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الشَّمْس التاد فِي الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي. ولد فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحلب ونشآ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد مَنْصُور وَغَيره وتفقه بعبيد بن عَليّ البابي وَمُحَمّد الأعزازي وَغَيرهمَا وَسمع على ابْن صديق بل قَرَأَ بِنَفسِهِ على الْبُرْهَان الْحلَبِي وَغَيره وتكسب فِي حَانُوت بالبسطيين وَقَرَأَ البُخَارِيّ وَغَيره على الْعَامَّة. لَقيته بحلب فَقَرَأت عَلَيْهِ ثلاثيات الصَّحِيح وَكَانَ خيرا متعبدا متواضعا متوددا سَاكِنا حسن السمت) رَاغِبًا فِي الْخَيْر. مَاتَ ظنا قريب السِّتين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن حسن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد أَبُو الْعَزْم العجلوني الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن أبي الْحسن وبكنيته أَكثر. ولد فِي ربيع الأول سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَجل الْمِنْهَاج وَأخذ عَن صهره الزين ماهر والكمال بن أبي شرِيف وَقَرَأَ على الْجمال بن جمَاعَة فِي البُخَارِيّ وَكَذَا على القلقشندي، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَسبعين فاستوطنها مَعَ فاقة وتقلل وخبرة بِكَثِير من الْأَحْوَال والأشخاص وَرُبمَا تعدى لما لَا يَلِيق، وَقد حضر عِنْد الْبكْرِيّ والعبادي والبامي والجوجري وزَكَرِيا فِي آخَرين وَبَعْضهمْ أَكثر من بعض وَلم يتَمَيَّز، ولازمني وَسمع على الشاوي وَغَيره وَكَانَت أَكثر إِقَامَته فِي خلْوَة بالبيبرسية. مُحَمَّد بن حسن بن أَحْمد بن حرمي بن مكي بن مُوسَى الْبَهَاء أَبُو الْفَتْح واقتصروا فِي عرضه فِي تَسْمِيَته على أبي بكر وَجعلُوا أَبَا الْفَتْح كنية أبن الْبَدْر العلقمي القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف ببهاء الدّين العلقمي. ولد فِي ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب الدموهي

وجود بعضه على الزراتيتي والعمدة والنخبة لشَيْخِنَا وألفية الْعِرَاقِيّ والمنهاج الفرعي ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ ونظمه للجلال البُلْقِينِيّ الْمُسَمّى بالتحفة وَهُوَ فِي ألف بَيت وثلثمائة وألفية ابْن مَالك والتسهيل والجعبرية والياسمينية فِي الْجَبْر والمقابلة ومنظومة ابْن سينا فِي الطِّبّ وَعرض على خلق مِنْهُم الْعِزّ بن جمَاعَة والجلال البُلْقِينِيّ وَعَلِيهِ قَرَأَ جَمِيع التُّحْفَة لَهُ فِي ثَلَاثَة مجَالِس وَأَعْطَاهُ جائزتها ألفا وَبَالغ فِي إكرامه بِحَيْثُ أَنه ركب من بَاب منزله وَهُوَ وَاقِف، واشتغل فِي الْفِقْه على البيحوري والبرماوي بل هُوَ الَّذِي كَانَ يصحح لَهُ محافيظه والشهاب الطنتدائي والشرف السُّبْكِيّ وَابْن المجدي وَعنهُ أَخذ فِي الْفَرَائِض والحساب والشطنوفي وَعنهُ أَخذ فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا وَعرف فِي صغره بِقُوَّة الحافظة بِحَيْثُ كَانَ لوحه مائَة سطر وَلَا يتَكَلَّف لحفظه، وَقد وَصفه شَيخنَا فِي عرضه بالحفظة المدرة أعجوبة الْعَصْر ذكاء نادرة الدَّهْر نجابة ورواء أسعد الله جده وأقربه عين أَبِيه ورحم جده، وَسمع عَليّ ابْن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا ولازمهما بِمَجْلِس إملائهما والواسطي وَغَيرهم وتكسب بِالشَّهَادَةِ وبالمباشرة فِي عدَّة جِهَات وناب فِي الْقَضَاء، وَحج غير مرّة وتنزل فِي الْجِهَات وَحدث باليسير سَمِعت مِنْهُ قِطْعَة من التُّحْفَة وَحضر عِنْدِي بعض مجَالِس الْإِمْلَاء وَكَانَ سَاكِنا متوددا عَاقِلا حسن الْعشْرَة والأخلاق) بساما حصل لَهُ ارتعاش فدام بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن حسن بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بدر الدّين بن بدر الدّين بن الإِمَام الشهَاب الْأَذْرَعِيّ القاهري الْمَاضِي أَبوهُ وجده ويلقب مامش. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة، نَشأ ظريفا فِي خدمَة ابْن حجي متميزا عِنْده فاشتغل قَلِيلا وَحج ثمَّ بعده سكن ثمَّ انْتَمَى للبدري بن مزهر. مُحَمَّد بن حسن بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي الشَّمْس الْمَقْدِسِي الأَصْل البقثاعي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن عبد الْهَادِي. أحضر فِي الثَّانِيَة سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة على أَبِيه وجده وَعَمه إِبْرَاهِيم بن أَحْمد ومُوسَى بن عبد الله المرداوي ثمَّ سمع على عَمه وَغَيره وَمِمَّا حَضَره على أَبِيه ثَانِي الحربيات، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد وَكَانَ خيرا سَاكِنا ماهراص فِي التجليد من بَيت حَدِيث وَرِوَايَة. مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بِدِمَشْق. أرخه ابْن اللبودي. مُحَمَّد بن حسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة بن عطوف بن يعلي السّلمِيّ الْمَكِّيّ. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.

مُحَمَّد بن حسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله الْكرْدِي ثمَّ الْمَقْدِسِي نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن الكردية. ولد فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِبِلَاد الأكراد، وَقدم مَعَ أَبَوَيْهِ وَهُوَ ابْن سبع لبيت الْمُقَدّس فَسمع بِهِ الصَّحِيح من أبي الْخَيْر من العلائي وَمن إِبْرَاهِيم بن أبي مَحْمُود وَالشَّمْس بن الديري والزين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد القلقشندي والشهاب بن الهائم وَالشَّمْس الْهَرَوِيّ وَأحمد ويوسف ابْني عَليّ بن مُحَمَّد بن ضوء بن النَّقِيب، وَأقَام بِبَيْت الْمُقَدّس عشْرين سنة وَمَات أَبوهُ هُنَاكَ فَقدم بِأُمِّهِ إِلَى مَكَّة فقطنها وَصَارَ يتَرَدَّد مِنْهَا إِلَى بَيت الْمُقَدّس وَإِذا جَاءَ مِنْهُ لمَكَّة أحرم من هُنَاكَ بِالْحَجِّ، ثمَّ انْقَطع بِأخرَة بِمَكَّة وَسمع بهَا فِي سنة أَربع عشرَة من الزين المراغي وبدمشق من عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي جُزْء أبي الجهم وَغَيره، وَصَحب التَّاج مُحَمَّد بن يُوسُف العجمي وَأخذ عَنهُ النَّجْم بن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه وذيله وَقَالَ إِنَّه كَانَ حِين مجاورته بالحرمين يُؤَدب أَوْلَاد النُّور عَليّ بن عمر الْعَيْنِيّ نزيلهما، وَكَانَ مُبَارَكًا منجمعا عَن النَّاس لَهُ معرفَة بالطب مبالغا فِي حب ابْن عَرَبِيّ بِحَيْثُ اقتنى جملَة من كتبه. مَاتَ فِي ظهر يَوْم الثُّلَاثَاء عشري شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَصلي عَلَيْهِ بعد الْعَصْر وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله.) ::: مُحَمَّد بن حسن بن إِسْمَاعِيل الْبَدْر بن الْبَدْر البنبي القاهري الشَّافِعِي ابْن أُخْت الْبَدْر والكمال ابْني ابْن الْأَمَانَة. ولدكما ذكر فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل كثيرا، وَأخذ عَن خَاله وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ والبيجوري والونى الْعِرَاقِيّ ولازمه وَكتب عَنهُ من أَمَالِيهِ وَأثبت الشَّيْخ اسْمه بِظَاهِر كثير من مجالسه وَكَذَا سمع على الشهَاب الوَاسِطِيّ وَابْن الْجَزرِي والكمال بن خير وَالْقَوِي والمتبولي فِي آخَرين، بل كَانَ يزْعم أَنه سمع على ابْن صديق والطبقة، وَلكنه لَيْسَ بمقبول القَوْل وَلَا مَحْمُود الطَّرِيقَة سِيمَا والتاريخ لَا يُوَافقهُ فِي أَكْثَره، مَعَ فَضِيلَة واستحضار للفقه ومشاركة فِي غَيره وبراعة فِي الشُّرُوط بِحَيْثُ أَنه عمل فِيهَا كَمَا بَلغنِي مصنفا حافلا إِلَى غَيره من التَّعَالِيق، وتنزل فِي صوفية الأشرفية وَغَيرهَا، وَلكنه ضيع نَفسه حَتَّى أَن خَاله الْبَدْر امْتنع من قبُوله بعد ملازمته لَهُ وقتا وجلوسه عِنْده للتكسب بِالشَّهَادَةِ ورافق فِي شَهَادَته عَليّ بن أبي بكر الأبياري الْمَشْهُور وَأدّى ذَلِك إِلَى أَن نجز شَيخنَا مرسوما لشهود المراكز والنواب وَنَحْوهم بِالْمَنْعِ من مرافقته وقبوله إِلَّا ثَالِث ثَلَاثَة لَكِن بِوَاسِطَة انتمائه للكمال بن الْبَارِزِيّ خُصُوصا بعد رُجُوعه من دمشق أول سلطنة الظَّاهِر

وركوبه مَعَه لشَيْخِنَا واستئذانه إِيَّاه فِي عوده لتحمل الشَّهَادَة أَعَادَهُ بل ولاطفه لأجل مخدومه بقوله كن من أمة أَحْمد وَلَا تكن من قوم صَالح فَأَجَابَهُ بقوله: شرع من قبلنَا شرع لنا مَا لم يرد نَاسخ. هَذَا مَعَ مَا أفحش فِي صَنِيعه مَعَ شَيخنَا مِمَّا كَانَ سَببا لحقد كثيرين مِنْهُ فَإِنَّهُ توسل بالخواجا ابْن شمس فِي أَخذ نُسْخَة صاحبنا ابْن فَهد بمعجم شَيخنَا مِمَّن كَانَت عِنْده ثمَّ طَاف بِهِ على العلمي البُلْقِينِيّ وَابْن الْبَارِزِيّ والعيني وَابْن الْعَطَّار وَنَحْوهم مِمَّن ذكر أَو قَرِيبه أَو أَبوهُ وَنَحْو ذَلِك فِي الْكتاب بعد زِيَادَة أَلْفَاظ فِي التراجم فِيمَا قيل وتألم شَيخنَا كثيرا لذَلِك وَقد أَشَارَ لشَيْء من تَرْجَمته فِي حوادث سنة أَربع وَأَرْبَعين من أنبائه وَقَالَ إِنَّه مَشْهُور بالتجوز فِي شَهَادَة الزُّور وَلَكِن كَانَ كَاتب السِّرّ قربه وَأَدْنَاهُ وسافر بِهِ مَعَه إِلَى دمشق فَحصل بِهِ مَقَاصِد كَثِيرَة وتمول هُوَ بجاه كَاتب السِّرّ وَعَاد فَكَانَت لَهُ فِي بَابه حركات كَثِيرَة وَالنَّاس مَعَه فِي حنق شَدِيد الْقُضَاة وَمن دونهم، قَالَ وَأرْسل كَاتب السِّرّ يعلم الْحَنَفِيّ أَن الْقُضَاة لَا تقبل البنبي انْتهى. ثمَّ كَانَ مِمَّن حج مَعَ مخدومه الْكَمَال بل حج قبل ذَلِك فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين صُحْبَة خَاله الْكَمَال وَمَعَ انتمائه للمشار إِلَيْهِ لم ترْتَفع رَأسه وَاسْتمرّ مَشْهُور الْأَمر بالوقائع الشنيعة حَتَّى آل أمره إِلَى الْمَشْي فِي تزوير فِي تَرِكَة الْبَهَاء بن حجي وَالِد سبط الْكَمَال الَّذِي رقاه وَكَانَ رداءا لَهُ فتطلبه الْأَمِير أزبك الظَّاهِرِيّ صهر الْكَمَال حَتَّى ظفر بِهِ فَضَربهُ ضربا مؤلما وَقبل ذَلِك رام) التزوير على وَكيل بَيت المَال الشرفي الْأنْصَارِيّ فبادر لإعلام الْأَشْرَف إينال بذلك فألزم نقيب الْجَيْش بتحصيله فاختفى إِلَى أَن سكنت الْقَضِيَّة، وأحواله غير خُفْيَة، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ فَاضلا لكنه ضيع نَفسه وَقد كثر اجتماعي بِهِ اتِّفَاقًا وَسمعت من فَوَائده وحكاياته وتنديباته وتزايد خموله حَتَّى مَاتَ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن حسن بن إلْيَاس الْجمال الرُّومِي الْحَنَفِيّ. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة سِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد، وَهُوَ مِمَّن اشْتغل وتميز فِي الْفِقْه وَغَيره وترافق مَعَ أبي الْوَقْت المرشدي بِحَيْثُ كَانَ يكاتبه وَحصل كتبا، وَكَانَ مَعَ ذَلِك جيد الْخط وباسمه نصف تَكْبِير مقَام الْحَنَفِيَّة مَعَ السَّبِيل الَّذِي أنشأه الْمُؤَيد بِالْمَسْجِدِ تجاه الْحجر الْأسود إِلَى غير ذَلِك من مرتبات. وَمَات عَن نَحْو الْأَرْبَعين. مُحَمَّد بن حسن بن أبي بكر بن مُحَمَّد جمال الدّين العامري الْيَمَانِيّ الحرضي الشَّافِعِي. لَقِيَنِي فِي الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين بِمَكَّة وسنه دون الْأَرْبَعين بِقَلِيل فَقَرَأَ على الْأَرْبَعين للنووي قِرَاءَة طَالب علم وَسمع من لَفْظِي المسلسل وكتبت

لَهُ، وَهُوَ من جمَاعَة الشَّيْخ يحيى العامري. مُحَمَّد بن حسن بن أبي بكر بن مَنْصُور الشَّمْس الفارقي السلاوي ربيب الشَّمْس السَّمرقَنْدِي الْعَطَّار ولوجاهته عِنْد تمر صَارَت لصَاحب التَّرْجَمَة وجاهة فِي أَيَّام الْفِتْنَة فَلَمَّا رَحل عَن دمشق أَخذ وعوقب حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. مُحَمَّد بن حسن بن حَاتِم الشَّمْس النشيلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي ربيب بواب سعيد السُّعَدَاء. مِمَّن اشْتغل. مَاتَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين. مُحَمَّد بن حسن بن حسن بن حُسَيْن بن عقبَة الْمدنِي الْمَالِكِي نزيل حلب وَيعرف بِابْن عقبَة وبابن حسن أَيْضا. ولد فِي حُدُود سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وَقدم حلب على رَأس الْقرن فقطنها وَسمع على ابْن صديق بعض الصَّحِيح، وَكَانَ خيرا محافظا على الْجَمَاعَة كثير الْحَج لَهُ اشْتِغَال يسير فِي الْفِقْه. مَاتَ فِي حُدُود سنة خمسين. وَنسبه بَعضهم مُحَمَّد بن حسن بن حُسَيْن بن عَليّ بن عقبَة. مُحَمَّد بن حسن بن حُسَيْن بن عَليّ بن عبد الدَّائِم الْمُحب بن الْبَدْر الأميوطي الأَصْل القاهري الْحُسَيْنِي سكنا الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة ولازمني فِي الْإِمْلَاء وَغَيرهَا مُدَّة وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتجرع فاقة. مُحَمَّد بن حسن بن حَمْزَة بن يُوسُف الشَّمْس أَبُو الأسعد الْحلَبِي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة ثمَّ مَكَّة) وأخو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْأمين الْكَاتِب. قدم مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة فَطلب الحَدِيث وَدَار على جمَاعَة من الشُّيُوخ وَكتب الطباق وانتقى وتميز قَلِيلا واستعان بِي فِي كثير من مقاصده فِي ذَلِك، وخطه حسن وفهمه جيد وفضائله متنوعة وَلَكِن الْغَالِب عَلَيْهِ فن الْأَدَب، مَعَ حسن عشرَة وتودد وَستر وَقد أَنْشدني أَشْيَاء من نظمه ورأيته كتب على مشيخة التقي الشمني تخريجي لَهُ ثَنَاء، وسافر إِلَى مَكَّة فحج وَأقَام بهَا على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس عَاشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد الْمُحب أَبُو الْفضل الْكَاتِب نزيل الْقَاهِرَة وأخو الذى قبله واسْمه الْمَدْعُو بِهِ عبد الرَّحْمَن. مضى. مُحَمَّد بن حسن بن أبي الْخَيْر البلبيسي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي. مِمَّن اشْتغل، وَله ولد عرض عَليّ كتبا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين. مُحَمَّد بن حسن بن سعد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن حسن نَاصِر الدّين أَبُو مُحَمَّد بن الْبَدْر بن سعد الدّين بن الشَّمْس الْقرشِي الزبيرِي القاهري الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن وَيعرف بِابْن الفاقوسي لقب لبَعض آبَائِهِ. ولد بَين العشاءين لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشري صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بدرب السلسلة بِالْقربِ

من الصالحية النجمية من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فِي نعْمَة ورفاهية عَيْش فحفظ الْقُرْآن وعدة مختصرات وتلاه لأبي عَمْرو على الْفَخر الضَّرِير إِمَام الْأَزْهَر واشتغل بالفقه على السراجين البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن ولازم ثَانِيهمَا وَكَذَا أَخذ الْوَجِيز للغزالي سَمَاعا وَقِرَاءَة لبعضه عَن الْبَدْر بن أبي الْبَقَاء والتنبيه وَثَلَاثَة أَرْبَاعه الأولى بقراءتهعن عَبَّاس بن أَحْمد الْفَقِيه الشَّافِعِي نزيل جَامع أصلم وَبِالْحَدِيثِ على الزين الْعِرَاقِيّ أَخذ عَنهُ عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَبَعضه بقرَاءَته فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ بحثا وتحقيقا والعربية عَن الشَّمْس الغماري أَخذ عَنهُ الْفُصُول ليحيى بن عبد الْمُعْطى فِي سنة سبع وَتِسْعين مَعَ حسن التوسل إِلَى صناعَة الترسل لأبي الثَّنَاء مَحْمُود بن فَهد وَأذن لَهُ ابْن الملقن فَمن بعده فِي الإقراء كل وَأخذ للفن وَغَيره وَلبس الْخِرْقَة الصُّوفِيَّة من الشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد بن مَنْصُور الْمَقْدِسِي وَأخذ عَنهُ العوارف للسهروردي وجود الْخط على بعض الْكتاب، وَحج بِهِ أَبوهُ وَهُوَ صَغِير ثمَّ حج بِنَفسِهِ مرَّتَيْنِ وَسمع بِمَكَّة على قاضيها عَليّ النويري الشَّافِعِي وَغَيره، وسافر إِلَى بِلَاد الشَّام مرَارًا أَولهَا صُحْبَة الظَّاهِر برقوق، وَسمع بِدِمَشْق على أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والكمال بن نصر الله بن النّحاس، وبحلب عَليّ ابْن أيدغمش وَغَيره، وَدخل اسكندرية ودمياط وَغَيرهمَا وَأكْثر من السماع فِي صغره) ثمَّ كبره وتميز قَلِيلا وَضبط الْأَسْمَاء وَكتب الطباق وَدَار على الشُّيُوخ وَرُبمَا جِيءَ بهم إِلَى منزلهم، وَكَانَ جلدا على الأسماع صبورا عَلَيْهِ وَوَقع فِي الدست وَهُوَ صَغِير عوضا عَن نَاصِر الدّين بن الطواشي فِي أَيَّام الْبَدْر بن فضل الله وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وَبِغَيْرِهِ من الْأَعْيَان وراج أمره فِيهِ وَقَرَأَ بَين يَدي الظَّاهِر برقوق نِيَابَة بل ذكر لكتابة السِّرّ وَأقَام شيخ الموقعين مُدَّة حَتَّى عَزله عَنْهَا الْبَدْر مَحْمُود الكلستاني صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء لتشنيعه عَلَيْهِ حِين رام تَغْيِير المصطلح على طَريقَة أهل البلاغة مَعَ الاعتناء بالمناسبات فَلم يُمكن عوده حَتَّى مَاتَ الْبَدْر، هَذَا كُله بعد أَن وَقع كَمَا قَالَ شَيخنَا على الْقُضَاة ثمَّ فِي الدرج، وَكَذَا ولي نظر الدِّيوَان الْخَاص بخاص السُّلْطَان وديوان المستأجرات والذخيرة السُّلْطَانِيَّة مُدَّة، وعلت مَنْزِلَته لَكِنَّهَا انحطت فِي الدولة المؤيدية بِالنِّسْبَةِ لما تقدم وتناقصت كثيرا فِي الدولة الأشرفية وَانْقطع عَن الْخدمَة فِي أَوَاخِر عمره وَصَارَ أقدم الموقعين وَغَيرهم يسير على قَاعِدَة السّلف بفوقانية طوقها صَغِير جدا ويركب بِدُونِ مهماز وَلَا دبوس وَنَحْو هَذَا، وَكَانَ شَيخا حسنا ثِقَة محتشما جميل الطَّرِيقَة دينا كثير

التِّلَاوَة وَالصَّدَََقَة متوددا لأَصْحَابه مبادرا لقَضَاء حوائجهم متفقدا لَهُم سَمحا كَرِيمًا ذَا مَوَدَّة وأفضال وبر خُصُوصا للطلبة والغرباء لكنه ضيق العطن وَله فِي ذَلِك حكايات مَعَ نظم وإنشاء متوسطين مترفها فِي مأكله وملبسه وَسَائِر شؤونه محبا فِي الأسماع جليل الهمة فِي أَمر الْعِبَادَة بِحَيْثُ أَنه لم يقطع ورده فِي لَيْلَة مَوته بل سَاعَة مَوته صلى الضُّحَى قَائِما مُتكئا على بعض خدمه، وَمن شُيُوخه بِالسَّمَاعِ الْبُرْهَان بن جمَاعَة والأمدي وَالْجمال الْبَاجِيّ وَابْن مغلطاي وَالْجمال بن حَدِيدَة والعز أَبُو الْيمن بن الكويك وحسين التكريتي والعز أَبُو عمر عبد الْعَزِيز الأسيوطي والشموس ابْن الخشاب وَابْن حسب الله والرفا وَابْن أبي زبا والشرف ابْن الكويك والشرف أَبُو الْفضل الْمَقْدِسِي والزين بن الشيخة وَمُحَمّد بن عمر الكتاني والعفيف النشاوري وَالصَّلَاح البلبيسي والمحيوي الْقَرَوِي والنجم بن رزين والتقي بن حَاتِم وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والسراج عمر الكومي والبدر مَحْمُود العجلوني والسويداوي والحلاوي وَأحمد بن هِلَال الْمَكِّيّ وَعبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن التكريتي وَجُوَيْرِية ابْنة الهكاري وَأُخْتهَا أَسمَاء وَعَائِشَة ابْنة أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن الْأَثِير وقطر النَّبَات سكرة النوبية وأيملك ابْنة تتر بن بيبرس فِي آخَرين من شُيُوخ الْقَاهِرَة والواردين إِلَيْهَا، وأاز لَهُ أَبُو الهول الْجَزرِي وَابْن الْمُحب الْحَافِظ والبهاء بن الدماميني وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وَآخَرُونَ وَأثْنى عَلَيْهِ شَيخنَا فِي أنبائه وَكَذَا التقي المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا وَحكى عَنهُ حِكَايَة وَآخَرُونَ. وَمَات مطعونا فِي) منزله الَّذِي ولد بِهِ فِي ضحى يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشري شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَدفن من الْغَد فِي تربتهم خَارج بَاب النَّصْر بعد أَن صلى عَلَيْهِ شَيخنَا فِي مشْهد عَظِيم حَضَره أكَابِر الْعلمَاء والطلبة والأعيان وَغَيرهم رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن حسن بن السمين اليمني. ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، روى عَن خَاله الْمُحدث أَحْمد بن إِبْرَاهِيم العشيلي عَن الْعَفِيف اليافعي إجَازَة، وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه. وَيُحَرر اسْم جده وَنسبَة شَيْخه. مُحَمَّد بن حسن بن سُوَيْد الشَّمْس بن الْبَدْر الْمصْرِيّ الْمَالِكِي أَخُو الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن وَصَاحب التَّرْجَمَة أكبر والوجيه أنبه لتقريب إبيهما لَهُ، وَهُوَ وَالِد الصَّدْر مُحَمَّد وَعَائِشَة سبطي الْجلَال البُلْقِينِيّ. مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ تَقْرِيبًا. مُحَمَّد بن حسن بن شعْبَان بن أبي بكر الباعواري قَرْيَة من أَعمال

الْموصل ثمَّ الحصني نزيل حلب وَيعرف بِابْن الصوة بِمُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ وَاو ثَقيلَة. أَقَامَ بالحصن وخدم ملكهَا الْعَادِل خلفا الأيوبي ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَحج مِنْهَا مَعَ الشَّمْس بن الزَّمن وَصَحب الْأَشْرَف قايتباي قبل السلطنة فَلَمَّا تسلطن تكلم عَنهُ فِي كثير من الْأُمُور السُّلْطَانِيَّة بحلب، وترقى إِلَى أَن صَارَت أُمُور المملكة الحلبية بل وَكثير من غَيرهَا معذوقا بِهِ مَعَ عاميته فَلَمَّا كَانَ الدوادار الْكَبِير هُنَاكَ عزم على الْمسير إِلَى الْبِلَاد الشرقية أَشَارَ عَلَيْهِ بِالتّرْكِ لما رأى زعم الْمصلحَة فِيهِ وَكَاتب السُّلْطَان من غير علمه بذلك فراسله بالتوقف فِيمَا قيل فحقد عَلَيْهِ حِينَئِذٍ ودبر أَن جعل لَهُ اسْتِيفَاء مَا فَرْضه على الدّور الحلبية مِمَّا قيل أَنه المحسن فعله لَهُ فَكَانَ ذَلِك سَببا لإثارة الْفِتْنَة واجتماع الجم الْغَفِير والغوغاء فِي باكر عشري رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ عِنْد جَاره ورجعها مَعَ كَونه لَيْسَ بهَا يَوْمئِذٍ وَبلغ ذَلِك النَّائِب فَركب هُوَ وَغَيره لكفهم ثمَّ لم يلبث أَن ركب هُوَ بعد عصر الْيَوْم الْمشَار إِلَيْهِ من الميدان إِلَى تَحت القلعة فَخَرجُوا عَلَيْهِ ففر مِنْهُم فلحقوه فأدركوه بالكلاسة فَقَتَلُوهُ وَحَمَلُوهُ لتَحْت القلعة فحرقوه، وَيُقَال إِنَّه كَانَ شهما بطلا شجاعا مقداما ذَا مُرُوءَة وعصبية وَأَنه جَازَ السّبْعين وتألم السُّلْطَان لقَتله وَلم ينتطح عنزان وَبِالْجُمْلَةِ فَغير مأسوف عَلَيْهِ. مُحَمَّد بن حسن بن عبد الرَّحِيم الصالي الدقاق. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَقيته بالصالحية فَقَرَأت عَلَيْهِ أَخْبَار إِبْرَاهِيم بن أدهم وَغَيرهَا بِحُضُورِهِ فِي الثَّالِثَة على الحجار وَمَات فِي الكائنة الْعُظْمَى سنة ثَلَاث، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.) مُحَمَّد بن حسن بن عبد الله أَبُو الْفَتْح بن الْبَدْر القاهري سبط الشَّيْخ مُحَمَّد الجندي وَيعرف بالمنصوري، وَهُوَ بكنيته أشهر. يَأْتِي. مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله الْبَهَاء بن الْبَدْر الْبُرْجِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. أَصله من محلّة البرج غربي الْقَاهِرَة ثمَّ سكن أَبوهُ الْقَاهِرَة وَولى قَضَاء الْمحمل وَنَشَأ وَلَده هَذَا تَحت كنفه وزوجه ابْنة السراج البُلْقِينِيّ، وترقى وَصَحب الأكابر وَولي الْحِسْبَة غير مرّة ووكالة بَيت المَال وَنظر الْكسْوَة ثمَّ بَاشر عمَارَة الْجَامِع المؤيدي بِوَاسِطَة ططر لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ، وتولع بِهِ الشُّعَرَاء حِين ميل منارته فَقَالَ ابْن حجَّة: (على البرج من بَابي زويلة أنشئت ... مَنَارَة بَيت الله والمنهل المنجي) (فأخنى بهَا البرج اللعين أمالها ... أَلا صَرَّحُوا يَا قوم باللعن للبرجي) ) وَقَالَ غَيره: (عتبنا على ميل الْمنَار زويلة ... وَقُلْنَا تركت النَّاس بالميل فِي هرج) (فَقَالَ قريني برج نحس أمالها ... فَلَا بَارك الرَّحْمَن فِي ذَلِك البرج) وَكَانَت لَهُ رياسة وَفضل وأفضال وكرم، ثمَّ تعطل وَمرض سِنِين حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس عَاشر صفر سنة أَربع وَعشْرين عَن ثَلَاث وَسبعين سنة وَيُقَال أَنه لَو أدْرك سلطنة ططر لصار إِلَى أَمر عَظِيم، وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ إِنَّه استولد ابْنة السراج البُلْقِينِيّ ابْنه الْبَدْر مُحَمَّد ثمَّ مَاتَت فَتزَوج بلقيس ابْنة أَخِيهَا بدر الدّين بن السراج فأولدها أَوْلَادًا. مُحَمَّد بن حسن بن عبد الْوَهَّاب نَاصِر الدّين الطرابلسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد كَمَا بِخَطِّهِ فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَقَالَ إِنَّه سمع بطرابلس على الشهَاب أَحْمد بن الحبال وَابْن الْبَدْر وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ عَن الْعِزّ بن جمَاعَة ولازم دروسه فِي فنونه ثمَّ لَازم بعده تِلْمِيذه الْجمال الأمشاطي، لقِيه ابْن الأسيوطي قريب سنة سبعين وَقَالَ إِنَّه كَانَ مستحضرا.

مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن أبي بكر خير الدّين أَبُو الْخَيْر السُّبْكِيّ الريشي الأَصْل القاهري الطولوني الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ، وَيعرف بالكوم الريشي. كَانَ مِمَّن اشْتغل يَسِيرا واختص بالسراج الْحِمصِي وَبِغَيْرِهِ وَحضر بعض الدُّرُوس بل وَكتب عَن شَيخنَا فِي الأمالي وَأَظنهُ حفظ متونا وشارك فِي الْجُمْلَة وبرع فِي التوقيع وَنَحْوه وَكتب الْخط الْجيد وَكتب فِي الركبخاناه بعناية مُوسَى مهتارها فِي الْأَيَّام الأشرفية ثمَّ وَقع لشرباس الناصري حِين كَانَ أَمِير آخرو ثَانِي وسافر فِي خدمته لمَكَّة ثمَّ كتب عِنْد الْعَلَاء بن أقبرس، وتنزل فِي الْجِهَات وأثرى وأهين مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ ولاه الْمَنَاوِيّ النقابة بل وناب عَنهُ وَعَن من بعده فِي الْقَضَاء وَكَانَ يتَقرَّب من الْقُضَاة بالأقراض لِأَن دائرته بِالْمَالِ كَانَت متسعة مَعَ إفحاشه فِي الْمُعَامَلَة وسلوكه فِيهَا مَا لَا يرتضى، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ غير مرضِي، وَقد حضر عِنْدِي بعض الدُّرُوس. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَقد قَارب السّبْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بجوار المشهد النفيسي عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن جِبْرِيل الْمحلى ثمَّ القاهري وَيعرف بِابْن شطية. مِمَّن سمع على شَيخنَا. مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن الْقسم الْخَطِيب الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الْبَدْر أبي مُحَمَّد بن الْعَلَاء المشرقي الأَصْل التلعفري المولد الدِّمَشْقِي الدَّار الشَّافِعِي عَم الشهَاب أَحْمد بن عبد) الرَّحِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن المحوجب. ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَقَرَأَ فِيهِ على الْعَلَاء بن سَلام وَفِي الحَدِيث وفنونه على ابْن نَاصِر الدّين ولازمهما، وَكتب بِخَطِّهِ سِيمَا من تصانيف ثَانِيهمَا جملَة وَحمل عَنهُ الْكثير من الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا، بل سمع قبل ذَلِك على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالْجمال بن الشرائحي والطبقة وَقَرَأَ بعد على الشهَاب بن المحمرة وَكَذَا أَخذ عَن شَيخنَا حِين قدم عَلَيْهِم فِي سنة آمد وَكتب من تصانيفه المتباينات وَحج مرَارًا وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل، وَأَقْبل على الْعِبَادَة وانجمع عَن النَّاس على طَريقَة حَسَنَة بِمَسْجِد الْخَوَارِزْمِيّ من القبيبات وخطب بمصلى الْعِيدَيْنِ هُنَاكَ وَبِغَيْرِهِ. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين وَدفن بالقبيبات جوَار التقي الحصني رَحمَه الله. مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن عمر بن مُحَمَّد الشَّمْس الْحلَبِي الْحَنَفِيّ الْآتِي وَلَده وحفيده الْمُسَمّى كل مِنْهُم مُحَمَّد وَيعرف بالموقت وبابن أَمِير حَاج. كَانَ فَاضلا فِي فنون من الْعلم مدرسا بالجردكية بارعا فِي الْوَقْت وَلذَا بَاشرهُ بِجَامِع بَلَده الْكَبِير وانتقلت وَظِيفَة التَّوْقِيت والتدريس بعده لوَلَده.

مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان ويدعى زهيرا. مضى فِي الزَّاي. مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس بن الْبَدْر الصردي الأَصْل اللَّقَّانِيّ ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي وَيعرف فِي بَلَده بالصردي وَهنا باللقاني. ولد وَقت صَلَاة الْجُمُعَة عَاشر الْمحرم سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بلقانة من الْبحيرَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبية والرسالة ثمَّ قدم الْقَاهِرَة بِإِشَارَة بلدية الْبُرْهَان القَاضِي فحفظ أَيْضا مُخْتَصر خَلِيل وألفية النَّحْو وَأخذ عَنهُ وَعَن السنهوري الْفِقْه ولازمهما وَعَن ثَانِيهمَا الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذهَا مَعَ الْأُصُول عَن الْجَوْجَرِيّ والمنطق عَن التقي الحصني، وَحضر دروس الْعَلَاء الحصني فِيهِ وَفِي أصُول الدّين وَأخذ جلّ الْمُخْتَصر عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف، والفرائض والحساب عَن الْبَدْر المارداني وبعضهما فِي الثغر السكندري عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن شرف الْمَالِكِي وَجلسَ بِبَاب اللَّقَّانِيّ أَيَّام قَضَائِهِ واختص بِهِ وَبعد ذَلِك جلس بِبَعْض الحوانيت، وَحج فِي سنة أَربع وَتِسْعين وأثكل ولدا لَهُ اسْمه أَحْمد قريب المراهقة فِي سَابِع عشر ربيع الثَّانِي من الَّتِي بعْدهَا وَقَرَأَ على بعض كتابي إرتياح الأكباد وتناوله مني، وَهُوَ إِنْسَان فَاضل عَاقل مِمَّن جدد من النواب. مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس القاهري الصُّوفِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن) الْأُسْتَاذ لكَون أَبِيه كَانَ أستادار قرقماس الشَّعْبَانِي. ولد فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَنَشَأ وَكتب عِنْد بعض المباشرين وَسمع على بعض السِّيرَة فِي سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ بعض الدَّلَائِل فِي الَّتِي تَلِيهَا، وأثكل ولدا لَهُ فَصَبر. مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس الفرسيسي الْمصْرِيّ الصُّوفِي المقريء وَيعرف بالفرسيسي بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون الرَّاء وَكسر الْمُهْمَلَتَيْنِ بَينهمَا تَحْتَانِيَّة قَرْيَة شهيرة بَين زفتا وتفهنا من الغربية. ولد فِي رَابِع رَجَب سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة وأسمع على أبي الْفَتْح بن سيد النَّاس وَأحمد بن كشتغدي وَغَيرهمَا، وَمِمَّا سَمعه على أَولهمَا السِّيرَة النَّبَوِيَّة لَهُ يُقَال بفوت ومنتقى من الخلعيات وعَلى ثَانِيهمَا جُزْء أبي جَعْفَر المطيري وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة وَمِنْهُم شَيخنَا وَقَالَ: مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَأول مَا علم بِهِ حِين السماع على ابْن حَاتِم فِي السِّيرَة كَانَ من جملَة الْحَاضِرين وَحِينَئِذٍ تصدر مَعَ ابْن حَاتِم للإسماع رَحمَه الله. مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن عفاة بِمُهْملَة مَضْمُومَة فِيمَا قيل الْجمال أَبُو الطَّاهِر البدراني ثمَّ الدمياطي القاهري نزيل الحسينية الشَّافِعِي وَالِد أبي الْخَيْر مُحَمَّد الْآتِي. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث

عشري شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بمنية بدران جوَار الْمنزلَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة وَالْحَاوِي وألفية ابْن ملك وَغَيرهَا، وَعرض على جمَاعَة واشتغل بالفقه والعربية والْحَدِيث ولازم شَيخنَا حَتَّى أَخذ عَنهُ شرح النخبة لَهُ وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل البارع المتقن الأوحد وَأذن لَهُ فِي إفادتها، وجود الْخط عِنْد ابْن الصَّائِغ وأتقنه وَنسخ بِهِ كثيرا لنَفسِهِ وَغَيره وَمن تصانيف شَيخنَا وَغَيره، وَطلب وقتا وَدَار على الشُّيُوخ وَضبط الْأَسْمَاء وَكتب الطباق وَرَأَيْت لَهُ ثبتا فِي مُجَلد سمع فِيهِ على ابْن الْجَزرِي والنور الْقوي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشهاب الوَاسِطِيّ والزين القمني فِي آخِرَة ى تاغين، وَكَذَا سمع على الْكَمَال بن خير والتقي الفاسي، وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ المتباينات لَهُ بل والشرف بن الكويك وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ والعز بن جمَاعَة وَالشَّمْس البيجوري، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الأرموي وَالْجمال بن الشرائحي وَآخَرُونَ، وَمَا أَشك أَنه أَخذ عَن أقدم من هَؤُلَاءِ، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وأسمع الزين رضوَان العقبي وَلَده عَلَيْهِ، وَكَانَ أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء وقارئ الحَدِيث بِجَامِع الْحَاكِم فِي وقف الْمزي لكَونه كَانَ فَقِيه ولد مَمْلُوك الْمزي وَكَذَا أَقرَأ أَوْلَاد التلاوي، وَكَانَ فَاضلا فصيحا فِي قِرَاءَة الحَدِيث وَفِي الخطابة أَيْضا خطب بِجَامِع الْحَاكِم شَرِيكا للصدر ابْن روق ثمَّ لوَلَده) وَأم بِجَامِع كَمَال وَحج. مَاتَ فِي الْعشْرين من رَمَضَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَدفن بحوش صوفية سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد الزين أَبُو البركات شَقِيق الْمَاضِي والآتي وَهُوَ أَصْغَر الثَّلَاثَة. سمع من الشّرف بن الكويك وَغَيره باعتناء أَخِيه، وَكَانَ أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء دينا خيرا كثير التِّلَاوَة سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس بِالْقربِ من رحبة الْعِيد، مِمَّن يقْرَأ فِي الأجواق رَفِيقًا لِابْنِ شرف الْمُقْرِئ. حج وجاور فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسمع على الزين بن عَيَّاش وَأبي الْفَتْح المراغي وَغَيرهمَا. وَمَات بعد سنة سِتِّينَ وَدفن بحوش السعيدية أَيْضا بِجَانِب أَخِيه. مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو الطّيب شَقِيق اللَّذين قبله ووالد نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن الْفَقِيه حسن. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بمنية بدران وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد وَالِده وَصلى بِهِ والعمدة والشاطبية والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة. وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَتِسْعين فَتلا لأبي عَمْرو على الشَّمْس النشوي والزين أبي بكر السكاكيني وَبحث على ثَانِيهمَا أصُول الشاطبية وعَلى أَولهمَا من الْفرش إِلَى آخرهَا وعَلى الشَّمْس

البرشنسي فِي الْمِنْهَاج وَفِي الألفية وَسمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ فِي سعيد السُّعَدَاء وعَلى الشَّمْس الْعِرَاقِيّ فِي الْفِقْه والفرائض وَكَذَا بحث الْفُصُول لِابْنِ الهائم والنزهة مَعَ النَّحْو ورسالة الْجمال المارداني فِي الْمِيقَات والخزرجية فِي الْعرُوض ومقدمة فِي الْمنطق على نَاصِر الدّين لابارنباري، وَأخذ النَّحْو أَيْضا عَن الشَّمْس الشطنوفي وَغَيره وَالْأُصُول عَن الشَّمْس العجيمي، ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده فاستمر بهَا حَتَّى مَاتَ وَالِده فتحول إِلَى دمياط فقطنها وَتردد مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة غير مرّة وَسمع بهَا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره على الشّرف بن الكويك وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والتقي الفاسي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَغَيرهَا. وتصدى فِي دمياط للدريس فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة كَثِيرُونَ من أَهلهَا والواردين إِلَيْهَا، وَولي بهَا خطابة جَامع الزكي وإمامته مَعَ نظره وَبِه كَانَت إِقَامَته ولقيته فِيهِ بل وَفِي الْقَاهِرَة قبل ذَلِك وقرأت عَلَيْهِ أَشْيَاء. وَكَانَ فَاضلا خيرا ثِقَة كثير التِّلَاوَة آمرا بِالْمَعْرُوفِ ناهيا عَن الْمُنكر لَهُ جلالة ووجاهة وَكلمَة نَافِذَة وسمت حسن وَشَيْبَة نيرة وَإِذا قَرَأَ خَشَعت الْقُلُوب لقرَاءَته مَعَ التَّوَاضُع والفتوة وَحسن التودد وإكرام الغرباء والوافدين. مَاتَ بدمياط بعد أَن حصل لَهُ نوع خبل فِي ثَالِث الْمحرم سنة ثَمَان وَخمسين وَلم يخلف بعده بهَا فِي مَجْمُوعَة مثله رَحمَه الله ونفعنا بِهِ.) (لَا شَيْء أطيب عِنْدِي من مجاورتي ... بَيت رَبِّي وسعيي فِيهِ مشكور) (قد أثرت فِي أَفعَال الْكِرَام ولل ... مجاورات كَمَا قد قيل تَأْثِير) وَدخل دمياط واسكندرية وَتردد للمحلة وَغَيرهَا وأمعن النّظر فِي عُلُوم الْأَدَب وأنعم حَتَّى فاق أهل عصره فَمَا رام بديع معنى إِلَّا أطاعه فأنعم وَأطَال الاعتناء بالأدب فحوى فِيهِ قصب السَّبق إِلَى أَعلَى الرتب، وَكتب حَاشِيَة على التَّوْضِيح فِي مجلدة وَبَعض حَاشِيَة على الْجَار بردي وشرحا للخزرجية فِي الْعرُوض وكتابا يشْتَمل على قصائد مطولات كلهَا غزل والشفاء فِي بديع الِاكْتِفَاء) وخلع العذار فِي وصف العذار وَكَأَنَّهُ تطابق مَعَ الصّلاح الصَّفَدِي فِي تَسْمِيَته، وصحائف الْحَسَنَات فِي وصف الْخَال وَكَأَنَّهُ توارد أَيْضا مَعَ الزين بن الْخَرَّاط فِيهَا وروضة المجالسة فِي بديع المجانسة ومراتع الغزلان فِي وصف الحسان من الغلمان وحلبة الْكُمَيْت فِي وصت الْخمر وَكَانَ اسْمه أَولا الحبور وَالسُّرُور فِي وصف الْخُمُور، وانتقد عَلَيْهِ الخيرون جمعه بل حصلت لَهُ محنة بِسَبَبِهِ حَيْثُ ادّعى عَلَيْهِ من أَجله وَطلب مِنْهُ فغيبه واستفتى عَلَيْهِ الْعِزّ السنباطي البليغ المفوه فتيا بديعة التَّرْتِيب قَالَ الْعِزّ عبد السَّلَام الْقُدسِي إِنَّهَا تكَاد تكون مصنفا وَبَالغ الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي جَوَابه فِي الْحَط عَلَيْهِ وَامْتنع شَيخنَا من الْجَواب قيل لكَون المُصَنّف أورد لَهُ فِيهِ مَقْطُوعًا، وعقود اللآلا فِي الموشحات والأزجال وَالْأُصُول الجامعة لحكم حرف المضارعة والمطالع الشمسية فِي المدائح النَّبَوِيَّة وَقد أنْشد بَعْضهَا من لَفظه بالحضرة النَّبَوِيَّة حِين حجَّته الثَّانِيَة، وَكَانَ مُتَقَدما فِي اللُّغَة والعربية وفنون الْأَدَب مشاركا فِي غَيرهَا حسن الْخط جيد الضَّبْط متقن الْفَوَائِد عُمْدَة فِيمَا يُقَيِّدهُ أَو يفِيدهُ بِخَطِّهِ، كتب لنَفسِهِ الْكثير

وَكَذَا لغيره بِالْأُجْرَةِ، وَكَانَ سريع الْكِتَابَة حكى الْعِزّ التكروري أَنه شَاهده كتب صفحة فِي نصف الشَّامي فِي مسطرة سَبْعَة عشر بِمدَّة وَاحِدَة وَمِمَّنْ كَانَ يرغب فِي كِتَابَته ويجزل الْعَطاء لَهُ بِسَبَبِهَا وَغَيره التقي بن حجَّة الشَّاعِر واختص لذَلِك بِصُحْبَتِهِ واستطال بِهِ على الْجلَال البُلْقِينِيّ فِيمَا كَانَ باسمه من مُرَتّب وَغَيره ثمَّ كَانَ بعد من أَكثر المؤذنين لَهُ فِي أول دولة الْأَشْرَف. وَعمل كتابا سَمَّاهُ الْحجَّة فِي سرقات ابْن حجَّة وَرُبمَا أنشأ الشَّيْء مِمَّا نظمه التقي وَعَزاهُ لبَعض من سبقه إِلَى غير ذَلِك مِمَّا تحامل عَلَيْهِ فِيهِ، وَقد جوزي على ذَلِك بعد دهر فَإِن بعض الشُّعَرَاء صنف كتابا سَمَّاهُ قبح الأهاجي فِي النواجي جمع فِيهِ هجو من دب ودرج حَتَّى من لم ينظم قبل ذَلِك وأوصل إِلَيْهِ علمه بطريقة ظريفة فَإِنَّهُ أَمر بِدَفْعِهِ لدلال بسوق الْكتب وَهُوَ جَالس على عَادَته عِنْد بعض التُّجَّار فدار بِهِ على أَرْبَاب الحوانيت حَتَّى وصل إِلَيْهِ فَأَخذه وتأمله وَعلم مضمونه ثمَّ أَعَادَهُ إِلَى الدَّلال وَحِينَئِذٍ اسْترْجع من الدَّلال فكاد النواجي يهْلك. وَكَذَا رام الْمَنَاوِيّ فِي أَيَّام قَضَائِهِ الْإِيقَاع بِهِ بِسَبَب تعرضه بالهجو لشيخه الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ حَيْثُ قَالَ إِذا رأى سَعْدا يَمُوت وَيحيى فتوسل عِنْده بالعز السنباطي وَغَيره ثمَّ امتدحه بقصيدة ظنانة أنْشدهُ إِيَّاهَا من لَفظه، وَبَلغنِي أَن شَيْخه أَمِير حَاج كَانَ يَحْكِي أَنه بَيْنَمَا هُوَ وَاقِف بِعَرَفَة فِي حجَّته ألْقى الله فِي قلبه الدُّعَاء عَلَيْهِ بِسَبَب الْوَلِيّ وَأَنه فعل وَلَعَلَّ مَا كَانَ يذكر أَنه بِهِ من البرص بِسَبَبِهِ هَذَا. وَأما شَيخنَا فَإِنَّهُ حلم عَلَيْهِ فِي أَكثر الْأَوْقَات بل كَانَ كثير الْبر لَهُ وأفادته إِيَّاه لما كَانَ يشكل عَلَيْهِ حِين مثوله بَين يَدَيْهِ خُصُوصا) حِين كَانَ الْفَقِيه حسن الفيومي إِمَام الزَّاهِد الْمَاضِي يصحح على النواجي فِي التَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ فَإِنَّهُ كَانَ يقف عَلَيْهِ التكثير فِي الْمُتُون والرواة وَلَا يَهْتَدِي لمعرفتها من بطُون الدفاتر والكتب نعم أنهى إِلَيْهِ أهل الخانقاه البيبرسية عَنهُ أمرا شنيعا مِمَّا يتَعَلَّق بِنَفسِهِ فَأمر بِمَنْعه مِنْهَا، اشْتهر ذكره وَبعد صيته وَقَالَ الشّعْر الْفَائِق والنثر الرَّائِق وَجمع المجاميع وطارح الْأَئِمَّة، وَأخذ عَنهُ غير وَاحِد من الْأَعْيَان كالشهاب بن أَسد والبدر البُلْقِينِيّ والمحب الْخَطِيب الْمَالِكِي وَكَانَت بَينهمَا مصاهرة والبدر بن المخلطة وَلَوْلَا ضيق عطنه وَسُوء مزاجه وَسُرْعَة انحرافه وتعرضه بِهِ للهجاء لَكَانَ كلمة إِجْمَاع، ومدح الأكابر وتمول من ذَلِك وأثرى خُصُوصا مَعَ مبالغته فِي الْإِمْسَاك، وَمِمَّنْ امتدحهم الْمُحب بن الشّحْنَة وسمعته يقسم أَنه من بعد القَاضِي الْفَاضِل مَا ولي الْإِنْشَاء مثله، هَذَا مَعَ مزِيد إِحْسَان الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ كَانَ إِلَيْهِ والزين بن مزهر وَذَلِكَ حِين كَونه نَاظر الإسطبل وَلذَا اسْتغْرب قَوْله: (وَمن يكون السِّرّ فِي أَصله ... لَا بُد أَن يظْهر فِيهِ حقيق)

وَمن قبلهمَا الزين عبد الباسط وَقَررهُ أحد صوفية مدرسته أول مَا فتحت والكمال ابْن الْبَارِزِيّ وَكَانَ لَهُ عَلَيْهِ راتب وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَشَيخنَا وَله فِيهِ غرر المدائح أودعت الْكثير مِنْهَا فِي الثلاثاءوكان بعد مَوته يَقُول مَا بَقِي من اجْتمع عَلَيْهِ الدّين وَالدُّنْيَا هَذَا مَعَ أنني سَأَلته فِي رثائه فَمَا أجَاب، وَاسْتقر فِي تدريس الحَدِيث بالجمالية والحسنية برغبة ابْن سَالم لَهُ عَنْهُمَا وَعمل فِي الأولى إجلاسا وَكنت مِمَّن حضر عِنْده فِيهِ وكتبت الْخطْبَة الَّتِي أَنْشَأَهَا لَهُ وَكَذَا كتبت عَنهُ غَيرهَا من نظمه ونثره وَسمعت من فَوَائده ونكته جملَة مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس عشري جُمَادَى الأولى سنة تسع وَخمسين بعد أَن برص وتغالى النَّاس فِي كتبه عَفا الله عَنهُ وإيانا. وَمن نظمه فِي يُوسُف بن تغري بردى: (لَك الله الْمُهَيْمِن كم أبانت ... حلاك اليوسفية عَن معالي) (وسقت حَدِيث فضلك عَن يراع ... تسلسل عَنهُ أَخْبَار العوالي) وَفِي شَيخنَا: (أيا قَاضِي الْقُضَاة وَمن نداه ... يُؤثر بالأحاديث الصِّحَاح) (وحقك مَا قصدت حماك إِلَّا ... لآخذ عَنْك أَخْبَار السماح) (فأروي عَن يَديك حَدِيث وهب ... وَأسْندَ عَن عطا بن أبي رَبَاح) ) وَفِي الناصري بن الظَّاهِر: (أَصَابِعه عشر تزيد على المدى ... فَلَا غرو إِن أغنت عَن النّيل فِي مصر) (فَقُمْ وارتشف يَا صَاح من فيض كَفه ... لتروي حَدِيث الْجُود من طرق عشر) والفيض نيل مصر قَالَه الْأَصْمَعِي ونهر الْبَصْرَة أَيْضا. وَفِي قصيدة نبوية: (يَا من حَدِيث غرامي فِي محبتهم ... مسلسل وفؤادي مِنْهُ مَعْلُول) (رَوَت جفونكم أَنى قتلت بهَا ... فيا لَهُ خَبرا يرويهِ مَكْحُول) وَقَوله متغزلا: (إِذا شهِدت محاسنه بِأَنِّي ... سلوت وَذَاكَ شَيْء لَا يكون) (أَقُول حَدِيث جفنك فِيهِ ضعف ... يرد بِهِ وعطفك فِيهِ لين) وشعره كثير مَشْهُور. مُحَمَّد بن خَلِيل بن مُحَمَّد الشَّمْس المارغي نِسْبَة لقرية من قرى الْبِقَاع من الشَّام الشَّافِعِي المقرىء أَخذ الْقرَاءَات عَن الْفَخر الضَّرِير وَكَانَ فَاضلا صَالحا زاهدا أم بتربة يُونُس بِدِمَشْق وأقرأ النَّاس. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَتقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ الزين عمر بن المبان الْمقري إِمَام جَامع التَّوْبَة بِدِمَشْق وَدفن عِنْد قبر الأرموي بصالحية دمشق وحزن عَلَيْهِ الشاميون رَحمَه الله. مُحَمَّد بن خَلِيل بن هِلَال بن حسن الْعِزّ أَبُو الْبَقَاء بن الصّلاح الحاضري

الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَالِد الْعِزّ مُحَمَّد والشهاب أَحْمد. ولد فِي إِحْدَى الجماديين سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَعند المقريزي سنة سِتّ وَنَشَأ فحفظ خَمْسَة عشر كتابا فِي فنون، وَأخذ عَن حيدر وَالشَّمْس بن الْأَقْرَب فِي آخَرين كالجمال بن العديم والشرف مُوسَى الْأنْصَارِيّ والسراج الْهِنْدِيّ، وَأخذ النَّحْو عَن أبي عبد الله وَأبي جَعْفَر الأندلسيين، ورافق الْبُرْهَان الْحلَبِي والشرف الْأنْصَارِيّ فِي الْأَخْذ عَن مشايخهما كثيرا سَمَاعا واشتغالا فِي الرحلة وَغَيرهَا وَسمع كل مِنْهُم بِقِرَاءَة الآخر قبل الثَّمَانِينَ وَبعدهَا فَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ: الظهير بن العجمي وقريبه الْعِزّ وَالْجمال بن العديم والكمال بن النّحاس وَابْن رَبَاح وَأَبُو البركات مُوسَى بن فياض الْحَنْبَلِيّ والبرهان بن بلبان الصَّابُونِي، وارتحل لدمشق فَقَرَأَ بهَا على ابْن أميلة سنَن أبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ فِي آخَرين، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة فَأخذ عَن الْوَلِيّ المنفلوطي وانتفع بِهِ وَالْجمال الأسنوي وَابْن الملقن والجلال التباني ثمَّ فِي مرّة أُخْرَى جمع الْقرَاءَات السَّبع على الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وَأذن لَهُ فِي الإقراء وَسمع مفرداته على الشَّيْخ يَعْقُوب وَقَرَأَ على الزين) الْعِرَاقِيّ فِي عُلُوم الحَدِيث وَأَجَازَ لَهُ وَكَذَا أَخذ علم الحَدِيث عَن الصَّدْر الياسوفي والكمال بن العجمي وتكسب فِي بَلَده بِالشَّهَادَةِ كأبيه ثمَّ نَاب عَن أبي الْوَلِيد بن الشّحْنَة مُدَّة ثمَّ ولاه قاضيها الشَّافِعِي قَضَاء سرمين، ثمَّ اسْتَقل بِقَضَاء مذْهبه فِي بَلَده سنة إِحْدَى عشرَة عوضا عَن أبي الْوَلِيد الْمشَار إِلَيْهِ بعناية دمرداش نائبها ثمَّ صرف بِأبي الْوَلِيد فِي سنة خمس عشرَة وَلم يلبث أَن مَاتَ فأعيد وَكَانَ مَحْمُود الطَّرِيقَة مشكور السِّيرَة وَلكنه عيب بِمَا صدر مِنْهُ فِي إِعَادَة كَنِيسَة سرمين وَقيل فِيهِ بعض الأبيات وَتفرد فِي بَلَده وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ فِيهَا بل قَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي لَا أعلم بِالشَّام كلهَا مثله وَلَا بِالْقَاهِرَةِ مثل مَجْمُوعه الَّذِي اجْتمع فِيهِ من الْعلم الغزير والتواضع الْكثير وَالدّين المتين والمحافظة على الْجَمَاعَة وَالذكر والتلاوة والاشتغال بِالْعلمِ. زَاد غَيره وَكَانَ الْمُؤَيد يُحِبهُ ويكرمه ويعظمه وأقطعه أقطاعا فَلَمَّا كَانَت سنة ثَلَاث وَعشْرين سَأَلَ الإعفاء وَأَن يكون ابْنه الْعِزّ عوضه لفالج عرض لَهُ فَأُجِيب، وَكَذَا قَالَ غَيره كَانَ حفظه عَلامَة فِي فنون مشارا إِلَيْهِ فِي فقه الْحَنَفِيَّة بِبَلَدِهِ مَعَ كَثْرَة التَّوَاضُع والانبساط وَحسن الْخلق والديانة والصيانة وَجَمِيل الطَّرِيقَة. وَقَالَ بعض الآخذير عَنهُ مَا ملخصه: كَانَ إِمَامًا عَالما بفنون من نَحْو وَصرف وقراءات وَفقه وَحَدِيث وَغَيرهَا سِيمَا الْعَرَبيَّة متواضعا طارحا للتكلف، وضع شرحا على توضيح ابْن هِشَام وشذوره وحاشية على مغنيه وَاخْتصرَ جلاء الإفهام لِابْنِ الْقيم وَشرح بعض الْمنَار وهم بشرح الْهِدَايَة

فَمَا اتّفق. مَاتَ بحلب فِي يَوْم السبت عَاشر ربيع الأول سنة أَربع وَعشْرين بعد أَن أُصِيب كَمَا سبق بالفالج وَتغَير عقله يَسِيرا وَتقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَدفن خَارج بَاب الْمقَام بِالْقربِ من تربة سودون قريب الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه ومعجمه: وَصليت عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب بالجامع الْأَزْهَر فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى عقب صَلَاة الْجُمُعَة رَحمَه الله وإيانا، وَمِمَّنْ تَرْجمهُ: ابْن خطيب الناصرية والعز من شُيُوخه بل رَفِيقه فِي الْقَضَاء وَكَذَا تَرْجمهُ ابْن قَاضِي شُهْبَة وَآخَرُونَ كالمقريزي فِي عقوده وَقَالَ إِنَّه صَار الْمشَار إِلَيْهِ فِي فقه الْحَنَفِيَّة مَعَ الدّيانَة والصيانة وَجَمِيل الطَّرِيقَة. مُحَمَّد بن خَلِيل بن يَعْقُوب بدر الدّين الْوَاعِظ نزيل جَامع الْحَاكِم وأخو أَحْمد القَاضِي وصهر أخي. قَرَأَ الْقُرْآن وتولع بالوعظ فِي الْمشَاهد وَنَحْوهَا، وانجمع إِلَى أَن غرق بصهريج الْحَاكِم فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن خَلِيل بن يُوسُف بن عَليّ أَو أَحْمد بن عبد الله الْمُحب أَبُو حَامِد البلبيسي الأَصْل الرَّمْلِيّ) الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وَهُوَ بكنيته أشهر وَرُبمَا قيل لَهُ ابْن الْمُؤَقت لِأَن أَبَاهُ كَانَ موقتا. ولد فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة تسع عشرَة أَو سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بالرملة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وَقطعَة من الْمُحَرر لِابْنِ عبد الْهَادِي وَجَمِيع ألفية الْعِرَاقِيّ والبهجة وَجمع الجواع وألفية النَّحْو واللامية فِي الصّرْف كِلَاهُمَا لِابْنِ ملك واللامية الْمُسَمَّاة بالمقنع والجبر والمقابلة لِابْنِ الهائم والخزرجية فِي الْعرُوض وأرجوزة فِي الْمِيقَات حَسْبَمَا قرأته بِخَطِّهِ، وَعرض على جمَاعَة أَجلهم الشهَاب بن رسْلَان ولازمه من بعد موت أَبِيه بالرملة ثمَّ بِبَيْت الْمُقَدّس تدرب بِهِ فِي الطّلب وَحمل عَنهُ الْكثير من تصانيفه وَغَيرهَا قِرَاءَة وسماعا وَكَذَا أَخذ عَن الزين ماهر الْحَاوِي تقسيما كَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ والعز عبد السَّلَام الْقُدسِي بقرَاءَته الْيَسِير من أول الْحَج من جَامع المختصرات وَرِوَايَة عَن الْبُرْهَان العرابي أحد فُقَهَاء الصلاحية ثمَّ عَن شيخها الْجمال بن جمَاعَة بل قَرَأَ عَلَيْهِ وَسمع بعد ذَلِك وَمن قبله حضر عِنْد الشهَاب بن المحمرة دروسه الَّتِي أقرأها بهَا فِي الرَّوْضَة بل قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من جمع الْجَوَامِع مَعَ غَيره من مروياته وَقَرَأَ فِي التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام على أبي الْقسم النويري وايساغوجي فِي الْمنطق على سراج الرُّومِي وألفية الْعِرَاقِيّ على الشَّمْس بن القباقبي الْمقري تلميذ النَّاظِم بل قَرَأَ عَلَيْهِ من مُؤَلفه مِفْتَاح الْكُنُوز فِي الْأَرْبَعَة عشر إِلَى أثْنَاء النِّسَاء وَأخذ أَيْضا عَن الْعِمَاد بن شرف وَسمع على ابْن الْمصْرِيّ والقباني وَعَائِشَة الحنبلية وَعِيسَى بن فَاضل الحسباني وَرُبمَا

كَانَ بقرَاءَته وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عبد الله الْحكمِي المغربي بل قَالَ إِنَّه أجَاز لَهُ الشهَاب الوَاسِطِيّ ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين صُحْبَة القَاضِي نَاصِر الدّين ابْن هبة الله الْبَارِزِيّ فقطنها، ولازم شَيخنَا حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ شرح النخبة لَهُ وَشرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَجُمْلَة من تصانيفه وَغَيرهَا وَكتب عَنهُ فِي الأمالي وَغَيرهَا والقاياتي وَقَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من جمع الْجَوَامِع بحثا وَسمع عَلَيْهِ فِي شرح الْبَهْجَة وَفِي الْكَشَّاف وحاشيته وَغير ذَلِك قِرَاءَة وسماعا والوفائي وَقَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من شرح الْوَلِيّ لجمع الْجَوَامِع، وَمِمَّا أَخذه عَنهُ مَا أقرأه من الرَّوْضَة والْعَلَاء القلقشندي قَرَأَ عَلَيْهِ فِي تقسيمي الْحَاوِي والمنهاج والمحلى سمع عَلَيْهِ أَشْيَاء من تصانيفه وَغَيرهَا وَابْن المجدي سمع عَلَيْهِ تَقْسِيم الْحَاوِي وَقطعَة من شرح الجعبرية لَهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ اخْتِصَار مسَائِل الدّور للأصفوني لَهُ والشهاب الْخَواص قَرَأَ عَلَيْهِ الخزرجية فِي الْعرُوض وَشَرحهَا للسَّيِّد والمناوي قَرَأَ عَلَيْهِ شرح الْبَهْجَة مَعَ مَا بيضه من حَاشِيَته عَلَيْهَا وَجَمِيع شرح جمع الْجَوَامِع للْوَلِيّ وَغير ذَلِك قِرَاءَة وسماعا واشتدت عنايته بملازمته لَهُ فِي التقاسيم وَغَيرهَا والشرواني أَخذ عَنهُ شرح العقائد) والْعَلَاء الْكرْمَانِي أَخذ عَنهُ الْمُخْتَصر والمطول وَقطعَة من آدَاب الْبَحْث والعيني قَرَأَ عَلَيْهِ لشرح الشواهد لَهُ والشمني سمع عَلَيْهِ فِي الْكَشَّاف وحاشيته لسعد الدّين وَفِي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وغالب الْمُخْتَصر الْأَصْلِيّ مَعَ شَرحه الْعَضُد وحاشيته لسعد الدّين وَجَمِيع الْمُغنِي مرَّتَيْنِ الأولى بمراعاة حَاشِيَة الْبَدْر الدماميني وَالثَّانيَِة بمراعاة حَاشِيَته هُوَ، وَغير ذَلِك سَمَاعا وَقِرَاءَة وَمِمَّا قَرَأَهُ متن الْمَقَاصِد فِي أصُول الدّين وَشَرحه لسعد الدّين من أول الْمَقْصد الْخَامِس إِلَى أثْنَاء صفة الْكَلَام وَمن أول المواقف وَشَرحه للسَّيِّد إِلَى قريب أبحاث الْوُجُود والأمين الأقصرائي قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة كَبِيرَة من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ شرح تصريف الْعزي وَسمع عَلَيْهِ جملَة من الْعَرَبيَّة ويغرها والأبدي قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن المُصَنّف بِتَمَامِهِ وَنَحْو ثلث الْمُغنِي مَعَ مُرَاعَاة حَاشِيَة الْبَدْر عَلَيْهِ وَغير ذَلِك والزين طَاهِر سمع عَلَيْهِ فِي شرح الألفية لِابْنِ المُصَنّف وَفِي الْعَضُد وَغَيرهمَا فِي آخَرين وَسمع على طَائِفَة سوى من تقدم كَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَالزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة والرشيدي والزين رضوَان وَالصَّلَاح الحكري وَابْن الملقي وَأُخْته صَالِحَة وَالشَّمْس بن أنس المقسي وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَعبد الْكَافِي بن الذَّهَبِيّ والبرهان الصَّالِحِي والمحب الفاقوسي وَالْمجد إِمَام الصرغتمشية وَشَعْبَان ابْن عَم شَيخنَا والزين بن خَلِيل القابوني وَعمر بن السفاح وَالسَّيِّد النسابة والنور البارنباري وَالشَّمْس التنكزي والمحيوي بن الريفي

وَأم هَانِيء الهورينية، وَهُوَ أحد من سمع ختم البُخَارِيّ فِي الباسطية فِي أَشْيَاء، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وَحج فِي سنة ثَلَاث وَخمسين صُحْبَة الزين عبد الباسط فَأخذ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة عَن الْمُحب المطري وَعبد الله الششتري وَأبي الْفرج الكازروني والتاج عبد الْوَهَّاب بن صلح وبمكة عَن أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد والزين الأميوطي والبرهان الزمزمي وَوَصفه الأبدي بأخينا الشَّيْخ الْفَاصِل، والونائي بالشيخ الْعَلامَة وقراءته بِأَنَّهَا قِرَاءَة بحث ودراية نفع الله بِهِ، وَشَيخنَا بِمَا أثْبته فِي الْجَوَاهِر مَعَ ذكر تقريض لَهُ على شَيْء جمعه وَأذن لَهُ فِي غير مَوضِع فِي الإفادة، وَكَذَا أذن لَهُ الْمَنَاوِيّ فِي إقراء شرحي الْبَهْجَة وَجمع الْجَوَامِع لشيخه وإفادتهما مَعَ أَي كتاب شَاءَ من الْكتب الْمُؤَلّفَة فِي الْمَذْهَب وَبَالغ فِي أَوْصَافه، وَمِمَّنْ أذن لَهُ الْعَيْنِيّ وَأثْنى عَلَيْهِ بِخَطِّهِ غير مرّة وَكَذَا الشمني والأقصرائي، وأوردت بعض كتابتهم فِي مَوضِع آخر، وتنزل فِي الخانقاه سعيد السُّعَدَاء أول قدومه الْقَاهِرَة وَفِي بعض الْجِهَات وَقَررهُ الزين الاستادار فِي قِرَاءَة الحَدِيث بجامعه ببولاق بِإِشَارَة شَيخنَا وَتعرض لَهُ ابْن الديري بِسَبَب شئ نقل عَنهُ فِي إمَامهمْ بل أفحش فِي حَقه) بِأخرَة الْبُرْهَان اللَّقَّانِيّ قَاضِي الْمَالِكِيَّة وَعبد الله الكوراني شيخ سعيد السُّعَدَاء قيَاما من كل مِنْهُمَا مَعَ حَظّ نَفسه وَمَا حمد أحد من الْعُقَلَاء وَأهل الْخَيْر صَنِيع وَاحِد مِنْهُمَا، وقاسى فِي جلّ عمره فاقة وَمكث عزبا مُدَّة ثمَّ تزوج ورزق الْأَوْلَاد وترقع حَاله، وزاحم عِنْد كثير من الرؤساء كالبدر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ والسفطي وَابْن الْبَارِزِيّ بتربية ابْن عَمه ابْن هبة الله لَهُ عِنْده حَتَّى كَانَ يُصَلِّي بِهِ إِمَامًا بل عينه للْقِرَاءَة فِي نسخته بِفَتْح الْبَارِي على مُؤَلفه ثمَّ أعرض عَنهُ فِي كليهمَا بِوَاسِطَة قرناء السوء وَلَكِن لم يقطع عَنهُ راتبه وَلَا انْفَكَّ هُوَ عَن التَّرَدُّد إِلَيْهِ، واستنابه شَيخنَا فِي الْقَضَاء لمزيد إلحاحه عَلَيْهِ فِي ذَلِك ثمَّ الْمَنَاوِيّ وَلم يحصل فِيهِ على طائل بل رُبمَا عَاد عَلَيْهِ بعض الضَّرَر لكَون الْمَنَاوِيّ نَدبه للْفَسْخ على الصّلاح المكيني من ابْنه السبرمائي وَكَاد أَن يبت الحكم فخيل فبادر القَاضِي علم الدّين وعوق عَلَيْهِ معلومه فِي الخشابية فَلم يقدر على وُصُوله إِلَيْهِ إِلَّا بعد مَوته، هَذَا كُله مَعَ مداومته للدروس وحرصه على الْكِتَابَة والانتقاء وَنَحْو ذَلِك حَتَّى أَنه كتب بِخَطِّهِ الْكثير بل شرح الْمِنْهَاج والبهجة وَجمع الْجَوَامِع وَغَيرهَا مِمَّا لم يتأهل لَهُ لعدم إتقانه وَكَثْرَة أَوْهَامه وكلماته الساقطة وتراجمه الهابطة. وَأخذ عدَّة من تصانيفي وتصانيف غَيْرِي فمسخها مَعَ كِتَابَة الشمني والأقصرائي وَإِمَام الكاملية والخطيب أبي الْفضل النويري بالثناء الْبَالِغ على بَعْضهَا بل وَشَيخنَا قصدا مِنْهُم بذلك جبر خاطره وإحالة لِلْأَمْرِ فِيهِ على ناظره وَكَذَا

لَهُ نظم من نمط تأليفه وَرُبمَا أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ مديما للتحصيل مُقيما على الْجمع وَالْكِتَابَة فِي التَّفْرِيع والتأصيل لَا أعلم عَلَيْهِ فِي دينه إِلَّا الْخَيْر وَلَا أَتكَلّم بِمَا يتقول بِهِ الْغَيْر وَلكنه لَيْسَ بالمتقن فِي حفظه وَنَقله وَلَا بالمتين فِي فهمه وعقله وَالْغَالِب عَلَيْهِ سَلامَة الْفطْرَة الَّتِي ينشأ عَنْهَا من أَفعاله وأقواله مَا يقدر الْعَاقِل قدره مِمَّا يَقْتَضِي حُصُول الاستثقال بمجالسته والاستهزاء بِكَثِير من كَلِمَاته ومحاورته وَرُبمَا مسوه بِبَعْض الْمَكْرُوه وَهُوَ لَا يتَغَيَّر عَن طبعه وَلَا يتَصَوَّر استجلاب مَا لَعَلَّه يكون وَسِيلَة لنفعه ويعتقد أَن حسدهم إِيَّاه سَببا لصنيعهم فيخف عَنهُ مَا يُشَاهِدهُ مِنْهُم فِي تفريقهم وتجميعهم حَتَّى أنني قَرَأت بِخَطِّهِ مَا نَصه: وَوَاللَّه إِنَّنِي لَا أَشك أَن كل مَا حصل لي من خيري الدُّنْيَا وَالْآخِرَة إِنَّمَا هُوَ من بركَة لحظ الشهَاب بن رسْلَان وأنفاسه الزكية فَمن بركته الظَّاهِرَة عَليّ إِلَى وقتنا هَذَا أنني لم أصحب أحدا من الدُّنْيَا وَلَا من عُلَمَاء الْآخِرَة إِلَّا وَكَانَ لي عِنْده من الْمحبَّة وَالْقَبُول الْغَايَة القصوى بِحَيْثُ أَنِّي أحسد فِيهِ من أعظم خواصه. قلت وَالْعجب أَنه استفيض أَنه مقته وَأَن كل مَا حصل لَهُ من الخمود والخمول بِسَبَب ذَلِك وَلم يزل على حَاله إِلَى أَن مَاتَ بعد توعكه مديدة وتكرر اجتماعه) بِي بعد قدومي من الْحَج غير مرّة فِي يَوْم الْأَحَد حادي عشري صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء وَترك أَوْلَادًا رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ وعوضه الْجنَّة وَمن نظمه مِمَّا كتبه عَنهُ الشهَاب الحجاري شَاعِر الْوَقْت: (إرحم إِلَه الْخلق عبدا مذنبا ... بالجود يَرْجُو الْعَفو فِي كل زمن) (وهب لَهُ يَا رب رَحْمَة بهَا ... ترحم كل الْخلق سرا وعلن) مُحَمَّد بن خَلِيل الْمُحب البصروي الدِّمَشْقِي أحد أَعْيَان شافعيتها. مَاتَ قَرِيبا من سنة تسع وَثَمَانِينَ عَن بضع وَسِتِّينَ وَدفن بمقابر بَاب التوتة عِنْد أَبِيه وأقاربه. وَهُوَ مِمَّن تقدم فِي النَّحْو والفرائض والحساب وَالْعرُوض مَعَ الْفِقْه والمشاركة فِي غَيرهَا وتصدى للتدريس والإفتاء فَانْتَفع بِهِ الْفُضَلَاء، وَكَانَ مبارك التدريس حسن التَّقْرِير مَعَ براعة الْخط وَكتب قِطْعَة على كل من الْإِرْشَاد والمنهاج بل أفرد شروحا ثَلَاثَة على فَرَائض الْإِرْشَاد وَكَذَا لَهُ على الخزرجية مطول ومختصر وعَلى المنفرجة وألفية الْبرمَاوِيّ فِي الْأُصُول مزجا وعَلى مُخْتَصر مُصَنف ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وعَلى الْقَوَاعِد الْكُبْرَى لِابْنِ هِشَام وإعراب من الطارقية إِلَى خَاتِمَة الْقُرْآن بل كتب حَاشِيَة على ابْن المُصَنّف لم تكمل وعَلى ألفية الْعِرَاقِيّ مزجا ويغر ذَلِك مِمَّا أوصى بِهِ لتلميذ السَّيِّد العباسي الْبَدْر عبد الرَّحِيم بن الْمُوفق وَكَانَ

حصورا لَا يَأْتِي النِّسَاء، وَقد حج وجاور وأقرأ الطّلبَة أَيْضا هُنَاكَ وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي البلدين الْعِزّ بن فَهد وَالثنَاء عَلَيْهِ مستفيض رَحمَه الله. مُحَمَّد بن خورشيد جمال الدّين بن شمس وَهُوَ معنى خورشيد بالفارسي الشرواني الأَصْل السكنبايتي نزيل مَكَّة. شَاب قَرَأَ على بعض الْأَرْبَعين النووية وأكمل سماعهَا وَسمع غير ذَلِك. مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر بن أَحْمد بن عَليّ. يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله. مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر بن مُحَمَّد بن عمر الدمنهوري الأَصْل الْمَكِّيّ الحريري الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أبي الْخَيْر الدمنهوري. اشْتغل فِي الْمِيقَات وتميز فِيهِ. مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر بن كَاتب البزادرة بَاشر الرسلية كأبيه فِي بولاق ثمَّ ترقى فِي ذَلِك بِبَاب جمَاعَة من الْأُمَرَاء بل عمل شَرِيكا لِأَخِيهِ برددارا عِنْد أقبردي الأشرفي وَتردد فِي غضونها للشهابي بن الْعَيْنِيّ فساعده فِي التَّوَجُّه للطور نَاظرا على مكوسها ثمَّ إِلَى جدة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين صيرفيا بهَا ثمَّ جَاءَ فِي السّنة الَّتِي بعْدهَا على نظر المكوس وَدخل فِي ترخم وَكَانَ وُصُوله فِي أَوَاخِر جُمَادَى الثَّانِيَة والشاد فِي السنتين شاهين الجمالي وَمَا كَانَ لَهُ مَعَ الْأَمِير كَبِير أَمر وَرجع) مَعَ الركب، ثمَّ سَافر فِي سنة خمس وَتِسْعين على وظيفته فِي السنتين قبلهَا فَمَا مكنه الشاد الْجَدِيد فَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَوَصلهَا فِي رمضانها، وَهُوَ الْآن على خموله وبطلانه مَعَ كَونه مستمدا من جِهَات زَوجته فَهِيَ ابْنة الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد بن إينال وَيُقَال إِنَّه قادم فِي سنة تسع وَتِسْعين لجدة. مُحَمَّد بن دَاوُد بن سُلَيْمَان القاهري. الْمُتَكَلّم أَبوهُ فِي حسبَة مَكَّة عَن سنقر الجمالي وَكَانَ قبله فِي خدمَة زين العابدين الْمَنَاوِيّ وَأَبِيهِ وَهُوَ وَإِن قيل أَنه دخيل فَهُوَ بالأدب والخدمة كَفِيل، عرض بِمَكَّة على بعض محافيظه وَسمع مني أَشْيَاء ثمَّ صلى بِالنَّاسِ فِي مقَام الْحَنَابِلَة التَّرَاوِيح فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وشهدته فِي بعض اللَّيَالِي ثمَّ الْتفت إِلَى التكسب وَجلسَ فِي بَاب السَّلَام مَعَ العطارين وَتزَوج إِلَى أَن رَجَعَ مَعَ أَبَوَيْهِ وهما الْآن بِالْقَاهِرَةِ. مُحَمَّد بن دَاوُد بن عُثْمَان بن عَليّ الْقرشِي الهاشمس أحد مباشري جدة وَيعرف أَبوهُ بالنظام. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد وَكَانَ لَهُ أَخ اسْمه عبد الله سمع فِي سنة أَربع عشرَة على الزين المراغي وَوصف أَبوهُمَا بالشيخ. مُحَمَّد بن الخواجا دَاوُد بن عَليّ بن الْبَهَاء الكيلاني الْمَاضِي أَبوهُ. مَاتَ فِي اسكندرية سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين كأبيه وأخويه سُلَيْمَان وَعلي. أرخهم ابْن فَهد.

مُحَمَّد بن دَاوُد بن فتوح بن دَاوُد بن يُوسُف بن مُوسَى وأملاه مرّة بِحَذْف دَاوُد وبإثبات يَعْقُوب بدل مُوسَى الشَّمْس بن الْبَهَاء بن الْفَتْح السّلمِيّ الْحلَبِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف قَدِيما بِابْن الرداد وأخيرا بقاضي الْجِنّ أَو شيخ الْجِنّ. ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين والمنهاج الفرعي وألفية ابْن معطي وتلا بالسبع على الْعِزّ الحاضري وبيرو وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الزين عمر بن مَحْمُود الكركي وَالِد التَّاج عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَالشَّمْس مُحَمَّد الفوي وَعَلِيهِ اشْتغل فِي النَّحْو أَيْضا وأذنا لَهُ فِي الْإِفْتَاء بل حضر دروس الشهَاب الْأَذْرَعِيّ وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ على الْجمال بن العديم، وناب فِي الْقَضَاء لِابْنِ أبي الرضي اعلحموي وَغَيره بأعمال حلب بل اسْتَقل بِقَضَاء سيس، وَحج قبل الْقرن من حلب ثَلَاث مَرَّات وارتحل مِنْهَا لدمشق والقدس وَفِيه سنة سبع وَتِسْعين سمع على الشَّمْس المفعلي الصَّحِيح أَيْضا أَنا الحجار، وَدخل الْقَاهِرَة فَقَرَأَ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة على ابْن الملقن من أَوله إِلَى نَحْو الزَّكَاة، وَحضر دروس البليقني ولازمه سنتَيْن وَنصفا حَتَّى شهد بصلاحيته لصلاحية بَيت الْمُقَدّس وَاسْتقر بِهِ الظَّاهِر) برقوق فِيهِ عوضا عَن الزين القمني فَلم يزل الزين يسْعَى حَتَّى أُعِيد قبل سَفَره وَعوض هَذَا بوظائف فِي حلب، وَرجع إِلَيْهَا فَلَمَّا طرقت الْفِتْنَة تحول عَنْهَا وناب عَن قُضَاة دمشق بصرخد وحمص، ثمَّ جَاءَ الْقَاهِرَة فناب فِي قَضَائهَا، ثمَّ ولاه النَّاصِر قَضَاء طرابلس اسْتِقْلَالا ثمَّ انْفَصل عَنهُ وَرجع إِلَى الْقَاهِرَة وَاسْتقر فِي قَضَاء الْمحمل بعد سنة خمس عشرَة فدام نَحْو ثَلَاثِينَ سنة. وَكَانَ مليح الْكَلَام مضحك النادرة خَفِيف الرّوح عَجِيب الشكل كثير الاستحضار لنظم ونثر وَأَحَادِيث وفوائد ذَا وقائع ومصادمات للرؤساء وهجو كثير لَا يحاشى عَنهُ أحدا حَتَّى أَنه هجا الْمُؤَيد وَكَذَا هاجى ابْن حجَّة وَابْن الْخَرَّاط وَغَيرهمَا من الشُّعَرَاء وَلكنه لمزيد سَلامَة فطرته واستبعاد ترقيه لغالب الْمَرَاتِب كَانَ يمْتَنع المتعرض لهجوهم عَن إيذائه بل يحسنون إِلَيْهِ مَعَ كَون شعره سافلا مِمَّا يعلم من قَلِيل أوردته مِنْهُ فِي المعجم، وَكَانَ فِي مبدأ أمره كثير اللهج بِعلم الروحاني ويدعى استحضار الجان وصرع من أَرَادَ بِحَيْثُ لقب لهَذَا شيخ الْجِنّ وَلَا حَقِيقَة لذَلِك بل كثير مِمَّا ذكر فِي تَرْجَمته مُتَوَقف فِيهِ لكَون الِاعْتِمَاد فِيهِ إِنَّمَا هُوَ عَلَيْهِ. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ من النَّوَادِر. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة خمسين بِالْقَاهِرَةِ سامحه الله وإيانا. مُحَمَّد بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن دَاوُد الشَّمْس أَبُو عبد الله المكيسي بميم وكاف ومهملة مصغر من قرى حوران الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. ولد سنة سبع وَتِسْعين

وَسَبْعمائة ظنا وَسمع من عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَغَيرهَا وتفقه ودرس. وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق وَأخذ عَنهُ غير وَاحِد مِنْهُم أَبُو الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي وَوَصفه البقاعي بالعلامة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد تَاسِع عشر صفر سنة أَرْبَعِينَ بِدِمَشْق وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير رَحمَه الله. مُحَمَّد بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم الْحكمِي الْيَمَانِيّ الْمَاضِي أَبوهُ. خَلفه فِي الْقيام بزاويته على خير وبركة وَهُوَ الْآن فِي الْأَحْيَاء. مِمَّن حج وزار وَأخذ عَنهُ الَّذِي بعده بِمَكَّة وَغَيرهَا. وَحكى لي عَنهُ أحوالا صَالِحَة. مُحَمَّد بن دَاوُد بن نَاجِي بن مشرف الْجمال الحراري الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بخراسان وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ جلّ الْقُرْآن ثمَّ تحول بعد موت أَبَوَيْهِ إِلَى مَكَّة فِي سنة سبع وَتِسْعين فأكمل بهَا الْقُرْآن وجوده عِنْد أَحْمد الزبيدِيّ وَغَيره بل قَرَأَ على خير الدّين بن عمرَان الْغَزِّي الْحَنَفِيّ حِين مجاورته بِمَكَّة شرح مُقَدّمَة ابْن الْجَزرِي لولد الْمُؤلف بعد حفظه للمقدمة الْمشَار إِلَيْهَا، بل والشاطبية وَالسِّتِّينَ مسئلة للزاهد وعقيدة الشَّيْبَانِيّ والوردية وَالنّصف الأول من) الْإِرْشَاد وَغير ذَلِك. واشتغل فِي النَّحْو على الْبَدْر حسن الْمرْجَانِي ثمَّ على السَّيِّد عبد الله الأيجي والمحب بن ولازم كلا من السَّيِّد الْمشَار إِلَيْهِ والشهاب الْخَولَانِيّ بل الجمالي أبي السُّعُود فِي الْفِقْه وَكَذَا لازمني فِي سنة سبع ووغيرها وَقَرَأَ على النُّور السافر للعيدروس، واشتغل فِي مَكَّة بتعليم بني الْخَطِيب بن ظهيرة فايز فَمن يَلِيهِ وَتزَوج ورزق أَوْلَادًا وَهُوَ إِنْسَان خير سَاكن فهم يستحضر فِي ويذاكر فِيهِ. مُحَمَّد بن دَاوُد البازلي الْكرْدِي ثمَّ الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي. ارتحل لتبريز فَأَقَامَ بهَا نَحْو عشر سِنِين واشتغل بهَا وبرع ثمَّ قدم حلب ثمَّ الْقصير وخطب بهَا وَتزَوج ونقلها لحماة فقطنها وَصَارَ مدرسها وشيخها فِي العقليات مَعَ فَضِيلَة فِي الْفِقْه وترقى بعد الْفَاقَة وَزوج بنته فِي بَيت الْبَارِزِيّ وَهُوَ الْآن حَيّ فِي سنة خمس وَتِسْعين وَيُقَال إِنَّه جَازَ الْخمسين. مُحَمَّد بن دَاوُد البدراني شيخ تِلْكَ النَّاحِيَة الْمنزلَة ومنية بدران وَمَا يجاورهما ووالد أَحْمد وَعلي. أحد من لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَقَرَأَ على أكبرهما وأجزت لَهما وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن دَاوُد. مُحَمَّد بن الْأَمِير دقماق نَاصِر الدّين الْمَاضِي أَبوهُ. ولاه الْأَشْرَف برسباي نِيَابَة المرقب وأنعم عَلَيْهِ بأمرة طبلخاناه بطرابلس بعد أَن استقدمه من حلب وَبَالغ فِي إكرامه لكَونه مَنْسُوبا إِلَى أَبِيه كَمَا تقدم فدام بالمرقب مُدَّة ثمَّ عَزله

وأنعم عَلَيْهِ بأمرة عشرَة بِالْقَاهِرَةِ، وَاسْتمرّ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي طاعون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ مليح الشكل رَأْسا فِي رمي النشاب. مُحَمَّد بك بن دلغادر. هُوَ ابْن خَلِيل بن قراجا. مضى. مُحَمَّد بن الدمدمكي. شخص قَاعد فِي مغارة بجبل قريب من إقليم ثروان وَعَلِيهِ مَا يستره من الثِّيَاب وَفَوق رَأسه قلنسوة تغطي عَيْنَيْهِ وَالنَّاس يدْخلُونَ عَلَيْهِ أَفْوَاجًا لرُؤْيَته فَإِذا قربوا مِنْهُ وصلوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حرك رَأسه وَيَزْعُم من يرد علينا من هُنَاكَ أَن خَبره لشهرته قَطْعِيّ وَأَنه مَاتَ فِي حُدُود سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَنه بَاقٍ إِلَى تَارِيخه سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين على مَا وَصفنَا. ذكره المقريزي فِي عقوده هَكَذَا بل نقل عَن بَعضهم أَنه مَاتَ من مُدَّة تزيد على أَرْبَعمِائَة سنة وَهُوَ جَالس على كَيْفيَّة جُلُوس المتشهد فِي الصَّلَاة مُسْتَقْبل الْقبْلَة فِي مغارة، إِلَى آخر مِمَّا قيل وَأَن السَّبَب فِي هَذَا أَن شَيْخه أعلمهُ بِدُخُول الْوَقْت ليؤبذن فَقَالَ لَهُ بل اصبر سَاعَة فكرر عَلَيْهِ أمره وَهُوَ يُعِيد مقاله فَقَالَ لَهُ شَيْخه مَا أَنْت إِلَّا دمدمكي أَي ساعاتي فَقَالَ لَهُ فضع رجلك على قدمي الْيُمْنَى) وَانْظُر نَحْو السَّمَاء فَفعل فَرَأى بَابا مَفْتُوحًا إِلَيْهَا وَرَأى ديكا قد فرش أجنحته وَهُوَ يُؤذن فَقَالَ لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة فَإِنِّي لَا أؤذن فِي الْأَوْقَات الْخَمْسَة إِلَّا بعد هَذَا الديك فَقَالَ لَهُ شَيْخه مرزا أَي لَا أبلاك الله أَو لَا تبلى فاستجيب دعاؤه فلبذا لم يبل وَهَذِه الْحِكَايَة تؤذن بِأَن الدمدمكي وَصفه لَا وصف أَبِيه، وَمن جملَة مَا قيل إِن تمر دَفنه فِي التُّرَاب فَأرْسل عَلَيْهِ مطر عَظِيم وَبرد أهلك من عسكره خلقا بِحَيْثُ صَار يتمرغ بِالْأَرْضِ وَيَقُول التَّوْبَة يَا شيخ مُحَمَّد. وَالله أعلم. مُحَمَّد بن دمرداش الْمُحب الأشرفي الفخري وَالِده الْحُسَيْنِي سكنا الْوَاعِظ الْحَنَفِيّ سبط الشَّمْس الأشبولي البنهاوي أحد من أَخذنَا عَنهُ. ولد فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فلازم الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا بِحَيْثُ انْتفع بِهِ، وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الْآثَار لمُحَمد بن الْحسن وَأخذ الْعَرَبيَّة فَقَط عَن الأبدي وَقَرَأَ نَحْو نصف الْمُتَوَسّط وَقطعَة من المسيلي على الْقَرَافِيّ وَبَعض شرح قَوَاعِد ابْن هِشَام على مُؤَلفه الكافياجي والعربية وَالصرْف عَن الشهَاب بن عبَادَة وَشرح التصريف لسعد الدّين وَقطعَة من كل من القطب وَشرح آدَاب الْبَحْث على الْعَلَاء الكيلاني ولازمه فِي غير ذَلِك وَكَذَا أَخذ عَن نَاصِر الدّين بن قرقماس وَأبي السعادات بن البُلْقِينِيّ وَطَائِفَة ولازم الزين جَعْفَر السنهوري فِي ابْتِدَائه فِي الْقرَاءَات وَسمع عَلَيْهِ بعض الشاطبية وَغَيرهَا وَسمع أَيْضا على جده لأمه وَابْن الْخلال وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَالسَّيِّد النسابة وَسعد الدّين بن الديري

وَآخَرين وَبَعض ذَلِك بقرَاءَته، وبرع فِي فنون وَأذن لَهُ العزفي الإفادة وَولي عُقُود الْأَنْكِحَة عَن قُضَاة مذْهبه بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن شَيْخه ابْن الديري وَأذن الْعلم البُلْقِينِيّ لقَاضِي دمياط فِي استنابته فِيهَا وَكَذَا نَاب بمنفلوط وَغَيرهَا. وَاقْتصر بِأخرَة على الْعُقُود والتكسب بِالشَّهَادَةِ وتشاغل بالوعظ وَحصل من ذَلِك فَوَائِد نفيسة استمد أَكْثَرهَا مني وَجمع من المجاميع بِخَطِّهِ الْكثير وَكتب من تصانيفي جملَة كالقول البديع وَختم البُخَارِيّ وَمُسلم وقص الظفر ومسئلة الْخَاتم والحبر السمين وَقَرَأَ كل ذَلِك مَعَ غَيره مِمَّا التقطه عَليّ ولازم كِتَابَة الْإِمْلَاء مَعَ الْجَمَاعَة. وَكَانَ مَعَ فهمه الْمُتَوَسّط فِي الْحِفْظ بمَكَان بِحَيْثُ يبهر سامعه كَائِنا من كَانَ وَلذَا رغب الدوادار الْكَبِير فِي جعله خطيب الْجَامِع المجاور للقبة الَّتِي أَنْشَأَهَا بنواحي المطرية مَعَ إِمَامَته وَأحسن إِلَيْهِ وَأقَام هُنَاكَ مُدَّة بل كَانَ السُّلْطَان حِين يكون هُنَاكَ يقبل عَلَيْهِ وَيُصلي خَلفه فِي الْجمع وَغَيرهَا الثلاثاءوبعد موت الدوادار أعرض عَن ذَلِك لسلس اعتراه وأنعم عَلَيْهِ السُّلْطَان حِينَئِذٍ بستين دِينَارا وَلما نصل استقربه الزين ابْن مزهر فِي الميعاد بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِجَامِع بَيته وَكَانَ يحضر هُوَ وَجَمَاعَة عِنْده ويقضون) الْعجب من حفظه وطلاقته، وَكَذَا عقد الميعاد بالأزهر وحضره الأكابر كاللقاني قَاضِي الْمَالِكِيَّة وبجامع الظَّاهِر وَغَيرهمَا لَا سِيمَا فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة. وسافر إِلَى الصَّعِيد واسكندرية ومنوف والغربية والخانكاه وَغَيرهَا وَعقد فِي كل مِنْهَا مجْلِس الْوَعْظ وَأقر لَهُ كل من سَمعه من الْفُضَلَاء والأعيان فضلا عَمَّن دونهم بالانفراد، هَذَا مَعَ إتقانه فِيمَا يبديه وتحريه وَلكنه كثير الامتهان لنَفسِهِ غير متصون وَلَا حُلْو اللِّسَان بل كَانَ متخيلا بذيئا وَقد امتحن غير مرّة وَلم يَنْفَكّ عَن تجاهره وطريقته حَتَّى عدي عَلَيْهِ لَيْلًا وَهُوَ نَائِم فِي بَيته من درب طاز لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فخنق وَلم يدر فَاعل ذَلِك، وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفن عِنْد أَبِيه بجوار التربة السعيدية، وَأَرْجُو أَن يكون كفر عَنهُ بذلك سِيمَا وَهُوَ كَانَ كثير الْبكاء وَالِاعْتِرَاف بالتقصير وَالْخَوْف بل سَمِعت أَنه تَابَ قبل وأناب ورؤيت لَهُ بعد مَوته منامات صَالِحَة، وَأَظنهُ قَارب السِّتين عَفا الله عَنهُ ورحمه. مُحَمَّد بن دمرداش نَاصِر الدّين الدَّاودِيّ المؤيدي شيخ. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بِبَاب الْوَزير من الْقَاهِرَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ للسبع إفرادا وجمعا على أَبِيه ثمَّ لنافع وَابْن كثير وَأبي عَمْرو جمعا على ابْن كزلبغا والزين طَاهِر وللسبع جمعا على عبد الرَّزَّاق والشهاب بن أَسد وناصر الدّين الأخميمي وَحفظ الشاطبيتين

والقدوري والألفية وتصريف الْعزي وَأكْثر من التِّلَاوَة وتميز فِي الرَّمْي وَالرمْح وَغَيرهمَا وخدم للشهابي بن الْعَيْنِيّ أستادارا، وَكَانَ يشبك الْفَقِيه يجله، وَقد لَقِيَنِي غير مرّة. مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن الْأَمِير دولات باي النجمي. لَهُ ذكر فِي أَبِيه وَأَنه كَانَ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ مُمَيّزا، ومولده سنة إِحْدَى وَسبعين بدمياط ثمَّ عرض عَليّ بعد ذَلِك عدَّة كتب فِي نوبتين وَهِي الْعُمْدَة والكنز وألفية النَّحْو والجرومية فِي آخَرين، ولازم الديمي فَقَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ والشفا والعمدة وأربعي النَّوَوِيّ والحصن الْحصين لِابْنِ الْجَزرِي بل قَرَأَ على الصّلاح الطرابلسي الْكَنْز وَشَرحه للعيني بحثا وعَلى الْبَدْر بن الديري الْكَنْز مَعَ شرح الْمُخْتَار لمؤلفه، ولازم نور الدّين الْمحلي فِي النَّحْو وَأخذ عَنهُ عدَّة كتب وتلا للسبع إفرادا وجمعا على الزيني جَعْفَر وأجازوا لَهُ، وتميز وَكتب الْخط الْمَنْسُوب مَعَ أدب وعقل وديانة، وَقد تردد لي فِي الْقَاهِرَة وَكتب بعض تصانيفي ثمَّ لازمني بِمَكَّة فِي سنة سبع وَتِسْعين حِين مجاورتنا وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم وَبَاقِي الْكتب السِّتَّة وَسمع على سيرة ابْن هِشَام وَغَيرهَا وَحصل شرح التَّقْرِيب وَبحث بعضه، وَكَانَ على خير) وَالْجِمَاع مَعَ فَضِيلَة ثمَّ جاور السّنة الَّتِي تَلِيهَا وَنعم الْفَاضِل كَانَ الله لَهُ. مُحَمَّد بن رَاشد الخلاوي الْعجْلَاني أحد القواد. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَخمسين بالليث من بِلَاد الْيمن. أرخه ابنفهد. مُحَمَّد بن رَجَب بن عبد العال بن مُوسَى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم وَيُسمى أَبوهُ مُحَمَّد أَيْضا الشَّمْس الزبيرِي القاهري الشَّافِعِي أَخُو يُونُس وسبط الشَّيْخ يُونُس الواحي الآتيين وَاسم أمه فَاطِمَة. ولد فِي سَابِع عشري شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقربِ من زَاوِيَة الخدام ظَاهر بَاب النَّصْر وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن ومختصر أبي شُجَاع والمنهاج والوسيلة فِي الْفِقْه أَيْضا نظم نَاصِر الدّين بن رضوَان وَيعرف بِابْن الإسكاف وَهِي تزيد على ألف، وَعرض الْمِنْهَاج على الْمَنَاوِيّ وَالشَّمْس الشنشي والبكري فِي آخَرين واشتغل فِي الْفِقْه على الآخرين وتكسب بِالشَّهَادَةِ وخطب بِجَامِع الزَّاهِد فِي سويقة اللَّبن بل وَقَرَأَ على الْعَامَّة فِيهِ وَفِي غَيره ولازمني فِي قِرَاءَة أَشْيَاء وَكَذَا قَرَأَ عِنْد الْفَخر الديمي وَغَيره وتنزل فِي الْجِهَات، وَحج فِي سنة ثَمَان وَسبعين ثمَّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وجاور الَّتِي بعْدهَا على خير واستقامة ملازما لي فِي الرِّوَايَات والدروس وَكتب من تصانيفي الْمَقَاصِد الْحَسَنَة وَغَيرهَا وَسمع ذَلِك، وَكتب الْغَيْبَة بالبرقوقية وعَلى الْعِمَارَة بالناصرية البرقوقية، كل هَذَا مَعَ ميله إِلَى الْكِتَابَة والتحصيل ورغبة فِي الْفَائِدَة وَسمعت أَنه كتب على الجرومية،

وَقد تزوج زين العابدين ابْن أخي ابْنَته وفارقها مرّة بعد أُخْرَى واستولدها. وَمَات الْوَلَد وَكَانُوا لَهُ مكرمين. مُحَمَّد بن رسْلَان بن نضير بن صَالح نَاصِر الدّين البُلْقِينِيّ أَخُو السراج عمر الْمَاضِي. ولد سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة وَلم يرْزق من الْعلم مَا رزق أَخُوهُ وَلَا مَا يُقَارِبه بل كَانَ مُقيما بِبَلَدِهِ يتعانى الزِّرَاعَة وَيقدم على أَخِيه أَحْيَانًا، وَلَو اتّفق لَهُ سَماع الحَدِيث لَكَانَ عالي الْإِسْنَاد. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ رَأَيْته وَهُوَ شيخ جلد صَحِيح البنية يظْهر للنَّاظِر أَن الشَّيْخ أسن مِنْهُ لِأَن الشَّيْخ قد سَقَطت أَسْنَانه كلهَا بِخِلَاف هَذَا. مَاتَ فِي سنة أَربع وَكَانَت لَهما أُخْت عاشت إِلَى سنة ثَلَاث وَجَازَت التسعين. مُحَمَّد بن رَسُول بن أَحْمد بن يُوسُف التباني. مضى فِي ابْن جلال. مُحَمَّد بن رشيد الْعجْلَاني البهلوان الْقَائِد. مَاتَ فِي صفر سنة تسع وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن رشيد الْأَمِير نَاصِر الدّين محتسب دمشق. مَاتَ فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن اللبودي.) ::: مُحَمَّد بن رَمَضَان بن شعْبَان الشَّمْس العامري نِسْبَة لقبيلة تسمى بني عَامر بجبال الْقُدس الْقُدسِي نزيل غَزَّة ثمَّ الشَّام الشَّافِعِي. ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ تَقْرِيبًا بأطريا من عمل غَزَّة وتحول مِنْهَا فحفظ الْمِنْهَاج والشاطبيتين وَجمع الْجَوَامِع وَغَيرهَا. وَعرض على الشَّمْس بن حَامِد والبرهان بن أبي شرِيف والشهاب بن شعْبَان وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الجزرية والجرومية وَغَيرهمَا، وَحج وَدخل دمشق وَحضر عِنْد التقي بن قَاضِي عجلون ثمَّ الْقَاهِرَة وَسمع مني وَعلي فِي سنة سِتّ وَتِسْعين أَجزَاء كالمسلسل وَحَدِيث زُهَيْر وبدء الْوَحْي من البُخَارِيّ وَبَعض مُسلم وَالْقَوْل البديع، وجاور بعد ذَلِك بِمَكَّة وَكَانَ يحضر عِنْد السَّيِّد الْكَمَال بن حَمْزَة وَغَيره ويلازمني فِي أَشْيَاء ويطالع لعبد الْغفار النطوبسي. مُحَمَّد بن رَمَضَان بن عبد الله التقي الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن الزبير الْمَقْدِسِي الْعَطَّار بهَا. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه هَكَذَا. مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن زَكَرِيَّا الْمُحب أَبُو الْفتُوح بن الزيني السنيكي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ الْآتِي أَخُوهُ يحيى. ولد فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بدرب قراجا بِالْقربِ من الْأَزْهَر، وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبيتين وألفيتي الحَدِيث والنحو ومنهاجي الْفِقْه وأصوله وَالتَّلْخِيص والجمل فِي

الْمنطق والرامزة فِي الْعرُوض وعرضها عَليّ مَعَ الْجَمَاعَة ولازم وَالِده فِي الْفِقْه والأصلين والعربية وَغَيرهَا وَكتب بعض تصانيفه وفتاويه وَقَرَأَ على الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي الْقرَاءَات إفرادا وجمعا وَاجْتمعَ فِي يَوْم خَتمه عَلَيْهِ عُلَمَاء وصلحاء وفضلاء وَغَيرهم، وتنزل فِي الْجِهَات، وناب عَن أَبِيه فِي مشيخة التصوف بالجيعانية وَقَرَأَ بَين يَدَيْهِ فِي درس الشَّافِعِي وَمَا سمع عَنهُ كَلَام فِي بَاب أَبِيه أَيَّام قَضَائِهِ مَعَ إِضَافَة أَشْيَاء باسمه، وتعب خاطر أَبِيه من جِهَته قبل قَضَائِهِ ثمَّ بعده مِمَّا الْحَامِل على أَكْثَره اليبس، وَبِالْجُمْلَةِ فَلهُ فهم ومشاركة حَسَنَة مَعَ سُكُون وعقل وَقد أثكل عدَّة أَوْلَاد من امْرَأَة هِيَ كَانَت سَبَب تغير خاطر أَبِيه مِنْهُ، ثمَّ حج بهَا فِي سنة سبع وَتِسْعين وجاور الَّتِي بعْدهَا وَكَانَ على خير وانجماع وَكَانَ فِي الْقَافِلَة الَّتِي توجهنا فِيهَا للزيارة النَّبَوِيَّة فِي أثْنَاء السّنة فحمدناه عقلا وسكونا وأدبا ورجونا فِيهِ الترقي كَمَا ترقى فِي الْفَضَائِل بِحَيْثُ لَا أقصر بِهِ عَن التصدي للإقراء والإفتاء بل هُوَ أشبه من كثيرين زَاده الله من فَضله. مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن عمر بن) يحيى أَبُو عبد الله بن أبي يحيى الهنتاتي المصمودي القفصي المريني صَاحب بلد العتاب. لما مَاتَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس وَاسْتقر أَخُوهُ زَكَرِيَّا بدله فصدهم مُحَمَّد وَكَانَ مُقيما بفاس وأعانه صَاحبهَا أَبُو سعيد عُثْمَان بن أبي الْعَبَّاس ابْن أبي سَالم وملكها فَلم يزل أَبُو فَارس يعْمل عَلَيْهِ حَتَّى انفض عَنهُ جمعه وَقبض عَلَيْهِ فَقتله فِي ذِي الْحجَّة سنة عشر. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه، وترجمته فِي الْعُقُود طَوِيلَة. مُحَمَّد بن زِمَام أَبُو زِمَام الخلطي نِسْبَة لقبيلة يُقَال لَهَا الخلوط ثمَّ الْمَالِكِي نِسْبَة لبني ملك المغربي، كَانَ صَالحا. توفّي فِي صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة. مُحَمَّد بن زِيَادَة بن شمس الدّين الأنميدي القاهري الْمُقْرِئ الحريري وَيعرف بِابْن زِيَادَة. مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ بِهِ فِي الأجواق وَرُبمَا قَرَأَ فِي نوبَة بالقلعة وتميز فِي ذَلِك، وتكسب حريريا فِي حَانُوت بِبَاب القنطرة، وَهُوَ مِمَّن سمع مني فِي الْإِمْلَاء، وَحج فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ. مُحَمَّد بن زِيَاد الْأَمِير بدر الدّين الكاملي اليمني. تقدم عِنْد الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل ثمَّ عِنْد وَلَده النَّاصِر وَزَاد فِي إجلاله وإكرامه ثمَّ أَنه خرج عَلَيْهِ. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي دون تَارِيخ مَوته. مُحَمَّد بن زيان المغربي الْمَالِكِي نزيل المؤيدية. قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْعَرَبيَّة قَلِيلا يحيى الْبكْرِيّ. مُحَمَّد بن زين بن عبد الله الشَّمْس بن الزين المرساوي الأَصْل التباني القاهري الجرائحي وَيعرف بِابْن الريفي. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ إِنَّه اشْتغل

فِي علم الْجراحَة وتحول إِلَى الديار المصرية قَدِيما فسكن التبانة وَتقدم فِي صناعته بِحَيْثُ اسْتَقر فِي الرياسة. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بعد أَن طعن فِي السن وَادّعى أَنه جَازَ الْمِائَة وَلَكِن قَرَائِن الْحَال تشعر بِأَنَّهَا من الْمحَال وَفِي شعر لحيته السوَاد الْكثير. مُحَمَّد بن زين بن مُحَمَّد بن زين بن مُحَمَّد بن زين الشَّمْس أَبُو عبد الله الطنتدائي الأَصْل النحراري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الزين. ولد قبل السِّتين وَسَبْعمائة بالنحرارية من الغربية وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن بأبيار، وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ الشاطبيتين والتنبيه والألفية، وتلا بالسبع وَتَمام إِحْدَى وَعشْرين رِوَايَة على الْفَخر البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر وَأذن لَهُ وَعَلِيهِ بحث الشاطبيتين. وتفقه بالعز القليوبي وَالشَّمْس الغراقي، وَحضر دروس الأبناسي كثيرا بل أَخذ عَن الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ ثمَّ الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وَآخَرين وَقَرَأَ فِي النَّحْو على عمر الْخَولَانِيّ المغربي وَسمع بِجَامِع الْأَزْهَر) الصَّحِيح على التَّاج مُحَمَّد السندبيسي ونظم السِّيرَة لفتح الدّين بن الشَّهِيد على ناظمها. وَحج مرَّتَيْنِ وَشرح ألفية ابْن ملك نظما وَكَذَا الرائية وأفرد لقِرَاءَة كل من الْقُرَّاء السَّبْعَة منظومة وَله نظم كثير فِي الْعلم والمديح النَّبَوِيّ وأفرد جملَة مِنْهُ فِي ديوَان كَبِير جدا وَمَعَ ذَلِك فنظمه فَوق الْحصْر وَهُوَ صَاحب الْمَنْظُومَة المتداولة فِي الْوَفَاة النَّبَوِيَّة وَكَذَا عمل قصَّة السَّيِّد يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فِي ألف بَيت وسبك أربعي النَّوَوِيّ فِي قصيدة وامتدح شَيخنَا بِمَا أوردته فِي الْجَوَاهِر وَكَانَت لَهُ قدرَة على النّظم وملكة قَوِيَّة وَيسْتَعْمل الجناس إِذا أَرَادَ، وَهُوَ مطبوع فِي غَالب شعره على صناعَة الْمعَانِي وَالْبَيَان فِي المقابلات وَنَحْوهَا وَلَا يتحامى أَحْيَانًا الْأَلْفَاظ المطروقة على أَلْسِنَة الْعَامَّة بل رُبمَا وَقع فِي شعره اللّحن، وَالظَّاهِر أَنه لم يكن يمعن التَّأَمُّل فِيهِ ولكلامه وَقع فِي الْقُلُوب وَفِيه حكم وَمَعَان، كل ذَلِك مَعَ الصّلاح والزهد وَكَونه خيرا منورا مهابا ذَا أَحْوَال وكرامات، وَقد حدث بالكثير من نظمه، وَأخذ عَنهُ غير وَاحِد من أهل تِلْكَ النواحي وَغَيرهَا الْقرَاءَات وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشهَاب بن جليدة والزين جَعْفَر السنهوري وبلغنا أَنه كَانَ أَصمّ فَإِذا قرئَ عَلَيْهِ يدْرك الْخَطَأ وَالصَّوَاب بحركات شفَاه الْقَارئ لوفور ذكائه مَعَ صَلَاحه وَمِمَّنْ كتب عَنهُ من نظمه ابْن فَهد والبقاعي وَيُقَال إِنَّه كَانَ فِي أول أمره جزالاص وَأَنه تزوج امْرَأَة عمياء يُقَال لَهَا ابْنة معمر فحثته على قِرَاءَة الْقُرْآن فَاعْتَذر بِأَنَّهُ فَقير فَأَعْطَتْهُ مَا دَفعه لمن أقرأه الْقُرْآن فَكَانَ ذَلِك فاتحا لَهُ إِلَى الْخَيْر حَيْثُ ارتحل وارتقى لما تقدم وَحكى هُوَ أَنه عني بمدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُدَّة ثمَّ ترك وتشاغل بنظم غَيره فَرَأى فِي مَنَامه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم منقبضا عَنهُ فَحصل لَهُ هم عَظِيم

فَأَشَارَ عَلَيْهِ بعض الصَّالِحين بِالرُّجُوعِ لما كَانَ عَلَيْهِ فامتثل وَأَنه ورد عَلَيْهِ بعد ذَلِك مطالعة من شخص يُقَال لَهُ ابْن ريحَان من خدام الْمَدِينَة فِيهَا أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ بلغ سلامى مُحَمَّد بن زين وَقل لَهُ إِنِّي رَاض عَنهُ وَيرجع لما كَانَ عَلَيْهِ ويقل من عشرَة النَّاس وَيَأْكُل من خبز الشّعير، وَكَذَا حُكيَ أَنه قَالَ فِي بعض نظمه مَا مَعْنَاهُ: أَن الله يرضى الْكفْر للْكفَّار فَطَلَبه الْعَيْنِيّ للإنكار عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ قد قَالَ جمَاعَة من الْعلمَاء أَن المُرَاد بالعباد فِي الْآيَة خَاص أَي لِعِبَادِهِ الْمُؤمنِينَ، ذكر ذَلِك النَّوَوِيّ فِي الْأُصُول والضوا بطفأ حضر التفاسير فَوجدَ الْحق مَعَه فَأكْرمه وعظمه وَالْبَيْت الْمشَار إِلَيْهِ هُوَ: (ويرضى لأهل الْكفْر كفرا وَإِن أَبَوا ... وَمَا كَانَ مَقْدُورًا فَلم يمحه الحذر) مَاتَ فِي مستهل ربيع الأول سنة خمس وَأَرْبَعين بعد رُجُوعه من الْحَج رَحمَه الله وإيانا. وَمن الظمه:) (تقطعت بمدى التبريح أوصالي ... كَأَن ذَاك النَّوَى بِالْقطعِ أوصالي) (أَصبَحت للعين منكورا وعرفني ... سقم كُسِيت بِهِ أَثوَاب أنحال) (أنظر لحالي تراني بالضنى عجبا ... تَغَيَّرت مِنْهُ بَين النَّاس أحوالي) (ومقلتي لم تزل بِاللَّيْلِ ساهرة ... ترعى النُّجُوم بإدبار وإقبال) وَعِنْدِي فِي معجمي والوفيات من نظمه غير هَذَا ونظمه سَائِر. مُحَمَّد بن أبي الزين أَبُو الطّيب القيرواني المغربي الْمَالِكِي. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: قدم مصر فِي سنة سبع وَتِسْعين فَنزل جَامع مصر ولازمنا مُدَّة وَفِيه يقظة ونباهة وَسمع مَعنا، وَحج فَسمع من إِبْرَاهِيم بن فَرِحُونَ من الشفا بِسَمَاعِهِ من الزبير بن عَليّ الأسواني ثمَّ حج فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَخرج مُتَوَجها فِي الْبَحْر فغرق بِالْقربِ من مَدِينَة حلي فِي صفر من الَّتِي تَلِيهَا، وَأَظنهُ لم يكمل الثَّلَاثِينَ، أَنْشدني أَبْيَات لِسَان الدّين بن الْخَطِيب الَّتِي قَالَهَا عِنْد مَوته بل وحَدثني بِحَدِيث من الشفا وَنحن بالمرج ظَاهر الْقَاهِرَة. وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن السَّابِق. هُوَ خَلِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود. أَخطَأ من سَمَّاهُ مُحَمَّدًا. مُحَمَّد بن سَالم بن حسن بن أَحْمد الطبربي الزناتي الإِمَام أَبُو عبد الله. مَاتَ بتونس فِي لَيْلَة عَاشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. أرخه ابْن عزم. مُحَمَّد بن سَالم بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الْعَبَّادِيّ الأَصْل القاهري الأزبكي الْمَاضِي أَخُوهُ إِبْرَاهِيم وَأحمد وَهَذَا أسن الثَّلَاثَة. مولده سنة خمس وَخمسين تَقْرِيبًا وَتسَمى حنفيا وَلَيْسَ بمحمود وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ ابْن الشّحْنَة فِي بيتيه الآتيين فِي خَدِيجَة الرحابية وَالْأَمر فَوق هَذَا. مُحَمَّد بن سَالم بن ذَاكر الْمَكِّيّ الصَّائِغ قريب الرئيس مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر.

مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن سَالم بن سَالم بن أَحْمد بن سَالم الشَّمْس الْمَقْدِسِي الأَصْل القاهري الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن سَالم. ولد فِي رَمَضَان سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ فحفظ الْقُرْآن وَكَانَ وَالِده فِي مَرضه استناب تِلْمِيذه الْعِزّ الْكِنَانِي فِي تدريس الجمالية والحسنية وَالْحَاكِم وَأم السُّلْطَان فَلَمَّا مَاتَ اسْتمرّ نَائِبا عَن لوده إِلَى أَن مَاتَ مَعَ تعاطيه مَعْلُوم النِّيَابَة وَلم يُمكنهُ من مباشرتها لقصوره وَعدم تأهله وَإِن ولاه قَاضِيا وَبعده ساعده الشَّمْس الأمشاطي حَتَّى بَاشَرَهَا مَعَ إِمَامَة الصالحية وَغَيرهَا من الْجِهَات وَحج فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وجاور اتلي بعْدهَا، وَهُوَ) خير متقلل قَانِع عفيف سليم الصَّدْر منجمع عَن النَّاس متواضع لَهُ إِلْمَام بالميقات وبشد المياكيب وَعِنْده مِنْهَا جملَة. مُحَمَّد بن سَالم بن مُحَمَّد الشَّمْس الرَّحبِي الْحلَبِي الْوَاعِظ إِمَام قانصوه اليحياوي. ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فلازم شَيخنَا فِي البُخَارِيّ ومقدمة شَرحه وَغير ذَلِك ثمَّ سمع مَعنا فِي سنة تسع وَخمسين بحلب على ابْن مقبل وحليمة ابْنة الشهَاب الْحُسَيْنِي وَعبد الْوَاحِد بن صَدَقَة فِي آخَرين، وَكُنَّا نعرفه بِعَدَمِ التَّحَرِّي والضبط ثمَّ بلغنَا بعد أَنه تكلم على الْعَامَّة وَإنَّهُ اخْتصَّ بقانصوه الْمشَار إِلَيْهِ وَكَانَ عِنْده بمَكَان حِين نيابته بحلب ثمَّ بِالشَّام ثمَّ كَانَ مَعَه بِبَيْت الْمُقَدّس حِين إِقَامَته بِهِ بطالا وَتَكَلَّمُوا فِيهِ كثيرا وفر من أميره لعظم جرمه. مُحَمَّد بن سَالم بن مُحَمَّد الْبَلَدِي شيخ المارستان بِمَكَّة. شيخ صَالح حصل من فتوح البيمارستان مَالا وأرسله للشام فَاشْترى بِهِ أَشْيَاء وَقفهَا عَلَيْهِ. وَمَات بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة أَرْبَعِينَ. أرخه ابْن فَهد. وَسَبقه شَيخنَا فَقَالَ فِي إنبائه: الشَّمْس مُحَمَّد الْبَلَدِي كَانَ خيرا دأبه الْمَشْي بَين النَّاس بالإصلاح بَينهم وتآليف قُلُوبهم وَبِيَدِهِ نظر البيمارستان بِمَكَّة فَكَانَ يخْدم الْفُقَرَاء ويبالغ فِي ذَلِك بِنَفسِهِ. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سلخ ربيع الأول فتألم النَّاس لفقده. مُحَمَّد بن سَالم الْموقع بِدِمَشْق. هُوَ الْمُحب بن عَليّ بن سَالم يَأْتِي. مُحَمَّد بن سراج بن مُحَمَّد بن سراج أَبُو الْقسم بن سراج عَالم الأندلس. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. مُحَمَّد بن سراج الدّين مُحَمَّد السلطاني العجمي أحد تجار مَكَّة. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة. مُحَمَّد بن سعد الله بن حُسَيْن إِمَام الدّين أَبُو السُّعُود الْفَارِسِي الأَصْل السلماسي الْحَنَفِيّ. لَهُ ذكر فِي أَبِيه.

مُحَمَّد بن سعد بن عبد الله القلعي أحد من عرف بِخِدْمَة الْمجد إِسْمَاعِيل القلعي وَيعرف بالزهر مِمَّن تردد لمَكَّة كثيرا ثمَّ قطنها وَسمع مني وَمن غَيْرِي أَشْيَاء. وَمَات بهَا فِي الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين. مُحَمَّد بن سعد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد. يَأْتِي فِي ابْن عبد الله بن سعد. مُحَمَّد بن سعد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان بن إِسْمَاعِيل الشَّمْس الطَّائِي الشَّافِعِي وَالِد الْعَلَاء الْمَاضِي وَيعرف بخطيب الناصرية، ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: إِنَّه ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين) وَسَبْعمائة وتفقه بعد أَن حفظ التَّنْبِيه على أبي الْحسن عَليّ البابي والكمال عمر بن العجمي وَالْجمال بن الحكم التيزيني وَسمع الحَدِيث من الْبَدْر بن حبيب وَغَيره وَولي خطابة الناصرية حَتَّى مَاتَ واشتهر بهَا، وَكَانَ كثير التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة سليم الصَّدْر. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن سعد الشَّمْس أَبُو عبد الله العجلوني الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. مَاتَ بِدِمَشْق فِي رَابِع عشري صفر سنة أَربع وَسبعين وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير وَكَانَ مسنا مدرسا عَالما مفتيا أحد نواب الحكم، مِمَّن أَخذ عَنهُ الطّلبَة. مُحَمَّد بن الشَّيْخ سعد الشَّمْس الْحَضْرَمِيّ الْمدنِي أَخُو أبي الْفرج المراغي لأمه، سمع على الْجمال الكازروني وَأبي الْفَتْح المراغي ورافق أَخَاهُ الْمشَار إِلَيْهِ فِي السّفر إِلَى الْقَاهِرَة فَسمع مَعَه على شَيخنَا أَشْيَاء. مَاتَ. مُحَمَّد بن سعد الزعيم. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن أبي سعد الْحجر بن عبد الْكَرِيم بن أبي سعد بن عبد الْكَرِيم بن أبي سعد بن عَليّ بن قَتَادَة الحسني الْمَكِّيّ الشهير بِابْن الْحجر بِفتْحَتَيْنِ. مَاتَ مقتولا بالينبوع فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. مُحَمَّد بن سعد الدّين جمال الدّين ملك الْمُسلمين من الْحَبَشَة. مضى فِي ابْن أبي البركات. مُحَمَّد بن أبي السُّعُود بن أبي الْفضل أَبُو الْفَتْح الْمرْجَانِي الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. مُحَمَّد بن سعيد بن أَحْمد الْجمال الذبحاني الْمذْحِجِي الْيَمَانِيّ الْعَدنِي. من صلحاء الْيمن هُوَ وَأَبوهُ. كَانَ صوفيا مُبَارَكًا، تفقه فِي بدايته واشتغل واجتهد ودرس قَلِيلا ثمَّ تصوف وَغلب عَلَيْهِ التصوف وطالع كتبه وَعمل السماع. وَكَانَ منجمعا قَلِيل الْخلطَة لَا يخرج إِلَّا للْجُمُعَة أَو لدَعْوَة كثير الْأنس بالغرباء والاستفادة مِنْهُم وللعامة فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير، واقتنى كتبا كَثِيرَة وَكتب رسائل فِي التصوف

غير سَالِمَة من الْخلَل اللَّفْظِيّ وَلَا يقبل مِمَّن يرشده إِلَى الصَّوَاب بل يتَكَلَّف لتوجيه مَا يبديه. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسبعين وَقَالَ لي عبد الله بن عبد الْوَهَّاب الكازروني الْمدنِي وَهُوَ مِمَّن لقِيه إِنَّه مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه. مُحَمَّد بن سعيد بن أبي بكر بن صلح الْمدنِي. مِمَّن أَخذ عني بِالْمَدِينَةِ. مُحَمَّد بن سعيد بن عبد الله الشَّمْس الصَّالِحِي نِسْبَة للصالح صَالح بن النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون) لكَون وَالِده وَهُوَ عبد أسود مولى لبشير الجمدار مولى للصالح فنسب لمولى مَوْلَاهُ، ويلقب صَاحب التَّرْجَمَة لسواده سويدان، قَرَأَ الْقُرْآن وَكَانَ ذَا صَوت شجي ونغمة حَسَنَة فَصَارَ يقْرَأ فِي الأجواق تِلَاوَة ويتردد إِلَى الطواشية بالقلعة فَسمع الظَّاهِر برقوق صَوته فأعجبه فرتبه إِمَامه بِالْقصرِ فِي الْخمس مَعَ غَيره وَجعل لَهُ مَعْلُوما سنيا ثمَّ أم بولده النَّاصِر فرج بعده وحظي فِي أَيَّامه بِحَيْثُ ولاه الْحِسْبَة بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة غير مرّة وَاسْتمرّ على الْإِمَامَة حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَقد زَاد على السّبْعين. ذكره المقريزي فِي عقوده وَشَيخنَا فِي إنبائه وَهُوَ آخر الْحِلْية من تلامذة خَلِيل المشبب وَمِمَّنْ قَرَأَ مَعَ الززاري وَابْن الطباخ وَكَانَت بِيَدِهِ مشيخة العلائية. مُحَمَّد بن سعيد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن كبن بِفَتْح الْكَاف ثمَّ مُوَحدَة مُشَدّدَة وَآخره نون ابْن عمر بن عَليّ بن إِسْحَاق بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْجمال الْقرشِي الطَّبَرِيّ الأَصْل الْيَمَانِيّ الْعَدنِي الشَّافِعِي القَاضِي ربيب القَاضِي محب الدّين الطَّبَرِيّ وَيعرف بِابْن كبن. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة بعدن من الْيمن، وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ كَمَا وجده النفيس الْعلوِي بِخَطِّهِ فِي فنون شَتَّى على قَاضِي عدن الرضي أبي بكر بن مُحَمَّد الحبيشي وَعلي بن مُحَمَّد الأقعش الزبيدِيّ والعفيف عبد الله بن عَليّ أَبَا حَاتِم الشحري وَأبي بكر بن مُحَمَّد الكتع البَجلِيّ وَعلي بن مُحَمَّد الجميعي وَسليمَان بن إِبْرَاهِيم العرري الكلبرجي وَأبي بكر بن مُحَمَّد الفراع النَّحْوِيّ الشَّافِعِي وَعلي بن أَحْمد بن مُوسَى الجلاد والنفيس الْعلوِي وَأبي بكر بن عَليّ اليافعي الحريري وَعلي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّافِعِي بِمَدِينَة زبيد قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْحَاوِي والشهاب بن الرداد وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي الْخَيْر الشماخي وَعلي بن عبد الْعَزِيز الْمصْرِيّ والشهاب أَحْمد اللاوي الْبَصْرِيّ وَالْجمال مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن الْجُنَيْد الأموسي وأخيه النفيس سُلَيْمَان وَمُحَمّد بن عَليّ النويري القَاضِي وَأبي بكر بن مُحَمَّد البرني الزبيدِيّ النَّحْوِيّ، وَحج فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَاجْتمعَ بالأبناسي فِي أَوَاخِر شوالها وَحضر مجلسين أَو ثَلَاثَة من

تدريسه وَأَجَازَ لَهُ ثمَّ فِي سنة ثَلَاث فَاجْتمع بِابْن صديق وَالْجمال مُحَمَّد بن سعيد من ذُرِّيَّة البوصيري وَنصر الله العثماني والبرهاني البيجوري وأجازوه أَيْضا وَلبس خرقَة التصوف من إِسْمَاعِيل الجبرتي وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَابْن الشرائحي وَآخَرُونَ، وَخرج لَهُ التقي بن فَهد أَرْبَعِينَ حَدِيثا، وَمهر فِي الْفِقْه وتصدى للتدريس والافتاء وَعمل الدّرّ النظيم فِي شرح بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم ومفتاح الْحَاوِي الْمُبين عَن النُّصُوص والفخاوي وَهُوَ نكت على الْحَاوِي الصَّغِير مُفِيد) والرقم الجمالي فِي شرح اللآلي فِي الْفَرَائِض إِلَى غَيرهَا من نظم ونثر، وَولي قَضَاء عدن نَحْو أَرْبَعِينَ سنة تخللتها ولَايَة القَاضِي عِيسَى اليافعي مدَدا مُتَفَرِّقَة، وَكَانَ إِمَامًا عَالما فَاضلا فَقِيها مشاركا فِي عُلُوم كَثِيرَة مُجْتَهدا فِي خدمَة الْعلم بِحَيْثُ لَا ينَام من اللَّيْل إِلَّا الْقَلِيل كثير المذاكرة مَعَ خفض الْجنَاح ولين الْجَانِب وَحسن التأني والإصلاح بَين الْخُصُوم والمداراة وَحسن الظَّن والعقيدة فِي الْفُقَرَاء مُعْتَقدًا فِي بِلَاد الْيمن بأسره فِي التدريس وَالْفَتْوَى والْحَدِيث شَدِيد التَّحَرُّز فِي النَّقْل جيد الْحِفْظ حاد القريحة بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ. مَاتَ فِي سَابِع رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بعدن وأسف النَّاس عَلَيْهِ، وَمِمَّنْ لقِيه مِمَّن لَقِينَاهُمْ الْجمال مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب اليافعي والمحب الطَّبَرِيّ إِمَام المقامي وَابْن عطيف وَلَزِمَه حَتَّى مَاتَ. وَحكى لي عَنهُ أَنه ورد فِي تَاسِع عشري رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين إِلَى القَاضِي وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن جَمِيع قَاصد من جِهَة الْمَنْصُور عبد الله بن النَّاصِر أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بِالْقَبْضِ عَليّ وَيُؤْخَذ مني ألف دِينَار قَالَ فكتم ابْن جَمِيع ذَلِك إِلَى بعد صَلَاة الْعِيد وَأرْسل إِلَيّ بأَرْبعَة رسمهم عَليّ وَأَن أقيم ضَامِنا قَالَ فأقمت ضَامِنا ومكنت فِي الترسيم وَأَنا فِي منزلي مُدَّة ثمَّ ضيق عَليّ فِي طلب المَال فاستمهلت إِلَى صَبِيحَة الْيَوْم الثَّانِي ثمَّ التجأت بعد صَلَاة الظّهْر إِلَى الله وَأَنا مُتَوَجّه إِلَى الْقبْلَة ونظمت هَذِه الأبيات: (مَالِي سوى جاه النَّبِي مُحَمَّد ... جاه بِهِ أحمى وأبلغ مقصدي) (فلكم بِهِ زَالَ العنا عني وَقد ... أعدمت فِي ظن العذول المعتدي) (وَلكم بِهِ نلْت المنى من كل مَا ... أبغيه من نيل العلى والسودد) (يَا عين كفي الدمع لَا تذرينه ... من ذَا الأوان واحبسي بل اجمدي) (يَا نفس لَا تأسي أسى وتأسفا ... فلنعم وصف الصابر المتجلد) (يَا قلب لَا تجزع وَكن خير امْرِئ ... أضحى يرجي غَارة من أَحْمد)

(فَعَسَى توافيك الغوائر ممسيا ... وَلَعَلَّ تَأْتِيك البشائر فِي غَد) قَالَ فَلَمَّا فرغت من نظمها والورقة فِي يَدي ألْقى عَليّ نوم غَالب فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصاحبيه أَبَا بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا وَقد دخلا عَليّ فَقبلت يَد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْيُمْنَى فَرفع بِيَدِهِ الْيُمْنَى رَأْسِي من تَحت ذقني فَرفعت رَأْسِي وأطرقت ثمَّ قَالَ وَهُوَ قَائِم قد جئْنَاك مغيرين والزم الصَّلَاة عَليّ فِي كل لَيْلَة ألف مرّة فانتبهت فَرحا مَسْرُورا فَمَا مضى النَّهَار حَتَّى وصل الْعلم بِأَن الْمَنْصُور على خطه وَأَنه أَمر الْحُكَّام بالنغر بِإِطْلَاق المحبوسين ظلما والمرسم عَلَيْهِم بِغَيْر) وَجه فأفرج عني الترسيم وَلم يلبث الْمَنْصُور أَن مَاتَ بعد ثَلَاثَة أَيَّام أَو نَحْوهَا وَفرج الله عني ببركة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَمعتهَا من ابْن عطيف وسمعها النَّجْم بن فَهد من الْجمال اليافعي وَكِلَاهُمَا مِمَّن سَمعهَا من صَاحب التَّرْجَمَة، وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار جدا وَقَوله وَلَعَلَّه قَارب الثَّمَانِينَ سَهْو، وَكَذَا ذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ فِي كِتَابه اسْتِطْرَادًا وَقَالَ إِنَّه أَخذ عَنهُ وَأحسن تَرْجَمته وأرخه فِي يَوْم الْأَحَد ثامن رَمَضَان. مُحَمَّد بن سعيد بن أبي الْفَتْح. يَأْتِي قَرِيبا. مُحَمَّد بن سعيد بن فلاح بن عمر القباني التَّاجِر. لَهُ ذكر فِي وَلَده يحيى. مُحَمَّد بن سعيد بن كبن جمال الدّين. مضى فِيمَن جده عَليّ بن مُحَمَّد قَرِيبا. مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد بن سعيد بن مُوسَى بن الزموري المغربي النامردي نزيل مَكَّة وَشَيخ رِبَاط الْمُوفق بهَا وَيعرف فِي بَلَده بِابْن سارة وَهِي أم أَبِيه. ولد فِي حُدُود سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِبِلَاد لازمور من بِلَاد الْمغرب الْأَقْصَى وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على عبد الله بن سعيد الدكالي الشَّيْخ الصَّالح وتفقه بعالم بِلَاده الْقسم بن إِبْرَاهِيم وأخيه أَحْمد وَقدم تونس فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأقَام بهَا إِلَى أَن انْفَصل عَنْهَا صُحْبَة الركب فِي مستهل رَجَب سنة خمس وَثَلَاثِينَ فَقدم مَكَّة فِي موسمعها فقطنها وَولي مشيخة رِبَاط الْمُوفق بهَا قبل الْأَرْبَعين حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ كثير التِّلَاوَة صلبا فِي دينه لَا يعرف الْهزْل فضلا عَن الْكَذِب. مَاتَ فِي صفر سنة سِتِّينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ خَارج بَاب أجياد من الْحرم ثمَّ ثَانِيًا بالمعلاة وَدفن بهَا، وَوَصفه ابْن عزم بشيخنا وَفِي مَوضِع بفقيهنا. مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن يُوسُف فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن الْجمال بن الْفَتْح أبي الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ ابْن قَاضِي الْمَدِينَة وأخو عَليّ قاضيها الماضيين وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والشاطبية والقدوري والمنار وألفية النَّحْو، وَعرض عَليّ الأبشيطي وَأبي الْفرج المراغي وَغَيرهمَا كالأميني الأقصرائي حِين دخل الْقَاهِرَة صُحْبَة وَالِده سنة إِحْدَى وَسبعين بل أَخذ عَنهُ شرح الْمجمع لِابْنِ فرشتا تقسيما

وَكَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم وَالشَّمَائِل وَغَيرهمَا، وتكرر دُخُوله للقاهرة بِحَيْثُ أَخذ عَن الصّلاح الطرابلسي وَقَرَأَ على الْبُرْهَان الكركي الشفا وَحضر دروسه واشتغل على وَالِده بل قَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَكَذَا الشفا، وَحضر فِي الْعَرَبيَّة عِنْد الأبشيطي وَسمع الْكثير على أبي الْفرج المراغي بل قَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَأخذ عَن الشَّيْخ حميد الدّين النعماني فِي أَيَّام الْمَوْسِم، وَسمع مني بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ متحرك بِالنِّسْبَةِ لِأَخِيهِ وباشر الْحِسْبَة وَالْقَضَاء عَن أَبِيه ثمَّ عَن أَخِيه وَكَذَا عَن شاهين) الجمالي. مُحَمَّد بن سعيد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن مَسْعُود. مُحَمَّد بن سعيد الشَّمْس الصَّالِحِي سويدان. مضى فِيمَن جده عبد الله. مُحَمَّد بن سعيد الشَّمْس الْوراق أَبوهُ وَأحد التُّجَّار هُوَ. سَافر لمَكَّة وَغَيرهَا وَأَظنهُ نسب لجده. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمَا أَظُنهُ بلغ الْخمسين وَكَانَ طائشا رَحمَه الله. مُحَمَّد بن سعيد التّونسِيّ وَيعرف بالغافقي من نظرا أبي الْقسم القسنطيني ترافقا فِي الْأَخْذ عَن يَعْقُوب الزغبي وَغَيره مِمَّن تقدم فِي الْفِقْه، ودرس وَأفْتى وانتفع بِهِ النَّاس. مَاتَ بعد السِّتين. مُحَمَّد بن سعيد جبروه الحبشي جمال الدّين الْقَائِد نَائِب مَكَّة عَن السَّيِّد بَرَكَات. مَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد وَقَالَ: كَانَ شكلا حسنا. مُحَمَّد بن سعيد المغربي الضَّرِير. مَاتَ بِمَكَّة أَيْضا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَبَلغنِي أَنه كَانَ مُقيما برباط خوزي مُشْتَمِلًا على فَضَائِل من فقه وَنَحْو وَصرف وَغَيرهَا وَأَنه أعرض عَن الدُّنْيَا وَتوجه إِلَى الله تَعَالَى متجردا خَائفًا باكيا حَتَّى مَاتَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ. مُحَمَّد بن سعيد الْغَزِّي نزيل مَكَّة وَيعرف بالمجرد. كَانَ متعبدا وَفِيه سماح وكرم نفس وبلغنا مَا مَعْنَاهُ أَنه دخل بِلَاد الْعَجم وجال فِيهَا نَحْو أَربع عشرَة سنة وضاق خاطره بهَا لكَونه لَا يعرف لسانهم فتعلمه وَنسي كَلَام الْعَرَب وَأَنه أَرَادَ بعد ذَلِك استعلامهم فَمَا عرف مَا قَالُوا، وَتردد لليمن مَرَّات وَصَحب بهَا جمَاعَة صالحين ونال بهَا برا طالا إِلَى أَن أدْركهُ الْأَجَل بتعز بعد قدومه إِلَيْهَا من مَكَّة بِقَلِيل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَعشْرين وَدفن بمقبرة الأجناد وَقد بلغ السّبْعين أَو جازها. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. مُحَمَّد بن سفرشاه الخواجا الشَّمْس العجمي نزيل مَكَّة. كَانَ شَيخا بهيا يذكر بِعبَادة كَثِيرَة من طواف وتلاوة ومطالعة سِيمَا فِي كَلَام الصُّوفِيَّة وإكرام للْفُقَرَاء وَغَيرهم وَهُوَ مِمَّن لَهُ حسن اعْتِقَاد فِي عبد الْمُعْطِي المغربي. مَاتَ فِي لَيْلَة سَابِع ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ رَحمَه الله.

مُحَمَّد بن سَلامَة بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي مُحَمَّد بن عَليّ بن صَدَقَة الشَّمْس الأدكاوي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن سَلامَة. ولد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بادكو وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَبَعض الرسَالَة لِابْنِ أبي زيد على مَذْهَب وَالِده ثمَّ تحول شافعيا وَحفظ الْمِنْهَاج وَعرضه فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَرَجَب سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ على الْعلم البُلْقِينِيّ وقريبه أبي السعادات والجلالين) الْمحلى وَابْن الملقن والمناوي والسراجين الْعَبَّادِيّ والوروري والكمال إِمَام الكاملية وَالْفَخْر عُثْمَان المقسي وَابْن الديري وَابْن قرقماس وَآخَرين وتفقه ببلديه رَمَضَان أحد أَصْحَاب الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الأدكاوي وَأخذ عَنهُ أَيْضا فِي الْفَرَائِض والأصلين والعربية وَبِه انْتفع وتهذب بهديه وطريقته فِي السلوك وَنَحْوه ثمَّ ارتحل لفوة فَأخذ عَن الْبَدْر بن الْخلال كتبا كالمنهاج والتنبيه وتصحيحه للنووي وتهذيب التَّنْبِيه ومطلب الطَّالِب النبيه للبكري بحثا لكلها ولازمه أَربع سِنِين فِي شرح الدَّمِيرِيّ والجمل للزجاجي وَغير ذَلِك فِي الْفِقْه وأصوله والنحو وَحضر تَقْسِيم التَّنْبِيه على السراج الْعَبَّادِيّ وَقَرَأَ فِي الْمِنْهَاج على الزين زَكَرِيَّا وَسمع من شَرحه للبهجة دروسا وَكَذَا أَخذ النَّحْو عَن وَالِده وَعَن الْفَقِيه شمس الدّين بن الترس قَرَأَ عَلَيْهِ الجرومية والملحة وألفية ابْن ملك وَعنهُ أَيْضا أَخذ الرحبية وَغَيرهَا فِي الْفَرَائِض بل أَخذ الْفَرَائِض والحساب حَتَّى استوفى النزهة لِابْنِ الهائم مَعَ الْحَاوِي الفرعي وَشَرحه عَن إِسْمَاعِيل اليمني الزبيدِيّ وَفِي علم الْكَلَام أَيْضا عَن غير من ذكر وَفِي الْمنطق عَن بعض الطّلبَة والتصوف عَن أبي الْفَتْح الفوي وَقَرَأَ عَلَيْهِ رسَالَته بِالْقَاهِرَةِ مرَّتَيْنِ وعَلى الشهَاب المتيجي الشفا وَالتَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وَأكْثر الصَّحِيح وعَلى إِمَام الكاملية بعض بداية الْهِدَايَة للغزالي وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة وعَلى بعض الْفُضَلَاء فِي شرح جمع الْجَوَامِع للمحلى وعَلى القَوْل البديع وترجمة النَّوَوِيّ وأماكن من كتب وَجَمِيع شَرحه لأبي شُجَاع الْمُسَمّى النِّهَايَة فِي شرح كتاب الْغَايَة وَغير ذَلِك وَحضر عِنْدِي فِي الْإِمْلَاء وَتردد لكل من عبد الرَّحِيم الأبناسي وَابْن قَاسم وَغَيرهمَا وَمهر وتميز وَأذن لَهُ ابْن الْخلال فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ فِي تدريس الْفِقْه والعربية وَكَذَا أذن لَهُ غَيره وكتبت لَهُ إجَازَة هائلة، وانتفع بِهِ أهل بَلَده بل وَبَعض الواردين وَكتب على أبي شُجَاع شرحا قرضه لَهُ كل من ابْن الْخلال بعد قِرَاءَته لَهُ عَلَيْهِ والعبادي وَعرض عَلَيْهِ الْمَنَاوِيّ قَضَاء بَلَده فَأبى، وَحج غير مرّة أَولهَا فِي سنة تسع وَسِتِّينَ ولازم بِأخرَة أَخذ

قماش مَعَه مَعَ عدم حَظّ لَهُ فِي ذَلِك لغَلَبَة سَلامَة الْفطْرَة عَلَيْهِ وَكَونه فِي أَكثر أوقاته مُتَوَجها وَتَمَادَى فِي ذَلِك حَتَّى سَافر من مَكَّة لهرموز بمتجر أَكثر مِمَّا استدانه فَبَاعَهُ أكْرم بيع وأكرمه صَاحبهَا وَعَاد على أحسن وَجه فَخرج عَلَيْهِم السراق فسلبوهم فتوصل لعدن فَأكْرمه ابْن طَاهِر وتبضع من هُنَاكَ وَركب الْبَحْر رَاجعا راجيا الاستشراف على وَفَاء دينه فَمَاتَ على ظهر الْبَحْر فِي أثْنَاء سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَدفن هُنَاكَ، وتأسفنا على فَقده فقد كَانَ فِي الصّلاح وَالْخَيْر بمَكَان مِمَّن كنت أستأنس بلحظه وَأسر باغتباطي بِهِ رَحمَه الله وعوضه وإيانا الْجنَّة.) ::: مُحَمَّد بن سَلامَة أَبُو عبد الله التوزري المغربي ثمَّ الكركي نزيل الْقَاهِرَة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: اشْتغل كثيرا وهر فِي الْأُصُول والمعقول والتصوف وَصَحب الظَّاهِر برقوق لما سجن بالكرك، وَقدم عَلَيْهِ الْقَاهِرَة بعد عوده إِلَى السلطنة فأنزله بَيت الدوادار وَبَالغ فِي إكرامه بِحَيْثُ أَنه كَانَ إِذا أَرَادَ الِاجْتِمَاع بِهِ أرسل إِلَيْهِ من مركوبه الْفَحْل المطهم بالسرج الذَّهَب والكنبوش الزركش مَعَ كَونه لابسا مسحا أسود. وَكَانَ دَاعِيَة إِلَى مقَالَة ابْن عَرَبِيّ وَوَقعت لَهُ مَعَ شَيخنَا البُلْقِينِيّ منازعات، اجْتمعت بِهِ وَسمعت كَلَامه. وَمَات فِي ربيع الأول سنة سِتّ. وَقَالَ غَيره إِن السُّلْطَان كَانَ يجلسه فَوق القَاضِي الشَّافِعِي وَأَنه لم يكن يقبل من أحد شَيْئا من المَال وَلَا عدل عَن لبس العباءة. قَالَ المقريزي وَالنَّاس فِيهِ بَين مفرط فِي مدحه ومفرط فِي الغض مِنْهُ، وَلما مَاتَ تولى يلبغا السالمي تَجْهِيزه وَبعث إِلَيْهِ السُّلْطَان بِمِائَتي دِينَار للْقِرَاءَة على قَبره أسبوعا وَنَحْو ذَلِك. مُحَمَّد بن سَلامَة الْحَنَفِيّ. سمع على ابْن صديق وَابْن ظهيرة وَكَأَنَّهُ ابْن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَحْمد بن عمر بن سَلامَة الْمَاضِي نسب لجده الْأَعْلَى. مُحَمَّد بن سُلْطَان بن أَحْمد الْكَمَال الدِّمَشْقِي أَخُو إِبْرَاهِيم وَأبي بكر الْمَذْكُورين. مِمَّن يَنُوب فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق وأجزت لِوَلَدَيْهِ قطب الدّين مُحَمَّد ومحيي الدّين عبد الْقَادِر. مُحَمَّد بن سُلْطَان القادري. هُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى بن سُلْطَان نسب لجده. مُحَمَّد بن سلمَان بن عبد الله الشَّمْس الْحَرَّانِي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْخَرَّاط. أَصله من الشرق وَقدم بِهِ أَبوهُ وَهُوَ طِفْل فسكن حماة فولد لَهُ ابْنه هَذَا فتعانى أَولا صَنْعَة الخرط ثمَّ تَركهَا وَأَقْبل على الْعلم فَأخذ عَن الشّرف يَعْقُوب خطيب القلعة وَالْجمال أبي المحاسن بن خطيب المنصورية بحماة وزوجه أُخْته وبدمشق عَن الزين عمر بن مُسلم الْقرشِي، ودأب حَتَّى حصل من كل فن طرفا جيدا، وَقدم حلب بعد التسعين فَنزل بِالْمَدْرَسَةِ الصلاحية وناب فِي الحكم عَن

نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْحَمَوِيّ ابْن خطيب نقيرين ثمَّ عَن الشّرف أبي البركات الْأنْصَارِيّ ثمَّ عَزله وولاه قَضَاء الرها فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ ولي قَضَاء بَاب بزاعا فَكَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهَا من حلب فَلَمَّا مَاتَ الشَّمْس بن النابلسي اسْتَقر فِي نِيَابَة الْقَضَاء بحلب عوضه ثمَّ ولاه القَاضِي نصف تدريس النورية التقوية شَرِيكا لأَوْلَاد النابلسي وباشرها أصلا ونيابة ثمَّ استق بِجَمِيعِهِ بعد، وَاسْتمرّ يُفْتِي ويدرس بل خطب بالجامع الْكَبِير نِيَابَة عَن ابْن الشّرف الْأنْصَارِيّ، وَكَانَ فَقِيها فَاضلا دينا ذكيا شَدِيدا فِي أَحْكَامه مَعَ حِدة فِي خلقه جفاه بعض النَّاس لَهَا، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْن خطيب الناصرية وترجمه، وَتَبعهُ شَيخنَا) فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَقَالَ إِنَّه ولي عدَّة تداريس. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع ربيع الأول سنة سِتّ بفالج عرض لَهُ قبل بِيَوْم واضطراب وإسكات. وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن جوَار قبر الشهَاب الْأَذْرَعِيّ خَارج بَاب الْمقَام رَحمَه الله. مُحَمَّد بن سلمَان بن مُحَمَّد الشَّمْس الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي الصُّوفِي القادري نزيل الْقَاهِرَة. ولد فِي حُدُود الْخمسين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره، وَعرض بعض محفوظاته فِي سنة خمس وَسِتِّينَ على الْعِمَاد الحسباني وَأَجَازَ لَهُ، وَطلب الْعلم ولازم التَّاج السُّبْكِيّ وَفتح الدّين بن الشَّهِيد والعماد ابْن كثير وَسمع مِنْهُ مُصَنفه فِي عُلُوم الحَدِيث وَفِي فضل الْجِهَاد وَكتب لَهُ إجَازَة حَسَنَة وَسمع على أبي عبد الله بن جَابر وَأبي جَعْفَر الغرناطي البديعية وَشَرحهَا بل والشاطبية بِقِرَاءَة ابْن الْجَزرِي ورافقه على عدَّة مَشَايِخ وَكَذَا رافق الْجلَال بن خطيب داريا وتخصص بِهِ وَكتب عَنهُ أَكثر شعره، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: وَكَانَ حسن الأدراك فِي وزن الْأَدَب كثير الْمَحْفُوظ للشعر خُصُوصا الحكم وَذكر لي أَنه صحب شخصا يُقَال لَهُ عبد الْوَهَّاب فسلكه، ثمَّ سكن الْقَاهِرَة بعد الثَّمَانِينَ وَاسْتمرّ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة عشْرين، وَكَانَ فِي أَكثر أَحْوَاله ضيق الْيَد وَرُبمَا تكسب من الْكتب، أجَاز فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد. قلت فِي سنة مَوته وَوَصفه بَعضهم بالصوفي شيخ زَاوِيَة نَاصِر الدّين الْحِمصِي بجوار الدكة من المقس كَانَ، وَرَأَيْت بِخَطِّهِ قِطْعَة من تَهْذِيب النُّفُوس للسعودي الْحَنَفِيّ وَوصف نَفسه بالصوفي بِسَعِيد السُّعَدَاء وَشَيخ رِبَاط الْحِمصِي بجوار الدكة من ضواحي الْقَاهِرَة، وأرخ كِتَابَته لَهُ فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَإِن ولَايَته للمشيخة عقب احتراق يُوسُف ابْن عبد الْقَادِر الْحَنْبَلِيّ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن سلمَان بن مُحَمَّد الشَّمْس الشنباري القاهري الشَّافِعِي. قَرَأَ

الْقرَاءَات وَقَرَأَ على الديمي فِي البُخَارِيّ من نُسْخَة بِخَطِّهِ وَكَذَا قَرَأَ عَليّ فِيهِ، وَحج سنة السُّلْطَان صُحْبَة ابْنة الْعلم البُلْقِينِيّ وَكَانَ منزلا فِي سبعها وَرُبمَا أَقرَأ الْأَبْنَاء. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْملك الشَّمْس بن الْعلم القاهري الأَصْل الدمياطي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْفَقِيه سُلَيْمَان وَأَبوهُ بالسنباطي. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بدمياط وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَهُوَ ابْن تسع سِنِين وَشهر، والعمدة فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا والمنهاج الفرعي وَعرض على نَاصِر الدّين بن الميلق وَجَمَاعَة وَبحث على قَاضِي بَلَده التَّاج عَتيق وتعاني نظم الشّعْر من غير تقدم اشْتِغَال لَهُ فِي الْعرُوض والنحو مَعَ كَون كُله مَوْزُونا وَعدم اللّحن) فِيهِ، لقِيه ابْن فَهد والبقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بدمياط وكتبا عَنهُ أَشْيَاء مِنْهَا: (إِن التَّوَاضُع أصل كل جميل ... وَالْعلم يُوجب عز كل ذليل) (من كثرته النَّفس فَهُوَ مقلل ... فَالنَّفْس فِي القرناء شَرّ خَلِيل) (وَالْعقل أعظم نعْمَة تَأتي الْفَتى ... من ربه فالعقل خير دَلِيل) ونظم المولد النَّبَوِيّ وَأَشْيَاء، وَكَانَ خيرا بهيا منورا ذَا سكينَة ووقار. مَاتَ بدمياط فِي سادس عشري ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَأَرْبَعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عمر بن غَنَّام الشَّمْس بن الْعلم البرنكيمي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ ابْن أخي الشّرف مُوسَى وَأحد نواب الْحَنَفِيَّة بِمَجْلِس الواجهة من بولاق. ولد فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبوهُ قبل استكماله شَهْرَيْن فَنَشَأَ فِي كَفَالَة عَمه سِيمَا وَقد تزوج أمه وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ بتحنفه لكَون وَالِده كَانَ أحد طلبة درس خشقدم بالأزهر فَفعل وَاسْتقر عوضه فِيهِ واشتغل عِنْده فِي النَّحْو وَكَذَا فِي فقه الْحَنَفِيَّة وَرُبمَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن الزين قَاسم حِين سكنه ببولاق وَحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْقَدُورِيّ وَحج وجاور واستنابه ابْن الشّحْنَة فَمن بعده وَأذن لَهُ ابْن الأخميمي فِي الْجُلُوس بسوق الرَّقِيق يومي السُّوق. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن حَامِد بن مَحْمُود بن حَامِد الشَّمْس أَبُو عبد الله الْحَرَّانِي ثمَّ الْأَذْرَعِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. ولد سنة خمسين وَسَبْعمائة بأرعات واشتغل ولازم الشُّيُوخ الْكِبَار والزهاد الْأَخْبَار كَأبي بكر الْموصِلِي وَمُحَمّد الْجمال والتاج السُّبْكِيّ وَكَانَ يذكر أَنه سمع مِنْهُ الْكثير وَسمع من أبي مُحَمَّد عبد الرَّحِيم بن غَنَائِم بن إِسْمَاعِيل التدمري فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ صَحِيح مُسلم

أنابه أَبُو الْحسن عَليّ بن مَسْعُود بن نَفِيس وَأَبُو الْفضل بن عَسَاكِر حضورا عَلَيْهِمَا فِي الرَّابِعَة وَحدث بِهِ سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء والحفاظ، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ النَّجْم بن فَهد وَسكن مَسْجِد بني الفرفور بالعناية يؤم فِيهِ ويؤدب بِهِ الإبناء وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير، وَكَانَ خيرا مديما للتلاوة حَافِظًا لكثير من التَّارِيخ وَالشعر. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة منتصف ربيع الأول سنة أَرْبَعِينَ بِدِمَشْق وَدفن بمقبرة بَيت لهيا وَكَانَت جنَازَته حافلة. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمَّاد الشَّمْس السكندري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن حَمَّاد. كَانَ بارعا فِي الْفَرَائِض والحساب أخذهما عَن الشَّمْس جنيبات وَفِي علم الْمِيقَات وَكَذَا فِي الشُّرُوط أخذهما عَن شعْبَان ولد الشَّمْس شَيْخه وتكسب بهَا، وباشر فِي جَامع صَفْوَان بل يقْرَأ فِيهِ البُخَارِيّ، وَكَانَ خيرا) خج وجاور ثمَّ عَاد فبمجرد وُصُوله لمنزله مَاتَ وَذَلِكَ فِي مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسبعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن دَاوُد الْبَدْر أَبُو المكارم بن الْعلم أبي الرّبيع المنزلي الأَصْل الدمياطي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وخطيب القجماسية المستجدة بهَا. ولد فِي منتصف رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثانمائة بدمياط وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج والتمهيد للأسنوي وألفية ابْن ملك وفصيح ثَعْلَب وَأخذ عَن أَبِيه وَحج فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ من الْبَحْر وجاور نَحْو ثَلَاثَة أشهر ولازم فِي الْقَاهِرَة الْجَوْجَرِيّ بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج وسَمعه أَيْضا مَعَ التَّنْبِيه فِي التَّقْسِيم بل تفهم مِنْهُ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو وَأذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس وأرخ ذَلِك بشعبان سنة خمس وَثَمَانِينَ، وَاسْتقر بعد أَبِيه فِي تدريس الناصرية بدمياط وَكَذَا فِي نظرها وَنظر المسلمية وَبعد موت النابلسي فِي مشيخة قراقوش بخان السَّبِيل وَفِي خطابة القجماسية أول مَا فتحت. وانعزل عَن النَّاس مَعَ يبس وفاقة وديانة ومزيد تحر بِحَيْثُ لَا يَأْكُل عِنْد أحد من الْأُمَرَاء وَنَحْوهم غَالِبا شَيْئا، وَقد لخص الأغاني لأبي الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ، وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَيّ بِسَبَبِهَا ويستحضر مِنْهَا وَمن أشباهها فَوَائِد يذاكر بهَا، وَآل أمره إِلَى أَن رغب عَن الخطابة للخطيب الوزيري ثمَّ سَافر فِي أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين لزيارة دمشق فاستعاد وظيفته. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن بشر بن عمرَان بن أبي بكر الْجمال أَبُو عبد الله اعلجزولي المغربي ثمَّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. ولد فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي بعْدهَا بجزولة من أَعمال الْمغرب وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين أَو نَحْوهَا فتجول مَعَ أَخِيه عِيسَى بمراكش فأكمل بهَا حفظ الْقُرْآن وَأقَام بهَا سِتَّة عشر عَاما يشْتَغل فِي الْفِقْه

والعربية والحساب على أبي الْعَبَّاس الحلفاني وأخيه عبد الْعَزِيز قاضيها وَآخَرين ثمَّ انْتقل صحبته أَيْضا إِلَى فاس فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ فَأَقَامَ بهَا أشهرا اجْتمع فِيهَا بِعَبْد الله العبدوسي وَغَيره وَكَذَا دخل صحبته أَيْضا تلمسان فِي أول سنة أَرْبَعِينَ وَأقَام بهَا نَحْو ثَمَانِيَة أشهر اجْتمع فِيهَا بِمُحَمد بن مَرْزُوق وَأبي الْقسم العقباني وَأبي الْفضل بن الإِمَام وَآخَرين وَلَقي بتونس حِين دَخلهَا فِي سنة أَرْبَعِينَ أَبَا الْقسم الْبُرْزُليّ وَغَيره وبطرابلس يحيى الْقُدسِي وبالقاهرة فِي أَوَاخِر سنة أَرْبَعِينَ الْبِسَاطِيّ وَغَيره، وَسمع الحَدِيث فِي كثير من الْبِلَاد، وَدخل مَكَّة فِي موسم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين ثمَّ سَافر مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَة فجاور بهَا إِلَى أثْنَاء سنة اثْنَتَيْنِ ثمَّ عَاد لمَكَّة وتأهل بهَا ورزق الْأَوْلَاد وتصدى للتدريس بهما مَعَ الْإِفْتَاء وَأخذ عَنهُ الأماثل) وَعرض عَلَيْهِ ظهيرة الْمَاضِي وَكَانَ بارعا فِي الْفِقْه والأصلين مُتَقَدما فِي الْعَرَبيَّة مشاركا فِي غَيرهَا مَعَ الدّين وَالْخَيْر وَالْكَرم ذَا مَال يُعَامل فِيهِ. مَاتَ بِمَكَّة فِي ضحى يَوْم الْأَحَد ثامن عشري ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بدر الدّين بن بدر الدّين بن علم الدّين الشوبكي الأَصْل القاهري ابْن أخي الزين عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَأَبوهُ أَيْضا وَيعرف كسلفه بِابْن الكويز. نَشأ فِي الرياسة وَحفظ الْقُرْآن وتدرب فِي الْمُبَاشرَة بأقربائه وبرع فِيهَا وَفِي الْكِتَابَة، وباشر نظر الدخيرة مُدَّة ثمَّ معلمية الصناع وَجمع بَينهمَا ثمَّ أضيف إِلَيْهِ الْخَاص وَنظر القرافتين وانفصل عَنهُ بزكريا وَأمره فِي المباشرات أخف من عَمه وَلذَا أثنى على حشمته وَحسن عشرته فِي الْجُمْلَة. مَاتَ بعد تعلله مُدَّة وَأُصِيب إِمَّا بآكلة أَو بقرحة جَمْرَة أَو نَحْو ذَلِك لسَبَب أزعجه فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي عشري شعْبَان سنة خمس وَثَمَانِينَ عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة وَدفن من الْغَد بتربتهم. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد الطَّائِفِي الغمري ثمَّ القاهري نزيل جَامع الغمري بهَا. مِمَّن خدم أَبَا الْعَبَّاس وَعرف بِهِ وَحج مَعَه وَسمع على أَشْيَاء وَلَا بَأْس بِهِ. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد اللاري الْمُؤَذّن. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن سعيد بن مَسْعُود المحيوي أَبُو عبد الله الرُّومِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بالكافياجي. ولد بككجة كي من بِلَاد صروخان من ديار ابْن عُثْمَان الرّوم قبل التسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَمن قَالَ سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة فغلط، وَأخذ عَن الشَّمْس الفنري والبرهان أَمِير حيدر الخافي أحد تلامذة التَّفْتَازَانِيّ وواجد

وَعبد الْوَاحِد الكوتائي وَغَيرهم وَأكْثر من قِرَاءَة الكافية لِابْنِ الْحَاجِب وأقرأ بهَا حَتَّى نسب إِلَيْهَا بِزِيَادَة جِيم كَمَا هِيَ عَادَة التّرْك فِي النّسَب وَقدم الشَّام وأقرأ بهَا، وَحج وَدخل الْقُدس ثمَّ قدم الْقَاهِرَة بعيد الثَّلَاثِينَ وَهُوَ متقلل من الدُّنْيَا جدا فَأَقَامَ بالبرقوقية سِنِين وَاجْتمعَ بالبساطي وَشَيخنَا وَغَيرهمَا من الْمُحَقِّقين، وَأقَام عِنْد الْمُحب بن الْأَشْقَر قَلِيلا وَظَهَرت كفاءته وكمالاته فَأقبل عَلَيْهِ الْفُضَلَاء كَابْن أَسد والبدر أبي السعادات البُلْقِينِيّ وَمن شَاءَ الله مِنْهُم الناصري بن الظَّاهِر جقمق، وَاسْتقر بِهِ أَبوهُ فِي مشيخة زَاوِيَة الْأَشْرَف شعْبَان بعد عزل حسن العجمي فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين ثمَّ فِي مشيخة التدريس بتربته عوضا عَن الْعَلَاء الرُّومِي ثمَّ الْأَشْرَف إينال سنة ثَمَان وَخمسين فِي مشيخة الشيخونية حِين إِعْرَاض ابْن الْهمام عَنْهَا وتصدى) للتدريس والإفتاء والتأليف وخضعت لَهُ الرِّجَال وذلت لَهُ الْأَعْنَاق وَصَارَ إِلَى صيت عَظِيم وجلالة، وشاع ذكره وانتشرت تلامذته وفتاواه وَأخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد أُخْرَى بل والطبقة الثَّالِثَة أَيْضا وَتَقَدَّمت طلبته فِي حَيَاته وصاروا أَعْيَان الْوَقْت وتزاحموا عِنْده من سَائِر الْمذَاهب والفنون، وَيُقَال إِن مِمَّن أَخذ عَنهُ التقي الحصني أحد مَشَايِخ الْوَقْت. وزادت تصانيفه على الْمِائَة وغالبها صَغِير. وَمن محاسنها شرح الْقَوَاعِد الْكُبْرَى لِابْنِ هِشَام كتبه عَنهُ غير وَاحِد من الْفُضَلَاء وزادت عدَّة كراريس بعض نسخه على الثَّلَاثِينَ وعتب على كاتبها لاستدعائه إِعْرَاض كثير من قاصري الهمم عَنهُ إِذا سمع أَنه فِي هَذَا الْمِقْدَار وَهَذَا عكس مَا وَقع لِابْنِ الملقن حَيْثُ عتب من كتب شَرحه على البُخَارِيّ فِي مجلدين مَعَ كَونه فِي عشْرين مجلدا، وَشرح كلمتي الشَّهَادَة والأسماء الْحسنى بل لَهُ الْمُخْتَصر فِي علم الْأَثر والمختصر الْمُفِيد فِي علم التَّارِيخ وَشرع فِي محاكمات بَين الْمُتَكَلِّمين على الْكَشَّاف وحاشية عَلَيْهِ مُسْتَقلَّة وعَلى شرح الْهِدَايَة وتلخيص الْجَامِع الْكَبِير وَالْمجْمَع وَكَذَا كتب على تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ والمطول وَشرح المواقف وَشرح الجغميني فِي الْهَيْئَة وسارت فَتَاوِيهِ الَّتِي يسْلك فِيهَا الْبسط والإسهاب والتوسع فِي الْمَعْقُول بِحَيْثُ لَا يحصل الْغَرَض مِنْهَا إِلَّا بتكلف وَرُبمَا لَا يحصل وَقد تصادم الْمَنْقُول فِي الْآفَاق، كل ذَلِك مَعَ الدّين التَّام والصيانة والعفة بِحَيْثُ امْتنع من إقراء بعض المردان فِي خلْوَة، وسلامة الصَّدْر والحلم على أعدائه وَالْكَرم وإكثاره الصَّدَقَة وَالْإِطْعَام واستحضار الْقُرْآن والبكاء الْكثير عِنْد سَمَاعه وَقُوَّة الاستنباط مِنْهُ وَالْوَجْه الْبَهِي والشيبة المنورة ومزيد الرَّغْبَة فِي إِلْقَاء الْعلم وَتَقْرِيره وَكَذَا فِي إطرائه وتعظيمه وَلَا يروج

عِنْده غَالِبا إِلَّا من يسْلك مَعَه ذَلِك والإعراض عَمَّا يسلكه غَيره من التَّعْزِيَة والتهنئة إِلَّا فِي النَّادِر معتذرا بِعَدَمِ الْإِخْلَاص فِي ذَلِك وَإِلَيْهِ النِّهَايَة فِي حسن الْعشْرَة والممازجة مَعَ أَصْحَابه ومداعبتهم وملاطفتهم لكنه لَا يعْتَرف لكبير أحد بِالْعلمِ، نعم كَانَ شَيخنَا عِنْده فِي الذرْوَة بِحَيْثُ أَنه أَنْشدني أبياتا فِي مدحه وأثبتها لي بِخَطِّهِ، وَوَصفه شَيخنَا على نسخته من شرح النخبة من تصانيفه بالشيخ الإِمَام الأوحد الْفَاضِل البارع جمال المدرسين مُفِيد الطالبين وَأذن لَهُ فِي رِوَايَته عَنهُ مَعَ جَمِيع مروياته وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، وَلَو كَانَ طلق اللِّسَان كَانَ كلمة إِجْمَاع وَلَكِن كِتَابَته دَالَّة على توسعه فِي الْعُلُوم ومزيد استحضاره لَهَا وَإِن كَانَ بعض من قصر عَن حفظه أمتن فِي التَّحْقِيق مِنْهُ، وَهُوَ مِمَّن يمِيل إِلَى ابْن عَرَبِيّ وَرُبمَا ناضل عَنهُ وَمَعَ ذَلِك فَلَمَّا أبديت عِنْده شَيْئا من كَلِمَاته انزعج وَقَالَ هَذَا كفر صراح لَكِن حَتَّى يثبت عَنهُ، وَبِالْجُمْلَةِ فقد صَار عَلامَة الدَّهْر وأوحد الْعَصْر ونادرة الزَّمَان وفخر) هَذَا الْوَقْت والأوان الْأُسْتَاذ فِي الْأَصْلَيْنِ وَالتَّفْسِير والنحو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والهيئة والهندسة وَالْحكمَة والجدل والأكر والمرايا والمناظر مَعَ مُشَاركَة حَسَنَة فِي الْفِقْه والطب ومحفوظ كثير من الْأَدَب وَاسْتِعْمَال للنثر فِي كتاباته بل رُبمَا اخترع بعض الْعُلُوم، وَقد عظمه الْمُلُوك خُصُوصا ملك الرّوم ابْن عُثْمَان فَإِنَّهُ لازال يكاتبه بِمَا أثبت بعضه فِي مَكَان آخر وَيهْدِي إِلَيْهِ الْهَدَايَا السّنيَّة، وامتدحه غير وَاحِد من شعراء الْوَقْت كالشهاب المنصوري. وَقَالَ الْبَدْر حسن بن إِبْرَاهِيم الخالدي الْمَاضِي: (لَك الله محيي الدّين بَحر مَكَارِم ... وبحر عُلُوم لَا يحاط عميقه) (فيا مجمع الْبَحْرين قد فقت حاتما ... وَفِي الْفضل للنعمان أَنْت شقيقه) وَكَانَ كثير الإجلال حَسْبَمَا بَينته فِي مَوضِع آخر، وَلم يزل على جلالته ووجاهته إِلَى أَن ابْتَدَأَ بِهِ الْمَرَض فِي أَوَائِل الْمحرم سنة تسع وَسبعين بالزحير وتوالي الإسهال بِحَيْثُ كَانَ يَعْتَرِيه غم بِسَبَبِهِ وَلَا يُمكن كَبِير أحد من الْجُلُوس مَعَه غَالِبا، ثمَّ مَاتَ بعد أَن سَمِعت مِنْهُ أَن السُّلْطَان عينه لمشيخة مدرسته فِي تتمات كتبتها فِي الوفيات وَغَيرهَا فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة رَابِع جُمَادَى الثَّانِيَة مِنْهَا وَحمل نعشه حَتَّى صلى عَلَيْهِ بسبيل المؤمني باستدعاء السُّلْطَان لَهُ وشهوده الصَّلَاة عَلَيْهِ ثمَّ دفن بحوش كَانَ أعده لنَفسِهِ وحوطه قبل مَوته بِثَلَاثَة أَيَّام بجوار سَبِيل التربة الأشرفية كَانَ هُوَ يدْفن بِهِ الغرباء المترددين إِلَيْهِ وَنَحْوهم، وتأسف النَّاس على فَقده وَلم يخلف مثله رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أبي بكر الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي نزيل الْقَاهِرَة. ولد

بصالحية دمشق سنة بضع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ولازم التَّاج بن السُّبْكِيّ والتقي بن الشَّهِيد وَابْن كثير وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْعِمَاد الحسباني وَصَحب الْجلَال بن خطيب داريا دهرا وَكتب عَنهُ، وَكَانَ حسن الْإِدْرَاك كثير الْفَوَائِد مَعَ إعجاب بِنَفسِهِ، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَلَزِمتهُ مُدَّة وَكنت لَهُ محبا وَمِنْه مستفيدا. قَالَه المقريزي فِي عقوده وَحكى عَنهُ عَن التقي عبد الله بن جملَة أَن شخصا سَمَّاهُ لما حدث الوباء الْكَبِير فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَمر فِي الْحَال بِبيع ثِيَابه وعقاره وَالتَّصَدُّق بِثمن ذَلِك فَفِي تِلْكَ اللَّيْلَة الَّتِي تمّ فِيهَا هَذَا رأى فِي مَنَامه قَائِلا يَقُول لَهُ فِي هَذِه اللَّيْلَة كَانَ انْقِضَاء عمرك إِلَّا أَن الله قد زَاد فِي عمرك لما فعلت سِتّ عشرَة سنة، إِلَى غَيرهَا من الْأَشْعَار والحكايات. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْقعدَة سنة عشْرين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مَسْعُود الشَّمْس الشبراوي نِسْبَة لشبرا النَّخْلَة بالمنوفية القاهري) الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه مُقْتَصرا على اسْمه ونسبته وَقَالَ: اشْتغل كثيرا وَكَانَ مقتدرا على الدَّرْس فدرس كتاب الشفا وَعرضه ثمَّ مُخْتَصر مُسلم لِلْمُنْذِرِيِّ وَلم يكن بالماهر. مَاتَ فِي سلخ سنة أَربع عشرَة. قلت وَكَذَا حفظ غير ذَلِك كالتنبيه والألفيتين، وَقد جاور فِي سنة سبع وَتِسْعين بِالْمَدِينَةِ وَسمع بهَا على الزين المراغي وَالْعلم سُلَيْمَان السقاء، وَكَانَ إِمَام السنقورية بِالْقَاهِرَةِ وَاتفقَ أَنه كَانَ جَالِسا بخلوته مِنْهَا فلعبت النَّار من الْقنْدِيل فِي عمَامَته وَغَيرهَا من أثوابه فبادر وَألقى نَفسه فِي بركَة الْمدرسَة. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن وهبان الْمدنِي عَم سُلَيْمَان الْمَاضِي. سمع على الزين المراغي فِي سنة خمس عشرَة. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الحكري. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الفيومي بواب الزمامية بِمَكَّة، ذكره ابْن فَهد مُجَردا. مُحَمَّد بن سليم بن كَامِل الشَّمْس الحوراني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: تفقه وتمهر واعتنى بالأصول والعربية وَكَانَ من عدُول دمشق وَقَرَأَ الرَّوْضَة على الْعَلَاء حجي وَكتب عَلَيْهَا حواش مفيدة وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء ودرس وَأعَاد وتصدر وَأفَاد وَكَانَ أسمر شَدِيد السمرَة أَكثر أقرانه استحضارا للفقه مِمَّن يكْتب الحكم وَكتب للتاج السُّبْكِيّ كثيرا من مصنفاته. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث بعد أَن عُوقِبَ بأيدي اللنكية وَقد قَارب السِّتين وَلَيْسَ فِي لحيته شَعْرَة بَيْضَاء رَحمَه الله. مُحَمَّد بن سَنَد. يَأْتِي فِي ابْن عَليّ. مُحَمَّد بن سنقر أَبُو السُّعُود الجمالي نزيل مَكَّة وشاد عمَارَة السُّلْطَان مَعَ الْحِسْبَة. سمع مني هُوَ وَأَبوهُ المسلسل وَحَدِيث زُهَيْر العشاري وكتبت لَهما

إجَازَة بل قَرَأَ على الْأَرْبَعين النووية. مُحَمَّد بن سنقر الْأَمِير نَاصِر الدّين الاستادار، مَاتَ سنة تسع. مُحَمَّد بن سنقر الشرفي نِسْبَة لِابْنِ شرف الدّين صَاحب الْجَامِع الشهير بالحسينية لكَون وَالِده مَوْلَاهُ وَيعرف بلغيلغ. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتِّينَ وَدفن خلف تربة الصُّوفِيَّة الصُّغْرَى. أرخه ابْن الْمُنِير وَقَالَ كَانَ أُمِّيا لَهُ كَلِمَات حَسَنَة وخبرة بالصالحين وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد رَحمَه الله. مُحَمَّد بن سنقر ابْن أُخْت تغري بردى القادري. اعتنى بِهِ خَاله فأسمعه مَعَ وَلَدي شَيْئا. وَمَات. مُحَمَّد بن سودون دقماق نَاصِر الدّين. أحد المقطعين والماضي أَبوهُ والآتية أمه عَائِشَة ابْنة الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْعَطَّار وَأُخْته لأمه فَاطِمَة ابْنة طيبغا، وَهُوَ الْآن حَيّ. مُحَمَّد بن سُوَيْد الشَّمْس الْمصْرِيّ أَخُو الْبَدْر حسن. مَاتَ سنة أَربع وَعشْرين بالصعيد، ذكره) شَيخنَا فِي أنبائه. مُحَمَّد بن سيف بن مُحَمَّد بن عمر بن بِشَارَة. مَاتَ مقتولا بِالْقَاهِرَةِ وَحشِي جلده تبنا وَحمل إِلَى صفد فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة. ذكره شَيخنَا أَيْضا. مُحَمَّد بن سيف بن أبي نمى مُحَمَّد بن أبي سعد حسن بن عَليّ بن قَتَادَة الشريف الحسني الْمَكِّيّ ذكره الفاسي وَقَالَ: كَانَ من أَعْيَان الْأَشْرَاف آل أبي نمى وأقربهم نسبا إِلَيْهِ فَإِنَّهُ لم يكن بَينه وَبَين أبي نمى إِلَّا وَالِده سيف. وَدخل الْعرَاق طلبا للرزق وَلم ينل طائلا وَعرض لَهُ بَيَاض بِأخرَة. وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي عشر السّبْعين ظنا. مُحَمَّد بن شاذي حجا نَاصِر الدّين المحمدي نِسْبَة لتاجر أَبِيه الْعَنْبَري الْحَنَفِيّ. ولد فِي تَاسِع عشري شعْبَان سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بدرب المرسينة من قناطر السبَاع وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس بن نعناع واشتغل فِي النَّحْو وَغَيره عِنْد الشَّمْس بن خلف الْحَنَفِيّ، بل حضر عِنْد ابْن الديري والأقصرائي والشمني وَسيف الدّين وَغَيرهم بل عِنْد طبقَة تلِي هؤلاءن وَحج وتكسب فِي العنبر وبرع فِي صناعته وتولع بالأدب وخالط فضلاءه كالحجازي والمنصوري والشاب التائب وتطارح مَعَهم، ومدح الأكابر فَمن دونهم كالبارزي وَابْن مزهر وَأثْنى على إحسانهما وَالسُّلْطَان وسمح لَهُ بالمعتد فِي إقطاعه ببساط والعز الْحَنْبَلِيّ وَقَالَ فِي أول قصيدته الَّتِي امتدحه بهَا:

(عُيُون مهى كلمن قلبِي بالغمز ... فجاوب دمعي عَن فُؤَادِي بِمَا يَجْزِي) ومخلصها: (أبثك يَا من لامني فِي تغزلي ... وَترك امتداحي أهل ذَا الزَّمن المرزي) (فَإِن اكْتِسَاب الشّعْر ذل وأنني ... قنعت لمدحي من ذَوي الْعلم بالعز) وَمِمَّا قَالَه حِين الْغَصْب من أَرْبَاب الْأَمْلَاك والأوقاف مَعْلُوم خَمْسَة أشهر بعد شَهْرَيْن فِيمَا مضى بِحجَّة مشي ابْن عُثْمَان ملك الرّوم على الْبِلَاد للاستعانة ببذلك فِي دَفعه: (لَوْلَا الْعَدو لما داس الْخَبيث بِنَا ... فِي جَمْرَة لم يدسها قبل دائسها) (فِي وزن شَهْرَيْن لم نسطع فَكيف بِنَا ... فِي خَمْسَة وَولي الْوَزْن سادسها) (فَادعوا بقلب لَعَلَّ الله يكْشف مَا ... بكم ويطمع بعد الْيَأْس آيسها) (وَادعوا بخذلان من عادى المليك عَسى ... تنجاب عَن غرَّة الدينيا عساعسها) كتب إِلَيْهِ الشهَاب المنصوري ملغزا فِي فأر:) (يَا سيدا بالدر من نطقه ... حل مَحل الْبَدْر فِي أفقه) (مَا قَوْلكُم فِي فَاسق مُفسد ... لم يَنْهَهُ الشَّارِع عَن فسقه) (يَأْكُل مَال النَّاس غصبا وَلَا ... إِثْم وَلَا تَحْرِيم فِي رزقه) (وَهُوَ على إفساده متق ... ملازم وَالْخَوْف من خلقه) (فأعمل الفكرة فِي حلّه ... لتوصل الْمَعْنى إِلَى حَقه) فَأَجَابَهُ بقوله: (يَا سيدا كَاتب من رفقه ... عبيده الْمَعْهُود فِي رقّه) (إِن الَّذِي تعنيه يَا ذَا الْعلي ... جَوَاب آفَاق على رزقه) (يَأْكُل بالقرض وَلكنه ... لم يرض رب الْحق فِي حَقه) (الفأر قاد اللَّيْل لم يرضه ... فلازم التسهيد من حذقه) (إِن حُزْته ملكا فَلَا تبقه ... فَقتله أنسب من عتقه) وَله فِي كَاتبه: (إِذا مَا قيل من تَأتي الفتاوي ... لكهف علومه السَّامِي فتاوي) (وَفِي علم الحَدِيث سخا قَدِيما ... بِإِسْنَاد إِلَيْهِ قل السخاوي) وَقَوله فِيهِ أَيْضا ارتجالا: (إِذا مَا دجى ليل الشكوك على الْوزر ... وضل هدي الإفهام فِي غيهب الحدس) (كشفنا بشمس الدّين ظلمَة لَيْلهَا ... وَهل يكْشف الظلماء إِلَّا سنى الشَّمْس) بل خمس الْبردَة وافتتحه بقوله: (يَا مازجا بِدَم ينهل كالديم ... كؤوس دمع أدارتها يَد الْأَلَم) (بِمن صبوت إِلَيْهِم ملقى السّلم ... أَمن تذكر جيران ببذي سلم) ورأيته فِيمَن قرض مَجْمُوع البدري وَمن نظمه فِيهِ:

(حوى التقى مجموعا فريدا ... تسامى فِي النثار وَفِي النظام) (يود الدَّهْر لَو حاكى الحريري ... على منواله نسج الْكَلَام) وَقَوله: (تجلد كل مَجْمُوع رَآهُ ... مَخَافَة أَن يحد بِأَلف جلده) ) (وَأقسم من تلفظ فِيهِ غيبا ... قطعت لِسَانه وسلخت جلده) بل كتب عَنهُ صَاحب الْمَجْمُوع قَوْله: (يَا بارقا رَاح يَحْكِي ... من الثغور مباسم) (لقد حكيت وَلَكِن ... شم برق مبسم هَاشم) وَكتب على شرح الْبَهَاء إِلَّا بشيهي للمختصر: (قل للبهاء الَّذِي ... بِالْفَضْلِ وَالْعلم اشْتهر) (زِدْت الْبِسَاطِيّ بسطة ... فِي علم هَذَا الْمُخْتَصر) (وجلوت من بكر الْفِكر ... حلي الْجَوَاهِر والدرر) مُحَمَّد بن شاش شرف الدّين أحد الموقعين. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَدفن بتربتهم بالقرافة. ذكره الْعَيْنِيّ. مُحَمَّد بن شاه رخ بن تمرلنك وَيعرف بألوغ بك صَاحب سَمَرْقَنْد من قبل أَبِيه. قَتله وَلَده عبد اللَّطِيف فِي سنة أَربع وَخمسين وَاسْتقر عوضه فَلم يلبث سوى شهر وَقَتله عَمه هميان بن شاه رخ وَكَانَ من نمط أَبِيه مَعَ حذق وَفهم ويحكى أَنه لم يكن أحد يجدد فِي سَمَرْقَنْد بِنَاء يذكر إِلَّا كتب عَلَيْهِ اسْمه وَأَن مُحَمَّد بن شهَاب الخافي الْآتِي قَرِيبا بني فِي سوق البراذعيين مِنْهَا مدرسة فاجتاز بهَا صَاحب التَّرْجَمَة وَمَعَهُ نديم لَهُ اسْمه عبد الْمُؤمن من أهل الْعلم حُلْو النادرة سريع الْجَواب فأعجبه فَسَأَلَهُ عَن صَاحبهَا فَسَماهُ لَهُ قَالَ فَمَا اسْمهَا فَقَالَ لَهُ مدرسة تكون فِي البراذعيين لَا يصلح أَن تسمى إِلَّا بالحمارية فشاع هَذَا الْكَلَام بِحَيْثُ اشتهرت الْمدرسَة بذلك وَكَانَ ذَلِك سَببا لتحامي الطّلبَة عَن النُّزُول بهَا وَلَو مَاتَ الْوَاحِد مِنْهُم جوعا مَعَ كَثْرَة معاليمها. مُحَمَّد بن شعْبَان بن عَليّ بن شعْبَان الشَّمْس الْغَزِّي الشَّافِعِي نزيل البرقوقية من الْقَاهِرَة وشقيق أَحْمد وَعبد الْقَادِر الماضيين وَهُوَ أسن الثَّلَاثَة. اشْتغل فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا، وَأخذ عَن الْعَبَّادِيّ والجوجري وَأبي السعادات والزيني زَكَرِيَّا والشرف بن الجيعان وَآخَرين، وَسمع مني أَشْيَاء وَلَا نِسْبَة لَهُ من أَخِيه مَعَ فاقته وَحج وجاور يَسِيرا وَدخل الشَّام للتكسب وقطن الْقَاهِرَة وَسكن البرقوقية وَاسْتقر أحد المعيدين بالصالحية. مُحَمَّد بن شعْبَان بن مُحَمَّد البوتيجي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي قريب شَيخنَا

الزين البوتيجي. إِنْسَان يخر أصيل وجيه قَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ بعض الْكتب واشتغل قَلِيلا وَحضر دروس الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بل) سمع فِي أَمَالِيهِ كَمَا رَأَيْته مثبتا بِخَط الْمُعَلَّى فِي مجَالِس. وتنزل فِي الْجِهَات وباشر فِي بعض جِهَات الجوالي. مَاتَ قَرِيبا من سنة سبعين ظنا. مُحَمَّد بن شعْبَان بن مُحَمَّد السفطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْخَطِيب بِالتَّصْغِيرِ. ولد قبيل السِّتين تَقْرِيبًا وَنَشَأ بسفط. ثمَّ قدم الْقَاهِرَة قبل بُلُوغه مَعَ أَبِيه وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَعرضه عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة واشتغل يَسِيرا، وَكَانَ أحد من قَرَأَ على أخي فِي تقسيمين بل وَأخذ عَن مُوسَى البرمكيني، وَقَرَأَ عَليّ وَسمع مني أشسياء ثمَّ مَال إِلَى التّرْك واسترسل فِي الرَّاحَة، وَتزَوج وَصَارَ يتَعَرَّض للمسئلة مَعَ أدب ولطف وَفهم وَقد أَقرَأ بعض خدم الخواجا ابْن قاوان وَقَررهُ قَارِئًا عِنْد قبر ابْنَته ورتب لَهُ فِي كل شهر دِينَارا وَكَانَ زَائِدا الْإِحْسَان إِلَيْهِ ودام ذَلِك مُدَّة، وَبعد سَفَره انْتَمَى لصهره اسحق فَكَانَ يرتفق بِهِ فِي الْجُمْلَة، وَقد حج وجاور قَلِيلا ثمَّ رَجَعَ فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين مَعَ الصهر وتناقص حَاله. وَمَات فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن شعْبَان الشَّمْس محتسب الْقَاهِرَة. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ عريا عَن الْفَضَائِل بل عاميا مَحْضا وَمَعَ ذَلِك فولي الْحِسْبَة زِيَادَة على عشْرين مرّة بالبذل بِحَيْثُ كَانَ يتبجح بذلك ويفتخر بِهِ مَعَ أَن الْمُؤَيد ضربه مرّة على رجلَيْهِ وألزمه بِعَدَمِ السَّعْي فِيهَا وَمَا انْفَكَّ إِلَى أَن افْتقر وَصَارَ تعتريه المفاصل، ثمَّ مَاتَ فِي حادي عشري شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين قَالَ المقريزي وَكَانَ لَا فضل وَلَا فَضِيلَة. مُحَمَّد بن شعْبَان الْحُسَيْنِي وَيعرف بالطيبقي. مِمَّن كتب على مَجْمُوع البدري بعد السّبْعين وَمَا عَرفته. مُحَمَّد بن شُعْبَة بدر الدّين الفارسكوري شيخ تِلْكَ النَّاحِيَة ومدركها، ابتنى فِيهَا مدرسة بِقرب بَيته وَقرر الشهَاب البيجوري مدرسها، وَفِيه ميل للخير ومحبة فِي الْفُقَرَاء مَعَ مَا هُوَ فِيهِ. مُحَمَّد بن شَعْرَة أَبُو الْفضل الصعيدي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. مِمَّن أَخذ عَن السنتاوي. مُحَمَّد بن شُعَيْب الغمري وَالِد أَحْمد الْمَاضِي. رجل صَالح قَانِت متعبد ورع لَهُ أَحْوَال وكرامات واختصاص بالشيخ مُحَمَّد الغمري بل كَانَ أجل أَصْحَابه حَتَّى أَنه اسْتَخْلَفَهُ عَلَيْهِم وَأقَام عِنْده بالمحلة كثيرا سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من غير وَاحِد من ضابطيهم. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَخمسين أَو الَّتِي تَلِيهَا. مُحَمَّد بن شعيرات. فِي ابْن حشين بن مُحَمَّد. مُحَمَّد بن شفليش بمعجمتين الأولى مَفْتُوحَة بعْدهَا فَاء سَاكِنة ثمَّ لَام وياء

وَرَأَيْت من كتبه) شفتيل الشَّمْس العزازي الْحلَبِي. رافق الشَّمْس السلَامِي وَابْن فَهد فِي السماع على الْبُرْهَان الْحلَبِي وَابْن نَاصِر الدّين وَأبي جَعْفَر وَآخَرين، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: كَانَ أحد فُقَهَاء حلب اشْتغل كثيرا وَفضل وَسمعت من نظمه بحلب وَكتب عني كثيرا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن شَفِيع. فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف. مُحَمَّد بن شهَاب بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْحسن الحسني نِسْبَة لجده الْمَذْكُور العجمي الخافي الْحَنَفِيّ نزيل سَمَرْقَنْد. ولدف ي ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَدِينَة سلومد بِفَتْح الْمُهْملَة وَضم اللَّام وَكسر الْمِيم وَآخره مُهْملَة كرْسِي خواف، وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَأخذ الْفِقْه عَن مَوْلَانَا مُحَمَّد الْمَدْعُو عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد البُخَارِيّ خَال الْعَلَاء البُخَارِيّ والسراج البرهاني كِلَاهُمَا ببخارى وَالْجَامِع الْكَبِير من كتبهمْ عَن أبي الْوَقْت عبد الأول بن مُحَمَّد بن عماد الدّين البرهاني بسمرقند فِي آخَرين بأماكن مُتَفَرِّقَة وأصول الْفِقْه عَن أَوَّلهمْ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد الحصاري وَالسَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَسمع مِنْهُ من تصانيفه شَرحه للمفتاح وللمواقف للعضد ولتذكرة الطوسي فِي الْهَيْئَة وحاشيته على شرح الْمطَالع وَبَعض الْكَشَّاف والبيضاوي وَأَشْيَاء وعنهما أَخذ علم الْكَلَام وعنهما وَعَن أول شُيُوخه أَخذ الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذهَا عَن مَوْلَانَا ركن الدّين الطواشي الخوافي وَهُوَ أعلمهم وأزهدهم وَعنهُ وَعَن السَّيِّد وَغَيرهمَا الْمنطق وَعَن أول شُيُوخه وَالسَّيِّد وَابْن عبد الحميد الشَّاشِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والبديع وَقَرَأَ الطِّبّ على أول شُيُوخه ومولانا فضل التبريزي سمع عَلَيْهِ الموجز وَشَرحه لَهُ والهندسة على مَوْلَانَا نصر الله الخاقاني الْخَوَارِزْمِيّ وَالسَّيِّد وَعَلَيْهِمَا قَرَأَ الْهَيْئَة وَكَذَا قَرَأَهَا مَعَ الهندسة وَعلم الْوَقْت على الخيوقي الْخَوَارِزْمِيّ الصُّوفِي الزَّاهِد المتجرد وَلم يكن يعرف غَيرهَا والحساب على أبي الْوَقْت ثَالِث شُيُوخه وَنصر الله القاآني وَسمع الحَدِيث على ابْن الْجَزرِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد البُخَارِيّ الحافظي الشعري وَمُحَمّد الحافظي الطاهري الأوشى فِي آخَرين، وصنف كتابا فِي الْعَرَبيَّة نَحْو ثَلَاثَة كراريس متوسطة عمله فِي لَيْلَة وَاحِدَة لم يُرَاجع فِيهِ كتابا وَآخر قدره أَو أقل فِي الْمنطق عمله فِي يَوْم أَو أقل، إِلَى غَيرهَا مِمَّا لم يتم كحاشية لشرح الْمِفْتَاح للتفتازاني وللعضد وللمنهاج الْأَصْلِيّ وللطوالع، وَقدم حَاجا فِي سنة خمس وَأَرْبَعين فاستدعاه الظَّاهِر جقمق فوفد عَلَيْهِ ولقيه بعض الْفُضَلَاء فَقَالَ إِنَّه كَانَ عَالما مفننا متقنا بحرا فِي الْعُلُوم يكَاد يستحضر الْكَشَّاف بالحرف وَكَذَا غَيره من المعقولات، أجمع الْأَعَاجِم على أَنهم لم يرَوا) أحفظ مِنْهُ مَعَ حسن التَّصَرُّف بل مِمَّن كَانَ يمدحه أَبُو الْفضل المغربي فِيمَا قَالَه

البقاعي وَقَالَ إِنَّه كَانَ حسن الْكَلَام ذَا عقل وافر وسياسة ظَاهِرَة وَخلق رَضِي يقطع مَجْلِسه بشكر الْعَرَب وترجيح بِلَادهمْ على بِلَاده مَعَ فصاحة وجودة ذهن وَحسن تصرف فِي الْعلم وَيُقَال إِنَّه أحد شُيُوخ الشَّمْس الشرواني وَإِن الناصري ابْن الظَّاهِر أَضَافَهُ وَجمع الْعلمَاء لَهُ فَكَانَ من إنصافه أَنه مَا تكلم مَعَ أحد مِنْهُم إِلَّا فِي الْفَنّ الَّذِي يذكر بِهِ وَلم يبد سؤالا إِنَّمَا كَانَ يسْأَل فيتكلم وَأَنه جارى السعد بن الديري فِي التَّفْسِير وَلم يَنْقُلهُ لغيره بِحَيْثُ قضى مِنْهُ الْعجب وَيُقَال إِنَّه كَانَ متمولا وَأَنه بنى مدرسة فِي سوق البراذعيين من سَمَرْقَنْد كَمَا سلف فِي مُحَمَّد بن شاه رخ قَرِيبا وَكَذَا أكْرمه أَبوهُ الظَّاهِر، ثمَّ رَجَعَ فزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل دمشق مَرِيضا ثمَّ سَافر مِنْهَا إِلَى بِلَاده فَقيل إِنَّه مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَالله أعلم بِهَذَا كُله. مُحَمَّد بن شَهْري الْأَمِير نَاصِر الدّين حَاجِب الْحجاب بحلب. قتل فِي وقْعَة آمد مَعَ حكم سنة تسع. مُحَمَّد بن صَالح بن عمر بن أَحْمد نَاصِر الدّين بن صَلَاح الدّين الْحلَبِي وَيعرف بِابْن السفاح ولي كِتَابَة الْإِنْشَاء بحلب ثمَّ ترقى إِلَى كِتَابَة سرها ثمَّ لنظر جيشها وامتحن فِي أَيَّام الظَّاهِر برقوق وصودر ثمَّ توجه إِلَى الْقَاهِرَة بعد وقْعَة تنم مَعَ النَّاصِر فاستقر فِي التوقيع عِنْد يشبك الشَّعْبَانِي فانتهت إِلَيْهِ الرياسة عِنْده بِحَيْثُ يروم الترقي لكتابة سر مصر بل وَعين لَهَا فَمَا تيَسّر. مَاتَ فِي تَاسِع عشر الْمحرم سنة سبع وَمِنْهُم من ورخه فِي الَّتِي بعْدهَا غَلطا وَمِنْهُم من أسقط عمر من نسبه قَالَ ابْن خطيب الناصرية وَتَبعهُ شَيخنَا: كَانَ رَئِيسا عالي الهمة تَامّ الْخِبْرَة بسياسة الْمُلُوك كثير الْمُرُوءَة والعصبية وَالصَّدَََقَة محبا فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ بارا بهم. زَاد شَيخنَا: وَقد رَأَيْته عِنْد يشبك وَكَانَ لطيف الشكل. وَقَالَ غَيره: كَانَت لَهُ ولأسلافه حُرْمَة وافرة بحلب بِحَيْثُ كَانَ بَيتهمْ من جملَة بيوتها المعدودة رَحمَه الله. مُحَمَّد بن صلح بن عمر بن رسْلَان الْبَهَاء أَبُو الْبَقَاء بن الْعلم البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري وَهُوَ بكنيته أشهر. يَأْتِي. مُحَمَّد بن صلح بن عمر بن رسْلَان فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن الْعلم البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري البهائي الشَّافِعِي أَخُو الَّذِي قبله وَهُوَ بلقبه أشهر. ولد فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء حادي عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَأمه ابْنة ابْن باشا أم الصّلاح المكيني فَهُوَ أَخُوهُ لأمه، وَنَشَأ) فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي مدرستهم وعمدة الْأَحْكَام والتدريب لجده وتكملته لِأَبِيهِ وألفية ابْن ملك

وَقطعَة من ابْن الْحَاجِب، وَحضر عِنْد أَبِيه قَلِيلا بل كَانَ بِأخرَة يقْرَأ بَين يَدَيْهِ فِي الخشابية وَغَيرهَا وَذَا أَخذ فِي النَّحْو قَلِيلا عَن إِبْرَاهِيم الْحلَبِي وَفِي الْفَرَائِض عَن البوتيجي وَفِي الْأُصُول عَن الكافياجي وَفِي الْمنطق والعربية عَن التقي الحصني، كل ذَلِك قَلِيلا بالهوينا، وَعرف بالذكاء، وأضيف إِلَيْهِ فِي أَيَّام أَبِيه أَشْيَاء بل نَاب عَنهُ فِي الْقَضَاء وَبعده اسْتَقر فِي الخشابية والشريفية والقانبيهية والبرقوقية وَغَيرهَا شَرِيكا لغيره بعد أَن شهد ابْن الفالاتي وَابْن قَاسم بأهليته وباشرها وَقَرَأَ ابْن قَاسم بَين يَدَيْهِ الحَدِيث قَلِيلا ثمَّ انْقَطع، وَلَو توجه للاشتغال وَترك مُخَالطَة من يحملهُ على مَا لَا يَلِيق ببيتوتة بِحَيْثُ خرج عَن حَده وَترك طَرِيق أَبِيه وجده وجر ذَلِك لتكليفه مَالا حِين أمسك على هَيْئَة غير مرضية لرجي لَهُ الْخَيْر وَقد عذلته غير مرّة وَأفَاد التستر قَلِيلا مَعَ احتفاف قرناء السوء بِهِ وَآل أمره مَعَ عدم انفكاكه عمالا يرتضي إِلَى استكمال الْوَظَائِف الْمشَار إِلَيْهَا مَعَ قَضَاء الْعَسْكَر وَغَيره بعد موت شَرِيكه أبي السعادات فِي ربيع الأول سنة تسعين بكليفة إِلَّا القانبيهية فَإِنَّهُمَا كَانَا نزلا عَنْهَا. وَقَالَ الشهَاب الطوخي فِيهِ: (لقد فتح الله الْعَظِيم على اورى ... بأعظم فتح وَهُوَ أكْرم فاتح) (وَولي عَلَيْهِم ذَا المكارم والحجى ... وَلَا بدع فِي ذَا إِنَّه سر صَالح) وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ سَاكِنا مداريا وَهُوَ فِي آخر عمره أحسن مِنْهُ قبله سِيمَا بعد موت الْمشَار إِلَيْهِ فَإِنَّهُ بَالغ فِي التودد وَالْإِحْسَان إِلَى الطّلبَة بالتقرير وَغَيره وَلكنه لم يمتع، بل مَاتَ عَن قرب فِي غرُوب يَوْم الْجُمُعَة ثامن رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بمدرستهم، وَاسْتقر بعده فِي الخشابية والشريفية وَقَضَاء الْعَسْكَر ببذل كثير ابْن أَخِيه لأمه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. مُحَمَّد بن صَالح بن يحيى الشَّمْس الكركي. أَخذ الْقرَاءَات عَن الْفَخر الضَّرِير كَمَا أخبر، وَكتب عَنهُ شَيخنَا الزين رضوَان بِبَعْض الاستدعاءات سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن صَالح التَّاج أَبُو الْخَيْر بن الْعلم الْقرشِي الطنبدي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الفافا وَيعرف كسلفه بِابْن عرب. اشْتغل وبرع فِي الْفَرَائِض وَكتب على الْمَجْمُوع تَعْلِيقا، وَحضر عِنْد شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء وشارك فِي الْفِقْه وَغَيره، ورافق الزين قَاسم الزبيرِي فِي الشَّهَادَة وقتا وَكتب للشُّهُود وراقه ثمَّ استنابه الْعلم البُلْقِينِيّ فَمن بعده فِي الْقَضَاء، وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي الْعشْر الثَّانِي من) ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسبعين عَن بضع وَخمسين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن صَالح النمراوي ثمَّ القاهري وَالِد عبد الْعَزِيز الْمَاضِي وَيعرف بِابْن

صَالح. شيخ مُعْتَقد عِنْد الغمري فَمن دونه لَهُ أَحْوَال صَالِحَة وكرامات مَذْكُورَة مَعَ ظرف ولطف وخفة روح بِحَيْثُ كَانَ شَيخنَا يستظرفه، وَقد انجذب وقتا ثمَّ صَار إِلَى الصحو أقرب، وَسمعت من يَقُول إِنَّه كَانَ يتستر وَهُوَ مِمَّن سمع بِقِرَاءَتِي وعَلى أَشْيَاء بل كَانَ يحضر عِنْدِي فِي الأمالي كثيرا ويبالغ فِي شأني فَلَا يسميني إِلَّا ابْن حجر. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَسبعين بعد تعلله مديدة بالفالج وَغَيره وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر بِجَامِع الْأَزْهَر فِي مشْهد حافل ثمَّ دفن بتربة طشتمر حمص أَخْضَر جوَار الشَّيْخ سليم وَغَيره وَفِي الظَّن أَنه جَازَ السّبْعين أَو قاربها رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. مُحَمَّد بن صَدَقَة بن خَلِيل بن الْحسن الشَّمْس بن الزين بن الْبَدْر الْحلَبِي وَيعرف بِابْن الفرفور بفاءين أولاهما مَفْتُوحَة. ولدكما قرأته بِخَطِّهِ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ منتصف شعْبَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بحلب، وَنَشَأ بهَا فَسمع على الشهَاب أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن المرحل فضل الرَّمْي للقراب وَغَيره، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، أجَاز لي فِي سنة إِحْدَى وَخمسين، وَكَانَ يتكسب بِالشَّهَادَةِ ذَا إِلْمَام بِالشُّرُوطِ مَعَ حسن الْخط وَالْخَيْر. مَاتَ بعد سنة إِحْدَى وَأَبوهُ مِمَّن قَرَأَ الْقرَاءَات وَأما جده فَكَانَ كَاتب الدِّيوَان بحلب. مُحَمَّد بن صَدَقَة بن صَالح المطري القاهري أحد جمَاعَة بَيت البُلْقِينِيّ وَيعرف بالشمس المطري. ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَحضر المواعيد ومجالس الحَدِيث وتكسب بزازا فِي بعض الحوانيت، وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا وَفِيه كَلَام. مَاتَ فِي لَيْلَة ثَانِي عشري ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن صَدَقَة بن عمر الْكَمَال الدمياطي ثمَّ الْمصْرِيّ القاهري الشَّافِعِي المجذوب وَيعرف بلقبه. اشْتغل وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه وألفية ابْن ملك وتكسب بِالشَّهَادَةِ بِمصْر وقتا، وَكَانَ على طَريقَة حَسَنَة كَمَا سمعته من شَيخنَا ثمَّ انجذب وحكيت عَنهُ على الألسن الصادقة الكرامات الخارقة وَكنت مِمَّن شَاهد بَعْضهَا، وَمِمَّا حكى لي أَن شخصا سَأَلَهُ فِي حَاجَة فَأَشَارَ بتوقفها على خمسين دِينَارا فأرسلها إِلَيْهِ فبمجرد أَن دَفعهَا إِلَيْهِ القاصد وَكَانَ جَالِسا بِبَاب الكاملية اجتازت امْرَأَة فَأمره بدفعها إِلَيْهَا وَثقل ذَلِك عَلَيْهِ ثمَّ علم مِنْهَا أَن ابْنهَا فِي الْحَبْس على هَذَا الْمبلغ عِنْد من لَا يرحمه بِحَيْثُ يخْشَى عَلَيْهِ من إِتْلَافه لَو مضى هَذَا الْيَوْم وَلم يدْفع إِلَيْهِ، إِلَى غير هَذَا من نمطه بِحَيْثُ اشْتهر صيته وهرع) الأكابر لزيارته وَطلب الدُّعَاء مِنْهُ وَمِمَّنْ كَانَ زَائِد الانقياد مَعَه والطواعية لَهُ فِي كل مَا يرومه مِنْهُ الْكَمَال إِمَام الكاملية لشدَّة اعْتِقَاده فِيهِ بِحَيْثُ كَانَ يَضَعهُ فِي الْحَدِيد وَيَمْشي بِهِ مَعَه فِي الشَّارِع وَهُوَ

كَذَلِك ويبالغ فِي ضربه وَرُبمَا أَقَامَ عِنْده بالكمالية وَلذَا كتب عَن شَيخنَا بعض الأمالي وافتتح كِتَابَته بثناء زَائِد على الْمحلى وَلما أمْلى بِحَضْرَتِهِ حَدِيث كَانَ ابْن الزبير يرزقنا تَمْرَة تَمْرَة قَالَ هُوَ إِنَّمَا يرزقهم الله أَو نَحْو هَذَا. مَاتَ وَقد قَارب السّبْعين فِي يَوْم الْأَحَد سادس عشر شَوَّال سنة أَربع وَخمسين بِمصْر وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع عَمْرو وَدفن بجوار قبر الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس أَحْمد الْحرار بالقرافة الْكُبْرَى وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ. مُحَمَّد بن صَدَقَة بن مُحَمَّد بن حسن الشَّمْس القاهري الناصري الْمَالِكِي ابْن عمَّة الولوي الأسيوطي وَيعرف بِابْن صَدَقَة. ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالْمَدْرَسَةِ الناصرية من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الدموهي وَالِد محب الدّين والعمدة والرسالة وغالب ابْن الْحَاجِب الفرعي وَجَمِيع ألفية النَّحْو، وَعرض على الْجلَال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس بن الديري فِي آخَرين، وَسمع على ابْن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والواسطي وَابْن الْجَزرِي وَطَائِفَة مِنْهُم التلواني وَشَيخنَا الْبَدْر النسابة، وَحج فِي سنة سبع وَعشْرين وَقَرَأَ الْفِقْه على الْبِسَاطِيّ ولازمه كثيرا وَأخذ من قبله عَن الشهَاب الصنهاجي ثمَّ عَن الزين عبَادَة، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا وتنزل فِي بعض الْجِهَات وَقَرَأَ الرَّقَائِق على الْعَامَّة بِجَامِع أَمِير حُسَيْن وَغَيره، وَكَانَ خيرا لين الْجَانِب كثير التَّوَاضُع محبا فِي الحَدِيث وَالْعلم رَاغِبًا فِي الصَّالِحين، وَلما ولي قَرِيبه الْقَضَاء لزم بَابه وارتفق بذلك وَنعم الرجل. مَاتَ فِي حادي عشري ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ ثمَّ دفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن صَدَقَة شمس الدّين الْبُحَيْرِي الأَصْل ثمَّ القاهري الْجَوْهَرِي وَيعرف بِابْن الشَّيْخ لكَون وَالِده بل كَانَت أمه من ذُرِّيَّة الشَّيْخ مِصْبَاح بل هُوَ خَال أمة الْجَبَّار أم الزين عبد الرَّحِيم الابناسي، كَانَ مُقيما بزاوية الشَّيْخ شهَاب خَارج بَاب الشعرية ويقصد بِالْبرِّ وَنَحْوه، نَشأ صَاحب التَّرْجَمَة كأبيه فَقِيرا جدا فَقَرَأَ القرآ واليسير من الْمِنْهَاج بل وَبَعض جَامع المختصرات وتفقه قَلِيلا وَتزَوج الْوَالِد أُخْته قَدِيما وَتزَوج هُوَ ابْنة الْحَاج بليبل باني مَنَارَة جَامع الغمري ثمَّ ابْنة أُخْت وَالِده الْمشَار إِلَيْهَا ثمَّ ابْنة عبد الله الكاشف وَذَلِكَ ابْتِدَاء ترعرعه فَإِنَّهُ كَانَ أَخذ فِي التكسب بسوق الْجَوْهَر وَحِينَئِذٍ أَقبلت عَلَيْهِ الدُّنْيَا واتسعت دائرته جدا واقتنى الدّور وَغَيرهَا، وسافر لمَكَّة غير مرّة للتِّجَارَة ورزق) حظا مَعَ سُكُون وعقل وَعدم تبسط فِي معيشته وَسَائِر أَحْوَاله بِحَيْثُ يصل إِلَى التقتير. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشري جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ بعد الْعَصْر عِنْد

بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة وَقد زَاد على السِّتين وَلم يوص بِجِهَة بر وَلذَا اتّفق فِي تركته مَا حكيته فِي الوفيات عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن صَدَقَة الخواجا شمس الدّين الدِّمَشْقِي مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثامن جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَخمسين وَدفن من الْغَد بتربة الزيني عبد الباسط بسفح قاسيون رَحمَه الله. مُحَمَّد بن صَدَقَة فتح الدّين المنوفي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن عَطِيَّة، وناب عَن شَيخنَا وَغَيره فِي قَضَاء بَلَده وَكَانَ الْعِزّ بن عبد السَّلَام يصفه بالذكاء وَالْخَيْر والخبرة. مُحَمَّد بن صديق بن عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الشَّمْس الْمَكِّيّ الشَّافِعِي المقرىء. تَلا بالسبع عَليّ أبي الْحسن عَليّ بن آدم الحبيبي الْمَاضِي قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الرِّوَايَات النُّور عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بر الغنومي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَجَازَ لَهُ. مُحَمَّد بن صديق بن قديح الْمصْرِيّ نزيل جدة وَمَكَّة. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن الصفي النجمي. فِي ابْن عبد الله بن نجم. مُحَمَّد بن صَلَاح بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس ويلقب قَدِيما نَاصِر الدّين الرَّشِيدِيّ الأَصْل نِسْبَة لسفط رشيد بالصعيد الْأَدْنَى القاهري المقسمي لسكناه الْمقسم الشَّافِعِي الْمُؤَدب وَيعرف بِابْن أنس. ولد فِي مستهل ربيع الأول سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه فِي كبره للسبع مَا عدا حَمْزَة ونافعا على النُّور أبي عبد الْقَادِر الْأَزْهَرِي وَقَبله لِابْنِ كثير وَأبي عَمْرو على الحكري ولعاصم وَالْكسَائِيّ على يَعْقُوب الجوشني، واشتغل فِي الْفِقْه على الابناسي ثمَّ البيجوري والبدر القويسني وَفِي النَّحْو على الحناوي، وَسمع على عبد الله وَعبد الرَّحْمَن ابْني الرَّشِيدِيّ الشافعيين وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ بن الظريف والنجم إِسْحَق الدجوي المالكيين قِطْعَة من أبي دَاوُد وعَلى الفرسيسي مُعظم السِّيرَة لِابْنِ سيد النَّاس وعَلى ابْن أبي الْمجد الصَّحِيح بفوت يسير والختم مِنْهُ على التنوخي واعراقي والهيثمي سمع على البُلْقِينِيّ والقويسني وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْجمال الكازروني والشهاب البطائحي وقاري الْهِدَايَة فِي آخَرين وتكسب بِالشَّهَادَةِ وبتأديب الْأَطْفَال أم بِبَعْض الْمَسَاجِد وخطب بِجَامِع الزَّاهِد الشهير، وَكَانَ خيرا مُفِيدا على الهمة لَا يَنْفَكّ عَن كِتَابَة الْإِمْلَاء عَن شَيخنَا مَعَ شيخوخته وَضعف حركته، وَقد حدث باليسير سمع مِنْهُ) الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ ثلاثيات البُخَارِيّ. وَمَات فِي يَوْم الْأَحَد حادي

عشري ربيع الآخر سنة خمس وَخمسين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن صَلَاح بن يُوسُف الشَّمْس بن الصّلاح الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي الْموقع سبط الْجمال خطيب المنصورية وسمى بَعضهم وَالِده مُحَمَّدًا. ولد فِي أَوَائِل صفر سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بحماة وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو على إِبْرَاهِيم المعري بِالْمُهْمَلَةِ وَالتَّشْدِيد وَكَذَا حفظ الْحَاوِي والحاجبية وأحضره جده فِي الثَّانِيَة على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي الصَّحِيح واشتغل بالفقه على النُّور مَحْمُود بن خطيب الدهشة وبالنحو على الشَّمْس بن خَلِيل، ثمَّ ارتحل إِلَى دمشق سنة ثَمَان وَعشْرين للاشتغال فَأخذ النَّحْو عَن الشَّمْس بن الْعيار الْحَمَوِيّ فَتقدم ونظم ونثر وَاسْتمرّ مُقيما بِدِمَشْق، وَكتب الْإِنْشَاء بحماة ثمَّ بِدِمَشْق أَيَّام كَاتب سرها الْبَدْر حُسَيْن ثمَّ لما قدم الْكَمَال بن البارزيعلى كِتَابَة سرها وقضائها مدحه وَصَحبه وباشر عِنْده فأعجبه خطه وحظي عِنْده وَتردد مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة ودمشق فِي ولاياته بهما وَصَارَ أحد أخصائه وَولي نظر الْقُدس والخليل فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَلم يلبث أَن مَاتَ بِهِ بِذَات الْجنب فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَدفن بِالْمَدْرَسَةِ المعظمية وَكَانَ مشهده حافلا، وَمن نظمه: (شكت سهرا فِي حب سيف مقلتي ... بجفن قريح من جفاه وباكي) (فَقلت أتبغي النّوم فِي حبه وَقد ... تجرد يَا عَيْني لصيد كراكي) وَمن قصائده الَّتِي امتدح بهَا الْكَمَال: (كم ذَا تموه بالشعبين وَالْعلم ... وَالْأَمر أشهر من نَار على علم) (أَرَاك تسْأَل عَن سلع وَأَنت بهَا ... وَعَن تهَامَة هَذَا فعل مُتَّهم) وَكَذَا مِنْهَا قَوْله وَهُوَ أَولهَا: (لمرسلات دموعي فِي الغرام نبا ... وَسيف عزمي إِذا لَاقَى السلو نبا) بل وَرَأَيْت من نسب لَهُ مَا قَدمته فِي الْبَدْر مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ ضفدع، وَله لغز فِي الْمرْآة يلْعَب فِيهِ بضروب الْأَدَب وختمه بقوله يكَاد سنا برقه يذهب بالأبصار أَجَابَهُ الْبُرْهَان الباعوني عَنهُ بِجَوَاب بديع أبرز اللغز فِيهِ فَقَالَ بعد إطنابه فِي الغز وَإِذا نظرت إِلَيْهِ كَأَنَّك تنظر فِي مرْآة صقيلة. مُحَمَّد بن طَاهِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد غياث الدّين ويدعى غياتا الخجندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ حفيد الْعَلامَة الشهير جلال الدّين. ولد فِي الثُّلُث الْأَخير من لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع عشري رَجَب سنة) سِتّ وَثَمَانمِائَة وَسمع على الزين المراغي وَغَيره

واشتغل على أَبِيه فِي الْفُنُون وبرع فِي الْعَرَبيَّة، وَعرف بجودة الذكاء وعلو الهمة، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة. وَمَات بهَا فِي الطَّاعُون سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. وَرَأَيْت فِي استدعاء بِخَط حُسَيْن الفتحي أجَاز فِيهِ شَيخنَا ذكر فِيهِ مُحَمَّد بن طَاهِر فأظنه هَذَا. مُحَمَّد بن طَاهِر بن قَاضِي الْقُضَاة الشَّمْس بن يُونُس الشَّافِعِي. برع فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَغَيرهمَا وَعمر تَفْسِيرا فِي مجلدين، وَولي قَضَاء الْموصل كآبائه من قبله سِنِين وتمول وفخم وحمدت سيرته إِلَى أَن ثار أَصْبَهَان بن قرا يُوسُف وعاث بِتِلْكَ الْبِلَاد فَلَمَّا أَخذ الْموصل عذبه حَتَّى هلك فِي الْعقُوبَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَربَتْ بعده ونزح عَنْهَا أَهلهَا وَصَارَت منزلا للعربان، ذكره المقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن طَاهِر تنظر حوادث رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن ططر الصَّالح بن الظَّاهِر أبي الْفَتْح، وَأمه ابْنة سودون الْفَقِيه. اسْتَقر وَهُوَ ابْن تسع سِنِين بعد موت أَبِيه بِعَهْد مِنْهُ فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَتَوَلَّى الأتابك جَانِبك الصُّوفِي تَدْبِير الملكة فَلم يلبث أَن قبض على جَانِبك وَصَارَ التَّكَلُّم لبرسباي الدقماق فدام أشهرا ثمَّ خلع هَذَا وتسلطن ولقب بالأشرف وَذَلِكَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين وَلزِمَ الصَّالح دَاره بالقلعة عِنْد أمه من غير حَافظ لَهُ بل كَانَ يمشي فِي القلعة حَيْثُ شَاءَ وَرُبمَا يَجِيء للناصري مُحَمَّد بن الْأَشْرَف بل كَانَ يركب مَعَه بِالْقَاهِرَةِ وَيكون على ميمنته كآحاد من فِي خدمته، وَكَانَا متقاربين فِي السن، وَعِنْده نوع بله وخفة وطيش، وَقيل إِنَّه كَانَ لبلهه يُسمى الْفرس البوز الْفرس الْأَبْيَض فَنَهَاهُ بعض أَتْبَاعه وَقَالَ لَهُ قل فرسي البوز فاتفق أَنه رأى فِي بعض الْأَيَّام سلطانية صيني بَيْضَاء هائلة شفافة فسماها السُّلْطَانِيَّة البوز فليم فِيهِ فَقَالَ لالتي علمنيه إِلَى غير هَذَا، وَلما كبر زوجه الْأَشْرَف ابْنة الأتابك يشبك الساقي الْأَعْرَج واستمرت تَحْتَهُ حَتَّى مَاتَ بالطاعون فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، وَقد ذكره شَيخنَا بِاخْتِصَار جدا وَقَالَ إِنَّه خلع فِي منتصف ربيع الأول وَأقَام عِنْد الْأَشْرَف مكرما حَتَّى طعن. وَمَات فِي سَابِع عشري جُمَادَى الْآخِرَة. وَكَذَا أرخ الْعَيْنِيّ وَفَاته وَأَنَّهَا فِي لَيْلَة الْخَمِيس سَابِع عشريه قَالَ وَصلى عَلَيْهِ بمصلى المؤمني فِي مشْهد فِي السُّلْطَان وأعيان المملكة، وَدفن عِنْد أَبِيه بِالْقربِ من مشْهد اللَّيْث. وَسَماهُ أَحْمد وَهُوَ غلط كَمَا سَهَا شَيخنَا فِي تَارِيخ خلعه مَعَ كَونه ذكره فِي الْحَوَادِث) على الصَّوَاب. مُحَمَّد بن طقزق بن نَاصِر الدّين الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ. مِمَّن سمع مني.

مُحَمَّد بن طَلْحَة بن عِيسَى الهتار. مَاتَ سنة تسع وَعشْرين. مُحَمَّد بن طوغان الحسني الْمَاضِي أَبوهُ. مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ طِفْل فَنَشَأَ متشاغلا باللهو واللعب وصاهر التَّاج البُلْقِينِيّ على ابْنَته جنَّة فَلم يثبت مَعهَا، وَتزَوج ابْنة أُخْت الشَّمْس بن المرخم فاستولدها ولدا. وَمَات بالطاعون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَقد قَارب الْأَرْبَعين. مُحَمَّد بن طيبغا الشَّمْس القاهري الْحَنَفِيّ. اشْتغل ولازم الزين قاسما الْحَنَفِيّ وَقَرَأَ على القَوْل البديع وارتياح الأكباد وَغَيرهَا من تصانيفي وَغَيرهَا بل سمع قبل ذَلِك على شَيخنَا والبدر الْعَيْنِيّ وَجَمَاعَة وَكتب بِخَطِّهِ جملَة، وتكسب بِالشَّهَادَةِ دهره، وابتني بِالْقربِ من قنطرة أَمِير حُسَيْن دَارا، وَكَانَ يجلس هُوَ ورفيقه على بَابهَا وَلم يكن بالبارع وَلَا بالمتقن فِي شهاداته. مَاتَ سنة أَربع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن طيبغا نَاصِر الدّين التنكزي نِسْبَة لتنكز نَائِب الشَّام لكَون أَبِيه كَانَ من مماليكه الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. ولد فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَحفظ الْحَاوِي واشتغل ولازم الشهَاب بن الْجبَاب مُدَّة وَهُوَ بزِي الْجند ثمَّ بعد اللنك صَار يقْرَأ البُخَارِيّ وَيتَكَلَّم حِين الْقِرَاءَة على بعض الْأَحَادِيث وَانْقطع عِنْد الْمصلى فتردد إِلَيْهِ النَّاس وَكَانَ يستحضر كثيرا من الْفِقْه والْحَدِيث وَالتَّفْسِير إِلَّا أَنه عريض الدَّعْوَى جدا مَعَ كَونه متوسطا وَكَانَ يغلظ للترك وَغَيرهم وَرُبمَا آذاه بَعضهم. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة تسع عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن الشَّيْخ عَامر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الغمري الْمَقْدِسِي المادح الحائك. مِمَّن سمع مني. مُحَمَّد بن عَامر. فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَامر. مُحَمَّد بن عَبَّاس بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو أَحْمد وَأَبُو مُحَمَّد بن الشّرف الْأنْصَارِيّ العاملي القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالعاملي. ولد بمنية الْعَامِل فِي أثْنَاء سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وانتقل مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة مَعَ أمه فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْجمال النشائي الدَّمِيرِيّ وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن ملك، وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد البُلْقِينِيّ والإبناسي وَابْن الْعِمَاد والصدر الأبشيطي وَابْن الملقن ولازمه حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ كَمَا ذكر لي دَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي وَبَعض الصَّحِيح وَقَرَأَ فِي الْأُصُول على ابْن خَاص بك وَفِي الْعَرَبيَّة على الشَّمْس الغماري وَعَلِيهِ) قَرَأَ البُخَارِيّ بِتَمَامِهِ وَكَذَا قَرَأَ على عَزِيز الدّين المليجي كَمَا رَأَيْته فِي الأَصْل من الْجُزْء الْحَادِي عشر من تجزئة ثَلَاثِينَ إِلَى آخر الصَّحِيح وَكَانَ

يخبرنا أَنه قَرَأَهُ عَلَيْهِ بِتَمَامِهِ وَلَيْسَ بِبَعِيد وَهُوَ مَعَ صَحِيح مُسلم على كل من التقى الدجوي وَابْن الشرائحي والصدر الأبشيطي وَحضر ختم مُسلم خَاصَّة البُلْقِينِيّ وَقَرَأَ الْخَتْم مَعَه على وَلَده الْجلَال وَالْجمال يُوسُف الْبِسَاطِيّ وَابْن ماجة بِتَمَامِهِ على الشهَاب الْجَوْهَرِي وختمه على السويداوي وَالتِّرْمِذِيّ بِكَمَالِهِ على الشّرف بن الكويك وَسمع الْأَخير من البُخَارِيّ على الزفتاوي والحلاوي والسويداوي وَابْن الشيخة والابناسي والغماري والمراغي والأخير من مُسلم من لفظ شَيخنَا على ابْن الكويك وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ والشهاب البطائحي وَالْجمال الكازروني وقارئ الْهِدَايَة بل وَقَرَأَ على ابْن الكويك الْمجْلس الأول والأخير من مجَالِس شَيخنَا من مُسلم وَالْكثير من النَّسَائِيّ الْكَبِير وَغير ذَلِك، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين جمَاعَة مِنْهُم من المغاربة ابْن عَرَفَة وَابْن خلدون وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد السلاوي وَأَبُو الْقسم الْبُرْزُليّ والصدر فَخر الدّين أَبُو عمر وَعُثْمَان بن أَحْمد القيرواني وَمن غَيرهم التقي ابْن حَاتِم والشهاب بن المنفر والتاج الصردي والتنوخي وَأكْثر من قِرَاءَة الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من كب الحَدِيث بِبَيْت الْأَمِير إينال باي بن قجماس وبالأسطبل السلطاني وبغيرهما وَلكنه لم يتَمَيَّز فِي الطّلب وَلَا رافق أحدا من أهل الْفَنّ فِيهِ بل صَار ذَا إِلْمَام بِكَثِير من مَشْهُور الْأَحَادِيث حسن الْإِيرَاد طري الصَّوْت حَتَّى أَنه قَرَأَ عِنْد الظَّاهِر جقمق حَدِيث تَوْبَة كَعْب فأبكاه وأنعم عَلَيْهِ بمئة دِينَار، ولطراوة صَوته تصدى للْقِرَاءَة لعى الْعَامَّة وَلم يتحام عَن قِرَاءَة مَا نَص الْأَئِمَّة على كذبه وَوَضعه لعدم تَمْيِيزه بل وخطب فِي الأشرفية بخانقاه سرياقوس وَغَيرهَا وَكَذَا بِجَامِع الْأَزْهَر لَكِن نِيَابَة وحمدت خطابته، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكتب الْخط الْمَنْسُوب بِحَيْثُ كتب بعض النَّاس عَلَيْهِ، وتنزل فِي صوفية البيبرسية وَغَيرهَا، وَحج غير مرّة وَحدث بِصَحِيح مُسلم وجامع التِّرْمِذِيّ وَغَيرهمَا أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء كالتقي القلقشندي بل أسمع شَيخنَا الزين رضوَان عَلَيْهِ وَلَده وَأثْنى عَلَيْهِ وَوَصفه بالفاضل الْوَاعِظ، وَوَصفه فِي سنة تسع وَتِسْعين الصّلاح الأقفهسي بالشيخ وَغَيره بالعلامة وَأدْخلهُ صاحبنا ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَهُوَ أحد الشُّيُوخ الَّذين حَضَرُوا ختم الصَّحِيح بالظاهرية الْقَدِيمَة لَكنا لم نخبره بالسند مَعَ إدراج التقي القلقشندي لَهُ مَعَهم فِي ثبته نعم قد قَرَأت عَلَيْهِ بعض الْأَحَادِيث وَأَجَازَ غير مرّة، وَقد قَالَ فِيهِ البقاعي إِنَّه نَشأ متكسبا من الوراقة مَعَ تهافته فِيهَا وَفِي غَيرهَا من أُمُور الدّين ثمَّ ذكر أَنه يَأْخُذ من الْخبز الَّذِي يجاء بِهِ للمحابيس وَكَذَا من الانخاخ وَأَنه ملازم قِرَاءَة سيرة الْبكْرِيّ) الْمجمع على كذبهَا وَقَالَ إِلَى غير ذَلِك من الأرصاف الَّتِي رُبمَا تكون هَذِه أخف مِنْهَا

قَالَ فَاسْتحقَّ بذلك أَن لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ فَإِن ذَلِك تغرير لَهُ وتجرئة على مَا يرتكبه، وَقد امْتنع مِنْهُ طلبة الحَدِيث على علم بِمَا سمع إِلَى أَن كَانَت سنة أَربع وَخمسين فصدره بعض الطّلبَة لحظ نفس وَقع لَهُ مَعَ بعض الأقران فجرأه ذَلِك على التسميع واغتر بِهِ من لَا علم لَهُ من المبتدئين فَحصل الضَّرَر الْبَالِغ. قلت وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ متساهل وَلَكِن لَا اعْتِدَاد بقل هَذَا فِيهِ لما كَانَ بَينهمَا من المخاصمات مَعَ مجاورتهما. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشري شعْبَان سنة خمس وَخمسين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد تجاه مصلى بَاب النَّصْر بِحَضْرَة جمع كثيرين كقاضي الْمَالِكِيَّة الولوي وَقَضَاء الْقُضَاة البدري والأميني الأقصرائي، وَدفن بِالْقربِ من تربة ابْن جمَاعَة بِبَاب النَّصْر عَفا الله عَنهُ وإيانا. مُحَمَّد بن عَبَّاس بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الشَّمْس المرصفي الخانكي الشَّافِعِي. ولد بمرصفا وَقدم وَهُوَ بَالغ الخانكاه فقطنها واشتغل ولازم الشَّمْس الونائي بالخانقاه وَغَيره فِي غَيرهَا وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير لنَفسِهِ وَلغيره وَأكْثر من التَّرَدُّد إِلَيّ بل قَرَأَ عَليّ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَنا بِمَكَّة الشفا وَغَيره وَهُوَ خير لين الْجَانِب لَهُ مُشَاركَة. مَاتَ بِبَيْت الْمُقَدّس وَقد توجه لزيارته فِي سنة خمس وَتِسْعين وَقد جَازَ السِّتين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَبَّاس بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن مَحْمُود بن عَبَّاس الشَّمْس الصلتي ثمَّ المعري سبط الْبُرْهَان بن وهيبة. ولد فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو قبلهَا وَنَشَأ فِي حجر خَاله الْبَدْر بن وهيبة فاشتغل قَلِيلا وَأذن لَهُ الشَّمْس بن خطيب يبرود فِي الْإِفْتَاء، وَولي قَضَاء غَزَّة فِي أَوَائِل الْقرن مضافاص للقدس وَمن قبل ذَلِك ولي قَضَاء بعلبك وحمص وحماة مرَارًا، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فسعى فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق فَوَلِيه وَلم يتم أمره، ثمَّ ولي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق أَيْضا بعد الْوَقْعَة مرّة بعد أُخْرَى سنة وشهرا فِي الْمَرَّتَيْنِ وَكَانَ مفرطا فِي سوء السِّيرَة قَلِيل الْعلم ولسوء سيرته كَانَ يكْتب لَهُ الْقَضَاء مُجَردا عَن الأنظار والوظائف فَإِنَّهُ كَانَ أرْضى بهما أهل الْبَلَد وَرَضي بِالْقضَاءِ مُجَردا، قَالَ ابْن حجي فِي حوادث سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ: وفيهَا ولي ابْن عَبَّاس قَضَاء بعلبك وَهُوَ رجل جَاهِل وَكَانَ الَّذِي عزل بِهِ رجل من أهل الرِّوَايَة يدرس بدار الحَدِيث بهَا فجَاء هَذَا لَا دراية وَلَا رِوَايَة وَإِنَّمَا كَانَ يتَوَلَّى بالرشوة لبَعض من لَا خير فِيهِ. مَاتَ معزولا فِي أول جُمَادَى الأولى سنة سبع ذكره شَيخنَا فِي إنبائهز مُحَمَّد بن عَبَّاس بن مُحَمَّد بن عَبَّاس الشَّمْس البعلي العلاف أَبوهُ. ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَسبعين) وَسَبْعمائة ببعلبك وَسمع بهَا الصَّحِيح على أبي الْفرج

عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب أنابه الحجار ولقيته هُنَاكَ فَقَرَأت عَلَيْهِ الْمِائَة لِابْنِ تَيْمِية مِنْهُ مَعَ خَتمه، وَكَانَ إنْسَانا حسنا حج. وَمَات قَرِيبا من سنة سِتِّينَ. مُحَمَّد بن عَبَّاس الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ الشَّافِعِي. لَهُ ذكر فِي سبطه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن وجيه. مُحَمَّد بن الْعَبَّاس المغربي مفتي تلمسين وَمَعْنَاهَا اجْتِمَاع شَيْئَيْنِ باللغة البربرية فغالب أقواتها كالقمح وفواكهها تكون جِنْسَيْنِ. لَهُ تصانيف مِنْهَا شرح لامية ابْن ملك. وَمَات بالطاعون سنة إِحْدَى وَسبعين. أَفَادَهُ لي بعض المغاربة من أَصْحَابنَا. مُحَمَّد بن عبد الْأَحَد بن مُحَمَّد بن عبد الْأَحَد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْخَالِق بن مكي بن يُوسُف بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو الْفَضَائِل بن القَاضِي الزين أبي المحاسن المَخْزُومِي الخالدي نسبا الْعلوِي الْحُسَيْنِي سبط الْحَرَّانِي الأَصْل الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ وَيعرف باسم أَبِيه وبابن الشَّرِيفَة. ولد فِيمَا قَالَ لَيْلَة الْجُمُعَة سادس شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتفقه بِأَبِيهِ فبحث عَلَيْهِ نصف الْمقنع ثمَّ أكمله إِلَّا قَلِيلا فِي الْقَاهِرَة على الشَّمْس الشَّامي وَكَذَا أَخذ ألفية ابْن عبد الْمُعْطِي بحثا عَن أَبِيه وَكَثِيرًا من ألفية ابْن ملك عَن يحيى العجيسي وَبحث فِي أصُول الدّين على الشَّمْس بن الشماع الْحلَبِي وَفضل، ونظم الشّعْر وَكتب فِي توقيع الدست بحلب والقاهرة، وسافر مَعَ امْرَأَة نوروز الحافظي فَمَاتَتْ فِي اللجون فَلَمَّا لقِيه زَوجهَا أحسن إِلَيْهِ وضمه إِلَى بعض أُمَرَاء حماة فَمَكثَ عِنْده وانضم إِلَى بَيت ابْن السفاح، وتنقل حَتَّى ولي كِتَابَة سر البيرة ثمَّ غَزَّة وَكَذَا نظر جيشها، وَله أَحْوَال فِي الْعِشْق مَشْهُورَة وتهتكات فِيهِ وحظوة عِنْد النِّسَاء، وَجمع كتابا فِي تراجم أَحْرَار العشاق سَمَّاهُ صبوة الشريف الظريف ومنتخبا من شعره ومراسلات بَينه وَبَين بعض المعاشيق سَمَّاهُ الْإِشَارَة إِلَى بَاب الستارة وَكَذَا نظم الْعُمْدَة لِابْنِ قدامَة فِي أرجوزة، وامتدح الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وَغَيره ولقيه البقاعي فَكتب عَنهُ مَا أسلفته فِي تَرْجَمَة أَبِيه. وَمَات بصفد وَهُوَ كَاتب سرها فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين. مُحَمَّد بن عبد الْأَحَد العجيمي. فِي ابْن عبد الْمَاجِد. مُحَمَّد بن عبد الْبَارِي تَقِيّ الدّين الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الضَّرِير، مِمَّن أَخذ عَن السراج البُلْقِينِيّ، وَكَانَ فَقِيها صَالحا انْتفع بِهِ المصريون سِيمَا الْجلَال الْبكْرِيّ بل جلّ تفقهه إِنَّمَا كَانَ بِهِ لكَونه هُوَ الَّذِي كَانَ يطالع لَهُ وَقَالَ إِنَّه كَانَ من الصَّالِحين، وَكَذَا مِمَّن أَخذ عَنهُ الشّرف الطنبدي نزيل حارة) عبد الباسط. وَمَات قريب الْأَرْبَعين ظنا. مُحَمَّد بن عبد الباسط بن خَلِيل الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ والآتي

أَخُوهُ أَبُو بكر. مَاتَ بالطاعون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين عَن نَحْو عشْرين عَاما تَقْرِيبًا. مُحَمَّد بن عبد الحفيظ بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد المزبري الأَصْل الرباطي الذهوبي الأبي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي، والمزبر بلد من أَعمال الشوافي والرباط قَرْيَة نسبت لمرابطة الشَّيْخ عَليّ بن عِيسَى الْقرشِي قريبَة من الذهوب. ولد بعيد الْخمسين وَثَمَانمِائَة برباط وَحفظ الْقُرْآن بَاب وجود بعضه هُنَاكَ وَبَاقِيه فِي غَيرهَا، وَهَاجَر لمَكَّة وَكثر تردده إِلَيْهَا بِحَيْثُ كَانَت إِقَامَته بهَا إِلَى حِين اجتماعه بِي نَحْو اثْنَتَيْ عشرَة سنة وَجلسَ لاقراء الْأَوْلَاد بهَا وَرُبمَا اشْتغل بالنحو عِنْد أبي الْخَيْر بن أبي السُّعُود، وتكررت زيارته للمدينة وَقد قَرَأَ على الشفا من نُسْخَة استكتبها ومؤلفي فِي خَتمه من نُسْخَة استكتبها أَيْضا وَسمع على أَكثر صَحِيح مُسلم وَغَيره كل ذَلِك بِمَكَّة سنة أَربع وَتِسْعين. مُحَمَّد بن عبد الْحق بن إِبْرَاهِيم الشَّمْس الطَّبِيب. فِي عبد الْحق بن إِبْرَاهِيم. مُحَمَّد بن عبد الْحق بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد العال الشَّمْس السنباطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد عبد الْحق الْمَاضِي وَيعرف بِابْن عبد الْحق ولد فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بسنباط وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتبريزي وَعرضه وتدرب ببلديه الولوي الْمَالِكِي وبأخيه فِي الشُّرُوط وتعاناها بِحَيْثُ صَار عين أهل بَلَده فِيهَا وتحول إِلَى الْقَاهِرَة فِي أَوَاخِر سنة خمس وَخمسين فقطنها وَتزَوج أُخْت بلديه صاحبنا الشَّمْس السنباطي الَّتِي كَانَت تَحت البقاعي، وَلزِمَ طَرِيقَته فِي التكسب بِالشَّهَادَةِ وراج أمره بهَا فِيهَا أَيْضا وَنسخ بِخَطِّهِ أَشْيَاء وتنزل فِي الجمالية وَسَعِيد السُّعَدَاء، وَحج فِي الْبَحْر وجاور بعض سنة وَاشْترى لوَلَده الْأَكْبَر عدَّة وظائف بل وَجَارِيَة بَيْضَاء للتسري بهَا ولولده الآخر غير ذَلِك، وَكَانَ ممتهنا لنَفسِهِ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْعِيد الأبر سنة سبعين وَدفن من الْغَد بتربة الصلاحية وَكَانَ لَهُ مشْهد حسن مَعَ تشاغل النَّاس بالأضحية رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الْحق بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ السبتي المغربي الْمَالِكِي ذكره شَيخنَا فِي أنبائه سنة ثَلَاث ثمَّ فِي سنة سِتّ كِلَاهُمَا وَثَلَاثِينَ فَقَالَ فِي ثَانِي الْمَوْضِعَيْنِ: ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأخذ عَن الْحَاج أبي الْقسم ابْن أبي حجر بِبَلَدِهِ وَوصل إِلَى غرناطة فَقَرَأَ الْأَدَب وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فحج وَحضر عِنْدِي فِي الْإِمْلَاء وأوقفني على شرح الْبردَة لَهُ وَله آدَاب وفضائل وَقَالَ فِي أَولهمَا: صاحبنا كتب إِلَيّ وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة لَهُ يَد فِي النّظم) والنثر بل شرح الْبردَة، وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ: كتب الْخط الْحسن ونظم الشّعْر، وَحج سَمِعت من نظمه. وَمَات فِي صفر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ رَحمَه الله. قلت وَذكره فِي ثَلَاث غلط

وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وأرخ مولده أَيْضا فِي سوال سنة ثَلَاث، قَالَ وَتردد إِلَيّ مُدَّة حَتَّى مَاتَ وَكَانَ لي بِهِ أنس وأنشدني: (إِذا نطق الْوُجُود احْتَاجَ قوم ... بآذان إِلَى نطق الْوُجُود) (وَذَاكَ النُّطْق لَيْسَ بِهِ انعجام ... وَلَكِن دق عَن فهم البليد) (فَكُن فطنا تنادي من قريب ... وَلَا تَكُ من يُنَادي من بعيد) وَقَالَ إِنَّه رأى بحائط مَكْتُوبًا: دواعي الأحزان الرَّغْبَة فِي الدُّنْيَا والاستكثار مِنْهَا وَمن أصبح ساخطا على مَا فَاتَهُ مِنْهَا فقد أصبح ساخطا على الله ربه فَلَا تأس على مَا فاتك مِنْهَا فَإِنَّمَا تنَال مَا قدر لَك وَمَا قدر لَك لَا يَنَالهُ أحد غَيْرك، وَنقل عَنهُ غير ذَلِك. مُحَمَّد بن عبد الحكم وَيُقَال لَهُ حلي بن أبي عَليّ عمر بن أبي سعيد عُثْمَان بن عبد الْحق المريني. كَانَ أَبوهُ صَاحب سجلماسة وَمَات بتروجة بعد أَن حج فِي سنة سبع وَسِتِّينَ فَنَشَأَ وَلَده هَذَا تَحت كنف صَاحب تلمسان ثمَّ أَن عرب المعقل نصبوه فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ أَمِيرا على سجلماسة وَقَامَ عاملها عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عبوس بأَمْره ثمَّ تنافرا فلحق صَاحب التَّرْجَمَة بتونس فَلَمَّا اسْتَقر أَبُو فَارس فِي المملكة توجه إِلَى الْحَج فَدخل الْقَاهِرَة فحج وَرجع فَصَارَ يتَرَدَّد إِلَى أبي زيد بن خلدون وَسَاءَتْ حَاله وافتقر حَتَّى مَاتَ فِي سنة عشر، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. مُحَمَّد بن عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أَبُو البركات الْقرشِي الْمَكِّيّ، وَأمه زبيدية. درج صَغِيرا. مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن رَمَضَان بن مرهف الدمياطي رَفِيق أبي الطّيب بن البدراني على ابْن الكويك. أثْبته الزين رضوَان فِيمَن يُؤْخَذ عَنهُ وَكَأَنَّهُ مَاتَ قبل الْأَرْبَعين. مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق الشَّمْس الْمَنَاوِيّ بَدَنَة. يَأْتِي فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب. مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم بن عمر بن عوض الْمُحب أَبُو عبد الله وَأَبُو البركات وَأَبُو الْخَيْر بن الزين بن الْعَلامَة أبي حَفْص المرصفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع الصَّحِيح على ابْن صديق أجَاز لنا. وَمَات بعد الْخمسين ظنا. مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم بن مُوسَى بن عبد الدَّائِم بن فَارس وَقيل بدل فَارس عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن) إِبْرَاهِيم، وسمى شَيخنَا جده عِيسَى سَهوا بل قَالَ كَانَ اسْم أَبِيه فَارِسًا فَغَيره الشَّمْس أَبُو عبد الله بن أبي مُحَمَّد بن الشّرف أبي عمرَان النعيمي بِالضَّمِّ نِسْبَة لنعيم المجمر الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الْبرمَاوِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد فِي منتصف ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة،

وَكَانَ أَبوهُ يُؤَدب الْأَطْفَال فَنَشَأَ ابْنه طَالب علم فحفظ الْقُرْآن وكتبا، واشتغل وَهُوَ شَاب وَسمع الحَدِيث على إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الأمدي وَعبد الرَّحْمَن بن عَليّ ابْن الْقَارِي والبرهان بن جمَاعَة وَابْن الفصيح والتنوخي وَابْن الشيخة فِي آخَرين وَأول مَا تخرج بقريبه الْمجد إِسْمَاعِيل الْمَاضِي ولازم الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ وتمهر بِهِ وحرر بعض تصانيفه، وَحضر دروس البُلْقِينِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَأخذ أَيْضا عَن الأبناسي وَابْن الملقن والعراقي وَغَيرهم، وأمعن فِي الِاشْتِغَال مَعَ ضيق الْحَال وَكَثْرَة الْهم بِسَبَب ذَلِك وَصَحب الْجلَال بن أبي الْبَقَاء، وناب فِي الحكم عَن أَبِيه الْبَدْر ثمَّ عَن ابْن البُلْقِينِيّ ثمَّ عَن الأخنائي، ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَأَقْبل على الِاشْتِغَال وَكَانَ للطلبة بِهِ نفع وَفِي كل سنة يقسم كتابا من المختصرات فَيَأْتِي على آخِره وَيعْمل وَلِيمَة ثمَّ استدعاه النَّجْم بن حجي وَكَانَ رافقه فِي الطّلب عِنْد الزَّرْكَشِيّ فَتوجه لدمشق فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَعشْرين فَأكْرمه وأنزله عِنْده وَجلسَ فاستنابه فِي الحكم وَفِي الخطابة، وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل عوضا عَن الشهَاب الْغَزِّي ثمَّ تدريس الرواحية ونظرها عوضا عَن الْبُرْهَان بن خطيب عذراء وتدريس الأمينية عوضا عَن الْعِزّ الحسباني ودرس بهَا بخصوصها يَوْمًا وَاحِدًا وَعَكَفَ عَلَيْهِ الطّلبَة وأقرأ التَّنْبِيه وَالْحَاوِي والمنهاج كل ذَلِك فِي سنة وَغير ذَلِك فاشتهرت فضيلته، وَقدر أَن مَاتَ وَلَده مُحَمَّد الْآتِي فجزع عَلَيْهِ وَكره لذَلِك الْإِقَامَة بِدِمَشْق فزوده ابْن حجي وَكتب لَهُ إِلَى معارفه بِالْقَاهِرَةِ فوصلها فِي رَجَب سنة سِتّ وَعشْرين وَقد اتَّسع حَاله، وتصدى للإفتاء والتدريس والتصنيف وانتفع بِهِ خلق بِحَيْثُ صَار طلبته رؤسا فِي حَيَاته، وباشر وظائف الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ نِيَابَة عَن حفيده وَلبس لذَلِك تَشْرِيفًا بل كَانَ عين لتدريس الْفِقْه بالمؤيدية عوضا عَن شَيخنَا فَلم يتم وَكَذَا كَانَ اسْتَقر فِي مشيخة الفخرية ابْن أبي الْفرج من واقفها وَفِي التَّفْسِير بالمنصورية ثمَّ استنزله عَنْهُمَا ابْن حجي فَعَن الأولى للبرهان البيجوري وَعَن التَّفْسِير لشَيْخِنَا لتنقطع أطماعه عَن الْقَاهِرَة إِلَى غير ذَلِك من الْجِهَات، وَحج فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وجاور الَّتِي بعْدهَا وَنشر الْعلم أَيْضا هُنَاكَ ثمَّ عَاد فِي سنة ثَلَاثِينَ وَقد عين لَهُ بعناية ابْن حجي أَيْضا تدريس الصلاحية ونظرها بالقدس بعد موت الْهَرَوِيّ فِي آخر الْمحرم مِنْهَا فَتوجه إِلَيْهَا وَأقَام بهَا قَلِيلا وانتفع بِهِ أهل تِلْكَ النَّاحِيَة أَيْضا وَلم ينْفَصل عَنْهَا إِلَّا بِالْمَوْتِ، وَكَانَ إِمَامًا) عَلامَة فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا مَعَ حسن الْخط وَالنّظم والتودد ولطف الْأَخْلَاق وَكَثْرَة الْمَحْفُوظ والتلاوة وَالْوَقار والتواضع وَقلة الْكَلَام ذَا شيبَة نيرة وهمة علية فِي شغل الطّلبَة وتفريغ نَفسه لَهُم، وَمن تصانيفه شرح البُخَارِيّ

فِي أَربع مجلدات وَمن أُصُوله الَّتِي استمد مِنْهَا فِيهِ مُقَدّمَة فتح الْبَارِي لشَيْخِنَا وَلم يبيض إِلَّا بعد مَوته وتداوله الْفُضَلَاء مَعَ مَا فِيهِ من إعواز، وَشرح الْعُمْدَة لخصه من شرحها لشيخه ابْن الملقن من غير إفصاح بذلك مَعَ زيادات يسيرَة وعابه شَيخنَا بذلك وَله أَيْضا منظومة فِي أَسمَاء رجالها وَشَرحهَا وألفية فِي أصُول الْفِقْه وَشَرحهَا استمد فِيهِ من الْبَحْر لشيخه الزَّرْكَشِيّ ومنظومة فِي الْفَرَائِض وَشرح لامية الْأَفْعَال لِابْنِ ملك والبهجة الوردية وزوائد الشذور وَعمل مُخْتَصرا فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَكتب عَلَيْهَا حَاشِيَة ولخص الْمُهِمَّات للأسنوي، وَلم يزل قَائِما بنشر الْعلم تصنيفا وإقراء حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بِبَيْت الْمُقَدّس وَتَفَرَّقَتْ كتبه وتصانيفه شذر مذر، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله، وَقد ذكره التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَقَالَ إِنَّه كَانَ فِي صغره فِي خدمَة الْبَدْر بن أبي الْبَقَاء وَفضل وتميز فِي الْفِقْه والْحَدِيث والنحو وَالْأُصُول وَكَانَت مَعْرفَته بِهَذِهِ الْعُلُوم الثَّلَاثَة أَكثر من مَعْرفَته بالفقه وَأقَام بِمصْر يشغل ويفتي فِي حَيَاة شَيْخه البُلْقِينِيّ وَبعده وَهُوَ فِي غَايَة مَا يكون من الْفقر. قلت: وَقد انتشرت تلامذته فِي الْآفَاق وَمِنْهُم الْمحلي والمناوي والعبادي وطبقة قبلهم ثمَّ طبقَة تليهم، وَحدث بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة ودمشق وَبَيت الْمُقَدّس سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة كالزين رضوَان بِالْقَاهِرَةِ والتقي ابْن فَهد بِمَكَّة وَابْن نَاصِر الدّين بِدِمَشْق وروى لنا عَنهُ خلق رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة الْخَطِيب النَّجْم بن الزين بن الْبُرْهَان الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَالِد شَيخنَا الْجمال عبد الله الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن جمَاعَة، مِمَّن تفقه وَسمع على الْمَيْدُومِيُّ وَغَيره، وَحدث ودرس وخطب بالأقصى، تفقه بِهِ ابْنه والفقيه الشَّمْس السعودي وَكَذَا روى لنا عَنهُ وَلَده وكتبته هُنَا تخمينا فَإِنَّهُ كَانَ قَرِيبا من أول الْقُرْآن. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن جملَة بن مُسلم الْكَمَال المحجي الأَصْل الدِّمَشْقِي، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: كَانَ رَئِيسا محتشما متمولا بَاشر نظر ديوَان السَّبع ثمَّ تَركه. وَمَات فِي الْمحرم سنة ثَمَان. مُحَمَّد بن الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن أَحْمد بن مَحْمُود الهمامي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ.) مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الْمُحب بن التقي بن القطب القلقشندي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده. اعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ على شَيخنَا

وَابْن الْفُرَات وَغَيرهمَا وَحفظ كتبا وَعرض على جمَاعَة واشتغل عِنْد الْبَهَاء المشهدي وَغَيره. وَمَات ظنا بعد السّبْعين عوضه الله الْجنَّة. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حُسَيْن بن دَاوُد بن سَالم بن معالي محيي الدّين أَبُو الْفضل بن الْمُوفق أبي ذَر العباسي الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده ولي قَضَاء حماة حِين انْتقل أَبوهُ إِلَى دمشق على نظر جيشها سنة ثَمَان وَسبعين وَمَات بِدِمَشْق حِين رُجُوعه من الْقَاهِرَة إِلَى بَلَده فِي طاعون سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَبَّاس بن أَحْمد بن عَبَّاس الشَّمْس البارنباري الأَصْل الدمياطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي السكرِي وَيعرف بِابْن سولة وَهُوَ لقب جده لكَونه رام أَن يَقُول سوسة فَسبق لِسَانه لسولة فرجت عَلَيْهِ. ولد فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بدمياط وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ بِجَامِع الْمنزلَة وَالْحَاوِي وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن ملك، وانتفع بالشمس بن الْفَقِيه حسن فِي ذَلِك وَغَيره وَأخذ فِي الْفِقْه بدمياط عَن النُّور الْمَنَاوِيّ وَعبد الرَّحْمَن الْحَضْرَمِيّ وَفِي الْعَرَبيَّة عَن أَحْمد اللجائي وَالشَّمْس مُحَمَّد البُخَارِيّ وَفِي الْعرُوض والبديع عَن ابْن سويدان، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فلازم أَحْمد الْخَواص فِي الْفِقْه والعربية والفرائض والحساب وَغَيرهَا وَأخذ فِي الْفِقْه أَيْضا عَن السَّيِّد النسابة وَفِي الْفَرَائِض عَن ابْن المجدي وَحضر أَيْضا دروس الونائي وَكَذَا القاياتي لَكِن قَلِيلا ثمَّ لَازم الْمَنَاوِيّ فِي الْفِقْه وَأخذ عَنهُ الْحَاوِي وَغَيره وَقَرَأَ على ابْن إِمَام الكاملية فِي الْأُصُول، وتميز وشارك فِي الْفَضَائِل وأقرأ الطّلبَة بل شرح الرَّوْض لِابْنِ الْمقري وَاخْتَصَرَهُ وَشَرحه وَعمل مُقَدّمَة فِي النَّحْو وَشَرحهَا، وَرُبمَا أفتى مَعَ عدم مزاحمته فِي وظائف الْفُقَهَاء بل يتكسب بمعاناة طبخ السكر وتوابعه، وَعرض عَلَيْهِ الزين زَكَرِيَّا قَضَاء دمياط فَأبى وَقبل عَنهُ مُجَرّد الْقَضَاء وَلَكِن لم يتصد لذَلِك بل مَا أَظُنهُ بَاشر إِلَّا الْقَلِيل. وَهُوَ مِمَّن وَافقه فِي الطّلب فِي بعض الدُّرُوس، وَحج فِي سنة خمسين وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد ثمَّ فِي سنة سبعين كِلَاهُمَا فِي الْبَحْر وجاور وَلَقي فِي الأولى أَبَا الْفضل المغربي فَحَضَرَ عِنْده فِي الْأُصُول قَلِيلا، وَكَذَا دخل الشَّام فِي التِّجَارَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَحضر دروس التقي بن) قَاضِي شُهْبَة وَسمع الحَدِيث قَلِيلا على بعض الْمُتَأَخِّرين بل قَالَ لي أَنه سمع على شَيخنَا فِي الْحِلْية بِقِرَاءَة البقاعي وَحضر عِنْدِي بعض الدُّرُوس، وَكَانَ مديما للتلاوة مُقبلا على شَأْنه وَالنَّاس مِنْهُ فِي رَاحَة مَعَ تَعبه من قبل وَلَده بل بنتيه. مَاتَ بعد تعلل طَوِيل فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بصوفية سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا.

مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب ابْن أخي الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد وَيعرف بِابْن وهيب. كَانَ مَعَ عَمه وَفِي كفَالَته بعد موت أَبِيه بِمَكَّة سنة أَربع وَتِسْعين فَسمع عَليّ مَعَه أَشْيَاء. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عمر بن عَرَفَات الشَّمْس بن الزين القمني الأَصْل القاهري الصحراوي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ، وَأمه أمة. ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة أَو بعْدهَا تَقْرِيبًا بالصحراء وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي الظَّاهِرِيَّة بالصحراء وَحفظ الْمِنْهَاج والألفية والعمدة وَغَيرهَا. واشتغل وَتردد إِلَى الْمَشَايِخ ولازم الْمَنَاوِيّ فِي تقاسيمه وَالسَّيِّد عَليّ الفرضي فِي الْحساب والفرائض وَنَحْوهمَا وكريم الدّين الصحراوي العقبي فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا، وَأخذ فنونا عَن التقيين الحصني والشمني وَالشَّمْس الشرواني والكافياجي والأمين الأقصرائي وَسيف الدّين. ودب ودرج وَلكنه لم يتقن فَنًّا وَلَا علما مَعَ كَثْرَة تردده للزين عبد الرَّحِيم الأبناسي للتفهم مِنْهُ وَكَذَا حضر عِنْد الْجمال عبد الله الكوراني والنجم بن حجي وَأخذ عَن عبد الْحق السنباطي والبرهان الكركي الإِمَام، وَسمع حِين قَرَأت للْوَلَد فِي مُسلم وَالنَّسَائِيّ الْكَبِير وَجَمِيع مُسْند الشَّافِعِي والموطأ وَغَيرهَا على السَّيِّد النسابة والبارنباري وَالشَّمْس التنكزي والشهاب الحجاري وَابْن أبي الْحسن والزين الأدمِيّ فِي آخَرين كَأُمّ هَانِيء الهورينية، وَاسْتقر فِي مشيخة الصُّوفِيَّة بتربة يُونُس الدوادار عقب أَبِيه، وَحج فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ رَفِيقًا لشيخه الأبناسي كالمتطفل عَلَيْهِ وَكَذَا ترافق مَعَه فِي أخذهما عَن أبي الصَّفَا وَابْن أُخْت الشَّيْخ مَدين وخاض فِي تِلْكَ المقالات وزاحم حِين التَّعَرُّض للكلمات الْمُنْكَرَات وَلَيْسَ بمرضى عقلا وفهما وَطَرِيقَة مَعَ إدراجه فِي الْفُضَلَاء وإقرائه لبَعض المبتدئين، بل الْغَالِب عَلَيْهِ الْحَسَد وَكَرَاهَة النَّاس والطيش وَلذَا لم أمل إِلَيْهِ مَعَ توسله عِنْدِي فِي تردده إِلَيّ بالإبناسي، وَكَانَ فِي أول عمره مَشى مَعَ الزعر وسلك مسالكهم والآن فقد بَالغ حَتَّى استنابه الزين زَكَرِيَّا فِي الْقَضَاء وَصَارَت لَهُ نوبَة فِي بَابه وَعين عَلَيْهِ بالشيخ من غير تَمْيِيز فِي الصِّنَاعَة بل وَلَا دربة فِي الْأَحْكَام وَلَا مداراة وتحاكى النَّاس عَنهُ فِي ذَلِك أَشْيَاء ثمَّ خمد ورام فِي جمَاعَة غَيره أَخذ مشيخة سعيد السُّعَدَاء بعد الكوراني ونوه بِهِ قاضيه فِيهَا فَمَا تهَيَّأ.) ::: مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عوض بن عبد الْخَالِق بن عبد الْمُنعم بن يحيى بن مُوسَى بن الْحسن بن عِيسَى بن عشبان بن عِيسَى بن شعْبَان بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن نوح بن طَلْحَة بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق الْجلَال أَبُو الْبَقَاء بن الْعِزّ أبي الْفضل

بن الزين أبي الْعَبَّاس بن نَاصِر الدّين بن الْبكْرِيّ الدهروطي ثمَّ الْمصْرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف بالجلال الْبكْرِيّ. ولد فِي ثَانِي صفر سنة سبع وَثَمَانمِائَة بدهروط وَأمه هِيَ ابْنة نور الدّين عَليّ بن عمر بن عَليّ بن عرب عَمها الْجمال والنجم محتسبا الديار المصرية، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتحرير فِي الْفِقْه للواسطي وتلخيص ملخص لمع الشَّيْخ أبي إِسْحَاق لجد وَالِده وألفية الحَدِيث والنحو. وتفقه بجده وتحول بعد مَوته إِلَى مصر حِين قَارب الْبلُوغ فاستوطنها وَقَرَأَ الْفِقْه بهَا على التقي بن عبد الْبَارِي الضَّرِير ثمَّ على الشَّمْس سبط ابْن اللبان وَعنهُ أَخذ الْأُصُول وعلوم الحَدِيث أَيْضا وَكَذَا أَخذ الْفِقْه أَيْضا عَن الزكي الْمَيْدُومِيُّ والزين القمني وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ، وَحضر دروس الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث وَغَيرهَا والجلال البُلْقِينِيّ وأخيه الْعلم وَكَانَ يكثر المباحثة مَعَه فِي الخشابية وَغَيرهَا وَشَيخنَا وَكَانَ يُحِبهُ، وَأخذ الْأُصُول أَيْضا عَن القاياتي قَرَأَ عَلَيْهِ جمع الْجَوَامِع وغالب الْعَضُد والعربية وَالتَّفْسِير عَن الشَّمْس ابْن عمار، وبرع فِي حفظ الْفِقْه وشارك فِي أُصُوله والعربية فِي الْجُمْلَة مَعَ الدّيانَة والبهاء والتواضع وسلامة الْفطْرَة والبشاشة وَالْكَرم مَعَ التقلل وَقد حج مرَّتَيْنِ وجاور وَأخذ هُنَاكَ عَن الأهذل وَكَذَا دخل دمشق وزار بَيت الْمُقَدّس وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده وَيُقَال إِن القاياتي اقْتصر فِي مصر عَلَيْهِ، واستقل بِقَضَاء اسكندرية فِي رَابِع عشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ عوضا عَن الشهَاب الْمحلى وحمدت سيرته فِيهَا وَلكنه لم يلبث أَن عزل فتألم أَهلهَا لذَلِك وَرجع إِلَى الْقَاهِرَة فلازم النِّيَابَة مَعَ التصدي للإقراء والافتاء، ثمَّ أعرض عَن الْقَضَاء فِي سنة خمس وَسبعين بِسَبَب حَادِثَة مَسّه من الدوادار الْكَبِير من أجلهَا بعض الْمَكْرُوه وعاكسه السُّلْطَان فِي ذَلِك واقام مُقْتَصرا على الإقراء والإفتاء ثمَّ اسْتَقر فِي مشيخة البيبرسية بعد موت أبي الْفَتْح بن القاياتي وتحول لسكناها وَلم يلبث أَن مَاتَت لَهُ زَوْجَة فورث مِنْهَا مَا ينيف على سِتّمائَة دِينَار استهلكها فِي أسْرع وَقت وَرجع إِلَى تقلله، واشتهر بِحِفْظ الْفِقْه وَصَارَ يترفع فِيهِ على أهل عصره لكَونه لَا يرى فيهم من يقاومه وَكثر الآخذون عَنهُ، وَقد اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَسمعت من أبحاثه وفوائده وأفادني تَرْجَمَة أَبِيه وجده وجد أَبِيه وَأَخْبرنِي أَنه شرح الْمِنْهَاج ومختصر التبريزي) وَسَماهُ الْفَتْح العزيزي وَبَعض التدريب للبلقيني وَالرَّوْض لِابْنِ الْمقري وتنقيح اللّبَاب وأفرد نكتا على كل من الرَّوْضَة والمنهاج بل شرع فِي شرح على البُخَارِيّ وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ الْآن أحفظ الشَّافِعِيَّة لفروع

الْمَذْهَب وَلكنه لَيْسَ فِي الْكِتَابَة والفهم فضلا عَن التَّحْقِيق بالماهر حَتَّى كَانَ الْمَنَاوِيّ يُبَالغ فِي خفضه بل لم يصغ الْمحلي حِين تكلم بِحَضْرَتِهِ فِي بعض الْمجَالِس لكَلَامه، مَعَ حمق كَبِير وَعدم تدبر فِي كثير من أَفعاله وأقواله مِمَّا يلجئه إِلَيْهِ مزِيد الصفاء وَكَونه لونا وَاحِدًا بِحَيْثُ أَنه شافه غير وَاحِد من الأماثل لكَوْنهم قدمُوا عَلَيْهِ فِي الصَّلَاة على الْجَنَائِز بِبُطْلَان صلَاتهم بل أعَاد الصَّلَاة فِي أحدهم، فِي أشباه لذَلِك كَثِيرَة ودافع الْعَبَّادِيّ عَن الْجُلُوس فَوْقه فَترك الْعَبَّادِيّ جِهَته وَجلسَ فِي مَحل آخر كَمَا أَن الْعَبَّادِيّ فِي مجْلِس الدوالدار دَافع التقي الحصني عَن الْجُلُوس فَوْقه فجبذه التقي وَدخل مَوْضِعه فتحول الْعَبَّادِيّ لجِهَة أُخْرَى، هَذَا مَعَ تسمحه فِي الْأذن بالفتيا والتدريس وعَلى كل حَال فقد كَانَ للشَّافِعِيَّة بِهِ جمال فِي حفظ الْمَذْهَب وَأخذ عَنهُ النَّاس طبقَة بعد أُخْرَى وَاتفقَ أَنه بعد موت زين العابدين بن الْمَنَاوِيّ بَاعَ الأوصياء وهم المقسي والجووجري والمنهلي حِصَّة شائعة من قصب سكر قَائِم على أُصُوله لم يبد صَلَاحه لوفاء بعض الدُّيُون وَعين الأسيوطي الْمُسْتَند على الْجلَال وَجِيء بِهِ إِلَيْهِ فَقَالَ هَذَا البيع بَاطِل لكَونه فِي حِصَّة شائعة من ذرع أَخْضَر وَإِن مَحل القَوْل بِجَوَاز بيع الزَّرْع بِشَرْط قطعه إِذا بيع كُله وأحضر الرَّوْضَة فَكَانَ فِيهَا قبيل الصُّلْح على الْإِنْكَار التَّصْرِيح بذلك جَازِمًا بِهِ فبادروا إِلَى الرُّجُوع وغيروا الْمُسْتَند، إِلَى غير هَذِه من الوقائع. وَلم يزل على انْقِطَاعه للْعلم حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس منتصف ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد برحبة مصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفن بتربة أَنْشَأَهَا ابْن الصَّابُونِي بِخَط الريدانية بِالْقربِ من جَامع آل مكل وَحصل الأسف على فَقده رَحمَه الله وإيانا ونفعنا ببركته. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عرندة الوجيزي القاهري الدَّلال بسوق الْغَزل الشّرْب والماضي أَبوهُ وجده. مِمَّن أَكثر الْمُجَاورَة بِمَكَّة وَكَانَ فَقِيرا يقْرَأ الْقُرْآن أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء. مَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَظنهُ جَازَ السِّتين. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا أَبُو المراحم. فِي الكنى. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْأمين بن الزين الحسباني الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ. اسْتَقر فِي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين بعد صرف الْمُوفق الشريف الْحَمَوِيّ ببذل كثير ثمَّ صرف فِي جُمَادَى الْآخِرَة من الَّتِي تَلِيهَا بِابْن اخي الشهَاب بن) الفرفور وَاسْتمرّ مخمولا فِي عُهْدَة الدُّيُون وَعَاد ضَرَره على زَوجته الَّتِي كَانَت زوجا للشَّيْخ خطاب. مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين.

مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن الْجمال يُوسُف بن أَحْمد نَاصِر الدّين بن الزين البيري الأَصْل القاهري الْمَاضِي جده والآتي جد أَبِيه. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَتكلم فِي أوقاف الْمدرسَة الجمالية بعد القَاضِي معِين الدّين بن الْأَشْقَر سبط ابْن العجمي فأتلفها إِلَّا الْيَسِير، وَاسْتقر أحد الْحجاب فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم وباشرها وقتا ثمَّ أعرض عَن مُبَاشرَة الحكم فِيهَا وقنع باسمها، وَحج وَدخل حلب فَمَا دونهَا وزار بَيت الْمُقَدّس وَعرف بِالْفُجُورِ وَعدم التصون والكلمات الساقطة وَالْكذب وَأكْثر من مُخَالطَة الْمُحب بن الشّحْنَة وبنيه وَكَذَا صحب البقاعي وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين، وَأرْسل بعياله وبنيه لمَكَّة بحرا مَعَ الفارين من الطَّاعُون فَسَلمُوا وَمَات أكبر أَوْلَاده المتخلف عَنْهُم مَعَ زَوجته وقفل بغيبتهم وبموته بَيته، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مَعْلُوم الْحَال. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ، وَأمه خَدِيجَة ابْنة القَاضِي سُلَيْمَان بن عَليّ بن الْجُنَيْد. درج صَغِيرا. مُحَمَّد أَخُو الَّذِي قبله وَأمه علما ابْنة الْمُحب بن ظهيرة. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَهُوَ أَيْضا مِمَّن مَاتَ صَغِيرا. بيض لَهُ ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عمر الْفَاضِل الشَّمْس الدِّمَشْقِي الكفرسوسي الشَّافِعِي، مِمَّن سمع مني. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن حسن بن سُوَيْد فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن الْوَجِيه أبي هُرَيْرَة بن الْبَدْر الْكِنَانِي فِيمَا يَزْعمُونَ الْمصْرِيّ الأَصْل والمنشأ الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده والآتي وَلَده مُحَمَّد، وَيعرف كسلفه بِابْن سُوَيْد وَرَأَيْت بَعضهم سمي سويداص أَيْضا مُحَمَّدًا. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمر الظهْرَان بالمنحني، وَأمه فَاطِمَة ابْنة الْفَخر القاياتي جد أم هَانِئ ابْنة الهوريني وَالِدَة السَّيْف الْحَنَفِيّ لأمها، وَنَشَأ بِمصْر فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وتقريب الْأَسَانِيد فِي الْأَحْكَام وَابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي والكافية والشافية، وَعرض على الْبِسَاطِيّ وَشَيخنَا وَجَمَاعَة وَأخذ الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا عَن الزين عبَادَة وَالْأُصُول عَن عمر بن قديد، ولازم الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ. والكريمي تلميذ السَّيِّد وَابْن الْهمام وَغَيرهم فِي فنون وَمِمَّا) قَرَأَهُ على ثانيهم شرح الحاجبية، وَتقدم فِي الْفَضَائِل، وَحج رَفِيقًا للحسام بن حريز ثمَّ لِأَخِيهِ السراج وجاور مَعَ الأول لمزيد اختصاصهما وَقَرَأَ بِمَكَّة على الْحُسَيْن الأهدل الْمُوَطَّأ وعَلى أبي الْفَتْح المراغي الشفا وَسمع على الزين بن عَيَّاش وَمُحَمّد الكيلاني وَآخَرين،

وناب فِي الْقَضَاء بل ترشح للوظيفة وأقرأ بعض الطّلبَة وَلَكِن كَانَ انقباضه عَن النَّاس وترفعه وإمساكه سَببا لتخلفه بل امتحن بِأخرَة وأهين، وَكَانَ كثير الْميل إِلَيّ والإجلال لي مِمَّا لم أر فعله لَهُ مَعَ غَيْرِي. مَاتَ فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ تَاسِع عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع عَمْرو تقدم السَّيْف الْحَنَفِيّ بِوَصِيَّة مِنْهُ بذلك لقرابة بَينهمَا، وَقد قَالَ فِيهِ ابْن تغري بردى أحد التُّجَّار ونواب الْمَالِكِيَّة كَانَ معدودا من فُقَهَاء الْمَالِكِيَّة ولديه فَضِيلَة ويتهم بِمَال كثير أَخذ السُّلْطَان من وَلَده مصالحة نَحْو سِتَّة آلَاف دِينَار وَكَانَ مَعَ تموله سَاقِط الْمُرُوءَة مبهذلا فِي الدول وقصته مَعَ كسباي الدوادار مَشْهُورَة من الضَّرْب وَالْحَبْس وَحمله لبيوت الْحُكَّام كل هَذَا لشح فِيهِ وبخل زَائِد وتقتير حَتَّى على عِيَاله وَنَفسه مَعَ اجْتِهَاد كَبِير فِي تَحْصِيل الْأَمْوَال وطباع تشبه طباع الأقباط، بل قيل لي أَن جد أَبِيه سُوَيْد بَاشر دين النَّصْرَانِيَّة فَعِنْدَ ذَلِك تحققت مَا شَككت فِيهِ، وعَلى كل حَال فَهُوَ مِمَّن لَا يتأسف أحد على مَوته. انْتهى كَلَامه وَفِيه تَخْلِيط وَخطأ كثير. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن حسن بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الرعيني الأندلسي الأَصْل المولد الْمَالِكِي نزيل مَكَّة وَيعرف هُنَاكَ كسلفه بالحطاب ويتميز عَن شَقِيق لَهُ أكبر مِنْهُ اسْمه مُحَمَّد أَيْضا بالرعيني وَذَاكَ بالحطاب وَإِن اشْتَركَا فِي ذَلِك لَكِن للتمييز وَيعرف فِي مَكَّة بالطرابلسي. ولد وَقت صَلَاة الْجُمُعَة من الْعشْر الْأَخير من صفر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بطرابلس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والرائية والخرازية فِي الرَّسْم والضبط ثمَّ الرسَالَة وتفقه فِيهَا يَسِيرا على مُحَمَّد الْقَابِسِيّ وَرُبمَا تحذف أَلفه وعَلى أَخِيه فِي الْمُخْتَصر، ثمَّ تحول مَعَ أَبَوَيْهِ وأخوته وجماعتهم إِلَى مَكَّة سنة سبع وَسبعين فحجوا ثمَّ رجعُوا وَقد توفّي بَعضهم إِلَى الْقَاهِرَة فأقاموا بهَا سِنِين وَمَات كل من أَبَوَيْهِ فِي أُسْبُوع وَاحِد فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بالطاعون وَاسْتمرّ هُوَ وَأَخُوهُ بهَا إِلَى أَن عَاد لمَكَّة فِي موسم سنة أَربع وَثَمَانِينَ فحجا ثمَّ جاورا بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة الَّتِي تَلِيهَا وَعَاد الْأَخ بعد حجه فِيهَا إِلَى بِلَاده وَهُوَ إِلَى الْمَدِينَة وَقَرَأَ بهَا على الشَّمْس الْعَوْفِيّ فِي الْعَرَبيَّة، وَكَذَا حضر عِنْد السراج معمر فِي) الْفِقْه وَغَيره ثمَّ عَاد لمَكَّة فلازم الشَّيْخ مُوسَى الحاجبي وَقَرَأَ فِيهَا الْقُرْآن على مُوسَى المراكشي، وصاهر ابْن عزم فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين على ابْنَته بل أَخذ عَن الشهَاب بن حَاتِم وَكثر انتماؤه لعبد الْمُعْطِي وتكرر اجتماعه بِي فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَقبلهَا وَسمع مني وَجلسَ للإقراء فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا، وَولي مشيخة رِبَاط الْمُوفق وباشر التَّكَلُّم فِي عمَارَة وقف الطرحا، كل ذَلِك مَعَ الْفَاقَة والعفة وَنعم الرجل.

مُحَمَّد أَبُو عبد الله أَخُو الَّذِي قبله. ولد فِي سنة سِتّ وَخمسين وَله فَضِيلَة تَامَّة مَعَ الصّلاح وَالْخَيْر، وَهُوَ الْآن حَيّ. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْخضر بن مُحَمَّد بن الْعِمَاد حسام الدّين الْمصْرِيّ الأَصْل الْغَزِّي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن بريطع وَهُوَ من ذُرِّيَّة الْعِمَاد الْكَاتِب وَلذَا يكْتب بِخَطِّهِ ابْن الْعِمَاد. ولد فِي ثامن عشري ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بغزة ولازم نَاصِر الدّين الإياسي فَانْتَفع بِهِ، ثمَّ ارتحل وَلَقي الأكابر وَتقدم فِي الْمَنْقُول والمعقول، قَالَ لي وَلَده إِنَّه كتب بِخَطِّهِ الْكثير كالصحيحين والاستيعاب والكشاف وَأكْثر من مائَة مُجَلد وخطه جيد وحافظته قَوِيَّة، وَسمعت أَنه كَانَ يحفظ المعلقات السَّبع ومحلقاتها والحماسة وصنف كثيرا وَعمل منظومة فِي الْفِقْه. وَمن نظمه مَا كتب بِهِ على تفكيك الرموز والتكليل على مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل تصنيف ابْن عَامر الْمَالِكِي: (لقد غَدا التكليل أعجوبة ... وَأصْبح التفكيك تحبيرا) (رصعه درا فَتى عَامر ... فزاده الرَّحْمَن تعميرا) وَكَانَ إِمَامًا مفننا عَالما حسن الذَّات جم الْفَضَائِل غزير الْفَوَائِد أَخذ النَّاس عَنهُ وَله ذكر فِي بعض الْحَوَادِث حَتَّى فِي إنباء شَيخنَا وَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَسَأَلَهُ بعض الأسئلة نظما فَأَجَابَهُ حَسْبَمَا أوردت ذَلِك فِي الْجَوَاهِر، وَولي قَضَاء صفد ثمَّ أضيف إِلَيْهِ نظر جيشها عَن ابْن القف ثمَّ قَضَاء طرابلس ثمَّ دمشق مرَارًا أَولهَا فِي سنة إِحْدَى وَخمسين عوضا عَن قوام الدّين، ولقيته غير مرّة. مَاتَ بِدِمَشْق فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ بالجامع المظفري وَدفن بِأَعْلَى الرَّوْضَة بسفح قاسيون رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد صَلَاح الدّين بن الكويز الْمَاضِي أَبوهُ وجده، مِمَّن حفظ) الْقُرْآن والمنهاج وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا وَسمع عَلَيْهِ ثمَّ ترك. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن رَجَب. فِيمَن جده مُحَمَّد بن رَجَب. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سَالم بن سُلَيْمَان بن مشعل بِكَسْر الْمِيم ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة بعْدهَا مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ لَام ابْن غزي التقي أَبُو بكر الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ابْن أُخْت الشَّيْخ مُحَمَّد بن عبد الله بن الْفَخر البعلي وَيعرف بِابْن غزي بمعجمتين مَضْمُومَة ثمَّ مثقلة. ولد تَقْرِيبًا نَحْو السّبْعين وَسَبْعمائة وَسمع من الْمُحب الصَّامِت وَأبي الهول والزين عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْفَخر البلعي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن عوض وَعمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد النابلسي

فِي آخَرين بل ذكر أَنه سمع على الصّلاح بن أبي عمر مُسْند أَحْمد وَغَيره وعَلى ابْن أميلة بِقِرَاءَة المنصفي فِي جَامع الْمزي جَامع التِّرْمِذِيّ، وَسكن قَرِيبا من جَامع التَّوْبَة بِدِمَشْق، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد. مَاتَ قبل الْخمسين ظنا. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلْطَان. فِيمَن جده عِيسَى بن سُلْطَان. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن هَارُون بن بدر الْبَدْر بن الْعِمَاد العامري الْجُهَنِيّ الببائي القاهري الشَّافِعِي أَخُو الْبَهَاء أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن حرمي. حفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين وألفية النَّحْو واشتغل عِنْد الْبَدْر القويسني والصدر الإبشيطي وَقَرَأَ فِي الْفَرَائِض والحساب عِنْد نَاصِر الدّين بن أنس وحسين الزمزمي وَكَأن قِرَاءَته عَلَيْهِ بِمَكَّة وَأخذ عَن السراج البُلْقِينِيّ فِي آخَرين وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتمول مِنْهَا وَمن غَيرهَا. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عياد بتحتانية ابْن عبد الْجَلِيل بن خلفون حَافظ الدّين أَبُو الْفَضَائِل بن الزين المنهلي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي عصر يَوْم الْجُمُعَة حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة، وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع والألفيتين وَعرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة وأسمعه أَبوهُ البُخَارِيّ على الشاوي وَبَعضه على عبد الصَّمد الهرساني، وتعب وَالِده فِي معالجته من ريَاح الشَّوْكَة حَتَّى خلص وَكَانَ على غير الْقيَاس، وَكَذَا سمع على غَيرهمَا ولازمني فِي قراء الألفية وَغَيرهَا وَكتب القَوْل البديع وَغَيره من تآليفي وَقَرَأَ قَلِيلا على الشَّمْس بن سولة والبدر حسن الْأَعْرَج وَغَيرهمَا كياسين البلبيسي والسمنودي فِي الْفِقْه) والعربية وعَلى النُّور الطنتدائي فِي الْفَرَائِض والبدر المارداني فِي الْوَسِيلَة كل ذَلِك قَلِيلا وَكَذَا حضر على الزين زَكَرِيَّا وَغَيره، وَاسْتقر فِي جِهَات أَبِيه بعده وَمن ذَلِك تدريس النابلسية وناب عَنهُ فِيهِ ابْن سولة وَغَيره، ثمَّ زَوجته أمه بأت زوج أُخْته ابْن أصيل وتعبابها ففارقها واتصل بغَيْرهَا وَاحِدَة بعد أُخْرَى، وَلم ير رَاحَة بِحَيْثُ احْتَاجَ إِلَى التكسب فِي حَانُوت بسوق أَمِير الجيوش وَرغب عَن بعض وظائفه لذَلِك، وعَلى كل حَال فَهُوَ ضَعِيف الْحَرَكَة مَعَ فهم وعقل. وَقد حج وَمَعَهُ عِيَاله فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بحرا وجاور ثمَّ رَجَعَ مَعَ الْمَوْسِم وبلغنا تخلفه بالينبع ثمَّ لم أعلم مَا اتّفق لَهُ. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْخَالِق بن سِنَان بن عَطاء الله الشَّمْس أَبُو عبد الله البرشنسي بِفَتْح الْمُوَحدَة وَسُكُون الرَّاء ثمَّ مُعْجمَة مَفْتُوحَة بعْدهَا نون ثمَّ مُهْملَة القاهري الشَّافِعِي. اشْتغل قَدِيما وَسمع من القلانسي وَنَحْوه وَكَذَا من

الْبَهَاء بن خَلِيل وتصدر للإفادة وَالرِّوَايَة مَعَ الْخَيْر والديانة. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: سَمِعت عَلَيْهِ قَلِيلا من آخر مُسلم وَرَأَيْت لَهُ منظومة فِي عُلُوم الحَدِيث وَشَرحهَا وكتابا فِي أَسمَاء رجال مُسْند الشَّافِعِي وَآخر فِي فضل الذّكر ومصباح الْفَلاح فِي التصوف وَنَحْوه قَوْله فِي أنبائه مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَقد قَارب السّبْعين روى لَهُ عَنهُ جمَاعَة وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه حدث عَن الشّرف أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عَسْكَر الْبَغْدَادِيّ الْمَالِكِي بالموطأ سَمَاعا عَن أَبِيه أَنا الْعِزّ الفاروثي. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم بن عبد الرَّحْمَن علم الدّين بن الرضي بن الْعِزّ بن الشَّمْس أبي الْغَيْث بن الشهَاب الْعقيلِيّ النويري ثمَّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي قريب الْخَطِيب أبي الْفضل وَهُوَ بلقبه أشهر. ولد قَرِيبا من سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بالنويرة من الْأَعْمَال البهنساوية بِالْوَجْهِ القبلي، وتحول حِين بُلُوغه سنّ التَّمْيِيز إِلَى مصر فَأَقَامَ تَحت نظر مُحَمَّد وَالِد الزين طَاهِر، وَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد وَلَده الآخر النُّور عَليّ وأكمله عِنْد زين العابدين ابْن عَم الشهَاب بن أبي السُّعُود فِي مكتبه بالمشهد وَحفظ عِنْده الْعُمْدَة والرسالة فِي الْفِقْه ثمَّ قِطْعَة من ابْن الْحَاجِب وَمن ألفية ابْن ملك وَعرض بَعْضهَا على الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والتفهني والبساطي وَشَيخنَا، واشتغل فِي الْفِقْه أَولا عِنْد طَاهِر ثمَّ الزين عبَادَة والبساطي فِي آخَرين، وَحضر الْيَسِير من الْأُصُول والعربية عِنْد الْبِسَاطِيّ) والقاياتي وَطَائِفَة وَكَذَا قَرَأَ على ابْن الْهمام والشهاب الأبشيطي فِي الْعَرَبيَّة وانتفع بِأبي الْقسم النويري وتميز قَلِيلا وَسمع الحَدِيث على الزين الزَّرْكَشِيّ وَفَاطِمَة الحنبلية وقريبتها عَائِشَة ابْنة الْعَلَاء وَشَيخنَا وَكتب عَنهُ من أَمَالِيهِ ولازمه مُدَّة وَابْن عمار وَطَائِفَة، وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَقَرَأَ بهَا الحَدِيث وَكَذَا تنزل فِي غَيرهَا من الْجِهَات وَحج غير مرّة بَعْضهَا من الْقصير وَكَذَا جاور مرَارًا ثمَّ استوطنها من سنة سِتّ وَخمسين ولازم الْحُضُور عِنْد القَاضِي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي وجود الْقُرْآن على النُّور على الديروطي. وَمَات بهَا فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشري شعْبَان سنة أَربع وَسبعين وَكَانَ حسن الْعشْرَة متوددا قانعا رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ الشريف الْحُسَيْنِي الْحَضْرَمِيّ الْيَمَانِيّ وَيعرف بالشيخ باعلوي صهر الشريف عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمَاضِي. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الله ولي الدّين أَبُو الْفضل بن الزين بن الْعَلامَة سِيبَوَيْهٍ الْوَقْت الْجمال الْأنْصَارِيّ القاهري

الشَّافِعِي التَّاجِر وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن هِشَام. ولد سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب الهيثمي وَغَيره والعمدة والمنهاج وعرضها على جمَاعَة وَحضر دروس البُلْقِينِيّ وَكَانَ يَحْكِي عَنهُ والبيجوري وَالشَّمْس الغراقي فَمن بعدهمْ واشتغل قَلِيلا فِي النَّحْو على عَمه الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي وَالشَّمْس البوصيري وَسمع على التنوخي والحلاوي والشهاب الْجَوْهَرِي بل كَانَ يخبرنا أَنه سمع على البُلْقِينِيّ والزين الْعِرَاقِيّ وَغَيرهمَا، وتكسب بِالشَّهَادَةِ أَولا ثمَّ تَركهَا وَحج فِي سنة تسع عشرَة، وتعاني التِّجَارَة وسافر بِسَبَبِهَا إِلَى الشَّام واسكندرية والصعيد وَغَيرهَا، وَعرف بالديانة والثقة وَالْأَمَانَة والتحري فِي معاملاته وديانته ورغبته فِي شُهُود المواعيد وَحلق الْعلم وَالْجَمَاعَات وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ. وَمَات فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء مستهل جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر أَبُو الْفَتْح الأدمِيّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد عبد الباسط الْمَاضِي. تكسب بِالشَّهَادَةِ وتنزل فِي الْجِهَات وتمول جدا بِحَيْثُ) كَانَ يُعَامل ويقارض وَله دَار هائلة مَعَ التقتير على نَفسه. مَاتَ بعيد الثَّمَانِينَ ظنا عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم بن عبد الرَّحْمَن بن الْقسم النَّجْم بن القَاضِي وجيه الدّين بن القَاضِي نور الدّين الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ وَأمه فَاطِمَة ابْنة القَاضِي أبي الْفضل النويري. ولد سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهُ التنوخي وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَآخَرُونَ وَمَا علمت مَتى مَاتَ. مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو الْفضل الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الْمَالِكِي أَخُو الَّذِي قبله وَأمه فَاطِمَة ابْنة يحيى بن أبي الْأصْبع. ولد فِي رَجَب سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع على الزين المراغي وَأَجَازَ لَهُ التنوخي وَابْن الشيخة والبلقيني وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي وَآخَرُونَ، وناب فِي الْإِمَامَة بمقام الْمَالِكِيَّة عَن عَمه القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ النويري ثمَّ نزل لَهُ عَن نصفهَا ثمَّ عزل ثمَّ أُعِيد. وَمَات بعد عَجزه عَن الْإِمَامَة بِحَيْثُ كَانَ يَنُوب عَنهُ وَلَده الْفَخر أَبُو بكر حَتَّى مَاتَ فِي سنة سبعين فناب عَنهُ غَيره وَبعد أَن أجَاز لي فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسبعين بِمَكَّة رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن إِسْحَاق الشَّمْس بن الزين التَّمِيمِي الخليلي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن شقير مِمَّن ذكر أَنه سمع على الزين القمني وَلبس الْخِرْقَة من الخافي وَكَانَت فِيهِ فَضِيلَة. مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي شعْبَان سنة تسع

وَثَمَانِينَ عَن نَحْو السّبْعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن هَاشم الشَّمْس بن الزين التفهني الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ. ولد قبيل الْقرن واشتغل كثيرا وَمهر وَكَانَ صَحِيح الذِّهْن حسن الْمَحْفُوظ كثير الْأَدَب والتواضع عَارِفًا بِأُمُور دُنْيَاهُ مَالِكًا لزمام أمره، ولي فِي حَيَاة أَبِيه قَضَاء الْعَسْكَر وإفتاء دَار الْعدْل وتدريس الحَدِيث بالشيخونية وَبعد وَفَاته تدريس الْفِقْه بهَا ومشيخة البهائية الرسلانية بمنشية المهراني ومشيخة الصرغتمشية وتدريس القانبيهية بالرميلة وَغَيرهَا وحصلت لَهُ محنة من جِهَة الدوادار تغري بردى المؤذي مَعَ تقدم اعترافه بِإِحْسَان وَالِده لَهُ. مَاتَ فِي ثامن رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين بعد تمرض طَوِيل رَحمَه الله.) ::: مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الْوَهَّاب بن صمصام بمهملتين وميمين بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد التقي أَبُو الْفضل الْأنْصَارِيّ الخزرجي المنصوري الأَصْل الدمياطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كأبيه بِابْن وَكيل السُّلْطَان. ولد فِي ثَانِي عشر رَجَب سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بدمياط وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن مُلَفقًا على أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن فريج ومُوسَى بن عبد الله البهوتي بل رافق ثَانِيهمَا فِي التِّلَاوَة بِهِ لأبي عَمْرو على الشَّمْس أبي عبد الله الطرابلسي وَأخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن نَاصِر الدّين البارنباري وَالشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد الجالودي والزين عبد الرَّحْمَن الشربيني وَالشَّمْس التفهني الشَّافِعِي أخي القَاضِي الْحَنَفِيّ وَالْجمال يُوسُف بن قعير الفارسكوري، وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَحَضَرَ دروس الونائي وَقَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى الْعلم البُلْقِينِيّ والمحلي والعبادي وَسمع من شَيخنَا المسلسل وَغَيره وَكَذَا سمع على غَيره وَكتب الْخط الْحسن وَولي الْقَضَاء بدمياط عودا على بَدْء أَولهمَا فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَسِتِّينَ، وَكَذَا ولي الْمحلة فِي ربيع الأول من الَّتِي بعْدهَا ثمَّ قطن الْقَاهِرَة وناب عَن قضاتها وخطب بِبَعْض الْأَمَاكِن بل اسْتَخْلَفَهُ الْعلم البُلْقِينِيّ فِي الخطابة بالسلطان وَكتب بِخَطِّهِ جملَة وَرُبمَا خدم بذلك قاضيه وَهُوَ إِنْسَان حسن الْمُلْتَقى والتأدية للخطابة زَائِد الْأَدَب كثير التِّلَاوَة قَانِع باليسير مَقْصُود بالأشغال مَعَ إِلْمَام بالمصطلح وسماح بِالْإِطْعَامِ وَالْبر وَغير ذَلِك وَفِيه محَاسِن، وَقد كثر اجتماعه بِي واستفدت مِنْهُ بعض تراجم وَرُبمَا نسخ بعض تصانيفي وَحج فِي سنة إِحْدَى وَخمسين فَبَدَأَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَأقَام بهَا دون شَهْرَيْن وبمكة خَمْسَة أشهر وَأَيَّام، وزار فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بَيت الْمُقَدّس وَأقَام بِهِ شَهْرَيْن وَنصفا وَقَرَأَ على ابْن رسْلَان حَاشِيَته على الشفا وَسمع على الْجمال بن جمَاعَة وَلزِمَ

من مُدَّة منزله إِلَّا نَادرا لعَجزه وَضعف حركته. مُحَمَّد جلال الدّين أَبُو الْخَيْر شَقِيق الَّذِي قبله وَذَاكَ الْأَكْبَر. ولد فِي رَجَب سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وتنقيح اللّبَاب والرحبية والورقات والملحة واشتغل وخطب بِجَامِع البدري بدمياط بل نَاب فِي قَضَائهَا، وَكتب الْخط الْحسن، وَهُوَ الْآن حَيّ أَيْضا. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن يُوسُف بن مَنْصُور الشَّمْس القاهري وَالِد الْكَمَال مُحَمَّد إِمَام الكاملية الْآتِي، قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا وَسمع على الشّرف ابْن الكويك فِي الشفا وَغَيره، وتنزل فِي بعض الْجِهَات، وَكَانَ يحضر عِنْد شَيخنَا وَغَيره وَأم بالكاملية، وَكَانَ خيرا) وَصفه الْبرمَاوِيّ فِي إجَازَة وَلَده بِالْعلمِ وَالْفضل. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الشَّمْس الْغَزِّي الأَصْل الخليلي ثمَّ الْمَقْدِسِي سبط الشَّمْس التدمري. ولد سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وأحضر فِي سنة سِتّ وَعشْرين على جده لأمه وَإِبْرَاهِيم بن حجي بِقِرَاءَة ابْن نَاصِر الدّين المسلسل وجزء ابْن عَرَفَة وَمن لفظ الْقَارئ جُزْءا من عواليه، وناب فِي إِمَامَة الكاملية بالأقصى، وَكَانَ صَالحا. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بالبيمارستان من الْقُدس وَدفن بِبَاب الرَّحْمَة رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْعِمَاد. فِيمَن جده الْخضر قَرِيبا. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان التَّاج أَبُو سَلمَة بن الْجلَال أبي الْفضل بن السراج أبي حَفْص البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر أبي السعادات مُحَمَّد وَإِخْوَته. ولد فِي نصف ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية النَّحْو وَعرض الْعُمْدَة على جده والزين الْعِرَاقِيّ وَغَيرهمَا وَسمع على أَبِيه وجده وَالْجمال بن الشرائحي وَآخَرين وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَخلق وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على أَبِيه وَفِي النَّحْو على الشَّمْس الشطنوفي أَخذ عَنهُ غَالب شرح الألفية لِابْنِ عقيل وَوَصفه فِي الْبَلَاغ بهامشه بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة وَقَالَ إِنَّهَا قِرَاءَة بحث وَتَحْقِيق وأملى عَلَيْهِ شرحا لَهُ على الأَصْل انْتهى فِيهِ إِلَى أثْنَاء الْإِضَافَة، وناب عَن أَبِيه فِي الْقَضَاء وتزايد ركونه لَهُ لما يعرفهُ من مَعْرفَته وحزمه وسياسته، وَرغب لَهُ فِي ولَايَته الثَّانِيَة بعد وَفَاة جده عَن قَضَاء الْعَسْكَر واستخلفه حِين توجه صُحْبَة الْمُؤَيد بمرسوم كتب عَلَيْهِ بالامتثال بَقِيَّة الْقُضَاة بل كَانَ هُوَ الْقَائِم بجل أعباء المنصب فِي غَالب ولاياته وحمدت سيرته فِي ذَلِك كُله خُصُوصا فِي خِلَافَته لِأَبِيهِ بِحَيْثُ سَارَتْ كتب من

تخلف عَن الْعَسْكَر من الْأَعْيَان بالثناء عَلَيْهِ، وَرغب لَهُ أَيْضا عَن تدريس مدرسة الجاي والْآثَار واشترك مَعَ أَخِيه بعد موت أَبِيهِمَا فِي تدريس التَّفْسِير بِجَامِع طولون وَنظر وقف السيفي والطقجي واستقل هُوَ بِالنّظرِ فِي وقفي بيلبك الخازنداري وأتابك الْعزي وَغير ذَلِك، وَحج مرَارًا وجاور فِي الرجبية وَدخل الشَّام وحلب مَعَ وَالِده وَلم يَتَيَسَّر لَهُ زِيَارَة بَيت الْمُقَدّس وَكَانَ يتمناها وَكَذَا كَانَ يتَمَنَّى دُخُول دمياط، وَكَانَ دينا صَادِق اللهجة حسن الْمُعَامَلَة ذَا دربة تَامَّة بِمنْصب الْقَضَاء بِحَيْثُ كَانَ) شَيخنَا فَمن دونه مِمَّن يعتمدونه بل حكمه شَيخنَا والقاياتي بَينهمَا حَتَّى انْقَطع التَّنَازُع وَالْتمس مِنْهُ السفطي التَّوَجُّه للمناوآت ليسجلها وثوقا بِحسن تصرفه وجودة رَأْيه، وَلما مَاتَ أَبوهُ عرض عَلَيْهِ قَضَاء الشَّافِعِيَّة وشافهه الْأَشْرَف بذلك فَأبى بل انْقَطع من ثمَّ عَن التهنئة بالشهر خوفًا من إِلْزَامه لَهُ بِهِ، وَكَذَا انجمع عَن التَّرَدُّد لبني الدُّنْيَا جملَة، وَلم يَنْفَكّ عَن مُلَازمَة بَيته لنزهة وَلَا غَيرهَا غَالِبا وَلَكِن كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْإِمْسَاك. أثنى عَلَيْهِ وَلَده فَقَالَ: كَانَ فَقِيه النَّفس حسن التَّصَوُّر سريع الْإِدْرَاك كاشفا عَن كثير مِمَّا يعرض لي فِي دروسي أَيَّام الطّلب من إِشْكَال وَنَحْوه بِأول نظر، هَذَا مَعَ كَونه الْمَعْنى بقول شَيخنَا: (مَاتَ جلال الدّين قَالُوا ابْنه ... يخلفه أَو فالأخ الْكَاشِح) (قلت تَاج الدّين لَا لَائِق ... لمنصب الحكم وَلَا صَالح) وَقد سَمِعت عَلَيْهِ جُزْءا بإجازته من جده إِن لم يكن سَمَاعا، وَلم يزل ملازما لبيته على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة السبت سَابِع عشري رَمَضَان سنة خمس وَخمسين بعد تعلله مُدَّة وَتَركه مَالا جما وَدفن من الْغَد بالزاوية الْمَعْرُوفَة بِزَوْجَتِهِ بِالْقربِ من بَاب الْقوس رَحمَه الله وإيانا. وَقد قَالَ فِيهِ ابْن تغري بردى إِنَّه كَانَ بَخِيلًا ذَا شَره زَائِد فِي جمع المَال إِلَى الْغَايَة بل كَانَ بخله يتَجَاوَز الْحَد فَإِنَّهُ كَانَ يبخل حَتَّى على نَفسه وَعِيَاله وَلَعَلَّ نَفَقَته مَا كَانَت تصل فِي الْيَوْم لربع دِينَار مَعَ كَثْرَة عِيَاله وَأَوْلَاده قَالَ وَكَانَ مَعَ بخله حسن الْمُعَامَلَة فِي الْأَخْذ وَالعطَاء لَا طمع لَهُ فِي مَال أحد بِخِلَاف أَخِيه قَاسم فَإِنَّهُ كَانَ مُسْرِفًا فِي الْكَرم وَإِذا أَخذ من أحد قرضا أَو نَحوه كَانَ آخر الْعَهْد بِهِ وَلَا يصل من لَعَلَّ لَهُ تَحت نظره اسْتِحْقَاقه إِلَّا بِجهْد. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن عمر بن عَامر بن الْخضر بن هِلَال بن عَليّ بن مُحَمَّد الشَّمْس بن القَاضِي الزين بن الزين بن الْعِزّ الْقرشِي البصروي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بالبصروي. ولد فِي الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة ببصرى وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي والأصلي

وألفية ابْن ملك وعرضها على أَبِيه. ثمَّ تحول لدمشق سنة ثَمَان عشرَة بعد مَا تنبه فَأخذ النَّحْو عَن الْعَلَاء القابوني وَكَذَا أَخذ فِي الْفَرَائِض وَغَيرهَا عَن الشهَاب بن الهائم وَحضر عِنْد الْبَدْر بن قَاضِي إذرعات ولازم الْبُرْهَان بن خطيب عذراء فَقِيه دمشق لأخذ الْفِقْه فَتكلم مَعَه فِي أول مجْلِس قَالَ فَلَمَّا قُمْت قَالَ لي أَنْت فَقِيه جيد وَجعل كل وَقت يزِيد إعجابه بِي قَالَ وَقد كَانَ وَقع فِي نَفسِي قبل انتقالي لدمشق أَنه) لَا يمْضِي على سنتَانِ حَتَّى يُؤذن لي بالإفتاء فَكَانَ كَذَلِك أذن لي الْبُرْهَان بِهِ فِي سنة عشْرين وأفتيت فِي حَيَاته وأقرأت بِإِذْنِهِ فِي الْجَامِع الْأمَوِي وَالْجَمَاعَة متوافرون بل كَانَ رُبمَا يحمل إِلَى الْفتيا وَأَنا بشباك التربة الَّتِي كنت نازلا بهَا وَهِي بِجَانِب منزله بِخَط دَار الطّعْم وَيَقُول لي انْظُر فِي هَذِه وقرأت البُخَارِيّ على الْجمال بن الشرائحي فِي السّنة الَّتِي قدمت فِيهَا. وَقَالَ لي يَا سَيِّدي الشَّيْخ إِنَّك لتحفظ فِي البُخَارِيّ حفظا عَظِيما بل كَانَ يسألني عَن أَشْيَاء فِي الْفِقْه ومررت يَوْمًا وَإنَّهُ مَعَه على شَيْخي الْبُرْهَان فَسَأَلَهُ الْبُرْهَان عني فَقَالَ إِنَّه نجيب أَو معنى هَذَا، وَلم أحضر عِنْد أحد من أَشْيَاخ الشَّافِعِيَّة فِي عصره لعلمي أَنهم دونه فِي الْفِقْه وَكنت على مَذْهَب الْفُقَهَاء يَعْنِي غَالِبا فِي حب الرياسة والتقدم على الأقران والمنافسة فِي الْمَكَان إِلَى أَن ادركني الله بِلُطْفِهِ فَأذْهب ذَلِك عني وأنشدت جَوَابا لمن قَالَ لي لم لَا تنافس كأصحابك فِي الْمجَالِس: (قد كنت أَرغب فِيمَا فِيهِ قد رَغِبُوا ... وَالْيَوْم أَرغب عَنهُ رهبة النَّار) (إِنِّي رَأَيْت أمورا خطبهَا خطر ... إِن لم يلم بِنَا عَفْو من النَّار) قَالَ وَرَأَيْت بعد قدومي دمشق بسنين نُسْخَة بمختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ عَلَيْهَا عرض عَم وَالِدي لَهُ على التقي السُّبْكِيّ فَوَقع فِي نَفسِي أَن هَذَا الْكتاب لَا يحفظه إِلَّا فحول الرِّجَال فحفظته قَالَ البقاعي ولازال يقْرَأ ويدأب ويشمر عَن سَاق الْجد حَيْثُ يجر غَيره ذيل الْعجب ويسحب إِلَى أَن وصف بِحِفْظ مسَائِل الرَّافِعِيّ والتقدم فِي معرفَة الْمَذْهَب وإنشاء النثر المتين وَالنّظم الرصين وَجمع من ذَلِك كراريس بعد أَن كَانَ هَذَا الْفَنّ بِدِمَشْق قد درست رسومه وطمست أَعْلَامه وعلومه وَلذَا رُبمَا أنكر عَلَيْهِ ارتكابه وتفقره وتطلابه لِأَن من جهل شَيْئا عَادَاهُ وَمن باعده أَمر أنكرهُ وجفاه. وَمن نظمه: (قومِي قُرَيْش هم الْمَعْرُوف شَأْنهمْ ... وفضلهم فَذَاك فِي أفضل الْكتب) (لَا تستطاع مجاراة مكارمهم ... وَلَا لحاقهم فِي القَوْل وَالنّسب) (فَكيف يُنكر فضلي من لَهُ نظر ... أم كَيفَ يجهل مَا أبدى من الْأَدَب) وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ عَلامَة ناظما ناثرا تصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ وَمن أَخذ عَنهُ الولوي ابْن قَاضِي عجلون، وَكَانَ شَيْخه الْبُرْهَان علق على الْمِنْهَاج الفرعي شرحا حافلا

مَاتَ عَنهُ وَهُوَ فِي المسودة وَلم يسمه وَلَا عمل لَهُ خطْبَة فَانْتدبَ لتبييضه مراجعا أُصُوله وتعب فِي ذَلِك جدا) خُصُوصا وَقد زَاد عَلَيْهِ زيادات مهمة وحرر مَا حصل السَّهْو فِيهِ بِحَيْثُ جَاءَ فِي ثَمَانِيَة أسفار كبار وَعمل لَهُ خطْبَة وَسَماهُ، وَهُوَ من أَقْرَان التَّاج مُحَمَّد بن بهادر الْمَاضِي وَلكنه عمر حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة إِحْدَى وَسبعين فِي منزله من العنابة بِدِمَشْق وَكَانَ قد دخل الْقَاهِرَة فِي رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عوض بن مَنْصُور بن أبي الْحسن الشَّمْس الأندلسي الأَصْل الطنتدائي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ نزيل البيبرسية وأخو الشهَاب أَحْمد الشَّافِعِي الْمَاضِي. ولد فِي سنة سبعين وَسَبْعمائة بطندتا بِفَتْح الْمُهْمَلَتَيْنِ بَينهمَا نون سَاكِنة من الغربية وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن والجعبرية فِي الْفَرَائِض وَبَعض الشاطبية وَسمع بهَا على بعض الغرباء شَيْئا، ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ فَأَقَامَ عِنْد أَخِيه حَتَّى أكمل الشاطبية وتلا بالسبع على الشمسين الزراتيتي والنشوي والنور عَليّ بن آدم والشرف يَعْقُوب الجوشني وَأذن لَهُ الأول وَالثَّالِث فِي الإقراء، وَسمع فِي تِلْكَ السّنة البُخَارِيّ أَو بعضه على النَّجْم بن الكشك، وَكَانَ للشَّيْخ نَاصِر الدّين بن أنس الْحَنَفِيّ إِمَام البيبرسية بِهِ عناية فَشَغلهُ حنفيا بعد أَن اشْتغل فِي مَذْهَب الشَّافِعِي لأمر اقْتَضَاهُ وَحفظه الْمَنْظُومَة وَالْمُخْتَار وَنصف الْهِدَايَة وَجَمِيع ألفية ابْن ملك وَأخذ عَنهُ وَعَن الْبَدْر بن خَاص بك والسراج قاري الْهَدِيَّة وَغَيرهم الْفِقْه وَعنهُ فَقَط الْفَرَائِض رَفِيقًا للجلال الْمحلى وَعَن الْجلَال المارداني الْمِيقَات وَعَن النُّور الأبياري اللّغَوِيّ وَغَيره الْعَرَبيَّة، وَسمع على الأبياري فِي سنَن أبي دَاوُد وَابْن ماجة وَغَيرهمَا، وَحج فِي سنة خمس عشرَة ثمَّ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ حِين حج جقمق العلائي وَكَانَت لَهُ بِهِ عناية وَحسن اعْتِقَاد فَلَمَّا اسْتَقر فِي السلطنة لم يكثر التَّرَدُّد إِلَيْهِ مَعَ تفقده لَهُ وَتَقْرِير مُرَتّب لَهُ فِي الجوالي، وَلزِمَ الْإِقَامَة فِي البيبرسية وَكَانَ إِمَام الْحَنَفِيَّة بمجلسها وخطيب جَامع الظَّاهِر مديما كِتَابَة الْمَصَاحِف وَنَحْوهَا للاسترزاق مَعَ الرَّغْبَة فِي الصَّدَقَة وَالْإِحْسَان للْفُقَرَاء وبرهم بِالْإِطْعَامِ وَغَيره وَكَثْرَة التِّلَاوَة، كل ذَلِك مَعَ البراعة فِي الْكِتَابَة حَتَّى كتب عَلَيْهِ السراج الْعَبَّادِيّ فِي خلق وَفِي الْفَرَائِض حَتَّى كَانَ مِمَّن أَخذهَا عَنهُ أَبُو الْجُود الْمَالِكِي وَفِي الْمِيقَات حَتَّى كَانَ مِمَّن أَخذه عَنهُ النُّور النقاش والسراج عمر الطوخي وَفِي الْقرَاءَات بِحَيْثُ أَخذهَا عَنهُ النُّور السنهوري وَقد قَرَأت عَلَيْهِ بعض الصَّحِيح، وَكَانَ خيرا وقورا طوَالًا بهي الشبة طارحا للتكلف. مَاتَ بعد أَن رغب عَن الخطابة لنُور الدّين بن دَاوُد فِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشري ذِي) الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بخانقاه بيبرس وَصلى

عَلَيْهِ بهَا وَقت الْحُضُور تقدم السَّيِّد النسابة، وَدفن خَارج بَاب النَّصْر عَن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة كأخيه وأبيهما وَكلهمْ بعلة الْبَطن رَحِمهم الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى بن سُلْطَان الشَّمْس أَو نَاصِر الدّين أَبُو الْفَيْض الغز ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الصُّوفِي القادري الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن سُلْطَان. ولد قبل سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَقَول وَلَده أَنه فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين غلط بغزة وَنَشَأ بهَا فِي كنفه فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي بَيتهمْ وَهُوَ ابْن سبع وَالنَّاس خَلفه من وَرَاء ستر فَكَانَ كل لَيْلَة يقْرَأ بحزبين وَنصف جمعا للسبعة وَلم يجْتَمع بِهِ أحد من النَّاس قبل طُلُوع لحيته ودرس الْفِقْه عَلَيْهِ وَكَذَا أَخذ عَنهُ النَّحْو، ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَأقَام بهَا مُدَّة سِنِين فَأخذ عَن ابْن البُلْقِينِيّ وَسمع على ابْن الملقن والأبناسي والعراقي ثمَّ عَاد لبلده، وتكرر دُخُوله الْقَاهِرَة وَرَأَيْت سَمَاعه فِيهَا لجزء ابْن فيل على السراج عمر الكومي فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بمنزل نَاصِر الدّين بن الميلق وَكَأن صَاحب التَّرْجَمَة كَانَ نازلا حِينَئِذٍ عِنْده وَلَا أستبعد أَخذه عَنهُ وَكَذَا سمع فِي السِّتَّة على الْعَزِيز المليجي الْخَتْم من البُخَارِيّ واشتغل إِذْ ذَاك على الْمسَائِل وَفضل فِي فنون، وَدخل أَيْضا الشَّام وَلَقي بهَا جمَاعَة وَصَحب مَعَ أَبِيه الشَّمْس القرمي الشَّافِعِي والشهاب الناصح ولبسا مِنْهُ الْخِرْقَة وَغَيرهَا، وَدخل الْقَاهِرَة بعد سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَقد مَاتَ أَبوهُ وأنزله الْجلَال البُلْقِينِيّ فِي مدرسة أَبِيه وقتا وَصَحبه الْجد حِينَئِذٍ واغتبط كل مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ وَكَانَ يَحْكِي عَن الْجد مَا يدل لزهده وتقنعه، وَسكن بعد حارة بهاء الدّين بحارة برجوان وقتا ثمَّ بالأزهر وَحج قبل الْقرن وَبعده غير مرّة مِنْهَا فِيمَا قيل مَاشِيا وَمرَّة صُحْبَة الزين عبد الباسط إِمَّا حِين حجَّته الَّتِي بعد الْعشْرين أَو الَّتِي بعد الثَّلَاثِينَ بتجمل زَائِد فِي محفة مَعَ عدم تنَاوله لَهُ أَشْيَاء ذَهَابًا وإيابا، وَعظم شَأْنه عِنْد الْمُلُوك وأرباب الدولة وَقبلت شفاعاته وامتثلت أوامره وزاره السُّلْطَان فَمن دونه وَلَهو لَا يتَرَدَّد لأحد من بني الدُّنْيَا وَغَيرهم جملَة حَتَّى وَصفه غير وَاحِد بالمنقطع ببيته عَن الْخلق بل لَا يخرج من منزله لغير الْجُمُعَة وَالْعِيدَيْنِ وَرُبمَا أنكر عَلَيْهِ عدم شُهُود الْجَمَاعَة مَعَ قرب سكنه جدا من جَامع الْأَزْهَر وَلِلنَّاسِ أعذار، وسمعته يَقُول: أَنا كلب عقور انعزلت عَن النَّاس خوفًا من تأذيهم بمخالطتي وَكَذَا كَانَ يُنكر عَلَيْهِ تَعْيِينه وَقت خُرُوج) الدَّجَّال وتصميمه فِيهِ وَسَأَلَهُ الْعِزّ السنباطي كَمَا أَخْبرنِي عَن مُسْتَنده فِي ذَلِك فَقَالَ خطْبَة وَجدتهَا فِي أُمُور تتَعَلَّق باقتراب السَّاعَة منسوبة للسَّيِّد عَليّ رَضِي الله عَنهُ، وَكَانَ الْكَمَال المجذوب يكْتب

بِخَطِّهِ وَيُصَرح بِلَفْظِهِ أَنه خادمه وعد ذَلِك من خصوصياته، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ إِمَامًا عَالما صوفيا مفوها فصيحا حسن الْخط فكه المجالسة والمحاضرة مشاركا فِي الْفَضَائِل منور الشيبة عطر الرَّائِحَة متجملا فِي مأكله ومشربه وملبسه ومسكنه وَسَائِر أُمُوره مديما للتلاوة وَالتَّسْبِيح وَالذكر والأوراد وقورا بشوشا كثير التَّعْظِيم لزائره وَالْإِطْعَام لقاصديه مَعَ عدم قبُوله من أَكْثَرهم هَدِيَّة أَو صلَة بِحَيْثُ كَانَ بَعضهم ينْسبهُ من أجل هَذَا لمعْرِفَة الكيمياء، وَله نظم مِنْهُ مَا أجَاب الْعَلَاء بن أقبرس حِين كتب إِلَيْهِ ابياتا متعرضا فِيهَا لما رمزه الفلاسفة وَأَشَارَ إِلَيْهِ عُلَمَاء الْحَرْف والبسط والتكسير من معرفَة الْحجر المكرم الَّذِي لَا قدرَة لمعْرِفَة اسْمه إِلَّا بِمَعْرِِفَة التَّدْبِير فَقَالَ المترجم: (أيا سَائِلًا عَن سر رمز مكتم ... بوفق لذِي قَاف غَدا ياؤه أصلا) وَذكر الأبيات كلهَا وَهِي أخْفى من السُّؤَال، وَكَذَا لَهُ تأليف ومحبة فِي تصانيف الولوي الملوي واهتمام بتحصيلها، ومحاسنه جمة. وَلم يزل فِي ازدياد من الْجَلالَة حَتَّى مَاتَ مطعونا فِي يَوْم الْأَحَد سادس عشري صفر سنة ثَلَاث وَخمسين عَن أَزِيد من تسعين سنة ممتعا بحواسه وَصلى عَلَيْهِ جمع تقدمهم الْعلم البُلْقِينِيّ الشَّافِعِي بِجَامِع الْأَزْهَر ثمَّ دفن بِالْقربِ من الصوفيين، وَقد لَازمه جدي ثمَّ عمي ووالدي وعرضا عَلَيْهِ وَكَذَا عرضت عَلَيْهِ بل قَرَأت عَلَيْهِ جُزْء ابْن فيل وَأظْهر السرُور بذلك وقرأه بعدِي عَلَيْهِ القلقشندي وَغَيره، وَالنَّاس فِيهِ فريقان وَبَلغنِي أَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْقُدسِي كَانَ يَقُول إِنَّه من بَيت لم يزل فيهم الصّلاح من ثلثمِائة وَعشْرين سنة وَكَذَا بَلغنِي أَن الكلوتاتي كَفه حِين جلس للإسماع لعدم اطِّلَاعه على سَنَده رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْغَيْث. مضى فِيمَن جده عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد قَرِيبا. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خليف بن عِيسَى بن عساس بن بدر بن يُوسُف بن عَليّ بن عُثْمَان الرضي أَبُو حَامِد بن التقي بن الْحَافِظ الْجمال الْأنْصَارِيّ الخزرجي المطري الْمدنِي الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي وسبط الْجمال مُحَمَّد بن يُوسُف الزرندي. ولد كَمَا رَآهُ بِخَط أَبِيه بعد عصر يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان) وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ. كَانَ جده الْجمال صيتًا فَبعث بِهِ من الْقَاهِرَة ثَالِث ثَلَاثَة ليؤذنوا بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ لخلوها من عَارِف بالميقات فباشروا ذَلِك ثمَّ مَاتَ الْجمال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فولي بعده ابْنه الْعَفِيف عبد الله عَم صَاحب التَّرْجَمَة، وَقد سمع من عَمه الْعَفِيف والعفيف النشاوري الصَّحِيح وَمن الْعِزّ بن جمَاعَة الْمُوَطَّأ رِوَايَة يحيى بن يحيى وجزء البيتوتة وَأَشْيَاء وَمن الْأمين

ابْن الشماع جَامع الْأُصُول لِابْنِ الْأَثِير بفوت وَمن الشَّمْس الخشبي إتحاف الزائر لِابْنِ عَسَاكِر وَمن الْبَهَاء السُّبْكِيّ شِفَاء السقام لِأَبِيهِ بفوت وَمن الْبُرْهَان بن فَرِحُونَ والبدر بن فَرِحُونَ وَأبي بكر المراغي، وَقَرَأَ على مُحَمَّد بن صَالح الْمدنِي غَالب تأليفه الدرة النفيسة الفصيحة بكرامات شيخ الصدْق والنصيحة الَّذِي ترْجم فِيهِ شَيْخه أَبَا عبد الله القصري وَكَذَا قَرَأَ على الْجمال الأميوطي وَالْعلم سُلَيْمَان السقاء. وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة مولده أَبُو الْفتُوح الدلاصي والميدومي وَغَيرهمَا بعد ابْن الخباز وَابْن الْقيم ومحمود المنبجي وَخلق مِنْهُم من بَغْدَاد فِي سنة إِحْدَى وَخمسين الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَسْكَر والشرف مُحَمَّد بن مكناس، وَحدث ودرس وَأفْتى. وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ جملَة وتفقه بِهِ وَلَده وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ التقي بن فَهد وَسمع مِنْهُ التقي الفاسي بِمَكَّة وَغَيرهَا وترجمه، وَوَصفه أَبُو الْفَتْح المراغي بسيدنا وَشَيخنَا الإِمَام الْعَلامَة. وَأَبُو عبد الله بن سكر بالفقيه الْعَالم الْعَامِل الرئيس. وَولي رياسة المؤذنين بِالْحرم النَّبَوِيّ كأبيه وجده وَقَضَاء الْمَدِينَة وخطابتها وإمامتها فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَكَانَ حِين مَجِيء الْولَايَة لَهُ بِالطَّائِف للزيارة فَرجع إِلَى الْمَدِينَة فوصلها فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى مِنْهَا فباشرها وحمدت مُبَاشَرَته، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس سادس عشر ذِي الْحجَّة مِنْهَا بِمَكَّة وَكَانَ قدمهَا لِلْحَجِّ وَهُوَ عليل وَدفن بالمعلاة، وَكَانَ خيرا دينا لَهُ إقبال على الْخَيْر وَأَهله وَالْعِبَادَة وعناية بِالْعلمِ ذَا معرفَة حَسَنَة بالفقه والعربية وَغَيرهمَا مَعَ نظم حسن وَخط جيد رَحمَه الله، وَمِمَّنْ تَرْجمهُ شَيخنَا فِي إنبائه والمقريزي فِي عقوده وَأنْشد لَهُ: (إِن عَابَ قوم حَبِيبِي قلت منتصرا ... هَل نقص الْبَدْر مَا فِيهِ من الكلف) (قَالُوا ثناياه سود قلت وَيحكم ... لله فِي ذَاك سر غامض وخفي) (أَشَارَ لِلْخلقِ أَن الرِّيق مِنْهُ شفا ... سم الأساود فاستشفوا من التّلف) مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله وَأَبُو الْهدى المطري الْمدنِي أَخُو الَّذِي قبله. ولد كَمَا نَقله) أَخُوهُ عَن أَبِيهِمَا فِي صَبِيحَة يَوْم الْأَحَد عَاشر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وَسمع بهَا من الْعِزّ بن جمَاعَة جزءه الْكَبِير تَخْرِيجه لنَفسِهِ وَمن الْبَدْر بن فَرِحُونَ فِي آخَرين قَالَ التقي الفاسي فِي مَكَّة وَله اشْتِغَال بِالْعلمِ ونباهة وَكَانَ يُؤذن بِالْحرم النَّبَوِيّ كأبيه وجده بمنارة الرياسة وَدخل ديار مصر وَالشَّام وَالْيَمِين. وَمَات بِمَكَّة كأخيه فِي ثامن عشري ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَدفن بالمعلاة. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد

بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر نَاصِر الدّين بن الزين أبي الْفرج بن نَاصِر الدّين أبي عبد الله الْقرشِي الْعمريّ الْعَدوي الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو أبي بكر وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن زُرَيْق تَصْغِير أَزْرَق. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: سمع الْكثير من بَقِيَّة أَصْحَاب الْفَخر يَعْنِي كالصلاح بن أبي عمر فَمن بعدهمْ وَتخرج بِابْن الْمُحب وتمهر، وَكَانَ يقظا عَارِفًا بفنون الحَدِيث ذَاكِرًا للأسماء والعلل وَلم يكن لَهُ اعتناء بصناعة الرِّوَايَة من تَمْيِيز العالي والنازل بل على طَرِيق الْمُتَقَدِّمين مَعَ حَظّ من الْفِقْه والعربية، رتب المعجم الْأَوْسَط للطبراني على الْأَبْوَاب فَكَتبهُ بِخَط متقن حسن جدا وَكَذَا رتب صَحِيح ابْن حبَان، ورافقني كثيرا وأفادني من الشُّيُوخ والأجزاء، وَكَانَ دينا خيرا صينا لم أر من يسْتَحق أَن يُطلق عَلَيْهِ اسْم الْحَافِظ بِالشَّام غَيره. ات أسفا على وَلَده أَحْمد الَّذِي أسره اللنكية وَهُوَ شَاب لَهُ نَحْو الْعشْر فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث قبل إِكْمَال الْخمسين. وَقَالَ فِي مُعْجَمه إِنَّه مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة وَأَنه سمع مَعَه على الشُّيُوخ بالصالحية وَغَيرهَا وَسمع العالي والنازل وَخرج. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن أبي هُرَيْرَة عبد الرَّحْمَن بن الْحَافِظ أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن قايماز الشَّمْس أَبُو عبد الله التركماني الأَصْل الدِّمَشْقِي ثمَّ الْكفْر بطناوي وَيعرف كسلفه بِابْن الذَّهَبِيّ. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأسمعه جده الْكثير مِنْهُ وَمن زَوجته فَاطِمَة ابْنة مُحَمَّد بن الْقَمَر والحافظ الْمزي والشهاب أَحْمد بن عَليّ بن حسن الْجَزرِي وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَأبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عنتر السّلمِيّ وَفَاطِمَة ابْنة عبد الرَّحْمَن الدباهي وَخلق، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو حَيَّان وَغَيره من مصر. قَالَ شَيخنَا: وَكَانَ من شُيُوخ الرِّوَايَة لَقيته بِدِمَشْق فَقَرَأت عَلَيْهِ، وَمَات فِي الكائنة الْعُظْمَى فِي حادي عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث) قيل قتلا بالعقوبة وَقيل بل ضربت عُنُقه صبرا، وَكَانَ بِبَلَدِهِ كفر بَطنا فَأَخذه الْعَسْكَر التمري. ذكره فِي مُعْجَمه وإنبائه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده روى لنا عَنهُ جمَاعَة. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحُسَيْن خير الدّين أَو زين الدّين أَبُو الْخَيْر بن الزين القلقشندي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي أَخُو عبد الْكَرِيم الْمَاضِي وَابْن أخي التقي أبي بكر الْآتِي وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وأحضره أَبوهُ بِبَلَد الْخَلِيل وَهُوَ فِي الثَّانِيَة على مُحَمَّد بن عَليّ بن الْبُرْهَان وَأحمد بن حُسَيْن بن النصيبي وَعلي بن إِسْمَاعِيل القصراوي

بسم الله الرحمن الرحيم

المسلسل وجزء البطاقة وجزء ابْن عَرَفَة ومشيخة قَاضِي المرستان الصُّغْرَى والْحَدِيث الأول من كل من مجَالِس الْخلال الْعشْرَة وَمن الْمُنْتَقى من الغيلانيات وَمن ثمانيات النجيب للعلائي وَمن نُسْخَة إِبْرَاهِيم بن سعد وَكَذَا أحضر فِيهَا على إِبْرَاهِيم بن حجي والخطيب التدمري الخليليين أَصْحَاب الْمَيْدُومِيُّ وَفِي الثَّالِثَة فِي ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين جُزْء البيتوتة على مُحَمَّد بن يُوسُف بن عُثْمَان التازي المغربي وَفِي الرَّابِعَة على الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن صَلَاح الدّين مُحَمَّد بن عمر الطوري ثلاثيات الدَّارمِيّ بِسَمَاعِهِ على جده الصّلاح الْمَذْكُور بِسَمَاعِهِ على زَيْنَب ابْنة شكر وَكَذَا سمع بعد ذَلِك وَقَبله أَشْيَاء على القبابي وَابْن الْمصْرِيّ وَعَائِشَة الحنبلية وَطَائِفَة، وَلما كنت فِي بَيت الْمُقَدّس لازمني فِي سَماع مَا حصلته وأاز لَهُ جمَاعَة مِنْهُم عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الأرموي وَعبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن طولوبغا وَالشَّمْس الشَّامي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والنور الفوي، وَاسْتقر فِي تدريس الطازية والكريمية شَرِيكا لِابْنِ عَمه أبي الْحرم ومشيخة الحَدِيث بالأقصى وَغير ذَلِك من التصادير وَنَحْوهَا كالإعادة بالصلاحية وَحج غير مرّة مِنْهَا فِي سنة ثَلَاث وَخمسين صُحْبَة الزين عبد الباسط وَسمع بِالْمَدِينَةِ وَمَكَّة أَشْيَاء وَمِمَّا سَمعه على أبي الْبَقَاء بن الضياء رَفِيقًا لِابْنِ أبي شرِيف بِقِرَاءَة الديمي الْأَرْبَعين المختارة لِابْنِ مسدي، وَدخل الشلام وَكَذَا الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ ورسم عَلَيْهِ وَنزل عَن بعض وظزائفه وَحدث باليسير وَلم يتصون مَعَ خفَّة عقل وَسُرْعَة حَرَكَة. (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

الجزء 8

مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الملقب شمس الدّين أَبُو الْخَيْر وَأَبُو عبد الله بن الزين أَو الْجلَال أبي الْفضل وَأبي مُحَمَّد السخاوي الأَصْل القاهري) الشَّافِعِي المُصَنّف الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف بالسخاوي، وَرُبمَا يُقَال لَهُ ابْن الْبَارِد شهرة لجده بَين أنَاس مخصوصين وَلذَا لم يشْتَهر بهَا أَبوهُ بَين الْجُمْهُور وَلَا هُوَ بل يكرهها كَابْن عليبة وَابْن الملقن فِي الْكَرَاهَة وَلَا يذكرهُ بهَا إِلَّا من يحتقره. لد فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بحارة بهاء الدّين علو الدَّرْب المجاور لمدرسة شيخ الْإِسْلَام البُلْقِينِيّ مَحل أَبِيه وجده، ثمَّ تحول مِنْهُ حِين دخل فِي الرَّابِعَة مَعَ أَبَوَيْهِ لملك اشْتَرَاهُ أَبوهُ مجاور لسكن شَيْخه ابْن حجر، وَأدْخلهُ أَبوهُ الْمكتب بِالْقربِ من الميدان عِنْد الْمُؤَدب الشّرف عِيسَى بن أَحْمد المقسي النَّاسِخ فَأَقَامَ عِنْده يَسِيرا جدا، ثمَّ نَقله لزوج أُخْته الْفَقِيه الصَّالح الْبَدْر حُسَيْن بن أَحْمد الْأَزْهَرِي أحد أَصْحَاب الْعَارِف بِاللَّه يُوسُف الصفي فَقَرَأَ عِنْده الْقُرْآن وَصلى بِهِ للنَّاس التَّرَاوِيح فِي رَمضًا بزاوية لأبي أمه الشَّيْخ شمس الدّين الْعَدوي الْمَالِكِي، ثمَّ توجه بِهِ أَبوهُ لفقيهه المجاور لسكنه الشَّيْخ الْمُفِيد النفاع الْقدْوَة الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد النحريري الضَّرِير مؤدب الْبُرْهَان بن خضر والجلال بن الملقن وَابْن أَسد وَغَيرهم من الْأَئِمَّة وَأحد من علق شَيْخه فِي تَذكرته من نوادره وَسمع مِنْهُ الطّلبَة والفضلاء وَيعرف بالسعودي وَذَلِكَ حِين

انْقِطَاعه بمنزله لضَعْفه فجوده عَلَيْهِ وانتفع بِهِ فِي آدَاب التجويد وَغَيرهَا وعلق عَنهُ فَوَائِد ونوادر وَقَرَأَ عَلَيْهِ حَدِيثا الْتحق فِي قِرَاءَته عَلَيْهِ بشيوخه، وتلاه فِي غُضُون ذَلِك مرَارًا على مؤدبه بعد زوج عمته الْفَقِيه الشَّمْس مُحَمَّد بن عمر الطباخ أَبوهُ أحد قراء السَّبع هُوَ، وَحفظ عِنْده بعض عُمْدَة الْأَحْكَام. ثمَّ انْتقل بِإِشَارَة السعودي الْمَذْكُور للعلامة الشهَاب بن أَسد فأكمل عِنْده حفظهَا مَعَ حفظ التَّنْبِيه كتاب عَمه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك والنخبة، وتلا عَلَيْهِ لأبي عَمْرو ثمَّ لِابْنِ كثير وَسمع عَلَيْهِ غَيرهمَا من الرِّوَايَات إفرادا وجمعا وتدرب بِهِ فِي المجطالعة وَالْقِرَاءَة وَصَارَ يُشَارك غَالب من يتَرَدَّد إِلَيْهِ للتفهم فِي الْفِقْه والعربة والقراآت وَغَيرهَا. وَكلما انْتهى حفظه لكتاب عرضه على شُيُوخ عصره فَكَانَ من جملَة من عرض عَلَيْهِ مِمَّن لم يَأْخُذ عَنهُ بعد: الْمُحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس بن عمار الْمَالِكِي والنور التلواني وَالْجمال عبد الله الزيتوني وَكَذَا الزين عبَادَة ظنا فقد اجْتمع بِهِ وبالشمس الْبِسَاطِيّ مَعَ جده، ثمَّ حفظ بعد ألفية الْعِرَاقِيّ وَشرح النخبة وغالب الشاطبية وَبَعض جَامع المختصرات ومقدمة الساوي فِي الْعرُوض وَغير ذَلِك مِمَّا لم يكمله. وَقَرَأَ بعض الْقُرْآن على النُّور البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر والزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي لِابْنِ كثير ظنا وَسمع الْكثير من الْجمع للسبع وللعشر على) الزين رضوَان العقبي وَالْبَعْض من ذَلِك على الشهَاب السكندري وَغَيره بل سمع الْفَاتِحَة وَإِلَى المفلحون للسبع على شَيْخه بِقِرَاءَة ابْن أَسد وجعفر السنهوري وَغَيرهمَا من أَئِمَّة الْقُرَّاء. وَلزِمَ الْأُسْتَاذ الفريد الْبُرْهَان بن خضر أحد أَصْحَاب عَمه ووالده حَتَّى أمْلى عَلَيْهِ عدَّة كراريس من مُقَدّمَة فِي الْعَرَبيَّة مفيدة وَقَرَأَ عَلَيْهِ غَالب شرح الألفية لِابْنِ عقيل وَسمع الْكثير من توضيحها

لِابْنِ هِشَام وَغَيره من كتب الْفَنّ وَغَيره، وَكَذَا قَرَأَ على أوحد النُّحَاة الشهَاب أبي الْعَبَّاس الحناوي مقدمته الْمُسَمَّاة بِالدرةِ المضية وكتبها لَهُ بِخَطِّهِ إِكْرَاما لجده، وتدرب بهما فِي الْإِعْرَاب حَيْثُ أعرب على الأول من الْأَعْلَى إِلَى النَّاس وعَلى الثَّانِي مَوَاضِع من صَحِيح البُخَارِيّ، وَأخذ الْعَرَبيَّة أَيْضا عَن الشهَاب الأبدي المغربي وَالْجمال بن هِشَام الْحَنْبَلِيّ حفيد سِيبَوَيْهٍ وقته الشهير وَغَيرهمَا وَقَرَأَ التَّنْبِيه تقسيما على ابْن خضر وَالسَّيِّد الْبَدْر النسابة وَبَعضه على الشَّمْس الشنشي وَحضر تقسيمه مرَارًا عِنْد غير هَؤُلَاءِ بل حضر عِنْد الشَّمْس الونائي تِلْكَ الدُّرُوس الطنانة الَّتِي أقرأها فِي الرَّوْضَة وَلم يسمع الْفِقْه عَن أفْصح مِنْهُ وَلَا أجمع. واليسير جدا عِنْد القاياتي وَكَذَا أَخذ الْكثير من الْفِقْه عَن الْعلم صَالح البُلْقِينِيّ وَمن جملَة ذَلِك فِي الرَّوْضَة والمنهاج وَبَعض التدريب لوالده والتكملة الَّتِي لَهُ وَسمع دروسا من شرح الْحَاوِي لِابْنِ الملقن على شَيْخه وَكَذَا من التَّفْسِير وَالْعرُوض. وَحضر تَقْسِيم الْبَهْجَة بِتَمَامِهِ عِنْد الشّرف الْمَنَاوِيّ وتقسيم الْمُهَذّب أَو غالبه عِنْد الزين البوتيجي وَتردد إِلَيْهِ فِي الْفَرَائِض وَغَيرهَا. بل أَخذ طرفا من الْفَرَائِض والحساب والميقات وَغَيرهَا عَن الشهَاب بن المجدي وَقَرَأَ الْأُصُول على الْكَمَال بن إِمَام الكاملية قَرَأَ عَلَيْهِ غَالب شَرحه الصَّغِير على الْبَيْضَاوِيّ وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك من فقه وَغَيره وَقَرَأَ على غَيره فِي متن الْبَيْضَاوِيّ. وَحضر كثيرا من دروس التقي الشمن فِي الْأَصْلَيْنِ والمعاني وَالْبَيَان وَالتَّفْسِير وَعَلِيهِ قَرَأَ شَرحه نظم وَالِده للنخبة مَعَ شرح أَبِيه لَهَا بل أَخذ عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف والمنطق وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ دروسا كَثِيرَة عَن الْأمين الأقصرائي

وَكَثِيرًا من التَّفْسِير وَغَيره عَن السعد بن الديري وَمن شرح ألفية الْعِرَاقِيّ عَن الزين السندبيسي بل قَرَأَ الشَّرْح بِتَمَامِهِ على الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَأخذ قِطْعَة من الْقَامُوس فِي اللُّغَة تحريرا وإتقانا مَعَ الْمُحب بن الشّحْنَة. وَكتب يَسِيرا على شيخ الْكتاب الزين عبد الرَّحْمَن بن الصَّائِغ ثمَّ ترك لما رأى عِنْده من كَثْرَة اللَّغط وَلزِمَ الشَّمْس الطنتدائي الْحَنَفِيّ إِمَام مجْلِس البيبرسية فِيهَا أَيَّامًا. وَلبس الْخِرْقَة مَعَ التَّلْقِين من المحيوي حفيد الْجمال يُوسُف العجمي) وَأبي مُحَمَّد مَدين الأشمومي وَأبي الْفَتْح الفوي وَعمر النبتيتي فِي آخَرين فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا كَابْن الْهمام وَأبي الْقسم النويري والْعَلَاء القلقشندي والجلال الْمحلي والمحب الأقصرائي وَمِمَّا حَضَره عِنْده التصوف، وَاجْتمعَ بِأبي عبد الله الغمري وَغَيره من الأكابر، وَأذن لَهُ غير وَاحِد مِنْهُم وَمن غَيرهم بالإفتاء والتدريس والإملاء بل كَانَ الْكثير مِنْهُم يُرْسل لَهُ بالفتاوى أَو يسْأَله شفاها. وَرُبمَا أَخذ بَعضهم عَنهُ. وَقبل ذَلِك كُله سمع مَعَ وَالِده لَيْلًا الْكثير من الحَدِيث على شَيْخه إِمَام الْأَئِمَّة الشهَاب بن حجر فَكَانَ أول مَا وقف عَلَيْهِ من ذَلِك فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وأوقع الله فِي قلبه محبته فلازم مَجْلِسه وعادت عَلَيْهِ بركته فِي هَذَا الشَّأْن الَّذِي باد جماله وحاد عَن السّنَن الْمُعْتَبر عماله فَأقبل عَلَيْهِ بكليته إقبالا يزِيد على الْوَصْف بِحَيْثُ تقلل مِمَّا عداهُ لقَوْل الْحَافِظ الْخَطِيب أَنه علم لَا يعلق إِلَّا بِمن قصر نَفسه عَلَيْهِ وَلم يضم غَيره من الْفُنُون إِلَيْهِ، وَقَول إمامنا الشَّافِعِي لبَعض أَصْحَابه أَتُرِيدُ أَن تجمع بَين الْفِقْه والْحَدِيث هَيْهَات، وتوجيه شَيخنَا تَقْدِيم شَيْخه لَهُ فِيهِ على وَلَده وَغَيره بِعَدَمِ التوغل

فِيمَا عداهُ كتوجيهه لكثير مِمَّن وصف من أَئِمَّة المحديثن وحفاظهم وَغَيرهم باللحن بِأَن ذَلِك بِالنِّسْبَةِ للخليل وسيبويه وَنَحْوهمَا دون خلوهم أصلا مِنْهُ حَسْبَمَا بسط ذَلِك معنى وأدلة فِي عدَّة من تصانيفه وَلذَا توهم الغبي الْغمر مِمَّن لم يخالطه أَنه لَا يحسنها وَقَالَ الْعَارِف المخالط إِن من قصره على هَذَا الْعلم ظلمه. وداوم الْمُلَازمَة لشيخه حَتَّى حمل عَنهُ علما جما اخْتصَّ بِهِ كثيرا بِحَيْثُ كَانَ من أَكثر الآخذين عَنهُ، وأعانه على ذَلِك قرب منزله مِنْهُ فَكَانَ لَا يفوتهُ مِمَّا يقْرَأ عَلَيْهِ إِلَّا النَّادِر إِمَّا لكَونه حمله أَو لِأَن غَيره أهم مِنْهُ وينفرد عَن سَائِر الْجَمَاعَة بأَشْيَاء. وَعلم شدَّة حرصه على ذَلِك فَكَانَ يُرْسل خَلفه أَحْيَانًا بعض خدمه لمنزله يَأْمُرهُ بالمجيء للْقِرَاءَة. وَقَرَأَ عَلَيْهِ الِاصْطِلَاح بِتَمَامِهِ وَسمع عَلَيْهِ جلّ كتبه كالألفية وَشَرحهَا مرَارًا وعلوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح إِلَّا الْيَسِير من أَوَائِله وَأكْثر تصانيفه فِي الرِّجَال وَغَيرهَا كالتقريب وَثَلَاثَة أَربَاع أَصله ومعظم تَعْجِيل الْمَنْفَعَة وَاللِّسَان بِتَمَامِهِ ومشتبه النِّسْبَة وَتَخْرِيج الرَّافِعِيّ وتلخيص مُسْند الفردوس والمقدمة وبذل الماعون ومناقب كل من الشَّافِعِي وَاللَّيْث وأماليه الحلبية والدمشقية وغالب فتح الْبَارِي وَتَخْرِيج المصابيح وَابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَبَعض إتحاف المهرة وَتَعْلِيق التَّعْلِيق ومقدمة الْإِصَابَة وَجُمْلَة، وَفِي بعضه مَا سَمعه أَكثر من مرّة، وَقَرَأَ بِنَفسِهِ مِنْهَا النخبة) وَشَرحهَا وَالْأَرْبَعِينَ المتباينة والخصال المكفرة وَالْقَوْل المسدد وبلوغ المرام وَالْعشرَة العشاريات وَالْمِائَة والملحق بهَا لشيخه التنوخي وَالْكَلَام على حَدِيث أم رَافع وَمُلَخَّص مَا يُقَال فِي الصَّباح والمساء وديوان خطبه وديوان شعره وَأَشْيَاء يطول إيرادها. وَسمع بسؤاله لَهُ من لَفظه أَشْيَاء كالعشرة العشاريات ومسلسلات الإبراهيمي خَارِجا عَمَّا كتبه عَنهُ فِي الْإِمْلَاء مَعَ الْجَمَاعَة من سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَإِلَى أَن مَاتَ. وَأذن لَهُ فِي الإقراء والإفادة والتصنيف وَصلى بِهِ إِمَامًا التَّرَاوِيح فِي بعض ليَالِي رَمَضَان. وتدرب بِهِ فِي طَرِيق الْقَوْم وَمَعْرِفَة العالي والنازل والكشف عَن التراجم والمتون وَسَائِر الِاصْطِلَاح وَغير ذَلِك. وَكَذَا تدرب فِي الطّلبَة بمستمليه مُفِيد الْقَاهِرَة الزين رضوَان العقبي وَأكْثر من ملازمته قِرَاءَة وسماعا وبصاحبه النَّجْم عمر بن فَهد الْهَاشِمِي وانتفع بإرشاد كل مِنْهُم وأجزائه وإفادته، بل كتب شَيْخه من أَجله إِلَى دمياط لمن عِنْده

المعجم الصَّغِير للطبراني بإرساله إِلَيْهِ حَتَّى قَرَأَهُ عَلَيْهِ لكَون نسخته قد انمحى الْكثير مِنْهَا وَمَا علم أَنه فِي أوقاف سعيد السُّعَدَاء إِلَّا بعد وَلم يَنْفَكّ عَن ملازمته وَلَا عدل عَنهُ بملازمة غَيره من عُلَمَاء الْفُنُون خوفًا على فَقده وَلَا ارتحل إِلَى الْأَمَاكِن النائية، بل وَلَا حج إِلَّا بعد وَفَاته، لكنه حمل عَن شُيُوخ مصر والواردين إِلَيْهَا كثيرا من دواوين الحَدِيث وأجزائه بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره فِي الْأَوْقَات الَّتِي لَا تعَارض أوقاته عَلَيْهِ غَالِبا سِيمَا حِين اشْتِغَاله بِالْقضَاءِ وتوابعه حَتَّى صَار أَكثر أهل الْعَصْر مسموعا وَأَكْثَرهم رِوَايَة، وَمن محَاسِن من أَخذ عَنهُ من عِنْده الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَابْن النَّجْم وَابْن الهبل وَالشَّمْس بن الْمُحب وَالْفَخْر بن بِشَارَة وَابْن الجوخي والمنيجي والزيتاوي والبياني والسوقي والطبقة، ثمَّ من عِنْده القَاضِي الْعِزّ بن جمَاعَة والتاج السُّبْكِيّ وَأَخُوهُ الْبَهَاء وَالْجمال الأسنائي والشهاب الْأَذْرَعِيّ والكرماني وَالصَّلَاح الصَّفَدِي والقيراطي والحراوي ثمَّ الْحُسَيْن التكريتي والأميوطي والباجي وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ والنشاوري وَابْن الذَّهَبِيّ ابْن العلائب والآمدي والنجم بن الكشك وَأَبُو الْيمن بن الكويك وَابْن الخشاب وَابْن حَاتِم والمليجي وَابْن رزين والبدر بن الصاحب ثمَّ السراج الْهِنْدِيّ والبلقيني وَابْن الملقن والغراقي الهيثمي والأبناسي والبرهان بن فَرِحُونَ وَهَكَذَا حَتَّى سمع من أَصْحَاب أبي الطَّاهِر بن الكويك والعز بن جمَاعَة وَابْن خير، ثمَّ من أَصْحَاب الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والوي وَابْن الْجَزرِي ثمَّ من يليهم وقمش وَأخذ عَمَّن دب ودرج، وَكتب العالي والنازل حَتَّى بلغت عدَّة من أَخذ عَنهُ بِمصْر والقاهرة وضواحيها كإنبابة والجيزة وعلو الأهرام) وَالْجَامِع الْعمريّ وسرياقوس والخانقاه وبلبيس وسفط الْحِنَّاء ومنية الرديني وَغَيرهَا زِيَادَة على أَرْبَعمِائَة نفس كل ذَلِك وَشَيْخه يمده بالأجزاء والكتب والفوائد الَّتِي لَا تَنْحَصِر وَرُبمَا نبهه على عَوَالٍ لبَعض شُيُوخ الْعَصْر ويحضه على قرَاءَتهَا. وشكا إِلَيْهِ ضيق عطن بَعضهم فكاتبه يستعطفه عَلَيْهِ ويرغبه فِي الْجُلُوس مَعَه ليقْرَأ مَا أحبه. وَبعد وَفَاة شَيْخه سَافر لدمياط فَسمع بهَا من بعض المسندين وَكتب عَن نفر من المتأدبين، ثمَّ توجه فِي الْبَحْر لقَضَاء فَرِيضَة الْحَج وَصَحب والدته مَعَه فلقي بِالطورِ والينبوع وَجدّة غير وَاحِد أَخذ عَنْهُم، وَوصل لمَكَّة أَوَائِل شعْبَان فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن حج، وَقَرَأَ بهَا من الْكتب الْكِبَار والأجزاء الْقصار مَا لم يتهيأ لغيره من الغرباء حَتَّى قَرَأَ دَاخل الْبَيْت الْمُعظم وبالحجر وعلو غَار ثَوْر وجبل

حراء وبكثير من الْمشَاهد المأثورة بِمَكَّة وظاهرها كالجعرانة وَمنى وَمَسْجِد الْخيف على خلق كَأبي الْفَتْح المراغي والبرهان الزمزمي والتقي بن فَهد والزين الأميوطي والشهاب الشوائطي وَأبي السعادات بن ظهيرة وَأبي حَامِد بن الضياء وَزِيَادَة على ثَلَاثِينَ نفسا فَمنهمْ من يروي عَن الْبَهَاء بن خَلِيل والكرماني والأذرعي النشاوري وَالْجمال الأميوطي وَابْن أبي الْمجد والتنوخي وَابْن صديق والعراقي والهيثمي والأبناسي والمجدين اللّغَوِيّ وَإِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَمن لَا أحصره سوى من أجَاز لَهُ فِيهَا وهم أَضْعَاف ذَلِك، وأعانه عَلَيْهِ صَاحبه النَّجْم بن فَهد بكتبه وفوائده وَنَفسه ودلالته على الشُّيُوخ وَكَذَا بكتب وَالِده ثمَّ انْفَصل عَنْهَا وَهُوَ مُتَعَلق الأمل بهَا. وَقَرَأَ فِي رُجُوعه بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة تجاه الْحُجْرَة النَّبَوِيَّة على الْبَدْر عبد الله بن فَرِحُونَ وَبِغَيْرِهِ من أماكنها على الشهَاب أَحْمد بن النُّور الْمحلى وَأبي الْفرج المراغي فِي آخَرين ثمَّ ينبوع أَيْضا وَعقبَة أَيْلَة وَقبل ذَلِك برابغ وخليص. وَرجع للقاهرة فَأَقَامَ بهَا ملازما السماع وَالْقِرَاءَة والتخريج والاستفادة من الشُّيُوخ والأقران غير مشتغل بِمَا يعطله عَن مزِيد الاستفادة إِلَى أَن توجه لمنوف الْعليا فَسمع بهَا قَلِيلا وَأخذ بفيشا الصُّغْرَى عَن بعض أَهلهَا، ثمَّ عَاد لوطنه فارتحل إِلَى الثغر السكندري وَأخذ عَن جمع من المسندين وَالشعرَاء بهَا وبأم دِينَار ودسوق وفوة ورشيد والمحلة وسمنود ومنية عساس ومنية نابت والمنصورة وفارسكورود نجيه والطويلة وَمَسْجِد الْخضر. وَدخل دمياط فَسمع بهَا. وَحصل فِي هَذِه الرحلة أَشْيَاء جليلة من الْكتب والأجزاء والفوائد عَن نَحْو خمسين نفسا فيهم من يروي عَن ابْن الشيخة والتنوخي وَالصَّلَاح الزفتاوي والمطرز وَعبد الله بن أبي بكر الدماميني) والبلقيني وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي والكمال الدَّمِيرِيّ والحلاوي والسويداوي وَالْجمال الرَّشِيدِيّ وابي بكر بن إِبْرَاهِيم ابْن الْعِزّ وَابْن صديق وَابْن أقبرس وناصر الدّين بن الْفُرَات والنجم البالسي والتاج ابْن مُوسَى السكندري والزين الفيشي الْمرْجَانِي وناصر الدّين بن الْمُوفق وَابْن الْخَرَّاط والهزبر والشرف بن الكويك. ثمَّ ارتحل إِلَى حلب وَسمع فِي توجهه إِلَيْهَا بسرياقوس والخانقاه وبلبيس وقطيا وغزة والمجدل والرملة وَبَيت الْمُقَدّس والخليل ونابلس ودمشق وصالحيتها

والزبداني وبعلبك وحمص وحماة وسرمين وحلب وجبرين ثمَّ بالمعرة وطرابلس وبرزة وَكفر بَطنا والمزة وداريا وصالحية مصر والخطارة وَغَيرهَا شَيْئا كثيرا من قريب مائَة نفس وَفِيهِمْ من أَصْحَاب الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَابْن الهبل والزين عبد الرَّحْمَن بن الْأُسْتَاذ وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن عمر بن قَاضِي شُهْبَة وَيحيى بن يُوسُف الرَّحبِي والحافظ أبي بكر بن الْمُحب وناصر الدّين بن دَاوُد وَأبي الهول الْجَزرِي وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْعِمَاد بن الْعِزّ الْمَقْدِسِي وَابْن عوض والشهاب المرداوي وَأبي الْفرج بن نَاظر الصاحبة والكمال بن النخاس وَمُحَمّد بن الرشيد عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر والشرف أبي بكر الْحَرَّانِي والشهاب أبي الْعَبَّاس بن المرحل وَفرج الشرفي فَمن بعدهمْ واستمد فِي بَيت الْمُقَدّس من أَجزَاء التقي أبي بكر القلقشندي وَكتبه وإرشاده فقد كَانَ ذَا أنسة بالفن وَفِي الشَّام من أَجزَاء الضيائية وَغَيرهَا بمعاونة الإِمَام التقي بن قندس والبرهان القادري وَآخَرين، ثمَّ فِي حلب بمحدثها وَابْن حافظها أبي ذَر الْحلَبِي فأعاره وأرشده وَطَاف مَعَه على من بَقِي عِنْدهم وساعده غَيره بتجهيز ساع بإحضار سنَن الدَّارَقُطْنِيّ من دمشق حَتَّى أَخذهَا عَن بعض من يَرْوِيهَا بحلب. وَأَجَازَ لَهُ خلق باستدعائه واستدعاء غَيره من جِهَات شَتَّى مِمَّن لم يَتَيَسَّر لَهُ لَقِيَهُمْ أَو لَقِيَهُمْ وَلَكِن لم يسمع مِنْهُم بل كَانَ وَهُوَ صَغِير قبل أَن يتَمَيَّز ألهم الله سُبْحَانَهُ بفضله بعض أهل الحَدِيث استجازة جمَاعَة من محَاسِن الشُّيُوخ لَهُ تبعا لِأَبِيهِ فيهم من يرْوى عَن الْمَيْدُومِيُّ وَابْن الخباز والخلاطي وَابْن الْقيم وَابْن الْمُلُوك والعز مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْحَمَوِيّ وَأبي الْحرم القلانسي وَابْن نباتة وناصر الدّين الفارقي والكمال بن حبيب والظهير بن العجمي والتقي السُّبْكِيّ وَالصَّلَاح العلائي وَابْن رَافع ومغلطاي والنشائي وَابْن هِشَام وَأبي عبد الله بن جَابر ورفيقه أبي جَعْفَر الرعيني المعروفين بالأعمى والبصير وشبههم، بل من يرْوى بِالسَّمَاعِ عَمَّن حدث عَنهُ) بِالْإِجَازَةِ كالزيتاوي وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر والعماد مُحَمَّد بن مُوسَى الشيرجي والعز مُحَمَّد بن أبي بكر السوقي وَأبي عبد الله الْبَيَانِي والشهاب بن النَّجْم وَأبي عَليّ بن الهبل وَزَيْنَب ابْنة قَاسم وَغَيرهم، وَكَذَا دخل فِي استدعاء صَاحبه النَّجْم بن فَهد الْهَاشِمِي بل وَكثير من استدعاءات شَيْخه الزين رضوَان وَغَيره إِمَّا لكونهمن أَبنَاء صوفية الخانقاه البيبرسية أَو نَحْو ذَلِك مِمَّا هُوَ أخص من الْعَامَّة بل تكَاد أَن تكون خَاصَّة كَمَا ألهم الله الْمُحب بن نصر الله حِين عرضه عَلَيْهِ كِتَابَة الْإِجَازَة مَعَ كَونه

إِنَّمَا كتب لَهُ بالهامش وَكَونه لم يكْتب بهَا لكل من أَبِيه وَعَمه مَعَ كِتَابَته لَهما نَحْو ورقة وَلِهَذَا كُله زَاد عدد من أَخذ عَنهُ من الْأَعْلَى والدون والمساوي حَتَّى الشُّعَرَاء وَنَحْوهم على ألف وَمِائَتَيْنِ، والأماكن الَّتِي تحمل فِيهَا من الْبِلَاد والقرى على الثَّمَانِينَ. وَاجْتمعَ لَهُ من المرويات بِالسَّمَاعِ وَالْقِرَاءَة مَا يفوق الْوَصْف وَهِي تتنوع أنواعا أَحدهَا مَا رتب على الْأَبْوَاب الْفِقْهِيَّة وَنَحْوهَا وَهِي كَثِيرَة جدا مِنْهَا مَا تقيد فِيهِ بِالصَّحِيحِ كالصحيحين للْبُخَارِيّ وَلمُسلم وَلابْن خُزَيْمَة وَلم يُوجد بِتَمَامِهِ وَلأبي عوَانَة الإسفرايني وَهُوَ وَإِن كَانَ مستخرجا على ثَانِي الصَّحِيحَيْنِ فقد أَتَى فِيهِ بِزِيَادَات طرق بل وَأَحَادِيث كَثِيرَة. وَعِنْده من المستخرجات بِالسَّمَاعِ الْمُسْتَخْرج على صَحِيح مُسلم لأبي نعيم كَمَا أَن فِي مروياته لَكِن بِالْإِجَازَةِ من الْكتب الَّتِي تقيد فِيهَا بِالصِّحَّةِ كتاب الْمُسْتَدْرك على الصَّحِيحَيْنِ أَو أَحدهمَا للْحَاكِم وَهُوَ كثير التساهل بِحَيْثُ أدرج فِي كِتَابه هَذَا الضَّعِيف بل والموضوع المنافيين لموضوع كِتَابه، وَمن الْكتب الصَّحِيحَة الْمُوَطَّأ لمَالِك وَوَقع لَهُ بِالسَّمَاعِ عَن دون عشرَة من أَصْحَابه وإدراجه فِي الصِّحَاح إِنَّمَا هُوَ بِالنِّسْبَةِ للتصانيف قبله وَإِلَّا فَلَا يتمشى الْأَمر فِي جَمِيعه على مَا اسْتَقر الْأَمر عَلَيْهِ فِي تَعْرِيف الصَّحِيح. وَمِنْهَا مَا لم يتَقَيَّد فِيهِ بِالصِّحَّةِ بل اشْتَمَل على الصَّحِيح وَغَيره كالسنن لأبي دَاوُد رِوَايَة أبي على اللؤْلُؤِي وَأبي بكر بن داسة عَنهُ وَقيل إِنَّه يَكْفِي الْمُجْتَهد وَلأبي عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ رِوَايَة ابْن السّني وَابْن الْأَحْمَر وَغَيرهمَا عَنهُ وَلأبي عبد الله بن ماجة الْقزْوِينِي وَلأبي الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ وَلأبي بكر الْبَيْهَقِيّ وَالسّنَن الَّتِي لَهُ أجمع كتاب سَمعه فِي مَعْنَاهُ ولمحمد بن الصَّباح وكالجامع لأبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ وَلأبي مُحَمَّد الدَّارمِيّ وَيُقَال لَهُ أَيْضا الْمسند بِحَيْثُ اغْترَّ بَعضهم بتسميته وأدرجه فِي النَّوْع بعده وَقد أطلق بَعضهم عَلَيْهِ الصِّحَّة، وَكَانَ بعض الْحفاظ مِمَّن روى عَن بعض الآخذين عَنهُ يَقُول إِنَّه لَو جعل بدل ابْن ماجة بِحَيْثُ يكون) سادسا للكتب الشهيرة أصُول الْإِسْلَام لَكَانَ أولى وكالمسند للْإِمَام الشَّافِعِي وَلَيْسَ هُوَ من جمعه وَإِنَّمَا التقطه بعض النيسابوريين من الْأُم لَهُ وَالسّنَن لَهُ رِوَايَة الْمُزنِيّ وَرِوَايَة ابْن عبد الحكم وَشرح مَعَاني الْآثَار لأبي جَعْفَر الطَّحَاوِيّ، ثمَّ أَن فِي بعض هَذِه مَا يُمَيّز فِيهِ مُصَنفه المقبول من غَيره كالجامع لِلتِّرْمِذِي وَنَحْوه السّنَن لأبي دَاوُد، وَمِمَّا يلْتَحق بِهَذَا النَّوْع مَا يقْتَصر فِيهِ على فَرد من أَفْرَاده أَو غَيره كالشمائل النَّبَوِيَّة لِلتِّرْمِذِي وَدَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي والشفا لعياض والمغازي لمُوسَى بن عقبَة والسيرة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام

وَلابْن سيد النَّاس وبشرى اللبيب لَهُ وَفضل الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لإسماعيل القَاضِي وَلابْن أبي عَاصِم وَلابْن فَارس وللنميري وحياة الْأَنْبِيَاء فِي قُبُورهم وفضائل الْأَوْقَات وَالْأَدب الْمُفْرد ثلاثتها للبيهقي، وَكَذَا للْبُخَارِيّ الْأَدَب الْمُفْرد وَفِي مَعْنَاهُمَا مَكَارِم الْأَخْلَاق للطبراني وَكَذَا للخرائطي مَعَ مساويها لَهُ، وكالتوكل وذم الْغَيْبَة وَالشُّكْر والصمت والفرح وَالْيَقِين وَغَيرهَا من تصانيف أبي بكر بن أبي الدُّنْيَا وَكبر الْوَالِدين وَالْقِرَاءَة خلف الإِمَام وَرفع الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاة ثَانِيهَا للْبُخَارِيّ والبسملة لأبي عمر بن عبد الْبر وَالْعلم للمرهبي وَلأبي خَيْثَمَة زُهَيْر بن حَرْب وَالطَّهَارَة وفضائل الْقُرْآن وَالْأَمْوَال ثلاثتها لأبي عبيد وَالْإِيمَان لِابْنِ مندة وَلأبي بكر بن أبي شيبَة وذم الْكَلَام للهروي والأشربة الصَّغِير والبيوع والورع ثلاثتها لِأَحْمَد وكالجامع لأخلاق الرَّاوِي وآداب السَّامع للخطيب والمحدث الْفَاصِل بَين الرَّاوِي والواعي للرامهرمزي وعلوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَمن قبله للْحَاكِم وَشرف أَصْحَاب الحَدِيث وَرِوَايَة الْآبَاء عَن الْأَبْنَاء واقتضاء الْعلم الْعَمَل والزهد والطفيليين خمستها للخطيب. وَفِي مسموعاته أَيْضا الزّهْد لِابْنِ الْمُبَارك وكالدعوات للمحاملي وللطبراني وَهُوَ أجمع كتاب فِيهَا وَعمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة لِابْنِ السّني وَفضل عشر ذِي الْحجَّة للطبراني وَلأبي إِسْحَاق الْغَازِي، وَكَذَا فِي مسموعاته من التصانيف فِي فضل رَجَب وَشَعْبَان ورمضان جملَة وَاخْتِلَاف الحَدِيث والرسالة كِلَاهُمَا للشَّافِعِيّ وعوارف المعارف للسهروردي وبداية الْهِدَايَة للغزالي وصثفة التصوف لِابْنِ طَاهِر. ثَانِيهَا مَا رتب على المسانيد كمسند أَحْمد وَهُوَ أجمع مُسْند سَمعه وَأبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَأبي مُحَمَّد عبد بن حميد وَأبي عبد الله الْعَدنِي وَأبي بكر الْحميدِي ومسدد وَأبي يعلى الْموصِلِي. وَلَيْسَ فِي وَاحِد مِنْهَا مَا هُوَ مُرَتّب على حُرُوف المعجم نعم مِمَّا رتب فِيهِ على الْحُرُوف من المسانيد مَعَ تَقْيِيده بالمحتج بِهِ المختارة للضياء الْمَقْدِسِي وَلَكِن لم يكمل تصنيفا وَلَا استوفى الْمَوْجُود سَمَاعا والمعجم الْكَبِير للطبراني) وَهُوَ مَعَ كَونه يَلِي مُسْند أَحْمد فِي الْكبر أَكْثَرهَا فَوَائِد والمعجم لِابْنِ قَانِع وَالْأَحَادِيث فِيهِ قَليلَة وَنَحْوه الِاسْتِيعَاب لِابْنِ عبد الْبر إِذْ لَيْسَ الْقَصْد فِيهِ إِلَّا تراجم الصَّحَابَة وأخبارهم وَقَرِيب مِنْهُ فِي كَون مَوْضُوعه التراجم وَلَكِن لم يقْتَصر فِيهِ على الصَّحَابَة مَعَ الاستكثار فِيهِ من الحَدِيث وَنَحْوه حلية الْأَوْلِيَاء لأبي نعيم وَكَذَا مِمَّا يذكر فِيهِ أَحْوَال الصُّوفِيَّة الْأَعْلَام الرسَالَة القشيرية، وَقد يقْتَصر على صَحَابِيّ وَاحِد كمسند عمر للنجاد وَسعد للدورقي، كَمَا أَنه قد يقْتَصر

على الْفَضَائِل خَاصَّة كفضائل الصَّحَابَة لطراد ووكيع. وَنَحْوه الذُّرِّيَّة الطاهرية للدولابي وَقد يكون فِي مُطلق التراجم لَكِن لأهل بلد مَخْصُوص كأصبهان لأبي نعيم وبغداد للخطيب وَعِنْده بِالسَّمَاعِ مِنْهُمَا جملَة وَقد يكون فِي فَضَائِل الْبلدَانِ كفتوح مصر لِابْنِ عبد الحكم وفضائل الشَّام للربعي، ثَالِثهَا مَا هُوَ على الْأَوَامِر والنواهي وَهُوَ صَحِيح أبي حَاتِم بن حبَان الْمُسَمّى بالتقاسيم والأنواع والكشف مِنْهُ عسر على من لم يتقن مُرَاده، رَابِعهَا مَا هُوَ على الْحُرُوف فِي أول كَلِمَات الْأَحَادِيث وَهُوَ مُسْند الشهَاب للقضاعي، خَامِسهَا مَا هُوَ فِي الْأَحَادِيث الطوَال خَاصَّة وَهُوَ الطوالات للطبراني وَلابْن عَسَاكِر مِنْهَا كتاب الْأَرْبَعين، سادسها مَا يقْتَصر فِيهِ على أَرْبَعِينَ حَدِيثا فَقَط ويتنوع أنواعا كالأربعين الآلهية لِابْنِ الْمفضل وكالأربعين المسلسلات لَهُ وكالأربعين فِي التصوف لأبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ إِلَى غَيرهَا كالأحكام وَقَضَاء الْحَوَائِج وَمَا لَا تقيد فِيهِ كأربعي الْآجُرِيّ وَالْحَاكِم وَهِي شَيْء كثير، وَقد لَا يقْتَصر على الْأَرْبَعين كالثمانين للآجري وَالْمِائَة لغيره، سابعها مَا هُوَ على الشُّيُوخ للْمُصَنف كالمعجم الْأَوْسَط وَالصَّغِير كِلَاهُمَا للطبراني ومعجم الْإِسْمَاعِيلِيّ وَابْن جَمِيع وَنَحْوهَا كالمشيخات الَّتِي مِنْهَا مشيخة ابْن شَاذان الْكُبْرَى وَالصُّغْرَى ومشيخة الْفَسَوِي وَبَعضهَا مُرَتّب على حُرُوف المعجم وَمِنْه مَا لم يرتب وَنَحْو هَذَا جمع مَا عِنْد الْحَافِظ أبي بكر بن الْمقري وَكَذَا الْحَارِثِيّ وَغَيرهمَا مِمَّا هُوَ مسموع عِنْده مِمَّا عِنْدهم من حَدِيث الإِمَام أبي حنيفَة وترتيبه على شُيُوخه وَيُسمى كل وَاحِد مِنْهُمَا مُسْند أبي حنيفَة، ثامنها مَا هُوَ على الروَاة عَن إِمَام كَبِير مِمَّن يجمع حَدِيثه كالرواة عَن مَالك للخطيب وَمِمَّنْ روى عَن مَالك من شُيُوخه لِابْنِ مخلد، تاسعها مَا يقْتَصر فِيهِ على الْأَفْرَاد والغرائب كالأفراد لِابْنِ شاهين وللدارقطني وَهِي فِي مائَة جُزْء سمع مِنْهَا الْكثير وَمِنْه الغرائب عَن مَالك وَغَيره من المكثرين. عَاشرهَا مَا لَا تقيد فِيهِ بِشَيْء مِمَّا ذكر بل يشْتَمل على أَحَادِيث نثرية من العوالي وَغَيرهَا وَهُوَ على قسمَيْنِ: أَولهمَا مَا كل تَخْرِيج مِنْهُ فِي مُجَلد وَنَحْوه كالثقفيات) والجعديات والحنائيات والخلعيات والسمعونيات والغيلانيات القطيعيات والمحامليات والمخلصيات وقوائد تَمام وفوائد سموية وَجُمْلَة وَنَحْوهَا المجالسة للدينوري وَمَا هُوَ دون ذَلِك كجزء أبي الجهم والأنصاري وَابْن عَرَفَة وسُفْيَان وَمَا يزِيد على ألف جُزْء. حادي عشرهَا مَا لَا إِسْنَاد فِيهِ بل اقْتصر فِيهِ على الْمُتُون مَعَ الحكم عَلَيْهَا وَبَيَان جملَة من أَحْكَامهَا كالأذكار والتبيان والرياض وَغَيرهَا من

تصانيف النَّوَوِيّ وَغَيره، إِلَى غَيرهَا من المسموعات الَّتِي لَا تقيد فِيهَا بِالْحَدِيثِ كالشاطبية والرائية فِي علمي الْقِرَاءَة والرسم والألفية فِي علمي النَّحْو وَالصرْف وَجمع الْجَوَامِع فِي الْأَصْلَيْنِ والتصوف والتنبيه والمنهاج وبهجة الْحَاوِي فِي الْفِقْه وتلخيص الْمِفْتَاح فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وقصيدة بَانَتْ سعاد والبردة والهمزية وَلَيْسَ مَا ذكر بآخر التَّنْبِيه كَمَا أَنه لَيْسَ المُرَاد بِمَا ذكر فِي الْأَنْوَاع الْحصْر إِذا لَو سرد كل نوع مِنْهُ لطال ذكره وعسر الْآن حصره بل لَو سرد مسموعه ومقروءه على شَيْخه فَقَط لَكَانَ شَيْئا عجبا. وَأَعْلَى مَا عِنْده من الْمَرْوِيّ مَا بَينه وَبَين الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالسند المتماسك فِيهِ عشرَة أنفس وَلَيْسَ مَا عِنْده من ذَلِك بالكثير. وَأكْثر مِنْهُ وَأَصَح مَا بَين شُيُوخه وَبَين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهِ الْعدَد الْمَذْكُور. واتصلت لَهُ الْكتب السِّتَّة وَكَذَا حَدِيث كل من الشَّافِعِي وَأحمد والدارمي وَعبد بِثمَانِيَة وسائط بل وَفِي بعض الْكتب السِّتَّة كَأبي دَاوُد من طَرِيق ابْن داسة وأبواب من النَّسَائِيّ مَا هُوَ بسبعة بِتَقْدِيم الْمُهْملَة واتصل لَهُ حَدِيث مَالك وَأبي حنيفَة بِتِسْعَة بِتَقْدِيم الْمُثَنَّاة. وَلما ولد لَهُ وَلَده أَحْمد جدد الْعَزْم لأَجله حَيْثُ قَرَأَ لَهُ على بقايا المسندين شَيْئا كثيرا جدا فِي أسْرع وَقت وانتفع بذلك الْخَاص وَالْعَام وَالْكَبِير وَالصَّغِير وانتشرت الْأَسَانِيد المحررة والأسمعة الصَّحِيحَة والمرويات الْمُعْتَبرَة وتنبه النَّاس لإحياء هَذِه السّنة بعد أَن كَادَت تَنْقَطِع فلزموه أَشد مُلَازمَة وَصَارَ من يأنف الاستفادة مِنْهُ من المهملين يتسور على خطه فيستفيد مِنْهُ وَمَا يدْرِي أَن الِاعْتِمَاد على الصُّحُف فَقَط فِي ذَلِك فِيهِ خلل كَبِير ولعمري إِن الْمَرْء لَا ينبل حَتَّى يَأْخُذ عَمَّن فَوْقه وَمثله ودونه على أَن الأساطين من عُلَمَاء الْمذَاهب ومحققيهم من الشُّيُوخ وأماثل الأقران الْبعيد غرضهم عَن الْمَقَاصِد الْفَاسِدَة غير متوقفين عَن مسئلته فِيمَا يعرض لَهُم من الحَدِيث ومتعلقاته مرّة بِالْكِتَابَةِ الَّتِي ضَبطهَا بخطوطهم عِنْده وَمرَّة بِاللَّفْظِ وَمرَّة بأرسال السَّائِل لَهُم نَفسه وَبِغير هَذَا مِمَّا يستهجن إِيرَاد مثله مَعَ كَونه أفرد أَسْمَاءَهُم فِي مَحل آخر، وطالما كَانَ) التقي الشمني يحض أماثل جماعته كالنجمي بن حجي على ملازمته وَيَقُول مَتى يسمح الزَّمَان بقرَاءَته بل حضه على عقد مجْلِس الْإِمْلَاء غير مرّة وَلذَا لما صَارَت مجَالِس الحَدِيث آنسة عامرة منضبطة وَرَأى إقبالهم على هَذَا الشَّأْن وَللَّه الْحَمد امتثل إِشَارَته بالإملاء فأملى بمنزله يَسِيرا ثمَّ تحول لسَعِيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا متقيدا بالحوادث والأوقات حَتَّى أكمل تِسْعَة وَخمسين مَجْلِسا.

ثمَّ توجه هُوَ وَعِيَاله وأكبر إخْوَته ووالداه لِلْحَجِّ فِي سنة سبعين فحجوا وجاوروا وَحدث هُنَاكَ بأَشْيَاء من تصانيفه وَغَيرهَا وأقرأ ألفية الحَدِيث تقسيما وغالب شرحها لناظمها والنخبة وَشَرحهَا وأملى مجَالِس. كل ذَلِك بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام، وَتوجه لزيارة ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا بِالطَّائِف رَفِيقًا لصَاحبه النَّجْم بن فَهد فَسمع مِنْهُ هُنَاكَ بعض الْأَجْزَاء، وَلما رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة شرع فِي إملاء تَكْمِلَة تَخْرِيج شَيْخه للأذكار إِلَى أَن تمّ، ثمَّ أمْلى تَخْرِيج أربعي النَّوَوِيّ ثمَّ غَيرهَا مِمَّا يُقيد فِيهِ بِحَيْثُ بلغت مجَالِس الْإِمْلَاء سِتّمائَة مجْلِس فَأكْثر، وَمِمَّنْ حضر إملاءه مِمَّن شهد إملاء شَيْخه: النَّجْم بن فَهد وَالشَّمْس الأمشاطي وَالْجمال بن السَّابِق. وَمِمَّنْ حضر إملاء شَيْخه وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ: الْبَهَاء العلقمي، وَمِمَّنْ حضر إملاءهما والزين الْعِرَاقِيّ: الشهَاب الْحِجَازِي والجلال القمصي والشهاب الشاوي. وَكَذَا حج فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وجاور سنة سِتّ ثمَّ سنة سبع وَأقَام مِنْهَا ثَلَاثَة أشهر بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. ثمَّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وجاور سنة ثَلَاث ثمَّ سنة أَربع. ثمَّ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وجاور إِلَى أثْنَاء سنة ثَمَان فَتوجه إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَأَقَامَ بهَا أشهرا وَصَامَ رَمَضَان بهَا، ثمَّ عَاد فِي شوالها إِلَى مَكَّة وَهُوَ الْآن فِي جُمَادَى الثَّانِيَة من الَّتِي تَلِيهَا بهَا ختم لَهُ بِخَير. وَحمل النَّاس من أهلهما والقادمين عَلَيْهِمَا عَنهُ الْكثير جدا رِوَايَة ودراية، وحصلوا من تصانيفه جملَة وَسُئِلَ فِي الْإِمْلَاء هُنَاكَ فَمَا وَافق نعم أمْلى بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة شَيْئا لِأُنَاس مخصوصين. ثمَّ لما عَاد للقاهرة من الْمُجَاورَة الَّتِي قبل هَذَا تزايد انجماعه عَن النَّاس وَامْتنع من الْإِمْلَاء لمزاحمة من لَا يحسن فِيهَا وَعدم التَّمْيِيز من جلّ النَّاس أَو كلهم بَين العلمين وراسل من لامه على ترك الْإِمْلَاء بِمَا نَصه: إِنَّه ترك ذَلِك عِنْد الْعلم بإغفال النَّاس لهَذَا الشَّأْن بِحَيْثُ اسْتَوَى عِنْدهم مَا يشْتَمل على مُقَدمَات التَّصْحِيح وَغَيره من جمع الطّرق الَّتِي يتَبَيَّن بهَا انْتِفَاء الشذوذ وَالْعلَّة أَو وجودهما مَعَ مَا يُورد بالسند مُجَردا عَن ذَلِك وَكَذَا مَا يكون مُتَّصِلا بِالسَّمَاعِ مَعَ غَيره) وَكَذَا العالي والنازل والتقيد بِكِتَاب وَنَحْوه مَعَ مَا لَا تقيد فِيهِ إِلَى غَيرهَا مِمَّا يُنَافِي الْقَصْد بالإملاء وينادي الذاكر لَهُ الْعَامِل بِهِ على الْخَالِي مِنْهُ بِالْجَهْلِ. كَمَا أَنه الْتزم ترك الْإِفْتَاء مَعَ الإلحاح عَلَيْهِ فِيهِ حِين تزاحم الصغار على ذَلِك واستوى المَاء والخشبة سِيمَا وَإِنَّمَا يعْمل بالأغراض، بل صَار يكْتب على الاستدعاآت وَفِي عرض الْأَبْنَاء من هُوَ فِي عداد من يلْتَمس لَهُ ذَلِك حِين التقيد بالمراتب والأعمال بِالنِّيَّاتِ، وَقد سبقه

للاعتذار بِنَحْوِ ذَلِك شيخ شُيُوخه الزين الْعِرَاقِيّ وَكفى بِهِ قدوة، بل وأفحش من إغفالهم النّظر فِي هَذَا وَأَشد فِي الْجَهَالَة إِيرَاد بعض الْأَحَادِيث الْبَاطِلَة على وَجه الِاسْتِدْلَال وإبرازها حَتَّى فِي التصانيف والأجوبة، كل ذَلِك مَعَ مُلَازمَة النَّاس لَهُ فِي منزله للْقِرَاءَة دراية وَرِوَايَة فِي تصانيفه وَغَيرهَا بِحَيْثُ ختم عَلَيْهِ مَا يفوق الْوَصْف من ذَلِك، وَأخذ عَنهُ من الْخَلَائق من لَا يُحْصى كَثْرَة أفردهم بِالْجمعِ بِحَيْثُ أَخذ عَنهُ قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِطيبَة الشَّمْس السخاوي بن القصبي ومدحه بِغَيْر قصيد ثمَّ وَلَده قَاضِي الْمَالِكِيَّة أَيْضا الخيري أبي الْخَيْر أَيْضا ثمَّ وَلَده المحبي مُحَمَّد أَو أحد النجباء الْفُضَلَاء ثمَّ بنوه فَكَانُوا أَرْبَعَة فِي سلسلة كَمَا اتّفق لشَيْخِنَا حَسْبَمَا أوردته فِي الْجَوَاهِر، وَقد قَالَ الْوَاقِدِيّ فِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن الضَّحَّاك بن عُثْمَان بن الضَّحَّاك بن عُثْمَان بن عبد الله بن خلة بن حرَام إِنَّه خَامِس خَمْسَة جالستهم وجالسوا على طلب الْعلم يَعْنِي فيهم من شُيُوخه وَمن طلبته. وَشرع فِي التصنيف والتخريج قبل الْخمسين وهلم جرا فَكَانَ مِمَّا خرجه من المشيخات لكل من الرَّشِيدِيّ وَسَماهُ العقد الثمين فِي مشيخة خطيب الْمُسلمين وصغرى. وَمن الأربعينيات لكل من زَوْجَة شَيْخه والكمال بن الْهمام والأمين الأقصرائي والتقي القلقشندي الْمَقْدِسِي والبدر بن شَيْخه والشرف الْمَنَاوِيّ والمحبين ابْن الْأَشْقَر وَابْن الشّحْنَة والزين بن مزهر. وللعلم البُلْقِينِيّ مائَة حَدِيث عَن مائَة شيخ، وَأَحَادِيث مسلسلات، وللأقصرائي وَابْن يَعْقُوب والمحبين القمني والفاقوسي وأخيه وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَالشَّمْس الْقَرَافِيّ وَابْنَة الهوريني وَهَاجَر القدسية وَالْفَخْر الأسيوطي والملتوتي والحسام بن حريز وَابْن إِمَام الكاملية والعبادي وزَكَرِيا وَابْن مزهر فهرستا وَكَذَا الْحَفِيد سَيِّدي يُوسُف العجمي ولتغري بردى القادري وللشمس الأمشاطي معجما وَكَذَا لِابْنِ السَّيِّد عفيف الدّين بسؤال الْكثير مِنْهُم فِي ذَلِك وتوسلهم بِمَا يَقْتَضِي الْمُوَافقَة ولنفسه الْأَحَادِيث المتباينة الْمُتُون والأسانيد بِشُرُوط كَثِيرَة لم يسْبق لمجموعها بلغت أحاديثها نَحْو السِّتين وَهِي فِي مُجَلد كَبِير استفتحه بِمن سبقه لذَلِك من الْأَئِمَّة والحفاظ، وَالْأَحَادِيث) البلدانيات فِي مُجَلد ترْجم فِيهِ الْأَمَاكِن مَعَ ترتيبها على حُرُوف المعجم مخرجا فِي كل مَكَان حَدِيثا أَو شعرًا أَو حِكَايَة عَن وَاحِد من أَهلهَا أَو الواردين عَلَيْهَا مستفتحة بِمن سبقه أَيْضا لذل وَإِن لم ير من تقدمه لمجموع مَا جمعه فِيهَا أَيْضا

وَالْأَحَادِيث المسلسلات وَهِي مائَة استفتحها أَيْضا بِمن سبقه لجمع المسلسلات مَعَ انْفِرَاده بِمَا اجْتمع فِيهَا وسماها الْجَوَاهِر المكللة فِي الْأَخْبَار المسلسلة، وتراجم من أَخذ عَنهُ على حُرُوف المعجم فِي ثَلَاث مجلدات سَمَّاهُ بغية الرَّاوِي بِمن أَخذ عَنهُ السخاوي وعزمه انتقاءه واختصاره لنَقص الهمم، وفهرست مروياته وَهُوَ إِن بيض يكون فِي أَزِيد من ثَلَاثَة أسفار ضخمة شرع فِي اختصاره وتلخيصه بِحَيْثُ يكون على الثُّلُث مِنْهُ لنَقص الهمم أَيْضا، وعشاريات الشُّيُوخ مَعَ مَا وَقع لَهُ من العشاريات فِي عدَّة كراريس، والرحلة السكندرية وتراجمها، وَكَذَا الرحلة الحلبية مَعَ تراجمها أَيْضا والرحلة المكية، والثبت الْمصْرِيّ فِي ثَلَاث مجلدات، والتذكرة فِي مجلدات وَتَخْرِيج أربعي النَّوَوِيّ فِي مُجَلد لطيف، وتكملة تَخْرِيج شَيخنَا للأذكار وَيُسمى القَوْل الْبَار، وَتَخْرِيج أَحَادِيث العادلين لأبي نعيم وأربعي الصُّوفِيَّة للسلمي والغنية المنسوبة للشَّيْخ عبد الْقَادِر وَتسَمى البغية كتب مِنْهُ الْيَسِير وَتَخْرِيج طرق إِن الله لَا يقبض الْعلم انتزاعا عمله تجربة للخاطر فِي يَوْم وَإِن سبق لجمعه فِيمَا لم يقف عَلَيْهِ، والتحفة المنيفة فِيمَا وَقع لَهُ من حَدِيث الإِمَام أبي حنيفَة والأمالي الْمُطلقَة. وَمِمَّا صنفه فِي عُلُوم هَذَا الشَّأْن: فتح المغيث بشرح ألفية الحَدِيث وَهُوَ مَعَ اختصاره فِي مُجَلد ضخم وسبك الْمَتْن فِيهِ على وَجه بديع لَا يعلم فِي هَذَا الْفَنّ أجمع مِنْهُ وَلَا أَكثر تَحْقِيقا لمن تدبره. وتوضيح لَهَا حَاذَى بِهِ الْمَتْن بِدُونِ إفصاح فِي المسودة، والغاية فِي شرح منظومة ابْن الْجَزرِي الْهِدَايَة فِي مُجَلد لطيف والإيضاح فِي شرح نظم الْعِرَاقِيّ للاقتراح فِي مُجَلد لطيف أَيْضا، والنكت على الألفية وَشَرحهَا بيض مِنْهُ نَحْو ربعه فِي مُجَلد وَشرح التَّقْرِيب للنووي فِي مُجَلد متقن، بُلُوغ الأمل بتلخيص كتاب الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْعِلَل كتب مِنْهُ الرّبع مَعَ زَوَائِد مفيدة، تَكْمِلَة تَلْخِيص شَيخنَا للمتفق والمفترق. وَمِنْه فِي الشُّرُوح: تَكْمِلَة شرح التِّرْمِذِيّ للعراقي كتب مِنْهُ أَكثر من مجلدين فِي عدَّة أوراق من الْمَتْن، وحاشية فِي أَمَاكِن من شرح البُخَارِيّ لشيخه وَغَيره من تصانيفه، وَشرح الشَّمَائِل النَّبَوِيَّة لِلتِّرْمِذِي وَيُسمى أقرب الْوَسَائِل كتب مِنْهُ نَحْو مُجَلد، وَالْقَوْل الْمُفِيد فِي إِيضَاح شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد كتب مِنْهُ الْيَسِير من أَوله، شرح ألفية) السِّيرَة للعراقي فِي المسودة ثمَّ عدم، وَالْجمع بَين شرحي الألفية لِابْنِ المُصَنّف وَابْن عقيل وتوضيحها كتب مِنْهُ الْيَسِير.

وَمِنْه فِي التَّارِيخ التَّعْرِيف بِهِ وتشعب مقاصده وَسَببه بل اسْمه الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التوريخ، والتبر المسبوك فِي الذيل على تَارِيخ المقريزي السلوك يشْتَمل على الْحَوَادِث والوفيات من سنة خمس وَأَرْبَعين وَإِلَى الْآن فِي نَحْو أَرْبَعَة أسفار، والضوء اللامع لأهل الْقرن التَّاسِع وَهُوَ هَذَا الْكتاب يكون سِتّ مجلدات والذيل على قُضَاة مصر لشيخه فِي مُجَلد وَيُسمى الَّذِي المتناه، والذيل على طَبَقَات الْقُرَّاء لِابْنِ الْجَزرِي فِي مُجَلد، والذيل على دوَل الْإِسْلَام للذهبي نَافِع جدا، والوفيات فِي القرنين الثَّامِن وَالتَّاسِع على السنين يكْتب فِي مجلدات واسْمه الشافي من الْأَلَم فِي وفيات الْأُمَم، ومعجم من أَخذ عَنهُ وَإِن كَانَ هُوَ بعض أَفْرَاد هَذَا الْكتاب، والتحصيل وَالْبَيَان فِي قصَّة السَّيِّد سلمَان، والمنهل العذب الروي فِي تَرْجَمَة قطب الْأَوْلِيَاء النَّوَوِيّ، والاهتمام بترجمة النَّحْوِيّ الْجمال بن هِشَام، وَالْقَوْل الْمُبين فِي تَرْجَمَة القَاضِي عضد الدّين. والجواهر والدرر فِي تَرْجَمَة شَيْخه شيخ الْإِسْلَام ابْن حجر فِي مُجَلد ضخم وَرُبمَا فِي مجلدين، والاهتمام بترجمة الْكَمَال بن الْهمام. وترجمة نَفسه إِجَابَة لمن سَأَلَهُ فِيهَا. وَكَذَا أفرد من أثنى عَلَيْهِ من الشُّيُوخ والأقران فَمن دونهم وَمَا علمه مِمَّا صدر عَنهُ من السجع. وتاريخ الْمَدَنِيين فِي نَحْو مجلدين فِي المسودة. والتاريخ الْمُحِيط وَهُوَ فِي نَحْو ثلثمِائة رزمة على حُرُوف المعجم لَا يعلم من سبقه إِلَيْهِ. وَتَجْرِيد حَوَاشِي شَيْخه على الطَّبَقَات الْوُسْطَى لِابْنِ السُّبْكِيّ. وتقفيص قِطْعَة من طَبَقَات الْحَنَفِيَّة كَانَ وَقع الشُّرُوع فِيهِ لسائل، وطبقات الْمَالِكِيَّة فِي أَرْبَعَة أسفار تَقْرِيبًا بيض مِنْهُ المجلد الأول فِي تَرْجَمَة الإِمَام والآخذين عَنهُ. وترتيب طَبَقَات الْمَالِكِيَّة لِابْنِ فَرِحُونَ. وَتَجْرِيد مَا فِي المدارك للْقَاضِي عِيَاض مِمَّا لم يذكرهُ ابْن فَرِحُونَ إِجَابَة لسائل فِيهِ وَفِي الَّذِي قبله. تقفيص مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ الشفا من الرِّجَال وَنَحْوهم. وَالْقَوْل المنبي فِي تَرْجَمَة ابْن عَرَبِيّ فِي مُجَلد حافل، ومحصله فِي كراسة اسْمهَا الْكِفَايَة فِي طَرِيق الْهِدَايَة نافعة جدا تَجْرِيد أَسمَاء الآخذين عَن ابْن عَرَبِيّ، وَأحسن المساعي فِي إِيضَاح حوادث البقاعي والفرجة بكائنة الكاملية الَّتِي لَيْسَ فِيهَا للمعارض حجَّة، وَدفع التلبيس وَرفع التَّنْجِيس عَن الذيل الطَّاهِر النفيس، وتلخيص تَارِيخ الْيمن وَكَذَا طَبَقَات الْقُرَّاء لِابْنِ الْجَزرِي، ومنتقى تَارِيخ مَكَّة للفاسي، عُمْدَة الْأَصْحَاب فِي معرفَة الألقاب تَرْتِيب شُيُوخ الطَّبَرَانِيّ

تَرْتِيب شُيُوخ أبي الْيمن) الْكِنْدِيّ، تَرْتِيب شُيُوخ جمَاعَة من شُيُوخ الشُّيُوخ وَنَحْوهم وَمِنْه فِي ختم كل من الصَّحِيحَيْنِ وَأبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَالْبَيْهَقِيّ والشفا وسيرة ابْن هِشَام وسيرة ابْن سيد النَّاس والتذكرة للقرطبي، وَاسم الأول عُمْدَة الْقَارِي وَالسَّامِع فِي ختم الصَّحِيح الْجَامِع وَالثَّانِي غنية الْمُحْتَاج فِي ختم صَحِيح مُسلم ابْن الْحجَّاج، وَالثَّالِث بذل المجهود فِي ختم السّنَن لأبي دَاوُد وَالرَّابِع اللَّفْظ النافع فِي ختم كتاب التِّرْمِذِيّ الْجَامِع، وَالْخَامِس القَوْل الْمُعْتَبر فِي ختم النَّسَائِيّ رِوَايَة ابْن الْأَحْمَر، بل لَهُ فِيهِ مُصَنف آخر حافل سَمَّاهُ بغية الرَّاغِب المتمنى فِي ختم سنَن النَّسَائِيّ رِوَايَة ابْن السّني وَالسَّادِس عجالة الضَّرُورَة وَالْحَاجة عِنْد ختم السّنَن لِابْنِ ماجة وَالسَّابِع القَوْل المرتقي فِي ختم دَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي، وَالثَّامِن الانتهاض فِي ختم الشفا لعياض، بل لَهُ مُصَنف آخر حافل اسْمه الرياض، وَالتَّاسِع الْإِلْمَام فِي ختم اليسرة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام، والعاشر رفع الإلباس فِي ختم سيرة ابْن سيد النَّاس، وَالْحَادِي عشر الْجَوْهَرَة المزهرة فِي ختم التَّذْكِرَة. وَمِنْه فِي أَبْوَاب ومسائل: القَوْل البديع فِي الصَّلَاة على الحبيب الشَّفِيع صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْفَوَائِد الجلية فِي الْأَسْمَاء النَّبَوِيَّة لم يبيض. الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد مَوته. وَالِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الْمَقَاصِد الْحَسَنَة فِي بَيَان كثير من الْأَحَادِيث المشتهرة على الْأَلْسِنَة. الابتهاج بأذكار الْمُسَافِر الْحَاج، القَوْل النافع فِي بَيَان الْمَسَاجِد والجوامع وَرُبمَا سمى تَحْرِيك الْغَنِيّ الْوَاجِد لبِنَاء الْجَوَامِع والمساجد، الاحتفال بِجمع أولى الظلال. الْإِيضَاح والتبيين فِي مسئلة التَّلْقِين، إرتياح الأكباد بأرباح فقد الْأَوْلَاد. قُرَّة الْعين بالثواب الْحَاصِل للْمَيت وللأبوين، الْبُسْتَان فِي مسئلة الاختتان، القَوْل التَّام فِي فضل الرَّمْي بِالسِّهَامِ، استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذَوي الشّرف، عُمْدَة النَّاس أَو الإيناس بمناقب الْعَبَّاس، الْفَخر الْعلوِي فِي المولد النَّبَوِيّ، عُمْدَة المحتج فِي حكم الشطرنج، التمَاس السعد فِي الْوَفَاء بالوعد الأَصْل الْأَصِيل فِي تَحْرِيم النَّقْل من التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل القَوْل المألوف فِي الرَّد على مُنكر الْمَعْرُوف، الْأَحَادِيث الصَّالِحَة فِي المصافحة، القَوْل الأتم فِي الِاسْم الْأَعْظَم، السِّرّ المكتوم فِي الْفرق بَين الْمَالَيْنِ الْمَحْمُود والمذموم، القَوْل الْمَعْهُود فِيمَا على أهل الذِّمَّة من العهود الْكَلَام على حَدِيث الْخَاتم، الْكَلَام على قصّ الظفر، الْكَلَام على الْمِيزَان. القناعة مِمَّا تحسن الْإِحَاطَة بِهِ من أَشْرَاط السَّاعَة، تَحْرِير الْمقَال فِي الْكَلَام على حَدِيث كل أَمر) ذِي بَال، القَوْل المتين فِي تَحْسِين

الظَّن بالمخلوقين، الْكَلَام على قَول لَا تكن حلويا فتسترط. الْكَلَام على قَول كل الصَّيْد فِي جَوف الفرا. الْكَلَام على حَدِيث إِن الله يكره الحبر السمين. الْكَلَام على حَدِيث المنبت لَا أَرضًا قطع وَلَا ظهرا أبقى. الْكَلَام على حَدِيث تنزل الرحمات على الْبَيْت الْمُعظم. الْإِيضَاح المرشد من الغي فِي الْكَلَام على حَدِيث حبب من دنياكم إِلَيّ. المستجاب دعاؤهم. تَجْدِيد الذّكر فِي سُجُود الشُّكْر. نظم اللآل فِي حَدِيث الأبدال. انتقاد مدعي الِاجْتِهَاد. الأسئلة الدمياطية. الاتعاظ بِالْجَوَابِ عَن مسَائِل بعض الوعاظ. تَحْرِير الْجَواب عَن مسئلة ضرب الدَّوَابّ. الامتنان بالحرس من دفع الافتتان بالفرس. الْمَقَاصِد الْمُبَارَكَة فِي إِيضَاح الْفرق الهالكة بل اسْتَقر اسْمه رفع القلق والأرق بِجمع المبتدعين من الْفرق. بذل الهمة فِي أَحَادِيث الرَّحْمَة، السّير الْقوي فِي الطِّبّ النَّبَوِيّ شرع فِيهِ. رفع الشكوك فِي مفاخر الْمُلُوك. الإيثار بنبذة من حُقُوق الْجَار، الْكَنْز المدخر فِي فتاوي شَيْخه ابْن حجر قصّ مِنْهُ الْكثير. الرَّأْي الْمُصِيب فِي الْمُرُور على التَّرْغِيب كتب مِنْهُ الْيَسِير، الْحَث على تعلم النَّحْو الْأَجْوِبَة الْعلية عَن الْمسَائِل النثرية تكون فِي مجلدين، الاحتفال بالأجوبة عَن مائَة سُؤال، التَّوَجُّه للرب بدعوات الكرب، مَا فِي البُخَارِيّ من الْأَذْكَار، الْإِرْشَاد وَالْمَوْعِظَة لزاعم رُؤْيَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد مَوته فِي الْيَقَظَة. وَمِنْه جَامع الْأُمَّهَات وَالْمَسَانِيد إِجَابَة لسائل فِيهِ كتب مِنْهُ مجلدا وَلَو تمّ لَكَانَ فِي مائَة مُجَلد فأزيد. جمع الْكتب السِّتَّة بتميز أسانيدها وألفاظها كتب مِنْهُ أَيْضا مجلدا فَأكْثر. تَرْتِيب كل من فَوَائِد تَمام والحنائيات والخلعيات وكل من مُسْند الْحميدِي وَالطَّيَالِسِي والعدني وَأبي يعلى على المسانيد. تطريف مشيخة الزين المراغي وعدة أَجزَاء على المسانيد أَيْضا. وَكَذَا تَرْتِيب الغيلانيات وفوائد تَمام على الْأَبْوَاب كتب مِنْهُ قِطْعَة قبل الْعلم بسبق الهيثمي لَهُ، تَجْرِيد مَا وَقع فِي كتب الرِّجَال سِيمَا المختصة بالضعفاء من الْأَحَادِيث وترتيبها على المسانيد كتب مِنْهُ جملَة. وقرض أَشْيَاء من تصانيفه غير وَاحِد من أَئِمَّة الْمذَاهب: فَمن الشَّافِعِيَّة شَيْخه والْعَلَاء القلقشندي والجلال الْمحلى وَالْعلم البُلْقِينِيّ والبدر حفيد أَخِيه الْجلَال البُلْقِينِيّ والشرف الْمَنَاوِيّ والعبادي والتقي الحصني والبدر بن الْقطَّان وَعَمه. وأئمة الْأَدَب مِنْهُم الشهب الْحِجَازِي وَابْن صَالح وَابْن حبطة. وَمن الْحَنَفِيَّة الْعَيْنِيّ وَابْن الديري والشمني والأقصرائي والكافياجي والزين قَاسم وَأَبُو الْوَقْت المرشدي

الْمَكِّيّ وَمن الْمَالِكِيَّة الْبَدْر بن التنسي قَاضِي مصر وَابْن المخلطة قَاضِي اسكندرية والحسام بن حريز قَاضِي مصر أَيْضا وَمن الْحَنَابِلَة الْعِزّ الْكِنَانِي، وأفرد مَجْمُوع) ذَلِك نَحوه فِي تأليف كَمَا سلف اجْتمع فِيهِ مِنْهُم نَحْو الْمِائَتَيْنِ أَجلهم شَيْخه فقرض لَهُ على غير وَاحِد من تصانيفه وَكَانَ من دعواته لَهُ قَوْله: وَالله الْمَسْئُول أَن يُعينهُ على الْوُصُول إِلَى الْحُصُول حَتَّى يتعجب السَّابِق من اللَّاحِق، وَأثْنى خطا ولفظا بِمَا أثْبته فِي التَّأْلِيف الْمشَار غليه، وَضبط عَنهُ غير وَاحِد من أَصْحَابه تَقْدِيمه على سَائِر جماعته بِحَيْثُ قَالَ أحد الْأَفْرَاد من جماعته الزين قَاسم الْحَنَفِيّ مَا نَصه: وَقد كَانَ هَذَا المُصَنّف يَعْنِي المترجم بالرتبة المنيفة فِي حَيَاة حَافظ الْعَصْر وأستاذ الزَّمَان حَتَّى شافهني بِأَنَّهُ أنبه طلبتي الْآن، وَقَالَ أَيْضا: حَتَّى كَانَ يُنَوّه بِذكرِهِ وَيعرف بعلي فخره ويرجحه على سَائِر جماعته المنسوبين إِلَى الحَدِيث وصناعته كَمَا سمعته مِنْهُ وأثبته بخطي قبل عَنهُ، وَقَالَ صهره وَأحد جماعته الْبَدْر بن الْقطَّان عَنهُ إِنَّه أَشَارَ حِين سُئِلَ من أمثل الْجَمَاعَة الملازمين لكم فِي هَذِه الصِّنَاعَة بِصَرِيح لَفظه إِلَيْهِ قَالَ مَا مَعْنَاهُ إِنَّه مَعَ صغر سنه وَقرب أَخذه فاق من تقدم عَلَيْهِ بجده واجتهاده وتحريه انتقاده بِحَيْثُ رَجَوْت لَهُ وانشرح لذَلِك الصَّدْر أَن يكون هُوَ الْقَائِم بأعباء هَذَا الْأَمر، وَكَذَا نقل عَنهُ توسمه فِيهِ لذَلِك قَدِيما الزين السندبيسي. وَمِنْهُم الْحَافِظ مُحدث الْحجاز التقي بن فَهد الْهَاشِمِي حَيْثُ وصف بأَشْيَاء مِنْهَا: زين الْحفاظ وعمدة الْأَئِمَّة الأيقاظ شمس الدُّنْيَا وَالدّين مِمَّن اعتنى بِخِدْمَة حَدِيث سيد الْمُرْسلين اشْتهر بذلك فِي الْعَالمين على طَريقَة أهل الدّين وَالتَّقوى فَبلغ فِيهِ الْغَايَة القصوى. وَكَانَ وَلَده الْحَافِظ النَّجْم عمر لَا يقدم عَلَيْهِ أحدا. وَمِمَّا كتبه الْوَصْف بشيخنا الإِمَام الْعَلامَة الأوحد الْحَافِظ الفهامة المتقن الْعلم الزَّاهِر وَالْبَحْر الزاخر عُمْدَة الْحفاظ وخاتمتهم من بَقَاؤُهُ نعْمَة يجب الِاعْتِرَاف بِقَدرِهَا ومنة لَا يُقَام بشكرها وَهُوَ حجَّة لَا يسع الْخصم لَهَا الْجُحُود وَآيَة تشهد بِأَنَّهُ إِمَام الْوُجُود وَكَلَامه غير مُحْتَاج إِلَى شُهُود وَهُوَ وَالله بَقِيَّة من رَأَيْت من الْمَشَايِخ وَأَنا وَجَمِيع طلبة الحَدِيث بالبلاد الشامية والبلاد المصرية وَسَائِر بِلَاد الْإِسْلَام عِيَال عَلَيْهِ وَوَاللَّه مَا أعلم فِي الْوُجُود لَهُ نَظِير. والحافظ الرحلة الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَمن بعض كِتَابَته الْوَصْف بالواصل إِلَى دقائق هَذَا الْفَنّ وجليله والمروي فِيهِ من الصدى جَمِيع غليله: (تلقف الْعلم من أَفْوَاه مشيخة ... نصوا الحَدِيث بلامين وَلَا كذب)

(فَمَا دفاتره إِلَّا خواطره ... يمليك مِنْهَا بِلَا ريب وَلَا نصب) ) وَهُوَ الَّذِي لم يزل قَائِما من السّنة بأعبائها ناصبا نَفسه لنشرها وأدائها محققا لفنونها ومضمون عيونها مَعَ قلَّة الْمعِين والناصر والمجاري لَهُ فِي هَذَا الْعلم والمذاكر لَا يفتر عَن ذَلِك طرفَة عين وَلَا يشغل نَفسه بغيبة ولامين. والعلامة الْمُوفق أَبُو ذَر بن الْبُرْهَان الْحلَبِي الْحَافِظ فوصف بمولانا وَشَيخنَا الْعَلامَة الْحَافِظ الأوحد قدم علينا حلب فَأفَاد وأجاد كَانَ الله لَهُ بل صرح بِمَا هُوَ أَعلَى مِنْهُ. والبرهان البقاعي وَكَانَ عجبا فِي التَّنَاقُض حِين الْغَضَب والرضى فَقَالَ: إِن مِمَّن ضرب فِي الحَدِيث بأوفر نصيب وأوفى سهم مُصِيب الْمُحدث البارع الأوحد الْمُفِيد الْحَافِظ الأمجد إِلَى آخر كَلَامه. وَقَالَ مرّة: إِذا وَافقنِي فلَان لَا يضرني من خالفني فِي ثَنَاء كثير ذكر فِي التَّأْلِيف الْمشَار إِلَيْهِ، وَقدم هَؤُلَاءِ لاشتغالهم بِالْحَدِيثِ أَكثر. وَمِمَّنْ أثنى من الْحفاظ الْمُحدثين الزين رضوَان الْمُسْتَمْلِي وَكَذَا التقي القلقشندي والعز الْحَنْبَلِيّ وَمِنْه الْوَصْف بِالْإِمَامِ الْعَلامَة الْحَافِظ الْأُسْتَاذ الْحجَّة المتقن الْمُحَقق شيخ السّنة حَافظ الْأمة إِمَام الْعَصْر أوحد الدَّهْر مفتي الْمُسلمين محيي سنة سيد الْأَوَّلين أبقاه الله للمعارف علما ولمعالم الْعلم إِمَامًا مقدما وَأَحْيَا بحياته الشَّرِيفَة مآثر شَيْخه شيخ الْإِسْلَام وَجعله خلفا عَن السّلف الْأَئِمَّة الْأَعْلَام ويحرسه من حوادث الزَّمَان وغدره ويأمنه من كيد الْعَدو ومكره بِرَسُولِهِ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. والمفوه البليغ الْبُرْهَان الباعوني شيخ أهل الْأَدَب فَكَانَ مِمَّا قَالَ: الشَّيْخ الإِمَام الْحَائِز لأنواع الْفضل على التَّمام الْحَافِظ لحَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام أمتع الله بحياته وَأعَاد على الْمُسلمين من بركاته هُوَ الْآن من الْأَفْرَاد فِي علم الحَدِيث الَّذِي اشْتهر فِيهِ فَضله وَلَيْسَ بعد شيخ الْإِسْلَام ابْن حجر فِيهِ مثله وَقد حصل الِاجْتِمَاع بخدمته والفوز ببركته والاقتباس من فَوَائده والاستمتاع بفرائده. وقاضي الْقُضَاة الْعلم البُلْقِينِيّ فَمن وَصفه قَوْله: الشَّيْخ الْفَاضِل الْعَلامَة الْحَافِظ جمع فأوعى واهتم بِهَذَا الْفَنّ وَلم يزل لَهُ يرْعَى، وَصرح غير مرّة بالانفراد.

وقريبه الولوي قَاضِي الشَّام فَكَانَ مِمَّا كتبه فِي أثْنَاء مدح لغيره من أقربائه خُصُوصا وَاسِطَة عقدهَا من انْعَقَد الْإِجْمَاع على أَنه أَمْسَى كالجوهر الْفَرد وَأصْبح فِي وَجه الدَّهْر كالغرة حَتَّى صَارَت الدُّرَر مَعَ جواهره كالذرة بل جواد جوده شهد لَهُ جَرَيَانه بِالسَّبقِ فِي ميدان الفرسان) وَحكم لَهُ بِأَنَّهُ هُوَ الْفَرْع الَّذِي فاق أَصله البديع بالمعاني وَلَا حَاجَة للْبَيَان أَضَاء هَذَا الشَّمْس فاختفت مِنْهُ كواكب الذَّرَارِي كَيفَ لَا وَقد جَاءَهُ الْفَيْض بِفَتْح الْبَارِي فَهُوَ نخبة الْقَمَر والدهر وَعين القلادة فِي طبقَة الْجُود لِأَنَّهُ عين السخاء وَزِيَادَة فبدايته لَهَا النِّهَايَة ومنهاجه أوضح الطّرق إِلَى الْغَايَة وَهُوَ الْخَادِم للسّنة الشَّرِيفَة وَالْحَاوِي لمحاسن الِاصْطِلَاح النكت المنيفة فبهجته زهت بروضتها وروضته زهت ببهجتها إِلَى آخر كَلَامه. وقريبه الآخر البدري قَاضِي مصر كَانَ فَكَانَ مِمَّا كتبه فِي أثْنَاء كَلَام: وَكَيف لَا وإمامة مُؤَلفه فِي فنون الحَدِيث النَّبَوِيّ لَا تنكر وتقدمه فِيهِ لَيْسَ بشاذ وَلَا مُنكر بل هُوَ باستفاضته أشهر من أَن يُقَال وَيذكر وَحفظه للرِّجَال وطبقاتهم ومراتبهم سما فِيهِ على أهل عصره وتصانيفه إِلَيْهَا النِّهَايَة فِي الشَّهَادَة لَهُ بمزيد علوه وفخره واستحضاره للأسانيد والمتون من أُمَّهَات الْكتب لَا يدْرك قَرَار بحره ومعرفته بمظان مَا يلْتَمس مِنْهُ فِي جَمِيع فنونه وإبراز المخدرات من مخبآت عيونه يقصر عَن بَيَان الْأَمر فِيهِ الْمقَال وَلَا يحصر ذَلِك الْمِثَال فقد حَاز قصب السَّبق فِي مضماره وميز صعاب القشر من لبابه بجودة قريحته وَبَنَات أفكاره بِحَيْثُ صَار هُوَ الْكَعْبَة وَالْحجّة فِي زَمَانه وَشهد لَهُ الْحفاظ بالتقدم على الشُّيُوخ فضلا عَن أقرانه. وفقيه الْمَذْهَب الشّرف الْمَنَاوِيّ، وَمِمَّا كتبه أَنه لما أشرف علم الحَدِيث على الإندراس من التدريس حَتَّى لم يبْق مِنْهُ إِلَّا الْأَثر والانفصال من التَّأْلِيف حَتَّى لم يبْق مِنْهُ إِلَّا الْخَبَر انتدب لذَلِك الْأَخ فِي الله تَعَالَى الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة والحافظ الناسك الألمعي الهامة الْحجَّة فِي السّنَن على أهل زَمَانه والمشمر فِي ذَلِك عَن ساعد الِاجْتِهَاد فِي سره وإعلانه فجد بجد فِي حفظ السّنة حَتَّى هجر الوسن وَهَاجَر بعزم فِيهَا حَتَّى طلق الوطن وأروى العطاش من عذب بَحر السّنة حَتَّى ضرب النَّاس بِعَطَن. وحافظ الْمَذْهَب السراج الْعَبَّادِيّ فَقَالَ هُوَ الَّذِي انْعَقَد على تفرده

بِالْحَدِيثِ النَّبَوِيّ الْإِجْمَاع وَأَنه فِي كَثْرَة اطِّلَاعه وتحقيقه لفنونه بلغ مَا لَا يُسْتَطَاع ودونت تصانيفه واشتهرت وَثبتت سيادته فِي هَذَا الْفَنّ النفيس وتقررت وَلم يُخَالف أحد من الْعُقَلَاء فِي جلالته ووفور ثقته وديانته وأمانته بل صَرَّحُوا بأجمعهم بِأَنَّهُ هُوَ المرجوع إِلَيْهِ فِي التَّعْدِيل وَالتَّجْرِيح والتحسين والتصحيح بعد شَيْخه شيخ مَشَايِخ الْإِسْلَام ابْن حجر حَامِل راية الْعُلُوم والأثر تغمده الله بِالرَّحْمَةِ والرضوان وَأَسْكَنَهُ فسيح الْجنان وَالله أسأَل وَله الْفضل والْمنَّة أَن يحفظ بِبَقَائِهِ هَذِه السّنة ويزيده علوا ورفعة وَسموا) وَيتم عَلَيْهِ بمزيد الأفضال وَالنعَم ويبقيه لإرشاد المبتدعين فهداية رجل وَاحِد خير من حمر النعم وينفع ببركته ومحبته آمين. والعلامة فريد الأدباء الشهَاب الْحِجَازِي فَكَانَ مِمَّا قَالَه: الإِمَام الْعَلامَة حَافظ عصره ومسند شامه ومصره هُوَ بَحر طَابَ موردا وَسيد صَار لطالبي اتِّصَال متون الحَدِيث على الْحَالين سندا بل هُوَ لعمري عين فِي الْأَثر وَمَا رَآهُ أحد مِمَّن سمع بِهِ إِلَّا قَالَ قد وَافق الْخَبَر الْخَبَر لقد أَجَاد النَّقْل من كَلَامي الله وَرَسُوله الْقَدِيم والْحَدِيث وسارت بفضله الركْبَان وبالغت بالسير الحثيث فَلَو رَآهُ صَاحب الْجَامِع الصَّحِيح رفع مناره وَقدمه للْإِمَامَة وَقَالَ هَذَا مُسلم على الْحَقِيقَة وَزَاد فِي تَعْظِيمه وإكرامه وَلَو أدْركهُ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ لم يتَكَلَّم مَعَه إِلَّا بالميزان أَو الْبُرْهَان القيراطي لرجح مَا قَالَه وَعلم أَن بلدته قِيرَاط بِالنِّسْبَةِ عِنْد تَحْرِير الأوزان وَلَو لحقه الْمزي ولى هربا بعد مَا لم أَطْرَافه أَو عاينه صَاحب الذيل مَلأ ردته من هَذِه الْفَوَائِد الَّتِي لَيْسَ لَهَا بهَا طوق وَطلب إسعافه نعم هُوَ المأمول فِي الشدَّة والرخا والمليء من الْفَوَائِد والسخي بهَا وَلَا بدع إِذْ هُوَ من أهل سخا. والأستاذ شيخ الْفُنُون فِي وقته التقي الحصني الشَّافِعِي فَقَالَ إِنَّه أصبح بِهِ رباع السّنة المصطفوية معمورة الأكناف والعرصات ورياض الْملَّة الحنيفية ممطورة الأكمام والزهرات قد صعد ذرى الْحَقَائِق بأقدام الأفكار وَنور غياهب الشكوك بأنوار الْآثَار، قارع عَن الدّين فكشف عَنهُ الفوارع والكروب وسارع إِلَى الْيَقِين فصرف عَنهُ العوادي والخطوب وَإِذا قرع سَمعك مَا لم تسمع بِهِ فِي الْأَوَّلين فَلَا تسرع وقف وَقْفَة المتأملين وَقل للمعاند فَائت بِمثلِهِ إِن كنت من الصَّادِقين فَالله

تَعَالَى يغمره بجزيل بره فِي سَائِر أوقاته ويعصمه بالسداد فِي حركاته وسكناته ويبوئه من الفردوس الْأَعْلَى أَعلَى درجاته بِمُحَمد وَآله وَأَصْحَابه وأزواجه وذرياته. وأوحد أهل الْأَدَب الشهَاب بن صَالح فَقَالَ فِي كَلَام لَهُ: هُوَ الْحَافِظ الَّذِي تمكن من الحَدِيث دراية وَرِوَايَة فَاطلع وروى وتضلع وارتوى وأعان نَفسه نَفسه حَيْثُ طَال فطاب على غوص ذَلِك الْبَحْر ولنعم الْمعِين وأمده مديده بالجوهر الثمين فحبذا ابْن معِين جمع مَا تفرق من فنون الِاصْطِلَاح فَحكى ابْن الصّلاح بل أربى بنخبة الْفِكر فِي مصطلح أهل الْأَثر بل جلى كعبة فضل لَو حَجهَا أَبُو شَيْخه تهيب النُّطْق حَتَّى قيل ذَا حجر فَكَأَنِّي عنيته بِقَوْلِي فِي شَيْخه شيخ الحَدِيث قَدِيما إِذْ نثرت عَلَيْهِ عقد مدحي نظيما:) (وَقد حفظ الله الحَدِيث بحفظه ... فَلَا ضائع إِلَّا شذى مِنْهُ طيب) ومازال يمْلَأ الطرس من بَحر صَدره لآليء إِذْ يملي علينا ونكتب جعل الله تَعَالَى مصر بِهِ موطنا لهَذَا الْعلم حَتَّى تصاهي بَغْدَاد دَار السَّلَام وأثابه فِي الْأُخْرَى جنَّة النَّعيم دَار السَّلَام وَرفع بهَا درجاته عدد مَا كتب وسيكتب فِي الصُّحُف المكرمة من الصَّلَاة على الحبيب الشَّفِيع وَالسَّلَام. وَالْإِمَام الْمُحب بن الْقطَّان فَمن قَوْله: يَا لَهُ من ندى نديم يجود على السَّائِل بالعوم الَّتِي يبخل بِمِثْلِهَا ابْن العديم لَو رَآهُ الْخَطِيب أَو ابْنه لضربا بِالسَّيْفِ مِنْبَر تاريخهما إعْرَاضًا ولسكنا عَن كشف حَال الرِّجَال أعراقا وأعراضا جاب بالبلاد وجال واقتحم المهامه وَلم يخف إِلَّا وجال وجد فِي الرحلة آخِذا من تقلباتها بِالدّينِ المتين مَاشِيا فِي جنباتها عِنْدَمَا سمع قَوْله: فلولا نفر من كل فرقة مِنْهُم طَائِفَة ليتفقهوا فِي الدّين مُقبلا تَارَة بإقباله ومتصلا تَارَة بجبهة مغرى بجمالها حَال اتِّصَاله واطئا بعزمه فروج الثرى رَاغِبًا فِي قَول الْقَائِل عِنْد الصَّباح يحمد الْقَوْم السرى مستولدا من جنَّات جنان فَوَائِد الموائد جَنِينا شاربا من مَاء حبات هبات هباته كَيْمَا يحيا معينا دخل دمشق الشَّام دَار ابْن عَامر فأحيا الذاكر بعد أَن أمات ذكر ابْن عَسَاكِر وَلما قدم من حلب أغْنى باطلاعه عَن مطالعة الدّرّ المجتلب فَللَّه دره من حَافظ رقي بسعيه وطوافه بزماننا هَذَا أَسْنَى المراقي وَأَبَان بمرامز إشاراته مَا طواه بعد النشر الْحَافِظ ابْن الْعِرَاقِيّ.

وَقَالَ ابْن أَخِيه الْبَدْر عقب دُعَاء شيخهما بقوله الَّذِي سلف وَالله الْمَسْئُول. أَن يُعينهُ على الْوُصُول إِلَى الْحُصُول حَتَّى يتعجب السَّابِق من اللَّاحِق مَا نَصه: وَقد اسْتَجَابَ الله دَعوته وحقق رَجَاءَهُ وبغيته إِذْ تصانيفه وتعاليقه شاهدة لذَلِك ومبرهنة لما هُنَالك فكم من مُشكل غامض بَينه ومقفل أوضح الْأَمر فِيهِ وأعلنه ومعلول كشف القناع عَن علته وحقق مَا لَعَلَّه خَفِي عَن أهل صَنعته وَهُوَ الْآن كَمَا سبقني إِلَيْهِ الْأَعْيَان حَافظ الْوَقْت ومحدث الزَّمَان وَإِن رغمت أنوف بعض الحساد لذَلِك فضوء شمسه يقتبس مِنْهُ القاطن والسالك وَمن جد وجد وَمن قنع وَاعْتَزل فَفِي ازدياد من المعارف لم يزل وَمن للتواضع سلك فجدير بِأَن للقلوب ملك وَمن ترفع بِالْجَهْلِ هلك وَالله أسأَل أَن يزِيدهُ من فَضله وَأَن يديم حَيَاته لإحياء هَذَا الشَّأْن وَنَقله. وَهَؤُلَاء شافعيون. والعلامة المُصَنّف الْبَدْر الْعَيْنِيّ قَالَ عَن بعض التصانيف: إِنَّه حوى فَوَائِد كَثِيرَة وزوائد غزيرة وأبرز مخدرات الْمعَانِي بموضحات الْبَيَان حَتَّى جعل مَا خَفِي كاعليان فَدلَّ على أَن منشئه مِمَّن) يَخُوض فِي بحار الْعُلُوم ويستخرج من دررها المنثور والمنظوم، وَمِمَّنْ لَهُ يَد طولى فِي بَدَائِع التراكيب وتصرفات بليغة فِي صنائع التراتيب زَاده الله تَعَالَى فضلا يفوق بِهِ على أنظاره وتسمو بِهِ فِي سَمَاء قريحته قُوَّة أفكاره إِنَّه على ذَلِك قدير وبالإجابة جدير. وفقيه الْمَذْهَب سعد الدّين بن الديري فوصف بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل الْمُحدث الْحَافِظ المتقن وقرض بعض التصانيف. والتقى الشمني وَآخر مَا كتب الْوَصْف بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة الثِّقَة الفهامة الْحجَّة مفتي الْمُسلمين إِمَام الْمُحدثين حَافظ الْعَصْر شيخ السّنة النَّبَوِيَّة ومحررها وحامل راية فنونها ومقررها من صَار الِاعْتِمَاد عَلَيْهِ والمرجوع فِي كشف المعضلات إِلَيْهِ أمتع الله بفوائده وأجراه على جميل عوائده. والأميني الأقصرائي، وَمِمَّا كتبه أخيرا قَوْله لَهُ متمثلا: (إِذا قَالَت حذام فصدقوها ... فَإِن القَوْل مَا قَالَت حذام)

وَكَيف لَا ومؤلفه سيدنَا ومولانا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الحبر الفهامة الثِّقَة الْحجَّة المتقن المحجة حَافظ الْوَقْت وَشَيخ السّنة ونادرة الْوَقْت الَّذِي حقق الْفُنُون وفنه الشيخي العاملي الشمسي فَهُوَ المرجوع إِلَيْهِ وَالْمُعْتَمد والمعول عَلَيْهِ فِي فنون الحَدِيث بأسرها والقائم بالذب عَنْهَا ونشرها بعد شَيْخه شيخ مَشَايِخ الْإِسْلَام خَاتِمَة الْمُجْتَهدين الْأَعْلَام الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي تغمده الله برحمته وَأَسْكَنَهُ فسيح جنته وَالله أَرْجُو أَن يُؤَيّدهُ بمعونته ويكافئه بمثوبته ويكفيه شماتة الْأَعْدَاء والحاسدين ويمد فِي حَيَاته لنفع الْمُسلمين. وَابْن أُخْته المحبي فوصف بسيدنا ومولانا وأولانا الْعَالم الْعَلامَة وَالْبَحْر الفهامة الْمُحدث البارع الْحَافِظ المتقن الضَّابِط. والمحيوي الكافياجي وَمِنْه الْوَصْف بِالْإِمَامِ الْهمام زين الْكِرَام فَخر الأام الصَّالح الزَّاهِد الْعَارِف الْعَالم الْعَلامَة النسابة الْعُمْدَة الرحلة وَارِث عُلُوم الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ الْمَوْصُوف بالمعارف القدسية الْمَشْهُور بالكمالات السّنيَّة الأنسية الْفَرد الفريد الوحيد الْمَشْهُود لَهُ بِأَنَّهُ إِمَام جليل أحفظ زَمَانه فِي الْمَنْقُول والمعقول بالِاتِّفَاقِ الْمُقدم على الْكل بِالِاسْتِحْقَاقِ فِي جَمِيع الْبلدَانِ والآفاق أحسن الله تَعَالَى إِلَيْهِ ونفعنا بِهِ وببركات علومه وَالْمُسْلِمين آمين آمين ألف آمين يَا رب الْعَالمين.) والرضى أَبُو حَامِد بن الضياء وَمِمَّا كتبه الْوَصْف بِالْإِمَامِ الْعَالم الْمُفِيد الأوحد الفريد قدوة الْمُحدثين وعمدة الْعلمَاء العاملين نفع الله بِهِ وَأعَاد من بركته وَوصل الْخَيْر بِسَبَبِهِ. قَوَّال قدم بَيت الله الْمحرم وجاور لَدَى بَيت الله الْمُعظم وتجرد لِلْعِبَادَةِ مُجْتَهدا وواصل ذَلِك بالفحص عَن رُوَاة الحَدِيث بهَا مستعدا تكميلا لمراده وتحصيلا لمفاده فَأفَاد واستفاد واشتغل وأشغل ورام الْإِحَاطَة بالتحصيل فَحصل. وَكلهمْ حنفيون. والمحيوي الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ فوصف بسيدنا الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْمُحدث حَافظ الْوَقْت بديع الزَّمَان وعلامة عُلَمَاء هَذَا الشان أبقاه الله تَعَالَى على ممر الدهور والأزمان. والشمسي الْقَرَافِيّ سبط ابْن أبي جَمْرَة فَقَالَ: الشَّيْخ الإِمَام الْمُحدث الْكَامِل الْحَافِظ المتقن الباحث فِي هَذَا الْفَنّ عَن حقائقه الْمبلغ فِي طلب التَّصْحِيح غَايَة

دقائقه أَفَاضَ الله علينا من بركاته وعلومه وأدام نعمه عَلَيْهِ فِي حركاته وسكونه. والبدري بن المخلطة فَقَالَ: هُوَ الإِمَام الْمُنْفَرد فِي عصره الْمُجْتَهد فِي إِقَامَة الصَّلَاة فِي مصره فقسما لَو رفعت إِلَى الْحَاكِم قصَّته لقبل مِنْهُ القَوْل وَأوجب لَهُ الْجَائِزَة ذَات الطول وَحكم على من نازعه بِالتَّسْلِيمِ ومناولة الْكتاب بِالْيَمِينِ وَإنَّهُ إِن شافه النَّاس بحَديثه فيوثق بِهِ وَلَا يَمِين وَلَو تصفحه الذَّهَبِيّ لنقطه بذهبه أَو رَآهُ الْبَيْهَقِيّ لرفعه مَعَ شعبه وَلَو سمع بِهِ القصري لأمر بِالْوُقُوفِ على أبوابه بل بالتوسد بأعتابه هَذَا وَإِنِّي وجدت القَوْل ذَا سَعَة غير أَن عبارتي قَاصِرَة والفكرة مني مَقْصُورَة فاترة. وَالثَّلَاثَة مالكيون. بل سمع مِنْهُ بعض تصانيفه من شُيُوخه الزين البوتيجي واستجازه لنَفسِهِ وللقاضي الحسام بن حريز وَأَشَارَ لهَذَا بقوله: فاستجزته مِنْهُ لأرويه عَنهُ بِسَنَد صَحِيح وتناولت من يَده بقلب منشرح وأمل فسيح، وَكَذَا سمع مِنْهُ بَعْضهَا إِمَام الكاملية مَعَ مناولة جَمِيعه مقرونة بِالْإِجَازَةِ، والمحب بن الشّحْنَة وَاشْتَدَّ غرامه بهَا وتكرر سُؤَاله فِي بَعْضهَا بِخَطِّهِ وبلفظه. وَكتب الشّرف أَبُو الْفَتْح المراغي وَكَانَ فِي التَّحَرِّي واليبس والورع بمَكَان بِخَطِّهِ مَا نَصه: وكاتبه يسْأَل سَيِّدي الْحَافِظ أمده الله تَعَالَى وعمره أَن يُجِيز لولد عَبده فلَان. بل سمع مِنْهُ جَمِيع القَوْل البديع مِنْهَا شيخ الْمَذْهَب الشّرف الْمَنَاوِيّ وَأحد أَئِمَّة الْحَنَفِيَّة الْبَدْر بن عبيد الله وَصَالح الْأُمَرَاء وأوحدهم يشبك المؤيدي الْفَقِيه وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعضه وَتَنَاول سائره مِنْهُ التقي الجراعي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَحدث بِهِ عَنهُ الشهَاب بن يُونُس المغربي وَالْفَخْر عُثْمَان الديمي والشرف عبد الْحق السنباطي وَهُوَ) بِخُصُوصِهِ مِمَّن سَمعه مِنْهُ ثمَّ قَرَأَهُ بالروضة الشَّرِيفَة عِنْد الْحُجْرَة النَّبَوِيَّة وَكَذَا قَرَأَهُ قبله فِيهَا النَّجْم بن يَعْقُوب الْمدنِي وَخير الدّين بن القصبي المالكيان وَأَبُو الْفَتْح بن إِسْمَاعِيل الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي حَسْبَمَا أخبرهُ بِهِ كل مِنْهُم وَبَالغ الْجلَال الْمحلي فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ والتنويه بِهِ حَتَّى قَالَ لَهُ قد عزمت على إشهاره وإظهاره، وَكَذَا أثنى على غَيره من التصانيف وتكرر ثَنَاؤُهُ فِي الْغَيْبَة كَمَا أخبرهُ بِهِ الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وَالسَّيِّد السمهودي وَغَيرهمَا وَاخْتصرَ التقي الشمني بَعْضهَا وَأكْثر عَالم الْحَنَابِلَة الْعِزّ الْكِنَانِي من مطالعتها والانتقاء مِنْهَا وَرُبمَا صرح بذلك فِي بعضه وَقَالَ فِي بَعْضهَا: إِن لم تكن التصانيف هَكَذَا وَإِلَّا فَلَا فَائِدَة. وَكتب الأكابر بَعْضهَا بخطوطهم كالعز السنباطي وَالشَّمْس بن قمر والبرهان

القادري أحد الْأَوْلِيَاء وَالشَّمْس بن الْعِمَاد والأستاذ عبد الْمُعْطِي المغربي نزيل مَكَّة والنجم بن قَاضِي عجلون وقابل مَعَه بَعْضهَا وَالسَّيِّد السمهودي وَسمع بَعْضهَا والبرهان البقاعي وَنقل مِنْهَا فِي مجاميعه تناقهلا النَّاس إِلَى كثير من الْبلدَانِ والقرى وَلم يعْدم من يَأْخُذ مِنْهَا المُصَنّف بِكَمَالِهِ سلخا ومسخا وينسبه لنَفسِهِ من غير عزو بل وَمِنْهُم من ينْتَقد والأعمال بِالنِّيَّاتِ وَالله يعلم الْمُفْسد من المصلح. ولقب بمشيخة الْإِسْلَام المحيوي الكافياجي مشافهة غير مرّة والشمسي بن الْحِمصِي عَالم غَزَّة مراسلة والزيني زَكَرِيَّا الْأنْصَارِيّ فِي غير مَوضِع والجمالي بن ظهيرة والبدري السَّعْدِيّ والمحيوي الْمَكِّيّ الحنبليان وَآخَرُونَ من الْأَئِمَّة الْأَحْيَاء والأموات. وامتدحه بالنظم خلق أفردهم بِالْجمعِ وَمِنْهُم مِمَّن مدح شَيْخه المحبان ابْن الشّحْنَة وَابْن الْقطَّان والبرهان الباعوني وَغَابَ الْآن نظمه عَنهُ دون نثره والمليجي الْخَطِيب والشهب الْحِجَازِي والمنصوري وَابْن صَالح والجديدي والشمسي بن الْحِمصِي والسخاوي قَاضِي طيبَة والقادري وَابْن أَيُّوب الفوي وَأَبُو اللطف الحصكفي الْمَقْدِسِي وَغَابَ الْآن نظمه عَنهُ دون كَلَامه وَعبد اللَّطِيف الطويلي وَالْجمال عبد الله الْمحلى والزين عبد الْغَنِيّ الأشليمي وعدتهم سِتَّة عشر نفسا بِقَيْد الْحَيَاة مِنْهُم ثَلَاثَة الْآن بل اثْنَان فالمحب الأول قَالَ وَقد قلت فِيهِ قَول الْمُحب فِي الحبيب: (وقف الْمُحب على الَّذِي ... رقم الحبيب فِرَاقه) (قسما وَلم يسمع بِهِ ... من وصف إِلَّا سَاقه) بل من وَصفه لَهُ الْحَافِظ الْكَبِير والمحدث الَّذِي لَيْسَ لَهُ فِي عصره نَظِير وَأَنه ظهر لَهُ بِالْقِيَاسِ الصَّحِيح من هَذِه الْأَوْصَاف أَن إِجْمَاع أهل السّنة لَا يتَطَرَّق إِلَيْهِ الْخلاف وَأَن المترجم جدير أَن) يترجم بطبقات فَوق مَا ترْجم وجدير بِالْعلمِ بتقييد المهمل وتبيين المعجم فَالله يبقيه لكشف مشكلات الْأَحَادِيث الغامضة وَبَيَان معضلات الْأَسَانِيد الْعَارِضَة وإحياء دواوين السّنَن السّنيَّة وإماتة أَقْوَال أهل الْبدع الْفِتَن والعصبية فِي كَلَام طَوِيل. والمحب الثَّانِي قَالَ: (على السخاوي دون حفظ الَّذِي سما ... بوقتي هَذَا رُتْبَة ابْن عَليّ) (لَهُ من لجين الطرس نقد دوينه ... مناقشة النقاش والذهبي) (بدا بسما الْعرْفَان شمس معارف ... وَيَوْم بَيَان كالرضى الْعلوِي) وَقَالَ أَيْضا:

(وَغير عَجِيب من محب بديهة ... سخبا بالمعاني فِي مديح سخاوي) (روى عطشا بِالْعلمِ عِنْد رِوَايَة ... فَأكْرم بري من رِوَايَته رَاوِي) وَقَالَ أَيْضا: (بليغ إِذا مَا رَاح يَتْلُو رِوَايَة ... يشنف آذَانا ويشرح خاطرا) (يقر لَهُ عِنْد الْقِرَاءَة خَصمه ... فَأكْرم بمولى يبهج الْخصم إِن قرا) والمليجي قَالَ من قصيدة: (أولاك فضلا فِي حَدِيث نبيه ... تبدي جميل الْوَصْف من أنبائه) (تملى ارتجالا فِيهِ وصف رِجَاله ... وتذيع مَا قد شاع من أَسْمَائِهِ) (يَا شمس دين الله حَسبك مَا تَجِد ... من خير خلق الله عِنْد لِقَائِه) (فضلا يجيزك وَهُوَ أكْرم سيد ... أغْنى الورى بنواله وسخائه) (وَالْفضل فضلك فِي الحَدِيث وَغَيره ... عجز الْمُفِيد الْوَصْف عَن إحصائه) والحجازي قَالَ من أَبْيَات: (أَعنِي الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة ... الْمسند الْمُحدث الفهامة) (الْحَافِظ المفوه السخاوي ... بِعلم كل عَالم وراوي) والمنصوري أثبت فِي الْجمع الْمشَار إِلَيْهِ وَابْن صَالح تقدم مَعَ نثره. والجديدي قَالَ فِي أَبْيَات: (وافي جوابك فَاسْتَنَارَ ظلام ... وغدت بدور الْأُفق وَهِي تَمام) (يَا كَاتبا كبت العدى لما كبت ... من خَلفه فِي شوطها الأقلام) (صلى وَرَاءَك فِي الحَدِيث جمَاعَة ... مِمَّن يعانيه وَأَنت إِمَام) ) (أَهْدَت لنا طرسا سطور بَيَانه ... روض ومغناه البديع حمام) (وكأنما تِلْكَ الْحُرُوف جَوَاهِر ... فِيهَا تأنق جهده النظام) (لَا بل كؤوس مدامة من فَوْقهَا ... قد در من مسك المدام ختام) (لَا بدع إِن مَالَتْ بعطفي نشوة ... فَمن الْكَلَام إِذا اعْتبرت مدام) وَابْن الْحِمصِي قَالَ: (يَا خَادِمًا أَخْبَار أشرف مُرْسل ... وسخا فنسبته إِلَيْهِ سخاوي) (وحوى السياسة والرياسة ناهجا ... منهاج حبر للمكارم حاوي)

وَقَالَ أَيْضا: (أحببتكم من قبل رؤياكم ... لحسن وصف عَنْكُم فِي الورى) (وَهَكَذَا الْجنَّة محبوبة ... لأَهْلهَا من قبل أَن تنظرا) والسخاوي قَالَ فِي قصيدة طَوِيلَة قيلت بِحَضْرَة كل مِنْهُمَا فِي الرَّوْضَة النَّبَوِيَّة: (وَفِي فضائله القَوْل البديع فكم ... أبدى بديعا لأرباب الحجا حسنا) (فكم فَوَائِد فِيهَا للورى جمعت ... من دَعْوَة وَصَلَاة أذهبا الحزنا) (فاسمعه فِي الرَّوْضَة الزهرا تنَلْ رشدا ... بِحَضْرَة الْمُصْطَفى تظفر بِكُل منى) (فَكل أَقْوَاله كم فرجت كربا ... وَكم بهَا خَائِف من بأسه أمنا) (جمع الإِمَام السخاوي الشَّافِعِي فَلَقَد ... أَجَاد فِي جمعه إِذْ فَارق الوسنا) (الْعَالم الْحَافِظ الْمَحْمُود سيرته ... أضحى بضبط على الْأَخْبَار مؤتمنا) (يقْرَأ ويقرئ مَا يقريه يُوضحهُ ... للطالبين فَمَا فِي الْعَصْر عَنهُ غنى) (يروي الْأَحَادِيث والْآثَار مُتَّصِلا ... عَن الْأَسَانِيد لَا ريبا وَلَا وَهنا) والقادري وَقَوله فِي الْجمع الْمشَار إِلَيْهِ، وَابْن أَيُّوب وَقد غَابَ الْآن عَنهُ نظمه، والطويلي فَقَالَ: (بِهَذَا الْعِيد قد جِئْنَا نهني ... إِمَام الْعَصْر شيخ النَّاس طرا) (أَطَالَ الله عمرك فِي ازدياد ... من الْخيرَات للدنيا وَأُخْرَى) والمحلى وَقد غَابَ الْآن عَنهُ نظمه والزين الإشليمي فَقَالَ: (يَا سيدا أضحى فريد زَمَانه ... وَدَلِيل مَا قد قلته الْإِجْمَاع) (عِنْدِي حَدِيث مُسْند ومسلسل ... يرويهِ ذُو الاتقان لَا الوضاع) ) (مَا فِي الزَّمَان سواك يلفى عَالما ... صحت بِذَاكَ إجَازَة وَسَمَاع) (الْخَيْر فِيك تَوَاتَرَتْ أخباره ... وَهُوَ الصَّحِيح وَلَيْسَ فِيهِ نزاع) (يَا من إِذا مَا قد أَتَاهُ ممرض ... يشكو يَزُول الضّر والأوجاع) فِي أَبْيَات. وَقد يكون فِيمَا طوى أبدع وأبلغ مِمَّا أثبت وَلَكِن إِنَّمَا اقْتصر على هَؤُلَاءِ لما سبق. وَقَالَ لَهُ الشَّمْس بن القاياتي مُخَاطبا لَهُ: (يَا حَافِظًا سنة الْمُخْتَار من مُضر ... وباذلا جهده فِي خدمَة الْأَثر) (وَمن سما وَعلا فِي كل مكرمَة ... حَتَّى استكان لَهُ من كَانَ ذَا بصر) (إِنِّي أَقُول لمن أضحى يشانئكم ... أقصر عَن الطعْن واسمع قَول مختبر)

(قد تنكر الْعين ضوء الشَّمْس من رمد ... وينكر الْفَم طعم المَاء من ضَرَر) (مازال ذُو الْجَهْل يَبْغِي النَّقْص من حسد ... لذِي الْفَضَائِل إِذا فَاتَتْهُ فِي الْعُمر) (فاصفح بِفَضْلِك عَنهُ واجتهد فَلَقَد ... حباك رَبك علما صَادِق الْخَبَر) واقتفى أَثَره بعض الآخذين عَنْهُمَا فَقَالَ: (يَا عَالما على الحَدِيث قد جذا ... وماحيا بحفظه ضرم الجذي) (وباذلا للسعي فِيهِ جهده ... وراكبا لأَجله شط الشذى) (لَا ينثني عَن حبكم إِلَّا فَتى ... معاند أَو حَاسِد وَمن هذي) (إِنِّي أَقُول للعداة إِنَّه ... لقد سما على العدا مستحوذا) وَقَالَ: (لعمرك مَا بدا نسب الْمُعَلَّى ... إِلَى كرم وَفِي الدُّنْيَا كريم) (وَلَكِن الْبِلَاد إِذا اقشعرت ... وضوح نبتها رعى الهشيم) وَاسْتقر فِي تدريس الحَدِيث بدار الحَدِيث الكاملية عقب موت الْكَمَال وَلَكِن تعصب مَعَ أَوْلَاده من يحْسب أَنه يحسن صنعا وَكَانَت كوائن أُشير إِلَيْهَا فِي الفرجة ثمَّ رغب الابْن عَنْهَا لعبد الْقَادِر بن النَّقِيب وَكَذَا اسْتَقر فِي تدريس الحَدِيث بالصرغتمشية عقب الْأمين الأقصرائي وناب قبل ذَلِك فِي تدريس الحَدِيث بالظاهرية الْقَدِيمَة بتعيينه وسؤاله، ثمَّ فِي تدريس الحَدِيث بالبرقوقية عقب موت الْبَهَاء المشهدي، وَقَررهُ الْمقر الزيني بن مزهر فِي الْإِمْلَاء بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا فاستعفى من ذَلِك لالتزامه تَركه كَمَا قدمه وَكَذَا قَرَّرَهُ الْمَنَاوِيّ فِي تدريس الحَدِيث بالفاضلية) لظَنّه أَنه وَظِيفَة فِيهَا، كَمَا أَنه سَأَلَ شَيْخه بعد موت شَيْخه الْبُرْهَان بن خضر فِي تدريس الحَدِيث بالمنكوتمرية فَأَجَابَهُ بِأَنَّهُ لم يكن مَعَه إِنَّمَا كَانَ مَعَه الْفِقْه وَقد أَخذه تَقِيّ الدّين القلقشندي، بل عينه الْأَمِير يشبك الْفَقِيه الدوادار حِين غيبته بِمَكَّة لمشيخة الحَدِيث بالمنكوتمرية عقب التقي الْمَذْكُور فَلَا زَالَ بِهِ صهره حَتَّى أَخذهَا لنَفسِهِ وَكَذَا ذكر فِي غيبته التالية لَهَا لقِرَاءَة الحَدِيث بِمَجْلِس السُّلْطَان بعد إِمَامه وَمَا كَانَ يفعل لِأَن الدوادار الْمشَار إِلَيْهِ سَأَلَهُ فِي الْمبيت عِنْد الظَّاهِر خشقدم لَيْلَتَيْنِ فِي الْأُسْبُوع ليقْرَأ لَهُ نخبا من التَّارِيخ كَمَا كَانَ الْعَيْنِيّ يفعل فَبَالغ فِي التنصل كَمَا تنصل مِنْهُ حِين التمَاس الدوادار يشبك من مهْدي لَهُ عِنْد نَفسه، وَمن مُطلق التَّرَدُّد لتمر بغا المستقر بعد فِي السلطنة وَفِي

الْحُضُور عِنْد برد بك والشهابي بن الْعَيْنِيّ وَغَيرهمَا، نعم طلبه الظَّاهِر نَفسه فِي مرض مَوته فَقَرَأَ عِنْده الشفافي لَيْلَة بعض ذَلِك بِحَضْرَتِهِ وَفِي غيبته الَّتِي بعْدهَا لمشيخة سعيد السُّعَدَاء بعد الكوراني، وَعرض عَلَيْهِ الأتابك شفاها قَضَاء مصر فَاعْتَذر لَهُ فَسَأَلَهُ فِي تعْيين من يرضاه فَقَالَ لَهُ لَا أنسب من السُّيُوطِيّ قاضيك، إِلَى غير هَذَا مِمَّا يَرْجُو بِهِ الْخَيْر مَعَ أَن مَاله من الْجِهَات لَا يسمن وَلَا يُغني من جوع، وَللَّه در الْقَائِل: (تقدمتني أنَاس كَانَ شوطهم ... وَرَاء خطوي لَو أَمْشِي على مهل) (هَذَا جَزَاء امْرِئ أقرانه درجوا ... من قبله فتمنى فسحة الْأَجَل) (فَإِن علاني من دوني فَلَا عجب ... لي أُسْوَة بانحطاط الشَّمْس عَن زحل) (فاصبر لَهَا غير محتال وَلَا ضجر ... فِي حَادث الدَّهْر مَا يُغني عَن الْحِيَل) (أعدى عَدوك من وثقت بِهِ ... فعاشر النَّاس واصحبهم على دخل) (فَإِنَّمَا رجل الدُّنْيَا وواحدها ... من لَا يعول فِي الدُّنْيَا على رجل) وَقَالَ أَحْمد بن يحيى ثَعْلَب النَّحْوِيّ فِيمَا روينَاهُ عَنهُ يَقُول دخلت على أَحْمد بن حَنْبَل فَسَمعته يَقُول: (إِذا مَا خلوت الدَّهْر يَوْمًا فَلَا تقل ... خلوت وَلَكِن قل عَليّ رَقِيب) (إِذا مَا مضى الْقرن الَّذِي أت فيهم ... وخلفت فِي قرن فَأَنت غَرِيب) (فَلَا تَكُ مغرورا تعلل بالمنى ... فعلك مدعُو غَدا فتجيب) ألم تَرَ أَن الدَّهْر أسْرع ذَاهِب وَأَن غَدا للناظرين قريب هَذَا كُله وَهُوَ عَارِف بِنَفسِهِ معترف بالتقصير فِي يَوْمه وأمسه خَبِير بعيوبه الَّتِي لَا يطلع عَلَيْهَا) مُسْتَغْفِر مِمَّا لَعَلَّه يَبْدُو مِنْهَا، لكنه أَكثر الهذيان طَمَعا فِي صفح الإخوان مَعَ كَونه فِي أَكْثَره نَاقِلا واعتقاد أَنه فضل مِمَّن كَانَ لَهُ قَائِلا. وَالله يسْأَل أَن يَجعله كَمَا يظنون وَأَن يغْفر لَهُ مَا لَا يعلمُونَ، وَللَّه در الْقَائِل: (لَئِن كَانَ هَذَا الدمع يجْرِي صبَابَة ... على غير ليلى فَهُوَ دمع مضيع) وَقَول غَيره: (سهر الْعُيُون لغير وَجهك بَاطِل ... وبكاؤهن لغير فضلك ضائع)

مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الْجمال بن الْعَلامَة الْوَجِيه الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْجمال الْمصْرِيّ وَسمع من الزين المراغي فِي سنة ثَلَاث عشرَة أَشْيَاء واشتغل على أَبِيه وَغَيره وَفضل وجود الْخط. مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة سِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى الشَّمْس بن الزين بن الشَّمْس القاهري الصحراوي الشَّافِعِي أَخُو عبد الصَّمد الْمَاضِي وَيعرف بالهرساني. ولد بالصحراء وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد أَبِيه والسنديوني والتنبيه وَغَيره، وَعرض على جمَاعَة ح وَسمع على جده والحافظين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الشيخة والأبناسي والغماري فِي آخَرين. واشتغل قَلِيلا وتنزل فِي الْجِهَات كالطلب بدرس وَكَانَ هُوَ الدَّاعِي فِي حَلقَة مدرسه محفوفا بالأنس فِي ذَلِك والخفر وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ. وَمَات بعد أَن كف فَصَبر بعد السِّتين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشَّمْس الصبيبي الْمدنِي الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد وَأبي الْحرم مُحَمَّد وَابْن عَمه الْجمال الكازروني وَابْن أُخْت أبي الْعَطاء أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد. ولد فِي ربيع الآخر سنة صمان وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع على الْبَدْر إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عِيسَى بن الخشاب فِي سنة سبعين فَمَا بعْدهَا وَوَصفه النَّجْم السكاكيني فِي إجَازَة وَلَده بالعالم الْفَاضِل الْكَامِل ووالده بالشيخ الصَّالح الزَّاهِد العابد، وَحدث بالبخاري لفظا فِي الرَّوْضَة سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة فَسمع من جمَاعَة، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ إِنَّه اشْتغل بالفقه ودرس فِي الْحرم النَّبَوِيّ. مَاتَ بصفد سنة سبع وَقد بلغ الْخمسين. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حجي بن فضل الشَّمْس بن الزين السنتاوي الأَصْل) القاهري الشَّافِعِي سبط المحيوي يحيى الدمياطي والماضي أَبوهُ. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا عرضهَا عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة واشتغل عِنْد أَبِيه والجوجري وَغَيرهمَا فِي فنون، وَفضل وبرع ولازمني مُدَّة فِي قِرَاءَة الْأَذْكَار وَغَيره، وَحج ورزق أَوْلَادًا. كل هَذَا مَعَ أدب واقتفاء لطريقة أَبِيه وَرُبمَا احتطب طلبا للْحَلَال. مَاتَ فِي مستهل الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْجُمُعَة بالأزهر فِي مشْهد حافل وتأسف اللناس على فَقده وأثنوا عَلَيْهِ وتوجعوا لِأَبِيهِ من بعده عوضهما الله الْجنَّة. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حسن الفاقوسي الْمَاضِي أَبوهُ وجده مِمَّن

سمع هُوَ وَأَخُوهُ أَحْمد ختم البُخَارِيّ بالظاهرية. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن أَسد بن الشَّيْخ خَلِيل صَاحب الضريح الشَّمْس النشيلي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بالنشيلي. وَأخذ عَن الْعلم البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره رَفِيقًا للشمس الطَّيِّبِيّ وَكَذَا أَخذ عَن الْمَنَاوِيّ وَابْن حسان وَآخَرين وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ باستدعائي جمَاعَة وَصَحب الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري وَأقَام بجامعه مُدَّة بل أم بِهِ قَلِيلا وداوم التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة وَالنَّظَر فِي كتب الرَّقَائِق والتصوف فعلق بذهنه كثيرا من الْفَوَائِد والنكت وَصَارَ يذاكر بهَا ويبديها لمن لَعَلَّه يجْتَمع بِهِ ونوه خطيب مَكَّة أَبُو الْفضل الويري بِهِ بِحَيْثُ تردد لَهُ الشّرف الْأنْصَارِيّ بل الْأَمِير أزبك الظَّاهِرِيّ وَجلسَ فِي خلْوَة بسطح جَامع الْأَزْهَر وَتردد النَّاس إِلَيْهِ وَرُبمَا حصل التوسل بِهِ فِي الْحَوَائِج، وَقَرَأَ عِنْده إِبْرَاهِيم الْحَمَوِيّ الميعاد فِي بعض أَيَّام الْأُسْبُوع وَكَذَا الْبَهَاء المشهدي ثمَّ لما هدمت الخلاوي تحول لبيته الأول وتقلل مِمَّا كَانَ فِيهِ، كل ذَلِك مَعَ كَونه لم يتَزَوَّج قطّ ومزيد عفته وإكرامه للوافدين بِحَسب الْحَال بِحَيْثُ لَا يبْقى على شَيْء وملازمته للتلاوة وَالْعِبَادَة، وَهُوَ من قدماء أَصْحَابنَا. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن رَجَب بن صلح الشَّمْس الطوخي الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن رَجَب. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والشاطبية وَبَعض التَّقْرِيب للنووي أَو جَمِيعه والتبريزي وَالْحَاوِي والملحة، وَعرض على جمَاعَة وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الشَّمْس الشنشي وَفِي النَّحْو عَن ابْن الزين بل تَلا عَلَيْهِ للسبع إفرادا وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ عَن شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والبدر النسابة وَغَيرهم، وَحج مرَارًا وجاور فِي بَعْضهَا وَقَرَأَ بِمَكَّة على أبي الْفَتْح المراغي فِي مُسلم وَولي عُقُود الْأَنْكِحَة بِبَلَدِهِ وَكَانَ عين أَهلهَا فضلا وديانة وصلاحا وتعبدا، وَقد حضر) عِنْدِي فِي بعض مجَالِس الأملاء واغتبط بهَا وَذَلِكَ حِين قدومه الْقَاهِرَة قبيل مَوته ليتداوى من مرض وَأقَام نَحْو شَهْرَيْن، ثمَّ رَجَعَ وَقد نصل يَسِيرا فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشري جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين وَدفن فِي عصره وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن صلح فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج بن الشَّمْس ابْن الْخَطِيب التقي أبي الْبَقَاء الْكِنَانِي بل زعم أَنه هاشمي الْمصْرِيّ الأَصْل الْمدنِي

الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن صلح. ولد فِي لَيْلَة ثَانِي عشر ربيع الأول سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَقَالَ إِنَّه تلاه للعشر من طَرِيق النشر على ابْن الْجَزرِي مُصَنفه وَالْحَاوِي وَجمع الْجَوَامِع والجمل للزجاجي وألفية الْعِرَاقِيّ الحديثية، وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي الْفِقْه على وَالِده وَالْجمال الكازروني والنجم السكاكيني ويوسف الريمي اليمني وَالشَّمْس الغراقي وَالْجمال بن ظهيرة فِي آخَرين وَعَن النَّجْم أَخذ الْأُصُول مَعَ الْمعَانِي وَالْبَيَان وَكَذَا أَخذ الْأُصُول مَعَ الْعَرَبيَّة والمنطق عَن أبي عبد الله الوانوغي وَعنهُ وَعَن غَيره أَخذ النَّحْو وَكَذَا أَخذ الحاجبية وَغَيرهَا عَن أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الزرندي تلميذ الْمُحب بن هِشَام وَقَرَأَ عَلَيْهِ التِّرْمِذِيّ وَكَذَا قَرَأَ البُخَارِيّ وَغَيره على أَبِيه وَحسن الدرعي وَفتح الدّين النحريري وَخلف الْمَالِكِي وَغَيرهم كَابْن الْجَزرِي فَإِنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين بِالْمَدِينَةِ الشفا وَغَيره وَسمع عَلَيْهِ الْحصن الْحصين لَهُ وَكَذَا سمع على أبي الْحسن الْمحلي سبط الزبير وَقبل ذَلِك جَمِيع البُخَارِيّ على الزين المراغي فِي آخَرين من الْمَدَنِيين والقادمين إِلَيْهَا كالجمال بن ظهيرة وَالْمجد اللّغَوِيّ وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس فَمَا بعْدهَا ابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والعراقي وَولده والهيثمي وَابْن الشرائحي والشهابان ابْن حجي والحسباني وَآخَرُونَ كالفرسيسي والجوهري وَعبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد الْحلَبِي وَأبي الطّيب السحولي وَأبي الْيمن الطَّبَرِيّ وَغَيرهم تجمعهم مشيخته تَخْرِيج التقي بن فَهد وَهِي فِي مُجَلد اقْتصر فِيهَا على المجيزين، وناب فِي الْقَضَاء والخطابة والإمامة بِبَلَدِهِ طيبَة عَن أَبِيه ثمَّ اسْتَقل بذلك بعد مَوته وَاسْتمرّ إِلَى أثْنَاء سنة أَربع وَأَرْبَعين فَترك الْقَضَاء لِأَخِيهِ الْآتِي وَاقْتصر على الخطابة والإمامة مَعَ نظر الْمَسْجِد النَّبَوِيّ حَتَّى مَاتَ، وَقدم الْقَاهِرَة بِسَبَب اتهامه بالمواطأة على قتل) أبي الْفضل المراغي أخي أبي الْفَتْح وَأبي الْفرج الْمَاضِي ذكرهم وزار بَيت الْمُقَدّس، وَكَانَ ذكيا مُسَددًا فِي قَضَائِهِ كَرِيمًا من دهاة الْعَالم ذَا سمت حسن وملقي جميل مَعَ فَضِيلَة فِي الْفِقْه ومشاركة فِي غَيره وسهولة للنظم بِحَيْثُ كَانَ قد ابْتَدَأَ نظم القراآت الْعشْر من طرق ابْن الْجَزرِي فِي رُوِيَ الشاطبية وَنَحْوهَا مَعَ التَّصْرِيح بأسماء الْقُرَّاء نظما منسجما واختصارا حسنا لَو كَانَ سالما من اللّحن لَقيته بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فَأخذت عِنْده. وَمَات بهَا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشري جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح بالروضة وَدفن بمقبرتهم بِالْقربِ من السَّيِّد عُثْمَان على قَارِعَة الطَّرِيق، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَنسب المشيخة لعمر بن فَهد

وَوَصفه بصاحينا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد ولي الدّين أَبُو عبد الله بن صثالح أَخُو الَّذِي قبله. ولي الْقَضَاء اسْتِقْلَالا حِين استعفى أَخُوهُ مِنْهُ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين فدام حَتَّى استعفى هُوَ أَيْضا مِنْهُ وَتَركه لِابْنِ أَخِيه صَلَاح الدّين مُحَمَّد وشارك فِي الخطابة والإمامة وَكَانَ جيد الخطابة مِمَّن سمع على أبي الْحسن سبط الزبير وَغَيره وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي إِحْدَى الجماديين سنة أَربع وَسبعين. مُحَمَّد شمس الدّين أَخُو اللَّذين قبله. سمع على أبي الْحسن سبط الزبير. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن القَاضِي نَاصِر الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد بن صَالح معِين الدّين الْكِنَانِي الْمدنِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. شَاب رَأَيْته قَرَأَ فِي الشفا على خير الدّين قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِالْمَدِينَةِ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين يَوْم خَتمه فِي الرَّوْضَة النَّبَوِيَّة. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْقسم الْحِمْيَرِي الفاسي الأَصْل القسنطيني التّونسِيّ ثمَّ الْمَقْدِسِي الْمَالِكِي وَالِد أَحْمد الْمَعْرُوف بالخلوف. جاور بِمَكَّة سنة ثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا ثمَّ قدم بَيت الْمُقَدّس فقطنه حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع وَخمسين، وَكَانَ بارعا فِي الْفِقْه مُتَقَدما فِيهِ وَكتب لصَاحب الْمغرب. أَفَادَهُ وَلَده. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد الْبَدْر بن الزين بن الشَّمْس بن الديري الْمَقْدِسِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ ابْن أخي شَيخنَا القَاضِي سعد الدّين. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والكنز والمنتخب للأخسيكتي والحاجبية. واشتغل عِنْد عَمه والأمين الأقصرائي وَأذن لَهُ أَولهمَا بل نَاب عَنهُ فِي الْقَضَاء ثمَّ لَازم) الكافياجي وَرغب لَهُ عَن تدريس التربة الأشرفية برسباي فَوَثَبَ عَلَيْهِ الْبَدْر بن الْغَرْس ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ بعد مَوته، وَقبل ذَلِك رغب لَهُ العضدي الصيرامي عَن تدريس صرغتمش بِجَامِع المارداني. وناب عَن ابْن عَمه التَّاج عبد الْوَهَّاب فِي مشيخة المؤيدية تصوفا وتدريسا وَأذن لَهُ فِيهَا بعد مَوته ثمَّ طلب مِنْهُ بذل عَلَيْهِ فَأبى فبادر ابْن الدهانة للبذل وتألم لذَلِك الأحباب، هَذَا مَعَ تصديه للتدريس والإفتاء وتكرمه مَعَ تقلله ومحاسنه وتجمله فِي مركبه وملبسه ومزيد ذكائه وفضائله وترشحه لقَضَاء الْحَنَفِيَّة، وَحج مَعَ الرجبية فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَهُوَ مِمَّن كتب فِي مسئلة الْمِيَاه بِعَدَمِ التطهر من البرك الصَّغِيرَة وَنَحْوهَا كالفساقي ووافه الصّلاح الطرابلسي وَغَيره وَكتب فِي ضِدّه الْبَدْر بن الْغَرْس. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله النَّاشِرِيّ الْمَاضِي أَبوهُ. ولد سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي عُلُوم مَعَ حسن خلق وكرم ومواظبة على التِّلَاوَة. مَاتَ شَابًّا فِي شَوَّال

سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بالفخة وَدفن عِنْد أَبِيه، ذكره النَّاشِرِيّ فِي أَبِيه. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر أَبُو صهى الْحَضْرَمِيّ ثمَّ الشبامي الْكِنْدِيّ الْأَشْعَرِيّ الشَّافِعِي. قدم مَكَّة من الْيمن فِي أثْنَاء سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَأخذ عني وَلبس مني الطاقية وَقَرَأَ على أربعي النَّوَوِيّ وَغَيرهَا وَكتب الابتهاج وَغَيره من تصانيف وَأَخْبرنِي أَنه ابْن أَربع وَثَلَاثِينَ تَقْرِيبًا، وَأخذ الْفِقْه عَن عبد الله بِأَفْضَل وَمُحَمّد بن أَحْمد الدوعني عرف باباجرفيل وَالرَّقَائِق عَن الشريف عَليّ بن أبي بكر باعلوي فِي آخَرين، وَخلف وَالِده فِي الْفتيا وَالصُّلْح وَنَحْو ذَلِك، وَهُوَ خير متعبد. كتب إِلَى: سيدنَا وبركتنا ونورنا الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة بَقِيَّة السّلف وقدوة الْخلف شيخ مَشَايِخ الْإِسْلَام وقطب كَافَّة عُلَمَاء الْأَنَام صدر المدرسين عين الْمُحدثين شمس الدُّنْيَا وَالدّين نفع الله بِهِ وبعلومه، واستجازني لَهُ ولأخيه أَحْمد وللفقهاء عمر بن عبد الله باجمان الغرفي نزيل شبام وَعبد الله بن عبد الرَّحْمَن بَافضل التريمي وَعبد الرَّحْمَن وَعبد الله ابْني الشريف عَليّ بن أبي بكر بن علوي التريمي وَمُحَمّد بن عبد الله بن خطيب باذيب الشبامي وَعلي بن عبد الرَّحْمَن بابهير البوري وَعبد الله بن مُحَمَّد أَبَا عكابة الهبتي. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله السَّيِّد معِين الدّين ابْن) السَّيِّد صفي الدّين الحسني الْحُسَيْنِي الأيجي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد وَيعرف بلقبه. ولد فِي جُمَادَى الأولى يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشرِيَّة وبخطي أَيْضا ثامن عشرَة وَهُوَ فِيمَا قيل أشبه سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بايج ولازم وَالِده فِي الْفِقْه والعربية وَالصرْف والأصلين وَغَيرهَا، وَابْن عَمه القطب عِيسَى فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان ثمَّ ارتحل إِلَى كرمان فَقَرَأَ على الْمولى على أحد تلامذة السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ حَاشِيَة شرح الْمطَالع لشيخه. ثمَّ إِلَى خُرَاسَان فَأَخذهَا أَيْضا عَن الْمولى خواجا على أحد العظماء من تلامذة السَّيِّد أَيْضا بِحَيْثُ قَالَ فِيهِ شَيْخه السَّيِّد: لَو اجْتمع فِي أحذ ذهنه وجدي فِي الْعلم وَتَقْرِير وَلَدي مُحَمَّد لغلب الْعَالم، وَأخذ شرح المواقف عَن الْمولى مُحَمَّد الجاجرمي وَقدمه خواجا عَليّ للتدريس بِحَضْرَتِهِ وَكَذَا أذن لَهُ غَيره فتصدى لذَلِك وللإفتاء بِبَلَدِهِ، وقطن مَكَّة أَكثر من عشر سِنِين مُتَوَالِيَة أَولهَا سنة سبع وَسِتِّينَ على طَريقَة جميلَة إقراء وتصنيفا وتقللا من الْخَوْض فِيمَا لَا يُفِيد، وانتفع بِهِ جمَاعَة وَعمل تَفْسِيرا فِي مُجَلد ضخم وشرحا لأربعي النَّوَوِيّ فِي مُجَلد لطيف ورسالة فِي تَفْضِيل الْبشر على الْملك وَأُخْرَى فِي تَفْسِير الْكَوْثَر وَأُخْرَى فِي

الْحيض وَأُخْرَى فِي قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اللَّهُمَّ أَنْت رَبِّي لَا إِلَه إِلَّا أَنْت خلقتني وَأَنا عَبدك إِلَى غَيرهَا. وَأَجَازَ لَهُ ولحفيد عَمه ابْن أُخْته السَّيِّد عبيد الله جمَاعَة مِنْهُم زَيْنَب ابْنة اليافعي وَأَبُو الْفَتْح المراغي والمحب المطري والتقي بن فَهد وَمُحَمّد بن عَليّ الصَّالِحِي الْمَكِّيّ وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن الأعسر، ولقيته غير مرّة فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة ثمَّ قدم فِي أَيَّام الثمان من الْمُجَاورَة الثَّالِثَة عَابِر سَبِيل وَرجع فَأَقَامَ ببار ثمَّ انْتقل إِلَى جهرم مُتَوَجها للإقراء والإفادة وَنعم الرجل أصلا ووصفا. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ. مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة أَربع وَخمسين. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر بن هبة الله بن عبد الرَّحْمَن الصَّدْر بن التقي الزبيرِي الْمحلي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط الْجمال عبد الله بن الْعَلَاء التركماني الْحَنَفِيّ، أمه صَالِحَة والماضي أَبوهُ. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل قَلِيلا وَفضل وَسمع على الفرسيسي وَأمه صَالِحَة وَغَيرهمَا، وناب فِي الْقَضَاء وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ لطيفا حسن الْعشْرَة كثير الْأَدَب. مَاتَ مطعونا) مبطونا فِي يَوْم تاسوعاء سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بعد مرض طَوِيل وَدفن بتربة بني جمَاعَة رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الشَّمْس بن الشّرف بن النَّجْم بن النُّور بن الشهَاب القاهري الشَّافِعِي القباني أَخُو قَاسم ووالد عبد الْعَزِيز الماضيين، وَيعرف كسلفه بِابْن الكويك. ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقيل سنة ثَمَان وَسبعين تَقْرِيبًا وَالْأول أصوب بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج والشاطبية، وَعرض على جمَاعَة واشتغل قَلِيلا وَسمع على التنوخي وَابْن الشيخة وَابْن أبي الْمجد والمطرز والعراقي والهيثمي والعماد أَحْمد بن عِيسَى الكركي والتقي الدجوي والشرف بن الكويك فِي آخَرين وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وسافر إِلَى الثغر السكندري وتكسب كأبيه قبانيا وَمهر فِيهَا، ثمَّ حصل لَهُ مرض بعد سنة أَرْبَعِينَ أقعد مِنْهُ مَعَ ابتلائه أَيْضا وتسليط النَّمْل عَلَيْهِ ودخوله تَحت أَظْفَاره وَأكل بعض لَحْمه وإسكاته فَلَا ينْطق، وَهُوَ مَعَ ذَلِك صابر حَامِد مشتغل بِنَفسِهِ وبالتلاوة حَتَّى مَاتَ، وَحدث قبل ذَلِك وَبعده باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ شَيْئا. وَمَات فِي آخر يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع أَو ثامن عشر ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن عبد

الرَّحِيم أَبُو أُمَامَة بن الزين أبي هُرَيْرَة بن الشَّمْس أبي أُمَامَة الدكالي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن النقاش، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: اشْتغل قَلِيلا وَهُوَ شَاب ثمَّ صَار يخالط الْأُمَرَاء فِي تِلْكَ الْفِتَن الَّتِي كَانَت بعد وَفَاة برقوق فجرت لَهُ خطوب وَقد خطب نِيَابَة عَن أَبِيه بِجَامِع طولون، وَحج مرَارًا وجاور وتمشيخ بعد وَفَاة أَبِيه فَلم ينجب وأصابه فألج فِي أَوَائِل سنة وَفَاته ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشري شعْبَان سنة خمس وَأَرْبَعين وَقد قَارب السّبْعين وَدفن بِجَانِب أَبِيه بِبَاب القرافة رَحمَه الله. مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو الْيُسْر بن النقاش أَخُو الَّذِي قبله. نَشأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وكتبا، وَعرض وَسمع على أَبِيه والفوى وَشَيخنَا وَفَاطِمَة ابْنة الصّلاح خَلِيل الْحَنْبَلِيّ والزين القمني ولازمه فِي الْفِقْه وَغَيره، وَأذن لَهُ فِيمَا بَلغنِي فِي التدريس والإفتاء، وَاسْتقر شَرِيكا لِأَخِيهِ بعد أَبِيهِمَا فِي خطابة جَامع طولون ثمَّ اسْتَقل بهَا بعد أَخِيه وَمنعه اغلظاهر جقمق) محتجا بلكنته وَعدم فَصَاحَته وَقرر عوضه الْبُرْهَان بن الميلق. وَكَذَا اسْتَقر فِي تدريس الْفِقْه بِجَامِع أصلم وبرغبة الْمُحب القمني لَهُ فِي تدريس الْفِقْه بالظاهرية الْقَدِيمَة ودرس فِيهَا وَأعَاد بالشريفية، وناب جَامع أصلم فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى المؤمني ثمَّ دفن بِبَاب القرافة أَيْضا وَأَظنهُ قَارب السّبْعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْقسم بن صَالح بن هَاشم التَّاج بن الزين القاهري، وَيعرف كسلفه بِابْن العرياني. ولد قبل التسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وَسمع على ابْن الشيخة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا جُزْء الدراج ومستخرج أبي نعيم على مُسلم بفوت يسير، وَحدث بِالْقَلِيلِ سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأَ عَلَيْهِ. وَكَانَ خيرا يسقى المَاء فِي بعض الحوانيت. مَاتَ فِي سنة تسع وَسِتِّينَ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ حفيد الْأمين الْحِمصِي كَاتب السِّرّ بِدِمَشْق وَابْن قَاضِي حمص الْحَنَفِيّ. ولد سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن وَقَامَ بِهِ فِي رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ قبل إِكْمَال عشر سِنِين ثمَّ حفظ الملحة ثمَّ مجمع الْبَحْرين ثمَّ ألفية ابْن ملك على شَيخنَا فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بحمص حِين اجتيازه فِي سنة آمد وَأثْنى على مزِيد حفظه ونجابته وذكائه وبراعته. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر بن الأسعد أفضل الدّين أَبُو الْفضل بن الصَّدْر بن عَزِيز الدّين الْقرشِي الْأَسدي الزبيرِي المليجي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن. ولد فِي جُمَادَى

الأولى سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره. واشتغل، وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل كَانَ مباشرا على أوقاف جَامع الْأَزْهَر وَشَاهد الْخَاص رَفِيقًا فِيهِ لأصيل الخضري، وَولى خطابة الحسنية أَظُنهُ بعد التقي المقريزي وَكَانَ قد سمع من حَده الْمِائَة الشريحية وَغَيرهَا. وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ فِي تَاسِع عشر شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَدفن بتربتهم بالقرافة. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْخَيْر الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. وَأمه أم هَانِيء ابْنة الشريف على الفاسي. حضر على الْعِزّ بن جمَاعَة وَسمع من) الْجمال بن عبد الْمُعْطِي وَفَاطِمَة ابْنة الشهَاب أَحْمد بن قَاسم الْحرَازِي والنشاوري والأميوطي والكمال بن حبيب وَغَيرهم. وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَابْن الهبل والسوقي وَابْن النَّجْم وَعمر بن إِبْرَاهِيم النقبي وَأحمد بن عبد الْكَرِيم البعلي فِي آخَرين. وتفقه بالشيخ مُوسَى المراكشي وَأَبِيهِ وَخَلفه فِي تصديره بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام فأجاد وَأفَاد. وَكَانَ من الْفُضَلَاء الأخيار ذَا حَظّ من الْعِبَادَة وَالْخَيْر وَالثنَاء عَلَيْهِ جميل. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث شَوَّال سنة سِتّ بِطيبَة وَدفن بِالبَقِيعِ وَقد جَازَ الْأَرْبَعين بِيَسِير وعظمت الرزية بفقده فَإِنَّهُ لم يَعش بعد أَبِيه إِلَّا نَحْو سنة. ذكره الفاسي مطولا وتبعته فِي تَارِيخ الْمَدِينَة، والمقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد الْمُحب أَبُو عبد الله الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي شَقِيق الَّذِي قبله. ولد سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع بهَا من الْعَفِيف النشاوري وَعبد الْوَهَّاب الْقَرَوِي وَالْجمال الأميوطي وَابْن صديق وبالقاهرة من ابْن أبي الْمجد والتنوخي والحلاوي والسويداوي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَآخَرُونَ، وَكَانَ قد حفظ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الفرعي وَكَذَا الرسَالَة وَغَيرهمَا وَحضر دروس أَبِيه كثيرا بل قَرَأَ فِي الْفِقْه بِالْقَاهِرَةِ على بعض شيوخها وتميز فِيهِ قَلِيلا. وتكرر دُخُوله لليمن وَكَذَا للقاهرة وَدخل مِنْهَا اسكندرية ودرس بِمَكَّة يَسِيرا وَكَذَا حدث، ثمَّ عرض لَهُ قولنج تعلل بِهِ سِنِين كَثِيرَة إِلَى أَن مَاتَ وَقد عرض لَهُ إسهال أَيْضا فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَصلى عَلَيْهِ عقب طُلُوع الشَّمْس عِنْد قبَّة الفراشين كأبيه وَدفن عَلَيْهِ بالمعلاة بِقَبْر أبي لكوط، ذكره الفاسي قَالَ وَهُوَ ابْن عَمَّتي وَابْن عَم أبي. وَذكره شَيخنَا فِي تَرْجَمَة الَّذِي بعده من إنبائه وَقَالَ إِنَّه مهر فِي الْفِقْه. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله.

مُحَمَّد الرضي أَبُو حَامِد الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي شَقِيق اللَّذين قبله. ولد فِي رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقيل فِي سادس رَجَب من الَّتِي قبلهَا بِمَكَّة وَسمع بهَا ظنا على الْعَفِيف النشاوري وَالْجمال الأميوطي ويقينا على ابْن صديق والزين المراغي، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَحفظ عدَّة من مختصرات الْفُنُون وتفقه بِأَبِيهِ وبالزين خلف النحريري وَأبي عبد الله الوانوغي وَقَرَأَ عَلَيْهِ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ بل وَحضر دروسه فِي فنون من الْعلم بِمَكَّة وَغَيرهَا، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الشَّمْس الْخَوَارِزْمِيّ المعيد وَالشَّمْس البوصيري حِين جاور) بِمَكَّة وَكَثُرت عنايته بالفقه فتميز فِيهِ وَفِي غَيره، وَكتب بِخَطِّهِ الَّذِي لَا بَأْس بِهِ عدَّة كتب، وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء وتصدر للتدرس والإفتاء وَولي الْقَضَاء فِي رَابِع عشري شَوَّال سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة عوضا عَن مستنيبه وَابْن عَمه التقي الفاسي وَوصل التوقيع لمَكَّة فِي أَوَائِل ذِي الْحجَّة مِنْهَا فَلبس خلعة الْولَايَة وباشر فَلَمَّا رَحل المصريون جِيءَ بتوقيع التقي الفاسي مؤرخ بسابع ذِي الْقعدَة مِنْهَا فَترك الْمُبَاشرَة وَاسْتمرّ حَرِيصًا على الْعود فَمَا تيَسّر لَهُ، وَقد نَاب عَن الْجمال بن ظهيرة وَحكم فِي قضايا لَا تَخْلُو من انتقاد وَكتب على مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل وشارحيه الصَّدْر عبد الْخَالِق بن الْفُرَات وبهرام شَيْئا فِي قدر ثَلَاث كراريس فَلم يقْرض عَلَيْهِ عُلَمَاء الْقَاهِرَة شَيْئا، بل قيل إِنَّه علق على ابْن الْحَاجِب شَيْئا بَين فِيهِ الرَّاجِح مِمَّا فِيهِ من الْخلاف وَسَماهُ الْأَدَاء الْوَاجِب فِي تَصْحِيح ابْن الْحَاجِب ذكره الفاسي وَقَالَ: ولديه فِي الْجُمْلَة خير. مَاتَ بعد تعلله ثَمَانِيَة أَيَّام بحمى حادة دموية فِي وَقت عصر يَوْم الْخَمِيس منتصف ربيع الأول سنة أَربع وَعشْرين وَدفن بكرَة يَوْم الْجُمُعَة بالمعلاة عِنْد قبر أبي لكوط وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَقَالَ: كَانَ خيرا سَاكِنا متواضعا ذَاكِرًا للفقه. والمقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد أَبُو السرُور الحسني الفاسي الْمَكِّيّ أَخُو الثَّلَاثَة قبله ووالد عبد الرَّحْمَن وَأبي الْخَيْر. سمع الثَّلَاثَة على الفوى من لفظ الكلوتاتي فِي الدَّارَقُطْنِيّ مَاتَ وإبناه فِي الطَّاعُون بِالْقَاهِرَةِ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، أرخهم ابْن فَهد وَهُوَ أَيْضا وَالِد عبد اللَّطِيف. وَكَانَ مولد أبي السرُور فِي صفر سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع بهَا من الْعَفِيف النشاوري وَالْجمال الأميوطي صَحِيح مُسلم بفوت يسير وَمن الثَّانِي فَقَط التِّرْمِذِيّ وَبَعض السِّيرَة لِابْنِ سيد النَّاس وَغَيرهمَا وَمن أَولهمَا الْأَرْبَعين المختارة لِابْنِ مسدي وَأَشْيَاء وَكَذَا سمع على ابْن صديق البُخَارِيّ ومسند عبد وبالمدينة من الْعلم سُلَيْمَان السقا نُسْخَة أبي مسْهر، وَأَجَازَ لَهُ إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن فَرِحُونَ وَابْن خلدون وَابْن عَرَفَة والعراقي والهيثمي وَابْن حَاتِم والمحب الصَّامِت

وَخلق وتفقه بِأَبِيهِ وَجلسَ بعد موت أَخِيه أبي حَامِد للتدريس، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة فقدرت وَفَاته بهَا كَمَا تقدم. وَكَانَ خيرا سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد التَّاج الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأرسوفي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. ولد) تَقْرِيبًا سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والملحة وَغَيرهَا وَعرض على الْعِزّ مُحَمَّد بن جمَاعَة وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ والشرف ابْن الكويك واشتغل فِي الْفِقْه على الْمجد الْبرمَاوِيّ والسراج الدموهي والزكي الْمَيْدُومِيُّ وَغَيرهم. وَحج وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتعاني النّظم واشتهر فِي ناحيته بإجادته مَعَ فضيلته. لَقيته بِمصْر فَكتبت عَنهُ قَوْله: (بمبسمه مر النسيم غدية ... وَعَاد وَفِي أرجائه الند والندى) (وَقَالَ أما لولاه مَا كنت ذَا شذى ... ولولاي مَا كَانَ الرضاب مبردا) مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الْمُحب بن الزين بن التَّاج السندبيسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أحد الصُّوفِيَّة بالمؤيدية. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَلم يتكهل. وَكَانَ خيرا يتكسب بِالتِّجَارَة مِمَّن أَخذ يَسِيرا عَن أَبِيه رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يحيى بن حُسَيْن فتح الدّين أَبُو الْفَتْح الْعِرَاقِيّ الأَصْل القمني ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ الشاذلي الْوَاعِظ. ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة مستهل رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بقمن وتحول مِنْهَا مَعَ أَبَوَيْهِ وَهُوَ مرضع إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ مَعَ الْقُرْآن الْمجمع والأخسيكتي والملحة وألفية ابْن ملك وَعرض على جمَاعَة من الشَّافِعِيَّة كالمحلي والبلقيني والمناوي والعبادي والديمي وكاتبه وَمن الْحَنَفِيَّة الْعَيْنِيّ وَابْن الديري وَابْن الْهمام وَابْن قديد وَأبي الْعَبَّاس السرسي وَأقَام تَحت نظره بزاوية الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ ثمَّ بِجَامِع كزلبغا فِي حفظهَا، وَمن الْمَالِكِيَّة الزين طَاهِر وَابْن عَامر وجود الْقُرْآن على الشَّمْس بن الحمصاني واشتغل عِنْد أبي الْعَبَّاس الْمَذْكُور والأمين الأقصرائي وَسيف الدّين وَغَيرهم فِي الْفِقْه والعربية، وَحج غير مرّة وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس وَقَرَأَ بعض الْقُرْآن على ابْن عمرَان بل سمع عَلَيْهِ جُزْء ابْن الْجَزرِي وتسلسل لَهُ مَا فِيهِ وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى

وَسبعين، وَكَذَا حضر دروس الْكَمَال من أبي شرِيف وَقَرَأَ البُخَارِيّ هُنَاكَ على السراج أبي حَفْص عمر بن أبي الْجُود عبد الْمُؤمن الْحلَبِي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَدخل الصَّعِيد فزار فِي طنبذا صالحها الشَّيْخ حسن وَكَذَا اجْتمع فِي الْقَاهِرَة بعمر الْكرْدِي وَقدمه للْإِمَامَة بِجَامِع قيدان فَكَانَ فِي ذَلِك) إِشَارَة إِلَى استقراره إِمَامًا بمدرسة جانم المواجهة لجامع قوصون أَصَالَة وبالجانبكية وَغَيرهَا نِيَابَة، وَلما كنت بِمَكَّة طلع فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين فحج وَتَأَخر مجاورا السّنة الَّتِي تَلِيهَا فَاجْتمع بِي وَعقد مجْلِس الْوَعْظ وَكَذَا عقده بغَيْرهَا وسألني فِي شرح غرامي صَحِيح وَفِي كِتَابَة شَيْء من تصانيفي وَالْقِرَاءَة وَكَذَا بَلغنِي أَنه أَخذ عَن ابْن الأسيوطي. وَبِالْجُمْلَةِ فَعنده إحساس ومزاحمة مَعَ سَلامَة صدر. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد التَّاج بن التقي بن التَّاج القاهري المشهدي نِسْبَة لمشهد الْحُسَيْن مِنْهَا الْمُقْرِئ وَيعرف بِابْن المرخم. ولد فِي لَيْلَة رَابِع الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه للسبع على وَالِده بِأَخْذِهِ عَن الْمجد الكفتي، وَسمع على الْجمال الْبَاجِيّ جُزْء أبي الجهم وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء. وَكَانَ شَيخا يقظا خيرا دينا مستحضرا أحد صوفية البيبرسية وقراء الشباك بهَا بل قَارِئ الصّفة فِيهَا كأبيه. وَوَصفه بَعضهم بالشيخ الإِمَام الصَّالح الْمُقْرِئ. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سلخ شَوَّال سنة أَرْبَعِينَ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الشَّمْس القاهري الصَّيْرَفِي حفيد الْمقري الشَّمْس الشراريبي وَيعرف كَهُوَ بِابْن عبد الرَّحْمَن. كَانَ وَالِده حريريا كأبيه فَحسن لَهُ نور الدّين السفطي الجباية وَأدْخلهُ فِيهَا بالصرغتمشية والحجازية ولازم خدمَة الزين عبد الباسط فاستقر بِهِ فِي جباية أوقافه وأوقاف الْأَشْرَف برسباي وَأخرج لَهُ مرسوما بِصَرْف الأشرفية بل وَبرد داريتها. وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ ف يالأيام الإينالية بعد انْقِطَاعه مُدَّة بالفالج بِحَيْثُ استنيب عَنهُ فيهمَا ثمَّ اسْتمرّ من كَانَ يَنُوب عَنهُ يَنُوب بعد مَوته عَن وَلَده هَذَا بِقدر معِين لإضافتهما لَهُ إِلَى أَن استبد الْوَلَد حِين براعته واختبار صلاحيته لذَلِك وَمَوْت النَّائِب بالتكلم، وسافر مَعَ عَليّ بن رَمَضَان حِين كَانَ صيرفيا بجدة وناظرا بهَا ثمَّ اسْتَقل بِالصرْفِ حِين نظر شاهين الجمالي وترقى وتجمل مَعَ النَّاس فركن إِلَيْهِ بَنو الجيعان وَنَحْوهم ووثقوا بنصحه وتدبيره مَعَ مزِيد حَظّ من جَمِيع من يخالطه وسماح وَمَعْرِفَة بالمتجر ولطف عشرَة مَعَ مَا انْضَمَّ لَهُ من قِرَاءَة الْقُرْآن فِي صغره فنمى وتزايدت وجاهته وَتزَوج ابْنة ابْن قُضَاة الْجَوْهَرِي الشهير بالملاءة وَسكن قاعته الهائلة الَّتِي بناها ابْن كدوف بحارة

برجوان بل بنى هُوَ دَارا ظريفة بزقاق الْكحل بَين الدروب، وتكرر إِلْزَام السُّلْطَان لَهُ بالاستقلال بجدة وَهُوَ يستعفي بِالْمَالِ) لِكَثْرَة مَا يُقرر عَلَيْهَا. فَلَمَّا كَانَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ أرْسلهُ أَمينا على أبي الْفَتْح المنوفي ثمَّ اسْتَقل فِي الَّتِي تَلِيهَا على كره واستكثار لما كلف بِهِ مِمَّا لم يجد بدا للإجابة إِلَيْهِ وسافر فَلم يجد مَا كَانَ يتوقعه من المراكب وراسل يعلم بذلك ثمَّ لم يلبث أَن جَاءَ الْخَبَر فِي عَاشر رَجَب بِمَوْتِهِ فِي سَابِع جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَنه تمرض ثَمَانِيَة أَيَّام لم يَنْقَطِع عَن الْمُبَاشرَة فِيهَا سوى أَرْبَعَة وَدفن بالمعلاة سامحه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الشَّمْس أَو حميد الدّين أَبُو الْحَمد الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي. يَأْتِي فِيمَن لم يسم جده. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْمَدْعُو خَليفَة بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مُوسَى الشَّمْس أَبُو عبد الله المغربي الجابري نِسْبَة لبني جَابر قَبيلَة من الْمغرب الْمَقْدِسِي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن خَليفَة. ولد فِي حادي عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه عبد الله البسكري وتلاه على عَليّ ابْن اللفت وَحسن العجلوني وَحفظ غَالب الرسَالَة وَقَرَأَ فِيهَا على حسن الدرعي الْمَالِكِي، وَأخذ التصوف عَن وَالِده وَسمع الحَدِيث على مُحَمَّد بن سعيد إِمَام الدركاة، وَولي مشيخة المغاربة بِبَيْت الْمُقَدّس وَكَذَا مشيخة الْفُقَرَاء المنتسبين لأبي مَدين والمدرسة السَّلامَة والتوقيت بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى مَعَ تصدير فِيهِ، ولقيته هُنَاكَ فَقَرَأت عَلَيْهِ المسلسل ونسخة إِبْرَاهِيم بن سعد بِسَمَاعِهِ لَهما على مُحَمَّد بن سعيد أَنا الْمَيْدُومِيُّ وتبرأ بحضرتي مِمَّا ينْسب لِأَبِيهِ من انتحال مقَالَة ابْن عَرَبِيّ مَعَ كَونه لَيْسَ فِي عداد من يفهم بل كَانَ مسمتا نير الشيبة جميل الْهَيْئَة شَدِيد السمرَة كثير التِّلَاوَة، حج غير مرّة وَدخل الشَّام. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس منتصف جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَدفن بمقبرة بَاب الله بحوش الْموصِلِي بجوار أَبِيه. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد الْكَمَال بن الزين الفكيري بِفَتْح الْفَاء ثمَّ كَاف مَكْسُورَة نِسْبَة لقبيلة بالمغرب التّونسِيّ ثمَّ السكندري الْمَالِكِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بالعسلوني بمهملتين. ولد باسكندرية سنة تسعين وَسَبْعمائة وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن على أَبِيه وَحفظ بعض الرسَالَة فِي الْفِقْه والملحة واشتغل يَسِيرا، وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء ابْن يفتح الله الزين المراغي، وتحول إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ سَافر مِنْهَا قَرِيبا من سنة أَربع وَأَرْبَعين وقطن دمياط مديما التكسب بِالتِّجَارَة إِلَى أَن) عدي على حانوته فَصَارَ حِينَئِذٍ ينسج على السرير، وَرُبمَا شهد فِي بعض مراكز الثغر، ولقيته هُنَاكَ

فَقَرَأت عَلَيْهِ، وَكَانَ خيرا سليم الْفطْرَة محبا فِي الْعلم وَأَهله. مَاتَ بعد سنة سبعين. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُؤمن ولي الدّين القوصي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي موقع الأتابك أزبك الظَّاهِرِيّ. مَاتَ فِي غيبته مَعَ أميره سنة ثَمَان وَسبعين وَكَانَ قد بَاشر توقيع الْمُفْرد كأبيه وقتا وتوقيع الدست عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مهيب الصدقاوي الزواوي قاضيها الْمَالِكِي الْمَاضِي ابْنه إِبْرَاهِيم وحفيده مُحَمَّد. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين أَو الَّتِي قبلهَا عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن مُوسَى بن مُحَمَّد الشَّمْس بن التقي العساسي بمهملات السمنودي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ نزيل الْأَزْهَر وَيعرف بالسمنودي. ولد فِي ثَالِث ذِي الْحجَّة سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بسمنود وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وغالب المناج وَجَمِيع ألفية النَّحْو وَأخذ عَن خَاله الْجلَال السمنودي الْمحلى والعز الْمَنَاوِيّ وَأكْثر عَنهُ. ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فلازم عبد الْحق السنباطي وَأخي الزين أَبَا بكر فِي الْفِقْه وَغَيره وانتفع بالمطالعة للبدر حسن الضَّرِير الدماطي بل كَانَ يَأْخُذهُ مَعَه لدرس الْمَنَاوِيّ، وَكَذَا لَازم تقاسيم الْفَخر عُثْمَان المقسي والجوجري وَأخذ أَيْضا عَن ثَانِيهمَا الْعَرَبيَّة وَعَن الشّرف البرمكيني وَكَذَا عَن الزين المنهلي الْفِقْه وأصوله وَعَن الْكَمَال بن أبي شرِيف غَالب شَرحه للإرشاد وَفِي الْأَصْلَيْنِ وَعَن أَخِيه إِبْرَاهِيم فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالْفِقْه وَغير ذَلِك وَأخذ عَن السنهوري فِي الْعَضُد وَغَيره وَعَن الْبَدْر المارداني فِي الْفَرَائِض قَرَأَ عَلَيْهِ ترتيبه للمجموع، وجود الْقُرْآن على الْبُرْهَان بن أبي شرِيف بل قَرَأَ الزهراوين على أَخِيه الْكَمَال وَكَذَا أَخذ عني شرحي للألفية وَقَرَأَ على صَحِيح البُخَارِيّ وَغَيره وَقَرَأَ على الديمي فِي السِّيرَة وَحضر عِنْد الْبَهَاء المشهدي قَلِيلا وتميز فِي الْفِقْه وشارك فِي الْفَضَائِل وإقراء الطّلبَة وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا وخطب بِجَامِع الْأَزْهَر وانجمع مَعَ عقل وَدين وتواضع. مُحَمَّد أَخُو الَّذِي قبله ويدعى بَرَكَات وَهُوَ بهَا أشهر. مِمَّن سمع مني وَالله يوفقه لِأَبَوَيْهِ. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن سحلول نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله ابْن الشَّمْس) الْحلَبِي الْمَاضِي وَالِده وَيعرف بِابْن سحلول، كَانَ إنْسَانا حسنا رَئِيسا كَبِيرا عِنْده حشمة ومروءة وكرم أَخْلَاق تولى مشيخة خانقاه وَالِده الَّذِي كَانَ نَاظر الْخَاص بحلب ثمَّ مشيخة الشُّيُوخ بحلب بعد موت السَّيِّد عماد الدّين الْهَاشِمِي فباشرها مُدَّة، وَسمع على الْبُرْهَان الْحلَبِي بهَا وعَلى أَحْمد بن عبد

الْكَرِيم الْأَرْبَعين المخرجة من مُسلم وعَلى ابْن الحبال جُزْء المناديلي كِلَاهُمَا فِي بعلبك، وسافر إِلَى الْقَاهِرَة فحج ثمَّ عَاد فَمَاتَ بعقبة إيلة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْ عشرَة، ذكره ابْن خطيب الناصرية وَكَذَا شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ إِنَّه لما ولي مشيخة خانقاه وَالِده كَانَ أهل حلب يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ لرياسته وحشمته وسودده وَمَكَارِم أخلاقه بِحَيْثُ كَانَ مواظبا على إطْعَام من يرد عَلَيْهِ، وَعظم جاهه لما اسْتَقل الْجمال الاستادار بالتكلم فِي المملكة فَإِنَّهُ كَانَ قَرِيبه من قبل أمه فَأم جمال الدّين هِيَ ابْنة عبد الله وَزِير حلب عَم الشَّمْس أبي هَذَا، بل لما قدم الْقَاهِرَة بَالغ الْجمال فِي إكرامه وجهزه حِين كَانَ ابْنه أَحْمد أَمِير الركب مَعَه إِلَى الْحجاز فِي أبهة زَائِدَة فحج وَعَاد فَمَاتَ بعقبة إيلة وَسلم مِمَّا آل إِلَيْهِ أَمر قَرِيبه وَآله. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الزين بن الْجمال الْجَوْهَرِي نِسْبَة للجوهرية بِالْقربِ من طنتدا بالغربية ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الأحمدي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن بطالة بِكَسْر الْمُوَحدَة، مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَغَيره وتفقه بالبرهان الأبناسي واختص بِهِ وَكَانَ مجاورا مَعَه بِمَكَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفِقْه وأصوله والفرائض والعربية فَفِي الْفِقْه مُخْتَصر الْوَجِيز للأمين أبي الْعِزّ مظفر بن أبي الْخَيْر الواراني التبريزي وَالْحَاوِي وَفِي الْأُصُول منهاج الْبَيْضَاوِيّ وَفِي الْفَرَائِض مُخْتَصر الكلائي وَفِي الْعَرَبيَّة المطرزية وأجازوه وَوَصفه بالشيخ الإِمَام المربي السالك الناسك الْفَاضِل وصاهر الشَّيْخ على المغربل على ابْنَته خَدِيجَة وَجلسَ لللمريدين، وابتني زَاوِيَة بفيشا المنارة وَكَانَ مشارا إِلَيْهِ بالصلاح وإكرام الوافدين. مَاتَ فِي لَيْلَة حادي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعشْرين بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بزاوية وَلَده بقنطرة الموسكي. وَقد ذكره شَيخنَا فِي انبائه فَقَالَ: مُحَمَّد الشهير بِابْن بطالة كَانَ أحد الْمَشَايِخ الَّذين يعتقدهم أهل مصر وَله زَاوِيَة بقنطرة الموسكي وَكَانَت كَلمته مسموعة عِنْد أهل الدولة واشتهر جدا فِي ولَايَة عَلَاء الدّين بن الطبلاوي. وَمَات فِي خَامِس عشري ربيع الأول وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة) حملهَا الصاحب بدر الدّين بن نصر الله وَمن تبعه انْتهى. وَمَا سبق فِي تعْيين وَفَاته وَفِي كَون الزاوية لوَلَده هُوَ الْمُعْتَمد. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الْكَمَال أَبُو البركات بن أبي زيد الْحسنى المسكناسي السكندري. أجَاز لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره فِي سنة سبع عشرَة وأرخه المقريزي فِي عقوده فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَقَالَ أَنه ذكر أَن أَبَاهُ صافحه قَالَ: صَافَحَنِي أَبُو الْحسن على الْحطاب وَعمر مائَة وَثَمَانِينَ صَافَحَنِي أَبُو عبد الله الصّقليّ صَافَحَنِي

أَبُو عبد الله معمر وَكَانَ عمره أَرْبَعمِائَة سنة صَافَحَنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتهى. وَهُوَ شَيْء لَا يعتمده الْحفاظ الْإِثْبَات. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الشَّمْس الطرابلسي ثمَّ القاهري ابْن النحال وَيعرف بِابْن مُزَاحم. مِمَّن يزْعم قرَابَة بَينه وَبَين الزيني الاستادار وهما دخيلان. خدم عَليّ بن أرج الاستادار بطرابلس وَتزَوج زَوجته بعده ثمَّ اينال الْأَشْقَر حِين كَانَ نَائِب طرابلس ودام يُبَاشر عِنْده بهَا ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى مَاتَ وَوصل فِي خدمَة الأتابك حِين رَجَعَ من بعض التجاريد فرقاه لمباشرة منية ابْن سلسيل والصرمون وَغير ذَلِك كالعباسة والصالحية وَالْتزم فِيهَا بِمَال ثمَّ ارْتقى لِاسْتِيفَاء البيمارستان تلقاها عَن عبد الباسط بن الجيعان حِين نأى أَقَاربه عَنْهَا وقاسى الضُّعَفَاء من مستحقيه مِنْهُ غلظة وَرُبمَا شكر مِمَّن يلين مَعَه وَكنت مِمَّن اجْتمع بِي وَأخذ عني التَّوَجُّه للرب بدعوات الكرب وَبَلغنِي أَنه اتَّصل بِالْملكِ وَصَارَت لَهُ حركات. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْبَدْر أَبُو الْفَوْز القاهري الْحَنَفِيّ ربيب الشَّمْس الأمشاطي وَهُوَ بكنيته أشهر. مَاتَ فِي حَيَاة أمه فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل ثمَّ دفن بتربتهم بِالْقربِ من الرَّوْضَة خَارج بَاب النَّصْر وَقد زَاد على الْأَرْبَعين وَكَانَ مَوْصُوفا بعقل وَاحْتِمَال وتواضع وَفهم، مِمَّن اشْتغل قَلِيلا وَحضر عِنْد جمَاعَة كَزَوج أمه وَحج مَعَهُمَا فِي الرجبية وَجلسَ للشَّهَادَة عِنْد زوج أُخْته المظفر مَحْمُود الأمشاطي بل نَاب فِي الْقَضَاء وَيُقَال إِنَّه حفظ النقاية رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الصَّدْر جمال الدّين الْحَضْرَمِيّ الْيَمَانِيّ ويدعى أَبَا حنان قريب عبد الله بن الخواجا الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَاضِي. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ قَافِلًا من مَكَّة بِجَزِيرَة كمران بِالتَّحْرِيكِ ووالده هُوَ الَّذِي رفع الخواجا مُحَمَّد بن أَحْمد وَالِد) قَرِيبه الْمشَار إِلَيْهِ وَأَدْنَاهُ وَصَرفه فِي مَاله وزوجه بِاثْنَتَيْنِ من بَنَاته وَاحِدَة بعد أُخْرَى وَأسْندَ وَصيته إِلَيْهِ فتصرف وَفتح عَلَيْهِ بِحَيْثُ زَاد على قَرِيبه. أَفَادَهُ بعض الآخذين عني. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن جمال الدّين الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن أبي بكر. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن جمال الدّين بن وجيه الدّين الْحُسَيْنِي الْعلوِي الْيَمَانِيّ. كتب مصنفي القَوْل البديع وَسمع عَليّ مِنْهُ جملَة وَكَذَا من غَيره من تصانيفي ومروياتي بل سمع مني المسلسل وكتبت لَهُ وسافر قبل التسعين. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عز الدّين بن بهاء الدّين القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن بكور. مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين بعد تعلله بالفالج، وَكَانَ قد نَاب

عَن الْعلم البُلْقِينِيّ فَمن بعده مَعَ كَونه مزجي البضاعة متساهلا فِي الْأَحْكَام وَغَيرهَا بِحَيْثُ امْتنع القاياتي من ولَايَته وَأعْرض هُوَ بعده عَنْهَا، وَهُوَ مِمَّن قربه الظَّاهِر جقمق ثمَّ أبعده وضربه وشهره وَأدْخلهُ حبس أولى الجرائم ثمَّ أطلقهُ فِي يَوْمه وَزعم أَنه جمع تَفْسِيرا وَكَانَ عَامَّة النَّاس يسخرون بِهِ فِي ذَلِك. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْمُحب الحسني القاهري الْأَزْهَرِي الْحَنَفِيّ. حفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل وتميز فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية والمنطق وَغَيرهَا وأقرأ وقتا، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي الْعَرَبيَّة حسن الْأَعْرَج بل أَخذ عَنهُ أحد الْأَفْرَاد ابْن بردبك والمحب بن هِشَام. وَبَلغنِي أَن الكافياجي كَانَ يجله وَاسْتقر فِي مشيخة الجوهرية الأزهرية، وناب فِي الْقَضَاء وَكَانَ سَاكِنا وقورا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَهُوَ خَال الْمُحب بن الجليس الْحَنْبَلِيّ. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن حميد الدّين وبخطي فِي مَوضِع آخر شمس الدّين أَبُو الْحَمد الْمصْرِيّ الأَصْل الْقُدسِي الشَّافِعِي. ولد فِي حادي عشر الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وبخطي فِي مَوضِع آخر بدل الْمِنْهَاج الْحَاوِي وَعرض وتفقه بالبرهان العجلوني وَأبي مساعد بل أَخذ عَن ماهر وَغَيره وَبحث جمع الْجَوَامِع على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وتميز وَأذن لَهُ فِي التدريس فدرس وَكَانَ عَالما مفتيا نَاب فِي الْقَضَاء بِبَيْت الْمُقَدّس مُدَّة وَكَانَ مفتيها. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين. وَهُوَ مِمَّن سمع مَعنا بِبَيْت الْمُقَدّس وَاسم جده مُحَمَّد وَيُقَال إِن ديانته معلولة. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو عبد الله بن أبي زيد المراكشي القسنطيني المغربي الْمَالِكِي) الضَّرِير. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة ضريرا كَمَا قرأته بِخَطِّهِ، وَرَأَيْت لَهُ عِنْد الْبَدْر بن عبد الْوَارِث الْمَالِكِي مصنفا ابتدأه فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة سَمَّاهُ إسماع الصم فِي إِثْبَات الشّرف من قبل الْأُم صَدره باخْتلَاف عُلَمَاء تونس وبجاية فِيهَا سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة فَمَنعه التونسيون وأثبته البجائيون قَالَ وَأَنا مَعَهم بل هُوَ قَول ابْن الغماز من عُلَمَاء تونس وَابْن دَقِيق الْعِيد وأشياخنا بني باديس رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو مَنْصُور المارديني الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ. سمع على الْمَيْدُومِيُّ وَحدث عَنهُ بِجُزْء البطاقة سَمَاعا سَمعه مِنْهُ التقي أَبُو بكر القلقشندي. وَمَات فِي خَامِس عشري الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْحلَبِي وَيعرف بِابْن أَمِين الدولة. قيم مصَارِع معالج لَهُ إجَازَة من الصّلاح بن أبي عمر وَغَيره، وَأَجَازَ لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره بعد الثَّلَاثِينَ

وَاسم جده. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الصبيبي الْمدنِي. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن أبي بكر. مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْجمال أَبُو الْبَقَاء أمه تركية لِأَبِيهِ. مِمَّن حفظ الْمِنْهَاج وَابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك، وَعرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة بل سمع مني تَرْجَمَة النَّوَوِيّ تأليفي وَكَذَا سمع عَليّ الشاوي وَعبد الصَّمد الهرساني وَغَيرهمَا واشتغل عِنْد الزين عبد الرَّحْمَن السنتاوي فِي الْفِقْه والعربية بل قَرَأَ على الْجَوْجَرِيّ ولازم قَرِيبه النَّجْم بن حجي كثيرا فِي الْحساب والعربية وَغَيرهمَا، وتميز وشارك. مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد الشَّمْس الْمصْرِيّ الشَّافِعِي المنهاجي وَهِي شهرة جده لكَونه يحفظ الْمِنْهَاج أما أَبوهُ فَكَانَ أعجوبة فِي حسن الْأَذَان مَشْهُورا بذلك يضْرب بِهِ الْمثل فِي حسن الصَّوْت، وَهُوَ سبط الشَّمْس بن اللبان وَلذَا كَانَ ابْنه صَاحب التَّرْجَمَة يعرف أَيْضا بسبط اللبان. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا أَو الَّتِي قبلهَا وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ يَتِيما ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ إِنَّه اشْتغل قَدِيما وَأخذ عَن مَشَايِخ الْعَصْر كالعز مُحَمَّد ابْن جمَاعَة وَالشَّمْس بن الْقطَّان وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ بحضوري بل قَرَأَ على تَرْجَمَة البُخَارِيّ من جمعي يَوْم الْخَتْم، وتعاني نظم الشّعْر فتمهر فِيهِ وَأَنْشَأَ عدَّة قصائد ومقاطيع وَكَذَا مهر فِي الْفِقْه وأصوله وَعمل المواعيد وشغل النَّاس، وَلزِمَ بِأخرَة جَامع عمر) وَلذَلِك ولقراءة الحَدِيث وَكَانَت قِرَاءَته فصيحة صَحِيحَة، وَكَانَ مَعَه إِمَامَة التربة الظَّاهِرِيَّة بالصحراء فَتَركهَا اخْتِيَارا، وانتفع بِهِ أهل مصر سِيمَا مَعَ تواضعه وَكَانَ حسن الْإِدْرَاك وَاسع الْمعرفَة بالفنون، حج فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ من الْبَحْر وَدخل مَكَّة فِي رَجَب فَأَقَامَ حَتَّى قضى نُسكه وَرمى جَمْرَة الْعقبَة ثمَّ رَجَعَ فَمَاتَ قبل طواف الْإِفَاضَة فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا يَعْنِي بعد أَن كَانَ أشرف فِي مَجِيئه على الْغَرق ثمَّ نهب مَا مَعَه من أثاث وَثيَاب بجدة، وَحصل لَهُ قبُول تَامّ بِمَكَّة وَعمل فِيهَا المواعيد الجيدة بل وأقرأ الْعلم إِلَى أَن مَاتَ كَمَا سبق فَجْأَة وَحمل من الْغَد وَدفن بالمعلاة جوَار السيدة خَدِيجَة. قلت: ورأيته شهد بِمَكَّة على ابْن عَيَّاش فِي سلخ ذِي الْقعدَة مِنْهَا بِإِجَازَة عبد الأول. قَالَ شَيخنَا: سَمِعت من نظمه وطارحني مرَارًا وَكتب عني كثيرا. وَقَالَ فِي مُعْجَمه إِنَّه اشْتغل كثيرا ونظم الشّعْر ففاق الأقران ولازم شَيخنَا الْعِزّ بن جمَاعَة وَمهر فِي الْفُنُون سَمِعت من شعره وطارحني ومدحني بقصيدة. قلت وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار، وَقد سمع على الصّلاح

الزفتاوي الصَّحِيح وَرُوِيَ عَن الزين الْعِرَاقِيّ وَغَيره. وَمن نظمه: (أحبتي والخضوع يشْهد ... أَنِّي بِهِ مغرم مسهد) (ألطف من خامة إِذا مَا ... مرت بِهِ نسمَة تأود) (أودعتموا سَمعه حَدِيثا ... كالسمط من جفْنه تبدد) (فالدمع والسمع عَن ملام ... مسفه ذَا وَذَا مُسَدّد) (وعاذل كلما رَآنِي ... أركض خيل الدُّمُوع فند) (أروغ من ثَعْلَب وَمن لي ... أَن لَا أرى شكله الْمبرد) (حمدت ذمِّي لَهُ ومدحي ... لسَيِّد الْمُرْسلين أَحْمد) مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الْمُحب أَبُو حَاتِم بن الزين أبي الْفضل الْعِرَاقِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو الْوَلِيّ أبي زرْعَة أَحْمد الْمَاضِي، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: أسمعهُ أَبوهُ الْكثير واشتغل ودرس ثمَّ ترك وَكَانَ فَاضلا حسن الشكالة قَلِيل الِاشْتِغَال. مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَكَانَ توجه لمَكَّة فِي رَجَب ثمَّ رَجَعَ قبل الْحَج لمَرض أَصَابَهُ فاستمر بِهِ حَتَّى مَاتَ. مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن نصر الله بن سعد الله بن أبي حَامِد عبد الله بن) عبيد الله الْعَلامَة عفيف الدّين أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو السعادات بن الشّرف الْقرشِي الْبكْرِيّ الجرهي بِكَسْر الْجِيم وَالرَّاء الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي نعْمَة الله وَلَده. ولد فِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشري وبخطي فِي مَكَان آخر خَامِس رَجَب سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بشيراز واعتنى بِهِ أَبوهُ فاستجاز لَهُ من جمَاعَة من شُيُوخ الْآفَاق ثمَّ طلب بِنَفسِهِ فَقَرَأَ على أَبِيه جملَة وعَلى غَيره بِمَكَّة وَغَيرهَا، فَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ بِمَكَّة إِمَام الْمَالِكِيَّة النُّور أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْعقيلِيّ النويري وَابْن أَخِيه الْمُحب أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز وَابْن صديق وَأَبُو عبد الله بن سكر وَأَبُو الْيمن وَأَبُو الْخَيْر الطبريان وَالْجمال بن ظهيرة وَالْمجد اللّغَوِيّ وَابْن سَلامَة وَشَيخنَا ابْن حجر والتقي الفاسي وَابْن الْجَزرِي وبشيراز محيي الدّين أَبُو حَامِد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْغَزالِيّ ونسيم الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الكازروني البلياني والنور مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الأيجي وبكازرون أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر البلياني وبعدن عبد الرَّحْمَن بن حيدر الدهقلي وَشَيخنَا حَسْبَمَا قَالَه صَاحب التَّرْجَمَة فِي مشيخته وَأَن ذَلِك سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة فَقَرَأَ عَلَيْهِ مُسْند الشَّافِعِي والبردة وَسمع عَلَيْهِ أربعي النَّوَوِيّ ولازم مَجْلِسه

قَرِيبا من ثَلَاثَة أشهر ثمَّ لقِيه أَيْضا بِمَكَّة فِي سنة خمس عشرَة فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمَنَاسِك للعلامة تَقِيّ الدّين الجراحي وراسله بأسئلة أَجَابَهُ عَنْهَا كَمَا بيّنت بعض ذَلِك فِي الْجَوَاهِر والدرر، وَأخذ الْفُنُون عَن السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ لقِيه بِالْمَدْرَسَةِ البهائية وَالْفِقْه عَن الغياث مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر الجيلي قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْحَاوِي، وَكَانَ ذَا عناية بِالْحَدِيثِ ولقاء الشُّيُوخ وعَلى يَدَيْهِ أجَاز جمَاعَة من المسندين لأهل نواحيه وانتفع بِهِ فِي ذَلِك كوالده وَمن شُيُوخه ظهير الدّين عبد الرَّحْمَن بن أبي الْفتُوح الطاووسي بل حدث هُوَ وإياه بالشمائل لِلتِّرْمِذِي بِقِرَاءَة الطاوسي ابْن أخي أَحدهمَا وَأَجَازَ لَهُ وَخرج لَهُ مشيخة وقفت على منتقى النَّجْم بن فَهد مِنْهَا، وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ أَبوهُ التقي. مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ ببلاده رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ وَالِد عبد الرَّحِيم الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن الْفُرَات. ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة، وأسمع وَهُوَ صَغِير على أبي الْفرج بن عبد الْهَادِي وَأبي الْفتُوح الدلاصي وَأبي بكر بن الصناج فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ من دمشق الحافظان الْمزي والذهبي) وَأَبُو الْحسن البدنيجي وَجَمَاعَة، وَحدث بالشفا وَغَيره وَتفرد بِالسَّمَاعِ من ابْن الصناج وبإجازة الْبَنْدَنِيجِيّ، روى لنا عَنهُ خلق أَجلهم شَيخنَا. وَقَالَ فِي مُعْجَمه إِنَّه اشْتغل وتكسب بحوانيت الشُّهُود وَولي خطابة الْمدرسَة المعزية بِمصْر وَكَانَ لهجا بالتاريخ لَا يزَال مكبا على كِتَابَته بِحَيْثُ كتب فِيهِ كتابا كَبِيرا جدا بيض مِنْهُ المئين الثَّلَاثَة الْأَخِيرَة فِي نَحْو عشْرين مجلدا وأظن لَو أكمله لَكَانَ سِتِّينَ، وَلكنه لم يكن يحسن الْإِعْرَاب وَلذَا يَقع فِيهِ اللّحن الْفَاحِش إِلَّا أَن كِتَابَته كَثِيرَة الْفَائِدَة من حَيْثُ الْفَنّ الَّذِي هُوَ بصدده، وَآخر مَا كتب إِلَى انْتِهَاء سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَقد بيع مسودة لعدم اشْتِغَال وَلَده بذلك. وَقَالَ فِي إنبائه: وتاريخه كثير الْفَائِدَة إِلَّا أَنه بِعِبَارَة عامية جدا، وَكَانَ يتَوَلَّى عُقُود الْأَنْكِحَة وَيشْهد فِي الحوانيت ظَاهر الْقَاهِرَة مَعَ الْخَيْر وَالدّين والسلامة. مَاتَ لَيْلَة عيد الْفطر سنة سبع. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ إِنَّه تفقه وَكتب فِي التَّارِيخ مسودة تبلغ مائَة مُجَلد بيض مِنْهَا نَحْو الْعشْرين وقفت عَلَيْهَا واستفدت مِنْهَا، إِلَى أَن قَالَ وَترك ولدا يَنُوب فِي الحكم وتشكر سيرته رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ أَبُو الْخَيْر العقبي القاهري الشَّافِعِي. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره وأسمع على الشَّمْس الشَّامي ثلاثيات مُسْند أَحْمد وَغَيرهَا، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة واشتغل عِنْد الزين البوتيجي فِي الْفِقْه وَغَيره

وَكتب فِي الْإِمْلَاء عَن شَيخنَا وَلكنه لم ينجب، وَبَلغنِي أَنه حدث بِأخرَة وَكَانَ سَاكِنا. مَاتَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن صديق الْمعِين أَبُو الْخَيْر بن التَّاج أبي الْفضل بن الشَّمْس الطرابلسي القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده والآتي ابْنه مُحَمَّد وَيعرف كسلفه بِابْن الطرابلسي. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار والمنار وَغَيرهَا، وَعرض على جمَاعَة وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على التفهني والعيني والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي الْأُصُول أَيْضا وَكَذَا اشْتغل فِي النَّحْو عَلَيْهِ وعَلى الحناوي وَسمع على الشّرف ابْن الكويك وَالشَّمْس الشَّامي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وناب فِي بعض الْبِلَاد عَن شَيخنَا ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ عَن التفهني فَمن بعده وَحج غير مرّة آخرهَا مَعَ الرجبية سنة إِحْدَى وَسبعين، وَاسْتقر فِي تدريس العاشورية عوضا عَن أَبِيه وَفِي تدريس الأزكوجية بسوق أَمِير الجيوش عوضا عَن ابْن عَمه ظهير الدّين بل نَاب عَنهُ فِي تدريس جَامع طولون وَلم يكن فِي عداد المدرسين وَلَا كَانَ مَحْمُودًا فِي قَضَائِهِ) وَغَيره وَقد صحب الزين الاستادار وقتا وعاونه فِي حل أوقافه من كتب وَغَيرهَا واختص بالاستبدالات وقتا، وَقيل إِنَّه لما عَاد من الْحَج أول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين تنزه عَن تعَاطِي الْأَحْكَام وَلزِمَ الصَّوْم والبادة إِلَى أَن مرض أسبوعا ثمَّ مَاتَ فِي الطَّاعُون لَيْلَة الْأَرْبَعَاء رَابِع رَجَب سنة ثَلَاث وَسبعين بعد أَن كتب على الاستدعاآت وَرُبمَا حدث وَدفن بتربة سعيد السُّعَدَاء عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أبي بكر بن عمر ابْن صلح الْمُحب أَبُو البركات بن الزين الهيثمي القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ ابْن أخي الْحَافِظ النُّور الهيثمي. ولد فِي صَبِيحَة الْجُمُعَة مستهل ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بالخانقاه النجمية الدوادارية من الصَّحرَاء ظَاهر الْقَاهِرَة، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم عَمه الْعِزّ عبد الْعَزِيز وَحفظ كتبا مِنْهَا التَّوْضِيح لِابْنِ هشامن وَعرض على جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ حِينَئِذٍ الْعِزّ بن جمَاعَة وَغَيره، وَسمع على الفوى وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَعنهُ وَكَذَا عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والشطنوفي أَخذ الْفِقْه وَعَن الْأَخير مَعَ الْبِسَاطِيّ وناصر الدّين البارنباي أَخذ النَّحْو وَعَن الْأَخير فَقَط علم الْعرُوض والقوافي وَعَن شَيخنَا الحَدِيث وانتفع بالبساطي فِي فنون

كالأصلين والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا وبرع وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي التدريس والإفتاء وناب عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين بِبَعْض الْبِلَاد وَعَن غَيره بِالْقَاهِرَةِ وأضاف إِلَيْهِ الْعلم البُلْقِينِيّ مَعهَا منوف وأعمالها ودرس الْفِقْه بِجَامِع المارداني وَأم السُّلْطَان بالحسنية والفرائض بالسابقية برغبة ابْن سَالم لَهُ عَنْهَا وَولي مشيخة الزمامية وتدريس الْفِقْه والْحَدِيث بتربة السِّت كِلَاهُمَا بالصحراء وَحج مرَارًا إِمَامًا عَالما فَقِيها نحويا أصوليا فصيحا مفوها مُتَقَدما فِي الْأَحْكَام والمكاتيب مشاركا فِي فنون مَعَ ذكاء وذهن مُسْتَقِيم وَحسن شكالة ومديد قامة ومداومة على الصّيام وَالْقِيَام والتلاوة والمحافظة على الْجَمَاعَة وَكَثْرَة الطّواف حِين مجاورته بِحَيْثُ يفوق الْوَصْف ورغبة فِي النِّكَاح وَعدم التبسط فِي معيشته مَعَ ثروته وَكَثْرَة وظائفه وأملاكه ومتحصله سِيمَا من الْقَضَاء فَإِنَّهُ كَانَ مَقْصُودا فِيهِ لوجاهته وَأَحْكَامه وَلذَا دخل فِي قضايا وَأَحْكَام وأهين فِي بَعْضهَا، وَأدْخلهُ الظَّاهِر جقمق حبس أولى الجرائم وَلَو تعفف عَن ذَلِك لَكَانَ أولى بِهِ. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ بِأخرَة من أَعْيَان الشَّافِعِيَّة وَمِمَّنْ يرشح للْقَضَاء الْأَكْبَر، وَقد كثر اجتماعي بِهِ وَسمعت من فَوَائده وأبحاثه بَين يَدي شَيخنَا وَغَيره وَأَجَازَ لي) مرَارًا، وَكَانَ يعْتَرف بتقصير نَفسه بِحَيْثُ أَخْبرنِي بعض أَعْيَان المكيين عَنهُ أَنه قَالَ لَهُ فِي مجاورته الَّتِي مَاتَ عَقبهَا: فَكرت فِي شأني وحرصت على أَن يكون وُقُوفِي بِعَرَفَة بِثِيَاب وَزَاد من وَجه حل فَمَا أمكنني هَذَا. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الثُّلَاثَاء من جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وسامحه. مُحَمَّد بن التقي أبي الْفضل عبد الرَّحِيم بن الْمُحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد موفق الدّين بن الأوجاقي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسبعين وَدفن بِالْقربِ من مقَام الشَّافِعِي وَقد جَازَ الْعشْرين وَكَانَ قد قَرَأَ وَفهم وتأسف كل من أَبَوَيْهِ عَلَيْهِ جدا عوضهم الله الْجنَّة. مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الْموصِلِي الدِّمَشْقِي الْمُؤَذّن بالجامع الْأمَوِي. روى عَن أَبِيه قَوْله مضاهيا للزيدونية: (بَكَى الزَّمَان علينا من تنائينا ... وَكَانَ يضْحك حينا من تدانينا) أجَاز، وَيُحَرر من الاستدعاء فَفِي كَلَام العجلوني لبس. مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الْحُسَيْنِي الكتبي الْفراش بالتربة الظَّاهِرِيَّة برقوق. سمع على الْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ وَأثبت الزين رضوَان اسْمه فِيمَن يُؤْخَذ عَنهُ وَقَالَ

إِنَّه فِي الكتبيين وَلم نره فَكَأَنَّهُ مَاتَ قبل الْخمسين. مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد أَبُو الْفضل المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي إِمَام جَامع الزَّاهِد بالمقس. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره، ولازم الشَّمْس المسيري ثمَّ ابْن سولة والبدر حسن الْأَعْرَج وَأَبا حَامِد التلواني وَغَيرهم فِي الْفِقْه والعربية وَأخذ أَيْضا عَن النُّور الكلبشي وَقَرَأَ على الديمي وَكَذَا أَكثر من الْقِرَاءَة عَليّ وَكتب القَوْل البديع وَغَيره من مؤلفاتي، وَولي إِمَامَة جَامع الزَّاهِد وخطب بِهِ وَقَرَأَ فِيهِ الحَدِيث، وتكسب بِالشَّهَادَةِ قَلِيلا مَعَ خير ومشاركة فِي الْفِقْه. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع عشري جُمَادَى الأولى سنة تسعين وَدفن من الْغَد وَأَظنهُ جَازَ الْأَرْبَعين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر بن جساس بِفَتْح الْجِيم ثمَّ مهملتين أولاهما مُشَدّدَة بَينهمَا ألف الشَّمْس أَبُو عبد الله الأريحي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه ببني نَفِيس بِفَتْح النُّون وَآخره مُهْملَة وَيُقَال إِنَّه أَنْصَارِي. ولد فِي ثَانِي عشري رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ) وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالأريحة من مُعَاملَة أَذْرُعَات وَنَشَأ بِدِمَشْق وَسمع على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي جُزْء أبي الجهم وَالصَّحِيح بِكَمَالِهِ بل سَمعه كَمَا قرأته بِخَطِّهِ على ابْن صديق فِي سنة ثَمَانمِائَة وَسمع صَحِيح مُسلم على أبي حَفْص البالسي، وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة فَكتب عَن الزين الْعِرَاقِيّ مجَالِس من أَمَالِيهِ وَأَجَازَهُ هُوَ ورفيقه الهيثمي ولقيته بالجامع الْأمَوِي فِي دمشق غير مرّة وَأَجَازَ لنا، وَكَانَ خيرا حسن السمت محبا فِي الحَدِيث وَأَهله مَعَ فَضِيلَة فِي الْجُمْلَة. مَاتَ بِدِمَشْق فِي أَوَاخِر ربيع الأول سنة أَربع وَسبعين عَن نَيف وَتِسْعين سنة رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن التَّاج بن الْكَرِيم بن الْفَخر أَخُو عبد الْكَرِيم الْمَاضِي وَهَذَا أكبر وَيعرف كسلفه بِابْن فخيرة تَصْغِير جده. وَهُوَ أحد شُهُود الإدارة بالبيمارستان تلقاها عَن الشريف كَمَال الدّين بن المحيريق بل بَاشر نِيَابَة النّظر فِيهِ عَن كَاتب المماليك يُوسُف بن أبي الْفَتْح وباسمه مُبَاشرَة فِي ديوَان المماليك، وَلَا بَأْس بِهِ شَارك أَخَاهُ فِي السماع عَليّ وَفِي جَمِيع مَا ذكر هُنَاكَ. مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الله الْعلم أَبُو الْخَيْر بن الشَّمْس أخي الصاحب الْعلم يحيى بن أبي كم وَالِد يحيى الْآتِي وَيعرف بِابْن أبي كم، مِمَّن بَاشر فِي الدَّوَاوِين

وَمَات تَقْرِيبًا سنة سِتِّينَ عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الْوَهَّاب اعلجلال القاهري المرجوشي الشَّافِعِي الْمقري نزيل البيبرسية وَهُوَ بلقبه أشهر. حفظ الْقُرْآن وكتبا عِنْد فقيهنا الشهَاب ابْن أَسد وعرضها على جمَاعَة واشتغل فِي فنون وترافق مَعَ الشّرف مُوسَى البرمكيني فِي الْأَخْذ عَن الْأمين الأقصرائي والتقيين الشمني والحصني وَغَيرهم، وتلا بالسبع على الزين رضوَان والشهاب السكندري وَمن قبلهمَا على الزين جَعْفَر السنهوري وَهُوَ الَّذِي دربه، وَكتب الْمَنْسُوب وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّمْس المقسي الْحَنَفِيّ الشريف وَكَانَ، مُمَيّزا فِي الْفَضَائِل عَاقِلا ذَا تؤدة وَحسن سمت مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة من الْعشْر الثَّانِي من ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَقد زَاد على الثَّلَاثِينَ ظنا رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن أبي الْفرج نَاصِر الدّين بن الْوَزير تَاج الدّين أَخُو الْفَخر عبد الْغَنِيّ صَاحب الفخرية وَعم الزين عبد الْقَادِر ووالد أَحْمد الماضين كلهم. ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة) أَربع وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتنقل فِي الخدم إِلَى أَن عمل فِي أَيَّام ابْن أَخِيه الزين فِي الْأَيَّام الأشرفية ملك الْأُمَرَاء بِالْوَجْهِ البحري سِنِين ثمَّ عزل وَاسْتقر بِهِ الظَّاهِر جقمق فِي نقابة الْجَيْش فِي أَوَائِل مَمْلَكَته عقب موت أَمِير طبر فدام يَسِيرا ثمَّ اسْتَقر بِهِ فِي الاستادارية فِي يَوْم السبت سلخ ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِحَيْثُ أرخه بَعضهم فِي أول سنة ثَلَاث عوضا عَن جَانِبك الزيني عبد الباسط بعد الْقَبْض عَلَيْهِمَا بعد أَن كَانَ دوادارا نِيَابَة بِإِشَارَة سَيّده فَإِن صَاحب التَّرْجَمَة كَانَ مديما لخدمته فباشرها إِلَى أَن انْفَصل عَنْهَا فِي ثامن الْمحرم سنة أَربع وَأَرْبَعين بقيز طوغان العلائي وامتحن وصودر وَأخذ مِنْهُ جملَة، ثمَّ أخرج إِلَى ولَايَة قطيا قُدَّام بهَا قَلِيلا وَصَارَ لَهُ بهَا نخل وَنَحْو ذَلِك، ثمَّ شفع فِيهِ إِمَّا الْجمال نَاظر الْخَاص أَو الزين بن الكويز فِي عوده فدام بهَا يَسِيرا مُقْتَصرا على التَّكَلُّم فِي أوقاف الفخرية مدرسة أَخِيه، ثمَّ أُعِيد لنقابة الْجَيْش فباشرها بِشدَّة وعسف وَتردد النَّاس لَهُ فِي حوائجهم مَعَ كَرَاهَة أَكْثَرهم فِيهِ وغضهم مِنْهُ سِيمَا الزين الاستادار مَعَ كَونه مَعْرُوفا بقريب ابْن أبي الْفرج فَإِنَّهُ جاهره بالمعاداة وتعب هَذَا من معاكسته إِلَى أَن جمع الْمَنْصُور فِي أول أَيَّامه أَعْيَان مَمْلَكَته وشكا لَهُم عدم وجود مَا ينْفق مِنْهُ على المماليك فانتهز هَذَا الفرصة وَأَشَارَ بإمساك الزين على خَمْسمِائَة ألف دِينَار وباستقرار جَانِبك شاد جدة عوضه وَضمن كل مِنْهُمَا فَفعل ذَلِك بِحَيْثُ كَانَ مبدأ انحطاط الزين وتولي هَذَا الثلاثاءثم ولي بعد ذَلِك الاستادارية أَيْضا فَلم يسْعد

فِيهَا وَنهب بَيته وأفحش فِي حريمه بل رجمه الْعَامَّة قبل فِي أَيَّام الْمَنْصُور وأفحشوا فِي أمره وَرَضي فِي بعض الْأَوْقَات بِولَايَة قطيا للخوف من فتك الزين بِهِ انتقاما فَلم يلبث إِلَّا قَلِيلا وأعيد لنقابة الْجَيْش وَاسْتمرّ فِيهَا حَتَّى مَاتَ فِي بَيته بِقرب قنطرة سنقر لَيْلَة الثُّلَاثَاء سَابِع عشري الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ عَن نَحْو الثَّمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بسبيل المؤمني، وَكَانَ من سيئات الدَّهْر جرْأَة وإقداما وظلما وَجَبْرِيَّة مَعَ قَول ابْن تغري بردى عَن نقابة الْجَيْش إِنَّهَا وَظِيفَة جليلة ومتوليها أجل، وَقد حج صُحْبَة الزين عبد الباسط وَغَيره عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق شمس الدّين أَخُو الَّذِي قبله وَالْفَخْر بن أبي الْفرج مَاتَ فِي حَيَاة أَخَوَيْهِ بعد أَن بَاشر نظر قطيا فِيمَا قي. مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق. فِي أبي البركات. مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق القَاضِي بدر الدّين الْقرشِي البالسي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد التَّاج) مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن مُسلم أحد النواب مِمَّن سمع على الوَاسِطِيّ وَشَيخنَا وَسمع مِنْهُ بعض الطّلبَة، وَكَانَ سَاكِنا. مَاتَ فِي رَجَب سنة تسع وَثَمَانِينَ. مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن إِسْحَاق بن أَحْمد الْعِزّ الْأمَوِي بِضَم الْهمزَة الْمحلى ثمَّ القاهري الْمَالِكِي ابْن عَم الولوي السنباطي الْآتِي. قَرَأَ ابْن الْحَاجِب الفرعي بحثا فِي تسعين يَوْمًا على الْجمال الأقفهسي ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي فنون وَكَذَا أَخذ عَن البلقيتي والغماري وَجمع غَرِيب أَلْفَاظ ابْن الْحَاجِب وانْتهى مِنْهُ فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وتفقه بِهِ قَرِيبه الْمشَار إِلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ فِي أَوَائِل هَذَا الْقرن. مُحَمَّد بن عبد السَّلَام وَيُسمى أَيْضا عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْجمال أَبُو عبد الله بن الْعِزّ أَو التقي بن الْفَقِيه الزبيرِي الْيَمَانِيّ النَّاشِرِيّ الشَّافِعِي أحد قُضَاة زبيد. أرسل إِلَيّ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَنا بِمَكَّة كتابا يَسْتَدْعِي مني الْإِجَازَة لَهُ ولولديه الْمُوفق على السباعي وَعبد السَّلَام الْمَوْلُود فِي سنته فَكتبت لَهُ كراسة بل كتب إِلَيّ فِي سنة سبع وَتِسْعين يسْأَل عَن أَشْيَاء وكتبت لَهُ جوابها. مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن حسن الشَّمْس بن الخواجا الْجِرْجَانِيّ الأَصْل البحري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وأخو عَليّ شاه الْمَاضِي. شَاب سمع على أربعي النَّوَوِيّ وَكَثِيرًا من المصابيح وَغير ذَلِك كالكثير من البُخَارِيّ وَالْبَعْض من مُسْند الشَّافِعِي بل قَرَأَ على الْمَشَارِق للصغاني وكتبت لَهُ كراسة، وَدخل مصر للتِّجَارَة فِي أول سنة ثَمَان وَتِسْعين مَعَ الركب ثمَّ رَجَعَ بحرا فِي سنته. مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن رَاجِح الْقرشِي القندهاري نِسْبَة لبَعض قرى الْهِنْد. نزيل مَكَّة ونائب إِمَام مقَام الْحَنَفِيَّة بهَا. مَاتَ بِمَكَّة شَهِيدا تَحت هدم فِي

ربيع الثَّانِي سنة سبع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن عبد الْعَزِيز العزيزي الْمدنِي أحد شُهُود الْحرم وَمِمَّنْ سمع مني بهَا. مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد أَبُو الْفضل الكازروني الْمدنِي وَيعرف بِابْن تَقِيّ، مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ أَيْضا. مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن روزبة التقي والشرف بن الْعِزّ الكازروني الأَصْل) الْمدنِي وَالِد المحمدين فتح الدّين وَأبي حَامِد وَعم الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز. ولد فِي ثَالِث شعْبَان سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك وَعرض على أَحْمد بن مُحَمَّد السلاوي الشَّافِعِي بِالْمَدِينَةِ وأحضر على الشَّمْس الششتري، وَسمع على الْبَدْر بن الخشاب والعراقي والهيثمي والزين المراغي بل قَرَأَ على ابْن صديق وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْمُحب بن هِشَام وَالْفِقْه عَن جمَاعَة، وناب فِي الْقَضَاء والإمامة والخطابة عَن ابْن عَمه الْجمال الكازروني قَلِيلا لكَون الْجمال كَانَ بِالْقَاهِرَةِ، وَوَصفه أَبُو الْفَتْح المراغي بالفقيه الْعَالم أقضى الْقُضَاة. وَقَالَ شَيخنَا فِي إنبائه إِنَّه كَانَ نبيها فِي الْفِقْه. مَاتَ فِي صفر سنة خمس عشرَة. مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْمدنِي سبط عَليّ البواب. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن مُوسَى بن عبد الله ولي الدّين أَبُو زرْعَة البهوتي الأَصْل الدمياطي الشَّافِعِي أَخُو عبد الله وعَلى الماضيين وأبوهما وعمهما عبد الرَّحْمَن. ولد بدمياط فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والبهجة ومختصر أبي شُجَاع وجانبا من الألفية وَغير ذَلِك، ولازم الشهَاب البيجوري فِي الْفِقْه والعربية وَالْأُصُول وتميز وأجاد وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ عَليّ يَسِيرا وَكَذَا على الديمي، وناب فِي الْقَضَاء عَن الولوي البارنباري والأشموني مُدَّة ولايتهما ثمَّ اقْتصر على الْعُقُود لعدم قَاض بهَا مَعَ عقل وتؤدة، وَقد حج فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَاجْتمعَ بِي ثمَّ رَجَعَ. مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الشَّمْس السعودي. مِمَّن سمع مني. مُحَمَّد بن عبد السَّلَام المنوفي. كَذَا فِي مُعْجم النَّجْم بن فَهد مُجَردا وَأَظنهُ الْعِزّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام نسب لجده وَسَيَأْتِي. مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْجمال السكْسكِي البريهي بِضَم الْمُوَحدَة مصغر الدملوي اليمني الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن عبد الصَّمد. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل فِي الْفِقْه والنحو على أَبِيه وَعَمه وَسمع بِبِلَاد الْيمن من النفيس الْعلوِي وأخيه الْجمال مُحَمَّد وَالْمجد اللّغَوِيّ

وَابْن الْجَزرِي وَحج فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وجاور بِمَكَّة الَّتِي تَلِيهَا فَسمع بهَا من الشَّمْس الْبرمَاوِيّ) وَالْجمال المرشدي والتقي بن فَهد ولازم أَوَّلهمْ كثيرا فِي الْفِقْه وأصوله وَبحث عَلَيْهِ شَرحه للألفية فِي الْأُصُول وَغَيره، وَعَاد إِلَى بِلَاده بعد حجه فِيهَا أَيْضا واشتهر بالفضيلة بِبِلَاد الْيمن، ثمَّ حج فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وجاور الَّتِي تَلِيهَا فقدرت وَفَاته بهَا فَجْأَة فِي ظهر يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشري جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَخمسين وَدفن بالشبيكة رَحمَه الله وَغفر لَهُ. مُحَمَّد بن عبد الصَّمد المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بالتازي نزيل مَكَّة. جاور بهَا قريب عشْرين سنة أَو أَزِيد واشتغل بالفقه قَلِيلا وَكَانَ يذاكر من حفظه بمواضع من موطأ إِمَامه رِوَايَة يحيى بن يحيى وَيفهم أَنه يحفظه، وَسمع بِمَكَّة من النشاوري وَابْن صديق وَغَيرهمَا وَلم يكن بالمرضى فِي دينه. مَاتَ فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة خمس أَو أول الَّتِي بعْدهَا برباط السدة مَحل سكنه وَدفن بالمعلاة، ذكره الفاسي فِي مَكَّة. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن قَاسم نَاصِر الدّين أَبُو الْفرج التَّمِيمِي المغربي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي الطّيب النغمة وَيعرف بِابْن قَاسم. ولد سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا بالفقه والعربية عِنْد مَسْعُود المغربي ولازمني فِي مجاورتي بِالْمَدِينَةِ فِي أَشْيَاء وَسَمعنَا من أناسيده الطّيبَة هُنَاكَ، وتكرر دُخُوله الْقَاهِرَة. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعِزّ أَبُو المفاخر ابْن الشّرف أبي الْقسم بن الْمُحب النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد فِي سَابِع شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والمنهاج وقرأه عَليّ بِتَمَامِهِ بل سمع مني أَشْيَاء ثمَّ قَرَأَ عَليّ فِي سنة أَربع وَتِسْعين جَمِيع البُخَارِيّ ومؤلفي فِي خَتمه، وَقد اشْتغل بالفقه والعربية وَغَيرهمَا وَحضر عِنْد الْخَطِيب الوزيري وَنَحْوه بل لَازم القَاضِي فِي سنة تسع وَتِسْعين وَهُوَ ذكي فهم يقظ كَانَ مِمَّن زار الْمَدِينَة وَقَرَأَ عَليّ بالروضة الشَّرِيفَة أَشْيَاء. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر أَبُو عبد الله بن صَاحب الْمغرب أبي فَارس ووالد الْمُنْتَصر مُحَمَّد الْآتِي. مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بزاويته الَّتِي أَنْشَأَهَا بطرابلس الْمغرب وَكَانَ ولي عَهده فأسف عَلَيْهِ جدا وَكَذَا كثر أَسف غَيره عَلَيْهِ فَإِنَّهُ كَانَ مَوْصُوفا بالشهامة وَمَكَارِم الْأَخْلَاق لَا تعرف لَهُ صبوة إِلَّا فِي الصَّيْد بل كَانَ مغرما بالجواري وَيعلم أَبوهُ بذلك فينهاه لِأَنَّهُ حدث لَهُ ورم فِي رُكْبَتَيْهِ فَكَانَ يخْشَى عَلَيْهِ) من كَثْرَة الْجِمَاع بِحَيْثُ يَقُول لَهُ إياك وَالنِّسَاء

ويكرر ذَلِك فِي الْمجْلس حَتَّى يخجله وَمَعَ ذَلِك فَلَا يرتدع وَقدر أَن وَفَاته كَانَت فِيمَا قيل بِسَبَبِهِ، وَقد تخلى لَهُ أَبوهُ غير مرّة عَن الْملك فَكَانَ يمْتَنع ويبالغ فِي الِامْتِنَاع، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَلم يكن عِنْد أبي فَارس أخص مِنْهُ وَجَرت على يَدَيْهِ بسفارته مبرات كَثِيرَة بل بنى هُوَ عدَّة زَوَايَا وَرَأَيْت من أرخه سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد أَخُوهُ الْمُعْتَمد. مَاتَ سنة خمسين. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أَسد جمال الدّين ابْن الْعِزّ بن الْعِمَاد الفيومي الأَصْل الْمَكِّيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عمر الْمَاضِي وأبوهما ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وزوجه أَبوهُ ابْنة الشريف الوفائي الْحَنَفِيّ طَمَعا فِي أَن يكون شَاهدا عِنْده فَلم يحصل اتِّفَاق ولازم زَكَرِيَّا فاستنابه فِي الْقَضَاء وَجلسَ بِمَجْلِس النَّوَوِيّ السراج فَلم يحْتَمل ذَلِك فحوله لمجلس الجمالية ثمَّ لغيره بل صَار من قُضَاة النّوبَة عوض الْمُحب الأسيوطي مَعَ مجْلِس بقناطر السبَاع وعد كل هَذَا من القبائح وَأنكر ولَايَته السُّلْطَان فَمن دونه. مَاتَ بالطاعون فِي سنة سبع وَتِسْعين وَخَلفه فِي مَجْلِسه أَبُو الْفَوْز بن زين الدّين وَقيل ردونا إِلَى الأول. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد نَاصِر الدّين الْمدنِي الْحَنَفِيّ الْخَواص. سمع مني بِالْمَدِينَةِ. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن إِسْمَاعِيل بن الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس ابْن الْعِزّ الْبَصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ المولد وَالدَّار الشَّافِعِي وَيعرف بالزقزق وجده إِسْمَاعِيل الْمَاضِي هُوَ أَخُو إِبْرَاهِيم الْمُسَمّى باسم أَبِيهِمَا الَّذِي هُوَ الْآن فِي الْأَحْيَاء. ولد سنة أَربع وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والإرشاد وبحثه عِنْد الشَّيْخ أَحْمد الْخَولَانِيّ وَلزِمَ الشَّيْخ عبد الله الْبَصْرِيّ وَبِه عرف فَقَرَأَ عَلَيْهِ فَرَائض الْمِنْهَاج ثمَّ الأشنهية والحساب وَالْفِقْه وَغَيرهَا وَبِه انْتفع، وَقَرَأَ على الشَّمْس النشيلي نزيل مَكَّة الْفُصُول لِابْنِ الهائم وعَلى السَّيِّد أصيل الدّين عبد الله عقيدة التقي وعَلى أَحْمد بن المغربي نزيل مَكَّة ألفية ابْن ملك وعَلى السراج معمر بعض الألفية وَنَحْو ثلث الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ، ولازمني فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَبعدهَا حَتَّى قَرَأَ على جَمِيع الصَّحِيحَيْنِ وشرحي لتقريب النَّوَوِيّ بحثا وَسمع مجَالِس من جَامع الْأُصُول وَغير ذَلِك، وزار وَأَنا هُنَاكَ الْمَدِينَة ثمَّ رَجَعَ وَتزَوج وَكَذَا قَرَأَ عَليّ فِي سنة سبع وَتِسْعين) جَمِيع ألفية الْعِرَاقِيّ بحثا وَسمع عَليّ فِي الْمَرَّتَيْنِ أَشْيَاء أثبتها لَهُ فِي كراسة وَهُوَ مِمَّن يلازم درس الجمالي القَاضِي وَكَذَا قَرَأَ على السَّيِّد كَمَال الدّين ابْن صاحبنا السَّيِّد حَمْزَة حِين مجاورته فِيهَا قِطْعَة من الأرشاد وَسمع أُخْرَى ولازم فِي المطالعة على ذَلِك وَغَيره الزين عبد الْغفار النطوبسي الْأَزْهَرِي وَقَرَأَ فِي أصُول الدّين على

عبد النَّبِي المغربي وَكَذَا قَرَأَ على عبد الْمُعْطِي، وَهُوَ فَقير خير يقظ فَاضل متفنن رَاغِب فِي التَّحْصِيل حسن الْفَهم كثير الْأَدَب مِمَّن ينظم الشّعْر، وَمِمَّا كتبته لَهُ فِي الْمرة الثَّانِيَة: اجْتمع بِي الْمشَار إِلَيْهِ وَقد ارْتَفع من سَائِر مَا أثنيت بِهِ عَلَيْهِ بِحَيْثُ صَار بَين فضلاء وقته كَالشَّامَةِ وَصَارَ فِي أقوم طرق الاسْتقَامَة من حرصه على لِقَاء الْخَيْر وتربصه لتأمل مَا يَنْفَعهُ فِي الْإِقَامَة وَالسير وَعدم خوضه فِيمَا لَا يعنيه والندم على الْوَقْت الَّذِي فِي غير الْعلم يمضيه فسررت بِوُجُود مثله وقررت مَا عَلمته مِنْهُ من عشيرته وَأَهله فَالله تَعَالَى يفتح عَلَيْهِ بِمَا يُعينهُ على الْقيام بِمَا هُوَ بصدده ويرجح مِيزَانه من فَضله ومدده، وَقد أَقرَأ فِي بَيت بني الْخَطِيب الفخري أبي بكر النويري ويصحح عَلَيْهِ فِي الْإِرْشَاد ابْن أبي المكارم ويقرئ فِي الْفَرَائِض وَغَيرهَا. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن إِسْمَاعِيل الْغَزِّي الْحَنْبَلِيّ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن روزبة بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم ابْن أَحْمد الشَّمْس وَرُبمَا لقب الْمُحب ويكنى أَبَا عبد الله وَأَبا الْفَتْح بن الْعِزّ بن الْعِزّ الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة خمسي وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وَالْحَاوِي والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك، وَعرض على الزينين خلف الْمَالِكِي والمراغي بل وَسمع عَلَيْهِ وَحضر مَجْلِسه فِي الْفِقْه وانتفع بِهِ وَكَذَا عرض على أبي حَامِد المطري وَسمع عَلَيْهِمَا صَحِيح البُخَارِيّ وَعرض أَيْضا على أبي عبد الله الوانوغي وَبحث عَلَيْهِ فِي الألفية والجمل للزجاجي والتقريب فِي النَّحْو أَيْضا وَفِي التَّنْقِيح فِي الْأُصُول للقرافي وَحضر دروسه أَيْضا فِي التَّفْسِير وَأخذ أَيْضا عَن ابْن عَم أَبِيه الْجمال مُحَمَّد بن الصفي الكازروني الْفِقْه وأصوله وَقَرَأَ عَلَيْهِ من كتب الحَدِيث أَشْيَاء وَوَصفه بالفقيه الْعَلامَة الْعَالم صدر المدرسين وَقَرَأَ النَّحْو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان وإعراب الْقُرْآن على النُّور عَليّ بن مُحَمَّد الزرندي وَحضر فِي الْفِقْه والْحَدِيث بِمَكَّة فِي سنة أَربع عشرَة عِنْد الْجمال بن ظهيرة وبالمدينة عِنْد الزين عبد الرَّحْمَن الْقطَّان وَبحث الْحَاوِي والمنهاج الْأَصْلِيّ) مَعَ شَرحه وألفية ابْن ملك وَالتَّلْخِيص على النَّجْم السكاكيني وَأذن لَهُ فِي الإقراء والتدريس والإفتاء وَوَصفه بالعلامة، وتلا على الزين بن عَيَّاش لأبي عَمْرو ثمَّ لعاصم ثمَّ لورش وأكمل الثَّالِثَة عِنْد وَجه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ لِابْنِ كثير ولقالون عَن نَافِع ثمَّ لِابْنِ عَامر وَالْكسَائِيّ ولحمزة وأكملها عِنْد وَجه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فكمل لَهُ بهَا سِتّ ختمات ثمَّ جمع للسبع من أول الْقُرْآن إِلَى والوالدات وَأذن لَهُ وَسمع عَلَيْهِ قصيدته غَايَة الْمَطْلُوب وَسمع بِالْمَدِينَةِ على النُّور الْمحلى سبط الزبير وَالشَّمْس مُحَمَّد

بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب سمع عَلَيْهِ الصَّحِيحَيْنِ حِين جاور عِنْدهم بِالْمَدِينَةِ والشرف الشِّيرَازِيّ والجرهي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ حِين قدم لِلْحَجِّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَابْن الْجَزرِي، وَدخل الشَّام فَأخذ عَن التَّاج عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن صَالح الزُّهْرِيّ والشهاب أَحْمد بن عبد الله بن بدر الْغَزِّي وَالْجمال بن نشوان وَالشَّمْس الكفيري والبرهان خطيب عذراء والنجم بن حجي وَأَبُو بكر اللوبياني وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الحسباني الشافعيين وَعرض عَلَيْهِم، وبالقدس عَن الشَّمْس الْهَرَوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض مُسلم وسَاق لَهُ إِسْنَاده فَكَانَ بَينه وَبَين مُسلم سَبْعَة كلهم حَسْبَمَا كتبته فِي تَرْجَمَة الْهَرَوِيّ نيسابوريون والزين القباني وَسمع عَلَيْهِ بعض صَحِيح مُسلم، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة البُلْقِينِيّ والعراقي والهيثمي وَابْن الملقن والحلاوي والسويداوي وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والنجم البالسي وَغَيرهم وَحدث وَأَجَازَ للتقي بن فَهد وابنيه وَغَيرهم. وَمَات فِي الْمحرم سنة تسع وَأَرْبَعين بِالْمَدِينَةِ وَصلى عَلَيْهِ بالروضة وَدفن بِالبَقِيعِ وَقد تَرْجَمته فِي الوفيات والمدنيين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُوسَى بن أبي بكر الْجمال بن الْعِزّ الشِّيرَازِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الزمزمي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة والماضي أَبوهُ والآتي عَمه مُوسَى. ولد فِي شعْبَان سنة سِتّ أَو سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فاشتغل يَسِيرا بعد أَن حفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ هُوَ وَأَخُوهُ أَبُو بكر الْآتِي التَّرَاوِيح بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام لَيْلَة بليلة، وَحفظ الْمِنْهَاج وَغَيره وَأخذ بهَا فِي الْفلك عَن نور الدّين الزمزمي وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَسِتِّينَ فَأَقَامَ بهَا مُدَّة واشتغل بالفرائض والحساب والميقات والهندسة وَغَيرهَا حَتَّى برع وتميز فِي بَعْضهَا وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد الْمَنَاوِيّ وَغَيره وَتردد للشمني وأئمة الْوَقْت وَكتب عني عدَّة أمالي بل سمع على غير ذَلِك ومدحني بِمَا كتبه الْجَمَاعَة عَنهُ بحضرتي، وَطلب الحَدِيث) يَسِيرا وَدَار على شُيُوخ الرِّوَايَة وَرغب فِي ذَلِك وارتحل إِلَى الشَّام وَأخذ بهَا عَن الخيضري وَغَيره وولع بالنظم وانتفع بالشهاب الْحِجَازِي فِيهِ، وَكَانَ ذكيا ظريفا عشيرا ذَا نَغمَة حَسَنَة وطلاقة. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ غَرِيبا مطعونا فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سلخ شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَدفن من الْغَد فِي مشْهد صَالح رحم الله شبابه وعوضه خيرا. وَمن عنوان نظمه: (كن راحما لِلْخلقِ كي تسلما ... فَحق للراحم أَن يرحما)

(إرحم عبيد الله فِي أرضه ... ترحم من الرَّحْمَن رب السما) مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد بن عياذ بتحتانية الإِمَام الأوحد كَمَال الدّين الْأنْصَارِيّ الْمدنِي الْمَالِكِي وَالِد حُسَيْن الْمَاضِي، سمع على صهره النُّور على الْمحلى فِي سنة عشْرين وَكتب عَنهُ فِي إجَازَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ بل عرض عَلَيْهِ بَعضهم فِي سنة خمس وَأَرْبَعين. وَمَات بعد ذَلِك وَكَانَ. مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي النويري اليمني الْمَكِّيّ وَأمه قمرا الْهِنْدِيَّة فتاة أَبِيه. ولد سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة بتعز أَو زبيد من الْيمن، وسافر مَعَ أَخَوَيْهِ عمر وَعبد الرَّحْمَن إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ثمَّ إِلَى الْمغرب ثمَّ التكرور وَمَات. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عُثْمَان بن يَعْقُوب بن عبد الْحق السُّلْطَان السعيد أَبُو مُحَمَّد بن أبي فَارس بن أبي الْحسن المريني صَاحب مَدِينَة فاس وبلاد الْمغرب. طول المقريزي تَرْجَمته وَأَنه أقيم وَهُوَ ابْن خمس سِنِين بعناية الْوَزير أبي بكر بن غَازِي بعد موت أَبِيه فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة واستبد الْوَزير بالتكلم فَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا وتحركوا عَلَيْهِ فَانْتزع أَبُو حمو مُوسَى بن يُوسُف تلمسان ومحا دَعْوَة بني مرين من أَعماله وَأَبُو عبد الله بن الْأَحْمَر حَبل الْفَتْح ومحا دَعْوَة بني مرين مِمَّا وَرَاء الْبَحْر بل وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي سَالم إِبْرَاهِيم على فاس فِي أول الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين فَكَانَت مُدَّة السعيد سنة وَتِسْعَة أشهر إِلَّا أَيَّامًا ثمَّ بعد محاربات وَفتن ودامت الحروب بعد ذَلِك إِلَى أَن تقنطر بِهِ فرسه فِي بَعْضهَا بخندق وَهُوَ سَكرَان فَأدْرك بِهِ فحز رَأسه فِي محرم سنة سِتّ عشرَة وجئ بِهِ إِلَى أبي سعيد. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان خير الدّين أَبُو الْخَيْر بن الْبِسَاطِيّ. يَأْتِي فِي الكنى.) ::: مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مظفر بن نصير بن صلح الْبَهَاء أَبُو الْبَقَاء ابْن الْعِزّ البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَولده عبد الْعَزِيز وَيعرف بِابْن عز الدّين ويلقب شفترا. ولد فِي رَجَب سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن ملك، وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم الْعِزّ بن جمَاعَة والجلال البُلْقِينِيّ والطبقة وأحضر على ابْن أبي الْمجد مُعظم البُخَارِيّ والختم مِنْهُ على التنوخي والعراقي والهيثمي، واشتغل يَسِيرا على أَبِيه فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث والنحو والفرائض وَكَانَ عَلامَة فِيهَا وَزعم أَنه أذن لَهُ فِي

الْإِفْتَاء والتدريس، وَأَجَازَ لَهُ ابو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَآخَرُونَ، وَحج فِي سنة تسع عشرَة وَدخل دمياط والمحلة وَنَحْوهمَا، وناب فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعده وترقب ولَايَة الْقَضَاء الْأَكْبَر وَرُبمَا ذكر لذَلِك خُصُوصا فِي الْأَيَّام الْمُتَأَخِّرَة وخوطب بِهِ وَكَاد أمره أَن يتم فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم ودرس بمدرسة سودون من زادة بالتبانة عقب أَبِيه وَكَذَا ولي بعده إِفْتَاء دَار الْعدْل واشتهر بالثروة الزَّائِدَة الَّتِي جرها إِلَيْهِ الْمِيرَاث من قبل أَبِيه وَغَيره مَعَ التقتير الزَّائِد والإزراء فِي ملبسه وإفراطه فِي البأو والتعاظم لَا لموجب حَتَّى أَن الديمي سَأَلَهُ فِي الْمَجِيء للكاملية ليحدث بِصَحِيح البُخَارِيّ فَأجَاب بتكلف زَائِد وَلما حضر خاطبه بشيخ الْإِسْلَام وَقَرَأَ بَين يَدَيْهِ مَعَ جمَاعَة من الشُّيُوخ الْمجْلس الأول ثمَّ أنف من إشراك غَيره مَعَه فِي الأسماع وَانْقطع عَن الْحُضُور إِلَّا إِن كَانَ بمفرده وَلَو لم يمْتَنع كَانَ أجمل فِي حَقه وَأجل، وَقد حدث باليسير جدا قَرَأت عَلَيْهِ جُزْءا وَقَرَأَ عَلَيْهِ غير وَاحِد من الطّلبَة وليم من قَرَأَ عَلَيْهِ بعد توعكه فِي سنة سِتّ وَسبعين لكَونه كَمَا قيل فِي حيّز الْمُخْتَلطين، وَكَانَ قد امتحن فِي أَوَائِل سلطنة الظَّاهِر جقمق فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِسَبَب جَارِيَة أفسدها عَبده جر ذَلِك إِلَى إهانته وضربه وإشهاره على حمَار وَفِي عُنُقه باشه وبذل ألف دِينَار وَأكْثر وَلَوْلَا تلطف شَيخنَا فِي أمره لَكَانَ الْأَمر أَشد. وَآل أمره إِلَى عَزله من نِيَابَة الحكم، وَلزِمَ بَيته حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس عَاشر شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين بعد توعك طَوِيل يزِيد على خمس سِنِين بِحَيْثُ أقعد وَصلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفن فِي تربة سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد جلال الدّين بن الْعِزّ بن الْبَدْر الْحَرَّانِي الأَصْل القاهري) القادري أَخُو عبد الْقَادِر الْمَاضِي لِأَبِيهِ والمحب بن بلكا القادري لأمه. مِمَّن حفظ الْقُرْآن والعمدة وَسمع على شَيخنَا وَغَيره كالبخاري بالظاهرية حَيْثُ سمع فِيهِ وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة باستدعاء ابْن فَهد وَغَيره وتكررت تَسْمِيَة ابْن فَهد لِأَبِيهِ بِمُحَمد وَهُوَ غلط. وَمَات قبل أَن يتكهل سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُسلم الشَّمْس أَبُو عبد الله المستناني المغربي السكندري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ. مَاتَ فِي سنة خمس وَسبعين أَو أَوَائِل الَّتِي بعْدهَا بدمياط فَإِنَّهُ توجه غليها صُحْبَة الْمَنْصُور لكَونه كَانَ إِمَامه وَله فِيهِ مزِيد اعْتِقَاد مَعَ استفاضة ذكره بالصلاح وَالْعلم وعقل وَسُكُون، وَقد كتب الْكثير بِخَطِّهِ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز أبي فَارس صَاحب الْمغرب. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد

بن أبي بكر. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْجمال الْمَكِّيّ الشهير ببيسق الْفراش. مضى فِي ابْن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الشَّمْس بن الْعِمَاد الْأَبْهَرِيّ. مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز زعيم تونس. مَاتَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. كَذَا كتبه ابْن عزم وَأَظنهُ الْمَاضِي فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر وَإِن لم تكن وَفَاته كَذَلِك. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي ابْن أُخْت الْجمال عبد الله بن البحشور. قَرَأَ الْقُرْآن وشيئا من التَّنْبِيه وَكتب شَرحه للزنكلوني وتعاني الشَّهَادَة وَجلسَ مَعَ خَاله فِي حَانُوت المراحليين وَكَذَا كَانَ شَاهد العمائر فِي وقف البيمارستان، وَلم يذكر عَنهُ فِي ذَلِك إِلَّا الْخَيْر مَعَ كَثْرَة تِلَاوَته ورغبته فِي الْجَمَاعَات وإقباله على شَأْنه وسكونه وَقدم تبسطه. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَثَمَانِينَ وَقد زاحم السّبْعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز. أَظُنهُ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز نسب لجده وَسَيَأْتِي. مُحَمَّد بن عبد الْعَظِيم بن يحيى بن أَحْمد بن عبد الْعَظِيم الخانكي. ولد سمع عَليّ بِقِرَاءَة أَبِيه ثلاثيات البُخَارِيّ فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَتِسْعين وأجزت لَهُ. مُحَمَّد بن عبد الْغفار بن مُحَمَّد بدر الدّين السمديسي الأَصْل الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي وَهُوَ أكبر من مُوسَى الْآتِي وَالَّذِي يَلِيهِ. مُحَمَّد جلالي الدّين أَخُوهُ. ولد سنة ثَلَاث وخسين بالصحراء أَيْضا وَحفظ الْقُرْآن) وَبَعض الْمُخْتَصر وجود على أَبِيه وَقَرَأَ على السنهوري مُقَدّمَة شَيخنَا الحناوي فِي النَّحْو وَسمع عَلَيْهِ بحث الْمُخْتَصر وَابْن الْجلاب وَبَعض ابْن الْحَاجِب وَقَرَأَ على ابْن يُونُس المغربي حِين قدم الْقَاهِرَة الجرومية بعد حفظه لَهَا فِي لَيْلَة ومعظم الرسَالَة وعَلى الزين السنتاوي غَالب الفوى وعَلى التقي الحصني تصريف الْعزي، وصاهر الشّرف الْأنْصَارِيّ على ابْنة أُخْته، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة سِتّ وَسبعين وَغير مرّة وَكَذَا زار طيبَة مرَارًا أَقَامَ فِي بَعْضهَا أشهرا، وَمَال إِلَى التِّجَارَة وسافر فِيهَا إِلَى الْيمن وهرموز ثمَّ إِلَى كالكوت من الْهِنْد فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بِمَكَّة، وَلَا بَأْس بِهِ. مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الرَّزَّاق نَاصِر الدّين بن الْفَخر بن أبي الْفرج أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَهُوَ توءمه. ولي نِيَابَة دمياط فدام بهَا سنة وتنسب لَهُ ولأخيه معصرة، وَحج وجاور. وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين تَقْرِيبًا. مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن نعيم بدر الدّين

الْبِسَاطِيّ الأَصْل القاهري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده ويلقب ديبس. ولد فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ، وَأَجَازَ لَهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَغَيره وَحفظ بعض الْكتب وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَلَيْسَ بمحمود السِّيرَة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَانِي عشري ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس التَّاجِر وَيعرف بِابْن كرسون. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَسبعين وَقد ناهز الثَّمَانِينَ وَخلف دنيا طائلة، وَكَانَ يسكن بحارة الديلم ويوصف بِخَير فِي الْجُمْلَة وَهُوَ وَالِد أبي الْفَتْح مُحَمَّد الْآتِي، وَفِي طبقَة بِخَط الشهَاب بن الضياء بِسَمَاع الشفا على الْمَشَايِخ الثَّلَاثَة أبي الْعَبَّاس ابْن عبد الْمُعْطِي والنشاوري وَالْفَخْر القاياتي مؤرخة بِسنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ذكر فِيهَا من سامعي جَمِيع الْكتاب الصَّدْر الْأَجَل شمس الدّين مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْبَزَّاز بِمَكَّة وَيعرف بكرسون وَابْنه عبد الرَّزَّاق فَينْظر إِن كَانَ هُوَ جد الْمَذْكُور أَو غَيره رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ نَاصِر الدّين القاهري نقيب السقاة ووالد وفا وأمير حَاج قاري النعماني ويوسف وَيعرف بِابْن أخي شفتر. اسْتَقر نقيب السقاة عقب عَمه أخي أَبِيه لأمه الشَّمْس مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن بركَة الْمَاضِي. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَاسْتقر بعده ابْنه وفا.) مُحَمَّد الصَّدْر أَخُوهُ. مضى فِي الأحمدين وَذَاكَ أفضل. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن أبي البركات بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر سعد الدّين بن الزين الْبكْرِيّ البلبيسي الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بكاتب العليق. ولد فِي عَاشر الْمحرم سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بحارة بهاء الدّين وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والخرقي وَكتب على الزين بن الصَّائِغ وَمهر فِي الْكِتَابَة وتدرب

بِأَبِيهِ فِي الْمُبَاشرَة ثمَّ اسْتَقر بعده فِي كِتَابَة العليق ثمَّ أضيف إِلَيْهِ كِتَابَة المماليك حِين اسْتَقر متوليها صهره فرج فِي الْوزر واستناب أَخَاهُ لأمه الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ الْبُوَيْطِيّ فِي العليق ثمَّ اسْتَقل بِهِ وباشر سعد الدّين كِتَابَة المماليك خَاصَّة حَتَّى صرف عَنْهَا بالتاج المقسي ثمَّ اسْتَقر فِي نظر الاسطبل والأوقاف بعد الْعَلَاء بن الصَّابُونِي ثمَّ صرف عَنْهُمَا وَاسْتقر فِي اسْتِيفَاء الْخَاص أَيَّام صهره الزين بن الكويز إِلَى أَن صرف بصرفه، ثمَّ لما مَاتَ عبد الْكَرِيم بن جُلُود وَاسْتقر ابْن أبي الْفَتْح المنوفي عوضه فِي كِتَابَة المماليك صَار هَذَا ثَانِي قلم فِيهَا بل صرح لَهُ السُّلْطَان غير مرّة بِأَن الْمعول فِي الدِّيوَان عَلَيْهِ وألزمه بديوان الْمُفْرد وَتقدم فِي الْمُبَاشرَة جدا مَعَ عقل وَسُكُون وأدب وشكالة وصاهر عدَّة من الْأَعْيَان، وَهُوَ بِأخرَة فِي ديانته وتصونه أحسن مِنْهُ قبل، وعَلى كل حَال فَهُوَ نَاقص الْحَظ عَن كثيرين مِمَّن لم يبلغ مرتبته وَلَا كَاد، وَقد حج سنة الزين عبد الباسط رجبيا. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن أبي بكر الْبَدْر أَبُو السعادات الْقَابِسِيّ الأَصْل الْمحلى الشَّافِعِي من ذُرِّيَّة موفق الدّين عمر بن عبد الْوَهَّاب الْقَابِسِيّ، مِمَّن عرض عَليّ وَأَبوهُ يَنُوب عَن قَاضِي الْمحلة بل هُوَ نَفسه. وَقد تقدم عَمه أَبُو الطّيب مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد. مُحَمَّد بن) عبد الْقَادِر بن حُسَيْن بن عَليّ الغمري أَخُو أَحْمد الْمَاضِي هُوَ وجده وَيعرف بِجلَال. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن أبي الْخَيْر واسْمه عبد الْحق بن عبد الْقَادِر الْحَكِيم غياث الدّين أَبُو الْفضل بن أبي الْفتُوح الطاوسي الأبرقوهي الأَصْل الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي عَم أَحْمد بن عبد الله الْمَاضِي. سمع الْكثير من أَبِيه وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر والشهاب أَحْمد بن عبد الْكَرِيم البعلي والزيتاوي والتقي ابْن رَافع والعز بن جمَاعَة واليافعي وَخلق رُوِيَ عَنهُ ابْن أَخِيه. وَمَات فِي ثَانِي عشري رَجَب سنة اثْنَتَيْ عشرَة بشيراز. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَارِث بن مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو الْيمن بن المحيوي الْبكْرِيّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي وَالِد زين العابدين مُحَمَّد الْآتِي والماضي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن عبد الْوَارِث. ولد فِي وَحفظ الْقُرْآن ومختصر الْفَقِيه خَلِيل وتنقيح الْقَرَافِيّ وألفية ابْن ملك، وَعرض فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ فَمَا بعْدهَا على الْعلم البُلْقِينِيّ والبوتيجي والعز الْحَنْبَلِيّ وَأبي الْجُود الْمَالِكِي وأجازوا لَهُ، واشتغل قَلِيلا عِنْد أَبِيه وسافر مَعَه إِلَى الشَّام حِين توجه على قَضَائهَا ثمَّ قدم بعد مَوته فَلَزِمَ النِّيَابَة عَن قضاتها وَأكْثر من حُضُور دروس السنهوري، وَيذكر

بحشمة وعقل وَرُبمَا نوه باسمه فِي الْقَضَاء الْأَكْبَر. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان بدر الدّين السخاوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه وَهُوَ ابْن أخي. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بسكننا الشهير وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج وَسمع على الْكثير خُصُوصا حِين كَانَ معي بِمَكَّة فِي مجاورتين وجاور مَعَ أَبَوَيْهِ حِين كُنَّا جَمِيعًا بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَسبعين، ثمَّ حج بِانْفِرَادِهِ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَكَانَت حجَّة الْإِسْلَام وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَرجع معي فِي موسمها فوصلنا الْقَاهِرَة فِي أول سنة ثَمَان وَجلسَ كأبيه للتكسب فتميز فِي البيع وَالشِّرَاء بسوق الْغَزل مَعَ عقل وَسُكُون وأدب وذوق وَفهم ومحبة فِي الْفُضَلَاء ورغبة فِي سَماع مذاكرتهم وإقبال على شَأْنه ثمَّ أقبل على الاشتغل وَقَرَأَ عَليّ فِي الْفِقْه وَفِي كتابي الْمَقَاصِد الْحَسَنَة ومسند الشَّافِعِي وَكَذَا قَرَأَ الْعَرَبيَّة مَعَ بعض الْفُضَلَاء وفهمها، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ فِيهَا السراج معمر وأتقن مَعَ غَيره شَرحه للقطر وَالسَّيِّد عبد الله الأيجي قَرَأَ عَلَيْهِمَا فِي شرح عَمه للقواعد وأكمله مَعَ شرح الألفية وَغَيرهمَا من كتب الْفَنّ وَغَيره على الشهَاب المنزلي وَسمع عَلَيْهِ فِي الْفِقْه كثيرا من الْإِرْشَاد لِابْنِ الْمقري وَلَو تفرغ) لذَلِك لما سبقه غَيره، وَقد أثكل أمه فِي مجاورة تلِي الْمشَار إِلَيْهَا ثمَّ وَالِده بعد رُجُوعه مِنْهَا وتجرع ألم فقدهما عوضه الله وإياهما خيرا. مُحَمَّد كَمَال الدّين شَقِيق الَّذِي قبله. مَاتَ صَغِيرا سنة وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْغَيْث بن محيي الدّين الشَّيْبَانِيّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو عمر الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن زبرق، مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَقد حفظ الْقُرْآن وَبَعض المختصرات ولازم زوج أُخْته أَبَا اللَّيْث بن الضياء فِي الْفِقْه وَحضر دروس قاضيهم. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عَليّ إِمَام الدّين أَبُو الْمَعَالِي الجزيري القاهري الشَّافِعِي، مِمَّن قَرَأَ الْمِنْهَاج عِنْد الْأمين بن النجار إِمَام الغمري ثمَّ عرضه على الْجَمَاعَة مبتدئا بِي فِي يَوْم السبت ثَانِي عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسمع مني المسلسل بِشَرْطِهِ وأجزت لَهُ وَكَذَا حفظ غَيره واشتغل فِي الْفِقْه والعربية وَفهم. مُحَمَّد بن الْقَادِر بن عمر بن حُسَيْن بن عَليّ الْمُحب أَبُو البركات الزفتاوي الأَصْل المقسي الْمَاضِي أَبوهُ وجده أسمعهُ أَبوهُ الْكثير على جمَاعَة وَكَذَا سمع عَليّ وأثكل أَبَاهُ. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عمر النَّجْم السنجاري الشِّيرَازِيّ الأَصْل الوَاسِطِيّ المولد الشَّافِعِي الْمُقْرِئ نزيل الْحَرَمَيْنِ وَرُبمَا كتب لَهُ الْمدنِي وَيعرف بالسكاكيني وسمى شَيخنَا وَالِده عبد الله بن عبد الْقَادِر. ولد فِيمَا بَين سنة سبع وَخمسين إِلَى سِتِّينَ

بواسط واشتغل فِي بَغْدَاد على جمَاعَة مِنْهُم فريد الدّين عبد الْخَالِق بن الصَّدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زنكي الإسفرايني الشعيبي قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُحَرر للرافعي وَالْحَاوِي الصَّغِير والغاية القصوى للبيضاوي وينابيع الْأَحْكَام فِي الْمذَاهب الْأَرْبَعَة لوالده وَكَذَا قَرَأَ فِي بَغْدَاد الْبردَة على قَاضِي قُضَاة الْعرَاق على الْإِطْلَاق الشهَاب أَحْمد بن يُونُس بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْملك المَسْعُودِيّ التّونسِيّ الْمَالِكِي وتلا للسبع وَالْعشر بِمَا تضمنه الْإِرْشَاد لأبي الْعِزّ القلانسي على خضر العجمي عِنْد قدومه من الْقَاهِرَة إِلَى الْعرَاق وَعرض عَلَيْهِ من حفظه الشاطبية وتلا على الْعَلَاء مُحَمَّد بن التقي عبد الرَّحْمَن بن عبد المحسن الوَاسِطِيّ بِمَا تضمنه الْكَنْز من القراآت إِلَى آخر آل عمرَان وَرُوِيَ عَنهُ الشاطبية أَيْضا وَأَجَازَ لَهُ، ثمَّ ارتحل فِي الطّلب وتبحر فِي القراآت فَقَرَأَ الشاطبية على أبي الْعَبَّاس أَحْمد التروجي مدرس البرجانية بِبَغْدَاد قِرَاءَة بحث واتقان وَتَحْقِيق لوجوه القراآت، وَلما غارت أَصْحَاب تمر على الْعرَاق أخذت كتبه جَمِيعهَا مَعَ) مقروءاته ومسموعاته وإجازاته وَلم يبْق لَهُ شَيْء من الْكتب، وَحج فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وجاور بِمَكَّة الَّتِي تَلِيهَا وتلا فِيهَا للسبع إِلَى آخر آل عمرَان على النُّور بن سَلامَة بِمَا تضمنه التَّيْسِير والشاطبية، وَعرض عَلَيْهِ الشاطبية حفظا وَأذن لَهُ فِي الإقراء والتصدير وَأخذ عَن الْمجد اللّغَوِيّ بعض شَرحه للْبُخَارِيّ وَبَعض الْقَامُوس وَغير ذَلِك وَعَاد إِلَى الْعرَاق وتصدى بهَا لإقراء الْقُرْآن. ثمَّ دخل دمشق قَاصِدا زِيَارَة بَيت الْمُقَدّس سنة خمس عشرَة فَقَرَأَ بِهِ إِلَى آخر آل عمرَان أَيْضا على الزين أبي الْمَعَالِي بن اللبان بِمَا تضمنه الْكَنْز فِي القراآت الْعشْر والكفاية نظم الْكَنْز كِلَاهُمَا للْإِمَام النَّجْم عبد الله بن عبد الْوَاحِد الوَاسِطِيّ والإرشاد لأبي الْعِزّ القلانسي والتيسير وَأذن لَهُ فِي الإقراء والتصدير، ثمَّ قدم مَكَّة قبل الثَّلَاثِينَ بِمدَّة يسيرَة وَانْقطع بهَا للإقراء وَصَارَ يتَرَدَّد فِي بعض السنين إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة ثمَّ انْقَطع بهَا وَصَارَ يتَرَدَّد إِلَى مَكَّة فِي أَيَّام الْمَوْسِم لِلْحَجِّ خَاصَّة ثمَّ قطنها بعد الْحَج فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْأَحَد خَامِس عشري ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَدفن بالمعلاة، وَكَانَ إِمَامًا عَالما صَالحا متواضعا حَرِيصًا على نفع الطّلبَة مَشْهُورا بخبرة كتاب الْحَاوِي وَحسن تَقْرِيره درس بالحرمين وَأفْتى بهما وانتفع بِهِ كثير من الطّلبَة فيهمَا وَفِي غَيرهمَا، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أَبُو الْفرج المراغي والمحب الطَّبَرِيّ إِمَام الْمقَام بِمَكَّة وَالْكثير من نظمه الشَّمْس بن الشَّيْخ عَليّ بواب سعيد السُّعَدَاء، وَعرض عَلَيْهِ ابْن أبي الْيمن وَغَيره وَقَرَأَ عَلَيْهِ التقي بن فَهد وَجَمَاعَة. وَله مؤلفات مِنْهَا شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وتخميس الْبردَة وَبَانَتْ سعاد وَسَماهُ تَنْفِيس

الشدَّة وبلوغ المُرَاد فِي تخميس بَانَتْ سعاد وَله قصيدة دون أَرْبَعِينَ بَيْتا فِيمَا وَقع من النهب بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَغير ذَلِك ونظم التَّتِمَّة فِي القراآت الْعشْر وَجعلهَا فِي وزن الشاطبية وقافيتها وَجعلهَا بَين بيوتها أَدخل كل شَيْء مَعَ مَا يُنَاسِبه وَشَرحهَا بِاخْتِصَار. وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَقَالَ يُقَال إِنَّه قَرَأَ على العاقولي وَمهر فِي القراآت وَالنّظم وَالْفِقْه بِحَيْثُ قيل إِنَّه أَقرَأ الْحَاوِي ثَلَاثِينَ مرّة وَله شرح على الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ ونظم لبَقيَّة القراآته الْعشْر تَكْمِلَة للشاطبي على طَرِيقَته حَتَّى يغلب على الظَّن أَنه نظم الشاطبي وَخمْس الْبردَة وَبَانَتْ سعاد. مَاتَ بِمَكَّة فِي سادس عشري ربيع الآخر رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن جِبْرِيل خير الدّين أَبُو الْخَيْر بن المحيوي الْعزي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن جِبْرِيل، مِمَّن اشْتغل قَلِيلا وقرأعلي قِطْعَة من أول شرح) ألفية الْعِرَاقِيّ للناظم ولازمني فِي غير ذَلِك وَهُوَ فهم تحول عَن مذْهبه لغيره وَولي الْقَضَاء بغزة فِيهِ. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سُلْطَان بن سرُور بن رَافع بن حسن بن جَعْفَر الْبَدْر أَبُو عبد الله بن الشّرف بن الشَّمْس أبي عبد الله بن الشّرف بن الْفَخر بن الإِمَام الْجمال أبي الْفرج الْجَعْفَرِي الْمَقْدِسِي النابلسي الْحَنْبَلِيّ وَالِد الْكَمَال مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن عبد الْقَادِر. من بَيت كَبِير بيّنت من فِي عَمُود نسبه من الْأَعْيَان فِي تَرْجَمته من معجمي. ولد فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بنابلس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْخرقِيّ وَأخذ عَن بلديه التقي الْمُفْتِي أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر بن حكم وَسمع عَلَيْهِ وعَلى القباني والتدمري وَغَيرهم مِمَّن كَانَ يُمكنهُ السماع من أقدم مِنْهُم بل لَا أستبعد أَن يكون أُجِيز لَهُ من جده وَغَيره مَعَ أَنِّي رَأَيْت من قَالَ أَنه سمع من جده وَأبي الْخَيْر بن العلائي وَلَكِن قَائِله لَا أعتمده. وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا فَأخذ فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين عَن الْمُحب بن نصر الله فِي الْفِقْه وَغَيره وناب عَنهُ ثمَّ عَن الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ بهَا، ثمَّ ولاه النظام بن مُفْلِح فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين قَضَاء نابلس حِين كَانَ أمرهَا لقضاة الشَّام مَعَ كَون قَضَاء الْحَنَابِلَة بهَا مِمَّا تجدّد فِي أَوَائِل هَذَا الْقرن أَو أَوَاخِر الَّذِي قبله، وَاسْتمرّ على قَضَاء بَلَده دهرا وانفصل فِي أَثْنَائِهِ قَلِيلا ثمَّ أضيف إِلَيْهِ قَضَاء الْقُدس وقتا وَقَضَاء الرملة. وَأَجَازَ لي بعد ثمَّ لقِيه الْعِزّ بن فَهد فَأخذ عَنهُ، وَلما كبر أعرض عَن الْقَضَاء لأولاده وَاقْبَلْ على مَا يهمه. وَحج أَربع مرار ولقيته بنابلس فِي سنة تسع وَخمسين فَسمع بِقِرَاءَتِي على بعض الروَاة. وَمَات فِي يَوْم

الْخَمِيس سادس عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْملك الْبَدْر الدَّمِيرِيّ الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ. شَاب لَا بَأْس بِهِ كأبيه. اشْتغل أَيْضا وتميز قَلِيلا وَجلسَ مُحَمَّد ع الشُّهُود. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز أَبُو البركات بن المحيوي بن الْكَمَال أبي البركات النويري الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَالْمَدينَة. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ كَمَال الدّين بن المحيوي الطوخي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ عَليّ. ولد فِي الْمحرم سنة خمسين وَثَمَانمِائَة) بِالْقَاهِرَةِ وَحضر القاياتي عقيقته فَكَانَ آخر مُجْتَمع حضر فِيهِ، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنقيح للْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَعرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة كَالْعلمِ البُلْقِينِيّ والمناوي وَحضر عِنْد الْعَبَّادِيّ والجوجري والمقسي وَغَيرهم، وَحج مَعَ أَبِيه وخطب بالأزهر وباشر فِي الحسنية، وناب فِي الْقَضَاء عَن الْعلم بطوخ وَغَيرهَا ثمَّ عَن الْمَنَاوِيّ فَمن بعده وَجلسَ بِجَامِع الصَّالح مُدَّة ثمَّ ترك وَأَقْبل على معيشته وسافر لمَكَّة بحرا وَمَعَهُ زَوجته ابْنة الْجمال يُوسُف بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ فوصلها فِي رَجَب فحج وجاور حَتَّى السّنة الَّتِي بعْدهَا سنة تسع وَتِسْعين. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مَدين الأشموني القاهري الْمَالِكِي، حفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل فِي الْفِقْه على النُّور الْوراق والعلمي وَفِي الْعَرَبيَّة على التقي الحصني قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الرضى وَتردد للبقاعي وَكَذَا قَرَأَ عَليّ فِي أَشْيَاء وتميز فِي الْفَضَائِل، وَحج وقطن أشمون مَعَ حسن العقيدة وصفاء الْفطْرَة، وَلَو لزم الِاشْتِغَال لارتقى. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد أَبُو الْبَقَاء الْهَاشِمِي. مَاتَ فِي المهد قبل استكمال شهر فِي رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر أحد مَشَايِخ نابلس وأظن عبد الْقَادِر جدله أَعلَى. عَزله الظَّاهِر جقمق عَنْهَا بِابْن عَمه وحبسه باسكندرية فاستمر إِلَى سنة ثَمَان وَخمسين فاحتال بِلبْس زِيّ النِّسَاء حَتَّى خرج من محبسه وَلَا زَالَ يسْتَعْمل الْحِيَل حَتَّى وصل لنابلس فانضم إِلَيْهِ جمَاعَة من عشيره وخواصه وطرق ابْن عَمه الْمشَار إِلَيْهِ فاصطدما فَقتل هَذَا هُوَ وَجَمَاعَة مِمَّن مَعَه وَأرْسل بِرَأْسِهِ فَكَانَ وصولها الْقَاهِرَة فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشري شَوَّال مِنْهَا فسر السُّلْطَان بذلك وَأمر فطيف بهَا فِي شوارعها على رمح ثمَّ علقت أَيَّامًا.

مُحَمَّد بن عبد الْقوي بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن معمر بن سُلَيْمَان بن عبد الْعَزِيز بن أَيُّوب بن عَليّ الْجمال أَو القطب أَبُو الْخَيْر بن الشَّيْخ أبي مُحَمَّد البجائي المغربي الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وأبوهما وَيعرف بِابْن عبد القوى وَهُوَ بكنيته وبقطب الدّين أشهر. ولد فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَالِث عشر شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَلَكِن سَيَأْتِي فِي نظمه أَنه فِي الَّتِي بعْدهَا بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والرسالة وألفية ابْن ملك، وَعرض على الْجمال بن ظهيرة وتفقه بِأَبِيهِ والشريف عبد) الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر الفاسي وَسمع عَلَيْهِ صَحِيح ابْن حبَان وَالْقَاضِي على النويري وَكَذَا بالبساطي أَيَّام مجاورته وبغلني أَنه أذن لَهُ فِي الْفتيا وَسمع من ابْن صديق صَحِيح البُخَارِيّ وَكَذَا مُسْند عبد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بِقِرَاءَة أبي الْفَتْح المراغي وَسمع أَيْضا من ابْن سَلامَة وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَابْن الْجَزرِي وَآخَرين مِنْهُم فِيمَا ذكر القَاضِي أَبُو الْفضل النويري بل كَانَ يَقُول إِنَّه حضر مجْلِس ابْن عَرَفَة حِين ورد عَلَيْهِم حَاجا سنة تسعين وَابْن خلدون وَغَيرهمَا وَإنَّهُ زار الْمَدِينَة وقبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسمع على الزين المراغي كثيرا وَكَذَا سمع على الشهَاب بن الناصح وَأَنه أَخذ النَّحْو عَن خَلِيل بن هرون الجزائري وَالشَّمْس الوانوغي وَأبي الْقسم العقباني وَإنَّهُ سمع من الْقَامُوس على مؤلف الْمجد واستفاد مِنْهُ كثيرا من اللُّغَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم الشهَاب أَحْمد بن أقبرص وَأحمد بن عَليّ بن يحيى بن تَمِيم الْحُسَيْنِي وَأَبُو بكر بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الْهَادِي وَعبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قوام وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن منيع وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَفَاطِمَة وَعَائِشَة ابنتا ابْن عبد الْهَادِي والعراقي والهيثمي والفرسيسي وَسليمَان السقاء وَعبد الْقَادِر الحجار. وتعانى الشّعْر فتميز فِيهِ وَأكْثر من مطالعة التَّارِيخ بِحَيْثُ صَار يحفظ مِنْهُ كثيرا لَا سِيمَا تواريخ الْحجاز وَمَا يتَعَلَّق بعربها ومحالها، وتميز فِي الْأَنْسَاب الْجَاهِلِيَّة وَغَيرهَا وناب عَن الْكَمَال بن الزين وَأبي عبد الله النويري فِي الْعُقُود، وَكَانَ ذَا نظم جيد وحافظة قَوِيَّة فِي التَّارِيخ وذكاء يتسلط بِهِ على الْخَوْض فِي كثير من الْفُنُون بِحَيْثُ يقْضِي لَهُ بالتقدم فِيهَا مَعَ قلَّة مطالعته إِلَّا فِيمَا أُشير إِلَيْهِ بل لَا يكَاد يرَاهُ أحد نَاظرا فِي كتاب باقعة فِي الهجاء مِمَّن يخْشَى لِسَانه وَيَتَّقِي وَقد كذبه البقاعي لبَعض الْأَغْرَاض. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ إِنَّه برع فِي الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر الْجيد وشارك فِي عدَّة فنون وَقدم عَليّ بِمَكَّة لما حججْت فِي سنة خمس وَعشْرين

ولازمني مُدَّة مجاورتي بهَا فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فبلوت مِنْهُ فضلا وفضائل واستفدت مِنْهُ أَخْبَارًا وَنعم الرجل هُوَ، وَذكر غَيره فِي محفوظه ابْن الْحَاجِب وَقَالَ إِنَّه قَرَأَ على شُيُوخ عصره وبرع فِي فنون من الْعلم وَغلب عَلَيْهِ الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر الْفَائِق الرَّائِق ومدح أَعْيَان مَكَّة وأمراءها وَكَانَ حُلْو المحاضرة راوية للْأَخْبَار كثير الِاطِّلَاع يذاكر بِكَثِير من التواريخ وَأَيَّام النَّاس سِيمَا أَحْوَال مَكَّة وأعيانها فَكَانَ أعجوبة فِيهَا مَعَ مَعْرفَته بأراضي الْحجاز وخططه هجاء بذئ اللِّسَان قل من يسلم من أهل مَكَّة من هجوه) وَهُوَ فِيهِ أطبع وَكثر بَين المكيين تناشدهم لَهُ. قلت: بل كتب النَّاس عَنهُ من نظمه الْكثير وَجمع النَّجْم بن فَهد مِنْهُ مجلدا، أجَاز لي وَبَلغنِي أَنه كَانَ يُكَاتب التقي بن قَاضِي شُهْبَة بأخبار الْحجاز بعد التقي الفاسي، وَكَانَ ابْن قَاضِي شُهْبَة يشْكر حفظه وَيَقُول إِنَّه لما حج فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ جَاءَهُ بمنى بعد انْقِطَاع الْحَج لَيْلَة الرحيل ولامه فِي عدم إرْسَاله إِلَيْهِ أول قدومه وَقَالَ لَهُ كنت أحج مَعَك وأريك كل مَكَان بِمَكَّة وكل مَزَار وَمن وقف بِهِ وَمَا قيل فِيهِ ومقابر كَثِيرَة لَا يعرفهَا النَّاس ومواضع يجهلونها إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يدل على فضل كَبِير واطلاع كثير وَمَات بِمَكَّة بعد أَن كف سِنِين وتمرض بإسهال مفرط فِي لَيْلَة الْأَحَد منتصف ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن عِنْد أَبِيه فِي المعلاة سامحه الله وإيانا. ورثاه الْبَدْر بن العليف بِمَا كتبت بعضه مَعَ كثير من نظمه فِي تَرْجَمته من معجمي. وَمن نظمه: (ومايس شبهت عساله ... فِي رَوْضَة الْحسن كغصن وريق) (رشفت من ملمضه قهوة ... قد مزجت مِنْهُ بمسك وريق) وَقَوله: (فيا نفس عَن كم زفرَة تتنفسي ... وَمن طيبَة الجرعاء كم تتجرعي) (أَرَاك إِذا مَا الْوَرق بالجزع غردت ... بتذكارها عهد الْمحبَّة تجزعي) (ويشجيك إِن غنى أَخُو الشوق منشدا ... حمامة جرعا حومة الجندل اسمعي) (وَإِن حن إلْف أَو تألق بارق ... بَكَيْت على سكان بجد بأدمع) وَقَوله: (صب تناءت دَاره ... لما جفته نواره) (كالربع يبعد أَهله ... إِن لم ترش أشجاره) (وَلَقَد يكون ممتعا ... ومصونة أسراره) (أَيَّام تقمن عقله ... بالمنحنى أقماره) فِي أَبْيَات. وَأورد لَهُ المقريزي مِمَّا بعث بِهِ إِلَيْهِ من مَكَّة افْتِتَاح رِسَالَة:

(يَا أَحْمد بن عَليّ دمت فِي نعم ... مدى الزَّمَان مصونا من تقلبه) (هَذَا الَّذِي كنت أَرْجُو أَن أفوز بِهِ ... من فيض فضلك قد جَاءَ البشير بِهِ) ) وَقَوله: (يَا غافلا عَن نَفسه ... أخذتك أَلْسِنَة الورى) (السهل أَهْون مسلكا ... فدع الطَّرِيق الأوعرا) (وَاعْلَم بأنك مَا تقل ... فِي النَّاس قَالُوا أكثرا) وَقَوله: (أجزت لَهُم مَا قد رويت بِشَرْطِهِ ... وَمَا لي من نظم بديع وَمن نثر) (بثانية بعد الثَّمَانِينَ مولدِي ... بِمَكَّة من شواله ثالثه الْعشْر) مُحَمَّد بن عبد الْكَافِي بن عبد الله بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد محب الدّين وَرُبمَا لقب شمس الدّين أَبُو الطّيب بن الصَّدْر بن الْجمال الْأنْصَارِيّ الْعَبَّادِيّ البنمساوي بِكَسْر الْمُوَحدَة وَالنُّون وَسُكُون الْمِيم ثمَّ مُهْملَة نِسْبَة لقرية تعرف قَدِيما ببنمسوية واشتهرت ببني سويف حَتَّى صَار يُقَال فِي النِّسْبَة إِلَيْهَا السويفي القاهري نزيل القطبية الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بالسويفي. ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين وَسَبْعمائة أَو بعْدهَا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْمُؤَدب الشَّمْس القاياتي والشهاب بن الْبَدْر الْحَنَفِيّ وَحفظ الْعُمْدَة والتنبيه وَالصَّلَاح البلبيسي وَالشَّمْس بن ياسين الْجُزُولِيّ والمطرز والآمدي وَابْن حَاتِم وَآخَرين، وَدخل اسكندرية والصعيد وَغَيرهمَا وأضر من سنة خمس وَأَرْبَعين وأعلمت بِهِ الْجَمَاعَة وَحدث بالكثير سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة وَسمعت مِنْهُ أَشْيَاء وارتفق لفقره بذلك، وَكَانَ عالي الهمة صبورا على الأسماع. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الْكَافِي بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن مَدين الْمَدِينِيّ السّلمِيّ الْمَنَاوِيّ نِسْبَة لمنية الْقَائِد من الجيزية القاهري الشَّافِعِي. مولده تَقْرِيبًا سنة سبعين بميدان الْغلَّة من الْقَاهِرَة وَنَشَأ. مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْجمال الْقرشِي الْمَكِّيّ وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة وَهُوَ بِأبي سمنطح، وَأمه حبشية فتاة أَبِيه. ولد فِي آخر حَيَاة أَبِيه أَو بعد وَفَاة أَبِيه بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا الْأَذْرَعِيّ وَابْن كثير والكمال بن حبيب وَخلق، وَتردد إِلَى الْيمن بعد بيع كثير مِمَّا وَرثهُ من أَبِيه وَتزَوج فِي زبيد وَغَيرهَا وَانْقطع عَن الْحَج فِي غَالب السنين. مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَعشْرين) بِمَكَّة بعد أَن تعلل، وَدفن بالمعلاة وَقد جَازَ الْخمسين بسنين، ذكره الفاسي بِمَكَّة ثمَّ ابْن فَهد، وَرَأَيْت من أرخه سنة سبع وَعشْرين وَسمي جده مُحَمَّد بن أَحْمد.

مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن دَاوُد الْمُحب أَبُو الْجُود ابْن شيخ القراآت بالقدس وَإِمَام الْأَقْصَى كريم الدّين البدري بن أبي الْوَفَاء الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. سمع مني بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة المسلسل وَعرض على محافيظه. مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الله الأردبيلي. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد قَرِيبا. مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْجمال الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة وَهُوَ بالطويل، وَأمه أم كُلْثُوم ابْنة حسن بن عبد الْمُعْطِي. سمع من الْجمال بن عبد الْمُعْطِي، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سبعين فَمَا بعْدهَا الشهَاب الْأَذْرَعِيّ وَآخَرُونَ، وتنزل فِي طلبة البنجالية الجديدة بِمَكَّة وتعاني بِأخرَة الشَّهَادَة، وَدخل مصر مرَارًا للارتزاق، وَحدث فِي مَكَّة باليسير سمع مِنْهُ النَّجْم بن فَهد وَغَيره. وَمَات بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين. ذكره ابْن فَهد وَمن قبله الفاسي. مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن صَالح بن شهَاب بن مُحَمَّد الْبَدْر بن كريم الدّين بن الشَّمْس الهيثمي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده وَيعرف بالهيثمي. ولد سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن والتنقيح فِي الْفِقْه للْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَعرضه واشتغل يَسِيرا على اللشهاب الْحَاوِي والبدر النسابة وَتزَوج ابْنَته وتميز فِي الوراقة وَكِتَابَة الشُّرُوط وخطب أَحْيَانًا بِبَعْض الْجَوَامِع، وَاسْتقر فِي كِتَابَة الْغَيْبَة بالبيبرسية بعد الشَّمْس العباسي وراج فِيهَا، وَحج وسافر مرَارًا وَكَانَ يحمل مَعَه بالكراء فِي كل سنة جمَاعَة من المعتبرين وَغَيرهم فيشتط عَلَيْهِم فِي الْكِرَاء وَيُكَلِّفُونَهُ بِحَيْثُ يُوسع البابكة لذَلِك وَمَعَ هَذَا فَلم يظفر بطائل، وَآل أمره إِلَى أَن توعك وَهُوَ رَاجع أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ بعقبة أَيْلَة فِي حادي عشر الْمحرم سنة سبعين وَدفن فِيهَا بجوار جده عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد تَقِيّ الدّين الهيثمي أَخُو الَّذِي قبله وَهُوَ الْأَصْغَر. جلس مَعَ الشُّهُود وَلكنه غير مرضِي مَعَ فاقته وإتلافه لما وَرثهُ من أَبِيه وَأَظنهُ انتسب حنبليا. مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْجمال أَبُو المكارم وَرَأَيْت ابْن فَهد قَالَ جلال الدّين أَبُو السرُور وَالْأول) هُوَ الَّذِي اسْتَقر ابْن الشّرف أبي الْقسم الرَّافِعِيّ بن الْجلَال أبي السعادات بن الْكَمَال أبي البركات بن أبي السُّعُود الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة وَهُوَ بكنيته أشهر، وَأمه ابْنة أبي الْفضل بن ظهيرة. ولد فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ

بهَا فِي كنف أَبوهُ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والمنهاج الفرعي والمختصر الْأَصْلِيّ وألفيتي الحَدِيث والنحو وَمن التَّلْخِيص إِلَى الْإِنْشَاء وَمن الشاطبية إِلَى فرش الْحُرُوف، وَعرض على جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ الشَّمْس التنكزي وَأم هَانِئ الهورينية ولازم المنهلي وَعبد الْحق السنباطي فِي مجاورتيهما بل لما قدم الْقَاهِرَة داوم الْأَخْذ عَن أَولهمَا وَكَذَا عرض على الزيني زَكَرِيَّا والبكري والجوجري ولازمني حَتَّى قَرَأَ على ألفية الْعِرَاقِيّ بحثا وَالْقَوْل البديع وترجمة النَّوَوِيّ وَغير ذَلِك من تصانيفي بل قَرَأَ على الْخَطِيب الوزيري لقرب سكنه فِيهَا مِنْهُ وَكَذَا قَرَأَ على الخيضري وَأَظنهُ كتب بعض تصانيفه وَأخذ بِمَكَّة فِي النَّحْو عَن أبي الْعَزْم الحلاوي ومُوسَى الحاجبي الفاسي وَفِي الْفِقْه عَن عَمه الْمُحب بل أَخذ فِي الْأُصُول وَغَيره عَن العلمي والمعاني وَالْبَيَان عَن الشريف القَاضِي المحيوي الْحَنْبَلِيّ ورافقه فِي التَّوَجُّه للزيارة النَّبَوِيَّة وَقَرَأَ عَليّ فِي الْحَرَمَيْنِ الْكثير وَكَذَا سمع مني وعَلى جملَة وَمن ذَلِك شرحي لألفية الْعِرَاقِيّ وَكتبه بِخَطِّهِ مَعَ غَيره من تأليفي وَكَذَا كتب أَشْيَاء وتميز وبرع وشارك مَعَ ذكاء وأدب وكتبت لَهُ إجَازَة هائلة أودعت حاصلها فِي التَّارِيخ الْكَبِير ورأيته كتب للخيضري من نظمه وَكَذَا كتب لي مِنْهُ مَا كتبته فِي مَوضِع آخر وَلما ولي قَرِيبه الْجمال أَبُو السُّعُود بعد وَالِده لَازمه فِي الْفِقْه والأصلين والمعاني وَغَيرهَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ الحَدِيث على جاري عَادَة الْقُضَاة بل هُوَ من طلبته قبل الْقَضَاء. مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد الشَّمْس الأردبيلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَرَأَيْت فِي مَوضِع آخر اسْم جده عبد الله. مِمَّن اخْتصَّ بأمير آخور جَانِبك الْفَقِيه وَحج مرَارًا وجاور فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَقَرَأَ عَليّ الْحَج تَمَامه من البُخَارِيّ مَعَ قِطْعَة أُخْرَى بعده ولازمني فِي غير ذَلِك وَكَذَا قَرَأَ على الديمي وَلَا بَأْس بِهِ. مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد الشَّمْس بن التقي الأقصري بِالضَّمِّ ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد الْبَدْر أبي الْفضل مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالمحلى لكَون جده كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهَا للتِّجَارَة فِي البطائن وَنَحْوهَا. ولد بالأقصر من الصَّعِيد ويحول مِنْهَا وَهُوَ صَغِير إِلَى الْقَاهِرَة) فحفظ الْقُرْآن واشتغل شافعيا وَأخذ عَن الشَّمْس البوصيري وَتزَوج سبطة لَهُ هِيَ ابْنة لِلشِّهَابِ الْحُسَيْنِي وَسمع على الشهَاب الكلوتاتي وَغَيره ثمَّ أَنه أَقرَأ المماليك فِي الطباق وتحول حِينَئِذٍ حنفيا وَحفظ الْقَدُورِيّ وَغَيره واشتغل فِي الْفَرَائِض والحساب والميقات وَغَيرهَا على ابْن المجدي وَكَذَا أَخذ الْفَرَائِض والميقات مَعَ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا عَن الشهَاب الْخَواص والميقات فَقَط عَن النُّور النقاش والفرائض فَقَط عَن أبي الْجُود والعربية عَن الشَّمْس بن الجندي

ولازمه وَكَذَا ابْن الْهمام والشمني وَابْن عبيد الله والأمين الأقصرائي فِي الْفِقْه وَغَيره واشتدت عنايته بملازمة الْأمين جدا وَحمل عَنهُ من الْفُنُون شَيْئا كثيرا وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وانْتهى فِي رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين، وَكَذَا سمع على شَيخنَا والزين الزَّرْكَشِيّ وَعَائِشَة الحنبلية وَالشَّمْس البالسي والقطب القلقشندي والجلال بن الملقن وَأم هاني الهورينية فِي آخَرين، وتلقن الذّكر من الشَّيْخ مَدين وَغَيره وَحج مرَارًا وَأخذ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين مِنْهَا عَن أبي الْبَقَاء بن الضياء وَأكْثر من التَّرَدُّد للمذكورين من شُيُوخ الدِّرَايَة وَغَيرهم وبرع فِي الْمِيقَات والفرائض والحساب والعربية وشارك فِي غَيرهَا وَاخْتصرَ سيرة ابْن سيد النَّاس وحياة الْحَيَوَان وَكتب على الْكَنْز حَاشِيَة فِي جُزْء مَاتَ عَنهُ مسودة وأوراقا فِي الصَّبْر وَسكن الشرابشية بِالْقربِ من جَامع الْأَقْمَر وَكَانَ باسمه مشيختها وأقرأ الطّلبَة يَسِيرا، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْمِيقَات المظفر الأمشاطي وَعبد الْعَزِيز الميقاتي وَكَذَا أَخذ عَنهُ نَاصِر الدّين الأخميمي وَكَانَ صديق وَالِده وَهُوَ الَّذِي حنفه، وَكَانَ خيرا سَاكِنا متواضعا منجمعا عَن النَّاس مقتصدا على طَرِيق السّلف. مَاتَ عَن بضع وَسِتِّينَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَدفن عِنْد ضريح الجعبري بِبَاب النَّصْر وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن عُثْمَان بن عماد الْكَمَال بن الْمعِين بن الشّرف الْحلَبِي الأَصْل القاهري الْموضع الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده وَيعرف بِابْن العجمي ثمَّ بِابْن معِين الدّين. ولد فِي وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن وَغَيره وتدرب فِي التوقيع وباشره دهره وَلكنه مَعَ تقدمه فِيهِ مُتَأَخّر عَن من هُوَ دونه سِيمَا مَعَ كَثْرَة دُيُونه وَتوقف أَحْوَاله وَلكنه فِيهِ بَقِيَّة حشمة وأدب ورام الزين بن مزهر تَقْدِيمه لنيابته فَمَا أمكن وَحصل لَهُ رمد عدمت إِحْدَى عَيْنَيْهِ. مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن أبي السرُور واسْمه مُحَمَّد بن الْعَلامَة شيخ الْحرم التقي عبد) الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد القطب أَبُو الْخَيْر بن السراج الحسني الفاسي الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده، أمه أم الْخَيْر ابْنة عبد الْقَادِر بن أبي الْفَتْح الفاسي. ولد فِي لَيْلَة من ليَالِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَسمع بهَا، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة مولده أَبوهُ وقريبه السراج عبد اللَّطِيف الفاسي وَأُخْته أم الْهدى والإهدل وَزَيْنَب ابْنة اليافعي وَالسَّيِّد صفي الدّين الأيجي وَأَخُوهُ عفيف الدّين وَأَبُو الْفَتْح

المراغي والمحب المطري وَآخَرُونَ مِنْهُم أَبُو جَعْفَر بن العجمي والضياء بن النصيبي، وَدخل الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه فِي أول سنة سِتّ وَخمسين وتوجها مِنْهَا إِلَى بَيت الْمُقَدّس ثمَّ لدمشق ثمَّ رجعا إِلَى الْقَاهِرَة وسافرا مِنْهَا لبلاد الْمغرب فدخلا تونس وبجاية والجزائر وزهران وتلمسان وفاس ومكناس ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة فِي موسم سنة ثَمَان وَخمسين ثمَّ سَافر وَحده إِلَى بِلَاد الْمغرب فِي موسم سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فَدخل تونس فَقَط وَعَاد إِلَى مَكَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وتكرر دُخُوله للقاهرة ثمَّ دخل الْمغرب أَيْضا وزادت إِقَامَته فِيهَا على سنتَيْن، ولازم بِالْقَاهِرَةِ فِي بعض مراته السنهوري فِي الْفِقْه وَغَيره وَكَذَا لازمني حَتَّى قَرَأَ على الألفية وَشَرحهَا وَقَرَأَ على الشاوي والزكي الْمَنَاوِيّ وَعبد الصَّمد الهرساني وَآخَرين، وناب فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة بمرسوم من السُّلْطَان وتوهم استقلاله بِهِ بعد موت القَاضِي فَمَا اتّفق وَخَاصم الرَّافِعِيّ لكَونه ابْن عمته فَمَا أنجح، وسافر بعد ذَلِك إِلَى الغرب أَيْضا ثمَّ عَاد وانجمع بمنزله وَبِيَدِهِ الْإِمَامَة بِمَسْجِد الْخيف وَغير ذَلِك وسافر بعد ذَلِك أَيْضا إِلَى الْهِنْد وَهُوَ فِي سنة تسع وَتِسْعين بهَا. مُحَمَّد أَبُو عبد الله الحسني الفاسي الْمَكِّيّ شَقِيق الَّذِي قبله. ولد فِي غرُوب الشَّمْس ثَالِث عشر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع وَخمسين أَبوهُ وَإِبْرَاهِيم الزمزمي والعليف وَأَبُو الْبَقَاء بن الضياء وَأَبُو الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والمحب المطري والبدر بن فَرِحُونَ وَأَبُو جَعْفَر بن النصيبي والضياء بن النصيبي وَآخَرُونَ وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا مِنْهَا فِي سنة خمس وَتِسْعين، وَكتب من القَوْل البديع نسخا وَكَذَا كتب الْأَحَادِيث المشتهرة وَسمع مني فِي مَكَّة قَلِيلا، وَهُوَ ثقيل السّمع طبع وَحده. مُحَمَّد الرضي أَبُو حَامِد الحسني الفاسي الْمَكِّيّ شَقِيق اللَّذين قبله. مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَغَيره وَقدم الْقَاهِرَة مَعَ أول أَخَوَيْهِ فَعرض عَليّ وَسمع مني.) مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الْكَمَال أَبُو البركات الششيني الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَهُوَ بكنيته) أشهر. يَأْتِي هُنَاكَ. مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الْبُرُلُّسِيّ السكندري أَخُو على الْمَاضِي. أحد التُّجَّار مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بالرمل ظَاهر اسكندرية فَحمل إِلَى الجزيرة خَارج بَاب الْبَحْر فَدفن عِنْد الشَّيْخ عَليّ الموازيني، وَكَانَ كثير الملاءة جدا مَعَ خير وَقُوَّة نفس وسماحة بالبذل فِي بُلُوغ مقاصده وَحسن شكالة، وسافر فِي التِّجَارَة لمَكَّة وَغَيرهَا وَله أوقاف فِي جِهَات قرب من جُمْلَتهَا بَيت الْمَنْصُور بن الظَّاهِر جقمق الَّذِي صَار إِلَيْهِ بعد خَلِيل بن النَّاصِر اشْتَرَاهُ مِنْهُ حِين تحول لدمياط ثمَّ وَقفه رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن حمام الشَّمْس الشَّامي ثمَّ الْمَكِّيّ الْمُؤَدب بهَا. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. وَكَانَ قدم مَكَّة وقطنها وأدب بهَا الْأَطْفَال وَتزَوج بِزَيْنَب ابْنة أَحْمد الشوبكي واستولدها أَوْلَادًا مِنْهُم أَحْمد وَأَبُو الْفَتْح وَكَانَ فَقِيرا مباكا، وَلما قدم مَكَّة السراج عمر بن المزلق اشْترى دَارا بقعيقعان ووقفها عَلَيْهِ وعَلى أَوْلَاده. مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن سِنَان بن رُمَيْح مُحي الدّين أَبُو نَافِع بن الْجمال بن الْبُرْهَان السَّعْدِيّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالأزهري وبابن الريفي. ولد فِي أحد الربيعين سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية النَّحْو، وَعرض فِي سنة ثَمَانمِائَة فِيمَا بعْدهَا على جمَاعَة كالأبناسي وَابْن الملقن والبلقيني والعراقي وَأَوْلَاد كل من الثَّلَاثَة النُّور والجلال وَالْوَلِيّ وناصر الدّين الصَّالِحِي والدميري وأجازوه والصدر الْمَنَاوِيّ وَغَيره مِمَّن لم نر فِي خطه الْإِجَازَة، واشتغل بِالْعلمِ يَسِيرا وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكتب التوقيع وتنزل فِي الْجِهَات وباشر المؤيدية والباسطية وَكَانَ خطيبها، وَحج مرَارًا مِنْهَا فِي سنة سِتِّينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَقيد فَوَائِد ومسائل بِخَطِّهِ وَكتب عَن الْبَدْر الدماميني شَيْئا من شعره بل اعتني بِالسَّمَاعِ فَسمع على الفرسيسي مُعظم سيرة ابْن سيد النَّاس وَهُوَ أول سَماع وقفت لَهُ عَلَيْهِ كَانَ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وعَلى الشّرف بن الكويك والجمالين الْحَنْبَلِيّ والكازروني والشموس الشَّامي وَابْن البيطار والرزاتيتي وَابْن الْمصْرِيّ والبوصيري وَابْن عَليّ البيجوري والبرماوي وَالْوَلِيّ لاعراقي والنور الفوى والشهاب البطائحي والسراج قَارِئ الْهِدَايَة، وَكَانَ يضْبط الْأَسْمَاء وَيكْتب الطباق بِدُونِ براعة) فيهمَا، وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء بِخَط الْبَدْر بن الدماميني فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة أَبُو الْخَيْر بن العلائي، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء حملت عَنهُ أَشْيَاء، وَكَانَ معدلا فَاضلا ضابطا لفوائد ونوادر طلق الْكَلَام خَطِيبًا جَهورِي الصَّوْت. وَقَالَ البقاعي إِنَّه كَانَ غير عدل مجازفا فِي شهاداته متساهلا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس سَابِع جُمَادَى الأولى سنة سبعين بمنزله من السيوفية قريب الأشرفية سامحه الله. مُحَمَّد أَخُو الَّذِي قبله. ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَسمع فِي الْخَامِسَة على الفرسيسي مَعَ أَخِيه مسموعه من السِّيرَة وَمَا عَلمته. مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْبَدْر القاهري الْأَزْهَرِي وَيعرف بالمصري. كتب عَنهُ الْعِزّ بن فَهد قصيدة من نظمه يمدح بهَا الفخري بن غلبك أَولهَا: (خليلي قد هام الْفُؤَاد بأسره ... وعدة مقاطيع وَكَانَ قد) مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الشَّمْس المسوفي ثمَّ الْمدنِي المادح بحرمها والآتي وَلَده محمدت. ولد فِي سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَقدم مَعَ أَبِيه الْمَدِينَة وَهُوَ ابْن سنتَيْن أَو ثَلَاث فَقَرَأَ الْقُرْآن وَصَارَ مادح الْحرم مَعَ سُكُون وَخير. وَلما كنت هُنَاكَ سمع مني وَكتب لي من نظم وَلَده قصيدة. مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب أَبُو السعادات الْأَكْبَر الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ. أجَاز لَهُ أَو لِأَخِيهِ الْآتِي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة ركن الدّين مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الخوافي. مُحَمَّد أَبُو السعادات الْأَصْغَر. أَخُو الَّذِي قبله. مُحَمَّد أَبُو الْبَقَاء أخوهما. سمع الزين المراغي وَعلي بن مَسْعُود بن عبد الْمُعْطِي وَأَبا حَامِد المطري وَابْن سَلامَة وَالْجمال بن ظهيرة وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة

ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والشرف بن الكويك وَآخَرُونَ. مَاتَ بالطاعون فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بتربة سعيد السُّعَدَاء، وَسَيَأْتِي فِي الكنى. مُحَمَّد الْجمال أَبُو الْخَيْر الْحَنْبَلِيّ أَخُو الثَّلَاثَة قبله. سمع من ابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ الشَّمْس الشاوي وَالزَّرْكَشِيّ وَابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَعبد الرَّحْمَن بن الْأَذْرَعِيّ وَابْنَة ابْن الشرائحي وَخلق وَدخل الْقَاهِرَة ودمشق وحلب) وحمص وحماة، وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا حَتَّى أدْركهُ أَجله فِي الْمحرم مطعونا سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَدفن بتربة سعيد السُّعَدَاء أَيْضا. مُحَمَّد أَبُو المكارم الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْأَرْبَعَة قبله وشقيق اللَّذين قبله، أمّهم خَدِيجَة ابْنة إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المرشدي. سمع ابْن الْجَزرِي وَالشَّمْس الشَّامي وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع عشرَة الزين المراغي، وَدخل الْقَاهِرَة ودمشق وَأقَام بهامدة وَصَحب الزين عبد الرَّحْمَن أَبَا شعر ولازمه وتفقه عَلَيْهِ وَكَذَا صحب غَيره من الأكابر. وَمَات بطرابلس من الشَّام سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، وَسَيَأْتِي فِي الكنى. مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن قَاسم الشَّمْس بن الْجمال بن الْحَافِظ الشهَاب القاهري القزازي أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بالعرياني. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة، كَانَ من بَيت حَدِيث وَرِوَايَة وَلَكِن مَا علمت لَهُ سَمَاعا وَلَا إجَازَة نعم سمع وَهُوَ كَبِير مَعنا على بعض الشُّيُوخ يَسِيرا واشتغل بالتكسب فِي الزّجاج بحانوت بالوراقين وَكَانَ صوفيا فِي سعيد السُّعَدَاء. مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين بعد تعلله بالفالج مُدَّة. عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَمَال بن عَليّ الْفَاضِل شمس الدّين بن الْجمال الْمَكِّيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْمقري وَيعرف بالحجازي. ولد فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِمصْر وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين والتبرزي والمنهاج والملحة

ألفية ابْن ملك، وَعرض على الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والعبادي والبكري والعز الْحَنْبَلِيّ والقطب الْجَوْجَرِيّ وَالْفَخْر السُّيُوطِيّ وَآخَرين مِنْهُم الشهابان الشارمساحي وَابْن الدقاق الْمصْرِيّ الشريف وتلا بالسبع على كل من عمر بن قَاسم الْأنْصَارِيّ النشار وَعبد الْغَنِيّ الهيثمي وَابْن أَسد وأذنوا لَهُ، وَبحث فِي الْمِنْهَاج والألفية وتصريف الْعزي على الْأَخير وَكَذَا أَخذ عَن غَيره فِي الْفِقْه وأصوله والعربية بل بحث الْمِنْهَاج بِتَمَامِهِ على البامي وَأذن لَهُ فِي الإقراء والافتاء، وَقَرَأَ بعض البُخَارِيّ عَليّ وعَلى الشاوي بل قَرَأَ علينا مَعًا الشاطبية فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين وَسمع على أبي الْحسن على حفيد يُوسُف العجمي أَشْيَاء وتميز فِي الْفَضَائِل وَلزِمَ حفظ الْمِنْهَاج فَكَانَ يقْرَأ كل يَوْم ربعه وَيكثر التِّلَاوَة وَالصِّيَام ويحرص على الْجَمَاعَة مَعَ التَّحَرِّي فِي الطَّهَارَة وَالشَّهَادَة لتكسبه مِنْهَا رَفِيقًا لِلشِّهَابِ الْقُسْطَلَانِيّ ومزيد) الاسْتقَامَة وَرُبمَا نظم الشّعْر وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير، وَقد كثر تردده إِلَيّ وَكنت مِمَّن يمِيل إِلَيْهِ. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَاشم بن عبد الْوَاحِد بن أبي حَامِد بن عشائر الْبَدْر بن التَّاج بن الشهَاب بن الشّرف بن الزين السّلمِيّ الْحلَبِي الشَّافِعِي قريب الْحَافِظ نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن هَاشم وَيعرف كسلفه بِابْن عشائر. وَلم يتَمَيَّز لكنه كتب الْخط الْحسن، وَسمع على الظهير مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن العجمي سنَن ابْن ماجة وعَلى جده والكمال بن حبيب وَعمر بن إِبْرَاهِيم بن العجمي والشهاب بن المرحل والشرف أبي بكر الْحَرَّانِي وناصر الدّين بن الطباخ والأستاذ أبي جَعْفَر الرعيني وَابْن صديق وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سبع وَسِتِّينَ فَمَا بعْدهَا ابْن الهبل وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر والشهاب بن النَّجْم وَأحمد بن مُحَمَّد زغلش وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم النقبي وَمُحَمّد بن أبي بكر السوقي ومحمود المنيحي وَأحمد بن عبد الْكَرِيم البعلي وَأحمد بن يُوسُف الخلاطي وَمُحَمّد بن الْمُحب عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الحميد الْمَقْدِسِي وَالشَّمْس بن نباتة والبهاء بن خَلِيل والموفق الْحَنْبَلِيّ وَخلق. وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ من بَيت رياسة وحشمة وكرم ومروءة تَامَّة منجمعا عَن النَّاس لقلَّة علمه. مَاتَ قبل سنة خمسين. مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد شمس الدّين أَبُو عبد الله بن الْجمال بن الشهَاب الزفتاوي القاهري الشَّافِعِي وَالِد نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْآتِي ويلقب فت فت. ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بزفتا وتحول مِنْهَا وَهُوَ صَغِير إِلَى الْقَاهِرَة فَنَشَأَ بمدرسة

مَحْمُود الترجماني بِالْقربِ من درس خَاص ترك الْمَعْرُوف الْآن بالطبلاوي برحبة الْعِيد فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ انقتل إِلَى الجمالية العتيقة برحبة الأيدمري فسكنها مُدَّة طَوِيلَة، وَحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين والعمدة والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك وَقَرَأَ الْفِقْه على الأسنوي والبلقيني وَابْنه الْجلَال وَابْن الْعِمَاد والعز السُّيُوطِيّ وَأخذ القراآت عَن الْفَخر البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر وَالشَّمْس مُحَمَّد النشوي، وَسمع على ابْن حَاتِم والصدر بن مَنْصُور الْحَنَفِيّ والمطرز وَابْن الشيخة والغماري وَالْجمال الرَّشِيدِيّ فِي آخَرين اشْترك مَعَه ابْنه فِي بَعضهم وأقرأ أَوْلَاد بعض الرؤساء، وَمهر فِي الْفَرَائِض جدا وَكَانَ يقْرَأ فِي كل يَوْم الرّبع من التَّنْبِيه وَيَتْلُو ختمة وَأما فِي رَمَضَان فختمتين مَعَ التكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ عمل التوقيع وَتقدم فِيهِ بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال) البُلْقِينِيّ وَجلسَ بالقبة الصالحية النجمية وبالواجهة ببولاق وأضيف إِلَيْهِ أَيْضا الْقَضَاء بمنفلوط وعملها بِالْوَجْهِ القبلي وبدمنهور والبحيرة وَغير ذَلِك، وَكَانَ يجلس فِي البيبرسية لكَونه من صوفيتها عَن يَمِين شَيخنَا لكَونه يعظمه جدا، وَقد تَرْجمهُ فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَأَنه كَانَ كثير التِّلَاوَة خيرا سليم الْبَاطِن بل كَانَ من المختصين بالجمال الْمَلْطِي قَاضِي الْحَنَفِيَّة وبالصدر الْمَنَاوِيّ قَاضِي الشَّافِعِيَّة، وَانْقطع فِي آخر عمره بمنزله بعد أَن أعرض عَن الْقَضَاء مُدَّة إِلَى أَن مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَدفن ظَاهر بَاب النَّصْر بتربة الأوجاقي قَرِيبا من تربة حُسَيْن الجاكي وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ. أفادنيه حفيده بِاخْتِصَار عَن هَذَا رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد التّونسِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن الْمرْجَانِي. سمع من ابْن صديق وَغَيره واشتغل بالفقه والعربية وتنبه فِي ذَلِك مَعَ نظم وَخط جيد كتب بِهِ الْكثير وَدين وَخير وَسُكُون، مَاتَ فِي لَيْلَة السبت ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة عشر بِمَكَّة عَن أَربع وَعشْرين سنة تَقْرِيبًا وَدفن بالمعلاة ذكره الفاسي. مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد الْحَضْرَمِيّ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد الخانكي البلبيسي الأَصْل وَيعرف بِابْن التَّاجِر. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. مُحَمَّد بن عبد الله بن أَيُّوب الشَّمْس القاهري ثمَّ الطولوني المرقي أَخُو أبي بكر وَالِد أَحْمد الْمَذْكُورين وَيعرف بالمستحل وبالرئيس. قَرَأَ الْقُرْآن واعتنى بالميقات وَأَخذه عَن جمَاعَة مِنْهُم الشهَاب السطحي وَعبد الرَّحْمَن المهلبي وباشر الرياسة بِجَامِع طولون وبالقلعة وَلذَا رعف بالرئيس وتنزل فِي الْجِهَات وَتكلم على أوقاف وَكَانَ يصحب الْأُمَرَاء وَغَيرهم من الْقُضَاة كتمرباي وَحج مَعَه وقتا والجلال

البُلْقِينِيّ وَشَيخنَا وَكَانَ المرقي بَين يَدَيْهِ فِي القلعة وَله بِهِ مزِيد اخْتِصَاص للطف عشرته وظرفه وفكاهته بِحَيْثُ أَنه لما تنزل فِي الْحَنَفِيَّة بالشيخونية وَقيل لَهُ كَيفَ هَذَا وَأَنت شَافِعِيّ فَقَالَ تمحي الْحَاشِيَة الَّتِي كتبتها على الْمِنْهَاج أَو كَمَا قَالَ، سِيمَا مَعَ وضاءته وَكَثْرَة تِلَاوَته. مَاتَ فِي يَوْم السبت سَابِع ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَيُقَال إِنَّه زَاد على الْمِائَة أَو قاربها رَحمَه الله وإيانا. وَله ذكر فِي تَرْجَمَة أَخِيه من أنباء شَيخنَا قَالَ وَهُوَ أَخُو شمس الدّين رَئِيس الْأَذَان بِجَامِع ابْن طولون الَّذِي يُقَال لَهُ) المستحل. مُحَمَّد بن عبد الله بن بكتمر نَاصِر الدّين بن جمال الدّين وَيعرف بِابْن الْحَاجِب. تقدم فِي ولَايَة صهره بالدوادارية وَكَانَ من أُمَرَاء العشرات بالديار المصرية. مَاتَ فِي خَامِس عشري ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ. أرخه الْعَيْنِيّ وَقَالَ إِنَّه خلف مَوْجُودا كثيرا. وأرخه شَيخنَا فِي إنبائه فِي ربيع الأول وَالْأول هُوَ الصَّوَاب. مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ، أمه زبيدية وَهِي نفيسة ابْنة إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عبد الْمُعْطِي العصامي. أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا جمَاعَة أَجَازُوا لأبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفضل بن أَحْمد بن ظهيرة الْمَاضِي. وَمَات فِي شَوَّال سنة سِتّ وَسِتِّينَ بجدة وَحمل فَدفن بالمعلاة. مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي بكر بن محود الشَّمْس بن الْجمال الأثميدي ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالأثميدي. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره، وتنزل فِي الْجِهَات ولازم دروسها وَلم يمهر، وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل نَاب فِي الفسوخ والعقود عَن الْمُحب بن نصر الله فَمن بعده وَسمع بِأخرَة على ابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس بِحَضْرَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وَقبل ذَلِك سمع على صهره الشَّمْس الشَّامي وَالْجمال عبد الله الْكِنَانِي ذيل مشيخة القلانسي للعراقي وَغير ذَلِك وَكَذَا سمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيره. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَخمسين وَقد أسن رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي بكر الشَّمْس الْأنْصَارِيّ القليوبي ثمَّ القاهري الخانكي الشَّافِعِي وَالِد مُحي الدّين مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف جده بِابْن أبي مُوسَى. ولد فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس عشري ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَأخذ الْفِقْه عَن الْوَلِيّ الملوي والبهاء بن عقيل وَالْجمال الأسنائي وقريبه الْعِمَاد الأسنائي والْعَلَاء الأقفهسي والبهاء السُّبْكِيّ والشهاب بن النَّقِيب والأبناسي والضياء العفيفي بحث عَلَيْهِ الْحَاوِي وَالْأُصُول عَن التَّاج السُّبْكِيّ وَبحث عَلَيْهِ بعض مُؤَلفه جمع الْجَوَامِع والفرائض عَن الكلائي والفنون عَن أكمل الدّين الْحَنَفِيّ وأرشد

الدّين العجمي والقراآت السَّبع عَن السَّيْف بن الجندي وَالْمجد الكفتي وناصر الدّين الترياقي، وَتقدم فِي الْعُلُوم وتميز فِي الْفَرَائِض وأذنوا لَهُ وَكَذَا أذن لَهُ ابْن الملقن فِي التدريس) والإفتاء وَالْجُلُوس على السجادة والضياء فِي التدريس والتاج السُّبْكِيّ وَغَيرهم، وَسمع على الزين الْعِرَاقِيّ والبلقيني وَابْن أبي الْمجد بل سمع على الْعَفِيف اليافعي الصَّحِيحَيْنِ وعدة من تصانيفه وعَلى أبي عبد الله بن خطيب بيروذ والتقي عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الأيوبي وَالْجمال بن نباتة والمحب الخلاطي وَمِمَّا سمع عَلَيْهِ السّنَن للدارقطني وعَلى الَّذِي قبله سيرة ابْن هِشَام والعرضي ومظفر الدّين بن الْعَطَّار وَحدث ودرس وَأفْتى، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْفِقْه وَغَيره القاياتي والونائي وَآخَرُونَ وَقَرَأَ على الزين رضوَان ومحمود الْهِنْدِيّ وَكَذَا قَالَ الشهَاب الزفتاوي أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ فِي خانقاه المواصلة بَين الزقاقين بِمصْر وَكَانَ شيخها. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: واشتهر بِالدّينِ وَالْخَيْر وَكَانَ متواضعا لينًا متقللا جدا إِلَى أَن قرر فِي مشيخة الخانقاه الناصرية بسرياقوس فباشرها حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشري جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْ عشرَة، وَفِي تَرْجَمته من التَّارِيخ الْكَبِير زيادات رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الله بن بِلَال الْفراش بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وأخو أَحْمد وَإِسْحَاق. مُحَمَّد بن عبد الله بن جَار الله بن زَائِد السنبسي الْمَكِّيّ. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَسبعين، ذكره ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عبد الله بن حجاج بدر الدّين الْبرمَاوِيّ الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ. رجل سيئ الطباع بغيض متساهل فِي الدّيانَة وَالْأَمَانَة، بَاشر الجمالية والسابقية وأوقاف درس الشَّافِعِي وَغَيرهَا وَكتب مَعَ موقعي الدرج مَعَ عدم دربته وَأكله بِدُونِ حِسَاب وتمول جدا وصاهر ابْن الْأَمَانَة على ابْنَته فَمَا رَأَوْا مِنْهُ سوى الرقاعة والحمق وكل وصف منَاف وَنسب إِلَيْهِ أَنه اختلس من تَرِكَة الشَّيْخ ابْن الْجَوْهَرِي لآلئ وجواهر نفيسة أبدلها بِدُونِهَا وبادر هُوَ للمرافعة فِي بعض الأوصياء فحاق الْمَكْر السَّيئ بِهِ ورسم عَلَيْهِ حَتَّى أَخذ مِنْهُ مَا ينيف على ألفي دِينَار وَمَا رثي لَهُ أحد بل هُوَ تَحت الْعهْدَة إِلَى الْآن، وَقبل ذَلِك أهانه الْأَمِير يشبك الجمالي بِسَبَب افتياته بِبِنَاء عمله بالجمالية، وَهدم بناءه وَكَذَا ضرب بِسَبَب وقف السابقية وَهُوَ لَا يزْدَاد إِلَّا فحشا وقبحا وَآل أمره فِي سنة خمس وَتِسْعين إِلَى قيام مستحقي السابقية عَلَيْهِ حَتَّى أخرج مِنْهَا بعد مزِيد إهانته وذله وضبطت عَنهُ كَلِمَات مُنكرَة لَا تستكثر على جَهله، وَاسْتمرّ على تخلفه ومقته لسوء مُعَامَلَته وتصرفه، وَكَذَا كَانَت لَهُ كائنة قبيحة بِسَبَب وسع يَده على تَرِكَة عَليّ القليوبي بالوصياية وَزعم بعد اعترافه

بالوصة عدمهَا وَكَانَ) مَا يطول شَرحه مِمَّا أُشير إِلَيْهِ مَعَ كائنة ابْن الْفَقِيه مُوسَى فِي الْحَوَادِث وَلَا يظلم رَبك أحدا. وَهُوَ مِمَّن سمع فِي البخار بالظاهرية. مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن بن عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن الْمُؤَيد الْحَارِثِيّ من بني الْحَارِث بن عبد المدان النجراني الأَصْل الخباني نِسْبَة إِلَى خبان بِضَم الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الْمُوَحدَة وَاد قريب تعز الْحَنَفِيّ. ولد فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بقرية مصنعة بِفَتْح الْمِيم وَإِسْكَان الصَّاد وَفتح النُّون من وَادي خبان وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَأخذ فِيهَا الْفَرَائِض والنحو عَن عبد الله الخباني وَبحث المقامات وَشَرحهَا للمسعودي ومقصورة ابْن دُرَيْد فِي دمث على مُحَمَّد الْمعلم. وَحج غير مرّة أَولهَا فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. وَقدم الْقَاهِرَة قبيل الْخمسين صُحْبَة الْحَاج فبحث المطول وَكَذَا فِي الْمنطق على التقي الحصني وَأخذ فقه الْحَنَفِيَّة عَن الْبُرْهَان الْهِنْدِيّ وَالْأُصُول عَن الشَّمْس الكريمي السَّمرقَنْدِي. ولازم الْمَشَايِخ والاشتغال فِي فنون الْعلم، وَكَانَ بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين. ونظم الشّعْر الْحسن ومدح الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ بقصيدة رائة مِنْهَا: (هُوَ السِّرّ فِي صدر الزَّمَان فلذ بِهِ ... فَمَا أحسن الصَّدْر الَّذِي يكتم السرا) ثمَّ سَافر إِلَى بَيت الْمُقَدّس وَالشَّام ودام بهَا. مَاتَ تَقْرِيبًا نَحْو السِّتين ذكره البقاعي ورماه بِأَنَّهُ زيدي فَالله أعلم. مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْبَدْر بن الْجمال الْأَذْرَعِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي القاهري الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَعَمه الإِمَام الشهَاب أَحْمد. ولد فِي ربيع الأول سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن، وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا وَسمع بهَا رفقا للخيضري على الْمُحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ فِي النَّسَائِيّ وعَلى الْبَدْر بن روق الْعلم للمرهبي وعَلى شَيخنَا فِي آخَرين، وقطنها وقتا وتكسب بسوق الهرامزة وَحج غير مرّة. وَكَانَت وَفَاته بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بعد أَن حدث بِالْقَاهِرَةِ بعض المبتدئين. مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحسن بن فَرِحُونَ وبخط ابْن عزم مَرْوَان ابْن عبد الحميد بن رَحْمَة بن زيد بن تَمام بن جَعْفَر الْبَدْر بن القطب الْقرشِي البهنسي المهلبي الشَّافِعِي وَالِد الولوي أَحْمد وَعبد الله. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من الزبير الأسواني الشفا لعياض وَمن وَالِده وخليل الْمَالِكِي وَعمر بن مُحَمَّد النويري والعز بن جمَاعَة وَأحمد بن) الرضى الطَّبَرِيّ وَآخَرين، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء

روى عَنهُ التقي بن فَهد، وَله ذكر فِي وَلَده أَحْمد من معجمي. مَاتَ سنة خمس. مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن بن الْمَوَّاز. مَاتَ فَجْأَة فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ عَن نَحْو السِّتين، ذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ: كَانَ دينا صَاحب نسك وتجرد وتقلل من الدُّنْيَا مَعَ عصبية ومروءة ومحبة فِي الحَدِيث وَأَهله وَاتِّبَاع للسّنة وَأَنه رأى لَهُ بعد مَوته مناما فِيهِ أَنه سلم من عَذَاب الْقَبْر. مُحَمَّد بن عبد الله بن حُسَيْن الْجمال أَبُو عبد الله بن الْعَفِيف الحسني الْيَمَانِيّ حفيد الْبَدْر الأهدل وَابْن عَم حُسَيْن بن صديق، سمع مني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ أَشْيَاء. وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسافر مِنْهَا إِلَى الصَّعِيد فَحصل رزيقا ثمَّ عَاد، وَنعم الرجل خيرا وسكونا وتقنعا ثمَّ لَقِيَنِي بِمَكَّة أَيْضا فِي سنة أَربع وَتِسْعين. مُحَمَّد بن عبد الله بن حُسَيْن الشَّمْس النويري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي جد الْبَدْر النويري لأمه. ذكر لي سبطه أَنه حفظ الشاطبية والتنبيه وَغَيرهمَا وَأَنه تَلا بالسبع، وَكَانَ متميزا يقرئ القراآت وَالْفِقْه. وَمَات فِي سنة سِتِّينَ عَن نَحْو الْمِائَة فَالله أعلم. مُحَمَّد بن عبد الله بن حمود الشَّمْس الطنبدي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بطنبد بلد كَبِير من أَعمال البهنسا من الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والبيضاوي وألفية ابْن ملك اخذ الْفِقْه والعقليات عَن قَرِيبه الْبَدْر الطنبدي ولازمه حَتَّى مَاتَ وَكَذَا أَخذ عَن الشهَاب بن الْعِمَاد وقنبر العجمي والدميري والجلال البُلْقِينِيّ وَآخَرين وَسمع الْعِرَاقِيّ والهيثمي، وَكَانَ خيرا متقشفا مُفِيدا متواضعا لَا يأنف الاستفادة مِمَّن دونه. مَاتَ على مَا تحرر قريب السِّتين. مُحَمَّد بن عبد الله بن خَلِيل بن أَحْمد بن عَليّ بن حسن الشَّمْس البلاطنسي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. ولد فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة ببلاطنس وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على جمَاعَة مِنْهُم عمر بن الْفَخر المغربي، ونزح عَنْهَا فِي طلب الْعلم فَأخذ الْفِقْه بطرابلس عَن الشَّمْس بن زهرَة وبحماة عَن النُّور بن خطيب الدهشة وبدمشق عَن التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَعنهُ أَخذ الْأُصُول أَيْضا وَعَن الْأَخيرينِ أَخذ الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذهَا بجيلة عَن الشهَاب أَحْمد المغربي وبطرابلس عَن الشهَاب أَحْمد المغربي وبطرابلس عَن الشهَاب بن يهودا وبدمشق عَن الْعَلَاء) القابوني، ولازم الْعَلَاء البُخَارِيّ فِي المطول وَغَيره وَأخذ عَنهُ رسَالَته الفاضحة وَغَيرهَا بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه علما وَعَملا، وَأَقْبل على كتب الْغَزالِيّ حَتَّى كَاد يحفظ غَالب الْأَحْيَاء، والمنهاج وَقَرَأَ على الشهَاب بن الْبَدْر الصَّحِيحَيْنِ بطرابلس وعَلى ابْن نَاصِر الدّين غَالب التِّرْمِذِيّ

وَكَذَا سمع الْيَسِير جدا على شَيخنَا لَا عَن قصد كَمَا صرح بِهِ لحرمانه وعَلى الزين عمر الْحلَبِي وَلكنه لم يكثر من ذَلِك بل وَلَا من غَيره من الْفُنُون إِلَّا أَن شَيْخه الْعَلَاء كَانَ يمِيل إِلَيْهِ ويقدمه على غَيره من طلبته فراج أمره خُصُوصا وَقد اقْتدى بِهِ فِي أَكثر أَفعاله وأقواله حَتَّى فِي تقبيح ابْن عَرَبِيّ وَمن نحا نَحوه بل وَفِي الْحَط على التقي بن تَيْمِية وَأَتْبَاعه وَأكْثر الْحَنَابِلَة مَحْض تَقْلِيد، مَعَ ملازمته لِلْعِبَادَةِ وحثه على التقنع والزهادة وحرصه على الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر بِحَيْثُ لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم وَلَا يهاب أحدا بل يَقُول اعلحق ويصدع بِهِ الْمُلُوك والنواب والأمراء ويقنع الْجَبَابِرَة وَنَحْوهم، فَصَارَ بذلك إِلَى مَحل رفيع ونفذت أوامره وَقبلت شفاعاته فازدحم لذَلِك عِنْده أَرْبَاب الْحَوَائِج وَلم يتَخَلَّف عَن إغاثة الملهوفين وإكرام كثير من الغرباء والوافدين سِيمَا أهل الْحَرَمَيْنِ فَإِنَّهُ كَانَ يجبي من زكوات ذَوي الْيَسَار مَا يفرقه عَلَيْهِم وَكَذَا صنع مَعَ البقاعي حَيْثُ ساعده فِي عمَارَة خَان الفندق بالزبداني وَمَعَ ذَلِك فَلم يسلم من أَذَاهُ وراسله بالمكروه كَمَا هُوَ دأبه وَلَو تَأَخّر يَسِيرا لزاد الْأَمر بَينهمَا على الْوَصْف وتصدى مَعَ ذَلِك للتدريس والإفتاء فَأخذ عَنهُ جمَاعَة كَثِيرُونَ من أهل دمشق والقادمين إِلَيْهَا قصدا للتجوه بالانتساب إِلَيْهِ، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ النَّجْم بن قَاضِي عجلون بل حفظ مُخْتَصره لمنهاج العابدين وَهُوَ فِي كراسين، وناب عَن الْبَهَاء بن حجي فِي تدريس الشامية البرانية بعد الْعَلَاء بن الصَّيْرَفِي ثمَّ عَن وَلَده النَّجْم وَحضر عِنْده فِيهِ شَيْخه التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَولده الْبَدْر والتقي الْأَذْرَعِيّ وَمن شَاءَ الله مِمَّن لَا يتَوَقَّف أَن فيهم من هُوَ أفضل مِنْهُ. وَقَالَ التقي إِنَّه وَإِن كَانَ دينا عَالما فقد استنكر النَّاس هَذَا لكبر المنصب بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ وَلَكِن قد آل الزَّمَان إِلَى فَسَاد عَظِيم وَعدم الْتِفَات لمراعاة مَا كَانَ النَّاس عَلَيْهِ انْتهى. وَكَذَا نَاب فِي تدريس الناصرية عَن الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ بعد ابْن قَاضِي شُهْبَة وَحج غير مرّة وجاور وَقَرَأَ عَلَيْهِ هُنَاكَ الْبُرْهَان بن ظهيرة وَابْن أبي الْيمن وَآخَرُونَ، وَكَانَ قدومه لدمشق فِي سنة سبع وَعشْرين بعد أَن أفتى فِي بِلَاده وَخرج مِنْهَا فِي قَضِيَّة أَمر فِيهَا بِالْمَعْرُوفِ. وَله من التصانيف سوى مَا تقدم شرح مُخْتَصره الْمَاضِي ذكره وَهُوَ فِي مُجَلد) لطيف دون عشرَة كراريس والباعث على مَا تجدّد من الْحَوَادِث فِي كراسين قرضه لَهُ جمَاعَة مِنْهُم الْعلم البُلْقِينِيّ والجلال الْمحلى والْعَلَاء القلقشندي والشرف الْمَنَاوِيّ حِين قدومه الْقَاهِرَة وجرد حَاشِيَة الشهَاب بن هِشَام على التَّوْضِيح فِي مُجَلد انْتفع بِهِ الْفُضَلَاء وَله فَتَاوَى طنانه فِيهَا مَا يستحسن ووقائع يطول شرحها، وَهُوَ الْقَائِم على أبي الْفَتْح الطَّيِّبِيّ حِين

ولي كِتَابَة بَيت المَال بِدِمَشْق وَقدم سَببه الْقَاهِرَة خوفًا من معاكسة مخدومه أبي الْخَيْر النّحاس وَصعد إِلَى الظَّاهِر فَأكْرمه وصادف ذَلِك ابْتِدَاء انخفاض النّحاس فَاقْتضى ذَلِك ظُهُور ثَمَرَة مَجِيئه بل عرض عَلَيْهِ الظَّاهِر مشيخة الصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس فَأبى كَمَا أَنه أَبى قَضَاء دمشق حِين عرض عَلَيْهِ، وَلم يزل أمره فِي ازدياد وحرمته وشهرته مستفيضة بَين الْعباد إِلَى أَن حج فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ ورام الْمُجَاورَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فَمَنعه مَا كَانَ يَعْتَرِيه من وجع فِي بَاطِنه وَلم يزل بِهِ ذَلِك الوجع حَتَّى مَاتَ بعد رُجُوعه بِيَسِير فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سادس عشري صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَدفن من الْغَد وَكَانَت جنَازَته حافلة بِحَيْثُ قيل أَنه لم ير فِي هَذَا الْقرن بِدِمَشْق نظيرها وَحمل نعشه على الْأَصَابِع وَكَانَ ذَلِك زمن الشتَاء فَلَمَّا حمل نعشه أمْطرت فَلَمَّا وضع سكن الْمَطَر، وَعظم تأسف الْعَامَّة وَكثير من الْخِيَار عَلَيْهِ رَحمَه الله وسامحه وإيانا وَقد لَقيته بمشهد الإِمَام عَليّ فِي الْجَامِع الْأمَوِي مَحل إِقَامَته وَكَذَا بِمَكَّة وَلست أعلم فِيهِ مَا يعاب إِلَّا منابذته للحنابلة والمحدثين وَشدَّة تعصبه فِي أُمُور كَثِيرَة رُبمَا تخرجه عَن الطّور المتخلق بِهِ وَلما اجْتمعت بِهِ بِدِمَشْق وَسمعت مِنْهُ تصريحه بِرُجُوعِهِ عَن الرِّوَايَة عَن ابْن نَاصِر الدّين سَأَلته عَن سَببه فَلم أر مِنْهُ إِلَّا مُجَرّد عناد وتعصب وَكَذَا رَأَيْت مِنْهُ نفرة عَن شَيخنَا سَببهَا فِيمَا يظْهر تقريضه مُصَنف أَولهمَا فِي الِانْتِصَار لِابْنِ تَيْمِية وَقد كتب لناظر الْخَاص مطالعة فِيهَا حط زَائِد على الخيضري ومبالغة تَامَّة، بل حكى لي صاحبنا السنباطي أَنه سمع مِنْهُ بِمَكَّة قَوْله: قد مَاتَ ابْن حجر وَمَا بَقِي إِلَّا الترحم عَلَيْهِ فالمحدثون يقطعون ويحذفون أَو كَمَا قَالَ نسْأَل الله السَّلامَة والتوفيق وَقد تَرْجَمته فِي معجمي وَغَيره بأطول من هَذَا، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ للشام بِهِ جمال. مُحَمَّد بن عبد الله بن زَكَرِيَّا اليمني البعداني بموحدة ثمَّ مهملتين وَآخره نون بَلْدَة من مخلاف جَعْفَر بِالْيمن الشَّافِعِي نزيل الْحَرَمَيْنِ. قَالَ الفاسي: كَانَ خيرا صَالحا مؤثرا منور الْوَجْه كثير الْعِبَادَة لَهُ إِلْمَام بالفقه والتصوف، جاور بالحرمين نَحْو ثَلَاثِينَ سنة على طَريقَة) حَسَنَة من الْعِبَادَة وَسَمَاع الحَدِيث والاشتغال بِالْعلمِ وتمشيخ على الْفُقَرَاء برباط دكالة بِالْمَدِينَةِ وعمره بِمَال سعى فِيهِ عِنْد بعض بني الدُّنْيَا. وَبهَا توفّي فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْحجَّة سنة عشر وَدفن بِالبَقِيعِ وَهُوَ فِي عشر السِّتين، وَكَانَ من وُجُوه أهل بعدان أَصْحَاب الشَّوْكَة بهَا وَذكره المقريزي فِي عقوده رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد

القَاضِي شمس الدّين أَبُو عبد الله الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة ووالد سعد وَإِخْوَته وَيعرف بِابْن الديري نِسْبَة لمَكَان بمردا من جبل نابلس. ولد بعد الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة وعينه فِي دفعات بِسنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاث وَأَرْبع وَخمْس وثمان وَكَانَ يَقُول إِن سَببه اخْتِلَاف قَول أَبَوَيْهِ عَلَيْهِ فِيهِ. قَالَ شَيخنَا: وحقق لي أَنه يذكر أَشْيَاء وَقعت فِي اللطاعون الْعَام سنة تسع وَأَرْبَعين وَجزم بَعضهم بِأَنَّهُ سنة أَربع. وَقَالَ ابْن مُوسَى الْحَافِظ أَنه فِي يَوْم السبت عَاشر الْمحرم سنة ثَمَان وَنَحْوه للمقريزي، وَكَانَ أَبوهُ تَاجِرًا فحبب إِلَيْهِ هُوَ الْعلم وَحفظ الْقُرْآن وعدة متون فِي فنون وَأَقْبل على الْفِقْه وَعمل فِي غَيره من الْفُنُون وَأخذ عَن جمَاعَة، ثمَّ رَحل إِلَى الشاعم وَأخذ عَن علمائها وَكَانَ دُخُوله لَهَا وَهِي ممتلئة من المسندين أَصْحَاب الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَغَيره فَمَا تهَيَّأ لَهُ السماع من أحد مِنْهُم، وَكَذَا قدم الْقَاهِرَة غير مرّة واشتهرت فضائله سِيمَا فِي مذْهبه، وَتقدم فِي بَلَده حَتَّى صَار مفتيها والمرجوع إِلَيْهَا فِيهَا وَعقد مجَالِس الْوَعْظ وناظر الْعلمَاء، وَمهر فِي الْفُنُون وَكتب الْخط الْحسن وَكَانَت لَهُ أَحْوَال مَعَ الْأُمَرَاء وَغَيرهم يقوم فِيهَا عَلَيْهِم وَيَأْمُرهُمْ بكف الظُّلم بِحَيْثُ اشْتهر ذكره. فَلَمَّا مَاتَ نَاصِر الدّين بن العديم فِي سنة تسع عشرَة استدعى بِهِ الْمُؤَيد وَقَررهُ فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِالْقَاهِرَةِ فباشره بشهامة وصرامة وَقُوَّة نفس وَحُرْمَة وافرة وعفة زَائِدَة غير ملتفت لرسالة كَبِير فضلا عَن صَغِير بل كَانَ مَعَ الْحق حَيْثُ كَانَ. ويحكى أَن امْرَأَة رفعت لَهُ قصَّة فِيهَا أَن السُّلْطَان تزَوجهَا قَدِيما وَلها عَلَيْهِ حق فَكتب عَلَيْهَا عَاجلا يحضر أَو وَكيله ثمَّ أرسلها مَعَ بعض رسله فَأعلمهُ بذلك بِغَيْر احتشام فسر وَأرْسل طواشيه وخازنداره مرجان الْهِنْدِيّ بعد أَن وَكله إِلَى القَاضِي يُصَالح الْمَرْأَة بمبلغ لَهُ وَقع، وَأَعْلَى من هَذَا أَنه بلغه أَن الْهَرَوِيّ قَاضِي الشَّافِعِيَّة تصرف فِيمَا كَانَت تَحت يَده بِغَيْر طَرِيق فَبعث إِلَى نوابه بمنعهم من الحكم بِمُقْتَضى ثُبُوت فسق مستنيبهم وهددهم إِن خالفوه فكفوا بأجمعهم بل لما اجْتَمعُوا عِنْد السُّلْطَان حكم بِمَنْعه من الْفَتْوَى وعزله فِي مَجْلِسه) فَلم يَسعهُ إِلَّا إمضاءه فِي أَشْيَاء من نمطهما ثمَّ أَنه انمزج مَعَ المصريين وياسر النَّاس سِيمَا كَاتب السِّرّ نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ فَكَانَ منقادا لَهُ فِيمَا يرومه وَلذَا لما كملت عمَارَة المؤيدية أَشَارَ على السُّلْطَان بتقريره فِي مشيختها تدريسا وتصوفا فَفعل بعد أَن كَانَ عين لَهَا الْبَدْر بن الأقصرائي وَظن ابْن الديري استمراره فِي الْقَضَاء فَلَمَّا قَرَّرَهُ فِي المشيخة قَالَ لَهُ بِحَضْرَة الْجَمَاعَة: الْآن اسْتَرَحْنَا واسترحت، يُشِير بذلك إِلَى كَثْرَة الشكاوي من الْأُمَرَاء وَنَحْوهم فِيهِ وَقرر عوضه فِي الْقَضَاء الزين التفهني وَذَلِكَ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين. وَلم يسهل بِهِ ذَلِك بل ظهر عَلَيْهِ الأسف وَكَانَ بعد إلقائه دروسا فِيهَا بِحَضْرَة السُّلْطَان يجلس كل لَيْلَة فِيمَا بَين صَلَاتي الْمغرب وَالْعشَاء بمحرابها وَيعلم النَّاس وَيذكرهُمْ ويفقههم فَلَمَّا كَانَ فِي سنة سبع وَعشْرين خيل إِلَيْهِ أَن السُّلْطَان يلْزمه بِحُضُور الحَدِيث بالقلعة ويجلسه تَحت الْهَرَوِيّ فسافر فِي رجبها إِلَى بَلَده لزيارة أَهله ثمَّ أَرَادَ الْعود فِي شوالها فعاقه التوعك ثمَّ أفْضى بِهِ إِلَى الإسهال فَمَاتَ بِهِ يَوْم عَرَفَة مِنْهَا وَكَانَ يأسف على فِرَاقه وَيَقُول سكنته أَكثر من خمسين سنة ثمَّ أَمُوت فِي غَيره فقدرت وَفَاته فِيهِ وَقد قَارب التسعين كَمَا قرأته بِخَط الْعَيْنِيّ مَعَ نقل شَيخنَا أَنه زَاد على التسعين، قَالَ وَلَيْسَ كَمَا قَالَ، قَالَ فِي الإنباء: وَكَانَ كثير الازدراء بِأَهْل عصره لَا يظنّ أَن أحدا مِنْهُم يعرف شَيْئا مَعَ دَعْوَى عريضة وَشدَّة إعجاب يكَاد يقْضِي الْمجَالِس بالثناء على نَفسه مَعَ شدَّة التعصب لمذهبه والحط على مَذْهَب غَيره. وَقَالَ فِي رفع الأصر: وَمهر فِي مذْهبه واشتهر بِقُوَّة الْجنان وطلاقة اللِّسَان وَالْقِيَام فِي الْحق وَكَانَ حسن الْقَامَة مهاب الْخلقَة. وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه كَانَ حسن التَّذْكِير كثير الْمَحْفُوظ وَلكنه لم يطْلب الحَدِيث بل قَالَ لي غير مرّة اشْتغل فِي كل فن إِلَّا فِي الحَدِيث ولازم التَّاج أَبَا بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْأمَوِي الْمَقْدِسِي القَاضِي الشَّافِعِي وَسمع عَلَيْهِ ثلاثيات البُخَارِيّ بِسَمَاعِهِ على الْملك لَا وحد أنابه ابْن الزبيدِيّ. وَلما قدم الْقَاهِرَة حدث بِالصَّحِيحِ كُله عَنهُ سَمَاعا ثمَّ حدث عَنهُ بِصَحِيح مُسلم وَذكر لي أَنه سمع من الْمَيْدُومِيُّ وَلم نجد مَا يدل على ذَلِك. وَقد أجَاز فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد وَحَضَرت دروسه وَسمعت من فَوَائده الْكثير. قلت: وَقد أَخذ عَنهُ الْأَئِمَّة مِنْهُم وَلَده سعد وَابْن مُوسَى الْحَافِظ وَقَالَ إِنَّه ذكر لَهُ أَن الْمَيْدُومِيُّ أجَاز لَهُم وَأَنَّهُمْ كاوا يأخذوه مَعَ الْأَطْفَال من المكاتيب بالقدس فَيسمع مَعَهم عَلَيْهِ وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ الأبي وَفِي الْأَحْيَاء من سمع مِنْهُ. وَقَالَ الْعَيْنِيّ: كَانَ عَالما فَاضلا) رَأْسا فِي مبذهبه متخلقا بأخلاق أهل التصوف أدْرك عُلَمَاء كَثِيرَة فِي مصر وَالشَّام وَبَيت الْمُقَدّس وعاشر صلحاء كثيرين لِأَن بَيت الْمُقَدّس كَانَ محط الْعلمَاء والصلحاء. وَقَالَ المقريزي فِي عقوده: صحبته سِنِين وقرأت عَلَيْهِ قِطْعَة من البُخَارِيّ وَكَانَ مفوها مكثارا جم الْمَحْفُوظ شَدِيد التعصب لمذهبه منحرفا عَن من خَالفه يجلس كل لَيْلَة فِيمَا بَين صَلَاتي الْمغرب وَالْعشَاء بالمحراب يعلم النَّاس وَيذكرهُمْ ويفتيهم انْتهى. وَكَانَ شَيخا أَبيض اللِّحْيَة نيرها جَهورِي الصَّوْت فصيح الْعبارَة مليح الشكل رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الله بن سعيد الشَّمْس الكلبشاوي الْخَطِيب مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. مُحَمَّد بن عبد الله بن سَلام الدِّمَشْقِي أَخُو عَلَاء الدّين وَهُوَ الْأَصْغَر.

مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث بعد انْفِصَال التمرية قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان الْعِزّ الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أحد النواب مِمَّن اشْتغل ولازم الْعلم البُلْقِينِيّ وَعمل التوقيع بِبَابِهِ فَمَنعه الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وَأثبت شَيْئا فِي تَرِكَة ابْن حجي، وَكَاد أزبك الظَّاهِرِيّ الْإِيقَاع بِهِ فاختفى وَكَانَ ذَلِك سَببا لهجر يحيى بن حجي مجْلِس مستنيبه وإقباله على الْمَنَاوِيّ. مُحَمَّد بن عبد الله بن شاه خَان الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الْجمال الْحلَبِي المنشأ الدِّمَشْقِي الاستيطان الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالعذول بِفَتْح الْمُهْملَة وَضم الْمُعْجَمَة وَآخره لَام. ولد بعيد الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. وانتقل مِنْهَا وَهُوَ طِفْل مَعَ أَبِيه إِلَى حلب ثمَّ لدمشق وَأخذ فِيهَا السلوك عَن نَاصِر الدّين بن البيطار، وَدخل الْقَاهِرَة فلقي فِيهَا شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَغَيرهمَا وَفِي مصثر الْمُحب الفيومي الْمصْرِيّ قَارِئ الحَدِيث بجامعها الْعمريّ والبهاء بن الْقطَّان والجلال الْبكْرِيّ وَأقَام بهَا نَحْو أَربع سِنِين وَأخذ عَن بَعضهم فِي آخَرين وَدخل دمياط وَغَيرهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وَصَحب السَّيِّد الْمُحب ابْن أخي التقي الحصني وَغَيره من السادات، وَحج غير مرّة ثمَّ قطن مَكَّة وَكَانَ يحضر دروس القَاضِي وأخيه بهَا والجمالي ويعقد مجْلِس الذّكر وقتا وَرُبمَا أَفَادَ بعض المريدين لأنسه بِأَبْوَاب الْعِبَادَات وَنَحْوهَا ومراجعته فِي كثير مِمَّا يروم التفقه فِيهِ وَلما كنت بِمَكَّة لازمني فِي كثير مِمَّا أَخذ عني ومني رِوَايَة ودراية وَزَاد اغتباطه بذلك وَرُبمَا اشْتغل فِي أصُول الدّين وَغَيره، وَقد كتبت لَهُ إجَازَة حَسَنَة فِي التَّارِيخ الْكَبِير بَعْضهَا ولكثيرين فِيهِ اعْتِقَاد بل كَانَ كل من الْبُرْهَان وحسين ابْني) قاوان يمِيل إِلَيْهِ مَعَ غَيرهمَا من ذَوي الْيَسَار، ثمَّ تضعضع حَاله وَلكنه نعم الرجل متجمل كثير الطّواف وَالْعِبَادَة وَالرَّغْبَة فِي الْخَيْر. مُحَمَّد بن عبد الله بن شوعان الزبيدِيّ الْحَنَفِيّ. انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي مذْهبه بِبَلَدِهِ، ودرس وَأفَاد. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن عبد الله بن صَالح ذُو النُّون الْغَزِّي الصَّالِحِي، ذكره شَيخنَا فِي فَوَائِد الرحلة الآمدية، وَقَالَ إِنَّه لقِيه بالمخيم بِظَاهِر غَزَّة، وَذكر لَهُ أَنه ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَأَنه سمع الصَّحِيح من القَاضِي نور الدّين على ابْن خلف بن كَامِل الْغَزِّي قاضيها الْمُتَوفَّى فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَمن السلاوي. قَالَ شَيخنَا: وَأَجَازَ لي ولأولادي وأحفادي. قلت: وَمَات فَجْأَة فِي سنة أَرْبَعِينَ وَكَانَ حسن الذِّهْن جيد القريحة مَشْهُورا بِكَثْرَة الْأكل والإفراط فِيهِ وَله نَوَادِر فِي لطف الْعباد وَحسن الْعشْرَة مَعَ تحمل المشاق فِي قَضَاء حوائج إخوانه ومحافظة

عل الدّين قولا وفعلا ومبالغته فِي النَّصِيحَة لخلق الله، وتكسب وقتا بِبيع الْكَتَّان. فِي بعض الحوانيت فَكَانَ عجبا فِي النصح رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الله بن صَدَقَة الشَّمْس السفطي الْبُحَيْرِي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي وَيعرف بِأبي سعدة بِضَم الْمُهْملَة. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت منتصف ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين وَثَمَانمِائَة بعد تعلله مُدَّة بالبطن وَغَيره. وتنزل بالبيمارستان ثمَّ تحول مِنْهُ لبيت أَخ لَهُ ببولاق فَكَانَت بِهِ منيته فَنقل إِلَى البردبكية برحبة الأيدمري مَحل سكنه فَغسل بهَا ثمَّ صلي عَلَيْهِ وَدفن فِي حوش الشَّيْخ عبد الله المنوفي، وَكَانَ قد حفظ الْقُرْآن والشاطبية والمختصر الفرعي وألفية النَّحْو والْحَدِيث وَغَيرهَا، وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي الْفِقْه والعربية على العلمي وَأبي الْجُود فِي آخَرين وَجمع للسبع وَقَرَأَ على الديمي ثمَّ تردد إِلَى قَلِيلا وَأخذ عني طرفا من الِاصْطِلَاح بل سمع كثيرا مِمَّا قرأته للْوَلَد على بقايا الشُّيُوخ، وَكَانَ يضْبط الْأَسْمَاء بِدُونِ تَمْيِيز وَلَا أَهْلِيَّة وَلَا تثبت وَحج وجاور بِمَكَّة أشهرا وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس بل دخل الشَّام وحلب وَأخذ عَن جمَاعَة بهَا كَابْن مقبل خَاتِمَة أَصْحَاب الصّلاح ابْن أبي عمر ولازم قِرَاءَة البُخَارِيّ على الْعَامَّة بالأزهر فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة مَعَ المداومة على سبع عرف بِهِ وَحصل كتبا نفيسة كَانَ سَمحا بعاريتها وَتردد لبَعض المباشرين وَرُبمَا أَقرَأ مَعَ توقف فاهمته، وَأَظنهُ قَارب الْأَرْبَعين رَحمَه الله وإيانا.) مُحَمَّد بن عبد الله بن طيمان سنة خمس عشرَة وَأَظنهُ. مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة بن مَرْزُوق بن

مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْجمال أَبُو حَامِد بن الْعَفِيف الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف كأبيه بِابْن ظهيرة وَأمه مَرْيَم ابْنة السلامى. ولد لَيْلَة عيد الْفطر سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع بهَا الْمُوَطَّأ على الشَّيْخ خَلِيل الْمَالِكِي وَهُوَ أقدم من سمع عَلَيْهِ وَمن التقي الْحرَازِي وَمُحَمّد بن سَالم الْحَضْرَمِيّ والعز بن جمَاعَة والموفق الْحَنْبَلِيّ وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِمَا جُزْء ابْن نجيد، واليافعي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي وَأحمد بن سَالم الْمُؤَذّن والكمال بن حبيب وَمِمَّا سَمعه مِنْهُ سنَن ابْن ماجة ومعجم ابْن قَانِع فِي آخَرين من أَهلهَا والقادمين إِلَيْهَا ورحل فَسمع بِمصْر من أبي الْفرج ابْن الْقَارِي والحراوي والبهاء بن خَلِيل وبدمشق من ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر والبدر بن قواليح والبرهان بن فلاح السكندري وَابْن النَّجْم وببعلبك من أَحْمد بن عبد الْكَرِيم البعلي وَخلق بهَا وبغيرها كحمص وحماة وحلب وَبَيت الْمُقَدّس واسكندرية، وَأَجَازَ لَهُ الجم الْغَفِير كالعلائي وَسَالم بن ياقوت يجمع الْجَمِيع مُعْجَمه تَخْرِيج الصّلاح الأقفهسي وَكَذَا جمع لَهُ فهرستا التقي بن فَهد وَحصل الْأَجْزَاء والنسخ وَالْأُصُول وَلم يقْتَصر على الرِّوَايَة بل اجْتهد فِي غُضُون ذَلِك فِي الْعُلُوم فَتلا بالسبع على التقي الْبَغْدَادِيّ وَغَيره وتفقه بِبَلَدِهِ على عَمه الشهَاب بن ظهيرة وَالْقَاضِي أبي الْفضل) النويري وَالْجمال الأميوطي والبرهان الأبناسي والزين الْعِرَاقِيّ وبالقاهرة على أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ والبلقيني وَابْن الملقن وبدمشق على الْعِمَاد الحسباني وبحلب على الْأَذْرَعِيّ فِي آخَرين بهَا ولازم مِنْهُم عَمه وَأَبا الْفضل مُلَازمَة تَامَّة بِحَيْثُ ان جلّ انتفاعه بهم وَصَحب أَبَا الْبَقَاء لدمشق وَأخذ عَنهُ غير الْفِقْه من فنون الْعلم وَأخذ الْعَرَبيَّة بِبَلَدِهِ عَن أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي وبالقاهرة عَن البُلْقِينِيّ وبدمشق عَن أبي الْعَبَّاس العنابي تلميذ أبي حَيَّان وَأذن لَهُ جلهم وَكَذَا الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله الريمي شيخ الشَّافِعِيَّة بِالْيمن فِي الْإِفْتَاء والتدريس والعنابي وَابْن عبد الْمُعْطِي فِي الْعَرَبيَّة بل أذن لَهُ البُلْقِينِيّ أَيْضا فِيهَا وَفِي أصُول الْفِقْه والْحَدِيث والعراقي فِي الحَدِيث وَرَأَيْت بِخَطِّهِ على نُسْخَة من شَرحه للألفية أَنه أَخذه عَنهُ مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع مَالِكه الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْمُحدث الْمُفِيد الأوحد جمال الدّين نفع الله بفوائده قَالَ وأذنت لَهُ أحسن الله إِلَيْهِ أَن يقرئ ذَلِك ويفيده وَمَا شَاءَ من الْكتب المصنفة فِي ذَلِك لوثوقي بِحسن تصرفه وجودة فهمه نفع الله بِهِ وَكثر أَمْثَاله، وَلم يؤرخ ذَلِك، وَصَارَ كثير الاستحضار للفقه مَعَ التميز فِي الحَدِيث متا وإسنادا ولغة وفقها وَمَعْرِفَة حَسَنَة بِالْعَرَبِيَّةِ ومشاركة جَيِّدَة فِي غَيرهَا من فنون الْعلم ومذاكرة بأَشْيَاء مستحسنة من التَّارِيخ وَالشعر بِحَيْثُ انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الشَّافِعِيَّة بِبَلَدِهِ ولقب عَالم

الْحجاز، وتصدى لنشر الْعلم بعد السّبْعين ودرس وَأفْتى كثيرا وَقد بالفتاوى. من بِلَاد الْيمن وزهران والطائف وَإِلَيْهِ وَأقَام فِي نشر الْعلم نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وازدحم الطّلبَة من أهل بَلَده والقادمين لَهَا ورحلوا إِلَيْهِ وانتفعوا بِهِ وَكَذَا حدث بالكثير من مروياته بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَغَيره أَخذ عَنهُ الْأَئِمَّة، وروى لنا عَنهُ جمَاعَة بل فِي الْأَحْيَاء من سمع مِنْهُ، وَكتب بِخَطِّهِ الدَّقِيق الْحسن الْكثير وَشرح قطعا مُتَفَرِّقَة من الْحَاوِي الصَّغِير حرر مِنْهَا من البيع إِلَى الْوَصَايَا وَله أجوبة مفيدة عَن مسَائِل وَردت عَلَيْهِ من زهران فِي كراريس وَأُخْرَى عَن مسَائِل ج من عدن مَعَ تعاليق وفوائد وَشعر حسن وضوابط نظما ونثرا وأسئلته للبلقيني دَالَّة على بَاعَ متسع فِي الْعلم وَخرج لنَفسِهِ جُزْءا أَوله المسلسل وَآخر فِيمَا يتَعَلَّق بزمزم وَولي مُبَاشرَة فِي الْحرم وتدريس درس بشير الجمدار وَكَذَا تصديرين فِيهِ وتدريس المجاهدية والبنجالية وَفِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة قَضَاء مَكَّة وخطابتها وَنظر الْحرم والأوقاف والربط والحسبة والأيتام عوضا عَن الْعِزّ النويري وانفصل عَن ذَلِك غير مرّة كَمَا بَين ذَلِك كُله التقي الفاسي وَقَالَ: كَانَ ذَا حَظّ عَظِيم من) الْخَيْر وَالْعِبَادَة والعفاف والصيانة وَمَا يدْخل تَحت يَده من الصَّدقَات يصرفهُ فِي غَالب النَّاس وَإِن قل. وَقَالَ أَنه سمع وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكثير وَأذن لَهُ فِي التدريس فِي علم الحَدِيث وَأَنه كَانَ يتفضل بِكَثِير من الثَّنَاء بِمَا اكتسبناه من صِفَاته الْحسنى وَقد سمعنَا مِنْهُ بِبِلَاد الْفَرْع وَنحن متوجهون فِي خدمته لزيارة الحضرة النَّبَوِيَّة وَمَا أطيب تِلْكَ الْأَوْقَات وَللَّه در الْقَائِل: (وَتلك اللَّيَالِي الماضيات خلاعة ... فَمَا غَيرهَا بِاللَّه فِي الْعُمر يحْسب) وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: وَكَانَت لَهُ عبَادَة وأوراد لَا يقطعهَا مَعَ وقار وَسُكُون وسلامة صدر قَالَ وَهُوَ أول من بحثت عَلَيْهِ فِي علم الحَدِيث وَذَلِكَ فِي مجاورتنا بِمَكَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَنا ابْن اثْنَتَيْ عشرَة سنة، كنت أَقرَأ عَلَيْهِ فِي عُمْدَة الْأَحْكَام ثمَّ كَانَ أول من سَمِعت بقرَاءَته الحَدِيث فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا بِمصْر، ثمَّ سَمِعت من لَفظه وَأَجَازَ فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد وعلقت عَنهُ فَوَائِد وناولني مُعْجَمه وَأذن لي فِي رِوَايَته وَكَانَ شَدِيد الِاغْتِبَاط بِي وَنَحْوه فِي إنبائه، وَذكره ابْن قَاضِي شُهْبَة وَابْن خيطب الناصرية وسَاق عَن الْبُرْهَان الْحلَبِي عَن الشّرف أبي بكر خطيب مرعش عَنهُ من نظمه قصيدة نبوية لامية بل سَاق عَنهُ الْبُرْهَان بِلَا وَاسِطَة قَوْله فِي ضبط الْمسَائِل الَّتِي يُزَوّج فِيهَا الْحَاكِم: (عدم الْوَلِيّ وفقده ونكاحه ... وكذاك غيبته مَسَافَة قَاصِر) (وكذاك إِغْمَاء وَحبس مَانع ... أمة لمحجور تواني الْقَادِر)

(إِحْرَامه وتعزز مَعَ عضله ... إِسْلَام أم الْفَرْع وَهِي لكَافِر) قَالَ الْبُرْهَان وأعجب قَوْله: إِسْلَام أم الْفَرْع وَهِي لكَافِر شَيخنَا البُلْقِينِيّ إعجابا عَظِيما وَبَالغ فِي استحسانه. وَقَالَ غَيره: كَانَ إِمَامًا عَلامَة حَافِظًا متقنا مفننا فصيحا صَالحا خيرا ورعا دينا متواضعا سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس طارحا للتكلف كثير الْمُرُوءَة وَالْبر والنصح والمحبة لأَصْحَابه وافر الْعقل حسن الْأَخْلَاق جميل الصُّورَة مُسَددًا فِي فَتَاوِيهِ كثير التَّحْقِيق فِي دروسه مواظبا على الِاشْتِغَال والأشغال حَافِظًا لكتاب الله كثير التِّلَاوَة مثابرا على أَفعَال الْخَيْر وَالْعِبَادَة والعفاف والصيانة والأوراد حَرِيصًا على تَفْرِقَة مَا يدْخل تَحت يَده من الصَّدقَات فِي غَالب النَّاس وَلَو قل مَعَ السمت الْحسن وَالْوَقار وسلامة الصَّدْر. مَاتَ وَهُوَ على الْقَضَاء بعد أَن تعلل مُدَّة طَوِيلَة بالإسهال فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشر رَمَضَان سنة سبع عشرَة بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالمعلاة على جد أَبِيه لأمه مقرئ الْحرم الْمَكِّيّ) الْعَفِيف الدلاصي وَلم يخلف بِمَكَّة فِي مَجْمُوعه مثله، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَأَنه كَانَت لَهُ عبَادَة وأوراد يواظب عَلَيْهَا مَعَ الْوَقار والسكون وسلامة الْبَاطِن. قلت وَقد أنْشد مضمنا إِمَّا لنَفسِهِ أَو لغيره: (أهديت لي بسرا حَقِيقَته نوى ... عَار وَلَيْسَ لجسمه جِلْبَاب) (وَأَنا وان تَبَاعَدت الجسوم فودنا ... بَاقٍ وَنحن على النَّوَى أحباب) مُحَمَّد بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي السُّعُود الْوَلَد الْكَمَال أَبُو الْفضل بن الْعَفِيف أبي السِّيَادَة بن الْكَمَال أبي الْفضل بن الْجمال أبي المكارم ابْن الْكَمَال أبي البركات بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ذكي فطن. ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بِمَكَّة سمع مني فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة الْكثير وكتبت لَهُ ثبتا أوردت فِي التَّارِيخ الْكَبِير شَيْئا مِنْهُ، وَكَانَ مِمَّن يحضر عِنْد الْجمال أبي السُّعُود ثمَّ ترك وزار الْمَدِينَة غير مرّة وَرُبمَا اشْتغل عِنْد مجلى وَقد زوجه وَالِده وَلم تلبث الزَّوْجَة أَن مَاتَت بعد أَن خلفت لَهُ ولدا وميراثا. مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صلح بن إِسْمَاعِيل الْكَمَال أَبُو الْفضل بن الْجمال بن نَاصِر الدّين الْكِنَانِي الْمدنِي الشَّافِعِي. مِمَّن أَخذ عَن الشهَاب البيجوري فِي الْفِقْه والفرائض وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره وَدخل مصر وَالشَّام وَغَيرهمَا بل الْعَجم. وَهُوَ حَيّ.

مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شرف بن مَنْصُور بن مَحْمُود بن توفيق بن مُحَمَّد بن عبد الله نجم الدّين بن الولوي أبي مُحَمَّد بن الزين بن الشَّمْس الزرعي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَأَخُوهُ عبد الرَّحْمَن والآتي أخوهما أَبُو بكر وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي عجلون لكَون جد أَبِيه كَانَ نَائِبا فِي قَضَائهَا وَهِي من أَعمال دمشق. ولد فِي يَوْم السبت ثَانِي عشري ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَزِيَادَة على اثْنَيْنِ وَعشْرين كتابا فِي عُلُوم شَتَّى وَعرض مها على الْعَلَاء البُخَارِيّ وَابْن زهرَة الطرابلسي وَابْن خطيب الناصرية فِي آخَرين وَسمع على الْعَلَاء بن بردس وَابْن نَاصِر الدّين وَغَيرهمَا وَلكنه لم يكثر وتلا للعشر إفرادا ثمَّ جمعا على الزين خطاب وَكَذَا جمع على الشهَاب السكندري، وتفقه بِأَبِيهِ والتقي بن قَاضِي شُهْبَة والبلاطنشي) وخطاب وَحضر الونائي وَغَيره ولازم الشرواني حِين نُزُوله البادرائية عِنْدهم فِي الْأَصْلَيْنِ والمعاني وَالْبَيَان والنحو وَالصرْف والمنطق وَغَيرهَا من الْعُلُوم حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ، وَكَذَا أَخذ قطعا من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَغَيره على الْعَلَاء الْكرْمَانِي وَقَرَأَ تَلْخِيص ابْن الْبناء فِي الْحساب وَشرح الخزرجية فِي الْعرُوض على أبي الْفضل المغربي، وَقدم الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه فِي سنة خمسين فَعرض على علمائها بل وعَلى سلطانها وَتردد لشَيْخِنَا فِي الرِّوَايَة والدراية وَلكنه لم يكثر وَأخذ شرح ألفية الْعِرَاقِيّ أَو غالبه وَغير ذَلِك عَن الْعَلَاء القلقشندي وَشرح الْمِنْهَاج مَعَ الْكثير من شرح جمع الْجَوَامِع عَن مؤلفهما الْمحلى وَبَعض شرح الشواهد عَن مُؤَلفه الْعَيْنِيّ والفرائض والحساب وَغَيرهمَا عَن البوتيجي والتحرير أَو غالبه عَن مُؤَلفه ابْن الْهمام وحاشية المغنى وَغَيرهَا عَن مؤلفها الشمني وَكَذَا أَخذ ظنا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَحضر دروس الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي بل والسفطي فِي الْكَشَّاف والمحب بن الشّحْنَة فِي مُقَابلَة المقروء من الْقَامُوس وتكرر قدومه الْقَاهِرَة غير مرّة وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَأكْثر من مُخَالطَة الْعلمَاء والفضلاء مَعَ مُلَازمَة المطالعة وَالْعَمَل وَالنَّظَر فِي مطولات الْعُلُوم ومختصرها قديمها وحديثها بِحَيْثُ كَانَ فِي ازدياد من التفنن والفضائل، بل أقبل على الإقراء والإفتاء والتأليف وَصَارَ أحد الْأَعْيَان، وَولي بِالْقَاهِرَةِ إِفْتَاء دَار الْعدْل وتدريس الْفِقْه فِي جَامع طولون والحجازية مَعَ الخطابة بهَا وخزن الْكتب بالباسطية كل ذَلِك برغبة الولوي البُلْقِينِيّ لَهُ عَنْهَا، وناب بِبَلَدِهِ فِي تدريس الشامية الجوانية والعزيزية والأتابكية عَن متوليها وَفِي الناصرية الجوانية والظاهرية البرانية وَولي نظر الركنية تَلقاهُ عَن عَمه الشهَاب بن قَاضِي عجلون وَالِد الْعَلَاء والتدريس

بمدرسة ابْن أبي عمر بالصالحية برغبة شَيْخه خطاب لَهُ عَنهُ واشترك مَعَ إخْوَته فِي تدريس الفلكية والدولعية والبادرائية ومشيخة التصوف بالخاتونية وَغَيرهَا بعد والدهم وتصدر بِجَامِع بني أُميَّة مَعَ قِرَاءَة الحَدِيث فِيهِ أَيْضا إِلَى غير ذَلِك من الْوَظَائِف والجهات وترفع عَن النِّيَابَة فِي الْقَضَاء إِلَّا فِي قَضِيَّة وَاحِدَة مسئولا ثمَّ ترك، وَمن تصانيفه تَصْحِيح الْمِنْهَاج فِي مطول عمل عَلَيْهِ توضيحا ومتوسط ومختصر والتاج فِي زَوَائِد الرَّوْضَة على الْمِنْهَاج والتحرير جعله معوله فِي الْمُرَاجَعَة مَاشِيا فِيهِ على مسَائِل الْمِنْهَاج فِي نَحْو أَرْبَعمِائَة كراسة لم يبيض بل عمل على جَمِيع محافيظه إِمَّا شرحا أَو حَاشِيَة وأفرد فِي ذَبَائِح أهل الْكتاب ومناكحتهم جُزْءا وَكَذَا فِي السنجاب جنح فِيهِ) لتأييد عدم الطَّهَارَة مَعَ نظم ونثر وتقاييد مهمة. وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة متقنا حجَّة ضابطا جيد الْفَهم لَكِن حافظته أَجود دينا عفيفا وافر الْعقل كثير التودد والخبرة بمخالطة الْكِبَار فَمن دونهم حسن الشكالة والمحاضرة جيد الْخط رَاغِبًا فِي الْفَائِدَة والمذاكرة عديم الْخَوْض فِيمَا لَا يعنيه ومحاسنه جمة وَلم يكن بِالشَّام من يماثله بل وَلَا الديار المصرية بِالنِّسْبَةِ لاستحضار محفوظاته لفظا وَمعنى لكَونه لم يكن يغْفل عَن تعاهدها مَعَ المداومة على التِّلَاوَة وَإِن كَانَ يُوجد من هُوَ فِي التَّحْقِيق أمتن مِنْهُ، وَقد كتب عني بعض الْأَجْوِبَة كَمَا كتبت عَنهُ من نظمه مَا أوردته فِي المعجم والوفيات وَكَثِيرًا مَا كَانَ يَقُول لي أغيب عَن بلدكم ثمَّ أجئ فَلَا أجد علماءها وفضلاءها انتقلوا ذرة بل هم فِي محلهم الَّذِي فَارَقْتهمْ فِيهِ أَو دونه، وَلم يكن الْمَنَاوِيّ بالمنصف لَهُ. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر شَوَّال سنة سِتّ وَسبعين بعد أَن ضعف بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى نقه وَركب فِي محفة رَاجعا إِلَى بَلَده على كره من أَصْحَابه وخاصته فَمَا انْتهى إِلَى بلبيس إِلَّا وَقد قضى فَرَجَعُوا بِهِ فِي المحفة إِلَى تربة الزين بن مزهر بِالْقربِ من تربة الشَّيْخ عبد الله المنوفي قبيل الْغُرُوب من يَوْمه فَغسل وكفن وَصلي عَلَيْهِ فِي مشْهد لَيْسَ بالطائل ثمَّ دفن وَحصل التأسف على فَقده. وبلغنا أَنه كَانَ إِذا أَفَاق من غمراته يَقُول ثَلَاثًا يَا لطيف وَمرَّة سُبْحَانَ الفعال لما يُرِيد حَتَّى مَاتَ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الله بن التقي عبد الرَّحْمَن الشَّمْس الصَّالِحِي وَيعرف بِابْن الْملح. سمع فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة من الْعِمَاد أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد الْمَقْدِسِي النّصْف الأول من السَّفِينَة الأصبهانية وَحدث سمع مِنْهُ الأبي مَعَ رَفِيقه الْحَافِظ ابْن مُوسَى فِي سنة خمس عشر وَذكره التقي بن فَهد وَغَيره. مَاتَ. مُحَمَّد بن عبد الله بلكان بن عبد الرَّحْمَن الْمُحب أَبُو المحاسن القاهري

القادري الشَّافِعِي وَالِد أبي الطَّاهِر مُحَمَّد الْآتِي. ولد سنة إحدة عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن سنة فَتزَوج بِأُمِّهِ الْعِزّ القادري شيخ زَاوِيَة القادرية بِبَاب الزهومة فرباه أحسن تربية وَحفظ الْقُرْآن والعمدة وغالب الْمِنْهَاج وَعرض ثمَّ اعتنى بِسَمَاع الحَدِيث وَسمع مَعنا على شَيخنَا وَغَيره بل قبلنَا على الزَّرْكَشِيّ والشرابيشي والفاقوسي وَصَحب الشّرف يُونُس القادري وتسلك وتهذب وَحصل بعض الْأَجْزَاء والفوائد بِخَطِّهِ، وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء ابْن فَهد المؤرخ بِذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ خلق وَاسْتقر فِي مشيخة زَاوِيَة زوج أمه الْمشَار) إِلَيْهَا، وَكَانَ خيرا نيرا كَبِير الهمة كثير التَّوَاضُع حسن الْعشْرَة والفتوة مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع الْأَزْهَر فِي مشْهد حافل جدا وَدفن بزاويتهم وأثنوا عَلَيْهِ وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد السَّلَام بن مَحْمُود بن عبد السَّلَام بن مَحْمُود بن عبَادَة صَلَاح الدّين بن جمال الدّين العبدوي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ابْن عَم الشَّمْس بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عبد السَّلَام الْمَاضِي. ولد فِيمَا بَين الثَّلَاثِينَ وَالْأَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن البلاطنسي وخطاب والرضى الْغَزِّي فِي آخَرين، وَكَانَ فِي خدمَة ابْن عَمه ثمَّ اسْتَقر فِي وكَالَة السُّلْطَان بِدِمَشْق بعد لانابلسي ثمَّ نظر جيشها ثمَّ ولي قَضَاء دمشق بعد الخيضري فدام أَيَّامًا ثمَّ صرف قبل انْفِصَاله عَن الْقَاهِرَة بالشهاب بن الفرفور. وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين، وصودر مرّة بِأخذ عشرَة آلَاف دِينَار للسُّلْطَان وَألف للقاصد بذلك فوزنها وَهُوَ فِي الترسيم ثمَّ بعد قَلِيل أحسن بالتوجه لمصادرته أَيْضا فهرب فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين مَعَ ملاءته وَكَثْرَة مَا فِي حوزته على مَا قيل ثمَّ ظهر. مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْقَادِر السكاكيني. فِي ابْن عبد الْقَادِر بن عمر. مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْكَرِيم الْبناء الشهير بتشن. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة سِتِّينَ، أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الله الشَّمْس أَبُو عبد الله ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ الْفَقِيه الْمقري. تَرْجمهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي فَقَالَ: إِنْسَان حسن حنبلي أصلا وفرعا من محبي التقي بن تَيْمِية، قدم حلب فِي عَاشر الْمحرم سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَقَرَأَ على سنَن ابْن ماجة ومشيخة الْفَخر، ثمَّ عَاد إِلَى جِهَة دمشق فِي خَامِس عشرِيَّة كتب الله سَلَامَته. مُحَمَّد بن عبد الله بن عبيد الله بن حسن السنباطي الأَصْل الصحراوي

إِمَام تربة يلبغا الْعمريّ. ولد بهَا سنة ارْبَعْ وَأَرْبَعين وَحفظ الْقُرْآن وجوده على الْبُرْهَان الشَّامي الْأَزْهَرِي بل على إِمَامه النُّور البلبيسي والعمدة وَجل التَّنْبِيه وَحضر دروس الْعَبَّادِيّ وَابْن أَخِيه ومُوسَى البرمكيني وَكتب على يس الجلالي وشمس الدّين بن سعد الدّين فأجاد وَأم بالتربة الْمَذْكُورَة فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده واختص بالمحب بن المسدي الإِمَام، وَقدم مَكَّة فِي أَوَائِل سنة سبع وَتِسْعين بحرا فجاور حَتَّى وأقرأ ابْن محتسبها قَلِيلا ثمَّ انْفَصل عَنهُ وَتردد إِلَيّ وَسمع بل) سَمِعت أَنه سمع على عَليّ حفيد يُوسُف العجمي وَغَيره بملاحظة ابْن الشَّيْخ يُوسُف الصفي وَكَانَ يَصْحَبهُ وسافر جدة. مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمُنعم الجرواني. فِي مُحَمَّد بن أَحْمد الجرواني. مُحَمَّد بن عبد الله بن عُثْمَان بن عَفَّان الشَّمْس الْحُسَيْنِي بَلَدا المقسي ثمَّ الموسكي الشَّافِعِي أَخُو الْفَقِيه عُثْمَان الْمَاضِي وأبوهما ووالد مُحَمَّد الْآتِي. ولد فِي ربيع الأول سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمنية فضَالة وتحول مَعَ أَبَوَيْهِ وأخيه إِلَى الْقَاهِرَة فسكنوا المقس وَقَرَأَ الْقُرْآن وجوده على الزين الهيثمي بل تلاه لأبي عَمْرو على عبد الْغَنِيّ الفارقاني وَقَرَأَ من الاهتمام تَلْخِيص الإِمَام إِلَى الْحَج وَكَذَا بعض مُخْتَصر التبريزي وَجمع ألفية النَّحْو وَبحث فِي التبريزي على الْمَنَاوِيّ بل حضر عِنْده عدَّة تقاسيم، وَكَذَا قَرَأَ فِي النَّحْو على الحناوي وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَجلسَ لإقراء الْأَطْفَال كأبيه وأخيه بزاوية بقنطرة الموسكي فنبغ من عِنْده جمَاعَة وأقرأ فِي بَيت أزبك الظَّاهِرِيّ وقطن تِلْكَ النَّاحِيَة وتكسب مَعَ ذَلِك بالخياطة على طَريقَة جميلَة من النصح وَالْوَفَاء وَحج وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا بل خطب بأماكن كجاع عَمْرو نِيَابَة، ولمامات أَخُوهُ تكلم فِي تركته ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ وَلَده فورثه وتلقى عَنهُ وظائف مِنْهَا الْإِمَامَة بضريح الشَّافِعِي، وَهُوَ خير متودد سليم الْفطْرَة منجمع على شَأْنه. مُحَمَّد بن عبد الله بن عشائر. هُوَ ابْن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَاشم بن عب الْوَاحِد. مضى. مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد الشَّمْس الْقَرَافِيّ الشَّافِعِي الْوَاعِظ وَيعرف بالحفار وَهِي حِرْفَة أَبِيه. ولد فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالقرافة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والملحة، وَعرض على الأبناسي وَابْن الملقن والغماري وَعبد اللَّطِيف الأسنائي وَأَجَازَ لَهُ فِي آخَرين مِمَّن لم يجز كالصدر الْمَنَاوِيّ والتقي الزبيرِي، واشتغل يَسِيرا وتنزل فِي الْجِهَات وتعاني الْوَعْظ واشتهر شَأْنه فِيهِ وَصَارَ بِأخرَة شيخ الْجَمَاعَة مَعَ الدّين والتواضع والسكون وَحسن السمت

وانفراده بالإتيان فِي المحافل بالأشياء الْمُنَاسبَة سَمِعت إنشاده كثيرا وَكنت مِمَّن أتوسم فِيهِ الْخَيْر وَأَجَازَ فِي استدعاء بعض الْأَبْنَاء بل حدث بالعمدة سَمعهَا عَلَيْهِ الطّلبَة. مَاتَ بعد أَن تعلل مُدَّة فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن شعْبَان سنة سِتّ وَسبعين وَدفن من الْغَد ورأيته بعد مَوته فِي حَالَة حَسَنَة رَحمَه الله وإيانا.) مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ البعلي بن المغربي. فِي صَدَقَة. مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ الخواجا الشَّمْس الْبزورِي. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ نَاصِر الدّين النطوبسي الْأَزْهَرِي المادح مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو عبد الله بل أَبُو النجباء النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة، وتفقه بأَخيه إِسْمَاعِيل ثمَّ بِالْقَاضِي أبي بكر بن عَليّ النَّاشِرِيّ وَآخَرين مِنْهُم الشّرف أَبُو الْقسم بن مُوسَى الدوالي وَكَانَ يدرس كل يَوْم جُزْءا من كِتَابه التَّنْبِيه وَولي قَضَاء القحمة ثمَّ قَضَاء الكدراء ثمَّ زبيد فَلم تطل مدَّته فِيهَا، وَكَانَ مُعْتَقدًا قَائِما بِالْمَعْرُوفِ وَدفع الْمُنكر لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم غير مصرف لأوقاته فِي غير الطَّاعَات مواظبا على الْقيام وَالصِّيَام لَهُ كرامات كَكَوْنِهِ فرغ سليط سراجه فبصق فِيهِ فأضاء كنحو مَا اتّفق للرافعي وكنية النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ فِي مَنَام بِأبي النجباء فَكَانَ كَذَلِك مَعَ حسن شكالة وَخلق وَتَمام عقل وهيبة ومروءة، وَله تصانيف كالتاريخ والنصائح الإيمانية لِذَوي الولايات السُّلْطَانِيَّة ومختصر فِي الْحساب وَفِي مساحة الْمُثَلَّثَة وَضَبطه بقوله: (إِذا رمت تكسير المثلث يَا فَتى ... فجمعك للإضلاع أصل لنا أَتَى) (وَنصف لمجموع الضلوع فابتده ... وَخذ كل ضلع فاعرضه مفاوتا) (على النّصْف ثمَّ الضَّرْب للْبَعْض بهيع ... وَنفذ بِبَعْض وَنصف فاعلمن متثبتا) كَذَا ورسالة تعقب بهَا إِنْكَار عِيَاض على الشَّافِعِي فِي قَوْله: أَنه خَالف فِي وجوب الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأخذ عَنهُ الْأَئِمَّة كالبدر حُسَيْن الأهدل وَمُحَمّد بن نور الدّين. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَعشْرين، طول النَّاشِرِيّ تَرْجَمته. مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْقَائِد الْعمريّ الْمَكِّيّ. كَانَ من أَعْيَان القواد الْعمرَة وَمِمَّنْ جسر السَّيِّد رميثة بن مُحَمَّد بن عجلَان على هجم مَكَّة فِي آخر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ عشرَة. وَتُوفِّي فِي آخر سنة أَربع

وَعشْرين أَو أول سنة خمس وَعشْرين وَقد بلغ الْخمسين وقاربها ظنا، ذكره الفاسي فِي مَكَّة.) مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي الْفَتْح. ثَلَاثَة مجد الدّين وَنجم الدّين وشمس الدّين. يأْتونَ فِيمَن جدهم مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب. مُحَمَّد بن الْمجد عبد الله بن فتح الدّين أَبُو النجا بن البقري أحد الكتبة. يَأْتِي فِي الكنى. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن لاجين الشَّمْس بن الْجمال بن الشَّمْس ابْن الْبُرْهَان الرَّشِيدِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد وَعَمه عبد الرَّحْمَن والآتي وَلَده يحيى وَيعرف بالرشيدي. ولد فِي رَجَب سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه، وَعرض على التقي بن حَاتِم والبدر بن أبي الْبَقَاء وَابْن الملقن والبلقيني فِي آخَرين وَأخذ الْفِقْه عَن الأبناسي وَابْن الْعِمَاد وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَحْكَام الْمَسَاجِد ولمحة فِي شرح القَوْل فِي الْبَاقِيَات الصَّالِحَات كِلَاهُمَا لَهُ بعد كتابتهما، واستفى البُلْقِينِيّ وَسمع كَلَامه وَحكى لنا عَنهُ حِكَايَة، والنحو عَن الْبُرْهَان الدجوي وجود الْقُرْآن على بعض الْأَئِمَّة واعتنى بِهِ أَبوهُ فأسمعه الْكثير على ابْن حَاتِم والعزيز المليجي وَابْن الْيمن بن الكويك والمطرز وَابْن الخشاب وَابْن أبي الْمجد والتنوخي وَابْن الفصيح وَابْن الشيخة والحلاوي والسويداوي والجوهري والأبناسي والعراقي والهيثمي وَالشَّمْس الرفا والشرف الْقُدسِي وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والْعَلَاء بن السَّبع والفرسيسي وَفتح الدّين مُحَمَّد بن الْبَهَاء بن عقيل وَنصر الله الْبَغْدَادِيّ وَنصر الله الْعَسْقَلَانِي والتاج أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن البلبيسي فِي آخَرين مِنْهُم أَبوهُ وَعَمه، بل وَقَرَأَ بِنَفسِهِ قبل الْقرن وَكتب الطباق وَأَجَازَ لَهُ خلق كَأبي الْخَيْر بن العلائي وَأبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة، وَحج فِي أول الْقرن وَدخل اسكندرية وَغَيرهَا واشتغل وَفضل وَكتب الْخط الْحسن وَنسخ بِهِ

لنَفسِهِ) جملَة كمختصر الْكِفَايَة وَالتَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وَولي مشيخة التربة العلائية بالقرافة والتلقين بِجَامِع أَمِير حُسَيْن بالحكر وَكَذَا خطابته تبعا لأسلافه. وَكَانَ غَايَة فِي جودة أَدَاء الْخطْبَة قَادِرًا على إنْشَاء الْخطب بِحَيْثُ ينشئ كل جُمُعَة خطْبَة مُنَاسبَة للوقائع وارتفع ذكره بذلك بِحَيْثُ سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من ابْن الْهمام والْعَلَاء القلقشندي لكنه كَانَ يرجح قِرَاءَته فِي الْمِحْرَاب على تأديته لَهَا وَكَأَنَّهُ اتّفق حِين سَمَاعه لَهُ مَا اقْتضى لَهُ ذَلِك وَإِلَّا فَهُوَ كَانَ نادرة فيهمَا. وَقد قصد من الْأَمَاكِن النائية لسَمَاع خطبَته وَالصَّلَاة خَلفه بل كتب عَنهُ بعض الْفُضَلَاء خطبا ثمَّ أفردها بتصنيف وَلَو اعتنى هُوَ بذلك لجاء فِي عشرَة أسفار، وَكَذَا كَانَت بِيَدِهِ وَظِيفَة الإسماع بِجَامِع الْأَزْهَر والشهاب بن تمرية هُوَ الْقَارئ بَين يَدَيْهِ فِيهِ غَالِبا وَقِرَاءَة الحَدِيث بالجانبكية من واقفها وبالقصر الأول السلطاني من القلعة عقب الشهَاب الكلوتاتي، وَكَانَ على قِرَاءَته أنس مَعَ الإتقان وَالصِّحَّة ومزيد الْخُشُوع وَقد حدث بالكثير خُصُوصا من بعد اجتماعي بِهِ وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَإِلَى أَن مَاتَ فَإِنِّي أكثرت عَنهُ جدا، وَخرجت لَهُ مشيخة فِي مُجَلد قرضها شَيخنَا والعيني والْعَلَاء القلقشندي وَغَيرهم من الأكابر وسر بذلك وَحدث بِنِصْفِهَا الأول وحضني على أَن أريها للبدر بن التنسي قَاضِي الْمَالِكِيَّة فَإِنَّهُ كَانَ نَاظر الْجَامِع وَرُبمَا كَانَ يناكده حَتَّى أَن الشَّيْخ قَالَ لَهُ: إِذا كَانَ هَذَا فعلك معي فَكيف يكون مَعَ وَلَدي إِذا مت فأسأل الله أَن لَا يَجْعَل قضائي فِي قضائك فَلم يلبث أَن مَاتَ القَاضِي وتخلف الشَّيْخ بعده، وَكَانَ شَيخا ثِقَة ثبتا صَالحا خيرا مُحدثا مكثرا متحريا فِي رِوَايَته وأدائه كثير التِّلَاوَة لِلْقُرْآنِ إِمَامًا فَاضلا بارعا مشاركا ظريفا فكها حسن النادرة والعبارة محبا فِي النُّكْتَة بهي الْهَيْئَة نير الشيبة ذَا سكينَة ووقار كَرِيمًا جدا متواضعا طارحا للتكلف سليم الْبَاطِن ذَاكِرًا لكثير من مسكلات الحَدِيث ضابطا لمعانيها حسن الإصغاء للْحَدِيث صبورا على التحديث كثير الْبكاء من خشيَة الله عِنْد إسماعه بل وقراءته لَهُ وَفِي الْخطْبَة طري النغمة ومحاسنه غزيرة وَكَانَ مجيدا للشطرنج يلْعَب مَعَ الشَّمْس بن الجندي الْحَنَفِيّ جَاره الْعَالم الشهير فَلَمَّا مَاتَ تَركه، وَمِمَّنْ كَانَ يلْعَب مَعَ الشَّمْس بن الجندي الْحَنَفِيّ جَاره الْعَالم الشهير فَلَمَّا مَاتَ تَركه، وَمِمَّنْ كَانَ يَقْصِدهُ للزيارة ويغرها الزين طَاهِر الْمَالِكِي وَهُوَ من بَيت علم. مَاتَ فِي عشَاء لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشر ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين عَن سبع وَثَمَانِينَ عَاما وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بعد صَلَاة الْجُمُعَة بِجَامِع أَمِير حُسَيْن ثمَّ بِجَامِع) المارداني فِي مشْهد عَظِيم وَدفن بالعلائية مَحل مشيخته وَهِي بِالْقربِ من بَاب القرافة رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر

التقي أَبُو الْفضل بن الْعَفِيف بن التقي الْقرشِي الْعَدوي الغمري الحراري الْمَالِكِي. قَالَ الفاسي حضر على عَمه فِيمَا أَحسب وَسمع من ابْن صديق وَغَيره وعني بِالْعلمِ فَتنبه وَدخل الْيمن والهند طلبا للرزق فأدركه أَجله بكلبرجة بِبِلَاد الْهِنْد فِي سنة عشر عَن نَيف وَثَلَاثِينَ سنة وَوصل نعيه لمَكَّة فِي سنة أَربع عشرَة. مُحَمَّد الْجمال بن الْعَفِيف أَخُو الَّذِي قبله. ولد فِي صثفر سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع بهَا من الْبُرْهَان بن صديق صَحِيح البُخَارِيّ بفوت وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة كَابْن أبي الْبَقَاء وَابْن الناصح والكمال الدَّمِيرِيّ والعراقي والهيثمي، وَدخل فِي التِّجَارَة لليمن وجزيرة سواكن. وَمَات بهَا فِي الْعشْر الأول من صفر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين، ذكره النَّجْم عمر بن فَهد فِي مُعْجَمه وذيله. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُجَاهِد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الشَّمْس أَبُو عبد الله بن أبي بكر الْقَيْسِي الْحَمَوِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن نَاصِر الدّين. ولد فِي الْعشْر الأول من الْمحرم سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وعدة مختصرات واشتغل قَلِيلا وَحصل وَفضل وتفقه واعتنى بِهَذَا الشَّأْن وَتخرج فِيهِ بِابْن الشرائحي ولازمه مُدَّة وَكَذَا انْتفع فِي الطّلب بمرافقة الصّلاح الأقفهسي وَحمل عَن شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره الْكثير وَكتب الطباق وارتحل لبعلبك وَغَيرهَا، وسافر بِأخرَة صُحْبَة تِلْمِيذه النَّجْم بن فَهد الْمَكِّيّ إِلَى حلب وَقَرَأَ على حافظها الْبُرْهَان بعض الْأَجْزَاء وَكَذَا سمع من ابْن خطيب الناصرية وَحج قبل ذَلِك وَسمع بِمَكَّة من الْجمال بن ظهيرة وَغَيرهَا بهَا وَكَذَا بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَمَا تيسرت لَهُ الرحلة إِلَى الديار المصرية وأتقن هَذَا الْفَنّ حَتَّى صَار الْمشَار إِلَيْهِ فِيهِ بِبَلَدِهِ وَمَا حولهَا وَخرج وَأفَاد ودرس وَأعَاد وَأفْتى وانتقى وتصدى لنشر الحَدِيث فَانْتَفع بِهِ النَّاس، وَحدث بالكثير فِي بَلَده وحلب وَغَيرهَا من الْبِلَاد بل حدث هُوَ وَشَيخنَا مَعًا فِي دمشق بقرَاءَته بِجُزْء أبي الجهم وَامْتنع شَيخنَا من ذَلِك إِلَّا إِن أخبر الْجَمَاعَة بِسَنَدِهِ فَمَا أمكنته الْمُخَالفَة وَلكنه اقْتصر على الْأَخْبَار) بِبَعْض شُيُوخه فِيهِ دون استيفائهم أدبا وَأخذ عَنهُ الأماثل وَرُبمَا تدرب بِهِ فِي الطّلب وشارك فِي الْعُلُوم وأملى. وَمن شُيُوخه أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن عوض ورسلان الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْفرج بن نَاظر الصاحبة وَعبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن الْمِقْدَاد الْقَيْسِي ومحيي الدّين الرَّحبِي والشهاب أَحْمد بن عَليّ الْحُسَيْنِي والبدر بن قوام وَابْن أبي الْمجد وَابْن صديق وَعمر البالسي وَأَبُو الْيُسْر بن الصَّائِغ وَابْن منيع وَمن يطول إِيرَاده كالبلقيني

والصدر الْمَنَاوِيّ وَغَيرهمَا مِمَّن قدم دمشق لَا ابْن الملقن بل كَانَ يذكر أَنه سمع وَهُوَ بالمكتب من الْمُحب الصَّامِت، وَأَجَازَ لَهُ التنوخي وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَمَرْيَم ابْنة الْأَذْرَعِيّ ومعين الْمصْرِيّ. وَمن تصانيفه طَبَقَات شُيُوخه وجعلهم ثَمَان طَبَقَات وجامع الْآثَار فِي مولد الْمُخْتَار ثَلَاثَة أسفار ومورد الصادي فِي مولد الْهَادِي فِي كراسة وَاللَّفْظ الرَّائِق فِي مولد خير الْخَلَائق أخصر من الَّذِي قبله ومنهاج الْأُصُول فِي مِعْرَاج الرَّسُول وإطفاء حرقة الحوبة بالباس خرقَة التَّوْبَة وَاللَّفْظ الْمحرم بِفضل عَاشُورَاء الْمحرم ومجلس فِي فضل يَوْم عَرَفَة وافتتاح الْقَارِي لصحيح البُخَارِيّ ومجلس فِي خَتمه وَآخر فِي ختم مُسلم وَآخر فِي ختم الشفا وَبرد الأكباد عَن فقد الْأَوْلَاد وَقَالَ فِيهِ: (يَا باكيا ميته فِي الْحَيّ يندبه ... قد عَمه وجده من فقد الْأَوْلَاد) (إِن كنت ذَا كبد حرى اصطبر برضى ... فالصبر خير وَفِيه برد الأكباد) وتنوير الفكرة فِي حَدِيث بهز بن حَكِيم فِي حسن الْعشْرَة ومسند تَمِيم الدَّارِيّ وترجمة حجر بن عدي الْكِنْدِيّ والإملاء الْأَنْفس فِي تَرْجَمَة عسعس واتحاف السالك برواة الْمُوَطَّأ عَن ملك وتوضيح المشتبه فِي أَسمَاء الرِّجَال وَغَيرهَا فِي ثَلَاثَة أسفار كبار والأعلام بِمَا وَقع فِي مشتبه الذَّهَبِيّ من الأوهام وأرجوزة سَمَّاهَا عُقُود الدُّرَر فِي عُلُوم الْأَثر وَشَرحهَا فِي مطول ومختصر وَأُخْرَى فِي الْحفاظ وَشَرحهَا أَيْضا وبديعة الْبَيَان عَن موت الْأَعْيَان نظم أَيْضا فِي ألف بَيت وَشَرحهَا وَسَماهُ التِّبْيَان لبديعة الْبَيَان وَعرف العنبر فِي وصف الْمِنْبَر وبواعث الفكرة فِي حوادث الْهِجْرَة نظم أَيْضا ومنهاج السَّلامَة فِي ميزَان يَوْم الْقِيَامَة وريع الْفَرْع فِي شرح حَدِيث أم زرع فِي كراريس وَزَوَال البوسى عَمَّن أشكل عَلَيْهِ حَدِيث تحاج آدم ومُوسَى والصلبة اللطيفة لحَدِيث الْبضْعَة الشَّرِيفَة عَلَيْهَا السَّلَام وَالتَّلْخِيص لحَدِيث ربو الْقَمِيص ونفحات الأخيار من مسلسلات الْأَخْبَار فِي مُجَلد وَأَحَادِيث سِتَّة فِي معَان سِتَّة من طَرِيق) رُوَاة سِتَّة عَن حفاظ سِتَّة من مَشَايِخ الْأَئِمَّة السِّتَّة بَين مخرجها ورواتها سِتَّة، والانتصار لسَمَاع الحجار وَرفع الدسيسة بِوَضْع حَدِيث الهريسة وَكتاب الْأَرْبَعين المتباينات الْمُتُون والإسناد ومعجم شُيُوخه وخطب فِي مُجَلد وَغير ذَلِك كالرد الوافر على من زعم أَن من أطلق على ابْن تَيْمِية أَنه شيخ الْإِسْلَام كَافِر قرضه لَهُ الْأَئِمَّة كشيخنا وَهُوَ أحْسنهم وَالْعلم البُلْقِينِيّ والتقهني والعيني والبساطي والمحب بن نصر الله وَخلق وَحدث بِهِ غير مرّة، وَقَامَ عَلَيْهِ الْعَلَاء البُخَارِيّ لكَون التصنيف فِي الْحَقِيقَة رد بِهِ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لما

سكن دمشق كَانَ يسْأَل عَن مقالات ابْن تَيْمِية الَّتِي انْفَرد بهَا فيجيب بِمَا يظْهر من الْخَطَأ فِيهَا وينفر عَنهُ قلبه إِلَى أَن استحكم أمره عَنهُ وَصرح بتبديعه ثمَّ بتكفيره ثمَّ صثار يُصَرح فِي مَجْلِسه بِأَن من أطلق على ابْن تَيْمِية أَنه شيخ الْإِسْلَام يكفر بِهَذَا الْإِطْلَاق واشتهر ذَلِك فَجمع صَاحب التَّرْجَمَة فِي كِتَابه الْمشَار إِلَيْهِ كَلَام من أطلق عَلَيْهِ ذَلِك من الْأَئِمَّة الْأَعْلَام من أهل عصره من جَمِيع الْمذَاهب سوى الْحَنَابِلَة بِحَيْثُ اجْتمع لَهُ شَيْء كثير وَحِينَئِذٍ كتب الْعَلَاء إِلَى السُّلْطَان كتابا بَالغ فِيهِ فِي الْحَط وَلكنه لم يصل بِحَمْد الله إِلَى تَمام غَرَضه وساس الْقَضِيَّة الشهَاب ابْن المحمرة قَاضِي الشَّام حِينَئِذٍ مَعَ كَونه مِمَّن أنكر عَلَيْهِ فِي فتياه تصنيفه الْمَذْكُور وَتَبعهُ التقي بن قَاضِي شُهْبَة حَتَّى أَن البلاطنسي رَجَعَ عَن الْأَخْذ عَنهُ بل وَالرِّوَايَة عَنهُ بعد أَن كَانَ مِمَّن تتلمذ لَهُ كل ذَلِك عنادا ومكابرة وَكَانَت حَادِثَة شنيعة فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وهلم جرا، وَلَكِن لما كَانَ شَيخنَا بِدِمَشْق حدث بتقريضه للْمُصَنف الْمشَار إِلَيْهِ وَلم يلْتَفت إِلَى المتعصبين. وَقد ولي مشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ إِمَامًا عَلامَة حَافِظًا كثير الْحيَاء سليم الصَّدْر حسن الْأَخْلَاق دَائِم الْفِكر متواضعا محببا إِلَى النَّاس حسن الْبشر والود لطيف المحاضرة والمحادثة بِحَيْثُ لَا تمل مُجَالَسَته كثير المداراة شَدِيد الِاحْتِمَال قل أَن يواجه أحدا بمكروه وَلَو آذاه، جود الْخط على طَريقَة الذَّهَبِيّ حَتَّى صَار يحاكي شطه غَالِبا بِحَيْثُ بيع بعض الْكتب الَّتِي بِخَطِّهِ وَرغب المُشْتَرِي فِيهِ لظَنّه أَنه خطّ الذَّهَبِيّ ثمَّ بَان الْأَمر، وَكتب بِهِ الْكثير رَاغِبًا فِي إِفَادَة الطّلبَة شُيُوخ بَلَده بل وَيَمْشي هُوَ مَعَهم إِلَى السماع عَلَيْهِم مَعَ كَونه هُوَ الْمرجع فِي هَذَا الشَّأْن وَرُبمَا قَرَأَ لَهُم هُوَ. وَقد سُئِلَ شَيخنَا عَنهُ وَعَن الْبُرْهَان الْحلَبِي فَقَالَ ذَلِك نظره قَاصِر على كتبه وَأما هَذَا فيحوش وَأثْنى عَلَيْهِ فِي غير مَوضِع فَقَرَأت بِخَطِّهِ: كتب إِلَى الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْحَافِظ مُفِيد الشَّام فَذكر شَيْئا، وَفِي مَوضِع آخر: الشَّيْخ الإِمَام الْمُحدث حَافظ الشَّام بل كتب لَهُ) بالثناء على مُصَنفه شرح عُقُود الدُّرَر كَمَا أثْبته فِي الْجَوَاهِر وَاعْتذر عَن الْحَوَاشِي الَّتِي أفادها حَسْبَمَا جردتها بطريقة زَائِدَة فِي الْأَدَب. وَذكره فِي مُعْجَمه فَقَالَ: وَسمع من شُيُوخنَا وَمِمَّنْ مَاتَ قبل أَن أَدخل من الدمشقيين وَأكْثر ثمَّ لما خلت الديار من الْمُحدثين صَار هُوَ مُحدث تِلْكَ الْبِلَاد أجَاز لنا غير مرّة، قَالَ وشارك فِي الْعُلُوم وَنظر فِي الْأَدَب حَتَّى نظم الشّعْر الْوسط، وَلكنه أغفل إِيرَاده فِي أنبائه. وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي بقوله: الشَّيْخ الإِمَام الْمُحدث الْفَاضِل الْحَافِظ خرج الْأَرْبَعين المتباينة وَله أَعمال غير ذَلِك ورد على مشتبه

الذَّهَبِيّ وَكتابه فِيهِ فَوَائِد وَقد اجْتمعت بِهِ فَوَجَدته رجلا كيسا متواضعا من أهل الْعلم وَهُوَ الْآن مُحدث دمشق وحافظها نفع الله بِهِ الْمُسلمين وَابْن خطيب الناصرية فَقَالَ: رَأَيْته إنْسَانا حسنا مُحدثا فَاضلا وَهُوَ مُحدث دمشق وحافظها والمقريزي فَقَالَ: طلب الحَدِيث فَصَارَ حَافظ بِلَاد الشَّام بِغَيْر مُنَازع وصنف عدَّة مصنفات وَلم يخلف فِي الشَّام بعده مثله. والمحب بن نصر الله فَقَالَ فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ: وَلم يكن بِالشَّام فِي علم الحَدِيث آخر مثله وَلَا قريب مِنْهُ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ التقي بن قندس وتلميذه الْعَلَاء المرداوي. وَقَالَ الإِمَام الْحَافِظ النَّاقِد الجهبذ المتقن المفنن حَافظ عصره وراوية زَمَانه وعلامته لَهُ التصانيف الْحَسَنَة وَالنّظم الْمُتَوَسّط. وَكَذَا ذكره التقي بن فَهد فِي ذيل طَبَقَات الْحفاظ لَهُ وَآخَرُونَ وَاتَّفَقُوا على توثيقه وديانته، وشذ البقاعي جَريا على عَادَته فَقَالَ: وَكَانَ مُحدثا مَشْهُورا بِالْحَدِيثِ. وَوَصفه شَيخنَا بِالْحِفْظِ وَهُوَ عِنْد كثير من النَّاس مَشْهُور بدين، واطلعت أناله على تزوير وكشط وتغيير فِي حق مَالِي كَبِير فِي غير مَا مَكْتُوب انْتهى. وَالله حسيبه وَقد أوردت فِي معجمي من نظمه أَشْيَاء وَمِنْه: (وَعشرَة خير صحب بالجنان أَتَى ... وعد النَّبِي لَهُم سردا بِلَا خلل) (عَتيق عُثْمَان عَامر طَلْحَة عمر ال ... زبير سعد سعيد وَابْن عَوْف على) وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار وَأَنه كتب الْخط الْجيد وَصَارَ حَافظ بِلَاد الشَّام بِغَيْر مُنَازع وَلم يخلف هُنَاكَ مثله. مَاتَ فِي ربيع الثاغني على الْمُعْتَمد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِدِمَشْق مسموما فَإِنَّهُ خرج مَعَ جمَاعَة لقسم قَرْيَة من قرى دمشق فسمهم أَهلهَا وحصلت لَهُ الشَّهَادَة وَدفن بمقابر العقيبة عِنْد وَالِده وَلم يخلف فِي هَذَا الشَّأْن بِالشَّام بعده مثله بل سد الْبَاب هُنَاكَ رَحمَه الله وإيانا.) (لعبت بالشطرنج مَعَ شادن ... رمى بقلبي من سناه سِهَام) (وجدت شامات على خَدّه ... فمت من وجدي بِهِ وَالسَّلَام) وَزعم أَنه عمل أرجوزة فِي النَّحْو تنيف عَن ثَمَانِينَ بَيْتا وشيئا فِي علم الرمل وتسيير الْفلك فَالله أعلم. مَاتَ بالمحلة فِي ربيع الثَّانِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس بن الْجمال بن الرُّومِي القاهري الْحُسَيْنِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد. صاهر الْبَدْر بن فيشا على ابْنَته واستولدها وناب عَن ابْن الشّحْنَة وَامْتنع الأمشاطي من استنابته، وَهُوَ مبغض فِي خطته مستفيض أمره فِي طَرِيقَته وَجَرت لَهُ كائنة فِي تَرِكَة ابْن السمخراطي أهانه فِيهَا الْمَالِكِي وَغَيره وعدة كوائن غَيرهَا وَلَا يَنْفَكّ عَن عَادَته. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خضر الشَّمْس بن الْجمال الكوراني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن اشْتغل وَقَرَأَ عَليّ وعَلى غَيْرِي كَابْن قَاسم وَلم يتَمَيَّز وَنزل فِي بعض الْجِهَات ثمَّ أقبل على تعَاطِي مَا لَا يرتضى بِحَيْثُ كثر هذيانه وتعب أَبوهُ بِسَبَبِهِ وتزايد فحشه جدا بعد مَوته. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خلف الله بن عبد السَّلَام القلشاني وَالِد قَاضِي الْجَمَاعَة وأخويه، مِمَّن أَخذ عَن ابْن عَرَفَة وَغَيره وَولي قَضَاء الْأَنْكِحَة بتونس والتدريس بمدرسة) الْعُنُق. وَكَانَ عَالما صَالحا مَذْكُورا بالكرامات. مَاتَ فِي أَوَائِل أَيَّام السُّلْطَان عُثْمَان حفيد أبي فَارس. استفدته من بعض المغاربة. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن بكتوت بن بيرم بن بكتوت الشَّمْس الْكرْدِي الأَصْل العلمي القاهري الْحُسَيْنِي الْحَنْبَلِيّ سبط الشَّمْس الغزولي الْحَنْبَلِيّ نزيل البيبرسية الْمَاضِي وَيعرف بِابْن بيرم، قدم بعض سلفه مَعَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين بل كَانَ بيرم مِمَّن عمل ملك الْأُمَرَاء بالبحيرة وَأما أَبوهُ عبد الله فحفظ الْقُرْآن وشيئا من الْقَدُورِيّ وَلَكِن عمل ابْنه هَذَا حنبليا لجده. ومولده فِي حادي عشر شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَالْمُحَرر فِيمَا قَالَ وَقَرَأَ فِيهِ على ابْن الرزاز ثمَّ على الْعِزّ الْكِنَانِي وناب عَنهُ، وَكتب الْخط الْحسن وَنسخ بِهِ أَشْيَاء كتفسير ابْن كثير وَسمع الحَدِيث عَليّ وعَلى جمَاعَة بِقِرَاءَتِي، وَصَحب ابْن الشَّيْخ يُوسُف الصفي بل تردد للمتبولي وَغَيره من الصَّالِحين، ولازم الِاجْتِمَاع بِي وَلَا بَأْس

بِهِ عقلا ودربة وَتَعَفُّفًا بل هُوَ خير نواب الْحَنَابِلَة الْآن وَإِن كَانَ فيهم من هُوَ أفضل وَقد حج موسميا سنة سِتّ وَتِسْعين وَنعم الرجل. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو عبد الله النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ. أَخذ عَن جده أبي عبد الله وَاقْبَلْ على التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة والورع والقناعة مَعَ مشاركته فِي النَّحْو وَالْفِقْه. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد بن بن مُحَمَّد بن عبد الله الْجمال بن الْجلَال بن القطب بن الْجلَال الْحُسَيْنِي التبريزي الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي. أَخذ عَنهُ ابْن أُخْته الْعَلَاء مُحَمَّد بن السَّيِّد عفيف الدّين وَصَافحهُ بمصافحته للزين الخوافي بِسَنَد لَا يثبت مثله. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الرضي مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل الْقرشِي العثماني الْمَكِّيّ. ولد بهَا فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ ولازم أَبَا الْخَيْر بن عبد الْقوي وتكسب بِالشَّهَادَةِ بِبَاب السَّلَام وسافر إِلَى الْبِلَاد المصرية والشامية غير مرّة للرزق. وَمَات مطعونا بِالشَّام سنة بضع وَسبعين. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف فتح الدّين بن الْجمال بن الْمُحب بن الْجمال بن هِشَام الْأنْصَارِيّ القاهري الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده. نَشأ فحفظ الْقُرْآن واشتغل بالفرائض وَغَيرهَا عِنْد الْبَدْر المارداني وَأذن لَهُ وَكَذَا قَرَأَ قَلِيلا على الْعَلَاء الْبَغْدَادِيّ) الدِّمَشْقِي حِين كَانَ بِالْقَاهِرَةِ وَحضر دروس القَاضِي وتنزل فِي الْجِهَات وخطب بالزينية وتكسب بِالشَّهَادَةِ. مُحَمَّد الْمُحب أَبُو عبد الله شَقِيق الَّذِي قبله وَهُوَ الْأَكْبَر. ولد فِي سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَالْمُحَرر وَسمع مَعَ أَبِيه ختم البُخَارِيّ بالظاهرية بل سمع مَعَه قبل ذَلِك سنة خمس وَأَرْبَعين على ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس بِحَضْرَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ شَيْئا وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ منجمعا سَاكِنا جيد الْكِتَابَة خطب بالزينية بعد أَبِيه فَإِنَّهَا مَعَ تدريس الفخرية وَغَيرهَا من جِهَات أَبِيه قررت بَينه وَبَين أَخِيه بل كَانَ باسمه إدارة بالبيمارستان برغبة ابْن الْقطَّان لَهُ عَنْهَا أهين من الأتابك أزبك بِسَبَبِهَا وَمَا سمح باستمرار الْوَظِيفَة مَعَ عَمه إِلَّا بِجهْد. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس أَبُو نصر بن الْعِزّ بن الشَّمْس اللاري الشَّافِعِي. شَاب لطيف حسن التَّصَوُّر لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَقَرَأَ على الثلاثيات وَقَالَ لي أَن مولده فِي رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَأَنه أَخذ عَن الْجمال الْمَشْهُور بأخي فنونا وَعمر رِسَالَة كتبهَا برسم الْأَمِير نظام الدّين

عَلَاء الْملك بن الْمعِين جاهنشاه وَقَرَأَ بَعْضهَا بحضرتي وَكَذَا سمعته ينشد قَوْله: (تركنَا كل شَيْء غير ليلى ... وأطلب وَصلهَا يَوْمًا وليلا) وَهُوَ من رُؤَسَاء ناحيته. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر بن عبد الْعَزِيز بن رشيد بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن الْكَمَال الشَّمْس الْمَعْرُوف بالشيخ ابْن نَاصِر الدّين بن الْعِزّ بن الرشيد التوريزي الأَصْل ثمَّ المنصوري القاهري السعودي الشَّافِعِي. ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ بقنطرة أَمِير حُسَيْن وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ والمنهاج وألفية ابْن ملك وعرضهما على الْجلَال البُلْقِينِيّ وناصر الدّين بن الْبَارِزِيّ وَبحث فِي الْمِنْهَاج عِنْد الشّرف السُّبْكِيّ وَفِي النَّحْو عِنْد الشَّمْس بن الجندي وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء بِالْقَاهِرَةِ، وَولي فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ حمايات الذَّخِيرَة والمفرد بِالْوَجْهِ البحري، ولقيه ابْن فَهد والبقاعي بالمنصورة فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فكتبا عَنهُ أَشْيَاء من نظمه مِنْهَا: (رجوتك عونا فِي الْمضيق فعندما ... رجوتك جَادَتْ لي يداك بِكُل مَا) ) (وَإِنِّي لأثني الْخَيْر فِي كل موطن ... عَلَيْك وأبدي ذكر جودك حَيْثُمَا) وَأَنْشَأَ قصَّة ظريفة نظما ونثرا على لِسَان المنصورة فِي قاضيها الشَّمْس بن كميل. مَاتَ قريب الْأَرْبَعين ظنا. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن علين يُوسُف الْمجد بن الْجمال بن فتح الدّين الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَهُوَ أكبر إخْوَته، ابْن عَم قَاضِي الْحَنَفِيَّة بهَا عَليّ بن سعيد. ولد فِي أول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وألفية النَّحْو وَبَعض الْمنَار، وَعرض على عَمه سعيد وَبِه تفقه وعَلى الشهَاب الأبشيطي وَحضر عِنْده فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه أَيْضا بِبَلَدِهِ عَن الْفَخر عُثْمَان الطرابلسي وَفِي النَّحْو أَيْضا والمنطق عَن أَحْمد بن يُونُس وَفِي القراآت عَن عمر النجار وَعبد الرَّحْمَن الششتري، وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَسبعين فَأخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن الْأمين الأقصرائي بل قَرَأَ عَلَيْهِ سنَن ابْن ماجة وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك وَكَذَا قَرَأَ على الْمُحب بن الشّحْنَة وَغَيره وسافر مِنْهَا إِلَى الشَّام فِي الَّتِي بعْدهَا فَقَرَأَ على الزين خطاب والخيضري فِي البُخَارِيّ وَغَيره، وَدخل حلب وزار بَيت الْمُقَدّس مرَّتَيْنِ وَلما كنت مجاورا بِالْمَدِينَةِ سمع مني وعَلى أَشْيَاء، وَقدم بعد ذَلِك الْقَاهِرَة

أَيْضا فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين فَقَرَأَ على بعض البُخَارِيّ وَسمع على غير ذَلِك وَأخذ حِينَئِذٍ عَن النظام الْحَنَفِيّ فِي الْفِقْه وأصوله وَكَذَا عَن الصّلاح الطرابلسي وَأبي الْخَيْر بن الرُّومِي وتميز فِي الْفِقْه وشارك فِي غَيره وَله نظم، ودرس بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ بعد الْأذن لَهُ فِي ذَلِك مَعَ عقل وَسُكُون وانجماع، وصاهره يحيى بن شَيْخه الْفَخر الطرابلسي على ابْنَته وَوَجهه للاشتغال. مُحَمَّد نجم الدّين أَخُو الَّذِي قبله. حفظ الْقَدُورِيّ. مُحَمَّد شمس الدّين أَخُو الْأَوَّلين. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ أَيْضا. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان أَبُو النَّصْر العجمي الأَصْل الْمَكِّيّ. ولد سنة أَربع عشرَة أَو الَّتِي بعْدهَا ظنا بِمَكَّة وَأمه أم الْحسن نسيم ابْنة الإِمَام أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ، مِمَّن سمع فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَعشْرين على خالتيه أم الْحسن فَاطِمَة وَأم مُحَمَّد عُلَمَاء المسلسل وتساعيات الرضيى الطَّبَرِيّ وعَلى الأولى فَقَط خماسيات ابْن النقور، وتكررت زيارته لطيبة وَدخل بِلَاد الْعَجم، وَكَانَ فَقِيرا طيب) النَّفس يسكن كثيرا وَاسِط من هدة بني جَابر على طَريقَة سلفه. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَدفن بتربة أهل أمد من المعلاة. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى الولوي بن التَّاج البُلْقِينِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيُقَال أَن وَالِده ابْن أُخْت للسراج البُلْقِينِيّ. ولد فِي خَامِس عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة وَقيل ثَلَاثَة وَسِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتدريب وَغَيره، وَعرض التدريب على مُصَنفه خَال وَالِده وجود الْقُرْآن عِنْد الزكي عبد الْعَظِيم البُلْقِينِيّ وَأخذ الْفِقْه عَن السراج وَولده الْجلَال وقريبه الْبَهَاء أبي الْفَتْح وَغَيرهم، والنحو عَن الشَّمْس البوصيري، وَالْأُصُول عَن السراج وَكَانَ يذكر أَنه لَازمه فِي سَماع البُخَارِيّ وَغَيره وَلَيْسَ بِبَعِيد وَكَذَا سمع الزين الْعِرَاقِيّ وأثبته فِي أَمَالِيهِ والهيثمي والشرف بن الكويك فِي آخَرين مِنْهُم الشهَاب البطائحي وَالْجمال الكازروني وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وقارى الْهِدَايَة بل رَأَيْت فِيمَن سمع على الشهَاب الْجَوْهَرِي فِي ابْن ماجة سنة ثَمَان وَتِسْعين مَا نَصه: القَاضِي ولي الدّين مُحَمَّد بن الْجمال عبد الله البُلْقِينِيّ، وَهُوَ مُحْتَمل أَن يكون هَذَا وَلَكِن الظَّاهِر أَنه غَيره، وَحج قَدِيما رجبيا وجاور بَقِي السّنة وَدخل دمشق مَعَ الْجلَال البُلْقِينِيّ وَكَانَ نَائِبه وَحكم عَنهُ فِي بِلَاد الشَّام وَغَيرهَا وَكَذَا دخل اسكندرية وَغَيرهمَا واشتغل كثيرا وَكتب بِخَطِّهِ جملَة ولازم الْجلَال فِي التَّقْسِيم

وَغَيره وَكَذَا نَاب عَن من بعده وَجلسَ بالجوزة خَارج بَاب الْفتُوح وَهُوَ من الْمجَالِس الْمُعْتَبرَة للشَّافِعِيّ حَتَّى إِن السراج البُلْقِينِيّ جلس فِيهِ لما ولي صهره الْبَهَاء بن عقيل وَكَذَا بَلغنِي عَن القاياتي أَن التقي السُّبْكِيّ جلس فِيهِ فَالله أعلم، بل نَاب بالمحلة الْكُبْرَى. وَكَانَ شَيخنَا مَعَ محبته لَهُ يعتب عَلَيْهِ فِي السَّعْي على قَرِيبه الشهَاب بن العجيمي فِي قَضَائهَا وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ المسلسل بِسَمَاعِهِ لَهُ من لفظ ابْن الكويك وَكَانَ إنْسَانا حسن شهما حاد الْخلق كثير الاستحضار للتدريب فِي أول أمره جَامِدا بِأخرَة لَا سِيمَا حِين لقيناه حسن الْمُبَاشرَة للْقَضَاء عفيفا كتبت فِي تَرْجَمته من معجمي مَا يعد ف حَسَنَاته. وَقد تزوج القَاضِي علم الدّين ابْنَته فأولدها فَاطِمَة وَأَبا الْبَقَاء وَغَيرهمَا. وَمَات فِي شَوَّال سنة خمس وَخمسين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد الشَّمْس بن الْجمال الْعَوْفِيّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وأبوهما والآتي ابْنه أَبُو النجا مُحَمَّد وَيعرف كسلفه بِابْن) الزيتوني. خطب بِجَامِع الطواشي وتكسب شَاهدا، وَكَانَ سَاكِنا. مَاتَ سنة سبعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الرضى مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل الْقرشِي الْأمَوِي العثماني الْمَكِّيّ الْمَاضِي حفيده قَرِيبا. أجَاز لَهُ فِي سنة خمس الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن صديق والزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي. وَمَات بِمَكَّة فِي آخر لَيْلَة مستهل الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ أَو الَّتِي قبلهَا. وَقَالَ ابْن فَهد مرّة: سنة بضع وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عَطاء بن جميل بن فضل بن خير بن النُّعْمَان الْفَخر بن الْكَمَال الْأنْصَارِيّ السكندري الْمَالِكِي ابْن أخي الْجمال عبد الرَّحْمَن قَاضِي مصر والماضي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن خير. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشري رَجَب سنة أَرْبَعِينَ ذكره البقاعي مُجَردا. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن حَمَّاد بن خلف التَّمِيمِي الونسي المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن المحجوب. ولد سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة بتونس، ذكره البقاعي مُجَردا وَهُوَ مِمَّن لَقيته ظنا. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الضياء مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي المكارم أَبُو الْخَيْر الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الضياء. سمع على الزين المراغي الْكثير وَقَرَأَ فِي التَّنْبِيه حفظا وَبحث مِنْهُ جانبا على قَاضِي مَكَّة الْمُحب بن الْجمال ابْن ظهيرة وَكَانَ كثير الْمُلَازمَة لَهُ وَيكْتب عَنهُ بعض الإسجالات وتبصر بِهِ فِي

الْفِقْه مَعَ حَيَاء وَخير وَدين. توفّي فِي ضحى يَوْم الْأَرْبَعَاء مستهل جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة عَن نَحْو ثَلَاثِينَ سنة. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى الشَّمْس بن الْجمال الْكِنَانِي المتبولي ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ ابْن أخي عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَاضِي وَقَرِيب الشَّيْخ إِبْرَاهِيم المتبولي، وَيعرف بِابْن الرزاز. ولد تَقْرِيبًا سنة تسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا وَسمع ابْن أبي الْمجد والتنوخي والعراقي والهيثمي، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ يَسِيرا وَكَانَ خيرا مديما للتلاوة، وتعلل مُدَّة وأضر وَلزِمَ بَيته حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد رَحمَه الله.) (قَالُوا ابْن مُفْلِح أكمل قُلْنَا نعم ... فِي نَقصه فِي كل أَمر يصلح) (كذبا وبهتانا وجهلا قد حوى ... فَهُوَ الَّذِي لَا يرتضيه مصلح) مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى الأفنيشي ثمَّ الْعَبَّادِيّ ثمَّ القاهري

الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بالعبادي. ولد بافنيش فِي نواحي منية عباد من الغربية وتحول إِلَى الْقَاهِرَة قبل بُلُوغه فقطن الْأَزْهَر وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره ولازم دروس بلديه السراج بل قَرَأَ على أبي الْقسم النويري فِي النَّحْو، وجود الْكِتَابَة وَكتب الْكثير يُقَال من ذَلِك مَا يزِيد على مائَة مصحف وتنزل فِي جِهَات كَثِيرَة وأقرأ فِي طبقَة الزِّمَام وباشر ديوَان نوروز الظَّاهِرِيّ جقمق الدوادار الْكَبِير للأتابك أزبك وَأحد العشرات أَظُنهُ بعناية بلديه سَالم، واستنابه سَالم فِي خزن الْكتب بالمحمودية وَلم يحسن مباشرتها وتولع بالشعر فَكَانَ ينظم مِنْهُ مَا لَا يذكر مَعَ توهمه الإجادة وَأَظنهُ كَانَ يقْرَأ الجوق، وَكَانَ كثير الْإِقْدَام وَله حركات آخرهَا مَعَ ابْن حجاج) وانتزع مِنْهُ نصف العمالة بالسابقية لكَونه كَانَ مقررا فِيهَا ثمَّ رغب عَنْهَا، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَتِسْعين بعد تعلل مُدَّة وَقد زاحم الثَّمَانِينَ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن وهاس الشريف الحسني الحرضي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. مِمَّن لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَتِسْعين فَسمع مني بحرمها المسلسل وَهُوَ من الْخِيَار. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يحيى بن يحيى بن قَاسم بن خلف الأزيرق. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْبَدْر بن الْجمال السمنودي القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. خَلفه فِي تدريس القطبية الْمُجَاورَة للصاحبية ثمَّ انتزعها مِنْهُ زين العابدين بن الْمَنَاوِيّ فِي أبام أَبِيه وَكَذَا كَانَ باسمه الْإِعَادَة بمدرسة أم السُّلْطَان وخزن كتبهَا وَكتاب السَّبِيل بهَا وغمامتها شركَة لِعبيد الهيتي فِي الْإِمَامَة خَاصَّة. مَاتَ بعد السِّتين ظنا. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْبَدْر بن العصياتي. صَوَابه ابْن إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب وَقد مضى. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الشَّمْس بن الْعمريّ أحد أَعْيَان موقعي الدست ووالد نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن كَاتب السمسرة، كَانَ شَيخا فَاضلا ماهرا فِي صناعته حشما وجيها عِنْده دعابة وخفة روح ولي قَدِيما نِيَابَة كِتَابَة السِّرّ ثمَّ عَاد إِلَى التوقيع حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء عشري شعْبَان سنة تسع وَعشْرين عَن نَحْو شبعين سنة، وَهُوَ مِمَّن قرض سيرة الْمُؤَيد لِابْنِ ناهض، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَأنْشد عَنهُ أَن الْكَمَال الدَّمِيرِيّ كتب إِلَيْهِ وَهُوَ بِدِمَشْق: (الصالحية جنَّة ... والصالحون بهَا أَقَامُوا) (فعلى الديار وَأَهْلهَا ... مني التَّحِيَّة وَالسَّلَام)

وَحكي عَنهُ أَنه وجد على حَائِط مَكْتُوبًا: من كَانَت بِهِ حمى الرّبع وَهِي يَوْم بعد يَوْم فليكتب على فَخذه الْأمين قَوْله تَعَالَى: واسألهم عَن الْقرْيَة إِلَى لَا تأتيهم ولتكن الْكِتَابَة فِي يَوْم السبت الَّذِي تَجِيء فِيهِ النّوبَة قبل مجيئها فَإِنَّهَا لَا تجيئه. رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الشَّمْس المنصوري القاهري الشَّافِعِي قريب الشهَاب المنصوري الشَّاعِر ونزيل قنطرة أَمِير حُسَيْن. كَانَ فِي خدمَة شَيخنَا الرَّشِيدِيّ وَلذَا سمع عَلَيْهِ الْكثير بل سمع على شَيخنَا ابْن حجر، وتولع بالأدب ونظم قَلِيلا وَكَذَا تميز فِي لعب) الشطرنج وَفِي التوقيع وخدم نَائِب صفد وَغَيره، وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ الْعِزّ بن فَهد ثلاثيات الصَّحِيح عَن الرَّشِيدِيّ وأظن أنني سَمِعت من نظمه وَكَانَ حسن الْعشْرَة لطيفا. مَاتَ فِي بِذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَظنهُ قَارب السّبْعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الشَّمْس الهوشاتي الْأَزْهَرِي، مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْعِزّ الْمَالِكِي. أَخذ عَن الشهَاب المغراوري وَغَيره وَفضل وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير كالعبر للذهبي وَأم بكمشبغا الجمالي صَاحب الرّبع بِالْقربِ من الأشرفية برسباي وسكنه هُوَ وَأَخُوهُ فِي الله الْكَمَال بن الْهمام وقتا وَكَانَ كل مِنْهُمَا حسن العقيدة فِي الآخر وسافر مَعَه قَدِيما إِلَى الشَّام، وَكَانَ نيرا سَاكِنا غَايَة فِي الزّهْد وَالْعِبَادَة والورع والتحري والانجماع عَن النَّاس والتقنع زرته ودعا لي وَسمع بِقِرَاءَتِي على الْكَمَال. وَمَات بعده بِخَمْسَة وَأَرْبَعين يَوْمًا فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَدفن بحوش الْأَشْرَف إينال لكَونه كَانَ غضب لعدم دفن الْكَمَال بِهِ وَقد جَازَ السّبْعين بِكَثِير فِيمَا أَظن وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد مظفر الدّين بن حميد الدّين بن سعد الدّين الكازروني نزيل مَكَّة. برع فِي فنون وتصدى للإقراء بِمَكَّة فَقَرَأَ عَلَيْهِ القطب وحاشيته للسَّيِّد الْفَخر أَبُو بكر بن ظهيرة وَكَذَا قَرَأَ على قَاضِي الْحَنَابِلَة بِمَكَّة والشهاب بن خبطة وأقرأ غير ذَلِك كالطب، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبعين ونوزع فِي دعاويه وَتكلم مَعَه الكافياجي وَغَيره وَعقد لَهُ مجْلِس وَمَا أنصف وَلم يلبث أَن رَجَعَ وَمَات، وَبَالغ ابْن الأسيوطي فِي تقبيحه وَوَصفه بالمبتدع الرافضي الفلسفي وَأَنه قد غلبت عَلَيْهِ الْعُلُوم الفلسفية حَتَّى أخرجته عَن سنَن السّنة المرضية وأدته إِلَى الرَّفْض وبغض الصَّحَابَة رضوَان الله عَلَيْهِم ثمَّ إِلَى اللّعب بِالْقُرْآنِ وَالْقَوْل فِيهِ بِالرَّأْيِ وتنزيله على الصَّحَابَة رضوَان الله عَلَيْهِم ثمَّ إِلَى اللّعب بِالْقُرْآنِ وَالْقَوْل فِيهِ بِالرَّأْيِ وتنزيله على قَوَاعِد الفلسفة وَشرح كائنته كَمَا كتبتها فِي مظفر من الْكَبِير. وَقَالَ النَّجْم بن فَهد: كَانَت لَهُ يَد فِي الطِّبّ والمنطق والفلسفة عَار من الشرعيات بِالْكُلِّيَّةِ لَا يحسن من الْفِقْه شَيْئا وَله نظم كالأعاجم وَيمْكث الْأَيَّام المتطاولة يحاول إنْشَاء رِسَالَة أَو نَحْوهَا

وَلَا يَأْتِي بِشَيْء، كل ذَلِك مَعَ كَونه ضنينا بِنَفسِهِ متحسرا على عدم تَعْظِيم الْأَطِبَّاء بِبِلَاد الْعَرَب لكَوْنهم فِي بِلَاده كَمَا زعم يحكمون على قُضَاة الْقُضَاة سِيمَا وَكَاتب السِّرّ غَالِبا لَا يكون إِلَّا مِنْهُم.) وَدخل الْهِنْد ودام بهَا حَتَّى مَاتَ مسموما فِيمَا قيل. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد العلمي بن بيرم. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن خَلِيل. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الغمري الخانكي مؤدب الْأَطْفَال بهَا وغاسل الْأَمْوَات، مِمَّن يجيد حفظ الْقُرْآن وَيعرف بالخواص. أَقَامَ بِمَكَّة مُدَّة وَتزَوج ابْنة الصَّفَدِي الحاشر بهَا مِمَّن سمع مني بهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. وَمَات قبيل التسعين. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُوسَى بن رسْلَان بن زين الدّين مُوسَى بن إِدْرِيس بن مُوسَى بن موهوب الْبَدْر أَبُو عبد الله بن الْجمال أبي مُحَمَّد بن الشّرف أبي البركات السّلمِيّ بِضَم الْمُهْملَة الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. ولد فِي ذِي الْحجَّة لَيْلَة عَرَفَة سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وأحضر وَهُوَ فِي الْخَامِسَة فِي عَاشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين على الْعِمَاد بن كثير الْحَافِظ منتقى من رَابِع حَدِيث سَعْدَان بِسَمَاعِهِ على الحجار وَسمع على مُحَمَّد بن مُوسَى بن سُلَيْمَان الشيرجي جُزْء الْأنْصَارِيّ مَعَ الْفَوَائِد وعَلى الشَّمْس مُحَمَّد بن مُوسَى بن سَنَد الْحَافِظ بعض الْمِائَة انتقاء العلائي من مشيخة الْفَخر وَمن الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الْموصِلِي قصيدة من نظمه أَولهَا: جواني لسواكم قطّ مَا جنحت وَمن الشَّمْس الْخفاف أَيْضا قصيدة من نظمه أَولهَا: زارت فتاها وَعقد الشّعْر محلول وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وأسمع ابْن نَاصِر الدّين طلبته عَلَيْهِ بعض جُزْء الْأنْصَارِيّ وَوَصفه بِالْعلمِ وَالْفضل. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه وَلكنه لم يزدْ على مُحَمَّد بن عبد الله الشَّيْخ بدر الدّين السّلمِيّ. مُحَمَّد بن عبد الله بن نجم الصفي أَبُو عبد الله الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الصفي بِالتَّخْفِيفِ. ولد سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِبَيْت لهيا من دمشق وَنَشَأ بِدِمَشْق فَقَرَأَ القرآ عِنْد جمَاعَة مِنْهُم الزين عبد الرَّحْمَن بن بوري وَقَرَأَ الْخرقِيّ وتفقه بِأبي شعر وَغَيره وَسمع جُزْء الْجُمُعَة على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَكَذَا سمع على الطوباسي وَغَيرهمَا وَحج وَكَانَ عَالما ورعا عفيفا زاهدا قدوة لَقيته بالصالحية فَقَرَأت عَلَيْهِ بمدرسة أبي عمر مِنْهَا جُزْء الْجُمُعَة. وَمَات فِي سادس عشري رَمَضَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَدفن من يَوْمه) بالروضة فِي سفح قاسيون بعد أَن صلي عَلَيْهِ بالجامع المظفري وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الله بن نشابة الْأَشْعَرِيّ الحرضي بِفَتْح الْمُهْمَلَتَيْنِ ومعجمة

ثمَّ العريشي بِمُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ مَكْسُورَة وشين مُعْجمَة نِسْبَة لقرية يُقَال لَهَا عَرِيش من عمل حرض وحرض آخر بِلَاد الْيمن من جِهَة الْحجاز بَينهَا وَبَين حلي مفازة الْفَقِيه الشَّافِعِي وَالِد عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي، ذكره الأهدل فِي ذيله لتاريخ الجندي وَقيد وَفَاته فِي سنة اثْنَتَيْنِ أَو الَّتِي بعْدهَا. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن عبد الله بن يحيى بن عُثْمَان بن عَرَفَة أَبُو عبد الله الحساني الأربسي بِفَتْح الْهمزَة ثمَّ رَاء سَاكِنة وموحدة مَضْمُومَة بعْدهَا مُهْملَة نِسْبَة لبلد من تونس التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي قَاضِي الركب. ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بأربس وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَأَشْيَاء كبانت سعاد والبردة وَتردد لتونس للاشتغال عِنْد إِبْرَاهِيم الأخضري وَمُحَمّد الرصاع وَأحمد النخلي وَأحمد السلاوي فِي آخَرين فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وتميز فِي الْفَضِيلَة، وَحج مرَارًا وَهُوَ قَاضِي ركب المغاربة سِنِين، وقصدني فِي الْمحرم سنة تسعين فَأخذ عني بقرَاءَته الْيَسِير من الصَّحِيحَيْنِ والموطأ وَالشَّمَائِل وَغَيرهَا مَعَ بَانَتْ سعاد والبردة من حفظه وَسمع مني غير ذَلِك وشاركه فِي جله وَلَده مُحَمَّد الْأَكْبَر، وكتبت لَهما ذَلِك فِي إجَازَة حافلة، وَكَذَا استكتبني فِي بعض الاستدعاآت وَتردد إِلَى غير مرّة مغتبطا وَسمع بِالْقَاهِرَةِ أَيْضا على أبي الْحسن على حفيد يُوسُف العجمي وبمكة على مُحَمَّد بن أبي الْفرج المراغي الْمدنِي وحسين الفتحي وَهُوَ إِنْسَان نير عَاقل فَاضل متحر فِي نَقله وَكَلَامه اسْتَفَدْت مِنْهُ جمَاعَة من المغاربة وكتبت عَنهُ من نظمه مَا كتب بِهِ على شرح بَانَتْ سعاد لصَاحبه عمر بن عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَهُوَ قَوْله: (لَك الْفضل يَا شيخ الحَدِيث مَعَ الْعلي ... لَدَى نَاظر بِالْحَقِّ لَا بعناد) (بشرحك بَانَتْ بَان مَا قد ذكرته ... وإيضاحك الْمَعْنى بِوَجْه سداد) (وجمعك فِي الْإِرْشَاد علما منوعا ... لُغَات وإعرابا ورمز مُرَاد) (لإحيائك المنظوم فِي مدح أَحْمد ... وَلَا زلت مأجورا ليَوْم معاد) (تقبل مِنْك الله ذَاك بجوده ... وجازاك مَا جازاه خير عباد) ) وَأَظنهُ مَاتَ بعد السِّتين وقارب السّبْعين. مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف بن عبد الْحق الْفَاضِل أَبُو عبد الله التّونسِيّ الأَصْل المغربي الْمَالِكِي قدم الْقَاهِرَة فَنزل البرلس عِنْد عالمه الشهَاب بن الأقيطع، وَحفظ الْقُرْآن والرسالة والمختصر وألفية النَّحْو وَالتَّلْخِيص وَلم يكمله والمصباح للبيضاوي ولازمه فِي الْفِقْه والأصلين والفرائض والحساب وَالْغُبَار والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا وتميز، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على السنهوري فِي الْفِقْه وَسمع فِي أُصُوله وَفِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا عَن ابْن قَاسم وَتردد للجوجري والأبناسي وَغَيرهمَا من فضلاء الْوَقْت للاستفادة وَقَرَأَ على الْكثير من ألفية الْعِرَاقِيّ بحثا وَغَيرهَا وَكَذَا سمع مني وَعلي أَشْيَاء وَأكْثر من حُضُور الأمالي، وَبَلغنِي أَنه كتب على مُخْتَصر ابْن عَرَفَة فِي الْفَرَائِض قِطْعَة وَإنَّهُ حج وَأسر مَعَ الحبالصة فَأَقَامَ عِنْدهم أشهرا وزار بَيت الْمُقَدّس، وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا دينا قانعا عفيفا ريضا مشاركا فِي الْفَضَائِل وَرُبمَا أَقرَأ بعض الطّلبَة، أَقَامَ بأسكندرية يَسِيرا وَتزَوج من تروجة وَصَارَ يتَرَدَّد بَينهمَا مَعَ تكسب بالخياطة قبل ذَلِك وَبعده فِي خلوته أَو ببيته حَتَّى مَاتَ بالثغر فِي أَوَاخِر شعْبَان أَو أَوَائِل رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَن أَزِيد من أَرْبَعِينَ سنة وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف الججاوي الْحَنْبَلِيّ وَأَخْطَأ من قَالَ الْحَنَفِيّ، ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ إِنَّه ذكر أَنه سمع من الصّلاح بن أبي عمر والمحب الصَّامِت، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: أجَاز لأولادي سنة سبع وَعشْرين وَلم يزدْ. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف الصَّدْر بن التَّاج بن النُّور الباسكندي الهرموزي الشَّافِعِي) قاضيها ابْن عَم يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْآتِي. مِمَّن أَخذ عَنْهُمَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَكَانَ بعد الْخمسين. مُحَمَّد بن عبد الله بن الرِّفَاعِي. شهد على ابْن عَيَّاش فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بِإِجَازَة عبد الأول. مُحَمَّد بن عبد الله أَمِين الدّين الصَّفَدِي، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ كَانَ من مسلمة السامرة وَسكن دمشق بعد الكائنة الْعُظْمَى وَكَانَ عَالما بالطب مستحضرا وَلكنه لم يكن ماهرا بالمعالجة بل إِذا شخص لَهُ غَيره الْمَرَض نقل أَقْوَال أهل الْفَنّ

فِيهِ وَكَذَا كَانَ بارع الْخط فرتب موقعا، واعترته فِي آخر عمره غَفلَة بِحَيْثُ صَار يسْأَل عَن الشَّيْء فِي حَال كَونه يَفْعَله فينكره لشدَّة ذُهُوله. مَاتَ فِي صفر سنة خمس عشرَة. مُحَمَّد بن عبد الله الْبَدْر السّلمِيّ. فِيمَن جده مُوسَى بن رسْلَان. مُحَمَّد بن عبد الله التَّاج بن الْجمال القليوبي الخانكي الشَّافِعِي إِمَام الخانقاه الناصرية بسرياقوس وسبط الشَّمْس القليوبي. مَاتَ سنة بضع وَثَمَانِينَ وَخَلفه فِي الْإِمَامَة أَخُوهُ أَحْمد شَرِيكا لغيره، وَكَانَ لسنا كوالده وَإِخْوَته وَأحد الشُّهُود بهَا مِمَّن يدارى. مُحَمَّد بن عبد الله الْجمال الكازروني. كَذَا وَقع فِي إنباء شَيخنَا. وَصَوَابه مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود وَقد مضى. مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس أَبُو عبد الله البعداني الأَصْل الْمدنِي وَيعرف بالمسكين وَيُقَال لَهُ الْعَوْفِيّ أَيْضا. ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا وَسمع على ابْن صديق فِي سنة سبع وَتِسْعين الصَّحِيح بفواتات يسيرَة. أجَاز لي. وَمَات سنة ثَمَان وَخمسين. مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس القاهري وَيعرف بِابْن سمنة قاري الحَدِيث. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَخمسين أرخه ابْن الْمُنِير. مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس بن الغمري. فِيمَن جده مُحَمَّد. مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس الزفتاوي. فِيمَن جده أَحْمد. مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس الصعيدي الشَّافِعِي نزيل الْحَرَمَيْنِ ومؤدب الْأَطْفَال بِمَكَّة بِبَاب خرورة وَأحد مؤذنيها نِيَابَة وَيعرف بالمدني مِمَّن أَقرَأ الْأَبْنَاء طبقَة بعد أُخْرَى وجود الْخط وَكتب بِهِ جملَة وَرَأَيْت مِنْهَا الشفا نُسْخَة هائلة وَرُبمَا كتب للنَّاس وَكَانَ فَاضلا صَالحا استفيض الثَّنَاء عَلَيْهِ. مَاتَ فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَظنهُ قَارب السّبْعين وَهُوَ أفضل) من فَقِيه مَكَّة الْأُخَر مكي. مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس القليوبي. فِيمَن جده أَبُو بكر. مُحَمَّد بن عبد الله الصَّدْر بن الْجمال الرُّومِي الْحَنَفِيّ. هَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. وَصَوَابه ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل. مُحَمَّد بن عبد الله نَاصِر الدّين التروجي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي أحد نواب الْمَالِكِيَّة. مَاتَ سنة ثَلَاث وَكَانَ مشكورا. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَلم يسم المقريزي فِي عقوده أَبَاهُ وَإنَّهُ مَاتَ فِي صفر وَإِن الْكَمَال الدَّمِيرِيّ رَآهُ بعد مَوته وَسَأَلَهُ: مَا فعل الله بك فَقَالَ: إِن ساتطعت أَن لَا تتْرك بعْدك مَالا فافعل. مُحَمَّد بن عبد الله نَاصِر الدّين الدِّمَشْقِي العقبي، قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ جنديا يُبَاشر فِي الاستادارية ثمَّ ترك ذَلِك وَلبس بزِي الصُّوفِي وَصَحب أَبَا بكر

الْموصِلِي ثمَّ بنى زَاوِيَة بِالْعقبَةِ الصُّغْرَى وَعمل شيخها وَأنزل بهَا فُقَرَاء فَكَانَ يُطعمهُمْ فَكثر أَتْبَاعه وَصَارَ يتكسب من المستأجرات وَكَانَ حسن الشكل واللحية بهي المنظر. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس عشرَة من ثَلَاث وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن عبد الله نَاصِر الدّين الْمحلى الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. ذكره الفاسي وَقَالَ أَظُنهُ حفظ الْمِنْهَاج الفرعي فقد كَانَ يذاكر بمسائل مِنْهُ وعانى الشَّهَادَة والوثائق وناب فِي بعض أَعمال الْمحلة الْكُبْرَى عَن قاضيها صهره الْعِزّ بن سليم، وَكَذَا عانى التِّجَارَة وَتردد لأَجلهَا مَرَّات إِلَى عدن، وجاور بِمَكَّة سِنِين كَثِيرَة وبالمدينة أشهرا، وَتوجه من مَكَّة قَاصِدا وَادي الطَّائِف فَسقط من الْبَعِير الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ رَاكِبًا فَحمل إِلَى مَكَّة فَمَاتَ قبل وُصُوله إِلَيْهَا وَغسل بِالْأَبْطح وَدفن بالمعلاة وَذَلِكَ فِي أحد الربيعين سنة عشْرين وَأَظنهُ بلغ السّبْعين، وَفِيه دين وَخير. مُحَمَّد بن عبد الله ولي الدّين السنباطي القاهري الْمَالِكِي ويلقب حصيرم. كَانَ شَيخا مسنا متساهلا مزري الْهَيْئَة يَنُوب عَن قُضَاة مذْهبه وَيَزْعُم أَنه أَخذ عَن بهْرَام وَغَيره وَلَيْسَ بِثِقَة. مَاتَ فِي أول ربيع الأول أَو آخر الَّذِي قبله سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَيُقَال إِن أَبَاهُ كَانَ أسلميا فتكسب بِالتِّجَارَة فِي الشّرْب ثمَّ افْتقر وَعمل دلالا فَالله أعلم. مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو الْخَيْر الأرميوني ثمَّ القاهري الْمَالِكِي الْمَذْكُور بالشرف وَهُوَ) بكنيته أشهر، وأرميون بالغربية حفظ الْقُرْآن واشتغل فِي الْفِقْه والنحو والأصلين وبرع فِي النَّحْو وشارك فِي غَيرهَا وَمن شُيُوخه السنهوري والشمني والحصني ولازمه والْعَلَاء الحصني وَمُحَمّد الطنتدائي الضَّرِير. مَاتَ سنة إِحْدَى وَسبعين وَلم يبلغ الثَّلَاثِينَ، وَكَانَ خيرا، وَبَلغنِي عَنهُ أَنه كَانَ يَقُول: لَا ينشرح صَدْرِي للبس شظفة الشّرف، لتوقفه فِي ذَلِك رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو الْفَيْض الْحلَبِي. صَوَابه مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله. مُحَمَّد بن عبد الله البُخَارِيّ ثمَّ الْخَوَارِزْمِيّ وَيعرف بِكَمَال ريزة. يَأْتِي فِي كَمَال من الألقاب وَينظر إِن كَانَ من شرطا. مُحَمَّد بن عبد الله البرموني الأَصْل الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي نزيل زَاوِيَة الْحَنَفِيّ مِمَّن تخرج بِأبي الْعَبَّاس الْحَنَفِيّ فِي الْعَرَبيَّة والأصلين والتصوف وبابن كتيلة فِي الْفِقْه والتصوف، وَسمع على شَيخنَا وَعرض عَلَيْهِ الرسَالَة وَأَجَازَهُ، وَحج وتصدر للإقراء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْفِقْه والعربية إِبْرَاهِيم الدَّمِيرِيّ وشكره لي غير وَاحِد وَإنَّهُ صَاحب كرامات مديم لتعليم الْأَبْنَاء.

مُحَمَّد بن عبد الله التركماني القبيباتي الدِّمَشْقِي وَيعرف بالقواس. شيخ صَالح زاهد عَابِد لَهُ زَاوِيَة غربي الْمصلى ظَاهر دمشق مُقيم بهَا وَله أَصْحَاب ومريدون وحلقة ذكر بالجامع الْأمَوِي عَظِيمَة مَقْصُود بالزيارة، وَكَانَ مِمَّن صَاحب أَبَا بكر الْموصِلِي دهرا وَغَيره من الأكابر. قَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة: وَكَانَ يجيد تَعْبِير الرُّؤْيَا عَن صَلَاح لَا علم. مَاتَ بزاويته عَن أَزِيد من مائَة فِيمَا قيل لَيْلَة الْجُمُعَة سادس ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَلم يظْهر عَلَيْهِ الْهَرم رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الله التنسي نِسْبَة لتنس من أَعمال تلمسان المغربي الْمَالِكِي. بَلغنِي فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِأَنَّهُ حَيّ مُقيم بتلمسان جَازَ السِّتين مشار إِلَيْهِ بِالْعلمِ، وَله تصانيف. بل قيل إِنَّه صنف فِي إِسْلَام أبي طَالب جُزْءا كَمَا هُوَ مَذْهَب بعض الرافضة. مُحَمَّد بن عبد الله الججيني الْحَنَفِيّ ويلقب الْقطعَة ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: كَانَ من أَكثر الْحَنَفِيَّة معرفَة باستحضار الْفُرُوع وجمود ذهنه وَكَونه رَدِيء الْخط إِلَى الْغَايَة رث الْهَيْئَة خاملا. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ عشرَة.) (بقراط مسموما مضى لسبيله ... ومبرسما قد مَاتَ افلاطون) (وَمضى أرسطاطاليس مسلولا وجا ... لينوس مَاتَ وَإنَّهُ مبطون) (مَا إِن دَوَاء الدَّاء إِلَّا عِنْد من ... إِن قَالَ للمعدوم كن فَيكون) مُحَمَّد بن عبد الله الحمامي مِمَّن سمع مني قريب التسعين. مُحَمَّد بن عبد الله الخردقوشي أحد المعتقدين. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْ عشرَة. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن عبد الله الْخَواص أحد المعتقدين أَيْضا بِمصْر. مَاتَ بالوراريق فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس. ذكره شَيخنَا أَيْضا. مُحَمَّد بن عبد الله الزهوري العجمي. مِمَّن يعْتَقد للظَّاهِر برقوق فَمن بعده وَيُسمى مجذوبا. كَانَت غَالب إِقَامَته بقلعة الْجَبَل فِي دور حرم السُّلْطَان وَيُقَال إِنَّه قَالَ لَهُ يَا برقوق أَنا آكل فراريج وَأَنت تَأْكُل دجاجا وَأَنه أَشَارَ بِمَوْتِهِ ثمَّ يَمُوت برقوق من بعده بِمِقْدَار مَا يكبر الْفروج فَكَانَ كَذَلِك، وَرُبمَا نسبت هَذِه الْمقَالة

لمُحَمد بن سَلامَة النويري الْمغرب الْمَعْرُوف بالسكندري أحد أخصاء الظَّاهِر أَيْضا مَاتَ فِي أول صفر سنة إِحْدَى. وَقيل إِن الظَّاهِر لما مَاتَ دَاخله الْوَهم فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي شوالها. مُحَمَّد بن عبد الله العجمي السقاء بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام كأبيه. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عبد الله الْعمريّ. قرض سيرة الْمُؤَيد لِابْنِ ناهض، وَاسم جده مُحَمَّد مضى. مُحَمَّد بن عبد الله الْكَاهِلِي. مَاتَ بِمَدِينَة إب سنة سبع وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن عبد الله المازوني نزيل تلمسان. مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن عبد الله الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الطَّبِيب وَيعرف بالخضري بمعجمتين الأولى مَضْمُومَة وَالثَّانيَِة مَفْتُوحَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: كَانَ يعاني الطِّبّ والكيمياء وَالنَّار نجيات والنجوم وَأقَام بِمَكَّة مُدَّة مجاورا، ولقيته بهَا سنة سِتّ ثمَّ دخل الْيمن فَأقبل عَلَيْهِ) سلطانهخا النَّاصِر فَيُقَال إِن طَبِيب النَّاصِر دس عَلَيْهِ من سمه فَهَلَك فِي سنة ثَمَان وَكَانَ هواتهم بِأَنَّهُ دس على الرئيس الشهَاب الْمحلى التَّاجِر سما فَقتله فِي آخر سنة سِتّ. مُحَمَّد بن عبد الله المغربي نزيل بَيت الْمُقَدّس وَيعرف بفولاد، قدم بَيت الْمُقَدّس فِي حُدُود التسعين وَسَبْعمائة فَانْقَطع فِيهِ لِلْعِبَادَةِ خَاصَّة وداوم الْجَمَاعَات وَأكْثر فِي كل سنة الْحَج والزيارة حَتَّى قيل إِنَّه حج مَا ينيف على سِتِّينَ مرّة غالبها مَاشِيا واشتهر بالصلاح بَين الْخَاص وَالْعَام وَذكرت لَهُ كرامات جمة وأموال مهمة. وَقد تَرْجمهُ ابْن قَاضِي شُهْبَة فَقَالَ: كَانَ رجلا صَالحا مَشْهُورا لَهُ حجات كَثِيرَة تزيد على السِّتين أَكْثَرهَا على أقدامه وَله اجْتِمَاع بالأولياء وكشف، وَأما التقي الحصني فَإِنَّهُ لم يكن إِذا قدم بَيت الْمُقَدّس ينزل عِنْد أحد سواهُ وَلَا يَأْكُل لغيره فِيهِ طَعَاما وَوَصفه فِي بعض تعاليقه بالسيد الْجَلِيل وناهيك بِهَذَا من مثله. مَاتَ بعد رُجُوعه من الْحَج فِي صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ. مُحَمَّد بن عبد الله الْمقري أحد الْمُفْتِينَ بتعز وَكَانَ عَارِفًا بالفرائض والحساب مِمَّن تفقه فِيهِ بالجمال مُحَمَّد بن أبي الْقسم الضراسي. مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ، ذكره الْعَفِيف. مُحَمَّد بن عبد الله النفياني ثمَّ القاهري أحد أَصْحَاب الغمري وأخو أَحْمد وعَلى مِمَّن هدَاهُم الله لِلْإِسْلَامِ وَأَعْطَاهُمْ الظَّاهِر جقمق رزقة، وَقَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الْكثير على شَيخنَا وَغَيره حَتَّى سمع عَليّ وبقراءتي أَشْيَاء وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشر شعْبَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد

وَأَظنهُ جَازَ السِّتين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أبي عبد الله الْمُنْتَصر حفيد أبي فَارس والمستقر بعده. هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز يَأْتِي. مُحَمَّد بن عبد الْأَحَد بن عَليّ الشَّمْس القاهري النَّحْوِيّ سبط ابْن هِشَام وَيعرف بالعجيمي وَسمي الْعَيْنِيّ وَالِده عبد الْأَحَد، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: أَخذ عَن خَاله الْمُحب بن هِشَام وَمهر فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية ولازم الْعَلَاء البُخَارِيّ لما قدم الْقَاهِرَة وَكَذَا لَازم الْبَدْر الدماميني، وَكَانَ كثير الْأَدَب فائقا فِي معرفَة الْعَرَبيَّة ملازما لِلْعِبَادَةِ وقورا سَاكِنا. مَاتَ فِي عشري شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَدفن بالصوفية وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الْمجِيد بن القَاضِي أبي الْحسن عَليّ بن أبي بكر الْجمال النَّاشِرِيّ) الْيَمَانِيّ. ولد سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الشاطبية والمنهاج الفرعي وألفية ابْن مَالك وتفهمهما بجد واجتهاد حَتَّى تميز وَتعين وَكَانَت أوقاته موزعة على التركير على محفوظاته والمطالعة عَلَيْهَا وَالْكِتَابَة وأنواع الطَّاعَات مَعَ ذكاء وَفهم ونسك وَعلم. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَسبعين. أَفَادَهُ لي بعض الْفُضَلَاء الآخذين عني. مُحَمَّد بن عبد المحسن بن أَحْمد بن حُسَيْن الأهدل الْجمال بن الشَّيْخ شهَاب الدّين حفيد الأهدل. ولد سنة إِحْدَى وَسبعين بِمَكَّة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن سبع فَكَفَلَهُ زوج أُخْته وَابْن عَمه الْجمال مُحَمَّد وأقرأه الْقُرْآن والإرشاد وَغير ذَلِك وَدخل بعد بُلُوغه الْيمن مَعَ ابْن عَمه الآخر حُسَيْن فَأَقَامَ بهَا نَحْو خمس سِنِين ثمَّ عَاد لمَكَّة وَتزَوج بهَا ولقيني فَحَدَّثته بالمسلسل فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة. مُحَمَّد بن عبد المحسن بن عبد اللَّطِيف. يَأْتِي فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد المحسن. مُحَمَّد بن عبد المغيث بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الطواب. وسط فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين وحزن عَلَيْهِ كَثِيرُونَ من أجل من تَركه من أم وَولد سِيمَا وَلَيْسَ لَهُ ذَنْب ظَاهر وَإِن كَانَ من فساق المباشرين فَإِنَّهُ مِمَّن بَاشر فِي الْمُفْرد بِالْوَجْهِ الغربي عَفا الله عَنهُ وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الْملك بن عبد الْكَرِيم بن يحيى نَاصِر الدّين بن المحيوي بن التقي بن محيي الدّين بن الزكي أسن إخْوَته، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: ولد بعد الْخمسين وَسمع من العرضي وَابْن الجوخي وَغَيرهمَا من أَصْحَاب الْفَخر، وَكَانَ يرجع لدين وعقل، خرج مَعَ الْعَلَاء بن أبي الْبَقَاء لقسم بعض المغلات فَقطع عَلَيْهِم الطَّرِيق فَقتل هَذَا وجرح الآخر وَسقط فظزنوا مَوته فَسلم وَذَلِكَ فِي الْمحرم سنة سِتّ. مُحَمَّد بن عبد الْملك بن عبد اللَّطِيف بن الجيعان. يَأْتِي فِي أبي الْبَقَاء بن

الجيعان فَهُوَ بكنيته أشهر. مُحَمَّد بن عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن الشَّيْخ أبي مُحَمَّد الْمرْجَانِي. مَاتَ بِمَكَّة سنة ثَمَان وَعشْرين. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن دَاوُد بن سُلَيْمَان لابدر أَبُو عبد الله بن الشّرف أبي المكارم الْبَغْدَادِيّ الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي أَبوهُ والآتي وَلَده الْبَدْر مُحَمَّد. خلف وَالِده فِي تهدريس الحسنية وَأم السُّلْطَان والصالح وَغَيرهَا وَفِي إِفْتَاء دَار الْعدْل وَقَضَاء الْعَسْكَر فَلم) تطل مدَّته. وَمَات. مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن أبي الطَّاهِر إِسْمَاعِيل الشَّمْس بن نبيه الدّين الْجَوْجَرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بَين أهل بَلَده بِابْن نبيه الدّين وَفِي غَيرهَا بالجوجري. ولد فِي إِحْدَى الجماديين وَالظَّن أَنه الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي بعْدهَا بجوجر وتحول مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة صُحْبَة جده لِأَبِيهِ بعد موت وَالِده وَهُوَ ابْن سبع فأكمل بهَا القرآ وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي مَعَ أَن جده كَانَ مالكيا وَكَذَا الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك وَعرض بَعْضهَا واشتغل بالفنون فَأخذ النَّحْو بقرَاءَته عَن الحناوي والشهاب السخاوي وَأبي الْقسم النويري وعظمت ملازته لَهُ فِيهِ وَفِي غَيره من الْفُنُون سِيمَا فِي ابْتِدَاء أمره وترعرعه وبقراءة المحيوي الدماطي فِي شرح التسهيل عَن ابْن الْهمام وبقراءة الزين طَاهِر غَالب الْمُغنِي عَن القاياتي فِي آخَرين كالشمني والمحلى والكافياجي بل قَرَأَ الْعَرَبيَّة فِي ابْتِدَائه على الْبَدْر بن الشَّرّ بدار كَمَا قَرَأَ فِي ابْتِدَائه على فقيهه النُّور أخي حُذَيْفَة وَالْفِقْه عَن الشّرف السُّبْكِيّ والونائي والقاياتي وَابْن المجدي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمحلى والمناوي واشتدت عنايته بملازمته بِحَيْثُ أَخذ عَنهُ التَّنْبِيه وَالْحَاوِي والبهجة والمنهاج تقسيما غير مرّة كَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ وَغير ذَلِك وَعَن الأول الْحَاوِي وَعَن الثَّانِي مَا عدا الْبَهْجَة مَعَ مَا أقرأه من الرَّوْضَة وَعَن السَّادِس بقرَاءَته شَرحه للمنهاج وَمن الاسْتِسْقَاء فِي الرَّوْضَة إِلَى بيع الْأُصُول وَالثِّمَار ولازمه فِي أَخذ جلّ تصانيفه كشرح الْبردَة وَغَيرهَا وأصوله عَن الْمحلى قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه لجمع الْجَوَامِع وَالشَّمْس البدرشي قَرَأَ عَلَيْهِ الْجَار بردى والمناوي أَخذ عَنهُ الْبَيْضَاوِيّ وَجمع الْجَوَامِع تقسيما كَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ فِي آخَرين كالشرواني والشمني والنويري والكافياجي وَأبي الْفضل المغربي وأصول الدّين عَن هَؤُلَاءِ الْخَمْسَة وَكَذَا الْمعَانِي وَالْبَيَان عَنْهُم مَعَ القاياتي والزين جَعْفَر العجمي نزيل المؤيدية وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُخْتَصر والمنطق عَن الْخَمْسَة وَالْعرُوض والقوافي عَن الشهَاب الأبشيطي والفرائض والحساب عَن ابْن المجدي والبوتيجي وَالتَّفْسِير عَن الشمني والكافياجي

وَشَيخنَا وَوَقع لَهُ مَعَه فِيهِ مَا أوردته فِي الْجَوَاهِر، والْحَدِيث عَن شَيخنَا أَخذ عَنهُ شَرحه للنخبة إِمَّا قِرَاءَة أَو سَمَاعا لما عدا الْمجْلس الْأَخير مِنْهُ ظنا واليسير من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ بقرَاءَته بل سمع غالبه وَسمع عَلَيْهِ فِي الْحِلْية وَفِي الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا وَكَذَا سمع على الزين الزَّرْكَشِيّ فِي صَحِيح) مُسلم بل قَرَأَ الشفا وَالصَّحِيح على القَاضِي سعد الدّين بن الديري وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَعرف بمزيد الذكاء وَأذن لَهُ غير وَاحِد بالإقراء والإفتاء وتصدى لذَلِك قَدِيما فِي حَيَاة كثير من مشايخه حَتَّى كَانَ الْمحلى يُرْسل لَهُ الْفُضَلَاء للْقِرَاءَة عَلَيْهِ فِي تصانيفه وَغَيرهَا ونوه هُوَ والمناوي بِهِ جدا بل كَانَ الْمَنَاوِيّ يناوله الْفَتْوَى ليكتب عَلَيْهَا واستنابه فِي الْقَضَاء فِي ولَايَته الأولى فباشر قَلِيلا بِحَيْثُ ذكر أَنه لَا يعرف من قَضَائِهِ مِمَّا يضْبط بالحكم سوى أَرْبَعَة قضايا ثمَّ تعفف عَن ذَلِك، هَذَا مَعَ اشْتِغَاله مُعظم عمره بالتكسب فِي بعض الحوانيت بسوق الشّرْب وَكَذَا بالسكر وَنَحْوه بل وَقبل ذَلِك جلس عِنْد الْعِزّ بن عبد السَّلَام شَاهدا حِين كَانَ يتناوب مَعَ غَيره الْقَضَاء فِي جَامع الصَّالح وَحمد الْعُقَلَاء صَنِيعه فِي ترك الْقَضَاء، وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء طبقَة بعد أُخْرَى وَصَارَ بِأُخْرَى شيخ الْقَاهِرَة وقسموا عَلَيْهِ الْكتب فَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ فِي التَّقْسِيم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ الحليبي وَابْن قريبَة وَسعد الدّين الذَّهَبِيّ والكمال الْغَزِّي وَفِي الَّتِي تَلِيهَا إِلَّا الرَّابِع فبدله المحيوي عبد الْقَادِر الْعَنْبَري وَفِي الَّتِي تَلِيهَا هُوَ والحليبي وَابْن قريبَة والغزي وَفِي الَّتِي تَلِيهَا الذَّهَبِيّ بلد الْغَزِّي، واتسعت حلقته جدا سِيمَا حِين تهحول للمؤيدية ثمَّ جَامع الْأَزْهَر وَقصد بالفتاوى، وَكتب عل عمد السالك لِابْنِ النَّقِيب شرحا فِي جُزْء سَمَّاهُ تسهيل المسالك فِي شرح عُمْدَة السالك، وَكَذَا على الْإِرْشَاد مُخْتَصر الْحَاوِي لِابْنِ الْمقري فِي أَرْبَعَة فأزيد وعَلى شذور الذَّهَب مطول ومختصر سبكه وقصيدة البوصيري الهمزية الَّتِي أَولهَا كَيفَ ترقى رقيك الْأَنْبِيَاء فِي مطول ومختصر أَيْضا سمى أَحدهمَا خير الْقرى فِي شرح أم القرا والمفرجة وَغير ذَلِك من نظم ونثر، وسارع بِقُوَّة ذكائه فِي الْكِتَابَة على الْفَتَاوَى فكثرت مُخَالفَته الَّتِي أدّى إِلَيْهَا عدم تأنيه وَرُبمَا يُنَبه على ذَلِك فِيهَا وَفِي تصانيفه فَلَا يكَاد يرجع ويبرهن على مَا تورط فِيهِ وَكَذَا كثر تسارعه إِلَى الْأذن بالفتوى والتدريس بل والتقريض على التصانيف الصادرة من غير المتأهلين حَتَّى إِنَّه كتب لشخص كَانَ يُسمى تَاج الدّين الشَّامي ولي نظر الإسطبل مرّة على مُصَنف زعم أَنه اختصر فِيهِ الْمُهَذّب مَا نَصه كَمَا نقلته من خطه: وقفت على هَذَا الْمُؤلف وَرَأَيْت فِي أبوابه وفصوله، وتأملت مَا سطره مُؤَلفه أدام الله نَفعه وَكثر جمعه وتأملت بعض تفاريعه وأصوله

فَوَجَدته قد أحسن فِي انتخابه كل الْإِحْسَان وأجاد فِيمَا لخصه مقورنا بالتوضيح وَالْبَيَان فَلَا يقدر على الْخَوْض فِي مثل ذَلِك إِلَّا من تضلع من الْعُلُوم وأحاط بسرها المكتوم وحرر مَا دلّ عَلَيْهِ الْمَنْطُوق وَمَا) أَفَادَهُ الْمَفْهُوم أدام الله النَّفْع بفوائده وعلومه للْمُسلمين وَجعله قُرَّة عين إِلَى يَوْم الدّين، وَكتب فلَان معترفا بفضائله مغترفا من فواضله، إِلَى غير هَذَا مِمَّا يجره إِلَيْهِ سرعَة الْحَرَكَة، وَقد سَمِعت الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ غير مرّة يَقُول إِنَّه يعرف كل شَيْء فِي الدُّنْيَا، هَذَا مَعَ سكونه فِي مَوَاطِن دينية كَانَت سرعَة حركته ومبادرته إِلَى الِاحْتِجَاج فِيهَا والتأييد لجهتها كالواجب وَلكنه كَانَ حسن الْعشْرَة كثير التودد والتواضع والامتهان لنَفسِهِ غير متأنق فِي سَائِر أَمرُوهُ بِحَيْثُ لَا يتحاشى عَن الْمَشْي فِيمَا كَانَ الأولى الرّكُوب فِيهِ وَلَا يأنف مُرَاجعَة الباعة فِيمَا لَعَلَّه يجد من يتعاطاه عَنهُ وَلَا يمْتَنع من الْجُلُوس فِي مطبخ السكر بِحَضْرَة الْيَهُود وَغَيرهم إِلَى غير ذَلِك مِمَّا تَأَخّر بِهِ عِنْد من لم يتدبر وَأَرْجُو قَصده الْجَمِيل بذلك كُله سِيمَا وَعِنْده نوع فتوة وإحسان لكثير من الغرباء وبذل همة فِي مساعدتهم، وحجد غير مرّة وَسمع على التقي بن فَهد وَغَيره وجاور فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وأقرأ الطّلبَة هُنَاكَ وَبَالغ فِي مُلَازمَة قاضيها وعالمها ووالى عَلَيْهِ بره وفضله ثمَّ كَانَ مِمَّن قَامَ مَعَ نور الدّين الفاكهي فِي الكائنة الشهيرة وَكَذَا كَانَ بَيْننَا من الود مَا الله بِهِ عليم بِحَيْثُ إِنَّه لم يزل يُخْبِرنِي عَن شَيْخه الْمحلى بالثناء الْبَالِغ بل طالع هُوَ عقب موت ولد لَهُ كتابي ارتياح الأكباد فتزايد اغتباطه بِهِ وأبلغ فِي تحسينه مَا شَاءَ وأحضر إِلَى بعض تصانيف السَّيِّد السمهودي لأقرضها لَهُ إِلَى غير ذَلِك من الْجَانِبَيْنِ ثمَّ كَانَ مِمَّن مَال على مَعَ من صرح بعد حِين فجر عَلَيْهِ بِعَدَمِ وجاهته وديانته وَلذَا قبيل مَوته بِيَسِير تجرأ عَلَيْهِ بعض الطّلبَة انتصارا لنَفسِهِ وَعمر جُزْءا سَمَّاهُ اللَّفْظ الْجَوْهَرِي فِي بَيَان غلط اعلجوجري وَمَا أمكنه التَّكَلُّم فَانْتدبَ لَهُ بعض الطّلبَة بالردوكان من الْفَرِيقَيْنِ مَا لَا خير فِي شَرحه ويغلب على ظَنِّي أَن ذَلِك انتقام لكَونه كتب مَعَ البقاعي فِي مسئلة الْغَزالِيّ وَإِن كَانَ لَهُ مخلص فِي الْجُمْلَة فَترك الْكَلَام كَانَ أليق بمقام حجَّة الْإِسْلَام، وَكَانَ فِي صوفية المؤيدية قَدِيما ثمَّ بعد تقدمه رغب أَن يكون فِي طلبة الخشابية والشريفية مِمَّا كَانَ اللَّائِق بِهِ الترفع عَنهُ بل تهالك فِي السَّعْي فيهمَا، وَكَذَا درس الْفِقْه بالظاهرية الْقَدِيمَة لكَونه تلقى نصف تدريسها عَن أبي الْيُسْر بن النقاش وبالمدرسة الجانبكية بالقربيين بعد نور الدّين التلواني صهر ابْن المجدي وبأم السُّلْطَان بعد الْبَدْر بن الْقطَّان وبالقطبية بِرَأْس حارة زويلة بعد إِبْرَاهِيم النابلسي وبالقجماسية من واقفها وبالمؤيدية عقب موت الشَّمْس بن المرخم

سوى مَا كَانَ باسمه من اطلاب وإعادات وأنظار وَنَحْوهَا جلّ ذَلِك سِيمَا القجماسية بعناية أبي الطّيب) الأسيوطي وَلم يلْتَفت لسبق تَقْرِير الْوَاقِف للزين ياسين البلبيسي مَعَ مزِيد حَاجته واستغنائه كَمَا أَنه لم يمْتَنع من النِّيَابَة فِي تدريس الحَدِيث بالكاملية عَن من علم غصبه لَهُ من مُسْتَحقّه، وَبِالْجُمْلَةِ فمحاسنه جمة والكمال لله، وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ شبه الْفجأَة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر رَجَب سنة تسع وَثَمَانِينَ بالظاهرية الْقَدِيمَة وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر بالجامع الْأَزْهَر فِي مشْهد حَافظ جدا ثمَّ دفن بزاوية الشَّاب التائب مَحل سكنه أَيْضا وتأسف النَّاس على فَقده وَلم يخلف فِي مَجْمُوعه مثله وَإِن كَانَ لَعَلَّ فيهم من هُوَ أمتن تَحْقِيقا وَأمكن تدبرا وتدقيقا رَحمَه الله وغيانا وعوضه الْجنَّة. وَمِمَّا كتبته من نظمه يمدح شَرحه للإرشاد: (ودونك للإرشاد شرحا منقحا ... خليقا بأوصاف المحاسن والمدح) (تكفل بالتحرير والبحث فارتقى ... وَفِي الْكَشْف والإيضاح فاق على الصُّبْح) (بِعَين الرِّضَا فَانْظُرْهُ أَن جَاءَ محسنا ... فقابله بِالْحُسْنَى وَإِلَّا فبالصفح) وَكَذَا كتبت لَهُ مرثية لشيخه الْمَنَاوِيّ ومقطوعا فِي النَّجْم بن فَهد وَقَوله أَيْضا مِمَّا سمعته مِنْهُ: (قل للَّذي يدعى حذقا وَمَعْرِفَة ... هون عَلَيْك فللأشياء تَقْدِير) (دع الْأُمُور إِلَى تَدْبِير مَالِكهَا ... فَإِن تَركك للتدبير تَدْبِير) وترجمته تحْتَمل أَكثر مِمَّا ذكر. مُحَمَّد بن عبد الْمهْدي بن عَليّ بن جَعْفَر الْمَكِّيّ. كَانَ من مشارفي ديوَان حسن بن عجلَان فِي بعض ولَايَته على مَكَّة. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة بِبَعْض بِلَاد الْيمن. ذكره الفاسي. مُحَمَّد بن بعد الْمُؤمن البرنوسي. مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ وَأمه زَيْنَب ابْنة أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي العباسي بن عبد الْمُعْطِي. بيض لَهُ ابْن فَهد. مُحَمَّد أَبُو حَامِد أَخُو الَّذِي قبله. سمع من ابْن الْجَزرِي فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين. ذكره وبيض لَهُ أَيْضا. مُحَمَّد بن الْجلَال أبي المحامد عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب الْجمال المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ. ولد فِي صفر سنة ثَمَان واشتغل على أَبِيه وَلم) يتَزَوَّج وَلَا سَافر، وَكَانَ مُبَارَكًا سَاكِنا. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الشّرف السنقاري

نزيل هُوَ. ولد فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة وَكَانَ أَبوهُ مُوسِرًا فَمَاتَ. بعد الثَّمَانِينَ وَنَشَأ هُوَ يتعانى التِّجَارَة والزراعة ويتردد إِلَى الْقَاهِرَة، وتقلبت بِهِ الْأُمُور وتفقه قَلِيلا وَأخذ عَن الْمَشَايِخ، وَكَانَ فَاضلا مشاركا متدينا بِحَيْثُ كَانَ. يَقُول مَا عشقت قطّ وَلَا طربت قطّ. مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَكَانَ يحْكى عَن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله قَاضِي هُوَ أَنه كَانَت بِجَانِب دَاره نَخْلَة جربها بضعا وَثَلَاثِينَ سنة إِن قل حملهَا توقف النّيل وَإِن كثر زَاد وَإِنَّهَا سَقَطت فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة فقصر النّيل فِي تِلْكَ السّنة وَوَقع الغلاء المفرط. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه والمقريزي فِي عقوده وَطوله. مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الحميد بن مَسْعُود الْكَمَال بن همام الدّين بن حميد الدّين بن سعد الدّين السيواسي الأَصْل ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَولي جده كجد أَبِيه قَاضِي سيواس وَيعرف بِابْن الْهمام. ولد سنة تسعين وَسَبْعمائة ظنا كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَقَالَ المقريزي فِي عقوده سنة ثَمَان أَو تسع وَثَمَانِينَ باسكندرية وَمَات أَبوهُ وَكَانَ قَاضِي اشكندرية وَهُوَ ابْن عشر أَو نَحْوهَا فَنَشَأَ فِي كَفَالَة جدته لأمه وَكَانَت مغربية خيرة تحفظ كثيرا من الْقُرْآن وَقدم صحبتهَا الْقَاهِرَة فأكمل بهَا الْقُرْآن عِنْد الشهَاب الهيثمي وَكَانَ فقيهه يصفه بالذكاء المفرط وَالْعقل التَّام والسكون وتلاه تجويدا على الزراتيتي وباسكندرية على الزيدن عبد الرَّحْمَن الفكيري وَحفظ الْقَدُورِيّ والمنار والمفصل للزمخشري وألفية النَّحْو ثمَّ عَاد صحبتهَا أَيْضا إِلَى اسكندرية فَأخذ بهَا النَّحْو عَن قاضيها الْجمال يُوسُف الْحميدِي الْحَنَفِيّ وَقَرَأَ فِي الْهِدَايَة على الزين السكندري وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة أَيْضا وَقَرَأَ على يحيى العجيسي بلدي جدته وَكَانَ الْكَمَال يَقُول إِنَّه لم يكن عِنْده كَبِير فَائِدَة بل أنكر أَن يكون قَرَأَ وَإِنَّمَا حضر عِنْده مَعَ رَفِيق لَهُ وَبِمَا قَالَ العجيسي لَهُ بعد أَن كبر ألم نربك فِينَا وليدا وَفِي الْمنطق على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والبساطي وَعنهُ أَخذ أصُول الدّين وَقَرَأَ عَلَيْهِ شرح هِدَايَة الْحِكْمَة لملازادة وَكَذَا أَخذ عَن همام الدّين شيخ الجمالية والكمال الشمني وَالشَّمْس البوصيري وَاجْتمعَ بِكُل من حفيد ابْن مَرْزُوق وَابْن الفنري حِين رجوعهما من الْحَج وَبحث مَعَ كل) مِنْهُمَا بِمَا أبهر بِهِ من حضر وَرُبمَا كَانَ يحضر عِنْد الْبَدْر الأقصرائي فِي التَّفْسِير ويدقق المباحث مَعَه بِحَيْثُ لَا يجد الْبَدْر لَهُ مخلصا وَأخذ شرح الْمطَالع عَن الْجلَال الْهِنْدِيّ وَشرح المواقف عَن القطب الأبرقوهي وَقَالَ إِنَّه لم يكن فِي شُيُوخه أذكى مِنْهُ وأقليدس عَن ابْن المجدي والدواوين السَّبع أشعار الْعَرَب عَن الْعَيْنِيّ وَكَانَ أحد المقررين عِنْده فِي محدثي

المؤيدية وغالب شرح ألفية الْعِرَاقِيّ عَن ولد مُؤَلفه الْوَلِيّ ورام أَولا التدقيق فِي الْبَحْث بِحَيْثُ يشكك فِي الِاصْطِلَاح فَلم يُوَافقهُ الْوَلِيّ على الْخَوْض فِي ذَلِك وَتردد للعز بن جمَاعَة فِي الْعُلُوم الَّتِي كَانَت تقْرَأ عَلَيْهِ وَكَانَ لوفور ذكائه إِذا استشعر الشَّيْخ بمجيئه قطع الْقِرَاءَة وَلذَا كَانَ الْكَمَال يرجح الْبِسَاطِيّ عَلَيْهِ وَيَقُول أَنه أعرف بشرح الْمطَالع والعضد والحاشية مِنْهُ، وَأخذ الْفِقْه عَن السراج قَارِئ الْهِدَايَة قَرَأَهَا بِتَمَامِهَا عَلَيْهِ فِي سنتي ثَمَانِي عشرَة وَالَّتِي تَلِيهَا وَبِه انْتفع وَكَانَ يحاققه ويضايقه بِحَيْثُ كَانَ يحرج مِنْهُ مَعَ وصف الْكَمَال لَهُ بالتحقيق فِي كل فن قَالَ وَلكنه أقبل بِأخرَة على الْفِقْه والْحَدِيث وَالتَّفْسِير وَترك مَا عَداهَا وَكتب لَهُ السراج أَنه أَفَادَ أَكثر مِمَّا اسْتَفَادَ بِقِرَاءَة السراج لَهَا حَسْبَمَا كتبته من خطّ صَاحب التَّرْجَمَة على مَشَايِخ عِظَام من جُمْلَتهمْ الْعَلَاء السيرامي عَن السَّيِّد الإِمَام جلال الدّين شارحها عَن الْعَلَاء عبد الْعَزِيز البُخَارِيّ صَاحب الْكَشْف وَالتَّحْقِيق عَن حَافظ الدّين الْكَبِير عَن الْكرْدِي عَنهُ والزين التفهني ونزله طَالبا عِنْده بالصرغتمشية بِغَيْر سُؤال، وسافر صبته إِلَى الْقُدس فَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ هُنَاكَ فِي الْكَشَّاف وَيسمع فِي الْهِدَايَة بل رام استنابته فِي الْقَضَاء فَامْتنعَ الْكَمَال بعد أَن أُجِيب لما اشْتَرَطَهُ أَولا من الحكم فِيمَا جرت الْعَادة بِالتَّعْيِينِ فِيهِ بِدُونِ تعْيين والإعفاء من حُضُور عُقُود الْمجَالِس وَاسْتمرّ التفهني فِي الإلحاح عَلَيْهِ إِلَى أَن قَالَ لَهُ: لست أحب أحدا من الشُّيُوخ وَغَيرهم يتَقَدَّم عَليّ لكوني لست قَاصِر البنان وَاللِّسَان عَن أحد مِنْهُم فَمن ثمَّ لم يعاود التفهني الْكَلَام مَعَه فِي ذَلِك. هَذَا مَعَ شدَّة تواضعه مَعَ الْفُقَرَاء حَتَّى أَنه جَاءَ مرّة لمجلس الْعَلَاء البُخَارِيّ وَهُوَ غاص بهم فَجَلَسَ فِي جَانب الْحلقَة فَقَامَ إِلَيْهِ الْعَلَاء وَقَالَ لَهُ: تعال إِلَى جَانِبي فَلَيْسَ هَذَا بتواضع فَإنَّك تعلم أَن كلا مِنْهُم يعْتَقد تقدمك وإجلالك إِنَّمَا التَّوَاضُع أَن تجْلِس تَحت ابْن عبيد الله فِي مجْلِس الْأَشْرَف، وَلما قدم الْمُحب أَبُو الْوَلِيد بن الشّحْنَة الْقَاهِرَة قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من الشَّرْح الصَّغِير شرح منار حَافظ الدّين النَّسَفِيّ للكاكي ولازمه واستصحبه مَعَه فِي سنة أَربع عشرَة إِلَى حلب فَأَقَامَ عِنْده بهَا يَسِيرا. وَمَات الْمُحب عَن) قرب بعد أَن أوصى لَهُ بِنَفَقَة اسْتَعَانَ بهَا فِي رُجُوعه وَكَانَ يثني على علم الْمُحب وَالْتمس مِنْهُ بعض أَصْحَابه وَهُوَ بِالشَّام حِين اجتيازه بهَا قَاصِدا الْقَاهِرَة الإنشاد بِبَعْض الختوم لطراوة نغمته فَفعل وَحصل لَهُ بِسَبَب ذَلِك دَرَاهِم وتسلك فِي طَرِيق الْقَوْم بالأدكاوي والخوافي وسافر مَعَه إِلَى الْقُدس ودعا لَهُ أَن يكون من الْعلمَاء العاملين والعباد الصاحين. وَصَحب نصر الله وقتا وَأقَام مَعَه بالمنصورية وَسكن الجمالية مُدَّة وَلذَا كثرت مخالطته للكمال

الشمني وَكَانَ يتَوَجَّه مِنْهَا غَالِبا فَيشْهد الْجَمَاعَة بالبرقوقية قصدا للاسترواح بِالْمَشْيِ وَنَحْوه، وَسمع على الْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ والشمسين الشَّامي والبوصيري وتغرى برمش التركماني والشهاب الوَاسِطِيّ وَشَيخنَا وَوَصفه بالعالم الْعَلامَة الْفَاضِل حفظه الله وَرفع دَرَجَته، وَلم يكثر من الرِّوَايَة، وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي والحمال بن ظهيرة بذلك، وَحدث بهَا سَمعهَا مِنْهُ الْفُضَلَاء وتزايد تَعْظِيمه لي وثناؤه عَليّ كَمَا بَينته فِي مَكَان آخر، وَكَذَا أجَاز لَهُ شَيْخه التفهني والكلوتاتي والزين الزَّرْكَشِيّ وحسين البوصيري وَالْجمال عبد الله بن الْبَدْر البهنسي والتاج مُحَمَّد بن مُوسَى الْحَنَفِيّ والقبابي التدمري وَالشَّمْس بن الْمصْرِيّ وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان وَعَائِشَة الكنانية وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحي فِي آخَرين باستدعاء الزين رضوَان الْمُسْتَمْلِي وَغَيره. وَلم يبرح عَن الِاشْتِغَال بالمعقول وَالْمَنْقُول حَتَّى فاق فِي زمن يسير وأشير إِلَيْهِ بِالْفَضْلِ التَّام والفطرة السمتقيمة بِحَيْثُ قَالَ الْبُرْهَان الأبناسي أحد رفقائه حِين رام بَعضهم الْمَشْي فِي الاستيحاش بَينهمَا: لَو طلبت حجج الدّين مَا كَانَ فِي بلدنا من يقوم بهَا غَيره. قَالَ وَشَيخنَا الْبِسَاطِيّ وَإِن كَانَ أعلم فالكمال أحفظ مِنْهُ وَأطلق لِسَانا هَذَا مَعَ وجود الأكابر إِذْ ذَاك، بل أَعلَى من هَذَا أَن الْبِسَاطِيّ لما رام المناظرة مَعَ الْعَلَاء البُخَارِيّ بِسَبَب ابْن الفارض وَنَحْوه قيل لَهُ من يحكم بَيْنكُمَا إِذا تناظرتما فَقَالَ ابْن الْهمام لِأَنَّهُ يصلح أَن يكون حكم الْعلمَاء بل حضر إِلَيْهِ الْبِسَاطِيّ بنسخة من تائية ابْن الفارض ذَات هوامش عريضة وتباعد بَين سطورها وَالْتمس مِنْهُ الْكِتَابَة عَلَيْهَا بِمَا يخلق لَهُ من غير نظر فِي كَلَام أحد. وَسُئِلَ مرّة عَن من قَرَأَ عَلَيْهِ فعد القاياتي والونائي وَمن شَاءَ الله من جماعته ثمَّ قَالَ وَابْن الْهمام وَهُوَ يصلح أَن يكون شَيخا لهَؤُلَاء. وَقَالَ يحيى بن الْعَطَّار: لم يزل يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْجمال الْمُفْرد مَعَ الصيانة وَفِي حسن النغمة مَعَ الدّيانَة وَفِي الفصاحة واستقامة الْبَحْث مَعَ الْأَدَب. قلت وَفِي التقلل فِي أوليته مَعَ الشهامة وَفِي الرياضة وَالْكَرم مَعَ) كَون جدته مغربية وَاسْتمرّ يترقى فِي درج الْكَمَال حَتَّى صَار عَالما مفننا عَلامَة متقنا درس وَأفْتى وَأفَاد وَعَكَفَ النَّاس عَلَيْهِ واشتهر أمره وَعظم ذكره وَأول مَا ولي من الْوَظَائِف الْكِبَار تدريس الْفِقْه بقبة المنصورية وقف الصَّالح عِنْد رَغْبَة الصَّدْر بن العجمي لَهُ عَنهُ ف يكائنته وَعمل حِينَئِذٍ أجلاسا بِحُضُور شُيُوخه شَيخنَا والبساطي وقارئ الْهِدَايَة والبدر الأقصرائي وَخلق من غَيرهم وَامْتنع من الْجُلُوس صدر الْمجْلس أدبا بعد إلحاح الْحَاضِرين عَلَيْهِ فِي ذَلِك بل جلس مَكَان الْقَارئ تكلم فِيهِ على قَوْله

تَعَالَى يُؤْتِي الْحِكْمَة من يَشَاء وَقَالَ الْكَلَام على هَذِه الْآيَة كَمَا يجِئ لَا كَمَا يجب أبان فِيهِ عَن يَد طولى وَتمكن زَائِد فِي الْعُلُوم بِحَيْثُ أقرّ النَّاس بسعة علمه وأذعنوا لَهُ وَبحث مَعَ صَاحب الْهِدَايَة وَشرع شَيخنَا يصف علم الْمدرس وتفننه على الغادة فِي الإشراة بذلك إِلَى الِانْتِهَاء فَقَالَ الْبِسَاطِيّ دَعوه يتَكَلَّم ويتلذذ بمقاله فَإِنَّهُ يَقُول مَا لَا نَظِير لَهُ، وَقَررهُ الْأَشْرَف برسباي شَيخا فِي مدرسته بعد صرف الْعَلَاء عَليّ بن مُوسَى الرُّومِي عَنْهَا واستدعائه بِهِ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشري ربيع الآخر سنة تسع وَعشْرين وَلَا شُعُور عِنْده بذلك وسؤاله لَهُ عَن سنه لكَون بَعضهم قَالَ لَهُ أَنه شَاب وَقَوله لَهُ بعد تَكْرِير السُّؤَال إِنَّه دون الْأَرْبَعين فألبسه الخلعة وَرجع وَقد تزايدت بذلك رفعته فباشرها بشهامة وصرامة إِلَى أَن كَانَ فِي ثَالِث عشري شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَأَعْرض عَنْهَا لكَونه عين تِلْمِيذه الشَّمْس الأمشاطي لتصوف فِيهَا وعارضه جَوْهَر الخازندار بِغَيْرِهِ فَغَضب وَقَالَ بعد أَن حضر التصوف وَقت الْعَصْر على الْعَادة وخلع طيلسانه وَرمى بِهِ: اشْهَدُوا على أنني عزلت نَفسِي من هَذِه المشيخة وخلعتها كَمَا خلعت طيلساني هَذَا، وتحول فِي الْحَال لبيت فِي بَاب القرافة وَبلغ ذَلِك السُّلْطَان فشق عَلَيْهِ وراسله يستعطف خاطره مَعَ أَمِير آخور جقمق الَّذِي صَار سُلْطَانا وَغَيره من الْأَعْيَان فَلم يجب، وانتقل لطرا بالعدوية فسكنها وانجمع عَن النَّاس، وخشي جَوْهَر غضب السُّلْطَان عَلَيْهِ بِسَبَبِهِ فبادر للاجتماع بِهِ لتلافي الْأَمر فَمَا أمكنه فَجَلَسَ بزاوية هُنَاكَ كَانَت عَادَة الشَّيْخ الصَّلَاة فِيهَا حَتَّى جَاءَ فَقَامَ إِلَيْهِ حاسر الرَّأْس ذليلا فَقبل قدمه مُصَرحًا بالاعتذار وَالِاسْتِغْفَار فَأَجَابَهُ بأنني لم أتركها بسببك بل لله تَعَالَى، وَحِينَئِذٍ قرر الأميني الأقصرائي فِيهَا بعد تصميمه على عدم الْقبُول حَتَّى تحقق رضى الْكَمَال بِهِ وَلم يحصل الانفكاك عَن من عينه ثمَّ لم يلبث أَن أعرض عَن تدريس المنصورية أَيْضا لتلميذه السيفي وَاسْتمرّ تَارَة فِي طرا وَتارَة فِي مصر إيثارا للعزلة وحبا) للانفراد مَعَ المداومة على الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وإغاثة الملهوفين والإغلاظ على الْمُلُوك فَمن دونهم وَلَكِن كَاد أمره أَن يقف حَتَّى اسْتَعَانَ بالولوي السفطي وَابْن الْبَارِزِيّ فِي تَقْرِيره فِي مشيخة الشيخونية بعد موت باكير فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين فباشرها بِحرْمَة وافرة وَعمر أوقافها وزار معاليمها وَلم يحاب أحدا وَلَو عظم وَلَا وقف فِيمَا لَا يحسن فِي الشَّرْع لرسالة وَلَا غَيرهَا كَمَا بسطته مَعَ بَيَان تصانيفه الَّتِي مِنْهَا شرح الْهِدَايَة وَلم يكمل بل انْتهى فِيهِ إِلَى الْوكَالَة، والتحرير فِي أصُول الْفِقْه والمسايرة فِي أصُول الدّين فِي جُزْء مُفْرد، وَمن تصانيفه جُزْء فِي الْجَواب عَمَّا سُئِلَ عَنهُ فِي حَدِيث

كلمتان خفيفتان افتتحه بقوله: دخلت على ارمأة بِوَرَقَة ذكرت أَن رجلا دَفعهَا إِلَيْهَا يسْأَل الْجَواب عَمَّا فِيهَا فَنَظَرت فَإِذا فِيهَا سُؤال عَن إِعْرَاب قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كلمتان خفيفتان هَل كلمتان مُبْتَدأ وَسُبْحَان الله الْخَبَر أَو قلبه. وَهل قَول من عين سُبْحَانَ الله للابتداء لتعريفه صَحِيح أم لَا وَهل قَول من رده للُزُوم سُبْحَانَ الله النصب صَحِيح أم لَا وَهل الحَدِيث مِمَّا تعدد فِيهِ الْخَبَر أم لَا. فَكتب العَبْد الضَّعِيف على قلَّة البضاعة وَطول التّرْك وعجلة الْكِتَابَة فِي الْوَقْت مَا نَصه وَذكر الْجَواب، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة عَارِفًا بأصول الديانَات وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه وأصوله والفرائض والحساب والتصوف والنحو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والبديع والمنطق والجدل وَالْأَدب والموسيقى وَجل علم النَّقْل وَالْعقل متفاوت الْمرتبَة فِي ذَلِك مَعَ قلَّة علمه فِي الحَدِيث عَالم أهل الأَرْض ومحقق أولى الْعَصْر حجَّة أعجوبة ذَا حجج باهرة واختيارات كَثِيرَة وترجيحات قَوِيَّة بل كَانَ يُصَرح بِأَنَّهُ لَوْلَا الْعَوَارِض الْبَدَنِيَّة من طول الضعْف والأسقام وتراكمهما فِي طول المدد لبلغ رُتْبَة الِاجْتِهَاد فكم استخرج من مجمع الْبَحْرين درا وَكم ضم إِلَيْهَا مِمَّا استخرجه من الْكَنْز شذرة إِلَى أُخْرَى وَكم وصل طَالبا للهداية بإيضاحها وتبيينها وَكم أنار لمنغمر فِي ظلمات الْجَهْل بمنار الْأُصُول وبراهينها فَلَا تدْرك دقة نظره وَلَيْسَت فكر قويمة لإِنْسَان كفكره وَقد تخرج بِهِ جمَاعَة صَارُوا رُؤَسَاء فِي حَيَاته، فَمن الْحَنَفِيَّة التقي الشَّمْس والزين قَاسم وَسيف الدّين، وَمن الشَّافِعِيَّة ابْن خضر والمناوي والوروري. وَمن الْمَالِكِيَّة عبَادَة وطاهر والقرافي. وَمن الْحَنَابِلَة الْجمال بن هِشَام وَهُوَ أنظر من رَأَيْنَاهُ من أهل الْفُنُون وَمن أجمعهم للعلوم وَأَحْسَنهمْ كلَاما فِي الْأَشْيَاء الدقيقة وأجلدهم على ذَلِك مَعَ الْغَايَة فِي الاتقان وَالرُّجُوع إِلَى الْحق فِي المباحث وَلَو على لِسَان آحَاد الطّلبَة كل ذَلِك مَعَ) ملاحة الترسل وَحسن اللِّقَاء والسمت والبشر وَالْبزَّة وَنور الشيبة وَكَثْرَة الفكاهة والتودد والإنصاف وتعظيم الْعلمَاء والإجلال للتقي بن تَيْمِية وَعدم الْخَوْض فِيمَا يُخَالف ذَلِك وعلو الهمة وَطيب الحَدِيث ورقة الصَّوْت وطراوة النغمة جدا بِحَيْثُ يطرب إِذا أنْشد أَو قَرَأَ وَله فِي ذَلِك أَعمال وإجادته للمتكلم بالفارسي والتركي إِلَّا أَنه بأولهما أمهر وسلامة الصَّدْر وَسُرْعَة الانفعال والتغير والمحبة فِي الصاحلين وَكَثْرَة الِاعْتِقَاد فيهم والتعهد لَهُم والانجماع عَن التَّرَدُّد لبني الدُّنْيَا حَتَّى الظَّاهِر جقمق مَعَ مزِيد اخْتِصَاصه بِهِ وَلكنه كَانَ يراسله هُوَ وَمن دونه فِيمَا يسْأَل فِيهِ بل طلع إِلَيْهِ بعد إحسانه إِلَيْهِ عِنْد توجهه لِلْحَجِّ فوادعه ومحاسنه كَثِيرَة، وَقد حج غير مرّة وجاور بالحرمين مُدَّة وَشرب

مَاء زَمْزَم كَمَا قَالَه فِي شَرحه للهداية للاستقامة والوفاة على حَقِيقَة الْإِسْلَام مَعهَا انْتهى. وَنشر فيهمَا أَيْضا علما جما وَعَاد فِي رَمَضَان سنة سِتِّينَ وَهُوَ متوعك فسر الْمُسلمُونَ بقدومه وَعَكَفَ عَلَيْهِ من شَاءَ الله من طلبته وَغَيرهم أَيَّامًا من الْأُسْبُوع إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَصلي عَلَيْهِ عصره بسبيل المؤمني فِي مشْهد حافل شهده السُّلْطَان فَمن دونه قودم للصَّلَاة عَلَيْهِ قَاضِي مذْهبه ابْن الديري وَكَانَ الشَّيْخ يجله كَمَا أَنه كَانَ يجل شَيخنَا وينقل عَنهُ فِي تصانيفه كشرح الْهِدَايَة ويروي عَنهُ فِي حَيَاته ويفتخر بانتسابه إِلَيْهِ، وَدفن بالقرافة فِي تربة ابْن عَطاء الله وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله رَحمَه الله وإيانا. وَمن كَلِمَاته إِذا صدقت الْمحبَّة ارْتَفَعت شُرُوط التَّكْلِيف وَكَذَا من نظمه أول قصيدة كتبتها عَنهُ: (إِذا مَا كتبت تهوي خفض عَيْش ... وَأَن ترقى مدراج للكمال) (فدع ذكر الحميا والمحيا ... وآثار التواصل والمطال) (وَأَن تهدى بزهر وسط روض ... وأخبار المهاة أَو الغزال) (وَكن حبسا على مدح المفدى ... رَسُول الله عين ذَوي الْمَعَالِي) (فَإِن لَدَيْهِ مَا يُرْجَى ويهوى ... جميل الذّكر مَعَ جزل النوال) وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه برع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وشارك فِي فنون وتجرد وسلك ثمَّ ولي تدريس الأشرفية مُدَّة وَتركهَا تنزها عَنْهَا، وَشرح الْهِدَايَة والبديع وَغير ذَلِك انْتهى. مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ. فِي عبد الْعَزِيز.) مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن خَلِيل بن غَازِي الْمَقْدِسِي أَبُو مساعد. يَأْتِي فِي الكنى. مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن سعد بن نَاصِر الدّين بن التَّاج بن الديري الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده. يُقَال أَنه غير مرضِي كتب عَنهُ الْبَدْر فِي مَجْمُوعَة قَوْله: (ظَبْي من التّرْك فاق حسنا ... وفَاق سَعْدا وفَاق لَبَنًا) (سَأَلته قبْلَة فأخنى ... فَقلت مَا الْجِنْس قَالَ بسنا) ) (بسطت إِلَيْكُم أكف الرجا ... ونافى حماكم غَرِيب غَرِيب) (فبالله ارحموني وَلَا تهجروا ... وجودوا فحال عَجِيب عَجِيب) مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن شَاكر. فِي الَّذِي قبله. مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن صَدَقَة الشَّمْس القوصوني الطَّبِيب ابْن الطَّبِيب الْمَاضِي أَبوهُ وَابْن أُخْت الْجمال بن عبد الْحق. ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبوهُ فِي الَّتِي تَلِيهَا فَنَشَأَ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره، وتدرب فِي الصِّنَاعَة وتميز فِيهَا وَدَار على المرضى وتنزل فِي الْجِهَات ثمَّ ترقى إِلَى الرياسة وَحمد النَّاس سكونه وأدبه وعقله وَحسن علاجه وَمِمَّنْ نوه بِهِ المظفر الأمشاطي، وَأَنْشَأَ دَارا بِالْقربِ من جَامع الخطيري ثمَّ احْتَاجَ لبيعها وَكَذَا أنشأ بَيْتا بِرَأْس حارة زويلة بِالْقربِ من الخرنفش. مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد اللَّطِيف بن عَليّ أَبُو الْفضل السنباطي الْكَاتِب. فِي الكنى. مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أسعد بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان بن فلاح الْجمال أَبُو الْخَيْر بن التَّاج أبي مُحَمَّد بن الْعَفِيف أبي مُحَمَّد اليافعي الْيَمَانِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه باليافعي. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وعرضها فِي سنة تسع والمنهاج الفرعي وَعرضه فِي سنة ثَلَاث عشرَة، واشتغل يَسِيرا وَسمع على الزينين المراغي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُحب الطَّبَرِيّ وَالْجمال بن ظهيرة وَابْن الْجَزرِي وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ الْعِرَاقِيّ والهيثمي) وَابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَخلق وَدخل الديار المصرية والشامية وَبَيت الْمُقَدّس صُحْبَة التقي الفاسي فِي سنة تسع وَعشْرين وَكَذَا دخل الْيمن مرَارًا للاسترزاق وَكَانَ يذكر أَنه سمع بِدِمَشْق والخليل وَلكنه لم يعين المشمع وَلَا المسموع وَقد حدث باليسير. ولقيته بِمَكَّة فَكتبت عَنهُ وَكَانَ خيرا محسنا متوددا لطيف الْعشْرَة. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَخمسين رَحمَه اللهز وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله: (رعى الله أَيَّامًا تقضت بِمَكَّة ... مَعَ الْأَهْل والأوطان والشمل جَامع) (وَحيا لييلات تقضت برفقة ... وَرَاء مقَام الْمَالِكِي هواجع) (ترى تجمع الْأَيَّام بيني وَبينهمْ ... وَأصْبح مسترضي من الله قَانِع) مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله الزبيرِي البنهاوي الشَّافِعِي. ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أَنه

سمع من الْبَيَانِي وَابْن الْقَارِي وَغَيرهمَا وَمِمَّا سَمعه على أَولهمَا جُزْء حَيَاة الْأَنْبِيَاء فِي قُبُورهم للبيهقي، واشتغل فِي الْفِقْه وناب فِي الحكم، وَكَانَ سَاكِنا خيرا فِيهِ غَفلَة، أجَاز فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد وَمَا عَلمته حدث. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة عشْرين وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن التَّاج عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن حسن النطوبسي الأَصْل القاهري الْمَكِّيّ نزيل الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة والماضي أَبوهُ. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل قَلِيلا وتلا بالقراآت على الزين جَعْفَر السنهوري وَحضر عِنْدِي حِين نيابتي عَنهُ فِي تدريس الحَدِيث بِمحل سكنه دروسا ثمَّ بَاشَرَهَا مَعَ تصدير القراآت بهَا بل وتحدث عَن النَّاظر فِي أوقافها وَكَذَا بَاشر الخطابة بتربة الظَّاهِر خشقدم. وَهُوَ حاذق فطن وَلَو اشْتغل لجاء مِنْهُ وَلكنه ضيع نَفسه. مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن يُوسُف بن الْحسن بن مَحْمُود فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن التَّاج الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ وَالِد أَحْمد وَسعد وَسَعِيد وَعبد الله وَمُحَمّد الْمَذْكُورين فِي محالهم. حضر فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة على سُلَيْمَان السقاء نُسْخَة أبي مسْهر وَسمع على الأميوطي والبرهان بن فَرِحُونَ وَأَجَازَ لَهُ البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي والدميري والحلاوي والسويداوي وَغَيرهم. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه، وَولي قَضَاء الْمَدِينَة وحسبتها بعد النَّجْم يُوسُف بن مُحَمَّد الزرندي بعد أَن كَانَ هُوَ الْقَائِم بأعباء المنصب عَنهُ. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَدفن) بِالبَقِيعِ وَاسْتقر بعده ابْنه سعد. مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر ظهير الدّين أَبُو الطّيب ابْن الْأمين بن الشَّمْس القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن الطرابلسي. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا تَحت كنف وَالِده فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَقَرَأَ فِيمَا قَالَ على الزين الْعِرَاقِيّ أَحَادِيث جمعت لَهُ فِي خطْبَة وَكَذَا على السراج البُلْقِينِيّ وَحفظ أَيْضا الْمُخْتَار والمنار وَالْمُغني فِي الْأُصُول والحاجبية، وَعرض على جمَاعَة وَسمع على الشّرف بن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَأبي الْحسن الفوى ثمَّ من شَيخنَا وَآخَرين من أهل هَاتين الطبقتين بل حضر قبل ذَلِك وَهُوَ مَوضِع على الشهَاب الْجَوْهَرِي بعض ابْن ماج وَبعد ذَلِك بِيَسِير الْخَتْم من البُخَارِيّ على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والعراقي والهيثمي وأجازوا لَهُ وَدخل دمياط غير مرّة وَأدْركَ بهَا المحيوي بن النّحاس الدِّمَشْقِي الشَّهِيد وَسمع مِنْهُ

واشتغل يَسِيرا عِنْد السراج قاري الْهِدَايَة وَالشَّمْس بن الديري فِي الْفِقْه والزين التفهني فِيهِ وَفِي الْأُصُول وَالشَّمْس البوصيري وَسَعِيد الدّين الْخَادِم فِي النَّحْو وَلم يمهر لكنه ولي خطابة القانبيهية وَكَذَا اسْتَقر فِي تدريس جَامع طولون والأزكوجية وَغَيرهمَا وَفِي إِفْتَاء دَار الْعدْل كلهَا بعد أَبِيه وَمِمَّنْ كَانَ يحضر عِنْده فِي جَامع طولون شَيْخه السراج لكَونه كَانَ مُرَتّب الدَّرْس لَهُ وَرُبمَا كتب على الْفَتْوَى وناب عَن قُضَاة مذْهبه بل وَعَن شَيخنَا وَلم يكثر من تعَاطِي الْأَحْكَام بل أعرض عَنْهَا أصلا بِأخرَة مَعَ أَنه لم يذكر عَنهُ فِيهَا إلاالخير، بلَى كَانَ مُسْرِفًا على نَفسه وَله أحباب يَجْتَمعُونَ عِنْده مِمَّن هم على مذْهبه وَرُبمَا ينتابه غَيرهم من الغرباء لما كَانَ متصفا بِهِ من الحشمة وَالْكَرم والهمة بِحَيْثُ عد فِي أَعْيَان النَّاس لَا سِيمَا مَعَ بيتوتته بل رَأَيْت شَيخنَا يُكرمهُ لمزيد اخْتِصَاصه بولده، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ بل قَرَأَ عَلَيْهِ الزين قَاسم الْحَنَفِيّ مُسْند أبي حنيفَة للحارثي، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ فِي آخر عمره أحسن حَالا مِنْهُ قبله. وَقد حج مرَارًا أَولهَا فِي سنة تسع عشرَة وزار ثمَّ حج بِأخرَة وجاور يَسِيرا وَلم تتيسر لَهُ الزِّيَارَة لكَونه اعترته هُنَاكَ أمراض فبادر إِلَى الْمَجِيء فِي الْبَحْر ثمَّ دَامَت بِهِ مُدَّة طَوِيلَة بِحَيْثُ قيل أَنه اخْتَلَط وَعَسَى أَن يكون كفر عَنهُ. وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشري شعْبَان سنة سِتِّينَ وَدفن من الْغَد بحوش سعيد السُّعَدَاء عَفا الله عه وإيانا.) ::: مُحَمَّد الرضى أَبُو الْمَعَالِي بن الطرابلس الْحَنَفِيّ أَخُو الَّذِي قبله وسبط ابْن البوري الدمياطي. حفظ الْقُرْآن وَغَيره وَسمع على ابْن الكويك وَغَيره وَولي نظر جَامع التركماني وَكَذَا خطابة القانبيهية بعد أَخِيه مَعَ طلب فِي التَّفْسِير بالمؤيدية وَغَيرهَا من الْجِهَات وَكَانَ عَال الهمة أَمينا تَامّ الْعقل خَفِيف الرّوح حسن الْعشْرَة محبا فِي الصَّالِحين كَرِيمًا ثقيل السّمع جدا، يرتفق فِي معيشته بقصب السكر وَنَحْوه ذَا دربة بِعَمَل الفاخر من أَنْوَاع الْحَلْوَى والأطعمة بل وَغَيرهمَا من الْأَشْرِبَة الَّتِي كَانَ يزْعم أَن أحدا لَا يَجْسُر يُفْتِي بتحريمها مَعَ الِاكْتِفَاء بهَا عَن الْمُحرمَة، متقنا فِي غَالب مَا يَتَوَلَّاهُ مَقْصُودا من الأكابر فِي مُبَاشرَة كثير من أَصْنَاف الْحَلْوَى وَغَيره حسن الْخط فَإِنَّهُ جوده عِنْد ابْن الصَّائِغ وَكتب بِهِ أَشْيَاء مِنْهَا ربعَة كَانَت فِي دمياط كل ذَلِك مَعَ التعفف عَن القاذورات وَشرف النَّفس وَكَثْرَة التِّلَاوَة والحرص الزَّائِد على تربية وَلَده حَتَّى أَنه أول مَا ترعرع زوجه بابنة الْمَنَاوِيّ وتكلف على المهم ومقدماته وتوابعه مَا يفوق الْوَصْف ورام بذلك قطع أطماع ابْن عَمه عَن تَزْوِيجه بابنته ويأبى الله إِلَّا مَا أَرَادَ، وَقد حج مرَارًا وجاور وسافر لدمياط واسكندرية

وَغَيرهمَا وَكتب بِبَعْض الاستدعاآت. مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ باسكندرية وَدفن بالجيزة ظَاهر بَاب الْبَحْر رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن الْمُحب مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي سبط الْجمال الكازروني. سمع على جده لأمه. مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن يحيى بن عبد الله النَّجْم أَبُو الْمَعَالِي بن التَّاج أبي نصر بن الْجمال بن الشّرف المغربي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن يَعْقُوب. ولد فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء الْعشْرين من ربيع الأول أَو الثَّانِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ لانبوية وَأمه سارة ابْنة غياث بن طَاهِر بن الْجلَال الخجندي توفيت قبل استكماله سنة، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن ومختصر ابْن الْحَاجِب الفرعي والثلثين من الْأَصْلِيّ وغالب الرسَالَة وألفيتي الحَدِيث والنحو وَعرض على جمَاعَة من أهل بَلَده والقادمين إِلَيْهَا ولازم أَبَا الْفرج المراغي فِي قِرَاءَة الحَدِيث وَغَيره وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على يحيى العلمي حِين مجاورته عِنْدهم وَابْن يُونُس وَجَمَاعَة مِنْهُم بِالْقَاهِرَةِ السنهوري بل قَرَأَ على الْأمين الأقصرائي فِي بعض الْعُلُوم وَكَذَا قَرَأَ على الديمي وكاتبه وَمِمَّا أَخذه عَنهُ تصنيفه القَوْل) البديع قِرَاءَة ومناولة وألفية الْعِرَاقِيّ وَجُمْلَة من الْكتب السِّتَّة والموطأ مَعَ المسلسل بالأولية وبالمحمدين وَحَدِيث زُهَيْر العشاري وَبَعض ذَلِك بِلَفْظِهِ وامتدحه بقصيدة أنْشدهُ إِيَّاهَا لفظا وكتبها مَعَ غَيرهَا من نظمه وَغَيره بِخَطِّهِ وَأذن لَهُ فِي الإفادة وَكتب لَهُ إجَازَة حَسَنَة. وَمن شُيُوخه أَيْضا فِي الْفِقْه مُوسَى الحاجبي وَفِي الْفُنُون السَّيِّد السمهودي وَأَظنهُ أَخذ عَن الْجَوْجَرِيّ. وَلم يزل يجْتَهد حَتَّى ولي قَضَاء الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة ثمَّ بعناية الخواجا ابْن قاوان قَضَاء مَكَّة وقطنها وَتزَوج ابْنة الجمالي بن نجم الدّين بن ظهيرة ورسخت قدمه بهَا وَحسنت حَاله فِي دُنْيَاهُ وابتنى دَارا حَسَنَة، وَولي مشيخة الزمامية بعد يحيى الرسولي، وَتقدم فِي فروع الْمَذْهَب وَفِي الْفَرَائِض والحساب وتصدر بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وأقرأ الْفُضَلَاء وَأفْتى، وكتابته جَيِّدَة ومجالسه مفيدة وأدبه غزير ونظمه شهير، مَعَ ظرف ولطف عشرَة وعقل وتودد وَاحْتِمَال ومداراة وَعدم مماراة وباطن متسع، وَقد رَافع فِيهِ بعض من كَانَ فِي خدمته وَأكْثر الْكَلَام وَلم يظفر بِغَيْر الملام. وَمن نظمه: (إِن كنت ترجو من الرَّحْمَن رَحمته ... فَارْحَمْ ضِعَاف الورى يَا صَاح مُحْتَرما) (واقصد بذلك وَجه الله خالقنا ... سُبْحَانَهُ من إِلَه قد بَرى النسما) (واطلب جزاذاك من مَوْلَاك رَحمته ... فَإِنَّمَا يرحم الرَّحْمَن من رحما)

مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد الصَّدْر بن الْبَهَاء السُّبْكِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي المتطبب. ولد قَرِيبا من سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة وحدده مرّة بِخمْس وَسبعين وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية النَّحْو وَغَيرهَا، وَعرض فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمَا قاربها على الْجلَال بن أَحْمد بن يُوسُف التباني وَالشَّمْس الطرابلسي وَابْن عبد الرَّحْمَن الصَّائِغ وَأبي بكر بن عبد الله الشهير بالتاجر وَالْجمال مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عَليّ العجمي الحنفيين والبدر الطنبدي وَعبد اللَّطِيف ابْن أُخْت الْجمال الأسنائي وَالشَّمْس القليوبي والصدر الأبشيطي الشافعيين وَالشَّمْس الركراكي الْمَالِكِي وَالْجمال عبد الله بن الْعَلَاء الْحَنْبَلِيّ فِي آخَرين وَأَجَازَهُ الْكثير مِنْهُم واشتغل يَسِيرا، وتكسب بِالشَّهَادَةِ أَولا ثمَّ بَاشر النقابة عِنْد الْجمال الْبِسَاطِيّ الْمَالِكِي مُدَّة وَكَذَا عِنْد الْبِسَاطِيّ يَسِيرا مَعَ نَقصه فِي الصِّنَاعَة وَسُوء خطه، ثمَّ تعانى الطِّبّ والكحل وخدم بالبيمارستان وَبَاب الستارة وَغَيرهمَا مَعَ أَنه لم يكن بالبارع فِيهِ أَيْضا وَمَعَ هَذَا فَكَانَ إِذا كَانَ مَعَ الْفُقَهَاء يَقُول قَالَ أبقراط مُشِيرا لمعْرِفَة الطِّبّ وَحين يكون مَعَ الْأَطِبَّاء) يَقُول كتابي كتاب النَّوَوِيّ مُشِيرا إِلَى الْفِقْه. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَقد شاخ وَضعف بَصَره بل أشرف على الْعَمى سامحه الله. مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله البارنباري القاهري الشَّافِعِي. ولد قبيل السّبْعين بِيَسِير ببارنبار قَرْيَة بالمزاحميتين، وَقدم الْقَاهِرَة فاشتغل وَمهر فِي الْفِقْه والعربية والفرائض والحساب وَالْعرُوض وَغَيرهَا ودرس وَأفْتى بالجمالية العتيقة مَحل سكنه بِالْقربِ من رحبة الأيدمري، وَكَذَا بالأزهر احتسابا، وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي يُقيم بثغر دمياط نصف السّنة فيقرئ الْعُلُوم بهَا أَيْضا فِي الْجَامِع الزكي ويخطب بجامعها الْعَتِيق، وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء فِي البلدين وَكَذَا فِي الْمحلة وَغَيرهَا، وَأخذ عَنهُ غير وَاحِد مِمَّن لقيناه وتقي الدّين بن وَكيل السُّلْطَان مِنْهُم. وَعمل لغزا فِي دمياط أجَاب عَنهُ الْبَدْر الدماميني، وَكَانَ من خِيَار النَّاس لَهُ مدد وَجلد، وناب عَن حفيد الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي مشيخة الجمالية الجديدة تصوفا وتدريسا ثمَّ وثب عَلَيْهِ الشَّمْس الْبرمَاوِيّ فانتزعها مِنْهُ فِي جملَة وظائف الْحَفِيد وَلبس للنيابة تَشْرِيفًا فِي أثْنَاء سنة سبع وَعشْرين وَلم يرع حق صَاحب التَّرْجَمَة مَعَ ظُهُور اسْتِحْقَاقه وَلم يلبث أَن أُصِيب بفالج فَأبْطل نصفه وَاسْتمرّ بِهِ موعوكا أَكثر من أَربع سِنِين إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَقد أناف على السِّتين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن نصر الله بن حسن بن مُحَمَّد الشّرف أَبُو الطّيب

ابْن التَّاج الفوي ثمَّ القاهري الْمَاضِي أَبوهُ وَعَمه حسن، وَيعرف بِابْن نصر الله. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فِي حجر السَّعَادَة وَتعلم الْكِتَابَة واشتغل بِالْعلمِ وَكتب الْإِنْشَاء وَعظم فِي أَيَّام الظَّاهِر ططر بِحَيْثُ ولاه نظر الْكسْوَة وديوان الضَّرْب وديوان الإشراف وَغَيرهَا، وَمَات فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِمَرَض السل، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. وَقَالَ غَيره إِنَّه كَانَ شَابًّا جميلا ممدحا ربعَة يسكن بالبندقانيبن لَهُ أَصْحَاب وندماء وَعِنْده فضل وأفضال وَمَكَارِم كَثِيرَة وهمة ومروءة مَعَ عدم ثروة بِحَيْثُ أَنه لما مَاتَ وجدت عَلَيْهِ دُيُون جمة. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عُبَيْدَان الْبَدْر الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. ولد قبل الْخمسين وتفقه وَشهد عِنْد الْحُكَّام وتميز، وَأَجَازَهُ البُلْقِينِيّ بالإفتاء، وَولي قَضَاء بعلبك عَن الْبُرْهَان بن جمَاعَة ثمَّ قَضَاء) حمص. وَمَات فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن عبيد الله بن عوض بن مُحَمَّد الأردبيلي الشرواني القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ عبد الرَّحْمَن والآتي أخوهما الْبَدْر مَحْمُود وَيعرف بِابْن عبيد الله. حفظ الْمجمع والبديع، وَولي تدريس الأيتمشية والأبو بكرية وَأم السُّلْطَان بعد أول أَخَوَيْهِ، وَمَات سنة تسع عشرَة. مُحَمَّد بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الصفي أَبُو بكر بن النُّور بن الْعَلَاء بن الْعَفِيف الْحُسَيْنِي الأيجي الشَّافِعِي شَقِيق الْعَفِيف عبد الرَّحْمَن وحبِيب الله الماضيين وَهَذَا أكبر الثَّلَاثَة، أمّهم بديعة ابْنة النُّور أَحْمد بن الصفي ولد فِي ثامن عشر ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فاشتغل عِنْده وَعند عبد المحسن الشرواني فِي النَّحْو وَالصرْف وَغَيرهمَا، وَأقَام مَعَ أَبَوَيْهِ بِمَكَّة ولازمني فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ قِرَاءَة وسماعا وكتبت لَهُ إجَازَة فِي التَّارِيخ الْكَبِير بَعْضهَا، ثمَّ سَافر مَعَ أَبِيه إِلَى بِلَادهمْ وزوجه ابْنة ابْن عَمه وَرجع لمَكَّة فِي موسم سنة أَربع وَتِسْعين. مُحَمَّد بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله قطب الدّين بن محب الدّين بن نور الدّين الْحُسَيْنِي الأيجي ابْن أخي الصفي والعفيف الْمَذْكُورين فِي محليهما ووالد جلال الدّين عبد الله أبي عابدة. مُحَمَّد بن عبيد بن عبد الله الْمُحب وَقيل الزين بن القَاضِي الزين البشكالسي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَسَماهُ الْعَيْنِيّ عبيدا فغلط. نَشأ ذكيا فاشتهر ذكره بِالْفَضْلِ وَكَانَ يتعاشر مَعَ جمَاعَة من الْفُضَلَاء مِنْهُم عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن وفا فاتفق أَنهم توجهوا لشاطيء النّيل فَرَكبُوا شختورا فَانْقَلَبَ بهم فَغَرقُوا وَذَلِكَ فِي

سنة أَربع عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. وَقَالَ أَيْضا أَن أَبَاهُ كَانَ من أَعْيَان أهل مذْهبه، وناب فِي الحكم وَأفْتى وَحدث عَن القَاضِي عز الدّين بن جمَاعَة وَغَيره. قلت وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة حَيا فِي سنة خمس عشرَة قَرَأَ فِيهَا الشفا على الشّرف بن الكويك فيحرر مَعَ مَا تقدم وَسمع فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة على الفوى سنَن الدَّارَقُطْنِيّ بِقِرَاءَة الْكَمَال الشمني وَشَيْخه ولقبه محب الدّين. مُحَمَّد بن عبيد بن عمر الشَّمْس الْحُسَيْنِي سكنا الْخياط على بَاب جَامع كَمَال من الحسينية. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.) ::: مُحَمَّد بن عبيد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد الشَّمْس البشبيشي بِكَسْر الموحدتين ومعجمتين قَرْيَة بِالْقربِ من الْمحلة ثمَّ الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالبشبيشي. ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة ببشبيش وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ بهَا بعض الْقُرْآن ثمَّ أكمله بالمحلة وَحفظ كتاب أبي شُجَاع والملحة عِنْد ابْن كتيلة والشاطبية وجود بعض الْقُرْآن عِنْد الشهَاب بن جليدة وَنور الدّين ابْن الكريوني وَغَيرهمَا وتحول لمصر فَنزل الْأَزْهَر وتلا بِهِ الْقُرْآن لأبي عَمْرو على إِمَامه وَحضر دروس الشنشي والعبادي وَقَرَأَ على زَكَرِيَّا ومُوسَى البرمكيني والبدر حسن الضَّرِير وَغَيرهم بل أَخذ عَن الْعلم البُلْقِينِيّ ولازمه فِي دروسه ومواعيده وَغَيرهَا وَعَن قَاسم وَابْن تَقِيّ الدّين وَأبي السعادات وَغَيرهم من البلاقنة وَغَيرهم كالمناوي وتلميذه الْفَخر المقسي، وَسمع على الشاوي والكمال بن أبي شرِيف والخيضري فِي آخَرين كَعبد الرَّحْمَن الخليلي وَابْن حَامِد وتلا على عبد الله بن عِيسَى الْكرْدِي الضَّرِير لِحَمْزَة ولغالب السَّبع إفرادا وعَلى الزين جَعْفَر والجلال المرجوشي، وارتحل لمَكَّة فجاور فِي سنة ثَمَان وَخمسين، وتلا الْقُرْآن غير مرّة على عمر الْحَمَوِيّ النجار وَبَعضه على عَليّ الديروطي والشريف الطباطبي وشهاب الدّين القباقبي وَكَانَ حج فِي تِلْكَ السّنة وَآخَرين كالشيخ عمر المرشدي وَحضر دروس الشوائطي وَسمع على النَّجْم عمر بن فَهد ثمَّ قطن مَكَّة من سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ، وسافر مِنْهَا بعد السّبْعين إِلَى الْيمن ثمَّ بعد الثَّمَانِينَ إِلَى الْحَبَشَة وَقَرَأَ هُنَاكَ الحَدِيث وَكَذَا سَافر للحيلة والطائف وَنَحْوهمَا كعدن وَجُمْلَة كل ذَلِك بِسَبَب الاسترزاق بِالْقِرَاءَةِ، وَهُوَ إِنْسَان خير متودد مُفِيد محب فِي الْفَائِدَة رَاغِب فِي كتَابَتهَا مَعَ تقنع وتعفف واتقان لقِرَاءَة البُخَارِيّ وَكثير من أوجهه، وَهُوَ مِمَّن لازمني بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بِمَكَّة وَقَرَأَ على غَالب البُخَارِيّ وَغَيره من تصانيفي وَسمع عَليّ ومني الْكثير وعلق عني فَوَائِد، وتكرر دُخُوله لليمن وَهُوَ على طَرِيقَته ونمطه فِي التقنع وَكَثْرَة التودد.

مُحَمَّد بن الْفَقِيه عبيد الشَّمْس الْمحلى نِسْبَة لمحلة منوف وَلذَا نسب منوفيا بل لم يشْتَهر بِدُونِهَا الْمَالِكِي أحد قدماء أَصْحَاب الشَّيْخ مَدين مِمَّن اختلى عِنْده عدَّة خلوات وتهذب حَتَّى أذن لَهُ فِي التَّلْقِين وتصدى لذَلِك بعده بالبلاد بل وبالقاهرة لَكِن قَلِيلا، وَكَانَ على قدم فِي الْعِبَادَة وَالذكر والمراقبة إِلَّا أَنه من الدعاة لِابْنِ عَرَبِيّ المتظاهرين لَهُ. وَمن شُيُوخه فِي الْعلم. مَاتَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ أَو الَّتِي بعْدهَا عَفا الله عَنهُ.) ::: مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عُثْمَان بن يَعْقُوب بن عبد الْحق أَبُو عبد الله بن أبي سعيد المريني الْمَاضِي أَبوهُ وَصَاحب فاس. اسْتَقر فِيهَا بعد قتل أَخِيه فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين كَمَا تقدم. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَحْمد الشَّمْس الْحَمَوِيّ ثمَّ القاهري وَكيل ابْن الزَّمن والمتردد بِمَكَّة مَعَه وبمفرده بل لَهُ دَار بهَا وَيكثر الطّواف وَبِيَدِهِ سَبِيل الْملك المجاور لمدرسته. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن إِسْرَائِيل الشَّمْس أَبُو الْجُود ويقولونها بلجود بِفَتْح الْمُوَحدَة كلمة وَاحِدَة الخرباني البقاعي الشَّافِعِي مؤدب الْأَطْفَال بقرية خربة روحاء من الْبِقَاع. ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة بالخربة وَحفظ الْقُرْآن واشتغل بالفقه والقراآت وتصدى لتعليم الْأَبْنَاء فَانْتَفع بِهِ فِي حفظ الْقُرْآن وَغَيره، وَذكر البقاعي أَنه مِمَّن قَرَأَ عِنْده وَأَنه مَاتَ بالخربة فِي ذِي الْحجَّة سنة خمسين. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَيُّوب بن دَاوُد الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الْفَخر اللؤْلُؤِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الكتبي. ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة فِي الْفِقْه لِلشِّهَابِ الزُّهْرِيّ وَالِد تَاج الدّين وشذور الذَّهَب والجرجانية وتصريف الْعُزَّى واشتغل على الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والحصني وناصر الدّين التنكزي فِي آخَرين وَسمع على الْجلَال البُلْقِينِيّ وَابْن الشرائحي والشهاب بن حجي وَجَمَاعَة مِنْهُم عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَهِي أَعلَى شُيُوخه وَالْفَخْر عُثْمَان بن الصلف، ولازم ابْن نَاصِر الدّين فَقَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا وَكتب عَنهُ الْأَسْمَاء وَتخرج بِهِ يَسِيرا وَوَصفه بالمحدث الْفَاضِل وارتحل مَعَه إِلَى بعلبك فَأخذ بهَا عَن التَّاج بن بردس وأخيه الْعَلَاء، وَحج فِي سنة أَربع وَعشْرين وَلَقي هُنَاكَ شَيخنَا وَكَذَا أَخذ عَن ابْن الْجَزرِي والتقي الفاسي وخليل بن هرون الجزائري بل كتب عَن شَيخنَا مَا أملاه فِي جَامع بني أُميَّة من دمشق، وتلقن الذّكر من الخوافي، وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَكَانَ خيرا فَاضلا واعظا حسن السمت كثير الْبر والإيثار والتواضع والمحبة فِي الطّلبَة وَالْإِحْسَان إِلَيْهِم خُصُوصا أهل الحَدِيث لِكَثْرَة اخْتِلَاطه

بهم حَتَّى صَارَت فِيهِ رَائِحَة الْفَنّ خَبِيرا بالكتب متكسبا بِالتِّجَارَة فِيهَا بحانوت فِي بَاب الْبَرِيد أحد أَبْوَاب الْجَامِع الْأمَوِي، واعتنى بِالْجمعِ فَعمل حادي الْقُلُوب الطاهرة إِلَى الدَّار الْآخِرَة فِي ثَلَاث مجلدات كبار وَتَذْكِرَة الأيقاظ فِي اخْتِصَار تبصرة الوعاظ والدر المنظم فِي مولد النَّبِي الْمُعظم كل مِنْهُمَا فِي مجلدين والدر) النضيد فِي فضل الذّكر وَكلمَة التَّوْحِيد والنجوم المزهرة فِي اخْتِصَار التَّبْصِرَة كل مِنْهُمَا فِي مُجَلد كَبِير وَاللَّفْظ الْجَمِيل بمولد النَّبِي الْجَلِيل وزهر الرّبيع فِي مِعْرَاج النَّبِي الشَّفِيع وتحفة الْأَبْرَار بوفاة الْمُخْتَار والدر المنثور فِي أَحْوَال الْقُبُور ولوامع البروق فِي فضل الْبر وذم العقوق وَنور الْفجْر فِي فضل الصَّبْر وتحف الْوَظَائِف فِي اخْتِصَار اللطائف كل مِنْهَا فِي مُجَلد وَغَيرهَا، وَتكلم على الْعَامَّة على طَرِيق الْوَعْظ وَلذَا جمع التآليف الْمشَار إِلَيْهَا لَقيته بِدِمَشْق فَقَرَأت عَلَيْهِ جُزْء أبي الجهم. وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسِتِّينَ وَدفن من الْغَد بمقبرة بَاب الصَّغِير وَكَانَت جنَازَته حافلة وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَيُّوب أصيل الدّين الإشليمي. يَأْتِي فِيمَن جده عبد الله. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أَبُو الْفَتْح الْقرشِي الْمَكِّيّ بن ظهيرة، وَأمه شريفة زبيدية اسْمهَا سَلامَة ابْنة مُحَمَّد. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ من أجَاز قَرِيبه الْمُحب مُحَمَّد بن أبي حَامِد بن ظهيرة. وَمَات بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبعين. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن حُسَيْن الشَّمْس الجزيري بِفَتْح الْجِيم ثمَّ زَاي مَكْسُورَة ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي أَبوهُ. ولد تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والخرقي واليسير من الْمقنع ولازم قَاضِي مذْهبه الْبَدْر السَّعْدِيّ وَمن قبله حضر عِنْد الْعِزّ يَسِيرا وَأخذ فِي الِابْتِدَاء عَن الْمُحب بن جناق وَقَرَأَ فِي الْأُصُول وَغَيره على الزين الأبناسي وَكَذَا تردد إِلَيّ فِي كثير من الدُّرُوس وَتزَوج سبطة خَالَتِي وَجلسَ مَعَ الشُّهُود بل أذن لَهُ فِي الْعُقُود وبرع فِي الْفِقْه والصناعة، وَكَانَ جيد الْفَهم حسن الْإِدْرَاك متين الْعقل محبا للنَّاس لِكَثْرَة تواضعه وتودده، وَكتب جُزْءا فِي الْحيض أجاده وَأرْسل بِهِ إِلَى الْعَلَاء المرداوي بِدِمَشْق فقرضه وَأذن لَهُ وَكَذَا شرع فِي تَرْتِيب فروع قَوَاعِد ابْن رَجَب. مَاتَ فِي يَوْم السبت عَاشر شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فِي الجسر وحول مِنْهُ إِلَى بَيته بالدرب الْأَصْفَر فَغسل وكفن وَصلي عَلَيْهِ فِي مشْهد حسن ثمَّ دفن بحوش البيبرسية عِنْد أَبِيه وتأسف النَّاس على فَقده وَكَانَ مترقبا فِي الْفضل رَحمَه الله وعوضه وَأمه الْجنَّة. وَخلف ولدا تزايد فحشه بِحَيْثُ

ضيع مَا اسْتَقر فِيهِ من جِهَات أَبِيه وَصَارَ نفطيا، وَابْنَة يلطف الله بأمها فِيهَا. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان بن رَسُول بن أَمِير يُوسُف بن خَلِيل بن نوح الْمُحب بن) الشّرف الكرادي الأَصْل نِسْبَة لكراد بِفَتْح الرَّاء الْخَفِيفَة قَبيلَة من التركمان وَوهم الْعَيْنِيّ فنسبه تركمانيا القرمي القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد أَحْمد وَإِبْرَاهِيم وأخو حُسَيْن الماضيين وَيعرف بِابْن الْأَشْقَر لقب لوالده المترجم فِي الْمِائَة قبلهَا. ولد فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقيل قبلهَا بِالْقَاهِرَةِ بزاوية أرغون الأقرم بالصوة، وَيُقَال أَن أمه كَانَت بكرية وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ وانتفع فِيمَا قيل بالجمال إِسْحَاق الْأَشْقَر نزيل الْقُدس وَلَزِمَه سِنِين فِي عدَّة عُلُوم وَذكر أَنه كَانَ يَخْدمه وَيحمل وَلَده وانتمى ليشبك الناصري الْكَبِير لوصيته بِهِ من أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل يَسِيرا وَسمع على الزين الْعِرَاقِيّ كَمَا سمعته من شَيخنَا كثيرا كالصحيحين وَكَانَ هُوَ يحْكى فِيمَا بَلغنِي أَن سَمَاعه لَهما كَانَ بِمَجْلِس يشبك الْمَذْكُور وَأَن الشَّيْخ لم يكن يجلس إِلَّا على طَهَارَة فَكَانَ إِذا حدث قطع الْقَارئ الْقِرَاءَة حَتَّى يتَوَضَّأ وَلَا يسمح بِالْمَشْيِ على بِسَاط الْأَمِير بِدُونِ حَائِل لَكِن قَرَأت بِخَطِّهِ على بعض الاستدعاآت سَمِعت البُخَارِيّ على الزين الْعِرَاقِيّ بِقِرَاءَة الشهَاب الأشموني فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فَالله أعلم، وَأَجَازَ لَهُ بِأخرَة ابْن الْجَزرِي فِي استدعاء النَّجْم بن فَهد وَلَا أَشك أَن لَهُ أَشْيَاء عَمَّن فَوق هَذِه الطَّبَقَة لَكِن مَا وقفت على ذَلِك، وَكَانَ شَيخنَا رام مني التَّخْرِيج لَهُ فَمَا تيَسّر فِي حَيَاته وَأول مَا تأهل اسْتَقر بِهِ يشبك الْمَذْكُور عِنْده فِيمَا قيل إِمَامًا وَرفع من جَانِبه بِحَيْثُ لم يكن يرد لَهُ كلَاما وَلذَا قصد فِي الْقَضَاء فاشتهر ذكره ثمَّ جهزه لمَكَّة واليمن عقب موت الخواجا الْبُرْهَان الْمحلي عَن النَّاصِر فرج فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة فضبط موجوده وأحر بولده مَعَه فَأَقْبَلت عَلَيْهِ السَّعَادَة وَتزَوج أُخْته فتزايدت وجاهته، وناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن العديم فَمن بعده وَاسْتقر فِي مشيخة الخانقاه الناصرية بسرياقوس فِي ربيع الأول سنة خمس عشرَة برغبة شمس الدّين مُحَمَّد بن أوحد حِين مرافعة صوفيتها فِيهِ لمعرفته كَمَا قَالَ شَيخنَا بمحبة النَّاصِر للمنزول لَهُ لحسن سياسته فَأمْضى لَهُ يلبغا الناصري نَائِب غيبَة النَّاصِر النُّزُول فرسخت قدمه فِي سرياقوس وباشرها برياسة وحشمة وتودد وعقل، وبرز بعد استقراره بِيَسِير من السّنة للقاء المستعين بِاللَّه لكَونه زوجا لأخت زَوجته الْمشَار إِلَيْهَا فتلقي بالإكرام والتعظيم فتزايدت

وجاهته وعلت مكانته، وأضيف إِلَيْهِ فِي الْأَيَّام الناصرية نظر جَامع عَمْرو وَاسْتمرّ مَعَه إِلَى أَن سَافر لِلْحَجِّ فَأخْرج عَنهُ حِين أنهى إِلَى السُّلْطَان أَنه أَخذ مَال الْجَامِع فحج بِهِ فَلَمَّا جَاءَ بَادر للاجتماع بالمستقر عوضه وَالْتمس مِنْهُ إرْسَال قَاصد مَعَه إِلَى خلوته بالشيخونية) ليتسلم مَال الْجَامِع فَفعل وَظَهَرت بَرَاءَته مِمَّا نسب إِلَيْهِ عِنْد السُّلْطَان فَمن دونه، ثمَّ اسْتَقر فِي الْأَيَّام المؤيدية فِي نظر دَار الضَّرْب بِدُونِ خلعة فدام نَحْو سنة وابتهج السُّلْطَان بِمَا ضرب فِي أَيَّامه وَحج فِي أَيَّامه أَيْضا وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام، وَاتفقَ أَن الْمُؤَيد وَهُوَ نظام قَالَ لَهُ: مَا فعل صهرك يَعْنِي الْخَلِيفَة ثمَّ كرر ذَلِك مرّة بعد أُخْرَى فَقَالَ لَهُ: أُخْت زَوجته طَالِق ثَلَاثًا فعد ذَلِك من وفور عقله ليزيل تخيله. وصاهر شَيخنَا على ابْنَتَيْهِ وَاحِدَة بعد أُخْرَى وَحج بِالْأولَى مِنْهُمَا وبرز مَعَ والدها بعد انْفِصَال الركب بِعشْرَة أَيَّام فأدركا الركب بِالْقربِ من الْحَوْرَاء. وَلم يزل يترقى حَتَّى اسْتَقر فِي كِتَابَة السِّرّ بالديار المصرية فِي رَجَب سنة تسع وَثَلَاثِينَ بعد صرف ابْن الْبَارِزِيّ وَرغب حِينَئِذٍ لأكبر أَوْلَاده أَحْمد عَن مشيخة الخانقاه السرياقوسية ثمَّ استعفى عَن كِتَابَة السِّرّ فِي الَّتِي تَلِيهَا وَأَعْطَاهُ السُّلْطَان نظر الخانقاه مَعَ نظر جَامعه هُنَاكَ وَلبس لَهما كاملية، ثمَّ فِي ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين اسْتَقر فِي نظر البيمارستان بعد وَفَاة النُّور بن مُفْلِح وَكَانَ يَنُوب عَن الْمُحب فِيهِ أَخُوهُ الْبَدْر حُسَيْن، ثمَّ فِي أول أَيَّام الظَّاهِر جقمق اسْتَقر فِي نظر الْجَيْش عوضا عَن الزيني عبد الباسط ثمَّ انْفَصل عَنهُ وَهُوَ غَائِب فِي الْحَج فِي سلخ ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ فِي شَوَّال الَّتِي بعْدهَا ثمَّ صرف عَن البيمارستان فِي ربيع الآخر سنة خمسين ثمَّ عَن الخانقاه نظرا ومشيخة ثمَّ عَن نظر الْجَيْش، وأعيد لكتابة السِّرّ مرّة بعد أُخْرَى وَكَذَا إِلَى الخانقاه نظرا ومشيخة وَآل أمره إِلَى أَن لزم بَيته على نظر الخانقاه فَقَط حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَدفن بتربة تجاه الناصرية فرج برقوق بعد أَن أثكل ابْنا لَهُ كَانَ أعز عِنْده من سَائِر أَوْلَاده عوضهما الله الْجنَّة ورحمه وإيانا. وَكَانَ رَئِيسا دينا مُعظما فِي الدول مَعَ السّكُون وَالْعقل والحشمة وَالْوَقار وَالِاحْتِمَال والمداراة، مَوْصُوفا بالإمساك مَعَ الثروة وبقلة البضاعة فِي الْعلم مَعَ اشْتِغَاله حَتَّى بعد رياسته على الْأَئِمَّة مِمَّن كَانَ يَسْتَدْعِي بهم عِنْده كالبساطي قبل دُخُوله فِي الْقَضَاء والشرواني بل أسْكنهُ عِنْده بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والعقائد وَغير ذَلِك. أثنى عَلَيْهِ شَيخنَا فِي تَرْجَمَة أَبِيه من درره بقوله: كَانَ حسن الْمعرفَة بالأمور خَبِيرا بِعشْرَة أهل الدولة وَغَيرهم قوى الرَّأْي مَسْعُود

الحركات بل اسْتَخْلَفَهُ فِي قَضَاء الديار المصرية سنة آمد فَنظر فِي الْأُمُور بسياسة وَحسن تَدْبِير وَكَذَا أسْند إِلَيْهِ المشارفة فِيمَا أوصى بتفرقته من الثُّلُث بعد مَوته وَوَصفه بأخي فِي الله تَعَالَى القَاضِي) محب الدّين نَاظر الجيوش المنصورة رزقه الله الْعَفو والعافية فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، وَالثنَاء عَلَيْهِ مستفيض. وَفِي تَرْجَمته من تصنيفي ذيل الْقُضَاة والمعجم والفوائد زَوَائِد وَقد اجْتمعت بِهِ غير مرّة وَسمعت عَلَيْهِ ختم البُخَارِيّ وَكَذَا سمع عَلَيْهِ غير وَاحِد وَأكْرم فِي موطنين شريفين الْقَارئ بِمَا لم يتَّفق لغيره مِمَّن حضرهما مَعَ كَونه أكْرم وأسمح وَحمد لَهُ هَذَا وَذكر فِي سَعَة عقله وتأمله، وَقَرَأَ عَلَيْهِ البقاعي الصَّحِيح أَو غالبه بمنزله قصدا لنائله وبره وَصَارَ يروم مِنْهُ الْمَشْي فِي خصوماته ويلح على عَادَته بِحَيْثُ أَنه تكلم مَعَه فِي بَعْضهَا وهما فِي جَنَازَة فَمَا احْتمل الْمُحب هَذَا وَقَالَ لَهُ يال أخي وَكم أما تفتر وَترجع إِن هَذَا لعجيب. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن صَدَقَة بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مخلص الدّين عبد الله بن مُحَمَّد الشَّمْس المخلصي نِسْبَة لبلد بالعراق خرج مِنْهَا جده عبد الله الشار مساحي العطائي المولد نِسْبَة لقرية صَغِيرَة بهَا ضريح لصالح مُجَاهِد اسْمه عَطِيَّة الدمياطي المنشأ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بالدمياطي. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة بقرية عَطِيَّة وتحول مِنْهَا وَهُوَ صَغِير لدمياط فحفظ بهَا الْقُرْآن والمنهاج وَحضر كثيرا من دروس الشهَاب الجديدي فِي المعينية وَغَيرهَا وقليلا عِنْد الْفَقِيه علم الدّين، ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فَنزل زَاوِيَة ابْن بكتمر الْمُجَاورَة لزاوية الشَّيْخ مَدين من المقس. وَحفظ الوردية وَنصف ألفية ابْن ملك ولازم ابْن قَاسم فِي أَشْيَاء مِنْهَا الْمُتَوَسّط بقرَاءَته وَالْفَخْر عُثْمَان المقسي فِي قِرَاءَة جمع الْجَوَامِع بل أَخذ عَنهُ الْفِقْه فِي تقاسيمه وَكَذَا أَخذ فِي التَّقْسِيم عَن الْعَبَّادِيّ والبدر بن الْقطَّان بل قَرَأَ عَلَيْهِ فِي دروس الشيخونية وَعَن الْجَوْجَرِيّ حِين تقسيمه سنة خمس بالأزهر وَقَرَأَ على الْبكْرِيّ حَاشِيَته على الْمِنْهَاج وعَلى الْكَمَال بن أبي شرِيف شرح العقائد وحاشيته عَلَيْهِ وَسمع عَلَيْهِ فِي حَاشِيَته على شرح جمع الْجَوَامِع وَفِي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ بل أَخذ عَن الكافياجي من تَفْسِير سُورَة النُّور إِلَى قَوْله تَعَالَى فِي الْفرْقَان وَأحسن تَفْسِيرا بِقِرَاءَة ابْن يُوسُف وَقَرَأَ على أبي حَامِد التلواني مقدمته فِي الْعَرَبيَّة الْمُسَمَّاة كاشفة الكرب عَن لفظ الْعَرَب غير مرّة وَبَعض مُؤَلفه فِي التَّعْبِير، وَأخذ فِي الْأُصُول وَغَيره عَن إِمَام الكاملية وَقَرَأَ الْمِنْهَاج على الْبَدْر حسن الْأَعْرَج مَعَ سَماع أَشْيَاء فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا وَقَرَأَ عَليّ فِي شرح النخبة وَفِي البُخَارِيّ وَغير ذَلِك ولازمني فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَسمع بحضرتي

على الْجلَال القمصي والشهابين الْحِجَازِي والشاوي فِي) آخَرين وَكتب عدَّة من تصانيفي وَأَجَازَ لَهُ على حفيد الْجمال يُوسُف العجمي وتزايد اخْتِصَاصه بِعَبْد الْهَادِي السكندري وتدرب بِهِ وتميز قَلِيلا وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْقطَّان والمقسي وَأَبُو حَامِد فِي الإقراء وَبَعْضهمْ فِي الْإِفْتَاء، وتكسب بِالشَّهَادَةِ مَعَ عقل وَسُكُون وتعفف. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن ظافر بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن أَبُو عبد الله المغربي البجائي الْمَالِكِي نزيل اسكندرية. ولد سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ببجاية وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وتلاه لنافع على مُحَمَّد بن زين الدّين وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض وَغَيرهمَا وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد المشدالي وَالِد أبي الْفضل وَغَيره، وَحج وَدخل دمشق والقاهرة وطوف واستطاب اسكندرية فقطنها مُدَّة وأقرأ الْمَنْصُور حِين إِقَامَته بهَا فِي شرح الخزرجية ولقيته بهَا فَكتبت عَنهُ من نظمه، وَكَانَ إنْسَانا حسنا لَدَيْهِ فضل وأدب وتواضع مَعَ تخيل وانجماع وأظهار لحب الخمول وَعدم الشُّهْرَة، وَبَلغنِي أَنه تزوج إمرأة فاتهم بقتلها وأودع السجْن لذَلِك ثمَّ أطلق بعد سعي شَدِيد فَمَاتَ من يَوْمه وتوهم كَثِيرُونَ أَنه قتل نَفسه وَذَلِكَ بعد السِّتين وَفِي مُعْجَمه من نظمه أَشْيَاء عَفا الله عَنهُ وإيانا. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن الْملك الْأَفْضَل عَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد أَسد الدّين الأيوبي. اسْتَقر فِي زبيد حِين خَالف المماليك بهَا على المظفر وأقاموه ولقبوه الْمفضل أَسد الدّين وَلَكِن لم يلبث حَتَّى جهز إِلَيْهِ المظفر من قبض عَلَيْهِ وَأدْخل بعض الْحُصُون فَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ كل ذَلِك فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله بن سكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الشَّمْس النبحاني بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْمُوَحدَة بعْدهَا مهلمة البعلي ثمَّ الدِّمَشْقِي اعلحنبلي. ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع الْكثير، وَحدث وَأفَاد، وَمِمَّا سَمعه الْمِائَة الفراوية ومعجم ابْن جَمِيع سمعهما على ابْن الخباز وَثَانِيهمَا على العرضي، وَأَجَازَ لَهُ الْمَيْدُومِيُّ وَغَيره، وَكَانَ فَاضلا صَالحا دينا خيرا متواضعا لقِيه شَيخنَا وَمَا تيَسّر لَهُ الْأَخْذ عَنهُ وَذكره فِي مُعْجَمه، وَقَالَ فِي إنبائه أَنه جمع مجاميع حَسَنَة مِنْهَا كتاب فِي الْجِهَاد وكا خطه حسنا ومباشرته محمودة. قَالَ ابْن حجي: جمع وَألف وَعبارَته فِي تصانيفه جَيِّدَة. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث بغزة وَكَانَ سَافر إِلَيْهَا، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله وَيُقَال أَيُّوب بدل عبد الله وَهُوَ أصح أصيل

الدّين أَبُو) عبد الله بن الْفَخر أبي عَمْرو بن النَّجْم الْعمريّ فِيمَا قيل الإشليمي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الشهَاب أَحْمد بن أصيل الْمَاضِي. ولد بعد سنة أَرْبَعِينَ بإشليم. وَلما ترعرع تعانى الْقُرْآن ثمَّ اشْتغل قَلِيلا فِي الْفِقْه والعربية وتلا للسبع، وَمن شُيُوخه فِي الْفِقْه ابْن الملقن والبلقيني، وَرَأَيْت إِذن أَولهمَا لَهُ بالتدريس والإفتاء وَوَصفه بالعالم الْعَلامَة ذِي الْفُنُون أقضى الْقُضَاة مفتي الْمُسلمين جمال المدرسين، وَأثْنى على صَحِيح ذهنه وَأطَال الْإِجَازَة وأرخها فِي سنة ثَمَانِينَ وَشهد عَلَيْهِ التقي الزبيرِي وَالشَّمْس الغماري وتكسب بِالشَّهَادَةِ ولازم الصَّدْر بن رزين خَليفَة الحكم فرقاه لنيابة الحكم ثمَّ حسن لَهُ الصَّدْر الْمَنَاوِيّ السَّعْي فِي الْقَضَاء الْأَكْبَر حِين كَانَ متوليه التقي الزبيرِي بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك وَسِيلَة لعود الصَّدْر بعد صرف الزبيرِي ولرغبتهم فِي دَرَاهِم صَاحب التَّرْجَمَة الَّتِي استدانها لذَلِك عوضوه بِقَضَاء دمشق فَوَلِيه فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة فِي أَوَاخِر دولة الظَّاهِر فباشره قَلِيلا نَحْو مائَة يَوْم فَلم تحمد سيرته وَلم يلبث أَن مَاتَ الظَّاهِر وسعى الأخنائي حَتَّى عَاد وَصرف هَذَا وَرجع إِلَى الْقَاهِرَة ونالته محنة بِسَبَب الدُّيُون الَّتِي تحملهَا وسجن بالصالحية مُدَّة ثمَّ أطلق، وَكَانَ لَهُ استحضار ليسير من السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَمن شرح مُسلم فَكَانَ يلقى درسه غَالِبا من ذَلِك لكَونه لَا يستحضر من الْفِقْه إِلَّا قَلِيلا، وَلذَا لما دخل على البُلْقِينِيّ بعد ولَايَته قَالَ لَهُ: (مَا أَنْت بالحكم الترضي حكومته ... وَلَا الْأَصِيل وَلَا ذِي الرَّأْي والجدل) مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة أَربع عَن سِتِّينَ سنة فَأكْثر ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار عَن هَذَا وَكَذَا المقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله نَاصِر الدّين أَبُو الْحسن وَأَبُو عبد الله بن فَخر الدّين الْمصْرِيّ الشاذلي الشَّافِعِي صهر الزين الْعِرَاقِيّ وَيعرف بِابْن النيدي. هَكَذَا سمي وَالِده فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ عُثْمَان، وَالَّذِي فِي عرضه فَخر الدّين فَخر، وَكَذَا اقْتصر عَلَيْهِ شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: مُحَمَّد بن الْفَخر فَكَأَنَّهُ غَيره حَتَّى لَا يعرف أَن أَصله من القبط. ولد فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة وَكَانَ أَبوهُ تَاجِرًا فَنَشَأَ هُوَ محبا فِي الْعلم وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن ملك، وَعرض على الأبناسي وَابْن الملقن والبلقيني والشمسين ابْن الْقطَّان وَابْن المكين الْبكْرِيّ وأجازوا لَهُ وَسمع على عَزِيز الدّين المليجي صَحِيح البُخَارِيّ وعَلى الزين بن الشيخة مُسْند الشَّافِعِي وَعَلِيهِ قَرَأَ الْبِدَايَة للغزالي) وَالْأَرْبَعِينَ لإِمَام الدّين وعَلى التنوخي مسندي عبد والدارمي بفوت فِي ثَانِيهمَا وعَلى الْعرَاق والهيثمي

أَشْيَاء مِنْهَا التَّاسِع عشر وَغَيره من أمالي ابْن الْحصين وَسمع على الْفَخر القاياتي الْجُزْء الْعشْرين من الخلعيات بِقِرَاءَة شَيخنَا وَكَذَا سمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والفوي والطبقة بل ذكر أَنه سمع على ابْن رزين أَيْضا صَحِيح البُخَارِيّ وعَلى البلبيسي صَحِيح مُسلم بل كتب عَن الزين الْعِرَاقِيّ من أَمَالِيهِ، وَحج وجاور وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْعلمِ والتفنن والمهارة فِي الْعَرَبيَّة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، واستجازه الزين رضوَان لِابْنِهِ عبد الرَّحْمَن وصاهر الزين الْعِرَاقِيّ على ابْنَته ثمَّ مَاتَت فَتزَوج بركَة ابْنة أَخِيهَا الْوَلِيّ وَمَات وَهِي فِي عصمته وَذَلِكَ فِي يَوْم الْأَحَد سَابِع رَمَضَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَصلي عَلَيْهِ وعَلى سميه نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن تَيْمِية مَعًا وَكَانَا صديقين، تقدم النَّاس شَيخنَا، وَدفن بالصحراء رحمهمَا الله. وَخلف وَلدين، وَكَانَ مَعْرُوفا بِكَثْرَة المَال فَلم يظْهر لَهُ شَيْء ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عَليّ بن عُثْمَان بن عَليّ بن عُثْمَان بن سعد بن أبي الْمَعَالِي الشَّمْس بن الْفَخر الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمزي القاهري الشَّافِعِي ابْن عَم إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بالرقي. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بالمزة وَنَشَأ بهَا فقرا فِي صوفية البيبرسية، وَكَانَ يذكر أَنه سمع الصَّحِيح على الْحَافِظ ابْن الْمُحب ومحيي الدّين الرَّحبِي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن السراج بِدِمَشْق وَلَيْسَ بِبَعِيد سِيمَا وَقد كَانَ خيرا نيرا حسن الشيبة مَعَ السّكُون والانعزال وَلذَا أخْبرته حِين شهد ختم الصَّحِيح بِقِرَاءَتِي بِنَاء على غَلَبَة الظَّن وَأَجَازَ وَكتب بِخَطِّهِ، وتعانى التِّجَارَة فِي الْأَشْيَاء الظريفة كالملاليح والملاعق وَنَحْوهَا لشدَّة دربته فِي ذَلِك وحوزه لكثير من آلَات الصَّنَائِع الَّتِي لَا تُوجد عِنْد غَيره وَكَذَا كَانَ يتَكَلَّم على أوقاف جَامع المارداني نِيَابَة وحمدت سيرته. مَاتَ قريب الْخمسين ظنا. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عَليّ الشَّمْس الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الحريري. أَخذ القراآت عَن ابْن النجار والقباقبي وَغَيرهمَا وَقَالَ أَنه أَخذ عَن الْعَلَاء البُخَارِيّ وَشَيخنَا وَابْن المحمرة وَابْن نَاصِر الدّين وَالشَّمْس الصَّفَدِي الْحَنَفِيّ وَأبي الْعَبَّاس الْقُدسِي، ولقيه النوبي فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ بِدِمَشْق فَقَرَأَ عَلَيْهِ وَكَذَا ابْن القصبي الْيَسِير بِالْمَدِينَةِ. مُحَمَّد بن الْفَخر عُثْمَان بن عَليّ الشَّمْس المارديني ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي الْأَبَّار وَهِي) رحفته وَالِد عبد الْقَادِر الْمَاضِي. ذكر لي أَن أَبَاهُ حفظ الْحَاوِي بعد التَّنْبِيه وَغَيرهمَا وتفقه وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا عَن الْبَدْر بن سَلامَة وأخيه شهَاب الدّين

وَسمع على الْبُرْهَان الْحلَبِي وَكتب على الْمِنْهَاج شرحا فِي أَرْبَعَة عشر مجلدا بَقِي مِنْهُ نَحْو مُجَلد وعَلى الورقات فِي الْأُصُول بل عمل على البُخَارِيّ حَاشِيَة فِي ثَلَاث مجلدات، وَكَانَ صَالحا خيرا سليم الصَّدْر. مَاتَ فِي رُجُوعه من الْحَج ببدر وَحمل إِلَى الفارعة فَدفن بهَا فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَقد جَازَ الْخمسين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عَليّ السيلاوي نِسْبَة للسيلة بلد بنابلس الْحَنْبَلِيّ ثمَّ القاهري مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عَليّ الصَّالِحِي العلاف وَيعرف بِابْن الضَّرِير. سمع فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة على عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الرشيد والعماد أبي بكر بن أَحْمد بن عبد عبد الْهَادِي وَفِي الَّتِي تَلِيهَا على أَحْمد بن مُحَمَّد بن رَاشد بن خطليشا وَعبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَأحمد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء ابْن فَهد وَغَيره، وَكَانَ يتكسب بحانوت قريب الشركسية من الصالحية مَاتَ قبل الْخمسين ظنا. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عِيسَى بن سُلَيْمَان الشَّمْس البرمي العلجوني الأَصْل الصَّالِحِي المولد الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ الكتبي سمع مني. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْبَدْر بن الْفَخر بن التَّاج السّلمِيّ الْمَنَاوِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الْبَهَاء أَحْمد الْمَاضِي، اسْتَقر شَرِيكا لَهُ بعد موت أَبِيهِمَا فِي تداريسه وَرَأَيْت بِخَطِّهِ أَنه يروي عَن ابْن عَم وَالِده الصَّدْر الْمَنَاوِيّ. وَالظَّاهِر أَنه من أهل هَذَا الْقرن ثمَّ رَأَيْت من عرض عَلَيْهِ سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عُثْمَان صَلَاح الدّين بن الْفَخر الديمي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط أَحْمد بن عبد الْوَاحِد البهوتي الْمَاضِي وَأَبوهُ. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمناجين والألفيتين والشاطبيتين، وَعرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة وتولع بطريقة وَالِده ولازمه فِيهَا، وخالقه فِي سكونه وَعدم تعرضه للفضلاء مَعَ فطنة وذكاء ولازمني فِي أَشْيَاء مِنْهَا شرحي للألفية بِحَيْثُ قَرَأَ عَليّ نَحْو النّصْف مِنْهُ وَكَذَا كَانَ يقْرَأ عَليّ أَشْيَاء مِمَّا يتَوَجَّه لجمعه كتعليق على التَّذْكِرَة لِابْنِ الملقن وَأجل شُيُوخه فِي) الْفِقْه الشَّمْس البامي وَكَذَا قَرَأَ على الْكَمَال بن أبي شرِيف وأخيه قَلِيلا وَابْن قَاسم وَحسن الْأَعْرَج والسنتاوي وَفِي الْفَرَائِض والحساب على الْبَدْر المارداني، وتميز قَلِيلا مَعَ نوع وسواس وخفة، وَحج مَعَ أمه فِي سنة خمس وَتِسْعين. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أبي فَارس المسعود بِاللَّه بن صَاحب تونس المتَوَكل على الله الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي سلطنة أَبِيه أَو بعْدهَا بِيَسِير وَكَانَ ولي عَهده من بعده

وَأجل أَوْلَاده، أثنى عَلَيْهِ بعض من لقِيه وَأَنه من أَعْيَان الْمُلُوك وَرُؤَسَائِهِمْ اشْتَمَل على بر وَخير ومحبة للأدباء وَأهل الْفضل مَعَ ميل للهو بل قيل أَنه رَجَعَ عَنهُ. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد السّلمِيّ السويدي ثمَّ الدِّمَشْقِي. سمع من ابْن الشيرجي جُزْء الْأنْصَارِيّ وَمن عَليّ بن مُوسَى الصَّفَدِي والتقي بن رَافع وَجَمَاعَة وَوَقع فِي الحكم فِي ولَايَة البُلْقِينِيّ لقَضَاء دمشق وفَاق أقرانه فِي ذَلِك. قَالَ ابْن حجي: كَانَ صَحِيح الْعَدَالَة محررا عَارِفًا بِالشُّرُوطِ انْفَرد بذلك فِي وقته مَعَ حسن خطه وجودة ضَبطه. وَقد حدث قَلِيلا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس عشرَة، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُوسَى بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله الإسحاقي الأَصْل نِسْبَة لمحلة إِسْحَاق بالغربية القاهري الْمَالِكِي جد الرضي مُحَمَّد بن مُحَمَّد صهر الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالإسحاقي. مِمَّن اشْتغل عِنْد الشَّيْخ خَلِيل وَغَيره، وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير بل جمع كتابا فِي الْأُصُول، وَحج وناب فِي الْقَضَاء بل يُقَال إِن الشَّمْس الْمدنِي اسْتَخْلَفَهُ فِي بعض غيباته. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة عشر وَقد زَاد على التسعين. أَفَادَهُ حفيده. مُحَمَّد بن عُثْمَان بن يُوسُف الشَّمْس العاصفي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي شيخ رواق الريافة من الْأَزْهَر وَيعرف بالعاصفي. تلقن الذّكر من إِبْرَاهِيم الأدكاوي وَألبسهُ الطاقية وَأذن لَهُ كَمَا قرأته بِخَطِّهِ بل سمع الشفا على الْكَمَال بن خير وَكَذَا سمع على نَاصِر الدّين الفاقوسي وَعَائِشَة الكنانية وَغَيرهمَا، واشتغل وَكَانَ أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء مُبَارَكًا خيرا، لَقيته كثيرا وتلقنت مِنْهُ. مَاتَ وَقد جَازَ السّبْعين ظنا فِي شعْبَان سنة أَربع وَسبعين بعد تعلله مُدَّة وإعراضه عَن المشيخة رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عُثْمَان أصيل الدّين الإشليمي. فِيمَن جده عبد الله مُحَمَّد بن عُثْمَان الشَّمْس الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بالأخنائي كَذَا فِي مُعْجم التقي بن فَهد وَصَوَابه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان وَسَيَأْتِي) مُحَمَّد بن عُثْمَان الشَّافِعِي. هُوَ ابْن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق مضى. مُحَمَّد بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمى الحسني الْمَكِّيّ، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه مؤرخا لَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَقَالَ نَاب فِي إمرة مَكَّة ثمَّ كحل بعد موت أَخِيه أَحْمد وَاسْتمرّ خاملا، وَقد دخل الْيمن مسترفدا صَاحبهَا وجهز مَعَه الْمحمل فِي سنة ثَمَانمِائَة فرافقته وَسلمنَا من الْعَطش الَّذِي أصَاب أَكثر الْحَاج تِلْكَ السّنة بمرافقة صَاحب التَّرْجَمَة لكَونه سَار بِنَا من جِهَة وَخَالفهُ أَمِير الركب فَسَار من الْجِهَة الْمُعْتَادَة فَلم يَجدوا مَاء فَهَلَك الْكثير مِنْهُم. وَطول الفاسي تَرْجَمته وَذكره المقريزي فِي

عقوده وَأَنه مَاتَ فِي ثَانِي عشر ربيع الأول. مُحَمَّد بن عجلَان شيخ الْعَرَب. هُوَ الْمعِين للظَّاهِر تمربغا فِي خُرُوجه من دمياط وَلم يتم لَهما أَمر بل أمسكا وأودع هَذَا البرج مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ. وَمَات ظنا فِي أول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ أَو أَوَاخِر الَّتِي قبلهَا بعد معاقبة تغري بردى الاستادار لَهُ. مُحَمَّد بن عرام الشَّمْس الْمَيْمُونِيّ الأَصْل الْبُرُلُّسِيّ الْمَالِكِي. أَخذ الْفِقْه واصوله عَن مُحَمَّد الرباحي وَالْفِقْه والفرائض والعربية عَن يحيى المغربي الفرضي والعربية وَالصرْف وَالْأَدب عَن الزين خلف وَالِد أبي النجا فِي آخَرين مِنْهُم بِالْقَاهِرَةِ الزين عبَادَة، وَحج وتميز فِي الْفَضِيلَة وأقرأ الطّلبَة فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة كالبدر حسن الشورى وأفادني تَرْجَمته وَأَنه كَانَ ينسج على النول على طَريقَة جميلَة من الدّيانَة والورع. مَاتَ سنة ثَلَاث وَخمسين بالبرلس رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَرَفَة الْحلَبِي الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي، مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. وَمَات سنة إِحْدَى وَتِسْعين. مُحَمَّد بن عَطاء الله بن مُحَمَّد وَاخْتلف فِيمَن بعده فَقيل أَحْمد بن مَحْمُود بن الإِمَام فَخر الدّين مُحَمَّد بن عمر وَقيل مَحْمُود بن أَحْمد بن فضل الله بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله بن أبي الْجُود وَأبي البركات الرَّازِيّ الأَصْل الْهَرَوِيّ. هَكَذَا كَانَ يزْعم أَنه من بني الْفَخر الرَّازِيّ، قَالَ شَيخنَا: وَلم نقف على صِحَة ذَلِك وَلَا بلغنَا من كَلَام أحد من المؤرخين إِنَّه كَانَ للْإِمَام ولد ذكر فَالله أعلم. ولد بهراة سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة واشتغل فِي بِلَاده حنفيا ثمَّ) تحول شافعيا وَأخذ عَن التَّفْتَازَانِيّ وَغَيره واتصل بتمرلنك على هَيْئَة المباشرين، ثمَّ حصل لَهُ مِنْهُ جفَاء فتحول لبلاد الرّوم مملكة ابْن عُثْمَان فَقَامَ عَلَيْهِ ابْن الفنري حَتَّى إنفصل عَنْهَا بعد يسير، وَقدم الْقُدس سنة أَربع عشرَة فحج وَعَاد غليه فِي الَّتِي بعْدهَا فاتفق قدوم نوروز صَاحب مملكة الشَّام الْقُدس فِيهَا وَقد اشْتهر أمره بهَا وأشاع أَتْبَاعه أَنه يحفظ الصَّحِيحَيْنِ وَأَنه إِمَام النَّاس فِي الْمَذْهَب الشَّافِعِي والحنفي وَفِي غَيره من الْعُلُوم على جاري عَادَة الْعَجم فِي التفخيم والتهويل بِحَيْثُ كَانَ حَامِلا لنوروز على الِاجْتِمَاع بِهِ فراج عَلَيْهِ سِيمَا لما حَدثهُ عَن مُلُوك الشرق فولاه تدريس الصلاحية بِهِ بعد الشهَاب ابْن الهائم فباشرها وَلم يلبث أَن دخل الْمُؤَيد الْقُدس بعد قَتله نوروز فراج أمره عَلَيْهِ أَيْضا وَعظم فِي عَيْنَيْهِ فأقره على الصلاحية. وَلما رَجَعَ لمصر هاداه الْهَرَوِيّ وكاتبه وَسَأَلَهُ فِي الْقدوم عَلَيْهِ فَأذن لَهُ فَقدم الْقَاهِرَة فِي صفر سنة ثَمَانِي عشرَة بعد

أَن خرج الطنبغا العثماني لتلقيه وَصعد بِهِ إِلَى القلعة وَبَالغ السُّلْطَان فِي إكرامه وَأَجْلسهُ عَن يَمِينه ثمَّ أنزلهُ بدار أعدت لَهُ وأنعم عَلَيْهِ بفرح بسرج ذهب وقماش ورتب لَهُ فِي كل يَوْم ثَلَاثِينَ رَطْل لحم ومائتي دِرْهَم وَتَبعهُ كثير من الْأُمَرَاء والمباشرين والأعيان فِي إكرامه بالهدايا الوافرة فتزايد اشتهار الدَّعَاوَى العريضة مِنْهُ وَأَنه يحفظ عَن ظهر قلب صَحِيح مُسلم بأسانيده وصحيح البُخَارِيّ متْنا بِلَا إِسْنَاد بل تَارَة يَقُول أَنه يحفظ إثني عشر ألف حَدِيث بأسانيدها فعقد لَهُ الْمُؤَيد مَجْلِسا بَين يَدَيْهِ بالعلماء وألزم بإملاء اثْنَي عشر حَدِيثا متباينة فَلم يفْطن لذَلِك وَلَا عرف المُرَاد بِهِ وَلَا أمْلى وَلَا حَدِيثا وَاحِدًا بل لم يُورد حَدِيثا إِلَّا وَظهر خطأه فِيهِ بِحَيْثُ ظهر لمن يعْتَمد مجازفته وَأَن كل مَا ادَّعَاهُ لَا صِحَة لَهُ وَمَا أمكنه إِلَّا التبري مِمَّا نسب إِلَيْهِ وَكَانَ مِمَّا وَقع أَنه سُئِلَ عَن سَنَده بِصَحِيح البُخَارِيّ فَقَالَ حَدثنِي بِهِ شَيخنَا الشَّمْس عَليّ بن يُوسُف عَن شيخ يُقَال لَهُ أَبُو الْفَتْح عمر مائَة وَعشْرين سنة عَن البوشنجي شيخ عَاشَ مائَة وَثَلَاثِينَ سنة عَن أبي الْوَقْت ثمَّ نَاقض ذَلِك لما ولي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين حَيْثُ رَوَاهُ عَن أَبِيه عَن أبي البركات عَطاء الله ليحاكي فِي ذَلِك رِوَايَة القَاضِي جلال الدّين عَن أَبِيه وَإِن وَالِده أَبَا البركات سَمعه من شيخ يُقَال لَهُ عبد الْكَرِيم الْهَرَوِيّ بِسَمَاعِهِ من أبي الْفَتْح البوشنجي عَن ابي الْوَقْت، وناقضهما فِي سنة مَوته فَإِنَّهُ كتب للتقي الفاسي إِنَّه قَرَأَهُ على الْعَلامَة الزي عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الأبرقوهي قَالَ حَدثنَا الإِمَام المعمر شَارِح السّنة أَبُو الْمَعَالِي أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن) يحيى البُخَارِيّ ثَنَا الإِمَام التقي أَبُو بكر بن عَليّ بن خلد الْبكْرِيّ وَكتب لَهُ أَيْضا أَنه حَدثهُ بِهِ الإِمَام الزين أَبُو الْقسم إِسْمَاعِيل بن أَحْمد التكريتي أَنا الإِمَام الْعَلَاء أَبُو البركات عَليّ بن يُوسُف بن إِسْحَاق الكازروني أَنا الشَّيْخ جلال الدّين مَحْمُود بن عبد السَّلَام الحصني وَكتب لَهُ أَيْضا أَنه حَدثهُ بِهِ أَبُو الْفَتْح الْقسم بن أَحْمد المرغيناني ثَنَا الشَّيْخ جمال الدّين عبد الرَّحِيم بن الْحسن الْأنْصَارِيّ أَنا الشَّيْخ بدر الدّين حسن بن عبد الْقوي الْمدنِي الثَّلَاثَة عَن أبي الْوَقْت. وَكتب بِخَطِّهِ أَيْضا فِي سنة خمس عشرَة للجمال بن مُوسَى المراكشي أَنه سَمعه على الشَّمْس عَليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم الكازروني بِسَمَاعِهِ لَهُ على نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن غسماعيل بن أبي الْقسم الفارقي عَن ابْن أبي الذّكر عَن الزبيدِيّ، وَحدث فِي بَيت الْمُقَدّس بِصَحِيح مُسلم عَن نور الدّين أبي زَكَرِيَّا يحيى بن حسن بن أَحْمد النَّيْسَابُورِي قِرَاءَة وسماعا عَن شمس الدّين أبي الْقسم مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الأسحاقابادي النَّيْسَابُورِي سَمَاعا ثَنَا أَبُو الْفَتْح مَنْصُور الفراوي بِسَنَدِهِ، وَقَالَ إِنَّه فِي غَايَة الْعُلُوّ

كَانَ بَيْننَا وَبَين مُسلم سَبْعَة وَكلهمْ نيسابوريون. وَبعد عقد الْمجْلس بِقَلِيل ولي نظر الْقُدس والخليل مَعَ تدريس الصلاحية وَتوجه لمباشرة ذَلِك ثمَّ قدم فِي سلخ ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين وَاجْتمعَ بالسلطان فَأكْرمه وأجرى عَلَيْهِ راتبه وأتته الْهَدَايَا من الْأُمَرَاء وَنَحْوهم وَلم يلبث أَن غضب السُّلْطَان على الْجلَال البُلْقِينِيّ فاستقر بالهروي فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشري جُمَادَى الأولى مِنْهَا عوضه وَنزل مَعَه جقمق الدوادار وقطلو بغا التنمي رَأس نوبَة فِي آخَرين من الْأُمَرَاء وَغَيرهم من الْقُضَاة والأعيان حَتَّى حكم بالصالحية على الْعَادة وَتوجه لداره فَسَار سيرة غير مرضية وَظَهَرت مِنْهُ فِي الْقَضَاء أُمُور كَثِيرَة واقتضت النفرة مِنْهُ من الطمع والمجازفة ثمَّ اجْتمع جمع من أهل بَيت الْمُقَدّس فَرفعُوا عَلَيْهِ أَشْيَاء عاملهم بهَا لما كَانَ نَاظرا عَلَيْهِم فَثَبت عَلَيْهِ مَال كثير وألزم بِهِ. قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة وتعصب عَلَيْهِ جمَاعَة البُلْقِينِيّ فصرف قبل استكمال سنة فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين مَعَ إهانته وَجمع من الْخَاصَّة بِحَيْثُ لزم بَيته لَا يجْتَمع بِأحد إِلَى أَن رسم لَهُ بِالْعودِ إِلَى الْقُدس على تدريس الصلاحية فسافر فِي عَاشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعشْرين وَلم يَنْفَكّ عَن دَعْوَاهُ وَلَكِن لكسر شوكته داهن النَّاس وداهنوه، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة بعد موت الْمُؤَيد وَلم تطل إِقَامَته وَرجع إِلَى الْقُدس ثمَّ سعى حَتَّى قدم الْقَاهِرَة أَيْضا فِي صفر سنة سبع وَعشْرين فولي فِي تَاسِع ربيع الآخر مِنْهَا) كِتَابَة السِّرّ عوضا عَن الْجمال يُوسُف الكركي وَلم يلبث أَن انْفَصل فِي حادي عشر جُمَادَى الْآخِرَة عَنْهَا وأعيد بعد أشهر فِي ثامن ذِي الْقعدَة لقَضَاء الشَّافِعِيَّة فَلم يَنْفَكّ عَن سيرته الأولى فصرف فِي ثَالِث رَجَب سنة ثَمَان وَعشْرين وفر هَارِبا مِمَّن لَهُ ظلامة فَمَا طلع خَبره إِلَّا فِي بَيت الْمُقَدّس فاستمر بِهِ على تدريس الصلاحية وَحج فِيهَا ثمَّ عَاد إِلَى بَيت الْمُقَدّس وأشاع أَنه تزهد وَلبس ثِيَاب الْفُقَرَاء وتبرأ من زِيّ الْفُقَهَاء ثمَّ فِي أثْنَاء السّنة الَّتِي تَلِيهَا ظهر بطلَان ذَلِك فَإِنَّهُ ورد مِنْهُ كتاب إِلَى السُّلْطَان يَسْتَدْعِي مِنْهُ الْإِذْن فِي الْحُضُور إِلَى الْقَاهِرَة ليبدي لَهُ نصيحة فَلم يُؤذن لَهُ فِي الْحُضُور وَأجِيب بِأَن يكْتب بِالنَّصِيحَةِ فَإِن كَانَ لَهَا حَقِيقَة أذن لَهُ فِي الْحُضُور فَلم يعد جَوَابه إِلَى أَن ورد الْخَبَر بِمَوْتِهِ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَعشْرين وَقد جَازَ السِّتين بِقَلِيل. وَقد ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ عقب إِيرَاد الْأَسَانِيد الَّتِي كتبهَا للفاسي: وَالَّذِي أَحْلف بِهِ أَنه لَا وجود لأحد من هَؤُلَاءِ التِّسْعَة فِي الْخَارِج وَالسَّلَام وَأَقُول فِي سَنَد مُسلم أَيْضا أَنه من أبطل الْبَاطِل ثمَّ قَالَ وَقد سَمِعت من فَوَائده كثيرا لكنه كَانَ كثير المجازفة جدا اتّفق كل من عرفه أَنهم لم يرَوا أسْرع ارتجالا مِنْهُ للحكايات المختلقة وَذكر لي عَنهُ الزين القلقشندي

والبدر الأقصرائي وَسَهل بن أبي الْيُسْر وَغَيرهم من ذَلِك الْعَجَائِب وشاهدت مِنْهُ الْكثير من ذَلِك. وَذكره فِي إنبائه محيلا على الْحَوَادِث وَوَصفه فِي فتح الْبَارِي بالعالم. وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة: كَانَ إِمَامًا عَالما غواصا على الْمعَانِي يحفظ متونا كَثِيرَة ويسرد جملَة من تواريخ الْعَجم مَعَ الْوَضَاءَة والمهابة وَحسن الشكالة والضخامة ولين الْجَانِب على مَا فِيهِ من طبع الْأَعَاجِم وَلَقَد سَمِعت الشهَاب بن حجي يثني عَلَيْهِ ويتعجب من سرده لتواريخ الْعَجم. وَقَالَ الْجمال الطيماني أَنه يحل الْكتب المشكلة ويتخلص فِيهَا وصنف شرح مُسلم وَغَيره وَبني بالقدس مدرسة وَلم تتمّ. وَقَالَ الْعَيْنِيّ: كَانَ عَالما فَاضلا متفننا لَهُ تصانيف كشرح مَشَارِق الْأَنْوَار وَشرح صَحِيح مُسلم يعي الْمُسَمّى فضل الْمُنعم وَشرح الْجَامِع الْكَبِير من أَوَائِله وَلم يكمله وَكَانَ قد أدْرك الْكِبَار مثل التَّفْتَازَانِيّ وَالسَّيِّد وَصَارَت لَهُ حُرْمَة وافرة بِبِلَاد سمرقندر وهراة وَغَيرهمَا حَتَّى كَانَ اللنك يعظمه ويحترمه ويميزه على غَيره بِحَيْثُ يدْخل عِنْده فِي حريمه ويستشيره وَرُبمَا كَانَ يُرْسِلهُ فِي مهماته وَلذَا قيل إِنَّه وزيره وَلَيْسَ كَذَلِك، وَقدم فِي زمن النَّاصِر فرج وتوطن الْقُدس، إِلَى أَن قَالَ: وَلم يخلف سوى زَوجته وَهِي وسطوة فِي وظائفه غير أَنه لم يكن مشكورا من غير) عِلّة ظَاهِرَة فِيهِ. وَقَالَ المقريزي أَنه ولي الْقَضَاء وَكِتَابَة السِّرّ فَلم ينجب وَكَانَ يقرئ فِي المذهبين وَيعرف الْعَرَبيَّة وَعلمِي الْمعَانِي وَالْبَيَان ويذاكر الْأَدَب والتاريخ ويستحضر كثيرا من الْأَحَادِيث وَالنَّاس فِيهِ بَين غال ومقصر وَأَرْجُو أَن يكون الصَّوَاب مَا ذكرته. وَقَالَ وَغَيره: كَانَ شَيخا ضخما طوَالًا أَبيض اللِّحْيَة مليح الشكل إِلَّا أَن فِي لِسَانه مسكة إِمَامًا بارعا فِي فنون من الْعُلُوم لَهُ تصانيف تدل على غزير علمه واتساع نظره وتبحره فِي الْعُلُوم منصفا للحنفية إِلَى الْغَايَة صادعا بِالْحَقِّ تَارِكًا للتعصب، وَكَانَ يركب بعد ولَايَته الْبلْغَة بهيئة الْأَعَاجِم بفرجية وعذبة مرخية على يسَاره فَأَقَامَ مُدَّة ثمَّ لبس زِيّ قُضَاة مصر، وسَاق الأبيات الَّتِي وجدهَا الْمُؤَيد وأولها: (يَا أَيهَا الْملك الْمُؤَيد دَعْوَة ... من مخلص فِي حبه لَك يفصح) وَأَن غَالب الْفُقَهَاء تعصبوا عَلَيْهِ وبالغوا فِي التشنيع ورموه بعظائم، الظَّن بَرَاءَته عَن أَكْثَرهَا وَادّعى عَلَيْهِ بِمَال بعض الْأَوْقَاف وتوجهوا بِهِ مَاشِيا ومنعوه من الرّكُوب إِلَى غير ذَلِك مِمَّا بسط فِي الْحَوَادِث وَكَانَ معدودا من أَعْيَان الْأَئِمَّة الْعلمَاء لكنه لم يرْزق السَّعَادَة فِي مناصبه لِأَنَّهُ كَانَ ظنينا بِنَفسِهِ معجبا بهَا إِلَى الْغَايَة فعجزه الله. قلت وَقد قرئَ عَلَيْهِ شَرحه لمُسلم وَكَذَا صنف شرحا على المصابيح وَحدثنَا

عَنهُ غير وَاحِد مِنْهُم الأبي وَسمع مِنْهُ ابْن مُوسَى وَغَيره وَحكى لنا الزين البوتيجي من مباسطاته وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي مَبْسُوطا رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَطِيَّة بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد السنبسي الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن فَهد أَبُو الْخَيْر الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا قبل استكماله سنة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. مُحَمَّد أَبُو سعد أَخُوهُ ويلقب فهدا أَيْضا مَاتَ قبل السّنة أَيْضا فِي رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن عَطِيَّة. كَانَ يخْدم برددارا عِنْد جانم الأشرفي بحلب ثمَّ بِالشَّام وَبعده اسْتَقر فِيهَا أَيْضا عِنْد تنم المؤيدي وَسَاءَتْ سيرته فأمسكوه بعده وَادّعى عَلَيْهِ بِمَا يُوجب الْكفْر وَخرج لتقام الْبَيِّنَة فهجم الْعَامَّة وسحبوه من رسله ثمَّ ضربه بَعضهم بسكين فَقتله ثمَّ أحرق وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ غير مأسوف عَلَيْهِ فقد كَانَ من مساوئ الدَّهْر) وقبائح الزَّمَان. مُحَمَّد بن عِقَاب بِضَم الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْقَاف وَآخره مُوَحدَة المغربي التّونسِيّ الْمَالِكِي. أَخذ عَن ابْن عَرَفَة وَغَيره، وَولي قَضَاء الْجَمَاعَة بعد عمر القلجاني الْمَاضِي. وَمَات فِي سنة إِحْدَى وَخمسين. أَفَادَهُ بعض الآخذين عَنهُ مِمَّن أَخذ عني. مُحَمَّد بن عقيل بن خرص الشريف. مَاتَ بِمَكَّة فِي مغرب لَيْلَة الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عقيل ظافر البجائي. مِمَّن سمع من شَيخنَا. مُحَمَّد بن علوان الْجمال الموزعي ثمَّ الجبائي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي فِيمَا أَظن. تفقه بِجَمَاعَة إِلَى أَن تميز ثمَّ لزم الشَّمْس يُوسُف الجبائي الْمقري سفرا وحضرا واختص بِهِ وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء بقرية جبا من أَعمال حصن صَبر مُدَّة بل كَانَ يتعانى التدريس فِي الْفِقْه وَله وظائف بِمَدِينَة زبيد مَعَ ذكاء وَفهم وحرص على الْعلم، وَلَكِن شغله الْقَضَاء عَن الترقي بل وقف وَلم يزل مترددا بَين زبيد لوظائفه فِيهَا وَبَين تعز إِلَى أَن مَاتَ فِيهَا فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ. أَفَادَهُ لي بعض الآخذين عني. مُحَمَّد بن عليان الْغَزِّي الخواجا، مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد نَاصِر الدّين الصَّالِحِي البزاعي بِضَم الْمُوَحدَة بعْدهَا زَاي خَفِيفَة ثمَّ عين مُهْملَة الْخياط قيم الناصرية من الصالحية. ولد بعد الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِيَسِير وَسمع على زَيْنَب ابْنة إِسْمَاعِيل بن الخباز ولقيه شَيخنَا فَقَرَأَ عَلَيْهِ وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ: مَاتَ فِي سادس عشر شَوَّال سنة ثَلَاث.

وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الشَّمْس الْمَنَاوِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد وَإِبْرَاهِيم الماضيين وَهَذَا الْأَكْبَر وَيعرف بالشويهد بِضَم الْمُعْجَمَة وَآخره مُهْملَة مصغر. حفظ الْقُرْآن وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وتنزل فِي بعض الْجِهَات كسعيد السُّعَدَاء والسابقية. وَمَات بعد أَن شاخ وَصَارَ يرغب عَمَّا بِيَدِهِ شَيْئا فَشَيْئًا قبل السّبْعين فِيمَا أَظن. مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عدنان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عدنان بن جَعْفَر نَاصِر الدّين ابْن كَاتب السِّرّ الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: كَانَ فَاضلا ماهرا فِي الْأَنْسَاب كثير الِاشْتِغَال إِلَّا أَنه جامد الذِّهْن وَلم يكن مِمَّن يتعانى الملابس والمراكب بل) كَانَ كثير التقشف مُتَّهمًا بالتشيع مَعَ تبرئه مِنْهُ أعجوبة فِي زَمَانه فِي السَّعْي كثير الدهاء، سمع مَعنا كثيرا وَكَانَت بَيْننَا موردة وَدخل الْقَاهِرَة مرَارًا بِسَبَب السَّعْي لِأَبِيهِ فِي كِتَابَة السِّرّ فَكَانَ غَالِبا هُوَ الْغَالِب، وَفِي غُضُون ذَلِك حصل لنَفسِهِ كثيرا من الْوَظَائِف والتداريس والأنظار. قَالَ ابْن حجي: كَانَ دينا صينا لَا تعرف لَهُ صبوة وَقد عين لكتابة السِّرّ فَلم يتَّفق. وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: كَانَ يتقشف ويقتصد فِي ملبوسه ومركوبه مَعَ الدّين المتين والبشاشة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. مَاتَ فِي صفر سنة أَربع عشرَة بالطاعون عَن سبع وَثَلَاثِينَ سنة. مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن طَاهِر الشَّمْس أَبُو بكر القليوبي ثمَّ القاهري الزيات على بَاب سعيد السُّعَدَاء وَهِي حِرْفَة أَبِيه أَيْضا وَالِد أبي الْخَيْر مُحَمَّد المخبزي الْآتِي. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسبعين. وَكَانَ خيرا مديما للجماعات مَسْتُورا رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم السلسيلي الْمَنَاوِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الهليس بِكَسْر الْهَاء وَاللَّام وَآخره مُهْملَة لقب لجده. ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بمنية بنى سلسيل وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ والعمدة وعرضها على جمَاعَة ونظم الْيَسِير مِمَّا يُوجد فِيهِ المقيول، كتب عَنهُ ابْن فَهد والبقاعي فِي الْمنية سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ قَوْله: (أَيهَا المذنبون مثلي أجِيبُوا ... دَاعِي الله أَسْرعُوا وأنيبوا) (وتنحوا عَن كل فعل قَبِيح ... وافعلوا الْخَيْر فَهُوَ فعل حسيب) (وَإِلَى الله فَارْجِعُوا من قريب ... فنهار الْحساب مِنْكُم قريب) فِي أَبْيَات مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مهْدي ولي الدّين أَبُو الطّيب بن النُّور الْكِنَانِي الدلجي الفوي الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي الْمَذْكُور

أَبوهُ فِي الثَّامِنَة. ولد بِطيبَة وَنَشَأ نشأة جميلَة وأسمعه أَبوهُ الْكثير بالحجاز وَالشَّام على غير وَاحِد من أَصْحَاب ابْن البُخَارِيّ وَابْن شَيبَان وطبقتهم كست الْعَرَب حفيدة الْفَخر وزغلش ومحمود بن خَليفَة، وَحفظ كتبا وَكَانَت فِيهِ نباهة مَعَ فطنة وذكاء وَلكنه لم يعتن بِالْعلمِ وَدخل فِيمَا لَا يعنيه، وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا وَذكر بالمروءة والهمة والعصبية لمن يعرفهُ بِحَيْثُ كَانَ يقوم دَائِما فِي السَّعْي) لجماز أَمِير الْمَدِينَة على ابْن عَمه نابت فاتفق أَنه قدم الْمَدِينَة على عَادَته وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ توجه مِنْهَا يُرِيد الْقَاهِرَة فَبعث إِلَيْهِ نابت بِجَمَاعَة فاعترضوه وقتلوه فِي أَوَائِل سنة خمس. ذكره المقريزي فِي عقوده وَحكى عَنهُ. وَمضى لَهُ ذكر فِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد المغيربي. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل أَبُو الْفَتْح القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي نزيل طيبَة وَيعرف بِأبي الْفَتْح بن إِسْمَاعِيل وَهُوَ بكنيته أشهر وَرُبمَا قيل لَهُ ابْن الريس لكَون وَالِده كَانَ رَئِيس الوقادين بِجَامِع الْأَزْهَر. ولد بعيد الْعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره واشتغل بِالْعلمِ فَأخذ الْفِقْه عَن الْجمال الأمشاطي ظنا والعربية عَن بعض المغاربة والشهاب الأبدي ولازم ابْن الْهمام فَانْتَفع بِهِ فِي فنون وَسمع معي عَلَيْهِ بِمَكَّة وَغَيرهَا وَكَذَا قَرَأَ على شَيخنَا فِي الْفِقْه وداوم الِاشْتِغَال حَتَّى برع مَعَ سُكُون وعقل وديانة ورام شَيْخه استقراره فِي مشيخة الطيبرسية بعد موت زين الصَّالِحين المنوفي، وَكَانَ مِمَّا كتبه مَعَه لناظرها: وَقد أرْسلت رجلا من أهل الْعلم وَالدّين والفقر لَيْسَ لَهُ فِي هَذِه الدُّنْيَا وَظِيفَة فِي مدرسة وَلَا طلب وَلَا تدريس وَلَا تصوف وَاجْتمعت فِيهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى جِهَات الِاسْتِحْقَاق، إِلَى أَن قَالَ: وَلَوْلَا علمي بِتمَام أَهْلِيَّته وَفَقره وَعلمه مَا تعرضت لذَلِك فَقدر أَن كَانَ سبق وَآل أمره إِلَى أَن توجه للمدينة النَّبَوِيَّة بعد أَن حج فقطنها وتصدى لنفع الطّلبَة بهَا مَعَ الْمُحَافظَة على التِّلَاوَة والتهجد وَأَسْبَاب الْخَيْر وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ بهَا أَحْمد بن ياسين الْمدنِي الْمُؤَذّن فِي سنة ثَمَان وَخمسين. وَلما أرْسلت بمصنفي القَوْل البديع عقب تصنيفه إِلَى الْمَدِينَة وَقع مِنْهُ موقعا عَظِيما وَبَالغ فِي تقريظه وَأرْسل يعلمني بِأَنَّهُ عزم على قِرَاءَته فِي رَمَضَان ثمَّ لم يلبث أَن ورد الْقَاهِرَة فاجتمعت بِهِ فَأَعْلمنِي بقرَاءَته فِي الرَّوْضَة الشَّرِيفَة، وَتوجه مِنْهَا لزيارة بَيت الْمُقَدّس ثمَّ عَاد إِلَيْهَا وسافر فِي الْبَحْر عَائِدًا إِلَى طيبَة فغرق مَعَ جمع كثيرين فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ، وَنعم الرجل كَانَ عوضه الله الْجنَّة وإيانا.

مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الشَّمْس الرحماني نِسْبَة لمحلة عبد الرَّحْمَن بالبحيرة ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. قدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن واشتغل بالفقه والعربية والفرائض وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه الونائي ولازمه فِي تَقْسِيم الرَّوْضَة وَغَيرهَا والقاياتي وَالْعلم البُلْقِينِيّ بل وَأكْثر من تقاسيم أبي الْعدْل قَاسم البُلْقِينِيّ وَكَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهَا وَكَذَا سمع على شَيخنَا) وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس، وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت الْحَنَابِلَة عِنْد الْقصر وقتا بل نَاب فِي الْقَضَاء بدمنهور من الْبحيرَة وَكَذَا بديروط وَغَيرهمَا، وَكَانَ يستحضر كثيرا من فروع الْفِقْه مَعَ مُشَاركَة فِي أَصله والعربية وَجمع بَين شرحي الْمِنْهَاج لِأَبْنِ الملقن والأسنائي مَعَ التكملة للزركشي غير مقتصر عَلَيْهَا لَكِن بِدُونِ اسْتِيفَاء وَلم يكن بِذَاكَ المتقن. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ أَو الَّتِي بعْدهَا وَقد قَارب الْخمسين تَقْرِيبًا رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن الْأمين التقي بن النُّور الْمصْرِيّ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. ولد سنة سِتِّينَ وتفقه قَلِيلا وتكسب بِالشَّهَادَةِ مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ يحفظ شَيْئا كثيرا من الْآدَاب والنوادر واشتهر بِمَعْرِِفَة الْملح والزوائد المصرية وثلب الْأَعْرَاض خُصُوصا الأكابر فَكَانَ بعض الأكابر يقربهُ لذَلِك وَلم يكن متصونا فِي نَفسه وَلَا فِي دينه. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَالله يسامحه. قلت: وَقد حكى لي الْبَدْر الدَّمِيرِيّ الْكثير من مَا جرياته وَمِنْهَا أَن شخصا من أَصْحَابه حضر إِلَيْهِ وشكا لَهُ شدَّة إملاقه وَأَن زَوجته وضعت فَقَالَ لَهُ اكْتُبْ قصَّة للْقَاضِي الشَّافِعِي وَهُوَ إِذْ ذَاك نَاصِر الدّين بن الميلق فَقَالَ قد فعلت وَكتب لي بِقدر حقير لَا وَقع لَهُ فَأَخذه وَتوجه بِهِ لبطرك النصاري وأعلمه بذلك فَأمره بالإنصراف وَمَا وصل حَتَّى جهز لَهُ شَيْئا كثيرا من الدَّقِيق وَالْعَسَل والشمع وَنَحْوهَا مَعَ عشرَة دَنَانِير فَدَفعهَا إِلَيْهِ بكمالها. وَفِي الظَّن أَن هَذِه الْحِكَايَة تقدّمت فَإِن كَانَ كَذَلِك فَالصَّوَاب أَنَّهَا لصَاحب التَّرْجَمَة. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي البركات الشَّمْس الْغَزِّي ثمَّ الْحلَبِي وَيعرف بِابْن أبي البركات. ولد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بغزة وتعانى الِاشْتِغَال بالقراآت فمهر واشتغل بِدِمَشْق فِي الْفِقْه مُدَّة وقطن حلب وَأَقْبل على التِّلَاوَة والإقراء فَانْتَفع بِهِ الحلبيون وأقرأ غَالب أكابرهم وأقرأ الْفُقَرَاء بِغَيْر أُجْرَة، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن خطيب الناصرية وَقَالَ إِنَّه رجل دين خير صَالح من أهل الْقُرْآن مديم لإقرائه بالجامع الْكَبِير بحلب احتسابا بِحَيْثُ قَرَأَهُ عَلَيْهِ غَالب أَوْلَادهَا وانتفعوا بِهِ وَله اشْتِغَال مَعَ ذَلِك فِي الْفِقْه بِدِمَشْق وحلب ومداومة على الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر

وَلَا تَأْخُذهُ فِي الْقيام مَعَ الْحق لومة لائم وَكَذَا كَانَ مداوما على التِّلَاوَة مَعَ الشيخوخة وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر بيع الأول سنة سِتّ وَعشْرين وَصلي عَلَيْهِ فِي يَوْمه تقدم النَّاس الْبُرْهَان الْحلَبِي، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَقَالَ الْمَعْرُوف بالركاب بدل ابْن أبي البركات، وَمَا علمت الصَّوَاب مِنْهُمَا.) نَشأ بِدُونِ تصون وخالط السُّفَهَاء بِدُونِ تدبر واختص ببني عليبة ثمَّ بِابْن عواض، وتكسب فِي سوق أَمِير الجيوش وَغَيره وتطور وفجر مَعَ مزِيد عاميته وَلم يحصل لأحد مِنْهُم رَاحَة، ولازمني قَلِيلا فِي سَماع البُخَارِيّ وَغَيره وتولع بالنظم فَلم يجد وَكَانَ يتمرن فِيهِ بِمن هُوَ قريب مِنْهُ من الْعَوام وَنَحْوهم ورأيته فِيمَن قرض مَجْمُوع البدري فِي سنة أَربع وَسبعين فَكَانَ من قَوْله فِيهِ: (أشبه أهل الشّعْر فِي الْعَصْر كلهم ... نجوما بفلك الْأُفق فِي لَيْلهَا تسري)

(فَمَا عَن قَلِيل لَاحَ بدر بِهِ خفوا ... وَذَلِكَ عجز عَن مُقَابلَة الْبَدْر) مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر الشَّمْس بن أبي الْحسن الْمصْرِيّ البندقداري) الشَّافِعِي الشاذلي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أبي الْحسن. ولد فِي سَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة بالبندقدارية من نواحي الصليبة، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه وَحفظ الْعُمْدَة وَالْحَاوِي والتوضيح لِابْنِ هِشَام، وَعرض على شُيُوخ وقته وتلا للسبع جمعا بِمَكَّة على عبد الْكَرِيم الْيَمَانِيّ وتفقه بِأَبِيهِ وَالشَّمْس البيجوري وَعَن أَبِيه والطشنوفي أَخذ الْعَرَبيَّة وبرع فيهمَا وَفِي الْأُصُول مَعَ مُشَاركَة فِي غَيرهَا وَكَذَا أَخذ عَن الشَّمْس بن الْقطَّان بل سمع فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة مَعَه على شَيخنَا تَرْجَمَة البُخَارِيّ من تأليفه وَوَصفه بِالْإِمَامِ وَسمع على ابْن أبي الْمجد الصَّحِيح ومسند الشَّافِعِي وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ الْمسند وَغَيره وَكَانَ خيرا ذَا فَضِيلَة ومحبة فِي الْعلم ورغبة فِي الحَدِيث وَأَهله وحرص على التحديث بهمة عالية وعزم جيد، وَحج وجاور بالحرمين وَأم بالبندقدارية مَحل سكنه وَولي مشيخة فِيهَا. وَاسْتمرّ مثابرا على الْخَيْر حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة السبت سَابِع عشري جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسِتِّينَ وَدفن من الْغَد بِالْقربِ من التَّاج بن عَطاء الله رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن خلف بن شهَاب بن عَليّ الْمُحب أَبُو الطّيب بن النُّور الْمحلي الشَّافِعِي الشاذلي وَيعرف بِابْن حميد بِالتَّصْغِيرِ وبابن وَدَن بِفَتْح الْوَاو والمهملة وَآخره نون وَسمي بَعضهم جد أَبِيه مُحَمَّدًا وَالصَّوَاب خلف. ولد كَمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي ثَالِث عشري رَمَضَان سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقيل بعد ذَلِك بالمحلة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وأربعي النَّوَوِيّ وَالنِّهَايَة لَهُ فِي الْفِقْه وَالْحَاوِي الصَّغِير والرحبية فِي الْفَرَائِض والملحة وألفية ابْن ملك وَجمع الْجَوَامِع، وَعرض على شَيخنَا والبساطي وَغَيرهمَا وَبحث فِي الْحَاوِي عِنْد الشّرف السُّبْكِيّ والبرهان الأبناسي والشهاب الْمحلي خطيب جَامع ابْن ميالة وَآخَرين وَقَرَأَ فِي الْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا من الْفُنُون على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَكَذَا قَرَأَ على الْبُرْهَان الكركي وَشَيخنَا وَآخَرين مِنْهُم ابْن المجددي قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهَا، وسافر إِلَى الشَّام فَقَرَأَ على ابْن نَاصِر الدّين وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحي ثمَّ سمع بِالْقَاهِرَةِ معي على الرَّشِيدِيّ وَغَيره وَحج وَسمع بِمَكَّة على أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَذَلِكَ فِي سنة خمس وَخمسين وزار بَيت الْمُقَدّس وَأذن لَهُ بعض شُيُوخه فِي الافتاء والتدريس، وتعانى الْأَدَب فتميز وَكتب عدَّة تصانيف مِنْهَا

النجمة الزاهرة) والنزهة الفاخرة فِي نظام السلطنة وسلوك طَرِيق الْآخِرَة ولقبه أَيْضا بالجواهر المقعودة فِي إشارات النحلة والدودة دخل فِيهِ من حَيْثُ أَن النحلة لَا بُد لَهَا من أَمِير نقيمه وتجتمع على رَأْيه فَفِي ذَلِك إِشَارَة إِلَى أَنه لَا بُد من الْملك وَمن حَيْثُ أَن دود القز لَا يقْتَصر على طَعَام وَاحِد وَلَا يتسبب وَأَنه يفطم نَفسه بعد الْأَرْبَعين عَن الْأكل وَيقبل على الْعُزْلَة وَنَحْو ذَلِك فَفِيهِ إشارات إِلَى من سلك طَرِيق الْآخِرَة، وقرة عين الرَّاوِي فِي كرامات مُحَمَّد بن صلح الدمراوي. ومحاسن النظام من جَوَاهِر الْكَلَام فِي ذمّ الْملك الْغُلَام وَكتاب فِي الْحُدُود النحوية وَآخر سَمَّاهُ الْبَرْق اللامع فِي ضبط أَلْفَاظ جمع الْجَوَامِع فِي نَحْو أَرْبَعَة كراريس، وَكَانَ فَاضلا لطيفا حسن الْعشْرَة متواضعا كتب عَنهُ غير وَاحِد من الْفُضَلَاء كتبت عَنهُ قَوْله: (تشاغل بالمولي رجال فَأَصْبَحت ... مَنَازِلهمْ تنمو بمجد مؤثل) (رجال لَهُم حَال مَعَ الله صَادِق ... فَإِن لم تكن مِنْهُم بهم فتوسل) وَمَا أودعته فِي مَحل آخر. مَاتَ بِمَكَّة فِي عصثر يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشر ربيع الأول أَو الآخر سنة خمس وَخمسين وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن سَالم بن سُلَيْمَان الْبَدْر الجناجي بجيمين الأولى مَفْتُوحَة بَينهمَا نون خَفِيفَة نِسْبَة لجناج قَرْيَة بَين النجرارية وسنهور من الغربية ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي وَرُبمَا يعرف هُنَاكَ بِابْن وَحشِي. ولد فِي سنة سِتِّينَ أَو بعْدهَا تقريباص وَحفظ الْقُرْآن وَنَحْو النّصْف الأول من مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل وَمن ألفية النَّحْو واشتغل عِنْد دَاوُد القلتاوي فِي الْفِقْه والعربية بل وَقَرَأَ على السنهور النّصْف من توضيحها وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك وَقَرَأَ على الديمي البُخَارِيّ وَسمع على الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي مُسلم وعَلى الشاوي فِي البُخَارِيّ بِحَضْرَة الخيضري وَحج غير مرّة ولقيني فِي سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة فَقَرَأَ على الْمُوَطَّأ وَنَحْو النّصْف الأول من الشفا مَعَ سَماع بَاقِيه ولازمني فِي غير ذَلِك سَمَاعا وتفهما واختص بالشمس الْحلَبِي التَّاجِر ثمَّ بِأبي الْفَتْح بن كرسون وسافر مَعَه إِلَى الْيمن فَحصل بعض مَا ارتفق بِهِ وَعَاد بعد أشهر فِي سنة تسع وَتِسْعين وَاسْتمرّ مُقيما بِمَكَّة يقريء ولد الْمشَار إِلَيْهِ بعد رُجُوع الْأَب إِلَى الْقَاهِرَة وَمَعَهُ جَارِيَة يتقنع بهَا وَلَا بَأْس بِهِ. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم بن عبد الرَّحْمَن الشَّهِيد الْجمال أَبُو الْخَيْر ويدعى الْخضر بن النُّور أبي الْحسن بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الْكَمَال أبي مُحَمَّد) الْمَدْعُو بالخضر الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد أبي الْيمن مُحَمَّد الْآتِي، وَأمه زَيْنَب

ابْنة القَاضِي الشهَاب الطَّبَرِيّ. ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع على جدته فَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن قَاسم الْحرَازِي والعز بن جمَاعَة والكمال بن حبيب والعفيف النشاوري وَابْن عبد الْمُعْطِي والأميوطي وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ اليافعي والأسنائي وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَغَيرهم، وَحدث سمع مِنْهُ النَّجْم ابْن فَهد وَغَيره، وَكَانَ قد حفظ التَّنْبِيه وَغَيره وَعرض على جمَاعَة وتفقه بالأبناسي وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وناب فِي الخطابة وَالْقَضَاء بِمَكَّة فناب عَنهُ القَاضِي أَبُو حَامِد المطري وَلم يلبث أَن صرف بناصر الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح، وَدخل الْيمن مرَارًا للاسترزاق وَانْقطع بِمَنْزِلَة مُدَّة لنقل بدنه وعجزه عَن الْحَرَكَة حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَدفن عِنْد أَهله بالمعلاة. وَكَانَ شهما مقداما جريئا ضخما جدا وانصلح بِأخرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وأرخ مولده فِي ربيع الآخر وَالْمُعْتَمد مَا قَدمته. وَكَذَا هُوَ فِي عُقُود المقريري. مُحَمَّد ولي الدّين أَبُو عبد الله الْمَالِكِي أَخُو الَّذِي قبله وَأمه أم الْهدى ابْنة مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ الْعلوِي. ولد فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وأحضر فِي الرَّابِعَة على النشاوري وَسمع من أَبِيه وَابْن صديق وبدمشق من عبد الْقَادِر الأرموي وباسكندرية من التَّاج بن التنسي، وَأَجَازَ لَهُ التنوخي وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَآخَرُونَ، وَحدث روى عَنهُ النَّجْم بن فَهد، وَدخل الْقَاهِرَة ودمشق مرَارًا وَالروم واليمن لطلب الرزق وَولي إِمَامَة الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة وَكَذَا قضاءها عوضا عَن الْكَمَال بن الزين مرَّتَيْنِ وناب فِي حسبتها. وَكَانَ عفيفا فِي قَضَائِهِ حشما فخورا جميل الْهَيْئَة ذَا مُرُوءَة وأفضال وَمِمَّنْ أثنى عَلَيْهِ المقريزي. مَاتَ فِي قضاءها فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن عِنْد أَهله أَيْضا بالمعلاة رَحمَه الله. مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو البركات الْحَنَفِيّ أَخُو اللَّذين قبله وشقيق ثَانِيهمَا. ولد فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا بِمَكَّة وأحضر على الْجمال الأميوطي وَسمع من أَبِيه وَالشَّمْس بن سكر وَابْن طولوبغا وَابْن عَمه الْمُحب أبي البركات أَحْمد بن الْكَمَال النويري، وَدخل الْقَاهِرَة ودمشق مرَارًا وَسمع بِدِمَشْق من عبد الْقَادِر الأرموي موافقات زَيْنَب ابْنة) الْكَمَال وَكَذَا دخل الرّوم واليمن للاسترزاق وَأَجَازَ لَهُ الْعَفِيف النشاوري والصدر الياسوفي وابو الهول الْجَزرِي وَعمر بن أَحْمد الجرهمي وَابْن حَاتِم والصردي وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَجَمَاعَة، وَحدث باليسير روى عَنهُ النَّجْم

ابْن فَهد واستجازه لي غير مرّة، وناب فِي حسبَة مَكَّة وَكَذَا فِي الْقَضَاء بجدة عَن ابْن أَخِيه القَاضِي أبي الْيمن. وَكَانَ خيرا سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس مديما للتلاوة وللإقامة بمنزله. مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بِمَكَّة وَدفن عِنْد سلفه بالمعلاة رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله نَاصِر الدّين الْحلَبِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بلقبه. مَاتَ وَقد جَازَ الْأَرْبَعين فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ ثمَّ دفن تجاه الرَّوْضَة خَارج بَاب النَّصْر، وَكَانَ فَاضلا بارعا مفنناص متقنا ميدما للاشتغال والأشغال مَعَ الدّيانَة التَّامَّة والسكون وَعدم التكثر بفضائله والإقبال على شَأْنه والازدياد من المحاسن بِحَيْثُ قل أَن يكون فِي أقرانه نظريه. وَمن شُيُوخه الْأمين الأقصرائي والشمني والحصني والكافياجي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والشرواني والكريمي بل وَسمع الحَدِيث على الشريف النسابة والنور البارنباري وَأم هَانِئ الهورينية وَحضر عِنْدِي بعض مجَالِس الْإِمْلَاء رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْمُجيب الْمَاضِي أَبوهُ. خَلفه فِي الْمقَام الأحمدي بطنتدا وَهُوَ صَغِير جدا حَتَّى مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن عبد الرَّحِيم بن يحيى بن الْحسن بن مُوسَى بن يحيى بن يَعْقُوب بن نجم بن عِيسَى بن شعْبَان بن عِيسَى بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن نوح بن عَليّ بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الْمُحب بن النُّور ابي الْحسن الْبكْرِيّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن أبي الْحسن. ولد كَمَا قَالَ فِي سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بدهروط وَنَقله أَبوهُ إِلَى مصر فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ حفظ الْعُمْدَة والتبريزي وَالْحَاوِي والملحة، وَعرض على جمَاعَة وَبحث الْحَاوِي على الشَّمْس بن الْقطَّان وَالِي الْحَضَانَة مُحَمَّد على الْبَدْر الطندي وَبَعضه على السراج البُلْقِينِيّ والتريزي أَو بعضه على النُّور الْبكْرِيّ وَسمع بعض دروس النَّحْو على ابْن الْقطَّان وَسمع على ابْن رزين والزفتاوي أَمَاكِن من الصَّحِيح وعَلى النَّجْم البالسي التَّرْغِيب للأصفهاني وعَلى نَاصِر الدّين بن الْفُرَات الشفا وَحدث سمع) مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَحج سنة عشْرين ثمَّ سنة سبع وَثَلَاثِينَ ثمَّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، وسافر إِلَى دمياط واسكندرية وقوص، وناب فِي الْقَضَاء من ذِي الْقعدَة سنة سِتّ عَن الشَّمْس الأخنائي فَمن بعده وحصلت لَهُ بحة قَوِيَّة بعد سنة خمس وَثَلَاثِينَ لم يكد يسمع مَعهَا صَوته. مَاتَ فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بالينبوع وَهُوَ رَاجع من الْحَج وَصلي عَلَيْهِ هُنَاكَ ثمَّ دفن فِيهِ وَقد جَازَ السّبْعين بِسنتَيْنِ، أرخه شَيخنَا فِي حوادث إنبائه وَقَالَ: كَانَ عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ متثبتا فِي القضايا وقورا عَاقِلا

كثير الِاحْتِمَال مشاركا فِي الْفِقْه لم يشْتَغل فِي غَيره درس بالبدرية الخروبية بشاطئ النّيل نَحوا من عشر سِنِين وَتوجه إِلَى الْحجاز فِي الرجبية فجاور ثمَّ رَجَعَ، وَذكر لي من أَثِق بِهِ أَنه كَانَ كثير الطّواف يواظب على خمسين أسبوعا فِي كل يَوْم قَالَ وَهُوَ من قدماء معارفنا وَأهل الِاخْتِصَاص بِنَا فَالله يعظم أجرنا فِيهِ ويبدلنا بِهِ خيرا مِنْهُ، قَالَ: وَقد غبطته بِمَا اتّفق لَهُ من حسن الخاتمة بِالْحَجِّ والاعتمار والمجاورة وزيارة الحضرة الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة وَالْمَوْت عقب ذَلِك فِي الغربة رَحمَه الله وإيانا. قلت: وَقَول البقاعي إِنَّه من قُضَاة السوء على مَا نقلوا قَالَه لغَرَض على جاري عوائده وَإِلَّا فقد علمت بُطْلَانه. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن عبد المغيث الشَّمْس الأبياري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن المغيربي بميم مَضْمُومَة ثمَّ مُعْجمَة مصغر نِسْبَة لجده فَإِنَّهُ كَانَ كأسلافه مغربيا ثمَّ تحول مِنْهَا انْتقل أَبوهُ عَن مَذْهَبهم، وسمى بَعضهم جد أَبِيه عبد الْمُؤمن بن عبد الْبر بن مُحَمَّد بن الْقسم بن ربيعَة بن عبد القدوس. وَمن املائه هُوَ كتبت مَا أسلفته وَقَالَ لي أَنه ولد فِي سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بأبيار وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج الفرعي ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فأكمله وألفية النَّحْو والملحة والشذرة الذهبية والمقصورة الدريدية وَبحث بأبيار ألفية ابْن معطي على التَّاج مُحَمَّد الْقَرَوِي وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ عِنْد الأبناسي الْكَبِير وَبحث عَلَيْهِ الْمِنْهَاج وَكَذَا لَازم البُلْقِينِيّ فِي بَحثه والغماري والبدر الطنبدي فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَآخَرين بل بحث الْعَضُد وَالتَّلْخِيص على قنبر وَصَحب مُحَمَّدًا الْعَطَّار خَاتِمَة مريدي يُوسُف العجمي وناب عَن الصَّدْر الْمَنَاوِيّ بِالْقَاهِرَةِ وَفِي أبيار وعملها عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ ثمَّ أعرض عَنهُ مَعَ حلفه بِالطَّلَاق على عدم قبُوله وَكَذَا عرض عَلَيْهِ الزين عبد الباسط ضبط الشؤون السُّلْطَانِيَّة فَأبى تعففا وتورعا مَعَ كَثْرَة المتحصل من هَذِه الْجِهَة وَكَانَ قبل ذَلِك تكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا بعد ثُبُوت عَدَالَته على الْعِزّ البُلْقِينِيّ وَالِد الْبَهَاء، وباشر) الشَّهَادَة بالاسطبل وَصَحب الظَّاهِر جقمق قبل تملكه، فَلَمَّا اسْتَقر اخْتصَّ بِهِ وَمَال إِلَيْهِ فَصَارَ من ذَوي الوجاهات وأثرى وَكَذَا اخْتصَّ بولده الناصري مُحَمَّد مَعَ مزِيد رغبته فِي التقلل من التَّرَدُّد إِلَيْهِمَا، وَحج مرَارًا وجاور اجْتمعت بِهِ غير مرّة وكتبت عَنهُ من نظمه مَا طارح بِهِ شَيخنَا مِمَّا أودعته الْجَوَاهِر والمعجم وَغير ذَلِك. وَكَانَ خيرا دينا سَاكِنا منعزلا عَن أَكثر النَّاس سِيمَا بِأخرَة حسن المحاضرة مُتَقَدما فِي حل المترجم وَله

فِي تلعمه حِكَايَة أوردتها فِي المعجم مَعَ حِكَايَة غَرِيبَة اتّفقت لَهُ مَعَ ابْن زقاعة وَكَونه تطارح مَعَ الْمجد بن مكانس وَغَيره. مَاتَ وَقد أسن فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر الْمحرم سنة تسع وَسِتِّينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بحوش جوشن رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان الْمُحب بن النُّور البلبيسي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي إِمَامه وَابْن أئمته الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه. حفظ الْقُرْآن وتلاه على أَبِيه للسبع إفرادا وجمعا، ولازم مجْلِس شَيخنَا للسماع فِي رَمَضَان خَاصَّة، وَأم بعد أَبِيه بالجامع وَكَانَ يدْفع عَن مباشرتها بِنَفسِهِ لعدم تصونه. وَآل أمره إِلَى أَن كف وَانْقطع مُدَّة، ثمَّ مَاتَ فِي ثامن عشري رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ بعد توعك طَوِيل وَاسْتقر ابْنه يحيى فِي الْإِمَامَة وَكَانَ قد نَاب عَنهُ فِي حَيَاته وَأَظنهُ جَازَ السِّتين عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عل بن أَحْمد بن عمر بن عَليّ بن مُجَاهِد بن ربيعَة بن فتوح الْبَدْر الدجوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي. نَشأ بِالْقَاهِرَةِ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية النَّحْو وَغَيرهَا واشتغل يَسِيرا وَقَرَأَ على الْمَنَاوِيّ فِي شرح الْبَهْجَة وعَلى الْبكْرِيّ فِي الرَّوْضَة وَفِي المباديء على الشمسين ابْن الْعِمَاد والأبناسي وَكَذَا أَخذ عَن الْخَواص فِي الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض وَغَيرهمَا وَحضر عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ وَكتب قَلِيلا على ابْن حجاج وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَتخرج فِيهَا وَفِي التوقيع بخاله غرس الدّين الأمبيهي وباشر التوقيع بِبَاب أبي الْخَيْر النّحاس بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْعلم فَمن بعده مسئولا بذلك وَعمل النقابة لِابْنِ حريز وتمول من ذَلِك كُله وَحج، وَكَانَ شهما عالي الهمة بهي الْهَيْئَة، عمل لغزا فِي سعادات كتبه عَنهُ بلديه الزين الدجوي وَهُوَ الْمُفِيد لأكْثر تَرْجَمته. مَاتَ فِي رَابِع ذِي الْقعدَة سنة سبعين بعد تعلله مُدَّة رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن فضل الله بن أبي بكر بن عبد الله. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن أبي) بكر. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر الْبَدْر ويلقب قَدِيما بالمحب بن النُّور أبي الْحسن المنوفي الأَصْل القاهري البهائي الشَّافِعِي شَقِيق أَحْمد الْمَاضِي وأبوهما وجدهما وأمهما ابْنة ابْن حلفا الضَّرِير. ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ وَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة وعرضها على جمَاعَة كالمناوي وَالْعلم البُلْقِينِيّ وكاتبه، وَأَجَازَ لَهُ ولأخيه باستدعائي شَيخنَا وَابْن الْفُرَات وَآخَرُونَ وَقَرَأَ عَليّ قَلِيلا فِي البُخَارِيّ وَرُبمَا حضر دروس الزين الأبناسي وَجلسَ مَعَ أَبِيه شَاهدا وتولع بالنظم وَله فِيهِ نوع فهم، وَكَانَ أحسن حَالا من أَخِيه. مَاتَ فِي ذِي

الْحجَّة سنة تسع وَثَمَانِينَ بعد أَبِيه بأشهر وَدفن بتربة تجاه أرغون بِأَسْفَل الكوم عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله اللواتي المغربي التّونسِيّ الْمَالِكِي. ولد فِي ثَالِث عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بتونس وَنَشَأ بهَا فجود الْقُرْآن على مُحَمَّد بن الْعَرَبِيّ وتلا بِهِ عَليّ لنافع وَأخذ فِي الْفِقْه عَن المحمدين الزلديوي والقلشاني قَاضِي الْجَمَاعَة والواصلي وَابْن عقبَة وَابْن قَاسم الرصاع وَإِبْرَاهِيم الأخدري وَفِي الْعَرَبيَّة عَن إِبْرَاهِيم الْبَاجِيّ أحد عدُول تونس وَمَنْصُور سوسو رَاوِي الحَدِيث بِجَامِع الزيتونة والشريفة أمه وَغَيرهمَا وَفِي أصُول الْفِقْه عَن أَحْمد حلولو وَفِي أصُول الدّين عَن مُحَمَّد اللباد فِي آخَرين. وَقَررهُ السُّلْطَان فِي شَهَادَة ديوَان الْبَحْر وَفِي شَهَادَة الشمع وَمَعْنَاهَا تحكير بَيْعه وَفِي كِتَابَة السِّرّ عِنْد خَلِيفَته بتونس لتوالي مدحه لَهُ، وَحج فِي سنة سبع وَسبعين مَعَ القلشاني شَيْخه وَدخل مصر فِيهَا ثمَّ وصثل مَكَّة من الْبَحْر فِي أَوَائِل جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَتِسْعين ولقيته بهَا وَقد تبرم من كل مَا سلف ومقبل على التصوف والسلوك مديم للتلاوة وَالْعِبَادَة تَارِك للرعونات وَسمع على أَشْيَاء ثمَّ أَنْشدني لنَفسِهِ بديهة: (حبر الْمعَانِي صَادِق الأنباء ... نقلته آبَاء عَن الْأَبْنَاء) (قد صححوه عَن الثِّقَات صححوا ... أَن السخاوي أوحد الْعلمَاء) وَقَوله: (يَا رب عَبدك قد وافى الْمقَام وَفِي ... وَالْحجر وَالْحجر الْمَعْلُوم والحرما) (وَطَاف بِالْبَيْتِ فِي حَال الصَّفَا وسعى ... وَدون موقفه حَال الزَّمَان بِمَا) ) (فجد عَلَيْهِ بيمن الْأَمر ينج بِهِ ... من كل معضلة يَا مالكي كرما) وَقَوله أول قصيدة نبوية: (طَرِيق الْهدى بَانَتْ أهيل مودتي ... بمولد خير الْخلق كنزي وعدتي) وَاشْترى دَارا بِمَكَّة وعمرها وامتحن بهَا فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة بزعم زوج ابْنَته الْمُعْتَرف بِمَا يَقْتَضِي اختلاقه أَنه سكن بِبَيْت ابْن عليبة فِي اسكندرية وَأَنه وجد فِي جِدَاره أَرْبَعَة آلَاف دِينَار فرسم عَلَيْهِ الباش وسجنه وتكلف لَهُ ولأتباعه نَحْو ثَلَاثِينَ دِينَارا وَأطلق بِضَمَان الشهَاب بن حَاتِم لَهُ حَتَّى يَجِيء أَمِير الْحَاج ثمَّ بدا لَهُم فأمسكوه وأعيد للسجن أَيْضا وَاسْتمرّ بِهِ هُوَ والمرافع حَتَّى خلص وفارقته هُنَاكَ ثمَّ لَقيته بهَا وبالمدينة وَمَعَهُ والدته وَولده وَبَعض الْعِيَال وَعظم اغتباطه بِي ولازمني رِوَايَة ودراية وامتدحني بقصيدة طَوِيلَة كتبهَا بِخَطِّهِ وأسمع وَلَده عَليّ، وَهُوَ على خير كثير تِلَاوَة وَعبادَة وانجماعا ويلاطف أحبابه وَنَحْوهم بِالطَّلَبِ، وَرجع فِي سنة تسع وَتِسْعين لمَكَّة بِسَبَب ابْنة لَهُ توفيت كَانَت تَحت بعض بني الْعزي بن

المراجلي ثمَّ عَاد إِلَى الْمَدِينَة. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمُحب أَبُو البركات بن النُّور القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ، وَيعرف بِابْن الصُّوفِي. ولد فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ كأبيه الْقُرْآن والعمدة والكنز والمنار وألفية ابْن ملك وَعرض عَليّ ف الْجَمَاعَة. وَحج مَعَ أَبِيه سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا واشتغل قَلِيلا وَجلسَ عِنْد أَبِيه وزوجه ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن الأهناسي ثمَّ فَارقهَا. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الدواخلي الصَّغِير نزيل جَامع الغمري. مِمَّن سمع عَليّ فِي سنة خمس وَتِسْعين. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُوسَى فتح الدّين أَبُو الْفَتْح الأبشيهي الْمحلي وَالِد الشهَاب أَحْمد والبدر مُحَمَّد. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وتفقه بالولي بن قطب وَأخذ الْفَرَائِض عَن نَاصِر الدّين البارنباري وتميز فِيهَا وناب فِي قَضَاء الْمحلة وصاهر قاضيها الشهَاب بن العجيمي على ابْنَته وَحج وجاور فِي سنة خمس وَخمسين وَسمع هُنَاكَ على التقي بن فَهد وَأبي الْفَتْح المراغي. مَاتَ بالمحلة فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ عَن ثَمَان وَسِتِّينَ سنة. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن هبة الله الْأمَوِي السكندري ابْن أخي الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد) بن هبة الله الْمَذْكُور فِي الَّتِي قبلهَا، وَيعرف بِابْن البوري. ولد فِي رَمَضَان سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسمع على ابْن المصفي وَأبي الْفتُوح بن الْفُرَات وَآخَرين سداسيات الرَّازِيّ وَقَرَأَ بهَا عَلَيْهِ مَعَ غَيرهَا شَيخنَا وترجمه فِي مُعْجَمه، وَذكره المقريزي فِي عقوده فَقَالَ: مُحَمَّد بن عَليّ بن هبة الله وَقَالَ أَنه حدث عَن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْمُنعم بن عَليّ بن ظافر بِسَمَاعِهِ من مَنْصُور بن سليم وَكَذَا حدث عَن غَيره وَقدم الْقَاهِرَة قَدِيما وَنزل بجوارنا وصحبناه مُدَّة. وَمَات بالثغر سنة اثْنَتَيْنِ. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن هِلَال بن عُثْمَان الْمُحب الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ بن القصيف الْمَاضِي أَبوهُ. نَاب عَن الْعَلَاء بن قَاضِي عجلون فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق ثمَّ عَن الشّرف بن عيد أَيَّامًا تمّ عَزله واستقل بِهِ بعد التَّاج بن عربشاه فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة خمس وَثَمَانِينَ فدام دون سنة ثمَّ صرف بِإِسْمَاعِيل النَّاصِر فِي رَجَب من الَّتِي تَلِيهَا ودام مصروفا. وَقد جاور بِمَكَّة وَسمعت من يذكرهُ بِسوء كَبِير مَعَ جهل، وَرَأَيْت بخطي أَن أَبَاهُ كَانَ شافعيا. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْبَدْر أَبُو عبد الله بن أبي الْحسن بن القَاضِي الشهَاب

أبي الْعَبَّاس الْجَعْفَرِي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ. اشْتغل وتميز وَسمع فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بلدانيات السلَفِي على التَّاج أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحسن بن مَحْبُوب الشَّافِعِي وَحدث بهَا قَرَأَهَا عَلَيْهِ نَاصِر الدّين بن زُرَيْق بِحَضْرَة الْحَافِظ ابْن نَاصِر الدّين وَغَيره فِي سنة أَرْبَعِينَ وَوَصفه فِي ثبته بالسيد الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الأوحد الْقدْوَة، وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق مُدَّة طَوِيلَة عَن ابْن الكشك ثمَّ اسْتَقل بِهِ مسؤلا، وَكَانَ عفيفا عَالما. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشري صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَدفن بسفح قاسيون بِالْقربِ من الْمدرسَة المعظمية وَكَانَت جنَازَته حافلة. أرخه ابْن اللبودي وَوَصفه أَيْضا بالسيد الْعَالم القَاضِي وَكَذَا أرخه غَيره وَقَالَ إِنَّه ناهز الثَّمَانِينَ وَخلف كتبا كَثِيرَة نفيسة تزيد على ألفي مُجَلد. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بهاء الدّين الحسني القاهري أَخُو الْكَمَال عبد اللَّطِيف الْمَاضِي وَيعرف بِابْن أخي المحيريق. كَانَ يجيد التَّعْبِير وَأَظنهُ كَانَ يشْهد ثمَّ أضرّ، وَمَات فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين. وَيُحَرر اسْمه. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد التقي بن الْأمين الْمصْرِيّ. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن الْأمين. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الشَّمْس بن النُّور بن الشهَاب المنوفي ثمَّ القاهري الفاضلي) الشَّافِعِي الفرضي وَيعرف بِابْن مَسْعُود. ولد تَقْرِيبًا سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بمنوف وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمِنْهَاج وَأخذ الْفِقْه عَن الْعَلَاء القلقشندي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والطبقة والفرائض عَن البوتيجي وَأبي الْجُود وَنَحْوهمَا وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَهُوَ مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة ولازم بِأخرَة الْجلَال الْبكْرِيّ فِي دروسه وَكَذَا أَبَا السعادات البُلْقِينِيّ فِي آخَرين وقصدني مرّة للاستفتاء فِي حَدِيث نازعه بَعضهم فِيهِ وَأَغْلظ عَلَيْهِ فنصرته. وَكَانَ سَاكِنا خيرا ذَا فَضِيلَة فِي الْفَرَائِض والحساب أَقرَأ فيهمَا الطّلبَة. وناب فِي الْقَضَاء عَن الْعلم البُلْقِينِيّ فَمن بعده وَجلسَ بحانوت بِالْقربِ من وكَالَة قوصون وَلكنه لم يتهالك على ذَلِك بل كَانَ جلّ استرزاقه من الشَّهَادَة وَمن جِهَات خَفِيفَة كالتصوف بِسَعِيد السُّعَدَاء والإمامة بالفاضلية مَعَ طلب فِيهَا بل وقطنها. وَحج وزار فِي صغره الْقُدس والخليل وَكَانَ ضَعِيف الْبَصَر. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثامن ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالروضة خَارج بَاب النَّصْر رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الشَّمْس النُّور البتنوني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد ولي الدّين مُحَمَّد وَيعرف بالبتنوني. كَانَ جده من جمَاعَة الْجمال يُوسُف العجمي

فَلَمَّا مَاتَ انْتَمَى وَلَده أَبُو صَاحب التَّرْجَمَة مَعَ إخْوَته لَهُ وَلم يلبث أَن مَاتَ الشَّيْخ فَنَشَأَ على خير وَستر وأقرأ المماليك فِي الأطباق، اسْتَقر فِي عدَّة مباشرات. وَكَانَ مولد وَلَده هَذَا تَقْرِيبًا فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج، وَعرض على جمَاعَة كشيخنا وَمَات وَالِده وَقد قَارب المراهقة فقرر فِي جهاته كالمباشرة بطيلان وبالحلي وَالظَّاهِر وبهادر المعزي وَغَيرهَا كالحسنية فَلم يحسن السّير وَلكنه انْتَمَى لأبي الْبَقَاء بن الْعلم البُلْقِينِيّ ثمَّ للصلاح المكيني ربيب الْعلم. واجتهد فِي التَّحْصِيل من أَي وَجه كَانَ مَعَ تسلطه فِي أَيَّام الْعلم فَمن بعده على ضعفاء الْمُسْتَحقّين فِي الْأَوْقَاف الَّتِي تَحت مُبَاشَرَته بِالْقطعِ وَنَحْوه وإيذائه لأهل الذِّمَّة لكَونه يتَكَلَّم على مَسْجِد بِالْقربِ من كَنِيسَة حارة زويلة وَأَخذه مِنْهُم بالرهبة وَالرَّغْبَة حَتَّى أثرى وَأَنْشَأَ بِجوَارِي ملكا ارْتكب فِيهِ السهل والوعر كل ذَلِك مَعَ تعرضه للأكاب حَتَّى أَنه نافر المكيني بعد موت عَمه وَنسي كل أَمر كَانَ مِنْهُ فِي حَقه وَصدق قَول الْقَائِل: من أعَان ظَالِما سلط عَلَيْهِ. وَلزِمَ من ذَلِك إغراؤه البباوي فِي أَيَّام تسلطه عَلَيْهِ فَوَثَبَ عَلَيْهِ وثبة كَاد يهلكه فِيهَا فترامى عَليّ مَعَ كَثْرَة أذيته لي حَتَّى خلصته.) وَاسْتمرّ على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي ثَانِي عشري صفر سنة سبع وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بحوش سعيد السُّعَدَاء عَفا الله عَنهُ وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الشَّمْس بن الركاب. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن أبي البركات. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الشَّمْس الزيَادي بِالتَّشْدِيدِ القاهري الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَهَذَا أسن وأخير. ولد قبيل سنة أَرْبَعِينَ تَقْرِيبًا بالصحراء وَقَرَأَ الْقُرْآن وجوده عِنْد الْفَقِيه النُّور السنهوري والعمدة والشاطبية والمنهاج. وَعرض على شَيخنَا والقاياتي وَابْن الديري وَحضر دروس الْبكْرِيّ وزَكَرِيا بل والمناوي وَقَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ ولازمني فِي غَيره، وَحج فِي الْبَحْر رَفِيقًا لِابْنِ أبي السُّعُود وجاور بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَسمع على التقي بن فَهد وَغَيره وَكَذَا زار الْقُدس والخليل وتنزل فِي بعض الْجِهَات وَأذن فِي الجمالية وَغَيرهَا وَرُبمَا قَرَأَ فِي الجوق ثمَّ تَركه وَنعم هُوَ. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الشَّمْس الشغري الْحلَبِي نزيل مَكَّة، سمع مني بهَا. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْمُحب أَبُو الطّيب الفارقي الشاذلي، أَظُنهُ ابْن فكيك. لَازم مَعَ أَبِيه الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْمُحب الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن القصيف. مضى قَرِيبا فِيمَن جده أَحْمد بن هِلَال.

مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْمُوفق الْمحلي الأَصْل الْغَزِّي المولد وَالدَّار الْحَنَفِيّ. أَصله من الْمحلة فتحول وَالِده مِنْهَا غَضبا من أَقَاربه إِلَى غَزَّة فولد لَهُ هَذَا وَنَشَأ طَالب علم فَأخذ عَن نَاصِر الدّين الإياسي رَفِيقًا للعلاء الْغَزِّي إِمَام إينال وَكَانَ قد اخْتصَّ أَيْضا بإينال وأقرأ أَوْلَاده. وَمَات بعد أَن أسْند وَصيته لرفيقه الْمشَار إِلَيْهِ، وَتزَوج الصّلاح الطرابلسي ابْنَته بعد مَوته واستولدها، وَكَانَ خيرا رَحمَه الله وَهُوَ ابْن عَم عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن شيخون المدولب الْمَاضِي. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد نَاصِر الدّين الْحلَبِي الأَصْل الْحَنَفِيّ. فِيمَن جده أَحْمد بن عبد الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد نَاصِر الدّين الخطيري ثمَّ القاهري نزيل الصالحية. مِمَّن خدم الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وتنزل فِي جِهَات وباشر فِي أوقاف الْحَنَابِلَة وَغَيرهَا وَهُوَ خير كثير التِّلَاوَة مِمَّن سمع الحَدِيث على جمَاعَة مِنْهُم أم هَانِئ الهورينية وَمن أحضرناه مَعهَا وَكَانَ مَعَه ابْنه مُحَمَّد. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة أَبُو عبد الله النويري. فِيمَن جده أَحْمد) بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن الْبُرُلُّسِيّ، مِمَّن عرض عَلَيْهِ خير الدّين بن القصبي بعيد الْخمسين بأبيار. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد البرديني ثمَّ القاهري مِمَّن سمع على شَيخنَا وَسَيَأْتِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله البرديني فيحرر. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الزراتيتي. فِي ابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الزواوي القباني شيخ جماعته وأخو شعْبَان الْمَاضِي. لَهُ ذكر فِيهِ. مَاتَ قريب السِّتين. مُحَمَّد بن الْفَقِيه عَليّ بن أَحْمد السفطي وَيعرف بِابْن مشيمش مِمَّن سمع مني. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْمُحب الشرنوبي القاهري الشَّافِعِي سبط الزَّاهِد وَأحد النواب. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسعين وَكَانَ ثقيل السّمع. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد العتال، مِمَّن سمع مني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد العذري الْمَالِكِي. شهد على بعض الْقُرَّاء فِي إجَازَة كتبهَا بِخَطِّهِ أرخها فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد النجاري أحد جمَاعَة أبي الْعَبَّاس بن الغمري. قَرَأَ الْقُرْآن وَحصل بعض الدُّرُوس وَسمع مني فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وجاور بالحرمين مُدَّة. مُحَمَّد بن عَليّ بن إِدْرِيس بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْعلوِي التعزي الزبيدِيّ الشَّافِعِي وَالِد أبي الطَّاهِر مُحَمَّد الْآتِي. انْتفع بِهِ وَلَده

فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع عَلَيْهِ كثيرا. وَهُوَ من أهل هَذَا الْقرن لَكِن مَا رَأَيْت تَرْجَمته. مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن رضوَان الشَّمْس الْمحلي ثمَّ الْأَزْهَرِي الْخَطِيب. مولده قبيل الْخمسين بالمحلة وَحفظ بهَا الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه أَحْمد بن خليدة وَقَرَأَ لأبي عَمْرو على الشَّيْخ عبد الله الضَّرِير، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة واشتغل عِنْد الْبكْرِيّ والعبادي وَغَيرهمَا كالزين الأبناسي وَقَرَأَ عَليّ كثيرا فِي البُخَارِيّ وَغَيره وَكَذَا قَرَأَ على الديمي وجود الْخط الْقُرْآن وَقَرَأَ بِهِ فِي الأجواق رياسة وَغَيرهَا، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا وَقَرَأَ على الْعَامَّة بالأزهر وَغَيره، واختص بِتَمْر الْحَاجِب وَأم بِهِ بل سَافر مَعَه فِي توجهه مَعَ الْعَسْكَر لسوار أَولا وَثَانِيا وَكَذَا انْتَمَى لجانبك حبيب وسافر مَعَه إِلَى الرّوم حِين كَانَ الرَّسُول لصَاحبه فِي سنة تسعين وزار) فِي رُجُوعه بَيت الْمُقَدّس والخليل ولشاهين الجمالي وسافر مَعَه إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة حِين ولي مشيخة الخدام بهَا وجهزه من هُنَاكَ إِلَى الْعَجم لأوقافها ولخير بك من حَدِيد وَقَررهُ شيخ سَبْعَة مَعَ الذّكر بالأزهر وَله فِي ذَلِك كُله حكايات، وَصَارَ يتجر فِي غُضُون ذَلِك، وَعِنْده سرعَة حَرَكَة وخفة روح. مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْيمن بن الْعَلَاء الْمَقْدِسِي الأَصْل الْمصْرِيّ المولد الشَّافِعِي. ولد فِي لَيْلَة نصف ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والشاطبية وَغَيرهَا وَأخذ القراآت عَن الشهابين السكندري والشارمساحي وَالشَّمْس بن الْعَطَّار والتاج عبد الْملك الطوخي وَابْن عمرَان وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد البقاعي الْآتِي والهيثمي والسنهوري وَآخَرين وَقَرَأَ بعض البُخَارِيّ على ابْن الديري وَغَيره وَسمع بِقِرَاءَتِي فِي الكاملية ختم مُسلم على النسابة والبارنباري وَغَيرهمَا وَقبل ذَلِك ختم البُخَارِيّ بالظاهرية. وَأَجَازَ لَهُ الْعلم البُلْقِينِيّ وَعبد السَّلَام البغدلادي وَآخَرُونَ. مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل فتح الدّين المشائي الشَّافِعِي. شرح الْحَاوِي وَاخْتصرَ الرَّوْضَة وَغَيرهمَا وَكَانَ قَاضِي المرتاحية مُقيما بِالْمَدْرَسَةِ الغربية بإشموم طناح بِالْقربِ من منية ابْن سلسيل، وَله من التصانيف سوى مَا ذكر أَيْضا واقرأ الطّلبَة فَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ عبد الرَّحْمَن بن عَليّ وَالِد التقي بن وَكيل السُّلْطَان ورأيته كتب شَيْئا أرخه فِي سنة أَربع وَتِسْعين فَيحْتَمل أَن يكون تَأَخّر إِلَى هاذ الْقرن. مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل أَبُو الْفَتْح بن الريس. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن إِسْمَاعِيل قَرِيبا. مُحَمَّد بن الْعَلَاء عَليّ بن الأتابك إينال اليوسفي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي. رباه

الظَّاهِر جقمق لكَونه كَانَ قبل اتِّصَاله بِالظَّاهِرِ برقوق مَمْلُوكا لِأَبِيهِ وَلما كبر صيره من مماليكه فَلم يلبث أَن أعرض عَن زِيّ الجندية وتشبه بالفقراء وَصَارَ يسْأَل النَّاس ودام على ذَلِك زَمنا فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر أمره بِالْعودِ لزيه الأول فَامْتنعَ لكنه صَار يركب حمارا ويطلع إِلَى القلعة ويتردد إِلَى الأكابر ويتناول مِنْهُم بالرغبة والرهبة بِحَيْثُ اشْتهر طمعه ودناءة نَفسه ثمَّ ركب الْفرس وَصَارَ أَمِير شكار بل أَمِير عشرَة مُضَافا لعدة أقاطيع حلقه وَلم يكتف بذلك حَتَّى أنهى للسُّلْطَان أَن منظرة الْخمس وُجُوه المقاربة لكوم الريش ظَاهر الْقَاهِرَة الْمَعْرُوفَة بالتاج والسبع وُجُوه الَّتِي تكلّف الْمُؤَيد فِي تجديدها فِيمَا قيل نَحْو عشْرين ألف دِينَار وتكرر نُزُوله) لَهَا يَقع فِيهَا فواحش من المتفرجين والمقيمين فَأمره بهدمها فَفعل وَصَارَ مَكَانهَا موحشا بعد أَن كَانَ قصرا فريدا وَاسْتولى على أنقاضها وَبَاعَ مِنْهَا مَا يفوق الْوَصْف بل بنى من بَعْضهَا مَكَانا على كوم القنطرة الجديدة صَار حَقِيقَة مأوى الْفَاسِقين غَالِبا وَكَذَا بنى دَارا بصليبة الحسينية ومدرسة بجانبها وجامعا تجاهها للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وتربة تجاه تربة كنبوش وَضعف مرّة فَأمر الظَّاهِر أَعْيَان الْعَسْكَر بعيادته فامتثلوا رضَا أَو كرها وَبَالغ فِي التكرم حِين عافيته بل كَانَ الْإِعْطَاء والسماح غَالِبا دأبه وَقد شح على الْمُسْتَحقّين. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ نهاب وهاب وَلما مَاتَ الظَّاهِر أخرج الْأَشْرَف إمرته عَنهُ وَمنعه من الْأَمِير شبكارية وانحط جَانِبه فَتحَرك ابْنه الْمُؤَيد لمطالبته بالأنقاض الْمشَار إِلَيْهَا فهرب ثمَّ وجد فرسم عَلَيْهِ وَوزن نَحْو ألف دِينَار ثمَّ اختفى ثمَّ ظهر بعد مُدَّة وَلزِمَ دَاره مُدَّة. وَكَانَ طَويلا كَبِير اللِّحْيَة والشوارب أهوج يسْتَدلّ ناظره بهيئته على خفَّة عقله يظْهر تدينا واعتقادا فِي الصَّالِحين وَالْعُلَمَاء وَرُبمَا قَرَأَ على ابْن الْهمام ف الْقَدُورِيّ بل قَرَأَ من قبله عَليّ مِنْهَا الْحَنَفِيّ. مَاتَ فِي سنة أَربع وَسبعين بصفد أَو نَوَاحِيهَا عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عَليّ بن أَيُّوب بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْفَتْح الْبرمَاوِيّ الأَصْل الْمدنِي المولد الْمَكِّيّ الدَّار الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن الشيخة وَيُقَال لَهُ الْمدنِي لكَونه ولد بِالْمَدِينَةِ، وَنَشَأ بِمَكَّة فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وأسمعه أَبوهُ على أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وتكرر قِيَامه بِالْقُرْآنِ فِي كل سنة بحاشية الطّواف. وَلَيْسَ بالمرضي وأموره زَائِدَة الْوَصْف. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الشَّمْس الْبكْرِيّ القاهري الْحُسَيْنِي الشَّافِعِي القادري وَيعرف بالبكري. ولد قبل الْقرن بالمقس وَحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس بن الخص وَحضر دروس الشهَاب الْمحلي خطيب جَامع ابْن ميالة

والبهاء بن الحارس الْمحلي الفرضي وَسمع على شَيخنَا وَغَيره بل تردد إِلَيّ فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَأخذ عَن معتوق القادري نزيل ميدان الْقَمْح وانعزل عَن النَّاس مَعَ سُكُون وبهاء واعتقده طَائِفَة كَأبي السعادات البُلْقِينِيّ. وَهُوَ فِي سنة تسع وَتِسْعين فِي الْأَحْيَاء. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَطاء الله الشَّمْس الرَّشِيدِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن عَطاء الله. حفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل قَلِيلا وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة وَسمع على شَيخنَا) وَغَيره وجاور مَعنا فِي سنة إِحْدَى وَسبعين فَسمع مني كثيرا من تصانيفي وَغَيرهَا. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن أَحْمد بن علوش الدِّمَشْقِي نزيل الصالحية الزُّهْرِيّ النساج. ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة وَسمع من لفظ الْمُحب الصَّامِت قِطْعَة من مُسْند عُثْمَان من أبي يعلى وَحدث وَأخذ عَنهُ النَّجْم بن فَهد. مَاتَ قريب الْأَرْبَعين أَو قبلهَا. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل الْمصْرِيّ الْمَكِّيّ الجوخي الْفراش بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام والمكبر بمقام الْحَنَابِلَة وَفِي رَمَضَان على زَمْزَم. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله القَاضِي الْجمال أَبُو عبد الله النَّاشِرِيّ. ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأخذ عَن أَبِيه وَعَمه ابْن عَمه وَمِمَّا قَرَأَهُ على عَمه الشهَاب أَحْمد المختصرات الثَّلَاثَة وَالْوَجِيز وَسمع عَلَيْهِ الْوَسِيط والمهذب وجود الْفَرَائِض والحساب مَعَ الْعَلامَة على بن أَحْمد الجلاد وَسمع الْمجد الفيروزابادي وَابْن الْجَزرِي فِي آخَرين، وَحج غير مرّة وزار مَاشِيا وَحمل هُنَاكَ عَن الْجمال بن ظهيرة وَابْن سَلامَة والزين المراغي وانتفع بِهِ جمَاعَة، وَولي إِمَامَة الصلاحية بزبيد وتدريس الأشرفية بهَا وناب عَن أَبِيه فِي الْأَحْكَام. وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْفَرَائِض والحساب أَخُوهُ القَاضِي حَافظ الدّين عبد الْمجِيد وَولده الْمقري عفيف الدّين وَآخَرُونَ، ذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ وَمَا رَأَيْته أرخ وَفَاته. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ الْمُحب الْكِنَانِي السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي وَالِد أبي السُّعُود الْآتِي وَيعرف بِابْن النَّقِيب. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا، واشتغل وَحصل وَمن شُيُوخه القاياتي بل أَخذ بِمَكَّة فِي القراآت عَن ابْن عَيَّاش وَمُحَمّد الكيلاني. وَكَانَ دينا متعبدا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين بأسيوط وَدفن تجاه أبي بكر الشاذلي رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد الخواجا الْكَبِير الشَّمْس الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي

وَالِد حسن وَعمر الماضيين وَيعرف بِابْن المزلق بِضَم الْمِيم وَفتح الزَّاي المنقوطة وَاللَّام الْمُشَدّدَة كَبِير التُّجَّار الدمشقيين. مَاتَ وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ فِي تَاسِع عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَصلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بتربته خَارج بَاب الْجَابِيَة وَكَانَت جنَازَته حافلة حضرها النَّائِب فَمن دونه من الْأَعْيَان وَهُوَ صَاحب المآثر الْكَثِيرَة) بدرب الشَّام كعدة خانات وَإِصْلَاح كثير من طرقاته وَغير ذَلِك وَأوصى بِثلث مَاله وَيبدأ مِنْهُ بتكملة عمَارَة خَان الأرنبية وتنظيف وعرة سعسع ثمَّ مَا فضل مِنْهُ يقسم بَين فُقَرَاء مَكَّة وَالْمَدينَة وَبَيت الْمُقَدّس ودمشق بِالسَّوِيَّةِ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن مُوسَى الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي الأَصْل السندبسطي الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي النَّاسِخ الشَّاهِد الْوَاعِظ، وَيعرف بِابْن دبوس. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بسندبسط وانتقل مِنْهَا إِلَى الْمحلة فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن ومختصر أبي شُجَاع والوردية النحوية وَغَيرهَا واشتغل قَلِيلا وَولي الْعُقُود وَرُبمَا عمل الميعاد وداوم النّسخ ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فتكسب شَاهدا بِبَاب الصالحية وَأَحْيَانا بالمواعيد وَرُبمَا مدح بعض الرؤساء وَقد كتبت عَنهُ فِي الْمحلة قَوْله فِي رثاء شَيخنَا: بَكت سَمَاء وَأَرْض عَلَيْك يَا عسقلاني لكننا نتسلى إِذْ مَا سوى الله فَانِي. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن نَاصِر الشَّمْس أَبُو النجا الأبحاصي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. مِمَّن سمع مني. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر الْجمال الشيبي. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد. مُحَمَّد بن عل بن أبي بكر الشَّمْس بن نور الدّين بن مخلص الدّين الفاوي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْحُسَيْنِي الشَّافِعِي. اشْتغل ولازم الْبكْرِيّ فِي الْفِقْه وأنجب وَتردد إِلَيّ حَتَّى سمع غَالب تَرْجَمَة النَّوَوِيّ وَغَيرهَا. كل ذَلِك وَهُوَ يتجر فِي سوق الشّرْب حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ عَن نَحْو الْأَرْبَعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر الشَّمْس أَبُو الْفضل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الأديب قدم حلب فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وعَلى يَده كتاب من قَاضِي حماة الْعَلَاء بن القضامي إِلَى أبي الْوَلِيد بن الشّحْنَة وَوَصفه فِيهِ بالعالم الْعَامِل الأديب الْفَاضِل وَنزل بِالْمَدْرَسَةِ السُّلْطَانِيَّة وَأثْنى أَبُو الْوَلِيد على فضيلته فِي الْأَدَب، وَدخل الْقَاهِرَة وَكَانَ فِيهَا سنة تسع. وَمن نظمه مِمَّا كتبه عَنهُ ابْن خطيب الناصرية: (مَا صنيعي فِي الَّذِي أحبه ... ذهبت أَيَّام عمري غَلطا) (وخطا الشيب برأسي لَيْتَني ... أنذر النَّفس بشيب وخطا)

وَقَوله:) (تعارضني الْأَيَّام على مشيبي ... وهد الْحبّ لست لَهُ بناقض) (فَقلت لَهُم وَلَو قاسى الَّذِي بِي ... صَغِير السن شَاب من الْعَوَارِض) مُحَمَّد بن عَليّ ابْن أبي بكر الشَّمْس الْبكْرِيّ مضى قَرِيبا فِيمَن جده أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر الشَّمْس بن النُّور الْبُوَيْطِيّ الأَصْل القاهري كَاتب العليق وَابْن كَاتبه وخال الْبَدْر السَّعْدِيّ القَاضِي الْحَنْبَلِيّ. مَاتَ عَن أَزِيد من خمسين سنة فِي ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ ثمَّ دفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالْقربِ من مشْهد السِّت زَيْنَب خَارج بَاب النَّصْر وَكَانَ قد برز للقاء الْعَسْكَر وزار بَيت الْمُقَدّس ثمَّ رَجَعَ وَهُوَ متوعك فَأَقَامَ يَسِيرا ثمَّ مَاتَ وَهُوَ مِمَّن بَاشر كِتَابَة العليق نِيَابَة فِي الأول عَن أَخِيه لأمه سعد الدّين مُحَمَّد الْمَاضِي وَغَيره ثمَّ اسْتِقْلَالا واستهلك مَا مَعَه بِسَبَبِهَا حَتَّى افْتقر وَأقَام مُدَّة خاملا قانعا باليسير مَعَ احتشامه وتودده وعقله عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد كريم الدّين الْبُوَيْطِيّ الأَصْل القاهري الزيني نِسْبَة لخال أمه عبد الْقَادِر الْمَاضِي الْحَنْبَلِيّ وَهُوَ أَخُو الَّذِي قبله وخال الْبَدْر السَّعْدِيّ بل وَابْن عمته أَيْضا وَيعرف بلقبه. ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فتعلم الْمُبَاشرَة وخدم بهَا فِي عدَّة أَمَاكِن ولازم خَال أمه النُّور البلبيسي فتدرب بِهِ فِي مطالعة التواريخ وَشبههَا وَصَارَ يحفظ كثيرا من الحكايات والأشعار والنكت بل واعتنى بأنواع الفروسية من الثقاف وَالرَّمْي وَنَحْو ذَلِك وبرع وغزا غير مرّة، وَكَذَا حج مرَارًا وجاور وَحفظ الْخرقِيّ بل ومنظومة الْعِزّ الْقُدسِي قَاضِي الشَّام الألفية الَّتِي أفرد فِيهَا مُفْرَدَات أَحْمد، وَحضر دروس القَاضِي عز الدّين الْكِنَانِي وَسمع عَلَيْهِ فِي الْمسند وَغَيره وَكَذَا سمع على شَيخنَا وَجَمَاعَة، وَجلسَ بِأخرَة لما ولي ابْن أُخْته الْقَضَاء مَعَ الشُّهُود وَلم يحصل على طائل مَعَ اشتماله على فَضَائِل وَكَذَا لعبد الْغَنِيّ بن الجيعان بِهِ مزِيد اعتناء. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ خَامِس ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد فِي رحبة مصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفن بحوش سعيد السُّعَدَاء عِنْد أمه رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر الْحَضْرَمِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الأشرم. مِمَّن لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين وَحضر سَماع السِّيرَة وَغَيرهَا وَذكر لي أَنه شرح الْإِرْشَاد فِي اثْنَي عشر مجلدا قَالَ غَيره لوما نهبت جبن كَانَ الشَّرْح من جملَة مَا نهب فَأَخذه شخص من) الطّلبَة يُقَال لَهُ ابْن مِسْمَار من المنتمين لعامر بن عبد الْوَهَّاب وغسله حسدا بعد أَن قرر مَعَ عَامر أَن مُؤَلفه من جِهَة بني عَامر بن طَاهِر المباينين لعامر فَلم يلبث ابْن مِسْمَار سوى يَوْمَيْنِ أَو أقل وغرق فِي بركَة بِبَيْت عَامر وَمَات

فعد ذَلِك كَرَامَة وَالله أعلم وَلما حج هَذَا رَجَعَ لبلاده. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر الشيبي. فِي ابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر. مُحَمَّد بن عَليّ بن جَار الله بن زادئ السنبسي الْمَكِّيّ وَيعرف بالاستر مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عَليّ بن جَعْفَر بن مُخْتَار الشَّمْس أَبُو عبد الله القاهري الْحُسَيْنِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن قمر. ولد مزاحما لرأس الْقرن وَاخْتلف قَوْله فِي تَعْيِينه بل كتب بِخَطِّهِ نقلا عَن أمه أَنه فِي أثْنَاء سنة ثَلَاث وَعَلِيهِ اقْتصر الْبُرْهَان الْحلَبِي بالحسينية من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية الحَدِيث والنحو ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَالْبَعْض من التَّنْبِيه وَمن الْبَيْضَاوِيّ، وَعرض على جمَاعَة كالعز بن جمَاعَة والجلال البُلْقِينِيّ واشتغل فِي الْفِقْه على البيجوري والشهاب الطنتدائي والزين القمني وَأكْثر من ملازمته بل وملازمة وَلَده الْمُحب من بعده وَكَذَا أَخذ عَن الشَّمْس البوصيري فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَعَن الْمجد الْبرمَاوِيّ والبرهان بن حجاج الأبناسي والقاياتي وَطَائِفَة وَقَرَأَ ألفية الحَدِيث على الْوَلِيّ بن ناظمها رِوَايَة ثمَّ بحثا مَعَ الْكثير من شرحها ثمَّ أَخذ الشَّرْح عَن شَيخنَا واشتدت عنايته بملازمته فِي هَذَا الشَّأْن حَتَّى حمل عَنهُ جملَة من الْكتب الْكِبَار ووالى عَلَيْهِ الْبر وَالْإِحْسَان مبتدئا بذلك مرّة ومسئولا فِيهِ أُخْرَى وَكَانَ ضَابِط الْأَسْمَاء عِنْده وارتفق بذلك خُصُوصا من الغرباء بل واستملى عَلَيْهِ بعد الزين رضوَان وَقدمه فِيهِ على غير وَاحِد مِمَّن كَانَ يتمناه، وَطلب بِنَفسِهِ وَكتب الْكثير سِيمَا من تصانيف شَيخنَا حَتَّى أَنه كتب فتح الْبَارِي مرَّتَيْنِ وباعهما وَدَار على الشُّيُوخ. وارتحل للبلاد الشامية وَغَيرهَا وَسمع بِمَكَّة وَبَيت الْمُقَدّس والخليل ودمشق وحلب واسكندرية وَغَيرهَا وتكرر لَهُ دُخُول بَعْضهَا بل دخل الشَّام فِي صغره مَعَ أَبَوَيْهِ. وَمن محَاسِن شُيُوخه بِالْقَاهِرَةِ الشموس الشَّامي وَابْن الْجَزرِي وَابْن الْمصْرِيّ والبدر حُسَيْن البوصيري والكلوتاتي والواسطي وبحلب الْبُرْهَان الْحلَبِي وَأقَام عِنْده نَحْو شهر وبدمشق ابْن نَاصِر الدّين وببيت الْمُقَدّس القبابي وبالخليل التدمري وباسكندرية) قاضيها الْجمال بن الدماميني وبمكة فِيمَا كَانَ يخبرنا بِهِ الزين عبد الرَّحْمَن بن طولوبغا. وَعرف بِالطَّلَبِ واشتهر بِالْحَدِيثِ وَوَصفه شَيْخه الْحلَبِي بالشيخ الْمُحدث الْفَاضِل بل وترجمه بِبَعْض مجاميعه. وَهُوَ أحد الْعشْرَة الَّذين أوصى لَهُم شَيخنَا بعد مَوته ووصفهم وَغَيرهمَا، وناب عَن الْمَنَاوِيّ فَمن بعده فِي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ وأضيف إِلَيْهِ فِي بعض

الْأَوْقَات قَضَاء بعض الْجِهَات انتزعها لَهُ من الْمُحب بن الشّحْنَة وَمَا كنت أحب لَهُ الدُّخُول فِي الْقَضَاء مَعَ أَنه لم يحصل فِيهِ على طائل. وَكَذَا نَاب فِي تدريس الْفِقْه بالظاهرية الْقَدِيمَة وَغَيرهَا وَقَرَأَ الحَدِيث فِي كثير من الماكن كجامع الْحَاكِم والخانقاه البيبرسية وَكَانَ إمامها والقارئ بدرس الحَدِيث فِيهَا زَمنا وَأحد صوفيتها حَتَّى مَاتَ. بل قَرَأَ بِأخرَة بِمَجْلِس الْأَشْرَف قايتباي حِين توعك صَاحب الْوَظِيفَة مَجْلِسا وتنزل فِي صوفية الخانقاه السعيدية أَيْضا ورأيته يقْرَأ الحَدِيث بهَا أَحْيَانًا بعد انْتِهَاء الْحُضُور، وَكَذَا تنزل فِي غَيرهَا من الأطلاب، وَحدث باليسير أَخذ عَنهُ جمَاعَة من الطّلبَة وحَدثني من لَفظه بالمسلسل بالأولية وَكَذَا سَمِعت مِنْهُ غير ذَلِك من الحَدِيث والفوائد وَرُبمَا كتب على الْفَتْوَى. وَاخْتصرَ الْأَنْسَاب لِابْنِ الْأَثِير فِي مُجَلد وقفت عَلَيْهِ وَسَماهُ معِين الطلاب بِمَعْرِِفَة الْأَنْسَاب وَشرع فِي اخْتِصَار أَطْرَاف الْمزي وَسَماهُ إلطاف الْأَشْرَاف بزهر الْأَطْرَاف فِي أَشْيَاء لَيست بالمتينة مَعَ أَوْهَام فِيهَا وَعدم حسن تصرف لكَونه لم يكن فِي الْفَنّ وَلَا غَيره بالبارع، وَكَانَ جَامِدا بطيء الْحَرَكَة غير حاذق فِي شَيْء من أَنْوَاعه لكنه كَانَ يستحضر أَشْيَاء من الْمُتُون وَالرجل ذَا أنسة بالفن فِي الْجُمْلَة وإحساس بِطرف من الْفِقْه والعربية ملازما الانجماع غَالِبا مديما للتلاوة وَالْجَمَاعَات مُقبلا على التَّحْصِيل مَعَ التقنع وَالِاحْتِمَال ولين الْجَانِب ومقاساة ضنك العائلة وخفة الْمُؤْنَة. وَقد منحه الله الْقيام على عدَّة بَنَات حَتَّى زوجهن، وَأَنْشَأَ لنَفسِهِ بِكُل من الْقَاهِرَة ومصر دَارا بعد أَن جدد أُخْرَى وَهُوَ من قدماء معارف الْوَالِد وَلذَلِك استدعى لي فِي رحلته الشامية الْإِجَازَة من جمَاعَة من الْأَعْيَان كثر دعائي لَهُ بسببهم ثمَّ كثر اختصاصي مَعَه ومرافقته لي فِي الطّلب ومزيد اغتباطه بِي وإظهاره من التَّعْظِيم والإجلال مَا يفوق الْوَصْف لفظا وخطا خُصُوصا حِين يقصدني فِي أَشْيَاء من متعلقات هَذَا الشَّأْن يَزُول الأشكال عَنهُ فِيهَا حَتَّى كَانَ يحلف بالإنفراد وَعدم الْمُشَاركَة. وَرَأَيْت مِنْهُ مزِيد التألم بكائنة الكاملية وَصَارَ مَعَ ذَلِك يخْفض عني أمرهَا وَيَقُول لم أزل أسمع شَيخنَا يَقُول لَا أعلم الْآن وَظِيفَة فِي الحَدِيث مَعَ) مستحقها ويردف ذَلِك بقوله الْعلم يبطئ وَلَا يُخطئ وَلَا بُد لَك من كَذَا وَكَذَا وَأحب أ، لَا تهملني. ورام غير مرّة كِتَابَة تَرْجَمَة شَيخنَا تصنيفي والمرور عَلَيْهَا معي فَمَا تيَسّر. هَذَا مَعَ كوني فِي عداد أَوْلَاده وَمِمَّنْ اسْتَفَادَ مِنْهُ فِي ابْتِدَاء طلبه، وَلم يزل يرغب عَن وظائفه شَيْئا فَشَيْئًا وَكَذَا عَن كثير من كتبه حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ

وَسبعين بعد توعكه مُدَّة طَوِيلَة وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بجوار قبر أمه بمقبرة بَاب الصَّحرَاء من بَاب النَّصْر بن النشاشيبي والعصافيري وَأثْنى النَّاس عَلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا. وَقد وَصفه البقاعي بالشيخ الإِمَام الْمُحدث الرّحال ثمَّ رَمَاه لتقديم شَيخنَا لَهُ عَلَيْهِ فِي الاستملاء وَنَحْوه نسْأَل الله السَّلامَة. مُحَمَّد بن عَليّ بن جَعْفَر الشَّمْس العجلوني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الصُّوفِي وَيعرف بالبلالي بِكَسْر الْمُوَحدَة ثمَّ لَام خَفِيفَة. ولد قبل الْخمسين وَسَبْعمائة واشتغل بِتِلْكَ الْبِلَاد قَلِيلا ولازم أَبَا بكر الْموصِلِي فَانْتَفع بِهِ وَبِغَيْرِهِ وتميز فِي التصوف ولازم النّظر فِي الْأَحْيَاء بِحَيْثُ كَاد يَأْتِي عَلَيْهِ حفظا وَصَارَت لَهُ بِهِ ملكة قَوِيَّة بِحَيْثُ اخْتَصَرَهُ اختصارا حسنا جدا وَكَانَ بِالنِّسْبَةِ لأصله كالحاوي مَعَ الرَّافِعِيّ وانتفع بِهِ النَّاس وَأَقْبلُوا على تَحْصِيله سِيمَا المغاربة وقريء عَلَيْهِ غير مرّة وَرُبمَا استكثر عَلَيْهِ وَكَذَا صنف السول فِي شَيْء من أَحَادِيث الرَّسُول وَاخْتصرَ الرَّوْضَة وَلَكِن لم يكملا وَاخْتصرَ الشفا وَعمل مُخْتَصرا بديعا فِي الْفُرُوع وقرض السِّيرَة النَّبَوِيَّة لِابْنِ ناهض. وَعرف بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح قَدِيما واشتهر بالتعظيم فِي الْآفَاق وَحسنت عقيدة النَّاس فِيهِ، واستقدمه سودون الشيخوني نَائِب السلطنة فِي خدود التسعين وولاه مشيخة سعيد السُّعَدَاء فدام بهَا نَحْو ثَلَاثِينَ سنة لم يزل عَنْهَا إِلَّا مرّة بخادمها خضر لقِيَام تمراز نَائِب الْغَيْبَة فِي الْأَيَّام الناصرية فرج وَلم يمض سوى عشرَة أَيَّام ثمَّ جِيءَ بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وعد ذَلِك من كرامات البلالي ثمَّ أُعِيد. وَكَانَ كثير التَّوَاضُع إِلَى الْغَايَة منطرح النَّفس جدا مَشْهُورا بذلك كثير الْبَذْل لما فِي يَده شَدِيد الْحيَاء كثير الْعِبَادَة والتلاوة وَالذكر سليم الْبَاطِن جدا بِحَيْثُ كَانَ كثير من النَّاس يتَكَلَّم فِيهِ بِسَبَب مَا لَهُ من المباشرات بالخانقات وترثر عَنهُ كرامات وخوارق. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِمَا هَذَا حَاصله قَالَ وَكَانَ يودني كثيرا وَأَجَازَ فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد وَذكر أَنه ضَاعَ مِنْهُ مسموعاته. وَكَذَا ذكره فِي الأنباء بِاخْتِصَار وَأَنه اسْتَقر فِي مشيخة سعيد السُّعَدَاء مُدَّة متطاولة مَعَ التَّوَاضُع الْكَامِل والخلق) الْحسن وإكرام الْوَارِد. وَاخْتصرَ الْأَحْيَاء فأجاد وطار اسْمه فِي الْآفَاق ورحل إِلَيْهِ بِسَبَبِهِ ثمن صنف تصانيف أُخْرَى وَكَانَت لَهُ مقامات وأوراد وَله محبون معتقدون ومبغضون منتقدون. وَنَحْوه قَول المقريزي كَانَ مُعْتَقدًا وَله شهرة طارت فِي الْآفَاق وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد وَعَلِيهِ انتقاد. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر شَوَّال سنة عشْرين وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة بعد شُهُود شَيخنَا الصَّلَاة عَلَيْهِ وَقد جَازَ السّبْعين. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ كَانَ كثير الذّكر متواضعا إِلَى الْغَايَة بِحَيْثُ لما اجْتمعت بِهِ قبل يَدي مرَارًا وَقدم

إِلَى نَعْلي لما انصرفت عَنهُ وَهَذِه سيرته مَعَ كل أحد وَحَضَرت عِنْده وَظِيفَة الذّكر بعد الْعشَاء بالخانقاه وَكَانَ يرى رفع الصَّوْت بِهِ ويعلل ذَلِك، كثير الْحيَاء يديم التِّلَاوَة مَعَ سَلامَة الْبَاطِن وَله محبون يؤثرون عَنهُ كرامات وخوارق رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن بن إِبْرَاهِيم الشَّمْس الْحِجَازِي القاهري الْمُقْرِئ وَالِد الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي. برع فِي القراآت وَتقدم فِي قراء الجوق لطراوة صَوته وَحسن نغمته بِحَيْثُ فاق فِي ذَلِك حَتَّى إِن الضياء العفيفي شيخ البيبرسية وناظرها وَكَانَ كثير التَّوَقُّف فِي إِمْضَاء النزولات إِلَّا للمتأهل لما جَاءَهُ ليمضي لَهُ قِرَاءَة الشباك بهَا امتحنه بِالْحِفْظِ أَولا ثمَّ بجودة الْأَدَاء وَسمع مَا أطربه بَادر للكتابة بل كَانَ غَيره من شيوخها إِذا كَانَت نوبَته بعطية دَرَاهِم لَهَا وَقع وَرُبمَا كَانَ بعض الصُّوفِيَّة يغيب عَن الْحس وَيضْرب على فَخذيهِ وَكَانَ لذَلِك للكمال الدَّمِيرِيّ وَنَحْوه من الْمَشَايِخ المعتبرين بِهِ اعتناء، وخطبه الْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ لإقراء أَوْلَاده وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ عد رِوَايَات وَلَده. وَقَالَ لي مَعَ مَا أَفَادَهُ مَا أوردته أَنه مَاتَ فِي لَيْلَة مستهل شعْبَان سنة تسع رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الْمولى نور الدّين السَّمرقَنْدِي البدخشاني بموحدة ثمَّ مُهْملَة مفتوحتين ثمَّ معجمتين الأولى سَاكِنة وَآخره نون الْحَنَفِيّ الشريف سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن بن يُوسُف الْعَلَاء أَبُو عبد الله بن الْبَدْر أبي الْحسن البنهاوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد تقريا قبيل الْقرن وجاور وَهُوَ صَغِير مَعَ وَالِده وَكَانَ تَاجِرًا بِمَكَّة فَسمع بهَا على ابْن صديق البُخَارِيّ وَغَيره. وَحدث سمع عَلَيْهِ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ وَكَانَ سَاكِنا ربعَة أسود اللِّحْيَة يتكسب بِالشَّهَادَةِ وبالسفر أَحْيَانًا لدمياط بنزر يسير، وَرُبمَا نَاب فِي) الْحِسْبَة ببولاق والقاهرة وأهين مرّة بِمَا ظهر بعد بَرَاءَته مِنْهُ. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن أَبُو الْخَيْر الغمري الشبراملسي. مِمَّن سمع على قريب التسعين. مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن الشَّمْس القاهري الْحَنَفِيّ صهر الْبَدْر الْعَيْنِيّ وَيعرف بالأزهري وبابن السقاء. قَرَأَ على الْبِسَاطِيّ فِي الْأُصُول وَغَيره وعَلى صهره شَرحه للشواهد وَغَيره وَحصل شَرحه للْبُخَارِيّ وباشر عِنْده فِي الأحباس وَغَيرهَا، رَأَيْته سَاكِنا. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة سبع وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن شرشيق الشَّمْس بن النُّور بن الْعِزّ بن الشَّمْس الأكحل الحسني القادري وَالِد الشّرف مُوسَى الْآتِي. مَاتَ فِي رَابِع صفر

سنة أَرْبَعِينَ بالطاعون وَدفن بزاوية عدي بن مُسَافر بِالْقربِ من بَاب القرافة رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن بن شكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الحسني الْبَصْرِيّ الشهير بِابْن شكر. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة أَرْبَعِينَ أَيْضا أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ أحد التُّجَّار بهَا وَيعرف بِابْن جوشن. مَاتَ فِي سنة سِتّ مقتولا بوادي الهدة الْمَعْرُوف بهدة بني جَابر وَخلف عقارا طائلا. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. مُحَمَّد بن عَليّ بن خلد بن أَحْمد الشَّمْس الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الشَّاعِر. ولد فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالمحلة ظنا وجود الْخط وتعاني النّظم فَأحْسن وَكَانَ ذكيا مِمَّن خالط الحلقية والحكوية ففاق عَلَيْهِم ثمَّ صحب الولوي بن تَقِيّ الدّين البُلْقِينِيّ وانسلخ من ذَاك الطّور وَصَارَ يكْتب لَهُ وارتفق ببره لشدَّة فقره وَرُبمَا انْتفع هُوَ بِهِ فِي شَيْء من متعلقات الْأَدَب، وَلما ولي الشَّام كَانَ مِمَّن استصحبه مَعَه فَتوفي هُنَاكَ غَرِيبا بعد أَرْبَعَة أشهر فِي محرم سنة خمس وَسِتِّينَ عَفا الله عَنهُ وَمِمَّنْ اسْتَعَانَ بِهِ فِي أَشْيَاء كَانَ ينسبها لنَفسِهِ سبط شَيخنَا. مُحَمَّد بن عَليّ بن خلد بن عَليّ بن مُوسَى بن عَليّ الْبَدْر القنبشي الْمصْرِيّ نزيل مَكَّة) وَالشَّاهِد بِبَاب السَّلَام. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَخمسين بعد أَن خرف. مُحَمَّد بن عَليّ بن خلد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن البيطار. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع الصَّحِيح ومشيخة أبي الْفرج بن الْقَارِي كِلَاهُمَا عَلَيْهِ وشيئا من النَّسَائِيّ على الشّرف عبد الرَّحْمَن بن عَسْكَر وَكَذَا سمع على أَصْحَاب ابْن الصَّواف مسموعه مِنْهُ بل سمع الْكثير مَعَ أَوْلَاده رَفِيقًا لشَيْخِنَا وَذكره فِي مُعْجَمه. وَقَالَ: أجَاز فِي استدعاء ابْني وَكَانَ حسن السمت كثير التِّلَاوَة انْتهى. وَقد سمع على شَيخنَا فِي تَعْلِيق التَّعْلِيق لَهُ وَحدث بأَشْيَاء روى لنا عَنهُ التقي الشمني وَآخَرُونَ. وَقَالَ المقريزي فِي عقوده: وَكَانَ كثيرا التِّلَاوَة خيرا محبا فِي أهل الْخَيْر صحبته من القَاضِي الْبَدْر بن أبي الْبَقَاء نين فَإِنَّهُ كَانَ من أَتْبَاعه. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين. مُحَمَّد بن عَليّ بن خلف أَبُو الْبَقَاء الترسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي، وترسة بِكَسْر أَولهَا ثمَّ رَاء سَاكِنة بعْدهَا مُهْملَة من الجيزية وَيعرف بكنيته. ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والبهجة والحاجبية واشتغل

كثيرا ونظم قَوَاعِد ابْن هِشَام ألفية وأيساغوجي وألفية فِي الْعرُوض وَكَانَ أَخذه لَهُ عَن نور الدّين الْجَوْجَرِيّ وللعربية وَغَيرهَا عَن التقي الحصني والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَالْفِقْه عَن الْمَنَاوِيّ وَغَيره وَمن شُيُوخه أَيْضا الْمحلى، وَحكى عَن شَيْخه الحصني أَنه التمس مِنْهُ الْجَواب عَن لغز قَالَ إِنَّه لَهُ فِي نعناع وَهُوَ: (وَذي عينين مَا اكتحلا بكحل ... يؤمهما شَبيه الحاجبين) (إِذا ناديته وافى طريحا ... لما عاناه من قطع الْيَدَيْنِ) (أَبَاحَ الْمُسلمُونَ الْقطع فِيهِ ... كسراق النضار أَو اللجين) فَقَالَ: (أَلا يَا ذَا الحجا من قد تَعَالَى ... على الأقران فَوق الفرقدين) (بِعلم زَائِد كالبحر يَنْمُو ... بِلَا نقص وَلم يُوصف بمين) (فَخذ مني جَوَاب اللغز إِنِّي ... قدحت الْفِكر فِيهِ قدحتين) (فأورى زند فكري لي جَوَابا ... أحب إِلَيّ مِمَّا فِي الْيَدَيْنِ) (فبع خمساه يَا سؤلي وصحف ... بماضي البيع شبه الحاجبين) ) وَقد تكَرر اجتماعه بِي وَزعم أَنه شرح الْحَاوِي وأنشدني زجلا قَالَه فِي جَانِبك الجداوي لَا بَأْس بِهِ. وَهُوَ مِمَّن يتكسب فِي سوق النِّسَاء تَحت الرّبع بجوار إِسْمَاعِيل بن الْمُعَلَّى، وَحج وَلَقي ابْنا للشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن الْمُقْرِئ وَقَالَ أَيْضا إِنَّه أَخذ الْفَرَائِض عَن البوتيجي والعمدة وَالْأَرْبَعِينَ وَغَيرهمَا عَن الشريف النسابة وَقَرَأَ على الديمي فِي آخَرين وَأثْنى على شخص أَخذ عَنهُ فِي التصوف يُقَال لَهُ علم الدّين الحصني وَلما قدم حبيب الله اليزدي أَكثر من ملازمته مغتبطا بِهِ فِي الفلسفة وَغَيرهَا وكلماته أَكثر من فَضله. مُحَمَّد بن عَليّ بن خَلِيل بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْبَدْر بن النُّور الحكري القاهري الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي أَبوهُ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ نَشأ نشأة حَسَنَة واشتغل كثيرا وَبحث الْمقنع وَالْمُسْتَوْعب على القَاضِي اعلحنبلي وتميز وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا، وناب فِي الحكم مُدَّة وَكَانَ جميل الصُّورَة حسن المعاشرة متواضعا. مَاتَ فِي أول ربيع الأول سنة سبع وَثَلَاثِينَ عَن ثَلَاث وَخمسين سنة طلعت لَهُ جَمْرَة فِي قَفاهُ فَمَاتَ بهَا. قلت وَقد سمع الحَدِيث وَرَأَيْت بِخَطِّهِ بعض الْأَثْبَات للعز الْكِنَانِي وَغَيره وَكَذَا رَأَيْت بِخَطِّهِ أصُول ابْن مُفْلِح فرعها فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَكَانَ يجلس بِمَجْلِس الحلوانيين. مُحَمَّد بن عَليّ بن خَلِيل الشَّمْس القاهري الْمُقْرِئ نزيل مَكَّة والماضي ابْنه عَليّ وحفيده عمر ثمَّ ابْنه عَليّ وَيعرف بِابْن الشيرجي. ذكره الفاسي فِي مَكَّة

وَقَالَ إِنَّه فَاضل عني بالقراآت السَّبع وَكَانَ لَهُ بهَا خبْرَة وعَلى ذهنه حكايات وأخبار حَسَنَة مَعَ حسن صَوت بِالْقِرَاءَةِ بِحَيْثُ كاني صلي التَّرَاوِيح بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام فيكثر الْجمع لسماعه، ودام على ذَلِك سِنِين ثمَّ انْقَطع قبيل مَوته لضَعْفه وَكَانَ فِي الْقَاهِرَة من ملازمي الْقِرَاءَة بمشهد اللَّيْث كل جُمُعَة، وَتردد لمَكَّة كثيرا آخرهَا سنة أَربع وَثَمَانمِائَة فِي رِسَالَة لصَاحب مَكَّة ثمَّ قطنها وَسكن بدار أم الْمُؤمنِينَ خَدِيجَة بزقاق الْحجر فِي آخر سنة خمس وَثَمَانمِائَة بعد موت عمر النجار الْمُؤَذّن حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ يجْتَمع إِلَيْهِ بهَا فِي لَيْلَة كل سبت جمَاعَة يقرؤن ويذكرون ويمدحون بل كَانَ مديما للتلاوة بِحَيْثُ بَلغنِي أَنه كَانَ يقْرَأ فِي كل يَوْم وَلَيْلَة ختمة وَفِي مرض مَوته ثلث ختمة رَحمَه الله. واتصل فِي مَكَّة بابنة الْجمال الأميوطي ورزق مِنْهَا أَوْلَادًا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشري ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن فِي صبيحتها بالمعلاة.) ::: مُحَمَّد بن عَليّ بن خَلِيل الشَّمْس الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن غَانِم قريب نَاصِر الدّين بن غَانِم. قدم الْقَاهِرَة فاشتغل وَسمع مني المسلسل بالأولية. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي رَاجِح مُحَمَّد بن إِدْرِيس الْجمال بن النُّور الْعَبدَرِي الشيبي الحَجبي الْمَكِّيّ شيخ الحجبة وفاتح الْكَعْبَة وَأَظنهُ يكنى ابا رَاجِح، وَليهَا بعد موت قَرِيبه الْفَخر أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر فِي سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة فدام حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ قد جود الْكِتَابَة وَسكن زبيد مُدَّة سِنِين مَعَ تردده مِنْهَا إِلَى مَكَّة ثمَّ اسْتَقر بِمَكَّة حِين اسْتَقر فِي المشيخة حَتَّى مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين وَصلي عَلَيْهِ فِي الساباط الَّذِي خلف الْمقَام ونادى الْمُؤَذّن بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَوق زَمْزَم، وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السِّتين ظنا وَكَانَ فِيهِ خير وَسُكُون رَحمَه الله. وَاسْتقر بعده قَرِيبه عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بالعراقي كَذَا قَالَه التقي الفاسي وَقَالَ غَيره إِن المستقر بعده الْجمال مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر وَبعده اسْتَقر الْعِرَاقِيّ الْمَذْكُور. مُحَمَّد بن عَليّ بن رَاشد الحفصي الوصابي الْيَمَانِيّ. سمع على شَيخنَا المجالسة وَغَيرهَا. مُحَمَّد بن عَليّ بن رحال الشَّافِعِي مِمَّن عرض عَلَيْهِ خير الدّين بن القصبي بعيد الْخمسين. مُحَمَّد بن عَليّ بن زَكَرِيَّا الشَّمْس السُّهيْلي الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ. نَشأ فاشتغل وَحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ فِي الجوق وجود الْكِتَابَة على عَليّ بن مُحَمَّد مشيمش وَالْجمال الهيتي وتميز فِي النّسخ وَغَيره وَكتب كثيرا وَكَذَا فِي التذهيب وَغسل اللازورد وَمِمَّا كتبه للدوادار يشبك تَفْسِير الْفَخر الرَّازِيّ فِي مُجَلد أتلف فِيهِ شَيْئا كثيرا. وَرغب عَن بعض وظائفه وَبَاعَ جَمِيع أملاكه وَمَا تخلف لَهُ عَن

أَبِيه وَهُوَ شَيْء كثير فِيمَا لَا طائل تَحْتَهُ كَمَا هِيَ سنة الله غَالِبا فِي المَال الْمَوْرُوث من زائدي الْحِرْص مَعَ مزِيد سماح هَذَا بِهِ ثمَّ قَرَّرَهُ الاستادار فِي تربة الدوادار يشبك وَأقَام بهَا متقنعا بمعلومها وَكَانَ باسمه بقلعة الْجَبَل طبقَة من طباق القاعة فَكَانَ بهَا من المماليك يودعون عِنْده مَا يتَحَصَّل لَهُم بِحَيْثُ اجْتمع عِنْده نَحْو أَلِي دِينَار أنفد غالبها، وَآل أمره إِلَى أَن اختفى وَأمْسك وَلَده مُحَمَّد فأودع السجْن مُدَّة طَوِيلَة وَانْقطع خبر أَبِيه.)

وَهُوَ حَيّ قريب التسعين.) ولد بعد الْقرن بسنين فِي قلعة الْجَبَل وَنَشَأ بهَا تَحت كنف أَبِيه إِلَى أَن رسم الْأَشْرَف برسباي فِي حُدُود سنة خمس وَعشْرين لبني الأسياد بالنزول مِنْهَا فسكن هُوَ وَأَخُوهُ أَبُو بكر مَعَ والدهما بمدرسة جدهم الحسنية وضاق حَالهم

لمزيد كلفتهم بِالنِّسْبَةِ لسكنى القلعة فَاحْتَاجَ) صَاحب التَّرْجَمَة لتعاطي الْغناء والطرب لكَونه كَانَ يدْرِي طرفا من الموسيقى مَعَ طراوة صَوته فَمشى حَاله بذلك قَلِيلا، وَصَحب خشقدم الرُّومِي الزِّمَام ولازمه بِحَيْثُ حج مَعَه مَعَ تجرع الْفَاقَة سِيمَا بعد مَوته فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر جقمق كَانَ مِمَّن يدْخل عَلَيْهِ ويلازمه فِي رمي النشاب لمشاركته فِيهِ وَغَيره فحظي عِنْده وَصَارَ من خواصه وندمائه بِحَيْثُ عد فِي الْأَعْيَان وَتكلم فِي الدولة وَقصد فِي الْحَوَائِج فانتعش وَكثر حشمه وخدمه وابتنى بَيْتا بِقرب قنطرة بَاب الْخرق وَآخر بموردة الجبس على الخليج تجاه جَزِيرَة أروى وَحج فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَعَاد وَقد نقص عَمَّا كَانَ فِيهِ فَلم يلبث أَن مرض وَلزِمَ الْفراش أشهرا ثمَّ مَاتَ فِي سَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ وَنزل السُّلْطَان فَصلي عَلَيْهِ. وَكَانَ كثير الْأَدَب بشوشا عَاقِلا مُحْتملا حسن الْأَخْلَاق مَعَ إلمامه بالموسيقى وَالرَّمْي. وَهُوَ فِي آخر عمره أحسن حَالا مِنْهُ قبله مَعَ حرصه على الدُّنْيَا ورغبته فِي جمعهَا من أَي وَجه ومزيد إِمْسَاكه عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عَليّ بن شعْبَان الْبَدْر القاهري الزيات أَبوهُ المجاور لجامع أصلم وأخو عبد الْقَادِر بن شعْبَان الْمَاضِي ووالد أبي البركات مُحَمَّد. كَانَ إسكافا مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ ترك حرفته وَهُوَ مِمَّن جاور مَعَ أَخِيه فِي سنة إِحْدَى وَخمسين فَسمع مَعَه على أبي الْفَتْح المراغي. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين. مُحَمَّد بن عَليّ بن شُعَيْب بن يُوسُف العثماني الأسنائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. رَأَيْت لَهُ متْنا فِي الْفِقْه سَمَّاهُ الاصطفاء معرضًا فِيهِ عَن حِكَايَة الْخلاف بل مُقْتَصرا على مَا عَلَيْهِ الْفَتْوَى وابتدأه بِشَيْء من أصُول الدّين وَشَرحه فِي مُجَلد سَمَّاهُ الِاكْتِفَاء فِي تَوْجِيه الاصطفاء وَقَالَ إِنَّه فرغ مِنْهُ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة ينْقل فِيهِ عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بقوله: قَالَ شَيخنَا. وَهَذَا الشَّرْح بِخَطِّهِ عِنْد الشَّمْس الزبيرِي كَاتب غيبَة البرقوقية ولقلاقة خطه شرع فِي تبييضه. مُحَمَّد بن عَليّ بن صلح بن أَحْمد بن عمر بن أَحْمد نَاصِر الدّين بن الْعَلَاء بن الصّلاح الْحلَبِي ابْن عَم عمر بن أَحْمد وَمُحَمّد بن مُحَمَّد ابْني صَالح وَيعرف كسلفه بِابْن السفاح. مُحَمَّد بن عَليّ بن صلح بن إِسْمَاعِيل الْكِنَانِي الْمدنِي ابْن عَم القَاضِي نَاصِر الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صلح وخادم ضريح حَمْزَة عَم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. أجَاز للتقي) بن فَهد وبيض لترجمته. مُحَمَّد بن عَليّ بن صبيح الْمدنِي أحد فراشيها وأخو أَحْمد الْمَاضِي مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. مُحَمَّد بن عَليّ بن صَلَاح الشَّمْس السكندري الحريري. كَانَ سَاكِنا خيرا

ظريفا فهما مديما للْجَمَاعَة بِجَامِع الغمري ولمجلس الْإِمْلَاء مَعَ تجرع فاقة وتقنع. مَاتَ بعيد الثَّمَانِينَ وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن صَلَاح بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن الْحسن إِمَام الزيدية. مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ. وَينظر فِيمَن ذكر بل سَيَأْتِي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ. مُحَمَّد بن عَليّ بن طنطاش الفلكي. مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن عَليّ بن عَادل نَاصِر الدّين الوفائي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِأبي الْفَوْز ابْن البريدي. قَرَأَ عَليّ بِمَجْلِس يشبك الْفَقِيه فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة للدمياطي وَكَانَ فهما لَا بَأْس بِهِ فِيمَا أرى. مُحَمَّد بن عَليّ بن عَبَّاس بن صافي بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس بن النُّور بن الزين بن الصفي بن الْمجد الهيثمي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن عَبَّاس. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة أَو قبلهَا بمحلة أبي الْهَيْثَم وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن على أَبِيه وَصلى بِهِ والعمدة وأربعي النَّوَوِيّ والتبريزي والرحبية فِي الْفَرَائِض والملحة وعرضها على القاضيين الْعِمَاد الباريني والعز عبد الْعَزِيز بن سليم وَغَيرهمَا فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَبحث على وَالِده فِي التريزي والرحبية والملحة. وَكَانَ أَبوهُ شَاعِرًا بارعا فولع هُوَ بالنظم ومدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ ونه شَيخا منورا يعرف من النَّحْو مَا يصلح بِهِ لِسَانه. وَقد لقِيه ابْن فَهد والبقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وكتبا عَنهُ قصيدة طَوِيلَة أَولهَا: (رق النسيم وهب فِي الأسحار ... وهمى الْغَمَام بوابل الأمطار) (واهتزت الأغصان تيها بالصبا ... وتراقصت طَربا على الْأَشْجَار) مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْحق الصّلاح الْأنْصَارِيّ التبريزي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ الخازن بالبيمارستان وَيعرف بِابْن الملا عَليّ. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين وَثَمَانمِائَة بعد توعك يَوْمَيْنِ وَدفن عِنْد نصر الله العجمي وَأَظنهُ جَازَ الْخمسين وَكَانَ قد) اشْتغل وَحج مرَارًا مِنْهَا فِي سنة سِتّ وَخمسين ولقيته هُنَاكَ وَسمع معي على ابْن الْهمام بل سمع البُخَارِيّ بِتَمَامِهِ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَقبل ذَلِك على شَيخنَا والمحب الْبَغْدَادِيّ والطبقة. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن حسن بن عَليّ الشَّمْس بن الْعَلَاء الْغَزِّي بن المشرقي الْمَاضِي أَبوهُ. حضر إِلَيّ فِي رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين فَسمع مني المسلسل. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الغفور بن عبد الْكَرِيم الْحلَبِي الطَّوِيل وَيعرف بِابْن آمين الدولة. ولد فِي صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَأَجَازَ

لَهُ فِي سنة ثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا الصّلاح بن أبي عمر وَعبد الْوَهَّاب الْقَرَوِي والتقى الْبَغْدَادِيّ والمحب الصَّامِت والباجي وَأَبُو الهول الْجَزرِي وَأَبُو الْيمن بن الكويك والحراوي فِي آخَرين. وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لَهُ فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَمَات بعد ذَلِك بِيَسِير، وَكَانَ معالجا مصارعا جيد الرَّمْي بِالسِّهَامِ من بَيت مَعْرُوف بحلب ذكر جده ابْن خطيب الناصرية فِي تاريخها ولقبه بالشيخ فَخر الدّين وَأَنه حدث عَن سنقر. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن غَازِي البعلي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الْجوف بجيم مَفْتُوحَة ثمَّ وَاو سَاكِنة وَآخره فَاء. ولد فِي سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب الصَّحِيح بل كَانَ يذكر أَنه سَمعه ايضا على الشَّمْس بن اليونانية والعمادين ابْن بردس وَابْن يَعْقُوب والأمين بن الْمُحب. وَحدث أَخذ عَنهُ النَّجْم بن فَهد وَغَيره. وَمَات قبل دخولي بعلبك. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن هَاشم الشَّمْس أَبُو عبد الله التفهني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو قَاضِي الْحَنَفِيَّة الزين عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي. مِمَّن أَخذ عَنهُ التقي بن وَكيل السُّلْطَان وَقَالَ أَنه مَاتَ سنة سبع وَأَرْبَعين. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس الدمنهوري ثمَّ الفوى الفخاري نِسْبَة لبيع الفخار الشَّافِعِي. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بدمنهور وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على الْفَقِيه الزين أبي بكر بن خضير واشتغل فِي الْفِقْه على ابْن الْخلال والشهاب المتيجي ووالده وَجَمَاعَة وَكتب عَن السراج الأسواني الشَّاعِر شَيْئا من نظمه وَجلسَ بِبَلَدِهِ لتعليم الْأَطْفَال فَانْتَفع بِهِ وتعانى النّظم فَكَانَ مِنْهُ مِمَّا كتبته عَنهُ حِين لَقيته بفوة قَوْله:) (إِذا مَا قضى الله فَكُن صَابِرًا ... وَمَا قدر الله لَا تنأ عَنهُ) (وَكن حامدا شاكرا ذَاكِرًا ... فربي هُوَ الْكل وَالْكل مِنْهُ) وَنعم الرجل صلاحا وَخيرا وأنسا. مَاتَ قريب السِّتين ظنا. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر الْعَلَاء بن الْبَهَاء بن الْعِزّ بن التقي الْعمريّ الْمَقْدِسِي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ. ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وأحضر فِي الثَّالِثَة على سِتّ الْعَرَب حفيدة الْفَخر جلسا من أمالي نظام الْملك وَغَيره وعني بِالْعلمِ وَحفظ الْمقنع وَأخذ عَن ابْن رَجَب وَابْن الْمُحب وَمهر فِي الْفِقْه والْحَدِيث ودرس بدار الحَدِيث الأشرفية بِالْجَبَلِ وناب فِي الْقَضَاء عَن صهره الشَّمْس النابلسي ثمَّ اسْتَقل بِهِ ثمَّ عزل بِابْن

عبَادَة ثمَّ أُعِيد بعد مَوته فَلم تطل مدَّته بل مَاتَ عَن قرب فِي ذِي الْقعدَة سنة عشْرين بالصالحية وَدفن بالسفح. وَكَانَ ذكيا فصيحا يذاكر بأَشْيَاء حَسَنَة وينظم الشّعْر. وَلما وقف على عنوان الشّرف لِابْنِ الْمقري أعجبه فسلك على طَرِيقَته نظما حسب فتراح صَاحبه مجد الدّين عَلَيْهِ فَعمل قِطْعَة أَولهَا: (أَشَارَ الْمجد مكتمل الْمعَانِي ... بِأَن أحذو على حَذْو الْيَمَانِيّ) بل هُوَ صَاحب الْمَنْظُومَة الَّتِي فِي مُفْرَدَات أَحْمد عَن الْأَئِمَّة الثَّلَاثَة. وَقد أَكثر الْمُجَاورَة بِمَكَّة وَصَارَ فِي آخر عمره عين الْحَنَابِلَة وثنى عَنهُ الْمُوفق الأبي سمع عَلَيْهِ مَعَ ابْن مُوسَى وَأَجَازَ جمَاعَة رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن معالي بن إِبْرَاهِيم الشَّمْس بن الْعَلَاء المعري ثمَّ الْحلَبِي. ولد فِي سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من الشهَاب بن المرحل. وحدثسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ عَاقِلا مَشْهُور الْعَدَالَة متكسبا بِالشَّهَادَةِ متقنا لصناعتها أحد شُهُود قلعة حلب والجرائد فِيهَا مباشرا بِجَامِع منكلي بغا. مَاتَ قريب الْخمسين تَقْرِيبًا. وَفِي تَارِيخ حلب مِمَّن أجَاز للبرهان الْحلَبِي عبد الرَّحْمَن بن معالي ابْن أَسد بن أبي الْقسم الأرموي المعري الْمُؤَذّن وَأَظنهُ جد هَذَا وَيحْتَمل أَن يكون غَيره. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس أَبُو الْغَيْث بن الْمقري النُّور بن الزين الخليلي ثمَّ الصَّفَدِي الْمُقْرِئ وَيعرف بالمغربي. تَلا بالسبع على ابْن عمرَان والنجار وَبَعضهَا على جَعْفَر فِي سنة إِحْدَى وَسبعين.) ذكره البقاعي مُجَردا.

مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الصَّمد بن يُوسُف بن أَحْمد الشَّمْس أَبُو الْمَعَالِي بن الْعَلَاء أبي الْحسن بن الزين أبي الْجُود التيزيني الْحلَبِي الشَّافِعِي. ولد فِي رَجَب أَو شعْبَان سنة سبع وَثَمَانمِائَة فِي مَدِينَة تيزين من أَعمال حلب وانتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى حلب فحفظ الْقُرْآن والمنهاج والرحبية فِي الْفَرَائِض والملحة واللمع لِابْنِ جني وَبحث بعض الْمِنْهَاج والملحة على عبيد وجود عَلَيْهِ الْقُرْآن وَكَذَا بحث بعض الْمِنْهَاج على الشَّمْس النَّوَوِيّ وَأخذ عَنهُ صناعَة الشُّرُوط وَكَانَ مُتَقَدما فِيهَا وَبحث الرحبية وعروض الْحلِيّ وَبَعض اللمع واللمحة على الْبَدْر بن سَلامَة. ثمَّ ارتحل إِلَى حماة بعد سنة ثَلَاثِينَ وَبحث على الزين بن الخرزي بعض الْمِنْهَاج وَجَمِيع اللمع على الْعَلَاء بن بيور فِي الْفِقْه والنحو ثمَّ إِلَى دمشق فبحث على مُحَمَّد الزرعي عرف بالنووي وَبعد الرَّحْمَن اليمني فِي الْفِقْه والنحو وَبحث بسرمين على الْعَلَاء بن كَامِل الرفكاحية فِي الْفَرَائِض وبديعة الْعِزّ الْموصِلِي وَابْن حجَّة. وَحج فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَولي قَضَاء تيزين وَغَيرهَا من أَعمال حلب وحصلت لَهُ كائنة مَعَ ابْن الشّحْنَة فِي سنة خمسين قَالَ البقاعي أَنه نكبه فِيهَا وَأدْخل عَلَيْهِ الْخمر إِلَى بَيته من جِهَة ربيبه وزين لحاجب حلب حَتَّى أوقع بِهِ وسجنه ثمَّ قدم الْقَاهِرَة ليشكوهما فَكسرت رجله فِي الْعَريش بِحَيْثُ كَانَ دُخُوله لَهَا على أَسْوَأ حَال فَلَمَّا عوفي سعى فِي ذَلِك فَلم ينجع وَاسْتمرّ مُقيما بِالْقَاهِرَةِ خوفًا) من الْحَاجِب فَمَا لبث أَن مَاتَ فِي آخرهَا وَكَفاهُ الله أمره. وناب فِيهَا فِي الْقَضَاء وتنقل بالمجالس وتناوب مَعَ الْبَدْر الدَّمِيرِيّ فِي مجْلِس بَاب اللوق فَقيل للبدر كَأَنَّك غفلت عَن ذكر الله يَوْم سلط هَذَا على مشاركيك لقَوْله تَعَالَى: وَمن يَعش عَن ذكر الرَّحْمَن نقيض لَهُ شَيْطَانا فَهُوَ لَهُ قرين وَكَانَ ناظما مشاركا فِي طرف من الْعَرَبيَّة حَافِظًا لكثير من القصائد المطولة والأشعار اللطيفة مُؤديا لذَلِك بفصاحة وَصَوت جَهورِي مِمَّن يُدَارِي وَيَتَّقِي وَأكْثر من التَّرَدُّد لجَماعَة من أَعْيَان الْوَقْت كالمستجدي مِنْهُم وَكَانَ من عَادَته أَنه إِذا أَرَادَ خصام أحد قَالَ سأنطحه نطحة أهلكه بهَا كَمَا نطحت فلَانا وَفُلَانًا. وَكنت مِمَّن سمع مِنْهُ الْكثير. وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسبعين. وَقد كتب عَنهُ البقاعي من نظمه وَقَالَ مِمَّا يعد فِي مجازفاته أَنه رجل حسن فصيح مفوه غير أَنه مكثار مُمل مشكور السِّيرَة فِي تحمله الشَّهَادَة عفيف متعفف مترفع عَن الدنايا وَمن نظمه:

(الصَّبْر أَحْمد إِذْ لَا ينفع الْجزع ... يَا نفس صبرا لَعَلَّ الضّيق يَتَّسِع) (إِن حل بِالْمَرْءِ بؤس لَيْسَ يَدْفَعهُ ... شكوى وَلَا قلق باد وَلَا هلع) (والدهر من شَأْنه تَغْيِير حَالَته ... وَبَعض حادثه بِالْبَعْضِ ينْدَفع) (إِنِّي بِمصْر غَرِيب لست مُسْتَندا ... إِلَّا إِلَى من بِهِ الْإِسْلَام مُرْتَفع) (قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين أَحْمد من ... فِيهِ المحامد والأفضال تَجْتَمِع) فِي أَبْيَات. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْكَافِي الْجمال الدقوقي الْمَكِّيّ أَخُو عبد الْعَزِيز الْمَاضِي. ولد بِمَكَّة تَقْرِيبًا سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن نَحْو عشر سِنِين فَنَشَأَ فِي حجر أمه فَقِيرا فَلَمَّا ترعرع أقبل على التَّسَبُّب إِلَى عدن من الْيمن وَغَيرهَا وَحصل بعض دنيا وَمَات أَخُوهُ بِالْقَاهِرَةِ بعد أَن أسْند وَصيته إِلَيْهِ فانتقل وَصَحب الخواجا الْبَدْر الطَّاهِر واختص بِهِ وَدخل مَعَه الْقَاهِرَة فاشتهر وَعرف بَين المصريين وَغَيرهم وأثرى وَكثر مَاله وَحصل عقارا بِمَكَّة وَبنى عدَّة دور وَكَانَ من خِيَار أَبنَاء جنسه القاطنين بِمَكَّة مقربا لأهل الْخَيْر بِحَيْثُ كَانَ الْمُوفق الأبي من خواصه، وَله سَماع فِي المسلسل وَغَيره على الزين المراغي، وَعمر مولد جَعْفَر الصَّادِق المجانب لدوره بدار أبي سعيد وأماكن من عين حنين فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين، لَقيته بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الأولى. وَمَات) بهَا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشري ربيع الأول سنة سِتِّينَ وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة ثمَّ دفن بالمعلاة رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْغَنِيّ الْبَدْر السعودي القاهري المقسي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كهوبا بن الْوَقَّاد حِرْفَة جده. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَكَانَ يصحح على الْمُحب بن الشّحْنَة وَسمع مني ثمَّ خالط ذَوي السَّفه وَأمْسك غير مرّة. وَمَاتَتْ لَهُ زَوْجَة فَورثَهَا، وقربه ابْن المغربي الْغَزِّي قَاضِي الْحَنَفِيَّة واستنابه بل عمل نقيبه. وَأَنْشَأَ دَارا وَكَانَ من الْفساد بهما مَا لَا يُوصف مَعَ كَرَاهَة كل مِنْهُمَا فِي الآخر كَمَا هِيَ سنة الله فِيمَن هَذَا سَبيله وَكَاد أَن يهلكه ثمَّ صَار عِنْد الَّذِي يَلِيهِ بِمحل دون ذَلِك فَمَا وَسعه إِلَّا الْحَج وجاور سنة وَرُبمَا قَرَأَ فِيهَا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا مَعَ بعده عَن هَذَا المهيع ثمَّ عَاد، وَهُوَ من سيئات الْوَقْت مَعَ جَهله وَلكنه إِلَى الوكلاء أقرب. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن صَغِير الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الْعَلَاء أبي الْحسن القاهري الْحَنْبَلِيّ الطَّبِيب وَالِد الْكَمَال مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن صَغِير. مِمَّن تميز فِي الطِّبّ وعالج وتدرب بِهِ جمَاعَة بل لَهُ فِي

الطِّبّ كتاب يُسمى الزّبد عرضه ابْنه فِي جملَة محافيظه على ابْن جمَاعَة وَغَيره فِي سنة سِتّ عشرَة وَكَانَ أحد الْأَطِبَّاء بالبيمارستان وبخدمة السُّلْطَان. وَمَات فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ عَن أَربع وَثَمَانِينَ فِيمَا قَالَه لي وَلَده الآخر الْعَلَاء عَليّ وَقد وَصفه الْعِزّ بن جمَاعَة فِي إجَازَة وَلَده بالشيخ الْقدْوَة الْعُمْدَة الْكَامِل الْفَاضِل السَّالِم المتقن المتفنن، وَأَبُو الْفَتْح الباهي بالشيخ الإِمَام الرئيس الْبَالِغ من الكمالات النفسانية مبلغا لَا يحد والحائز من الْفَضَائِل أنواعا لَا تعد. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الكيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أَبُو عبد الله الْقرشِي الْمَكِّيّ وَأمه عَائِشَة ابْنة عبد الرَّحْمَن بن حسن بن هَارُون الْقرشِي المَخْزُومِي أجَاز لَهُ فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا التنوخي. وَأَبُو بكر بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي وَابْن منيع وَمَرْيَم ابْنة أَحْمد الْأَذْرَعِيّ وَغَيرهم. وَمَات كهلا. مُحَمَّد التقي شَقِيق الَّذِي قبله. أجَاز لَهُ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة ابْن صديق والعراقي والهيثمي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي والفرسيسي وَغَيرهم. وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي سنّ الكهولة أَيْضا.) مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم الفوى. فِي ابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم الْمصْرِيّ نزيل مَكَّة وَشَيخ الفراشين بهَا وَيعرف باليمني وبالكتبي. كَانَ من سكان الْقَاهِرَة وصوفية بيبرسيتها ثمَّ ولي فراشة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَكَانَ يتَرَدَّد لمَكَّة من أجلهَا وَيُقِيم بهَا أوقاتا ثمَّ بِأخرَة كثرت إِقَامَته بهَا وَصَارَ يتَرَدَّد إِلَى الْقَاهِرَة قَلِيلا، وتمشيخ بِأخرَة على الفراشين وَدخل الْيمن للتِّجَارَة وَاشْترى بِمَكَّة دَارا ثمَّ وَقفهَا على نَفسه وَأَوْلَاده. مَاتَ بهَا فِي تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَعشْرين وَدفن بالمعلاة وَقد قَارب السّبْعين أَو بلغَهَا. ذكره

الفاسي وَلم يسم جده وَقَالَ بَلغنِي عَنهُ أَنه سمع بِالْقَاهِرَةِ على أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ بعض الصَّحِيح فَالله أعلم. وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وسمى جده وَأورد عَنهُ حَدِيثا وَكَانَ استقراره فِي المشيخة فِيمَا قيل بعد أَحْمد الدوري خَال مُحَمَّد البيسق وَلذَا لما مَاتَ هَذَا وتلقاها عَنهُ عَليّ بن أمد بن فرج الطَّبَرِيّ ثمَّ مَاتَ تلقاها عَنهُ ال. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ ثمَّ الخانكي الشَّافِعِي وَالِد عَليّ الْمَاضِي وَيعرف بالجوجري. ولد سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بجوجر ثمَّ تحول مَعَ أَبِيه وَكَانَ فَقِيرا إِلَى خانقاه سرياقوس فَنزل وتسبب الْأَب بالعلاقة وَغَيرهَا وَحفظ هُوَ الْقُرْآن وجانبا من التَّنْبِيه بِوَاسِطَة انتمائه لشريفين أعجميين أَخَوَيْنِ كَانَا نازلين بهَا اسمهما عَليّ وَمُحَمّد فَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِمَا فِي الْفِقْه وَغَيره وتدرب بهما فِي الطّلب وَمَعْرِفَة اللِّسَان العجمي ولازم خدمتهما حَتَّى انفصلا عَنْهَا إِلَى الْحَرَمَيْنِ ثمَّ اخْتصَّ بعلي الْخُرَاسَانِي حِين اسْتَقر بِهِ سودون من عبد الرَّحْمَن فِي مشيخة مدرسته بهَا وبصاحب التَّرْجَمَة فِي مباشرتها وَزَاد بَينهمَا الِاخْتِصَاص سِيمَا حِين ترقيه بالحسبة وَنظر الخانقاه ومشيختها وَتكلم عَنهُ فِي الخانقاه بل كَانَ هُوَ المستبد بهَا وبابن الْمُحب بن الْأَشْقَر لذَلِك) وَامْتنع من مُبَاشرَة حسبتها وَكَذَا اخْتصَّ بقانم التَّاجِر وألزمه جَانِبك الجداوي بالتكلم عَنهُ فِي الخانقاه، ثمَّ بعده بَاشَرَهَا عِنْد الشهابي بن الْعَيْنِيّ إِلَى أَن اسْتَقل بِالنّظرِ بعد موت الشريف عَليّ الْكرْدِي وَقَامَ فِي أمرهَا وتنمية وَقفهَا وعمارته وناكد كثيرا من مستحقيها، وَكَذَا تكلم عَن قانم وَغَيره فِي الشيخونية والصرغتمشية والبيمارستان وَعَن قجماس فِي البرقوقية وَامْتنع من ذَلِك أَيَّام الأمشاطي مَعَ اختصاصهما وَلَا زَالَ فِي ترق من المَال والدور بالخانقاه وَغَيرهَا وَكَثْرَة الْجِهَات مَعَ مزِيد إقدامه وَكَثْرَة كَلَامه وميله إِلَى الغلظة وَتَمام التجبر وَاتفقَ أَن أَخا لَهُ اسْمه إِبْرَاهِيم ضعف فَنقل إِلَى علية بِبَيْت هَذَا مِمَّا كَانَ اللَّائِق خِلَافه فَلم يلبث أَن ألْقى نَفسه من كوَّة إِلَى أَسْفَل فَمَاتَ ورام الْملك التَّعَرُّض لَهُ بِسَبَبِهِ فدوفع. وَرُبمَا مَال للْفُقَرَاء والفضلاء بِحَيْثُ خطب الشّرف عبد الْحق السنباطي لتزويج ابْنَته من ابْنه أخي البلبيسي وانتفع الشّرف من قبله فِي حَيَاته وَبعدهَا. وَلم يخل من فَضِيلَة سِيمَا وَيذكر أَنه حضر عِنْد القاياتي والشرواني وَكَذَا أَخذ عَن الْمَنَاوِيّ والوروري وَتزَوج بابنته وتكدر أَبوهَا مِنْهُ وَكَذَا تزوج بابنة ابْن الشَّيْخ عَليّ الْمُحْتَسب وبابنة أخي السراج البلبيسي وَكَانَت بَينهمَا كَلِمَات أَفْحَمَهُ هَذَا فِيهَا وَأخذ عَن البوشي وَغَيرهم وَكَانَ مِمَّا أَخذه عَن البوشي فِي الْفِقْه وَقَرَأَ على السنهوري فِي الْعَرَبيَّة مَعَ حسن الْخط وامتحن فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي مرَارًا أَولهَا وتجلد وتهدد بالمرافعة والمكافحة وَغير

وَبدل وَمَات لَهُ ولد ثمَّ آخر من ابْنة ابْن العجمي زَاد على عشْرين سنة أحضر لَهُ البدري أَبُو الْبَقَاء بن الجيعان لتجهيزه عشرَة دَنَانِير مَعَ ثوب بعلبكي فَأخذ ذَلِك وأزلم أمه بتجهيزه مِمَّا هُوَ عِنْدهَا للْمَيت وعد ذَلِك فِي تجبره. كل ذَلِك وَهُوَ مُنْقَطع متوجع حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة سبع وَتِسْعين عقب وَلَده بِيَسِير وَمَا تحققت مَا اتّفق بعده فِي تركته وأوقافه ووظائفه وَالظَّاهِر أَنَّهَا استهلكت عَفا الله عَنهُ وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس أَبُو الْعَطاء البارنباري الدمياطي الشَّافِعِي إِمَام المعينية بدمياط وَيعرف بالشارمساحي. ولد بعد الْعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا ببارنبارة قَرْيَة بِالْقربِ مِنْهَا قَرْيَة تعرف ببني عَطِيَّة الدنجاوي وَلذَا يُقَال لَهُ العطائي أَيْضا ثمَّ انْتقل مِنْهَا مَعَ أَبَوَيْهِ إِلَى دمياط فقطنها وَحفظ الْقُرْآن والشاطبية والمنهاج والألفية والملحة، وَعرض على الشَّمْس بن الْفَقِيه حسن وَعَلِيهِ قَرَأَ البُخَارِيّ واشتغل فِي الْفِقْه والعربية وَكَذَا عرض على الْفَقِيه حسن وَعَلِيهِ قَرَأَ البُخَارِيّ واشتغل فِي الْفِقْه والعربية وَكَذَا) عرض على الْفَقِيه مُوسَى بن عبد الله البهوتي الدمياطي واشتغل أَيْضا عِنْد النُّور الْمَنَاوِيّ وَالطِّيبِي وَسمع الحَدِيث على الْفِرْيَانِيُّ بل وَقَرَأَ على شَيخا فِي سنة إِحْدَى وَخمسين بعض الصَّحِيح وتلا لنافع وَحَمْزَة على الشَّمْس مُحَمَّد البُخَارِيّ الْقُدسِي تلميذ ابْن الْجَزرِي وَغَيره حِين قدم عَلَيْهِم دمياط، وارتحل لمَكَّة فَقَرَأَ على كل من الزين بن عَيَّاش وَمُحَمّد الكيلاني لأبي عَمْرو وَبَعضهَا على الديروطي وَعمر النجار وَسمع على اللَّذين قبلهمَا الْجمع، وتصدى فِي دمياط لتعليم الْأَبْنَاء ثمَّ ولي إِمَامَة الْمدرسَة المعيية أول مَا فتحت وصاهر الشهَاب الجديدي على ابْنَته، وَحضر عِنْدِي فِي بعض قدماته الْقَاهِرَة مجَالِس الْإِمْلَاء بل كتب من تصانيفي جملَة وَقَرَأَ عَليّ مِنْهَا واغتبط بهَا وَهُوَ إِنْسَان حسن طوال فَاضل حسن الْخط مديم التِّلَاوَة حَرِيص على الْخَيْر، لَهُ نظم كتبت عَنهُ مِنْهُ مدحا فِي وَغير ذَلِك. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله الشَّمْس الْحرفِي بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء بعْدهَا فَاء المعري. مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَكَانَ خصيصا بِالظَّاهِرِ برقوق. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. زَاد غَيره أَنه كَانَ عَارِفًا بِعلم الْحَرْف مَعَ مُشَاركَة جَيِّدَة فِي عُلُوم أُخْرَى. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله أَبُو الْفَيْض بن الْعَلَاء بن الْجمال الْحلَبِي الأَصْل الشغري المولد الْمصْرِيّ المنشأ الْمَالِكِي الوفائي الجوال. ولد فِي رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فِي ضواحي دمشق وَأَبوهُ مُتَوَجّه إِلَى الْقُدس ثمَّ انْتقل بِهِ إِلَى الْقَاهِرَة فَنَشَأَ بهَا وَقَرَأَ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو على الْجمال النويري والرسالة الفرعية وتفقه بالجمال الأقفهسي والزين عبَادَة وَآخَرين، وَبحث فِي فروع ابْن

الْحَاجِب وعيون الْمجَالِس لِابْنِ الْقصار وَالْمذهب فِي قَوَاعِد الْمَذْهَب لِابْنِ رشد، وَحضر عِنْد الزين الْعِرَاقِيّ والفرسيسي وَقَالَ إِنَّه قَرَأَ عَلَيْهِ السِّيرَة لِابْنِ سيد النَّاس وَسمع الْأَذْكَار على الشّرف بن الكويك والشهاب أَحْمد بن حسن البطائحي بِقِرَاءَة الكلوتاتي وَقطعَة من مُسلم وَكَذَا من النَّسَائِيّ الْكَبِير وَمِنْهَا الْخَتْم بِقِرَاءَة شَيخنَا والشفا وَمن لَفظه المسلسل وَغير ذَلِك والحصن الْحصين على مُؤَلفه ابْن الْجَزرِي وَكَذَا سمع على شَيخنَا وَآخَرين. ثمَّ رَحل سنة خمس عشرَة إِلَى دمشق ثمَّ إِلَى حلب فَسمع حافظها الْبُرْهَان. ثمَّ حج فِي سنة سِتّ وَعشْرين ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فجاور بهَا الَّتِي تَلِيهَا وَبهَا رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَالِسا على كرْسِي بالروضة فَقَامَ من فِي الْمَسْجِد يهرعون إِلَيْهِ ويقبلون يَده وَهُوَ يَقُول لكل كَلِمَتَيْنِ إِلَى أَن وصلت النّوبَة إِلَيْهِ فَقبل يَده ثمَّ قَالَ لَهُ يَا رَسُوله) الله وَأَبُو الْفَيْض قَالَ شَأْنك الِانْتِقَال فَقلت يَا رَسُول الله للْمَوْت قَالَ لَا فِي الدُّنْيَا قَالَ فحججت سنة ثَمَان وَعشْرين ورحلت إِلَى الْيمن أَبْيَات حُسَيْن ثمَّ المهجم ثمَّ زبيد ثمَّ تعز ثمَّ تَوَجَّهت إِلَى عدن ثمَّ إِلَى هرموز ثمَّ إِلَى الْبَحْرين ثمَّ إِلَى القطيف ثمَّ عدي إِلَى بر الْعَجم إِلَى شيلاو ثمَّ إِلَى شيراز فَأَقَامَ بهَا سنة فَتكلم فِيهَا بِاللِّسَانِ الْفَارِسِي وَعلم بعض الْعَجم اللِّسَان الْعَرَبِيّ وَألف فِيهِ كتابا وَرَأى بهَا شخصا مجذوبا عُريَانا يرْجم النَّاس بِالْحِجَارَةِ فَمر بِهِ فَقَالَ لَهُ أمالك ابْن فِي بَغْدَاد بِكَلَام عَرَبِيّ فصيح فَقلت لَا فَقَالَ بلَى رح إِلَى ولدك فِي بَغْدَاد فرحلت إِلَى أَخَوَيْنِ ثمَّ إِلَى وَاسِط ثمَّ إِلَى بَغْدَاد فأقمت بهَا نَحْو ثَلَاث سِنِين وَتَزَوَّجت بهَا فولد لي ولد سميته عبد الْقَادِر ثمَّ رحلت إِلَى هيت ثمَّ إِلَى تكريت ثمَّ إِلَى إربل ثمَّ إِلَى الْموصل ثمَّ إِلَى جَزِيرَة ابْن عمر ثمَّ إِلَى حصن كيفا ثمَّ إِلَى آمد ثمَّ إِلَى الرها ثمَّ إِلَى قلعة الرّوم ثمَّ إِلَى البيرة ثمَّ إِلَى حلب ثمَّ إِلَى أنطاكية ثمَّ إِلَى طرابلس ثمَّ إِلَى حماة ثمَّ إِلَى حمص ثمَّ إِلَى بعلبك ثمَّ إِلَى دمشق ثمَّ زرت الْقُدس والخليل ثمَّ رحلت إِلَى القاهر سنة أَرْبَعِينَ ثمَّ قدمت دمشق فِي الَّتِي بعْدهَا ثمَّ رجعت إِلَى الرّوم فأقمت ببرصة ثمَّ رجعت إِلَى حلب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين ثمَّ حَملَنِي الله على حمَار معقور لبلد تسمى عقير والعمادية وهما من بِلَاد الأكراد ثمَّ رجعت إِلَى حلب فأقمت بهَا الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ قدمت مصر سنة خمس وَأَرْبَعين ثمَّ تَوَجَّهت إِلَى الصَّعِيد وَاجْتمعت بِبَعْض صلحائها. ثمَّ حج فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ رَجَعَ فِي الْبَحْر سنة ثَمَان إِلَى مصر ولقيته بِالْقَاهِرَةِ قَرِيبا من هَذَا الأوان وَكَذَا لقِيه البقاعي فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بِسَعِيد السُّعَدَاء وَقَالَ إِنَّه جمع كتابا فِي التَّعْبِير وَأثْنى عَلَيْهِ. قلت وتحلى بشعار الصُّوفِيَّة وَكَانَ لطيف الذَّات حسن الْعشْرَة حدث بعدة أَمَاكِن سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت مِنْهُ المسلسل

وَغَيره بل سمع مِنْهُ بعض أَصْحَابنَا بِبَيْت الْمُقَدّس فِي سنة سبع وَخمسين. وَمَات بعد بِيَسِير رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْقطَّان هَكَذَا نسبه المقريزي وَيَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن عمر بن عِيسَى. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله البلان ثمَّ السدار وَيعرف هُوَ وَأَبوهُ بالمجاور. مِمَّن سمع على شَيخنَا وَكَذَا سمع مني فِي اعلإملاء وَغَيره وَحضر عِنْد البقاعي وَغَيره وَتردد إِلَى مشَاهد الصَّالِحين كثيرا، وَحج غير مرّة وجاور، وَكَانَ عاميا خيرا يَحْكِي عَن شَيخنَا أَشْيَاء. مَاتَ وَقد أسن فِي صفر سنة تسعين رَحمَه الله وإيانا.) مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله. فِيمَن جده عبيد قَرِيبا. مُحَمَّد بن عَليّ بن عبيد بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله وَأَبُو الْخَيْر بن نور الدّين القاهري الصُّوفِي الشَّافِعِي بواب سعيد السُّعَدَاء وَابْن بوابها وَيعرف بِابْن الشَّيْخ على المخبزي. ولد سنة تسع وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده واشتغل بالفقه والعربية وَغَيرهمَا يَسِيرا وتعانى الْأَدَب ونظم الشّعْر وَقَرَأَ الحَدِيث على الكلوتاتي وَشَيخنَا فِي آخَرين وَمِمَّا قَرَأَهُ على شَيخنَا ديوانه الْخطب الْأَزْهَرِي والسبع السيارة وَهُوَ مِمَّن لَازم مَجْلِسه فِي الأمالي بل سمع قبل ذَلِك على النُّور الفوى وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والواسطي وَابْن الْجَزرِي والزين القمني والتلواني وَجَمَاعَة وَكتب من فتح الْبَارِي قَدِيما قِطْعَة وَكَذَا من غَيره بل كتب فِي أحد الْحَرَمَيْنِ تخميس الْبردَة للنجم السكاكيني وقرأه على ناظمه بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ قصيدة أُخْرَى فِي مدح الْكَعْبَة وَغَيرهَا من قصائده وَأَجَازَ لَهُ وعظمه وَقَرَأَ فِي تَارِيخه أَيْضا على الْجمال الكازروني الشفا بالروضة النَّبَوِيَّة وَسمع عَلَيْهِ بعض البُخَارِيّ وَغير ذَلِك وَقَرَأَ على الْعَامَّة فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة بِجَامِع الْأَزْهَر

وَكَذَا بالخانقاه الصلاحية وَكَانَ بوابها وَأحد صوفيتها والقاطنين غَالِبا بهَا، وتنزل فِي الْجِهَات وخطب بِجَامِع ابْن شرف الدّين. نعم الرجل كَانَ دينا وَخيرا وسكونا وتواضعا وتوددا وَعشرَة وخفة روح سَمِعت من نظمه. وَمَات فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ حادي عشر ربيع الآخر سنة سِتّ وَخمسين بعد أَن أُصِيب بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ من رمد وَنزل عَلَيْهِ بعض السراق فَأخذ أَشْيَاء من بَيته، وَدفن بحوش الصُّوفِيَّة رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة.) ::: مُحَمَّد بن عَليّ بن عبيد أَبُو عبد الله الصنهاجي التّونسِيّ الْمُقْرِئ الْمُؤَدب الْعَرَبِيّ المفنن وَالْغَالِب عَلَيْهِ القراآت مَعَ مُشَاركَة. مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. ذكره ابْن عزم. مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان بن عبد الله التركماني. يَأْتِي بعد وَاحِد. مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الخواجا الفومني. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد وَهُوَ وَالِد الْجمال مُحَمَّد مِمَّن سكن مَكَّة وَاشْترى بهَا دَارا وعمرها وَخلف أَوْلَادًا وتركة لَهَا صُورَة. مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان بهاء الدّين بن الْمصْرِيّ بن التركماني خَازِن كتب النورية وَغَيرهَا بِدِمَشْق. أحضر على أَصْحَاب الْفَخر وَغَيرهم وَلم يكن مرضيا، مَاتَ فِي صفر سنة إِحْدَى. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ فِي مُعْجَمه: مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان بن عبد الله التركماني ثمَّ الدِّمَشْقِي أجَاز لي وَمن مسموعه من ابي عبد الله بن الخباز خَامِس الحنائيات وَالظَّاهِر أَنه هَذَا. مُحَمَّد بن عَليّ بن عثمانالزبيدي المطيب الْحَنَفِيّ. خلف وَالِده بِالْيمن فِي جودة الْفِقْه وانتهت إِلَيْهِ بعده رياسة الْحَنَفِيَّة بزبيد ثمَّ درس فِي المحالبية لِلشِّهَابِ أَحْمد بن إِبْرَاهِيم المحالبي. وَمَات فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بزبيد. مُحَمَّد بن عَليّ بن عَطاء أَمِين الدّين الدِّمَشْقِي. كَانَ فَاضلا بارعا عَارِفًا بالتصوف والعقليات درس بالأسدية وَكَانَ يسجل على الْقُضَاة وَإِلَيْهِ النّظر على وقف جده الصاحب شهَاب الدّين بن تَقِيّ الدّين. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن عَليّ بن علاق قَاضِي غرناطة. مَاتَ سنة سِتّ. مُحَمَّد بن عَليّ بن عَليّ بن غَزوَان السكندري الشَّافِعِي الْمُؤَذّن الموقت وَيعرف بالهزبر. ولد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة باسكندرية وَسمع من ابْن الْمُصَفّى وَابْن الْفُرَات مشيخة الرَّازِيّ وَغَيرهَا، وَحدث باسكندرية وبالقاهرة روى عَنهُ جمَاعَة. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَلم يتَّفق لي لقاؤه لكنه أجَاز لي غير مرّة. وَمَات فِي سادس شعْبَان سنة سبع وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.

مُحَمَّد بن عَليّ بن عَليّ بن مُحَمَّد بن نصير كبكبير الشَّمْس أَبُو الْفضل الدِّمَشْقِي القوصي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الفالاتي حِرْفَة أَبِيه، وَكَانَ) شَيخنَا يَقُول لَهُ لَو قيل الفالي كَانَ أحسن لِئَلَّا تحذف أَلفه فَتَصِير الفالتي. ولد فِي الْعشْر الأول من رَجَب سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية النَّحْو والبيضاوي وَالتَّلْخِيص وَغَيرهَا، وَعرض على جمَاعَة وَنَشَأ فِي كَفَالَة أَبَوَيْهِ بزِي أَبنَاء الْفُقَهَاء وَأَقْبل على الِاشْتِغَال فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ فِي الْعَرَبيَّة أَبُو عبد الله الرَّاعِي والأبدي وَعنهُ أَخذ الْعرُوض وَغَيره وَكَذَا أَخذ فِي الْعرُوض عَن النواجي وَفِي الْفِقْه الْجمال الأمشاطي والونائي والْعَلَاء القلقشندي وَعنهُ أَخذ فُصُول ابْن الهائم والمناوي والمحلى وَأكْثر من ملازمته فِيهِ وَفِي الْأُصُول وَغَيرهمَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ شروحه للمنهاج وَجمع الْجَوَامِع والبردة وَغَيرهَا وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وَكثر انقياده لَهُ وَكَذَا لَازم الْعلم البُلْقِينِيّ بعد وَفَاة شَيخنَا أتم مُلَازمَة حَتَّى حمل عَنهُ أَشْيَاء فِي الْفِقْه وَغَيره بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَأكْثر من الْأَخْذ عَن الشمني فِي فنون كالتفسير والأصلين والعربية والمعاني وَعَن شَيخنَا فِي الحَدِيث بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَتَخْرِيج الرَّافِعِيّ من تأليفه وَغير ذَلِك بل أَخذ عَنهُ فِي الْفِقْه أَيْضا وَتردد فِي أول أمره للبدر بن الْأَمَانَة وَفِي أواخره لِابْنِ الْهمام والشرواني وَمن قبلهمَا للقاياتي وَعَن ابْن أَسد أَخذ الْيَسِير من القراآت، وَصَحب الشَّيْخ مَدين وقتا واختلى عِنْده وَأَقْبل الشَّيْخ عَلَيْهِ وَقَرَأَ الحَدِيث على الْعِزّ بن الْفُرَات والشهاب العقبي وَعبد الْكَافِي بن الذَّهَبِيّ وَشَعْبَان الْعَسْقَلَانِي وَرَجَب الخيري فِي آخَرين بل هُوَ قَارِئ الصَّحِيح بالظاهرية الْقَدِيمَة فِي الْجمع الَّذِي لم يتَّفق فِي أَوَانه مثله شُيُوخًا وطلبة، وَسمع مَعنا على جمع كثيرين وَقَبلنَا يَسِيرا ورافقته فِي عُلُوم الحَدِيث على شَيخنَا إِلَّا فِي الْيَسِير من أَوَائِله وَكتب لي بِخَطِّهِ أَنه اسْتَفَادَ فِيهِ مني، وَحج مرَّتَيْنِ الثَّانِيَة فِي سنة خمسين وَقَرَأَ بِمَكَّة على أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد والزين الأميوطي وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعائي وَغَيره جمَاعَة وَأول مَا تنبه تنزل فِي البرقوقية ثمَّ فِي إِمَامَة الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة ثمَّ فِي نِيَابَة نظرها وانتقل بعد الْإِمَامَة فسكنها وَكَذَا فِي قِرَاءَة الحَدِيث بالتربة البرقوقية وَفِي غَيرهَا من الْجِهَات كالطلب فِي التَّفْسِير بالمؤيدية ونيابة مشيخة البيبرسية مَعَ كَونهَا حَادِثَة وَلم يزل مديما للاشتغال مَعَ وفور ذكائه ويقظته واستقامة فهمه وفطنته حَتَّى برع وشارك فِي الْفُنُون وانتفع بتربية شَيْخه البُلْقِينِيّ لَهُ كثيرا وَقدمه وَعرض عَلَيْهِ النِّيَابَة فِي الْقَضَاء فَأبى وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَكَذَا أذن لَهُ الْمحلى وَغَيره

فِي الإقراء وَمِمَّنْ أذن لَهُ فِي إقراء عُلُوم الحَدِيث وَغَيرهَا شَيخنَا، وتصدر) لإقراء الطّلبَة عدَّة سِنِين وَلما مَاتَ نَاصِر الدّين بن السفاح اسْتَقر عوضه فِي تدريس الْفِقْه بالحسنية تَكْلِيفه للنَّاظِر وتجاذب هُوَ والمحيوي الطوخي فِيهِ ثمَّ أعرض عَنهُ الطوخي لَهُ وَعمل فِيهَا إجلاسا بِحَضْرَة البُلْقِينِيّ وَغَيره وَكَذَا اشْترك مَعَ الزين المنهلي فِي تدريس النابلسية ثمَّ رغب بواسطتي لَهُ عَمَّا يَخُصُّهُ فِيهِ ورام بعد شَيْخه الْمحلي الِاسْتِقْرَار فِي تدريس الْفِقْه بالبرقوقية لكَونه أمثل شافعيتها عملا بِشَرْط الْوَاقِف فَمَا تيَسّر مَعَ مساعدة شيخها لَهُ وَكَذَا رام بعد موت التَّاج السكندري النِّيَابَة عَن وَلَده فِي تدريس الحَدِيث بالظاهرية مَحل سكنه مُتَبَرعا فَمَا وَافق الْأمين الأقصرائي وَأَشَارَ لي بالنيابة ثمَّ لما أردْت التَّوَجُّه لمَكَّة أرسل يسألني فِيهَا عني فَلم أخالفه فقدرت وَفَاته قبل وَقت الدَّرْس وناب فِي الخطابة بالأزهر وراج أمره عِنْد الْعَامَّة بِسَبَبِهَا جدا خُصُوصا وَقد صَار يعتني بالوقائع والأوقات وَنَحْوهمَا فيسبك مَا يلائمها فِي الْخطب ويستعين بِي كثيرا فِي الْأَحَادِيث الْمُنَاسبَة لذَلِك تَارَة بالمشافهة وَتارَة بِالْإِرْسَال الَّذِي يفْتَتح أَكْثَره بالمسؤول من فضل سَيِّدي الشَّيْخ الْعَلامَة أمتع الله بحياته إِلَى آخِره، هَذَا مَعَ إلمامه بِصُحْبَة الرؤساء ونحهم وَحسن عشرَة لَهُم وانضمام قِرَاءَته الحَدِيث عِنْد الحسام بن حريز قَاضِي الْمَالِكِيَّة لذَلِك فَزَاد رواجه وَتقدم على أقرانه بل وَمن لَعَلَّه أمهر مِنْهُ وَرُبمَا قصدب الْفَتَاوَى فِي النَّوَازِل والحضور فِي عُقُود الْمجَالِس وَصِحَّة عقيدته حَتَّى أَنه فِي كائنة جرت خطب فِي الْحَط على ابْن عَرَبِيّ وَغَيره من الاتحادية مُصَرحًا بالإنكار على مِنْبَر الْأَزْهَر ورغبته فِي الْقيام وَالصِّيَام ومراعاة سلوك الاحتشام فِي ملبسه وهيئته وَشدَّة إِظْهَاره التجمل مَعَ التقلل وَعدم تهافته وَجحد النعم وعلو همته مَعَ من يَقْصِدهُ حَتَّى أَن كل وَاحِد من صَاحِبيهِ الزين قَاسم الزفتاوي وكريم الدّين العقبي أسْند وَصيته إِلَيْهِ بل كَانَ أحد الشَّاهِدين بتأهل أكبر أَوْلَاد شَيْخه البُلْقِينِيّ لمباشرة وظائفه وشافه أَبَا السعادات البُلْقِينِيّ بِوَاسِطَة مساعدته فِي ذَلِك وَغَيرهَا بِمَا لم أَحْمَده فِيهِ وَكَثْرَة أدبه مَعَ أحبابه وَغَيرهم مِمَّا يستجلب ميل الْقلب لمحبته ومزيد احْتِمَاله خُصُوصا لأَذى بعض المتظاهرين بِصُحْبَتِهِ وَكَذَا كَانَت أمه كَثِيرَة الْإِيذَاء لَهُ بل ولأبيه من قبله مَعَ صَبر الْوَلَد عَلَيْهَا وإحسانه جهده إِلَيْهَا. وَهُوَ فِي أَوَاخِر أمره فِي كل مَا اشرت إِلَيْهِ أحسن مِنْهُ حَالا قبله وَلَا حَاجَة بِنَا إِلَى التَّطْوِيل بالتفصيل، وَلم يزل أمره فِي ازدياد وشهرته مستفيضة بَين الْعباد بِحَيْثُ أَنه تحدث بتقدمه للْقَضَاء وَرُبمَا حدث نَفسه بذلك إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة) سبعين وَأَنا مُتَوَجّه لمَكَّة وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بِبَاب النَّصْر فِي مشْهد جليل جدا وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء وَأثْنى

النَّاس عَلَيْهِ وتأسفوا على فَقده وَكَانَ أَعْطَانِي حِين موادعته إيَّايَ رِسَالَة من نظمه ونثره للحضرة النَّبَوِيَّة وَجعل أَمر إيصالها فِي هَذَا الْعَام أَو الَّذِي بعده لأضماري الْمُجَاورَة إِلَيّ فَقدر أنني أخرتها حَتَّى أديتها فِي الْعَام الْآتِي وتبررت لَهُ بذلك وَقد أودعتها مَعَ أَبْيَات امتدحني بهَا فِي مَحل آخر. رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة. مُحَمَّد بن عَليّ بن عَليّ الْحِجَازِي. مِمَّن سمع مني. مُحَمَّد بن عَليّ بن عَليّ السكرِي أَبوهُ. كَذَلِك. مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن حسن أَبُو حَامِد التلواني. فِي الكنى. مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن مهنا بن أَحْمد الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الْعَلَاء الْحلَبِي الْحَنَفِيّ أَخُو مَحْمُود الْآتِي وَيعرف بِابْن الصَّفَدِي. ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمُخْتَار فِي الْفِقْه ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ ولازم الْجمال الْمَلْطِي فِي الْفِقْه وأصوله وَغَيرهمَا وَأخذ الْمعَانِي وَالْبَيَان وَغَيرهمَا عَن الشَّمْس الزَّاهدِيّ العنتابي الْحَنَفِيّ والمختصر وكافية ابْن الْحَاجِب وشروحها مَعَ الْمفصل أَصْلهَا عَن التَّاج الأصفهيدي الشَّافِعِي بل سمع عَلَيْهِ شَرحه لألفية ابْن ملك بحثا وَقَرَأَ على الشَّمْس البسقامي الْحَنَفِيّ المصابيح وَسمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ والمشارق وَكَذَا سمع قبل ذَلِك البُخَارِيّ والشفا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ على الْجمال إِبْرَاهِيم بن العديم والشاطبيتين على الشهَاب بن المرحل. وَنَشَأ فَقِيرا فتكسب بِالشَّهَادَةِ إِلَى أَن تفنن وفَاق الأقران. وسافر فِي سنة ثَمَانمِائَة إِلَى الْقَاهِرَة مَعَ شَيْخه الْمَلْطِي حِين طلب لقضائها فَلَمَّا قدماها واستضاف البُلْقِينِيّ الْمَلْطِي استصحبه عه وأوصاه بِالْجُلُوسِ بِقُرْبِهِ ليذكره بالمنقول فِيمَا لَعَلَّه يَقع التَّكَلُّم فِيهِ وناهيك بِهَذَا جلالة، وَقَرَأَ حِينَئِذٍ على ابْن الملقن فِي البُخَارِيّ وَحضر دروس السَّيْف الصيرامي وَالِد النظام وَتزَوج حِينَئِذٍ بِامْرَأَة من بَيت الكلستاني وساعدها فِي تحيل مِيرَاث لَهَا ثمَّ وهبته لَهُ بعد فَكَانَ يحْكى أَنه كَانَ سَبَب ثروته. وَولي إِذْ ذَاك فِي زمن الظَّاهِر برقوق قَضَاء طرابلس بِتَعْيِين شَيْخه الْمَلْطِي لَهُ وَلِهَذَا كَانَ يَقُول مَا بالممالك الْآن قَاض من أَيَّام برقوق غَيْرِي، وَأقَام فِيهِ مُدَّة ثمَّ صرف فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بالتاج ابْن الْحَافِظ الْحلَبِي وَلم يلبث أَن أُعِيد قبل مشارة التَّاج وشكرت سيرته. ثمَّ انْتقل فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ لقَضَاء الشَّام عوضا عَن الشهَاب بن الكشك وعزل) مِنْهُ مرَارًا مِنْهَا فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين بحميد الدّين النعماني، وَعرض عَلَيْهِ مرّة قَضَاء حلب فَأبى وَاتفقَ فِي مُرُور الْأَشْرَف لآمد أَنه كَانَ معزولا فَانْتزع لَهُ إِمَّا الخاتونية أَو القصاعين تدريسا ونظرا من ابْن الكشك وَكَذَا بَاشر الصادرية والنورية. وامتحن فِي سنة أَربع

وَأَرْبَعين وَوجه إِلَى الْقُدس بطالا وَكَذَا حصلت لَهُ كائنة أُخْرَى خلص مِنْهَا بالبذل. وَكَانَ إِمَامًا عَالما عَلامَة أصوليا ماهرا بذلك مشاركا فِي الْفُنُون مَعَ الْخَيْر والعفة والسيرة الحميدة فِي قَضَائِهِ وَحسن الْعشْرَة وخفة الرّوح. وَصفه شَيخنَا فِي حوادث سنة أَربع وَأَرْبَعين من إنبائه بِأَنَّهُ من أهل الْعلم لَا يُنكر عَلَيْهِ الْعَمَل بِمَا رجح عِنْده. وَنقل غَيره عَن الْعِزّ الْقُدسِي أَنه وَصفه بمزيد الْحِفْظ وقصوره فِي التَّحْقِيق. وَقد حج وَقدم الْقَاهِرَة سوى مَا تقدم غير مرّة، وَحدث قَدِيما بالموطأ ثمَّ بَان أَن لَا رِوَايَة لَهُ فِيهِ وَأَن الْغَلَط من البقاعي وَهُوَ قارئه ثمَّ نقل عَنهُ أَنه قَالَ لَهُ أَن وَالِده أحضرهُ وَهُوَ مَوضِع على الْكَمَال بن حبيب وَكَانَ يقرئ أَوْلَاد بني حبيب وَأَن ثبته بذلك وَبِغَيْرِهِ ضَاعَ مِنْهُ فِي الْفِتْنَة وَتَأَخر مِنْهُ ورقة وَاحِدَة فِيهَا حُضُوره للشفا على الْكَمَال وتصحيحه بآخرها انْتهى. وَهَذَا لَا يمْنَع بطلَان سَمَاعه للموطأ على ابْن حبيب فقد بَين الْبُرْهَان الْحلَبِي الْحَافِظ بُطْلَانه وَكَذَا حدث بِبَيْت الْمُقَدّس ولقيته بِالْقَاهِرَةِ وَأخذت عَنهُ أَشْيَاء. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَانِي عشري رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بِدِمَشْق معزولا وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس بطرفها الشمالي رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي سبط ابْن الشريشي وَيعرف بِابْن الإربلي. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن عميرَة الشَّمْس الْمَالِكِي نِسْبَة لملك بن النَّضر الرَّمْلِيّ الشَّافِعِي ولد على الْمَاضِي. قَالَ لي وَلَده أَنه سمع على أبي الْخَيْر بن العلائي وَأَنه ولي تدريس الْمدرسَة الخاصكية العمرية بِبَلَدِهِ وانتفع بِهِ وَلَده وَغَيره وَأفْتى. وَمَات فِي شَوَّال سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِمَّا كتبت عَن وَلَده من إنشاد أَبِيه لنَفسِهِ: (يَقُول لَك الْأَثْبَات أهل التجارب ... تصبر فعقبى الصَّبْر نيل المآرب) (وَنَصّ كتاب الله بِالصبرِ آمُر ... وَقد وعد الصبار حسن العواقب) فِي أَبْيَات يَقُول فِيهَا: (رأى ابْن سَلام وَجهه صثار مُسلما ... وَقَالَ لعمري لَيْسَ ذَا وَجه كَاذِب) ) وَقَوله: (أخْلص توكل فوض أَرض اصطبر ... وَلَا تُؤخر تَوْبَة ناصحه) (وجانب الْكبر وخل الريا ... ثمَّ اجْتنب أعمالك الفاضحه) مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن قنان شمس الدّين بن نور الدّين الْعَيْنِيّ الدِّمَشْقِي الْمدنِي الشَّاعِر عَم الْفَخر بن أَحْمد. سمع مَعَ أَخِيه عمر وأبيهما الماضيين على الزين المراغي فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وعَلى النُّور الْمحلى سبط الزبير بعد ذَلِك وتميز فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وتعانى التِّجَارَة. وقدرت وَفَاته بكنباية من الْهِنْد سنة ثَمَان وَخمسين رَحمَه الله.

مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الشَّمْس الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ الزعيم نزيل دمشق. ولد سنة بضع وَخمسين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد، وكف بَصَره وجال فِي الْبِلَاد كاليمن والهند والحجاز والقاهرة. وَمَات بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع عشرَة وَكَانَت لَدَيْهِ فَضَائِل. ذكره المقريزي فِي عقوده وَحكي عَنهُ حِكَايَة. مُحَمَّد عَليّ بن عمر الشَّمْس الصَّابُونِي القاهري الْموقع. كَانَ لَا بَأْس بِهِ شكالة وسكونا ووجاهة فِي صَنعته وَرُبمَا لقب بِابْن كشكة. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الخواجا بير مُحَمَّد الكيلاني ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. قدم مَكَّة فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَهُوَ ابْن ثَلَاث عشرَة سنة فحفظ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح فِي الْمَسْجِد الْحَرَام والمنهاج الفرعي وَعرضه على الْجمال بن ظهيرة وَغَيره وتلا بالسبع على الزين بن عَيَّاش وَحضر بعض الدُّرُوس بل سمع فِي سنة أَربع عشرَة على الزين المراغي النّصْف من مُسلم وَسنة سِتّ عشرَة ثلاثيات أَحْمد على الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب الْمَقْدِسِي، وسافر إِلَى بِلَاد الْيمن والقاهرة وَغَيرهَا مرَارًا للتِّجَارَة فأثرى وَكثر مَاله وابتنى بِمَكَّة دورا، وَكَانَ عَارِفًا بِأُمُور دُنْيَاهُ متقنا لَهَا حَافِظًا لكتاب الله كثير التِّلَاوَة مَعَ ظرف وحشمة فِي الْجُمْلَة اجْتمعت بِهِ مرَارًا فِي القدمة الأولى لمَكَّة. وَمَات بهَا فِي ثَالِث عشري الْمحرم سنة سِتِّينَ وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة وَخلف تَرِكَة هائلة من النَّقْد وَالْعرُوض وَالْعَقار وَلم يتْرك ذكرا بل سِتّ بَنَات سامحه الله وإيانا.) ::: مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر البسيوني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد ببسيون من الغربية بِالْقربِ من النحرارية سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ قَلِيلا وَتزَوج ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فسكن قَرِيبا من الْأَزْهَر وأكمل الْقُرْآن وَحضر عِنْد الشهَاب الْعَبَّادِيّ وَابْن الصَّيْرَفِي وَعمر الدهتوري وَقَرَأَ على الشرنقاشي فِي الْمِنْهَاج وَالْحَاوِي ولازم الديمي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الشفا والعمدة وَثلث البُخَارِيّ وَغير ذَلِك ثمَّ قَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ جملَة وَسمع مني المسلسل. وَهُوَ من المنزلين بتربة الْأَشْرَف قايتباي. مُحَمَّد بن عَليّ بن عواض السكندري التروجي نزيل الْقَاهِرَة ثمَّ مَكَّة وَيعرف بِابْن أُخْت ابْن عواض وَأكْثر مَا يُقَال ابْن عواض، وَرَأَيْت من سَمَّاهُ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ. أحد من كَانَ عِنْد ابْن الْفَقِيه مُوسَى وَابْني عليبة وتمول من التِّجَارَة وَغَيرهَا وَعرف بالنهضة والجسارة ورزق حظا، وابتنى دَارا بِالْقربِ من سوق أَمِير الجيوش وَأقَام بِمَكَّة مُدَّة وصودر بعد موت الْجَمَاعَة لاتهامه بِمَال لِابْنِ مُوسَى

ثمَّ طلب فِي سنة أَربع وَتِسْعين فَعمِلت مصْلحَته بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار فَأكْثر، وَرجع فِي أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين فِي الْبَحْر وَأَرْدَفَ بِجَمِيعِ عِيَاله مَعَ الْمَوْسِم وَهُوَ مِمَّن يحب الصَّالِحين سِيمَا ابْن الغمري وَله سبع بجامعه، وَسمع مني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. مَاتَ فِي لَيْلَة خَامِس عشري ربيع الأول سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة وَصلي عَلَيْهِ ضحى الْغَد فِي مشْهد حافل وَدفن بتربة بني عليبة وَقد زَاد على السِّتين. وَكَانَ فِيهِ خير وبر وانتماء لأبي الْعَبَّاس بن الغمري رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الشّرف بن جوشن الْمَاضِي أَبوهُ والآتي عَمه الْفَخر مُحَمَّد. ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَسمع على شَيخنَا وَغَيره ولازم الْمَنَاوِيّ فِي التَّقْسِيم وَغَيره وتنزل فِي الْجِهَات وَهُوَ إِلَى الانجماع أقرب. مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى الشَّمْس الْبَغْدَادِيّ ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ صهر موفق الدّين بن الْمُحب بن نصر الله، كَانَ الْمُوفق زوج أُخْته، وَكَانَ خيرا يسكن القراسنقرية ويقرئ فِي بَيت الْمُحب بن الْأَشْقَر وَهُوَ أَخُو زَيْنَب وزليخا ابْنَتي إِبْرَاهِيم الشنويهي لِأُمِّهِمَا. مَاتَ سظنا سنة بضع وَخمسين وَنعم الرجل. مُحَمَّد بن عَليّ بن فتح بن أوحد الشَّمْس بن النُّور الخانكي سبط الْعِزّ المنوفي وحفيد شيخ الخانقاه الْمَاضِي أَبوهُ وجده. سمع عَليّ فِي الشفا بِقِرَاءَة أبي الْغَيْث.)

وأرخه شَيخنَا فِي السّنة قبلهَا، وَطوله ابْن خطيب الناصرية وَقَالَ إِنَّه مَاتَ فِيهَا يَعْنِي سنة أَربع وَعشْرين أَو فِي الَّتِي بعْدهَا من حجر أَصَابَهُ وَهُوَ يحاصر قلعة هتاك وَاسْتقر بعده ابْنه إِبْرَاهِيم الْمَاضِي. مُحَمَّد بن عَليّ بن قطلوبك نَاصِر الدّين بن الْعَلَاء الفازاني وَالِد عبد الْعَزِيز الْمَاضِي وَيعرف بالصغير بِمُهْملَة مَضْمُومَة ثمَّ مُعْجمَة مَفْتُوحَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة تَصْغِير صَغِير، وَيُقَال لَهُ أَيْضا الْمعلم لتقدمه فِي تَعْلِيم الرَّمْي بالنشاب وبراعته فِيهِ علما وَعَملا بِحَيْثُ قيل إِنَّه لم يخلف بعده فِيهِ مثله مَعَ مُشَاركَة ومحاضرة حَسَنَة وَصَوت طري وَقِرَاءَة فِي الْمِحْرَاب جَيِّدَة. وَهُوَ من أَصْحَاب الظَّاهِر جقمق قبل تملكه وَلذَا قربه بعده وَصَارَ من ندمائه ومسامريه وولاه فِي أَوَائِل دولته نِيَابَة دمياط ثمَّ عَزله وأهانه قَلِيلا ثمَّ أَعَادَهُ إِلَى مرتبته بل جعله من جملَة الْحجاب فَلَمَّا مَاتَ لزم دَاره حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشري ذِي) الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَدفن من الْغَد وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ وانتعش ابْنه بإرثه رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن إِبْرَاهِيم الجعبري الخليلي وَالِد مُحَمَّد وَعمر الْمَذْكُورين. ولد سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة بالخليل وَلبس الْخِرْقَة من عَمه عمر بلباسه لَهَا من خَاله عَليّ بن عمر بن أرش بلباسه لَهَا من أَبِيه وَهُوَ من على البكا وَولي مشيخة الْخَلِيل. مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد ابْن القطب أَمِين الدّين الْقُسْطَلَانِيّ أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة وَكَأَنَّهُ مَاتَ صَغِيرا. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَمْدُود الشَّمْس بن الْعَلَاء بن نَاصِر الدّين الْغَزِّي الأَصْل الشارنقاشي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بالشارنقاشي نِسْبَة لبلده بالغربية أقطاعهم بِهِ، وَأمه أمة بَيْضَاء. ولد سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بحارة المنبجية وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ جرده بالحلة فِي جَامع الغمري وتلا بِهِ لأبي عَمْرو وَابْن كثير على عبد الله الضَّرِير، وَحفظ الشاطبية ومختصر أبي شُجَاع والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والقرافي وَغَيرهم، وتفقه بالعبادي وزَكَرِيا وَحضر دروس الْمَنَاوِيّ، ولازم الْجَوْجَرِيّ فِي الْفِقْه والأصلين والعربية

وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان وَالْعرُوض وَغَيرهَا وَكَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ فِي الْأُصُول شرح جمع الْجَوَامِع للمحلي والعبري على الْبَيْضَاوِيّ وَفِي أصُول الدّين شرح العقائد وَشرح المواقف وَفِي الْعَرَبيَّة الرضي وَابْن المُصَنّف والتوضيح والمغنى كِلَاهُمَا لِابْنِ هِشَام وَفِي الصّرْف الجاربردي وَشرح التَّفْتَازَانِيّ على تصريف الْعزي وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان الْمُخْتَصر وَقطعَة من المطول وَفِي الْعرُوض شرح الأبشيطي للخزرجية وَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن الْبَدْر المارداني وَقَرَأَ على التقي الحصني فِي الْمنطق شرح الشمسية للتفتازاني والقطب والحاشية وَكَذَا قرأهما على الْعَلَاء الحصني ولازم الشرواني دروسا مفرقة فِي عُلُوم شَتَّى والكافياجي والشمني وَسيف الدّين فِي آخَرين وَقَرَأَ البُخَارِيّ على الشاوي واليسير مِنْهُ على الديمي وَقطعَة من مُسلم على الْجلَال القمصي وَسمع على أم هَانِئ الهورينية وَهَاجَر وَأبي السُّعُود الغراقي وَغَيرهم وَحضر فِي مجْلِس خطيب مَكَّة أبي الْفضل والخيضري، وتميز) وبرع وَجلسَ للأقراء بالأزهر قبيل السّبْعين وناب عَن بني شَيْخه الْجَوْجَرِيّ فِي تدريس المؤيدية واختص بجوهر المعيني وَأَسْكَنَهُ بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا فِي غيط الْعدة وأقرأ بهَا الطّلبَة وَصَارَ مشارا إِلَيْهِ وَكثر تودده وسكونه وتأدبه معي وَلكنه تكلم بِحَضْرَة السنتاوي بِمَا لَا يَلِيق فزبره وَاجْتمعَ بِي لنصرته فَمَا وجدت الْمحل قَابلا لمساعدته مَعَ كَونه مِمَّن حضر عِنْدِي بعض مجَالِس الْإِمْلَاء. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من خِيَار الْجَمَاعَة وأقربهم إِلَى التثبت. وَقد حج فِي موسم سنة سِتّ وَتِسْعين فَكَانَ على طَريقَة شريفة بِحَيْثُ لم يقبل من أحد شَيْئا الْبَتَّةَ. وَعَاد فَلم يلبث أَن تعلل ثمَّ مَاتَ فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن طرخان الْكَمَال ابْن النُّور بن لاشمس بن الشهَاب بن الضياء القاهري البحري نِسْبَة لباب الْبَحْر الْحَنْبَلِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن الضياء وَأمه أطس سبطة النُّور الرَّشِيدِيّ وَزَوْجَة البوشي عَالم الخانقاه ثمَّ قاضيها تلميذة الونائي. ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِبَاب الْبَحْر وَنَشَأ هُنَاكَ فَقَرَأَ الْقُرْآن ومختصر الْخرقِيّ واشتغل يَسِيرا فِي النَّحْو وَغَيره على الْجمال عبد الله بن هِشَام وَكَذَا حضر عِنْد القَاضِي عز الدّين الْكِنَانِي فِي الْفِقْه وَغَيره وفوض إِلَيْهِ عُقُود الْأَنْكِحَة وفسوخها بل كَانَ عزمه استنابته مُطلقًا فَمَا اتّفق فولاه بعده الْبَدْر واختص بِهِ لعلو همته وَكَثْرَة دربته وَقَالَ لي إِنَّه كَانَ يعرف طرفا من الْعَرَبيَّة مَعَ براعة فِي الصِّنَاعَة وانتفع بِهِ كأسلافه أهل خطته مَعَ تكلم فِي معاملاته.

مَاتَ بعد مرض طَوِيل فِي لَيْلَة السبت تَاسِع رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَحمل من بَاب الْبَحْر لمصلى بَاب النَّصْر فَصلي عَلَيْهِ بالرحبة فِي مشْهد حافل ثمَّ دفن بتربة سعيد السُّعَدَاء سامحه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى القطبي الضَّرِير أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي. ولدا فِي بطن سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن وَأخذ مَعَ أَخِيه عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ كَمَا هُنَاكَ. وَحج وأقرأ الْأَبْنَاء وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَتردد إِلَيّ للسماع ويغره مَعَ أَخِيه وبانفراده. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى اليافعي قَاضِي عدن. مَاتَ سنة ثَلَاث وَعشْرين. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن قَاسم الشَّمْس القاهري البهائي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن المرخم حِرْفَة أَبِيه. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بحارة بهاء الدّين بِالْقربِ من) مدرسة البُلْقِينِيّ، وَأمه سَرِيَّة كَانَت للشَّيْخ البُلْقِينِيّ. وَنَشَأ بهَا فِي كنف وَالِده فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْغَرْس خَلِيل الْحُسَيْنِي وَرُبمَا كَانَ يقْرَأ مَعَه فِي الجوق والتنبيه ومختصر ابْن الْحَاجِب وألفية ابْن ملك وَعرض على الْجلَال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وناصر الدّين الْبَارِزِيّ وَالشَّمْس الفنري حِين قدومه الْقَاهِرَة وَآخَرين، واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد البيجوري والطنتدائي وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَعَلِيهِ سمع فِي شَرحه للعمدة وَغير ذَلِك وَكَذَا أَخذ عَن قَرِيبه الْمجد فِي الْفِقْه وأصول الدّين وَأخذ النَّحْو عَن الشطنوفي والبوصيري قَرَأَ عَلَيْهِ الألفية والبرهان بن حجاج الأبناسي قَرَأَ عَلَيْهِ توضيحها لِابْنِ هِشَام فِي سنة ثانتين وشعرين، وَقَرَأَ على القاياتي شرح القطب بِتَمَامِهِ وَقطعَة من شرح الْمطَالع للدَّار حَدِيثي وَمن الْعَضُد، وَمِمَّنْ رافقه فِيمَا قَرَأَهُ مِنْهُ خَاصَّة ابْن خضر وَابْن سارة وَابْن حسان وَيحيى الدماطي وَفِي بعضه العرياني والعبادي وتحدث النَّاس إِذْ ذَاك بلوم القاياتي فِي إقراء الْكتب المشكلة لكل أحد وعَلى شَيخنَا شرح النخبة وَسمع عَلَيْهِ وعَلى البوصيري وَابْن الْجَزرِي والواسطي وَبَعضه بِقِرَاءَة الكلوتاتي وَحضر دروس الْهَرَوِيّ والْعَلَاء البُخَارِيّ والبساطي وَآخَرين وانتمى لتقي الدّين البُلْقِينِيّ فعاونه فِي استنزال النُّور الشلقامي لَهُ عَن مشيخة الفخرية تصوفا وتدريسا فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَتوقف النَّاظر فِي إمضائه فألزمه ابْن الْبَارِزِيّ بعناية القاياتي بذلك وَعمل حِينَئِذٍ أجلاسا بِحَضْرَة الْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن المحمرة وَابْن الديري وَابْن نصر الله والأبناسي والقاياتي وَغَيرهم وَركب البغلة من ثمَّ. واستنابه شَيخنَا فِي الْقَضَاء وَلكنه لم يتصد لَهُ بل قنع باسمه حَسْبَمَا أثْبته شَيخنَا بِخَطِّهِ، ثمَّ اسْتَقر فِي تدريس مدرسة ابْن أقبغاآص

برغبة التَّاج الْمَيْمُونِيّ لَهُ عَنهُ وَفِي تدريس الشَّافِعِيَّة بالمؤيدية بعد الْجلَال الْمحلي بكليفه فِيمَا قيل لخوند لكَون زَوجته ابْنة الناصري بن المخلطة المنتمي لَهُم وَيُقَال إِنَّه توجه للمحلي قبيل مَوته بِمَال ليرغب لَهُ عَنهُ فَأبى وَعمل لَهُ أجلاسا حضر عِنْده فِيهِ البُلْقِينِيّ والتقي الحصني وَجَمَاعَة من الأكابر وَكنت مِمَّن حضر لمجيئه إِلَيّ مستدعيا وَكَاد الْجَوْجَرِيّ يقد غبنا لصرفه عَنْهَا لكَونه أمثل صوفية شافعيتها وَفِي تدريس الألجيهية برغبة الْعَلَاء البُلْقِينِيّ لَهُ عَنهُ مَعَ مَا كَانَ باسمه قبل من شَهَادَة وَقفهَا وَفِي الخطابة بالتربة الناصرية فرج بن برقوق مَعَ الْمُبَاشرَة بهَا وَفِي الشَّهَادَة بوقف الْحلِيّ وَفِي الدهيشة وَفِي سعيد السُّعَدَاء والمشارفة بوقف السيفي ومرتب بالجوالي وَغَيرهَا من الْوَظَائِف والمرتبات، بل ولي نظر البيمارستان بعد استفتاء بن الملقن) فَأَقَامَ فِيهِ مُدَّة ثمَّ انْفَصل عَنهُ بِالْعَلَاءِ بن الصَّابُونِي فِي صفر سنة سبع وَسِتِّينَ، وَكَانَ غير مُعْتَمد فِي مُبَاشَرَته على غَيره بل يشارف الْمُتَكَلِّمين حَتَّى فِي عمل المصلوق والأشربة. وثمول جدا وَلم يزل فِي نمو من الدُّنْيَا فَفِي أَوَائِل أمره من صناعَة الشمع وَفِي معظمه من نشر الرخام وانضم متحصله فِي ذَلِك لما يفضل عَن نَفَقَته المتوسطة أَو دونهَا من جهاته وَهُوَ شَيْء كثير وَأَنْشَأَ دَارا هائلة بِالْقربِ من مَكَان أَبِيه بحارة بهاء الدّين وَعمر بجانبه ربعا وَغير ذَلِك سوى مَا ملكه من الدّور الْمُقَابلَة لَهُ والقريبة مِنْهُ وَسوى مَكَان هائل ملكه بِالْقربِ من جَامع ابْن مُوسَى ببولاق وَآخر ببركة الرطلي. وابتنى بِأخرَة تربة ملاصقة لمصلى بَاب النَّصْر اسْتَقر بعده فِيهَا صوفية وشيخا على غير الْوَجْه الَّذِي كَانَ يرومه، وَحصل كتبا نفيسة جمة بِالشِّرَاءِ والاستكتاب وَغير ذَلِك وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء كالقاموس والتعقبات لِابْنِ الْعِمَاد وَنَحْوهَا بل كَانَ يكْتب على دروسه كِتَابَة لَا بَأْس بهَا وَرُبمَا كتب على الفتوي، وَأجَاب عَن استشكال أبي الْفضل المغربي الَّذِي أبرزه على لِسَان تِلْمِيذه البقاعي فِي تَعْلِيل سُقُوط طهورية المَاء الْمُسْتَعْمل بِمَا انقمع كل مِنْهُمَا بِهِ خُصُوصا وَقد أثنى عَلَيْهِ التقي الحصني والكافياجي وَأَبُو الْقسم النويري وَأَبُو عبد الله التريكي المغربي بِمَا يطول إِيرَاده هُنَا وَشهد لَهُ ثالثهم بِأَن فضيلته مَشْهُورَة من نَيف وَعشْرين سنة وَكَانَ ذَلِك بعد موت شَيخنَا وَلكنه مَعَ هَذَا لم يكن مجيدا للتقرير وَقد حج وصاهر ابْن المخلطة على ابْنَته فاستولدها عدَّة أَوْلَاد تَأَخّر مِنْهُم وَاحِد فَقَط فَلَمَّا ترعرع خالط ابْني ابْن أصيل لِلْقَرَابَةِ فَكَانَ ذَلِك سَببا لمُخَالفَته طَرِيق أَبِيه فِي التبذير والأتلاف بِحَيْثُ ضَاعَ على أَبِيه أَشْيَاء وَآخر أمره فَقده ألف دِينَار ظن أَبوهُ اختلاسه لَهَا وَظَهَرت قَرَائِن تشهد لذَلِك وَلَكِن لم يعلم أَبوهُ بهَا إِلَّا بعد

أَن فقدت أَو غالبها فتهدم لفقدها وَمَا احْتمل بل مَاتَ عَن قرب ممتعا بحواسه إِلَّا إِحْدَى عَيْنَيْهِ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد قبل الصَّلَاة برحبة مصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفن بتربته وَكَانَ لَهُ مشْهد حسن وأتلف ابْنه مَا تَأَخّر من تركته وَصَارَ زَائِد القل ثمَّ تراجع حَاله قَلِيلا. وَهُوَ من بقايا أَصْحَاب الْوَالِد بل قدمائهم والمعدود فِي عقلاء الرِّجَال مِمَّن نوه بِهِ فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة غير مرّة رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن ملك بن أنس بن عبد الْملك التقي السُّبْكِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْموقع، وَعبد الْملك هُوَ أَخُو عبد الْكَافِي وَالِد التقي السُّبْكِيّ، وَأمه) فَاطِمَة ابْنة التقي أبي حَاتِم مُحَمَّد بن التقي أبي حَاتِم مُحَمَّد بن الْبَهَاء أَحْمد بن التقي السُّبْكِيّ وَلكَون جدها مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه بعد السِّتين وَسَبْعمائة خَلفه ابْنه فِي اسْمه وكنيته ولقبه. ولد التقى هَذَا فِي إِحْدَى الجماديين سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بقاعة الْأَصْبَهَانِيّ ظَاهر بَاب النَّصْر، وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والملحة وَعرض على الْمجد الْبرمَاوِيّ وَغَيره. وتعانى التوقيع وتدرب فِيهِ بالقدماء وصاهر الْعِزّ بن عبد السَّلَام على ابْنَته واستولدها وَمَاتَتْ تَحْتَهُ فاتصل بابنة عَم الْبَدْر السَّعْدِيّ قَاضِي الْحَنَابِلَة شَقِيقَة زَوجته، وَحج بهَا وبالتي قبلهَا وجاور فِي كليهمَا وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس غير مرّة وَدخل الشَّام مرَارًا. وَعرض لَهُ فِي سَمعه ثقل فَاحش تعطل مِنْهُ وَتَأَخر بِهِ عَن كثير من الأشغال الَّتِي يتَوَجَّه إِلَيْهَا من هُوَ فِي عداد بنيه مَعَ لطف عشرَة وَفهم فِي الْأَدَب بل رُبمَا ينظم وَمن ذَلِك مَا كتبه للبرهان بن ظهيرة حِين قدومه الديار المصرية وصادف زِيَادَة النّيل: (بك استأنست أَرض الْعَزِيز ومصره ... وأوحش بَيت الله مِنْك وحجره) (قدمت إِلَى مصر كمقدم وَائِل ... تبيت بقطر النّيل ينهل قطره) فِي أَبْيَات. وَكَذَا هجا ابْن الفرفور قَاضِي الشَّام بِمَا كتبته فِي تَرْجَمته. وَكَانَ مجاورا بجوارنا فِي سنة تسع وَتِسْعين. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الرَّجَاء الشَّمْس الدمسيسي ثمَّ الصحراوي الشَّافِعِي الْخَطِيب وَالِد يحيى وَابْن أخي الْفَقِيه أَحْمد الدمسيسي وَيعرف بَين أهل بِلَاده بِابْن قطب، قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل قَدِيما وتميز فِي الْفَضَائِل وخطب بِبَلَدِهِ ثمَّ بالتربة الأشرفية برسباي أول مَا فتحت إِلَى أَن مَاتَ واقفها.

وَكَانَ بديع الْقِرَاءَة والخطابة يصدع بهما الْقُلُوب النيرة مَعَ الْخط المأنوس المجود وَالنّظم بِحَيْثُ مدح شَيخنَا وَغَيره وَشرع فِي تخميس الْوَفَاة النَّبَوِيَّة وَكَذَا امتدح ابْن الديري بقصيدة قرأتها بِخَطِّهِ أَولهَا: (فاح عبير الْمَدْح فاستنشق ... أَوْصَاف سعد صَاح واسترفق) (قَاضِي الْقُضَاة الديري من قد نشا ... مَا الدَّيْر فِي زِيّ بِهِ مشرق) (فيا لَهُ من بلد اسْمه ... من سعده أشرق بالمشرق) (فالمدح يمتاز بأوصافه ... كَمَا بِهِ مداحه ترتقي) إِلَى آخرهَا. مَاتَ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ تقريباص رَحمَه الله.)

وَمَات وَهُوَ طِفْل سنة ثَلَاثِينَ بِمَكَّة. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَيُّوب الشَّمْس بن النُّور ابْن) البرقي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد والآتي أَخُوهُ الآخر أَبُو بكر وجدهم مَعَ وَلَدي هَذَا المحمدين أبي الْفضل وَأبي الْيمن. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خلف بن عَليّ نَاصِر الدّين المنوفي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الشاذلي وَيعرف بِابْن أُخْت حُذَيْفَة. حفظ الْقُرْآن واشتغل وانضم لِابْنِ زغدان وعظمه وَكَانَ مِمَّن سمع مَعَ وَلَدي كثيرا مِمَّا قرأته لَهُ مَعَ سُكُون وَخير بِحَيْثُ كتبت عَنهُ فِي تَرْجَمَة جقمق مناما. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز أَبُو الميامن النويري الْمَكِّيّ. مَاتَ وَلم يكمل شَهْرَيْن فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين. مُحَمَّد أَبُو الْيمن شَقِيق الَّذِي قبله. مَاتَ عَن ثَمَانِيَة أشهر سنة ثَمَان وَخمسين. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان الشَّمْس البدرشي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل تربة الجبرتي بالقرافة الصُّغْرَى وَيعرف بالبدرشي. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وعدة مختصرات عرض بَعْضهَا على الزن الْعِرَاقِيّ، وتفقه بِابْن قَبيلَة الْبكْرِيّ نزيل المنصورية والبيجوري وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الشَّمْس السُّيُوطِيّ وَالْأُصُول عَن الْعَلَاء البُخَارِيّ والنظام الصيرامي وَعنهُ أَخذ الْمعَانِي وَالْبَيَان ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي علومه مُدَّة، ودأب حَتَّى برع واشتغل ودرس وَأفَاد وَولي تدريس الْفِقْه بِجَامِع اقسنقر وبوقف خشقدم فِي جَامع الْأَزْهَر ثمَّ ولي مشيخة التصوف والتدريس بتربة الشَّيْخ عبد الله الجبرتي بالقرافة وتنازع هُوَ وَابْن عمار بِسَبَبِهَا. وَكَانَ خيرا عَالما صَالحا انْتفع بِهِ الطّلبَة واختص بجانبك الصُّوفِي فَلَمَّا فر من السجْن امتحن هَذَا بِحَيْثُ اختفى نَحْو عشر سِنِين ثمَّ ظهر فأمسكه بَغْتَة ثمَّ فرج الله عَنهُ. وَمَات فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُسلم نَاصِر الدّين الْمصْرِيّ الشَّافِعِي

وَيعرف بِابْن مُسلم كمحمد. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمصْر وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب الْأَشْقَر وَحضر دروس البُلْقِينِيّ ثمَّ ولديه وَغَيرهم وَكَانَ يذكر لنا وَهُوَ مِمَّن يوثق بِهِ أَنه سمع على الشّرف بن الكويك بل رَأَيْت بِخَط شَيخنَا إجَازَة الزين المراغي لناصر الدّين مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُسلم مؤرخة بالمحرم سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَلَكِن) الظَّاهِر أَنه غَيره من أقربائه. وَكَانَ خيرا سَاكِنا مديما للتلاوة وَالصِّيَام محبا فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ كثير التعهد لغالب الْأَحْيَاء مِنْهُم بل ولغالب الرؤساء بالزيارة فِي يومي الِاثْنَيْنِ وَالْخمسين بِحَيْثُ إشتهر بذلك مَعَ حسن العقيدة وَالتَّعَفُّف وَقد قصدني بالمجيء غير مرّة للسؤال عَن بعض الْأَحَادِيث ولغير ذَلِك وَكَانَ شَيخنَا يُكرمهُ. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَشهد دَفنه الأكابر وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الرُّكْن مُحَمَّد الْبَدْر وَالشَّمْس أَبُو الْغَيْث الخانكي قاضيها الشَّافِعِي. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَانِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين. وَسَيَأْتِي فِي الكنى. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس بن الْعِمَاد البلبيسي وَالِد صاحبنا الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي. وَكَانَ خيرا أصيلا. مَاتَ عِنْد وَلَده بِالْقَاهِرَةِ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَسبعين وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين السكندري ثمَّ الدمياطي الشَّافِعِي الشاذلي وَيعرف بصهر الْعَنْبَري. مِمَّن سمع مني. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل بن الْمُنْتَخب الْمُحب بن الْعَلَاء ابْن الشَّمْس الْحلَبِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده وَيعرف بالألواحي لعملها. ولد فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة أَو بعْدهَا تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين وألفية ابْن ملك وعرضها على أَئِمَّة عصره واجتهد أَبوهُ فِي شَأْنه وحرص عَلَيْهِ أَشد الْحِرْص حَتَّى كَانَ يسمع عَلَيْهِ محافيظه دَاخل الْحمام وَيُقَال أَنه تنَاول حب البلادر. واشتغل يَسِيرا وَسمع على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والعراقي والهيثمي والحلاوي، وَأَجَازَ لَهُ خلق باستدعاء شَيخنَا، وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي الصالحية وَغَيرهَا، وَحدث بِالصَّحِيحِ وَغَيره مرَارًا وَسمع عَلَيْهِ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء، وَكَانَ خيرا سَاكِنا محبا فِي السماع وأقعد قبل مَوته وتعلل وَضعف بَصَره وقتا فَكَانَ الطّلبَة يقصدونه فِي منزله بالصالحية. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَدفن من الْغَد رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عَليّ بن عبد الله بن مَنْصُور الشَّمْس

السّلمِيّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ ثمَّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن خطيب زرع لكَون جد وَالِده كَانَ خطيبها ثمَّ تداولها ذُريَّته. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ حنفيا ثمَّ تحول شافعيا.) وناب فِي قَضَاء بَلَده ثمَّ تولع بالأدب فنظم الشّعْر وباشر التوقيع عِنْد الْأُمَرَاء واتصل بِابْن غراب حِين مَجِيئه لدمشق ومدحه ورافقه إِلَى الْقَاهِرَة واستخدمه فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَكَذَا صحب بعض الْأُمَرَاء وَحصل وظائف ثمَّ ترقت حَاله بعد موت ابْن غراب. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه وَكَانَ عريض الدَّعْوَى جدا. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى عشرَة وَهُوَ الْقَائِل: (وأشقر فِي وَجهه غرَّة ... كَأَنَّهَا فِي نورها فجر) (بل زهرَة الْأُفق لِأَنِّي أرى ... من فَوْقهَا قد طلع الْبَدْر) وَله فِيمَا اقترح عَلَيْهِ مِمَّا يقْرَأ مدحا فَإِذا صحف كَانَ هجوا: (التَّاج بِالْحَقِّ فَوق الرَّأْس نرفعه ... إِذْ كَانَ فَردا حوى وَصفا مجالسه) (فضلا وبذلا وصنعا فاخرا ... فأسأل الله يبقيه ويحرسه) وَذكره فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار فَقَالَ: تعلق بأذيال الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر المقبول وَكَانَ فِيهِ عجب شَدِيد وَدَعوى عريضة، وَصَحب أخيرا سعد الدّين بن غراب وخدم فِي ديوَان الْإِنْشَاء، رَأَيْته مرَارًا وَسمعت من نظمه ومدح فتح الله بقصيدة نونية لَا بَأْس بهَا. وَذكره ابْن خطيب الناصرية أَيْضا والمقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن نصير ككبير الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الأديب عَم الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي قَرِيبا وَيعرف بِابْن الفالاتي. ولد كَمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بدار الْبِطِّيخ من دمشق وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ انْتقل مِنْهَا وَقد جَاوز عشر سِنِين بِيَسِير مَعَ أَبِيه إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها وَكتب على الوسيمي فانصلح خطه وعني بنظم الْفُنُون حَتَّى صَار لَهُ فِي ذَلِك يَد وَعظم بَين أهل فنه فَكَانَ هُوَ الَّذِي يكْتب مَا يتَعَلَّق بالعوام من الأوراق الَّتِي ينحون بهَا نَحْو مَا يَفْعَله موقعو الْإِنْشَاء بالتقاليد وَكَانَ أَبوهُ منجمعا يَأْخُذ الفأل وَينظر الطالع كالثور والزهرة وَنَحْو هَذَا مِمَّا يعمله أهل الطّرق واقام ابْنه بِالْقَاهِرَةِ يعاني النّظم ويمدح الإمراء والأكابر إِلَى أَن بَقِي أديبها وحكويها الْمَوْصُوف حَتَّى كَانَ يدْخل لجمال الدّين الاستادار فينشده وَتردد مَعَه إِلَى الشَّام وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة ثَلَاث وَكَانَ يكْتب لشَيْخِنَا بعض مَا ينظم من الأزجال والمواليا وَنَحْوهَا فَيُجِيبهُ، وَله حَلقَة هائلة بَين العشاءين تَحت شباك الصالحية وتمول من ذَلِك بحث خلف من الْأَوْقَاف مَا ارتفق بِهِ ابْن

أَخِيه كل ذَلِك مَعَ الْخَيْر النسبي والسكون وَكَونه أحد صوفية البيبرسية. وَقد كتب عَنهُ شَيخنَا ومدحه) بل رثاه بِقِطْعَة ضمنهَا أَسمَاء السُّور بديعة سَمعتهَا مِنْهُ وَمَا تيسرت كتَابَتهَا، وَكَذَا كتبت عَنهُ قَوْله: (قَالَ الحبيب اصف قدي وَلَا تشتط ... وصف عذارى الَّذِي فِي وجنتي قد خطّ) (قلت الَّذِي قد كتب فِي لوح خدك خطّ ... قلم قوامك بَرى مَا لَاحَ مثلو قطّ) وَفِي معجمي من نظمه غير هَذَا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتِّينَ عَفا الله عَنهُ ورحمه وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُسلم البالسي. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُسلم. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عِيسَى التقي بن النوربن الْأمين التسولي بِالْمُثَنَّاةِ ثمَّ الْمُهْملَة المضمومة الشَّاهِد الْمَذْكُور أَبوهُ فِي مُعْجم شَيخنَا. ولد سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وتفقه قَلِيلا ثمَّ جلس مَعَ الشُّهُود وَأحب الْآدَاب، وارتحل لدمشق سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فِي طلبَهَا. وَكَانَ حاد النادرة لطيف المحاضرة قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه سَمِعت من فَوَائده كثيرا وأنشدني لغيره أَيْضا كثيرا وَلم أَقف على شَيْء من سَماع الحَدِيث. مَاتَ. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله بن النُّور القاياتي القاهري الشَّافِعِي ابْن أُخْت الْفَخر القاياتي. ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بالقايات من أَعمال البهنساوية وَقَرَأَ بعض الْقُرْآن ثمَّ نَقله أَبوهُ إِلَى الْقَاهِرَة عِنْد عَمه الناصري مُحَمَّد فأكمله عِنْده وَحفظ الْمِنْهَاج وَابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو وَكَذَا التسهيل فِيمَا قيل وَعرض على جمَاعَة وَحضر دروس البُلْقِينِيّ وَكَذَا درس الأبناسي وَابْن الملقن وَأخذ الْفِقْه والفرائض عَن عَمه، وَكَانَ ماهرا فِي الْفَرَائِض والفرائض فَقَط عَن الشَّمْس الغراقي والتقي بن الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ وَكَانَ مُتَقَدما فِيهَا والشهاب العاملي وَالْفِقْه عَن الشَّمْس القليوبي والبدر الطنبدي والنور الأدمِيّ وعنهما أَخذ أصُول الْفِقْه وَعَن أَولهمَا أَخذ النَّحْو وَكَذَا أَخذ الْأُصُول عَن قنبر العجمي وَأثْنى على علمه سِيمَا التصوف والقطب الأبرقوهي وعنهما أَخذ الْمنطق ولازم الْهمام العجمي فِي الْأَصْلَيْنِ والنحو وَالصرْف وَكَانَ الْهمام فائقا فِيهِ وَسمع عَلَيْهِ غَالب مَا أقرأه من الْكَشَّاف وَهُوَ الَّذِي ألزمهُ فِيمَا قيل بِحِفْظ التسهيل وَكَذَا أَخذ الْعَرَبيَّة أَيْضا عَن الشطنوفي وَيُقَال إِن جلّ انتفاعه فِيهَا كَانَ بِهِ وَكَذَا أَكثر من مُلَازمَة الْعِزّ بن جمَاعَة فِيمَا كَانَ يقرئه من الْعُلُوم بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ والبساطي والْعَلَاء البُخَارِيّ حِين قدومه الْقَاهِرَة) فَسمع مِنْهُ الْمنطق والجدل والأصلين والمعاني وَالْبَيَان والبديع وَغَيرهَا من المعقولات والمنقولات وَلم يُفَارِقهُ حَتَّى سَافر وَتقدم بِهِ كثيرا

لدقة نظره وحدة فكره الَّذِي لم يكن يقدم عَلَيْهِ فيهمَا غَيره بل قَالَ أَنه إِذا فكر فِي مَحل خَال لَا يلْحقهُ لَا القطب وَلَا التَّفْتَازَانِيّ وَلَا غَيرهمَا، وَلما سَافر مغضبا برز والأبناسي والونائي إِلَى دمياط حَتَّى رجعُوا بِهِ. وجود الْقُرْآن على بعض الْقُرَّاء وَسمع اتِّفَاقًا على الْعِزّ بن جمَاعَة تساعيات جده الْأَرْبَعين وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ ختم السِّيرَة لِابْنِ هِشَام وَغَيره والشهاب الوَاسِطِيّ جُزْء البطاقة وَغَيره وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ الْكثير ولازمه وَأخذ عَنهُ فِي شرح الألفية لوالده وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل وَكَذَا أَخذ فِيهِ عَن شَيخنَا وَسمع عَلَيْهِ كثيرا من كتب الحَدِيث فِي رَمَضَان وَغَيره بل ذكر أَنه سمع البُخَارِيّ على البُلْقِينِيّ وَأَنه سمع على أهل طبقته كالزين الْعِرَاقِيّ وَابْن الملقن ثمَّ التقي الدجوي والبدر الطنبدي فِي آخَرين، وتلقن الذّكر من إِبْرَاهِيم الأدكاوي وَغَيره. وَلم يزل يدأب حَتَّى تقد فِي الْفُنُون كلهَا وَصَارَ الْمعول عَلَيْهِ فِي جلها مَعَ مزِيد الْفَاقَة والتقلل بِحَيْثُ صَار لذَلِك يتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي جَامع الصَّالح وَغَيره إِلَى أَن حصل لَهُ ولرفيقه الفيشي فِي تَرِكَة ابْن مخلوف الزيات ألف دِينَار فِيمَا قيل فَأَعْرض حِينَئِذٍ عَن الشَّهَادَة وَكَذَا تكسب بالزراعة أَيْضا ثمَّ ارْتقى فَنزل طَالبا بالمؤيدية ثمَّ مدرس الْمُحدثين بالبرقوقية بعد وَفَاة النُّور القمني ثمَّ مدرس الشَّافِعِيَّة بالأشرفية برسباي أول مَا فتحت ثمَّ شيخ سعيد السُّعَدَاء برغبة الشهَاب بن المحمرة ثمَّ مدرس الغرابية بعد الشّرف السُّبْكِيّ ودام إِلَى أَن خطبه الظَّاهِر جقمق لقَضَاء الشَّافِعِيَّة بعد صرف شَيخنَا فباشره بعفة ونزاهة وَتثبت فِي النواب بِحَيْثُ أَنه لم يَأْذَن إِلَّا لقَلِيل مِنْهُم وَقَامَ بعمارة الْأَوْقَاف وَالنَّظَر فِي مصالحها وَالصرْف لمستحقيها ثمَّ اسْتَقر بِهِ فِي تدريسي الْفِقْه بالشيخونية والصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ مَعَ النّظر عَلَيْهَا بعد موت الونائي ثمَّ انتزع لَهُ مشيخة البيبرسية ونظرها من شَيخنَا وَلم يحمد الْعُقَلَاء إجَابَته فِيهَا وَلَا تعرضه لوَلَده وَنَحْوه مِمَّا بسطته فِي محاله مَعَ أَن ذَلِك لم يكن بمانع لَهُ عَن الثَّنَاء عَلَيْهِ فِي إنبائه بعد مَوته، وَنَدم فِيمَا بَلغنِي على قبُول الْولَايَة وَمَا جرت إِلَيْهِ وَكَاد أَن يتزحزح عِنْد السُّلْطَان فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمسين وَصلي عَلَيْهِ فِي سَبِيل المؤمني فِي مشْهد فِيهِ السُّلْطَان والقضاة وَالْعُلَمَاء والأعيان وَخلق تقدمهم أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ دفن بتربة سعيد السُّعَدَاء وَعظم الأسف على فَقده ورثاه غير وَاحِد كيحيى بن الْعَطَّار وأولها:) (حقيق أَنْت بِالذكر الْجَمِيل ... لبعدك فِي زَمَانك عَن مثيل) (طلعت على الْبَريَّة شمس علم ... فَلَا عجب مصيرك للأفول) وَكَانَ إِمَامًا عَالما عَلامَة غَايَة فِي التَّحْقِيق وجودة الْفِكر والتدقيق مزيحا للمشكلات بجلى

عِبَارَته ومريحا من التَّعَب بواضح عباراته فكره الثاقب غَايَة فِي الاسْتقَامَة وَنَظره الصائب لَو رام اعوجاجا لم يبلغهُ ميزَان الْعلم مرامه بعد صيته وشاع ذكره وخشي فَوته وَصَارَ شيخ الْفُنُون بِلَا مدافعة وَمن بِهِ تقر الْعُيُون بعد النّظر والمطالعة لَا يمترى فِي تَحْقِيقه وَصِحَّة فكره ممترى وَلَا يتَوَقَّف فِي ذَلِك إِلَّا حَاسِد أَو مفترى تصدى للإقراء زَمَانا فَانْتَفع بِهِ خلق وتزاحم النَّاس عَلَيْهِ من سَائِر أَرْبَاب الْفُنُون والطوائف والمذاهب وانتشرت تلامذته وصاروا رُؤَسَاء فِي حَيَاته وتحرى فِي الْفَتَاوَى فَلذَلِك قلت وَحدث باليسير. كل ذَلِك مَعَ الدّين وَالْعقل والتواضع والتقشف والحلم وَالِاحْتِمَال والمحاسن الوافرة. وَكتب على الْمِنْهَاج قطعا مُتَفَرِّقَة كثر اعتناؤه فِيهَا بِدفع كَلَام الأسنوي وَعمل ذيلا ونكتا على الْمُهِمَّات وَقد بسطت تَرْجَمته فِي ذيل الْقُضَاة والمعجم والحوادث وَهِي إطالة فِي مَعْلُوم قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة: وَلم تحمد سيرته يَعْنِي من قَضَائِهِ لتتبع عثرات من قبله مَعَ كَونه أحد شُيُوخه والقائمين بِهِ وَلذَا مقت، قَالَ وَكَانَت طَرِيقَته قبل الْقَضَاء أحسن لِأَنَّهُ كَانَ متصديا للْعلم لَيْلًا وَنَهَارًا بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك سَببا لشهرته بِالْعلمِ وانتفاعه رَحمَه الله وإيانا. وَقد أفحش يُوسُف بن تغري بردى مِمَّا أَظن أَن البقاعي كتبه لَهُ فَإِنَّهُ قَالَ إِنَّه تغير بعد يسير عَن حَاله الأول حَيْثُ لبس المسقول وَكبر عمَامَته وَمَال إِلَى المنصب ميلًا كثيرا واستناب النواب الْكَثِيرَة وراعى أهل الدولة وَعمل بالرسالة من الْأَعْيَان وتشاهم فِي سَلامَة وتعاظم فنفرت قُلُوب بعض النَّاس مِنْهُ لذَلِك لما كَانُوا يعهدونه من تملقه وبشابته وتقشفه أَولا. وَإِنَّمَا ظَنَنْت كَون هَذَا كَلَام البقاعي لِأَنِّي رايت بِخَطِّهِ فِي تَرْجَمته مَا هُوَ أقبح من هَذَا نسْأَل الله السَّلامَة. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو المحاسن بن نور الدّين الْمحلي الشَّافِعِي وَالِد عَليّ وَيعرف بِابْن الْكَبِير لكَون جده كَانَ كَبِير الحرافيش. اشْتغل فِي الْعَرَبيَّة يَسِيرا وشارك فِي صناعَة الشُّرُوط وَاسْتقر بِهِ الْعلم البُلْقِينِيّ فِي قَضَاء الْمحلة عوضا عَن قريبهم أوحد الدّين العجيمي وَكَذَا اسْتَقر بِهِ الْمَنَاوِيّ ثمَّ الولوي الأسيوطي وَلم تتفق مُبَاشَرَته لَهَا إِلَّا فِي أَيَّامه على رغم من الأسيوطي لكَونه بِأَمْر من السُّلْطَان، وَآل أمره إِلَى استقراره فِي محلّة أبي) الْهَيْثَم. وَيذكر بِسوء سيرة وأفعال غير مرضية. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْبَدْر القاهري الْوَكِيل وَالِد التقي مُحَمَّد الْحَنَفِيّ الْآتِي وَيعرف بِابْن القزازي. مِمَّن ترقى فِي صناعته وتمول مَعَ حشمة وعقل. مَاتَ. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْبَدْر بن القَاضِي. نور الدّين بن الشّرف الشنشي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أحد شُهُود الصالحية وسوق الرَّقِيق. مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية وعَلى شَيخنَا قبل ذَلِك فِي سنة أَرْبَعِينَ فِي الدَّارَقُطْنِيّ وَكَانَ يسكن جوَار

جَامع الغمري وَله تصوف فِي البيبرسية وَلم يكن بالمرضي. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع عشر صفر سنة سِتّ وَخمسين عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْبَدْر القاهري ثمَّ الخانكي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن التَّاجِر لكَون أَبِيه كَانَ تَاجِرًا. مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَهُوَ أسن الثَّلَاثَة ويليه أَحْمد الْمَاضِي. مُحَمَّد أَبُو الْخَيْر البلبيسي الأَصْل الخانكي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن التَّاجِر أَخُو الَّذِي قبله وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالخانقاه وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره، وَعرض على جمَاعَة واشتغل عِنْد النُّور البوشي ثمَّ ارتحل وَأخذ عَن الْمحلي والمناوي والوروري والتقي والْعَلَاء الحصنيين والتقي الشمني وتميز وأقرأ الطّلبَة وَاسْتقر فِي تدريس الخانقاه عوضا عَن الونائي وَحج غير مرّة وَدخل بَغْدَاد وَالْعراق وَغَيرهَا كالشام وحلب وتكسب وَلم يحمد فِي معاملاته مَعَ تقشف وميل فِي الدُّنْيَا. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْجمال بن النُّور أبي الْحسن بن أبي الْخَيْر المريسي الأَصْل الْمدنِي المولد الجدي نِسْبَة لجدة فَهُوَ مَعَ أَخِيه مِمَّن يُبَاشر مَا يتَعَلَّق بالشريف بهَا، وَمِمَّنْ ارتحل إِلَى مَكَّة فَقَرَأَ على ثلاثيات البُخَارِيّ وأربعي النَّوَوِيّ وَبَعض الشفا وَسمع على غير ذَلِك بل سمع مني المسلسل وَأثْنى على عقله وسياسته وَأَنه هُوَ وَأَبوهُ مِمَّن يقْرَأ الْقُرْآن بل حفظ هَذَا فِي الْمِنْهَاج وَغَيره، وكتبت لَهُ إجَازَة وأجزت لِبَنِيهِ الثَّلَاثَة وفارقته فِي موسم سنة أَربع وَتِسْعين ثمَّ رَأَيْته بعد ذَلِك حِين سلم عَليّ فِي الْمُجَاورَة بعْدهَا مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله الزراتيتي الْمُقْرِئ. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد. مُحَمَّد عَليّ بن مُحَمَّد الشَّمْس بن النُّور خَادِم سَيِّدي جَعْفَر بِالْقربِ من سوق أَمِير الجيوش مِمَّن قَرَأَ الحَدِيث وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَتردد إِلَيّ مَعَ ولد لَهُ وَغَيره، وتكسب) بالتعليم وتنزل فِي الْجِهَات بل بَاشر فِي بعض وظائف البيمارستان وَكَانَ خَبِيرا بدنياه. مَاتَ قريب السّبْعين ظنا. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو الْوَفَاء بن النُّور الحصني الأرميوني القاهري المقسي الْحَنَفِيّ الشريف إِمَام القجماسية. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وَالْمجْمَع والمنار والعمدة للنسفي وألفيتي الحَدِيث والنحو وَالتَّلْخِيص والشمسية والتهذيب للتفتازاني كِلَاهُمَا فِي الْمنطق وَعرض على جمَاعَة كَابْن الديري وَابْن الْهمام والمناوي وَأخذ القراآت

عَن الشهابين الشارمساحي والسكندري وَالشَّمْس بن الْعَطَّار والزين ماهر وَأبي الْقسم النويري وَابْن كزلبغا فعلى الأول للعشر وعَلى الثَّالِث للسبع بعض ختم وعَلى الثَّانِي لنافع وَابْن كثير وَغَيرهمَا وعَلى الأخي رلنافع وَابْن كثير وَأبي عَمْرو ثمَّ للسبع إِلَى أثْنَاء الْحجر كلهم بِالْقَاهِرَةِ وَعَن السَّيِّد الطباطبي للعشر بِمَكَّة ثمَّ بعضه بِجَامِع ابْن الرّفْعَة وَالْفِقْه عَن أبي الْعَبَّاس السريسي والزين قَاسم بل وَالْقَاضِي سعد الدّين بن الديري وَأكْثر عَنهُ وَالْأُصُول عَن أَوَّلهمْ وأصول الدّين عَن ابْن الْهمام والعربية عَن الشّرف مُوسَى البرمكيني والجلال المرجوشي وألفية الحَدِيث وَغَيرهَا بحثا عَن كَاتبه فِي آخَرين مِمَّن حضر دروسهم كالأقصرائي والكافياجي وبرع فِي الْفَضَائِل وناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن الديري فَمن بعده وناكده الْمُحب بن الشّحْنَة لمزيد اخْتِصَاصه بِابْن الصَّواف وَمَا نَهَضَ لترك استنابته ثمَّ اقتفى أَثَره الأمشاطي بعد أَن ولاه إِلَى أَن أخْلص هُوَ فِي التّرْك، وَحج غير مرّة قبل ذَلِك وَبعده وجاور وَصَحب عبد الْمُعْطِي المغربي وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وَأخذ عَنهُ التصوف وَغَيره وَاسْتقر فِي تدريس الأينالية بالشارع والإعادة بالمهمندارية مَعَ نِيَابَة نظرها برغبة الْبُرْهَان الكركي لَهُ عَنْهَا وَفِي التدريس بالفخرية ابْن أبي الْفرج وبمسجد خَان الخليلي بعد الشَّمْس الأمشاطي وَفِي الْإِمَامَة بِالْقصرِ ومرتب بالجوالي الطرابلسية بعد التَّاج عبد الْوَهَّاب الشَّامي وَفِي تدريس القجماسية المستجدة وإمامتها وخزن كتبهَا فالتدريس بعد قَاضِي الْحَنَفِيَّة ابْن المغربي والإمامة والخزن بعد الشَّمْس النوبي. وتصدى للإقراء فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا كالقراآت بل وَكتب على الْمجمع كِتَابَة جَامِعَة وَصلى فِيهَا إِلَى صَلَاة الْعِيد فَأكْثر، ورزقه الله ملكة قَوِيَّة فِي التَّعْبِير عَن مُرَاده مَعَ مزِيد حافظة وَحسن تصور واستحضار لمحافيظه واعتناء بزيارة الشَّافِعِي فِي كل جُمُعَة) وَكَونه يمشي لذَلِك من بَاب القرافة أدبا وَكَثْرَة خضوعه للمنسوبين للصلاح وتراميه عَلَيْهِم بل عِنْده من التَّوَاضُع وَالْأَدب والمداراة والتودد بالتردد لمن يألفه أَو يترجى نَفعه وألفاظ بليغة وَمَعَان جَيِّدَة يستعملها فِي مخاطباتهم لَو كَانَت عَن روية لحمدت مَعَ بُد تَامّ عَن دناءة النَّفس ومزيد رَغْبَة فِي إِظْهَار النِّعْمَة فِي ملبسه وَنَحْوه وحشمة وافرة وموافاة تَامَّة. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الشَّمْس الحليبي القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي ابْن الْأَبَّار وَيعرف بالحليبي تَصْغِير حَلَبِيّ. لَازم الْفَخر المقسي والعبادي الْجَوْجَرِيّ وَحضر عِنْد البقاعي وَابْن قَاسم والْعَلَاء الحصني وزَكَرِيا وَابْن أبي شرِيف بل قَرَأَ

على أَخِيه الْبُرْهَان فِي التَّقْسِيم وَفِي ابْتِدَائه عِنْد السنتاوي وتميز سِيمَا فِي الْفِقْه وتنزل فِي البيبرسية وَغَيرهَا كالأزبكية بل اسْتَقر فِي مشيخة زَاوِيَة نصر الله بِالْقربِ من خَان الخليلي لكَونه لَازم درس الْبَدْر مُحَمَّد بن الْكَمَال نَاظر الْجَيْش وَكَذَا أَكثر من مُلَازمَة الزيني بن مزهر وَبِه تخلص من قَاضِي الْمَالِكِيَّة ابْن تَقِيّ فِي كائنة ابْن عَرَبِيّ حَيْثُ بَادر إِلَى تعذيره والاستحكام بخفر دَمه وَتردد إِلَى من أجلهَا ثمَّ بعْدهَا وَحضر عِنْدِي بعض الْمجَالِس ورام تقريضي شَيْئا جمعه فَمَا أمكن، وَقد حج مرَارًا على السحابة المزهرية وَغَيرهَا وَكَاد أَن يبعده وَهُوَ من عشراء عبد الْبر بن الشّحْنَة وَابْن قَرِيبه مِمَّن درس بالأزهر وَغَيره بل وَأفْتى وتمشيخ بل استنابه الزيني زَكَرِيَّا وَصَارَ أحد قُضَاة الْبَاب بل هُوَ أحد الْمشَار إِلَيْهِم عِنْده فِي عُقُود الْمجَالِس وَنَحْوهَا مَعَ حمق وتظاهر بالتدين ومدح نَفسه بِمَجْلِس الْأَشْرَف قايتباي بِحَضْرَة الْقُضَاة وانتهره الْأَشْرَف وتأسف بعد ذَلِك على فَوت ضربه وإشهاره فتدارك نَفسه بعزلها وَاسْتمرّ معزولا إِلَى وَفَاة واشتهر حِين دُخُوله فِي الإمانة نِيَابَة بتساهله فِي التركات وتناوله مِنْهَا مَا ينبو عَنهُ السّمع بِحَيْثُ أثرى وتمول وَعلم بِهِ الزين زَكَرِيَّا سَمَاعا إِلَّا أَنه لزم غلطه فِيهِ إِلَى انْفِصَاله مِنْهَا بِالصرْفِ وَجهد نَفسه بعد عوده للْقَضَاء فِي السَّعْي فِيهَا فَلم يجب وَصَارَ ممقوتا عِنْده مَعَ انحطاط رتبته عَمَّا قبله وعَلى كل حَال فباطنه أحسن من رَفِيقه، وَقد صنف بَعضهم غضب الْجَبَّار على ابْن الْأَبَّار. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الشَّمْس الزراتيتي. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الشَّمْس المشهدي ابْن الْقطَّان. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه قَالَ: أَخذ عَن الْوَلِيّ الملوي وَنَحْوه واعتنى بالعلوم الْعَقْلِيَّة. واشتغل كثيرا حَتَّى تنبه وَكَانَ يدْرِي الطِّبّ) وَلَكِن لَيست لَهُ معرفَة بالعلاج سَمِعت فَوَائده. وَمَات فِي الطَّاعُون سنة تسع عشرَة عَن نَحْو السِّتين. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْفَخر أَبُو بكر بن دويم الْمصْرِيّ التَّاجِر وَكيل شَيخنَا. تمول وَأَنْشَأَ دَارا هائلة بِمصْر وسافر فِي التِّجَارَة لمَكَّة وَغَيرهَا ثمَّ انْقَطع بِمَكَّة وَتزَوج الشَّرِيفَة ابْنة الفاسي زوج أبي السعادات بن ظهيرة وَأم وَلَده الرَّافِعِيّ فِي حَيَاته وَكَانَ يترفع على رفاقه التُّجَّار متمسكا بِكَوْنِهِ خالط الْعلمَاء وَيَزْعُم مَعَ عدم تحرية أَن شَيخنَا كَانَ يَقُول هُوَ الْفجْر الصَّادِق. مَاتَ قريب السّبْعين ظنا. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد البهرمسي. فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد السّلمِيّ. فِيمَن جده مُحَمَّد بن مَحْمُود. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْخَطِيب الصُّوفِي. شخص لقِيه مُحَمَّد المرشدي الْمَكِّيّ

بهَا فِي شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فصافحه وَأخْبرهُ بهَا عَن الْجمال عبد الله بن أَحْمد بن أبي الْقسم الْأمَوِي الخلاطي الْمَالِكِي الكحال عَن عَمه الشَّمْس مُحَمَّد بن أبي الْقسم عَن الشهَاب أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الْغفار بقوص عَن أبي الْعَبَّاس الملثم عَن معمر وَهُوَ بَاطِل فمعمر لَا وجود لَهُ وشابكه وَأخْبرهُ بهَا عَن الْعِزّ بن أبي بكر ابْن جمَاعَة وَأَنه شابك أَبَا عبد الله مُحَمَّد شيرين وَهُوَ أَبوهُ بِسَنَدِهِ الَّذِي انتهاؤه مَنَام وَألبسهُ الْخِرْقَة وَأَنه لبسهَا من الْعَلَاء أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد وَمن عَمه التقي أبي بكر بن يحيى بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْعِمَاد أبي صلح بن أبي بكر بن عبد الرَّزَّاق بن الشَّيْخ عبد الْقَادِر الكيلاني بلباس أَولهمَا من أَبِيه وَهُوَ وَأَخُوهُ من أَبِيهِمَا وَهَكَذَا إِلَى انتهائه. مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود بن أَحْمد بن عَليّ أَبُو الْفَتْح الْهِنْدِيّ. مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود بن عَليّ الملقب سناء القطب بن الزين بن النَّجْم بن الزين الْأَصْبَهَانِيّ ثمَّ الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة ووالد لعفيف الدّين مُحَمَّد الْآتِي. ولد بعيد الْعشْرين وَثَمَانمِائَة بشيراز وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد حُسَيْن الْملك وَأخذ النَّحْو عَن محيي الدّين الكوش كناري قَرْيَة من قرى لار وَالصرْف عَن تَاج الدّين الخفري والمنطق عَن الخواجا حسن شاه الْبَقَّال والمعاني وَالْبَيَان عَن الخواجا الشَّمْس مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ عرف بالمؤيد وأصول الدّين عَن غياث الدّين المنشي وقوام الدّين الخفري والمنطق عَن الخواجا) حسن شاه الْبَقَّال والمعاني وَالْبَيَان عَن الخواجا الشَّمْس مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ عرف بالمؤيد وأصول الدّين عَن غياث الدّين المنشي وقوام الدّين الكربالي أحد تلامذة الْجِرْجَانِيّ وَعقد مجْلِس الْوَعْظ بِجَامِع بَلَده الْعَتِيق وبلار وهرموز وَغَيرهَا، وَحج وجاور بِمَكَّة نَحْو ثَمَان سِنِين ولقيني فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَقَرَأَ عَليّ أَشْيَاء دراية وَرِوَايَة واغتبط بذلك وَسمع الْكثير من تصانيفي وَغَيرهَا، وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة كتبت مِنْهَا فِي التَّارِيخ الْكَبِير، مَعَ فَضِيلَة فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف وتصديه لإقرائهما هُنَاكَ مَعَ إنجماع وتقنع وَرجع إِلَى بِلَاده وَبَلغنِي أَنه تمول وَطَابَتْ دُنْيَاهُ ثمَّ عَاد لمَكَّة ولقيني بهَا فِي سنة سبع وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا وتزايد انجماعه بِحَيْثُ أعرض عَن الْأَقْرَاء وَسمع عَليّ فِيهَا وَفِي الَّتِي بعْدهَا أَشْيَاء وَهُوَ على قدم صَالح. مُحَمَّد بن الْعَلَاء عَليّ بن مَحْمُود الشَّمْس بن المغلي الْحَنْبَلِيّ. هُوَ عبد الْقَادِر مضى. مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود الشَّمْس بن التَّاج بن النَّجْم الْعمريّ الكيلاني الْحَنْبَلِيّ. مِمَّن سمع على شَيخنَا المبتاينات بِقِرَاءَة الفتحي وَوَصفه بالعالم وَكَذَا سمع عَلَيْهِ فِي الْبَحْث كثيرا من شرح ألفية الحَدِيث وَشَيْخه فِي التَّبْلِيغ بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْخُلَاصَة للطيبي بحثا وأربعي النَّوَوِيّ. مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود الْمَكِّيّ

لقرية تَلا من عمل الأشمونين بِأَدْنَى الصَّعِيد. ولد بهَا قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن على أَبِيه ثمَّ تحول فِي حَيَاته إِلَى الْقَاهِرَة مُهَاجرا فِي طلب الْعلم فاشتغل أَولا على مَذْهَب أَبِيه مالكيا وَحضر دروس خلف الْمَالِكِي ثمَّ تحول شافعيا وَحضر دروس الأبناسي والبلقيني وَابْنه الْجلَال وقريبه أبي الْفَتْح وَابْن الملقن والبرهان الْقُدسِي وَغَيرهم وَكَذَا حضر دروسا فِي النَّحْو عِنْد عبيد البشكالسي وَالشَّمْس الغراقي فِي آخَرين وَسمع على الزفتاوي وَابْن الشيخة والتنوخي والمطرز والحلاوي والسويداوي والغراقي والهيثمي والأبناسي والغماري والمراغي والتقي الدجوي والشرف بن الكويك والتاج بن الفصيح وناصر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ جمع من الشاميين، وَكتب التوقيع فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَأم بِالْقصرِ من القلعة بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَحدث بالبخاري وَغَيره سمع عَلَيْهِ الْفُضَلَاء، أخذت عَنهُ أَشْيَاء، وَكَانَ خيرا مديم التِّلَاوَة بِحَيْثُ كَانَ تلائيا حسا وَمعنى مَعَ التَّهَجُّد والمحافظة على الْجَمَاعَة والانجماع وَالْحِفْظ لكثير من كرامات الصَّالِحين، وَله نظم كتبت) بعضه فِي المعجم. وَمَات فِي ثَانِي الْمحرم سنة سبع وَخمسين بِمصْر الْقَدِيمَة رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن مَسْعُود بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله الجزيري المغربي الْمَالِكِي نزيل الْمَدِينَة. اشْتغل ببلاده ثمَّ قدم فحج وَدخل الرّوم وَأخذ بهَا باسطنبول عَن مولى عراب وَحضر دروس الشهَاب الكوراني، واستوطن الْمَدِينَة من سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ مديما للاشتغال عِنْد الْمَالِكِي وَالسَّيِّد وَغَيرهمَا ولازمني فِي إقامتي بهَا حَتَّى قَرَأَ على بعض شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق العَبْد وَمن أول الأَصْل الثَّانِي من تَحْرِير الأقطاب والفصول فِي تَحْرِير علم الْأُصُول لِابْنِ شَاس بحثا. وَسمع على مبَاحث جلّ الألفية واليسير من شرحها وَغير ذَلِك رِوَايَة ودراية وكتبت لَهُ مَا أوردت بعضه فِي التَّارِيخ الْكَبِير، وَهُوَ إِنْسَان فَاضل مشارك رَاغِب فِي المباحث والتحصيل. مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة إِحْدَى وَتِسْعين. مُحَمَّد بن عَليّ بن الشَّيْخ مِصْبَاح بن مُحَمَّد بن أبي الْحسن الشَّمْس بن النُّور ابْن الضياء اللامي ثمَّ القاهري المقسي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَابْن أُخْته عبد الرَّحِيم

الأبناسي. ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمُتُون ولازم صهره الْبُرْهَان ابْن حجاج الأبناسي فِي قِرَاءَة الْعَضُد وَغَيره بل وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء فِي الْأَصْلَيْنِ والمعاني وَالْبَيَان وَغير ذَلِك وَأخذ الْفِقْه عَن الشّرف السُّبْكِيّ والونائي بل وَقبل ذَلِك عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الوَاسِطِيّ أَشْيَاء وَابْن الْجَزرِي والفوي وَابْن الْمصْرِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ فِي آخَرين مِمَّا ضبط الْأَسْمَاء فِي بعضه وَأكْثر عَن شَيخنَا وَكَانَ فَاضلا لكنه وقف فِي أَوَاخِر أمره مَعَ ملازومته للخير وَالتَّعَفُّف الزَّائِد وَالْكَرم التَّام مَعَ الْفَاقَة، مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين قبل إِكْمَال الْخمسين وَدفن عِنْد أَخِيه مِصْبَاح بجوار ضريح شهَاب ظَاهر بَاب الشعرية. رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن معبد بن عبد الله الشَّمْس الْمَقْدِسِي الْمدنِي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَيعرف بالمدني. ولد سنة تسع وَخمسين وَأذن بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة ثمَّ قطن الْقَاهِرَة واشتغل قَلِيلا وَأخذ عَن الْجمال بن خير ولازمه وَسمع الحَدِيث من المحيوي عبد الْقَادِر الْحَنَفِيّ وَحدث عَنهُ بالزهد للبيهقي، ثمَّ ولي تدريس الحَدِيث بالشيخونية فباشره مَعَ قلَّة علمه بِهِ مُدَّة ثمَّ نزل لشَيْخِنَا عَنهُ ثمَّ ولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بعناية فتح الله كَاتب السِّرّ فِي الْأَيَّام الناصرية ثمَّ صرف) فِي الْأَيَّام المؤيدية ثمَّ أُعِيد وَكَانَ مَشْهُورا بالعفة فِي أَحْكَامه وَوَقعت لَهُ كائنة صعبة مَعَ شرِيف فَلم يقْتله فَأنْكر عَلَيْهِ ذَلِك أهل مذْهبه وَلم يكن فِي مذْهبه بالماهر. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ مَاتَ يَعْنِي وَهُوَ قَاض فِي عَاشر ربيع الأول سنة تسع عشرَة. وَقَالَ فِي مُعْجَمه أجَاز فِي استدعاء ابْني. وَقَوله فِي رفع الأصر أَنه ولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة مرَّتَيْنِ سَهْو. وَهُوَ فِي الإنباء والمعجم على الصَّوَاب، وترجمه المقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن عَليّ بن مقدم بِكَسْر الدَّال الْمُهْملَة الثَّقِيلَة ابْن مشرف بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَالرَّاء الْمُشَدّدَة القاهري الصحراوي النجار بواب تربة برقوق وَيعرف بخادم أبي بكر البجائي وَكَانَ يلقب قبل بسكيكر بِالتَّصْغِيرِ. ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن فِي مكتب تربة طشتمر حمص أَخْضَر فَمسح الزين الْعِرَاقِيّ على رَأسه ودعا لَهُ، وخدم غير وَاحِد من الْعلمَاء والصلحاء وتكسب نجارا وَكَانَ معلمه فِيهَا يخْدم أَبَا بكر البجائي فَلَمَّا مَاتَ خَلفه فِي خدمته فَعرف بِهِ ثمَّ اشْترك مَعَ الشَّيْخ عبيد بن أَحْمد فِي بوابة تربة الظَّاهِر برقوق وَأقَام بهَا وَسمع على الْجمال الْحَنْبَلِيّ، وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ ولقيه البقاعي. مَاتَ قريب الْأَرْبَعين ظنا. مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور بن زين الْعَرَب أَبُو اللطف الحصكفي ثمَّ الْمَقْدِسِي

الشَّافِعِي وَيعرف فِي بِلَاده بِابْن الْحِمصِي وَفِي هَذِه النواحي بكنيته. ولد فِي سنّ تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بحصن كيفا من بِلَاد بكر وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد النَّجْم العجمي المراغي وتلا بِهِ عَلَيْهِ لعاصم وَنَافِع وَابْن كثير وَكَذَا على ابْن المصبر، وَحضر عِنْد الزين عبد الرَّحْمَن بن الْحَلَال بِالْمُهْمَلَةِ ثمَّ التَّشْدِيد واستفاد من قِرَاءَة النَّاس عَلَيْهِ وَأخذ النَّحْو وَالصرْف عَن الْجلَال بن الحلوائي الْحَاج زين الدّين عبد الرَّحْمَن قَاضِي الْحصن وَعنهُ أَخذ الْمنطق وَكَذَا أَخذه مَعَ الْعرُوض والقوافي عَن الْخَطِيب الْجمال حسن بن قَاضِي الْقُضَاة بالحصن النُّور على الشَّافِعِي والمنطق عَن سراج الرُّومِي بِبَيْت الْمُقَدّس والكافياجي بِالْقَاهِرَةِ مَعَ سَماع قِطْعَة صَالِحَة من شرح الْعَضُد على الْمُخْتَصر بل قَرَأَ عَلَيْهِ موقفين من شرح المواقف للسَّيِّد علم الْهَيْئَة والهندسة والحساب والحرف عَن المفنن قوام الدّين الشِّيرَازِيّ والموسيقى عَن الْحَاج قلندر بحصن كيفا والحاج زين الدّين طَاهِر بن قَاضِي الْموصل قَرَأَ عَلَيْهِ الأدوار للصفي عبد الْمُؤمن الأرموي قِرَاءَة متقنة والمعاني وَالْبَيَان والبديع عَن الْعَلَاء عَليّ الْكرْدِي مدرس) السفاحية بحلب وَغَيره وَالْفِقْه عَن عبيد البابي إِمَام الْجَامِع الْكَبِير بحلب والزين ماهر بِبَيْت الْمُقَدّس وَعنهُ أَخذ الْفَرَائِض والحساب وَكَذَا أَخذ الْفِقْه مَعَ الْأَصْلَيْنِ والنحو وَالتَّفْسِير والْحَدِيث والتصوف عَن الشهَاب بن رسْلَان وَهُوَ أجل شيخ لَازمه، وَسمع بحلب على حافظها الْبُرْهَان وبالقدس على الشَّمْس بن الْمصْرِيّ والشهاب بن حَامِد وَعَائِشَة الكنانية والتقي القلقشندي وبالقاهرة عَن شَيخنَا ولازمه ومدحه بقصيدة طنانة كتبت مِنْهَا فِي الْجَوَاهِر. وَأَجَازَ لَهُ الشَّمْس العصيري وَآخَرُونَ، وَكَانَ قدومه حلب فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده ثمَّ عَاد إِلَيْهَا سنة ثَمَان أَو تسع وَثَلَاثِينَ ثمَّ تحول مِنْهَا إِلَى الْقُدس فقطنه، وَحج وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة وَاسْتقر معيدا بصلاحية الْمُقَدّس، ولقيته بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بِهِ وأكرمني بنثره ونظمه وَسمع بِقِرَاءَتِي، وَكَانَ فَاضلا مشاركا فِي الْفَضَائِل بديع الْخط بهج التذهيب فائق التجليد متميزا فِي كثير من الصَّنَائِع العجمية شجي الصَّوْت مطربه عَالما بذلك مُتَقَدما فِي فنون الْأَدَب عالي النّظم لَهُ قصائد ومقاطيع، كل ذَلِك مَعَ لطف الذَّات وَحسن المحاضرة وَجَمِيل الْعشْرَة وفصاحة الْعبارَة بِحَيْثُ كَانَ مجموعا فائقا ونوعا رائقا عمل مؤلفا فِي ذَبَائِح أهل الْكتاب ومناكحتهم سَمَّاهُ رفع الْحجاب عَن مناكحه أهل الْكتاب فِي كراسين أَجَاد فِيهِ إِلَى الْغَايَة وَتَحْقِيق الْكَلَام فِي موقف الْمَأْمُوم والأمام وشجرة فِي علم النَّحْو بديعة الْوَضع وَأُخْرَى فِي الصّرْف ابدع مِنْهَا، كتبت عَنهُ من نظمه أَشْيَاء. مِنْهَا قَوْله:

(إجعل شعارك حَيْثُ مَا كنت التقى ... قد فَازَ من جعل التقى إشعاره) (واسلك طَرِيق الْحق مصطحبا بِهِ ... إخلاص قَلْبك حارسا أسراره) (وَإِذا أردْت الْقرب من خير الورى ... يَوْم الْقِيَامَة فَاتبع آثاره) وَقَوله: (عَلَيْك بإخفاء السلوك لَدَى الورى ... لتأمن من شَرّ الريا وعنائه) (وَعند الصَّفَا خالطهم كَيفَ مَا تشا ... بِحَق فلون المَاء لون إنائه) وَمن نظمه: (لَيْسَ السوَاد بوجنتيه عَارض ... حَتَّى يلوم على هَوَاهُ اللاحي) (بل ذَاك ظلّ الحاجبين تَعَارضا ... فِي نور شمس جَبينه الوضاح) مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء عَاشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَخمسين بعد انفصالي عَنهُ بِيَسِير) وتأسفت على فَقده رَحمَه الله وإيانا. قَالَ ابْن أبي عذيبة وَلَا أعلم بِهَذِهِ الْبِلَاد من يدانيه فِي حسن النّظم والنثر والتمكن من علم الْأَدَب وَقَالَ أَنه أَخذه ببلاده عَن خَاله عَليّ بن مشرف مَعَ لطافة الشكل وَحسن الْمُلْتَقى وحلاوة اللِّسَان وَالْكَرم وَالدّين اسْتَقر فِي إِعَادَة كبرى بالصلاحية وَأفْتى ودرس وانتفع بِهِ جمَاعَة وتصدر بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى تلقاها مَعَ الْإِعَادَة عَن الْعِمَاد بن شرف بعد مَوته بِزِيَادَة مَعْلُوم، وَكَانَ أَبوهُ تَاجِرًا فِي القماش. مَاتَ بالقدس سنة خمس وَخمسين وَخلف لَهُ ثروة. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى بن عِيسَى بن عمرَان الْمَكِّيّ الْمَعْرُوف بالمزرق. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى بن قُرَيْش الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين. أرخهما ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى أَمِين الدّين بن النُّور الْقَرَافِيّ القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الْمَاضِي أَبوهُ. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والشاطبية والمنهاج وألفية النَّحْو وكتابا فِي الْأُصُول وَغَيرهَا واشتغل بِالْعلمِ وَأخذ القراآت عَن أَبِيه وانْتهى فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَأذن لَهُ وَأشْهد عَلَيْهِ جمَاعَة وتصدى لنشرها فَأَخذهَا عَنهُ جمَاعَة وَاسْتقر فِي تدريسها بالمؤيدية عقب الشهَاب بن يحيى وبالشيخونية عقب التَّاج ابْن تمرية، وَكَانَ بارعا فِيهَا وجيها متأنقا فِي هَيئته وملبسه حسن الْعشْرَة. مَاتَ فِي تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى الْبَدْر القاهري الْمَاوَرْدِيّ وَيعرف بِابْن مُوسَى. مِمَّن سمع معي فِي سنة سِتّ وَخمسين بِمَكَّة وَالْمَدينَة على جمَاعَة بل والظاهرية الْقَدِيمَة فِي الْقَاهِرَة ختم البُخَارِيّ وَكَانَ من أَصْحَاب السنباطي، كتب الْمَنْسُوب وتكسب فِي الوراقين. وَمَات قريب السّبْعين ظنا.

مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى الشَّمْس الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن قديدار. هَكَذَا سَمَّاهُ شَيخنَا فِي إنبائه وَهُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله. مضى. مُحَمَّد بن عَليّ بن نجم غياث الدّين بن خواجا الكيلاني التَّاجِر وَرُبمَا قيل لَهُ غياث. ولد فِي حُدُود السّبْعين وَكَانَ أَبوهُ من أَعْيَان التُّجَّار فَنَشَأَ ابْنه هَذَا فِي عز ونعمة طائلة وتعاظم زَائِد ثمَّ شغله بِالْعلمِ بِحَيْثُ كَانَ يَشْتَرِي لَهُ الْكتاب الْوَاحِد بِمِائَة دِينَار فأزيد وَيُعْطِي) معلمه فيفرط وَكَانَ يحضر لَهُ من يقرئه فِي الْفُنُون فمهر فِي أَيَّام قَلَائِل واشتهر بِالْفَضْلِ فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ تنقلت بِهِ الْأَحْوَال والتهى عَن الْعلم بِالتِّجَارَة فَصَعدَ وَهَبَطَ وغرق وَسلم وَزَاد وَنقص إِلَى أَن مَاتَ خاملا مَعَ أَنه كَانَ عَارِفًا بِالتِّجَارَة فَصَعدَ وَهَبَطَ وغرق وَسلم وَزَاد وَنقص إِلَى أَن مَاتَ خاملا مَعَ أَنه كَانَ عَارِفًا بِالتِّجَارَة محظوظا مِنْهَا لكنه كَانَ سيئ الْمُعَامَلَة، وَتزَوج جَارِيَة من جواري النَّاصِر يُقَال لَهَا سمراء فهام بهَا وأتلف عَلَيْهَا مَاله وروحه بل ألزمته بِطَلَاق زَوجته ابْنة عَمه فَطلقهَا لأَجلهَا وأفرطت هِيَ مَعَ ذَلِك كُله فِي بغضه حَتَّى قيل أَنَّهَا سقته السم فتعلل مُدَّة وَلم تزل بِهِ حَتَّى فَارقهَا فتدله عقله من حبها إِلَى أَن مَاتَ وَلها بهَا وَبَلغنِي أَنَّهَا زارته فِي مَرضه واستحللته فحاللها من شدَّة حبه لَهَا وَأَنَّهَا تزوجت بعده رجلاص من الْعَوام فأذاقها الهوان وأحبته فأبغضها عكس مَا جرى لَهَا مَعَ غياث قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه، قَالَ وَقد طَار حَتَّى بمقاطيع عديدة، وألغاز وترافقنا فِي السّفر وَهُوَ آخر من عرفنَا خَبره من المتيمين قَالَ وَمن شعره قصيدة مُطَوَّلَة فِي سمراء أَولهَا: (سلوا سمراء عَن حَرْبِيّ وحزني ... وَعَن جفن حكى هطال مزن) (سلوها هَل عراها مَا عراني ... من الْجِنّ الهواتف بعد جن) (سلوا هَل هزت الأوتار بعدِي ... وَهل غنت كَمَا كَانَت تغني) تَقول فِي آخرهَا: (سأشكوها إِلَى مولى حَلِيم ... ليعفو فِي الْهوى عَنْهَا وعني) وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه سمع مَعنا من بعض الشُّيُوخ ثمَّ تنقلت بِهِ الْأَحْوَال بعد أَبِيه ورغق ثمَّ تخامل وعاش غَالب عمره فِي نكد ثمَّ ختم لَهُ بالعشق فَمَاتَ شَهِيدا، وَقد كتبت قصَّته فِي مَكَان آخر، اجْتَمَعنَا مرَارًا وأنشدني الْكثير من شعره وطارحني بألغاز. قلت كتبت بَعْضهَا فِي الْجَوَاهِر. وَمَات فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَعشْرين قَالَ فِي الإنباء فِي سَابِع عشره وَفِي المعجم فِي رابعه، وَعَلِيهِ اقْتصر المقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن عَليّ بن نور الدّين أَبُو عبد الله الموزعي الإِمَام الأصولي وَيعرف بِابْن نور الدّين. مَاتَ فِي حُدُود الْعشْرين وَجَرت لَهُ مَعَ صوفية وقته أُمُور بَان فِيهَا فَضله. مُحَمَّد بن عَليّ بن هَاشم بن عَليّ بن مَسْعُود بن أبي سعد بن غَزوَان بن

حسن الْجمال أَبُو سعد بن الإِمَام الأوحد الْمدرس نور الدّين الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي سبط زَيْنَب) ابْنة القَاضِي أبي الْفضل النويري الَّتِي أمهَا أم الْحُسَيْن ابْنة القَاضِي شهَاب الدّين الطَّبَرِيّ وَأمه أم كُلْثُوم سعيدة ابْنة الْمُحب الطَّبَرِيّ. هَكَذَا رَأَيْت نسبه بِخَط أَبِيه، وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث ذِي الْحجَّة سنة خمس عشرَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فتفقه بالجمال الكازروني وَأذن لَهُ بالإفتاء والتدريس وَصَحب عبد الْكَبِير الْحَضْرَمِيّ ولازمه واختص بِهِ وَكَذَا اخْتصَّ بالشرف أبي الْفَتْح المراغي وَسمع عَلَيْهِ بل سمع على ابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة وَغَيرهمَا وبالمدينة النَّبَوِيَّة فِي سنة سبع وَأَرْبَعين على الْمُحب المطري سنَن الدَّارَقُطْنِيّ فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ ابْن طولوبغا وَغَيره وَكَانَ فَاضلا خيرا دينا بهيا عفيفا شرِيف النَّفس حسن الْخط منجمعا عَن النَّاس لَا يخالط إِلَّا الْقَلِيل مِمَّن يَثِق بِهِ، وَلم يتَزَوَّج وَلَا تسري مَعَ مزِيد الْعِفَّة من صغره إِلَى أَن مَاتَ، ومحاسنه جمة وَالنَّاس كالمتفقين عَلَيْهِ بَاشر أوقاف جدته بعفة ونزاهة وَثَمَرهَا بعد عمارتها وَقد لَقيته بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَخمسين فَسمع بِقِرَاءَتِي ووصفني بسيدنا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْمُحدث البارع بل أجَاز بِبَعْض الاستدعاآت. مَاتَ فِي ظهر يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشر صفر سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر بالساباط الْمُتَّصِل بمقام الشَّافِعِي وَدفن بالمعلاة فِي تربة بنى النويري بِقَبْر أمه رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. مُحَمَّد بن عَليّ بن هبة الله. فِيمَن جده أَحْمد بن هبة الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْوَفَاء الْمَقْدِسِي. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ، وَلم أَقف على أمره. مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن بن سُلَيْمَان الشَّمْس الأوسي الأربلي جده الْموصِلِي أَبوهُ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الجرادقي. ولد فِي حُدُود سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فَتلا الْقُرْآن بالروايات على الشهَاب بن عَيَّاش والزين عمر بن اللبان والشريف حسن الفاخوري والشرف الطوسي وَقَرَأَ الْهِدَايَة فِي الْفِقْه وَشرح الطوالع والمختصر للتفتازاني والسراجية فِي الْفَرَائِض وَشرح مَوْلَانَا زَاده فِي الفلسفة وشيئا من الْمنطق، كل ذَلِك على الْكَمَال قَاضِي برصا وَالْمُخْتَار على الشَّمْس بن يهوذا والكافية على أَخِيه الشهَاب بن يهوذا نزيل طرابلس والمتوفى بهَا وَالْأُصُول على ابْن الفنري والتصوف على جمَاعَة أَجلهم وَأَعْلَاهُمْ السَّيِّد مُحَمَّد بن عَليّ البُخَارِيّ بِبَلَد يورسا من طَرِيق الأثني) عشر وَألبسهُ الْخِرْقَة ولقنه الذّكر، وَسمع الصَّحِيح غير مرّة بِفَوَات على المحيوي الرَّحبِي وغالب الْمُوَطَّأ

على بعض أَصْحَاب الوادياشي وَقَرَأَ على الْكَمَال الشمني، وَأَجَازَ لَهُ الشّرف بن الكويك. وَدخل الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ اجْتمع فِي الثَّانِيَة بالجلال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا وَحضر دروس الْبِسَاطِيّ وَغَيره وَحج مرَارًا. وجاور وَكَانَ إنْسَانا حسنا فَاضلا ذَا سمت حسن ووضاءة متواضعا منعزلا عَن النَّاس مُقبلا على شَأْنه وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير، لَقيته بِدِمَشْق فَأجَاز لي وَمَات بهَا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشري الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بعد قدومه من الْمُجَاورَة رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى جمال الدّين بن نور الدّين بن جَمِيع الْعَدنِي الْمَاضِي أَخُوهُ الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن وأبوهما. ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي قبلهَا بعدن وَنَشَأ بهَا وَقدم مَكَّة لِلْحَجِّ والمجاورة فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة فدام إِلَى أَوَائِل سنة أَربع عشرَة ثمَّ رَجَعَ إِلَى عدن راجيا حُصُول رزق يتجمل بِهِ حَاله من أَخِيه لِأَبِيهِ الْوَجِيه لتوليه مَا كَانَ يَلِيهِ أَبوهُمَا بعدن فأدركه بهَا أَجله فِي أثْنَاء السّنة وَكَانَ قد ظفر من مَال أَبِيه بِجَانِب يسير ثمَّ ذهب من يَده فِي غير لَهو. ذكره الفاسي. مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي يحيى الشَّمْس أَبُو عبد الله الملياني المغربي ثمَّ الْبُرُلُّسِيّ ثمَّ الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي. مِمَّن سمع مني. مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب الشَّمْس أَبُو عبد الله النابلسي الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي. ولد سنة بضع وَخمسين وَسَبْعمائة بنابلس وَقدم دمشق فتفقه بهَا مُدَّة ثمَّ حلب وَمن شُيُوخه بهَا الشهَاب الْأَذْرَعِيّ، وبرع وتصدر فِيهَا لإقراء الْفِقْه وَأَصله والنحو، وَكَانَ إِمَامًا فَقِيها مشاركا فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول والميقات ذكيا دينا حفظ كتبا كَثِيرَة مِنْهَا أَكثر الْمِنْهَاج وَأكْثر الْحَاوِي وَجَمِيع التَّمْيِيز للبارزي والعمدة والشاطبية ومختصر ابْن الْحَاجِب والمنهاج الْأَصْلِيّ والتسهيل لِابْنِ ملك وَكَانَ يُكَرر عَلَيْهَا. قَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي: وَكَانَ سريع الْإِدْرَاك محافظا على الطَّهَارَة سليم اللِّسَان صَحِيح العقيدة لَا أعلم بحلب أحدا من الْفُقَهَاء على طَرِيقَته، زَاد غَيره أَنه نَاب فِي الْقَضَاء عَن الشّرف أبي البركات الْأنْصَارِيّ ودرس بالنورية البقرية. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَدفن بتربة بني الخابوري خَارج بَاب الْمقَام تجاه تربة بني النصيبي ذكره ابْن خطيب الناصرية وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ، وَشَيخنَا فِي إنبائه.)

وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى وَشَيخنَا الأبي. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: أجَاز لي فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد. وَمَات سنة سبع وَعشْرين أَو بعْدهَا، وَتَبعهُ المقريري فِي عقوده وأرخه سنة سبع عشرَة جزما. مُحَمَّد بن عَليّ بن يوسيف الشَّمْس بن النُّور القاهري وَالِد سعد الدّين مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن الجندي لكَونه هُوَ الَّذِي رباه فَإِن وَالِده وَكَانَ تَاجِرًا توفّي وَهُوَ حمل فَتزَوج بِأُمِّهِ فَعرف بِهِ وَكَذَا يعرف بالذهبي. ولد سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَعرضه على شَيخنَا والبساطي وَنَحْوهمَا واشتغل قَلِيلا، وَمن شُيُوخه أَبُو الْجُود وَلكنه لم ينجب وَهُوَ مِمَّن سمع ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة على الْأَرْبَعين وبواسطة زوج أمه أَقرَأ الفخري عُثْمَان بن الظَّاهِر بل صَار يؤم بِهِ فتميز وَاسْتمرّ فِي خدمته حَتَّى عمل السلطنة وَبعده سكن بل توجه إِلَى دمياط وَأم بِهِ هُنَاكَ مُدَّة وَرجع فَمَاتَ فَجْأَة فِي شعْبَان) سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء بِالْقربِ من الْكَمَال الدَّمِيرِيّ. وَقد تزوج بِأُمِّهِ بعد ابْن الجندي السراج الْعَبَّادِيّ واستولدها كَمَال الدّين مُحَمَّدًا واستمرت تَحْتَهُ حَتَّى مَاتَ. مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الْبَزَّاز سبط عبد السَّلَام الزمزمي أمه أم الْأمان. كَانَ من مريدي عبد الْكَبِير الْحَضْرَمِيّ مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَخمسين أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عَليّ بن كبا قَالَ الحسناوي نِسْبَة لقبيلة بَين بجاية والجزيرة تعرف ببني حسن الْفَقِيه الْمَكِّيّ. مَاتَ بالجزائر وَهُوَ على قَضَائهَا سنة خمس وَعشْرين. مُحَمَّد بن عَليّ الْبَدْر بن القَاضِي نور الدّين الرهوني نِسْبَة لقبيلة بالمغرب

القاهري الْمَالِكِي أحد النواب. مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَابْن الْحَاجِب وَغَيره وَأخذ عَن أَبِيه والبساطي وَغَيرهمَا، وناب عَن الْبِسَاطِيّ فَمن بعده، وَكَانَ فهما فَاضلا فِي الْفِقْه والفرائض والعربية لكنه كَانَ زَائِد التهور فِي أَحْكَامه شَدِيد الْإِقْدَام على الانتقام مِنْهُ فعل ذَلِك بالشمس الديسطي الْمَالِكِي مَعَ خفَّة روح ومزاح وهيئة مزرية وَلم يشْتَهر بدين وَلَا تقوى. مَاتَ فِي سنة سبعين وَأَظنهُ جَازَ السِّتين عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عَليّ الْبَدْر الْحِجَازِي القباني عِنْد سعيد السُّعَدَاء. غرق ببحر النّيل فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين. مُحَمَّد بن عَليّ الْبَدْر الحكري الْحَنْبَلِيّ. مضى فِيمَن جده خَلِيل بن عَليّ بن أَحْمد. مُحَمَّد بن عَليّ الشَّيْخ جمال الدّين الْحداد وَيعرف بِصَاحِب الدراع. مَاتَ فِي أثْنَاء شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَكَانَت لَهُ وجاهة عِنْد الْمُلُوك من بني طَاهِر وَله عِنْدهم تمكن زَائِد بِحَيْثُ تقضي بواسطته أَشْيَاء كَثِيرَة وينفع ويضر تجَاوز الله عَنهُ. كتب إِلَيّ بذلك من الْيمن الْجمال مُوسَى الدؤالي. مُحَمَّد بن عَليّ الْجمال الزمزمي. فِيمَن جده مُحَمَّد بن دَاوُد بن شمس. مُحَمَّد بن عَليّ الْجمال السوهائي الْمصْرِيّ أحد عدولها. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ كتب الْمَنْسُوب على شَيخنَا أبي عَليّ الزفتاوي وانتفع بِهِ النَّاس فِي ذَلِك. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَعشْرين وَقد جَازَ الْخمسين. مُحَمَّد بن عَليّ الْجمال بن الطّيب الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ الْحَنَفِيّ عَالم زبيد ومفتيه. تصدر بهَا) للإقراء والإفتاء عدَّة سِنِين وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْعلم بهَا حَتَّى مَاتَ فِي عَاشر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَهُوَ فِي عشر السّبْعين وَلم يخلف بعده مثله. وَذكره المقريزي وَقَالَ: الفقهي الْفَاضِل الْمَعْرُوف بالمطيب. مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الْجمال التوريزي القاهري التَّاجِر أَخُو النُّور عَليّ الْمَاضِي وَالْفَخْر أبي بكر الْآتِي. تنقلت بِهِ الْأَحْوَال وَتَوَلَّى بِبِلَاد الْيمن التحدث فِي المتجر السلطاني بعدن ثمَّ صرف وَكَانَ قد تسحب من الْقَاهِرَة من ديوَان ركبته فِي سنة أَربع وَعشْرين فَلم يعد إِلَيْهَا. وَمَات فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه قَالَ وَهُوَ أَخُو عَليّ الْمَقْتُول فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ، مَعَ كَونه لم يذكرهُ فِي الإنباء إِلَّا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن عي الشّرف الْحبرِي الشرابي أَبوهُ. بَاشر فِي أعوان الحكم للمالكية ثمَّ وَقعت لَهُ وَاقعَة سجن بِسَبَبِهَا ثمَّ حكم بحقن دَمه وَأطلق ثمَّ عمل فِي

دكان سكريا ثمَّ توصل حَتَّى عمل حسبَة مصر ثمَّ الْقَاهِرَة، وَكَانَ عاميا جلفا قَلِيل الْخَيْر كثير الشَّرّ. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعشْرين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. وَقَالَ غَيره أَنه كَانَ يَرْمِي بعظائم. مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس أَبُو شامة الْأنْصَارِيّ فِيمَا كَانَ يزْعم الشَّامي. ولي أَمَانَة الحكم بِدِمَشْق ثمَّ نَاب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ كثير السّكُون مَعَ إقدام وجرأة، وَقد خمل فِي أَوَاخِر دولة الْأَشْرَف برسباي وتغيب مُدَّة ثمَّ ظهر فِي دولة الظَّاهِر وَولي وكَالَة بَيت المَال بدمش وَقبل ذَلِك ولي قَضَاء طرابلس وَكِتَابَة سرها، وَمَات بِدِمَشْق فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَأَرْبَعين وَدفن بمقبرة بَاب الفرادسي. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَسَيَأْتِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب أَبُو شامة الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وأجوز أَنه هُوَ حصل السَّهْو فِي تَسْمِيَة أَبِيه عليا وَيحْتَمل التَّعَدُّد. مُحَمَّد بن عَليّ السَّيِّد شمس الدّين الْجِرْجَانِيّ. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عَليّ. مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس الشارنقاشي. فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد. مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس الْأَزْرَق القاهري أحد الْكتاب. مِمَّن أَخذ الْكِتَابَة عَن الزين بن الصَّائِغ وَابْن حجاج وبرع فِيهَا وَفِي التذهيب وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَمِمَّا كتبه تصنيفي فِي الرَّمْي بالنشاب، بل جلس للتعليم وقتا وانتفع بِهِ جمَاعَة وَكَانَ مَعَ ذَلِك لَهُ إِلْمَام بِالضَّرْبِ بِالْعودِ والشعبذة وَنَحْوهمَا مَعَ مزِيد الخمول والفاقة. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى) وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ قَارب السّبْعين سامحه الله ورحمه وغيانا. مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس الذَّهَبِيّ. مضى فِيمَن جده يُوسُف. مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الْعَلَاء أبي الْحسن الجلالي بِالتَّخْفِيفِ نِسْبَة لجلال الدّين التباني وَالِد حَافظ الدّين أَحْمد الْمَاضِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بالجلالي. اشْتغل فِي فنون وتميز وَولي تدريس الْحَنَفِيَّة بالألجيهية وخزن الْكتب بالمحمودية وتكسب بِالشَّهَادَةِ، وَكَانَ عَاقِلا خيرا لطيف الْعشْرَة، وَمن شُيُوخه مصطفى بن تقطمر النظامي الْحَنَفِيّ وَالشَّمْس أَبُو عبد مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الدفري الْمَالِكِي أَخذ عَنْهُمَا البُخَارِيّ قِرَاءَة على أَولهمَا وسماعا على الآخر وَحدث بِهِ قَرَأَهُ عَلَيْهِ التقي عبد الْغَنِيّ بن الشهَاب بن تَقِيّ الْمَالِكِي. مَاتَ بعد السِّتين وَقد قَارب السِّتين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس السكندري الْمدنِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس السنهوري وَيعرف بِابْن الأصيفر. قَرَأَ على شَيخنَا الرَّشِيدِيّ البُخَارِيّ. مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس الصَّابُونِي. فِيمَن جده عمر.

مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس الصَّالِحِي الْمَكِّيّ. فِيمَن جده مُحَمَّد بن عُثْمَان بن إِسْمَاعِيل. مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس الطَّيِّبِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَوجدت بخطي فِي مَوضِع آخر أَنه مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد وَقد تَرْجَمته هُنَاكَ. مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس الفرنوي الأَصْل القاهري نزيل الحسنية وَأحد الْكتاب. كتب عَنهُ عَمه الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم الفرنوي الْمَاضِي وَصَحب يشبك الْفَقِيه وانتمى لوَلَده يحيى لكَونه مِمَّن كتب على عَمه ثمَّ ليشبك من مهْدي الدوادار وترقى وَصَارَ هُوَ الْمُقدم عِنْده للاستكتاب فَلم يحمد كثير من ضعفاء الْكتاب أمره وَكَاد أَن يتزحزح عِنْده بل أهانه ثمَّ لزم خدمَة الدوادار بعده أياض وَنسب إِلَيْهِ أَن شخصا اسْمه زرمك أودع عِنْد عمده ذَهَبا فاحتال هَذَا حَتَّى أبدله بفلوس واتهم بذلك فِي آخر دولة الظَّاهِر خشقد فساعده يشبك الْفَقِيه لوَلَده، وَمَعَ ذَلِك فأر تمر الظَّاهِرِيّ بِالنّظرِ فِي الْقَضِيَّة، وَأقَام فِي الترسيم حَتَّى عملت مصلحَة تمر ثمَّ أطلق وقهر رب الْوَدِيعَة حَتَّى مَاتَ وَكَذَا أهين من الظَّاهِر تمربغا بِسَبَبِهَا أَيْضا، وَقد تزوج الْعِزّ ابْن هِشَام سبط الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ ابْنَته وَلم يحصل لَهُم مِنْهُ رَاحَة، وَاسْتقر بعد الجمالي سبط شَيخنَا فِي مشارفة حَاصِل البيمارستان وحاله مَعْلُوم.) كَانَ مِمَّن يذكر بالمعرفة فِي صناعته وَجلسَ عِنْد خير الدّين الشنشي الْحَنَفِيّ فأثرى. وَمَات فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخلف تَرِكَة جمة عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس الكفرسوسي الْخَطِيب. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه حفظ الْقُرْآن وتعانى النّسخ وَكَانَ مَأْمُونا خيارا أضرّ بِأخرَة وَمَات فِي رَمَضَان سنة سبع. مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس الْمحلي الشَّاعِر. فِيمَن جده خلد بن أَحْمد. مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس المقسي الْخَطِيب ويدعى وَالِده سندا وَلِهَذَا يُقَال لَهُ ابْن سَنَد. اشْتغل عِنْد الْفَخر المقسي والزين الأبناسي وَغَيرهمَا وتميز يَسِيرا وَقَرَأَ عَليّ فِي لطائف المعارف لِابْنِ رَجَب وَفِي غَيره وخطب بِجَامِع المقسي ظَاهر بَاب الْبَحْر وَقَرَأَ فِيهِ على الْعَامَّة فِي البُخَارِيّ وَغَيره وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي ثَانِي عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمَا بلغ الثَّمَانِينَ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس المقسمي أحد النواب الشَّافِعِيَّة. مِمَّن تميز فِي الشَّهَادَات وَصَارَ الْمعول عَلَيْهِ فِيهَا فِي خطبه بنواحي جَامع الراصد من الْمقسم وَقَامَ وَقعد وَلم يكن مَحْمُودًا لكنه كَانَ دربا وَآل أمره إِلَى أَن صَار بهيئة منحطة حَتَّى مَاتَ وَهُوَ على النِّيَابَة فِي شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين وَقد جَازَ السِّتين ظنا أَو بلغ السّبْعين سامحه الله وإيانا.

مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس الْهَرَوِيّ. لقِيه الطاووسي وَقَالَ إِنَّه ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَأَنه أجَاز لَهُ فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ صَالحا عابدا أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر بَرِيئًا من التَّكَلُّف. مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس الوفائي القاهري رَفِيق الْمُحب بن الْقطَّان فِي الشَّهَادَة. كَانَ خيرا من صوفية البيبرسية والبرقوقية. قَرَأَ فِي البُخَارِيّ على السَّيِّد النسابة وقرأه وَغَيره على الْعَامَّة بِبَعْض الزوايا وخطب نِيَابَة أَيْضا وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَلم يكن بالمتقن. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين قبل رَفِيقه بِيَسِير وَقد قَارب السّبْعين ظنا. مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس الْمَيْمُونِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل سويقة صَفِيَّة جوَار النُّور بن الطباخ. كَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه والعربية مِمَّن أَخذ الْعَرَبيَّة عَن الشَّمْس ابْن الجندي الْحَنَفِيّ وَأخذ عَنهُ أَبُو الْفَتْح السوهائي وَهُوَ الْمَعْرُوف بِهِ.) مُحَمَّد بن عَليّ فتح الدّين أَبُو الْفَتْح الأبشيهي. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن مُوسَى. مُحَمَّد بن عَليّ الْمُحب الفارقي مِمَّن سمع من شَيخنَا، وَأَظنهُ ابْن فكيك فيحرر. مُحَمَّد بن عَليّ كَمَال الدّين الطَّوِيل. فِيمَن جده مُحَمَّد. مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو سعيد الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي. مِمَّن تفقه وتميز فِيهِ وَفِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهمَا. وَمَات بديار بكر عَن نَحْو الْخمسين سنة خمس وَقد استوطنها، ذكره المقريزي فِي عقوده عَن الشهَاب الكوراني. مُحَمَّد بن عَليّ بن الرُّكْن المعري. هُوَ ابْن أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان. مضى. مُحَمَّد بن عَليّ بن الْعَطَّار أحد رُؤَسَاء قراء الجوق كأبيه. حظي عِنْد الظَّاهِرِيّ خشقدم بقرَاءَته وشكالته إِلَى أَن أمره بتغيير زيه بِحَيْثُ لبس التخفيفة كالأتراك ثمَّ نسب إِلَيْهِ عشرَة الجلبان فَأمر بِرُجُوعِهِ إِلَى زيه. وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين فِي حَيَاة أَبِيه بعد أَن أَنْجَب وَولدا يقْرَأ أَيْضا. وَيذكر بحذق فِي فنه. مُحَمَّد بن عَليّ ويدعى حَافظ بن نور الدّين اليعقوبي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي المقريء وَهُوَ بحافظ أشهر. ولد بيعقوبا من شَرْقي بَغْدَاد وتحول مِنْهَا مَعَ أمه إِلَى روذبار همذان فَقَرَأَ على حَافظ سُلَيْمَان الْقُرْآن وجوده عَلَيْهِ ثمَّ تحول لتبريز فلقي غير وَاحِد من الْقُرَّاء كحسن الخليلي وزين العابدين وشكر الله فَأخذ عَنْهُم القراآت السَّبع بل وَالْعشر فأزيد وَفِيهِمْ من أَخذ عَن ابْن الْجَزرِي واشغل بالفقه فِي الْمُحَرر وَبِغَيْرِهِ قَلِيلا وتميز فِي القراآت وَقدم الْقَاهِرَة فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق واختص بعلي الْخُرَاسَانِي الْمُحْتَسب ونزله بالزاوية البسطامية الْمَعْرُوفَة بتقي الدّين فِي جملَة الْفُقَرَاء وَكَذَا فِي صوفية الشيخونية وَقَرَأَ قَلِيلا على الْجمال عبد الله الكوراني

ثمَّ لما مَاتَ الْمُحْتَسب الْمَذْكُور اسْتَقر عوضه فِي مشيخة الزاوية الْمَذْكُورَة وَصَارَ يتَرَدَّد إِلَى الْأُمَرَاء نحوهم وَقرر فِي صوفية الخانقاه الناصرية بسرياقوس بل فِي تدريس الدوادارية وَكَذَا فِي مشيخة الْقبَّة الَّتِي للسُّلْطَان بِالْقربِ من المرج عقب امْرَأَة كَانَت بهَا وَيُقَال أَن معلومها نَحْو دِينَار فِي كل يَوْم وَحج غير مرّة وجاور وأقرأ فِي القراآت وَكَانَ يُبَالغ فِي تَعْظِيم نَفسه فِيهَا مَاتَ فِي الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ بالسبيل المؤمني وَدفن بمقبرة التقي العجمي تجاه جَامع مَحْمُود بالقرافة عَن بضع وَسِتِّينَ سنة. مُحَمَّد بن عَليّ الْحَضْرَمِيّ أَبَا حنان.) مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْخَيْر بن التَّاجِر. فِيمَن جده مُحَمَّد. مُحَمَّد بن عَليّ البجائي البوسعيدي، مَاتَ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن عَليّ الْبَغْدَادِيّ وَزِير هُرْمُز، مَاتَ فِي عشَاء لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشري صفر سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عَليّ البلالي، فِيمَن جده جَعْفَر. مُحَمَّد بن عَليّ التكروري إِن الله مَاتَ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن عَليّ الجدي الْمَكِّيّ معلم القبانيين بجدة وَيعرف بِابْن خضراء، مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانِينَ بَين جدة وَمَكَّة وَحمل فَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عَليّ الْحلَبِي الْوَاعِظ وَيعرف بِابْن الحارس لكَون أَبِيه كَانَ حارسا فِي بعض أسواق حلب وَرُبمَا كَانَ يتعاطى خدمَة الْبُرْهَان الْحلَبِي. طَاف الْبِلَاد فِي عمل المواليد الْمُشْتَملَة على الأكاذيب بِحَيْثُ ظَهرت بذلك صِحَة فراسة شَيخنَا فَإِنَّهُ أَقَامَهُ من بَين يَدَيْهِ كَمَا سقت حكايته فِي الْجَوَاهِر وَمَعَ ذَلِك فَكَانَت لَهُ وجاهة بَين الْعَوام وَلما اشْتَدَّ الْخطب بِسوار ورام نَائِب حلب بردبك البشمقدار إِلْزَام أهل حلب بِمَال يستخدم بِهِ جَيْشًا أرجالا قَامَ فِي منع ذَلِك بالغوغاء وَنَحْوهم بِحَيْثُ كبروا علو المنارات وغلقت أَبْوَاب الْجَوَامِع وتوارى كل من أبي ذَر وَابْن أَمِير حَاج خشيَة من نِسْبَة ذَلِك لَهما، وَمَا وسع النَّائِب إِلَّا الشكوت، ثمَّ أعمل حيلته فِي مسك الْمشَار إِلَيْهِ وَالنَّاس محرمون بِصَلَاة الصُّبْح وَجِيء بِهِ إِلَيْهِ فَأمر بضربه بَين يَدَيْهِ بالمقارع وَأظْهر حنقا زَائِدا ثمَّ حمل لي بَيته وانزعج الظَّاهِر خشقدم حِين بلغه ذَلِك لكراهته فِي النَّائِب لَا لمحبة الْمَضْرُوب وعاش حَتَّى مَاتَ بحلب فِي أَوَاخِر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ ودف بالسنيبلة ظَاهر بَاب الْفرج وَقد قَارب السِّتين وَكَانَ ذكيا جريئا مقداما وَرُبمَا أفتى الْعَوام بِبَعْض المعضلات عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عَليّ بن العفريت. مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين. مُحَمَّد بن عَليّ الذَّهَبِيّ فِيمَن جده يُوسُف. مُحَمَّد بن عَليّ الشيرجي، مضى

فِيمَن جده خَلِيل. مُحَمَّد بن عَليّ الْفراش الكتبي، فِيمَن جده عبد الْكَرِيم. مُحَمَّد بن عَليّ الْقُدسِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. اشْتغل وَأخذ القراآت عَن الشهابين السكندري وَابْن أَسد وأكملها على الزينين الهيثمي وجعفر. مُحَمَّد بن الْبَهَاء على المزار الكازروني، لقِيه الطاووسي فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَهُوَ) يَوْمئِذٍ ابْن مائَة وَأَرْبع عشرَة سنة فاستجازه وَقَالَ أَنه مِمَّن لَازم الْأمين مُحَمَّد الكازروني كثيرا. مُحَمَّد بن عَليّ المزرق، فِيمَن جده مُوسَى. مُحَمَّد بن عَليّ الْمصْرِيّ نزيل مَكَّة، هُوَ الْفراش الكتبي قَرِيبا وَإِن جده عبد الْكَرِيم. مُحَمَّد بن الْعِمَاد. هُوَ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن خضر. مُحَمَّد بن عمار بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس أَبُو يَاسر ولقبه بعض شُيُوخه نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله بن الزين أبي يَاسر أَو أبي شَاكر القاهري الْمصْرِيّ الْمَالِكِي وَالِد أبي سهل وَيعرف بِابْن عمار. ولد كَمَا بِخَطِّهِ أَذَان عصر يَوْم السبت الْعشْرين من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَقَالَ شَيخنَا أَنه أثبت محضرا يَقْتَضِي أَن يكون سنة ثَمَان وَخمسين، وَنَحْوه قَول المقريزي أَنه مَاتَ عَن نَيف وَثَمَانِينَ سنة وَالْأول أثبت بقناطر السبَاع وَنَشَأ فِي كنف وَالِده وَكَانَ صَالحا أوردت شَيْئا من تَرْجَمته فِي معجمي فحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبية وألفية الحَدِيث والنحو والرسالة الفرعية ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَغير ذَلِك، وَعرض على جمَاعَة كالتقي عبد الرَّحْمَن بن الْبَغْدَادِيّ وَأبي عبد الله بن مَرْزُوق الْكَبِير والصدر الْمَنَاوِيّ والضياء العفيفي وَنصر الله الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ والبلقيني وَابْنه الْبَدْر والأبناسي وَإِمَام الصرغتمشية والغماري والنورين الدَّمِيرِيّ أخي بهْرَام وَعلي بن قطز الحكري الْمقري وعَلى كل من الثَّلَاثَة الْأَخيرينِ قَرَأَ الشاطبية تَامَّة وَكَذَا قَرَأَ الْقُرْآن والعمدة بِتَمَامِهَا على الْوَلِيّ عبد الله الجبرتي صَاحب الزاوية الشهيرة بالقرافة وأجازوه كلهم فِي آخَرين مِمَّن لم يكْتب بِخَطِّهِ أَنه أجَاز، وتلا على الحكري لأبي عَمْرو فِي ختمتين الأولى للسوسي وَالثَّانيَِة للدوري انْتهى فِيهَا إِلَى الحزب من ياسين وَأخذ عُلُوم الحَدِيث عَن الْعِرَاقِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ نكته على ابْن الصّلاح دراية بِحَضْرَة الهيثمي رَفِيقه وَابْن الملقن قَرَأَ عَلَيْهِ تقريب النَّوَوِيّ وَقطعَة من شَرحه للعمدة والبلقيني قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من محَاسِن الِاصْطِلَاح لَهُ ولازمه فِي دروس التَّفْسِير بالبرقوقية والعربية وَالصرْف عَن الْمُحب بن هِشَام ولازمه مُدَّة وَكَذَا لَازم الغماري حَتَّى أَخذ عَنهُ أَيْضا النَّحْو

واللغة وَغَيرهمَا من الْعُلُوم اللسانية وَالْعرُوض مَعَ قِطْعَة من الْكَشَّاف وَمن شرح لَهُ على ابْن الْحَاجِب الظَّاهِر أَنه الْأَصْلِيّ والعز بن جمَاعَة فِي كثير من الْفُنُون الَّتِي كَانَ يقرئها وَقَرَأَ هُوَ عَلَيْهِ كل مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ مَعَ قِطْعَة من كل من التَّلْخِيص وَمن شرحيه المطول والمختصر وَأخذ أصُول الْفِقْه أَيْضا عَن ابْن خلدون مَعَ) سَماع قِطْعَة من مُقَدّمَة تَارِيخه وتفقه فِي الِابْتِدَاء بِأبي عبد الله مُحَمَّد الزواوي ثمَّ لَقِي أَبَا عبد الله بن عَرَفَة باسكندرية فِي قفوله من الْحَج فَقَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة صَالِحَة من مُؤَلفه الشهير وَكَذَا أَخذ الْفِقْه أَيْضا عَن بهْرَام وَعبيد البشكالسي وَابْن خلدون وناصر الدّين أَحْمد بن التنسي وَآخَرين وَصَحب غير وَاحِد من الصُّوفِيَّة كمحمد المغيربي خَادِم اليافعي وانتفع بِهِ فِي السلوك وَغَيره بِأبي عبد الله مُحَمَّد الدكالي المغربي وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ فَقَرَأَ وَسمع أَشْيَاء بِالْقَاهِرَةِ واسكندرية فَكَانَ من شُيُوخه بِالْقَاهِرَةِ الصّلاح الزفتاوي وَابْن أبي الْمجد والتنوخي وَابْن الشيخة والمطرز والتاج الصردي والأبناسي والبلقيني والعراقي والهيثمي والغماري والمراغي وَعبيد البشكالسي والسويداوي والحلاوي والنجم البالسي وَإِمَام الصرغتمشية والتاج بن الفصيح والجوهري وَالشَّمْس مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم العاملي وَمِنْهُم باسكندرية الْبَهَاء عبد الله الدماميني والزين مُحَمَّد بن أَحْمد الفيشني الْمرْجَانِي وَابْن الْمُوفق وَابْن قرطاس فِي آخَرين كالفخر بن أبي شَافِع وَمُحَمّد بن التقي التّونسِيّ والتاجين ابْن مُوسَى وَابْن الْخَرَّاط وناصر الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الْحَرَّانِي وَابْن الهزبر، ورافق شَيخنَا فِي كثير مِنْهُ سِيمَا باسكندرية، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْخَيْر بن العلائي وَأَبُو حَفْص البالسي وَابْن قوام وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن يفتح الله وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَفَاطِمَة وَعَائِشَة ابْنا ابْن عبد الْهَادِي وَطَائِفَة، وَأذن لَهُ مُعظم شُيُوخه فِي الإقراء والإفتاء كَابْن عَرَفَة وَابْن الملقن والعز بن جمَاعَة، وَاسْتقر معيدا بِجَامِع طولون بل مدرسا للفقه بالمسلمية بِمصْر عوضا عَن ابْن مكين وبقبة الصَّالح إِسْمَاعِيل دَاخل البيمارستان عوضا عَن ابْن خلدون وَعمل لكل مِنْهُمَا أجلاسا حافلا شهده الأكابر وبالبرقوقية بعد الْبِسَاطِيّ وشيخا للصوفية بزاوية الجبرتي ثمَّ تَركهَا، وناب فِي الْقَضَاء مسؤلا بل اسْتَخْلَفَهُ الشَّمْس بن معبد الْمدنِي بمرسوم حِين سَفَره، وَحج فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة حجَّة الْإِسْلَام وَكَانَت الوقفة الْجُمُعَة وزار بَيت الْمُقَدّس. وصنف قَدِيما بِحَيْثُ قرض الغماري بعض تصانيفه ووقف عدَّة من شُيُوخه على بَعْضهَا وَمِنْهَا غَايَة الإلهام فِي شرح عُمْدَة الْأَحْكَام فِي ثَلَاث مجلدات وَالْأَحْكَام فِي شرح غَرِيب عُمْدَة الْأَحْكَام وَزَوَال الْمَانِع فِي شرح جمع الْجَوَامِع وجلاب الموائد فِي شرح تسهيل الْفَوَائِد فِي ثَمَان مجلدات وَالْكَافِي فِي

شرح المغنى لِابْنِ هِشَام فِي أَربع مجلدات وَاخْتصرَ توضيح ابْن هِشَام وَشَرحه بل شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الفرعي كتب مِنْهُ إِلَيّ أثْنَاء النِّكَاح وَقطعَة من أواخره وَاخْتصرَ شرح) ألفية الْعِرَاقِيّ للمؤلف، ودرس وَأعَاد وَأفْتى وَحدث وَأفَاد وانتفع بِهِ الأفاضل خُصُوصا فِي إِقَامَته بِمصْر وَهُوَ المفتتح لقِرَاءَة تَلْخِيص ابْن أبي جَمْرَة من البُخَارِيّ عِنْد ضريحه أول كل سنة. وَكَانَ إِمَامًا عَالما عَلامَة فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَالصرْف مُتَقَدما فيهمَا مشاركا فِي كثير من الْفُنُون ممتع المحاضرة الْفَوَائِد حسن الِاعْتِقَاد فِي الصَّالِحين أمارا بِالْمَعْرُوفِ كثير الابتهال محظوظا فِي استجلاب الأكابر بعزة نفس وشهامة قل أَن يُوجد فِي آخر عمره فِي مذْهبه مَجْمُوعه وَلَوْلَا مزِيد حِدته الَّتِي أدَّت إِلَى أَن خرج عَلَيْهِ جذام قبل مَوته بسنين وَاسْتمرّ يتزايد إِلَى مَوته لأخذ عَنهُ الجم الْغَفِير، وَوَصفه شَيخنَا فِي بعض مَا أثْبته لَهُ بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة الْفَقِيه الْفَاضِل الفهامة الْمُفِيد الْمُحدث. وَذكره فِي إنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ: الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة اشْتغل قَدِيما وَلَقي الْمَشَايِخ وَسمع من كثير من شُيُوخنَا وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَلم يكثر وَسمع معي بِالْقَاهِرَةِ واسكندرية وَكَانَ صَاحب فنون حسن المحاضرة محبا فِي الصَّالِحين حسن المعتقد جمع مجاميع كَثِيرَة وَشرح الْعُمْدَة وَكتب على التسهيل وَاخْتصرَ كثيرا من الْكتب المطولة وَسكن مصر بجوار جَامع عَمْرو مُدَّة وانتفع بِهِ المصريون وَكَذَا سكن بتربة الشَّيْخ عبد الله الجبرتي بالقرافة مُدَّة. وَقَالَ الْبَدْر الْعَيْنِيّ كَانَ من أهل الْعلم لَكِن كَانَت عِنْده طرف تعتعة وحركة المجانين يركب الْحمار وَتَحْت فَخذه عَصا ثخينة، وَقَالَ المقريزي كتب على الْفَتْوَى ودرس وَصَارَ مِمَّن يعْتَقد فِيهِ الْخَيْر وَقَالَ جَاره يحيى العجيسي إِنَّه كَانَ مَعَ كَثْرَة طلبه من النَّاس وَأَخذه من صَالحهمْ وطالحهم إِذا نَاب فِي الْقَضَاء لَا يقبل من أحد شَيْئا لَا هَدِيَّة وَلَا غَيرهَا وَينفذ الْأَحْكَام فِي الأكابر والأصاغر. مَاتَ فِي مَحل سكنه بالناصرية من بَين القصرين يَوْم السبت رَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَصلي عَلَيْهِ بِبَاب النَّصْر تقدم النَّاس شَيخنَا وَدفن بحوش الْحَنَابِلَة أصهاره تجاه تربة كوكاي رَحمَه الله وإيانا. وَمن نظمه: (رويت عَن ابْن عمار حَدِيثا ... فَذكره بِذَاكَ على لساني) (فَإِن لم يفهم الْعَرَبِيّ يَوْمًا ... فحدثه إِذا بالتركماني) وَقَالَ: (يَا رب يَا غفار يَا باري ... تدارك برحماك ابْن عمار) وَقد طولت تَرْجَمته فِي معجمي وفيهَا فَوَائِد.)

ذكره ابْن خطيب الناصرية وَتَبعهُ شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هبة الله بن أبي جَرَادَة نَاصِر الدّين أَبُو غَانِم وَأَبُو عبد الله بن الْكَمَال أبي الْقسم وَأبي حَفْص بن الْجمال أبي إِسْحَاق الْعقيلِيّ بِالضَّمِّ الْحلَبِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن العديم وبابن أبي جَرَادَة، ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحلب وَحفظ بهَا فِي صغره كتبا واشتغل على مشايخها كأبيه وأسمع على مسندها عمر بن أيدغمش وَغَيره، وَقدم الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه وَهُوَ شَاب فَشَغلهُ فِي فنون على غير وَاحِد من الشُّيُوخ كقاري الْهِدَايَة وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على الزين الْعِرَاقِيّ قَلِيلا من ألفيته، وَمَات أَبوهُ بعد رغبته لَهُ عَن تدريس المنصورية ثمَّ الشيخونية توصفا وتدريسا ومباشرته لذَلِك فِي حَيَاته وأوصاه أَن لَا يتْرك بعده المنصب وَلَو ذهب فِيهِ جَمِيع مَا خَلفه فَقبل الْوَصِيَّة وبذل حَتَّى اسْتَقر فِيهِ قبل استكماله عشْرين سنة فِي ثَالِث الْمحرم سنة اثْنَتَيْ عشرَة بعد الْأمين الطرابلسي وَاسْتمرّ إِلَى أَن سَافر مَعَ النَّاصِر سنة مَقْتَله فاتصل بالمؤيد حِين حصره للناصر فِي دمشق فَغَضب مِنْهُ النَّاصِر فَعَزله وَقرر أَبَا الْوَلِيد بن الشّحْنَة الْحلَبِي وَلم يلبث أَن قتل النَّاصِر بِحكم هَذَا قبل مُبَاشرَة المستقر بل وَلَا إرْسَاله لمصر نَائِبا فأعيد الْحَاكِم ثمَّ صرف فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس عشرَة بالصدر الأدمِيّ قبل دُخُول الْمُؤَيد الْقَاهِرَة وَقبل تسلطنه وبذل حِينَئِذٍ مَالا حَتَّى أُعِيدَت إِلَيْهِ فِي رجبها مشيخة الشيخونية بعد صرف الْأمين الطرابلسي، ثمَّ سَافر لِلْحَجِّ مستخلفا فِي التدريس شَيْخه قَارِئ الْهِدَايَة وَفِي التصوف الشهَاب بن سَفَرِي فَوَثَبَ عَلَيْهِمَا الشّرف التباني وانتزعها مِنْهُمَا ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقَضَاء فِي رَمَضَان الَّتِي تَلِيهَا بعد موت ابْن الأدمِيّ وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ خَفِيف اللِّحْيَة يتوقد ذكاء سَمحا بأوقاف الْحَنَفِيَّة متساهلا فِي شَأْنهَا إِجَارَة وبيعا حَتَّى كَادَت تخرب بل لَو دَامَ قَلِيلا خربَتْ كلهَا، كثير الوقيعة فِي الْعلمَاء قَلِيل المبالاة) بِأَمْر الدّين يكثر التظاهر بِالْمَعَاصِي سِيمَا الرِّبَا بل كَانَ سيئ الْمُعَامَلَة جدا أَحمَق أهوج متهورا محبا فِي المزاح والفكاهة مثريا ذَا حشم ومماليك فصيحا باللغة التركية وَقد امتحن فِي الدولة الناصرية

على يَد الْوَزير سعد الدّين البشيري وصودر مَعَ كَونه قَاضِيا. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ من سيئات الدَّهْر. مَاتَ قبل استكمال ثَمَان وَعشْرين سنة فِي لَيْلَة السبت تَاسِع ربيع الآخر سنة تسع عشرَة بعد أَن كَانَ ذعر من الطَّاعُون الَّذِي وَقع فِيهَا ذعرا شَدِيدا وَصَارَ دأبه أَن يستوصف مَا يَدْفَعهُ ويستكثر من ذَلِك أدعية ورقى وأدوية بل تمارض حَتَّى لَا يشْهد مَيتا وَلَا يدعى لجنازة لشدَّة خَوفه من الْمَوْت فَقدر الله سَلَامَته من الطَّاعُون وابتلاءه بالقولنج الصفراوي بِحَيْثُ اشْتَدَّ بِهِ الْخطب وَكَانَ سَبَب مَوته وَدفن بالصحراء بِالْقربِ من جَامع طشتمر حمص أَخْضَر عَفا الله عَنهُ وإيانا. وَذكره ابْن تغري بردى وَقَالَ إِنَّه كَانَ زوج أُخْته وَأَن المقريزي رَمَاه بعظائم ثمَّ برِئ مِنْهَا وَأَنه أعلم بِحَالهِ مِنْهُ وَمن غَيره كَذَا قَالَ. مُحَمَّد بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن هَاشم ولي الدّين بن السراج القمني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. حفظ الْمِنْهَاج غَيره وَعرض وَسمع مُعظم مُسلم على ابْن الكويك وَكَذَا سمع من لفظ الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد وَحج وجاور وزار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَرَأَ الْقُرْآن هُنَاكَ وَهُوَ قَائِم على قَدَمَيْهِ وَكَانَ جيد الصَّوْت بالتلاوة. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن الشّرف هبة الله نَاصِر الدّين بن الزين الْجُهَنِيّ الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي أَخُو هبة الله الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن الْبَارِزِيّ. من بَيت أصل وَعلم وَقَضَاء وَكَانَ مَعَ ذَلِك إنْسَانا حسنا عَاقِلا دينا عفيفا ولي قَضَاء بَلَده زَمنا وشكرت سيرته. مَاتَ سنة اثْنَتَيْ عشرَة بهَا. ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَقَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ مَوْصُوفا بِالْخَيرِ والمعرفة فَاضلا عفيفا مشكورا فِي الحكم بَاشر الْقَضَاء مُدَّة رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عمر بن إِبْرَاهِيم الشَّمْس بن الْكَمَال الْحلَبِي الشَّافِعِي ابْن العجمي. مضى قَرِيبا فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بن عبد الله. مُحَمَّد بن عمر بن إِبْرَاهِيم نَاصِر الدّين بن الْأَمِير زين الدّين الحلبوني الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي سبط مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي، أمه فَاطِمَة. أحضر فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين فضل عشر ذِي الْحجَّة لِابْنِ أبي الدُّنْيَا على جده لأمه وَسمع من عمر بن عُثْمَان بن سَالم وَغَيره، وَحدث) سمع مِنْهُ ابْن مُوسَى وَمَعَهُ الْمُوفق الأبي فِي سنة خمس عشرَة وَولي حسبَة الصالحية. وَمَات بعد ذَلِك بِيَسِير فِيمَا أَظن. مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن سيف بن أَحْمد الطرابلسي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن النيني بنونين الأولى مَفْتُوحَة بَينهمَا تَحْتَانِيَّة ولد فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا وَسمع فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ بطرابلس على مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم

ابْن أبي الْمَوَاهِب الشَّافِعِي وَفِي الَّتِي بعْدهَا ببعلبك على الشريف أَحْمد بن مُحَمَّد بن المظفر الْحُسَيْنِي وَمُحَمّد بن عَليّ بن أَحْمد بن اليونانية وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجردي الْقطَّان ثمَّ على ابْن صديق الصَّحِيح قَالُوا أَنا الحجار وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وخطب بِجَامِع التَّوْبَة بِبَلَدِهِ وَعرض عَلَيْهِ الصّلاح الطرابلسي الْحَنَفِيّ فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَكتب لَهُ إجَازَة وصف فِيهَا الْعِرَاقِيّ بشيخنا وَلكنه غلط فِي اسْمه وَسَماهُ أَبَا حَفْص عمر. وَمَات قَرِيبا من ذَلِك. مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن علوي الشَّمْس الصلخدي الشَّامي. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة خمس وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن عمر الْعِزّ بن النَّجْم بن الشهَاب الْحلَبِي نزيل الْقَاهِرَة والماضي أَبوهُ وجده وَيعرف بِابْن نجم الدّين الْموقع. سمع مَعَ أَبِيه ختم البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة على الْأَرْبَعين وَهُوَ فِي الْخَامِسَة فِي الْمحرم سنة أَربع وَخمسين وَحفظ الْقُرْآن وَتردد إِلَيْهِ عبد الْحق السنباطي وَغَيره لإشغاله قَلِيلا وَكتب التوقيع كأبيه وباشر أوقاف الجمالية وخالط بَيت ابْن الشّحْنَة كسلفه ثمَّ زوج قبيل مَوته ابْنَته لِابْنِ عبد الْبر وَلم ير رَاحَة. وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس حادي عشري ذِي الْقعدَة سنة خمس وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بحوش صوفية البيبرسية. وَكَانَ كأبيه سَاكِنا عَاقِلا خلف أَوْلَادًا رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن الْمُبَارك الْكَمَال بن الزين الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَابْنه عمر وَيعرف كهوبابن الخرزي بمعجمتين بَينهمَا مُهْملَة قدم مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة أَرْبَعِينَ وَسمع فِيهَا مَعَه على شَيخنَا فِي الدَّارَقُطْنِيّ ثمَّ على أَرْبَعِينَ ختم البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة وَولي قَضَاء بَلَده عوضا عَن الْبَدْر بن مغلي فدام دون سنة ثمَّ صرف بالزين فرج بن السَّابِق وَاسْتمرّ مصروفا حَتَّى مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة ثَلَاث) وَتِسْعين عَن نَحْو الثَّمَانِينَ، وَكَانَ كأبيه خيرا بارعا فِي الطِّبّ وَكَذَا فِي كبر الْعِمَامَة والاصفرار وَنَحْوهمَا. وَمَات ابْنه الزين عمر الَّذِي لَيْسَ لَهُ غَيره بعده بِثلث سنة عَن بضع وَثَلَاثِينَ وَلم يكن كهما رَحِمهم الله. مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد أثير الدّين الخصوصي. كَذَا رَأَيْته بِخَط الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ. وَسَيَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد. مُحَمَّد بن عمر بن الشهَاب أَحْمد الْبَدْر الْبرمَاوِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة ووالد التقي مُحَمَّد الْآتِي. ولد تَقْرِيبًا قبيل سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ

فحفظ الْقُرْآن والمنهاجين وألفية ابْن ملك والشاطبية والكافية والشافية، وَعرض على جمَاعَة وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَأخذ عَن الشَّمْس الْحِجَازِي والشرف السُّبْكِيّ وَطَائِفَة وَصَحب النَّاس وَأكْثر من خلْطَة جَاره الشّرف بن الخشاب من صغره وَكَانَ بديعا فِي الْجمال وَإِلَى أَن مَاتَ وأتقن الْكِتَابَة والتوقيع وتكسب بِهِ وَجلسَ وقتا بِبَاب الْمَنَاوِيّ بل نَاب عَنهُ فِي الْقَضَاء وَاسْتقر بِهِ الزين الاستادار إِمَام جَامعه ببولاق وَحج وجاور مَعَ الرجبية وَغَيرهَا، وَهُوَ مِمَّن كَانَ يحضر عِنْدِي فِي دروس الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة، مَاتَ فِي شَوَّال سنة سبع وَسبعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد الْبَدْر القاهري القلعي. عمل نَقِيبًا للونائي فِي الشَّام وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وتعانى الطِّبّ وخدم بِهِ فِي مَكَّة حِين مجاورته بهَا بعد الْخمسين وسافر للهند وروى بِهِ عَن شَيخنَا فراج أمره بِهِ وَتقدم مَعَ نقص بضاعته. وَمَات هُنَاكَ قَرِيبا من سنة سبع وَسبعين وسافر وَلَده مُحَمَّد فِي سنة تسع وَسبعين صُحْبَة حَافظ عبيد لتركة أَبِيه عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد الشَّمْس أَبُو عبد الله الوَاسِطِيّ الأَصْل الغمري ثمَّ الْمحلي الشَّافِعِي وَالِد أبي الْعَبَّاس أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بالغمري. ولد فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بمنية غمر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه أَحْمد الدمسيسي الْمَذْكُور بالصلاح الوافر والتنبيه وَغَيره، وقدمالقاهرة فَأَقَامَ بالأزهر مِنْهَا مُدَّة للاشتغال فِي التَّنْبِيه وَغَيره وَلَكِن لم يحضرني تعْيين أحد من شُيُوخه فِي الْعلم الْآن نعم انْتفع بالجمال المارداني فِي الْمِيقَات وتدرب بِغَيْرِهِ فِي الشَّهَادَة وتكسب بهَا يَسِيرا لكَونه كَانَ فِي غَايَة التقلل حَتَّى أَنه كَانَ رُبمَا يطوي الْأُسْبُوع الْكَامِل فِيمَا بَلغنِي ويتقوت بقشر الفول والبطيخ وَنَحْو ذَلِك، وتكسب قبل ذَلِك بِبَلَدِهِ بل وببلبيس حِين إِقَامَته بهَا مُدَّة متجردا بالخياطة وَكَذَا فِي بعض) الحانيت بالعطر حِرْفَة أَبِيه وَيُقَال إِنَّه كَانَ يطْلب مِنْهُ الشَّيْء فيبذله لطالبه بِدُونِ مُقَابل ثمَّ يَجِيء وَالِده فيسأله مَاذَا بِعْت فَيَقُول كَذَا بِكَذَا وَكَذَا بِدُونِ شَيْء فَيَقُول لَهُ هَل طلبت ثمنه فَيَقُول لَا فيدعو لَهُ بِسَبَب ذَلِك وَهَذَا أدل شَيْء على خيرية الْأَب أَيْضا، وَأعْرض عَن إشغال فكره بِكُل مَا أَشرت إِلَيْهِ ثمَّ لَازم التجرد وَالْعِبَادَة وَصَحب غير وَاحِد من السادات كالشيخ عمر الوفائي الحائك وَلَكِن إِنَّمَا كَانَ جلّ انتفاعه بِأَحْمَد الزَّاهِد فَإِنَّهُ فتح لَهُ على يَدَيْهِ وَأَقْبل الشَّيْخ بكليته عَلَيْهِ حَتَّى أذن لَهُ فِي الْإِرْشَاد، وتصدى لذَلِك بِكَثِير من النواحي والبلاد وقطن فِي حَيَاته وبإشارته الْمحلة ووعده بالزيارة لَهُ فِيهَا اهتماما بِشَأْنِهِ فَمَا قدر وَأخذ بهَا مدرسة يُقَال لَهَا الشمسية فوسعها وَعمل فِيهَا

خطْبَة وانتفع بِهِ أهل تِلْكَ النواحي وَكَذَا ابْنَتي بِالْقَاهِرَةِ بِطرف سوق أَمِير الجيوش بِالْقربِ من خوخة المغازلي جَامعا كَانَت الخطة مفتقرة إِلَيْهِ وَيُقَال أَن شَيْخه الزَّاهِد كَانَ خطب لعمارته فَقَالَ الْمَأْذُون لَهُ فِيهِ غَيْرِي أَو كَمَا قَالَ وَلذَلِك لما راسله شَيخنَا بِسَبَب التَّوَقُّف عَن الْخطْبَة فِيهِ قَالَ إِنَّمَا فعلت ذَلِك بِإِذن وَعم النَّفْع بِهِ إِلَى أَن اشْتهر صيته وَكثر أَتْبَاعه وَذكرت لَهُ أَحْوَال وكرامات وَصَارَ فِي مريديه جمَاعَة لَهُم جلالة وشهرة، وجدد عدَّة جَوَامِع بِكَثِير من الْأَمَاكِن كَانَت قد دثرت أَو أشرفت على الدُّثُور وَكَذَا أنشأ عدَّة زَوَايَا كثر الِاجْتِمَاع فِيهَا للتلاوة وَالذكر، كل ذَلِك مَعَ إقباله على مَا يقربهُ إِلَى الله وَصِحَّة عقيدته ومشيه على قانون السّلف والتحذير من الْبدع والحوادث وإعراضه عَن بني الدُّنْيَا جملَة بِحَيْثُ لَا يرفع لأحد مِنْهُم وَلَو عظم رَأْسا وَلَا يتَنَاوَل مِمَّا يقصدونه بِهِ غَالِبا إِلَّا فِي الْعِمَارَة والمصالح الْعَامَّة ومزيد تواضعه مَعَ الْفُقَرَاء وإجلاله للْعُلَمَاء بِالْقيامِ والترحيب وورعه وتعففه وَكَرمه ووقاره ومحاسنه الجمة، وَقد حج غير مرّة وجاور وزار بَيت الْمُقَدّس وسلك طَرِيق شَيْخه فِي الْجمع والتأليف مستمدا مِنْهُ وَمن غَيره وَكَثِيرًا مَا كَانَ يسْأَل شَيخنَا عَن الْأَحَادِيث وَمَعْنَاهَا بل رُبمَا ينْقل عَنهُ فِي تصانيفه وَصرح بالإنكار على القاياتي مَعَ كَثْرَة مَجِيئه لزيارته فِي كَونه أَخذ البيبرسية من شَيخنَا وَكَذَا كَانَ يسْأَل غَيره عَن الْفُرُوع الْفِقْهِيَّة وَنَحْوهَا. وَمن تصانيفه النُّصْرَة فِي أَحْكَام الْفطْرَة ومحاسن الْخِصَال فِي بَيَان وُجُوه الْحَلَال والعنوان فِي تَحْرِيم معاشرة الشبَّان والنسوان وَالْحكم المضبوط فِي تَحْرِيم عملل قوم لوط والانتصار لطريق الأخيار والرياض المزهرة فِي أَسبَاب الْمَغْفِرَة وقواعد الصُّوفِيَّة وَالْحكم الْمَشْرُوط فِي بَيَان الشُّرُوط ومنح الْمِنَّة فِي التَّلَبُّس بِالسنةِ فِي أَربع مجلدات وَالْوَصِيَّة) الجامعة وَأُخْرَى فِي الْمَنَاسِك. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْكَمَال إِمَام الكاملية وَأَبُو السعادات البُلْقِينِيّ والزين زَكَرِيَّا والعز السنباطي وَكنت مِمَّن اجْتمع بِهِ وَسمع كَلَامه بل رَأَيْته يقْرَأ عَلَيْهِ بعض تصانيفه، وَصليت بجانبه ولحظني. وَلم يزل على حَاله حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سلخ شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن فِي جَامعه بالمحلة وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم وتأسف النَّاس على فَقده، وَالثنَاء عَلَيْهِ كثير، وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: وَكَانَ مَذْكُورا بالصلاح وَالْخَيْر وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد، وَعمر فِي وسط سوق أَمِير الجيوش جَامعا فعاب عَلَيْهِ أهل الْعلم ذَلِك وَأَنا مِمَّن كنت راسله بترك إِقَامَة الْجُمُعَة فَلم يقبل وَاعْتذر بِأَن الْفُقَرَاء طلبُوا مِنْهُ ذَلِك وَعجل بِالصَّلَاةِ فِيهِ بِمُجَرَّد فرَاغ الْجِهَة الْقبلية، وَاتفقَ أَن شخصا من أهل السُّوق الْمَذْكُور يُقَال لَهُ بليبل تبرع من مَاله

بعمارة المأذنة. وَمَات الشَّيْخ وغالب الْجَامِع لم تكمل عِمَارَته رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد الخواجا الشَّمْس العامري الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين. ذكره ابْن فَهد وَقد سكن مَكَّة، وَكَانَ مُبَارَكًا اشْترى بهَا دورا ثَلَاثَة وحوشا وعمرها ووقف بَعْضهَا على جبرت يقرءُون لَهُ فِي ربعَة كل يَوْم وَبَعضهَا على ملْء الأزيار الَّتِي بِالْعُمْرَةِ ثمَّ فِي إِحْدَى الجماديين من سنة سِتّ وَتِسْعين استبدل ذَلِك حَنَفِيّ مَكَّة لشافعيها بتسعمائة دِينَار. مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد النَّجْم بن الزَّاهِد. يَأْتِي فِيمَن لم يسم جده. مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد النيني الطرابلسي. فِيمَن جده أَحْمد بن سيف. مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن أَحْمد الشَّمْس الْكِنَانِي نِسْبَة لبني كنَانَة الطوخي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بطوخ من الغريبة وَحفظ الْقُرْآن وتحول للقاهرة عِنْد نَاظر السابقية مولى واقفها فقطنها وَحفظ التَّنْبِيه وتفقه بِابْن الملقن وَأخذ الْفَرَائِض عَن الشَّمْس الغراقي وجود الْقُرْآن على الْفَخر الضَّرِير إِمَام الْأَزْهَر وَسمع على مُحَمَّد بن الْمعِين قيم الكاملية وَابْن الملقن وَغَيرهمَا وَحج فِي سنة ثَمَانمِائَة وَدخل اسكندرية وَاجْتمعَ فِيهَا بالشهاب الفرنوي وَسمع عَلَيْهِ شَيْئا وتكسب بِالشَّهَادَةِ بحانوت الْحَنَابِلَة إِمَام البيسرية ثمَّ كف بَصَره فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ، وَحدث باليسير، وَكَانَ خيرا كيسا ذَا فَضِيلَة ونظم حسن فَمِنْهُ يرثي أَخا لَهُ اسْمه عَليّ:) (مذ غَابَ شخصك عَنَّا يَا أَبَا الْحسن ... غَابَ السرُور وَلم نَنْظُر إِلَى حسن) (وأقفرت بعْدك الأوطان اندرست ... وَحَال حَالي مذ درجت فِي الْكَفَن) وَمِنْه: (رب خود جَاءَت لنا بمساء ... فِي خَفَاء تمشي على استحياء) (فتوهمت أَن ليلِي نَهَارا ... عِنْد مَا أسفرت لَدَى الظلماء) مَاتَ فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن عَليّ بن عمر الْمُحب أَبُو عبد الله القاهري الشَّافِعِي السعودي خَليفَة أبي السُّعُود بن أبي الْغَنَائِم وَشَيخ السعودية الْمَاضِي وَلَده أَحْمد أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة جمَاعَة. وَمَات فِي ربيع الثَّانِي سنة أَرْبَعِينَ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عمر بن أبي بر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن هبة الله بن عبد الْقَادِر بن عبد الْوَاحِد بن هبة الله ابْن طَاهِر بن يُوسُف بن مُحَمَّد

الضياء بن الزين بن الشّرف بن التَّاج أبي المكارم بن الْكَمَال أبي الْعَبَّاس بن الزين أبي عبد الله الْقرشِي الْأمَوِي الْحلَبِي الشَّافِعِي وَالِد عمر وَأبي بكر وَيعرف كسلفه بِابْن النصيبي نِسْبَة لبلد نَصِيبين جَزِيرَة ابْن عمر. من بَيت كَبِير مَعْرُوف بالرياسة وَالْجَلالَة يُقَال إِنَّهُم من ذُرِّيَّة عمر بن عبد الْعَزِيز. ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي أَوَاخِر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي جَامعهَا الْأمَوِي والمنهاج وألفية النَّحْو وعرضها على ابْن خطيب المنصورية قبل الْفِتْنَة واشتغل قَلِيلا ولازم الْبُرْهَان الْحَافِظ وَحج مَعَه فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَكَانَت الوقفة الْجُمُعَة وَسمع على ابْن المرحل وَابْن صديق وَالسَّيِّد الْعِزّ الإسحاقي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الطباخ وَغَيرهم وَولي بِبَلَدِهِ توقيع الدست وَقَضَاء الْعَسْكَر بل وتدريس السيفية والإعادة بالظاهرية وناب فِي كِتَابَة سرها بل عرضت عَلَيْهِ مرّة اسْتِقْلَالا فَامْتنعَ كل ذَلِك مَعَ دماثة الْأَخْلَاق والثروة وَالْعقل والحشمة والرياسة، وَقد حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأت عَلَيْهِ بعض الْأَجْزَاء، وَرجع فِي محفة لكَونه كَانَ متوعكا فَأَقَامَ بِبَلَدِهِ حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَخمسين وَدفن بحوش بِالْقربِ من الدقماقية، وَكتب لشَيْخِنَا حِين كَانَ بحلب من قَوْله: (العَبْد طُولِبَ بِالْجَوَابِ عَن الَّذِي ... لم يخف عَنْكُم من سُؤال السَّائِل) ) (فانعم بِهِ لَا زلت تنعم مفضلا ... بفوائد وفواضل وفضائل) مُحَمَّد بن عمر بن الرضي أبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن سَالم الْجمال أَبُو الْفَتْح الْمَكِّيّ سبط التقي بن فَهد، أمه أم ريم الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الرضي. مِمَّن سمع من جده وخاليه وَغَيرهم ثمَّ سمع مني بِمَكَّة وَكتب عدَّة من تصانيفي وَغَيرهَا وصاهر ابْن خَالَته أَبَا اللَّيْث بن الضياء على ابْنَته فاستولدها عدَّة مَعَ ولد لَهُ كَبِير من أمة لَهُ. وَهُوَ عَاقل سَاكن. ولد فِي شهر رَجَب سنة تسع وَخمسين وزار الْمَدِينَة. مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ التَّاج أَبُو الْفَتْح بن الْبَدْر بن السَّيْف القاهري الشرابيشي. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا ولازم السراج بن الملقن فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهمَا بل واستملى مِنْهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ جملَة من تصانيفه وَكَذَا أَكثر عَن الزين الْعِرَاقِيّ فِي فنون الحَدِيث وَغَيرهمَا وَكتب الْخط الْحسن المتقن وَطلب قَدِيما بِحَيْثُ وجدت قِرَاءَته فِي الصَّحِيح سنة سبعين وَدَار على الشُّيُوخ ورافق الأكابر وقتا وحرر وَضبط لكنه كَمَا قَالَ شَيخنَا لم يمهر مَعَ أَنه كَانَ فِي الطّلبَة المنزلين عِنْده بالجمالية المستجدة وَكَذَا كَانَ فِي غَيرهَا من الْجِهَات، نعم كَانَ يستحضر كثيرا من الْفَوَائِد الْفِقْهِيَّة والحديثية خُصُوصا من

الْأَلْفَاظ المشكلة فِي الْمَتْن والإسناد لكَونه كَانَ يعلق الْفَوَائِد الَّتِي يسْمعهَا فِي مجَالِس الشُّيُوخ وَالْأَئِمَّة حَتَّى اجْتمع عِنْده من ذَلِك جملَة ثمَّ تفرق أَكْثَرهَا فَإِنَّهُ ضعف وَصَارَ أَهله يسرقونها شَيْئا فَشَيْئًا بِالْبيعِ وَغَيره وَلَا يَهْتَدُونَ لأخذ مجلدات الْكتاب بِتَمَامِهَا بل وَلَا الْكتاب الَّذِي يكون فِي مُجَلد وَاحِد بِدُونِ حبك فتمزقت تمزيقا فَاحِشا وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ فَاضلا بارعا جيد الحافظة الَّتِي يتَذَكَّر بهَا غَالب مسموعاته مَعَ كَونه تَارِكًا للف، وَقد سمع مِنْهُ الأكابر وَمَا لقِيه أَصْحَابنَا حَتَّى أملق جدا وتزايد بِهِ الْحَال إِلَى أَن صَار يَأْخُذ الْأُجْرَة على التحديث وَلم يكثروا عَنهُ كعادتهم فِي التَّفْرِيط مَعَ كَونه من كبار المكثرين مسموعا وشيوخا، وَمن شُيُوخه الْحَافِظ الْبَهَاء بن خَلِيل وَقد أَكثر عَنهُ جدا وَأَبُو الْفرج بن الْقَارِي والباجي والعز أَبُو الْيمن بن الكويك وَالْجمال عبد الله بن مغلطاي وَالشَّمْس بن الخشاب. مَاتَ وَقد تغير بِالنِّسْبَةِ لما كَانَ قَلِيلا فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَدفن من الْغَد بالقرافة الصُّغْرَى قَرِيبا من تربة الكيزاني بعد الصَّلَاة عَلَيْهِ بالأزهر رَحمَه الله وإيانا.) ::: مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر الْمَعْرُوف بالمولى أبي بكر الْهَمدَانِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الطَّبِيب الحاسب. قدم الْقَاهِرَة فِي أخريات الدولة المؤيدية واشتهر بِمَعْرِِفَة الطِّبّ وعالج الْمُؤَيد فِي مرض مَوته وَبعده دخل الشَّام ثمَّ الرّوم. وَمَات بهَا فِي سنة عشْرين وَكَانَت لَدَيْهِ فَضَائِل مَشْهُورا بالطب والنجوم ودعواه أَكثر من علمه. ذكره المقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر الْمُحب السعودي. مضى فِيمَن جده أَبُو بكر بن عَليّ بن عمر قَرِيبا. مُحَمَّد بن عمر بن تيمورلنك وَيُقَال لَهُ بير مُحَمَّد بن أميرزه عمر شيخ بن تيمورلنك كوكان أَخُو إسكندر شاه الْمَاضِي صَاحب شيراز من بِلَاد فَارس ملكهَا بعد موت أَبِيه وَحسنت أَيَّامه وحمدت سيرته أحبه الرّعية ثمَّ قَتله وزيره أَمِير حُسَيْن الْمَعْرُوف بشراب دَار فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَاسْتقر بعده أَخُوهُ وَقتل قَاتله. مُحَمَّد بن عمر بن حجي بن مُوسَى بن أَحْمد بن سعد الْبَهَاء أَبُو الْبَقَاء ابْن النَّجْم أبي الْفرج بن الْعَلَاء أبي البركات السَّعْدِيّ الحسباني ثمَّ الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد ووالد النجمي يحيى وَيعرف كأبيه بِابْن حجي. ولد فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وكتبا، وَأخذ عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَغَيره، وَسمع على أَبِيه بعض الْأَجْزَاء وَوَصفه كَاتب الطَّبَقَة والقارئ الْحَافِظ ابْن نَاصِر الدّين بالمشتغل المحصل البارع الأمجد، وَولي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق بعد موت أَبِيه ثمَّ انْفَصل عَنْهَا وَولي نظر جيشها مُدَّة قدم

الْقَاهِرَة فِي أَثْنَائِهَا وأضيف إِلَيْهِ نظر جيشها قَلِيلا ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده وَقد أضيف إِلَيْهِ مَعَ نظر جيشها نظر قلعتها، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وسعى فِي الْعود لنظر جيشها فَمَا أمكن وَاسْتمرّ بهَا عِنْد صهره الكمالي بن الْبَارِزِيّ وَفِي إِقَامَته صلى وَلَده بِالنَّاسِ، وَوصف شَيخنَا فِي عرضه وَالِده بالمقر الْأَشْرَف العلامي المفيدي الفريدي البهائي. وَبعد ذَاك تمرض صَاحب التَّرْجَمَة مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ مَاتَ فِي ثَالِث عشري صفر سنة خمسين بقاعة البرابخية من سَاحل بولاق فَغسل بهَا وَحمل لمصلى المؤمني فصلى عَلَيْهِ هُنَاكَ وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ وَدفن بتربة نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ تاه شباك قبَّة إمامنا الشَّافِعِي. وَكَانَ شكلاص جميلا طوَالًا جسيما طَوِيل اللِّحْيَة أصهبها أَبيض اللَّوْن ذَا حشمة ورياسة وأصالة وكرم زَائِد بِحَيْثُ مَاتَ وَعَلِيهِ مَا ينيف على عشْرين ألف دِينَار دينا وَلكنه لم يصل لمرتبة سلفه فِي الْعلم وبالانتماء إِلَيْهِ ذكر القطب الخيضري. وَقد قَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ نَاظر الْجَيْش بِدِمَشْق وَقدم) لمصر ليتولى نظر جيشها وَقدم تقدمة هائلة للسُّلْطَان وَغَيره من الْأَعْيَان فَلم يبلغ أمله، وَمَات وَعَلِيهِ آلَاف كَثِيرَة من الدُّيُون قَالَ وَكَانَ عَارِيا من الْعلم وَلم يكن مشكور السِّيرَة وينسب إِلَى أُمُور من الْمُنْكَرَات وَبَلغنِي أَن أهل دمشق لما سمعُوا بِمَوْتِهِ فرحوا فَرحا عَظِيما. مُحَمَّد بن عمر بن حسن بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن عمر الْبَدْر أَبُو الْفضل بن السراج النَّوَوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي نزيل النابلسية وسبط أبي البركات الغراقي والماضي أَبوهُ. ولد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجي وألفية النَّحْو ونظم النخبة للكمال الشمني وَعرض على جمَاعَة كالمحلى والبلقيني والمناوي وَابْن الديري واشتغل فِي ابْتِدَائه على ابْن بردبك الْحَنَفِيّ ثمَّ لَازم ابْن قَاسم وَتزَوج ابْنَته وفارقها وبواسطته انْتَمَى للبدر بن مزهر فِي إقرائه وَغير ذَلِك بل خالطه أتم مُخَالطَة وباشر عَنهُ فِي ابْتِدَاء تكَلمه فِي الْحِسْبَة أَشْيَاء فنما بذلك قَلِيلا وَحج مَعَه ثمَّ أبعده بعد أَن ضربه بل تكَرر مِنْهُ مَا تألم بِسَبَبِهِ وَتردد حِينَئِذٍ للخيضري وانجمع مَعَ اشْتِغَاله قبل ثمَّ بعد على الْجَوْجَرِيّ وزَكَرِيا وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي تَقْسِيم شَرحه للروض على الأبناسي فِي الْأُصُول وَغَيره وعَلى ابْن حجي فِي الْفِقْه وأصوله وعَلى أعجمي نزل البيبرسية فِي الْمنطق وَحضر تَقْسِيم الْبكْرِيّ بل أَخذ عَن الشمني وَتردد إِلَيّ وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا وَتكلم فِي النابلسية واستبد بهَا بعد موت المنهلي بل كَانَ رام الِاسْتِقْرَار فِي تدريسها بعده فسوعد وَلَده وتنزل فِي بعض الْجِهَات مَعَ عقل وَسُكُون ودربة وَفهم وفضيلة. مُحَمَّد بن عمر بن حسن الشَّمْس القاهري الشَّافِعِي مؤدب الْأَبْنَاء وَيعرف بِابْن عمر الطباخ. كَانَ أَبوهُ فائقا فِي الطَّبْخ من مؤذني جَامع الْحَاكِم وَيعرف بالقطان

فَنَشَأَ ابْنه فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس النحريري السعودي وجوده عِنْده وَأَظنهُ حفظ الْعُمْدَة وَسمع على رقية ابْنة ابْن الْقَارِي وتلا على الْبُرْهَان المارداني بل جمع للسبع على الْعَلَاء القلقشندي وَكَانَ فَقِيه ولديه وقتا وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي بعض التقاسيم واشتغل بالميقات ومتعلقاته على الْبَدْر القباني أحد صوفية البيبرسية وبرع فِيهِ وَفِي القراآت وَكَانَ صيتًا حسن الْأَدَاء تصدى لتعليم الْأَبْنَاء فَانْتَفع بِهِ وَكنت مِمَّن قَرَأَ عِنْده يَسِيرا، وسجن فِي وَقت لرُؤْيَته هِلَال رَمَضَان حَتَّى يَأْتِي من يشْهد بِهِ مَعَه فعاهد الله أَن لَا يشْهد بِرُؤْيَة الْهلَال، وَكَذَا لما اسْتَقر دولات باي المؤيدي فِي نظر جَامع الْحَاكِم مَسّه مِنْهُ بعض الْمَكْرُوه فبادر إِلَى السّفر لمَكَّة فِي الْبَحْر فغرقت الْمركب فتوصل لجزيرة هُنَاكَ رَجَاء أَن يمر بِهِ من يحملهُ فَمَا اتّفق ودام بهَا عَن تخلي عَن نَفسه.) وَمَات وَذَلِكَ بعد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عمر بن حُسَيْن بن حسن الْجلَال بن السراج الْعَبَّادِيّ الأَصْل الاقهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي ثَانِي عشر رَجَب سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بسوق أَمِير الجيوش وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن عِنْد عَمه الْمُحب والمنهاج وَأخذ عَنهُ مَجْمُوع الكلائي ولازم وَالِده فِي الْفِقْه وَقِرَاءَة الحَدِيث وَقَرَأَ أَيْضا على صهره الْجمال بن أَيُّوب الْخَادِم الشفا وَكَذَا سمع الْكثير على شَيخنَا وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة فِي آخَرين وَمِمَّا سَمعه مجَالِس من البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة وَأَجَازَ لَهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي والكمال اعلكازروني وَآخَرُونَ مِنْهُم الْبَدْر حُسَيْن البوصيري وَولي توقيع الدرج ثمَّ تلقى عَن الْبُرْهَان العرياني توقيع الدست وتنزل فِي الْجِهَات وَاسْتقر بعد صهره فِي خدمَة سعيد السُّعَدَاء وَبعد وَالِده فِي تدريس الْفِقْه بالبرقوقية وَفِي غير ذَلِك وسافر مَعَ أَبِيه لمَكَّة صَغِيرا ثمَّ حج مَعَه فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وبانفراده بعد ذَلِك وَدخل اسكندرية ودمياط وَغَيرهمَا. ونظم كثيرا من ذَلِك قصيدة نبوية حاكى بهَا قصيدة شَيخنَا الَّتِي أَولهَا: مَا دمت فِي سفن الْهوى تجْرِي بِي أَولهَا: (سوابق الْعِشْق للأحباب تجْرِي بِي ... لما شربت الْهوى صرفا لتجري بِي) وَعِنْدِي من نظمه بِخَطِّهِ فِي التَّارِيخ الْكَبِير غير هَذَا وَهُوَ كثير الودد والتأدب. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بعد أَن رغب فِي تدريس البرقوقية لِابْنِ النَّقِيب رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد كَمَال الدّين أَخُو الَّذِي قبله وَأمه وَالِدَة شمس الدّين مُحَمَّد بن الذَّهَبِيّ وَالِد سعد الدّين مُحَمَّد أحد الْفُضَلَاء. ولد فِي رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ وَحفظ الْقُرْآن وَشهد بعض دروس أَبِيه بل سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية

وَمن ذَلِك الْمجْلس الْأَخير على الْأَرْبَعين وَحج بِأُمِّهِ مَعَ الرجبية وَاسْتقر فِي مشيخة الباسطية بعد أَبِيه وتخلف عَن أَخِيه فِي الْمُشَاركَة فِي الْجُمْلَة لكنه ارْتقى مِنْهُ بالتحصيل وَعدم التبذير وَخَلفه فِي خدمَة سعيد السُّعَدَاء مَعَ سُكُون وأدب، وَفِي لِسَانه حبسة بل ابتلى بالجذام عافاه الله. مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو الْبَقَاء أَخُو اللَّذين قبله وَأمه ابْنة الْبَدْر بن الشربدار الْوَاعِظ. ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فِي رفاهية فحفظ الْقُرْآن وَصلى) بِهِ فِي جَامع الْأَقْمَر الْبَهْجَة وألفية الحَدِيث والنحو وَغَيرهَا وَقَرَأَ على أَبِيه وَغَيره وَفهم وبدا صَلَاحه وخطب بعد موت جده الْبَدْر بِجَامِع الزَّاهِد وَحضر عِنْدِي بعض مجَالِس الْإِمْلَاء وَكَانَ جميلا. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة بعد الصَّلَاة سَابِع الْمحرم سنة خمس وَسبعين عَن دون ثَمَانِيَة عشر عَاما وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد برحبة مصلى بَاب النَّصْر وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء وَكَانَت جنَازَته حافلة وفجع بِهِ كل من أَبَوَيْهِ عوضهما الله وإياه الْجنَّة ورحم شبابه. مُحَمَّد بن عمر بن خطاب الشَّمْس بن السراج البهوتي ثمَّ القاهري الْحُسَيْنِي الشَّافِعِي. مَاتَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَدفن بِالْقربِ من الحناوي بمقبرة البوابة من نواحي الحسينية، وَكَانَ من شُهُود تِلْكَ الخطة غير متقن فِي شهاداته مَعَ كَثْرَة مخاصماته وَيُقَال أَنه كَانَ بارعا فِي الروحاني والحرف والكيمياء وَرُبمَا قَرَأَ فِيهَا وَأَنه سمع على شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَقَرَأَ على الْعَامَّة بِجَامِع ابْن شرف الدّين وخطب بِجَامِع الأميرية وقيدان عَفا الله عَنهُ وإيانا. مُحَمَّد بن عمر بن رضوَان بن عمر بن يُوسُف بن مُحَمَّد الشَّمْس بن الزين الْحلَبِي أَخُو إِبْرَاهِيم وَأحمد وَيعرف بِابْن رضوَان. ولد فِي حُدُود سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا فِي التَّنْبِيه وَغَيره وَسمع على ابْن صديق صَحِيح البُخَارِيّ خلا من أَوله إِلَى الْغسْل، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وحمدت سيرته ثمَّ رتكها. وانجمع عَن النَّاس وَقد بِأخرَة الْقَاهِرَة فَقَرَأت عَلَيْهِ ثلاثيات الصَّحِيح وَمَات بعد الْخمسين. مُحَمَّد بن عمر بن سُوَيْد أَبُو عبد الله النابلسي الْحَنْبَلِيّ سبط مُحَمَّد بن يُوسُف بن سُلْطَان، سمع عَلَيْهِ وعَلى البرزالي المنتقي من الْعلم لأبي خَيْثَمَة بِإِجَازَة البرزالي من ابْن عبد الدَّائِم وَحُضُور الْجد على خطيب مردا وعَلى الْمَيْدُومِيُّ جُزْء ابْن عَرَفَة وَأَجَازَ لَهُ ابْن الخباز وَحدث سمع مِنْهُ التقي أَبُو بكر القلقشندي جُزْء ابْن عَرَفَة وَغَيره. مَاتَ فِي أَوَائِل الْقرن بنابلس رَحمَه الله.

مُحَمَّد بن عمر بن شوعان أَبُو عبد الله أحد فُقَهَاء الْحَنَفِيَّة المتضلعين من العقليات والنقليات. انْتفع بِهِ جمَاعَة مَعَ غَلَبَة التقشف عَلَيْهِ والعفاف والديانة قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ. وَمَات سنة سبع عشرَة. مُحَمَّد بن عمر بن صلح الْبَدْر بن السراج الْبُحَيْرِي الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ.) مِمَّن سمع مني. مُحَمَّد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس بن العجمي الْحلَبِي وَيعرف بِابْن النَّاظر، ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا وَسمع من ابْن صديق بعض الصَّحِيح وَحدث باليسير سمع مِنْهُ بعض أَصْحَابنَا، وَكَانَ يجيد عمل النشاب. مَاتَ قبل سنة أَرْبَعِينَ. مُحَمَّد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس أَبُو الْخَيْر الزفتاوي القاهري الشَّافِعِي. حفظ الْقُرْآن واشتغل ولازم الشّرف السُّبْكِيّ فِي الْفِقْه وَكَذَا ابْن المجدي فِيهِ وَفِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهَا وَحضر دروس القاياتي وَغَيره بل أَخذ عَن شَيخنَا وتميز بذكائه فِي الْفَضِيلَة ودرس فِي مَسْجِد خَان الخليلي برغبة أبي يزِيد الرُّومِي لَهُ عَنهُ وتكسب بِالشَّهَادَةِ وارتقى فِي الشطرنج وَذكر بِهِ مَعَ عقل وَسُكُون. مَاتَ قريب السِّتين تَقْرِيبًا وَأَظنهُ جَازَ الْخمسين وَخَلفه فِي التدريس الولوي الأسيوطي رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن الْعِمَاد أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أَسد أَبُو عبد الله حفيد الْعِزّ الْمَاضِي الفيومي الأَصْل الْمَكِّيّ نزيل الْقَاهِرَة الشَّافِعِي مِمَّن نَشأ بِمَكَّة واشتغل قَلِيلا وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فَحَضَرَ عِنْد الزين زَكَرِيَّا وَغَيره قَلِيلا بل وَحضر عِنْدِي بِمَكَّة قبل ذَلِك دروسا بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة دراية وَرِوَايَة وَكتب بِخَطِّهِ الْقَامُوس وَأَشْيَاء، ثمَّ لما قدمت الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَتِسْعين قَرَأَ عَليّ من الْجَوَاهِر جملَة وَسمع مني وَعلي وسافر لبيت الْمُقَدّس وَغَيره وَهُوَ ذكي غير متصون مِمَّن تولع بالنظم وَكثر محفوظه فِيهِ وَزَاد ذكاره وهجا الأماثل وأهين من جِهَة خدم أبي المكارم بن ظهيرة وَأَبِيهِ بِسَبَب هجائه أَبَا المكارم بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك سَبَب خُرُوجه من مَكَّة ثمَّ عَاد إِلَيْهَا مَعَ الشَّامي فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَرجع فِي أثْنَاء الَّتِي بعْدهَا بحرا وَذكرت عَنهُ قبائح وَالْولد سر أَبِيه. مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ على الْبَدْر بن الخواجا الْكَبِير السراج التَّاجِر الكارمي بن الْعِزّ أبي عمر بن الصّلاح الخروبي الْمصْرِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ سُلَيْمَان، وَأمه تجار ابْنة كَبِير التُّجَّار المصريين نَاصِر الدّين بن مُسلم. حصل من تَرِكَة عمته آمِنَة بِغَيْر علم أَبِيه قدرا جيدا وَكَذَا أَخذ من أمه

شَيْئا كثيرا فأثرى وَعمر بَيتهمْ وَلم يلبث أَن مَاتَ بالطاعون الْعَام سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد عز الدّين أَخُو الَّذِي قبله، مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين.) مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز الشَّمْس بن أَمِين الدولة الْحلَبِي الْحَنَفِيّ. فِيمَن جده عبد الْوَهَّاب. مُحَمَّد بن عمر بن عب الله بن مُحَمَّد بن غَازِي الشَّمْس الدنجاوي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بالدنجاوي. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدمياط وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن لأبي عَمْرو على صلح بن مُوسَى الطبناوي ثمَّ اشْتغل بالفقه على الشَّمْس بن الْفَقِيه حسن البدراني وبالفرائض والنحو على الشَّمْس السنهوري عرف بالسكندري وَكَذَا أَخذ النَّحْو والحساب عَن نَاصِر الدّين البارنباري حِين كَانَ يُقيم فِي دمياط ثمَّ لَازمه كثيرا بِالْقَاهِرَةِ وروى عَنهُ لغزا فِي دمياط أَجَابَهُ عَنهُ الْبَدْر الدماميني وَكَذَا حضر دروس الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والشهاب الطنتدائي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والطبقة ثمَّ لَازم القاياتي فِي دروسه وَكَانَ يقرئ أَوْلَاده) فَعظم انتفاعه بِهِ، ثمَّ تكسب بِالشَّهَادَةِ وبالنسخ وَكتب الْمُنْتَقى للنسائي للقاياتي فِي مُجَلد

وعاشر التقي بن حجَّة الشَّاعِر فَتخرج بِهِ فِي الْأَدَب ونظم الشّعْر الْحسن فأجاد ثمَّ أعرض عَنهُ وغسله بِحَيْثُ لم يتَأَخَّر مِنْهُ إِلَّا مَا كَانَ حفظ عَنهُ، وجاور بالجامع الْأَزْهَر وَحج فِي سنة ثَلَاثِينَ وزار الْقُدس سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسمع هُنَاكَ على الشَّمْس ابْن الْمصْرِيّ وَكَذَا قَرَأَ بِالْقَاهِرَةِ صَحِيح مُسلم على الزَّرْكَشِيّ وختمه فِي يَوْم عَرَفَة سنة أَرْبَعِينَ وَسمع على غَيره شَيخنَا وَصَحب الشّرف بن الْعَطَّار وبواسطته نَاب فِي خزن الْكتب بالمويدية وتنزل فِي صوفي الأشرفية برسباي مَعَ شَيْخه القاياتي، وَكَانَ كثير التِّلَاوَة منجمعا عَن النَّاس ذَا تهجد تَامّ لَا يقطعهُ بِحَيْثُ إِذا ألم بأَهْله يغْتَسل لأَجله خَفِيف ذَات الْيَد على طَرِيق السّلف فِي ملبسه وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ نصف البُخَارِيّ الْفَخر عُثْمَان الديمي. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشري ذِي الْقعدَة وأرخه شَيخنَا فِي شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ بعد توعك يسير بِمَرَض صَعب وَصلى عَلَيْهِ القاياتي بِجَامِع الْأَزْهَر وَدفن بالصحراء جوَار الشَّيْخ سليم خلف جَامع حمص أَخْضَر وَكَانَ ذكر لأَصْحَابه أَنه رأى فِي الْمَنَام أَنه يؤم بناس كثيرين وَأَنه قَرَأَ بِسُورَة نوح وَوصل إِلَى قَوْله تَعَالَى: إِن أجل الله إِذا جَاءَ لَا يُؤَخر فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ وَجل فقصه على بعض أَصْحَابه وَقَالَ هَذَا دَلِيل على أَنِّي أَمُوت فِي هَذَا الْمَرَض فَكَانَ كَذَلِك بل حكوا عَنهُ أَنه كَانَ يُحَدِّثهُمْ فِي مَرضه بِأُمُور قبل وُقُوعهَا فَتَقَع كَمَا قَالَ رَحمَه الله وإيانا. وَمن نظمه: (وصالك معتز وحسنك حَاكم ... ولحظك مَنْصُور وصدك قاهر) (وصبري مَأْمُون وقلبي واثق ... ودمعي سفاح وَمَالِي نَاصِر) مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله الشَّمْس أَبُو عبد الله الدَّمِيرِيّ ثمَّ الْمحلي الْمَالِكِي ثمَّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن كتيلة بِضَم الْكَاف ثمَّ مثناة مَفْتُوحَة وَآخره لَام. نَشأ وتفقه بالولي الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس بن النصار نزيل القطبية وَغَيرهمَا، وَأخذ الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا عَن نَاصِر الدّين البارنباري وَصَحب مُحَمَّد الْحَنَفِيّ وصاهره على ابْنَته فأنجب مِنْهَا وَلَده أَبَا الْغَيْث مُحَمَّدًا وانتفع بِصَاحِبِهِ أبي الْعَبَّاس السرسي وابتنى لنَفسِهِ بالمنشية الْمُجَاورَة للمحلة جَامعا وَأقَام بِهِ يدرس ويفتي ويربي المريدين بل ويعظ يَوْمًا فِي الْأُسْبُوع مَعَ الْمُحَافظَة على الْخَيْر وَالْعِبَادَة والأوراد وَالذكر واشتماله على مزِيد التَّوَاضُع وَحسن السمت وبهاء المنظر وإكرام الوافدين وتقلله من الدُّنْيَا وَقد لَقيته بجامعه الْمَذْكُور وَسمعت من فَوَائده وَعمر طَويلا) وضعفت حركته إِلَى أَن مَاتَ قبيل الْفجْر من لَيْلَة الْخَمِيس خَامِس ربيع الثَّانِي سنة سبع وَثَمَانِينَ، وفاحت إِذْ ذَاك فِيمَا قيل ريح طيبَة مَلَأت الْبَيْت لَا تشبه رَوَائِح الطّيب وَلَا الْمسك

بل أعظم بِكَثِير رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله الْجمال العوادي بِفَتْح الْعين وَالْوَاو الْخَفِيفَة نِسْبَة لقرية تَحت جبل بعدان العواجي بِالْفَتْح أَيْضا التعزي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْفَقِيه القَاضِي. ولد فِي قريته سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَقَرَأَ الْقُرْآن على أَهلهَا ثمَّ فِي إب ثمَّ قدم جبلة فَقَرَأَ على عالمها ابْن الْخياط وَبِه اسْتَفَادَ ثمَّ نزل تعز إِلَى الْفَقِيه مُحَمَّد بن عبد الله الريمي فَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّنْبِيه والمهذب وَالْوَجِيز والوسيط وحصلها بِيَدِهِ وعلق عَلَيْهَا وحققها ودرس فِي زَمَنه وَأفْتى بِاخْتِيَارِهِ وَأذنه أضَاف إِلَيْهِ المنصورية وَأخذ كتب الحَدِيث جَمِيعهَا وشروحها عَن مُحَمَّد بن ضفر وَحصل كتبا كَثِيرَة، وولاه النَّاصِر قَضَاء تعز فَلم يقْتَصر عَلَيْهِ بل كَانَ يقْضِي أَحْيَانًا ويدرس أَحْيَانًا ويشتغل على الشُّيُوخ أَحْيَانًا، ثمَّ استعفى وَاقْتصر على التدريس وَنشر الْعلم إِلَى أَن أضيفت لَهُ الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة الْكُبْرَى وَكَذَا درس بمدرسة سَلامَة ابْنة الْمُجَاهِد، وَلم يلبث أَن مَاتَ بتعز فِي ربيع الأول سنة سِتّ عشرَة. وَكَانَ متواضعا كثير الطّلب. أَفَادَهُ النفيس الْعلوِي. وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ اشْتغل بِبَلَدِهِ تعز وشغل النَّاس كثيرا واشتهر وَأفْتى ودرس ونفع النَّاس وَكَثُرت تلامذته ثمَّ ولي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ فباشر بشهامة وَترك مُرَاعَاة أهل الدولة فتعصبوا عَلَيْهِ حَتَّى عزل وَأَقْبل على الأشغال والنفع للنَّاس حَتَّى مَاتَ وَقد أراق فِي مُبَاشَرَته الْخُمُور وأزال الْمُنْكَرَات وألزم الْيَهُود بتغيير عمائمهم رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله الكمشيشي ثمَّ القاهري الغمري نِسْبَة للشَّيْخ مُحَمَّد الغمري لكَونه من جماعته، حفظ الْقُرْآن وَكَانَ كثير التِّلَاوَة لَهُ وَسمع على شَيخنَا فَمن بعده بل سمع مني كثيرا فِي الْإِمْلَاء وَغَيره. وَكَانَ متوددا رَاغِبًا فِي الْخَيْر، مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَدفن خَارج بَاب النَّصْر وَأَظنهُ جَازَ السِّتين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْمجِيد. هَكَذَا رَأَيْته بخطي وَفِي مَوضِع آخر اسْم جده مُحَمَّد وَهُوَ الصَّوَاب وَسَيَأْتِي. مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْوَهَّاب الشَّمْس الرعباني الْحلَبِي الْحَنَفِيّ القَاضِي وَيعرف بِابْن أَمِين الدولة ذكره ابْن خطيب الناصرية وَقَالَ أَنه اشْتغل فِي الْفِقْه على الْجمال يُوسُف) الْمَلْطِي وناب عَن الْكَمَال بن العديم فَمن بعده ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ فدام سِنِين وحمدت سيرته فِي ذَلِك كُله وَكَانَ جيدا عَاقِلا متدينا مزجي البضاعة فِي الْعلم. مَاتَ بالطاعون فِي يَوْم الخميش ثَانِي عشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَدفن

خَارج بَاب الْمقَام بِالْقربِ من الْعِزّ الحاضري. وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَسمي جده عبد الْعَزِيز. مُحَمَّد بن عمر بن عُثْمَان بن حسن الحسني الْموصِلِي وَيعرف بالمازوني ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وبيض. مُحَمَّد بن عمر بن عُثْمَان الشَّمْس الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ نزيل حلب وَيعرف بِابْن الشحرور. ولد بعد السِّتين تَقْرِيبًا. وَمَات بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَخمسين. وَفِي استدعاآت ابْن شَيخنَا مُحَمَّد بن عمر بن عُثْمَان الْمصْرِيّ لَهُ نظم استجيز لَهُ وَالظَّاهِر أَنه هَذَا. مُحَمَّد بن عمر بن عُثْمَان الصَّفَدِي. مِمَّن سمع من شَيخنَا. مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْجمال المعابدي الْوَكِيل. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ من كبار التُّجَّار كثير المَال جدا كثير الْقرى وَالْمَعْرُوف مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ. مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي بن مُحَمَّد بن النبيه الْجمال أَبُو عبد الله بن أبي حَفْص بن نَفِيس الدّين أبي الْحسن الْقرشِي الطنبدي القاهري الشَّافِعِي وَالِد السراج عمر وَيعرف بِابْن عرب. ولد فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَغَيره واشتغل يَسِيرا وَكَانَ يذكر أَنه سمع من إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الخشاب صَحِيح البُخَارِيّ وَمن ابْن حَاتِم صَحِيح مُسلم وَمن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ الشفا وكل ذَلِك مُمكن وتعانى التوقيع قَدِيما وَهُوَ فِي الْعشْرين. وناب فِي الْقَضَاء بل ولي الْحِسْبَة ووكالة بَيت المَال غير مرّة ثمَّ بعد الثَّمَانمِائَة اقْتصر على نِيَابَة الْقَضَاء، وَجَرت لَهُ خطوب إِلَى أَن انْقَطع بِأخرَة بمنزله مَعَ صِحَة عقله وَقُوَّة جسده ثمَّ توالت عَلَيْهِ الْأَمْرَاض وتنصل ثمَّ أَنه سقط من مَكَان فَانْكَسَرت سَاقه وَأقَام نَحْو أَرْبَعَة أشهر، ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين عَن اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين سنة وَزِيَادَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه قَالَ وَهُوَ أقدم من بَقِي من طلبة الْعلم ونواب الشَّافِعِيَّة رَحمَه الله. قلت وَقد أَشَارَ للثناء عَلَيْهِ وعَلى سلفه ابْن الملقن وَابْنه والصدر الْمَنَاوِيّ والدميري والأبشيطي وَغَيرهم فِي عرض وَلَده حَسْبَمَا ذكرته فِي تَرْجَمته من المعجم. وَهُوَ خَال نجم الدّين مُحَمَّد بن عَليّ) الطنبدي الَّذِي شَاركهُ فِي كَونه نَاب فِي الْقَضَاء وَولي الْحِسْبَة وَالْوكَالَة. وَمَات فِي آخر ذَاك الْقرن سنة ثَمَانمِائَة. مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن حجي الشَّمْس بن الشَّيْخ سراج الدّين البسطامي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ. مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَدفن عِنْد أَبِيه بزاويته رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن شعْبَان الْمُحب بن السراج التتائي الْأَزْهَرِي

الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ عَليّ. أسمعهُ أَبوهُ الْكثير على بقايا الشُّيُوخ وَكَذَا سمع مني وَمَات. مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الديماسي الزملكاني القباني. مَاتَ بِدِمَشْق فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين. مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن أسعد أَبُو الطّيب السحولي بِفَتْح الْمُهْملَة وَقيل بضَمهَا نِسْبَة لسحول من الْيمن اليمني ثمَّ الْمَكِّيّ الْمُؤَذّن. ولد فِي لَيْلَة السبت مستهل رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة كَمَا ذكر، وَقَول شَيخنَا فِي إنبائه سنة إِحْدَى سَهْو، وأحضر فِي آخر الْخَامِسَة بِالْمَدِينَةِ على الزبير الأسواني الشفا وَسمع من عَليّ بن عمر بن حَمْزَة الحجار وَالْفَخْر التوزري والعز ابْن جمَاعَة وَالْجمال المطري وخالص البهائي وَأَجَازَ لَهُ الْجمال الأقشهري وعيشى الحجي والشهاب الْحَنَفِيّ والزين أَحْمد بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ وَغَيرهم، وَحدث سمع من الْأَئِمَّة سِيمَا الشفا فَحدث بِهِ غير مرّة لِتَفَرُّدِهِ بِهِ فِي الدُّنْيَا. وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه والتقي بن فَهد، وَقدم الْقَاهِرَة وَالشَّام غير مرّة وَكتب الْخط الْحسن ونظم الشّعْر الْجيد وَأذن بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام الْمَكِّيّ على زَمْزَم دهرا، وَكَانَ من فُقَهَاء مدارسه وعَلى أَذَانه هَيْبَة. مَاتَ بعد أَن أضرّ قبل بسنين وتعلل أَيَّامًا يسيرَة فِي يَوْم السبت ثامن ذِي الْحجَّة سنة سبع وَدفن بالمعلاة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي مُكَرر وَأَنه قدم الْقَاهِرَة غير مرّة. مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن غنيم بن عَليّ الشَّمْس أَبُو عبد الله بن السراج أبي حَفْص النبتيتي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ عَليّ وَكَذَا أَخُوهُ لأمه إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْجمال وَولده عبد الْقَادِر. نَشأ فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل بالفقه وَغَيره وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْجَوْجَرِيّ وَإِمَام الكاملية والزين زَكَرِيَّا فِي آخَرين، وَأكْثر التَّرَدُّد إِلَيّ وَإِلَى الزين عبد الرَّحِيم الأبناسي، وَكَانَ خيرا فَاضلا حسن المحاضرة ذَاكِرًا لنبذة من حكايات الصَّالِحين وأحوالهم أنسا كثير التودد والبشر) عفيفا قانعا سنيا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فِي منزل زَوجته المجاور لزاوية الشَّيْخ تركي من الكداشين وَحمل إِلَى زاويتهم بِالْقربِ من خانقاه سرياقوس فَدفن بهَا. مُحَمَّد بن عمر بن الْفَقِيه نور الدّين على الشَّمْس الْبُرُلُّسِيّ الْمَالِكِي تلميذ ابْن الأقيطع وَيعرف بِابْن فريج بفاء مَضْمُومَة ثمَّ رَاء بعْدهَا تَحْتَانِيَّة وجيم. مِمَّن سمع مني. مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ الْمُحب بن السراج الْحلَبِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ خَادِم نَاصِر الدّين بن عشائر ونزيل قناطر السبَاع وَيعرف بِابْن البابا ذكره شَيخنَا فِي

مُعْجَمه وَقَالَ أَنه اشْتغل بِالْعلمِ وَذكر لي أَنه حضر دروس الْبَهَاء بن عقيل وَمهر فِي الْفِقْه، وَضعف بَصَره بِأخرَة وَوجدت لَهُ سَمَاعا على أبي الْحرم القلانسي وناصر الدّين الفارقي فِي المعجم الصَّغِير للطبراني وعَلى ثَانِيهمَا فَقَط جُزْء من حَدِيث ابْن أبي الصَّقْر وحنبل بن إِسْحَاق وسماعه لَهُ بِقِرَاءَة شَيخنَا الْعِرَاقِيّ، وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ أَبُو عمر بن جمَاعَة، كتب لنا فِي إجَازَة ابْني مُحَمَّد. وَمَات سنة تسع عشرَة، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ ابْن مُوسَى ورفيقه الأبي الْمُوفق. مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ المغربي الأَصْل ثمَّ السكندري الأسيوطي المولد الشَّافِعِي نزيل جَامع كزلبغا من الْقَاهِرَة. أَخذ عَن أبي الْعَبَّاس السرسي الْحَنَفِيّ ولازمه وتسلك بِهِ. وترقى فِي التصوف مَعَ البراعة فِي غَيره بِحَيْثُ انْتفع بِهِ الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم تلميذ أبي الْمَوَاهِب بن زغدان وَذكر بإتقان شرح التائية. وَمن نظمه: (الْفقر خير من الْغنى ... لِأَنَّهُ رُتْبَة الولا) (وَلَا عجب إِذا سلكنا ... سَبِيل سَادَات أَنَبِيًّا) وَاسْتقر فِي مشيخة التصوف بدرسة قراقجا الحسني وانجمع عَن النَّاس، وَمِمَّنْ تردد إِلَيْهِ جلال الدّين الأسيوطي بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَيذكر بزهد وَأَنه يَأْكُل من نساخته. مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ الحزيزي الْيَمَانِيّ. مُحَمَّد بن عمر بن عمر بن حصن الشَّمْس بن السراج القاهري الصُّوفِي الوفائي الشَّافِعِي النقاش شيخ الذكارين بالجامع الحاكمي وَيعرف بالملتوتي. ولد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقيل بعْدهَا بست أَو سبع بِظَاهِر بَاب النَّصْر من الْقَاهِرَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن عِنْد ابْن يزوان والعمدة وعرضها على الزين الْعِرَاقِيّ وَغَيره وَربع الْمِنْهَاج عِنْد الْجمال الصنفي،) وَكَانَ وَالِده يخْدم الْفُقَرَاء وَيُحب شُهُود مجَالِس الحَدِيث ويستصحب مَعَه إِذا شَهِدَهَا كعكا وَنَحْوه فلقب بالملتوتي وَرُبمَا لقبه شَيخنَا فِي الطباق باللتات. واعتنى بِهِ أَبوهُ فأسمعه الْكثير على ابْن الشيخة والتنوخي والحلاوي والسويداوي وَغَيرهم وتعانى التكفيت والنقش بِحَيْثُ كَانَ هُوَ الَّذِي نقش قبر السراج البُلْقِينِيّ ثمَّ تنزل فِي صوفية البيبرسية وَحضر بعض الدُّرُوس وَأخذ عَن البلالي وَأكْثر من شُهُود المواعيد وزيارة الصَّالِحين ولازم حَلقَة الذّكر بِجَامِع الْحَاكِم عقب صَلَاة الصُّبْح إِلَى الضُّحَى حَتَّى كَانَ كَبِير الْجَمَاعَة، وتطيلس وَمَشى بالعكاز وَجلسَ بِبَعْض الحوانيت يَبِيع السمس والأبر وَالْوَرق وَالْخَيْط وَنَحْوهَا وَهُوَ مَعَ ذَلِك يتَرَدَّد لمجالس الْخَيْر، فَلَمَّا كَانَ قَرِيبا من سنة سبعين أعلمنَا بِنَفسِهِ وأحضر أثباتا ظَاهرهَا يشْهد لَهُ وحاققته حَتَّى غلب على الظَّن

أَنه هُوَ الْمُسَمّى بهَا وَأَنه لم يكن لَهُ أَخ يُسمى باسمه وَأخذت حِينَئِذٍ فِي تتبع الطباق وأفردت مَا وقفت عَلَيْهِ من المسموع لَهُ فِي كراسة انْتفع بهَا الطّلبَة وَأَكْثرُوا عَنهُ وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الْبَهَاء المشهدي والتقي القلقشندي وَحصل لَهُ ارتفاق بذلك وَكَانَ يكثر من زيارتي وَالدُّعَاء لي وَالثنَاء عَليّ مِمَّا أسر بِجَمِيعِهِ لتوسم الْخَيْر فِيهِ وَمَعَ ذَلِك فَمَا طابت نَفسِي للْقِرَاءَة عَلَيْهِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين بالبيمارستان المنصوري رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. مُحَمَّد بن عمر بن عِيسَى بن أبي بكر الْبَدْر بن السراج الوروري الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي أَخُو عبد الْقَادِر الْمَاضِي وأبوهما. ولد تَقْرِيبًا سنة خمسين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابْن ملك وَقَرَأَ على أَبِيه قَلِيلا ثمَّ لَازم أَخَاهُ فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا والشرواني فِي شرح العقائد والمنطق وتميز فيهمَا بِحَيْثُ كتب على أَولهمَا حَاشِيَة وأقرأ بعض الطّلبَة وتنزل فِي تربة الْأَشْرَف قايتباي وَهُوَ مِمَّن سمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية مَعَ سكونه وفضله وإدمانه على الِاشْتِغَال. مُحَمَّد بن عمر بن عليسى بن مُوسَى بن حسن الشَّمْس أَبُو عبد الله البصروي ثمَّ الْمَقْدِسِي وَيعرف بِابْن القرع بقاف مَفْتُوحَة ثمَّ رَاء سَاكِنة بعْدهَا مُهْملَة. سمع على الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وجزء البطاقة وجزء ابْن عَرَفَة وجزء الْأنْصَارِيّ ونسخة إِبْرَاهِيم بن سعد وَغَيرهَا وَحدث وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ لَقيته بِبَيْت الْمُقَدّس فَسمِعت مِنْهُ المسلسل بِشَرْطِهِ وجزء البطاقة وَكَذَا سمع مِنْهُ التقي أَبُو بكر القلقشندي المسلسل وجزء ابْن عَرَفَة وَكَانَ) خيرا صَالحا محبا فِي الرِّوَايَة بِحَيْثُ يقْصد من يسمع مِنْهُ. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشري الْمحرم سنة إِحْدَى عشرَة بِبَيْت الْمُقَدّس رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَم بن الْمُبَارك بن عبد الله بن عَليّ الْحِمْيَرِي الْحَضْرَمِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الشهير ببحرق. ولد فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ بحضرموت وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ومعظم الْحَاوِي ومنظومة الْبرمَاوِيّ فِي الْأُصُول وألفية النَّحْو بكمالها وَغير ذَلِك واشتغل فِي الْفِقْه وأصوله والعربية على عبد الله أبي مخرمَة حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَأخذ عَن غَيره، وصاهر صاحبنا حَمْزَة النَّاشِرِيّ على ابْنَته وأولدها، وتولع بالنظم أَيْضا ومدح عَامر بن عبد الْوَهَّاب حِين شرع فِي بِنَاء مدارس زبيد وَالنَّظَر فِيهَا فَكَانَ من أَولهَا فِيمَا أنشدنيه حِين لقِيه لي بِمَكَّة وَأَخذه عني وَكَانَ قدومه لَهَا لَيْلَة الصعُود فحج حجَّة الْإِسْلَام وَأقَام قَلِيلا ثمَّ رَجَعَ كَانَ الله لَهُ: (أَبى الله إِلَّا أَن تحوز المفاخرا ... فسماك من بَين الْبَريَّة عَامِرًا)

(عمرت رسوم الدَّرْس بعد دروسها ... وأحييت آثَار الْإِلَه الدوائرا) (فَأَنت صَلَاح الدّين لَا شكّ هَذِه ... شواهده تبدو عَلَيْك ظواهرا) وَهِي نَحْو عشْرين بَيْتا وَكَذَا أنشندي مِمَّا امتدح بِهِ الْمشَار إِلَيْهِ بَيْتا هُوَ عشر كَلِمَات وَهُوَ: (يَا رب كن أبدا معينا ناصرا ... شمس الْمُلُوك صَلَاح دينك عَامِرًا) ضمنه فِي أَرْبَعَة أَبْيَات يسْتَخْرج مِنْهَا الضَّمِير من الْعشْر فَقَالَ: (أيدت دينك يَا رب الْعلَا أبدا ... بناصر لملوك الأَرْض قد ضهدا) (أَعنِي بِهِ عَامِرًا شمس الْمُلُوك فَكُن ... ظهيره أبدا فِي كل مَا قصدا) (وناصرا ومعينا فَهُوَ شمس ضحى ... أخْفى نُجُوم مُلُوك الأَرْض مُنْذُ بدا) (سميته عَامِرًا لما أردْت بِهِ ... صَلَاح دينك إرغاما لمن جحدا) مُحَمَّد بن عمر بن محب الشَّمْس الزرندي الْمدنِي. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف. مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشَّامي الأَصْل القاهري الكتبي الْمَاضِي أَبوهُ. تميز فِي صناعته بل والتذهيب وَنَحْوه، وَتخرج بِهِ غير وَاحِد مَعَ خموله وتقلله. مَاتَ قَرِيبا من سنة تسعين ظنا عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْجمال وَرَأَيْت من قَالَ الْبَدْر أَبُو عبد الله بن) الْفَخر بن الْجمال البارنباري الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد وأخو عَليّ الماضيين وَأبي بكر الْآتِي. ولد فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِمصْر وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن والتبريزي بل والمنهاج والملحة بل وألفية ابْن ملك والورقات، وَعرض على البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والأبناسي والعراقي، وتفقه بِالنورِ الأدمِيّ وَالشَّمْس بن الْقطَّان وَابْن الملقن والبلقيني فبحث على الأول الْمِنْهَاج والتنبيه وَغَيرهمَا ولازمه وعَلى الثَّالِث بعض شَرحه على الْحَاوِي وَعَن الْأَوَّلين أَخذ ألفية ابْن ملك بحثا بل أَخذ عَن بعض الْمَذْكُورين بحثا غَيرهمَا وَكَذَا قَرَأَ على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ غَالب نكته وَتَخْرِيج أَحَادِيث الْبَيْضَاوِيّ لِأَبِيهِ وَكتب من أَمَالِيهِ كثيرا مَعَ الْمجْلس الَّذِي أملاه فِي مَكَّة هُنَاكَ، وَكَانَ حج قبل ذَلِك فِي سنة تسع وَتِسْعين وَسمع على شَيخنَا قَدِيما تَرْجَمَة البُخَارِيّ من جمعه بِالْمَدْرَسَةِ البرهانية الْمَحَلِّيَّة من مصر ولازم إملاءه أَيْضا فَكَانَ يَجِيء من مصر العتيقة، وخطب بِجَامِع عَمْرو نِيَابَة وَكَانَ صَالحا سَاكِنا ذَا فَضِيلَة وَخير. مَاتَ بِمصْر يَوْم السبت ثَانِي عشر أَو ثَالِث عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين رَحمَه الله.

مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عزم الشَّمْس أَبُو عبد الله التَّمِيمِي التّونسِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي وَالِد محيي الدّين مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن عزم بِمُهْملَة ثمَّ مُعْجمَة مفتوحتين ثمَّ مِيم. ولد فِي شَوَّال سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة بتونس وَنَشَأ بهَا فَقَالَ أَنه حفظ الْقُرْآن والرائية والجرومية وأرجوزة الْولدَان الْمَعْرُوفَة بالقرطبية وَقطعَة صَالِحَة من الرسَالَة ومعظم الشاطبية وَعرض بَعْضهَا بِبَلَدِهِ وتلا لورش على مؤدبه مقرئ تونس أبي الْقسم بن الْمَاجِد وَبَعضه لنافع على غَيره بل سمع بالعشر بِقِرَاءَة أَخِيه على بعض الْقِرَاءَة، وارتحل فِي مستهل رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَقدم اسكندرية أول الَّتِي تَلِيهَا وَحضر بهَا مجْلِس عمر البسلقوني وَغَيره، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي أَثْنَائِهَا فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَوَاخِر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَتوجه إِلَى مَكَّة فِي الْبَحْر فوصلها فِي أول سنة أَرْبَعِينَ فدام بهَا حَتَّى حج ثمَّ توجه فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فجاور بهَا بعض سنة وَسمع بهَا على الْجمال الكازروني ثمَّ انْفَصل عَنْهَا فِي أثْنَاء السّنة فوصل الْقَاهِرَة ثمَّ رَجَعَ لمَكَّة فِي أثْنَاء سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَسمع بهَا اتِّفَاقًا بساحل جدة على الْمُوفق الأبي وَاسْتمرّ إِلَى أثْنَاء سنة سبع وَأَرْبَعين فوصل الْقَاهِرَة فَسمع بهَا من شَيخنَا المسلسل ومجلسا من صَحِيح مُسلم وَكتب عَنهُ مجَالِس من) أَمَالِيهِ وَتوجه مِنْهَا فِي سنة تسع وَأَرْبَعين إِلَى الْبِلَاد الشامية وزار بَيت الْمُقَدّس ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى مَكَّة فِيهَا فقطنها وَسمع بهَا على مشايخها والقادمين إِلَيْهَا، وَأكْثر عَن أبي الْفَتْح المراغي، وسافر مِنْهَا غير مرّة إِلَى الْقَاهِرَة وتكسب فِي كل مِنْهَا بالتجليد وَكَذَا بِالتِّجَارَة فِي الْكتب ولازم بِمَكَّة المحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي فِي الْعَرَبيَّة وَغَيره وانتفع بِهِ فِي الظَّوَاهِر يَسِيرا وَتخرج بصاحبنا النَّجْم بن فَهد فِي كِتَابَة الطباق، وتتبع شُيُوخ الرِّوَايَة وَصَارَ لَهُ فِي ذَلِك نوع المام مَعَ اعتناء بتقييد بعض الوفيات وتتبع لترتيب من يرَاهُ فِي الاستدعاآت وَنَحْوهَا وَرُبمَا سمع يَسِيرا ثمَّ لما كنت بِمَكَّة رافقني فِي سَماع أَشْيَاء بل سَمِعت بقرَاءَته الرسَالَة القشيرية وَغَيرهَا وَكَذَا طَاف بِالْقَاهِرَةِ على الشُّيُوخ وَسمع فِيهَا أَيْضا بِقِرَاءَتِي واستمد مني كثيرا ووصفني بشيخنا الْعَلامَة حَافظ الْعَصْر وَبَالغ فِي غير ذَلِك ثمَّ أَنه خلط فَإِنَّهُ اشْتَدَّ حرصه على تَحْصِيل تصانيف ابْن عَرَبِيّ والتنويه بهَا وبمصنفها حَتَّى صَار دَاعِيَة لمقالته وركن إِلَيْهِ أهل هَذَا الْمَذْهَب فَكَانَ يجلب إِلَيْهِم من تصانيفه مَا ينمقه ويحسنه فيرغبونه فِي ثمنه وَرُبمَا قصد كثيرا من عوام المسندين فِي الْخفية لقراءتها لتَكون مُتَّصِلَة الْإِسْنَاد زعم وعذلته

كثيرا عَن ذَلِك فَمَا كف بل أَفَادَ حقدا ومقاطعة، وسمعته ينشد مِمَّا زعم أَنه كتب بِهِ لشَيْخِنَا: (ديني وفقري وهم عائلتي ... دعت يداك لَعَلَّ ترحمهم) (حاشا يخيبون إِن دعوك وهم ... ثَلَاثَة لَا ترد دعوتهم) وَكَذَا سمعته يَقُول: (يَا بن فَهد يَا عمر ... جادك الْفَتْح ودر) (إِنَّمَا النَّاس نُجُوم ... بَينهم أَنْت قمر) وَقد رَأَيْته فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَالَّتِي بعْدهَا وَقد هش وَكبر واستعان بالعكاز ولازم الشكوى والعتب على الزَّمن وَأَهله، وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ وإيانا وَخلف أَوْلَادًا وَلم يُوجد فِي تركته من جمعه وتعبه مَا ينْتَفع بِهِ. مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد أثير الدّين بن الْمُحب بن الْخَطِيب الشَّمْس الخصوصي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بأثير الدّين الخصوصي الْمَاضِي أَخُوهُ) أَحْمد. ولد سنة نَيف وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَذكر أَنه اشْتغل بالفقه على أَبِيه وَابْن الملقن والبلقيني والأبناسي وَعَلِيهِ بحث نكت النَّسَائِيّ على التَّنْبِيه وبالأصول على الْبَدْر بن أبي الْبَقَاء والشهاب النحريري الْمَالِكِي وقنبر والعز بن جمَاعَة وَكَذَا البُلْقِينِيّ وَحضر دروسه ودروس السَّيْف الصيرامي وشيرين العجمي نزيل مدرسة حسن وقاضي دمشق الشهَاب الْقرشِي فِي التَّفْسِير وبالعربية عَن الْمُحب بن هِشَام والغماري وَعبد اللَّطِيف الأقفاصي وَالشَّمْس السُّيُوطِيّ وَأَنه سمع على الْبَهَاء أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ والضياء القرمي وَابْن الصَّائِغ الْحَنَفِيّ والتنوخي وَابْن الملقن والبلقيني والعراقي والهيثمي وَابْن خلدون ووقفت على سَمَاعه هُوَ وَأَخُوهُ أَحْمد من الزين الْعِرَاقِيّ لكثير من أَمَالِيهِ بِحَضْرَة الهيثمي، وَحج بِهِ وَالِده صَغِيرا ثمَّ سَافر هُوَ بعد إِلَى الْبِلَاد وطوف فَأكْثر وَدخل دمشق غير مرّة وَولي باسكندرية تدريس مدرسة الوشاقي، وَكَانَ فَاضلا فكها حُلْو النادرة قَادِرًا على اختراع الخراع أمة فِي ذَلِك وعَلى التطور فِي أشكال مُخْتَلفَة بِحَيْثُ يحسن كَلَام المغاربة حَتَّى لَا يشك سامعه أَنه مِنْهُم، كل ذَلِك مَعَ الْمُشَاركَة الجيدة فِي الْفُنُون بِحَيْثُ درس وصنف ونظم ونثر وناب فِي الحكم عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعده، وَعمر أرجوزة فِي ألف بَيت سَمَّاهَا الارتضاء فِي شُرُوط الْقَضَاء وَأُخْرَى فِي الْأُصُول وتعاليق فِي الْفِقْه وَغَيره وَلكنه غلب عَلَيْهِ الْبسط والمجون مَعَ مُلَازمَة الِاشْتِغَال والمطالعة، سَافر إِلَى دمشق صُحْبَة الْبَهَاء بن حجي فَقَدمهَا وَهُوَ متوجع بالبطن ثمَّ تزايد بِهِ الْحَال حَتَّى مَاتَ بالبيمارستان النوري فِي يَوْم الْخَمِيس عَاشر صفر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين

وَدفن من يَوْمه بِبَاب الصَّغِير عَفا الله عَنهُ. وَمن نظمه: (وَلما ادعيت الصبو قَالَت عواذلي ... أتصبو مَعَ الهجران وَالرَّمْي بالبين) (وَقد ألزموني أَن أقيم شُهُوده ... فَقلت على رَأْسِي أقيم وَمن عَيْني) وَمضى فِي عَليّ بن أقبرس مَا تلاعب بِهِ كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ بِسَبَب الْمجْلس وهجا ابْن أقبرس بِغَيْر ذَلِك ونظمه سَائِر عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي الطّيب. يَأْتِي قَرِيبا فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله. مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بكتمر نَاصِر الدّين بن الزين بن الْحَاجِب خَاتِمَة الذُّكُور من ذُرِّيَّة جده بكتمر الْحَاجِب خَاتِمَة الذُّكُور من ذُرِّيَّة جده بكتمر الْحَاجِب. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء حادي عشر صفر سنة خمس وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن) بمدرستهم بِالْقربِ من مصلى بَاب النَّصْر. وَكَانَ مُسْرِفًا على نَفسه، وَهُوَ زوج أم الْحسن ابْنة التقي البُلْقِينِيّ. مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خلف الله بن عبد السَّلَام أَبُو عبد الله القلجاني بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون اللَّام وجيم أَو شين مُعْجمَة التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي قَاضِي الْجَمَاعَة بتونس والماضي أَبوهُ وَعَمه أَحْمد وأخواه حسن وحسين. ولد سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بتونس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده وَأخذ عَن أَبِيه وَعَمه وَأبي الْقسم الْبُرْزُليّ بل زعم أَنه أَخذ عَن جده فقد رَأَيْت البدري كتب عَنهُ فِي مَجْمُوعه أَن جده أنْشدهُ وحفيده لابس برنسا: (لبس الْبُرْنُس الْفَقِيه فتاها ... ودري أَنه الظريف فتاها) (لَو زليخا رَأَتْهُ حِين تبدى ... لتمنته أَن يكون فتاها) وَولي قَضَاء الْجَمَاعَة بتونس فِي شعْبَان سنة تسع وَخمسين بعد صرف عَمه فدام سبع عشرَة سنة وأثرى وَكَثُرت عقاراته ومتاجره مَعَ إساءة تصرفه فِي الْأَحْكَام وَفِيمَا تَحت نظره من الْأَوْقَاف خُصُوصا بعد موت أَخِيه حسن فَإِنَّهُ كَانَ لعلمه وسياسته مَسْتُورا بِهِ ثمَّ قدر أَنه توعك فانتهز السُّلْطَان الفرصة وَصَرفه فِي سنة خمس أَو سِتّ وَسبعين فَلم يحْتَمل، وبادر الْمَجِيء إِلَى الْقَاهِرَة ليحج فَقَدمهَا فِي سنة سبع وَسبعين فحج ثمَّ رَجَعَ وسلمت عَلَيْهِ حِينَئِذٍ وَأنْكرت عَلَيْهِ شَيْئا من كَلِمَاته فرام إلفاتي مَعَه بتعظيمي وَإِظْهَار مَا هُوَ متصنع فِي أَكْثَره كدأبه وَكَانَ ذَلِك بِحَضْرَة صاحبنا قَاضِي الْحَنَفِيَّة الشَّمْس الأمشاطي، وَاسْتمرّ مُقيما بِالْقَاهِرَةِ وراج أمره فِيهَا وأقرأ فِي الْفِقْه وأصوله والنحو وَالتَّفْسِير وَأظْهر ناموسا مَعَ الطّلبَة وَنَحْوهم ومزيد انخفاض مَعَ السُّلْطَان وَنَحْوه وَحسن اعْتِقَاد الْأَمِير تمراز فِيهِ ووالى عَلَيْهِ

الْعَطاء وَالْإِكْرَام، وَلم يلبث أَن اسْتَقر بِهِ السُّلْطَان فِي مشيخة تربته فتزايدت وجاهته وَحضر ختم البُخَارِيّ مَعَ الْجَمَاعَة بالقلعة فَجَلَسَ بِجَانِب الْمَالِكِي وَفَوق الْعَبَّادِيّ وَاسْتمرّ فِي الترفع إِلَى أَن كَانَ أعظم قَائِم مَعَ الدولة فِي إِعَادَة الْكَنِيسَة بِبَيْت الْمُقَدّس حَسْبَمَا شرحته فِي غير هاذ الْمحل. وَكتب على استفتاء الْيَهُود لذَلِك مَا لَا يسوى سَمَاعه وَلم ينْهض لإِقَامَة حجَّة مَعَ آحَاد الطّلبَة وَلكنه لعلمه بتقصيره أسلف مَعَ عَظِيم الدولة مَا اقْتضى لَهُ الْمَنْع من التَّكَلُّم مَعَه حِين الْمجْلس الْمَعْقُود لذَلِك وَمَعَ هَذَا فقد برزت للرَّدّ عَلَيْهِ وَلَكِن لكَونه خلاف الْغَرَض لم يفد وَكَانَ) يترجى بِهَذَا وَنَحْوه التَّقَدُّم لخطة الْقَضَاء فَمَا أمكن، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ متساهل علماص وَعَملا وَقد تَكَلَّمت مَعَه مرّة بعد أُخْرَى واتضح لي شَأْنه وَأَنه لم يرج أمره إِلَّا على أكمه لَا يعرف القمرا. وَلما علم انحطاطه عِنْد خِيَار الْمُسلمين اسْتخْلف تِلْمِيذه ابْن عَاشر فِي التربة وبادر إِلَى الرُّجُوع لبلاده ورام التَّوَصُّل لعود قَضَاء الْجَمَاعَة إِلَيْهِ بالسعي بصاحبنا أبي عبد الله البرنتيشي فِيمَا وَرثهُ من المَال الَّذِي أرسل بِهِ ابْن عَم وَالِده إِلَى حَاجِب تونس فَكَانَ ذَلِك سَببا لإفلات المَال من يَد الْوَارِث بعد محنته وَالْمُبَالغَة فِي أذيته وَأمره فَوق هَذَا وَمَعَ ذَلِك فَلم يتهيأ لَهُ إِلَّا الِاسْتِقْرَار فِي منصب الْقَضَاء بِجَامِع الزيتونة وَفِي الخطابة بِجَامِع الْمُوَحِّدين من القلعة ثمَّ صرف. وبلغنا أَنه مَاتَ بِبَلَدِهِ مقهورا بِسَبَب صرفه فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسعين وَشهد السُّلْطَان فَمن دونه جنَازَته عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن غَانِم بن مفرج الْجمال بن السراج أبي حَفْص بن الْجمال أبي رَاجِح الْعَبدَرِي الشيبي الحَجبي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شيخ الحجبية كسلفه والماضي أَبوهُ وأخواه عبد الله وَعبد الرَّحْمَن. ولد فِي ثَالِث عشري ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ فِيمَا زعم بعد الْقُرْآن الشاطبية وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض على الْكَمَال بن الْهمام وَأبي السعادات بن ظهيرة وَأبي البركات بن الزين وَالْقَاضِي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي وَأخذ فِي الْفِقْه عَن النُّور الفاكهي وَأخذ الْمِنْهَاج عَن الْكَمَال إِمَام الكاملية تقسيما هُوَ الْقَارئ فِي بعضه ولازم الْجَوْجَرِيّ وَابْن يُونُس المغربي، وتميز فِي حفظ أشعار وكلمات وَسمع على أبي الْفَتْح بن المراغي والبلاطنسي وخطاب فِي مجاورتهم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَاسْتقر فِي المشيخة بعد ابْن عَمه بَرَكَات بن يُوسُف. مُحَمَّد أَبُو الْخَيْر الملقب بالطيب وَبِه اشْتهر أَخُو الَّذِي قبله وَهُوَ التَّالِي لَهُ. ولد فِي أثْنَاء رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي

النَّوَوِيّ ومنهاجه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك والشاطبية والبردة وَعرض بِمَكَّة ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ على جمَاعَة وَكنت مِمَّن عرض عَليّ فِيهَا وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة افتتحها بِقَوْلِي: الْحَمد لله جَاعل الطّيب للخلاصة منهاجا ومانح خَادِم بَيته من الْكسْوَة بردة تحرزه لَهُ رتاجا. وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي والكمال إِمَام الكاملية بل قَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى الزين خطاب واشتغل قَلِيلا ثمَّ ترك.) حفظ الْمِنْهَاج وَغَيره وَأخذ القراآت عَن ابْن عَيَّاش والطباطبي وَسمع من أبي الْفَتْح المراغي ثمَّ مني حِين كنت هُنَاكَ وَهُوَ إِنْسَان خير صاهره السَّيِّد السمهودي على أُخْته رقية بعد عبد الْقَادِر عَم النَّجْم بن يَعْقُوب القَاضِي وباشر فِي حَاصِل الْحرم مَعَ دشيشة الظَّاهِر جقمق بعد مُسَدّد. مَاتَ فِي شَوَّال سنة تسع وَثَمَانِينَ عَن دون السّبْعين. مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد القاهر ابْن هبة الله الْجلَال أَبُو بكر بن الزين أبي حَفْص بن الضياء بن النصيبي الشَّافِعِي سبط الْمُحب بن الشّحْنَة الْحَنَفِيّ والماضي جده قَرِيبا. ولد فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بحلب وَقدم الْقَاهِرَة وَهُوَ صَغِير مَعَ أَبِيه ثمَّ قدمهَا بعد على جده لأمه فِي سنة إِحْدَى ثمَّ فِي سنة سِتّ وَسبعين وَكَذَا بعد ذَلِك، وَكَانَ قد حفظ الْقُرْآن وَصلي بِهِ بالجامع الْكَبِير سنة تسع وَخمسين وَهُوَ ابْن ثَمَان والمنهاجين والألفيتين ثمَّ جمع الْجَوَامِع وَعرض على الْجمال الباعوي وأخيه الْبُرْهَان والبدر بن قَاضِي شُهْبَة والنجم بن قَاضِي عجلون وَأخذ فِي الْفِقْه عَن أبي ذَر وَفِيه وَفِي أُصُوله والنحو عَن السلَامِي ووالده الزين عمر وبالقاهرة عَن الْفَخر المقسيفي تقسيمين والجوجري وَقَرَأَ على البعادي فِي الْفِقْه وعَلى الشمني فِي شرح نظم أَبِيه للنخبة والقليل من شرح الألفية لِابْنِ أم قَاسم وَكَذَا أَخذ فِي النَّحْو عَن البقاعي وَحضر عِنْد جده الْمُحب فِي دروسه وَغَيرهَا كثيرا وَأخذ عني بقرَاءَته فِي الْجَوَاهِر وَفِي غَيرهَا وامتدحني بِأَبْيَات وَجمع أَشْيَاء مِنْهَا تَعْلِيق على الْمِنْهَاج سَمَّاهُ الأبهاج فِي أَربع مجلدات قرضه لَهُ الْكَمَال بن أبي شرِيف وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْفِقْه وحاشيته على الْمحلي والبيضاوي وَبَالغ فِي تَعْظِيمه وَغير ذَلِك، وبرع وتميز ونظم ونثر مَعَ ظرف ولطف ومحاسن جمة وَلكنه بِوَاسِطَة خلطته لخاله عبد الْبر غير أسلوب أسلافه من قبل الْآبَاء وَبَاعَ لذَلِك كتبه وموجوده وَركبهُ الدّين مرّة بعد أُخْرَى وأتلف مَا لزوجته ابْنة الشَّمْس بن الشماع بل كَانَ لأجلهم لَا يجْتَمع بالأمين الأقصرائي والعز الْحَنْبَلِيّ وكاتبه حَسْبَمَا صرح لي بِهِ ويتأسف على ذَلِك، وَحج مَعَ وَالِده فِي سنة

سِتّ وَسِتِّينَ وَسمع مَعَه على التقي بن فَهد بِمَكَّة ثمَّ بِانْفِرَادِهِ على الزين أبي الْفرج المراغي بِالْمَدِينَةِ، وَكتب عَن قَاضِي الْمَالِكِيَّة بهَا الشَّمْس بن القصبي تخميس الْبردَة فِي الْقَضَاء فِي الْقَاهِرَة ودمشق وبلده، وَكتب بهَا التوقيع نِيَابَة عَن) التادفي بل نَاب فِي الْقَضَاء فِي الْقَاهِرَة ودمشق وبلده، وَحسن حَاله وتراجع قَلِيلا وَكَانَ بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة خمس وَتِسْعين وزارني حِينَئِذٍ، وَمِمَّا كتبه عَنهُ الْعِزّ بن فَهد من نظمه مِمَّا يقْرَأ على قافيتين: (ولي قمر مَا زلت أَهْوى مديحه ... عَسى أَن يُبِيح الْوَصْل مِنْهُ فَمَا أَبَاحَ) (وَكم قلت أَن الصُّبْح يَحْكِي جَبينه ... ليصبو فَمَا حَكَاهُ بدر وَلَا صباح) وَقَوله: (حُسَيْن إِن هجرت فلست أقوى ... على الهجران مذ فَرح الحسود) (ودمعي قد جرى نَهرا وَلَكِن ... عذولي فِي محبته يزِيد) مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر الزَّمن بن مُحَمَّد بن صديق بن أبي بكر بن يُوسُف بن عَليّ بن عادي بن ثَابت بن نابت بن ركاب بن ربيع بن نزار الخواجا الشَّمْس بن السراج الْقرشِي الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي عَم إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم الْمَاضِي ووالد الْجمال مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن الزَّمن. ولد فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فِي كَفَالَة أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن والزبد لِابْنِ رسْلَان وهدية الناصح للزاهد وَبَعض الْمِنْهَاج الفرعي ثمَّ اشْتغل كأبيه بِالتِّجَارَة وَأَقْبل على السّفر فِيهَا فَدخل الرّوم وَغَيرهَا مِمَّا يَليهَا وَمن بِلَاد الفرنج سمندرة. وَشهد غير مَا غَزْوَة برا وبحرا وَكَذَا دخل مصر غير مرّة أَولهَا حِين كَانَ السَّعْدِيّ بن كَاتب حَكِيم نَاظر الْخَاص وقطنها مدَدا ودوره بهَا بَيت التوريزي تجاه البردبكية من رحبة الأيدمري وَلَقي الظَّاهِر جقمق، وَاجْتمعَ فِي سَفَره مَعَ وَالِده وبمفرده بالتقي الحصني والْعَلَاء البُخَارِيّ وَغَيرهمَا كالشرواني وَابْن قندس والزين خطاب بِدِمَشْق وبالشهاب بن رسْلَان بالرملة وبابن زهرَة والسوبيني بطرابلس وبحمزة أحد الْعلمَاء بأنطاكية وبحمزة القرماني بِلَا رندة من أَعمالهَا وبالفخر العجمي وَالْقَاضِي خصروه بأذرنة وبشيخنا والْعَلَاء القلقشندي والقاياتي والمحلي والمناوي وَإِمَام الكاملية وَغَيرهم من الشَّافِعِيَّة وبابن الْهمام من الْحَنَفِيَّة وبأبي الْقسم النويري من الْمَالِكِيَّة وبالتقي بن فَهد وَأبي الْفَتْح المراغي وَيحيى العلمي الْمَالِكِي بِمَكَّة وبأبي الْفرج المراغي بِالْمَدِينَةِ فِي آخَرين من العماء بِهَذِهِ الْبِلَاد وَغَيرهَا وَحضر مجَالِسهمْ وَكَذَا لَقِي غير وَاحِد

من الصَّالِحين وَوَقع لَهُ مَعَ بَعضهم غرائب وكرامات انْتفع بهَا وَأَعْطَاهُ شخص مِنْهُم يُسمى بير جمال الشِّيرَازِيّ شَعْرَة تنْسب للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ) وَسلم وَقَالَ إِنَّهَا عِنْده وَكَذَا أحضر لَهُ من خَيْبَر بعض الْأَحْجَار الْمَنْسُوب لِأَن بهَا أثر الْقدَم الشريف وَكتاب قيل أَنه بِخَط أحد كتاب الْوَحْي شرحيل وَالْكل مَحْفُوظ بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي شرع فِي إنشائها باشطئ بولاق. وَأول اخْتِصَاصه بالأشرف قايتباي وَهُوَ أَمِير فَلَمَّا تسلطن عينه لمشارفة العمائر المكية وَكَانَ حج هُوَ قبل ذَلِك فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وجاور بهَا غير مرّة وَله مآثر بِهِ كالرباط والدشيشة، وَمِمَّا شارفه بِمَكَّة الْعِمَارَة بداخل الْبَيْت الشريف بَين الرُّكْنَيْنِ اليمانين بعد أَن قلع من الْجِدَار قاربتين أكلتهما الأرضة فَدَفْنُهُمَا بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَجعل مَحلهمَا من الْجِدَار أحجارا بالجبس وسترها بالرخام مَعَ إصْلَاح أَمَاكِن غير ذَلِك من دَاخل الْبَيْت ورخم غَالب الْحجر وَأصْلح مَحل الْقَدَمَيْنِ من الْمقَام وأجرى عين بازان غير مرّة ومدرسة السُّلْطَان ومنارتها وَغير ذَلِك ورسم لَهُ أَيْضا بمشارفة العمائر بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَكَانَ أول ذَلِك فِي سنة تسع وَسبعين وتكرر ذَلِك لَهُ بِحَضْرَتِهِ أَو بِحَضْرَة جماعته وَمِمَّا بناه حِينَئِذٍ الْقبَّة الْبَيْضَاء الَّتِي بعلو الْقَبْر الشريف وَمَا حوله وَغير ذَلِك ثمَّ لما وَقع الْحَرِيق كَانَ هُوَ الْمُتَوَلِي لإصلاحه وَمِمَّا أصلحه هُنَاكَ مَسْجِد قبا مَعَ منارته وأجرى الْعين الزَّرْقَاء بل أنشأ هُنَاكَ الرِّبَاط ومدرسة السُّلْطَان ومنارتها والمنارة الرئيسية وَأَنْشَأَ مدرسة بِبَيْت الْمُقَدّس وَعمر قبَّة الإِمَام الشَّافِعِي وجدد رخامها وزخرفتها وتربة الشَّيْخ عبد الله المنوفي إِلَى غير ذَلِك من القربات ومكانا هائلا ببولاق مَعَ مدرسة هُنَاكَ مَا أظنها كملت وَكَانَ زَائِد التَّوَجُّه لما يكون من هَذَا الْقَبِيل مَعَ إكرام الغرباء والوافدين عَلَيْهِ وإتحافهم بِحَسب مَرَاتِبهمْ وتأدبه مَعَ الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ واعترافه بِالنَّقْصِ والعامية والتلفت لإرشاده فِيمَا لَعَلَّه يصدر عَنهُ مِمَّا يُخطئ فِيهِ وَله معي من هَذَا النَّوْع شَيْء كثير وَقد امتحن غير مرّة وَكثر التعصب عَلَيْهِ بِمَا الْكثير مِنْهُ بَاطِل فَصَبر وخدم وَلم يزل فِي المكابدة والمناهدة مَعَ طول يَده بِالْإِحْسَانِ وتكميل محاسنه بحلاوة اللِّسَان إِلَى أَن كَانَ فِي موسم سنة سِتّ وَتِسْعين فَاسْتَأْذن فِي الْحَج فَأذن لَهُ وسافر على هَيْئَة جميلَة وَمَعَهُ الشريف شمس الدّين القادري شيخ طائفته وَغَيره فحج وَاسْتمرّ فتعلل بعد ذَلِك أشهرا، وَتوجه فِي أواخرها لجدة فتزايد ضعفه وَرجع فِي محفة مَغْلُوبًا عَلَيْهِ فَمَا مضى يَوْم قدومه حَتَّى مَاتَ عِنْد غرُوب شمسه يَوْم الْأَحَد ثامن عشر شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ بعد صبح يَوْم الِاثْنَيْنِ ثمَّ دفن بتربته وَكَذَا كثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَلم يخلف بعده فِي أَبنَاء جنسه مثله وَلم أكن مَعَ الْجَمَاعَة فِي الْإِنْكَار عَلَيْهِ بِمَا

نسب إِلَيْهِ من) التجري لبطلانه، نعم قَامَ مَعَ حَظّ نَفسه من عدم الانقياد لقَاضِي مَكَّة البرهاني وَلَيْسَ عَلَيْهِ فِيهِ أضرّ من وسائط السوء والكمال لله وَعند الله تلتقي الْخُصُوم رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد النفطي المغربي نزيل مَكَّة ومؤدب الْأَطْفَال بهَا ويلقب تنه. مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان النَّجْم أَبُو الْفضل بن الزين الْبكْرِيّ اعلدمشقي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَابْن عَم أَبِيه الْعَلَاء عَليّ بن أَحْمد وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن الصَّابُونِي. عرض عَليّ وَهُوَ فِيمَا قَالَ ابْن ثَلَاث عشرَة سنة فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين الشاطبية والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وايساغوجي ومقدمة فِي الْمنطق وَسمع مني المسلسل وَكَانَ مَعَه فقيهه الشَّيْخ عمر التتائي وَجَمَاعَة وكتبت لَهُ وَهَذَا هُوَ الَّذِي عمل لَهُ الْعَلَاء الْوَلِيمَة فِي الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين وَعرض فِيهَا على مَشَايِخ الْوَقْت وقضاته واستهدعيت فَلم أحضر فجيء بِهِ إِلَيّ بَارك الله فِيهِ وَلم يلبث أَن مَاتَ بالطاعون سنة سبع وَتِسْعين عوضه الله الْجنَّة. مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن فَهد موفق الدّين أَبُو المحاسن ابْن صاحبنا النَّجْم بن فَهد. مَاتَ قبال إِكْمَال سنتَيْن فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. مُحَمَّد أَبُو زرْعَة أَخُو الَّذِي قبله. يَأْتِي فِي عبد الله. مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله بن عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن أبي الْكَتَائِب نَاصِر الدّين بن التقي بن النَّجْم بن الزين بن أبي الْقسم ابْن أبي الطّيب الْعجلِيّ النهاوندي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن أبي الطّيب. ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ يكْتب بِخَطِّهِ الْعمريّ العثماني لِأَن أمه من بني فضل الله يُقَال إِنَّهَا ابْنة الشهَاب أَحْمد بن يحيى بن فضل الله وَكَانَ هُوَ يلبس بزِي الْجند وَهُوَ شَاب وَأول مَا ولي بعد موت وَالِده تدريس بعض الْمدَارِس ثمَّ نظر الخزانة بِدِمَشْق سنة تسع وَسِتِّينَ ثمَّ كِتَابَة السِّرّ بحلب سنة ثَمَان وَسبعين عوضا عَن الشَّمْس بن مهَاجر ثمَّ بطرابلس ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا بحلب عوضا عَن نَاصِر الدّين بن السفاح فِي سنة سبع وَتِسْعين ثمَّ عزل فِي آخر الْقرن فسافر إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا حَتَّى ولي كِتَابَة سرها فِي الْمحرم سنة إِحْدَى بعد موت أَمِين الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْحِمصِي ثمَّ عزل فِي شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا فِي فتْنَة تمر وأهين وَأخذ لمصر) موكلا بِهِ ثمَّ أطلق فَقدم مَعَ الْعَسْكَر لقِتَال التتار فَلَمَّا فر السُّلْطَان عَن الشَّام

توصل إِلَى أَن ولي كِتَابَة السِّرّ عَن اللنكية ثمَّ عُوقِبَ حَتَّى مَاتَ فِي الْعقُوبَة فِيمَن مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث عَن بضع وَخمسين سنة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه والمقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن إِبْرَاهِيم الْجمال أَبُو أَحْمد بن الْوَلِيّ السراج أبي حَفْص الْيَمَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ العرابي بِفَتْح الْعين وَالرَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ وَكسر الْمُوَحدَة. ولد فِي الْمحرم سنة خمس بِأَبْيَات حُسَيْن وَقدم مَعَ وَالِده لمَكَّة فِي سنة إِحْدَى عشرَة فأكمل بهَا حفظ الْقُرْآن وَسمع بهَا من الزين المراغي الصَّحِيحَيْنِ وَسنَن أبي دَاوُد وَقطعَة من آخر ابْن حبَان وتسلك بوالده، وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَعشْرين وَلَقي بهَا جمَاعَة من الصلحاء فلحظوه وبلاد الْيمن غير مرّة وَاجْتمعَ عَلَيْهِ خلق من قبائلها واعتقدوه وأباه وتزايد شَأْنه جدا عِنْدهم وَصَارَ لَهُ فِي الْعَرَب أعظم قبُول بِحَيْثُ يقفون عِنْد أوامره بل لَهُ عِنْد أَمِير مَكَّة وجاهة لَا يتَخَلَّف لأَجلهَا عَن قبُول شفاعاته، هَذَا كُله مَعَ معرفَة بطرِيق الْقَوْم ونظم رائق وَيَقَع لَهُ فِي حَال السماع والوجد مِنْهُ مَا لَا يسمح بِذكرِهِ فِي لاصحو وَقد يكْتب عَنهُ وَهُوَ لَا يشْعر، إِلَى غير ذَلِك من محبَّة فِي الجاه وَالْمَال الَّذِي لم يَقع مِنْهُ على طائل. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين وَدفن بِجَانِب قبر أَبِيه من المعلاة. وَله أَوْلَاد أَحْمد ومولده فِي المرحم سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَعمر ومولده فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَبُو بكر ومولده فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين. مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الزين الْغَزِّي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن المغربي. ولد سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بغزة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده على الشَّمْس بن عمرَان بل تلاه عَلَيْهِ للسبع إفرادا وجمعا وعَلى الشَّمْس القباقبي لِابْنِ مُحَيْصِن وَكَذَا قَرَأَ للسبع على الشهَاب السكندري وَابْن كزلبغا بِالْقَاهِرَةِ واليسير بالسبع أَيْضا على ابْن عَيَّاش بِمَكَّة وَحفظ الشاطبيتين وَالْمجْمَع وألفية ابْن ملك وَعرض على الشَّمْس بن الجندي واشتغل على نَاصِر الدّين الأياسي فِي الْفِقْه وعَلى أبي الْقسم النويري فِي الْفَرَائِض والحساب وتلقن الذّكر من ابْن رسْلَان، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة أَولهَا فِي سنة أَرْبَعِينَ وَأخذ عَن شَيخنَا وَحج كثيرا وجاور غير مرّة وَدخل الْيمن فاغتبط بِهِ جمَاعَة بهَا وأقرأ هُنَاكَ وَكَذَا دخل أَمَاكِن كالشام وحلب وأقرأ بهَا أَيْضا بل أَخذ فِيهَا عَن المرعشي نظمه للكنز وَهُوَ مِمَّن) أَخذ عني قبل ولَايَة أَخِيه ثمَّ بعْدهَا وَله نباهة فِي القراآت وجودة فِي الْأَدَاء بِالنِّسْبَةِ لحديثه فَإِنَّهُ كأبيه وَكَذَا أَخُوهُ فِي لِسَان كل مِنْهُم مسكة تضيق الأنفاس من أجلهَا لسَمَاع حَدِيثهمْ مَعَ ثروة وَعدم إِظْهَار نعْمَة ولتوهم أَن بعض مَا بِيَدِهِ لِأَخِيهِ ضيق عَلَيْهِ فِي

محنته سنة تسع وَثَمَانِينَ ثمَّ خلص وعَلى كل حَال فَهُوَ أشبه مِنْهُ. مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله وقديما أَبُو الْجُود الْغَزِّي ثمَّ القاهري بن المغربي أَخُو الَّذِي قبله والماضي أَبوهُمَا. ولد فِي شَوَّال سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بغزة وَكَانَ أَبوهُ مالكيا فَنَشَأَ ابْنه هَذَا متحنفا وَحفظ الْقَدُورِيّ ومنظومة ابْن وهبان وَغَيرهمَا وَأخذ الْفِقْه والفرائض والحساب والعربية عَن زوج أُخْته الشَّمْس بن دمرداش الْخَطِيب الحصري بل زعم أَنه قَرَأَ فِي بَيت الْمُقَدّس قِطْعَة من شرح النزهة فِي الْحساب لِابْنِ الهائم فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين على الْعِمَاد بن شرف وَكَذَا أَخذ الْفِقْه والعربية أَيْضا مَعَ الْأُصُول عَن شيخ الْمَذْهَب بِبَلَدِهِ نَاصِر الدّين الإياسي ولازمه فِي قِرَاءَة الصَّحِيحَيْنِ والموطأ والشفا وَغَيرهَا وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ، وَرَأَيْت من كتب عَنهُ أبياتا زعم أَنَّهَا من نظم شَيْخه الإياسي وَالْفِقْه وَأَصله أَيْضا عَن قَاضِي بَلَده الشَّمْس بن عمر وَكتب لَهُ التوقيع وَتخرج بِهِ فِيهِ وتكسب بِهِ وَالْعرُوض فِي حلب عَن الزين قَاسم الرَّمْلِيّ ثمَّ الْحلَبِي أحد أَصْحَاب ابْن رسْلَان وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وَكثر استحضاره لفروعه وَكَذَا برع فِي الشُّرُوط وَكتب بِخَطِّهِ جملَة، وَحج بعد الْخمسين وزار بَيت الْمُقَدّس غير مرّة وَدخل الشَّام وحلب وَغَيرهمَا أَظُنهُ فِي التِّجَارَة وَمَعَ ذَلِك فَلَا أستبعد أَخذه فِيهَا عَن بعض فضلائها ثمَّ بَلغنِي عَنهُ أَنه اجْتمع بِدِمَشْق فِي سنة أَربع وَخمسين بالجمال الباعوني وأخيه الْبُرْهَان الشافعيين ويوسف الرُّومِي وَعِيسَى الْبَغْدَادِيّ الحنفيين وَأخذ عَنْهُم وَتردد فِي حلب إِلَى الشَّمْس بن الشماع والْعَلَاء الحاضري وَالشَّمْس الغزولي واستفاد مِنْهُم وَإنَّهُ لَقِي فِي بَيت الْمُقَدّس الْعِزّ عبد السَّلَام الْقُدسِي وماهرا وَالْجمال بن جمَاعَة والتقي القلقشندي وَعبد الْمُؤمن الْوَاعِظ وَغَيرهم وَاسْتقر فِي مشيخة البردبكية بِبَلَدِهِ، وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا وَحضر دروس الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الْهمام والشمني والكافياجي والعضد الصيرامي وَسيف الدّين الحنفيين ولازم فِيهَا الزين قاسما فِي الْفِقْه وأصوله وَغَيرهمَا وَحضر مَوته وَكَذَا لَازم الْأمين الأقصرائي وأذنا لَهُ والصيرامي وَمن قبلهم الإياسي فِي الْإِفْتَاء والإقراء، وقطن الْقَاهِرَة من سنة ثَمَان) وَسبعين وقصدني غير مرّة وَكَذَا لَازم الشَّمْس الأمشاطي فِي دروسه وَغَيرهَا وكساه حِين أعلمهُ أَخُوهُ المظفر بمزيد فقره لظَنّه صدقه مِمَّا بَان خِلَافه جوخة فَلَمَّا ولي الْقَضَاء نوه بِهِ ونزله فِي صوفية البرقوقية ورتب لَهُ لتوهم فقره مَعْلُوما وَصَارَ يحِيل فِي الْفَتَاوَى عَلَيْهِ. ودرس بالأزهر لسكناه بجواره وَلذَا كَانَ يحضر بِهِ درس الزين عبد الرَّحْمَن السنتاوي فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا درس فِي غَيره ثمَّ اسْتَقر بعد

مَوته فِي تدريس السودونية ثمَّ القجماسية المستجدة أول مَا فتحت ثمَّ قَضَاء الْحَنَفِيَّة بالديار المصرية، وَسكن الصالحية وانفصل عَن القجماسية وَلم تحمد سيرته بل ألصق بِهِ مَا يستهجن ذكره وَطلب لرأس نوبَة غير مرّة فأهين وشوفه بمكروه كَبِير بل أهين بِمَجْلِس السُّلْطَان وَصَارَ الْفُقَهَاء بِهِ عِنْد الأتراك مثلَة وَقيل فِيهِ: (يَا حسرة وافت وَيَا ذلة ... لمصر بعد الْعِزّ والمرتقى) (قد قهقرت لما ولي قَاضِيا ... الألكن الْغَزِّي يَا ذَا الشقا) وَكَذَا قيل: أبكيت يَا مصر جَمِيع الْبِلَاد وَضَاقَتْ الأَرْض بهَا والفضا (وَقَامَ نعيا لَك فِي كلهَا ... لما ولي ابْن المغربي القضا) وَبِالْجُمْلَةِ فَلم يجد خصما يُكَافِئهُ وَلذَا توقف الْأَمر وتزايد الِابْتِلَاء بِهِ خُصُوصا وَعمل نقيبه بعض الْأَحْدَاث مِمَّن لَعَلَّه اتّفق مَعَه فِي الْمُقَاسَمَة وتزايدت بذلك أَمْوَاله، كل هَذَا مَعَ عقد لِسَانه الموازي للخرس وفقد الْبَهَاء الَّذِي لَا يخفى وَلَا على أكمه فِي مزِيد الْغَلَس ومزيد شحه حَتَّى على عِيَاله وتبديد أَمَانَته لَهُ لزِيَادَة أَمْوَاله، وَقد تزوج فِي أثْنَاء ولَايَته بكرا فحكت هِيَ وَأَهْلهَا من ذَلِك مَا يفوق الْوَصْف وَلَا أرى لَهُ ذكرا ولسان حَال أخصامه يَقُول: أشبعناك سبا وفزت بِالْإِبِلِ على إِنَّه تَامّ الْخِبْرَة بِالْأَحْكَامِ كثير الاستحضار لفروع الْمَذْهَب جيد الْكِتَابَة على الْفَتَاوَى من بَيت مَعْرُوف بِالْخَيرِ فِي غَزَّة وَمَا قيل مِمَّا شوفه بِهِ أَنه اتّفق لَهُ فِيهَا فَبَاطِل، وَلَا زَالَ يُجَاهد ويكابد وَيجمع وَيدْفَع إِلَى أَن كَانَ عَزله على أَسْوَأ حَال بعد استصفاء مَا زعم أَنه آخر مَا مَعَه بِحَيْثُ نزل عَن السودونية لبَعض نوابه وَسكن الأبوبكرية وَتردد إِلَيْهِ بعض الطّلبَة والمستفتين وَلم يتَّفق فِي عصرنا لقاض مَا اتّفق لَهُ إِلَّا إِن كَانَ السفطي، وَقد بسطت شَأْنه فِي الْقُضَاة.) ::: مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد خير الدّين أَبُو الْجُود بن نَاصِر الدّين ابْن الشَّمْس أبي عبد الله بن أبي عمرَان بن الشَّمْس أبي عبد الله الشنشي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَأحد النواب وَيعرف جده بِابْن الْجلَال وَهُوَ بالشنشي. ولد فِي منتصف رَجَب سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل فِي الْفِقْه وَأَصله ولافرائض والنحو وَالصرْف والمنطق وَالْعرُوض والمعاني وَغَيرهَا حَتَّى تميز وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء وَولي الْإِعَادَة بالصرغتمشية بعد شَيْخه الإردبيلي وتصدى لفصل الْأَحْكَام وَتوسع جدا فانحطت مرتبته بذلك عَن كثيرين مِمَّن هُوَ أرفع مِنْهُم وأقدم وَمن شُيُوخه الزين التفهني وَابْنه وَكَانَ سبط عمته وَأَبُو الْعَبَّاس السرسي وَالْجمال عبد الله الإردبيلي وَمُحَمّد الرُّومِي وَسعد الدّين بن

الديري والأمين الأقصرائي وَسيف الدّين وَغَيرهم من أَئِمَّة مذْهبه وَمن غَيرهم كَأبي الْفضل وَمُحَمّد المغربيين المالكيين. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَلم يخلف بعده فِي النواب مثله عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن وجيه بن مخلوف بن صَالح بن جِبْرِيل بن عبد الله القطب أَبُو البركاتن السراج بن الْجمال بن الْوَجِيه الشيشيني القاهري الشَّافِعِي ابْن أُخْت النُّور عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الهوريني ووالد أَحْمد الماضيين بل لوَلَده ذكر فِي تاريخي الْكَبِير. ولد فِي الْعشْر الْأَخير من الْمحرم سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بشيشين الكوم بمعجمتين مكسورتين بعد كل مِنْهُمَا تَحْتَانِيَّة من أَعمال الْمحلة بَينهمَا قدر نصف يَوْم وَنَشَأ بهَا فحفظ بعض الْقُرْآن ثمَّ انْتقل صُحْبَة أَبِيه إِلَى الْمحلة فأكمله وتحول بعد مَوته إِلَى الْقَاهِرَة وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين فَأَقَامَ عِنْد عَمه الْفَخر عُثْمَان وتدرب بِهِ فِي الشُّرُوط وَأخذ عَنهُ الْفَرَائِض والحساب وَحفظ عِنْده التَّنْبِيه وَعرضه على البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن وأجازا لَهُ واشتغل فِي الْفِقْه على النُّور بن قَبيلَة وَغَيره وَسمع من الزين الْعِرَاقِيّ من أَمَالِيهِ وَمن الهيثمي وخاله الهوريني وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ جلّ الشفا والشرف بن الكويك بل كَانَ لَهُ بِهِ مزِيد اخْتِصَاص بِحَيْثُ أَنه كتب مَعَه حِين سَافر لدمشق إِلَى التَّاج بن الشريطي بِالْوَصِيَّةِ عَلَيْهِ فَبَالغ فِي إكرامه فِي آخَرين وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتنزل فِي صوفية الخانقاه القوصونية بالقرافة حِين كَانَ خَاله شيخها وأسكن عِيَاله هُنَاكَ فَلَمَّا مَاتَ خَاله حَولهمْ وَحج مرَارًا مِنْهَا مرّة رافق فِيهَا شَيخنَا وَاجْتمعَ مَعَه فِي الْيمن بالمجد الفيروزابادي وجاور بضع سِنِين وَمِنْهَا مرّة من بِلَاد) الصَّعِيد ركب الْبَحْر من بَريَّة الْقصير بعد قوص وَلَقي بِمَكَّة التَّاج عبد الْوَهَّاب بن الْعَفِيف اليافعي وَحمل عَنهُ أَشْيَاء من تصانيف أَبِيه كروض الرياحين وَغَيرهَا مِمَّا كَانَ هُوَ الأَصْل فِي انتشارها بِالْقَاهِرَةِ وَعقد مجْلِس الْوَعْظ بِالْيمن وَمَكَّة وَغَيرهمَا وزار أَيْضا بَيت الْمُقَدّس والخليل وَكَانَ يَحْكِي أَنه ولي فِي بَيت الْمُقَدّس الْحِسْبَة بعناية الشهَاب بن الهائم، وَكَذَا سَافر لدمشق كَمَا أُشير إِلَيْهِ وللثغرين وَغَيرهمَا فِي التِّجَارَة وانتقع بآخرة مُقْتَصرا على الشَّهَادَة بمركز ميدان الْقَمْح ثمَّ ضعفت حركته عَن امشي وَغَيره حَتَّى كَانَ كثيرا يَقُول: (من يشري مني عَظِيم الشوم ... مكسر الْعظم صَحِيح البلعوم) اجْتمعت بِهِ كثيرا وَسمعت كثيرا من فَوَائده وَمَا جرياته، وَكَانَ يَحْكِي أَن شخصا فِي قريتهم مَاتَ فِيمَا يظْهر للنَّاس فجهزوه وأحضروه يَوْم الْجُمُعَة فَلَمَّا تقدم الْخَطِيب بعد صَلَاة الْجُمُعَة ليصلى عَلَيْهِ قَامَ فَجَلَسَ على النعش فخاف الْخَطِيب مِنْهُ

وَسقط وَاسْتمرّ مَرِيضا حَتَّى مَاتَ وعوفي ذَلِك الْمَيِّت، بل قَرَأت عَلَيْهِ منتقى من الشفا وتناولته مِنْهُ، وَكَانَ محبا فِي الْعلم لَدَيْهِ فَضِيلَة ذَا نظم متوسط بارعا فِي الْفَرَائِض والحساب جيد المحاضرة عَظِيم الاهتمام بالموافاة لأَصْحَابه والتودد إِلَيْهِم محبا فِي لِقَاء الصَّالِحين رَاغِبًا فِي التَّبَرُّك بآثارهم بِحَيْثُ كَانَت عِنْده طاقية يذكر أَنَّهَا لأبي بكر الشاذلي الصعيدي وسجادة لِلشِّهَابِ أَحْمد الزَّاهِد مَعَ كَثْرَة الْعِبَادَة وَالِاحْتِيَاط فِي الطَّهَارَة وَلكنه كَانَ مقترا على نَفسه مَعَ مزِيد ثروته وَكَونه يقْصد للاقتراض مِنْهُ فَلَا يمْتَنع من جلب مَا يجره إِلَيْهِ الْقَرْض من أكل وَنَحْوه، وَقد فتحت خلوته بالمنكوتمرية مرّة واختلس لَهُ مِنْهَا شَيْء فَصَبر. وَمن نظمه: (يَا سَيِّدي يَا رَسُول الله خُذ بيَدي ... وَانْظُر بِفَضْلِك فِي أَمْرِي وَفِي ألمي) إِلَى أَن قَالَ: (جرائمي عظمت إجرامها وَلَقَد ... أربت على الراسيات الصم فِي الْعظم) مَاتَ فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة خمس وَخمسين وَدفن بتربة البيبرسية عِنْد وَلَده وَعَمه عُثْمَان. وَهُوَ من بَيت كَبِير بالمحلة كَانَ وَالِده خَليفَة الْحَاكِم بهَا كتب لَهُ التقي السُّبْكِيّ فِي عرضه للتّنْبِيه عَلَيْهِ سنة سبع وَعشْرين سراج الدّين بن القَاضِي الصَّدْر الرئيس الْعدْل الْأمين ابْن الْحَاج المرحوم وجيه الدّين. وَكَذَا وصف أَبُو حَيَّان جده بالشيخ الْفَقِيه الْعَالم الْعدْل الرضي رَحِمهم الله وإيانا.)

مَاتَ وَقد جَازَ الْخمسين ظنا فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ بالأزهر عَفا الله عَنهُ. وَهُوَ وَالِد مُحَمَّد الْآتِي. مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن ركن الدّين الشيخي نزيل الكاملية وصهر ناظرها وأخو أَحْمد الْمَاضِي. مَاتَ فَجْأَة دَاخل المغطس بالحمام المجاور للكاملية فِي رَجَب سنة أَربع وَسبعين وَكَانَ أَبوهُ من أَصْحَاب ابْن أبي الْفرج وَيُقَال لَهُ الْحِجَازِي فَجَلَسَ ابناه بحانوت بالوراقين ثمَّ تَركه هَذَا وَلزِمَ التِّلَاوَة وَالْخَيْر والانعزال مَعَ التَّحَرِّي فِي الطَّهَارَة حَتَّى) مَاتَ شَهِيدا، وَقد سمع أَكثر المقروء بِأخرَة بالكاملية بل لَازم قبل ذَلِك مجْلِس الْإِمْلَاء عِنْد شَيخنَا وَسمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن ركن الدّين الطبناوي بِفَتْح الْمُهْملَة وَالْمُوَحَّدَة وَتَخْفِيف النُّون نِسْبَة لطبنا وَمن عمل سخا. ذكره شَيخنَا ي إنبائه فَقَالَ ذكر لي أَنه ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وَكَانَ أَبوهُ مدْركا يُقَال لَهُ ركن الدّين فَنَشَأَ ابْنه فِي محبَّة الْفُقَرَاء وَخدمَتهمْ حَتَّى تقدم فيهم بل صَار مُطَاعًا عِنْد الْأُمَرَاء والأكابر وَقَامَ فِي سنة أَرْبَعِينَ بهدم الدَّيْر الْمَعْرُوف بالمغطس فاتفق تخذيل السُّلْطَان عَن الْأَمر بذلك بعد أَن كَانَ أذعن لَهُ وَاقْتصر على الْأَمر بفلقه ثمَّ قدر الله أَنه أَمر بهدمه فِي الَّتِي بعْدهَا فبادر الشَّيْخ وأعوانه لذَلِك. وَمَات فِي آخر السّنة، قَالَ وَكَانَ على طَريقَة حَسَنَة من الْعِبَادَة والتوجه وَالرَّغْبَة فِي الْخَيْر وَله أَتبَاع وَقد قدم الْقَاهِرَة مرَارًا وَآخر اجتماعي بِهِ فِي أول ذِي لاحجة من سنة وَفَاته وَذكروا لي أَن والدته كَانَت من الصَّالِحَات ويؤثر عَنْهَا كرامات وَلها شهرة فِي تِلْكَ الْبِلَاد. قلت قد أفرد مناقبها تِلْمِيذه وبلديه النُّور الطبناوي الْمَاضِي وَاسْمهَا سِتّ الْبَنِينَ، وبلغنا أَن صَاحب التَّرْجَمَة كَانَ يقدم الْقَاهِرَة للاشتغال وَأَنه فِي بعض قدماته تخيل فِي أثْنَاء سَفَره من تعبث بَعضهم فِي غيبته بِزَوْجَتِهِ وَلم يَنْفَكّ هَذَا الْوَارِد عَنهُ وَإنَّهُ بِمُجَرَّد اجتماعه بشيخه الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ قَالَ لَهُ ابْتِدَاء طب نفسا وقر عينا فَإِنَّهُ لَا يسْقِي زرعك غير

مائك فانبسط حِينَئِذٍ وَزَالَ الْوَارِد رَحِمهم الله وإيانا. مُحَمَّد بن عمر بن مَحْمُود الشَّمْس القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد الْمُحب مُحَمَّد أبي سعد الدّين إِبْرَاهِيم وَيعرف بالكماخي بِفَتْح الْكَاف ثمَّ مِيم ومعجمة. درس بعدة أَمَاكِن وافتى وتصدى للْأَحْكَام واستخلفه الْبَدْر الْعَيْنِيّ حِين توجه إِلَى آمد وَكَانَ جيد الْقَضَاء. مَاتَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَقد ذكره الْعَيْنِيّ فَسمى أَبَاهُ قطلوبك وَقَالَ أَنه كَانَ مستعدا متواضعا مشتغلا بِالْعلمِ، نَاب فِي الْقَضَاء واختص بالتفهني جدا ثمَّ انجمع عَنهُ لقلَّة معرفَة التفهني بل صَار هَذَا يسبه ويتمنى مَوته فَبلغ أمْنِيته. وَمَات بعده فِي لَيْلَة السبت خَامِس جُمَادَى الْآخِرَة، وَكَذَا أرخه شَيخنَا وسمى أَبَاهُ أَيْضا قطلبك وَزَاد أَنه كَانَ مَذْمُوم السِّيرَة. مُحَمَّد بن عمر بن مُسلم كمحمد بن سعيد الشَّمْس بن الزين الْقرشِي الدِّمَشْقِي أَخُو الشهَاب أَحْمد ونزيل القبيبات من دمشق. سمع مَعَ أَخِيه كثيرا وَكَانَ يذاكر بأَشْيَاء من الشّعْر) وفنون الْأَدَب كثير المزاح. مَاتَ فِي سنة خمس عشرَة عَن نَحْو السِّتين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن عمر بن نَاصِر الطنبدي. مِمَّن شهد على الزين طَاهِر فِي إِجَازَته لأبي عبد الْقَادِر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمَا عَرفته. مُحَمَّد بن عمر بن وجيه بن مخلوف فتح الدّين الشيشيني الْمحلي الشَّافِعِي جد مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْآتِي وَقَرِيب مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن وجيه الْمَاضِي قَرِيبا. حفظ التَّنْبِيه وتفقه بِجَمَاعَة وناب عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فِي الْقَضَاء، وَكَانَ وجيها ذَا شكالة حَسَنَة مِمَّن يركب البغلة بالديار المصرية. مَاتَ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ بعد أَن أثكل ابْنا لَهُ اسْمه جلال الدّين مُحَمَّد رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عمر تَاج الدّين الْكرْدِي الْحَنَفِيّ. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد قَرِيبا. مُحَمَّد بن عمر جمال الدّين العوادي بِالتَّخْفِيفِ الْيَمَانِيّ. فِيمَن جده عبد الله. مُحَمَّد بن عمر جمال الدّين الفارقي الزبيدِيّ مولدا وتفقها ثمَّ الوصابي بِفَتْح الْوَاو والمهلمة الْخَفِيفَة نِسْبَة لأصاب بِالْهَمْزَةِ وَالْوَاو من جبال الْيمن فَهُوَ قاضيها أَزِيد من أَرْبَعِينَ سنة الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي النهاري نِسْبَة لشيخ مُعْتَقد قديم وَبهَا اشْتهر. مِمَّن أَخذ عَن الشّرف بن الْمقري الْإِرْشَاد وَالرَّوْض وَغَيرهمَا من تصانيفه وَغَيرهَا رَفِيقًا للفتى وَغَيره فَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه وَكَذَا أَخذ عَن الطّيب النَّاشِرِيّ الْحَاوِي بل أَخذ الرَّوْض أَيْضا عَن مُحَمَّد بن نَاصِر أحد أَصْحَاب شَيْخه ابْن الْمقري وتلا بالسبع على عُثْمَان النَّاشِرِيّ أحد أَصْحَاب ابْن الْجَزرِي وَكَذَا أَخذ القراآت

عَن غَيره وتميز فِيهَا بل تقدم فِي الْفِقْه وَكثر استحضاره لَهُ وَصَارَ فَقِيه ناحيته. وصنف شرحا للمنهاج فِي أَربع مجلدات سَمَّاهُ مِفْتَاح الأرتاج وَاخْتصرَ الْجَوَاهِر للقمولي فِي أَربع مجلدات وَغير ذَلِك وتصدى للإقراء والإفتاء وَالْقَضَاء فَانْتَفع بِهِ فِي ذَلِك، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشهَاب الْخَولَانِيّ وَأقَام عِنْده سِتّ سِنِين وَلم يحجّ. مَاتَ فِي ثَالِث عشر أَو ثامن عشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين كَمَا أَخْبرنِي بِهِ أَخُوهُ أَحْمد بِبِلَاد وصاب وَكَانَ قد فَارق زبيد لتعسر أَمر الْمَعيشَة بتهامة وطلع إِلَى الْجَبَل فَأكْرم وَعظم وَتَوَلَّى الْقَضَاء الْمدَّة الْمعينَة وَقد قَارب التسعين وَكتب إِلَى بَعضهم أَنه ولد سنة خمس عشرَة فَإِن كَانَ قَارب التسعين فَلَعَلَّهُ فِي سنة خمس رَحمَه الله وإيانا. وَلم يكن أَبوهُ من الْفُقَهَاء بل كَانَ حريريا وَكَذَا) كَانَ ابْنه الآخر أَحْمد عاميا بِحَيْثُ لما اجْتمع بِي بِمَكَّة وسالته عَن اسْم جده لم يعرفهُ. مُحَمَّد بن عمر الشَّمْس السمديسي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ نزيل بَاب الْوَزير صَوَابه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مخلوف مضى. مُحَمَّد بن عمر الشَّمْس بن السراج الْمَيْمُونِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد فِي حُدُود السّبْعين وَسَبْعمائة وَكَانَ أَبوهُ من أَعْيَان الطّلبَة الشَّافِعِيَّة عِنْد البُلْقِينِيّ وَغَيره ونقيب الزاوية الْمَعْرُوفَة بالخشابية فِي جَامع عَمْرو فَمَاتَ وَابْنه صَغِير فاشتغل بالفقه وتنزل فِي الْوَظَائِف ثمَّ ترك وسلك طَرِيق الْفقر وَجلسَ فِي زَاوِيَة وَنصب لَهُ خَادِمًا ثمَّ ترك وواظب الْحَج كل سنة مَعَ المداومة جدا على التِّلَاوَة وَوَقعت لَهُ مَعَ الزين التفهني قَاضِي الْحَنَفِيَّة كائنة ذكرت فِي حوادث سنة ثَمَان وَعشْرين وَنَجَا مِنْهَا بعد أَن حكم بإراقة دَمه وعاش حَتَّى مَاتَ فِي البيمارستان بالقولنج فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَكَانَ الْكَفّ عَن قَتله بمساعدته وتأثر التفهني مَعَ تعصب أَكثر الْجند والمباشرين مَعَه. مُحَمَّد بن عمر الشَّمْس الْغَزِّي قاضيها الْحَنَفِيّ. فِي ابْن مُحَمَّد بن عمر بن إِسْرَائِيل. مُحَمَّد بن عمر الشَّمْس القاهري الصُّوفِي وَيعرف بِابْن عمر. مَاتَ فِي منتصف ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وتفرق النَّاس وظائفه الَّتِي زَادَت على الْأَرْبَعين مَا بَين تصوف وَقِرَاءَة وَطلب وَغير ذَلِك وَمِنْهَا نصف خزن الْكتب بالباسطية وَصَارَت لِابْنِ أبي الطّيب السُّيُوطِيّ بعد أَن عرض عَلَيْهِ الرَّغْبَة عَن وظائفه لترتفق بَنَاته بِثمنِهَا فَامْتنعَ مَعَ كَونه لم يخلف لَهُم شَيْئا، وَالله أعلم بمقصده فقد كَانَ خيرا كثير التِّلَاوَة أَقرَأ فِي مكتب السابقية وقتا مَعَ عقل وتؤدة وتودد رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عمر الشَّمْس الصهيوني الأَصْل الكركي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالكركي وَفِي بَلَده كسلفه بِابْن العريض. ولد بكرك الشوبك وَنَشَأ بهَا ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَابْن المغلى قَاضِي الْحَنَابِلَة حِينَئِذٍ فَحَضَرَ درسه واشتغل شافعيا

ورافق القاياتي والمحلي والطبقة فِي الطّلب ثمَّ تحول حنفيا ولازم الشَّمْس بن الجندي فِي الْفِقْه والعربية وَبِه انْتفع وَحدث عَنهُ بِجُزْء فِيهِ رِوَايَة أبي حنيفَة عَن الصَّحَابَة وناب عَنهُ فِي خزانَة الْكتب بالأشرفية برسباي بل وأقرأ الْأَيْتَام بمكتبها وَكَذَا أَقرَأ أَوْلَاد بعض الْأَعْيَان ولازم أَيْضا الْبَدْر الْعَيْنِيّ والأقصرائي والشمني وَابْن الْهمام وَابْن عبيد الله فِي الْفِقْه والأصلين والعربية وَالصرْف والمنطق) وَالْعرُوض وَأخذ عَن ابْن الديري وتميز وشارك فِي الْفَضَائِل وأنشا الْخطب الهزلية وَغَيرهَا بل صنف كل ذَلِك على خير واستقامة وَعبادَة وتنزل فِي بعض الْجِهَات وباشر فِي الأبوبكرية وَولي الْعُقُود ثمَّ بِأخرَة الْقَضَاء عَن ابْن الديري وَجلسَ بحانوت الجملون بعد جُلُوسه بخان الخليلي ظنا وَحج. وَمَات بعد السِّتين تَقْرِيبًا عَن نَحْو السّبْعين. أفادنيه النُّور الصُّوفِي وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ بل كَانَ عريفا عِنْده وَكَذَا أَخْبرنِي بِكَثِير من أَحْوَاله الشَّمْس الأمشاطي رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عمر النَّجْم بن الزَّاهِد وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي وَأحد الْعُدُول بقنطرة طقزدمر وَأَظنهُ حفيد أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد الْمَاضِي. مِمَّن سمع التقي الدجوي وَغَيره من طبقته بل وأقدم. وَأثبت اسْمه الزين رضوَان فِيمَن يُؤْخَذ عَنهُ. مَاتَ. مُحَمَّد بن عمر نظام الدّين الْحَمَوِيّ التَّفْتَازَانِيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف بنظام. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: كَانَ أَبوهُ خضريا فَنَشَأَ ابْنه بَين الطّلبَة واشتغل شافعيا ثمَّ حنفيا وتعانى الْأَدَب مَعَ الِاشْتِغَال بِبَعْض الْعُلُوم الآلية وَتكلم بِكَلَام الْعَجم وتزيا بزيهم وَتسَمى نظام الدّين التَّفْتَازَانِيّ وَغلب عَلَيْهِ الْهزْل والمجون وجاد خطه ونظم الشّعْر الْوسط وَقرر موقعا فِي الدرج وَكَانَ عريض الدَّعْوَى. مَاتَ فِي رَابِع عشري ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين عَن نَحْو السِّتين ثمَّ نقل عَن خطّ شَيخنَا الْمُحب ابْن نصر الله الْحَنْبَلِيّ أَنه كَانَ حسن المنادمة لطيف المعاشرة لم يتَزَوَّج قطّ وَلذَا اتهمَ بالولدان كَانَ يَأْخُذ الصَّغِير فيربيه أحسن تربية فَإِذا كبر وَبلغ حد التَّزْوِيج زوجه، وَقَالَ غَيره كَانَ فَقِيها عَارِفًا بالنحو وأصوله بارعا فِي الْأَدَب والفرائض تولى دروسا فقهية. وَمن شعره فِي خَاتم: (أَنا للخنصر زين مثل نجم فِي صباح ... صانني كف مليح قد حوى حسن الملاح) وَمِنْه أَيْضا: (عاشرتكم وازداد فخري مِنْكُم ... ونظمت فِي سلك الْمحبَّة والوفا) (لَا غرو أَن يرقى القرين مَحَله ... من عَاشر الْأَشْرَاف عَاشَ مشرفا) وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وسَاق عَنهُ من نظمه أَشْيَاء.

مُحَمَّد بن عمر بن الْهِنْدِيّ تربية عَليّ بن نَاصِر الْحِجَازِي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ.) مُحَمَّد بن عمر قَاضِي الْجَمَاعَة. فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد. مُحَمَّد بن عمر الشَّيْخ الهواري نزيل وهران. مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. مُحَمَّد بن عمر الأخضري المغربي الْمَالِكِي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. مُحَمَّد بن عمر التهامي الحلاج وَيعرف بالنبلا. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عمر الزبيدِيّ شوعان. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَقد مضى فِيمَن جده شوعان لَكِن الْوَفَاة مُخْتَلفَة فإمَّا أَن يكون الْغَلَط فِي أحد الْمَوْضِعَيْنِ أَو هُوَ أَخ آخر لَهُ. مُحَمَّد بن عمر المصراتي. مَاتَ سنة تسع وَأَرْبَعين وَقد مضى فِيمَن جده. مُحَمَّد بن عنان بن مغامس بن رميثة كَانَ نجيبا. مَاتَ بينبع قَافِلًا لمَكَّة باستدعاء السَّيِّد حسن بن عجلَان فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عواد بن غيث الشَّمْس أَبُو عبد الله القريتائي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْخَطِيب مِمَّن أَخذ عَن التَّاج بن بهادر وَحصل وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وخطب، وَقدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وخطب بزاوية عُثْمَان الْحطاب وَغَيرهَا ولازمني حَتَّى قَرَأَ القَوْل البديع وترجمة النَّوَوِيّ وَغَيرهمَا ثمَّ سَافر قبيل الثَّمَانِينَ إِلَى دمشق وَأَظنهُ مَاتَ بعيد قَلِيل. مُحَمَّد بن عوض بن خضر بن حسن الْكرْمَانِي. مَاتَ سنة سبع وَعشْرين. مُحَمَّد بن عوض بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الشَّمْس أَبُو عبد الله السكندري الْمَالِكِي الفرضي وَالِد شعْبَان الْمَاضِي وَيعرف بجنيبات بجيم مَضْمُومَة ثمَّ نون مَفْتُوحَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ مُوَحدَة وَآخره مثناة. ولد فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة باسكندرية وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَحفظ الرسَالَة وغالب مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل وَكتاب) عبد الغافر المغربي فِي الْفَرَائِض مَعَ الحوفي والإشبيلي

وغالب مَجْمُوع الكلائي والجعدية والرحبية وعمدة الرائض فِي الْفَرَائِض وَغير ذَلِك كالعنقود فِي النَّحْو لشعلة الْمُقْرِئ والحصار فِي الْحساب وبحثه على الشَّمْس الحريري وَبَعض ألفية ابْن ملك وَأخذ عَنهُ الْفَرَائِض أَيْضا وَكَذَا أَخذهَا عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد المعاز والسراج البسلقوني وَبحث بعض الرسَالَة على الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف المسلاتي وَمُحَمّد الكيلاني ويحث شِفَاء المتداوي فِي شرح فَرَائض الْحَاوِي لِابْنِ اليارغلي على عمر اللَّقَّانِيّ وَبَعض الْمُخْتَصر على الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ الفلاحي وعَلى المعاز بحث أَيْضا فِي علم الْوَقْت وأوائل أقليدس والتواريخ الثَّمَانِية لِابْنِ يُونُس وَفِي الْجَبْر الياسمينية وَفِي الْحساب تَلْخِيص ابْن الْبناء وَشَرحه وَغَيرهمَا وعَلى الشَّمْس الدمياطي بن الْخَطِيب النزهة لِابْنِ الهائم، وَسمع على الْكَمَال بن خير أَمَاكِن من الْمُوَطَّأ، ثمَّ دخل الْقَاهِرَة فَأخذ عَن الشَّمْس الغراقي فِي مَجْمُوع شَيْخه الكلائي وَأكْثر من التَّرَدُّد إِلَيْهَا وَتقدم فِي علم الْوَقْت وبرع فِي الْحساب والفرائض حَتَّى صَار الْمشَار إِلَيْهِ بِبَلَدِهِ فِيهَا وَكتب فِيهِ قَوَاعِد شَتَّى يجْتَمع مِنْهَا مُجَلد كَبِير وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ النَّاس وَحدث باليسير وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ البقاعي وَكَانَ وقاد الذِّهْن لطيف المحاضرة حُلْو النادرة عِنْده دعابة كثير الْفَائِدَة محبا لنشر الْعلم كَرِيمًا بإفادة الْملح كريم النَّفس يجلس فِي حَانُوت الشُّهُود المجاور لجامع صَفْوَان من الثغر. مَاتَ فِي شَوَّال وَدفن سنة سِتّ وَخمسين بالثغر بجوار أبي بكر الْمُجَرّد خَارج بَاب رشيد رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم بن حَامِد بن خَليفَة الشَّمْس بن الشّرف الصَّفَدِي الشَّافِعِي ابْن عَم الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن حَامِد. ولد فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بصفد وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابْن ملك والتقريب للنووي فِي عُلُوم الحَدِيث وَغَيرهَا وتفقه فِي بَلَده بِالْعَلَاءِ النيني وبدمشق بالعلامة نَاصِر الدّين بن بهادر ولازمه فِي فنون وَكَذَا أَخذ الْعَرَبيَّة عَن الْعَلَاء القابوني وَالْفِقْه والْحَدِيث والتصوف وَغَيرهَا عَن الشهَاب بن رسْلَان وَقَرَأَ على شَيخنَا الصَّحِيح فِي مُدَّة قَليلَة ولازمه فِي علم الحَدِيث وَقَرَأَ على أبي الْفضل المغربي حِين قدم عَلَيْهِم صفد الموجز فِي الطِّبّ وَقطعَة من الْعَضُد. وتميز فِي الْعلم سِيمَا الْعَرَبيَّة والطب والميقات علما ووضعا مَعَ فصاحة وسمت وبلاغة، وتصدى للإفتاء والتدريس بِبَلَدِهِ وَقَرَأَ البُخَارِيّ بِجَامِع بَلَده الطاهري) الْأَحْمَر على الْعَامَّة وانتفع بِهِ جمَاعَة بل كتب على الْمِنْهَاج والبهجة وجامع المختصرات أَشْيَاء لم تكمل

وَلكنه كَانَ دَاعِيَة لِابْنِ عَرَبِيّ مناضلا عَنهُ قَائِما بتقرير كَلَامه وتوجيه طاماته حَتَّى فِي مواعظه على الكراسي بِدِمَشْق وَغَيرهَا، وَقد حج غير مرّة آخرهَا فِي سنة ثَمَانِينَ وجاور وزار بَيت الْمُقَدّس. وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ بمدرسة أرقطاي مَحل سكنه من صفد فِي شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بِالْمَدْرَسَةِ الْمَذْكُورَة عَفا الله عَنهُ. وَمِمَّنْ انْتفع بِهِ صهره الزين عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب واستفدت مِنْهُ حِين قِرَاءَته على أَكثر تَرْجَمته. مُحَمَّد بن عِيسَى بن إِبْرَهِيمُ الشَّمْس النواجي الطنتدائي ثمَّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الضَّرِير. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسبعين بعد تعلله أشهرا بِذَات الْجنب وَغَيره وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد قبل صَلَاة الْجُمُعَة فِي مشْهد حافل وشيعه خلق وَأَظنهُ جَازَ الْأَرْبَعين بِيَسِير وَحصل التأسف على فَقده. وَكَانَ مولده ببزوك وَنَشَأ بنواج ثمَّ تحول مِنْهَا قريب الْبلُوغ إِلَى طنتدا فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن بالْمقَام ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فقطن الْأَزْهَر وَحفظ كتبا الشاطبية والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَالتَّلْخِيص والجمل وَغَيرهَا وجد فِي الِاشْتِغَال فَأخذ النَّحْو عَن السراج الوروري وَأحمد بن يُونُس المغربي ونظام الْحَنَفِيّ وَدَاوُد الْمَالِكِي فِي آخَرين وَالْفِقْه والمنطق وأصول الدّين عَن الشّرف مُوسَى البرمكيني وَكَذَا من شُيُوخه الْمَنَاوِيّ والعبادي والتقى الحصني والشرواني والكافياجي وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض وَأخذ القراآت عَن الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي واليسير عَن جَعْفَر السنهوري واشتدت عنايته بملازمة زَكَرِيَّا حَتَّى عرف بِهِ وَمهر فِي فنون وفَاق كثيرا من شُيُوخه وطار صيته بالفضيلة التَّامَّة والفهم الْجيد وتصدى للإقراء وَكثر الْأَخْذ عَنهُ بِحَيْثُ انْتفع بِهِ جمَاعَة من رفقائه فَمن فَوْقهم، كل ذَلِك مَعَ السّكُون والتواضع ومزيد الْعقل وَالصَّلَاح والديانة، وَقد حج وجاور وأقرأ هُنَاكَ وسألني عَن بعض الْأَشْيَاء وَكنت مِمَّن أحبه رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. مُحَمَّد بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الشّرف الْقَارِي الأَصْل الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن الْقَارِي شَقِيق عَليّ الْمَاضِي وَهَذَا أكبرهما. ولد فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَأمه خَدِيجَة ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن الدقاق السكرِي، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن عِنْد) جمَاعَة وجوده عِنْد الشَّمْس بن الخدر وَغَيره بل تلاه عَلَيْهِ لنافع وَغَيره وَقَرَأَ بعض الْمِنْهَاج، وتعانى كأبيه التِّجَارَة وَدخل فِيهَا لحلب وللحجاز غير مرّة وجاور غير مرّة أَولهَا سنة سِتّ وَسبعين بل جاور

سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَالَّتِي بعْدهَا وَقدم الْقَاهِرَة بعد موت أَبِيه لمشاركته فِي مِيرَاثه بل أَخْبرنِي أَنه أَخذ مِنْهُ وَمن أَبِيه قبل مَوته نَحْو سِتِّينَ ألف دِينَار ولقيتي يمكة ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ فِي رَجَب سنة سِتّ وَتِسْعين فَسمع مني المسلسل وَحَدِيث زُهَيْر وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على من أول الصَّحِيح إِلَى بَاب تفاضل أهل الْإِيمَان فِي الْأَعْمَال وتناوله مني وأجزت لَهُ ولبنيه المحيوي عبد الْقَادِر والزين عمر والبرهان إِبْرَاهِيم والتقي أبي بكر والشهاب أَحْمد وَمَرْيَم وَفَاطِمَة وَجَمِيع وابنتين فَالْأول والأخير من الذُّكُور شقيقان من حرَّة وَإِبْرَاهِيم وَفَاطِمَة شقيقان من أم ولد وَعمر من حرَّة وَالْبَاقُونَ من أمة. مُحَمَّد بن عِيسَى بن أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الشَّمْس الدواخلي ثمَّ القاهري الْمَدِينِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالدواخلي. ولد سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا وَنَشَأ فَأَقَامَ بالمحلة بِجَامِع الغمري وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَقدم الْقَاهِرَة فلازم الِاشْتِغَال عِنْد ابْن حجي وأقرأ فِي بَيت ابْن الْبَارِزِيّ وَكَذَا أَخذ عَن الْجَوْجَرِيّ وَابْن قَاسم وَغَيرهمَا حَتَّى تميز ثمَّ تنازل حَتَّى صَار يقْرَأ عِنْد الْبَدْر بن كَاتب جكم نَاظر الْجَيْش وَكَذَا قَرَأَ على الْكَمَال الطَّوِيل وَرُبمَا أَقرَأ صغَار الطّلبَة. وَقد سمع مني وَعلي، وَهُوَ أشبه من كثيرين عقلا وفضلا وتوددا وأدبا، وَقد حج من الْبَحْر فِي أثْنَاء سنة سِتّ وَتِسْعين بعد موت رَفِيقه وبلديه وسميه بَاعَ تصوفه بالبيبرسية وَغَيره وَرجع فِي موسمها. مُحَمَّد بن عِيسَى بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الْفَخر بن الشّرف القاهري الشَّافِعِي ابْن أُخْت الولوي الفيشي الضَّرِير أحد عدُول جَامع الصَّالح وأخو أَحْمد وَعلي الماضيين وأبوهم وَيعرف كسلفه بِابْن جوشن، ولد سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره واشتغل يَسِيرا على شَيخنَا ابْن خضر وعَلى عبَادَة فِي الْعَرَبيَّة بل أَخذ عَن البيجوري وَالْمجد الْبرمَاوِيّ والطبقة قَلِيلا ولازم شَيخنَا فِي الأمالي وَغَيرهَا وقابل مَعَه فِي التَّرْغِيب نُسْخَة بِخَطِّهِ وَفِي فتح الْبَارِي وَغَيره بل كَانَ مِمَّن سمع البُخَارِيّ من لَفظه قَدِيما ثمَّ ولاه النقابة بِأخرَة بواسط وَلَده، وَأَنْشَأَ دَارا بِالْقربِ من قاعة الأحمدي وَكَانَ سَاكِنا، حج غير مرّة مِنْهَا فِي الرجبية، وَضعف بَصَره وَقلت حركته وتوالى الخراب على جهاته. وَمَات ف ذِي الْقعدَة) سنة ثَمَان وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد لَا بَأْس بِهِ ثمَّ دفن بتربتهم الْمَعْرُوفَة عِنْد أسلافه رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عِيسَى بن عَليّ بن عِيسَى أَبُو الْفضل الأقفهسي ثمَّ القاهري وَهُوَ بكنيته أشهر. يَأْتِي فِي الكنى. مُحَمَّد بن عِيسَى بن عمر بن عطيف الْجمال أَبُو عبد الله الْعَدنِي الْيَمَانِيّ وَالِد عَليّ الْمَاضِي. ولد بعدن وَنَشَأ بهَا وَأخذ الْفَرَائِض عَن عَليّ الجلاد الزبيدِيّ

وتميز فِيهَا وَأَخذهَا عَنهُ بعدن جمَاعَة مِنْهُم وَلَده وَهُوَ المترجم لَهُ وَقَالَ أَنه كَانَ مبارك التدريس لم يقْرَأ عَلَيْهِ أحد إِلَّا ودرس مَعَ مزِيد التَّوَاضُع وسلامة الخاطر وَعدم الادخار. قدم مَكَّة فِي أَوَاخِر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ فحج وَمَات قبل أَن يتم أَفعَال الْحَج فِي لَيْلَة مستهل الْمحرم سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَقد زاحم الثَّمَانِينَ وَبشر فِي الْمَنَام بِأَنَّهُ مِمَّن يدْخل الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب رَحمَه الله. مُحَمَّد بن القَاضِي عِيسَى بن عمر اليافعي الْيَمَانِيّ الْعَدنِي. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عِيسَى بن عوضة بن أَحْمد الْيَمَانِيّ الْمَاضِي أَبوهُ قَرَأَ الْقُرْآن وَهُوَ مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعيد الْجمال الْيَمَانِيّ الأَصْل السلَامِي الطَّائِفِي قاضيها الْمَالِكِي عَم مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى ووالد عبد الرَّحْمَن وَيعرف بِابْن مكينة. سمع على شَيخنَا بمنى المتباينات فِي سنة أَربع وَعشْرين وعَلى الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ المجلسين اللَّذين أملاهما بِمَكَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين. وَولي قَضَاء الطَّائِف بعد أَبِيه. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله السَّيِّد مرشد الدّين بن قطب الدّين بن عفيف الدّين الْحُسَيْنِي الأيجي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بأيج واشتغل وتميز وَرُبمَا أَقرَأ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ على عيان بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَاضِي. مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد الشَّمْس الْقرشِي الأقفهسي القاهري الشَّافِعِي أحد الصُّوفِيَّة بالفخرية وَيعرف بِابْن سمنة. ولد بعد الْعشْرين وَثَمَانمِائَة بِسنة أَو سنتَيْن تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ) بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَغَيرهَا، وَعرض على الْبِسَاطِيّ وَآخَرين وَأخذ الْفِقْه عَن الونائي والشرف السُّبْكِيّ وَابْن المجدي ولازم الْمَنَاوِيّ فَأكْثر وَكَذَا أَخذ فِي الْعَرَبيَّة عَن ابْن حسان وتميز فِي الْفِقْه وَغَيره بِكَثْرَة دبكه وحرصه على المطالعة مَعَ توقف فاهمته ومزيد ديانته وورعه وفاقته وتقنعه وانجماعه سِيمَا بعد موت الْمَنَاوِيّ. وأقرأ بعض الطّلبَة وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَكَانَ يتَرَدَّد للمحمودية حَتَّى قَابل نسخته بالمنهاج وَالرَّوْضَة على خطّ الْمُؤلف فيهمَا. وَهُوَ مِمَّن سمع على شَيخنَا وَغَيره وَحج وجاور سنة سِتِّينَ وَقَررهُ الشَّمْس مُحَمَّد بن شكير فِي مشيخة الصُّوفِيَّة الْأَحَد عشر بِجَامِع أَمِير حُسَيْن أول النَّهَار وَكَانَ يعْتَكف بسطح الْأَزْهَر فِي رَمَضَان وَرُبمَا يتَرَدَّد لزيارة أحبابه الْعلمَاء

والصلحاء كالزين الإبناسي وَالشَّمْس النشيلي وقصدني غير مرّة. وَاخْتصرَ نكت بَان النَّقِيب على الْمِنْهَاج مَعَ زيادات ميزها وَكَانَ يكْتب فِي التَّفْسِير وَنعم الرجل كَانَ. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين فِي سلخ الَّذِي قبله توجه للأزهر للاعتكاف على عَادَته فجيء بِهِ أثْنَاء يَوْم السبت وَهُوَ مَحْمُوم فَمَكثَ يَوْمَيْنِ وَمَات وَصلي عَلَيْهِ بالأزهر فِي مشْهد صَالح تقدمهم الديمي وَقرر ابْن تَقِيّ الْمَالِكِي نَاظر جَامع أَمِير حُسَيْن ولد نَفسه بعد مَوته فِي المشيخة الْمشَار إِلَيْهَا ثمَّ دفن بسيدي حبيب بِالْقربِ من بَيت ابْن الْعلم وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُوسَى بن عَليّ بن قُرَيْش بن دَاوُد الْقرشِي الْهَاشِمِي سبط النَّجْم الْمرْجَانِي أم كمالية. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. وَكَانَ يقْرَأ الْقُرْآن وَله أَمْوَال بالوادي يعالجها. مُحَمَّد بن عِيسَى بن هَانِئ الهربيطي ثمَّ القاهري ابْن أخي مُوسَى الْآتِي. سمع على الشّرف بن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والشمسين الشَّامي وَابْن البيطار وَذكره الزين رضوَان فِيمَن يُؤْخَذ عَنهُ. مَاتَ قبل الْخمسين ظنا. مُحَمَّد بن عِيسَى بن بدر الدّين الشَّمْس الطنبدي. مِمَّن سمع مني. مُحَمَّد بن عِيسَى الشَّمْس أَبُو عبد الله التبسي الأندلسي المغربي الْمَالِكِي النَّحْوِيّ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ ولي قَضَاء حماة وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ توجه إِلَى الرّوم فاقام بهَا أَيْضا وَأَقْبل عَلَيْهِ النَّاس وان حسن الْفَهم شعلة نَار فِي الذكاء كثير الاستحضار عَارِفًا بعدة عُلُوم) خُصُوصا الْعَرَبيَّة وَقد قَرَأَ عَليّ فِي عُلُوم الحَدِيث. مَاتَ ببرصا من بِلَاد الرّوم فِي شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ. قلت وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ الْبَدْر بن الْقطَّان وَقَالَ أَنه كَانَ جَامعا بَين الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول. مُحَمَّد بن عِيسَى الْحلَبِي. مُحَمَّد بن عَزِيز الْحَنَفِيّ الْوَاعِظ. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ فَاضلا ذكيا ولي مشيخة التونسية ودرس بِغَيْر مَكَان وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير مَعَ حسن الْخط وَالْعشرَة وكرم النَّفس. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع عشرَة. قلت وَمَا علمت ضبط أَبِيه. مُحَمَّد بن غزي أَبُو بكر. مُحَمَّد بن غياث بن طَاهِر بن الْعَلامَة الْجلَال أَحْمد الخجندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ. اشْتغل عِنْد السَّيِّد عَليّ الْمكتب شيخ الباسطية الْمَدِينَة وجود عَلَيْهِ الْخط وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ توجه إِلَى الْحَبَشَة فَقتل بهَا شَهِيدا فِي سنة تسع وَسبعين رَحمَه الله. مُحَمَّد أَبُو الْفَتْح الخجندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو الَّذِي قبله وَذَاكَ الْأَكْبَر. اشْتغل أَيْضا عِنْد السَّيِّد وجود عَلَيْهِ الْخط وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة. وَمَات بهَا فِي

الطَّاعُون سنة ثَلَاث وَسبعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن غيث الْحِمصِي نزيل دمشق ذكره ابْن فَهد والبقاعي مُجَردا. وَمن نظمه: (أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة ... بحمص وَمن أَهْوى لدي نزيل) (وَهل أردن يَوْمًا مياها بنهرها ... وَهل يطردن نذل بهَا ورذيل) مُحَمَّد بن أبي الْغَيْث بن أبي الْغَيْث بن عَليّ بن حسن بن عَليّ الْجمال الْقرشِي المَخْزُومِي الكمراني بِفَتَحَات نِسْبَة لجزيرة كمران الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. ولد بِأَبْيَات حُسَيْن من الْيمن وتفقه فِيهَا بعمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا وعَلى الْأَزْرَق وَتقدم فِي الطِّبّ والنحو وصنف فيهمَا فَفِي النَّحْو مقدمتين وَفِي الطِّبّ مصنفا كَبِيرا وَكَانَ من المتبحرين فِي الْفِقْه وَسَائِر الْعُلُوم وَعَلِيهِ مدَار الْفَتْوَى والتدريس بِبَلَدِهِ أَبْيَات حُسَيْن وَتفرد بذلك مُدَّة فِي حَيَاة الْبَدْر حُسَيْن الأهدل وَكَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد وَلَهُم عَلَيْهِ إقبال واعتماد بِخِلَاف غَيره لتواضعه وَحسن أخلاقه، وَفِي آخر حَيَاته اشْتغل بِالنّظرِ فِي كتب الطِّبّ وَصَارَ النَّاس يعتمدون عَلَيْهِ فِيهِ. وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي منتصف شعْبَان سنة سبع وَخمسين وَرَأَيْت من أرخه فِي آخر لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع شعْبَان سنة سِتّ بِأَبْيَات حُسَيْن وَدفن هُنَاكَ وَالثَّانِي أشبه وَوَصفه) الْعَفِيف بالفقيه الصَّالح الْوَرع وَقَالَ أَخْبرنِي من أَثِق بِهِ أَنه فَقِيه مُحَقّق وعالم مدقق عُمْدَة فِي الْفَتْوَى لَهُ مُشَاركَة جَيِّدَة فِي سَائِر الْفُنُون وَقد وقفت لَهُ على مؤلف صَغِير فِي مسئلة جرى فِيهَا بَين الْفُقَهَاء كَلَام فِي النّذر وَهِي مَا إِذا قَالَ نذرت كَذَا فَقَالَ صَاحب التَّرْجَمَة إِن ذَلِك صِيغَة صَحِيحَة ملزمة صَرِيحَة وَقرر ذَلِك تقريرا حسنا وَخَالفهُ الشّرف إِسْمَاعِيل بن الْمقري. مُحَمَّد بن أبي فَارس. فِي ابْن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر. مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد الْجمال الْبَيْضَاوِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الزمزمي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ والماضي أَخُوهُ أَحْمد. ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحفظ الْمِنْهَاج الملحة وألفية النَّحْو، عرض على أبي السعادات بن ظهيرة وَغَيره وَقَرَأَ الصَّحِيح على عَم وَالِده إِبْرَاهِيم وَأخذ عَنهُ فِي الْعَرَبيَّة والفرائض والفلك ولازمه فِي غَيرهَا وَكَذَا أَخذ الْفلك عَن ابْن عَمه نور الدّين بل لَازم الْجَوْجَرِيّ وَإِمَام الكاملية فِي مجاورتيهما فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع قبلهَا من أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره، وسافر الطَّائِف وباشر الْأَذَان بِمَكَّة وَتوجه للزيارة غير مرّة آخرهَا فِي أثْنَاء سنة ثَمَان وَتِسْعين فتعلل هُنَاكَ وَكَانَ يحضر مَعَ الْجَمَاعَة عِنْدِي وَهُوَ متوعك، ثمَّ عَاد فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي شَوَّال مِنْهَا رَحمَه الله وإيانا.

مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن حُسَيْن الْحلَبِي الْفراش بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَيعرف بالأقباعي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح الفيومي. فِي ابْن أَحْمد بن عبد النُّور. مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح الكتبي. فِي ابْن مُحَمَّد بن عِيسَى بن أَحْمد. مُحَمَّد بن الْفَخر الْمصْرِيّ. مضى فِي ابْن عُثْمَان بن عبد الله بن النيدي. مُحَمَّد بن فرامرز بن عَليّ محيي الدّين خصروي قَاضِي بروسا. مُحَمَّد بن فرج بن برقوق بن أنس الناصري بن الناصرين الظَّاهِر. مَاتَ بسجن اسكندرية فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ حادي عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ مطعونا عَن إِحْدَى وَعشْرين سنة وَدفن بهَا ثمَّ نقل إِلَى مصر فَدفن بتربة أَبِيه وجده. مُحَمَّد أَخُو الَّذِي قبله. مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن فرج بن عَليّ الْفَاضِل نور الدّين الْحِمصِي النَّاسِخ. مِمَّن سمع مني مُحَمَّد بن أبي الْفرج. فِي ابْن عبد الرَّزَّاق بن أبي الْفرج.)

اشْتغل على أَحْمد الجزيري فِي الْعَرَبيَّة وشارك فِيهَا وَفِي الرمل والنحو وَغير ذَلِك وَأكْثر الجولان، وَكَانَ فَاضلا. وَهُوَ أَخُو أبي الْفضل. مُحَمَّد بن أبي الْفضل بن مُوسَى بن أبي الْهون الْبَدْر بن الْمجد أَخُو عبد الْقَادِر) الْمَاضِي. اسْتَقر شَرِيكا لِأَخِيهِ بعد أَبِيهِمَا فِي عمالة الْأَشْرَاف واختص هُوَ بِالْكِتَابَةِ فِي اسْتِيفَاء الدولة بالوزر. مُحَمَّد بن أَبُو الْفضل الْجلَال السمسار أَبوهُ. مِمَّن سمع مني. مُحَمَّد بن فندو الْجلَال أَبُو المظفر ملك بنجالة من الْهِنْد ووالد المظفر أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بكاس. كَانَ أَبوهُ كَافِرًا فثار عَلَيْهِ الشهَاب مَمْلُوك سيف الدّين حَمْزَة ابْن غياث الدّين أعظم شاه بن اسكندرشاه بن شمس الدّين فغلبه عَليّ بنجالة وأسره فبادر ابْنه هَذَا إِلَى الْإِسْلَام وَتسَمى مُحَمَّدًا وثار على الشهَاب فَانْتزع مِنْهُ الْبِلَاد ولحسن إِسْلَامه أَقَامَ شعار الْإِسْلَام وجدد مَا خربه أَبوهُ من الْمَسَاجِد وَنَحْوهَا وتقلد لأبي حنيفَة وَبنى مآثر بل عمر بِمَكَّة مدرسة هائلة وراسل الْأَشْرَف برسباي صَاحب مصر بهدية واستدعى الْعَهْد من الْخَلِيفَة فَجهز لَهُ مَعَ التشريف على يَد شرِيف فَلبس التشريف ثمَّ أرسل للخليفة هَدِيَّة وَكَانَت هداياه متواصلة بِالْعَلَاءِ البُخَارِيّ بِمصْر وبدمشق. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَاسْتقر بعده فِي المملكة ابْنه وَهُوَ ابْن أَربع عشرَة سنة رَحمَه الله. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَغَيره. مُحَمَّد بن فهيد. مضى فِي ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد المغيربي. مُحَمَّد بن فلاح الْخَارِجِي الشعشاع. مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن الْقسم بن أَحْمد أَبُو عبد الله اللَّخْمِيّ المكناسي المغربي وَيعرف بالقوري نِسْبَة للقور مفتي الْمغرب الْأَقْصَى، كَانَ مُتَقَدما فِي حفظ الْمُتُون وفقيهها وعلق على مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل شَيْئا لم ينتشر وانتفع بِهِ الطّلبَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْفَاضِل أَحْمد بن أَحْمد زَرُّوق وَقَالَ لي أَنه مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَأَنه سُئِلَ عَن ابْن عَرَبِيّ فَقَالَ النَّاس فِيهِ مُخْتَلفُونَ مَا بَين مكفر ومقطب فَالْأولى الْوَقْف.

مُحَمَّد بن قَاسم بن أَحْمد الشَّمْس الدِّمَشْقِي التَّاجِر وَيعرف بِابْن السكرِي. مِمَّن سمع مني المسلسل فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين. مُحَمَّد بن قَاسم بن أبي بكر بن مُؤمن الخانكي أحد صوفيتها الْحَنَفِيّ وَيعرف بالجوهري. جي فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَقَالَ إِنَّه عرض الْكَنْز على شَيخنَا وَابْن الديري وَغَيرهمَا وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَن الْأمين الأقصرائي. وتميز فِي الْفَضِيلَة وَتردد للبقاعي وَرُبمَا أَقرَأ. مُحَمَّد بن قَاسم بن حُسَيْن. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن حُسَيْن.) ::: مُحَمَّد بن قَاسم بن رستم العجمي وَيعرف بالرفاعي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن قَاسم بن سعيد العقباني المغربي الْمَالِكِي أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وأبوهما. لَهُ ذكر فِي إِبْرَهِيمُ. مُحَمَّد بن قَاسم بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر هَذَا هُوَ الْمُعْتَمد فِي نسبه الولوي أَبُو الْيمن بن التقي بن الْجمال الشيشيني الأَصْل الْمحلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن قَاسم. كَانَ جده الْجمال من أَعْيَان شُهُود الْمحلة وَأما وَالِده فناب بهَا وبغيرها عَن قضاتها وَولد لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالمحلة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَعرضه هُنَاكَ على جمَاعَة واشتغل على الْكَمَال جَعْفَر البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ بن قطب وَنور الدّين بن عميرَة وَغَيرهم يَسِيرا وناب فِي الْقَضَاء بالدماتر وديسط وبساط من أَعمال الْمحلة عَن قاضيها وَكَانَ ذَلِك سَبَب رياسته فَإِن الْأَشْرَف برسباي حِين كَانَ أحد المقدمين فِي الْأَيَّام المؤيدية نزل لما اسْتَقر فِي كشف الجسور بالغربية الْمحلة على عَادَة الْكَشَّاف انجفل مِنْهُ أهل ديسط وعدوا إِلَى شارمساح فانزعج من ذَلِك خوفًا من الْمُؤَيد سِيمَا وَهُوَ كَانَ يكرههُ فَقَامَ الولوي فِي استرجاع أهل الْبَلَد بسياسته وَبَالغ مَعَ ذَلِك فِي إكرامه وَالْوُقُوف فِي خدمته فرعى لَهُ ذَلِك، فَلَمَّا اسْتَقر فِي السلطنة كَانَ حِينَئِذٍ مجاورا بِمَكَّة فَأمر أَمِير الْحَاج باستصحابه مَعَه فَقدم بمفرده وَأرْسل بعياله إِلَى الْمحلة فَأكْرمه غَايَة الْإِكْرَام بل وجهز سرا من أحضر عِيَاله بِغَيْر علمه اشْترى لَهُ منزلا فِي السَّبع قاعات وَزَاد فِي رفعته ونادمه فَرغب فِي حسن محاضرته وخفة روحه ولطف مداعبته هَذَا مَعَ إفراط سمنه، وَعز ترقيه على الزين عبد الباسط قبل اختباره فَلَمَّا خَبره حسن موقعه عِنْده فَزَاد أَيْضا فِي تقريبه فتكاملت حِينَئِذٍ سعادته وأثرى جدا وَصَارَ أحد الْأَعْيَان وازدحم النَّاس على بَابه، وأضيف إِلَيْهِ قَضَاء سمنود وأعمالها وطوخ ومنية غزال والنحرارية اسْتَقر فِيهَا عَن ابْن الشَّيْخ يحيى وقطيا عَن الشهَاب بن مَكْنُون ودمياط ثمَّ اسْتَقر فِيهَا عوضه الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وَنظر دَار الضَّرْب عَن الشّرف بن نصر الله وَغير

ذَلِك من الحمايات والمستأجرات، وَعرضت عَلَيْهِ الْحِسْبَة بل وَكِتَابَة السِّرّ فِيمَا بَلغنِي فَأبى ورام بعد سِنِين التنصل مِمَّا هُوَ فِيهِ فسعى بعد موت بشير التنمي فِي مشيخة الخدام وَنظر الْحرم فَأَجَابَهُ الْأَشْرَف لذَلِك مُرَاعَاة لخاطره وَإِلَّا فَهُوَ لم يكن يسمح بِفِرَاقِهِ مَعَ كَونه عز على الخدام وَقَالُوا إِن الْعَادة لم تجر فِي ولَايَة المشيخة) لفحل، وسافر فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ ثمَّ أضيف إِلَيْهِ نظر حرم مَكَّة عوضا عَن سودون المحمدي وَاسْتمرّ يتَرَدَّد بَين الْحَرَمَيْنِ إِلَى أَن اسْتَقر الظَّاهِر جقمق فَأمر بإحضاره فَحَضَرَ وتكلف لَهُ ولحاشيته أَمْوَالًا جمة فَلهُ خَمْسَة عشر ألف دِينَار وأزيد من نصفهَا لمن عداهُ وَآل أمره إِلَى أَن رَضِي عَنهُ ونادمه وَأَعْطَاهُ إقطاعا بَاعه بِسِتَّة آلَاف دِينَار وَتقدم عِنْده أَيْضا إِلَى أَن مَاتَ بالطاعون فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَدفن بتربة ابْن عبود من القرافة وَكَانَ خيرا فكه المحاضرة لطيف الْعشْرَة مَعَ مزِيد سمنه حَتَّى لم يكن يحملهُ إِلَّا جِيَاد الْخَيل تَامّ الْعقل يرجع إِلَى دين وعفة عَن الْمُنْكَرَات وإمساك لَا يَلِيق بِحَالهِ فِي الْيَسَار. وَله ذكر فِي تَرْجَمَة جَوْهَر القنقباي من إنباء شَيخنَا رَحمَه الله. مُحَمَّد كريم الدّين أَبُو الكارم الْمحلى ثمَّ القاهري وَالِد الشّرف مُحَمَّد الْآتِي وأخو الَّذِي قبله ووارثه وَذَاكَ الْأَكْبَر. ولد فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالمحلة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والرسالة وَعرض على جمَاعَة وناب فِي الْقَضَاء عَن أَخِيه غَيره. مَاتَ بالطاعون فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَدفن بتربة أعدهَا لنَفسِهِ فِي سوق الدريس رَحمَه الله. مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ الشَّمْس المقسي نِسْبَة للمقسم القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن قَاسم. ولد فِيمَا قَالَ تَقْرِيبًا سنة سبع عشرَة أَو بعْدهَا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وبلوغ المرام وألفية الحَدِيث والنحو والمنهاج الفرعي والأصلي وَالتَّلْخِيص وَغَيرهَا، وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم الشهَاب الطنتدائي والزين القمني والتفهني والصيرامي والبساطي وَابْن نصر الله فِي آخَرين ولازم الشهَاب الْمحلي خطيب جَامع ابْن ميالة ثمَّ ترقى فَأخذ عَن الْبُرْهَان بن حجاج الإبناسي تَصْحِيحا وَغَيره ثمَّ عَن القاياتي والونائي والْعَلَاء القلقشندي فِي التَّقْسِيم وَغَيره وَمِمَّا أَخذه عَنهُ فُصُول ابْن الهائم ثمَّ الْمَنَاوِيّ والبلقيني وَأكْثر من ملازمتهما بِأخرَة والجلال الْمحلي وَعنهُ حمل شروحه على الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع والبردة وَغَيرهَا وَكَذَا لَازم الشمني فِي الْعَضُد والبيضاوي وحاشيته على الْمُغنِي وَغَيرهَا وَمن قبل هَؤُلَاءِ أَخذ عَن السَّيِّد النسابة والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والحناوي وَأبي الْقسم النويري ثمَّ عَن أبي الْفضل المغربي وَكَذَا الكافياجي والأبدي والشرواني فِي آخَرين

كقاسم البُلْقِينِيّ فلازمه فِي التقاسيم والسفطي فِي الْكَشَّاف، بل سَافر مَعَ الزين عبد الرَّحِيم الإبناسي حَتَّى مر مَعَه على القطب وَقَرَأَ شرح ألفية الحَدِيث وَغَيره على شَيخنَا وَسمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَتِي) وَقِرَاءَة غَيْرِي أَشْيَاء وَكَذَا سمع اتِّفَاقًا على جمَاعَة وَكتب الْمَنْسُوب على البسراطي المقسي وَغَيره وَأخذ فِي القراآت عَن فقيهه ابْن أَسد وَفِي التصوف بِمَكَّة عَن عبد الْمُعْطِي وَتردد للشَّيْخ مَدين وقتا بل واختلى عِنْده وَأول مَا ترعرع جلس فِي حَانُوت للتِّجَارَة بقيسارية طيلان من سوق أَمِير الجيوش تَحت نظر أَبِيه وتدرب بِهِ، وسافر فِي التِّجَارَة للشام وَهُوَ فِي خلال ذَلِك مديم للاشتغال حَتَّى تميز وشارك فِي فنون وَذكر بالذكاء بِحَيْثُ أذن لَهُ غير وَاحِد من شُيُوخه كشيخنا والمحلي والبلقيني وَاسْتقر بِهِ فِي مشيخة البشتكية حِين إخْرَاجهَا لَهُ عَن التَّاج عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن شرف بعد عرضه لَهَا على من أَبَاهَا، وَلم يلبث أَن رجعت لصَاحِبهَا وَصَارَ يناكده حَتَّى فِي نظم لَهُ فِي حل الْحَاوِي كَمَا أسلفته فِي تَرْجَمته وَكَذَا نَاب فِي الْإِمَامَة بالأزكوجية بجوار سوقه عَن ابْن الطرابلسي وَاسْتقر فِي التصوف بِسَعِيد السُّعَدَاء والبرقوقية وَغير ذَلِك بل فِي تدريس الحَدِيث بالجمالية عوضا عَن ابْن النواجي بعناية الزيني بن مزهر فَإِنَّهُ كَانَ قد اخْتصَّ بِهِ وقتا وَقَرَأَ عِنْده الحَدِيث فِي رَمَضَان وَغَيره بل أم بِهِ وَعلم وَلَده وَقَررهُ فِي إِمَامَة مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا ومشيخة صوفيتها وَكَذَا أَقرَأ عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ الحَدِيث فِي رَمَضَان ثمَّ من بعده عِنْد وَلَده بل هُوَ أحد الشَّاهِدين بأهليته لوظائف أَبِيه وَعند ربيبه أَيَّام تلبسه بِالْقضَاءِ، وزار بَيت الْمُقَدّس وَحج غير مرّة آخرهَا فِي الرجبية مَعَ الزيني، وَاسْتقر فِي مشيخة الشَّافِعِيَّة بالبرقوقية بعد الْعَبَّادِيّ فِي حَيَاته وَلكنه بَطل وانتزعها مِنْهُ الأتابك لوَلَده وَكَذَا رغب عَن الجمالية لداود الْمَالِكِي ثمَّ استرجعها مِنْهُ ثمَّ رغب عَنْهَا لِابْنِ النَّقِيب كل ذَلِك بِرِبْح وتصدى للإقراء فَأخذ عَنهُ الطّلبَة فنونا وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَقيد وحشى وَأفَاد بل كتب على الْمِنْهَاج شرحا وعَلى غَيره وَرُبمَا قصد بالفتاوى، وَلَيْسَ بمدفوع عَن مزِيد عمل وفضيلة وتميز عَن كثيرين مِمَّن هم أروج مِنْهُ لكَونه عديم الدربة والمداراة مَعَ مزِيد الخفة والطيش والتهافت والكلمات الساقطة وَسُرْعَة البادرة الَّتِي لَا يحتملها مِنْهُ آحَاد طلبته فضلا عَن أقرانه فَمن فَوْقه واستعمالها فِي الْعلم بِحَيْثُ يكون خطأه من أجلهَا أَكثر من إِصَابَته هَذَا وكتابته غير متينة وَلكُل هَذَا لم يزل فِي انحطاط بِحَيْثُ يتجرأ عَلَيْهِ من هُوَ فِي عداد طلبة تلامذته فضلا عَنْهُم. مَاتَ ي يَوْم الْأَرْبَعَاء حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين بعد أَن أوصى بِثُلثِهِ لمعينين وَغَيرهم

ووقف أَمَاكِن حصلها فِي حَيَاته على مَحل دَفنه بتربة بسوق الدريس خَارج بَاب النَّصْر جعل بهَا صوفية وشيخا رَحمَه الله) وإيانا وعوضه الْجنَّة. مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ الشَّمْس الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الشاذلي الْوَاعِظ الغزولي. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَقد قَارب السِّتين ظنا وَكَانَ قد قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا وَفهم وَقَرَأَ على الْعَامَّة بِمَكَّة بل كَانَ قَارِئ المراسيم الْوَارِدَة لَهَا من مصر وَاسْتقر بِهِ الْأَمِير خير بك من حَدِيد فِي مشيخة سَبْعَة هُنَاكَ وَكثر توجهه للزيارة النَّبَوِيَّة فِي كل سنة غَالِبا وَتزَوج كثيرا. وَله نظم فَمِنْهُ مِمَّا ذيل بِهِ الأبيات المضافة للزمخشري فَقَالَ: (طُوبَى لعين عَايَنت أم الْقرى ... وَأَتَتْ لَهَا حول الطّواف مبادره) (ورجالها طافوا بهَا من حولهَا ... وَقُلُوبهمْ بِاللَّه أضحت عامره) مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ الْأَسْلَمِيّ الْمَكِّيّ الشهير بالأبيني. مَاتَ فِي شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن قَاسم بن عِيسَى الْبَدْر الْحُسَيْنِي سكنا الحريري وَيعرف بِابْن قَاسم. مِمَّن اشْتغل عِنْد الزين عبد الرَّحِيم الإبناسي وَالشَّمْس بن قَاسم وَغَيرهمَا وَحضر عِنْد البقاعي الزيني زَكَرِيَّا وخالطه فِي ابْتِدَائه ابْن قَرِيبه والحليبي وَتزَوج ابْنه ابْنه عبد الله التَّاجِر وَحج بهَا بعد مَوته فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَكَانَ يحضر دروس قاضيها بل حضر عِنْدِي فِي شرح التَّقْرِيب وَقَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ وَجلسَ بِبَعْض الحوانيت وَلَا يَخْلُو من مُشَاركَة وَفهم مَعَ أدب وعقل وسياسة. مُحَمَّد بن قَاسم بن قطلوبغا الْبَدْر أَبُو الْوَفَاء القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والنقاية وَغَيرهَا وَعرض فِي سنة خمسين على شَيخنَا بعض محافيظه وَسمع عَلَيْهِ وعَلى غَيره كَأُمّ هَانِئ الهورينية والشهاب الْحِجَازِي وَغَيرهمَا بل سمع ختم البُخَارِيّ على الْأَرْبَعين بالظاهرية ولازم دروس وَالِده ثمَّ انْفَصل عَنْهَا وَأَقْبل على التَّشَبُّه بالظرفاء والاعتناء بالتصحيف وَالضَّرْب وَإِخْرَاج الخفائف وَنَحْو ذَلِك وخالط المتسمين بأبناء الْبَلَد وَقد حج بحرا مَعَ ابْن رَمَضَان حِين كَانَ صيرفي جدة وَلم تحصل لَهُ رَاحَة وَكَذَا سَافر لدمياط للمنصور غير مرّة بل للشام فِي بعض ضرورات الْخَاص وساعده المحيوي ابْن عبد الْوَارِث قَاضِي الْمَالِكِيَّة بهَا وَله ثروة بِسَبَب تعانيه للسَّفر بإحضار الْحبّ وَنَحْوه.) ::: مُحَمَّد أفضل الدّين أَبُو الْفضل أَخُو الَّذِي قبله وَهُوَ أَصْغَر وأشبه طَريقَة. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والقدوري ولازم أَبَاهُ وأحضره على شَيخنَا وَغَيره، وَحج مَعَ أَبِيه

صُحْبَة الْمَنْصُور وَجلسَ بعده مَعَ الشُّهُود وَكَانَ متقللا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين رَحمَه الله. مُحَمَّد كَمَال الدّين أَخُو اللَّذين قبله. أحضر على أم هَانِئ وَغَيرهَا، وَمَات وَهُوَ طِفْل فِي حَيَاة أَبِيه. مُحَمَّد بن قَاسم وَاخْتلف فِيمَن بعده فَقيل حُسَيْن وَقيل مُحَمَّد بن حُسَيْن الشَّمْس أَبُو عبد الله الْمَنَاوِيّ الأَصْل الدمياطي ثمَّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بالطبناوي لكَون نَاصِر الدّين الطبناوي كَانَ زوج أُخْته. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا كالشاطبيتين ومقدمة فِي التجويد لِابْنِ الْجَزرِي وعمدة الْمجِيد فِي علم التجويد للسخاوي وَقَرَأَ الأوليتين على عبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي وَبحث عَلَيْهِ شَرحه للثَّالِث وتلا بالسبع على الزين رضوَان وجعفر وَغَيرهمَا كالشهاب الزواوي وَالشَّمْس الْبكْرِيّ بن الْعَطَّار وَعنهُ أَخذ النَّحْو وَالْفِقْه وَغَيرهمَا، وبرع فِي الْحساب والقراآت وَغَيرهمَا وشارك فِي الْفِقْه والعربية وانتفع بِهِ جمَاعَة فِي القراآت واختص بِصُحْبَة مُحَمَّد الكويس ثمَّ كَانَ بعد مَوته يتَعَاهَد قَبره مَاشِيا فِي الْغَالِب ويديم التِّلَاوَة ذَهَابًا وإيابا وَعند قَبره وَبَلغنِي ان الشَّيْخ كَانَ يَقُول من أَرَادَ النّظر إِلَى من قرع الْإِيمَان قلبه فَلْينْظر إِلَى هَذَا. وَكَانَ كثير التَّهَجُّد والتلاوة وَالصِّيَام وَاتِّبَاع السّنة وَاتِّبَاع السّلف. مَاتَ كهلا بالخانقاه بعد السِّتين وَدفن تَحت شباك قبر شَيْخه رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز أَبُو عبد الله الْقرشِي المَخْزُومِي القفصي نِسْبَة لمدينة عَظِيمَة من بِلَاد الجريد من أَعمال إفريقية وأضيفت للجريد لِكَثْرَة نخيلها وَيعرف بالقفصي وَرُبمَا قيل لَهُ البسكري وَكَانَ يَقُول لَا أعرف لذَلِك مُسْتَندا إِنَّمَا نَحن من قفصة أصولا وفروعا. ولد سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة بقفصة وَنَشَأ بهَا فَأخذ الْعلم عَن جمَاعَة كَأبي عبد الله الدكالي، وارتحل إِلَى الْحجاز فِي أَوَاخِر الْقرن الَّذِي قبله فجاور بِمَكَّة نَحْو ثَلَاث سِنِين متجردا ثمَّ توجه مِنْهَا مَاشِيا إِلَى الْمَدِينَة الشَّرِيفَة فَأَقَامَ بهَا أَزِيد من سنة ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده فدام بهَا إِلَى نَحْو سنة خمس عشرَة ثمَّ تحول إِلَى الْحجاز بأَهْله فجاور بِمَكَّة سبع سِنِين، ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فَانْقَطع بهَا بمدرسة شيخ الشُّيُوخ نظام الدّين بالصحراء قريب قلعة الْجَبَل وَلم يقْصد الْإِقَامَة بِالْقَاهِرَةِ إِنَّمَا كَانَت) نِيَّته بالمجئ من بِلَاده للمجاورة بِأحد الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة وَلَكِن اعتقده الظَّاهِر جقمق وأحبه واغتبط بِهِ وَلم يسمح بِفِرَاقِهِ بِحَيْثُ أَنه لما رام التَّوَجُّه لمَكَّة كَاد أَن يكفه عَنهُ فَمَا بلغ وسافر فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فَلم يلبث أَن مرض بعد إِتْمَامه الْحَج. وَمَات بِمَكَّة فِي

يَوْم الْأَحَد مستهل محرم الَّتِي تَلِيهَا رَحمَه الله وإيانا. وَكَانَ إِمَامًا زاهدا ورعا مديما للانقطاع إِلَى الله من صغره وهلم جرا لَا يتَرَدَّد إِلَى أحد سِيمَا الْخَيْر عَلَيْهِ لائحة كَرِيمًا ريضا متضلعا من علم السّنة كثير الِاطِّلَاع على الْخلاف العالي والنازل يكثر مطالعة التَّمْهِيد لِابْنِ عبد الْبر وَله عَلَيْهِ حواش مفيدة غير أَنه لَا يعرف الْعَرَبيَّة. تَرْجَمَة ابْن فَهد النَّجْم وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ وَكَذَا قَالَ البقاعي لَهُ أَبْيَات فِي السِّوَاك كتبتها عَنهُ وساقها وَأَشَارَ إِلَى أَن فِيهَا عدَّة أَبْيَات من نظمه وَلم يميزها فحذفت كتَابَتهَا لذَلِك. مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس السُّيُوطِيّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الشاذلي. كَانَ مَذْكُورا بِعلم الْحَرْف مَقْصُودا فِيهِ، الْوَاعِظ نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن قَاسم. ولد فِي سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بسيوط وَذكر أَنه أَخذ طَرِيق الشاذلية عَن أبي بكر بن مُحَمَّد السُّيُوطِيّ الشاذلي بِأَخْذِهِ لَهَا عَن خَاله الشهَاب بن القطب عبد الْملك الألواحي القلموني بِأَخْذِهِ لَهَا عَن أَبِيه وَأَخذه أَيْضا عَالِيا عَن رضيعة وَالِدَة شَيْخه أبي بكر عَن أَبِيهَا عبد الْملك عَن أبي الْعَبَّاس المرسي عَن أبي الْحسن الشاذلي قَالَ النَّجْم ابْن فَهد وَله نظم ومدحني بِبَعْضِه وَأَجَازَ لي. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ سامحه الله. وَهُوَ مِمَّن شَارك الْمَاضِي قَرِيبا فِي اسْمه وَاسم أَبِيه وَكَونه شاذليا واعظا. مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله الْغَزِّي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الغرابيلي. ولد فِي رَجَب تَحْقِيقا سنة تسع وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بغزة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبية والمنهاج وألفية الحَدِيث والنحو ومعظم جمع الْجَوَامِع وَغير ذَلِك وَأخذ عَن الشَّمْس بن الْحِمصِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَعَن الْكَمَال بن أبي شرِيف بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا الْفِقْه والأصلين وَغَيرهَا وَمِمَّا أَخذه عَنهُ شرح الْمحلي لجمع الْجَوَامِع وَوَصفه بالعالم المفنن النحرير وَقدم الْقَاهِرَة فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ فَأخذ عَن الْعَبَّادِيّ فِي الْفِقْه قِرَاءَة وسماعا ولازم التقاسيم عِنْد الْجَوْجَرِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ جانبا فِي أصُول الْفِقْه وَالْعرُوض بِكَمَالِهِ وَقَرَأَ على الْعَلَاء الحصني شرح العقائد والحاشية عَلَيْهِ وَشرح التصريف والقطب فِي) الْمنطق ومعظم المطول والحاشية وَغير ذَلِك وعَلى الْبَدْر المارداني فِي الْفَرَائِض والحساب والجبر والمقابلة وغالب تَوَابِع ذَلِك وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ من تصانيفه شرح الْفُصُول وعَلى الزين زَكَرِيَّا الْقيَاس من شرح جمع الْجَوَامِع للمحلي وعَلى الْجمال الكوراني من شرح أشكال التأسيس وَأخذ القراآت جمعا وإفرادا عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن القادري ثمَّ عَن الزين جَعْفَر جمعا للسبع من طَرِيق النشر وللأربعة عشر مِنْهُ وَمن المصطلح إِلَى أثْنَاء النِّسَاء وعَلى الشَّمْس بن الحمصاني جمعا للعشر إِلَى سُورَة الْحجر

وعَلى الزين زَكَرِيَّا جمعا للسبع وَكَذَا على السنهوري لَكِن إِلَى العنكبوت وَقَرَأَ على ألفية الحَدِيث بِتَمَامِهَا بحثا وَالْقَوْل البديع وَغَيره من تصانيفي بعد أَن كتبهَا والأذكار للنووي واغتبط بذلك كُله، وتميز فِي الْفُنُون وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة والسكون والديانة الْعقل والانجماع والتقنع باليسير ونزله الزيني بن مزهر فِي مدرسته، وخالط الشهَاب الأبشيهي فَكَانَ هُوَ يرتفق بِمَا يكون عِنْده من الأشغال وَذَاكَ بِمَا يَسْتَعِين بِهِ فِي الْفَهم وَجلسَ لذَلِك بِبَاب زَكَرِيَّا وزوجه نقيبه الْعَلَاء الْحَنَفِيّ ابْنَته وَمَا حمدته فِي شَيْء من هَذَا، وَآل أمره إِلَى أَن صَار حِين ضيق على جمَاعَة القَاضِي هُوَ النَّقِيب وَظَهَرت كفاءته فِي ذَلِك وَقسم بِجَامِع الْأَزْهَر وَعمل الختوم الحافلة وَرُبمَا خطب بِجَامِع القلعة حِين يتعلل قاضيه وشكرت خطابته وَفِي غُضُون نقابته تردد إِلَيّ وَكتب بعض تصانيفي وقرأه وأوقفني على حَاشِيَة كتبهَا على شرح العقائد فِي كراريس فقرضت لَهُ عَلَيْهَا وَكَذَا عمل حَاشِيَة على شرح التصريف أقرأهما وَغَيرهمَا بل وَكتب على الْفتيا وَهُوَ جدير بذلك فِي وقتنا. مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد الشَّمْس السُّيُوطِيّ ثمَّ القاهري. سمع على الْمُحب الخلاطي وَالْفَخْر السنباطي والشهاب الْعَطَّار سنَن الدَّارَقُطْنِيّ وعَلى الْعِزّ بن جمَاعَة تساعياته الَّتِي خرجها لنَفسِهِ وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة مِمَّن لَقِينَاهُمْ كالزين رضوَان بل فِي الْأَحْيَاء الْآن من يروي عَنهُ. وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد، وَمَات سنة أَربع وَعشْرين. مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد القاسمي البلبيسي وَيعرف بِابْن وشق. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن قَاسم الشَّمْس واعظ مَكَّة. فِيمَن جده عَليّ. مُحَمَّد بن قَاسم صَلَاح الدّين بن الماطي الْمَاوَرْدِيّ. أَمِين المركبات كالدرياق) بالبيمارستان وَأحد صوفية المؤيدية بل لَهُ بهَا خلْوَة. مَاتَ بِمَكَّة فَجْأَة فِي صفر سنة خمس وَتِسْعين وَكَانَ ذَا ثروة وَلذَا ختم الشَّافِعِي بِمصْر على موجوده وَخرجت المؤيدية وَالْخلْوَة عَن وَلَده. مُحَمَّد بن قَاسم الشَّمْس الطبناوي الْمُقْرِئ. مضى قَرِيبا. مُحَمَّد بن قَاسم أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ التلمساني ثمَّ التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الرصاع بمهملتين وَالتَّشْدِيد صَنْعَة لأحد آبَائِهِ. مِمَّن أَخذ عَن أَحْمد وَعمر القلشانيين وَابْن عِقَاب وَآخَرين كَأبي الْقسم الْبُرْزُليّ، وَولي الْمحلة ثمَّ الْأَنْكِحَة ثمَّ الْجَمَاعَة ثمَّ صرف نَفسه فِي كائنة صاحبنا أبي عبد الله البرنتيشي وَاقْتصر على إِمَامَة جَامع الزيتونة وخطابته متصديا للإفتاء ولإقراء الْفِقْه وأصول الدّين والعربية والمنطق وَغَيرهَا وَجمع شرحا فِي شرح الْأَسْمَاء النَّبَوِيَّة وَآخر فِي الصَّلَاة

على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأفرد الشواهد القرآنية من المغنى لِابْنِ هِشَام ورتبها على السُّور وَتكلم عَلَيْهِمَا وَشرح حُدُود ابْن عَرَفَة بل بَلغنِي أَنه شرع فِي تَفْسِير وَأَنه اختصر شرح البُخَارِيّ لشَيْخِنَا وَعِنْدِي أَنه انتقاء لَا اخْتِصَار وبلغنا أَنه فِي سنة أَربع وَتِسْعين على خطة. مُحَمَّد بن قَاسم الأجدل نَاظر زبيد ثمَّ عدن بل ولي إمرة لحج وَغَيرهَا. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن قَاسم البجائي المغربي الْمَالِكِي نزيل طيبَة. مِمَّن سمع مني بهَا. مُحَمَّد بن قَاسم القفصي. فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز. مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن عمر بن عمر بن الشَّيْخ على الأهدل بن عمر الْجمال أَبُو عبد الله الْحُسَيْنِي السهامي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْخَطِيب بالمراوعة قَرْيَة جده الْأَعْلَى عَليّ. سمع مني فِي سنة سِتّ أَو سبع وَثَمَانِينَ بِمَكَّة أَشْيَاء وكتبت لَهُ إجَازَة. مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن أَحْمد النويري. مضى فِي ابْن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد. مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن سَالم الوشتاتي القسنطيني الأَصْل التّونسِيّ الْمَالِكِي. أَخذ عَن يَعْقُوب الزعبي تلميذ ابْن عَرَفَة وَولي قَضَاء الْجَمَاعَة بعد مُحَمَّد الرصاع الْمَاضِي قَرِيبا سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ. مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن الصّديق بن عمر أَبُو الطّيب بن الْمقري الشّرف الْيَمَانِيّ) المطري الشَّافِعِي من أَبْيَات الْفَقِيه ابْن عجيل وَيعرف بلقب جد أَبِيه زبر فَيُقَال لَهُ كسلفه بَنو زبر. لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي محرم سنة أَربع وَتِسْعين فَقَرَأَ عَليّ قِطْعَة من عدَّة ابْن الْجَزرِي، وحدثته بالمسلسل بِشَرْطِهِ وَذكر لي أَن أَبَاهُ كَانَ قَارِئ السَّبع وَإنَّهُ مَاتَ تَقْرِيبًا سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَن سنه هُوَ نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وَله اشْتِغَال متفرق، وَحكى لي عَن نَاصِر الدّين بن الْفَقِيه حسن الدمياطي الْمُقِيم بزيلع وَعَن سيرته هُنَاكَ وَكَذَا أَخذ عَن الْجلَال بن سُوَيْد بل قَرَأَ عَلَيْهِ شرحي للهداية الجزرية وكتبت لَهُ من نسخته نُسْخَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْعدة وَأخْبرهُ بهَا عَن الْعَبَّادِيّ وَابْن عبيد الله وبالشرح عني وحَدثني بِشَيْء من سيرته وَأَنه تبَاين مَعَ نَاصِر الدّين مَعَ تقاربهما. مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الشيشيني. صَوَابه مُحَمَّد بن قَاسم بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن. مضى. مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن عبد الله بن أبي الْقسم أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن أبي الْقسم المكني بِأبي الْفضل بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ

الشَّمْس أَبُو عبد الله ابْن الْفَقِيه الإِمَام المرتضى الجذامي الرنتيشي بِفَتْح الْمُوَحدَة وَالرَّاء بعْدهَا نون سَاكِنة ثمَّ مثناة مَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة بعْدهَا مُعْجمَة نِسْبَة لحصن من عرب الأندلس من أَعمال أشبونة المغربي الْمَالِكِي الْمَاضِي ابْن عَم وَالِده إِبْرَهِيمُ بن عبد الْملك بن إِبْرَهِيمُ، وَيعرف بالرنتيشي. ولد فِي أَوَائِل سنة تسع وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ يَتِيما فَقَرَأَ الْقُرْآن والشاطبية الصُّغْرَى وأحضر مجَالِس الْعلمَاء كَأبي عبد الله الزلديوي وإبرهيم الأخضري وَمُحَمّد الواصلي وَالْقَاضِي الغافقي، وتلا فِي الأندلس للسبع على قَاضِي الْجَمَاعَة بمالقة أبي عبد الله الفرعة ولبعض الْقُرَّاء على غَيره، وَبحث التَّيْسِير وَشَرحه للرعيني ومنظومة ابْن بري والشاطبية مَعَ شرحيها للفاسي وَأبي شامة والكشف وَالْبَيَان لمكي والأفراد لِابْنِ شُرَيْح وَغَيرهَا ولازم أَبَا عبد الله بن الْأَزْرَق فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية والمنطق وَالْعرُوض والموجز وَغَيرهَا وَفِي غضونها قَرَأَ الرسَالَة لِابْنِ أبي زيد وقواعد عِيَاض فِي الْفِقْه وأوائل ابْن الْحَاجِب الفقهي وَجُمْلَة من بَاب الْحجر مِنْهُ وكتبا من أَوَائِل الْمُدَوَّنَة وَغَيرهَا على غير وَاحِد وَدخل الْقَاهِرَة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ ليحوز مِيرَاث إِبْرَهِيمُ الْمَذْكُور فحج) وَسمع بِمَكَّة على النَّجْم بن فَهد وَغَيره وَأخذ فِي الْقَاهِرَة عَن الْعَلَاء الحصني فِي الْأَصْلَيْنِ والمنطق وَالْحكمَة وَعَن حَمْزَة البجائي نزيل الشيخونية فِي الْمنطق والمعاني وَالْبَيَان وَلم يَنْفَكّ عَنهُ مُحْتملا لجفائه ويبسه حَتَّى أَنه رُبمَا كَانَ يختفي مِنْهُ الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَة فَأكْثر مَعَ مزِيد إحسانه الْخَفي إِلَيْهِ وَكَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَعَن أَحْمد بن عَاشر فِي الْمنطق أَيْضا فِي آخَرين ولازمني حَتَّى قَرَأَ الْمُوَطَّأ بِتَمَامِهِ مَعَ ألفية الْعِرَاقِيّ وَأَصلهَا بحثا وَسمع على الْكثير من تصانيفي وَغَيرهَا وَسمع على أبي السُّعُود الغراقي وحمدت وفور أدبه وعقله ومحاسنه وَسُرْعَة إِدْرَاكه وَحسن قلمه وَعبارَته. وَحصل لَهُ إجحاف فِي إِرْثه هُنَا وَهُنَاكَ وَقرر لَهُ السُّلْطَان راتبا فِي الجوالي وَصَارَ يُكرمهُ ثمَّ لم يزل يتطلف بِهِ حَتَّى اسْتَقر بِهِ فِي متجره باسكندرية كَابْن عَم وَالِده فدام فِيهِ سِنِين ثمَّ صرفه بالمحيوي عبد الْقَادِر بن عليبة وَلزِمَ هَذَا الِاشْتِغَال، وصاهر الشريف العواني على إبنته فَلَمَّا مَاتَ ابْن عليبة عين لضبط تركته وَنَحْوهَا وَتوجه ثمَّ عَاد فأعيد إِلَى الْوَظِيفَة بِزِيَادَة أرْغم عَلَيْهَا وألزم صهره بِالسَّفرِ مَعَه فَخرج مكْرها وودعاني حِين سفرهما فَمَا كَانَ بأسرع من وَفَاة الشريف هُنَاكَ وَاسْتمرّ الآخر حَتَّى أنهى مَا كلف بِهِ بمكابدة وديون ثمَّ حضر فرافع فِيهِ مغربي

آخر يُقَال لَهُ ابْن غَازِي واسترسل حَتَّى زيدت الْجِهَة قدرا لَا يحْتَمل وكمد هَذَا قهرا وَغَلَبَة وَلم يجد معينا وَلَا دافعا كَمَا هُوَ دأب الْجَمَاعَة مَعَ السُّلْطَان الْآن فَلَزِمَ الوساد أشهرا بأمراض باطنية متنوعة حَتَّى مَاتَ بمنزل سكنه ببركة الرطلي فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشري شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَختم على موجوده ليحوزه الْملك، وتأسفنا عَلَيْهِ لما كَانَ مُشْتَمِلًا عَلَيْهِ من المحاسن رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة. مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن حسن بن عبد المحسن الْعَلامَة الْوَرع الزَّاهِد أَبُو عبد الله ابْن الْعَلامَة الزَّاهِد الْمُنْقَطع إِلَى الله المشدالي بِفَتْح الْمِيم والمعجمة وَتَشْديد الدَّال نِسْبَة لقبيلة من زواوة الزواوي البجائي المغربي الْمَالِكِي وَالِد أبي الْفضل مُحَمَّد وأخيه أبي عبد الله. أَخذ عَن أَبِيه بل ترافق مَعَه فِي بعض شُيُوخه وَكَانَ إِمَامًا كَبِيرا مقدما على أهل عصره فِي الْفِقْه وَغَيره ذَا وجاهة عِنْد صَاحب تونس فَمن دونه كمل تعليقة الوانوغي على البراذعي واستدرك مَا صرح فِيهِ ابْن عَرَفَة فِي مُخْتَصره بِعَدَمِ وجوده وتتبع مَا فِي الْبَيَان والتحصيل بِغَيْر مظانه وَحَوله لَهَا وحاذى بِهِ ابْن الْحَاجِب، أم وخطب بالجامع) الْأَعْظَم ببجاية وتصدى فِيهِ وَفِي غَيره للتدريس والإفتاء وَتخرج بِهِ ابناه وأئمة، وَكَانَ يضْرب بِهِ الْمثل حَيْثُ يُقَال أَتُرِيدُ أَن تكون مثل أبي عبد الله المشدالي، كل ذَلِك ديانَة وَقُوَّة نفس، رَأَيْت من أرخه سنة بضع وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو عبد الله النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ. سمع من جده أبي عبد الله الْبِدَايَة وَغَيرهَا وَكَانَ يخْدم وَالِده بِحَيْثُ كَانَ يُوصي بِهِ أخوته وَيَقُول اقدروا لَهُ قدره. مَاتَ أول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين. مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد الْأَكْبَر بن عَليّ الفاكهي الْمَكِّيّ. ولد فِي ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة، وَأمه سِتّ الْقُضَاة سَعَادَة ابْنة أبي الْبَقَاء مُحَمَّد بن عبد الله بن الزين. وأحضر فِي الثَّانِيَة على الزين عبد الرَّحِيم الأميوطي ختم البُخَارِيّ وجزء ابْن فَارس والدراح، وَدخل الْقَاهِرَة مَعَ زوج أمه عبد الْقَادِر النويري. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة خمس وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن أَو مُحَمَّد الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَاضِي جده وَعم أَبِيه أَحْمد والآتي أَبوهُ وَيعرف بِابْن جوشن. كَانَ يقْرَأ

الْقُرْآن ويتعانى التِّجَارَة كجده بِحَيْثُ خلف أَمْوَالًا كَثِيرَة وَكَانَ يُؤَدِّي زَكَاة ثماره وحبه بِحَيْثُ يُقَال إِنَّه عِنْد مَوته انْفَرد عَن أهل مَكَّة أوجلهم بذلك مَعَ نسبته لإمساك. مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَنا هُنَاكَ وَقد زاحم السِّتين أَو جازها رَحمَه الله. مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد النويري. يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الطّيب. مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن محب الدّين بن عز الدّين. مضى قَرِيبا فِي مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد. مُحَمَّد بن أبي الْقسم الْجمال أَبُو عبد الله الْيَمَانِيّ بن الأهدل الْخَطِيب بالمراوغة. مضى قَرِيبا فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد. مُحَمَّد بن أبي الْقسم الْجمال أَبُو عبد الله المقدشي بِالْمُعْجَمَةِ شيخ النُّحَاة بِالْيمن. انْتفع بِهِ جمَاعَة مِنْهُم الشهَاب أَحْمد بن عمر المنقش. وَمَات فِي ربيع الأول سنة خمس وَأَرْبَعين.) ذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ مُخْتَصرا. مُحَمَّد بن أبي الْقسم الشَّمْس الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن الْأَجَل. ذكر أَنه ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَأَنه قَرَأَ الْفِقْه على التقي السُّبْكِيّ وَالْفَخْر الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَغَيرهمَا، وَكَانَ فَقِيها فَاضلا مستحضرا لفوائد مَعَ زهد وتخيل من النَّاس وانحراف عَنْهُم وتخل عَن دنيا طائلة حَيْثُ تَركهَا وآثر الْإِقَامَة بِمَكَّة على طَريقَة حميدة حَتَّى مَاتَ بهَا بعد مجاورته نَحْو خمس عشرَة سنة فِي النّصْف الثَّانِي من ربيع الأول سنة خمس، ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَمن قبله التقي الفاسي. مُحَمَّد بن قانباي الجركسي الْمَاضِي أَبوهُ. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَصلي عَلَيْهِ فِي مصلى المؤمني بِمحضر فِيهِ السُّلْطَان والأعيان وَدفن بِالْمَكَانِ الَّذِي صَار مَعْرُوفا بِأَبِيهِ وَكثر توجعه لفقده، وَكَانَ خيرا أثنى عَلَيْهِ الْعَيْنِيّ حَيْثُ وَصفه بالشاب الصَّالح وَكَذَا قَالَ شَيخنَا إِنَّه كَانَ مشكور السِّيرَة من أَقْرَان مُحَمَّد بن الظَّاهِر جقمق الْمَاضِي عوضهما الله الْجنَّة. مُحَمَّد بن قانباي اليوسفي الْمَاضِي أَبوهُ. ولي المهمندارية بعد أَبِيه انحط أمره عِنْد الظَّاهِر خشقدم ثمَّ اخْتصَّ بالدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي بِحَيْثُ جالسه وسامره وتوسل بِهِ كَثِيرُونَ فِي ضروراتهم. مُحَمَّد بن قديدار. فِي ابْن أَحْمد بن عبد الله. مُحَمَّد بن قرابغا خير الدّين العلائي الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ. ولد قبل سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ. ذكره البقاعي وَوَصفه بصاحبنا الإِمَام الْعَالم الأديب

البارع وَأورد من نظمه: (يَا غزالا لَيْسَ لي عَنهُ اصطبار ... لَا وَلم يسل فُؤَادِي عَنهُ غاده) (بَحر صبري مذ تنافرت ووجدي ... ذَا وَهَذَا فِي احتراق وزياده) مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشري شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين مطعونا وَدفن من الْغَد. مُحَمَّد شاه بن قرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد مُتَوَلِّي بَغْدَاد. مَاتَ مقتولا فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ على حصن يُقَال لَهُ شنكان من بِلَاد شاه رخ. وَكَانَ شَرّ مُلُوك زَمَانه فسقا وإبطالا للشرائع، وَاسْتقر بعده فِي المملكة أَمِير زاه على ابْن أخي قرا يُوسُف، طول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته بِالنِّسْبَةِ لما هُنَا.) ::: مُحَمَّد بن قرقماس بن عبد الله نَاصِر الدّين الأقتمري القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن قرقماس. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على الْجمال مَحْمُود بن الفوال الْمُقْرِئ وتعانى فِي أول أمره الحبك وفَاق فِيهِ ثمَّ أعرض عَنهُ وَأخذ القراآت السَّبع إفرادا عَن مؤدبه الْمَذْكُور وَالْفِقْه عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَعنهُ أَخذ طرفا من الْعَرَبيَّة وَالصرْف والمنطق والجدل والأصلين وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ عَن غَيره مِمَّن هُوَ فِي طبقته وَقبلهَا بِيَسِير بل ذكر أَنه حضر دروس الْعِزّ بن جمَاعَة وَهُوَ مُمكن، وتعانى الْأَدَب وَعلم الْحَرْف فَصَارَ لَهُ ذكر فيهمَا ونظم كثيرا وخاض فِي بحور الشّعْر وَرُبمَا قصد بالأسئلة فِي الْحَرْف وإقرائه بل وصنف فِيهِ وَكَانَ إِذا سُئِلَ عَن شَيْء من الضمائر يخرج فِيهِ نظما على هَيْئَة مَا يخرج من الزايرجة وَرُبمَا زعم أَنه مِنْهَا ثمَّ يُوجد فِي بعض الدَّوَاوِين، وَتقدم عِنْد الظَّاهِر خشقدم لذَلِك وَغَيره وَقَررهُ شَيخا للقبة بتربته فِي الصَّحرَاء وَجعل لَهُ خزن كتبهَا وَغير ذَلِك. وصنف زهر الرّبيع فِي البديع زِيَادَة على عشر كراريس وقف عَلَيْهِ كل من شَيخنَا والعيني وقرضاه وقسمه تقسيما حسنا وصل فِيهِ إِلَى نَحْو مِائَتي نوع ذكر فِي كل نوع مِنْهَا شَيْئا من نظمه فِي ذَلِك النَّوْع وَهُوَ حسن فِي بَابه لَكِن قيل إِنَّه اشْتَمَل على لحن كثير فِي النّظم والنثر وَخطأ فِي أبنية الْكَلِمَات من حَيْثُ التصريف وتراكيب غير سَائِغَة فيحرر وَشَرحه شرحا كَبِيرا سَمَّاهُ الْغَيْث المريع وَكتب تَفْسِيرا فِي عشْرين مجلدة نسخه من مَوَاضِع وَفِيه مَا ينْتَقد وَكَذَا لَهُ الجمان على الْقُرْآن سجع، وَغير ذَلِك وَنسخ بِخَطِّهِ الْفَائِق كتبا كَثِيرَة صيرها وَقفا بمدرسة أَنْشَأَهَا بلصق درب الْحجر تجاه سكنه قَدِيما، وَقد حج رَفِيقًا للدقدوسي وَكَانَت مَعَه حِينَئِذٍ ودائع لِأُنَاس شَتَّى فَضَاعَت مِنْهُ فَبينا هُوَ فِي حِسَاب ذَلِك إِذْ بقائل يَقُول من فقد لَهُ هَذَا الْكيس فَأَخذه مِنْهُ وَفِيه شَيْء كثير فَلم يجد فقد

مِنْهُ شَيْء ورام الْإِحْسَان لواجده بِشَيْء من عِنْده فَالْتَفت فَلم يجده فَوَقع فِي خاطره أَنه من الرِّجَال، وزار بَيت الْمُقَدّس وطوف اجْتمعت بِهِ غير مرّة وكتبت عَنهُ من نظمه بسمنود وَغَيرهَا. وَكَانَ خيرا متواضعا كَرِيمًا ذَا خطّ فائق وشكل نضر بهج رائق وَشَيْبَة نيرة وسكينة وَصمت ومحبة فِي الْفُقَرَاء واعتقاد حسن حَتَّى كَانَ هُوَ مِمَّن يقْصد بالزيارة للتبرك بِهِ ومحاضرة حَسَنَة لَوْلَا ثقل سَمعه مُنْقَطِعًا عَن النَّاس ملازما للكتابة بِحَيْثُ أَن أَكثر رزقه مِنْهَا وَيُقَال أَن أَكثر كِتَابَته فِي اللَّيْل وَإِن مَا فَقده من سَمعه ممتع بِهِ فِي بَصَره حَتَّى أَنه يكْتب فِي ضوء) الْقَمَر وَأَنه يتهجد فِي اللَّيْل وَيَتْلُو كثيرا متوددا للطلبة مُقبلا عَلَيْهِم باذلا نَفسه مَعَ قاصده متزييا بزِي أَبنَاء الْجند تعلل مُدَّة ثمَّ مَاتَ فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَدفن بمدرسته الْمشَار إِلَيْهَا رَحمَه الله وإيانا. وَمِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه: (يَا خليلي أصَاب قلبِي المعني ... يَوْم سَار الظعون والركبان) (ظاعن طَاعن بِرُمْح قوام ... قد علاهُ من مقلتيه سِنَان) وَأثبت فِي معجمي من نظمه غير هَذَا. مُحَمَّد بن قرمان. هُوَ ابْن عَليّ بن قرمان. مُحَمَّد بن قُرَيْش بن أبي يزِيد أَبُو يزِيد الدلجي الأَصْل القاهري. ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسعين، أحضرهُ إِلَى أَبوهُ الْمَاضِي فِي يَوْم عيد الْفطر سنة خمس وَتِسْعين وَهُوَ فِي أثْنَاء السَّادِسَة فَسمع مني مسلسل الْعِيد وَقَبله المسلسل بالأولية وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين عوض الله أَبَوَيْهِ الْجنَّة. مُحَمَّد بن قريع الشَّمْس الْحَمَوِيّ التَّاجِر السفار للأماكن النائية كالهند والحبشة مَاتَ بجدة فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثامن عشر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَحمل إِلَى المعلاة فَدفن بهَا. مُحَمَّد بن قطلوبك الشَّمْس الكماخي. مضى فِيمَن اسْم أَبِيه عمر بن مَحْمُود. مُحَمَّد بن قلبة الشَّمْس الشَّامي. فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قلبة. مُحَمَّد بن قماقم. هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قماقم. مُحَمَّد بن قمر. هُوَ ابْن عَليّ بن جَعْفَر بن مُخْتَار. مضى. مُحَمَّد بن قندو ملك بنجالة. رَأَيْت من كتبه هُنَا. وَمضى فِي الْفَاء من الْآبَاء. مُحَمَّد بن قوام الْحَنَفِيّ. عرض عَلَيْهِ الصّلاح الطرابلسي وَقَالَ أَنه قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق وَكَانَ عرضه عَلَيْهِ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَلم يجزه. وَيُحَرر فأظنه قوام الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قوام. مُحَمَّد بن قِيَاس بن هندو الشَّمْس بن الْفَخر الشِّيرَازِيّ الأَصْل القاهري عَم مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَاضِي. سمع على ابْن الْجَزرِي وَكَانَ خيرا مسنا من صوفية سعيد السُّعَدَاء. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسبعين رَحمَه الله.

مُحَمَّد بن قَيْصر بن عبد الرَّحْمَن أَبُو عبد الله بن الْعلم أبي الْجُود الْمصْرِيّ وَيعرف بالقطان. رَأَيْت لَهُ مصنفا سَمَّاهُ الْتِقَاط الْجَوَاهِر والدرر من معادن التواريخ وَالسير فِي) مجلدين معظمه وفيات كتب بِخَطِّهِ أَنه وَقفه فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. وكتبته هُنَا على الِاحْتِمَال. مُحَمَّد بن كجك الْجمال الْعزي نِسْبَة للسَّيِّد عز الدّين حميضة بن أبي نمى صَاحب مَكَّة. نَشأ ملائما لجَماعَة من أَعْيَان الإشراف وَغَيرهم وَظَهَرت مِنْهُ خِصَال جميلَة واشتهر ذكره وَصَارَ مَقْبُول الشَّهَادَة عِنْد الْحُكَّام وَغَيرهم مَعَ كَونه زيديا ينْسب إِلَيْهِ الغلو فِيهِ ورزق جانبا من الدُّنْيَا وعدة أَوْلَاد وَقُوَّة فِي رمي النشاب، وَكَانَ طَوِيل الشكل غليظ الْجِسْم شَدِيد السمرَة على ذهنه فَوَائِد من أَخْبَار بني حسن وُلَاة مَكَّة مَاتَ فِي الْمحرم سنة عشْرين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ بِسنة أَو سنتَيْن. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. مُحَمَّد بن كَرَاهَة. جرده ابْن عزم. مُحَمَّد بن كزلبغا نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله الجوباني القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الجندي وبابن كزلبغا، كَانَ أَبوهُ من مماليك الطنبغا الجوباني نَائِب دمشق فولد لَهُ هَذَا فِي أَوَائِل الْقرن تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وَغَيرهمَا وَعرض واشتغل بالفقه وأصوله والعربية وَغَيرهَا على غير وَاحِد، واعتنى بالقراآت فَتلا بالسبع على حبيب والتاج بن تمرية مفترقين وَكَذَا على ابْن الْجَزرِي وَلكنه لم يكمل مَعَ عرض الشاطبيتين عَلَيْهِ بتمامهما حفظا بل سمع عَلَيْهِ الْكثير بالباسطية، وَكَذَا عرض جَمِيع الشاطبية على الزراتيتي الْمُقْرِئ وَسمع التَّيْسِير للداني بِكَمَالِهِ على أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الفوى فِي سنة سبع وَعشْرين بِسَنَدِهِ فِي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الكركي، وَسمع على شَيخنَا المسلسل ويسيرا من الْكتب السِّتَّة وَنَحْوهَا وأسمع ولدا لَهُ مَعَه ذَلِك وَكَانَ النُّور الصُّوفِي الْحَنَفِيّ مَعَهُمَا، وناب فِي إِمَامَة الأشرفية برسباي عَن شَيْخه حبيب ثمَّ اسْتَقل بهَا ورام أَخذ مشيخة القراآت بالشيخونية بعده أَيْضا فقدموا عَلَيْهِ شَيْخه التَّاج بن تمرية وتصدى لإقراء الطّلبَة وقتا فانتفعوا بِهِ فِي القراآت، اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَسمعت قِرَاءَته بل وَبَعض من يقْرَأ عَلَيْهِ وَصليت خَلفه وَبَلغنِي أَن شخصا حلف بِالطَّلَاق الثَّلَاث أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَأْمُرهُ بِالْقِرَاءَةِ عَلَيْهِ وَكَانَ الرَّائِي لَهُ مُدَّة يسْأَله فِي الْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَهُوَ يمْتَنع فَأَقْرَأهُ حِينَئِذٍ. وَكَانَ متواضعا خيرا سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس مُتَقَدما فِي القراآت سِيمَا فِي الْأَدَاء والإيراد فِي الْمِحْرَاب لجودة صَوته حَتَّى كَانَ من الْإِفْرَاد فِي ذَلِك مَعَ مزِيد حِدة) وسطوة على الطّلبَة

على عَادَة أَبنَاء التّرْك بِحَيْثُ يحصل لَهُ فِي حِدته غتمة زَائِدَة وَلذَلِك كَانَت لَهُ حُرْمَة تَامَّة على أَرْبَاب الْوَظَائِف بالأشرفية كالمؤذنين والفراشين وَنَحْوهم، وَلم يزل على حَاله حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن كَمَال الخانكي الْحَنَفِيّ. مِمَّن أَخذ عَن الْأمين الأقصرائي. وَمَات فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين. مُحَمَّد بن مَالك التروجي الْمَالِكِي. شهد فِي إجَازَة الْجمال الزيتوني على بعض الْقُرَّاء سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بل عرض عَلَيْهِ ابْن الحفار بعْدهَا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين. وكتبته على الِاحْتِمَال. مُحَمَّد بن مبارك بن أَحْمد بن قَاسم بن عَليّ بن حُسَيْن بن قَاسم الذويد وَيعرف بالبدري. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشري رَمَضَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن مبارك بن حسن بن شكوان العلاف. مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ، أرخهما ابْن فَهد. مُحَمَّد بن مبارك بن عُثْمَان الْحلَبِي الْحَنَفِيّ. مُحَمَّد بن مبارك بن عَليّ بن أبي سُوَيْد الشريف الحسني الْمَكِّيّ، مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة سبع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن مبارك بن مُحَمَّد بن عَليّ عين الدّين بن معِين الدّين بن عين الدّين بن نصير الدّين الفاروقي الْملك بنواحي كأبيه وجده ويلقب عادلخان طلب مني قريب للسَّيِّد الْجِرْجَانِيّ الْإِجَازَة لَهُ، فَكتبت لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَنا بِمَكَّة إجَازَة حافلة. مُحَمَّد بن مبارك بن مَنْصُور الْقرشِي المطلبي الشَّافِعِي وَيعرف بنغيمش كَانَ متسببا صَاحب ملاءة، مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتِّينَ بِمَكَّة وَخلف بهَا أملاكا. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن مبارك الشَّمْس الآثاري شيخ الْآثَار مَاتَ فِي الْمحرم سنة سِتّ عَن ثَمَانِينَ سنة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ كَانَ مُغْرِي بالمطالب والكيمياء كثير النَّوَادِر والحكايات المعجبة أعجوبة فِي وَضعهَا وَالله يغْفر لَهُ. مُحَمَّد بن مبارك التكروري الشهير بِابْن هوا، كَانَ شَاهدا بجدة، وَمَات بِمَكَّة بعد اختباله وَعقد لِسَانه فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن مبارك القسنطيني المغربي الْمَالِكِي نزيل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة استوطنها مُدَّة) وحمده أَهلهَا بِحَيْثُ رَأَيْتهمْ كالمتفقين على ولَايَته وَبَلغنِي عَنهُ أَحْوَال صَالِحَة مَعَ تقدمه فِي الْعُلُوم حَتَّى أَنه أَقرَأ الطّلبَة فِي الْفِقْه ولاعربية وَغَيرهمَا وانتفعوا بِهِ مَعَ أَنه لم يشْتَغل إِلَّا بعد كبره، وَمن شُيُوخه مُحَمَّد بن عِيسَى، مَاتَ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ

أَو الَّتِي تَلِيهَا بِالْمَدِينَةِ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن مباركشاه نَاصِر الدّين الطازي أَخُو المستعين بِاللَّه الْعَبَّاس لأمه وَيعرف بِابْن الطازي. ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فِي السَّعَادَة وَمهر فِي لعب الرمْح حَتَّى صَار فِيهِ فريدا وَبِه تخرج جمَاعَة، وَلما تسلطن أَخُوهُ الْمشَار إِلَيْهِ فِي سنة خمس عشرَة صَار دوادارا من جملَة أُمَرَاء الطبلخاناه فَلَمَّا انْفَصل أَخُوهُ أخرج الْمُؤَيد إقطاعه وأبعده. وَاسْتمرّ خاملا حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين. مُحَمَّد بن مباركشاه نَاصِر الدّين الدِّمَشْقِي حَاجِب الْحجاب بهَا وَيعرف بِابْن مبارك. ولد فِي حُدُود عشر وَثَمَانمِائَة وَأول مَا عرف من أمره عمل دوادارا عِنْد زوج أُخْته سودون النوروزي حَاجِب الْحجاب بِدِمَشْق ثمَّ تَأمر بعده بهَا وتنقل فِي وظائف فِيهَا كشد الأغنام بالبلاد الشامية إِلَى أَن اسْتَقر فِي حجوبيتها ثمَّ نقل لنيابة حماة سنة تسع وَسِتِّينَ ثمَّ فِي الَّتِي تَلِيهَا لنيابة طرابلس بعد موت جَانِبك الناصري كل ذَلِك وَشد الأغنام مَعَه ثمَّ أخرج عَنهُ للعلاء الأزبكي، وَلم يلبث أَن عزل فِي ذِي الْقعدَة مِنْهَا بقانباي الحسني المؤيدي عَن نِيَابَة طرابلس وجهز لَهُ من يَنْقُلهُ لدمشق وصودر بهَا حَتَّى صَالح على خَمْسَة وَثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَاسْتمرّ على الحجوبية وَكَانَ مَذْكُورا بِخَير فِي الْجُمْلَة مَعَ نوع فَضِيلَة ومذاكرة وَأَنْشَأَ مدرسة للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات بصالحية دمشق ورباطها فِيمَا أَظن ورام من صاحبنا الْبُرْهَان القادري أَن يكون شيخ صوفيتها فَأبى فقرر وَلَده، ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ على حجوبيتها فِي رَجَب سنة تسع وَسبعين وَحضر وَلَده فبذل الْأَمْوَال وَسلم من الْقَتْل عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن مُحرز الجزيري. مَاتَ سنة خمس. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أفوش بن عبد الله الشَّمْس أَبُو عبد الله الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْعَطَّار أَبوهُ وَيعرف بِابْن جوارش بجيم ثمَّ وَاو مفتوحتين وَرَاء مَكْسُورَة ثمَّ شين مُعْجمَة وَرُبمَا جعل اسْم جده بل أَكثر أَصْحَابنَا قَالُوا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَسَبْعمائة بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا وَسمع من الْمُحب الصَّامِت وَكَذَا فِيمَا قيل من رسْلَان الذَّهَبِيّ،) وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَأَكْثَرت عَنهُ وَكَانَ خيرا نيرا على الهمة صبورا على الأسماع مديما للْجَمَاعَة بِجَامِع الْحَنَابِلَة وَرُبمَا اتّجر بِسَبَب عِيَاله. مَاتَ فِي خَامِس عشري رَمَضَان سنة سِتِّينَ وَصلي عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْجُمُعَة وَدفن بسفح قاسيون رَحمَه الله وإيانا.

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الْكَمَال أَبُو الْفَضَائِل بن الْجمال أبي المحاسن المرشدي ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ سبط الْكَمَال الدَّمِيرِيّ، أمه أم حَبِيبَة والماضي أَبوهُ وأخو عبد الأول وعمهما عبد الْوَاحِد وَهُوَ بكنيته أشهر، ولد فِي نصف ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو على أبي بكر السكندري زُرَيْق وَالْمجْمَع وَعرضه على أَبِيه وَعَمه عبد الْوَاحِد وَالْقَاضِي على الزرندي واشتغل فِي الْفِقْه على أَبِيه وَعَمه وبالقاهرة على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَآخَرين وَفِي النَّحْو على أَبِيه وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة وَإِلَى الشَّام حلب فَمَا دونهَا وَكَذَا دخل الْيمن وَكَانَ أَبوهُ قد إعتنى بِهِ فِي صغره وأحضره فِي أول شهر من عمره فَمَا بعده فَكَانَ مِمَّن حضر عَلَيْهِ الشَّمْس بن سكر وَأحمد بن حسن بن الزين، وَهُوَ مِمَّن سمع عَلَيْهِ ابْن صديق وَأَبُو الطّيب السحولي والشهاب بن مُثبت والزين المراغي وَآخَرُونَ، وَأَجَازَ لَهُ جده الْكَمَال والعراقي والهيثمي وَغَيرهم، وَخرج لَهُ صاحبنا ابْن فَهد فهرستا لخصته، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء ولقيته بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الأولى فَقَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء، مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَصلي عَلَيْهِ ضحى عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة عِنْد أسلافه بِالْقربِ من الفضيل بن عِيَاض رَحمَه الله. مُحَمَّد أَبُو النجا المرشدي الْمَكِّيّ أَخُو الَّذِي قبله. ولد فِي ربيع الآخر سنة عشْرين بِمَكَّة وَحفظ الْكَنْز وَعرضه سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ على الْكَمَال بن الزين وإبرهيم بن خَلِيل بن مُحَمَّد الْكرْدِي الشَّامي وأحضر على الْجمال مُحَمَّد بن عَليّ النويري نور الْعُيُون لِابْنِ سيد النَّاس ونسخة بكار وَغير ذَلِك ثمَّ سمع على أَبِيه الشفا وعَلى عَمه أَحْمد وَالْجمال مُحَمَّد بن أبي بكر المرشدي السِّيرَة الصُّغْرَى لِابْنِ جمَاعَة وعَلى ابْن الْجَزرِي غَالب سنَن أبي دَاوُد، مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بسطح عقبَة إيلة وَحمل لأسفل الْعقبَة فَدفن بِهِ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن أَحْمد بن غَانِم أَبُو البركات بن النَّجْم الْمَقْدِسِي لاشافعي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن غَانِم. ولي بِبَلَدِهِ مشيخة الخانقاه الصلاحية ونظرها) كسلفه. وَمَات فِي عَاشر ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين عَن أَرْبَعِينَ سنة وَهُوَ آخر الذُّكُور من بَيتهمْ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو الْخَيْر الخجندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ، ولد فِي صفر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْكَنْز وَعرضه بِالْمَدِينَةِ والقاهرة وأحضره أَبوهُ فِي الأولى على الْجمال الكازروني ثمَّ سمع عَلَيْهِ وعَلى أبي

الْفَتْح المراغي والمحب المطري وبالقاهرة على الْمُحب الأقصرائي وَكَانَ يشْتَغل عَلَيْهِ وعَلى ابْن الْهمام وَعِنْده مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان وَخمسين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل الشَّمْس القليوبي القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بالنائي وَأكْثر الِاشْتِغَال وَفضل وتنزل فِي البيبرسية والسعيدية وَغَيرهمَا، وتعلل دهرا وَهُوَ صابر متجرع فاقة وألما ولازم أخي فِي الْفِقْه والعربية وَكَذَا لازمني فِي شرح الألفية وَغَيره رِوَايَة ودراية وَعم الرجل. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب بن العصياتي. يَأْتِي بعد قَلِيل بِزِيَادَة مُحَمَّد فِي نسبه قبل أَيُّوب. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن الشماع. سكن مَعَ أَبِيه الْأمين بن الشماع بِمَكَّة مُدَّة سِنِين ثمَّ بعده سكن الْيمن بزبيد كَذَلِك وَكَانَ يتَرَدَّد مِنْهَا لمَكَّة إِلَى أَن أدْركهُ أَجله بهَا فِي أحد الربيعين سنة ثَلَاث عشرَة وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس بن الشّرف السكندري ثمَّ القاهري الْمَالِكِي الْمُقْرِئ نزيل المؤيدية، مِمَّن اعتنى بالقراآت وَجمع على النوبي والزين الهيثمي فِي آخَرين كالسنهوري وزَكَرِيا مِمَّن لم يكمل عَلَيْهِم ولازم الديمي فِي قِرَاءَة أَشْيَاء ثمَّ تردد إِلَيّ فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين فَسمع مني المسلسل بِشَرْطِهِ وَقَرَأَ على جملَة من التَّرْغِيب للأصبهاني وَبَعض التَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وَسمع عَليّ دروسا فِي شرحي للتقريب والألفية وَغَيرهمَا وحمدت قِرَاءَته وتمييزه وفهمه وَلكنه يشكو فاقة ووقف للسُّلْطَان فِي سنة خمس وَتِسْعين فَقَرَأَ بِحَضْرَتِهِ رَجَاء أَن يرتب لَهُ على الْبسَاط فوعده. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن عبد الْمُهَيْمِن الْفَخر بن الشّرف القليوبي الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ وَعَمه أَحْمد وَيعرف بِابْن الخازن. كَانَ مثابرا على التَّحْصِيل بِحَيْثُ أَنه ضم لما انْتقل إِلَيْهِ عَن أَبِيه أَشْيَاء وَلكنه لم يمتع بِهِ لقرب وفاتيهما، وَقد حج وَسمع بِمَكَّة على) التقي بن فَهد وَأبي الْفَتْح المراغي، مَاتَ فِي أَوَائِل سنة خمس وَخمسين قبل أَن يتكهل ظنا فيهمَا وَكَانَ عَارِيا عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب الْبَدْر بن التَّاج الأخميمي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط نَاصِر الدّين الزفتاوي، أمه زَيْنَب والماضي أَبوهُ. ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَصلى بِهِ واحتفل أَبوهُ لَهُ وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن ملك وَعرض ثمَّ لَازم الْمَنَاوِيّ وَالْفَخْر المقسي وزَكَرِيا وَكَانَ أحد قراء شَرحه للبهجة فِي آخَرين

وَسمع على جمَاعَة مِنْهُم سارة ابْنة ابْن جمَاعَة بل قَرَأَ على الْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الديري والعز الْحَنْبَلِيّ والشريف النسابة والمحب بن الْأَشْقَر ختم البُخَارِيّ فِي ثَانِي ربيع الأول سنة سِتِّينَ بمدرسة الزين الأستادار وَأخذ عني يَسِيرا وَحج غير مرّة وجاور وَقَرَأَ هُنَاكَ على التقي بن فَهد وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ مَعَ أمه وَهُوَ مرضع ابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان لما قدمُوا الْقَاهِرَة، وَكَذَا لَهُ ذكر فِي خَاله الصَّدْر أَحْمد، وداخل النَّاس كأبيه وناب فِي الْقَضَاء واختص بتمراز وتحدث عَنهُ فِي أَمَاكِن كالشيخونية وَكَذَا تكلم فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَكَانَ مَعَه خزن كتبهَا وَفِي غير ذَلِك، وَذكر بِحسن الْمُبَاشرَة وبالتودد والاحتشام فِي الْجُمْلَة. مَاتَ فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ يَوْم الْجُمُعَة سادس ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانِينَ عَن أَرْبَعِينَ سنة إِلَّا أَيَّامًا وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد حافل جدا وَدفن بتربتهم تجاه تربة النَّاصِر بن برقوق وَكثر الْبكاء عَلَيْهِ والتوجع لِأَبَوَيْهِ عوضهم الله الْجنَّة. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد صَلَاح الدّين أَبُو المحاسن بن الْجمال أبي السُّعُود بن الْبُرْهَان بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَأَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد، وَأمه ابْنة الْجمال أبي المكارم بن النَّجْم مُحَمَّد بن ظهيرة. ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ حادي عشري صفر سنة ثَمَانِينَ بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وَجل محافيظ أَبِيه الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع والأفيتين وَالتَّلْخِيص واشتغل على أَبِيه وَفهم وتيقظ وَسمع مني فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَبعدهَا أَشْيَاء ثمَّ قَرَأَ عَليّ فِي سنة سبع وَتِسْعين الشفا ومؤلفي فِي خَتمه ولازمني وَتوجه مَعَ أَبِيه قبل ذَلِك لزيارة الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَسمع على أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْفرج المراغي فِي الشفا وَغَيره وعَلى أم حَبِيبَة زَيْنَب ابْنة الشوبكي مَا سلف فِي أَخِيه الْبَهَاء أَحْمد وَأكْثر) عَن أَبِيه فِي الرِّوَايَة والدراية وزوجه سبطة عمته ابْنة الزيني عبد الباسط وَكَانَ المهم فِي أَوَائِل سنة سبع وَتِسْعين حافلا وتمرن فِي النَّحْو بالشمس الزعيفريني ولازم إِسْمَاعِيل بن أبي يزِيد فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على الوزيري وَحضر عَن أَبِيه فِي مشيخة الجمالية وَكَذَا خطب بجدة، وَهُوَ شَدِيد الْحيَاء زَائِد الْوَقار أَرْجُو فِيهِ الْخَيْر. مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو السعادات أَخُو الَّذِي قبله. ولد فِي لَيْلَة رَابِع عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأمه أم ولد حبشية. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن مُحَمَّد الشَّمْس بن الْبَدْر الْحِمصِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي سبط خطيب حمص ومدرسها الشَّمْس السُّبْكِيّ وَرُبمَا يُقَال لَهُ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد المحسن أسقط مُحَمَّد الثَّالِث من نسبه وَيعرف كسلفه

بِابْن العصياتي. ولد فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة بحمص وَنَشَأ بهَا فحفظ الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع وألفيتي الحَدِيث والنحو والمغنى لِابْنِ هِشَام، وَعرض على جده لأمه الْمشَار إِلَيْهِ واشتغل على أَبِيه وَغَيره بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا وتميز عَن أَبِيه فِي الْعَرَبيَّة بِحَيْثُ كَانَ يَقُول لوَلَده مَحْمُود الْآتِي إِنَّه يحفظ لسيبويه خَاصَّة خَمْسمِائَة شَاهد. وَلَقي شَيخنَا فِي سنة آمد فَقَرَأَ عَلَيْهِ وَأذن لَهُ وَسَأَلَهُ عَن ملك غَسَّان وَصَاحب رُومِية فَكتب لَهُ الْجَواب، وَتكلم على الْعَامَّة فِي التَّفْسِير من الْقُرْطُبِيّ وَغَيره. وَحج فِي سنة سبع وَأَرْبَعين، وزار بَيت الْمُقَدّس وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق عَن التقي ابْن قَاضِي شُهْبَة بل ولي قَضَاء بَلَده فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق وَقرر لَهُ على الجوالي راتبا فَلم يتَنَاوَلهُ بل استعفى عَن الْقَضَاء بعد يسير ودرس بِدِمَشْق وَغَيرهَا، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ التقي الْأَذْرَعِيّ والبدر بن قَاضِي شُهْبَة والنجم بن قَاضِي عجلون. مَاتَ فِي رَابِع عشري ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَخمسين بعد أَن أجَاز لي رَحمَه الله. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْعِزّ بن الطّيب الْحكمِي ايماني الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي. تفقه بِابْن عَمه أبي الْقسم غَالِبا وَسمع الحَدِيث وَبحث وَحصل ودرس وَأفْتى وَهُوَ فَقِيه خير مُحَقّق. ذكره الأهدل. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد الصارم زين العابدين الْمصْرِيّ الأَصْل ثمَّ الْعَدنِي الشَّافِعِي الضَّرِير أَبوهُ وَيعرف بِابْن النقانقي. كتب إِلَيّ من زبيد يطْلب الْإِجَازَة فَينْظر كِتَابه وَكتاب حفيد الأهدل بِسَبَبِهِ فِيهَا عِنْدِي.)

الجزء 9

1 - مُحَمَّد: بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الولوي أَبُو عبد الله بن أبي الْيمن الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ وَأمه أم كُلْثُوم ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن إِبْرَاهِيم بن الْبُرْهَان الطَّبَرِيّ /. سمع من أَبِيه وَعَمه وَابْن صديق وَغَيرهم وناب فِي الْإِمَامَة عَن أَبِيه حينا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة ذكره الفاسي. 2 - مُحَمَّد النَّجْم الطَّبَرِيّ /. شَقِيق الَّذِي قبله. 3 - مُحَمَّد أَبُو الْوَفَاء الطَّبَرِيّ أَخُو اللَّذين قبله /. أمه أم هَانِئ ابْنة أبي الْعَبَّاس ابْن عبد الْمُعْطِي. 4 - مُحَمَّد أَخُو الثَّلَاثَة قبله /، أمه فَاطِمَة ابْنة أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الْمصْرِيّ. 5 - مُحَمَّد أَخُو الْأَرْبَعَة قبله /. أمه غصون الحبشية فتاة لِأَبِيهِ. بيض الْأَرْبَعَة ابْن فَهد فلعلهم مَاتُوا صغَارًا. 6 - مُحَمَّد الزكي أَبُو الْخَيْر أَخُو الْخَمْسَة قبله /، أمه تفاحة الحبشية فتاة أَبِيه. سمع من الْجمال بن عبد الْمُعْطِي والقروي وَجَمَاعَة وَاسْتقر هُوَ وَأَخُوهُ عبد الْهَادِي فِي الْإِمَامَة بعد أَبِيهِمَا شركَة لِابْنِ عَمهمَا الرضي أبي السعادات مُحَمَّد الْآتِي بعده فَلم يلبث أَن قتل لَيْلًا خطأ ظَنّه بعض العسس لصا فَضَربهُ فصادف منيته، وَذَلِكَ فِي صفر سنة ثَلَاث عشرَة بِمَكَّة. تَرْجمهُ ابْن فَهد بِاخْتِصَار عَن هَذَا، وَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِبَعْضِه. 7 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الرضي أَبُو السعادات بن الْمُحب أبي البركات الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ / ابْن عَم الْأَوَّلين، وَأمه أم الْحسن فَاطِمَة ابْنة أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع بهَا على الجمالين مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن عبد الْمُعْطِي وَمُحَمّد بن عمر بن حبيب الْحلَبِي، وعنى بِحِفْظ الْقُرْآن وَالْفِقْه، وناب عَن أَبِيه فِي الْإِمَامَة فِي حَيَاة أَبِيه سِنِين ثمَّ نزل لَهُ أَبوهُ عَنْهَا قبل وَفَاته فشاركه فِيهَا عَمه أَبُو الْيمن مُحَمَّد وباشرها إِلَى أَن رغب عَن ذَلِك لِابْنِهِ الْمُحب مُحَمَّد. وَمَات فِي لَيْلَة مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ صَلَاة الصُّبْح وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي مطولا. 8 - مُحَمَّد الطَّبَرِيّ شَقِيق الَّذِي قبله /. سمع فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة مَعَ

أَبِيه على حَسَنَة ابْنه مُحَمَّد بن كَامِل الحسني. بيض لَهُ ابْن فَهد. 9 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الفاسي الشَّيْخ هبة. / مَاتَ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. 10 - مُحَمَّد بن الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن حسن المسيري الأَصْل الْمَكِّيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. قَرَأَ) فِي الْقُرْآن وكفلته أمه بعد أَبِيه وَسمع منى بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَبعدهَا. 11 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن صلح بن أَحْمد الصَّيْدَاوِيُّ الرِّفَاعِي وَيعرف بِابْن شيخ الرميلة. / مِمَّن سمع مني 12 - مُحَمَّد بن الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن الضياء مُحَمَّد بن التقي عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن الْحسن بن عبد الله بن أَحْمد بن مَيْمُون الْقَيْسِي الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي، / أمه سعدى المغربية مُسْتَوْلدَة الشهَاب بن ظهيرة أم وَلَده أبي عبد الله. سمع فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة من فَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن قَاسم الْحرَازِي بعض المصابيح، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ النشاوري وَابْن الميلق والعراقي والهيثمي والابناسي وَآخَرُونَ. مَاتَ بِمَكَّة قبل الثَّلَاثِينَ بعسر الْبَوْل والحصى مَعَ معالجته بأنواع. 13 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُحب بن الشَّمْس الْبكْرِيّ القاهري الشَّافِعِي السعودي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْعَطَّار. / اشْتغل وبرع فِي الْمِيقَات والفرائض والحساب وَأخذ عَنهُ غير وَاحِد، وتكسب كأبيه بِالشَّهَادَةِ عِنْد حَوْض ابْن هنس ثمَّ كتب بِأخرَة فِي ديوَان الْمَوَارِيث الحشرية وَلم يحصل على طائل. مَاتَ قريب الثَّمَانِينَ فِيمَا أَظن عَن بضع وَخمسين رَحمَه الله وإيانا. 14 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن اسمعيل بن دَاوُد الصَّدْر بن الشَّمْس بن الشهَاب الرُّومِي القاهري الْحَنَفِيّ / وَالِد الصَّدْر مُحَمَّد الْآتِي، وَسمي شَيخنَا وَالِده عبد الله وَهُوَ سهوبل عبد الله أَخ لصَاحب التَّرْجَمَة، قَالَ شَيخنَا فِي انبائه: نَاب فِي الحكم وَكَانَ حسن التودد ويتعمم دَائِما على أُذُنَيْهِ. مَاتَ سنة خمس وَعشْرين. 15 - مُحَمَّد تَقِيّ الدّين أَخُو الَّذِي قبله وَيعرف كسلفه بِابْن الرُّومِي /. 16 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن رسْلَان الْبَدْر أَبُو السعادات بن أوحد الدّين بن العجيمي البُلْقِينِيّ الأَصْل / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد بالمحلة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا، وَعرض على جمَاعَة كالأمين الأقصرائي والعز الْحَنْبَلِيّ واستقل بعد أَبِيه بِقَضَاء الْمحلة مَعَ صغر سنه وخلوه ثمَّ صرف بِابْن أبي عبيد وقتا وَعَاد على مَال مُقَرر بحملة وَكَانَت سيرته فِي الْعود أشبه مِنْهَا قبله فِيمَا قيل ثمَّ بَلغنِي عَنهُ كائنة قبيحة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين رسم عَلَيْهِ بِسَبَبِهَا على مَال وَقيل أَنَّهَا مفتعلة.) 15 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر الشَّمْس بن الشَّمْس الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي /

الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن الْأَشْقَر. مِمَّن سمع على شَيخنَا. 18 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر بن محَاسِن الشَّمْس البعلي الْمُؤَدب وَيعرف بِابْن الشحرور. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا وَسمع على عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الزعبوب وَمُحَمّد بن عَليّ اليونانية الصَّحِيح وعَلى حسن ابْن مَحْمُود بن بشر وَأحمد بن إِبْرَاهِيم بن بدر الألفي البعليين الْمِائَة انتقاء ابْن تَيْمِية مِنْهُ وعَلى مُوسَى بن ابراهيم أخي ثَانِيهمَا الأول من أمالي قَاضِي البيمارستان وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالحافظ ابْن مُوسَى ورفيقه الأبي فِي سنة خمس عشرَة وَكَانَ مؤدب الْأَطْفَال بِبَاب جَامع بعلبك، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن الشحرور أجَاز لابنتي رَابِعَة، وَذكره ابْن أبي عذيبة وَكَأَنَّهُ تَأَخّر إِلَى بعد الثَّلَاثِينَ. 19 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله بن أَحْمد بن مَيْمُون الْكَمَال أَبُو البركات بن الْجمال أبي عبد الله الْقَيْسِي الْقُسْطَلَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / ابْن أُخْت الْجمال المرشدي والماضي أَخُوهُ عَليّ وأبوهما وَيعرف كسلفه بِابْن الزين. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا وأسمع عَليّ بن صديق فِي آخر الْخَامِسَة أَشْيَاء وَكَذَا عَليّ الشهَاب بن مُثبت وَقَبله بأشهر عَليّ التقي عبد الرَّحْمَن الزبيرِي ثمَّ عَليّ الزين المراغي وَأبي الْحسن عَليّ بن مَسْعُود بن عبد الْمُعْطِي وَابْن سَلامَة والشمسين الشَّامي وَابْن الْجَزرِي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ الْعِرَاقِيّ والهيثمي والفرسيسي والجوهري وَالْمجد الشِّيرَازِيّ وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَجَمَاعَة، وَدخل الشَّام وناب فِي الْقَضَاء بهَا فِي سنة أَربع وَعشْرين حَسْبَمَا كَانَ يذكر عَن الشَّمْس الْأمَوِي الْمَالِكِي، وَكَذَا نَاب بِالْقَاهِرَةِ فِي الصالحية النجمية وَغَيرهَا عَن الْبِسَاطِيّ فِي سنة ثَلَاثِينَ بل أذن لَهُ السُّلْطَان فِي الْقَضَاء بِمَكَّة قبل ذَلِك فِي آخر سنة سِتّ وَعشْرين بعناية السراج الحسباني حِين كَانَ التقى الفاسي قاضيها وَعز ذَلِك عَلَيْهِ، وَلم يزل يستميله حَتَّى عزل نَفسه فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا واستنابه هُوَ فِي أواخره وَالْتزم لَهُ بِمِائَة أفلوري إِن عَزله فباشر حِينَئِذٍ النِّيَابَة عَنهُ بصولة ومهابة وعفة ونزاهة وَحُرْمَة وافرة فَأقبل النَّاس عَلَيْهِ وأعرضوا عَن مستنيبه فعز عَلَيْهِ ذَلِك أَيْضا وراسله فِي أثْنَاء رَجَب السّنة) الَّتِي تَلِيهَا بقوله قد منعتك منعا لأختبرك بِهِ فَكَانَ ذَلِك حَامِلا لَهُ على توجهه إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ سَعْيه حَتَّى صرف بِهِ التقي فِي آخر سنة ثَمَان وَعشْرين بل وَورد مَعَه مرسوم بالكشف عَمَّا أنهاه من كَون التقى أعمى وَكَانَ التقى حِينَئِذٍ بِالْيمن وَحين حُضُوره

وَذَلِكَ فِي أَيَّام الْمَوْسِم وبلوغه ذَلِك اختفى فَحِينَئِذٍ استدعى أَمِير الْحَاج بالكمال وَألبسهُ الخلعة وَقُرِئَ توقيعه فِي يَوْم الْعِيد بوادي منى، وَاسْتمرّ إِلَى أَن أُعِيد التقى فِي أثْنَاء الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ أُعِيد هَذَا فِي أَوَائِل سنة ثَلَاثِينَ وَاسْتمرّ إِلَى أثْنَاء سنة أَربع وتكرر صرفه بعد ذَلِك مرَّتَيْنِ بِأبي عبد الله النويري وَمرَّة بالمحيوي عبد الْقَادِر. وَمَات قَاضِيا فِي ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ. وَهُوَ من سمع بِالْقَاهِرَةِ على شَيخنَا فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَقبل ذَلِك بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على أبي الْفَتْح المراغي، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء حملت عَنهُ أَشْيَاء. وَكَانَ صَارِمًا فِي الْأَحْكَام دربا بهَا عبل الْبدن ثقيل الْحَرَكَة لذَلِك. لَكِن صَار صرف التقي بِهِ من المصائب وَلذَلِك كتب شَيخنَا فِيمَا بَلغنِي للْملك الْأَشْرَف برسباي مَا نَصه إِن ولَايَته مَعَ وجوده من الإلحاح فِي حرم الله. عَفا الله عَنهُ وإيانا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْخَيْر بن حسن ابْن الزين مُحَمَّد /. جمَاعَة إخْوَة. يجيئون فِيمَن جدهم أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسن. 20 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن الْمُحب ابْن الشَّمْس بن الشهَاب المغربي الأَصْل الْمَقْدِسِي الْمَالِكِي / خَال الْكَمَال بن أبي شرِيف والماضي أَبوهُ وجده وَأَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن عوجان. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَانِي رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ عَن خمس وَأَرْبَعين سنة. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الشحرور. / مضى قَرِيبا فِيمَن جده أَحْمد بن جَعْفَر بن محَاسِن. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَغِير الطَّبِيب /. مِمَّن عرض عَلَيْهِ الْكَمَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن صَغِير سنة سِتّ عشرَة، وَسَيَأْتِي فِيمَن جده عبد الله بن أَحْمد. 21 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن طوق الْبَدْر أَو الشَّمْس بن الْجمال الطواويسي الْكَاتِب /. ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأسمع عَليّ زَيْنَب ابْنة ابْن الخباز والبهاء عَليّ بن الْعِزّ عمر الْمَقْدِسِي وَفَاطِمَة ابْنة الْعزو وَغَيرهم وَكَذَا سمع الْكثير من أَصْحَاب الْفَخر بن البُخَارِيّ بعناية زوج أُخْته الْحَافِظ الشَّمْس الْحُسَيْنِي، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وَكَانَ يُبَاشر ديوَان الأسرى والأسوار مَشْهُورا بالكفاءة فِي ذَلِك. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز لي فِي سنة سبع وَتِسْعين. وَمَات فِي) سَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى. وَذكره فِي أنبائه أَيْضا، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. 22 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أَبُو السُّعُود بن أبي الْفضل بن الشهَاب الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة، / وَأمه خَدِيجَة ابْنة أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم الْحرَازِي. حفظ الْقُرْآن وكتبا وَحضر دروس ابْن عَمه الْجمال بن ظهيرة وَسمع ابْن صديق والشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي بِمَكَّة وَمَرْيَم

الاذرعية بِالْقَاهِرَةِ وَأَجَازَ لَهُ النشاوري والصدر الياسوفي وَابْن الذَّهَبِيّ وَابْن العلائي وَابْن عوض وَابْن دَاوُد الْمَقْدِسِي وَغَيرهم. وَمَات فِي سنة اثْنَتَيْنِ عَن عشْرين سنة أَو نَحْوهَا. 23 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن بدر بن مفرح بن بدر الرضي بن الشَّيْخ رَضِي الدّين الْغَزِّي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / من نوابهم وَهُوَ المرافع فِي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْمُعْتَمد الْمَاضِي فِي سنة خمس وَتِسْعين وأنبأ عَن سقطاته ومساهلته الدَّالَّة على خفته وجنونه وَمَعَ ذَلِك فَلم يخلص الْمشَار إِلَيْهِ إِلَّا فِي أثْنَاء سنة سبع وَتِسْعين وقاسي ذلا توجعنا لَهُ بِسَبَبِهِ. 24 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي بن مكي بن طراد ابْن حسن الْجمال أَبُو الْفضل بن الْجمال أبي عبد الله الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْمَكِّيّ. / سمع من أَبِيه والعز بن جمَاعَة وَالْحسن بن عبد الْعَزِيز الْأنْصَارِيّ وَالْجمال الأميوطي وَأَجَازَ لَهُ ابْن قواليح والكمال بن حبيب وَأَخُوهُ الْبَدْر وَالصَّلَاح بن أبي عَمْرو ابْن النَّجْم وَابْن الهبل وَابْن أميلة وَغَيرهم، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالتقي بن فَهد وَكَذَا الْمُوفق الأبي فِي سنة إِحْدَى عشرَة. وَمَات فِي الَّتِي بعْدهَا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد الزفتاوي. / هَكَذَا رَأَيْت من سَاق نسبه وَأحمد الأول زِيَادَة، وَسَيَأْتِي فِي مَحَله. 25 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الشَّمْس أَبُو الْفَتْح بن الْمُؤَذّن الْأَزْهَرِي الرسام نزيل الغنامية. / مِمَّن قَرَأَ على فِي البُخَارِيّ وَغَيره، ولازمني مُدَّة بعقل وَسُكُون وتميز فِي صناعته وَنَحْوهَا كالتجليد والتهذيب وَالْكِتَابَة وَعمل المزهرات وقص الْوَرق ولصق الصيني وَغير ذَلِك مَعَ عقل ودربة. وصنف صَحَائِف التَّصْحِيف ولطائف التحريف نظما ونثرا ومقامة سَمَّاهَا لطف الصَّمد فِي كشف الرمد والدرة المنيرة فِي مناظرة الجسر والجزيرة، وَشرع فِي بديعية الْتزم أَن تكون الشواهد على الْأَنْوَاع من كَلَام من عاصره أَو من عاصره، وقف الْجَوْجَرِيّ على مقدمته وَعظم وقعه عِنْده، وَهُوَ من نظم فِي كائنه البقاعي فِي أبن الفارض أبياتا ضمنهَا) بعض أَبْيَات التائية كَانَ من قَوْله فِيهَا: (وَإِنِّي مَعَ التَّلْوِيح مَعَ هجو ناقد ... غَنِي عَن التَّصْرِيح للمتعنت) (وهجو البقاعي لست أرضاه فخرة ... لدي فأغنى من سراب بقيعة) (فَإِنِّي تركت الهجو فِيهِ وَغَيره ... وأعددت أَحْوَال الْإِرَادَة عدتي) إِلَى آخر كَلَامه الَّذِي كَانَ الْوَقْت فِي غنية عَمَّا صدر من الْفَرِيقَيْنِ. وَهُوَ الْقَائِم برسم برقع الْكَعْبَة وَالْمقَام من سنة خمس وَثَمَانِينَ إِلَى الْآن بِحَيْثُ انْفَرد بالكيفية الَّتِي يمشي عَلَيْهَا فِيهَا، وَكتب إِلَى السُّلْطَان أبياتا محركة لَهُ لِلْأَمْرِ بحجه لكَونه لم يحجّ فَكَانَ مِنْهَا

(فعشر سِنِين لي رسام ليلى ... وَلم أرها وَلَا طيف العشى) وَقد قَرَأَ على كثيرا فِي البُخَارِيّ وَغَيره وامتدحني بِأَبْيَات. ومولده تَقْرِيبًا فِي سنة سبع وَخمسين بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن وكتبا، واشتغل عِنْد الشهَاب الصَّيْرَفِي والديمي وَقَرَأَ فِي النَّحْو على الْبُحَيْرِي الْمَالِكِي وَكتب على الْجمال الهيتي. وَمن محَاسِن نظمه مِمَّا سمعته مِنْهُ: (تلقت أكف الْكَرم من لُؤْلُؤ الندى ... نفائس حب نظمته عناقيدا) (وَجَاء حَكِيم حلهَا وأعانها ... حبابا طفا فِي جَوْهَر الكأس معقودا.) 26 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الشَّمْس المرداوي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن القباقبي. / سمع فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة من الْعِمَاد أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد الْمَقْدِسِي أَجزَاء وَمن الْجمال يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الله المرداوي جُزْءا، وَحدث. سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالحافظ ابْن مُوسَى وَوَصفه بالشيخ الصَّالح الإِمَام الْعَالم وَمَعَهُ الْمُوفق الأبي فِي سنة خمس عشرَة، ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لأولادي. 27 - مُحَمَّد الْمَدْعُو شمس الدّين بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام الخنجي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. / ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ بخنج وارتحل بعد بُلُوغه إِلَى شيراز فاشتعل بِالصرْفِ والنحو والمعاني وَغَيرهَا على جمَاعَة أَجلهم الْمولى أَبُو يزِيد الدواني حَتَّى شَارك وَرجع لبلده فَأَقَامَ بهَا إِلَى بعد الثَّمَانِينَ ثمَّ سَافر لمَكَّة فحج وقطنها وزار الْمَدِينَة وَاجْتمعَ بِي مَكَّة فِي الْمُجَاورَة الرَّابِعَة فَقَرَأَ عَليّ فِي الْحصن الْحصين والمشكاة وَسمع غَيره ثمَّ لازمني فِي الَّتِي بعْدهَا حَتَّى سمع صَحِيح مُسلم وَأَشْيَاء وَكتب بعض التصانيفي، وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسه وَصفته فِيهَا بالشيخ الْفَاضِل الأوحد الْكَامِل الْعَلامَة الفهامة المفنن المزين المتوجه للسلوك) والأنجماع والموجه لما يُرْجَى لَهُ بِهِ الِانْتِفَاع لطف الله بِهِ إِقَامَته وسفره وَصرف عَنهُ كل كدر موصل لضرره، وَلزِمَ عبد الْمُعْطِي حَتَّى أَخذ عَنهُ العوارف وَغَيره كالأحياء وَهُوَ مَعَ فضيلته فَقير قَانِع سالك متجرد حسن الْخط وَرُبمَا تكسب بذلك، وَذكر لي أَن أَبَاهُ كَانَ عَالما وَأَنه ينتمي لإِبْرَاهِيم الخنجي مُحدث شراز بِقرَابَة وَنعم الرجل. 28 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عُثْمَان الْمُحب أَبُو الْيمن بن الْبَدْر الْأنْصَارِيّ الأبياري الأَصْل القاهري الصَّالِحِي الشَّافِعِي / وَالِد عبد الْعَزِيز وأخو عبد الرَّحْمَن وَأحمد وَغَيرهمَا مِمَّن ذكر فِي مَحَله، وَيعرف بِابْن الْأَمَانَة. ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر جُمَادَى الأولى سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بالصالحية وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتلا فِيهِ

عَليّ يُونُس المزين وَأخذ عَن أَبِيه والْعَلَاء القلقشندي، وَسمع من شَيخنَا وَغَيره كَابْن الْجَزرِي، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وتميز فِي الْفِقْه ودرس بأماكن وَرُبمَا كتب على الْفَتْوَى، وناب بِأخرَة فِي الْقَضَاء وَمَا حمدت لَهُ ذَلِك سِيمَا وَهُوَ منجمع عَن النَّاس مديم للمطالعة والتودد. وكتبت عَنهُ فِي المعجم جَوَابا منظوما. 29 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الشَّمْس اللَّخْمِيّ السنتراوي الأَصْل القاهري / ابْن عَم جِهَة شَيخنَا، مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ وَسمع عَلَيْهِ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ والبساطي وَأبي الْقسم النويري سمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة الْمُحب الطَّبَرِيّ الإِمَام فِي مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وأبن إِمَام الكاملية سمع عَلَيْهِ شَرحه للبيضاوي وَأبي الْفضل المشدالي سمع عَلَيْهِ الْعَضُد وَعنهُ أَخذ فِي الْمنطق والهندسة وَالْكَلَام، وَكَانَ دُخُوله الْقَاهِرَة فِي أثْنَاء سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسمع بهَا من شَيخنَا وناصر الدّين الفاقوسي وَسمع بِمَكَّة عَليّ أبي الْفَتْح المراغي، وَكَانَ فَاضلا خيرا منجمعا غَالِبا. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع رَمَضَان سنة سِتّ وَسبعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد وَوَصفه فِي طبقَة بِالْإِمَامِ الْعَالم وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله. 30 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله بن عُثْمَان الْجمال الْهِلَالِي البلبيسي ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَيعرف بِابْن النّحاس. / ولد فِي شَوَّال سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة ببلبيس وَقدم مَعَ أَبَوَيْهِ لمَكَّة قبل إكماله سنة فأرضعته السيدة زَيْنَب ابْنة القَاضِي أبي الْفضل النويري فَلَمَّا ترعرع لزم خدمتها وخدمة زَوجهَا الْجمال بن ظهيرة ثمَّ وَلَده الْمُحب وَعرف بِهِ وتزايد اخْتِصَاصه بِهِ، وتأثل دنيا بِالتِّجَارَة وَغَيرهَا واستفاد عقارا ونقدا وعروضا. وَمَات فِي عصر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن عشري ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد) الصُّبْح من الْغَد وَدفن بالمعلاة، وَقد سمع من الزين المراغي وَالْقَاضِي الزين عبد الرَّحْمَن الزرندي ورقية ابْنة ابْن مزروع بِالْمَدِينَةِ وَمن مخدومته زَيْنَب وَزوجهَا الْجمال بِمَكَّة عَفا الله عَنهُ. 31 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله نَاصِر الدّين أَبُو الْفضل بن الْعَلَاء القاهري الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي وَلَده الْجلَال مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الردادي وَهُوَ بكنيته أشهر. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل قَلِيلا وَقَرَأَ على السراج

قاري الْهِدَايَة وَابْن مهنا، وَسمع من شَيخنَا وَغَيره، وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَمَعَهُ وَلَده، وناب فِي الْقَضَاء دهرا تجملا واشتغل بِالتِّجَارَة وَذكر بمزيد الثروة مَعَ توَسط الْمَعيشَة وَأقَام مِنْبَر جَامع الغمرى أول مَا جدد وكرسيا للْقِرَاءَة وَرُبمَا ساعد فِيهِ لمجاورته لَهُ. مَاتَ فِي خَامِس شَوَّال سنة سِتِّينَ عَن أَزِيد من سبعين سنة وَدفن بتربة سودون المغربي تجاه تربة كوكاى رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 32 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين أَبُو الْيُسْر / أَخُو الَّذِي قبله. ولد فِي ثامن عشر شَوَّال سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والكنز والمنظومة للنسفي وشذور الذَّهَب وَغَيرهَا، وَعرض فِي سنة اثْنَتَيْنِ فَمَا بعْدهَا على خلق مِنْهُم الزين الْعِرَاقِيّ والدميري وَابْن خلدون وَنصر الله بن أَحْمد الْبَغْدَادِيّ ولازم قاري الْهِدَايَة وَمِمَّا بحثة عَلَيْهِ الْكَنْز، وَقَالَ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة أَنَّهَا قِرَاءَة تفهم وَبحث دلّت على جودة قريحته وأهليته للإفادة. وَكَذَا اشْتغل على غَيره وتميز، وَرَأَيْت لَهُ حَوَاشِي على الْهِدَايَة متقنة مَعَ تَصْحِيحه للْأَصْل بِخَط جيد، وناب فِي الْقَضَاء وَلكنه لم يعمر بل مَاتَ فِي لَيْلَة السبت ثَالِث ربيع الأول سنة تسع عشرَة قبل أَن يتكهل وَقَالَ لي الْجلَال ابْن أَخِيه أَنه مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه فِي طاعون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، وَمَا تقدم أصح، ووفاة أَبِيه سنة ثَمَان وَدفن بتربة الْعَلَاء التزمنتي بِالْقربِ من جَامع آل ملك عِنْد أَبِيه رَحمَه الله وإيانا. 33 - مُحَمَّد الشّرف أَخُو اللَّذين قبله. / مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ عَن أَزِيد من سبعين سنة، وَهُوَ مِمَّن سمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية عَفا الله عَنهُ وإيانا. 34 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد / وَاخْتلف فِيمَن بعده فَقيل عِيسَى بن عمر بن أبي بكر وَقيل عمر بن عِيسَى بن مُحَمَّد وَكِلَاهُمَا قرأته بِخَط شيخناالشمس السمنودي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد المحمدين الْبَهَاء والمحب الآتيين وَيعرف بِابْن الْقطَّان حِرْفَة أَبِيه وأخيه. ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ يذكر أَن أَصله كناني وحبب إِلَيْهِ الْعلم فَأخذ الْفِقْه عَن السراج بن الملقن وعلق) عَنهُ قَدِيما شَرحه على الْحَاوِي وَكَذَا فِيمَا أَظن عَن الْوَلِيّ الملوي والأصلين والجدل وطنا الْفِقْه أَيْضا عَن الْعِمَاد الأسنوي وَحضر دروس الْبَهَاء أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَولده الْبَدْر والعربية والقراآت عَن الشَّمْس بن الصَّائِغ والبهاء بن عقيل وَبحث الشاطبية على أَولهمَا وَعَن ثَانِيهمَا أَخذ قِطْعَة من تَفْسِيره الَّذِي انْتهى فِيهِ إِلَى آخر الْمَائِدَة وَفِي الْأُصُول أَيْضا وَفِي الْفِقْه وَغير ذَلِك وخدمه وزوجه ابْنة لَهُ من جَارِيَة، فِي آخَرين فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: وَمهر فِي فنون كَثِيرَة وَلم يكن لَهُ بِالْحَدِيثِ

عناية، وَقد حدث بِصَحِيح مُسلم عَن الصّلاح البلبيسي سمعناه عَلَيْهِ وَكَانَ يُمكنهُ أَن يسمعهُ من القلانسي بل وَمن أبن عبد الْهَادِي مَعَ أَنه كَانَ يذكر أَنه سمع كثيرا وَلَكِن لم يضبطه، وَقد لَازم السماع مَعنا من الطرز ووالفرسيسي والشهاب الْجَوْهَرِي وَغَيرهم من شُيُوخنَا قلت بل سمع من شَيخنَا تَرْجَمَة البُخَارِيّ وَمن تأليفه قَالَ وَكَانَ لَهُ اخْتِصَاص بِأبي فأسند إِلَيْهِ وَصيته فَلم نحمد تصرفه، وناب فِي الحكم أخيرا وتهالك عَلَيْهِ، ودرس بالشيخونية فِي القراآت سنة اثْنَتَيْ عشرَة، وصنف كتابا فِي القراآت السَّبع سَمَّاهُ السهل سَمِعت مِنْهُ بعضه وكتابا فِي الْفَرَائِض والحساب يَعْنِي والهندسة سَمَّاهُ جمع الشمل سَمِعت عَلَيْهِ مِنْهُ دروسا وقرأت عَلَيْهِ فِي الْحَاوِي الصَّغِير كثيرا فِي الِابْتِدَاء، وَقَالَ فِي الأنباء أَنه سكن مصر ودرس وَأفْتى وصنف وَكَانَ ماهرا فِي القراآت والعربية والحساب انْتهى. وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ القراآت الصَّدْر مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السفطي الْآتِي وَأَبُو بكر الضَّرِير وَكَانَ يرجحه فِي الْفَنّ على سَائِر شُيُوخه فِيهِ وَقَالَ لي حفيده الْبَدْر أَنه وقف على مُؤَلفه السهل وَهُوَ فِي مُجَلد وَأَنه بَسطه فِي مجلدين وَسَماهُ بسط السهل وَأَنه ذيل على الطَّبَقَات للاسنوي وَشرح ألفية ابْن ملك فِي أَزِيد من أَربع مجلدات وَكتب على مُخْتَصر الْمُزنِيّ شرحا سَمَّاهُ المشرب الهني وَوجد لَهُ من التَّفْسِير شَيْء وَرَأَيْت بَعضهم نسب إِلَيْهِ هادي الطَّرِيقَيْنِ فِي أصُول الْفِقْه وَأَنه وقف على أَوله وَكَذَا نسب إِلَيْهِ قَوْله: (ترَاهُ إِذا مَا جِئْته متهللا ... كَأَنَّك معطيه الَّذِي أَنْت سائله) (فَلَو لم يكن فِي كَفه غير نَفسه ... لجاد بهَا فليتق الله سائله) فَالله أعلم، وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه بَاشر عدَّة وظائف مِنْهَا مشيخة القراآت، وَذكره التقي بن قَاضِي شُبْهَة فِي طبقاته. مَاتَ فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة ثَلَاث عشرَة. كَذَا أرخه شَيخنَا فِي أنبائه وَأما فِي المعجم فَقَالَ فِي سَابِع عشر رَمَضَان، وَقَالَ المقريزي فِي أول شَوَّال، قَالَ وَكَانَ من أَعْيَان) الْفُقَهَاء النُّحَاة الْقُرَّاء، وَلكنه فِي عقوده قَالَ فِي سَابِع عشر رَمَضَان، قَالَ وَمهر فِي فنون عديدة من فقه وَنَحْو وقراآت وَغَيرهَا وَلم يكن لَهُ عناية بِالْحَدِيثِ وَلَا شهرة بديانة لَا يزَال دنسا وَفِي عِبَارَته لكنه وعامية وَلم نزل نعرفه ويتردد إِلَى ويحدثني عَن جدي رَحمَه الله. 35 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد الرضي أَبُو حَامِد بن النُّور الفيشي الأَصْل /

الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبُو يعرف كسلفه بالحناوي. مِمَّن سمع مني هُنَاكَ وَعرض عَليّ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ثَمَانِيَة كتب وكتبت لَهُ ثمَّ أَنه قَرَأَ على بعد فِي شرحي للألفية دروسا وَحضر عِنْد الْمَالِكِي وَغَيره وتدرب بِأَبِيهِ فِي التوقيع وَقَرَأَ على بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة حِين كُنَّا بهَا فِي أثْنَاء سنة ثَمَان وَتِسْعين غَالب الشفا. 36 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَقيل عبد الله بدل أَحْمد وَاقْتصر بَعضهم على مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الشَّمْس أَبُو عبد الله القاهري الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ وَيعرف بِابْن الزراتيتي نسبه لقرية من قرى مصر وبابن الغزولي وَلكنه بِالْأولِ أَكثر. / ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة واشتغل بالعلوم وعني بالقراآت من سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وهلم جرا فَكَانَ من شُيُوخه فِيهَا السَّيْف أَبُو بكر بن الجندي والشرف مُوسَى الضَّرِير وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي والتقى الْبَغْدَادِيّ والتنوخي وَابْن القاصح، وَسمع الْخَتْم من سيرة ابْن هِشَام عَليّ ابْن نباتة وَفضل الْخَيل للدمياطي على الحراوي وَالصَّحِيح عَليّ الصَّدْر بن الْعَلَاء بن مَنْصُور الْحَنَفِيّ وَكَانَ ضَابِط الْأَسْمَاء فِيهِ وَكَذَا سمع عَليّ الْعِزّ أبي الْيمن بن الكويك وَابْنَة الشّرف وَجُوَيْرِية الهكارية والمطرز والتنوخي وَابْن الشيخة والحلاوي والسويداوي والتقي الدجوي وَالْجمال الرَّشِيدِيّ والشهاب الْجَوْهَرِي وَابْن أبي زبا وَالشَّمْس المنصفي الْحَنْبَلِيّ وَخلق، وارتحل فِي سنة سِتّ وَسبعين إِلَى حلب فَسمع بهَا وبحمص وحماة ودمشق وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه فِي الرحلة الزين عمر بن عَليّ بن عمر البقاعي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْكَرم الْمُحْتَسب والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الصَّيْرَفِي وسُويد بن مُحَمَّد بن سُوَيْد الرزاز وَعلي بن أَحْمد بن عَليّ بن قُصُور وَعلي بن عمر بن عبد الله الْعَطَّار وَأَبُو عمر أَحْمد بن عَليّ بن عنان وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن خَلِيل بن البحشور وَالْأَرْبَعَة حمويون والكمال أَبُو حَفْص عمر بن التقي ابراهيم بن العجمي والْعَلَاء أَبُو الْحسن عَليّ بن أبي الْفَتْح المعري والكمال والبدر ابْنا ابْن حبيب والشهاب ابْن المرحل وَالشَّمْس أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْبَاقِي وَالْجمال بن) العديم وَالشَّمْس أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن طَلْحَة بن يُوسُف والشهاب أَحْمد بن قطلو والزين عبد الله بن عَليّ ابْن الزين عبد الْملك بن العجمي والْعَلَاء طيبغا عَتيق الْعَلَاء بن الْكُمَيْت والصارم إِبْرَاهِيم بن بلبان والعز أَبُو الثَّنَاء مَحْمُود بن فَهد الحلبيون. ورافق فِي كثير من مسموعه الْجمال بن ظهيرة وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والبرهان الْحلَبِي ثمَّ شَيخنَا. وَمن شُيُوخه بِمَكَّة النشاوري والأميوطي، وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَأحمد بن عبد الْكَرِيم ويوسف بن عبد الله الحبال وَعبد الْوَهَّاب السلار وَآخَرُونَ، وتميز فِي

القراآت وتصدى لنشرها وانتفع بِهِ الْأَئِمَّة فِيهَا وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ بهَا فِي الديار المصرية ورحل اليه من الأقطار وتزاحم عَلَيْهِ الطّلبَة وتصدر تلاميذه فِي حَيَاته وَأم بِجَامِع الْملك ثمَّ بالبرقوقية بل ولى مشيخة الْقُرَّاء بهَا. وَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا الزين رضوَان وَوَصفه بِالْإِمَامِ الْمُقْرِئ الْمُحدث الرّحال المكثر من الْقِرَاءَة وَالسَّمَاع وَكَذَا حدث بالكثير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ ابْن مُوسَى الْحَافِظ ورفيقه الْمُوفق الأبي، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه سمع من لَفظه حَدِيثا وَاحِدًا من هِلَال الحفار يَعْنِي الَّذِي أودعهُ فِي متبايناته، وَأكْثر النَّاس عَنهُ بِأخرَة، وأضر قبل مَوته بسنوات وَأَجَازَ جمَاعَة فِي القراآت، وَقَالَ فِي إنبائه: اشْتهر بِالدّينِ وَالْخَيْر وَسمع مَعنا الْكثير وَسمعت مِنْهُ شَيْئا يَسِيرا ثمَّ أقبل عَلَيْهِ الطّلبَة بِأخرَة فَأخذُوا عَنهُ القراآت ولازموه وَختم عَلَيْهِ جمع جم وَأَجَازَ لجَماعَة وَأَجَازَ رِوَايَة مروياته لأولادي وَنعم الرجل كَانَ، وَكَذَا قَالَ غير وَاحِد أَنه كَانَ رجلا صَالحا صيتًا حسن الْأَدَاء إِلَى الْغَايَة، وَقَالَ المقريزي صحبناه بِمَكَّة ثمَّ تردد إِلَى بِالْقَاهِرَةِ وَكنت أَثِق بديانته وَنعم الرجل. مَاتَ فِي ظهر يَوْم الْخَمِيس سادس جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَعشْرين بِالْقَاهِرَةِ وَدفن خَارج بَاب النَّصْر بِالْقربِ من مدرسة ابْن الْحَاجِب رَحمَه الله وإيانا. 37 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو عبد الله الريمي الْيَمَانِيّ. / مِمَّن سمع منى بِمَكَّة. 38 - مُحَمَّد بن عَليّ مُحَمَّد بن أبي بكر بن اسمعيل بن عَليّ بن المهلهل بن النبيه تَاج الدّين المَخْزُومِي المغربي ثمَّ الْحِجَازِي الفوي القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالقلانسي. / ولد فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَعشْرين ثَمَانمِائَة بِقُوَّة وَنَشَأ بهَا ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن عِنْد التَّاج الاخميمي وبقوة عِنْد الشهَاب المتيجي وَحفظ الْعُمْدَة وألفية ابْن ملك والملحة والرحبية وغالب الْحَاوِي وَغَيرهَا وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الْبَدْر النسابة والبرهان الكركي) وَالْعلم البُلْقِينِيّ يَسِيرا وَفِي الْعَرَبيَّة على الحناوي وَابْن المجدي وَغَيرهمَا، وجود الْخَلْط عِنْد ابْن الصَّائِغ وَابْن حجاج وتدرب فِي الْمُبَاشرَة بالصلاح بن نصر الله، وناب عَن قراقجا الحسني أَمِير آخور فِي الْأَوْقَاف الَّتِي تَحت نظره لكَونه كَانَ شَاهد ديوانه وموقعا عِنْده وَكَذَا تكلم للخاص فِي نظر الْوَجْه البحري بل اسْتَقر فِي نظر الأسطبل السلطاني فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأقَام فِيهِ مُدَّة ثمَّ انْفَصل عَنهُ بشمس الدّين الملقب بالوزة وتضعضع حَاله بِسَبَبِهِ وَتحمل ديونا كَثِيرَة لم يزل مُتَأَخِّرًا بِسَبَبِهَا حَتَّى مَاتَ. وَكَانَ ذكيا بارعا فِي الْأَدَب مشاركا فِي كثير من الْفَضَائِل مَعَ الْكَرم وَحسن الشكالة والمحاضر والتواضع والتودد

والبشاشة، وَله مجاميع لَطِيفَة مِنْهَا جود القريحة ببذل النَّصِيحَة فِي مُجَلد لطيف والنصيحة الفاخر لمتبع الفئة الفاخرة فِي ثلثمِائة بَيت وروضة الأديب نزهة الأريب فِي مجلدين وَاخْتصرَ حلبة الْكُمَيْت وَسَماهُ المنعش وقرضه لَهُ شهَاب الْحِجَازِي، لَقيته بفوة فَكتبت عَنهُ أَشْيَاء أودعت فِي معجمي مَا تيَسّر مِنْهَا، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 39 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْجمال أَبُو المحاسن بن النُّور الْقرشِي الْعَبدَرِي الْمَكِّيّ قاضيها الشَّافِعِي الشيبي. / ولد فِي رَمَضَان سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع من القَاضِي عَليّ النويري الاكتفا بفوت وَمن الْجمال الاميوطي بعض السِّيرَة لِابْنِ سيد النَّاس وَمن ابْن صديق الصَّحِيح وَأَجَازَ لَهُ النشاوري والصدر الْمَنَاوِيّ والتنوخي والبرهان بن فَرِحُونَ والزين الْعِرَاقِيّ وَالْعلم سُلَيْمَان السقاء وَمَرْيَم الأذرعية فِي آخَرين وتفقه بالجمال بن ظهيرة وَغَيره، واشتغل فِي فنون ونظم الشّعْر الْحسن وتمهر فِي الْأَدَب وَكتب بِخَطِّهِ فِيهِ الْكثير وتوغل فِي الأعتناء بِهِ وَصرف أوقاته لَهُ حَتَّى كَانَ لَا يعرف إِلَّا بِهِ وَجمع فِيهِ كتاب قلب الْقلب فِيمَا لَا يَسْتَحِيل بالانعكاس فِي ثَلَاث مجلدات وتمثال الْأَمْثَال فِي مجلدين وَطيب الْحَيَاة فِي مُجَلد ذيل بِهِ عَليّ حَيَاة الْحَيَوَان للدميري مَعَ اخْتِصَار الأَصْل وَغير ذَلِك كبديع الْجمال بل شرح الْحَاوِي الصَّغِير وَعمل اللطف فِي الْقَضَاء، وَدخل بِلَاد الشرق وبلاد الْيمن وَأقَام بهَا مُدَّة ورزق من ملكهَا النَّاصِر الْحَظ الوافر، وَكَانَ لطيف المحاضرة والمحادثة لَا تمل مُجَالَسَته وَولى سدانة الْكَعْبَة بعد قَرِيبه مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي رَاجِح سنة سبع وَعشْرين فحمدت سيرته ثمَّ قَضَاء مَكَّة وَنظر الْحرم فِي وسط سنة ثَلَاثِينَ لما دخل الْقَاهِرَة عوضا عَن أبي السعادات ابْن ظهيرة وَأبي الْبَقَاء بن الضياء فحمدت سيرته وَمَا نَهَضَ الْمُنْفَصِل لاستمالة) أحد على عوده سِيمَا وَقد اختلى صَاحب التَّرْجَمَة بالزيني عبد الباسط دَاخل الْبَيْت وتهدده بالتوجيه فِيهِ للدُّعَاء عَلَيْهِ إِن ساعده، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه بعدا ثنائه على سيرته: وَلم يكن يعاب إِلَّا بِمَا يَرْمِي بِهِ من تنَاول لبن الخشخاش وَأَن تصانيفه لَطِيفَة، وَأورد من نظمه قَوْله فِي الْجلَال البُلْقِينِيّ لما أُعِيد بعد الْهَرَوِيّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين: (عود الإِمَام لَدَى الْأَنَام كعيدهم ... بل عود لَا عيد عَاد مِثَاله) (أجلى جلال الدّين عَنَّا غمَّة ... زَالَت بعون الله جلّ جَلَاله) وَذكره التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته وَوَصفه بِالْقَاضِي الْعَالم وَخَالف فِي مولده فأرخه سنة ثَمَان وَسبعين وحجابة الْبَيْت ثَمَان وَعشْرين وَقَالَ أَنه اشْتغل بِالْعلمِ

وَأخذ عَن مَشَايِخ ذَلِك الْوَقْت بِمصْر وَالشَّام وَغَيرهمَا وَأثْنى على سيرته فِي الْقَضَاء وان كِتَابه الْأَمْثَال صنفه للناصر صَاحب الْيمن وَأَنه صنف فِي آخر عمره فِي أَحْكَام الْقَضَاء كتابا سَمَّاهُ اللطف فِي الْقَضَاء فِي مجاميع كَثِيرَة مِنْهَا تَعْلِيق على الْحَاوِي وحوادث زَمَانه وَأَنه رَحل إِلَى شيراز وبغداد. وَقَالَ غَيره كَانَ فَاضلا دينا خيرا سَاكِنا عَاقِلا كَرِيمًا متواضعا بارعا فِي الأدبيات تصانيفه دَالَّة لفضله واتساع باله، كل ذَلِك مَعَ حسن الشكالة والسمت والشيبة النيرة وأبهة الْعلم وملازمة الطيلسان. وَمِمَّنْ أثنى عَلَيْهِ المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا حَيْثُ قَالَ. وَكَانَ مشكور السِّيرَة صحبته فِي مجاورتي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَهُوَ قَاض فَنعم الرجل. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشري ربيع الأول على الْمُعْتَمد وَمن قَالَ ربيع الآخر كَابْن شُهْبَة والمقريزي وَمن تبعهما فَوَهم سنة سبع وَثَلَاثِينَ عَن نَحْو السّبْعين رَحمَه الله وأعيد أَبُو السعادات للْقَضَاء وَالنَّظَر. وَاسْتقر فِي مشيخة الحجبة قريبَة عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الْعِرَاقِيّ الْمَاضِي. 40 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن بهادر الْكَمَال بن الْعَلَاء بن نَاصِر الدّين القاهري الشَّافِعِي القادري وَيعرف بالطويل. / كَانَ أَبوهُ من أجناد الْحلقَة النازلين فِي آخر عمره بِقرب الجعبري من سوق الدريس فَنَشَأَ ابْنه هَذَا فحفظ الْقُرْآن وألفيتي الحَدِيث والنحو والمنهاج والبهجة الفرعيين وَجمع الْجَوَامِع، وَعرض على جمَاعَة وَقَرَأَ على عبد الْقَادِر الفاخوري فِي شرح الألفية لِابْنِ عقيل وَكَأَنَّهُ تخرج بِهِ فِي جلّ أَوْصَافه وعَلى الْبَدْر حسن الْأَعْرَج فِي الْفِقْه والفرائض وَفِي التَّقْسِيم عِنْد ابْن الفالاتي ثمَّ عِنْد الْعَبَّادِيّ والمقسي والبكري بل لَازم الْمَنَاوِيّ وَكَذَا أَخذ عَن أبي السعادات البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه والعربية وَعَن ابْن قَاسم الْمُغنِي وحواشيه بل وَعَن التقي الحصني) قِطْعَة من القطب وَعَن الْعَلَاء الحصني فِي الْعَضُد والحاشية وَعَن الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي الْأُصُول أَيْضا وَكَذَا التَّفْسِير ثمَّ قَرَأَ على أَخِيه الْبُرْهَان فِي التَّقْسِيم، وَعرف بالذكاء واستحضار محافيظه مَعَ نوع هوج، وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيْخه أبي السعادات وَجلسَ خَارج بَاب النَّصْر قَرِيبا من الاهناسية ثمَّ أَقَامَهُ واختص معزولا بِسَبَب وَاقعَة شنيعة شهيرة اختفى بِسَبَبِهَا أَيَّامًا ثمَّ ظهر بِفَتْح الدّين بن البُلْقِينِيّ ثمَّ الْبَدْر بن المكيني وَقَرَأَ بَين يديهما فِي الخشابية وَغَيرهَا وَكَانَ لَهُ الْحل والربط فيهمَا، وَهَذَا مَعَ مباينته لكل من شيخيه الْجَوْجَرِيّ وَأبي السعادات وَأنكر التتلمذ لأولهما وَقد تسلط عَلَيْهِ جلال الدّين ابْن أخي الشهَاب الابشيهي مِمَّن هُوَ فِي عداد من يشْتَغل مَعَه بِحَيْثُ ضج مِنْهُ، وَكَذَا حضر فِي سنة تسع وثمانيين تَقْسِيم ولد الْكَمَال بن كَاتب

جكم ثمَّ اسْتمرّ مديما للحضور عِنْده ولتردد لَهُ وشاركه فِي تَقْسِيم التَّنْبِيه عِنْد شَيْخه الْبكْرِيّ، وَقد تنزل فِي الْجِهَات وخطب بِجَامِع ابْن الطباخ ثمَّ انتزع لَهُ تغري بردي الاستادار خطابة جَامع سُلْطَان شاه بعد تجديده لَهُ من خَطِيبه قبل لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ وملازمته حُضُور مَجْلِسه سفرا وحضرا بِحَيْثُ قَرَّرَهُ فِي قِرَاءَة شباك بقبة البيبرسة وَقرر وَلَده فِي إِمَامَة الْمجْلس بهَا بعد الْمُحب صهر ابْن قمر وراج بِهِ يَسِيرا حَتَّى أَنه جلس فِي الأزهرللتقسيم عدَّة سِنِين بل أَقرَأ بعض الطّلبَة فِي غَيره فنونا، وَحج واستنابه الزين زَكَرِيَّا فِي الْقَضَاء فِي أثْنَاء سنة تسعين وَعين عَلَيْهِ بالشيخ وَلكنه لم يتَوَجَّه للْقَضَاء وَكَأَنَّهُ انما رام بذلك تضمنه للعدالة، وَأَعْلَى من هَذَا تَقْرِير الاستادارله فِي مشيخة البيبرسية بعد الْبكْرِيّ بِحَيْثُ اطْمَأَن النَّاس فِي الْجُمْلَة لانتزاع ابْن الأسيوطي لَهَا مِنْهُ وَإِن كَانَ الْكَمَال أفضل من ابْن الْجمال وَكَذَا عينه لمشيخة سعيد السُّعَدَاء فَلم يسْعد، نعم وقف بهَا كتبا كَثِيرَة جعله خازنها، وَاقْبَلْ عَلَيْهِ الْبَدْر بن مزهر إقبالا كليا بِحَيْثُ كَانَ يحضر الختوم عِنْده وَيفِيض عَلَيْهِ الخلعة السّنيَّة بل زبر الْجلَال الْمشَار إِلَيْهِ أَو فر زبر عَن تسليطه عَلَيْهِ. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مَعَ تَمام فضيلته وأرجحيته على رفقته أهوج زَائِد الصفاء وحاله الْآن أشبه مِمَّا قبله، وصنف بَعضهم الصارم الصَّقِيل فِي قطع الْكَمَال الطَّوِيل. 41 - مُحَمَّد بن الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن حَامِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حميد الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي / ابْن عَم أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد الْمَاضِي. مَاتَ فِي تَاسِع شَوَّال سنة خمس عَن خمس وَعشْرين سنة. 42 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حسان الشَّمْس الْموصِلِي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي / وَالِد المحمدين الشَّمْس) والمحب الآتيين وصهر عبد الله بن مُحَمَّد بن طيمان. لَهُ ذكر فِيهِ من أنباء شَيخنَا فَإِنَّهُ قَالَ: وَمَات صهره ابْن حسان وَالِد صاحبنا شمس الدّين بعده بِيَسِير وَكَانَ من أهل الْقُدس. قلت وَكَانَ فَاضلا خيرا وَيُقَال أَنه سَافر لدمشق فصادف تِلْكَ الْوَقْعَة الَّتِي بَين الْمُؤَيد ونوروز فَقدر نَهْيه لشخص من الْجند عَن شَيْء لَا يحل فَضَربهُ فَمَاتَ وَذَلِكَ فِي سنة سبع عشرَة وَدفن بِدِمَشْق رَحمَه الله. 43 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن شمس بن عبد الله الْجمال الْبَيْضَاوِيّ الْمَكِّيّ أَخُو اسماعيل وحسين وَهُوَ أسن وَيعرف بالزمزمي. / ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع من ابْن الْقَارئ جُزْء ابْن الطلاية وَمن الضياء الْهِنْدِيّ وَفَاطِمَة ابْنة أَحْمد الْحرَازِي بعض المصابيح لِلْبَغوِيِّ، وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح الصَّفَدِي والمنيحي وَعمر الشحطبي وَمُحَمّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي

وزغلش وَابْن الجوخي وَابْن الهبسل والبياني وست الْعَرَب فِي آخَرين تجمعهم مشيخته تَخْرِيج التقي بن فَهد، وَدخل بِلَاد الْيمن وَانْقطع بهَا صَار يحجّ فِي بعض السنين، وَحدث سمع مِنْهُ النَّجْم بن فَهد وَغَيره وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بإختصار. وَمَات فِي آخر لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشرى رَمَضَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ بزبيد من الْيمن وَدفن بتربة الصياد رَحمَه الله وإيانا. 44 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن رضوَان الطلخاوي / قيم جَامع الغمرى كأبيه أَخُو حسن الْمَاضِي. مِمَّن حج وجاور غير مرّة وَسمع على أَشْيَاء، وَلَا بَأْس بِهِ. 45 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الشَّمْس الْأنْصَارِيّ التتأي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / أَخُو الشّرف الْأنْصَارِيّ واخوته ووالد الْكَمَال مُحَمَّد. مِمَّن اشْتغل ولازم القياتي والونائي وَغَيرهمَا بل قَرَأَ على ابْن حسان حَتَّى مَاتَ وَكَانَ من محافظيه الْمِنْهَاج وتوضيح ابْن هِشَام، وَفضل وَحج غير مرّة وابتنى هُوَ وَأَخُوهُ الْبَهَاء أَحْمد بِمَكَّة فِي طرف الْمَسْعَى تجاه أول الميلين الأخضرين دَارا حَسَنَة يتشاءم بهَا. مَاتَ بعد تغير عقله فِي لَيْلَة ثَالِث شعْبَان سنة سِتِّينَ بِمَكَّة وَقد جَاوز الْأَرْبَعين رَحمَه الله، وَانْقطع نَسْله إِلَّا من ابْنة كَانَت تَحت الْخَطِيب أبي بكر النويري واستولدها ابْنة وفارقها فَتَزَوجهَا ابْن عَمَّتهَا عبد الْكَرِيم الاسنائي فَمَاتَتْ تَحْتَهُ وَتركت لَهُ ابْنة أَيْضا. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن ضرغام. / يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن عَليّ بن ضرغام. 46 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن بِلَال الشَّمْس الْعَدوي القاهري الْمَالِكِي / جدي لأمي) ووالد عَليّ الْمَاضِي وَيعرف بِابْن نديبة بِضَم النُّون ثمَّ مُهْملَة مَفْتُوحَة بعْدهَا مثناه تَحْتَانِيَّة ثمَّ مُوَحدَة تَصْغِير ندبلكون قريبَة لأمه كَانَت فِيمَا بَلغنِي كَثِيرَة النّدب. ولد قريب التسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا حفظ الْقُرْآن وَابْن الْحَاجِب الفرعي وَغَيرهمَا عِنْد الْفَقِيه عُثْمَان القمني، وَعرض على جمَاعَة وتفقه بالجمال الاقفهسي والحناوي وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه وَغَيره من الْفُنُون عَن الْبِسَاطِيّ وانتفع فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا بالفخر عُثْمَان وَالشَّمْس البرماويين وَسمع الحَدِيث على ابْن الكوبك فَمن قلبه وتكسب بِالشَّهَادَةِ دهرا، وَكَانَ ثِقَة ضابطا خيرا متواضعا متوددا حسن الشكالة والطريقة فَاضلا مُفِيدا مُعْتَمدًا حَتَّى كَانَ الْجمال الزيتوني يحب الارتفاق بِهِ وَكَذَا بَلغنِي أَن القاياتي كَانَ يشْهد مَعَه حِين سكناهُ بِالْقربِ مِنْهُ وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء فَأبى، وَحج مرَارًا وجاور فِي بَعْضهَا. مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وَدفن بحوش البيبرسية عِنْد أَخِيه عبد الرَّحْمَن وَكَانَ أحد صوفيتها رَحمَه الله وإيانا.

47 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان الْكَمَال بن الْعَلَاء البقيني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / شَقِيق عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي أمهما حبشية لِأَبِيهِ. مولده فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ، نَشأ فِي كنفهما فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل على أَخِيه يَسِيرا وَكَذَا حضر عِنْد عَمه أبي السعادات وَجلسَ عِنْد أَبِيه شَاهدا وَلم يحمد فِيهَا وَلَا تصون وارتفق مَعهَا بالنسج على السرير وَورث فتح الدّين بن الْعلم البُلْقِينِيّ وَعَمه أَبَا السعادات وعمة أبي السعادات زَيْنَب إبنة الْجلَال بالعصوبة وَمَعَ ذَلِك فَلم ينجح وأهانه السُّلْطَان بِسَبَب شَهَادَة فِي أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين. 48 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن صَالح بن شهَاب بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الْكَرِيم وَعلي الْكِنَانِي الهيثمي القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج واشتغل فِي فنون وَأخذ عَن الْبُرْهَان الأبناسي والكمال الدَّمِيرِيّ وَحضر دروس البُلْقِينِيّ وَسمع من بعض الشُّيُوخ، وتعانى النّظم فَقَالَ الشّعْر الْحسن والنثر الْجيد وَأَنْشَأَ الْخطب الْحَسَنَة، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وخطب بِبَعْض الْجَوَامِع، وَكَانَ لطيف المحاضرة حسن الصُّحْبَة والخط عَارِفًا بِالشُّرُوطِ كثير التلاوه مطرب النغمة، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: سَمِعت من نظمه كثيرا وطارحني بِأَبْيَات ومدحني بعده قطع، ثمَّ توجه لمَكَّة فِي وسط سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فجاور بهَا بقيتها، وَحج وَرجع مَعَ الركب فَمَاتَ مبطونا بالشرفة فِي يَوْم الْجُمُعَة منتصف) الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَدفن يَوْم السبت بسفح عقبَة ايلة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَأَنه كَانَ عَارِفًا بالوراقة وَفِيه دعابة صحبته سِنِين عَفا الله عَنهُ. 49 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الشَّمْس بن النُّور الفوي الشيخوبي الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا أَو قبلهَا بِقَلِيل بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتلابه لأبي عَمْرو وَحَفْص على الغماري وَغَيره وَأخذ فِي الْفِقْه عَن أَبِيه وَغَيره وأسمعه عَليّ ابْن أبي الْمجد والنجم بن الكشك والتنوخي وَابْن الشيخة والمطرز والأبناسي والعراقي وَابْنه الْوَلِيّ والهيثمي والغماري والجوهري والنجم البالسي والبرشنسي وَابْن الكويك فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَحج فِي أول الْقرن سَمِعت عَلَيْهِ وَكَانَ من قدماء صوفية الشيخونية ومنزلا فِي جِهَات مَعَ تكسبه من الشَّهَادَة أَيْضا. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشري صفر سنة سِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. 50 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس بن النُّور البهرمسي الْمحلي الشَّافِعِي / صهر الغمري والماضي أَبوهُ وَيعرف بِابْن البهرمسي، وبهرمس من الْمحلة. ولد تَقْرِيبًا

سنة عشْرين بالمحلة وَحفظ الْقُرْآن واشتغل عِنْد ابْن قطب وَغَيره، وتعانى النّظم الْمَوْزُون وكتبت عَنهُ مِنْهُ مرثية فِي شَيخنَا أودعتها الْجَوَاهِر، وخطب بِجَامِع صهره وَسمعت خطبَته. وَكَانَ يقظا متساهلا. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَخمسين عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الزراتيتي. / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد. 51 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله القليوبي ثمَّ القاهري الصحراوي الحفار. / ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ باستدعاء الزين رضوَان واستجازه الطّلبَة بل حدث قَلِيلا وَهُوَ مديم للتلاوة مَذْكُور بِالْخَيرِ. مَاتَ. 52 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن أَبُو الْيمن البتنوني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / شَقِيق أَحْمد صهر ابْن الغمري الْمَاضِي وأبوهما. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَسمع مني وَرُبمَا اشْتغل وَهُوَ مُقيم فِي ظلّ أَبِيه مَعَ تَعبه من قبله وَلكنه فِي الْجُمْلَة أشبه من أَخِيه. مَاتَ فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ فِي صفر سنة سبع وَتِسْعين. 53 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن اسمعيل الشَّمْس أَبُو الْمَعَالِي الصَّالِحِي الأَصْل الْمَكِّيّ. / ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وأحضر بهَا فِي الثَّانِيَة عَليّ الْجمال بن عبد) الْمُعْطِي بعض ابْن حبَان وَسمع بهَا من أَحْمد بن سَالم الْمُؤَذّن والقروي وَابْن صديق وَغَيرهم وَدخل الْقَاهِرَة وَالشَّام غير مرّة فَسمع من التنوخي والبلقيني والعراقي والهيثمي وَغَيرهم بِالْقَاهِرَةِ وَمن أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والشهاب أَحْمد ابْن أبي بكر بن الْعِزّ وَإِبْرَاهِيم بن عبد الْهَادِي وَآخَرين بِالشَّام، وَأَجَازَ لَهُ النشاوري والأميوطي والكمال بن حبيب وَأَخُوهُ الْبَدْر والبهاء السُّبْكِيّ وَخلق، وَحدث سمع مِنْهُ النَّجْم بن فَهد والبرهان بن ظهيرة وَآخَرُونَ. مَاتَ بِمَكَّة فِي جمادي الأخرة سنة سِتّ وَأَرْبَعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان البلبيسي. / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن فيحر رأيهما الصَّوَاب. 54 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عقيل بِالْفَتْح، / وَاخْتلف فِيمَن بعده فَقيل مُحَمَّد ابْن الْحسن بن عَليّ وَقيل أَبُو الْحسن بن عقيل النَّجْم أَبُو الْحسن بن نور الدّين ابْن النَّجْم البالسي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالبالسي. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع عَليّ أبي الْفرج بن عبد الْهَادِي والنور الْهَمدَانِي وَغَيرهمَا، وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه فَقَالَ كَانَ جده من كبار الشَّافِعِيَّة، وَأما أَبوهُ فَكَانَ مَوْصُوفا بِالْخَيرِ والديانة وسلامة الْبَاطِن وَنَشَأ هُوَ على طَريقَة الرؤساء وباشر عِنْد بعض الْأُمَرَاء ثمَّ ترك وَانْقطع بمنزله بِمصْر، وَكَانَ حسن

المذاكرة جيد الذِّهْن درس بالطيبرسية وَغَيرهَا مَعَ قيام فِي اللَّيْل وَكَثْرَة ابتهال، وَقَالَ فِي الأنباء: تفقه كثيرا ثمَّ تعاني الخدم عِنْد الْأُمَرَاء ثمَّ ترك وَلزِمَ بَيته وَنعم الرجل كَانَ خيرا واعتقادا جيدا ومروءة وفكاهة لَزِمته مُدَّة، وأضر قبل مَوته بِيَسِير. مَاتَ فِي عَاشر الْمحرم، وَقَالَ فِي المعجم فِي يَوْم الْجُمُعَة منتصف سنة أَربع وَله أَربع وَسَبْعُونَ سنة، وَتَبعهُ فِيهِ المقريزي فِي عقوده. 55 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن ضرغام بن عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عِيسَى الشَّمْس أَبُو عبد الله الْقرشِي التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ الْمُؤَدب نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن سكر بِمُهْملَة مَضْمُومَة ثمَّ كَاف مُشَدّدَة وَآخره راءوهو لقب عَليّ الثَّانِي من آبَائِهِ. / ولد فِي تَاسِع عشر أَو ضحى يَوْم السبت سادس عشري ربيع الأول سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ، وَسمع عَليّ عبد الْقَادِر بن عبد الْعَزِيز الأيوبي والموفق أَحْمد بن أَحْمد بن عُثْمَان الشارعي وَصلح بن مُخْتَار الأشنهي وَيحيى بن يُوسُف بن الْمصْرِيّ وَأبي الْفرج بن عبد الْهَادِي وَأبي الْفتُوح بن يُوسُف الدلاصي واقش الشبلي والأحمدين ابْن أبي بكر بن طَيئ وَابْن مَنْصُور الْجَوْهَرِي وَابْن عَليّ المشتولي وَابْن كشتغدي وَالْحسن بن السديد وَعبد المحسن بن الصَّابُونِي فِي آخَرين من) أَصْحَاب ابْن عبد الدَّائِم والنجيب وَابْن علاق والمعين الدِّمَشْقِي وَابْن عزون بِمصْر والقاهرة وَكَذَا سمع باسكندرية وبالحرمين واليمن، وجد فِي الطّلب والتحصيل بِحَيْثُ كَاد أَن ينْفَرد بتوسعه فِي ذَلِك حَتَّى سمع من رفقائه وَمِمَّنْ دونه حَتَّى من تلامذته وأصاغر الطّلبَة، وَأَجَازَ لَهُ من دمشق الْحفاظ الْمزي والبرزالي والذهبي وَأَبُو بكر بن الرضي وَمُحَمّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَطَائِفَة، واشتغل بالفقه وَغَيره فَحصل طرفا وشارك فِي عدَّة فنون بل كَانَ عني بالقرآآت فَقَرَأَ على أبي حَيَّان وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن السراج الْكَاتِب المجود وَغَيرهمَا وانتصب للأقراء بِالْحرم الْمَكِّيّ عِنْد أسطوانة فِي محاذاة بَاب أجياد كَانَ مَعَه خطوط من عاصره من أُمَرَاء مَكَّة وقضاتها بِالْجُلُوسِ عِنْدهَا بِحَيْثُ يتأثر مِمَّن يجلس اليها وَلَو فِي غيبته لخيال وهمي قَامَ بذهنه فِي ذَلِك وتعدى هَذَا الخيال حَتَّى فِي تحديثه فَإِنَّهُ لم يحدث إِلَّا باليسير من مروياته متسترا فِي منزله غَالِبا مَعَ تبرم يظْهر مِنْهُ غَالِبا فِي ذَلِك حَتَّى أَن الْجمال بن ظهيرة لم يتَّفق لَهُ السماع مِنْهُ إِنَّمَا روى عَنهُ فِي مُعْجَمه شعرًا لغيره، وَخرج لنَفسِهِ جُزْءا صَغِيرا وَكَذَا لغيره بِدُونِ مُرَاعَاة لاصطلاح المخرجين بل يدرج فِي الْأَسَانِيد مَا لم يَقع الإسماع بِهِ مِمَّا هُوَ عِنْد المسمع وَلَو بِالْإِجَازَةِ ويتسامح فِي اثبات من يبعد عَن مجْلِس السماع بِحَيْثُ لَا يسمع إِلَّا

صَوتا غفلا أَو لَا يسمع شَيْئا بِالْكُلِّيَّةِ بِدُونِ تَنْبِيه على ذَلِك حَسْبَمَا بَين ذَلِك التقي الفاسي وَهُوَ مِمَّن سمع مِنْهُ وَكَذَا ثَنَا عَنهُ غير وَاحِد مِنْهُم شَيخنَا، وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه سمع من أَصْحَاب ابْن عبد الدَّائِم والنجيب ثمَّ من أَصْحَاب الْفَخر والأبرقوهي ثمَّ من أَصْحَاب الدمياطي وطبقته ثمَّ من أَصْحَاب الحجار ودونه فَأكْثر جدا إِلَى أَن سمع من أقرانه ثمَّ من تلامذته ثمَّ من أصاغر الطّلبَة وَجمع مجاميع كَثِيرَة وَلم ينجب وَصَارَ يذاكر بالوفيات وأخبار الروَاة وَكتب بِخَطِّهِ السقيم الْكثير الْوَهم كثيرا وَحدث بالكثير، ثمَّ حصل لَهُ تخيل فانجمع وازداد بِهِ حَتَّى كَاد يوسوس، وَكَانَ يتغالي مَذْهَب الْحَنَفِيَّة وَلَا يتقنه ويقرئ القراآت غَالب أوقاته، وَفِي طول إِقَامَته بِمَكَّة يتلَقَّى القادمين من الْبِلَاد النائية فيستفيد مَا عِنْدهم من الْأَخْبَار والأسانيد فِي الْكتب الغريبة ويدون ذَلِك عَالِيا أَو نازلا حَتَّى صَار يتَعَذَّر عَلَيْهِ أَن يذكر لَهُ كتاب وَلَا يعرف لَهُ فِيهِ اسنادا. وَقَالَ فِي إنبائه أَنه كتب بِخَطِّهِ مَالا يُحْصى من كتب الحَدِيث وَالْفِقْه وأصوله والنحو وَغَيرهَا وخطه رَدِيء وفهمه بطيء وأوهامه كَثِيرَة مَعَ كَثْرَة تخيله جدا وَضَبطه للوفيات ومحبته للمذاكرة وَتغَير بِأخرَة تغيرايسيرا. وَقَالَ المقريزي أحد من روى عَنهُ) بِحَيْثُ سَاق عَنهُ عدَّة حكايات وأشعار فِي عقوده: كَانَ عسرا كثير الخيال لَا يسمح بعارية كتاب وَلَا بمطالعته وَلَقَد صحبته بِمَكَّة وقرأت عَلَيْهِ من مسموعاته كثيرا وَلَزِمتهُ مُنْذُ مجاورتي بِمَكَّة فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ أحد من شاهدته من الْأَفْرَاد أفادني كثيرا. وَمَا زَالَ بِمَكَّة حَتَّى مَاتَ فِي سحر يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشري صفر سنة إِحْدَى وَدفن من يَوْمه بالمعلاة عِنْد الشَّيْخ خَلِيل الْمَالِكِي بِوَصِيَّة مِنْهُ وَكَانَ استيطانه لمَكَّة من سنة تسع وَأَرْبَعين وَخرج مِنْهَا فِي بعض السنين إِلَى الْيمن وَإِلَى الْمَدِينَة وَإِلَى بجيلة رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان البدرشي. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ. 56 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عَليّ بن قَاسم بن مَسْعُود أَبُو عبد الله الأصبحي الغرناطي الأَصْل المالقي الْمَالِكِي وَيعرف بالأزرق. / ولد بمالقة وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره وتلا لِابْنِ كثير على قاضيها أبي إِسْحَق إِبْرَاهِيم ابْن أَحْمد البدوي ولنافع عَليّ أبي عَمْرو مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مَنْظُور والخطيب أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الطَّاهِر بن مُحَمَّد بن بكروف الفهروي وَعنهُ أَخذ فِي مبادئ الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه والفرائض وَكَذَا أَخذ عَن الْأَوَّلين الْعَرَبيَّة والفرائض

وَعَن ثَانِيهمَا الْفِقْه والحساب ولازم إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن فتوح مفتي غرناطة بهَا فِي النَّحْو وَالْفِقْه والأصلين والمنطق بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَحضر مجَالِس أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد السَّرقسْطِي الْعَالم الزَّاهِد مفتيها أَيْضا فِي الْفِقْه الشَّارِح جده وَكَذَا مجَالِس الْخَطِيب أبي فرج عبد الله بن أَحْمد البقني الشريف قَاضِي الْجَمَاعَة أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى بن أبي عبد الله اللمساني الشارحجده لجمل الخونجي والخطيب الْمُفْتِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْمواق الْعَبدَرِي وَأخذ الْأَدَب عَن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا ابْن جُبَير فِي آخَرين لَقِيَهُمْ بفاس وتلمسان وتونس كقاضي الْجَمَاعَة أبي يحيى بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَاصِم فَإِنَّهُ جالسه كثيرا وانتفع بِهِ. وَولي الْقَضَاء غربي مالقة فِي أَيَّام سعد بن عَليّ بن يُوسُف بن نصر صَاحب الأندلس ثمَّ قَضَاء مالقة نَفسهَا عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن سعد ثمَّ قَضَاء وادياش عَن أَخِيه أبي الْحسن عَليّ بن سعد ثمَّ نَقله إِلَى مالقة ثمَّ لقَضَاء الْجَمَاعَة بغرناطة. وَمَات أَبُو الْحسن وَهُوَ على قَضَائهَا فاستمر بِهِ أَخُوهُ أَبُو عبد الله ثمَّ خرج مَعَه إِلَى وادياش وهما منفصلان فوجهة قَاصِدا إِلَى السُّلْطَان أبي عمر وَعُثْمَان بن مُحَمَّد بن أبي فَارس لمساعدة الأندلسيين على عدوهم الْكَافِر فَلم يلبث أَن مَاتَ أَبُو عَمْرو فارتحل صَاحب التَّرْجَمَة إِلَى الديار المصرية ليحج فحج فِي الْبَحْر) سنة خمس وَتِسْعين فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعَة أشهر ثمَّ بِمَكَّة شَهْرَيْن وَعَاد بعد حجه إِلَى مصر فِي الْبَحْر أَيْضا فَدَخلَهَا فِي منتصف ربيع الآخر من الَّتِي تَلِيهَا فَنزل بتربة السُّلْطَان عِنْد أَحْمد بن عَاشر فَتكلم لَهُ فِي ولَايَة قَضَاء الْقُدس، وقصدني فِي أثْنَاء ذَلِك ورأيته فِي رجال الدَّهْر وَأظْهر الِاغْتِبَاط باجتماعه بِي وطالع بعض تصاليفي وَغَيرهَا وسافر فِي رَمَضَان قَاضِيا وَقد وليه فِي ثَانِيَة فوصله فِي سَابِع عشر شَوَّال وَوَقع الثَّنَاء عَلَيْهِ من الْكَمَال بن أبي شرِيف وَغَيره فَلم يلبث أَن تعلل فدام نَحْو أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشري ذِي الْحجَّة وَكثر الأسف على فَقده وَدفن خَارج بَاب خَان الظَّاهِر رَحمَه الله. 57 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور بن حجاج بن يُوسُف الصّلاح بن النجاح الحسني الْعلوِي صَاحب صنعاء الْيمن / والماضي أَبوهُ، ملك بعده بِعَهْد مِنْهُ ولقب بالناصر وَلَكِن لم يتم لَهُ شهر بعده بل مَاتَ خَامِس عشري ربيع الأول سنة أَرْبَعِينَ. 58 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله أَبُو السعادات ضيف الله بن النُّور بن الفاكهي الْمَكِّيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وَنور الْعُيُون والتنبيه مِمَّن حضر على الأميوطي

وَسمع فِي سنة تسع وَسِتِّينَ على التقي بن فَهد، وَكَذَا سمع منى بِمَكَّة واشتغل وَلزِمَ الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا ولازم خَاله السراج معمرا فِي الْعَرَبيَّة وَفضل وتميز مَعَ عقل وَدين وَقيام على اخوته وأقاربه وَأكْثر من الْحُضُور عِنْد البرهاني ابْن ظهيرة وَأثْنى على عقله بل قَرَأَ على وَلَده الجمالي فِي التَّقْسِيم وَغَيره. مَاتَ بعد تعلل نَحْو شَهْرَيْن فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين. 59 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود بن الْعَلامَة نور الدّين عَليّ بن فَرِحُونَ الشَّمْس الْيَعْمرِي الْمدنِي المادح وَيعرف بِابْن المجلد وَرُبمَا يُقَال لَهُ المجلد / وَهِي حِرْفَة أَبِيه وأخيه الْعِزّ عبد الْعَزِيز الَّذِي سمع منى بِالْمَدِينَةِ وَمُحَمّد أكبرهما، وتكسب بالعطر قَلِيلا وَحفظ الْقُرْآن. مَاتَ فِي ثَانِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 60 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن الْحسن بن يُوسُف فتح الدّين بن نور الدّين الزرندي الْمدنِي. / اشْتغل وَفضل فِي الْفِقْه وَغَيره بِحَيْثُ تأهل للتدريس مَعَ خَيره وانجماعه فَلَا يخرج إِلَّا للْجَمَاعَة غَالِبا، وَأوصى أَن يدْفن بِالْقربِ من قُبُور الشُّهَدَاء عِنْد مشْهد السَّيِّد حَمْزَة جوَار الْجلَال الخجندي فَفعل بِهِ ذَلِك. وَمَات تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.) 61 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس أَبُو عبد الله المقسي ثمَّ الصحراوي الشَّافِعِي النَّاسِخ الْمُؤَدب وَيعرف بِابْن الْقطَّان. / مِمَّن سمع منى. 62 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ السَّيِّد الشَّمْس بن السَّيِّد الزين الْحُسَيْنِي الْجِرْجَانِيّ الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. كَانَ أستاذا عَلامَة شرح الْهِدَايَة فَأخذ حَاشِيَة أَبِيه عَلَيْهَا وَزَاد وَكَذَا عرب رِسَالَة أَبِيه فِي الصُّغْرَى والكبرى فِي الْمنطق وَتخرج بِهِ الْأَئِمَّة فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الشَّمْس الشرواني والشهاب بن عربشاه وَقَالَ أَنه كَانَ نزيل سَمَرْقَنْد بمدرسة أيدكوتمور. 63 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس الْقُدسِي الرباطي نزيل مَكَّة / وَشَيخ رِبَاط ربيع والبيمارستان المنصوري بهَا. عرض لَهُ برص فانتفخت يَده فَوضع عَلَيْهَا المراهم فانتفخت واستمرت الْمَادَّة تخرج مِنْهَا حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. 64 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر الْجمال أَبُو الْفضل الفاكهي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / سبط الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين الْقُسْطَلَانِيّ ووالد النُّور عَليّ وأخوته. ولد فِي رَجَب سنة خمس بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وأربعي النَّوَوِيّ والتنبيه وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى الْيمن وَولد لَهُ بهَا. مَاتَ بالمخلاف السُّلَيْمَانِي مِنْهَا فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَخمسين. 65 - مُحَمَّد الْجمال الْفَاكِهَانِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / أَخُو الَّذِي قبله لِأَبِيهِ وَهُوَ سبط

إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المرشدي. ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة أَو الَّتِي بعْدهَا بِمَكَّة وَحفظ أربعي النَّوَوِيّ وتنقيح الْقَرَافِيّ والرسالة، وَكَانَ مُبَارَكًا سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس. مَاتَ بِمَكَّة فِي ضحى يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث شَوَّال سنة تسع وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. 66 - مُحَمَّد القطب أَبُو الْخَيْر الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ / أَخُو أَحْمد واللذين قبله وشقيق ثَانِيهمَا وَيعرف بِابْن الْفَاكِهَانِيّ. ولد فِي تَاسِع عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ عشرَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده على الشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني وَبَعضه عَليّ الزين بن عَيَّاش وأربعي النَّوَوِيّ وَالْمجْمَع وَعرضه بِتَمَامِهِ فِي مجلسين على خَاله الْجلَال عبد الْوَاحِد وَأما كن مِنْهُ على جمَاعَة وَبَعض مُخْتَصر الأخسيكتي وَأخذ عَن خَاله فِي تَفْسِير الْقُرْآن من أثْنَاء آل عمرآن لَعَلَّه إِلَى العنكبوت وَسمع فِيهِ بِقِرَاءَة خَاله على الْبِسَاطِيّ ثمَّ سَمعه على خَاله الآخر الْجمال مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن ابي شَعْرَة وَأخذ الْفِقْه عَن خاليه وبالقاهرة عَن ابْن الديري وَابْن الْهمام وَعبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَالشَّمْس بن الجندي وَقَرَأَ عَلَيْهِ طَائِفَة كَبِيرَة من شَرحه على الْمجمع وَسمع على ابْن) الديري مجَالِس من التَّفْسِير والنحو عَن خَاله عبد الْوَاحِد وَأبي الْقسم النويري وَإِمَام الدّين الشِّيرَازِيّ وَابْن الجندي وأصول الْفِقْه عَن ابْن الْهمام قَرَأَ عَلَيْهِ تحريره وخاله عبد الْوَاحِد سمع عَلَيْهِ وَكتب عَنهُ فِي أَمَالِيهِ وَغَيرهَا وَكَانَ أحد طلبة الجمالية. 67 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد المحسن بن حمدَان بن عَبَّاس الشَّمْس بن القطب السُّبْكِيّ ثمَّ الْحِمصِي الْخَطِيب بهَا الشَّافِعِي سبط التقي السُّبْكِيّ، جدته سِتّ الخطباء ابْنة التقي. / سمع فِي سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة عَلَيْهَا وعَلى إِبْرَاهِيم بن حسن بن فِرْعَوْن وَعمر بن عَليّ البقاعي الصَّحِيح أَنا الحجار زَادَت جدته ووزيره وَكَذَا سمع من أبي عبد الله بن مَرْزُوق والبدر بن مَكْتُوم وَفتح الدّين بن الشَّهِيد وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى وَوَصفه بِالْإِمَامِ الْعَالم الْخَطِيب والابي كِلَاهُمَا فِي سنة عشرَة وَذكره شَيخنَا فِي مجمعه وَقَالَ أجَاز لابنتي رَابِعَة. 68 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْملك الزين بن الشَّمْس بن التَّاج الدَّمِيرِيّ ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه مُقْتَصرا على اسْمه وَاسم أَبِيه وَقَالَ كَانَ حسن الصُّورَة لَهُ قبُول تَامّ عِنْد النَّاس لِكَثْرَة حشمته وَقد ولي الْحِسْبَة مرَارًا وَبِيَدِهِ التحدت فِي البيمارستان نِيَابَة عَن الأتابك عَليّ

قَاعِدَة أَبِيه. مَاتَ فِي ثَالِث شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَقد جَازَ الْخمسين. قلت وَدفن بالتربة المنسوبة لَهُم خلف الصُّوفِيَّة الْكُبْرَى وَكَانَت ولَايَته الْحِسْبَة فِي سنة ثَلَاث عشرَة بعد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن النُّعْمَان الْهوى. 69 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد النُّور بن أَحْمد الْمُحب بن الشَّمْس ابْن الْبَهَاء أبي الْفَتْح الفيومي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْخَطِيب ابْن أخي الصَّدْر مُحَمَّد ابْن أَحْمد خطيب الفخرية وسبط الشَّمْس العاملي. / ولد فِي جُمَادَى الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ وَكَذَا على السَّيِّد النسابة والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَحضر الدُّرُوس عِنْد جمَاعَة وَقَرَأَ على الْعَامَّة فِي الْأَزْهَر وَغَيره بعد جده وخطب نِيَابَة عَنهُ باشرفية الخانقاة قبل أَن تطلع لحيته وَحكى ذَلِك للْوَاقِف فَأرْسل جمَاعَة من خواصه مِنْهُم كَاتب السِّرّ فصلوا هُنَاكَ سمعو خطبَته فَوَقَعت مِنْهُم موقعا ثمَّ رجعُوا وأعلموه وَأَنه ابْن ابْنَته فوفق على ذَلِك، وتكسب بِالشَّهَادَةِ عَن حبس الرحبة وَغَيره، وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَمن ذَلِك القَوْل البديع وَحمله عَنى، وَحج وجاور وَدخل الفيوم ورشيد واسكندرية وخطب بأكثرها بل اسْتمرّ يَنُوب فِي الخطابة بالجيعانية وتميز فِيهَا مَعَ تودده وسكونه.) 70 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد النُّور بن أَحْمد الْبَدْر بن الصَّدْر بن الْبَهَاء أبي الْفَتْح الْأنْصَارِيّ المهلبي الفيومي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَابْن عَم الَّذِي قبله وَيعرف بِابْن خطيب الفخرية. ولد كَمَا قرأته بِخَط أَبِيه عِنْد غرُوب لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثامن عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاثِينَ بقاعة الأسنوي من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج والألفية وَقطعَة من ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ، وَعرض على شَيخنَا والقاياتي والعيني وَابْن نصر الله الْحَنْبَلِيّ بل سمع مَعَ أَبِيه على شَيخنَا وَأخذ فِي الإبتداء عَن أَبِيه ثمَّ قَرَأَ الْمِنْهَاج بحثا على الْعلم البُلْقِينِيّ وَحضر بعض دروسه فِي الْقطعَة وَنَحْوهَا وَكَذَا قَرَأَ على الْمحلي غَالب شَرحه على الْمِنْهَاج وَسمع غَالب شَرحه لجمع الْجَوَامِع وتلقى شرح الْبَهْجَة عَن الْمَنَاوِيّ تقسيما بَينه وَبَين الزين عبد الرَّحِيم الأبناسي فِي مجْلِس خَاص أَقَامَا فِيهِ مُدَّة ولازمه فِي التَّقْسِيم الْعَام فِي غير ذَلِك وأدمن من مُلَازمَة التقي الحصني فِي الْأَصْلَيْنِ والمعاني وَالْبَيَان والعربية وَالصرْف والمنطق فَأكْثر عَنهُ وَكَذَا لَازم الشروابي والشمني فِي عُلُوم وَقَرَأَ على الكافياجي فِي علم الْهَيْئَة فِي آخَرين كَابْن الْهمام أَخذ عَنهُ بعد رُجُوعه من الْمُجَاورَة فِي ذَاك الْمجْلس الْعَام، وَحج وَاسْتقر فِي الخطابة بالفخرية ابْن

أبي الْفرج والأمامة بالفخرية الْقَدِيمَة بعد أَبِيه وَسكن الثَّانِيَة مِنْهُمَا وَكَذَا اسْتَقر فِي خطابة مدرسة خوند بموقف المكارية الْمُجَاورَة لزاوية أبي السُّعُود دَاخل بَاب القنطرة وتصدى لللأقراء فَأخذ عَنهُ الطّلبَة، وَذكر بِحسن التَّصَوُّر والتدبر وَالتَّحْقِيق مَعَ التأني وَعمل حَاشِيَة على شرح جمع الْجَوَامِع حِين بلغه انتقاد ابْن أبي شرِيف على الشَّرْح فِي حَاشِيَة عَملهَا سَمِعت بعض الْمُحَقِّقين يرجح كِتَابَته فِيهَا على غَيره وَكَذَا عمل على الْعَضُد والمختصر وَشرح العقائد وَغَيرهَا حَوَاشِي، كل ذَلِك مَعَ مزِيد التدين والتحري وَضعف البنية والإنجماع عَن النَّاس وَعدم مزاحمتهم فِي الْوَظَائِف وَقد أُصِيب حِين نهب المماليك بَيت رَأس نوبَة النوب برسباي المحمدي قَرَأَ وَذهب لَهُ من الْكتب والمالية جملَة عوض عَن بَعْضهَا وظفر بِبَعْض الْكتب وتألم هُوَ وأحبابه لذَلِك سِيمَا فِي كثير من حَوَاشِيه ومفاداته. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأوصى بدفنه عِنْد صَاحبه الزين الأبناسي بجوار ضريح الشَّيْخ شهَاب وَكَانَ الزين يَقُول هُوَ قاياتي وقته ويبالغ فِي وَصفه بِغَيْر ذَلِك وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. 71 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن وَحشِي بن سبع بن إِبْرَاهِيم أَمِين الدّين بن أَمِين الدّين العباسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل سعيد السُّعَدَاء وَيعرف بأمين الدّين العباسي. / ولد فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالعباسة من الشرقية وتحول هُوَ وَأَخُوهُ عماد الدّين عبد الرَّزَّاق مَعَ أخيهما التَّاج عبد الْوَهَّاب فسكنا البديرية وأكمل صَاحب التَّرْجَمَة بهَا الْقُرْآن وَحفظ الْبَهْجَة وألفية ابْن مَالك وَجمع الْجَوَامِع وَغَيرهَا، وَعرض على جمَاعَة وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الشريف النسابة والزين البوتيجي ولازم الْفَخر عُثْمَان المقسي والجلال الْبكْرِيّ والزين زَكَرِيَّا والبرهان العجلوني وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي البُخَارِيّ وَغَيره وَحضر عِنْد الْعَبَّادِيّ بل أَخذ عَن الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَعَن الثَّانِي مَعَ أَحْمد الْخَواص وَأبي الْجُود أَخذ الْفَرَائِض وَكَذَا أَخذهَا مَعَ الْحساب عَن الشريف على تلميذ ابْن المجدي وَعَن الْخَواص مَعَ الأبدي أَخذ الْعَرَبيَّة ولازم فِي الْأَصْلَيْنِ وَغَيرهمَا كالمعاني وَالْبَيَان التقي والْعَلَاء الحصنيين بل أَخذ عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والكافياجي والشمني وَإِمَام الكاملية ثمَّ الْكَمَال بن أبي شرِيف وَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة وَعلمت الْآن سَمَاعه للْبُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَتردد للمحب بن الشّحْنَة وَلَا أستبعد أَخذه عَن ابْن حسان وَكتب على الْبُرْهَان الفرنوي وَيس وَغَيرهمَا وَصَحب الصّلاح المكيني واختص بِهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفِقْه والْحَدِيث وَكَذَا اخْتصَّ بقجماس لكَونه نَاب عَن أَخِيه فِي أَقراء مماليكه، وَحج غير مرّة وجاور بل سَافر على الصر بعناية المكيني وَسمع على التقى بن فَهد وَغَيره

هُنَاكَ وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس والخليل، وَدخل الشَّام فَأخذ عَن الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة وخطاب وَآخَرين، وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا من الْجِهَات كالمزهرية، وَكَانَ خَبِيرا بدنياه مُقبلا على بني الدُّنْيَا متلمذا لَهُم وَلَو كَانُوا قاصرين وَلم يَنْفَكّ عَن الأشتغال وملازمة الْعَمَل وَالْأَخْذ عَن من دب ودرج حَتَّى أُشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة والتفنن، وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء مِنْهَا البُخَارِيّ وتقويم الْبلدَانِ وَكَذَا تَقْوِيم الْأَبدَان بل كتب على مَجْمُوع الكلائي وَغَيره وأقرأ الطّلبَة مَعَ عقل وَسُكُون وأوصاف. مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بِالْقربِ من الرَّوْضَة خَارج بَاب النَّصْر بحوش يشهر بتربة القباني وَوجد لَهُ مِمَّا لم يكن يظنّ بِهِ زِيَادَة على ألف دِينَار سوى كتبه وأثاثه بِهِ وَخلف أَرْبَعَة ولاد فيهم أُنْثَى وَاسم أكبرهم أَحْمد رَحمَه الله وسماحه. 72 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب الْبُرُلُّسِيّ / التَّاجِر أَبوهُ وَيعرف أَبوهُ بِابْن وهيب. حضر عَليّ مَعَ أَبِيه فِي سنة أَربع وَتِسْعين بِمَكَّة وَهُوَ فِي الثَّانِيَة أَشْيَاء. 73 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان الشّرف الششتري الْمدنِي. / سمع مَعَ أَبِيه أبي الْفرج بن) الْقَارِي، وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أملية، وَحدث ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه. 74 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن الغياث إِسْحَق بن مُحَمَّد أصيل الدّين بن الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي ابْن أُخْت الشَّمْس بن الريفي الْآتِي. / وَيعرف وَالِده بِابْن الغياث. ولد فِي مستهل شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وعرضها على ابْن الملقن والابناسي والمنهاج وَحده عَليّ الدَّمِيرِيّ وأجازوه، واشتغل وَسمع عَليّ الْعِرَاقِيّ والهيثمي والتنوخي وعزيز الدّين المليجي وَابْن حَاتِم والمطرز وَابْن الشيخة وَالْمجد إِسْمَعِيل الْحَنَفِيّ والفرسيسي وَغَيرهم، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَحج مرَارًا ثمَّ قطن مَكَّة آخرا حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين رَحمَه الله. 75 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الْجمال بن أبي الْخَيْر الكازورني الْمَكِّيّ الْمُؤَذّن بهَا بل رَئِيس المؤذنين وَالِد عبد السَّلَام الْمَاضِي وَأبي الْخَيْر الْآتِي فِي الكنى. / ولد بهَا فِي صفر سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لَهُ الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن الشرائحي والشهاب بن حجي وَابْن صديق وَالْمجد الشِّيرَازِيّ وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي وَعبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الارموي وَخلق، وَولي رياسة المؤذنين بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام ولقيته بِمَكَّة سنة سِتّ وَخمسين وَكتب على استدعاء ابْني وأجازلي. وَمَات بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة سبع وَخمسين. أرخه ابْن فَهد قَالَ بَعضهم سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَهُوَ غلط، وَاسْتقر بعده

ابناه فِي الرياسة رَحمَه الله. 76 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْكَافِي أَبُو حَاتِم بن أبي حَاتِم بن أبي حَامِد بن التقي السُّبْكِيّ. / ذكره شَيخنَا فِي انبائه وَقَالَ: اشْتغل قَلِيلا وناب فِي الحكم من سنة تسعين عَن ابْن المليق إِلَى أَن مَاتَ فِي إِحْدَى الجماديين سنة ثَمَان وَله أَربع وَخَمْسُونَ سنة. قلت وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَربع وَأَرْبَعُونَ وَصفه بَعضهم بِالْفَضْلِ فَالله أعلم. 77 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف أَبوهُ بِابْن جن الْبر. / ورث عَن أَبِيه بعض دنيا فأذهبها وَصَارَ إِلَى فاقة زَائِدَة بِحَيْثُ يجوع لأَجلهَا ثمَّ توفّي غريقا فِي الْبَحْر الْملح بِبِلَاد الْيمن سنة عشر ورؤى فَقيل مَا حالك فَذكر عَفْو الله فَسئلَ عَن سَببه فَقَالَ الْجُوع أوكما قَالَ ذكره الفاسي.) 78 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْيمن بن الْبَدْر القمني القاهري / الْمَاضِي أَبوهُ. سمع منى بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَبعدهَا وتكررت مجاورته وَكَانَ يتحَرَّى الْأَخْبَار وينقلها. 79 - مُحَمَّد التقي القمني / أَخُو الَّذِي قبله مِمَّن تَكَرَّرت مجاورته أَيْضا ولازمني فِي السماع فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين ثمَّ الَّتِي بعْدهَا وَعَاد فِيهَا بحرا إِلَى الْقَاهِرَة فِي مركب ابْن كرسون وَلَا بَأْس بِهِ عقلا وأدبا مَعَ فهم واحساس وفاقة. 80 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن شرف الْبَدْر أَبُو الاشراق بن الشَّمْس الْقَرَافِيّ الأَصْل القاهري الْمَالِكِي / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي شَوَّال سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن واحتفل أَبوهُ بِصَلَاتِهِ عقب خَتمه وَكَذَا حفظ غَيره، واشتغل عِنْد أَبِيه قَلِيلا، وَسمع على شَيخنَا والرشيدي وَطَائِفَة وَاسْتقر فِي جِهَات أَبِيه بعده بل خَلفه فِي قِرَاءَة منتقى ابْن أبي جَمْرَة من البُخَارِيّ عِنْد ضريحه استهلال كل سنة، وَحج غَيره مرّة وجاور وناب فِي الْقَضَاء وأهين من الْأَشْرَاف فايتباي وقتا ورسم عَلَيْهِ أخري بِسَبَب شكوى امْرَأَة وتكلف لما بَاعَ شَيْئا من موجوده واستدان بِسَبَبِهِ هَذَا عقب ختانه لوَلَده وتكلفه فِي المهم الَّذِي بَالغ فِي شَأْنه لارضاء أمه ابْنة سعد الدّين الكماخي الْمَذْكُورَة بِعَدَمِ التَّوْفِيق بل أَخذ السَّارِق عمَامَته وضربه بِحَيْثُ كَاد أَن يعْدم. وبالجلمة فَلَيْسَ أَيْضا بمحمود السِّيرَة مَعَ لين كَلَامه وتميزه فِي صناعَة الشُّرُوط. 81 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن كميل كحميد ابْن عوض بن رشيد ككبير الْبَدْر الشَّمْس بن الشهَاب بن السراج بن الْكَمَال المنصوري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن كميل ثمَّ بِابْن أَحْمد. ولد بعد سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة

بالمنصورة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي وكتبا واشتغل قَلِيلا وَحضر عِنْد القاياتي فِيمَا ذكر وَسمع على شَيخنَا وَحضر دروسه، وناب فِي الْقَضَاء عَن قَرِيبه أبي الْبَقَاء ثمَّ بعد موت وَالِده عَن شَيخنَا واستقل بِقَضَاء بَلَده بل ومنية ابْن سليسل ودمياط فِي وَقْتَيْنِ مُخْتَلفين بل اجْتمعَا لَهُ وقتا فِي آن وَاحِد. وَتزَوج أُخْت أوحد الدّين بن العجيمي قَاضِي الْمحلة واستولده أَوْلَادًا نور الدّين على وجلال الدّين مُحَمَّد وَأَبُو السعادات مُحَمَّد الْآتِي، وَكَانَ بديع الذكاء فَاضلا بِحَيْثُ زعم أَنه كتب على جَامع المختصرات وَغَيره وَعمل كتابا نمط عنوان الشّرف بِزِيَادَة علمين جيد الْكِتَابَة ذَا قدرَة على التنويع الخطوط بِحَيْثُ يُفْضِي إِلَى التزوير مَعَ خبْرَة تَامَّة بِالْأَحْكَامِ وصناعة التوثيق ونظم حسن امتدح بِهِ الأكابر) كالجمالي نَاظر الْخَاص وَابْن الكويز وَكتب عَنهُ ابْن فَهد والبقاعي وَغَيرهمَا فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَكَذَا كتبت عَنهُ وَرُبمَا قيل أَن كثيرا مِنْهُ لِأَبِيهِ وَلَكِن لم أكن أقصر بِهِ عَن ذَلِك مَعَ علمي بكذبه ورقة دينه وتزويره، وَقد أهانه الْأَشْرَف قايتباي حِين اجتيازه بفارسكور لمزيد شكوى النَّاس مِنْهُ. وَلم يلبث أَن مَاتَ فَجْأَة بسلمون فِي يَوْم الْجُمُعَة سلخ جمادي الأولى سنة ثَمَان وَسبعين وَحمل فِي يَوْمه إِلَى المنصورة فَدفن بهَا. وَمن نظمه: (أُرِيد مِنْك الْآن يَا سَيِّدي ... ثوبا مليحا تاصعا فِي الْبيَاض) (فعبدك الْآن غَدا عَارِيا ... من كل شَيْء فَاقْض مَا أَنْت قَاض) وَقَوله: (يَا شمس دين الله أَنْت مُصدق ... فِيمَا تَقول وَإِن غَيْرك يكذب) (أَو مَا علمت بِأَن قطية أَهلهَا ... سُفَهَاء مَا فيهم رَئِيس يصحب) 82 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الشَّمْس أبي عبد الله ابْن المحيوي أبي الْعَبَّاس البلبيسي قاضيها الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن البيشي بموحدة مَكْسُورَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ مُعْجَمه. / ولد بعد سنة سبعين وَسَبْعمائة ببلبيس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَكَانَ الْمجد إِسْمَاعِيل البلبيسي قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِمصْر قريبَة من جِهَة النِّسَاء فانتقل عِنْده بِالْقَاهِرَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فجود بعضه على الْفَخر الضَّرِير الإِمَام بالأزهر وَكَذَا حفظ الْعُمْدَة والمنهاج وألفية النَّحْو، وَعرض فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا على قَرِيبه الْمجد والأبناسي والتاج أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن البلبيسي الشَّافِعِي الْخَطِيب والزين الْعِرَاقِيّ والسراج بن الملقن والصدر الْمَنَاوِيّ والتقي بن حَاتِم والتاج مُحَمَّد بن أَحْمد بن النُّعْمَان وناصر الدّين بن الميلق والبدر بن السراج البُلْقِينِيّ وأجازوه وَعين الْبَدْر مَاله من تصنيف وتأليف ونظم

ونثر فِي آخَرين أوردت مِنْهُم فِي المعجم جملَة، وَبحث جَمِيع الْمِنْهَاج فِي التَّقْسِيم الَّذِي كَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ على الأبناسي وغالبه على البيجوري وَبَعضه على ابْن الملقن وَكَذَا حضر دروس البُلْقِينِيّ وَأخذ عَن الزين الْعِرَاقِيّ ورأيته أثْبته فِي بعض مجَالِس أَمَالِيهِ فِي أول سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَانَ بِحَضْرَة الهيثمي ثمَّ عَن وَلَده الْوَلِيّ أبي زرْعَة، وَحج مَعَ أَبِيه صَغِيرا ولازم مطالعة الرَّوْضَة فَكَانَ يستحضر أَكْثَرهَا مَعَ استحضار الْحَاوِي وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن أَشْيَاء، وناب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ عَن التقى الزبيرِي قبل الْقرن وَاسْتمرّ يَنُوب لمن بعده بل اقْتصر القاياتي أَيَّام قَضَائِهِ عَلَيْهِ فِي) الشرقية جَمِيعهَا إجلالاله ودرس الْمِنْهَاج وَالْحَاوِي وَغَيرهمَا وَأفْتى وَصَارَ الْمعول عَلَيْهِ. وَكَانَ اماما عَالما فَقِيها غَايَة فِي التَّوَاضُع وَطرح التَّكَلُّف أجازلي. وَمَات بعد بِيَسِير فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين وَلم يخلف فِي الشرقية مثله رَحمَه الله وإيانا. 83 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى بن عكاش الْمَكِّيّ الشهير بهبيهب. / شيخ المقرئين بالمحافل فِي الْمَسْجِد والمعلاة وَغَيرهمَا. مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر شعْبَان سنة أَربع وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. 84 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفضل. / اثْنَان الشّرف أَبُو الْقسم والكمال أَبُو الْفضل النويريان المكيان الخطيبان بهَا. يَأْتِي كل مِنْهُمَا قَرِيبا. 85 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم بن أَحْمد بن الشَّيْخ قَاسم بن حرز الله أَبُو نَاصِر الدّين بن الشَّمْس السنهوري وَيعرف بالضعيف. / كَانَ أحد خلفاء الشَّيْخ مُحَمَّد ابْن هرون. مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي الْمحرم سنة احدى وَسِتِّينَ. أرخه الْمُنِير. 85 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن يُوسُف أَبُو عبد الله السلاوي المغربي الْمَالِكِي. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: ولد سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة وَسمع بتونس من الْوَادي آشي الْمُوَطَّأ وَغَيره ثمَّ حج فَسمع من الزبير بن عَليّ الأسواني بِالْمَدِينَةِ وبحلب من مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن صلح العجمي واشتغل بِالْعلمِ وسلك طَرِيق التقشف، وَكَانَت لَهُ مهابة اجْتمعت بِهِ قبل طلبي للْحَدِيث وَأخذت من فَوَائده وآدابه. وَمَات باسكندرية فِي ثَالِث رَجَب سنة ثَلَاث، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَنه أنْشدهُ يحثه على الْعُزْلَة: (قَالَت الأرنب السبوق كلَاما ... فِيهِ ذكرى ليفهم الْأَلْبَاب) (أَنا أجري من الْكلاب وَلَكِن ... خير يومي أَن لَا تراني الْكلاب) 86 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْقسم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس المراغي ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أحد الْفُضَلَاء فِي الْفِقْه

والفرائض والعربية والتاريخ مَعَ الْمعرفَة التَّامَّة بِأُمُور الدُّنْيَا اجْتمعت بِهِ مرَارًا قبل طلب الحَدِيث وَسمعت من فَوَائده وَكَانَ يذكر أَنه سمع من ابْن سيد النَّاس والطبقة. مَاتَ فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى عشرَة وَأَظنهُ قَارب الثَّمَانِينَ بل جازها. وَخلف كتبا كَثِيرَة جدا تلف أَكْثَرهَا بالأرضة وَغَيرهَا، وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى المراغة من عمل اخميم وجده الْأَعْلَى أَبُو الْقسم كَانَ مَشْهُورا بالصلاح وَله زَاوِيَة هُنَاكَ) وَأَتْبَاع ويلقب وقار الدّين. 87 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْبَدْر بن الْجلَال الْمحلي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَعَمه. ولد فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن واشتغل عِنْد يحيى الدماطي فِي الْفِقْه وَأخذ النَّحْو عَن أبي الْخَيْر الْفراء الْحَنَفِيّ وجود الْخط على عَمه الْكَمَال وَكتب بِهِ قَلِيلا، وَحج غير مرّة وجاور وشارك فِي الْفَضَائِل وتكسب فِي الْبَز مَعَ خير وديانة وتعفف وتقنع. 88 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن رضوَان بن عبد الْمُنعم بن عمرَان فتح الدّين بن الشَّمْس الْأنْصَارِيّ السفطي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الآثاري / الْمَاضِي أَبوهُ. اسْتَقر بعده فِي مشيخة الْآثَار ففاقه فِي التَّرَدُّد إِلَى الأكابر والألحاح وَلم يشابهه فِي الأشتغال وَالْفضل مَعَ أَنه نَاب فِي الْقَضَاء وَلكنه لم يمتع فَإِنَّهُ لم يلبث أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة سبعين بعد أَن عزل من المشيخة لتعدية وتفريطه فِي بعض الْآثَار بل رام التَّغْيِير فِي كتاب الْوَقْف فقبحه الْعِزّ قَاضِي الْحَنَابِلَة وبادر إِلَى صرفه وَتَقْرِير الولوي البارنباري عوضه وَحمد صَنِيعه عَفا الله عَنهُ. 89 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن أَبوهُ الْفَوْز بن الشَّمْس ابْن الولوي الْمحلي / سبط الشَّيْخ مُحَمَّد الغمرى والماضي أَبوهُ وجده. قَرَأَ الْقُرْآن وخطب بِجَامِع جده لِأَبِيهِ فِي الْمحلة وَسمع مني وَمن غَيْرِي، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة باعتناء أَبِيه وَلم أرخاله يُرْضِي أمره. 90 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم بن عبد الرَّحْمَن الْمَشْهُور بالشهيد الْخَطِيب الشّرف أَبُو الْقسم بن الْكَمَال أبي الْفضل بن الْمُحب أبي البركات بن الْكَمَال أبي الْفضل بن الشهَاب الْقرشِي الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب أَحْمد الْمَاضِي وَهُوَ بكنيته أشهر. / وَأمه أم الْحُسَيْن ابْنة القَاضِي عَليّ النويري. ولد فِي خَامِس عشري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وجوده وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج كِلَاهُمَا للنووي وَالْبَعْض من كل من الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ والشاطبية وألفية النَّحْو،

وَعرض على ابْن الْجَزرِي وَالْجمال الشيبي وَأبي شعر وَالْعلم الاخنائي فِي آخَرين وَأخذ فِي الْفِقْه يَسِيرا عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ وَغَيرهمَا وأحضر فِي الأولى على الزين المراغي وَسمع على الشمسين الْبرمَاوِيّ وَابْن الْجَزرِي والشيبي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والمقريزي وَطَائِفَة، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الارموي وَعبد الرَّحْمَن بن طولوبغا) وَالشَّمْس بن الْمُحب وَالْجمال بن الشرائحي والشهاب بن حجي وَأَخُوهُ النَّجْم والشهاب الحسباني والشرف بن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والكمال بن خير والتاج بن التنسي وَخلق. وَدخل مصر غير مرّة أَولهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسمع من شَيخنَا وَغَيره، وجاور بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وقتا وَولي الخطابة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام الْمَكِّيّ شركَة لِأَخِيهِ وصرفا عَنهُ غير مرّة، ولقيته بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة كثيرا وَسمعت خطبَته مرَارًا وَكَانَ بليغا فِي أَدَائِهَا، وَأَجَازَ لبَعض أَوْلَادِي، وَكَانَ متواضعا خيرا متوددا خاضعا للصلحاء وَأهل الْخَيْر مديما للتلاوة خُصُوصا بعد ذهَاب بَصَره فَإِنَّهُ أضرّ قبيل الْخمسين بعد أَن كَانَ فِي الأَصْل أعشى وَحسن لَهُ الْقدح فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَأجَاب فَمَا أَفَادَ بل اسْتمرّ على ذَلِك حَتَّى مَاتَ بعد أَن فجع بأَخيه وَظهر مزِيد جزعه عَلَيْهِ بعد أَن تعلل مُدَّة فِي لَيْلَة الْخَمِيس سلخ شعْبَان سنة خمس وَسبعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة عوضه الله الْجنَّة وإيانا. 91 - مُحَمَّد أَبُو الْفَتْح النويري / شَقِيق الَّذِي قبله بيض لَهُ ابْن فَهد وَكَأَنَّهُ مَاتَ صَغِيرا. 92 - مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو الْفضل الْخَطِيب / شَقِيق اللَّذين قبله وَالْأول أكبر وَهَذَا أشهر وَهُوَ أَيْضا بكنيته أعرف. مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ حمل فولد بعد مَوته بثمان أَيَّام وَذَلِكَ فِي لَيْلَة خَامِس ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كَفَالَة أَخِيه الْأَكْبَر فحفظ الْقُرْآن وَقَالَ انه تلاه لأبي عمر وعَلى مُوسَى المغراوي والمنهاج وَغَيره، وَعرض على جمَاعَة وَبحث بِمَكَّة فِي النَّحْو وَالْأُصُول على الْجمال بن أبي يزِيد المشهدي السَّمرقَنْدِي الْحَنَفِيّ وَالْجمال والبرهان البنكاليين والهنديين وَسمع مجَالِس من وعظ أبي شعر الْحَنْبَلِيّ وَكَذَا سمع على أبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي وَأبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة تسع وَعشْرين التدمري والقباني والنجم بن حجي وَابْن نَاظر الصاحبة والتاج بن بردس وَأَخُوهُ الْعَلَاء والكلوتاتي وَالشَّمْس الشَّامي وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحي وَعَائِشَة ابْنة الْعَلَاء الْحَنْبَلِيّ وَطَائِفَة وارتحل بِهِ أَخُوهُ إِلَى الْقَاهِرَة سنة ارْبَعْ وَأَرْبَعين ثمَّ رَحل هُوَ بِنَفسِهِ للطلب فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين أَو الَّتِي قبلهَا فَأخذ الْفِقْه ارباعا على شَيخنَا والقاياتي والنائي وَغَيرهم وَعَن الآخرين أَخذ فِي النَّحْو وَعَن أَوَّلهمْ أَخذ فِي الحَدِيث وَأخذ أصُول الدّين عَن السَّيِّد فَخر الدّين الشِّيرَازِيّ

نزيل الاقبغاوية وَسمع من شَيخنَا والعز الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر المنوفي نزيل القرافة بِالْقربِ من جَامع مَحْمُود وبالمدينة النَّبَوِيَّة من الْمُحب المطري والشهاب الْجريرِي وَغَيرهمَا ولازم بلدية) أَبَا الْقسم النويري الْمَالِكِي فِي أصُول الْفِقْه والنحو وَالصرْف والمنطق حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ بل كَانَ يمرنه فِي دروسه الْفِقْهِيَّة قبل قِرَاءَته لَهَا على شُيُوخه وَمر وَهُوَ فِي بَلَده مَعَ أبي الْعَبَّاس الْوَاعِظ على المنسك الْكَبِير لِابْنِ جمَاعَة وَمَعَ السراج عمر البلبيسي على شَرحه للورقات فِي آخَرين كالعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والكمال بن الْهمام وَسَلام الله والنور البوشي الخانكي بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا، وَمَا أَكثر من الطّلب لكنه كَانَ غَايَة فِي الذكاء مَعَ قُوَّة الحافظة وَأذن لَهُ فِي التدريس والافتاء وَصَحب الشَّيْخ مَدين وَغَيره من الأكابر كالسيدين صفي الدّين وعفيف الدّين الايجبيين بل صاهره ثانيمها على أُخْته وَلما مَاتَ وَالِده اسْتَقَرَّتْ الخطابة باسم ولديه وناب عَنْهُمَا فِيهَا قريبهما أَبُو الْيمن النويري ثمَّ انتزع حِصَّة صَاحب التَّرْجَمَة خَاصَّة فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَلَمَّا قدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَهِي القدمة الثَّالِثَة أَكثر التَّرَدُّد للكمال بن الْبَارِزِيّ وللبدر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وَله فِي تَقْدِيمه الْيَد الْبَيْضَاء وللامير دولات باي المؤيدي وَغَيرهم من الاكابر فأعيد إِلَى مَا كَانَ مَعَه من الخطابة وَرجع صُحْبَة الْكَمَال فِي سنة خمسين فباشرها بفصاحة وَقُوَّة جنان وَأَحْيَا سنة شريفة كَانَت قد اميتت من بعد الشهَاب بن ظهيرة فَإِنَّهُ خطب بِمَسْجِد الْخيف من منى يَوْم النَّحْر وَيَوْم النَّفر الأول ثمَّ انتزع الخطابة كلهَا قريبهما أَيْضا ذِي الْقعدَة من الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وخطب صَاحب لترجمة أَيْضا بمنى يَوْم النَّحْر وَيَوْم النَّفر الأول ثمَّ انفصلا عَنْهَا فِي شعْبَان سنة خمس وَخمسين بالبرهاني بن ظهيرة ثمَّ أعيدا فِي سنة سبع وَخمسين ثمَّ انفصلا فِي صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ بِهِ أَيْضا شَرِيكا لِأَخِيهِ الْكَمَال أبي البركات ثمَّ أعيدا إِلَيْهَا فِي صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَلم يلبثا ان عزلا فِي ربيع الأول مِنْهَا البرهاني أَيْضا شركَة لِأَخِيهِ الْفَخر ثمَّ أعيدا إِلَيْهَا فِي شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ واستمرا حَتَّى مَاتَا وَكَذَا كَانَ مَعَه بِمَكَّة تدريس الْأَفْضَلِيَّة كل ذَلِك مَعَ مَا ترَتّب لَهُ من المرتبات الَّتِي تساق إِلَيْهِ وَمَا يصل إِلَيْهِ من المبرات والانعامات لمزيد حَظه فِي ذَلِك بِحَيْثُ ابتنى بِمَكَّة دَارا وزاوية بجانبها وحفر بِئْرا وَغير ذَلِك، وَجَرت بَينه وَبَين البرهاني بن ظهيرة خطوب وحوادث طَوِيلَة أَشرت لبعضها فِي غير هَذَا الْموضع بل انثنى عَنهُ صَاحب الْحجاز بِحَيْثُ كَانَ يتخيل من الأقامة مَعَه هُنَاكَ وَلزِمَ من ذَلِك استيطانه الْقَاهِرَة وتعب كل من الْفَرِيقَيْنِ أما أُولَئِكَ فلكثرة كفلهم فِي ابعاده وَعدم تمكنه

وَأما هَذَا فلمفارقته وَطنه وَلَكِن كَانَ بِالْقَاهِرَةِ على هَيْئَة جميلَة إِلَى الْغَايَة رتب لَهُ على الذَّخِيرَة كل يَوْم دِينَار سوى مَا يصله من الْأُمَرَاء) كالخمسمائة دِينَار دفْعَة بل الْألف فضلا عَن دون ذَلِك خُصُوصا الْأَمِير جانم الاشرفي فَإِنَّهُ كَانَ فِي قَبْضَة يَده حَتَّى أَنه سَافر الشَّام حِين كَانَ نائبها فأنعم عَلَيْهِ بِمَا يفوق الْوَصْف وَأَنْشَأَ برسمه الْأَمِير أزبك الظَّاهِرِيّ خلْوَة هائلة بسطح جَامع الْأَزْهَر ورام بعض المجاورين الْمُعَارضَة فِيهَا لما حصل من التَّعَدِّي فماتم وَلَكِن قد أزيلت بعد ذَلِك، وَكثر تردد غير وَاحِد من مقدمي الألوف فَمن دونهم من الْأُمَرَاء والخدم سِيمَا مقدم المماليك مِثْقَال بل وَسَائِر النَّاس من كبار المباشرين وَالْأَئِمَّة من الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء والفضلاء والصوفية إِلَى بَابه وَهُوَ لَا يَنْفَكّ عَن وَضعه بَين يَدي كل مِنْهُم مَا يَلِيق بِهِ من أكل وحلوى وَنَحْو ذَلِك وَلم يكن صَنِيعه هَذَا مُخْتَصًّا بِالْقَاهِرَةِ بل كَذَا فِي غَيرهَا كمكة حَتَّى أَنه أضَاف بهَا الْأَمِير تمربغا الظَّاهِرِيّ حِين كَانَ مُقيما هُنَاكَ بنواحي منى فتكلف على ذَلِك وتوابعه فِيمَا بَلغنِي مَا أهاب النُّطْق بِهِ وَزَاد فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ حَسْبَمَا كَانَ الْأَمِير يذكرهُ ويعترف من أَجله بالتقصير فِي حَقه، وَكَذَا كَانَ ابْن الْهمام يذكر مزِيد خدمته لَهُ، إِلَى غير ذَلِك مِمَّا لَا ينْحَصر وَعقد مجْلِس الْوَعْظ ببلدة ثمَّ بِجَامِع الْأَزْهَر فأدهش الْعَامَّة بِكَثْرَة محفوظه وطلاقته وفصاحته غير أَنه لم يكن يتحَرَّى فِي عزو الْمَنْقُول وَرُبمَا خَاضَ الْأَعْدَاء فِي ذَلِك وتعدوا إِلَى عدم الضَّبْط مُطلقًا وَكَانَ الْكِبَار يحْضرُون عِنْده فِيهِ، وَكَذَا عقد مَجْلِسا للتذكير بمنزله فِي كل لَيْلَة ثلاثاء وَكثر اجْتِمَاع الغوغاء فَمن فَوْقهم فِيهِ وَكنت مِمَّن حضر عِنْده فِي كليهمَا وَكَذَا حضرت عِنْده فِي غَيرهمَا وَكَانَ يظْهر من التودد لي مَالا أنهض لضبطه بل وأستحى من مبالغته معي فِي مزِيد التَّوَاضُع لكَونه لم يكن يتحاشى عَن تَقْبِيل الْيَد فِي الْمَلأ، هَذَا مَعَ مزِيد شهامته وارتفاع مكانته وجلالته غير أَن ذَلِك كَانَ دأبه وديدنه مَعَ الْعلمَاء والفضلاء وَالصَّالِحِينَ وَرُبمَا أفرط بِهِ مزِيد الأعتقاد إِلَى غَايَة لم أكن أرضاها لَهُ، وَكَانَ يقدمني فِي الحَدِيث على غَيْرِي وَحصل جملَة من تصانيفي وَقَرَأَ بَعْضهَا من لَفظه بحضرتي ويراسلني بِخَطِّهِ بالأسئلة عَن كل مَا يشكل عَلَيْهِ وَيحلف أنني عِنْده فِي الْمحبَّة كاخيه أبي الْقسم وانه لَا يحبك الا مُؤمن وَلَا يغضبك إِلَّا مُنَافِق إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يَكْتَفِي مِنْهُ بِبَعْضِه جوزي خيرا، واقتنى من نفائس الْكتب ونفيس الثِّيَاب والاثاث شَيْئا كثيرا وَتزَوج ابْنة ابْن الخازن فَكَانَت تبالغ فِي التأنق لَهُ فِي اصطناع الْأَطْعِمَة وَنَحْوهَا لمن يرد عَلَيْهِ وقطعها أوقاتا طيبَة يغبط بهَا، وزار بَيت الْمُقَدّس غير مرّة وَكَذَا وَدخل الشَّام وَغَيرهَا وَمَا حل بِبَلَد إِلَّا وعظمه أَهلهَا، وَحدث وَوعظ ودرس وَأفْتى وَجمع مجَالِس

تكلم فِيهَا على بعض أَحَادِيث من البُخَارِيّ أَطَالَ فِيهَا النَّفس بل) كَانَ يذكر أَنه كتب عَلَيْهِ شرحا وَكَذَا جمع خطبا وكراسة فِي بعض الْحَوَادِث قرضها لَهُ الْأمين الأقصرائي والزين قَاسم الحنفين وَغَيرهمَا وَكتب عَنهُ البقاعي مَا قَالَ انه من نظمه فِي الشَّمَائِل النَّبَوِيَّة لصهره السَّيِّد عفيف الدّين وَهُوَ: (أبدى الشريف الالمعي عجائبا ... عَنْهَا تقصر سَائِر الافهام) (وأجاد صنعا فِي شمائل جده ... فَالله يبقيه مدى الْأَيَّام) بل حكى عَنهُ من نظمه وعجائبه غير ذَلِك ومدحه قَدِيما بقوله: (إِلَى الْمَاجِد الحبر الْجواد مُحَمَّد ... أبي الْفضل جَوَاز الثنا ابْن أبي الْفضل) (رَئِيس ترقي ذرْوَة الْمجد أمردا ... فَلَيْسَ لَهُ فِي بطن مَكَّة من شكل) ثمَّ نافره بعد ذَلِك وَقَالَ مَعَ قَوْله أَنه شَاب حسن المنظر مَقْبُول الشكل من بَيت أصل وعراقة وَعلم وشهامة وَدين وشجاعة لكَونه قدم عَلَيْهِ فِي جَنَازَة: ان عِنْده من التوغل فِي حب الرياسة والرقاعة على شدَّة الْفقر مَا يحوجه إِلَى المجازفة والتشبع بمالم يُعْط فشاع كذبه حَتَّى صَار لَا يوثق بقوله وَكَذَا قَالَ انه شمخ وتكبر وَزَاد فِي التعاظم مضموما إِلَى الْكَذِب فمقته غَالب النَّاس وان أَبَا الْقسم النويري أفسد طباعه وانه كَانَت لَهُ حظوة عِنْد الأكابر وَالسُّلْطَان وَقرر فِي وظائف وَزعم أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ فِي ايساغوجي، وَفِي كَلَامه مجازفات كَثِيرَة نسْأَل الله كلمة الْحق فِي السخط وَالرِّضَا. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ اماما وافر الذكاء وَاسع الدائرة فِي الْحِفْظ حسن الْخط فصيحا طلق اللِّسَان بهجا وجيها عِنْد الْخَاصَّة والعامة متواضعا مَعَ الشهامة كَرِيمًا إِلَى الْغَايَة مقتدرا على استجلاب الخواطر والتحبب إِلَى النَّاس على اخْتِلَاف مَرَاتِبهمْ باذلا جاهه مَعَ من يَقْصِدهُ غير باخل بتربية أَصْحَابه خُصُوصا الْفُضَلَاء عَظِيم التنويه بذكرهم حَسَنَة من محَاسِن الدَّهْر وَقل أَن ترى الاعين فِي مَجْمُوعه مثله وَلَكِن الْكَمَال الله، وَقد عرض عَلَيْهِ قَضَاء الشَّافِعِيَّة بالديار المصرية فأبي وَكَانَ أمره فِيهَا فَوق ذَلِك وَكَذَا اسْتَقر فِي تدريس الشَّافِعِيَّة بعد ابْن الملقن مسئولا فِيهِ ثمَّ عرض نزاع فِيهِ فَأَعْرض عَنهُ. وَلم يزل فِي ارْتِفَاع حَتَّى مَاتَ مبطونا مطعونا غَرِيبا لم يغب ذهنه بل يُقَال أَنه اسْتمرّ يلْحق فِي وَصيته إِلَى وَقت صعُود روحه فِي ضحى يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشري رَمَضَان ثَلَاث وَسبعين، وَكنت عِنْده أول النَّهَار لعيادته، وَبلغ السُّلْطَان شدَّة توعكه فهم لعيادته بعد أَن أعلم بِضيق درب الاتراك مَحل سكنه وَمَا انثنى عزمه عَن ذَلِك بل أرسل خواصه بَين يَدَيْهِ فَوجدَ قدمات فَرجع وأعلمه فتألم وَنزل) إِلَى سَبِيل المؤمنى فانتظر حَتَّى

شهد الصَّلَاة عَلَيْهِ وَمَعَهُ الْقَضَاء والخلق تقدمهم الشَّافِعِي وَأَشَارَ بدفنه فِي قبَّة الإِمَام الشَّافِعِي وَيُقَال ان ذَلِك كَانَ بِوَصِيَّة مِنْهُ فَرَاجعه الزيني بن مزهر وتلطف بِهِ حَتَّى بَطل بعد أَن كَانَ حفر لَهُ دَاخل الْقبَّة من جِهَة رَأس الإِمَام وَأنكر النَّاس هَذَا الصَّنِيع وَمَا كَانَ قَصده قيمًا أَرْجُو إِلَّا صَالحا فقد سمعته غير مرّة يَقُول: أَنا سمي الإِمَام وبلديه وَابْن عَمه ومقلده ومحبه وخادمه وغريب وَهُوَ لَا يَأْبَى أَن أكون تَحت قَدَمَيْهِ، وَلَكِن لم أفهم مِنْهُ دَاخل الْقبَّة بل أَظن ذَلِك من تَحْرِيف السَّاعِي فِيهِ وَحِينَئِذٍ توجه الأنكار وخشى الْمعَارض من التطرق لذَلِك وَرُبمَا تصير الْبقْعَة ممتهنة يتَطَرَّق غَيره لَهَا والأعمال بِالنِّيَّاتِ وَآل الامر إِلَى أَن دفن بجوار قبر وَلَده المتوفي قبله بأيام بالتنكزية مَحل دفن الونائي بالقرافة، وَاجْتمعَ فِي جنَازَته وَحين دَفنه من لايحصى رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة. 93 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن عبد الله الشّرف أَو الْمُحب أَبُو بكر بن الزين بن الزين بن جمال الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ / الْمَاضِي أَبوهُ، وَأمه أم كُلْثُوم ابْنة الْخَطِيب عبد الله بن التَّاج عَليّ الطَّبَرِيّ. ولد فِي سنة سبعين وَسَبْعمائة وَحضر عِنْد ابْن حبيب وَالْجمال بن عبد الْمُعْطِي وَأَجَازَ لَهُ الْعَفِيف النشاوري وَغَيره، وَكَانَ حَيا سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَظنهُ وَسَبْعمائة وَيكون مَاتَ طفْلا أَو فَوق ذَلِك إِن مَاتَ فِي بَقِيَّة ذَاك الْقرن فَإِن لم يكن كَذَلِك فَلَعَلَّهُ من شرطنا. 94 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَدْر الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط الْجمال عبد الله المارداني، أمه فَاطِمَة وَيعرف بالمارديني. / ولد فِي لَيْلَة رَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده على النُّور إِمَام الْأَزْهَر بل تلاه عَلَيْهِ بِبَعْض الرِّوَايَات وألفية النَّحْو وَبَعض الْمِنْهَاج وَأخذ عَن ابْن المجدي الْفَرَائِض والحساب والميقات ولازم دروسه وَكَذَا لَازم الْعَلَاء القلقشندي فِي الْفَرَائِض وَالْفِقْه وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْفُصُول لِابْنِ الهائم وتقسيم الْحَاوِي وبهجته والمنهاج والمهذب بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَغَيرهمَا وَحضر أَيْضا دروس القاياتي والبوتيجي والمحلي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والشرواني والخواص وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على الْكَرِيم العقبي، وَسمع على شَيخنَا والصالحي والرشيدي وَغَيرهم بِالْقَاهِرَةِ وَأبي الْفَتْح المراغي بِمَكَّة وشمس الدّين بن الْفَقِيه حسن دمياط فِي آخَرين وَكَانَ أول اشْتِغَاله فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ، وَحج غير مرّة وجاور فِي الرحبية المزهرية وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس غير مرّة أَيْضا مِنْهَا فِي سنة تسعين مَعَ

أبي الْبَقَاء بن الجيعان) وَدخل الشَّام مرَّتَيْنِ وحماة فَمَا دونهَا وتميز فِي الْفُنُون وَعرف بالذكاء مَعَ حسن الْعشْرَة والتواضع وَالرَّغْبَة فِي الممازحة والنكتة والنادرة وامتهان نَفسه وَترك التأنق فِي أمره وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة فتصدى للأقراء وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء فِي الْفَرَائِض والحساب والميقات والعربية وَنَحْوهَا. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ النَّجْم بن حجي وَصَارَ بِأخرَة فريدا فِي فنون وباشر الرياسة فِي أَمَاكِن بل تصدر بِجَامِع طولون برغبة نور الدّين بن النقاش لَهُ عَنهُ وَعمل فِيهِ اجلاسا فِي صفر سنة تسع وَسبعين، وَكتب فِي الْمِيقَات مُقَدمَات جمة تزيد كَمَا أَخْبرنِي على مِائَتَيْنِ مِنْهَا المنصورية كَأَنَّهُ عَملهَا لجَماعَة المنصورية والسرالمودوع فِي الْعَمَل بِالربعِ الْمَقْطُوع وَعمل متْنا فِي الْفَرَائِض سَمَّاهُ كشف الغوامض وَاخْتَصَرَهُ فِي نَحْو نصف حجمه بل وَشَرحه وَشرح فِيهِ كلا من تصانيف أَرْبَعَة لِابْنِ الهائم الْفُصُول والتحفة القدسية وَالْمقنع وَسَماهُ القَوْل الْمُبْدع والألفية الْمُسَمَّاة كِفَايَة الْحفاظ مَعَ توضيح للإلفية أَيْضا وَكَذَا شرح الجعبرية والرحبية والاشنهية وَلكنه لم يكمل ومنظومة الْمُوفق الْحَنْبَلِيّ والحوفي ورتب مَجْمُوع الكلائي مَعَ اختصاره والاتيان فِيهِ بزوائد مهمة، وَله فِي الْحساب مُقَدّمَة سَمَّاهَا تحفة الأحباب فِي الْحساب المفتوح واختصرها وَشرح فِيهِ من تصانيف ابْن الهائم الْحَاوِي واللمع وَفِي الْجَبْر والمقابلة ثَلَاثَة شُرُوح على الياسمينية وَشرح فِي النَّحْو الشذور والقطر والتوضيح وَلكنه لم يكمل وجرد شرح شواهده من شَوَاهِد الْعَيْنِيّ إِلَى غير ذَلِك من الْمُهِمَّات، وَنَازع فِي مسئلة الْجَهْر بالتسميع وَخَالف فِي ذَلِك الزين زَكَرِيَّا وتنافس مَعَه بِسَبَبِهَا وَكَذَا انتقده فِي شَرحه للفصول وَنَازع ابْن السَّيِّد عفيف الدّين فِي دَعْوَاهُ تَقْدِيم أَذَان الْمغرب قبل تمكن الْغُرُوب وكلم الْمُحْتَسب بِكَلِمَات مُنَاسبَة كَمَا أَنه دَار بَينه وَبَين ابْن عَاشر شيخ التربة الأشرفية قايتباي مناقشات وباسمه بعض وظائف الجنابلة. وَبِالْجُمْلَةِ ففضيلته منتشرة ومحاسنه مقررة وَلكنه لم ينصف فِي تَقْرِير رشيئ يُنَاسِبه كَمَا هُوَ الْغَالِب فِي الْمُسْتَحقّين. 95 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الفِهري الشاطبي المربي أَو الْمَرْوِيّ / نِسْبَة للمرية من بِلَاد الأندلس وَيعرف بالشاطبي. ولد فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بالمرية وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلابه لنافع عَليّ مُحَمَّد الروطي بعد أَن جوده على أَبِيه ومعظم الْمُخْتَصر وَجَمِيع رجز ابْن عَاصِم فِي الْعَرَبيَّة واشتغل فيهمَا عِنْد عبد الله الزليحي وَمُحَمّد بن معوذ وعنهما أَخذ الْفَرَائِض فِي الْحساب وَالْعرُوض. وسافر من الأندلس لبَعض ضروراته) ولازال حَتَّى دخل مصر فِي أول سنة خمس وَتِسْعين فَنزل بتربة السُّلْطَان وَحضر إِلَيّ فِي أثْنَاء ربيع الآخر مِنْهَا فَسمع مني المسلسل وأنشدني قَوْله:

(يَا نفس لَا جزعا بذا انْقَضى الزَّمن ... مَسَرَّة سَاعَة وَسَاعَة حزن) (وَتارَة عسرة من بعد ميسرَة ... وَتارَة صِحَة من بعْدهَا وَهن) (وأمس تمسي لَدَى أهل وَفِي وَطن ... وَالْيَوْم تصبح لَا أهل وَلَا وَطن) (بيناك فِي عزة وَأَنت مُحْتَرم ... أَصبَحت فِي ذلة وَأَنت ممتهن) (بيناك فَوق الثريا رفْعَة وَعلا ... أَصبَحت تَحت الثرى وخفضك الْكَفَن) (أَعمار أَوْلَاد آدم بذا ظعنت ... وَلَيْسَ الا بِهِ للغابر الظعن) (كم أُسْوَة فيهم لعاقل فطن ... لَكِن فديتك أَيْن الْعَاقِل الْقطن) 96 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هبة الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن أبي الْفَضَائِل عُثْمَان بن أبي الْحسن عَليّ بن يُوسُف الشّرف بن الشَّمْس الأسيوطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالأسيوطي وَأَبوهُ بخادم أكمل الدّين / وَكَانَ صوفيا بالشيخونية. ولد فِي رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَسمع عَليّ التنوخي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الشيخة والعراقي والهيثمي وَالْفَخْر عُثْمَان الشيشيني وَالشَّمْس بن الحكار والنجم البالسي والبرشنسي وناصر الدّين بن الْفُرَات ووحيد الدّين حفيد أبي حَيَّان وَآخَرين، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ فَاضلا خيرا متعففا يتكسب من طبخ السكر وَنَحْوه ويعتكف بالأزهر فِي رَمَضَان مَعَ شكله وتأنقه جاور بِمَكَّة كثيرا وَكَانَ يَوْم قضاءها وَيكثر من ثلب قاضيها أبي السعادات لذَلِك. وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشري شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين رَحمَه الله. 97 - مُحَمَّد الْفَخر الأسيوطي / أَخُو الَّذِي قبله. ولد فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْنِ أَو أَوَائِل سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَرَأَيْت وَصفه بالخامسة فِي صفر سنة سبع وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض على جمَاعَة وأحضر عَليّ الزين ابْن الشيخة وَغَيره وَسمع عَليّ التنوخي وَابْن أبي الْمجد والابناسي والعراقي والهيثمي والتقي والنجم الدجويين وَسعد الدّين القمني والحلاوي والسويداوي والتاج أبي الْعَبَّاس بن الظريف وَالْجمال والزين الرشيديين وَالْفَخْر عُثْمَان الشيشني والنجم البالسي وناصر الدّين بن الْفُرَات والشهاب بن الناصح وَالشَّمْس بن الحكار وَأبي حَيَّان حفيد أبي حَيَّان والفرسيسي فِي آخَرين، واشتغل يَسِيرا وَحضر دروس الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والعز) البُلْقِينِيّ وَغَيرهمَا وأجلس مَعَ الْعُدُول بمراكز مُتعَدِّدَة إِلَى أَن مهر فِي التوثيق ودرب كثيرا من أَحْكَام الْقُضَاة بالممارسة وانطبع فِي ذَلِك، وناب عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بِبَعْض أَعمال الجيزة ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ عَن شَيخنَا فَمن بعده وَلكنه لم يرج إِلَّا فِي أَيَّام شَيخنَا بِسَبَب انتمائه لوَلَده بِحَيْثُ جلس

عِنْده للشَّهَادَة يَسِيرا شَيخنَا ابْن خضر ثمَّ ترك والبقاعي، وَبَالغ الْفَخر فِي الاحسان إِلَيْهِ واشباع جوعته وَأَسْكَنَهُ تَحت نظره مُدَّة، وَقَرَأَ عَلَيْهِ البقاعي ثمَّ نافره جَريا على عَادَته، وَقد حج مرَارًا وجاور فِي بَعْضهَا بعض سنة وَحدث بِأَكْثَرَ مروياته سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، حملت عَنهُ أَشْيَاء. وَكَانَ مقداما عالي الهمة شَدِيد العصبية متوددا لأَصْحَابه كثير الموافاة لَهُم مَذْكُورا بالمجازفة وَعدم التَّحَرِّي. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبعين وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع الْأَزْهَر فِي مشْهد حافل وَدفن ظَاهر بَاب المحروق عَفا الله عَنهُ. 98 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى بن بدران بن رَحْمَة الْبَهَاء ابْن الْعلم بن الْكَمَال بن القَاضِي الشَّافِعِي بِدِمَشْق الْعلم أخي قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِمصْر التقي السَّعْدِيّ الاخنائي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن الاخنائي. / حفظ مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل وَأخذ الْفِقْه عَن الْجمال الاقفهمي والبساطي وَفِي القراآت عَن الشَّمْس الشراريبي وَسمع على الزين الْعِرَاقِيّ ولازم أَمَالِيهِ وَكَانَ يحفظ من أناشيده فِيهَا. وناب فِي الْقَضَاء دهرا وَهُوَ الْحَاكِم بقتل بخشيباي الاشرفي حدا كَمَا أرخه شَيخنَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، وَكَانَ حَافِظًا لكثير من فروع مذْهبه مُتَقَدما فِي قَضَائِهِ من بَيت جلالة وشهرة عرضت عَلَيْهِ بعض المحفوظات. وَمَات فِي شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين عَن أَزِيد من ثَمَانِينَ سنة وَدفن بتربة جوشن رَحمَه الله وإيانا. 99 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بل أَحْمد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن حُسَيْن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ القطب أَبُو بكر بن الْكَمَال أبي البركات الْقُسْطَلَانِيّ الاصل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وقريبه الْكَمَال أَبُو البركات مُحَمَّد بن الْجمال أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن وَيعرف كسلفه بِابْن الزين. أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة جمَاعَة وَسمع فِي الَّتِي تَلِيهَا من مُحَمَّد بن عَليّ الزمزمي. 100 - مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو الْفضل أَخُو الَّذِي قبله ووالد الْفَخر أبي بكر. / ولد فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَأمه سِتّ الْكل سعيدة ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر الفاكهي وَسمع من خَال والدته الْجمال المرشدي وَأبي الْفَتْح المراغي وَغَيرهمَا، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ أَيْضا) جمَاعَة. وَمَات بِالْهَدةِ هدة بني جَابر من أَعمال مَكَّة فِي يَوْم السبت سادس عشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَحمل إِلَيْهَا فوصلوا بِهِ تَسْبِيح لَيْلَة الْأَحَد فَجهز ثمَّ صلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة عِنْد سلفه على شقيقه أبي السُّعُود بعد أَن رام ابناه دَفنه على أَبِيه فَأبى أَخُوهُ

عَمهمَا الْأمين الْآتِي قَرِيبا. وَخلف ثَلَاثَة أَوْلَاد ذُكُور وثمان بَنَات رَحمَه الله. 101 - مُحَمَّد أَبُو المكارم / شَقِيق الَّذِي قبله. أجَاز لَهُ أَيْضا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة. وَمَات بِمَكَّة فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ عَن نَحْو سنتَيْن. 102 - مُحَمَّد أَبُو السرُور / شَقِيق اللَّذين قبله. بيض لَهُ ابْن فَهد بل ذكر أَنه ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بمنى. وَمَات بِمَكَّة فِي الَّتِي تَلِيهَا. 103 - مُحَمَّد أَبُو السُّعُود / شَقِيق الثَّلَاثَة قبله. سمع أَبَا الْفَتْح المراغي وَأَجَازَ لَهُ ابْن الاميوطي وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي وَجَمَاعَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين بِمَكَّة عَن ثَمَان عشرَة سنة. 104 - مُحَمَّد قطب الدّين أَبُو بكر / أَخُو الْمَذْكُورين. ولد فِي صفر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. وَمَات صَغِيرا بِمَكَّة. 105 - مُحَمَّد نجم الدّين / شَقِيق الَّذِي قبله. ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي بعْدهَا، وَأمه حَبِيبَة ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر الفاكهي، وَسمع أَبَا الْفَتْح المراغي، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع وَخمسين جمَاعَة وَكَانَ مالكيا اشْتغل قَلِيلا وتعاني الرمل والطب، وسافر لجة الْهِنْد وَحصل لَهُ فِيمَا قيل هُنَاكَ بعض رواج بالطب. وَمَات غريبابها قبيل التسعين. 106 - مُحَمَّد أَمِين الدّين أَبُو البركات بن الزين الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / شَقِيق اللَّذين قبله. ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسمع أَبَا الْفَتْح المراغي، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع وَخمسين جمَاعَة ولازمني فِي سنة سِتّ ثَمَانِينَ بِمَكَّة رِوَايَة ودراية بِسُكُون وتؤدة وَيكثر الطّواف وَهُوَ مَشْهُور بَين أهل بَلَده. 107 - مُحَمَّد الْمُحب الْمَدْعُو مبارك / شَقِيق اللَّذين قبله وأصغرهم. ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن روزبة. / فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن روزبة. 108 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن عُثْمَان الْبَدْر بن الْبَدْر الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْجلَال مُحَمَّد والزين أبي بكر وَغَيرهمَا وَيعرف كسلفه بِابْن مزهر. / ولد سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه ثمَّ مَاتَ وَهُوَ صَغِير فكلفه زوج أُخْته المحيوي أَحْمد الْمدنِي وتولي التوقيع عِنْده ثمَّ اسْتَقر كابيه فِي كِتَابه سر دمشق واتصل بنائبها شيخ سِنِين وَقدم مَعَه بعد قتل النَّاصِر فَلَمَّا تسلطن قربه وَاسْتقر بِهِ فِي نظر الاسطبل السلطاني ثمَّ ولي نِيَابَة كِتَابه سرها ودام مُدَّة

قَائِما بأعباء الدُّيُون سِيمَا فِي أَيَّام الْعلم دَاوُد بن الكويز لبعده عَن الْإِنْشَاء والفضيلة وَكَون صَاحب التَّرْجَمَة فصيحا مفوها إِلَى أَن اسْتَقل بالوظيفة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَعشْرين عوضا عَن النَّجْم عمر بن حجي فباشرها بحرمه وافرة فَعظم فِي الدولة جدا ونالته السَّعَادَة وأثرى جدا لمزيد رغبته فِي الْجمع، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بعد ضعفه قريب شَهْرَيْن فَأكْثر بعد عصر يَوْم السبت سادس عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَنزل السُّلْطَان من الْغَد فَصلي عَلَيْهِ ثمَّ دفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء بِالْقربِ من الشَّيْخ عبد الله المنوفي عَن نَحْو الْخمسين وَشهد غسله سعد العجلوني وَقَالَ مَا أكرمك من قادم على الله رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ. وَكَانَ مديما للتلاوة والاوراد محبا فِي إغاثة الملهوف وَنصر الْمَظْلُوم وتقريب الْعلمَاء واعتقاد الصَّالِحين حَتَّى أَنه لشده اخْتِصَاصه بالشيخ أحمدالزاهد أدرجه الشَّيْخ فِي أَو صيائه كَمَا سبق فِي تَرْجَمته وَلما زوج ابْنَته لِابْنِ سَلام اخْتَار لشهود العقد الشمسين البوصيري وناهيك بِهِ علما وصلاحا والزراتيتي شيخ الْقُرَّاء كثير البرللتقي بن الْفَتْح بن الشَّهِيد بِحَيْثُ كَانَ الْعِزّ الْقُدسِي يتعجب من كَثْرَة بره لَهُ مَعَ مَا كَانَ بَين أبويهما واغفال الزين عبد الباسط لذَلِك مَعَ الِاخْتِصَاص بِهِ إِلَى غير هَذَا. قَالَ شَيخنَا فِي انبائه: وَكَانَت مُدَّة ولَايَته نِيَابَة واستقلالا نَحْو تسع سِنِين لانه بَاشر ذَلِك عقب وَفَاة نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ فِي ثامن شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين وباشر فِي غضونها نظر الْجَيْش نِيَابَة عَن الزين عبد الباسط لما حج فِي سنة سِتّ وَعشْرين، وَأطَال فِي تَرْجَمته بالثناء الْحسن وَغَيره. وَنَحْوه قَول الْعَيْنِيّ الَّذِي أوردته فِي مَكَان آخر ممالا احْتَاجَ بِنَا إِلَيْهِ، وَذكره ابْن الْخَطِيب الناصرية فِي ذيله وَقَالَ أَنه اخْتصَّ بالمؤيد حِين كَانَ نَائِب حلب وَعمل موقعا عِنْده فَلَمَّا جرى بَينه وَبَين ابْن أيدمر نَائِب الْغَيْبَة الْفِتْنَة كَانَ سفيره فِي الصُّلْح فأمسكه وحبسه عِنْده بِدِمَشْق فَلَمَّا مَاتَ النَّاصِر وَتوجه الْمُؤَيد إِلَى الْقَاهِرَة أطلقهُ واستصحبه مَعَه إِلَى الديار المصرية فولاه نظر الاسطبلات وَقَالَ أَنه بَاشر كِتَابه السِّرّ بحرمه وافرة وَأَنه كَانَ شكلا حسنا مُرُوءَة) وعصيبة، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه كَانَ من الشره فِي جمع المَال على حَاله قبيحة لَا يُبَالِي بِمَا أَخذ وَلَا من أَيْن أَخذ مَعَ الشُّح والبعد عَن جَمِيع. بِجمع المَال حَتَّى كَانَ كَمَا قيل: جنى وَصلهَا غَيْرِي وحملت عارها خفف الله عَنهُ وَغفر لَهُ فَلَقَد كَانَ معتنيا بأَمْري وَله على أياد. انْتهى رَحمَه الله وإيانا. 109 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله أَو أَيُّوب الْمُحب أَبُو الْيُسْر

ابْن نَاصِر الدّين بن أصيل أَخُو أَحْمد الْمَاضِي. / ولد فِي سادس رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن أَو كثيرا مِنْهُ، وَتزَوج بعد أَبِيه بابتة الزين عبد الرَّحْمَن المنهلي، وَحج وَرُبمَا اشْتغل وَلَكِن اشْتِغَاله بأنواع اللَّهْو أَكثر. 110 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن النَّجْم بن الشَّمْس الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَالِد الْكَمَال مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن حَامِد. / مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ. 111 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن عمر بن يُوسُف بن عَليّ بن اسمعيل الْجمال أَبُو النجا بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء بن الشهَاب أبي الْخَيْر بن الضياء الْقرشِي الْعمريّ الصَّاغَانِي الأَصْل الْمَكِّيّ / قاضيها وَابْن قضاتها الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده والآتي ابْنه أَبُو الْقسم مُحَمَّد وَيعرف كسلفه بِابْن الضياء وَذكر سلفه أَنهم من ذُرِّيَّة الرضي الصَّاغَانِي فَالله أعلم. ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس صفر سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبية وعقيدة النَّسَفِيّ فِي أصُول الدّين والوافي فِي الْفِقْه والمنار فِي أُصُوله كِلَاهُمَا لَهُ وألفية الحَدِيث والنحو وكافية ابْن الْحَاجِب وتلخيص الْمِفْتَاح والاندلسية فِي الْعرُوض، وَعرض على جمَاعَة من المكيين والقادمين كابي السعادات بن ظهيرة والسراج عبد الطيف الْحَنْبَلِيّ والزين ابْن عَيَّاش وَمُحَمّد الكيلاني والْعَلَاء الشِّيرَازِيّ وَابْني الاقصرائي، وَأخذ الْفِقْه وأصوله والعربية عَن أَبِيه والامين الاقصرائي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْمُتَوَسّط وَابْن أُخْته الْمُحب وَغَيرهم كعمه أبي حَامِد وَابْن قديد وَحضر فِي الْمُتَوَسّط أَيْضا عِنْد ابْن الْهمام وَسمع من أَبِيه وَعَمه وَأبي الْفَتْح المراغي وَطَائِفَة، وَأَجَازَ لَهُ الوَاسِطِيّ وَالشَّمْس الشَّامي والكلوتاتي والزين الزَّرْكَشِيّ وَنور الدّين الشلقامي والنجم بن حجي والزين بن الطَّحَّان والتاج بن بردس وَأَخُوهُ الْعَلَاء والقبابي وَابْن الْمصْرِيّ والتدمري والتقي الفاسي وَالْجمال الكازروني والنور الْمحلي وَيُونُس) الواحي وَعَائِشَة وَفَاطِمَة الحنبليتين وَخلق، وَدخل مصر مرَارًا أَولهَا مَعَ وَالِده فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسمع من شَيخنَا وَابْن الديري بل حضر دروسه فِي الْفِقْه وَغَيره وَكَذَا زار مَعَ أَبِيه بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام والرملة وغزة وَحضر فِيهَا دروس الشَّمْس الاياسي فِي الْفِقْه والنحو وَغَيرهمَا دخل الْقَاهِرَة بعد موت أَبِيه سنة خمس وَخمسين وفيهَا آخذ عَن الاقصرائيين ثمَّ دَخلهَا ثَالِثا وَكَذَا زار والمدنية النَّبَوِيَّة غير مرّة نَاب فِي الْقَضَاء عَن وَالِده ثمَّ بعده بتفويض من السُّلْطَان حِين كَانَ عَمه قَاضِيا فَلَمَّا مَاتَ عَمه فِي سنة ثَمَان

وَخمسين اسنقل بِهِ. وَذَلِكَ فِي شوالها وقريء توقيعه فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة ثمَّ انْفَصل عَنهُ فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَترك الْمُبَاشرَة من ثَانِي عشر ربيع الأول حِين بُلُوغه الْخَبَر ثمَّ أُعِيد فِي أثْنَاء السّنة وَاسْتمرّ، وأكمل تصنيف وَالِده الَّذِي جعله كالحاشية على الْكَنْز وانْتهى فِيهِ إِلَى الْحِوَالَة فَكتب صَاحب التَّرْجَمَة من ثمَّ إِلَى آخِره فِي مُجَلد، وتصدى للتدريس والافتاء ودرس بدرس يلبغا الَّذِي تَلقاهُ جده من الْوَاقِف ثمَّ بعده ابْنه أَبُو الْبَقَاء ثمَّ ابْنه هَذَا وَفِي درس ايتمش والزنجيلي وَخير بك ومدرسة الاشرف قايتباي من واقفهما. وَلم يلبث أَن مَاتَ قبل مُبَاشرَة الاخير فِي يَوْم الاحد ثَالِث عشر الْمحرم سنة خمس وَثَمَانِينَ وَدفن من يَوْمه على أَبِيه فِي المعلاة بعد الصَّلَاة عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته حافلا جدا رَحمَه الله. 112 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد غياث الدّين أَبُو اللَّيْث بن الرضي أبي حَامِد الصَّاغَانِي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ سبط التقي بن فَهد، أمه أم هَانِئ وَابْن عَم الَّذِي قبله ووالد عَليّ الْمَاضِي وأخو الْخَطِيب الْمُحب النويري لأمه. / ولد فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وألفية الحَدِيث والنحو وَالْمجْمَع فِي الْفِقْه لِابْنِ الساعاتي والمنار فِي أُصُوله والعمدة فِي أصُول الدّين كِلَاهُمَا لحافظ الدّين النَّسَفِيّ وَالتَّلْخِيص، وَعرض على جمَاعَة وَسمع من أبي الْفَتْح المراغي والزين الاميوطي وجده التقي ووالده الرضي وَعَمه أبي الْبَقَاء وَغَيرهم كالمحب بن الشّحْنَة بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهُ خلق باستدعاء خَاله النَّجْم عمر، وَأخذ بِبَلَدِهِ عَن ابْن عَمه الْجمال الْمَذْكُور قبله واشتدت عنايته بملازمته فِي كثير من كتب الْفِقْه ولاصلين والعربية والْحَدِيث قِرَاءَة وسماعا، وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي أول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بحرا فلازم الامين الاقصرائي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ إِلَى الْبيُوع من شرح الْمجمع لِابْنِ فرشتا وَسمع عَلَيْهِ فِي فتاوي قَاضِي خَان فِي التَّقْسِيم وَفِي التَّلْوِيح على التَّوْضِيح لصدر) الشَّرِيعَة وَفِي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وتوضيح ابْن هَاشم وَفِي رمضانها جَمِيع البُخَارِيّ والمصابيح والمشارق والشفا وَكَذَا سمع الْيَسِير من أَوَائِل شرح الْمُحب بن الشّحْنَة على الْهِدَايَة عَلَيْهِ وَفِي الْفِقْه على سيف الدّين ولازم ابْن عبيد الله فِي قِرَاءَة قِطْعَة من النِّكَاح من شرح الْمجمع لِابْنِ فرشتا وَفِي سَماع قِطْعَة من شرح ابْن فرشتا على الْمَشَارِق من الْهِدَايَة ثمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي مجاورته بِمَكَّة الْمنَار فِي الاصول وَسمع الْكثير فِي الْفِقْه تقسيما وَربع الْعِبَادَات إِلَى النِّكَاح من الْهِدَايَة ومؤلفه فِي الْمَنَاسِك وَجَمِيع الْمَشَارِق للصغاني، ولازم ابْن أَمِير حَاج

الْحلَبِي أَيْضا فِي مجاورته حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ منسكة وَتَفْسِير سُورَة وَالْعصر لَهُ وفرائض مجمع الْبَحْرين وَإِلَى انْتِهَاء مبَاحث السّنة من الْمنَار وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك فِي الْفِقْه والاصلين وَقَرَأَ على الْبَدْر بن الْغَرْس فِي مجاورته أَيْضا قِطْعَة من النّصْف الثَّانِي من النِّكَاح من الْمجمع وَنَحْو الثُّلُث من شرح العقائد للتفتازاني وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك فِي الْفِقْه وأصوله وَجَمِيع الرسَالَة القشيرية وَعلي الزين قَاسم الجمالي فِي أَيَّام الْمَوْسِم الْيَسِير من أول شرح الْمجمع لِابْنِ فرشتا، وَاجْتمعَ فِي الْقَاهِرَة بالشمني فِي مرض مَوته وَلم يَأْخُذ عَنهُ شَيْئا وَقَرَأَ بِمَكَّة غلي أَحْمد يُونُس المغربي فِي الجرومية وَشَرحهَا للسَّيِّد وقطر الندي وَشَرحه للمؤلف وغالب ألفية ابْن مَالك والتهذيب فِي الْمنطق وَشَرحه التذهيب للخبيصي وَغير ذَلِك فِي الْمنطق وَغَيره سَمَاعا وَقِرَاءَة وَأخذ الألفية وتوضيحها وَقطعَة من التسهيل سَمَاعا عَن المحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي فِي آخَرين مِمَّن أَخذ عَنْهُم كالزين خطاب بِمَكَّة، وَأذن لَهُ الْأمين الاقصرائي وَابْن عبيد الله فِي الافتاء والتدريس وعظماه جدا وَكَذَا كتب لَهُ إجَازَة ابْن امير حَاج وقاسم وَآخَرُونَ وَسمع مني ختم القَوْل البديع وَغير ذَلِك وشارك فِي الْفَضَائِل ودرس بدرس ايتمش خلف مقَام الْحَنَفِيَّة بعد موت أَخِيه السراج عمر المتلقي لَهُ عَن أَبِيهِمَا عَن واقفه بل وأقرأ للطلبة قَلِيلا. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشري صفر سنة خمس وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ فِي عصره ثمَّ دفن عِنْد قُبُورهم من المعلاة رَحمَه الله وإيانا. 113 - مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الحسني الفاسي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي قريب التقى الفاسي. / سمع عَليّ الْجمال الأميوطي فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ختم السِّيرَة لِابْنِ سيد النَّاس وَعلي النشاوري فِي الَّتِي بعْدهَا أَشْيَاء كاربعي الثَّقَفِيّ البلدانيات وأربعي ابْن مسدي وَعلي ابْن صديق مُسْند عبد، وَأَجَازَ لَهُ حَاتِم) والتنوخي والمحب الصَّامِت وَأَبُو الهول الْجَزرِي وَخلق وَكَانَ مَاتَ بِبَلَد كلبرجا من الْهِنْد بعد الثَّلَاثِينَ بِيَسِير. ذكره ابْن فَهد. 114 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُوسَى الطوخي. مضى فِي مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد. / 115 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْفَارِسِي الأَصْل الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَهَذَا الْأَصْغَر وَيعرف بِابْن المهندس. / ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. نَشأ صينا جيدا وَسمع من الْمَيْدُومِيُّ وَغَيره وَصَحب الْفَخر السيوفي وبمكة الْعَفِيف اليافعي وَكَانَت لَهُ فِي نشأته أَحْوَال صَالِحَة ثمَّ بَاشر بعض الدَّوَاوِين وَحصل أَمْوَالًا وَلم يحمد سيرته. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا شَرْقي الشامية البرانية بِدِمَشْق.

115 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن روزبة نَاصِر الدّين أَبُو الْفرج بن الْجمال أبي عبد الله بن الصفي الكازروبي ثمَّ الْمدنِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الكازروبي. / ولد فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سَابِع ربيع الأول سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لعاصم وَأبي عَمْرو عَليّ الزين بن عَيَّاش وَالْحَاوِي والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك، وَعرض على جمَاعَة وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الزين المراغي وانتفع بِأَبِيهِ فِيهِ وَفِي غَيره وَقَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَغَيره وَكَذَا أَخذ بحثا عَن النَّجْم السكاكيني الْحَاوِي والألفية وَالتَّلْخِيص وَالْأُصُول وَأذن لَهُ فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بالإفتاء والتدريس وَوَصفه بجوهرة الْعلمَاء ودرة الْفُضَلَاء لِسَان الْعَرَب وترجمان الْأَدَب الْأَفْضَل الأمجد، وَأخذ أَيْضا النَّحْو وَالْأُصُول عَن أبي عبد الله الوانوغي وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا فَأخذ أَولا عَن ابْن الكويك وَأَجَازَ لَهُ ثمَّ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَسمع عَليّ الزين الزَّرْكَشِيّ بعض صَحِيح مُسلم وَقَرَأَ فِي سنة خمس وَأَرْبَعين على شَيخنَا الْخِصَال المكفرة من تصانيفه وَغَيرهَا وَكَانَ قد أحضر فِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة سنة ثَمَان وَتِسْعين على أبي اسحق إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن فَرِحُونَ الشفا والموطأ ليحيى ابْن يحيى وَفِي الَّتِي تَلِيهَا على ابْن صديق البُخَارِيّ بفواتات يسيرَة وَسمع عَليّ الزين المراغي الْأَرْبَعين لأبي سعد النَّيْسَابُورِي وَالْأَرْبَعِينَ الَّتِي خرجها شَيخنَا لَهُ من مروياته وَكَذَا سمع على الرضي المطري وَالِد الْمُحب وَسليمَان السقائم سمع على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ الزين الْعِرَاقِيّ، وَدخل دمشق وَحضر بهَا دروس الشهَاب الْغَزِّي وَالشَّمْس الكفيري) وَابْن قَاضِي شُهْبَة، وزار الْقُدس والخليل وَدخل حلب فَأجَاز لَهُ حافظها الْبُرْهَان، وَحدث ودرس أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وَمِمَّنْ قَرَأَ علبه البُخَارِيّ ابْنه عبد السَّلَام الأول وناصر الدّين مُحَمَّد بن أبي الْفرج المراغي ومسدد، أجَاز لي. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ وَدفن عِنْد وَالِده بِالبَقِيعِ رَحمَه الله وإيانا. 116 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَسْعُود نَاصِر الدّين أَبُو الْفرج بن الزين أبي الْمَعَالِي بن الشهَاب المغربي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن المزجج. / وَدخل الْقَاهِرَة ولقيني بِمَكَّة فلازمني فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ حَتَّى أَخذ عني الْمُوَطَّأ وَغَيره دراية وَرِوَايَة وَكَانَت لَهُ بعض مُشَاركَة. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَتِسْعين بِالْمَدِينَةِ وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله. 117 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى الشَّمْس أَبُو الْوَفَاء بن الخواجا الشَّمْس الْمَكِّيّ الأَصْل الْغَزِّي الشَّافِعِي قاضيها وَيعرف بِابْن النّحاس. / ولد فِي يَوْم

الْجُمُعَة سلخ جمادي الثَّانِيَة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بغزة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الزين عبد الرَّحْمَن بن ذِي النُّون وَصلى بِهِ فِي جَامعهَا الْقَدِيم وكساه أَبوهُ بسطا تَسَاوِي مائَة دِينَار، وَقَرَأَ فِي الْمِنْهَاج وَغَيره من الْمُتُون كالفية النَّحْو، وَعرض ربع الْعِبَادَات مِنْهُ على خطيب مَكَّة أبي الْفضل النويري حِين وُرُوده عَلَيْهِم فِي سنة تسع وَسِتِّينَ، ولازم الشَّمْس بن الْحِمصِي فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهَا وارتحل لبيت الْمُقَدّس غير مرّة وَقَرَأَ فِي بَعْضهَا يَسِيرا عَليّ الْكَمَال بن أبي شرِيف وَكَذَا قَرَأَ على أَخِيه الْبُرْهَان، وَدخل الْقَاهِرَة فِي حَيَاة وَالِده للتِّجَارَة وَقَرَأَ فِيهَا عَليّ الْبُرْهَان العجلوبي وَمُحَمّد الطنتدائي الضَّرِير، وَعَاد إِلَى بَلَده فداوم عالمها الْحِمصِي سِيمَا بعد تزَوجه بِأُمِّهِ بعد وَفَاة أَبِيه حَتَّى أذن لَهُ فِي التدريس وَحسن لَهُ الدُّخُول فِي قَضَاء بَلَده ببذل على يَد إِبْرَاهِيم النابلسي حَتَّى وليه فِي مستهل صفر سنة تسع وَسبعين عوضا عَن المحيوي عبد الْقَادِر بن جِبْرِيل وَوصل إِلَيْهِ التشريف فِي منتصفه فباشره أحسن من الَّذِي قبله فِيمَا قيل إِلَى أَن طلب فِي سَابِع ذِي الْحجَّة إِلَى الْقَاهِرَة لشكوى بَعضهم فِيهِ فَحَضَرَ وتمثل بَين يَدي السُّلْطَان هُوَ وَولده أَبُو الطّيب العشاري وَبَان بطلَان مَا أنهى عَنهُ وَمَعَ ذَلِك صرف بعد نَحْو أَرْبَعَة أشهر كَانَ مُقيما فِيهَا بِالْقَاهِرَةِ ونائبه هُنَاكَ يُبَاشر عَنهُ بل اسْتمرّ مُقيما بعد صرفه وَهُوَ يتَرَدَّد إِلَى الْعَبَّادِيّ والبكري وَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وزَكَرِيا والجوجري وَابْن قَاسم لقِرَاءَة الْفِقْه وأصوله وَكَذَا قَرَأَ على التَّقْرِيب للنووي بحثا مَعَ الْأَرْبَعين لَهُ وَأَشْيَاء بِقِرَاءَة بقرَاءَته وَقِرَاءَة غير وأذنت لَهُ وَكَذَا) كل من دكر، وتكرر رُجُوعه غير مرّة ثمَّ قدومه الْقَاهِرَة وَتوجه فِي بعض المرات فِي ركاب السُّلْطَان إِلَى غَزَّة فبرز كثير من أَهلهَا للشكوى من خَصمه وَالسُّؤَال فِي عود هَذَا فبادر لتوليته وَذَلِكَ قبيل الْغُرُوب من يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع جُمَادَى سنة اثْنَتَيْنِ فدام إِلَى صفر سنة سبع وَثَمَانِينَ فاستقر الشّرف العيزري وَلم يلبث أَن أُعِيد فِي محرم الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ انْفَصل بِهِ فِي شعْبَان سنة تسع واستدعى بِهِ البدري أَبُو الْبَقَاء بن الجيعان لإنتمائه إِلَيْهِ فسافر مَعَه لمَكَّة أول شَوَّال مبتدئا بالزيارة النَّبَوِيَّة الَّتِي مكث فِيهَا أَيَّامًا ثمَّ حج وَكَانَت حجَّة الْإِسْلَام وَعَاد مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة، وانكشف حَاله بعد الثروة الزَّائِدَة من نقدو عقار وَنَحْو ذَلِك وَاسْتغْنى بِمَا يَتَجَدَّد لَهُ فِي كل يَوْم من ربح بِسَبَب الْمُعَامَلَات وَغَيرهَا وَتحمل ديونا جمة بِسَبَب مَا كَانَ فِي تِلْكَ الْحَالة أوجه مِنْهُ بعْدهَا وَكَانَ قد خطب بِجَامِع بَلَده الْقَدِيم وجامعه الجاولي وَعقد الميعاد بأولهما من سنة خمس وَثَمَانِينَ فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة

قِرَاءَة وتفسيرا فأجاد وازدحم النَّاس بمجلسه حَتَّى كَانَ العيزري وَابْن جِبْرِيل يشْهد أَنه وأعانه على ذَلِك قُوَّة ذكائه وَسُرْعَة فطنته وَقُوَّة حافظته وتولعه بالنظم، كل ذَلِك مَعَ قبُول شكله وظرفه ولطيف عشرته وإقبال الخواطر الصافية بالميل إِلَيْهِ وَهُوَ الْآن فِي سنة تسع وَتِسْعين وَالَّتِي قبلهَا فِي غَايَة مَا يكون من الذل والإهانة بِالْحَبْسِ وَنَحْوه أحسن الله خلاصه ولطف بِهِ. 118 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن سَلامَة الْمُحب أَبُو الْخَيْر وَأَبُو السعادات بن الشَّمْس بن الشهَاب العقبي الأَصْل القاهري الصحراوي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده. / ولد فِي سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بتربة قجماس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة ومختصر أبي شُجَاع والشاطبية والألفية وَعرض على جمَاعَة واعتنى بِهِ عَم وَالِده الزين رضوَان فَأحْضرهُ وَهُوَ فِي الرَّابِعَة على الشّرف بن الكويك والجلال البُلْقِينِيّ ثمَّ على الشموس الزراتيتي وَابْن الْجَزرِي والشامي وَمُحَمّد ابْن قَاسم السُّيُوطِيّ والنورين الفوي والمحلي سبط الزبير وَالْفَخْر عُثْمَان الدنديلي والشهاب المتبولي وَكَذَا سمع عَليّ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ أول أَمَالِيهِ وَجُمْلَة وَعلي الشَّمْس البيجوري جُزْء الدمياطي والنيني ورقية الثعلبية فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَحدث بِأخرَة سمع مِنْهُ غير وَاحِد من الطّلبَة وَهُوَ أحد صوفية الشيخونية وَكَذَا البرقوقية بالصحراء مِمَّن يعرف بِالْخَيرِ، وَقد حج مرَارًا وجاور فِي كثير مِنْهَا وقصدني غير مرّة. مَاتَ سنة بضع) وَتِسْعين. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمُحب الطوخي. / مضى فِي ابْن أبي بكر. 119 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الجيزي الْمَكِّيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَلَيْسَ بمرضي إتهم بقتل وَغَيره. 120 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَرْزُوق بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق العجيسي المغربي الْمَالِكِي. / شَاب أَو كهل قدم مَكَّة فَعرض عَلَيْهِ ظهيرة بل أَخذ عَنهُ فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والمنطق فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسمعت سنة إِحْدَى وَسبعين أَنه فِي الْأَحْيَاء. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مزهر. / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق. 121 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَسْعُود الْبَهَاء بن الْعلم السنباطي / أَمِين الحكم بهَا وَأحد عدولها والدالعلم مُحَمَّد الْآتِي. مَاتَ بهَا سنة سِتّ عشرَة وَكَانَ خيرا سليم الْبَاطِن. 122 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن معِين بن إِبْرَاهِيم الشَّمْس الْمَنَاوِيّ ثمَّ القاهري الْجَوْهَرِي وَالِده الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الريفي. / ولد فِي الْعشْر الاخير من رَمَضَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع من جوَيْرِية وَابْن حَاتِم والتنوخي وَابْن الشيخة

وَالْمجد اسمعيل الْحَنَفِيّ والفرسيسي وَغَيرهم، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَمِمَّا سَمعه على الاولى مَجْلِسا البخْترِي وَالشَّافِعِيّ بل سمع من القَاضِي فتح الدّين بن الشَّهِيد نظم السِّيرَة النَّبَوِيَّة لَهُ، وَأم بالناصرية من بَين القصرين. وَقَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: وحصلت لَهُ ثروة من قبل بعض حواسي النَّاصِر فرج من النِّسَاء وَأكْثر من الْقِرَاءَة عَليّ الْبُرْهَان والبيجوري حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الرَّوْضَة وَالشَّرْح الْكَبِير وَالصَّغِير وَغَيرهَا وَكَذَا لَازم دروس الْوَلِيّ بن الْعِرَاقِيّ مَعَ كَثْرَة التِّلَاوَة والاحسان للطلبة. وَمَات فِي لَيْلَة الْخَمِيس خَامِس من شَوَّال سنة أَرْبَعِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة. 123 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَنْصُور بن أَحْمد بن عِيسَى الشَّمْس أَبُو النجا ابْن الْخَطِيب الْبَهَاء بن الشهَاب الابشيهي الْمحلى الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالمحلة وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ الْعُمْدَة وأربعي النَّوَوِيّ والتبريزي والملحة، وَعرض على الْجَمَاعَة واشتغل قَلِيلا، وناب فِي الْقَضَاء عَن أوحد الدّين العجميمي، وَكَانَ عفيفا بارعا فِي الصِّنَاعَة. مَاتَ قبيل الثَّمَانِينَ بِيَسِير ولشدة بياضه وَحسن شاكلته كَانَ يلقب خروفا رَحمَه الله. 124 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن أبي بكر بن أبي الْعِيد أوحد الدّين وناصر الدّين وشمس الدّين وَخير الدّين وَهُوَ الَّذِي اسْتَقر أَبُو الْخَيْر بن الشَّمْس السخاوي ثمَّ القاهري ثمَّ الْمدنِي الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن القصبي. / ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بسخا وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والعمدة والبرهانية فِي أصُول الدّين لأبي عمر وَعُثْمَان السلالجي والشاطبية وألفية الحَدِيث ومختصر الشَّيْخ خَلِيل وَكَذَا الرسَالَة والرحبية فِي الْفَرَائِض والتنقيح فِي الاصول للقرافي والجرومية وألفية ابْن مَالك وكفاية المتحفظ فِي اللُّغَة لأبي إِسْحَق إِبْرَاهِيم الاجداني وعروض ابْن الْحَاجِب وبديعة شعْبَان الآثاري، وعروضه أَبوهُ على من دب ودرج حَتَّى على الظَّاهِر جقمق وأنعم عَلَيْهِ فَكَانَ مِنْهُم من الشَّافِعِيَّة الْعلم البُلْقِينِيّ والمحلي والمناوي وَمن الْحَنَفِيَّة ابْن الديري وَابْن الْهمام والشمني ولاقصرائي وَعبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَمن الْمَالِكِيَّة أَبُو الْقسم النويري والسنباطي القَاضِي وَأَبُو الْجُود البني وَمن الْحَنَابِلَة الْعِزّ الكنائي وَابْن الرزاز بل حضر مَعَ وَالِده بالكاملية عِنْد شَيخنَا، وَسمع على جمَاعَة كثيرين كالرشيدي والنسابة بالكاملية وَغَيرهَا وتلا للسبع على الزين جَعْفَر السنهوري وللنصر إِلَى آخر الْقُرْآن وللفاتحة إِلَى المفلحون على التَّاج عبد الْملك الطوخي والشهاب السكندري كلهم بِالْقَاهِرَةِ وَإِلَى سَيَقُولُ السُّفَهَاء على الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف الديروطي بهَا والى أول الْأَعْرَاف

عَليّ أبي الْحسن بن يفتح الله السكندري بهَا وللزهراوين عَليّ الشَّمْس بن عمرَان الْغَزِّي بهَا وللفاتحة وأوائل الْبَقَرَة على مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عَليّ الشَّامي بِالْمَدِينَةِ وَيعرف بِابْن الحريري، وَقَرَأَ فِي الْفِقْه وَغَيره على المحيوي بن عبد الْوَارِث وَكَذَا أَخذ عَن الْقَرَافِيّ وَيحيى العلمي والسنهوري واللقاني فِي آخَرين مِنْهُم أَحْمد الابدي وشارك الاكابر فِي الاخذ عَنهُ وَعَن كثيرين، ولازم أَحْمد بن يُونُس فِي كثير من الْفُنُون وَكَذَا الامين الاقصرائي بِالْمَدِينَةِ الشهَاب الابشيطي فِي الْجَبْر والمقابلة وَالصرْف الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَأخذ عَن التقي الحصني فِي فنون كالاصلين والمنطق والعربية والمعاني بل قَرَأَ على الْعَلَاء الحصني غَالب التخليص وَحضر دروسه فِي غير ذَلِك وَقبل ذَلِك حضر دروس عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَقَرَأَ فِي الاصول على أبي الْعَبَّاس السرسي الْحَنَفِيّ وَرَأى ابْن الْهمام قَصده للزيارة بالزاوية فَكَانَ كل مِنْهُمَا حَرِيصًا على تَقْبِيل يَد الآخر لاجلال كل مِنْهُمَا لَهُ، وتميز فِي الْفَضَائِل وَأذن لَهُ الْقَرَافِيّ فَمن بعده وَكَذَا الحسام بن حريز وَأَخُوهُ، وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة كثيرين، وَأخذ عني اشياء وَتَنَاول منى القَوْل البديع وقرأه بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة، وَأكْثر من التَّرَدُّد للقاهرة وزار فِي بَعْضهَا الْقُدس والخليل وَكَذَا دخل الفيوم وناب فِي الْقَضَاء) بهَا وأوقفني على شرح لأماكن من الْمُخْتَصر وأكمل مِنْهُ من الْقَضَاء إِلَى آخر الْكتاب وَقُرِئَ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ، وَله نظم ونثر ومحاسن مَعَ عقل تَامّ ودربة زَائِدَة وتواضع وخبرة، وَلما زَاد ضعف أَبِيه راسل يسْأَل فِي استقراره عوضه وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فَأُجِيب. وَكَانَ كلمة إِجْمَاع فِي علقه وسياسته فِي الاصلاح بَين الاخصام وَهُوَ أحد الْقُضَاة المطلوبين للقاهرة فِي سنة سِتّ وَتِسْعين ثمَّ عَادوا فِي الَّتِي بعْدهَا، وَقد حضر عِنْدِي بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي الرَّوْضَة وَغَيرهَا بِقِرَاءَة وَلَده وَغَيره سنة ثَمَان وَتِسْعين دراية وراواية. 125 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يحيى بن حَمْزَة القطب بن الْمُحب الْجَوْجَرِيّ ثمَّ القاهري الازهري الشَّافِعِي. / ولد فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ سنة احدى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد مُوسَى بن عمر اللَّقَّانِيّ وكتبا، وَعرض على جمَاعَة كَابْن الملقن والبلقيني وأجازوا لَهُ وتلا لأبي عَمْرو على الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الْهوى وتفقه بالابناسي وَالشَّمْس الغراقي والشهاب العاملي.

واشتغل بالنحو عَليّ أبي الْحسن عَليّ الأندلسي وَحضر دروس البُلْقِينِيّ فِي الْكَشَّاف وَسمع عَليّ التنوخي والمطرز ولابناسي والعراقي والهيثمي والغماري والسويداوي والفرسيسي والنجم البالسي وناصر الدّين بن الْفُرَات والشرف والقدسي فِي آخَرين، وَهُوَ أحد من أدب الْبَدْر بن التنسي واخوته وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَغَيرهم مِمَّن صَار من أَعْيَان الزَّمَان، وسافر إِلَى دمياط والصعيد وَغَيرهمَا، وَحج فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ، وَحدث بالكثير سمع من الْفُضَلَاء وَأَكْثرُوا عَنهُ بِأخرَة وحملت عَنهُ جملَة، وَكَانَ فَاضلا سَاكِنا رَاغِبًا فِي الاسماع صبورا على الطّلبَة قانعا باليسير، تكسب بِالشَّهَادَةِ فِي الْحَانُوت الْمُقَابل للجملون من الشَّارِع دهرا. وَمَات فِي جُمَادَى الاولى سنة خمس وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالازهر. وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. 126 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن شرف الدّين الشّرف السنهوري الشَّافِعِي سبط نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن فوز وَيعرف بِابْن شرف الدّين. / أَخذ القراآت عَن ابْن أَسد وَعبد الْغَنِيّ الهيثمي وَلكنه إِنَّمَا أَكثر عَن بلدية الزين جَعْفَر. 127 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عز الدّين الْمُحب أَبُو عبد الله القاهري الشَّافِعِي وَالِد الرضي مُحَمَّد وَعبد الرَّحِيم وَأحمد الْمَذْكُورين، وَيعرف بِابْن الاوجاقي. / ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي قبلهَا بالدرب الْمُعَرّف بوالده فِي خطّ بَاب اليانسية خَارج بَاب زويلة من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فَأخذ) الْفِقْه عَن البُلْقِينِيّ والملقن والابناسي والْحَدِيث عَن الْعِرَاقِيّ فِي آخَرين مِنْهُم فِي الْعَرَبيَّة الْمُحب بن هِشَام والغماري والشطنو فِي وَأكْثر من ملازمته وَكَذَا لَازم الْبَدْر الطنبدي وانتفع بِهِ كثيرا وَحضر عِنْد الْبُرْهَان بن جمَاعَة والصدر الْمَنَاوِيّ والبدر بن أبي الْبَقَاء والتقي الزبيرِي قُضَاة الشَّافِعِيَّة وَعند الْجمال مَحْمُود القيصري والزين أبي بكر السكندر من الْحَنَفِيَّة وبهرام وَعبد الرَّحْمَن ابْن خير والركراكي وَابْن خلدون من الْمَالِكِيَّة وَنصر الله والشرف عبد الْمُنعم من الْحَنَابِلَة وَأخذ القراآت الْعشْرَة عَن بعض الْقُرَّاء وَسمع على الشّرف بن الكويك والفوى وَمن قبلهمَا، وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَالْجمال بن ظهيرة ورقية ابْنة ابْن مزروع وَآخَرُونَ مِنْهُم عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي، وَصَحب الشهَاب بن الناصح وَبعد هَذَا كُله قصر نَفسه على الْمولى الْعِرَاقِيّ بِحَيْثُ كتب عَنهُ جلّ تصانيفه كشروح التَّقْرِيب والبهجة وَجمع الْجَوَامِع وكالنكت وَمَا يفوق الْوَصْف مَعَ جملَة من تصانيف أَبِيه بِخَطِّهِ الْحسن الصَّحِيح وَحمل ذَلِك عَنهُ ولازمه فِي الامالي حَتَّى عرف بِصُحْبَتِهِ وَكَانَ الْوَالِي يبجله ويحترمه لسابقته وفضيلته وَلما مَاتَ لزم الاقامة بمسجده بالشارع على طَريقَة جميلَة من اقراء الْعلم والقراآت غير مُتَرَدّد لأحد من بني الدِّينَا وَلَا

مُزَاحم الْفُقَهَاء فِي الشَّيْء من وظائفهم وَنَحْوهَا بل يتعيش بالمزارعة وَالتِّجَارَة، كل ذَلِك مَعَ الْوَرع والعفة والإيثار واتابع السّنة وَالصَّبْر وَالِاحْتِمَال والاحسان للارامل والايتام والاصلاح بَين النَّاس وملازمة الصّيام والاكثار من التِّلَاوَة بِصَوْت حسن وخشوع زَائِد حَتَّى كَانَ يقْصد من الاماكن النائية لسماعها فِي قيام رَمَضَان، وَقد حج وَاسْتمرّ على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ بعد مرض طَوِيل فِي عصر يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشر رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين وَدفن بتربة صهره أبي أم وَلَده الشريف أَحْمد الْحُسَيْنِي بجوار ضريح إمامنا الشَّافِعِي رَحمَه الله وإيانا. 128 - مُحَمَّد بن بن أَحْمد الْبَدْر بن الْغَزِّي الدِّمَشْقِي. / ولد بهَا وَنَشَأ وَكتب الْخط الْمليح وَعرف الْحساب وباشر المرستان النوري وَغَيره مَعَ مُرُوءَة وفضيلة وأخلاق حَسَنَة وآداب جميلَة وَمَعْرِفَة بالامور الَّتِي بِدِمَشْق. ذكره المقريزي فِي عقوده وسَاق عَنهُ عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن بركَة المزين شَيْئا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَدْر بن مزهر. / فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق. 129 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس بن الامين بن الشهَاب الْمصْرِيّ المنهاجي الشَّافِعِي ابْن سبط الشَّمْس بن اللبان. / ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه واشتغل يَسِيرا وَكَانَ أَبوهُ متمولا وَله أَيْضا نِسْبَة بالبرهان الْمحلي التَّاجِر الْكَبِير فَلَمَّا مَاتَ سعى وَلَده هَذَا فِي حسبَة مصر فوليها مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ثمَّ توصل إِلَى أَن استنابه الْجلَال البُلْقِينِيّ فِي الْقَضَاء بِمصْر مَعَ الْجَهْل المفرط، وَكَانَ يجلس فِي دكاكين الشُّهُود ويتعاني التِّجَارَة والمعاملة فَكَانَ يرْتَفع وينخفض إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة تسع وَأَرْبَعين غير معدم وَلَكِن سرق غالبه. قَالَه شَيخنَا فِي انبائه، وَأَظنهُ وَالِد الشهَاب أَحْمد الحكري الملقب بِابْن الْحمار أحد النواب أَيْضا 130 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس بن الْفَتْح الدّين الشربيني الازهري الشَّافِعِي / فَقِيه بني يحيى بن الجيعان. مِمَّن لازمني فِي قِرَاءَة مُسلم وَغَيره واشتغل وَفهم قَلِيلا وَسمع ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة مَعَ خير وتقلل. 131 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس بن الخص / السمسار بسوق أَمِير الجيوش. كَانَ خيرا محبا فِي الصَّالِحين رَاغِبًا فِي حُضُور المواعيد وَنَحْوهَا مَذْكُورا بَين النَّاس بالنصح فِي سمسرته مِمَّن استكتب القَوْل البديع وَغَيره من تصانيفي وَغَيرهَا. وَمَات فِي لَيْلَة ثَانِي عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين رَحمَه الله. 132 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس البقاعي الدِّمَشْقِي. / أَخذ القراآت عَن ابْن الْجَزرِي وَعنهُ مُحَمَّد بن عَليّ بن اسمعيل الْقُدسِي بِالْقَاهِرَةِ سنة سبع وَخمسين.

133 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس البسكري المغربي الْمَالِكِي الْمُقْرِئ نزيل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وأخو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن ثابر. / حفظ الشاطبيتين وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وانتفع فِي القراآت بالشمس الششتري الْمدنِي، وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَتلا بعض الْقُرْآن بالعشر على الزينين زَكَرِيَّا وجعفر والشهاب الصَّيْرَفِي وَالشَّمْس النوبي وناصر الدّين الاخميمي وَكَتَبُوا لَهُ، ولقيني بِالْمَدِينَةِ فَسمع مني أَشْيَاء وَكتب لَهُ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن المعشوق. / مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا وَسَيَأْتِي فِي مُحَمَّد بن أَحْمد نَاصِر الدّين. 134 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس العامري الْغَزِّي الشَّافِعِي وَيعرف بالحجازي. / ولد سنة أَرْبَعِينَ وَالَّتِي تَلِيهَا بغزة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمناهج والبهجة وَغَيرهَا وانتفع بعالم بَلَده الشَّمْس بن الْحِمصِي بِحَيْثُ تميز فِي فنون وبرع فِي التوثيق مَعَ سرعَة الْكِتَابَة وجودة الْفَهم والمداراة) وَالْعقل وإجادة النّظم والنثر، وناب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ وَدخل دمشق وحلب وَأخذ عَن بعض علمائهما وَكَذَا أَخذ فِي الْقَاهِرَة عَن الْعَبَّادِيّ والبكري والجوجري وزَكَرِيا وَابْن قَاسم وَسمع عَليّ الشاوي والزكي الْمَنَاوِيّ فِي آخَرين ولازمني فَقَرَأَ على بحثا ألفية الْعِرَاقِيّ والنخبة وَشَرحهَا وشرحي لمنظومة ابْن الْجَزرِي من نسخته مَعَ أَمَاكِن من شرحي للألفية وَجَمِيع الابتهاج وَكتب مِنْهُ نُسْخَة ومجلسي فِي ختم البُخَارِيّ وَبَعض إملائي على الاذكار وَجُمْلَة رِوَايَة ودراية، وأذنت لَهُ مَعَ غير وَاحِد الافادة، وخطب وَوعظ وَرُبمَا نظم، وَقَرَأَ الحَدِيث على الْعَامَّة فِي بَلَده وَأَحْيَا طَريقَة شَيْخه ابْن الْحِمصِي وَأفَاد ماحمد بِسَبَبِهِ. وَلم يلبث أَن مَاتَ بعد تعلله بالكبد وَغَيره فِي الْعشْر الثَّالِث من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمَا تخلف عَن جَنَازَة هـ كَبِير أحد وتأسفت على فَقده كثيرا رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. 135 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس الفليوبي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل الْقصر بِالْقربِ من الكاملية ووالد أبي الْفَتْح مُحَمَّد الْمكتب الْآتِي وَيعرف بالحجازي. أَخذ عَن النُّور الْآدَمِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَابْن المجدي وَعنهُ أَخذ الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا من فنونه وَأذن لَهُ إصْلَاح تصانيفه فِي آخَرين كالبدر الْعَيْنِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه للشواهد وَأصْلح فِيهِ بتحقيقه شَيْئا كثيرا بعد توقفه فِي ذَلِك أَو لاوسمع الْكثير عَليّ ابْن الْجَزرِي وَمن قبله على الشّرف بن الكويك وَمن قبله على الْجمال الآميوطي أَظُنهُ بِمَكَّة وَغَيرهم، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وتصدى لنفع الطّلبَة، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ امام الكاملية والواوي البُلْقِينِيّ والاسيوطي وَأَبُو السعادات والزواوي والبيجوري

وزَكَرِيا وَعلي الطبناوي وَاخْتصرَ الرَّوْضَة اختصارا حسنا ضم إِلَيْهِ من كَلَام الاسنوي والبلقيني والوالي الْعِرَاقِيّ وَغَيرهم أَشْيَاء مفيدة وَكتب على الشفا تَعْلِيقا لطيفا وعَلى الْحَاوِي مُخْتَصر التَّلْخِيص لِابْنِ الْبناء فِي الْحساب شرحا وَغير ذَلِك، وَكَانَ إِمَامًا عَالما فَاضلا ماهرا فِي الْفَرَائِض والحساب والعربية محبا فِي الامر بِالْمَعْرُوفِ حَرِيصًا على تفيهم الْعلم مَعَ لطف المحاضرة والنادرة والخبرة بالامور الدُّنْيَوِيَّة بِحَيْثُ كَانَ مشارفا بالجمالية ومباشرا بوقف ينبغا التركماني، ومحاسنه كَثِيرَة، حج وجاور. وَمَات فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ القاياتي حِين كَانَ قَاضِيا بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بتربة خلف الاشرفية برسباي رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشمسر الْمَنَاوِيّ بن الريفي. / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن معِين.) 136 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد نَاصِر الدّين الْجَوْجَرِيّ ثمَّ الخانكي / أحد تجارها وأخو عبد الْغَنِيّ الْمَاضِي وَذَاكَ أصغرهما. حج هُوَ وَأَخُوهُ وَكَانَ فِي سَمعه ثقل فَلَمَّا انْتَهوا لرابغ قيل فبادر واغتسل للاجرام فَحم وَاسْتمرّ حَتَّى دخل مَكَّة. وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَدفن من الْغَد. 137 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد نَاصِر الدّين الطلخاوي ثمَّ القاهري. / أَقَامَ تَحت نظر قَرِيبه الْبَدْر حسن حَتَّى حفظ كتبا وعرضها واشتغل قَلِيلا وَجلسَ عِنْده للشَّهَادَة. مَاتَ فِي سنة تسعين بطلخا، وَكَانَ عَاقِلا. 138 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد نَاصِر الدّين الفارسكوري ثمَّ الدمياطي الغزولي. / مِمَّن سمع مني. 139 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد ولي الدّين أَبُو عبد الله بن الشَّمْس أبي عبد الله ابْن الشهَاب السهودي القاهري الشَّافِعِي. / ولد سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَعرضه عَليّ البُلْقِينِيّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَجَازَهُ والصدر الْمَنَاوِيّ وَآخَرين واشتغل أجَاز لي. مَاتَ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الملاوي. / فِيمَن جده أَحْمد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن يُوسُف. 140 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَغْدَادِيّ الْحلَبِي وَيعرف بالصابوني / مِمَّن سمع مني. 141 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الساحلي الاندلسي نزيل مالقة وَيعرف بالساحلي وبالمعجم. / رَأَيْت ابْن عزم قَالَ أَنه شيخ قدوة مَسْلَك لَهُ كَلَام فِي الْعرْفَان ومنسك لطيف وتؤثر عَنهُ كرامات بل لَهُ أَيْضا بغية السالك إِلَى أشرف المسالك ونهزة التَّذْكِرَة ونزهة التَّبْصِرَة. مَاتَ سنة ثَلَاث أَو بعْدهَا بِقَلِيل. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْعَدوي. 142 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الغزولي. / ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وبيض لَهُ. 143 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد المقدشي بالشين الْمُعْجَمَة. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ

ولد سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة، وَسمع أَكثر صَحِيح مُسلم عَليّ أبي الْفرج بن عبد الْهَادِي وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ أَحَادِيث مِنْهُ، وَلَو كَانَ سَمَاعه على قدر سنة لأتي بالعوالي، وَكَانَت فِيهِ دعابة ويلقب بَين أَصْحَابه قَاضِي الْقُضَاة لكَونه كَانَ لِسَلَامَةِ صَدره وَكَثْرَة عِبَادَته وديانته يلهج بهَا كثيرا فَإِذا قيل لَهُ ياسيدي ول فلَانا يَقُول وليته قَاضِي الْقَضَاء. مَاتَ فِي سادس عشري رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَقد قَارب التسعين. وَنَحْوه قَوْله فِي الانباء: وَكَانَ ذَا خير وَعبادَة وَفِيه سَلامَة فَكَانَ أَصْحَابه يَقُولُونَ لَهُ أدع فلَان فَيَقُول وليته قَضَاء الْعَسْكَر فَكثر ذَلِك مِنْهُ فلقبوه قَاضِي) الْقُضَاة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله. 144 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد النابتي أَخُو عبد الْقَادِر / الْمَاضِي وأبوهما ونزيلو جَامع الغمري. مِمَّن سمع منى أَشْيَاء. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أسعد القاياتي. / سقط من نسبه مُحَمَّد آخر كَمَا سَيَأْتِي. 145 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد اسمعيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف الْبَدْر بن الشَّمْس الْعمريّ الونائي الاصل القاهري الشَّافِعِي سبط النُّور التلواني / والماضي أَبوهُ. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي جَامع الاقمر وَمِمَّنْ حضر خَتمه شَيخنَا وروى عَنهُ فَوق الْمِنْبَر حَدِيثا وَحفظ الاهتمام والتنبيه وتصحيحه للاسنوي وَجمع الْجَوَامِع وألفية الحَدِيث والنحو وَعرض على غير وَاحِد كشيخنا بل قَرَأَ عَلَيْهِ ألفية الحَدِيث والقاياتي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمحلي والسعد بن الديري والعيني والبدر بن التنسي وَعبادَة وَابْن الْهمام والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والمحب الْبَغْدَادِيّ، واشتغل على أَبِيه، وَبعده تشاغل بالزراعة والمعاملات فِي ذَلِك وَفِي غَيره، وتمول جدا خُصُوصا حِين اخْتِلَاطه بتمربغا وتمراز، وَصَارَ مشارا اليه بِحَيْثُ ان الاشرف قايتباي أَخذ مِنْهُ نَحْو عشرَة آلَاف دِينَار وَأكْثر، وَهُوَ على الهمة محب فِي الاطعام. 146 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسمعيل بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله البنهاوي وَيعرف أَولا بالاشبولي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل الحسينة. / ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وسبيعين وَسَبْعمائة وَأَنه كتب بخطة أَنه فِي سنة تسع وَسِتِّينَ لآن تَارِيخ عرضه فِي سنة احدى وَتِسْعين بِتَقْدِيم الْمُثَنَّاة الفوقانية وَيبعد فِي الْغَالِب عرض من يزِيد على احدى وَعشْرين سنة. وَكَانَ مولده بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه، وَعرض على الابناسي وَابْن الملقن وَولده والكمال الدَّمِيرِيّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أبي حَامِد أَحْمد بن التقي السُّبْكِيّ وَابْن أبي الْبَقَاء وَالشَّمْس الانصاري القليوني وَمُحَمّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان الْبكْرِيّ وأجازوه وَأَجَازَ لَهُ أَيْضا الْمجد اسمعيل الْحَنَفِيّ والحلاوي والتقي الدجوي وَسمع عَليّ

ابْن الشيخة والتنوخي وَابْن الفصيح والعراقي والهيثمي وَنصر الله الْعَسْقَلَانِي القَاضِي الْحَنْبَلِيّ فِي آخَرين وَمِمَّا سَمعه على أَو لَهُم مُسْند الطَّيَالِسِيّ وَحدث بِهِ غير مرّة سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكنت مِمَّن سَمعه مَعَ غَيره عَلَيْهِ، وَكَانَ فَقِيرا قانعا صوفيا بِسَعِيد السُّعَدَاء والبيرسية رَاغِبًا فِي الإسماع. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَخمسين رَحْمَة الله.) 147 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسمعيل بن مُحَمَّد الصَّدْر بن الشَّمْس الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي سبط الْبُرْهَان النابلسي وَيعرف كأبيه بِابْن خطيب السَّقِيفَة. / مِمَّن حفظ الْمِنْهَاج واشتغل ومولده قبل الثَّمَانِينَ بِسنتَيْنِ. 148 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسمعيل بن يُوسُف بن عُثْمَان بن عماد الشَّمْس بن الشَّمْس ابْن الْعِمَاد الْحلَبِي الأَصْل الْحِجَازِي الْمدنِي المولد الْمَكِّيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ، وَيعرف بِابْن الْحلَبِي وبابن أُخْت الْغَرْس خَلِيل السخاوي. ولد فِي سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بِمَكَّة فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَسمع عَليّ ابْن صديق الأمالي وَالْقِرَاءَة لإبني عَفَّان، وَقدم الْقَاهِرَة وَولى نظر دَار الضَّرْب وقتا وسافر بِحمْل الْحَرَمَيْنِ فِي بعض السنين وَصَحب الظَّاهِر جقمق بانضمامه لخاله وأثرى، وَكَانَ خيرا دينا حسن الْخط منجمعا عَن النَّاس مديما للْجَمَاعَة فِي سعيد السُّعَدَاء وشهود السَّبع بهَا غَالِبا وَله بُسْتَان فِيهِ منظرة وأماكن سفل قنطرة الْحَاجِب ولجماعة من الْفُضَلَاء إِلَيْهِ بعض التَّرَدُّد كالشهاب التوتي وَالْعلم سُلَيْمَان الحوفي وَرُبمَا كَانَ صَاحب التَّرْجَمَة يقْرَأ عَلَيْهِ وعَلى غَيره، اجْتمعت بِهِ فِي بستانه وَسمعت مِنْهُ من نظم وَالِده شَيْئا بل قَرَأت عَلَيْهِ الأمالي الْمَذْكُورَة. وَمَات فِي ربيع الأول سنة خمس وَخمسين رَحمَه الله وإيانا. 149 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسمعيل الشَّمْس الْبكْرِيّ الدهروطي الأَصْل الْمصْرِيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن المكين / وَهُوَ لقب جده. اشْتغل فِي الْفِقْه والنحو وَمن شُيُوخه فِيهِ الْبَهَاء بن عقيل قَرَأَ عَلَيْهِ الألفية وَسمع من أبي الْفرج بن الْقَارئ شَيْئا من مشيخته وَمن الشّرف أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عَسْكَر الْمُوَطَّأ وَحدث بِبَعْضِه روى لنا عَنهُ غير وَاحِد مِنْهُم شَيخنَا وَقَالَ أَنه نَاب فِي الحكم بِمصْر لمُدَّة طَوِيلَة ودرس بالبرقوقية وَكَذَا بالمسلمية بِمصْر. وَمَات فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث عَن نَحْو سِتِّينَ سنة، وَزَاد فِي الابناء انه عين للْقَضَاء الاكبر فَامْتنعَ مَعَ استمراره على النِّيَابَة. وَقَالَ الْعَيْنِيّ: كَانَ دينا ذَا وقار وَسُكُون رَحمَه الله. 150 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسمعيل الشَّمْس الغانمي الْمَقْدِسِي. / مِمَّن سمع من شَيخنَا.

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسمعيل البرادعي. / صَوَاب جده سُلَيْمَان وَسَيَأْتِي. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسمعيل البعلي الشَّافِعِي بن المرحل. / 151 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسمعيل الوفائي الصُّوفِي. / نَشأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَغَيره عِنْد الْبَدْر الانصاري) سبط الحسني وأسمعه على شَيخنَا والرشيدي وَغَيرهمَا وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء ثمَّ أقبل على شَأْنه وَلَا بَأْس بِهِ. 152 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن مكي بن عبد الْوَاحِد الشَّمْس الفوي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن أَيُّوب. / ولد تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بفوة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وكتبا وتفقه بالبدر بن الْخلال وَكَذَا أَخذ بِالْقَاهِرَةِ وتكرر قدومه لَهَا عَن جمَاعَة بل قَرَأَ على شَيخنَا النخبة وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الرَّشِيدِيّ وَغير وَاحِد بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَة غَيْرِي وَرُبمَا قَرَأَ، وتميز فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَله نظم وامتد حَنى بقصيدة فِي حَيَاة شَيخنَا ثمَّ كتب عَنهُ بِجَامِع ابْن نصر الله فِي بَلْدَة قَوْله: (حاولت سلوانا فَلم أَسْتَطِيع ... صبرا على الْعَيْش الَّذِي أمرا) (وَقَالَ لي المحبوب تيها لقد ... أتيت أمرا فِي الورى إمرا) وَانْقطع فِي بَلَده للاشتغال وَالْكتاب بالأخرة وَرُبمَا انجر. 153 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بخشيش بِفَتْح الْمُوَحدَة ثمَّ مُعْجَمه سَاكِنة بعْدهَا معجمتين بَينهمَا تَحْتَانِيَّة بن أَحْمد الْجمال بن نَاصِر الدّين الجندي. / سمع فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة من ابْن صديق رباعيات الصَّحَابَة ليوسف بن خَلِيل وَغَيرهَا، وَدخل بِلَاد الْهِنْد صُحْبَة وَالِده للتِّجَارَة وَكَذَا الْقَاهِرَة للاسترزاق ثمَّ انْقَطع بعد الثَّلَاثِينَ بِقَلِيل بجدة وتأهل بهَا وباشر حسبتها عَن قضاتها. وَمَات بهَا بعد أَن جَازَ لي فِي رَمَضَان سنة تسع وَخمسين. 154 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بدير بدر الدّين العباسي زوج أُخْت الْبَدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْملك الدَّمِيرِيّ ورفيقة فِي مشارفة البيمارستان وَيعرف بالعجمي. / كَانَ مشكور السِّيرَة محببا إِلَى النَّاس. مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَكثر التأسف عَلَيْهِ رَحمَه الله وأظن جده صَاحب الْمدرسَة البدرية بِبَاب سر الصالحية. 155 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بريش بِضَم الْمُوَحدَة ثمَّ رَاء بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ مُعْجمَة الشَّمْس البعلي الخضري بمعجمتين الأولى مَضْمُومَة. / سمع فِي سنة خمس وَتِسْعين بِبَلَدِهِ عَليّ عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب الصَّحِيح وَحدث بِبَعْضِه سمع مِنْهُ بعض أَصْحَابنَا. وَمَات قبل دخولي بَلَده بِمدَّة. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْبَهَاء الْمَكِّيّ. / يَأْتِي فِيمَن جده عبد الْمُؤمن.

156 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن اسمعيل بن عبد الله الشَّمْس أَو الْعِمَاد الجعبري القاهري الْحَنْبَلِيّ القباني / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد بعد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ) الْقُرْآن وَحفظ الْخرقِيّ وَعرضه على الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وَأَجَازَ لَهُ فِي آخَرين وَسمع البُخَارِيّ إِلَّا الْيَسِير مِنْهُ عَليّ ابْن أبي الْمجد وختمه عَليّ التنوخي والعراقي والهيثمي، واشتغل بالتعبير على أَبِيه وَغَيره وَتعلم أَسبَاب الْحَرْب كالرمي وجر الْقوس الثقيل وعالج وثاقف وفَاق فِي غالبها ونظم كثيرا من الْفُنُون الْخَارِجَة عَن الابحر كالمواليا ثمَّ رأى فِي الْمَنَام أَن فِي فَمه شعرًا يَعْنِي بِفَتْح الْمُعْجَمَة والمهملة كثيرا وَأَنه قلعه فَأصْبح وَقد قلع من قلبه حب الشّعْر وعادت عَلَيْهِ بركَة سَمَاعه للْحَدِيث فَتَركه ونسى مَا كَانَ قَالَه إِلَّا النَّادِر وَمِنْه: (يَا راشق الْقلب مهلا ... أصبت فَاكْفُفْ سهامك) (وَيَا كثير التجني ... منعت حَتَّى سلامك) وَكَانَ كأبيه صوفيا بِسَعِيد السُّعَدَاء بل قباني المخبز بهَا أجَاز لي. وَمَات فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين رَحمَه الله. 157 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب الْبَدْر أَبُو عبد الله بن فتح الدّين بن الزين المحرقي ثمَّ القاهري وَالِد الْمُحب مُحَمَّد والبهاء أَحْمد الْمَذْكُورين وَأَبوهُ، وَيعرف كسلفه بالمحرقي / وَمن سمي وَالِده صَدَقَة كالعيني فَهُوَ غلط سِيمَا وَقد عرض الْبَدْر الْعُمْدَة فِي سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة عَليّ شَيخنَا والبيجوري والبرماوي وَمُحَمّد بن عبد الْمَاجِد سبط ابْن هِشَام وَابْن المجدي، وَاتَّفَقُوا على أَنه فتح الدّين مُحَمَّد، وَاسْتقر بعد أَبِيه كَمَا سلف فِيهِ فِي عدَّة مباشرات. وَمَات فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله. 158 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن بن عمر أَبُو الرضي بن الْجمال أبي الْيمن بن الزين العثماني المراغي الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو حُسَيْن / الْمَاضِي وأبوهما. سمع على جده، وَقتل مَعَ أَخِيه وأبيهما بدرب الشَّام. مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزين أَبُو بكر ابْن نَاصِر الدّين أبي الْفرج المراغي الْمدنِي ابْن عَم الَّذِي قبله. يَأْتِي فِي الكنى. 159 - مُحَمَّد الشَّمْس وَالْجمال أَبُو عبد الله وَأَبُو نصر الشَّافِعِي المقعد / أَخُو الَّذِي قبله. ولد فِي صفر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِطيبَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد أبي بكر المغربي وانتفع ببركته بِحَيْثُ أَنه لم يحْتَج إِلَى إِعَادَة، والمنهاجين الفرعي والأصلي والجرومية وألفية ابْن مَالك والشاطبية وَنصف الفية الحَدِيث الأول،

وَعرض على جمَاعَة كالمحب المطري وَفتح الدّين بن صلح وَالْجمال بن فَرِحُونَ وَالشَّمْس بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز وَأبي الْفرج بن الْجمال) الكازرونيين فِي آخَرين فيهم مِمَّن لم يجز السَّيِّد عَليّ شيخ الباسطية المدنية، وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء وَالِده شَيخنَا وَجَمَاعَة وبإستدعاء ابْن فَهد خلق وجود الْقُرْآن على ابْن عبد الْعَزِيز الْمشَار إِلَيْهِ بل تلاه بِالسَّمْعِ على السَّيِّد إِبْرَاهِيم الطباطبي وتفقه بالكازرونيين وَقَرَأَ البُخَارِيّ على ثَانِيهمَا بل أحضر على وَالِده الْجمال الكازروني فِي أثْنَاء الرَّابِعَة وأثناء الْخَامِسَة بعض الصَّحِيحَيْنِ وَابْن مَاجَه والشفا وَكَذَا أَخذ الْفِقْه أَيْضا مَعَ الْعَرَبيَّة عَن أبي الْفَتْح ابْن التقي وأصول الْفِقْه عَن أبي السعادات بن ظهيرة والامين الأقصرائي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشفا وأصول الدّين عَن ابْن الْهمام بل سمع عَلَيْهِ فِي فقه الْحَنَفِيَّة ولازم الشهَاب الابشيطي فِي الْفِقْه والعربية والاصلين والفرائض والحساب وَغَيرهَا وانتفع بِهِ كثيرا وَكَانَ يجله وأباه كثيرا وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ المنسك لِابْنِ جمَاعَة، وَلبس الْخِرْقَة من الصَّدْر الْعُكَّاشِي الرواسِي وَقَرَأَ على الْمُحب المطري البُخَارِيّ وَبَعض الشفا، ولازم وَالِده من سنة خمس وَأَرْبَعين حَتَّى مَاتَ بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ الْكثير جدا وَسمع على عَمه الشّرف أبي الْفَتْح أَشْيَاء وَمَا تيَسّر لَهُ الْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَقَرَأَ عَليّ النقي بن فَهد بِمَكَّة يَسِيرا وَصَارَ لِكَثْرَة ممارسته للسملع وَالْقِرَاءَة بارعا فِي أَلْفَاظ الْكتب الشهيرة مجيدا لقراءتها فصيحا بِحَيْثُ كَانَ ابْن السَّيِّد عفيف الدّين يُنَوّه بِهِ فِي ذَلِك، وتصدر بعد أَبِيه للأسماع فَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ من شَاءَ الله من أهل بَلَده القادمين عَلَيْهَا وهم متفقون على وجاهته وجلالته وخيره ومتانة عقله بِحَيْثُ صَار مرجعا فِي مهماتهم وَغَيرهَا من أُمُور الْمَدِينَة سِيمَا وآراؤها جليلة ومقاصده حَسَنَة جميلَة وتودده للْفُقَرَاء والغرباء متزايد ولذله لما تَحت يَده من الْكتب وَهُوَ شَيْء كثير لطالبه من أهل الْبَلَد وَغَيرهم منتشرة، وَله فِي الْحَرِيق الْوَاقِع بهَا الْيَد الْبَيْضَاء بل همته عَلَيْهِ وبهجته جليلة مَعَ نقص حركته فَإِنَّهُ من صغره عرض لَهُ عَارض بِحَيْثُ أقعد حَتَّى صَار يمشي أَولا على عكازين ثمَّ بِأخرَة صَار يوضع على تكة لَهَا بكر تسحب بهَا إِلَى بَاب الْمَسْجِد ويحمله من ثمَّ حَامِل إِلَى اسطوانة التَّوْبَة من الرَّوْضَة فيجلس بهَا فِي أَيَّام الْجمع وَنَحْوهَا وَكَذَا أشهر الحَدِيث وَنَحْو ذَلِك وَبَاقِي الْأَيَّام فِي بَيته وَلَا يتْرك مَعَ ذَلِك الْحَج فِي كل سنة، وَقد لَقيته مرَارًا بِمَكَّة ثمَّ بِالْمَدِينَةِ فِي مجاورتي بهَا وَسمع مني أَشْيَاء وَعظم اغتباطه بِي هم بابطال اسماعه حِين إقامتي وَصَارَ يحض النَّاس على الْأَخْذ عني ووالي فضاله وتفقده بِحَيْثُ استحييت مِنْهُ وأضافني فِي مكانهم الشهيرمن

العوالي واستأنس بِي كثيرا وَسمعت من لَفظه مَا نظمه عَمه الْجمال أَبُو الْيمن مُحَمَّد فِي آبار الْمَدِينَة حدث بهَا عَن أَبِيه عَنهُ، وَأمره فِي جَمِيع مَا أَشرت إِلَيْهِ يزِيد على أَبِيه) وَلذَا كثرت دُيُونه لِكَثْرَة تجمله ومواساته بِخِلَاف أَبِيه. وَمَا يزل على وجاهته إِلَى أَن مَاتَ فِي ضحى يَوْم الاحد منتصف الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين بعد تمرضه ثَلَاث أَيَّام أسكت فِيهَا نَحْو يَوْمَيْنِ، وَلم يخلف بعده هُنَاكَ فِي مَجْمُوعه مثله وَحصل الأسف على فَقده رَحمَه الله وإيانا. 160 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن خلد الْبَدْر السدرسي الاصل القاهري الْحَنْبَلِيّ سبط القَاضِي نور الدّين الْبُوَيْطِيّ، أمه آمِنَة وَيعرف بالسعدي. / ولد فِي ثَالِث شَوَّال سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بجوار مدرسة البُلْقِينِيّ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن ثَلَاث فَنَشَأَ فِي كَفَالَة أمه وَأمّهَا وَحفظ الْقُرْآن وَالْوَجِيز وألفية النَّحْو وَالتَّلْخِيص ومعظم جمع الْجَوَامِع فِيمَا ذكره لي وجود فِي الْقُرْآن عَليّ الزين جَعْفَر السنهوري وَرُبمَا قَرَأَ عَلَيْهِ فِي غَيره وَأخذ النَّحْو عَن الايدي والراعي وَأبي الْقسم النويري وَمن ذَلِك عَنهُ جلّ شَرحه لمنظومته الَّتِي اختصر فِيهَا الالفية والشمني وَمِنْه عَنهُ حَاشِيَته على الْمُغنِي وَكَذَا أَخذه هُوَ وَالصرْف عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ بل قَرَأَ عَلَيْهِ جُزْءا من تصانيفه وَالْبَعْض من النَّحْو وَغَيره عَن أبي الْفضل المغربي ولازم التقي الحصني فِي الاصلين والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَغَيرهَا وَحضر عِنْد الشرواني دروسا فِي الْمُخْتَصر وَغَيره وَعند ابْن الْهمام مَا قرئَ عَلَيْهِ قبيل مَوته من تحريره فِي الاصول وَقَرَأَ على الكافياجي مُؤَلفه فِي كلمة التَّوْحِيد وَغَيره وعَلى أبي الْجُود البني مَجْمُوع الكلائي وَكتب عَنهُ شَرحه بل أَخذ فِي الْفَرَائِض أَيْضا عَن البوتيجي وَفِي الْحساب عَن السَّيِّد عَليّ تلميذا ابْن المجدي والشهاب السجيني وَفِي المقيات عَن النُّور النقاش وَفِي الْأَدَب عَن ابْن صلح وَغَيره وجود الْخط على الْبُرْهَان الفرنوي وَكتب الْيَسِير على أبي الْفَتْح الْحِجَازِي بل كتب قبلهمَا يَوْمًا وَاحِدًا على الزين بن الصَّائِغ ولازم شَيخنَا فِي كثير من دروس الحَدِيث وَغَيرهَا وَكتب عَنهُ من أَمَالِيهِ وَحمل عَنهُ أَشْيَاء من تصانيفه وَغَيرهَا وَأخذ فِي شرح الألفية الحديثية قِرَاءَة وسماعا عَن الْمَنَاوِيّ وَسمع على السَّيِّد النسابة والْعَلَاء القلقشندي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والأمين الاقصرائي والقطب الْجَوْجَرِيّ وَابْن يَعْقُوب والابودري وَابْني الفاقوسي وامام الصرغتمشية وَعبد الْكَافِي بن الذَّهَبِيّ وَعبد الرَّحِيم الاميوطي والتقي بن فَهد شعْبَان ابْن عَم شَيخنَا وخال أمه النُّور البلبيسي وَخلق أعلاهم سارة ابْنة ابْن جمَاعَة

بِالْقَاهِرَةِ ومصر وَبَعض ضواحيهما بل وَبَعض ذَلِك بِمَكَّة حج حجَّة الاسلام وتفقه بِالنورِ بن الرزاز وَكَذَا الْجمال بن هِشَام وَلَكِن قَلِيلا مَعَ دروس فِي النَّحْو إِلَى غير هَؤُلَاءِ مِمَّن تَذَاكر مَعَهم وتميز بِضَم مَا مَعَه لما عِنْدهم، ولازم شيخ الْمَذْهَب الْعِزّ الْكِنَانِي) فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكثير قبل الْقَضَاء وَبعده فِي الدُّرُوس وَغَيرهَا واختص بِهِ فَتوجه لتقديمه وَتوجه بمزيد إرشاده وتفهمه وأعانه هُوَ بِنَفسِهِ بِحَيْثُ حقق مِنْهُ مَا كَانَ فِي ظَنّه وحدسه وبمجرد ترعرعه وَبدر صَلَاحه وَحسن منزعه ولاه القضا وأولاه من الْجَمِيل مَا يرتضي فتدرب فِيهِ بِمن يرد عَلَيْهِ من أَعْيَان الموثقين وتقرب لذَلِك بِمَا حصله من الْفِقْه والفنون والمشار إِلَيْهَا بِالتَّعْيِينِ فَذكر بالجميل وشكر بِنَا لَا يقبل التَّأْوِيل وَأذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس غير وَاحِد وَأحسن فِي تأدية مَا تحمله الْمَقَاصِد فَأفْتى ودرس وأوضح بالتقييد والتقرير وَمَا كَانَ قد الْتبس ونظم ونثر وَبحث وَنظر، وَاسْتقر فِي حَيَاته فِي افتاء دَار الْعدْل والتدريس الْفِقْه بالمنكوتمرية والقرا سنقرية مَعَ مباشرتها والْحَدِيث بمسجدي رشيد وقطز وَبعد مَوته فِي التدريس الْفِقْه بالشيخونية ثمَّ فِي الْقَضَاء الْحَنَابِلَة بالديار المصرية لَا تفاقمهم على تقدمه على سَائِر حنابلتها وَسَار فِيهِ أحسن سيرة وترقى فِي سَائِر أَوْصَافه علما وفهما وخبرة تَامَّة بالاحكام وَحسن نظر فِي الْمكَاتب وعقلا ومداراة واحتمالا وتواضعا وعفة ومحاسن جمة حَتَّى خضع لَهُ شيخ حنابلة الشَّام والْعَلَاء المرداوي حِين راسله يتعقب عَلَيْهِ أَشْيَاء وَقعت فِي تصانيفه وأذعن لكَونه مخطئا فِيهَا وَالْتمس مِنْهُ الْمَزِيد من بَيَان مَا يكون من هَذَا الْقَبِيل ليحصل لَهُ بذلك الْأجر وَالثَّوَاب، وَقد كتب بِخَطِّهِ جملَة وَأجَاب فِي عدَّة وقائع بِمَا استحسنت كِتَابَته فِيهِ كل ذَلِك لحسن تصَوره وجودة تدبره، وَعِنْدِي من فَوَائده الْقَدِيمَة والحديثة مَا تطول التَّرْجَمَة ببسطه وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ قَاضِي الْحَنَفِيَّة الشَّمْس الامشاطي يناكده ويحيل عَلَيْهِ فِي الاسبدالات ويروم إِمَّا اخْتِصَاصه بهَا أَو إشراكه مَعَه فِيهَا بعد مزِيد إجلاله والتنويه بِهِ مساعدته قبل الْولَايَة وَبعدهَا وَكَون السَّبَب فِي عزل ابْن الشّحْنَة واستقراره عقب توقفه عَن الْمُوَافقَة لَهُ فِي بعض القضايا، وَلم يزل يسترسل فِي المناكدة إِلَى أَن اتّفقت قَضِيَّة مشعرة بمعارضة فانتهز الفرصة ودس من لبس بِحَيْثُ صرفه ثمَّ أَعَادَهُ بعد أَيَّام وللاتابك فِيهِ الْيَد الْبَيْضَاء وتزايد السرُور بعوده، وَلم يلبث أَن مَاتَ الْحَنَفِيّ فتزايد فِي الارتقاء ودعوت لَهُ بطول الْبَقَاء وَأثْنى عَلَيْهِ السُّلْطَان فَمن دونه وَاسْتقر فِي نقابته التقي بن القزازي الْحَنَفِيّ فِي سنة تسعين ثمَّ صهره الرضي الاسحاقي وَكِلَاهُمَا مِمَّن أَجَاد، وَقَرَأَ عَلَيْهِ غير

وَاحِد من الْفُضَلَاء فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا، وَحدث بِمُسْنَد امامه بِتَمَامِهِ وَختم فِي مجمع حافل ولخص لامامه تَرْجَمَة حَسَنَة التمس من الْمُرُور عَلَيْهَا، إِلَى غير ذَلِك، وحرص على ازدياد من الْفَضَائِل بِحَيْثُ كتب بِخَطِّهِ من تصانيفه أَشْيَاء واستكتب كَذَلِك سِيمَا وبيننا من) الووودما اشْتهر وتحدد لَهُ تدريس البرقوقية والمنصورية وَغَيرهمَا وناب فِي تدريس الصَّالح وَأكْثر من زِيَارَة الصَّالِحين أَحيَاء وأمواتا مَعَ خشوع وخضوع وتلاوة لِلْقُرْآنِ وَتوجه والتجاء. 161 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن خلد الشَّمْس أَبُو البركات البلبيسي الاصل القاهري الازهري الشَّافِعِي الفرضي وَيعرف بالبليسي الفرضي. / ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة ومختصر أبي شُجَاع والجرومية والرحبية وَغَيرهَا مِمَّا لم يتمه وتفقه بالعبادي وَالْفَخْر المقسي ولازمهما فِي تقاسيمها بل قَرَأَ على ثَانِيهمَا فِي بَعْضهَا وَكَذَا أَخذ فِيهِ عَن الْجَوْجَرِيّ والبرهان العجلوني وَفِي الِابْتِدَاء عَن السراج الْمحلي الْوَاعِظ وَحضر قَلِيلا عِنْد الْمَنَاوِيّ وَأخذ الْفَرَائِض عَن البوتنجي والعز الدنديلي والشهاب السجيني والبدر المارداني وَالسَّيِّد على تلميذ ابْن المجدي وَأبي الْقسم مُحَمَّد المغربي وَقَالَ أَنه أمنلهم بِحَيْثُ زعم الْبَدْر المارديني تَرْجِيحه على شَيخنَا ابْن المجدي مَعَ كَون سنة ثَلَاثًا وَعشْرين سنة والعربية عَن دَاوُد الْمَالِكِي وَالشَّمْس القصبي والعقائد عَن الْعَلَاء الحصني وأصول الْفِقْه عَن ابْن حجي والمنطق وَالصرْف وَغَيرهمَا عَن الشَّمْس بن سعد الدّين وَعَن المارداني أَخذ الْمِيقَات وتدرب بِهِ فِي الْمُبَاشر وَعَن المظفر الامشاطي فِي الطِّبّ وَقَرَأَ على تقريب النَّوَوِيّ بحثا بل قَرَأَ على مَكَّة فِي مجاورتينا شرح ألفية الْعِرَاقِيّ للناظم كَذَلِك بعد كِتَابَته لَهُ بِخَطِّهِ ولازمني فِي البلدين فِي غير ذَلِك وَكَانَ توجهه اليهافي الْبَحْر وطلع من الينبوع للمدينة فجاور بهَا أشهرا وَصَامَ رَمَضَان وَرجع فحج وجاور الَّتِي بعْدهَا وَسمع من جمَاعَة وَفِيمَا سَمعه ختم البُخَارِيّ بالظاهرية وَعند أم هَانِئ الهورينية مَعَ مَا قرئَ مَعَه عِنْدهَا يَوْمئِذٍ وَأَشْيَاء فِي الكاملية وَغَيرهَا كجزء الْجُمُعَة على الْعلم البُلْقِينِيّ وتميز فِي الْفَضَائِل خُصُوصا الْفَرَائِض والحساب وأقرأهما مَعَ تَقْسِيم الْفِقْه كل سنة وَكَذَا أَقرَأ بِمَكَّة وتنزل فِي الْجِهَات كسعيد السُّعَدَاء وَنَحْوهَا وتكسب بالنساخة للخيضري وَغَيره وَمِمَّا كتبه لَهُ شرح البُخَارِيّ للعيني فِي مجلدين والام الشَّافِعِي فِي مُجَلد وخطه صَحِيح جيد مَعَ تقنعه وتعففه وزيارته للصالحين وتوجهه الخانقاه سرياقوس وَغَيرهَا لشهود أوقاتهم وَكَانَ يرتفق بالشرقي ابْن الجيعان لكَونه مِمَّن يجْتَمع عَلَيْهِ ويتذاكر مَعَه فِي الْفِقْه وَغَيره وَكَذَا اجْتمع

بِمَكَّة على قاضيها أبي السُّعُود الشَّافِعِي والحنبلي وَلم يحمد علمه، وَمعمر وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي توضيح ابْن هِشَام وَلَا يتأبى عَن الاستفادة والتحصيل من كل، وَقد كتب لَهُ إجَازَة بالتقريب فِي الْقَاهِرَة ثمَّ فِي مَكَّة بشرح الألفية وبالغت فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ فيهمَا وَفِي عرض وَلَده بالموضعين) وَنعم الرجل. 162 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْخضر الشَّمْس أَبُو البركات بن الشَّمْس الديري الناصري نِسْبَة لدير الناصرة، ثمَّ الصَّفَدِي نزيلها الشَّافِعِي القادري / الْمَاضِي أَبوهُ. لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي موسم سنة خمس وَثَمَانِينَ فَسمع مني المسلسل وَغَيره وَقَرَأَ على البُخَارِيّ وَتَنَاول مني بقول البديع وكتبت لَهُ إجَازَة ثمَّ راسلني فِي طلب نُسْخَة مِنْهُ فجهزت لَهُ. 163 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان الهيثمي ثمَّ القاهري ابْن أخي الْحَافِظ النُّور عَليّ / الْمَاضِي. سمع مَعَ عَمه على جمَاعَة كالعرضي ومظفر الدّين بن البيطار وَحدث باليسير. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وبيض لوفاته. 164 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن ولي الدّين أَبُو عبد الله ابْن القطب بن الزين الْمحلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مراوح بحاء مُهْملَة كمسامح وبابن قطب أَيْضا وَهُوَ بِهِ أشهر. / ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بالمحلة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وتصحيحه للاسنوي وَبَعض ألفية ابْن مَالك وَدخل الْقَاهِرَة فأكمل حفظهَا فِيهَا وعرضها ماعدا التَّصْحِيح عَليّ الابناسي وَابْن الملقن وأجازاه وَحضر دروس أَولهمَا بحث عَلَيْهِ التَّنْبِيه وَكَذَا لَازم الْعِرَاقِيّ وَبحث عَلَيْهِ ألفيته الحديثية وَسمع عَلَيْهِ ألفية السِّيرَة وَكتب عَنهُ عدَّة مجَالِس من أمياله والسراج البُلْقِينِيّ وَسمع عَلَيْهِ غَالب الصَّحِيحَيْنِ وَالسّنَن لأبي دَاوُد جَمِيع التِّرْمِذِيّ وَسمع أَيْضا على التَّاج بن الفصيح وَالصَّلَاح البلبيسي وَابْن الشيخة والحلاوي فِي آخَرين وَبحث قِطْعَة من الكافية لِابْنِ مَالك عَليّ الغماري ولازم الْعِزّ جمَاعَة قَرِيبا من عشر سِنِين وَأذن لَهُ فِي التدريس فِي الْفِقْه وأصوله والنحو والاعراب والمعاني وَالْبَيَان والبديع فِي الافتاء، وَكَانَ إِمَامًا عَالما فَقِيها فَاضلا مفننا خيرا نيرا ربعَة تصدي للقراء بِجَامِع الْمحلة وَصَارَ شيخها بِدُونِ مدافع وانتفع بِهِ أهل تِلْكَ النواحي وَحدث باليسير سمع من الْفُضَلَاء، وَقدم بِأُجْرَة الْقَاهِرَة وَحضر مجْلِس الاملاء عِنْد شَيخنَا وَكَانَ يشبه بِهِ فِي الْهَيْئَة. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين بالمحلة رَحمَه الله وإيانا. 165 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس ادمشقي إِمَام مدرسة أتابكها شاذبك وَيعرف بِابْن البلادري. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة

ثَلَاث وَتِسْعين المسلسل وَغَيره.) 166 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أبي طَاعَة الشّرف أَبُو الْفضل الْقُدسِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي خطيب الصالحية بِالْقَاهِرَةِ وَإِمَام جَامع الاقمر ووالد هَاجر الْآتِيَة وَيعرف بالقدسي وبخادم السّنة. / ولد سنة نَيف وَأَرْبَعين بِبَيْت الْمُقَدّس، وَقدم الْقَاهِرَة صُحْبَة الْعِمَاد بن جمَاعَة فاستوطنها وعنى بِسَمَاع الحَدِيث والافادة على شُيُوخه وَكتابه أَجْزَائِهِ والحرص على تَحْصِيلهَا بِكُل مُمكن وتحرير وطباق السماع والتأنق فِيهَا وَلكنه كَانَ يعاب مَعَ كَثْرَة تودده للطلبة وإفادتهم بِحَبْس أسمعتهم ولذامع شدَّة حرصه لم ينجب وَقد أم بالاقمر وخطب بالصالحية بل نَاب عَن المقريزي فِي خطابة جَامع عَمْرو، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِهَذَا وَقَالَ أَنه سمع مِنْهُ المسلسل وجزء البطاقة بِسَمَاعِهِ لَهما كَمَا ذكر فِي بَيت الْمُقَدّس عَليّ الْمَيْدُومِيُّ وَلَكِن لم نقف على أصُول سَمَاعه وكدا سمع عَلَيْهِ الْجُزْء الاخير من أبي دَاوُد تجزئة الْخَطِيب بِسَمَاعِهِ من ابْن أميلة وَسمع من لَفظه قصائد وأناشيد مِنْهَا القصيدة الَّتِي أَولهَا مَا شَأْن أم الْمُؤمنِينَ وشابي فِي مدح أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة بِسَمَاعِهِ لَهُ من الْعِزّ أبي عمر بن جمَاعَة، قَالَ فِي الانباء: وَكَذَا سمع الْكثير من أَصْحَاب الْفَخر وَابْن عَسَاكِر وَلَا برقوهي ثمَّ من أَصْحَاب وزيرة القَاضِي والمطعم من أَصْحَاب الواني والدبوسي والختني وَنَحْوهم ثمَّ من أَصْحَاب بن قُرَيْش وَابْن كشتغدي والتفليسي وَنَحْوهم، وعنى بتحصيل الاجزاء وافادة الطّلبَة وَكِتَابَة الطباق وَالدّلَالَة على الْمَشَايِخ وتسميع أَوْلَاده والاحسان إِلَى من يقدم عَلَيْهِ من الغرباء خُصُوصا الشاميين وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن مَالا يُحْصى وَكَانَ يحبس عَن الياس أسمعتهم فَلم يمتع بِمَا سمع وَلَا عَاشَ لَهُ ولد ذكر بعد أَن كَانَ يُبَالغ فِي تسميعهم ويجتهد فِي التَّحْصِيل لَهُم، وَكَانَ يتعاني نظم الشّعْر فَيَأْتِي مِنْهُ بِمَا يضْحك إِلَّا أَنه كَانَ رُبمَا وَقع لَهُ ديوَان غير شهير فَيَأْخُذ مِنْهُ مَا يمدح بِهِ الاعيان خُصُوصا الْقُضَاة إِذا ولوا يَسْتَعِين بِمن غير لَهُ بعض الاسماء وَرُبمَا عثر على القصيدة فِي ديوَان صَاحبهَا، وأعجب مَا وَقع لَهُ أَنه أنْشد لنَفسِهِ عِنْد ماولي نَاصِر الدّين بن المليق الْقَضَاء: (إِن ابْن ميلق شيخ رب زَاوِيَة ... بِالنَّاسِ غر وبالاحوال غير دري) (قد سَاقه قدر نَحْو الْقَضَاء وَمن ... يسطيع رد قَضَاء جَاءَ عَن قدر) فَوجدَ البيتان بعد من نظم الْبَدْر بن جمَاعَة لَكِن أَولهمَا: وَالْعَبْد فَهُوَ فَقير رب زَاوِيَة. وَالْبَاقِي سَوَاء. مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ يعد

أَن جرت لَهُ محنة مَعَ القَاضِي جلال الدّين البُلْقِينِيّ لكَونه) مدح القَاضِي الَّذِي عزل بِهِ فَضَربهُ أَتْبَاعه وأهانوه فَرجع متمرضا فَمَاتَ وتمزقت أجزاؤه وَكتبه شذر مذر فَلم ينْتَفع بهَا وَلم ينْتَفع. قلت وَقد روى لنا عَنهُ غير وَاحِد وَرَأَيْت بِخَطِّهِ مِمَّا قَالَ أَنه من نظمه: (ذكرْتُمْ فطاب الْكَوْن من طيب ذكركُمْ ... فيا حبذا وصف لقد نشر النشر) (وَأَنِّي لأهواكم على السّمع والثنا ... وعشق الْفَتى بِالسَّمْعِ مرتبَة أُخْرَى) وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ أَن البشتكي كَانَ يَدعِي أَنه ينظم لَهُ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 167 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن جَعْفَر، وَرُبمَا قدم عبد الله على أبي بكر وَحِينَئِذٍ فَهُوَ الشّرف بن الْمعِين أَو الْعَفِيف بن الْبَهَاء بن التَّاج بن الْمعِين المَخْزُومِي الدماميني ثمَّ السكندري الْمَالِكِي، / كَانَ أَبوهُ نَاظر الْإسْكَنْدَريَّة وَنَشَأ هُوَ فتعاني الْكِتَابَة وباشر فِي أَعمالهَا ثمَّ سكن الْقَاهِرَة وَكَانَ حاد الذِّهْن فباشر عِنْد الْجمال مَحْمُود الاستادار واشتغل بِالْعلمِ فِي غُضُون ذَلِك فبرع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغلب عَلَيْهِ الْحساب وتعاني الديونة ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وخدم الْجمال مَحْمُود ابْن عَليّ الاستادار فاشتهر وأثرى وَعرف بالمكارم والسماح وبذل الْكثير حَتَّى ولي حسبَة الْقَاهِرَة فِي رَمَضَان سبع وَتِسْعين عوضا عَن الْبَهَاء بن الْبُرْجِي فدام أَزِيد من أَرْبَعَة أشهر ثمَّ صرف وأعيد بعد أَيَّام وباشر قَلِيلا فِي اشتداد الغلاء وتشحط الحوانيت من الْخبز ثمَّ صرف ثمَّ ولي وكَالَة بَيت المَال وَنظر الْكسْوَة فِي رَجَب الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ أضيفت الْحِسْبَة اليهما بل كَانَ سعي بعد موت الكاستاني فِي كِتَابَة السِّرّ بقناطر ذهب وَهُوَ عشرَة آلَاف دِينَار فَلم يسعفه برقوق بذلك، وَكَذَا سعي فِي الْقَضَاء وَعين لَهُ فَقَامَ عَلَيْهِ الْمَالِكِيَّة حَتَّى انْتقض، ثمَّ ولي نظر الْجَيْش فِي ثامن ربيع الاول سنة تسع وَسِتِّينَ بعد موت الْجمال مَحْمُود القيصري وباشرها مَعَ الْوكَالَة إِلَى أَن صرف عَن نظر الْجَيْش فِي سَابِع ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانمِائَة بِسَعْد الدّين بن غراب رَفِيقه عِنْد مَحْمُود هَذَا ودام فِي الْوكَالَة ثمَّ أُعِيد للجيش ثمَّ اسْتَقر فِيهَا وَفِي نظر الْخَاص مَعًا هرب إبنا غراب فَلَمَّا خلصا قبضا عَلَيْهِ أفرجا عَنهُ فولي قَضَاء اسكندرية حَتَّى مَاتَ فِي سَابِع عشري الْمحرم سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا فِي إبنائه مُلَخصا والمقريزي مَبْسُوطا، وَقَالَ شَيخنَا: كَانَ فِيهِ مَعَ حِدته وذكائه كرم وطيش وخفة وَكَانَ يعادي ابْن غراب فَعمل عَلَيْهِ حَتَّى أخرجه من الْقَاهِرَة لقَضَاء اسكندرية وَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا مسموما على مَا قيل، وَقَالَ المقريزي أَيْضا أَنه صَحبه فخبر مِنْهُ معرفَة تَامَّة بصناعة الْحساب) ودربة بالمباشرات وذكاء وحدة وكرما مَعَ طيش وخفة وتهور كثير عَفا الله عَنهُ، وَأثْنى عَلَيْهِ الْعَيْنِيّ فَقَالَ وَحصل طرفا من الْعُلُوم

فِي أثْنَاء مباشراته وَجمع كتبا جدا وَكَانَ عَارِفًا بالعلوم الديوانية جيدا ذكيا كَرِيمًا ذامروءة تَامَّة وفتوة محسنا إِلَى أَصْحَابه متعصبا لمن يلوذ بِبَابِهِ ذَا خلق جميل وسماط جزيل وأدب ورياسة ودربة وسياسة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 168 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن عبد الله بن أَحْمد الْبَدْر بن الْبَهَاء المشهدي القاهري الازهري الشَّافِعِي سبط القَاضِي الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد الدفري الْمَالِكِي والماضي أَبوهُ وَيعرف بِابْن المشهدي. / ولد فِي ثامن عشر شَوَّال اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ وأحضره أَبوهُ فِي الثَّانِيَة ختم ابْن مَاجَه على البوتنجي وَمن مَعَه ثمَّ حفظ الْقُرْآن والعمدة وَبَعض الْمِنْهَاج واشتغل عِنْده وَعند ابْن قَاسم والجوجري وَيحيى بن حجي والشرف عبد الْحق السنباطي وَقَرَأَ على قِطْعَة من ألفية الْعِرَاقِيّ باشارة أَبِيه ثمَّ لَازم الزين زَكَرِيَّا وَكَذَا الخيضري وَسمع قَلِيلا على ألفية الْعِرَاقِيّ باشارة أَبِيه لَازم الزين زَكَرِيَّا وَكَذَا الخيضري وَسمع قَلِيلا على القمصي وَابْن الملقن والمتوتي والشهاب الْحِجَازِي وَأم هَانِئ الهورينية وَهَاجَر القدسية وتميز وشارك فِي الْقَضَاء بل وَأذن لَهُ ابْن قَاسم والجوجري وَكَذَا وَالِده فِي الحَدِيث وَاسْتقر بعده فِي أَكثر جهاته لم يخرج عَنهُ مِنْهَا سوى المزهرية والنيابة بالبرقوقية وَلم يكن يقصر عَنْهُمَا بِالنِّسْبَةِ للْوَقْت، وَقد لازمني بعد ذَلِك فِي شرحي للألفية وَغَيره. وَكتب بعض تصانيفي، وَهُوَ كثير السّكُون وَالْعقل وَالْأَدب والفضيلة مَعَ تقلله وَكتب على نظم الْعِرَاقِيّ للاقتراح شرحا قرضته مَعَ جمَاعَة. 169 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن مَسْعُود بن رضوَان الْكَمَال أَبُو الهنا ابْن نَاصِر الدّين المري بِالْمُهْمَلَةِ الْقُدسِي الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَاهِيم وسبط الْعَلامَة قَاضِي الْمَالِكِيَّة بالقدس الشهَاب أَحْمد بن عوجان بِمُهْملَة ثمَّ وَاو وجيم مفتوحات وَيعرف بِابْن أبي الشّرف كرغيف. / ولد فِي لَيْلَة السبت خَامِس ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فِي كنف أَبِيه وَهُوَ من أَعْيَان المقادسة وعقلائهم فحفظ الْقُرْآن والشاطبية والمنهاج الفرعي وألفية الحَدِيث والنحو ومختصر ابْن الْحَاجِب وَقدم الْقَاهِرَة فَعرض بَعْضهَا على شَيخنَا والمحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ والعز عبد السَّلَام الْقُدسِي والسعد بن الديري وأجازوه فِي آخَرين وتلا للسبع ماعدا حَمْزَة وَالْكسَائِيّ على أبي الْقسم النويري وَعنهُ أَخذ علم الحَدِيث والاصول والنحو وَالصرْف) وَالْعرُوض والقافية والمنطق وَغَيرهَا من الْعُلُوم وَكَانَ مِمَّا أَخذه عَنهُ منظومته الْمُقدمَات فِي النَّحْو وَالصرْف وَالْعرُوض والقافية وَشَرحهَا لَهُ بعد كِتَابَته لَهُ مابين سَماع وَقِرَاءَة وَجَمِيع ايساغوجي وجزء من مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الاصلي وألفية الْعِرَاقِيّ وَمن أول شرح الفية النَّحْو لِابْنِ النَّاظِم وَأخذ

القراآت أَيْضا عَن الشَّمْس بن عمرَان ولازم سِرَاجًا الرُّومِي فِي الْمنطق والمعاني واليبان وَغَيرهَا وتفقه بماهر وَابْن شرف وَجَمَاعَة وَقَرَأَ على ماهر الْفُصُول المهمة فِي الْفَرَائِض والوسيلة فِي الْحساب الهوائي كِلَاهُمَا لِابْنِ الهائم بِسَمَاعِهِ لَهما بحثا غير مرّة على مؤلفهما فِي آخَرين كالشهاب بن رسْلَان وَمِمَّا أَخذه عَنهُ فِي تَفْسِير ابْن عَطِيَّة والعز الْقُدسِي وَأبي الْفضل المغربي، وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَأخذ فِي بَعْضهَا عَن ابْن الْهمام والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والْعَلَاء القلقشندي والقاياتي وَشَيخنَا فَكَانَ مِمَّا أَخذه عَن الاولين طَائِفَة من مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الاصلي وَعَن الثَّالِث من أول شرح ألفية الْعِرَاقِيّ إِلَى الْمُعَلل مَعَ سَماع قِطْعَة من أول شرح الْمِنْهَاج الفرعي وَعَن الرَّابِع فِي الاصلين وَالْفِقْه وَغَيرهمَا ومدحة بقصيدة جَيِّدَة وَعَن الْخَامِس شرح النخبة لَهُ وَغَيره من فنون الحَدِيث ولازمه فِي أَشْيَاء رِوَايَة ودراية سَمَاعا وَقِرَاءَة فِي آخَرين بِالْقَاهِرَةِ بِبَلَدِهِ مِمَّن أَخذ عَنْهُم الْعلم حَتَّى تميز وَأذن لَهُ كلهم أوجلهم فِي الاقراء وعظمه جدا مِنْهُم ابْن الْهمام وَعبد السَّلَام وَشَيخنَا حَيْثُ قَالَ أَنه شَارك فِي المباحث الدَّالَّة على الاستعداد ويتأهل أَن يُفْتِي بِمَا يُعلمهُ ويتحققه من مَذْهَب الامام الشَّافِعِي من أَرَادَ ويفيد فِي الْعُلُوم الحديثة مايستفاد من الْمَتْن والاسناد علما بأهليته لذَلِك وتولجه فِي مضايق تِلْكَ المسالك، وَسمع فِي غُضُون ذَلِك الحَدِيث وَطَلَبه وقتا وَرُبمَا كتب الطباق وَلكنه لم يعن فَكَانَ مِمَّن سمع عَلَيْهِ بِبَلَدِهِ الشَّمْس بن الْمصْرِيّ سمع عَلَيْهِ سنَن ابْن مَاجَه والاربعين العشاريات لَهُ وَخلق من أَهله كالتقي القلقشندي والواردين عَلَيْهِ كَعبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ خَلِيل القابوني قَرَأَ عَلَيْهِ فِي رَجَب سنة تسع وَأَرْبَعين جُزْء النّيل وبالقاهرة الزين الزَّرْكَشِيّ سمع عَلَيْهِ ختم مُسلم، وَحج وجاور فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَسمع عَليّ الشّرف أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد والبرهان الزمزمي وَأبي الْبَقَاء بن الضياء بِمَكَّة وعَلى الْمُحب المطري وَغَيره بِالْمَدِينَةِ، وَأَجَازَ لَهُ باستدعائه واستدعاء غَيره جمَاعَة ترْجم لَهُ البقاعي أَكْثَرهم وَوَصفه بالذهن الثاقب والحافظة الضابطة والقريحة والوقادة والفكر القويم وَالنَّظَر الْمُسْتَقيم وَسُرْعَة الْفَهم وبديع الِانْتِقَال وَكَمَال الْمُرُوءَة مَعَ عقل وافر وأدب ظَاهر وخفة) روح ومجد على سمته يلوح وَأَنه شَدِيد الانقباض عَن النَّاس غير أَصْحَابه قَالَ وَهُوَ الْآن صديقي وبيننا من الْمَوَدَّة مَا يقصر الْوَصْف فِيهِ. وَلَكِن لم يسْتَمر البقاعي على هَذَا بل نَاقض نَفسه جَريا على عَادَته فِي السخط وَالرِّضَا فَقَرَأت بِخَطِّهِ وَقد كتب الْكَمَال على مَجْمُوع لَهُ فرغه دَاعيا فلَان: مَا أرقعك وأسوأ أطبعك لَيْت شعري دَاعيا لَهُ أَو عَلَيْهِ. وَكَذَا قَرَأت بخطة أبلغ من هَذَا وَقد

صحبته قَدِيما وَسمعت بقرَاءَته على شَيخنَا فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ وَفِي غَيره وَسمع هُوَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وعَلى غَيره كالكمال بن الْبَارِزِيّ أَشْيَاء ثمَّ تكَرر اجْتَمَعنَا خُصُوصا فِي بَلَده ويمع معي أَشْيَاء هُنَاكَ أثبت لي بَعْضهَا بخطة وَبَالغ فِي الْوَصْف بل حضر عِنْدِي بعض الختوم وَقَالَ أَن اللَّائِق بكم الْجُلُوس بِجَامِع الْحَاكِم أَو نَحوه إِشَارَة لضيق الْمَكَان وَكَثْرَة الْجَمَاعَة وقرض لأخي بعض تصانيفه وكتبت عَنهُ فِي بَلَده من نظمه وَورد علينا الْقَاهِرَة مرَارًا قبل وَبعد آخرهَا فِي سنة سِتّ وَسبعين وأقرأ الطّلبَة فِي شرح جمع الْجَوَامِع للمحلي وَغَيره ونافرة غير وَاحِد مِنْهُم بِحَيْثُ كَاد أَن يمْتَنع من الاقراء لتحريفهم تَقْرِيره وَعدم اداراكهم لمقاصده، وَاسْتقر بسفارة الزيني بن مزهر فِي مشيخة الصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس بعد صرف خَلِيل المجدلي وسر الخيرون بذلك ثمَّ انْفَصل عَنْهَا بعد يسير لقُصُور يَده بِالنَّجْمِ حفيد الْجمال بن جمَاعَة وَقدم بعد ذَلِك فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَنزل بِبَيْت الْبَدْر بن التنسي وَاجْتمعَ عَلَيْهِ جمَاعَة من الْفُضَلَاء ولازم التَّرَدُّد الْمجْلس الزيني فاستقر بِهِ تدريس الْفِقْه بمدرسته الَّتِي جددها تجاه بَيته ثمَّ لما مَاتَ الْجَوْجَرِيّ ساعده فِي النِّيَابَة عَن وَلَده فِي تدريس الْفِقْه بالمؤيدية وَكَذَا نَاب فِي تدريس الحَدِيث بالكاملية عَن من اغتصبها وَكنت أنزهه عَن هَذَا، ودرس وَأفْتى وَحدث ونظم ونثر، وصنف فَكَانَ مِمَّا صنفه حَاشِيَة على شرح الْجَوَامِع للمحلى استمد فِيهَا من شَرحه لِلشِّهَابِ الكوراني وَتَبعهُ فِي تعسفه غَالِبا وَأُخْرَى على تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ لَكِنَّهَا لم تكمل وشرحا على الارشاد لِابْنِ الْمقري وفصول ابْن الهائم والزبد لِابْنِ رسْلَان ومختصر التَّنْبِيه لِابْنِ النَّقِيب والشفا لعياض وَلم يكملا. وَلم أَحْمد كِتَابَته فِي مسئلة الْغَزالِيّ انتصارا للبقاعي وَلم يلبث أَن أمره السُّلْطَان بِالرُّجُوعِ لبلده وعينه لمشيخة مدرسته هُنَاكَ بعد موت الشهَاب العميري وَعز ذَلِك عَلَيْهِ كثيرا وعَلى كثيرين وَأكْثر من الانجماع وتقلل من الدُّخُول فِي الْأُمُور وَمَعَ ذَلِك فَلَا يَخْلُو من تعرض بجسده أَو معرض لَا يوده. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ عَلامَة متين التَّحْقِيق حسن الْفِكر والتأمل فِيمَا ينظره وَيقرب عَهده بِهِ، وكتابته أمتن من تَقْرِيره ورويته أحسن من بديهته مَعَ) وضاءته وتأنيه وَضَبطه وَقلة كَلَامه وَعدم ذكره للنَّاس، وَلكنه ينْسب لمزيد بِأَو وإمساك مَعَ الثروة وتجدد الرِّبْح من التِّجَارَة وَغَيرهَا والكمال لله. وَمِمَّا كتبه من نظمه قَوْله يُخَاطب الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ: (يَا من بِهِ اكتست الْمَعَالِي رفْعَة ... مذحازها فغدت لأكرم جَائِز) (مَا للحسود إِلَى كمالك مرتقى ... كم بَين ذَاك وَبَينه من حاجز)

(هَل يَسْتَطِيع معاند أَو حَاسِد ... إبداء نقص فِي الْكَمَال البارز) 170 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم الطَّاهِر بن الْجمال الانصاري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف هُوَ أَبوهُ بالمصري. / مَاتَ فِي محرم سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 171 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف أَبُو الْفَتْح بن الْعَلامَة النَّجْم الانصاري الذروي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ابْن عَم الَّذِي قبله والماضي أَبوهُ أَيْضا وَيعرف بِابْن الْمرْجَانِي. / ولد فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن ومناهج النَّوَوِيّ وَجمع الْجَوَامِع مَعَ أحضر بهَا عَليّ الزين أبي بكر المراغي صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم وَابْن حبَان بِفَوَات فِيهَا وَبَعض أبي دَاوُد وَكَانَ كثير التِّلَاوَة والسكون منعزلا عَن النَّاس متعاهدا لمحافيظه حَتَّى مَاتَ لم يتَزَوَّج قطّ، وسافر إِلَى الشَّام ثمَّ عَاد لمَكَّة وَمَات بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسبعين وَدفن بِقَبْر أَبِيه. ذكره ابْن فَهد أَيْضا وَهُوَ مِمَّن سمع على شَيخنَا إِمَّا بِمَكَّة وَهُوَ أشبه أَو بِالْقَاهِرَةِ. 172 - مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو الْفضل أَخُو الَّذِي قبله ووالد أبي السُّعُود وَمُحَمّد الْآتِي، / ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بمنى وَنَشَأ بِمَكَّة فِي كنف أَبِيه فَأحْضرهُ فِي الثَّانِيَة عَليّ الشَّمْس بن سكر أَشْيَاء وَسمع الْكثير على ابْن صديق الزين المراغي وَمُحَمّد بن عبد الله البهنسي والشهاب بن منبت وَالْجمال بن ظهيرة والزين الطَّبَرِيّ وَابْن سَلامَة وَابْن الْجَزرِي وَالشَّمْس الشَّامي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ أَبُو الْخَيْر بن العلائي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الشيخة وَخلق، وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَأَكْثرُوا عَنهُ بِأخرَة وصارخا خَاتمه مسندي مَكَّة، أجَاز لي مَا سَمِعت عَلَيْهِ شَيْئا مَعَ كَثْرَة لَقِي لَهُ الْمُجَاورَة الثَّانِيَة وَكَانَ قد تفقه بوالده والشهاب الْغَزِّي، وَدخل الْقَاهِرَة ودمشق وناب فِي الْقَضَاء بجدة عَن غير وَاحِد وَأخذ من قُضَاة مَكَّة وَغَيرهم وَكَذَا نَاب يَسِيرا فِي امامة الْمقَام وَدخل سواكن وَتزَوج بهَا) وَولد فِيهَا بل ولي قضاءها، وينسب مَعَ هَذَا لتزيد بِحَيْثُ بَالغ بَعضهم فَقَالَ الْمَعْرُوف بمسيلمة الْحَرَمَيْنِ. مَاتَ فِي ظهر يَوْم الْخَمِيس منتصف ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد / أَخُو الثلاتة. هُوَ حسن الْمَاضِي فِي الْحَاء. 173 - مُحَمَّد الرضي أَبُو حَامِد بن المرشدي مُحَمَّد بن أبي بكر / ابْن عَم اللَّذين قبله بيض لَهُ ابْن فَهد وَهُوَ مِمَّن سمع على ابْن الْجَزرِي فِي سنة ثَمَان وَعشْرين بعض سنَن أبي

دوابل وأجيز لَهُ فِي استدعاء مؤرخ بِسنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة جمَاعَة وَمَات. 174 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مباركشاه أَبُو النجا بن التَّاج القمني الاصل القاهري. ولد بالظاهرية / الْقَدِيمَة فِي الْعشْرين من ربيع الأول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَالرّبع من الْمِنْهَاج وَسمع الحَدِيث بالظاهرية وَغَيرهَا، وتدرب فِي صناعَة القبان وزنا بشعبان وتكسب بِهِ دهره وسافر بِسَبَبِهِ لجهات، وَدخل الابلستين فَمَا دونهَا وَحضر وقعتي سوار. وَمن نظمه وَقد عرض لَهُ ريح: (يَا رب إِن الرّيح أَضْعَف بنيتي ... فأضرها وأضر بِي تبريحي) (فاكشف بِفَضْلِك كربه عني وَلَا ... تجْعَل دعائي رائحا فِي الرّيح) وَمِنْه: (قَالَ حَبِيبِي حِين قبلته ... ونلت مِنْهُ رُتْبَة عليا) (تعشقني فاسقني خمرة ... ولات بالف لَام يَا) وَمِنْه: (شاهدت فِي وَجهه حبي ... غرائبا وفنونا) (عَيناهُ مَعَ حاجبيه ... صادا وواوا ونونا) وَهُوَ الْقَائِل: (تفتى بِعُود كنيس ... لمن طَغى وَتَوَلَّى) (وتدعي نقل علم ... وَالله مَا أَنْت إِلَّا) وَله فِي التَّصْحِيف عمل وَكَذَا فِي الموسيقى والنغما والنقرا علما وَعَملا كَاد أَن يجمع عَلَيْهِ ذَلِك وَله تقدم فِي الْعُلُوم بل هُوَ بهلوان وَنَحْو ذَلِك، لَقِيَنِي فِي أول سنة سِتّ وَتِسْعين فَسمع مني) المسلسل. 175 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الشَّمْس بن الشَّمْس بت التقي التَّمِيمِي الْقُدسِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الموقت. / ولد سنة ثَمَانِينَ بِبَيْت الْمُقَدّس وَأخذ عَن جده. مَاتَ سنة تسع وَخمسين. 176 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الشَّمْس أَبُو الْفضل ابْن الشَّمْس أبي عبد الله بن التقي القاهري الاصل الطرابلسي الادهمي. / مِمَّن سمع مني. 177 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الْبَدْر الشَّمْس الاهناسي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ عَليّ. / بَاشر نظر الدولة عوض عبد الْقَادِر فِي أَيَّام أَبِيه ثمَّ تشكى فأعيد عبد الْقَادِر، وَحج غير مرّة وجاور وَلزِمَ بَيته وَالظُّلم كمين فِي النَّفس. 178 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر بن القَاضِي شمس الدّين الانصاري القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الانبابي. / ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وألفتي الحَدِيث والنحو وَغَيرهَا وَعرض على ابْن البُلْقِينِيّ والمناوي وَسعد الدّين بن الديري فِي آخَرين واشتغل قَلِيلا عِنْد البامي

والمناوي ثمَّ الشَّمْس الابناسي وَقَرَأَ والعمدة عَليّ الديمي وناب عَن أَبِيه بِبَعْض الْجِهَات ثمَّ الْمَنَاوِيّ فَمن بعده، وأضيفت اليه عدَّة جِهَات واستقل بأوقاف الْحَنَفِيَّة بعد أَبِيه، بل اسْتَقر فِي صحابة ديوَان جَيش الشَّام فِي ربيع الثَّانِي سنة خمس وثملنين، وَحج مرّة مَعَ وَالِده ثمَّ بمفرده وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل حماة فَمَا دونهَا وبلغنا أَنه وَقعت كائنة فِي سنة تسع وَتِسْعين بِسَبَب شَيْء أخرجه. 179 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْبَدْر أَبُو بَرَكَات بن الشَّمْس بن السَّيْف الصَّالِحِي / نِسْبَة فِيمَا بَلغنِي للعلمي صَالح البُلْقِينِيّ لملازمته لَهُ وقراءته عَلَيْهِ فِي تدريب وَالِده، وَكَذَا قَرَأَ عَليّ الشهَاب السيرجي فِي الْفَرَائِض، كَانَ وَالِده إِمَام الاشقتمرية بالتبانية وَمن أهل الْقُرْآن مِمَّن ذكر بِالْخَيرِ فولد هَذَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَجلسَ وَهُوَ شَاب عِنْد بعض الخياطين بسوق الذِّرَاع الْمَعْرُوف بالفسقية مُدَّة حَتَّى التحي، وتدرب فِي الشُّرُوط بناصر الدّين النبراوي ثمَّ بمحي الدّين الطوخي وتميز فِيهَا مَعَ حسن الْحَظ، وَجلسَ عِنْد الشَّافِعِيَّة بِجَامِع الصَّالح ثمَّ لباب الاسيوطي وصاروجيها فِي الصِّنَاعَة مَعْرُوفا باتقانه لَهَا وحذقة فِيهَا ورام) الْجُلُوس مَعَ جمَاعَة الزين زَكَرِيَّا فَمَا سمحوا بذلك شحا ويبسا بل لم يكتفوا بذلك وصاروا يعاكسونه فِيمَا يَجِيء بِهِ اليهم مَعَ كَونه لَيْسَ فيهم نَظِيره بل كَاد انْفِرَاده مُطلقًا فَكَانَ ذَلِك سَببا لقِيَامه عَلَيْهِم حَتَّى أتلفهم وَخرجت الاوقاف وَلم يقْتَصر عَلَيْهِم بل صَار من رُءُوس المرافعين بِحَيْثُ تعرض لِلشِّهَابِ الْعَيْنِيّ مرّة بعد أُخْرَى وأفحش مَعَ إِبْرَاهِيم بن القلقشندي وَأخذ مِنْهُ خزانَة الْكتب بالأشرفية وَغَيرهَا والامر فَوق هَذَا إِلَى أَن رَافع فِيهِ شخص مصري يُقَال لَهُ أَبُو الْخَيْر بن مقلاع وأنهى فِيهِ أمورا شنيعة وَالْتزم باستخلاص شَيْء كثير مِنْهُ فرسم عَلَيْهِ ثمَّ أفرج عَنهُ على ماقوم بِهِ قدر يستخلصه وابتدأ بِهِ الضعْف من ثمَّ ودام نَحْو شَهْرَيْن أَو أَكثر. ثمَّ مَاتَ فِي سادس وَجب سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع المارديني فِي يَوْمه وَدفن بالقرافة وَيُقَال أَنه لم يكن مَعَ جنَازَته كَبِير أحد نعم صلى عَلَيْهِ الْمَالِكِي والحنبلي وسر كَثِيرُونَ بِهِ وَلم يذكر بِخَير عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّلاح القليوبي / كَاتب الغبية وَابْن كاتبها. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى. 180 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشَّمْس بن النظام القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ نزيل سعيد السُّعَدَاء والبراذعي أَبوهُ ويلقب مشافة. / نَشأ فحفظ الْقُرْآن وتعاني التجويق حَتَّى صَار فِي آحَاد الرؤساء وَسمع على شَيخنَا وَغَيره، اشْتغل عِنْد الزين

البوتجي وَأكْثر من شُهُود مجَالِس الْخَيْر حَتَّى أَنه حضر عِنْدِي فِي الاملاء وَغَيره كثيرا، وَلم يتَمَيَّز ولاكاد مَعَ خَيره وكتابته الْكَثِيرَة الَّتِي قل الِانْتِفَاع بهَا وانجماعه على شَأْنه بالخانقان غَالِبا وصاهر ابْن قَاسم على أُخْته فاستولدها وَلذَا تَعب كل مِنْهُمَا بِهِ وَأدْخل حبس الْمُجْرمين حَتَّى مَاتَ، وَمِمَّا كتبه الْحِلْية لأبي نعيم بل كَانَ يكْتب شَيْئا من الوقائع. مَاتَ فِي ثَانِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ ثمَّ دفن بحوش الصُّوفِيَّة وَأَظنهُ جَازَ السِّتين رَحمَه الله وإيانا. 181 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشَّمْس الْمُقْرِئ الْفراش بالمعينة فِي دمياط. / مِمَّن سمع مني. 182 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر نَاصِر الدّين بن الامير نَاصِر الدّين بن الامير سيف الدّين بن الْملك الْحَافِظ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي. / ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه هَكَذَا وَقَالَ ذكر أَنه سمع من الْعِمَاد بن كثير ولقيه ابْن مُوسَى فِي سنة خمس عشرَة فَسمع مِنْهُ هُوَ والموفق الأبي. 183 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر أَبُو الْخَيْر المليجي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الحريري. / مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشري ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ ثَمَانِينَ فَجْأَة، وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالأزهر بعد) الصَّلَاة، وَكَانَ قدم لَازم الْعَلَاء القلقشندي والمحلي فِي الاخذ عَنْهُمَا مَعَ أَخذه عَن غَيرهمَا بل سمع البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة وَغير ذَلِك، وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَفضل مَعَ سلوكه طَرِيق الْخَيْر وتكسبه فِي حَانُوت بالوراقين وَأَظنهُ زَاد على الاربعين وَنعم الرجل رَحمَه الله. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر أَبُو الْفَتْح النحريري ثمَّ القاهري الْمَالِكِي. / سَيَأْتِي بِزِيَادَة مُحَمَّد ثَالِث وَالرَّابِع اسمعيل. 184 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْحلَبِي التَّاجِر وَيعرف بِابْن الْبناء. / مِمَّن سمع مني. 185 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الشريف الشَّمْس الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي. / قَالَ شَيخنَا فِي انبائه: مَاتَ فِي رَمَضَان سنة تسع بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ من صوفية سعيد السُّعَدَاء بل جاور بِمَكَّة عدَّة سِنِين ثمَّ ولي قَضَاء طرابلس مُدَّة طَوِيلَة مَعَ كَونه لم يكن يعرف شَيْئا من الْعلم حَتَّى أَنه قَالَ فِي الدَّرْس وَهُوَ قَاض عَن سعيد أبي جُبَير، لكنه كَانَ كثير الرياسة والحشمة وَمَكَارِم الاخلاق وتقريب الْعلمَاء وللشعراء فِيهِ مدائح، ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء حلب فاستمر فِيهَا نَحْو عشر سِنِين وعزل مِنْهَا فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِجَمَال الدّين الحسفاوي ثمَّ أُعِيد وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ إِلَّا أَن الْأَمِير جكم كَانَ أرسل بعزله فوصل الْخَبَر وَقد مَاتَ، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَأورد عَنهُ حِكَايَة وَقَالَ أَنه كَانَ جارنا يَعْنِي بحارة برجوان من الْقَاهِرَة وَمَا علمت عَلَيْهِ إِلَّا خيرا وَكَانَ خَادِم الصُّوفِيَّة بِسَعِيد السُّعَدَاء.

186 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جلال الاسلام الْكَمَال الْعِمَادِيّ الْخَوَارِزْمِيّ الْمَشْهُور بمولانا مفتي خواجا الْحَنَفِيّ. / قَالَ الطاووسي: لَقيته بخوارزم وَأَجَازَ لَهُ وَذَلِكَ فِي شهور سنة خمس وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جمال الدّين ولي الدّين الْمَدْعُو عبد الْوَلِيّ الوَاسِطِيّ ثمَّ القاهري. / مضى فِي عبد الْوَلِيّ. 187 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ جميل الشَّمْس الْبَغْدَادِيّ الاصل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ نزيل الْقَاهِرَة. / ولد كَمَا زعم فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بصالحية دمشق. وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين بِالْقَاهِرَةِ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جوارش. / فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اقوش. 188 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن مَحْمُود بن سُلَيْمَان الشَّمْس الانصاري القاهري الْمُقْرِئ شَقِيق عبد الْغَنِيّ بن الْقصاص / الْمَاضِي وَذَاكَ الْأَكْبَر. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وجوده على) أَخِيه بل قَرَأَ لابي عَمْرو على ابْن عَيَّاش حِين حج مَعَ أَخِيه وزار الْقُدس، وتكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ تَركهَا مَعَ الْخَيْر والانجماع والحضور وللدروس أَحْيَانًا وللملازمة للْقِرَاءَة بمشهد وَرُبمَا بره أَخُوهُ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد. / فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن أَحْمد. 189 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حجاج التَّاج بن الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ الاصل الدمياطي الْمَالِكِي سبط الْعَلَاء بن مشرف ووالد الْعَلَاء على زوج ابْنة الشهَاب البيجوري والمنتمي أَيْضا للشمس بن جَنِين. / ولد بعد الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بدمياط وَحفظ الْقُرْآن وكتبا من فروع الْمَالِكِيَّة وَغَيرهَا، وناب فِي قَضَاء دمياط من بني ابْن كميل. وَلما مَاتَ صَلَاح الدّين آخِرهم راموا مِنْهُ وَمن الشهَاب الاشموني الدُّخُول فِي الْقَضَاء ففرا التمراز وَأَقَامَا مَعَه فِي الْبحيرَة سنة ثمَّ رجعها مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة فكفوا عَنْهُمَا وَلَكِن لم يسمح لَهما بِدُخُول دمياط ثمَّ شفع فِي هَذَا وَاسْتمرّ ذَلِك فِي خدمَة تمراز حَتَّى مَاتَ بحلب وَعَاد هَذَا للنيابة عَن من ولى بعده إِلَى من مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَختم على بَيته حَتَّى أَخذ مِنْهُ سِتّمائَة دِينَار مَعَ وضع ابْنه فِي الْحَدِيد والترسيم على أَخِيه وخدمه وجماتعه. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الحسام. / فَمن جده لاجين. 190 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بن سعد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْمُحب أَبُو عبد الرَّحْمَن بن نَاصِر الدّين بن الْبَدْر الْقرشِي القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وأبوهما وَيعرف كأبيه بِابْن الفاقوسي. / ولد فِي وَقت سحر لَيْلَة السبت ثَانِي عشر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بدرب السلسلة من بَاب الزهومة

بِالْقَاهِرَةِ واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ على الْجمال الْبَاجِيّ والمحيوي الْقَرَوِي وَالشَّمْس ابْن مَنْصُور الْحَنَفِيّ وَابْن الخشاب والشرف الْقُدسِي وأسمعه عَليّ الْعِرَاقِيّ والهيثمي. والبرهان الْآمِدِيّ والتقي بن حَاتِم والتنوخي وَابْن أبي الْمجد الحلاوي والسويداوي. وَعبد الْكَرِيم حفيد القطب الْحلَبِي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والكمال بن النّحاس وَأَبُو الهول الْجَزرِي وَابْن عَرَفَة وَالْجمال عبد الله مغلطاي والبهاء عبد الله بن أبي بكر الدماميني وَعمر بن ايدغمش والبرهان بن عبد الرَّحِيم ابْن جمَاعَة والنجم بن رزين وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي والعز أَبُو اليكمن بن الكويك. وَالصَّلَاح البلبيسي وَالشَّمْس بن ياسين الْجُزُولِيّ وَجُوَيْرِية الهكارية فِي آخَرين من أَمَاكِن شَتَّى، وَحفظ الْقُرْآن فِي صغره وكتبا وجود الْقُرْآن فِي ختمتين عَليّ الْفَخر إِمَام الْأَزْهَر واشتغل يَسِيرا وَوَقع فِي ديوَان الانشاء والوزر وَغَيرهَا وباشر) خزن كتب السابقية بعد أَبِيه، وَحج قَدِيما فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة، وزار الْقُدس والخليل وَدخل الْبِلَاد الشامية حلب فَمَا دونهَا غير مرّة النغرين، وَحدث بِالْقَاهِرَةِ سمع مِنْهُ القدماء حملت عَنهُ جملَة وأفردت مَا وفقت عَلَيْهِ من مروياته فِي كراسة، وَكَانَ سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس خُصُوصا فِي آخر مره فَأَنَّهُ كَانَ فِيهِ أحسن حَالا مِمَّا قبله لكنه افْتقر جدا وضاق عطنه. وَمَات مبطونا فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس عشري رَجَب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي بَاب النَّصْر وَدفن بتربتهم وَكَانَ على مشْهد سكينَة رَحمَه الله وإيانا. 191 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بن سُوَيْد الصَّدْر بن الشَّمْس بن الْبَدْر الْمصْرِيّ الْمَالِكِي شَقِيق عَائِشَة بن أخي الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن وسبط الْجلَال البُلْقِينِيّ، أمه عزيزة وَيعرف بِابْن سُوَيْد. / نَاب فِي الْقَضَاء عَن ابْن حريز بمنية ابْن خصيب واتجر فِي الرَّقِيق وَغَيره، وسافر إِلَى الشَّام فِي التِّجَارَة ثمَّ نهبط وَصَارَ إِلَى فقر مدعق حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة تسعين بِالْمَدْرَسَةِ البلقينية وَلم يدْفن بهَا، وَقد جَازَ السّبْعين وَكَانَ أَعور عَفا الله عَنهُ. 192 - مُحَمَّد مُحَمَّد بن حسن بن عبد الله الْبَدْر بن الْبَهَاء بن الْبَدْر بن الْبُرْجِي سبط السراج البُلْقِينِيّ / والماضي أَبوهُ. لَهُ ذكر فِيهِ. 193 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن عمر بن مُحَمَّد الشَّمْس الْحلَبِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ والآتي ابْنه الشَّمْس مُحَمَّد وَيعرف بِابْن أَمِير حَاج وبابن الموقت. / ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة. وَقيل فِي الَّتِي تلِي بعْدهَا والاول أولى. بحلب. وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم الشمسان الْغَزِّي والجشمسي نِسْبَة لقرية

من أَعمال حلب وَسمع بعض الصَّحِيح على ابْن صديق وَقَرَأَ الْمُخْتَار على بدر بن سَلامَة والعز الحاضري وَغَيرهمَا وتعانى الْمِيقَات وباشر ذَلِك بالجامع الْكَبِير بحلب وتنزل طَالبا بالحلاوية بل اسْتَقر بعد أَبِيه فِي تدريس الجردكية ثمَّ نزل عَنْهَا وباشر التوقيع عِنْد قُضَاة حلب ثمَّ صَار جابيا فِي الْأَسْوَاق، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء ولقيته بحلب فَقَرَأت عَلَيْهِ الْمِائَة لِابْنِ تَيْمِية، وَكَانَ صَالحا رَاغِبًا فِي الانجماع عَن النَّاس. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بحلب رَحمَه الله وإيانا. 194 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس أَبُو الْخَيْر بن الْجمال أبي طَاهِر البدراني الاصل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن البدراني. / ولد) سنة عشر وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وَغَيرهمَا وَعرض على جمَاعَة وأسمعه أَبوهُ على الْوَالِي الْعِرَاقِيّ والواسطي والفوي وبن الْجَزرِي والكلو تَأتي والقمني والمحلي سبط الزبير الْمدنِي فِي آخَرين بل أستبعد إِحْضَاره لَهُ عِنْد ابْن الكويك وَمن يُقَارِبه، نعم وقفت على إجَازَة ابْن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والعز بن جمَاعَة والكمال بن خير، بل عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالْجمال بن الشرائحي وَعبد الْقَادِر الارموي وَجَمَاعَة من المصريين والشامين وَغَيرهم لَهُ فِي عدَّة استدعا آتٍ، وَلما ترعرع أقبل على الِاشْتِغَال وَأخذ الْفِقْه عَن الشّرف السُّبْكِيّ وَغَيره والعربية وَالصرْف عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والشهاب الحناوي والفرائض عَن البوتيجي وجنماعة والاصول عَن القاياتي والْحَدِيث عَن شَيخنَا قَرَأَ عَلَيْهِ شرح النخبة بِتَمَامِهِ وَأذن لَهُ فِي إفادته، وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَتخرج فِي الشُّرُوط بالقرافي وتعاني التوقيع وباشره بِبَاب الْعلم البُلْقِينِيّ وقتا ثمَّ بِبَاب الْمَنَاوِيّ وَغَيرهمَا وناب فِي الْقَضَاء عَن كل مِنْهُمَا وَأم بِجَامِع كَمَال بالحسينية وَقَرَأَ الحَدِيث فِي وقف الْمزي بِجَامِع الْحَاكِم كِلَاهُمَا بعد أَبِيه وَكَذَا تَنْزِيل فِي سعيد السُّعَدَاء، وَحج صُحْبَة الرجبية وَلزِمَ مشْهد اللَّيْث فِي كل جُمُعَة غَالِبا فَكَانَ يقْرَأ فِي الجوق هُنَاكَ وَرُبمَا قَرَأَ فِي غَيره وَكَانَ ذَلِك السَّبَب فِي مصاحبته لأبي الْخَيْر بن النّحاس بِحَيْثُ اخْتصَّ بِهِ أَيَّام ترقية وَتكلم عَنهُ فِي شَيْء من جهاته وَبَاعَ نُسْخَة بِخَط أَبِيه من البُخَارِيّ وَمن التَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ حَتَّى أَخذ لَهُ فرسا وَنَحْو ذَلِك وَلم ينْتج لَهُ أَمر، هَذَا مَعَ تَمام الْعقل والتودد والمروءة والتواضع والمشارطة فِي الْفَضَائِل وَقد رَأَيْته كثيرا وَسمعت من فَوَائده وَكَانَ برجليه التواء. وَمَات فِي سنة سِتّ وَخمسين وَدفن بِجَانِب أَبِيه بتربة سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا. 195 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز نَاصِر الدّين أَبُو البركات

ابْن الشَّمْس أبي الطّيب البدراني الاصل القاهري ثمَّ الدمياطي الشَّافِعِي ابْن عَم الَّذِي قبله والماضي أَبوهُ وَيعرف كأبيه بِابْن الْفَقِيه حسن. / ولد فِي رَابِع عشر رَجَب سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وايساغوجي وألفية ابْن الهائم فِي الْفَرَائِض وَبَعض التَّلْخِيص، وَعرض على شَيخنَا والباسطي والمحب بن نصر الله وَغَيرهم وَسمع الاول والأخير والزين وَالزَّرْكَشِيّ والمقريزي والكلوتاتي وَجَمَاعَة، وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد واشتغل بالفقه عِنْد البدرشي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والقاياتي ثمَّ الْعَبَّادِيّ وَطَائِفَة وبالفرائض عَليّ البوتنجي وَأبي) الْجُود بِالْعَرَبِيَّةِ عَليّ الشهابين الابدي والبجائي وبالعروض على الْخَواص وَأذن لَهُ الْعلم وَغَيره فِي التدريس وَاسْتقر بعد وَالِده فِي نظر جَامع الزكي وخطابته وامامته بل نَاب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا واقرأ الطّلبَة بهَا وَقَرَأَ الحيث بجوامعها ثمَّ انْسَلَخَ من ذَلِك كُله وَلُزُوم خدمَة معِين الدّين الابرص فأبدى مَا لايرتضى لَهُ بل وَلم يحمد هُوَ عاقبته، وَلَو لزم طَريقَة وَالِده لَكَانَ أروج لَهُ وأضبط لدينِهِ لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من الذكاء وَكَثْرَة الادب وَحسن الْعشْرَة ولطف الذَّات بِحَيْثُ أنني كتبت عَنهُ من نظمه بِجَامِع الزكي على شاطئ الْبَحْر من ثغر دمياط: (بِحَق حسنك يَاذَا المنظر النَّضر ... أدْرك فُؤَادِي وداو الْقلب بِالنّظرِ) (فقد تفتت من حر الجوي كَبِدِي ... وأصحبت مهجتي فِي غَايَة الضَّرَر) إِلَى غير هَذَا مِمَّا أودعته فِي الرحلة السكندرية، وَآل أمره إِلَى أَن تسحب فَأَقَامَ بِمَكَّة فَلم يَنْتَظِم أمره بهَا فَتوجه إِلَى الْيمن وَهُوَ الْآن سنة خمس وَتِسْعين فِي زيلع كثير الْعِيَال غير مرضِي الْفِعْل والمقال. 196 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن عُثْمَان الْبَدْر أَبُو الْفضل بن الشَّمْس النواجي القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. حفظ الْقُرْآن والمناهج وَعرضه عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة بعد استقراره بعد أَبِيه فِي جهاته كتدريسي الحسنية والجمالية. وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي أَوَائِل سنة ثَلَاث وَسبعين عوضه الله الْجنَّة. 197 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن يحيى بن مُحَمَّد بن خلف الله بن خَليفَة ابْن مُحَمَّد الْكَمَال التَّمِيمِي الدَّارِيّ الشمني. / بِضَم الْمُعْجَمَة وَالْمِيم وَتَشْديد النُّون. المغربي الاصل السكندري ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَالِد التقي أَحْمد أَيْضا، وَسَماهُ شَيخنَا مُحَمَّد ابْن حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خلف الله وَالصَّوَاب مَا أثْبته وَكَذَا هُوَ فِي مُعْجَمه لَكِن يزيادة مُحَمَّد أَيْضا قبل خلف الله. ولد فِي أول سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة لِأَنَّهُ مَعَ كَونه كَمَا قرأته بِخَطِّهِ لم يكن يخبر بِهِ أخبر بعض خِيَار أصدقائه وثقاتهم حَسْبَمَا نَقله

وَلَده عَنهُ أَن الفرنج لما أخذت اسكندرية كَانَ عَمه سنة وَكَانَ أَخذهم لَهَا فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشري الْمحرم سنة وَسِتِّينَ. وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أَنه ولد قبل السّبْعين، وَفِي انبائه سنة بضع وَسِتِّينَ، واشتغل بِالْعلمِ فِي بَلَده وَمهر وَسمع من الْبَهَاء الدماميني والتاج بن مُوسَى وَغَيرهمَا كَأبي مُحَمَّد القروى، وَأَجَازَ لَهُ خلق باستدعائه وَأخذ عَن الْعِرَاقِيّ وَتخرج بِهِ وبالبدر الزَّرْكَشِيّ وَغَيرهمَا وَسمع الْكثير من شُيُوخنَا فَمن قبلهم، وَتقدم فِي) الحَدِيث وصنف فِيهِ، وَقَالَ الشّعْر الْحسن واستوطن الْقَاهِرَة وَكَانَ خَفِيف ذَات الْيَد وَأُصِيب بِآفَة فِي بعض التدريس فِي سنة تسع عشرَة فدرس بِهِ ثمَّ عرضت لَهُ عِلّة فِي أَوَاخِر الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ نقه وَرجع إِلَى منزله وتمرض بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس حادي عشر ربيع الأول سنة احدى وَعشْرين بالجتمع الازهر وَقد سَمِعت من فَوَائده كثيرا وَشرح نخبة الْفِكر بل نظمها أَيْضا وَكتب عَنهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ فِي وفايته وَفَاة التَّاج بن مُوسَى. وَكَانَ جده الاعلى مُحَمَّد بن خلف الله شافعيا متصدرا بِجَامِع عَمْرو وَكتب عَنهُ الرشيد الْعَطَّار فِي مُعْجَمه وَضَبطه. قلت وَكَانَت وَفَاة أبي صَاحب التَّرْجَمَة باسكندرية فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة وَرَأَيْت بِخَط الْكَمَال مجاميع وأجزاء واستفدت مِنْهَا وطالعت شَرحه للنخبة بل عمل متْنا مُسْتقِلّا رَأَيْته أَيْضا. وَمِمَّا كتبه من نظمه: (جزى الله أَصْحَاب الحَدِيث مثوبة ... وأبواهم فِي الْخلد أَعلَى الْمنَازل) (فلولا اعتناهم بِالْحَدِيثِ وَحفظه ... ونفيهم عَنهُ ضروب الاباطل) (وإنفاقهم أعمارهم فِي طلابه ... وبحثهم عَنهُ بجد مواصل) (لما كَانَ يدْرِي من غَدا متفقها ... صَحِيح حَدِيث من سقيم وباطل) (وَلم يستبن مَا كَانَ فِي الذّكر مُجملا ... وَلم ندر فرضا من عُمُوم النَّوَافِل) (لقد بذلوا فِيهِ نفوسا نفيسة ... وَبَاعُوا بِخَط آجل كل عَاجل) (فحبهم فرض على كل مُسلم ... وَلَيْسَ يعاديهم سوى كل جَاهِل) وَقَوله: (وَمن يَأْخُذ الْعلم عَن شيخ مشافهة ... يكن من الزيف والتصحيف فِي حرم) (وَمن يكن آخِذا للْعلم من صحف ... فَعلمه عِنْد أهل الْعلم كَالْعدمِ.) وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ أَنه برع فِي الْفِقْه والاصول وَكَانَ من خِيَار النَّاس مَعَ قلَّة ذَات الْيَد، وخبط فِي نِسْبَة فَقَالَ: مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خلف الله. وَالصَّوَاب مَا تقدم. 198 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ خير الدّين أَبُو الْخَيْر القاهري الشاذلي / الْمَاضِي أَبوهُ.

ولد سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة وَهُوَ ذُو وجاهة وسمت وَتوجه للوعظ على طَريقَة أَبِيه. مُحَمَّد أَبُو الْفضل أَخُو الَّذِي قبله. / صَوَابه عبد الرَّحْمَن وَقد مضى.) 199 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بن قطيبا الشَّاب محب الدّين بن الرئيس بدر الدّين الانصاري المستوفي بالحرمين الْقُدس والخليل. / ولد سنة سبعين تَقْرِيبًا. وَمَات بعد غرُوب لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سلخ ربيع الآخر أَو مستهل جُمَادَى الاولى سنة خمس وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بعد الظّهْر تقدم النَّاس قريبَة ة هـ أَبُو الْحرم القلقشندي وَدفن على أَبِيه بمقابر ماملا واستجاز لَهُ تالصلاح الجعبري جمعا من شُيُوخه وَقَالَ أَنه كَانَ شَابًّا حسنا كثير الملاطفة والتودد كثير التأسف عَلَيْهِ قَالَ ووالده خَالِي لأمي رَحمَه الله. 200 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الصفي بن الشَّمْس الحسني الْبَغْدَادِيّ الاصل الْقَرَافِيّ الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي ثَانِي عشر الْمحرم سنة سبعين بالقرافة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والخرقي والحاجبية وَعرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة وأجزت لَهُ واشتغل قَلِيلا عِنْد الْبَدْر السَّعْدِيّ والشيشيني وَأخذ عَن ملا على الْعَرَبيَّة وتولع بالرماية وَتخرج فِيهَا بِابْن أبي الْقسم الاخميمي النَّقِيب حَتَّى تميز فِيهَا وَذكر بجودة الْفَهم ومتانة الْعقل وَالصَّلَاح بِحَيْثُ كَانَ هُوَ الْمعول عَلَيْهِ عِنْد أَبِيه، وَحج مَعَ أَبِيه سنة تسع وَثَمَانِينَ فِي ركب أبي الْبَقَاء بن الجيعان. 201 - مُحَمَّد الْعَفِيف / أَخُو الَّذِي قبله وَذَاكَ الاكبر. ولد فِي رَابِع عشري جمادي الاولى سنة خمس وَسبعين بالقرافة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والشاطبية والخرقي وألفية ابْن مَالك، وَعرض عَليّ فِي الْجُمْلَة الْجَمَاعَة وأجزت لَهُ، وَحضر مَعَ أَخِيه عِنْد الْمشَار إِلَيْهِم فِيهِ وَحج مَعَ أَبِيه أَيْضا فِي ركب الْبَقَاء. 202 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بن يحيى بن أَحْمد بن أبي شامة الشَّمْس الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ. / سمع بِقِرَاءَة ابْن خطيب الناصرية عَليّ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي جُزْء أبي الجهم وَأَشْيَاء، وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. 203 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن الْبَدْر بن الْفَخر الْقرشِي التَّيْمِيّ القاهري وَالشَّافِعِيّ وَيعرف بِابْن طَلْحَة / أحد عشرَة. ولد فِي منتصف جمادي الأولى سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه والفية النَّحْو وَعرض واشتغل قَدِيما وتنزل فِي الْجِهَات وَتكلم فِي أنظار كالقطبية بِرَأْس حارة زويلة وَالْمَسْجِد الْمُقَابل للبرقوقية ووقف سَابق الدّين مِثْقَال القطب الطواشي، وَكَانَ فضلا منجمعا عَن النَّاس خيرا. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة سبع وَأَرْبَعين) بِالْقَاهِرَةِ. وأظن لَهُ رِوَايَة فقد رَأَيْت بعض الطّلبَة أثْبته مُجَردا بِدُونِ تَرْجَمَة.

204 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن الشَّمْس بن الشَّمْس السُّيُوطِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. قَالَ شَيخنَا إنبائه اشْتغل بالفقة ة ة ة هـ والْحَدِيث والعربية وَتقدم وَمهر فِي عدَّة فنون ورافنا فِي السماع كثيرا. مَاتَ بعد أَبِيه شَابًّا فِي السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا سنة ثَمَان أحسن الله عزاءنا فِيهِ. وَقَالَ فِي مُعْجَمه: اشْتغل كثيرا وَمهر وَسمع مَعنا من بعض الشُّيُوخ وتعاني النّظم والخط الْحسن. 205 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن الْمُحب بن الْمُحب الاميوطي الاصل الْحُسَيْنِي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. مِمَّن سمع مني مَعَ أَبِيه وَعمل رَسُولا فِي الدولة وَنسب إِلَيْهِ المرافعة. 206 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن الْحَمَوِيّ الْعَطَّار. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن السكرِي بن الْجُنَيْد. / ابْن عبد الرَّحْمَن. 207 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن الدوركي موقع الحكم. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: ولد فِي حُدُود الاربعين وَسَبْعمائة وأسمع على الْمَيْدُومِيُّ سَمِعت عَلَيْهِ جزاءا من رِوَايَته عَن شُيُوخه بالاجازة تَخْرِيج ابْن أَبِيك وبيض لوفاته وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده وَالظَّاهِر أَنه من شرطنا. 208 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن القلقشندي الْمُؤَدب. / مَاتَ فِي سنة بضع وَثَلَاثِينَ. 209 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ نَاصِر الدّين بن نَاصِر الدّين بن حسام الدّين بن الطلوني الْحَنَفِيّ ابْن أخي الْبَدْر حسن / الْمَاضِي من بَيت وجاهة. ولد فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة واشتغل يَسِيرا وَتردد إِلَى بعض مجَالِس الاملاء بل قَرَأَ عَليّ قَلِيلا وَكَانَ مبتلي بالجذام وَحج فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ ظنا وجاور فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي الَّتِي بعْدهَا وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. 210 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن حسن الاصبهاني. / سمع من الزين المراغي الْخَتْم من ابْن حبَان وَأبي دَاوُد. وَمَات بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة خمس وَسبعين. أخه ابْن فَهد. 211 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة قَاضِي مَكَّة الْكَمَال أَبُو البركات بن أبي السُّعُود الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ سبط الشهَاب بن ظهيرة القَاضِي أمه أم كَمَال وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. / ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَحضر عَليّ الْعِزّ بن جمَاعَة وجده لأمه وَسمع الْبَهَاء بن عقيل والكمال بن حبيب، وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَابْن المهبل وَابْن النَّجْم وبن كثير وَابْن الْقَارِي وَجَمَاعَة، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء) كالنجم بن فَهد وناب فِي الحسكة بِمَكَّة عَن جده لأمه ثمَّ فِيهَا مَعَ قَضَاء عَن قَرِيبه الْجمال بن ظهيرة فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة عقب وُصُوله من مصر بولايته فباشر ذَلِك بصولة ومهابة واشتهر ذكره ثمَّ استوحش من الْجمال بِحَيْثُ أَنه لما مَاتَ اسْتَقر فِي قَضَاء مَكَّة اسْتِقْلَالا مَعَ نظر الاوقاف بهَا

والربط وَلم تتمّ لَهُ سنة حَتَّى صرف بالمحب بن الْجمال ثمَّ أُعِيد ثمَّ صرف بِهِ أَيْضا وَاسْتمرّ مصروفا حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشري ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة بِمَكَّة بعلة ذَات الْجنب وَدفن بالمعلاة، وَكَانَ عفيفا فِي قَضَائِهِ حشما فخورا جَلِيلًا قبل الْقَضَاء وَبعده وَذكره التقي الفاسي مطولا وَعين وَفَاته كَمَا تقدم وَلكنه خَالف فِي السّنة وَأَنَّهَا سنة عشْرين وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده، وَأما شَيخنَا فَإِنَّهُ فِي الأنباء خَالف فِي مولده وَأَنه سنة أَربع وَسِتِّينَ وَقَالَ أَنه لم يعتن بِالْعلمِ بل كَانَ مشتغلا بِالتِّجَارَة مَذْكُورا بِسوء الْمُعَامَلَة وَولى حسبَة مَكَّة ونيابة الحكم عَن قَرِيبه الْجمال فعيب الْجمال بذلك وَأنكر عَلَيْهِ من جِهَة الدولة فَعَزله فسعى هُوَ فِي عزل الْجمال وبذل مَالا فِي أَوَائِل الدولة المؤيدية فَلم يتم لَهُ ذَلِك حَتَّى مَاتَ الْجمال فتعصب لَهُ بعض أهل الدولة فَوَلِيه دون سنة ثمَّ وليه مرّة ثَانِيَة فِي سنة مَوته دون الشَّهْرَيْنِ وَمَات معزولا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. وَنَحْوه قَول التقي المقريزي فِي وَلَده أبي السعادات أَنه قدم الْقَاهِرَة فِي موسم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَقد أرجف بعزله فَعمِلت مصْلحَته بِنَحْوِ خَمْسمِائَة دِينَار حَيْثُ قَالَ فَكَانَ ذَلِك أيالبذل سِيمَا للقدر الْمعِين من الْمُنْكَرَات الَّتِي لم ندرك مثلهَا قبل هَذِه الدولة انْتهى. ورحمها الله كَيفَ لَو أدْركَا مَا حل بقضاة الدُّنْيَا من المحن والبلايا نسْأَل الله السَّلامَة. 212 - مُحَمَّد القطب أَبُو الْخَيْر بن أبي السُّعُود بن ظهيرة الملكي الْمَالِكِي / شَقِيق الَّذِي قبله. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع من بعض شيوخها، وَأَجَازَ لَهُ النشاوري وَابْن حَاتِم وَابْن عَرَفَة والمحب الصَّامِت وَآخَرُونَ وَحضر دروس الشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض كتب الْفِقْه وَحصل كتبا حَسَنَة وَولى أُمَامَة مقَام الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة بعد وَفَاة عَليّ النويري القَاضِي من جِهَة أَمِير مَكَّة أَرْبَعَة أشهر وأياما ثمَّ عزل من مصر بولدي المنوفي وَكَانَ يَرْجُو عودهَا بل وَيجب ولَايَة الْقَضَاء بِمَكَّة فَلم يتَّفق. وَمَات فِي آخر يَوْم النَّفر الثَّانِي سنة أَربع عشرَة بِمَكَّة وَدفن فِي صَبِيحَة رَابِع عشر ذِي الْحجَّة بالمعلاة عَن أَرْبَعِينَ سنة فأزيد بِيَسِير. ذكره الفاسي مقدما لَهُ على أَخِيه.) 213 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَيُّوب الشَّمْس المَخْزُومِي البرقي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد النُّور على الْآتِي وَيعرف بالبرقي. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: كَانَ مَشْهُورا بِمَعْرِِفَة الْأَحْكَام مَعَ قلَّة الدّين وَكَثْرَة التهتك مِمَّن بَاشر عدَّة

أنظار وتداريس. مَاتَ فِي جمادي الأولى سنة ثَلَاث وَعشْرين. 214 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن يُوسُف بن عبد الْعَزِيز الشَّمْس أَبُو عبد الله بن حميد الدّين أبي حَامِد الْبكْرِيّ المغربي الأَصْل الخليلي المولد والمنشأ الْمَالِكِي إمامها ونزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن أبي حَامِد. / ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بالخليل وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبية والرسالة الْمَالِكِيَّة والورقات والجرومية والألفية وَغَيرهَا، وَأخذ عَن الْبُرْهَان بن قوقب النَّحْو وَسمع عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَغَيره وَكَذَا قَرَأَ النَّحْو مَعَ بعض الشاطبية على الْعَلَاء ابْن قَاسم البطائحي وَحضر عِنْد الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي التَّفْسِير والنحو وَغَيرهمَا فِي آخَرين وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَحَضَرَ عِنْد السنهوري فِي الْفِقْه وَغَيره وَكَذَا قَرَأَ على الْعلم سُلَيْمَان الْبُحَيْرِي الْأَزْهَرِي وَسمع مني المسلسل وَغَيره فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين ثمَّ لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَكَانَ مجاورا بهَا فَقَرَأَ عَليّ فِي الَّتِي مَنَاقِب الشَّافِعِي لشَيْخِنَا من نُسْخَة كتبهَا بِخَطِّهِ وَكَانَ قَرَأَهَا وَغَيرهَا على القطب الخيضري بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وأقرأ بِمَكَّة ابْن محتسبها سنقر ثمَّ انجمع عَنهُ وتكسب بِالْكِتَابَةِ وَولد لَهُ، وَهُوَ خير فَاضل منجمع على نَفسه بِحَيْثُ كتب نسختين من شرحي للألفية وَشرح ابْن مَاجَه للدميري وَغير ذَلِك. 215 - مُحَمَّد شاه بن الشَّمْس مُحَمَّد بن حَمْزَة الرُّومِي الفناري الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي لأبوه. ذكره شَيخنَا فِي انبائه وَقَالَ: كَانَ ذكيا حج سنة بضع وَثَلَاثِينَ، وَدخل الْقَاهِرَة ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاد ابْن قرمان فَمَاتَ سنة أَرْبَعِينَ. 216 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حيدر الشَّمْس البعلي الْحَنْبَلِيّ نزيل بيروت وَابْن أُخْت الْجمال بن الشرائحي وَيعرف بِابْن مليك بِالتَّصْغِيرِ. / ولد سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة. ذكره البقاعي مُجَردا 217 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خلد بن مُوسَى الشَّمْس بن الشّرف الْحِمصِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو عبد الرَّحْمَن ووالد أَحْمد الماضيين وَهَذَا أسن من أَخِيه وَيعرف بِابْن زهرَة. / حضر فِي الْخَامِسَة فِي شعْبَان) سنة خمس وَسبعين عَليّ أبراهيم بن فَرِحُونَ قِطْعَة من آخر الصَّحِيح وَحدث بهَا وَولى قَضَاء الْحَنَابِلَة بحمص فَكَانَ أول حنبلي ولي بهَا. وَمَات سنة ثَلَاثِينَ وجده كَانَ شافعيا فتحنبل وَلَده لسَبَب ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 218 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خضر بن دَاوُد بن يَعْقُوب الْبَدْر أَبُو البركات بن الشَّمْس الْحلَبِي الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَخُوهُ الْخضر وأبوهما وَيعرف كأبيه بِابْن الْمصْرِيّ. / ولد سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والمنهاج

وألفية النَّحْو، وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشمسين الْبرمَاوِيّ وَابْن الديري والبيجوري وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج بِتَمَامِهِ وأسمعه أَبوهُ عَليّ الْجمال الْحَنْبَلِيّ مُسْند أَحْمد وسيرة ابْن هِشَام وَجمع الْجَوَامِع مَعَ المسلسل وَغَيره وَعلي الشّرف بن الكويك المسلسل وصحيح مُسلم والشفا وَعلي الشموس البوصيري والشامي والبيجوري والشهاب البطائحي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وقاري الْهِدَايَة فِي آخَرين، واشتغل قَلِيلا وجود الْمَنْسُوب على الشَّمْس الْمَالِكِي، وباشر التوقيع عِنْد الزينين عبد الباسط والأستادارو اخْتصَّ بِهِ ثمَّ نافره. وَحج وجاور وَحدث باليسير حملت عَنهُ مشيخة أبي غَالب بن الْبناء، وَكَانَ أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء ثمَّ بالبرقوقية متوددا مُقبلا على شَأْنه. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَدفن بتربة سعيد السُّعَدَاء. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خضر بن سمري العيزري. / يَأْتِي بِزِيَادَة مُحَمَّد ثَالِث. 219 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْخضر الْعَلَاء بن الشّرف الدمنهوري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْموقع. / اشْتغل يَسِيرا عَليّ الشهَاب السيرجي وَغَيره وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي الْحَانُوت الْمُقَابل للصالحية وداخلها، وَحج غير مرّة وجاور ولقيني هُنَاكَ فَقَرَأَ عَليّ منسك الْبَدْر بن جمَاعَة وَغَيره وَحضر عِنْدِي فِي الْإِمْلَاء ثمَّ صَار بِالْقَاهِرَةِ يتَرَدَّد إِلَيّ أَحْيَانًا وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء، وَكَانَ محبا فِي الْفَائِدَة ثمَّ كبر وضعفت حركته وَلَا زَالَ فِي تناقص حَتَّى مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانِينَ أَو الَّتِي بعْدهَا عَفا الله عَنهُ. 220 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خلف ابْن كميل بن عوض بن رشيدبالتكبير بن عَليّ الْجلَال أَبُو الْبَقَاء المنصوري الْكَمَال الشَّافِعِي وَالِد الصّلاح مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن كميل بِالتَّصْغِيرِ. / ولد قبل الثَّمَانمِائَة بِيَسِير بالمنصورة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد النُّور الطَّيِّبِيّ وَحفظ الْمِنْهَاج والألفية وعرضهما على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والبيجوري والبرماوي وأجازوه وَأخذ عَن الْأَوَّلين وَكَذَا عَن) الشرفين عِيسَى الأقفهسي والسبكي فِي الْفِقْه ولازم الشَّمْس البوصيري كثيرا فِيهِ وَفِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهمَا بل وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا على الشَّمْس بن الجندي واختص بِهِ ولازمه. وقطن الْقَاهِرَة فِي أَوْقَات مُتَفَرِّقَة وَولى قَضَاء بَلَده وَكَذَا دمياط دهرا بل ولي قَضَاء الْمحلة أَيَّامًا، وَحدث باليسير حملت عَنهُ بالمنصورة أَشْيَاء. وَكَانَ تَامّ الْعقل متواضعا ذَا دهاء وخبرة واستمالة لرؤساء وقته بالهدايا وَغَيرهَا بِحَيْثُ تقال عثراته وتستر زلاته وَيَنْقَطِع أحخصامه عَن مقاومته حَتَّى أَن قَرِيبه الْبَدْر بن كميل كَانَ يكثر السَّعْي عَلَيْهِ ويتوسل عِنْد الْجمال نَاظر الْخَاص بقصائد يمتدحه بهَا ويهتز لَهَا طَربا وَمَعَ ذَلِك فَلَا يتَحَوَّل عَن هَذَا. مَاتَ بعد فشو مَا كَانَ بِهِ من الجذام فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ عَفا الله عَنهُ.

221 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن سَالم التقي أَبُو الْفَتْح بن الشَّمْس الْحَرَّانِي الاصل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن المنمنم بنونين وَثَلَاث ميمات. / ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل وَسمع عَليّ التنوخي والتقي الدجوي والسعد القمني والمطرز والغماري والابناسي والحلاوي والسويداوي والشهاب الْجَوْهَرِي والعراقي والهيثمي وَابْن الناصح والفرسيسي والشرف بن الكويك وَالشَّمْس الاذرعي الْحَنَفِيّ وَآخَرين وَحدث باليسير أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء ولقيته غير مرّة فشافهني وَسمعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من الْعَلَاء القلقشندي وَكَانَ نقيب الشَّافِعِيَّة بالشيخونية. مَاتَ فِي جُمَادَى الاولى سنة خمس وَخمسين رَحمَه الله. 222 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن عبد الله الْبَدْر بن الشَّمْس بن خير الدّين الصيرامي البابرتي الاصل القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف كابيه بِابْن خير الدّين ولد بِالْقَاهِرَةِ / فِي لَيْلَة نصف من شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ وَحفظ الْقُرْآن والكنز وكتبا وَعرض على جمَاعَة وجد فِي التَّحْصِيل فَأخذ عَن الشمتي والاقصرائي وَابْن الْهمام والكافياجي والزين قَاسم والتقي الحصني وَأبي الْفضل المغربي، وتميز وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة والفهم الْجيد وَالْعقل وَكَثْرَة التودد والحرص على فَائِدَة والخبرة بالسعي فِيمَا يرمه مَعَ خبْرَة تَامَّة بالكتب وممارسة لَهَا، وَسمع مَعَ وَلَدي بِقِرَاءَتِي فِي صَحِيح مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَغَيرهَا ودرس الْفِقْه بالبكتمرية وتنزل فِي غَيرهَا من الْجِهَات وَكَانَ يكثر التَّرَدُّد إِلَى وَآخر جَاءَنِي فِي رَمَضَان قبل مَوته بِقَلِيل وَحكي لي حِكَايَة شنيعة من جِهَة زَوجته وَكَانَ مغرما بحبها بِحَيْثُ أدّى الْحَال إِلَى فرقها وَأَظنهُ كمد ذَلِك.) وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن عشري ربيع الأول سنة سبعين وَصلى عَلَيْهِ يَوْمه فِي مشْهد حافل جدا ثمَّ دفن وأثنوا عَلَيْهِ جميلا رَحمَه الله وعوضه ووالديه الْجنَّة. 223 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن مُحَمَّد بن عِيسَى الشَّمْس بن نَاصِر الدّين العقبي الاصل القاهري الصحراوي / الْمَاضِي أَبوهُ. 224 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن هِلَال الْعِزّ بن الْعِزّ بن الصّلاح الحاضري الْحلَبِي قاضيها الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ قَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي: ولي الْقَضَاء فَسَار سيرة جميلَة. وَمَات بالطاعون سنة خمس وَعشْرين رَحمَه الله. مُحَمَّد الولوي الحاضري أَخُو الَّذِي قبله. ولد سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وألفية ابْن معطي والفوائد الغياثية وَالْهِدَايَة فِي الْمَذْهَب واشتغل على أَبِيه وناب عَنهُ وَسمع على الشهَاب

بن المرحل ونسيبة الشّرف الْحَرَّانِي وَابْن أيدغمش وَابْن صديق فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عمر بن عوض وَابْن الطباخ وَغَيرهم، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. وَكَانَ خيرا منجمعا عَن النَّاس متمولا. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين رَحمَه الله. 226 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَلِيل الشَّمْس أَبُو اللطف بن الشَّمْس الْقُدسِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن خير الدّين. / كَانَ أَبوهُ قَاضِي الْحَنَفِيَّة بالقدس مَعَ نقص بضاعته وَنَشَأ ابْنه فحفظ الْكَنْز والمنار وَغَيرهمَا واشتغل وناب فِي الْقَضَاء بالقدس وَغَيره وَسمع مَعنا هُنَاكَ. 227 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد خير الدّين أَبُو الْخَيْر الرُّومِي الاصل القاهري الْحَنَفِيّ نزيل المؤيدية وَيعرف بِابْن الْفراء / وَهِي حِرْفَة لِأَبِيهِ. ولد فِيمَا زعم سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْكَنْز والمنار وَغَيرهمَا ولازم ابْن الْهمام فِي الْفِقْه والاصلين والعربية وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ كثيرا من هَذِه الْفُنُون عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَالْفِقْه أَيْضا عَن السعد بن الديري وأصوله عَن الْجلَال الْمحلي والعربية عَن الزين السندسي بل زعم أَنه أَخذ عَن الشَّمْس بن الديري وَحضر ميعاده وَعَن التفهني شَرِيكا لسيف الدّين وَعَن قاري الْهِدَايَة والبساطي بقرءاة ابْن الْهمام وَأَنه سمع على شَيخنَا وَغَيره نعم قد سمع بِأخرَة مَعَ الْوَالِد بِقِرَاءَتِي وَغَيرهَا كثيرا حَتَّى سمع على كثيرا من القَوْل البديع ولازم مجَالِس املاء وَغَيرهَا وتنزل فِي الشيخونية وَبَعض الْجِهَات وَحج وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة) فتصدى الافراء فِي الازهر وَفِي المؤيدية وَغَيرهمَا زالنتفع بِهِ الطّلبَة مَعَ عدم تَوْجِيه لشَيْء من الْوَظَائِف الَّتِي وصل إِلَيْهَا من لَعَلَّه أفضل من كثير مِنْهُم وأقدم بل يظْهر الاعراض عَنْهَا واشتغاله بالتكسب فِي سوق الْحَاجِب بِحَيْثُ حصل دنيا وكتبا مَعَ قلَّة مصروفه واقتصاده فِي مَا كُله وملبسه وَعدم سلوكه مسالك الاحتشام وملازمته لمُحَمد بن دوادار قانباي واكثاره من التَّرَدُّد إِلَى وانفراده جلّ عمره ولكثير من المتساهلين فِيهِ كَلَام وَأَخْبرنِي أَنه وقف كتبه بالشيخونية وعدة عقارات اشْتَرَاهَا على جِهَات وقربات كمشهد اللَّيْث وَكَانَ مِمَّن يلازمه. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَتِسْعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. 228 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد أَبُو عبد الله الصنهاجي المغربي النَّحْوِيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن آجروم بِالْمدِّ / وَلذَا يُقَال لمقدمته الشهيرة الجرومية رَوَاهَا عَنهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْحَضْرَمِيّ القَاضِي قَالَ لي بعض فضلاء المغاربة أَن وَفَاته تقرب من سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَفِيه نظر وَأورد أَبُو عبد الله الرَّعْي اسناده بهَا فَقَالَ أَنا مُحَمَّد بن

بن عبد الْملك بن عَليّ بن عبد الْملك بن عبد الله الْقَيْسِي اللسوري الغرناطي الْمَالِكِي حَدثنِي الْخَطِيب أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم الجذامي عَن أبي عبد الله الْحَضْرَمِيّ عَنهُ. قلت وَقد تَرْجَمته فِي التَّارِيخ الْكَبِير فِيمَن لم يسم جده بِمَا يُنَازع فِيهِ. 229 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دمرداش الشَّمْس الْغَزِّي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أبنه أَحْمد وَهُوَ زوج أُخْت الشَّمْس بن المغربي / قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِمصْر. لَهُ ذكر فِيهِ. 230 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن رَافع أَبُو الْقسم الغرناطي الميقاتي. / مَاتَ فِي سنة بضع وَسِتِّينَ. 231 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَالم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الضياء الْحَضْرَمِيّ الاصل الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن سَالم بِابْن الضياء. / سمع بِالْمَدِينَةِ على الزبير بن عَليّ الاسواني الشفا وعَلى الْجمال الطَّبَرِيّ وخالص البهائي وعَلى بن عمر الحجار، وَأَجَازَ لَهُ عِيسَى الحجي والزين الطَّبَرِيّ والاقشهري، وَحدث بِالْقَاهِرَةِ سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَعبد اللَّطِيف أخي التقي الفاسي وَقَالَ أَنه ترك السماع مِنْهُ قصدا، واستوطن الْقَاهِرَة أَوَاخِر عمره حَتَّى مَاتَ فِي سحر يَوْم الْجُمُعَة سادس عشري شعْبَان سنة سبع وَدفن بتربة الصُّوفِيَّة خَارج بَاب النَّصْر وَقد بلغ الثَّمَانِينَ أَو جازها بِيَسِير، وَهُوَ عُقُود المقريزي وَقد ذكره شَيخنَا فِي انبائه وَقَالَ كَانَ مَذْمُوم السِّيرَة عَفا الله عَنهُ. 232 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَالم الْحَمَوِيّ بن الرُّومِي خَادِم السراج بن الْبَارِزِيّ. / سمع مني بِمَكَّة فِي) سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. 233 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَلام بِالتَّشْدِيدِ نَاصِر الدّين السكندري ثمَّ الْمصْرِيّ نزيل جَزِيرَة الْفِيل / وَأحد التُّجَّار الْكِبَار بِالْقَاهِرَةِ. صاهر الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن عمر ابْن عَليّ الْمحلي على اابنته بعد موت أَبِيه كَمَا سبق فِي تَرْجَمته فَعظم أمره ثمَّ لما مَاتَ خلف أَمْوَالًا عَظِيمَة فتصرف فِي أَكْثَرهَا الْمُحب المشير وَغَيره وتمزقت أَمْوَاله، وَكَانَ عمر دَارا جليلة بِجَزِيرَة الْفِيل فاستأجرها القَاضِي نَاصِر الدّين الْبَارِزِيّ وشيدها وأتقنها وأضاف إِلَيْهَا مباني عَظِيمَة إِلَى أَن صَارَت دَار مملكة أَقَامَ بهَا الْمُؤَيد مُدَّة ثمَّ بعد ذَلِك عَادَتْ الدَّار إِلَى أَصْحَابهَا وَفرق بَين الْمَسَاكِين. وَمَات فِي أَوَائِل سنة سِتّ عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. وَكَانَ أَبوهُ أَيْضا تَاجِرًا مَشْهُورا مَاتَ سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة. 234 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سلمَان بن عبد الله الشَّمْس بن الْعَلامَة الشَّمْس الْمروزِي الاصل الْحَمَوِيّ الْحلَبِي نزيل الْقَاهِرَة أَخُو الزين عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَيعرف كَهُوَ بِابْن الْخَرَّاط / كَانَ من أهل الادب أَيْضا، وَدخل الْقَاهِرَة مَعَ الناصري بن الْبَارِزِيّ. وَمن شعره (شَكَوْنَا للمؤيد سوء حَال ... وأجرينا الدُّمُوع فَمَا تأثر)

(فأضحكه بكانا إِذْ بكينا ... وأنزلنا على كختا وكركر) وَقد ذكره شَيخنَا فِي انبائه فَقَالَ: الشَّاعِر المنشيء أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَقَالَ الشّعْر فأجاد وَوَقع فِي ديوَان الانشاء وَكَانَ مقربا عِنْد نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ. وَقَالَ فِي مُعْجَمه سَمِعت من نظمه كثيرا وَمَات فِي الطَّاعُون سنة ثَلَاث وَعشْرين قبل الْكَمَال الْخمسين وعاش أَخُوهُ بعده مُدَّة مَعَ كَونه أسن مِنْهُ رَحمَه الله. 235 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن خلد بن يحيى بن زَكَرِيَّا بن يحيى نَاصِر الدّين الْكرْدِي الزمردي الاصل القاهري وَيعرف أَبوهُ بشقير جاور بِمَكَّة كثيرا / وَكَانَ يجْتَمع على فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة ثمَّ الرَّابِعَة وَذكر لي أَن وَالِده كَانَ من نقباء الْحلقَة وَيقْرَأ الْقُرْآن مَعَ صَلَاح كَبِير وَجلسَ هُوَ بحانوت فِي القبو يَبِيع السِّلَاح صَادِق الْمقَال رَاغِبًا فِي الِانْفِرَاد وَيتَوَجَّهُ فِي مجاورته لجدة للتكسب. 236 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد السَّلَام الْبَدْر الفرنوي الازهري الْمَالِكِي، / ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بفر نوة من الْبحيرَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْبَعْض من الرسَالَة) والمختصر ثمَّ قدم بعد بُلُوغه الْقَاهِرَة فَنزل بالازهر وأكمل حفظ الْمُخْتَصر وألفية النَّحْو وَجَمِيع الْجَوَامِع وتفقه باللقاني والسنهوري ولازمه فِيهِ فِي اللأصول والعربية وانتفع بِجَمَاعَة من طلبته كالعلمي سُلَيْمَان الْبُحَيْرِي واشتغل وتميز وَسمع عَليّ بِحَضْرَة أَمِير الْمُؤمنِينَ مصنفي فِي مَنَاقِب الْعَبَّاس وَضبط الاسماء وَكتب الطَّبَقَة وَكَذَا سمع على عدَّة أَجزَاء واختص بالتقى بن تَقِيّ شَاركهُ وَلَده فِي الِاشْتِغَال. وَهُوَ عَاقل متودد يكثير التَّرَدُّد إِلَى وَسمع على الرضى الاوجاقي وَأبي السُّعُود الْعِرَاقِيّ وَجَمَاعَة من طبقتهما فَمن يليهما كالديمي والسنباطي بل سمع فِي الخانقاه على الوفائي. 237 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مَسْعُود الشَّمْس بن الشَّمْس الشبراوي الأَصْل القاهري الْمُقْرِئ نزيل القراسنقرية وإمامها كابيه الْمَاضِي وربيب الشهَاب الْحِجَازِي. / ولد فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة ثَمَانمِائَة بالقراسنقرية وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتقريب الاسانيد وتنقيح اللّبَاب وألفية شعْبَان الآثاري وَعرض على الْمُحب بن نصر الله والعز الْبَغْدَادِيّ الحنبليين وَشَيخنَا والآثاري فِي آخَرين، وتنزل فِي الْجِهَات وقراء رياسة بل كَانَ أوحد قراء الصّفة بِسَعِيد السُّعَدَاء وبالبيبرسية وقراء الشباك بهَا الدَّاعِي بَين يَدي مدرس الْقبَّة فِيهَا مِمَّن سمع على شَيخنَا وَآخَرين وسافر لِلْحَجِّ وجاور قَلِيلا وَكبر وَضعف بَصَره ثمَّ كف. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الشَّمْس بن الْعَلامَة الشَّمْس الْحَمَوِيّ الشَّاعِر نزيل الْقَاهِرَة وأخو الزين عبد الرَّحْمَن / مضى فِيمَن جده سلمَان بن عبد الله قَرِيبا. 238 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الشّرف سُلَيْمَان الشَّمْس البعلي البرادعي الْحَنْبَلِيّ من بني

المرحل. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لابنتي رَابِعَة من بعلبك وَمن مسموعه الْمِائَة من الصَّحِيح لِابْنِ تَيْمِية سَمعهَا على كلثم ابْنة مُحَمَّد بن معبد. قلت ولقيه ابْن مُوسَى فِي سنة خمس عشرَة فَسمع مِنْهُ هُوَ والموفق الابي وَرَأَيْت بخطى فِي مَوضِع آخر كتبت اسْم جده اسمعيل وَهُوَ غلط وَالصَّوَاب سُلَيْمَان. 239 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان نَاصِر الدّين بن الشَّمْس بن الْعلم الابياري الْبَصْرِيّ الاصل الْحلَبِي الشَّافِعِي وَيعرف بالبصروي. / لقِيه ابْن قمر فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِبَيْت الْمُقَدّس فاستجازه لي وَكَانَ يزْعم مَعَ التَّوَقُّف فِي مقاله انه سمع البُخَارِيّ على ابْن صديق وَقَرَأَ عَلَيْهِ ابْن قمر بِمُجَرَّد قَوْله فِيمَا يظْهر بعضه وَقَالَ انه ولي كِتَابَة سر حلب فِي أَيَّام النَّاصِر عَن نوروز ثمَّ قضاءها) ثمَّ كِتَابَة سر الشَّام فِي أَيَّام المستعين ثمَّ أضيف إِلَيْهِ مَعهَا قَضَاء طرابلس واستناب فِيهِ، ثمَّ فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ ولي قَضَاء بَيت الْمُقَدّس وقطن بِهِ وقتا وَطلب مِنْهُ للقاهرة ونوه باستقراره فِي كِتَابَة سرها ليتحرك الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ لوزن مَا طلب مِنْهُ، ثمَّ ولي قَضَاء حمص وَكِتَابَة سرها. وَمَات فِي غَزَّة فَجْأَة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَأَرْبَعين، كل ذَلِك مَعَ حشمة ورياسة وَنقص بضَاعَة فِي الْعلم عَفا الله عَنهُ. 240 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْحَنَفِيّ الْمعبر. / عرض عَلَيْهِ الصّلاح الطرابلسي الْمُخْتَار والاخسيكتي والملحة ولقبه صدر الدّين وَقَالَ: (هَنِيئًا لصدر الدّين بِالْفَضْلِ كُله ... بِحِفْظ كتاب جلّ بَين الْأَئِمَّة) (على مَذْهَب النُّعْمَان سيد عصره ... عَلَيْهِ رضَا الرَّحْمَن رب الْبَريَّة) (كتبك يَا مَحْمُود مُخْتَار للورى ... مسائلة فاقت على كل رُتْبَة) (امام جليل لَيْسَ يُنكر فَضله ... وَبَين أَحْكَام الْكتاب وَسنة) (وَكم غاص بَحر الْعلم يَبْغِي جوهرا ... فرصعها للطالبين الاجلة) (وتوجهم تاجا عَظِيما من الْهدى ... وأركبهم نجبا من النُّور زمت) (وَقد نَالَ كل الْفضل أَيْضا بحفظه ... لأخسيكتي بَحر الاصول الشَّرِيفَة) (وَأتبعهُ حفظا لملحة نحونا ... إِلَى بحوها يسْعَى النُّحَاة الاجلة) (أصُول وَقفه ثمَّ نَحْو فَهَذِهِ ... فَضَائِل لَا تحصى لذا الطِّفْل تمت) (صَلَاة وَتَسْلِيم عل أشرف الورى ... وَآل وَصَحب مَعَ جَمِيع الائمة) قَالَ الصّلاح أَنه كَانَ عَالما فَقِيها مدرسا ورعا زهدا مُتَقَدما فِي التَّعْبِير. 241 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي شادي الْمحلي ثمَّ القاهري سبط الغمري. / مِمَّن اشْتغل فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على فِي التَّقْرِيب للنوي دراية وَفِي البُخَارِيّ رِوَايَة

ولازمني، وَكَانَ سَاكِنا خيرا ولخاله إِلَيْهِ مزِيد الْميل. مَاتَ شَابًّا فِي ربيع الثَّانِي طنا سنة ثَلَاث وَتِسْعين عوضه الله الْجنَّة. 242 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن صَالح بن أَحْمد بن عمر بن أَحْمد نَاصِر الدّين بن نَاصِر الدّين بن نَاصِر الدّين بن نَاصِر الدّين بن صَلَاح الدّين الْحلَبِي ثمَّ الْقَارِي الشَّافِعِي ابْن عَم عمر بن أَحْمد وَمُحَمّد بن عَليّ وَيعرف كسلفه بِابْن السفاح بِمُهْملَة أَوله وَآخره بَينهمَا فَاء مسددة. / ولد مُزَاحم الْقرن تَقْرِيبًا واشتغل وتميز وَقَرَأَ فِي البُخَارِيّ على شَيخنَا وَصفه بالفاضل البارع حفظه الله تَعَالَى،) وَسمع بقرَاءَته على الشّرف بن الكويك السّنَن الْكُبْرَى للنسائي وَكَانَ أفضل أهل بَيته اسْتَقر بعناية عَمه الشهَاب أَحْمد حِين كَانَ كَاتب سر مصر فِي تدريس الحَدِيث بالظاهرية الْقَدِيمَة وَفقه الشَّافِعِيَّة بالفاضلية وبالحسنية بعد موت عَليّ حفيد الْوَالِي الْعِرَاقِيّ وَعمل اجلاسا بأولها فَكَانَ مِمَّن حضر عِنْده فِيهِ شَيخنَا والتفهني والمح بالبغدار والكبار مُرَاعَاة لِعَمِّهِ وَلما تمّ الدَّرْس قَالَ شَيخنَا للتفهني أَنه مليح السرد قيل وَأَشَارَ بذلك إِلَى التذنيب على الدَّرْس لنسبته لتعاطي مخذل وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ سريع الْحَرَكَة خَفِيفا منجمعا لَقيته غير مرّة وَسمعت كَلَامه بل وَكتب بالاجازة على بعض الاستدعا آتٍ وَمَا كَانَ فِي زمرة من يُؤْخَذ عَنهُ. مَاتَ فِي الْعشْر الاخير من ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَدفن عِنْد أَهله بالقرافة الصُّغْرَى عَفا الله عَنهُ وإيانا. 143 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن صلح بن اسمعيل الشَّمْس بن الشَّمْس الْكِنَانِي الْمدنِي الشَّافِعِي سبط الْبَدْر عبد الله بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ وأخو نَاصِر الدّين عبد الرَّحْمَن ووالد عبد الْوَهَّاب الْمَاضِي بعدهمْ وَيعرف بِابْن صلح. / ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا حفظ الْقُرْآن وكتبا فِي فنون وتلا بالسبع أَو بَعْضهَا على وَالِده وَأذن لَهُ فِي الاقراء وَسمع على الْبَدْر بن الخشاب قَاضِي الْمَدِينَة وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وناب عَن أَخِيه فِي الحكم والخطابة والامامة بِالْمَدِينَةِ وَقَرَأَ فِي البُخَارِيّ على الشّرف أبي بكر فِي سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَكَانَ ذَا نباهة فِي الْفِقْه وَغَيره مَعَ خير وديانة قدم مَكَّة غير مرّة لِلْحَجِّ وَالْعمْرَة مِنْهَا فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة فأدركه أَجله بهَا قَضَاء نُسكه فِي أول صفرها وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. 244 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن صَلَاح بن أبي بكر الشّرف أَبُو الطّيب بن الشَّمْس العباسي / نِسْبَة للشَّيْخ أبي الْعَبَّاس الْبَصِير المدفون بزاويته بالقرافة ونزيل الْمَكَان الَّذِي صَار مَعْرُوفا بِهِ بَاب الْخرق الشَّافِعِي. ولد فِي لَيْلَة ثَانِي عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بالزواية الثَّانِيَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلابه لغير وَاحِد من الْقُرَّاء على الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي والشاطبية والتنبيه والملحة، وَعرض على جمَاعَة

واشتغل على البامي وَالشَّمْس الابناسي وَالْفَخْر عُثْمَان المقسي وَحضر دروس الْمَنَاوِيّ والمحلي وَغَيرهمَا وَاسْتقر فِي النّظر على الزاوية بعد موت أَبِيه، وَحج مرَارًا وجاور نمير مرّة مِنْهَا سنة أَربع وَتِسْعين وَكَانَ قد وصل فِي أوائلها وَكنت بهَا فلازم فِيهَا التَّرَدُّد إِلَى وَسمع على وَمد حَتَّى بِبَعْض الابيات، وَهُوَ من تكسب بالشهادت وقتا ة تميز بهَا ورافق غير وَاحِد من المعتبرين ثمَّ أعرض عَنْهَا.) 245 - مُحَمَّد وَيُقَال مَسْعُود ايضا من مُحَمَّد بن صَلَاح بن جِبْرِيل ابْن رشيد نظام الدّين بن غياث الدّين بن صَلَاح الدّين الاردبيلي الشَّافِعِي. / شيخ صَالح خير حج فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة فَلَقِيَهُ الْعَفِيف الجرهي فِيهَا بعدن وَذكره فِي مشيخته. 246 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَامر الشَّمْس القاهري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن عَامر. / ولد فِي ربيع الأول سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره وَمن شُيُوخه الْبِسَاطِيّ والشهاب بن تَقِيّ وَكَانَ يذكر أَنه سمع على فِي الْفِقْه وَغَيره وَمن شُيُوخه الْبِسَاطِيّ والشهاب وتقي وَكَانَ يذكر أَنه سمع على التقي الدجوي وناب فِي الْقَضَاء مُدَّة عَن الْبِسَاطِيّ وَامْتنع الْبَدْر بن التنسي من استنابته، ثمَّ ولي قَضَاء دمشق عوضا عَن الْأمين سَالم فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة خمسين ثمَّ عزل فِي رَمَضَان من الَّتِي تَلِيهَا بالشهاب التلمساني فَلَمَّا قَامَ سرُور المغربي على قَاضِي اسكندرية الْجمال بن الدميني حسن للظَّاهِر عَزله والاستقرار بِهَذَا عوضه فَفعل ثمَّ لم يلبث اعيد الْحمال وَرجع ابْن عَامر إِلَى مَحل اقامته بِالْقَاهِرَةِ معزولا، وكل ذَلِك سنة ارْبَعْ واربعين فتصدى للأفتاء وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بالشيخونية بعد الزين عبَادَة عمل اجلاسا ثمَّ انتزع مِنْهُ ليحيى العجيسي ورام الْبَدْر الْمشَار إِلَيْهِ تعويضه عَنهُ بتدريس الجمالية وظيفته فَمَا تمّ فتألم ابْن عَامر وَلزِمَ بَيته إِلَى أَن عين لقَضَاء صفد فَتوجه إِلَيْهَا وباشرة حَتَّى مَاتَ فِي أَوَائِل جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَخمسين، وَقد لَقيته غير مرّة وقصدته فِي بعض النَّوَازِل وَسمعت كَلَامه وَكَانَ يستحضر فروع مذْهبه وَلَكِن لم يكن من المحقيقين بولا من المتفننين وَرُبمَا نسب للتعاطي على الافتاء، وَقد كتب على مختصرالشيخ خَلِيل شرحا سَمَّاهُ التفكيك للرموز والتكليل على مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل لم يكمل وقفت على مُجَلد مِنْهُ انْتهى فِيهِ إِلَى الْحَج وَكتب عَلَيْهِ، مَا نَصه: (كل الشُّرُوح لَيْسَ فِيهَا مثل شرحي الْمُخْتَصر ... فِيهِ على تَحْقِيق الْحق تدقيق النّظر) (فَمن كَانَ ذافهم ولب وبصر ... فليلزم قِرَاءَته وليتدبره بالفكر) (فالجهل يزري صَاحبه وَبِه يحتقر ... وَالْعلم زين لمن بِهِ اتزر) ورام من ابْن عمار فِيمَا بَلغنِي تقريضه فَامْتنعَ لِكَثْرَة أَوْهَامه وَلَكِن قد كتب عَلَيْهِ

شَيخنَا مَا نَصه: (كل الشُّرُوح لَيْسَ فِيهَا مثل شرحي الْمُخْتَصر ... فِيهِ على تَحْقِيق الْحق تدقيق النّظر) ) (فَمن كَانَ ذافهم ولب وبصر ... فليلزم قِرَاءَته وليتدبره بالفكر) (فالجهل يزري صَاحبه وَبِه يحتقر ... وَالْعلم زين لمن بِهِ اتزر) ورام من ابْن عمار فِيمَا بَلغنِي تقريضه فَامْتنعَ لِكَثْرَة أَوْهَامه وَلَكِن قد كتب عَلَيْهِ شَيخنَا مَا نَصه كَمَا قرأته يحفظ على المجلد الْمشَار إِلَيْهِ: الْحَمد لله الفاتح الْعَلِيم: (لعمري لقد أوضحت مَذْهَب مَالك ... بتفكيك رمز لائح للمسامر) (وجودت مَا سطرت مِنْهُ مهذبا ... وَمن أَيْن للتجويد مثل ابْن عَامر) وَكتب تحتهما الحسام بن بطريح الْحَنَفِيّ مَا نَصه: الْحَمد لله الْوَهَّاب الْكَبِير: (لقد غَدا التكليل أعجوبة ... وَأصْبح التفكيك تحبيرا) (رصعه درا فَتى عَامر ... فزاده الرَّحْمَن تعميرا) وترجمه بعض المؤرخين بقوله رجل جيد خير عَالم فَاضل حسن السِّيرَة سمع الحَدِيث وَأَجَازَ لَهُ خلق. 247 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبَادَة بن عبد الْغَنِيّ بن مَنْصُور الشَّمْس الْحَرَّانِي الاصل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَالِد الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن عبَادَة بِضَم الْعين. / ذكره شَيخنَا فِي انبائه فَقَالَ: اشْتغل كثيرا وَأخذ عَن الزين بن رَجَب ثمَّ عَن صَاحبه ابْن اللحام وَكَانَ ذهنه جيدا وخطه حسنا وَكَذَا شكله مَعَ البشاشة وَحسن الْمُلْتَقى ثمَّ تعاني الشَّهَادَة فَمر فِيهَا وَصَارَ عين أهل الْبَلَد فِي معرفَة المكاتيب مَعَ حسن خطه ومعرفته وَآل أمره إِلَى أَن ولي الْقَضَاء بعد اللنك مرَارًا بِغَيْر أَهْلِيَّة فَلم تحمد مسيرته وَكَثُرت فِي أَيَّامه المناقلات فِي الاوقاف وتأثل لذَلِك مَالا وعقارا وَكَانَ مَعَ ذَلِك عريا عَن تعصب الْحَنَابِلَة فِي العقيدة. مَاتَ فِي رَجَب سنة عشْرين وَله سبع وَخَمْسُونَ سنة وَقد غلب عَلَيْهِ الشيب. 248 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَبَّاس نَاصِر الدّين العناني الْأَزْهَرِي. / مِمَّن سمع مني 249 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَبَّاس أَبُو الْخَيْر الْجَوْهَرِي الاصل القاهري الْحَنَفِيّ الضَّرِير أحد صوفية المؤيدية وخال ابْن عز الدّين الْمعبر. مِمَّن جاور بِمَكَّة / وتلا الْقُرْآن على الزين بن عَيَّاش، وَهُوَ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين حَيّ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الشَّمْس المنوفي الْمدنِي الْمَكِّيّ الصُّوفِي. / مِمَّن أَخذ عني وَينظر فأظنه تقدم فِيمَن اسْم أَبِيه.) 250 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف الْبَدْر أَبُو عبد الله بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء الانصاري الخزرجي السُّبْكِيّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن أبي الْبَقَاء. / ولد فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ وَغَيره. وَسمع على الذَّهَبِيّ وَعلي بن الْعِزّ عمر وَعبد الرَّحِيم ابْن أبي الْيُسْر فِي آخَرين كإبراهيم ابْن عبد الرَّحِيم بن سعد الله بن جمَاعَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَزَيْنَب ابْنة ابْن الخباز ونفيسة ابْنة إِبْرَاهِيم بن الخباز، وَأول مادرس بِدِمَشْق بالأتابكية فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ عِنْد قدوم الْمَنْصُور بن المظفر دمشق فِي فتْنَة بيدمر وَحضر عِنْد الاكابر

وَولي خطابة الْجَامِع الاموي بعد ابْن جمَاعَة، وَقدم مَعَ أَبِيه مصر وناب فِي الْقَضَاء بهَا ثمَّ عَاد لدمشق فِي سنة ثَمَان وَسبعين وناب فِيهَا عَن أَخِيه يَوْمًا وَاحِدًا وَاسْتقر فِي تدريس الحَدِيث بالمنصورية ثمَّ بعد أَبِيه فِي تدريس الْفِقْه بهَا مَعَ التدريس المجاور لقبة الامام الشَّافِعِي، ثمَّ اسْتَقر فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بالديار المصرية فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين عقب قتل الاشرف شعْبَان بعد صرف الْبُرْهَان بن جمَاعَة بِمَال بذله مَعَ انتزاع درس المنصورية مِنْهُ للضياء القرمي وَالشَّافِعِيّ للسراج البُلْقِينِيّ فَكثر فِيهِ قَول لذَلِك فَتكلم بركَة فِي صرفه وأعيد الْبُرْهَان فِي أَوَائِل سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ فَكَانَت مُدَّة ولَايَته سنة وَثلث سنة ودام قدر ثَلَاث سِنِين بِالْقَاهِرَةِ بِدُونِ وَظِيفَة ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقَضَاء فِي صفر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وامتحن فِيهَا بِسَبَب تَرِكَة ابْن مَازِن شيخ عرب الْبحيرَة وَغرم مَالا كثيرا عزل فِي شعْبَان سنة تسع وَثَمَانِينَ ثمَّ أُعِيد ثمَّ صرف فِي رَجَب الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ أُعِيد فِي ربيع الاول سنة أَربع وَتِسْعين ثمَّ صرف فِي شعْبَان سنة سبع وَتِسْعين ودام معزولا عَن الْقَضَاء وَمَعَهُ تدريس الايوان المجاور للشَّافِعِيّ وَنظر الظَّاهِرِيَّة حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَكَانَ قد فوض إِلَيْهِ قَضَاء الشَّام بعد موت أَخِيه ولي الدّين عبد الله ثمَّ صرف قبل مُبَاشَرَته لَهُ، وَكَانَ حسن الْخلق فكها كثير الِانْصِرَاف بِحَيْثُ قَالَ الشَّمْس بن الْقطَّان أَنه كَانَ لَا يغْضب إِذا وَقع عَلَيْهِ الْبَحْث بِخِلَاف أَبِيه. لَكِن قَالَ شَيخنَا عقب حكايته كَذَا قَالَ وفسدت أَحْوَاله بعد أَن نَشأ لَهُ ابْنه جلال الدّين وَكَثُرت الشناعة عَلَيْهِ بِسَبَبِهِ حَتَّى كَانَ الظَّاهِر يَقُول لَوْلَا جلال الدّين مَا عزلته لِأَن جلال الدّين لَا يُطَاق، قَالَ الْجمال البشيشي: كَانَ يُقرر التدريس أحسن تَقْرِير مَعَ قلَّة مطالعته وَكَانَ يعرف الْفِقْه وأصوله والنحو والمعاني وَالْبَيَان وَلَيْسَت لَهُ فِي التَّارِيخ والآداب يَد مَعَ دمانة الْخلق وطهارة اللِّسَان وعفة الْفرج وَلكنه كَانَ يتَوَقَّف فِي الامور وَيَمْشي مَعَ الرسائل واستكثر من) النواب وَمن الشُّهُود وَمن تَغْيِير قُضَاة الْبِلَاد ببذل المَال. وَقد ذكره شَيخنَا فِي رفع الاصر ولابناء والمعجم وَقَالَ فِيهِ أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء وانه كَانَ لين الْجَانِب فِي مُبَاشَرَته قَلِيل الْحُرْمَة، وَذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ أَنه كَانَ إنْسَانا حسنا عَالما حَاكما عَاقِلا دينا عِنْده حشمة ورياسة وَفضل مَعَ حسن المحاضرة ولاخلاق وَطيب النَّفس وَذكر أَنه اجْتمع بِهِ وَصَحبه بحلب، والمقريزي فِي عقوده وَأَنه صَحبه أعواما، وَكَانَ من خير الْقُضَاة لَوْلَا حبه للدنيا وَكَثْرَة لينه وتحكم ابْنه عَلَيْهِ، التِّلَاوَة حسن الاستعداد بجيد إِلْقَاء الدُّرُوس من غير مطالعة لاشتغاله بالمنصب وشغفه بِالنسَاء عديم الشَّرّ لَا يكَاد يواجه أداني النَّاس

بِسوء رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ. 251 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم بن مُوسَى الْبرمَاوِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. ذكره شَيخنَا فِي انبائه فَقَالَ انه كَانَ قد مهر وَحفظ عدَّة كتب وَتوجه مَعَ أَبِيه إِلَى الشَّام فَمَاتَ بالطاعون فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَلم يبلغ الْعشْرين فَاشْتَدَّ أَسف أَبِيه عَلَيْهِ بِحَيْثُ لم يقم فِي الشَّام بعده وَكره ذَلِك وَقدم الْقَاهِرَة عوضهما الله الْجنَّة. 252 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وَفَاء الْمُحب أَبُو الْفضل بن أبي المراحم القاهري الشاذلي الْمَالِكِي وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن وفا. / خلف أَبَاهُ فِي التَّكَلُّم والمشيخة فدام مُدَّة مَعَ عدم سبق اشْتِغَاله وَكَونه لم يحفظ فِي صغره كتابا وَلكنه كَانَ شَدِيد الذكاء متين الذَّوْق فهما وَرُبمَا قَرَأَ يَسِيرا فِي النَّحْو وَغَيره، وَحج ثمَّ عرض لَهُ جذب أَو غَيره بِحَيْثُ صَار يهذي فِي كَلَامه وَلَا يحتشم مَعَ أحد فتحامى لذَلِك كَثِيرُونَ عَن الِاجْتِمَاع بِهِ أَو رُؤْيَته وَرُبمَا طلع إِلَى السُّلْطَان وشافهه بِمَا حسن اعْتِقَاده فِيهِ من أَجله بِحَيْثُ أهان من تعرض لَهُ بِسوء بل سَمِعت أَنه فِي أَوَائِل هَذَا الْعَارِض قَالَ أَنه تحول شافعيا. مَاتَ عَن نَحْو خَمْسَة وَثَلَاثِينَ عَاما فِي لَيْلَة رَابِع جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع المارداني ثمَّ بسبيل المؤمني وَدفن بتربتهم من القرافة رَحمَه الله وإيانا. 253 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن حسن جلال الدّين بن فتح الدّين بن وجيه الدّين الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَأمه أمة لِأَبِيهِ وجدته لِأَبِيهِ ابْنة الْفجْر القاياتي وَيعرف كسلفه بِابْن سُوَيْد. / مِمَّن نَشأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَابْن الْحَاجِب الفرعي ولاصلي وألفية النَّحْو وَغَيرهَا، وَعرض على خلق واشتغل قَلِيلا عِنْد أَبِيه ثمَّ لما مَاتَ أقبل على اللَّهْو ومزق مِيرَاثه) وَهُوَ شَيْء كثير جدا وتعدى إِلَى أوقاف وَنَحْوهَا، وَحدث نَفسه بِقَضَاء الْمَالِكِيَّة وَلَا زَالَ يتمادى إِلَى أَن أملق جدا وفر إِلَى الصَّعِيد ثمَّ إِلَى مَكَّة فدام بهَا ملازما طَرِيقَته بل كَانَ يذكر عَنهُ مَالا أنهض لشرحه مَعَ جرْأَة وإقدام وذكاء وتميز فِي الْجُمْلَة واستحضار لمحافظيه وتشقد فِي كَلِمَاته وَلما كَانَت هُنَاكَ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ لازمني فِي قِرَاءَة كتب كَثِيرَة كالموطأ ومسند الشَّافِعِي وَسنَن التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَمَا سردته فِي التَّارِيخ الْكَبِير وَحصل شرحي للهداية الجزرية وَبحث معي معظمه وَكَذَا سمع على الْكثير من شرحي للألفية بحثا وَغير ذَلِك من تصانيفي وَغَيرهَا وَلم يَنْفَكّ عَن الْحُضُور

مَعَ الْجَمَاعَة طوال السّنة بل أدركني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فَحَضَرَ عِنْدِي قَلِيلا وَنسب إِلَيْهِ هُنَاكَ الِاسْتِمْرَار على طَرِيقَته وبالغت فِي كلا البلدين فِي إلفاته عَن هَذَا وَبَلغنِي أَنه توجه إِلَى الْيمن وَدخل زليع ودرس وَحدث ثمَّ توجه إِلَى كنباية وَأَقْبل عَلَيْهِ صَاحبهَا وَختم هُنَاكَ الشفا وَغَيره. وقبائحه مستمرة وأحواله واصله لمَكَّة إِلَى سنة ثَمَان وَتِسْعين. 254 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن حيدرة بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الْجَلِيل ابْن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد التقي أَبُو بكر الدجوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة واشتغل فِي فنون من الْعلم وَمهر وَكَانَ يستحضر الْكثير من هَذَا الْفَنّ إِلَّا أَنه لَيْسَ لَهُ فِيهِ عمل الْقَوْم وَلَا كَانَت لَهُ عناية بالتخريج وَلَا معرفَة بالعالي والنازل والأسانيد وشان نَفسه بملازمته لعماله مُودع الحكم بِمصْر. ذكره شَيخنَا كَذَلِك فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ أَحَادِيث من مُسلم بِسَمَاعِهِ لجميعه فِي سنة سبع وَأَرْبَعين على أبي الْفرج بن عبد الْهَادِي وثلاثيات مُسْند أَحْمد بِسَمَاعِهِ لجَمِيع الْمسند على العرضي وَسمع من لَفظه المسلسل بِسَمَاعِهِ من الْمَيْدُومِيُّ وَذكر غير ذَلِك وَأَنه سمع على الْمَيْدُومِيُّ السّنَن لأبي دَاوُد فِي جَامع التِّرْمِذِيّ على العرضي ومظفر الدّين بن الْعَطَّار قَالَ وَكَانَ يذاكرني بأَشْيَاء كَثِيرَة من التَّارِيخ وَغَيره وَكتب لي تقريظا على بعض تخاريجي أطنب فِيهِ وأسمع صَحِيح مُسلم مرَارًا عِنْد عدَّة من الامراء على بعض تخاريجي أطنب فِيهِ وأسمع صَحِيح مُسلم مرَارًا عِنْد عدَّة من الامراء وَكَانَ السالمي يعظمه وينوه بِهِ، وَرَأَيْت بِخَط شَيخنَا الْعِرَاقِيّ والمحدث الْجمال الزَّيْلَعِيّ وَصفه بِالْفَضْلِ فِي بعض الطباق. وَقَالَ فِي الانباء أَنه تفقه واشتغل وَتقدم وَكَانَ ذَاكِرًا للعربية واللغة والغريب والتاريخ مشاركا فِي الْفِقْه وَغَيره كثير الاستحضار دَقِيق الْخط، قَالَ وَكَانَ يغتبط بِي كثيرا ويحضني على الِاشْتِغَال، وَقد نوه السالمي بِذكرِهِ وَقَررهُ مسمعا عِنْد كثير من الامراء وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ) صَحِيح مُسلم طَاهِر ابْن حبيب الْموقع. وَذكره المقريزي فِي عقوده وان مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ فتح الله وَقَالَ إِنَّه كَانَ عِنْده علم جم مَعَ الثِّقَة والضبط والاتقان وَكَثْرَة الاستحضار بِحَيْثُ لم يخلف بعده مثله مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الثَّانِي وَقيل فِي ثامن عشر جُمَادَى الاولى سنة تسع. قلت وَبِالثَّانِي جزم المقريزي. وروى لنا عَنهُ جمَاعَة وَسمعت الثَّنَاء عَلَيْهِ بغزير الْحِفْظ من خلق كالعلاء القلقشندي وَلكنه غير مَعْدُود من الْحفاظ على طريقتهم رَحمَه الله وإيانا. 25 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقوي الشَّمْس القاهري الشاذلي السكرِي وَيعرف بالجنيد / لكَونه فِيمَا قيل ينتمي إِلَيْهِ. كَانَ فِيمَا بَلغنِي يحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ المناهج وأحضر لبيته البقاعي ليقرئ أَوْلَاده فَلم ينْتج مِنْهُم أحد. وَمَات تَقْرِيبًا بعيد الْخمسين أَو مزاحمها قبل شَيخنَا فِيمَا أَظن. وَأَوْلَاده الْجلَال

عبد الرَّحْمَن ثمَّ الْبَدْر ثمَّ التقي مُحَمَّد ثمَّ الزين قَاسم ثمَّ كريم الدّين عبد الْكَرِيم وهم أشقاء أمّهم فَاطِمَة ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن كشيش الْجَوْهَرِي الَّتِي اتَّصل بهَا بعد أَبِيهِم الشريف جلال الدّين مُحَمَّد الجرواني، وَكَانَ وجيها، سمه هُوَ وَبَنوهُ على شَيخنَا. وَيُحَرر اسْم جده أهوَ كَمَا هُنَا أَو حسن. 256 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن يُوسُف الْمُحب بن الولوى ابْن التقي بن الْجمال بن هِشَام القاهري الشَّافِعِي / أَبوهُ وجده. مِمَّن نَشأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه الْعَبَّادِيّ والتقي الحصني، وتميز فِي الْفَضَائِل وَلكنه لم يتصون بِحَيْثُ أتلف مَا وَرثهُ من أَبِيه وَرغب عَن تدريس الْفِقْه بالمنصورية الْمُلْتَقى لَهُ عَن أبي السعادات البُلْقِينِيّ وَكَذَا رغب عَمَّا كَانَ أعرض عَنهُ سبط شَيخنَا لَهُ من مشيخة خَان السَّبِيل فالاول لِابْنِ عز الدّين البُلْقِينِيّ وَالثَّانيَِة للبدر بن الْقطَّان وَصَارَ إِلَى املاق زَائِد حَتَّى أَنه سَافر إِلَى الشَّام وقطنها فِي ظلّ ابْن الفرفور وَنَحْوه، وَكَانَ قد قَرَأَ على السِّرّ المكتوم فِي الْفرق بَين الْمَالَيْنِ الْمَحْمُود والمذموم وَتردد إِلَيّ فِي غير هَذَا وَمَا حمدت سرعَة حركته وطيشه ومشاركته فِي الْجُمْلَة، وَهُوَ من لَازم الخيضري لينال فَائِدَة فَلم يحصل على كَبِير شَيْء وقصارى أمره أَنه زوده وَهُوَ مُتَوَجّه للشام بِدِينَار. 257 - مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن الصفي أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْجمال أَبُو السُّعُود الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ. / ولد فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع من الْعِزّ بن جمَاعَة تساعياته ثمَّ أسمعهُ أَبوهُ بعد عَليّ الْجمال بن عبد الْمُعْطِي والكمال بن حبيب وَفَاطِمَة) ابْنة أَحْمد بن قَاسم الْحرَازِي وَجَمَاعَة، وَأَجَازَ لَهُ ابْن النَّجْم وَابْن الجوخي والصفدي وست الْعَرَب والتاج السُّبْكِيّ وَغَيرهم، وَحدث وَسمع مِنْهُ التقي الفاسي وَغَيره مِمَّن أخذت عَنْهُم كالتقي بن فَهد وترجماه وَكَانَ يؤم بِمَسْجِد التنضب بوادي نَخْلَة ويخطب بِهِ ويتولى عقد الانكحة ثيابة عَن قَضَاء مَكَّة بعد أَبِيه. وَمَات هُنَاكَ فِي الْمحرم سنة خمس عشرَة. 258 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الْكَافِي الشَّمْس السنباطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الكتبي. / قدم الْقَاهِرَة وَقَرَأَ الْقرَان والتنبيه أَو بعضه واشتغل عِنْد البوتنجي والبدر النسابة وَغَيرهمَا وَسمع الْكثير من شَيخنَا فِي الاملاء وَغَيره وَكتب بِخَطِّهِ من تصانيفه وَغَيرهَا ومشي مَعَ طلبة وتنزيل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا ثمَّ انْسَلَخَ من صُورَة الِاشْتِغَال وَتردد لغالب الرؤساء فِي حوائجهم وَصَارَ يحضر

التّرْك فِي الْكتب وَيقدم على الزِّيَادَة الْفَاحِشَة مَعَ الْمَزِيد تساهل وأوصاف غير مرضية وبرتام بِأُمِّهِ. مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بعد توعكه مُدَّة وَقد جَاوز الْخمسين ظنا وتجرعت أمه فَقده سماحه الله وإيانا. 259 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن يُوسُف بن مَنْصُور الْكَمَال أَبُو مُحَمَّد بن الشَّمْس بن التَّاج بن النُّور الفاهري الشَّافِعِي إِمَام الكاملية هُوَ أَبوهُ وجده وجد أَبِيه ووالد مُحَمَّد وَأحمد وَعبد الرَّحْمَن الْمَذْكُورين ووالده فِي محالهم وَيعرف بِابْن إِمَام الكاملية. / ولد فِي صَبِيحَة يَوْم الْخَمِيس ثامن عشر شَوَّال سنة ثملن وثمانيين بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب البني وَسعد العجلوني وَالْغَرْس الْخَلِيل الْحُسَيْنِي وَغَيرهم وجود بعضه على الزراتيتي وَحفظ بعض التَّنْبِيه وَجمع الوردية والملحة وَأخذ الْفِقْه عَن الشموس البوصيري والبرماوي وَابْن حسن البيجوري الضَّرِير والشهاب الطنتدائي وناصر الدّين البارنباري والشرف السُّبْكِيّ وَهُوَ أَكْثَرهم عَنهُ أخذا وَحضر دروس الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والنور بن لولو قَالَ وَكَانَ من الأوليلء والنحو والفرائض والحساب عَن الشَّمْس الْحِجَازِي وَعنهُ وَعَن السُّبْكِيّ والبارنباري الْمَذْكُورين والنور القمني والقاياتي أَخذ النَّحْو أَيْضا بل سمع بِقِرَاءَة الْحِجَازِي على الْعَيْنِيّ شَرحه للشواهد وبفوت يسير بحثا وَأصْلح فِيهِ الْقَارئ كثيرا مِمَّا وَافقه عَلَيْهِ الْمُؤلف بعد الْجهد فِي أول الْأَمر وَكتبه فِي نسخته وَاعْتَمدهُ بعد ذَلِك وَعَن القاياتي والونائي أصُول الْفِقْه وَعَن أَولهمَا والبساطي أصُول الدّين وَعَن البارنباري والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ الْمنطق وَحضر عِنْد شَيخنَا فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير والْحَدِيث وَسمع عَلَيْهِ وَكَذَا على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَابْن الْجَزرِي والبرماوي والواسطي) وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس والحجازي وَغَيرهم كابي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد بِمَكَّة والتقي القلقشندي وَغَيره بِبَيْت الْمُقَدّس وَآخَرين بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَأحب السماع بِأخرَة وتزايدت رغبته فِيهِ جدا حَتَّى كمل لَهُ سَماع الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا من الْكتب والأجزاء على متأخري المسندين وبورك لَهُ فِي الْيَسِير من كل مَا تقدم خُصُوصا وَقد صحب السادات كابراهيم الأدكاوي وَأدْخلهُ الْخلْوَة وَفتح عَلَيْهِ فِيهَا ويوسف الصفي والغمري والكمال المجذوب وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ فَانْتَفع بهم وَظَهَرت عَلَيْهِ بركاتهم وَزَاد فِي الإنقياد مَعَهم والتأدب بحضرتهم بِحَيْثُ كَانَ أمره فِي ذَلِك يجل عَن الْوَصْف، وأقرأ الطّلبَة فِي حَيَاة كثير من شُيُوخه أَو أَكْثَرهم وَقسم الْكتب الثَّلَاثَة وَغَيرهَا لَكِن مَعَ الإسترواح وَمَعَ ذَلِك فَمَا تخلف الأماثل عَن الْأَخْذ عَنهُ، وَقد وَصفه الْبرمَاوِيّ فِي حَال صغره بالذكاء وَصِحَّة

الْفَهم والأسئلة الدَّالَّة على الإستعداد، ودرس للمحدثين بالقطبية الَّتِي بِرَأْس حارة زويلة وَبعد موت الْجلَال بن الملقن بالكاملية وَفِي الْفِقْه بالأيوان المجاور لقبه الشَّافِعِي حِين اسْتَقر فِيهِ وَفِي النّظر على أوقافه بعد زين العابدين بن الْمَنَاوِيّ وتزايد سروره بذلك جدا وَفِي أَيَّامه بسفارة الْأمين الأقصرائي جدد السُّلْطَان عِمَارَته وخطب قَدِيما لتدريس الصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس فَمَا أجَاب، وَكَذَا عرض عَلَيْهِ قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِمصْر فصمم على الأمتناع مَعَ طُلُوع الأقصرائي بِهِ إِلَى الظَّاهِر خشقدم ومشافهته لَهُ فِيهِ. وصنف عَليّ الْبَيْضَاوِيّ الْأَصْلِيّ شرحا مطولا ومختصرا وَهُوَ الَّذِي اشْتهر وتداوله النَّاس كِتَابَة وَقِرَاءَة وقرضه الْأَئِمَّة من شُيُوخه كشيخنا والقاياتي والونائي وَابْن الْهمام وَكنت مِمَّن كتبه قَدِيما وَأَخذه عَنهُ وَكَذَا كتب عَليّ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ شرحا وصل فِيهِ إِلَى آخر الْإِجْمَاع وعَلى الورقات والوردية النحوية وصل فِيهِ إِلَى التَّرْخِيم وأربعي النَّوَوِيّ وخطبة كل من الْمِنْهَاج وَالْحَاوِي وَبَعض التَّنْبِيه وأفرد على الْمِنْهَاج من نكت الْعِرَاقِيّ وَغَيرهَا نكتا وَاخْتصرَ كلا من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَشرح البُخَارِيّ للبرهان الْحلَبِي وَشرح الْعُمْدَة ورجالها للبرماوي مَعَ زيادات يسيرَة فِي كلهَا وَتَخْرِيج شَيخنَا لمختصر ابْن الْحَاجِب وَكتب فِي الخصائص النَّبَوِيَّة سيئل وَكَذَا على سُورَة الصَّفّ والْحَدِيث المسلسل بهَا مجلدا سَمَّاهُ بسط الْكَفّ قرئَ عَلَيْهِ مِنْهُ السِّيرَة النَّبَوِيَّة بالروضة الشَّرِيفَة إِذْ توجه من مَكَّة للزيارة فِي وسط سنة تسع وَسِتِّينَ وَكَانَ فِي الْقَافِلَة الْبَدْر بن عبيد الله الْحَنَفِيّ وَقَالَ لَهُ يَا فلَان أَنا درست سنة مولدك. وأفرد لكل من ابْن عَبَّاس وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم وَالشَّيْخ أبي اسحق وَالنَّوَوِيّ والقزويني وعياض) والعضد وَغَيرهم تَرْجَمَة وَكَذَا عمل طَبَقَات الإشاعرة ومصنفا فِي القَوْل بحياة الْخضر ومختصرا لطيفا فِي الْفِقْه ومناسك وجزءا فِي كَون الصَّلَاة أفضل الْأَعْمَال لطيفا فِي التحذير من ابْن عَرَبِيّ وَغير ذَلِك، وَقد حج وجاور غير مرّة وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس والخليل كثيرا، وسافر لزيارة الصَّالِحين بالغربية وَنَحْوهَا فِي حَال صغره مَعَ وَالِده ثمَّ فِي أَوَاخِر عمره، وصحبته قَدِيما وَكَانَ يحلف أَنه لَا يوازيني عِنْده من الْفُقَهَاء أحد وَيكثر الدُّعَاء لي بل وَيسْأل لي فِي ذَلِك من يعْتَقد فِيهِ الْخَيْر وَيَقُول أَنه قَائِم بِحِفْظ السّنة على الْمُسلمين وَمَا أعلم نَظِيره إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يُبِيح بِهِ سفرا وحضرا وَسمع بِقِرَاءَتِي جملَة بل استجازني بالْقَوْل البديع من تصانيفي بعد أَن سمع مني بعضه وَكَانَ عِنْده بخطي نُسْخَة مِنْهُ فَكَانَ يذكر لي أَنه لَا يُفَارِقهُ غَالِبا وَكَذَا سمع مني بعض أربعي الصَّابُونِي وأفردت جملَة من أَحْوَاله وَأَسَانِيده الَّتِي حصلت لَهُ أَكْثَرهَا فِي تصنيف كثر

اغتباطه بِهِ وراج أمره بِسَبَبِهِ كثيرا، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة حسن التَّصَوُّر جيد الْإِدْرَاك زَائِد الرَّغْبَة فِي لِقَاء من ينْسب إِلَى الصّلاح والنفرة مِمَّن يفهم عَنهُ التخبيط وَرُبمَا عودي بِسَبَب ذَلِك. صَحِيح المعتقد متواضعا متقشفا طارحا للتكلف بَعيدا عَن الملق والمداهنة ذَا أَحْوَال صَالِحَة وَأُمُور تقرب من الْكَشْف تَامّ الْعقل خَبِيرا بالأمور قَلِيل المخالطة لأرباب المناصب مَعَ اجلالهم لَهُ حُلْو اللِّسَان محببا لللأنفس الزكية من الْخَاصَّة والعامة مُمْتَنعا من الْكِتَابَة عَليّ الْفَتْوَى وَمن الشفاعات وَالدُّخُول فِي غَالب الْأُمُور الَّتِي يتوسل بِهِ فِيهَا ركونا مِنْهُ لراحة الْقلب والقالب وَعدم الدُّخُول ميما لَا يعنيه، حسن الأستخراج لللأموال من كثير من التُّجَّار وَغَيرهم بطريقة مستظرفة جدا لَو سلكها غَيره لاستهجن، كثير الْبر مِنْهَا لكثير من الْفُقَرَاء. والطلبة متزايد الْأَمر فِي ذَلِك خُصُوصا فِي أَوَاخِر أمره بِحَيْثُ صَار جمَاعَة من المجاذيب المعتقدين والأيتام والأرامل وعرب الهتيم وَنَحْوهم يقصدونه لللأخذ حَتَّى كَانَ لِكَثْرَة ترادفهم عَلَيْهِ قد رغب فِي الإنعزال بِأَعْلَى بَيته وَصَارَ حِينَئِذٍ يسْتَعْمل الْأَذْكَار والأوراد وَمَا أشبه ذَلِك وَحسن حَاله جدا وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ جمالا للفقهاء والفقراء وَلَا زَالَت وجاهته وجلالته فِي تزايد إِلَى أَن يُحَرك للسَّفر إِلَى الْحجاز مَعَ ضعف بدنه وسافر وَهُوَ فِي عداد الْأَمْوَات فأدركه الْأَجَل وَهُوَ سَائِر فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشري شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ عِنْد رَأس ثغرة حَامِد فِي جمع صالحين من رفقائه وَغَيرهم وَدفن هُنَاكَ وَبَلغنِي أَنه كَانَ يلوح بِمَوْتِهِ فِي هَذِه السفرة وَلذَا مَا نَهَضَ أحد إِلَى انثناء عزمه عَن السّفر مَعَ تزايد) ضعفه وَعظم الأسف على فَقده إِلَّا طَائِفَة قَليلَة من معتدي ابْن عَرَبِيّ فَإِنَّهُ مِمَّن كَانَ يُصَرح بالإنكار عَلَيْهِ حَتَّى رَجَعَ إِلَيْهِ كَثِيرُونَ من معتديه لحسن مقْصده ورفقه التَّام فِي التحذير مِنْهُ، وَلم يسمع بالتصريح فِي ابْن الفارض نَفسه مَعَ مُوَافَقَته لي على إِنْكَار كثير من تائيته رَحمَه الله وإيانا. 260 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان بن نصير الْبَدْر أَبُو السعادات ابْن التَّاج أبي سَلمَة بن الْجلَال أبي الْفضل بن السراج أبي حَفْص الْكِنَانِي البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي / أَبوهُ وجده وجد أَبِيه. ولد فِي رَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة أَو سنة تسع عشرَة وَاسْتظْهر لَهُ بالقاعة الْمُجَاورَة لمدرسة جد أَبِيه من الْقَاهِرَة وَكَانَ أَبوهُ حِينَئِذٍ بمنى وَمَعَهُ وَلَده الْعَلَاء فَأخْبر أَنه رأى فِي تِلْكَ اللَّيْلَة وَهُوَ هُنَاكَ أَن زَوْجَة بيه وضعت ذكرا فتفاءل بذلك وعد وُقُوع الرُّؤْيَا فِي لَيْلَة الْولادَة من الْغَرِيب. وَلما دخل جده للتهنئة بِهِ وتفل فِي

فِيهِ وحنكه ودعا لَهُ وشمله بلحظة ثمَّ تَكَرَّرت رُؤْيَته لَهُ، وَنَشَأ فِي كَفَالَة أَبَوَيْهِ وَكَانَ مَعَهُمَا وَهُوَ طِفْل حِين حجا فِي سنة خمس وَعشْرين فختن هُنَاكَ بعد أَن طَاف بِهِ السراج الحسباني أسبوعا ووفت أمه بنذرها لِلْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ وَهُوَ قنديل من فضَّة إِن ولد لَهَا ذكر، وَرجع فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ على الْعَادة قبل الثَّلَاثِينَ وَصلى مَعَه فِي الْخَتْم وَطول الشَّهْر الأجلاء ثمَّ حفظ الْعُمْدَة وَقَرَأَ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وَنصف مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم عَم وَالِده الْعلم بل قَرَأَ عَلَيْهِ من أول الْمِنْهَاج إِلَى آخر النَّفَقَات فِي مجَالِس آخرهَا سلخ ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ ولازمه للتفقه أتم مُلَازمَة حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ التدريب وَجُمْلَة من الْحَاوِي وَغَيره وَكَذَا أَخذ طرفا من الْفِقْه عَن الْبَدْر بن الْأَمَانَة والزين البوتيجي واشتدت ملازمته فِيهِ للقاياتي والونائي وَمِمَّا حَضَره عِنْده مَا أقرأه فِي تَقْسِيم الرَّوْضَة والشهاب الْمحلي خطيب جَامع ابْن ميالة والشرف السُّبْكِيّ فِي عدَّة تقاسيم كَانَ قَارِئًا فِي بَعْضهَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْحَاوِي بِتَمَامِهِ والْعَلَاء القلقشندي وَكَانَ أَيْضا أحد قراء التَّقْسِيم عِنْده وَقَرَأَ الْأُصُول على الْبِسَاطِيّ والشرف السُّبْكِيّ والمحلي والكافياجي والشرواني فعلى الأول مَجْلِسا من الْمُخْتَصر وعَلى الثَّانِي جملَة مِنْهُ وعَلى الثَّالِث بعض الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وعَلى الرَّابِع غَالب شَرحه جمع الْجَوَامِع وَأَشَارَ إِلَى استغنائه بِتمَام أَهْلِيَّته عَن قِرَاءَة بَقِيَّته وعَلى الْخَامِس غَالب الْعَضُد وَكَذَا على السَّادِس مَعَ غَالب الْحَاشِيَة والعبري وَعنهُ أَخذ غَالب شرح المواقف وَكَذَا) أَخذ فِي علم الْكَلَام عَن الكافياجي والفرائض والحساب عَن ابْن المجدي قَرَأَ عَلَيْهِ الْفُصُول لإبن الهائم وَسمع غَيره وَعَن البوتيجي وَأبي الْجُود وحرص على ملازمته بِحَيْثُ كَانَ رُبمَا يجْتَمع عَلَيْهِ فِي الْيَوْم أَرْبَعَة أَوْقَات والشهاب السيرجي قَرَأَ عَلَيْهِ منظومته المربعة وَالشَّمْس الْحِجَازِي أَخذ عَنهُ النزهة والعربية عَن الحناوي والراعي وَهُوَ أول من فتح عَلَيْهِ فِيهَا كَمَا بَلغنِي وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ شَرحه للجرومية الْمُسَمّى المستقل بالمفهومية وَإِلَى شرح قَوْله فِي الإبتداء كَذَا إِذا يسْتَوْجب التصديرا من تصنيفه فتوح المدارك إِلَى إِعْرَاب الفية ابْن ملك وَعَن ابْن قديد قَرَأَ عَلَيْهِ غَالب التَّوْضِيح وَقطعَة صَالِحَة من ابْن المُصَنّف وَأخذ فِي التَّوْضِيح أَيْضا عَن أبي الْقسم النويري وَسمع عَليّ الزين عبَادَة الحاجبية إِلَى مَبْحَث التَّنْوِين وَامْتنع الزين من خَتمهَا على قَاعِدَة أَبنَاء الْعَجم غَالِبا وَعَن القاياتي فِي المغنى وَقَرَأَ على العجيسي بعض الأفية وعَلى الشرواني فِي نَحْو الْعَجم شرح اللب والتصريف عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ شرح تصريف الْعزي للتفتازاني وَعَلِيهِ قَرَأَ غَالب التَّلْخِيص فِي الْمعَانِي

الْبَيَان وغالب شرح الشمسية فِي الْمنطق وجميعه على الشرواني وعَلى أبي الْقسم فِي شرح ايساغوجي والمتن على الكافجي وَعنهُ أَيْضا أَخذ الْمعَانِي وَأخذ الْعرُوض والقوافي عَن النواجي وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الخزرجية وعروض ابْن القطاع والتصوف عَن أبي الْفَتْح الفوي قَرَأَ عَلَيْهِ رسَالَته ولقنه الذّكر وَكَذَا تلقنه من الغمري وَألبسهُ طاقيته وَمن الزين مَدين الاشموني وَعمر النبتيتي وَغَيرهم والقراآت عَن الفقيهه ابْن أَسد تَلا عَلَيْهِ لأبي عمروونافع وَابْن كثير وعلوم الحَدِيث عَن شَيخنَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ شرح النخبة لَهُ وَسمع عَلَيْهِ غَيره دراية وَرِوَايَة وَكَذَا سمع عَليّ الزين الزَّرْكَشِيّ غلب مُسلم بِقِرَاءَة الْجمال بن هَاشم فِي الشيخونية والبدر حُسَيْن البوصيري مَجْلِسا من الدراقطني بِقِرَاءَة أبي الْقسم النويري وَعَائِشَة الكنانية شَيْئا بِقِرَاءَة وَلَدهَا الْعِزّ وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصَّحَابَة بِقِرَاءَة البقاعي وَأَرْبَعين شَيخا من الْعلمَاء والمسندين ختم البُخَارِيّ بِقِرَاءَة ابْن الفالاتي وَلم يمعن فِيهِ، وَأَجَازَ لَهُ المقريزي وَغَيره بل أجَاز لَهُ فِي جملَة بني أَوْلَاد جده خلق فِي استدعاء مؤرخ برجب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ، وَلم يزل مشتغلا بالعلوم مستبصرا فِي الْمَنْطُوق مِنْهَا وَالْمَفْهُوم وَمَعَ قيام وَالِده عَنهُ بِجَمِيعِ احْتِيَاجه وسلوكه الطَّرِيق الْموصل لاستقامته دون أعوجاجه بِحَيْثُ لم تعرف لَهُ صبوة وَلَا عدت عَلَيْهِ نقيصة وَلَا هفوة حَتَّى أُشير إِلَيْهِ بالتقدم ولاستحقاق للاقتباس مِنْهُ والتفهم وَشهد لَهُ بذلك اللأكابر وأثنت عَلَيْهِ بالألسن المحابر فَكَانَ مِمَّن) شهد لَهُ بالبرعة فِي الْفِقْه وأصوله والفرائض وَغَيرهَا مِمَّا ظهر لَهُ من مباحثه على الطَّرِيقَة الجدلية والمباحث المرضية والاسالب الفقيهة والمعاني الحديثية عَم وَالِده وَأذن لَهُ هُوَ والشرف السُّبْكِيّ فِي الافتاء والتدريس وَقَالَ ثَانِيهمَا أَنه صَار نور حدقة فضلاء عصره وَنور حديقة نبلاء مصره وسما اسْمه فِي محافل النظريين أقرانه ونمارسه فِي مجَالِس التَّحْقِيق بَين عُلَمَاء زَمَانه وَأَنه مِمَّن بِحَيْثُ فِي كتب الْمَذْهَب من مَبْسُوط ومختصر حَتَّى ظهر لَهُ التَّحْقِيق الْمُعْتَبر وَله حل الْحَاوِي الصَّغِير مَا يفوق بِهِ على كثير مِمَّن هُوَ بَين أهل زَمَانه كَبِير بِحَيْثُ علقت التعليقة عَلَيْهِ بذهنه الصَّحِيح وَلسَانه الفصيح وَكَذَا أذن لَهُ فِي إقراء مَا شَاءَ من كتب الْفَرَائِض السيرجي وباقراء كتب الْمنطق لكل من يَسْتَفِيد كَائِنا من كَانَ الكافياجي وباقراء الْعَرَبيَّة الرَّاعِي، وَوَصفه المقريزي بزين الزَّمَان وتاجه وَعين الاوان وسراجه مطلع الْعُلُوم لنا نجوما وَأَهله ومرسل الْفَوَائِد والفرائد علينا غيوما مستهلة، وَأثْنى ابْن قديد على صفاء ذهنه والمحلى على بديع فهمه وجودة مضمونه جلّ أرسل لَهُ مرّة فِي وَاقعَة خَالف فِيهَا عَم وَالِده بأَمْره حَسْبَمَا قرأته بِخَطِّهِ بِالنّظرِ

فِيهَا ليَكُون متأهبا لَهَا فِي العقد الَّذِي سيجتمع فِيهِ بِسَبَبِهَا وَكَذَا بَلغنِي عَن كل من شُيُوخنَا الونائي والقلشندي والمحلي وَنَحْوه قَول شَيخنَا أَنه قاق أقرانه نظرا وفهما وشأى أشاعه معرفَة وعلما وارتقى فِي حسن التَّصَوُّر إِلَى الْمقَام الاسنى وفَاق فِي حسن الْخلق والخلق حَتَّى اسْتحق الْمَزِيد من الْحسنى فَهُوَ الْبَدْر الْمشرق فِي نَادِيه ومفخر أهل بَيته حِين يَقْصِدهُ المستفيد ويناديه. وحامل لِوَاء الْفُنُون الآلية بِحَيْثُ ضاء ذهنه كنار على علم وَصَارَ أَحَق بقول من قَالَ: وَمن يشابه أبه وجده فَمَا ظلم، وَأَعْلَى من هَذَا كُله أَن وَالِده رغب لَهُ عَمَّا كَانَ باسمه من نصف تدريس التَّفْسِير بِجَامِع طولون فَعمل بِهِ حِينَئِذٍ اجلاسا حَضَره سعد الدّين بن الديري والبساطي والمحب ابْن نصر الله وَغَيرهم من الأكابر تكلم فيع على قَوْله تَعَالَى رب أوزعني أَن أشكر نِعْمَتك الَّتِي أَنْعَمت عَليّ وعَلى وَالِدي وَأَن أعمل صَالحا ترضاه الْآيَة وَقَالَ الْمُحب اذ ذَاك قَلِيل من الْفَهم خير من كثير من الْحِفْظ وَسَأَلَ الْمدرس سؤالا فَانْتدبَ الشَّمْس الْقَرَافِيّ للجواب عَنهُ بِمَا نازعه فِيهِ الْمدرس وَوَافَقَهُ الْحَنَفِيّ إِذْ قَالَ فَحِينَئِذٍ سُؤال الْمدرس بَاقٍ وَكَذَا رغب لَهُ وَالِده حِينَئِذٍ عَمَّا كَانَ باسمه أَيْضا من نصف التصديري فِي الحَدِيث بالاشرفية الْقَدِيمَة ثمَّ كملا لَهُ بعد موت عَمه أبي الْعدْل. وناب عَن عَم وَالِده فِي الْقَضَاء سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بالصالحية وَكَذَا بأبيار وجزيرة بني نصر وطنتدا وَغَيرهَا غوضا عَن السفطي) وببلبيس وعملها عوضا عَن عَليّ الْخُرَاسَانِي الْمُحْتَسب وبفوة ومرصفا وسنيت وعملها وَبِغير ذَلِك ثمَّ ولي قَضَاء الْعَسْكَر وَنظر أتابك الْعزي وتدريس الحسامية بأطفيح وَالنَّظَر عَلَيْهَا، كل ذَلِك بعد وَفَاة أَبِيه، وَكَذَا نِيَابَة النّظر على وقف السيفي بعد أَبِيه وَعَمه وَالنَّظَر على جَامع الانور ووقف بيلبك الخازنداري وَغَيرهَا والتدريس فِي الْفِقْه بالمنصورية برغبة الْمُحب القمني لَهُ عَنهُ وَالنَّظَر على سعيد السُّعَدَاء بعد الزيني بن مزهر بالبذل، ثمَّ دبر بعض الحساد من دس الاستشلاء عَلَيْهِ حَتَّى انْفَصل عَنهُ قبل تَمام السّنة وَاسْتمرّ الاسترسال من التعصب حَتَّى انتزع عَم وَالِده مِنْهُ النّظر على وقف السفي بل وتعدى لغيره من وظائفه وَلكنه لم يتم بل اجْتهد فِي عوده وتفويض الْمشَار إِلَيْهِ النّظر لَهُ واستحكم سعد الدّين بن الديري شيخ الْمَذْهَب الْحَنَفِيّ بِصِحَّة التَّفْوِيض وَأَفْتَاهُ بِأَن مذْهبه انْقِطَاع ولَايَة الْمُفَوض وَلَو كَانَت شَرط الْوَاقِف وَلذَا لم ينْهض أحد من القضاه بعده لانتزاعه مِنْهُ إِلَّا الزين زَكَرِيَّا بِوَاسِطَة مرافعة بعض الْمُسْتَحقّين بل وانتزع مِنْهُ ألف دِينَار فأزيد مصالحة عَن الفائض من متحصله مُدَّة تكَلمه مُدَّة تكَلمه عَلَيْهِ وَصَارَ البدري يتَكَلَّم عَنهُ بطرِيق النِّيَابَة لكَون الْحَنَفِيّ الْمُتَوَلِي لم يُوَافق على مَا أفتى بِهِ

ابْن الديري وَكَاد الْبَدْر يقد غنبا سِيمَا قد عجز الْمَنَاوِيّ عَن ماهو دون هَذَا مَعَه وَلما توفّي عَم وَالِده سعي فِي النِّيَابَة عَن بنيه فِي تداريسه وَنَحْوهَا لكَونه صهره زوج ابْنَته فَأُجِيب ثمَّ عورض فَكَانَ ذَلِك حَامِلا لَهُ على الِاسْتِقْرَار فِي الرّبع من جَمِيعهَا وَهِي الخشابية والشريفه والقانبيهية والبرقوقية ميعادا وتفسيرا ولافتاء بالحسنية وَمَا باسمه من مُرَتّب وَنظر وَغير ذَلِك ثمَّ بعده مُدَّة اسْتَقر فِي الثّمن مِنْهَا أَيْضا وتكلف فِي الْمَرَّتَيْنِ دون ثَلَاثَة آلَاف دِينَار رغب للمساعدة فِيهَا عَن تدريس الْفِقْه بالمنصورية وحصته فِي القانبيهية وَغير ذَلِك وباشرها شَرِيكا لفتح الدّين ابْن المتوفي هَذَا بعد أَن كَانَ الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ قَاضِي الْحَنَابِلَة تكلم سرا مَعَ الظَّاهِر جقمق حِين عين الخشابية للمناوي فِي توعك عَم وَالِده الَّذِي كَانَ أشرف فِيهِ على الْمَوْت أَن لاتخرج عَنهُ بِدُونِ مُقَابل وَفِي غُضُون مُبَاشَرَته لما تقدم ولي الْقَضَاء عوضا عَن الصّلاح المكيني بتكليف نَحْو سَبْعَة آلَاف دِينَار وَذَلِكَ فِي حادي عشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَسبعين فَأحْسن الْمُبَاشرَة فِي أول ولَايَته وأعلن كل من رفقته الابتهاج بمرافقته والمنفصل مُجْتَهد بمكره واعمال حليته فِي إذهاب بهجته واخماد الارهاب من صولته بِنَفسِهِ وأعوانه مَعَ إخفائه وكتمانه والبدر مساعده بِشدَّة صفاء خاطره وسده بِعَدَمِ المداراة الطَّرِيق عَن الْمعِين لَهُ وناصره مَعَ ماع عِنْده من طيش) وبادرة وَتوجه لتَحْصِيل مَا يُوفي مِنْهُ تِلْكَ الدُّيُون المتكاثرة بِدُونِ دربة ورتبة مِمَّا الظَّن لوصول الْخصم مِنْهُ لما لَيْسَ لهَذَا بِهِ نِسْبَة، إِلَى أَن انْفَصل قبل تَمام ثلث سنة وتعطل عَلَيْهِ الْعود لهَذِهِ الخطة الَّتِي هِيَ عِنْدهم حَسَنَة وَذَلِكَ فِي ثَانِي جُمَادَى الاولى من السّنة وَاسْتمرّ فِي المكابدة والمناهدة بِسَبَب الدُّيُون الزَّائِدَة مَعَ شمواله الوفي فِيهَا باللطف الْخَفي غير آيس من رُجُوعه وَلَا حَابِس نَفسه عَن التلفت إِلَيْهِ فِي يقظته وهجوعه خُصُوصا وَهُوَ يجد المجال للتكلم غير مرّة ويعد بِالْمَالِ الْعَالم بِأَنَّهُ لايترك مِنْهُ ذرة بل حضر فِي كائنة أفتى فِيهَا عقد مجْلِس بِحَضْرَة السُّلْطَان وغيبة الْمُتَوَلِي حِينَئِذٍ إِظْهَارًا للتفكير وتنبيها وَمَعَ ذَلِك فَمَا وصل، وَإِلَى أَن انْفَصل بعد تعلله أَزِيد من شَهْرَيْن بقرحة جَمْرَة فِي كتفه ثمَّ ياسهال خَفِيف عصر يَوْم السبت ثَانِي ربيع الاول سنة تسعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم تقدم النَّاس الْجلَال الْبكْرِيّ مَعَ حُضُور الْقُضَاة إِلَّا الشَّافِعِي بتقدم الزيني بن مزهر لَهُ ثمَّ أدْركهُ الشَّافِعِي فصل عَلَيْهِ عِنْد بَاب مدرستهم ثمَّ دفن فِيهَا عِنْد جذوه وَجُمْهُور سلفه وتأسف كَثِيرُونَ على فَقده. وَكَانَ إِمَامه عَلامَة غفيها نحويا أصوليا مفننا بحاثا مناظرا مشاركا فِي الْفَضَائِل حسن التَّصَوُّر طلق اللِّسَان فصيح الْعبارَة مقتدرا على التَّصَرُّف وَالْجمع بَين ماظاهره التنافر شَدِيد الذكاء

حسن الشكالة وضيئا لطيف الْعشْرَة زَائِد الِاعْتِقَاد فِي الصَّالِحين كثير الزِّيَارَة لَهُم أَحيَاء وأموتا بَعيدا عَن الملق والمداهنة سريع البادرة وَالرُّجُوع شَدِيد الصفاء، تصدى التدريس قَدِيما بِجَامِع الازهر وَبِغَيْرِهِ من الأكن والبلاد وَأخذ عَنهُ والأكابر التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه والفرائض ولاصلين والعربية وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَغير ذَلِك وَقُرِئَ عِنْده البُخَارِيّ وَمُسلم وَغَيره مرّة، وَشرع قَدِيما فِي كتاب جعله كالمحاكمات بَين الْمُهِمَّات والتعقبات وقف على مَا كتبه مِنْهُ شَيخنَا وَاسْتَحْسنهُ وحضه عل إكماله وَكَذَا شرح مُقَدّمَة شَيْخه الحناوي فِي النَّحْو فِي مُجَلد لطيف وقف عَلَيْهِ مؤلف الْمَتْن وَله أَيْضا جُزْء لطيف فِي الْعَرَبيَّة وَبَعض قَوَاعِد فقية وحواش على شرح الْبَيْضَاوِيّ للاسنوي وعَلى الخبايا الزوايا للزكرشي وَغير ذَلِك بل كتب على الرَّوْضَة من محلين وَلَا تَخْلُو دروسه من عنديات وأبحاث مبتكرة وَلَكِن لِسَانه أحسن من قلمه وَبَيَانه أمتن من عَدمه وينسب إِلَيْهِ الْعَمَل بِمَسْأَلَة ابْن سُرَيج فِي الظلاق وَقد نزوج قبل مَوته بِيَسِير بِابْنِهِ السبر باي زَوْجَة الصّلاح المكيني مَعَ بَقَاء ابْنة الْعلم البُلْقِينِيّ الَّتِي كَانَ تَزْوِيجهَا بعد أُخْتهَا بِمُقْتَضى اعْتِقَاده فِي عصمته وَأقر فِي مرض مَوته بِحُقُوق وبحوها، ومحاسنه كَثِيرَة وَكنت) أوده وَلَكِن الْكَمَال الله وَمَا أَحْبَبْت لزكريا مَا عمله مَعَه وَقد سمعته يَقُول أَنا قَتِيل زَكَرِيَّا وَمرَّة الصاني، ثمَّ تصرف فِي تركته مَعَ فتح الدّين وَغَيره أقبح تصرف وَلذَا لم يلبث أَن قوصص الْكل وَلم يظْهر للقدر الْمَأْخُوذ مِنْهُ بالتجبر والتكبر ثَمَرَة فانه بعد اتبياع بدل بِهِ حل وَبيع وبذل فِيمَا الله عَالم بِهِ بل تمنى الْمُسْتَحق لوقف السيفي دوَام ذَلِك كَمَا كَانَ رَحمَه الله وإيانا. وَقَالَ الشهَاب الطوخي بعد مَوته: (رعى الله قبرا ضم أعظم عَالم ... بتحقيقه حاوي الْجَوَاهِر كالبحر) (فمذ غَابَ أظلم الجو بالورى ... وَكَيف يضيء الجو مَعَ غيبَة الْبَدْر) 261 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن فريج نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الصَّالِحِي. / نِسْبَة للصالحية الَّتِي بِظَاهِر الْقَاهِرَة، وَقَالَ المقريزي إِلَى الصالحية من منَازِل الرمل بطرِيق الشَّام. ولد سنة بضع وَخمسين وَسمع فِيمَا ذكر من الْجمال بن نَبَاته وَغَيره وتعاني الادب فنظم الشعهر الْمُتَوَسّط وَكتب الْخط الْحسن وَوَقع عَن الْقَضَاء ثمَّ نَاب فِي الحكم عَن الْحَنَفِيَّة ثمَّ عَن الشَّافِعِيَّة ثمَّ وثب على منصب قَضَاء الشَّافِعِيَّة لما غَابَ الصَّدْر الْمَنَاوِيّ فِي السّفر مَعَ السُّلْطَان لقِتَال تمر لنك وَاسْتقر بعد الْيَأْس من الْمَنَاوِيّ وشغور المنصب عَنهُ أَزِيد من شَهْرَيْن فِي تَاسِع عشري شعْبَان سنة ثَلَاث فَأَقَامَ عشرَة أشهر ثمَّ عزل فِي رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة

أَربع وَاسْتقر الْجلَال البُلْقِينِيّ عوضا عَنهُ بِمَال كثير بذله بعناية سودون ثمَّ أُعِيد الصَّالِحِي بعناية السالمي فِي شَوَّال الَّتِي تَلِيهَا فَلم يلبث أَن مَاتَ بعد أَرْبَعَة أشهر بعلة القولنج الصفراوي ثمَّ فِي ثَانِي عشر محرم سنة سِتّ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الصَّالح خَارج بَابي زويلة وَحضر جنَازَته أَمِير الْمُؤمنِينَ وَمن الامراء قطلو بغا الكركي وَلم يحضر من الاعيان سواهُم وَدفن فِي تربته عِنْد المشهد النفيسي وأسف أَكثر النَّاس عَلَيْهِ لحسن تودده وكرم نَفسه وَطيب عشرته ومشاركته فِي الْعلم فِي الْجُمْلَة مَعَ لين جَانِبه وتواضعه وقبوله للرسائل بِحَيْثُ كثر النواب فِي زَمَنه وَكَثْرَة بره للْفُقَرَاء ولاغنياء حَتَّى أَنه رُبمَا أدّى إِلَى حسان بعض الْمُسْتَحقّين من الايتام وَنَحْوهم وَلِأَنَّهُم ألفوا من الصَّدْر الْمَنَاوِيّ ألباو المفرط الَّتِي جرت الْعَادة بِعَدَمِ احْتِمَاله وَلَو عظم المتلبس بِهِ. رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. ذكره شَيخنَا فِي انبائه بِاخْتِصَار عَن هَذَا. وَقَالَ المقريزي فِي عقوده كَانَ جده نَصْرَانِيّا من أهل الصالحية يُقَال لَهُ فريج فَلَمَّا أسلم تسمى عبد الرَّحْمَن، وَكَانَ أَبوهُ مِمَّن يشْهد بالحوانيت واتصل بالمتوكل على الله مُحَمَّد ولازمه وَنَشَأ) ابْنه فَجَلَسَ شَاهدا وَكتب الْخط الْجيد وَتعلق بِخِدْمَة الزِّمَام مقبل فولاه شَهَادَة ديوانه وعدة وظائف وَوَقع فِي الحكم ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء من بعد التسعين وَصَارَ يعرف الرياسة والحشمة وقرض الشُّعُور وَهُوَ نثره متوسطان مَعَ حسن شكالة وَمَعْرِفَة بالنحو وبالوراقة ومشاركة فِي الْفِقْه. وَلما مَاتَ شنعت القالة فِيهِ من أَرْبَاب الْأَمْوَال الَّتِي بذلها فَإِنَّهُ لم يتْرك شَيْئا وَقد جنى على نَفسه على غَيره. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف الدكالي الْمَالِكِي. / 262 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خليف بن عِيسَى بن عَبَّاس بن بدر بن عَليّ بن يُوسُف بن عُثْمَان الْمُحب أَبُو الْمَعَالِي وَرُبمَا لقب الْعَفِيف وبالشمس وبالجمال بن الرضي أبي حَامِد بن النقي بن الْحَافِظ الْجمال الانصاري الخزرجي المطري الاصل الْمدنِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَهُوَ بسط الزين أبي بكر المراعي وَيعرف بالمطري. / ولد فِي رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِطيبَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة وأربعي النَّوَوِيّ والمنهاج الفرعي والأصلي والجمل الزجاجي وَأكْثر من نصف التَّلْخِيص وَعرض وتفقه بِأَبِيهِ وجده لأمه وَالْجمال بن ظهيرة وَالشَّمْس البوصيري وَأخذ النَّحْو عَن أَبِيه وَيحيى التلمساني وَالشَّمْس المعيد وَبِه انْتفع وَسمع بِبَلَدِهِ من جديه وَالْجمال الاميوطي والبرهان بن فَرِحُونَ وَالْقَاضِي على النويري والزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي فِي آخَرين وأحضر فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ على سعد الدّين الله الاسفرايني بِقِرَاءَة أَبِيه بعض سنَن أبي دَاوُد وَسمع

بِمَكَّة من أَبِيه وَابْن صديق وَالْجمال بن ظهيرة والزين الطَّبَرِيّ وَطَائِفَة وَحج أَزِيد من ثَلَاثِينَ مرّة وَدخل الْقَاهِرَة بعد سنة عشر فَسمع على الْجمال الْحَنْبَلِيّ والشرف ابْن الكويك، وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل، وَأَجَازَ لَهُ التنوخي وَابْن الذَّهَبِيّ وَابْن العلائي وَآخَرُونَ وَخرج لَهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد مشيخة، وَحدث بالكثير أَخذ عَنهُ التقي بن فَهد وَابْنه النَّجْم والكمال إِمَام الكاملية وَالشَّمْس الزعيفريني وحسين الفتحي وَابْن الشيخة فِي آخَرين من أَصْحَابنَا، وَكتب عَنهُ البقاعي مَا كتبه من نظمه على الاستدعاء وَوَصفه بالثقة الامين وَأَجَازَ لي وَكَانَ إِمَامًا عَالما مدرسا ناظما نَاب فِي الْقَضَاء والخطابة ولامامة والرياسة عَن وَالِده ثمَّ التلقي الرياسة عَنهُ وَكَذَا نَاب عَن جده لأمه، وكتبت فِي المعجم والوفيات وَغَيرهمَا من نظمه. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت رَابِع عري شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين بطبيبة وَدفن بِالبَقِيعِ بعد الصَّلَاة عَلَيْهِ بالروضة. وَلم يخلف بعده بهَا مثله رَحمَه الله) وإيانا. 263 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر أَبُو الْحرم بن الشَّمْس الصبيبي الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وأبوهما وجد الشَّمْس مُحَمَّد بن فتح الدّين ابْن التقي لأمه. / قَرَأَ البُخَارِيّ بالروضة على أَبِيه فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَعلي الْجمال الكازروني فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَبِه انْتفع، وَكَانَ صهره أَبُو الْفَتْح بن تَقِيّ يرجحه على أَخِيه وَوصف بالفقيه الْفَاضِل. وَله نظم رَأَيْت مِنْهُ تخميس الْبردَة. 254 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْمصْرِيّ الصحراوي الهرساني / الْمَاضِي أَبوهُ. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن صلح بن اسمعيل الزكي بن فتح الدّين أبي الْفَتْح بن نَاصِر بن التقي الكنني الْمصْرِيّ الاصل الْمدنِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن صلح. / ولد فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بطبية وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والشاطبية والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وعرضها على جمَاعَة واشتغل قَلِيلا وَقَرَأَ على الْمَنَاوِيّ وَغَيره، وَاسْتقر بعد أَبِيه فِي الخطابة والإمامة بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ مَعَ النّظر عَلَيْهِ وَجمع لَهُ مَعهَا قَضَاء حِين سفر أَخِيه صَلَاح الدّين لليمن سنة ثَمَانِينَ وَكَانَ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَسبعين وسافر مِنْهَا إِلَى الرّوم بل دخل الْقَاهِرَة وَالروم قبل أَيْضا. وَكَانَ وجيها عَظِيم الهمة متوددا للغرباء اغتيل فِي لَيْلَة السبت ثَالِث عشري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ عِنْد بَاب الْمَسْجِد النَّبَوِيّ على يَد بعض العياسي بمعاونة جمَاعَة مِنْهُم لكَونه حكم فِي الدَّار الْمَأْخُوذَة مِنْهُم وفاز بِالشَّهَادَةِ، وَلم يلبث أَن مَاتَ قَاتله بعد مصيره عِبْرَة بخراج

طلع على قلبه فَمَاتَ قبله بعض من عاونه فِي الْقَتْل وعمى آخر كَانَ من رؤوسهم وصاروا إِلَى أَسْوَأ حَال. رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 226 - مُحَمَّد صَلَاح الدّين بن صَالح / أَخُو الَّذِي قبله. ولد فِي سادس عشري رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل وتلا فِيهَا القرآت على السَّيِّد الطباطبي وَالشَّمْس الششتري وَفِي الْيمن على الْفَقِيه مُحَمَّد الْمَعْرُوف ببدير تَصْغِير بدر بل وَلَقي بِالْيمن إِحْدَى وَثَمَانِينَ فقيهه عمر الْفَتى فَأخذ عَنهُ كثيرا من تصانيفه أَو سائرها وَكَذَا من تصنيف شَيْخه الرَّوْض مَعَ التمشية عَلَيْهِ ولازم الشهَاب الابشطي فِي الْفِقْه وأصوله والفرائض) والعربية وَأخذ فِي الْفِقْه والعربية عَن التَّاج أَحْمد الخفري الشِّيرَازِيّ أحد جمَاعَة ابْن الْجَزرِي حِين قدموه الْمَدِينَة ونزوله عِنْده وَفِيهِمَا والاصول عَن أبي الْفَتْح بن إِسْمَعِيل الازهري حِين مجاورته عِنْدهم بل استجاز لَهُ وَالِده شَيْخه الْكَمَال بن الْهمام وَقَالَ لَهُ وَقد سَأَلَهُ على سَبِيل الايناس لَهُ وَهُوَ بحديقة الحسنية قبلي مَسْجِد قبا عَن نَخْلَة حَمْرَاء مِنْهُمَا اسْمهَا فَقَالَ لَهُ حِيلَة فَقَالَ فائتني بِشَيْء من ثَمَرهَا حَتَّى أفيدك بفائدة فِي اسْمهَا فبادره وأحضر لَهُ قفة صَغِيرَة فابتهج وَقَالَ إِنَّمَا اسْمهَا حليوية فقلبت الوا يَاء ثمَّ أدغمت الْيَاء فِي أُخْتهَا وَقَرَأَ الْيَسِير من شرح الورقات على مُؤَلفه الْكَمَال إِمَام الكاملية وبمكة وَغَيرهَا عَن الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ بل حضر بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ جملَة من دروس علم البُلْقِينِيّ والمناوي والمحلي وَمِمَّا أَخذ عَنهُ فِي شروحه على الْمِنْهَاج مَعَ النَّجْم بن حجي وَيحيى الدمياطي وَكَذَا سمع بهَا على السَّيِّد النسابة مصاحبا للشمس بن القصبي المستقر فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِالْمَدِينَةِ بعد تكَرر دُخُوله للقاهرة بعْدهَا وَقَرَأَ فِي بعض قدماته على الْفَخر الديمي ومان ثَلَاثَة مِنْهَا مَطْلُوبا وَيحصل تَمام الْخَيْر وَالْفضل بِحَيْثُ خطب مسئولا بِجَامِع الازهر وَأم الْملك مسئولا فِي صَلَاة الْمغرب وَكَذَا دخل الشَّام وَلَقي فِيهَا حميد الدّين الفرغاني وَحضر عِنْده وَبَيت الْمُقَدّس وَسمع فِيهِ على التقى أبي بكر القلقشندي وبمكة على أبي الْفَتْح وبالمدينة على أَخِيه أبي الْفرج المراغيين وَقَرَأَ على وَالِده القَاضِي فتح الدّين الشفا وَالشَّمَائِل وَأَجَازَ لَهُ الْخَمْسَة الْأَولونَ بالإقراء زَاد الْخَامِس وبالإفتاء بل حضر عِنْده فِي دروسه وخطب بيبيت الْمُقَدّس وبالخليل وَأم الْأَقْصَى واستقل بِقَضَاء الْمَدِينَة بعد استعفاء عَمه الولوي مُحَمَّد وَكَذَا بِالنّظرِ على الْمَسْجِد الْحَرَام عوضا عَن أَخِيه الَّذِي قبله وشارك بَقِيَّة إخْوَته وَولده فِي الخطابة والإمامة وَقَررهُ الْأَمِير خير بك من حَدِيد فِي تدريس الشَّافِعِيَّة من دروسه وَلما كنت بِالْمَدِينَةِ سمع مني أَشْيَاء وَحضر عدَّة من بالسي وَسمعت

خطابته وَصليت خَلفه وحمدت تودده وعقله واحتماله وتواضعه حَسْبَمَا شاهدته. 267 - مُحَمَّد مجد الدّين بن صلح / أَخُو اللَّذين قبله. ولد سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومناهجه وألفية النَّحْو، وَعرض على أَبَوي الْفرج الكازروني والمراغي وجود الْقُرْآن على ابْن شرف الدّين الششتري وشارك بعد اغتيال أَخِيه زكي الدّين إخْوَته وَولده فِي خطابة والإمامة وباشر ذَلِك فأجاد. وَقدم الْقَاهِرَة وَالشَّام وجال وَسمع مني بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ بِالشَّام حِين كوني بِطيبَة فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَتِسْعين لكَونه كَانَ توجه إِلَى الرّوم فِي) آخر سنة خمس فدام بهَا إِلَى أَن وصل الشَّام فِي آخر سنة سبع بعزم الْعود. 268 - مُحَمَّد شمس الدّين بن صلح / أَخُو الثَّلَاثَة قبله. شَارك إخْوَته وَولد أَخِيه أَيْضا بعد إغتيال أَخِيه وَلم يُبَاشر ذَلِك. مَاتَ فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين بِطيبَة عَن بضع وَأَرْبَعين سنة. وَدخل الشَّام ومصر وَالروم واليمن وَغَيرهَا وَكَانَ ذكيا شهما كَرِيمًا سَاكِنا صاهره مَسْعُود المغربي على ابْنَته وأنجب أَبَا الْقَاسِم رِجَاله أَوْلَاد. 269 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر جلال الدّين ابْن صدر بن التقي الزبيرِي الْمحلي الاصل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَكَانَ صوفيا فِي البيبرسية مَعَ غَيرهَا من الْجِهَات منعزلا على شَأْنه وَأَظنهُ قَارب السِّتين عَفا الله عَنهُ. 270 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر تَاج الدّين بن أفضل الدّين بن صدر الدّين بن الْمسند الشهير عَزِيز الدّين الْقرشِي الاسدي الزبيرِي المليجي الاصل القاهري الازهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الرَّحْمَن / الْمَاضِي وأبوهما. ولد سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَسمع على الشّرف بن الكويك واولي الْعِرَاقِيّ وَكتب عَنهُ وَعَن شَيخنَا فِي أمالهما، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَاسْتقر هُوَ وَأَخُوهُ بعد أَبِيهِمَا فِي خطابة الحسنية وَشَهَادَة الاوقاف الأزهرية وَشَهَادَة الْخَاص، وَكَانَ أحد صوفية البيبرسية وخطيب جَامع المارديني لكنه رغب عَنْهَا قبل مَوته مَعَ سُكُون وَخير. أجَاز بعض الاسدعآت وَكَانَ كثير الاجلال لي وَأَخْبرنِي بمنام رَآهُ لي كتبته فِي المعجم. مَاتَ بعد تعلله مُدَّة فِي أَوَائِل شَوَّال إِحْدَى وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا. 271 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْجمال أَبُو البركات بن أبي الْخَيْر الحسني الادريسي الفاسي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. / ولد فِي مستهل سنة إحجى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَبهَا نَشأ وَحفظ عدَّة

مختصرات فِي فنون واشتغل وناب فِي الحكم بِمَكَّة وَولي إِمَامَة الْمَالِكِيَّة بهَا. وَمَات معزولا عَنْهُمَا فِي محرم سنة ثَلَاث وَعشْرين وَدفن فِي المعلاة عقب الصَّلَاة عَلَيْهِ بِقرب سِقَايَة الْعَبَّاس مَعَ أَنه أوصى أَن لَا يُصَلِّي عَلَيْهِ إِلَّا خَارج الْمَسْجِد الْحَرَام عِنْد بَاب الْجَنَائِز رَحمَه الله. ذكره الفاسي. 272 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد أَبُو الْخَيْر بن أبي السرُور الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / ابْن عَم الَّذِي قبله. ولد فِي ربيع الاول سنة سِتّ عشرَة بِمَكَّة وَسمع بهَا ابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة وَعبد الرَّحْمَن بن طولوبغا وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ فِي اخرين. وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَدخل مَعَ أَبِيه وأخيه عبد الرَّحْمَن الْقَاهِرَة فقدرت وفاتهم بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. 273 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود الْكَمَال أَبُو البركات بن الشَّمْس أبي عبد الله المغربي الأَصْل الْمَقْدِسِي الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبُو وجده وَيعرف كأبيه بِابْن خَلِيقَة / وَهُوَ لقب جده عبد الرَّحْمَن. ولد فِي سَابِع من رَمَضَان سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَحفظ الْقُرْآن والرسالة وَبَعض الْمُخْتَصر وجود الْقُرْآن على أَبِيه وَبَعضه على عبد الْكَرِيم بن أبي الْوَفَاء واشتغل فِي النَّحْو وَغَيره على عبد الْوَهَّاب الانصاري وَأبي الْعَزْم الحلاوي فِي آخَرين، وَحج مرَّتَيْنِ وَدخل الشَّام غير مرّة والقاهرة فِي حَيَاة أَبِيه ثمَّ بعده فس سنة تسعين لَقِيَنِي حِينَئِذٍ فَسمع مني مسلسل وبقراءة غَيره مَجْلِسا من الشِّفَاء بل قَرَأَ هُوَ فِي البُخَارِيّ وَحضر تَقْرِير بعض الدُّرُوس وَذكر لي أَنه سمع قبل ذَلِك على الْجمال بن جمَاعَة والشمسين القلقشندي وَابْن الموقت وَغَيرهم وأفادني تَحْقِيق وَفَاة أَبِيه وَاسْتقر بعده فِي إِمَامَة جَامع المغاربة بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ومشيخة الْمدرسَة السلامية وَغير ذَلِك وَرجع. 274 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الشَّمْس أَبُو الْفضل بن الشَّمْس أبي عبد الله الْجَوْهَرِي بَلَدا الشَّافِعِي الاحمدي نزيل الْقَاهِرَة والماضي أَبوهُ والآتي وَلَده مُحَمَّد وَيعرف كسلفه بِابْن بطالة. / مِمَّن حفظ الْقُرْآن والتنبيه واشتغل، وَحج مرَارًا وجاور وابتنى الزاوية الشهيرة بقنيطرة الموسكي وَقرر مدرسها الْبُرْهَان الابناسي الصَّغِير وَجعل بهَا فُقَرَاء ثمَّ بَطل ذَلِك وَكَانَ مكرما للوافدين. مَاتَ فِي سَابِع رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَقد قَارب الْخمسين وَدفن بالْمقَام الاحمدي رَحمَه الله وإيانا. 275 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد أبي بكر بن صديق الْكَمَال أَبُو الْفضل بن الْمعِين أبي الْخَيْر بن التَّاج أبي الْيُسْر القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف بِابْن الطرابلسي. / ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ وَحفظ الْقُرْآن وكتبا

وَعرض على جمَاعَة واشتغل قَلِيلا وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء الزين رضوَان مؤرخ برمضان سنة سبع وَثَلَاثِينَ جمَاعَة مِنْهُم الْبَدْر حِين البوصيري وَالْجمال عبد الله بن عمر بن جمَاعَة وَأُخْته سارة وناصر الدّين الفاقوسي والتاج) الشرابيشي والبدر بن روق وَشَيخنَا وَلَا أستبعد أَن يكون سمع مِنْهُ فِي آخَرين. وناب فِي الْقَضَاء واستقل بجهات أَبِيه بعده كتدريس العاشورية ولازكوجية، وَحج فِي الرجبية وَغَيرهَا وَكَانَ ذَا ذوق ونظم. مَاتَ بعد توعك مُدَّة طَوِيلَة بالفالج وَنَحْوه فِي لَيْلَة الْخَمِيس تَاسِع عشر ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بتربة الصُّوفِيَّة الْكُبْرَى وَسمعت بِهِ أَنه تَابَ وأناب رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 276 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن مُسلم التَّاج بن الْبَدْر الْقرشِي البالسي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن مُسلم. / مِمَّن استنابه زَكَرِيَّا بنواحي قناطر السبَاع وَبَلغنِي أَنه ينظم. 277 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن عِيسَى ولي الدّين التبريزي نزيل مَكَّة وَشَيخ الرِّبَاط السَّيِّد حسن بن عجلَان بهَا. / مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. 278 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن روزبة فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن التقي الكازروني الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن تَقِيّ / لقب أَبِيه الْمَاضِي. ولد فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بِطيبَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ عَن قَرِيبه الْجمال الكازروني فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَعَن أبي السعادات بن ظهيرة والمنهاج الْأَصْلِيّ بحثا وَوَصفه بالعلامة وَأثْنى عَلَيْهِ وَأَنه تشرف بِحُضُورِهِ واستضاء بنوره وَحضر. وَهُوَ فِي الثَّالِثَة على الزين المراغي بعض الصَّحِيح ثمَّ سمع على ولديه أبي الْفَتْح وَأبي الْفرج بل قَرَأَ على أَولهمَا البُخَارِيّ فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ الشّرف الْمقري وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة وَأخذ بهَا عَن شَيخنَا والمناوي وَجَمَاعَة وبرع فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وتصدى للأقراء فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة واختص بالشهاب الابشطي بل قَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا. مَاتَ فِي سادس عشري رَمَضَان سنة سبع بعد أَن أَصَابَهُ طرف فالج من أول سنة رَحمَه وإيانا. 279 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن مُوسَى بن عبد الله الْعِزّ والمحب وَالشَّمْس أَبُو عبد الله بن الشَّمْس أبي عبد الله بن الزين والعز المغربي الصهناجي المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد القَاضِي وَيعرف بالعز بن عبد السَّلَام. / قدم جد جده عبد الله الْمغرب فقطن الخربة من عمل منوف ثمَّ انْتقل إبنه إِلَى منوف فقطنها وخطب. هُوَ وَابْنه وحفيده بِتِلْكَ النَّاحِيَة وَبهَا ولد الْعِزّ وَذَلِكَ فِي سنة خمس

وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَقَرَأَ فِيهَا الْقُرْآن والتنبيه وألفية ابْن مَالك) والمنهاج الْأَصْلِيّ، وَقدم الْقَاهِرَة بعد بُلُوغه فَعرض على الأبناسي وَابْن الملقن والبلقيني والقويسني وَأَجَازَهُ، وتفقه بلأبناسي والبيجوري والبهاء أبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ بل حضر دروس السراج البُلْقِينِيّ وَكَانَ شَيخنَا يَحْكِي أَنه رَآهُ يبْحَث فِي مَجْلِسه وَكَذَا أَخذ عَن وَلَده الْجلَال وَأذن لَهُ فِي الأفتاء والتدريس فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَمن قبله أذن لَهُ الابناسي وَكتب لَهُ إجَازَة طنانة أثبتها فِي المعجم وَأخذ الْفَرَائِض عَن الشَّمْس الغراقي وَغَيره من الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ عَن النُّور بن قَبيلَة الْبكْرِيّ وعلوم الحَدِيث لِأَبْنِ الصّلاح عَن الْجمال بن الشرائحي حِين قدومه الْقَاهِرَة وَبحث النَّحْو والمحب بن هِشَام وَعمر الْخَولَانِيّ وَسمع على البُلْقِينِيّ وَابْن أبي مجد والتنوخي والعراقي والهيثمي والأبناسي والجوهري وَابْن فصيح وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين الْحَنْبَلِيّ فِي آخَرين، وَدخل دمياط وإسكندرية وَغَيرهمَا وَمَا تيَسّر لَهُ الْحَج فِي حَيَاته فحج عَنهُ بعد مماته بإيصاء مِنْهُ وناب فِي الْقَضَاء فِي سنة خمس عشرَة عَن شَيْخه الْجلَال بعد أَن خطبه لَهُ مُدَّة سِنِين وَهُوَ يَأْبَى بل سَأَلَ وَالِده فِي إِلْزَامه إِيَّاه بذلك فَأجَاب، وَاسْتمرّ يَنُوب لمن بعده حَتَّى صَار من أجل النواب لَا يقدم شَيخنَا عَلَيْهِ مِنْهُم كَبِير أحد بل لم يُشْرك القاياتي فِي أَيَّام قَضَاءَهُ مَعَه فِي الصالحية غَيره وَأكْثر من التعايين عَلَيْهِ لكَونه كَانَ خَبره حِين جُلُوسه أعنى القاياتي عِنْده شَاهدا بِجَامِع الصَّالح بل سَمِعت أَن الْعِزّ توجه مَعَ القاياتي حَتَّى أجلسه بِمَجْلِس تَحت الرّبع مَعَ الشُّهُود لكَونه لم يقبل عَمَّن ولي حِينَئِذٍ فَلَمَّا عَاد شَيخنَا امْتنع من ولَايَته فِيهَا إِجَابَة لسؤال الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ لَهُ فِي ذَلِك فِي أَبْيَات نظمها أثبتها فِي الْجَوَاهِر لكَونه لم يرع حق شَيخنَا بترك الْقبُول وَاقْتصر شَيخنَا فِي الصالحية على الشهَاب السيرحي وَقَالَ للعز عين لَك مَجْلِسا تختاره فَامْتنعَ وصمم بِحَيْثُ أعَاد السُّؤَال لَهُ مَعَ نقيبه وَغَيره فَلم يجب إِلَى أَن توفّي شَيخنَا وَكَذَا امْتنع من النِّيَابَة عَن المناوى لتوهم درس شَيْء عَلَيْهِ فِيمَا يتَعَلَّق بِالْأَحْكَامِ، واشتهر بِمَعْرِِفَة الْفِقْه ومزيد استحضاره وَقصد بالفتاوى والمداومة على التِّلَاوَة فِي اللَّيْل مَعَ الثِّقَة وَالْأَمَانَة وَالتَّعَفُّف والتحري فِي قضائع وَعدم الْمُحَابَاة حَتَّى أَن الظَّاهِر جقمق لما سَأَلَهُ بعد كشفه مَعَ المحيوي الطوخي عَن كائنة البقاعي الَّتِي رمى فِيهَا على جِيرَانه بالنشاب مَاذَا يجب عَلَيْهِ قَالَ التَّعْزِير وَلم يتَحَوَّل عَن ذَلِك كرفيقه فَحَمدَ عدم مداهنته بل شافهه لما أمره بِالسُّكُوتِ حِين تكلم فِي عقد مجْلِس بِسَبَب نقض حكم الْعَلَاء بن اقبرس فيواقعة بقوله كَيفَ أسكت ولي سِتُّونَ سنة أخدم الْعلم، وَلم يتَعَرَّض لَهُ وعينه بعد لقَضَاء حلب وَبلغ الْعِزّ بذلك فاختفى إِلَى أَن)

اسْتَقر غَيره وَأَعْطَاهُ مُرَتبا على الجوالي بسفارة الْجمال نَاظر الْخَاص من غير سُؤال لَهُ لكَونه كَانَ علم تصميمه فِي الْحق وثبوته عَلَيْهِ فِيمَا احْتَاجَ إِلَيْهِ فِيهِ من القضايا وَلم يجب وَعظم عِنْده وَأكْثر من النبوت عِنْده فِي تعلقاته. وَحكى التَّاج الأخميمي عَنهُ مُشَاهدَة أَنه حضر مجْلِس الْمُحب بن الْأَشْقَر كَاتب السِّرّ لسَمَاع دَعْوَى فِي قَضِيَّة واحتيج فِيهَا إِلَى الْبَيِّنَة فَشهد الْمُحب عِنْده فَقَالَ لَهُ مثلك مَا يشْهد فِي هَذِه الْقَضِيَّة مفهما لَهُ عدم قبُوله فَكف عَن الشَّهَادَة، وَكَذَا حكى بعض الثِّقَات أَنه شَاهده وَقد وضح لَهُ شخص بَين يَدَيْهِ ثَلَاثِينَ دِينَارا ذَهَبا بِسَبَب إِثْبَات شَيْء ظهر لَهُ فِيهِ فزبره وَكَاد أَن يعزره ولشريف أَوْصَافه ظَهرت بركته فِي بعض من مَسّه بِبَعْض الْمَكْرُوه فابتلي بالجذام أتم ابتلاء بِحَيْثُ علم من نَفسه ذَلِك وترامى عَلَيْهِ بعد نُفُوذ السهْم ليرضى بباطنه عَنهُ فَمَا أَفَادَ حَتَّى مَاتَ، وَقد اجْتمعت بِهِ كثيرا وقرأت عَلَيْهِ بعض الْأَجْزَاء وخطبناه مرَارًا للأسماع فِي الْمجَالِس الْعَامَّة فَمَا وَافق معتذرا بِكَثْرَة الأرافة. مَاتَ بعد عصر يَوْم الْإِثْنَيْنِ رَابِع عشر ربيع الآخر سنة خمس وَسِتِّينَ وَقد زَاد على التسعين ممتعا بحواسه وقوته وَدفن من الْغَد بالتربة المرجوشية بعد أَن صلى عَلَيْهِ تجاه مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل تقدمهم الْأمين الأقصرائي رَحمَه الله وإيانا. 280 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْمُنْتَصر أَبُو عبد الله بن الْأَمِير أبي عبد الله بن أبي فَارس بن أبي الْعَبَّاس الهنتاني الحفصي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ملك الْمغرب بعد جده فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَلم يتهن فِي أَيَّام ملكه لطول مَرضه وَكَثْرَة الْفِتَن سِيمَا مَعَ قصر مدَّته فَإِنَّهُ مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس حادي عشرى صفر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بتونس وَاسْتقر بعده شقيقه عُثْمَان الْمَاضِي. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَخَالف غَيره فَجعل سنة وَفَاته سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَكَأَنَّهُ أشبه وسمى جده عُثْمَان وَهُوَ غلط ولقبه بالمنصور وَقَالَ: ملك تونس وبلاد إفريقية. 281 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله نَاصِر الدّين. / ولد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة أَو نَحْوهَا وتعاني الْكِتَابَة وَولي التوقيع وباشر فِي الْجَيْش وَصَحب حَمْزَة أَخا كَاتب السِّرّ. وَكَانَ جميل الْوَجْه وسيما محبا فِي الرياسة لكنه لم يرْزق من الْحَظ إِلَّا الصُّورَة. وَمَات مقلا فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 282 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الرضي أَبُو الْبَقَاء بن الْبَدْر بن الْعِزّ الْوَكِيل جده /) وَيعرف الْجد بالفار. ولد حفظ الْعُمْدَة وارعي النَّوَوِيّ ومنهاجه مَعَ مُخْتَصر أبي شُجَاع والفية ابْن ملك مَعَ الجرومية وحدود الأبدي وعرضها لي فِي

جملَة الْجَمَاعَة بل قَرَأَ على جَمِيع الْعُمْدَة وَالْأَرْبَعِينَ ولازمني فِي التفهيم وَكَذَا لَازم عبد الْحق السنباطي ثمَّ ترك وَحج فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وجاور وَكَانَ يتسبب هُنَاكَ بِبَاب السَّلَام. 283 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج نَاصِر الدّين الْمَدْعُو أَمِير الْحَاج حفيد الْفَخر صَاحب الفخرية. / اسْتَقر فِي نقابة الْجَيْش والتكلم على الْمدرسَة وأوقافها بعد ابْن عَم أَبِيه أَحْمد بن الناصري مُحَمَّد بن أبي الْفرج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فدام إِلَى أَن صرف فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ بِالشَّرِّ فِي مُوسَى بن شاهين الشجاعي بن الترجمان عَن نقابة الْجَيْش، ثمَّ لم يلبث أَن أُعِيد لَهَا وَاسْتمرّ إِلَى الْآن، وَحج فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين. 284 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ الشَّمْس المرجي القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالمرجي. / نَشأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفقه وَغَيره ولازم الْعَبَّادِيّ والبكري وَآخَرين وَسمع على القَوْل المرتقى فِي تَرْجَمَة الْبَيْهَقِيّ من تأليفي مَعَ ختم الدَّلَائِل النَّبَوِيَّة للبيهقي ولازمني من غير ذَلِك بل سمع بِقِرَاءَتِي على الْبَدْر النسابة والجلال بن الملقن والشهاب الحجاري وَأم هَانِئ الهورينية وَآخَرين، وَجلسَ مَعَ الشُّهُود رَفِيقًا للزين عبد اللَّطِيف الشارمساحي ثمَّ غَيره إِلَى آخر وَقت وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَأذن لَهُ فِي الإقراء فأقرأ قَلِيلا، وَحج فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وجاور فِي الَّتِي تَلِيهَا، وَكَانَ متدينا كثير الوسواس والتحري مَعَ بعض رعونة وخفة ورغبة فِي أَسبَاب التَّحْصِيل بِحَيْثُ أَنه جلس فِي بَاب السَّلَام مَعَ الشُّهُود أَيْضا وسافر لجده وَكَانَ مَعَه عبد يَسْتَقِي هُنَاكَ. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَلم يبلغ الْخمسين فِيمَا أَظن رَحمَه الله وإيانا. 285 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن نقيب الْقصر الْمَعْرُوف بِابْن شفتر ووالد أَمِير حَاج الْقَارئ بالنعمان. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة. 286 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ التَّاجِر أَبُو الْفَتْح بن الشَّمْس بن كرسون. / أُصِيب فِي سنة سبع وَتِسْعين وَهُوَ قادم من الْقَاهِرَة إِلَى جدة برا وبحرا بِمَوْت جمع من بنيه وَعِيَاله ثمَّ وَهُوَ مُتَوَجّه من جدة إِلَى الْهِنْد بغرق مَاله وَعِيَاله وَسلم هُوَ وَولد لَهُ صَغِير، وَعَاد بعد إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ قدم مِنْهَا فِي أثْنَاء الَّتِي تَلِيهَا وسافر من جدة إِلَى بربرة فِي أواخرها وَمَعَهُ الْبَدْر الجناجي ثمَّ عَاد فِي ربيع الثَّانِي من الَّتِي تَلِيهَا فَبَاعَ مَا كَانَ مَعَه من الْحبّ بِأَرْبَعِينَ الطنم فَمَا) دون ذَلِك ثمَّ وصل مَكَّة فِي جُمَادَى الأولى فَمَكثَ أَيَّامًا ثمَّ رَجَعَ فِي الْبَحْر إِلَى الْقَاهِرَة أخلف الله عَلَيْهِ.

287 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر ب نعْبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَارِث زين الدّين بن الْبَدْر بن المحيوي الْبكْرِيّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه وَيعرف لَهُم بِابْن عبد الْوَارِث. / عرض على الْمُخْتَصر وتنقيح الْقَرَافِيّ وألفية النَّحْو سنة أَربع وَثَمَانِينَ. 288 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف البعلي ثمَّ الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن الْفَخر. / كَانَ خيرا فِي عدُول دمشق. مَاتَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 289 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن الْكَمَال بن الْبَدْر الْجَعْفَرِي الْمَقْدِسِي النابلسي الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد بنابلس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْوَجِيز وَغَيره وَعرض على الْعِزّ الْكِنَانِي واشتغل على أَبِيه ثمَّ بِدِمَشْق وَغَيرهَا على التقي بن قندس وَغَيره وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ عَن الْعِزّ الْكِنَانِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا من كتب الحَدِيث وَغَيرهَا وَطلب قَلِيلا ولازمني حَتَّى قَرَأَ القَوْل البديع وَغَيره من تصانيفي وَغَيرهَا وَكتب عني فِي الْإِمْلَاء بل استعلى على فِي بعض الْأَوْقَات وناب عَن الْعِزّ وَمن بعده وَكَذَا نَاب بِدِمَشْق بل ولي قَضَاء بَلَده اسْتِقْلَالا ثمَّ قَضَاء بَيت الْمُقَدّس وَغَيرهَا وَلم تحمد سيرته وَنسب إِلَيْهِ مزِيد الرشا مَعَ خبرته بِالْأَحْكَامِ وتميزه فِي الصِّنَاعَة وَفِي القضابل ومشاركته ومزيد تودده وكرم أَصله. مَاتَ فِي إِحْدَى الجماديين سنة تسع وَثَمَانِينَ بإسكندرية غَرِيبا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 290 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الْغَزِّي الْمقري الشَّافِعِي وَيعرف بالقادري. / لقِيه الشَّمْس العذول بِمَكَّة فِي مجاورتهما بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وروى لَهُ عَن الشهَاب أَحْمد بن أَحْمد التّونسِيّ نزيل غَزَّة وأرخ أَخذه عَنهُ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتِّينَ وَأَنه أَخذ عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْحسن عَليّ التلمساني بن الْبناء فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَصَاحب التَّرْجَمَة مِمَّن قَرَأَ على الشَّمْس بن النجار الدِّمَشْقِي للثَّلَاثَة عشر فِي رَمَضَان سنة سِتِّينَ أَيْضا بقرَاءَته على الزين طَاهِر فِي سنة إِحْدَى عشرَة بِدِمَشْق وَعمر مائَة وَعشْرين سنة وَأخذ عَن التقي بن الصَّائِغ كَمَا قالهما تِلْمِيذه. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي الْجمال أَبُو الْيُسْر بن القطب أبي الْخَيْر الْمَالِكِي الْمَكِّيّ أَخُو يحيى الْآتِي وَيعرف بِابْن عبد الْقوي. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين بِمَكَّة وَحضر على ابْن الْجَزرِي فِي سنة مولده أحاسن المنن فِي الْخلق الْحسن والخلق الْحسن وَالِاسْم الْحسن لَهُ ثمَّ سمع عَلَيْهِ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين المصعد الأحمد فِي ختم مُسْند الإِمَام أَحْمد لَهُ أَيْضا وسافر إِلَى الْقَاهِرَة وَغَيرهَا كالهند وهرموز وفوض إِلَيْهِ بهَا الْقَضَاء فِي الحكم بقتل من امتنعع حكامها عَن قَتله. مَاتَ فِي شَوَّال

سنة ثَمَان وَتِسْعين بِمَكَّة عَفا الله عَنهُ. 292 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أَبُو الْيمن بن الطَّوِيل الْقرشِي الْمَكِّيّ وَأمه سِتّ الْأَهْل ابْنة عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة. / ولد يمكة وَنَشَأ بهَا وَسمع من المراغي وَابْن الْجَزرِي وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة ابْن صديق والعراقي والهيثمي وَآخَرُونَ وناب فِي الْقَضَاء بجدة عَن ابْن عَمه أبي السعادات. وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي طاعون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. 293 - مُحَمَّد بن الْجمال أبي المكارم مُحَمَّد بن الشّرف أبي الْقسم عبد الْكَرِيم الملقب بالرافعي ابْن أبي السعادات مُحَمَّد الْقرشِي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة، / وَأمه ابْنة عَم أَبِيه. أحضرهُ أَبوهُ عَليّ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة ثمَّ عرض على فِي سنة سبع وَتِسْعين الْأَرْبَعين والجرومية وَسمع عَليّ فِيهَا بورك فِيهِ كأبيه. 294 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مَحْمُود بن أبي الْفَتْح الشّرف أَبُو الطَّاهِر بن الْعِزّ أبي الْيمن الربعِي التكريتي ثمَّ السكندري القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن الكويك. / ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة مولده الْمزي والذهبي والبرزالي وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَعلي بن الْعِزّ عمر وَعلي بن عبد الْمُؤمن بن عبد وَإِبْرَاهِيم بن القريشة وَأَبُو عمر بن المرابط وَخلق وأحضر عَليّ إِبْرَاهِيم بن عَليّ القطبي وأسمع عَليّ أبي نعيم الأسعردي والميدومي وَأبي الْفرج بن عبد الْهَادِي ويوسف بن جِبْرِيل الْموقع وَالْقَاضِي عز الدّين بن جمَاعَة وَأبي الْحرم القلانسي وَكَذَا أَحْمد بن كشتغدى على مَا يحرر، وَعمر حَتَّى تفرد بالرواية عَن أَكثر شُيُوخه، وَخرج لَهُ شَيخنَا مشيخة بِالْإِجَازَةِ وعوالي بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة وَأكْثر النَّاس عَنهُ وتنافسوا فِي الْأَخْذ عَنهُ وحبب إِلَيْهِ السماع لانقطاعه فِي منزله وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا جملَة وَكَذَا أَكثر عَنهُ الزين رضوَان وفيمن روى عَنهُ الْآن أَعنِي سنة سِتّ وَتِسْعين جمَاعَة كحفيد شَيخنَا الشهَاب العقبي وَابْن الشهَاب البوصيري. ذكره شَيخنَا فِي) مُعْجَمه وَقَالَ أَنه نَشأ فِي عز وسعادة ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة وباشر لَهُ عدَّة جِهَات فِي الْأَوْقَاف وَغَيرهَا مَعَ النزاهة وَالتَّعَفُّف وَمِمَّا حَضَره على الْمَيْدُومِيُّ فِي الرَّابِعَة المسلسل وَكَذَا من مسموعاته على أبي الْفرج بن عبد الْهَادِي وَأبي الْحرم القلانسي صَحِيح مُسلم وعَلى نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم التّونسِيّ وَعبد الْعَزِيز بن عبد الْقَادِر بن أبي الدّرّ الربعِي وَأحمد بن الْحَافِظ الشّرف الدمياطي مُلَفقًا السّنَن لأبي دَاوُد وعَلى أبي الْفتُوح يُوسُف بن مُحَمَّد الدلاصي الشفا وعَلى إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد وَفَاطِمَة بني

الفيومي مشيخة الرَّازِيّ وَعَلَيْهِم وَإِبْرَاهِيم القطبي والبدر الفارقي سداسيات الرَّازِيّ وعَلى الْعِزّ بن جمَاعَة حضورا جُزْء ابْن الطلاية وعَلى أبي نعيم الأسعردي والقطبي جُزْء ابْن عَرَفَة وجزء البطاقة إِلَى غَيرهَا، وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ الشفا المقريزي وَذكره فِي عقوده وَقَالَ أَنه نَشأ فِي عز وسعادة وَهُوَ من أخص جيراننا وأعز معارفنا وأصحابنا. مَاتَ فِي خَامِس عشرى ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَنزل أهل مصر والقاهرة بِمَوْتِهِ دَرَجَة وَلم يبْق بهما بعده من يروي عَن مَا عدا الْعِزّ بن جمَاعَة من مشايخه لَا بِالسَّمَاعِ وَلَا بِالْإِجَازَةِ بل وَلَا فِي الدُّنْيَا من يروي عَن أَكثر شُيُوخه وَهُوَ مِمَّن أجَاز لمدركي حَيَاته رَحمَه الله وإيانا. 295 - مُحَمَّد السراج أَبُو الطّيب بن الكويك / أَخُو الَّذِي قبله وَهُوَ أصغرهما ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ اسْمَع عَليّ الْمَيْدُومِيُّ والعز بن جمَاعَة وَغَيرهمَا سَمِعت مِنْهُ المسلسل. وَمَات فِي وسط سنة سبع وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده رَحمَه الله. 296 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد الْبَدْر أَبُو الْفضل بن الشَّمْس الْمحلي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ سبط الشهَاب الْحُسَيْنِي / فأمة ابْنَته وَأمّهَا ابْنة الشَّمْس البوصيري وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي ثَالِث عشرى شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالحسينية ثمَّ تحول مَعَ أَبَوَيْهِ إِلَى الشرابشية بِالْقربِ من جَامع الْأَقْمَر فسكنها وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والنخبة لشَيْخِنَا والكنز والفية ابْن ملك، وَعرض فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا على خلق كسعد الدّين بن الديري والأمين الأقصرائي والزين عبَادَة والْعَلَاء القلقشندي فِي آخَرين مِمَّن أجَاز ولازم ثَانِيهمَا أتم مُلَازمَة فِي الْفِقْه والأصلين وَالتَّفْسِير والعربية وَغَيرهَا وَكَذَا لَازم الزين قاسما فِي كثير وَفِي الْفِقْه وأصوله وَغَيرهمَا ابْن عبيد الله وَسيف الدّين وَعنهُ أَخذ فِي التَّفْسِير أَيْضا وَفِي الْفِقْه خَاصَّة ابْن الديرير والعضدي الصيرامي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَفِي الْعَرَبيَّة الشمنى) وَأحمد الْخَواص وَفِي أصُول الدّين الشرواني والْعَلَاء الحصني وَعنهُ أَخذ فِي الْمنطق وَعَن السَّيِّد الْحَنَفِيّ شيخ الجوهرية وَأبي الْجُود الْفَرَائِض وَسمع جملَة من دروس ابْن الْهمام وَابْن قديد ولازم التقي الحصني فِي أصُول الدّين والمنطق والمعاني وَالْبَيَان والنحو وَالصرْف وجود فِي الْقُرْآن على الزين جَعْفَر وتلقن من الشَّيْخ مَدين وَأذن لَهُ فِي إقراء كتب الْأُصُول وَالْفُرُوع الأقصرائي وَشهد لَهُ بِعِلْمِهِ بِكَمَال استعداده وتوقد فطنته وسلامة سليقته وجودة فضيلته وَكَانَ قد اخْتصَّ بِهِ ولازم خدمته ومرافقته لَهُ بِحَيْثُ عرف بِهِ وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَسمع على شَيخنَا الْمُحدث الْفَاصِل للرامهرمزي والمحامليات وَعلي الشَّمْس البالسي

غَالب التِّرْمِذِيّ وَكَذَا عَليّ الْجلَال بن الملقن فِي آخَرين، وَحج غير مرّة وجاور مرَّتَيْنِ إِحْدَاهمَا سنة وَالْأُخْرَى أشهرا وَسمع هُنَاكَ عَليّ التقي بن فَهد وَأخذ عَن أبي الْبَقَاء بن الضياء، وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَأخذ فِيهِ عَن الْبُرْهَان الْأنْصَارِيّ وباشر ديوَان الْأَمِير أزبك الظَّاهِرِيّ فنمى وَكَثُرت جهاته وَركب الْخُيُول النفيسة وتضاخم جدا ثمَّ تحرّك لَهُ الْأَمِير وَأخذ مِنْهُ جملَة وَلَوْلَا الْأمين لزاد وَمن ثمَّ لزم الانجماع عَنهُ وَعَن غَيره إِلَّا نَادرا مَعَ إِجْرَاء الْأَمِير عَلَيْهِ جامكيته فِيمَا قَالَه لي بل أضَاف إِلَيْهِ فِيمَا بَلغنِي خزن الْكتب الَّتِي حَبسهَا بالجامع الأزبكي وقنع بِمَا تَأَخّر مَعَ إِظْهَاره التقشف ومشيه أَو ركُوبه الْحمار وإقباله على أَسبَاب الطَّاعَات من حج وزيارة ومباشرة لجهاته كالطلب بالصرغتمشية وَنَحْوه وَرُبمَا توجه لتغرى بردى القادري لإقرائه بل أَقرَأ غَيره من الطّلبَة ومسه من يشبك من مهْدي الدوادار الْكَبِير بِسَبَب معارضته المغربي القلجاني الْقَائِم فِي إِعَادَة الْكَنِيسَة بعض الْمَكْرُوه وَغَضب شَيْخه الأقصراني وَكَانَ فِي الْمجْلس وَقَامَ فَلم يلْتَفت لَهُ وَقد كثر اجتماعه بِي واستجازني وَسَأَلَ فِي قِرَاءَة شَيْء وَأَخْبرنِي بِأَنَّهُ كتب على خطْبَة الْمنَار لِابْنِ فرشتا شرحا وَكَذَا شرح غَايَة تَهْذِيب الْكَلَام فِي تَحْرِير الْمنطق وَالْكَلَام الَّتِي عَملهَا التَّفْتَازَانِيّ لوَلَده، وَهُوَ جامد يَابِس فِي نَفسه بقرائن الْأَحْوَال أَشْيَاء وعَلى كل حَال فَهُوَ أحسن حَالا من أَيَّام الْأَمِير. وَقد تعلل مُدَّة ثمَّ مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا. 297 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن إِسْحَق بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الولوي أَبُو الْبَقَاء بن الضياء بن الصَّدْر بن النَّجْم الْأمَوِي الْمحلي المولد ثمَّ السنباطي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي سبط الْمُوفق الْقَابِسِيّ / أحد من يقْصد ضريحه بالزيارة فِي املحلة وَيعرف بقاضي سنباط. ولد فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فِي الْمحلة الْكُبْرَى وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والموطأ وَعرضه على) السراجين البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن فِي سنة سبع وَتِسْعين وَأَجَازَ لَهُ وَكَذَا حفظ الْعُمْدَة فِي الْفُرُوع للشرف الْبَغْدَادِيّ وألفية ابْن مَالك وَغَيرهمَا وعرضها أَيْضا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَأخذ الْفِقْه بالمحلة عَن السراج عمر الطريني وبالقاهرة عَن ابْن عَمه الْعِزّ مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الْأمَوِي والقاضيين الْجمال الأفقهسي والبساطي والنحو عَن الشهابين المغرراوي والعجيمي الْحَنْبَلِيّ وَيحيى المغربي وَحضر عِنْد الْعَلَاء البُخَارِيّ وَتوجه فِيمَن توجه لدمياط من أَجله وَكَذَا قَرَأَ على الشَّمْس البوصيري لما شاع أَن من قَرَأَ عَلَيْهِ دخل الْجنَّة وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ بفوت على ابْن أبي الْمجد والختم مِنْهُ على التنوخي والحافظين الْعِرَاقِيّ والهيثمي وكا سمع عَليّ الغماري والشرف بن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا وَأكْثر من

ملازمته لَا سِيمَا فِي رَمَضَان غَالِبا. وَلم يزل يدأب على الِاشْتِغَال حَتَّى أذن لَهُ الْجمال الأقفهسي فِي التدريس والإفتاء بِمَا يرَاهُ مسطورا لأهل الْمَذْهَب وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وناب فِيهَا فِي الْقَضَاء بسنباط وَغَيرهَا عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ عَن قَاضِي مذْهبه الشَّمْس الْمدنِي وَاسْتمرّ يَنُوب لمن بعدهمَا، وَحج فِي سنة تسع عشرَة مَعَ شَيْخه الأقفهسي وَجَرت لَهُ محنة بِسَبَب أبي زَوجته الصَّدْر بن العجمي فَإِنَّهُ لما فقد وَأشيع أَنه وصل كِتَابه وقرأه صَاحب التَّرْجَمَة وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر رَجَب سنة ثَلَاث وَعشْرين طلب وَسُئِلَ فاعترف بِقِرَاءَة الْكتاب فالتمس مِنْهُ إِحْضَاره فَذكر أَنه رَمَاه فِي الْبِئْر فَغَضب السُّلْطَان مِنْهُ وأهانه بِالضَّرْبِ تَحت رجلَيْهِ ثمَّ اعتقل فِي البرج أَيَّامًا إِلَى أَن شفع فِيهِ الشهَاب التلمساني وَعين لقَضَاء الْقَاهِرَة غير مرّة فَلم يتم إِلَّا بعد وَفَاة الْبَدْر بن التنسي فباشره بعفة ونزاهة وتواضع وَأَمَانَة، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ غير أَنه انْفَصل فِي رَجَب من سنة سِتّ وَخمسين ثمَّ أُعِيد بعد يَوْمَيْنِ وَلما التمس مِنْهُ البقاعي الحكم بِصِحَّة الْتِزَام مطلقته ابْنة النُّور البوشي وَهُوَ أَنه مَتى تحركت لطلب وَلَدهَا الْمُرْضع مِنْهُ أَو التمست نظره كَانَ عَلَيْهَا خَمْسمِائَة دِينَار أَو نَحْو ذَلِك صمم على الِامْتِنَاع لعلمه بقوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من فرق بَين وَالِدَة وَوَلدهَا فرق الله بَينه وَبَين أحبته فَحَمدَ الْمُسلمُونَ وَلَو من فِي قلبه أدنى رَحْمَة امْتنَاع القَاضِي وَأخذ الْغَرِيم من ثمَّ فِي إِطْلَاق لِسَانه وقلمه جَريا على عوائده فِيمَن يُخَالِفهُ من مقاصده وَكَذَا أحضروا إِلَى بَابه أَبَا الْخَيْر بن النّحاس فِي أَيَّام محنته وَادّعى عَلَيْهِ عِنْد بعض نوابه فصمم فِي شَأْنه وَلم يُمكن من قَتله وَلَكِن بِبَابِهِ عزّر الشَّمْس الديسطي الْمَالِكِي وَبَالغ ابْن الرهو فِي أمره، وَقد حدث ودرس وَأفْتى سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ فَقِيها فَاضلا) مستمرا لحفظ الْمُوَطَّأ إِلَى آخر وَقت، متواضعا خيرا لين الْجَانِب متوددا بالْكلَام وَنَحْوه متثبتا فِي الدِّمَاء لَا يزَال متوعكا كثير الرمد مَعَ مزِيد التقلل وَوُجُود من يكلفه وَقد رَأَيْته بعد مَوته بِمدَّة فِي الْمَنَام وَلَا وجع بِعَيْنيهِ فِي مَنَام حسن أثْبته فِي مَوضِع آخر، وَهُوَ من قدماء أَصْحَاب الْجد أبي الْأُم. وَله نظم حسن فَمِنْهُ من أول قصيدة عَملهَا حِين حج: (يَا حجرَة الْمُخْتَار خير الورى ... مُحَمَّد الْهَادِي سَوَاء السَّبِيل) (لَعَلَّ قبل الْمَوْت أَنِّي أرى ... ضريحه السَّامِي وأشفي الغليل) مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس تَاسِع رَجَب سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد تجاه مصلى بَاب النَّصْر وَدفن بتربة بني العجمي أصهاره وَمَا وَافق أَوْلَاده للمبادرة بتجهيزه رَحمَه الله وإيانا.

298 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الْبَدْر أَبُو السعادات الْمحلي الشَّافِعِي سبط الْعَسْقَلَانِي وَيعرف بِابْن دبوس / وَهُوَ قريب مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن مُوسَى الْمَاضِي. اشْتغل بالفقه والنحو يَسِيرا، وناب فِي قَضَاء بَلَده قانعا مِنْهُ بِالِاسْمِ وَقَرَأَ فِي البُخَارِيّ عَليّ وَعلي الديمي وَآخَرين، وَكتب بِخَطِّهِ وَصَارَ لَهُ بِهِ وبشيء من متعلقاته بعض إِلْمَام وتطفل فِي كل عَام بقرَاءَته عِنْد جمَاعَة كالزين بن مزهر وَكَانَ يلْبسهُ فِي الْخَتْم جندة بل كَانَ يقْرَأ على الْعَامَّة فِي الْأَزْهَر، وَقد حج فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَرجع فَلم يلبث أَن مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي جُمَادَى الأولى من الَّتِي بعْدهَا وَقد قَارب الْخمسين فِيمَا أَحسب رَحمَه الله. 299 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن عربشاه أَخُو الشهَاب أَحْمد / الْمَاضِي. كَانَ مِمَّن اشْتغل بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْفِقْه وَغَيرهمَا وَفضل ثمَّ عرض لَهُ بعض خلل فَكَانَت تصدر مِنْهُ أَشْيَاء غير لائقة لَكِنَّهَا ظريفة بِحَيْثُ بعد من عقلاء المجانين وَمَسّ أَخُوهُ بِسَبَب بَعْضهَا من الظَّاهِر مَا كَانَ سَببا لمَوْته فَإِنَّهُ طلع مَعَه إِلَيْهِ وَمَعَهُ زناد واسْمه باللغة التركية جقمق فقدح بِهِ بِحَضْرَتِهِ فحقد ذَلِك على أَخِيه لتوهمه أَنه بمواطأته وَالرجل أَعقل وأحشم. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ. وَقد رَأَيْت صَاحب التَّرْجَمَة وَسمعت من ظرائفه وَحكى لنا من مَا جرياته مَعَ ابْن قَاضِي شُبْهَة لَطِيفَة رَحمَه الله. 300 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الشَّمْس بن الشَّمْس المسوفي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي أول ذِي الْقعدَة سنة تسع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَحفظ بهَا الْقُرْآن والرسالة الفرعية والجرومية وألفية النَّحْو وَغَيرهَا، وَعرض واشتغل يَسِيرا وَفضل) ونظم. وسافر إِلَى الشَّام وحلب وماردين إِلَى الرها ثمَّ رَجَعَ وَمَات بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ فِي حَيَاة أَبِيه عوضهما الله الْجنَّة، وَمن نظمه مِمَّا كتبه إِلَى أَبوهُ بِخَطِّهِ وأنشده بحضرتي من لَفظه: (بجاه النَّبِي الْمُصْطَفى أتوسل ... إِلَى الله فِيمَا أَبْتَغِي وأؤمل) (وأقصد بَاب الْهَاشِمِي مُحَمَّد ... وَفِي كل حاجاتي عَلَيْهِ أعول) (حللت حمى من لَا يضام نزيله ... فَعَنْهُ مدى مَا دمت لَا أتحول) (أَقُول حَبِيبِي يَا مُحَمَّد سَيِّدي ... ملاذي عياذي من بِهِ أتوسل) (عَسى نفحة يَا سيد الْخلق أهتدي ... بهَا من ضلالي إِنَّنِي متعطل) فِي أَبْيَات أوردتها فِي الْمَدَنِيين. 301 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الخواجا أَبُو الْفَتْح بن حمام الدِّمَشْقِي

الأَصْل الْمَكِّيّ. / سمع على الشوائطي الشفا، وَكَانَ تَاجِرًا أسفارا إِلَى الْهِنْد خيرا وصُولا حسن الْعشْرَة. وَمَات بِمَكَّة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسبعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد الشَّمْس الشهير وَالِده بالصغير بِالتَّصْغِيرِ طَبِيب مَشْهُور. / مضى فِي ابْن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد. 302 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد نَاصِر الدّين أَبُو الْيمن بن الشَّمْس أبي عبد الله بن الْجمال بن الشهَاب الزفناوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَابْنه أَحْمد. / ولد فيام قرأته بِخَط وَلَده فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك وَعرض فِي سنة ثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا على ابْن الملقن والأبناسي وَالشَّمْس بن المكين الْمَالِكِي وَمُحَمّد بن أَحْمد السعودي الْحَنَفِيّ وأجازوه فِي آخَرين مِمَّن لم يجز كالبلقيني والصدر الْمَنَاوِيّ وَسمع على الْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والتاج بن الفصيح والحافظين الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ، واشتغل فِي الْفِقْه على الشَّمْس وَالْمجد البرماويين وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والعز عبد الْعَزِيز البُلْقِينِيّ والشرف السُّبْكِيّ وَالشَّمْس الحسباني وَالْفَخْر الْبرمَاوِيّ ولازمه جدا وَلكنه لم ينجب وناب فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعده وتميز فِي صناعته وتصدى لذَلِك وَكَانَ سَمحا فِيهَا وجيها، وَجلسَ بالقبة الصالحية فِي أَيَّام شَيخنَا وقتا وأضيف إِلَيْهِ عدَّة بِلَاد بل) ولي قَضَاء إسكندرية مرّة عوضا عَن الْجمال بن الدماميني وَأم بتمرباي رَأس نوبَة النوب وَقَبله بالبدري المشير بالديار المصرية، وَحج مرَارًا وسافر إِلَى حلب فِي سنة آمد صُحْبَة شَيخنَا وَحضر أَمَالِيهِ بهَا وَغير ذَلِك بل وَسمع عَليّ الْبُرْهَان الْحلَبِي أَيْضا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ البقاعي السّنَن الْكُبْرَى للنسائي وَقدمه على السَّيِّد النسابة بعد أَن كَانَ يُطلق لِسَانه فِيهِ ويصفه بِكُل قَبِيح حَتَّى أَنه صنف فِيهِ أشلاء الباز على ابْن الخباز. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسبعين بعد أَن طَال تعلله بالإسهال وَغَيره وقاسى شدَّة عَسى يكفر عَنهُ بِسَبَبِهَا وَصلى عَلَيْهِ من الْعد بعد الْجُمُعَة بالأزهر وَدفن بتربة أزلان خَارج الْبَاب الْجَدِيد عَفا الله عَنهُ ورحمه وإيانا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد. / تقدم فِيمَن جده أَبُو بكر بن عبد الله بن مجد. مُحَمَّد بن 303 - مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي بكر مُحي الدّين أَبُو زَكَرِيَّا بن الشَّمْس الْأنْصَارِيّ القليوبي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الشاذلي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بمحي الدّين القليوبي / وجده بِابْن أبي مُوسَى. ولد قبل الْقرن وَحفظ الْقُرْآن والمنهج

وكتبا وَأخذ فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَكَذَا أَخذ عَن الْبُرْهَان البيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي آخَرين ولازم الِاشْتِغَال والتحصيل بِالْقَاهِرَةِ وبمكة فَإِنَّهُ جاور بهَا سنة أَربع عشرَة وَسمع بهَا من الزين أبي بكر المراغي المسلسل والبردة وأربعي النَّوَوِيّ وصحيح مُسلم بفوت فِيهِ وَكَذَا سمع بِالْقَاهِرَةِ المسلسل من لفظ الشّرف بن الكويك وَعَلِيهِ بعض الشفا بل قَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع الْمِنْهَاج فِي سنة ثَمَانِي عشرَة، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَخلق وأقرأ الطّلبَة فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء بل أَظُنهُ جمع لنَفسِهِ شَيْئا وَلكنه لم يكن بالمتقن أجَاز لنا وَكَانَت لَهُ حَلقَة بالكاملية وبالباسطية. مَاتَ بالبيمارستان المنصوري فِي أول ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بعد تعلله مُدَّة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وَقد اشْترك مَعَ إخْوَة لَهُ أَرْبَعَة كل مِنْهُم اسْمه مُحَمَّد فَرُبمَا الْتبس مَا يرى لبَعْضهِم من السماع فِي الطباق بِهَذَا فاعلمه. 304 - مُحَمَّد بدر الدّين / أحد الْأَرْبَعَة إخْوَة الَّذين قبله. سمع من لفظ الكلوتاتي على الفوى فِي سنَن الدَّارَقُطْنِيّ سنة سبع عشرَة وَوصف بالفقيه الْفَاضِل المقوئ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن جوارش. / فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أقوش. 305 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد عبد الله بن خيضر بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن فلاح بن ضميدة بِالْمُعْجَمَةِ مصغر القطب أَبُو الْخَيْر الزبيدِيّ بِالضَّمِّ الْبُلْقَاوِيُّ الأَصْل الترملي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد النَّجْم أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بالخيضري / نِسْبَة لجد أَبِيه. ولد فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ منتصف رَمَضَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِبَيْت لهيا من دمشق وَنَشَأ يَتِيما فِي كَفَالَة أمه وَهِي أُخْت التقي أبي بكر بن عَليّ الحريري الْآتِي وَلذَا فَارق سلفه الَّذين هم من عرب البلقا وانحاز لطائفة الْفُقَهَاء فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشموس الْأَذْرَعِيّ وَابْن قيسون وَابْن النجار وَصلى بِهِ على يَدَيْهِ التَّرَاوِيح على الْعَادة فِيمَا ذكر وَقَالَ إِنَّه حفظ التَّنْبِيه وألفية الحَدِيث والنحو والملحة ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَأَنه عرض التَّنْبِيه على قُضَاة مصر إِلَّا الْحَنَفِيّ فِي توجههم إِلَى آمد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وقرأت بخطى فِي مَوضِع آخر أَنه عرض على كل من شَيخنَا والمحب ابْن نصر الله بِدِمَشْق حِينَئِذٍ خطْبَة التَّنْبِيه وَالطَّهَارَة مِنْهُ وَسمع عَلَيْهِمَا حِينَئِذٍ وَقَالَ أَنه حض ردروس التقى بن قَاضِي شُهْبَة وَأخذ عَنهُ وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على المحيوي يحيى القبابي والبرهان بن المرحل البعلي والْعَلَاء بن الصَّيْرَفِي وَعَلِيهِ بحث فِي أُصُوله أَيْضا قَالَ وَبِه انتفعت لملازمتي لَهُ أَكثر من غَيره. واشتغل فِي النَّحْو على الشَّمْس مُحَمَّد البصروي والْعَلَاء القابوني وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ فَسمع من شُيُوخ بَلَده والقادمين

إِلَيْهَا وتدرب فِي ذَلِك بحافظ بَلَده ابْن نَاصِر الدّين فبه تخرج وتعاني الْكِتَابَة على طَرِيقَته وانتفع بمرافقته صاحبنا النَّجْم بن فَهد كثيرا وَمن شُيُوخه بِبَلَدِهِ وَقد زَاد عَددهمْ على الْمِائَتَيْنِ الزين بن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحي. وارتحل إِلَى بلعبك فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَقَرَأَ بهَا على الْعَلَاء بن بردس والبرهان بن المرحل وَغَيرهمَا وَدخل الْقَاهِرَة مرَارًا أَولهَا فِي هَذِه السّنة ثمَّ فِي سنة خمس وَأَرْبَعين ولازم شَيخنَا أتم مُلَازمَة وَأخذ عَنهُ جملَة من تصانيفه وَغَيرهَا وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ تَعْجِيل الْمَنْفَعَة وَتَعْلِيق التَّعْلِيق والإصابة بعد أَن كتبهَا بِخَطِّهِ وَكَانَ قد سلف الثَّنَاء عَلَيْهِ بَين يَدَيْهِ من بعض من رَآهُ من تلامذته وَأَنه لم ير فِي حَلقَة ابْن نَاصِر الدّين أنبل وَلَا أفتح عينا مِنْهُ فَكَانَ ذَلِك مقتضيا لمزيد إقباله عَلَيْهِ والتفاته إِلَيْهِ والتنويه بِذكرِهِ الْمُقْتَضِي لعَلي فخره خُصُوصا وَلم يكن عِنْده إِذْ ذَاك أشبه فِي الطّلب مِنْهُ هَذَا مَعَ أَنه كَانَ كَمَا أَشرت إِلَيْهِ أَولا قد لَقِي شَيخنَا قبل بِدِمَشْق وَسمع عَلَيْهِ وَكتب بعض تصانيفه وَقَرَأَ بِالْقَاهِرَةِ أَيْضا على الْمُحب بن نصر الله والمقريزي وَابْن الْفُرَات فِي آخَرين. وَحج فِي سنة ثَلَاث أول سنيه الَّتِي قدم فِيهَا الْقَاهِرَة وَقَرَأَ بِمَكَّة على زَيْنَب ابْنة اليافعي وَغَيرهَا وبالمدينة النَّبَوِيَّة على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره وَكَذَا) زار بَيت الْمُقَدّس غير مرّة وَأخذ فِيهَا عَن الشهَاب بن رسْلَان وَقَرَأَ على الْجمال بن جمَاعَة والتقى أبي بكر القلقشندي وَدخل دمياط وَقَرَأَ بهَا على الشَّمْس ابْن الْفَقِيه حسن إِلَى غَيرهَا من الْأَمَاكِن وَأكْثر. وَأَجَازَ لَهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي الْحَافِظ والقبابي والتدمري وَآخَرُونَ وَمَعَ ذَلِك فَلم يتَمَيَّز فِي الطّلب فضلا عَن أَعلَى الْعلمَاء غير أَن لَهُ يقظة فِي الْجُمْلَة وَكِتَابَة يروج بهَا عِنْد من لَا يحسن أَو يحسن مِمَّن يُدَارِي أَو يترجى وَالرجل بِحَمْد الله حِين كَانَ مَوْجُودا لم يكن بتحاشى عَن الْكَلَام فِي شَيْء وَلَا يتَوَقَّف لأجل تَحْرِير أَو تَحْقِيق وَقد أنصف الْعِزّ الْكِنَانِي قَاضِي الْحَنَابِلَة حِين اجتماعه بِهِ وَالْأَمر يحْتَاج إِلَى منصف عَارِف دين. وَقَول شَيخنَا فِي أنبائه بعد وَصفه لَهُ بالفاضل البارع أَنه سمع الْكثير وَكتب كتبا كَثِيرَة وأجزاء وجد وَحصل فِي مُدَّة لَطِيفَة شَيْئا كثيرا وخطه مليح وفهمه جيد ومحاضراته تدل على كَثْرَة استحضاره يحْتَاج إِلَى تَأْوِيل فِي بعض الْكَلِمَات وَكَذَا وَصفه لَهُ بِالْحِفْظِ بعد ذَلِك لَيْسَ على إِطْلَاقه وَالدَّلِيل لعدم تَمْيِيزه أَنه قَرَأَ على ابْن الْفُرَات الْأَدَب الْمُفْرد للْبُخَارِيّ بإجازته من الْعِزّ أَب عمر بن جمَاعَة بِسَمَاعِهِ لَهُ على أَبِيه الْبَدْر مَعَ أَن بِالْقَاهِرَةِ حِينَئِذٍ غير وَاحِد مِمَّن سَمعه على الْعِزّ بن الكويك وَغير وَاحِد مِمَّن سَمعه

على الشّرف أبي بكر بن جمَاعَة بل كَانَ خَاله مِمَّن سَمعه عَلَيْهِ بسماعهما لَهُ على الْبَدْر فإعراضه عَن هَذَا السماع الْمُتَّصِل إِلَى مَا فِيهِ إجَازَة مَعَ تفويته من مروى ابْن الْفُرَات مَا انْفَرد بِهِ فِي سَائِر الْآفَاق عدم توفيق بل رَأَيْته كتب سَنَده بالألفية عَن ابْن الْفُرَات إجَازَة مشافهة عَن الْعِزّ بن جمَاعَة إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا أنابها أبي أنابها الْمُؤلف وَهَذَا عَجِيب فَابْن الْفُرَات إِنَّمَا روى عَن ابْن جمَاعَة بِالْإِجَازَةِ الْمُكَاتبَة مَا رَآهُ وَلَا سمع مِنْهُ حرفا وَأما سَماع الْبَدْر لَهَا من ناظمها فَيحْتَاج إِلَى تَحْقِيق فَلَو رَوَاهَا عَن شَيخنَا ابْن حجر أَو غَيره مِمَّن سَمعهَا على التنوخي بِسَمَاعِهِ لَهَا على ابْن غَانِم بِسَمَاعِهِ على النَّاظِم لاستراح من إجَازَة أُخْرَى بل لَو رَوَاهَا بِالْإِجَازَةِ عَن القبابي عَن ابْن الخباز عَن النَّاظِم لَكَانَ أَعلَى بِدَرَجَة وَأغْرب من هَذَا أنني رَأَيْت بِخَطِّهِ المسلسل بالأولية فأسقط من السَّنَد أَبَا صلح الْمُؤَذّن وَكَذَا رَأَيْت بِخَطِّهِ سَنَده بالبخاري وَفِيه عدَّة أَوْهَام إِلَى غير هَذَا مِمَّا لم أتشاغل بِهِ وَقد اسْتعَار من شَيخنَا نسخته بالطبقات الْوُسْطَى لِابْنِ السُّبْكِيّ فَجرد مَا بهَا من الْحَوَاشِي الْمُشْتَملَة على تراجم مُسْتَقلَّة وزيادات فِي أثْنَاء التراجم مِمَّا جردته أَيْضا فِي مُجَلد ثمَّ ضم ذَلِك لتصنيف لَهُ على الْحُرُوف لخص فِيهِ طَبَقَات ابْن السُّبْكِيّ مَعَ زَوَائِد حصلها بالمطالعة من كتب أمده شَيخنَا بهَا كالموجود من تَارِيخ) مصر للقطب الْحلَبِي وتاريخ نيسابور للْحَاكِم والذيل عَلَيْهِ لعبد الغافر وتاريخ بخارا لغنجار وأصبهان وَغير ذَلِك مِمَّا يفوق الْوَصْف وَسَماهُ اللمع الألمعية لأعيان الشَّافِعِيَّة وَكَذَا جرد مَا لشَيْخِنَا من المناقشات مَعَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات مِمَّا هُوَ بهوامش نسخته وَغَيرهَا ثمَّ ضم ذَلِك لتلخيصه الأَصْل وَسَماهُ الْبَرْق اللموع لكشف الحَدِيث الْمَوْضُوع ولخص أَيْضا الْأَنْسَاب لأبي سعد بن السَّمْعَانِيّ مَعَ ضمه لذَلِك مَا عِنْد ابْن الْأَثِير والرشاطي وَغَيرهَا من الزِّيَادَات وَنَحْوهَا وَسَماهُ الِاكْتِسَاب فِي تَلْخِيص الْأَنْسَاب وَمَا عَلمته حرر وَاحِدًا مِنْهَا وَاشْتَدَّ حرصي على الْوُقُوف عَلَيْهَا فَمَا أمكن نعم رَأَيْت أَولهَا فِي حَيَاة شَيخنَا وانتقدت عَلَيْهِ إِذْ ذَاك بهامشه شَيْئا وشافهته بعيد التسعين بطلبها قَائِلا لَهُ إِنَّمَا تركت تَوَجُّهِي لجمع الشَّافِعِيَّة مُرَاعَاة لكم وَإِلَّا فَغير خَافَ عَنْكُم أنني إِذا نهضت إِلَيْهِ أعمله فِي زمن يسير جدا فَأجَاب بِأَنَّهُ اسْتعَار كتبا ليستمد مِنْهَا فِي تحريرها كتاريخ بَغْدَاد للخطيب وتاريخ غرناطة لِابْنِ الْخَطِيب فتعجبت فِي نَفسِي نم طلب تراجم الشَّافِعِيَّة من ثَانِيهمَا وتألمت لكَون هذَيْن الْكِتَابَيْنِ كَانَا عِنْدِي أنتفع بهما من أوقاف سعيد السُّعَدَاء فاحتال حَتَّى وصلا إِلَيْهِ مَعَ عدم انتفاعه بهما وَقد فهرسه شَيخنَا بِخَطِّهِ لكَونه كَانَ يرى ذَلِك أسهل من التقريض وَبَلغنِي أَنه عَتبه فِي عدم عزو مَا استفاده مِنْهُ إِلَيْهِ وَوجد

السَّابِق وتكرر صرفه ثمَّ يُعَاد ثمَّ أضيف إِلَيْهِ قَضَاء الشَّافِعِيَّة بهَا عوضا عَن الولوي البُلْقِينِيّ قبل مَوته بِيَسِير جدا بِحَيْثُ كَانَ أول شَيْء بَاشرهُ قبل مَجِيء خلعته ضبط تركته وعددت ذَلِك من بركَة شَيخنَا. وتكرر انْفِصَاله عَن الْقَضَاء وَكِتَابَة السِّرّ بِحَيْثُ انْفَصل عَن الْقَضَاء مرّة بِالْعَلَاءِ بن الصَّابُونِي وَعَن كِتَابَة السِّرّ بالشريف إِبْرَاهِيم القبيبساتي وَآل أمره إِلَى ثُبُوت قدمه فيهمَا بل صَارَت أَكثر الْأُمُور الشامية معذوقة بِهِ واتسعت دائرته فِي الْأَمْوَال والجهات والأملاك والوظائف والكتب وَغَيرهَا مِمَّا يطول شَرحه بعد مزِيد الْفَاقَة والتقلل حَتَّى أَن شَيخنَا كَانَ قد رتب لَهُ فِي بعض قدماته نزرا يَسِيرا جدا وَكَانَ يتَمَنَّى فِي كل يَوْم مائَة دِرْهَم فُلُوسًا وَلذَا كثرت فِيهِ المقالات والمرافعات ولصق بِهِ فِي طول مدَّته أَشْيَاء فظيعة بِحَيْثُ كتب فِيهِ البلاطنسي وَكَانَ فِي التعصب وَقُوَّة النَّفس بمَكَان إِلَى الْجمال نَاظر الْخَاص أَزِيد من خمسين سطرا فِيهَا مثالب وقبائح من جُمْلَتهَا قِيَامه مَعَ أهل الرَّفْض وتضمن ذَلِك خذلانه لأهل السّنة بل حكى لي ابْن السَّيِّد عفيف الدّين عَن رُؤْيَة بعض الشاميين لَهُ مناما قصه عَليّ فِيهِ بشاعة لم أر إثْبَاته مَعَ أَنه قد شاع وذاع وقتا وتألم القطب بِسَبَبِهِ كثيرا وتكرر قدومه الْقَاهِرَة) بِالْكَرَاهَةِ أَو الِاخْتِيَار وخدمته للسُّلْطَان فَمن دونه بِمَا يزِيد فِيمَا قيل على مائَة ألف دِينَار وَكثر التألم بِسَبَبِهِ والتظلم مِمَّن يجْتَهد فِي طلبه إِلَى أَن رأف عَلَيْهِ السُّلْطَان وَعرف من حَاله مَا أغناه عَن مزِيد الْبَيَان وَأَقْبل عَلَيْهِ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بكليته واتصل بجنابه ورويته وَصَارَ بِحَسب الظَّاهِر إِلَى غَايَة فِي التَّقْرِيب وَنِهَايَة من الْميل والترحيب ثمَّ ألزمهُ بِالْإِقَامَةِ فِي حرمه وأفهمه مَا فِيهِ ارْتِفَاع علمه وَصَارَ يصعد إِلَيْهِ فِي أَوْقَات مُعينَة بِسَبَب أَشْيَاء وَاضِحَة بَيِّنَة ويسايره فِي أَمَاكِن النزه وَغَيرهَا ويسامره بِمَا يتَوَهَّم من نَفسه انطباعه فِيهِ لَا سِيمَا فِي حسن البزة وعطرها مَعَ خلط ذَلِك بطريقته فِي الخراع لربط السالك لَهُ بِسَاحَتِهِمْ حِين التَّفَرُّق والاجتماع بِحَيْثُ انخفض بِهَذَا كُله النابلسي المرافع وَمَا نَهَضَ للتوصل للكثير مِمَّا كَانَ بِهِ يدافع بل تقاعد عَنهُ الزبون وتباعد عَن بَابه من كَانَ بذل الْأَمْوَال فِي التَّوَصُّل لأغراضه عَلَيْهِ يهون فَانْقَطع حِينَئِذٍ عَنهُ الْوَاصِل وارتفع مَا الْأَلَم من أَجله متواصل خُصُوصا حِين سَافر ولد صَاحب التَّرْجَمَة إِلَّا لَكِن فِي الْعبارَة والترجمة مَعَ كَونه لم يستكمل الْعشْرين من السنين إِلَى بَلَده بعد أَن أكْرمه هُوَ وغالب الْأَعْيَان بِمَا لم يكن فِي باله وَلَا خلده ليباشر عَن أَبِيه الْقَضَاء وَكِتَابَة السِّرّ وَغَيرهمَا من الْأَمر الظَّاهِر والمستتر وَزوج السُّلْطَان وَالِده ابْنة أَمِير الْمُؤمنِينَ ليتأكد رسوخ قدمه بِيَقِين وَكَانَ المتكفل بمهم التَّزْوِيج والمتفضل بِمَا يتم بِهِ الرقي فِي التدريج الدوادار

الْكَبِير المسعف الْغَنِيّ فضلا عَن الْفَقِير إِلَى غير مَا ذكر من الْإِكْرَام والتبجيل والإنعام كل ذَلِك والمخلطون بِبَابِهِ مرتبطون لتوهم ارتقائه إِلَى المناصب وبقائه فِيمَا هُوَ لَهُ ناصب وتأكد ذَلِك بعد مسك غَرِيمه ومصادرته فِي قبض المَال وتسليمه وَفعل ذَلِك بولده الَّذِي صَار نَاظر جَيش الشَّام حَتَّى قتلا فِي المحنة وَالسَّلَام وَكَانَ ذَلِك ابْتِدَاء عَكسه وانتهاء مَا تَعب فِي تخمينه وحدسه فَإِنَّهُ سَافر فِي الركاب السفرة الشمالية بعد أَن نافر من الْأَصْحَاب من معوله الالتجاء إِلَى مَوْلَاهُ فِي كل قَضِيَّة فَمَا كَانَ بأسرع من تغير الخواطر الكثيفة عَلَيْهِ وعَلى وَلَده ذِي الآراء المعكوسة والعقول السخيفة وَرجع مُبْعدًا منهورا مشددا عَلَيْهِ مقهورا فأفاق حِينَئِذٍ من سكرته وذاق مَا اعْتَمدهُ فِي سرعَة كَلَامه وحركته وَلم يلبث بعد الإبعاد أَن عَاد لتِلْك المسامرة والمكاثرة والاجتماع فِي بعض اللَّيَالِي على تِلْكَ الْأَلْفَاظ الملحنة والابتداع لما لَيْسَ لَهُ أصل فِي السّنة الْحَسَنَة فتردد النَّاس لبابه وتودد لَهُ الْعَدو فضلا عَن الصّديق بِحسن خطابه وَعقد بالأزهر وَغَيره بِحَضْرَة جمَاعَة من أهل الافتراء والمراء أَو المغفلين الْمُكرمين للغريب فضلا عَن الْقَرِيب بالقرى) مجَالِس للإسماع والقرا كَانَ الْوَقْت فِي غنية عَنْهَا لِكَثْرَة مَا وَقع فِيهَا من الْكَلِمَات الَّتِي لَا متحصل مِنْهَا بل كَانَ قبل خطب بالجامع مرَارًا وأسمع فِيهِ الحَدِيث جهارا بل واستحضر الشاوي بَاقِي المسندين لوَلَده بِيَقِين فِي سنة سِتّ وَسبعين فأسمعه عَلَيْهِ بِحَضْرَتِهِ الصَّحِيح وَبَان بذلك الألكن من الفصيح إِلَى غير ذَلِك عَلَيْهِمَا أَو عَلَيْهِ بِانْفِرَادِهِ وتحاكى الطّلبَة مِمَّا كَانَ يَقع مَا لَا أثْبته مَعَ كثرته لمزيد فَسَاده وَمِمَّنْ كَانَ يحْكى مَا يَبْدُو مِنْهُ فِي رويته فضلا عَن بديهته بِحَضْرَتِهِ من الْكَلِمَات الَّتِي لَا تصدر من آحَاد الطّلبَة عِنْد الْملك أودواداره الْبُرْهَان الكركي الإِمَام الْفَائِق فِي علمه وتفننه وخبرته حَتَّى سَمِعت من يَقُول أَنه لذَلِك أسر النَّاس بمحنته وتقرر فِي خطابه جَامع الرَّوْضَة وباشر ذَلِك جمعا بِمَالِه من عزم ونهضة ثمَّ استناب فِيهِ بعض الْفُضَلَاء الْمَذْكُورين بالتوجيه وَكَذَا حدث بِبَلَدِهِ وأملى ودرس وَوعظ وخطب وَأفْتى بالوجاهة والاعتلاء وَولى السميساطية وَغَيرهَا من مدارس الشَّام خَارِجا عَمَّا يتَعَلَّق بِالْقضَاءِ من الْمدَارِس الَّتِي لَا تسام كالغزالية والعذراوية بل كَانَ يذكر بصدقات زَائِدَة وإحسان للغرباء بنية صَالِحَة أَو فَاسِدَة وَأَنه بنى بِجَانِب بَيته مدرسة إِمَّا إنْشَاء أَو تجديدا إِلَى غَيرهَا المآثر الَّتِي لَا احْتِيَاج بِنَا لذكرها تعديدا وَبنى أَيْضا بالقرافة عِنْد بَاب مقَام الشَّافِعِي تربة قرر بهَا فِيمَا قيل صوفية مَعَ شيخ لَهُم من الطّلبَة صرف الله عَن مشيختها بعض من خطبه لذَلِك من الْفُضَلَاء النبلاء بِحَيْثُ قيل أَن الْمُنَاسب لَهَا كَانَ ابْن دَاوُد المنوه

بِهِ عِنْد السُّلْطَان بِتَقْدِيم شَيْء مهمل سَمَّاهُ بالتاريخ لَا يعبأ بِهِ من عَلَيْهِ يعول وَلَكِن فِي جماعته المقرب لَهُم عِنْده بعض من يرْمى من القبائح بعده مَعَ فَضَائِل يمتاز بهَا على ابْن دَاوُد وخبرة بالوسائل المبلغة للمقصود وَلذَا رقاه للقضا وَآل أمره إِلَى أَن صَار أَرضًا. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مِمَّن فِيهِ رَائِحَة الْفَنّ بل هُوَ من قدماء الْأَصْحَاب وَأحد الْعشْرَة الَّذين ذكرهم شَيخنَا فِي وَصيته وَإِن فعل معي مَا أَرْجُو أَن يجازى بمقصده عَلَيْهِ، وَقد صرف عَن الْقَضَاء وَبَقِي مَعَ ابْنه كِتَابَة السِّرّ مَعَ غَيرهَا من الْجِهَات واستفيض مرافعة وَلَده فِيهِ وَآل أمره أَن صرف عَن كِتَابَة السِّرّ وَاسْتمرّ أَبوهُ على طَرِيقَته فِي مُلَازمَة خدمَة السُّلْطَان حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بتربته عِنْد بَاب الشَّافِعِي وتأسف السُّلْطَان فِيمَا قيل عَلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا. 306 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أَي بكر بن سعد الشَّمْس بن الشَّمْس الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ أَخُو سعد وَعبد الرَّحْمَن وَإِبْرَاهِيم الْمَاضِي ذكرهم وَأَبوهُ وَابْنه عبد الله وَيعرف كسلفه بِابْن الديري. / ولد فِي ربيع الأول سنة سبعين وَسَبْعمائة بالقدس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن وتفقه بِأَبِيهِ وبالكمال الشريحي وَعَن أَبِيه أَخذ الْأُصُول وَأخذ النَّحْو عَن الْمُحب الفاسي وَعبد الله الزعبي المغربي وَسمع بأخبار أَخِيه شَيخنَا عَليّ الشهَاب أبي الْخَيْر بن العلاني وَكَذَا سمع على الشهابين ابْن مشت وَابْن المهندس وَغَيرهمَا وَولي تدريس المعطظمية وَغَيرهَا وَصَارَ المرجوع إِلَيْهِ فِي بَيت الْمُقَدّس إقراء وإفتاء وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا، وَكَانَ إِمَامًا مفوها ناظما ناثرا حسن الْعشْرَة لين الْجَانِب كثير المفاكهة لَا يمل جليسه حج قبيل مَوته ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده وَهُوَ متمرض فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأخرة سنة تسع وَأَرْبَعين وَدفن بمقبرة ماملا وشبعه خلق مِنْهُم الْعِزّ الْقُدسِي شيخ الصلاحية. وَمِمَّا كتبه عَنهُ بعض الْجَمَاعَة من نظمه: (أَصبَحت فِي حسنكم مغرما ... وعنكم وَالله لَا أسلو) (إِن شِئْتُم قَتْلِي فيا حبذا ... الْقَتْل فِي حبكم سهل) (من مَاتَ فِيكُم نَالَ كل المنى ... وزاده يَا سادتي فضل) (فواصلوا إِن شِئْتُم أَو دعوا ... فَكل مَا لاقيته يحلو) (من رام سلواني فَذَاك الَّذِي ... لَيْسَ لَهُ بَين الورى عقل) بَلغنِي أَنه كَانَ لفاقته يَأْخُذ على الْفَتْوَى رَحمَه الله وإيانا. 307 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام نَاصِر الدّين بن

الشَّمْس بن الْجمال الدِّمَشْقِي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن تَيْمِية. / ولد فِي سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ يتعانى التِّجَارَة ثمَّ اتَّصل بكاتب السِّرّ فتح الله وبالشمس بن الصاحب وسافر فِي التِّجَارَة لَهما وَولي قَضَاء إسكندرية مُدَّة وَكَانَ عَارِفًا بالطب ودعاويه فِي الْفُنُون أَكثر من علمه انْتهى. وَرَأَيْت من قَالَ أَنه كَانَ يَنُوب فِي قَضَاء إسكندرية عَن قضاتها فِي الْأَيَّام المؤيدية وَغَيرهَا وَله مُرَتّب فِي الْخَاص انْتقل بعده لوَلَده. مَاتَ هُوَ ابْن النيدي وَكَانَا متصادقين فِي يَوْم الْأَحَد سَابِع رَمَضَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَقد جَازَ السّبْعين بل قيل أَنه قَارب الثَّمَانِينَ. 308 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الشَّمْس بن الشَّمْس بن الْجمال الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الصُّوفِي. / ولد فِي ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة) بصالحية دمشق. ذكره البقاعي مُجَردا. 309 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بلكا بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الطَّاهِر بن الْمُحب القادري / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وأسمعه الْكثير على غير وَاحِد. وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَاسْتقر فِي جِهَات فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده، وَحج وجاور فِي سنة تسعين وتخلق بالأخلاق الصَّالِحَة من أدب وَخير وتواضع مَعَ شكل مَقْبُول ثمَّ حج فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمَعَهُ من تَأَخّر من بنيه وأمهم مَعَ ابْنه الظَّاهِر جِهَة الأتابك كَانَ الله لَهُ. 310 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز نَاصِر الدّين صديق التقي المقريزي / ذكره فِي عقوده وَقَالَ ولد بعد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَكتب الْخط الْمليح وبرع فِي الْحساب الديواني وباشر الْكِتَابَة فِي ديوَان الْجَيْش والإنشاء وتخصص بالعز حَمْزَة بن فضل الله فأوصله بأَخيه الْبَدْر مُحَمَّد بن فضل الله كَاتب السِّرّ، وَكَانَ يَقُول الشّعْر محبا للرياسة متراميا عَلَيْهَا جميل الْوَجْه لَا يكْتب شَيْئا وَلَو كثر إِلَّا حفظه لكنه عديم الْحَظ وامتحن بِإِخْرَاج وظائفه وَمَاله مَعَ كَثْرَة عِيَاله حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ عوضه الله ورحمه. 311 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عُثْمَان بن سَابق بن إِسْمَاعِيل الْبَدْر أَبُو عبد الله الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي. / كَانَ مجاورا بِمَكَّة سنة خمس وَتِسْعين وَقَرَأَ على عبد الرَّحِيم بن الأميوطي ثمَّ رَأَيْته فِيمَن عرض عَلَيْهِ سنة خمس وَتِسْعين. 312 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عُثْمَان بن عَفَّان الْبَدْر بن الشَّمْس الْحُسَيْنِي الأَصْل بَلَدا القاهري الموسكي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَعَمه الْفَخر عُثْمَان المقسي /

ولد فِي ثامن شَوَّال سنة خمس وَسِتِّينَ وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية النَّحْو بعد الجرومية وَجمع الْجَوَامِع وَعرض عَليّ فِي الْجَمَاعَة وَكَذَا عرض على الْعَبَّادِيّ والجوجري وَابْن قَاسم وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الشَّمْس بن سمنة الأقفهسي وَفِي البُخَارِيّ وَغَيره عَليّ وباشر قِرَاءَة ذَلِك بِجَامِع الْأَزْهَر وَغَيره وخطب بالمزهرية وَغَيرهَا كجامع عَمْرو عوضا عَن أَبِيه، وَحج فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَالْغَالِب عَلَيْهِ سَلامَة الصَّدْر. 313 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْخضر بن عياد بن صَالح الْعَلَاء اللَّخْمِيّ الخليلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / ولد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَقدم) الْقَاهِرَة فَقَرَأَ الْقُرْآن وَسمع من شَيخنَا وَإِسْحَق بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّمِيمِي والفرياني الْكذَّاب ولازم درس الْبَدْر بن الْأَمَانَة والبرهان بن حجاج الأبناسي وَقَرَأَ النَّحْو على الشطنوفي والفرائض على أبي الْجُود، وَحج وباشر الشَّهَادَة وَكَانَ حَيا بعد الْخمسين. استفدته من خطّ الدوماطي وَذكر فِي شُيُوخه أَيْضا الحلاوي وَلَيْسَ بعمدة. 314 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن هادي بن مُحَمَّد بن أبي الْحسن بن أبي الْفتُوح إِبْرَاهِيم بن حسان السَّيِّد عفيف الدّين أَبُو بكر بن النُّور أبي عبد الله بن الْجلَال أبي مُحَمَّد بن الْمعِين أبي عبد الله بن القطب الْحُسَيْنِي بل وَالْحُسْنَى أَيْضا من جِهَة أمه المكراني الْأَصْلِيّ النيريزي المولد الإيجي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي أَخُو الصفي عبد الرَّحْمَن والمحب عبيد الله ووالد الْعَلَاء مُحَمَّد / الْآتِي من بَيت جلالة وسيادة ذكرت فِي تَرْجَمته من الوفيات من أسلافه جمعا. ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن صفر سنة تسعين وَسَبْعمائة بإيج وَأخذ فِيمَا قيل عَن وَالِده فِي الْفُنُون والتصوف والْحَدِيث وَغَيرهَا وَفِيه نظر وَكَذَا أَخذ عَن الْعِزّ إِبْرَاهِيم الإيجي تلميذ الشريف وَعَن غَيره بل واشتغل على أَخِيه الصفي، وَأَجَازَ لَهما التنوخي والبرهان بن فَرِحُونَ وَابْن صديق والعراقي والبلقيسي وَابْن الملقن والحلاوي والمراغي وَصَاحب الْقَامُوس وَجمع عدَّة مواليد للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وحاشية على الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي بل أفرد هُوَ الشَّمَائِل النَّبَوِيَّة بالتأليف وَله أَيْضا حَاشِيَة على أربعي النَّوَوِيّ ونظم كثيرا واستوطن مَكَّة مُدَّة فَلم يظْهر مِنْهَا إِلَّا للزيارة النَّبَوِيَّة نعم ظهر مِنْهَا مرّة لبلاده فودع أَقَاربه وَأَوْلَاده وَرجع إِلَيْهَا فَمَاتَ وَذَلِكَ بمنى فِي حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين بعد أَن أتم الْمَنَاسِك، وَصلى عَلَيْهِ بِمَسْجِد الْخيف وَحمل إِلَى المعلاة فَدفن بهَا عِنْد مصلب ابْن الزبير وَكَانَ قد حدث بأَشْيَاء أَخذ عَنهُ جمَاعَة كولده والطاووسي وَأثْنى عَلَيْهِ فِي مشيخته بقوله: كَانَ ذَا ذهن وقاد وطبع نقاد وقصائد وأشعار وتصانيف وحواش انْتهى. أجَاز لي

وَكَانَ تَامّ الزّهْد وافر الْوَرع كثير الكرامات والمحاسن مُعظما للسّنة وَأَهْلهَا حَرِيصًا على إشاعتها ونقلها متقنعا عابدا مُنْقَطع القرين وَقد تزوج بأخب الْخَطِيب أبي الْفضل النويري وَعظم اخْتِصَاص كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ رَحمَه الله وإيانا. 315 - مُحَمَّد السَّيِّد أَبُو سعيد الْحُسَيْنِي الإيجي / أَخُو الَّذِي قبله وَهُوَ أكبر إخْوَته. اشْتغل بالتوجه وَنَحْوه ثمَّ ساح وَطَاف الْآفَاق إِلَى أَن اسْتَقر بالروم وعظمه ملكهَا بِحَيْثُ بنى لَهُ حانقاة وَيُقَال أَنه كَانَ يعلم الكيمياء وراسل أَخَاهُ السَّيِّد صفي الدّين أَن يُرْسل لَهُ بِأحد أَوْلَاده ليرشده لذَلِك) فَعرض ذَلِك على وَلَده النُّور أَحْمد فَأَجَابَهُ بقوله لَا أترك الإكسير الْحَاضِر وأتوجه للْغَائِب فأعجب ذَلِك وَالِده وَاسْتمرّ أَبُو سعيد غَائِبا عَن بِلَاده بِحَيْثُ لم ير أَخَاهُ الْمشَار إِلَيْهِ إِلَّا بِمَكَّة ثمَّ بعد الْحَج انْفَصل إِلَى الرّوم ثمَّ عَاد عَازِمًا لبلاده فَمَاتَ بصالحية دمشق تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْن أَخِيه الْعَلَاء مُحَمَّد. 316 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو النجا بن الشَّمْس بن الجامل الزيتوني الشَّافِعِي / الْمَاضِي جده. ولد فِي ثامن عشر شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والمنهاجين وألفية النَّحْو وإيساغوجي، وَعرض على شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الديري وَابْن الْهمام كَمَا أخبر بِهِ فِي ذَلِك كُله، وخطب بِجَامِع الطواشي كأبيه وتولع بالنظم وتميز فِي الشعبذة وسلك طرق الخيال والحلقية واختص بِبَعْض بني الجيعان وساعده هُوَ أَو غَيره فِي خلعة بالبخاري مَعَ الْمَشَايِخ وبالصلاح المكيني ونادمهما ومدح غير وَاحِد بل وامتدح الْعلم البُلْقِينِيّ فاستنابه بسفارته وَتَبعهُ من بعده وامتدحني فِي ختم البُخَارِيّ بالظاهرية وَبعده بِمَا كتبته فِي مَحل آخر. 317 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم فَرِحُونَ بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ نَاصِر الدّين ولقبه بَعضهم محب الدّين أَبُو البركات بن الْمُحب أبي عبد الله بن الْبَدْر أبي مُحَمَّد الْيَعْمرِي الْمدنِي قاضيها الْمَالِكِي أَخُو عبد الله الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن فَرِحُونَ. / ولد بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا وَسمع على أَهلهَا وَمِنْهُم بِأخرَة الزين المراغي، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع وَسبعين فَمَا بعْدهَا الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَابْن الهبل وَمُحَمّد بن الْحسن بن عمار والأذرعي وَآخَرُونَ وَولي قَضَاء الْمَدِينَة بعد قَرِيبه القَاضِي أبي الْيمن مُحَمَّد بن الْبُرْهَان بن فَرِحُونَ وَكَانَ عَالما فَاضلا بشوشا حسن المحاضرة أجَاز للتقي بن فَهد وولديه وَكَذَا لأبي الْفرج المراغي حِين عرض عَلَيْهِ. وَمَات فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بِالْمَدِينَةِ وَدفن بِالبَقِيعِ. أرخه شَيخنَا فِي أنبائه. 318 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن الشَّمْس الْعمريّ أحد

الموقعين كأبيه الْمَاضِي وَيعرف أَبوهُ بِابْن كَاتب السمسرة /. كَانَ من محَاسِن الزَّمَان شكالة وفضلا وفضيلة وذوقا وَمَعْرِفَة. مَاتَ فِي حُدُود الْخمسين رَحمَه الله. 319 - مُحَمَّد الْكَبِير بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يحيى بن عُثْمَان بن عَرَفَة الحساني الأربسي المغربي / الْمَاضِي أَبوهُ. سمع مني مَعَ أَبِيه فِي سنة تسعين أَشْيَاء وَكَذَا سمع مَعَ وَالِده بِمَكَّة وَالْمَدينَة والقاهرة. 320 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْجمال الغماري الْمَالِكِي أَخُو أبي الْخَيْر الْآتِي / وقاضي لية من أَعمال. الطَّائِف. أُشير إِلَيْهِ فِي أَخِيه. 321 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله أفضل الدّين الفالي. / مِمَّن سمع بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. 322 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله البندر البنهاوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو نَاصِر الدّين بن أصيل لأمه وَزوج ابْنة الْكَمَال بن الْهمام الْكُبْرَى وَيعرف بالبنهاوي / حفظ الْقُرْآن والتنبيه وَعرضه وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل بَاشر فِي جِهَات، وَحج مَعَ صهره الْكَمَال وَكَانَ مفرط السّمن غير متميز فِي شَيْء سوى حرصه على جهاته. مَاتَ فِي سنة سبع وَسبعين وَترك نم ابْنه الْكَمَال ولدا اسْمه الْمُحب مُحَمَّد تعبت أمه بِسَبَبِهِ سِيمَا بعد موت عبد الْوَهَّاب الهمامي وَإِلَّا فَكَانَ فِي حَيَاته أشبه حَتَّى أَنه قَرَأَ عَليّ إِذْ ذَاك فِي البُخَارِيّ وَغَيره كَمَا سَيَأْتِي. 323 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الزكي أَبُو البركات الْأَشْعَرِيّ وَيُقَال لَهُ الأسعردي وَلكنه كَمَا نبه عَلَيْهِ الزين رضوَان خطأ التّونسِيّ ثمَّ القاهري الْمَالِكِي الْمُقْرِئ. / تَلا بالثمان على أبي حَيَّان فَكَانَ فِيمَا قَالَه الزين رضوَان خَاتِمَة الْقُرَّاء من أَصْحَابه يَعْنِي إِن لم يكن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم الْآتِي من جمَاعَة أبي حَيَّان قَالَ ودرس للمالكية بصلاحية مصر وللأطباء بمنصورية البيمارستان وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الشهَاب السكندري ورضوان. وبكلامه الْمُتَقَدّم قوى الظَّن أَنه من شرطنا. 324 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الصَّدْر بن الزين الْبكْرِيّ الدهروطي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشبراوي الشَّافِعِي النَّاسِخ قريب الْجلَال الْبكْرِيّ فالجلال ابْن خَال وَالِده / وَيعرف بلقبه. ولد بدهروط فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ تحول بعد بُلُوغه إِلَى مصر وَحفظ بهَا الْمِنْهَاج وَعرضه على الْمَنَاوِيّ وَغَيره وجاور بالأزهروحضر دروس الْعَبَّادِيّ وَالْفَخْر المقسي فَمن يليهما كمحمد الضَّرِير وَعبد الْحق وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء مِنْهَا غير نُسْخَة من شرحي للألفية وَأقَام بشبري النَّخْلَة على طَريقَة حَسَنَة يشْهد ويخطب بهَا أَحْيَانًا ويتردد مِنْهَا للاشتغال وَغَيره مَاشِيا أَو رَاكِبًا وَحج وجاور وَحضر دروس الْفَخر أخي القَاضِي ثمَّ جَاءَ فِي الْبَحْر فِي سنة ثَمَان

وَتِسْعين فحج وجاور السّنة الَّتِي بعْدهَا وَقَرَأَ على مجلي فِي الْفِقْه وعَلى السَّيِّد عبد الله) فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَسمع على أَشْيَاء وَكتب بِخَطِّهِ من تصانيفي وَنعم الرجل. 325 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس أَبُو الْفَتْح بن نَاصِر الدّين بن الْجمال الرَّحبِي الأَصْل نِسْبَة للرحبة من نَاحيَة حلب القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الْجَوْهَرِي. / تَلا على الزين جَعْفَر للسبع وَأذن لَهُ وَزوج ابْنه بابنته، وَهُوَ مِمَّن تردد إِلَيّ وَسمع مني يَسِيرا وَكَانَ خيرا سَاكِنا يتجر فِي سوق الصاغة. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ قَارب السِّتين رَحمهَا لله. 326 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس البرديني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / حفظ الْقُرْآن وَسمع من شَيخنَا ثمَّ مني وخالط الأكابر وَتردد للزين عبد الباسط بل اخْتصَّ بالزين الأستادار وَركب الْخُيُول وَتكلم فِي أَشْيَاء وَهُوَ خطيب جَامع الحبانية وإمامه. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة تسعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بتربته بِالْقربِ من ترب الْأَشْرَف إينال بعد أَن زوج ابْنه لابنَة القَاضِي نَاصِر الدّين الأخميمي الْحَنَفِيّ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 327 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ ابْن مُؤذن الزنجيلية. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ اشْتغل وَهُوَ صَغِير فحفظ مجمع الْبَحْرين وألفية النَّحْو وَغَيرهمَا وَأخذ الْفِقْه عَن الْبَدْر الْقُدسِي وَابْن الرضي والفرائض عَن الشَّيْخ محب الدّين وَمهر فِيهَا وَاحْتَاجَ النَّاس إِلَيْهِ فِيهَا وَجلسَ للأشغال بالجامع الْأمَوِي وَكَانَ خيرا دينا. مَاتَ فِي شَوَّال سنة تسع عشرَة. 328 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس السلفيتي بمهلة مَفْتُوحَة ثمَّ لَام سَاكِنة بعْدهَا فَاء مَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة ثمَّ مثناة نِسْبَة لقرية من أَعمال نابلس الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي أحد أَصْحَاب الشهَاب بن رسْلَان. / كَانَ فَقِيها مفننا انْتفع بِهِ جمَاعَة من تِلْكَ النواحي وَكَانَ يُقيم بِبَيْت الْمُقَدّس أَحْيَانًا وَسمع معي فِيهِ على التقي القلقشندي سنة تسع وَخمسين. 329 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس الْعَوْفِيّ الْمدنِي الشَّافِعِي ابْن أُخْت التَّاج عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن صلح وَأحد فِرَاشِي الْمَسْجِد النَّبَوِيّ وَيعرف بالعوفي لكَون وَالِده تزوج فيهم وَيُقَال لَهُ أَيْضا ابْن الْمِسْكِين وَهُوَ بهَا أشهر. / ولد فِي سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والشاطبية والمنهاجين الفرعي والأصلي وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو والتهذيب فِي الْمنطق للتفتازاني، وَعرض على جمَاعَة وَأخذ الْفِقْه وَغَيره عَن أبي الْفرج الكازروني وَقَرَأَ على أبي الْفَتْح المراغي بِمَكَّة شَرحه على الْمِنْهَاج ولازم الشهَاب الأبشيطي) فِي الْأَصْلَيْنِ

وَالْعرُوض فَقَرَأَ عَلَيْهِ جمع الْجَوَامِع ومنهاج الْبَيْضَاوِيّ وشفاء الغليل فِي علم الْخَلِيل بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج الفرعي وَأخذ أصُول الْفِقْه أَيْضا عَن الْكَمَال أَمَام الكاملية والعربية وَالصرْف عَن السَّيِّد عَليّ العجمي شيخ الباسطية المدنية والمنطق وَغَيره عَن أبي يزِيد ولازم أَحْمد بن يُونُس المغربي فِي فنون وتلا بالسبع على عَليّ الديروطي وَابْن شرف الدّين الششتري وَكَذَا قَرَأَ على السَّيِّد الطباطبي وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة وَسمع على الْمُحب المطري وَأبي الْفَتْح المراغي وأخيه أبي الْفرج وَأبي الْفَتْح بن صَالح وَقَرَأَ البُخَارِيّ وَغَيره على خَاله التَّاج وبرع فِي الْعَرَبيَّة والفرائض والحساب وشارك فِي الْفِقْه وَغَيره وَأذن لَهُ فِي الإقراء وتصدى للإقراء بِالْمَسْجِدِ وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ ابْنه وَالشَّمْس بن زين الدّين بن الْقطَّان، وَكَانَ قَائِما بوظيفة الفراشة فِي الْمَسْجِد النَّبَوِيّ وَكَذَا فِي مَسْجِد قبَاء مَعَ بوابته وَالْأَذَان فِيهِ وتكسبه بِالشَّهَادَةِ وتميزه فِيهَا وَجمع فِي كل من ختم البُخَارِيّ وَمُسلم والشفا والمنهاج وَغَيرهَا أَشْيَاء غير مهمة وَكَذَا لَهُ نظم غير طائل كتبت مِنْهُ فِي التَّارِيخ الْمدنِي أَشْيَاء وَكَانَ خيرا. وَمَات بِالْمَدِينَةِ فِي الْحَرِيق الشهير فِيهَا شَهِيدا فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ احْتبسَ الدُّخان فِي جَوْفه فَمَكثَ أَيَّامًا يسيرَة ثمَّ مَاتَ رَحمَه الله وإيانا. 330 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس بن الْمُحب التفهني ثمَّ القاهري الكحال. / مِمَّن سمع على شَيخنَا وَهُوَ غير مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْآتِي. 331 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله نَاصِر الدّين الغمري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الكتبي وَيعرف بِابْن الخردفوشي. / مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي اليلة مستهل ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين عَن نَحْو السّبْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَكَانَ قد قَرَأَ فِي بَلَده الْقُرْآن وَصَحب الغمري واختص بِهِ بِحَيْثُ كَانَ يقدمهُ للصَّلَاة إِذا حضر وأقرأ الْأَطْفَال بهَا ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ حِين قطنها ثمَّ جلس بهَا فِي حَانُوت بسوق الْكتب وخطب بِجَامِع الحسام من حارة زويلة وَأم بِهِ وقتا وتنزل فِي صوفية البرقوقية وَكتب عني كثيرا من الأمالي وَمن تصانيفي وَغَيرهَا وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا كثير التِّلَاوَة رَحمَه الله وإيانا. 332 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ / أحد نواب الحكم بِدِمَشْق. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. 333 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله القليوبي الشَّافِعِي وَالِد عبد الْغَنِيّ الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الطَّوِيل. / تفقه ظنا بالبلقيني وَبِغَيْرِهِ وبرع فِي الْفِقْه وَكَانَ من الْفُضَلَاء. أفادنيه إِمَام الكاملية وَغَيره. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله. / فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن آفش. 334 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد المحسن بن عبد اللَّطِيف بن التقي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن

بن رزين الْعَلَاء بن الْعِزّ العامري الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الْخَطِيب وَالِد التَّاج مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن رزين. / ولد سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة واسمع عَليّ جده لأمه السراج الشطنوفي وعَلى أبي الْحرم القلانسي والعز بن جمَاعَة وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ سَمِعت عَلَيْهِ سَبْعَة أَحَادِيث بِقِرَاءَة التقي الفاسي وحضرتها ابْنَتي زين خاتون وَولى خطابة جَامع الْأَزْهَر وَلم يكن بالمرضي، وَكَذَا قَالَ فِي إنبائه خطب بالجامع الْأَزْهَر وباشر أوقافا وَلم يكن متصاونا. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي فِي موضِعين عَفا الله عَنهُ. 335 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن مُحَمَّد الشَّمْس بن الْحَاج أبي عبد الله الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْحِمصِي الشَّافِعِي وَالِد عبد الْغفار وَعبد الْملك الماضيين وَيعرف بِابْن السقا. / ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة مستهل ذِي الْقعدَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بحمص وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والغاية لأبي شُجَاع والكتب الَّتِي بينتها فِي ثَانِي ولديه، وَحج فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ فاشتغل فِي الْأَزْهَر على السنتاوي وَابْن الوروري والطنتدائي الضَّرِير وَنَحْوهم وَعرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة وَسمع مني المسلسل وَغَيره كبعض مجَالِس الْإِمْلَاء وَقَرَأَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين على الديمي فِي البُخَارِيّ وألفية الْعِرَاقِيّ وتميز وَكتب الْخط الْجيد وَنسخ بِهِ أَشْيَاء. 336 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن دَاوُد بن سُلَيْمَان الْبَدْر أَبُو المحاسن بن الْبَدْر أبي عبد الله بن الشّرف أبي المكارم الْبَغْدَادِيّ الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده والآتي وَلَده الشّرف مُحَمَّد. ولد بِالْقَاهِرَةِ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَأمه هِيَ ابْنة أخي الْفَقِيه برهَان الدّين بن الصَّواف الْحَنْبَلِيّ. وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتلاه كَمَا أخبر لكل من أبي عَمْرو وَنَافِع وَحَمْزَة عَليّ حبيب وَالشَّمْس الشراريبي وَحفظ الْخرقِيّ وَغَيره وَعرض ثمَّ أَخذ فِي الْفِقْه عَن زوج أمه الْفَتْح الباهي والْعَلَاء بن مغلى وَلَكِن جلّ انتفاعه إِنَّمَا كَانَ بالمحب بن نصر الله وَقَالَ أَنه اشْتغل فِي النَّحْو على الشموس الثَّلَاثَة البوصيري والشطنوفي وَابْن هِشَام العجيمي) والبدر الدماميني وَكَذَا أَخذ عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَطلب الحَدِيث فَقَرَأَ صَحِيح البُخَارِيّ على شَيْخه الْمُحب وصحيح مُسلم والشفا مَعًا على الشّرف بن الكويك وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك وَكَذَا سمع على الْجمال عبد الله وَالشَّمْس الشَّامي الحنبليين والكمال بن خير والشهاب الوَاسِطِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَأخذ عَن شَيخنَا وَمن قبله عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن مغلى فَمن بعده وَكَذَا نَاب عَن شَيخنَا وَجلسَ لذَلِك فِي بعض

الحوانيت ببولاق وَغَيره وَيُقَال أَن سليما بشره بِالْقضَاءِ الْأَكْبَر وَنَحْوه صَنِيع خَليفَة حَيْثُ كَانَ يخاطبه بذلك بل رأى هُوَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبشره بأَشْيَاء مِنْهَا الْقَضَاء وَولى قَضَاء الْعَسْكَر وإفتاء دَار الْعدْل وتدريس الْفِقْه بالصالح بعد أَبِيه بعناية الْمُحب شَيْخه وَكَانَ يَنُوب عَنهُ فِيهِ فَلَمَّا ولى ابْن مغلى انتزع مِنْهُ الصَّالح وكلم فِي ذَلِك فَعوضهُ عَنهُ بِقدر كل شهر ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ بعدو عرف بالديانة وَالْأَمَانَة والأوصاف الحميدة وأشير إِلَيْهِ بالتقدم فِي معرفَة الشُّرُوط مَعَ البراعة فِي الْمَذْهَب، فَلَمَّا مَاتَ شَيْخه الْمُحب اسْتَقل فِي الْقَضَاء فَسَار فِيهِ سيرة حَسَنَة جدا بعفة ونزاهة وصيانة وَأَمَانَة وَتثبت وإمعان فِي نظر المكاتيب وَالشُّهُود مَعَ التصميم على منع الاستبدالات وَأَشْيَاء كَانَت فَاشِية قبله وَلَا زَالَ مَعَ ذَلِك يستجلب الخواطر باللين وَالِاحْتِمَال والتواضع والبذل مَعَ التقلل من الدُّنْيَا وَعدم ادخارها إِذا وَقعت بِيَدِهِ وَنصر الْمَظْلُوم وإغاثة اللهفان والمداراة مَعَ الصلابة عِنْد الْحَاجة إِلَيْهَا حَتَّى كَانَ قيل لينًا من غير ضعف شَدِيدا بِدُونِ عنف فَصَارَ إِلَى رياسة ضخمة وَحُرْمَة وافرة وَكلمَة مَقْبُولَة وأوامر مطاعة وهرع النَّاس لبابه وَقصد فِي الْمُهِمَّات الْكِبَار وترامى عَلَيْهِ أَصْحَاب الْحَوَائِج من الْفُقَهَاء والقضاة والمباشرين والأمراء وَغَيرهم وَلم يتحاش أحد عَن الْحُضُور عِنْده بِحَيْثُ كَانَ إِذا مرض أَو حصل لَهُ أَمر يتَرَدَّد إِلَيْهِ الْخَلِيفَة فَمن دونه لَا يتَخَلَّف عَنهُ مِنْهُم أحد لما ألفوه من كَثْرَة موافاته لَهُم وإعمال فكره فِي نصحهمْ بِمَا يَنْفَعهُمْ فِي الدَّار الْبَاقِيَة وَأما الْجمال بن كَاتب حكم نَاظر الْخَاص فَكَانَ لَا يعدو أمره بِحَيْثُ كَانَت تجْرِي كثير من صدقاته على يَدَيْهِ وَلِهَذَا تردد إِلَيْهِ جُمْهُور الْفُقَهَاء والطلبة وَغَيرهم وبالغوا فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَلما مَاتَ الزين عبد الباسط أسْند وَصيته لجَماعَة هُوَ مِنْهُم وَأوصى لَهُ بِأَلف دِينَار يفرقها بِحَسب رَأْيه وثوقا مِنْهُ بذلك ففرقها من غير تنَاول لدرهم مِنْهَا فِيمَا بَلغنِي بل سَمِعت أَنه أوصى لَهُ هُوَ بِأَلف أُخْرَى فَأَعْرض عَنْهَا وَكَذَا اتّفق لَهُ مَعَ الْبَدْر بن التنسي وَابْن السُّلْطَان حسن حَيْثُ أوصى كل مِنْهُمَا لَهُ) بِخَمْسِمِائَة دِينَار فَأَعْرض عَنْهَا وَكَثِيرًا مَا كَانَ يتفرق مَا يَخُصُّهُ من الْوَصَايَا على الطّلبَة وَنَحْوهم وَكَذَا كَانَ الظَّاهِر جقمق منقادا مَعَه إِلَى الْغَايَة حَتَّى أَنه كَانَ يَأْمر بِمَا لَا يَسْتَطِيع أحد مُرَاجعَته فِيهِ فَلَا يزَال يتلطف بِهِ ويترسل فِي حسن التوسل إِلَى أَن يصغي لكَلَامه وَيرجع إِلَيْهِ وكفه عَن أَشْيَاء كَانَت بادرته تلجئه إِلَى الْوُقُوع فِيهَا خُصُوصا مَعَ الْفُقَهَاء وَنَحْوهم كَالْقَاضِي علم الدّين فِي عدم تَمْكِينه من إِخْرَاج الخشابية عَنهُ والشفاعة فِيهِ حَتَّى رَجَعَ بِهِ من الصَّحرَاء حَيْثُ الْأَمر بنفيه وَلما تعيّنت الخشابية فِي بعض توعكاته للمناوى كَانَ ساعيا فِي الْبَاطِن فِي عدم خُرُوجهَا

عَن بَيتهمْ والتنصيص على اسْتِقْرَار الْبَدْر أبي السعادات فِيهَا وَترك مدافعته لَهُ عَن شَيخنَا مَعَ كَونه شَيْخه وَله عَلَيْهِ حُقُوق فِي إِخْرَاج البيبرسية وَغير ذَلِك إِمَّا لعدم انقياده مَعَه أَو لغيره وَهُوَ الظَّاهِر فَإِنَّهُ لم يكن مَعَ شَيخنَا كَمَا يَنْبَغِي وَلَو قَامَ مَعَه لَكَانَ أولى من جلّ قوماته وَكَثِيرًا مَا كَانَ السُّلْطَان ينعم عَلَيْهِ مَعَ أَخذه من رفقته وَقد حج مرَارًا أَولهَا فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين ثمَّ فِي سنة تسع وَأَرْبَعين ثمَّ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وفيهَا أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة نَحْو نصف شهر وَقَرَأَ هُنَاكَ الشفا ثمَّ بِمَكَّة دون شَهْرَيْن وَكَانَ السُّلْطَان هُوَ المجهز لَهُ فِي الْأَخِيرَتَيْنِ وَلم يرجع من وَاحِدَة مِنْهُمَا إِلَّا مضاعف الْحُرْمَة مَعَ أَنه مَا خلا عَن طَاعن فِي علاهُ مُجْتَهد فِي خفضه وَلم يَزْدَدْ إِلَّا رفْعَة وَلَا جاهر أحدا بِسوء كل هَذَا مَعَ بعد الْغَوْر والمداومة على التِّلَاوَة والتهجد وَالصِّيَام والمراقبة والحرص على الْمُحَافظَة على الطَّهَارَة الْكَامِلَة وَضبط أَفعاله وأقواله واجتهاده فِي إخفاء أَعماله الصَّالِحَة بِحَيْثُ أَنه يركب فِي الْغَلَس إِلَى من يعلم احْتِيَاجه فيبره وَرُبمَا حمل هُوَ الطَّعَام وَشبهه لمن يكون عِنْده بِالْمَدْرَسَةِ وَأمره فِي هَذَا وَرَاء الْوَصْف ومزيد احْتِمَاله وحلمه ومغالطته لمن يفهم عَنهُ شَيْئا ومقاهرته إِيَّاه بِالْإِحْسَانِ والبذل والخبرة بالأمور وَكَثْرَة الإفضال وسعة الْكَرم وَكَونه فِي غَايَة مَا يكون من الترفه والتنعم بالمآكل السّنيَّة والحلوى وَالرَّغْبَة فِي دُخُول الْحمام فِي كل وَقت لَيْلًا ومزيد موافاته بالتهنئة والتعزية والعيادة وَنَحْو ذَلِك بِحَيْثُ لَا يلْحق فِيهِ وَلَقَد بَلغنِي أَن الشّرف يحيى بن الْعَطَّار تعلل مرّة ثمَّ أشرف على الْخَلَاص وَدخل الْحمام فليم فِي تَعْجِيله بذلك فَقَالَ وَالله مَا فعلته إِلَّا حَيَاء من فلَان وَأَشَارَ إِلَيْهِ لِكَثْرَة مَجِيئه فِي كل يَوْم فَأَحْبَبْت تَعْجِيل الرَّاحَة لَهُ بل بَلغنِي عَن بعض الرؤساء أَنه كَانَ يَقُول مَا كنت أعلم بِكَثِير مِمَّن يَنْقَطِع من جماعتي وحاشيتي إِلَّا مِنْهُ وَقيل لشَيْخِنَا فِي إمعانه من ذَلِك فَقَالَ مُشِيرا لتفرغه كل ميسر لما خلق لَهُ وأثكل وَلَده الشّرف فَصَبر واحتسب وتزايد مَا كَانَ) يسلكه من أَفعَال الْخَيْر حَتَّى أَنه فرق مَا كَانَ باسم الْوَلَد من الْوَظَائِف على جمَاعَة مذْهبه فَأعْطى إِفْتَاء دَار الْعدْل لِابْنِ الرزاز وَقَضَاء الْعَسْكَر للخطيب وَكَانَ رغب عَنْهُمَا لوَلَده عِنْد ولَايَته للْقَضَاء وَأكْثر من مُلَازمَة قَبره وَالْمَبِيت عِنْده وإيصال الْبر إِلَيْهِ بالختمات المتوالية وَالصَّدقَات الجزيلة وَقرر جمَاعَة يقرؤون كل يَوْم عِنْد قَبره ختمة ويبيتون على قَبره فِي أَوْقَات عينهَا وَحبس على ذَلِك رزقة وانتفع هُوَ بذلك بعد مَوته حَيْثُ اسْتمرّ. وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس سَابِع جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين بعد تعلله أَيَّامًا وَصلى عَلَيْهِ نم الْغَد بِبَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل جدا تقدم أَمِير الْمُؤمنِينَ النَّاس وَدفن

بحوش سعيد السعدء ظَاهر بَاب النَّصْر جوَار قبر وَلَده وَقد حدث بأَشْيَاء وَقُرِئَ عَلَيْهِ الشفا بِمحل الْآثَار النَّبَوِيّ وحملت عَنهُ بعض مروياته وَكَانَ فريدا فِي مَعْنَاهُ رَحمَه الله وإيانا. وَفِي ذيل الْقُضَاة والمعجم زيادات على مَا هُنَا وقرأت بِخَط البقاعي مَا نَصه حَدثنِي غير وَاحِد عَن الْمُحب بن نصر الله أَن سلف الْبَدْر هَذَا نَصَارَى وَأَن ذَلِك مَوْجُود علمه فِي تَذكرته وَأَن الْبَدْر اجْتهد فِي إعدام ذَلِك من التَّذَكُّر فَلم يقدر فَكَانَ يستعيرها من أَوْلَاده فيغيبون مِنْهُ الورقة الَّتِي فِيهَا ذَلِك. قَالَ ذَلِك البقاعي مَعَ مزِيد إحسانه إِلَيْهِ لكَونه رفع إِلَيْهِ فَقِيرا مِمَّن يستعطي كَفه عَن السُّؤَال حِين الْخطْبَة يَوْم الْجُمُعَة أَو مزاحمها فَلم يمتثل الْفَقِير بل أغْلظ على البقاعي وَطلب البقاعي من القَاضِي تعزيزه فَلم ير الْمحل قَابلا فاقتصر على زَجره بِاللَّفْظِ ثمَّ أعطَاهُ قَمِيصًا ودراهم فكاد البقاعي يقد غبنا وَشرع فِي الوقيعة عَلَيْهِ على عَادَته. 337 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد زين العابدين بن الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط الْبَدْر حسن الْقُدسِي / شيخ الشيخونية كَانَ والماضي أَبوهُ. نَشأ فِي كنف أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن وَشرع فِي حفظ الْإِرْشَاد وَاسْتقر فِي جِهَات أَبِيه بعده وناب عَنهُ فِي المؤيدية الْكَمَال بن أبي شرِيف ثمَّ أَخُوهُ وَفِي غَيرهَا غَيره وَلَيْسَ لَهُ توجه للاشتغال. 338 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم الْأنْصَارِيّ البعلي. / سمع بهَا على بعض أَصْحَاب الحجار ولقيه فِيهَا ابْن مُوسَى ورفيقه الأبي فِي سنة خمس عشرَة. 339 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن بن خَليفَة بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْكَمَال أَبُو الْفضل بن الْبَهَاء أبي أَحْمد بن الْأمين أبي مُحَمَّد الدركالي الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الْبَهَاء. / ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة أَو قبلهَا بِقَلِيل وَأمه فَاطِمَة ابْنة يَعْقُوب الكوراني وَسمع) من الْعِزّ بن جمَاعَة بِمَكَّة فِي سنة سبع وَسِتِّينَ تساعياته الْأَرْبَعين وَغَيرهَا وَمن الْأُخْتَيْنِ الفاطمتين أم الْحسن وَأم الْحُسَيْن ابْنَتي أَحْمد بن الرضى وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَابْن الهبل وَطَائِفَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالتقي بن فَهد وَبَينه، وتنزل فِي دروس الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة وأدب الْأَطْفَال بمكتب بشير الجمدار بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام عدَّة سِنِين وتعانى الشَّهَادَة ثمَّ الْوكَالَة فِي الْخُصُومَات وَغَيرهَا وَكَانَ طوَالًا غليظا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَعشْرين وَدفن بالمعلاة. 340 مُحَمَّد الْجمال أَو الْبَهَاء أَبُو عبد الله / أَخُو الَّذِي قبله. ولد سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة بعد وُصُول الْخَبَر بِمَوْت أَبِيه فِي الْقَاهِرَة وأحضر فِي الرَّابِعَة على الْجمال ابْن عبد الْمُعْطِي بعض ابْن حبَان وَسمع من الأميوطي والنشاوري وَعلي النويري وَغَيرهم وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة فَسمع من التنوخي وَابْن الشيخة والحلاوي

وَطَائِفَة بل سمع بهَا فِي ربيع الآخر من سنة وَفَاته على الفوى من لفظ الكلوتاتي الْكثير من سنَن الدَّارَقُطْنِيّ وَكَذَا دخل دمشق وَسمع فِيهَا من أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ عَليّ الزرندي والقيراطي وَأحمد بن سَالم الْمُؤَذّن فِي آخَرين وتكرر دُخُوله لبلاد الْيمن طلبا للرزق حَتَّى كَانَت منيته بهَا فِي سنة سبع وَعشْرين أَظُنهُ فِي أواخرها. 341 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن يُوسُف الشَّمْس بن فتح الدّين أبي الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ / أحد الْأُخوة الْخَمْسَة وأولهم موتا. مَاتَ فِي أول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين عَن بضع وَثَلَاثِينَ سنة وَلم يعقب بل لم يتَزَوَّج. 342 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الشَّمْس الْمَنَاوِيّ القاهري صهر فتح الله كَاتب السِّرّ وَسَماهُ بَدَنَة وَسَماهُ بَعضهم مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ تقدم بجاه صهره فولى الْحِسْبَة ووكالة بَيت المَال وَنظر الْأَوْقَاف وَالْكِسْوَة وتنقلت بِهِ الْأُمُور فِي ذَلِك وَولي الْحِسْبَة مرَارًا بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ لَهُ بعض اشْتِغَال ومشاركة وَمَعْرِفَة بِشَيْء من الْهَيْئَة، قَلِيل الْعلم بِحَيْثُ وجد بِخَطِّهِ على محْضر تسمع الدعْوَة وناب فِي الحكم لما كَانَ محتسبا وَبعد ذَلِك وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ عريا عَن الْعُلُوم فظا غليظا وَقَالَ غَيرهمَا كَانَ يتزيا بزِي الْفُقَهَاء. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة. 343 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبيد بن مُحَمَّد فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن الشَّمْس البشبيشي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي رَجَب سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والجرومية والرحبية وَالْبَعْض من الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع والشاطبية وتدرب بِأَبِيهِ فِي البُخَارِيّ بِحَيْثُ أتقن قِرَاءَته مَعَ صغر سنه وَكَذَا قَرَأَ بِالْيمن حِين دَخلهَا مَعَ أَبِيه عَليّ الشرجي وَعرض عَلَيْهِ بعض محافيظه وتكرر دُخُوله لَهَا مَعَ أَبِيه وَكَانَ قد سمع مني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَبعدهَا بل قَرَأَ عَليّ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بهَا إِلَى أثْنَاء الزَّكَاة من صَحِيح البُخَارِيّ قِرَاءَة أبدع فِيهَا ثمَّ أكمله مَعَ صَحِيح مُسلم وَغَيره وَسمع عَليّ أَشْيَاء كَثِيرَة رِوَايَة وَفِي الْبَحْث وَهُوَ نادرة فِي قِرَاءَته مَعَ صغر سنه ذُو فطنة وذكاء يحفظ بعض غَرِيب ومبهم وَفقه الله وَزَاد فِي إِصْلَاحه. 344 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبيد أَبُو الْخَيْر الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْعَطَّار الْوَاعِظ الْخَطِيب وَيعرف بِابْن الحاكمي. / اشْتغل وَتردد إِلَى الْفُضَلَاء وَسمع على جمع من متأخري المسندين ولازم الْفَخر الديمي وَكَذَا قَرَأَ عَليّ أَشْيَاء مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي الْوَعْظ وَنَحْوه وسألني أسئلة أفردت أجوبتها فِي جُزْء وَكَانَ أَولا يتكسب بالعطر ثمَّ ترك. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. ظ

345 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبيد أَبُو سعد بن الْقطَّان. / إِنْسَان خير لَقِي ابْن رسْلَان فَأخذ عَنهُ وَكَذَا سمع من شَيخنَا ثمَّ اخْتصَّ بِإِمَام الكاملية وأقرأ أَوْلَاده وَسمع الحَدِيث على غير وَاحِد من المسندين واشتغل عِنْد غير وَاحِد وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَيّ بل قَرَأَ عَليّ بعض القَوْل البديع وَأَخْبرنِي بمنام يتَعَلَّق بِهِ أوردته فِيهِ وَحج وزار وَنعم الرجل كَانَ. مَاتَ قبيل السّبْعين ظنا وَأَظنهُ جَازَ الْخمسين رَحمَه الله وإيانا. 346 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَيُّوب بن عُثْمَان الشّرف الْعمريّ الإشليمي القاهري أَخُو أَحْمد وَعلي الماضيين وَصَاحب السَّبع الَّذِي بالكاملية وَيعرف بالأصيلي / لكَون أصيل الدّين وَالِد نَاصِر الدّين بن أصيل عَمه. ولد بإشميم وَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ قدم على عَمه فَقَرَأَ الْمِنْهَاج واشتغل عِنْد البيجوري والشرف السُّبْكِيّ وَغَيرهمَا وتنزل فِي الْجِهَات وباشر الكاملية والقطبية وَغَيرهمَا وأتجر فَنمت دريهماته وَاشْترى الْأَمْلَاك وَعمل قبَّة فسقية الكاملية وَسبعا فِيهَا وَغير ذَلِك من القربات وَحج وجاور مُدَّة وَكَانَ مديما للانجماع بخلوته فِي الكاملية. مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَقد قَارب السّبْعين وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله. وعَلى أسن مِنْهُ بِدُونِ ثَمَان سِنِين.) (سقط)

(سفط) وَقَالَ المقريزي فِي عقوده إِنَّه كَانَ عَار من الْعلم تردد إِلَى دمشق مرَارًا وصحبته بهَا وَكَانَ من) رجال الدَّهْر العارفين بطرق السَّعْي وَأما الْآخِرَة فَمَا أَحسب لَهُ فِيهَا من نصيب إِلَّا أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئا إِنَّه غَفُور رَحِيم عَفا الله عَنهُ. 350 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن الْمُسلم بن هبة الله نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله بن الْكَمَال بن الْفَخر بن الْكَمَال الْجُهَنِيّ الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي وَالِد الْكَمَال مُحَمَّد والشهاب أَحْمد وَيعرف كسلفه بِابْن الْبَارِزِيّ. / ولد فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ رَابِع شَوَّال سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن سبع فَنَشَأَ فِي كنف أَخْوَاله وَحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي وَغَيره واشتغل بِبَلَدِهِ حَتَّى تميز فِي فنون وَتصرف فِي الْأَبَد والإنشاء وَولي قضاءها فِي سنة سِتّ وَتِسْعين ثمَّ كِتَابَة سرها وناكده نائبها يشبك من ازدمر وَأخذ مِنْهُ مَالا فراسله الْمُؤَيد شيخ وَهُوَ حِينَئِذٍ نَائِب طرابلس يشفع فِيهِ فَأَطْلقهُ فَتوجه إِلَيْهِ بطرابلس فَأَقَامَ مَعَه وَمَال إِلَيْهِ حَتَّى صَار من خواصه وباشر نظر جَيش حلب مُدَّة يسيرَة فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده فَلَمَّا ارْتقى الْمُؤَيد لنيابة دمش قولاه خطابتها وَبَالغ فِي إكرامه وَاسْتمرّ مَعَه ثمَّ ولي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بحلب عَن النَّاصِر فرج فباشره مُدَّة ثمَّ اعتقل بقلعة دمشق إِلَى أَن قدمهَا النَّاصِر لقِتَال شيخ ونوروز فَأَطْلقهُ فَلَمَّا كَانَت وقْعَة اللجون بَين شيخ والناصر خرج إِلَى شيخ فَأكْرمه وَتوجه مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة فراغى لَهُ سالف خدمته ومخاطرته مَعَه بِنَفسِهِ فِي عدَّة مرار وَكتب لَهُ التوقيع قبل سلطنته ثمَّ بعْدهَا بِثَلَاثَة أشهر ولاه كِتَابَة سر الديار المصرية عوضا عَن فتح

الله فِي شَوَّال سنة خمس عشرَة وَبَالغ فِي إكرامه والاختصاص بِهِ بِحَيْثُ لم يكن يخرج عَن رَأْيه فِي غَالب الْأُمُور وَلَا يُفَارِقهُ بل يَأْمُرهُ بالمبيت عِنْده فِي كثير من اللَّيَالِي وَصَارَ مدَار الدولة المؤيدية عَلَيْهِ وَحصل أَمْوَالًا جمة وأخمد ذكر كثير مِمَّن كَانَ يناوئه ونال من الْحُرْمَة والوجاهة مَا لم ينله غَيره من أَبنَاء جنسه وَاسْتقر بِهِ خطيب جَامعه وخازن كتبه وَكَانَ بَيته متنزها لَهُ، وَسَار على طَريقَة الْمُلُوك فِي مماليكه وحشمه إِلَى أَن مرض فِي أَوَائِل رَمَضَان وَلزِمَ الْفراش مُدَّة، ثمَّ مَاتَ بعلة الصرع فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين وَدفن بجوار الإِمَام الشَّافِعِي تَحت شباكه من القرافة على وَلَده الشهَاب أَحْمد وَمَشى النَّاس فِي جنَازَته من منزله بالخراطين إِلَى الرميلة وَلم يصل عَلَيْهِ السُّلْطَان لِأَنَّهُ كَانَ حِينَئِذٍ فِي غَايَة الضعْف بل حضر جنَازَته كل من بِالْقَاهِرَةِ من الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء والمشايخ والأمراء والخليفة وتقدمهم الشَّافِعِي، وَظَهَرت لَهُ أَمْوَال عَظِيمَة احتاط السُّلْطَان على معظمها. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه) بَاشر بِوَجْه طلق وجاه مبذول إِلَّا أَنه فِي أَوَاخِر أمره أفحش فِي الارتشاء على الْوَظَائِف وَكَانَ شَدِيد العصبية لأَصْحَابه والأذية لأعدائه كَمَا قيل: (فَتى كَانَ فِيهِ مَا يسر صديقه ... على أَن فِيهِ مَا يسوء الأعاديا) قَالَ وَكَانَ يتوقد ذكاء مَعَ بعد عَهده بالاشتغال والمطالعة يستحضر كثيرا من محفوظاته الْفِقْهِيَّة والأدبية وَغَيرهَا وينشد القصيدة الطَّوِيلَة الَّتِي حفظهَا من عشر سِنِين وَلَا يتلعثم حفظه أَنْشدني لنَفسِهِ: (طَابَ افتضاحي فِي هَوَاهُ مُحَاربًا ... فلهوت عَن علمي وَعَن آدابي) (وبذكره عِنْد الصَّلَاة وباسمه ... أشدو فواطرباه فِي الْمِحْرَاب) وَقَوله لما اعتقل ببرج الخيالة بِدِمَشْق: (مذ ببرج الخيالة اعتقلوني ... صحت وَالنَّفس بالجوى سياله) (يال قومِي ويال أَنْصَارِي الغ ... ر ويال الرِّجَال للخياله) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ كثيرا وَلغيره وَلم أر من أَبنَاء جنسه من يجْرِي مجْرَاه، وَقَالَ فِي إنبائه أَنه اسْتمرّ يُكَرر على الْحَاوِي ويستحضر مِنْهُ ويعاني الْآدَاب وَقَالَ الشّعْر وَكتب الْخط الْجيد وَكَانَ لطيف المنادمة كثير الرياسة ذَا طلاقة وَبشر وإحسان للْعُلَمَاء والفضلاء على طَريقَة قدماء الكرماء، وَقَالَ غَيره: كَانَ إِمَامًا عَالما بارعا ناظما ناثرا مفوها فصيحا مقداما طلقا خَطِيبًا بليغا ذَا معرفَة تَامَّة ورأي وتدبير وسياسة وعقل ودهاء وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية فِي تَارِيخ حلب: كَانَ رَئِيسا كَبِيرا ذَا مُرُوءَة وعصبية لَهُ نظم رائق ونثر فائق وَهُوَ مِمَّن قرض لِابْنِ

ناهض سيرة الْمُؤَيد لَهُ، وَمن نظمه ملغزا فِي رمان وَقد أهداه للصدر الأدمِيّ: (أمولاي مَا اسْم إِن حذفت أخيره ... بقلب أطعناه وَبَان لَك الْبشر) (ومصدره أَن مبتداه حذفته ... حرَام وَفِي معكوس ذَا رفع الْحجر) (وَمن طَرفَيْهِ أَن حلا ورده حلا ... على أَن فِيهِ السمهري لَهُ وفر) (وَهَا هُوَ فاقصد مثل نصف حُرُوفه ... وَبَاقِيه إِن طَابَ التفكر يَا حبر) (ويشبهه مستحسن وَهُوَ بارز ... وَلَا سِيمَا إِن كَانَ يبرزه الصَّدْر) (فَلَا زلت خمولا على هَامة العلى ... وضدك مَوْضُوعا ويصحبه الخسر) وَقد بَالغ الْعَيْنِيّ فِي الْحَط عَلَيْهِ فِي غير مَوضِع من تَارِيخه وَكَذَا فِي تَرْجَمته وَقَالَ المقريزي) فِي عقوده إِنَّه كَانَ شَدِيدا على أعدائه مبالغا فِي نفع أَصْحَابه وأصدقائه يتوقد ذكاء ويستحضر محفوظاته الْفِقْهِيَّة والأدبية مَعَ بعد عَهده عَن الِاشْتِغَال بِالْعلمِ واستغراق زَمَنه فِي الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة نَهَارا ومنادمته لَيْلًا ولطف معاشرته وَحسن مذاكرته وغزارة مُرُوءَة صحبته سِنِين ونالني مِنْهُ نفع وَخير كثير، وَأنْشد من نظمه أَشْيَاء وَقَالَ إِن الْمُؤَيد أَخذ من تركته قَرِيبا من مائَة ألف دِينَار وَولى ابْنه كَمَال الدّين. 351 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْبَدْر بن الْبَدْر البعلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن قندش بِفَتْح الْقَاف ثمَّ نون بعْدهَا مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ مُعْجمَة. / ولد قبيل التسعين وَسَبْعمائة بِيَسِير ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على الشَّمْس بن غَازِي الْحَنْبَلِيّ واشتغل بالفقه عِنْد الشّرف بن السقيف وَسمع البُخَارِيّ على أبي الْفرج بن الزعبوب وَجلسَ بحوانيت الشُّهُود ثمَّ أعرض عَن ذَلِك ولقيته ببعلبك فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمِائَة لِابْنِ تَيْمِية وَكَانَ خيرا منور الشيبة مَحْمُود الطَّرِيقَة. مَاتَ قريب السِّتين ظنا. 352 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشَّمْس أَبُو الْفَتْح بن الشّرف بن الْفَخر والونائي ثمَّ الْمصْرِيّ الخانكي الشَّافِعِي وَيعرف بالونائي. / ولد على رَأس الْقرن إِمَّا فِي سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث بونا من الصَّعِيد وتحول مِنْهَا إِلَى مصر الْقَدِيمَة فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبيتين والسخاوية فِي متشابه الْقُرْآن والمنهاجين وألفية النَّحْو والتخليص وَعرض على جمَاعَة كثيرين فَمِمَّنْ أجَازه مِنْهُم الْعِزّ بن جمَاعَة وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَأَبُو هُرَيْرَة بن النقاش وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ والبيجوري وَشَيخنَا والزين القمني وَابْن المحمرة والأمين الطرابلسي وقاريء الْهِدَايَة واشتغل بِمصْر عِنْد قَرِيبه السراج عمر الونائي وبالقاهرة عِنْد البرهانين البيجوري والأبناسي والبرماوي وَسمع على شَيخنَا وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْجَزرِي

وَغَيره، وَحج فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ ثمَّ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَلَقي حُسَيْنًا الأهدل فَقَرَأَ عَلَيْهِ جُزْء أبي حَرْبَة وَأَجَازَهُ وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس وسافر الشَّام وقطن الخانقاة وَأخذ فِيهَا الْفِقْه وَغَيره عَن عالمها البوشي وَفِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا عَن أبي الْقسم النويري وَسمع على مَحْمُود الْهِنْدِيّ وَأَظنهُ جود عَلَيْهِ الْقُرْآن، وَولي قضاءها قبيل سنة سبع وَثَلَاثِينَ فحمدت سيرته وَكَذَا ولي تدريس الخانقاة برغبة الْجلَال الْبكْرِيّ لَهُ عَنهُ وتنزل فِي قِرَاءَة مصحف بالأشرفية هُنَاكَ وَفِي صوفية الخانقاة الناصرية وَاجْتمعَ النَّاس على الثَّنَاء عَلَيْهِ ودرس وانتفع بِهِ الطّلبَة) خُصُوصا بعد وَفَاة البوشي، كل ذَلِك مَعَ لين جَانِبه وتواضعه وفتوته وإكرامه للواردين وميله للصالحين ومحاسنه جمة. مَاتَ فِي ثَانِي شَوَّال سنة تسعين وَدفن فِي عصر يَوْمه بحوش ظَاهر قمة الشَّيْخ عمر النبتيتي رَحمَه الله وإيانا. 353 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن نجم الدّين الْمُحب الْمَنَاوِيّ الطريني الشَّافِعِي كَاتب العليق وَابْن أخب الشَّمْس البامي بل يزْعم انتسابه للطرينيين بالمحلة. / مَذْكُور بحشمة وتواضع وميل للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ وَقد تزوج ابْنة السَّيْف الْحَنَفِيّ بعد أَبِيهَا واستولدها وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وابتنى بسوق الدريس بِالْقربِ من الأهناسية تربة دفن بهَا ابْن كَاتب غَرِيب. 354 - مُحَمَّد التقي / شَقِيق الَّذِي قبله وَذَاكَ الْأَكْبَر. مِمَّن يتَرَدَّد إِلَيْهِ الديمي للْقِرَاءَة عَلَيْهِ فِي شرح مُسلم وَغَيره، وَحج مرَارًا مِنْهَا فِي سنة خمس وَتِسْعين. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان / ملك تونس وبلاد أفريقية، تقدم فِيمَن جده عبد الْعَزِيز بن أَحْمد. 355 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَرَفَات بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين الْبِسَاطِيّ الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الطَّحَّان / حِرْفَة أَبِيه. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَخمسين بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ المنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو واشتغل فِي الْفِقْه والأصلين والعربية والمنطق والمعاني وَالْبَيَان وَالرِّوَايَة وَمن شُيُوخه خلد المنوفي وَابْن الفالاتي وَابْن قَاسم وزَكَرِيا والأبناسي والتقي والْعَلَاء الحصنيين والكافياجي والعبادي والبكري وَالْفَخْر المقسي والجوجري والديمي وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض بل حصر الْيَسِير جدا عِنْد الْمَنَاوِيّ وَدخل فِي مشكلات الْعُلُوم ورافق فِي بَعْضهَا الْأمين العباسي والشرف الدمسيسي والفضلاء وتميز بذكائه بِحَيْثُ حرج الْجَوْجَرِيّ مِنْهُ وَكَانَت لَهُ مَعَه مطارحات نظما فِي مسَائِل علمية وكفه الْعَبَّادِيّ عَن الْفتيا خوفًا من إقدامه وَتَأَخر عَن أقرانه لمزيد تهتكه عَنْهُم وأضيفت غليه أَشْيَاء بِحَيْثُ طرده الزين بن مزهر عَن عشرَة وَلَده وَبَالغ بضربه وَمَعَ ذَلِك فَمَا أمكنه الانثناء عَنهُ ثمَّ ألهم الله الْوَلَد بعد أَبِيه إبعاده وانضم للشهابي بن الْعَيْنِيّ حِينَئِذٍ وَبَالغ بعض من هُوَ فِي الجرأة

بمَكَان حَتَّى قَالَ عِنْد قبر الزيني مَا مَعْنَاهُ لتقر عَيْنك بمفارقة ولدك لِابْنِ الطَّحَّان وَمَعَ ذَلِك فَحلف عِنْدِي أَنه لَيْسَ عِنْده أحد فِي مرتبَة الْبَدْر وَقَالَ حِين ولد لَهُ فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَتِسْعين مَا سمعته من نظمه وفارقته وَقد سكن قَرِيبا من جَامع الغمري وَصَارَ يحضر الْجَمَاعَات بل يحضر عِنْدِي فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَغَيرهَا وحاضرته حَسَنَة وَأَرْجُو أَن يكون قد أناب نفع الله بِهِ.) (سقط) ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع من قَرِيبه أبي عبد الله نحمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن نَبهَان الْأَرْبَعين لِابْنِ الْمُجبر بِسَمَاعِهِ من قَرِيبه صافي بن نَبهَان بِسَمَاعِهِ من المخرجة لَهُ وَحدث بهَا سَمعهَا مِنْهُ الْأَئِمَّة وَمَات. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم (سقط) بن أبي بكر فَكَانَ أَبَا بكر كنية أَبِيه. 357 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْفَتْح الطَّيِّبِيّ القاهري الشَّافِعِي القادري وَهُوَ بكنيته أشهر. / ولد فِي رَجَب سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ أَبوهُ صَالحا قَانِتًا فَنَشَأَ فِي كفَالَته فحفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا وَسمع على الْكَمَال بن خير الْكثير من الشفا بل سَمعه بفوت على الشّرف بن الكويك مَعَ أربعي النَّوَوِيّ فِي آخَرين كالولي الْعِرَاقِيّ والواسطي سمع عَلَيْهِمَا المسلسل وجء الْأنْصَارِيّ وعَلى ثَانِيهمَا فَقَط جُزْء ابْن عَرَفَة وجزء البطاقة ونسخة إِبْرَاهِيم بن سعد وَابْن الْجَزرِي وَشَيخنَا وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَجلسَ فِي حوانيتها وبرع فِيهَا مَعَ حسن الشكالة وَالْبزَّة وَالْعشرَة وجودة التِّلَاوَة فِي الجوق وَلذَا كَانَ يتَرَدَّد لزيارة اللَّيْث وترافق مَعَ أبي الْخَيْر النّحاس فِيهَا فَلَمَّا ارْتقى النّحاس اخْتصَّ بِهِ وَلزِمَ الْقيام بخدمته فأثرى وَكثر مَاله وَركب الْخُيُول وَاسْتقر بِهِ فِي دمشق نَاظر الجوالي ووكيل بَيت المَال فَلم يحسن الْمَشْي بل مَشى على طَريقَة مخدومه فِي الظُّلم والعسف بِحَيْثُ كتبت فِي كفره فَمَا دونه محَاضِر وَقدم البلاطنسي للشكوى مِنْهُ، وَآل أمره إِلَى أَن ضربت عُنُقه صبرا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر رَمَضَان سنة أَربع وَخمسين تَحت قلعتها وَدفن من الْغَد بمقبرة الْبَاب الصَّغِير جوَار أويس الْقَرنِي وَكَانَت جنَازَته حافلة من الْعَوام والفقراء وَغَيرهم وانتاب النَّاس لقبره أَيَّامًا وَأَكْثرُوا من الْبكاء عَلَيْهِ بل صَارُوا يَقُولُونَ هَذَا الشَّهِيد هَذَا الْمَظْلُوم هَذَا المقهور بعد أَن حالوا بَين السياف وَبَين قَتله بِحَيْثُ لم يتَمَكَّن مِنْهُ أَيَّامًا إِلَى أَن أَخذ على حِين غَفلَة مِنْهُم وَكَذَا حاول القَاضِي اعترافه بِمَا نسب إِلَيْهِ وَلَو بالاستغفار وَالتَّوْبَة فَلم يذعن وَصَارَ كلما التمس مِنْهُ ذَلِك يكثر التهليل وَالذكر وَنسب البلاطنسي

لمزيد من التعصب فِي شَأْنه حِين أفتى بِكُفْرِهِ وَإِلَّا فقد فتحت فِي أَيَّام مُبَاشَرَته مَسَاجِد ومدارس كَانَت معطلة وجددت عمَارَة كثير مِنْهَا بعد إشرافها على الدُّثُور وَعند الله تَجْتَمِع الْخُصُوم، وَقد لَقيته بِمَجْلِس شَيخنَا وَغَيره وَأَجَازَ سامحه الله وإيانا. (سقط) (صرفت عَن الكثرات وَجه تَوَجُّهِي ... إِلَى وحدة الْوَجْه الْكَرِيم الممجد) (فَمَا خَابَ حصروف إِلَى الْحق وَجهه ... وَقد خَابَ من أضحى من الْخلق يجتدي) (وَقَوله: لَو كنت أعلم أَن وصلك مُمكن ... بتلاف روحي أَو ذهَاب وجودي) (لمحوت سطري من صحيفَة عالمي ... وهجرت كوني فِي وصال شهودي) وَكَذَا أَخذ عَنهُ التَّاج بن زهرَة وأنشدني عَنهُ قَوْله فِي الْوَظَائِف السَّبْعَة الَّتِي ذكرهَا الْغَزالِيّ وَلم يخلها من كتبه الكلامية والصوفية: (تقديس إِيمَان وَعجز فَافْهَم ... واسكت مكفا ثمَّ أمسك سلم)

وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة فصيحا طلق اللِّسَان رائق النّظم والنثر بديع الذكاء حسن الْأَخْلَاق والمعاشرة) والشكالة وَالْبزَّة ممتع المحاضرة سريع الْجَواب مجيدا لما يتَكَلَّم فِيهِ مثريا ذَا مَال طائل منعزلا عَن النَّاس ببيته الَّذِي أنشأه بحلب وَهُوَ من محَاسِن بيوتها متعففا عَن وظائف الْفُقَهَاء وَمَا أشبههَا مستغنيا بأصناف المتاجل ذَا يَد طولى فِي علم الْكَلَام والفلك والحرف والتصوف وَلكنه ينْسب إِلَى مقَالَة ابْن الْعَرَبِيّ وَلذَا كَانَ البلاطنسي يَقع فِيهِ وَرَأَيْت بِخَطِّهِ مَا يدل على التبري من ذَلِك هَذَا مَعَ أَنه أورد سَنَده بلباس الْخِرْقَة فِي إجَازَة كتبهَا للسَّيِّد الْعَلَاء بن عفيف الدّين من طَرِيقه وَقَالَ مَا نَصه ومولانا الشَّيْخ مُحي الدّين الْمشَار إِلَيْهِ لبسهَا مرَارًا بِحَيْثُ روينَا عَنهُ أَنه لبس الْخِرْقَة وتلقن الذّكر وتأدب بِنَحْوِ من سَبْعمِائة شيخ من مَشَايِخ الطَّرِيقَة وأئمة الْحَقِيقَة وسَاق طرفا من ذَلِك فَالله أعلم بِحَقِيقَة أمره، وَقد حج غير مرّة وجاور بِمَكَّة بعد الثَّلَاثِينَ وَدخل الْهِنْد وساح ورابط بِبَعْض الثغور وقتا وَشرح قِطْعَة من الْحَاوِي الصَّغِير وَمن الْإِرْشَاد للْقَاضِي أبي بكر الباقلاني فِي الْأُصُول وأعرب جَمِيع ألفية ابْن ملك لأجل وَلَده أبي الطَّاهِر وَشرح البرهانية فِي أصُول الدّين وَعمل كتابا فِي مصطلح الصُّوفِيَّة سَمَّاهُ منشأ الأغاليظ وأفرد رحلته فِي مُجَلد وعقيدته بالتأليف وتبرا فِيهَا من كل مَا يُخَالف السّنة وَالْجَمَاعَة وَلم يزل على جلالته إِلَى أَن وَقع بحلب فنَاء عَظِيم توفّي فِيهِ غَالب من عِنْده من ولد وَأهل وخدم فأسف وَتوجه إِلَى مَكَّة عَازِمًا على الْمُجَاورَة بهَا صُحْبَة الركب الْحلَبِي ولقيه ابْن السَّيِّد عفيف الدّين بِالشَّام وَهُوَ متوعك فَقَالَ لَهُ قد كنت عزمت على الْمُجَاورَة بِمَكَّة والآن وَقع فِي خاطري مزِيد الرَّغْبَة فِي الْمُجَاورَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فَكَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ اسْتمرّ فِي توعكه إِلَى يَوْم دُخُوله لَهَا وَذَلِكَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء الْعشْرين من ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فَمَاتَ وَدفن بِالبَقِيعِ بعد أَن صلى عَلَيْهِ بالروضة النَّبَوِيَّة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ ورثاه زوج ابْنة الْفَاضِل جلال الدّين بن النصيبي بقصيدة مطْلعهَا: (أخفاك يَا شمس الْعُلُوم كسوف ... من بعد فقدك ناظري مكفوف) 359 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر الأدمِيّ / أَخُو عَليّ وَعبد الرَّحْمَن الْمَذْكُورين وأبوهم وجدهم. وَهُوَ أَصْغَر الثَّلَاثَة. 360 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْأمين أَبُو الْيمن بن الْجمال أبي الْخَيْر بن النُّور الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد عَليّ وَعمر الماضيين وجدهما وَيعرف بكنيته. / ولد فِي لَيْلَة رَابِع عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث) وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَأمه أم الْحُسَيْن ابْنة القَاضِي

أبي الْفضل النويري وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده والرسالة لِابْنِ أبي زيد فِي فروع الْمَالِكِيَّة ثمَّ تحول شافعيا وَحفظ الْمِنْهَاج وَعرضه وَحضر دروس الْجمال بن ظهيرة وَكَذَا الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والغراقي فِي مجاورتهما واعتنى بِهِ أَخُوهُ لأمه التقى الفاسي فَأحْضرهُ فِي الْخَامِسَة على الشَّمْس بن سكر جُزْءا من مروياته تَخْرِيج التقى أَوله المسلسل وَأَشْيَاء وعَلى أَحْمد بن حسن بن الزين وَأبي الْيمن الطَّبَرِيّ وَسمع من جده القَاضِي عَليّ والأبناسي وَابْن صديق والمراغي والشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي وَالْجمال بن ظهيرة وَابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ ابْن الذَّهَبِيّ وَابْن العلائي والبلقيني وَابْن الملقن والتنوخي والعراقي والهيثمي والحلاوي وَجَمَاعَة وناب فِي خطابه بَلَده عَن قَرِيبه الْخَطِيب أبي الْفضل بن الْمُحب النويري ثمَّ عَن وَلَده أبي الْقسم ثمَّ ولي نصفهَا شَرِيكا لَهُ ثمَّ جَمِيعهَا وَكَذَا ولي قَضَاء مَكَّة وَجدّة وَنظر الْمَسْجِد الْحَرَام فِي أَوْقَات مُخْتَلفَة وَقدم الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ وَحدث بهَا وبمكة سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي، وَكَانَ متعبدا كثير الطّواف والتلاوة دينا خيرا عفيفا مَعَ قلَّة مداراة ويبس فِي إِعَارَة مصنفاة أَخِيه التقى ولشيخنا بِهِ مزِيد اخْتِصَاص بِحَيْثُ أَكثر من مُكَاتبَته مَعَ الإجلال لَهُ فِي عِبَارَته. وَمَات وَهُوَ قَاض فِي آخر لَيْلَة السبت حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين بِمَكَّة وَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ من على قبَّة زَمْزَم وَوَقع عِنْد الصَّلَاة عَلَيْهِ وَكَذَا عِنْد دَفنه مطر عَظِيم رَحمَه الله وإيانا. 3361 مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم الْجمال أَبُو المحامد بن الولوي أبي عبد الله الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الملكي الْمَالِكِي ابْن عَم الَّذِي قبله ووالد أبي عبد الله مُحَمَّد الْآتِي، وَأمه عَائِشَة ابْنة عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي الدقوقي. / ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا، وَسمع من النَّجْم الْمرْجَانِي والتقى الفاسي وَالْجمال المرشدي وَابْن الْجَزرِي وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ عاشئة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الأرموي وَابْن طولوبغا وَخلق، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة وَحضر بهَا مجْلِس الزين عبَادَة وناب فِي الْقَضَاء والإمامة بمقام الْمَالِكِيَّة عَن أَبِيه ثمَّ اسْتَقل بِنصْف الْإِمَامَة ثمَّ عزل عَنْهَا ثمَّ أُعِيد حَتَّى مَاتَ فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشرى ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين وَاسْتقر فِيمَا كَانَ مَعَه من الْإِمَامَة وَلَده رَحمَه الله. 362 - مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز / ابْن عَم اللَّذين قبله. ولد بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَعشْرين وَأمه خَدِيجَة ابْنة نَاصِر بن عبد الله النويري وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة) تسع وَعشْرين فَمَا بعْدهَا جمَاعَة. وَمَات بحصن كيفا سنة إِحْدَى وَخمسين. 363 - مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو الْفضل / أَخُو الَّذِي قبله. ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأمه أم

الْخَيْر ابْنة عَليّ بن عبد اللَّطِيف بن سَالم الزبيدِيّ. مَاتَ فِي أول سنة إِحْدَى وَسبعين بِدِمَشْق. أرخهما ابْن فَهد. 364 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْكَمَال بن الْبَدْر البعلي الْحَنْبَلِيّ بن أخي الشَّمْس مُحَمَّد البعلي وَيعرف بن اليونانية. / ولد فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وأحضر فِي الرَّابِعَة على بشر بن إِبْرَاهِيم البعلي فَضَائِل شعْبَان لعبد الْعَزِيز الكنتاني. وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سبع وَخمسين العرضي وَابْن نباتة والعلائي والبياني وَابْن الْقيم وَابْن الجوخي وَآخَرُونَ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى وَمَعَهُ الْمُوفق الأبي وَذَلِكَ فِي سنة خمس عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لنا من بعلبك. وَكَذَا ذكره فِي الأنباء لَكِن بِزِيَادَة مُحَمَّد ثَالِث وَالصَّوَاب إِسْقَاطه وَقَالَ أَنه سمع وَقَرَأَ ودرس وَأفْتى وشارك فِي الْفَضَائِل مَعَ الْمعرفَة بأخبار أهل بَلَده. مَاتَ سنة خمس عشرَة. 365 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى الْبَدْر أَبُو الْبَقَاء بن فتح الدّين أبي الْفَتْح الإبشيهي الْمحلي الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وأبوهما ووالد الْجلَال مُحَمَّد / الْآتِي. مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ أَو أَوَائِل الَّتِي قبلهَا وَكَانَ فَاضلا خيرا أعرض عَن النِّيَابَة فِي قَضَاء بَلَده وَكَانَ مَعَ أَبِيه حِين مجاورته بِمَكَّة فِي سنة خمس وَخمسين فَسمع مَعَه على أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد. 366 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الْبَدْر السكندري الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بِابْن أبي ركبة. / نَشأ متكسبا ثمَّ أقبل على الْعلم واشتغل بِبَلَدِهِ على النوبي وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة فَأخذ عني فِي تقريب النَّوَوِيّ وتفهما فِي البُخَارِيّ وَغَيرهمَا ثمَّ قطنها ولازم ابْن قَاسم وَحصل شَرحه للمنهاج وَاسْتقر عِنْده فِي صوفية المزهرية وسكنها وَكَذَا أَخذ عَن التقي بن قَاضِي عجلون وَكَانَ خيرا سَاكِنا فَقِيرا قانعا. مَاتَ قَرِيبا من سنة تسعين. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد أَبُو الْخَيْر بن النّحاس. / يَأْتِي فِي الكنى. 367 - مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الخطيري الأَصْل الصَّالِحِي. / لَهُ ذكر فِي أَبِيه. 368 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِدْرِيس بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْمجد أَبُو الطَّاهِر الْعلوِي نِسْبَة لعَلي بن رَاشد بن بولان وَقيل لعَلي بن بلي بن وَائِل الزبيدِيّ التعزي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء مستهل شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بزبيد وَنَشَأ بلحج فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل على وَالِده فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع عَلَيْهِ كثيرا، وَدخل تعز وزبيد وَصَنْعَاء وصعدة، وشذا شَيْئا من الْعَرَبيَّة ونظم الشّعْر وَأحب طلب الحَدِيث فَأخذ عَن الْجمال بن الْخياط

بتعز وَحضر عِنْد الْمجد الشِّيرَازِيّ وَأَجَازَ لَهُ وتكرر دُخُوله زبيد وامتحن بهَا مُدَّة ثمَّ قدم مَكَّة فِي رَمَضَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَسمع بهَا من جمَاعَة، وَحج ثمَّ دخل الْقَاهِرَة فلازم شَيخنَا وَسمع بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره عَلَيْهِ وعَلى غَيره من المسندين حَتَّى قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه أَنه أكب على السماع لَيْلًا وَنَهَارًا وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا ثمَّ بغته الْمَوْت فتوعك أَيَّامًا. وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَرْبَعِينَ يَعْنِي بالبيمارستان المنصوري من الْقَاهِرَة وَدفن بمقابر الغرباء، وَكَانَ إِمَامًا عَالما نحويا ناظما ناثرا سريع النّظم خيرا حدث بِشَيْء من نظمه رَحمَه الله وإيانا. 369 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن البارسلان الضياء السلجوقي الْبَغْدَادِيّ سبط ابْن سكينَة. / أجَاز لَهُ ابْن أميلة وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة، وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَوَصفه بِالْإِمَامِ. 370 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن عبد المحسن بن عنان بن منجا الزين بن الشَّمْس الدجوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالدجوي. / ولد فِي الْمحرم سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة وَقَرَأَ على الْعَيْنِيّ فِي تصريف الْعزي ولازمة وعَلى الشَّمْس بن الْعِمَاد فِي الْفِقْه بل حضر دروس الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَغَيرهمَا وَسمع على شَيخنَا ابْن أصيل وَكتب يَسِيرا على ابْن حجاج، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتميز فِيهَا وَعرف بمزيد الهمة والفتوة مَعَ التقلل ومخالطة النَّاس وناب فِي الْقَضَاء فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ عَن البُلْقِينِيّ فَمن بعده وخطب بِبَعْض الْأَمَاكِن، وأثكل ولدا لَهُ شَابًّا حسنا فَصَبر، وَحج فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ ونظم فِي توجهه قصيدة نبوية أَولهَا: (صَلَاة وَتَسْلِيم من الْملك الْبر ... على الْمُصْطَفى الْمَبْعُوث للنَّاس بِالْبرِّ) (مِنْهَا: فَقير وضيف جِئْت أبغي تكرما ... فجد وتفضل واغن يَا ذَا الْغنى فقري) وَتعرض فِيهَا لمنام رَآهُ لَهُ بَعضهم وَأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أرسل لَهُ مَاء ليتوضأ بِهِ،) وَكَانَ كثير الاستحضار لنوادر الشّعْر ومهمات الوقائع مجيدا لتأدية ذَلِك. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء حادي عشرى رَمَضَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين بقرحة جَمْرَة تعلل مِنْهَا قَلِيلا وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع المارداني لقُرْبه من منزله ووصيته بذلك رفعا للكلفة ثمَّ دفن بزاوية الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس الْبَصِير عِنْد أَوْلَاده رَحمَه الله وإيانا. 371 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ الْمُحب أَبُو السُّعُود بن الْمُحب الْكِنَانِي الشيوطي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كهوبابن النَّقِيب. / حفظ الْقُرْآن وَغَيره ولقيني بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَسبعين فَأخذ عني يَسِيرا ثمَّ قَرَأَ عَليّ بِالْقَاهِرَةِ الشفا ولازم الْجَوْجَرِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره وَفهم وَهُوَ ممتع بِإِحْدَى كريمتيه ذَوُو جاهة بِبَلَدِهِ وَرُبمَا أَقرَأ أَو أفتى.

372 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن يُوسُف بن عَليّ الشَّمْس اليلداني الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْخَطِيب وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي الْعشْر الْأَخير من شَوَّال سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة واشتغل فِي بَلَده عِنْد الْعَلَاء بن الصَّيْرَفِي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن سعد وَسمع على الْفَخر عُثْمَان بن الصلف فِي آخَرين وخطب بالنابتية تلقاها عَن أَبِيه المتلقي لَهَا أَيْضا عَن أَبِيه عَن التدمري واقفها، وتكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ ثمَّ فِي سادس صفر سنة تسع وَأَرْبَعين فَقَرَأَ على شَيخنَا البُخَارِيّ ولازمه فِي سَماع الْمُقدمَة وَغَيرهَا وَكتب عَنهُ فِي الأمالي وَحصل جملَة من الْفَوَائِد وناب عَنهُ فِي الخطابة بِجَامِع عَمْرو يَوْم عيد، وَكَانَ نَاقص الْفَضِيلَة قريب الْحَال من بعض الوعاظ جَهورِي الصَّوْت بالخطابة وَالْقِرَاءَة مَعَ سرعتها وَسُرْعَة الْكِتَابَة. مَاتَ فِي تَاسِع رَجَب سنة سبع وَخمسين بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ قدمهَا لتركة أمه فَلم يلبث أَن توعك وَمَات بعد شهر وَدفن بمقبرة بِالْقربِ من تربة الطَّوِيل رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حسان. / فِيمَن جده عَليّ بن مُحَمَّد بن حسان (سقط) . 374 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سَالم الشَّمْس الديري الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الخناجري / حِرْفَة أَبِيه. ولد فِي صفر سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده والجزرية فِي التجويد وعقيدة الْغَزالِيّ وَنَحْو ألف بَيت من الْبَهْجَة وَغَايَة الِاخْتِصَار فِي الْفِقْه والحاجبية والوردية كِلَاهُمَا فِي النَّحْو وتصريف الْعزي وَغير ذَلِك، ولازم صاحبنا عبد الْقَادِر بن الْأَبَّار فِي الْفِقْه والعربية وَالصرْف وَغَيرهَا بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج بحثا وَبَعض الْمُتَوَسّط بل قَرَأَهُ بِتَمَامِهِ مَعَ تصريف الْغَزِّي على إِبْرَاهِيم القرملي والمنطق على عَليّ قل) درويش، وتميز وَفضل وَرُبمَا أَقرَأ الطّلبَة مَعَ سُكُون وتواضع وَخير وتقلل بل أَبوهُ هُوَ الْقَائِم بكلفته أَحْيَانًا وَأما أمه فَكَانَت زَائِدَة الرَّغْبَة فِي إعانته على الِاشْتِغَال لكَونهَا من بَيت علم وَصَلَاح ونفعها الله بمقصدها، وَتزَوج وتسرى ورزق الْأَوْلَاد، وَقد قدم علينا الْقَاهِرَة فِي أثْنَاء سنة سِتّ وَتِسْعين ليحج فَاجْتمع بِي وَأخذ عني الْكثير من الْكتب السِّتَّة والموطأ ومسند الشَّافِعِي والمعجم الصَّغِير للطبراني واستفاد دراية وَرِوَايَة وحدثته من لَفْظِي بالمسلسل وَحَدِيث زُهَيْر وأربعي مُسلم انتقاء شَيخنَا مِنْهُ وَغير ذَلِك وكتبت لَهُ إجَازَة أثنيت عَلَيْهِ فِيهَا، وسافر فِي أول رَجَب من جِهَة الطّور متأسفا على عدم الاستكثار نَاوِيا العودة أَو الِاجْتِمَاع هُنَاكَ وكتبت

مَعَه للْقَاضِي وَلابْن فَهد وَغَيرهمَا، وَأَبوهُ فِي الْإِحْيَاء. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شعْبَان بن الجوازة. / فِيمَن جده عَليّ بن مُحَمَّد بن شعْبَان. 375 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن علبي بن شعْبَان أَبُو البركات بن الْبَدْر القاهري الزيات جده وَابْن أخي عبد الْقَادِر الْمَاضِي وَيعرف بِابْن شعْبَان. / سمع على أبي الْفَتْح المرغي سنة إِحْدَى وَخمسين مَعَ أَبِيه وَعَمه. 376 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن صَلَاح الْمجد أَبُو الْفَتْح بن الشَّمْس القاهري الْحَنَفِيّ إِمَام الصرغتمشية وَابْن إمامها / وَيُقَال لِأَبِيهِ أَيْضا الحريري. ولد فِي أول سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وألفية النَّحْو وَغَيرهَا، وَعرض على أبي الْبَقَاء بن الناصح وَآخَرين. واشتغل بالفقه على أَبِيه والشهاب الْعَبَّادِيّ وبالنحو على الغماري وَزعم أَنه تَلا بالسبع مُلَفقًا عَلَيْهِ وعَلى الْعَسْقَلَانِي وَالْفَخْر الضَّرِير وَغَيرهم. وَحج بِهِ وَالِده فِي صغره وَسمع عَلَيْهِ بل سمع على جمَاعَة كثيرين من شُيُوخ الْقَاهِرَة والواردين إِلَيْهَا كالبلقيني والعراقي والهيثمي والإبناسي والتقي الدجوي والغماري وَالْمجد إِسْمَعِيل الْحَنَفِيّ وَنصر الله الْحَنْبَلِيّ القَاضِي والتنوخي والمطرز وَابْن الشيخة وَابْن حَاتِم وعزيز الدّين المليجي والعسقلاني والحلاوي والسويداوي والجوهري وَابْن الفصيح والشهاب أَحْمد بن عبد الله بن رشيد وَالشَّمْس الْكفْر بطناوي والنجم البالسي والشرف بن الكويك وَمَرْيَم الأذرعية ثمَّ الزين بن النقاش والفوي والزين لاقمني، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة كَابْن عَرَفَة وَأبي الْقسم الْبُرْزُليّ وَأبي عبد الله السلاوي وَابْن خلدون المالكيين، وتعانى التِّجَارَة فِي الْكتب وَصَارَ ذَا براعة تَامَّة فِي مَعْرفَتهَا وخبرة زَائِدَة بخطوط الْعلمَاء والمصنفين بِحَيْثُ أَنه يَشْتَرِي الْكتاب بِالثّمن الْيَسِير مِمَّن لَا يُعلمهُ ثمَّ يكْتب عَلَيْهِ) بِخَطِّهِ إِنَّه خطّ فلَان فيروج وَقد يكون ذَلِك غَلطا لمشابهته لَهُ بل وَرُبمَا يتَعَمَّد لِأَنَّهُ لم يكن بعمدة حَتَّى أَنه رُبمَا يَقع لَهُ الْكتاب المخروم فيوالي بَين أوراقه أَو كراريسه بِكَلَام يزِيدهُ من عِنْده أَو بتكرير تِلْكَ الْكَلِمَة بِحَيْثُ يتوهمه الْوَاقِف عَلَيْهِ قبل التَّأَمُّل تَاما وَقد يكون الخرم من آخر الْكتاب فَيلْحق مَا يُوهم بِهِ تَمَامه وَلما مَاتَ وجد عِنْده من الْكتب مَا يفوق الْوَصْف مِمَّا لم يكن فِي الظَّن أَنه عِنْده. وَمن العجيب أَنه كَانَ يتَّفق الِاحْتِيَاج لبَعض الْكتب فأذكر لَهُ ذَلِك فَيَجِيء بِهِ إِلَيّ موهما أَنه من عِنْد غَيره وَلَا يُمكن مِنْهُ إِلَّا بِإِجَارَة يومية أَو نَحْوهَا وَرُبمَا تكون الْأُجْرَة موازية للثّمن أَو أَكثر لشدَّة تعسره وَكَذَا كَانَ يشارط فِي الدّفع على التحديث مَعَ عدم احْتِيَاجه وَلذَلِك قلت رغبتي فِي السماع عَلَيْهِ خُصُوصا وَلَيْسَت عَلَيْهِ وضاءة الْمُتَّقِينَ وَقد قَرَأَ عَلَيْهِ

الطّلبَة أَشْيَاء. مَاتَ فِي ثَانِي عشر الْمحرم سنة أَربع وَسِتِّينَ سامحه الله ورحمه وإيانا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله نب عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الكازروني الْمَكِّيّ / رَئِيس المؤذنين بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام. مضى فِي ابْن أبي الخمير. 377 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّزَّاق الشَّمْس أَبُو عبد الله الغماري ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي النَّحْوِيّ. / ولد كَمَا وجد بِخَطِّهِ وَعَلِيهِ اقْتصر غير وَاحِد فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس ذِي الْقعدَة سنة عشْرين وَسَبْعمائة وَقيل فِي الَّتِي قبلهَا ولازم أَبَا حَيَّان حَتَّى أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة بل وتلا عَلَيْهِ الثمان وَسمع عَلَيْهِ قصيدته عقد اللآلئ وَكَثِيرًا من كتب القراآت واللغة والحماسة وَغَيرهَا وَعَلِيهِ انْتفع وَبِه تخرج وَقَرَأَ فِي الْأَدَب على الجامل بن نباتة وَعنهُ أَخذ سيرة ابْن إِسْحَق، وارتحل فَقَرَأَ بِبَيْت الْمُقَدّس على الصّلاح العلائي أَشْيَاء من تصانيفه وبمكة على خَلِيل بن عبد الرَّحْمَن الْمَالِكِي الْكثير من كتب الحَدِيث وَبِه تفقه وعَلى الشهَاب أَحْمد بن قَاسم الْحرَازِي واليافعي وَصَحبه فِي آخَرين وبإسكندرية على الْجمال بن البوري وَابْن طرخان وَلَو توجه لذَلِك فِي ابْتِدَائه أَو تيَسّر لَهُ من يعتني بِهِ لأدرك الْإِسْنَاد العالي مَعَ أَنه كَانَ يذكر أَنه سمع أَبَا الْفرج بن عبد الْهَادِي وَكَانَ أحفظ النَّاس لشواهد الْعَرَبيَّة وَأَحْسَنهمْ كلَاما عَلَيْهَا وللغة مَعَ مُشَاركَة فِي القراآت وَالْأُصُول وَالْفُرُوع وَالتَّفْسِير وَقد تصدى للإقراء دهرا وَاسْتقر بآخرة فِي مشيخة الْقُرَّاء بالشيخونية وَأخذ عَنهُ الأكابر وَتخرج بِهِ خلق وَصَارَ شيخ النُّحَاة بِدُونِ مدافع وَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ شَيخنَا وأدرجه فِي شُيُوخه الَّذين كَانَ كل وَاحِد مِنْهُم متبحرا ورأسا فِي فنه الَّذِي اشْتهر بِهِ لَا يلْحق فِيهِ وَقَالَ إِنَّه كَانَ كثير الاستحضار للشواهد واللغة مَعَ مُشَاركَة فِي) القراآت والعربية، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر أَنه كَانَ عَارِفًا باللغة والعربية كثير الْمَحْفُوظ للشعر لَا سِيمَا الشواهد قوى الْمُشَاركَة فِي فنون الْأَدَب، وَابْن الْجَزرِي وَقَالَ فِي طبقاته للقراء إِنَّه نحوي أستاذ انْتَهَت إِلَيْهِ عُلُوم الْعَرَبيَّة فِي زَمَانه وَقَالَ أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ عقد اللآلئ وسمعها ابناه أَمِير الْفَتْح مُحَمَّد وَأَبُو بكر أَحْمد والتقى الفاسي. وأغفل ذكره فِي تَارِيخ مَكَّة مَعَ أَنه جاور بهَا سِنِين لكنه ذكره فِي ذيل التَّقْيِيد وَقَالَ إِنَّه كَانَ وَاسع الْمعرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْحِفْظ لشواهدها مَعَ مُشَاركَة فِي الْفِقْه وَغَيره وَهُوَ مِمَّن قرض انتقاد الْبَدْر الدماميني على شرح لأمية الْعَجم، وَحدث بالكثير وَلَقِيت خلقا من أَصْحَابه الآخذين عَنهُ رِوَايَة ودراية فَمنهمْ سوى شَيخنَا الزين رضوَان وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ القراآت والعربية وَالرِّوَايَة وانتفع بِهِ. وَكَانَت وَفَاته فِي يَوْم الْخَمِيس حادي عشرى رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ بِالْقَاهِرَةِ وَوهم من أرخه فِي شعْبَان وَحَكَاهُ بَعضهم قولا

آخر، وَلم يخلف فِي مَعْنَاهُ مثله رَحمَه الله وإيانا، وأنشدنا شَيخنَا رَحمَه الله غير مرّة أَن شَيْخه الغماري أنْشدهُ أَن شَيْخه أَبَا حَيَّان أنْشدهُ قَوْله: (وأوصاني الرضى وصاة نصح ... وَكَانَ مهذبا شهما أَبَيَا) (بِأَن لَا تحسنن ظنا بشخص ... وَلَا تصْحَب حياتك مغربيا) قَالَ شَيخنَا وَشَيخنَا وَشَيْخه والرضى مغاربة وَذَلِكَ من الغرائب. وَمِمَّا أوردهُ الْجمال بن ظهيرة عَنهُ بِالْإِجَازَةِ مِمَّا أنْشدهُ لَهُ أَبُو حَيَّان من قَوْله: (عداتي لَهُم فضل عَليّ ومنة ... فَلَا أذهب الرَّحْمَن عني الأعاديا) (هم بحثوا عَن زلتي فاجتنبتها ... وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا) وَحدث المقريزي فِي عقوده عَن شَيْخه أبي حَيَّان قَالَ ألزمني الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن جنكلي بن الْبَاب الْمسير مَعَه لزيارة أَحْمد البدوي بِنَاحِيَة طنتدا فوافيناه يَوْم الْجُمُعَة وَإِذا هُوَ رجل طوال عَلَيْهِ ثوب جوخ عَال وعمامة صوف رفيع وَالنَّاس يأتونه أَفْوَاجًا فَمنهمْ من يَقُول يَا سَيِّدي خاطرك مَعَ غنمي وَآخر يَقُول مَعَ بقري وَآخر مَعَ زرعي إِلَى أَن حَان وَقت الصَّلَاة فنزلنا مَعَه إِلَى الْجَامِع وَجَلَسْنَا لانتظار إِقَامَة الْجُمُعَة فَلَمَّا فرغ الْخَطِيب وأقيمت الصَّلَاة وضع الشَّيْخ رَأسه فِي طوقه بعد مَا قَامَ قَائِما وكشف عَن عَوْرَته بِحَضْرَة النَّاس وبال على ثِيَابه وَحصر الْمَسْجِد وَاسْتمرّ وَرَأسه فِي طوق ثَوْبه وَهُوَ جَالس إِلَى أَن انْقَضتْ الصَّلَاة وَلم يصل نفعنا الله بالصالحين.) (سقط)

(سقط) وَعرضه فِي سنة إِحْدَى عشرَة يسْتَأْنس بِهِ لِأَنَّهُ ولد قبل الْقرن. وَكنت كالوالد مِمَّن يَثِق بعلاجه لمزيد دربته وتؤدته ولطفه وَحسن خطابه وبهائه وخفة وطأته مَعَ فضيلته بل عالج شَيخنَا فِي مرض مَوته قَلِيلا وَلكنه كَانَ فِيمَا قيل ضنينا بفوائده وَاسْتقر بعده الشَّمْس التفهني. 380 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد الأندلسي المجاراني. / مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين. 381 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبيد بن شُعَيْب الشَّمْس الديسطي ثمَّ القاهري القلعي الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالقلعي. / ولد سنة بضع وَثَمَانمِائَة ونشا فحفظ الْقُرْآن) وكتبا كالمنهاج وَعرضه وَاسْتمرّ يحفظه فِيمَا قيل إِلَى آخر وَقت واشتغل قَلِيلا وَسمع عَليّ الزين الزَّرْكَشِيّ وَغَيره. مَاتَ فِي مستهل ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين بعد ضعفه رَحمَه الله. 382 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الْجمال الفومني الكيلاني الْمَكِّيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين بكلبرجا من بِلَاد الدكن، وَتوجه بِهِ أَبوهُ من عَامه إِلَى مَكَّة فقطنها مَعَه ثمَّ بعده، وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَسمع عَليّ التقي بن فَهد فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَقبلهَا عَلَيْهِ وعَلى أبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والشوائطي ثمَّ على أبي الْفضل الْمرْجَانِي وَحضر فِي الْفِقْه دروس خطاب وَابْن إِمَام الكاملية ثمَّ النُّور الفاكهي وَفِي الْعَرَبيَّة دروس ابْن يُونُس وَقَرَأَ فِيهَا على السراج معمر وَفِي بعض العقليات على قَاضِي كرمان نور الدّين، وَله نظم كتب عَنهُ مِنْهُ النَّجْم بن فَهد وأتلف مَا خَلفه لَهُ أَبوهُ ثمَّ انْتَمَى للجمال مُحَمَّد بن الطَّاهِر فَكَانَ فِي رفده وظله مَعَ تزيد وَكَونه بِالْخَيرِ غير متقيد. وَمن نظمه على طَرِيق الْقَوْم: (هَنِيئًا لمن أَمْسَى عَن الْعين خَالِيا ... وَأصْبح لأعمى يَقُول وخاليا) (وأضحى فريدا فانيا فِي فنَاء من ... إِلَيْهِ تود الكائنات كَمَا هيا) (تجلى عَلَيْهِ الْحق من كل وجهة ... وَقَالَ ادن مني يَا قَتِيل جلاليا)

(وعش وانتعش فِي حَضْرَة الْقُدس يَا فَتى ... فدونك قد وافى جميل جمالِيًّا) وَقَوله: (لَا تحملن هموم شَتَّى لم تكن ... فَإِذا تكون فَلَيْسَ همك ينفع) (وأرح فُؤَادك فِي أمورك كلهَا ... وَاعْلَم بِأَن مُقَدرا لَا يدْفع) 383 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد الشّرف بن الْبَدْر بن النُّور الْقرشِي الطنبدي الشَّافِعِي حفيد أخي الْجمال بن عرب ووالد القَاضِي أبي الْحسن عَليّ وَيعرف كسلفه بِابْن عرب. / مِمَّن اشْتغل عِنْد الصَّدْر السويفي وَغَيره، وناب فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعده وسافر مَعَ شَيخنَا فِي سنة آمد وَكَانَ لملازمته لناصر الدّين الزفتاوي أحد من سَافر مَعَه أَيْضا يَقُول لَهما اللَّازِم والملزوم. مَاتَ سنة إِحْدَى وَخمسين. 384 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْخَالِق الشَّمْس النويري الْمَالِكِي نزيل غَزَّة ووالد أبي الْقسم مُحَمَّد / الْآتِي ولد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا. ذكره البقاعي مُجَردا. 385 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر الشَّمْس أَبُو عبد الله الجعبري الخليلي أَخُو عمر / الْمَاضِي. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بالخليل وَحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وَمجمع الْبَحْرين فِي تَجْرِيد أَحَادِيث الصَّحِيحَيْنِ فِي مُجَلد مُرَتّب على الْكَلِمَات لجده وَقَالَ أَنه عرض الْأَخير على الشَّمْس الْمَالِكِي الرَّمْلِيّ حِين إِقَامَته عِنْدهم بالخليل وَقَرَأَ فِي الْفِقْه عَلَيْهِ وعَلى التَّاج إِسْحَق الْخَطِيب وَسمع عَليّ التدمري وَإِبْرَاهِيم بن حجي وَابْن الْجَزرِي مَا سَمعه عَلَيْهِم أَخُوهُ فِي سنة تسع وَعشْرين وتلقى مشيخة الْحرم شركَة لِأَخِيهِ عَن أَبِيهِمَا ثمَّ رغب عَن حِصَّته لوَلَده عبد الباسط وَله نظم على طَريقَة الْفُقَرَاء فَإِنَّهُ مِمَّن اغتبط بصحبتهم فِي مشاهدهم بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك مَانِعا لَهُ عَن الِاشْتِغَال، وَحج مرَارًا وَكَذَا دخل الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَحدث بالمسلسل وجزءا بن عَرَفَة وَغَيرهمَا وَأَجَازَ. 386 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن مرضى نَاصِر الدّين بن الشهَاب بن النُّور بن الزين الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي وَالِد الزين أبي البركات مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن المغيزل. / ولد سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن الشّرف يَعْقُوب بن عبد الرَّحِيم بن عُثْمَان خطيب القلعة وَغَيره وَكتب الحكم بحماة، لقِيه شَيخنَا فِي أَوَاخِر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وترجمه هَكَذَا فِي قَرِيبه عبد الله بن أَحْمد الْمَذْكُور فِي نسبه من درره. مَاتَ قريب الْأَرْبَعين ظنا. 387 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حسان الشَّمْس بن الشَّمْس الْموصِلِي الأَصْل الْمَقْدِسِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن حسان. / ولد فِي صفر سنة ثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن وكتبا عرض بَعْضهَا

على ابْن الهائم المتوفي فِي سنة خمس عشرَة وَأخذ الْفِقْه والأصلين والعربية وَغَيرهَا عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَبِه انْتفع وَكَانَ يجله حَتَّى أَنه أوصاه بتبييض شَرحه للْبُخَارِيّ فِيمَا بَلغنِي وَكَذَا أخذع عَن ابْن رسْلَان والعز الْقُدسِي والتاج الغرابيلي والعماد بن شرف والزين ماهر وَسمع من الشَّمْس بن الْمصْرِيّ والقبابي وَغَيرهمَا كَابْن الْجَزرِي سمع عَلَيْهِ جُزْءا من تَخْرِيجه لنَفسِهِ فِيهِ المسلسلات وَنَحْوهَا وَالْبَعْض من كل من أبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ ومسند الشَّافِعِي والشاطبية، وَرَأَيْت بِخَط ابْن أبي عذيبة أَن وَالِده استجاز لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والشهاب بن حجي وَغَيرهمَا فَالله أعلم، وَقدم الْقَاهِرَة فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ امتثالا لوَصِيَّة شَيْخه الْبرمَاوِيّ فَإِنَّهُ حضه على ذَلِك وَلَكِن لم يسمح بِهِ إِلَّا بعد مَوته وَقد أُشير إِلَيْهِ بالتقدم فِي عُلُوم فقطنها ولازم شَيخنَا أتم) مُلَازمَة حَتَّى حمل عَنهُ شَيْئا كثيرا من تصانيفه وَغَيرهَا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره دراية وَرِوَايَة وَمِمَّا أَخذ عَنهُ توضيح النخبة وَشرح ألفية الْعِرَاقِيّ أخذا مُعْتَبرا وَقيد عَنهُ حَوَاشِي مفيدة التقطها البقاعي وَغَيره وَكَذَا لَازم القاياتي فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَغَيرهَا واشتدت عنايته بهما وَلكنهَا بشيخنا أَكثر وَقَرَأَ على الشرواني علم الْكَلَام وَغَيره وَكَانَ يبجله جدا ويثني على علمه وأدبه، وَأخذ أَيْضا عَن الْمجد الْبرمَاوِيّ والبساطي فِي آخَرين كَالْعلمِ سُلَيْمَان بن عبد الله البيري نزيل الْقَاهِرَة وَطلب الحَدِيث وقتا وَقَرَأَ كثيرا من كتبه وَكتب الطباق وَمن شُيُوخه فِي الرِّوَايَة الْبَدْر حُسَيْن البوصيري قَرَأَ عَلَيْهِ الْأَدَب الْمُفْرد للْبُخَارِيّ والشهاب الوَاسِطِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ الْأَجْزَاء الَّتِي كَانَ يَرْوِيهَا سَمَاعا وَغَيرهَا والشهاب الكلوتاتي وَسمع من لَفظه جملَة وَالزَّرْكَشِيّ وَيُونُس الواحي وَعَائِشَة الحنبلية وقريبتها فَاطِمَة وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان والتاج الشرابيشي وناصر الدّين الفاقوسي والتقي المقريزي، وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ الْفُضَلَاء، وناب عَن القاياتي فِي الخطابة بالأزهر وقتابل وعينه لتدريس الْفِقْه بالبرقوقية عِنْد تَقِيّ الكوراني فعارضه الونائي حَتَّى اسْتَقر فِيهِ الْمحلى وتألم صَاحب التَّرْجَمَة لذَلِك وَكَذَا ألح عَلَيْهِ حِين عمل قَاضِيا فِي نِيَابَة الْقَضَاء فَأبى لكنه ذكر فِي المترشحين للْقَضَاء الْأَكْبَر كَاد أَن يُوَافق بِحَيْثُ أَنه لم يكن ينجر مَعَ من يعرض عَلَيْهِ مشيخة الصلاحية القدسية، واستنابه شَيخنَا فِي تدريس الحَدِيث بالقبة البيبرسية بعد موت شَيخنَا ابْن خضر ثمَّ اسْتَقل بِهِ بعد وَفَاته وَولي مشيخة الصلاحية سعيد السُّعَدَاء بعد موت الْعَلَاء الْكرْمَانِي فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَاخْتصرَ مُفْرَدَات ابْن البيطار والخصال المكفرة لشَيْخِنَا وَخرج أَحَادِيث القونوي

وَعمل غير ذَلِك يَسِيرا، وَكَانَ إِمَامًا عَالما فَقِيها محققا لفنون ذكيا بحاثا نظارا فصيحا حسن التَّقْرِير مديما للاشتغال والإشغال منجمعا عَن بني الدُّنْيَا قانعا باليسير متعبدا متين الدّيانَة وافر الْعقل كثير التَّحَرِّي وَالْحيَاء والحشمة وَالْأَدب متواضعا بشوشا بهيا عطر الرَّائِحَة نقي الثِّيَاب تاركاص للفضول وَذكر النَّاس بل إِذا سمع من أحد غيبَة وَلَو جلّ بادره وَهُوَ يتبسم بقوله اسْتغْفر الله، محببا للخاص وَالْعَام سريع الْكِتَابَة وَالْقِرَاءَة رَاغِبًا فِي تَقْيِيد كتبه بالحواشي المفيدة غَالِبا، وَقد رافقته فِي بعض مَا قَرَأَهُ على شَيخنَا وَسمعت أبحاثه وَكَانَ شَيخنَا كثير الإجلال لَهُ وَرُبمَا حرج من تصميمه فِيمَا يبديه وَصَارَ بَيْننَا مزِيد اخْتِصَاص بِحَيْثُ قَالَ لي عقب كَلَام نقل لَهُ عَن شخص فِي حَقه تألم مِنْهُ مَا خرجت من الْقُدس وَأَنا مُحْتَاج لأحد فِي عُلُوم النَّاس وَقَالَ لي كنت عِنْد) مجيئي إِذا انْكَشَفَ ساقي وَأَنا فِي خلوتي أبادر لستره مَعَ الاسْتِغْفَار إِلَى غير هَذَا، وحمدت صحبته بل حَدثنِي من لَفظه بِبَعْض الْأَحَادِيث بسؤالي لَهُ فِي ذَلِك، وكتبت عَنهُ قَوْله فِي الْخِصَال الَّتِي ذكر ابْن سعد أَن الْعَبَّاس أوصى بهَا عُثْمَان رَضِي الله عَنْهُمَا: (اصفح تحبب وَدَار أَصْبِر تَجِد شرفا ... وكاتم السِّرّ فهذي الْخمس قد أوصى) (بِهن عُثْمَان عَبَّاس فدع جدلا ... وَانْظُر إِلَى قدر من أوصى وَمَا أوصى) وَقَوله فِي شُرُوط الرَّاوِي وَالشَّاهِد: (بُلُوغ واسلام وعقل سَلامَة ... من الفصسق مَعَ خرم الْمُرُوءَة فِي الْخَبَر) (شُرُوط وزدها فِي الشَّهَادَة سالما ... من الرّقّ فالمجموع يدريه من خبر) مَاتَ فِي يَوْم السبت مستهل ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بحوش صوفية سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا فقد كَانَ من محَاسِن الْعلمَاء. 388 - مُحَمَّد الْمُحب بن حسان شَقِيق الَّذِي قبله. ولد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس / وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ وَحفظ الْقُرْآن وَسمع بِهِ على ابْن الْجَزرِي مَا سبق فِي أَخِيه وَحضر بعض الدُّرُوس، وَقدم مَعَ أَخِيه الْقَاهِرَة واستجاز لَهُ الْمجد إِسْمَعِيل الْبرمَاوِيّ والشهاب الوَاسِطِيّ والمحب بن نصر الله والكلوتاتي والمقريزي وَشَيخنَا بل سمع عَلَيْهِ أَشْيَاء وعَلى الْبَدْر حُسَيْن البوصيري الْأَدَب للْبُخَارِيّ وَثَلَاثَة مجَالِس من آخر سنَن الدَّارَقُطْنِيّ من عشرَة بِقِرَاءَة شَيخنَا ابْن خضر وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل فِي آخَرين، وَكَذَا وَصفه الزين رضوَان بالفاضل، وتنزل فِي الْجِهَات

كسعيد السُّعَدَاء وَكَانَ شَاهد الشونة بهَا. وَحج غير مرّة وجاور وَآخر مَا كَانَ هُنَاكَ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين جاور بهَا وَتردد إِلَيّ واستجيز ثمَّ رَجَعَ مَعَ الركب مَعَ سُكُون ولين وسلامة فطْرَة وَاحْتِمَال وفتوة وتواضع. وَقد كبر وهش وَسمع مِنْهُ الطّلبَة بل حدث رَفِيقًا للسنباطي بالأدب الْمُفْرد. 389 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حسن الْبَهَاء أَبُو الْفضل بن نَاصِر الدّين بن الْعَلَاء البعلي الشَّافِعِي سبط الشَّيْخ برهَان الدّين بن المرحل، أمه سلمى وَيعرف بِابْن الفصي بِفَتْح الْفَاء ثمَّ صَاد مُشَدّدَة قَرْيَة قريبَة من بعلبك يُقَال لَهَا فصة. / ولد فِي ربيع الأول سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة ببعلبك وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فكفلته أمه وَأَخُوهُ نَاصِر الدّين مُحَمَّد، وَأَجَازَ لَهُ جده الْبُرْهَان وَغَيره من المسندين فِي بعض الاستدعاآت وَسمع من حسن بن عَليّ بن نَبهَان) وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه وتصحيحه للأسنوي وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة من أهل بَلَده، ثمَّ ارتحل لدمشق للاشتغال فَعرض أَيْضا على الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة والزين خطاب والنجم بن قَاضِي عجلون وأخيه التقي بل قَرَأَ بحثا على كل مِنْهُم ربعا من كِتَابه التَّنْبِيه ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده فحفظ الْمِنْهَاج الفرعي فِي مائَة يَوْم وتصحيحه الْأَكْبَر للنجم الْمشَار إِلَيْهِ فِي أَرْبَعَة أشهر وَعَاد لدمشق بعد وَفَاة من عد التقي مِنْهُم فلازمه نَحْو ثَمَان سِنِين بل وَأخذ عَنهُ فِي أُصُوله بِحَيْثُ كتب على جاري عَادَة الشاميين بالشامية البرانية وَأذن لَهُ بالإفتاء والتدريس، وَفِي غُضُون إِقَامَته الثَّانِيَة بِدِمَشْق حفظ ألفية الحَدِيث وعقائد النَّسَفِيّ وتلخيص الْمِفْتَاح وتصريف الْعزي والجمل للخونجي وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة عَن لاشهاب الزرعي وَفِي الصّرْف والمنطق عَن ملا كَمَال الدّين النَّيْسَابُورِي العجمي وَفِي أصُول الدّين عَن شخص كردِي وَدخل مصر فِي بعض ضروراته فَقَرَأَ على الزيني زَكَرِيَّا قِطْعَة من الْمِنْهَاج وَمن شَرحه للروضة وَأذن لَهُ ودام بهَا عشرَة أشهر وتميز فِي حافظته مَعَ تمتمة قَليلَة وشكالة جميلَة وأدب وتواضع مَعَ كَون سلفه كلهم من مقطعي الأجناد، وَولي تدريس النورية بِبَلَدِهِ تلقى نصفه عَن خَاله الْبَدْر مُحَمَّد بن الْبُرْهَان بن المرحل الْمُتَوفَّى سنة تسع وَسبعين وَالنّصف الآخر نِيَابَة وَحج فِي سنة أَربع وَسبعين ثمَّ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا على طَريقَة حَسَنَة من الانجماع وأقرأ غير وَاحِد من الطّلبَة والقيني هُنَاكَ فَسمع مني وَأنْشد بحضرتي مِمَّا قَالَه جَوَابا لمطالعة: (ورد المنال فَقلت عِنْد وُرُوده ... يَا أذن دُونك قد أَتَت أخباره) (وَالْعين لم تقنع بذا فانشد لَهُ ... إِن لم تريه فَهَذِهِ آثاره)

وَقَوله: (أوليتني مِنْك الْجَمِيل تكرما ... وملكت رقي بالأيادي الوافره) (فعجزت عَن شكري لَهَا ويحق لي ... فشبيه كفك من بحار زاخره) وَهُوَ الْآن شيخ بعلبك ومدرسها ومفتيها وَشَيخ مدرسة النورية بهَا وناظر جَامعهَا الْكَبِير. 390 - مُحَمَّد الْكَمَال بن الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْأنْصَارِيّ ابْن أخي الشّرف الْأنْصَارِيّ / والماضي أَبوهُ مِمَّن سمع بِقِرَاءَتِي على البوتيجي وَغَيره فِي ابْن ماجة وَمَات. 391 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الشَّمْس ين السليمي بِالتَّصْغِيرِ البقاعي الشَّافِعِي ابْن خَال إِبْرَاهِيم البقاعي. / ولد بعد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بخربة روحاء من الْبِقَاع وَمَات بقرية عين ثرمان من ضواحي دمشق سنة سبع وَسِتِّينَ قبل رمضانها. 392 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن شعْبَان الشَّمْس الصَّالِحِي اللبان الأدمِيّ الإسكاف القباني أَبوهُ وأخو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الجوازة / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع فِي سنة سِتِّينَ من مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ السوقي قِطْعَة من أول الْموقف والاقتصاص للضياء وَلم يُوجد لَهُ سَماع على قدر سنه. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز لي قلت ولقيه ابْن مُوسَى فِي سنة خمس عشرَة فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقطعَة الْمشَار إِلَيْهَا وسمعها مَعَه الْمُوفق الأبي. 393 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عقيل بن أبي الْحسن بن عقيل الْعِزّ بن النَّجْم بن أبي الْحسن بن الْفَقِيه الشهير النَّجْم البالسي الْمصْرِيّ ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ الحمامي / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمصْر الْقَدِيمَة وأحضر فِي الْخَامِسَة فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَتِسْعين الْجُزْء الْأَخير من الخلعيات وَسمع على أَبِيه الْأَرْبَعين من مسموع ابْن عبد الدَّائِم من التَّرْغِيب للتيمي وَالْأَرْبَعِينَ من عوالي صَحِيح مُسلم كِلَاهُمَا انتقاء شَيخنَا وَعلي الشهَاب الْجَوْهَرِي الْخَتْم من ابْن ماجة. وَأَجَازَ لَهُ التنوخي والصدر الْمَنَاوِيّ والعراقي والهيثمي وَأَبُو عبد الله بن قوام وَأَبُو الْعَبَّاس بن أقبرس وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَخَدِيجَة ابْنة ابْن سُلْطَان وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ، وَكَانَ مَعَ كَونه من بَيت رياسة وَعلم يتعانى إدارة الحمامات وَرُبمَا يُوَجه للخصومات. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس مستهل شَوَّال سنة خمس وَسِتِّينَ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. 394 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْبَدْر بن الحريري الدِّمَشْقِي ابْن أخي التقي أبي بكر الحريري / وَأحد شُهُود دمشق. كَانَ صَاحب خلاعة ومجون ونكت ونوادر، سمع ابْن صديق وَحدث. مَاتَ فَجْأَة فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن شَوَّال

سنة خمس وَسِتِّينَ بعد أَن صلى الصُّبْح، وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير تجَاوز الله عَنهُ أرخه ابْن اللبودي وَقَالَ أَنه أجَاز لَهُ. 395 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الصَّدْر بن الشَّمْس الرواسِي نِسْبَة لجد لَهُ الْعُكَّاشِي الْأَسدي الشقاني كسر الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْقَاف وَآخره نون الإسفرائني من بِلَاد خُرَاسَان الشَّافِعِي مذهبا السهروردي القادري تصوفا. / ولد فِي صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين) وَسَبْعمائة بشقان قَصَبَة من بِلَاد خُرَاسَان، لقِيه البقاعي بِمَكَّة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَلم يذكر من خَبره شَيْئا. 396 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله أَبُو الْخَيْر الفاكهي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو عَليّ الْمَاضِي وَهُوَ بكنيته أشهر. / ولد كَمَا بِخَط أَخِيه سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَكتب مرّة أُخْرَى سنة أَرْبَعِينَ تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن وعمدة النَّسَفِيّ والكافية ونظم قَوَاعِد ابْن هِشَام لزيان المغربي وجمل الخونجي ومقدمة مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَالِي الْجراح من الْمِنْهَاج الفرعي وَالِي الِاشْتِقَاق من الْبَيْضَاوِيّ وَإِلَى المجرورات من الخبيصي على الحاجبية وَإِلَى الْحَال من التسهيل وَقطعَة من الْفَوَائِد الغيائية وَفِي مَذْهَب ملك الرسَالَة وَإِلَى الزَّكَاة من الْمُخْتَصر، وَسمع عَليّ التقي بن فَهد والزين الأميوطي وَأخذ عَن الْمحلي والشرواني وَابْن يُونُس والبلاطنسي وَآخَرين بِمَكَّة ودمشق والقاهرة، وَفهم وتميز وتطور وتهور ونظم ونثر وأثرى وافتقر وَهُوَ أغلب أَحْوَاله وتلمذ وتمشيخ وصنف وتلطف وَكتب أوراقا فِي الصَّلَاة بالشباك المحاذي لِلْمَسْجِدِ وَغير ذَلِك، وَلما كنت بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ لازمني فِي قِرَاءَة شرحي للألفية وَغَيره وَسمع مني وعَلى أَشْيَاء وَمَا حمدت طَرِيقَته وَلَا رضيت مباحثته. مَاتَ بِمَكَّة فِي عصر يَوْم السبت سَابِع ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وتسعينودفن من الْغَد بالمعلاة بعد توعكه أسبوعا. كتب لي بذلك ابْن أَخِيه أَحْمد بن عَليّ وَأثْنى عَلَيْهِ وعَلى ميتَته رَحمَه الله وإيانا وَمن نظمه. كَذَا 397 - مُحَمَّد أَبُو البركات الْمَالِكِي / شَقِيق الَّذِي قبله وَهُوَ أَيْضا بكنيته أشهر. ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بِالْيمن وَحمل بعد وَفَاة أَبِيه لمَكَّة فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ورسالة ابْن أبي زيد وعمدة النَّسَفِيّ فِي أصُول الدّين وعرضها على جمَاعَة، ثمَّ ارتحل مَعَ أَخِيه عَليّ إِلَى دمشق فحفظ بهَا ألفية ابْن ملك وعرضها مَعَ كتله السَّابِقَة على جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن خَلِيل الْأَذْرَعِيّ واللؤلؤي وَابْن قَاضِي شُهْبَة والزين خطاب والنجم بن قَاضِي عجلون، وقواعد ابْن هِشَام الصُّغْرَى وَقطعَة من الْفَوَائِد الغيائية فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان للعضد. وَعَاد لمَكَّة وَسمع بهَا عَليّ

التقي بن فَهد والبرهان الزمزمي والزين الأميوطي، وَدخل الْقَاهِرَة وَقَرَأَ بهَا على السنتاوي التَّوْضِيح وَعلي السنهوري فِي الْفِقْه وَغَيره، ثمَّ دخل الشَّام أَيْضا وناب فِي الْقَضَاء وصمم وشدد وَلَكِن لم يلبث أَن شكى فرسم يمجيئه فَدَخلَهَا وحاج عَن نَفسه ثمَّ عَاد) وشكى أَيْضا فجيء بِهِ فَلم يصل بل مَاتَ قبل دُخُولهَا بِقَلِيل فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ أَو الَّتِي تَلِيهَا وَحمل فَدفن بِمصْر. 398 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله الْجلَال أَبُو الْيُسْر بن نَاصِر الدّين أبي الْفضل بن الْعَلَاء القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف بِابْن الردادي. / ولد فِي رَابِع الْمحرم سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي جَامع الْحَاكِم والكنز والمنار والعمدة ثلاثتها للنسفي وألفية النَّحْو وَعرض على عُلَمَاء وقته ولازم ابْن الديري فِي قِرَاءَة قِطْعَة من الْهِدَايَة بحثا وَبَعض البُخَارِيّ وَغَيرهمَا دراية وَرِوَايَة ثمَّ أَخَاهُ الْبُرْهَان فِي الْخُلَاصَة وَجَمِيع مُسلم وَأكْثر عَن الْأمين الأقصرائي فِي الْفِقْه وأصوله وَغَيرهمَا قِرَاءَة وسماعا وَعَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فَقَرَأَ عَلَيْهِ محافيظه سردا ثمَّ بحثا وَأَشْيَاء مِنْهَا مجمع الْبَحْرين وتصريف الْعزي وَشَرحه للتفتازاني وَقطعَة من أول شرح الْمنَار وَمن البُخَارِيّ وتصنيف لَهُ فِي الْكَلَام على بني الْإِسْلَام على خمس، وَوَصفه بسيدنا ومولانا الْفَاضِل المحصل الْمجد وَأَن قِرَاءَته قِرَاءَة بحث وَتَأمل وتدبر وتفهم وَتَصْحِيح وَأذن لَهُ فِي رِوَايَتهَا وَنقل مسائلها لمن أحب، وَأخذ عَن حميد الدّين النعماني أَمَاكِن من شرح الْمنَار وَمن شرح العقائد للتفتازاني وَقَالَ قِرَاءَة تدقيق وإيقان وَتَحْقِيق وإتقان، وَعَن الكافياجي فِي الْمجمع وَشَرحه لِابْنِ فرشتا وَفِي الْمنَار فِي أصُول الْفِقْه وَكَذَا لَازم الزين قاسما والبدر بن عبيد الله والأمشاطي وَابْن الشّحْنَة وَغَيرهم من أَئِمَّة مذْهبه وَكَذَا ابْن خضر فِي حُدُوده النحوية وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء وَقَرَأَ على الأبدي ابْن عقيل بحثا وتدقيقا وإتقانا وتحقيقا وَأذن لَهُ فِي إقرائه وَسمع عَلَيْهِ الشفا وعَلى الْخَواص المكودي على الألفية وَابْن المُصَنّف وَغَيرهمَا وَعلي التقي الحصني الحاجبية فِي النَّحْو والمتوسط شرحها والشمسية فِي الْمنطق والمراح فِي الصّرْف وإيساغوجي وَشَرحه وَأكْثر من مُلَازمَة الشُّيُوخ وَأذن لَهُ غيرواحد مِنْهُم بل سمع على شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والرشيدي والعز الْحَنْبَلِيّ وَجَمَاعَة وَقَرَأَ بعض الشفا على الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن نصر الديروطي ولازمني فِي قِرَاءَة الصَّحِيح وَغَيره وناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن الديري فَمن بعده وَخلف أَبَاهُ

فِي التَّكَلُّم على السميساطية والكرامية وَغَيرهمَا من جهاته وَرُبمَا أَقرَأ مَعَ جمود حركته واشتغاله بِنَفسِهِ، وَحج غير مرّة وجاور مَعَ الرجبية وسافر لدمياط وَغَيرهَا وَذكر بالإمساك مَعَ مزِيد الثروة الْمُنكر لَهَا وَلم يحمد فِي كثير مِمَّا رتبه أَبوهُ لجِهَة الْبر وَلذَا روفع فِيهِ) فِي سنة تسعين بِسَبَب بعض الْمدَارِس وألزمه السُّلْطَان بعمارتها مَعَ تبرمه مِمَّا أنهِي عَنهُ. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر رَحمَه الله وإيانا. 399 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عمر بن أبي بكر نَاصِر الدّين بن الشَّمْس الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل السمنودي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي سبط الْبَهَاء بن عقيل والماضي أَبوهُ وَيعرف كهوبا بن الْقطَّان. / ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْمِنْهَاج والكافية الشافية وَغَيرهمَا وتفقه بِأَبِيهِ ولازمه حَتَّى برع وَكَذَا أَخذ عَن غَيره وناب فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ وَكَانَ بديع الْجمال. مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين. أفادنيه الْبَدْر ابْن أَخِيه. 400 - مُحَمَّد الْبَهَاء بن الْقطَّان أَخُو الَّذِي قبله ووالد الْبَدْر مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي ثَانِي عشر صفر سنة ثَلَاث أَو أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَرُبمَا جزم بِالثَّانِي بِمصْر وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وكتبا وأسمع على الحافظين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والأبناسي والمطرز وعزيز الدّين المليجي والشهاب الْجَوْهَرِي والفرسيسي وناصر الدّين بن الْفُرَات والنجم البالسي وَالشَّمْس بن المكين الْمَالِكِي والشرف الْقُدسِي فِي آخَرين مِنْهُم فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ التقى بن حَاتِم، وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح البلبيسي وَالْمجد اللّغَوِيّ والشرف بن الْمقري وَطَائِفَة وتفقه بِأَبِيهِ وَعنهُ أَخذ فِي الْفَرَائِض وَالْأُصُول والعربية وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه والفرائض عَن الشَّمْس الْعِرَاقِيّ وَفِي الْفَرَائِض فَقَط عَن الصَّدْر السويفي وَفِي الْفِقْه فَقَط عَن البيجوري والزين القمني بل حضر دروس السراج البُلْقِينِيّ وولديه فِي الخشابية وَغَيرهَا وَفِي الْعَرَبيَّة عَن ابْن عمار وَتردد إِلَى الْعِزّ بن جمَاعَة وَغَيره من شُيُوخ الْعَصْر وَأخذ فِي التصوف عَن الشَّمْس البلالي وَصَحب جمَاعَة من الصَّالِحين واختص بهم، وَحج مرَارًا مِنْهَا فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة، وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام غير مرّة أَولهَا فِي سنة عشْرين وَكَذَا دخل إسكندرية والصعيد وَغَيرهَا وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده تصدر بجامعي عَمْرو والقراء ودرس بالخروبية البدرية بِمصْر نِيَابَة عَن ابْن الولوي السفطي فِي أَيَّام قَضَائِهِ ثمَّ اسْتَقر بِهِ شَيخنَا فِيهِ اسْتِقْلَالا وَلَكِن انتزعه مِنْهُ الْمَنَاوِيّ لظَنّه أَنه كَانَ مَعَه نِيَابَة وَقرر فِيهِ وَلَده زين الدّين وَمَا حمد فِي ذَلِك ثمَّ انتزعها وَلَده مِنْهُ فِي حَيَاة أَبِيه وخطب بالجامع الْجَدِيد من مصر وَعين لقَضَاء طرابلس فَمَا تمّ، وَكَانَ فَاضلا خيرا

دينا متعبدا ورعا متقشفا صلبا فِي ديانته قَلِيل الْمُحَابَاة سليم الْفطْرَة محبا فِي الرِّوَايَة حدث) بغالب مروياته ودرس وَأفْتى حملت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ يثني عَليّ كثيرا ويتردد إِلَيّ بِسَبَب التعرف لمروياته. مَاتَ فِي لَيْلَة ثَانِي عشر أَو خَامِس عشر رَجَب سنة خمس وَخمسين بِمصْر وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالقرافة رَحمَه الله وإيانا. 401 - مُحَمَّد الْمُحب أَبُو الْوَفَاء بن الْقطَّان أَخُو اللَّذين قبله ووالد عبد الرَّحْمَن / الْمَاضِي. ولد سنة ثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِمصْر، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره، وَأخذ فِي الْفِقْه عَن أَبِيه وَالشَّمْس الغراقي والشطنوفي وَقَرَأَ فِي الْفَرَائِض على ثانيهم وَفِي الْعرُوض على نَاصِر الدّين البارنباري وَالشَّمْس بن الْقطَّان المشهدي وَفِي النَّحْو على الشطنوفي وَكَذَا على الشهَاب الصنهاجي وَفِي الْأُصُول عَن الْعِزّ بن جمَاعَة ولازم النُّور الإبياري والنظام الصيرامي والبساطي ثمَّ القاياتي والأبناسي ولاونائي فِي فنون وَسمع على الوَاسِطِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيرهمَا كشيخنا فِي رَمَضَان وَغَيره وَكتب عَنهُ فِي الأمالي وَأكْثر من الِاشْتِغَال حَتَّى برع وَأذن لَهُ فِي الإقراء وتعانى الْأَدَب وَالنَّظَر فِي التَّارِيخ فَحصل من ذَلِك الْكثير وَتقدم فِيهِ حَتَّى كَانَ يستحضر مِنْهُ جملَة صَالِحَة مَعَ مُشَاركَة فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وَلَكِن كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ فن الْأَدَب وَكتب بِخَطِّهِ السَّرِيع جملَة، بل صنف فِيمَا سمعته يَقُول سِيَاق المرتاح وسباق الممتاح فِي المدائح النَّبَوِيَّة فِي مُجَلد وغرف النَّهر وَعرف الزهر فِي الْأَدَب ورفيق الطَّرِيق وَطَرِيق الرفيق فِي الْفِقْه والنحو ومنارة الْمنَازل وزهارة المعازل فِي أَربع مجلدات وَغير ذَلِك مِمَّا يطول شَرحه وَوجد فِي مسوداته من منتقياته وتعاليقه وَنَحْوهَا الْكثير جدا لَكِنَّهَا تَفَرَّقت فَلم ينْتَفع بهَا، وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل نَاب فِي الْقَضَاء فِي أَيَّام أبي السعادات البُلْقِينِيّ يَوْمًا وَاحِدًا وَكَانَ مفرط التساهل بَعيدا عَن الإتقان والضبط وَمِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه الَّذِي قد يَقع فِيهِ الْحسن قَوْله: (لقد عرفوني بالمحب وإنني ... بِمَا عرفوني دَائِما لجدير) (ولكنني جوزيت مِنْهُم بضده ... فبعدي عَنْهُم رَاحَة وسرور) وَقَوله: (اجْعَل وسيلتك التَّقْوَى وَدفع أَذَى ... عِنْد الْكَرِيم وللمسكين جد من رحما) (وَارْحَمْ وَرغب برحمى سِيمَا رحما ... فَإِنَّمَا يرحم الرَّحْمَن من رحما) إِلَى غير هَذَا مِمَّا أودعته فِي المعجم وَغَيره وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَيّ كثيرا ويسألني عَن أَشْيَاء ويبالغ فِي التَّعْظِيم وامتدحني بنظم ونثر. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى) وَثَمَانِينَ وَلم يَنْقَطِع أصلا بل رَاح إِلَى البيمارستان فِي يَوْم وَفَاته، وَكَانَ لَهُ مشْهد حسن رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.

403 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ أَمِين الدّين أَبُو الْيمن بن الشَّمْس بن البرقي الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والقدوري والألفية وَغَيرهمَا وَعرض على جمَاعَة ولازم دروس الْبَدْر بن عبيد الله فِي الْفِقْه وَغَيره وَكَذَا حضر عِنْد وتولع بِالْمُبَاشرَةِ ولازم يشبك الجمالي الزردكاش فِي ذَلِك فحمدت طَرِيقَته وسياسته وتودده واحتماله وَلم يزل على طَرِيقَته إِلَى أَن خرج عَلَيْهِ بعض اللُّصُوص بعد الْأَسْفَار فَضَربهُ وَأخذ عمَامَته فَانْقَطع لذَلِك أَيَّامًا والدماء تنزف من رَأسه حَتَّى مَاتَ شَهِيدا فِي الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالأزهر ثمَّ بسبيل المؤمني وَدفن بتربتهم بِالْقربِ من ضريح الشَّافِعِي وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ جدا وَخلف ولدا من ابْنة عَمه أبي بكر وَآخر من سَرِيَّة. مَاتَ فِي الطَّاعُون رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة. 403 - مُحَمَّد جلال الدّين أَبُو الْفضل شَقِيق الَّذِي قبله وَهُوَ الْأَكْبَر وأمهما سبطة القَاضِي موفق الدّين أَحْمد بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ فَهِيَ ابْنة الشهَاب الشطنوفي أخي الشَّمْس الْمُبَاشر ووالد الشَّمْس أبي الطّيب مُحَمَّد الْمَاضِي. / ولد فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَحفظ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار وباشر أَيْضا، وَحج فِي سنة أَربع وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ رَجَعَ. 404 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان الشَّمْس بن الشَّمْس البدرشي الأَصْل ثمَّ القاهري الْقَرَافِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بالبدرشي. / مِمَّن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية ابْن ملك وَغَيرهمَا. وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فأضيفت جهاته لَهُ وناب عَنهُ المحيوي الدماطي فِي تدريس الْأَزْهَر بل زوجه ابْنَته إِلَى أَن اسْتَقل وباشر فَكَانَ يتحفظ الدَّرْس من الْقطعَة بمراجعة الْجَوْجَرِيّ والبكري والمناوي والسنتاوي وَكَذَا الديمي فِيمَا يتَعَلَّق بِالْحَدِيثِ وَنَحْوه لكَونه وَكَذَا الْبَهَاء المشهدي من المنزلين عِنْده. وَحج وجاور قَلِيلا وَانْقطع بزاوية الجبرتي من القرافة على خير واستقامة وَسُكُون. 405 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مكين الشَّمْس النويري ثمَّ القاهري الْمَالِكِي أَخُو الزين طَاهِر وَعلي / الماضيين وَهُوَ أكبرهما أَخذ عَن أول أَخَوَيْهِ وَعبادَة الْفِقْه) وَغَيره وَعَن الشمني والشرواني فنونا وَكَذَا أَخذ عَن الوروري وَكَانَ مَذْكُورا بِالْعلمِ. مَاتَ فِيمَا قَالَه النُّور السنهوري قبل أول أَخَوَيْهِ دَاخل الْكَعْبَة من غير سبق مرض وَإِنَّمَا حصل لَهُ بهَا خشوع فَارق فِيهِ الدُّنْيَا وَنقل أَيْضا عَن شَيخنَا أَنه قَالَ هَذِه وَاقعَة مَا سمعنَا مثلهَا وَنقل نَحوه عَن الْفَخر عُثْمَان المقسي وَكَذَا أَخْبرنِي أَبُو الْجُود الصُّوفِي

بن عبد الرَّزَّاق وَأَنه كَانَ حِينَئِذٍ بجدة وَكَانَ ذَلِك فِي أثْنَاء سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فَإِنَّهُ كَانَ طلع فِي الْبَحْر رَحمَه الله وإيانا. 406 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الحملي ثمَّ البلبيسي القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي وَلَده مُحَمَّد وَيعرف كَهُوَ بِابْن الْعِمَاد / وَهُوَ لقب جد وَالِده. من بَيت لَهُم جلالة ووجاهة ببلدهم وجده مِمَّن سمع على التَّاج بن النُّعْمَان وَالْجمال الأميوطي بِمَكَّة، ولد قبل الزَّوَال من يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشر صفر سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ببلبيس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتبريزي والجرجانية وَربع الْمِنْهَاج عِنْد فَقِيه بَلَده الْبُرْهَان الفاقوسي وَعرض بَعْضهَا على الْجلَال بن الملقن وَالشَّمْس البيشي عَالم بَلَده وَغَيرهمَا ثمَّ لما بلغ أثبت عَدَالَته وخطب أشهرا بِجَامِع بَلَده ثمَّ ترك وَصَحب الشَّيْخ الغمري وتلقن مِنْهُ بل لَقِي ابْن رسْلَان وَقَرَأَ عَلَيْهِ وتهذب بهديه وعادت عَلَيْهِ بركته وَسمع على شَيخنَا واستفتاه وَكَذَا سمع جملَة على جمَاعَة بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَة غَيْرِي بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا وَأخذ عَن الشهَاب الزواوي وَآخَرين فِي الْفِقْه وَغَيره وَعَن الزين خلد المنوفي فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا قَرَأَ فِيهَا على أبي الْعَزْم الحلاوي ولازم إِمَام الكاملية فَلم يَنْفَكّ عَنهُ إِلَّا نَادرا واغتبط كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ وسافر مَعَه لمَكَّة وَالْمَدينَة وَبَيت الْمُقَدّس والخليل والمحلة وَغَيرهَا وتكررت مجاورته بِمَكَّة وزيارته، وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي والتقى بن فَهد وجاور بِالْمَدِينَةِ أَيْضا وتكسب بالنساخة وَكتب بِخَطِّهِ الصَّحِيح النير الْخَادِم نَحْو مرَّتَيْنِ والدميري وَالْبُخَارِيّ والشفا وأتقن تصحيحهما وَقيد عَلَيْهِمَا من الْحَوَاشِي النافعة مَا يدل لفضيلته وَقَرَأَ البُخَارِيّ لبَعض أَوْلَاده على الشاوي وَكَذَا قَرَأَ على الشفا ولازم كِتَابَة الأمالي عني مُدَّة طَوِيلَة بل كتب عدَّة من تصانيفي وَقَرَأَ بَعْضهَا وَاخْتصرَ تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ مَعَ زيادات فَأحْسن وَكَذَا كتب على الْمِنْهَاج إِلَى الزَّكَاة وَغير ذَلِك وامتدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقصيدة أوردتها فِي المعجم سَمعتهَا مِنْهُ وَكَذَا سَمِعت مِنْهُ غَيرهَا وَكَانَ فَاضلا جيد الْفَهم والإدراك بديع التَّصَوُّر صَحِيح العقيدة تَامّ الْعقل خَبِيرا بالأمور زَائِد الْوَرع والزهد والقناعة متين التَّحَرِّي والعفة شرِيف النَّفس حسن الْعشْرَة نير الْهَيْئَة على الهمة) كثير التفضل على أحبابه والتودد إِلَيْهِم وَالسَّعْي فِيمَا يُمكنهُ من مصالحهم ووصول الْبر إِلَيْهِم بِحَيْثُ جرت على يَدَيْهِ لأهل الْحَرَمَيْنِ وَغَيرهمَا صدقَات جمة كثير الصَّوْم والتهجد والاشتغال بوظائف الْعِبَادَة وَالرَّغْبَة فِي الِانْفِرَاد، وَهُوَ فِي بديع أَوْصَافه كلمة إِجْمَاع، وَلم يزل مُنْذُ عَرفْنَاهُ فِي ازدياد من الْخَيْر إِلَى أَن مَاتَ بعد مجاورته مُدَّة زار فِي أَثْنَائِهَا الْمَدِينَة

النَّبَوِيَّة وَكَانَ أحد الخدام بهَا ثمَّ عَاد لمَكَّة فاستمر حَتَّى رَجَعَ مرغوما لأجل زَوجته أم ولد لَهُ لكَونهَا أكثرت من مناكدته فعزم على التَّوَجُّه بهَا لأَهْلهَا ثمَّ عوده لمَكَّة فقدرت وَفَاته بعد وُصُوله بِقَلِيل وَذَلِكَ قبيل ظهر يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر ربيع الأول سنة سبع وَثَمَانِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَصلي عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل جدا ثمَّ دفن بجوار أَبِيه بتربة سعيد السُّعَدَاء وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ والتأسف على فَقده رَحمَه الله وإيانا ونفعنا ببركاته. 407 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد التقي بن الْبَدْر القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن القزازي / وَقَالَ أَنه لسكنهم بحارة القزازيين فَالله أعلم. ولد فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَكَانَ جده من أهل الْقُرْآن فِيمَا زعم وَنَشَأ هَذَا عقادا ثمَّ تدرب بناصر الدّين النبراوي وَجلسَ بِبَاب الْبَدْر بن الديري وَابْن عَمه مَحْمُود بل وبباب القَاضِي سعد الدّين وَحضر دروسه ثمَّ نَاب فِي الْحِسْبَة عَن الْعَلَاء بن الفيشي لخلطة بَينه وَبَين أَبِيه إِلَى أَن استنابه ابْن الصَّواف وَاسْتمرّ يَنُوب لمن بعده وحد وَلزِمَ خدمَة الأمشاطي وَحضر دروسه وَصَارَ فِي أَيَّام قَضَائِهِ شبه النَّقِيب لَهُ وباح بِأخرَة بِعَدَمِ حَمده لَهُ وَكَذَا حضر دروسه وَصَارَ فِي أَيَّام قَضَائِهِ شبه النَّقِيب لَهُ وباح بِأخرَة بِعَدَمِ حَمده لَهُ وَكَذَا حضر دروس الزين قَاسم وَابْن عبيد الله وَغَيرهمَا بل حضر عِنْدِي بعض الدُّرُوس وتنزل فِي الْجِهَات وتميز فِي الصِّنَاعَة مَعَ إِظْهَار تواضع وعق لوسكون وَحج غير مرّة وباشر نَقِيبًا عِنْد ابْن عيد ثمَّ عِنْد الْغَزِّي ثمَّ أقبل القَاضِي على ابْن عبيد الْوَقَّاد فانجمع عَنْهَا وباشر حِينَئِذٍ النقابة عِنْد الْحَنْبَلِيّ مخطوبا مِنْهُ لَهَا ثمَّ لما ولي الأخميمي عَاد لنقابة الْحَنَفِيَّة وَحمد فِي مباشراته وَاسْتقر بعد الْكَمَال بن الطرابلسي فِي نوبَته وصاهر نور الدّين الصُّوفِي مُدَّة على ابْنَته ثمَّ فَارقهَا وَيذكر بثروة. 408 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الزويغة. / ولد سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع مَعَ الْخَطِيب الْجمال بن جمَاعَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة على الْجلَال عبد الْمُنعم بن الْجلَال وَكَذَا سمع على أبي الْخَيْر بن العلائي وَغَيره وَكَانَ صَالحا) عَالما فَاضلا واعظا مَشْهُورا. قدم من حماة لبيت الْمُقَدّس زَائِرًا فَمَاتَ بِهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين عَن ثَمَان وَسبعين. ذكره ابْن أبي عذيبة. 409 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الشَّمْس الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ التَّاجِر سبط القَاضِي نور الدّين عَليّ بن خَلِيل الحكري الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِزَيْت حَار. / ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين بِمصْر وتحول مِنْهَا مَعَ أَبِيه وَهُوَ ابْن نَحْو خمس سِنِين إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة مَعَ خَاله الْبَدْر مُحَمَّد الحكري وَاسْتمرّ مَعَه وَحفظ الْقُرْآن بل وأقرأه فِي الخرقى وتنزل فِي البرقوقية فَلَمَّا مَاتَ خَاله وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ عَاد إِلَى مَكَّة مَعَ أَبِيه فقطنها وتكسب بالقبانة ثمَّ ارْتقى فِيهَا

بفرضه جدة لم يخرج مِنْهَا لغير جدة والزيارة إِلَّا فِي سنة خمس وَتِسْعين مَطْلُوبا وأودع حبس أولى الجرائم حَتَّى بذل ثمَّ أطلق وَعَاد إِلَى بَلَده وَلم يفته الْحَج فِي طول الْمدَّة إِلَّا فِيهَا كَمَا أَخْبرنِي وَقَالَ أَيْضا أَنه جود على ابْن عَيَّاش وعَلى الديروطي، وارتقى فِي التِّجَارَة وَصَارَ لَهُ بِمَكَّة وَجدّة الدّور وَبَعضهَا من إنشائه وَهُوَ مِمَّن يكثر الطّواف والتلاوة وَيظْهر الْفَاقَة وَرُبمَا كَانَ قبل المصادرة يُعْطي الْيَسِير لبَعض الْفُقَرَاء ثمَّ بَطل وَكَذَا كَانَ يخلط. 410 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود بن عَليّ السنا الْعَفِيف بن القطب الْأَصْبَهَانِيّ ثمَّ الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة / والماضي أَبوهُ. لَقِيَنِي بهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَلم يبلغ الثَّلَاثِينَ فلازمني مَعَ أَبِيه وَغَيره دراية وَرِوَايَة وَهُوَ فَاضل فِي الْعَرَبيَّة مِمَّن قَرَأَ فِي القراآت على السَّيِّد قَاضِي الْحَنَابِلَة بالحرمين واشتغل بِالصرْفِ والمنطق وَغَيرهمَا على أَبِيه وَغَيره فِي لار وَمَكَّة وَغَيرهَا وَرُبمَا أَقرَأ الطّلبَة مَعَ لطف وتودد وتقنع وَلما سَافر أَبوهُ تخلف بِمَكَّة عَنهُ ثمَّ سَافر وَسمعت بوجودهما وَأَنا بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين ثمَّ لقيتهما فِي سنة سِتّ بهَا وَفِي الْمُجَاورَة بعْدهَا ولازماني. 411 - مُحَمَّد بن الشَّيْخ أبي اللطف مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور الحصكفي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي سبط التقي أبي بكر القلقشندي / والماضي أَبوهُ. قدم الْقَاهِرَة فَأخذ عني شَيْئا وَكَذَا اشْتغل عَليّ ثمَّ عَاد وَهُوَ فهم نبيه. 412 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور الْبَدْر بن الصَّدْر الْحَنَفِيّ وَيعرف كأبيه بِابْن مَنْصُور. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: ولد سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا، وَولي قَضَاء الْعَسْكَر) فِي حَيَاة أَبِيه وتدريس الركسنية وخطب بِجَامِع منكلى بغا وَكَانَ قَلِيل البضاعة ذهب مَا كَانَ مَعَه من دنيا فِي الْفِتْنَة. وَمَات فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى عشرَة. 413 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن هَاشم بن مَنْصُور رَضِي الدّين أَبُو بكر بن الظهير الْحُسَيْنِي الموسوي الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ ويعر فكأبيه بِابْن مَنْصُور. / قدم أَبوهُ لحلب من الشرق وَتصرف فِيهَا بالرسلية بِأَبْوَاب الْقُضَاة وَنَحْوهَا وَولد لَهُ ابْنه بهَا فِي عَاشر صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ بهَا فاشتغل وَطلب الحَدِيث وَأخذ عَن أبي ذَر والبقاعي والخيضري ولازمه سِيمَا بِالْقَاهِرَةِ وَتردد لمن تجدّد من المسمتين كالبهاء المشهدي والكمال بن أبي شرِيف والسنباطي والديمي بل قَرَأَ على أبي السُّعُود الغراقي وعَلى حفيد يُوسُف العجمي وَعبد الْغَنِيّ بن الْبِسَاطِيّ وَابْن الشهَاب البوصيري وَغَيرهم مِمَّن سمع على ابْن الكويك والطبقة وَلَا زَالَ يسترسل حَتَّى أَخذ عَن الْأمين بن الحكاك المنصوري أحد نواب الْحَنَابِلَة فَمن دونه،

وَكَانَ قدومه الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ ثمَّ بعْدهَا وَلما قدمت من مَكَّة تردد إِلَيّ وقرا عَليّ من مروياتي ومصنفاتي وَكتب بِخَطِّهِ بَعْضهَا واستفاد مني تراجم وَقَالَ أَنه يُرِيد جمع شُيُوخه، وَهُوَ ذكي فهم سريع الْكِتَابَة والهذرمة فِي الْقِرَاءَة فِيهِ قابلية وفطنة وَلكنه متجاهر غير متصون وَقد كف قَلِيلا وساعده الخيضري حَتَّى اسْتَقر فِي كِتَابَة سر حلب وَنظر جيشها فِي أثْنَاء سنة تسعين ببذل قيل نَحْو أَلفَيْنِ ثمَّ فِي قَضَاء الْحَنَابِلَة بهَا ثمَّ صرف عَن ذَلِك بعد إهانة شَدِيدَة وَوضع فِي الْحَدِيد، وَقدم الْقَاهِرَة فِي أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين فَقَرَأَ عَليّ أَشْيَاء وَحصل وجيز الْكَلَام فِي الذيل على دوَل الْإِسْلَام وَغَيره من تصانيفي وتزايد نفوري مِنْهُ لعدم ثقته وديانته، وَذكر لي أَنه قَرَأَ فِي الشَّام على جمَاعَة من أَصْحَاب عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَغَيرهَا بِالسَّمَاعِ ثمَّ سَافر لمَكَّة وَتوجه مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَة وَصَحب بعض الرافضة بهَا بل رام التَّزَوُّج فيهم فكفه السَّيِّد السمهودي وَكَانَ يجمع عَلَيْهِ، ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة وسافر مِنْهَا إِلَى الْيمن وَانْقطع خَبره عَنَّا. 414 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن وجيه الشَّمْس أَبُو الْفتُوح وَأَبُو البشائر بن الْعِزّ السخاوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي القادري ثمَّ الوفائي الْمعبر سبط الشَّمْس مُحَمَّد بن عَبَّاس الْجَوْجَرِيّ الشَّافِعِي المتوفي أول ولَايَة الظَّاهِر جقمق بعد بشارته بالسلطنة وَيعرف بَان عز الدّين. / كَانَ أَبوهُ وجده مالكيا ومولده بعيد الْأَرْبَعين بِقَلِيل تَقْرِيبًا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتحول كجده لأمه شافعيا وَقَرَأَ على الزين السندبيسي الْيَسِير من شَرحه للأندلسية وجميعه على أبي الْعَبَّاس الْحَنَفِيّ الْمُقِيم) بزاوية الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ واعتنى بالتعبير كأبيه وجده فَقَرَأَ على أبي حَامِد الْقُدسِي مُؤَلفه التَّدْبِير فِي علم التَّعْبِير وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل الْكَامِل الْمُحَقق المدقق الأوحد الفريد فِي هَذَا الْفَنّ لعلمه بِكَمَال أَهْلِيَّته وَتَمام استعداده وَأَن يروي عَنهُ سَائِر مروياته ومؤلفاته وأرخ ذَلِك فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين ثمَّ أذن لَهُ فِي جُمَادَى الأولى من السّنة الَّتِي تَلِيهَا بالإفتاء والإقراء فِيهِ وَكَذَا تدرب فِي التَّعْبِير بعلي الْمحلي وَأخي الْكَمَال المحيريق وَغَيرهم بِحَيْثُ تميز واشتهر وَصَارَ يَطْلُبهُ السُّلْطَان وَغَيره لذَلِك وَلم يحصل مِنْهُم على طائل بل هُوَ فِي حَانُوت بالشرب يتكسب بالقماش بنزر يسير، وَحج فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وزار الْقُدس والخليل وصاهر الشّرف يحيى الدمسيسي على ابْنَته فَمَاتَتْ وَتركت مِنْهُ ولدا اسْمه أَحْمد كفله جده وَقد اجْتمع بِي مرَارًا وَأخذ عني وكتبت لَهُ إجَازَة على مُصَنف التلواني سر

بثنائي عَلَيْهِ فِيهَا وَأكْثر من عرضهَا على أهل الْخَيْر وَنَحْوهم وَهُوَ مأنوس بارع فِي فنه. 415 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن وهبان الشَّمْس الْمدنِي. / مِمَّن أَخذ عني بهَا. 416 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى بن زَكَرِيَّا الشَّمْس بن نَاصِر الدّين المنيحي الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ لَقيته بِبَيْت الْمُقَدّس وقرأت عَلَيْهِ المسلسل وجزء البطاقة بِسَمَاعِهِ لَهما على الْمَيْدُومِيُّ وَكَذَا سمع مِنْهُ شَيخنَا التقي القلقشندي. 417 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب الْبَهَاء أَبُو الْفَتْح بن القاياتي أَخُو أَحْمد / الْمَاضِي وأبوهما. ولد فِي لَيْلَة السبت عشرى ربيع الأول سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة كَمَا قرأته بِخَط أَبِيه بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج والألفية وَعرض على الونائي بِحَضْرَة التلواني وعَلى شَيخنَا فِي آخَرين بل أسمعهُ أَبوهُ على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والواسطي وَكَذَا سمع على الزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان وَشَيخنَا فِي آخَرين، وَأخذ عَن غير وَاحِد من جمَاعَة أَبِيه شَرِيكا لِأَخِيهِ بل أَخذ فِي الْفِقْه عَن الْبُرْهَان بن خضر وَرغب لَهُ وَالِده عَن مشيخة سعيد السُّعَدَاء ثمَّ انتزعت مِنْهُ للكرماني. وَلزِمَ بَيته مَعَ مُبَاشرَة تدريس الْفِقْه بالأشرفية برسباي وَغَيرهَا من وظائف أَبِيه الَّتِي اسْتَقَرَّتْ بعده باسمه وَاسم أَخِيه كالفقه بالغرابية والْحَدِيث بالبرقوقية فَلَمَّا مَاتَ أَخُوهُ اسْتَقل بهَا وَاسْتقر عوضه فِي مشيخة البيبرسية وَكَانَ سَاكِنا جامد الْحَرَكَة قَرِيبا إِلَى الْخَيْر وَرُبمَا يكون فِي الْفَضِيلَة أميز من أَخِيه. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ مطعونا وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد فِي) مصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفن بتربة سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا. 418 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن أَحْمد الباز الْأَشْهب مَنْصُور الغراقي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد المحمدين أبي البركات وَأبي السُّعُود وَأبي مَدين / الآتين. مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ التَّنْبِيه واشتغل وَكَانَ صَالحا. 419 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف سعد الدّين بن الشَّمْس الذَّهَبِيّ الشَّافِعِي نزيل الكاملية والماضي أَبوهُ وَيعرف بالذهبي. / ولد فِي سَابِع عشر الْمحرم سنة خمسين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَأحْضرهُ أَبوهُ فِي الرَّابِعَة ختم البُخَارِيّ بالظاهرية على الْأَرْبَعين وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج واشتغل ولازم الْجَوْجَرِيّ حَتَّى تميز فِي فروع الْفِقْه وَكَذَا أَخذ عَن الْعَبَّادِيّ وأذنا لَهُ بل أَخذ عَن السنتاوي وَنَحْوه وانتمى لِأَحْمَد بن إِمَام الكاملية وتنزل فِيهَا وَفِي غَيرهَا من الْجِهَات، وحد مَعَ سُكُون وعقل وَهُوَ أحد الْفُضَلَاء وَرُبمَا أَقرَأ. 420 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الْبَهَاء أَبُو الْبَقَاء بن الْمُحب الْأنْصَارِيّ

الزرندي الْمدنِي قاضيها الشَّافِعِي أَخُو عمر / الْمَاضِي وَهَذَا الْأَكْبَر قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: ولي قَضَاء الْمَدِينَة وإمامتها وخطابتها فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة ثمَّ عزل يَعْنِي بعد زِيَادَة على نصف سنة بَاشر فِيهَا بنكد فَدخل دمشق ثمَّ الرّوم فَانْقَطع خَبره ثمَّ قدم. وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي الطَّاعُون سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين. قلت وَكَانَ قد سمع على الْجمال الأميوطي والزين المراغي وَالْعلم بن السقا وتفقه بالجمال الكازروني وَتزَوج ابْنَته واستولدها أَوْلَادًا وَقَرَأَ عَلَيْهِ يُوسُف بن مُحَمَّد الزرندي فِي البُخَارِيّ بالروضة. 421 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْبَدْر بن الخواجا الشَّمْس الدِّمَشْقِي بن الْبراق. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه أَنه نبغ فِي معرفَة التِّجَارَة وسافر مرَارًا إِلَى الْيمن وَغَيرهَا وَصَارَ أحد أكَابِر التُّجَّار. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بعدن قبل إِكْمَال الثَّلَاثِينَ وفجع بِهِ أَبوهُ وَيُقَال إِنَّه مَاتَ مسموما رَحمَه الله. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْبَدْر أَبُو الْبَقَاء الإبشيهي. / فِيمَن جده أَحْمد بن مُوسَى. 422 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ التقي بن الْبَدْر الْكِنَانِي الصحراوي. / ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع عَليّ الْجمال الْحَنْبَلِيّ وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَغَيرهَا أجَاز لي وَكَانَ خيرا يقْرَأ الْقُرْآن ويباشر أوقاف خوند ابْنة الْمُؤَيد مَعَ وجاهة وحشمة. مَاتَ فِي) صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزين أَبُو بكر الخوافي. / هَكَذَا رَأَيْته بِدُونِ مُحَمَّد الثَّالِث وَالصَّوَاب إثْبَاته وَسَيَأْتِي. 423 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس بن الشّرف الْجَوْجَرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد التَّاج عبد الْوَهَّاب الْمَاضِي وَيعرف بِابْن شرف. / ولد بجوجر ثمَّ تحول مِنْهَا وَحفظ التَّنْبِيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو وَغَيرهَا ورافق الْجلَال الْمحلي فِي الْأَخْذ عَن الْبرمَاوِيّ والبيجوري وَغَيرهمَا كَابْن أنس فِي الْفَرَائِض، كل ذَلِك مَعَ تكسبه بِالتِّجَارَة على طَريقَة كَاد انْفِرَاده بورعه فِيهَا. وَاسْتقر فِي مشيخة البشتكية بعد وَفَاة صَاحبه وبلديه الشهَاب أَحْمد بن حسن بن عَليّ وتميز فِي الْفضل وجود الْخط وَكَانَ يذكر أَن شَيْخه فِي الْكِتَابَة مِثَال خطّ سَيِّدي عبد الْعَزِيز الديريني. وَكَانَ الْمحلي يعظمه بِحَيْثُ رَأَيْت وَصفه لَهُ فِي إجَازَة وَلَده بقوله صديقنا الشَّيْخ الْعَالم الصَّالح. مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله وإيانا. 424 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ ضِيَاء الدّين أَبُو عبد الله بن الشَّمْس الجلالي الْحَنَفِيّ أَخُو حَافظ الدّين أَحْمد / الْمَاضِي. مِمَّن سمع عَليّ بِقِرَاءَة أَخِيه أربعي النَّوَوِيّ. وَمَات قبله صَغِيرا أَظُنهُ فِي طاعون سنة أَربع وَسِتِّينَ قبل أَن يبلغ عوضه الله الْجنَّة. 425 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس البوتيجي الضَّرِير الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن درباس /

مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد وَوصف بالعلامة الشَّمْس الطمائي بَلَدا الْمَعْرُوف بالبوتيجي وَأَبوهُ أَيْضا بدرباس وَابْن الحبيشي وَذكر أَنه رَآهُ فِي الْمَنَام بعد مَوته واستخبره عَن حَاله فَذكر مَا يدل على الْخَيْر. وَغلط بَعضهم فأرخ وَفَاته سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. 426 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِأبي عقدَة. / اشْتغل قَلِيلا وَقَرَأَ الأسباع وَنَحْوهَا، أَخذ عني الْكثير من البُخَارِيّ وَغَيره ولازم الْإِمْلَاء. وَمَات شَابًّا فِي ربيع الثَّانِي سنة تسع وَسبعين رَحمَه الله. 427 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس الْوَاعِظ بن الْعَطَّار. / ذكره البقاعي مُجَردا. 428 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الأديب أَبُو عبد الله الهنتاتي الأديب وَيعرف بالقفصي. / مَاتَ سنة ثَلَاث وَخمسين بتونس. 429 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْفضل بن الشّرف الطنبدي وَيعرف بِابْن عرب / لكَون أمه حجملك ابْنة السراج عمر بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد بن عرب. بَاشر ديوَان الأتابك) أزبك وَكَانَ جيد الْكِتَابَة بارعا فِي الْمُبَاشرَة فِيمَا بَلغنِي مَعَ عقل وَسُكُون. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثامن جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا جوَار مصلى بَاب النَّصْر عَفا الله عَنهُ. 430 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ المطوعي الْأَزْهَرِي. / مِمَّن سمع مني. 431 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عماد بن عُثْمَان بن تركي بِضَم الفوقانية الْكَمَال أَبُو البركات بن الْمُحب أبي السعادات بن الْعِمَاد الْحِمْيَرِي النحريري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن أبي السعادات. / ولد فِي يَوْم السبت منتصف الْمحرم سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة بالنحرارية وَحفظ بهَا الْقُرْآن ومختصر ابْن الْحَاجِب الفرعي وَبحث فِيهِ على الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن عديس وَدخل دمشق فسمعع بهَا على أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عمر بن هِلَال الربعِي الْمُوَطَّأ رِوَايَة يحيى بن يحيى والتيسير أنابهما الوادياشي والنغبة لأبي حَيَّان بقرَاءَته لَهَا عَلَيْهِ وَبحث عَلَيْهِ الْمُخْتَصر الفرعي وَأذن لَهُ فِي الإقراء وَتردد إِلَى إسكندرية كثيرا وَبحث بهَا فِيهِ أَيْضا على عالمها مُحَمَّد بن يُوسُف المسلاتي وَكَذَا بحث فِيهِ بِالْقَاهِرَةِ عَليّ الزين عبَادَة، وَحج غير مرّة وَحدث. مَاتَ بالنحرارية فِي ربيع الأول سنة خمس وَأَرْبَعين رَحمَه الله. 433 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن نَاصِر الدّين بن الشَّمْس

القمصي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن النحال بِمُهْملَة قريب الْجلَال القمصي / كَانَ أسن مِنْهُ فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب أَحْمد وَالِد الْجلَال وزوجه بابنته فَاطِمَة وَحضر مَعَ وَلَده عِنْد الصَّدْر الإبشيطي والسويفي والبيجوري وَغَيرهم فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع على ابْن أبي الْمجد صَحِيح البُخَارِيّ بفوت والختم مِنْهُ على التنوخي والعراقي والهيثمي وقطن البيجور مُدَّة لنحل لَهُ فِيهَا وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا وَسمع بهَا الْيَسِير أجَاز لي. وَمَات بالبيجور سنة خمس وَسبعين رَحمَه الله. 434 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز الرضي أَبُو الْعِزّ بن عز الدّين الْحلَبِي الأَصْل القاهري الْموقع / الْمَاضِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه. ولد فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين وَسمع مني المسلسل وَقَرَأَ هُوَ عَليّ ثلاثيات البُخَارِيّ والبردة وَسمع من مُسلم قِطْعَة وَمن الْمُوَطَّأ رِوَايَة يحيى بن يحيى وَمن السِّيرَة. 435 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد التقي بن الْبَدْر الْبرمَاوِيّ الأَصْل نزيل الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة ثمَّ بولاق / والماضي أَبوهُ. مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَغَيره وتكسب بِالشَّهَادَةِ وخدم تمر الْحَاجِب) وقتاص وَكَذَا لَازم تمراز كثيرا وَلم يحصل على طائل، وَاسْتقر فِي جِهَات أَبِيه بعده وَمِنْهَا إِمَامَة الْجَامِع الزيني ببولاق، وحد فِي الرجبية وسافر لغير ذَلِك وَسمع مني مَعَ وَالِده قَلِيلا بل سمعا بِقِرَاءَتِي ختم البُخَارِيّ وَغَيره على أم هَانِئ الهورينية وَمن شاركها يَوْمئِذٍ، وَتزَوج ابْنة نور الدّين البرقي بعد الشهَاب أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الحريري الْحَنَفِيّ، وَهُوَ حسن الْهَيْئَة متأدب وَلكنه رسم عَلَيْهِ حِين التَّعَرُّض للمتكلمين على الْجِهَات. وتناقص حَاله جدا. 436 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن إِسْرَائِيل الشَّمْس أَو عبد الله الْغَزِّي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن عمر. / ولد فِي صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بغزة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على الشَّمْس صهر الشهَاب عُثْمَان الخليلي وَحفظ الْمجمع والبديع وألفية ابْن ملك وعرضهما على التفهني والعز الحاضري والبدر الأقصرائي الحنفيين والجلال البُلْقِينِيّ والهروي وَابْن مغلى وأجازاه خَاصَّة وتفقه بقارئ الْهِدَايَة وَكتب لَهُ أَنه قَرَأَ الْمجمع فِي الْفِقْه والبديع فِي أُصُوله بحثا وَأَنه سمع غَيرهمَا من أَنْوَاع الْفِقْه وأصوله متفهما لما يسمعهُ سَائِلًا عَمَّا خَفِي عَلَيْهِ مشكله فأبقاه الله لإفادتهما وأعانه على نشرهما وَكَذَا قَرَأَ الْمجمع على عمر بن يَعْقُوب الْبَلْخِي وَسمع عَلَيْهِ شَيْئا من الْهِدَايَة وَأَجَازَهُ وتفقه أَيْضا بالشمس بن الديري ولازمه وَكَانَ قَارِئًا عِنْده بالفخرية وَسمع عَلَيْهِ وعَلى قاري الْهِدَايَة وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَابْن الْجَزرِي

وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ الشاطبية والجزء الَّذِي خرجه لنَفسِهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء وَأَجَازَ لَهُ وروى لَهُ دُرَر الْبحار عَن مُؤَلفه الشَّمْس القونوي وَشَرحه عَن مُؤَلفه الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن خضر الْحَنَفِيّ وبرع فِي الْفِقْه، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل الشَّام وحلب والقاهرة وَغَيرهَا وَولي قَضَاء بَلَده فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَخمسين ثمَّ انْفَصل عَنهُ فِي سنة ثَمَان بعمر بن حُسَيْن بن بوبان بموحدتين الأولى مَضْمُومَة فَأَقَامَ نَحْو عشرَة أشهر ثمَّ أُعِيد، ولقيته بهَا فِي سنة تسع وَهُوَ قَاض فَقَرَأت عَلَيْهِ المسلسل بِسَمَاعِهِ لَهُ على ابْن الْجَزرِي وَأَحَادِيث من منتقى العلائي من مشيخة الْفَخر. وَكَانَ فَاضلا متواضعا مائلا إِلَى الرشا وَآل أمره إِلَى أَن روفع فِيهِ بِسَبَب بعض القضايا فَحمل إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا أشهرا ونالته مشقة ثمَّ لم يلبث أَن تعلل بهَا يَسِيرا. وَمَات بعد سنة سبعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ، ثمَّ رَأَيْت فِيمَن قرض مَجْمُوع البدري مُحَمَّد بن عمر الْغَزِّي الْحَنَفِيّ وأرخ كِتَابَته فِي سنة إِحْدَى وَسبعين ويغلب على ظَنِّي أَنه هَذَا وَأطَال كِتَابَته نظما ونثرا فَكَانَ من نظمه:) (فَقير غَرِيب عَاجز ومقصر ... يُرِيد عَطاء من ذَوي الْفضل ياسرا) (يروح على الإخوان يَرْجُو ثوابهم ... وَيَغْدُو لطى الْمَدْح فِي النَّاس ناشرا) وَكَذَا كتب بِخَطِّهِ من نظمه مِمَّا يقرا على رويين وَأَخذه من شَيخنَا: (صباح خير الرُّسُل روحي غَدا ... أشهى إِلَيْهَا من نسيم الصَّباح) (غَدَتْ صباح الْوَجْه جندا لَهُ ... فلذ بِهِ يَا شيخ تنس الصَّباح) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر الشَّمْس الصرخدي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بالصرخدي. / ولد فِي سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه عِنْد أَحْمد الزينوني بنونين وزاي مَفْتُوحَة نِسْبَة لقريبة من قريى الْبِقَاع وجود الْقُرْآن مَعَ قِرَاءَة عَاصِم عَليّ إِسْمَعِيل الْحَنْبَلِيّ الدِّمَشْقِي نزيل صالحيتها وتلا بِهِ للكسائي وَعَاصِم عَليّ الشَّمْس بن النجار وَلأبي عَمْرو فَقَط على الزين خطاب وَعَلِيهِ قَرَأَ البُخَارِيّ والمصابيح بتمامهما وَحضر دروسه ودروس النَّجْم بن قَاضِي عجلون وجمعا للسبع عَليّ عمر الطَّيِّبِيّ الصَّالِحِي الضَّرِير وخليل اللدي إِمَام الْجَامِع الْأمَوِي وَكَانَا شافعيين وَقَرَأَ على إِبْرَاهِيم النَّاجِي صَحِيح مُسلم إِلَّا يَسِيرا من أَوله وَسمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَالتَّرْغِيب وَغَيرهمَا وَحضر مجَالِس النظام بن مُفْلِح بل قَرَأَ على قَرِيبه الْبُرْهَان القَاضِي شَيْئا من الْقُرْآن فِي آخَرين، وحد غير مرّة وجاور بِمَكَّة وَقَرَأَ بهَا على الشَّمْس المسيري فِي الْفِقْه وَغَيره وَابْن أَمِير حَاج الْحلَبِي الْحَنَفِيّ رِسَالَة الزين الخافي وَسمع على النَّجْم عمر بن فَهد فِي مُسْند

أَحْمد وعَلى أبي الْفضل الْمرْجَانِي فِي البُخَارِيّ وَصَحب الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين والبرهان إِبْرَاهِيم القادري وَغَيرهمَا من السادات وَدخل مصر فِي التِّجَارَة وتكرر سَفَره لجدة بِسَبَبِهَا بل لَهُ حَانُوت فِي بَلَده، وَلما كنت بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين رَأَيْته يقوم بِالنَّاسِ التَّرَاوِيح فِي رَمَضَان فَكَانَ من أَكثر القائمين زحاما لجودة قِرَاءَته، ثمَّ تكَرر اجتماعه عَليّ فِي الَّتِي تَلِيهَا بل أَخذ عني الْكثير من الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا سَمَاعا عَليّ ومني وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة وَكَذَا حضر عِنْد عبد الْمُعْطِي المغربي فِي الرسَالَة والعوارف، وَنعم الرجل سمتا وعقلا وتوددا وَخيرا. 438 - مُحَمَّد بن الْكَمَال مُحَمَّد بن عمر بن الْحسن بن عمر بن حبيب الْحلَبِي. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ وَقَالَ فِيمَا قَالَه شَيخنَا أَنه سمع أَبَاهُ واستجيز لوَلَده وَغَيره فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين. قَالَه شَيخنَا: ثمَّ قدم الْقَاهِرَة بعد يسير سنة خمس وَهُوَ مِمَّن) بَاشر نقابة الحكم بِدِمَشْق فِي أَيَّام مَسْعُود وَكَانَ مظلم الْأَمر فِي الشَّهَادَة سامحه الله. 439 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن رسْلَان بن نصير بن الْبَدْر بن السراج البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد الولوي أَحْمد الْمَاضِي وجده والآتي وَلَده الآخر فتح الدّين مُحَمَّد. / ولد فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ. وَمَات أَبوهُ وَهُوَ طِفْل فَكَفَلَهُ جده وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح على الْعَادة وَله نَحْو عشر سِنِين ودرس فِي الْمِنْهَاج وَحضر دروس جده وسمععليه جُزْء الْجُمُعَة للنسائي وَغَيره ولازم الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وَعَمه الْجلَال البُلْقِينِيّ وَنبهَ قَلِيلا حِين ولَايَته الْقَضَاء وَإِلَّا فقد كَانَ نَشأ فِي إملاق وَأكْثر عَن الْبُرْهَان البيجوري وَكَذَا أَخذ عَن الشَّمْس الشطنوفي والشهاب الطنتدائي وَآخَرين وَسمع على الْجمال بن الشرائحي وداخل الْكِبَار وَعرف بِصُحْبَة الزين عبد الباسط وتمول بملازمته جدا فِي مُدَّة ييرة وَحصل الْوَظَائِف والإقطاعات والرزق وناب فِي الْقَضَاء بمنية الْأُمَرَاء وَغَيرهَا من الضواحي ودرس بعد موت عَمه فِي الْفِقْه بِجَامِع طولون وَكَذَا بالحجازية مَعَ خطابتها ومشيخة الميعاد بهَا وَحدث بِجُزْء الْجُمُعَة سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَأَنْشَأَ دَارا هائلة بِالْقربِ من مدرسة جده مَاتَ قبل تَمامهَا، وَكَانَ ذكيا ظريفا حسن النغمة على الهمة خليعا مَاجِنًا. مَاتَ فِي آخر يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشر شَوَّال سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَدفن عِنْد أَبِيه وجده وَأوصى بعمارة ميضأة وَبِغير ذَلِك من الترب. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار عَمَّا تقدم قَالَ وَسيرَته مَشْهُورَة وَسبب تقدمه عِنْد الزيني مَشْهُور رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.

440 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْعَزِيز نَاصِر الدّين بن الشَّمْس أبي عبد الله بن النَّجْم الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن أَمِين الدولة. / ولد فِي ربيع الأول سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على الشَّمْس الْغَزِّي وَسعد الدّين السعيد وَغَيرهمَا وَحفظ الْمُخْتَار وتصريف الْعزي والجمل الجرجانية وَأخذ فِي الْفِقْه عَن أَبِيه والبدر بن سَلامَة والعز الحاضري وَآخَرين وَسمع الصَّحِيح على ابْن صديق، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن القطب الْحلَبِي والبدر النسابة الْكَبِير وَابْن خلدون وَآخَرُونَ، وناب فِي الْقَضَاء عَن وَالِده وباكير وَغَيرهمَا بل بَاشر تدريس المقدمية، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ بحلب الْمِائَة انتقاء ابْن تَيْمِية من البُخَارِيّ وَكَانَ عَاقِلا كَرِيمًا جيدا سيوسا من بَيت حشمة ورياسة وثروة وأوقاف. مَاتَ فِي حُدُود السِّتين رَحمَه الله.) (سقط) مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسبعين وَيُقَال أَنه جَازَ التسعين وَأَنه نَاب عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعده بعد أَن حفظ فِي صغره التَّنْبِيه وَعرضه واشتغل قَلِيلا، وَكَانَ منجمعا عَن النَّاس مديما للإقامة بمنزله كأخيه وَأكْثر أَقَاربه. 442 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الشّرف بن النَّجْم بن عرب ابْن عَم الَّذِي قبله ووالد النَّجْم مُحَمَّد الْآتِي. ذكر لي ابْنه أَنه حفظ التَّنْبِيه وَتقدم فِي الشُّرُوط والإسجالات وتكسب بِالشَّهَادَةِ، وَحج مَعَ الرجبية فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام وحلب صُحْبَة إينال الجكمي وَكَانَ إِمَامه واختص بِهِ وَلذَا كَانَ يخَاف بعد مخامرته من الظَّاهِر جقمق واختص بأرغون مَمْلُوك عبد الباسط وَكَانَ مَعَ شيخوخته يكثر اللّعب بالشطرنج. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَمَانِينَ عَن أَزِيد من تسعين سنة أَو نَحْوهَا. 443 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن عنقة بِفَتَحَات الشَّمْس أَبُو جَعْفَر البسكري بِفَتْح أَوله وثالثه بَينهمَا مُهْملَة سَاكِنة الْمدنِي. / ولد سنة بضع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع الْكثير بِنَفسِهِ بِدِمَشْق ومصر وَغَيرهمَا فَحمل عَن بقايا من أَصْحَاب الْفَخر بن البُخَارِيّ والتقى الوَاسِطِيّ وَغَيرهمَا وَكَذَا سمع قَدِيما من الْجمال بن نباتة ثمَّ حمل عَن ابْن رَافع وَابْن كثير وَقَرَأَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على الشَّمْس الششتري وَيحيى بن مُوسَى القسنطيني والجمالين الأميوطي ويوسف بن الْبناء وصاهره على ابْنَته والزين المراغي، وَأَجَازَ لَهُ القلانسي وَغَيره وَكتب عَن الْجمال أبي الرّبيع سُلَيْمَان بن دَاوُد الْمصْرِيّ بحلب مَا أنْشدهُ يَوْم مَاتَ التقى عبد الرَّحْمَن بن الْجمال

المطري، قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه أَنه كَانَ يسكن الْمَدِينَة وَيَطوف الْبِلَاد وَحصل الْأَجْزَاء وتعب كثيرا وَلم ينجب سَمِعت مِنْهُ يَسِيرا وَكَانَ متوددا. وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه تنبه قَلِيلا وَكَانَ شَدِيد الْحِرْص على تَحْصِيل الْأَجْزَاء وتكثير الشُّيُوخ والمسموع من غير عمل فِي الْفَنّ سَمِعت من لَفظه تَرْجَمَة عبد السَّلَام الداهري من مشيخة الْفَخر بِسَمَاعِهِ من ابْن أميلة عَنهُ وحَدثني من لَفظه بِأَحَادِيث خرجت بَعْضهَا فِي تخاريجي وَخرجت عَنهُ فِي المتباينات حَدِيثا وأنشدني قَالَ أَنْشدني ابْن نباتة لنَفسِهِ: (سَافَرت للساحل مستبضعا ... ذكرا وَأَجرا حسن الْجُمْلَة) ) (قياله من متجر كاسد ... مَا نفقت فِيهِ سوى بغلتي) رَجَعَ من اسكندرية إِلَى مصر فَمَاتَ بالسَّاحل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع غَرِيبا رَحمَه الله وإيانا. 444 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن قطلوبغا شُجَاع الدّين بن الحسام بن الرُّكْن البكتمري الْمصْرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو السَّيْف مُحَمَّد الْحَنَفِيّ والشرف يُونُس الْمَالِكِي وَمَنْصُور الْحَنْبَلِيّ الْمَذْكُورين وأمهم أم هَانِئ الهورينية. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده والعمدة والشاطبيتين والمنهاجين وألفية ابْن ملك وظنا فصيح ثَعْلَب، وَعرض وَأخذ الْفِقْه عَن التقي بن عبد الْبَارِي والزكي الْمَيْدُومِيُّ وَتردد لجَماعَة من الْعلمَاء وَسمع مَعنا على شَيخنَا فِي رَمَضَان أَشْيَاء بل لَازمه فِي الأمالي وَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَجْلِسه وَكَذَا سمع على أمه الْكثير وعَلى النُّور البكتمري والحجازي والجلال بن الملقن والمحبين الفاقوسي والحلبي الألواحي وَالشَّمْس الرَّازِيّ وَالْجمال بن أَيُّوب والبهاء بن الْمصْرِيّ وَضبط الْأَسْمَاء عِنْد الزين رضوَان وَغَيره بالشيخونية وَكَانَ يراجعني فِي ذَلِك، وَحج وجاور وزار بَيت الْمُقَدّس، وَكَانَ خيرا كثير التِّلَاوَة منجمعا عَن النَّاس طارحا للتكلف وَفِي لِسَانه تمتمة وَلكنه إِذا قَرَأَ الْقُرْآن لَا يتلعثم. مَاتَ ببولاق فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين بعد توعكه مُدَّة بل كف بَصَره من سنة فأزيد وَسَقَطت أنامله وَهُوَ مَعَ ذَلِك كُله صابر فَحمل لبيت أمه بنواحي الصليبة وأخرجت جنَازَته مِنْهُ وَصلي عَلَيْهِ بسبيل المؤمني فِي مشْهد متوسط ثمَّ دفن عِنْد أمه بتربة جدها لأمها الْفَخر القاياتي عِنْد بَاب مقَام الشَّافِعِي وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. 445 - مُحَمَّد سيف الدّين الْحَنَفِيّ شَقِيق الَّذِي قبله وَيعرف قَدِيما بِابْن الحوندار. / ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَتِسْعين أَو الَّتِي بعْدهَا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وعمدة النَّسَفِيّ فِي أصُول الدّين وعمدة الْأَحْكَام وتقريب الْأَسَانِيد كِلَاهُمَا فِي الْمُتُون والشاطبيتين والقدوري وَالْمجْمَع وَالْهِدَايَة ثلاثتها فِي الْفِقْه والسراجية فِي الْفَرَائِض والمنار

والمنهاج والمغنى ثلاثتها فِي أصُول الْفِقْه وألفية ابْن ملك والشافية لِابْنِ الْحَاجِب فِي الصّرْف وَالْعرُوض لَهُ وَغَيرهَا وَعرض بَعْضهَا على الْجلَال البُلْقِينِيّ والكمال بن العديم وَالشَّمْس الْمدنِي الْمَالِكِي والعز الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ فِي آخَرين وَأخذ الْفِقْه وأصوله عَن التفهني وَكَذَا الْعَرَبيَّة والفرائض وَغَيرهمَا ولازم ابْن الْهمام فِي الْفِقْه) والأصلين والعربية وَغَيرهَا حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ بل حضر مَعَه على السراج قارى الْهِدَايَة فِي الْفِقْه وأصوله وَغَيرهمَا وَقَرَأَ شرح ألفية الْعِرَاقِيّ على الْمُحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَأذن لَهُ فِي إقرائه وَكَذَا أذن لَهُ التفهني فِي الإقراء ثمَّ ابْن الْهمام بل كَانَ فِيمَا بَلغنِي يصفه بِأَنَّهُ مُحَقّق الديار المصرية ويرجحه على سَائِر الْجَمَاعَة وَاجْتمعَ بالأدكاوي ودعا لَهُ وَحكى لي أَنه رَآهُ فِي الْمَنَام وَالْتمس مِنْهُ الدُّعَاء لَهُ بِنَزْع حب الدُّنْيَا فبادر لمدحه وَالثنَاء عَلَيْهِ بِكَلِمَات كَانَ من جُمْلَتهَا أَنْت السَّيْف الأمدي وَالسيف الْأَبْهَرِيّ وَنَحْو ذَلِك بِحَيْثُ صَار فِي خجل وَيُشِير إِلَى قطع الْكَلَام فِيهِ والتنصل من الرقي بِهِ لهَذَا الْحَد فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ إِذا أَرَادَ الله أمرا كَانَ، قَالَ السَّيْف وَمن العجيب أنني بعد ذَلِك لما أكثرت من الانجماع ولزمت الْعُزْلَة قَالَ لي شَيْخي ابْن الْهمام وَالله لَو دخلت مَكَانا وطينت عَلَيْهِ لظهرت، وَكَذَا بَلغنِي عَنهُ أَن وَالِده كَانَ من جمَاعَة بني وفا وَأَنه استبطأ ثَمَرَة صحبتهم ومحبتهم فاتفق اجتماعه بعد ترعرعه مَعَ وَالِده عِنْد أبي الْفَتْح أَو غَيره من آل بَيتهمْ فَقَالَ ذَاك الشَّيْخ مُخَاطبا لِأَبِيهِ هَذَا وَأَشَارَ لصَاحب التَّرْجَمَة هُوَ الثَّمَرَة أَو كَمَا قَالَ وَلأَجل هَذَا ارْتبط السَّيْف بالانتماء لَهُم وَاحِدًا بعد وَاحِد حَتَّى مَاتَ وَسمع على الزيون التفهني والقمني وَالزَّرْكَشِيّ وَأمه فِي آخَرين وَكَانَ كثير الِاغْتِبَاط بِسَمَاع المقروء على أمه حسن الإصغاء لَهُ كثير الْبكاء، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة سبع عشرَة وَأول مَا ولي تدريس الْفِقْه بقبة الصَّالح برغبة ابْن الْهمام لَهُ عَنهُ ثمَّ بالناصرية والأشرفية الْقَدِيمَة والأقبغاوية المجاوية للأزهر برغبة الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ لَهُ عَنْهَا ثمَّ التَّفْسِير بقبة المنصورية برغبة أبي الْفضل المغربي بل استنابه ابْن الْهمام فِي مشيخة الشيخونية فِي بعض حجاته وَولي مشيخة الْجَامِع الَّذِي بالحبانية للزين الاستادار بإلزام ابْن الْهمام لَهُ بقبوله ثمَّ تَركه محتجا بِأَنَّهُ سَأَلَهُ أَن يكون لصوفيته نَظِير مَا عمله لمدرسته الْمُجَاورَة لبيته فَلم يُوَافقهُ هَذَا مَعَ عدم تعاطيه من معلومها فِي تِلْكَ الْمدَّة شَيْئا وَكَذَا سُئِلَ فِي مشيخة تربة قانباي الجركسي قبل شَيخنَا الشمني فَامْتنعَ، وَعرض عَلَيْهِ فِي سنة سبعين تدريس الحَدِيث بالعينية البدرية حِين تَجْدِيد حفيده لذَلِك وَغَيره فِيهَا فَامْتنعَ مَعَ الإلحاح عَلَيْهِ كَمَا امْتنع من الْكِتَابَة على الْفَتْوَى ورعا

مَعَ مشافهة الظَّاهِر خشقدم فِي كائنة وَقعت أَيَّام قَضَاء الْبُرْهَان بن الديري التمس مِنْهُ وَمن الشمني الصعُود إِلَيْهِ مَعَ الأقصرائي ليسمع كَلَامهم فِيهَا وَاعْتذر من عدم الْكِتَابَة بِكَوْنِهِ لم يُؤذن لَهُ فِيهَا من أحد من شُيُوخه وصمم على ذَلِك، وَقد تصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ الْفُضَلَاء من كل مَذْهَب وهرع النَّاس للأخذ عَنهُ) وَكَثُرت تلامذته وصاروا رُؤَسَاء فِي حَيَاته وَبَلغنِي أَن رَفِيقه الزين قَاسم قَرَأَ بَين يَدَيْهِ فِي درس الْفِقْه بوقف الصَّالح وَكنت أَنا وَأخي مِمَّن حضر دروسه فِي الْكَشَّاف وَغَيره وَكتب على كل من التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وَشرح الْبَيْضَاوِيّ للأسنوي وَشرح التَّنْقِيح للقرافي وَشرح الْمنَار وَشرح العقائد وَشرح الطوالع للدَّار حَدِيثي وَغَيرهَا حَوَاشِي متقنة بديعة الْمِثَال لَو جردت كَانَت كافلة بإيضاحها وَقد جرد مِنْهَا أَولهَا لكنه لم يكمل. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ إِمَام عَلامَة فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَالتَّفْسِير وأصول الدّين وَغَيرهَا بديع التَّحْقِيق بعيد النّظر والمطالعة متأن فِي تَقْرِيره مَعَ سلوكه طَرِيق السّلف ومداومته على الْعِبَادَة والتهجد وَالْجَمَاعَة وشهود مشْهد اللَّيْث والانجماع عَن النَّاس والانقباض عَن بني الدُّنْيَا وَعدم التَّرَدُّد إِلَيْهِم جملَة والسكون وَترك الْخَوْض فِيمَا لَا يعنيه وذكرى بالجميل غيبَة وحضورا وإكرامي الزَّائِد حَتَّى أَنه تألم بِسَبَب كائنة الكاملية وَكَانَ مِمَّن كلم السُّلْطَان فِي الثَّنَاء عَليّ وَلم يكن يمِيل إِلَّا لأهل التَّقْوَى وَالْأَدب وَمن ثمَّ امْتنع من إجَابَتِي حِين توسل بِي عِنْده ابْن الشّحْنَة الصَّغِير فِي الْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَبَالغ معي فِي الِاعْتِذَار والتلطف وإبداء مَا يقبل أقل مِنْهُ من مثله وَصَارَ ذَلِك معدودا فِي مناقبه وَقد قصد الْأَشْرَف قايتباي الِاجْتِمَاع بِهِ وأحس بذلك فبادر وَصعد إِلَيْهِ فَأكْرمه وَأمر لَهُ بثلثمائة دِينَار واستغرب النَّاس هَذَا الصَّنِيع ثمَّ لما سمع أَن الشَّيْخ عزم على تَزْوِيج ابْنَته أَمر بِأَن يكون العقد بِحَضْرَتِهِ قصدا لإكرامه فَفعل وَلم يحضر الشَّيْخ وَلما مَاتَ الْبُرْهَان بن الديري اسْتَقر بِهِ عوضه فِي مشيخة المؤيدية بعد تمنع ثمَّ بعد الكافياجي فِي الشيخونية وَأعْطى المؤيدية للتاج بن الديري وَلم يلبث أَن ابْتَدَأَ بِهِ الضعْف فَأَقَامَ مديدة إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ رَابِع عشرى ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بسبيل المؤمني وشهده السُّلْطَان ثمَّ دفن بتربة جد أمه لأمها الْفَخر القاياتي بِالْقربِ من مقَام الإِمَام الشَّافِعِي من القرافة رَحمَه الله وإيانا. 446 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد محيي الدّين أَبُو زرْعَة بن الشَّمْس التَّمِيمِي الدَّارِيّ المغربي التّونسِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن عزم. /

ولد بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ وأمعه واستجاز لَهُ واقرأه الْقُرْآن وكتبا واشتغل وتميز وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ فِيهَا عَن الْجَوْجَرِيّ وَيحيى بن الجيعان والسنهوري وَآخَرين وَحضر عِنْدِي يَسِيرا وَرجع فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانِينَ وتوجع أَبوهُ لفقده وَوَصفه بالفقيه الْعَالم الْفَاضِل الْمجَاز بالتدريس والإفادة عوضه الله الْجنَّة.) ::: 447 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد وجيه بن مخلوف بن صلح بن جِبْرِيل بن عبد الله الْعِزّ أَبُو الْيمن بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء بن السراج أبي جَعْفَر الشيشيني ثمَّ الْمحلي الشَّافِعِي ابْن أخي القطب مُحَمَّد بن عمر الْمَاضِي. / ولد فِي لَيْلَة حادي عشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة بالمحلة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن فِيهَا وَفِي شيشين والعمدة والمنهاج الفرعي وألفية النَّحْو وغالب الشاطبية وَعرض على جمَاعَة أجَازه مِنْهُم البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والأبناسي والدميري فِي آخَرين وَبحث فِي الْمِنْهَاج على أَبِيه وَالثَّلَاثَة الْأَخيرينِ والعماد الباريني القَاضِي والبهاء أبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ وَسمع من نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن فوز القَاضِي بالمحلة حَدِيث الديك المسلسل بِمَا زلت بالأشواق. وَحدث أَخذ عَنهُ بن فَهد وَغَيره وَمَات بالمحلة فِي لَيْلَة رَابِع عشرى شعْبَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ. 448 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الْجلَال بن فتح الدّين بن السراج الشيشيني الْمحلي الشَّافِعِي / ابْن عَم الَّذِي قبله والآتي وَالِده الْعِزّ مُحَمَّد والماضي أَبوهُ. مَاتَ وَهُوَ صَغِير فِي حَيَاة أَبِيه. 449 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد أكمل الدّين بن خير الدّين بن نَاصِر الدّين بن شمس الدّين الشنشي / (سقط) ولد فِي ربيع الآخر سنة خمس وَخمسين وتدرب بِأَبِيهِ وناب عَن قُضَاة مذْهبه وتنزل فِي الْجِهَات كالصرغتمشية وَكَانَ يحضر عِنْدِي فِي دروسها واختص بقاضي الْمَذْهَب نَاصِر الدّين الأخميمي وَقدمه لكثير من الاستبدالات، وَله ثروة من قبل أَبِيه وَيُقَال أَن أمه وَهِي فِيمَا قَالَه لي ابْنه لشخص حَنَفِيّ يُقَال لَهُ مَحْمُود بن يُوسُف مثرية أَيْضا، وَحج وَهِي مَعَه فِي سنة سبع وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَرُبمَا توجه للزيارة فِي قافلة الْحَنْبَلِيّ وَعَاد سَرِيعا. 450 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد الشَّمْس الْقرشِي الْهَاشِمِي الْجَعْفَرِي الْغَزِّي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الأعسر. / ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة أَو سنة اثْنَتَيْنِ الشَّك مِنْهُ وَحفظ الْمِنْهَاج وَعرضه على الندر مَحْمُود العجلوني نزيل بَيت الْمُقَدّس وتفقه عَلَيْهِ وَأَجَازَهُ بل أذن لَهُ بالإفتاء بِشَرْط التثبت وَالتَّقوى وَكَذَا أذن لَهُ الْجلَال

البُلْقِينِيّ فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَسمع عَلَيْهِ جُزْءا من عوالي وَلَده وَسمع فِي سنة خمس وَتِسْعين من أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الجاكي الْكرْدِي الصَّحِيح وَكَذَا سَمعه على الْعَلَاء على بن خلف قَاضِي غَزَّة غير مرّة قَالَا أَنا الحجار وَمن التقى أنفاسي تَحْصِيل المرام من تأليفه. وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ الْبَهَاء بن عقيل وَولي) قَضَاء الْحَنَفِيَّة بغزة فَأَقَامَ نَحْو سنتَيْن ثمَّ صرف وَرَأَيْت من قَالَ أَن المشير عَلَيْهِ بالتحنف حِينَئِذٍ شَيْخه ابْن خلف، وناب فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بهَا أشهرا عَن ابْن مَكْنُون فَلَمَّا تحرّك الرَّحبِي الْخَارِجِي وَطلب من أهل عزة مَالا ورام مصادرتهم قَامَ فَجمع النَّاس وحاربوه وتحزب مَعَه أهل الْبَلَد بعد أَن حصنوها وخندقوها وَلَكِن بَاطِنه جمَاعَة حَتَّى مكنوه من الْجِهَة الشرقية بِحَيْثُ دخل الْبَلَد ورام حِينَئِذٍ الْقَبْض على صَاحب التَّرْجَمَة فنجا بِنَفسِهِ إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا ثمَّ ولي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بغزة اسْتِقْلَالا فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَصرف عَنْهَا مرَّتَيْنِ الأولى بِالْعَلَاءِ الخليلي وَالثَّانيَِة بالشهاب الزُّهْرِيّ، وَحدث ودرس وَأفْتى وَكَانَ فَقِيها فَاضلا عَلامَة قَالَ التقى بن القَاضِي شُهْبَة أَنه كَانَ يرصد للكلف مَا يتَحَصَّل من الْقَضَاء ويرضى هُوَ بِالِاسْمِ وَالنَّار وَسمعت الْمُؤَيد فِي أعقاب الْفِتْنَة حِين كَانَ نَائِب الشَّام بعده فِي أجواد الْقُضَاة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّمْس بن الْحِمصِي وَاسْتقر فِي الْقَضَاء بعده. وَمَات بغزة قَاضِيا فِي رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين رَحمَه الله وإيانا. 451 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد الطريني الْمحلي الْمَالِكِي أَخُو عمر / الْمَاضِي وأبوهما. كَانَ على طَريقَة أَبِيه بل رُبمَا رَجحه فَلَا يقبل هَدِيَّة مَعَ إطعامه ومداراته حَتَّى كَانَ هُوَ المنظور إِلَيْهِ بِالنِّسْبَةِ لِأَخِيهِ. مَاتَ أَذَان الْعَصْر من يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشرى جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَمَانِينَ بِجَامِع بنها الْعَسَل وَحمل فِي مركب إِلَى بوصير ثمَّ على أَعْنَاق الرِّجَال لصنندفا الْمُجَاورَة للمحلة وَصلى عَلَيْهِ قبيل ظهر الْغَد وَدفن فِي زاويتهم جوَار أَبِيه وجده وَعَمه رَحِمهم الله ونفعنا بهم. 452 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد الْجمال أَبُو السُّعُود بن الخواجا الشَّمْس الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الزَّمن / وَأمه أمة. ولد فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع مني بهَا فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ ثمَّ فِي سنة سبع وَتِسْعين الشفا وسافر بعد أَبِيه إِلَى الْقَاهِرَة هُوَ وعيال أَبِيه وفتاة الصفوى جَوْهَر. 453 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد الْكَمَال بن التَّاج الْكرْدِي القاهري الْحَنَفِيّ / تنزل بعد أَبِيه فِي جهاته وَلم يلبث أَن رغب عَنْهَا وَاسْتقر فِي الشيخونية والصرغتمشية مِنْهَا الشهَاب بن إِسْمَاعِيل الحريري فِي سنة تسعين. 454 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد الشَّمْس النشيلي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي

الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بالتشيلي مِمَّن اشْتغل ولازم الخيضري كثيرا وَكتب من مجموعاته) أَشْيَاء وَكَذَا تردد للزيني زَكَرِيَّا ولي وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء. 455 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن مَحْمُود الْمُحب بن الشَّمْس الكماخي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَولده إِبْرَاهِيم. / حفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض واشتغل عِنْد أَبِيه وَسعد الدّين بن الديري وَغَيرهمَا كالسراج قاري الْهِدَايَة وَتزَوج بابنته وناب فِي الحكم بل اسْتَقر بعد صهره فِي تدريس الظَّاهِرِيَّة العتيقة وَغَيرهَا من جهاته وَكَانَ متميزا فِي الصِّنَاعَة حسن الْحَظ جوده على الزين بن الصَّائِغ، لطيف الْعشْرَة والممازحة عَليّ الهمة. مَاتَ قريب السّبْعين ظنا عَن نَحْو السِّتين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن وجيه بن مخلوف. / فِيمَن جده عمر بن مُحَمَّد وجيه قَرِيبا. 456 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الْبَدْر بن النَّجْم القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الزَّاهِد. / ولد بعد الْقرن وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَغَيره، وَعرض على جمَاعَة بل سمع على الشّرف بن الكويك صَحِيح مُسلم بِفَوَات وتنزل فِي الْجِهَات وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل وَأَظنهُ نَاب فِي الْقَضَاء وَكَانَت بِيَدِهِ خزانَة كتب الغرابية وَحج غير مرّة مِنْهَا فِي سنة سِتّ وَخمسين أخذت عَنهُ. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَوجد لَهُ نقد كثير مَعَ عدم توقع ذَلِك من هَيئته وَمَاتَتْ زَوجته بعده بجمعة رحمهمَا الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. 457 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الشَّمْس بن حلفا السمسار. / مَاتَ فِي سادس عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 458 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الْكَمَال بن الشَّمْس الْحلَبِي الأَصْل القاهري التَّاجِر ابْن التَّاجِر وَيعرف بِابْن شمس. / مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَبوهُ هُوَ غَرِيم الشريف الكيماوي الْمَقْتُول أَيَّام الظَّاهِر جقمق. مَاتَ بإسكندرية. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الغاني. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن عمر. 459 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الْغَزِّي الْحَنَفِيّ / وَلَيْسَ هُوَ بِالَّذِي جده عمر بن إِسْرَائِيل الْمَاضِي. مِمَّن حفظ الْمجمع واشتغل على أَبِيه والأياسي وتميز وَولي قَضَاء غَزَّة بعد الشَّمْس الضبعِي فدام أَربع عشرَة سنة ثمَّ صرف بإبراهيم بن حرارة وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَتِسْعين عَن بضع وَسِتِّينَ، وَقد حج غير مرّة وجاور وَدخل الْقَاهِرَة وَكَانَ ينتمي فِيهَا ليشبك الْفَقِيه وَلم يكن فِيمَا قيل بِهِ بَأْس، لَهُ رزق من قبل أَبِيه وَغَيره يتقنع بِهِ.) (سقط)

(وسائس حمدت فِيهِ وجدا ... لما غَدا كَامِل الرياسه) (فرحت للشَّرْع أشتكيه ... فَقَالَ لي خُذْهُ بالسياسة) وَكَانَ بديع الْخط حسن البزة وَالْعشرَة متجملا كَرِيمًا ذَا محَاسِن. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عنقة. / فِيمَن جده عمر بن عنقة. 461 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن أَحْمد بن عِيسَى الشَّمْس بن أبي الْفَتْح بن الشّرف القاهري الكتبي ابْن الكتبي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف بِابْن أبي الْفَتْح. / فَاضل متميز فِي التجليد والتذهيب والميقات والطب وَغَيرهَا من الْفُنُون والحرف مَعَ حشمة وأبهة وعقل وفتوة ومزيد فاقة. ومولده فِي ثامن شعْبَان سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بميدان الْقَمْح وَنَشَأ فَقَرَأَ فِي الْقُرْآن وتدرب فِي التجليد بِمُحَمد الْحُسَيْنِي وبابن السدار وَغَيره فِي التذهيب وَفِي شطف اللازورد بظهير العجمي وَفِي الْمِيقَات علما وَعَملا بِالنورِ النقاش ثمَّ بالعز الوفائي وَبِه تدرب فِي عمل القبان وتحريره وَأخذ عَن الكافياجي فِي الْهَيْئَة وَعَن التقي الحصني فِي الصّرْف وَعَن الْعَلَاء الحصني فِي الْمنطق وَعَن أبي السعادات البُلْقِينِيّ وَحسن الْأَعْرَج فِي الْفِقْه وَعَن ابْن خطيب الفخرية فِي النَّحْو وَغَيره وَكَذَا عَن ياسين فِي النَّحْو وَعَن الأبناسي فِي الْمعَانِي وَغَيره وَعَن الأمشاطي فِي الطِّبّ ولازمني فِي تفهم الألفية وَقِرَاءَة البُخَارِيّ وَغير ذَلِك بل سمع عَليّ بِمَكَّة حِين طلعها من الْبَحْر فِي أثْنَاء سنة ثَلَاث وَتِسْعين بعض تصانيفي وَغَيرهَا ودام حَتَّى حج ثمَّ عَاد بعد أَن قَرَأَ بِمَكَّة على السَّيِّد أصيل الدّين عبد الله الإيجي فِي الْإِيضَاح للنووي ولازم غَيره من الْفُضَلَاء وتحرك بعد موت شعْبَان الزواوي ليَكُون رَئِيس القبانية فتحزبوا بأجمعهم عَلَيْهِ وَمَعَهُمْ الْمُحْتَسب وَجَمَاعَة بَابه فَأحْضرهُ السُّلْطَان يَوْم ختم البُخَارِيّ من سنة خمس وَتِسْعين بِحَضْرَة الْقُضَاة والمشايخ فأبدى فِي صناعته مَا يشْهد لانفراده وَحصل الثَّنَاء عَلَيْهِ ودام النزاع إِلَى أَن قهرهم ببراعته وقهروه بفجورهم وفحشهم وَكَون الْمُحْتَسب مَعَهم وَلَوْلَا علمهمْ بإقبال الْملك عَلَيْهِ لَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ وَمَا كنت أحب لَهُ هَذَا وَكَذَا سَأَلَهُ الْملك فِي أَن يكون ضابطا لأمر جدة شبه النَّاظر وسافر إِلَيْهَا بعد تكلفه ليرق وَلم يظفر بطائل لمعاكسته حَتَّى أَنه رام فِي توجهه إصْلَاح محراب جَامع الطّور فَلم يُمكن من ذَلِك مَعَ انْفِرَاده بمعرفته وَلما عَاد إِلَى) الْقَاهِرَة لم يرض الْملك صَنِيعه وَاسْتمرّ هُوَ على ركُوب الْفرس بالسرج وَنَحْوه وَلم يرض أحد من أحبابه لَهُ كل هَذَا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن كَرَامَة. / ذكره ابْن عزم هَكَذَا وَهُوَ الْآتِي. 462 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى العفوي الزلديوي المغربي الْمَالِكِي. / كَانَ عَالما

ولي قَضَاء الْأَنْكِحَة وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء كأحمد بن يُونُس فَإِنَّهُ قَالَ لي أَنه أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة والأصلين وَالْبَيَان والمنطق والطب والْحَدِيث وَغَيرهَا من الْفُنُون الْعَقْلِيَّة والنقلية وَأَنه انْتفع بِهِ أَيْضا فِي غَيرهَا والتحق بِأَخْذِهِ عَنهُ مَعَ جمَاعَة مِمَّن أَخذ عَنهُ كإبراهيم بن فائد، قَالَ وَله تصانيف عدَّة فِي فنون مِنْهَا تَفْسِير الْقُرْآن وَشرح على الْمُخْتَصر وَعمر حَتَّى زَاد على الْمِائَة. مَاتَ بتونس فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله. 463 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن غُلَام الله الْبَدْر بن الشَّمْس المَسْعُودِيّ المقسي الْحَنَفِيّ الشَّاهِد وَيعرف بالمسعودي / كتب الْخط الْجيد الْفَائِق وَنسخ بِهِ كثيرا وَرُبمَا أَخذ فِي الكراس أشرفيا، وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي عدَّة حوانيت مِنْهَا بِالْقربِ من جَامع الزَّاهِد وَلم يكن مَحْمُودًا. مَاتَ فِي ثَالِث عشر الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ من قرحَة جَمْرَة طلعت فِي قَفاهُ سامحه الله وإيانا. 464 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن أبي الْفضل الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من زَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَابْن أبي الْيُسْر والصرخدي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من مصر وَالشَّام. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لي فِي سنة سبع وَتِسْعين فِي الَّتِي بعْدهَا وَمَات بعد ذَلِك فكتبته هُنَا بالحدس. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن عبد الله النُّور الْبَدْر بن خطيب الفخرية وَابْن عَمه. / مضيا فِيمَن جده أَحْمد بن عبد النُّور. 465 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الشّرف بن كريم الدّين أبي المكارم الْمحلي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وَعَمه الولوي وَابْنه قَاسم. / ولد سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالمحلة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والرسالة وَعرض واشتغل قَلِيلا وناب فِي الْقَضَاء بعد وَالِده وَحج فِي سنة سبعين وَكَانَ يقصدني كثيرا وحمدت عشرته ثمَّ رَجَعَ وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي الَّتِي تَلِيهَا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 466 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن حسن بن عبد المحسن أَبُو الْفضل ابْن الْعَلامَة الْوَرع الزَّاهِد أبي عبد الله ابْن الْعَلامَة الزَّاهِد الْمُنْقَطع إِلَى الله المشدالي بِفَتْح الْمِيم والمعجمة وَتَشْديد اللَّام نِسْبَة لقبيلة من زواوة الزواوي البجائي المغربي الْمَالِكِي وَيعرف فِي الْمشرق بِأبي الْفضل وَفِي الْمغرب بِابْن أبي الْقسم وَأَبُو الْقسم يكنى أَبَا الْفضل أَيْضا. / ولد فِي لَيْلَة النّصْف من رَجَب سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَجزم ابْن أبي عذيبة بِسنة عشْرين ببجاية وَقَالَ فِيمَا أملاه على البقاعي كَمَا زَعمه أَنه ابْتَدَأَ بهَا فِي حفظ الْقُرْآن وَهُوَ فِي الْخَامِسَة فأكمل حفظه فِي سنتَيْن وَنصف بل حفظ حزب سبح قبل أَن يتهجى بِغَيْر إقراء أحد لَهُ وَإِنَّمَا هُوَ بِسَمَاعِهِ مِمَّن يدرسه وتلا للسبع على أَبِيه وَالْإِمَام الْوَلِيّ أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي رفاع

ولنافع فَقَط على الشَّيْخَيْنِ هرون الْمُجَاهِد وَأبي عُثْمَان سعيد العيسوي وَغَيرهمَا وَحفظ الشاطبيتين ورحز الخرازي فِي الرَّسْم والكافية الشافية ولامية الْأَفْعَال لِابْنِ ملك فِي النَّحْو وَالصرْف وغالب التسهيل وَجَمِيع ألفيته وَابْن الْحَاجِب الفرعي والرسالة وأرجوزة التلمساني فِي الْفَرَائِض وَنَحْو الرّبع من مدونة سَحْنُون وطوالع الْأَنْوَار فِي أصُول الدّين للبيضاوي وَابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وجمل الخونجي والخزرجية فِي الْعرُوض وتلخيص ابْن الْبَنَّا فِي الْحساب وتلخيص الْمِفْتَاح والديوان لامرئ الْقَيْس وللنابغة الذبياني ولزهير بن أبي سلمى ولعلقمة الْفَحْل ولطرفة بن العَبْد ثمَّ أقبل على التفهم فبحث على أبي يَعْقُوب يُوسُف الريفي الصّرْف وَالْعرُوض ثمَّ على أبي بكر التلمساني فِي الْعَرَبيَّة والمنطق وَالْأُصُول والميقات وَعَن أبي بكر بن عِيسَى الوانشريسي أَخذ الْمِيقَات أَيْضا ثمَّ على يَعْقُوب التيروني فِي النَّحْو ثمَّ على أبي إِسْحَق إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر فِيهِ والمنطق ثمَّ على مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الحسناوي فِي الْحساب ثمَّ الْحساب أَيْضا مَعَ الصّرْف والنحو والأصلين والمعاني وَالْبَيَان وعلوم الشَّرْع التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه على أَبِيه ثمَّ على أبي الْحسن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الحسناوي أَظُنهُ أَخا مُوسَى فِي الْأَصْلَيْنِ. ثمَّ رَحل فِي أول سنة أَرْبَعِينَ إِلَى تلمسان فبحث على مُحَمَّد بن مَرْزُوق ابْن حفيد الْعَالم الشهير وَأبي الْقسم بن سعيد العقباني وَأبي الْفضل بن الإِمَام وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن زاغو وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن النجار الْمَعْرُوف لشدَّة مَعْرفَته بِالْقِيَاسِ ببساطور الْقيَاس وَأبي الرّبيع سُلَيْمَان البوزيدي وَأبي يَعْقُوب يُوسُف بن إِسْمَعِيل وَأبي الْحسن عَليّ بن قَاسم وَأبي عبد الله مُحَمَّد البوري وَابْن أفشوش فعلى الأول فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه والأصلين وَالْأَدب بأنواعه والمنطق والجدل والفلسفيات والطب والهندسة وعَلى الثَّانِي الْفِقْه وأصول الدّين وعَلى الثَّالِث التَّفْسِير والْحَدِيث والطب والعلوم الْقَدِيمَة والتصوف وعَلى الرَّابِع) التَّفْسِير وَالْفِقْه والمعاني وَالْبَيَان والحساب والفرائض والهندسة والتصوف وعَلى الْخَامِس فِي أصُول الْفِقْه والمعاني وَالْبَيَان وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ، وَكَانَ مرجع النَّاس بِتِلْكَ الْبِلَاد فِي أَمر الْمُخْتَصر فَكَانَ كَمَا نَقله البقاعي عَن عَليّ البسطي إِذا عرض للشَّيْخ إِشْكَال فِي الْأُصُول أَمر بعض تلامذته أَن يذكرهُ بِحَضْرَتِهِ لَعَلَّه يحله وعَلى السَّادِس فِي الْفِقْه وَكَانَ أعلم النَّاس بِهِ وَلَكِن لم يكن لَهُ إِلْمَام بِالْعَرَبِيَّةِ فَأمر بعض تلامذته فَقَرَأَ عَلَيْهِ بِحَضْرَتِهِ شرح الألفية لِابْنِ عقيل فَصَارَ يعرفهَا فِيمَا قَالَه البسطي أَيْضا، وَنَحْوه حِكَايَة أبي الْفضل نَفسه أَن طلبه تلمسان أَخَذُوهُ لاستفادة البوزيدي مِنْهُ فِي الْعَرَبيَّة فَنهى الشَّيْخ وَقيل لَهُ أَنه يزدريك

ويتشدق بك فِي الْمجَالِس وَيجْعَل كلامك ضحكة بِحَيْثُ أَنه امْتنع من إقرائه فِيمَا كَانَ يقْرَأ فِيهِ وَقَالَ أَنه مَتى حضر عِنْدِي تركت الإقراء جملَة قَالَ أَبُو الْفضل فَكنت إِذا حضرت لَا يخرج إِلَى النَّاس فيسمعني لذَلِك الطّلبَة مَا يسوءني وَتَمَادَى لَهُ الْحَال على ذَلِك مُدَّة إِلَى أَن خرج يَوْمًا لقسم بلد لَهُ فاستأجرت حمارا وَلَحِقتهُ فَسلمت عَلَيْهِ فَرد وَقَالَ مَا تُرِيدُ فَقلت الْقِرَاءَة وَفتحت الْكتاب وشرعت أَقرَأ فَاشْتَدَّ عجبه وَعلم بطلَان مَا نقل لَهُ عني واستغفر الله وصرت عِنْده بمكانة. وعَلى السَّابِع الْحساب والفرائض وعَلى الثَّامِن فِي الْحساب والجبر والمقابلة وَغَيرهَا من أَنْوَاعه والهيئة وجر الأثقال وعَلى التَّاسِع فِي التقاويم والميقات بأنواعه من فنون الأسطرلابات والصفائح والجيوب والهيئة والأرتماطيقي والموسيقا والطلسمات وَمَا شاكلها وَعلم المرايا والمناظر وَعلم الأوفاق وعَلى الْعَاشِر فِي الطِّبّ. ثمَّ عَاد إِلَى بجاية فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَقد برع فِي الْعُلُوم واتسعت معارفه وبرز على أقرانه بل على مشايخه بِحَيْثُ كتب ابْن مَرْزُوق لِأَبِيهِ فِيمَا قيل أَنه قدم علينا وَكُنَّا نظن بِهِ حَاجَة إِلَيْنَا فاحتجنا إِلَيْهِ أكثرن قَالَ البقاعي: وحَدثني الصَّالح أَحْمد الزواوي عَن بعض فضلاء المغاربة أَن ابْن مَرْزُوق قَالَ مَا عرفت الْعلم حَتَّى قدم على هَذَا الشَّاب، فَقيل كَيفَ قَالَ لِأَنِّي كنت أَقُول فَيسلم كَلَامي فَلَمَّا جَاءَ هَذَا شرع يُنَازعنِي فشرعت أتحرز وانفتحت لي أَبْوَاب من المعارف أَو نَحْو هَذَا، وَنقل البسطي عَنهُ أَنه قَالَ إِن عَاشَ كَانَ عَالم الْمُسلمين وَأَنه كَانَ هُوَ وَأَبُو الْفضل بن الإِمَام يأمران تلامذتهم بِالْقِرَاءَةِ عَلَيْهِ فأسرع إِلَيْهِ غالبهم فانتفعوا وَكَانَ مِنْهُم شخص يُقَال لَهُ أَحْمد بن زكرى لَازمه وَتحقّق بِصُحْبَتِهِ فَهُوَ الْآن الْمشَار إِلَيْهِ فِي تلمسان وَإنَّهُ كَانَ لَا يسامى أَبَا الْفضل فِي تلمسان إِلَّا الشريف أَحْمد بن أبي يحيى وَلم يكن يثبت لَهُ فِي النَّحْو سواهُ فَكَانَا يتناظران فِي) غَالب الْمجَالِس وَيجْرِي بَينهمَا الْكَلَام وَابْن مَرْزُوق يحكم بَينهمَا وَرُبمَا طَال بَينهم الجدل فيسكت ويدعهما حَتَّى يسكتا وهما كفرسي رهان غير أَن أَبَا الْفضل أَسد كلَاما وَأَشد تَحْقِيقا وأنفذ نظرا وأوسع دَائِرَة فِي فنون الْعلم هَذَا مَعَ كَون أبي الْفضل فِي سنّ ولد الشريف كَمَا أخبرهُ، وتصدر للإقراء بيجاية إِلَى أَن رَحل مِنْهَا فِي أواخرها أَو أَوَائِل الَّتِي بعْدهَا فَدخل بلد الْعنَّاب وقسنطينة وَحضر عِنْد علمائها ساكتا ثمَّ دخل تونس فِي أَوسط سنة خمس وَحضر عِنْد جَمِيع علمائها ساكتا ثمَّ رَحل فِي أواخرها نَحْو المملكة المصرية فِي الْبَحْر فِي مركب نَصَارَى جنويين فارسوا على الْبر الشمالي فِي بِلَاد القطران ثمَّ لججوا فِي الْبَحْر فسكن عَنْهُم ثمَّ أَتَاهُم ريح عاصف فساقهم إِلَى جَزِيرَة قبرس إِلَى نَاحيَة اليان فَمروا على اللمسون والملاحة ثمَّ أرسوا فِي الماغوصة

ثمَّ رَحل مِنْهَا فِي الْبر إِلَى الأفقسية مَدِينَة الْملك وَرَأى بهَا غرائب وَحصل لَهُ مَعَ بعض أساقفتهم مناظرة، ثمَّ رَحل من قبرس فِي ذِي الْقعدَة مِنْهَا فأرسوا إِلَى بيروت ثمَّ رَحل إِلَى دمشق ثمَّ طوف فِي بِلَاد الشَّام طرابلس وحماة ثمَّ قطن الْقُدس مُدَّة وشاع ذكره إِلَى أَن مَلأ الأسماع وَصَارَ بشرحه كلمة إِجْمَاع، ثمَّ حج سنة تسع وَأَرْبَعين وجاور ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة مَعَ الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ فَكَانَ حَظه وَإِن لم يبلغ كل مَا يسْتَحقّهُ نوعا من علمه على غير قِيَاس فزادت حظوته عِنْد أهل المملكة السُّلْطَان وأركان الدولة سِيمَا الْكَمَال وصهره الْجمال، ودرس للنَّاس فِي عدَّة فنون فبهر الْعُقُول وأدهش الْأَلْبَاب فَكَانَ يقْرَأ الْقَارئ بَين يَدَيْهِ ورقة أَو أَكثر ثمَّ يسْرد مَا تتضمنه من تَصْوِير الْمسَائِل ويستوفي كَلَام أهل الْمَذْهَب إِن كَانَ فقها وَكَلَام الشَّارِحين إِن كَانَ غير ذَلِك ثمَّ يتبع ذَلِك بأبحاث تتَعَلَّق بِتِلْكَ الْمسَائِل كل ذَلِك فِي أسلوب غَرِيب ونمط عَجِيب بِعِبَارَة جزلة وطلاقة كَأَنَّهَا السَّيْل وتحرز بديع بِحَيْثُ يكونه جهد الْفَاضِل البحاث عِنْد غَيره أَن يفهم مَا يلقيه وَيدْرك بعض إِدْرَاك مَا يجليه وَلَقَد حَدثنِي غير وَاحِد من ثِقَات الأفاضل أَن الطّلبَة قَالُوا لَهُ تنزل لنا فِي الْعبارَة فَإنَّا لَا نفهم جَمِيع مَا تَقول فَقَالَ شَيْئا يكَاد أَن يكون كشفا لَا تنزلوني إِلَيْكُم ودعوني أرقيكم إِلَيّ فَبعد كَذَا وَكَذَا لمُدَّة حَدهَا تصيرون إِلَى فهم كَلَامي فَكَانَ الْأَمر كَمَا قَالَ وَقد حصلت بَيْننَا اجتماعات وصحبة وَرَأَيْت مِنْهُ من حِدة الذِّهْن وذكاء الخاطر وصفاء الْفِكر وَسُرْعَة الْإِدْرَاك وَقُوَّة الْفَهم وسعة الْحِفْظ وتوقد القريحة واعتدال المزاج وسداد الرَّأْي واستقامة النّظر ووفور الْعقل وطلاقة اللِّسَان وبلاغة القَوْل ورصانة الْجَواب وغزارة الْعلم وحلاوة الشكل وخفة الرّوح وعذوبة الْمنطق مَا لم أره) من أحد قَالَ وأخبرت عَنهُ أَن أَبَاهُ أمره بمطالعة غَزْوَة بدر وإلقائها فِي الميعاد فحفظها برمتها من سيرة ابْن إِسْحَق بِمَا فِيهَا من الْأَشْعَار وحاضر بهَا من الْعشَاء إِلَى نَحْو نصف اللَّيْل وَأصْبح فساقها حَتَّى بهر الْحَاضِرين وَأَن أَخا لَهُ كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي بعض الْعُلُوم فيجتهد فِي المطالعة حَتَّى يتَوَهَّم أَنه يفوق عَلَيْهِ فَإِذا وَقع الدَّرْس وَقفه على مباحثات وإشكالات مَا خطرت لَهُ مَعَ امتحانهم لَهُ مرَارًا فيجدونه فِي خلوته نَائِما غير مكترث بمطالعة وَلَا غَيرهَا ثمَّ حضرت درسه فِي فقه الْمَالِكِيَّة بِجَامِع الْأَزْهَر وَإِن من لم يحضر درسه لم يحضر الْعلم وَلَا سمع كَلَام الْعَرَب وَلَا رأى النَّاس ب لَوْلَا خرج إِلَى الْوُجُود قَالَ وَمن سمع كَلَامه فِي الْعلم علم أَنه يخبر عَن مُشَاهدَة وغن غَيره يخبر عَن غيبَة

وَلَيْسَ الْمخبر عَن الْمُشَاهدَة كالمخبر عَن المعاينة وَلِهَذَا نجد كَلَامه فِي الْقلب اثْبتْ من كَلَام غَيره لم أر أعظم تحريكا للهمم من حَاله وَلَا أَشد فعلا للقلوب من مقاله سَماع درس وَاحِد من تَقْرِيره أَكثر نفعا من سَماع مائَة من غَيره هَيْئَة لعمري لَا يحاط بكنهها وَهُوَ آيَة أبرزه الله فِي هَذَا الْعَصْر للعباد فَمن قبلهَا يُرْجَى لَهُ بركتها وَمن أَبَاهَا خشِي عَلَيْهِ معاجلة الْعقُوبَة لَا يشبه كَلَامه فِي جزالته وجلالته إِلَّا كَلَام الْعَرَب العرباء وَلَا يضاهيه فِي طلاقته ورصانته سوى فحول الألباء على أَنه محشو من دَقِيق الْمعَانِي بِمَا يمْنَع لعمري من التصنع ويشغل عَن التَّكَلُّف بل تِلْكَ مِنْهُ سجية غير محتاجة إِلَى روية وهمة علية مَا جنحت قطّ فِي التَّحْصِيل لدنية: (صِفَات يغار الْبَدْر مِنْهَا وينثني ... لَهَا خضعانا رُءُوس المنابر) لكنه مخل الْمُرُوءَة كثير الترفع على أَصْحَابه سِيمَا فِي الْمَلأ عَظِيم التهاون بهم عديم النَّفْع لَهُم لين الْجَانِب لمخالفيه غير بعيد من نفعهم وَهُوَ يستر هَذِه النقائص ببعد غوره غَايَة السّتْر فَلَا يذوقها مِنْهُ إِلَّا النحرير فِي أَوْقَات الغفلات فَإِذا ظهر لَهُ مِنْهَا شَيْء انتهك الْبَاقِي فَهُوَ لعمري أعجوبة الزَّمَان حفظا وفهما وتوقدا وذكاء وعلما وخبثا ومكرا ودهاء وتواضعا وكبرا قَالَ وَمن عجائب حَظه أَنه تحبب لشَيْخِنَا ابْن حجر بأنواع التحبب وَأَتَاهُ لبيته فَلم ير مِنْهُ إنصافا وَظن أَن الإشاعات بفضائله مغالاة أَو غلط مِمَّن لَا نباهة لَهُ فَترفع حِينَئِذٍ عَن التَّرَدُّد إِلَيْهِ مَعَ توقع أَن يرَاهُ فِي بيُوت بعض الأكابر فيريه من أنظاره ودقة فكره مَا يتبع فكره وَيعْلي عِنْده قدره بِحَيْثُ كنت أَظن أَن ذَلِك يُفْضِي مَعَ توقع أَن يرَاهُ فِي بيُوت بعض الأكابر فيريه من أنظاره ودقة فكره مَا يتبع فكره وَيعْلي عِنْده قدره بِحَيْثُ كنت أَظن أَن ذَلِك يُفْضِي إِلَى ذد المُرَاد من غيظ وتعاد) وَاجْتَهَدت من الْجَانِبَيْنِ فِي الِاجْتِمَاع على وَجه جميل فَلم أستطع فَأَرَادَ الله أَن مرض ابْن حجر بأمراض مِنْهَا ضيق النَّفس فِي نَحْو نصف ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَطَالَ مَرضه فَذكره لَهُ الْكَمَال والشرف بن الْعَطَّار وَأَنه يتَعَيَّن أَن ينظره ليشخص مَرضه وَينظر علاجه فَإِنَّهُ فِي الطِّبّ وَاحِد عصره وفريد دهره وَكَانَ قد تكَرر على سَمعه من معارفه وعظمته عِنْد الأكابر وعقله وسياسته وثباته ورزانته مَا قرر عِنْده أمره وملأ صَدره حَتَّى اشْتهى أَن يرَاهُ وَلَو نظرة فَطَلَبه مِنْهُمَا وألح عَلَيْهِمَا فَكَلمَاهُ فِي ذَلِك فَامْتنعَ لكراهته أَن يشْتَهر بطب وَلما تقدم من عدم إنصافه فَلم يَزَالَا يتلطفان بِهِ ويترفقان إِلَى أَن أجَاب فعاده فِي يَوْم الْأَحَد منتصف ذِي الْحجَّة وَهُوَ فِي أَشد الْمَرَض فابتهج بِهِ ابتهاجا كثيرا وعظمه تَعْظِيمًا كَبِيرا ثمَّ نقل عَن ابْن الْهمام أَنه قَالَ: هَذَا الرجل لَا ينْتَفع بِكَلَامِهِ وَلَا يَنْبَغِي أَن يحضر دروسه إِلَّا حذاق الْعلمَاء وَسُئِلَ عَن النِّسْبَة بَينه وَبَين أبي الْقسم النويري فَقَالَ جهد أبي الْقسم أَن

يفهم عَنهُ، وَعَن الزين قَاسم الْحَنَفِيّ قَالَ مَا سَمِعت الْعلم من مثله، وَعَن الْأمين الأقصرائي أَنه وَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة خُلَاصَة الزَّمَان وَالْعُلَمَاء. وَعَن الشهَاب الأبدي أَنه كتب لوالد صَاحب التَّرْجَمَة أَن الله خول سيدنَا وملاذ أنسنا أَبَا الْفضل ولدم الأسعد من الْفتُوح الإلهية والمنن الربانية مِمَّا امتحنه صَالح دعائكم وَحسن طويتكم واعتقادكم أَن جعله الله بحرا لعلوم زاخرة وعنصرا لفضائل فاخرة ومحاسن مُتَوَالِيَة متضافرة فكم ابدى من دقائق خضعت لَهَا الرّقاب ونفائس هامت بهَا ذَوُو الْأَلْبَاب ومباحث شريفة كشفت دونهَا الْحجاب فأبكت ذَوي الْعُقُول وَحج أَصْحَاب الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول فدانت لَهُ المملكة المصرية والأقطار الشامية والبلاد القاصية والدانية فحاز الرياستين وَقَامَ بالوظيفتين فالرؤساء حول دياره مخيمون وَعُظَمَاء الْمَذْهَب بِفنَاء منزله محومون فالوصف يقصر عَمَّا هُوَ فِيهِ أبقى الله وجوده وَزَاد فِي معاليه. قلت وَقد بَالغ البقاعي بل جازف وَصدر تَرْجَمته بقوله: الإِمَام الْعَلامَة نادرة الْعَصْر وأعجوبة الزَّمَان وَجعله عُمْدَة فِي الْخَوْض فِي المناسبات الَّتِي خُولِفَ فِي شَأْنهَا حَيْثُ زعم أَن أَبَا الْفضل قَالَ لَهُ الْأَمر الْكُلِّي الْمُفِيد لعرفان مناسبات الْآيَات فِي جَمِيع الْقُرْآن وَهُوَ أَنَّك تنظر الْغَرَض الَّذِي سيقت لَهُ السُّور وَتنظر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ ذَلِك الْغَرَض من الْمُقدمَات وَتنظر إِلَى مَرَاتِب تِلْكَ الْمُقدمَات فِي الْقرب والبعد من الْمَطْلُوب وَتنظر عِنْد إنجرار الْكَلَام فِي الْمُقدمَات إِلَى مَا يستتبعه من إشراف نفس السَّامع إِلَى الْأَحْكَام واللوازم التابعة لَهُ الَّتِي تَقْتَضِي البلاغة شِفَاء العليل بِدفع عناء الاستشراف إِلَى) الْوُقُوف عَلَيْهَا فَهَذَا هُوَ الْأَمر الْكُلِّي على حكم الرَّبْط بَين جَمِيع أَجزَاء الْقُرْآن فَإِذا فعلت ذَلِك تبين لَك إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَجه النّظم مفصلا بَين كل آيَة آيَة فِي كل سُورَة سُورَة وَالله الْهَادِي انْتهى. وَقد كَانَ شيخ الْمَذْهَب الْحَنْبَلِيّ وقاضيه الْعِزّ الْكِنَانِي رَحمَه الله يحلف أَن قَائِلهَا فضلا عَن ناقلها لَا ينْهض لتمشيتها فِي أقصر السُّور. وَسمعت البقاعي يَقُول غير مرّة أَنه لم يكن ينظر فِي دروسه التفسيرية فِي غير الْقُرْآن وَأَنه يستلقي على قَفاهُ ويتأمل فَيَأْتِي بصواعق لَا ينْهض غَيره لَهَا وَأَنه كَانَ يفعل ذَلِك فِي كل علم يَقْرَؤُهُ أَو يقرئه لَا يزِيد على نظر الْمَتْن وَحكى عَن عَليّ البسطي ذَلِك فَقَالَ كَانَ أَبُو الْفضل إِذا قَرَأَ علما لَا يقرأه غَيره وَلَا يزِيد على تَكْرِير مطالعة الْمَتْن وَلَا يطالع شرحا وَلَا غَيره، وناقض البقاعي قَوْله وَنَقله حَيْثُ قَالَ أنهش رح جمل الخونجي قبل استكماله ثَمَانِي عشرَة سنة على طَريقَة حَسَنَة وَهِي أَنه ينظر فِي شروحها لِابْنِ وَاصل الْحَمَوِيّ والشريف التلمساني وَسَعِيد العقباني وَابْن الْخَطِيب

القشنبليني وَابْن مَرْزُوق فَمَا أَجمعُوا عَلَيْهِ سَاق مَعْنَاهُ وَكَذَا مَا زَاده أحدهم وَمَا اخْتلفُوا فِيهِ ذكر مَا رأى أَنه الْحق كل ذَلِك بِعِبَارَة يبتكرها ثمَّ تمم ذَلِك بِمَا وَقع للْمُتَقَدِّمين من عُلَمَاء الْمُسلمين فَمن قبلهم فِي تِلْكَ المسئلة مِمَّا يرى أَنه مُحْتَاج إِلَيْهِ من التحقيقات، وَمِمَّنْ جازف فِي شَأْنه مِمَّا أَظن أَنه تبع فِيهِ البقاعي ابْن أبي عذيبة مَعَ كَونه لَيْسَ بعمدة فَقَالَ: الإِمَام الْعَلامَة أوحد أهل زَمَانه قدم علينا الْقُدس سنة سبع وَأَرْبَعين فأقرأ الْعَضُد وَكتب الْمنطق والمعقولات وَشهد لَهُ الْأَئِمَّة ببلدنا وبدمشق ومصر وطرابلس أَنه أوحد أهل الأَرْض وَأَنه عديم النظير فِي جنس بني آدم وأنني عَاجز الْآن عَن عبارَة أصفه بهَا فَإِن كل عبارَة هُوَ فَوْقهَا ثمَّ دخل مصر فولي تدريس الْقبَّة المنصورية فدرس بهَا الْعجب العجاب وَتعين لقَضَاء الشَّام ثمَّ لمصر فَأبى وَلَا يحضرني الْآن من يضاهيه فِي كَثْرَة علومه ثمَّ نقل عَن الْعِزّ الْقُدسِي أَنه قَالَ وَلَو سكتوا أثنت عَلَيْهِ الحقائب وَعَن ابْن الْهمام أَنه قَالَ سَأَلته عَن مسئلة فِي أَوَاخِر الْأُصُول فَأَجَابَنِي عَنْهَا بأجوبة من لَو طالع عَلَيْهَا ثَلَاثَة أشهر لم يجب فِيهَا بِمثلِهِ، وَعَن سعد بن الديري قَالَ كنت إِذا كَلمته بِكَلَام يفهم آخِره قبل أَن أتمه وَكَانَ اشْتِغَاله ببجاية على أَبِيه أَولا ثمَّ انْتقل عَنهُ وجال فِي بِلَاد الغرب وَلزِمَ ابْن مَرْزُوق ونظراءه ثمَّ قدم إِلَى هَذِه الْبِلَاد وَهُوَ أحد الْأَئِمَّة فِي الدُّنْيَا فِي عُلُوم عديدة سِيمَا المعقولات وَلما دخل مصر وارتجت لَهُ قَالَ أَبُو الْقسم النويري أَي شَيْء هَذَا الطبل الَّذِي طبل بِمصْر فَبَلغهُ فَقَالَ: قَوْله ذَلِك عني يُرِيد أَنِّي مَرْزُوق الظَّاهِر فارغ الْبَاطِن فليحضر ليرى) انْتهى. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ بِمَكَّة عَالم الْحجاز الْبُرْهَان بن ظهيرة وبالشام ابْن قَاضِي عجلون وبالقدس الْكَمَال بن أبي شرِيف وبالقاهرة الشهَاب البيجوري والديسطي وَابْن الغرز وَكَانَ خُرُوجه من بِلَاده مغاضبا لِأَبِيهِ وَبِغير رِضَاهُ وَاجْتمعَ فِي الشَّام بالشمس الشرواني ورام الْأَخْذ عَنهُ فَامْتنعَ مُعَللا بِمَا شَاهده من سلوكه غير مَا يألفه من التأدب والتهذب، وَكَانَ النَّاس فِي صَاحب التَّرْجَمَة فريقان فَقَالَ لي المحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي وَالله أَنه لَا عهد لَهُ بالفقه بل سَمِعت قِرَاءَته الْفَاتِحَة فِي الصَّلَاة فَمَا أجادها وَتكلم فِي ديانته بِمَا وَافقه غَيره من ثِقَات أهل مَكَّة عَلَيْهِ مِمَّا لَا أحب الإفصاح بِهِ وَنَحْوه قَول أبي الْقسم النويري أَنه لَا يعرف مسئلة من الْمسَائِل يَعْنِي الْفَقِيه وَلما لَقِي أَبُو الْفضل بِمَكَّة مُحَمَّدًا القفصي أحد نبلاء جمَاعَة عمر القلشاني وَتكلم مَعَه فِي مسَائِل أم الْوَلَد وَالْمُدبر لم يهتد لكثير من ذَلِك بِحَيْثُ علم من نَفسه التَّقْصِير فِي الْفِقْه وَكَانَ ذَلِك باعثا لَهُ على سُؤال مُحَمَّد الْجُزُولِيّ فِي التَّوَجُّه هُوَ وإياه إِلَى الطَّائِف

ليمر مَعَه على الْبَيَان والتحصيل لِابْنِ رشد ففعلا ذَلِك وَكَذَا كَانَ صاحبنا الْجمال ابْن السَّابِق يقْدَح فِي علمه وديانته بعد أَن كَانَ مِمَّن قلد فِي شَأْنه أَولا وَبَلغنِي عَن الشرواني أَنه كَانَ يتعجب من المصريين كَيفَ راج عَلَيْهِم وَيَقُول أَنه قَالَ لي وَالله مَا أَخَاف من مصر إِلَّا من ابْن حسان قَالَ فَقلت لَهُ فَأَنت آمن لِأَن الْمشَار إِلَيْهِ مَعَ كَونه فِي الْعلم وَالدّين بمَكَان فِي شَأْن غير شَأْنك وَلَا رَغْبَة لَهُ فِي المجادلة إِلَّا إِن دعت ضَرُورَة دينية أَو كَمَا قَالَ، وَكَانَ الْعِزّ الْكِنَانِي فِي وَصفه متوسط الْحَال بل سمعته غير مرّة يَقُول إِنَّه لَا نِسْبَة لَهُ بِالْعَلَاءِ القلقشندي وَلَا ينْهض لمقاومته فِي المناظرة أَو نَحْو هَذَا، وَأما شَيخنَا الَّذِي لم يسْعد صَاحب التَّرْجَمَة بِالْأَخْذِ عَنهُ فَإِنَّهُ لما بَالغ عِنْده البقاعي فِي تقدمه فِي الطِّبّ وَجَاء بِسَبَب ذَلِك إِلَيْهِ فِي مرض مَوته كَمَا تقدم لم ينْتَه فِي وَصفه إِلَى الْحَد الْأَعْلَى بل صرح بِكَوْنِهِ كالآحاد وَإِلَيْهِ الْمرجع فِي معرفَة النَّاس حَتَّى أَنه كَانَ يُنَوّه أبي عبد الله التريكي لقرب اجتماعه بِهِ من الِاجْتِمَاع الأول لصَاحب التَّرْجَمَة وَلَا يلْتَفت لما تقدم، هَذَا مَعَ زعم البقاعي بَين يَدَيْهِ بِمَا كنت وَالله أستحي من التَّلَفُّظ بِهِ أَنه لَو نظر فِي الرِّجَال ومتعلقاتها سنة مَا كَانَ يلْحق ثمَّ مَعَ تَركه للأخذ عَن شَيخنَا المرحول إِلَيْهِ من سَائِر الْآفَاق للدراية وَالرِّوَايَة سمع على سارة ابْنة ابْن جمَاعَة جُزْء ابْن الطلاية ببيتها وعَلى أَرْبَعِينَ من الْعلمَاء والمسندين ختم البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة وَقد انتدب للرَّدّ عَلَيْهِ فِي سُؤَاله الَّذِي أبرزه على لِسَان تِلْمِيذه البقاعي فِي تَعْلِيل الرَّافِعِيّ الشَّمْس بن المرخم وأيده فِيهِ التقى الحصني) والكافياجي وَغَيرهمَا من الْمُحَقِّقين هَذَا مَعَ سُكُوته الزَّائِد وَعدم كَلَامه فِي المحافل بل رُبمَا أَقرَأ فِي بَيته وَالْبَاب مُجَاف حَتَّى لَا يدْخل عَلَيْهِ أحد إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يُؤذن بِحَقِيقَة الْحَال، وَلما كَانَ بِالْقَاهِرَةِ ثار على قَاضِي الْمَالِكِيَّة الْبَدْر بن التنسي وجرأ عَلَيْهِ الديسطي وأخذا مَعَهُمَا الأبدي ليتقويا بِهِ لشهرة علمه وديانته وَعدم غَرَضه حِين توقف الْبَدْر فِي قتل الكيمياوي المنتسب للشرف حَتَّى قتل وَقد الْبَدْر غبنا وَكَانَ هَذَا يؤمل تقدمه بقتْله لكَونه مُوَافقا لغَرَض السُّلْطَان فخاب أمله وللجمالي نَاظر الْخَاص فِي تَأْخِيره الْيَد الْبَيْضَاء نعم ساعده الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وَهُوَ مِمَّن كَانَ يطريه حَتَّى انتزع لَهُ تدريس التَّفْسِير بقبة المنصورية من المحيوي الطوخي وَعمل لَهُ إجلاسا حَضَره فِيهِ الأكابر وَلم يَجْسُر أحد على التَّكَلُّم مَعَه لإغلاظه على الزين قَاسم الزفتاوي لما تكلم مَعَه فجبن غَيره وَكنت مِمَّن حضر هَذَا الدَّرْس وَرَأَيْت من سرعَة سرده وطلق عِبَارَته وَقُوَّة جنانه فِي تأديته عجبا وَإِن كَانَ مقَام التَّحْقِيق وَرَاء ذَلِك، وَلم يلبث أَن رغب عَنهُ للسيف الْحَنَفِيّ وَعَن تصدير لَهُ بالأقصى وجوالي وَغَيرهمَا

للبقاعي وتشتت فِي الْبِلَاد والقرى وَركب الْبَحْر وَالْبر وتطور على أنحاء مُخْتَلفَة وهيئات متنوعة إِلَى أَن مَاتَ غَرِيبا فريدا فِي عنتاب أَوَاخِر سنة أَربع وَسِتِّينَ لَعَلَّه فِي شوالها أَو الَّذِي بعده ورثاه البقاعي بِمَا لم يكمله. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ غَايَة فِي جودة الذِّهْن وَسُرْعَة الْإِدْرَاك وَقُوَّة الحافظة إِلَّا أَنه كَانَ سريع النسْيَان قَلِيل الاستحضار وَلأَجل هَذَا لم يكن يتَكَلَّم فِي الْمجَالِس إِلَّا نَادرا خوفًا من الِاسْتِظْهَار عَلَيْهِ بالمنقول وَإِذا طالع محلا أَتَى فِيهِ بِمَا يبهر السَّامع وَقد تكَرر اجتماعي مَعَه بعد الْمجْلس الْمشَار غليه وَمَا كنت أَحْمد انحرافه عَن شَيخنَا وأرغب فِي لِقَاء أبي عبد الله التريكي لمزيد حبه شَيخنَا وتقدمه على صَاحب التَّرْجَمَة فِي الشرعيات ومحبته فِي المباحثة والمناظرة والمذاكرة، والبقاعي على الْعَكْس فِي هَذَا كُله وَالله تَعَالَى قبيله. هَذَا وَهُوَ لما عرض عَلَيْهِ أخي بعض محفوظاته وصفني فِي إِجَازَته بِمَا لَا أفرح من مثله وَلَكِن الْإِنْصَاف مَطْلُوب، وَله نظم فَمِنْهُ مِمَّا قَالَه بتلمسان فِي سنة أَرْبَعِينَ يُخَاطب بعض أخلائه ببجاية: (برق الْفِرَاق بدا بأفق بعادنا ... فتضعضعت أركاننا لرعوده) (كَيفَ الْقَرار وَقد تبدد شملنا ... والبين شقّ قُلُوبنَا بعموده) (لله أَيَّام مَضَت بسبيلها ... والدهر ينظم شملنا بعقوده فِي أَبْيَات) 467 - مُحَمَّد المشدالي / شَقِيق الَّذِي قبله وَهُوَ الْأَكْبَر. أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره، وَكَانَ مُتَقَدما فِي) الْعلم تصدر فِي بجاية وانتفع بِهِ جمَاعَة مِنْهُم سُلَيْمَان بن يُوسُف الحسناوي وَكَانَ أتم عقلا من أَخِيه وَأَصَح فهما وأحفظ مَعَ اشتراكهما فِي التَّخْلِيط، وَخرج قَاصِدا الْحَج فَمَاتَ فِي تيه بني إِسْرَائِيل فِي لَيْلَة الْعشْرين من الْمحرم سنة تسع وَخمسين. أرخه ابْن عزم وَوَصفه بالفقيه وَقَالَ غَيره أَنه مَاتَ قبل الْحَج بعد أَخِيه وَبِالْجُمْلَةِ فَكل مِنْهُمَا مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه. 468 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم الشَّمْس المراغي الْمَالِكِي / أحد فقهائهم بِمصْر. سمع ابْن سيد النَّاس وبرع فِي الْفِقْه والفرائض والعربية والتاريخ مَعَ معرفَة بِأُمُور الدُّنْيَا ومدارات أَهلهَا. ذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ اجْتمعت بِهِ غير مرّة عِنْد ابْن خلدون. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى عشرَة وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ وَترك مَالا وكتبا كَثِيرَة، وَينظر فأظنه فِي كتابي وَأَن المقريزي خبط فِيهِ. 469 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم أَبُو عبد الله المزجاجي الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ كَانَ أحد مَشَايِخ صوفية زبيد مِمَّن تقدم عِنْد الْأَشْرَف إِسْمَعِيل ثمَّ عِنْد وَلَده

النَّاصِر وَكَانَ يلازمه وينادمه ويحضر مَعَه جَمِيع مَا يصنعه من خير وَشر من غير تعرض لإنكار ممع كَونه متدينا حسن الوساطة. مَاتَ فِي رَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَعشْرين وَله سِتّ وَسَبْعُونَ سنة. ذكره الخزرجي فِي تَارِيخه وَهُوَ مِمَّن صَحبه وَقَالَ أَنه صحب إِسْمَعِيل بن إِبْرَاهِيم الجبرتي واختص بِهِ حَتَّى كَانَ من أكبر أَصْحَابه وَلزِمَ الزّهْد والنسك وَالْعِبَادَة والانجماع عَن النَّاس وَحج وَأَدْنَاهُ الْأَشْرَف سُلْطَان الْيمن فجرت على يَدَيْهِ أَشْيَاء حَسَنَة وابتنى بزبيد مَسْجِدا حسنا مَعَ كَثْرَة اشْتِغَاله بِطَلَب الْعلم. 470 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم الشَّمْس البالسي. / ولد فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَقَالَ أَنه دخل على أبي حَيَّان وَهُوَ صَغِير وَسمع كَلَامه بل قَالَ الزين رضوَان أَنه ذكر أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ من وَالضُّحَى إِلَى آخر الْقُرْآن وَلَكِن قَالَ شَيخنَا لم أَقف لَهُ على سَماع مِنْهُ، وَكَانَ من أهل الْعلم بالقراآت واستجيز لوَلَده الْبَدْر قبل الْعشْرين. وَمَات فِي أَوَائِل سنة ثَلَاث وَعشْرين. 471 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن القَاضِي الخزرجي الزموري ثمَّ الْمدنِي. / عرض عَلَيْهِ أَبُو السعادات بن أبي الْفرج الكازروني فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. 472 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن لاجين نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله بن نَاصِر الدّين بن حسان الدّين الرُّومِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي القادري وَيعرف بِابْن الحسام وَكَذَا بيرم / لكَونه ولد فِي الْعِيد وَهُوَ فِي التركي بيرم. كَانَ جده أستادارا لأمير آخور وَكَذَا كَانَ أَبوهُ أستادارا لشاهين الأفرم ثمَّ لبيبغا المظفري مَعَ دواداريته أَيْضا بل خدم بالإستادارية إِبْرَهِيمُ بن الْمُؤَيد وسافر مَعَه ثمَّ فَارقه من قطيا حِين رأى إسرافه للخوف من أَبِيه، وَمَات فِي آخر سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَترك وَلَده هَذَا طفْلا. وَكَانَ مولده سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ يَتِيما فَقَرَأَ الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج وجود فِي الْقُرْآن على ابْن أَسد وَحضر دروس الْجمال الأمشاطي وَهُوَ الَّذِي كَانَ يكْتب لَهُ لوحة من الْمِنْهَاج وَكَذَا حضر دروس الشنشي بل قَرَأَ على التقي الحصني فِي النَّحْو وَالصرْف وأصول الدّين وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك وجود الْخط على إِبْرَاهِيم الفرنوي وَعبد الرَّزَّاق الشَّامي نزيل الأشرفية وَسمع على شَيخنَا والزين الزَّرْكَشِيّ وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة والأشبولي وَآخَرين مِنْهُم فِي البخارى بالظاهرية الْقَدِيمَة وسافر لحلب وَكَانَ بهَا فِي شَوَّال سنة سبع وَسِتِّينَ فَسمع بهَا على ابْن مقبل وإبرهيم الضَّعِيف وَمُحَمّد بن أَمِير حَاج وَأبي ذَر وَجَمَاعَة وبدمشق على بَعضهم وَلم يتَّفق لَهُ زِيَارَة بَيت الْمُقَدّس نعم حج وجاور غير مرّة وَكَانَ يحضر مجَالِس الْبُرْهَان وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا ثمَّ أعرض عَنْهَا وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا

واختص بِمُحَمد بن جمال الدّين وقتا وأقرأ عِنْده بعض بنيه وَهُوَ الْآن عِنْد دَرَجَة الجمالية مَعَ خير وَسُكُون، وَتردد إِلَيّ وَقد قَرَأَ عَلَيْهِ صديقه الصَّدْر الزفتاوي فِي ثَالِث شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين الْفَاتِحَة على سَبْعَة وقوفات والبسملة آيَة مِنْهَا بقرَاءَته على الزين أبي حَفْص عمر بن تغلب بمثناة ثمَّ مُعْجمَة بقرَاءَته على مُحَمَّد بن الْحداد الصُّوفِي البيري. الْبَسْمَلَة. الرَّحِيم. الدّين. نستعين. الْمُسْتَقيم. عَلَيْهِم. عَلَيْهِم. الضَّالّين. 473 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الْبَدْر بن الشَّمْس القاهري وَيعرف بِابْن البهلوان / الْمَاضِي أَبوهُ وَابْنه أَحْمد خَلفه فِي الخطابة بِجَامِع التَّاج بن مُوسَى وخزن الْكتب بالجمالية نَاظر الْخَاص وَغَيرهمَا، وَكَانَ من صوفية البيبرسية سَاكِنا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانِينَ. 474 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الشَّمْس بن التَّاج المنوفي الشَّافِعِي وَالِد الْعِزّ مُحَمَّد / الْآتِي. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بمنوف وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْجمال المليجي الْخَطِيب وَحضر بعض دروس الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ ووقفت على سَماع لَهُ عَلَيْهِ فِي مُسْند أبي يعلى بل كَانَ كَمَا زعم حفظ التَّنْبِيه وَعرضه على جمَاعَة وَأَنه حضر عِنْد الزين الْعِرَاقِيّ) والهيثمي وَغَيرهمَا فَالله أعلم. لَقيته بمنوف وَكَانَ قاضيها غير مَحْمُود كولده سامحه الله. وَأَظنهُ مَاتَ قريب السِّتين. 475 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الشَّمْس بن عز الدّين البلبيسي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي نزيل طيبَة وأخو حسن / الْمَاضِي وَيعرف أَبوهُ فِي بَلَده بعز الدّين الصعلوك الْمُؤَذّن ببلبيس وَفِي غَيرهَا بالبلبيسي وَكَانَ يذكر قرَابَة بَينه وَبَين الْفَخر عُثْمَان المَخْزُومِي البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر. ولد الشَّمْس كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا ببلبيس وتحول مِنْهَا بعد بُلُوغه وَقد قَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْبُرْهَان الفاقوسي فَنزل جَامع الْأَزْهَر وَحفظ بِهِ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو والمنهاج الْأَصْلِيّ وَنصف الشاطبية وَغير ذَلِك وَأخذ عَن اسراج الْعَبَّادِيّ وَالْفَخْر المقسي وَابْن الفالاتي وقليلا عَن الْبكْرِيّ والعجلوني والعربية عَن إِبْرَهِيمُ الْحلَبِي أبي الصَّغِير والتقى والْعَلَاء الحصنين وعنهما أَخذ أَيْضا فِي الْأَصْلَيْنِ وَالصرْف والمعاني والبيضاوي الْأَصْلِيّ إِلَّا الْيَسِير عَن إِمَام الكاملية وَحضر عَلَيْهِ كثيرا من تقاسيمه الْفِقْهِيَّة وَجمع الْجَوَامِع بل قَرَأَ عَلَيْهِ بالقطبية الْأَرْبَعين النووية وَمَا كتبه فِي شرحيه على الْعُمْدَة وَغير ذَلِك وَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن الشهَاب السجيني وَالسَّيِّد على تلميذ ابْن المجدي وَقَرَأَ على الديمي فِي البُخَارِيّ وَغَيره وَسمع على الشاوي والملتوتي بل على السَّيِّد النسابة وَغَيره بالكاملية وَكَذَا لَازم الْخَطِيب أَبَا الْفضل النويري فِي سَماع دروسه

الحديثية وَقَرَأَ على النَّجْم بن فَهد فِي البُخَارِيّ وَحضر دروس ابْن ظهيرة، وَقدم مَكَّة فِي سنة ثَمَان وَسبعين فحج وجاور ثمَّ قدمهَا بعد سنة أَيْضا ثمَّ عَاد ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وقطن مَكَّة إِلَى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ثمَّ عَاد إِلَى الْمَدِينَة فقطنها وَجلسَ للإقراء فِي فنون فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة مَعَ تعلله وتواضعه وانجماعه وتقشفه وتقنعه واشتغاله بِنَفسِهِ ومجيئه لِلْحَجِّ كل سنة بل رُبمَا جَاءَ مَكَّة فِي الْقَافِلَة قبل الْمَوْسِم وَهُوَ مِمَّن سمع مني فِي مجاورتي الأولى بِالْمَدِينَةِ المسلسل وَغَيره ثمَّ فِي الثَّانِيَة وَمَعَهُ ابْنَته حَاضِرَة أَشْيَاء وكتبت لَهُ الْوَصْف بسيدنا وحبيبنا الشيخي الإمامي العالمي الْعَلامَة الْمُفْتِي مغتي الْمُسلمين مرشد الطالبين مربي المريدين قدوة المستفيدين نزيل بلد الْمُصْطَفى وعديل أولى الْجَلالَة والاصطفا من منح السَّعَادَة بِالْإِقَامَةِ بِطيبَة وسمح بالتجرد لِلْعِبَادَةِ المزيلة لكل كربَة وَأعْرض عَن زهرَة الدُّنْيَا الدنية ونهض لما يترجى لَهُ مَعَه الغنية الأبدية بالتملي بِهَذِهِ الْمعَاهد والتسلي بهَا عَن سَائِر الْمشَاهد إِذْ كل الصَّيْد فِي جَوف الفرا) وَجَمِيع الْخيرَات فِي أم الْقرى صلى الله على ساكنها وَسلم وَأَعْلَى بناءه على سَائِر الْخلق من علم وَتعلم من الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ فضلا عَن الْأَوْلِيَاء وَالْمَلَائِكَة المقربين عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام أَجْمَعِينَ إِلَى يَوْم الدّين نفع الله تَعَالَى بِهِ وَدفع بِهِ وَعنهُ كل أَمر مشتبه إِلَى آخر مَا كتبت. 476 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الشَّمْس الحسباني الدِّمَشْقِي / رَئِيس المؤذنين بجامعها الْأمَوِي وكبير شُهُود دمشق. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ: كَانَ عَارِفًا بِالشُّرُوطِ سريع الْكِتَابَة ذكيا يستحضر كثيرا من الْفِقْه والْحَدِيث مَعَ كَثْرَة التِّلَاوَة. مَاتَ فِي شعْبَان سنة تسع عشرَة. 477 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَهِيمُ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن أبي بكر الْمُحب أَبُو الْمَعَالِي بن الرضى أبي السعادات بن الْمُحب أخي أبي الْيمن ابْني الشهَاب بن الرضي الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / إِمَام الْمقَام الْمَاضِي أَبوهُ ووالد أبي السعادات وَإِخْوَته وَيعرف بالمحب الطَّبَرِيّ الإِمَام. ولد فِي سَابِع عشر ربيع الأول سنة سبع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة المشرفة وَأمه عَائِشَة ابْنة أَحْمد بن حسن ابْن الزين الْقُسْطَلَانِيّ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة وأربعي النَّوَوِيّ وَمن أول الشاطبية إِلَى افرش وَجَمِيع الْمِنْهَاج الفرعي وَالنّصف الأول من الْحَاوِي وَجَمِيع جمع الْجَوَامِع وألفية ابْن ملك وإيساغوجي والجمل للخونجي ومقدمة النَّسَفِيّ وَكَانَت قِرَاءَته للكثير مِنْهَا على أَبِيه وَعرض بَعْضهَا على الْجمال بن ظهير والنور بن سَلامَة وَشَعْبَان الآثاري وَأبي عبد الله الوانوغي والشهاب بن الضياء الْحَنَفِيّ

الْجمال وَمُحَمّد بن عَليّ النويري فِي آخَرين وَسمع على الْأَوَّلين والزين المراغي وَابْن الْجَزرِي والتقى ووالده الشهَاب أَحْمد الفاسيين والمرجاني والمرشدي وَعبد الْملك الدربندي وَالشَّمْس الشَّامي وحسين وإسمعيل ابْني عَليّ الزمزمي وحسين الْهِنْدِيّ وَمُحَمّد بن حُسَيْن الكازروني الْمُؤَذّن وَأحمد بن مَحْمُود وَفَاطِمَة وعلما ابْنَتي أبي الْيمن الطَّبَرِيّ فِي طَائِفَة من أهل مَكَّة والواردين عَلَيْهَا مِنْهُم الْخَطِيب أَبُو الْفضل بن ظهيرة سمع عَلَيْهِ الْأَرْبَعين التساعية لِابْنِ جمَاعَة وَمِمَّا سَمعه على ابْن سَلامَة بِقِرَاءَة الزين رضوَان فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَعشْرين بِمَكَّة جُزْء الْقَزاز ومسئلة الْإِجَازَة للْمَجْهُول والمعدوم للخطيب وَغير ذَلِك وعَلى المراغي ختم مُسلم وعَلى ابْن الْجَزرِي جملَة من تصانيفه كالنشر وَالْعدة وَالْجنَّة وَغَيرهَا كجزء الْأنْصَارِيّ وَأَجَازَ لَهُ عَم أَبِيه أَبُو الْيمن والزين الطَّبَرِيّ وَابْن الظريف وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الأرموي والتاج ابْن بردس وَابْن الشرائحي وَابْن الكويك وَابْن طولوبغاو خلق وتلا ختمة لأبي عمر وعَلى ابْن) الْجَزرِي ثمَّ الزين رضوَان المستملى وَبَعضهَا للسوسي على الزين بن عَيَّاش واليسير على الزراتيتي وَابْن سَلامَة وَحضر دروسه وَكَذَا دروس الْجمال بن ظهيرة وَابْنَة الْمُحب فِي الْفِقْه وارتحل فِي موسم سنة ثَمَان وَعشْرين فَأخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَكتب عَنهُ فِي القانبيهية من أَمَالِيهِ وَشَيخنَا وَحضر دروسه فِي المؤيدية وَغَيرهَا والشهاب الطنتدائي والسراج الدموشي وَالشَّمْس الشطنوفي والشرف السُّبْكِيّ وسافر مِنْهَا فِي أَوَاخِر الَّتِي تَلِيهَا إِلَى الصَّعِيد وَحضر بمنشية أخميم دروس الْخَطِيب السوهائي وَالشَّمْس الغزولي وَالِي إسكندرية ودمياط بل وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَاجْتمعَ هُنَاكَ بالشمس الْهَرَوِيّ وَخَلِيفَة المغربي وَغَيرهمَا، وَدخل الشَّام فِي أَوَائِل سنة خمس وَعشْرين فَحَضَرَ مجْلِس النَّجْم بن حجي وَالشَّمْس الكفيري والتقى الحصني وَابْن أَخِيه الشَّمْس والتقى بن قَاضِي شُهْبَة وَلَقي فِي آخرهَا بحمص وحماة جمَاعَة كَابْن خطيب الدهشة والبدر العصياتي والشرف بن الْأَشْقَر وَفِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا بحلب حافظها الْبُرْهَان فَسمع من لَفظه فِي البُخَارِيّ وَغَيره وَقَرَأَ على الشهَاب الأعزازي النَّحْو وَحضر عِنْد ابْن أَمِين الدولة وَعبد الْملك البابي وَرجع فِي سنة سبع وَعشْرين مِنْهَا إِلَى الشَّام ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى مَكَّة وَقَرَأَ فِيهَا على النَّجْم الوَاسِطِيّ بن السكاكيني الْحَاوِي بحثا فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ ألفية ابْن ملك وَالتَّلْخِيص وعروض الأندلسي النثر وَالنّظم ومقدمة لَهُ فِي النَّحْو بحثا وعَلى الشَّمْس الْبرمَاوِيّ أَيْضا لما جاور فِي سنة تسع وَعشْرين الْحَاوِي والبهجة وجامع الْجَوَامِع وَشَرحه لألفيته فِي الْأُصُول وَشَرحه لمقدمته فِي الْفَرَائِض وَقطعَة

من شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ لَهُ وعَلى الْبُرْهَان الزمزمي مَجْمُوع الكلائي فِي الْفَرَائِض وَالْحَاوِي لِابْنِ الهائم فِي الْحساب ومنظمة لَهُ فِي النَّحْو تسمى المرشدة وعَلى أبي الْقسم النويري فِي أصُول الْفِقْه وعَلى غَيره فِي أصُول الدّين وَفِيهِمَا مَعًا على السَّيِّد الرضي الشِّيرَازِيّ فِي آخَرين مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِم كإبرهيم الْكرْدِي وَإِمَام الدّين وَحضر دروس الْبِسَاطِيّ حِين جاور فِي الْأُصُول الْعَرَبيَّة وَالتَّفْسِير وَغَيرهَا، وَكَذَا أَخذ عَن الْجمال الكازروني الْكثير، وسافر من مَكَّة لبلاد بجيلة غير مرّة أَولهَا فِي سنة ثَلَاثِينَ ثمَّ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ ثمَّ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين، وَلَقي فِيهَا أَحْمد بن الشَّيْخ مُوسَى الزهْرَانِي، وَكَذَا دخل تعز وعدن وزبيد وأبيات حُسَيْن وَغَيرهَا من بِلَاد الْيمن فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَاجْتمعَ فِي تعز وعدن بِالْقَاضِي ابْن كنن وَفِي أَبْيَات حُسَيْن بالبدر حُسَيْن الأهدل وَأذن لَهُ هُوَ والزهراني والسكاكيني وَالْجمال الكازروني والزمزمي والكردي) وَغَيرهم مِمَّن ذكره فِي الْإِفْتَاء والتدريس لجَمِيع مَا قَرَأَهُ من الْعُلُوم، وَرغب لَهُ وَالِده قبل وَفَاته بِثَلَاثَة أَيَّام أَو أَكثر فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَعشْرين عَمَّا بِيَدِهِ من الْإِمَامَة بمقام إِبْرَهِيمُ وَلم يتَّفق لَهُ مباشرتها لصِغَر سنه مَعَ أَنه كَانَ نَاب فِيهَا أَظُنهُ فِي رَمَضَان خَاصَّة سنة سبع عشرَة إِلَى أَن عَاد من الْقَاهِرَة فِي موسم سنة سبع وَعشْرين فباشرها حِينَئِذٍ شَرِيكا لِابْنِ عَم وَالِده عبد الْهَادِي بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضي الطَّبَرِيّ ثمَّ اسْتَقل بهَا بعد مَوته فِي صفر سنة خمس وَأَرْبَعين إِلَى أَن مَاتَ وَولي فِي أثْنَاء ذَلِك قَضَاء مَكَّة وأعمالها كجدة عوضا عَن أبي السعادات بن ظهيرة فِي عشرى ذِي الْقعدَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَوصل الْعلم بذلك لمَكَّة فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَقُرِئَ توقيعه صَبِيحَة الْيَوْم الْمَذْكُور بمنى بِحَضْرَة أَمِير مَكَّة الشريف أبي الْقسم وأمير الْحَاج، وَلم يلبث أَن صرف فِي ثامن عشرى جُمَادَى الأولى من الَّتِي تَلِيهَا بالبرهان السوبيني وَوصل الْعلم بذلك لمَكَّة فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشر شعْبَان مِنْهَا ثمَّ أُعِيد فِي ثَالِث عشرى رَمَضَان سنة تسع وَخمسين عوضا عَن أبي السعادات أَيْضا وَقُرِئَ مرسومه بذلك فِي يَوْم الْجُمُعَة عشرى شوالها وَلم يلبث أَن انْفَصل عَنهُ بالمذكور فِي مستهل ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَجَاء الْخَبَر بذلك لمَكَّة فِي أَوَاخِر محرم الَّتِي تَلِيهَا وَاسْتمرّ مُنْفَصِلا مقتصراص على الْإِمَامَة وَرُبمَا درس وَأفْتى بل وخطب مرّة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام نِيَابَة عَن الْأَخَوَيْنِ أبي الْقسم وَأبي الْفضل فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وتناوب مَعَ بنيه الثَّلَاثَة فِي مُبَاشرَة الْإِمَامَة وَرُبمَا غَابَ أحدهم فصلى عَنهُ ثمَّ خطب بِأخرَة حِين

سخط على الْمُحب النويري مُدَّة وَرُبمَا نَاب عَنهُ كل من ولديه أبي السعادات ومكرم فِيهَا حَتَّى رَضِي عَن الْخَطِيب فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين، وَهُوَ إِنْسَان خير منجمع عَن النَّاس جدا ممتهن لنَفسِهِ فِي شِرَاء حَوَائِجه وَحملهَا وَكَذَا فِي لِبَاسه وشئونه كلهَا قَائِم بكلفة أَوْلَاده وأحفاده وأسباطه وَسَائِر عِيَاله وهم جمع كَثِيرُونَ ولكثير من النَّاس فِيهِ اعْتِقَاد بل قَرَأت بِخَطِّهِ مَا اجْتمعت بِأَحْمَد بن مُوسَى صَاحب الْخلف إِلَّا وبشرني بِالْولَايَةِ وَكَانَ يَقُول لي الْوَلِيّ يعرف نَفسه قَالَ وَكنت إِذْ ذَاك لَا ألْقى لمقاله بَالا وَكَانَ مُحَمَّد بن إِسْحَق الْحَضْرَمِيّ يَقُول لي أَنْت من النَّبِي بمَكَان وَقَالَ لي أَبُو الْقسم النويري وَمُحَمّد الجرادقي مَا اجْتَمَعنَا قطّ فِي مجْلِس إِلَّا وتخيلنا أَنَّك القطب وَقَالَ لي أَولهمَا وَكَانَ وَاحِد الْعَصْر النَّاس يُرِيدُونَ أَن تكون الإِمَام. وَلَكِن كَانَ البلاطنسي يضع مِنْهُ لميله لِابْنِ الْعَرَبِيّ. وَقد لَقيته غير مرّة فِي المجاورات الثَّلَاث بل وَفِي الرَّابِعَة، وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة) سِيمَا بِأخرَة ختم صَحِيح مُسلم وَأَجَازَ فِي بعض الاستدعاآت بل أَنْشدني من نظمه فِي الثَّانِيَة مِنْهَا مُخَاطبا لي وَقد بلغه عَن بَعضهم كلَاما حَيْثُ ذكر لي شَيْئا من أَحْوَاله: (وَمَا أنشأ العَبْد من لَفظه ... مقَالا لأمر يَظُنُّونَهُ) (وَلَكِن رأى كَونه شاكرا ... بجود وَفضل تمدونه) (فَأَنت حبيب محب لنا ... من الْحَظ ذَاك يعدونه) وَقَوله: (ظنُّوا التَّعَدُّد للمسمى إِذْ رَأَوْا ... أسماءه كثرت وَذَلِكَ بَاطِل) وَلم يزل على حَاله إِلَى أَن انْقَطع بمنزله وكف. وَمَات فِي أثْنَاء صفر سنة أَربع وَتِسْعين وَشهِدت الصَّلَاة عَلَيْهِ وَدَفنه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. 474 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَعِيل بن دَاوُد الصَّدْر بن الصَّدْر القاهري الْحَنَفِيّ نزيل السيوفية والماضي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن الرُّومِي. / 475 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي طَالب بن حَمْزَة الشَّمْس بن القواس المَخْزُومِي الْحِمصِي. / كتبه البقاعي هَكَذَا مُجَردا. 476 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب عبد الله بِمن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَعِيل بن مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الشَّمْس السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن الْمُحب. / ولد فِي شَوَّال سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وأحضر فِي الثَّالِثَة سنة سبع وَخمسين على أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن المرداوي مجَالِس المخلدي الثَّلَاثَة وَغَيرهَا

وَفِي الْخَامِسَة على ابْن الْقيم ثلاثيات أَحْمد وَغَيرهَا وَسمع من الْبَدْر أبي الْعَبَّاس بن الجوخي مُسْند أَحْمد إِلَّا الْيَسِير وَمن سِتّ الْعَرَب حفيدة الْفَخر الشَّمَائِل النَّبَوِيَّة وَغَيرهَا وَمن ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر مشيخة الْفَخر وذيلها وَمن أَولهمَا التِّرْمِذِيّ وَأَبا دَاوُد فِي آخَرين، وَحج وجاور بالحرمين وَحدث بهما بِدِمَشْق وَغَيرهَا سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء روى لنا عَنهُ غير وَاحِد كالأبي وَفِي الْأَحْيَاء من يروي بِالسَّمَاعِ مِنْهُ فضلا عَن الْإِجَازَة، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز لي غير مرّة ثمَّ لأولادي وَكَانَ من المكثرين بِدِمَشْق ذَا نظم ونثر، بل قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه أَنه شرع فِي شرح البُخَارِيّ تَركه بعده مسودة وَكَانَ يقْرَأ الصَّحِيحَيْنِ على الْعَامَّة وَلم نظم ضَعِيف. مَاتَ بِطيبَة المكرمة فِي رَمَضَان سنة) ثَمَان وَعشْرين وَكَانَ يذكر عَن نَفسه أَنه رأى مناما من نَحْو عشْرين سنة يدل على مَوته بِالْمَدِينَةِ ثمَّ سَمِعُوهُ مِنْهُ قبل خُرُوجه لهَذِهِ السفرة فَكَانَ كَذَلِك قَالَ وَهُوَ بَقِيَّة الْبَيْت من آل الْمُحب بالصالحية، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله وإيانا. 477 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْملك الْبَدْر بن الزين بن الشَّمْس بن التَّاج الدَّمِيرِيّ ثمَّ القاهري الْمَالِكِي / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي وَلَده الزين مُحَمَّد. كَانَ جده نَاظر البيمارستان وَولي الْحِسْبَة وَكَذَا وَالِده وَاسْتمرّ هَذَا فِي مشارفة البيمارستان، قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: وَكَانَ مشكور السِّيرَة كثير الْحيَاء والتودد للنَّاس وَتزَوج الْبَدْر مُحَمَّد بن بدير العباسي العجمي الْمَاضِي أُخْته. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَلم يكمل الْخمسين وَدفن بالتربة الْمَعْرُوفَة بهم خلف الصُّوفِيَّة الْكُبْرَى وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ والأسف على فَقده رَحمَه الله. 478 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عبد الْغَنِيّ الشَّمْس بن الشّرف بن الشَّمْس الششتري الْمدنِي الْمُقْرِئ الشَّافِعِي سبط نَاصِر الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح. / مِمَّن أَخذ بِالْمَدِينَةِ القرآات عَن مُحَمَّد الكيلاني وَعَن غَيره وَسمع بهَا على زَيْنَب ابْنة اليافعي وَدخل الْقَاهِرَة بعيد الْأَرْبَعين فَنزل عِنْد الغمري بجامعة وناله مِنْهُ الْخَيْر الجزيل وَيُقَال أَنه أَخذ عَن شَيخنَا حِينَئِذٍ. وَرجع فتصدى للإقراء وانتفع بِهِ أهل الْمَدِينَة وَغَيرهَا طبقَة بعد أُخْرَى وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ السَّيِّد المحيوي قَاضِي الْحَنَابِلَة بالحرمين والشهاب بن خبطة وناب فِي الخطابة والإمامة عَن خَاله وبنيه وَرُبمَا صلى فِي زمن الفترة بل قيل أَنَّهُمَا عرضتا عَلَيْهِ اسْتِقْلَالا فَأبى، وَكَانَ خيرا صَالحا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ عَن نَحْو السّبْعين وَهُوَ خَاتِمَة شُيُوخ الْقُرَّاء بِالْمَدِينَةِ رَحمَه الله وإيانا.

479 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مَكْتُوم الشَّمْس السَّلمَانِي الأَصْل الْحِمصِي القادري. / ولد فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع على الْكَمَال أبي الْغَيْث مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الصَّائِغ وَعمر بن عَليّ بن عمر البقاعي وَإِسْمَاعِيل بن معالي القصاب وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْكَرم الْموقع وَأحمد بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن السَّابِق وَالْجمال يُوسُف بن أَحْمد بن الشَّمْس السَّلمَانِي الْخياط وَالْفَخْر عُثْمَان بن عبد الله بن النُّعْمَان القصاب وسُويد بن مُحَمَّد بن سُوَيْد الرزاز بعض البُخَارِيّ كَمَا حددته فِي المعجم وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ وَلم يحرر لَهُ تَارِيخ بوفاته.) ::: 480 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ أَبُو اللطف الْحُسَيْنِي سكنا الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن شبانة بِمُعْجَمَة وموحدة مفتوحتين وَبعد الْألف نون. / فَارق القزازة حِرْفَة أَبِيه واشتغل قَلِيلا فِي الْفِقْه والعربية عِنْد النظام والأمشاطي وَأَجْلسهُ شَاهدا بحانوت الجورة عِنْد الْكَمَال بن الطرابلسي ولازم البقاعي وَكتب لَهُ عدَّة تصانيف وَأخذ عَنهُ وأهين من أَجله فِي كائنة ابْن الفارض وخطب نِيَابَة بِجَامِع الطَّاهِر وَنسخ بِالْأُجْرَةِ وَحج وَدخل الشَّام وزار بَيت الْمُقَدّس واختفى بِسَبَب شَهَادَة وَنسخ بِالْأُجْرَةِ وَحج وَدخل الشَّام وزار بَيت الْمُقَدّس واختفى بِسَبَب شَهَادَة اشْترك مَعَ ابْن الرُّومِي صهر ابْن فيشا فِيهَا وَأمْسك ذَاك فعزر وشجن وَمنع من الْمَالِكِي وَغَيره وَاسْتمرّ هَذَا مَعَ تطلبه مختفيا ثمَّ ظهر وَعَاد لمرافقته مديدة ثمَّ سَافر إِلَى الشَّام فَكَانَ بهَا شَاهدا وَتزَوج وَولد لَهُ هُنَاكَ. 481 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن كميل بن عوض بن رشيد ككبير الْجلَال بن الْبَدْر بن الشَّمْس بن الشهَاب بن السراج بن الْكَمَال المنصوري الشَّافِعِي سبط الشهَاب بن العجيمي وَالِد أوحد الدّين والماضي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن كميل. / ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بالمنصورة وَنَشَأ بهَا وَحفظ ألفية النَّحْو وَغَيرهَا، وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة وَبحث الألفية على إِبْرَاهِيم بن أبي شرِيف مَعَ بحث شرح إيساغوجي وتصريف الْعزي وَمن شرح جمع الْجَوَامِع للمحلي قِطْعَة وَقَرَأَ فِي تَقْسِيم الْفِقْه غير مرّة على السنتاوي وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن جمَاعَة وَسمع مني وَمن الديمي وَجلسَ عِنْد قَرِيبه الزين قَاسم شَاهدا وَهُوَ متحرك مشارك فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيره مِمَّن أذن لَهُ شُيُوخه. 482 - مُحَمَّد بن أبي الْقسم مُحَمَّد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز أَبُو الْفضل الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَأمه أم الْهدى ابْنة الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن عَليّ النويري. / مَاتَ صَغِيرا. 483 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى بن بدران

بن رَحْمَة الْبَدْر بن الْبَهَاء بن الْعلم السَّعْدِيّ الأخنائي القاهري الْمَالِكِي / الْمَاضِي أَبوهُ ولد فِي جُمَادَى الولى سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَابْن الْحَاجِب الفرعي وألفيتي الحَدِيث والنحو الشاطبية وَعرض على جمَاعَة وتفقه بالبساطي والزين عبَادَة ولازم الشمني والحصني وَسمع شَيخنَا وَغَيره كالمناوي وَكتب على الزين بن الصَّائِغ وَكتب فِي توقيع الْإِنْشَاء وَعند الجمالي) نَاظر الْخَاص بل نَاب فِي الْقَضَاء مَعَ دين وَخير وحدة وانجماع وَسُكُون وبراعة فِي فنون واستحضار وَتوقف وَعدم سرعَة فِي الفاهمة، ودرس قَلِيلا وَكتب بِخَطِّهِ الْقَامُوس فِي مُجَلد وَغَيره، وَحج وَأُصِيب فِي نهب المماليك بنواحي الفخرية، وانجمع عَن الْقَضَاء بعد بهَا لكَون مستنيبه عين عَلَيْهِ قَضِيَّة ثمَّ راسله بالتوقف فِيهَا فَأعْلم صَاحب الْوَاقِعَة بذلك فَلم يسهل بِالْقَاضِي وتكالما فعزل نَفسه ثمَّ أَعَادَهُ غَيره وَجلسَ بِجَامِع الفكاهين وَمَا كنت أحب لَهُ ذَلِك. وَهُوَ من خَواص المتَوَكل على الله الْعزي وَنعم الرجل. 484 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن عُثْمَان جلال الدّين ثمَّ بدر الدّين بن الْبَدْر بن الْبَدْر الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد وَأبي بكر الْمَذْكُورين وأبوهم فِي محالهم وَيعرف كسلفه بِابْن مزهر. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَأَنه ولد سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَغَيرهمَا، وَعرض على جمَاعَة أَجلهم شَيخنَا وَأثْنى عَلَيْهِ وعَلى أَصله فِي إِجَازَته واشتغل وَأخذ عَن الْبَدْر بن الْأَمَانَة والشرف السُّبْكِيّ وَكتب الْخط الْحسن. وَكَانَ بديع الذكاء جاري الزين القمني فِي مباحثه راج عَلَيْهِ فِيهَا وَكتب ابْن سَالم الشَّافِعِي لِأَبِيهِ من أَجله مقامة، وَلما مَاتَ أَبوهُ اسْتَقر وَهُوَ ابْن نَحْو ثَمَان عشرَة سنة عوضه فِي كِتَابَة السِّرّ ولقب بلقبه وألزم بِحمْل مائَة ألف دِينَار فشرع فِي بيع موجوده فباشرها والاعتماد على نَائِبه الشّرف الْموقع فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي الطَّاعُون يَوْم الِاثْنَيْنِ عَاشر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد الزين أَبُو بكر / أَخُو الَّذِي قبله. وَهُوَ بكنيته أشهر. يَأْتِي فِي الكنى. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد الشّرف أَبُو الْقسم بن الضياء قَاضِي مَكَّة الْحَنَفِيّ / وَابْن قاضيها. وَهُوَ بكنيته أشهر يَأْتِي. 485 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن أَحْمد بن روزبة الْجلَال وَالْمجد أَبُو السعادات بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج بن الْجمال الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد فِي الْمحرم سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة وَغَيرهَا وَعرض فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ على النَّجْم

السكاكيني وَأَجَازَهُ فِي آخَرين أَخذ عَن أَبِيه وجده وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ البُخَارِيّ مرَارًا وَبحث على أبي السعادات بن ظهيرة حِين كَانَ عِنْدهم بِالْمَدِينَةِ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَسمع على جده وَأبي الْفَتْح المراغي، وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة مَعَ) أَبِيه وصهره أبي الْفرج المراغي بعد الْأَرْبَعين فَأخذ عَن شَيخنَا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره شَيْئا وَكتب عَنهُ من أَمَالِيهِ جملَة وَكَذَا قَرَأَ على الْعِزّ بن الْفُرَات تساعيات ابْن جمَاعَة الْأَرْبَعين وعَلى الزين الزَّرْكَشِيّ فِي مُسلم وَغَيره وَكَانَ أصيلا فَاضلا. مَاتَ قبل أَبِيه بِيَسِير فِي ربيع الثَّانِي سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. 486 مُحَمَّد الشَّمْس / أَخُو الَّذِي قبله. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي قبلهَا بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فَسمع على أبي الْفرج المراغي ثمَّ مني أَشْيَاء واشتغل فِي الْمِنْهَاج وَغَيره وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء. 487 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَسْعُود الْعلم بن الْبَهَاء بن الْعلم السنباطي القاهري الْعَطَّار وَالِد مُحَمَّد وَعبد اللَّطِيف / الْمَذْكُورين وَأَبوهُ. ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا بسنباط وجده الْأَعْلَى مِمَّن كَانَ لَهُ اخْتِصَاص بالمحب نَاظر الْجَيْش كَانَ صَاحب التَّرْجَمَة كأبيه من عدُول بَلَده ويتكسب مَعَ ذَلِك فِيهَا بالعطر على طَريقَة جميلَة من الْخَيْر والسداد والسكون ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ ببنيه وَعِيَاله فقطنها وَحج وَلزِمَ طَرِيقه فِي الْخَيْر والتكسب والإقبال على مَا يُعينهُ حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَدفن بتربة الصلاحية السعيدية رَحمَه الله وإيانا. 488 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن منبع بن صلح بن طهْمَان بن ملاعب بن فتوح بن غَازِي بن بكنجين بن علندي بن كاكو بن مصلح بن طهْمَان بن ملاعب بن حَارِثَة بن سهم بن سعد بن المومل بن قيس بن سعد بن عبَادَة الْمُحب الْأنْصَارِيّ الخزرجي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْوراق / الْمُؤَذّن بهَا. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ هَكَذَا أمْلى عَليّ نسبه والعهدة عَلَيْهِ وَأَخْبرنِي أَن مولده سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة وَكَانَ يَقُول أَنه سمع من الحجار وَلَكِن لم يظفر لنا أصل سَمَاعه عَلَيْهِ نعم سمع على الحافظين الْمزي والبرزالي وَالشَّمْس بن المهندس وَأبي مُحَمَّد بن أبي التائب والشهاب بن الْجَزرِي وَأبي بكر بن مُحَمَّد بن الرضي وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وروى لنا عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا وَقَالَ أَنه مَاتَ فِي حِصَار دمشق فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. 489 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن أبي بكر بن أبي العَبْد الْمُحب بن قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِطيبَة خير الدّين بن الشَّمْس السخاوي بن القصبي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد فِي) آخر سنة خمس وَسِتِّينَ أَو أول الَّتِي تَلِيهَا بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ فحفظ

الْقُرْآن وكتبا كالرسالة والمختصر والتنقيح والشاطبية وآلفية ابْن ملك وَعرض عَليّ بِالْقَاهِرَةِ فِي جملَة خلق حَتَّى على الْأَشْرَف قايتباي اقتفاء لِأَبِيهِ فِي عرضه كَمَا تقدم على الظَّاهِر جقمق واشتغل على أَبِيه وجده وَالسَّيِّد السمهودي فِي آخَرين بِالْقَاهِرَةِ وَالْمَدينَة بل حضر عِنْد السنهوري وَفهم ولازمني رِوَايَة ودراية وَقَرَأَ على شرحي لتقريب النَّوَوِيّ بحثا من نُسْخَة حصلها وَرُبمَا حضر أَبوهُ مَعَه وحمدت سكونه وعقله وأدبه مَعَ صغر سنه وَلَكِن الْوَلَد سر أَبِيه وَقد زوجه أَبوهُ ابْنة أبي الْفضل بن الْمُحب المطري. 490 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الشَّمْس أبي عبد الله بن المحيوي الْمَدْعُو بشفيع بن القطب أَو الشهَاب بن الْجمال الْبكْرِيّ الدلجي الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وصهر الشهَاب الدلجي على أُخْته وَاحِدَة بعد أُخْرَى وأخو أبي يزِيد لأمه. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بدلجة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والرحبية فِي الْفَرَائِض وألفية النَّحْو ومختصر التبريزي أَو أبي شُجَاع واشتغل عِنْد صهره وَغَيره وَأقَام بِمَكَّة تسع سِنِين على طَريقَة حَسَنَة من الِاشْتِغَال وَالْكِتَابَة وَتَعْلِيم الْأَبْنَاء والإقبال على شَأْنه وَأخذ بهَا عَن النورين ابْن عطيف والفاكهي وَالشَّمْس المسيري وَعبد الْحق السنباطي ولازمهم فِي الْفِقْه والعربية والفرائض وَغَيرهَا وَقَرَأَ الْمِنْهَاج تبمامه بحثا بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على الشهَاب الإبشيطي، ووقف عَلَيْهِ نُسْخَة مِنْهُ وَكَذَا لازمني حَتَّى أَخذ عني شرحي للألفية سَمَاعا فِي الْبَحْث وَالْقَوْل البديع قِرَاءَة وحصلهما مَعَ غَيرهمَا وَأكْثر وكتبت لَهُ إجَازَة حَسَنَة أوردت جلها فِي التَّارِيخ الْكَبِير ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده ملازما طَرِيقَته فِي الْخَيْر والتواضع ولين الْكَلِمَة وَالرَّغْبَة فِي الْمَعْرُوف. 491 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عز الدّين الرضي بن الْمُحب القاهري ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد والتقى عبد الرَّحِيم وَيعرف كسلفه بِابْن الأوجافي. / ولد فِي ربيع الأول سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة وأسمعه أَبوهُ على الْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ والشرف بن الكويك والشهاب البطائحي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والنور الفوي وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَطَائِفَة واشتغل يَسِيرا على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ ثمَّ الشَّمْس البدرشي وَحضر دروس الشَّمْس الشطنوفي وَلكنه لم يمهر وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَغَيرهَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ سَاكِنا. مَاتَ) فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ وَدفن بتربتهم بِالْقربِ من مقَام الشَّافِعِي رَحمَه الله وإيانا. 492 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الناصري أبي عبد الله المالقي السكندري الشَّافِعِي. / ولد تَقْرِيبًا سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ

الْقُرْآن والمنهاج والشاطبية وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة وَأخذ عَن القاياتي وَشَيخنَا وَكَانَ مِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ ثمَّ عَن ابْن حسان وَأخذ القراآت عَن الشهَاب بن هَاشم وتلا بالسبع إفرادا وجمعا وليعقوب أَيْضا على النورين يفتح الله وَقَرَأَ عَلَيْهِ عدَّة من كتب الْفَنّ وَكَذَا تَلا بالسبع إِلَى وَالْمُحصنَات على الْبُرْهَان الكركي الشَّافِعِي وَحج وَدخل الْيمن وَغَيرهَا فِي التِّجَارَة ثمَّ أعرض عَنْهَا وَانْقطع بالثغر قَائِما بإدارة غيطين لَهُ وَنَحْو ذَلِك وَصَارَ شَيْخه وَمِمَّنْ يشار إِلَيْهِ بالوجاهة وَالْجَلالَة بِهِ مَعَ تفننه كَمَا أَخْبرنِي بعض فضلاء جماعته فِي القراآت وَالْفِقْه وأصوله والعربية وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والميقات وَتَمام مَعْرفَته بقوس الركاب وَكَذَا الْعَرَبِيّ أَيْضا بِحَيْثُ كَانَت بِيَدِهِ مشيخة قاعة القرافة والذهبي بالثغر تلقاهما عَن وَالِده، كل ذَلِك مَعَ كَثْرَة التَّوَاضُع والتودد مَعَ الْفُقَرَاء وميله التَّام للترك دون المتشبهين بالفقهاء وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي القراآت الشَّمْس النوبي وَلم يزل على وجاهته حَتَّى مَاتَ عَن دون السِّتين فِي عصر يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشر ربيع الأول سنة ثَمَان وَسبعين بقصره بالرملة بِالْقربِ من كوم الْعَافِيَة وسيدي جَابر وَنقل إِلَى جَزِيرَة الثغر فَصلي عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل شهده الظَّاهِر تمربغا والمؤيد أَحْمد ونائب الْبَلَد وَكَانَا مِمَّن حمل نعشه وَدفن بتربة وَالِده بالجزيرة الْمَذْكُورَة وَلم يخلف بعده فِي الثغر مثله، وَخلف تَرِكَة طائلة رَحمَه الله وإيانا. 493 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن الشَّمْس القليوبي القاهري الشَّافِعِي الْمكتب الْمَاضِي أَبوهُ وَابْنه عبد الْقَادِر وَيعرف كأبيه بالحجازي وَهُوَ بكنيته أشهر. / مِمَّن سمع مَعَ أَبِيه على ابْن الْجَزرِي وَكتب على الزين بن الصَّائِغ وَغَيره بِحَيْثُ مهر وتصدى للتكتيب وَاسْتقر فِي تكتيب البرقوقية بل بَاشر التوقيع وَالْقَضَاء وسافر على قَضَاء الْمحمل مرّة بعد أُخْرَى واختص بالمؤيد أَحْمد فِي إمرته وَأم بِهِ فِيهَا وَمَات بعْدهَا. 494 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد النَّجْم بن الشَّمْس الْغَزِّي الأَصْل الْقُدسِي الشَّافِعِي وَيعرف بالجوهري. / شَاب اشْتغل قَلِيلا فِي الْبَهْجَة والعربية وَغَيرهمَا وَقدم الْقَاهِرَة فَاجْتمع بِي فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعين وَسمع مني المسلسل وَحَدِيث زُهَيْر.) ::: 495 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس الدلجي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. / ولد سنة سِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدلجة وَنَشَأ بهَا يَتِيما فحفظ الْقُرْآن ثمَّ تحول مَعَ عَمه إِلَى الْقَاهِرَة فقطن الْأَزْهَر سنة وَقَرَأَ فِي التَّنْبِيه ثمَّ بمفرده إِلَى الشَّام فدام بهَا مُدَّة دخل فِي أَثْنَائِهَا حلب فَأَقَامَ بهَا أَربع سِنِين وَأخذ فِي دمشق عَن الزين خطاب فِي الْفِقْه وَغَيره ولازمه نَحْو سنتَيْن والشهاب الزرعي والتقى بن قَاضِي عجلون

وَبِه تفقه وَعنهُ أَخذ أصُول الْفِقْه وَقَرَأَ فِي الْمنطق وَبَعض المطول على ملا زَاده. وأكمل المطول على غَيره وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان على ملا حاجي والعربية وَالْعرُوض على الْمُحب البصروي بل قَرَأَ عَلَيْهِ بعض شَرحه على الْإِرْشَاد ومصنفه فِي الْفَرَائِض وَشَرحه بكمالهما ولازم البقاعي هُنَاكَ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم وَسمع فِي غَيره بحثا وَغَيره وَفِي حلب على قل درويش بعض شرح العقائد وعَلى عُثْمَان الطرابلسي فِي الْكَشَّاف وسافر من الشَّام لمَكَّة فقطنها من سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَحضر بهَا دروس القَاضِي وَرُبمَا أَقرَأ، وَذكر لي أَنه اختصر الْمِنْهَاج وَله نظم وَسمع مني وَعلي أَشْيَاء وَكَانَ يتأسف على عدم تَحْصِيل تصانيفي لمزيد فاقته وَلما اشْتَدَّ الغلاء بِمَكَّة توجه فِي أثْنَاء سنة تسع وَتِسْعين بحرا إِمَّا للشام أَو لمصر أَو لَهما أنجح الله قَصده. 496 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أسعد بن عبد الْكَرِيم بن سُلَيْمَان بن يُوسُف بن عَليّ بن طحا الْفَخر أَبُو الْيمن بن الْعَلَاء أبي بكر بن الْكَمَال الثَّقَفِيّ القاياتي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. / ولد فِي رَجَب سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة قَالَ شَيخنَا وَلم نجد لَهُ من المسموع مَا هُوَ على قدر سنه مَعَ أَن جده كَانَ فَاضلا مُحدثا لَهُ عمل قَلِيل فِي الْفَنّ وناب فِي الحكم وَنَشَأ هَذَا وَهُوَ من بَيت حكم وعدالة فحفظ الْمِنْهَاج وَكتبه بِخَطِّهِ بل كتب عَلَيْهِ ودرس بعدة أَمَاكِن مَعَ قلَّة بضاعته فِي الْعلم وَلكنه كَانَ دربا فِي الْأَحْكَام متوددا متواضعا محصلا للدنيا بَاشر التوقيع ثمَّ النِّيَابَة فِي قَضَاء مصر والجيزة وباشرها مُدَّة طَوِيلَة مُنْفَردا ثمَّ أشرك مَعَه غَيره مَعَ استمراره على أَنه الْكَبِير فيهم، وَعين للْقَضَاء الْأَكْبَر فَامْتنعَ بل اسْتمرّ نَائِبا حَتَّى مَاتَ، وجاور بِمَكَّة مرَارًا وجرد بهَا القراآت السَّبع على كبر السن عِنْد بعض الْمُتَأَخِّرين بل قَرَأَ بهَا كثيرا من الحَدِيث يَعْنِي على النشاوري وَالْجمال الأميوطي وَغَيرهمَا وَكَذَا قَرَأَ بِالْقَاهِرَةِ على السويداوي وَغَيره وَنسخ بِخَطِّهِ الْكثير وَحصل مجاميع حَدِيثِيَّةٌ من مسموعاته. قلت رَأَيْتهَا وَحصل لسبطته أم هَانِئ ابْنة الهوريني مسموعا كثيرا بِمَكَّة وَغَيرهَا قَالَ شَيخنَا وَرَأَيْت سَمَاعه فِي جَامع التِّرْمِذِيّ بِخَط) الْمُحدث جمال الدّين الزَّيْلَعِيّ على أبي الْحسن العرضي ومظفر الدّين بن الْعَطَّار وَلم يحدث بذلك، وَكَذَا سمع على الْمُحدث نور الدّين الْهَمدَانِي وَغَيره الخلعيات قرأتها بل كَانَ يذكر أَنه سمع على أبي الْفرج بن عبد الْهَادِي فَقَرَأت عَلَيْهِ أَرْبَعِينَ من صَحِيح مُسلم عَنهُ وَلم أَقف لَهُ على سَماع على الْمَيْدُومِيُّ مَعَ إِمْكَان ذَلِك. مَاتَ فِي حادي عشر رَجَب سنة ثَمَان وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ وَدفن بتربته بِالْقربِ من مقَام الشَّافِعِي وَخلف مَالا طائلا وَأوصى بِثِيَاب بدنه لطلبة الْعلم ففرقت فيهم وَحدثنَا

عَنهُ جمَاعَة. وَمِمَّنْ ذكره المقريزي فِي عقوده لَكِن بِإِسْقَاط مُحَمَّد الثَّالِث رَحمَه الله وإيانا. 497 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل بن عَليّ الْبَدْر أَبُو عبد الله الْقرشِي القلقشندي الشَّافِعِي. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة كَمَا قرأته بِخَطِّهِ، زَاد المقريزي فِي أول الْمحرم بقلقشندة من ضواحي مصر وتحول مِنْهَا وَهُوَ صَغِير فَقَرَأَ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وتفقه بالأسنوي ثمَّ بالبلقيني وَمهر فِي الْفِقْه وفَاق فِي الْفَرَائِض والحساب والجبر والمقابلة مَعَ قصر بَاعه فِي الْعَرَبيَّة وَسمع على الْعِزّ أبي عمر بن جمَاعَة فَكَانَ مِمَّا سَمعه عَلَيْهِ صَحِيح ابْن حبَان وناب فِي الحكم بل عمل أَمِين الحكم فِي سنة تسعين وَكَانَ الْجلَال البُلْقِينِيّ يثني عَلَيْهِ حَتَّى قيل أَنه قَالَ مرّة: لَيْسَ فِي نوابي أمثل مِنْهُ وَقَالَ أَبوهُ السراج يَوْمًا وَقد أجَاب عَن مسئلة مشكلة بِجَوَاب حسن هُوَ من قدماء طلبتي. هَذَا حَاصِل مَا تَرْجمهُ بِهِ التقى عبد الرَّحْمَن القلقشندي وَعين غَيره مولده فِي أول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَقَالَ أَنه ينْسب لفضيلة ومشاركة وَأما شَيخنَا فَلم يزدْ فِي نسبه على مُحَمَّد الثَّالِث وَقَالَ أَنه كتب بِخَطِّهِ أَن مولده فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين قَالَ وَحفظ الْمِنْهَاج وَكَانَ يُكَرر عَلَيْهِ ويذاكر بِهِ بعد أَن شاخ وَله اشْتِغَال كثير وَمَعْرِفَة تَامَّة بالفرائض ثمَّ تعانى الخدم بِالشَّهَادَةِ وَولي أَمَانَة الحكم فِي سنة تسعين فاستمر فِيهَا أَكثر من ثَلَاثِينَ سنة وَلَقَد شانته لِأَنَّهُ كَانَ حسن الْأَخْلَاق كثير التَّوَاضُع وَذكر لي أَنه سمع الْكثير على الْعِزّ بن جمَاعَة وَلم أظفر لَهُ بِشَيْء، وَأَجَازَ لي فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد. وَضعف بَصَره فِي سنة أَربع وَعشْرين وَكَاد أَن يكف ثمَّ كف فِي الَّتِي بعْدهَا وعاش إِلَى ثَلَاثِينَ سنة فَمَاتَ فِي ثَالِث عشرى محرمها. وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه مِمَّن جاورنا نَحن وإياه بِمَكَّة ورافقنا فِي درس البُلْقِينِيّ رَحمَه الله. 498 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الصّلاح بن الْعِزّ بن الْبَدْر الحكري القاهري الشَّافِعِي الصُّوفِي الخازن وَيعرف بالصلاح الحكري. / ولد ظنا كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فاشتغل بِالْعلمِ والتصوف ولازم الزين الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَغَيرهَا وَكَذَا سمع على الهيثمي وَابْن أبي الْمجد والتاجين ابْن الفصيح وَابْن التنسي وناصر الدّين الْحَنْبَلِيّ القَاضِي والسويداوي والشهاب أَحْمد بن يُوسُف الطريني والشرف بن الكويك فِي آخَرين مِنْهُم بقرَاءَته القطب عبد الْكَرِيم حفيد الْحَافِظ الْحلَبِي، وَكَانَ خيرا سَاكِنا وقورا منجمعا عَن النَّاس قانعا متعففا مديما لمباشرة التصوف بالصلاحية سعيد السُّعَدَاء ضابطا لكتبها أتم ضبط وَبعده ظهر الْخلّ التَّام فِيهَا وَقد حدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وقرأت عَلَيْهِ أَشْيَاء.

وَمَات فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَدفن بتربة سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا. 499 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أَبُو عبد لاله المغربي الأندلسي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَيعرف بالراعي. ولد بغرناطة من بِلَاد الأندلس / فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا وَأخذ الْفِقْه وأصوله والعربية عَن أبي جَعْفَر أَحْمد بن إِدْرِيس بن سعيد الأندلسي وَغَيره وَسمع على أبي بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمعَافِرِي بن اللب وَيعرف بِابْن أبي عَامر والخطيب أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن الحفار وَمُحَمّد بن عبد الْملك بن عَليّ الْقَيْسِي وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الجرومية بِأَخْذِهِ لَهَا عَن الْخَطِيب أبي جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم الجذامي عَن القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الْحَضْرَمِيّ عَن مؤلفها وَجَمِيع خُلَاصَة الباحثين فِي حصر حَال الْوَارِثين للْقَاضِي أبي بكر عبد الله بن يحيى بن زَكَرِيَّا الْأنْصَارِيّ بِأَخْذِهِ لَهَا عَن مؤلفها وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الله الجذامي وقاسم بن سعيد العقباني وَأَبُو الْفضل بن الإِمَام وَأَبُو عبد الله حفيد ابْن مرزووق والكمال بن خير والزين المراغي والزين مُحَمَّد بن أَحْمد الطَّبَرِيّ وَأَبُو إِسْحَق إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن الْعَفِيف النابلسي فِي آخَرين من الْمغرب والمشرق وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَعشْرين فحج واستوطنها وَسمع بهَا من الشهَاب المتبولي وَابْن الْجَزرِي وَشَيخنَا واختص بِهِ وَطَائِفَة وَأم بالمؤيدية وقتا وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ النَّاس طبقَة بعد طبقَة لَا سِيمَا فِي الْعَرَبيَّة بل كَانَت فنه الَّذِي اشْتهر بِهِ وبجودة إرشاده فِيهَا وَشرح كلا من الألفية والجرومية وَالْقَوَاعِد وَغَيرهَا بِمَا حمله عَنهُ الْفُضَلَاء، وَله نظم وسط كتبت عَنهُ مِنْهُ الْكثير وَمِمَّا لم أسمعهُ مِنْهُ مَا أوده فِي مُقَدّمَة كتاب صنفه فِي نصْرَة مذْهبه وأثبته دفعا لشَيْء نسب إِلَيْهِ:) (عَلَيْك بتقوى الله مَا عِشْت وَاتبع ... أَئِمَّة دين الْحق تهدى وتسعد) (فمالكهم فالشافعي فَأَحْمَد ... ونعمانهم كل إِلَى الْخَيْر يرشد) (فتابع لمن أَحْبَبْت مِنْهُم وَلَا تمل ... لذِي الْجَهْل والتعصيب إِن شِئْت تحمد) (فَكل سَوَاء فِي وجيبة الاقتدا ... متابعهم جنَّات عدن يخلد) (وحبهم دين يزين وبغضهم ... خُرُوج على الْإِسْلَام وَالْحق يبعد) (فلعنة رب الْعَرْش والخلق كلهم ... على من قلاهم والتعصب يقْصد) وَكَانَ حاد اللِّسَان والخلق شَدِيد النفرة من يحيى العجيسي أضرّ بِأخرَة. وَمَات بسكنه من الصالحية فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر وَدفن بالصحراء قَرِيبا من تربة الزين الْعِرَاقِيّ رَحمَه الله وإيانا وَذَلِكَ بعد أَن أنْشد قبيل مَوته بِشَهْر فِي حَال صِحَّته بعض أَصْحَابه من نظمه:

(أفكر فِي موتِي وَبعد فَضِيحَتِي ... فيحزن قلبِي من عَظِيم خطيئتي) (وتبكي دَمًا عَيْني وَحقّ لَهَا البكا ... على سوء أفعالي وَقلة حيلتي) (وَقد ذَابَتْ أكبادي عناء وحسرة ... على بعد أوطاني وفقد محبتي) (فَمَالِي إِلَّا الله أرجوه دَائِما ... وَلَا سِيمَا عِنْد اقتراب منيتي) (فَسَأَلَ رَبِّي فِي وفاتي مُؤمنا ... بجاه رَسُول الله خير الْبَريَّة) 500 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن الشَّمْس النحريري ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَالِد الولوي مُحَمَّد الْآتِي. / نَشأ فتكسب بِالشَّهَادَةِ بل نَاب فِي الْقَضَاء بقليوب ونواحيها وَكَذَا بِالْقَاهِرَةِ وَلم يكن بِذَاكَ. مَاتَ. 501 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن الشَّمْس السوهائي الأَصْل نِسْبَة لسوهاء بِضَم الْمُهْملَة ثمَّ وَاو سَاكِنة وهاء مَفْتُوحَة بَلْدَة من أَعمال أخميم من صَعِيد مصر الْأَعْلَى ضَبطهَا الْمُنْذِرِيّ فِي مُعْجَمه القاهري الشَّافِعِي سبط الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد السملائي الْمَالِكِي زوج حليمة ابْنة النُّور أخي بهْرَام وَيعرف بالسوهائي. / ولد فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بسويقة صَفِيَّة من الْقَاهِرَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفيتي الحَدِيث والنحو مَعَ فُصُول ابْن معط وَغَيرهَا وَأخذ فِي ابْتِدَائه الْفِقْه والعربية عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ الْمَيْمُونِيّ ثمَّ لَازم الْعلم البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه من سنة إِحْدَى) وَخمسين وَإِلَى أَن مَاتَ وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء وَكَذَا لَازم التقي الحصني ف الْأَصْلَيْنِ والمنطق والجدل والمعاني وَالْبَيَان والعربية بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاه بِهِ وَأخذ فِي الْمنطق والهندسة وَغَيرهمَا عَن أبي الْفضل المغربي وَفِي أصُول الْفِقْه عَن الكريمي وَكَذَا عَن أبي الْقسم النويري فِي سنة مَوته بِمَكَّة وجد فِي الِاشْتِغَال وَسمع على شَيخنَا وَالسَّيِّد النسابة وَغَيرهمَا بِالْقَاهِرَةِ وعَلى أبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والتقى بن فَهد وَغَيرهم بِمَكَّة وعَلى أبي الْفرج الكازروني وَغَيره بِالْمَدِينَةِ وتدرب فِي الصِّنَاعَة بوالده وَقَالَ أَنه كَانَ بارعا فِيهَا وَكَذَا تدرب بِغَيْرِهِ وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتسامح فِيهَا. وناب فِي قَضَاء جدة فِي سنة سبع وَخمسين عَن أبي الْفضل بن ظهيرة وَفِي الْعُقُود قبل ذَلِك عَن شَيخنَا ثمَّ فِي الْقَضَاء فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَخمسين عَن الْعلم البُلْقِينِيّ ونوه بِهِ وأرسله إِلَى الصالحية وَمَعَهُ نقباؤه بسفارة ربيبه الصّلاح المكيني وَاسْتمرّ يَنُوب لمن بعده واشتهر إقدامه ورقة دينه ودقة نظره فِيمَا يُوصل بِهِ الْمُبْطل بتزيينه مَعَ فضيلته وَتَمام خبرته وَكَثْرَة استحضاره وتحركه فِي مباحثه وأنظاره ودهائه بصريحه وإيمائه فصحبه بل قربه لذَلِك أهل الْغَرَض والهوى

وتجنبه من فِي قلبه تقوى بِحَيْثُ امْتنع الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ قَاضِي الْحَنَابِلَة من تَنْفِيذ مَكْتُوب هُوَ أحد الشُّهُود على الْحَاكِم الأول وَهُوَ البُلْقِينِيّ فِيهِ ثمَّ صَار بعد يمْتَنع المثبتون من تَنْفِيذ أَحْكَامه وأسفر عَن جرْأَة زَائِدَة وتهور تَامّ وَدخل فِي قضايا مشكلة وَأُمُور معضلة وأهين من الْأَمِير أزبك وَغَيره وَألبسهُ الْأَشْرَف قايتباي بعناية دواداره الْكَبِير بعد عوده من السفرة الشمالية خلعة لقِيَامه بأعباء التَّعَدِّي بالهدم الْكَائِن بِالْقَاهِرَةِ الَّذِي ارْتكب فِيهِ كل مَحْذُور وانتصب للأملاك والأوقاف بالبهتان والزور وَمَا كَانَ بأسرع من أَن أطفأ الله جَمْرَة ناره وخذله بعد مزِيد اقتداره وَمَا وَسعه بعد قتل الدوادار إِلَّا الْفِرَار بالتوجه لبلاد الْحجاز لظَنّه أَنه بِهِ قد فَازَ وَذَلِكَ فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ، وَكَانَ قد جاور هُنَاكَ قبل فِي سنة سبع وَخمسين ثمَّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمَا نفق لَهُ هُنَاكَ سوق لجلالة عَالم مَكَّة ويقظته مَعَ أَنه أَقرَأ هُنَاكَ الْفِقْه وَالْأُصُول وَغَيرهمَا بل زعم أَنه شرع فِي شرح التدريب وَرجع الْآن بعد مجاورته سنة سِتّ فِي أول سنة سبع فتزايد خموله وَلم ينْهض لاستنابة الزين زَكَرِيَّا لَهُ مَعَ شدَّة سَعْيه وتجرع فقرا تَاما وَعَاد حامده من الظلمَة لَهُ ذاما وأنعم عَلَيْهِ السُّلْطَان على رغم مِنْهُ بِعشْرين دِينَارا فِي توسعة رَمَضَان وبجوالي مِمَّا لم يكن يَكْتَفِي بِهِ فِي الْيَوْم وَالْأَمر فَوق مَا وصفناه وَرُبمَا أَقرَأ الطّلبَة فِي التَّقْسِيم وَغَيره وَلَا زَالَ فِي فقر مدقع وذل موجع) وَتَنَاول لليسير من الصَّغِير فضلا عَن الْكَبِير حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس سادس عشرى شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد سامحه الله وإيانا. 502 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِمَام بن سراج الْفَاضِل بَيَان بن عيان بن بَيَان الْكرْمَانِي الْفَارِسِي الكازروني الْمَاضِي وَلَده على الْمَدْعُو عيان. / قَالَ لي أَنه ولد فِي صفر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَأَنه أَخذ عَنهُ وَكَانَ فَاضلا. مَاتَ فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة. 503 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَمِين بِالْفَتْح ثمَّ الْكسر الشَّمْس بن القطب البدراني الْمَالِكِي. / مِمَّن داوم الِاشْتِغَال على أبي الْقسم النويري وَأبي الْجُود وَغَيرهمَا بل قيل أَنه أَخذ عَن شَيخنَا وتميز فِي الْفَضِيلَة وَكَانَ يستحضر فِي الْفِقْه والعربية وينظم الشّعْر وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير كل ذَلِك مَعَ حسن السمت وَالْكَرم والانعزال عَن النَّاس. مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي الطَّاعُون سنة أَربع وَسِتِّينَ وَلم يبلغ الثَّلَاثِينَ. استفدته من صهره مَعَ مُوَافقَة الشهَاب المنزلي فِي كثير مِنْهُ رَحمَه الله. 504 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب الْمُحب بن الْبَدْر بن فتح

الدّين المَخْزُومِي المحرقي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد فتح الدّين مُحَمَّد الْآتِي وأخو الْبَهَاء أَحْمد الْمَاضِي / وَهَذَا أكبر. ولد فِي عصر الْجُمُعَة حادي عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وباشر الجوالي وَسَعِيد السُّعَدَاء بل والبيمارستان وَحمد عمله فِيهَا مَعَ تقدم فِي الْمُبَاشرَة وَهُوَ أحد من رسم عَلَيْهِ بِسَبَب أوقاف الزِّمَام. 505 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن جوشن بن عرب أَبُو الْيمن الْمصْرِيّ. / سمع على الْفَخر القاياتي الْبردَة والشقراطسية وعَلى النو رالأدمي البُخَارِيّ وعَلى غَيرهمَا. 506 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن الزين أَبُو بكر بن الشَّمْس أبي صنر بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج بن الزين العثماني المراغي الْمدنِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد فِي رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه وَقَرَأَ على أَبِيه البُخَارِيّ والشفا بل سمع على جده أَشْيَاء وَابْنَة عَم أَبِيه فاضطمة ابْنة أبي الْيمن وَغَيرهمَا ولقيني بِمَكَّة فَسمع مني ثمَّ قَرَأَ عَليّ بِالْمَدِينَةِ الشفا وَأكْثر عني وكتبت لَهُ إجَازَة هائلة وَكَذَا قَرَأَ عَليّ بِمَكَّة بعد فِي سنة أَربع وَتِسْعين أَشْيَاء من تصانيفي ولازم القَاضِي) عبد الْقَادِر الْحَنْبَلِيّ بِالْمَدِينَةِ ثمَّ بِمَكَّة حِين وردهَا عَلَيْهِ فِي قِرَاءَة أَشْيَاء وَرُبمَا قَرَأَ على السَّيِّد السنهوري فِي التَّقْسِيم وَحضر دروس الشّرف السنباطي فِي الْعَرَبيَّة ثمَّ ابْن قَرِيبه فِي آخَرين وَخلف وَالِده فِي الْقِرَاءَة بالروضة النَّبَوِيَّة، وَهُوَ ذكي فهم ظريف متودد زَائِد الحشمة والتأنق لَهُ ميل إِلَى الْإِطْعَام مَعَ زَائِد صفاء ونغمة طرية ومحاسن. 507 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن الْكَمَال أَبُو الْفضل بن الزين أبي بكر بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج العثماني المراغي الْمدنِي الشَّافِعِي / ابْن عَم الَّذِي قبله بل هُوَ أَخُوهُ لأمه وَهُوَ بكنيته ولقبه أشهر. ولد سنة سبع وَخمسين قبل موت أَبِيه بِيَسِير. وسافر إِلَى الْهِنْد كمبايت ومندوة وَقدم الْقَاهِرَة فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين بعد موت عَمه وَزوج أمه الشَّمْس مُحَمَّد فَاجْتمع بِي وَسمع مني المسلسل بِشَرْطِهِ وَحضر بعض الدُّرُوس. وَمَات بالروم فِي سادس جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَتِسْعين وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم وَدفن بتربة مَحْمُود شاه من برصا رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. 508 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن صَالح الشَّمْس الْأنْصَارِيّ السوهائي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ القادري أَخُو أبي الرجا وخال يس الْمكتب وَيعرف بالجلالي نِسْبَة. / ولد فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة بسوهاي تجاه أخميم بل هِيَ من عَملهَا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَزعم أَنه سمع الشّرف بن الكويك وَلم يثبت ذَلِك عِنْدِي فَإِنَّهُ أصلح فِي الطَّبَقَة الَّتِي بالنسخة من الشفا

وكشط. اشْتغل قَلِيلا ولازم الْأمين الأقصرائي بل اخْتصَّ بِغَيْر وَاحِد من الْأُمَرَاء وأجاد اللّعب بالشطرنج وجود الْخط وَكتب بِهِ أَشْيَاء مِنْهَا شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وخطب بمدرسة الجاي والجانبكية مَعَ وظائف فيهمَا وَفِي غَيرهمَا بل اسْتَقر بعد الأقصرائي فِي مشيخة الأيتمشية بِبَاب الْوَزير ثمَّ رغب عَنْهَا للسمديسي وتزايدت جهاته وانتشرت ملاءته حَتَّى أَن السُّلْطَان تلمح لَهُ بِمَا يَقْتَضِي ثُبُوت ذَلِك عِنْده إِلَى أَنْت انتزع مِنْهُ بَيته كَمَا بَينته فِي الْحَوَادِث مَعَ إِمْسَاكه. وَقد صاهر الزين الدجوي على ابْنَته واستولدها عدَّة أحدثهن تَحت الشَّمْس الفرنوي. وَله ولد اسْمه بدر الدّين مُحَمَّد ذُو أَوْلَاد من ابْنة إِبْرَاهِيم بن زين الدّين المنوفي. 509 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الْمُحب بن الْكَمَال أبي الْفضل بن النَّجْم الْأنْصَارِيّ الذروي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن الْمرْجَانِي. / ولد) بعد عصر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن عشرى ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وَثلث التَّنْبِيه وَذكر أَنه قَرَأَ فِي الْفِقْه على وَالِده وَحضر فِيهِ الْكَمَال أَمَام الكاملية والزين خطاب، وَسمع الحَدِيث على وَالِده وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَسمع مني بِمَكَّة. 510 - مُحَمَّد أَبُو السُّعُود / شَقِيق الَّذِي قبله. ولد فِي فجر يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشرى شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة. وَمَات وَأَنا بِمَكَّة فِي منتصف ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَجْأَة وَكَانَ خيرا سَاكِنا مواظبا على الْجَمَاعَة والتلاوة منجمعا عَن النَّاس قَلِيل الْكَلَام مِمَّن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وَأخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن الزين خطاب والكمال أَمَام الكاملية حِين مجاورتهما وَفِي الْعَرَبيَّة عَن عَمه الْبَدْر حسن وَسمع الحَدِيث قَدِيما وحديثا وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة بل سمع مني وَعلي بِمَكَّة بعد الثَّمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا. 511 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ الشَّمْس أَبُو عبد الله السرسنائي الأَصْل الْمحلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن أبي عبيد / وَهِي كنية جده. ولد فِي لَيْلَة حادي عشرى رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بالمحلة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين التَّيْسِير والعنوان ومختصر أبي شُجَاع والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع والملحة وألفية ابْن ملك وَعرض على بعض أَعْيَان بَلَده وتلا بالسبع إفرادا وجمعا على الشهَاب بن جليدة والزين جَعْفَر السهنوري وَابْن أَسد وَعبد الْغَنِيّ الهيثمي وَلم يكمل عَلَيْهِ خَاصَّة وَأخذ الْفِقْه وأصوله والفرائض والعربية عَن الشَّمْس بن كتيلة وَقدم الْقَاهِرَة فَحَضَرَ دروس الْمَنَاوِيّ والعبادي وَأبي السعادات البُلْقِينِيّ والجوجري وزَكَرِيا فِي الْفِقْه وَعَن الثَّلَاثَة الْأَخيرينِ أَخذ فِي الْأُصُول وَعَن أبي السعادات فِي

الْعَرَبيَّة وَأَخذهَا مَعًا عَن ابْن الفالاتي وتميز ولازمني فِي الحَدِيث رِوَايَة ودراية وَمِمَّا قَرَأَهُ عَليّ البُخَارِيّ وَجُمْلَة من الْكتب السِّتَّة، وَكتب من تصانيفي القَوْل البديع وَغَيره وَقَرَأَ على عدَّة مِنْهَا. وناب فِي قَضَاء الْمحلة عَن ابْن العجيمي وَغَيره بل اسْتَقل بهَا وقتا وخطب بعدة أَمَاكِن وَاسْتقر بِهِ ابْن الغمري خطيب جَامع التَّوْبَة الَّذِي أنشأه وسكنه وَقَرَأَ الحَدِيث على الْعَامَّة وترقى فِيهِ وَفِي الخطابة وَنَحْوهمَا مَعَ الْمُشَاركَة فِي الْفَضَائِل وجودة المباحثة والفصاحة وَالْقُدْرَة على التَّعْبِير عَن مُرَاده وَحسن الْكِتَابَة والبراعة فِي الشُّرُوط وَالْأَحْكَام بِحَيْثُ حسده ابْن العجيمي فَمن دونه ورموه بالتساهل والجرأة فِي الْأَحْكَام والقضايا وتعب بِسَبَب ذَلِك خُصُوصا فِي أَيَّام الزيني زَكَرِيَّا بِحَيْثُ عَزله وَأَعَادَهُ عَن قرب مَعَ اعترافه بِتمَام فضيلته وَلكنه قَالَ لي أَنه سوهائي) الْمحلة وَآل أمره إِلَى أَن صودر ورسم عَلَيْهِ بل سجن بالقلعة وَغَيرهَا وَمَا نَهَضَ للقدر الَّذِي ألزم بِهِ وَصَارَ بعد ذَلِك فَقِيرا وحيدا حَتَّى أَنه جلس مَعَ ابْن الْمدنِي بِرَأْس سوق أَمِير الجيوش وَمَا أنصفه القَاضِي وَكَانَت بَينه وَبَين أبي البركات الصَّالِحِي مناطحات. 512 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْبَهَاء بن الشَّمْس بن النظام الْمُقْرِئ الصُّوفِي وَالِده الْمَاضِي ابْن أُخْت الشَّمْس بن قَاسم. / سمع مني وَقَرَأَ قَلِيلا ثمَّ فسد حَاله وَأدْخل سجن أولى الجرائم حَتَّى مَاتَ بعد الثَّمَانِينَ ظنا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشَّمْس الدلجي الْمُقْرِئ ويدعى قُريْشًا. / سبق هُنَاكَ وَيَأْتِي فِي ابْن أبي يزِيد أَيْضا. 513 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشَّمْس بن سعد الدّين بن نجم الدّين الْبَغْدَادِيّ القاهري الزَّرْكَشِيّ الْمُقْرِئ الشَّاعِر وَالِد عبد الصَّمد. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: أَصله م نشيراز ثمَّ سكن الْقَاهِرَة وشذا طرفا من الْأَدَب وأتقن القراآت وَالْعرُوض وَعمل فِيهِ منظومة كَانَ شَيخنَا الْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ القَاضِي يطريها ويقرئها أَوْلَاده لإعجابه بهَا وَكَذَا لَهُ قصائد سَمَّاهَا العواطل الخوالي بمدح خير الموَالِي نبويات أَجَاد فِيهَا وَالْتزم فِيهَا أَشْيَاء مخترعة مَعَ كَونهَا كلهَا بِغَيْر نقط وَعمل فِي الظَّاهِر برقوق مرثية طَوِيلَة أنشدها للسالمي فأثابه عَلَيْهَا الْإِمَامَة فِي سعيد السُّعَدَاء وأنشدني لنَفسِهِ مِمَّا قَالَه فِي الغلاء الْكَائِن فِي سنة سبع وَسبعين: (أيا فادي الضيوف بِكُل خير ... وَيَا برا نداه مثل بَحر) (لقد جَار الغلاء على عدوا ... وَهَا أَنا قد شَكَوْت إِلَيْك فقري) وَكَذَا أَنْشدني مرثية فِي القَاضِي كريم الدّين بن عبد الْعَزِيز صاحبني نَحْو عشْرين سنة ثمَّ أَرْسلتهُ سفيرا إِلَى يَنْبع ففرط فِي المَال وَرجع بخفي حنين وَاعْتذر بِأَنَّهُ تزوج وَأنْفق وَأهْدى وَتصدق وَجعل ذَلِك فِي صحيفتي فَنَشَأَ لَهُ مني مَا عَاتَبَنِي من

أَجله بقصيدة تائية فأجبته وناقضته وَهِي فِي ديواني أسأَل الله الْعَفو عني وَعنهُ. وَقَالَ فِي إنبائه: مهر فِي القراآت وشارك فِي الْفُنُون قَالَ وَيُقَال أَنه شرحها يَعْنِي قصيدته فِي الْعرُوض ونظم العواطل الخوالي سِتّ عشرَة قصيدة على سِتَّة عشر بحرا لَيْسَ فِيهَا نقطة وَقد راسلني ومدحني وَسمعت مِنْهُ كثيرا من نظمه ولازمني طَويلا ورافقني فِي السماع أَحْيَانًا وَجَرت لَهُ فِي آخر عمره محنة. مَاتَ خاملا فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث عشرَة وَإِلَيْهِ عَنى شَيخنَا بِمن اتهمه بِالْإِشَارَةِ لتصنيفه النخبة وَشَرحهَا. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار.) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر ولي الدّين النحريري الْمَالِكِي. / وَكَذَا رَأَيْته بخطي وَكتب إِلَى أَنه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَسَيَأْتِي. 514 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بهادر الْكَمَال أَبُو الْفضل المومني الطرابلسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد بطرابلس / وَنَشَأ بهَا فَقدم فِي صغره مَعَ أمه وأخيه الْقَاهِرَة وَحفظ الْبَهْجَة وألفية الْبرمَاوِيّ فِي الْأُصُول والوردية فِي النَّحْو وَغَيرهَا مَعَ فقيهه التقي أبي بكر الطرابلسي وَغَيره ولازم الْجلَال الْمحلي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه على الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع وَغَيرهمَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْكثير من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَأخذ أَيْضا عَن البوتيجي والْعَلَاء القلقشندي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَطَائِفَة مِنْهُم ابْن الديري وَقَالَ أَن أول من اجْتمع بِهِ فِي الْقَاهِرَة نمهم الأول وَكَانَ اجتماعه بِهِ فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَنه قَرَأَ على الثَّانِي من أول الْبَهْجَة إِلَى الْوضُوء وَسمع عَلَيْهِ غَالب الْمِنْهَاج كِلَاهُمَا فِي الْبَحْث وَغير ذَلِك وَأَنه قَرَأَ على الثَّالِث من أَولهَا إِلَى البيع وَمن أول التدريب إِلَى أَحْكَام الصَّلَاة وَسمع عَلَيْهِ غَالب تكملته لَهُ وَغير ذَلِك من الدُّرُوس وَكَانَ أول اجتماعه بِهِ فِي سنة أَربع وَخمسين وَقَالَ أَن شَيخنَا أجَاز لَهُ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وكل هَذَا مُمكن. وَقَرَأَ فِي الْمنطق على الْبُرْهَان العجلوني وَكَذَا أَخذ عَن الشرواني وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَقيد وَجمع وَأَظنهُ كَانَ يتعانى الوفيات وَالنَّظَر فِي التواريخ مَعَ الانجماع والسكون وَالْعقل والتحري والتدين والفضيلة بِحَيْثُ أذن لَهُ الْمحلي وَغَيره وَرُبمَا أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفَاضِل جلال الدّين بن النصيبي كراسة جمعهَا فِي تَرْجَمَة شَيْخه الْمحلي فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين. وَمَات فِي لَيْلَة خَامِس عشرى ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَقد جَازَ الْأَرْبَعين ظنا رَحمَه الله وعوضه وَأمه خيرا. 515 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين / شَقِيق الَّذِي قبله، قَرَأَ الْقُرْآن وَكَانَ متحريا فِي الطَّهَارَة مديم الْجَمَاعَة والانجماع غَالِبا عَن النَّاس عَاقِلا نيراص مِمَّن بَاشر الدوادارية عِنْد

الْمَنَاوِيّ وقتا ثمَّ ترك وَلم يكن خَالِيا عَن فَضِيلَة. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ الْخمسين ظنا رَحمَه الله. 516 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حميد بن بدران بن تَمام بن درغام بن كَامِل الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي. / ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَسمع من أبي مُحَمَّد عبد الْمُنعم بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ بعض جُزْء أبي الجهم وَمن جده) مشيخته تَخْرِيج الندرومي والسفينة الجرائدية وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ يتَكَلَّم بالقدس على الْأَيْتَام والغائبين مُدَّة، وَولي نظر وقف الْأَمِير بركَة ثمَّ أخرج عَنهُ فَتوجه للقاهرة للسعي فِيهِ فَمَاتَ بهَا فِي يَوْم السبت سادس ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. 517 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن عمر بن مُحَمَّد الشَّمْس الْحلَبِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف بِابْن أَمِير حَاج وبابن الموقت. / ولد فِي ثامن عشر ربيع الأول سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد إِبْرَهِيمُ الكفرناوي وَغَيره وَأَرْبَعين النَّوَوِيّ وَالْمُخْتَار ومقدمة أبي اللَّيْث وتصريف الْعزي والجرجانية وَبَعض الأخسيكي وَعرض على ابْن خطيب الناصرية والبرهان الْحَافِظ والشهاب بن الرسام وَغَيرهم من أهل بَلَده وتفقه بِالْعَلَاءِ الْمَلْطِي وَأخذ النَّحْو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق عَن الزين عبد الرَّزَّاق أحد تلامذة الْعَلَاء البُخَارِيّ، وارتحل إِلَى حماة فَسمع بهَا على ابْن الْأَشْقَر ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة فَسمع بهَا على شَيخنَا يقراءتي وَقِرَاءَة غَيْرِي وَأخذ عَنهُ جملَة من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَغَيرهَا وَكَذَا لَازم ابْن الْهمام فِي الْفِقْه والأصلين وَغَيرهَا من هَذِه القدمة وَغَيرهَا وبرع فِي فنون وَأذن لَهُ ابْن الْهمام وَغَيره، وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَأفْتى، وَشرح منية الْمصلى وتحرير شَيْخه ابْن الْهمام والعوامل وَعمل منسكا سَمَّاهُ دَاعِي منار الْبَيَان لجامع النُّسُكَيْنِ بِالْقُرْآنِ وَفسّر سُورَة وَالْعصر وَسَماهُ ذخيرة الْقصر فِي تَفْسِير سُورَة وَالْعصر وَغير ذَلِك وَقد سَمِعت أبحاثه وفوائده وَسمع مني بعض القَوْل البديع وتناوله مني. وَكَانَ فَاضلا مفننا دينا قوي النَّفس محبا فِي الرياسة وَالْفَخْر وَبَلغنِي أَنه أرسل لشيخه ابْن الْهمام بأَشْيَاء كتبهَا على شَرحه للهداية ليقف عَلَيْهَا وَيبين صوابها من خطئها فَكتب إِلَيْهِ جَمِيع مَا كتبه الْوَلَد من أول الكراس إِلَى هُنَا لم يلق بخاطري مِنْهُ شَيْء وَقد وصلت الْكِتَابَة إِلَى الْوكَالَة وَرَأَيْت أَن أحرمكها، إِلَى أَن قَالَ كَلَام طَوِيل وَحَاصِل قَلِيل إِمَّا لَا يعْتد بِهِ وَإِمَّا يُسْتَفَاد من الْكتاب فَإِن كَانَت عِنْده فَائِدَة فاحفظها على من عنْدك من

البلم ويرزق الْكتاب أَهله وَقد كره صَنِيع كَهَذا كثير من طلبة الْعلم النحارير على أَنه لما ذكر فِي شَرحه الْمشَار إِلَيْهِ مَسْأَلَة مَا لَو قَالَ لست بِابْن فلَان يَعْنِي جده لَا يحْسد لصدقه قَالَ وَفِي بعض أَصْحَابنَا ابْن أَمِير حَاج جده، وَحج غير مرّة مِنْهَا فِي موسم سنة سبع وَسبعين وجاور بِمَكَّة الَّتِي تَلِيهَا وأقرأ هُنَاكَ يَسِيرا وَأفْتى ثمَّ سَافر مِنْهَا إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَأَقَامَ بِهِ نَحْو شَهْرَيْن وَمَا سلم من معاند فِي كليهمَا بِحَيْثُ رَجَعَ عَمَّا كَانَ) أضمره من الْإِقَامَة بِأَحَدِهِمَا وَرَأى أَن رِعَايَة جَانِبه فِي بَلَده أَكثر فَعَاد إِلَيْهَا، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشرى رَجَب سنة تسع وَسبعين بعد تعلله زِيَادَة على خمسين يَوْمًا. وَمَاتَتْ أم أَوْلَاده قبله بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة رَحمَه الله وإيانا. 518 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ الْفَخر التّونسِيّ ثمَّ السكندري. / ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع أَبَا الْعَبَّاس بن الْمُصَفّى والجلال بن الْفُرَات قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَقيته فِي الرحلة إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فَقَرَأت عَلَيْهِ مشيخة الرَّازِيّ بِسَمَاعِهِ لَهَا على الْمَذْكُورين. وَمَات فِي أَوَائِل سنة ثَلَاث. وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. 519 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي عمر مُحَمَّد نَاصِر الدّين الْجَعْفَرِي القاهري الشَّافِعِي الْموقع وَيعرف بناصر الدّين الْجَعْفَرِي. / ولد فِي الْعشْر الأول من ربيع الأول سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بالجعفرية وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَابْن النقاش وَغَيرهمَا مِمَّن أجَاز لَهُ وجود الْقُرْآن على الزين أبي بكر الدموهي ثمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ لِابْنِ كثير وَأبي عمر ولنافع على شيخ الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وللفاتحة على الزين بن عَيَّاش بِمَكَّة وتفقه بالولي الْعِرَاقِيّ وَسمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة الْمَنَاوِيّ الْمجْلس الأول من أَمَالِيهِ وَأثبت لَهُ المملي ذَلِك بِخَطِّهِ وَوَصفه بالفاضل، وَكَذَا تفقه بالبيجوري وَحضر الْيَسِير عِنْد الْجلَال البُلْقِينِيّ وَأخذ الْفَرَائِض عَن الشَّمْس الغراقي وَأذن لَهُ فِي سنة سبع عشرَة، وناب فِي الْقَضَاء بالبلاد قَدِيما عَن الْعلم البُلْقِينِيّ ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة سبع وَخمسين وَكتب التوقيع دهرا وصنف للشُّهُود وراقه بل شرح الرحبية والجعبرية فِي الْفَرَائِض وَزعم أَن شَيخنَا قرض لَهُ ثَانِيهمَا، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ توجه صَحبه الركب الرَّحبِي وناب فِي قَضَاء جدة إِذْ ذَاك وَكَانَ الكريمي بن كَاتب المناخات ناظرها حِينَئِذٍ وجاور بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة ثَلَاثَة أَعْوَام

صَحبه الولوي بن قَاسم، وَصَارَ يحجّ مِنْهَا كل سنة وَقَرَأَ وَهُوَ بهَا على الْجمال الكازروني أَشْيَاء وَكَانَ بارعا فِي الْفَرَائِض والتوثيق متكسبا مِنْهُ غَالب عمره لَا يمل من الْكِتَابَة فِيهِ مَعَ سَلامَة الْفطْرَة وَغَلَبَة الْغَفْلَة ومزيد التَّوَاضُع والتقشف وامتهانه لنَفسِهِ وَالرَّغْبَة فِي الْفَائِدَة بِحَيْثُ أَنه أَكثر من التَّرَدُّد إِلَيّ وَكتب عني أَشْيَاء وَرُبمَا قيل أَنه لم يكن متحريا. مَاتَ بعد أَن شاخ وهرم وَعمر فِي يَوْم الْجُمُعَة سلخ ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن من الْغَد بتربة السنقورية رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.) ::: 520 - مُحَمَّد تَقِيّ الدّين أَبُو الوفا الْجَعْفَرِي أَخُو الَّذِي قبله ووالد مُحَمَّد وَأحمد. / ولد فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالجعفرية وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ثمَّ تحول مِنْهَا فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فَقَرَأَ الْمِنْهَاج عِنْد خلد المنوفي وَعرضه مَعَ الْعُمْدَة على شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَغَيرهمَا وتلا لأبي عَمْرو على التَّاج بن تمرية والنور أبي عبد الْقَادِر والشهاب السكندري وجود قبل عَليّ ابْن زين برواق الريافة، وتعانى التوقيع كأخيه وتميز فِيهِ مَعَ مزِيد تساهله، وَكَانَ قد سمع من شَيخنَا وَالزَّرْكَشِيّ والفاقوسي وَعَائِشَة وَغَيرهم كختم البُخَارِيّ بالظاهرية وَحج فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. 521 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بدر الدّين بن الْجُنَيْد القاهري السكرِي. / كَانَ البقاعي مؤدبه فَلم ينجب وَقد سمع من شَيخنَا. وَمَات فِي شَوَّال سنة خمس وَسبعين بعد أَن افْتقر جدا وَجلسَ للاسترزاق بالنزر الْيَسِير فِي الشَّهَادَة بِمَجْلِس المنوفي دَاخل بَاب القنطرة وَرُبمَا تسارع فِي الشَّهَادَة عَفا الله عَنهُ. وَقد سبق أَبوهُ فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن فيحرر هَل جده عبد الرَّحْمَن أَو حسن. 522 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن سعد الدّين بن الْبَدْر بن الشّرف القمني ثمَّ القاهري الصُّوفِي. / ولد سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ وَسمع صحي حمسليم بفوت من الشَّمْس ين القماح وجزءا من حَدِيث أبي الشَّيْخ آخِره الْمَرْأَة الْحَسْنَاء على غَازِي بن المغيث عمر بن الْعَادِل وجزء الْأنْصَارِيّ على أبي الْحسن عَليّ بن أَيُّوب بن مَنْصُور الْمَقْدِسِي ومشيخة العشاري على مُحَمَّد بن عَليّ بن النصير بن نبا فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ الْمزي والذهبي وَابْن نباتة والشهاب الْجَزرِي وَأَبُو حَيَّان

وَأَبُو نعيم الأسعردي وَعِيسَى بن الْمُلُوك فِي آخَرين من دمشق ومصر. وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا وَحدثنَا عَنهُ غير وَاحِد مِمَّن تَأَخّر بعده. وَمَات فِي سنة سِتّ وَله سبع وَسَبْعُونَ سنة، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وإنبائه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. 523 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن الْعَفِيف القسنطيني الأَصْل السكندري الْمَالِكِي سبط بَيت ابْن التنسي وَيعرف بِابْن الْعَفِيف. / ولد قبيل الْعشْرين وَثَمَانمِائَة وباشر الْخمس بِبَلَدِهِ بل نَاب فِي قَضَائهَا عَن شعْبَان بن جنيبات فَمن يَلِيهِ ثمَّ اسْتَقل بِهِ بعد النُّور البلبيسي وَصرف غير مرّة. 524 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن أبي الطَّاهِر بن مُحَمَّد. /) هَكَذَا رَأَيْته بِخَطِّهِ وَخط أَخِيه الشَّمْس وَأسْقط صَاحب التَّرْجَمَة أَيْضا فَقَط أَبَا الْحسن وَجعل أَبَا الطَّاهِر مُحَمَّد بن أبي الْحسن، وَالصَّحِيح مَا رَأَيْته بِخَط الصّلاح الأقفهسي فِي أَبِيه بعد المحمدين عبد الْعَزِيز بن أبي الْحسن وَهُوَ أصح الْبَدْر أَبُو الْيمن وَأَبُو السعادات وَأَبُو عبد الله بن الزين أبي عبد الله بن الشَّمْس أبي عبد الله السكندري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن روق. ولد فِي عَاشر جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وسيتين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن ومختصر التبريزي وألفية ابْن ملك وَعرض على ابْن الملقن وَغَيره وَسمع من وَالِده تساعيات الْعِزّ بن جمَاعَة وَأول حَدِيث على ابْن حجر وَمن الحراوي فضل الْعلم للمرهبي ورباعيات الصَّحَابَة ليوسف بن خَلِيل وكشف المغطى فِي تَبْيِين الصَّلَاة الْوُسْطَى للدمياطي وَمن الْعِزّ بن الكويك وَولده الشّرف والْعَلَاء بن السَّبع والبلقيني فِي آخَرين وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت الجورة خَارج بَاب الْفتُوح. وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد سَابِع عشرى رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين. 525 - مُحَمَّد الصَّدْر أَبُو البركات بن روق / أَخُو الَّذِي قبله ووالده أَحْمد وَأبي الطّيب. ولد كَمَا بِخَطِّهِ سنة اثْنَتَيْنِ وَقيل ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة، وَقَالَ لنا مرّة إِنَّه حِين موت أَبِيه سنة خمس وَتِسْعين كَانَ دون الْبلُوغ، وَمُقْتَضَاهُ أَن يكون بعد هَذَا بِيَسِير بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره، وَعرض على جمَاعَة وجود الْقُرْآن عِنْد الْفَخر البلبيسي أَمَام الْأَزْهَر واشتغل فِي النَّحْو على الْمُحب بن هِشَام وَفِي الْفِقْه على ابْن الملقن والأبناسي وَكَانَ يذكر أَنه أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَسمع على الْعِزّ بن الكويك وَولده الشّرف والتنوخي وناصر الدّين بن اليلق والفرسيسي فِي آخَرين، وَحج فِي سنة تسع عشرَة وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده وخطب بِجَامِع الْحَاكِم وَرُبمَا خطب بِجَامِع القلعة نِيَابَة عَن الشَّافِعِي وَحدث

سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء، وَكَانَ لين الْجَانِب متواضعا متوددا جيدا لحفظ للمنهاج يستحضره إِلَى آخر وَقت غير متشدد فِي الْأَحْكَام وَهُوَ من رُفَقَاء الجدأبي الْأُم. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين وَدفن بحوش البيبرسية رَحمَه الله وإيانا. 526 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة التقي بن الْكَمَال أبي البركات بن الْجمال أبي السُّعُود الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. / وَأمه كمالية ابْنة القَاضِي التقي مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم الْحرَازِي أجَاز لَهُ فِي سنة سبع) وَتِسْعين وَسَبْعمائة التنوخي وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَآخَرُونَ. وَمَات صَغِيرا فَيجوز أَن يكون من شرطنا. 527 - مُحَمَّد الْجلَال أَبُو السعادات بن ظهيرة شَقِيق الَّذِي قبله ووالد الْمُحب أَحْمد وَعبد الْكَرِيم. / ولد فِي سلخ ربيع الأول سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وتفقه بغياث الدّين الكيلاني وبقريبه الْجمال بن ظهيرة وَابْن الْجَزرِي وَقَرَأَ الْأُصُول على أبي عبد الله الوانوغي والبساطي حِين مجاورته بِمَكَّة وانتفع بِهِ كثيرا وَكَذَا قَرَأَ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ على الحسام حسن الأبيوردي الخطيبي أحد أَصْحَاب سعد الدّين التَّفْتَازَانِيّ وَسمع على ابْن صديق والمراغي والزين البهنسي والرضي أبي حَامِد المطري والشمسين ابْن الْجَزرِي والشامي وَغَيرهم كشيخنا وَأَجَازَ لَهُ التنوخي وَابْن الشيخة والعراقي والهيثمي والبلقيني وَابْن الملقن والسويداوي والحلاوي وَطَائِفَة وَلَا زَالَ يدأب فِي التَّحْصِيل حَتَّى برع فِي الْفِقْه وشارك فِي غَيره، وَأذن لَهُ شَيْخه الكيلاني وَغَيره بالإفتاء والتدريس وراسله الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ أَيْضا بذلك. وناب فِي الْقَضَاء بِمَكَّة عَن أَبِيه فِي سنة ثَمَانِي عشرَة وَولي خطابتها فِي سنة عشْرين وَلكنه عورض وَلم يتَمَكَّن من الْمُبَاشرَة ثمَّ ولي نظر الْمَسْجِد الْحَرَام والحسبة بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين عوضا عَن الْخَطِيب أبي الْفضل بن الْمُحب النويري وَلم يلبث أَن صرف ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِمَا مَعَ الخطابة عوضا عَنهُ أَيْضا فِي صفر الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ عزل عَن قرب ثمَّ أشرك بَينهمَا أَمر فَأَقَامَ صَاحب مَكَّة حسن بن عجلَان عوضهما أَمَام الْمقَام عبد الْهَادِي بن أبي الْيمن الطَّبَرِيّ حَتَّى يُرَاجع وَبعد الْمُرَاجَعَة اسْتَقل أَبُو الْفضل بالوظائف فَلَمَّا مَاتَ وَذَلِكَ سنة سبع دخل أَبُو السعادات الْقَاهِرَة فولي الْوَظَائِف الثَّلَاثَة وَلم يلبث أَن بلغه وَهُوَ بِالْقَاهِرَةِ وَفَاة الْمُحب بن ظهيرة قَاضِي مَكَّة فسعى فِي الْقَضَاء فَخير بَينه وَبَينهَا فَاخْتَارَ فقر رفيه مَعَ التحدث على الْأَيْتَام والربط وتدريس البنجالية فِي جُمَادَى الأولى مِنْهَا، وَقدم إِلَى مَكَّة فِي شعبانها ثمَّ أضيف إِلَيْهِ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ

الْوَظَائِف الثَّلَاثَة ثمَّ انْفَصل عَن الْجَمِيع وَأقَام مُقبلا على الأشغال ونفع الطّلبَة ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقَضَاء وَالنَّظَر فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ ثمَّ انْفَصل عَن النّظر ثمَّ عَن الْقَضَاء فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين ثمَّ أُعِيد إِلَى الخطابة والحسبة فِي شوالها وَلكنه انْفَصل عَنْهُمَا عَن قرب فِيهَا ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقَضَاء فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَأَرْبَعين ثمَّ صرف عَنهُ فِي أَوَاخِر الَّتِي تَلِيهَا وَأمر بعد بالتوجه إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَأَقَامَ بهَا ونفع أَهلهَا فِي الْفِقْه وأصوله) وَغَيرهمَا وَقُرِئَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَغَيره ومدحه من أَهلهَا الشَّمْس بن الْبُرْهَان الخجندي ولقيه البقاعي هُنَاكَ فَمَا سلم من أَذَى البقاعي لكَونه لم يتَمَكَّن حِينَئِذٍ من بره، ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ فِي شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين ثمَّ صرف عَنهُ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين ثمَّ أُعِيد فِي محرم الَّتِي تَلِيهَا وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ، وَقد درس وَأفْتى وَحدث أَخذ عَنهُ الأكابر، وَخرج لَهُ التقي بن فَهد مشيخة وامتدحه شَاعِر مَكَّة القطب أَبُو الْخَيْر بن عبد الْقوي وَغَيره وصنف أَشْيَاء لم يبيض مِنْهَا شَيْئا وَلذَا ألم اسْمهَا وَإِن سميتها فِي المعجم وَله أَبْيَات فِي الدِّمَاء ولقيته بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَخمسين فَحملت عَنهُ أَشْيَاء بَعْضهَا بعلو جبل أبي قبيس وَبَعضهَا بِالْحجرِ، وَكَانَ إِمَامًا فَقِيها ذكيا دَقِيق النّظر حسن الْبَحْث جيد الْمُشَاركَة والمذاكرة ممتع المحاضرة ينْبذ من التَّارِيخ وَالشعر وَالْأَدب طلق اللِّسَان ذَا نظم وسط، بل صَار رَئِيس مَكَّة وَشَيخ بِلَاد الْحجاز قاطبة حَسْبَمَا شهد لَهُ بذلك شَيخنَا والبساطي وَعبارَة أَولهمَا أَنه مُنْفَرد فِي هَذَا الْوَقْت بِمَكَّة المشرفة بِمَعْرِِفَة الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة وخصوصا الْفِقْه على مَذْهَب الإِمَام الشَّافِعِي ومشاركته فِي الْعُلُوم غير الْفِقْه مَشْهُورَة ثمَّ صرح بِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهَا الْآن من يُسَاوِيه فِي الْفِقْه فضلا عَن أَن يفوقه. وَقَالَ ثَانِيهمَا أَنه جاور بهَا عَاما كَامِلا وَاجْتمعَ عَلَيْهِ بهَا غَالب من ينْسب إِلَيْهِ الْعلم وَالْفضل بهَا مُدَّة طَوِيلَة فَلم ير فيهم من بلغ رتبته فِي أَنْوَاع الْعُلُوم مَجْمُوعَة قَالَ وَلم أر مِنْهُم وَلَا من غَيرهم من أهل الْحجاز من يُنَازع فِي ذَلِك بل الْكل قد سلمُوا لَهُ إِلَى أَن قَالَ وَهَذَا الرجل إِذا سُئِلَ فِي الْفِقْه الَّذِي هُوَ عُمْدَة الْعلمَاء يُجيب فِي الْحَال إِمَّا عَن الرَّوْضَة أَو الرَّافِعِيّ كَأَنَّهُمَا بَين عَيْنَيْهِ شاهدت ذَلِك مِنْهُ مرَارًا وَإِذا سُئِلَ فِي الْأُصُول استحضر المسئلة من ابْن الْحَاجِب أَو الْبَيْضَاوِيّ كَذَلِك وَكَذَلِكَ الحَدِيث وَالتَّفْسِير مَعَ أَنه لَيْسَ بمتقدم فِي الْعُمر وَلَكِن الْعُلُوم منح إلهية ومواهب اختصاصية انْتهى. وَمضى شَيْء من أمره فِي أَبِيه وَوَصفه بَعضهم بمزيد الدَّعْوَى والتعاظم حَتَّى اضمحلت محاسنه فِي جنبها مَعَ الْمُبَالغَة فِي وَصفه بالشح والطمع وَكَلَام كثير لَا يَلِيق بِنَا إثْبَاته.

مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي آخر يَوْم الْخَمِيس تَاسِع صفر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وسامحه وإيانا. وَمن نظمه أول قصيدة امتدح بهَا شَيْخه الْبِسَاطِيّ: (طب أَيهَا الحبر الإِمَام مقَاما ... واغنم بِمَكَّة سَيِّدي أَيَّامًا) (وتهن يَا قَاضِي الْقُضَاة بِحَضْرَة ... مَلَأت قُلُوب العاشقين غراما) (أَحييت للْعلم الشريف مآثرا ... وملكت فِيهِ شكيمة وزماما) ) وَمِنْه فِي الْجلَال البُلْقِينِيّ: (هَنِيئًا لكم يَا أهل مصر جلالكم ... عَزِيز فكم من شُبْهَة قد جلى لكم) (وَلَوْلَا اتقاء الله جلّ جَلَاله ... لَقلت لفرط الْحبّ جلّ جلالكم) وَذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَنه برع فِي الْفِقْه وَغَيره حَتَّى أَنه الْآن عَالم الْحجاز وَكتب تَكْمِلَة شرح الْحَاوِي فِي الْفِقْه لشيخه ابْن ظهيرة وَفِي الْمَنَاسِك وعَلى جمع الْجَوَامِع وذيل على طَبَقَات الْفُقَهَاء للسبكي. 528 - مُحَمَّد الْجلَال أَبُو الْفَتْح بن ظهيرة / أَخُو اللَّذين قبله وَكَأَنَّهُ شقيقهما. أجَاز لَهُ فِي الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين ابْن صديق والكمال الدَّمِيرِيّ وَأَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ وَجَمَاعَة وكتبته تخمينا. 529 - مُحَمَّد الْجمال أَبُو السُّعُود بن ظهيرة أَخُو اللَّذين قبله، أمه كمالية ابْنة عَليّ بن أَحْمد النويري. / ولد فِي سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْحَاوِي وَسمع ابْن الْجَزرِي والتقى الفاسي وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ حفيدا بن مَرْزُوق والنور الْمحلي وَغير وَاحِد، وناب فِي الْقَضَاء بجدة عَن أَخِيه أبي السعادات. وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخمسين غفر لَهُ. 530 - مُحَمَّد الْجمال أَبُو المكارم نب ظهيرة أَخُو الْأَرْبَعَة قبله وشقيق الْأَوَّلين ووالد الْعَبَّاس وَأبي بكر مُحَمَّد. / ولد فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَسمع من ابْن صديق وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي والتنوخي وَغَيرهم وَحضر دروس الْجمال بن ظهيرة وَدخل مصر فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة ثمَّ عَاد سَرِيعا فَمَاتَ بهَا فِي صفر سنة تسع عشرَة وَدفن بتربة الصُّوفِيَّة بالصحراء غَرِيبا رَحمَه الله. 531 - مُحَمَّد القطب أَبُو الْخَيْر الْمَالِكِي أَخُو الْخَمْسَة قبله وشقيق أبي السُّعُود. / ولد فِي أول سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَحفظ بعض الرسَالَة الفرعية وَحضر فِي الثَّالِثَة على الْجمال مُحَمَّد بن عَليّ النويري والبدر حُسَيْن بن أَحْمد الْهِنْدِيّ وَغَيرهمَا وَسمع من ابْن الْجَزرِي والتقى الفاسي وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد. مَاتَ فِي شَوَّال سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة.

532 - مُحَمَّد النَّجْم بن ظهيرة الشَّافِعِي أَخُو السِّتَّة قبله وشقيق أبي السعادات وأشقائه ووالد المحمدين الْجمال والنجم. / ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع من ابْن صديق والمراغي والبدر البهنسي وَالْجمال بن ظهيرة وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ ابْن الذَّهَبِيّ) وَابْن العلائي والتنوخي والبلقيني وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي وَخلق، وَحدث سمع مِنْهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد وناب فِي الْقَضَاء بِمَكَّة عَن أَخِيه أبي السعادات وَكَذَا فِي الخطابة، وَدخل مصر مرَارًا وَالشَّام وحلب وولع بالتاريخ فحفظ مِنْهُ جملا مستكثرة وعلق فِيهِ فَوَائِد فِي المسودات لم تبيض. قَالَ النَّجْم بن فَهد: وَلَقَد قَالَ لي فِي بعض الْأَيَّام قبل مَوته بِسنتَيْنِ أَو ثَلَاث أَنا فِي هَذِه الْأَيَّام مَا صرت أكتب شَيْئا اعْتِمَادًا عَلَيْك فَلَا تدع شَاذَّة وَلَا فاذة إِلَّا تَكْتُبهَا وَكَانَ رَئِيسا نبيلا حشما طَاهِر اللِّسَان لطيف المحاضرة. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة رَحمَه الله. 533 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الرضي أَبُو حَامِد بن القطب أبي الْخَيْر بن الْجمال أبي السُّعُود الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي وَالِد ظهيرة والمحب مُحَمَّد وحسين وَابْن عَم السَّبْعَة قبله وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. / ولد فِي آخر لَيْلَة الِاثْنَيْنِ تَاسِع ربيع الأول سنة سبع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه يُوسُف الدّباغ الْمصْرِيّ وَأكْثر الرسَالَة وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد سَالم وَأبي الطَّاهِر المغربيين حِين إقامتهما بِمَكَّة وَعند الْبِسَاطِيّ وَغَيرهم وَسمع على قَرِيبه الْجمال بن ظهيرة والزين المراغي والشمسين مُحَمَّد بن الْمُحب الدمشق وَابْن الْجَزرِي والعفيف عبد الله بن صَالح وَابْن سَلام وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ وقريبه الزين وَالْمجد اللّغَوِيّ والشرف بن الكويك وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ وَعبد الْقَادِر الأرموي ورقية ابْنة ابْن مزروع وَآخَرُونَ وَولي نصف إِمَامَة الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بعد وَفَاة عمر بن عبد الْعَزِيز النويري ثمَّ انْفَصل عَنْهَا فِي ربيع الأول من الَّتِي تَلِيهَا بِأبي عبد الله النويري ولقيته بِمَكَّة فِي مجاورتين وتحدثت مَعَه بل أجَاز وَلم يكن بِذَاكَ. مَاتَ بعد أَن أثكل أَنْجَب ابنيه وصبر فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء مستهل الْمحرم سنة سبع وَسبعين غفر الله لَهُ ورحمه وإيانا. 534 - مُحَمَّد ولي الدّين أَبُو عبد الله بن ظهيرة الشَّافِعِي / شَقِيق الَّذِي قبله. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وأحضر فِي آخر الأولى على المراغي المسلسل وَختم البُخَارِيّ وَسمع من ابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة والشهاب المرشدي والمقريزي وَأبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي وَغَيرهم

وَأَجَازَ لَهُ ابْن مَرْزُوق شَارِح الْبردَة والشمسان الشَّامي والكفيري والنجم بن حجي وابنا ابْن بردس وَآخَرُونَ وَفِي جملَة ذُرِّيَّة أَحْمد بن عَطِيَّة) بن ظهيرة عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَابْن الكويك وَابْن طولوبغا وَالْمجد الشِّيرَازِيّ وَآخَرُونَ ولقيته بِمَكَّة فِي مجاورات ثَلَاث وَأَجَازَ فِي بعض الاستدعاآت وَهُوَ خَاتِمَة شُيُوخ الظهيريين شَبيه بأَخيه. مَاتَ فِي صفر سنة تسعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. 535 - مُحَمَّد أَبُو السُّعُود بن ظهيرة شَقِيق اللَّذين قبله أمّهم شمائل الحبشية فتاة أَبِيه. / أجَاز لَهُ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والمراغي وَآخَرُونَ. وَكَأَنَّهُ مَاتَ صَغِيرا. 536 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَمْزَة نَاصِر الدّين بن الْبَدْر البدراني الأَصْل الدمياطي، / مَاتَ بهَا فِي يَوْم الْأَحَد حادي عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. 537 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْخضر بن سمري الشَّمْس الزبيرِي العيزري الْغَزِّي الشَّافِعِي وَيعرف بالعيزري. / سرد شَيخنَا فِي مُعْجَمه نقلا عَن خطه نسبه إِلَى الزبير وَلَيْسَ عِنْده مُحَمَّد الثَّالِث وأثبته فِي الأنباء. ولد بالقدس فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ فتفقه بهَا على الشَّمْس بن عَدْلَانِ والتقى أَحْمد بن مُحَمَّد الْعَطَّار الْفَقِيه المتصدر بِجَامِع الْحَاكِم ومحيي الدّين ولد شَارِح التَّنْبِيه وَغَيره الْمجد الزنكلوني وَقَرَأَ بالقرى آتٍ سوى عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ على الْبُرْهَان الحكري وَكَذَا أَخذ القراآت عَن التقي الأعزب ثمَّ فَارق الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين فسكن غَزَّة إِلَى سنة أَربع وَخمسين وَدخل دمشق فَأخذ بهَا عَن ابْن كثير والبهاء الْمصْرِيّ والعماد الحسباني والتقى السُّبْكِيّ وَابْن الْقيم وَابْن شيخ الْجَبَل وَغَيرهم وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَأقَام على نشر الْعلم بغزة إِلَى أَن قدم القطب التحتاني الْقُدس فَرَحل إِلَيْهِ وَأخذ عَنهُ وَأَجَازَ لَهُ وَكَذَا أذن لَهُ الْبَدْر مَحْمُود بن عَليّ بن هِلَال فِي الْإِفْتَاء ثمَّ أَخذ عَن السراجين الْهِنْدِيّ والبلقيني والتاج السُّبْكِيّ وصنف كثيرا فَمن ذَلِك تَعْلِيق على الرَّافِعِيّ سَمَّاهُ الظهير على فقه الشَّرْح الْكَبِير فِي أَربع مجلدات أَو خمس ومختصر الْقُوت للْأَذْرَعِيّ وأوضح المسالك فِي الْمَنَاسِك وأسنى الْمَقَاصِد فِي تَحْرِير الْقَوَاعِد وشح على الألفية سَمَّاهُ بلغَة ذِي الْخَصَاصَة فِي حل الْخُلَاصَة وتوضيح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ بل وَشرح على جمع الْجَوَامِع لشيخه سَمَّاهُ تشنيف المسامع فِي شرح جمع الْجَوَامِع وَله على الْمَتْن مناقشات أرسل بهَا لمؤلفه سَمَّاهَا البروق اللوامع فِيمَا أورد على جمع الْجَوَامِع أَجَابَهُ عَنْهَا فِي منع الْمَوَانِع وَلذَا قَالَ العيزري أَنه أرسل بالبروق إِلَى مُصَنفه وَهُوَ فِي صلب ولَايَته فَأثْنى عَلَيْهِ

وَأجَاب عَنهُ وَكَذَا كتب لشَيْخِنَا) بأسئلة فِي عدَّة عُلُوم وَأرْسل مَعهَا بعدة من تصانيفه وَأكْثر من التصانيف جدا ونظم فِي الْعَرَبيَّة أرجوزة سَمَّاهَا قضم الضَّرْب فِي نظم كَلَام الْعَرَب وأفرد لنَفسِهِ تَرْجَمَة فِي جُزْء وقفت عَلَيْهَا. وَمَات فِي منتصف ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان رَحمَه الله وإيانا. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وإنبائه. وَقَالَ التقى ابْن قَاضِي شُهْبَة وقفت لَهُ على اعتراضات على فَتْوَى للسراج البُلْقِينِيّ فوصلت إِلَى وَلَده الْجلَال فَردهَا عَلَيْهِ منتصرا لِأَبِيهِ فَبَلغهُ ذَلِك فانتصر لنَفسِهِ ورد مَا قَالَه الْجلَال وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ نَاصِر الدّين الأياسي عَالم الْحَنَفِيَّة بغزة وَأنْشد عَنهُ من نظمه: (عَدوك إِمَّا معلن أَو مكاتم ... وكل بِأَن تخشاه أَو تتقي قمن) (وزد حذرا مِمَّن تَجدهُ مكاتما ... فَلَيْسَ الَّذِي يرميك جَهرا كمن كمن) وَحكى أَنه رَآهُ بعد مَوته وَهُوَ يكْتب على عَادَته فَقَالَ لَهُ ألم تمت قَالَ نعم فَقلت لَهُ وَكِتَابَة بعد الْمَوْت فَقَالَ ألم تعلم أَن الْمَرْء يحْشر على مَا مَاتَ عَلَيْهِ فَقلت نعم وانتبهت وَمن تصانيفه أَيْضا سلَاح الِاحْتِجَاج فِي الذب على الْمِنْهَاج والغياث فِي تَفْصِيل الْمِيرَاث وآداب الْفَتْوَى والانتظام فِي أَحْوَال الْأَيْتَام وغرائب السّير ورغائب الْفِكر فِي عُلُوم الحَدِيث وتهذيب الْأَخْلَاق بِذكر مسَائِل الْخلاف والاتفاق ورسائل الْإِنْصَاف فِي علم الْخلاف وتحبير الظَّوَاهِر فِي تَحْرِير الْجَوَاهِر أجوبة عَن الْجَوَاهِر للأسنائي وأخلاق الأخيار فِي مهمات الْأَذْكَار والكوكب الْمشرق فِي الْمنطق ومصباح الزَّمَان فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَشَرحه وسلسال الضَّرْب فِي كَلَام الْعَرَب فِي النَّحْو وَبَيَان فتيا دَار الْعدْل وَاسْتِيفَاء الْحُقُوق بمسئلة المخلف والمسبوق ودقائق الْآثَار فِي مُخْتَصر مَشَارِق الْأَنْوَار والمناهل الصافية فِي حل الكافية لِابْنِ الْحَاجِب وَغَيرهَا. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِحَذْف مُحَمَّد الثَّالِث. 538 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْخضر أَبُو الْخَيْر بن الْعَلَاء الدمنهوري الأَصْل القاهري / الْمَاضِي أَبوهُ. تكسب كأبيه بِالشَّهَادَةِ قَلِيلا واختص بالتاج بن المقسي وَنَحْوه وَكَانَ متنزها شكلا. وَمَات بعد أَبِيه بِقَلِيل قَرِيبا من سنة خمس وَثَمَانِينَ. 539 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خلف بن كميل الصّلاح بن الْجلَال المنصوري الدمياطي قاضيها الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن كميل. / نَشأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَأخذ عَن الشهَاب الجديدي وَنَحْوه بل كتب بِخَطِّهِ أَنه أَخذ عَن الْجلَال الْمحلي وَأَنه قَرَأَ على الْعَبَّادِيّ والمناوي ثمَّ الْجَوْجَرِيّ وَآخَرين وناب فِي قَضَاء دمياط عَن وَالِده ثمَّ اسْتَقل بِهِ وَكَذَا ولي قَضَاء) الْمحلة بعد صرف أوحد الدّين

بن العجيمي والمنصورة وَغَيرهَا وراج أمره فِي الْقَضَاء جدا لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من الْعقل والتودد وَالْكَرم والبذل والمداراة وَحسن الْعشْرَة وَالْأَدب وسلوك أَنْوَاع الرياسة مَعَ حسن الشكالة وصفاء الذِّهْن وجودة الْفَهم والمزاحمة للفضلاء بذلك وَلم يزل فِي نمو من هَذَا كُله إِلَى أَن راموا مِنْهُ التَّكَلُّم فِيمَا يتَعَلَّق بالذخيرة من الْأَوْقَاف الْمعينَة وَغَيرهَا وشافهه السُّلْطَان بذلك فأظهر الْقبُول ثمَّ فر من الترسيم وَاسْتمرّ مختفيا إِلَى أَن طلع إِلَيْهِ بِدُونِ وَاسِطَة وَدفع إِلَيْهِ مَالا وَبَالغ فِي طلب الاستقضاء فَأَجَابَهُ. وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة عَاشر شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن من الْغَد بجوار فتح الأسمر وَأَظنهُ جَازَ الْخمسين رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة. 540 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن عَليّ بن خَلِيل الْبَدْر أَبُو الْيُسْر القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الْغَرْس / وَهُوَ لقب جده خَلِيل الْأَدْنَى. ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة منتصف الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِظَاهِر الْقَاهِرَة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن على الشهَاب بن المسدي وَقَالَ أَنه أكمل حفظه وَهُوَ ابْن تسع وَصلى بِهِ إِمَّا فِي الْعَاشِرَة أَو الَّتِي تَلِيهَا وَحفظ الْمجمع والمنار والتخليص وألفية النَّحْو وَعرض على شَيخنَا وَابْن الْهمام فِي آخَرين واشتغل فِي الْفِقْه على ابْن الديري وَابْن الْهمام وَأبي الْعَبَّاس السرسي ولازمه وقتا وَفِي الْعَرَبيَّة وأصول الدّين على أبي الْفضل المغربي وَفِي أصُول الدّين على ابْن الْهمام وتلميذه سيف الدّين وعَلى ثَانِيهمَا وَغَيره فِي الْمعَانِي وَفِي الْمنطق على الْبُرْهَان الْهِنْدِيّ وَغَيره وَمن شُيُوخه الْعَضُد الصيرامي والأمين الأقصرائي وَآخَرُونَ، وَعرف بمزيد الذكاء وناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن الديري فَمن بعده وخالط كثيرا من المباشرين كالعلاء بن الأهناسي والتاج بن المقسي وقتا فِي الشطرنج وَغَيره حَتَّى رتبا لَهُ فِي أَكثر الْجِهَات الَّتِي باشراها وَكَذَا اخْتصَّ بالزيني بن مزهر وارتبط بِهِ دهرا وترفع عَن النِّيَابَة وَصَارَ فِي عداد الشُّيُوخ بل اسْتَقر فِي مشيخة التربة الأشرفية بعد الكافياجي بتعب كَبِير مَعَ كَون المتوفي كَانَ رغب عَنْهَا للبدر بن الديري وَفِي مشيخة الْجَامِع الزيني ببولاق بعد النُّور بن الْمَنَاوِيّ وَفِي تدريس الْفِقْه بالجمالية الجديدة بعد ابْن الأقصرائي وَكَذَا بقبة الصَّالح بعد سيف الدّين شَيْخه وَقصد بِالْكِتَابَةِ فِي النَّوَازِل وَصَحب ابْن أُخْت مَدين وتلقن مِنْهُ الذّكر وذاق تِلْكَ الْبَدَائِع الَّتِي من الْأَحْيَاء وَغَيره وَنظر فِي كَلَام الصُّوفِيَّة وَلذَا كَانَ أحد من قَامَ على البقاعي بل وأجابه عَن الأبيات الَّتِي انتقدها من تائية ابْن الفارض فِي مُصَنف) مُسْتَقل وتلقى ذَلِك عَنهُ غير وَاحِد من طلبة الْمشَار إِلَيْهِ وَغَيرهم وَفِيه الْكثير مِمَّا لَا يُعجبنِي وَلذَا قَالَ البقاعي بعد قَوْله أَنه لَازم أَبَا الْفضل المغربي وانتفع بِهِ

ونظم ونثر وَتقدم فِي الْفُنُون وَمَات لَهُ فِي طاعون سنة أَربع وَسِتِّينَ ولدان كالغصنين فِي يَوْم وَاحِد فرثاهما بقصيدة طَوِيلَة أَولهَا: (لَيْت شعري والبين مر المذاق ... أَي شَيْء أغراكما بفراقي) أَنه مكر الله بِهِ فَصَارَ من رُؤُوس الاتحادية التَّابِعين للحلاج وَابْن عَرَبِيّ وَابْن الفارض وحزبهم انْتهى. وَكَذَا كتب على شرح متن العقائد شرحا لطيفا بل شرح شَرحه للتفتازاني شرحا طَويلا وَعمل مؤلفا فِي أدب الْقَضَاء ورسالة فِي التمانع وبرهان التمانع، وَقد حج وجاور غير مرّة مِنْهَا فِي سنة سبعين وأقرأ الطّلبَة بِمَكَّة وَلم يَنْفَكّ هُنَاكَ أَيْضا عَن اللّعب بالشطرنج بل رَأَيْته فِي يَوْم الْعِيد بمنى قبل أَن أنزلهَا وَهُوَ يلعبه مِمَّا لَو أخْبرت بِهِ عَنهُ لارتبت فِيهِ. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ بديع الذكاء والتصور مقتدر على التَّعْبِير عَن مُرَاده مَعَ تفخيم الْعبارَات الَّتِي قد يقل محصولها وَحسن النادرة والهيئة الَّتِي يتأنق فِيهَا ومشيه على قَاعِدَة المباشرين غَالِبا وَسُرْعَة الْحَرَكَة وسلامة الصَّدْر والمحبة فِي الْإِطْعَام والفتوة وبذل الجاه مَعَ من يَقْصِدهُ وخفض الْجَانِب لبني الدُّنْيَا والزهو على غَيرهم غَالِبا، ومحاسنه أَكثر وَقد كتبت من نظمه فِي الْفَخر أبي بكر بن ظهيرة والشرف يحيى بن الجيعان مَا أودعته فِي ترجمتيهما وَكَذَا مِمَّا كتبته مِنْهُ: (النَّاس مثل الْأَرَاضِي فِي طبائعها ... فَمَا الَّذِي لَان مِنْهَا كَالَّذي صلبا) (وَقل فِي النَّاس من ترْضى سجيته ... مَا كل تربة أَرض تنْبت الذهبا) وَقد سبقه الْقَائِل: (النَّاس كالأرض ومنهاهم ... كم يَابِس فيهم وَمن لين) (فجلمد تدمى بِهِ أرجل ... وإثمد يَجْعَل فِي الْأَعْين) وَكَذَا من نظمه: (يَا رب عونا على الْخطب الَّذِي ثقلت ... أعباؤه يَا غياثي فِي مهماتي) (لطفت بِالْعَبدِ فِيمَا مضى كرما ... يَا رب فالطف بِهِ فِي الْحَال والآتي) وَلم يزل على حَاله إِلَى أَن تعلل بِمَا امْتنع مَعَه من الرّكُوب وَصَارَ ملقى فِي بَيته بِحَيْثُ تناقص حَاله وتعطلت أَكثر جهاته وَكَاد أَن يمل حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَتِسْعين رَحمَه الله) وَعَفا عَنهُ وإيانا. 541 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد الْكَمَال الصغاني الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ سبط يُوسُف الغزولي وَيعرف بِابْن الضياء. / ذكره الفاسي فَقَالَ سمع بِمَكَّة من بعض شُيُوخنَا وَقَرَأَ على الشَّمْس بن سكر وَأَجَازَ لَهُ ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَغَيرهمَا وَمَا عَلمته حدث. وعني بالفقه وَغَيره وَسكن قبل مَوته مُدَّة طَوِيلَة بوادي نَخْلَة ثمَّ اسْتَقر مِنْهَا بخيف بن عُمَيْر وَكَانَ يؤم فِيهِ النَّاس ويخطب ويعقد الْأَنْكِحَة،

وتعانى التِّجَارَة فِي شَيْء قَلِيل. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَعشْرين بالخيف الْمَذْكُور وَنقل إِلَى المعلاة فَدفن بهَا وَهُوَ فِي أثْنَاء عشر السِّتين. وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ نَاب فِي عُقُود الْأَنْكِحَة، وأرخ وَفَاته بِمَكَّة فِي ربيع الأول، وَالْأول الْمُعْتَمد شهرا ومحلا. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. 542 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن عمر بن دَاوُد بن مُوسَى بن نصر الْمُحب أَبُو يحيى بن الْعِزّ بن الْعِمَاد الْبكْرِيّ القاهري الشَّافِعِي نزيل المؤيدية وَيعرف بالمحب الْبكْرِيّ. / ولد تَقْرِيبًا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فِيمَا ذكره لي مَعَ سرد نسبه الَّذِي سقته فِي الوفيات وَغَيرهَا إِلَى أبي بكر الصّديق وَقيل أَن مولده بعد سنة خمس وَثَمَانِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَأخذ الْفِقْه عَن الشهَاب بن الْعِمَاد والْعَلَاء الأقفهسي والبدر الطنبدي فِي آخَرين وَأكْثر من الْحُضُور عِنْد الْعِزّ بن جمَاعَة فِي فنونه وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيره وَكَذَا لَازم شَيخنَا فِي الأمالي وَغَيرهَا وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير من شَرحه للْبُخَارِيّ وَغَيره وامتدحه بعدة قصائد سَمعهَا هِيَ وَأَشْيَاء من نظمه مِنْهُ الْأَعْيَان وكتبت عَنهُ مِنْهُ جملَة وناب فِي الْإِمَامَة بالمؤيدية وَكَانَ فَاضلا خيرا بهي الْهَيْئَة سليم الْفطْرَة منجمعا عَن النَّاس سريع النّظم. مَاتَ فِي عصر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشرى شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بالأزهر وَدفن بالصحراء بِالْقربِ من بَاب الْجَدِيد وَرَأى الْمُحب الفاقوسي فِي لَيْلَة صلى عَلَيْهِ أَبَاهُ فِي الْمَنَام وَهُوَ يَأْمُرهُ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَخرج لذَلِك فَرَأى جده يَأْمُرهُ بذلك وَرَأى آخر نَحْو ذَلِك رَحمَه الله وإيانا. وَمن نظمه: (أَقُول لما صفا حبي والفاني ... أَنا الْمُحب وَمن أهواه الفاني) (لَو لامني فِيهِ أَلفَانِ ... وَإِن الشفا فِي فتح الْأَعْرَاف بِالنَّصِّ) وَقَوله:) (زعمت بِأَن الهجر مر مذاقه ... وَأَن الشفا فِي فتح الْأَعْرَاف بِالنَّصِّ) (وَمن لم يَذُوق المر لم يدر حلوه ... فها أَنْت شبه الطِّفْل تقنع بالمص) وَعِنْدِي من نظمه فِي التَّارِيخ والمعجم غير هَذَا. 543 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن السَّيِّد الْأَجَل بن صدر الدّين مُحَمَّد بن شرف الدّين بن عَلَاء الدّين عَليّ الشَّمْس أَبُو الْمجد بن القطب بن السراج الحسني الرميثي لقَوْله أَنه من ذُرِّيَّة صَاحب مَكَّة رميثة بن أبي نمي الْخُرَاسَانِي البُخَارِيّ الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة وَإِمَام مقَام الْحَنَفِيَّة بهَا ووالد الْعَفِيف عبد الله الْمَاضِي. / هَكَذَا أمْلى على نسبه وأملى مرّة بعد ثَالِث المحمدين الصَّدْر مُحَمَّد بن الشّرف عَليّ فَالله أعلم. ولد فِي سحر لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانِي عشرَة وثمانماية ببخارا

وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ومنظومة النَّسَفِيّ وَقطعَة من أول الكنر وتصريف الزنجاني والحاجبية والإرشاد لسعد الدّين التَّفْتَازَانِيّ فِي النَّحْو واشتغل على مُحَمَّد الزَّاهدِيّ البُخَارِيّ المدفون بِطيبَة ثمَّ على قَاضِي بخارا وسمرقند مُحَمَّد الْمِسْكِين شَارِح الْكَنْز ثمَّ على مُحَمَّد الخافي ثمَّ على مَوْلَانَا مُحَمَّد الناصحي وعَلى النجاري بالنُّون وَالْجِيم البُخَارِيّ والقطب اليمكش وَغَيرهم وتحول من بخارا لسمرقند وَهُوَ ابْن سِتّ أَو سبع عشرَة سنة فَأخذ بهَا عَن بعض الْمَذْكُورين لانتقالهم أَيْضا إِلَيْهَا وَعَن غَيرهم وقطنها وَتزَوج بهَا ثمَّ ارتحل لهراة ثمَّ لأصبهان سنة خمس وَخمسين واشتغل بهَا على طَاهِر أحد تلامذة ابْن الْجَزرِي وصاهره على ابْنَته وَأقَام بهَا نَحْو شَهْرَيْن ثمَّ دخل بَغْدَاد وَأقَام بهَا ثَلَاثَة أشهر وسافر فِي السّنة صُحْبَة الْحَاج لمَكَّة وجاور بهَا سنة سِتّ ثمَّ رَجَعَ صُحْبَة الْحَاج إِلَى الْقُدس فدام بِهِ سَبْعَة أشهر وَتوجه إِلَى الشَّام فَمَكثَ فِيهَا أَيَّامًا قَلَائِل وَعَاد إِلَى الْقُدس ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا واشتغل على السعد بن الديري والأمين الأقصرائي وَاسْتقر فِي مشيخة الباسطية المكية فِي سنة تسع وَخمسين عوضا عَن الشوائطي وَوصل لمَكَّة صُحْبَة الْحَاج فِيهَا فباشرها ثمَّ ولي إِمَامَة مقَام الْحَنَفِيَّة بهَا فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وتدريس درس الخواجا الْهَمدَانِي بمقام الْحَنَفِيَّة وباشره إِلَى أَن انْقَطع لتعطل أوقافه وَقُرِئَ عَلَيْهِ فِي الحَدِيث سَمَاعا ثمَّ فِي مشيخة الخلجية للخلجي مَحْمُود صَاحب مندوة ووالد صَاحبهَا الْآن غياث الدّين أبي الْفَتْح عِنْد بَاب أم هَانِئ وتكرر دُخُوله الْقَاهِرَة مرَارًا وصاهر الخواجا الشَّمْس بن الزَّمن على أُخْته وتأثل أَمْوَالًا ودورا بَعْضهَا إنشاؤه توصل لكثير مِنْهَا بطرق مَعَ مزِيد الْإِمْسَاك وَهُوَ المثير للمحنة البرهانية مَعَ كَونه هُوَ المرقى) لَهُ للْإِمَامَة وَلكنه كَانَ يُبَالغ فِي التنصل من ذَلِك مَعَه وَمَعَ أحبابه. وَزعم أَنه عمل كتابا فِي عُلُوم الحَدِيث مِمَّا الظَّاهِر أَنه أَخذ كتاب الكافياجي فِي ذَلِك لظَنّه عدم اشتهاره وَكَذَا لَهُ شرح على الجرومية سَمَّاهُ المأمومية، وَقد تكَرر اجتماعي مَعَه بِالْقَاهِرَةِ وبمكة بل كَانَ يراجعني فِي أَشْيَاء ويبالغ فِي الْإِكْرَام والاحترام لفظا وخطا. وَبِالْجُمْلَةِ فقد صَار وجيها ذَا دور مُتعَدِّدَة وأماكن متنوعة وَكتب نفيسة استكتب أَكْثَرهَا وكلنها غير مُقَابلَة بل كَثِيرَة السقم مَعَ شدَّة الْإِمْسَاك والحرص والتزيد فِي كَلَامه وَعدم الانضباط بل شرفه فِيمَا قيل متجدد وَكَذَا دَعْوَاهُ أَنه من ذُرِّيَّة رميثة مُتَوَقف فِيهَا وَأهل مَكَّة فِي ذَلِك كلمة إِجْمَاع وَكَانَ يكثر إِظْهَار التعلل تَارَة تصنا وَتارَة توجعا إِلَى أَن كَانَ مَوته فِي أثْنَاء ربيع الأول سنة خمس وَتِسْعين وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا وَخلف أَوْلَادًا أكبرهم أحْسنهم طَريقَة بل أرجحه على أَبِيه بورك فِيهِ.

544 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبَادَة بن عبد الْغَنِيّ الْأمين بن قَاضِي الْحَنَابِلَة الشَّمْس الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي أَخُو النَّجْم عبد الْكَرِيم الْحَنَفِيّ والشهاب أَحْمد الْحَنْبَلِيّ الماضيين. / مَاتَ سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة كَمَا رَأَيْته بخطي على من اشْترك مَعَه فِي نسبه بِحَيْثُ ظَنَنْت أَنه هُوَ. 545 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْبر بن عَليّ بن تَمام الْجلَال بن الْبَدْر بن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: ولد قبل سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة واشتغل فِي صباه قَلِيلا وَكَانَ جميل الصُّورَة لكنه صَار قَبِيح السِّيرَة كثير المجاهرة بِمَا أزرى بِأَبِيهِ فِي حَيَاته وَبعد مَوته بل لَوْلَا وجوده لما ذمّ أَبوهُ. وَقد ولي بعده تدريس الشَّافِعِي بجاه ابْن غراب مَعَ بذل دَار تَسَاوِي ألف دِينَار بل ولي قبل ذَلِك تدريس الشيخونية بعد الصَّدْر الْمَنَاوِيّ ببذل جزيل لنيروز ناظرها حِينَئِذٍ. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى عشرَة سامحه الله. 546 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم نجم الدّين أَبُو عبد الله بن الشَّمْس بن النَّجْم الْقرشِي الباهي ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ وَالِد أبي الْفَتْح مُحَمَّد الْآتِي. / اشْتغل كثيرا وَسمع على أبي الْحسن العرضي وَجَمَاعَة وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ الْكثير وشارك فِي الْعُلُوم. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه وَسمع من شُيُوخنَا وَنَحْوهم وعني بالتحصيل ودرس وَأفْتى وَكَانَ لَهُ نظر فِي كَلَام ابْن الْعَرَبِيّ) فِيمَا قيل. مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ عَن سِتِّينَ سنة. وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه أَنْجَب وَلَده وَسمعت بقرَاءَته وَمن فَوَائده. وَكَانَ حسن السمت جميل الْعشْرَة. وَقَالَ ابْن حجي: كَانَ أفضل الْحَنَابِلَة بالديار المصرية وأحقهم بِولَايَة الْقَضَاء، قلت وَقد قَرَأَ على البُلْقِينِيّ بالشيخ الْعَالم الْمُحَقق مفتي الْمُسلمين جمال المدرسين. وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه رافقه فِي قِرَاءَة الْجمل للخونجي على الولوي بن خلدون ثمَّ لم نزل متصاحبين حَتَّى مَاتَ وَهُوَ مِمَّن عرف بِالْخَيرِ ولين الْجَانِب رَحمَه الله. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الستار الحريري. / يَأْتِي بِدُونِ من بعد المحمدين. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن 547 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الشَّمْس أَبُو الْخَيْر بن التقي بن نَاصِر الدّين الزبيرِي الْمصْرِيّ الأقفهسي الْقُدسِي الشَّافِعِي. / قدم مَكَّة بعد الثَّلَاثِينَ فجاور بهَا وتأهل فِيهَا بست الْكل ابْنة الإِمَام الرضي بن الْمُحب الطَّبَرِيّ فَولدت لَهُ ذكرا وَأُنْثَى. مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخه بن فَهد. 548 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن يُوسُف بن مَنْصُور الشَّمْس

بن الْكَمَال القاهري الشَّافِعِي إِمَام الكاملية / وَابْن أئمتها والماضي أَبوهُ وجده. ولد فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثامن عشرى ذِي الْحجَّة سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالكاملية وَنَشَأ بهَا فِي كنف أبوية فحفظ الْقُرْآن والعمدة وَغَيرهَا وَمن ذَلِك بعض التَّنْبِيه، وَعرض على شَيخنَا والقاياتي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والْعَلَاء القلقشندي والمناوي والكمال ابْن الْبَارِزِيّ والجلال بن الملقن وَابْن سُلْطَان القادري الشافعيين وَابْن الديري والأمين الأقصرائي والشمني وَابْن الْهمام والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ الحنفيين والبدر بن التنسي وَأبي الْقسم النويري وَابْن المخلطة المالكيين وأجازوه وَحج مَعَ أَبِيه غير مرّة وجاور وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي والتقى بن فَهد وَآخَرين وببيت الْمُقَدّس على التقي القلقشندي وَغَيره بل سمع الْكثير بِقِرَاءَتِي حِين قَرَأت للْوَلَد على بقايا الشُّيُوخ وبقراءة غَيْرِي وَحضر دروس وَالِده وَكَذَا قَرَأَ على أبي الْعَزْم وَابْن المسيري وَلكنه كَانَ بَعيدا عَن هَذَا المهيع بل اعتنى بخلوة لَهُ فِي الكاملية فأتقن بياضها وزخرفتها وجلب فِيهَا من التحف والأشياء الظريفة مَا كَانَ يقْصد من أَجله لرؤيتها لسروره بذلك وَرُبمَا جر لَهُ نفعا دنيويا وَالْكثير مِنْهُ ينشأ عَم مسئلة وإلحاح وَهُوَ يفني ذَلِك كُله فِي مأكله وَنَحْوه وطالما كَانَ يقْصد فِي خلوته للْأَكْل من كنافة قوام وَصَارَ فِي كل هَذَا فريدا. وَلما مَاتَ وَالِده لم يشاحح أحدا من أَخَوَيْهِ فِي الْمِيرَاث) مَعَ مزِيد تعديهما واقتياتهما عَلَيْهِ واختلاسهما مِنْهُ وَهُوَ غير منفك عَن مساعدتهما لغَلَبَة سَلامَة بَاطِنه بِحَيْثُ كَانَ إِلَى البهاليل أقرب وَكَانَ لتحريه عَنْهُمَا فِي الْجُمْلَة يَنُوب عَن أَبِيه فِي إِمَامَة الكاملية غَالِبا. مَاتَ بعد أَبِيه بِدُونِ سنتَيْن بأيام فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشرى شَوَّال سنة سِتّ وَسبعين بعد توعكه مُدَّة بِمَرَض حاد وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد فِي مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد متوسط ثمَّ دفن بحوش سعيد السُّعَدَاء وَكنت مِمَّن شهد الصَّلَاة عَلَيْهِ مَعَ كَونه أَكثر أَخَوَيْهِ توليبا على وَلكنه أخير وأبرك رَحمَه الله وَغفر لنا وَله. 549 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خليف بن عِيسَى أَبُو الْفَتْح بن الْمُحب بن الرضي أبي حَامِد المطري الْمدنِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وسبط الزين أبي بكر المراغي. / سمع من أَبِيه فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره. 550 مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو الْفضل المطري أَخُو الَّذِي قبله وشقيق أم كُلْثُوم الَّتِي تزوج بهَا القَاضِي الْمَالِكِي شمس الدّين السخاوي، أمهما خَدِيجَة ابْنة القَاضِي عَليّ الزرندي. / سمع من أَبِيه جلّ مُسْند الشَّافِعِي وَمن التقي بن فَهد وَغَيرهمَا بل قَرَأَ على أبي الْفرج المراغي وَأخذ عَن الشهَاب الأبشيطي فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وتلقى

عَن أَبِيه الْأَذَان. مَاتَ فِي رُجُوعه من الْحَج عِنْد مفرح لَيْلَة الْحَادِي وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ فجيء بِهِ إِلَى الْمَدِينَة وَدفن بِالبَقِيعِ وَلم يبلغ الْأَرْبَعين وَهُوَ خَاتِمَة الذُّكُور من بَيت المطري رَحمَه الله وأعقب ابْنَته خَدِيجَة الَّتِي تزوج بهَا بعد الْمُحب بن القَاضِي خير الدّين الْمَالِكِي. 551 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن صَالح نَاصِر الجدين أَبُو الْفضل وَأَبُو الْعِزّ بن الزكي بن فتح الدّين الْكِنَانِي الْمدنِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن صَالح. / نَشأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَعرضه عَليّ مَعَ الْجَمَاعَة فِي سنة ثَمَانِينَ واشتغل قَلِيلا وَقَرَأَ عَليّ فِي القَوْل البديع وتقريب النَّوَوِيّ وَغَيرهمَا وَكَذَا قَرَأَ فِي القراآت على الزين جَعْفَر وَأَجَازَ لَهُ وسافر إِلَى الرّوم فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده وأجحف فِيمَا استأداه من أوقافهم الَّتِي هُنَاكَ جدا وَلم يرض عَنهُ وَاحِد من الْفَرِيقَيْنِ وَدخل الشَّام والقاهرة وَغَيرهمَا غير مرّة وزاحم أَعْمَامه بِجُزْء فِي الخطابة والإمامة وَالنَّظَر ورام أَكثر من ذَلِك. وَهُوَ فطن ذكي جريء مقتدر على الألفات إِلَيْهِ مَعَ صغر سنة. وَكَانَ الْأَشْرَف قايتباي أَمر بسجنه فِي القاعة بِسَبَب مرافعة أحد أَعْمَامه مَعَ أهل الْمَدِينَة فِي أَبِيه ثمَّ أطلقهُ من الْغَد) وتكررت محنة وتزايد فقره لعدم حسن تَدْبيره ومشيه وَصَارَ إِلَى حَالَة كثر تألمي لَهُ بِسَبَبِهَا وَلَو وفْق لَكَانَ أحد رُءُوس بَيته وَهُوَ الْآن بِالْمَدِينَةِ بعد تشتته عَنْهَا دهرا أحسن الله عاقبته. 552 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح أَبُو الْقسم بن الشَّمْس بن فتح الدّين بن صَالح / بن عَم الَّذِي قبله. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ وَرُبمَا نَاب فِي الْإِمَامَة وَالْقَضَاء، وَدخل الْقَاهِرَة وَغَيرهَا وَهُوَ الْآن صوب الْيمن. 553 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الشَّمْس أَبُو الْخَيْر بن أبي الْفضل بن أبي عبد الله الْجَوْهَرِي الأَصْل الفيشي الأحمدي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف كهما بِابْن بطالة. / ولد تَقْرِيبًا فِي أَوَائِل سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بفيشا المنارة من الغربية وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه وألفية النَّحْو، وَقدم الْقَاهِرَة فقطن زَاوِيَة أَبِيه بقنطرة الموسكي واشتغل رَفِيقًا للفخر عُثْمَان المقسي وَابْن قَاسم عِنْد الشّرف السُّبْكِيّ وَالْجمال الأمشاطي والونائي والقاياتي والبوتيجي فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا ولازم شَيخنَا وَلكنه لم يدم الِاشْتِغَال بل قَامَ بِأَمْر الزِّرَاعَة وَنَحْوهَا وبذل همته فِي ذَلِك. وَحج فِي سنة تسع وَسبعين صُحْبَة ركب الأتابك والأقصرائي وابتدأ مَعَهُمَا بالزيارة النَّبَوِيَّة وَرجع بعد انْقِضَاء الْحَج وقطن بطنتدا وَتلك النواحي وتكرر اجتماعي بِهِ فِي مجْلِس شَيخنَا ثمَّ بعد

وَهُوَ إِنْسَان متودد ذكي حسن الْمُلْتَقى والمحاسن. مَاتَ إِمَّا فِي آخر سنة سِتّ وَتِسْعين أَو أول الَّتِي تَلِيهَا رَحمَه الله. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أَو حسن الْبَدْر بن الْجُنَيْد / مضى فِي. 554 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشريف الْقرشِي الحباك / حِرْفَة. ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ببولاق وقطن الْقَاهِرَة ولقيته بهَا فأنشدني قَوْله: (قمر لَهُ طرفِي وقلبي منزل ... مَا باله عني يصد ويأفل) (رشأ سباني حسنه ولحاظه ... شبه الأرامل يغزلون وَيَأْكُل) وَقَوله حِين وَدعنِي: (يَا من يروم الرحيل عَنَّا ... آمنك الله فِي ارتحالك) (كَانَ لَك الله خير واق ... سلمك الله فِي المسالك) 555 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم الْبَدْر أَبُو الْفضل بن التقي أبي الْخَيْر بن الشَّمْس الْحَنَفِيّ سبط الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الله بن حُسَيْن النويري أحد قراء السَّبع من الشَّافِعِيَّة، / وَلذَا اشْتهر هَذَا بالنويري. ولد فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والقدوري وَأخذ عَن الْأمين الأقصرائي وَغَيره كَابْن الديري ولازم الْبَدْر بن عبيد الله وصاهره على ابْنة أَخِيه، وناب فِي الْقَضَاء عَن الديري فَمن بعده واختص بالتاج بن المقسي كثيرا وَأكْثر من مخالطته بل وَعمل النقابة لِابْنِ الشّحْنَة وقتا وَصَارَت لَهُ نوبَة فِي بَاب الْحَنَفِيّ، وَحج غير مرّة وجاور وَولي التدريس بمدرسة الجاي تجاه أم السُّلْطَان من التبانة وسكنها والإعادة بِأم السُّلْطَان إِلَى غير ذَلِك من الْجِهَات وانجمع بعد موت عشرائه مَعَ عَليّ الهمة وَحسن الْعشْرَة والفتوة وخفة الرّوح ثمَّ كثرت مخالطته للبدري أبي الْبَقَاء بن الجيعان لتزويجه سَرِيَّة لَهُ. 556 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ن عبد الرَّزَّاق بن عِيسَى بن عبد الْمُنعم بن عمرَان بن حجاج الصَّدْر بن الشّرف بن الصَّدْر السفطي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد الضياء مُحَمَّد الْآتِي. / أَخذ عَن ابْن الملقن والأبناسي وَغَيرهمَا كَالشَّمْسِ بن الْقطَّان قَرَأَ عَلَيْهِ عدَّة عُلُوم بل قَرَأَ عَلَيْهِ سبع ختمات للأئمة السَّبْعَة ومؤلفه السهل فِي القراآت السَّبع وَكتب جملَة من تصانيف شَيْخه ابْن الملقن وَقرأَهَا عَلَيْهِ وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل الأوحد علم المفيدين. وَمرَّة أُخْرَى بالشيخ الْعَالم الفاض لمفيد الطالبين كنز المحصلين، وتفقه كثيرا وَكتب على مُخْتَصر التبريزي شرحا، وَكَانَ دينا خيرا ولي مشيخة الْآثَار النَّبَوِيَّة بعد مُحَمَّد بن المبرك وَكَانَ أَولا يجلس مَعَ الشُّهُود

بل يُؤَدب الْأَبْنَاء بِحَيْثُ كَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا وناصر الدّين ابْن شيخهما ابْن الْقطَّان ثمَّ ترك. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لي الرِّوَايَة عَنهُ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان. وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. وَاسْتقر بعده ابْنه الضياء مُحَمَّد فِي المشيخة رَحمَه الله وإيانا. 557 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن روزبة الشَّمْس بن فتح الدّين أبي الْفَتْح بن التقي الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَكَذَا أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن تَقِيّ وَرُبمَا يُقَال لَهُ تَقِيّ. / ولد فِي تَاسِع عشرى ربيع الآخر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك وَعرض واشتغل على أَبِيه وَغَيره وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي وَالْجمال الكازروني. بل قَرَأَ على أبي الْفرج المراغي وَسمع مني قَلِيلا وَأَجَازَ لَهُ شَيخنَا وَجَمَاعَة وَكَانَ خيرا ذَا همة علية وتودد وامتهان لنَفسِهِ مَعَ أحبابه. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشرى ربيع الآخر سنة تسع وَثَمَانِينَ) وَصلي عَلَيْهِ فِي عصره وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله وإيانا. 558 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الظَّاهِر الشريف الأخميمي ثمَّ القاهري. / مِمَّن سمع ختم البُخَارِيّ على أم هَانِئ الهورينية وَمن كَانَ مَعهَا مَعَ غَيره مِمَّا قرئَ فِي ذَاك الْيَوْم. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أبي الطَّاهِر مُحَمَّد بن أبي الْحسن الْبَدْر وَأَخُوهُ الصَّدْر الْمَعْرُوف كل مِنْهُمَا بِابْن روق. / مضيا فِيمَن جده مُحَمَّد بن أبي الْحسن. 559 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن الْحَافِظ الشّرف أبي الْحُسَيْن عَليّ بن التقي أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن أَحْمد بن عبد الله بن أبي الرِّجَال عِيسَى الْحُسَيْنِي الْهَاشِمِي اليونيني البعلي الْحَنْبَلِيّ. / ولد فِي الْعشْر الْأَخير من جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع على ابْن الزعبوب وَمُحَمّد بن عَليّ بن اليونانية الصَّحِيح وتفقه بالتاج بن بردس والعماد بن يَعْقُوب البعليين وَغَيرهمَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بِبَلَدِهِ وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق. مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَخمسين رَحمَه الله. 560 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الْبَهَاء أَبُو السعد بن الْكَمَال بن الْبَدْر النابلسي الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. كتب كأبيه القَوْل البديع وَقَرَأَ بعضه. 561 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم أصيل الدّين بن ولي الدّين بن صدر الدّين بن كريم الدّين السمنودي الأَصْل الدمياطي أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَيعرف بِابْن بقبيش. / شيخ مُعْتَقد بَين الدمياطيين مُقيم بِمَسْجِد ابْن قسيم تَحت المرقب عِنْده جمَاعَة يكثرون الذّكر مِمَّن يذكر بكرامات وأحوال صَالِحَة وَأَن وَالِده رأى النَّبِي

صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل وِلَادَته فَمسح ظَهره وَقَالَ بَارك الله فِي هَذِه الذُّرِّيَّة، وَأَن وَلَده هَذَا مَكْتُوب فِي ظَهره بقلم الْقُدْرَة مُحَمَّد حَسْبَمَا شَاهده غير وَاحِد مِمَّن أَخْبرنِي وَأَنه تسلك على يَد شخص حصني وسافر إِلَى الشَّام وَغَيرهَا وانتفع بِهِ جمَاعَة. مَاتَ بدمياط فِي ظهر يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع رَجَب سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ عَن أَربع وَسِتِّينَ سنة. وَاسْتقر عوضه فِي الْمَسْجِد الْمشَار إِلَيْهِ أَخُوهُ رَحمَه الله وإيانا. 562 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن إِسْحَاق الْبَدْر بن الولوي السنباطي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي سبط الصَّدْر بن العجمي / والماضي أَبوهُ. ولد فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ. وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمختصر الفرعي وألفية ابْن ملك وَعرض على البُلْقِينِيّ والمناوي وَابْن الديري وَابْن الْأَشْقَر فِي آخَرين وَسمع على وَالِده) والشمني والبلقيني وَطَائِفَة وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة، وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة عَن أبي الْفضل المغربي وَفِي الْفِقْه وَغَيره عَن السنهوري والنور بن التنسي وَلم يمعن من الِاشْتِغَال وناب فِي الْقَضَاء عَن الشَّافِعِي بشر بنابل وعملها بل وبالقاهرة عَن السراج بن حريز ثمَّ عَن اللَّقَّانِيّ وَجلسَ بِبَعْض الحوانيت، وَكَانَ سَاكِنا لَا بَأْس بِهِ حسن الْعشْرَة يجيد الشطرنج وَهُوَ خير من أَخِيه بِكَثِير مَعَ أَن ذَاك أكبر وَبِيَدِهِ قَضَاء سنباط. مَاتَ بهَا بعد أَن تعلل مُدَّة بالاستسقاء وَغَيره فِي عَاشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا. 563 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَهِيمُ بن حَمَّاد بن خلف بن حرز الله أَبُو حَامِد التَّمِيمِي التّونسِيّ الْمَالِكِي الشاذلي وَيعرف بالمحجوب / وَهُوَ صفة لجده لِكَثْرَة اعتزاله عَن النَّاس. ولد سنة تسع وَثَمَانمِائَة بتونس وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن لنافع وَبحث فِي الْفِقْه على يَعْقُوب الزعبي قَاضِي تونس وَأبي الْقسم الْبُرْزُليّ وَعنهُ أَخذ طَرِيق الْقَوْم وَكَذَا أَخذهَا عَن أَبِيه كِلَاهُمَا عَن أبي عبد الله البطرني عَن ماضي بن سُلْطَان عَن أبي الْحسن الشاذلي، وَحج فِي سنة تسع وَأَرْبَعين ولقيته حِينَئِذٍ فِي الميدان، وَكَانَ شكلا حسنا ذَا تواضع وتؤدة وعقل وسكينة. مَاتَ فِي 564 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد ولي الدّين أَب وَالْفضل بن نَاصِر الدّين أبي الْيمن بن الشَّمْس الزفتاوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَعَمه عبد اللَّطِيف وأبوهما وَأَخُوهُ الصَّدْر أَحْمد والآتي ابْنه جلال الدّين مُحَمَّد. حفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج، وَعرض على شَيخنَا وَابْن المحمرة وقارئ الْهِدَايَة فِي آخَرين مِنْهُم الْعلم البُلْقِينِيّ وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء وَكَذَا عَمَّن بعده وَكَذَا نَاب فِي الْحِسْبَة بِالْقَاهِرَةِ وَقد أجَاز لَهُ ولأخته زَيْنَب باستدعاء بِخَط أخيهما الصَّدْر بن

الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة. وَمضى لَهُ ولأبيه مُحَمَّد ذكر فِي أَخِيه وَكَانَ عَارِيا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشرى ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد سامحه الله. 565 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد أَبُو الطّيب بن التَّاج النستراوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / وَيعرف أَبوهُ بِابْن الْمُحْتَسب وَهُوَ بكنيته أشهر. اشْتغل يَسِيرا وَسمع مَعنا على شَيخنَا وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وجود الْخط وأتقن صناعَة التذهيب وَنَحْوهَا وتميز فِي الْمُبَاشرَة كأبيه وَنسخ أَشْيَاء وَكَانَ يمِيل إِلَى البطالة، وَقد صاهر النُّور بن الرزاز على ابْنَته ثمَّ فَارقهَا وسافر مَعَ الرجبية صُحْبَة نَاظر دمياط فَكَانَت منيته بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي شعْبَان سنة إِحْدَى) وَسبعين وَقد قَارب الْأَرْبَعين وَنعم الخاتمة رَحمَه الله. 566 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن خيضر بن سُلَيْمَان الْبَدْر بن القطب الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي بن الخيضري الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ النَّجْم أَحْمد. / شَاب نَشأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَسمع معي بِدِمَشْق على جمَاعَة وكتبت لَهُ ثبتا وَلم يلبث أَن مَاتَ قريب السِّتين عوضه الله الْجنَّة. 567 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام نَاصِر الدّين بن نَاصِر الدّين بن الشَّمْس بن الْجمال الْحَرَّانِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن تَيْمِية. / ولد سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن والمنهاجين وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الشّرف السُّبْكِيّ وَغَيره بل حضر دروس الشهَاب الطنتدائي وَفِي النَّحْو عَن الشَّمْس الشطنوفي. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الصعُود سنة سِتّ وَسبعين وَقد قَارب السّبْعين، وَكَانَ إنْسَانا حسنا كَبِير الهمة وافر الْمُرُوءَة قانعا وباسمه مُرَتّب فِي الْخَاص صَار إِلَيْهِ بعد أَبِيه ثمَّ لزم خدمَة ابْن الْهمام وَحُضُور درسه فقرره فِي خدمَة الشيخونية مَعَ كَونه لم يعْهَد فِيهَا غير حَنَفِيّ وَكَذَا لَازم الشمني وَاسْتقر بِهِ فِي بعض وظائف التربة القانبيهية، وَشهد بِبَعْض المراكز بل نَاب عَن الْعلم البُلْقِينِيّ وَفِي الآخر توجه رَسُولا عَن الْخَلِيفَة المستنجد بِاللَّه لتقليد ابْن سُلْطَان الْهِنْد بعد أَبِيه فَمَاتَ فِي توجهه بِمَكَّة رَحمَه الله وإيانا. 568 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمُنعم الْمُحب بن الصَّدْر بن الشهَاب الحسني الجرواني القاهري ابْن عَم الْجلَال مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله النَّقِيب. / تكسب بِالشَّهَادَةِ دهرا رَفِيقًا لِابْنِ صدر الدّين وَغَيره فِي مجْلِس بَاب الْقوس دَاخل بَاب القنطرة وَغَيره وَكَانَ جريئا متجاهرا انْقَطع بالفالج مُدَّة تقَارب خمس عشرَة

سنة إِلَى أَن مَاتَ فِي منتصف صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَلَوْلَا مَا وصل إِلَيْهِ من مِيرَاث ابْن عَمه فِي أثْنَاء الْمدَّة لانكشف حَاله وَعَسَى أَن يكفر عَنهُ رَحمَه الله وسامحه وإيانا. 569 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر الْفَقِيه المعتقد الشَّمْس أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الزيات. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس وَدفن بالقرافة. ذكره المقريزي قَالَ وعَلى يَده سلك صاحبنا الشَّاب التائب، ورأيته فِي عقوده فأرخه فِي يَوْم الْأَحَد أول ذِي الْقعدَة سنة أَربع عشرَة بخانقاه سر ياقوس وَكَانَ أحد صوفيتها قَالَ وَكَانَ فَاضلا وقفت) لَهُ على كتاب الْكَوَاكِب السيارة فِي تَرْتِيب الزِّيَارَة ضمنه كثيرا من أَخْبَار من دفن بالقرافة. 570 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن فَهد بن حسن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد بن هَاشم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن الْقسم بن عبد الله بن جَعْفَر بن عبد الله بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَالب النَّجْم أَبُو النَّصْر بن الْكَمَال أبي الْخَيْر بن الْجمال أبي عبد الله الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي سبط النَّجْم الأصفوني مُخْتَصر الرَّوْضَة ووالد التقي مُحَمَّد وعطية ابْني ابْن فَهد. / كَذَا بِخَط التقي بن فَهد وَزَاد الفاسي قبل فَهد عبد الله. ولد تَقْرِيبًا سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع بهَا من الْعِزّ بن جمَاعَة والعفيف اليافعي والتقى عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ والجمالين ابْن عبد الْمُعْطِي والأميوطي والكمال بن حبيب وبالمدينة من عَليّ بن يُوسُف الزرندي وبالقاهرة ودخلها غير مرّة مِنْهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ من ابْن حَاتِم، وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَأَبُو الثَّنَاء المنيجي وَعمر الشحطبي وَابْن الهبل وَابْن النَّجْم والبهاء بن خَلِيل والموفق الْحَنْبَلِيّ فِي آخَرين وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كولده التقى وقطن بأصفون وقتا لما آثر آل اسْتِحْقَاقهَا لَهُ وَكَانَ يتَرَدَّد مِنْهَا فِي بعض المواسم صُحْبَة الْحَاج لمَكَّة بِحَيْثُ كَانَ مولد ابْنه التقي فِيهَا إِلَى أَن تحول مِنْهَا فِي سنة خمس وَتِسْعين بِمَكَّة فدام فِيهَا حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى عشرَة وَدفن عِنْد سلفه بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا. وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَكَذَا المقريزي فِي عقوده. 571 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الشَّمْس بن الْأمين بن الشَّمْس الشارمساحي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي ابْن أخي الزين يُوسُف الكتبي الْآتِي. / مِمَّن قَرَأَ على الأبناسي الضَّرِير نزيل الزينية وَحضر عندالبكري وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا ثمَّ استنابه زَكَرِيَّا لأجل عَمه فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ

وَتِسْعين وسافر قَاضِي الْمحمل سنة خمس وَتِسْعين. 572 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن هادي بن مُحَمَّد السَّيِّد الْعَلَاء أَبُو عبيد الله بن السَّيِّد عفيف الدّين أبي بكر الْحُسَيْنِي الحسني المكراني الأَصْل النيريزي المولد الإيجي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَابْنه وَيعرف بِابْن عفيف الدّين. / ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بنيزيز بِكَسْر النُّون على الْمُعْتَمد وَآخره زَاي بَلْدَة من أَعمال شبنكالة بالقرن من إيج بِهَمْزَة ممالة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة سَاكِنة وانتقل مِنْهَا وَهُوَ صَغِير إِلَى إيج) وَصَارَ يتَرَدَّد بَينهَا وَبَين شيراز وهما متقاربتان وَكَانَت إِقَامَته تَحت كنف أبيهوعليه اشْتغل وَبِه تدرب وَكَذَا أَخذ عَن عَمه الصفي فاختص بِهِ كثيرا وعظمت رغبته فِي ملازمته والتهذب بِهِ وَسمع عَلَيْهِمَا وعَلى جده لأمه السَّيِّد جلال الدّين عبد الله بن القطب مُحَمَّد وناصر الدّين أنس بن الشّرف مَحْمُود الفركي الشَّافِعِي وصافح خَاله السَّيِّد الْجمال مُحَمَّد بن الْجلَال عبد الله الحسني وَأخذ عَن خَاله الآخر السَّيِّد الشهَاب أَحْمد وَسعد بن نظام الكازروني وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَسمع عَلَيْهِمَا وَكَذَا سمع من الشَّيْخ أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد السجسْتانِي الْحَنَفِيّ وَأخذ أَيْضا عَن شهَاب الْإِسْلَام الْكرْمَانِي قدم عَلَيْهِم شيراز وأصيل الدّين الدهقلي وَسمع بأصبهان من مَوْلَانَا شرف الدّين حسن الْأَصْبَهَانِيّ وَلَقي بتبريز المحيوي التبريزي المعمر أحد أَصْحَاب الزين الخافي وبغيرها الْمولي مُحَمَّد التاوكاني وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْجَزرِي والشرف الجرهي والزين الخوافي وَعبد الرَّحِيم الصديقي والبرهان الْحلَبِي وَابْن نَاصِر الدّين وَابْن رسْلَان فِي آخَرين مِنْهُم الْبِسَاطِيّ وَابْن نصر الله الْحَنْبَلِيّ والحناوي وَالزَّرْكَشِيّ والمقريزي وناصر الدّين الفاقوسي وَابْن خطيب الناصرية وَالْجمال عبد الله بن جمَاعَة وَعَائِشَة الحنبلية وَأكْثر التَّرَدُّد للحرمين والمجاورة بهما وَسمع بِمَكَّة من الْبَدْر حُسَيْن الأهدل وَأبي الْفَتْح المراغي وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة بِالْمَدِينَةِ من الْمُحب المطري وَأذن لَهُ فِي الإقراء والإفتاء وبحلب من ابْن الشماع وبحمص من الشهَاب أَحْمد بن البهلوان وبدمشق من التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والباعوني والبرهان وَعبد الرَّحْمَن بن دَاوُد وَعبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ خَلِيل والنظام بن مُفْلِح وببيت الْمُقَدّس من أبي بكر بن أبي الوفا والزين ماهر وَأبي بكر القلقشندي وبغزة من نَاصِر الدّين الأياسي وبالقاهرة من شَيخنَا وَهُوَ كَانَ قَصده بالرحلة وَسمع مِنْهُ وَعَلِيهِ بِقِرَاءَتِي أَشْيَاء، وَبَالغ شَيخنَا فِي إكرامه وأتحفه بِبَعْض تصانيفه وَمن الْعلم البُلْقِينِيّ وَبحث مَعَهُمَا وَأذن لَهُ فِي التدريس وَمن الْعِزّ بن الْفُرَات والزين البوتيجي والبدر النسابة وَأبي الْفَتْح الفوي والزين قَاسم

الْحَنَفِيّ وَلَقي بهَا وبغيرها جمَاعَة آخَرين فَكَانَ مِمَّن لقِيه بهرموز النُّور أَبَا الْفتُوح الطاوسي، وَأكْثر من السياحة فِيمَا بَين مَكَّة وَالْمَدينَة والديار المصرية وبلاد الْعَجم وزار بَيت الْمُقَدّس غير مرّة وبلد الْخَلِيل، وتكرر قدومه الْقَاهِرَة وَنزل فِي غير مرّة مِنْهَا بخلوة الْبَهَاء بن خَلِيل من سطح جَامع الْحَاكِم وَتكلم مَعَ رَئِيس المؤذنين بِهِ بل وبجامع الْأَزْهَر فِي التَّحَرُّز فِي وَقت الْأَذَان لَا سِيمَا الْمغرب وَضَاقَتْ صُدُورهمْ بِسَبَب ذَلِك وَتَكَلَّمُوا فِيهِ بِمَا لَا يَلِيق وَكثر تردد عُظَمَاء المملكة) وأعيانها إِلَيْهِ وخطبه كل من الْأَشْرَف أينال وَالظَّاهِر خشقدم للقيه فَاجْتمع بهما ووعظهما، واشتدت نفرته من البقاعي بِحَيْثُ ظهر لَهُ ذَلِك مِنْهُ وَأخذ عَنهُ بعض الْفُضَلَاء وَالْتمس مِنْهُ الْمَنَاوِيّ الْكِتَابَة فِي مسئلة الطَّلَاق الْوَاقِعَة فِي أول أَيَّام المكيني ليستظهر بِهِ فَمَا وَافق على الْكِتَابَة وَاقْتصر على اللَّفْظ مَعَ إهداء الْمَنَاوِيّ لَهُ مَا كتبه على مُخْتَصر الْمُزنِيّ وَهُوَ فِي نَحْو ثَلَاث مجلدات ورام جَانِبك الجداوي مناكدته وَكَذَا جَوْهَر الساقي فَأَخذهُمَا الله وَظهر فيهمَا مصداق قَول عَمه عَنهُ أَنه الترياق المجرب مَا تعرض لَهُ أحد فأفلح وَكَذَا من كراماته عدم تمكن من كَانَ قِيَامه فِي هدم الْكَنِيسَة الْحَادِثَة بالقدس على غير وفْق غَرَضه من التَّعَرُّض لَهُ بمكروه مَعَ تحركه لذَلِك وَخَوف أحبابه عَلَيْهِ من وُقُوع شَيْء لَا سِيمَا والْعَلَاء يَبْدُو مِنْهُ فِي حَقهم من الْكَلِمَات النهايات. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ إِمَام عَلامَة أوقاته مستغرقة فِي الْعِبَادَة مديم الصّيام وَالْقِيَام والحرص على الأوراد وابتاع السّنة وَعدم التبسط فِي المأكل وَنَحْوهَا على طَرِيق السّلف رَاغِب فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر لَا يهاب فِي الصدع بذلك أحدا وَلَو عظم غير منفك عَن قيام اللَّيْل حَتَّى فِي السّفر شَدِيد الرَّغْبَة فِي كتب الحَدِيث وَضبط أَلْفَاظه وَأَسْمَاء رِجَاله حَتَّى كثر التماسه مني لتَحْصِيل مَا صنفته أَو جمعته بل التمس معي تَخْرِيج أربعي الصُّوفِيَّة للسلمي والعادلين لأبي نعيم وَغير ذَلِك مِمَّا يحْتَاج إلهي وَكَانَ لَا يقدم عَليّ أحدا. وَقد جمع تصانيف مقَامه أَعلَى مِنْهَا ونظم المقبول وَغَيره وبينت من ذَلِك كُله فِي معجمي أَشْيَاء وَلم يزل على جلالته ومجاهدته فِي الْعِبَادَة واقتفاء السّنة حَتَّى مَاتَ بِمَكَّة فِي آخر لَيْلَة السبت رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن عِنْد أَبِيه وَعَمه وَكَانَ قد تهَيَّأ قبل بأشهر إِلَى بِلَاده وسافر من مَكَّة لجدة وأشحن أمتعته بِبَعْض المراكب بل وَنزل هُوَ الْمركب أَيْضا وَمَا بَقِي إِلَّا السّفر فِي تِلْكَ اللَّيْلَة فَبَدَا لَهُ تَركه وطلع بِنَفسِهِ وبأمتعته فَلم يلبث أَن توعك حَتَّى مَاتَ وَكَانَت الْخيرَة فِي ترك سَفَره وعد ذَلِك من كراماته رَحمَه الله وإيانا.

573 - مُحَمَّد السَّيِّد نور الدّين / أَخُو الَّذِي قبله وَهُوَ أكبر. مَاتَ وَزَوجته حَامِل فَسمى وَلَده باسمه وَهُوَ نور الدّين مُحَمَّد الْآتِي وَلم أعرف شَيْئا من حَال صَاحب التَّرْجَمَة. 574 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو النَّصْر بن الْبَدْر أبي النجا بن الشَّمْس الْعَوْفِيّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه وَيعرف بِابْن الزيتوني. / ولد فِي سادس رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا عرضهَا) عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة وَجلسَ مَعَ أَبِيه شَاهدا. 575 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْجمال الدَّمِيرِيّ الْمَكِّيّ الْعَطَّار. / مِمَّن سمع على ابْن الْجَزرِي فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين تصنيفه التكريم فِي الْعمرَة من التَّنْعِيم وَكتب نسبه فِي الطَّبَقَة هَكَذَا، وأرخ ابْن فَهد وَفَاته بِمَكَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ. 576 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس بن الْعِزّ بن الشَّمْس النحريري الْحلَبِي الْمَالِكِي. / مِمَّن سمع مني. 577 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشَّمْس بن الشَّمْس البعداني الْيَمَانِيّ الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي ابْن الْعَوْفِيّ الْمَاضِي أَخُوهُ عبد الْوَهَّاب وَيعرف كأبيه وجده بالمسكين وَهُوَ حفيد زَيْنَب ابْنة مُحَمَّد بن صَالح أخي عبد الْوَهَّاب. / ولد فِي سنة أَربع أَو خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه وَجمع الْجَوَامِع والألفيتين الحديثية والنحوية والشاطبية وَعرض على أبي الْفرج المراغي وَفتح الدّين بن تَقِيّ وَابْن يُونُس والأبشيطي ولازمه فَقَرَأَ عَلَيْهِ من تصانيفه شرح خطْبَة الْمِنْهَاج ومناسبات أبوابه وتخميس يَقُول العَبْد وَسمع عَلَيْهِ فِي الْفَرَائِض والحساب وَالْفِقْه وأصوله والعربية وَغير ذَلِك الشَّيْء الْكثير وَقَرَأَ على أبي الْفرج الْمَذْكُور الشَّمَائِل وَسمع عَلَيْهِ جملَة وَكَانَ أحد الْقُرَّاء فِي تَقْسِيم الشّرف عبد الْحق السنباطي للمنهاج حِين كَانَ بِالْمَدِينَةِ وَأكْثر عَن أبي الْفضل ابْن الإِمَام الدِّمَشْقِي بِحَيْثُ استوفى عَلَيْهِ الْكتب السِّتَّة بل قَرَأَ عَلَيْهِ بحثا قِطْعَة من الْمِنْهَاج وقسما من ألفية النَّحْو مَعَ سَماع بَاقِيهَا وَقطعَة من جمع الْجَوَامِع وَأخذ عني فِي مجاورتي بِالْمَدِينَةِ أَشْيَاء بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَمن ذَلِك فِي الثَّانِيَة مَنَاقِب الْعَبَّاس وَفِي الأولى جلّ القَوْل البديع وَغير ذَلِك بل قَرَأَ عَليّ بِمَكَّة الثلاثيات وَغَيرهَا وعَلى النَّجْم بن فَهد أَشْيَاء ولازم الشريف السمهودي فِي قِرَاءَة الْكثير من تصانيفه وَغَيرهَا فِي الْفِقْه وأصوله والعربية فِي التَّقْسِيم وَغَيره وَالْقَاضِي صَلَاح الدّين بن صَالح

وَكَذَا قَرَأَ على الشريف المحيوي الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس البلبيسي والنور الْمحلي وَغَيرهم من الغرباء والقاطنين فَكَانَ مِنْهُم النُّور الطنتدائي قَرَأَ عَلَيْهِ مَجْمُوع الكلائي، واختص بِصُحْبَة الْأَمِير شاهين حِين كَانَ شيخ الْحرم وَقَرَأَ بِحَضْرَتِهِ كتبا كَثِيرَة وَصَارَ يكْتب عَنهُ المراسيم والمطالعات وَنَحْوهَا وتميز فِي ذَلِك فَكَانَ موقع الْبَلَد بل قَرَأَ وَسمع على عبد الله) بن صَالح وَفتح الدّين بن علبك وجدته لِأَبِيهِ الْمشَار إِلَيْهَا وَلم يخرج من بَلَده لغير الْحَج. 578 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْعِزّ بن القطب الشارمساحي بمهملتين وَرَاء مَكْسُورَة ثمَّ مِيم سَاكِنة وحاء مُهْملَة ثمَّ الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن أخي طَلْحَة. / أحضر وَهُوَ صَغِير على الْمَيْدُومِيُّ ثمَّ سمع على القلانسي وَكَذَا على مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ابْن جهبل وَعمر بن إِبْرَاهِيم بن النقبي مُعْجم ابْن جَمِيع وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة سنة خمس وَسِتِّينَ فهرست مروياته الْمعِين بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة وباشر توقيع الحكم وَولي شَهَادَة ديوَان طشتمر واعتنى أخيرا بِعَمَل الْأَشْيَاء المستظرفة من الْمَأْكُول وَغَيره وَصَارَ بَيته مأوى الرؤساء. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: قَرَأت عَلَيْهِ بعض مُعْجم ابْن جَمِيع. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث زَاد فِي إنبائه وَلم يكمل الْخمسين وَكَانَ وجيها عِنْد الرؤساء وبيته مجمعا لَهُم. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَأثْنى على حشمته ورياسته ووجاهته مَعَ بشاشة وَحسن ملتقى ورغبة فِي الْإِطْعَام وَقَضَاء الْحَوَائِج وَأَنه صَحبه مُدَّة عندا لبدر بن أبي الْبَقَاء وَلكنه امتحن بِفساد عقله قبل مَوته رَحمَه الله. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمُحب أَبُو الْوَلِيد بن الشّحْنَة. / هَكَذَا سمي شَيخنَا فِي مُعْجَمه جده مُحَمَّد بن عبد الله وصوا بِهِ مُحَمَّد بن مَحْمُود وَسَيَأْتِي. 579 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمُحب بن الْبَدْر البنهاوي الْحَنَفِيّ سبط ابْن الْهمام / والماضي أَبوهُ. ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن وَالْمجْمَع وَعرضه عَليّ مَعَ الْجَمَاعَة وَاسْتقر فِي جِهَات أَبِيه بعد مَوته وَقَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ وَكَذَا قَرَأَ عَليّ الديمي فِيهِ. وَتلف حَاله بعد موت عبد الْوَهَّاب أحد جمَاعَة جده وتعبت أمه بِسَبَبِهِ. 580 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد المحسن بن عبد اللَّطِيف بن التقي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن رزين التَّاج بن الْعَلَاء بن الْعِزّ العامري الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَابْنه عبد الرَّحِيم وَيعرف كسلفه بِابْن رزين. / ولي خطابة الْأَزْهَر بعد أَبِيه وَرغب عَنْهَا لشَيْخِنَا. وَمَات سنة تسع عشرَة. 581 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم الشّرف بن الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ الأَصْل القاهري

الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد بعد الْعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَالْمُحَرر ظنا وَغَيره، وَسمع مَعَ وَالِده على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَعشْرين مَجْلِسا من أَمَالِيهِ وعَلى الشمسين الشَّامي وَابْن الْجَزرِي والزينين الزَّرْكَشِيّ وَابْن) نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان والمحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ فِي آخَرين كشيخنا، واشتغل يَسِيرا على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَغَيره وَلما اسْتَقل أَبوهُ بِالْقضَاءِ نَاب عَنهُ فِيهِ بل رغب لَهُ عَن إِفْتَاء دَار الْعدْل وَقَضَاء الْعَسْكَر وَغَيرهمَا مِمَّا كَانَ باسمه، وَكَانَ تَامّ الْعقل وافر السياسة جيد الْأَدَب والفهم لطيف الْعشْرَة محببا إِلَى النَّاس حج مَعَ وَالِده غير مرّة وانتفع بِهِ أَبوهُ فِي أُمُوره كلهَا وَكَانَ نادرة فِي بني الْقُضَاة. مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَخمسين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد فِي محفل كَبِير ثمَّ دفن بتربة سعيد السُّعَدَاء وَعظم مصاب أَبِيه بِهِ لكنه صَبر رَحمَه الله وعوضهما الْجنَّة. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم الجرواني. / هَكَذَا رَأَيْته فِي مَوضِع بخطى وَقد مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله. 582 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن السَّيِّد الْمُحب بن الشَّمْس الحصني الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ابْن أخي التقي أبي بكر ووالد الشَّمْس مُحَمَّد الْمَذْكُورين. / شيخ شهير لَهُ وجاهة وجلالة وَقيام فِي الْخَيْر مِمَّن بَلغنِي أَنه أَخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن الشّرف السُّبْكِيّ تَقْسِيم الْحَاوِي وَعَن القاياتي وَشَيخنَا بل لقِيه بِدِمَشْق فِي سنة آمد وتسلك بعم وَالِده وَغلب عَلَيْهِ الصّلاح مَعَ الزّهْد والورع، وَقد حج غير مرّة وجاور. مَاتَ بِدِمَشْق فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَمَانِينَ عَن أَزِيد من ثَمَانِينَ سنة فمولده سنة ثَمَان تَقْرِيبًا، وَدفن بِجَانِب عَمه بِرَأْس القبيبات وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَعظم الأسف على فَقده فَلم يخلف بعده مثله رَحمَه الله وإيانا. 583 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَهِيمُ بن هبة الله بن الْمُسلم بِكَسْر اللَّام الثَّقِيلَة ابْن هبة الله بن الْمُسلم بِكَسْر اللَّام الثَّقِيلَة ابْن هبة الله بن حسان بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن أَحْمد بن عَليّ بن عَامر بن حسان بن عبد الله بن أحد الثِّقَات من التَّابِعين عَطِيَّة ابْن الصَّحَابِيّ الشهير أبي يحيى عبد الله أنيس الْكَمَال أَبُو الْمَعَالِي بن نَاصِر الدّين أبي عبد الله بن الْكَمَال بن الْفَخر بن الْكَمَال أخي الشّرف هبة الله ابْني النَّجْم ابْن الشَّمْس أبي طَاهِر وَأبي إِسْحَق ابْن الْعَفِيف الْجُهَنِيّ الْأنْصَارِيّ الْحَمَوِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن الْبَارِزِيّ / وَيُقَال أنهانسبة لباب أبرز بِبَغْدَاد وخفف لِكَثْرَة دوره وَأمه هِيَ ططر ابْنة الْكَمَال مُحَمَّد بن الزين عبد الرَّحْمَن بن الصاحب الفرفور الَّتِي

أَبوهَا خَال وَالِدَة زَوجهَا أسن ابْنة الزين. ولد فِي لَيْلَة حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحماة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي سنة سِتّ تسع وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ حِين كَانَ) مَعَ أَبِيه وَحفظ بعد عوده لبلده الْعُمْدَة والتمييز فِي الْفِقْه لقريبهم الشّرف بن الْبَارِزِيّ وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وتلا لأبي عَمْرو على الشمسين ابْن زويغة بمعجمتين مصغر وَابْن القونسي بِضَم الْقَاف وَإِسْكَان الْوَاو ثمَّ نون مَكْسُورَة وَبحث فِي دمشق حِين كَانَ بهَا سنة ثَمَان ألفية النَّحْو على الشّرف مُحَمَّد الْأَنْطَاكِي بل سمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة وَالِده بحثا شرحها لِابْنِ أم قَاسم وَحل من التَّمْيِيز على ابْن إِمَام المشهد ثمَّ رَحل بِهِ أَبوهُ إِلَى حلب قَاضِيا بهَا فِي سنة ثَلَاث عشرَة فقرأه أَيْضا على حافظها الْبُرْهَان وَحفظ هُنَاكَ التَّلْخِيص، ثمَّ انتقلا إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة خمس عشرَة مَعَ الْمُؤَيد فَأخذ فِي الْفِقْه والْحَدِيث عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَفِي الْفِقْه وأصوله عَن الْعِزّ بن جمَاعَة بحث عَلَيْهِ قِطْعَة من منهاج الْبَيْضَاوِيّ وَمن التَّمْيِيز وَسمع عَلَيْهِ كثيرا من أصُول الدّين والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا كبحث جَمِيع الطوالع وَشرح الْمَقَاصِد والعضد والمطول وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ فِي العقليات عَن تِلْمِيذه ابْن الأديب ثمَّ عَن الْبِسَاطِيّ والْعَلَاء البُخَارِيّ ولازمه كثيرا وانتفع بِهِ علما وسلوكا فَكَانَ مِمَّا بَحثه عَلَيْهِ قِطْعَة من الْحَاوِي الصَّغِير وَأخذ عَنهُ الْمعَانِي وَالْبَيَان والأصلين وَسمع عَلَيْهِ قِطْعَة كَبِيرَة من الْكَشَّاف وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى ولي كِتَابَة السِّرّ وَكتب على الزين بن الصَّائِغ وَأخذ فِي المبادئ عَن يحيى العجيسي وَغَيره الْعَرَبيَّة وَعَن الْعِزّ الْقُدسِي قِطْعَة من التَّمْيِيز فِي آخَرين مِمَّن كَانَ يَجِيء لَهُ إِلَى بَيته وَكَذَا قَرَأَ البُخَارِيّ على التقي المقريزي بل سَمعه مَعَ غَيره من الْأَجْزَاء قبل بِدِمَشْق عَالِيا على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَسمع أَيْضا على الْجمال بن الشرائحي وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ الشهَاب أَحْمد بن مُوسَى المتبولي والنور الشلقامي وَابْن الْجَزرِي والواسطي وَيُونُس الواحي وَعَائِشَة الحنبلية وَآخَرُونَ من طبقتهم بل لَا أستبعد أَن يكون عِنْده أقدم مِنْهَا، واجتهد فِي الأدبيات حَتَّى برع فِيهَا وَصَارَت لَهُ يَد طولى فِي المنثور والمنظوم سِيمَا فِي الترسل والإنشاء وَلذَا استنابه أَبوهُ فِي كِتَابه السِّرّ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ اسْتَقل بهَا فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين بعد مَوته وَلم يلبث أَن انْفَصل عَنْهَا فِي محرم الَّتِي تَلِيهَا وَاسْتقر فِي نظر جيشها فَأَقَامَ فِيهِ نَحْو عشرَة أشهر، وَهُوَ فِي غُضُون هَذَا كُله غير منفك عَن المطالعة والاشتغال بالعلوم وَالْأَدب والمذاكرة ولقاء الْفُضَلَاء والأدباء وتزايد بعده ليفرغه إِلَى أَن اسْتَقر فِي كِتَابَة سر الشَّام فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ ثمَّ بعد أَزِيد من أَربع سِنِين بِيَسِير

حِين قدم الْقَاهِرَة صَحبه نائبها سودون أضيف إِلَيْهِ قَضَاؤُهَا عوضا عَن الشهَاب بن المحمره وسر شَيْخه الْعَلَاء البُخَارِيّ بولايته مَعَ شدَّة نفرته مِمَّن كَانَ يَلِي الْقَضَاء) وَنَحْوه من جماعته حَتَّى قَالَ وَكَانَ بِالشَّام إِذْ ذَاك: الْآن أَمن النَّاس على أَمْوَالهم وأنفسهم وَلم يلبث أَن أُعِيد لكتابة سر الْقَاهِرَة فدام سِنِين ثمَّ صرف وَرجع إِلَى الشَّام على قَضَائِهِ عوضا عَن السراج الْحِمصِي وخطب بجامعه الْأمَوِي ثمَّ أُعِيد فِي أول سلطنة الظَّاهِر إِلَى كِتَابَة سر الْقَاهِرَة وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ سوى مَا كَانَ يتخللها من الْأَيَّام الَّتِي كَانَ ينْفَصل فِيهَا ثمَّ يُعَاد، وأضيف إِلَيْهِ فِي أثْنَاء ذَلِك قَضَاء دمياط عوضا عَن الولوي بن قَاسم ثمَّ رغب عَنهُ وحمدت سيرته فِي مباشراته كلهَا، وَكَانَ إِمَامًا عَالما ذكيا عَاقِلا رَئِيسا سَاكِنا كَرِيمًا سيوسا صبورا حسن الْخلق والخلق وَالْعشرَة متواضعا محبا فِي الْفُضَلَاء وَذَوي الْفُنُون مكرما لَهُم إِلَى الْغَايَة لَا سِيمَا الغرباء حَتَّى صَار محطا لرحالهم رَاغِبًا فِي اقتناء الْكتب النفيسة غي مستكثر لما يبذله فِي تَحْصِيلهَا عجبا فِي ذَلِك سَمحا بالعارية جدا ممدحا امتدحه الفحول من الشُّعَرَاء وخاطبه القَاضِي نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان الجيتي الْحَنَفِيّ بقوله: (ديني تكمل مذ جعلتم قِبْلَتِي ... وسجدت فِي أعتابكم بجبيني) (وغدوت مفتخرا بكم بَين الورى ... مَا الْفَخر إِلَّا فِي كَمَال الدّين) كل ذَلِك مَعَ الشهامة وَالْكَرم وَالْإِحْسَان إِلَى الطّلبَة ومحبتهم وضمهم إِلَيْهِ بِحَيْثُ يجْرِي على كثير مِنْهُم المرتبات الشهرية والسنوية وَلما ارْتَفع سعر الغلال فِي بعض السنين حسن لَهُ بعض جماعته أَن يصرف للمرتب لَهُم فِي الْبر دَرَاهِم فقبحه وَقَالَ نعطيهم الْبر فِي حَال كَونه تُرَابا ثمَّ نعطيهم التُّرَاب فِي حَال كَونه ذَهَبا أَو نَحْو هَذَا، كل ذَلِك مَعَ مَا يُضَاف إِلَه من حسن البشاشة وحلاوة الْكَلَام وظرف الشكالة ولطافة الشَّمَائِل وَكَونه هينا لينًا ألوفا سريع الانقياد إِلَى الْخَيْر مهذب الْعشْرَة لَيْسَ فِيهِ أَذَى لأحد من خلق الله حَتَّى وَلَا لمن يُؤْذِيه كم مِمَّن أكل مَاله وأغضى عَنهُ بل وَرُبمَا أحسن إِلَيْهِ بعد، نعم إِذا تحقق من أحد العناد وَقصد المغالبة غضب غضب الْحَلِيم وأذاقه من أَنْوَاع الشدائد الْعَذَاب الْأَلِيم، مَعَ الحشمة والمجاملة وَعدم الإفحاش فِي الْمُعَامَلَة وَهُوَ منطبع فِي غَالب الْعُلُوم لَا سِيمَا فنون الْأَدَب والنحو والمعاني وَالْبَيَان وَالْعرُوض وَغَيرهَا رائق الشّعْر فائق النثر ذواق للمعاني الدقيقة كثير الاستحضار للمقاطيع والمطولات والموشحات وَغير ذَلِك جدا وهزلا حسن المذاكرة فكه المحاضرة عجب لمن يتأمله فَإِنَّهُ يرَاهُ فِي غَايَة السّكُون بِحَيْثُ يقْضِي عَلَيْهِ بالجمود وذهنه كالنار المضرمة وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ عريق الْأَصَالَة ضخم الرياسة عَظِيم الْآبَاء كريم الأجداد عين الرؤساء

بِغَيْر مُنَازع فِي تفرده بقطر) من أقطار الأَرْض. وَقد حج غير مرّة مِنْهَا فِي سنة خمسين فَحمل مَعَه من طلبة الْعلم والمشايخ المعتقدين والفقراء والمنقطعين من يتعسر حصرهم غير أَنه كَانَ مَعَه نَحْو أَرْبَعمِائَة نفر وَنَحْو ضعفهم من الدَّوَابّ وَلم يدع أحدا مِنْهُم يتَكَلَّف إِلَى شَيْء بل اشْترى لأهليهم الْهَدَايَا وَرجع كل مِنْهُم وَهُوَ ذَاكر لما يبهر الْعقل من الِاحْتِمَال وَالْإِحْسَان وطلاقة الْوَجْه ولين القَوْل وتكلف إِلَّا كمل من وُجُوه الْعِبَادَة كالتجرد فِي الْإِحْرَام على ضعف بدنه والمتابعة فِي سنَن الْحَج وواجباته الْأَمر الْمَشْرُوع سِيمَا فِي أَشْيَاء قد هجرت وَحصل لأهل الْحَرَمَيْنِ مِنْهُ أفضال وبر على جاري عَادَته ثمَّ قدم فَمَلَأ النَّاس خيرا وَبرا وَحدث فِي مَكَّة باليسير وَكَذَا حدث بِالْقَاهِرَةِ سمع عَلَيْهِ الْأَئِمَّة وقرأت عَلَيْهِ أَشْيَاء بل كتبت عَنهُ من نظمه مَا كتب بِهِ على نظم سيرة الْمُؤَيد لِابْنِ ناهض بعد كِتَابَة وَالِده مَا نَصه: (هَذَا كتابك يَا ناهض قَاعد ... عَن مدحه أدبي وَعَن تهذيبه) (فاشكر لمادحه على تَقْصِيره ... وَلمن هجاه فَإِنَّهُ يهذي بِهِ) وَقَوله: (مرت على فهمي وحلو لَفظهَا ... مُكَرر فَمَا عَسى أَن أصنعا) (ووالدي دَامَ بقا سودده ... لم يبْق فِيهَا للكمال موضعا) وَكَذَا كتبت عَنهُ من نظمه غير هَذَا مِمَّا أودعته فِي المعجم وَغَيره بل سمع شَيخنَا من لَفظه حِين كَانَا مسافرين سحبة الركاب السلطاني إِلَى آمد بِظَاهِر البيرة قصيدة الأديب شيخ على الَّتِي امتدح بهَا الْبَدْر بن الشهَاب مَحْمُود وسمعها الْكَمَال من ناظمها وَهِي مثبتة عِنْدِي فِي مَكَان آخر. ومحاسنه كَثِيرَة حَتَّى شاع بهَا ذكره وَبعد فِيهَا صيته وَصَارَ كَمَا قيل قل أَن ترى الْعُيُون فِي مَجْمُوعه مثله. وَله اعتراضات جَيِّدَة على شرح بديعية ابْن حجَّة. وَاسْتمرّ على جلالته حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد سادس عشرى صفر سنة سِتّ وَخمسين وَصلي عَلَيْهِ بسبيل المؤمني فِي مشْهد حافل شهده السُّلْطَان والأمراء وَسَائِر الْقُضَاة وَالْأَئِمَّة والأعيان تقدمهم أَمِير الْمُؤمنِينَ، وَدفن بتربة أَبِيه الْمُجَاورَة لقبة الإِمَام الشَّافِعِي من القرافة وأسف النَّاس على فَقده وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وعَلى جلّ أَوْصَافه وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله، ورثاه غير وَاحِد وَحصل التغالي فِي كتبه بِحَيْثُ بِيعَتْ بأغلى الْأَثْمَان ووفيت دُيُونه وَهِي كَثِيرَة جدا مِنْهَا وَظهر بذلك حسن نِيَّته فِي كرمه وعطيته. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي مُقْتَصرا على أَنه ولي كِتَابَة السِّرّ بعد أَبِيه فِي) الْأَيَّام المؤيدية رَحمَه الله وإيانا. 584 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُوسَى رَضِي الدّين بن الشَّمْس بن نَاصِر الدّين الإسحاقي الأَصْل القاهري الْمَالِكِي الْمَاضِي جده وَيعرف بِابْن

الإسحاقي. / مِمَّن تكسب بِالشَّهَادَةِ فِي مجْلِس الْمَالِكِيَّة بِبَاب الْخرق إِلَى أَن صاهر قَاضِي الْحَنَابِلَة الْبَدْر السَّعْدِيّ على ابْنَته فتحول لبابه بل عمله نقيبه ثمَّ استنابه التقي بن تَقِيّ قَاضِي مذْهبه وَصَارَت لَهُ وجاهة وحمدنا عقله وأدبه وسكونه. 585 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الغلفي بِضَم الْمُعْجَمَة وَسُكُون اللَّام بعْدهَا فَاء الْمُؤَذّن أَبوهُ بالمعظمية والقيم هُوَ بهَا وَيعرف بِابْن شيخ المعظمية. / ولد فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسمع جُزْء أبي الجهم وثلاثيات الصَّحِيح عَليّ الحجار بل حضر جَمِيع الصَّحِيح عَلَيْهِ وَكَذَا حضر على إِسْحَق الأمدي وَأَجَازَ لَهُ الْبَنْدَنِيجِيّ وَأَيوب بن نعْمَة وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لشَيْخِنَا وأرخه فِي سنة اثْنَتَيْنِ قَالَ فِي مُعْجَمه فِي جُمَادَى الأولى فِي أنبائه جُمَادَى الْآخِرَة وَتَبعهُ المقريزي فِي أَولهمَا وَقَالَ كَانَ أَبوهُ يُؤَدب الْأَطْفَال بِدِمَشْق. 586 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَرَفَة أَبُو عبد الله الورغمي بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْمِيم نِسْبَة لَو رغمة قَرْيَة من أفريقية التّونسِيّ الْمَالِكِي عَالم الْمغرب وَيعرف بِابْن عَرَفَة. / ولد سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة وتفقه ببلاده على قَاضِي الْجَمَاعَة أبي عبد الله بن عبد السَّلَام الهواري شَارِح ابْن الْحَاجِب الفرعي وَعنهُ أَخذ الْأُصُول وَقَرَأَ القراآت على أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بن سَلامَة الْأنْصَارِيّ وَمن شُيُوخه فِي الْعلم وَالِده وَأَبُو عبد الله الوادياشي وَسمع على الْأَرْبَعَة وآباء عبد الله الإيلي والمحمدين ابْن سعد بن بزال وَابْن هرون الْكِنَانِي وَابْن عمرَان بن الْجبَاب وَابْن سُلَيْمَان النبطي الفاسي وعَلى أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الرصافي وَمهر فِي الْعُلُوم وأتقن الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول إِلَى أَن صَار المرجوع إِلَيْهِ فِي الْفَتْوَى بِبِلَاد الْمغرب وتصدى لنشر الْعُلُوم وَكَانَ لَا يمل من التدريس وإسماع الحَدِيث وَالْفَتْوَى مَعَ الْجَلالَة عِنْد السُّلْطَان فَمن دونه وَالدّين المتين وَالْخَيْر وَالصَّلَاح والتوسع فِي الْجِهَات والتظاهر بِالنعْمَةِ فِي مأكله وملبسه والإكثار من التَّصَدُّق وَالْإِحْسَان للطلبة مَعَ إخفائه لذَلِك. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: قدم علينا حَاجا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين فَلم يتَّفق لي لقاؤه ولكنني) استدعيت مِنْهُ الْإِجَازَة فَأجَاز لي وَكتب لي مَا نَصه: أجزت كاتبها وَمن ذكر مَعَه جَمِيع مَا ذكر إجَازَة تَامَّة بشرطها الْمَعْرُوف جعلني الله وإياه من أهل الْعلم النافع. وصنف مجموعا فِي الْفِقْه جمع فِيهِ أَحْكَام الْمَذْهَب سَمَّاهُ الْمَبْسُوط فِي سَبْعَة أسفار إِلَّا أَنه شَدِيد الغموض وَاخْتصرَ الحوفي فِي الْفَرَائِض ونظم قِرَاءَة يَعْقُوب وعلق عَنهُ بعض أَصْحَابنَا كلَاما فِي التَّفْسِير كثير الْفَوَائِد فِي مجلدين كَانَ يلتقطه فِي حَال قراءتهم عَلَيْهِ ويدونه أَولا

فأولا قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه وَكَلَامه فِيهِ دَال على توسع فِي الْفُنُون وإتقان وَتَحْقِيق انْتهى. وَكَذَا صنف فِي كل من الْأَصْلَيْنِ والمنطق مُخْتَصرا جَامعا. وَلم يزل على حَاله من العظمة والسودد حَتَّى مَاتَ فِي رَابِع عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث بتونس وَلم يخلف بعده مثله وَقد حَدثنِي عَنهُ جمَاعَة فيهم مِمَّن أَخذ عَنهُ التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه وَغَيرهَا يحيى العجيسي، وَأَجَازَ أَيْضا لغير وَاحِد مِمَّن كتبت عَنْهُم وروى الرسَالَة عَن أبي عبد الله بن عبد السَّلَام والوادياشي كِلَاهُمَا عَن أبي مُحَمَّد بن هرون عَن أبي الْقسم بن الطيلسان عَن عبد الْحق بن مُحَمَّد بن عبد الْحق عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن فرج مولى ابْن الطلاع عَن أبي مُحَمَّد مكي عَن ابْن زيد والموطأ عَن أَولهمَا أَنا ابْن هرون بِهِ وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح بقرَاءَته لَهُ على أبي الْعَبَّاس أَحْمد البطرني أَنا بِهِ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد اللَّخْمِيّ سَمَاعا أَنا بِهِ مُؤَلفه سَمَاعا فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بالأشرفية بِدِمَشْق وصحيح البُخَارِيّ وَمُسلم والشفا عَن ثَانِيهمَا وَذكره ابْن الْجَزرِي فِي طَبَقَات الْقُرَّاء فَقَالَ: فَقِيه تونس وإمامها وعالمها وخطيبها فِي زَمَاننَا. ولد سنة عشر وَسَبْعمائة وتبحر فِي الْعُلُوم وفَاق فِي الْأَصْلَيْنِ وَالْكَلَام وَتقدم فِي الْفِقْه والنحو وَالتَّفْسِير قَرَأَ على ابْن سَلامَة بمضمن التَّيْسِير وَالْكَافِي وروى أَيْضا عَن ابْن عبد السَّلَام شَارِح الْمُخْتَصر ذكره عبد الله بن مُحَمَّد بن غَالب فِي تَحْقِيقه فَقَالَ أَخذ الْعلم عَن جمَاعَة من الْعلمَاء، الجلة مِنْهُم وَالِده وَأَبُو عبد الله الوادياشي وَغَيرهمَا، قَالَ ابْن الْجَزرِي وَلم تزل الْحجَّاج ترد علينا بأخباره السارة حَتَّى كنت فِي الديار المصرية سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فَقَدمهَا حَاجا فَاجْتَمَعْنَا بِهِ بِالْقَاهِرَةِ وحججنا جَمِيعًا بِالْحرم الشريف واستجزته تجاه الْكَعْبَة فأجازني وأولادي ثمَّ رَجعْنَا إِلَى لاديار المصرية فاجتمعت بِهِ كثيرا فَأَنْشَدته وأنشدني وَتوجه لبلاده فِي ربيع من الَّتِي بعْدهَا وَلم أر مغربيا أفضل مِنْهُ. وَقَالَ الصّلاح الأقفهسي فِي مُعْجم ابْن ظهيرة أَنه تفقه وبرع فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع والعربية والمعاني وَالْبَيَان والفرائض والحساب والقراآت وَكَانَ رَأْسا فِي الْعِبَادَة والزهد) والورع ملازما للإشغال بِالْعلمِ رَحل النَّاس إِلَيْهِ وَأخذُوا عَنهُ وانتفعوا بِهِ وَلم يكن بِبِلَاد الْمغرب من يجْرِي مجْرَاه فِي التَّحْقِيق وَلَا من اجْتمع لَهُ من الْعُلُوم مَا اجْتمع لَهُ وَلَقَد كَانَت الْفَتْوَى تَأتيه من مَسَافَة شهر، وَله مؤلفات مفيدة، وَصدر تَرْجَمته بالفقيه الإِمَام الْعَلامَة ذِي الْفُنُون الْخَطِيب الإِمَام بِمَسْجِد الزيتونة بِمَدِينَة تونس وَسَماهُ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَرَفَة فأسقط مُحَمَّدًا الثَّالِث من نسبه كَمَا أَن ابْن الْجَزرِي لم يصب فِي مولده وَكَذَا مَا رَأَيْته فِي نُسْخَتي بمعجم شَيخنَا أَنه سنة سِتّ

وَثَلَاثِينَ لِأَن شَيخنَا نَفسه قَالَ فِي إنبائه أَنه مَاتَ وَهُوَ ابْن سبع وَثَمَانِينَ. وَهُوَ مُوَافق لما قَالَه غير وَاحِد فِي كَون مولده سنة سِتّ عشرَة، وَصدر شَيخنَا تَرْجَمته فِي إنبائه بشيخ الْإِسْلَام بالمغرب، وَقَالَ ابْن عمار أَنه قدم الْقَاهِرَة حَاجا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة فَأخذ عَنهُ المصريون مَعَ اعتذاره بالضعف وَكَانَ الْقَائِل مِمَّن أَخذ عَنهُ وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وترجمه بقوله أَمَام حَافظ وقته تفقه بمذهبه مشرقا ومغربا انْتَهَت الرياسة إِلَيْهِ بقطر الْمغرب أجمع فِي التَّحْقِيق وَالْفَتْوَى والمشاورة مَعَ خشونة جَانب وَشدَّة عَارض وَبَرَاءَة من المداهنة وحذر من المحاسنة وَله كتاب فِي الْفِقْه سَمَّاهُ الْمُخْتَصر يبلغ عشرَة أسفار أَو دونهَا جَامع لغالب أُمَّهَات الْمَذْهَب والنوازل وَالْفُرُوع الغربية وَكَثْرَة الْبَحْث مَعَ ابْن شَاس فِي الْجَوَاهِر وَابْن بشير فِي التَّنْبِيه وَابْن الْحَاجِب فِي اختصاره لهذين الْكِتَابَيْنِ وَشَيْخه ابْن عبد السَّلَام فِي شَرحه على ابْن الْحَاجِب إِلَّا أَنه التفقه بِهِ صَعب انْتهى. وَبَلغنِي أَن بعض أولي الْأَحْوَال والخطوات كَانَ يَقْصِدهُ بِالْقِرَاءَةِ والتفقه فِي كل يَوْم من مَسَافَة أَيَّام وَأَن بغلة الشَّيْخ نفقت ودامت أَيَّامًا لَا يتَعَرَّض لَهَا كلب وَلَا غَيره فَلَمَّا بلغه ذَلِك قَالَ لمن تعجب مِنْهُ أتعجبون من ذَلِك وَقد قَرَأت على ظهرهَا الْقُرْآن من الْعدَد آلافا، إِلَى غَيرهَا من الكرامات، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَأَنه اختصر الحوفي فِي الْفَرَائِض ونظم قِرَاءَة يَعْقُوب. وَمن نظمه: (إِذا لم يكن فِي مجْلِس الْعلم نُكْتَة ... لتقرير إِيضَاح لمشكل صُورَة) (وعزو غَرِيب النَّقْل أوحل مُشكل ... أَو إِشْكَال أبدته نتيجة فكرة) (فدع سَعْيه وَانْظُر لنَفسك واجتهد ... وَلَا تتركن فالترك أقبح خلة) وَقَوله: (بلغت الثَّمَانِينَ وبضعا لَهَا ... وَهَان على النَّفس صَعب الْحمام) (وأمثال عصري مضوا دفْعَة ... وصاروا خيالا كطيف الْمَنَام) ) (وَكَانَت حَياتِي بلطف جميل ... لسبق دعاي رَبِّي فِي الْمقَام) 587 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَهِيمُ بن مُوسَى بن طَاهِر صَلَاح الدّين بن خير الدّين أبي الْخَيْر بن الشَّمْس أبي بكر القليوبي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي كَاتب الْغَيْبَة وَابْن كاتبها، / مِمَّن نَشأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وكتبا عرض على بَعْضهَا ولازم أَمِين الدّين العباسي فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده ثمَّ لما مَاتَ حضر دروس الْبكْرِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى الْجَوْجَرِيّ وَابْن قَاسم والخيضري والزين الأبناسي وَعبد الْحق السنباطي والكمال الطَّوِيل وانضم مَعَه للبدر بن كَاتب جكم واشتدت ملازمته لَهُ سِيمَا فِي أَوْقَات النزه وَالْأكل وحرض على عدم تَفْوِيت سماطه فِي رَمَضَان وَقَرَأَ

عِنْده طَبَقَات السُّبْكِيّ الْكُبْرَى مَعَ ثروته وَكَثْرَة جهاته ثمَّ أَنه تقلل مِنْهُ بعد انْفِصَاله عَن نظر الْجَيْش وَلزِمَ الزيني زَكَرِيَّا مَعَ تكَرر وتردده إِلَيّ ومبالغته فِي إِظْهَار الْأَدَب وَحج فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَرُبمَا تردد إِلَيْهِ بعض الْفُقَرَاء والطلبة للْقِرَاءَة عَلَيْهِ بل رَأَيْت ابْنا عرض عَلَيْهِ فِي سنة خمس وَتِسْعين وتكررت كِتَابَته لي وَأَنا بِمَكَّة بِخَط جيد وَعبارَة حَسَنَة مِمَّا يضم لزائد فَضله وإحكام عقله وَقد توجعت لفقد وَلَده بالطاعون عوضه الله خيرا. 588 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر بن إِسْمَعِيل أَبُو الطَّاهِر ابْن الشَّمْس بن الشماع الْحلَبِي / الْمَاضِي أَبوهُ. شَاب جَازَ الْبلُوغ بِيَسِير كَانَ مفرط الذكاء حاد الذِّهْن اشْتغل فِي النَّحْو على فقيهه عُثْمَان الْكرْدِي ووالده وَصَارَت لَهُ ملكة فِي إِعْرَاب آي الْقُرْآن. مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي الطَّاعُون سنة أَربع وَخمسين وَخلف زَوجته حَامِلا فَوضعت بعده أُنْثَى وتأسف النَّاس فضلا عَن أَبِيه على فَقده لكنه صَبر ثمَّ حج فِي سنته عوضهما الله الْجنَّة. 589 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز أَبُو عبد الله بن الْجمال بن أبي عبد الله الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَأمه زَيْنَب ابْنة دَاوُد بن عَليّ الكيلاني ونشا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام سنة تسع وَخمسين وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمسين شَيخنَا وَابْن الديري والعيسي والرشيدي والصالحي وَابْن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة وَعبد الْكَافِي بن الذَّهَبِيّ وَالشَّمْس الصَّفَدِي وَغَيرهم، وَولي نصف إِمَامَة مقَام الْمَالِكِيَّة بعد موت وَالِده وناب عَنهُ قَرِيبه نور الدّين بن أبي الْيمن وَدخل الشَّام والقاهرة. وَمَات بهَا بالطاعون فِي لَيْلَة السبت ثامن عشر) رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالتنكزية من القرافة جوَار قبر ابْن عَمه أَحْمد ابْن الْخَطِيب أبي الْفضل وَكَانَ شَابًّا متجملا عوضه الله الْجنَّة ورحمه. 590 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْجمال أَبُو الْخَيْر بن أبي الْيمن الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو عَليّ وَعمر وَقَرِيب الَّذِي قبله، وَأمه حَرِير الحبشية فتاة أَبِيه. / ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة وَسمع من أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد كوالده وأعمامه أبي البركات مُحَمَّد وكمالية وَأم الْوَفَاء بني عَليّ بن أَحْمد وَأبي الْفضل وَخَدِيجَة ابْني عبد الرَّحْمَن وَأم الْخَيْر ابْنة الْعِزّ النويريين وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان الْمَقْدِسِي وَأحمد بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي والشهاب بن زيد والزين عبد الرَّحْمَن بن خَلِيل القابوني

وَابْن جوراش وَالْجمال بن جمَاعَة والتقي أبي بكر القلقشندي المقدسيين وَآخَرين وَأخذ عَن الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ بِمَكَّة والقاهرة وَقد قدمهَا مرَارًا وَكَذَا أَخذ عني فيهمَا أَشْيَاء وَحضر دروس ابْن عطيف وَغَيره ثمَّ أعرض عَن ذَلِك سِيمَا بعد موت أَخَوَيْهِ وَهُوَ كثير التودد لطيف الْعشْرَة لَدَيْهِ حشمة وأدب. 591 - مُحَمَّد أَبُو الْيمن بن أبي الْيمن أَخُو الَّذين قبله أمه أم هَانِئ ابْنة أبي البركات مُحَمَّد بن عَليّ النويري. / مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ حمل فولد فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَلذَا كني بكنيته وَلم يلبث سوى أشهر. وَمَات فِي شوالها. 592 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن خطاب الشَّمْس الْمَقْدِسِي / الْمُؤَذّن بالأقصى. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَقيته بِبَيْت الْمُقَدّس فَقَرَأت عَلَيْهِ الْأَرْبَعين الصُّوفِيَّة لأبي نعيم بِسَمَاعِهِ لَهَا على مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن عبد الْكَرِيم بن رَاشد الذَّهَبِيّ والحافظ الصّلاح العلاني وَحدثنَا عَنهُ غير وَاحِد. مَاتَ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن عمر بن حَيَاة بن قيس الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي. / فِي عبد الْعَزِيز. 593 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُوسَى الْجلَال أَبُو الْفضل بن الْبَدْر بن فتح الدّين أبي الْفَتْح البشيهي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة / والماضي أَبوهُ وجده وَعَمه. حفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه وأجزت لَهُ حِين عرضهَا ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَنزل على عَمه الشهَاب) ولازم الِاشْتِغَال عِنْد الزيني زَكَرِيَّا والأبناسي وَغَيرهمَا وَأكْثر من الْحُضُور عَن الخيضري وَفهم فِي الْجُمْلَة وَلم يتأدب بِحَيْثُ مَنعه كَاتب السِّرّ البدري من حُضُور مَجْلِسه فِي أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين وَكَانَ قبل بِمَجْلِس الخيضري يُخَاطب النُّور الْبُحَيْرِي الْمَالِكِي بِمَا لَا يرتضيه ثمَّ استنابه الزيني وَصَارَ من جملَة المقسمين. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْكَمَال بن اليونانية / صَوَابه بِدُونِ مُحَمَّد الثَّالِث وَقد مضى. 594 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن ألب أرسلان الشَّمْس بن الضياء السلجوقي الْقُدسِي نزيل الْحَرَمَيْنِ. / مَاتَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة مبطونا بالبيمارستان فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله وَغفر لَهُ. أرخه ابْن فَهد. 595 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن عبد المحسين الْمُحب بن الزين الدجوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي أحد الربيعين سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن ملك وَغَيرهَا وَعرض عَليّ فِي الْجَمَاعَة وَأخذ عَن البامي وَكَذَا عَن الْجَوْجَرِيّ لَكِن

قَلِيلا فِي آخَرين وأسمعه أَبوهُ مَعَ الْوَلَد أَشْيَاء على جمَاعَة وَجلسَ مَعَ وَالِده شَاهدا إِلَى أَن تعلل ثمَّ مَاتَ فِي حيات أَبَوَيْهِ يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي شَوَّال سنة ثَمَانِينَ وَصلي عَليّ فِي يَوْمه بِجَامِع المارداني فِي مشْهد حافل وَدفن عِنْد سَيِّدي أبي الْعَبَّاس الْبَصِير من القرافة. وَكَانَ عَاقِلا جميلا صينا عوضه الله وأبويه الْجنَّة. 596 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن يُوسُف بن عَليّ الْبَدْر ويلقب فِي الشَّام بالشمس بن الشَّمْس الدِّمَشْقِي خطيب السابتية / مِنْهَا وَابْن خطيبها والماضي أَبوهُ. ولد فِي أَوَائِل ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَقدم مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة فَسمع على شَيخنَا وَكَانَ يساعد وَالِده فِي كِتَابَة البُخَارِيّ وَغَيره مَعَ كَونه مراهقا ثمَّ لَقِيَنِي بِالشَّام فِي سنة تسع وَخمسين فَسمع معي على الشهَاب بن زيد وَغَيره وَكَذَا سمع على الشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد بن حَامِد الصَّفَدِي وتكسب بِالشَّهَادَةِ وخطب بالنابتية كأبيه فِيهَا ثمَّ لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين فاستجازني وَأَظنهُ جاور الَّتِي تَلِيهَا وَكتب لي شَيْئا من نظمه فَمِنْهُ مِمَّا قَالَه على طَرِيق الْقَوْم متغزلا من قصيدة:) (لَوْلَا عيونك لم تهج أشواقي ... فِي رامة بنواظر الغزلان) (كلا وَلَوْلَا قدك المياس لم ... يصب الْفُؤَاد إِلَى غصون البان) (يَا من أثار بِكُل قلب حبه ... سَبَب الهيام وباعث الخفقان) (حركت سر الوجد فِي قلب غَدا ... لَك مسكنا والسر فِي السكان) وَقَوله مادحا الرَّسُول عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام: (كل قلب بك يَا نشر الصِّبَا ... عَاشَ بعد الْمَوْت فيهم وصبا) (ونسيم الْقرب نَادَى منشدا ... إِن تكن من حيهم يَا مرْحَبًا) (عرب لي أرب فِي حبهم ... أنني أَقْْضِي وأقضي الأربا) (إِن أمت فِي حبهم وجدا بهم ... يرقص الْكَوْن لموتي طَربا) (سادة سيدهم لَا غرو إِن ... جمع السودد فَهُوَ الْمُجْتَبى) (أشرف الْخلق إِلَى الله بِهِ ... وصل الْقَوْم وَكَانَ السببا) (يَا رَسُول الله يَا من مدحه ... أعجز الْعَجم وأعيا العربا) (غث خَطِيبًا لَك فِي حَان الوفا ... بشراب الْإِنْس ينشي الخطبا) وَرَأَيْت البدري قَالَ فِي مَجْمُوعه أَنْشدني صاحبنا وبلدينا الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد خطيب الثابتبة قَوْله: (قلت لَهُ مذ مد سا ... قيه وأسبى الأفئده) (نَار الحشا موصدة ... فِي عمد ممدده) وَقَوله: (قَالَ صف ريقي وخدي ... لي تَرَ مني من)

فَوقِي عِنْد مقالي صبغة الله وَمن وَأثْنى على أدبه وخطابته وَأَنه يتكسب كأبيه بِالشَّهَادَةِ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن بن عمر الْمُحب أَبُو الطّيب بن الشَّمْس السُّيُوطِيّ ووالد أصيل الدّين مُحَمَّد الْآتِي الشهير أَبوهُ بِابْن الرُّكْن. / يَأْتِي فِي أبي الطّيب من الكنى. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله أَبُو الْخَيْر / رَئِيس المؤذنين بِمَكَّة. يَأْتِي فِي أبي الْخَيْر من الكنى أَيْضا.) ::: 597 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبيد بن شُعَيْب الْمُحب الديسطي الأَصْل القاهري القلعي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالقلعي. / مِمَّن اشْتغل عِنْد الْجَوْجَرِيّ ولازمه ثمَّ زَكَرِيَّا وَكَذَا أَخذ عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف وَعبد الرَّحِيم الأبناسي فِي آخَرين وَسمع مني المسلسل وَغَيره بل سَمعه مَعَ سنَن أبي دَاوُد والخصال المكفرة من الزكي أبي بكر الْمَنَاوِيّ وَقطعَة من الْمُسْتَخْرج على مُسلم لأبي نعيم على الشَّمْس الملتوتي والعمدة وأربعي النَّوَوِيّ على الديمي واختص بالخطيب الوزيري لمصاهرة بَينهمَا فَهُوَ زوج لأخب زَوجته وَكَأَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ وبمحمود بن الشَّمْس بن أجا وَلَعَلَّ بسفارته اسْتَقر فِي نِيَابَة خزن كتب المؤيدية. وَمَات عِنْده بحلب إِذْ توجه إِلَيْهَا صُحْبَة ماميه فِي الْمحرم سنة سبع وَتِسْعين عَن إِحْدَى وَأَرْبَعين، وَقد حج وجاور وَهُوَ ذُو عقل وتودد وتميز مِمَّن كثر التأسف على فَقده، وَبَلغنِي أَنه كَانَ ينظم رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة. 598 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْخَالِق الْمُحب أَبُو الْقَاسِم بن الْفَاضِل الشَّمْس النويري الْمَيْمُونِيّ القاهري الْمَالِكِي وَالِد أبي الطّيب مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِأبي الْقسم النويري / ونويرة قَرْيَة من صَعِيد مصر الْأَدْنَى على مَسَافَة يَوْم للراكب مِنْهَا. ولد كَمَا بِخَط وَالِده فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بالميمون قَرْيَة أقرب من النويرة إِلَى مصر بِنَحْوِ نصف بريد، وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن ومختصر ابْن الْحَاجِب الفرعي وألفية ابْن ملك والشاطبيتين وعرضها على حفيد ابْن مَرْزُوق التلمساني وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يفتح الله وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والعز بن جمَاعَة وأجازوه وتلا بالعشر على غير وَاحِد أَجلهم ابْن الْجَزرِي لقِيه بِمَكَّة فِي رَجَب سنة ثَمَان وَعشْرين حِين مجاورتهما وَأَجَازَ لَهُ هُوَ والزين بن عَيَّاش وَغَيرهمَا وَمن شُيُوخه فِيهَا أَيْضا الزراتيتي ولازم الْبِسَاطِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَأخذ الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه أَيْضا عَن الشهَاب الصنهاجي وَالْفِقْه فَقَط عَن الْجمال الأفقهسي

وَحضر عِنْد الزين عبَادَة مَجْلِسا وَاحِدًا والعربية وَغَيرهَا عَن الشَّمْس الشطنوفي وَأخذ عَن الْهَرَوِيّ فِي قَدمته الثَّانِيَة وَقَرَأَ على شَيخنَا شَرحه للنخبة وَأذن لَهُ فِي إفادتها وَكَذَا أَخذ عَنهُ فِي شرح الألفية وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَغَيره كشرح منظومة الساوي فِي الْعرُوض وعَلى الزين الزَّرْكَشِيّ صَحِيح مُسلم وعَلى الْبَدْر حُسَيْن البوصيري فِي الدَّارَقُطْنِيّ وَلم يكثر من ذَلِك بل كَانَ يعيب على البقاعي فِيهِ وَقَالَ لبَعض الثِّقَات قل لصاحبك إِبْرَهِيمُ يعلم) النَّحْو وَلذَا مَعَ تَرْجَمته لأبي الْفضل المغربي بِمَا تقدم أطلق البقاعي لِسَانه فِيهِ وَتكلم فِيهِ بِمَا الْمُتَكَلّم متصف بأزيد مِنْهُ حَسْبَمَا بَينته فِي مَوضِع آخر وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيْخه الْبِسَاطِيّ ثمَّ ترك وَلم يزل يدأب فِي التَّحْصِيل حَتَّى برع فِي الْفِقْه والأصلين والنحو وَالصرْف وَالْعرُوض والقوافي والمنطق والمعاني والحساب والفلك والقراآت وَغَيرهَا وصنف فِي أَكْثَرهَا فأكمل شرح الْمُخْتَصر لشيخه الْمَذْكُور وَذَلِكَ من السّلم إِلَى الْحِوَالَة فِي كراريس وَشرح كلا من مختصري ابْن الْحَاجِب الفرعي وَسَماهُ بغية الرَّاغِب على ابْن الْحَاجِب والأصلي لكنهما فِي المسودة والتنقيح للقرافي فِي مُجَلد وَسَماهُ التَّوْضِيح على التَّنْقِيح وَعمل أرجوزة فِي النَّحْو وَالصرْف وَالْعرُوض والقوافي فِي خَمْسمِائَة بَيت وَخَمْسَة وَأَرْبَعين بَيْتا سَمَّاهَا الْمُقدمَات ضمنهَا ألفية ابْن ملك والتوضيح مَعَ زيادات وَشَرحهَا فِي نَحْو عشْرين كراسا وَله أَيْضا مُقَدّمَة فِي النَّحْو لَطِيفَة الحجم ومنظومة سَمَّاهَا الغياث فِي القراآت الثَّلَاث الزَّائِدَة على السَّبْعَة وَهِي لأبي جَعْفَر وَيَعْقُوب وَخلف وَشَرحهَا ونظم النزهة لِابْنِ الهائم فِي أرجوزة نَحْو مِائَتي بَيت وَشَرحهَا فِي كراريس وَعمل قصيدة دون ثَلَاثِينَ بَيْتا فِي علم الْفلك وَشَرحهَا وشرحا لطيبة النشر فِي القراآت الْعشْر لشيخة ابْن الْجَزرِي فِي مجلدين وَالْقَوْل الجاذ لمن قَرَأَ بالشاذ وكراسة تكلم فِيهَا على قَوْله تَعَالَى إِنَّمَا يعمر مَسَاجِد الله وَأُخْرَى فِيهَا أجوبة عَن إشكالات معقولية وَنَحْوهَا وَأُخْرَى من نظمه فِيهَا أَشْيَاء فقهية وَغَيرهَا وَغير ذَلِك وَحج مرَارًا وجاور فِي بَعْضهَا وَأقَام بغزة والقدس ودمشق وَغَيرهَا من الْبِلَاد وانتفع بِهِ فِي غَالب هَذِه النواحي مَعَ أَنه لَو اسْتَقر بموطن وَاحِد كَانَ أبلغ فِي الِانْتِفَاع بِهِ وَكَذَا انتفعوا بِهِ فِي الْفَتَاوَى، وَكَانَ إِمَامًا عَالما عَلامَة مفننا فصيحا مفوها بحاثا ذكيا آمرا بِالْمَعْرُوفِ ناهيا عَن الْمُنكر صَحِيح العقيدة شهما مترفعا على بني الدُّنْيَا وَنَحْوهم مغلظا لَهُم فِي القَوْل متواضعا مَعَ الطّلبَة والفقراء وَرُبمَا يفرط فِي ذَلِك وَفِي الانبساط مَعَهم كَبِيرهمْ وصغيرهم عالي الهمة باذلا جاهه مَعَ من يَقْصِدهُ فِي مهمة ذَا كرم بِالْمَالِ وَالْإِطْعَام يتكسب بِالتِّجَارَة بِنَفسِهِ وَبِغَيْرِهِ مستغنيا بذلك عَن وظائف

الْفُقَهَاء وَلذَا قيل أَنه عرض عَلَيْهِ قَضَاء الْمُقَدّس فَامْتنعَ بل قيل أَنه طلب لقَضَاء مصر فَأبى وَلَكِن قيل أَيْضا أَنه ولي قَضَاء الشَّام فَلم يتم وَحكى لي الْبَدْر السَّعْدِيّ قَاضِي الْحَنَابِلَة أَنه بَيْنَمَا هُوَ عِنْده فِي درسه إِذْ حضر إِلَيْهِ الشّرف الْأنْصَارِيّ بمربعة بمرتب الْعَيْنِيّ فِي الجو إِلَى بعد مَوته وَهُوَ فِي كل يَوْم دِينَار فَردهَا وَقَالَ إِن جقمق يروم يستعبدني فِي مُوَافَقَته بِهَذَا الْمُرَتّب أَو كَمَا قَالَ، وابتنى) بالخانقاة السرياقوسية مدرسة ووقف عَلَيْهَا مَا كَانَ فِي حوزته من أَمْلَاك وَجعل فائضها لأولاده، وَكَانَ شَيخا كثير الإجلال والتبجيل لَهُ مُعْتَمدًا عَلَيْهِ فِي مذْهبه وبسببه نافره الْبَدْر بن التنسي وَكَذَا سَمِعت الْعِزّ قَاضِي الْحَنَابِلَة يَقُول أَنه لم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله، وَقد اجْتمعت بِهِ مرَارًا بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة وَسمعت من فَوَائده وعلقت من نظمه أَشْيَاء وَمن ذَلِك قَوْله: (وَأفضل خلق الله بعد نَبينَا ... عَتيق ففاروق فعثمان مَعَ عَليّ) (وَسعد سعيد وَابْن عَوْف وَطَلْحَة ... عُبَيْدَة مِنْهُم وَالزُّبَيْر فتم لي) كَذَا قَالَ عُبَيْدَة وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو عُبَيْدَة، وَكَانَت فِيهِ حِدة مفرطة واستحالة فِي أَحْوَاله وطرقه. مَاتَ بِمَكَّة فِي ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين وَصلي عَلَيْهِ بعد الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَنُودِيَ عَلَيْهِ من أَعلَى قبَّة زَمْزَم وَدفن بالمعلاة بمقبرة بني النويري وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله وإيانا. 599 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن مرضِي الزين أَبُو البركات بن نَاصِر الدّين بن الشهَاب بن النُّور بن الزين الْعَبدَرِي الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن المغيزل. / قَالَ شَيخنَا فِي تَرْجَمَة عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله م ندرره أَنه كثير الِاشْتِغَال بِالْعلمِ مَعَ تعَاطِي التِّجَارَة وَأَنه كتب بِيَدِهِ من تصانيفه قَالَ وَهُوَ يحبني حفظه الله وَقد سَمِعت قِرَاءَته عَلَيْهِ فِي شرح النخبة وغريها وتكرر قدومه للقاهرة فِي حَيَاته وَبعده وَكَانَ عَظِيم الهمة فِي تَحْصِيل الْفَوَائِد وَالْعلم مثابرا على ذَلِك مَعَ تعلله بالربو وضيق النَّفس حَتَّى لقد كَانَ يتَرَدَّد إِلَيّ بِسَبَب التَّحْصِيل وَكَانَ يلبس الفروة فِي أغلب الْأَوْقَات وَأما فِي الشتَاء فيزيد على فَرْوَة مَعَ كبر الْعِمَامَة ومزيد التدثر مُخْتَصر قَاضِي بَلَده ابْن الخرزي. مَاتَ فِي سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. 600 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عمر بن أبي بكر الْبَدْر بن الْبَهَاء بن الشَّمْس الْكِنَانِي السمنودي الأَصْل ثمَّ الْمصْرِيّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف كهما بِابْن الْقطَّان. / ولد بعد عصر يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر رَمَضَان سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمصْر حَسْبَمَا أملاه عَليّ وَنَازع البقاعي فِي

ذَلِك بِمَا لَا يقبل مِنْهُ خُصُوصا وَقد ذكر لي من هُوَ أتقن مِنْهُ وأوثق وَهُوَ الْعِزّ السنباطي أَنه رَآهُ مَعَ شَيخنَا بالروضة فِي منتزه فِيهِ خلق سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَقد دَار عَارضه وَنَشَأ جميل الصُّورَة فحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي وألفية) النَّحْو وغالب ابْن الاجب وَجمع الْجَوَامِع. وَعرض على طَائِفَة يسيرَة واشتغل على أَبِيه والقاياتي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم المنهاجي سبط ابْن اللبان فِي الْفِقْه وعَلى الثَّالِث فِي الْعَرَبيَّة وَنَحْوهَا من فنون الْأَدَب وَكَذَا لَازم ابْن عمار فِي الْعَرَبيَّة طَويلا وعنهما أَخذ فِي أصُول الْفِقْه وَكَذَا عَن القاياتي وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن عِيسَى اللبسي الْمَاضِي وأصول الدّين عَن الكافياجي والْحَدِيث عَن شَيخنَا قَرَأَ عَلَيْهِ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ قِطْعَة من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَبعد ذَلِك نَحْو النّصْف من شرح البُخَارِيّ ولازمه كثيرا لَا سِيمَا بعد تزَوجه بابنة زَوجته الحلبية، وَسمع اتِّفَاقًا على بعض المسندين وَلم يكن مِمَّن يمِيل لذَلِك بل كَانَ يُجَافِي من يحرص عَلَيْهِ وَيُصَرح بِأَنَّهُ لَا فَائِدَة فِيهِ بل وَلَا فِي الحَدِيث مُطلقًا لكَونه قد دون وَضبط ورددت عَلَيْهِ مقَالَة فِي ذَلِك غير مرّة وَلم يفد وَهُوَ فِي ذَلِك عكس طَريقَة وَالِده وَكَذَا لم يكثر من الِاشْتِغَال مُطلقًا إِنَّمَا كَانَ اشْتِغَاله من ابْتِدَائه إِلَى انتهائه بالهوينا اتكالا على ذكائه وفطنته وَأكْثر من مُلَازمَة الْمُحب مُحَمَّد بن أبي الْحسن الْمصْرِيّ، وتصدر وَهُوَ ابْن عشْرين سنة بِجَامِع عَمْرو وجامع الْقُرَّاء نِيَابَة عَن وَالِده وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده وتنقل فِي عدَّة حوانيت وَاسْتقر بعد شَيخنَا فِي إِفْتَاء دَار الْعدْل مَعَ المحيوي الطوخي، وَحج وزار وَدخل مَعَ وَالِده إسكندرية وَغَيرهَا واختص بِصُحْبَة الْعَلَاء ب نالأهناسي وَتقدم عِنْده بملازمته لَهُ فِي لعب الشطرنج بل كَانَ مَعَه فِي كثير من خلواته وبواسطته هُوَ وَابْن الكويز وَنَحْوهمَا ترَتّب لَهُ فِي جِهَات الْوزر وَالْخَاص وأشباهها أَشْيَاء كَثِيرَة وَلَا زَالَ أمره فِي نمو من ذَلِك بِحَيْثُ كَانَ لَهُ فِي الجوالي وَفِي الْمُفْرد وَفِي الذَّخِيرَة وَفِي الْخمس وَفِي الْكسْوَة والضحايا والقمح وَاللَّحم والعليق وخلع البُخَارِيّ السمور وصرره وَمَا لَا أحصره وَلذَا كَانَ منخفض الْجنَاح مَعَهم وَمَعَ أشباههم على الْغَايَة وَأما غَيرهم من الْفُضَلَاء فَفِي غَالب أوقاته على الضِّدّ من ذَلِك وَرُبمَا يحمد صَنِيعه مَعَ بَعضهم كتنافسه مَعَ التقي القلقشندي على الِارْتفَاع فِي الْجُلُوس وَمَعَ البقاعي بِحَيْثُ لم يُمكنهُ من الْجُلُوس فَوْقه وكفعله حِين دخل عقدا إِذْ رام الْجُلُوس فَوق ابْن الشّحْنَة الصَّغِير فِي قَضَاء أَبِيه وبحضرته فَمَا أمكنه فَجَلَسَ متزحزحا عَن الْحلقَة فَأَرَادَ أَبوهُ نكايته حَيْثُ قَالَ لَهُ أما علمت أَن الْجَالِس وسط الْحلقَة مَلْعُون، فِي أشباه لهَذَا، وَلست أعرفهُ بإتقان علم من الْعُلُوم

حَتَّى أَن فضلاء الشخونية كَانُوا يرجحون دروس التقي القلقشندي مَعَ نقص بضاعته على دروسه وَلَا أَتَى على طرفِي كتاب فِيمَا أَظن قِرَاءَة وَلَا إقراء وَلَا كَانَت لَهُ قطنة على إدامة الِاشْتِغَال وَلَا) ملكة فِي المباحثة لسرعة انحرافه وغضبه الْمُؤَدِّي إِلَى اختلال تصَوره مَعَ وفور ذكائه بِحَيْثُ أَنه كَانَ يستدعى لحضور الْمجَالِس فَلَا يَجِيء بكبير أَمر إِلَى غير ذَلِك من كَونه يصعب عَلَيْهِ الثَّنَاء على معاصريه وَسُوء عاريته للكتب الْملك وَالْوَقْف بِحَيْثُ لَا يستعيد الْمُعير مِنْهُ ذَلِك إِلَّا بِمَشَقَّة كَبِيرَة وَلما مَاتَ الْعلم البُلْقِينِيّ أَخذ من تركته نَحْو خَمْسمِائَة مُجَلد من كتب الْأَوْقَاف مَا أَظُنهُ طالع أَكْثَرهَا وَكَذَا أَخذ من تَرِكَة شَيخنَا يَسِيرا وَحَال ابْنه بَينه وَبَين تَمام غَرَضه وَضاع للنَّاس عِنْده من ذَلِك أَشْيَاء، وَهُوَ فِي أَكثر أوقاته راكن إِلَى البطالة والراحة والإقبال على مَا يهمه من الْكل وَالشرب وَالْعشرَة والتنعم بِمَا يلائم ذَلِك وَالْمَشْي على قانون كبار المباشرين والإدمان للعب الشطرنج بِحَيْثُ كَانَ وقتا مَعَ جمَاعَة يقسمون أيامهم فِيهِ فَعِنْدَ فلَان يَوْم كَذَا وَالْيَوْم الَّذِي يَلِيهِ عِنْد آخر وَهَكَذَا وتصدر مِنْهُ حِين لعبه غَالِبا كَلِمَات يخرج فِيهَا عَن الْحَد وَلَا يعرف حِينَئِذٍ كَبِيرا وَلَا صَغِيرا وَكلما زَاد فِيهَا زَاد جُلَسَاؤُهُ من مقتضياتها مَعَ محبته فِي الْإِطْعَام ورغبته فِي التَّصَدُّق على الْفُقَرَاء وبذل جاهه مَعَ من يَقْصِدهُ غَالِبا وعلو همته فِي ذَلِك وصفاء خاطره جدا وَسُرْعَة انفعاله وبادرته وَقرب رُجُوعه واعترافه فِي كثير من أوقاته بالتقصير وَكَثْرَة توجهه فِي الثُّلُث الْأَخير وقيامه وتهجده ومزيد اعْتِقَاده فِيمَن ينْسب إِلَى الصّلاح لَا سِيمَا من يُسمى عِنْده وَعند أَمْثَاله بالمجاذيب واسترسل بِهِ ذَلِك حَتَّى كَانَ من أكبر المناضلين عَن ابْن عَرَبِيّ غير أَنه لم يتظاهر بذلك إِلَّا بعد كائنة ابْن الفارض وَمَا كنت أَحْمد مِنْهُ ذَلِك ولمته عَلَيْهِ مرّة بعد أُخْرَى وبالغت مَعَه فِي ذكر مَا يجب بِحَيْثُ كَانَ كالمستوحش مني بِسَبَبِهِ: (وَمَا عَليّ إِذا مَا قلت معتقدي ... دع الجهول يظنّ الْحق عُدْوانًا) وَبِالْجُمْلَةِ فَمَا أتوهم عقيدته إِلَّا الْخَيْر وَلم يكن الْمَنَاوِيّ يرفع لَهُ رَأْسا لَا سِيمَا فِي كائنة الصَّغِير الَّذِي حكم بِمُوجب مِيرَاثه ليتضمن بَقَاءَهُ على الْكفْر وناكده مرَارًا خُصُوصا بعد وثوبه على وَلَده بمعاونة الْجمال نَاظر الْخَاص حَتَّى أَخذ مِنْهُ تدريس الْفِقْه بالبدرية الخروبية بِمصْر محتجا بِأَنَّهَا كَانَت وَظِيفَة أَبِيه وانتزعها مِنْهُ بِغَيْر طَرِيق شَرْعِي مَعَ كَون شَرطهَا لمن جَازَ الْأَرْبَعين من الْمُفْتِينَ وبواسطة ذَلِك راج أمره يَسِيرا عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ خُصُوصا بعد مصاهرة العلمي للزيني بن مزهر لكَون الْبَدْر كَانَ من خواصه وجلسائه حَتَّى قدمه لِأَشْيَاء وَتردد للكمال بن البازري

واجتهد أَن يكون هُوَ الْقَارئ فِي نسخته بِفَتْح الْبَارِي على مُصَنفه عوضا عَن أبي) حَامِد الْقُدسِي فَأُجِيب وَكَانَ يتحامق فِي قِرَاءَته ويتضايق بِحَيْثُ لم يكن يتَمَكَّن من حضر للمقابلة من سُؤَاله عَن تَحْرِير لَفْظَة وَلَا رد لحنة وَنَحْو ذَلِك بل يحمر وَجهه وَلَا يَهْتَدِي حِينَئِذٍ لصواب وَلَا غَيره وبواسطة تردده للكمالي عين لقَضَاء طرابلس فِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشرى ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وَأَظنهُ لبس الخلعة فَتكلم فِي جَانِبه بِمَا لَا يَلِيق فأعرضوا عَنهُ ورسم بِهِ لوالده حِينَئِذٍ فَلم يلبث الْأَب أَن مَاتَ وَمَا تمّ لوَاحِد مِنْهُمَا وَكَذَا ذكر مرّة لقَضَاء مَكَّة وَولي الخطابة والإمامة وَغَيرهمَا فِي الْجَامِع الْجَدِيد بِمصْر أَظُنهُ بعد موت وَالِده وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بأماكن سوى مَا تقدم كالقطبية بِرَأْس حارة زويلة بعد ابْن طَلْحَة وبأم السُّلْطَان بالتبانة بعد الشهَاب بن أبي السُّعُود وبالشيخونية بعد التقي القلقشندي واجتهد فِي أَخذ تدريس الشَّافِعِي بعد إِمَام الكاملية وَتكلم لَهُ الأميني الأقصرائي وَغَيره فِيهِ فَلم يلْتَفت السُّلْطَان لَهُ وَأَشَارَ إِلَى أَن التقي الحصني أسن مِنْهُ فنازعه الأميني إِذْ ذَاك فِي هَذَا وَلم يفد وَتوجه بعض مبغضيه من الطّلبَة إِلَى الحصني لتهنئته حِين تقرر فأنشده فِيمَا زعم أَنه من قَوْله: (تطاعنت الغواة بِغَيْر تقوى ... إِلَى درس الإِمَام الشَّافِعِي) (فَلم يشف الإِمَام لَهُم غليلا ... وَلم يجنح إِلَى غير التقي) عجب من الْمُؤلف رَحمَه الله فِي عدم إِيرَاده منافي مَحَله مَعَ أَنه مُثبت عِنْده فِي مَحل آخر مَعَ تَسْمِيَة النَّاظِم فَاعْلَم وَكَذَا امتدت عُنُقه لقَضَاء مصر بمبلغ وَصَارَ يلوح بل يُصَرح فَمَا قدر وَلَو اتّفق لم يرج لَهُ فِيهِ أَمر، وَاسْتقر فِي مشيخة الْمَسْجِد الَّذِي بخان السَّبِيل وقف قراقوش برغبة الْمُحب بن هِشَام المتلقي لَهُ عَن سبط شَيخنَا لَهُ عَنهُ واختص فِي معلومه فِيهِ وَفِي مرتبه فِي الْوَقْف الْمشَار إِلَيْهِ بطاحون وفرن من الْجَارِي فِيهِ وَفِي خزانَة الْكتب بالبيبرسية وَغير ذَلِك من أنظار ورزق وَشبههَا، وَقد حدث بالصحيحين مَعَ كَونه فِيمَا أَظن لم يسمع وَاحِدًا مِنْهُمَا بِتَمَامِهِ وَكَذَا قرئَ عِنْده الْيَسِير من سنَن الْبَيْهَقِيّ وَغَيره وَتردد إِلَيْهِ جمَاعَة من الْفُضَلَاء يَسِيرا للأخذ عَنهُ فدرس فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَغَيرهَا وَأفْتى وَكتب جُزْءا يَسِيرا رد فِيهِ على البقاعي بعض مَا وَقع لَهُ من الْمَنَاكِير وَقُرِئَ عِنْد الزيني بن مزهر ورام بذلك التَّشَبُّه بِمَا اتّفق وُقُوعه لي من استدعاء الزيني لي حَتَّى قرئَ بِحَضْرَة

كل منا فِي جمَاعَة من الْأَعْيَان كتابي القَوْل المألوف فِي الرَّد على مُنكر الْمَعْرُوف، وَكَذَا بَلغنِي أَنه كتب على بعض الدُّرُوس فِي التَّفْسِير وَغَيره وَلَكِن لم أَقف على شَيْء من ذَلِك، وَبِالْجُمْلَةِ فَلم تكن كِتَابَته وَلَا عِبَارَته بِذَاكَ،) وَلم يزل على حَاله ووجاهته إِلَى أَن مَاتَ بعد تعلله مُدَّة أَكثر من اسْتِعْمَال الحقن والأدوية الحادة وَغَيرهَا مِمَّا لم يحمد تصرفه فِيهِ فِي ضحى يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بِجَامِع الْحَاكِم تقدم النَّاس قَاضِي الْحَنَفِيَّة الشَّمْس الأمشاطي وَدفن تجاه تربة الْأَشْرَف أينال رَحمَه الله وإيانا. وَقد سَمِعت بقرَاءَته الْقطعَة من فتح الْبَارِي وَسمع هُوَ بِقِرَاءَتِي على شَيخنَا أَشْيَاء بل وَحضر عِنْدِي حِين إِلْقَاء الميعاد بالجامع العلمي بن الجيعان بِالْبركَةِ أول مَا فتح ثمَّ ختم البُخَارِيّ بِهِ وَغير ذَلِك وكتبت عَنهُ مَا ذكر أَن شَيْخه الشَّمْس بن عبد الرَّحِيم أنْشدهُ إِيَّاه لنَفسِهِ بديهة وَهُوَ جَالس على الْقَبْر عِنْد دفن ولد لَهُ: (يَا رب أفلاذ كَبِدِي فِي الثرى دفنت ... ونار حرهم فِي سائري ساري) (يَا رب وَاجعَل جنان الْخلد حظهم ... ونار بعدهمْ حظي من النَّار) 601 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْقسم بن صَالح الشَّمْس بن اللولوي بن الشَّمْس العرياني القاهري ابْن أخي التَّاج عبد الْوَهَّاب الْمَاضِي. / تردد إِلَيّ وَكتب ارتياح الأكباد وَغَيره وَسمع وَقَرَأَ وَلَيْسَ بمرضي وَأَظنهُ كَانَ فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَآخر عهدي بِهِ قريب السّبْعين. 602 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ الشَّمْس أَبُو الطّيب بن الْجلَال أبي الْفضل بن الشَّمْس بن النُّور بن البرقي الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه. مِمَّن حفظ الْقُرْآن والكنز وألفية النَّحْو، وَعرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة. وَمَات فِي سنة بضع وَتِسْعين عوضه الله وأبويه الْجنَّة. 603 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس بن الشَّمْس بن الْعِمَاد البلبيسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة ببلبيس وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع والجرومية وألفية النَّحْو وَعرض على خلق كَالْعلمِ البُلْقِينِيّ والمناوي والشمني والكافياجي والأقصرائي وأسمعه الْكثير مَعَ وَلَدي وَغَيره وَمِمَّا سَمعه البُخَارِيّ على الشاوي واشتغل قَلِيلا فِي الْفِقْه وَنَحْوه عِنْد ابْن قَاسم وَابْن سولة وتعب فِي تَرْبِيَته وسافر مَعَه لمَكَّة وَبَيت الْمُقَدّس وَغَيرهمَا وَتزَوج فِي حَيَاة أَبِيه واسترزق من الْكِتَابَة والتعليم فِي بَيت ابْن عليبة وَكثر إحسانهم إِلَيْهِ وتنزل

فِي سعيد السُّعَدَاء والبيبرسية وَغَيرهمَا وَتغَير خاطر أَبِيه مِنْهُ قَلِيلا ثمَّ تراجع وَمَا مَاتَ) إِلَّا وَهُوَ يَدْعُو لَهُ وجاور بعد موت أَبِيه بِمَكَّة ثمَّ عَاد وَأَسْكَنَهُ الاستادار فِي الْمَسْجِد الَّذِي جدده بالخشابين وَجعل لَهُ إِمَامَته وَالْقِيَام بِهِ. 604 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب الشَّمْس أَبُو السُّعُود بن الْبَهَاء أبي الْفَتْح بن الشَّمْس القاياتي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية الحَدِيث والنحو وَعرض على جمَاعَة كالعبادي والبكري والجوجري وزَكَرِيا والبامي والطوخي والخيضري والعز الْحَنْبَلِيّ والعضد الصيرامي والأمين الأقصرائي وقاسم الْحَنَفِيّ وَخلق وَسمع البُخَارِيّ إِلَّا الْيَسِير مِنْهُ على الشاوي وَمن الْفَرَائِض إِلَى آخِره على الزين عبد الصَّمد الهرساني وَأخذ الْمِنْهَاج تقسيما هُوَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ عَن الزين السنتاوي وَكَذَا حضر تقسيمه وَالْحَاوِي عِنْد الْجَوْجَرِيّ وَقَرَأَ فِي الْمِنْهَاج على الزين زَكَرِيَّا وَسمع كثيرا فِي دروسه وَمن ذَلِك فِي النَّحْو والفرائض وَقَرَأَ اللمع فِي الْحساب على الْبَدْر حسن الْأَعْرَج وَحضر فِي الخصائص وَغَيرهَا عندا لخيضري وَقَرَأَ على ألفية الحَدِيث وَشَرحهَا ولازمني فِي أَشْيَاء كالسيرة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام وَكتب من شرحي قِطْعَة وَكَذَا قَرَأَ على الديمي فِي الألفية وَحج فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وخطب بالأزهر من سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وهلم جرا وَكَذَا خطب بِغَيْرِهِ وحمدت خطابته وتأديته بل أَذِنت لَهُ فِي التدريس ودرس فِي وظيفتهم للمحدثين بالبرقوقية وَكَذَا درس بالغرابية وَهُوَ متميز ذُو عِيَال مَعَ تقنع و. 605 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن الباز الْأَشْهب مَنْصُور بن شبْل الشَّمْس أَبُو البركان الغراقي بمعجمه مَفْتُوحَة ثمَّ رَاء مُشَدّدَة وقاف نِسْبَة إِلَى الغراقة بلد بِقرب الحوف من الْوَجْه البحري من الشرقية ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد أبي الطّيب مُحَمَّد وَهُوَ بكنيته أشهر وَكَانَ يعرف قبل ذَلِك بِابْن كباب بكاف مَفْتُوحَة وموحدتين الأولى مُشَدّدَة. / ولد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بالغراقة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وتلا لأبي عَمْرو على الزينبن اللبان الدِّمَشْقِي وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفيتي الحَدِيث والنحو والزهر البسام فِيمَا حوته عُمْدَة الْأَحْكَام من الْأَنَام نظم الْبرمَاوِيّ والجعبرية فِي الْفَرَائِض والحاجبية وَعرض على جمَاعَة وتحول إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَهُوَ ابْن خمس عشرَة سنة حِين مَاتَ الْجمال المارداني فأكب من سنة ثَلَاث عشرَة على الِاشْتِغَال وَسمع على الْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ والشرف بن الكويك وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي

وَالْجمال بن ظهيرة والزين) مُحَمَّد بن أَحْمد الطَّبَرِيّ ورقية ابْنة يحيى بن مزروع وَآخَرُونَ ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي فنون وَأكْثر عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَانَ مَعَه بِدِمَشْق فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَأخذ أَيْضا عَن الْبُرْهَان البيجوري والشمسين الشطنوفي والغراقي والنجم بن حجي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي الْفِقْه وَأَصله والعربية والفرائض وَأكْثر عَن الْأَخير أَيْضا فِي الحَدِيث إملاء وسماعا وبحثا وَأخذ عَن نَاصِر الدّين البرنباري الْفَرَائِض والحساب والميقات وَالْعرُوض والعربية وَغَيرهَا والفرائض والميقات أَيْضا عَن الشَّمْس الغراقي وَابْن المجدي والفرائض فَقَط عَن الشهَاب السيرجي وَعَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ الْعَرَبيَّة وَالصرْف وَعَن الْجمال الْقَرَافِيّ الْعَرَبيَّة فَقَط قَالَ وَكَانَ لَهُ فِيهَا مُقَدّمَة فَكَانَ يقرئها الطّلبَة مَعَ الصّلاح وَالْخَيْر وَعَن النُّور الأبياري نزيل البيبرسية فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا بل وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث أَيْضا وانتفع فِي الْفُنُون كثيرا بالبساطي وَأخذ عَنهُ حَتَّى فِي المقامات للحريري وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ فِي المطول، وَحضر مجَالِس الْجلَال البُلْقِينِيّ ولازم أَيْضا كلا من القاياتي وَشَيخنَا والونائي وسافر مَعَه إِلَى الشَّام والجلال الْمحلي والشرواني والعيني وَلم يَنْفَكّ عَن مُلَازمَة الِاشْتِغَال والاستكثار وَلَا تحاشى من الْأَخْذ عَمَّن دب ودرج، وَهُوَ أحد من لم يَنْفَكّ عَن التتلمذ للمشايخ مَعَ شيخوخته وجلالته كيحيى الدمياطي وقاسم الزفتاوي، وَأذن لَهُ الْبرمَاوِيّ وَغَيره فِي الْإِفْتَاء والتدريس وناب فِي الْقَضَاء بعد تمنع زَائِد عَن الْمَنَاوِيّ، وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام غير مرّة وَكَذَا دخل حلب رَفِيقًا للمعين عبد اللَّطِيف بن العجمي فِي شَوَّال سنة أَرْبَعِينَ وَأخذ حِينَئِذٍ عَن حافظها الْبُرْهَان شَرحه على الشفا بِتَمَامِهِ وَأَشْيَاء مِنْهَا قِطْعَة من شَرحه على البُخَارِيّ وَوَصفه الْبُرْهَان فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل وَأَنه رجل فَاضل يستحضر أَشْيَاء حَسَنَة من فقه وَنَحْو ولطافات ومحاضرات وَغَيرهَا انْتهى. وَكَانَ إِمَامًا عَالما بارعا فِي فنون كَثِيرَة ذَا نظم مِنْهُ قصيدة لأمية مدح بهَا شَيْخه الْبِسَاطِيّ ونثر وحافظة جَيِّدَة لَا يمل من مُلَازمَة الِاشْتِغَال لَهُ يَد طولى فِي الْحساب والفرائض دينا خيرا سَمحا شَدِيد التَّوَاضُع كثير التودد حسن الْعشْرَة والأخلاق المرضية طارحا للتكلف كثير المماجنة مَعَ أَصْحَابه وَالْقِيَام مَعَهم سَمحا بالعارية قَادِرًا على إبراز مَا فِي نَفسه بِأَحْسَن عبارَة مَوْزُونا وَغير مَوْزُون مَعَ السرعة لَا مُنْتَهى لنادرته الحلوة وَلَا تمل مُجَالَسَته ومحاسنه جمة وَهُوَ من بَيت صَلَاح وَفضل فالباز الْأَشْهب جده إِلَّا عَليّ وَعلي جد أَبِيه يُقَال أَنه الشَّيْخ عَليّ الْمصْرِيّ المعتقد المدفون بمنزله بالبريج بِالْقربِ من دمشق)

قَالَ وَيذكر أَن الشَّيْخ رسْلَان المدفون بالسبعة من دمشق من أجدادنا وَلَكِن لم أر لذَلِك مُسْتَندا شافيا كل ذَلِك مَعَ عدم سَعَة الْعَيْش، وَقد تصدى للإقراء وقتا بِالْمَدْرَسَةِ النابلسية بِالْقربِ من سعيد السُّعَدَاء لكَونهَا كَانَت مَحل سكنه بل كَانَ مَعَه تدريسها تَلقاهُ عَن شَيْخه الْبرمَاوِيّ وَكَذَا قَرَأَ بغَيْرهَا فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والفرائض والحساب والميقات وَالْعرُوض وَكَذَا الروحاني وَكَانَت لَهُ فِيهِ يَد جَيِّدَة وَسمعت أَن شَيخنَا كَانَ رُبمَا يُرْسل إِلَيْهِ بِمَا يرد عَلَيْهِ من الأسئلة الْفَرْضِيَّة وَأفْتى وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَنعم الرجل كَانَ وَقد سَمِعت من فَوَائده ونظمه الَّذِي أثبت مِنْهُ فِي المعجم بَعْضًا وَغير ذَلِك. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء منتصف صفر سنة ثَمَان وَخمسين وَصلي عَلَيْهِ بالأزهر وَدفن بتربة مجاوري الأزهريين الطويلية وتربة سليم خَارج بَاب البرقية وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم وتأسف النَّاس عَلَيْهِ وَحج عَنهُ رَحمَه الله وإيانا. 606 - مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو السُّعُود الغراقي / شَقِيق الَّذِي قبله. ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بالغراقة وتحول مِنْهَا مَعَ أَبِيه وأخيه وَهُوَ مُمَيّز فِي سنة تسع فنزلوا الصَّحرَاء بتربة يلبغا وَحفظ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه بهَا الْبُرْهَان إِبْرَهِيمُ بن نوح الهريبطي الشَّافِعِي وجود على أبي الْحسن على بن آدم الْمُقْرِئ وَحفظ الْعُمْدَة والملحة وألفية النَّحْو والمنهاج الفرعي واليسير من التَّنْبِيه كتاب أَبِيه وَعرض على الشَّمْس الغراقي وَغَيره وَسمع على ابْن الكويك من لفظ شَيخنَا السّنَن الْكُبْرَى للنسائي والعمدة والرائية والشفا ومعظم مُسلم وعَلى الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ ختم مُسْند أبي يعلى وَأَجَازَ لَهُ من ذكر فِي أَخِيه، وَحج مرَارًا وَدخل إسكندرية للزيارة وتكسب بِالشَّهَادَةِ دهرا إِلَى أَن كف بَصَره فقطن بَيته مُدَّة تحول لعدة أمكنة وَحدث حِينَئِذٍ بِالصَّحِيحِ وَالنَّسَائِيّ والشفا والعمدة وَكَانَ محبا فِي ذَلِك مشاركا فِي فَوَائِد ونكت وحكايات أجَاز فِي استدعاء بعض الْأَوْلَاد. وَمَات فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر شعْبَان سنة تسع وَثَمَانِينَ بقنطرة الموسكي عِنْد ابْن أَخِيه وَدفن بحوش الْأَشْرَف برسباي المجاور لتربته رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 607 - مُحَمَّد أَبُو مَدين / شَقِيق الْأَوَّلين الَّذين قبله. سمع على الشَّمْس الشامس الخنبلي ثلاثيات مُسْند أَحْمد، وَحدث صغَار الطّلبَة وَكَانَ من أهل الْقُرْآن كثير التِّلَاوَة لَهُ وتكسب ماورديا بالفحامين ثمَّ ترك. مَاتَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين أَو الَّتِي قبلهَا وَدفن بِالْقربِ من أَخِيه. 608 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الشَّمْس أَبُو الْخَيْر الْعمريّ الدِّمَشْقِي ثمَّ الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بِابْن الْجَزرِي / نِسْبَة لجزيرة ابْن عمر قريب الْموصل. كَانَ) أَبوهُ تَاجِرًا فَمَكثَ أَرْبَعِينَ سنة لَا يُولد لَهُ ثمَّ حج فَشرب مَاء زَمْزَم بنية ولد عَالم فولد

لَهُ هَذَا بعد صَلَاة التَّرَاوِيح من لَيْلَة السبت خَامِس عشرى رَمَضَان سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة دَاخل خطّ القصاعين بن السورين بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأكمله سنة أَربع وَسِتِّينَ وَصلى بِهِ فِي الَّتِي بعْدهَا وَحفظ التَّنْبِيه وَغَيره وَأخذ القراآت إفرادا عَن عبد الْوَهَّاب بن السلار وجمعا على أبي الْمَعَالِي بن اللبان وَحج فِي سنة ثَمَان فقرأها على أبي عبد الله مُحَمَّد بن صلح خطيب طيبَة وإمامها، وَدخل فِي الَّتِي تَلِيهَا الْقَاهِرَة فَأَخذهَا عَن أبي عبد الله بن الصَّائِغ والتقى الْبَغْدَادِيّ فِي آخَرين بِهَذِهِ الْأَمَاكِن وَغَيرهَا وَاشْتَدَّ اعتناؤه بهَا وَسمع على بقايا من أَصْحَاب الْفَخر بن البُخَارِيّ وَجَمَاعَة من أَصْحَاب الدمياطي والأبرقوهي فِي آخَرين بِدِمَشْق والقاهرة وإسكندرية وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه ابْن أميلة وَابْن الشيرجي وَابْن أبي عمر وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن فلاح والعماد بن كثير وَأَبُو الثَّنَاء مَحْمُود المنيجي والكمال بن حبيب والتقي عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ الْمشَار إِلَيْهِ وَمن أهل إسكندرية الْبَهَاء عبد الله الدماميني وَابْن مُوسَى وَمن أهل بعلبك أَحْمد بن عبد الْكَرِيم، وَطلب بِنَفسِهِ وقتا وَكتب الطباق وَأخذ الْفِقْه عَن الأسنوي والبلقيني والبهاء أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَالْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان عَن الضياء القرمي والْحَدِيث عَن الْعِمَاد بن كثير وَابْن الْمُحب والعراقي، وَأذن لَهُ غير وَاحِد بالإفتاء والتدريس والإقراء بالعادلية ثمَّ مشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية ثمَّ مشيخة تربة أم الصَّالح بعد شَيْخه ابْن السلار وَعمل فِيهِ إجلاسا بِحُضُور الْأَعْلَام كالشهاب بن حجي وَقَالَ كَانَ درسا جَلِيلًا، وباشر للأمير قطلوبك وسافر بِسَبَب ذَلِك لمصر غير مرّة، وَولي من برقوق خطابة جَامع التوتة عَن الشهَاب الحسباني وتنازعا ثمَّ قسمت بَينهمَا ثمَّ ولي تدريس الصلاحية القدسية فِي سنة خمس وَتِسْعين عوضا عَن الْمُحب بن الْبُرْهَان بن جمَاعَة فدام فِيهَا إِلَى ابْتِدَاء سنة سبع وَتِسْعين وَوَقع بَينه وَبَين قطلوبك الْمَذْكُور وَادّعى عَلَيْهِ أَنه صرف أَمْوَالًا فِي غير مستحقها وَعقد لَهُ بِسَبَب ذَلِك عدَّة مجَالِس وَولي قبل ذَلِك توقيع الدست فِي سنة تسع وَسبعين، وابتنى بِدِمَشْق لِلْقُرْآنِ مدرسة بل ولي قضاءها بِمَال وعد بِهِ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين عوضا عَن الشّرف مَسْعُود وَكتب توقيعه فِيمَا قيل مِمَّا يحْتَاج لتحرير الْعِمَاد بن كثير وعزل بعد أَيَّام قبل دُخُولهَا ثمَّ امتحن بِسَبَب مُبَاشَرَته تعلقات أيتمش على يَد أستاداره قطلبك وَسلم لوالي الْقَاهِرَة ليعْمَل لَهُ الْحساب فَوقف عَلَيْهِ مَال عجز عَنهُ ففر فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَركب الْبَحْر من إسكندرية وَلحق بِبِلَاد الرّوم) فاتصل الْمُؤَيد أبي يزِيد بن عُثْمَان صَاحب مَدِينَة برصافأ كرمه وعظمه وأنزله عِنْده بضع سِنِين فنشر علم القراآت والْحَدِيث وانتفعوا بِهِ فَلَمَّا

دخل تمر الرّوم وَقتل ابْن عُثْمَان توصل إِلَيْهِ وَدخل مَعَه سَمَرْقَنْد فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فتحول لشيراز وَنشر بهَا أَيْضا القراآت والْحَدِيث وانتفعوا بِهِ وَولي قضاءها وَغَيرهَا من الْبِلَاد من جِهَة أَوْلَاد تمر مُدَّة طَوِيلَة، ثمَّ قصد الْحَج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فنهب فِي الطَّرِيق بِحَيْثُ تعوق عَن إِدْرَاك الْحَج وَأقَام بينبع ثمَّ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ دُخُوله لَهَا فِي ربيع الأول من الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى مَكَّة فَدَخلَهَا مستهل رجبها فجاور فِيهَا بقيتها وَحدث فِي كل مِنْهُمَا ثمَّ سَافر مَعَ العقليين طَالبا بِلَاد الْعَجم ثمَّ قدم دمشق فِي سنة سبع وَعشْرين فَاسْتَأْذن مِنْهَا فِي قدوم الْقَاهِرَة فَأذن لَهُ فَقَدمهَا وَاجْتمعَ بالسلطان الْأَشْرَف فَعَظمهُ وأكرمه وتصدى للإقراء والتحديث وَكَانَ كَاتب الْمُؤَيد قبل ذَلِك فِي دُخُولهَا فَمَاتَ الْمُؤَيد فِي تِلْكَ السّنة إِلَى أَن كَانَ دُخُوله الْآن ثمَّ توجه فِيهَا لمَكَّة مَعَ الْحَاج ثمَّ سَافر فِي الْبَحْر لبلاد الْيمن تَاجِرًا فَأَسْمع الحَدِيث عِنْد صَاحبهَا وَوَصله بِحَيْثُ رَجَعَ بِبَضَائِع كَثِيرَة وَعَاد لمَكَّة فحج سنة ثَمَان ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فَدَخلَهَا من أول الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ سَافر مِنْهَا على طَرِيق الشَّام ثمَّ على طَرِيق الْبَصْرَة إِلَى شيراز فَكَانَت منيته بهَا قبل ظهر يَوْم الْجُمُعَة خَامِس ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بمنزله من سوق الإسكافيين مِنْهَا وَدفن بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا هُنَاكَ. وَله تصانيف مفيدة كالنشر فِي القراآت الْعشْر فِي مجلدين والتقريب مُخْتَصره وتحبير التَّيْسِير فِي القراآت الْعشْر والتمهيد فِي التجويد وهما مِمَّا أَلفه قَدِيما وَله سبع عشرَة سنة كَذَلِك نظم الْهِدَايَة فِي تَتِمَّة الْعشْرَة وَسَماهُ الدرة وَله ثَمَان عشرَة سنة وَرُبمَا حفظهَا أَو بَعْضهَا بعض شُيُوخه، وإتحاف المهرة فِي تَتِمَّة الْعشْرَة وإعانة المهرة فِي الزِّيَادَة على الْعشْرَة نظم وطيبة النشر فِي الْقرَاءَات الْعشْر فِي ألف بَيت والمقدمة فِيمَا على قَارِئ الْقُرْآن أَن يُعلمهُ فِي التجويد ومنجد المقرئين وطبقات الْقُرَّاء فِي مُجَلد ضخم وغايات النهايات فِي أَسمَاء رجال القراآت والحصن الْحصين من كَلَام سيد الْمُرْسلين فِي الْأَذْكَار والدعوات غَايَة فِي الِاخْتِصَار وَالْجمع وعدة الْحصن الْحصين وجنة الْحصن الْحصين والتعريف بالمولد الشريف وَعرف التَّعْرِيف مُخْتَصره والتوضيح فِي شرح المصابيح والبداية فِي عُلُوم الرِّوَايَة وَالْهِدَايَة فِي فنون الحَدِيث أَيْضا نظم والأولوية فِي أَحَادِيث الأولية وَعقد اللآلئ فِي الْأَحَادِيث المسلسلة العوالي والمسند الأحمد فِيمَا يتَعَلَّق بِمُسْنَد أَحْمد وَالْقَصْد الأحمد فِي رجال مُسْند أَحْمد والمصعد الأحمد فِي ختم مُسْند أَحْمد) والإجلال والتعظيم فِي مقَام إِبْرَهِيمُ والإبانة فِي الْعمرَة من الْجِعِرَّانَة والتكريم فِي الْعمرَة من التَّنْعِيم وَغَايَة المنى فِي زِيَارَة منى وَفضل حراء وأحاسن المنن وأسنى المطالب فِي مَنَاقِب عَليّ بن

أبي طَالب والجوهرة فِي النَّحْو غير ذَلِك، وَقد ذكره الطاوسي فِي مشيخته وَقَالَ أَنه تفرد بعلو الرِّوَايَة وَحفظ الْأَحَادِيث وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل وَمَعْرِفَة الروَاة الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين يَعْنِي بِالنِّسْبَةِ لتِلْك النواحي وَأورد أسانيده بالصحيحين وَأبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وبمسانيد الدَّارمِيّ وَالشَّافِعِيّ وَأحمد وبموطأ ملك عَن طَرِيق يحيى بن يحيى وَأبي مُصعب والقعنبي وَابْن بكير وبمصنفات الْبَغَوِيّ وَالنَّوَوِيّ كَمَا سقتها فِي التَّارِيخ الْكَبِير. وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أَنه حدث بسنن أبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ عَن ابْن أميلة سَمَاعا وبمسند أَحْمد عَن الصّلاح بن أبي عمر سَمَاعا وَأَن من أحسن مَا عِنْده الْكَامِل فِي القراآت لِابْنِ جبارَة، وسَاق سَنَده وَأَنه سمع على ابْن أميلة أمالي ابْن سمعون قَالَ وَخرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ عشارية لَفظهَا من أربعي شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وعير فِيهَا أَشْيَاء وَوهم فِيهَا كثيرا وَخرج جُزْءا فِيهِ مسلسلات بالمصافحة وَغَيرهَا جمع أَوْهَامه فِيهِ فِي جُزْء الْحَافِظ ابْن نَاصِر الدّين وقفت عَلَيْهِ وَهُوَ مُفِيد وَكَذَا انتقد عَلَيْهِ شَيخنَا فِي مشيخة الْجُنَيْد البلياني من تَخْرِيجه قَالَ وَقد أجَاز لي ولولدي وَكتب فِي الاستدعاء مَا نَصه ونقلته من خطه: (إِنِّي أجزت لَهُم رِوَايَة كل مَا ... أرويه من سنَن الحَدِيث ومسند) (وَكَذَا الصِّحَاح الْخمس ثمَّ معاجم ... والمشيخات وكل جُزْء مُفْرد) (وَجَمِيع نظم لي ونثر وَالَّذِي ... ألفت كالنشر الزكي ومنجد) (فَالله يحفظهم ويبسط فِي حَيا ... ة الْحَافِظ الحبر الْمُحَقق أَحْمد) (وَأَنا المقصر فِي الورى العَبْد الفقي ... ر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد) قَالَ وَكنت لَقيته فِي سنة سبع وَتِسْعين وحرضني على الرحلة إِلَى دمشق وَقد حدثت عَنهُ فِي حَيَاته بكتابه الْحصن الْحصين يَعْنِي بالوجادة فَقَالَ قَالَ صاحبنا فلَان لكَونه لم تكن سبقت لَهُ مِنْهُ إجَازَة وَحصل لَهُ فِي الْبِلَاد اليمنية بِسَبَب ذَلِك رواج عَظِيم وتنافسوا فِي تَحْصِيله وَرِوَايَته، ثمَّ دخل بعد نَيف وَعشْرين وَقد مَاتَ كثير مِمَّن سَمعه فَسَمعهُ الْبَاقُونَ وَأَوْلَادهمْ عَلَيْهِ قَالَ وَلما أَقَامَ بِمَكَّة نسخ بِخَطِّهِ من أول الْمُقدمَة الَّتِي جمعتها أول شرح البُخَارِيّ واستعان بِجَمَاعَة حَتَّى أكملها تحصيلا وَكَانَ أرسل إِلَى صاحبنا التقي الفاسي فِي مَكَّة من شيراز يسْأَله عَن تَعْلِيق) التَّعْلِيق الَّذِي خرجته فِي وصل تعاليق البُخَارِيّ فاتفق وُصُول كِتَابه وَأَنا بِمَكَّة وَمَعِي نُسْخَة من الْكتاب فجهزتها إِلَيْهِ فجَاء كِتَابه يذكر ابتهاجه وفرحه بهَا وَأَنه شهر الْكتاب بِتِلْكَ الْبِلَاد وَأهْدى إِلَى بعد ذَلِك كِتَابه النشر الْمَذْكُور، قلت وَهُوَ فِي مجلدين وَكتب على كل مُجَلد مِنْهُمَا بِالْإِجَازَةِ لشَيْخِنَا قَالَ وَالْتمس أَن ينشر فِي الديار المصرية

وَقدر مَجِيئه هُوَ فنشره وعلما كثيرا ثمَّ أرسل إِلَيّ من شيراز بالمقدمة وَالتَّعْلِيق فألحقت بهما مَا كَانَ تجدّد لي بعد حصولهما لَهُ وَكتب عني شَيْئا من أول مَا علقته متعقبا على جمع رجال مُسْند أَحْمد وَبَالغ فِي اسْتِحْسَان مَا وَقع لي من ذَلِك. قلت حَسْبَمَا أوردته مَعَ كِتَابَته على مجلدي النشر فِي الْجَوَاهِر، قَالَ وَلما قدم الْقَاهِرَة انثال النَّاس للسماع عَلَيْهِ وَالْقِرَاءَة وَكَانَ قد ثقل سَمعه قَلِيلا وَلَكِن بَصَره صَحِيح يكْتب الْخط الدَّقِيق على عَادَته وَلَيْسَ لَهُ فِي الْفِقْه يَد بل فنه الَّذِي مهر فِيهِ القراآت وَله عمل فِي الحَدِيث ونظم وسط، وَوَصفه فِي الإنباء بِالْحَافِظِ الإِمَام الْمُقْرِئ وَقَالَ أَنه لهج بِطَلَب الحَدِيث والقراآت وبرز فِي القراآت وَأَنه كَانَ مثريا وشكلا حسنا وفصيحا بليغا كثير الْإِحْسَان لأهل الْحجاز انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة علم القراآت فِي الممالك، وَقَالَ عَن طَبَقَات الْقُرَّاء أَنه أَجَاد فِيهِ وَعَن النشر أَنه جوده وَعَن الْحصن أَنه لهج بِهِ أهل الْيمن واستكثروا مِنْهُ ثمَّ قَالَ وَذكر أَن ابْن الخباز أجَاز لَهُ واتهم فِي ذَلِك، وقرأت بِخَط الْعَلَاء بن خطيب الناصرية أَنه سمع الْحَافِظ أَبَا إِسْحَق البرهابن سبط ابْن العجمي يَقُول لما رحلت إِلَى دمشق قَالَ لي الْحَافِظ الصَّدْر الياسوفي لَا تسمع مَعَ ابْن الْجَزرِي شَيْئا انْتهى. وَبَقِيَّة مَا عِنْد ابْن خطيب الناصرية أَنه كَانَ يتهم فِي أول الْأَمر بالمجازفة وَأَن الْبُرْهَان قَالَ لَهُ أَخْبرنِي الْجلَال بن خطيب داريا أَن ابْن الْجَزرِي مدح أَبَا الْبَقَاء السُّبْكِيّ بقصيدة زعم أَنَّهَا لَهُ بل وَكتب خطه بذلك ثمَّ بيّنت للممدوح أَنَّهَا فِي ديوَان ابْن قلاقس قَالَ شَيخنَا وَقد سَمِعت بعض الْعلمَاء يتهمه بالمجازفة فِي القَوْل وَأما الحَدِيث فَمَا أَظن بِهِ ذَلِك إِلَّا أَنه كَانَ إِذا رأى للعصريين شَيْئا أغار عَلَيْهِ وَنسبه لنَفسِهِ وَهَذَا أَمر قد أَكثر الْمُتَأَخّرُونَ مِنْهُ وَلم ينْفَرد بِهِ، قَالَ وَكَانَ يلقب فِي بِلَاده الإِمَام الْأَعْظَم وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة فِي الْقَضَاء وأوقفني بعض الطّلبَة من أهل تِلْكَ الْبِلَاد على جُزْء فِيهِ أَرْبَعُونَ حَدِيثا عشاريات فتأملتها فَوَجَدته خرجها بأسانيده من جُزْء الْأنْصَارِيّ وَغَيره وَأخذ كَلَام شَيخنَا فِي أربعينه العشاريات بفصه فَكَأَنَّهُ عمل عَلَيْهَا مستخرجا بعضه بِالسَّمَاعِ وَأَكْثَره بِالْإِجَازَةِ وَمِنْه مَا خرجه شَيخنَا من جُزْء ابْن عَرَفَة فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَن ابْن الخباز بِالْقِرَاءَةِ فَأخْرجهُ ابْن الْجَزرِي عَن ابْن الخباز بِالْإِجَازَةِ. قلت أما إجَازَة) ابْن الخباز لَهُ فمحتملة فقد كَانَ خَال جده فِيمَا رَأَيْته فِي مشيخة الطاوسي وَأما سَرقَة النّظم فَلم يكن بمدفوع عَن النّظم فكم لَهُ من تصنيف نظما وَكَذَا أوردت من نظمه فِي تَرْجَمَة أبي الْوَلِيد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الشّحْنَة من الذيل على الْقُضَاة شَيْئا من لغز ومطارحات وَمن رجزه فِي أَحْمد بن يُوسُف بن

مُحَمَّد السيرجي وَكَذَا من نظمه فِي الِاكْتِفَاء مِمَّا سبق بِمُجَرَّد الِاكْتِفَاء مِنْهُ القيراطي: (شيطاننا المغوي عَدو فاعتصم ... بِاللَّه مِنْهُ والتجئ وتعوذ) (وعدوك الأنسي دَار وداده ... تملكه وادفع بِالَّتِي فَإِذا الَّذِي) وَنسب إِلَيْهِ أَيْضا: (أَلا قُولُوا لشخص قد تقوى ... على ضعْفي وَلم يخْش رقيبه) (خبأت لَهُ سهاما فِي اللَّيَالِي ... وَأَرْجُو أَن تكون لَهُ مصيبه) وَكتب فِي إجَازَة لِلشِّهَابِ بن هَاشم وَولده من أَبْيَات: (وَذَا عَام تسع بعد عشْرين قبلهَا ... ثَمَان مئين فِي ربيع لَدَى مصر) (ومولدي الْمَزْبُور إِذن وَقَالَهُ ... مُحَمَّد الْمَشْهُور بالجزري ادر) وَله فِي ختم الشَّمَائِل النَّبَوِيَّة: (أخلاي إِن شط الحبيب وربعه ... وَعز تلاقيه وناءت مَنَازِله) (وفاتكم إِن تبصروه بعينكم ... فَمَا فاتكم بِالسَّمْعِ هذي شمائله) وَكَذَا لَهُ جَوَاب فِيمَا التمسه مِنْهُ ابْن مُوسَى المراكشي بالنظم أودعهُ الفاسي فِي تَرْجَمَة ابْن مُوسَى، وَقد روى لنا عَنهُ خلق مِنْهُم الزين رضوَان والتقي بن فَهد والأبي وَمن لَا يُحْصى كَثْرَة وَفِي الْأَحْيَاء سنة سِتّ وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ وَكَذَا بِمَكَّة وَغَيرهمَا مِمَّن أَخذ عَنهُ جمَاعَة رَحمَه الله وإيانا. ومدحه النواحي بقوله: (أيا شمس علم بالقراآت أشرقت ... وحقك قد من الْإِلَه على مصر) (وَهَا هِيَ بالتقريب مِنْك تضوعت ... عبيرا وأضحت وَهِي طيبَة النشر) وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده وَقَالَ كَانَ شكلا حسنا فصيحا بليغا لَهُ نظم ونثر وخطب. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي. / 681 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو بكر الخوافي ثمَّ الْهَرَوِيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف بزين وَالِد إِبْرَهِيمُ وإسمعيل وَمُحَمّد الْمَذْكُورين فِي محالهم. / ولد فِي أَوَائِل سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة وَأخذ كَمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ عَن الجلالين فضل الله التبريزي وَأبي طَاهِر أَحْمد الخجندي الْمدنِي والزين الْعِرَاقِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ أربعي النَّوَوِيّ بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة والصدر أبي البركات أَحْمد بن نصر الله الْقزْوِينِي وَابْن الْجَزرِي وَأَنَّهُمْ أجازوه برواياتهم ومؤلفاتهم وَأَن لَهُ شُيُوخًا بِمَا وَرَاء النَّهر وخراسان وَالْعراق وأذربيجان وَالشَّام ومصر والحجاز وَكَذَا رَأَيْت الطاوسي سمى فِي شُيُوخه من عيناهم إِلَّا ابْن الْجَزرِي وَقَالَ بَعضهم أَنه أَخذ عَن الشريف الْجِرْجَانِيّ الرضي بحثا وَكَانَ مَعَه خطة بالتبليغات على الْكتاب، وبلغنا أَنه قدم الْقَاهِرَة قَدِيما فَاجْتمع بالزين عبد الرَّحْمَن

بن مُحَمَّد الشبريسي وَالْتمس مِنْهُ الصُّحْبَة وتلقين الذّكر فتوقف وَقَالَ لَهُ أَنْت إِمَام فِي الْفُنُون مُتَقَدم فِي الْعُلُوم وَأَنا فَقير درويش، أَو نَحْو هَذَا، وَكرر عَلَيْهِ السُّؤَال والإلحاح غير مرّة وَهُوَ يَأْبَى فَقَالَ لَهُ الزين فَمَا يكون جوابك إِذا وقفت بَين يَدي الله وَقلت لَهُ يَا رب قد سَأَلت هَذَا فِي إرشادي إِلَى الْوُصُول لَك وَالدّلَالَة عَلَيْك فَامْتنعَ، فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ فَمَا يكون جوابك أَنْت إِذا قيل لَك مَا الَّذِي أردْت بتَعَلُّم المسئلة الْفُلَانِيَّة وَمَسْأَلَة كَذَا وَكَذَا وسرد لَهُ مسَائِل من فنون مُخْتَلفَة فخضع الزين وَقَالَ من أجل هَذَا جئْتُك منسلخا لتسلك بِي الطَّرِيق المرضية فَحِينَئِذٍ لقنه وَأمره بالخلوة فَأَقَامَ فِيهَا أَيَّامًا ثمَّ أخرجه وَأذن لَهُ فِي الْإِرْشَاد والتلقين وسافر الشَّيْخ فَبلغ الزين أَنه حضر بعض السماعات وَلم يكن يرتضي ذَلِك فَغَضب مِنْهُ وراسله يَأْمُرهُ بالتوجه مَاشِيا لبلاده بِقصد التَّأْدِيب فِيمَا فعل فسافر ثمَّ عَاد فَوجدَ الزين قد مَاتَ، وَمن شُيُوخ الزين أَيْضا الَّذين صحبهم الشهَاب البسطامي والتابابادي وشريفا السكندري وَلَقي بإسكندرية فِي ابْتِدَائه الشهَاب أَحْمد الفرنوي فَأخذ عَنهُ وَصَافحهُ كَمَا صافحه أَبُو الْعَبَّاس القوصي عَن مصافحة الملثم عَن معمر الصَّحَابِيّ، وَهَذَا شَيْء لَا يعتمده النقاد والآفة فِي تركيبه مِمَّن فَوق الخوافي وَقد قدم الْقَاهِرَة أَيْضا فِي سنة أَربع وَعشْرين وَأَجَازَ فِي استدعاء ابْن شَيخنَا وَقَالَ لَهُ شَيخنَا: (قدمت لمصر يَا زين الخوافي ... فوافتها الْأَمَانِي والعوافي) (وَمَا سرت القوافل مُنْذُ دهر ... بِمثل سري القوادم بالخوافي) فَأَجَابَهُ الزين بقوله: (أيا من فاق أهل الْعَصْر فضلا ... وعلما فِي الحَدِيث بالاعتراف) (تقدس سرك الصافي فأحيا ... من الْآثَار مندرس المطاف) ) (سَأَلت الله أَن يبقيك حَتَّى ... تفيض على القوادم والخوافي) ومدحه ابْن الْجَزرِي بِمَا سَيَأْتِي فِي مَنْصُور بن الْحسن وتلقن مِنْهُ الذّكر بِالْقَاهِرَةِ فِي هَذِه السّنة غير وَاحِد كالأمين الأقصرائي والعز الْحَنْبَلِيّ وَكَذَا صَحبه فِي غَيرهَا الْجمال المرشدي الْمَكِّيّ وجمال بن جلال النيربزي والطاوسي وَقَالَ إِنَّه قَرَأَ عَلَيْهِ نظمه الْفَارِسِي فِي آخَرين كالسيد الصفي الإيجي وَأَجَازَ لِابْنِ أَخِيه الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين، وَذكره التقي بن فَهد فِي الكنى من مُعْجَمه وبيض لَهُ. وَدخل الشَّام وحلب وَبَيت الْمُقَدّس وَغَيرهَا، وَحج وتلمذ لَهُ خلائق وَصَارَ لَهُ صيت وشهرة. قَالَ النقي بن قَاضِي شُهْبَة: اجْتمعت بِهِ فرأيته شَيخا كَبِيرا ابْن ثَمَانِينَ سنة وَهُوَ بِبِلَاد تيمور

وَله بِالطَّرِيقِ عَن بِلَاده سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَهُوَ عَالم كَبِير جليل الْمِقْدَار ذُو عُلُوم كَثِيرَة، وَقَالَ الْعَلَاء القابوني البُخَارِيّ أَنه سَأَلَ عَن مسئلة من مشكلات الْعَرَبيَّة فَتكلم فِيهَا أحسن كَلَام. وَقَالَ الْجمال يُوسُف العجمي نزيل دمشق أَنه فِي الْعلم كالعلاء البُخَارِيّ وَلكنه يمِيل إِلَى الدُّنْيَا وَذكر أَن شاه رخ بن تمر قَالَ لَهُ حج فِي الْبَحْر أسهل عَلَيْك فَقَالَ أُرِيد أَن أَزور بِلَاد الشَّام وَمن بهَا من الصَّالِحين وَالْعُلَمَاء أَحيَاء وأمواتا فَإِنَّهُ لَيْسَ وَرَاء الْفُرَات قبر نَبِي انْتهى. وَقَوله يمِيل إِلَى الدُّنْيَا لَيْسَ يجيد بل هُوَ بعيد عَن ذَلِك وَقد أَزَال فِي هَذِه السفرة مَا كَانَ يتَوَقَّع من الشَّرّ بَين إسكندر صَاحب تبريز وشاه رخ بن تمر حِين دُخُول الشَّيْخ تبريز فِي حِكَايَة طَوِيلَة فِيهَا لَهُ كَرَامَة. وَعمر حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم السبت غرَّة شَوَّال سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَرَأَيْت من أرخه فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث رَمَضَان من الَّتِي بعْدهَا بهراة فِي الوباء الْحَادِث بهَا وَأبْعد جدا من قَالَ أَنه جَاءَ الْخَبَر لدمشق بوفاته فِي سنة خمسين رَحمَه لله ونفعنا بِهِ. 682 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَمِين الدّين المنصوري نِسْبَة للمنصورية بالبيمارستان الْحَنْبَلِيّ ابْن ربيب الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الله الأئميدي الْمَاضِي وَيعرف بأمين الدّين بن الحكاك. / ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ تَقْرِيبًا وَسمع وَهُوَ صَغِير مَعَ الإئميدي على ابْن بردس وَابْن الطَّحَّان بِحَضْرَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وَكَذَا سمع على الْمُحب بن نصر الله وَرُبمَا كَانَ يجلسه حِين السماع على فَخذه أَو نَحوه، وَحفظ الْمقنع فِي الْفِقْه ومختصر الطوفي فِي الْأُصُول وألفية ابْن ملك وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا وَأخذ فِي الْفِقْه عَن ابْن الرزاز والبدر الْبَغْدَادِيّ وزوجه ابْنة الْجمال بن هِشَام والعز الْكِنَانِي واستنابه وَذَلِكَ بعد أَن تكسب بِالشَّهَادَةِ والتوقيع وتميز فِيهَا، وتنزل فِي الْجِهَات وَرجحه الْبَدْر قاضيهم غير مرّة فِي الْفَهم وَالْفُرُوع على سَائِر جماعته مَعَ) استحضار كِتَابه وتودد وأدب وهيئة وخبرة بالحشمة وإسراف فِيمَا قيل على نَفسه وَلَكِن أَخْبرنِي بَعضهم بتوبته قبيل مَوته تعلل مُدَّة ثمَّ مَاتَ فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ فِي صفر سنة سِتّ وَتِسْعين بعد أَن أنشأ دَارا بالدرب المواجه لحمام ابْن الكويك بِالْقربِ من رَأس حارة زويلة وَصلي عَلَيْهِ برحبة مصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفن بتربة قَرِيبا مِنْهَا تجاه تربة الرقاقية وتأسف كَثِيرُونَ عَلَيْهِ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْعِمَاد. / يَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ ثَالِث المحمدين. 683 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن قوام بن عَليّ بن قوام الْبَدْر ابْن أبي عبد الله بن الإِمَام أبي عبد الله بن أبي حَفْص ابْن الْقدْوَة أبي بكر البالسي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي وَيعرف بِابْن قوام. / ولد فِي تَاسِع عشر جُمَادَى

الأولى سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسمع عَليّ الحجار وَإِسْحَق بن يحيى الأمدي والمزي وَابْن المهندس والنجمين ابْن هِلَال والعسقلاني وَعبد الْقَادِر بن عبد الْعَزِيز الأيوبي وَزَيْنَب ابْنة ابْن الخباز ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: الشَّيْخ الْمسند الْكَبِير لَقيته بزاوية جده فِي صالحية دمشق وَكَانَ خيرا فَاضلا من بَيت كَبِير حصل لَهُ فِي سَمعه ثقل فَقَرَأَ عَلَيْهِ كلمة كلمة كالأذان وَكُنَّا نتحقق تسميعه تَارَة بِصَلَاتِهِ على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتارَة بترضيه على الصَّحَابَة وَنَحْو ذَلِك وَكَانَ تفرد بِرِوَايَة الْمُوَطَّأ لأبي مُصعب بِالسَّمَاعِ الْمُتَّصِل مَعَ الْعُلُوّ فقرأناه وَغَيره عَلَيْهِ وَأُصِيب فِي الكائنة الْعُظْمَى بِدِمَشْق فَاحْتَرَقَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث رَحمَه الله. قلت روى لنا عَنهُ بِالسَّمَاعِ سوى شَيخنَا جمَاعَة وَآخر من يرْوى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ حفيد الْجمال يُوسُف العجمي وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَأسْقط من نسبه مُحَمَّدًا على جاري أَكثر عوائده. 684 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن رسْلَان فتح الدّين أَبُو الْغَيْث وَأَبُو الْفَتْح بن التقي أبي الْيُسْر بن الْبَدْر أبي الْيمن بن السراج البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو الولوي أَحْمد الْمَاضِي لِأَبِيهِ وَيعرف بلقبه وَأمه تركية اسْمهَا مغل فتاة الْجلَال البُلْقِينِيّ أم ابْنَته زَيْنَب. / ولد فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا فِي حارة بهاء الدّين وَنَشَأ بهَا يَتِيما فِي كَفَالَة أَخِيه فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض فِي سنة خمسين فَمَا بعْدهَا على شَيخنَا والأمين الأقصرائي والبدرين ابْن التنسي والبغدادي الْحَنْبَلِيّ فِي آخَرين مِنْهُم الشهَاب السيرجي والسراج الْحِمصِي واشتغل يَسِيرا عِنْد أَخِيه وَعم وَالِده الْعلم البُلْقِينِيّ وكريم) الدّين العقبي وَآخَرين وَسمع على شَيخنَا وَابْن ابْن عَمه الزين شعْبَان وَجَمِيع من كَانَ فِي ختم البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة وَجَمَاعَة وخطب أَحْيَانًا بِجَامِع المغربي وَكَانَ ظريفا لطيفا ذكيا حسن الْعشْرَة وَالْبزَّة فِي ملبسه ومشيه غير متصون وَقد تزوج ابْنة الْكَمَال السُّيُوطِيّ وَابْنَة قراجا وَغَيرهمَا وَمَا نتج فِي ذَلِك وَكَذَا عقد على ابْنة أبي الْبَقَاء بن الْعلم وَلكنه لم يدْخل بهَا واستمرت فِي عصمته حَتَّى مَاتَ وَأخذ جدها لَهُ من تركته حَقّهَا اسْتِيفَاء أَو مصالحة. وَكَانَت وَفَاته فِي صفر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِمَكَّة فَإِنَّهُ كَانَ توجه إِلَيْهَا مَعَ أختيه شَفَتَيْه وَأُخْته لأمه فِي موسم الَّتِي قبلهَا فحج ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ وَصلي عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْكَعْبَة ثمَّ دفن بالمعلاة فِي تربة النويريين رحم الله شبابه وعوضه الْجنَّة. 685 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد النَّجْم بن الشّرف بن النَّجْم بن السراج الْقرشِي الطنبدي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده

وَيعرف كسلفه بِابْن عرب. / ولد فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده على النُّور البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر بل تلاه على الشهَاب ابْن أَسد مَعَ قِرَاءَة حُرُوف القراآت الْعشْر أصولا وفرشا بِمَا تضمنه النشر لِابْنِ الْجَزرِي وَبِمَا وَافق ذَلِك من كتب الْفَنّ مَعَ أَخذ الشاطبية قِرَاءَة وسماعا وَغير ذَلِك وَحفظ الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع والحاجبية، وَعرض فِي سنة خمسين على جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا بل سمع عَلَيْهِ وَأخذ الْفِقْه عَن البوتيجي وَالْعلم البُلْقِينِيّ فِي آخَرين ولازم الشرواني فِي الْأَصْلَيْنِ والمنطق وآداب الْبَحْث وَغَيرهَا وَكَذَا لَازم الشمني حَتَّى أَخذ عَنهُ حَاشِيَته على الْمُغنِي وَغَيرهَا كالأصلين وَالتَّفْسِير والمعاني وَالْبَيَان والتقي الحصني فِي المطول وَغَيره والأبدي فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكَذَا الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي عُلُوم كَثِيرَة وَأخذ أَيْضا عَن الْمحلي والكريمي وَابْن الْهمام والكافياجي وَمِمَّا أَخذه عَنهُ مُؤَلفه فِي كلمة التَّوْحِيد وَأبي الْفضل المغربي فِي الْعرُوض فِي آخَرين كَأبي السعادات البُلْقِينِيّ فَإِنَّهُ حضر عِنْده فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَعبد الْمُعْطِي المغربي فَإِنَّهُ حضر عِنْده بِمَكَّة فِي التصوف وَسمع فِي البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة، وتميز وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي الإقراء مِنْهُم البُلْقِينِيّ فَإِنَّهُ بعد وَصفه لَهُ بالشيخ الْفَاضِل الْعَالم المفنن مُفِيد الطالبين وَبَين مَا أَخذه عَنهُ قِرَاءَة وسماعا أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ والعز عبد السَّلَام بعد أَن بَين مَا قَرَأَهُ وسَمعه عَلَيْهِ من الْعَرَبيَّة وَالصرْف والمنطق والمعاني وَالْبَيَان والأصلين وَالتَّفْسِير أذن لَهُ فِي تدريسها) وإقرائها لمن أحب ثِقَة بفهمه واعتمادا على ذكائه وفطنته وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة خمس وَخمسين وَأذن لَهُ بن أَسد فِي الإقراء وأرخ ذَلِك فِي سنة سبعين وناب فِي الْقَضَاء عَن أبي السعادات فَمن بعده وَلكنه لم يتَوَجَّه لذَلِك وَكَذَا أَقرَأ الطّلبَة قَلِيلا وَرُبمَا أفتى وَحج فِي سنة إِحْدَى وَخمسين مَعَ الرجبية ثمَّ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين كَذَلِك صُحْبَة الزيني بن مزهر ثمَّ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ صُحْبَة وَلَده موسميا وزار بَيت الْمُقَدّس غير مرّة وَدخل الشَّام وَغَيرهَا وَعظم اخْتِصَاصه بِابْن مزهر وَانْقطع إِلَيْهِ وَأدْخلهُ فِي أوقافه وَهُوَ من قدماء أَصْحَابه وترتب لَهُ بواسطته أَشْيَاء وَسكن بمدرسته لما انْتَهَت وَاسْتقر فِي تدريس التَّفْسِير بهَا بعد الكوراني صَاحبه وتمول مَعَ عقل وتودد ظَاهر وانطراح وامتهان لنَفسِهِ وإلمام بلعب الشطرنج وَعِنْده من تصانيفي اشياء وكتبت عَنهُ من نظمه: (أيا ندمي كم قَبِيح صنعت ... وَكم من ملاه بهَا الْقلب لاهي) (وَلَيْسَ ادخرت لمحو الذُّنُوب ... سوى حسن ظن بِعَفْو الله)

686 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد حفيد الْجمال الْقرشِي الطنبدي القاهري وَيعرف بِابْن عرب / قريب الَّذِي قبله. ولد سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة وناب عَن الْعلم البُلْقِينِيّ فَمن بعده. 687 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن وجيه عَزِيز الدّين بن الْجلَال بن فتح الدّين بن السراج الشيشيني الْمحلي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده والآتي وَلَده الْجلَال مُحَمَّد. / ولد سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَكَفَلَهُ جده وَحفظه الْقُرْآن والتنبيه وَعرض على جمَاعَة واشتغل على جده والشهاب العجيمي وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَغَيرهم، وَحج وناب فِي الْمحلة ثمَّ اسْتَقل بهَا أشهرا فِي أَيَّام الْمَنَاوِيّ وَاقْتصر على النِّيَابَة بأماكن هُنَاكَ إِلَى أَن تَركهَا لوَلَده حِين كف، وَذكر بِمَعْرِِفَة الصِّنَاعَة مَعَ فَضِيلَة بِالْجُمْلَةِ واستمرار للتلاوة ولجزء من كِتَابه، وَقدم وَهُوَ كَذَلِك الْقَاهِرَة فَنزل عِنْد ابْن عَمه الشهَاب الشيشيني فدام أشهرا ثمَّ مَاتَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَدفن بحوش البيبرسية عِنْد أَقَاربه رَحمَه الله. 688 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر خير الدّين أَبُو الْخَيْر بن السّري بن الصَّدْر القاهري الْمَالِكِي وَهُوَ بكنيته أشهر وَيعرف بِابْن الغاني نِسْبَة لغانة مَدِينَة بالتكرور ابْن عَم الْعِزّ التكروري. / ولد أول الْقرن وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والواسطي المسلسل وجزء الْأنْصَارِيّ) وعَلى الثَّانِي فَقَط جُزْء ابْن عَرَفَة وعَلى ابْن بردس وَابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة بعض أبي دَاوُد وعَلى الْجمال بن جمَاعَة الْقُدسِي وَغَيره مَعنا وَقَبلنَا بل كَانَ يزْعم أَنه سمع قَدِيما وَلَكِن فِي قَوْله توقف نعم رَأَيْت وَالِده فِي طبقَة السماع على ابْن أبي الْمجد وَكَانَ هَذَا يَنُوب فِي الْحِسْبَة خَارج بَاب الشعرية وَتلك النواحي وَله بِبَيْت ابْن البرقي خلْطَة وَكَذَا بغيرهم مَاتَ عَن سنّ عالية بعد توعك طَوِيل فِي لَيْلَة الْخَمِيس تَاسِع عشرى الْمحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ وَورثه ابْن عَمه الصَّدْر الغاني وَلم يلبث أَن مَاتَ بِمَكَّة وَكَانَا مَعًا ورثا الْعِزّ التكروري رَحِمهم الله وإيانا وَعَفا عَنهُ. 689 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد ان مُحَمَّد ان عمر الشَّمْس العجلوني الاصل الطَّبَرَانِيّ ثمَّ الدشقي الشَّافِعِي الاحمدى نسبه لسيدى احْمَد البدوي شيخ فُقَرَاء / بِدِمَشْق مِمَّن سمع منى فِي ربيع الاول سنة ثَلَاث وَتِسْعين المسلسل وغبره. 690 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر نَاصِر الدّين حفيد الصّلاح الطوري. / سمع على جده ثلاثيات الدَّارمِيّ وَحدث بهَا فِي سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة سَمعهَا مِنْهُ مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن عناش الْقُدسِي وَغَيره. 691 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَيَّاش. / مَاتَ سنة سبع عشرَة.

692 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن خضر الشَّمْس بن الشَّمْس بن الْبَهَاء ابْن الشّرف الأربلي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بالأحمدي / لاعْتِقَاده فِي سَيِّدي أَحْمد البدوي. مِمَّن لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَهُوَ مجاور فَسمع مني المسلسل وعَلى عدَّة ختوم كالبخاري وَأبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه والشفا ومؤلفاتي فِي ختومها وَقَرَأَ عَليّ حَدِيث الْأَعْمَال وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ الحَدِيث على الشهَاب بن قرا والزين بن الشاوي والناجي بل قَرَأَ فِي الْمِنْهَاج على الأول والبلاطنسي ومفلح الضَّرِير وَآخَرين وتكسب بِالشَّهَادَةِ بِرَأْس الْقُنُوت ظَاهر بَاب الْجَابِيَة، وَحج غير مرّة. 693 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم النُّور بن أبي عبد الله المزجاجي الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ وَالِد الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَأَبوهُ. / كَانَ صَالحا. مَاتَ سنة خمس وَخمسين. أوردهُ الْكَمَال الذوالي فِي تَرْجَمَة جده من صلحاء الْيمن. 694 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قلبة بِفَتَحَات الشَّمْس الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمَكِّيّ صَاحب الْحمام الشهير بِمَكَّة والمتكلم على البيمارستان بهَا وَيعرف بِابْن قلبة. / أثنى عَلَيْهِ عِنْدِي الْوَاعِظ يحيى الْغَزِّي وَوَصفه بِأبي الْفُقَرَاء والأيتام وخاتمة سماسرة الْخَيْر وَأَنه كَانَ ذَا مَال لَيْسَ بالكثير بل بورك لَهُ فِيهِ وَلكنه لما مَاتَ وجدت عَلَيْهِ دُيُون طابقها مخلفه سَوَاء وَهُوَ ألف دِينَار. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسبعين وَتكلم على البيمارستان بعده إِبْرَهِيمُ الْعِرَاقِيّ. 695 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قوام قوام الدّين بن قوام الدّين الرُّومِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بلقبه. / ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فَأخذ الْفِقْه عَن الرُّكْن دُخان وَغَيره والنحو عَن الْعَلَاء العابدي الْحَنَفِيّ وَالْأُصُول عَن الْعَلَاء البُخَارِيّ وَقيل أَنه سمع البُخَارِيّ من عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وبرع فِي الْفُنُون وتصدى للإفادة والإفتاء وَولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق مسئولا بِدُونِ إرشاء غير مرّة فحمدت سيرته، وَكَانَ ذَا همة عالية وَنَفس أبيَّة من خِيَار الْقُضَاة وسروات النَّاس عقلا ودينا وتواضعا وكرما وَمن محَاسِن دمشق. مَاتَ مصروفا عَن الْقَضَاء فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَخمسين بمنزله تَحت قبَّة سيار غربي صالحية دمشق وَصلي عَلَيْهِ بِبَاب منزله وَدفن تجاهه وَكَانَت جنَازَته حافة جدا وَكثر الدُّعَاء لَهُ والتأسف عَلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا. 696 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن عبد الْمجِيد بن عبد الظَّاهِر بن أبي الْحُسَيْن بن حَمَّاد بن دُكَيْن القَاضِي تَاج الدّين بن فَخر الدّين الحصني المنفلوطي وَيعرف بِابْن فَخر الْقُضَاة. / ولد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بمنفلوط وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن

والعمدة ومختصر التبريزي والتنبيه ثمَّ سَافر إِلَى منية أخميم فقطنها سبع سِنِين ثمَّ دخل الْقَاهِرَة سنة إِحْدَى وَولي خطابة بَلَده فِيهَا ثمَّ بمشية أخميم سنة ثَلَاث وباشر لجَماعَة أُمَرَاء. وَدخل مَكَّة صُحْبَة سعد الدّين بن الْمرة مبَاشر جدة سنة أَرْبَعِينَ وَأقَام بهَا وزار الْمَدِينَة فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وناب فِي الْقَضَاء والخطابة بجدة عَن الْكَمَال بن ظهيرة مُدَّة ولاياته إِلَى أَن مَاتَ وَلم ينب عَن غَيره، وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا عطر الْأَخْلَاق. مَاتَ بجدة فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسِتِّينَ وَحمل فَدفن بالمعلاة. ذكره ابْن فَهد. 697 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الْعِزّ بن الشَّمْس المنوفي القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. حفظ الْقُرْآن والتنبيه وَغَيره وَقَرَأَ على الْعلم البُلْقِينِيّ فِي التدريب وَغَيره وناب فِي الْقَضَاء عَنهُ فَمن بعده. وَجلسَ بحانوت بَاب الشعرة وقتا بل نَاب أَيْضا فِي منوف) وإبيار والأعمال المرصفاوية والخانقاه السرياقوسية اسْتِقْلَالا بل شَارك فِي الْأَخِيرَة عِنْده وَاسْتقر فِي التدريس بناصريتها السرياقوسية وَكَذَا بالسودونية من عبد الرَّحْمَن الْمَعْرُوفَة بالدوادارية مِنْهَا لَكِن شَرِيكا لغيره وسافر قَاضِي الْمحمل مرَارًا وَلم يكن بِأَهْل لكل ذَلِك وَلَا كَانَ مَحْمُود السِّيرَة وَإِنَّمَا كَانَ ترقيه لملازمته خدمَة الزين الأستادار واختصاصه بِهِ بِحَيْثُ كَانَ يركب نفائس الْخَيل. مَاتَ فِي مستهل صفر سنة خمس وَسبعين عَفا الله عَنهُ. 698 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الْجمال أَو الْجلَال أَبُو السعادات بن الْمُحب أبي الْمَعَالِي بن الرضى بن الْمُحب بن الشهَاب بن الرضي الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / إِمَام الْمقَام وَابْن إِمَامه الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ مكرم وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع الْمحرم سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه أم الْحُسَيْن سَعَادَة ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف المرشدي. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وعقائد جمع الْجَوَامِع ومنظومة النزهة للبرهان الزمزمي والشاطبيتين والكافية وَالِي التَّمْيِيز من منظومة أبي الْقسم النويري وتصريف الزنجاني ومختصر الشافية قصارى الصّرْف وَعرض على جمَاعَة كالزين بن عَيَّاش وَأبي الْفَتْح المراغي وَقَالَ أَنه جود الْقُرْآن على أَولهمَا بل أفرد عَلَيْهِ السَّبْعَة مَا عدا حَمْزَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشاطبية بِتَمَامِهَا عرضا وَكَذَا قَرَأَهَا بحثا مَعَ ختمة للسبعة على الشهَاب الشوائطي وَأخذ الْفِقْه فِي الِابْتِدَاء عَن التقي الأرجاقي وَأبي البركات الهيثمي والزين قَاسم الزفتاوي وَإِمَام الكاملية وتكرر أَخذه للمنهاج

عَن الثَّانِي وَقَرَأَ الْحَاوِي على الزين خطاب وَأخذ الْإِرْشَاد تقسيما عَن النُّور على الغزولي وَعَن إِمَام الكاملية أَخذ مُعظم شَرحه على الْبَيْضَاوِيّ الْأَصْلِيّ وَعَن الزمزمي منظومته للنزهة وَعَن الإِمَام الزَّاهِد الكافية ولازم أَبَا الْقسم النويري سنة مَوته فِيمَا حفظه من منظومته فِي النَّحْو وَغَيره وَفِي غير ذَلِك والمحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ توضيح ابْن هِشَام وعَلى النُّور السنهوري منطق ابْن الْحَاجِب وعَلى وَالِده فِي عقائد جمع الْجَوَامِع وَغَيرهَا كلهم بِمَكَّة. وَدخل دمشق والقاهرة مرَّتَيْنِ وَحضر فِي الْقَاهِرَة دروس البُلْقِينِيّ فِي تكملته التدريب وَغَيرهَا وَسمع عَلَيْهِ فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ جُزْء الْجُمُعَة وَغَيرهَا والمناوي فِي الْفِقْه وأصوله والمحلي وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه على الْمِنْهَاج والشرواني فِي الْأَصْلَيْنِ وَالْفِقْه وَغَيرهَا وَابْن الْهمام فِي الْأَصْلَيْنِ والشمني وَغَيرهم) كالتقي الحصني أَخذ عَنهُ تصديقات القطب والمحيوي الدمياطي ويعيش الغربي وزَكَرِيا والكوراني وَقَرَأَ فِي الْفَرَائِض والحساب على السجيني وَالسَّيِّد تلميذ ابْن المجدي وَابْن المنمنم وَفِي الشَّام دروس الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة وخطاب والزين الشاوي وَغَيرهم وَسمع على أبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي وَأبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والشوائطي والتقي بن فَهد والأبي وَأَبِيهِ مَا عينت بعضه فِي تَرْجَمته من التَّارِيخ الْكَبِير، وَأَجَازَ لَهُ الْجمال الكازروني وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي وَزَيْنَب ابْنة اليافعي وَخلق وتميز فِي الْفَضَائِل وَأذن لَهُ غير وَاحِد بالإقراء فِي القراآت وَالْفِقْه والعربية والأصلين وَغَيرهَا وَبَعْضهمْ والعربية والأصلين وَغَيرهَا وَبَعْضهمْ فِي الْإِفْتَاء أَيْضا وناب فِي الْإِمَامَة عَن أَبِيه فِي سنة خمس أَو سِتّ وَخمسين فعارض بعض التّرْك لكَونه حِينَئِذٍ أَمْرَد وَكتب بموافقته أجوبة على جِهَة التعصب وَغَيرهَا وَعقد مجْلِس لذَلِك فانتصر لَهُ شَيْخه الزين قَاسم الزفتاوي وَكَانَ مجاورا فأهانه الْمُعْتَرض واستمرت الْإِمَامَة بَينه وَبَين أَبِيه ثمَّ أضيف إِلَيْهِمَا غَيره من إخْوَته، وَحلق بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَأخذ عَنهُ بعض الغرباء وَنَحْوهم من المبتدئين مَعَ ملازمته درس عَالم الْحجاز البرهاني بن ظهيرة فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَكَذَا وَلَده الجمالي بل حضر عِنْدِي يَسِيرا وَصليت خَلفه كثيرا وخطب قَلِيلا حِين أذن لِأَبِيهِ فِي الخطابة فِي كائنة الْمُحب النويري وصاهر التقي بن فَهد على ابْنَته سعثا واستولدها عدَّة وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وَورث لَهُ ولبنيه جملَة، وَغَيره أمتن مِنْهُ عقلا وحركة. 699 - مُحَمَّد الزين أَبُو البركات الطَّبَرِيّ / شَقِيق الَّذِي قبله. ولد فِي الثُّلُث الْأَخير من لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشرى صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَسمع بهَا من أَبِيه وَأبي الْفَتْح المراغي، وَأَجَازَ لَهُ الزين بن عَيَّاش والزين الأميوطي والمحب

الْمصْرِيّ وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي وَغَيرهم وشارك وَالِده وَإِخْوَته فِي إِمَامَة الْمقَام نوبا بَينهمَا وَرُبمَا توجه لبجيلة وَغَيرهَا بل أَكثر أوقاته فِي الْغَيْبَة وَقد صليت خَلفه وَلَيْسَ بمحمود السِّيرَة مَعَ أَنه أشبه من أَخَوَيْهِ قِرَاءَة. مُحَمَّد إِمَام الدّين أَبُو الْكَرم شَقِيق اللَّذين قبله ويدعى مكرما / يَأْتِي. مُحَمَّد أَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ / أَخُو الْمُتَقَدِّمين. بيض لَهُ ابْن فَهد. مُحَمَّد أَخُو اللَّذين قبله واسْمه أَيْضا عَامر. / سبق فِي عَامر. 701 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْملك الزين بن الْبَدْر بن الزين بن الشَّمْس بن التَّاج الدَّمِيرِيّ الأَصْل القاهري الْمَالِكِي سبط الْعَلَاء عَليّ بن يحيى بن فضل الله الْعمريّ وَقَرِيب عبد الْقَادِر الْمَاضِي وَأَبُو صَاحب التَّرْجَمَة. / ولد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن ومختصر الْفُرُوع وباشر بعد أَبِيه مشارفة البيمارستان، وَكَانَ دربا فِي الْمُبَاشرَة متين الْعقل سَمحا رَاغِبًا فِي الصّرْف للْفُقَرَاء منجمعا عَن النَّاس مَعَ ثقل حركته وسَمعه وَحج. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَدفن بتربة جده لأمه بِالْقربِ من تربة الدمارة خلف الصُّوفِيَّة الْكُبْرَى وَبَلغنِي أَنه قبل مَوته بأيام رأى توجه أهل البيمارستان لقطع الطوارئ فَقَالَ مَا بَقِي فِي الْحُضُور فَائِدَة ثمَّ انْقَطع فَلم يلبث أَن مَاتَ رَحمَه الله وإيانا. 702 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عبد الْغَنِيّ الشَّمْس بن الشَّمْس بن الشّرف الششتري الْمدنِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَابْن عَمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن شرف الدّين وَيعرف كأبيه بِابْن شرف الدّين. / مِمَّن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره واشتغل وَسمع مني بِالْمَدِينَةِ. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 703 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن سعيد بن فَايِد التَّاج أَبُو عبد الله بن الْكَمَال أبي عبد الله بن القَاضِي التَّاج بن القَاضِي الْكَمَال بن الْفَخر أبي الْعَبَّاس بن القَاضِي الْكَمَال بن القَاضِي الْجمال الْهِلَالِي الريغي نِسْبَة لريغ من الغرب الْأَدْنَى السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الريغي. / ولد فِي سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بإسكندرية وَحفظ فِيهَا الْقُرْآن والرسالة واشتغل بهَا على القَاضِي ابْن عبد الْغفار وناب فِي قَضَائهَا زِيَادَة على عشْرين سنة وَكَانَ دينا عفيفا متواضعا. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. وَهُوَ من بَيت شهير فمحمد الرَّابِع فِي نسبه مِمَّن اخذ عَنهُ الْعِرَاقِيّ وَابْن ظهيرة وَذكره فِي مُعْجَمه وَشَيخنَا فِي درره وَكَذَا ترْجم فِيهَا وَالِده أَحْمد. 704 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن غُلَام الله بن صَالح

بن حُسَيْن بن عَليّ بن سلمَان بن مقرب بن عنان النَّجْم أَبُو الْعَطاء بن الشَّمْس أبي الطّيب بن فتح الدّين أبي الْفَتْح بن أبي عبد الله بن نبيه الدّين أبي الْقسم الْقرشِي القطوري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الشاذلي ابْن أُخْت عبد الْغَنِيّ بن أبي عبد الله الأميوطي ابْن الْأَعْمَى الْمَاضِي وَيعرف بِابْن النبيه / لقب جده الْأَعْلَى كَمَا ترى. ولد فِي لَيْلَة سَابِع عشرى رَمَضَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد الصنفي قَالَ وَكَانَ عَالما ورعا انْتفع عِنْده الشهَاب بن المحمرة وَغَيره وَكَذَا حفظ عِنْده الْعُمْدَة والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ) وألفية ابْن ملك والشاطبية وَغَيرهَا وَعرض على الْعِرَاقِيّ وَولده والهيثمي والبلقيني وَابْن الملقن والأبناسي والدميري والزين الفارسكوري وَالشَّمْس بن الْقطَّان والبرشنسي والبيجوري وَعبد اللَّطِيف ابْن أُخْت الأسنوي فِي سنة تسع وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا وأجازوه وَوصف الْعِرَاقِيّ جده بصاحبنا الشَّيْخ وَسمع مِنْهُ بِحَضْرَة الهيثمي بعض الْإِمْلَاء وتفقه بِجَمَاعَة كالبيجوري حضر عِنْده تَقْسِيم التَّنْبِيه والمنهاج وَالْفَخْر الْبرمَاوِيّ وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة وتلا عَلَيْهِ السَّبع وَأخذ فِي الْأُصُول عَن ابْن عمار والشهاب الصاروجي الْحَنْبَلِيّ وَقَرَأَ على الشَّمْس الْبرمَاوِيّ الزهر البسام فِيمَن حوته عُمْدَة الْأَحْكَام من الْأَنَام وَبَعض النَّهر لشرح الزهر كِلَاهُمَا لَهُ، وَلزِمَ الِاشْتِغَال مُدَّة فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا على هَؤُلَاءِ وَغَيرهم وتعانى التوقيع ففاق فِيهِ صناعَة وَكِتَابَة وَكَثُرت أَتْبَاعه فِيهِ وَتردد النَّاس لَهُ بِسَبَبِهِ وَصَارَ المرجوع فِيهِ إِلَيْهِ هَذَا مَعَ مزاحمته الأدباء قَدِيما وَنَظره فِي كتب الْأَدَب ومتعلقاتها حَتَّى أَنه قَالَ فِي سُقُوط منار المؤيدية حَسْبَمَا أثْبته شَيخنَا فِي أنبائه وأنشدنيه النَّجْم لفظا: (يَقُولُونَ فِي ميل الْمنَار تواضع ... وَعين وأقوال وعنيد جليها) (فَلَا الْبُرْجِي أخنى وَالْحِجَارَة لم تَعب ... وَلَكِن عروس أثقلتها حليها) وَقَالَ أَيْضا: (بِجَامِع مَوْلَانَا الْمُؤَيد أنشئت ... عروس سمت مَا خلت قطّ مثالها) (ومذ علمت أَن لَا نَظِير لَهَا انْثَنَتْ ... وأعجبها وَالْعجب عَنَّا أمالها) ونحا فِي نظمها خلاف مَا نحاه شعراء وقته فِي هَذِه الْوَاقِعَة حَيْثُ عرض بَعضهم بالعيني وَبَعْضهمْ بشيخنا ابْن حجر وهما من مدرسيها وَبَعْضهمْ بِابْن الْبُرْجِي نَاظر عمارتها وَأول شَيْء نظمه بيتان مواليا وسببهما أَنه كَانَ يجلس فِي حَانُوت الشُّهُود وَبهَا قريب لَهُ يُقَال لَهُ أَبُو الْبَقَاء الْحُسَيْنِي كَانَ يحسن للأديب عويس الْعَالِيَة فمدحه يَوْمًا بقوله: (أَبُو البقا ذَا الْحُسَيْنِي فِي الْكَرم آيَة ... عشاق مدحو الْمُحَرر نظمهم غايه) (جيتو مجير سمح لي شلت لورايه ... بيضًا بمدحو وهب لي من ذهب مايه)

فَقَالَ النَّجْم: (أَبُو البقا ذَا الْحُسَيْنِي يَا أخي هُوَ الْبَدْر ... أقسم إِذا حل فِي الْبَلَد يغار الْبَدْر) (عَمْرو همام سما نورو ليَالِي الْقدر ... هَذَا وَلَو كف من جود وسما فِي الْقدر) ) وعرضهما على عويس فَقَالَ لَهُ مَا قصرت فَقَالَ لَهُ مَا أنصفتني بِهَذِهِ الْكَلِمَة كَأَنَّك احتقرتهما وَالْحَال أَنَّهُمَا أحسن من بيتيك لِأَنَّك هجوت الرجل قَالَ فاستعظم هَذَا فَقَالَ لَهُ النَّجْم نعم المايه شَيْء من آلَات المقامرين فكأنك نسبته إِلَى الْقمَار فَقَالَ لَهُ اسْكُتْ يَا صبي لَو كَانَ لبيتيك أَبْوَاب كَانَا ميضأة ثمَّ قَالَ اشْهَدْ على إقراري بِكَذَا فَأَجَابَهُ وَدفع إِلَيْهِ الورقة فَقَالَ أحسنتت وَلَكِن بَقِي من نعوتي الْعَلامَة فَقَالَ لَهُ مَا فَاتَ نلحقها بَين السطور ونعتذر عَنْهَا فِي الْأَخير فَقَالَ مازحا لَا جَزَاك الله خيرا وَضحك هُوَ وَالْجَمَاعَة وَقَالَ للممدح وَجب انقطاعي عَنْكُم إِذْ صَار هَذَا يتَحَلَّل عَليّ أَيْضا. وكتبت فِي المعجم وَغَيره من نظمه غير هَذَا وَلَو جمع نظمه وَأَكْثَره مِمَّا عمله فِي أَوَائِل الْقرن لَكَانَ فِي مُجَلد، وَقد حج فِي سنة ثَلَاثِينَ وَدخل إسكندرية وَغَيرهَا وَاجْتمعَ فِي إسكندرية بِرَجُل يُقَال لَهُ الشريف أَبُو زيد الحسني الْمَعْرُوف بالمصافح وَصَافحهُ وَقَالَ أَن بَينه وَبَين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرْبَعَة، هُوَ كذب كَمَا أَشرت لنحوه فِي الخوافي قَرِيبا، وَاسْتقر فِي مُبَاشرَة البيبرسية سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بل نَاب فِي الْقَضَاء بِأخرَة عَن الْعلم البُلْقِينِيّ مَعَ الِاسْتِقْرَار بِهِ فِي أَمَانَة الحكم وَنظر الْأَوْقَاف الْحكمِيَّة، وَكَانَ فَاضلا ضابطا ذكيا مشاركا فِي الْعَرَبيَّة وَالْأَدب ناثرا ناظما نظم فِي الْفُنُون كلهَا مَعَ تيسره عَلَيْهِ أَولا بخلافة آخر ذَاكِرًا لمحافيظه مَعَ شيخوخته حَتَّى أَن فقيهي الشهَاب بن أَسد كَانَ يُرْسِلنِي لمجاورة مكتبه لَهُ فأصحح عَلَيْهِ لوحي من التَّنْبِيه وَمن الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ فَكَانَ يسابقني بِالْقِرَاءَةِ عَن ظهر قلب مَعَ مزِيد نصح وتواضع وَحسن عشرَة وشكالة وكياسة وكرم بِحَيْثُ أَن الْعِزّ السنباطي التمس مِنْهُ كِتَابَة أسجال عَدَالَة وَلَده فَكَتبهُ وَأرْسل بِهِ إِلَيْهِ مَعَ شاش يُسَاوِي سَبْعَة دَنَانِير، وَصدق لهجة وَلكنه كَانَ مُسْرِفًا على نَفسه منهمكا فِي لذاته وَيُقَال أَنه أقلع قبل مماته بِيَسِير وَأَرْجُو لَهُ ذَلِك. مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. 705 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد أَبُو المحاسن بن الشّرف أبي الْقسم بن الْجمال أبي النجا بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء بن الضياء الْمَكِّيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه وَأَبوهُ قُضَاة مَكَّة. ولد فِي رَجَب سنة خمس وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة مِمَّن سمع مني بهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ورأيته يحضر دروس أَبِيه.

706 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم الْجمال أَبُو عبد الله بن الْجلَال أبي السعادات بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج بن الْجمال الكارزوني الْمدنِي الشَّافِعِي سبط أبي الْفرج المراغي / والماضي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه. ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِطيبَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه على خَاله الشَّيْخ مُحَمَّد المراغي قرأهما إِلَّا من الْقَضَاء إِلَى آخِره وَقَرَأَ فِي أصُول الْفِقْه على الشهَاب الأبشيطي منظومة النَّسَفِيّ اللامية وَفِي الْعَرَبيَّة على الشّرف عبد الْحق السنباطي الجرومية بل سمع جلّ الألفية وَفِي الْفِقْه والأصلين قِرَاءَة وسماعا على زوج أمه السَّيِّد السمهودي وَسمع على أَبِيه وجده لأمه وخاله وعمة أمه فَاطِمَة ابْنة أبي الْيمن المراغي وَمِمَّا سَمعه على جده البُخَارِيّ والشفا وَالْكثير وَقَرَأَ على خَاله الْكتب السِّتَّة وَالشَّمَائِل والشفا والأذكار والرياض وأجزاء بل قِطْعَة من شرح البُخَارِيّ لِعَمِّهِ أبي الْفَتْح ولازم قَاضِي الْحَنَابِلَة بالحرمين المحيوي الحسني الْمَكِّيّ فِي سَماع الْكثير وَكَذَا سمع على أبي الْفضل بن الإِمَام الدِّمَشْقِي، وَأَجَازَ لَهُ النَّجْم عمر بن فَهد وَغَيره وَقَرَأَ عَليّ بِالْمَدِينَةِ وَسمع أَشْيَاء فِي الْمُجَاورَة الأولى ثمَّ لازمني فِي الثَّانِيَة أَيْضا حَتَّى قَرَأَ مُسْند الشَّافِعِي وَسمع بحث جلّ شرحي للألفية. وَهُوَ إِنْسَان فَاضل فهم ثِقَة كثير التَّحَرِّي فِي قِرَاءَته وسماعه وَفِي لِسَانه حبس عَن التَّكَلُّم لعَارض عرض لَهُ فِي صغره وَهُوَ فِي قِرَاءَته أخف وَعمل كراسة فِي صَاعِقَة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة فِيهَا نظم ونثر أرسل إِلَيّ بهَا وَأَنا بِمَكَّة وَمِمَّا نظمه مَعهَا: (سَأَلتك يَا من لي بِعَين الرضى نظر ... وسد بسدل السّتْر عيبي أَو جبر) (تمهد عُذْري كَون أَنِّي من الْبشر ... فمثلي من أَخطَأ وَمثلك من ستر) بل لَهُ فِي الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ. 707 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَسْعُود الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الْعلم بن الْبَهَاء بن الْعلم السنباطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي قدوة الْمُحدثين والماضي أَبوهُ وجده وَيعرف بالسنباطي. / ولد كَمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي لَيْلَة عيد الْأَضْحَى سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة بسنباط وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ تحول مَعَ أَبَوَيْهِ فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فقطن مَعَهُمَا الْقَاهِرَة وَتردد لبَعض الشُّيُوخ وَحضر تَقْسِيم الْكتب عِنْد الشّرف السُّبْكِيّ وَكَذَا أَكثر من الْحُضُور عِنْد الْعَلَاء القلقشندي بل حضر يَسِيرا عِنْد القاياتي والونائي وَابْن المجدي وَسمع اتِّفَاقًا على النُّور الشلقامي خَاتمه من تفقه بالأسنوي حِين كَانَ يسمع فِي وَظِيفَة الطنبدي بالأزهر، وَكَذَا على التلواني ثمَّ استحلى السماع فرافق كلا من ابْن فَهد والتقي القلقشندي والبقاعي فِي كثير من

مسموعاته بِالْقَاهِرَةِ) وَتزَوج الْأَخير مِنْهُم أُخْته بل سمع بِقِرَاءَة الْعَلَاء القلقشندي وَأبي الْقسم النويري وَابْن حسان وَغَيرهم من الْأَئِمَّة ثمَّ رافق من بعدهمْ كالخضيري وكاتبه وَمن يليهم وَأكْثر المسموع جدا والشيوخ وَكتب الأمالي عَن شَيخنَا ولازمه بل قَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى أم أَوْلَاده مُجْتَمعين المسلسل وَرُبمَا رتبته فِي كِتَابَة بعض الطباق وَكتب قَلِيلا على الزين بن الصَّائِغ، وَحج مَعَ أَبِيه ثمَّ بعده غير مرّة وجاور مرَّتَيْنِ وَسمع بالحرمين الْكثير وَكَذَا رافقني فِي الرحلة الحلبية وزار فِيهَا الْقُدس والخليل والرحلة السكندرية وَلم يفته مِمَّا تحملته فيهمَا إِلَّا النَّادِر بل لم يسمع مُطلقًا مَعَ أحد قدر مَا سَمعه معي حَتَّى سمع مني القَوْل البديع من تصانيفي وَسمعت مِنْهُ فِي جَانب معرة النُّعْمَان أَحَادِيث وَعظم انتفاعي بِهِ وحمدت مرافقته ومصاحبته وأفضاله المتوالي جوزي خيرا وَكَذَا انْتفع بِهِ الطّلبَة سِيمَا الغرباء فَإِنَّهُ صَار لِكَثْرَة ممارسته للسماع ذَا أنسة بِالطَّلَبِ وذوق للفن وعرفان بالشيوخ وَمَا لَهُم من المسموع غَالِبا وضبطا لكثير من أَلْفَاظ الحَدِيث والرواة واستحضار لفوائد متينة ومسائل منوعة وإلمام بِوَزْن الشّعْر كل هَذَا مَعَ انطباعه فِي الكياسة وَحسن المعاشرة وتحريه فِي التَّطْهِير والتطهر وتعففه وَعدم قبُوله لشَيْء من هَدِيَّة وَنَحْوهَا بل وَلَا يتعاطى لأحد وَلَو عظم عِنْده طَعَاما وَلَا شرابًا وَرُبمَا بر جمَاعَة من فُقَرَاء الطّلبَة مَعَ قُوَّة نَفسه وَعدم انثنائه غَالِبا عَمَّا يرومه وَاجْتمعَ عِنْده من الْكتب والأجزاء مَا يفوق الْوَصْف وَصَارَ مرجعا فِي الْكتب وتحصيلها لمن يروم ذَلِك وَانْفَرَدَ بِأخرَة يمعرفتها وتوصل بِهِ غير وَاحِد لتَحْصِيل مآربه مِنْهَا بيعا واشتراء وَلَو فَوت مستحقها الْوُصُول لَهَا وَله فِي ذَلِك مَالا أحب بثه. وَمن محَاسِن شُيُوخه الْبَدْر حُسَيْن البوصيري والزين الزَّرْكَشِيّ وَالْجمال عبد الله الهيثمي وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان والعز بن الْفُرَات وَالْجمال عبد الله بن جمَاعَة وَأُخْته سارة وَعَائِشَة الحنبلية وقريبتها فَاطِمَة وَالشَّمْس البالسي والشرف يُونُس الواحي وناصر الدّين الفاقوسي والتاج الشاربيشي والتقي المقريزي. وَأَجَازَ لَهُ خلق فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا مِنْهُم الحافظان الْبُرْهَان الْحلَبِي وَالشَّمْس بن نَاصِر الدّين وَعبد الرَّحْمَن بن الشهَاب الْأَذْرَعِيّ وَعَائِشَة ابْنة الشرائحي وَزَيْنَب ابْنة اليافعي والتدمري، وَحدث غير وَاحِد مِمَّن لم يعلم لَهُم أَخذ عَن أهل الْفَنّ بِمُسْنَد أَحْمد وَأبي دَاوُد وَابْن ماجة وَغَيرهَا من الْكتب والأجزاء وَرُبمَا كَانَ تحديثه بمشاركة الْبَهَاء المشهدي وَابْن زُرَيْق وَابْن أبي شرِيف والمحب بن حسان وقبلي بِيَسِير حدث فِي الْحَرَمَيْنِ بِالْقَلِيلِ. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من نَوَادِر الْوَقْت وَلم

يزل على طَرِيقَته إِلَى أَن) ابْتَدَأَ بِهِ الضعْف فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة تسعين وَاسْتمرّ فِي تزايد بِحَيْثُ تحول إِلَى عدَّة أمكنة ولاطفه غير وَاحِد من الْأَطِبَّاء إِلَى أَن تخلى. وَمَات فِي سحر يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين بِبَيْت بِالْقربِ من السابقية دَاخل الْقصر وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بحوش سعيد السُّعَدَاء بِالْقربِ من قبر الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وتأسف النَّاس عَلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا. 708 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف زين العابدين أَبُو الْفضل الْمَدْعُو بالفرغل ابْن الشَّمْس الْبكْرِيّ الدلجي الشَّافِعِي ابْن أُخْت الشهَاب الدلجي / والماضي أَبوهُ. ولد وَحفظ الْقُرْآن وكتبا ولازمني مَعَ أَبِيه بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فِي سَماع القَوْل البديع وَغَيره ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فاشتغل عِنْد الشّرف عبد الْحق السنباطي فِي الْفِقْه والعربية وَعَاد لبلده وتكرر مَجِيئه وَهُوَ فطن فِيهِ قابلية وَخير وَلكنه تزوج. وَمَات فِي الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة. 709 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل بن موفق الدّين الشَّمْس بن الْبَدْر بن الْفَخر بن الشَّمْس بن الشّرف الديروطي الشَّافِعِي وَيعرف كأبيه بِابْن فَخر الدّين. / ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بديروط وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ للسبع على النُّور بن يفتح الله وَالشَّمْس بن الصَّائِغ وَحسن الشَّامي والملحة والعنقود كِلَاهُمَا فِي النَّحْو والرحبية وغالب الْمِنْهَاج الفرعي واشتغل فِيهِ على الْبَدْر بن الْخلال وَفِي الْفَرَائِض على الشَّمْس بن شرف السكندري وانتفع بِعَمِّهِ الشهَاب أَحْمد، وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على الديمي وَكَذَا قَرَأَ عَليّ وَسمع وَصَارَ أحد شُهُود بَلَده بل ولي الْقَضَاء بهَا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسعين. 710 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل الْبَدْر أَبُو عبد الله بن الْعلم بن الْبَدْر الديروطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل جَامع آل ملك / وَابْن عَم الَّذِي قبله واجتماعهما فِي رَابِع المحمدين. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بديروط وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن وتلاه لنافع على الْمَذْكُورين فِي الَّذِي قبله والرحبية والشاطبية واشتغل على عَمه وعَلى الْبَدْر حسن الشَّامي فِي الْفِقْه وَغَيره، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَسبعين فقطنها ولازم الديمي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ السِّتَّة وَغَيرهَا وعَلى الدَّلَائِل للبيهقي وَغَيرهَا وتكسب بالخياطة ثمَّ بِالشَّهَادَةِ وباشر الْإِمَامَة بالجامع الْمَذْكُور وَكَذَا الرياسة بِهِ بعد تدربه فِي الْمُبَاشرَة بالشمس البحطيطي وَقَرَأَ على ابْن رزين فِي) بعض الرسائل. 711 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل ولي الدّين بن فتح الدّين أبي الْفَتْح بن شمس الدّين بن شمس الدّين بن مجد الدّين النحريري الأَصْل القاهري الْمَالِكِي. /

هَكَذَا كتب لي نسبه وَرَأَيْت عِنْدِي أَنه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر فَالله أعلم وَقَالَ أَنه ولد فِي ثَانِي عشر إِحْدَى الجمادين سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْبَدْر حسن الفيومي إِمَام الزَّاهِد وَأَنه حفظ الْعُمْدَة والمختصر للشَّيْخ خَلِيل وألفية النَّحْو وَأخذ الْفِقْه عَن أبي الْجُود وَالْقَاضِي ولي الدّين السنباطي وَأبي البركات وَيحيى العلمي المغربيين والسنهوري وحض ودروس أبي الْقسم النويري سِيمَا فِي ألفيته بِقِرَاءَة الْبَدْر السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ وَكَذَا أَخذ النَّحْو وَغَيره عَن أبي السعادات البُلْقِينِيّ والنحو فَقَط عَن الْجمال بن هِشَام وَالْأُصُول عَن الْعَلَاء الحصني بل فِي الْعَضُد وحاشيتيه بِقِرَاءَة الْخَطِيب الوزيري عَن التقي الحصني وَقَرَأَ الْمُوَطَّأ وَالْبُخَارِيّ على السَّيِّد النسابة، وناب فِي الْقَضَاء من شَوَّال سنة سِتِّينَ عَن الولوي السنباطي فَمن بعده، وَحج فِي سنة سبع وَسبعين وتميز فِي الْفَضَائِل عَن كثيرين سِيمَا فِي الْقَضَاء والشروط وَذكر بالإقدام بِحَيْثُ مَنعه السُّلْطَان مرّة بعد أُخْرَى وَطَالَ مَنعه فِي الثَّانِيَة دهرا بِحَيْثُ بَاعَ كثيرا مِمَّا حصله من وظائف وَكتب وَلَوْلَا ارتفاقه بقريبه الزين عبد الْقَادِر الحمامي فِي حَيَاته ثمَّ بعد مَوته بالتحدث على أيتامه لَا نكشف حَاله. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من نَوَادِر قُضَاة الْمَالِكِيَّة. 712 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب فتح الدّين بن الْمُحب بن الْبَدْر بن فتح الدّين الْقرشِي المَخْزُومِي القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه وَيعرف كسلفه بِابْن المحرقي. / ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ أربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض عَليّ فِي جمَاعَة كالعبادي والبكري والطوخي وَابْن الْقطَّان والبقاعي من الشَّافِعِيَّة والأقصرائي والصيرامي والسيفي والمحب بن الشّحْنَة من الْحَنَفِيَّة وَحضر دروس الْعَبَّادِيّ ولازم زَكَرِيَّا فِي الْفِقْه والنحو وَقَرَأَ على الْبكْرِيّ بل حضر تقاسيمه وَقَرَأَ على السنهوري فِي الْعَرَبيَّة وعَلى نظام فِيهَا وَفِي الصّرْف وأصول الدّين وَعلي فِي ألفية الحَدِيث وَغَيرهَا وعَلى الديمي نَحْو نصف البُخَارِيّ وَسمع على الشاوي وَعبد الصَّمد الهرساني والزكي الْمَنَاوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ ألفية النَّحْو رِوَايَة والخيضري وَآخَرين وَكتب على) الهيتي وتدرب فِي الْمُبَاشرَة بِأَبِيهِ. وَهُوَ عَاقل متأدب كجماعة بَيتهمْ. 713 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بدر الدّين بن الشَّمْس الجلالي / الْمَاضِي أَبوهُ الْحَنَفِيّ. مِمَّن يخْطب عَن أَبِيه فِي الألجيهية وَفِي الجانبكية وَذَلِكَ فِيهَا أَكثر ويحضر دروس الْفُلُوس عَن أَبِيه وَتزَوج ابْنة إِبْرَهِيمُ بن الزين المنوفي بعد غَيرهَا واستولدها.

714 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر النَّجْم بن الْمُحب بن الْكَمَال الْمرْجَانِي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده، مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 715 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد جلال الدّين أَبُو الْيُسْر بن التقي الْجَعْفَرِي الأَصْل القاهري سبط الْعَلَاء بن الردادي الْحَنَفِيّ، أمه عزيزة أُخْت أبي الْفضل. / ولد فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ الْقُرْآن والبهجة وَحضر عِنْد الْمَنَاوِيّ وجود الْخط وَسمع مَعَ أَبِيه الْخَتْم بالظاهرية وَجلسَ مَعَه شَاهدا. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين بتفهنا وَترك أَوْلَادًا. 716 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن أَحْمد بن عِيسَى بن ماجد بن عَليّ الشّرف أَبُو السعادات بن الْبَدْر بن التَّاج بن الْبَدْر بن الضياء بن الْعِمَاد بن الشّرف بن الْفَخر الْحُسَيْنِي الْمصْرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الأقباعي. / كَانَ أَبوهُ من عدُول مصر فولد لَهُ هَذَا فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَالِث ذِي الْحجَّة سنة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج ثمَّ تكسب بالبز ثمَّ أعرض عَنهُ وصاهر النُّور السفطي الْمَاضِي وخدمه ثمَّ اسْتَقر بعده فِي توقيع الدست ومباشرة الصرغتمشية والحجازية وَكتب عِنْد غير وَاحِد من الْأُمَرَاء بل اسْتَقر فِي شَهَادَة بالديوان الْمُفْرد وَكَانَ وجيها ذَا شكالة وأبهة وَخط جيد وجودة مُبَاشرَة بِحَيْثُ ترشح لنقابة الْأَشْرَاف. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين وَدفن عِنْد صهره بتربة سودون النَّائِب بِالْقربِ من الطويلية سامحه الله وإيانا. 717 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْجمال أَبُو المكارم بن النَّجْم أبي الْمَعَالِي بن الْكَمَال أبي البركات بن الْجمال أبي السُّعُود الْقرشِي القاهري المولد الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد عبد الباسط الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة وَيُقَال لَهُ ابْن نجم الدّين. / ولد فِي نصف شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَأمه حبشية لِأَبِيهِ وَحمل إِلَى مَكَّة فِي موسم الَّتِي بعْدهَا فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ) وَجمع الْجَوَامِع والكافية الْعَرَبيَّة لِابْنِ الْحَاجِب وَمن أول ألفية ابْن ملك إِلَى الِاسْتِثْنَاء وَالنّصف الأول من التَّنْبِيه واشتغل بِمَكَّة على أَبِيه وقاضيها عَمه أبي السعادات فَقَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من الْمِنْهَاج وَمن مَنَاسِك الشَّرْح الْكَبِير وَحضر عِنْد الْكَمَال السُّيُوطِيّ بحث الْحَاوِي الصَّغِير وَكَذَا حضر عِنْد الْبَدْر حُسَيْن الأهدل وَأحمد الضراسي فِي الْفِقْه وَقَرَأَ على الْبُرْهَان الْهِنْدِيّ شرح الشمسية للقطب وَفِي كل من الكافية والألفية وَالتَّلْخِيص وعَلى ابْن قديد التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وَحضر عِنْده بعض شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ للأسنوي وَبَعض شرح

الشمسية للقطب وعَلى إِمَام الكاملية بعض شَرحه على الْبَيْضَاوِيّ وعَلى ابْن الْهمام بِالْمَدِينَةِ وَمَكَّة غَالب تحريره فِي الْأُصُول وعَلى ابْن سارة شرح إيساغوجي وَحضر عِنْده فِي التَّلْخِيص كَمَا أخبر باكير هَذَا فِي آخَرين بِمَكَّة كالبلاطنسي والصدر اليليمد الخافي وَأَنه دخل الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَأَرْبَعين فَأَقَامَ فِيهَا تِلْكَ السّنة وَأخذ عَن شَيخنَا والقاياتي والونائي والبوشي والعيني وَالشَّمْس الكريمي والشمني وَابْن البُلْقِينِيّ والمناوي وَكَانَ فِي جملَة الْحَاضِرين لختم شرح البُخَارِيّ عِنْد مُؤَلفه الْعَيْنِيّ فَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ على الكريمي فِي جمع الْجَوَامِع وَحضر عِنْده فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وعَلى الشمني الشمسية وَحضر دروسه فِي كل من الْمُغنِي وحاشيته ومختصر ابْن الْحَاجِب وَكَذَا أحضر فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين على ابْن الْجَزرِي بعض أبي دَاوُد وَبَعض مُسْند أَحْمد وَسمع من أَحْمد بن إِبْرَهِيمُ المرشدي الْبردَة وَغَيرهَا وَمن التقي المقريزي إمتاع الأسماع لَهُ وَمن أبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي ختم ابْن حبَان وَمن أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَعَمه أبي السعادات وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ التقي الفاسي وَابْن سَلامَة والتاج بن بردس وَأَخُوهُ الْعَلَاء وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ والشامي الْحَنْبَلِيّ وَخلق، وناب فِي الْقَضَاء بجدة وَمَكَّة عَن عَمه أبي السعادات ثمَّ بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ عَن ابْن عَمه الْبُرْهَان وَكَذَا خطب عَنهُ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخمسين ثمَّ عَنهُ وَعَن أَخَوَيْهِ الْكَمَال أبي البركات والقخر أبي بكر فِي سنتي سِتّ وَسِتِّينَ وَالَّتِي بعْدهَا وتمول جدا من كَثْرَة معاملاته وجهاته وَنَحْو ذَلِك وتقلل من الْأَحْكَام وَأكْثر من الانجماع والاشتغال بِشَأْنِهِ مَعَ المداومة على الطّواف والتلاوة وَغَيرهمَا من الْعِبَادَات ودرس الْفِقْه وأصوله والعربية وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْنه وَابْن عَمه الفخري أَبُو بكر قَرَأَ عَلَيْهِ جانبا من ابْن عقيل وقريبه الْمُحب بن عبد الْحَيّ والشهاب الأبشيهي. مَاتَ فِي تَاسِع عشرى رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا.) ::: 718 - مُحَمَّد النَّجْم أَبُو الْمَعَالِي بن النَّجْم بن ظهيرة وَالِد عبد الْقَادِر الْمَاضِي وأخو الَّذِي قبله وَأمه رَابِعَة ابْنة الخواجا دَاوُد بن عَليّ الكيلاني. / ولد بِمَكَّة بعد وَفَاة أَبِيه بسبعة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا فِي آخر يَوْم السبت رَابِع شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة فخلفه فِي اسْمه ولقبه وكنيته وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النوي ومنهاجه وَجمع الْجَوَامِع والجرومية وألفية النَّحْو والعوامل والبصروية وَالتَّلْخِيص والتهذيب فِي الْمنطق للتفتازاني وَعرض عَليّ جمع من المكيين والواردين عَلَيْهَا كالزين الأميوطي والبرهان الزمزمي وَابْن عَمه الْبُرْهَان بن ظهيرة وَابْن عَمه الآخر الْمُحب بن أبي

السعادات وَفَاته الْعرض على أبي السعادات فَإِنَّهُ وَإِن عرض فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ كَانَ القَاضِي مشتغلا فِي أَولهَا بالتوعك بِحَيْثُ مَاتَ فِي صفرها، هَذَا مَعَ أَن النَّجْم توغك أَيْضا بِحَيْثُ لم ينْتَه حفظه لكتبه إِلَّا فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ، والتقي بن فَهد والمحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي المكيين والشهاب الشوائطي بل ظنا قَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيعهَا فَهُوَ الَّذِي كَانَ يصحح لوحه عَلَيْهِ وَأبي الْفضل المغربي والشهاب بن الدقاق الْمصْرِيّ والمحيوي الطوخي والشهاب بن قرا والشريف التَّاج عبد الْوَهَّاب الْحُسَيْنِي والزين خطاب الدمشقيين وتدرب بالأخير فِي الْعَرَبيَّة فَإِنَّهُ كَانَ يلقنه من مُقَدّمَة شَيْخه الشَّمْس البصروي فِيهَا درسا درسا وَلَا ينْتَقل عَنهُ حَتَّى يحفظه وَكَذَا حضر دروسه فِي الْحَاوِي الصَّغِير وَغَيرهمَا والشهاب بن يُونُس وَأخذ عَنهُ أَيْضا فِي مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَغَيره والعربية فَقَط عَن أبي الْقسم البجائي وَعَن الهواري المغربيين ولازم فِيهَا عبد الْقَادِر الْمَالِكِي وَكثر انتفاعه بِهِ وبتهذيبه وَظَهَرت آثاره فِيهِ وَهِي مَعَ الْمنطق عَن مظفر الطَّبِيب وتلميذه النَّيْسَابُورِي إِمَام الْحَنَفِيَّة البُخَارِيّ بِالْإِذْنِ لَهُ وَكَذَا لَازم إِمَام الكاملية حَتَّى بحث عَلَيْهِ فِي الْمِنْهَاج الفرعي وتلقن مِنْهُ الذّكر وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشفا وَبَعض الصَّحِيح وَغير ذَلِك وَسَلام الله الْكرْمَانِي فِي الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَشهد بعض دروس عَمه أبي السعادات فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع عَلَيْهِ وَأكْثر من مُلَازمَة ابْن عَمه الْبُرْهَان فِي دروسه الْفِقْهِيَّة والحديثية والتفسيرية وارتحل مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَمَان وَسبعين وبانفراده قبلهَا فِي سنة سِتّ وَسبعين وَأخذ فيهمَا عَن الْعَبَّادِيّ والبكري فِي الْفِقْه وَكَذَا عَن زَكَرِيَّا والجوجري وَأكْثر من ملازمته فِي الْفِقْه وأصوله وَكَذَا من مُلَازمَة الكافياجي فِي فنون مُتعَدِّدَة وَعَن التقي الحصني الْمُخْتَصر وَعَن النظام الْحَنَفِيّ فِي التَّوْضِيح وَغَيره من كتب الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذ فِيهَا عَن السنهوري وَسمع على السَّيْف الْحَنَفِيّ قِطْعَة من شرح الألفية لِابْنِ عقيل وَقَرَأَ) عَلَيْهِ بعض الشفا وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَأخذ بهَا فِي الْفِقْه عَن الشهَاب الأبشيطي وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي الْإِفْتَاء والتدريس حَسْبَمَا كتبت عبارَة جمهورهم فِي التَّارِيخ الْكَبِير، وَسمع على عَمه أبي السعادات وَأبي الْفَتْح المراغي والشوائطي والتقي بن فَهد وَإِمَام الكاملية وَزَيْنَب الشوبكية فِي آخَرين بِمَكَّة والشهاب الشاوي والزين عبد الصَّمد الهرساني والزكي الْمَنَاوِيّ ونشوان فِي آخَرين مِمَّن تقدم وَغَيرهم بِالْقَاهِرَةِ وَأبي الْفرج المراغي وَغَيره بِالْمَدِينَةِ، وَأَجَازَ لَهُ خلق مِنْهُم شَيخنَا والعيسى وَسعد الديري وَابْن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن

جمَاعَة والصالحي والرشيدي والتاج الشاوي والسراج عمر القمني والكمال بن الْبَارِزِيّ والزين بن عَيَّاش والسراج عبد اللَّطِيف الفاسي والبدر حُسَيْن بن العليف وَأَبُو الْيمن النويري والمحب المطري وَأَبُو الْفَتْح بن صلح فِي آخَرين من الْحَرَمَيْنِ وَبَيت الْمُقَدّس والقاهرة ودمشق وحلب وَغَيرهَا كَأبي جَعْفَر بن العجمي والضياء بن النصيبي والتقي أبي بكر القلقشندي وَالْجمال بن جمَاعَة ولازمني بِمَكَّة فِي سنتي سِتّ وَسبع وَثَمَانِينَ حَتَّى حمل عني من تصانيفي وَغَيرهَا شَيْئا كثيرا دراية كشرحي لألفية الْعِرَاقِيّ وَرِوَايَة وَحصل بعض تصانيفي وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة أودعت الْكثير مِنْهَا فِي الْكَبِير وَنعم الرجل فضلا وتفننا وتحريا وصفاء وبهاء واهتماما بوظائف الْعِبَادَة وانجماعا عَن النَّاس وإتقانا لكثير مِمَّا يتحفظه ويبديه وتكررت زيارته الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَتزَوج بهَا ابْنة الْفَخر الْعَيْنِيّ بل كَانَ بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة سبع وَتِسْعين فَلَمَّا وَقع الطَّاعُون فر فِي الْبَحْر مَعَ الفارين إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ إِلَى مَكَّة ثمَّ رَجَعَ وَهُوَ الْآن سنة ثَمَان وَتِسْعين وَعَاد مِنْهَا فِي موسمها وَأقَام بِمَكَّة الَّتِي تَلِيهَا. 719 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَبُو الْفَتْح بن الْجلَال أبي السعادات الْقرشِي بن ظهيرة / ابْن عَم اللَّذين قبله. مَاتَ فِي سنة مولده سنة أَربع وَخمسين وَأمه فتاة لِأَبِيهِ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل وَيُسمى الْعَبَّاس بن الْجمال أبي المكارم الْقرشِي بن ظهيرة / ابْن عَم الْمَذْكُورين قبله. مضى فِي الْعَبَّاس. 720 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو بكر بن أبي المكارم الْقرشِي بن ظهيرة / أَخُو الَّذِي قبله. مَاتَ صَغِيرا وَأمه حبشية لِأَبِيهِ. 721 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُحب أَبُو الْخَيْر بن الرضى أبي حَامِد بن القطب أبي الْخَيْر بن الْجمال أبي السُّعُود الْقرشِي الشَّافِعِي بن ظهيرة / ابْن عَم الْمَذْكُورين قبله وأخو ظهيرة) الْمَالِكِي الْمَاضِي، أمه أم الْحُسَيْن الصُّغْرَى ابْنة الْمُحب بن ظهيرة. ولد فِي آخر لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشر رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه وألفية النَّحْو وأحضر على أبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي والمقريزي وَأبي شعر وَغَيرهم وأسمع على أبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَلم ينجب. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ بِمَكَّة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 722 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد خير الدّين أَو قطب الدّين أَبُو الْخَيْر بن الْجمال أبي السُّعُود بن أبي البركات بن أبي السُّعُود الْقرشِي الشَّافِعِي بن ظهيرة / ابْن عَم اللَّذين قبله وَابْن أُخْت المحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي الْمَاضِي. ولد حِين خُسُوف الْقَمَر من لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع عشر شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة

بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه وَغَيرهمَا وَعرض عَليّ جمَاعَة ولازم خَاله فِي الْعَرَبيَّة فتميز فِيهَا وَكَذَا لَازم الْجَوْجَرِيّ فِي الْفِقْه بِمَكَّة وبالقاهرة وَقد ارتحل إِلَيْهَا وَأذن لَهُ فِي الإقراء وَغَيره وَسمع إِمَام الكاملية وَحلق لإقراء الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ حفيد الأهدل سنَن ابْن ماجة ونقم عَلَيْهِمَا ذَلِك بل وجد بِخَطِّهِ أَنه أكمل شرح خَاله للتسهيل وَذَلِكَ من بَاب التصغير وَشرح الجرومية وَسَماهُ رشف الشرابات السّنيَّة من مزج أَلْفَاظ الجرومية ولامية الْأَفْعَال لِابْنِ ملك والإيجاز للنووي فِي الْمَنَاسِك وصل فيهمَا إِلَى نَحْو النّصْف فَالله أعلم، وَكَانَ قد سمع أَبَا الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والأبي والشهاب أَحْمد بن عَليّ الْمحلي وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة وَأَبُو جَعْفَر بن الضياء وَمن أجَاز لِابْنِ عَمه النَّجْم مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد وَتردد إِلَيّ بِمَكَّة مَعَ خَاله ثمَّ بِانْفِرَادِهِ وَكَذَا بِالْقَاهِرَةِ، وَهُوَ منجمع مَذْكُور بِسُكُون وتقل مَعَ حسن خطّ وخبرة بِالشُّرُوطِ ونظم ونثر وَقد قدمت زَوجته أم الْحسن ابْنة ابْن ظهيرة وسبطة التقي بن فَهد الْقَاهِرَة فِي أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين لوفاء دينهَا مِمَّا حمله على تمكينها من الْمَجِيء الَّذِي لَا طائل وَرَاء عدم التَّوسعَة عَلَيْهَا وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ فَاضل سَاكن. وَمن نظمه مِمَّا كتبه عَنهُ النَّجْم بن فَهد: (مَاذَا الجافايا ظَبْيَة الوعساء ... أضرمت نَار الهجر فِي أحشائي) (وَأَنا الَّذِي أخلصت فِيك محبتي ... ووقفت مُخْتَارًا عَلَيْك ولائي) وَقَوله وَقد برز لوداع بَعضهم ففاته:) (لتقبيل الأكف حبيب قلبِي ... برزت إِلَى ثنيات الْوَدَاع) (فَلم يقدر وَذَاكَ لسوء حظي ... فعدت ومقولي مثن وداع) وَقَوله: (ألق المفاتيح عِنْد الْبَاب منتظرا ... من الْإِلَه مفاتيحا تلِي فرجا) (وَاسْتعْمل الصَّبْر فِي كل الْأُمُور فَإِن ... صبرت فِي الضّيق تلق بعده فرجا) 723 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خلد الصّلاح بن الشَّمْس بن الشَّمْس بن الشّرف الْحِمصِي وَيعرف كسلفه بِابْن زهرَة. / مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين. 724 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَلِيل الْجمال أَبُو الْيمن بن الْبَدْر بن الغرز الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. نَشأ فِي كنف أَبِيه فِي رفاهية فحفظ الْقُرْآن وكتبا عرضهَا عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة وكتبت لَهُ إجَازَة وَقعت من أَبِيه موقعا وَسمع مني المسلسل واشتغل على أَبِيه وخالط من لم يرْتَفع بِهِ وَلذَا لما مَاتَ أَبوهُ أخرج السُّلْطَان عَنهُ أَشْيَاء من

جهاته وَأَعْطَاهُ الأستادار تدريس الصَّالح واستناب عَنهُ فِيهِ وانتمى هُوَ لقراء الجوق فِيمَا بَلغنِي وَلبس لَهُ توجه لما يرقيه. 725 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن السراج مُحَمَّد بن السَّيِّد البُخَارِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ / الْمَاضِي أَخُوهُ عبد الله وَذَاكَ الْأَكْبَر وأبوهما شيخ الباسطية، وَأمه تركية لِأَبِيهِ. مِمَّن سمع عَليّ كثيرا بل قَرَأَ عَليّ فِي سنة أَربع وَتِسْعين قَلِيلا وَلم يتصون وَتزَوج فِي سنة تسع وَتِسْعين. 726 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد جلال الدّين بن الولوي بن نَاصِر الدّين الزفتاوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه ولقب شراميط. ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فتدرب بِأَبِيهِ وجده قَلِيلا فِي كِتَابَة الأوراق وَنَحْوهَا وناب فِي الْقَضَاء مَعَ جهالته كأبيه ثمَّ لزم خدمَة الْعَلَاء بن الصَّابُونِي وَأَقْبل عَلَيْهِ زَكَرِيَّا فِي أَيَّام ولَايَته وَجلسَ بحانوب بَاب الشعرية مضافاص لمجلسهم الْمَعْرُوف بهم عِنْد حبس الرحبة مَعَ مجْلِس آخر بِظَاهِر بَاب زويلة وعدة بِلَاد كالمنية وشبا وجزيرة الْفِيل وبهتيت وعملها، وَكَانَ قد سمع بِقِرَاءَة ابْن عَمه وقرينه فِي السن الْبَدْر بن الأخميمي على الْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الديري والعز الْحَنْبَلِيّ والشريف النسابة والمحب بن الْأَشْقَر ختم البُخَارِيّ فِي سنة سِتِّينَ بل أجَاز لَهما فِي استدعاء مؤرخ بربيع الأول سنة سِتّ وَأَرْبَعين جمَاعَة ذكرتهم فِي عَمه الصَّدْر أَحْمد مِنْهُم شَيخنَا وَابْن الْفُرَات وتجار البالسية والمحب مُحَمَّد بن يحيى.) ::: 727 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد التقي أَبُو الْفضل بن النَّجْم أبي النَّصْر بن الْجمال أبي الْخَيْر بن الْعَلامَة أقضى الْقُضَاة الْجمال أبي عبد الله الْهَاشِمِي الْعلوِي الأصفوني ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد النَّجْم عمر وَإِخْوَته والماضي بَقِيَّة نسبه فِي أَبِيه وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد. / ولد فِي عَشِيَّة الثُّلَاثَاء خَامِس ربيع الثَّانِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بأصفون الجبلين من صَعِيد مصر الْأَعْلَى بِالْقربِ من أسنا وَكَانَ وَالِده سَافر إِلَيْهَا لاستخلاص جِهَات مَوْقُوفَة على أمه خَدِيجَة ابْنة النَّجْم الأصفوني فَتزَوج هُنَاكَ بابنة ابْن عَم جده النَّجْم الْمشَار إِلَيْهِ وَاسْمهَا فَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم القرشية المخزومية وَهِي ابْنة عَم جده لأمه الْعَلامَة النَّجْم عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الأصفوني الْفَقِيه الشَّافِعِي فولد لَهُ مِنْهَا هُنَاكَ التقي ثمَّ انْتقل بِهِ أَبوهُ فِي سنة خمس وَتِسْعين إِلَى بَلَده مَكَّة على طَرِيق الْقصير فِي الْبَحْر الْملح فحفظ بهَا الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية النَّحْو والْحَدِيث وَبَعض الْحَاوِي وَعرض على جمَاعَة وَسمع الأبناسي وَالْجمال بن ظهيرة وحبب إِلَيْهِ هَذَا الشَّأْن وَأول مَا طلبه سنة أَربع وَثَمَانمِائَة فَسمع الْكثير من شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا وَكتب

عَن من دب ودرج فَكَانَ مِمَّن سمع عَلَيْهِ ابْن صديق والزين المراغي وَأَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ وقريبه الزين وَالشَّمْس الغراقي والشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي وَأَبُو الطّيب السحولي والشهاب بن مُثبت وَالْجمال عبد الله العرياني وَأَبُو هُرَيْرَة بن النقاش وَكَذَا سمع بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة من المراغي أَيْضا ورقية ابْنة ابْن مزروع وَعبد الرَّحْمَن بن عَليّ الزرندي وَلَقي بِالْيمن الْمجد اللّغَوِيّ والموفق عَليّ بن أبي بكر الْأَزْرَق وَآخَرين فَسمع مِنْهُم وَكَانَ دُخُوله لَهَا مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة خمس وَالثَّانيَِة فِي سنة سِتّ عشرَة. وَأَجَازَ لَهُ خلق كَثِيرُونَ مِنْهُم الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَأكْثر من المسموع والشيوخ وجد فِي ذَلِك، وَجمع لَهُ وَلَده معجما وفهرستا اسْتَفَدْت مِنْهُمَا كثيرا وَكَانَ مِمَّن انْتفع فِي هَذَا الشان بالجمال بن ظهيرة وَالصَّلَاح خَلِيل الأقفهسي وَغَيرهمَا وَمن شُيُوخه شَيخنَا لقِيه بِمَكَّة فَأخذ عَنهُ وانتفع بِهِ بل واشتغل فِي الْفِقْه على ابْن ظهيرة وَالشَّمْس الغراقي وَابْن سَلامَة وأذنا لَهُ وَكَذَا ابْن الْجَزرِي فِي التدريس والإفتاء وتميز فِي هَذَا الشَّأْن وَعرف العالي والنازل وشارك فِي فنون الْأَثر وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَجمع المجاميع وَاخْتصرَ وانتقى وَخرج لنَفسِهِ ولشيوخه فَمن بعدهمْ وَصَارَ الْمعول فِي هَذَا الشَّأْن بِبِلَاد الْحجاز قاطبة عَلَيْهِ وعَلى وَلَده بِدُونِ مُنَازع، وَاجْتمعَ لَهُ من الْكتب مَا لم يكن فِي وقته) عِنْد غَيره من أهل بَلَده وَكثر انْتِفَاع المقيمين والغرباء بهَا فَكَانَت أعظم قربَة خُصُوصا وَقد حَبسهَا بعد مَوته، وَله فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة عدَّة تصانيف مِنْهَا النُّور الباهر الساطع من سيرة ذِي الْبُرْهَان الْقَاطِع قرأته عَلَيْهِ بمولد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بشعب بني هَاشم من مَكَّة وَكَذَا فِي الْأَذْكَار أوسعها الْجنَّة بأذكار الْكتاب وَالسّنة وَله المطالب السّنيَّة العوالي بِمَا لقريش من المفاخر والمعالي وبهجة الدماثة بِمَا ورد فِي فضل الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة وطرق الْإِصَابَة بِمَا جَاءَ فِي الصَّحَابَة ونخبة الْعلمَاء الأتقياء بِمَا جَاءَ فِي قصَص الْأَنْبِيَاء وتأميل نِهَايَة التَّقْرِيب وتكميل التذهيب بالتذهيب جمع فِيهِ بَين تَهْذِيب الْكَمَال ومختصريه للذهبي وَشَيخنَا وَغَيرهَا وَهُوَ كتاب حافل لَو ضم إِلَيْهِ مَا عِنْد مغلطاي من الزَّوَائِد فِي مَشَايِخ الرَّاوِي والآخذين عَنهُ لكنه لم يصل إِلَى مَكَّة وذيل على طَبَقَات الْحفاظ وأفرد زَوَائِد الْكَمَال الدَّمِيرِيّ من النُّسْخَة الْأَخِيرَة بحياة الْحَيَوَان على النُّسْخَة الأولى إِلَى غَيرهَا مِمَّا أودع أسماءه فِي تصنيفه عُمْدَة الْمُنْتَحل وبلغه المرتجل كبشرى الورى مِمَّا ورد فِي حرا واقتطاف النُّور مِمَّا ورد فِي ثَوْر والإبانة مَا ورد فِي الْجِعِرَّانَة قرأتها عَلَيْهِ بمحالها من مَكَّة وَله بيتان وهما: (قَالَت حَبِيبَة قلبِي عِنْدَمَا نظرت ... دموع عَيْني على الْخَدين تستبق)

(فِي م الْبكاء وَقد نلْت المنى زَمنا ... فَقلت خوف الْفِرَاق الدمع يندفق) وَلم يَنْفَكّ عَن المطالعة وَالْكِتَابَة وَالْقِيَام بِمَا يهمه من أَمر عِيَاله واهتمامه بِكَثْرَة الطّواف وَالصَّوْم وحرصه على الِاسْتِمْرَار على الشّرْب من مَاء زَمْزَم بِحَيْثُ يحملهُ مَعَه إِذا خرج من مَكَّة غَالِبا وبره بأولاده وأقاربه وَذَوي رَحمَه مَعَ سَلامَة صَدره وَسُرْعَة بادرته ورجوعه وَكَثْرَة تواضعه وبذل همته مَعَ من يَقْصِدهُ وامتهانه لنَفسِهِ وَغير ذَلِك، وتصدى للإسماع فَأخذ عَنهُ النَّاس من سَائِر الْآفَاق الْكثير وَكنت مِمَّن لَقيته فَحملت عَنهُ فِي الْمُجَاورَة الأولى الْكثير بِمَكَّة وَكثير من ضواحيها وَبَالغ فِي مدحي بِمَا أثْبته فِي المعجم وَغَيره وطالع فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة كثيرا من تصانيفي حَتَّى فِي مرض مَوته. وَلم يلبث أَن مَاتَ وَأَنا هُنَاكَ فِي صَبِيحَة يَوْم السبت سَابِع ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة ثمَّ دفن بالمعلاة عِنْد مصلب ابْن الزبير رَضِي الله عَنْهُمَا وَكنت مِمَّن شهد الصَّلَاة عَلَيْهِ وَدَفنه والتردد إِلَى قَبره بعد تَفْرِقَة الربعة بِالْمَسْجِدِ أَيَّامًا. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الإمتاع وَحصل مِنْهُ نُسْخَة بِخَط وَلَده الْفَاضِل عمر وهما مُحدثا الْحجاز كثيرا الاستحضار قَالَ وَأَرْجُو) أَن يبلغ ابْنه عمر فِي هَذَا الْعلم مبلغا عَظِيما لذكائه واعتنائه بِالْجمعِ وَالسَّمَاع وَالْقِرَاءَة بَارك الله لَهُ فِيمَا آتَاهُ انْتهى. رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ. مُحَمَّد / شَقِيق الَّذِي قبله ويدعى عَطِيَّة. مضى فِيهِ. 728 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن هادي السَّيِّد الْمُحب أَبُو السعادات وَأَبُو البركات بن الْعَلَاء بن الْعَفِيف الحسني الإيجي ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَأَخُوهُ عبيد الله وَيعرف كأبيه بِابْن عفيف الدّين. / ولد قبل صبح سَابِع شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَقَرَأَ واشتغل وَمَات فِي رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة عِنْد جده ورؤيت لَهُ منامات صَالِحَة أخبر بَعْضهَا أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُوسَى اليمني الْأَشْعَرِيّ مخدوعة رَحمَه الله وإيانا. 729 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد النُّور بن النُّور بن الْعَفِيف / ابْن عَم الَّذِي قبله والماضي أَبوهُ وجده. اشْتغل وتميز وَكَانَ صَالحا ورعا تجرد لِلْعِبَادَةِ وَحج غير مرّة وجاور وَدخل مصر فتعلل بهَا وَنزل بقبة البيمارستان فَلَمَّا نشط توجه لدمياط فَمَاتَ بهَا فِي طاعون سنة ثَلَاث وَسبعين وَقد اجْتمعت بِهِ فِي مَكَّة والقاهرة وَأخذ عني رَحمَه الله وإيانا. 730 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الحميد بن إِبْرَهِيمُ الشّرف بن الشَّمْس بن الشّرف بن الشَّمْس بن الْفَخر بن الْبَدْر الْقرشِي الطنبدي ثمَّ القاهري

الشَّافِعِي نزيل حارة عبد الباسط وَيعرف بالشرف الطنبدي. / ولد ظنا سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفيتي الحَدِيث والنحو وَعرض على شَيخنَا والتفهني والبساطي وَغَيرهم وَأخذ الْفِقْه فِي عدَّة تقاسيم عَن الشّرف السُّبْكِيّ وَكَذَا أَخذ عَن القاياتي والونائي وَالشَّمْس البدرشي والبدر بن الْخلال وسبط ابْن اللبان بل والزين القمني وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَفِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا عَن ابْن عمار وَفِي الحَدِيث عَن شَيخنَا قَالَ أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الثُّلُث من ابْن الصّلاح وتميز وشارك فِي الْفَضَائِل واختص بقاضي الْحَنَابِلَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وَقَرَأَ عِنْده الْكثير من كتب الحَدِيث كالشفا وَنَحْوه وسافر مَعَه إِلَى مَكَّة سنة تسع وَأَرْبَعين وتخلف عَنهُ للمجاورة فدام سِنِين حَتَّى رَجَعَ مَعَه أَيْضا حِين حجَّته التالية لهَذِهِ وَقَرَأَ هُنَاكَ على أبي الْفَتْح المراغي والمحب المطري وَكتب بِخَطِّهِ بِمَكَّة شرح الْمِنْهَاج للزنكلوني نَقله من خطه وَكَذَا كتب غير) ذَلِك قبله وَبعده كالخادم للزركشي وَبَاعه لشدَّة حَاجته، وَتزَوج فَاطِمَة ابْنة الْبَهَاء الْمَنَاوِيّ أُخْت النُّور على الْمَاضِي بعد زَوجهَا الولوي السفطي وانجمع بعد موت الْبَدْر الْحَنْبَلِيّ عَن النَّاس وَقرر فِي مشيخة الْحُضُور المتجدد بعد الظّهْر فِي الباسطية وتجرع فاقة زَائِدَة مَعَ فَضِيلَة وتواضع وتودد وَلم تزل فاقته تتزايد حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة. 731 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن النَّجْم الْقرشِي الباهي القاهري الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ برع فِي الْفُنُون وَاسْتقر فِي تدريس الْحَنَابِلَة بالجمالية برحبة الْعِيد، وَكَانَ عَاقِلا صينا كثير التأدب تَامّ الْفَضِيلَة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشرى ربيع الأول سنة تسع عشرَة بالطاعون عَن بضع وَثَلَاثِينَ سنة رَحمَه الله. 732 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر الصَّدْر بن الصّلاح بن الْعَزِيز المليجي الأَصْل المنوفي المولد القاهري الشَّافِعِي نزيل سعيد السُّعَدَاء وَيعرف بالصدر المليجي. / ولد على رَأس الْقرن تَقْرِيبًا بمنوف وَحفظ الْمِنْهَاج وَالْحَاوِي وَغَيرهمَا وَأخذ عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والبيجوري وَجَمَاعَة وقطن سعيد السُّعَدَاء دهرا بِدُونِ تزوج، وَكَانَ خيرا تَارِكًا للغيبة غير مُمكن أحدا مِنْهَا بِحَضْرَتِهِ لم يعْهَد لَهُ أَنه قبل من أحد شَيْئا وَلَو قل مَعَ الْحِرْص الزَّائِد وَالرَّغْبَة فِي الْجمع بِحَيْثُ يَدُور الْأَسْوَاق بِسَبَب الْتِقَاط مَا يرى فِيهِ غِبْطَة رَجَاء لربح يحصل لَهُ فِيهِ وَكَانَ يظنّ بِهِ لذَلِك مَالِيَّة كَبِيرَة فَلم يُوجد لَهُ كَبِير شَيْء بل

صرح قبيل مَوته بِيَسِير بِأَن عِنْده عشْرين دِينَارا ذَهَبا وَفِضة. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس مستهل صفر سنة تسع وَسبعين بعد تعلله أشهرا وَصلي عَلَيْهِ بالخانقاه وَقت حُضُورهَا مَعَ أَنه كَانَ نقل بعد مَوته مِنْهَا إِلَى بَيت وإرثه فِي بَاب الْقوس حَتَّى خَرجُوا بنعشه وَدفن من يَوْمه بحوش صوفيتها رَحمَه الله وإيانا. وَمِمَّا رَأَيْت عِنْدِي أنني كتبته من نظمه: (لِسَان حَال الرّفْع نَادَى لنا ... مَا حل بِي شقّ على النَّاظر) (فَإِن يكن كسري أَتَى خُفْيَة ... لَعَلَّ أَن أجبر بِالظَّاهِرِ) 733 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن عِيسَى بن عبد الْمُنعم بن عمرَان بن حجاج الضياء بن الصَّدْر بن الشّرف بن الصَّدْر الْأنْصَارِيّ الصنهاجي الأَصْل السفطي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَولي مشيخة رِبَاط الْآثَار على شاطئ النّيل بعد أَبِيه فَأَقَامَ هُنَاكَ دهرا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَأَرْبَعين، وَكَانَ خيرا فَاضلا مَشْهُورا بِالْخَيرِ والديانة سمع المسلسل على الزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والأبناسي والقدسي وَعَلَيْهِم مَعَ الْمُطَرز بعض أبي دَاوُد وعَلى الشهَاب الْجَوْهَرِي سنَن ابْن ماجة ثمَّ سمع على خلد الآثاري بِقِرَاءَة الزين رضوَان منتقى من جُزْء هِلَال الحفار وَغَيره وَاسْتقر بعده فِي المشيخة الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الآثاري الْمَاضِي. 734 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن روزبة الشَّمْس الملقب بالمقبول ابْن الشَّمْس بن الشَّيْخ فتح الدّين أبي الْفَتْح بن تَقِيّ الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَخُوهُ أَحْمد وَذَاكَ الْأَكْبَر وأبوهما وَيعرف كسلفه بِابْن تَقِيّ. / ولد فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وَالْحَاوِي والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة وَسمع على جده أبي الْفَتْح وَأبي الْفرج المراغي والشهاب الأبشيطي ثمَّ حُسَيْن الفتحي والبدر حسن الْمرْجَانِي وَالْقَاضِي المحيوي الْحَنْبَلِيّ واشتغل بالفقه والعربية وَغَيرهمَا وَمن شُيُوخه الشَّمْس البلبيسي أَخذ عَنهُ الْفِقْه وأصوله والعربية والفرائض والحساب وَبِه انْتفع وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن السَّيِّد السمهودي وَأخذ أَيْضا قَلِيلا عَن التقي بن قَاضِي عجلون حِين اجتيازه لِلْحَجِّ وَقَرَأَ البُخَارِيّ على النُّور بن قريبَة الْمحلي حِين إِقَامَته بِالْمَدْرَسَةِ المزهرية وَحضر عِنْده غير ذَلِك بل لحضر قبل عِنْد الشّرف عبد الْحق السنباطي وَعرض عَلَيْهِ بعض محافيظه وَبعد على أبي الْفضل بن الإِمَام الدِّمَشْقِي ولازم الشَّمْس البسكري فِي الْعَرَبيَّة وَسمع مني فِي الْمُجَاورَة الأولى بِالْمَدِينَةِ ثمَّ لازمني فِي الثَّانِيَة حَتَّى قَرَأَ

الشفا والموطأ وَغَيرهمَا وَسمع الْكثير بحثا من شرحي على الألفية والتقريب وَكتب بِخَطِّهِ الْمَقَاصِد الْحَسَنَة، وَهُوَ من خِيَار فضلاء الْمَدِينَة مَعَ حسن فهم ومشاركة سِيمَا فِي الْفِقْه. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أبي الْحسن كريم الدّين أَبُو الطّيب بن روق الْموقع. / فِي الكنى. 735 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن السَّيِّد الشَّمْس بن الْمُحب بن الشَّمْس الدِّمَشْقِي الحصني الأَصْل الْمَاضِي أَبوهُ حفيد أخي التقي أبي بكر الحصني / الْآتِي فِي الكنى. قدم الْقَاهِرَة فاشتغل كثيرا وتميز وَمن شُيُوخه إِمَام الكاملية وَكَذَا سمع مني وَخلف وَالِده) فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ فِي المشيخة وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ سِيمَا فِي الْقيام بِالْمَعْرُوفِ وَلذَا تعدى بَعضهم بشكواه بِحَيْثُ طلب هُوَ والتقي بن قَاضِي عجلون وقدما الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَكَانَ مَا حكيته فِي حوادثها. 736 - مُحَمَّد بن الْعِزّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن صلح بن رَسُول الأماسي بِهَمْزَة ثمَّ مِيم مفتوحتين وَبعد الْألف سين مُهْملَة الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ / قَالَ أَنه سمع من أَبِيه يعنيى المتوفي سنة ثَمَان وَتِسْعين والراوي عَن الحجار وَالْمَذْكُور فِي مُعْجم شَيخنَا وإنبائه مَعَ ضبط نسبته، أجَاز لي على يَد الْبُرْهَان العجلوني وَقَالَ أَنه كَانَ يحفظ نكتا وَجُمْلَة من التَّارِيخ وَأَنه رأى شَيْخه ابْن نَاصِر الدّين يُكرمهُ وَكَانَت إِجَازَته فِي سنة خمسين وَالظَّاهِر أَنه مَاتَ قريب ذَلِك. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ أَبُو عبد الله رَئِيس المؤذنين بِمَكَّة. / يَأْتِي فِي الكنى. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن حُسَيْن أصيل الدّين أَبُو الْيُسْر بن الْمُحب أبي الطّيب بن الشَّمْس الأسيوطي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط الْجمال مغلطاي الناصري / صَاحب الجمالية الْقَدِيمَة والماضي أَبوهُ. ولد فِي شعْبَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه وألفية النَّحْو وَجمع الْجَوَامِع وعقيدة الْغَزالِيّ وَعرض عَليّ مَعَ الْجَمَاعَة وَأخذ الْمِنْهَاج عَن الْجَوْجَرِيّ وَفِي التَّقْسِيم عِنْد الشَّمْس الأبناسي الضَّرِير وَأخذ عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف وَغَيره وَكتب على يس فأجاد بِحَيْثُ يَسْتَعِين بِهِ وَالِده فِي كثير من المكاتيب وَاسْتقر نَاظرا على مدرسة جده مَعَ جِهَات من وظائف ومباشرات وَغَيرهَا وشارك الْأَخ ثمَّ ابنيه فِي خزن كتب الباسطية وَحج وزوجه أَبوهُ وَرُبمَا تَعب من جِهَته بِحَيْثُ اسْتَعَانَ بتمراز فِي ضربه وأظن حَاله صلح بعد مَوته.

738 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْخَالِق الشَّمْس أَو الْمُحب أَبُو الطّيب بن أبي الْقسم بن أبي عبد الله النويري الأَصْل القاهري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَهُوَ بكنيته أشهر وَيعرف بِابْن أبي الْقسم النويري. / ولد سنة سبع واربعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتهذيب لأبي سعيد البرادغي وَهُوَ مُخْتَصر الْمُدَوَّنَة فِي أَرْبَعَة أَجزَاء والمختصر للشَّيْخ خَلِيل وألفيتي الحَدِيث والنحو وألفية وَالِده فِي النَّحْو) وَالصرْف وَالْعرُوض والقافية الْمُسَمَّاة بالمقدمات ومختصره فِي الْعرُوض والشاطبيتين والنخبة لشَيْخِنَا والمختصر الْأَصْلِيّ لِابْنِ الْحَاجِب وَالتَّلْخِيص وَغَيرهَا وَعرض فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ فَمَا بعْدهَا على الْعلم البُلْقِينِيّ والمحلي والمناوي والأقصرائي والشمني والكافياجي والعز الْحَنْبَلِيّ وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ البوتيجي وَسعد بن الديري والعز الْحَنْبَلِيّ ومحمود الْهِنْدِيّ الخانكي فِي آخَرين وَأخذ عَن التقي الحصني والسنهوري وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على الْجَوْجَرِيّ شرح الألفية لِابْنِ عقيل وتميز فِي فنون وَصَارَ على طَريقَة حَسَنَة وَحج فِي الْبَحْر وَأخذ عني فِي الْمُجَاورَة ألفية الْعِرَاقِيّ أَو أَكْثَرهَا وَكتب عني مَا أمليته هُنَاكَ وَكَذَا قَرَأَ على المحيوي عبد الْقَادِر القَاضِي فِي توضيح ابْن هِشَام وَغَيره وعَلى ابْن أبي الْيمن فِي ابْن الْحَاجِب الفرعي وَغَيره وَطَائِفَة وَكَانَ قوي الحافظة حسن الفاهمة، وَلَا زَالَ يترقى فِي الْخَيْر بِحَيْثُ صَار يدرس وَرُبمَا أفتى وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء والجيعانية وَغَيرهمَا وَكَانَ يرتفق بفائض وقف مدرسة أَبِيه، كل ذَلِك مَعَ كَثْرَة الْأَدَب والتودد. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس تَاسِع رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين مطعونا وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء عوضه الله الْجنَّة. 739 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن عَليّ بن عُثْمَان أَبُو الْخَيْر القنبشي الْمصْرِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن الْخَطِيب. / مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَدفن بِالْقربِ من الفضيل بن عِيَاض. أرخه ابْن فَهد، وَكَانَ قَارِئ الحَدِيث بَين يَدي أبي الْبَقَاء بن الضياء بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام. 740 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن الشَّمْس بن الْجَزرِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد وَيعرف بِابْن الْجَزرِي. ولد فِي ثَانِي ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وأحضره أَبوهُ على ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن الهبل وإبرهيم بن أَحْمد السكندري فِي آخَرين وأسمعه على عبد الْوَهَّاب بن السلار بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْفَاتِحَة للسبع وَابْن الْمُحب وَابْن عوض وَابْن مَحْبُوب وَخلق كالسويداوي، وَحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين والشاطبيتين

وَالْهِدَايَة نظم أَبِيه والتنبيه وألفيتي الحَدِيث والنحو ومنهاجي الْبَيْضَاوِيّ والبلقيني وَهُوَ فِي أصُول الدّين وَالتَّلْخِيص وَعرض على أَئِمَّة الْوَقْت وتلا على الْعَسْقَلَانِي وَأَبِيهِ وَغَيرهمَا وتفقه بالبلقيني والأبناسي وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس، ذكره أَبوهُ فِي طَبَقَات الْقُرَّاء مطولا وَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: نزيل بِلَاد الرّوم ثمَّ دمشق) وباشر بهَا الأتابكية إِلَى أَن مَاتَ مطعونا فِي صفر سنة أَربع عشرَة وعاش أَبوهُ بعده دهرا، وَكَانَ جيد الذِّهْن يستحضر كثيرا من الْفِقْه ويقرئ بالروايات ويخطب جيدا وَقد رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ قد تسحب من أَبِيه لما توجه لبلاد الرّوم ثمَّ حضر إِلَى الْقَاهِرَة برسالة ابْن عُثْمَان بِسَبَب الْمدرسَة الصلاحية وَكَانَت مَعَ وَالِده فَوَثَبَ عَلَيْهَا بعده القمني فنازعه فتعصب للقمني جمَاعَة فغلب ابْن الْجَزرِي فنازع الْجلَال بن أبي الْبَقَاء فِي تدريس الأتابكية ونظرها وَلم يزل إِلَى أَن فوضها لَهُ بِزَعْمِهِ ثمَّ تصالحا وفوضها لَهُ بِاخْتِيَارِهِ وباشرها حَتَّى مَاتَ، وَقَالَ ابْن حجي: كَانَ ذكيا جيد الذِّهْن يستحضر التَّنْبِيه وَيقْرَأ بالروايات أَخذ ذَلِك عَن أَبِيه وَعَن صَدَقَة الضَّرِير يَعْنِي فَقِيه وَغَيرهمَا وَلم يكمل الْأَرْبَعين رَحمَه الله. 741 - مُحَمَّد أَبُو الْخَيْر بن الْجَزرِي / شَقِيق الَّذِي قبله. ولد فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالمشهد الْمَعْرُوف بمشامش من أَرض جلجولية وأحضره أَبوهُ على جمَاعَة بل أسمعهُ على التنوخي والسويداوي بِالْقَاهِرَةِ وعَلى ابْن أبي الْمجد وَأبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ بِدِمَشْق وَقدم على أَبِيه وَهُوَ بالروم سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة فصلى بِالْقُرْآنِ هُنَاكَ وَحفظ الْمُقدمَة والطيبة والجوهرة من تصانيف أَبِيه وَأخذ عَن أَبِيه القراآت وَذكره فِي طَبَقَات الْقُرَّاء، وَمَا علمت الْآن وَقت وَفَاته. 742 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف أَبُو الْجُود وَأَبُو الطّيب بن أبي البركات الغراقي الأَصْل القاهري الصحراوي الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وعماه. مِمَّن سمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة وتكسب بِالشَّهَادَةِ عِنْد قنطرة الموسكي وانصلح حَاله بِالنِّسْبَةِ لما تقدم. 743 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الزين أبي بكر الخوافي / الْمَاضِي، قدم مَعَه الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَعشْرين فَاجْتمع بشيخنا وَقَالَ لَهُ عقب قَوْله لِأَبِيهِ مَا سبق فِي تَرْجَمته: (أيا ملك العلى شمس الْمَعَالِي ... ضياؤك للورى كَاف ووافي) (بنورك قد تجوهر كل خصم ... بِعَارِض جودك ارتوت الفيافي) (ينظمك قد نثرت من اللآلي ... على الْآفَاق واظهرت الخوافي) (بقيت لمحور الْإِسْلَام قطبا ... بذاتك قَائِم كل العوافي)

744 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن وجيه الْجلَال بن الْعِزّ بن الْجلَال بن الْفَتْح بن السراج الشيشيني الْمحلي الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه. مِمَّن نَاب فِي عدَّة بِلَاد من الْمحلة حِين تَركهَا وَالِده لما كف عَن الزين زَكَرِيَّا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد. / أَخَوان أَحدهمَا عمر مضى وَالْآخر أَبُو زرْعَة يَأْتِي فِي الكنى. 745 - مُحَمَّد معز الدّين أَبُو التقي هبة الرَّحْمَن / أَخُو اللَّذين قبله. ولد فِي الْمحرم سنة أَربع وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَمَات بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين قبل إِكْمَال عشر سِنِين. 746 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله بن عواض بن نجا التَّاج ابْن النَّجْم بن الْكَمَال بن الْجمال بن الشَّمْس الْقرشِي الزبيرِي السكندري الْمَالِكِي وَيعرف كسلفه بِابْن التنسي. / ولد فِي سنة خمسين وَسَبْعمائة وأسمع على مُحَمَّد بن أَحْمد بن هبة الله بن البوري جَامع التِّرْمِذِيّ وَمن أَوله إِلَى الْقِرَاءَة فِي الصُّبْح على الْعِمَاد بن أبي اللَّيْث السكندري وعَلى خَلِيل الْمَالِكِي الْمُوَطَّأ ليحيى بن يحيى بفوت وناب فِي قَضَاء بَلَده وَكَانَ كل من أَبِيه وجده وجد أَبِيه قُضَاته، وَحدث روى لنا عَنهُ الْمُوفق الأبي وَأَبُو حَامِد بن الضياء وَالصَّلَاح الحكري وَآخَرُونَ وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ الْحَافِظ ابْن مُوسَى وَقَالَ إِنَّه حضر فِي الثَّانِيَة سنة سِتّ وَخمسين وَكَذَا رَأَيْت من قَالَ أَنه حضر فِي الثَّانِيَة فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَخمسين بإسكندرية على الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن مكي بن إِسْمَعِيل بن مكي الزُّهْرِيّ أَرْبَعَة مجَالِس من أمالي أبي الْقسم بن بَشرَان بإجازته الْعَامَّة من أبي إِسْحَق الكاشغري أنابها أَبُو الْفَتْح بن البطي بِسَنَدِهِ، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أجَاز لي فِي استدعاء أَوْلَادِي وَمَات سنة تسع عشرَة وأظن النَّجْم زِيَادَة وَأَن وَالِده الْكَمَال بِدُونِ وَاسِطَة بَينهمَا وَهُوَ الَّذِي اقْتصر عَلَيْهِ ابْن مُوسَى وَقد ترجمت الْكَمَال بِهَامِش الدُّرَر لِأَن شَيخنَا أغفله مِنْهَا، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. 747 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَمِين الدّين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الأخصاصي. / ولد فِي سادس عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وتميز فِي السلوك وَجلسَ فِي زَاوِيَة بِدِمَشْق لتربية المريدين وإغاثة الملهوفين وإنزال الواردين وَصَارَت لَهُ جلالة ووجاهة وَكلمَة مَقْبُولَة وَكتب على بعض الاستدعاآت فِي سنة سِتّ وَخمسين مَاتَ فِي حادي عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَخمسين وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير رَحمَه الله وإيانا.) (سقط)

(سقط) (لقد تعجبت مِمَّن يحتمي زَمنا ... عَن الطَّعَام لخوف الدَّاء والوجع) (وَلَيْسَ ذَا حمية عَن ذَنبه أبدا ... خوفًا من النَّار والتوبيخ والفزع) مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر رَجَب سنة تسع وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا. 750 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد النَّجْم النوبي ثمَّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْفَقِيه وَيعرف بالبديوي. / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم وَقد قَارب الثَّمَانِينَ أَو جازها بِيَسِير وَكَانَ قد حفظ الْمِنْهَاج والألفية والشاطبيتين وَعرض على جمَاعَة واشتغل يَسِيرا

وَقَرَأَ القراآت على الشهَاب بن هَاشم رَفِيقًا لِابْنِ أَسد وَكَانَ ذَاكِرًا لَهَا مستحضر للشاطبية ولأكثر كتبه إِلَى آخر وَقت وتصدى لتعليم الْأَبْنَاء دهرا وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمع حافل لم ينبل مِنْهُم كَبِير أحد وَكَانَ سَاكِنا من صوفية البيبرسية والصلاحية رَحمَه الله وإيانا. 751 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو عبد الله البُخَارِيّ العجمي الْحَنَفِيّ وَسَماهُ بَعضهم عليا وَهُوَ غلط. / ولد سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة وَنقل عَن ابْن قَاضِي شُهْبَة أَنه فِيمَا قَالَه لَهُ فِي حُدُود سنة سبعين بِبِلَاد الْعَجم وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن أَبِيه وخاله الْعَلَاء عبد الرَّحْمَن والسعد التَّفْتَازَانِيّ فِي آخَرين وارتحل فِي شبيبته إِلَى الأقطار فِي طلب الْعلم إِلَى أَن تقدم فِي الْفِقْه والأصلين والعربية واللغة والمنطق والجدل والمعاني وَالْبَيَان والبديع وَغَيرهَا من المعقولات والمنقولات وترقى فِي التصوف والتسليك وَمهر فِي الأدبيات، وَتوجه إِلَى بِلَاد الْهِنْد فقطن كلبرجا مِنْهَا وَنشر بهَا الْعلم والتصوف وَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ ملكهَا وترقى عِنْده إِلَى الْغَايَة لما وقر عِنْده من علمه وزهده وورعه، ثمَّ قدم مَكَّة فجاور بهَا وانتفع بِهِ فِيهَا غَالب أعيانها ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا سِنِين وانثال عَلَيْهِ الْفُضَلَاء من كل مَذْهَب وعظمه الأكابر فَمن دونهم بِحَيْثُ كَانَ إِذا اجْتمع مَعَه الْقُضَاة يكونُونَ عَن يَمِينه وَعَن يسَاره كالسلطان وَإِذا حضر عِنْده أَعْيَان الدولة بَالغ فِي وعظهم والإغلاظ عَلَيْهِم بل ويراسل السُّلْطَان مَعَهم بِمَا هُوَ أَشد فِي الإغلاظ ويحضه عَن إِزَالَة أَشْيَاء من الْمَظَالِم مَعَ كَونه لَا يحضر مَجْلِسه وَهُوَ مَعَ هَذَا لَا يزْدَاد إِلَّا إجلالا ورفعة ومهابة فِي الْقُلُوب وَكَانَ من ذَلِك سُؤَاله فِي أثْنَاء سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فِي إبِْطَال إدارة الْمحمل حسما لمادة الْفساد الَّذِي جرت الْعَادة بِوُقُوعِهِ عِنْد إِرَادَته فَأمر بِعقد مجْلِس عِنْد الْعَلَاء فِي ذَلِك فَكَانَ من قَول شَيخنَا يَنْبَغِي أَن ينظر فِي سَبَب إدارته فَيعْمل بِمَا فِيهِ الْمصلحَة مِنْهَا ويزال مَا فِيهِ الْمفْسدَة وَذَلِكَ أَن الأَصْل فِيهَا إِعْلَام أهل الْآفَاق بِأَن طَرِيق الْحجاز من مصر آمِنَة ليتأهب لِلْحَجِّ مِنْهُ من يُريدهُ لَا يتَأَخَّر لخشية خوف انْقِطَاع طَرِيقه كَمَا هُوَ الْغَالِب فِي طَرِيقه من الْعرَاق فالإدارة لَعَلَّهَا لَا بَأْس بهَا لهَذَا الْمَعْنى وَمَا يَتَرَتَّب عَلَيْهَا من الْمَفَاسِد إِزَالَته مُمكنَة وَاتفقَ فِي هَذَا الْمجْلس إِجْرَاء ذكر ابْن) عَرَبِيّ وَكَانَ مِمَّن يقبحه ويكفره وكل من يَقُول بمقاله وَينْهى عَن النّظر فِي كتبه فشرع الْعَلَاء فِي إبراز ذَلِك وَوَافَقَهُ أَكثر من حضر إِلَّا الْبِسَاطِيّ وَيُقَال أَنه إِنَّمَا أَرَادَ إِظْهَار قوته فِي المناظرة والمباحثة لَهُ وَقَالَ إِنَّمَا يُنكر النَّاس عَلَيْهِ ظَاهر الْأَلْفَاظ الَّتِي يَقُولهَا وَإِلَّا فَلَيْسَ فِي كَلَامه مَا يُنكر إِذا حمل لَفظه على معنى صَحِيح بِضَرْب من التَّأْوِيل وانتشر الْكَلَام بَين الْحَاضِرين فِي ذَلِك قَالَ شَيخنَا وَكنت

مائلا مَعَ الْعَلَاء وَأَن من أظهر لنا كلَاما يَقْتَضِي الْكفْر لَا نقره عَلَيْهِ وَكَانَ من جملَة كَلَام الْعَلَاء الْإِنْكَار على من يعْتَقد الْوحدَة الْمُطلقَة وَمن جملَة كَلَام الْمَالِكِي أَنْتُم مَا تعرفُون الْوحدَة الْمُطلقَة، فبمجرد سَماع ذَلِك استشاط غَضبا وَصَاح بِأَعْلَى صَوته أَنْت مَعْزُول وَلَو لم يعزلك السُّلْطَان يَعْنِي لتضمن ذَلِك كفره عِنْده بل قيل أَنه قَالَ لَهُ صَرِيحًا كفرت كَيفَ يعْذر من يَقُول بالوحدة الْمُطلقَة وَهِي كفر شنيع وَاسْتمرّ يَصِيح وَأقسم بِاللَّه أَن السُّلْطَان إِن لم يعزله من الْقَضَاء ليخرجن من مصر فأشير على الْبِسَاطِيّ بمفارقة الْمجْلس إخمادا للفتنة وَبلغ السُّلْطَان ذَلِك فَأمر فإحضار الْقُضَاة عَنهُ فَحَضَرُوا فسئلوا عَن مجْلِس الْعَلَاء فقصه كَاتب السِّرّ وَهُوَ مِمَّن حضر الْمجْلس الأول بحضرهم وَدَار بَين شَيخنَا والبساطي فِي ذَلِك بعض كَلَام فتبرأ الْبِسَاطِيّ من مقَالَة ابْن عَرَبِيّ وَكفر من يعتقدها وَصوب شَيخنَا قَوْله فَسَأَلَ السُّلْطَان شَيخنَا حِينَئِذٍ مَاذَا يجب عَلَيْهِ وَهل تَكْفِير الْعَلَاء لَهُ مَقْبُول وماذا يسْتَحق الْعَزْل أَو التَّعْزِير فَقَالَ شَيخنَا لَا يجب عَلَيْهِ شَيْء بعد اعترافه بِمَا وَقع وَهَذَا الْقدر كَاف مِنْهُ وانفصل الْمجْلس وَأرْسل السُّلْطَان يترضى الْعَلَاء ويسأله فِي ترك السّفر فَأبى فَسلم لَهُ حَاله وَقَالَ يفعل مَا أَرَادَ وَيُقَال أَنه قَالَ للسُّلْطَان أَنا لَا أقيم فِي هَذِه الممالك إِلَّا بِشُرُوط ثَلَاث عزل الْبِسَاطِيّ وَنفي خَليفَة يَعْنِي نزيل بَيت الْمُقَدّس وَإِبْطَال مكس قطيا. وبلغنا أَنه خرج من الْقَاهِرَة غَضبا إِمَّا فِي هَذِه الْوَاقِعَة أَو غَيرهَا لدمياط ليسافر مِنْهَا فبرز الْبُرْهَان الأبناسي والقاياتي والونائي وَكلهمْ مِمَّن أَخذ عَنهُ إِلَيْهَا حَتَّى رجعُوا بِهِ وَكَانَ قبل بِيَسِير فِي السّنة بِعَينهَا وصل إِلَيْهِ بإشارته من صَاحب كلبرجا الْمشَار إِلَيْهَا ثَلَاثَة آلَاف شاش أَو أَكثر فَفرق مِنْهَا ألفا على الطّلبَة الملازمين لَهُ من جُمْلَتهَا مائَة للصدر بن العجمي ليوفي بهَا دينه وتعفف بَعضهم كالمحلي عَن الْأَخْذ بل فرق مَا عينه الْعَلَاء لَهُ مِنْهَا وَهُوَ ثَلَاثُونَ شاشا على الْفُقَرَاء وَامْتنع الْعَلَاء من إِعْطَاء بعض طلبته كالسفطي مَعَ طلبه مِنْهُ بِنَفسِهِ وَلم يدّخر لنَفسِهِ مِنْهَا شَيْئا وَعمل وَلِيمَة للطلبة فِي بُسْتَان ابْن عنان صرف عَلَيْهَا سِتِّينَ دِينَارا، ثمَّ بعد ذَلِك سنة أَربع وَثَلَاثِينَ أَو قبلهَا تحول إِلَى دمشق فقطنها وصنف) رسَالَته فاضحة الْمُلْحِدِينَ بَين فِيهَا زيف ابْن عَرَبِيّ وَقرأَهَا عَلَيْهِ شَيخنَا الْعَلَاء القلقشندي هُنَاكَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ ثمَّ البلاطنسي وَآخَرُونَ وَكَذَا اتّفقت لَهُ حوادث بِدِمَشْق مِنْهَا أَنه كَانَ يسْأَل عَن مقالات التقي بن تَيْمِية الَّتِي انْفَرد بهَا فيجيب بِمَا يظْهر لَهُ من الْخَطَأ فِيهَا وينفر عَنهُ قلبه إِلَى أَن استحكم أمره عِنْده فَصرحَ بتبديعه ثمَّ تكفيره ثمَّ صَار يُصَرح فِي مَجْلِسه بِأَن من أطلق على ابْن تَيْمِية أَنه شيخ الْإِسْلَام فَهُوَ بِهَذَا الْإِطْلَاق كَافِر واشتهر ذَلِك فَانْتدبَ حَافظ الشَّام الشَّمْس بن نَاصِر الدّين

لجمع كتاب سَمَّاهُ الرَّد الوافر على من زعم أَن من أطلق على ابْن تَيْمِية أَنه شيخ الْإِسْلَام كَافِر جمع فِيهِ كَلَام من أطلق عَلَيْهِ ذَلِك من الْأَئِمَّة الْأَعْلَام من أهل عصره من جَمِيع أهل الْمذَاهب سوى الْحَنَابِلَة وَذَلِكَ شَيْء كثير وَضَمنَهُ الْكثير من تَرْجَمَة ابْن تَيْمِية وَأرْسل مِنْهُ نُسْخَة إِلَى الْقَاهِرَة فقرظه من أئمتها شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والتفهني والعيني والبساطي بِمَا هُوَ عِنْدِي فِي مَوضِع آخر فَكَانَ مِمَّا كتبه الْبِسَاطِيّ وَهُوَ رمي مَعْذُور وَنَفث مصدور هَذِه مقَالَة تقشعر مِنْهَا الْجُلُود وتذوب لسماعها الْقُلُوب ويضحك إِبْلِيس اللعين عجبا بهَا ويشمت وينشرح لَهَا أباده الْمُخَالفين ونسبت ثمَّ قَالَ لَهُ لَو فَرضنَا أَنَّك اطَّلَعت على مَا يَقْتَضِي هَذَا من حَقه فَمَا مستندك فِي الْكَلَام الثَّانِي وَكَيف تصلح لَك هَذِه الْكُلية المتناولة لمن سَبَقَك وَلمن هُوَ آتٍ بعْدك إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَهل يمكنك أَن تَدعِي أَن الْكل اطلعوا على مَا اطَّلَعت أَنْت عَلَيْهِ وَهل هَذَا إِلَّا استخفاف بالحكام وَعدم مبالاة ببنى الْأَنَام وَالْوَاجِب أَن يطْلب هَذَا الْقَائِل وَيُقَال لَهُ لم قلت وَمَا وَجه ذَلِك فَإِن أَتَى بِوَجْه يخرج بِهِ شرعا من الْعهْدَة كَانَ والأبرح بِهِ تبريحا يرد أَمْثَاله عَن الْإِقْدَام على أَعْرَاض الْمُسلمين انْتهى. وَكتب الْعَلَاء مطالعة إِلَى السُّلْطَان يغريه بالمصنف وبالحنابلة وَفِيه أَلْفَاظ مُهْملَة هُوَ عِنْدِي مَعَ كتاب قَاضِي الشَّام الشَّافِعِي الشهَاب بن محمرة وَفِي شرح الْقِصَّة طول وبلغنا عَن أبي بكر بن أبي الوفا أَن جنية كَانَت تَابِعَة الْعَلَاء وَكَانَت تَأتيه فِي شكل حسن وَتارَة فِي شكل قَبِيح فتتزيا لَهُ من بعيد وَهُوَ مَعَ النَّاس وَأَنه التمس مِنْهُ كِتَابَة تحصين وَنَحْوه لمنعها فَكتب لَهُ أَشْيَاء ولازمها فاستفاد مِنْهَا أَكثر مِمَّا كتب لَهُ غَيره قَالَ وَلم أنزل عنْدك وَلَا أكلت طَعَامك إِلَّا لِأَنَّهُ بَلغنِي عَنْك الْحجب قَالَ وَلم أعلم بذلك أحدا سواك واستكتمنيه فَلم أذكرهُ لأحد حَتَّى مَاتَ وَكَانَ الْعَلَاء يكون مَعَ النَّاس فتتراءى لَهُ فيغمض عَيْنَيْهِ وَيقْرَأ ذَاك التحصين سرا ويغيب عَن النَّاس فيظن أَنه خشوع وتلاوة وَذكر ثمَّ لم يتَّفق حجبها بِالْكُلِّيَّةِ إِلَّا على يَد إِبْرَهِيمُ الأدكاوي كَمَا أسلفته فِي تَرْجَمته وَقد تكَرر اجْتِمَاع الْعِزّ) الْقُدسِي مَعَه بِبَيْت الْمُقَدّس وَبحث مَعَه فِي أَشْيَاء أَولهَا فِي كفر ابْن عَرَبِيّ أهوَ مُطَابقَة والتزام واتفقا على الثَّانِي بعد أَن كَانَ الْعَلَاء على الأول وَأنكر الْعِزّ عَلَيْهِ تحفيه فِي حرم الْأَقْصَى محتجا بِأَن كَعْب الْأَحْبَار دخله يمشي حبوا فانحل عَن المداومة على ذَلِك. وَمن محَاسِن كَلَامه قَوْله لِابْنِ الْهمام لما دخل عَلَيْهِ مرّة وَعِنْده جمَاعَة من مريديه وَجلسَ فِي حشي الْحلقَة قُم فاجلس هُنَا يَعْنِي بجانبه فَإِن هَذَا لَيْسَ بتواضع لكونك فِي نَفسك تعلم أَن كل وَاحِد من هَؤُلَاءِ يجلك ويرفعك إِنَّمَا التَّوَاضُع أَن تجْلِس تَحت

ابْن عبيد الله بِمَجْلِس السُّلْطَان أَو نَحْو هَذَا. وَكَانَ شَدِيد النفرة مِمَّن يَلِي الْقَضَاء وَنَحْوه وَلَكِن لما ولي مِنْهُم الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ قَضَاء الشَّام وَكَانَ الْعَلَاء حِينَئِذٍ بهَا سر وَقَالَ الْآن أَمن النَّاس على أَمْوَالهم وأنفسهم وَلما اجْتمع بِهِ ابْن رسْلَان فِي بَيت الْمُقَدّس عظمه جدا فِي حِكَايَة أسلفتها فِي تَرْجَمته. وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ كَانَ من أهل الدّين والورع وَله قبُول عِنْد الدولة وَأقَام بِمصْر مُدَّة طَوِيلَة وتلمذ لَهُ جمَاعَة وانتفعوا بِهِ، وَكَانَ يتقن فن الْمعَانِي وَالْبَيَان وَيذكر أَنه أَخذه عَن التَّفْتَازَانِيّ ويقرر الْفِقْه على المذهبين ثمَّ تحول إِلَى دمشق فاغتبطوا بِهِ وَكَانَ كثير الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ. وَمَات بهَا كَمَا قرأته بِخَط السَّيِّد التَّاج عبد الْوَهَّاب الدِّمَشْقِي فِي صَبِيحَة يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشرى رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بالمزة وَدفن بسطحها وأرخه الْعَيْنِيّ فِي ثَانِي الشَّهْر وَقَالَ أَنه كَانَ فِي الزّهْد على جَانب عَظِيم وَفِي الْعلم كَذَلِك وَبَعْضهمْ فِي خامسه وَقَالَ أَنه لم يخلف بعده مثله فِي تفننه وورعه وزهده وعبادته وقيامه فِي إِظْهَار الْحق وَالسّنة وإخماده للبدع ورده لأهل الظُّلم والجور قَالَ بَعضهم أَنه حج وَرجع مَعَ الركب الشَّامي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ إِلَى دمشق فَانْقَطع بهَا ولازمه الشهَاب بن عرب شاه حَتَّى مَاتَ، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده: كَانَ يسْلك طَرِيقا من الْوَرع فيسمج فِي أَشْيَاء يحملهُ عَلَيْهَا بعده عَن معرفَة السّنَن والْآثَار وانحرافه عَن الحَدِيث وَأَهله بِحَيْثُ كَانَ ينْهَى عَن النّظر فِي كَلَام النَّوَوِيّ وَيَقُول هُوَ ظَاهر ويحض على كتب الْغَزالِيّ وأغلق أَبْوَاب الْمَسْجِد الْحَرَام بِمَكَّة مُدَّة حجه فَكَانَت لَا تفتح إِلَّا أَوْقَات الصَّلَوَات الْخمس وَمنع من نصب الْخيام وَإِقَامَة النَّاس فِيهِ أَيَّام الْمَوْسِم وأغلق أَبْوَاب مَقْصُورَة الْحُجْرَة النَّبَوِيَّة وَمنع كَافَّة النَّاس من الدُّخُول إِلَيْهَا وَكَانَ يَقُول: ابْن تَيْمِية كَافِر وَابْن عَرَبِيّ كَافِر فَرد فُقَهَاء الشَّام ومصر قَوْله فِي ابْن تَيْمِية وَجمع فِي ذَلِك الْمُحدث ابْن نَاصِر الدّين مصنفا انْتهى. رَحمَه الله وإيانا. 752 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود جلال الدّين أَبُو الْبَقَاء بن أثير الدّين بن الْمُحب بن الشّحْنَة الْحلَبِي الشَّافِعِي أَخُو لِسَان الدّين أَحْمد وحسين الماضيين والآتي أَبوهُ وجده قَرِيبا وَيعرف كسلفه بِابْن الشّحْنَة. / مِمَّن نَشأ فحوله جده عَن مَذْهَبهم وأضافه لمَذْهَب الشَّافِعِي ليَكُون قَاضِي حلب ويستريح من مناكدة قُضَاة الشَّافِعِيَّة لَهُم فَأُجِيب وَاسْتقر فِي الْقَضَاء بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَحصل لَهُ جده الْخَادِم وَغَيره من كتب الْمَذْهَب وَلم يعلم لَهُ كَبِير اشْتِغَال وَصرف عَنهُ غير مرّة، وَقدم الْقَاهِرَة قبل ذَلِك وَبعده مرَارًا حَتَّى كَانَت منيته بهَا بعد تعلل طَوِيل معزولا فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَدفن

بتربة جده وَهُوَ مِمَّن سمع معي فِي بَيت الْمُقَدّس حِين كَانَ مَعَ جده فِيهِ على الْجمال بن جمَاعَة والتقي القلقشندي وَغَيرهمَا وَحج، وَكَانَ ذَا شكالة وهيئة غير مَحْمُود فِي دينه وَلَا معاملاته عَفا الله عَنهُ وإيانا. 753 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود أثير الدّين بن الْمُحب بن الشّحْنَة الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَالِد الَّذِي قبله وَولد الْآتِي بعده وسبط الْعَلَاء بن خطيب الناصرية، أمه خَدِيجَة وَيعرف كسلفه بِابْن الشّحْنَة. / ولد فِي ثامن عشرى صفر سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد مُحَمَّد الأعزازي وَغَيره وَحفظ الْعُمْدَة والوقاية والمنار والملحة وَعرض بَعْضهَا على الْبُرْهَان الْحلَبِي بل سمع عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَذَا قَرَأَ على الْبَدْر بن سَلامَة بعض محفوظاته، وَأخذ عَن أَبِيه وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ من سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَعَن جده لأمه فِي خطابة الْجَامِع الْكَبِير بهَا أَيْضا ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ فِي عَاشر الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين إِلَى أَن تَركه لوَلَده لِسَان الدّين ثمَّ عَاد إِلَيْهِ بعد مَوته وَكَذَا اسْتَقل بالخطابة قبل ذَلِك بل بَاشر غَيرهمَا من الْوَظَائِف كنظر جيشها وقلعتها وَمن التداريس بَعْضهَا وَقدم الديار المصرية على أَبِيه غير مرّة وَحج مَعَه وَكَثُرت مخالطتي لَهُ فِيهَا بل وَفِي بَلَده وَسمعت خطبَته بهَا. وَهُوَ حسن الشكالة جيد التَّصَوُّر كثير التودد خير من أَخِيه عبد الْبر وَلَكِن ذَاك أفضل فِي الْجُمْلَة مَعَ سُكُون هَذَا وتواضعه وأدبه. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثامن وَتِسْعين بحلب. 754 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد خير الدّين أَبُو الْخَيْر بن الْجلَال العباسي الخانكي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ أحد صوفية الخانقاه ورفيق قُرَيْش الضَّرِير وصهره على عمته / والآتي أَبوهُ. ولد فِي سنة خمس وَأَرْبَعين بخانقاه سرياقوس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَأخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن الونائي الخانكي وَغَيره ثمَّ لَازم عبد الْحق السنباطي وَيس وَأخذ القراآت عَن) الزين جَعْفَر السنهوري وتميز فِيهَا مَعَ إِلْمَام بِفُرُوع الْعِبَادَات وَنَحْوهَا ولازمني فِي أَشْيَاء دراية وَرِوَايَة وَمِمَّا سَمعه مني فِي يَوْم عيد الْفطر سنة خمس وَتِسْعين مسلسل الْعِيد، وَفهم مَعَ خير وتقلل ورغبة فِي خدمَة الصَّالِحين وخطب بِالْمَدْرَسَةِ الجزمانية وَغَيرهَا. 755 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الشهَاب غَازِي بن أَيُّوب بن حسام الدّين مَحْمُود شحنة حلب بن الختلو بن عبد الله الْمُحب أَبُو الْفضل بن الْمُحب أبي الْوَلِيد بن الْكَمَال أبي الْفضل بن الشَّمْس أبي عبد الله الثَّقَفِيّ الْحلَبِي

الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَالِد الْمَاضِي قَرِيبا وَعبد الْبر الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن الشّحْنَة. / ولد كَمَا حَقَّقَهُ فِي رَجَب سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَأمه وَاسْمهَا من ذُرِّيَّة مُوسَى الَّذِي كَانَ حَاجِب حلب وَبنى بهَا مدرسة ثمَّ ولي نِيَابَة البيرة قلعة الرّوم وَمَات بالبيرة فِي سنة خمسين وَسَبْعمائة. وَكَانَ مولد الْمُحب بحلب وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ عِنْد الشَّمْس الْغَزِّي وسافر مَعَ وَالِده إِلَى مصر قبل استكماله عشر سِنِين فَقَرَأَ فِي اجتيازه بِدِمَشْق عِنْد الشهَاب البابي وَفِي الْقَاهِرَة عِنْد البرديني وَكتب على ابْن التَّاج وَعبد الله الشريفي يَسِيرا ثمَّ عَاد إِلَى حلب فأكمل بهَا الْقُرْآن عِنْد الْعَلَاء الكلزي وَحفظ فِي أصُول الدّين عُمْدَة النَّسَفِيّ وَغَيرهَا وَفِي القراآت الطّيبَة لِابْنِ الْجَزرِي وَفِي عُلُوم الحَدِيث والسيرة ألفيتي الْعِرَاقِيّ وَفِي الْفِقْه الْمُخْتَار ثمَّ الْوِقَايَة وَفِي الْفَرَائِض الياسمينية وَفِي أصُول الْفِقْه الْمنَار وَفِي النَّحْو الملحة والالفية والشذور وَبَعض توضيح ابْن هِشَام وألفية ابْن معطى وَفِي الْمنطق تَجْرِيد الشمسية وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان التَّلْخِيص إِلَى غَيرهَا من مناظيم أَبِيه وَغَيرهَا حَسْبَمَا قَالَه لي بِزِيَادَات وَأَنه كَانَ آيَة فِي سرعَة الْحِفْظ بِحَيْثُ أَنه حفظ ألفية الحَدِيث فِي عشرَة أَيَّام ورام فعل ذَلِك فِي ألفية النَّحْو فَقَرَأَ نصفهَا فِي نصف الْمدَّة وَمَا تيَسّر لَهُ فِي النّصْف الثَّانِي ذَلِك، وَعرض بعض محافيظه على عَمه أبي البشري والعز الحاضري والبدر بن سَلامَة وَكتب لَهُ فِيمَا قَالَه لي: (سمح الزَّمَان بِمثلِهِ فأعجب لَهُ ... إِن الزَّمَان بِمثلِهِ لشحيح) (فَالْأَصْل ذَاك والخلال حميدة ... والذهن صَاف وَاللِّسَان فصيح) وَأخذ عَن الْأَخيرينِ فِي الْفِقْه وَعظم انتفاعه بثانيهما وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي أُصَلِّي الدّيانَة وَالْفِقْه وَفِي الْمنطق تَجْرِيد الشمسية كَمَا أَخذه عَن مُؤَلفه أَحْمد الجندي واشتدت عنايته بملازمته وعنهما أَخذ الْعَرَبيَّة وَكَذَا عَن عَمه وَآخَرين كالشهاب بن هِلَال قَرَأَ عَلَيْهِ الحاجبية قَالَ وَكَانَ يتوقد ذكاء غير أَنه كَانَ ممتحنا بِابْن عَرَبِيّ وَلذَا مَا مَاتَ حَتَّى اخْتَلَّ عقله، ولازم الْبُرْهَان حَافظ بَلَده فِي) فنون الحَدِيث وَحمل عَنهُ أَشْيَاء بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَتخرج بِهِ قَلِيلا وَضبط عَنهُ فَوَائِد وَقَالَ أَنه كَانَ يصرفهُ عَن الِاشْتِغَال بالْمَنْطق وَيَقُول لَهُ كَانَ جدك الْكَمَال يلوم وَلَده والدك على توسعه فِيهِ. وصاهر الْعَلَاء بن خطيب الناصرية فَانْتَفع بِهِ وَكتب عَنهُ أَشْيَاء وَكَذَا أَخذ الْقَلِيل عَن شَيخنَا حِين قدومه عَلَيْهِم فِي سفرة آمد بعد أَن كَانَ راسله فِي سنة ثَمَان وَعشْرين يَسْتَدْعِي مِنْهُ الْإِجَازَة قَائِلا فِي استدعائه: (وَإِذ عاقت الْأَيَّام عَن لثم تربكم ... وضن زماني أَن أفوز بطائل)

(كتبت إِلَيْكُم مستجيزا لعلني ... أبل اشتياقي مِنْكُم بالرسائل) وَفِي هَذِه السّنة أجَاز لَهُ من بعلبك الْبُرْهَان بن المرحل وَمن الْقَاهِرَة الشهَاب الوَاسِطِيّ والشهاب الْمَعْرُوف بالشاب التائب وَسمع فِي بَلَده من الشهابين أبي جَعْفَر بن العجمي وَابْن السفاح وَأبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الشَّاهِد وست الْعَرَب ابْنة إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن أبي جَرَادَة وَأخذ بحماة حِين توجهه لملاقاة عَمه إِذْ حج عَن النُّور مَحْمُود ابْن خطيب الدهشة وَأول مَا دخل الْقَاهِرَة مُسْتقِلّا بِنَفسِهِ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَلَقي بِدِمَشْق حِينَئِذٍ الْعَلَاء بن سَلام والشهاب بن الحبال وتذاكر مَعَه وَسَأَلَهُ عَن السِّرّ فِي وصف الرجل بِالذكر فِي قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَا أبقت الْفَرَائِض فَلَا ولى رجل ذكر فَأجَاب بِأَنَّهُ ورد فِي بعض الْأَحَادِيث لفظ الرجل فَالْمُرَاد بِهِ الْأُنْثَى فالتأكيد لدفع التَّوَهُّم فَلْينْظر والْعَلَاء البُخَارِيّ وَسمع مذاكرته مَعَ ابْن خطيب الناصرية وبالقاهرة التقى المقريزي بل قَالَ أَنه جَاءَهُ صُحْبَة شَيخنَا للسلام عَلَيْهِ وَأَنه اتّفقت نادرة بديعة الِاتِّفَاق وَهِي أَن الْمُحب سَأَلَ من شَيخنَا عَن رَفِيقه لكَونه لم يكن شخصه فَأعلمهُ بِأَنَّهُ المقريزي وَأظْهر التَّعَجُّب من ذَلِك لكَونه فِيمَا سلف عِنْد إِشَاعَة مَجِيء وَالِده التمس من المقريزي لعدم سبق مَعْرفَته بِهِ استصحابه مَعَه للسلام فَفعل وجاءه ليتوجها فَلم يجده فانتظره حَتَّى جَاءَ ثمَّ توجها فَسَأَلَهُ الْوَالِد عني وَاتفقَ الْآن مثل ذَلِك فإنني تَوَجَّهت للتقي فَقيل لي أَنه بالحمام فانتظرته ثمَّ جِئْنَا فسلمنا فسألتم مني عَنهُ فتقارضنا فَالله أعلم. وَلم يستكثر من لِقَاء الشُّيُوخ بل وَلَا من المسموع وَاكْتفى بشيخه الْبُرْهَان مَعَ مَا قَدمته نعم هُوَ مُثبت فِي استدعاء النَّجْم بن فَهد الَّذِي أجَاز فِيهِ خلق من أَمَاكِن شَتَّى وَكَذَا لم يَتَيَسَّر لَهُ الِاشْتِغَال بالعروض مَعَ أَنه إِذا سُئِلَ النّظم فِي أَي بَحر مِنْهُ يفعل حَسْبَمَا قَالَه وَإِن عَمه الْعَلَاء سَأَلَهُ وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْ عشرَة سنة أَو نَحْوهَا أتحسن الْوَزْن فَقَالَ لَهُ نعم قَالَ فعارض لي قَول الشَّاعِر:) (أمط اللثام عَن العذار السابل ... ليقوم عُذْري فِيك بَين عواذلي) فَقَالَ بديهة: (اكشف لثامك عَن عذارك قاتلي ... لتَمُوت غبنا إِن رأتك عواذلي) قَالَ فَاسْتحْسن الْعم ذَلِك، وَسمع من لفظ الزين قَاسم جَامع مسانيد أبي حنيفَة للخوارزمي وَكَانَ يستمد مِنْهُ وَمن الْبَدْر بن عبيد الله حِين كَانَ وَلَده الصَّغِير يقْرَأ على كل مِنْهُمَا بِحَضْرَتِهِ كَمَا أَنه كَانَ يستمد من كَاتبه بالمشافهة والمراسلة وَنَحْوهمَا حِين كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ بل رُبمَا سمع بعض تصانيفه بِقِرَاءَة ابْنه أَو سبطه عَلَيْهِ بِحَضْرَتِهِ وَأول مَا ولي من الْوَظَائِف اشتراكه مَعَ أَخِيه عبد اللَّطِيف فِي تدريس الأشتقتمرية والجردكية والحلاوية والشاذبختية برغبة أَبِيهِمَا لَهما عَنْهَا قبل مَوته ثمَّ اسْتَقل فِي سنة عشْرين

بِالْأولَى وَعمل فِيهَا أجلاسا رتبه لَهُ شَيْخه الْبَدْر بن سَلامَة وَأنْشد الْبَدْر حِينَئِذٍ مشافها لَهُ: (أَقْسَمت أَن جد وَطَالَ المدى ... روى الورى من بحره الزاخر) (فَقل لمن بِالسَّبقِ قد فضلوا ... كم ترك الأول للْآخر) وَقَضَاء الْعَسْكَر بِبَلَدِهِ برغبة التَّاج بن الْحَافِظ وإمضاء الْمُؤَيد إِذْ حل ركابه بحلب فِيهَا ثمَّ بتدريس الشاذبختية بعد ولد قَاضِي حلب يُوسُف الْكُوفِي ثمَّ قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِبَلَدِهِ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ولاه إِيَّاه الْأَشْرَف إِذْ حل ركابه فِيهَا وَكَانَت الْوَظِيفَة كَمَا قَالَه شَيخنَا إِذْ ذَاك شاغرة مُنْذُ تحول باكير إِلَى الْقَاهِرَة بعد إِشَارَة شَيْخه الْبُرْهَان عَلَيْهِ بِالدُّخُولِ فِيهِ بِقَصْدِهِ الْجَمِيل ثمَّ كِتَابَة سرها وَنظر جوالها عوضا عَن الزين بن الرسام فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ مستهل ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بالبذل مَعَ عناية صهره الولوي السفطي وَكَانَ قد تزوج ابْنَته بعد موت ابْنة ابْن خطيب الناصرية بل اسْتَقر أَيْضا فِي نظر جيشها وقلعتها وَالْجَامِع الْكَبِير النوري وَكَذَا فِي تدريس الجاولية والحدادية والتصدير بالجامع وخطابته مِمَّا تلقى بعضه عَن صهره الأول وَمَا يفوق الْوَصْف بِحَيْثُ صَارَت أُمُور المملكة الحلبية كلهَا معذوقة بِهِ ولَايَة وَإِشَارَة، وعظمت رياسته وتزايدت ضخامته واشتهرت كَثْرَة جهاته وكفاءته بِمَا يُنَاسِبهَا من صِفَاته فَانْطَلَقت الألسن بِذكرِهِ وانجر الْكَلَام لما لَا خير فِي إشاعته ونشره وَلم ينْهض أحد لمقاومته وَلَا التجري على مزاحمته خُصُوصا مَعَ تمكن صهره من الظَّاهِر وانقياد العظماء لِبَأْسِهِ القاهر فَلَمَّا انخفضت كَلمته وزالت طلاقته وبهجته تسوروا لجانبه وَكَاد أَن يدْفع عَن جلّ مآربه فبادر) قصدا للخلاص من الضير إِلَى الانتماء للنحاس الْمَدْعُو أَبَا الْخَيْر فِي أَيَّام علوه وعزه لينْتَفع بإشارته ورمزه فَلم يلبث أَن انْقَلب على النّحاس الدست وَرمى من جَمِيع النَّاس بالمقت كَمَا هِيَ سنة الله فِي الْجَبَابِرَة ومنة الله على الطَّائِفَة الَّتِي بِالْحَقِّ قاهرة وَظهر أَن الْجمال كَانَ لصنيعه قد تأثر حَيْثُ انجمع عَن مساعدته بل مَا خَفِي أَكثر وَيُقَال أَن الْأَمِير قانم هُوَ الكافل بإلفاته عَنهُ والقائم وتوالت المحن بِصَاحِب التَّرْجَمَة وَرُبمَا ساعده الْبَدْر قَاضِي الْحَنَابِلَة بِمَا لَهُ من السلطنة ونفوذ الْكَلِمَة وَاسْتمرّ فِي المكابدة ومزيد المناهدة بِمَا أضربت عَن إِيرَاده ببسط الْعبارَة واكتفيت بِمَا رمزت بِهِ فِي هَذِه الْإِشَارَة خوفًا من غائلة متساهلي المؤرخين فِي الْإِقْدَام على إِثْبَات مَا قد لَا يُوَافق الْوَاقِع بِيَقِين وَاخْتِلَاف الْأَغْرَاض فِي الْحَوَادِث والأعراض سِيمَا وَقد رَأَيْت الْمُحب صَار يتتبع الْكثير مِمَّا أثْبته بَعضهم فِيهِ بالكشط بِدُونِ مُلَاحظَة لاستمرار التئام الَّذِي لَهُ المؤرخ خطّ وَرُبمَا أثبت غير اسْمه أصلا لكَونه يرى أَنه لَيْسَ لذَلِك أَهلا

وَلَكِن رَأَيْت الْعَيْنِيّ قَالَ حِين اسْتِقْرَار الْمُحب فِي جملَة وظائف أَنه اسْتَقر فِيهَا بعد حمله من الْأَمْوَال الجزيلة والهدايا الجليلة مَا يطول شَرحه وَعز ذَلِك على أهل بَلَده قَالَ وَلم يتَّفق قطّ مثل هَذَا فِي حلب وَلَكِن بالرشاء يصل الْمَرْء فِي هَذِه الْأَزْمَان إِلَى مَا يَشَاء وَقد قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعن الله الراشي والمرتشي والرائش، وَقَالَ البقاعي فِي تَرْجَمَة التيزيني وحصلت لَهُ كائنة مَعَ ابْن الشّحْنَة فِي سنة خمسين بغته فِيهَا وَأدْخل عَلَيْهِ الْخمر إِلَى بَيته من جِهَة ربيبه وزين لحاجب حلب حَتَّى أوقع بِهِ وسجنه وَله من هَذَا النمط بل وأفحش مِنْهُ مِمَّا يتحاكاه أهل بَلَده الْكثير وَلما ملوا مِنْهُ وَجه سَعْيه إِلَى رسوخ قدمه فِي الديار المصرية ليَكُون مرعيا فِي نَفسه وجماعته وجهاته الَّتِي تفوق الْوَصْف فاجتهد حَتَّى ولي كِتَابَة سرها فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَخمسين عوضا عَن ابْن الْأَشْقَر ببذل كثير جدا فَلم يتهن بمباشرتها مَعَ عَظِيم المملكة الْجمال بل صَار مَعَه كآحاد الموقعين وَمَعَ ذَلِك فَلم يستكمل فِيهَا سنة بل أُعِيد صَاحبهَا بعد ثَمَانِيَة أشهر وَأَيَّام ودام هَذَا بِالْقَاهِرَةِ مكروبا متعوبا مَرْعُوبًا مَشْغُول الخاطر لما استدانه فِيمَا لم يظفر مِنْهُ بطائل إِلَى أَن وَجه لبيت الْمُقَدّس فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة من الَّتِي تَلِيهَا بعد أَن زود من أفضال الْجمال بِمَا يرتفق بِهِ فوصله فِي سَابِع ذِي الْحجَّة فَأَقَامَ بِهِ ولقيته هُنَاكَ على طَريقَة حَسَنَة من الْعِبَادَة والتلاوة والاشتغال والإشغال بِحَيْثُ أَخْبرنِي أَنه يخْتم الْقُرْآن كل يَوْم وَأَنه جوده بِحَضْرَة الشَّمْس بن عمرَان شيخ الْقُرَّاء بِتِلْكَ النَّاحِيَة وَأَنه كَانَ يكْتب فِي كل يَوْم كراسة فَالله أعلم وَلَكِن) رَأَيْته هُنَاكَ أحضر بعض مماليكه وَأشْهد عَلَيْهِ أَنه إِن أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ أَو حلب أَو غَيرهمَا من الْبِلَاد الشامية أَو صَاحب أحدا من أعدائه أَو صادقه أَو نَحْو ذَلِك يكون مُشْركًا بِاللَّه عز وَجل وَنَحْو هَذَا فكربت لذَلِك وَمَا اسْتَطَعْت الْجُلُوس بل انصرفت وَيُقَال أَنه فِي مملكة ابْن عُثْمَان وَاسْتمرّ الْمُحب مُقيما بالقدس إِلَى إِحْدَى الجمادين سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ فَأذن لَهُ فِي الْعود للمملكة الحلبية بعد سعي شَدِيد أَو فِي الرُّجُوع لمصر فاختيرت بَلَده فَأَقَامَ بهَا بِدُونِ وَظِيفَة لرغبته عَن قَضَاء الْحَنَفِيَّة فِيهَا لِابْنِهِ الْكَبِير الْأَثِير من مُدَّة وأضيف حِينَئِذٍ قَضَاء الشَّافِعِيَّة بهَا لحفيده الْجلَال أبي الْبَقَاء مُحَمَّد لمزيد تضررهم بِمن كَانَ يكون فِيهِ كالشهاب الزُّهْرِيّ وَنَحْوه مِمَّا أَظن تسليطهم عَلَيْهِ انتقاما من الله عز وَجل بِمَا عمله هُوَ مَعَ الْبُرْهَان السوبيني ذَاك العَبْد الصَّالح حَسْبَمَا سمعته يتبجح بحكايته غير مرّة فَلم يزل مُقيما بهَا إِلَى أَن ورد الْخَبَر بِمَوْت الْجمال فبادر لقدوم الْقَاهِرَة فوصلها فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع جُمَادَى الأولى من الَّتِي تَلِيهَا فأعيد إِلَى كِتَابَة السِّرّ أَيْضا ببذل يفوق الْوَصْف بعد صرف الْمُحب بن الْأَشْقَر وَاسْتقر بحفيده لِسَان

الدّين أَحْمد فِي نيابتها وَلم يلبث أَن مَاتَ ابْن الْأَشْقَر وباشر حِينَئِذٍ مُبَاشرَة حَسَنَة على الْوَضع بأبهة وضخامة وبشاشة وَسَار مَعَ النَّاس سيرة مرضية بلين ورفق وتواضع ومداراة وَأنزل النَّاس مَنَازِلهمْ وَصرف الْأُمُور تصريفا حسنا وَأَقْبل عَلَيْهِ الْأَشْرَف إينال إقبالا زَائِدا ثمَّ كَانَ هُوَ المنشئ لعهده فِي مرض مَوته لوَلَده أَحْمد الملقب بالمؤيد إِذْ بُويِعَ فأبلغ حَسْبَمَا أوردته فِي تَرْجَمته من الذيل وَغَيره وَلم يعْدم مَعَ ذَلِك من كَلَام كثير بِحَيْثُ خَاضَ النَّاس فِي تطيره من النُّور الإنبابي والبرهان الرقي ورغبته فِي زوالهما بِمَا لم أثْبته وَاسْتمرّ إِلَى أَن اسْتَقر فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بعد ابْن الديري وَظن جمعه لَهُ مَعَ كِتَابَة السِّرّ وإذعانهم لما أظهر التعفف باشتراطه فخاب رجاؤه حَيْثُ انْفَصل عَنْهَا بأخي الْمُنْفَصِل وناكده فِي الْقَضَاء أتم مناكدة وَظَهَرت بركَة الْمُنْفَصِل فيهمَا مَعًا لانفصال الْأَخ ثمَّ القَاضِي قبل استكمال عشرَة أشهر. وَمَات المستقر عوضه بعد خَمْسَة أشهر فأعيد وألزم بِالْحَجِّ فسافر وَهُوَ متلبس بِالْقضَاءِ مظْهرا التَّكَلُّف لذَلِك وأمير ركب الأول حِينَئِذٍ الشّرف يحيى بن يشبك الْفَقِيه زوج ابْنَته وَعَاد فدام فِي الْقَضَاء حَتَّى صرف ثمَّ أُعِيد ثمَّ صرف وَلم يتول بعْدهَا نعم اسْتَقر فِي مشيخة الشيخونية تصوفا وتدريسا مُضَافا لما كَانَ اسْتَقر فِيهِ فِي أثْنَاء ولَايَته الْقَضَاء من تدريس الحَدِيث بالمؤيدية ورام حوز جِهَات كَثِيرَة بالديار المصرية كَمَا فعل فِي المملكة الحلبية فَمَا قدر فَإِنَّهُ استنزل لنَفسِهِ عَن) تصوف بالأشرفية برسباي ولولده الصَّغِير عَن إِعَادَة بالصرغتمشية لمناكدة ابْن الأقصرائي فِي مشيختهما وَزوج الابْن أَيْضا بابنة العضدي الصيرامي ليتوصل بهَا لمشيخة البرقوقية بعد أَن رام تَزْوِيجه بابنة الْبَدْر بن الصَّواف ليحوز أَمْوَاله وَغَيرهَا وَأكْثر من التسليط على خَازِن المحمودية لينزل لَهُ عَنْهَا فَمَا سمح بل عزل نَفسه عَن النِّيَابَة عَنهُ لينقطع حكمه فِيهِ وتلطف حِين كَانَ كَاتب السِّرّ بالبدر ابْن شَيخنَا ورغبه فِي الْوُقُوف بِهِ إِلَى السُّلْطَان ليعيد لَهُ مشيخة البيبرسية وينتزعها من ابْن القاياتي بِشَرْط رغبته لَهُ عَنْهَا بعد الْعود فَامْتنعَ وأبرز بعد موت ابْن عبيد الله نزولا مِنْهُ بِسَائِر مَا مَعَه من تدريس ومشيخة وَغير ذَلِك فَلم يصل لشَيْء مِمَّا ذكر بل دندن بالأميني الأقصرائي لتخرج وظائفه عَنهُ فِي حَيَاته حِين ظفر بِإِجَازَة بِخَطِّهِ زعم أَن فِيهَا مَا يدل على اختلاله وَصَارَ يَقُول قد أخرجت الشيخونية عَن فلَان حِين بلغ لنَحْو هَذَا الْحَد ويأبى الله إِلَّا مَا أَرَادَ وَمن لم يَجْعَل الله لَهُ نورا فَمَا لَهُ من نور وَتوسع فِي التلفت للوظائف وَلَو لم تكن جليلة حَتَّى أَنه سعى فِيمَا كَانَ باسم الْبَدْر الهيثمي من تصوفات وأطلاب وَنَحْوهَا مَعَ كَونه ترك أَبَا شَيخا كَبِيرا من قُضَاة

الشَّرْع واستكتب نَاظر البيبرسية والسعيدية على وظائف الشهَاب الْحِجَازِي فيهمَا فِي مرض كَانَ يتَوَقَّع مَوته فِيهِ ثمَّ نزل عَنْهُمَا بِخَمْسِينَ دِينَارا وتألم الشهَاب لذَلِك كثيرا وَمَا كَانَ بأسرع من عافيته وبقائه بعد ذَلِك نَحْو سنتَيْن وَكَثِيرًا مَا كَانَ يجْتَهد فِي السَّعْي فِيمَا لم يسْتَحقّهُ ثمَّ يرغب عَنهُ لمن لَيست فِيهِ أَهْلِيَّة كَمَا فعل فِي تدريس الحَدِيث بالحسنية وَأما أَخذه المرتبات فِي أوقاف الصَّدقَات وَنَحْوهَا كالسيفي والمخاصمة على أَخذه قبل الْمُسْتَحقّين فَأمر وَاضح وَكَذَا الِاسْتِنَابَة عَن الْقُضَاة الشَّافِعِيَّة فِي كثير من الْبِلَاد كالشرفية والمنية وَغَيرهَا من القليوبية وَنَحْو ذَلِك وتعاطيه من النواب عَنهُ فِيهَا مَا يحاققهم عَلَيْهِ ويتلفت فِيهِ إِلَى الزِّيَادَة بِحَيْثُ يضج النواب ويسعون فِي إخْرَاجهَا عَنهُ فأخرجت الشرقية للنور البلبيسي والمنية لِابْنِ قمر ففوق الْوَصْف وَتوسع فِي إِتْلَاف كثير من أَمْوَال النَّاس بعد إرغابه حِين افتراضه مِنْهُم بِأَعْلَى الرِّبْح ثمَّ عِنْد الْمُطَالبَة يَبْدُو مِنْهُ من الإهانة لَهُم مَا لم يكن لوَاحِد مِنْهُم فِي حِسَاب وَمن ذَلِك فعله مَعَ ابْني ابْن شرِيف وَابْن حرمي وَابْن الطناني وَابْن المرجوشي وَابْن بنت الحلاوي وَمن لَا أحصرهم سِيمَا من أهل الْبِلَاد وَالْأَمر فِي كل مَا أَشرت إِلَيْهِ أشهر من أَن يذكر وَلَو أَطَعْت الْقَلَم فِي هَذَا المهيع لامتلأت الكراريس. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ فصيح الْعبارَة غَايَة فِي الذكاء وصفاء القريحة بديع النّظم والنثر سريعهما مُتَقَدم فِي الْكَشْف) عَن اللُّغَة وَسَائِر فنون الْأَدَب محب فِي الحَدِيث وَأَهله إِلَّا حِين وجود هوى غيرمتوقف فِيمَا يَقُوله حِينَئِذٍ شَدِيد الْإِنْكَار على ابْن عَرَبِيّ وَمن نحا نَحوه نِهَايَة فِي حلاوة الْمنطق وَحسن الْعشْرَة والصحبة واستجلاب الخواطر مائل إِلَى النُّكْتَة اللطيفة والنادرة رَاغِب فِي الكمالات الدُّنْيَوِيَّة وأنواع الشّرف والفخار منصرف الهمة فِيمَا يتَوَصَّل بِهِ لذَلِك عَظِيم الْعِنَايَة فِي تَحْصِيل الْكتب وَلَو بِالْغَضَبِ والجحد حَتَّى كَانَ ذَلِك سَببا فِي منع ابْن شَيْخه الْبُرْهَان عَارِية كتب أَبِيه أصلا إِلَّا فِي النَّادِر خوفًا مِنْهُ كَمَا صرح لي بِهِ وَصَارَ هُوَ يذكرهُ بالقبيح من أجل هَذَا وَلَقَد توسل بِي عِنْده القَاضِي علم الدّين فِي رد مَا استعاره مِنْهُ وخازن المحمودية وَغَيرهمَا مَعَ ضيَاع شَيْء كثير لي عِنْده وَعند أَصْغَر ابنيه إِلَى الْآن وَكَذَا أَخذ للسنباطي أَشْيَاء وَجحد بَعْضهَا هَذَا وَهُوَ لَا يَهْتَدِي للكشف من كثير مِنْهَا وَلَا يعبر مِنْهَا إِلَّا لمن لَهُ شَوْكَة بهي المنظر حسن الشكالة والشيبة ذُو نفس أبيَّة وهمة علية ورياسة وكياسة وتهجد فِيمَا حكى لي وصبر على المحن والرزايا وَقُوَّة جأش ومبالغة فِي الْبَذْل ليتوصل بِهِ إِلَى أغراضه الدُّنْيَوِيَّة بِحَيْثُ يَأْتِي ذَلِك على مَا يتَحَصَّل لَهُ من جهاته الَّتِي سمعته يَقُول أَنَّهَا سَبْعَة آلَاف دِينَار فِي كل سنة ويستدين بالفوائد

الجزيلة ثمَّ ينْقل عَلَيْهِ الْوَفَاء كَمَا أَشرت إِلَيْهِ قَرِيبا وَلَا يزَال لذَلِك يتشكى حَتَّى أَن الْعلم بن الجيعان يكثر تفقده لَهُ بالمبرات مَعَ كَونه رام مناطحة الْعلم فخذل وَكَذَا أسعفه الدوادار الْكَبِير مرّة بعد أُخْرَى وَأما الزين بن مزهر فَلم يزل يتفقده حَتَّى بِالطَّعَامِ مَعَ مزِيد جِنَايَته عَلَيْهِ حَتَّى مُوَاجهَة ومشافهة على أَن الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ لم يكن يقبل مِنْهُ شكواه وَلَا دَعْوَاهُ وَيَقُول بل هُوَ كثير الْأَمْوَال ورغبة فِي الانتقام عَن من يفهم عَنهُ مناوأة أَو مُعَارضَة مَا بِحَيْثُ لَا يتَخَلَّف عَن ذَلِك إِلَّا عِنْد الْعَجز وَيُصَرح بِمَا مَعْنَاهُ أثبت إِلَى أَن تَجِد مجالا فدق وَبت ويحكى عَنهُ فِي الاحتيال على الْإِتْلَاف مَا لَا أثْبته وَمِنْه مَا حَكَاهُ لي الزين قَاسم أَنه دس عَلَيْهِ من وضع فِي زيره شَيْئا بِحَيْثُ خرج على بدنه مَا كَاد أَن يصل إِلَى الجذام وَنَحْوه، كثير التأنق فِي ملبسه ومسكنه وَسَائِر تمتعاته وَهُوَ بالمباشرين أشبه مِنْهُ بالعلماء كَمَا صرح بِهِ لَهُ غير مرّة الكافياجي بل والعز الْحَنْبَلِيّ وَلم يكن يُقيم لَهُ وزنا فِي الْعلم كَمَا سمعته أَنا وغيري وَمِنْه وَمَا وجد بِخَطِّهِ فِي الْمِائَة التَّاسِعَة لَهُ من تَرْجَمته لَهُ فِيمَا قلدني فِيهِ قبل أَن أخبرهُ مِمَّا قلدت فِيهِ بَعضهم على مَا يشْهد بِهِ خطه الَّذِي عِنْدِي وَقَالَ لَهُ الْمَنَاوِيّ كَيفَ يَدعِي الْعلم من هُوَ مُسْتَغْرق فِي تمتعاته وتفكهاته ويبيت فِي لحف النِّسَاء لَيْلَة بِتَمَامِهِ الْعلم لَهُ أهل وَالْكَلَام فِيهِ كثير جدا لَا أقدر على) حكايته وعَلى كل حَال فمجموعه حسن الظَّاهِر وَلِهَذَا كَانَ شَيخنَا يمِيل إِلَيْهِ خُصُوصا مَعَ رغبته فِي تَحْصِيل تصانيفه وَكَذَلِكَ لم أزل أسمع من صَاحب التَّرْجَمَة إِظْهَار محبته وَلَكِن مَعَ إدراج أَشْيَاء يلمح فِيهَا بِشَيْء ثمَّ رَأَيْته تَرْجمهُ فِي مُقَدّمَة شَرحه للهداية بقوله وَكَانَ كثير التنكيد فِي تاريخيه على مشايخه وأحبابه وَأَصْحَابه سِيمَا الْحَنَفِيَّة فَإِنَّهُ يظْهر من زلاتهم ونقائصهم الَّتِي لَا يعرى عَنْهَا غَالب النَّاس مَا يقدر عَلَيْهِ ويغفل ذكر محاسنهم وفضائلهم إِلَّا مَا ألجأته الضَّرُورَة إِلَيْهِ فَهُوَ سالك فِي حَقهم مَا سلكه الذَّهَبِيّ فِي حَقهم وَحقّ الشَّافِعِيَّة حَتَّى قَالَ السُّبْكِيّ أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ من كَلَامه تَرْجَمَة شَافِعِيّ وَلَا حنبلي وَكَذَا يَقُول فِي شَيخنَا رَحمَه الله أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ من كَلَامه تَرْجَمَة حَنَفِيّ مُتَقَدم وَلَا مُتَأَخّر وكل هَذَا لَيْسَ بجيد وَلَقَد جرح هَذَا الْكَلَام لما وقفت عَلَيْهِ قلبِي وَمَا حمله عَلَيْهِ إِلَّا مَا قَالَه فِي أَبِيه وَشَيخنَا هُوَ الْعُمْدَة فِي كل مَا يُثبتهُ من مدح وقدح وَهُوَ فِي الدرجَة الَّتِي رَفعه الله إِلَيْهَا فِي الِاقْتِدَاء والاتباع وَالْخُرُوج عَن ذَلِك خدش فِي الْإِجْمَاع (إِذْ قَالَت حذام فصدقوها ... فَإِن القَوْل مَا قَالَت حذام) وَلَو أعرض عَن هَذَا وَكَذَا عَمَّا هُوَ أشنع مِنْهُ فِي حق غير وَاحِد كالذهبي مؤرخ الْإِسْلَام وَمن قبله الْخَطِيب الَّذِي النَّاس بعده فِي هَذَا الشَّأْن عِيَال على كتبه وكالحنابلة

حَيْثُ قَالَ فِيمَا سمعته مِنْهُ فِي كتب أَصْحَابنَا أَنه تعقد عَلَيْهِم الْجِزْيَة فِي أَلْفَاظ كثر دُعَاء الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ عَلَيْهِ بِسَبَبِهَا بل سَأَلَ فِيهِ من يتوسم استجابة دُعَائِهِ وَزَاد صَاحب التَّرْجَمَة حَتَّى دندن بالبخاري إِلَى غَيرهم مِمَّا أتألم من حكايته فضلا عَن إِيرَاده بعبارته لَكَانَ كالواجب ولسلم من المعاطب وطالما خَاضَ فِي كثير من أَنْسَاب النَّاس وكونهم غير عريقين فِي الْإِسْلَام وَهَذَا لَو كَانَ صَحِيحا كَانَ ذكره قبيحا وَقد صَار بنيه الصَّغِير مَعَ أَحْوَاله الظَّاهِرَة وخصاله المتنافرة المتكاثرة يقتفي أثر وَالِده فِي ذَلِك وَيتَكَلَّم فِي الْكِبَار وَالصغَار بِكَلَام قَبِيح بعضه عِنْدِي بِخَطِّهِ، وَفِي سنة تسع وَسبعين نسب إِلَيْهِ وصف البُلْقِينِيّ الْكَبِير وَولده بالعامية فاستفتى حفيده النَّاس فِي ذَلِك فاتفقوا على اسْتِحْقَاقه التعزيز البليغ وَصرح بَعضهم بِالنَّفْيِ وَعدم الْقبُول مِنْهُ لتوجيه ذَلِك بِكَوْن كل من لم يكن مُجْتَهدا هُوَ عَامي نسْأَل الله السَّلامَة وَقد امتدحه للتعرض لنائله فحول الشُّعَرَاء كالنواجي وسمعته يَقُول لَهُ فِي ولَايَته الأولى لكتابة السِّرّ مِمَّا سلك فِيهِ مَسْلَك غَالب الشُّعَرَاء وَالله لم يلها بعد القَاضِي الْفَاضِل مثلك وَابْن أبي السُّعُود وَكَانَ مغتبطا بِكَثْرَة محاضرته مرتبطا بفنائه) وساحته وَمن يليهم كالبرهانين المليجي والبقاعي واضطرب أمره فِيهِ كعادته فِي السخط وَالرِّضَا فَمرَّة قَالَ أَنه أعظم رُءُوس السّنة وَمرَّة قَالَ كل شَيْء رَضِينَا بِهِ وسكتنا عَلَيْهِ إِلَّا التَّعَرُّض للْبُخَارِيّ وَمرَّة قَالَ مَا سلف فِي فعله مَعَ التيزيني وَمرَّة قَالَ حَسْبَمَا قرأته بِخَطِّهِ مِمَّا وقف عَلَيْهِ الْمُحب: (إِن كَانَ بخل شحنة فِي نحسه ... قد جَاءَ بالثقيل والخفيف) (فَإِنَّهُ المظنون فِيهِ إِذْ أَتَى ... إنذار خير الْخلق من ثَقِيف) وَغَيره فَقَالَ: (إِن كَانَ بخل شحنة فِي قَوْله ... كذب وَمِنْه الْوَعْد فِي تَحْلِيف) (فَإِنَّهُ المظنون فِيهِ إِذْ أَتَى ... إنذارنا من كاذبي ثَقِيف) وَقَالَ أَيْضا: (لَا بدع لِابْنِ شحنة إِن فاق فِي ... كذب وبهتان لَهُ منيف) (فَإِن خير الْخلق قد أنذرنا ... من كَاذِب يكون فِي ثَقِيف) وَقَالَ أَيْضا: (لَا بدع إِن كَانَ الْمُحب وَفِي ... بكذبة والصدق فِي تطفيف) إِلَى غير هَذَا مِمَّا أردْت بِهِ إِظْهَار تنَاقض قَائِله مَعَ جر الْأَذَى للمحب من قبله مرَارًا وَلَكِن الْجَزَاء من جنس الْعَمَل فطالما نَالَ من الزين قَاسم حَيْثُ انتصر لَهُ مِنْهُ فِي بعض الْأَوْقَات الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ مَعَ مَا لَهُ عَلَيْهِ من حق المشيخة وَغَيرهَا بل قيل أَنه دس عَلَيْهِ كَمَا تقدم وَنَحْوه مَا اتّفق لَهُ مَعَ ابْن عبيد الله مَعَ مزِيد انتفاعه بسعيه وَمَعَ الأمشاطي مَعَ مزِيد ترقيع خلله وَدفع علله عِنْد الْأُمَرَاء وَغَيرهم من ذَوي الْحل وَالْعقد وَمَعَ ابْن قمر

مَعَ تَحْصِيله لَهُ نفائس الْكتب وتقديمه لَهُ فِيهَا على نَفسه وَمَعَ أبي ذَر ابْن شَيْخه مَعَ مَا لِأَبِيهِ عَلَيْهِ من الْحُقُوق وَمَعَ ابْن أبي شرِيف مَعَ قِيَامه على وَالِده حَتَّى أقْرضهُ مبلغا لم يصل إِلَى كَمَاله وَمَعَ الزين بن الكويز والعز الفيومي وَغَيرهم مِمَّن تطول التَّرْجَمَة بهم حَتَّى وصل إِلَى الزيني بن مزهر الَّذِي لولاه لأخرجوا من الديار المصرية على عوائدهم فِي اسوأ حَال فَإِنَّهُ شافهه وَقد حضر عِنْده لجنازة بِمَا لَا أحب إثْبَاته وَأما كَاتبه فقد كَانَ الْمَنَاوِيّ يتعجب من مساعدته لَهُ فِي الْأُمُور الَّتِي كَانَ يقْصد بالتخجيل فِيهَا وَيُصَرح بذلك لبَعض أخصائه وَرُبمَا وَصفه بِأَنَّهُ شَيْخه، وَنَحْوه قَول ابْن أقبرس مشافهة) رَأَيْتُك عِنْد ابْن الشّحْنَة كثيرا فَهَل تشحن مِنْهُ أَو يشحن مِنْك إِلَى غير هَذَا مِمَّا بسط ومبالغته فِي الثَّنَاء والمحبة والتعظيم وَالْوَصْف بِأَعْلَى الْأَوْصَاف فِي مَحل آخر مَعَ ضِدّه. وَقد حدث ودرس فِي الْفِقْه والأصلين والْحَدِيث وَغَيرهَا وَأفْتى وناظر وصنف، وَمن تصانيفه شرح الْهِدَايَة كتب مِنْهُ إِلَى آخر فصل الْغسْل فِي خمس مجلدات أَو أقل ثمَّ فتر عزمه عَنهُ وَمِنْهَا مِمَّا تضمنته مُقَدّمَة عدَّة مختصرات فِي أصُول الْكَلَام وأصول الْفِقْه وعلوم الحَدِيث وَسَماهُ المنجد المغيث فِي علم الحَدِيث والمناقب النعمانية وَمِنْهَا مِمَّا هُوَ مُفْرد بالتأليف كَالْكَلَامِ على تَارِك الصَّلَاة وسيرة نبوية واختصار الْمنَار وَسَماهُ تنوير الْمنَار واختصار النشر فِي القراآت لِابْنِ الْجَزرِي وَالْجمع بَين الْعُمْدَة وَيَقُول العَبْد فِي قصيدة بِزِيَادَات مفيدة واستيعاب الْكَلَام على شرح العقائد وَلكنه لم يكمل وَكَذَا الْكَلَام على التَّلْخِيص وَشرح مائَة الْفَرَائِض من ألفية أَبِيه وترتيب مبهمات ابْن بشكوال على أَسمَاء الصَّحَابَة وَقَالَ أَن شَيْخه الْبُرْهَان أَشَارَ عَلَيْهِ بِهِ وَأَنه كَانَ فِي سنة سِتّ وَعشْرين وطبقات الْحَنَفِيَّة فِي مجلدات وَغير ذَلِك من نظم ونثر وَخرجت لَهُ أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن شُيُوخ فيهم من أروى عَنهُ سَمعهَا عَلَيْهِ مَعَ غَيرهَا من مروياته بل وَقطعَة من الْقَامُوس للمقابلة الْفُضَلَاء وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ أخي بعض الْأَجْزَاء ومجالس من تَفْسِير ابْن كثير وَكَانَ ابْتِدَاء لقيي لَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَكتب عَنهُ من أَصْحَابنَا النَّجْم ابْن فَهد وَأوردهُ فِي مُعْجَمه وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْجمال حُسَيْن الفتحي وَآخَرُونَ وَلزِمَ بعد عَزله الْأَخير من الْقَضَاء وَذَلِكَ فِي يَوْم الْخَمِيس حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين منزله غَالِبا وَرُبمَا طُولِبَ بِشَيْء من الدُّيُون وَقد يشتكي إِلَى أَن اسْتَقر فِي الشيخونية وَذَلِكَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فَصَارَ يركب لمباشرتها تدريسا وتصوفا ثمَّ تزايد ضعف حركته فاستخلف وَلَده فِيهَا وَفِي المؤيدية وتوالت عَلَيْهِ الْأَمْرَاض بِحَيْثُ انْقَطع عَن الْجُمُعَة وَاسْتمرّ على

ذَلِك مُدَّة طَوِيلَة بِمَا يقرب من الِاخْتِلَاط إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشر الْمحرم سنة تسعين وَصلي عَلَيْهِ من يَوْمه برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد متوسط ثمَّ دفن بتربته فِي نواحي تربة الظَّاهِر برقوق وذمته مَشْغُولَة بِمَا يفوق الْوَصْف وَقد بسطت تَرْجَمته فِي الذيل على الْقُضَاة وَغَيره بِمَا يضيق الْمحل عَنهُ رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ وأرضى عَنهُ أخصامه. وَمِمَّا كتبته عَنهُ قصيدة نظمها وَهُوَ بالقدس أَولهَا: (قلب الْمُحب بداء الْبَين مَشْغُول ... كَمَا حشاه بِنَار الْبعد مشعول) ) (وطرفه اللَّيْل ساه ساهر درب ... فدمعه فَوق صحن الخد مسبول) وَله مِمَّا يقْرَأ على قافيتين: (قلت لَهُ لما وفى موعدي ... وَمَا لقلبي لسواه نفاق) (وجاد بالوصل على وَجهه ... حبي سما كل حبيب وفَاق) 756 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْجمال وَرُبمَا كَانَ يُقَال لَهُ قَدِيما نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله بن الْأَمِير نَاصِر الدّين أبي عبد الله بن القَاضِي نَاصِر الدّين بن القَاضِي بدر الدّين أبي عبد الله بن النُّور أبي الثَّنَاء الْحَمَوِيّ المعري المولد القاهري الْوَفَاة الْحَنَفِيّ أَخُو فرج وَابْن أخي الصّلاح خَلِيل وجد الزين عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ لأمه وسبط الشَّمْس مُحَمَّد بن الرُّكْن بن سارة ابْن عَم الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن الرُّكْن الْمَاضِي كل مِنْهُم وَيعرف كسلفه بِابْن السَّابِق. / ولد فِي مستهل ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بالمعرة وانتقل مِنْهَا فِي صغره إِلَى حماة فَنَشَأَ بهَا وَقَرَأَ الْقُرْآن وَقطعَة من الْمُخْتَار وغالب الْمجمع وَجَمِيع منظومة ابْن وهبان وتنقيح صدر الشَّرِيعَة فِي الْأُصُول والحاجبية فِي النَّحْو والخزرجية فِي الْعرُوض وَأخذ فِي الْفِقْه وَالصرْف والعربية وَغَيرهَا عَن الْبَدْر حسن الْهِنْدِيّ وَفِي النَّحْو أَيْضا وَغَيره من الْفُنُون الأدبية عَن النُّور بن خطيب الدهشة الشَّافِعِي ولازم التقي بن حجَّة وَكتب عَنهُ من نظمه وفوائده بل وَعَن عَمه الصّلاح خَلِيل وَالشَّمْس الْوراق الْحَنْبَلِيّ أَشْيَاء من نظم وَغَيره وَقَرَأَ البُخَارِيّ على الشَّمْس بن الْأَشْقَر والشفا على الشَّمْس الْفِرْيَانِيُّ ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ فِي اجتيازه بِدِمَشْق عَن ابْن نَاصِر الدّين وَقَرَأَ على شَيخنَا الصَّحِيح وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ صَحِيح مُسلم وعَلى عَائِشَة الحنبلية الغيلانيات وعَلى قريبتها فَاطِمَة والعز بن الْفُرَات كِلَاهُمَا فِي سنَن الْبَيْهَقِيّ وعَلى الْبَدْر حُسَيْن البوصيري والتقي المقريزي وَالشَّمْس الصَّفَدِي ولكمال ابْن الْبَارِزِيّ وَابْن يَعْقُوب والزين عبد الرَّحِيم الْمَنَاوِيّ فِي آخَرين وَلكنه لم يمعن فِي الطّلب وَوَصفه ابْن نَاصِر الدّين بالعالم الْفَاضِل البارع الْأَصِيل وَشَيخنَا بالأمير الْفَاضِل المشتغل المحصل الأوحد الماهر، وَمرَّة بالفاضل البارع الْأَصِيل الأوحد

بَارك الله فِي حَيَاته وبلغه من الدَّرَجَات الْعَالِيَة أقْصَى غاياته، واشتغل فِيهَا أَيْضا بِالْعلمِ فَقَرَأَ على ابْن الديري فِي الْفِقْه وَقَالَ إِنَّهَا قِرَاءَة تفهم وتدبر وسؤال عَن مُشكل الْمسَائِل ومعضلها واجتهاد فِي تَحْصِيل الْوُقُوف على مداركها ومآخذها ولازمه كثيرا وَكَذَا) لَازم ابْن الْهمام حَتَّى أَخذ عَنهُ بحثا أَكثر من ربع الْهِدَايَة وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِمَّن لم أعلمهُ سمع مِنْهُم كالبساطي وناصر الدّين الفاقوسي وَابْن خطيب الناصرية وَابْن زهرَة الطرابلسي وَابْن مُوسَى اللَّقَّانِيّ ونشوان الحنبلية. وَحج غير مرّة وجاور أَيْضا مرَارًا وَقَرَأَ فِي بَعْضهَا على التقي بن فَهد وَسمع على الشّرف المراغي وسافر إِلَى حلب وَغَيرهَا وزار بَيت الْمُقَدّس وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ فِي كنف الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ لقرابة بَينهمَا بينتها فِي التَّارِيخ الْكَبِير مُقْتَصرا عَلَيْهِ حَتَّى صَار مَعَ الْقَرَابَة الْمشَار إِلَيْهَا من أخصائه وَاسْتغْنى بذلك مَعَ مَا كَانَ لَهُ من الْجِهَات فِي بَلَده بِحَيْثُ اقتنى من نفائس الْكتب مَا خدم بعضه بالحواشي والفوائد المتينة وَكَانَ زَائِد الضنة بهَا لَا يفارقها غَالِبا حَتَّى فِي أَسْفَاره. وَقد صحبته قَدِيما وَسمع بِقِرَاءَتِي بل لَقيته بصالحية الْقَاهِرَة فَكتبت عَنهُ حَدِيثا وشعرا ثمَّ كثر اختصاصي بِهِ بعد وَكتب لي بِخَطِّهِ كراريس فِيهَا تراجم وفوائد سَمِعت مِنْهُ أَكْثَرهَا أَو جَمِيعهَا وَتردد إِلَيّ كثيرا وَكتب عني جملَة من الْمُتُون والأسانيد والتراجم خُصُوصا الْحَنَفِيَّة وَكَانَ كثير الإجلال لي والتعظيم لَا يقدم عَليّ فِي هَذَا الشَّأْن أحدا. وَنعم الرجل كَانَ لطف عشرَة وَحسن محاضرة ومزيد تودد وتواضع مَعَ أحبابه ورياسة وكياسة وكرم وفتوة وَكَثْرَة أدب وبهجة ومتانة لما يحفظه من التَّارِيخ وَالْأَدب الَّذِي هُوَ جلّ معارفه، تزوج كثيرا بِحَيْثُ أهاب التَّصْرِيح بِالْعدَدِ الَّذِي أعلمني بِهِ وَمَعَ ذَلِك فَلم يخلف ولدا ذكرا. وَولي بِأخرَة خزانَة الْكتب بالظاهرية الْقَدِيمَة لتَكون كالحاصل لَهُ ثمَّ سَافر أثر ذَلِك إِلَى بَلَده فَأَقَامَ دون الشَّهْرَيْنِ وَرجع فوصل الْقَاهِرَة فِي رَجَب وَهُوَ متوعك فَأَقَامَ كَذَلِك يَسِيرا وطلع لَهُ دمل فعولج بالبط وَغَيره وَآل أمره إِلَى أَن انْتَشَر دَاخل جَوْفه حَتَّى مَاتَ بِهِ فِي لَيْلَة الْخَمِيس سَابِع رَمَضَان سنة سبع وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بعد صَلَاة الْجُمُعَة فِي محفل عَظِيم وَدفن بتربة الزيني بن مزهر وَذَلِكَ بعد أَن وقف من كتبه قبل بِمدَّة أَشْيَاء ثمَّ قوم بَاقِيهَا بِنَحْوِ أَرْبَعمِائَة دِينَار رَحمَه الله وإيانا. 757 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُسلم كمحمد بن عَليّ بن أبي الْجُود التَّاج بن الْأَمِير نَاصِر الدّين السالمي القاهري ثمَّ الكركي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي سبط الْعِمَاد أَحْمد بن عِيسَى كركي القَاضِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الغرابيلي. / ولد سنة سِتّ

وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ حَيْثُ كَانَ جده الْعِمَاد حَاكما فِيهَا وَنَقله أَبوهُ إِلَى الكرك حِين ولي إمرتها فَنَشَأَ بِهِ ثمَّ تحول بِهِ إِلَى الْقُدس سنة سبع وَعشْرين بل قبلهَا فاشتغل وَحفظ الْقُرْآن وعدة مختصرات كالإلمام وألفية) الحَدِيث والمختصر الْأَصْلِيّ والكافية لِابْنِ الْحَاجِب ولازم عمر الْبَلْخِي فِي الْعَضُد والمعاني والمنطق وَكَذَا لَازم نظام الدّين قَاضِي الْعَسْكَر وَالشَّمْس بن الديري حَتَّى مهر فِي الْفُنُون إِلَّا الشّعْر ثمَّ أقبل من سنة خمس وَعشْرين فِيمَا قيل على طلب الحَدِيث بكليته فَسمع الْكثير بِبَلَدِهِ وَقيد الوفيات وَنظر فِي التواريخ والعلل وَعرف العالي والنازل والأسماء والإسناد وبرع فِي ذَلِك جدا. وصنف التصانيف الْحَسَنَة كمؤلف فِي الْحمام جمع فِيهِ بَين الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول أبان فِيهِ عَن فضل كَبِير وَنظر وَاسع ذكر فِيهِ مَا ورد فِي الْحمام من الْأَخْبَار والْآثَار مَعَ أَقْوَال الْعلمَاء فِي دُخُوله وَمَا يتَعَلَّق بالعورة وَاسْتِعْمَال المَال فِيهِ والاستياك وَالْوُضُوء وَالْغسْل وَقدر الْمكْث فِيهِ وَحكم الصَّلَاة فِيهِ وَأفضل الحمامات وأحسنها وَمَا يتَّصل بذلك من الطِّبّ وَحكم أُجْرَة الْحمام وَغير ذَلِك وَهُوَ نِهَايَة فِي الْجَوْدَة بل شرع فِي شرح على الْإِلْمَام وَله تعاليق وفوائد وَخرج لشَيْخِنَا القبابي جُزْءا من رِوَايَته. ورحل إِلَى دمشق ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة فلازم شَيخنَا وحرر مَعَه المشتبه من تصانيفه غَايَة التَّحْرِير وَاسْتمرّ ملازما لَهُ حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَالِث عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَصلي عَلَيْهِ شَيخنَا وَدفن فِي تربة سعيد السُّعَدَاء وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة حضرها ابْن الديري والمحب بن نصر الله والمقريزي وسألوا لَهُ التثبت وَعظم الأسف على فَقده. وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ أَنه كَانَ هم بِالْحَجِّ صُحْبَة ابْن الْمَرْأَة يَعْنِي رجبيا فَلم يتهيأ لَهُ ذَلِك ووعك حَتَّى مَاتَ، زَاد غَيره بِحَيْثُ كَانَ خُرُوج جنَازَته مَعَ خُرُوج الْحَج من بَاب النَّصْر، قَالَ شَيخنَا وَكَانَ قد اغتبط بِهِ الطّلبَة لدماثة خلقه وَحسن وَجهه وَفعله وَأَنه كَانَ من الكملة فصاحة لِسَان وجرأة وَمَعْرِفَة بالأمور وقياما مَعَ أَصْحَابه ومروءة وتوددا وَشرف نفس وقناعة باليسير وإظهارا للغنى مَعَ قلَّة الشَّيْء وَأَنه عرض عَلَيْهِ الْكثير من الْوَظَائِف الجلية فَامْتنعَ وَاكْتفى بِمَا كَانَ يحصل لَهُ من شَيْء كَانَ لِأَبِيهِ، قَالَ وَكَانَ الأكابر يتمنون رُؤْيَته والاجتماع بِهِ لما يبلغهم من جميل أَوْصَافه فَيمْتَنع إِلَّا أَن يكون الْكَبِير من أهل الْعلم. وَقَالَ فِي مُعْجَمه نَحوه بِاخْتِصَار وَوَصفه فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِالْحِفْظِ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعِزّ السنباطي وَكَانَ يَحْكِي لنا من فَصَاحَته ووفور ذكائه وإقدامه وَقُوَّة جنانه وَشرف نَفسه ومروءته وتودده إِلَى أحبابه وقيامه مَعَهم

ومعرفته بالأمور وقناعته عجائب بل حكى لي أَنه كَانَ يُمَيّز جمَاعَة شَيخنَا بِالْوَصْفِ الَّذِي وصفوا بِهِ لَهُ فِي بَلَده قبل مَعْرفَته بهم. وَكَذَا أَخذ عَنهُ ابْن قمر والبقاعي وَآخَرُونَ، وَمن شُيُوخه الَّذين سمع مِنْهُم الْهَرَوِيّ وَابْن الْجَزرِي والقبابي والعز) الْقُدسِي وَامْتنع حِين كَانَ بِالْقَاهِرَةِ من الِاجْتِمَاع بِالْعلمِ البُلْقِينِيّ محبَّة فِي شَيخنَا وَعين بَعضهم مِمَّا عرض عَلَيْهِ إِعَادَة الصلاحية قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَلم يل وَظِيفَة قطّ جليلة وَلَا حقيرة بل كَانَ يتقنع من رزقة تلقاها عَن أَبِيه وَأوصى الْبرمَاوِيّ أَن يُرَاجع فِي تبييض تصانيفه قَالَ وَلم يكن فِيهِ مَا يعاب إِلَّا إِطْلَاق لِسَانه فِي النَّاس انْتهى. وَالثنَاء عَلَيْهِ كثيرا جدا. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ لقد كنت أَقُول لِأَبِيهِ نَاصِر الدّين وَذَا صَغِير لما كنت أتفرس فِيهِ من النجابة: ابْنك هَذَا من الطين وَهُوَ ابْني فِي الدّين فَكَانَ كَذَلِك ثمَّ صَار يكْتب إِلَيّ من الْقُدس بعد موت أَبِيه يسألني عَن الْمسَائِل فَأُجِيبَهُ وَفقه الله لاتباع السّنة رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة. 758 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله بن سعيد الشَّمْس أَبُو عبد الله الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي شيخ القادرية بِبَيْت الْمُقَدّس والآتي أَبوهُ وَيعرف بِابْن سعيد. / ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع على أَبِيه سنَن أبي دَاوُد أنابه الْمَيْدُومِيُّ. وَكَانَ خيرا صوفيا بصلاحية بَيت الْمُقَدّس مِمَّن يجمع النَّاس كل صباح على الذّكر بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، كتب عَنهُ ابْن أبي عذيبة وسَاق نسبه مرّة بِزِيَادَة مُحَمَّد خَامِس وَجعل سعيدا بَين يحيى وَعبد الله ولقيه ابْن الشَّيْخ يُوسُف الصفي وَأفَاد تَرْجَمته وَقَالا: مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشرى صفر سنة إِحْدَى وَخمسين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْجَزرِي، / هَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَسقط من نسبه بعد مُحَمَّد الرَّابِع عَليّ وَقد مضى. انْتهى الْجُزْء التَّاسِع، ويتلوه الْعَاشِر أَوله: مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أوحد الدّين.

الجزء 10

1 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أوحد الدّين بن بدر الدّين بن بهاء الدّين القاهري الشَّافِعِي الْآتِي كل من أَبِيه وجده وَيعرف كسلفه بِابْن الْبُرْجِي وَكَذَا رُبمَا يعرف بِابْن بعيزق وَلكنه بلقبه أشهر، وَأمه صَالِحَة ابْنة الْبَدْر مُحَمَّد بن السراج البُلْقِينِيّ. / حفظ الْقُرْآن والتنبيه وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض ثمَّ تشاغل عَنْهَا إِلَى أَن مضى الْكثير من عمره فَعَاد إِلَى درسها فحفظها وَلزِمَ ابْن أَسد فِي تفهمهما وَاشْتَدَّ حرصه على ذَلِك وَلم يَنْفَكّ عَنهُ مَعَ الْحِرْص على مُلَازمَة السَّبع بِجَامِع الْحَاكِم صباحا وَمَسَاء والمداومة على الْجَمَاعَة والتلاوة ومباشرة حُضُور سعيد السُّعَدَاء كل يَوْم، وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ فِي صغره على عمى الزين أبي بكر وَأكْثر من الِاجْتِمَاع على ابْن خَاله الولوي البُلْقِينِيّ وَرُبمَا حضر عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ وَسمع مجْلِس ختم البُخَارِيّ) بالظاهرية الْقَدِيمَة، وَلَا أستبعد سَمَاعه من شَيخنَا، وَنعم الرجل كَانَ. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَقد زَاد على السِّتين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد التَّاج بن التنسي. / مضى بِزِيَادَة مُحَمَّد خَامِس ابْن عَطاء الله بن عواض. 2 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجلَال أَبُو البركات بن الشَّمْس بن النَّجْم الْمَنَاوِيّ الأَصْل نسبه لمنية الرخا من الشرقية الخانكي أحد صوفيتها كأبيه الشَّافِعِي وَالِد أبي الْخَيْر مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف كأبيه بالعباسي / نِسْبَة لفقيه أَبِيه لكَونه كَانَ من العباسة بالشرقية. ولد فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بالخانقاه. إِنْسَان خير سَاكن ثقيل السّمع مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَحضر قَلِيلا عِنْد النُّور البوشي وَحج فِي سنة أَرْبَعِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَاجْتمعَ بِابْن عَيَّاش والكيلاني ورأيته سمع فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بِمَكَّة على التقي بن فَهد وزار بَيت الْمُقَدّس وتكرر حُضُوره عِنْدِي فِي الْإِمْلَاء بل يحْكى أَنه سمع على شَيخنَا وَأَنه اجْتمع مَعَ أَبِيه بِابْن الْجَزرِي بالخانقاه وَهُوَ مُتَوَجّه لِلْحَجِّ وَكَانَ وَالِده تنَازع هُوَ وَأَبُو الْقَاسِم النويري فِي شَيْء من القراآت فَسَأَلَاهُ عَن ذَلِك فَوجه كلا مِنْهُمَا، وانعزل عَن النَّاس وَأكْثر من زِيَارَة الْقُبُور والتجرد مَعَ الْعِفَّة بِحَيْثُ كَانَ المبتولي يَقُول لَا أعلم بالخانقاه فَقِيرا غَيره. وَلم يزل على حَاله حَتَّى ضعف زِيَادَة على شَهْرَيْن ثمَّ مَاتَ فِي سادس ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ بمصلى الْبَدَل ثمَّ دفن جوَار الشَّيْخ مُحَمَّد الكويس رَحمَه الله وإيانا. 3 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُحب بن الشّرف القاياتي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي ابْن

عَم الشَّمْس القاياتي لأمه / كَانَ فِي أول أمره تَاجِرًا ذَا خبْرَة بِالْحِسَابِ مَعَ جودة الْكِتَابَة وَتزَوج بلقيس ابْنة التَّاج البُلْقِينِيّ وَولدت لَهُ عدَّة، واستنابه الْعلم البُلْقِينِيّ حِين احتقار أصهاره لَهُ بل عمله القاياتي فِي أَيَّامه أَمِين الحكم وَكَانَ متحريا بِحَيْثُ أَن الولوي السفطي فِيمَا بَلغنِي اسْتشْهد بنوابه لكَونه لم يسر أحد فِي الْقَضَاء كسيره عِنْد الظَّاهِر وَكَانَ حَاضرا فَلم يُوَافق هُوَ فَيُقَال أَن السفطي صرفه عَن الْقَضَاء لذَلِك. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين رَحمَه الله. 4 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السَّيِّد الطباطبي الْمصْرِيّ. / مِمَّن صَحبه الْمَنَاوِيّ وَغَيره وَكَانَ مسلكا جَلِيلًا مَاتَ. 5 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن غَازِي بن أَيُّوب بن مَحْمُود بن الختلو الْمُحب أَبُو الْوَلِيد الْحلَبِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي ابْنه الْمُحب مُحَمَّد قَرِيبا وَيعرف كسلفه بِابْن الشّحْنَة. وَزَاد المقريزي فِي نسبه مُحَمَّدًا رَابِعا غَلطا. / ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ عَن شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا وارتحل فِي حَيَاة أَبِيه لدمشق والقاهرة فَأخذ عَن مشايخها وَمَا علمت من شُيُوخه سوى السَّيِّد عبد الله فقد أثْبته الْبُرْهَان الْحلَبِي بل قَالَ وَلَده أَن ابْن مَنْصُور والأنفي أذنا لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس قبل أَن يلتحي وَأَنه بعد مُضِيّ سنة من وَفَاة وَالِده ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة أَيْضا وَنزل بالصرغتمشية فاشتهرت فضائله بِحَيْثُ عينه أكمل الدّين وسراج الدّين لقَضَاء بَلَده وأثنيا عَلَيْهِ فولاه إِيَّاه الْأَشْرَف شعْبَان وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَسبعين عوضا عَن الْجمال إِبْرَاهِيم بن العديم وَرجع إِلَى بَلَده على قَضَائهَا فَلم تطل مدَّته فِي الْولَايَة بل صرف عَن قرب بالجمال الْمشَار إِلَيْهِ ثمَّ أُعِيد وَاسْتمرّ إِلَى بعد كائنة الناصري مَعَ الظَّاهِر برقوق فَعَزله لما كَانَ بحلب وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِسَبَب صحبته للناصري بل امتحنه بالمصادرة والسجن وَمَا كَفه عَن قَتله إِلَّا الله على يَد الْجمال مَحْمُود الإستادار مَعَ مساعدته على مقاصده وَلذَا امتدحه بعدة مدائح بِحَيْثُ اخْتصَّ بِهِ واستصحبه مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا نَحْو ثَلَاث سِنِين ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بهَا بطالا ملازما للاشتغال والإشغال والتصنيف وعظمه جكم حِين ولي نيابتها تَعْظِيمًا بَالغا وامتحن بِسَبَبِهِ فَلَمَّا قدمهَا النَّاصِر ولاه قضاءها فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة فاستمر ثمَّ لما اخْتلفت الدول حصلت لَهُ أنكاد من أجل أَنه ولي عَن شيخ لما كَانَ يحارب النَّاصِر قَضَاء دمشق فَلَمَّا قدم النَّاصِر سنة ثَلَاث عشرَة قبض عَلَيْهِ وعَلى جمَاعَة من جِهَة شيخ مِنْهُم التباني وقيدهم ثمَّ شفع فيهم فأطلقوا وحضروا إِلَى مصر فعني بِصَاحِب التَّرْجَمَة كَاتب السِّرّ فتح الله حَتَّى اسْتَقر فِي عدَّة وظائف كتدريس الجمالية بعد وَفَاة مدرسها مَحْمُود

بن زادة وعظمه النَّاصِر بِحَيْثُ أَنه كَمَا قَالَ وَلَده جلس فِي المولد بِحَضْرَتِهِ مَعَ كَونه معزولا عَن قَضَاء حلب فَوق نَاصِر الدّين بن العديم قَاضِي مصر قَالَ حَتَّى ضج ابْن العديم من ذَلِك وَلم يجد لَهُ ناصرا، ثمَّ أَنه توجه مَعَ النَّاصِر إِلَى دمشق دَخلهَا مَعَه فولاه قَضَاء مصر فِي زمن حصاره بِدِمَشْق لكَون قاضيها نَاصِر الدّين بن العديم كَانَ اتَّصل بالمؤيد زمن الْحصار وَلكنه لم يُبَاشر بل وَلم يُرْسل لمصر نَائِبا فَلَمَّا انجلت الْقَضِيَّة بقتل النَّاصِر الَّذِي كَانَ ابْن العديم هُوَ الْحَاكِم بقتْله ونقم على الْمُحب انتماؤه إِلَيْهِ انْقَطع عَن الْمَجِيء بِدِمَشْق وَاسْتمرّ ابْن العديم فِي توجهه إِلَى مصر قاضيها وتقايض الْمُحب مَعَ الصَّدْر بن الأدمِيّ بوظائف لِابْنِ الأدمِيّ بِدِمَشْق عَن وظائف كَانَت حصلت للمحب بِمصْر كالجمالية) وَأقَام الْمُحب بِدِمَشْق فَلَمَّا توجه نوروز بعد أَن اقتسم هُوَ وَشَيخ الْبِلَاد وَكَانَ نوروز كثير التَّعْظِيم للمحب ولاه كَمَا قَالَ وَلَده جَمِيع مَا هُوَ فِي قسمه من الْعَريش إِلَى الْفُرَات قَالَ فاقتصر مِنْهُ على بَلَده وَوصل صحبته إِلَيْهَا كل ذَلِك فِي سنة خمس عشرَة فَلم تطل أَيَّامه. وَمَات عَن قرب فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر ربيع الآخر مِنْهَا وَصلي عَلَيْهِ بعد الْجُمُعَة تَحت القلعة وَدفن بتربة اشقتمر خَارج بَاب الْمقَام، وَكَانَت جنَازَته حافلة وَمِمَّنْ حمل نعشه ملك الْأُمَرَاء نوروز ومدحه الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن زُرَيْق المعري بقصيدة بائية أَولهَا: (لم أدر أَن ظَبْي الألحاظ والهدب ... أمضى من الهندويات والقضب) وَقد وَصفه شَيخنَا فِي تَرْجَمَة أَبِيه من الدُّرَر بِالْإِمَامِ الْعَلامَة، وَفِي إنبائه بالعلامة بل ترْجم لَهُ هُوَ فِيهِ وَقَالَ أَن اشْتغل قَدِيما ونبغ وتميز فِي الْفِقْه وَالْأَدب والفنون وَأَنه لما رَجَعَ من الْقَاهِرَة إِلَى حلب يَعْنِي قبل الْقرن أَقَامَ ملازما للاشتغال والتدريس وَنشر الْعلم لكنه مَعَ وَصفه لَهُ بِكَثْرَة الاستحضار وعلو الهمة وَالنّظم الْفَائِق والخط الرَّائِق قَالَ إِنَّه كَبِير الدَّعْوَى وَفِي تَارِيخه أَوْهَام عديدة، وَنَحْوه قَوْله فِي مُعْجَمه مَعَ وَصفه بمحبة السّنة وَأَهْلهَا أَنه عريض الدَّعْوَى لَهُ نظم كثير متوسط قَالَ وَلما فتح اللنك حلب حضر عِنْده فِي طَائِفَة من الْعلمَاء فَسَأَلَهُمْ عَن الْقَتْلَى من الطَّائِفَتَيْنِ من هُوَ مِنْهُم الشَّهِيد فَقَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قَاتل لتَكون كلمة الله هِيَ الْعليا فَهُوَ فِي سَبِيل الله فَاسْتحْسن كَلَامه وَأحسن إِلَيْهِ قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ لغزا فِي الْفَرَائِض فأجبته، وَلما حكى شَيخنَا فِي تَرْجَمَة الْجمال يُوسُف اللطي قَاضِي الْحَنَفِيَّة أَنه كَانَ قد اشْتهر عَنهُ أَنه يَقُول من أَكثر النّظر فِي كتاب البُخَارِيّ تزندق ويفتي بِإِبَاحَة أكل الحشيشة قَالَ إِن الْمُحب ذكر أَنه دخل عَلَيْهِ يَوْمًا فذاكره

بأَشْيَاء وأنشده كَأَنَّهُ يُخَاطب غَيره وَإِنَّمَا عناه: (عجبت لشيخ يَأْمر النَّاس بالتقى ... وَمَا راقب الرَّحْمَن يَوْمًا وَمَا اتَّقى) (يرى جَائِزا أكل الحشيشة والربا ... وَمن يسمع الْوَحْي حَقًا تزندقا) وَأَشَارَ شَيخنَا لذَلِك أَيْضا فِي تَرْجَمَة الْمَلْطِي من إنبائه حَيْثُ قَالَ وَعمل فِيهِ لمحب الدّين بن الشّحْنَة أبياتا هجاه بهَا كَانَ يزْعم أَنه أنشدها لَهُ بِلَفْظِهِ موهما أَنَّهُمَا لبَعض الشُّعَرَاء القدماء فِي بعض الْقُضَاة، وَذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ: شَيخنَا وَشَيخ الْإِسْلَام كَانَ إنْسَانا حسنا عَاقِلا دمث الْأَخْلَاق حُلْو النادرة عالي الهمة إِمَامًا عَالما فَاضلا ذكيا لَهُ الْأَدَب الْجيد وَالنّظم والنثر الفائقان وَالْيَد الطُّولى فِي جَمِيع الْعُلُوم قَرَأت عَلَيْهِ طرفا من الْمعَانِي وَالْبَيَان وَحَضَرت عِنْده) كثيرا وَكَانَت بَيْننَا صُحْبَة أكيدة، وصنف فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وعلوم شَتَّى وَأورد قصيدة ابْن زُرَيْق الْمشَار إِلَيْهَا، وَقَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي من بيُوت الحلبيين مهر فِي الْفِقْه وَالْأَدب والفرائض مَعَ جودة الْكِتَابَة ولطف المحاضرة وَحسن الشكالة يتوقد ذكاء وَله تصانيف لطاف، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه أفتى ودرس بحلب ودمشق والقاهرة وَكَانَ يحب الحَدِيث وَأَهله وَلَقَد قَامَ مقَاما عجز أقرانه عَنهُ وتعجب أهل زَمَانه مِنْهُ، وسَاق جَوَابه لتيمور الْمُتَقَدّم وَغَيره وَكَانَ الْمجْلس لَهُ بِحَيْثُ أوصى جماعته بِهِ وبالشرف الْأنْصَارِيّ وأصحابهما وَفِي إِيرَاد ذَلِك طول. وَقَالَ وَلَده أَنه ألف فِي التَّفْسِير وَشرح الْكَشَّاف وَلم يكملهما وَألف لأجلي فِي الْفِقْه مُخْتَصرا فِي غَايَة الْقصر محتويا على مَا لم تحتو عَلَيْهِ المطولات جعله ضوابط ومستثنيات فَعدم مِنْهُ فِي بعض الْأَسْفَار وَاخْتصرَ منظومة النَّسَفِيّ فِي ألف بَيت مَعَ زِيَادَة مَذْهَب أَحْمد ونظم ألف بَيت فِي عشرَة عُلُوم إِلَى غير ذَلِك فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَالتَّفْسِير وَعَامة الْعُلُوم قَالَ وَحَاصِل الْأَمر فِيهِ أَنه كَانَ مُنْفَردا بالرياسة علما وَعَملا فِي بَلَده وعصره وغرة فِي جبهة دهره ولي قَضَاء حلب ودمشق والقاهرة ثمَّ قَضَاء الشَّام كُله وَقدم حلب فقدرت وَفَاته بهَا وَسلم لَهُ فِي علومه الباهرة وبحوثه النيرة الظَّاهِرَة وانْتهى أمره إِلَى ترك التَّقْلِيد بل كَانَ يجْتَهد فِي مَذْهَب إِمَامه وَيخرج على أُصُوله وقواعده ويختار أقوالا يعْمل بهَا وَأثْنى على جَمِيع نظمه وَذكر أَن مِمَّن أَخذ عَنهُ الْعِزّ الحاضري والبدر بن سَلامَة بحلب وَابْن قَاضِي شُهْبَة وَابْن الْأَذْرَعِيّ بِالشَّام وَابْن الْهمام وَابْن التنسي والسفطي وَابْن عبيد الله بِمصْر وقرأت بِخَط آخِرهم أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ حِين قدمهَا سنة ثَلَاث عشرَة وَلزِمَ دروسه إِلَى سَفَره فِي أَوَاخِر الَّتِي تَلِيهَا صُحْبَة الْعَسْكَر وَقَالَ أَن النَّاصِر قربه واستصحبه مَعَه فَالله أعلم بذلك كُله، وَمن تصانيفه

أَيْضا اخْتِصَار تَارِيخ الْمُؤَيد صَاحب حماة مَعَ التذييل عَلَيْهِ إِلَى زَمَنه على طَرِيق الِاخْتِصَار وسيرة نبوية والرحلة القسرية بالديار المصرية، وَقد أوردت فِي تَرْجَمته من ذيل قُضَاة مصر فَوَائِد كَثِيرَة من نظمه ونثره ومطارحات وحكايات، وَمن نظمه: (أَسمَاء عشر رَسُول الله بشرهم ... بجنة الْخلد عَمَّن زانها وَعمر) (سعيد سعد على عُثْمَان طَلْحَة أَبُو ... بكر ابْن عَوْف ابْن جراح الزبير عمر) وَقَوله: (كنت بخفض الْعَيْش فِي رفْعَة ... منتصب الْقَامَة ظِلِّي ظَلِيل) ) (فاحدودب الظّهْر وَهَا أضلعي ... تعد والأعين مني تسيل) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مودود الحافظي البُخَارِيّ. / يَأْتِي بِدُونِ مُحَمَّد ثَالِث. 6 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن السلعوس بِفَتْح السِّين وَإِسْكَان اللَّام وَضم الْعين وَآخره مهملات الشَّمْس التَّاجِر الدِّمَشْقِي. / من بَيت رياسة بِدِمَشْق سمع من أبي مُحَمَّد بن أبي التائب، وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَغَيره وَقَالَ فِي مُعْجَمه كَانَ خيرا. مَاتَ بِدِمَشْق فِي سنة خمس وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُسلم بن عَليّ بن أبي الْجُود نَاصِر الدّين الكركي الْمَقْدِسِي وَالِد التَّاج مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الغرابيلي. ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة بالكرك وَكَانَ أَبوهُ من أعيانها فَنَشَأَ فِي نعْمَة واشتغل بِالْعلمِ والآداب وصاهر الْعِمَاد الكركي القَاضِي على ابْنَته وَسكن الْقَاهِرَة سِنِين ولي نِيَابَة قلعة الكرك وَلما عزل سكن الْقُدس إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ عشرَة، وَكَانَ فَاضلا ذكيا عَارِفًا مستحضرا للوقائع يرجع إِلَى دين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. وَيُقَال أَنه مَاتَ فِي رَجَب وَهُوَ الْمَكْتُوب على عَمُود قَبره، وَطول المقريزي تَرْجَمته بالحكايات رَحمَه الله. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن منيع. / هَكَذَا وَقع فِي إنباء شَيخنَا وَقد مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد بن منيع. 8 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي نصر قطب الدّين بن الشَّيْخ المعتقد الشَّمْس الْأنْصَارِيّ الإيجي الصفوي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ. حج مَعَ السَّيِّد أَحْمد بن صفي الدّين الإيجي فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وجاور فِي الَّتِي بعْدهَا وَسمع مني أَحَادِيث كالمسلسل وَحَدِيث زُهَيْر وَحضر بعض الدُّرُوس بل سمع على الثُّلُث الْأَخير من البُخَارِيّ وَالنّصف الأول من تصنيفي فِي خَتمه وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة ودام حَتَّى مَاتَ السَّيِّد الْمشَار إِلَيْهِ بل تخلف بِمَكَّة ورأيته بهَا فِي سنة سبع وَتِسْعين وَهُوَ متعلل وَقيل لي أَنه اشْتغل بالكيمياء وَلم يظفر مِنْهَا بطائل إِلَّا أَنه افْتقر جدا هَذَا

مَعَ فضيلته وَحسن أدبه وكرم أَصله فَالله يحسن عاقبتنا وإياه، وَهُوَ أَخُو عيان الْمَاضِي لأمه. 9 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن النُّعْمَان بن هبة الله كريم الدّين الْهوى ثمَّ القاهري / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: اشْتغل قَلِيلا وَولي حسبَة بَلَده ثمَّ تزيا للجند وَولي شدها فظلم وعسف ثمَّ قدم الْقَاهِرَة) وَتقدم عِنْد النَّاصِر بالتمسخر فولاه الْحِسْبَة مرَارًا أَولهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس ونادمه. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة وَيُقَال أَنه هُوَ المشير على السُّلْطَان بِمَنْع الْوَارِث من مِيرَاثه وَلَو كَانَ ولدا بل يُؤْخَذ للديوان فعوملت تركته بذلك. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هِلَال. / يَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ ثَالِث المحمدين. 10 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله بن سعيد الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي. / سمع على الْمَيْدُومِيُّ وَحدث عَنهُ بسنن أبي دَاوُد، سمع مِنْهُ ابْنه. وَمَات فِي شعْبَان سنة إِحْدَى عشرَة وَكَانَ صَاحب أَحْوَال وأوراد. 11 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن أبي عَليّ أَبُو الطّيب بن أبي عبد الله المغربي النقاوسي القسنطيني الْمَالِكِي. / ولد فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بنقاوس من غربي قسنطينة، وَكَانَ وَالِده قاضيها ثمَّ تحول فِي حَيَاته بعد قِرَاءَته الْقُرْآن واشتغاله قَلِيلا إِلَى قسنطينة لطلب ثمَّ إِلَى تونس وَأخذ الْفِقْه عَن إِبْرَاهِيم الأخدري وأصوله مَعَ الْمنطق والعربية والمعاني عَن أَحْمد النخلي وَمُحَمّد الواصلي، وَتُوفِّي وَالِده فارتحل إِلَى الديار المصرية فِي سنة تسع وَسِتِّينَ فجد فِي الِاشْتِغَال واختص بخطيب مَكَّة أبي الْفضل رَفِيقًا للخطيب الوزيري وَأخذ عَن الشمني فِي حَاشِيَته وَغَيرهَا كشرح نظم أَبِيه للنخبة وتكرر لَهُ عَنهُ والتقى الحصني فِي الْمنطق وَغَيره والشرواني فِي شرح الطوالع وَغَيره من طبيعي وإلهي ورياضي والكافياجي ولازم الْأمين الأقصرائي فِي التَّفْسِير وَغَيره وَالْفِقْه عَن يحيى العلمي وَآخَرين، وَطلب الحَدِيث وقتا وَأخذ عَن بقايا الشُّيُوخ وَكتب بعض الطباق وَسمع مني رَفِيقًا للقمصي مشيخة الرَّازِيّ والبردة وَحضر عِنْدِي بعض مجَالِس الْإِمْلَاء وَكَانَ يكثر مراجعتي مَعَ عقل وَسُكُون وفضيلة وَفِي غُضُون إِقَامَته بِالْقَاهِرَةِ حج ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده وَاسْتقر قَاضِي الْعَسْكَر لحفيد مولَايَ مَسْعُود ثمَّ أَرض عَنهُ لاختياره سكني تونس وَصَارَ أحد عدولها ودام سِنِين وامتدح صَاحبهَا بعد إِخْرَاج عبد الْمُؤمن بن إِبْرَهِيمُ بن عُثْمَان عَنْهَا زَكَرِيَّا بن يحيى بن مَسْعُود بقصيدة أَولهَا:

(ضحك الرّبيع وَجَاء سعد مقبل ... وَلَك الهنا ذهب الزَّمَان الممحل) (فارفل فديتك فِي ميادين المنى ... هَذَا لِوَاء النَّصْر وافى يرفل) (وأرح جواد الجدفي أثر العدى ... فسهام سعدك فِي الأعادي أنبل) ) وسمعها مِنْهُ بعض فضلاء المغاربة وَلم يسمح بِعُود نسخته بهَا إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ أَن زَكَرِيَّا امتدح بِكَثِير وَلم يُطَابق الْوَاقِع فِي مدحه غَيْرك. ثمَّ تحول بعياله وجماعته قَاصِدا استيطان الْحجاز فَدخل الديار المصرية فَكَانَت إِقَامَته بهَا نَحْو ثَلَاثَة أشهر وَركب الْبَحْر من الطّور صُحْبَة نَائِب جدة فَدخل مَكَّة فِي أثْنَاء رَجَب ولقيته هُنَاكَ فدام بهَا على طَريقَة حَسَنَة فِي الانجماع وَالْعِبَادَة إِلَى أَن سَافر مَعَ الْمَدَنِيين إِلَى طيبَة فَقَدمهَا فِي أَوَاخِر سنة سبع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة فدام بهَا ولقيته حِينَئِذٍ بهَا وَكتب لي بِخَطِّهِ مَا عمله أَجَابَهُ لصَاحبه الْخَطِيب الوزيري وأقرأ هُنَاكَ بعض الطّلبَة وَذكر لي أَن عزمه استيطانها. 12 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ السَّيِّد قوام الدّين بن غياث الدّين الْعلوِي الْحُسَيْنِي الموسوي الكازروني القَاضِي. / ولد فِي غرَّة ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بكازرون وَسمع من الْمُوفق الزرندي الصَّحِيح وَمن الْعَفِيف الكازروني ثمَّ من وَلَده سعيد الدّين المقتفي فِي مولد الْمُصْطَفى لَهُ وَولي قَضَاء كازرون. وَمِمَّنْ روى عَنهُ التقي بن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه. 13 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو الْفَتْح بن نَاصِر الدّين بن الْعِزّ بن المحيوي أبي زَكَرِيَّا السكندري الأَصْل القاهري الْمَالِكِي الْآتِي أَبوهُ وَابْنه يُوسُف وَيعرف كسلفه بِابْن المخلطة بِكَسْر اللَّام الْمُشَدّدَة كَمَا ضَبطه ابْن فَرِحُونَ وَلكنه على الْأَلْسِنَة بِفَتْحِهَا، وَيحيى جده / أَظُنهُ أَخُو قَاضِي إسكندرية الْفَخر أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله المترجم فِي الْمِائَة قبلهَا. ولد الْبَدْر ظنا فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ومختصر ابْن الْحَاجِب الفرعي وألفية ابْن ملك وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة ثمَّ أقبل على الْعلم فَأخذ الْفِقْه عَن أَبِيه وَأبي الْقسم النويري والبدر بن التنسي والزين طَاهِر ولازمه فِيهِ وَفِي غَيره وَكَذَا لَازم الشمني فِي الْأَصْلَيْنِ وَالتَّفْسِير والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ التَّلْخِيص وَشَرحه الْمُخْتَصر والموقف الأول من المواقف فِي علم الْكَلَام وأماكن فِي شَرحه للسَّيِّد والمقصد الأول من الْمَقَاصِد وَشَرحه وَمِمَّا سَمعه مِنْهُ نبذة من الْمَقْصد الْخَامِس وَشَرحهَا والمعظم من كل من المطول ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَشَرحه للعضد وحاشية الْعَضُد للتفتازاني وَمن أول الْبَيْضَاوِيّ إِلَى أتأمرون النَّاس بِالْبرِّ وَأخذ أَيْضا عَن الشرواني وَابْن الْهمام وَابْن حسان والتقي الحصني وَأكْثر عَنْهُم وَالْكثير من الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ عَن

الْعَلَاء القلقشندي) وَكَذَا قَرَأَ فِي الْأُصُول فِي ابْتِدَائه على إِمَام الكاملية وَفِي الْفَرَائِض على أبي الْجُود وَفِي الْعرُوض وَغَيره على الأبدي ولازم النواجي فِي الْعرُوض وَفِي أَكثر فنون الْأَدَب وانتفع بِهِ وَفِي الْعَرَبيَّة على الرَّاعِي والعجيسي والهندي وَشرح المقامات بِأخرَة على الشهَاب الْحِجَازِي وَسمع على شَيخنَا والزينين ابْن الطَّحَّان والأميوطي وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة والرشيدي والصالحي وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة فِي آخَرين وَهُوَ مِمَّن حضر قِرَاءَة البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وعني بالأدب وَلَا زَالَ يدأب حَتَّى برع فِي الْفُنُون وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء وعظمه الأكابر كالشمني وَابْن الْهمام وَكَانَ يعجبهما متانة تَحْقِيقه وتدقيقه وجودة إِدْرَاكه وتأمله بِحَيْثُ قَالَ ثَانِيهمَا أَنه يَصح وَصفه بالعالم. وَحج غير مرّة وجاور وَسمع بِمَكَّة على التقي بن فَهد وَغَيره وَدخل الشَّام وَغَيرهَا وناب فِي الْقَضَاء عَن الولوي السنباطي فَمن بعده واختص بالحسام بن حريز وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْجَوَاهِر لِابْنِ شَاس وَغَيرهَا وَهُوَ الَّذِي عينه لقَضَاء إسكندرية عقب الْجلَال الْبكْرِيّ وتلقى قبل ذَلِك تدريس الْمَالِكِيَّة بالمؤيدية عوضا عَن الْعِزّ بن الْبِسَاطِيّ وَكَذَا ولي التدريس بِأم السُّلْطَان والقمحية والإعادة بالصالحية وَغَيرهَا من الْجِهَات وناب عَن أَبِيه فِي نظر البيمارستان وَشرع فِي شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فَكتب مِنْهُ مَوَاضِع مفرقة سبكا إِلَى غير ذَلِك من التَّعَالِيق وَالنّظم والنثر وَقد كثر اجتماعنا وَسمعت من فَوَائده وأبحاثه وَسمع بِقِرَاءَتِي ومرافقتي أَشْيَاء وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَليّ لفظا وخطا وَأكْثر من ترغيبي فِي تبييض كتابي طَبَقَات الْمَالِكِيَّة وَمن التَّرَدُّد إِلَيّ بِسَبَب السُّؤَال عَن تراجم جمَاعَة مِنْهُم وطالع من تصانيفي جملَة وأمعن فِي تقريظها بِمَا أثْبته مَعَ غَيره فِي تَرْجَمته من مَوضِع آخر وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة ذكيا مفننا جم الْفَضَائِل ظريفا حسن الْعشْرَة لطيف الذَّات وافر الْعقل ذَا سياسة ودربة وتودد وتواضع كثير الْأَدَب والمحاسن لم ينتدب للْقَضَاء كأبيه بل لما توجه لقَضَاء إسكندرية اغتبط بِهِ أَهلهَا وأثنوا عَلَيْهِ كثيرا. وَلَا زَالَ كَذَلِك إِلَى أَن تعلل بالقولنج وَشبهه وَأرْسل يسْتَأْذن فِي الْقدوم فَأُجِيب وَقدم وَهُوَ فِي غَايَة التوعك فَلم تطل مدَّته بل مَاتَ بعد أَيَّام فِي لَيْلَة السبت تَاسِع عشر ربيع الأول سنة سبعين وَدفن من الْغَد عِنْد أَبِيه بحوش سعيد السُّعَدَاء وتأسف النَّاس على فَقده رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن يُونُس بن أَحْمد بن صَلَاح القلقشندي. / يَأْتِي بِدُونِ مُحَمَّد الثَّالِث. 14 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن حاجي الْجمال التوريزي أَخُو الْفَخر أبي بكر وَعلي يشهر بِابْن بعلبند. / هَكَذَا سَاق النَّجْم بن فَهد نسبه. ولد بِبَلَدِهِ قيلان

وَقدم مَعَ أَبِيه وَإِخْوَته إِلَى الْقَاهِرَة فقطنوها ثمَّ قدم مَعَ أَخَوَيْهِ مَكَّة وسافر مِنْهَا إِلَى الْيَمين فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَولي بعدن التحدث فِي المتجر السلطاني ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة مصروفا ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ تسحب مِنْهَا فِي سنة أَربع وَعشْرين لديون عَلَيْهِ فَقدم مَكَّة وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ سَافر إِلَى الْيمن فدام بِهِ مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة فدام حَتَّى مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع وَثَلَاثِينَ، وأرخه شَيخنَا فِي إنبائه سنة ثَمَان وَسَماهُ مُحَمَّد بن عَليّ وَلم يزدْ، وَدفن بالشبيكة بِوَصِيَّة مِنْهُ وَهُوَ فِي عشر التسعين سامحه الله قَالَ وَهُوَ أَخُو عَليّ الْمَقْتُول فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ مَعَ كَونه لم يذكرهُ فِي الإنباء إِلَّا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ. 15 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف بن عَيَّاش بتحتانية ثَقيلَة ومعجمة الشَّمْس الدِّمَشْقِي الجوخي التَّاجِر / أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَهَذَا أسن. ولد فِي سنة ثَلَاث أَو أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وأحضر فِي الْخَامِسَة على أبي الْحسن عَليّ بن الْعِزّ عمر بن أَحْمد بن عمر بن سعد الْمَقْدِسِي جُزْء ابْن عَرَفَة بِحُضُورِهِ لَهُ فِي الثَّالِثَة على ابْن عبد الدَّائِم وَكَذَا سَمعه على ابْن الخباز وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى وَشَيخنَا الْمُوفق الأبي. وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لي وَكَانَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي الشُّح، وَقَالَ فِي إنبائه: وَكَانَ ذَا ثروة وَاسِعَة وتحكى عَنهُ غرائب من شحه. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس عشرَة. وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده بِإِسْقَاط ثَالِث المحمدين خطأ سامحه الله وإيانا. 16 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ نَاصِر الدّين بن الْبَدْر الصرخدي الأَصْل الْحلَبِي الباحسيتي بموحدة ثمَّ حاء وسين مهملتين مكسورتين ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة ثمَّ فوقانية نِسْبَة لباحسينا خطة بحلب / كَانَ عدلا بهَا. ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من الظهير مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن العجمي بعض ابْن ماجة وَحدث. وَكَانَ خيرا دينا عدلا منجمعا عَن النَّاس لَهُ طلب وَبِيَدِهِ إِمَامَة مَاتَ قبل سنة أَرْبَعِينَ بحلب رَحمَه الله. 17 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر بن الْبَهَاء القاهري أَخُو عَليّ ووالد أوحد الدّين مُحَمَّد السَّابِقين وسبط السراج البُلْقِينِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن الْبُرْجِي ويلقب هُوَ ببعيزق بِمُهْملَة وزاي وقاف مصغر، / لقبه بذلك نَاصِر الدّين بن كلبك وَكَانَ جارهم. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فِي الْحمام وَقد جَازَ الْخمسين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ أَنه تزوج ابْنة الْبَدْر البُلْقِينِيّ) ثمَّ فَارقهَا وباشر فِي عدَّة جِهَات وَكَانَ كثير الصلف. قلت وَحِينَئِذٍ فزوجته ابْنة خَاله وَاسْمهَا صَالِحَة وعَلى هَذَا فَهِيَ ابْنة أُخْرَى لخاله سوى الْمَنْكُوحَة لِأَبِيهِ.

18 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو الْفضل بن أبي الْخَيْر النويري الْحَنَفِيّ لكَونه سبط الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الله بن حُسَيْن الْمَاضِي. / مضى فِيمَن جده عبد الرَّحِيم بن إِبْرَهِيمُ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر بن الْمُحب بن الصفي الْعمريّ الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي / هَكَذَا رَأَيْته فِي طبقَة ختم البُخَارِيّ بخطي، وَقد مضى فِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد وَكَأَنَّهُ الصَّوَاب. 19 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر بن نَاصِر الدّين البديوي. / مِمَّن سمع مني. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر القلقشندي. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد التَّاج بن الغرابيلي. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُسلم. 20 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن التَّاج البوشي الشَّافِعِي قاضيها وَيعرف بِابْن الْمَالِكِي. / رجل وجيه بناحيته عِنْده مسودة الْخَادِم للزركشي. عرض لَهُ الفالج مُدَّة طَوِيلَة وَكثر مَجِيئه لي هُوَ وَولده. وَأَظنهُ بَقِي إِلَى قريب التسعين. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجلَال بن الْبَدْر بن مزهر. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْخَالِق. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجلَال بن الْعِزّ بن الْبَدْر القادري صَوَابه ابْن عبد الْعَزِيز / وَقد مضى. 21 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجلَال الدنديلي القاهري أَخُو عَليّ الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الشيخة. / حفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض على الْجلَال البُلْقِينِيّ وَغَيره وَحضر دروس الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وأماليه وَكَذَا سمع الْكثير من شَيخنَا ولازم خدمته فِي الْمُودع وَغَيره وتزايد اخْتِصَاصه بِهِ وبولده وتكرر سَفَره على حمل الْحَرَمَيْنِ. وَهُوَ مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية الْمجْلس الْأَخير وَغَيره وَكَانَ ذَا ثروة ومعاملة أنشأ دَارا بالجوانية وصاهر الولوي الأسيوطي على أُخْته وَكَانَت جميلَة ورام السّفر بهَا لمَكَّة فِي الْبَحْر فامتنعت فاسترضاها فِيمَا قيل بِكِتَابَة مسطور بِأَلف دِينَار وَقدر غرقها فِي الْبَحْر فَأَخذهَا مِنْهُ الْوَرَثَة وَكَذَا جب عبدا لَهُ لكَونه وجده مَعَ زَوْجَة لَهُ من بَيت الهياتمة الشُّهُود وَبلغ الظَّاهِر جقمق فَكَانَت حِكَايَة. وَمَات قريب السِّتين عَفا الله عَنهُ.) (سقط) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الْمدنِي وَيعرف بالمسكين. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله. 23 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس بن القطب بن الْأمين البدراني. / مِمَّن سمع من شَيخنَا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس بن القطب الحسني البُخَارِيّ

الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة / وَإِمَام مقَام الْحَنَفِيَّة بهَا وَشَيخ الباسطية. فِيمَن جده مُحَمَّد بن السَّيِّد. 24 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمولى الشَّمْس التبادكاني نِسْبَة لقرية من قرى مشْهد خُرَاسَان الشَّافِعِي وَيعرف بِالْقَاضِي / وَكَأَنَّهَا شهرة لأحد من أسلافه وَإِلَّا فَلم يل هُوَ وَلَا أَبوهُ الْقَضَاء. كَانَ مرجع تِلْكَ النواحي فِي الْفِقْه والسلوك مِمَّن أَخذ عَن الخافي والنظام عبد الْحق التبادكاني أجَاز للعلاء بن السَّيِّد عفيف الدّين ولولده فِي كِتَابَة طَوِيلَة مؤرخة بشوال سنة أَربع وَسبعين والْعَلَاء هُوَ الْمُفِيد لترجمته قَالَ وَكَانَ أَبوهُ عَالما صَالحا وَكَانَ لَقِي الْعَلَاء لصَاحب التَّرْجَمَة بمنية مَحل أبي سعيد بن أبي الْخَيْر من أَعمال خُرَاسَان وَسمع مِنْهُ أَشْيَاء مِنْهَا عدَّة أربعينات من جمعه وَشَرحه لمنازل السائرين وتخميسه للبردة وَهُوَ عَلامَة مَسْلَك مرشد وعظمه جدا فِي علمي الظَّاهِر وَالْبَاطِن وَكَانَ حَيا فِي سنة خمس وَسبعين. 25 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الحريري العقاد وَيعرف بالتنكزي / لِكَثْرَة عمله أشغال تنكز نَائِب الشَّام. ولد كَمَا بِخَطِّهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَقدم الْقَاهِرَة فَسمع على ابْن الكويك بِقِرَاءَة شَيخنَا النَّسَائِيّ الْكَبِير وصحيح مُسلم بفوت فِيهِ وَسمع على غَيره مِمَّن تَأَخّر وقطنها وَحدث بالكتابين قرأتهما عَلَيْهِ مَعَ غَيره للْوَلَد، وَكَانَ شَيخا صَالحا محبا فِي الحَدِيث وَأَهله رَاغِبًا فِي الإسماع جدا بِدُونِ تكلّف بارعا فِي صَنعته تدرب بِهِ فِيهَا جمَاعَة مَعَ استحضار لمتون وفوائد حفظهَا من المواعيد وَنَحْوهَا وَبَلغنِي أَنه ورث من زَوْجَة لَهُ أَزِيد من خَمْسمِائَة دِينَار فبثها فِي الْفُقَرَاء والأطفال وَآخر مَا عَلمته حدث فِي سنة سبعين وَمَات فِي الَّتِي تَلِيهَا وَرَأَيْت من زَاد بآخر نسبه عبد الرَّحْمَن بن عبد الستار. 26 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الْمقري بن الحلبية. / ولد سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة) وَسمع من التنوخي سنة سِتّ وَتِسْعين وَمن ابْن صديق. ذكره ابْن أبي عذيبة وَقَالَ أجَاز لنا. 27 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس القاهري ثمَّ الْمدنِي / أحد رُؤَسَاء مؤذنيها ووالد أَحْمد أبي الْجَمَاعَة. اسْتَقر فِي الرياسة بعيد الْقرن بعد مُبَاشَرَته لَهَا فِي قلعة الْجَبَل بِمصْر، وَكَانَ متميزا فِي الْمِيقَات ومتعلقاته بِحَيْثُ صنف فِي ذَلِك ونظم قصائد نبوية قيل أَنَّهَا تزيد على ألف وَعِنْدِي من نظمه أَبْيَات فِي تَارِيخ الْمَدِينَة، وَكَذَا بَاشر الخطابة والإمامة مَعًا بِطيبَة نِيَابَة. وَمَات فِي سنة أَربع وَعشْرين. 28 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الْهوى السفاري الشَّافِعِي. / مِمَّن سمع مني. 29 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد صدر الدّين بن القطب بن الصَّدْر القاهري الكتبي خَادِم السنباطي والملقب لَهُ بمعلم السُّلْطَان / بِحَيْثُ صَار يعرف بذلك بَين كثيرين وَعند الْعَامَّة بلقبه، حج مَعَه وجاور وتكسب بالتجليد وَهُوَ أَجود من غَيره مَعَ كَونه

متوسط الْأَمر فِي صناعته. سمع مني يَسِيرا اتِّفَاقًا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصّلاح الحكري. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعِزّ بن الشَّمْس بن الْحَمْرَاء الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ. / يَأْتِي بِدُونِ مُحَمَّد الثَّالِث. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعَلَاء البُخَارِيّ. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد. 30 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد علم الدّين ولقبه الْعَيْنِيّ جمال الدّين بن نَاصِر الدّين القفصي الدِّمَشْقِي الْمَالِكِي. ولي قَضَاء دمشق إِحْدَى عشرَة مرّة فِي مُدَّة خمس وَعشْرين سنة أَولهَا فِي رَجَب سنة تسع وَسبعين بَاشر مِنْهَا ثَمَان سِنِين وَعشرَة أشهر وَمَات وَهُوَ قَاض وَكَذَا ولي حماة مرَارًا وحلب إِمَّا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا. وَكَانَ عفيفا لَهُ عناية بِالْعلمِ مَعَ قُصُور فِي الْفَهم وَنقص عقل ولديه إكرام للطلبة وَكَانَ جده قد قدم دمشق فِي سنة تسع عشرَة فناب فِي الحكم وَكَانَ أَبوهُ جنديا وألبس وَلَده كَذَلِك ثمَّ شغله بِالْعلمِ وَهُوَ كَبِير وَدَار على الدُّرُوس واشتغل كثيرا. قَالَ ابْن خطيب الناصرية: أُصِيب فِي الْوَقْعَة الْكُبْرَى بِمَا لَهُ وأسرت لَهُ ابْنة وَسكن عقب الْفِتْنَة بقرية من قرى سمْعَان إِلَى أَن انزاح الططر عَن الْبِلَاد فَرجع إِلَى حلب على ولَايَته، قَالَ وَكَانَت بَيْننَا صُحْبَة وَكَانَ يكرمني وولاني عدَّة وظائف علمية ثمَّ توجه من حلب إِلَى دمشق فقطنها وَولي قضاءها. وَمَات بهَا على قَضَائِهِ فِي الْمحرم سنة خمس وَلم يكمل السِّتين. وَذكره) شَيخنَا فِي إنبائه رَحمَه الله. 31 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعِمَاد بن الْعِمَاد بن الْعِمَاد بن الْعِمَاد الْأَزْدِيّ الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن هِلَال ويلقب أَيْضا بالشمس واشتهر بهَا عِنْد كثيرين. / كَانَ من تجار الشاميين المتردد فِيهَا لمَكَّة وَبهَا توفّي فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَقد تكهل وَبَلغنِي أَنه سمع من ابْن قواليح. قَالَه الفاسي. 32 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد فتح الدّين أَبُو الْفَتْح النحريري القاهري وَيعرف بِابْن أَمِين الحكم. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: سمع على جمَاعَة من شُيُوخنَا وعني بِقِرَاءَة الصَّحِيح وشارك فِي الْفِقْه والعربية وَأكْثر الْمُجَاورَة بالحرمين وَدخل الْيمن فَقَرَأَ الحَدِيث بِصَنْعَاء وَغَيرهَا ثمَّ قدم الْقَاهِرَة بِأخرَة فوعك. وَمَات بالبيمارستان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين عَن نَحْو الْخمسين. وَسبق فتح الدّين أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد النحريري فِيمَن جده إِسْمَعِيل مُتَأَخّر عَن هَذَا. 33 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد فتح الدّين السمنودي وَيعرف بِابْن مَحْمُود / مِمَّن سمع مني. 34 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد فتح الدّين الْقرشِي المَخْزُومِي السكندري. / ولد سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من ابْن نباتة سيرة ابْن هِشَام وَحدث بهَا عَنهُ بِمَكَّة

سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى والأبي وَأوردهُ التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَكَانَ يذكر أَنه سمع الأسنائي والبهاء السُّبْكِيّ وَغَيرهمَا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ كَانَ يتعانى التِّجَارَة فنهب مرّة وأملق وَأقَام بزبيد ينْسَخ لملك الْأَشْرَف ثمَّ حسنت حَاله وتبضع فربح ثمَّ والى الْأَسْفَار إِلَى أَن أثري. وجاور بِمَكَّة ثمَّ ورد فِي الْبَحْر قَاصِدا الْقَاهِرَة فَمَاتَ بِالطورِ فِي أَوَائِل شعْبَان سنة سبع عشرَة. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُحب بن الْبَدْر المحرقي. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب. 35 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُحب بن الشَّمْس القاهري الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الجليس شرِيف بن عبد الله الجمالي وَهُوَ ابْن أُخْت الشريف الْمُحب مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الحسني الْحَنَفِيّ / شيخ الجوهرية والماضي. نَشأ فحفظ الْقُرْآن ومختصر الْخرقِيّ ولازم دروس الْمُحب بن نصر الله بل قَرَأَ عَلَيْهِ وَكَذَا قَرَأَ على الْعِزّ الْكِنَانِي قبل ولَايَته فِي الْفِقْه وَهُوَ الَّذِي استنابه وعَلى البوتيجي البُخَارِيّ وسَمعه أَو معظمه على الْبُرْهَان الصَّالِحِي ثمَّ سمع وَمَعَهُ ابْنه مُحَمَّد) على أم هَانِئ الهورينية وَغَيرهَا. وتنزل فِي الْجِهَات وحرك الْخَطِيب ابْن أبي عمر حَتَّى كَاد أمره أَن يتم بعزل شَيْخه الْعِزّ الْكِنَانِي فَمَا أسعدا وَحج وَكَانَ جَامِدا. مَاتَ فِي جُمَادَى الولى سنة أَربع وَتِسْعين عَن بضع وَسبعين عَفا الله عَنهُ، وَخلف ابْنة تَحت أبي البركات الصَّالِحِي. 36 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد معِين الدّين الفارسكوري الأَصْل الدمياطي المولد وَالدَّار وَيعرف بلقبه. / أحد المتمولين من بَيت تِجَارَة ووجاهة حَتَّى كَانَ أَبوهُ على قَاعِدَة تجار دمياط يَنُوب فِيهَا عَن قضاتها وَنَشَأ هَذَا فَقِيرا جدا فَقَرَأَ الْقُرْآن أَو بعضه وتعانى اسْتِئْجَار الْغِيطَان وَنَحْوهَا وترقى حَتَّى زَادَت أَمْوَاله على الْوَصْف بِحَيْثُ أَنه قيل وجد بِبَعْض المعاصر خبيئة. وَصَارَ ضخما عَظِيم الشَّوْكَة مبجلا زَائِد الِاعْتِبَار عِنْد الْجمال نَاظر الْخَاص حَتَّى أَنه روفع فِيهِ عِنْد الظَّاهِر جقمق فَمَا تمكن مِنْهُ من فعل غَرَضه بل ضرب المرافع وابتنى بدمياط مدرسة هائلة وَعمل بهَا شَيخا وصوفية، وَأكْثر الْحَج والمجاورة وَكَانَ يُقَال أَنه لقصد سبك الْفضة هُنَاكَ وَبَيْعهَا على الهنود وَنَحْوهم حَتَّى لَا يطلع عَلَيْهِ وَبَلغنِي أَنه كَانَ فِي صغره متهتكا فابتلاه الله بالبرص وَلَا زَالَ يتزايد حَتَّى امْتَلَأَ بدنه وَصَارَ لَونه الْأَصْلِيّ لَا يعرف، وَمَات وَهُوَ كَذَلِك قَرِيبا من سنة سِتِّينَ عَن سنّ عالية واستمرت الْمَظَالِم منتشرة هُنَاكَ بِسَبَب أوقافه وَهلك بِسَبَبِهَا غير وَاحِد، وَهُوَ مولى جَوْهَر المعيني الْمَاضِي عَفا الله عَنهُ وإيانا. 37 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي ابْن خطيب

نقيرين: قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: اشْتغل قَلِيلا وترامى على الدُّخُول فِي المناصب إِلَى أَن ولي قَضَاء حلب سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فباشرها مُبَاشرَة غير مرضية فعزل بعد سنة وَنصف بالشرف أبي البركات الْأنْصَارِيّ وَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة ليسعى فَأَعَادَهُ الظَّاهِر إِلَى تغرى بردى نَائِب حلب فحصلت لَهُ محنة وإهانة وَحبس بالقلعة ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقَضَاء سنة سِتّ وَتِسْعين عوضا عَن الشّرف أَيْضا وَلم يلبث أَن صرف بعد سنة بالشمس مُحَمَّد الأخنائي الدِّمَشْقِي فسافر عَنْهَا وَاسْتمرّ يتنقل فِي الْبِلَاد بطالا إِلَى أَن أُعِيد لقَضَاء حلب فِي أول نِيَابَة شيخ بهَا من قبل النَّاصِر فرج فِي أَوَاخِر دولته ثمَّ عزل بعزل الْمُؤَيد ثمَّ عَاد بعد قتل النَّاصِر واستقرار شيخ مُدبر المملكة للخليفة المستعين، وَفِي غُضُون ذَلِك ولي قَضَاء دمشق مرّة وطرابلس أُخْرَى وَلما قَامَ نوروز بِدِمَشْق بعد قتل النَّاصِر قَرَّرَهُ فَلَمَّا قتل نوروز قبض عَلَيْهِ جقمق الدوادار باللجون وحبسه بصفد فِي سنة ثَمَانِي عشرَة بِإِذن الْمُؤَيد فَلَمَّا وصل الْمُؤَيد لدمشق فِي فتْنَة قانباي أخرج من محبسه مَيتا) بدسيسة فِيمَا يُقَال من كَاتب السِّرّ لكَونه كَانَ يعاديه فِي الْأَيَّام الناصرية والنوروزية بِحَيْثُ كَانَ ابْن الْبَارِزِيّ يهدده بِهِ كل حِين وَأنكر السُّلْطَان مَوته ونقمه على ابْن الْبَارِزِيّ وَذَلِكَ فِي السّنة الْمَذْكُورَة، وَكَانَ كَرِيمًا سَمحا إِلَّا أَنه كثير التزوير والتعلق على أَمْلَاك النَّاس ووظائفهم بالتزوير، وَلم يكن مشكور السِّيرَة فِي الْأَحْكَام بحلب سِيمَا فِي ولَايَته الأولى. قَالَه ابْن خطيب الناصرية وَتَبعهُ شَيخنَا فَقَالَ: كَانَ قَلِيل البضاعة كثير الجرأة كثيرا لبذل وَالعطَاء إِلَّا أَنه يتعانى التزوير بالوظائف وبالدور ينتزعها من أَهلهَا بذلك سامحه الله وإيانا. 38 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن الطبلاوي الْوَزير. / مِمَّن نَشأ بِالْقَاهِرَةِ ورواس بِابْن عَمه الْعَلَاء عَليّ بن سعد الدّين عبد الله بن مُحَمَّد وأثرى فِي أَيَّامه ثمَّ نكب وَأخذ مِنْهُ مَال جزيل وعوقب إِلَى أَن تحرّك لَهُ حَظّ فِي الْأَيَّام الناصرية وباشر شدّ الدَّوَاوِين ثمَّ الْوزر بعد الصاحب الْبَدْر حسن بن نصر الله فِي رَمَضَان سنة سبع، وَاسْتقر عوضه فِي شدّ الدَّوَاوِين اقتمر. ذكره المقريزي فِي عقوده وَيعرف بِابْن ستيت. 39 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين الرَّمْلِيّ الْكَاتِب. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ نَاصِر الدّين المجود صَاحب الْخط الْمَنْسُوب كتب على القلندري وَكتب النَّاس دهرا طَويلا فَكَانَ مِمَّن كتب عَلَيْهِ الْبَدْر بن قليج العلائي وَابْن عَمه أَبُو الْخَيْر بِبَيْت الْمُقَدّس ثمَّ تحول إِلَى الشَّام فَأَقَامَ بِهِ دهرا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُدس فقطنه وَكتب بِخَطِّهِ شَيْئا كثيرا من الْمَصَاحِف وَغَيرهَا. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة

إِحْدَى وَله بضعَة وَثَمَانُونَ عَاما. 40 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نور الدّين بن التَّاج بن الشّرف الْحَنَفِيّ سبط الشهَاب ابْن الناصح. / مِمَّن يرْوى عَن الْعِزّ بن جمَاعَة المفنن وناصر الدّين بن الْفُرَات وَعبيد البشكالسي، أَخذ عَنهُ نظام الْحَنَفِيّ. 41 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو البركات بن الْأمين بن عزوز بزايين معجمتين ورأيته مجودا بنُون آخِره بِخَط غير وَاحِد كالجمال البدراني الْأنْصَارِيّ التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن عزوز. / اعتنى بالرواية وَأخذ عَن الْكَمَال بن خير والشهب المتبولي والكلوتاتي والواسطي والحفاظ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَابْن نَاصِر الدّين وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا ولازمهما فِي كِتَابَة الأمالي واختص بشيخنا كثيرا وَابْن الْجَزرِي وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحي والنور الفوى وَالشَّمْس الشَّامي بإسكندرية ودمشق وحلب والقاهرة وَغَيرهَا وَمِمَّا أَخذه عَن ابْن خير البلدانيات) الْأَرْبَعين للوادياشي بإجازته مِنْهُ وَعَن الوَاسِطِيّ المسلسل وجزء ابْن عَرَفَة والبطاقة وَعَن ابْنة الشرائحي مشيخة الْفَخر وَعَن ابْن الْجَزرِي فِيهَا وَفِي مُسْند أَحْمد وَعَن الفوى من لفظ الكلوتاتي قِطْعَة كَبِيرَة من آخر سنَن الدَّارَقُطْنِيّ مَعَ الْيَسِير من أَولهَا وأثنائها، وَوَصفه الْجمال البدراني فِي الطَّبَقَة بالفقيه المشتغل المحصل الْفَاضِل، وَقَرَأَ معظمها على الشَّمْس الشَّامي بل قَرَأَ عَلَيْهِ سيرة ابْن هِشَام ومشيخة الْفَخر ومسند أبي بكر من مُسْند أَحْمد، وَحصل وتميز ورافق الزين رضوَان الْمُسْتَمْلِي وَغَيره من الْمُحدثين وَرجع إِلَى بِلَاده فَصَارَ أشهر من بتونس فِي الرِّوَايَة وأمسهم بالصنعة فِي الْجُمْلَة وتصدى للأسماع فَأخذ عَنهُ جمَاعَة إِلَى أَن مَاتَ مطعونا فِيهَا سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين وسد بِهِ الْبَاب هُنَاكَ وَجِيء بكتبه بعد مُدَّة فبيعت وَكَانَ أَمِين الْأُمَنَاء بتونس بِمَعْنى أَن التُّجَّار وَنَحْوهم يتحاكمون إِلَيْهِ فِي العرفيات فَيَقْضِي بَينهم وَلَو بِالْحَبْسِ وَالضَّرْب رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الطّيب النستراوي. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد. 42 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعَلامَة أَبُو عبد الله بن عِقَاب / قَاضِي الْجَمَاعَة بتونس. مَاتَ بهَا فِي سنة إِحْدَى وَخمسين. أرخه ابْن عزم بعد أَن ذكره فِي الَّتِي قبلهَا ظنا غَالِبا. 34 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الخزرجي الأندلسي ثمَّ التّونسِيّ الْمَالِكِي بن القماح. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ الْمُحدث بتونس سمع من أبي عبد الله بن عَرَفَة وَجَمَاعَة وَحج فَسمع من التَّاج بن مُوسَى خَاتِمَة من كَانَ يروي حَدِيث السلَفِي عَالِيا بِالسَّمَاعِ الْمُتَّصِل وبالقاهرة من التنوخي والعراقي وَجَمَاعَة يعْنى

كالمليجي وَابْن حَاتِم والسويداوي، وَرجع إِلَى بِلَاده فعني بِالْحَدِيثِ واشتهر بِهِ، وكاتبني مرَارًا بمكاتبات تدل على شدَّة عنايته بذلك وَلَكِن بِقدر طاقته فِي الْبِلَاد وَقد ولي قَضَاء بعض الْجِهَات بالمغرب وَحدث بالكثير وروى بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن البطرني مُسْند تونس وخاتمة أَصْحَاب ابْن الزبير بِالْإِجَازَةِ عَن غَيره من المشارقة. مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الآخر سنة سبع وَثَلَاثِينَ، كتب إِلَيّ بوفاته من تونس الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن البرشكي وَقَالَ كَانَ حسن الْبشر سمح الْأَخْلَاق محبا فِي الحَدِيث وَأَهله رَحمَه الله وإيانا. قلت أجَاز فِي سنة خمس وَعشْرين لجَماعَة مِنْهُم ابْن شَيخنَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الشفا شَيخنَا الشهَاب الأبدي بقرَاءَته لَهُ على الْخَطِيب أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْحسن عَليّ القيجاطي.) (سقط) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الزَّرْكَشِيّ. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن أبي بكر. 46 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشريف الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي / إِمَام مَسْجِد العقيبة وناظر الْجَامِع بهَا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ حصلت لَهُ إهانة فِي أَيَّام حِصَار الظَّاهِر دمشق بعد خُرُوجه من الكرك على أَيدي المنطاشية فَلَمَّا ظهر الظَّاهِر رَحل هُوَ إِلَى الْقَاهِرَة وَادّعى على الَّذِي أهانه وَلم يزل بِهِ حَتَّى ضرتب عُنُقه لأمر أوجب ذَلِك وولاه السُّلْطَان جمع الْجَامِع. وَمَات فِي يَوْم تاسوعاء سنة إِحْدَى وَله نَحْو الْخمسين رَحمَه الله. 47 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد النابتي القاهري وَيعرف بالخطيب. / مِمَّن سمع على قريب التسعين. 48 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الششتري الْبَصْرِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. / ولد فِي سنة عشْرين بِالْبَصْرَةِ وَقدم مَكَّة فِي سنة أَربع وَخمسين وَكَانَ يشْتَغل بِالْعلمِ ويحض دروس قاضيها الْبُرْهَان وسافر غير مرّة إِلَى هُرْمُز آخرهَا مَعَ ولد لَهُ كَبِير ثمَّ إِلَى كنباية فغرقا فِي خورها سنة سِتّ وَسبعين تعريبا. ذكره ابْن فَهد. 49 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْحِمصِي القادري الصُّوفِي الشَّافِعِي. / سمع من إِبْرَاهِيم بن فِرْعَوْن الصَّحِيح أَنا بِهِ الحجار وَحدث. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه. 50 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الدلجي الأَصْل القاهري المهتار. / يَأْتِي لَهُ ذكر فِي أَبِيه. 51 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السخاوي. / ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه

وييض لَهُ وَرَأَيْت لَهُ منظومة فِي الِاصْطِلَاح قَالَ فِيهَا: (وعمدتي فِي النَّقْل قَول شَيخنَا ... هُوَ الْعِرَاقِيّ بخاري عصرنا) (وَابْن الصّلاح قبله وَالنَّوَوِيّ ... فَخذ منقحا لما عَنْهُم روى) وفيهَا أَيْضا أول أَقسَام الحَدِيث:) (لحظ مُحدث فِي الْإِسْنَاد حصر ... والمتن وَالَّذِي إِلَيْهِمَا يفر) وَهَذِه الْمَنْظُومَة فِي مَجْمُوع بِخَطِّهِ فِي الْمدرسَة الزينية فِيهِ نظمه للتبريزي وَغير ذَلِك. وَمَا وقفت لَهُ على تَرْجَمَة. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشارمساحي. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصرخدي. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ. 52 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْغَزِّي السكاكيني. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد القلقشندي. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد المَخْزُومِي الْقرشِي الدماميني الْمَالِكِي. / رَأَيْته كتب على استدعاء بعد الْخمسين فيحرر من هُوَ. 53 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد المنوفي السُّبْكِيّ / مِمَّن عرض عَلَيْهِ خير الدّين بن القصي بعد الْخمسين. 54 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أبي بكر بن عبد الله بن ظَاهر بِالْمُعْجَمَةِ الشَّمْس بن نَاصِر الدّين الْجَوْجَرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي النَّاسِخ نزيل شبرى / وخطيبها وشاهدها ولد فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بجوجر وَقَرَأَ بهَا جلّ الْقُرْآن ثمَّ تحول مَعَ أَبَوَيْهِ فأكمله بمنية بدر وَحفظ فِيهَا الملحة والجرومية وَنَحْو نصف الْمِنْهَاج ثمَّ تحول مَعَهُمَا أَيْضا إِلَى شبرى الْخَيْمَة فَقَرَأَ فِي الْمِنْهَاج عِنْد جمَاعَة كالولوي البُلْقِينِيّ قاضيها وخطيبها الشهَاب بن عَاصِم ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فأكمل بهَا الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو واشتغل فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا عِنْد الأبناسي وَابْن قَاسم وَابْن خطيب الفخرية بل حضر دروس الْعَبَّادِيّ وَالْفَخْر المقسي وَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن الْبَدْر المارداني وَكَذَا قَرَأَ عَليّ فِي الِاصْطِلَاح وَغَيره وَكتب أَشْيَاء من تصانيفي وَكَذَا كتب غير نُسْخَة من طَبَقَات ابْن السُّبْكِيّ الْكُبْرَى وَجُمْلَة وخطه متقن وفهمه حسن وَحج وجاور قَلِيلا واستوطن شبرى وانتفع بِهِ أَهلهَا فِي الشَّهَادَة، وَله فِيهَا تميز فِي الْجُمْلَة وَعمل الْعُقُود بهَا وَرُبمَا نظم. مَاتَ بعلة الاسْتِسْقَاء فِي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَجِيء بِهِ فِي نعش فَغسل وَدفن بِبَاب الْوَزير عوضه الله الْجنَّة. 55 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن ماجد بن ناهض الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الشَّمْس بن الشّرف الرديني الشَّافِعِي / ولد كَمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَكتب

بِخَطِّهِ أَنه) فِي سنة سِتِّينَ فَالله أعلم بقرية منية رديني بمهملتين أَولهمَا مَضْمُومَة وَآخره نون من أَعمال الشرقية، وَحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو على وَالِده والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن ملك وَدخل الْقَاهِرَة فَعرض على الأبناسي وَابْن الملقن وأجازا لَهُ وَعَلَيْهِمَا تفقه وَكَذَا تفقه بالبلقيني وقريبه الْبَهَاء أبي الْفَتْح والزين الْعِرَاقِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي تَكْمِلَة شرح الْمُهَذّب لَهُ بالفاضلية وَسمع عَلَيْهِ فِي الحَدِيث وَغَيره وبالكمال الدَّمِيرِيّ والبدر الطنبدي وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي الْأُصُول والعربية فِي آخَرين وَأخذ فِي الألفية وتوضيحها وَغَيرهمَا من كتب الْعَرَبيَّة عَن الْمُحب بن هِشَام حِين إقرائه بِجَامِع الْحَاكِم وَفِي الْفَرَائِض بقرَاءَته عَن الشَّمْس الغراقي وَسمع البُخَارِيّ عَليّ التقي الدجوي فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَكَانَ ضَابِط الْأَسْمَاء وبرع فِي الْفِقْه وَأذن لَهُ الدَّمِيرِيّ فِي الْإِفْتَاء. وَولي الْقَضَاء ببلبيس وَغَيرهَا عَن التقي الزبيرِي ثمَّ عَن قَرِيبه الْعِزّ عبد الْعَزِيز الرديني ثمَّ عَن نور الدّين بن الملقن ثمَّ ولي عمل منية الرديني وأعمالها عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ وَمن بعده واشتهر بالعفة والديانة والصلابة فِي الْحق وَالْقِيَام على من لم يذعن للشَّرْع وَصَارَت لَهُ فِي تِلْكَ النَّاحِيَة جلالة ووجاهة بِحَيْثُ قصدوه بالفتاوى وانتفع بِهِ فِي ذَلِك وعولوا عَلَيْهِ فِيهَا وَفِي غَيرهَا، وَقد لَقيته بِمَجْلِس شَيخنَا فاستجزته لي ولأخوي وَغَيرهمَا من أَصْحَابنَا ثمَّ ارتحلت لبلده وحملت عَنهُ بعض مُسلم وَغَيره، وَكَانَ نير الشيبة جميل الْوَجْه مهابا حسن السمت ظَاهر الْوَقار. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث أَو أَربع وَخمسين وَلم يخلف هُنَاكَ من يوازيه رَحمَه الله وإيانا. 56 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن بن مَحْمُود بن أبي الْحُسَيْن الْبَهَاء بن الشَّمْس بن الْجمال أبي الثَّنَاء الربعِي البالسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي ابْنه أَحْمد وَأَخُوهُ عبد الرَّحِيم والآتي أَبوهُمَا وَهُوَ سبط السراج بن الملقن. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو عَليّ الشَّمْس السعودي الضَّرِير فقيهنا والعمدة والمنهاج الفرعي وألفية ابْن ملك، وَعرض على جمَاعَة، واشتغل بالفقه على البرهاني البيجوري وَالشَّمْس البرشنسي وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَتزَوج ابْنَته وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي النَّحْو أَيْضا وَسمع على جده لأمه جُزْء الْقَدُورِيّ وَغَيره وعَلى التنوخي جُزْء أبي الجهم وَحدث بذلك سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذتهما عَنهُ، وناب فِي الْقَضَاء للجلال البُلْقِينِيّ فَمن بعده بل بَاشر فِي عدَّة جِهَات تلقاها عَن أَبِيه وَغَيره وسافر إِلَى دمياط وبلاد الصَّعِيد وَكَانَ أصيلا سَاكِنا. مَاتَ) فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة تسع وَخمسين وَدفن عِنْد وَالِده

بِالْقربِ من البلالي من حوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن الشَّمْس البالسي. / فِي مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن فشمس الدّين إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّد بن مَحْمُود لَا وَاسِطَة بَينهمَا بل الْوَاسِطَة إِنَّمَا هُوَ لِابْنِهِ كَمَا مضى قبل. 57 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مودود الشَّمْس الْجَعْفَرِي البُخَارِيّ الْحَنَفِيّ. / استغل ببلاده ثمَّ قدم مَكَّة فجاور بهَا وانتفع النَّاس بِهِ فِي عُلُوم الْمَعْقُول. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين عَن سِتّ وَسبعين سنة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. ورأيته كتب وَهُوَ بِمَكَّة على استدعاء فِي ثَانِي عشر شهر وَفَاته وَقَالَ الجعفر الطياري النجار يَعْنِي الأَصْل الحافظي البُخَارِيّ الْحَنَفِيّ وَأَن مولده فِي رَابِع عشرى رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة. وَله ذكر فِي الأميني يحيى الأقصرائي وَأَنه أجَاز لَهُ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بمنى وَأَنه روى البُخَارِيّ عَن أبي طَاهِر مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ الطاهري الخالدي الأوشي ووالده أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد عَن السراج عمر بن على الْقزْوِينِي بِسَنَدِهِ الَّذِي أوردته فِي التَّارِيخ الْكَبِير سمع مِنْهُ بعضه الْأمين. وَرَأَيْت من زَاد مُحَمَّدًا ثَالِثا فِي أول نسبه فَالله أعلم. 58 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الشَّمْس الْحَنَفِيّ الْمَدْعُو بالشيخ البُخَارِيّ نزيل زَاوِيَة نصر الله بخان الخليلي. / كَانَ فَاضلا أَقرَأ الطّلبَة بِالْقَاهِرَةِ وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُخْتَصر للتفتازاني والعبري شرح الطوالع والمعاني وَالْبَيَان والبديع الزين زَكَرِيَّا وَكَذَا أَخذ عَنهُ فِيهَا خضر بن شماف، وصنف شرحا على دُرَر الْبحار فِي فقه الْحَنَفِيَّة وَآخر على نظم السِّرَاجِيَّة فِي الْفَرَائِض وَكتب أَيْضا فِي أصُول الدّين وانتمى للشمس الرُّومِي الْكَاتِب فامتحن بِسَبَبِهِ وَكَاد ابْن المخلطة أَن يُوقع فِيهِ أمرا بِسَبَب كِتَابه فِي الْأُصُول فحال الْأمين الأقصرائي بَينه وَبَين مُرَاده وسافر عقب ذَلِك فقطن الشَّام وأقرأ الْفُضَلَاء أَيْضا وَمِمَّنْ انْتفع بِهِ هُنَاكَ القَاضِي شمس الدّين بن عيد وَاسْتمرّ هُنَاكَ حَتَّى مَاتَ أَظُنهُ قريب الْخمسين ظنا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الشَّمْس الدِّمَشْقِي بن السلعوس. / هَكَذَا فِي الأنباء بِإِسْقَاط مُحَمَّد الثَّالِث وَقد مضى. 59 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود صائن الدّين الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ / أحد شُهُود الحكم بِدِمَشْق. كَانَ) يُفْتِي ويذاكر. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 60 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود نَاصِر الدّين العجمي الأَصْل السمنودي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مَحْمُود. / حفظ الْقُرْآن وجوده على الشَّيْخ مظفر وتصدر لتعليم الْأَبْنَاء بِبَلَدِهِ

بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ غَالب فقهائه كالتقي العساسي وَولده وخاله الْجلَال الْمحلي وَولي حسبتها وقتا ثمَّ ترك، وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي سنة خمس وَخمسين تَقْرِيبًا وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ. 61 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود أَبُو الْفضل المكراني الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن مَحْمُود. / سمع من التقي الْحرَازِي والعز بن جمَاعَة والموفق الْحَنْبَلِيّ وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِمَا جُزْء ابْن نجيد وَكَانَ أحد الطّلبَة بدرس يلبغا وَيعْمل الْعُمر ويعاني حرفا كَثِيرَة. مَاتَ فِي أثْنَاء سنة أَربع بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مزهر. / فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق. 62 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُسَدّد الصفي بن الشَّمْس الكازروني الْمدنِي / الْآتِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 63 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَدْعُو سعيد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن إِسْمَعِيل بن الْأُسْتَاذ أبي عَليّ الدقاق هُوَ الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِسْحَق بن عبد الرَّحِيم بن إِسْحَق أَو أَحْمد الْعَفِيف أَبُو المحامد بن سعيد الدّين أبي مُحَمَّد بن الضياء البلياني النَّيْسَابُورِي ثمَّ الكازروني الشَّافِعِي. / ولد فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَرْبَعِينَ الْحفاظ الْمزي والبرزالي والذهبي والعلائي وَأَبُو حَيَّان وَابْن الخباز والميدومي وَابْن غالي وَابْنَة الْكَمَال فِي آخَرين وَقَرَأَ على أَبِيه كتبا جمة، وَحج سنة أَربع واربعين ثمَّ توجه لمَكَّة ليحج أَيْضا فأدركه أَجله بِنَجْد فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَدفن هُنَاكَ. ذكره الْعَفِيف الجرهي فِي مشيخته وَقَالَ هُوَ أَو غَيره أَنه صنف الْكثير وَمن ذَلِك شرح البُخَارِيّ وَقَالَ أَنه استمد فِيهِ من ثلثمِائة شرح عَلَيْهِ كَذَا قَالَ وَعمل أَرْبَعِينَ فِي فضل الْعلم سَمعهَا عَلَيْهِ الطاووسي وَجمع أَسَانِيد نفيسة فِي كتاب سَمَّاهُ شعب الْأَسَانِيد فِي رِوَايَة الْكتب وَالْمَسَانِيد، وَذكره التقي الفاسي فِي مَكَّة فَقَالَ: الْعَلامَة الْخَيْر نسيم الدّين أَبُو عبد الله بن الْعَلامَة سعيد الدّين النَّيْسَابُورِي الأَصْل الكازروني المولد وَالدَّار الشَّافِعِي نزيل مَكَّة، هَكَذَا وجدت نسبه لأبي عَليّ الدقاق بِخَط بعض أَصْحَابنَا بل رَأَيْته بِخَطِّهِ فِيمَا أَظن وَذكر أَنه ولد بكازرون من) بِلَاد فَارس سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا واشتغل فِيهَا على أَبِيه بِالْعلمِ وَسمع مِنْهُ بهَا بعض تصانيفه وَأَنه استجاز لَهُ من الْمزي وَغَيره من شُيُوخ دمشق وَهِي عِنْده بكازرون، سَمِعت مِنْهُ شَيْئا من المولد النَّبَوِيّ لِأَبِيهِ وَكَانَ يرويهِ عَنهُ فِيمَا قَالَ وَكَانَ فَاضلا فِي الْعَرَبيَّة ومتعلقاتها مَعَ مُشَاركَة حَسَنَة فِي الْفِقْه وَغَيره وَعبادَة كَثِيرَة وديانة متينة وأخلاق حَسَنَة جاور بِمَكَّة زِيَادَة على عشر سِنِين ملازما لِلْعِبَادَةِ وَالْخَيْر وإفادة الطّلبَة وَسمع بهَا من الْجمال الأميوطي

والعفيف النشاوري ثمَّ توجه من مَكَّة إِلَى بِلَاده بأثر الْحَج من سنة ثَمَان وَتِسْعين فوصل إِلَيْهَا ثمَّ توجه لمَكَّة فأدركه الْأَجَل بلار فِي سنة إِحْدَى وَوصل الْخَبَر بوفاته لمَكَّة فِي الَّتِي تَلِيهَا وَكَانَ زار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فِي طَرِيق الْمَاشِي وَسَهل فِي طريقها أَمَاكِن مستصعبة وَفعل مثل ذَلِك فِي جبلي حراء وثور أجزل الله ثَوَابه على ذَلِك انْتهى. وَفِيه مُخَالفَة لما تقدم فِي مولده ولقبه وَغَيرهمَا وَكَأَنَّهُ اخْتَلَط عَلَيْهِ بِالَّذِي بعده كَمَا اخْتَلَط على غَيره مِمَّا يحْتَاج فيهمَا إِلَى تَحْقِيق. 64 - مُحَمَّد نسيم الدّين أَبُو عبد الله / أَخُو الَّذِي قبله. ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بكازرون من بِلَاد فَارس وَنَشَأ بهَا، وَأَجَازَ لَهُ الْمزي وَغَيره وَسمع الْكثير على أَبِيه وَأخذ عَنهُ وَعَن غَيره الْعلم وبرع فِي الْعَرَبيَّة ومتعلقاتها وشارك فِي الْفِقْه وَغَيره مُشَاركَة حَسَنَة، وَكَانَ كثير الْعِبَادَة والنسك متين الدّيانَة حسن الْأَخْلَاق جاور بِمَكَّة كثيرا وَكَانَ قدومه لَهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَقَرَأَ بهَا على الأميوطي والنشاوري وأقرأ النَّاس وانتفعوا بِهِ وَكَانَ حسن التَّعْلِيم غَايَة فِي الْوَرع فِي عصرنا، ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى بِلَاده فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين فَأَقَامَ بهَا على عَادَته فِي الإسماع والإقراء ثمَّ رَجَعَ مُتَوَجها لمَكَّة فَأدْرك أَجله بلار فِي شَوَّال سنة عشر. ذكره الْعَفِيف الجرهي أَيْضا فِي مشيخته، وأرخ المقريزي وَشَيخنَا فِي إنبائه وَفَاته فِي سنة إِحْدَى زَاد شَيخنَا وَله خمس وَسِتُّونَ سنة وَهِي وَفَاة أَخِيه كَمَا تقدم. 65 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مقلد الْبَدْر الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ. / ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وبرع فِي الْفِقْه والعربية والمعقول ودرس وَأفْتى وناب فِي الحكم بِدِمَشْق ثمَّ اسْتَقل بقضائها نَحْو سنة وَلم تحمد مُبَاشَرَته فعزل، ثمَّ سَار إِلَى الْقَاهِرَة وسعى فأعيد وَرجع إِلَى بَلَده فأدركه أَجله بالرملة فِي أَوَائِل ربيع الآخر سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 66 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن سليم بِفَتْح الْمُهْملَة الججاوي. / كَانَ من أهل الْعلم بالهيئة) وَولي وَظِيفَة التَّوْقِيت بالجامع الْأمَوِي ثمَّ انْتقل إِلَى ججا بَلَده فَمَاتَ هُنَاكَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْ عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 67 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن أَحْمد الشَّمْس الْمحلي الشَّافِعِي سبط أبي عبد الله الغمري وَيعرف كأبيه بِابْن أبي شاذي. / مِمَّن اشْتغل فِي الْفِقْه والنحو قَلِيلا وَقَرَأَ عَليّ فِي التَّقْرِيب للنووي تفهما وَفِي البُخَارِيّ وَسمع مني الْبَاب الأول من تَرْجَمَة النَّوَوِيّ وَغير ذَلِك، وَهُوَ خير عَاقل فهم. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي ظنا سنة ثَلَاث وَتِسْعين رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة.

68 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمرَان خير الدّين أَبُو الْخَيْر بن الشَّمْس الْغَزِّي ثمَّ الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ ابْن عمرَان. / ولد فِي لَيْلَة الْعشْرين من رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بغزة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وتلا بالسبع على أَبِيه وتفقه بالزين قَاسم وَغَيره وَسمع على شَيخنَا فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين ثمَّ على الْجمال بن جمَاعَة والتقي القلقشندي والزينين عبد الرَّحْمَن بن خَلِيل وَعبد الرَّحْمَن بن دَاوُد وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة كأحمد بن حَامِد وَأحمد بن أَحْمد الْأَزْدِيّ وتميز وَولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِبَيْت الْمُقَدّس ثمَّ صرف. وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَكَذَا حج وجاور ثمَّ توجه أَيْضا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا، وَرجع فدام بِبَيْت الْمُقَدّس يدرس ويفتي ويروي حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سلخ رَمَضَان سنة أَربع وَتِسْعين وَدفن من يَوْمه بمقبرة ماملا بِالْقربِ من أَبِيه وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل رَحمَه الله وإيانا. 69 - مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو الوفا / أَخُو الَّذِي قبله. مِمَّن سمع مَعنا بِبَيْت الْمُقَدّس كأخيه على الْجمال بن جمَاعَة والتقي القلقشندي وَأخذ عَن أَبِيه القراآت وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وَأم بقانصوه اليحياوي حِين كَانَ منفيا عِنْدهم. 70 - مُحَمَّد أَبُو الْفَتْح / أَخُو اللَّذين قبله. مِمَّن تشفع وَحفظ الْقُرْآن والبهجة واشتغل وَسمع كأخويه مَعنا بِبَيْت الْمُقَدّس وقطن الْقَاهِرَة وَأم بالزمام. 71 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن أبي وَالِي نَاصِر الدّين وَرُبمَا نسب لجده فَقيل ابْن وَالِي وَقد يُخَفف فَيُقَال بوالي. / ولي الأستادارية الْكُبْرَى بالديار المصرية فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي عوضا عَن أرغون شاه النوروزي ثمَّ ترك حَتَّى ولي أتادارية دمشق وبهامات فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن اللبودي.) ::: 72 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى الشَّمْس الشوبكي الدِّمَشْقِي نزيل مَكَّة / جاور بهَا سِنِين كَثِيرَة على خير وَتزَوج زوج أَخِيه الشهَاب أَحْمد وَولد لَهُ مِنْهَا أَوْلَاد وَكَانَ لَهُ بِالْعلمِ قَلِيل عناية. مَاتَ فِي سادس عشر الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة ذكره الفاسي. 73 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَيْمُون أَبُو عبد الله الأندلسي الجزائري المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الفخار بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة لكَونهَا حِرْفَة جده. / ولد بالجزائر من الْمغرب وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَالْفِقْه ثمَّ تحول إِلَى تلمسان وقطن مُدَّة حَرِيصًا على قِرَاءَة الْعلم على جمَاعَة من شيوخها كقاضي الْجَمَاعَة بهَا أبي عُثْمَان سعيد العقباني ثمَّ وصل إِلَى تونس فَأَقَامَ بهَا سنة أَو أَكثر بِقَلِيل وَحضر مجْلِس ابْن عَرَفَة فَعَظمهُ وَأكْرم مثواه بِحَيْثُ كَانَ يطْلب مِنْهُ الدُّعَاء وَكَذَا حضر مجْلِس قَاضِي الْجَمَاعَة أبي مهْدي عِيسَى الغبريني، ثمَّ ارتحل لِلْحَجِّ فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ أشهرا ثمَّ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة بعد الْحَج

خَمْسَة أَعْوَام يُؤَدب فِيهَا الْأَبْنَاء. ذكره لي أَبُو الطّيب مُحَمَّد بن الزين القيرواني نزيل مصر، وَحكى لي خَلِيل بن هرون الجزائري نزيل مَكَّة عَن رجل أثنى عَلَيْهِ وَوَصفه بالصلاح وَالْخَيْر أَنه كَانَ إِذا لقِيه يَقُول لَهُ أَرَاك مخروطا قَالَ فَقلت فِي نَفسِي كَأَنَّهُ يكاشفني فعزمت على امتحانه فَخرجت فِي اللَّيْل إِلَى بَاب منزلي عُريَانا واستغفرت الهل ثمَّ أَصبَحت فَغَدَوْت عَلَيْهِ فَلَمَّا رَآنِي أعرض عني قَالَ فَقلت لَهُ أيش جرى قَالَ تخرج لباب مَنْزِلك عُريَانا قَالَ استغفرت الله وَقلت لَا أَعُود فَقَالَ لي لَوْلَا الْأَدَب مَعَ الشَّرْع لأخبرت بِمَا يصنع الْإِنْسَان على فرَاشه أَو معنى هَذَا، وَهَذِه منقبة لِابْنِ الفخار، وَكَانَ من الْعلمَاء العاملين الصَّالِحين الأخيار جاور بِمَكَّة من عَام ثَمَانمِائَة ثمَّ توفّي بهَا يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشرى رَمَضَان سنة إِحْدَى وَدفن فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة وَكَانَ يَوْم الْعِيد بالمعلاة. هَكَذَا تَرْجمهُ الفاسي وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَأَنه بلغ السِّتين وَقَالَ شَارك فِي الْفُنُون وَتقدم فِي الْفِقْه مَعَ الدّين وَالصَّلَاح وَكَانَ ابْن عَرَفَة يعظمه وَذكرت لَهُ كرامات وأظن أَنِّي اجْتمعت بِهِ أول السّنة رَحمَه الله وإيانا. 74 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي نصر الشَّمْس الْأنْصَارِيّ الإيجي وَالِد القطب مُحَمَّد الْمَاضِي / كَانَ رجلا صَالحا من أَصْحَاب الخوافي. وَمَات بِمَكَّة سنة سِتِّينَ رَحمَه الله. 75 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن الشّرف هبة الله بن النَّجْم الصَّدْر بن نَاصِر الدّين بن الشّرف الْجُهَنِيّ الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي وَالِد عمر الْمَاضِي والآتي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن الْبَارِزِيّ وَهُوَ بِابْن هبة الله. / ولد فِي ثَالِث عشر رَجَب سنة سبع وَثَمَانمِائَة بحماة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو على الْعَلَاء بن عَائِشَة وَغَيره والمنهاج وَعرضه بالاقهرة فِي شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والبيجوري وَالشَّمْس بن الديري بل كَانَ أكمال حفظه عِنْد ثانيهم وأجازوه وَسمع على شَيخنَا والزين الزَّرْكَشِيّ وببلده على جمَاعَة كالشهاب بن الرسام والنور بن خطيب الدهشة وَعَلِيهِ وعَلى وَالِده اشْتغل فِي الْفِقْه وَكَذَا بحمص على الْبُرْهَان النقيراوي وبالقاهرة على البيجوري والقاياتي وَعنهُ أَخذ فِي الْأُصُول أَيْضا واشتغل فِي النَّحْو على الْبَدْر الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ وَنَقله من دمشق إِلَى حماة وَأحسن إِلَيْهِ وزوجه بهَا ورتب لَهُ مَا يَكْفِيهِ جَريا على عَادَة الرؤساء وَولي قَضَاء بَلَده بعد الشهَاب الزُّهْرِيّ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين عقب تسلطن الظَّاهِر جقمق بعناية قَرِيبه الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ ولامه أَبوهُ على الدُّخُول فِي الْقَضَاء بل هجره أَرْبَعَة أشهر حَتَّى ترضاه فَأَقَامَ فِيهِ نَحْو خمس عشرَة سنة وأضيفت إِلَيْهِ فِي أَثْنَائِهَا كِتَابَة سرها ثمَّ انْفَصل

عَن الْقَضَاء خَاصَّة بالزين بن الخرزي وَكَذَا ولي بهَا تدريس الخطيبية والقرناصية وخطب بجامعها الْكَبِير بل ولي أَيْضا كِتَابَة سر حلب فِي سنة سبع وَسِتِّينَ عوضا عَن النُّور المعري فَأَقَامَ فِيهَا زِيَادَة على سنة وراسل فِي الاستعفاء بعد موت نائبها جَانِبك التاجي لكَونه هُوَ الْبَاعِث لَهُ على قبُوله أَولا لما بَينهمَا من الألفة حِين كَانَ نَائِبا عِنْدهم بحماة فأعيد ابْن المعري وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَآخر مَا دَخلهَا فِي سنة سِتِّينَ وَمَعَهُ ابناه عمر وَآخر أَصْغَر مِنْهُ فَكَانَت منية ثَانِيهمَا بهَا فجزع عَلَيْهِ شَدِيدا وَزَاد احتراقه عَلَيْهِ وَدَفنه بمقبرة الْبَارِزِيّ عِنْد ضريح الشَّافِعِي من القرافة وَرجع قبل استكماله فِيهَا شهرا إِلَى بَلَده وَكَذَا حج مَعَ وَالِده فِي سنة تسع عشرَة ثمَّ بِنَفسِهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وزار بَيت الْمُقَدّس، وتولع بفن الْأَدَب وَاخْتصرَ مصَارِع الْعشَاء وَسَماهُ الْفَائِق من المصارع وَعمل مجموعا من كَلَام عشرَة من الشُّعَرَاء سَمَّاهُ انْشِرَاح الصَّدْر وَكَذَا لَهُ الْحسن الْجَمِيل من أَخْبَار القيسين وَجَمِيل وترسلات ومجاميع. ولقيته فِي رجوعي من حلب فَقَرَأت عَلَيْهِ شَيْئا بإجازته من الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وكتبت عَنهُ أَشْيَاء مِنْهَا قَوْله يَسْتَدْعِي بعض أحبابه إِلَى بُسْتَان: (حَدِيقَتِي قد حكى الزرقا بنفسجها ... والنرجس الغض فِيهَا أشبه الشهبا) (فَاحْضُرْ وَلَا تخش يَا غُصْن الأراكة من ... لسن الوشاة وَلَا من أعين الرقبا) وَكَذَا من نظمه فِي الْبِطِّيخ الْحَمَوِيّ الكمالي وَهُوَ على خلقَة ضميري مصري مُخَاطبا لقريبه) الكمالي: (تاه على الْبِطِّيخ جمعا سَيِّدي ... بطيخنا بِسَائِر الْخِصَال) (لَكِن طأطأ لضميري رَأسه ... لقُرْبه الْيَوْم من الْكَمَال) وَله مطارحات مَعَ غير وَاحِد من الشُّعَرَاء، وَحدث عَنهُ أَبوهُ فِي حَيَاته بِشَيْء من نظمه مِمَّا كتبه عَنهُ البقاعي وَغَيره، وَكَانَ أديبا فَاضلا بارعا ذَا ذوق ولطف وبيته عَال فِي الرياسة والحشمة وَقد رغب لِابْنِهِ السراج عمر عَن وَظِيفَة كِتَابَة سر بَلَده، وَتوجه لِلْحَجِّ ثمَّ عَاد وَهُوَ متعلل فاستمر أشهرا، وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر أَو تَاسِع ربيع الثَّانِي سنة خمس وَسبعين وَدفن بمقابر الشَّيْخ عمر بمَكَان أعده لَهُ هُنَاكَ رَحمَه الله وإيانا. 76 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هِلَال بن عَليّ بن صَفْوَان بن تامر بن مَنْصُور العامري الباعوني الأَصْل القاهري القادري وَيعرف بِابْن هِلَال / من نفر يُقَال لَهُم بَنو عَامر بباعونة من أَعمال صفد. ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي الجمالية المستجدة فِي رَمَضَان على الْعَادة وَقَرَأَ دروسا فِي التبريزي على الشَّمْس البوصيري ولازمه كثيرا وَكَذَا لَازم الْجمال يُوسُف الصفي وَغَيرهمَا وَسمع على

الفوى وَشَيخنَا وَغَيرهمَا وَمن لفظ الكلوتاتي، وَحج وجاور وَأقَام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة أَيَّامًا، وزار بَيت الْمُقَدّس وباشر التقدمة بِأَبْوَاب الْوُلَاة كسلفه وَلَكِن غلب عَلَيْهِ الْخَيْر وَحل عَلَيْهِ نظر السادات فَكَانَ مَعَ ذَلِك يلازم الْجَمَاعَة وَيشْهد مجَالِس الْخَيْر مَعَ لطافة عشرَة وَأنس خدمَة لمن ينتسب للْعلم وَالصَّلَاح وَهُوَ مِمَّن صحب إِمَام الكاملية سفرا وحضرا وَأكْثر من التَّرَدُّد إِلَيّ ثمَّ أعرض عَن التقدمة وأقلع عَنْهَا أصلا ولازم طَرِيقَته فِي الْخَيْر إِلَى أَن تعلل مديدة ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 77 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَرقم أَبُو الْقَاسِم الأندلسي / قَاضِي وادياش ومؤرخها. مَاتَ بهَا فِي تَاسِع عشرى شعْبَان سنة سبع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن عزم. 78 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الشَّيْخ أبي عبد الله بن أبي زَكَرِيَّا الْحكمِي / نِسْبَة إِلَى الحكم بن سعد الْعَشِيرَة بن مذْحج وَبَنُو حكم قَبيلَة دخلُوا جَزِيرَة الأندلس مَعَ الْجَيْش الَّذين افتتحوها فاستوطنوا هُنَاكَ الأندلسي الغرناطي الْمَالِكِي وَيعرف باللبسي بِفَتْح اللَّام الْمُشَدّدَة وَالْمُوَحَّدَة وَتَشْديد) الْمُهْملَة الْمَكْسُورَة نِسْبَة إِلَى لبسة حصن من مُعَاملَة وَادي آش. ولد سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة واشتغل بالعلوم وَقدم الْقَاهِرَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فَأخذ عَن شَيخنَا وَظَهَرت لَهُ فضائله فَنَوَّهَ بِهِ عِنْد الْأَشْرَف حَتَّى ولاه فِي الَّتِي تَلِيهَا قَضَاء الْمَالِكِيَّة بحماة فحمدت سيرته جدا وَسَار سيرة السّلف الصَّالح ثمَّ حنق على نائبها فِي بعض الْأُمُور فسافر إِلَى حلب مظْهرا إِرَادَة السماع على احافظها الْبُرْهَان فوصلها فِي شَوَّال سنة تسع وَثَلَاثِينَ فأنزله عِنْده فِي الْمدرسَة الشرفية بِبَيْت وَلَده أبي ذَر حَتَّى حمل عَنهُ أَشْيَاء وَوَصفه كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي بعض مجاميعه بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة ذِي الْفُنُون قَاضِي الْجَمَاعَة وَقَالَ إِنَّه إِنْسَان حسن إِمَام فِي عُلُوم مِنْهَا الْفِقْه والنحو وأصول الدّين وَغير ذَلِك نظيف اللِّسَان مُعظم للأئمة وَأهل الْعلم وَالْخَيْر مستحضر للتاريخ ولعلوم كَأَنَّهَا بَين عَيْنَيْهِ مَعَ التؤدة والسكون وشبع النَّفس وَكَانَ فِي السّنة قبلهَا ورد الْقُدس فَقَرَأَ على الْعِزّ الْقُدسِي وَوَصفه أَيْضا بعلامة دهره وخلاصة عصره وَعين زَمَانه وإنسان أَو أَنه جَامع أشتات الْعُلُوم وفريد معرفَة كل منثور ومنظوم قَاضِي الْقُضَاة لَا زَالَت رايات الْإِسْلَام بِهِ منصورة وأعلام الْإِيمَان بِهِ منشورة ووجوه الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة بِحسن نظره محبورة، وَكَذَا قَرَأَ على الشَّمْس بن الْمصْرِيّ ثمَّ سَافر إِلَى بِلَاد الرّوم فَمَاتَ ببرصا مِنْهَا فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ، وَقد ذكره شَيخنَا

فِي إنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ: الشَّيْخ شمس الدّين المغربي الأندلسي النَّحْوِيّ ولي قَضَاء حماة وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ توجه إِلَى الرّوم فَأَقَامَ بهَا وَأَقْبل النَّاس عَلَيْهِ وَكَانَ شعلة نَار فِي الذكاء كثير الاستحضار عَارِفًا بعدة عُلُوم خُصُوصا الْعَرَبيَّة وَقد قَرَأَ عَليّ فِي عُلُوم الحَدِيث وَكَانَ حسن الْفَهم رَحمَه الله وإيانا. 79 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مخلوف تَاج العارفين أَبُو المحاسن بن زين العابدين بن الشّرف الْمَنَاوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده والماضي شقيقه عَليّ وَهَذَا أكبرهما سبط الشهَاب الشطنوفي. / ولد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والبهجة وكتبا وَعرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة واشتغل قَلِيلا وَحضر كثيرا من مجَالِس جده وَأَبِيهِ وَاسْتقر هُوَ وَأَخُوهُ فِي أَكثر جِهَات أَبِيهِمَا وَعَلِيهِ خفر وَأنس وروح لكنه فِي ضيق وتقلل بِحَيْثُ نزل عَن الْفَاضِلِيَّةِ وَغَيرهَا خُصُوصا بعد محنة صهره أبي زَوجته الْجمال إِبْرَاهِيم بن القلقشندي فَإِنَّهُ كَانَ يرتفق فِي الْجُمْلَة. 80 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن الْعِزّ بن المحيوي أبي زَكَرِيَّا السكندري ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن المخلطة بخاء مُعْجمَة وَلَام مُشَدّدَة مَكْسُورَة ثمَّ طاء مُهْملَة / وَهِي أم أحد آبَائِهِ. ولد قَرِيبا من سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض على جمَاعَة وَسمع على السويداوي والشرف بن الكويك وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ والكمال بن خير فِي آخَرين حَتَّى سمع على ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان. وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَالْجمال بن ظهيرة والزين مُحَمَّد بن أَحْمد الطَّبَرِيّ ورقية ابْنة يحيى المدنية وَجَمَاعَة واشتغل بالفقه وَغَيره على أَئِمَّة عصره كالجمال الأقفهسي والبساطي وَمن هُوَ أقدم مِنْهُمَا وَأخذ إقليدس عَن الْجمال المارداني وتميز وناب فِي الْقَضَاء قَدِيما فِي سنة سبع عشرَة وتصدى لذَلِك وراج أمره فِيهِ لمعرفته بِالْأَحْكَامِ ودربته فِيهَا واستحضاره لفروع مذْهبه لكنه كَانَ مقداما بِحَيْثُ ينْدب لتعازيز ذَوي الوجاهات ويفحش فِي شَأْنهمْ مِمَّا كَانَ الْأَنْسَب خِلَافه، وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بالأشرفية برسباي بعد الزين عبَادَة ثمَّ نزع مِنْهُ لِوَلَدَيْهِ عملا بِشَرْط الْوَاقِف بعناية شيخ الْمَكَان وَرُبمَا أَقرَأ فِي الْفِقْه وَأفْتى وَحدث كتبت عَنهُ، وَحج فِيمَا عَلمته صُحْبَة الركب الرجبي سنة ثَلَاث وَخمسين وَلما اسْتَقر الْأَشْرَف إينال ولاه نظر البيمارستان لاختصاصه بِهِ عوضا عَن الشّرف الْأنْصَارِيّ فَلم تطل مدَّته وَمَات عَن قرب بعد أَن ذكر للْقَضَاء الْأَكْبَر فِي ربيع سنة ثَمَان وَخمسين وَكَانَ يَوْمًا صعبا لشدَّة مَا فِيهِ من السمُوم وَالرِّيح الْحَار وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء عَفا الله عَنهُ.

81 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن يُونُس بن أَحْمد بن صَلَاح نَاصِر الدّين بن الشّرف بن المحيوي أبي زَكَرِيَّا بن الشّرف أبي النُّون الْعقيلِيّ القلقشندي الْمصْرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالقلقشندي. / ولد سنة تسعين وَسَبْعمائة وَقَالَ مرّة أَنه فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ وَالْأول أصح بِمصْر وَحفظ الْقُرْآن وكتبا عرض بَعْضهَا على البُلْقِينِيّ والعراقي وَأَجَازَ لَهُ، وَسمع على الْمُطَرز والحافظين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والأبناسي والشرف الْقُدسِي والنجم البالسي والتنوخي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ الصَّحِيح وجزء أبي الجهم وَالشَّمْس بن مكين الْمَالِكِي والسويداوي وَالْفَخْر القاياتي وَجَمَاعَة، وَحج مَعَ أَبِيه فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة وجاور وَسمع من مجاورته على ابْن صديق الصَّحِيح وَغَيره وَكَذَا جاور بعْدهَا وَسمع بهَا على الزين المراغي واشتغل بهَا وبالقاهرة فِي الْفِقْه وَغَيره وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي الْفِقْه بِمَكَّة الْجمال بن ظهيرة والفرائض والحساب والجبر حُسَيْن الزمزمي والفرائض وَنَحْوهَا بِالْقَاهِرَةِ ابْن المجدي) ولازم الشهَاب الطنتدائي وَالشَّمْس البوصيري والغراقي واعتنى بِالْمُبَاشرَةِ عِنْد الْأُمَرَاء بل وَقع فِي الدرج وَجلسَ مَعَ الشُّهُود بميدان الْقَمْح، وَكَانَ ذكيا يقظا كيسا بارعا حسن المحادثة حدث باليسير وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء. وَمَات فِي ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين بإسكندرية على مَا بَلغنِي رَحمَه الله وإيانا. وَقد ترجمت جد أَبِيه فِي مَوضِع آخر. 82 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يس بن حُسَيْن المغربي الْبُحَيْرِي الأَصْل الصويني نِسْبَة لصوينة من أَعمال برهمتوش من الشرقية القاهري الْمَالِك. / ولد بصوينة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء عَاشر الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين وَثَمَانمِائَة واشتغل بالفقه والعربية والتصوف على الشَّمْس البرموني نزيل زَاوِيَة الْحَنَفِيّ وتولع بالنظم وَكتب إِلَيّ استدعاء نظما وأجبته وَسمع مني المسلسل. 83 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يس بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الْبَدْر أَبُو الْفضل بن الشَّمْس أبي عبد الله الْأَزْهَرِي القاهري الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كأبيه بَان يس. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض عَليّ فِي الْجَمَاعَة واشتغل بالفقه والعربية على مدرسي الْوَقْت. 84 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْبَدْر الجعبري الدِّمَشْقِي / سمع من جمَاعَة واشتغل بِالْعلمِ وَولي بعض مدارس دمشق وَنظر الأسرى وَغَيرهَا بل قَضَاء صفد وَكَانَ مشكور السِّيرَة مائلا لمَذْهَب الظَّاهِر. مَاتَ فِي شَوَّال سنة عشر. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 85 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِأبي

شامة. / ولد سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا، وَكَانَ يذكر أَنه سمع الصَّحِيح بِجَامِع دمشق سنة سِتّ وَثَمَانِينَ على سِتَّة عشر شَيخا مِنْهُم يحيى بن يُوسُف الرَّحبِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عوض وَأحمد بن مَحْبُوب والكمال بن النّحاس وَأَبُو المحاسن يُوسُف بن الصَّيْرَفِي وَأَنه سمع صَحِيح بن خُزَيْمَة من الْمُحب الصَّامِت. وَأخذ عَنهُ غير وَاحِد من أَصْحَابنَا وَفِي أنباء شَيخنَا مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس أَبُو شامة الشَّامي كَانَ يزْعم أَنه أَنْصَارِي ولي قَضَاء طرابلس وَكِتَابَة سرها ثمَّ وكَالَة بَيت المَال بِدِمَشْق وَقبل ذَلِك ولي بهَا أَمَانَة الحكم بل نَاب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ، وَكَانَ كثير السّكُون مَعَ إقدام وجرأة وَقد خمل فِي آخر دولة الْأَشْرَف وتغيب مُدَّة ثمَّ ظهر فِي دولة الظَّاهِر وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَأَرْبَعين وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس فأظنه هَذَا حصل السَّهْو فِي اسْم أَبِيه وجده فيحرر.) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن حاجي الْجمال التوريزي. / مضى بِزِيَادَة مُحَمَّد ثَالِث قبل يُوسُف. 86 - مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف بن حُسَيْن الْجمال الحسني الحصنكيفي الأَصْل الْمَكِّيّ ابْن أخي أَحْمد الْمَاضِي هُوَ وجده حُسَيْن والآتي أَبوهُمَا يُوسُف. / ولد كَمَا كَانَ يَقُول فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة ونوزع فِيهِ وَأَنه بعد ذَلِك وباشر التأذين بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام ومشيخة الْقُرَّاء بِهِ وبالمحافل سِيمَا عِنْد الْقُبُور ثمَّ رغب عَن وَظِيفَة الْأَذَان وَاسْتمرّ على المشيخة حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين. 87 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن سعيد الصّلاح أَبُو عبد الله وَرُبمَا لقب قبل بالصدر ابْن الشَّيْخ الْفَاضِل الْمُقْرِئ المجود الشَّمْس أبي عبد الله بن الْجمال الطرابلسي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف فِي بَلَده بِابْن الْمُقْرِئ وَفِي غَيرهَا بالطرابلسي / ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بطرابلس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبية وألفية الحَدِيث وَالْمُخْتَار وأصول الأخسيكتي الْمُنْتَخب والملحة وَعرض بهَا وبالقاهرة حِين أحضرهُ أَبوهُ إِلَيْهَا فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين على جمَاعَة مِنْهُم فِي بَلَده الشَّمْس بن زهرَة والحمصي وَمُحَمّد بن عمر النيني الشافعيون وَحسن بن أَحْمد النويري وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْمعبر وَعلي بن مُحَمَّد بن فتح الْموصِلِي الناصح الحنفيون وَأَبُو بكر بن مُحَمَّد بن الصَّدْر الْحَنْبَلِيّ وَفِي الْقَاهِرَة شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والبوتيجي والعز بن عبد السَّلَام والسيرجي الشافعيون والعيني وَابْن الديري والأقصرائي والشمني وَابْن عبيد الله ونظام الحنفيون وَابْن التنسي وَابْن المخلطة وَيَعْقُوب المالكيون والبدر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وفخر الدّين العجمي وأجازوه إِلَّا من رقم عَلَيْهِ من الْفَرِيقَيْنِ، رَجَعَ إِلَى بَلَده فَكَانَ يحضر دروس عالمها ابْن

زهرَة لعدم حَنَفِيّ بهَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ فِي بعض تصانيفه وَلم يلبث أَن مَاتَ فَصَارَ يجْتَمع عَلَيْهِ جمَاعَة من طلبة الْحَنَفِيَّة مَعَ علمه بِنَقص نَفسه فِي الْمَذْهَب حَتَّى كَانَ ذَلِك حَامِلا لَهُ على الرُّجُوع إِلَى الديار المصرية فوصلها فِي سنة سبع وَخمسين فَنزل النظامية تَحت القلعة ولازم الْأمين الأقصرائي أتم مُلَازمَة حَتَّى أَخذ عَنهُ كتبا جمة مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع فِي فنون كَثِيرَة دراية وَرِوَايَة وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَمِمَّا أَخذه عَنهُ شرح الْمجمع لِابْنِ فرشتا وَبَعض كل من شرح الْكَنْز للفخر الزَّيْلَعِيّ وَالْهِدَايَة وتحفة الْحَرِيص شرح التَّلْخِيص للعلاء بن بلبان وشرحي الْمُغنِي للسراج الْهِنْدِيّ وللقاغاني وشروح الْمنَار للقوام الكاكي ولأكمل الدّين وللمصنف وَهُوَ الْكَشْف الصَّغِير) وَمتْن الْمنَار والكنز والتوضيح والتلويح والعضد وحاشيته السعدية وَشرح العقائد وَابْن عقيل على الألفية والكشاف وَغير ذَلِك دراية بل وَالْكثير من ذَلِك وَمن غَيره أكمله عَلَيْهِ وَفِيه مَا تكَرر لَهُ أَخذه وصحيح البُخَارِيّ والتذكرة للقرطبي ومختصر جَامع الْأُصُول للشرف الْبَارِزِيّ وغالب مُسلم والشفا وَالْبَعْض من كل من شرح مَعَاني الْآثَار والمصابيح ومسند أبي حنيفَة للحارثي وَغَيرهَا رِوَايَة مَعَ أَخذه فِي غُضُون ذَلِك من ابْن الديري مَا بَين سَماع وَقِرَاءَة قِطْعَة من كل من التَّحْقِيق فِي أصُول الْفِقْه والفتاوى التاتارخانية وَالْهِدَايَة ومؤلفه الْكَوَاكِب النيرات وَكتبه بِخَطِّهِ وَجَمِيع قصيدته النعمانية وَغَيرهَا دراية وَالْبَعْض من كل من الصَّحِيحَيْنِ والشفا وَغَيرهَا رِوَايَة وَأَجَازَ لَهُ أَولهمَا سنة سِتِّينَ ثمَّ فِي سنة سبعين فِي الإقراء لعلمه بِكَمَال أَهْلِيَّته وجودة قريحته وَقُوَّة بصيرته وَوَصفه بالعلامة وَمرَّة بالعالم الْعَامِل الْوَرع الزَّاهِد الْمُحَقق المدقق الحبر الفهامة جَامع أشتات الْفَضَائِل بِأَحْسَن الخصائل الراقي دَرَجَات المتقنين سَيِّدي الشَّيْخ بل إجَازَة فِي الإقراء لما شَاءَ من الْكتب المذهبية والألفاظ الْعَرَبيَّة وَمَا يتَعَلَّق بهما من الْعُلُوم الشَّرِيفَة وَفِي الْإِفْتَاء والألفاظ الْعَرَبيَّة وَمَا يتَعَلَّق بهما من الْعُلُوم الشَّرِيفَة وَفِي الْإِفْتَاء بِشُرُوطِهِ الْمُعْتَبرَة لما علم من كَمَال أَهْلِيَّته وجودة قريحته واستقامة أريحيته مَعَ وَصيته بتقوى الله فِي سره وعلانيته وَكَذَا أذن لَهُ ثَانِيهمَا فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِجَمِيعِ مروياته وَمَا ينْسب إِلَيْهِ وَفِي الإقراء لما تبين لَهُ بمذاكرته وَسَمَاع كَلَامه من جودة فهمه وَحسن طَرِيقَته بل أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء لما يتحققه ويتحرر عِنْده وَوَصفه بالشيخ الْعَالم المحصل وكاذ أَخذ يَسِيرا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَأَجَازَ لَهُ بالمجمع وَسَائِر مروياته وَعَن التقي الشمني وَغَيرهم لَكِن يَسِيرا وَسمع ختم البُخَارِيّ بالكاملية على مَشَايِخ بِقِرَاءَة الديمي وأشير إِلَيْهِ باستحضار فروع مذْهبه مَعَ الْمُشَاركَة فِي غَيره وتنزل بعناية شَيْخه الْأمين فِي كثير من الْجِهَات وترتب لَهُ فِي الجوالي

وَغَيرهَا وَأخذ فِي التَّحْصِيل والتضييق حَتَّى استنزل حَافظ الدّين بن الجلالي فِي مرض مَوته عَن تدريس الْحَنَفِيَّة بالألجيهية وخطابتها مَعَ خطابة البرقوقية وتحول لقاعة مشيخة الأولى بعد مَوته وَكَذَا استنزل أَبَا السعادات البُلْقِينِيّ وَابْن عَم وَالِده فتح الدّين عَن تدريس الحَدِيث بالقانبيهية وَصَارَ بِأخرَة يكْتب على الفناوي بِإِشَارَة شَيْخه الْأمين والتنويه بِهِ ولازم خدمته فِي التهنئة وَغَيرهَا بِحَيْثُ عرف بِهِ وترقى بذلك مَعَ سرعَة حركته فِي الْكَلَام ومبادرته للكتابة فَلَمَّا مَاتَ اسْتَقر فِي تدريس الْفِقْه بالصرغتمشية ثمَّ أخذت مِنْهُ للتاج بن عربشاه لما أعْطى الأشرفية) برسباي تدريسا ومشيخة بعد التغيظ على الإِمَام الكركي إِلَى غَيرهَا من الْجِهَات وَلَزِمَه الطّلبَة الظواهرية وَصَارَ الْمعول فِي الْفَتَاوَى عَلَيْهِ لتقدمه بِمُجَرَّد الاستحضار وَإِن كَانَ فيهم من هُوَ أمتن مِنْهُ تَحْقِيقا وَأحسن كلَاما وتصورا وَلذَا كَانَ الأمشاطي قبل الْقَضَاء وَبعده يحضه على التَّأَمُّل والتدبر وينهاه عَن سرعَة الْحَرَكَة فِي الْكَلَام وَالْكِتَابَة بِحَيْثُ قدم الشَّمْس الْغَزِّي لذَلِك وَرجحه عَلَيْهِ وَكَانَ ذَلِك الْحجَّة فِي تَوليته لقَضَاء الْحَنَفِيَّة سِيمَا وَالْملك عَارِف بِسُرْعَة هَذَا، وَقد تنَازع مَعَ ابْن الْغَرْس فِي الْجُلُوس مرّة بعد أُخْرَى بِحَيْثُ تحامى الْبَدْر الْحُضُور مَعَه، هَذَا مَعَ عدم تحاشيه عَن التَّوَجُّه لبَعض الْأُمَرَاء فَمن دونهم للْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَذكره بِعَدَمِ التبسط فِي معيشته وَكَثْرَة متحصله وَعدم مَشْيه الْمُنَاسب لما صَار إِلَيْهِ، وَقد حج غير مرّة مِنْهَا مَعَ قجماس سنة تَأمره على الْمحمل وَكَانَت تقع بَينه وَبَين الشَّمْس النوبي فِي هَذِه السفرة وَمَا يقاربها عِنْد الْأَمِير مجادلات وَأُمُور غير مرضية وَلَكِن ذَاك فِي الْجُمْلَة أشبه. 88 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْكَرِيم الْبَدْر بن الْكَمَال بن الْجمال بن كَاتب جكم / الْآتِي أَبوهُ وجده. ولد وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع والكافية وَالتَّلْخِيص، وَعرض على جمَاعَة وتدرب بالزين السنتاوي فقيهه فِي الِاشْتِغَال بِحَيْثُ عمل لَهُ حِين خَتمه عَلَيْهِ للمنهاج إجلاسا حافلا بالأزهر حَضَره الأكابر وَأدّى فِيهِ من حفظه الْمجْلس الَّذِي عمله أخي فِي أول مختومه ثمَّ ترقى للْقِرَاءَة عَليّ الْبكْرِيّ وَكَانَ يَوْم خَتمه أَيْضا حافلا استدعى لَهُ فِيهِ بالبيبرسية غَالب المدرسين وَكنت مِمَّن استدعى لَهُ فِي الْيَوْمَيْنِ فَلم أحضر وَاحِدًا مِنْهُمَا، وَأذن لَهُ الْبكْرِيّ يَوْمئِذٍ فِي التدريس والإفتاء بصرة فِيهَا فِيمَا قيل عشرَة آلَاف دِرْهَم وَكَذَا قَرَأَ على كل من الْجَوْجَرِيّ والكمال بن أبي شرِيف فِي شرح جمع الْجَوَامِع للمحلي وَأخذ عَن الزيني زَكَرِيَّا وَعرف بالذكاء فدرس فِي سنة تسعين بمدرسة جدة الْمِنْهَاج تقسيما

لَازم حُضُوره الْكَمَال الطَّوِيل والحليبي وَأَحْيَانا مجلى وَابْن قريبَة وَرُبمَا حضر الْخَطِيب الوزيري ثمَّ اسْتمرّ يقسم كل سنة لَكِن بالأزهر ويحضر فِي ختومه الأكابر وَيفِيض على الْقُرَّاء الْخلْع ويجيز الشُّعَرَاء والوعاظ وَغَيرهم وَحمد بذلك وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَلَاح الدّين القليوبي كَاتب الْغَيْبَة طَبَقَات السُّبْكِيّ الْكُبْرَى وَهُوَ من ملازميه والمتضلعين مَعَ شدَّة حرصه على مداومة سماطه فِي رَمَضَان مَعَ ثروته لشحه وسفالة نَفسه. وَبِالْجُمْلَةِ فالبدر ذكي وَلكنه اكْتسب من الْمشَار إِلَيْهِم إقداما بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك وَسِيلَة لتعرضه لِابْنِ قَاسم وَقبل ذَلِك لشيخه الْبكْرِيّ مَعَ كَونه حَاضرا مَعَه فِي بعض) ختومه وَكَانَ عِنْده قبل هَذَا بِوَاسِطَة تربية أغا ياقوت أدب وتأكد مَا تجدّد حِين ولي نظر الْجَيْش وَلم ينْتج حَاله وَمن فعله النَّاشِئ عَن سرعته إهانته للشاعر عبيد السلموني حَتَّى أَنه أَشَارَ إِلَيْهِ فِي ختم عِنْد القطب الخيضري كَانَ حَاضرا فِيهِ بقوله: (فيالك قطب دونه الشَّمْس فِي الضيا ... وَدون سنا عليائه الْبَدْر آفل) وَمِنْهَا: (أَلا هَكَذَا فليطلب الْمجد والعلى ... وَإِلَّا فمجد الجاه وَالْمَال مائل) (لَئِن كَانَ علم الْمَرْء بالجاه والغنى ... فَمَا السَّيْف إِلَّا غمده والحمائل) وَمِنْهَا: (فواحرباكم عز بالجاه جَاهِل ... وَكم نَالَ مِنْهُ مَا أَرَادَ أراذل) وَمَا أحسن صَنِيع الزيني بن مزهر حِين حضر إِلَيْهِ الْمشَار إِلَيْهِ بقصيدة فِي بعض ختومه فَأَخذهَا حِين علم تعرضه لهَذَا وَكَانَ أَيْضا حَاضرا وَمَا مكن من إنشادها وَكَذَا لما وَقع بَينه وَبَين ابْن قَاسم فِي مدرسته وَقَامَ هَذَا عَن الْمجْلس أرسل بِابْن قَاسم إِلَيْهِ فَكَانَ ذَلِك عين الرياسة وَإِن تضمن نقصا وَهُوَ الْآن مَصْرُوف عَن نظر الْجَيْش بِعَمِّهِ. وصاهر وَهُوَ كَذَلِك البدري بن الجيعان على ابْنَته بعد ابْن عَم أَبِيهَا التاجي. 89 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن خضر المحيوي بن التَّاج بن الْجمال أبي المحاسن الْكرْدِي الأَصْل الكرواني الأَصْل الْقَرَافِيّ ثمَّ الفوى الشَّافِعِي أَخُو عَليّ الْمَاضِي والآتي أَبوهُمَا وَيعرف كجده بِابْن العجمي. / ولد فِي لَيْلَة النّصْف من جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بالقرافة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على جمَاعَة مِنْهُم عَمه الْبَدْر وَحفظ الْعُمْدَة والبداية فِي اخْتِصَار الْغَايَة وَبَعض الْمِنْهَاج وَعرض بَعْضهَا على الْعِمَاد الباريني وَغَيره وتفقه بِالنورِ الأدمِيّ وَالْجمال السمنودي وَغَيرهمَا وَحضر ميعاد السراج البُلْقِينِيّ فِي قَوْله وَإِذا وَقع القَوْل عَلَيْهِم أخرجنَا لَهُم دَابَّة من الأَرْض تكلمهم وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء مؤرخ بثاني ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة جمَاعَة كَابْن صديق والشهاب أَحْمد بن عَليّ الْحُسَيْنِي وَأبي بكر بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي وَخَدِيجَة ابْنة إِبْرَاهِيم بن سُلْطَان وَأبي حَفْص عمر بن مُحَمَّد البالسي وَابْن قوام وَابْن منيع.

قطن فوة دهرا ولقيته بهَا فَقَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَبَالغ فِي الْإِكْرَام والاغتباط، وَكَانَ خيرا مستحضرا لجملة من الحَدِيث وَالشعر والمواعظ ذَا سمت حسن ووضاءة وَأَتْبَاع) ومريدين مشارا إِلَيْهِ بالجلالة والتعظيم بعيد الصيت مَقْبُول الرسائل لإيجابي فِي الْحق أحدا انْتفع بِهِ أهل تِلْكَ النواحي. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَخمسين بفوة وَدفن بزاوية إِقَامَته مِنْهَا رَحمَه الله وإيانا. 90 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الكيال وبابن الذَّهَبِيّ. / ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع على ابْن أميلة ثامن المحامليات وعَلى عبد الرَّحْمَن بن غَنَائِم التدمري بعض مُسلم وعَلى الْمُحب الصَّامِت وَآخَرين، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ ينزل بالقبيبات وَمَعَهُ أَذَان الْجَامِع الْأمَوِي، مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخه ابْن اللبودي. 91 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن معالي الْجمال أَو الشَّمْس أَبُو عبد الله وَأَبُو بكر بن الشَّمْس أبي الْفضل الزعيفريني الْمدنِي ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ ولد فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وتحول مِنْهَا وَهُوَ ابْن خمس مَعَ أَبَوَيْهِ إِلَى مَكَّة فحفظ الْقُرْآن ثمَّ الْمُخْتَار والمنتخب فِي أصُول الْفِقْه والفيني الحَدِيث والنحو وَالْفِقْه الْأَكْبَر فِي أصُول الدّين وإيساغوجي، وَعرض على البرهاني بن ظهيرة وَغَيره وَقَرَأَ فِي الِابْتِدَاء على الزين الهمامي فِي النَّحْو بل هُوَ الَّذِي حنفه وَإِلَّا فَإِنَّهُ ابْتَدَأَ شافعيا كسلفه وَقَرَأَ فِي الْمِنْهَاج إِلَى شُرُوط الصَّلَاة ثمَّ أَخذ النَّحْو بِتَمَامِهِ عَن المحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي ولازم قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة ثمَّ وَلَده فِي الْفِقْه وَكَذَا قَرَأَ على الْفَخر عُثْمَان الطرابلسي حِين جاور بهَا وَأخذ النَّحْو وَالْأُصُول وَغَيرهمَا عَن العلمي الْمَالِكِي والمختصر عَن عبد المحسن الشرواني وَعنهُ أَخذ الْعرُوض والحساب والأصلين والمنطق عَن عبد النَّبِي المغربي وَالْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا عَن عبد الْحق السنباطي واختص بِعَبْد الْمُعْطِي كثيرا، وَقدم الْقَاهِرَة فِي غُضُون ذَلِك فَأخذ عَن الصّلاح الطرابلسي وَالشَّمْس الأمشاطي وَغَيرهمَا كنظام وَالشَّمْس بن المغربي الْغَزِّي والبدر بن الغرز فِي الْفِقْه وَعَن الْجَوْجَرِيّ فِي التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وعني فِي عُلُوم الحَدِيث وَقَرَأَ على السّنَن لأبي دَاوُد وَغَيرهَا ثمَّ لازمني فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَالَّتِي بعْدهَا بِمَكَّة حَتَّى أَخذ عني شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَكتبه هُوَ وَغَيره من تصانيفي وَحمل عني بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره شَيْئا كثيرا وكتبت لَهُ إجَازَة كتبت بَعْضهَا فِي التَّارِيخ الْكَبِير ولازم قَاضِي الْحَنَابِلَة الشريف المحيوي كثيرا وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْأُصُول وَغَيره وَاسْتقر بِهِ الجمالي

فِي مشيخة رِبَاط الشريف بعد الشَّيْخ عبد الله الْبَصْرِيّ أَظُنهُ بعناية الْحَنْبَلِيّ بل صَار يدرب وَلَده الصلاحي) فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ غَيره، وَهُوَ فَاضل بارع متقن منجمع عَن النَّاس مقبل على شَأْنه مَعَ استقامة وعقل وَأحسن معارفه الْعَرَبيَّة. 92 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن يحيى نَاصِر الدّين المنزلي الشَّافِعِي سبط سويدان وَبِه يشهر فَيُقَال لَهُ ابْن سويدان. / ولد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَنْزِلَة بني حسون من أَعمال الدهقلية والمرتاحية من أَرَاضِي الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ والشاطبية وَبَعض عُمْدَة الْأَحْكَام وَجَمِيع التبريزي وَالنِّهَايَة المنسوبة للنووي كِلَاهُمَا فِي الْفِقْه وَربع الْعِبَادَات وَالنِّكَاح من الْمِنْهَاج وَبَعض عُمْدَة الشَّاشِي وغالب ألفية ابْن ملك وَجَمِيع المطرزية وَبحث فِي الشاطبية على نور الدّين النعيمي وَأخذ النَّحْو عَن الشَّمْس الْيَمَانِيّ واعتنى بالنظم، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة فَأجَاز لَهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ ومدح الْجلَال البُلْقِينِيّ بقصيدة رائية طنانة فَأَعْجَبتهُ وَأَجَازَهُ عَلَيْهَا وَقَالَ ليته يسكن الْقَاهِرَة قَالَ فشق قَوْله ذَلِك عَليّ ثمَّ أَنى لم أر فِي بِلَادنَا بعد عيشة مرضية فعددت ذَلِك كَرَامَة لَهُ وَجمع من نظمه ديوانا سَمَّاهُ كنز الوفا فِي مديح الْمُصْطَفى وَاخْتَصَرَهُ وَسَماهُ جَوَاهِر الْكَنْز المذخر فِي مدح خير الْبشر وَكله من بَحر الطَّوِيل ونظم فَرَائض الْمِنْهَاج وَسَماهُ وجهة الْمُحْتَاج ونزهة الْمِنْهَاج قرضه لَهُ شَيخنَا وَخمْس الْبردَة وبديعية الصفى الْحلِيّ تخميسا بديعا بِحَيْثُ يظنّ أَنَّهُمَا لوَاحِد وَكَذَا خمس أَبْيَات سَيِّدي عبد الْقَادِر الكيلاني الَّتِي أَولهَا مَا فِي المناهل منهل يستعذب وَنسخ بِخَطِّهِ الْجيد الْكثير كالصحيحين وَغَيرهمَا وَولي نظر الناصرية بدمياط وسكنها مُدَّة وَكَذَا ولي قَضَاء الْمنزلَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَأَرْبَعين ثمَّ عزل وَوَقع بَينه وَبَين قَرِيبه نور الدّين بن وحشية بِحَيْثُ انْتقل عَنْهَا لمنية ابْن سلسيل وَولي قضاءها وَصرف بالبدر بن كميل ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين ليسعى وَحدث بِشَيْء من نظمه كتب عَنهُ ابْن فَهد والبقاعي وَغَيرهمَا، وَكَانَ شَيخا بهيا وقورا متوددا مبجلا فِي ناحيته مستحضرا لكثير من اللُّغَة مشاركا فِي النَّحْو والبديع ذَا خبْرَة تَامَّة بالعروض مَعَ الهيبة والسكون والكياسة والثروة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة قبل رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بعد قِرَاءَته للنَّاس مَجْلِسا من الشفا رَحمَه الله وإيانا. وَمن نظمه: (ومليحة فِي الْحَيّ قد ألفيتها ... وطلبتها من والديها عاريه) (فاستعظما عَار العواري قلت لَا ... أَعنِي تكون من الملابس عَارِية) وَقَوله:) (وظبية نفتر من بَين معشرها ... أَشْكُو لَهَا وَشك تأهيلي وتغريبي) (فَتَارَة تنثني عني وتنهرني ... وَتارَة تسمع الشكوى وتغري بِي)

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن علم الدّين الفارسكوري أَبُو الطّيب وَهُوَ بكنيته أشهر / يَأْتِي. 93 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الفرفور الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. / كتب أَجزَاء فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. 94 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف أَبُو السعادات الْمدنِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بالشامي. / قدم الْقَاهِرَة فَسمع مني. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْجمال التوريزي. / مضى قَرِيبا فِيمَن جده يُوسُف بن حاجي حِوَالَة على مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف. 95 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الشَّمْس أَبُو الْعَزْم الْقُدسِي الحلاوي كَانَ لنزوله الحلاوية فِيهِ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَهُوَ بكنيته أشهر. / ولد سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فَأخذ عَن ابْن رسْلَان وماهر والعز الْقُدسِي وَغَيرهم ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَأخذ بهَا أَيْضا عَن جمَاعَة كَابْن حسان ولازم إِمَام الكاملية واختص بِهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ بِحَيْثُ عرف بِهِ وَسمع على شَيخنَا وَغَيره بِالْقَاهِرَةِ وببيت الْمُقَدّس مَعنا وَقَبلنَا على التقي القلقشندي وَابْن جمَاعَة بل سمع رَفِيقًا لِابْنِ أبي شرِيف على الزين الزَّرْكَشِيّ فِي صَحِيح مُسلم وَوَصفه رَفِيقه بِالْإِمَامِ الْعَالم الصَّالح وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة كَثِيرُونَ باستدعائه أَيْضا وَفضل فِي الْعَرَبيَّة وَكتب على الجرومية شرحا، وَكَانَ مِمَّن قَامَ فِي كائنة الْكَنِيسَة بِحَيْثُ كثر تطلبه من الدولة وخشي على نَفسه من الْمُقَابلَة كَغَيْرِهِ فاختفى إِلَى أَن نجا بِنَفسِهِ وسافر لمَكَّة فقطنها على طَريقَة حَسَنَة من إقراء النَّحْو وَغَيره للمبتدئين متقنعا بِمَا كَانَ يبر بِهِ من التُّجَّار وَنَحْوهم حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشرى الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ دينا وسكونا وعقلا لَكِن وجد لَهُ من النَّقْد والكتب مَا لم يكن فِي الظَّن رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْحَمَوِيّ الْموقع. / مضى فِي ابْن صَلَاح بن يُوسُف. 96 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الصرخدي. / استجاز لشَيْخِنَا وَغَيره فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة جمَاعَة وَمَا عَلمته الْآن وَالظَّاهِر أَنه كَانَ من طلبة الحَدِيث. وَقد تقدم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ فَيحْتَمل أَن يكون هُوَ هَذَا. 97 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن روح الدّين نور الدّين بن قطب الدّين الْعلوِي الإيجي / مِمَّن سمع مني) بِمَكَّة. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن محيي الدّين. / فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف. مُحَمَّد بن مُحَمَّد أثير الدّين الخصوصي. / صَوَابه مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر. 98 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو الْفَتْح بن الْعِزّ الموفي وَالِد يُوسُف الْآتِي. / ياشر التوقيع عِنْد جَانِبك نَائِب جدة بعد أَن عمل شَاهدا وتمول فِي بَابه جدا وباشر نظر الْأَوْقَاف

وانتمى بعده لقايتباي فِي إمرته فَلَمَّا تسلطن ولاه نظر البيمارستان وَأمر جدة وصادره مرّة بعد أُخْرَى وأهانه جدا بِحَيْثُ نفد مَا بِيَدِهِ وَهُوَ أشبه من غَيره. مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر بن الْبَهَاء بن الْبُرْجِي. / فِيمَن جده مُحَمَّد. 99 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر الحريري. / فِي سنة خمس وَسِتِّينَ. 100 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر الطوخي الْوَزير. / ولي وزارة الشَّام ثمَّ الْقَاهِرَة مرَارًا وَلم يكن متكلفا فِي وزارته كَانَ يركب مَعَه الْوَاحِد وَغُلَامه وَرَاءه لكنه كَانَ ناهضا فِي مُبَاشَرَته وَيكثر الْحَج أَيَّام عطلته. مَاتَ معزولا فِي سنة سبع وَقد جَازَ السّبْعين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار عَمَّا هُنَا. 101 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد التَّاج بن الشَّمْس الريشي القاهري نقيب دروس الْحَنَابِلَة. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع عشرَة مطعونا وَلم يبلغ الْخمسين وَكَانَ مَوْصُوفا بِحسن الْمُعَامَلَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 102 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد التَّاج / إِمَام جَامع الصَّالح. مِمَّن اشْتغل بِالْعلمِ وَحضر مجَالِس شَيخنَا وَغَيره وخطب بالأزهر وجامع الإسمعيلي ورام النِّيَابَة عَن شَيخنَا فَلم يجبهُ بل كتب لبَعض نوابه بِالنّظرِ فِي عَدَالَته ثمَّ يَأْذَن لَهُ فِي الْجُلُوس شَاهدا، وَكَانَ مزرى الْهَيْئَة عديم التَّحَرِّي تلصق بِهِ أُمُور فظيعة بِحَيْثُ تحامى كَثِيرُونَ الصَّلَاة خَلفه كالقاياتي بل كَانَ يمْنَع. وَمَات قريب السِّتين تَقْرِيبًا، وَهُوَ من ذُرِّيَّة صَاحب سلَاح الْمُؤمن التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن همام بل أَظن أَن جده تَاج الدّين مُحَمَّد الَّذِي غرق فِي سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وترجمه شَيخنَا فِي الدُّرَر. مُحَمَّد بن مُحَمَّد تَاج الدّين بن الغرابيلي. / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُسلم. 103 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد التقي الدِّمَشْقِي التَّاجِر بن الْخِيَار. / ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة) وتفقه شافعيا ثمَّ رَجَعَ حنفيا وَلم ينجب واشتغل بِالتِّجَارَة وَولي الْحِسْبَة وَالْوكَالَة وهرب أَيَّام الْفِتْنَة ثمَّ رَجَعَ وَمَعَهُ مَال فَصَارَ يَشْتَرِي الْمَتَاع برخص فكسب كسبا جزيلا فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وتمزق مَاله. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. مُحَمَّد بن مُحَمَّد الخواجا الْجمال التوريزي. / مضى قَرِيبا فِيمَن جده يُوسُف. 104 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجمال المزجاجي الْيَمَانِيّ الصُّوفِي الْحَنَفِيّ. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وسلك على يَد إِسْمَاعِيل الجبرتي ونوه إِسْمَاعِيل بِذكرِهِ بل كَانَ المزجاجي يَقُول صَحِبت أَحْمد الرداد فِي خدمته خمْسا وَخمسين سنة مَا وَقع التناكر بَيْننَا فِي كلمة وَلَا الِاخْتِلَاف فِي حَرَكَة وَلَا سكنة ووسع عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا جدا وَكَانَت عِنْده نساخ برسم الْكِتَابَة لَهُ وَآخَرُونَ برسم الْمُقَابلَة ولكليهما رزق وَاسع وصير

الْكل وَهُوَ ألف مُجَلد وَقفا بِمَسْجِد أنشأه مَعَ مزِيد بره للوافدين ودوامه على النّسك وَالْعِبَادَة وَالذكر حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع وَعشْرين وبخطى فِي مَوضِع بِتَقْدِيم السِّين ذكره المقريزي فِي عقوده مطولا وَلَيْسَ عِنْده وَصفه بالحنفي وَأَظنهُ من جمَاعَة ابْن عَرَبِيّ. 105 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد حَافظ الدّين بن نَاصِر الدّين الْعِمَادِيّ الكردري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالبزازي. / مؤلف جَامع الْفَتَاوَى فِي مجلدين. أَقَامَ عِنْده ابْن عربشاه نَحْو أَربع سِنِين وَأخذ عَنهُ الْفِقْه وأصوله وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ الْمَنْظُومَة وَكَذَا لقِيه القَاضِي سعد الدّين بن الديري وَقَالَ أَنه كَانَ من أذكياء الْعَالم وجامع الْفَتَاوَى قدم بِهِ الْقَاهِرَة بعض الغرباء فحصله الْأمين الأقصرائي لَهُ أَو جماعته مُلَفقًا بخطوط وَمن تصانيفه أَيْضا المناقب وَزعم ابْن الشّحْنَة أَنه مَاتَ فِي أَوسط رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين. مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزين بن الشَّمْس الدَّمِيرِيّ. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْملك. 106 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد سري الدّين بن الشامية المنوفي الأَصْل السكندري نزيل الْقَاهِرَة وَأحد الموقعين. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَسبعين. 107 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشّرف التَّمِيمِي الْمحلي الْمَالِكِي. / مِمَّن سمع على شَيخنَا. 108 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس بن الْبَدْر السحماوي القاهري الشَّافِعِي الْموقع. / مَاتَ فِي لَيْلَة السبت منتصف ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ عَن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَكَانَ شَيخا سَاكِنا جَامِدا كثير التَّوَاضُع وَالْأَدب والحشمة مَعَ فَضِيلَة مَا بَاشر التوقيع أَزِيد من خمسين سنة بل خدم أَيْضا) عِنْد جمَاعَة من أَعْيَان أُمَرَاء مصر أَوَّلهمْ يشبك الإينالي فِي سنة نَيف وَعشْرين وَآخرهمْ الظَّاهِر خشقدم إِلَى أَن تسلطن وَكَانَ يتَوَقَّع تَقْدِيمه لَهُ فَمَا قدر وَعمل لَهُ كتابا فِي مواكب التّرْك وَشبههَا. وَقد كثر اجتماعي مَعَه وفهمت مِنْهُ اعتناءه بالحوادث وَلَكِن لم أر شَيْئا من ذَلِك رَحمَه الله. 109 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس بن أبي عبد الله الخليلي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي. / ولد سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وتفقه بالشهاب بن الهائم وَأخذ عَنهُ النَّحْو والفرائض والحساب وَغَيرهَا ولازمه كثيرا بِحَيْثُ صَار من أَعْيَان جماعته وأتقن الْمِيقَات وتلا بالسبع على بيررو وَغَيره وَسمع من أبي الْخَيْر بن العلائي وَالشَّمْس بن الْخَطِيب والنجم بن جمَاعَة وَغَيرهم وارتحل وناب كأبيه فِي الخطابة بالقدس وَأعَاد بالصلاحية نِيَابَة أَيْضا فِي زمن الْعِزّ الْقُدسِي عَن وَلَده، وَكَانَ خيرا فَاضلا قَلِيل الْغَيْبَة والحسد وَلم يتَزَوَّج قطّ. مَاتَ بعد مرض طَوِيل فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين. 110 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الأقفهسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سارة. /

ولد سنة تسع وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ حريريا ثمَّ حبب إِلَيْهِ الْعلم فتفقه بالشرف السُّبْكِيّ وَكَانَ أحد من قَرَأَ فِي تقاسيمه فِي آخَرين بل قَرَأَ على الْبرمَاوِيّ ألفيته فِي الْأُصُول وَأخذ عَن الْبِسَاطِيّ يَسِيرا من الْفُنُون ولازم القاياتي دهرا فِي الْكَشَّاف وجامع المختصرات وَالْمُغني والدارحديثي والعضد وَشرح القطب والحاشية وَغَيرهَا حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وبواسطته تنزل فِي صوفية الأشرفية برسباي أول مَا فتحت وَكَذَا لَازم شَيخنَا وَغَيره وتعاطى التوقيع بِبَاب الْحَنَفِيّ يَسِيرا حِين غيبَة المحيوي الطوخي مَعَ الونائي وَلكنه لم يكن فِيهِ بالماهر. وَلَا زَالَ يدأب فِي الْعُلُوم مَعَ وفور ذكائه إِلَى أَن أُشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة وَحسن التَّصَوُّر وجودة الْبَحْث والإفحام للخصم والبراعة فِي الْمنطق والأصلين مَعَ الدّيانَة وَالْأَمَانَة والشهامة وَكَثْرَة التبسم بِحَيْثُ يتَوَهَّم من لَا يعرفهُ من ذَلِك شَيْئا وَقد حج فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين صُحْبَة الركب الرجبي وأقرأ هُنَاكَ، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْبُرْهَان بن ظهيرة وَابْن عَمه الْمُحب بن أبي السعادات وَآخَرُونَ وَبَلغنِي أَن الشهَاب الْخَواص أحد عُلَمَاء الْقَاهِرَة كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي الْأُصُول إِمَّا فِي الْعَضُد وَهُوَ الظَّاهِر أَو فِي غَيره وَكَانَ هُوَ وَابْن حسان كفرسي رهان وَتكلم مرّة هُوَ وَأَبُو الْقسم النويري فرام البقاعي مزاحمتهما فَأَشَارَ غليه لِيَسْكُت علما مِنْهُمَا بِهِ. وَحصل بِهِ مرّة مرض حاد بِحَيْثُ خرج من بَيته) متجردا إِلَى الأشرفية. وَمَات فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن عشرى شَوَّال سنة خمسين رَحمَه الله وإيانا. 111 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس النجانسي القاهري. / ولي الْحِسْبَة مرَارًا وَكَانَ جائرا فِي احكامه قَلِيل الْعلم مبالغا فِي السطوة بِالنَّاسِ وَلكنه أعف من غَيره. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَيْضا أَنه كَانَ عَارِيا من الْعلم وناب أَولا فِي الْحِسْبَة عَن الْجمال مَحْمُود القيسراني ثمَّ اسْتَقل بهَا وَيُقَال أَنه مَاتَ من تَحت ضَرْبَة جمَاعَة من السوقة. مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله الكيلاني الْمقري نزيل الْحَرَمَيْنِ. / يَأْتِي فِي ابْن أبي يزِيد. 112 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الجشي نِسْبَة لقرية من قرى الشَّام يُقَال لَهَا الجش الدِّمَشْقِي الْكَاتِب / مِمَّن كتب على الزَّيْلَعِيّ الشهير بَين الشاميين وتميز وَكتب مصاحف كَثِيرَة جدا وَغير ذَلِك وتصدى للتكتيب وانتفع بِهِ غَالب الشاميين وَكَانَ صَالحا خيرا. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَقد جَازَ السّبْعين. مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الْحَمَوِيّ الْموقع نَاظر الْقُدس والخليل. مضى فِي مُحَمَّد بن صَلَاح بن يُوسُف.

113 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الشَّرّ نبلالي نِسْبَة بلولة من قرى منوف المنوفي ثمَّ القاهري المقسي الشَّافِعِي وَيعرف بالمنوفي، / مِمَّن حفظ الْقُرْآن ولازم الْفَخر عُثْمَان المقسي فِي الْفِقْه وَكَذَا أَخذ عَن التقي الحصني وَغَيره كَأبي السعادات البُلْقِينِيّ واستنابه وَاسْتمرّ يَنُوب لمن بعده وَعظم اخْتِصَاصه بالأسيوطي بِحَيْثُ أثرى من إقباله بالتعايين والوصايا وَعمر الْأَمْلَاك وَصَارَ الْمعول فِي تِلْكَ الخطة عَلَيْهِ وحد قَاضِي الْمحمل كل ذَلِك مَعَ فَضله وخبرته بالمصطلح وَشدَّة تساهله وَذكره بِمَا لَا يرتضي. 114 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الشوبكي. / قدم دمشق وتفقه بهَا وَتَوَلَّى فِيهَا وظائف وخطابه. مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث عشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصَّدْر بن الْبَهَاء السُّبْكِيّ. / مضى فِي مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد. 115 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد صَلَاح الدّين بن الْوَزير شمس الدّين الببائي / وَأمه أُخْت عبد الْقَادِر نَاظر الدولة. كَانَ زوجه سُلَيْمَان الخازن ابْنَته بعد غرق أَبِيه بِمدَّة، فَلَمَّا مَاتَ سُلَيْمَان اسْتَقر صهره هَذَا مَكَانَهُ. 116 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعِزّ بن الشَّمْس الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الْحَمْرَاء / وَهِي شهرة لِأَبِيهِ كَانَ شيخ الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق بِحَيْثُ كَانَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة يرجحه على سَائِر حنفيتها ويعتمد فتواه كَمَا حَكَاهُ لي غير وَاحِد من ثِقَات بَلَده عَن الزين خطاب عَنهُ وَمن شُيُوخه يُوسُف الرُّومِي رَفِيقًا للسَّيِّد نَاصِر الدّين مُحَمَّد نقيب الْأَشْرَاف وَكَانَ شيخهما يرجح السَّيِّد فِي متانة التَّحْقِيق والإدراك وَهَذَا فِي كَثْرَة الْمَحْفُوظ بل رَأَيْت من يُؤَخِّرهُ فِي الْفِقْه مَعَ مزِيد سذاجة ومزيد تخيل وسلامة فطْرَة تُؤدِّي لإنكار أَشْيَاء رُبمَا يكون لَهُ فِي كثير مِنْهَا أتم مخلص مَعَ امتهانه لنَفسِهِ وإعراضه عَن طرق الرياسة مَعَ تحَققه بهَا وَرُبمَا يتَكَلَّم بِمَا يكون وَسِيلَة لتأخره عَن من هُوَ فِي عداد طلبته وَقد بَاشر تدريس الدماغية أَصَالَة والريحانية نِيَابَة عَن رَفِيقه السَّيِّد فِي حَيَاته والشبلية نِيَابَة أَيْضا عَن الْبَدْر ضفدع الْأَذْرَعِيّ ثمَّ اسْتَقل بهَا وَكَذَا نَاب فِي الْقَضَاء، وَلم يخرج من دمشق لغير الْحَج، وَكَانَ قبله كثير التشكي من النزلة فَعِنْدَ الزِّيَارَة النَّبَوِيَّة توجه بالمصطفى فِي صرفهَا ثمَّ أحرم متجردا فَلم يشتكها بعد، وَكَذَا كَانَ يكثر التَّزَوُّج فاتفق تزَوجه بِامْرَأَة حملت مِنْهُ وَظهر ذَلِك بعد فِرَاقه لَهَا فكرب لذَلِك وشكاه لبَعض الْعَلَاء قَالَ فاتفق أَنه صبحتئذ صليت مَعَه الصُّبْح فَأطَال فِي الْقُنُوت فملا فرغ قَالَ يتَوَهَّم من يأتم بِي دعائي لَهُم مَعَ إِنِّي إِنَّمَا دَعَوْت لنفي بِصَرْف هَذَا الْحمل رَجَاء تأمينهم فَلم يمض ذَاك الْيَوْم حَتَّى أَلْقَت الْحمل وَذكر ذَلِك كُله من يُحِبهُ فِي صَلَاحه وَرَأَيْت من يُشبههُ بالجلال

الْبكْرِيّ الشَّافِعِي استحضارا وعقلا وصلاحا، وَأَقْبل أخرة على مطالعة الْأَحْيَاء وَنَحْوه وَلَكِن كتب إِلَى بعض أهل بَلَده أَنه كَانَ سيئ الْمُعَامَلَة فَالله أعلم. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَتِسْعين عَن تسع وَسبعين رَحمَه الله وإيانا. وَاسم جده أَيْضا مُحَمَّد. 117 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعِزّ الدنديلي شهد على عبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي / فِي إجَازَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. 118 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد غياث الدّين بن السَّيِّد صَاحب الشرواني الْعَلَاء مُحَمَّد العجمي الْآتِي. / مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فقطن مَكَّة عِنْد وَصِيّه أَمَام مقَام الْحَنَفِيَّة الشَّمْس البُخَارِيّ ولازم السماع عَليّ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَبعدهَا وجاور بِالْمَدِينَةِ مَعَ جمَاعَة ابْن الزَّمن قَلِيلا وَعَمله شيخ رباطه بِمَكَّة وقتا ثمَّ قدم عَلَيْهِ الْقَاهِرَة وَكَانَ بهَا فِي سنة خمس وَتِسْعين وَأَظنهُ سَافر قبل إِلَى الْهِنْد وَهُوَ الْآن سنة تسع وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ لَهُ مُدَّة فِيهَا. 119 - مُحَمَّد بن محد الْمُحب الْحلَبِي وَيعرف بالنشاشيبي. / مِمَّن سمع من شَيخنَا.) ::: 120 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الناصري الدلجي الأَصْل القاهري الأشرفي إينار المهتار. / نَشأ فِي خدمَة أستاذه حِين نيابته بغزة وَغَيرهَا وَعمل فِي إمرته ثمَّ فِي سلطنته مهتار الطشت خاناه وَصَارَت لَهُ حَرَكَة إِلَى أَن مَاتَ فِي أثْنَاء أَيَّامه فِي رَمَضَان سقط من سلم الدهيشة فانكسر صلبه وَمكث أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ وَخَلفه وَلَده الْأَكْبَر عَليّ الملقب فطيس فِي الطشت خاناه وتضاخم ثمَّ اشْترك مَعَه أَخُوهُ مُحَمَّد وصارا فِي نوبتين ثمَّ بعد زَوَال دورتهما بخلع الْمُؤَيد واستقرار الظَّاهِر خشقدم صودر عَليّ من الدوادار الْكَبِير جَانِبك نَائِب جدة وَأخذ أماكنه الَّتِي أَنْشَأَهَا بِبَاب الْوَزير وَصَارَت لَيْسَ الْمكتب وَلم يتَعَرَّض لِأَخِيهِ لسياسته بِالنِّسْبَةِ لذاك بِغَيْر الْعَزْل فَلَزِمَ خدمَة خوند زَيْنَب الخاصكية فِي أوقافها وجهاتها بل أوقفت عَلَيْهِ رواقا من جملَة بَيت البُلْقِينِيّ الَّذِي صَار إِلَيْهَا فِي حارة بهاء الدّين حَتَّى مَاتَ بعْدهَا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَاسْتمرّ أَخُوهُ بِقَيْد الْحَيَاة إِلَى الْآن. 121 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن الطبلاوي / خازندار قرقماس الجلب ثمَّ أَمِير سلَاح تمراز حج فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور إِلَى أَن رَجَعَ فِي الْبَحْر فِي جُمَادَى الأولى من الَّتِي تَلِيهَا وَسمعت من يصفه بعقل وَتَدين وَأَنه الْآن يزِيد على الثَّمَانِينَ. 122 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله بن مَرْزُوق كَأَنَّهُ من بني شَارِح الْبردَة / وَغَيرهَا قدم مَكَّة فَأخذ عَنهُ الْفَخر بن ظهيرة فِي الْأُصُول وَغَيره. 123 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الخزرجي وَيعرف بِابْن الْحَاج. / أَخذ عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس بن كحيل علم الوثائق وَالْأَحْكَام وَمَا يتَعَلَّق بذلك وَقَالَ فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين أَنه ابْن مائَة وَأَرْبَعَة أَعْوَام وَأَنه الْعدْل بتونس وخطيب جَامع الزيتونة

وإمامه وَأَنه طلب للْقَضَاء سنة خمس عشرَة فَامْتنعَ وَشَيْخه فِي ذَلِك أَبُو الْقسم الغبريني. 124 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الجديدي القيرواني. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه تفقه ثمَّ تزهد وَانْقطع وَظَهَرت لَهُ كرامات وَكَانَ يقْضِي حوائج النَّاس وَحج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فجاور بِمَكَّة إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَكَانَ ورعه مَشْهُورا وَقيل أَنه مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَقد أَشَارَ إِلَيْهِ فِيهَا لَكِن أحَال بِهِ على مُحَمَّد بن سعيد وَلم أره هُنَاكَ نعم الَّذِي فِيهِ مُحَمَّد بن سعيد بن مَسْعُود الْمَاضِي. قلت وَقد ذكر الفاسي فِي مَكَّة صَاحب التَّرْجَمَة وأرخ وَفَاته سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.) (سقط) مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْفَتْح الْأَزْهَرِي الْمُؤَذّن الرسام. / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن عبد الله. 126 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل الْحِجَازِي الْمكتب. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَسِتِّينَ عَن نَحْو الْأَرْبَعين وَكَانَ قد اشْتغل قَلِيلا وَكتب على ابْن الصَّائِغ وَسمع على شَيخنَا فِي رَمَضَان وقتا وَكَذَا حضر عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ وَصَحب الزين بن الكويز وَكتب أَوْلَاده وباشر عِنْده فِي بعض جِهَات الْخَاص، وَكَانَ مَاجِنًا فِيهِ ظرف فِي الْجُمْلَة سامحه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْمَعَالِي الْمدنِي المزجج. سمع على النُّور الْمحلي سبط الزبير فِي الِاكْتِفَاء للكلاعي فِي سنة عشْرين. وَينظر أهوَ وَالِد أبي الْفرج مُحَمَّد الْمَاضِي وَلَكِن ذَاك اسْم أَبِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَسْعُود فَلَعَلَّهُ غَيره. 128 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الصَّفَدِي الشَّافِعِي. أجَاز لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره بعد الثَّلَاثِينَ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَيعرف بِابْن عبيد القاهري الحلاوي. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشرى ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين وَصليت عَلَيْهِ من الْغَد، وَكَانَ خيرا فِي الْعَوام مديما للصَّلَاة وشهود المواعيد وَالصَّدَََقَة مَعَ الْفقر مُتَقَدما فِي صناعته بل يُقَال أَنه لم يخلف فِيهَا مثله وَكَانَ أَبوهُ ظريفا خَفِيف الرّوح رحمهمَا الله. مُحَمَّد بن مُحَمَّد العصياتي. فِيمَن جده إِبْرَهِيمُ بن أَيُّوب. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أخي عبد الله الخامي جارنا. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة. مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأَزْهَرِي. شهد على بعض الْحَنَفِيَّة فِي إجَازَة مؤرخه بِسنة إِحْدَى. مُحَمَّد بن مُحَمَّد البصروي ثمَّ الدِّمَشْقِي الضَّرِير. قَرَأَ بالروايات واشتغل بالفقه. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن مُحَمَّد التباذكاني الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي. لَهُ ذكر فِيهِ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد النصاري الزنوري المغربي الْمَالِكِي نزيل الْمَدِينَة. ولد

بزنورة من أقْصَى الْمغرب، وَبهَا نَشأ ثمَّ ارتحل بعد موت أَبَوَيْهِ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَعشْرين فحج ثمَّ استوطن الْمَدِينَة منشدا قَوْله: (ببابكم حط الْفَقِير رحاله ... وَمَا خَابَ عبد أمكُم متوسلا) (لقد جَاءَ يَبْغِي من نداكم قِرَاءَة ... وللعفو وَالْإِحْسَان أم مؤملا) ) ثمَّ عَاد لمَكَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا منشدا لغيره: (لَا كالمدينة منزل وَكفى بهَا ... شرفا حُلُول مُحَمَّد بفناها) (حظيت ببهجة خير من وطئ الثرى ... وأجلهم قدرا فَكيف ترَاهَا) وَكَانَ عَالما مدرسا فِي الْفِقْه والعربية واستفيض بَين كثيرين من الْمَدَنِيين أَنه كَانَ يخْتم الْقُرْآن بَين الْمغرب وَالْعشَاء وَأَنه كَانَ يكثر زِيَارَة قبا ومشهد حَمْزَة مَاشِيا وَلَا يتْرك فِي ذَلِك الْيَوْم تدريسه، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشهَاب أَحْمد بن عقيبة القفصي وَتَأَخر إِلَى بعد الْأَرْبَعين، وَفِي تَرْجَمته من تَارِيخ الْمَدِينَة زيادات رَحمَه الله وإيانا. 135 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد السَّرقسْطِي الأندلسي. / مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين. 136 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد السعودي شيخ الطَّائِفَة السعودية. مَاتَ وَهُوَ صَغِير فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَدفن بالزاوية، عوضه الله الْجنَّة. أرخه الْمُنِير. مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصَّالِحِي الشَّافِعِي /. فِيمَن جده عبد بن فريج. 137 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصناع الأندلسي /. مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. 138 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد العصيري النابلسي الْمُقْرِئ الشَّافِعِي. / ولد فِي حُدُود سنة سبعين وَسَبْعمائة وَسمع من أبي الْخَيْر بن العلائي وطبقته، وروى المسلسل بالمحمدين. مَاتَ فِي حُدُود الْخمسين. ذكره ابْن أبي عذيبة وَأَنه سمع مِنْهُ 139 -. مُحَمَّد بن مُحَمَّد النحريري ثمَّ القاهري وَيعرف بِابْن يُوشَع /. مِمَّن خدم عِنْد قَائِم قُشَيْر بِالْكِتَابَةِ فِي بعض الْبِلَاد ثمَّ بعده عِنْد الدوادار الْكَبِير أقبردي وتمول جدا ثمَّ وثب عَلَيْهِ واستأصل الرائب والحليب ثمَّ قَتله. 140 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْحَنَفِيّ. / رَأَيْته فِيمَن عرض عَلَيْهِ سنة خمس وَتِسْعين. 141 - مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد وَيعرف بشمس أحد المعتقدين بِمصْر /. أَقَامَ بدار الزَّعْفَرَان جوَار جَامع عَمْرو. وَمَات فِي رَجَب سنة سبع. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. 142 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم الْعِزّ اللاري /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 143 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أَحْمد بن رميثة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ /. من بَيت ملك بل بناب فِي إمرة مَكَّة وَكَانَ خَاله عَليّ بن عجلَان لَا يقطع أمرا دونه وَكَانَت لَدَيْهِ فَضِيلَة وينظم الشّعْر مَعَ كرم وعقل. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَقد جَازَ

الْأَرْبَعين. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والمقريزي فِي عقوده وَطوله الفاسي وَقَالَ إِنَّه كَانَ نبيل الرَّأْي كثير الْإِطْعَام والمروءة وَله شعر وَأَنه دفن بالمعلاة. 144 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ أَمِين الدّين الشكيلي الْمدنِي. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِسْحَق الزرندي /. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد. 145 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل بن المنتجب الشَّمْس السرميني نزيل حلب ووالد الْعَلَاء عَليّ / الْمَاضِي. أثنى عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي بقوله كَانَ كَبِير الْقدر فِي الصّلاح وَالْعِبَادَة وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير وَكتب عَنهُ حِكَايَة وأرخ وَفَاته فِي الكائنة الْعُظْمَى سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَكَذَا وَصفه شَيخنَا بالعالم الرباني. 146 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن خَلِيل الشَّمْس الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَالِد مَحْمُود / الَّاتِي وَابْن أُخْت الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر بن صَالح المرعشي الْمَاضِي وَيعرف بِابْن أجا وَهُوَ لقب أَبِيه ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والقدوري والمنار وَفِي النَّحْو الضَّوْء واشتغل عِنْد الْبَدْر بن سَلامَة وَغَيره وَسمع على الْبُرْهَان الْحلَبِي وَلَقي شَيخنَا فِي سنة آمد فَأخذ عَنهُ ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ حِين دَخلهَا صُحْبَة خَاله فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأخذ حِينَئِذٍ عَن ابْن الديري ثمَّ كثر تردده إِلَى الْقَاهِرَة واصطحب بخطيب مَكَّة أبي الْفضل وبالأمير أزبك الظَّاهِرِيّ وَأم بِهِ وقتا وخالق النَّاس بالجميل ثمَّ ارْتقى لصحبة الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي وراج بِسَبَب ذَلِك وسافر رَسُولا مِنْهُ وَمن السُّلْطَان إِلَى عدَّة ممالك كتبريز وَالروم وَغَيرهمَا، وَحج مرَّتَيْنِ وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل مرَارًا وَاسْتقر فِي قَضَاء الْعَسْكَر عوضا عَن النَّجْم القرمي وَقصد بالشفاعات خُصُوصا فِي أَوَاخِر عمره وَحمد النَّاس أمره فِيهَا وَكنت مِمَّن حمد أمره مَعَه وَتكلم عَنهُ فِي المؤيدية وَغَيرهَا وَحدث بالشفا وَترْجم فتوح الشَّام لِلْوَاقِدِي بالتركي نظما فِي اثْنَي عشر ألف بَيت وَعمل سفرة سوار وفيهَا مُنكر كَبِير، وَكَانَ عَاقِلا عَارِفًا ذكيا متوددا متواضعا. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بحلب وَكَانَ توجه إِلَيْهَا عقب توعك طَال تعلله بِهِ ثمَّ نصل فَكَانَت منيته هُنَاكَ وَدفن عِنْد خَاله رحمهمَا الله وإيانا. 147 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عَادل. / ثَلَاثَة حسينيون مدنيون حنفيون أَبُو الْفرج وَأَبُو السعادات وهما فِي الكنى لشهرتهما بالكنية وَالثَّالِث اشْتهر باسمه وَكَانَ فَاضلا كتب التوقيع بِالْمَدِينَةِ وتميز بِهِ معرفَة وخطا. مَاتَ فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين عَن نَحْو السّبْعين وأنجب أَبَا الْفَتْح وعليا من الذُّكُور. 148 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عبد الرَّحِيم بن أبي بكر الشَّمْس الْحَمَوِيّ ثمَّ القاهري

أَخُو إِبْرَاهِيم الْوَاعِظ / وخطيب الأشرفية برسباي. ولد سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بحماة وَسمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية. 149 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الْفَقِيه عبد اللَّطِيف السكندري الحريري نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بِابْن مَحْمُود وبالسكندري. / ولد قبيل الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بإسكندرية وَقدم الْقَاهِرَة وَقد قَارب الْبلُوغ فقطنها بعد أَن حج وتكسب بنسج القماش السكندري وخالط الْفُضَلَاء والصلحاء كالولوي البُلْقِينِيّ والأبناسي وَغَيرهمَا وتودد إِلَيْهِم وَكَذَا أَكثر من تعَاطِي ضروراتي وَسمع مني، وَحج أَيْضا وجاور وداوم على الْجَمَاعَة وَالْأَخْبَار بِثُبُوت الْأَهِلّة عقب الترائي وَاسْتمرّ مرقيا بِجَامِع الغمري ثمَّ ترك صناعته وَصَارَ دلالا بالوراقين وَيُعلمهُم بأوقات الصَّلَاة وَلَا بَأْس بِهِ. 150 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عَليّ بن أصفر /. عينه الْأَمِير نَاصِر الدّين بن الأستادار جمال الدّين صَاحب المحمودية وَالْمَذْكُور فِي اواخر الْقرن الْمَاضِي بَاشر نِيَابَة إسكندرية وكشف الجيزية والحجوبية. وَقتل فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة عشرَة على يَد الْجمال البيري والأستادار. أرخه الْعَيْنِيّ والمقريزي وَهُوَ الَّذِي سمي جده عليا. 151 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عَليّ معِين الدّين الشِّيرَازِيّ الميراثي أَخُو مَسْعُود ومغيث. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. مُحَمَّد أَخُو الَّذِي قبله /. يَأْتِي فِي مغيث. 152 مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عَليّ أَبُو نصر الشرواني الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ نزيل الْأَزْهَر / مِمَّن سمع مني . 153 مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشريف شمس الدّين الْحُسَيْنِي الْكرْدِي أَخُو عَليّ / الْمَاضِي ووارثه. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى أَو الَّذِي قبله سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بعد أَن حج وجاور وشاخ. 154 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن بن مَحْمُود بن أبي الْحُسَيْن الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الْجمال أبي الثَّنَاء بن الشَّمْس الربعِي البالسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد عبد الرَّحِيم وَمُحَمّد يعرف بالبالسي. / ولد سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن واشتغل بالفقه على صهره السراج بن الملقن والبلقيني وَغَيرهمَا وَلم ينجب وَلكنه بِوَاسِطَة صهره) حصل وظائف من إطلاب ومباشرات وشهادات حَتَّى نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فِي أَوَائِل ولَايَته بِالْقَاهِرَةِ وَفِي عدَّة بِلَاد وَصَارَ أحد الرؤساء مَعَ جودة خطه وحشمته وَقد سمع على أبي عبد الله مُحَمَّد بن مالمعين الْقيم بالكاملية الْأَرْبَعين للنقفي أَنا بهَا الواني وعَلى صهره أَشْيَاء فِي آخَرين، وَحج سنة ثَمَانمِائَة وَسمع بِمَكَّة وبالقدس وإسكندرية وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء بِخَط صهره مؤرخ بشوال سنة سبعين من دمشق ابْن النَّجْم وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن أميلة والشهاب زغلش وَابْن الهبل وَزَيْنَب ابْنة الدماميسي والبرهان

إِبْرَهِيمُ بن أَحْمد الجذامي السكندري وَأحمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَيَانِي أحد من سمع أَيْضا على الْفَخر وَأبي الْفضل بن عَسَاكِر وَآخَرُونَ مِنْهُم ابْن رَافع وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن حَازِم الْمَقْدِسِي وَأحمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مَحْبُوب الشَّافِعِي وَحدث فِي أَوَاخِر عمره حِين ظُهُور هَذِه الْإِجَازَة عَنْهُم وَعَن غَيرهم باليسير سمع عَلَيْهِ الْفُضَلَاء وتمرض مُدَّة حَتَّى مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشرى صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وَصلي عَلَيْهِ شَيخنَا وَقد زَاد على التسعين وَهُوَ صَحِيح السّمع وَالْبَصَر والأسنان رَحمَه الله وإيانا. ذكره شَيخنَا بِاخْتِصَار. 155 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد وسمى شَيخنَا فِي إنبائه جده إِسْحَق وَبَعْضهمْ مُحَمَّد بن مَحْمُود الزرندي ثمَّ الصَّالِحِي السمسار ولقبه زقى / بِفَتْح الزَّاي وَتَشْديد الْقَاف بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثَقيلَة، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: سَمِعت عَلَيْهِ المسلسل وموافقات زَيْنَب ابْنة الْكَمَال بِسَمَاعِهِ مِنْهَا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. 156 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد الشَّمْس الكيلاني الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بالعجمي. / ولد بعد التسعين بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل وَأخذ عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي شرح ألفية أَبِيه وَغَيره وَسمع على الشّرف بن الكويك وَالْجمال بن فضل الله وَالشَّمْس الشَّامي فِي آخَرين وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء، وَدخل الشَّام فِي أثْنَاء سنة سِتّ وَخمسين ورأيته كتب بهَا على بعض الاستدعاآت وزار بَيت الْمُقَدّس وَكَذَا تردد كثيرا لمَكَّة وجاور بهَا حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة تسع وَخمسين وَقد قَارب السّبْعين وَدفن بشعب النُّور بِإِزَاءِ الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن أبي لكوط الدكالي من المعلاة، وَكَانَ فَاضلا نيرا خيرا طوَالًا حسن الشيبة مُخْتَصًّا بشيخنا الْعَلَاء القلقشندي لَقيته عِنْده غير مرّة رَحمَه الله وإيانا. 175 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن تَقِيّ الدّين مُحَمَّد تَقِيّ الدّين القاهري الْمَاوَرْدِيّ سبط ابْن العجمي وأخو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بتقي الدّين بن مَحْمُود. / مِمَّن سمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية وَجلسَ مَعَ الشُّهُود تجاه الصالحية وَقد تناقص أمره فِيمَا عرف بِهِ بعد مَنعه وقفل الْمجْلس بِسَبَبِهِ غير مرّة ورأيته فِيمَن قرض مَجْمُوع البدري وَقَالَ كتبه مُحَمَّد بن مَحْمُود الْحَنَفِيّ. 158 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عمر بن فَخر الدّين الشَّمْس الْخَوَارِزْمِيّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَالِد الشهَاب أَحْمد وَيعرف بالمعيد / لكَونه كَانَ معيدا بدرس يلبغا. ولي إِمَامَة مقَام الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة بعد عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشيبي فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ثمَّ تَركهَا لوَلَده قبل مَوته بأيام مَعَ سبق مُبَاشَرَته عَنهُ عشر سِنِين لعَجزه وَكَذَا ولي تدريس درس إيتمش ومشيخة رِبَاط رامشت، وَكَانَ جيد

الْمعرفَة بالنحو وَالصرْف ومتعلقاتهما ذَا مُشَاركَة حَسَنَة فِي النَّحْو ونظم ونثر وحظ وافر من الْخَيْر وَالْعِبَادَة وَقد سمع من الْعَفِيف المطري جُزْءا خرجه لَهُ الذَّهَبِيّ وَغير ذَلِك وَمن اليافعي والكمال بن حبيب وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي والأمين بن الشماع فِي آخَرين ودرس أَخذ عَنهُ غير وَاحِد من فُقَهَاء مَكَّة وَغَيرهم وَكَذَا حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء بل روى عَن الحجار بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة وَكَانَ يَقُول أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنه قَالَ لَهُ يَا مُحَمَّد قل آمَنت بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله وَالْيَوْم الآخر وَالْقدر خَيره وشره من الله. وَمن نظمه: (أهواك وَلَو حرصت من أهواكا ... الرّوح فدَاك رَبنَا أبقاكا) (إِن مت يَقُول كل من يلقاني ... بِشِرَاك قَتِيل حبه بشراكا) وَقَوله: (أفنى بِكُل وجودي فِي محبته ... وأنثني بِبَقَاء الْحبّ مَا بقيا) (لَا خير فِي الْحبّ إِن لم يفن صَاحبه ... وَكَيف يُوجد صب بعد مَا فنيا) توفّي فِي سلخ جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة، وَكَانَ قد كف قبل مَوته بِنَحْوِ عشر سِنِين ثمَّ عولج فأبصر قَلِيلا بِحَيْثُ أَنه صَار يكْتب أسطرا قَليلَة. ذكره الفاسي بأطول من هَذَا وَتَبعهُ التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ: مُحَمَّد بن مَحْمُود بن بون أعَاد بدرس يلبغا بِمَكَّة فَعرف بالمعيد وَأم بمقام الْحَنَفِيَّة زِيَادَة عَن ثَلَاثِينَ سنة، وَحدث عَن الْعَفِيف والأمين الأقشهري وَغَيرهمَا وَحج خمسين حجَّة وَكَانَ عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ مشاركا فِي الْفِقْه وَغَيره، وَحدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن الحجار. وَمَات وَقد جَازَ) الثَّمَانِينَ. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله. 3159 مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مَسْعُود بن مَحْمُود بن إِسْمَعِيل الْجمال الْكرْمَانِي. / دخل الْيمن وَكَانَ مُولَعا بثلب الْعلمَاء بل قيل أَنه على عقيدة صَاحب القانون فِي بعث الْأَرْوَاح فَقَط وَلذَا نطق بِمَا أخرجه عَن الدّين فراموا إِرَاقَة دَمه بِدُونِ استنابة، وَمِنْهُم الشّرف إِسْمَعِيل بن الْمُقْرِئ فَقَامَ الْمُوفق النَّاشِرِيّ وحقن دَمه وَوَافَقَهُ الْجمال مُحَمَّد بن أبي بكر الْخياط وَمَعَ ذَلِك فَلم يسلما من أَذَاهُ. وَمَات فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين، ذكره النَّاشِرِيّ فِي تَرْجَمَة عَمه الْمُوفق. 160 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن شمس الدّين المرشدي العجمي الْمدنِي ثمَّ الْمَكِّيّ. / ولد كَمَا ذكر بِالْمَدِينَةِ سنة تسع وَسبعين ثمَّ حمل بعد أَبِيه إِلَى مَكَّة وَصَارَ فِي كَفَالَة قاضيها الْحَنْبَلِيّ وبواسطته حفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ثمَّ منظومة الطير فِي التصوف، وسافر إِلَى الْعَجم فضم مَا كَانَ لِأَبِيهِ هُنَاكَ ثمَّ رَجَعَ فَقطعت عَلَيْهِ الطَّرِيق، وَدخل

مَكَّة فَقِيرا مظْهرا للتقشف والتزهد وَمَا لَا يعجب مربيه فَكَانَ يزجره عَن ذَلِك بِمَا استوحش لأَجله مِنْهُ وَخرج عَنهُ ثمَّ سَافر إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة ثمَّ رَجَعَ بهيئة إملاق وَكَانَ يجْتَمع عَليّ بالحرمين وَأَظنهُ توجه إِلَى الديار المطرية. مُحَمَّد بن مَحْمُود الْأَمِير نَاصِر الدّين بن الْأَمِير الأستادار جمال الدّين. / مضى فِيمَن جده عَليّ. مُحَمَّد بن مَحْمُود نَاصِر الدّين بن العجمي، / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن مَحْمُود. 161 - مُحَمَّد بن مخلص بن مُحَمَّد الْكَمَال بن الضياء بن الْكَمَال الطَّيِّبِيّ القادري، / سمع من صَدَقَة الركني العادلي تصنيفه منهاج الطَّرِيق وَحدث بِهِ فِي سنة عشْرين. 162 - مُحَمَّد بن مَدين بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين البهواشي الْأَزْهَرِي. / سمع مني. 163 - مُحَمَّد بن مُرَاد بك بن مُحَمَّد بك بن با يزِيد بن مُرَاد بن أرخان بن عُثْمَان. / صَاحب بِلَاد الرّوم الَّذِي صَار كرْسِي مَمْلَكَته قسطنطينة بعد فَتحه لَهَا واقتلاعه إِيَّاهَا من الفرنج وَيعرف كسلفه بِابْن عُثْمَان. اسْتَقر فِي المملكة بعد أَبِيه فِي سنة خمس وَخمسين، وَكَانَ قد أوصى بِهِ خَلِيلًا صَاحب شماخي وَأمر ابْنه أَن لَا يخرج عَنهُ فَكَانَ ملكا عَظِيما اقتفى أثر أَبِيه فِي المثابرة على دفع الفرنج بِحَيْثُ فاق مَعَ وَصفه بمزاحمة الْعلمَاء ورغبته فِي لقائهم وتعظيم من يرد عَلَيْهِ مِنْهُم وإهدائه فِي كل قَلِيل للمحيوي الكافياجي مَعَ مكاتباته الفائقة وانخفاضه عَن أَبِيه فِي اللَّذَّات وَله مآثر كَثِيرَة من مدارس وزوايا وجوامع. مَاتَ فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَثَمَانِينَ) فِي توجهه من إسطنبول لجِهَة برصا وَدفن بالبرية هُنَاكَ ثمَّ حول إِلَى إسطنبول فِي ضريح بِالْقربِ من أجل جوامعه بهَا وَجَاء خَبره فِي صفر كَمَا اتّفق فِي أَبِيه سَوَاء وَكَانَ لما بلغه قتل الدوادار تحرّك للخوف من التجري عَلَيْهِ وعدى بَحر إسطنبول وَمَشى قَلِيلا فأدركه أَجله فِي الرحلة الثَّانِيَة، وَاسْتقر بعده فِي المملكة وَلَده الْأَكْبَر أَبُو يزِيد الْمَعْرُوف بيلدرم وَمَعْنَاهُ الْبَرْق ويكنى بِهِ عَن الصاعقة وَورد وَلَده الآخر جَام الْمَقُول لَهُ أَيْضا جمجمة على السُّلْطَان بالديار المصرية مغاضبا لِأَخِيهِ فحج ثمَّ رَجَعَ وسافر فَأسرهُ الفرنج وتحرك أَخُوهُ لذَلِك فِيمَا قيل حَتَّى كَانَت حوادث تلف فِيهَا أَمْوَال وَرِجَال وَالله تَعَالَى يحسن الْعَاقِبَة. 164 - مُحَمَّد بن مرعي نب عَليّ الْبُرُلُّسِيّ / أحد أَعْيَان التُّجَّار ومتموليهم ووالدا أَحْمد الْمَاضِي. مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَكَانَ أَبوهُ من التُّجَّار أَيْضا.

165 - مُحَمَّد بن مراهم الدّين الشَّمْس الشرواني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / وَهُوَ مَنْسُوب لمدينة بناها أنو شرْوَان مَحْمُود باد فأسقطوا أنو تَخْفِيفًا. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَانِينَ وَحفظ الْقُرْآن وَلم يشْتَغل بِالْعلمِ إِلَّا بعد الْعشْرين فَأخذ عَن السَّيِّد مُحَمَّد بن الشريف الْجِرْجَانِيّ وَعَن القَاضِي زَاده الرُّومِي صَاحب شرح أشكال التأسيس وَكَانَ يرجحه على الأول فِي الرياضيات وَكَذَا أَخذ عَن عبد الرَّحْمَن القشلاغي وَمُحَمّد والركن الخافيين وهما غير الزين الخافي الشهير وَيُقَال أَن الشَّمْس لم يكن يرتضي طَرِيقَته فِي التصوف، وَتقدم فِي الْفُنُون، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاثِينَ وَنزل بزاوية التقي العجمي بالمصنع وَكَانَ يَقُول أَنَّهَا لم تزل منزلا لأفاضل الغرباء حَتَّى صَارَت مشيختها مُضَافَة لعَلي الْخُرَاسَانِي الْمُحْتَسب فانخفضت بل كَانَ يَحْكِي عَن تناقص مُطلق مصر أمرا عجبا فَإِنَّهُ قَالَ كنت إِذا كنت مَاشِيا بِالطَّرِيقِ وعارضني رَاكب وقف حَتَّى أَمر أَو أَقف اخْتِيَارا مني ثمَّ قدمت مرّة فَكَانَ الرَّاكِب يعلمني لأستند ثمَّ مرّة فَكَانَ يجاوزني بِدُونِ إِعْلَام ثمَّ مرّة فَكَانَ أهل الذِّمَّة يصدمونني. وانتمى لنصر الله الرَّوْيَانِيّ وَسكن مَعَه بالمنصورية وَقَرَأَ عَلَيْهِ الفصوص لِابْنِ عَرَبِيّ خُفْيَة ثمَّ أقرأه كَذَلِك لبَعض من يَثِق بكتمانه وَكَانَ يحض على إخفائه وَكَذَا أَقَامَ بِالشَّام وأقرأ فيهمَا وَفِي غَيرهمَا من الْأَمَاكِن واستوطن الْقَاهِرَة مُدَّة وَقُرِئَ عَلَيْهِ الْعَضُد وَشرح الطوالع مرَارًا وخدمهما وَغَيرهمَا من كتبه بحواش لَا يخرج فِيهَا غَالِبا بِالنِّسْبَةِ للعضد عَن حَاشِيَة النفتازاني إِلَّا بِبَعْض من حَاشِيَة الْجِرْجَانِيّ وَكَذَا لَا يعدو غَالِبا بِالنِّسْبَةِ لشرح الطوالع حَاشِيَة شرح تَجْرِيد الْأَصْبَهَانِيّ أَيْضا للشريف وَكَذَا قرئَ) عَلَيْهِ شرح الْمِنْهَاج للسَّيِّد العبري وَشرح العقائد للتفتازاني والمطول والمختصر وَشرح المواقف واستوفاه عَلَيْهِ زَكَرِيَّا وَالْبَعْض من الْكَشَّاف بل وأقرأ الْيَسِير من شرح الْحَاوِي للقونوي وَمن شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وعظمت عناية الْفُضَلَاء بِالْأَخْذِ عَنهُ وَكَانَ يحضهم على الْأَدَب فِي الْجُلُوس والنطق وَغير ذَلِك على طَريقَة أَبنَاء الْعَجم وياقسون مِنْهُ جفَاء بِسَبَب ذَلِك لم يألفوه من غَيره وَإِذا غَابَ أحدهم عَن الْمَجِيء فِي وقته مَنعه من تعويضه بِالْقِرَاءَةِ فِي غَيره قصاصا. وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ سوى من أَشرت إِلَيْهِ أَبُو البركات الغراقي وَابْن حسان والزين طَاهِر والشهاب اللكوراني والتقي الحصني والمحيوي الدماطي والنجم ابْن قَاضِي عجلون وَابْن أبي السُّعُود والجوجري وَآخَرُونَ مِنْهُم النَّجْم بن حجي والزين بن مزهر والشرف بن الجيعان وَعبد الْحق السنباطي وَابْن الصَّيْرَفِي وملا عَليّ الْكرْمَانِي وَعبد الله الكوراني وَكَانَ يُنَوّه بِهِ كثيرا وَمن لَا يحصي كَثْرَة، وَمِمَّنْ حضر عِنْده أخي أَبُو بكر وَكَانَ يمِيل إِلَيْهِ ونوه بِهِ مرّة فِي مباحثه وَكَذَا حضرت عِنْده يَسِيرا ورام

أَبُو الْفضل المغربي حِين قدم الشَّام وَالشَّمْس إِذْ ذَاك بهَا الْأَخْذ عَنهُ فَامْتنعَ مُعَللا ذَلِك بِأَنَّهُ لم ير عِنْده أدبا وَكَانَ يقرئ مرّة فِي الْكَلَام فَدخل عَلَيْهِ بعض من لَا يَثِق بفهمه وَدينه فَقطع الْقِرَاءَة حَتَّى انْصَرف وَعلل ذَلِك بِأَنَّهُ قد يفهم الْأَمر على غير وَجهه وَيشْهد علينا بِمَا يَقْتَضِي أمرا مهولا، وَلما مَاتَ الشّرف السُّبْكِيّ قرر فِي تدريس الْفِقْه بالطيبرسية فعورض بالولوي الأسيوطي وتألم الشَّيْخ لذَلِك وَلذَا فِيمَا أَظن لما عينت لَهُ مشيخة الباسطية بِالْقَاهِرَةِ مَعَ كَونه سكنها أَبى، وَكَذَا امْتنع من تدريس التَّفْسِير بالمنصورية حِين عين لَهُ عقب شَيخنَا فِيمَا قيل مَعَ حُضُور أبي الْخَيْر النّحاس إِلَيْهِ بذكل وَعرض عَلَيْهِ أَن يكون لَهُ فِي الجوالي كل يَوْم دِينَار فَامْتنعَ وقنع بستين وبمثلها للسَّيِّد صَاحبه وَكَذَا أربى مشيخة سعيد السُّعَدَاء حِين عرضت عَلَيْهِ وَمَعَ ذَلِك كُله فالمتمس السُّكْنَى فِي مَكَان من الجيعانية ببولاق ينشأ عَنهُ حصر شيخ الْمدرسَة مَعَ كَونه من جماعته فَأُجِيب لذَلِك وَلم يلْتَفت لتألم الْمشَار إِلَيْهِ مَعَ ضعفه وعجزه، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة محققا حسن التَّقْرِير لكنه فِي الجمة أمهر مِنْهُ فِي غَيرهَا متقنا لمَذْهَب التصوف مجيدا لكَلَام الْغَزالِيّ كثير التَّحَرِّي فِي الطَّهَارَة مُعْتَقدًا فِي الْفُقَرَاء متواضعا مَعَهم شهما على بني الدُّنْيَا عديم التَّرَدُّد إِلَيْهِم خُصُوصا بعد وَفَاة الْمُحب بن الْأَشْقَر والكمال الْبَارِزِيّ حسن الْعشْرَة مَعَ من يألفه ظريفا خَفِيف اللِّحْيَة رفيع الْبشرَة كثير المحاسن وَكَانَ يَحْكِي عَن نَفسه أَنه لَا يُمَيّز الشَّخْص الْبعيد ويطالع الْخط الدَّقِيق فِي اللَّيْل وَأَنه كَانَ فِي) أول أمره لَا يقْرَأ فِي الْيَوْم أَكثر من درس ويطالعه قبل الْقِرَاءَة وَبعدهَا وَلم يكن يقرئ بِدُونِ مطالعة ويحض الطَّالِب عَلَيْهَا. وَقد حج وزار الْمَدِينَة وَبَيت الْمُقَدّس وَفِي الآخر سَافر لمَكَّة فِي الْبَحْر فوصلها فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسبعين وَكنت هُنَاكَ فقصدته للسلام فَبَالغ فِي الْإِكْرَام والترحيب والتلقيب بشيخ السّنة وَأعلم بعافية الْأَخ وَكَثْرَة شوقه إِلَيّ وَنَحْو ذَلِك مِمَّا ابتهجت بِهِ وَاسْتمرّ مُقيما بِمَكَّة حَتَّى حج وجاور السّنة الَّتِي تَلِيهَا وأقرأ الْحَج من الْأَحْيَاء وَغير ذَلِك لَكِن يَسِيرا وَرجع مَعَ الركب وَهُوَ متعلل فَأَقَامَ بالظاهرية الْقَدِيمَة أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة مستهل صفر سنة ثَلَاث وَسبعين مبطونا شَهِيدا وَقد جَازَ التسعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بجوار الشَّيْخ عبد الله المنوفي وتأسف النَّاس على فَقده رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن مُسَدّد بن 166 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو حَامِد وَأَبُو الْيمن بن ولي الدّين الكازروني الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَبِه يعرف. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والمنهاجين وَالتَّلْخِيص وَعرض فِي سنة خمس وَسِتِّينَ على نَاصِر

الدّين أبي الْفرج الكازروني والشهاب الأبشيطي وَأبي الْفرج المراغي وَآخَرين ولازم الشهَاب فِي الْفِقْه وَغَيره وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن أبي الْفَتْح بن تَقِيّ وَفِي الْأُصُول عَن سَلام الله الْكرْمَانِي وَقَرَأَ على الشهَاب أَيْضا فِي الْمنطق حَاشِيَته على شرح إيساغوجي للكاكي الْمُسَمَّاة إسعاف الإخوان مَعَ قِرَاءَة الأَصْل وعَلى ابْن يُونُس القطب شرح الرسَالَة الشمسية والتهذيب للتفتازاني كِلَاهُمَا فِي الْمنطق مَعَ قِطْعَة كَبِيرَة من الْمُخْتَصر وعَلى السَّيِّد السمهودي شرح العقائد وَأذن لَهُ الثَّلَاثَة فِي الإقراء والإفادة وارتحل فَسمع بِمَكَّة من النَّجْم عمر بن فَهد فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وبحلب فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ من أبي ذَر بن الْبُرْهَان وبحمص من أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد وبالشام من الْبُرْهَان النَّاجِي والشهاب بن الأخصاصي وبالاقهرة قبل ذَلِك من إِمَام الكاملية وَكَذَا قَرَأَ عَليّ أَشْيَاء وَسمع مني المسلسل بالأولية وبيوم الْعِيد بشرطهما وعَلى دروسا فِي الِاصْطِلَاح ثمَّ لازمني حِين مجاورتي بِالْمَدِينَةِ فِي قِرَاءَة قِطْعَة صَالِحَة من أول شرح ألفية الْعِرَاقِيّ للناظم وَسمع من أثْنَاء الْكتاب أَيْضا دروسا وَغير ذَلِك وأجزت لَهُ بِمَا كتبت حَاصله فِي الْكَبِير، وسافر هُوَ وَأَخُوهُ إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى الرّوم ورجعا فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين. وَهُوَ أصيل فَاضل وجيه متودد. 167 - مُحَمَّد بن مَسْعُود بن صَالح بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْجمال الزواوي الْمَكِّيّ نزيل الْقَاهِرَة. /) ولد فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع الصَّحِيح على ابْن صديق وَكَذَا سمع من الشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي وَأبي الطّيب السحولي وَمُحَمّد بن عبد الله البهنسي الشفا هوت وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس فِيمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي والمراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَخلق وَتردد لجزيرة سواكن للتسبب فأثرى سِيمَا وَكَانَ يسامح فِي العشور بجدة لاعتقاد صَاحب مَكَّة فِي أَبِيه. ولقيته فِي رَجَب سنة خمسين بِالْقَاهِرَةِ فَأجَاز لي ولأخوي، وَرجع إِلَى مَكَّة فَمَاتَ بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين وَخلف ذكرا وَأُنْثَى وتركة لَهَا صُورَة سامحه الله. وَكَانَ قد تزوج زَيْنَب ابْنة النوري على بن الزين بكرا واستولدها الذّكر الْمشَار إِلَيْهِ واسْمه أَحْمد وَهُوَ بالبهاليل أقرب. 168 - مُحَمَّد بن مَسْعُود بن غَزوَان وَهُوَ ابْن مَسْعُود بن هَاشم بن عَليّ بن مَسْعُود بن غَزوَان بن حُسَيْن الْجمال أَبُو عبد الله الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن غَزوَان / وَرُبمَا حذفت الْوَاسِطَة بَينه وَبَين أَبِيه كَمَا هُنَا. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة. وَكَانَ مِمَّن سمع من شَيخنَا وَهُوَ ابْن عَم أبي سعد مُحَمَّد بن عَليّ بن هَاشم. 169 - مُحَمَّد بن مَسْعُود جمال الدّين أَبُو شكيل الْعَدنِي قاضيها الشَّافِعِي الْيَمَانِيّ. /

تفقه بالجمال بن كبن ولازمه حَتَّى برع فِي الْفِقْه واشتهر بِهِ وشارك فِي غَيره ودرس وَأفْتى وَأفَاد وَكتب على الْمِنْهَاج قِطْعَة كَثِيرَة الْفَوَائِد، وَولي قَضَاء عدن مُدَّة طَوِيلَة عزل فِي أَثْنَائِهَا مرَارًا. وَمَات وَهُوَ مَعْزُول فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَكَانَ كثير المَال والكتب مبتلى وأشغل نَفسه أَجِيرا بالعمارة عَفا الله عَنهُ. 170 - مُحَمَّد بن مَسْعُود الْقَائِد جمال الدّين الْعجْلَاني الشهير بِابْن قنفيا / بِكَسْر الْقَاف وَفتح النُّون بعْدهَا فَاء مَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة. مَاتَ سنة خمس وَخمسين بِالْيمن صوب حلى وَدفن هُنَاكَ. أرخه ابْن فَهد. 171 - مُحَمَّد بن مَسْعُود النَّاشِرِيّ مَوْلَاهُم. / حفظ الْقُرْآن وَقَامَ بِهِ غير مرّة فِي الْمدرسَة الواثقية بزبيد وَغَيرهَا وَعلم الْقُرْآن وانتفع بِهِ جمَاعَة وجود الْخط وَكتب للسُّلْطَان فَمن دونه. مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين بتعز وَدفن عِنْد قُبُور موَالِيه رَحمَه الله. 172 - مُحَمَّد بن مَسْعُود النحريري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. / أَفَادَ الطّلبَة بهَا فِي الْفِقْه. وَمَات سنة خمس عشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. (سقط) (أكْرم بِمَجْمُوع فَرد لَا نَظِير لَهُ ... بَحر جواهره تشفي من السقم) (فَكل فن حوى مِنْهُ محاسنه ... كَمَا حوى أحسن الْأَخْلَاق والشيم) 174 - مُحَمَّد بن مُشْتَرك الناصري القاسمي / الْآتِي أَبوهُ. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالطاعون. وَصفه ابْن تغرى بردى بصاحبنا. 175 - مُحَمَّد بن مصلح بن مُحَمَّد الْعِرَاقِيّ / السقاء بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام الْمَاضِي وَلَده إِبْرَهِيمُ. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. 176 - مُحَمَّد بن معالي بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن سَنَد الشَّمْس الْحَرَّانِي الْحلَبِي وَيعرف بِابْن معالي، / ولد تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة كَمَا بِخَطِّهِ واشتغل قَلِيلا وتنبه وَكَانَ يذاكر بأَشْيَاء وَسمع من الْبَدْر أَحْمد بن مُحَمَّد بن الجوخي وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر ومحمود بن خَليفَة وَابْن قواليح وَغَيرهم وَسكن الْقَاهِرَة زَمنا وَأكْثر الْحَج والمجاورة. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: لَقيته بِالْقَاهِرَةِ وَسمعت مِنْهُ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة تَرْجَمَة الداهري من مشيخة الْفَخر بن البُخَارِيّ. وَمَات سنة تسع بِمَكَّة يَعْنِي فِي ذِي الْقعدَة رَحمَه الله، وَذكره فِي إنبائه أَيْضا. وترجمه الفاسي فِي مَكَّة وَقَالَ إِنَّه جاور بهَا نَحْو عشر سِنِين مُتَوَالِيَة وَبَين مَا علمه من

مسموعاته، وَكَذَا ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه، والمقريزي فِي عقوده قَالَ واستفدت مِنْهُ وتأدبت بِهِ وَنعم الشَّيْخ وَلم أر من عين مذْهبه مِنْهُم نعم فِي نُسْخَتي من مُعْجم شَيخنَا الْحَنْبَلِيّ وجوزت تحريفها من الْحلَبِي وَلَكِن بعْدهَا شَامي فَالله أعلم. مُحَمَّد بن معبد الْمدنِي. / هُوَ ابْن عَليّ بن معبد مضى. 177 - مُحَمَّد بن السراج معمر بن يحيى بن القطب أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عبد الْقوي محب الدّين الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / الْمَاضِي جد أَبِيه والآتي أَبوهُ وجده، وَأمه ستيت ابْنة عبد الله بن عمر العرابي. ولد فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ النووية والمختصر للشَّيْخ خَلِيل سمع مني بِالْمَدِينَةِ ثمَّ بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين ثمَّ بعد ذَلِك وَكَانَ يخْطب بِمحل المولد النَّبَوِيّ فِي ليلته بِحَضْرَة النَّاظر وَغَيره فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده. 178 - مُحَمَّد بن مِفْتَاح بن فطيس القباني. / سمع على ابْن الْجَزرِي فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين) بعض كِتَابه أَسْنَى المطالب فِي مَنَاقِب عَليّ بن أبي طَالب. وَمَات بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. 179 - مُحَمَّد بن مُفْلِح بن عبد الْخَالِق الْمُحب أَبُو الْفضل الْيَمَانِيّ الأَصْل القاهري الْمَالِكِي وَيعرف بالسالمي / لصحبته يلبغا الْآتِي، وبابن مُفْلِح. ولد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي قبلهَا وَنَشَأ فَسمع من التنوخي وعزيز الدّين المليجي وَابْن أبي الْمجد وَالصَّلَاح الزفتاوي والتقي الدجوي وَآخَرين، وَطلب وقتا ورافق السالمي وَغَيره وَكتب الطباق بِخَطِّهِ الْجيد، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَخلق، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد ومحمود الْهِنْدِيّ وَسَماهُ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُفْلِح، وَحج فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وجاور قَلِيلا. مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَثَلَاثِينَ بخانقاه سرياقوس. رَحمَه الله. 180 - مُحَمَّد بن مُفْلِح الْبناء / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين أرخه ابْن فَهد. 181 - مُحَمَّد بن مقبل بن سعد بن زَائِد بن مُسلم بن مُفْلِح ن ذؤابة بن صقر الْعقيلِيّ بِالضَّمِّ الهتيمي / بِضَم الْهَاء وَفتح الفوقانية، وَيعرف بِابْن فتيحة بفاء وفوقانية ومعجمة مصغر وَهِي أمه. ولد سنة تسعين وَسَبْعمائة فِي بشة من بِلَاد نجد ثمَّ صاهر قَبيلَة عنز بنواحي الْيمن وَقَالَ الشّعْر ومدح السَّيِّد أَبَا الْقسم بن عجلَان بقصيدة رائية أَولهَا: (يَقُول مُحَمَّد حلي التسيد ... ولي فِي جدَاد القوافي ابتكار) (حملت على الشّعْر يَا سَيِّدي ... وَلَا خير فِي شَاعِر ماينار) وبأخرى مِنْهَا: (يَا ملك يَا مَحْمُود يَا با زَاهِر ... يَا من تسير الْخلق فِي طاعاته)

كتب عَنهُ البقاعي. وَمَا علمت مَتى مَاتَ. 182 - مُحَمَّد بن مقبل بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ / وَيعرف وَالِده بسُلْطَان غلَّة والدأبي الْقسم الْغلَّة. سمع على ابْن الْجَزرِي فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين بعض كِتَابه أَسْنَى المطالب فِي مَنَاقِب عَليّ بن أبي طَالب وَكَانَ تَاجِرًا متسببا. مَاتَ وَلم يكمل الْأَرْبَعين فِي لَيْلَة الْعَاشِر من شعْبَان سنة سبع وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. 183 - مُحَمَّد بن الْحَاج مقبل بن عبد الله الشَّمْس أَبُو عبد الله الْحلَبِي الْقيم بجامعها والمؤذن بِهِ أَيْضا وَيعرف بشقير. / كَانَ وَالِده عَتيق بن زَكَرِيَّا البصروي التَّاجِر بِدِمَشْق صيرفيا فولد لَهُ ابْنه) فِي سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فَسمع على الشهَاب بن المرحل ثلاثيات مُسْند عبد وموافقاته بِسَمَاعِهِ لَهَا على التقي عمر بن إِبْرَهِيمُ بن يحيى الزبيدِيّ أنابها ابْن اللتي، وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء الْبُرْهَان الْحلَبِي سِتَّة وَثَمَانُونَ نفسا مِنْهُم الصّلاح بن أبي عمر خَاتِمَة أَصْحَاب الْفَخر بن البُخَارِيّ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء ولقيته بحلب بعد أَن صَار على طَريقَة حَسَنَة وسيرة مرضية فَأخذت عَنهُ الْكثير. وَعمر بِحَيْثُ تفرد عَن أَكثر شُيُوخه وَاسْتمرّ مُنْفَردا مُدَّة حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة سبعين وَنزل النَّاس بِمَوْتِهِ دَرَجَة وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا بقوله قيم الْجَامِع والمؤذن بِهِ رَحمَه الله. 184 - مُحَمَّد بن مقبل بن هبة الْقَائِد جمال الدّين الْعمريّ. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. 185 - مُحَمَّد بن منهال بدر الدّين القاهري. / نَاب فِي الْحِسْبَة وَغَيرهَا وَكَذَا بَاشر عِنْد بعض الْأُمَرَاء وَكَانَ يُرْخِي العذبة. مَاتَ فِي سنة ثَمَان. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. 186 - مُحَمَّد بن منيف الْمَكِّيّ وَيعرف بالأزرق / توفّي فِي أَوَائِل شَوَّال سنة إِحْدَى بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي هَكَذَا. 187 - مُحَمَّد بن منيف الْهِنْدِيّ الويني. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة سبع وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. 188 - مُحَمَّد بن مهْدي بن حسن الخواجا جمال الدّين الطَّائِي الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن مهْدي صهر الْجمال مُحَمَّد بن الطَّاهِر ووالد عبد الرَّحِيم الْمَاضِي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة صهره من المعلاة. 189 - مُحَمَّد بن مهذب بن ميرصيد بن عبد الله بن نور الله السَّيِّد ركن الدّين أَبُو المحاسن بن أبي الْقسم الْحُسَيْنِي الدلي الْهِنْدِيّ الأَصْل السيابيري المولد الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة. / مِمَّن سمع مني بهَا فِي مجاورتي بعد الثَّمَانِينَ وَقَرَأَ عَليّ يَسِيرا ثمَّ قَرَأَ عَليّ فِي

سنة ثَلَاث وَتِسْعين بهَا أَيْضا المصابيح وغالب البُخَارِيّ، وسافر بعد إِلَى الْهِنْد بنية الرُّجُوع فدام بهَا حَتَّى سنة تسع وَتِسْعين وَرُبمَا نسب إِلَى التَّشَيُّع. وَهُوَ مِمَّن لَهُ فَضِيلَة فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف وَنَحْوهمَا بِحَيْثُ يجْتَمع عَلَيْهِ الطّلبَة وَقد أَخذ عَن عبد المحسن ولطف الله وَالسَّيِّد عبد الله وَآخَرين ثمَّ فِي الْفِقْه وأصوله عَن الْمُحب بن جرباش وَعِنْده سُكُون ولطف وكتبت لَهُ إجَازَة.) ::: 190 - مُحَمَّد بن مهنا بن طرنطاي نَاصِر الدّين العلائي الْحَنَفِيّ وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن مهنا / اشْتغل فِي الْفِقْه على غير وَاحِد وَأخذ الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة عَن الْعِزّ بن جمَاعَة وقنبر وَغَيرهمَا وجود الْخط على الوسيمي وَكَانَ فَاضلا خيارا درس بالأزهر وَغَيره وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء كل ذَلِك مَعَ براعته فِي رمي النشاب والبندق وَالرمْح واللبخة والدبوس وَغَيرهَا من أَنْوَاع الفروسية وَنَحْوهَا أفادني شَيْئا من أمره الشَّمْس الأمشاطي. وَمَات فِي الطَّاعُون فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ عَن خمسين سنة رَحمَه الله وإيانا. 191 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْمدنِي أحد فراشيها المزملاني. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 192 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن الإِمَام أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُوسَى بن عجيل الْجمال الْمَدْعُو عبد الرَّزَّاق الْيَمَانِيّ ابْن أخي إِسْمَعِيل بن إِبْرَاهِيم الْمَاضِي. / ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة، كَانَ رَئِيسا فِي أَهله وبلاده مُتَقَدما عِنْد السلاطين ذَا جاه ووجاهة عِنْد عرب تِلْكَ الْبِلَاد لمزيد إكرامه الوافدين ومهادنته لأمرائهم وأعيانهم ليتوصل بذلك إِلَى أغراضه وَمِمَّنْ كَانَ يرعاه وَيرجع لقَوْله على بن طَاهِر صَاحب الْيمن كل ذَلِك مَعَ تظلم أهل بَلَده مِنْهُ لميله إِلَى التَّحْصِيل بِكُل طَرِيق حَتَّى أثرى وَملك الْأَرَاضِي والنخيل وَكسب الْمَوَاشِي وَمَعَ ذَلِك فَمَا تحاشى عَن يَمِين فاجرة يتَوَصَّل بهَا إِلَى شَيْء دُنْيَوِيّ. مَاتَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ عَفا الله عَنهُ. 193 - مُحَمَّد بن مُوسَى نب إِبْرَهِيمُ الْبَدْر بن الشّرف بن الْبُرْهَان أَخُو عبد الرَّحْمَن ووالد عبد الْعَزِيز الماضيين. / مَاتَ فِي. 194 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَهِيمُ الشَّمْس أَبُو الْبَقَاء بن الشّرف بن سعد الدّين الصَّالِحِي القاهري أَخُو أبي فتح الْمَاضِي وَعم عبد الْقَادِر الْعَنْبَري. / زعم أَنه سبط الْعِزّ بن عبد السَّلَام وَأَنه ينتمي للزبير بن الْعَوام أَيْضا وَأَنه كَانَ يحفظ الْقُرْآن والتنبيه ولازم الشريف الطباطبي وَمُحَمّد الأندلسي وَأحمد الْوراق تجرد ودام سِنِين متقشفا جدا بعد مزِيد التنعم. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثامن عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين وَقد جَازَ التسعين وَشهد أَمِير الْمُؤمنِينَ الصَّلَاة عَلَيْهِ تقدم

الْجَمَاعَة الْبُرْهَان بن أبي شرِيف رَحمَه الله. 195 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد السنبسي الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي ربيع) الآخر سنة سبع وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. 196 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن أَحْمد بن أبي الْقسم مُوسَى بن الشَّمْس بن الشّرف الدمهوجي الأَصْل القاهري الْمحلي الشَّافِعِي. / ولد سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج وَحضر دروس الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَغَيرهمَا وَسمع على الشّرف بن الكويك بعض الشفا لَقيته بالمحلة فَقَرَأت عَلَيْهِ يَسِيرا وَكَانَ خيرا متواضعا محبا فِي الْعلم وَأَهله. مَاتَ بعد السِّتين رَحمَه الله. 197 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَائِذ ابو عبد الله الغماري المغربي الوانوغي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة / وَشَيخ رِبَاط الْمُوفق بهَا. كَانَ كثير الْعِنَايَة بِالْعبَادَة وأفعال الْخَيْر مُعظما عِنْد النَّاس متواضعا لَهُم قَاضِيا لحوائجهم مَقْصُودا بِالْبرِّ الَّذِي يفضل عَن كِفَايَته مِنْهُ مَا ير بِهِ غَيره ويحكى عَنهُ أَنه أَصَابَته فاقة زَائِدَة فَبينا هُوَ طائف بِالْكَعْبَةِ إِذْ رأى المطاف ممتلئا ذَهَبا وَفِضة بِحَيْثُ غاصت رجله فِيهِ إِلَى فَوق قدمه فَقَالَ لَهَا يَعْنِي الدُّنْيَا تغريني تغريني وَلم يتَنَاوَل مِنْهَا شَيْئا. وَكَانَ قدومه مَكَّة فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة أَو قريبها وَهُوَ ابْن أَربع وَعشْرين سنة وَدخل الْيمن وجال فِيهَا كصنعاء وَمَا يَليهَا وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة غير مرّة وَكَانَ يحضر كثيرا مجْلِس الشريف عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر الفاسي وَيسْأل أسئلة كَثِيرَة بِسُكُون وتؤدة وَولي مشيخة رِبَاط الْمُوفق وَالنَّظَر فِي مَصَالِحه سِنِين كَثِيرَة وَلم يكن أحد من الْقُضَاة يُعَارضهُ فِيمَا يختاره فِيهِ بل كَانَ صَاحب مَكَّة الشريف حسن بن عجلَان يُكرمهُ وَيقبل شفاعاته لحسن اعْتِقَاد الْجَمِيع فِيهِ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشر صفر سنة سبع وَعشْرين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بالشبيكة أَسْفَل مَكَّة بِوَصِيَّة مِنْهُ وَدفن هُنَاكَ عِنْد بعض أَوْلَاده وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة حَتَّى للمخدرات وتزاحم الأكابر على حمل نعشه وَقل أَن كَانَت جَنَازَة مثلهَا فِي كَثْرَة الْجمع رَحمَه الله وإيانا. ذكره الفاسي أطول مِمَّا هُنَا وَلم يسم جده قلت وَيُحَرر تَارِيخ وَفَاته فقد رَأَيْت فِي أجايز المحيوي عبد الْقَادِر بن أبي الْقسم مُحَمَّد الْمَالِكِي قَاضِي مَكَّة أَنه حضر عَلَيْهِ دروسا كَثِيرَة قِرَاءَة وسماعا ببحث وتحرير فِي ابْن الْحَاجِب والمختصر الفرعيين وَغَيرهمَا من كتب الْمَالِكِيَّة وَأذن لَهُ فِي التدريس لجَمِيع كتب الْمَالِكِيَّة وأرخ الْإِجَازَة بثالث ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَكتب الشَّيْخ خطه بِتَصْحِيحِهِ. 198 - مُحَمَّد بن الشريف مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر

الشطنوفي / الأَصْل) الْآتِي أَبوهُ. جرده البقاعي. 199 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الله بن إِسْمَعِيل بن مُحَمَّد زين العابدين أَبُو الْفضل بن الشّرف الظَّاهِرِيّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة / مَعَ أَبِيه، والظاهرية بِالْمُعْجَمَةِ قَرْيَة من الشرقية، نَشأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج والطوالع وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وَالتَّلْخِيص وعرضها عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة بل سمع عَليّ وَكثر توجهه لما لَا يرتضي وسافر لمصر بعد أُمُور وَهُوَ سنة تسع وَتِسْعين بهَا. 200 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَليّ بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْجمال أَبُو البركات وَأَبُو المحاسن المراكشي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي سبط الْعَفِيف اليافعي وَيعرف بِابْن مُوسَى. / ولد فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَالِث رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الفرعيين وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على غير وَاحِد وَمن شُيُوخه فِي الْعلم بِمَكَّة الْجمال بن ظهيرة تفقه بِهِ كثيرا وَأخذ عَنهُ وَالشَّمْس المعيد أَخذ عَنهُ كثيرا فِي الْعَرَبيَّة ومتعلقاتها وانتفع فِي الْعَرَبيَّة كثيرا بِزَوْج أمه خَلِيل بن هرون الجزائري وتفقه أَيْضا فِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة بالزين المراغي قَرَأَ عَلَيْهِ تأليفه الْعمد فِي شرح الزّبد فِي الْفِقْه وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَأكْثر عَنهُ من المرويات فِي الْحَرَمَيْنِ وَكَذَا أذن لَهُ ابْن الْجَزرِي فِي الْإِفْتَاء والتدريس نظما وَأخذ عُلُوم الحَدِيث عَن الجمالي بن ظهيرة وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا وَكَذَا انْتفع بالتقي الفاسي وبالصلاح الأقفهسي وتمهر فِي طَرِيق الطّلب وأدمن الِاشْتِغَال بالفقه وأصوله والفرائض والحساب والعربية وَالْعرُوض والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا حَتَّى برع وَتقدم كثيرا فِي الْأَدَب نظما ونثرا واشتدت عنايته بِالْحَدِيثِ وَتقدم فِيهِ كثيرا لجودة مَعْرفَته بالعلل وَالرِّجَال الْمُتَقَدّم مِنْهُم والمتأخر وبالمرويات وتمييز عاليها من نازلها مَعَ الْحِفْظ لكثير من الْمُتُون بِحَيْثُ لم يكن لَهُ بالحجاز فِيهِ نَظِير وارتحل سنة أَربع عشرَة فَمَا بعْدهَا وَأكْثر من المسموع والشيوخ فَكَانَ من شُيُوخه بِمَكَّة ابْن صديق وبالمدينة المراغي وبدمشق عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الأرموي وبالقاهرة ابْن الكويك وبإسكندرية الْكَمَال بن خير وببعلبك التَّاج بن بردس وبحلب حافظها الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي وبالقدس والخليل جمَاعَة من أَصْحَاب الْمَيْدُومِيُّ وبحمص وحماة وغزة والرملة وَغَيرهَا كاليمن أَخذ فِيهَا عَن الْمجد اللّغَوِيّ وَعَاد من رحلته الشامية وَقد كملت مَعْرفَته. وَأَجَازَ لَهُ فِي صغره ابْن خلدون وَابْن عَرَفَة والنشاوري) وَابْن حَاتِم والغياث العاقولي والعزيز المليجي والعراقي والهيثمي والمناوي وَابْن الميلق والتنوخي وَابْن فَرِحُونَ وَمَرْيَم الأذرعية وَغَيرهم.

وصنفت شرحا لنخبة شَيخنَا ومختصرا مُسْتقِلّا فِي عُلُوم الحَدِيث كَابْن الصّلاح وَعمل شَيْئا على نمط الموضوعات لِابْنِ الْجَوْزِيّ وشيئا فِي تَارِيخ الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَلم يكمل وَاحِدًا مِنْهَا وَعمل لكل من المراغي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَالْجمال المرشدي مشيخة وَكَذَا شرع فِي مُعْجم للفاسي كتب مِنْهُ عدَّة كراريس فِي المحمدين وَعمل أَرْبَعِينَ نصفهَا موافقات وباقيها أبدال لجَماعَة من الشُّيُوخ وَأَرْبَعين متباينة الْأَسَانِيد والمتون كلهَا موافقات لأَصْحَاب الْكتب السِّتَّة دَالَّة على سَعَة مروياته وَقُوَّة حفظه وَلَكِن مَعَ عدم تقيد فِيهَا بِالسَّمَاعِ لم يبيضها وَترْجم شُيُوخ رحلته فِي مُجَلد أَفَادَ فِيهَا. وَدخل الْيمن غير مرّة مِنْهَا فِي سنة عشْرين وَولى بهَا الإسماع بِبَعْض الْمدَارِس بزبيد ثمَّ مَال إِلَى استيطانه فانتقل إِلَيْهِ بتعاليقه وأجزائه وَكتبه وَظهر لفضلائها تميزه فِي الحَدِيث وَغَيره فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ ونوهوا بِذكرِهِ ونعي خَبره إِلَى النَّاصِر صَاحب الْيمن فَمَال إِلَيْهِ وَزَاد فِي بره سِيمَا وَقد امتدحه بقصائد طنانة، وَتوجه مته فِي النّصْف الثَّانِي من ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَعشْرين فبرز من بعض المراسي الْقَرِيبَة من جدة حِين عاقهم الرّيح فِي يَوْم حَار وَركب وسط النَّهَار فرسا عريا وركضه كثيرا ليدرك الْحَج وَكَانَ بدنه ضَعِيفا فارداد بذلك ضعفا وَأدْركَ أَرض عَرَفَة فِي آخر لَيْلَة النَّحْر فِيمَا ذكر وَمَا أَتَى مني إِلَّا فِي آخر يَوْم النَّفر الأول لكَونه مَشى وعيي عَن الْمَشْي بِحَيْثُ وصل خَبره لأهل منى فَتوجه إِلَيْهِ من حمله ثمَّ نفر مِنْهَا إِلَى مَكَّة وَلم يزل عليلا وَرُبمَا أَفَاق قَلِيلا حَتَّى مَاتَ بعد صَلَاة الصُّبْح يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشرى ذِي الْحجَّة مِنْهَا بعد أَن كتب وَصيته بِخَطِّهِ فِي يَوْم الْخَمِيس وَدفن بالمعلاة بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَعظم الأسف على فَقده، وَقد عظمه الفاسي جدا وَقَالَ أَنه برع فِي الْعُلُوم وَتقدم كثيرا فِي الْأَدَب وَله فِيهِ النّظم الْكثير الْمليح لغوصه على الْمعَانِي الْحَسَنَة وَفِي الحَدِيث بِحَيْثُ لم يكن لَهُ فِيهِ نَظِير بالحجاز مَعَ حسن الْجمع والتأليف والإيراد لما يحاوله من النكت والأسئلة والإشكالات ووفور الذكاء وَسُرْعَة الْكِتَابَة وملاحتها ونشأته على العفاف والصيانة وَالْخَيْر والعناية الْكَثِيرَة بفنون الْعلم والْحَدِيث. وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: كَانَ ذَا مُرُوءَة وقناعة وصبر على الْأَذَى وَبِذَلِك لكتبه وفوائده مَوْصُوفا بِصدق اللهجة وَقلة الْكَلَام وَعدم مَا كَانَ عِنْد غَيره من أقرانه من اللَّهْو وَغَيره من صباه حَتَّى مَاتَ، وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه أَكثر عَن شُيُوخ الْعَصْر وَكتب عني النخبة وَشَرحهَا وَغير ذَلِك فِي) سنة خمس عشرَة فَمَا بعْدهَا وتمهر وتيقظ وَكتب تراجم لشيوخه أتقنها، وَوَصفه فِي مَوضِع آخر بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْفَاضِل البارع الرّحال جمال الدّين سليل السّلف

الصَّالِحين عُمْدَة الْمُحدثين نفع الله بِهِ، وَأذن لَهُ فِي إقراء عُلُوم الحَدِيث وإفادته لمن أَرَادَ علما بنقوب فهمه وشفوف علمه، وترجمه التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه بِمَا تبع فِيهِ التقي الفاسي وَكَذَا تَرْجمهُ فِي ذيل طَبَقَات الْحفاظ والمقريزي فِي عقوده وَقَالَ كَانَ ثِقَة حجَّة فِي نَقله وَضَبطه ريض الْأَخْلَاق قَلِيل الْكَلَام جميل السِّيرَة لَهُ مُرُوءَة وَفِيه سماح مَعَ قنع بِمَا تيَسّر وصبر على الْأَذَى ورثاه أَبُو الْخَيْر بن عبد الْقوي بقصيدة أَولهَا (من للمحابر والأقلام والكتب ... بعد ابْن مُوسَى وَمن للْعلم وَالْأَدب) وَمن نظمه مِمَّا كتبه فِي مشيخة المراغي بعد ذكره لأسانيده: (فِي زِيّ ذِي قصر بَدَت ... لكنه عين السمو) (فاعجب لَهَا وَهِي القصي ... رة كَيفَ تنْسب للعلو) وَمِمَّا كتبه على بديعية الزين شعْبَان الآثاري: (وروضة للزين شعْبَان قد ... أربت على زهر حلافي ربيع) (لَو لم تبْق نسج الحريري لما ... حاكت بِهَذَا النّظم رقم البديع) 201 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَليّ بن يحيى بن عَليّ الْجمال اليمني النَّاسِخ. / وَصفه ابْن عزم بصاحبنا. 202 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمرَان بن مُوسَى بن سُلَيْمَان الشَّمْس الْغَزِّي ثمَّ الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ وَالِد المحمدين الماضيين وَيعرف بِابْن عمرَان. / ولد فِي نصف شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بغزة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بِالْعلمِ ولازم نَاصِر الدّين الأياسي فِي الْفِقْه وَغَيره فَانْتَفع بِهِ وَأَقْبل على القراآت فَتلا للسبع مَا عدا حَمْزَة بِبيع الْمُقَدّس على الشَّمْس القباقبي بل وتلا عَلَيْهِ للأربعة عشر لَكِن إِلَى آخر الْمَائِدَة خَاصَّة بِمَا تضمنته منظومته مجمع السرُور الَّتِي سَمعهَا من لَفظه بعد أَن قَرَأَهَا عَلَيْهِ مرَارًا وَكَذَا جمع للسبع على حبيب والتاج بن تمرية بعد أَن تَلا عَلَيْهِ لِحَمْزَة فَقَط وعَلى أَمِير حَاج الْحلَبِي لَكِن إِلَى آخر قَاف وبالعشر للزهراوين عَليّ بن الْجَزرِي بِمَا تضمنه النشر والطيبة كِلَاهُمَا لَهُ وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَعشْرين بِالْقَاهِرَةِ وَسمع عَلَيْهِ الطّلبَة بعد أَن سَمعهَا من حفيده جلال الدّين وَكَذَا سمع من) الشَّمْس غير ذَلِك كجزئه الْمُشْتَمل على العشاريات والمسلسلات وَغَيرهَا وَمن شَيخنَا فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ نغبة الظمآن لأبي حَيَّان وَغَيرهَا وَمن الفوى ختم صَحِيح مُسلم وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّيْسِير فَسَمعهُ بقرَاءَته جمَاعَة مِنْهُم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل الكركي الْمَاضِي وبرع فِي القراآت وتصدى لإقرائها وَصَارَ بِأخرَة عَلَيْهِ الْمعول فِيهَا بِتِلْكَ النواحي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت مِنْهُ وَأخذ عَنهُ جمَاعَة بِبَلَدِهِ

وَبَيت الْمُقَدّس والقاهرة وَغَيرهَا وانتفعوا بِهِ لديانته ونصحه وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُحب ابْن الشّحْنَة حِين إِقَامَته بِبَيْت الْمُقَدّس والكمال بن أبي شرِيف وارتحل إِلَيْهِ نَاصِر الدّين الأخميمي فَتلا عَلَيْهِ وَمَات قبل إكماله وَهُوَ هُنَاكَ وَذَلِكَ فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بتربة ماملا بجوار عبد الله الزرعي رَحمَه الله وإيانا. ولعلي بن عبد الحمدي الْغَزِّي فِيهِ: (يَا شمس علم بصبح الْعِزّ قد طلعت ... فِي برج سعد لَهَا من عنصر الشّرف) (تيسير نشر الصِّبَا من كل طيبَة ... حويت يَا خير كنز الْمَذْهَب الْحَنَفِيّ) 203 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمر بن عوض بن عَطِيَّة بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشّرف بن الشّرف اللَّقَّانِيّ الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي / الْآتِي أَبوهُ والماضي وَلَده عمر والعمدة والرسالة وألفية النَّحْو وعرضها على جمَاعَة واشتغل يَسِيرا وَدَار على الشُّيُوخ وَضبط الْأَسْمَاء وَكتب الطباق وَأكْثر وَمن شُيُوخه فِي الرِّوَايَة التنوخي وَابْن الشيخة وعزي الدّين المليجي والمطرز والسويداوي والحلاوي وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَغَيرهَا ثمَّ بَاشر الشَّهَادَة بعدة أوقاف وَكتب فِي الْإِنْشَاء وَولى قَضَاء الركب وَكَانَ نير الْهَيْئَة نقي الشيبة حسن الشكالة كثير العصبية والمروءة والمكارم حدث قبل مَوته باليسير وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ بمنزله جوَار جَامع الْأَزْهَر وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد فِي الْجَامِع ثمَّ بمصلى بَاب النَّصْر وَصلي عَلَيْهِ فِيهِ شَيخنَا وَحضر جَمِيع مباشري الدولة نَاظر الْجَيْش فَمن دونه وَكَانَ الْجمع كثيرا، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ أَنه نَشأ مَعَ أَبِيه وَحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ بِهِ فِي الجوق وَكَانَ حسن الصَّوْت ثمَّ طلب الحَدِيث وقتا وَكتب أَسمَاء السامعين واعتمدوا عَلَيْهِ فِي ذَلِك ثمَّ اتَّصل بالشرف الدماميني حِين ولي نظر الْجَيْش ثمَّ بِفَتْح الله حِين ولي كِتَابَة السِّرّ فلازمه حَتَّى اسْتَقر شَاهد ديوانه وَغلب عَلَيْهِ فَلَمَّا زَالَت دولته وَاسْتقر ابْن الْبَارِزِيّ خدمه ولازمه حَتَّى غلب عَلَيْهِ أَيْضا وَاسْتقر بِهِ فِي ديوانه وباشر فِي عدَّة جِهَات، وَكَانَ كثير التودد وَالْإِحْسَان للْفُقَرَاء والمحبة) فِي أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح رَحمَه الله. 204 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيسَى بن عَليّ الْكَمَال أَبُو الْبَقَاء الدَّمِيرِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي. / كَانَ اسْمه أَولا كمالا بِغَيْر إِضَافَة وَكَانَ يَكْتُبهُ كَذَلِك بِخَطِّهِ فِي كتبه ثمَّ تسمى مُحَمَّدًا وَصَارَ يكشط الأول وَكَأَنَّهُ لتَضَمّنه نوعا من التَّزْكِيَة مَعَ هجر اسْمه الْحَقِيقِيّ. ولد فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا كَمَا بِخَطِّهِ بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فتكسب بالخياطة ثمَّ أقبل على الْعلم وَأَخذه عَن الْبَهَاء أَحْمد بن التقي

السُّبْكِيّ ولازمه كثيرا وانتفع بِهِ وَكَذَا أَخذ عَن الْكَمَال أبي الْفضل النويري وتفقه أَيْضا بالجمال الأسنوي وَوصف ابْن الملقن فِي خطْبَة شَرحه بشيخنا وَكَذَا بَلغنِي أَخذه عَن البُلْقِينِيّ أَيْضا وَلَيْسَ بِبَعِيد وَأخذ الْأَدَب عَن الْبُرْهَان القيراطي والعربية وَغَيرهَا عَن الْبَهَاء بن عقيل وَسمع على مظفر الدّين الْعَطَّار والعرضي وَأبي الْفرج وَابْن الْقَارِي والحراوي وبمكة على الْجمال بن عبد الْمُعْطِي والكمال مُحَمَّد بن عمر بن حبيب فِي آخَرين كالعفيف المطري بِالْمَدِينَةِ وَمِمَّا سَمعه على الأول التِّرْمِذِيّ فِي سنة نَيف وَخمسين وَوَصفه الزَّيْلَعِيّ فِي الطَّبَقَة بالفاضل كَمَال الدّين كَمَال وعَلى ثَانِيهمَا فَقَط جلّ مُسْند أَحْمد أَو جَمِيعه وجزء الْأنْصَارِيّ وبرع فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه وأصوله والعربية وَالْأَدب وَغَيرهَا وَأذن لَهُ بالإفتاء والتدريس، وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَكتب على ابْن ماجة شرحا فِي نَحْو خمس مجلدات سَمَّاهُ الديباجة مَاتَ قبل تحريره وتبييضه وَكَذَا شرح الْمِنْهَاج وَسَماهُ النَّجْم الْوَهَّاج لخصه من السُّبْكِيّ والأسنوي وَغَيرهمَا وَعظم الِانْتِفَاع بِهِ خُصُوصا بِمَا طرزه بِهِ من التتمات والخاتمات والنكت البديعة وَأول مَا ابْتَدَأَ من الْمُسَاقَاة بِنَاء على قِطْعَة شَيْخه الأسنوي فَانْتهى فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ثمَّ اسْتَأْنف ونظم فِي الْفِقْه أرجوزة طَوِيلَة فِيهَا فروع غَرِيبَة وفوائد حَسَنَة وَله تذكرة مفيدة وحياة الْحَيَوَان وَهُوَ نَفِيس أجاده وَأكْثر فَوَائده مَعَ كَثْرَة استطراده فِيهِ من شَيْء إِلَى شَيْء وَله فِيهِ زيادات لَا تُوجد فِي جَمِيع النّسخ وأتوهم أَن فِيهَا مَا هُوَ مَدْخُول لغيره إِن لم تكن جَمِيعهَا لما فِيهَا من الْمَنَاكِير وَقد جردها بَعضهم بل اختصر الأَصْل التقي الفاسي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَنبهَ على أَشْيَاء مهمة يحْتَاج الأَصْل إِلَيْهَا وَاخْتصرَ شرح الصَّفَدِي للأمية الْعَجم فأجاده وَرَأَيْت من غَرَائِبه فِيهِ قَوْله وَكَانَ بَعضهم يَقُول أَن المقامات وكليلة ودمنة رموز على الكيمياء وكل ذَلِك من شغفهم وحبهم لَهَا نسْأَل الله الْعَافِيَة بِلَا محنة وَكَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد رَحمَه الله مغرى بهَا وَأنْفق فِيهَا مَالا وعمرا) انْتهى. وَإِنَّمَا استغربته بِالنِّسْبَةِ لما نسبه للتقي، وَقد تَرْجمهُ التقي الفاسي فِي مَكَّة فَقَالَ أَنه كَانَ أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء وَشَاهد وَقفهَا لَهُ نظم جيد وحظ وافر من الْعِبَادَة وَالْخَيْر حَتَّى كَانَ بِأخرَة يسْرد الصَّوْم حدث بِالْقَاهِرَةِ وبمكة وَسمع مِنْهُ الصّلاح الأقفهسي فِي جَوف الْكَعْبَة والفاسي بِالْقَاهِرَةِ وَأفْتى وَعَاد ودرس بأماكن بِالْقَاهِرَةِ مِنْهَا جَامع الْأَزْهَر وَكَانَت لَهُ فِيهِ حَلقَة يشغل فِيهَا الطّلبَة يَوْم السبت غَالِبا وَمِنْهَا الْقبَّة البيبرسية كَانَ يدرس فِيهَا الحَدِيث وَكنت أحضر عِنْده فِيهَا بل كَانَ يذكر النَّاس بمدرسة ابْن البقري دَاخل بَاب النَّصْر فِي يَوْم

الْجُمُعَة غَالِبا ويفيد فِي مَجْلِسه هَذَا أَشْيَاء حَسَنَة من فنون الْعلم وبجامع الظَّاهِر فِي الحسينية بعد عصر الْجُمُعَة غَالِبا ودرس أَيْضا بِمَكَّة وَأفْتى وجاور فِيهَا مُدَّة سِنِين مفرقة وتأهل فِيهَا بِأم أَحْمد فَاطِمَة ابْنة يحيى بن عياد الصنهاجي المكية وَولدت لَهُ أم حَبِيبَة وَأم سَلمَة وَعبد الرَّحْمَن وَأول قدماته إِلَيْهَا على مَا أخْبرت عَنهُ فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وجاور بهَا حَتَّى حج فِي الَّتِي بعْدهَا ثمَّ جاور بهَا أَيْضا فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ قدمهَا مَعَ الرجبية فدام حَتَّى حد ثمَّ قدمهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين فَأَقَامَ بهَا حَتَّى حج فِي الَّتِي بعْدهَا قلت وَحضر موت شَيْخه الْبَهَاء بن السُّبْكِيّ حِينَئِذٍ وَنقل الْكَمَال عَنهُ أَنه قَالَ لَهُ قبيل مَوته بِقَلِيل هَذَا جُمَادَى وَجَرت الْعَادة فِيهِ يَعْنِي لنَفسِهِ بحدوث أَمر مَا فَإِن جَاءَ الْخَبَر بِمَوْت أبي الْبَقَاء وَأَنا فِي قيد الْحَيَاة فَذَاك وَإِلَّا فاقرأ الْكتاب على قَبْرِي. هَكَذَا سمعته من لفظ شَيخنَا فِيمَا قَرَأَهُ بِخَط الدَّمِيرِيّ وَأَنه قَالَ لَهُ يَا سَيِّدي وصل الْأَمر إِلَى هَذَا الْحَد أَو نَحْو هَذَا فَقَالَ أَنه غرمني مائَة ألف قَالَ فَقلت لَهُ دِرْهَم فَقَالَ بل دِينَار انْتهى. قَالَ الفاسي: ثمَّ قدم مَكَّة فِي موسم سنة خمس وَسبعين فَأَقَامَ بهَا حَتَّى حج الَّتِي تَلِيهَا وفيهَا تأهل بِمَكَّة فِيمَا أَحسب ثمَّ قدمهَا فِي موسم سنة ثَمَانِينَ وَأقَام بهَا حَتَّى حج فِي الَّتِي بعْدهَا ثمَّ قدمهَا فِي سنة تسع وَتِسْعين وَأقَام حَتَّى حج فِي الَّتِي بعْدهَا وانفصل عَنْهَا فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ، حَتَّى مَاتَ فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَصلي عَلَيْهِ ثمَّ دفن بمقابر الصُّوفِيَّة سعيد السُّعَدَاء وَقَالَ المقريزي فِي عقوده صحبته سِنِين وَحَضَرت مجْلِس وعظه مرَارًا لإعجابي بِهِ وأنشدني وأفادني وَكنت أحبه ويحبني فِي الله لسمته وَحسن هَدْيه وَجَمِيل طَرِيقَته ومداومته على الْعِبَادَة لَقِيَنِي مرّة فَقَالَ لي رَأَيْت فِي الْمَنَام أَنِّي أَقُول لشخص لقد بعد عهدي بِالْبَيْتِ الْعَتِيق وَكثر شوقي إِلَيْهِ فَقَالَ قل لَا إِلَيْهِ إِلَّا الله الفتاح الْعَلِيم الرَّقِيب المنان فَصَارَ يكثر ذَلِك فحج فِي تِلْكَ السّنة رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ. وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ: مهر فِي) الْفِقْه وَالْأَدب والْحَدِيث وشارك فِي الْفُنُون ودرس للمحدثين بقبة بيبرس وَفِي عدَّة أَمَاكِن وَوعظ فَأفَاد وخطب فأجاد وَكَانَ ذَا حَظّ من الْعِبَادَة تِلَاوَة وصياما ومجاورة بالحرمين وتذكر عَنهُ كرامات كَانَ يخفيها وَرُبمَا أظهرها وأحالها على غَيره وَقَالَ فِي مُعْجَمه كَانَ لَهُ حَظّ من الْعِبَادَة تِلَاوَة وصياما وقياما ومجاورة بِمَكَّة بِالْمَدِينَةِ واشتهر عَنهُ كرامات وأخبار بِأُمُور مغيبات يسندها إِلَى المنامات تَارَة وَإِلَى بعض الشُّيُوخ أُخْرَى وغالب النَّاس يعْتَقد أَنه يقْصد بذلك السّتْر سَمِعت من فَوَائده وَمن نظمه وَاجْتمعت بِهِ مرَارًا وَكنت أحب سمته وَيُقَال أَنه كَانَ فِي صباه أكولا نهما

ثمَّ صَار بِحَيْثُ يُطيق سرد الصّيام، زَاد غَيره وَله أذكار يواظب عَلَيْهَا وَعِنْده خشوع وخشية وبكاء عِنْد ذكر الله سُبْحَانَهُ وق تزوج بابنتيه الْجمال مُحَمَّد والجلال عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ واستولداهما الأول أَبَا الْفَضَائِل مُحَمَّدًا وَعبد الرَّحْمَن وَالثَّانِي عبد الْغَنِيّ وَغَيره. وروى لنا عَنهُ جمَاعَة مِمَّن أَخذ عَنهُ دراية وَرِوَايَة وعرضا وَمِمَّا ينْسب إِلَيْهِ: (بمكارم الْأَخْلَاق كن متخلقا ... ليفوح ند شذائك الْعطر الندي) (وَصدق صديقك إِن صدقت صداقة ... وادفع عَدوك بِالَّتِي فَإِذا الَّذِي) 205 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيسَى الأيدوني العجلوني الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / شيخ بَاشر النقابة بِأخرَة عِنْد ابْن المزلق لما عمل قَاضِي الشَّام وَكَذَا عِنْد ولد الخيضري وَيذكر بتمول مَعَ تقتير وغلسة وجاور بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسمع مني المسلسل. 206 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن زين العابدين بن الشّرف بن الشَّمْس الحسني الْقَرَافِيّ الْحَنْبَلِيّ القادري / شيخ الطَّائِفَة القادرية والآتي أَبوهُ. مَاتَ عَن نَحْو خمس وَخمسين سنة فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ بعد تعلل مُدَّة طَوِيلَة وَصلي عَلَيْهِ بمصلى المؤمني فِي محفل شهده أَمِير الْمُؤمنِينَ لصداقة كَانَت بَينهمَا فَمن دونه ثمَّ رجعُوا بِهِ إِلَى زَاوِيَة عدي بن مُسَافر مَحل سكناهُ من بَاب القرافة فَدفن عِنْد أَبِيه وجده رَحِمهم الله وَكَانَ إنْسَانا خيرا متوددا متواضعا منجمعا عَن النَّاس حج وزار بَيت الْمُقَدّس وَسمع الحَدِيث بِهِ وبالقاهرة بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَة غَيْرِي بل حضر عِنْدِي فِي بعض مجَالِس الْإِمْلَاء رَحمَه الله. 207 - مُحَمَّد الشَّمْس القادري / أَخُو الَّذين قبله ووالد عبد الْعَزِيز الْمَاضِي، اسْتَقر بعده فِي المشيخة شركَة لِابْنِ عَمهمَا بعناية صهره تغرى بردى الأستادار وَكَانَ غَرَض السُّلْطَان وَغَيره) من الْخِيَار أَفْرَاد ابْن الْعم بذلك فَكَانَ كَذَلِك لم يلبث هَذَا أَن مَاتَ فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل أَيْضا وَلم يكن كأخيه وَقد سمع قَلِيلا وَحضر أَيْضا عِنْدِي رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 208 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس المنوفي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو إِبْرَهِيمُ وَأحمد الماضيين / وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن زين الدّين وَهُوَ خير الثَّلَاثَة وأكبرهم مِمَّن يديم التِّلَاوَة ويحضر مَعَ شُيُوخ تصوفه بالمؤيدية ابْن الديري فَمن يَلِيهِ مَعَ سكونه ومعرفته وإنكاره على أَخِيه إِبْرَهِيمُ فِي مخالطته لِلْأُمَرَاءِ. مَاتَ على ظهر النّيل فِي سفينة بعد

الطَّاعُون آخر سنة سبع وَتِسْعين أَو الَّتِي تَلِيهَا وَجِيء بِهِ مَحْمُولا فَدفن بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن جُمُعَة ولي الدّين أَبُو زرْعَة بن الشّرف الْأنْصَارِيّ. / يَأْتِي قَرِيبا فِيمَن لم يسم جده. 209 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن الشهَاب مَحْمُود بن سلمَان بن فَهد الْبَدْر بن الشّرف بن الشَّمْس الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي وَيعرف كسلفه بِابْن الشهَاب مَحْمُود. / ولد فِي حُدُود الْخمسين وَيُقَال سنة سبعين تَقْرِيبًا وَنَشَأ بِدِمَشْق فاشتغل وتعانى الْأَدَب ونظم الشّعْر ولي توقيع الدست بحلب ووكالة بَيت المَال ثمَّ كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق يَسِيرا ثمَّ نظر الْجَيْش وَكَذَا ولي كِتَابَة سر طرابلس وَكَانَ رَقِيق الدّين كثير التَّخْلِيط والهجوم على المعضلات وتنسب إِلَيْهِ أَشْيَاء غير مرضية مَعَ كرم النَّفس والرياسة والذكاء والمروءة والعصبية كتب عَنهُ ابْن خطيب الناصرية فِي ذيله من نظمه وَمَات فِي السجْن بِدِمَشْق خنقا فِي لَيْلَة السبت ثَانِي عشر صفر سنة اثْنَتَيْ عشرَة بِأَمْر الْجمال الأستادار لحقد كَانَ فِي نَفسه مِنْهُ أَيَّام خموله بحلب عَفا الله عَنهُ. وَقد ذكره شَيخنَا فِي سنة إِحْدَى عشرَة من أنبائه بِاخْتِصَار ثمَّ أَعَادَهُ فِي الَّتِي بعْدهَا وَزَاد فِي نسبه مُحَمَّدًا وَالصَّوَاب مَا تقدم وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي على الصَّوَاب. وَمن نظمه: (أنزه مِنْك طرفِي فِي رياض ... وَسيف اللحظ مِنْك عَليّ ماضي) (وَإِن يَك فِي دمي لَك بعض قصد ... فدونك سفكه فالقلب راضي) (وَخذ من غنج طرفك لي أَمَانًا ... فقد وصلت صوارمه المواضي) (وَكَيف أحاول الْإِنْصَاف يَوْمًا ... وَمن شكواي مِنْهُ عَليّ قَاضِي) (بنفسي من يَصح بِهِ غرامي ... ومنشؤه من الحدق المراض) ) (لَهُ لفظ وأخلاق وَخلق ... رياض فِي رياض فِي رياض) 210 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مَحْمُود بن قُرَيْش الشَّمْس الصُّوفِي الْحَنَفِيّ إِمَام الشيخونية وَيعرف بصهر الْخَادِم. / ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِجَامِع طولون وتفقه بالسراج قَارِئ الْهِدَايَة وَكَانَت مِمَّا سَمعهَا بِتَمَامِهَا عَلَيْهِ وبباكير وَقَرَأَ عَلَيْهِ مِنْهَا إِلَى الْبيُوع وبالتفهني وَابْن الْهمام واشتدت عنايته بملازمته لَهُ حَتَّى أَنه استنابه فِي مشيخة الشيخونية فِي بعض غيباته سنة وَثَلَاثَة أشهر وَقدمه عَليّ السيفي والزين قَاسم وَكَأَنَّهُ رام الصُّلْح بَينهمَا بِهِ مَعَ أَنه كَانَ يجله بِحَيْثُ كتب لَهُ فِي إِجَازَته على التَّحْرِير من تصانيفه أَنه اسْتَفَادَ نَحوا مِمَّا أَفَادَ، وَقَرَأَ على الشهَاب البوصيري ألفية الحَدِيث وَغَيرهَا وَسمع عَلَيْهِ وعَلى قَارِئ الْهِدَايَة والدفري إِمَام جَامع قوصون والفوى وَالزَّرْكَشِيّ فِي آخَرين مِمَّن بعدهمْ كالزين رضوَان والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَأخذ

الطَّرِيق عَن الزين الحافي وَحج غير مرّة وَولي إِمَام الشيخونية دهرا وأقرأ الطّلبَة وقتا. وَهُوَ إِنْسَان فَاضل دين منعزل عَن النَّاس ثمَّ توالى عَلَيْهِ الضعْف والهرم فَانْقَطع وأضر وَلزِمَ الوساد وَكنت مِمَّن اجْتمع بِهِ وَسمع كَلَامه وَالْتمس دعاءه. وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا. 211 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن يُوسُف بن مُوسَى بن يُوسُف الْمُحب بن الشّرف المنوفي القاهري / الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي يَوْم السبت مستهل الْمحرم سنة خمسين بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية النَّحْو وَعرض واشتغل قَلِيلا عِنْد الْفَخر المقسي والبكري وتنزل فِي الْجِهَات وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي الجورة مَعَ أَبِيه وَبعده وأثرى مِنْهَا بِحَيْثُ زَادَت نهمته فِي تَحْصِيل الْجِهَات وخطب نِيَابَة بمدرسة سودون من زَاده وبالزمامية وَغَيرهمَا مَعَ استقراره فِي خطْبَة الْجَامِع الْكَبِير بمنوف وشاع مَا افتعله رَفِيقًا للشرف بن روق حِين كَانَ رَفِيقًا لَهُ فِي الشَّهَادَة من أشهاد عَليّ خَادِم البيبرسية حِين كَانَ مَرِيضا برغبته لَهما عَمَّا بِيَدِهِ من وظيفتي التصوف والخدامة وسعيا فِي أَخذ خطابتها فَبلغ الْخَادِم ذَلِك فأنرك وُقُوعه مِنْهُ وَأشيع إِنْكَاره فَطلب مِنْهُمَا الْإِشْهَاد عَلَيْهِ فأخفياه ومزقاه فِيمَا قيل وَكَانَت وَاقعَة شنيعة. وطمحت نَفسه لقَضَاء منوف فسعى عِنْد الزين زَكَرِيَّا أول ولَايَته وأفحش فِي زِيَادَة مَا يحمل باسم الْحَرَمَيْنِ كل سنة حِين وَرُبمَا حضر عِنْدِي فِي البرقوقية وَكَانَ سَاكِنا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَدفن عِنْد أَبِيه بحوش سعيد السُّعَدَاء وَترك أَوْلَادًا رَحمَه الله.) (سقط)

(سقط) مِمَّن تقدم فِي الْفَرَائِض والحساب وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء. وَكَانَ شَيخا خيرا سَاكِنا لَقيته بالصالحية. وَمَات فِي. 216 - مُحَمَّد بن مُوسَى الشَّمْس الفيومي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. / كَانَ خيرا سَاكِنا ذَا فَضِيلَة بِحَيْثُ يقرئ بعض الطّلبَة واستنابه الشّرف يحيى بن الجيعان فِي مشيخة مدرسة عَمه الْمُجَاورَة لبيتهم. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين عَن نَحْو السّبْعين ظنا رَحمَه الله وإيانا. 217 - مُحَمَّد بن مُوسَى الشَّمْس المجدلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن أبي بيض. / ذكره لي بلديه أَبُو الْعَبَّاس الْقُدسِي الْوَاعِظ وَأَنه جود عَلَيْهِ الْقُرْآن وَتخرج بِهِ. 218 - مُحَمَّد بن مُوسَى نَاصِر الدّين أَبُو الْفضل الْموصِلِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي سبط الشَّيْخ أبي بكر الْموصِلِي الْمَشْهُور. / ولد فِي لَيْلَة سَابِع عشرى رَمَضَان سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فتدرب فِي التصوف والسلوك بجده الْمشَار إِلَيْهِ وَلبس مِنْهُ وَمن) الشهَاب بن الناصح والخوافي الْخِرْقَة وانتفع بجده وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْبُرْهَان بن خطيب عذراء وَأَقْبل على الْعِبَادَة والسلوك بِحَيْثُ صَار من شُيُوخ الصُّوفِيَّة وصنف فِيهِ ونظم ونثر وابتنى زَاوِيَة بميدان الْحَصَى من القبيبات وَكَانَ النَّاس يَجْتَمعُونَ عِنْده فِيهَا لَيْلَة من الْأُسْبُوع وَيتَكَلَّم عَلَيْهِم على قَاعِدَة أَرْبَاب الزوايا وَكثر أَتْبَاعه مَعَ سمت حسن ووجاهة بِحَيْثُ لَا ترد رسائله. مَاتَ سنة بضع وَسِتِّينَ بِدِمَشْق وَدفن بتربته الْمَعْرُوفَة بِهِ رَحمَه الله. 219 - مُحَمَّد بن مُوسَى ولي الدّين أَبُو زرْعَة بن الشّرف الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي / خطيب جَامعهَا الْأَكْبَر. مَاتَ بالطاعون فِي رَجَب سنة خمس وَعشْرين، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، وَهُوَ ابْن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن جُمُعَة. 220 - مُحَمَّد بن مُوسَى الْعِرَاقِيّ، وَيعرف بالسقاء. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. مُحَمَّد بن مَوْلَانَا زَاده. / فِي ابْن أَحْمد بن أبي يزِيد. 221 - مُحَمَّد بن مَيْمُون الواصلي نِسْبَة لقرية بتونس التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي

وَيعرف بالواصلي / مِمَّن أَخذ عَن عمر القلجاني وَكَانَ عَالما فِي الْفِقْه والْحَدِيث والأصلين والعربية. مَاتَ بالطاعون سنة ثَلَاث وَسبعين بتونس أَفَادَهُ لي بعض ثِقَات أَصْحَابه. 222 - مُحَمَّد بن نَاصِر بن يُوسُف بن سَالم بن عبد الْغفار بن حفاظ الدِّمَشْقِي الْمزي. / فِي آخر جُزْء من الأَصْل: آخر الْجُزْء الرَّابِع من الضَّوْء اللامع لأهل الْقرن التَّاسِع لشَيْخِنَا الشَّيْخ الْعَلامَة الْحجَّة الفهامة شيخ الْإِسْلَام حجَّة الْأَنَام أبي الْخَيْر مُحَمَّد شمس الدّين بن المرحوم زين الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر السخاوي القاهري الشَّافِعِي أدام الله حَيَاته للْمُسلمين آمين وانْتهى إِلَى هُنَا من خطه فِي مُدَّة آخرهَا يَوْم الْخَمِيس حادي عشر صفر الْخَيْر سنة تسع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة بمنزل كَاتبه من مَكَّة المشرفة المفتقر إِلَى لطف الله وعونه عبد الْعَزِيز بن عمر بن مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي لطف الله بهم آمين وَالْحَمْد لله وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا. الْحَمد لله أنهاه مطالعة الْفَقِير حسن الْعَطَّار الْمولى مشيخة الْأَزْهَر كَانَ الله لَهُ معينا آمين. أنهاه مطالعة وَكَذَا مَا قبله الْفَقِير مُحَمَّد مرتضى الْحُسَيْنِي عَفا الله عَنهُ. كَذَلِك أنهاه مطالعة وَكَذَا الجزءين قبله خلا الأول فَأَنَّهُ تغيب عَن الوجدان مستعيرا لَهُ من) حَضْرَة الْأُسْتَاذ الْمُعظم السَّيِّد مُحَمَّد أَبُو الإقبال بن وفا خَليفَة بَيت السادات الوفائية أَطَالَ الله عمره وَشرح صدر وَأَنا الْفَقِير الْمُحب عبد الرَّحْمَن بن حسن الجبرتي واستفدت بمطالعته فَوَائِد جزى الله مُؤَلفه ومعيره ومستعيره خيرا حامدا ومستغفرا. ثمَّ بِخَط الْمُؤلف مَا نَصه: الْحَمد لله أنهاه على قِرَاءَة ومقابلة مُفِيدا مجيدا محررا وللمحاسن مظْهرا كَاتبه الشَّيْخ الإِمَام الأوحد الْهمام الْعَالم المرشد والمحدث الْمُفِيد الرّحال الْمسند الْحَافِظ الْقدْوَة الْجُزْء عبد الْعَزِيز مُفِيد أهل الْحجاز ومسعد القاطنين فضلا عَن الغرباء بِمَا يسعفهم بِهِ بِدُونِ الْمجَاز نفع الله تَعَالَى بِهِ وَرَفعه فِي الدَّاريْنِ لأعلى رُتْبَة، وسَمعه مَعَه الشيخي الفاضلي ذُو الهمة الْعلية وَالنِّسْبَة إِلَى السادات الْأَئِمَّة الْعمريّ أَبُو بكر السّلمِيّ الْمَكِّيّ عرف بالشلح جمله الله تَعَالَى سفرا وحضرا وَحمله على نَجَائِب جوده وفضله مسَاء وبكرا. وانْتهى فِي يَوْم ثَانِي عشر رَجَب سنة تسع وَتِسْعين بِمَكَّة وأجزت لَهما رِوَايَته عني وَسَائِر مروياتي ومؤلفاتي. قَالَه وَكتبه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السخاوي مُؤَلفه ختم الله لَهُ بِخَير وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَسلم تَسْلِيمًا.

المنيحي الْخَطِيب. كتب إِلَيّ بِالْإِجَازَةِ وَقَالَ أَن مولده فِي تَاسِع رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة وَأَنه سمع على يحيى بن يُوسُف الرَّحبِي وَمُحَمّد بن الشهَاب أَحْمد المينحي خطيب المزة وَكَانَت إِجَازَته فِي سنة خمسين وَمَا رَأَيْته فِي الرحلة فَكَأَنَّهُ مَاتَ بَينهمَا. 223 - مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين بن عز الدّين الشَّمْس الأبشيهي وَيعرف بِابْن الْخَطِيب / مَاتَ بِمَكَّة وَأَنا بهَا فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين. 224 - مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين بن عَليّ الطنيخي. / مِمَّن سمع عَليّ قريب التسعين. 225 - مُحَمَّد بن مَنَافِع المسوفي ثمَّ الْمدنِي الْمَالِكِي. / قدم الْمَدِينَة وَهُوَ مشار إِلَيْهِ بالفضيلة وَالصَّلَاح فأقرأ الْفِقْه وتزايد صَلَاحه وخيره وَسمع على الْجمال الكازروني والمحب المطري وَغَيرهمَا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْمَاضِي وَكَانَ يتَوَقَّف فِي الإقراء مُدَّة ثمَّ أَنه جَاءَهُ يَوْمًا وَسَأَلَهُ فِي الْقِرَاءَة فتعجب هُوَ وَغَيره من ذَلِك بعد امْتِنَاعه فَلَمَّا مَاتَ أخْبرت زَوجته أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَنَامه وَمَعَهَا لإِمَام ملك وَهُوَ يَأْمُرهُ بالإقراء فتصدى حِينَئِذٍ لذَلِك وَكَانَ هَذَا بعد موت صَاحبه أَحْمد بن سعيد الجزيري وَبَلغنِي أَن أمه وَاسْمهَا مَرْيَم كَانَت تقرئ الطّلبَة فِي الْفِقْه. مَاتَ سنة خمسين رَحمَه الله وإيانا. 226 - مُحَمَّد بن ناهض بن مُحَمَّد بن حسن بن أبي الْحسن الشَّمْس الْجُهَنِيّ الْكرْدِي الأَصْل الْحلَبِي نزيل الْقَاهِرَة / ولد تَقْرِيبًا بحلب فِي سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة وتولع بالأدب فأبلغ نظما ونثرا وَسكن الْقَاهِرَة مُدَّة وتنزل فِي صوفية الجمالية ومدح أعيانها بل عمل سيرة الْمُؤَيد شيخ فأجاد مَا شَاءَ وقرضها لَهُ خلق فِي سنة تسع عشرَة وَمن نظمه: يَا رب إِنِّي ضَعِيف وفيك أَحْسَنت ظَنِّي فَلَا تخيب رجائي وَعَافنِي واعف عني وَقد ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وبيض لَهُ وَكَذَا جرده البقاعي، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ أَنه سكن الْقَاهِرَة زَمَانا ومدح الْأَعْيَان وتعيش بِبيع الفقاع بِدِمَشْق ثمَّ ترك وَأقَام مُدَّة يستجدي بمدحه النَّاس حَتَّى مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي حادي عشر شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَكَانَ عِنْده فَوَائِد وكتبت عَنهُ من نظمه: (كم دولة بفنون الظُّلم قد فنيت ... وَرَاح آثَارهم فِي عكسهم ومحوا) (وَجَاء من بعدهمْ من يفرحون بهَا ... وَقَالَ سُبْحَانَهُ حَتَّى إِذا فرحوا) وَكَذَا كتب عَنهُ عَن الولوي عبد الله بن أبي الْبَقَاء القَاضِي شعرًا. 227 - مُحَمَّد بن نجم الدّين نَاصِر الدّين الطَّبِيب وَيعرف بِابْن البندقي. / أَخذ عَن السراج البهادري وَفتح الدّين بن الباهي وتميز فِي الطِّبّ وشارك فِي غَيره من الْفَضَائِل وَاسْتقر فِي تدريس الطِّبّ بالمنصورية بعد شَيْخه السراج وتنازع هُوَ

والشرف بن الخشاب بِحَيْثُ أهين ذَاك. وَمَات سنة بضع وَخمسين وَكَانَ يتجر بالسكر خَبِيرا بذلك. 228 - مُحَمَّد بن نشوان بن مُحَمَّد بن نشوان بن مُحَمَّد بن أَحْمد الججاوي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي. كَانَ خيرا كثير التِّلَاوَة. مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع عَن سِتّ وَسبعين سنة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 229 - مُحَمَّد بن نصر بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن فَرح بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن نصر أَبُو عبد الله الْأَيْسَر صَاحب غرناطة بالأندلس وَيعرف بِابْن الْأَحْمَر / وَليهَا مُدَّة إِلَى أَن خلع مُحَمَّد بن المول ففر إِلَى مالقة وَجمع النَّاس لِحَرْب ابْن المول حَتَّى ملك غرناطة ثَانِيًا ثمَّ ثار عَلَيْهِ مُحَمَّد بن يُوسُف بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن السُّلْطَان أبي فَارس عبد الْعَزِيز فَانْهَزَمَ إِلَى تونس فَأَقَامَ فِي كنف أبي فَارس مكرما مبجلا حَتَّى أُعِيد ثَالِثا وَقتل مُحَمَّد بن يُوسُف وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِمَّا أنْشدهُ لأبي فَارس معتذرا عَن تخطيه بنيه وَإِخْوَته وجلوسه فَوْقهم حِين علمه بِهَذَا:) (إِن كنت أَخْطَأت فِي التخطي ... لي من الْعذر وَاضح ثناه) (هَيْبَة مولَايَ أذهلتني ... فَلم تَرَ الْعين مَا سواهُ) وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي مطول. 230 - مُحَمَّد بن أبي نصر الشَّمْس البُخَارِيّ وَيعرف بخواجة. / لقِيه الطاووسي بهراة وَهُوَ مُتَوَجّه مِنْهَا إِلَى مَكَّة فَسمع مِنْهُ حَدِيثا مُرْسلا فِيمَا زَعمه بل هُوَ بَاطِل وَهُوَ من قبل عِنْد سَمَاعه من الْمُؤَذّن كلمة الشَّهَادَة ظفري إبهاميه ومسهما على عَيْنَيْهِ وَقَالَ عِنْد الْمس اللَّهُمَّ احفظ حدقتي ونورهما ببركة حدقتي مُحَمَّد ونورهما صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يعم وَقَالَ أَنه كَانَ فَاضلا عَالما عَارِفًا معمرا أجَاز لي بل أذن لي بالإفتاء فِي إِحْدَى الجماديين سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين. 231 - مُحَمَّد بن نَهَار الخوافي السَّمرقَنْدِي الْحَنَفِيّ. / قدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَأَرْبَعين ليحج فَأكْرمه الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وَأخذ عَنهُ الطّلبَة فَكَانَ مِنْهُم النظام الْحَنَفِيّ حَسْبَمَا قرأته بِخَطِّهِ فَإِنَّهُ قَالَ أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الْبَعْض من توضيح التَّنْقِيح لصدر الشَّرِيعَة وَمن تلويح التَّوْضِيح للتفتازاني وَأَجَازَ لي فَالله أعلم. 232 - مُحَمَّد بن الْفَقِيه هرون بن مُحَمَّد بن مُوسَى التتائي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي / الْمَاضِي شقيقه قَاسم والآتي أَبوهُ وَأَخُوهُ لأمه يُوسُف التتائي قَالَ لي أَنه حفظ الْقُرْآن والعمدة ورسالة الْفُرُوع وألفية النَّحْو وغالب مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن يعِيش المغربي وَهِي وَالْفِقْه عَن يحيى العلمي وَكَذَا لَازم فِي الْفِقْه وَغَيره السنهوري والفرائض والحساب عَن الشهَاب السجيني فِي آخَرين مِمَّن أَخذ عَنْهُم الْفُنُون

كالعلاء الحصني فَمن دونه وتميز فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وسافر الْقُدس وَالشَّام وحلب وَرُبمَا أَقرَأ. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَهُوَ صَغِير عوضه الله الْجنَّة. 233 - مُحَمَّد بن هبة الله بن أَحْمد بن سِنَان بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْجمال الْقَائِد الْعمريّ أَخُو مقبل / الْآتِي. مَاتَ بالعد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَدفن بِهِ أرخه ابْن فَهد. 234 - مُحَمَّد بن هبة الله بن عمر بن إِبْرَهِيمُ بن هبة الله بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَهِيمُ بن هبة الله نَاصِر الدّين بن الشّرف بن الْبَارِزِيّ الشَّافِعِي وَالِد الصَّدْر مُحَمَّد الْمَاضِي. / من بَيت أصل وَعلم ورياسة، كَانَ أَبوهُ كَاتب سر حماة وناب جده فِي قَضَائهَا لِأَخِيهِ وَكَذَا نَاب أَبوهُ إِبْرَهِيمُ لِأَبِيهِ الشّرف. ولد فِي سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بحماة، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فرباه عَمه) نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي وَأول من تفهم عَلَيْهِ النُّور الأدمِيّ بحث عَلَيْهِ فِي الملحة وَحفظ ثلث التسهيل وبحثه على الْجمال بن خطيب المنصورية وَأخذ الْفِقْه عَن القاياتي بِالْقَاهِرَةِ وَبحث شرح الألفية لِابْنِ عقيل على الْبَدْر الْهِنْدِيّ واستصحبه مَعَه فِي سنة تسع وَعشْرين من دمشق إِلَى حماة فأنزله عِنْده وزوجه وانتفع بِهِ هُوَ وَجَمَاعَة من حماة وَكَذَا بحث شرحها لِابْنِ المُصَنّف بِالْقَاهِرَةِ على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الْهمام وبدمشق على الشَّمْس القابوني وَكَانَ يخبر أَنه سمع البُخَارِيّ بالقدس بِقِرَاءَة الشَّمْس القلقشندي على أبي الْخَيْر بن العلائي وَهُوَ ثِقَة بل كَانَ متزهدا لَا يخالط أَقَاربه فِي رفعتهم فِي الدُّنْيَا ومناصبهم بل مُسْتَغْرق الْأَوْقَات فِي الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَعرض عَلَيْهِ قَرِيبه القَاضِي نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ كِتَابَة سر الشَّام وقضاءها فِيمَا قيل فِي الْأَيَّام المؤيدية فَمَا قبل بل لما ولي وَلَده قَضَاء بَلَده هجره أَرْبَعَة أشهر، وَكَانَ صَالحا قَانِتًا تاليا متهجدا انْتفع بِهِ عَلَاء الدّين بن اللفت شيخ حماة الْآن. وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة غير مرّة وجاور بالقدس. مَاتَ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَقيل فِي أَوَائِل الَّتِي بعْدهَا رَحمَه الله وإيانا. 235 - مُحَمَّد بن أبي الْهدى بن مُحَمَّد بن تَقِيّ الكازروني الْمدنِي أَخُو أبي البركات. / سمع على الْكَمَال الكازروني. 236 - مُحَمَّد بن همياوان بن أَحْمد / ملك كلبرجة وَابْن مُلُوكهَا، وَيُقَال لكل مِنْهُم شاه. قَامَ بتربيته وتمهيد ملكه الخواجا ملك التُّجَّار مَحْمُود الْآتِي فَلَمَّا ترعرع واستقل فتك بِهِ وَقَتله فَلم يلبث أَن قتل فِي صفر سنة سبع وَثَمَانِينَ فَكَانَ بَينهمَا سنة. 237 - مُحَمَّد بن وَارِث المغربي. / خدم الْمُنْتَصر بن أبي حمو صَاحب تلمسان ثمَّ أحس بِشَيْء فَقدم الْقَاهِرَة وَتعلق بالجمالي مَحْمُود الأستادار ثمَّ اخْتصَّ بِسَعْد الدّين إِبْرَهِيمُ

بن غراب فأنعم عَلَيْهِ وَاسْتمرّ مُدَّة حَيَاته وعاش هُوَ بعده إِلَى بعد الْعشْرين وَكَانَ خيرا لَهُ عبَادَة ونسك. ذكره المقريزي فِي عقوده. 238 - مُحَمَّد الْمَدْعُو بَرَكَات بن ولي الدّين بن شمس الدّين بن عبد الْكَرِيم القليوبي القباني بِبَاب الْفتُوح رَفِيقًا لِابْنِ بهاء وَيعرف بِابْن المغاربة. / مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَتِسْعين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ بعد أَن ثقل سَمعه وَترك ابْنه ولي الدّين مُحَمَّدًا وَكَانَ صوفيا بِسَعِيد السُّعَدَاء مِمَّن يقْرَأ الْقُرْآن وَيشْهد الْجَمَاعَات وَفِيه خير أصلح مَسْجِدا تجاه خَان الوراقة وخلوة) علو سطح جَامع الْحَاكِم وثب على وَلَده فِيهَا يُوسُف إِمَام الْجَامِع. مُحَمَّد بن أبي وَالِي. / فِي ابْن مُحَمَّد بن مُوسَى بن أبي وَالِي. 239 - مُحَمَّد بن لاجين نَاصِر الدّين بن حسام الدّين الرُّومِي الأَصْل القاهري / سبق ذكره فِي وَلَده مُحَمَّد. 240 - مُحَمَّد بن ياقوت. / مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا. 241 - مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن دغرة بن زهرَة الشَّمْس الحبراضي الأَصْل الدِّمَشْقِي الطرابلسي الشَّافِعِي وَالِد التَّاج عبد الْوَهَّاب الْمَاضِي وَيعرف بِابْن زهرَة / بِضَم الزَّاي. ولد فِي سنة سِتِّينَ وَقيل كَمَا قرأته بِخَط وَلَده سنة ثَمَان وَخمسين بحبراض وانتقل مِنْهَا وَقد قَارب التَّمْيِيز إِلَى طرابلس وَقد قَرَأَ الْقُرْآن فحفظ الْعُمْدَة والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن معطي وتفقه بِالنَّجْمِ بن الجابي والشمسين ابْن قَاضِي شُهْبَة وَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه والصرخدي والشرف الْغَزِّي ثمَّ وَقع بَينهمَا بِحَيْثُ صَار الشَّمْس يتَكَلَّم فِيهِ والصدر الياسوفي والشريشي والزين الْقرشِي وَعنهُ أَخذ التَّفْسِير وَآخَرين، وَلَقي البُلْقِينِيّ لما قدم مَعَ الظَّاهِر برقوق فَأخذ عَنهُ وَكَانَ يُسَمِّيه شيخ الرَّوْضَة وَأخذ الْأُصُول عَن الشهَاب الزُّهْرِيّ والصرخدي، وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة أَيْضا وَسمع على ابْن صديق والكمال بن النّحاس ثَالِث حَدِيث أبي عَليّ بن خُزَيْمَة قَالَا أَنا بِهِ الحجار وَعلي التَّاج مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن رَاجِح وَكَانَ يذكر أَنه سمع على ابْن قواليح والمحب الصَّامِت وتكسب بِالشَّهَادَةِ مُدَّة وتصدر بالجامع الْأمَوِي بعد موت شَيْخه ابْن الجابي على خير واستقامة فَلَمَّا كَانَ بعد الْفِتْنَة ضَاقَ بِهِ الْحَال فَتوجه إِلَى عجلون ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وَتوجه إِلَى طرابلس فَأَقَامَ بهَا يقرئ وَيحدث ويفتي ويخطب وأثرى وَصَارَ شيخ تِلْكَ الْبِلَاد، وَحج مرَارًا وزار بَيت الْمُقَدّس فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَكَانَ إِمَامًا عَالما دينا جَلِيلًا فَقِيها شيخ الشَّافِعِيَّة فِي بَلَده بِلَا مدافع كَمَا وَصفه شَيخنَا فِي حوادث سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ من أنبائه تصدى لنشر الْعلم خمسين سنة وانتفع بِهِ النَّاس طبقَة بعد أُخْرَى فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْبُرْهَان السوبيني والبلاطنسي بل وَأخذ عَنهُ قَدِيما التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَقَالَ

أَنه انْتفع بِهِ كثيرا قَالَ وَهُوَ الَّذِي قرر فِي قلبِي اعْتِقَاد الإِمَام أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ رحمهمَا الله، وَكَانَ حسن التَّعْلِيم حظيت بِهِ طرابلس وخطب بجامعها المنصوري مُدَّة طَوِيلَة واعتقده أَهلهَا وَغَيرهم وتبركوا بدعائه وَقصد بالفتاوى من الْجِهَات الْبَعِيدَة وصنف شرحا للتّنْبِيه فِي أَربع مجلدات احْتَرَقَ فِي الْفِتْنَة وشرحا) للتبريزي فِي ثَلَاث مجلدات فِيهِ فَوَائِد وتفسيرا فِي نَحْو عشر مجلدات سَمَّاهُ فتح المنان فِي تَفْسِير الْقُرْآن وتعليقا على الشَّرْح وَالرَّوْضَة فِي ثَمَان مجلدات وَغير ذَلِك وَله تعليقة فِي مُجَلد كَبِير كالتذكرة يشْتَمل على تَفْسِير وَحَدِيث وَفقه وعربية وَوعظ القصيدة الَّتِي نظمها بموافقة المصريين فِي الِانْتِصَار لِابْنِ تَيْمِية وتكفير من كفره وَصرح بتكفير القَاضِي وَتَبعهُ أهل بَلَده حبا فِيهِ وتعصبا مَعَه فَلم يسع الْحِمصِي إِلَّا الْفِرَار لبعلبك ثمَّ كَاتب المصريين فجَاء المرسوم بالكف عَنهُ واستمراره على قَضَائِهِ فسكن الْأَمر كَمَا أُشير إِلَيْهِ فِي تَرْجَمته كل هَذَا مَعَ حسن الْأَخْلَاق ولين الْجَانِب والاقتصاد فِي ملبسه بِحَيْثُ يلبس الملوطة والعمامة الصَّغِيرَة والمحاسن الجمة. وَمَات بعد أَن أضرّ وَأَقْبل على الْعِبَادَة وَالْخَيْر فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشرى جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بطرابلس وَدفن بتربة الْجَامِع وتأسف النَّاس على فَقده وَلم يخلف بعده بهَا مثله رَحمَه الله وإيانا. 242 - مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن قَاسم الذويد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. 243 - مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد أَبُو عبد الله النفزي الرندي / من بَيت علم وَصَلَاح لَهُ تخاريج ومسلسلات وَأم بِجَامِع الْقرَوِيين وقتا شركَة بَينه وَبَين غَيره. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن يحيى بن شَاكر بن عبد الْغَنِيّ الْبَدْر أَبُو الْبَقَاء بن الجيعان. / فِي الكنى. 244 - مُحَمَّد الصّلاح أَبُو الْمَعَالِي بن الشّرف بن الجيعان / شَقِيق الَّذِي قبله وَهُوَ الْأَصْغَر. ولد فِي تَاسِع عشرى رَمَضَان سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ نَشأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي الْأَزْهَر على الْعَادة وأنشئت لَهُ الْخطْبَة الَّتِي أَدَّاهَا فِي الْخَتْم والعقيدة الغزالية والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن ملك وَقطعَة من تقريب الْأَسَانِيد وَعرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة أَخذ النَّحْو والمعاني وَالْبَيَان والأصلين عَن ملا عَليّ الْكرْمَانِي وَكَذَا أَخذ النَّحْو وَالْبَعْض من أصُول الْفِقْه وَمن تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ عَن السنهوري وَمِمَّا أَخذه عَنهُ شَرحه الصَّغِير للجرومية

ولازم الْجَوْجَرِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره بل كَانَ أحد الْقُرَّاء فِي بعض تقاسيمه وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشفا وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن الْبكْرِيّ والعبادي بل كَانَ يقْرَأ على الشاوي فِي البُخَارِيّ بِحَضْرَتِهِ وأسمعه أَبوهُ من جمَاعَة كالزين شعْبَان ابْن عَم شَيخنَا والجلال بن الملقن والشهاب الْحِجَازِي) والبهاء بن الْمصْرِيّ وَالْجمال بن أَيُّوب وَالشَّمْس الرَّازِيّ والمحبين ابْن الفاقوسي وَابْن الألواحي وَأم هَانِئ الهورينية وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد وَتردد لزكريا يَسِيرا وانتفع بفقيهه الشهَاب السجيني وبمذاكرة من يرد عَلَيْهِ من الْفُضَلَاء وَقَرَأَ الشفا على الديمي وَسمع مني وَعلي أَشْيَاء بِحَضْرَة وَالِده وأخويه ورام أَبوهُ قِرَاءَته عَليّ للْبُخَارِيّ فاعتذرت بِعَدَمِ تَوَجُّهِي فِي ذَلِك لأحد بِحَيْثُ تميز فِي الْفَضَائِل وتدرب بوالده فِي عُلُوم وَكَذَا فِي الدِّيوَان مَعَ جودة الْخط والتحري فِي الطَّهَارَة وَنَحْوهَا والجري على عَادَة بَيته فِي التَّوَاضُع ومزيد الْأَدَب سِيمَا بعد استقراره عقب أَخِيه أبي البركات فِي نِيَابَة كِتَابَة السِّرّ فَإِنَّهُ تزايدت محاسنه وَظَهَرت كمالاته وبراهينه وفصاحته وسيادته وَعدم تكَلمه غَالِبا إِلَّا بِمَا لَهُ فِيهِ مخلص حَتَّى كَانَ حَسَنَة من حَسَنَات وقته وَقد حج غير مرّة. 245 - مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب خير الدّين أَبُو الْخَيْر بن الْعلم بن الْفَخر القبطي / أحد كتاب المماليك كأبيه وجده وَيعرف بِابْن فخيرة تَصْغِير فَخر لقب جده. ولد قبيل الثَّلَاثِينَ وَلَا بَأْس بِهِ تواضعا ومحبة فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وإقبالا على الْجَمَاعَة مَعَ إِحْسَان وكياسة وكرم وتودد وشكل وَترك لمخالطة الكثيرين مِمَّا يدل لصِحَّة إقلاعه وَحسن إِسْلَامه وانتزاعه وَقد صاهره فتح الدّين بن البُلْقِينِيّ على ابْنَته. وَمَات عَنْهَا وَفِي سنة تسع وَتِسْعين أضيف إِلَيْهِ كِتَابَة ديوَان جَيش الشَّام بعد الْبَدْر الأنبابي بجريمة وَقع فِيهَا. 246 - مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْيَمَانِيّ الشاذلي. / مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَيُحَرر أمره. 247 - مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله بن أبي الْقسم الْمُحب الْمصْرِيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الوجدية / نِسْبَة إِلَى وَجدّة إِحْدَى مدن فاس وَكَانَ يكْتب بِخَطِّهِ ابْن الوجدي. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ كَانَ فَاضلا مفننا اشْتغل كثيرا فِي عدَّة فنون وَقَالَ الشّعْر فأجاد وَكَانَ حسن المذاكرة لَكِن كَانَ بعض المصريين ينْسبهُ إِلَى التزيد وَلَا يزَال بَينه وَبَين قُضَاة مذْهبه الشنآن يصادق الْوَاحِد مِنْهُم الآخر سنة ثَلَاث وَقد جَازَ السِّتين، وَهُوَ مِمَّن سمع على الْمَيْدُومِيُّ وَغَيره وَسمعت عَلَيْهِ شَيْئا من مسموعه من الْحِلْية بل سَمِعت مِنْهُ

أَكثر تصنيفه الَّذِي جمعه فِيمَا يتَعَلَّق بِصَوْم سِتّ شَوَّال وَحكى لي عَن القوام الإتقاني أَنه كَانَ يرَاهُ يدمن أكل الثوم النيئ فَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَاعْتَذر بِبرد دماغه وَاجْتمعَ بِي مرّة فرآني حَرِيصًا على سَماع الحَدِيث وَكتبه فَقَالَ لي) اصرف بعض هَذِه الهمة إِلَى الْفِقْه فإنني أرى بطرِيق الفراسة أَن عُلَمَاء هَذَا الْبَلَد سينقرضون وسيحتاج إِلَيْك فَلَا تقصر بِنَفْسِك فنفعتني كَلمته وَلَا أَزَال أترحم عَلَيْهِ بِهَذَا السَّبَب وَرَأَيْت بِخَطِّهِ على شرح الْعُمْدَة لأبي عبد الله بن مَرْزُوق تقريظا فِيهِ من نظمه ونثره وَفِيه قصيدة فائية يَقُول فِيهَا: (كل الْأَنَام إِلَى أبوابه اخْتلفُوا ... وبالدعاء لَهُ عَادوا وَمَا اخْتلفُوا) وَرَأَيْت فِي ظَاهره بِخَط ابْن مَرْزُوق هَذَا نظم الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة القَاضِي محب الدّين بن الوجدية. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله وإيانا. 248 - مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله الشَّمْس أَبُو الْقسم القاهري الشَّافِعِي المزين أَبوهُ. / مِمَّن حفظ الْمِنْهَاج وأربعي النَّوَوِيّ وَغَيرهمَا وَعرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة بِحِفْظ متقن وَمَات وَقد جَازَ الْبلُوغ مطعونا فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ عَن سِتّ عشرَة سنة وَثَلَاثَة أشهر وَترك زَوجته حَامِلا فَوضعت بعده ابْنة وَهِي الْآن حَيَّة. 249 - مُحَمَّد الْمُحب أَبُو الطّيب الْحَنَفِيّ / أَخُو الَّذِي قبله. ولد فِي إِحْدَى الجمادين سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الشاطبية وألفية النَّحْو الجرومية والقدوري والمنار وَعرض عَليّ أَيْضا بل قَرَأَ عَليّ أَجزَاء من البُخَارِيّ وَسمع عَليّ غير ذَلِك واشتغل قَلِيلا وتنزل فِي الْجِهَات بجاه أَبِيه وَحج مَعَه فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا فَمَاتَ أَبوهُ فِي أَثْنَائِهَا وَعَاد ثمَّ رَجَعَ فِي الْبَحْر وَاجْتمعَ بِي فِي مَكَّة سنة أَربع وَتِسْعين فَقَرَأَ عَليّ مُسْند إِمَامه جمع ابْن الْمُقْرِئ وَالْبَعْض من جمع الْحَارِثِيّ وَسمع عَليّ جملَة وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة، وَهُوَ فهم متميز لَهُ ذوق وأدب واستحضار فِي الْجُمْلَة وحرص وَقرر معي أَن مَا يذكر بِهِ من زَائِد الثروة لَا حَقِيقَة لَهُ، وَرجع فِي أثْنَاء الَّتِي بعْدهَا وانتفع بمؤدبه عبد الْخَالِق بن الْعقَاب سِيمَا بعد موت أَبِيه ولطف الله بِهِ فِي سد نوبَته مَعَ الْملك، وَتزَوج ابْنة قَاسم الرُّومِي وَمَاتَتْ تَحْتَهُ ثمَّ ابْنة مؤدبه فَمَاتَتْ أَيْضا. 250 - مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله أَبُو عبد الله البيوسقي المغربي نزيل بجاية. / أَخذ عَن النقاوسي شَارِح المفرجة قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا الأبدي الشفا. 251 - مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْبَدْر بن الشّرف العجيسي المغربي الأَصْل القاهري الناصري نِسْبَة للمدرسة الناصرية لسكناه فِيهَا الْمَالِكِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كأبيه بالعجيسي. / نَشأ فِي كنف وَالِده فحفظ الْقُرْآن والرسالة والمختصر

الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك وَعرض على جمَاعَة وَأخذ فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا عَن أبي الْقسم النويري والأمين الأقصرائي والتقي الشمني وَآخَرين وَاسْتقر بعد أَبِيه فِي تدريس الْفِقْه بِجَامِع طولون والأشرفية الْقَدِيمَة والخروبية وَغَيرهَا حفظا لمقام أَبِيه وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام وَغَيرهَا، وَكَانَ عَاقِلا متوددا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسبعين رَحمَه الله. 252 - مُحَمَّد بن يحيى أَو إِبْرَهِيمُ بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْفضل بن أبي زَكَرِيَّا بن أبي مُحَمَّد التلمساني المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الإِمَام / وَهُوَ بكنيته أشهر. من بَيت شهير ارتحل فِي سنة عشر لِلْحَجِّ فَأَقَامَ بتونس أشهرا، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فحج مِنْهَا وَعَاد إِلَيْهَا ثمَّ سَافر مِنْهَا فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة إِلَى الشَّام فزار بَيت الْمُقَدّس وتزاحم عَلَيْهِ النَّاس بِدِمَشْق حِين علمُوا فضيلته وأجلوه وَأخذُوا عَنهُ، ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة فدام بهَا أشهرا ثمَّ رَجَعَ إِلَى وَطنه. ذكره المقريزي فِي عقوده هَكَذَا وَقَالَ إِنَّه كَانَ صَاحب فنون عقلية ونقية قل علم إِلَّا ويشارك فِيهِ مُشَاركَة جَيِّدَة ويجاري أربابه مجاراة حَسَنَة مَعَ حسن السمت وفصاحة الْعبارَة وجودة الْكَلَام إِلَى طَريقَة جميلَة من تصوف وزهد وَشرف نفس وقناعة وإعراض عَن حب الشّرف والرياسة اجْتمعت بِهِ غير مرّة وَرَأَيْت مِنْهُ مَا يسر النَّفس ويبهجها ثمَّ حكى عني حِكَايَة. 253 - مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي زَكَرِيَّا الشَّمْس الصَّالِحِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي مَعَ تَمام نسبه وَحَقِيقَة نسبته وَيعرف بِابْن يحيى. / ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ: ولد قبل السِّتين وعني بالقراآت فأتقن السَّبع على جمَاعَة وَذكر لي أَنه رَحل إِلَى دمشق وتلا على ابْن اللبان وَطعن فِي ذَلِك بِأَن سنه تصغر عَنهُ وَكَذَا اشْتغل بالفقه وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بالبرقوقية برغبة الشَّيْخ وَاجِد لَهُ عَنهُ بمبلغ كَبِير وَفِي إِمَامَة الْقصر بعناية قطلوبغا الكركي لكَونه قد اتَّصل بِهِ وَأم بِهِ وَكَذَا نَاب بجاهه فِي الحكم أَحْيَانًا ثمَّ ولي مشيخة الْقُرَّاء بالمؤيدية أول مَا فتحت وَمَا عَلمته تزوج بل كَانَ مُولَعا بالمطالب ينْفق مَا يتَحَصَّل لَهُ فِيهَا مَعَ التقتير على نَفسه. مَاتَ بعد أَن كف بَصَره فِي أَوَاخِر عمره واختل ذهنه فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. قلت وَبَلغنِي أَنه تزوج حارية الخواجا العامري قصدا لفعل السّنة خَاصَّة ثمَّ فَارقهَا عَفا الله عَنهُ. 254 - مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن يحيى الشَّمْس القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو إِسْمَعِيل الشطرنجي الْمَاضِي والآتي أَبوهُمَا وَيعرف بِابْن يحيى. / مَاتَ فَجْأَة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَخلف فِيمَا قيل الْكثير من نقد وعقار وَغَيرهمَا وَهُوَ مِمَّن نَاب عَن ابْن الديري فَمن

بعده ورام الأمشاطي تَفْوِيض الاستبدالات إِلَيْهِ من جِهَة السُّلْطَان لتنزهه إِذْ ذَاك عَنْهَا فَمَا وافقوه عَفا الله عَنهُ وإيانا. مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن أَحْمد الْبَدْر أَبُو السُّعُود بن الْأمين الأقصرائي / يَأْتِي فِي الكنى. 255 - مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن أبي الْفَتْح بن هَاشم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن نصر الله بن أَحْمد الْمُحب بن الْأمين الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي القاهري الْحَنْبَلِيّ قريب الْعِزّ أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن نصر الله الْمَاضِي وَزوج نشوان الْآتِيَة. / ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل قَلِيلا وَسمع من قَرِيبه نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد القَاضِي وَابْن عَمه الْجمال عبد الله بن عَليّ وَالْجمال عبد الله الْبَاجِيّ والنجم بن رزين والحلاوي والشهاب الْجَوْهَر وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح بن أبي عمر وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وتنزل فِي كثير من الْجِهَات وَكَانَ يتكسب بِالشَّهَادَةِ وعقود الْأَنْكِحَة مرضيا فيهمَا بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْعِزّ الْبَغْدَادِيّ ثمَّ أعرض عَنهُ وَاقْتصر على الْعُقُود مَعَ الانجماع بمنزله غَالِبا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمسين رَحمَه الله. 256 - مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ ولي الدّين أَبُو الْيمن بن الشّرف الدمسيسي الأَصْل الصحراوي / الْآتِي أَبوهُ. عرض عَليّ الْعُمْدَة وحدثته بالمسلسل بِشَرْطِهِ وأجزت لَهُ ولشقيقه الْمُحب أبي السُّعُود مُحَمَّد وَلابْن شقيقتهما أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ التَّاجِر بالشرب والمعبر وَالْمَعْرُوف بِابْن عز الدّين. مَاتَا مَا عدا الْأَخير فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين. 257 - مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عمار الْمَاضِي جده والآتي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أبي سهل. / مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وكتبا وأضيفت إِلَيْهِ جِهَات أَبِيه بعده كالصالح وناب عَنهُ فِيهِ ابْن تَقِيّ وَغَيره وَتزَوج ابْنة لمُحَمد المرجوشي. وَهُوَ عَاقل. 258 - مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عمر الْبَهَاء بن النَّجْم بن الْبَهَاء بن حجي سبط الْكَمَال الْأَذْرَعِيّ / والآتي أَبوهُ. مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فأضيف تدريس التَّفْسِير بالمنصورية وَالْفِقْه بالبارزية من بولاق مَعَ غَيرهمَا من جهاته لَهُ واستنيب عَنهُ فِي ذَلِك وكفلته عمته فَقَرَأَ الْقُرْآن) وأشغله النَّجْم بن عرب وَمَات فِي الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين. مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد زين العابدين بن الشّرف الْمَنَاوِيّ ثمَّ القاهري. / يَأْتِي فِي الألقاب. مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن عَليّ المغربي الشاذلي نزيل مَكَّة. / ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَحفظ الْأَرْبَعين والشاطبية والرائية والألفية ومختصري ابْن

الْحَاجِب الفرعي والأصلي وعرضها. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة أَرْبَعِينَ. 260 - مُحَمَّد بن يحيى بن يُونُس بن أَحْمد بن صَلَاح الشّرف بن المحيوي أبي زَكَرِيَّا الْعقيلِيّ القلقشندي الْمصْرِيّ ثمَّ القاهري وَالِد نَاصِر الدّين مُحَمَّد. / مَاتَ بِمَكَّة سنة أَربع عشرَة أرخهما ابْن فَهد. مُحَمَّد بن يحيى الشَّمْس القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو إِسْمَعِيل الشطرنجي. / مضى قَرِيبا فِيمَن جده عَليّ بن يحيى. 261 - مُحَمَّد بن يحيى الْخُرَاسَانِي نزيل دمشق / وَإِمَام القليجية بهَا كَانَ يفهم جيدا وَقَالَ ابْن حجي أَنه كَانَ من خِيَار النَّاس. مَاتَ فِي صفر سنة إِحْدَى. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. 262 - مُحَمَّد بن يحيى الشارفي الْهَمدَانِي الْمُقْرِئ. / تَلا عَلَيْهِ عبد الرَّحْمَن بن هبة الله الملحاني بل لقِيه تلميذ الملحاني وَهُوَ شَيخنَا الشهَاب الشوائطي بحراز من بِلَاد الْيمن فِي سنة تسع فَتلا عَلَيْهِ ختمة للسبع. 263 - مُحَمَّد بن يحيى المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الركاع / لكَون أَبِيه كَانَ كثير الرُّكُوع بِحَيْثُ كَانَ يخْتم الْقُرْآن فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مرَّتَيْنِ. مَاتَ فِي حُدُود سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَكَانَت وَفَاة أَبِيه فِي حُدُود السِّتين رحمهمَا الله. 264 - مُحَمَّد بن أبي يحيى بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ المسوفي. / قَالَ ابْن عزم صاحبنا. 265 - مُحَمَّد بن أبي يزِيد بن حسن جمال الدّين ويدعى سُلْطَان حفيد الْكَمَال التبريزي الشَّافِعِي. / شَاب تَاجر يشْتَغل بِالْعَرَبِيَّةِ وَالصرْف لَقِيَنِي بِمَكَّة وَقَرَأَ عَليّ أربعي النَّوَوِيّ وَسمع لي غَيرهَا وأجزت لَهُ وَكَذَا لَقِيَنِي فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بهَا وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَهُوَ متزوج بابنة هبة الله. 266 - مُحَمَّد جلبي بن أبي يزِيد بن مُرَاد بن أرخان بن عُثْمَان جق وَالِد مُرَاد بك / الْآتِي وَأَبوهُ وَصَاحب الأوجات وَمَا مَعهَا فِي بِلَاد الرّوم ويلقب كرسجي وَيعرف بِابْن عُثْمَان. مَاتَ فِي سنة) خمس وَعشْرين وَاسْتقر بعده ابْنه. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَأقَام عِنْده الشهَاب بن عربشاه فترجم لَهُ تَفْسِير أبي اللَّيْث وَغَيره وباشر لَهُ الْإِنْشَاء وَقَالَ أَنه مَاتَ سنة أَربع وَعشْرين وَالظَّاهِر أَن الأول أصح. 267 - مُحَمَّد بن أبي يزِيد بن مُحَمَّد بن أبي يزِيد الشَّمْس أَبُو عبد الله الكيلاني الْمُقْرِئ نزيل الْحَرَمَيْنِ / وَوجدت فِي مَوضِع تَسْمِيَة أَبِيه مُحَمَّدًا. أَخذ القراآت عَن ابْن الْجَزرِي وَغَيره وتميز فِيهَا وَدخل مَعَ ابْن الْجَزرِي الْيمن وَكَانَ يتضجر مِنْهُ أَحْيَانًا. قَالَه الْعَفِيف النَّاشِرِيّ فِي أثْنَاء تَرْجَمَة، وتصدى للإقراء بالحرمين دهرا فَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِمَّن تَلا عَلَيْهِ بِمَكَّة الحسان بن حريز وَالْقَاضِي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي

وَعلي والشهاب الديروطيان وَعمر النجار وَعبد الأول المرشدي وبالمدينة ابْن شرف الدّين، وَقدم الْقَاهِرَة بعيد الْخمسين وَمَات فِيهَا بالبيمارستان غَرِيبا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَخمسين وَدفن بِقرب تربة الطَّوِيل بصحراء بَاب المحروق، وَكَانَ متعبدا متجردا إِلَّا من كتب حَسَنَة انْتقل بهَا مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة وَسَاءَتْ أخلاقه فِيمَا بَلغنِي مُدَّة وَانْقطع عَن الإقراء وَيُقَال أَنه كَانَ يعين فِي مناكدة أبي الْفَتْح المراغي مَعَ أهل رِبَاط ربيع رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ. 268 - مُحَمَّد بن أبي يزِيد من طرباي حَافظ الدّين الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. ولد وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ وَكَانَا خيرين سِيمَا أمه فحفظ الْقُرْآن واشتغل عِنْد الكافياجي ونظام وَغَيرهمَا وَطلب الحَدِيث وقتا فَسمع على الشاوي والزكي الْمَنَاوِيّ وَابْن الهرساني والغراقي وَغَيرهم وَكَذَا أَخذ عني دراية وَرِوَايَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وجود الْكِتَابَة وتميز فِي الْفَضَائِل مَعَ أدب وعقل وتواضع ولطف عشرَة وَحسن هَيْئَة، وَحج مَعَ أَبِيه وترقى بعد مَوته وَلما اشتهرت كفاءته سِيمَا عِنْد السُّلْطَان اسْتَقر بِهِ فِي ضبط جِهَات قانصوه الشَّامي فأنبأ عَن يقظة ونهضة ودربة وسياسة وتقرب مِنْهُ الْفُضَلَاء فَمن دونهم بِحَيْثُ أَقرَأ الطّلبَة فنونا وأسمع كثيرا من مرويه وَصَارَ يحيى بعض ليَالِي الْأُسْبُوع بِالْقِرَاءَةِ وَنَحْوهَا وَرُبمَا يحضر عِنْده الْخَطِيب الوزيري بل والعلامة الإِمَام الكركي لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ حَتَّى كَانَ هُوَ الْمُقَرّر لشأنه بعد أَبِيه مَعَ سُلْطَانه وَكَذَا تكلم فِي جِهَات أَمِير سلَاح وقتا واقتنى كتبا جليلة ومحاسن جزيلة، وَنعم الرجل فضلا وذكاء وفهما وَقد أسمع أَخَاهُ قَدِيما ثمَّ فيأثناء سنة خمس وَتِسْعين استحضر الْخَطِيب بن أبي عمر لسَمَاع بَينهمَا بحضرتي بِحَيْثُ عددته من نَوَادِر وقته وَإِن كَانَ لَا يَخْلُو من حَاسِد ومعاند يمقته وَلذَا خالفني) فِيهِ جمع ونسبوه إِلَى مظالم وَنَحْوهَا فَالله أعلم. مُحَمَّد بن أبي يزِيد الدلجي. / مضى فِي قُرَيْش من الْقَاف. 269 - مُحَمَّد بن يسن بن عَليّ البلبيسي الأَصْل القاهري / الْآتِي أَبوهُ مراهق أَو مُمَيّز. مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين. 270 - مُحَمَّد بن يس بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الشَّيْخ الشهير وَهُوَ ابْن أُخْت الشرفي الْأنْصَارِيّ. / ولد فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة وَأخذ عَن النُّور الْوراق وخلد المنوفي فِي الْعَرَبيَّة

وَعَن السنهوري فِيهَا والجاربردي وَبَعض الْمُخْتَصر وَعَن النَّجْم بن قَاضِي عجلون الألفية تقسيما وَغَيرهَا ولازم الْفَخر المقسي فِي تَقْسِيم الْفِقْه وَغَيره بل تدرب بِأَبِيهِ وقتا وَسمع على جمَاعَة كَأُمّ هَانِئ الهورينية وَغَيرهَا وَحج وَأَقْبل على التِّجَارَة فتميز فِيهَا وَصَارَ بَيته موردا للغرباء مِنْهُم كابني الطَّاهِر وَابْن عِيسَى الْقَارِي لمزيد عقله وأدبه وتودده وعادت عَلَيْهِ ثَمَرَة ذَلِك بل رام السُّلْطَان جعله متكلما فِي ججة لاعْتِقَاده فِيهِ الْإِكْثَار سِيمَا من جِهَة خَاله فَمَا تخلص إِلَّا ببذل زِيَادَة على عشرَة آلَاف دِينَار وَيُقَال أَن حَاله تضعضع بذلك وَفِيه كَلَام وملام. 271 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِسْحَق بن إِبْرَهِيمُ الشَّمْس أَبُو الْفضل الدمرداشي ثمَّ النوبي القاهري الشَّافِعِي الْمقري وَيعرف بالنوبي. / ولد كَمَا أخبر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِكفْر دمرداش بِالْقربِ من شنويه من الغربية وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وعقائد النَّسَفِيّ والشاطبيتين والسخاوية والنتبيه وَبَعض نظمه لِابْنِ بيليك وَجَمِيع منظومة ابْن الْعِمَاد فِي النَّجَاسَات والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك وَغَيرهَا، وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي فنون وبرع فِي الْفَضَائِل وَأكْثر من الاعتناء بالقراآت وتلا لأربعة وَعشْرين إِمَامًا فَأكْثر وَأجل شيوخها فِيهَا النُّور إِمَام الْأَزْهَر وَعبد الدَّائِم والهيثمي وَابْن أَسد وَكتب لَهُ أَنه اسْتَفَادَ مِنْهُ لفضله وتحقيقه ومعرفته بأنواع الْعُلُوم وتدقيقه وَأَخذهَا بِبَيْت الْمُقَدّس عَن ابْن عمرَان وبدمشق عَن الزين خطاب وبإسكندرية عَن الشَّمْس المالقي وَانْفَرَدَ بتحقيقها والخوض فِي توجيهها والتبحر فِيهَا وصنف فِيهَا نظما ونثرا وَمن ذَلِك قصيدة لامية فِي أجوبته عَن أسئلة ابْن الْجَزرِي الْأَرْبَعين ورائية اشْتَمَلت على أَرْبَعِينَ لغزا فِيهَا بل صنف فِي غَيرهَا كقصيدة لامية فِي الصُّور) الَّتِي يجب على الشَّارِع فِي الْحساب استحضارها وميمية فِي أصُول الدّين مَعَ تصوف وَفقه لَكِن فِي الْعِبَادَات مِنْهُ خَاصَّة والرشفة على التُّحْفَة فِي الْعَرَبيَّة تمم بهَا قَوَاعِد ابْن هِشَام وَمَا يطول ذكره وقرض لَهُ كثيرا مِنْهَا غير وَاحِد وَمِنْهُم زَكَرِيَّا وَابْن الحمصاني وكاتبه وَسمع ختم البُخَارِيّ على أم هَانِئ الهورينية وَمن أحضر مَعهَا وَأذن لَهُ جمَاعَة فِي الْإِفْتَاء والتدريس ولازمني فِي المصطلح وَأخذ عني شرحي لهداية ابْن الْجَزرِي ونظم مِنْهُ مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من الزَّوَائِد على الْمَتْن فأضافه إِلَيْهِ وتصدى للإقراء بِالْقَاهِرَةِ والبرلس ودمياط والمحلة وَغَيرهَا كإسكندرية وقطنها وَولي فِيهَا بعض الْمدَارِس وناب عَن قضاتها وَمَا كنت أحب لَهُ ذَلِك واختص بِخَبَر بك من حَدِيد وقجماس وَحج مَعَه وَاسْتقر بِهِ إِمَام مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بعد أَن تحنف وَمَا حمد صَنِيعه فِي تحوله وَلذَا لم يلبث أَن صرفه النَّاظر عَنْهَا وتكرر

سَفَره للشام وَغَيره مَعَ مزِيد حِدته وشدته فِي الْبَحْث وسعة تخيله وَعدم احْتِمَاله ومداراته مِمَّا كَانَ سَببا لإضافة مَا أنزهه عَنهُ إِلَيْهِ وَقد امتدحني بقصائد سَمِعت مِنْهُ بَعْضهَا مَعَ غَيرهَا من مناظيمه. 272 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِسْمَعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن أبي الْمَعَالِي يحيى بن عبد الرَّحْمَن الْجمال أَبُو عبد الله بن الشّرف أبي مُحَمَّد الشَّيْبَانِيّ الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ / الْمُتَّصِل نسبه بِصَاحِب الْعدة الْحُسَيْن بن عَليّ الطَّبَرِيّ وَيعرف بِابْن زبرق. ولد ظنا فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من الْعِزّ بن جمَاعَة والموفق الْحَنْبَلِيّ جُزْء ابْن نجيد وَمن التقي الْحرَازِي وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ خَلِيل الْمَالِكِي والشهاب الْحَنَفِيّ وَطَائِفَة، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة وَولي النّظر على قليشان وقف الصّلاح يُوسُف بن أَيُّوب على الشيبانيين بالبحيرة من ديار مصر وَولي خطابة وَادي نَخْلَة وقتا وَكَانَ لَهُ بِهِ مَال. وَمَات بعد قدومه من جدة بِليَال فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه تبعا للفاسي، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَله سَبْعُونَ سنة رَحمَه الله. 273 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن عبد الْوَهَّاب الشَّمْس التفهني ثمَّ القاهري الكحال. / كَانَ أَبوهُ خيرا من أهل الْقُرْآن فَنَشَأَ هُوَ فتدرب فِي الطِّبّ والكحل وَمهر فِيهِ وَصَارَت لَهُ نوبَة فِي البيمارستان وخدم المرضى وَحج مَعَ الرجبية وَغَيرهَا ولابأس بِهِ وَأَخْبرنِي أَن مولده سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين رَحمَه اللهز 274 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن أبي بكر بن أَحْمد بن مَحْمُود بن إِدْرِيس بن فضل الله بن الشَّيْخ أبي إِسْحَق إِبْرَهِيمُ بن عَليّ بن يُوسُف بن عبد الله الْمجد أَبُو الطَّاهِر وَأَبُو عبد الله بن السراج أبي يُوسُف بن الصَّدْر أبي إِسْحَق بن الحسام بن السراج الفيروزابادي الشِّيرَازِيّ اللّغَوِيّ الشَّافِعِي. / ولد فِي ربيع الآخر وَقيل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة بكازرون من أَعمال شيراز وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن سبع وجود الْخط ثمَّ نقل فِيهَا كتابين من كتب اللُّغَة وانتقل إِلَى شيراز وَهُوَ ابنثمان وَأخذ اللُّغَة وَالْأَدب عنوالده ثمَّ عَن القوام عبد الله بن مَحْمُود بن النَّجْم وَغَيرهمَا من عُلَمَاء شيراز وَسمع فِيهَا على الشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الصَّحِيح بل قَرَأَ عَلَيْهِ جَامع التِّرْمِذِيّ هُنَاكَ درسا بعد درس فِي شهور سنة خمس وَأَرْبَعين، وارتحل إِلَى الْعرَاق فَدخل وَاسِط وَقَرَأَ بهَا القراآت الْعشْر على الشهَاب أَحْمد بن عَليّ الديواني ثمَّ دخل بَغْدَاد فِي السّنة الْمَذْكُورَة فَأخذ عَن التَّاج مُحَمَّد بن السباك والسراج عمر

بن عَليّ الْقزْوِينِي خَاتِمَة أَصْحَاب الرشيد بن أبي الْقسم وَعَلِيهِ سمع الصَّحِيح أَيْضا بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْمَشَارِق للصغاني والمحيوي مُحَمَّد بن العاقولي وَنصر الله بن مُحَمَّد بن الكتبي والشرف عبد الله بن بكتاش وَهُوَ قَاضِي بَغْدَاد ومدرس النظامية وَعمل عِنْده معيدها سِنِين، ثمَّ ارتحل إِلَى دمشق فَدَخلَهَا سنة خمس وَخمسين فَسمع بهَا من النقي السُّبْكِيّ وَأكْثر من مائَة شيخ مِنْهُم ابْن الخباز وَابْن الْقيم وَمُحَمّد بن إمعيل بن الْحَمَوِيّ وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن المرداوي وَأحمد بن مظفر النابلسي وَيحيى بن عَليّ بن مجلي بن الْحداد الْحَنَفِيّ وَغَيرهم ببعلبك وحماة وحلب وبالقدس من العلائي والبياني والتقي القلقشندي وَالشَّمْس السعودي وَطَائِفَة وقطن بِهِ نَحْو عشر سِنِين وَولي بِهِ تداريس وتصادير وَظَهَرت فضائله وَكثر الْأَخْذ عَنهُ فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الصّلاح الصَّفَدِي وأوسع فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ، ثمَّ دخل الْقَاهِرَة بعد أَن سمع بغزة والرملة فَكَانَ مِمَّن لقِيه بهَا الْبَهَاء بن عقيل وَالْجمال الأسنوي وَابْن هِشَام وَسمع من الْعِزّ بن جمَاعَة والقلانسي والمظفر الْعَطَّار وناصر الدّين التّونسِيّ وناصر الدّين الفارقي وَابْن نباتة والعرضي وَأحمد بن مُحَمَّد الجزائري وَسمع بِمَكَّة من الضياء خَلِيل الْمَالِكِي واليافعي والتقي الْحرَازِي وَنور الدّين الْقُسْطَلَانِيّ وَجَمَاعَة، وجال فِي الْبِلَاد الشمالية والمشرقية وَدخل الرّوم والهند وَلَقي جمعا جما من الْفُضَلَاء وَحمل عَنْهُم شَيْئا كثيرا تجمعهم مشيخته تَخْرِيج الْجمال بن مُوسَى المراكشي وَقَالَ فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ أَن من مشايخه من أَصْحَاب الْفَخر ابْن البُخَارِيّ والنجيب الْحَرَّانِي وَابْن عبد الدَّائِم) والشرف الدمياطي الجم الْغَفِير وَالْجمع الْكثير من مَشَايِخ الْعرَاق وَالشَّام ومصر وَغَيرهَا وَأَن من مروياته الْكتب السِّتَّة وَسنَن الْبَيْهَقِيّ ومسند أَحْمد وصحيح ابْن حبَان ومصنف ابْن أبي شيبَة وَقَرَأَ البُخَارِيّ بِجَامِع الْأَزْهَر فِي رَمَضَان سنة خمس وَخمسين على نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أبي الْقسم الفارقي وسَمعه على الشَّمْس مُحَمَّد السعودي بِقِرَاءَة الشهَاب أبي مَحْمُود الْحَافِظ وبدمشق على الْعِزّ بن الْحَمَوِيّ، وَقَرَأَ بعضه على التقي إِسْمَعِيل القلقشندي والحافظ أبي سعيد العلائي، وَقَرَأَ مُسلما على الْبَيَانِي بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى فِي أَرْبَعَة عشر مَجْلِسا وعَلى نَاصِر الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد بن جهبل بِدِمَشْق تجاه نعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ثَلَاثَة أَيَّام وَبَعضه قِرَاءَة وسماعا على ابْن الخباز والعز بن جمَاعَة والنجم أبي مُحَمَّد عبد الرَّحِيم بن إِبْرَهِيمُ بن هبة الله بن الْبَارِزِيّ وأخيه الزين أبي حَفْص وناصر الدّين الفارقي وجميعه سَمَاعا على الْجمال أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام تجاه الْكَعْبَة وَسمع سنَن

أبي دَاوُد على أبي حَفْص عمر بن عُثْمَان بن سَالم بن خلف وَأبي إِسْحَق إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن يُونُس بن القواس وَقَرَأَ التِّرْمِذِيّ أَيْضا على ابْن قيم الضيائية والنجم أبي مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ وَابْن مَاجَه ببعلبك على الْخَطِيب الصفي أبي الْفَضَائِل عبد الْكَرِيم والعز بن المظفر والمصابيح على حَمْزَة بن مُحَمَّد كَمَا أوضحته فِي التَّارِيخ الْكَبِير ثمَّ دخل زبيد فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين وَبعد وَفَاة قَاضِي الْأَقْضِيَة بِالْيمن كُله الْجمال الريمي شَارِح التَّنْبِيه فَتَلقاهُ الْملك الْأَشْرَف إِسْمَعِيل بِالْقبُولِ وَبَالغ فِي إكرامه وَصرف لَهُ ألف دِينَار سوى ألف كَانَ أَمر نَاظر عدن بتجهيزه بهَا وَاسْتمرّ مُقيما فِي كنفه على نشر الْعلم فَكثر الِانْتِفَاع بِهِ وَبعد مُضِيّ سنة وأزيد من شَهْرَيْن أضَاف إِلَيْهِ قَضَاء الْيمن كُله وَذَلِكَ فِي أول ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين بعد ابْن عجيل فارتفق بالْمقَام فِي تهَامَة وقصده الطّلبَة وقرؤا عَلَيْهِ الحَدِيث السُّلْطَان فَمن دونه فاستقرت قدمه بزبيد مَعَ الِاسْتِمْرَار فِي وظيفته إِلَى حِين وَفَاته وَهِي مُدَّة تزيد على عشْرين سنة بَقِيَّة حَيَاة الْأَشْرَف ثمَّ وَلَده النَّاصِر أَحْمد، وَكَانَ الْأَشْرَف قد تزوج ابْنَته لمزيد جمَالهَا ونال مِنْهُ برا ورفعة بِحَيْثُ أَنه صنف لَهُ كتابا وأهداه لَهُ على الطباق فملأها لَهُ دَرَاهِم، وَفِي أثْنَاء هَذِه الْمدَّة قدم مَكَّة أَيْضا مرَارًا فجاور بهَا وبالمدينة النَّبَوِيَّة والطائف وَعمل فِيهَا مآثر حَسَنَة لَو تمت. وَكَانَ يحب الانتساب إِلَى مَكَّة مقتديا بالرضى الصغاني فَيكْتب بِخَطِّهِ الملتجئ إِلَى حرم الله تَعَالَى وَلم يقدر لَهُ قطّ أَنه دخل بَلَدا إِلَّا وأكرمه متوليها وَبَالغ مثل شاه مَنْصُور بن شُجَاع صَاحب تبريز) والأشرف صَاحب مصر والأشرف صَاحب الْيمن وَابْن عُثْمَان ملك الرّوم وَأحمد بن أويس صَاحب بَغْدَاد وتمرلنك الطاغية وَغَيرهم، واقتنى من ذَلِك كتبا نفيسة، حَتَّى نقل الْجمال الْخياط أَنه سمع النَّاصِر أَحْمد بن إِسْمَعِيل يَقُول أَنه سَمعه يَقُول اشْتريت بِخَمْسِينَ ألف مِثْقَال ذَهَبا كتبا، وَكَانَ لَا يُسَافر إِلَّا وصحبته مِنْهَا عدَّة أحمال وَيخرج أَكْثَرهَا فِي كل منزلَة فَينْظر فِيهَا ثمَّ يُعِيدهَا إِذا ارتحل وَكَذَا كَانَت لَهُ دنيا طائلة وَلكنه كَانَ يَدْفَعهَا إِلَى من يمحقها بالإسراف فِي صرفهَا بِحَيْثُ بملق أَحْيَانًا وَيحْتَاج لبيع بعض كتبه فَلذَلِك لم يُوجد لَهُ بعد وَفَاته مَا كَانَ يظنّ بِهِ. وصنفت الْكثير فَمن ذَلِك كَمَا كتبه بِخَطِّهِ مَعَ إدراجي فِيهِ أَشْيَاء عَن غَيره فِي التَّفْسِير بصائر ذَوي التَّمْيِيز فِي لطائف الْكتاب الْعَزِيز مجلدان وتنوير المقياس فِي تَفْسِير ابْن عَبَّاس أَربع مجلدات وتيسير فَاتِحَة الإياب فِي تَفْسِير فَاتِحَة الْكتاب مُجَلد كَبِير والدر النظيم المرشد إِلَى مَقَاصِد الْقُرْآن الْعَظِيم وَحَاصِل كورة الْخَلَاص فِي فَضَائِل سُورَة الْإِخْلَاص وَشرح قُطْبَة الحساف فِي شرح خطْبَة الْكَشَّاف. وَفِي الحَدِيث والتاريخ

شوارق الْأَسْرَار الْعلية فِي شرح مَشَارِق الْأَنْوَار النَّبَوِيَّة أرعب مجلدات ومنح الْبَارِي بالشيح الفسيح المجاري فِي شرح صَحِيح البُخَارِيّ كمل ربع الْعِبَادَات مِنْهُ فِي عشْرين مجلدة ويخمن تَمَامه فِي أَرْبَعِينَ مجلدا وعمدة الْحُكَّام فِي شرح عُمْدَة الْأَحْكَام مجلدان وامتضاض السهاد فِي افتراض الْجِهَاد مُجَلد والإسعاد بالإصعاد إِلَى دَرَجَة الْجِهَاد ثَلَاث مجلدات والنفحة العنبرية فِي مولد خير الْبَريَّة وَالصَّلَاة والبشر فِي الصَّلَاة على خير الْبشر والوصل والمنى فِي فضل منى والمغانم المطابة فِي معالم طابة ومهيج الغرام إِلَى الْبَلَد الْحَرَام وإثارة الْحجُون لزيارة الْحجُون قَالَ إِنَّه عمله فِي لَيْلَة كَمَا فِي خطبَته وأحاسن اللطائف فِي محَاسِن الطَّائِف وَفصل الدرة من الخرزة فِي فضل السَّلامَة على الجنزة قَرْيَتَانِ بوادي الطَّائِف وروضة النَّاظر فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ عبد الْقَادِر والمرقاة الوفية فِي طَبَقَات الْحَنَفِيَّة أَخذهَا من طَبَقَات عبد الْقَادِر الْحَنَفِيّ وَالْبُلغَة فِي تراجم أَئِمَّة النُّحَاة واللغة وَالْفضل الوفي فِي الْعدْل الأشرفي ونزهة الأذهان فِي تَارِيخ أَصْبَهَان فِي مُجَلد وَتعين الغرفات للمعين على عين عَرَفَات ومنية السول فِي دعوات الرَّسُول والتجاريح فِي فوئد مُتَعَلقَة بِأَحَادِيث المصابيح وتسهيل طَرِيق الْوُصُول إِلَى الْأَحَادِيث الزَّائِدَة على جَامع الْأُصُول عمله وَكَذَا الْأَحَادِيث الضعيفة وَهُوَ فِي مجلدات للناصر وكراسة فِي علم الحَدِيث والدر الغالي فِي الْأَحَادِيث العوالي وسفر السَّعَادَة والمتفق وضعا والمختلف صقعا وَفِي اللُّغَة وَغَيرهَا اللامع) الْمعلم العجاب الْجَامِع بَين الْمُحكم والعباب وزيادات امْتَلَأَ بهَا الوطاب واعتلي مِنْهَا الْخطاب ففاق كل مؤلف هَذَا الْكتاب يقدر تَمَامه فِي مائَة مُجَلد كل مُجَلد يقرب من صِحَاح الْجَوْهَرِي فِي الْمِقْدَار رَأَيْت بِخَطِّهِ أَيْضا أَنه كمل مِنْهُ مجاليد خَمْسَة والقاموس الْمُحِيط والقابوس الْوَسِيط الْجَامِع لما ذهب من لُغَة الْعَرَب شماطيط فِي جزءين ضخمين وَهُوَ عديم النظير ومقصود ذَوي الْأَلْبَاب فِي علم الْأَعْرَاب مُجَلد وتحبير الموشين فِيمَا يُقَال بِالسِّين والشين أَخذه عَنهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي الْحَافِظ وَنقل عَنهُ أَنه تتبع أَوْهَام الْمُجْمل لِابْنِ فَارس فِي ألف مَوضِع مَعَ تَعْظِيمه لِابْنِ فَارس وثنائه عَلَيْهِ والمثلث الْكَبِير فِي خمس مجلدات وَالصَّغِير وَالرَّوْض المسلوف فِيمَا لَهُ اسمان إِلَى أُلُوف والدرر المبثثة فِي الْغرَر الْمُثَلَّثَة وبلاغ التَّلْقِين فِي غرائب اللعين وتحفة القماعيل فِيمَن يُسمى من الْمَلَائِكَة وَالنَّاس إِسْمَعِيل وَأَسْمَاء السراح فِي أَسمَاء النِّكَاح وَأَسْمَاء الغادة فِي أَسمَاء الْعَادة والجليس الأنيس فِي أَسمَاء الخندريس فِي مُجَلد وأنواء الْغَيْث فِي أَسمَاء اللَّيْث وَأَسْمَاء الْحَمد وترقيق الأسل

فِي تصفيق الْعَسَل فِي كراريس ومزاد المزاد وَزَاد الْمعَاد فِي وزن بَانَتْ سعاد وَشَرحه فِي مُجَلد والنخب الطرائف فِي النكت الشرائف إِلَى غَيرهَا من مُخْتَصر ومطول. قَالَ التقي الْكرْمَانِي: كَانَ عديم النظير فِي زَمَانه نظما ونثرا بالفارسي والعربي جاب الْبِلَاد وَسَار إِلَى الْجبَال والوهاد ورحل وَأطَال النجعة وَاجْتمعَ بمشايخ كَثِيرَة عزيزة وَعظم بالبلاد أَقَامَ بدهلك مُدَّة عظمه سلطانها وبالروم مُدَّة وبجله ملكهَا وبفارس وَغَيرهَا وَورد بَغْدَاد فِي حُدُود سنة أَربع وَخمسين وَاجْتمعَ بوالدي وَقَرَأَ عَلَيْهِ ورحل مَعَه إِلَى الشَّام ثمَّ إِلَى مصر وسمعا بِالْقَاهِرَةِ الصَّحِيح على الفارقي وفارقه وَالِدي فحج وَرجع إِلَى بَغْدَاد وَأقَام الْمجد بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة ثمَّ بالقدس ثمَّ بِالشَّام ثمَّ جاور بِمَكَّة مُدَّة عشر سِنِين أَو أَكثر وصنف بهَا تصانيف مِنْهَا شرح البُخَارِيّ سَمَّاهُ منح الْبَارِي وأظن أَنه لم يكمل والقاموس مطولا فِي مجلدات عديدة ثمَّ أمره وَالِدي باختصاره فاختصر فِي مُجَلد ضخم وَفِيه فَوَائِد عَظِيمَة وفرائد كَرِيمَة واعتراضات على الْجَوْهَرِي وَكَانَ كثير الاعتناء بتصانيف الصغاني وَيَمْشي على نهجه وَيتبع طَرِيقه ويقتدي بصنيعه حَتَّى فِي الْمُجَاورَة بِمَكَّة، وَفِي الْجُمْلَة كَانَ جملَة حَسَنَة وَفِي الآخر ورد بَغْدَاد من مَكَّة فِي حُدُود نَيف وَثَمَانِينَ وَاجْتمعَ بوالدي أَيْضا ثمَّ ذهب إِلَى الْهِنْد ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ ورد بَغْدَاد سنة ونيف وَتِسْعين بعد وَفَاة وَالِدي ولازمته أَيْضا واستفدت مِنْهُ شَيْئا كثيرا ثمَّ سَافر إِلَى بِلَاد فَارس ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة بعد أَن اجْتمع بتمرلنك فِي) شيراز وعظمه وأكرمه وَوَصله بِنَحْوِ مائَة ألف دِرْهَم ثمَّ توجه إِلَى مَكَّة من طَرِيق الْبَحْر ثمَّ دخل بِلَاد الْيمن أَنه لم يزل فِي ازدياد من علو الوجاهة والمكانة ونفوذ الشَّفَاعَة والمكانة ونفوذ الشَّفَاعَة والأوامر على قُضَاة الْأَمْصَار ورام فِي سنة تسع وَتِسْعين التَّوَجُّه لمَكَّة فَكتب إِلَى السُّلْطَان مَا مِثَاله وَمِمَّا ينهيه إِلَى الْعُلُوم الشَّرِيفَة أَنه غبر خَافَ عَلَيْكُم ضعف أقل العبيد ورقة جِسْمه ودقة بنيته وعلو سنه وَقد آل أمره إِلَى أَن صَار كالمسافر الَّذِي تحزم وانتقل إِذْ وَهن الْعظم بل وَالرَّأْس اشتعل وتضعضع السن وتقعقع الشن فَمَا هُوَ إِلَّا عِظَام فِي جراب وبنيان مشرف على خراب وَقد ناهز الْعشْر الَّتِي تسميها الْعَرَب دقاقة الرّقاب وَقد مر على المسامع الشَّرِيفَة غير مرّة فِي صَحِيح البُخَارِيّ قَول سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا بلغ الْمَرْء سِتِّينَ سنة فقد أعذر الله إِلَيْهِ فَكيف من نَيف على السّبْعين وأشرف على الثَّمَانِينَ وَلَا يجمل بِالْمُؤمنِ أَن تمْضِي عَلَيْهِ أَربع سِنِين وَلَا يَتَجَدَّد لَهُ شوق وعزم إِلَى بَيت رب الْعَالمين وزيارة سيد الْمُرْسلين وَقد ثَبت فِي الحَدِيث النَّبَوِيّ ذَلِك

وَأَقل العبيد لَهُ سِتّ سِنِين عَن تِلْكَ المسالك وَقد غلب عَلَيْهِ الشوق حَتَّى جلّ عمره عَن الطوق وَمن أقْصَى أمْنِيته أَن يجدد الْعَهْد بِتِلْكَ الْمعَاهد ويفوز مرّة أُخْرَى بتقبيل تِلْكَ الْمشَاهد وسؤاله من المراحم الحسنية الصَّدَقَة عَلَيْهِ بتجهيزه فِي هَذِه الْأَيَّام مُجَردا عَن الأهالي والأقوامقبل اشتداد الْحر وَغَلَبَة الأوام فَإِن الْفَصْل أطيب وَالرِّيح أزيب وَمن الْمُمكن أَن يفوز الْإِنْسَان بِإِقَامَة شهر فِي كل حرم ويحظى بالتملي من مهابط الرَّحْمَة وَالْكَرم وَأَيْضًا كَانَ من عَادَة الْخُلَفَاء سلفا وخلفا أَنهم كَانُوا يبردون الْبَرِيد عمدا قصدا لتبليغ سلامهم إِلَى حَضْرَة سيد الْمُرْسلين صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ مدَدا فَاجْعَلْنِي جعلني الله فدَاك ذَاك الْبَرِيد فَلَا أَتَمَنَّى شَيْئا سواهُ وَلَا أُرِيد: (شوقي إِلَى الْكَعْبَة الغراء قد زادا ... فاستحمل القلص الوجادة الزادا) (وَاسْتَأْذَنَ الْملك المنعام زيد علا ... واستودع الله أصحابا وأولادا) فَلَمَّا وصل هَذَا إِلَى السُّلْطَان كتب فِي طرة الْكِتَابَة مَا مِثَاله: صدر الْجمال الْمصْرِيّ على لساني مَا يحققه لَك شفاها أَن هَذَا شَيْء لَا ينْطق بِهِ لساني وَلَا يجْرِي بِهِ قلمي فقد كَانَت الْيَمين عميا فاستنارت فَكيف يُمكن أَن تتقدم وَأَنت تعلم أَن الله تَعَالَى قد أَحْيَا بك مَا كَانَ مَيتا من الْعلم فبالله عَلَيْك إِلَّا مَا وهبت لنا بَقِيَّة هَذَا الْعُمر وَالله يَا مجد الدّين يَمِينا بارة أَنِّي أرى فِرَاق الدُّنْيَا وَنَعِيمهَا وَلَا فراقك أَنْت الْيمن وَأَهله. وَذكره التقي الفاسي فَقَالَ: وَكَانَت لَهُ بِالْحَدِيثِ عناية غير) قَوِيَّة وَكَذَا بالفقه وَله تَحْصِيل فِي فنون من الْعلم سِيمَا اللُّغَة فَلهُ فِيهَا الْيَد الطُّولى وَألف فِيهَا تواليف حَسَنَة مِنْهَا الْقَامُوس وَلَا نَظِير لَهُ فِي كتب اللُّغَة لِكَثْرَة مَا حواه من الزِّيَادَات على الْكتب الْمُعْتَمدَة كالصحاح، قلت وَقد ميز فِيهِ زياداته عَلَيْهِ فَكَانَت غَايَة فِي الْكَثْرَة بِحَيْثُ لَو أفردت لجاءت قدر الصِّحَاح أَو أَكثر فِي عدد الْكَلِمَات وَأما مَا نبه عَلَيْهِ من أَوْهَامه فشيء كثير أَشَارَ إِلَيْهِ فِي الْهَامِش بصفر وأعراه من الشواهد اختصارا، وَنبهَ فِي خطبَته على الِاكْتِفَاء عَن قَوْله مَعْرُوف بِحرف الْمِيم وَعَن مَوضِع بِالْعينِ وَعَن الْجمع بِالْجِيم وَعَن جمع الْجمع بجج وَعَن الْقرْيَة بِالْهَاءِ وَعَن الْبَلَد بِالدَّال وَضبط ذَلِك بالنظم بَعضهم بل أثنى على الْكتاب الْأَئِمَّة نظما ونثرا وَتعرض فِيهِ لأكْثر أَلْفَاظ الحَدِيث والرواة وَوَقع لَهُ فِي ضبط كثيرين خطأ فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ التقي الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد لم يكن بالماهر فِي الصَّنْعَة الحديثية وَله فِيمَا يَكْتُبهُ من الْأَسَانِيد أَوْهَام وَأما شَرحه على البُخَارِيّ فقد ملأَهُ بِغَرَائِب المنقولات سِيمَا أَنه لما اشتهرت بِالْيمن مقَالَة ابْن عَرَبِيّ وغلبت على عُلَمَاء تِلْكَ الْبِلَاد صَار يدْخل فِي شَرحه من قبوحاته الهلكية مَا كَانَ سَببا لشين الْكتاب الْمَذْكُور، وَلذَا قَالَ شَيخنَا أَنه رأى الْقطعَة الَّتِي كملت مِنْهُ فِي حَيَاة مُؤَلفه وَقد

أكلتها الأرضة بكمالها بِحَيْثُ لَا يقدر على قِرَاءَة شَيْء مِنْهَا قَالَ وَلم أكن أَتَّهِمهُ بالمقالة الْمَذْكُورَة إِلَّا أَنه كَانَ يحب المداراة وَلَقَد أظهر لي إنكارها والغض مِنْهَا، ثمَّ ذكر الفاسي أَنه ذكر أَنه ألف شرح الْفَاتِحَة فِي لَيْلَة وَاحِدَة فَكَأَنَّهُ غير الْمشَار إِلَيْهِ وَكَذَا ألف ترقيق الأسل فِي لَيْلَة عِنْد مَا سَأَلَهُ بَعضهم عَن الْعَسَل هَل هُوَ قيء النحلة أَو خرؤها فَكَأَنَّهُ غير المتداول لكَونه فِي نَحْو نصف مُجَلد وَأَنه وقف على مُؤَلفه فِي علم الحَدِيث بِخَطِّهِ وَأَنه ذكر فِي مُؤَلفه فِي فضل الْحجُون من دفن فِيهِ من الصَّحَابَة مَعَ كَونهم لم يُصَرح فِي تراجمهم من كتب الصَّحَابَة بذلك بل وَمَا رَأَيْت وَفَاة كلهم بِمَكَّة فَإِن كَانَ فِي دفنهم بِهِ قَول من قَالَ أَنهم نزلُوا مَكَّة فَذَلِك غير لَازم لكَوْنهم كَانُوا يدفنون فِي أَمَاكِن مُتعَدِّدَة. وَقَالَ أَيْضا إِن النَّاس استغربوا مِنْهُ انتسابه للشَّيْخ أبي إِسْحَق وَكَذَا لأبي يكر الصّديق، وَلذَا قَالَ شَيخنَا لم أزل أسمع مَشَايِخنَا يطعنون فِي انتسابه إِلَى الشَّيْخ أبي إِسْحَق مستندين إِلَى أَن أَبَا إِسْحَق لم يعقب قَالَ ثمَّ ارْتقى دَرَجَة فَادّعى بعد أَن ولى الْقَضَاء بِالْيمن بِمدَّة طَوِيلَة أَنه من ذُرِّيَّة أبي بكر الصّديق وَصَارَ يكْتب بِخَطِّهِ مُحَمَّد الصديقي وَلم يكن مدفوعا عَن معرفَة إِلَّا أَن النَّفس تأبى قبُول ذَلِك، وَقَالَ الْجمال بن الْخياط فِيمَا نَقله عَن خطّ الذَّهَبِيّ فِي الشَّيْخ أبي إِسْحَق أَنه لم يتأهل ظنا وَكَذَا أنكر عَلَيْهِ غَيره) تَصْدِيقه بِوُجُود رتن الْهِنْدِيّ وإنكاره قَول الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان أَنه لَا وجود لَهُ وَيَقُول أَنه دخل قريته وَرَأى ذُريَّته وهم مطبقون على تَصْدِيقه قَالَ الفاسي وَله شعر كثير فِي بعضه قلق لجلبه فِيهِ ألفاظا لغوية عويصة ونثره أَعلَى وَكَانَ كثير الاستحضار لمستحسنات من الشّعْر والحكايات وَله خطّ جيد مَعَ الْإِسْرَاع وَسُرْعَة حفظ بَلغنِي عَنهُ أَنه قَالَ مَا كنت أَنَام حَتَّى أحفظ مِائَتي سطر وَقَالَ أَن أول قدومه مَكَّة فِيمَا علم سنة سِتِّينَ ثمَّ فِي سنة سبعين وَأقَام بهَا خمس سِنِين أَو سِتا مُتَوَالِيَة وتكرر قدومه لَهَا وارتحل مِنْهَا إِلَى الطَّائِف وَكَانَ لَهُ فِيهِ بُسْتَان وَكَذَا أنشأ بِمَكَّة دَارا على الصَّفَا عَملهَا مدرسة للأشرف صَاحب الْيمن وَقرر بهَا مدرسين وطلبة وَفعل بِالْمَدِينَةِ كَذَلِك ثمَّ أعرض عَن ذَلِك بعد موت الْأَشْرَف وَله بمنى وَغَيرهَا دور، وَحدث بِكَثِير من تصانيفه ومروياته سمع مِنْهُ الْجمال بن ظهيرة وروى عَنهُ فِي حَيَاته وَمَات قبله بِشَهْر. وترجمه الصّلاح الأقفهسي فِي مُعْجم الْجمال بقوله: كتب عَنهُ الصّلاح الصَّفَدِي وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وجال فِي الْبِلَاد وَلَقي الْمُلُوك والأكابر ونال وجاهة ورفعة وصنف التصانيف السائرة كالقاموس وَغَيره وَولي قَضَاء الْأَقْضِيَة بِبِلَاد الْيمن وَقدم مَكَّة وجاور بهَا مُدَّة وابتنى بهَا دَارا. وَطول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته وَقَالَ أَن آخر مَا اجْتمع بِهِ فِي مَكَّة سنة تسعين

وقرأت عَلَيْهِ بعض مصنفاته وناولني قاموسه وأجازني وأفادني. وَكَذَا لقِيه شَيخنَا بزبيد فِي سنة ثَمَانمِائَة وَتَنَاول مِنْهُ أَكثر الْقَامُوس وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَسمع مِنْهُ أَشْيَاء وَأوردهُ فِي مُعْجَمه وأنبائه وقرض لشَيْخِنَا تَعْلِيق التَّعْلِيق وعظمه جدا والتقي الفاسي وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء وَأوردهُ فِي تَارِيخ مَكَّة وذيل التَّقْيِيد والبرهان الْحلَبِي أَخذ عَنهُ تحبير الموشين فِي آخَرين مِمَّن أخذت عَنْهُم كالموفق الأبي والتقي بن فَهد وَأَرْجُو إِن تَأَخّر الزَّمَان يكون آخر أَصْحَابه موتا على رَأس الْقرن الْعَاشِر، وَمِمَّنْ تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية لَكِن بِاخْتِصَار جدا والتقي بن قَاضِي شُهْبَة وَغَيرهمَا. مَاتَ وَقد متع بسمعه وحواسه فِي لَيْلَة عشرى شَوَّال سنة سبع عشرَة بزبيد وَقد ناهز التسعين وَكَانَ يَرْجُو وَفَاته بِمَكَّة فَمَا قدر رَحمَه الله وإيانا. أَنْشدني شَيْخي بِالْقَاهِرَةِ والموفق الأبي بِمَكَّة قَالَ كل مِنْهُمَا أَنْشدني الْمجد لنَفسِهِ مِمَّا كتبه عَنهُ الصَّفَدِي فِي سنة سبع وَخمسين: (أحبتنا الأماجد إِن رحلتم ... وَلم ترعوا لنا عهدا وَإِلَّا) (نودعكم ونودعكم قلوبا ... لَعَلَّ الله يجمعنا وَإِلَّا) وَعِنْدِي فِي تَرْجَمته بِأول مَا كتبته من الْقَامُوس فَوَائِد مِنْهَا قَول الأديب المفلق نور الدّين عَليّ) بن مُحَمَّد بن العليف العكي العدناني الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَقد قَرَأَ عَلَيْهِ الْقَامُوس (مذ مد مجد الدّين فِي أَيَّامه ... من بعض أبحر علمه القاموسا) (ذهبت صِحَاح الْجَوْهَرِي كَأَنَّهَا ... سحر الْمَدَائِن حِين ألْقى موس:) 275 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُدسِي الشَّافِعِي. / مِمَّن عرض عَلَيْهِ النُّور البلبيسي بِجَامِع المقسي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَظنهُ جد التَّاج المقسي لأمه وكتبته هُنَا ظنا. 276 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن الإِمَام أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على الله أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد العباسي الْهَاشِمِي القاهري ابْن أخي المستعين بِاللَّه الْعَبَّاس والمعتضد بِاللَّه أبي الْفَتْح دَاوُد وَسليمَان وأخو أَمِير الْمُؤمنِينَ عبد الْعَزِيز وإسمعيل للْأَب ووالد خَلِيل. / ولد فِي رَابِع عشر رَمَضَان سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة واشتغل عِنْد الشَّمْس البدرشي وَالْجمال الأمشاطي والكمال الأسيوطي والشهاب الشار مساحي وَغَيرهم من الشَّافِعِيَّة والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَالسيف الحنفيين ولازم ثَانِيهمَا خمْسا وَعشْرين سنة وَذكر بِفضل وَخير وَكَونه خليقا للخلافة مَعَ التقلل والانجماع. مَاتَ فِي ضحى يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ بمصلى المؤمني ثمَّ دفن بالمشهد النفيسي وَأثْنى النَّاس عَلَيْهِ رَحمَه الله. 277 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن صديق الْبُرُلُّسِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي / والآتي أَبوهُمَا. ولد قريب السِّتين وتعانى التِّجَارَة وكف بعد رمد طَوِيل.

278 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن يحيى بن عبد الله الْجمال بن الشّرف المغربي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي الْمَاضِي حفيده النَّجْم مُحَمَّد بن التَّاج عبد الْوَهَّاب / وَأَبوهُ فِي محليهما، ذكر لي حفيده أَنه أَخذ عَن الوانوغي وَغَيره بل ارتحل إِلَى الْعَجم وَأقَام هُنَاكَ أَربع سِنِين وَأخذ عَن شُيُوخه فِي العقليات وتميز ودرس وناب فِي الْقَضَاء بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَألف فِي الْفِقْه وَعمل فِي الْمنطق مُقَدّمَة وَخمْس الْبردَة قَالَ وَمن نظمه: (طلبت للقلب بالأسفار لي راحه ... فَلم تكن مهجتي فِي الْحق مرتاحه) (مذ غبت عَن مربع الأحباب والساحه ... من كَانَ مثلي فَهَل يستأهل الراحه) مَاتَ تَقْرِيبًا قريب الثَّلَاثِينَ. 279 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب أفضل الدّين الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. / أَخذ عَن إِبْرَهِيمُ العجلوني واختص) بِهِ من صغره وهلم جرا وتميز فِي الْفَضَائِل مَعَ عقل وتؤدة وَطلب الحَدِيث وقتا وَسمع من بقايا الشُّيُوخ وَكَذَا سمع بالقدس من جمَاعَة وتولع بالنظم وَتردد إِلَيّ كثيرا وَكتب عني أَشْيَاء وَسمع عَليّ مَنَاقِب الْعَبَّاس تأليفي بِحَضْرَة أَمِير الْمُؤمنِينَ وسمعته ينشد قَوْله: (بروحي خود تخجل الشَّمْس فِي الضُّحَى ... بهَا مهج العشاق لَيست بناجيه) (أَمُوت غراما من مَخَافَة خلفهَا ... وَأهْلك من هجرانها وَهِي ناجيه) وَانْقطع بِمصْر للتكسب بِالشَّهَادَةِ قَلِيلا وَغَيره أروج مِنْهُ فِيهَا وَهُوَ الْآن فِي سنة تسع وَتِسْعين أمثل من بهَا فضلا وعقلا وانجماعا. 280 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْجمال الجاناتي الْمَكِّيّ سبط الْعَفِيف اليافعي أمه زَيْنَب وأخو الْجمال بن مُوسَى الْحَافِظ لأمه وَعبد الرَّحْمَن الماضيين. / ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا واشتغل بالفقه والعربية وتميز فيهمَا وانتفع فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا بِزَوْج أمه خَلِيل بن هرون الجزائري وأسمعه أَخُوهُ الْمشَار إِلَيْهِ على جمَاعَة وسافر صحبته فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين إِلَى الْيمن فأدركه أَجله بزبيد مِنْهَا فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين وَهُوَ فِي أثْنَاء عشر الثَّلَاثِينَ وَكَانَ كثير الإقبال على الْعلم ومطالعة كتبه وَفِيه خير وحياء. 281 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب الشَّمْس البخانسي الدِّمَشْقِي، / ولي حسبَة الشَّام ثمَّ الْقَاهِرَة فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَكَذَا ولي وزارة دمشق. مَاتَ فِي ثَالِث الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. 282 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب الطهطاوي ثمَّ الْمَكِّيّ الْبَزَّاز / بدار الأمارة مِمَّن اشْترى دورا بِمَكَّة وعمرها. مَاتَ بهَا فِي عصر يَوْم الْجُمُعَة حادي عشرى جُمَادَى الأولى سنة تسع وَخمسين وَخلف دنيا وأولادا. أرخه ابْن فَهد.

283 - مُحَمَّد بن يلبغا نَاصِر الدّين اليحياوي / أحد الْأُمَرَاء الصغار بِدِمَشْق وَكَانَ ينظر أَحْيَانًا فِي أَمر الْجَامِع الْأمَوِي. مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن أبي الْيمن. هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد. / مُحَمَّد بن أبي الْيمن الطَّبَرِيّ / جمَاعَة مِنْهُم الزكي أَبُو الْخَيْر. مضوا فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم. 284 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن عبد الحميد الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ الْمُؤَذّن. / ولد) سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فِيمَا قَالَه وَاقْتصر عَلَيْهِ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ فِي إنبائه أَنه قبيل الْخمسين وأسمع على زَيْنَب ابْنة ابْن الخباز وأخيهما مُحَمَّد وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه كَانَ مُؤذنًا بالجامع الْأمَوِي جَهورِي الصَّوْت بِالْأَذَانِ مَعَ كبر سنه. مَاتَ بطرابلس سنة سِتّ وَقيل فِي صفر سنة سبع وَذكره فِي السنتين من إنبائه، وَتَبعهُ المقريزي فِي الثَّانِيَة فِي عقوده. 285 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم الشَّمْس الدِّمَشْقِي الْقَارِي الأَصْل الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْقَارِي. / ولد بِدِمَشْق وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتعانى التِّجَارَة كأبيه وَعَمه وجماعته واشتغل بِبَلَدِهِ وبمكة وبالقاهرة عِنْد عبد الْحق السنباطي وتميز وشارك بفهمه وَتزَوج ابْنة عَمه الْحَاج عِيسَى وَاجْتمعَ بِي بِمَكَّة وسألني فِي الْقِرَاءَة وَعَن بعض الْمسَائِل بل التمس مني كِتَابَة شَيْء من أَشْرَاط السَّاعَة ليتحفظها الْأَبْنَاء فَعمِلت جُزْءا سميته القناعة بِمَا يحسن التَّعَرُّض لَهُ من أَشْرَاط السَّاعَة واغتبط بِهِ. وَنعم الرجل لطف الله بِهِ. 286 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن إِبْرَهِيمُ الشَّمْس المتبولي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الضَّرِير / أحد صوفية الجمالية وقراء صفتهَا. اشْتغل بالفقه والتجويد وتميز وشارك فِي الْفَضِيلَة وَكَانَ يسمع مَعنا عِنْد شَيخنَا وَمن شُيُوخه فِي القراآت السَّبع التَّاج بن تمرية وَالشَّمْس العفصي وحبِيب العجمي وتكسب بالرياسة فِي الجوق وَنَحْوهَا وعاش إِلَى بعد السِّتين ظنا رَحمَه الله. 287 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عدب الدَّائِم فتح الدّين الزواوي القاهري خَال السراج بن الملقن. / سمع مَعَ ابْن اخته كثيرا على الأحمدين ابْن كشتغدي وَابْن عَليّ المشتولي وأفاده ابْن أُخْته فِيمَا قَالَه شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَسمع عَلَيْهِ وَقَالَ أَنه كَانَ خياطا خيرا. مَاتَ سنة سبع، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. 288 - مُحَمَّد ين يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن يُوسُف الْقرشِي الزبيرِي الْبَصْرِيّ وَيعرف بِابْن دليم / وَبَاقِي نسبه فِي عَم أَبِيه عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهير بالجلال. قدم مَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين

ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى طيبَة ثمَّ عَاد فَمَاتَ فِي قفوله مِنْهَا قَرِيبا من سَاحل جدة فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها سامحه الله. أرخه ابْن فَهد. 289 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس الديروطي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَالِد فَاطِمَة الْآتِيَة وَيعرف بِابْن الصَّائِغ. / حفظ الْقُرْآن الشاطبيتين وَغَيرهمَا وتلا بالسبع إفرادا وجمعا على الْبُرْهَان الكركي وَبِه انْتفع وبلديه النُّور الديروطي بهَا بل وعَلى النُّور بن يفتح الله السكندري وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عَرَادَة، وَحج بعد الْأَرْبَعين فَتلا بالسبع أَيْضا إِلَى المفلحون على الزين بن عَيَّاش وَمُحَمّد الكيلاني وَأخذ أَيْضا عَن ابْن الزين النحريري والشهابين ابْن هَاشم والقلقيلي السكندري وسرور المغربي وَالشَّمْس العفصي وحبِيب العجمي والنور البلبيسي الإِمَام وطاهر وَابْن كزلبغا وَعبد الدَّائِم وَغَيرهم مِمَّن دب ودرج وتصدى للإقراء فِي بَلَده فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَكَانَ مبارك التَّعْلِيم مَا قَرَأَ عَلَيْهِ أحد إِلَّا وانتفع وَلم يَنْفَكّ عَن التعيش بالحياكة. مَاتَ فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ بديروط وَدفن بهَا عَن نَحْو السّبْعين رَحمَه الله. 290 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن نَاصِر الْبَهَاء بن الْجمال الباعوني الأَصْل الدِّمَشْقِي. / مِمَّن نَاب فِي الْقَضَاء عَن ابْن الفرفور وَرَأَيْت لَهُ أرجوزة ذيل بهَا على أرجوزة عَمه فِي التَّارِيخ الَّتِي انْتهى فِيهَا إِلَى الْأَشْرَف برسباي وصل فِيهَا إِلَى سُلْطَان وقتنا وَأطَال فِي متجدداته ومآثره بِحَيْثُ كَانَت أشبه شَيْء بترجمته. 291 - مُحَمَّد ين يُوسُف بن أَحْمد الشَّمْس أَبُو الْغَيْث الْمَدْعُو قَدِيما عبد الْقَادِر ابْن الْجمال أبي المحاسن الصفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ ابْن أُخْت الْجمال البدراني وَإِخْوَته وَيعرف بِابْن الشَّيْخ يُوسُف الصفي. / ولد سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة سنة وَفَاة أَبِيه وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وَعرض على غير وَاحِد كشيخنا والمحب بن نصر الله وَقَرَأَ الْفِقْه والفرائض على السَّيِّد النسابة والبوتيجي وَالْفِقْه خَاصَّة على الْعِمَاد بن شرف والفرائض فَقَط مَعَ النَّحْو على أبي الْجُود وأصول الْفِقْه على الْجمال الأمشاطي وَإِمَام الكاملية فِي آخَرين كالحناوي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والبرهان بن خضر وَابْن حسان وَأبي حَامِد بن التلواني وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ مقدمته فِي النَّحْو التَّعْبِير ولازم شَيخنَا مُدَّة وَسمع عَلَيْهِ الْكثير وَكَذَا سمع على خلق بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة وَبَيت الْمُقَدّس وَالشَّام وَغَيرهَا وَأقَام فِي كل من هَذِه الْأَمَاكِن زَمنا، وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ بِمَكَّة أَبُو الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وبالمدينة الْمُحب المطري وببيت الْمُقَدّس الْجمال بن جمَاعَة والتقي القلقشندي وَكَانَ مَعنا فِي السماع بِدِمَشْق وَحضر فِيهَا دروس غير وَاحِد من علمائها كماهر فِي بَيت الْمُقَدّس وَأكْثر جدا وَلم يَنْفَكّ

عَن السماع بِحَيْثُ سمع مِمَّن هُوَ دونه، وسافر أَيْضا إِلَى الْمحلة وَغَيرهَا وَأَجَازَ لَهُ الْكَمَال بن خير وَابْن الْجَزرِي والبرماوي) والواسطي وَخلق وَسمع من لفظ الكلوتاتي الثقفيات وَكَذَا سمع على رقية الثعلبية المنازع فِي شَأْنهَا وَحصل الْأَسَانِيد والتراجم والوفيات وَضبط وَقيد وَكتب بِخَطِّهِ جملَة وَأفَاد وألم بِالطَّلَبِ وشارك فِي الْجُمْلَة مَعَ مزِيد الاسْتقَامَة والتواضع والتقنع باليسير وَالتَّعَفُّف والتودد والانجماع عَن النَّاس جملَة وَالرَّغْبَة فِي لِقَاء الصَّالِحين حَتَّى صَار وَاحِدًا مِنْهُم والمداومة على حُضُور سعيد السُّعَدَاء الَّذِي لَيْسَ لَهُ غَيره وَقد اعتنى بِجمع مَنَاقِب أَبِيه فَحصل مِنْهَا جملَة وَهُوَ مِمَّن سمع الْكثير بِقِرَاءَتِي بل لازمني فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وراجعني كثيرا وَقَرَأَ عَليّ أَشْيَاء وَلبس مني الْخِرْقَة على قَاعِدَته غير مرّة وَكتب نبذة من تصانيفي واستفدت مِنْهُ أَيْضا مَعَ مبالغته فِي إجلالي وحَدثني بعدة منامات رَآهَا لي وَلم يزل على حَاله حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَدفن عِنْد أَبِيه بحوش سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ لَهُ مشْهد هائل وَيُقَال أَن تركته وجلها كتب بلغت نَحْو مِائَتي دِينَار رَحمَه الله وإيانا. 292 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي بكر بن صَلَاح وَأسْقط غير وَاحِد أَبَا بكر الشَّمْس الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ عَم الْبَدْر مُحَمَّد بن أبي بكر الْمَاضِي وَيعرف بالحلاوي / إِمَّا للمدرسة الحلاوية بحلب لكَون أصلهم مِنْهَا كَمَا كَانَ يَقُوله أَو لكَون وَالِده وَكَانَ مُعْتَقدًا بَين النَّاس كَانَ يَبِيع الْحَلْوَى الناطف فِي طبق كَمَا قَالَه كَثِيرُونَ بل قَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه أَنه كَانَ من باعة أهل دمشق وَأَرَاذِلهمْ يَبِيع شقات الْبِطِّيخ تَحت القلعة بفلس وبفلسين وَيجْعَل الْفُلُوس فِي عبه. ولد فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بَين الطّلبَة فأسمعه أَبوهُ من جمَاعَة كالعماد بن كثير وَابْن أميلة وَنَحْوهمَا كَمَا كَانَ يخبر وَوجد سَمَاعه لبَعض الصَّحِيح من ابْن الكشك، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وتوصل لخدمة الْأَمِير يشبك وَعمل التوقيع عِنْده وَصَحب الْوَزير الْبَدْر الطوخي وَسعد الدّين بن غراب فأثرى واشتهر وترقى حَتَّى ولي نظر الأحباس مُدَّة وناب فِي الحكم وَولي الْحِسْبَة غير مرّة ثمَّ وكَالَة بَيت المَال سنة سبع وَعشْرين بعد موت ابْن التباني إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ حسن الشكالة كَبِير اللِّحْيَة جدا مُعظما عِنْد الأكابر وأرباب الدولة مزجى البضاعة فِي الْعلم وَلكنه حسن المحاضرة حُلْو النادرة ينمق الحكايات الشهيرة بِحَيْثُ يود السَّامع لَهَا أَنَّهَا لَا تَنْقَضِي. وَمِمَّنْ عظم اخْتِصَاصه بِهِ الزين عبد الباسط وَعين مرّة لكتابة السِّرّ فِي أَيَّام النَّاصِر فرج فَلم يتم ذَلِك. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ كَانَ كثير المجازفة فِي النَّقْل حدث بِالْقَلِيلِ وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس شَوَّال وَقَالَ بَعضهم فِي صبح

يَوْم الْجُمُعَة سادس) رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ بعد أَن تمرض نَحْو خَمْسَة أشهر بالفالج وَغَيره وَفِيه يَقُول بعض الشُّعَرَاء: (إِن الحلاوي لم يصحب أَخا ثِقَة ... إِلَّا محا شومه مِنْهُ محاسنهم) (السعد وَالْفَخْر والطوخي لازمهم ... فَأَصْبحُوا لَا ترى إِلَّا مساكنهم) فالأولان ابْنا غراب والوزير الْبَدْر الطوخي زَاد شَيخنَا: (وَابْن الْكوز وَعَن قرب أَخُوهُ ثوى ... والبدر والنجم رب اجْعَلْهُ ثامنهم) هما ابْن الكويز الْعلم دَاوُد وَالصَّلَاح خَلِيل والبدر حسن بن الْمُحب المشير والنجم بن حجي. وللشمس الدجوي الشَّاعِر فِيهِ أهاج مِنْهَا قَوْله: (ظن الحلاوي جهلا أَن لحيته ... تغنيه فِي مجْلِس الْإِفْتَاء وَالنَّظَر) (وأشعريتها طولا قد اعتزلت ... بِالْعرضِ باحثة فِي مَذْهَب الْقدر) وَقد سبق فَقيل: (إِن كَانَ بطول اللِّحْيَة يسْتَوْجب القضا ... فالتيس عدل مرتضى) 293 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن بهادر نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله الأياسي بِكَسْر أَوله ثمَّ تَحْتَانِيَّة نِسْبَة لمعتق جده إِيَاس الْغَزِّي الْحَنَفِيّ الصُّوفِي. / ولد بغزة سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَكَانَ يَقُول لَا أعلم تَعْيِينه إِلَّا أَن الْفَقِيه عَليّ بن قيس قَالَ لي حج والدك سنة تسع وَخمسين فَولدت فِيهَا قَالَ وَأَنا أعرف أَن مولدِي فِي سنة حج وَالِدي وَإِنَّمَا اسْتَفَدْت تعْيين السّنة من ابْن قيس، وَنَشَأ بهَا وَسمع فِيمَا أخبر بعد الثَّمَانِينَ على قاضيها الْعَلَاء أبي الْحسن عَليّ بن خلف الصَّحِيحَيْنِ والموطأ والشفا بجامعها الْعَتِيق الْعمريّ وَأخذ عَن ابْن زقاعة فِي النَّحْو وَغَيره وَصَحب الشَّمْس العيزري وانتفع بِهِ وَحمل عَنهُ من نظمه وتصانيفه وَغير ذَلِك وَقدم عَلَيْهِم غَزَّة قَاضِيا الْمُوفق الرُّومِي الْحَنَفِيّ تلميذ أكمل الدّين فلازمه فِي الْفِقْه حَتَّى أَخذ عَنهُ الْكَنْز وَغَيره وَفِي الْعَرَبيَّة، وَكَذَا أَخذ الْفِقْه أَيْضا عَن خير الدّين خَلِيل الرُّومِي الْحَنَفِيّ قَاضِي الْقُدس وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وأجاد الرَّمْي وَغَيره من أَنْوَاع الفروسية، وَكتب حَوَاشِي على الشَّامِل لِابْنِ الْعِزّ وَغَيره بل شرى نظم الزّبد لِابْنِ رسْلَان، وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ الْفُضَلَاء خلفا عَن سلف مَعَ زهده وصلاحه وانجماعه عَن النَّاس وتواضعه مَعَ وجاهته وجلالته عِنْد نواب بَلَده وَغَيرهم وَكَونه لم يُغير زِيّ التّرْك فِي ضيق أكمامه وثيابه وَأما عمَامَته فَكَانَت بمئزر وَلها) عذبة على طَرِيق الصُّوفِيَّة وَمكث أَرْبَعِينَ سنة فأزيد مَا مس بِيَدِهِ درهما وَلَا دِينَارا وَلَا فكر فِي معيشته بل جهاته تحمل لزوجته فتتولى الْإِنْفَاق. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الحسام بن بريطع وَالشَّمْس بن المغربي القَاضِي وَقَالَ أَنه أنْشد عَنهُ من نظمه:

(وَمَا الدَّهْر إِلَّا ليله ونهاره ... وَمَا النَّاس إِلَّا مُؤمن مكذب) (فَإِن كنت لم تؤمن وَلم تَكُ كَافِرًا ... فَأَيْنَ إِذا يَا أَحمَق النَّاس تذْهب) وَقَوله مذيلا ليقول العَبْد: (وَلَا تستثن فِي الْإِيمَان واقنع ... بقول الصَّدْر نعْمَان الْكَمَال) (إِذا صفت النُّفُوس كسبن نورا ... وشاهدن الْجمال مَعَ الجمالي) والْعَلَاء الْغَزِّي فَقِيه الْمُؤَيد بن الْأَشْرَف إينال وبسفارة الشَّيْخ اسْتَقر بِهِ إينال حِين كَانَ نَائِب غَزَّة إِمَامه وَحدث أَخذ عَنهُ جمَاعَة كالعلاء بن السَّيِّد عفيف الدّين وَأَجَازَ لي على يَد ابْن قمر وَبَلغنِي أَنه أنشأ مدرسة تجاه دَاره، وَكَانَ فِي أول أمره مَشْهُورا بفرط التعصب لمذهبه وَلم يزل على جلالته حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَدفن بمدرسته وَلم يخلف بعده هُنَاكَ مثله رَحمَه الله وإيانا. 294 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْحسن بن مَحْمُود الْبَدْر بن الْعِزّ الحلوائي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ. قدم حلب فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فحج وَكتب عَنهُ ابْن خطيب الناصرية تَرْجَمَة وَالِده وَأقَام بحصن كيفا يشغل النَّاس بِالْعلمِ حَتَّى مَاتَ. 295 - مُحَمَّد الْجمال / أَخُو الَّذِي قبله قدم حلب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَهُوَ طَالب ثمَّ سَافر إِلَى دمشق ثمَّ مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه فَقَدمهَا فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فَأكْرم ثمَّ طلبه صَاحب الْحصن من الْأَشْرَف فجهزه إِلَيْهِ فعوجل. وَمَات بِمصْر فِيهَا قَالَ وَكَانَ فَاضلا فِي عدَّة عُلُوم وَمَا أَظُنهُ أكمل الْأَرْبَعين سنة. قلت بل بَلغنِي أَنه أكمل السِّتين وَلَكِن كَانَت لحيته سَوْدَاء رَحمَه الله. 296 - مُحَمَّد الْجلَال / أَخُو اللَّذين قبله ووالد الْعِزّ وسف الْآتِي. قدم حلب أَيْضا فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ ثمَّ توجه مِنْهَا لمصر فَأكْرمه الْأَشْرَف ورتب لَهُ رواتب وَكَانَت لَدَيْهِ فَضِيلَة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ طلبه صَاحب الْحصن مِنْهُ فجهزه إِلَيْهِ مكرما فَلَمَّا وصل لحمص مَاتَ بهَا فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ ظنا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْمُتَوَسّط والجاربردي وَغَيرهمَا التقى أَبُو بكر الحصني شيخ) فضلاء الْوَقْت. 297 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن حُسَيْن أَبُو عبد الله الحسني الحصكفي الْمَكِّيّ وَالِد مُحَمَّد وأخو أَحْمد الماضيين وَيعرف بِابْن الْمُحْتَسب / سمع على التقي بن فَهد. ومولده فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَمَات وَهُوَ محرم فِي مغرب لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَأَرْبَعين بِأَرْض عَرَفَة بعد أَن نفر من الْموقف الشريف رَحمَه الله. 298 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن خلد بن نعيم ككبير ابْن مقدم بن مُحَمَّد بن حسن

بن غَانِم بن عَليّ الْعِزّ أَبُو الطَّاهِر بن الْجمال الْبِسَاطِيّ ثمَّ القاهري الْمَالِكِي الْمُحَقق / نسبه فِي الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان والآتي أَبوهُ. ولد فِي مستهل شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا عرض بَعْضهَا وَأخذ عَن أَبِيه وَالْجمال الأقفاصي وَغَيرهمَا وَسمع على ابْن الكويك مشيخة الرَّازِيّ وَغَيرهَا وَأَجَازَ لَهُ أَبوهُ وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس الشَّامي بل وَفِي جملَة سامعي مُسلم عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَخلق، وَحدث باليسير فَأَسْمع الزين رضوَان وَلَده عَلَيْهِ حَدِيث وَحشِي من مشيخة الرَّازِيّ وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بالمؤيدية وَالنَّظَر على القمحية بعد أَبِيه وَكَذَا استنابه فِي الْقَضَاء حَيْثُ مَا اجتاز قَرِيبه الشَّمْس الْبِسَاطِيّ فِي يَوْم موت أَبِيه وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده بل عين لقَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق وَلبس الخلعة بذلك فِي سنة سبع وَأَرْبَعين ثمَّ بَطل بعد يَوْمَيْنِ لكَونه لم يكن مَحْمُودًا وَلذَا جرحه الْمَنَاوِيّ فِي كائنة أبي الْخَيْر النّحاس وامتحن بِإِدْخَال سجن أولى الجرائم وَلزِمَ من ذَلِك توقف الولوي السنباطي فِي عوده إِلَى النِّيَابَة إِلَّا بعد ثُبُوت عَدَالَته وتنفيذها على شَافِعِيّ وَأذن السُّلْطَان فِيهَا وَضَمان دركه فِي الْمُسْتَقْبل فَفعل ذَلِك وَكَانَ الضَّامِن لَهُ الْبَدْر بن الرُّومِي النَّقِيب. وَاسْتمرّ مُؤَخرا حَتَّى مَاتَ فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ بعد أَن أجَاز عَفا الله عَنهُ وإيانا. 299 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن خطاب السَّيِّد الشَّمْس الْأَصْبَهَانِيّ التازي. / سمع مني بِمَكَّة. 300 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن سعيد شمس الدّين أَو نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله بن الْجمال الطرابلسي الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ وَالِد الصّلاح مُحَمَّد الْمَاضِي. / ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة عشرى جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَمَانمِائَة بطرابلس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَأخذ القراآت عَن الشهَاب بن الْبَدْر وَغَيره وأتقن الْمِيقَات والحسان وَولي مشيخة زَاوِيَة أرغون شاه بِبَلَدِهِ حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ، وَصفه السراج الْحِمصِي فِي عرض وَلَده بِالْقَاضِي مؤتمن الْمُلُوك والسلاطين وَغَيره) بالشيخ الصَّالح الإِمَام إِمَام الْقُرَّاء وَشَيخ الْفَضَائِل طرا. وَآخر بالأخ فِي الله تَعَالَى وَالْوَلِيّ فِي ذَاته القَاضِي شمس الدّين الْكَاتِب وَقدم الْقَاهِرَة بولده سنة سِتّ وَأَرْبَعين فعرضه على مشايخها ثمَّ رَجَعَ بِهِ رَحمَه الله. 301 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن سلمَان بن مُحَمَّد الصَّالِحين ثمَّ النيربي بِفَتْح النُّون لسكناه النيرب وَيعرف بزريق / بِتَقْدِيم الْمُعْجَمَة. سمع على مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن عوض وَأحمد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الْعَطَّار وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن الرشيد عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ نُسْخَة أبي مسْهر والعماد أبي بكر بن إِبْرَهِيمُ بن الْعِزّ وَأبي حَفْص البالسي وَعبد الهل بن خَلِيل الحرستاني

وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ أَبوهُ قيمًا بِالْمَسْجِدِ الْعَتِيق بالصالحية. مَاتَ. 302 - مُحَمَّد ين يُوسُف بن سُلَيْمَان بن عبد الله الشَّمْس الْمصْرِيّ الْبَزَّاز الكتبي وَيعرف بالأمشاطي. / ولد سنة خمسين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي قبلهَا وَسمع على الْعِزّ بن جمَاعَة جُزْء ابْن الطلاية وعَلى الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن التكريتي جُزْء بيبي وعَلى الْجمال عبد الله الْبَاجِيّ فِي آخَرين كالمجد إِسْمَعِيل الْحَنَفِيّ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى والموفق الأبي والزين رضوَان وتكسب فِي حَانُوت بِبيع الْكتب دهرا وَعرف بالخبرة التَّامَّة فِيهَا مَعَ مُلَازمَة التِّلَاوَة وَالصِّيَام وَالْعِبَادَة وَحسن السِّيرَة. وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أجَاز فِي استدعاء ابْني وَذكر لي مَا يدل على أَنه ولد سنة الطَّاعُون الْعَام. وَمَات سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَكَانَت لَهُ معرفَة بالكتب وَهُوَ آخر من بَقِي بالكتبيين مِمَّن عاصر القدماء وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده رَحمَه الله. مُحَمَّد بن يُوسُف بن صَلَاح الحلاوي. / مضى فِيمَن جده أَبُو بكر بن صَلَاح. 303 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن خضر بدر بن الْجمال الْكرْدِي الكوراني القاهري الشَّافِعِي وَالِد ستيتة وَفَاطِمَة وشيختنا أم الْحسن الْمَذْكُورَات وَيعرف بِابْن العجمي. / تسلك بِأَبِيهِ وَكَانَ فَاضلا. مَاتَ بعد الثَّمَانمِائَة بِيَسِير. أَفَادَهُ لي ابْن أَخِيه عَليّ. 304 - مُحَمَّد تَاج الدّين أَخُو الَّذِي قبله ووالد مُحَمَّد وَعلي الماضيين. / مِمَّن تسلك بِأَبِيهِ وتصدر بعده للإرشاد فَانْتَفع بِهِ المريدون وَكَانَ فَاضلا وجيها روى لنا عَنهُ جمَاعَة وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وبيض لَهُ. مَاتَ سنة أَربع عشرَة عَن سبعين سنة وَدفن بالقرافة فِي زَاوِيَة أَبِيه. أفادنيه وَلَده عَليّ أَيْضا. مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله الأمشاطي الكتبي. / مضى قَرِيبا فِيمَن جده) سُلَيْمَان أسْقطه المقريزي. 305 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن التقي الْقرشِي الدِّمَشْقِي. / ولد سنة نَيف وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وتعانى المباشرات إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ نوروز فِي الوزارة بِدِمَشْق ثمَّ فِي كِتَابَة سرها، وَولي قَضَاء طرابلس فِي سنة سِتّ عشرَة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وباشر التوقيع. وَاسْتمرّ يَنُوب فِي كِتَابَة السِّرّ حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَكَانَ فَاضلا فِي فنه سَاكِنا كثير التِّلَاوَة منجما عَن النَّاس. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. 306 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْكَرِيم الْكَمَال بن الْجمال القاهري سبط الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وأخو أَحْمد ووالد الْبَدْر مُحَمَّد الماضيين والآتي أَبوهُ وَيعرف بِابْن كَاتب جكم. / ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَعرض على مَشَايِخ

الْوَقْت بل على السُّلْطَان وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الْجلَال الْبكْرِيّ ولازمه بل وعَلى الْمَنَاوِيّ فِي آخَرين وَاسْتقر فِي نظر الجوالي بعد الْعَلَاء الصَّابُونِي فِي سنة سبعين وفيهَا حج حِين كَانَ صهره خير بك أَمِير الْمحمل وَكَانَ مَعَه الولوي الأسيوطي فَكَانَ يُكَرر عَلَيْهِ فِي ماضيه والنور البرقي واستصحب مَعَه الابتهاج بأذكار الْمُسَافِر الْحَاج من تأليفي فَكَانَ يراجعني فِي بعض أَلْفَاظه ومعانيه وَرجع فاستمر فِي وَظِيفَة أَبِيه نظر الْجَيْش فِي سَابِع صفر الَّتِي تَلِيهَا بعد صرف التَّاج بن المقسي وَاسْتقر أَخُوهُ عوضه فِي نظر الجوالي وتشاهم وتضاخم وتزايدت وجاهته وَكثر التَّرَدُّد إِلَيْهِ وَالْتمس مني الْمَجِيء لَهُ للْقِرَاءَة عَليّ فاعتذرت بعادتي فِي ترك التَّرَدُّد لأحد بِسَبَب ذَلِك وَكَذَا بَلغنِي عَن ابْن أبي شرِيف وسلك الْفَخر الديمي مسلكه حَيْثُ تردد لقِرَاءَة من يقرا عَلَيْهِ بِحَضْرَتِهِ، وَكثر تعلله بالقولنج وَنَحْوه ومقاساته من الْملك مَا الله بِهِ عليم مرّة بعد أُخْرَى بِحَيْثُ وَضعه ليضربه إِلَى أَن اسْتَأْذن فِي الْحَج سنة تسع وَثَمَانِينَ وسافر فحج وَتَأَخر هُنَاكَ السّنة الَّتِي تَلِيهَا وَتوجه فِي سَابِع جُمَادَى الأولى إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فوصلها فِي ثامن عشرَة وَقَرَأَ هُنَاكَ بالروضة النَّبَوِيَّة على الشَّيْخ مُحَمَّد المراغي الشفا وباشر الْخدمَة مَعَ الخدام وَتصدق بِمَا قيل أَنه خَمْسمِائَة دِينَار مِمَّا لم يثبت وَكَانَ على خير وَعَاد فوصل مَكَّة فِي شعْبَان فَلم يلبث أَن مَاتَ بعد انْقِطَاعه ثَمَانِيَة أَيَّام فِي عصر يَوْم الْخَمِيس ثامن عشريه وَبَادرُوا لإخراجه ليدرك لَيْلَة الْجُمُعَة فِي قَبره فَصلي عَلَيْهِ بعد الْعَصْر بساعة بعد النداء عَلَيْهِ فَوق قبْلَة زَمْزَم وشيعه خلق ثمَّ دفن بفسقية كَانَ مَمْلُوك أَبِيه سنقر الجمالي أعدهَا) لنَفسِهِ قَدِيما من المعلاة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 307 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن علم بن نجيب الدّين الفارسكوري الحريري الشَّافِعِي / إِمَام الْجَامِع الْعَتِيق بِبَلَدِهِ والموقت بِهِ بل وخطيبه أَخُو إِبْرَهِيمُ الْمَاضِي وَذَاكَ أكبرهما وَيعرف بِابْن الْفَقِيه يُوسُف. ولد قبل القرين بِيَسِير وَقَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه وخطب وَأم وَحج ولقيته بِبَلَدِهِ فَكتبت عَنهُ قَوْله: (وَمَا أسفي إِلَّا لِأَنِّي واعظ ... وَمَا اتعظت نَفسِي وضيعت أوقاتي) (تظن بِي الْأَصْحَاب خيرا وَلم يرَوا ... وَلم يعلمُوا حَالي وقبح خطيئاتي) (وَمَا أحد مثلي بِهِ الذَّنب وَالْخَطَأ ... وتجميع وزر ثمَّ تَكْثِير زلات) وكتبت عَنهُ من قبلي ابْن فَهد وَغَيره كالبقاعي، وَكَانَ مشاركا فِي الْوَقْت والفرائض والنحو وَغَيرهَا صَالحا خيرا. وَمَات بعد أَن كف تَقْرِيبًا سنة بضع وَسبعين. 308 - مُحَمَّد زين الدّين / شَقِيق الَّذِي قبله وأصغر أَخَوَيْهِ ووالد أبي الطّيب

مُحَمَّد الْمَاضِي. اشْتغل بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا وتميز فِي كثير من القراآت وشارك فِي الْفِقْه والعربية وخطب كأخيه بل ولي أَمَانَة الحكم بِبَلَدِهِ مَعَ امْتِنَاعه من قَضَائِهِ وَكتب بِخَطِّهِ من الربعات والمصاحف جملَة وخطه جيد. وَمَات قبيل أَخِيه الَّذِي قبله بعيد السّبْعين. 309 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن خلف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلْطَان الْبَدْر المكني أَبَا الرضى القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَخُوهُ عَليّ والآتي أَبوهُمَا ويلقب بكتكوت. / ولد فِي الْمحرم سنة سبع أَو ثَمَان وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والجعبرية وَغَايَة المأمول فِي علم الْأُصُول لِابْنِ جمَاعَة والملحة ولامية الْأَفْعَال لِابْنِ ملك والخزرجية، وَعرض فِي سنة تسع عشرَة فَمَا بعْدهَا على الْجلَال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس بن الديري وقارئ الْهِدَايَة وَالْجمال الأقفاصي الْمَالِكِي فِي آخَرين وَسمع من الْأَوَّلين وَحضر دروسهما وَكتب عَن ثَانِيهمَا فِي أَمَالِيهِ وَكَذَا حضر دروس البيجوري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ والشرف السُّبْكِيّ فِي الْفِقْه واشتغل فِي الْفَرَائِض على ابْن المجدي وَفِي النَّحْو على الحناوي وَالشَّمْس بن الجندي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَفِي الأدبيات على الْبَدْر البشتكي والتقي بن حجَّة وَسمع الْكثير على ابْن الْجَزرِي من مروياته ومؤلفاته وتظمه وَكَذَا سمع بل وَقَرَأَ على الوَاسِطِيّ والزينين القمني وَالزَّرْكَشِيّ وَشَيخنَا وَأكْثر عَنهُ والشهاب بن المحمرة) والفوى وَالشَّمْس الشَّامي والكلوتاتي وَغَيرهم بِالْقَاهِرَةِ والكمال بن خير بإسكندرية والبرهان الباعوني بِالشَّام وَبحث هُنَاكَ فِي الْفِقْه أَيْضا على التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَالْجمال بن جمَاعَة بالقدس، وَدخل أَيْضا دمياط وَغَيرهَا وَثبتت عَدَالَته قَدِيما على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بِشَهَادَة وَالِد الشّرف الْمَنَاوِيّ وَالْجمال عبد الله النابتي وَلَكِن لم يكْتب إسجاله إِلَّا بعد وَفَاته فِي الْأَيَّام العلمية، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة أَربع وَعشْرين وَكتب التوقيع بِالْقَاهِرَةِ ودمشق وَأول مَا ولي توقيع الْإِنْشَاء سنة سِتّ وَعشْرين وتوقيع الدست بعد وَفَاة الْبَدْر بن الْبُرْجِي بل كَانَ مِمَّن عين فِي صوفية المؤيدية فَلَمَّا شخص للْوَاقِف رَآهُ أَمْرَد فَامْتنعَ من تَقْرِيره ثمَّ عين فِي صوفية الأرفية وَاسْتقر فِي إِمَامَة الْقصر وَقِرَاءَة الحَدِيث بالمحمودية والعشقتمرية والإعادة للمحدثين بالظاهرية الْقَدِيمَة وَفِي درس الشَّافِعِي وَالشَّهَادَة بالعمائر السُّلْطَانِيَّة وباشر توقيع الحكم والعقود عَن شَيخنَا بل أذن لَهُ فِي سَماع الدَّعْوَى بِالْوَجْهِ البحري كدمياط وإسكندرية فِيمَا ذكر وَعَن الْعلم البُلْقِينِيّ فِي دهشور وبرنشت من عمل الجيزية ثمَّ فِي الجيزة ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ ومصر فباشره بعدة مراكز أَحدهَا باللوق وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده وَلم يحصل من ذَلِك على طائل مَعَ تموله وَمَا

فِي حوزته من عقار وَكتب وجهات وضيق مصرفه. وَكَانَ بديع التنكيت كثير الاستحضار لما أدْركهُ من الوقائع والحوادث متقنا لذَلِك عَارِفًا لما بِالْأَيْدِي من الْوَظَائِف لَا يشذ عَنهُ من ذَلِك إِلَّا النَّادِر حسن المحاضرة قاسى النَّاس مِنْهُ شدَّة تمقته بِسَبَبِهَا كَثِيرُونَ وَلكنه حسن حَاله بِأخرَة وَصَارَ منخفض الجماح غَالِبا وتزايدت السخرية من مهملي الشبَّان بِهِ وامتحن بِضَرْب الْأَمِير أزبك وسجنه بِسَبَب غير مُسْتَحقّ لذَلِك وَعَسَى أَن يكفر عَنهُ بِهَذَا كُله. وَقد وَصفه شَيخنَا بالشيخ الْمُحدث المشتغل الْفَاضِل وَمرَّة بالفاضل الْمُحدث الْمجِيد الأوحد وَمرَّة بالموقع حَسْبَمَا قَرَأت ذَلِك بِخَطِّهِ وَكتب الْمُحب الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ بِسَبَبِهِ حِين تنَازع مَعَ الْعِزّ الفيومي فِي صرة بِسَمَاع الحَدِيث بالقلعة إِلَى جَوْهَر الخازنداري رِسَالَة يحضه فِيهَا على تَعْيِينهَا للبدر فَكَانَ فِيهَا كَمَا قرأته بِخَطِّهِ أَيْضا أَن حاملها الشَّيْخ بدر الدّين لَهُ إِلْمَام بِعلم الحَدِيث النَّبَوِيّ وَقَرَأَ من كتبه كثيرا وَهُوَ أهل لسَمَاع البُخَارِيّ وَأولى من غَيره، وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ قريب من هَذَا القَاضِي سعد الدّين بن الديري وَاعْتَمدهُ التقي المقريزي فِي تَارِيخه وقرضت لَهُ أَرْبَعِينَ حَدِيثا أعنته فِي تخريجها وَكثر تردده إِلَيّ بِسَبَبِهَا ثمَّ مَا برح ملازما لي حَتَّى علقت من فَوَائده ونظم بعض شُيُوخه وَغير ذَلِك، بل وَمن نظمه مَا أسلفته فِي خير الدّين الريشي وتبعني) فِي تقريضها غير وَاحِد وَحدث بعد ذَلِك بِكَثِير من مروياته قَرَأَ عَلَيْهِ غير وَاحِد مِمَّن لم يعرف بِالطَّلَبِ وَكَانَ يمسك مَعَه نُسْخَة بالمقروءة وَمهما أشكل عَلَيْهِ يراجعني فِيهِ بعد وَأما البقاعي فَإِنَّهُ تَرْجمهُ لكَونه ساعده فِي جَامع الفكاهين بقوله القَاضِي أَبُو الرِّضَا أحد نواب الحكم والموقعين ثمَّ قَالَ فِي وَقت آخر الْفَاضِل الْمَشْهُور بكتكوت وَرُبمَا عرف بالعاق بتَشْديد الْقَاف لِأَنَّهُ كَانَ يعق أَبَوَيْهِ فَكَانَ أَبوهُ شَدِيد الْغَضَب عَلَيْهِ وَكَذَا بَلغنِي عَن أمه وَلَيْسَ ذَلِك بِبَعِيد لِأَنَّهُ مطبوع على الثقالة وكثافة الطَّبْع وَسُوء المزاج وَله وقائع مَشْهُورَة تنبئ عَن قلَّة اكتراث بِالدّينِ قَالَ وَطلب الحَدِيث فَقَرَأَ وَسمع فَأكْثر عَن مَشَايِخنَا وَغَيرهم وَلم يزل ينظم وينثر حَتَّى صَار يَقع على النُّكْتَة المقبولة وينظمها مطبوعة فِي الْحِين بعد الْحِين ثمَّ روى الْكثير من نظمه وَمن ذَلِك مَا كتب بِهِ للكمال بن الْبَارِزِيّ بِدِمَشْق: (أمولائي كَمَال الدّين يَا من ... بِلَا بدع رقى رتب الْمَعَالِي) (وحقك من فراقك زَاد نقصي ... لِأَنِّي قد حجبت عَن الكمالي) قلت وَكَذَا تشاحن مَعَ أَخِيه بِحَيْثُ هجاه بِمَا هُوَ عِنْدِي فِي مَوضِع آخر بل سَمِعت أَنه جمع شَيْئا فِيهِ ذكر النَّاس وَلَقَد قَالَ لي الخواجا ابْن قاوان مَا رَأَيْت

سلم من لِسَانه غَيْركُمْ فأضفت هَذَا لما أعتقده من جلالتكم أَو نَحْو هَذَا. وَبِالْجُمْلَةِ فَمَا كَانَ فِي مَجْمُوعه من يزاحمه، ورام غير مرّة التَّوَجُّه على قَضَاء الْمحمل. فَمَا تيَسّر ثمَّ تحرّك للتوجه فِي موسم سنة سبع وَثَمَانِينَ بعد أَن أوصى بِمَا فِيهِ خير وبر وَمن ذَلِك وقف منزل سكنه المطل على بركَة الْفِيل وَغير ذَلِك وَجعل النّظر فِيهِ للبدر السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ وَأخذ مَعَه هَدَايَا برسم ابْن قاوان على نِيَّة الْمُجَاورَة فأدركه أَجله وَهُوَ مُتَوَجّه فِي ذِي الْقعدَة مِنْهَا وَبيع الْكثير مِمَّا كَانَ مَعَه فِي الطَّرِيق من سكر وَزَاد وَنَحْو ذَلِك رَحمَه الله وسامحه وإيانا. مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ أَبُو الطّيب القنبشي الْمَكِّيّ التَّاجِر /. فِي الكنى. 310 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عمر بن يُوسُف الْحلَبِي النجار / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني. مُحَمَّد بن يُوسُف بن عمر الشَّمْس الْبُحَيْرِي ثمَّ الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي وَيعرف بالخراشي. / قدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن وجوده واشتغل على الزينين عبَادَة وطاهر وسافر مَعَه إِلَى مَكَّة وجاور مَعَه وَمَعَ غَيره وَكَذَا سمع على شَيخنَا وَغَيره وَمِمَّا سَمعه الْخَتْم فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا وخطب بمدرسة ابْن الجيعان نِيَابَة وَكَانَ خيرا سليم) الْفطْرَة مديما للحضور عِنْدِي فِي الْإِمْلَاء وَغَيره، وَرُبمَا حضر عِنْد بعض متأخري الْمَالِكِيَّة. مَاتَ فِي أَوَائِل شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمَا أَظُنهُ قصر عَن السّبْعين رَحمَه الله وإيانا. 312 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي الْقسم بن أَحْمد بن عبد الصَّمد الْجمال الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الحنيفي / بِفَتْح أَوله وَكسر ثَانِيه. حفظ الْأَرْبَعين النووية والعمدة فِي أصُول الدّين لحافظ الدّين النَّسَفِيّ والمنار فِي أصُول الْفِقْه والكنز فِي الْفِقْه وألفية شعْبَان الآثاري فِي النَّحْو الْمُسَمَّاة كِفَايَة الْغُلَام فِي إِعْرَاب الْكَلَام وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم شعْبَان فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة والمنار فَقَط على الزين المراغي وَأَجَازَهُ واشتغل وَقرر فِي طلبة درس يلبغا بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَسمع على الْجمال بن ظهيرة فِي سنة أَربع عشرَة مُسْند عَائِشَة للمروزي وَأَشْيَاء وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى نَخْلَة وأعمالها وَلَعَلَّه كَانَ إِمَامًا بِبَعْض محالها. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. 313 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن قَاسم بن فَهد الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن كحليها. / مَاتَ بهَا فِي صفر سنة سبع وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. 314 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي الْقسم بن يُوسُف الغرناطي الْمواق. / مَاتَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. 315 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن بحتر بِضَم الْمُوَحدَة والفوقانية بَينهمَا مُهْملَة الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ. / سمع فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة على

عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد الله الْمَقْدِسِي وعَلى أَحْمد بن مُحَمَّد المرداوي وَعمر بن مُحَمَّد البالسي والمحب بن منيع من مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ إِلَى آخر المعجم الصَّغِير للطبراني، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ نزيل مَسْجِد الشركسية بالصالحية. مَاتَ. 320 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن معالي الشَّمْس أَبُو الْفضل بن الْجمال الْقرشِي المَخْزُومِي الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد وأخو الشهَاب أَحْمد أبي مُحَمَّد الْمَذْكُورين ونزيل الْحَرَمَيْنِ وَيعرف بِابْن الزعيفريني. / سمع على شَيخنَا وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَمِمَّا سَمعه مِنْهُ السِّيرَة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام بِقِرَاءَة ابْن حسان بل قَرَأَ على الْعِزّ بن الْفُرَات. وَذكر لي وَلَده أَن مَجْمُوع إِقَامَته بِالْمَدِينَةِ أَرْبعا وَعشْرين سنة لم يتخللها إِلَّا الْيَسِير فِي الْحَج وَبَعض مجاورة بِمَكَّة وَكَانَ فَاضلا خيرا متعبدا كثير المحاسن أَخذ عَنهُ غير وَاحِد وَصَحبه يحيى بن أَحْمد الزندوي وَحكى لنا عَنهُ مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته وَكتب عَنهُ حُسَيْن الفتحي شَيْئا من نظم أَخِيه أَحْمد. مَاتَ فِي يَوْم) الْأَرْبَعَاء ثامن عشرى ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَمن أرخه سنة سبع وَخمسين فقد غلط رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف السُّيُوطِيّ. / فِي ابْن أبي الْحجَّاج. 317 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد المقسي وَيعرف بزغلول. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 318 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن دَاوُد الشَّمْس ابْن شيخ الشيخونية الْعِزّ أبي المحاسن بن الْجمال الطهراني. بِالْمُهْمَلَةِ نِسْبَة لقرية من قرى الرّيّ الرَّازِيّ الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ القَاضِي وَيعرف بالرازي. / ولد فِي وَقت الزَّوَال يَوْم السبت ثَانِي عشر ربيع الأول سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واستغل وَسمع على ابْن حَاتِم وَالْجمال عبدا لرحمن بن خير وَغَيرهمَا وتصدر بالزمامية الْمُجَاورَة لسويقة الصاحب وناب فِي الْقَضَاء قَدِيما وَكَانَ ينْسب إِلَى مزِيد تساهل سِيمَا فِي الاستبدالات وصاهره الشّرف عِيسَى الطنوني على ابْنَته وَحدث بالبخاري وَغَيره سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. وَمَات وَقد عمر فِي أحد الربيعين سنة سبعين عَفا الله عَنهُ وإيانا. 319 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُوسَى بن يُوسُف الشَّمْس أَبُو الْفضل المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الشّرف مُوسَى الْآتِي وَيعرف بزين الصَّالِحين. / ولد سنة خمس وَثَمَانمِائَة بمنوف وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وعقيدة الْغَزالِيّ والمنهاجين الفرعي والأصلي والملحة وألفية ابْن ملك عِنْد أَبِيه وَقدم الْقَاهِرَة فَعرض على جمَاعَة وقطنها مديما للاشتغال فِي الْفِقْه واصله والعربية وَغَيرهَا فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْفِقْه الشّرف السُّبْكِيّ وَبِه انْتفع وَالْجمال الأمشاطي والونائي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والشهاب الْمحلي خطيب جَامع ابْن ميالة وَعنهُ أَخذ فِي ابْتِدَائه الْعَرَبيَّة وَأخذ فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا من الْفُنُون

عَن ابْن المجدي وَفِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف والمنطق وَغَيرهَا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَفِي الْعَرَبيَّة فَقَط عَنَّا لحناوي وَسمع من شَيخنَا فِي الأمالي وَغَيرهَا وَكَذَا سمع الزين الزَّرْكَشِيّ وَغَيره وَلَا زَالَ يدأب حَتَّى أذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء وتصدى للإقراء فِي حَيَاة بعض شُيُوخه بِجَامِع الْأَزْهَر وبالناصرية وَغَيرهمَا كالمسجد الْكَائِن بِخَط الجوانية وبالمدرسة الكائنة بقنطرة طقزدمر جوَار سكنه، وَقسم الْكتب وَولي مشيخة التصوف بالبيبرسية بعد شَيْخه السُّبْكِيّ وَلم يَنْفَكّ عَن الِاشْتِغَال حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَخمسين وَكَانَ فَقِيها فَاضلا خيرا سَاكِنا قانعا متوددا رَحمَه الله وإيانا.) (سقط) اشْتغل قَلِيلا وَسمع من شَيخنَا وَغَيره وتكسب وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ مُخْتَصًّا بِالْعَلَاءِ القلقشندي لسكناه بِمحل إِمَامَته خيرا سَاكِنا. مَاتَ قبل السِّتين وَأَظنهُ زاحم السّبْعين رَحمَه الله. 325 - مُحَمَّد بن يُوسُف الحمامي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة سِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. 326 - مُحَمَّد بن يُوسُف السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بالمسلاتي / فَقِيه أهل الثغر. درس وَأفْتى، وَكَانَ عَارِفًا بالفقه مشاركا فِي غَيره انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْعلم مَعَ الدّين وَالصَّلَاح. مَاتَ سنة خمس. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه ولقيه يحيى العجيسي بالثغر فَسمع عَلَيْهِ فِي البُخَارِيّ وَهُوَ الْقَائِل أَنه يعرف بالمسلاتي رَحمَه الله. مُحَمَّد بن يُوسُف الصَّالِحِي الْمُؤَذّن. / مضى فِيمَن جده إِبْرَهِيمُ بن عبد الحميد.

مُحَمَّد بن يُوسُف العجمي. / فِيمَن جده عبد الله بن عمر بن عَليّ بن خضر. مُحَمَّد بن الْجمال يُوسُف الكيلاني نزيل الْقَاهِرَة وحالق لحيته بِحَيْثُ يُقَال لَهُ قر ندل. قيل أَنه كَانَ من أكَابِر الْعلمَاء مَعَ ميله للتصوف وموافقته لأهل السّنة وَالْجَمَاعَة وَقد اسْتَقر بِهِ الْملك فِي مشيخة الْقبَّة الَّتِي بالصحراء بعد تمنع وتورع، وَمن شُيُوخه الظهير التزمنتي وَكَانَ) شافعيا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَتِسْعين عَن نَحْو الثَّمَانِينَ رَحمَه الله. مُحَمَّد بن يُوسُف الْمُطَرز. / فِيمَن جده يُوسُف بن مُحَمَّد. 328 - مُحَمَّد بن يُوسُف الْجمال الْمَقْدِسِي / قَاضِي مقدشوه. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. 329 - مُحَمَّد بن يُوسُف الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي أحد الْفُضَلَاء الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الحلاج / بحاء مُهْملَة ثمَّ لَام ثَقيلَة بعْدهَا جِيم. ولد قبيل الْقرن بِيَسِير وَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَشهد لَهُ شَيخنَا فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ من أنبائه أَنه زكى عَارِف بالطب وَغَيره وعَلى ذهنه فَوَائِد كَثِيرَة وَعِنْده استعداد قَالَ وَكَانَ يزْعم أَنه يعرف مائَة وَعشْرين علما انْتهى. وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وانتفعوا بِهِ وَكَانَ من أَخذ عَنهُ الخواجا الشهَاب أَحْمد قاوان. مَاتَ فِي. مُحَمَّد بن يُوسُف. / فِي ابْن إِبْرَهِيمُ بن يُوسُف. 330 - مُحَمَّد بن يُونُس بن حُسَيْن الْمُحب بن الشّرف ذِي النُّون الواحي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ. كَانَ متكسبا بِالشَّهَادَةِ مديما للسماع عِنْد شَيخنَا فِي رَمَضَان ولكتابة الْإِمْلَاء مَعَ إِحْضَار عدَّة محابر وَأَقْلَام وورق يحسن بهَا لمن لَعَلَّه يحْتَاج لَهَا محتسبا بذلك. مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله. 331 - مُحَمَّد بن يُونُس بن مُحَمَّد بن عمر الْمُحب بن الشّرف بن الحسام بن الرُّكْن البكتمري الْحَنَفِيّ حفيد أم هَانِئ الهورينية وَابْن أخي السَّيْف الشهير ووالد أَحْمد وَعبد الرَّحْمَن وَيحيى الْآتِي جدهم وَيعرف بِابْن الحوندار. / ولد فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن ثَلَاث سِنِين فَنَشَأَ فِي كنف عَمه الْمَذْكُور وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره ولازم دروس عَمه وتدرب بِهِ، وَأَجَازَ لَهُ مَعَ أَبِيه فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ باستدعاء ابْن فَهد خلق وَزَوْجَة عَمه ابْنة الزين قَاسم الْحَنَفِيّ فاستولدها من ذكر. وَهُوَ خير متعبد سَاكن مشارك فِي الْجُمْلَة تنزل فِي الصرغتمشية والشيخونية وَغَيرهمَا من الْجِهَات وَأكْثر من الْحُضُور عِنْدِي فِي الأولى بل سمع الْكثير بِقِرَاءَتِي على جدته وَابْن الملقن والحجازي وَخلق كُنَّا نستحضرهم مَعهَا وَنعم الرجل. 332 - مُحَمَّد الشَّمْس بن يُونُس. / مِمَّن ولي الْقَضَاء بالقدس وَغَيره، وَحج فِي سنة سبع وَتِسْعين وَتوجه بعد الْحَج رَاجعا فَأَدْرَكته الْمنية فَرَجَعُوا بِهِ إِلَى المعلاة فَدفن بهَا.

333 - مُحَمَّد بن يُونُس نَاصِر الدّين الشاذلي سبط ابْن الميلق. / أحد المباشرين بِبَاب الشَّافِعِي) وَكَانَ خصيصا بِابْن شَيخنَا ويلقب بالوزة. كَانَ أَبوهُ فَقِيرا فصاهر هُوَ الشَّمْس بن خَلِيل الْمُقْرِئ شَاهد وقف الأشرفية برسباي فَلَمَّا مَاتَ اسْتَقر فِي أَكثر جهاته وَصَارَ يلبس الفرجية الهائلة وَنَحْو ذَلِك ويحضر سعيد السُّعَدَاء مَعَ كَون أَبِيه وأقربائه بهيئة الْفُقَرَاء وكانه لذَلِك لقب بِمَا تقدم، ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا وباشر فِي الْأَوْقَاف الْحكمِيَّة وَغَيرهَا. مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَخمسين. 334 - مُحَمَّد بن يُونُس الدوادار. / مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ. 335 - مُحَمَّد بن القَاضِي أَمِين الدّين بن الْأَمِير سليم بن مُحَمَّد زَائِد الحصاري السَّمرقَنْدِي الشَّافِعِي. / سمع مني وَعلي بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة أَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا وكتبت هَل إجَازَة. 336 - مُحَمَّد جلال الدّين بن بدر الدّين بن إِبْرَهِيمُ الْمصْرِيّ الْوَكِيل أَبوهُ وَيعرف بِابْن نقيشة / بنُون وقاف ومعجمة مصغر مِمَّن سمع مني مَعَ فقيهه بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ثمَّ اشْتغل بالتكسب هُنَاكَ. 337 - مُحَمَّد الشَّمْس بن سعد الدّين / الخازن لكتب الشيخونية وَالْمَعْرُوف أَبوهُ بالخادم لكَونه خَادِمهَا. جود الْكِتَابَة على ابْن الصَّائِغ ظنا وتصدى لتعليمها بالأزهر وَغَيره وَكَانَ خيرا سَاكِنا يقرئ أَيْضا النَّحْو وَغَيره وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي ابْتِدَائه الشَّمْس البلبيسي الفرضي. وَمَات فِي سنة بضع وَسِتِّينَ وَأَظنهُ كَانَ حنبليا. مُحَمَّد الشَّمْس بن الشّرف الششتري الْمدنِي الْمُقْرِئ. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عبد الْغَنِيّ. مُحَمَّد بن بهاء الدّين بن الْبُرْجِي. مضى فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد. مُحَمَّد بن تَقِيّ الدّين الجهيني. / فِي ابْن أبي بكر بن أَحْمد. 338 - مُحَمَّد بن جمال الدّين بن درويش الأردبيلي نزيل حلب وأخو أحد فضلائها الْكَمَال مُحَمَّد الشَّافِعِي قدم الْقَاهِرَة صُحْبَة عبد الْقَادِر بن الْأَبَّار فَسمع عَليّ ومني أَشْيَاء وَرجع فِي رَجَب سنة تسع وَثَمَانِينَ. مُحَمَّد بن شرف الدّين الششتري. / أُشير إِلَيْهِ قَرِيبا. مُحَمَّد بن مجد الدّين المكراني الْمَكِّيّ. / فِي ابْن إِسْمَعِيل بن إِبْرَهِيمُ وَفِي ابْن عبد الْقَادِر بن إِبْرَهِيمُ. مُحَمَّد بن مظفر الدّين. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد.) مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين الجندي. هُوَ ابْن مُحَمَّد بن بخشيش. / 339 - مُحَمَّد بن نور الدّين الجيزي الأَصْل نزيل النحرارية. / صحب مُحَمَّد الْعَطَّار خَاتِمَة أَصْحَاب يُوسُف العجمي وزوجه بابنته ورزق مِنْهَا أَوْلَادًا وَأقَام بعده بزاويته فِي النحرارية

فَانْتَفع بِهِ المريدون إِلَى ان مَاتَ بهَا قبيل الْخمسين وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ مُحَمَّد الزيات المتوفي بِمَكَّة. 340 - مُحَمَّد بن الشَّيْخ فلَان الدّين الحلوائي. / مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشرى صفر سنة تسع عشرَة مطعونا وَكَانَ كثير المجازفة فِي القَوْل سامحه الله. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. 341 - مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن آملال وَمَعْنَاهُ بِلِسَان البربر الْأَبْيَض أَبُو عبد الله المغربي. / كَانَ مفتي الْمغرب فِي وقته وَلم تطل مدَّته فِيهَا أَقَامَ سنة ثمَّ مَاتَ بالطاعون الَّذِي كَانَ هُنَاكَ سنة سِتّ وَخمسين. 432 - مُحَمَّد الْبَدْر بن بطيخ وَالِد أَحْمد الْمَاضِي. / لَهُ ذكر فِي أَخِيه عَليّ. 343 - مُحَمَّد الْبَدْر بن الجباس. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وَكَانَ يخالط الولوي الأسيوطي والعضدي شيخ الظَّاهِرِيَّة وَغَيرهمَا ويتجر رَحمَه الله. 344 - ممد الْبَدْر بن أبي الهول أَخُو عبد الْقَادِر الْمَاضِي. / مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَتِسْعين عَن اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَكَانَ يُبَاشر فِي ديوَان الْأَشْرَاف وَغَيره. مُحَمَّد الْبَدْر بن العصياتي الْحِمصِي. / مضى فِي ابْن إِبْرَهِيمُ بن أَيُّوب. 345 - مُحَمَّد الْبَدْر بن الْمصْرِيّ وَابْن الخريزاتي. / أحد من استنابه الصّلاح المكيني وَالشَّاهِد تجاه الصالحية. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة. 346 - مُحَمَّد الْبَدْر الْجَوْجَرِيّ نزيل التربة. / اتّفق هُوَ وَعبد الْقَادِر بن الرماح الْمَاضِي فِي التلبيس على الْملك فأشرك مَعَه فِي الضَّرْب وإيداع المقشرة حَتَّى مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين وَكَانَ يكْتب قَدِيما فِي توقيع الدرج وَله شَهَادَة فِي العمائر بأوقاف البيمارستان وَغير ذَلِك ثمَّ انْقَطع بزاوية اليسع الْمُجَاورَة لجامع مَحْمُود سفل الْجَبَل المقطم. 347 - مُحَمَّد الْبَدْر الْجَوْهَرِي الْمُقْرِئ فِي الأجواق كأبيه وَيعرف بِابْن عَرَفَات. / مَاتَ فِي ثَانِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 384 - مُحَمَّد الْبَدْر بن الكعكي. / مَاتَ فَجْأَة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَانِينَ وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا وَكَانَ قد قرر فِي مشيختها الْمُحب بن جناق الْحَنْبَلِيّ لاختصاصه بِهِ وَلم يلبث أَن مَاتَ) الْمُحب وتضعضع حَال الْوَاقِف سِيمَا بعد موت أمه الْمُغنيَة وَهُوَ مِمَّن بَاشر بندر جدة وقتا ثمَّ انْفَصل وخدم بِغَيْر إخْبَاره فِي ديوَان بيبرس خَال الْعَزِيز ثمَّ ترك ذَلِك وَلزِمَ بَيته بطالا مَعَ حشمة وإنسانية فِي الْجُمْلَة وَله مَكَان ظريف نزه بنواحي قنطرة الموسكي عَفا الله عَنهُ. 349 - مُحَمَّد الْبَدْر السنيتي. / كَانَ يذكر بمشاركة، وَمَات تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَثَمَانِينَ.

مُحَمَّد الْبَدْر النويري الْحَنَفِيّ. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَهِيمُ. مُحَمَّد الْبَهَاء بن الْبُرْجِي الْمُحْتَسب. / فِي ابْن حسن بن عبد الله بل ابْن مُحَمَّد. مُحَمَّد الْبَهَاء الْمحلي الفرضي ابْن الْوَاعِظ. / فِي مُحَمَّد بن أَحْمد. 350 - مُحَمَّد ملا جلال الدّين الدواني قَرْيَة بكازرون الشَّافِعِي / قَاضِي شيراز ومفتيها والفرد بِتِلْكَ النواحي، أَخذ عَنهُ فِي الْمنطق الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل بن حسن الصفوي وَهُوَ الْمُفِيد مَا أثْبته وَأَنه فِي سنة أَربع وَتِسْعين بِقَيْد الْحَيَاة. 351 - مُحَمَّد الشَّمْس بن الأدمِيّ الْجَوْهَرِي. / لَهُ نتائج الْفتُوح الْمُتَعَلّقَة بِالروحِ وَكَانَ مِمَّن يقرئ بعض كتب ابْن عَرَبِيّ مَعَ جمعه كراسة فِي الْخط على ابْن الفارض وَكَأَنَّهُ وَالله أعلم كَانَ محلولا فقد ذكر لَهُ شَيخنَا فِي أول سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ من أنبائه حَادِثَة شنيعة وَوَصفه بِأَنَّهُ كَانَ من طلبة الْعلم اشْتغل كثيرا وتنزل فِي بعض الْمدَارِس ثمَّ ترك وأفادني غَيره أَنه مَاتَ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ قَالَ وَكَانَ فَاضلا مفوها بِحَيْثُ كَانَ الْجلَال البُلْقِينِيّ مِمَّن يجله ويعظمه. وَمن شُيُوخه قنبر العجمي وَصَحب نصر الله الرَّوْيَانِيّ وبواسطته تمهر فِي كَلَام ابْن عَرَبِيّ. 352 - مُحَمَّد الشَّمْس بن التنسي القاهري نزيل مَكَّة / وَأحد خدام دَرَجَة الْكَعْبَة. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين بِمَكَّة وَكَانَ من قريب بِالْقَاهِرَةِ عَفا الله عَنهُ. 353 - مُحَمَّد الشَّمْس بن الجندي. / كَانَ رجلا صَالحا يقْرَأ الْقُرْآن ويقرئ بالطباق بل كَانَ يقرئ أَوْلَاد الظَّاهِر وبواسطته خالط سبطه أَبُو الْفَتْح المنصوري الفخري عُثْمَان بن الظَّاهِر بِحَيْثُ اشْتهر بِهِ وَكَذَا بواسطته أقرأه الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الذَّهَبِيّ لكَونه هُوَ الَّذِي رباه لتزوجه أمه وَهُوَ طِفْل. 354 - مُحَمَّد الشَّمْس بن الْحَنْبَلِيّ شَاهد الْقيمَة. / كَانَ من كبار الْحَنَابِلَة وقدمائهم مَعَ الْوَرع وَقلة الْكَلَام وَكَونه على سمت السّلف. مَاتَ فِي رَابِع ربيع الأول سنة أَربع عشرَة وَقد بلغ السّبْعين.) ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 355 - مُحَمَّد الشَّمْس بن خطيب قارا. / كَانَ متمولا ولي قَضَاء صفد وحماة وَغَيرهمَا يتنقل فِي ذَلِك، وَفِي آخر أمره تنجز مرسوما من السُّلْطَان بوظائف الكفيري ونيابة الحكم بِدِمَشْق وقدمها فَوجدَ الْوَظَائِف انقسمت بَين اهل الشَّام فَجمع أَطْرَافه وعزم على السَّعْي فِي قَضَاء دمشق وَركب الْبَحْر ليحضر بِمَا جمعه الْقَاهِرَة فغرق وَذهب مَاله وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. قَالَه شَيخنَا أَيْضا. (سقط) 356 - محم دبن السويفي السمكري. / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد.

357 - مُحَمَّد الشَّمْس السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن شرف، / مِمَّن تميز فِي الْفَرَائِض وقلم الْغُبَار من الْحساب والجبر والمقابلة أَخذهَا بِبَلَدِهِ عَن حنيبات واللحام وبالقاهرة عَن السَّيِّد على تلميذ ابْن المجدي وناب فِي الْقَضَاء عَن الدرشابي وأقرأ الطّلبَة وَكَانَ خيرا غَايَة فِي فنه. مَاتَ تَقْرِيبًا فِي أَوَائِل سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَقد زاحم السّبْعين. 358 - مُحَمَّد الشَّمْس بن الصياد الْمُقْرِئ، / بارع فِي القراآت مِمَّن تصدر للإقراء بِجَامِع ابْن الطباخ وَتلك النواحي فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَسمع قِرَاءَة ابْن طرطور بالجامع الْمشَار إِلَيْهِ فشكرها بعد أَن كَانَ قبل تجويده ذمها حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ وَلم يدر على من قَرَأَ رَحمَه الله. 359 - مُحَمَّد الشَّمْس بن العجمي إِمَام العينية. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع عشرَة. أرخه الْعَيْنِيّ لكَونه إِمَام مدرسته. 360 - مُحَمَّد الشَّمْس الْحَمَوِيّ النَّحْوِيّ وَيعرف بِابْن الْعيار. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: كَانَ فِي أول أمره حائكا ثمَّ تعانى الِاشْتِغَال فمهر فِي الْعَرَبيَّة وَأخذ عَن ابْن جَابر وَغَيره ثمَّ سكن دمشق ورتب لَهُ على الْجَامِع تصدير بعناية الْبَارِزِيّ، وَكَانَ حسن المحاضرة غير مَحْمُود فِي تعَاطِي الشَّهَادَة، زَاد غَيره أَنه أَخذ عَن الشَّمْس الهيتي نزيل حماة وَبِه تخرج وتميز وَله نظم من محاسنه مَا مدح بِهِ الْبُرْهَان بن جمَاعَة: (إِن كَانَ للموى ندى فلأنت يَا ... قَاضِي الْقُضَاة عطاؤك الطوفان) (أَو كَانَ سر للإله بخلقه ... قسما لأَنْت السِّرّ والبرهان) قَالَ فَقَالَ لي يَا شيخ على أَي شَيْء سكنت يَاء القَاضِي قَالَ فَقلت على حد قَول الشَّاعِر:) (وَلَو أَن واش بِالْيَمَامَةِ دَاره ... وداري بأقصى حضر موت اهْتَدَى ليا) قَالَ فَقَالَ لي أَحْسَنت وأجازني جَائِزَة حَسَنَة مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَعشْرين. 361 - مُحَمَّد الشَّمْس بن الغرز القاهري الشَّافِعِي، / اشْتغل يَسِيرا وَجلسَ مَعَ رَفِيقه الشهَاب الشَّامي للشَّهَادَة ثمَّ انْعَزل وتقلل بتهذيب الشهَاب أَحْمد بن مظفر وَصَارَ إِلَى غَايَة جميلَة فِي الزّهْد والانجماع، وَلم يلبث أَن مَاتَ أَظُنهُ قريب السّبْعين عَن بضع وَثَلَاثِينَ رَحمَه الله وَكَانَ أَبوهُ نَقِيبًا. 362 - مُحَمَّد الشَّمْس التَّاجِر وَيعرف بِابْن قمر. / مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ بعد توعك طَوِيل بالفالج وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ فِي أَبنَاء جنسه، حج وجاور غير مرّة وتمول وَرغب فِي التَّقَرُّب من أهل الْخَيْر والتودد لَهُم وَالْإِحْسَان إِلَيْهِم بل هُوَ الَّذِي بنى الصهريج والسبيل والحوض وعلوها بلصق جَامع الغمري تجاه خوهة المغازليين رَحمَه الله. 363 - مُحَمَّد الشَّمْس الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ابْن قمحية، / أحد أَعْيَان فضلاء دمشق وَإِمَام

جَامع التَّوْبَة بهَا مَعَ قِرَاءَة الحَدِيث والتكسب بِالشَّهَادَةِ وَمِمَّنْ يصحب الْكَمَال بن السَّيِّد حَمْزَة والمحب بن قَاضِي عجلون وابتلي بالوسواس قَالَه لي البدري وَكتب عَنهُ فِي مَجْمُوعه قَوْله (سيردي الْجِسْم مني فِي هوى من ... تناءى واسْمه فِي الْقلب كامن) (لقد لعبت بقلبي مقلتاه ... وَمن غلب التصبر لست آمن) وَقَوله: (عبد الْعَزِيز تعز فِي ... روحي الَّتِي هِيَ رابحه) (ويعز بِي هَذَا وَمَا ... شمت لوصلك رائحه) وَقَوله: (حَبِيبِي مَعْرُوف ببهجة حسنه ... وَلَا نكر عبد الْقَادِر الْفَرد ذُو البهجه) (وحاجبه ذُو النُّون إِنْسَان إِنْسَان مقلتي ... غَدا فِيهِ يمشي من دموعي على لجه) 364 - مُحَمَّد الشَّمْس بن قيسون الدِّمَشْقِي / أَخذ القراآت عَن صَدَقَة المسحراني وَابْن الْجَزرِي وبرع فِيهَا وأدب الْأَبْنَاء وانتفع بِهِ فِي ذَلِك بل وَفِي القراآت، وَكَانَ دينا جَهورِي الصَّوْت مشاركا فِي يسير من الْفَضَائِل وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده فِي مكتبه القطب الخيضري، وَهُوَ الْمُفِيد لما أثْبته.) (سقط) مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو البركات السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن ملك. / يَأْتِي فِي الكنى. 368 - مُحَمَّد الشَّمْس بن الْمُحب / أحد قراء الجوق كَانَ تلمذ للشمس الزرازري رَفِيق الطباخ. مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَعشْرين، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه، وَسَيَأْتِي قَرِيبا مُحَمَّد الشَّمْس الْمُقْرِئ ابْن النّحاس وَأَظنهُ هَذَا فيحرر. 369 - مُحَمَّد الشَّمْس بن الْمُرضعَة / صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بِخَط الحجارين بِالْقربِ من دَار الْخلَافَة فِي طَرِيق المشهد النفيسي. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سلخ الْمحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد الصَّلَاة بِجَامِع طولون وَدفن بمدرسته، ومولده بعيد التسعين كَانَ فِي ابْتِدَائه تَاجر الْخَيل وَحصل لَهُ نمو مِنْهَا واتسعت دائرته بِحَيْثُ ابتنى الْمدرسَة الْمشَار إِلَيْهَا وَبَلغنِي أَنه كَانَ خيرا رَحمَه الله.

370 - مُحَمَّد الشَّمْس الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الْمصْرِيّ، / كَانَ من نبهاء الْحَنَابِلَة يحفظ الْمقنع وَهُوَ آخر طلبة الْمُوفق القَاضِي موتا وَلكنه قد ترك وَصَارَ يتكسب فِي حَانُوت بالصاغة. مَاتَ فِي سنة ثَمَان. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 371 - مُحَمَّد الشَّمْس السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن المعلمة. / ولي حسبَة الْقَاهِرَة مُدَّة وَكَانَ مالكيا فَاضلا مشاركا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا أَيْضا. 372 - مُحَمَّد الشَّمْس بن الْمُنِير / الْمُؤَذّن بالديار المصرية. توفّي من أثر عُقُوبَة اللنك سنة ثَلَاث وَكَانَ قد سَافر صُحْبَة النَّاصِر لمحاربته. ذكره الْعَيْنِيّ وَينظر مَعَ الشَّمْس بن الكنتاني) الْمَاضِي قَرِيبا. 373 - مُحَمَّد الشَّمْس بن النجار الدِّمَشْقِي. / كَانَ نجارا بارعا فِي صَنعته مُتَقَدما فِيهَا خُصُوصا فِي الْأَشْيَاء الدقيقة ثمَّ أعرض عَنْهَا وَأَقْبل على القراآت فَأَخذهَا عَن صَدَقَة المسحراني وَابْن الْجَزرِي بل واشتغل فِي فنون وأدب الْأَبْنَاء وَوعظ وَكَانَ خيرا وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده القطب الخيضري وَأفَاد تَرْجَمته وَيُحَرر مَعَ الشَّمْس بن قيسون الْمَاضِي قَرِيبا. 374 - مُحَمَّد الشَّمْس الْمُقْرِئ وَيعرف بِابْن النّحاس / كَانَ صهر الشَّمْس الزرزاري وَقَرَأَ على طَرِيقَته لَكِن لم يكن يدانيه بل كَانَ فِي رفقته من يقْرَأ أطيب صَوتا مِنْهُ نعم هُوَ مقدم عَلَيْهِم بِالسُّكُوتِ وَكَثْرَة المَال. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَعشْرين قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَقد تقدم قَرِيبا الشَّمْس مُحَمَّد بن الْمُحب وَأَظنهُ هُوَ فيحرر. مُحَمَّد الشَّمْس بن النّحاس الدِّمَشْقِي الخواجا. / مضى فِي ابْن أبي بكر بن إِسْمَعِيل. 375 - مُحَمَّد الشَّمْس بن النّحاس الدِّمَشْقِي الذَّهَبِيّ / كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعه قَوْله: (هويت سوقيا لَهُ طلعة ... تفتن حسنا كل مَخْلُوق) (فَلَا تَظنن بهَا فتْنَة ... بل فتن قَامَت على سوق) وَقَوله: (بروحي أَبَا بكر فديت ومهجتي ... مليحا ببدر التم فِي أفقه يزري) (لَهُ طلعة كالبدر والغصن قده ... وناظره من بابل جَاءَ بِالسحرِ) (أَقُول لعذالي أقصروا من ملامكم ... لِأَنِّي سنى أحب أَبَا بكر) مَاتَ سنة تسعين على مَا يحرر. 376 - مُحَمَّد الشَّمْس بن النصار بنُون ثمَّ مُهْملَة ثقيل الْمَقْدِسِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل القطبية. / عمل على الْحَاوِي نكتا فِي مجلدين وَكَانَ تَامّ الْخِبْرَة بِهِ درس الطّلبَة فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْعَبَّادِيّ وأفادنيه وَأَن مِمَّن أَخذ عَنهُ أَيْضا عبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي وخلد المنوفي وَأحمد الْخَواص وَابْن كتيلة وَالشَّمْس بن شعيرات وَآخَرُونَ وَلم يعرف بِمن تفقه هُوَ وَلَا وَقت وَفَاته. مُحَمَّد الشَّمْس بن الهيصم أَخُو التَّاج عبد

الرَّزَّاق وَالْمجد عبد الْغَنِيّ وَالِد إِبْرَهِيمُ، / مضى فِي ابْن إِبْرَهِيمُ. 377 - مُحَمَّد الْمُحب بن الأصيفح الشَّافِعِي، / مِمَّن أَخذ عَن الشَّمْس بن أبي السُّعُود والمحلي) وَمَات قبله بِقَلِيل وَكَانَ فَاضلا. مُحَمَّد الْمُحب بن الجليس الْحَنْبَلِيّ. / فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد. 378 - مُحَمَّد الْمُحب أَبُو الطّيب بن الشَّيْخ الزرزاري القاهري الْفَقِيه الشَّافِعِي / شيخ الْفُقَرَاء بمقام اللَّيْث. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين رَحمَه الله. 379 - مُحَمَّد الْمُحب بن النويري القاهري / أحد المباشرين والموقعين بديوان الْإِنْشَاء، كَانَ ذَا عيانة بالتاريخ بِحَيْثُ أَنه رام جمع تَارِيخ للخلفاء يلْتَزم فِيهِ عشرَة أُمُور لم يلتزمها غَيره وَهِي ذكر المولد والوفاة وَاسم الْأَب وَالأُم وَأَوْلَاده الذُّكُور وَالْإِنَاث وَالْمذهب وَنقش الْخَاتم وَمن كَانَ فِي دولته وَمن مَاتَ فِي أَيَّامه وَشرع فِيهِ فَكتب مِنْهُ إِلَى قريب الثلاثمائة ثمَّ عجز عَن الْوَفَاء بِمَا الْتَزمهُ، مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَخمسين. مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن فَخر الدّين بن النيدي / فِي ابْن عُثْمَان بن عبد الله. 380 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن البيطار الشَّافِعِي / فِيمَا أَظن، كَانَ فِي ابْتِدَاء أمره يتعانى صناعَة البيطرة ثمَّ قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل بالفرائض فمهر فِيهَا ثمَّ أقبل على الْفِقْه ففاق أقرانه وأقرأ فِي الْجَامِع مُدَّة مَعَ كَونه لم يتْرك الاسترزاق فِي حانوته، وَكَانَ صَالحا دينا. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَعشْرين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن التنسي، / كَذَا رَأَيْت اسْمه فِي النُّسْخَة من تَارِيخ المقريزي وَصَوَابه أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَقد مضى. مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن تَيْمِية / فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْحَلِيم وَله ابْن شَاركهُ فِي اسْمه ولقبه مَعًا مضى أَيْضا. 381 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن الشِّيرَازِيّ / نقيب الْجَيْش مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ عَن بضع وَخمسين سنة وَكَانَ تَامّ الْقَامَة كثير المداراة محببا إِلَى النَّاس لكنه كَانَ مُسْرِفًا على نَفسه ودام فِي نقابة الْجَيْش مُدَّة طَوِيلَة ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن الطَّحَّان القاهري الشَّافِعِي / أحد الْفُضَلَاء فِي ابْن مُحَمَّد بن عَرَفَات. 382 - مُحَمَّد أَبُو عبد الله المغربي قَاضِي فاس وَيعرف بِابْن رَاشد، / مَاتَ قبل الْخمسين. 383 - مُحَمَّد أَبُو الْفَتْح بن الأسيد الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي / رَأَيْته كتب بِخَطِّهِ تقريظا لمجموع البدري فِي سنة ثَمَان وَسبعين نثرا ونظما فالنظم قَوْله أول ثَلَاثَة أَبْيَات: (يَا وَاحِد الْعَصْر ثَانِي الْبَدْر فِي شرف ... أَبُو التقي الْمَقْصد الأسني لمن قصدا) ) مُحَمَّد بن بطالة أحد المعتقدين. / مضى فِي ابْن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف. 384 - مُحَمَّد بن الْبَنَّا / نَاظر ديوَان الْأَمِير جكم الدوادار، ولي بعنايته نظر الأحباس

وَمَات فِي يَوْم السبت خَامِس ربيع الأول سنة أَربع ذكره شَيخنَا أَيْضا. مُحَمَّد بن حلفا. / فِي ابْن مُحَمَّد بن عمر. 385 - مُحَمَّد بن الطولوني الدهان جارنا زوج سبطة الْفَقِيه السعودي. / مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي أَو الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. 386 - مُحَمَّد الْمصْرِيّ الجبان وَيعرف بِابْن عبيد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، أرخه ابْن فَهد. 387 - مُحَمَّد الوزروالي المغربي قَاضِي الْمَدِينَة الْبَيْضَاء من الْمغرب وَيعرف اببن الْعجل / كَانَ نحويا صَالحا. مَاتَ فِي سنة خمس وَخمسين أَو الَّتِي بعْدهَا. 388 - مُحَمَّد بن العظمة / دلال الإقطاعات وَنَحْوهَا. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين عَن نَحْو التسعين غفر الله لَهُ. 389 - مُحَمَّد بن الْفَخر الْبَصْرِيّ. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة سبعين. أرخه ابْن فَهد وَكَانَ مُبَارَكًا. 390 - مُحَمَّد بن الكركي الجزار / كَانَ لَا بَأْس بِهِ فِي اهل حرفته من مشاهيرهم ومتموليهم حج فِي غير مرّة وجاور. وَمَات فِي ربيع الثَّانِي سنة. 391 - مُحَمَّد بن المنجم / أحد المعتقدين مِمَّن يذكر بالجذب. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَخمسين وَصلي عَلَيْهِ بمدرسة الْأَشْرَف خَلِيل بن قلاوون الْمُجَاورَة للمشهد النفيسي بزاويته رَحمَه الله. 392 - مُحَمَّد الكتبي بن المهتار. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بِالْقربِ من الْأَزْهَر. 393 - مُحَمَّد بن مهْدي الريشي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين أرخه ابْن فَهد. 394 - مُحَمَّد بن النَّاسِخ الْمَالِكِي الطرابلسي. / مِمَّن يُقيم بِدِمَشْق أَحْيَانًا، هُوَ الَّذِي ضرب رَقَبَة ابْن عبَادَة بطرابلس. مُحَمَّد بن نقيب الْقصر الْمَعْرُوف بِابْن شفتر وَهُوَ وَالِد أَمِير حَاج. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ. (سقط) مُحَمَّد أصيل الدّين الدمياطي. / هُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم مضى. 396 - مُحَمَّد الْبَدْر الأقفاصي ثمَّ الْمصْرِيّ / صَاحب ديوَان الجاي كَانَ من الْأَعْيَان بِمصْر. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 397 - مُحَمَّد سعد الدّين الصُّوفِي شيخ لِابْنِ الشماع / وَصفه بالشيخ الْمولى الْكَامِل والفرد الْوَاصِل وَأَنه أَخذ عَن مُحَمَّد بن سِيرِين التبريزي عرف بالمغربي وسَاق سَنَده من جِهَة ابْن عَرَبِيّ.

مُحَمَّد الشّرف الْأصيلِيّ صَاحب سبع الكاملية هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَيُّوب. / 398 - مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله الجالودي الشَّافِعِي نزيل دمياط / درس فِيهَا بالجامع الزكي مَحل إِقَامَته فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ التقي بن وَكيل السُّلْطَان وَقَالَ إِنَّه كَانَ إِمَامًا بارعا فِي الْعُلُوم سِيمَا أصُول الدّين وَالْفِقْه حسن الْأَخْلَاق ذَا لطف بالطلبة وَإنَّهُ توجه من دمياط إِلَى الْقَاهِرَة فَعدى عَلَيْهِ من قَتله وألقاه فِي الْبَحْر. 399 - مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله الطرابلسي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بالبخاري / قدم دمياط واشتهر بعلو الرُّتْبَة فِي الْعلم والإقراء فَتلا عَلَيْهِ الشّرف مُوسَى بن عبد الله البهوتي والتقي بن وَكيل السُّلْطَان وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْمُقْرِئ الْمُحَقق. 400 - مُحَمَّد الشَّمْس الأثميدي الْأَزْهَرِي مؤدب الْأَطْفَال بالدهيشة / قتل وَهُوَ مُتَوَجّه من بَيته خَارج بَاب زويلة لصَلَاة الصُّبْح فِي الْأَزْهَر بالزقاق الضّيق بِالْقربِ من الكعكيبن فِي صبح يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسبعين وَرَاح دَمه هدرا وَكَانَ خيرا عوضه الله الْجنَّة. 401 - مُحَمَّد شمس الدّين الْبُحَيْرِي / أحد قراء الدهيشة. مَاتَ فِي أثْنَاء ربيع الثَّانِي سنة خمس وَتِسْعين بعد ضرب السُّلْطَان لَهُ فِي أَوله وإيداعه المقشرة لجريمة. مُحَمَّد الشَّمْس البصروي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي هُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الْعَزِيز. / مضى. مُحَمَّد الشَّمْس الْبَغْدَادِيّ ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ. هُوَ ابْن عَليّ بن عِيسَى مُحَمَّد الشَّمْس الْمَعْرُوف بالبلدي. / مضى فِي ابْن سَالم بن مُحَمَّد.) مُحَمَّد الشَّمْس البهادري الطَّبِيب. / هَكَذَا رَأَيْت بَعضهم أثْبته، وَصَوَابه عمر بن مَنْصُور بن عبد الله سراد الدّين وَقد مضى. 402 - مُحَمَّد الشَّمْس التسترِي، / كَانَ عَالما ذكيا ذَا فنون وَقَالَ الطاووسي قَرَأت عَلَيْهِ المطول بِأَخْذِهِ لَهُ عَن بعض أَصْحَاب الْمُؤلف وَكَذَا قَرَأت عَلَيْهِ غَيره من الْكتب فِي سَائِر الْعُلُوم الأدبية وَهُوَ كَمَا قيل إِن الزَّمَان بِمثلِهِ لعقيم وَكَانَت إِجَازَته لي غير مرّة مِنْهَا فِي شهور سنة سِتّ. مُحَمَّد الشَّمْس التبسي المغربي / قَاضِي حماة، مضى فِي ابْن عِيسَى. مُحَمَّد الشَّمْس التفهني الكحال، / اثْنَان ابْن مُحَمَّد بن عبد الله وَابْن يَعْقُوب. 403 - مُحَمَّد الشَّمْس الجدواني / الْمُفْتِي بِدِمَشْق. توفّي تَحت عُقُوبَة اللنك سنة ثَلَاث ذكره الْعَيْنِيّ. 404 - مُحَمَّد الشَّمْس الحبار الْمصْرِيّ. / مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. 405 - مُحَمَّد الشَّمْس الحباك، / مَاتَ فِي شعْبَان أَو رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَكَانَ فِيمَا قيل مِمَّن يعاني الكيمياء وَوجدت عِنْده آلَات كَثِيرَة لذَلِك وَخلف تَرِكَة جلها

كتب علمية فِي فنون مُتَفَرِّقَة عدتهَا نَحْو ألف وسِتمِائَة مجلدة وفيهَا نقد وَغَيره ووارثه بَيت المَال عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد الشَّمْس الْحِجَازِي الْعَطَّار الْمُقْرِئ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام. هُوَ ابْن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله / مضى. 406 - مُحَمَّد الشَّمْس الْحلَبِي / أحد التُّجَّار. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين. 407 - مُحَمَّد الشَّمْس الحوراني الطرابلسي الْمُقْرِئ / لقِيه بطرابلس الشهَاب الْحلَبِي الضَّرِير فَأخذ عَنهُ القراآت وَقَالَ أَنه مِمَّن أَخذ عَن صَدَقَة المسحراني وَغَيره. 408 - مُحَمَّد الشَّمْس الخافي الْحَنَفِيّ / قدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَأَرْبَعين لِلْحَجِّ فَتَلقاهُ الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وصهره الْجمال نَاظر الْخَاص وطلع إِلَى السُّلْطَان فَأكْرمه جدا وأجرى عَلَيْهِ الرَّوَاتِب إِلَى أَن خرج إِلَى الْحَج وَكَذَا اجْتمع بولده الناصري مُحَمَّد وأضافه مرَارًا وَكَانَ الكافياجي يثني على علمه ويصفه بالجلالة بل كَانَ عين مملكة شاه رخ بن تيمورلنك وَولده. (سقط) مُحَمَّد الشَّمْس الخانكي موقع مَكَّة. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد. 409 - مُحَمَّد الشَّمْس الخطيري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي / طَالب قَرَأَ على الْعَبَّادِيّ وَالْفَخْر المقسي والطبقة وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا وتكسب بِالشَّهَادَةِ مَعَ صهره الشهَاب الْعَبَّادِيّ وَغَيره) وَحج قبيل مَوته ثمَّ مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَسبعين. مُحَمَّد الشَّمْس الذَّهَبِيّ فِي الشَّمْس بن النّحاس. / مُحَمَّد الشَّمْس / الريس فِي الْجَامِع الطولوني. فِي ابْن عبد الله بن أَيُّوب. مُحَمَّد الشَّمْس زَاده شيخ الشيخونية / كَذَا سَمَّاهُ المقريزي وأرخه سنة تسع، وَمضى فِي زَاده وَأَنه مَاتَ سنة ثَمَان. 410 - مُحَمَّد الشَّمْس الزَّيْلَعِيّ الْكَاتِب المجود. / كَانَ عَارِفًا بالخط الْمَنْسُوب وبالميقات. تعلم النَّاس مِنْهُ وَأخذ عَنهُ غَالب أهل الْبَلَد وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفَنّ بِدِمَشْق مَعَ مهارته فِي معرفَة الأعشاب أَخذ ذَلِك عَن ابْن القماح وَكَانَ يفضله على نَفسه فِيهَا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث ذكره شَيخنَا فِي إنبائه قلت وَينظر إِن كَانَ تقدم. 411 - مُحَمَّد الشَّمْس العاملي. / مِمَّن سمع من شَيخنَا. (سقط) بيبرس ونقيب الدُّرُوس وَأَبُو عبد الْقَادِر الحابي. مَاتَ فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ. 413 - مُحَمَّد الشَّمْس الْغَزِّي / نَائِب الْحَنْبَلِيّ فِي الْمدرسَة. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 414 - مُحَمَّد الشَّمْس الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالقباقبي / كَانَ من قدماء الْحَنَابِلَة ومشايخهم وَكَانَ يتبذل وَيتَكَلَّم بِكَلَام الْعَامَّة ويفتي بِمَسْأَلَة الطَّلَاق وَقد أنْكرت عَلَيْهِ غير مرّة وَلم يكن ماهرا فِي الْفِقْه. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين

وَقد قَارب الثَّمَانِينَ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 415 - مُحَمَّد الشَّمْس القادري من ذُرِّيَّة سَيِّدي عبد الْقَادِر الكيلاني. / مَاتَ فِي رَابِع صفر سنة أَرْبَعِينَ، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَشَيْخه. 416 - مُحَمَّد الشَّمْس القلقشندي / التَّاجِر كَانَ متمولا جدا سيئ الْمُعَامَلَة مقترا على نَفسه وَعِيَاله، مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وأتلف وَلَده بعده مَاله فِي مصارف غير مرضية كَمَا جرت بِهِ الْعَادة فِي المقترين عَفا الله عَنْهُمَا. 417 - مُحَمَّد الشَّمْس القليوبي صهر ابْن قَاسم الْوَاعِظ وَصَاحب الخواجا عبد الْغَنِيّ القباني أَو قَرِيبه. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين وَدفن بالمعلاة. 418 - مُحَمَّد الشَّمْس الْقطَّان بِبَاب الْفتُوح وَيعرف بالقيم / كَانَ ذَا فنون. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين. (سقط) مُحَمَّد الشَّمْس الكركي الْحَنَفِيّ. هُوَ ابْن عمر / تقدم. 420 - مُحَمَّد الخواجا الشَّمْس الماحوزي / أحد تجار الكارم وَصَاحب القاعة الْمُجَاورَة لجامع الْأَزْهَر والجوهرية وَالنَّاس يتشاءمون بهَا. كَانَ مِمَّن اخْتصَّ بالمؤيد وَيتَكَلَّم على الْجَامِع بطرِيق النِّيَابَة عَن النظار فَكَانَ يحرج على النَّاس فِي الدُّخُول بالنعال بِدُونِ سَاتِر فِيمَا بَلغنِي بل وَسمعت أَنه أَزَال الكراسي الْمعدة للمصاحف وَغَيرهَا وَمِنْه أَنه كَانَ يَدُور فِيهِ وَمَعَهُ عَصا لردع من لَعَلَّه يُخَالِفهُ وقاسى المجاورون مِنْهُ شدَّة فَكَانُوا لذَلِك يتقصدونه بالمكروه بِحَيْثُ أَنه كَانَ يكْتب لَهُ أوراق فِيهَا بقلم غليظ لَا حول وَلَا قُوَّة وتلصق إِمَّا بمَكَان جُلُوسه أَو بطريقه لحول يسير كَانَ بِعَيْنِه واستفتى عَلَيْهِم فِي ذَلِك فَكتب لَهُ شَيخنَا لَا حول كنز من كنوز الْجنَّة،

وَحج مرَارًا وَأَخْبرنِي من شَاهده فِي سنة قل الظّهْر فِيهَا وَهُوَ وَعِيَاله بِالطَّرِيقِ ومحفته بجانبه لَا يجد مَا يحملهم عَلَيْهَا مَعَ ضخامته مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين بِمَكَّة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 421 - مُحَمَّد الشَّمْس المسبحي / أحد زوار القرافة وَيعرف بالخطيب. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتِّينَ. أرخه الْمُنِير. مُحَمَّد الشَّمْس المكيسي. / فِي ابْن دَاوُد بن مُحَمَّد بن دَاوُد. 422 - مُحَمَّد الشَّمْس المناشفي شيخ صَالح عَابِد. / مَاتَ برباط ربيع فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد. 423 - مُحَمَّد الشَّمْس المنصوري ثمَّ القاهري / منوقع تمر بغاو كَاتب الْوَقْف بالألجيهية تلقاها) عَن الْجمال بن عبد الْملك، مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين، وَاسْتقر بعده فِي كِتَابَة الْوَقْف نَاصِر الدّين البوصيري، وَكَانَت فِيهِ حشمة وبراعة فِي فنه. وَاسم أَبِيه صَلَاح. 424 - مُحَمَّد الشَّمْس المنوفي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بالخالدي لكَونه ابْن أُخْت الشَّيْخ خَالِد بن أَيُّوب الْمَاضِي. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَسبعين بِمَكَّة رَحمَه الله، وَكَانَ قد اشْتغل على خَاله والمناوي وَغَيرهمَا وتسلك بِالثَّانِي وبرع مَعَ الْخَيْر وَالتَّقوى والانجماع والتقنع وَاسْتقر فِي مشيخة رواق الريافة حِين إِعْرَاض العاصفي عَنْهَا وَفِي صوفية الصلاحية والبيبرسية وَغَيرهمَا وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. 425 - مُحَمَّد الشَّمْس الْهَرَوِيّ الْحَنَفِيّ أَخُو عَليّ. / كَانَت عِنْده فَضِيلَة وَله اشْتِغَال كثير وَلكنه كَانَ بطيء الْفَهم سيئ الْأَخْلَاق لم يصل إِلَى رُتْبَة أَخِيه وَقد امتحن فِي فتْنَة تمر وعذب أَنْوَاع الْعَذَاب ثمَّ خلص وَكَذَا ابْتُلِيَ بهم فِي الْوَقْعَة الثَّانِيَة ثمَّ قيل أَنه قتل، قَالَه التقي الْكرْمَانِي وكتبته هُنَا حدسا. مُحَمَّد الصَّدْر المليجي. هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر. / 426 - مُحَمَّد الصّلاح الكلائي / أحد المذكرين على طَرِيق الشاذلية. كَانَ شَاهدا بحانوت خَارج بَاب زويلة ثمَّ صحب حُسَيْنًا الحبار وَخَلفه فِي مَكَانَهُ فَصَارَ يذكر النَّاس وبدت مِنْهُ أَلْفَاظ مُنكرَة فِيهَا جرْأَة عَظِيمَة على كتاب الله وضبطت عَلَيْهِ أَشْيَاء مستقبحة وامتحن مرّة فَذكر لي الْحَافِظ الصّلاح الأقفهسي أَنه سَمعه يَقُول فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى من ذَا الَّذِي يشفع عِنْده من خل ذل نَفسه ذِي إِشَارَة للنَّفس يشف يحصل لَهُ الشِّفَاء عوا أَي افهموا، وَأَنه ذكر مَا سَمعه مِنْهُ للزين الفارسكوري ثمَّ مشيا مَعًا إِلَى السراج البُلْقِينِيّ فَأرْسل إِلَيْهِ وعزره وَمنعه من الْكَلَام على النَّاس فَأَقَامَ بعْدهَا قَلِيلا. وَمَات فِي مستهل ربيع الأول سنة إِحْدَى، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وثنا الشَّمْس الرَّشِيدِيّ أَنه توجه للبلقيني بِفُتْيَا فَسَأَلَهُ عَن مَحل سكنه فَأعلمهُ

فَقَالَ هَل تعرف فِي فنطرة الموسكي فلَانا وسمى هَذَا ذكر لي عَنهُ أَنه يُفَسر الْقُرْآن بالتقطيع وسرد لَهُ مَا تقدم فأحضرته فَأنْكر فَقلت لَهُ أسرتك الْبَيِّنَة ثمَّ منعته، وأرخ الْعَيْنِيّ وَفَاته فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي ربيع الآخر وَأَنه دفن عِنْد شَيْخه حُسَيْن، قَالَ وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة. قلت وَقد حضر إِلَى سبط لَهُ يسألني عَن تَارِيخ مَوته فَذكر لي أَن اسْم وَالِده عمر وَأَنه كَانَ شافعيا ونسبته لكفر كلا من الغربية وَأَن شَيْخه الحبار مِمَّن أَخذ عَن ابْن اللبان. (سقط) مُحَمَّد قوام الدّين الرُّومِي الْحَنَفِيّ. / هُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قوام. 430 - مُحَمَّد الْمُحب أَبُو الوفا الزرعي الأَصْل الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي. / ولد فِي أَوَائِل الْقرن وتعانى الشَّهَادَة ونظم الشّعْر فَأحْسن. وَكَانَ فَقِيرا جدا نَاقص الْحَظ إِلَى الْغَايَة مَعَ خفَّة روح وانبساط وَدَعوى عريضة وَرُبمَا سرق نظم غَيره مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بِدِمَشْق مطعونا فَكَانَ أول من رُؤِيَ فِيهِ الطَّاعُون حِينَئِذٍ، ذكره ابْن أبي عذيبة وَكتب عَنهُ من نظمه:

(قُم زوج الصَّهْبَاء بِابْن السما ... وَإِن لحاك العاذل الْفَاسِد) (أما ترى الْورْد أَتَى شَاهدا ... واللوز فِي أغصانه عَاقد) 431 - مُحَمَّد الْمُحب الصُّوفِي الْحَنَفِيّ. / نَشأ بخانقيا فحبب إِلَيْهِ الْعلم وَتردد للأمين الأقصرائي وَغَيره ولازم نور الدّين الطنتدائي فِي الْفَرَائِض وَنَحْوهَا وَتزَوج ابْنة صاحبنا الْمُحدث ابْن) قمر، وَفهم قَلِيلا وتنزل فِي الْجِهَات بل أم فِي مجْلِس البيبرسية وَحصر دريهمات من التَّسَبُّب وَغَيره فسافر إِلَى مَكَّة فجاور بهَا مُدَّة وَدفعهَا الشَّخْص قراضا فَأكلهَا بِحَيْثُ قيل أَن ذَلِك سَبَب مَوته وَكَانَ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ زاحم الْخمسين وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ مَعَ حرصه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. وَقرر تغرى بردى القادري فِي الْإِمَامَة ابْن صَاحبه الْكَمَال الطَّوِيل الشَّافِعِي وَلم يلْتَفت لكَونهَا فِيمَا أَظن للحنفية. 432 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين / أَمِير طبر نقيب الْجَيْش. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشرى رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَكَانَ مشكورا، قَالَه المقريزي. 433 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين الْبُرُلُّسِيّ / أحد موقعي الدست وَكَانَ يُوقع أَيْضا عَن الْخَلِيفَة وناظر الْخَاص، مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَأَرْبَعين. 434 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين البريدي القاهري الْحَنَفِيّ. / مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَسبعين بعد أَن كف وَكَانَ قد لَازم الحناوي وَالسَّيِّد النسابة بل اشْتغل قَدِيما واعتنى بمقدمة ابْن بَاب شاد فِي النَّحْو وارتقى حَتَّى صَار يقرئ فِيهِ مَعَ مَعْرفَته فِي التَّعْبِير وارتزاقه من إقطاع لَهُ رَحمَه الله. 435 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين البصروي. / تقدم إِلَى أَن ولي كِتَابَة السِّرّ فِي إمرة نيروز بِالشَّام بل ولي قَضَاء الْقُدس فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ فِي الدولة الأشرفية ثمَّ عَزله الظَّاهِر جقمق. كل ذَلِك مَعَ حشمة ورياسة وَنقص بضَاعَة فِي الْعلم. مَاتَ بغزة سنة خمس وَأَرْبَعين. وَقد مضى فِي ابْن. 436 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين البهواشي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي / أحد الْفُضَلَاء مِمَّن قَرَأَ عَليّ قِطْعَة كَبِيرَة من البُخَارِيّ. وَمَات فِي لَيْلَة ثامن عشرى ربيع الأول سنة. 437 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين التَّاجِر ابْن عَم الشَّمْس محد بن عمر بن عُثْمَان بن الجندي الْمَاضِي. / مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَخلف تَرِكَة وعاصبا وَمَعَ ذَلِك فضبط وَكيل الدولة تركته. مُحَمَّد نَاصِر الدّين التروجي الْمَالِكِي. / فِي ابْن عبد الله. 438 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين الجلالي القادري / شيخ مُعْتَقد بِظَاهِر الحسينية بِالْقربِ من جَامع آل ملك. مَاتَ هُنَاكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبعين وَصلي عَلَيْهِ ثمَّ دفن بتربة الظَّاهِر خشقدم، أرخه الْمُنِير.

439 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين الدجوي / الْموقع. نَاب فِي الحكم قَلِيلا وَوَقع عِنْد بعض الْأُمَرَاء.) مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَظنهُ بلغ الْخمسين. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد نَاصِر الدّين الملقب شفتر / نقيب السقاة. فِي ابْن عبد الْغَنِيّ. 440 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين الشيحي. / تولى الوزارة للناصر ثمَّ عزل فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة، وصودر بِسَبَب أَنه ظهر عِنْده من يعْمل الزغل ويخرجه على النَّاس فَقبض عَلَيْهِ وعوقب حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَاسْتقر بعده فِي الوزارة سعد الدّين بن عطايا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 441 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين الطناحي / إِمَام الظَّاهِر ثمَّ النَّاصِر، وَفِي أَيَّام ثَانِيهمَا تولى نظر الأحباس وَحصل دنيا طائلة أهلكها فِي المطالب، وَكَانَ عَارِيا عَن الْعُلُوم جدا. مَاتَ سنة تسع، ذكره الْعَينَيْنِ وَهُوَ فِي حوادث أنباء شَيخنَا. 442 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين المغربي الأَصْل القاهري الْمُغنِي / أحد الْأَفْرَاد فِي مَعْنَاهُ وَيعرف بالمازوني. انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة إنشاد القصيد على دكة السماع وَالتَّسْبِيح على المياذن والإنشاد بطرِيق الْحجاز وارتقى فِي ذَلِك إِلَى غَايَة فاق فِيهَا، وتنافس الرؤساء فَمن دونهم فِي سَمَاعه وَكنت مِمَّن سَمعه ونال عزا وَسُمْعَة مَعَ عامية وَطَرِيقَة غير مرضية. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بعد مرض طَوِيل بالفالج حَتَّى كَانَ لَا يقدر على النُّطْق فسبحان الْمُعْطِي الْمَانِع وَدفن من الْغَد وَهُوَ فِي عشر السّبْعين وَلم يخلف بعده مثله سامحه الله وإيانا. مُحَمَّد نَاصِر الدّين النبراوي / أحد نواب الْحَنَفِيَّة. مضى فِي ابْن أَحْمد بن حُسَيْن. 443 - مُحَمَّد السطوحي وَيعرف بِابْن حبينة. / مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشرى ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَدفن من يَوْمه بِجَامِع أَرض الطبالة وَكَانَ من مريدي الشَّيْخ مُحَمَّد الفران، قَالَه الشَّمْس الْمُنِير. 444 - مُحَمَّد أَبُو الْحِيَل الْمَكِّيّ، / مِمَّن سمع من شَيخنَا. مُحَمَّد أَبُو شامة الْوزر وَالِي المغربي. / كَانَ فَقِيها حَافِظًا. مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي الطَّاعُون سنة سِتّ وَخمسين وَقد مضى فِيمَن لم يسم أَبوهُ أَيْضا فِيمَن يعرف بِابْن الْعجل. 445 - مُحَمَّد أَبُو عبد الله البياتي المغربي نزيل قاعة الْحَنَفِيَّة من الصاحلية النجمية. / كَانَ عَالما بالطب والفراسة خيرا مُعْتَقدًا متصدقا مِمَّن صحب ابْن الْهمام ومؤاخيه عز الدّين بل) وَشَيخنَا لكنه لما ولي الْقَضَاء انجمع عَنهُ. وَمَات فِي يَوْم السبت عَاشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين، وَأَظنهُ مضى فِي ابْن.

446 - مُحَمَّد أَبُو عبد الله الخليلي الْمَقْدِسِي وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي. / نَاب فِي الخطابة بِبَيْت الْمُقَدّس. وَمَات فِي سنة عشر. 447 - مُحَمَّد أَبُو عبد الله صهر ابْن بطالة الأحمدي. / مَاتَ قَرِيبا من سنة سِتّ عشرَة. 448 - مُحَمَّد أَبُو عبد الله العكرمي / نِسْبَة لقبيلة يُقَال لَهَا عِكْرِمَة وهم فَخذ من الشاوية عرب بِلَاد فاس المغربي، كَانَ صَالحا عَالما مُتَقَدما فِي علم الْكَلَام بِحَيْثُ أَنه عمل عقيدة لَطِيفَة وَنقل عَنهُ أَنه كَانَ يخْتم الْقُرْآن بَين صَلَاة الْمغرب وأذان الْعشَاء فَالله أعلم، مَاتَ بعد الْأَرْبَعين رَحمَه الله. 449 - مُحَمَّد أَبُو عبد الله اللجام البجائي المغربي. / أَقرَأ الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا، وَكَانَ حَيا سنة تسعين. 450 - مُحَمَّد أَبُو عبد الله الْهوى نزيل جَامع عَمْرو وَأحد المعتقدين بَين المصريين وَيعرف بالسفاري. / كَانَ خيرا حسن السِّيرَة مَقْصُودا بالزيارة وَكنت مِمَّن زَارَهُ وَالْغَالِب عَلَيْهِ فِيمَا قيل الجذب. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين وَدفن بجوار الْمفضل بن فضَالة من القرافة الْكُبْرَى رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد أَبُو الْفَتْح بن حرمى. / فِي الكنى. مُحَمَّد أَبُو الْفضل بن عرب / كَاتب ديوَان الأتابك أزبك. مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ. 451 - مُحَمَّد حفيد عمر بن عبد الْعَزِيز البنداري الهواري أَخُو الْأَمِير إِسْمَعِيل / الْمَاضِي أَمِير عرب هوارة الْقبلية. قتل سنة إِحْدَى وَخمسين فِي مقتلة. 452 - مُحَمَّد حفيد يُوسُف بن نصر الخزرجي الْأنْصَارِيّ من بني الْأَحْمَر / صَاحب غرناطة ويلقب الْغَالِب بِاللَّه كَانَ فِي السلطنة سنة أَربع وَأَرْبَعين. 453 - مُحَمَّد باتي السلاوي الزيتوني الزبكي. / مَاتَ سنة تسع وَخمسين. 454 مُحَمَّد بيخا الشريف الحسني الملقب بالسيد الْكَبِير / رَأس الشِّيعَة ووزير الْعَلَاء بن أَحْمد شاه صَاحب كلبرجة وَرَئِيس أقطارها وملجأ قاصديها. مَاتَ فِي ثَانِي عشرى صفر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ عَن سِتّ وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن عزم، وَاسْتقر بعده ابْنه على الْمُخَاطب مصطفى خَان، ثمَّ) مَاتَ عَن وَلدين حسن بيخا وَغَنَائِم فوزر ثَانِيهمَا وَهُوَ الْأَصْغَر وخوطب كأبيه بمصطفى خَان فَلَمَّا مَاتَ خَلفه أَخُوهُ وخوطب كهما إِلَى أَن قتل فِي حَرْب. 455 - مُحَمَّد الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري وَيعرف أَولا بالأقباعي ثمَّ بالإسطنبولي / لكَونهَا وَهِي الحبك وَنَحْوه كَانَت حرفته بل كَانَ أَيْضا بيبع النشا ويسقي بالقربة. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق. وَأخذ فِيهَا التصوف عَن الْبَدْر

الأساطيري الْحلَبِي وَالشَّمْس الجرادقي وَالشَّيْخ مُحَمَّد المغربي الكشكشاني واختص فِيمَا قيل بالبلاطنسي وَحج فِي سنة سبع وَخمسين صحبته، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ أَو الَّتِي قبلهَا فتردد للخطيب أبي الْفضل النويري وَإِمَام الكاملية وزَكَرِيا فأظهروا اعْتِقَاده والتردد إِلَيْهِ ونوه أَوَّلهمْ بِهِ فاشتهر وَعظم اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ وَصَارَت لَهُ سوق نافقة عِنْد الشّرف الْأنْصَارِيّ وَغَيره، وَقرر لَهُ على الجوالي المصرية والشامية وَكَانَ حَرِيصًا على الْجَمَاعَات نيرا أنسا عَاقِلا خَفِيف الرّوح رَاغِبًا فِي الْفَائِدَة سَأَلَني مرّة عَن بعض الْأَحَادِيث الَّتِي أنكر عَلَيْهِ صَاحبه يحيى الْبكْرِيّ عزوه للْبُخَارِيّ فصوبت مقاله فسر. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين فَغسل لَيْلًا وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح بالأزهر وَدفن بتربة الْأنْصَارِيّ رَحمَه الله وإيانا. 456 - مُحَمَّد الْأَصْبَهَانِيّ، / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة خمس وَسبعين. 457 - مُحَمَّد الأقفاصي الْمَقْدِسِي الشَّيْخ / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. 458 - مُحَمَّد الإيجي وَصِيّ الشَّيْخ مَنْصُور الكازروني، / مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتِّينَ، أرخهم ابْن فَهد. 459 - مُحَمَّد البباوي / بموحدتين نِسْبَة لببا الْكُبْرَى من الْوَجْه القبلي كَانَ فِيهَا خفيرا وراعيا وَقدم الْقَاهِرَة فخدم بعض الطباخين مرقدار ثمَّ عمل صَبيا لبَعض معاملي اللَّحْم ثمَّ ترقى فَصَارَ معاملا وَركب حمارا وتمول وَبَقِي رَأس جماعته وَمن عَلَيْهِ معول الوزراء فِي رواتب المماليك وَركب بغلا بِنصْف رجل واشتهر بَين الأكابر فولاه السُّلْطَان نظر الدولة طَمَعا فِي مَاله وتزيا بزِي الكتبة وَتسَمى بِالْقَاضِي بعد الْمعلم مَعَ كَونه عاميا جلفا ثمَّ رقاه إِلَى الْوزر وَلم يعلم وليه أوضع مِنْهُ مَعَ كَثْرَة من وليه من الأوباش فِي هَذَا الْقرن، وَلم يتَحَوَّل عَن عاميته ذرة وَلَا تطبع بِمَا ينْصَرف بِهِ عَنْهَا خردلة بل لزم طَرِيقَته فِي الْفُحْش والإفحاش وَصَارَ الرؤساء بِهِ فِي بلية وَقَالَ فِيهِ الشُّعَرَاء فقصروا وَبَالغ فِي الظُّلم والعسف والجبروت وَالِاسْتِخْفَاف بِالنَّاسِ ومزيد) المصادرة والإقدام على الْكَبِير وَالصَّغِير وَغير ذَلِك مِمَّا هُوَ مستفيض وَلكنه كَانَ عفيفا عَن الْمُنْكَرَات والفروج الْمُحرمَة مظْهرا الْميل للصالحين مِمَّن يدْخل إِلَيْهِ مَعَ صدقه فِي الْجُمْلَة وتقريب لصاحبنا الْفَخر عُثْمَان المقسي بِحَيْثُ كَانَ يقْرَأ البُخَارِيّ عِنْده وَرُبمَا توسل بِهِ النَّاس إِلَيْهِ فِي بعض الشفاعات مَعَ أَنه صَار بِأخرَة لَا يجِيبه وشفعت عِنْده فِي جارنا البتنوني فَأَطْلقهُ من أَمر عَظِيم قرر عِنْده وَقَالَ لي أَنْت تَأْخُذهُ مني لمااذ فَقلت لله فَقَالَ قد أطلقته لله، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ من مساوئ الزَّمَان. مَاتَ غريقا فِي بَحر النّيل فَإِنَّهُ عِنْد إِرَادَة دُخُول الْمركب خليج فَم الخور وافاه شرد الرّيح

فَانْقَلَبَ بِمن فِيهِ فَكَانَ هُوَ مِمَّن غرق وَذَلِكَ وَقت الْغُرُوب من يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشرى ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَهُوَ فِي الكهولة غير مأسوف عَلَيْهِ. 460 - مُحَمَّد البديوي السيلكوني القيراطي وَيعرف بحمام، أَصله تروجي ثمَّ سكندري سكن الْقَاهِرَة / مِمَّن أَخذ فن النغمة وَالضَّرْب عَن الْأُسْتَاذ ابْن خجا عبد الْقَادِر الرُّومِي العواد الْآخِذ عَن أَبِيه عبد الْقَادِر وتميز فِي ذَلِك وَمَا يُشبههُ وراج عِنْد غير وَاحِد من المباشرين كَابْن كَاتب المناخات وَأَبْنَاء النَّاس كَابْن تمر باي ونالته دنيا طائلة وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ فَقير لإذهابها أَولا فأولا، وَقد تخرج بِهِ جمَاعَة كإبراهيم بن قطلوبك وَأحمد جريبات وهما فِي الْأَحْيَاء وَمُحَمّد الدويك وَانْفَرَدَ كل مِنْهُم بِشَيْء فَالْأول أرأسهم وَالثَّانِي أحفظهم وَالثَّالِث أقدرهم على التصنيف وَرُبمَا يتفقده الْملك كل قَلِيل بل رتب لَهُ كسْوَة وتوسعة فِي رَمَضَان وَطَلَبه للقبة الدوادارية غير مرّة وَلَوْلَا شهامته وَعزة نَفسه بِحَيْثُ يثني على الرؤساء الماضين ويعيب على البَاقِينَ لَكَانَ رُبمَا يُزَاد وَقد مَسّه من شاهين الْغَزالِيّ لتحامقه عَلَيْهِ بعض الْمَكْرُوه حَيْثُ أَمر من صفعه وَبَالغ بِمَا كَانَ سَببا لضعف بَصَره بل عمي وَلذَا طرح النَّاس وَأقَام مُنْفَردا بخلوة بمدرسة الزيادية على بركَة الفهادي، هَذَا مَعَ اقتداره على الملق وَلكنه لَا يرى أحدا يحاكي من خالطه سِيمَا مَعَ إعجابه بِنَفسِهِ وَبَلغنِي أَنه زَائِد الوسواس كثير التَّرَدُّد فِي النِّيَّة وَالطَّهَارَة شَدِيد الْحِرْص على الصَّلَوَات جمَاعَة ومنفردا وَالِاجْتِهَاد فِي قَضَاء مَا فَاتَهُ بل توسع حَتَّى قضى مُدَّة حمله فِي بطن أمه، وَعمر حَتَّى قَارب التسعين وَهُوَ فريد فِي فنه. 461 - مُحَمَّد بلاش / أحد المعتقدين. مَاتَ بجدة فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَوجد مَعَه مَا يزِيد على ألف دِينَار قيل أَنه دَفعهَا لِابْنِ عبد الرَّحْمَن الصَّيْرَفِي بعد أَن أقرّ أَنَّهَا للشرف الْأنْصَارِيّ رَحمَه الله وإيانا. (سقط) مُحَمَّد البياتي المغربي. / مضى قَرِيبا بِزِيَادَة كنيته أبي عبد الله. مُحَمَّد التبا ذكاني. / فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمولى شمس الدّين. 463 - مُحَمَّد الْمَعْرُوف بتجروم، / مَاتَ فِي خَامِس رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بسويقة اللَّبن ظَاهر بَاب الْفتُوح وَدفن هُنَاكَ بزاوية الشَّيْخ هرون من حدرة عكا

وَكَانَ للعوام فِيهِ اعْتِقَاد ويدرجونه فِي المجاذيب نفع الله بهم. (سقط) 465 - مُحَمَّد التكروري / أحد الصُّوفِيَّة بالزمامية من مَكَّة. مِمَّن كَانَ يخْدم عبد المحسن الشاذلي الْيَمَانِيّ أَخا عبد الرؤوف، مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ عَاشر الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ عقب الصُّبْح من الْغَد وَدفن عِنْد جمَاعَة رِبَاط الْمُوفق بالحجون من المعلاة رَحمَه الله. 466 - مُحَمَّد الجبرتي شيخ الجبرت ونزيل مَكَّة، / مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسبعين وَكَانَ شافعيا طَالب علم ذَا فَضِيلَة مِمَّن لَازم البرهاني بن ظهيرة وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي تقاسيمه وأدب وَلَده أَبَا السُّعُود وَاسم أَبِيه عُثْمَان، أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد الجبريني / اثْنَان أَحدهمَا ابْن أَحْمد بن علوان بن نَبهَان وَالْآخر ابْن أبي بكر بن مُحَمَّد بن نَبهَان. 467 - مُحَمَّد الجيزي ثمَّ القاهري الزيات / بِبَاب النَّصْر عَامي مُعْتَقد للظَّاهِر وخشقدم والزين زَكَرِيَّا فَمن دونهمَا صحب الشَّيْخ مُحَمَّد الْعَطَّار وتلميذه ابْن نور الدّين وعادت عَلَيْهِ بركتهما وَحج فِي سنة سبعين وَكَانَ فِي التَّوَجُّه قَرِيبا منا فِي السّير فَأَعْلمنِي بمنام رَآهُ لي فِيهِ بشرى أَو اسْتندَ فِيهِ إِلَى الْمُشَاهدَة ثمَّ أَنه كَانَ بِمَكَّة يفرق الْخبز فِي كل لَيْلَة جُمُعَة وَاسْتمرّ جاورا حَتَّى مَاتَ بهَا فِي آخر لَيْلَة الْأَحَد سادس الْمحرم سنة سبع وَسبعين رَحمَه الله. 468 - مُحَمَّد شخص مُعْتَقد للعامة يعرف بحبقة. / مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَدفن بتربة قَاسم وَكَانَ مشهده حافلا. أرخه الْمُنِير. 469 - مُحَمَّد الحبشي نِسْبَة لبني حبش بِالْقربِ من تعز الْيَمَانِيّ / مِمَّن جلس بِمَكَّة لإقراء) الْأَبْنَاء على المسطبة الْمُجَاورَة لباب الزِّيَادَة وَقَرَأَ عِنْده الْعِزّ ابْن أخي أبي بكر قَلِيلا. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَتِسْعين، وَكَانَ خيرا رَحمَه الله. 470 - مُحَمَّد الحراشي الْقَائِد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة سبع وَسبعين. 471 - مُحَمَّد الحريري الْبَصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ / أدب الْأَطْفَال بهَا ثمَّ صَار يَبِيع الْكتب ثمَّ عمي وَانْقطع بمنزله وَصَارَ يخرج بِهِ إِلَى الْمَسْجِد الْحَرَام لقِرَاءَة المواليد حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين. 472 - مُحَمَّد الْحَقِيقِيّ بِمُهْملَة وقافين كالدقيقي اليمني نزيل رِبَاط الظَّاهِر بِمَكَّة / كَانَ مُبَارَكًا مديما للْجَمَاعَة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام مَعَ فَضِيلَة، مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين أرخهم ابْن فَهد. 473 - مُحَمَّد الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ. / مِمَّن عرض عَلَيْهِ الشَّمْس الونائي الخانكي فِي سنة تسع عشرَة فَينْظر من هُوَ. مُحَمَّد الْحَنَفِيّ. فِي ابْن حسن بن عَليّ.

474 - مُحَمَّد الْحَنَفِيّ / آخر. كتب على استدعاء بعد الْخمسين وَأَن مولده سنة ثَمَان وَسَبْعمائة. 475 - مُحَمَّد الحنوسي الْغَزِّي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين أرخه ابْن فَهد. 476 - مُحَمَّد الخزرجي / أحد رسل الدولة ويلقب بزتحار لسمرته وَرُبمَا قيل لَهُ ابْن بركَة وَهِي أمه. عَامي مَحْض يتشدق وَيَزْعُم أَنه من بَيت البُلْقِينِيّ وتربيته فيعادي شَيخنَا ويبارزه وَرُبمَا شافهه بِمَا لَا يَلِيق، وَكَانَ مِمَّن يستعاذ من شَره مَعَ كَونه مِمَّن لَا يذكر بِحَال. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَسبعين عَفا الله عَنهُ. 477 - مُحَمَّد خسرو العجمي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. 478 - مُحَمَّد الخضري بِبَاب الْفتُوح وَيعرف بجعبوب. / مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَكَانَ صَالحا مُعْتَقدًا عِنْد كثيرين. 479 - مُحَمَّد الْخَواص / شيخ مُعْتَقد فِي المقادسة. مَاتَ هُنَاكَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَصلي عَلَيْهِ عِنْد الْمِحْرَاب الْكَبِير رَحمَه الله. مُحَمَّد الدمدمكي. / فِي ابْن الدمدمكي. 480 - مُحَمَّد الذبحاني بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَالْمُوَحَّدَة والحاء الْمُهْملَة ثمَّ نون اليمني شيخ صَالح. / مَاتَ بِالْيمن فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد. وَقَالَ فِي ذيله أَنه مَاتَ بِمَكَّة وَقد) مضى مُحَمَّد بن سعيد بن أَحْمد الذبحاني وَأَنه تَأَخّر عَن هَذَا. 481 - مُحَمَّد الرَّاشِدِي / مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة سبع وَخمسين أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد الرباطي. / يَأْتِي فِي مُحَمَّد الْقُدسِي. 482 - مُحَمَّد الرَّمْلِيّ التّونسِيّ / من تلامذة ابْن عَرَفَة درس وَأخذ عَنهُ بعض المقيدين مِمَّن أَخذ عني. 483 - مُحَمَّد الريَاحي المغربي الْمَالِكِي، / أَقَامَ فِي البرلس نَحْو سِتِّينَ سنة وانتفع بِهِ جمَاعَة من أَهلهَا وَغَيرهم وَكَانَ بارعا فِي الْفِقْه والأصلين مِمَّن أَخذ عَن ابْن مَرْزُوق وَغَيره. مَاتَ بعيد الْأَرْبَعين وَهُوَ رَاجع من زِيَارَة بَيت الْمُقَدّس بقرية بِقرب العباسة وَدفن بهَا وَكَانَ حسن الْخلق، أَفَادَهُ لي الشهَاب أَحْمد بن يُوسُف بن عَليّ بن الأقيطع الْمَاضِي وَهُوَ مِمَّن انْتفع بِهِ ونفع الله بِهِ. 484 - مُحَمَّد الزيموني شيخ صَالح / مُعْتَقد مَاتَ بِبَلَدِهِ سنة خمسين وَصلي عَلَيْهِ بِدِمَشْق صَلَاة الْغَائِب رَحمَه الله. 485 - مُحَمَّد الخواجا الزَّاهِر البُخَارِيّ / لقِيه الشهَاب بن عربشاه فَأخذ عَنهُ وَقَالَ إِنَّه صنف تَفْسِيرا فِي مائَة مُجَلد وَأَنه كَانَ الْتزم فِي بعض أوقاته أَن لَا يخرج فِي وعظه وتذكيره عَن قَوْله تَعَالَى الله نور السَّمَوَات وَالْأَرْض وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى سُئِلَ فِي الِانْتِقَال عَنْهَا إِلَى غَيرهَا فَفعل وَأَنه مَاتَ بِطيبَة فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين.

486 - مُحَمَّد الزرهوني الْخَيْبَرِيّ نِسْبَة لخيبر قَرْيَة من جبل زرهون المغربي / ويلقب الدقون بِفَتْح الْمُهْملَة وَتَشْديد الْقَاف وَآخره نون كَانَ مَعَ عاميته يتَكَلَّم فِي الْعلم كلَاما متينا. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين أَفَادَهُ لي بعض الآخذين عني من المغاربة. مُحَمَّد الزيات. / يَأْتِي فِي مُحَمَّد الْمصْرِيّ. 487 - مُحَمَّد السدار / شيخ مُعْتَقد تذكر لَهُ أَحْوَال وكرامات إِلَى المجاذيب أقرب مُقيم يزاوية جددتها أَو أنشأتها لَهُ خوند فِي مصر العتيقة. مَاتَ وَقد قَارب السّبْعين فِيمَا قيل فِي لَيْلَة الْخَمِيس منتصف جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع عَمْرو فِي جمع جم فِيهِ غير وَاحِد من أَتبَاع السُّلْطَان وراموا دَفنه بتربته فَمَا أمكن فَرَجَعُوا بِهِ لزاويته رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ. 88 - محمدالسدار آخر / مِمَّن يَبِيع السدر وَغَيره بحانوت بِجَانِب سَام بن نوح بِالْقربِ من) المؤيدية مِمَّن كثر اعْتِقَاد الْعَامَّة فِيهِ وَذكرت لَهُ أَحْوَال. مَاتَ بعيد التسعين. 489 - مُحَمَّد السطوحي وَيعرف بالصاجاتي. / كَانَ مُعْتَقدًا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين بِبَاب الْبَحْر ظَاهر الْقَاهِرَة. 490 - مُحَمَّد الْمَدْعُو شكيكر برددار الزين بن مزهر / سقط بِهِ سلم من بَيت ببولاق فِي يَوْم الْأَحَد منتصف صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن من الْغَد غير مأسوف عَلَيْهِ. مُحَمَّد السنقري الهمذاني / هُوَ ابْن بهاء الدّين مضى. 491 - مُحَمَّد السلاوي المغربي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين أرخه ابْن فَهد. 492 - مُحَمَّد السيوفي بحانوت / بَاب الصاغة مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَكَانَ صَالحا مُعْتَقدًا مَذْكُورا بِالْخَيرِ رَحمَه الله. 493 - مُحَمَّد الشاذلي الْمُحْتَسب / كَانَ خردفوشيا ثمَّ صَار بلانا ثمَّ صحب ابْن الدماميني وترقى إِلَى أَن ولي حسبَة مصر ثمَّ الْقَاهِرَة مرَارًا بالرشوة بِوَاسِطَة بيبرس الدوادار مَعَ كَونه عريا من الْعلم غَايَة فِي الْجَهْل بِحَيْثُ حكى عَنهُ أَن ابْنا لَهُ مرض فعاده جمَاعَة من أَصْحَابه وَقَالُوا لَهُ لَا تخف فَالله تَعَالَى يعافيه فَقَالَ لَهُم هَذَا ابْن الله مهما شَاءَ فعل فِيهِ وَأَنه كَانَ يقْرَأ وَإِن جَهَنَّم لموعدهم أَجْمَعِينَ بِضَم الْجِيم فَإِذا أنكر عَلَيْهِ قَالَ هَذِه لُغَة حَكَاهُمَا الْعَيْنِيّ مَاتَ فِي صفر سنة عشر ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار عَن هَذَا. 494 - مُحَمَّد الشَّامي الْحداد تلميذ الْجمال عبد الله بن الشَّيْخ خَلِيل القلعي الدِّمَشْقِي الصُّوفِي الْوَاعِظ / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين. مُحَمَّد الشبراوي / فِي ابْن سُلَيْمَان بن مَسْعُود. 495 - مُحَمَّد الشريف الحسني الزكراوي نِسْبَة لجده أبي زَكَرِيَّا الفاسي نزيل

تونس / وَبهَا توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسبعين وَقد جَازَ الْخمسين وَكَانَ أديبا طَبِيبا لبيبا ولي البيمارستان بتونس وأقرأ العقليات مَعَ مُشَاركَة فِي الْفِقْه واعتناء بالتاريخ. أَفَادَهُ لي بعض الآخذين عني من المغاربة. 496 - مُحَمَّد الشفى / أحد المعتقدين الموصوفين عِنْد جمع بالجذب. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمسين وَدفن دَاخل بَاب القرافة عِنْد إسطبل الزرافة قَدِيما بتربة عمر الْكرْدِي رَحمَه الله. 497 - مُحَمَّد الشويمي / أحد المجاذيب المقيمين عِنْد الشَّيْخ مَدين وَكَانَ من قدماء أَصْحَابه مِمَّن) زرته ودعا لي بالمغفرة عقب رُجُوعه من الْحَج. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسِتِّينَ وَدفن بزاوية صَاحبه. 498 - مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ الْمعلم الْخياط بِمَكَّة. / مَاتَ فِي عصر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَتِسْعين بعد أَن حصل لَهُ عرج وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة. 499 - مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ الزَّعْفَرَانِي جاور بِمَكَّة / فَقَرَأَ عَلَيْهِ بالسبع عمر النجار. مُحَمَّد الصَّغِير. / فِي ابْن عَليّ بن قطلوبك. 500 - مُحَمَّد الصُّوفِي / وَكيل بَيت المَال وناظر الْكسْوَة والذخيرة. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن عزم. مُحَمَّد الضَّرِير الْأَزْهَرِي. / فِي ابْن عِيسَى بن إِبْرَهِيمُ. مُحَمَّد الْعَرَبِيّ المغربي شيخ رِبَاط الْمُوفق بِمَكَّة. مَاتَ فَجْأَة فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين بِمَكَّة. 502 - مُحَمَّد العجمي الشمسي / نَائِب إِمَام مقَام الْحَنَفِيَّة. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَكَانَ عَالما. أرخهما ابْن فَهد. مُحَمَّد البوشي وَيعرف بالعطار أحد أَتبَاع يُوسُف العجمي ومريديه حكى لنا عَنهُ جمَاعَة. مُحَمَّد الغمري / اثْنَان مِمَّن أَخذ عَن الزَّاهِد بن أَحْمد بن يُوسُف وَابْن عمر الْوَلِيّ الشهير صَاحب الْجَوَامِع. 504 - مُحَمَّد فارصا. / أَخذ عَنهُ الْأمين الأقصرائي بِمَكَّة وَقَالَ كَانَ مَشْهُورا بالتقوى وَرجع فَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين رَحمَه الله. مُحَمَّد الفرنوي هُوَ ابْن عَليّ. / 505 - مُحَمَّد القادري الصَّالِحِي. كَانَ مُنْقَطِعًا بزاوية بصالحية دمشق وَله أَتبَاع لَهُم أذكار وأوراد يُنكرُونَ الْمُنكر وشيخهم فقليل الِاجْتِمَاع بِالنَّاسِ بل بَين المنقبض والمنبسط. مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ وَعشْرين بالطاعون ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 506 - مُحَمَّد القباقبي الدِّمَشْقِي / شيخ مُعْتَقد هُنَاكَ مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَخمسين بقرية بَرزَة ظَاهر دمشق وَخرج للصَّلَاة عَلَيْهِ خلق من الْأَعْيَان من الْقُضَاة وَنَحْوهم رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد القباقبي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ آخر. / مضى قَرِيبا فِي الملقبين بشمس الدّين.)

(سقط) مَاتَ فِي ثَانِي عشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 511 - مُحَمَّد القناوي الحناط / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. مُحَمَّد القنشي. / هُوَ ابْن عَليّ بن خلد بن عَليّ بن مُوسَى. مُحَمَّد القواس الدِّمَشْقِي / أحد المعتقدين. مضى فِي ابْن عبد الله. 512 - مُحَمَّد الْكَبِير خَادِم الشَّيْخ صَالح. / مَاتَ سنة إِحْدَى. 513 - مُحَمَّد الْكرْدِي الصُّوفِي الزَّاهِد المعمر. / كَانَ بخانقاه غمرشاه بالقنوات بِدِمَشْق ورعا جدا لَا يرزأ أحدا شَيْئا بل يُؤثر بِمَا عِنْده وتؤثر عَنهُ كرامات وكشف مَعَ عدم مخالطته لأحد وخضوعه لكل أحد. مَاتَ فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد الكمالي هُوَ ابْن عبد الله بن طغاي. / 514 - مُحَمَّد الكومي التّونسِيّ / أَخذ عَن أَحْمد الشماع وَعبد الله الْبَاجِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ أَصْحَابنَا الْأَصْلَيْنِ للفخر الرَّازِيّ. وَمَات بعد سنة ثَلَاث وَسبعين. 515 - مُحَمَّد الكويس / أحد المعتقدين. مَاتَ فِي صفر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بخانقاه سرياقوس وَكَانَ مُقيما فِيهَا وَبهَا دفن وَمِمَّنْ كَانَ يُبَالغ فِي اعْتِقَاده الزين قَاسم البُلْقِينِيّ وَقد زرته فِي تَوَجُّهِي إِلَى) السفرة الشمالية فَدَعَا لي. 516 - مُحَمَّد الكيلاني الخواجا. / مَاتَ بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد وَقد مضى فِي ابْن. مُحَمَّد الماحوزي، / مضى فِي الملقبين شمس الدّين.

517 - مُحَمَّد الماروسي بالرملة. / مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد الْمدنِي الْمَالِكِي. / هُوَ ابْن عَليّ بن معبد بن عبد الله مضى. 518 - مُحَمَّد المرجي الْخَواص / أحد المعتقدين. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَدفن بزاوية البيدغاني بسوق اللَّبن. أرخه الْمُنِير. 519 - مُحَمَّد الحسني المشامري بِالْمُعْجَمَةِ بعد الْمِيم المضمومة وَرُبمَا خفف فَكتب بِدُونِ ألف المغربي / كَانَ صَالحا فَاضلا. مَاتَ فِي سنة سِتِّينَ أَفَادَهُ لي بعض المغاربة الآخذين عني. 520 - مُحَمَّد المغربي الْعَطَّار بِمَكَّة أَخُو مَرْيَم الْآتِيَة. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ وَتِسْعين بهَا وَاسم أَبِيه عَليّ. 521 - مُحَمَّد المغربي وَيعرف برطب. / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين بجدة وَدفن بهَا وَهُوَ مِمَّن جاور بالحرمين مُدَّة ثمَّ صَار يزور الْمَدِينَة وَيظْهر صلاحا وَفِيه مقَال. 522 - مُحَمَّد المغربي نزيل جَامع عَمْرو / وَأحد المعتقدين المقصودين للتبرك والزيارة وَكنت مِمَّن سلم عَلَيْهِ مرّة، مَاتَ فِي مستهل ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسبعين وَدفن بجوار الشّرف البوصيري من القرافة رَحمَه الله. 523 - مُحَمَّد المغربي المرابط أحد المعتقدين أَيْضا وَيعرف بخبزة. / كَانَ مُقيما بمسطبة مُرْتَفعَة بأحجار مرصوصة على بَاب قاعة البغاددة دَاخل بَاب النَّصْر بِالْقربِ من جَامع الْحَاكِم دهرا طَويلا لَا يبرح عَن مَكَانَهُ شتاء وصيفا لَيْلًا وَنَهَارًا وَالنَّاس يأتونه للزيارة من الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة فضلا عَن دونهَا وَمِنْهُم من يَجِيئهُ بِالْأَكْلِ وَالدَّرَاهِم وَالثيَاب وَغَيرهَا ويسمونه مجذوبا ويذكرون لَهُ أحوالا وَقد رَأَيْته كثيرا وَالله أعلم بِحَالهِ مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس جُمَادَى الأولى سنة تسع وَخمسين وَدفن من يَوْمه قبل صَلَاة الْجُمُعَة بتربة الْأَشْرَف إينال وبأمره بعد الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر وَيُقَال أَنه وجد بِمحل جُلُوسه نَحْو خمس وَعشْرين ألف دِرْهَم. مُحَمَّد المغربي اللبسي. هُوَ ابْن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عِيسَى مضى. / (سقط)

ذكر من اسمه محمود

(سقط) مُحَمَّد نقيب الْقصر وَيعرف أَبوهُ بِابْن شفتر. / مضى فِيمَن يلقب نَاصِر الدّين قَرِيبا. 529 - مُحَمَّد الهبي الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ وَالِد الْعَفِيف عبد الله الْمَاضِي / كَانَ من جمَاعَة إِسْمَعِيل الجبرتي فَسمع قَارِئًا يقْرَأ يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم واخشوا يَوْمًا الْآيَة فَمَاتَ عِنْد سماعهَا بِحَضْرَة وَلَده وإخباره لمن أَخْبرنِي وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين رَحمَه الله. 530 - مُحَمَّد الْهَرَوِيّ نزيل رِبَاط الظَّاهِر بِمَكَّة / مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ. 531 - مُحَمَّد الْهِلَالِي / الْقَائِد فِي مملكة حفيد أبي فَارس مُحَمَّد بن مُحَمَّد. صَار هُوَ وأخو أستاذه عُثْمَان لَهما الْحل وَالْعقد فَلَمَّا اسْتَقر عُثْمَان بعد أَخِيه قبض عَلَيْهِ وسجنه وغيبه حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ قَرِيبا من سنة تسع وَثَلَاثِينَ. 532 - مُحَمَّد الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي نزيل الْحَرَمَيْنِ / وكانه ابْن عبد الْقَادِر بن عمر السكاكيني الْمَاضِي مِمَّن شهد على ابْن عَيَّاش فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بِإِجَازَة عبد الأول. (سقط) (ذكر من اسْمه مَحْمُود) 534 - مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن إِسْمَعِيل بن مُوسَى السهروردي ثمَّ القاهري / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن قَرَأَ القراآت على ابْن الحمصاني وَكَانَت فِيهِ فَضِيلَة. مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ. 535 - مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر الزين بن البرهاني بن الديري الْمَقْدِسِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد كَمَا أخبر بِهِ مَعَ تردده فِيهِ فِي حَيَاة جده بعد انْفِصَاله عَن الْقَضَاء إِمَّا بعد توجهه لبيت الْمُقَدّس أَو قبيلها وَكَانَ توجهه فِي سنة سبع وَعشْرين. وَمَات فِيهَا هُنَاكَ بالمؤيدية ثمَّ أَنه

جرى فِي أثْنَاء كَلَامه أَنه لما حج مَعَ أَبِيه وَعَمه كَانَ قد بلغ بِحَيْثُ كَانَت حجَّة الْإِسْلَام وَكَانَت فِي موسم سنة إِحْدَى وَخمسين فَيكون على هَذَا مولده بعد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَالْأول أشبه فَابْن عَمه البدري ولد فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَهُوَ فِيمَا يظْهر أسن مِنْهُ بِكَثِير وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَالْمُغني للخبازي فِي أُصُوله ونقم على أَبِيه كَونه لم يقرئه كتابا فِي الْفِقْه، والحاجبية واشتغل على عَمه القَاضِي سعد الدّين فِي الْفِقْه وَغَيره فِي الْكَنْز وَغَيره ولازمه كثيرا فِي سَماع الحَدِيث بِقِرَاءَة المحيوي الطوخي وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن جَعْفَر العجمي نزيل المؤدية ثمَّ فِيهِ وَفِي غَيره عَن الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَفِي الْعَرَبيَّة عَن وَفِي الْفَرَائِض عَن البوتيجي وناب فِي الْقَضَاء عَن عَمه فَمن شَاءَ الله بعده وَحج مَعَ أَبِيه فِي موسم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ حِين حجت خوند وَابْنهَا، فَلَمَّا عَاد اسْتَقر فِي نظر الإصطبل باستعفاء الزيني بن مزهر المستقر فِيهَا بعد أَبِيه البرهاني فِي رَجَب سنة سبع وَخمسين ثمَّ انْفَصل عَنْهَا فِي رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ بالشرف بن البقري وَاسْتمرّ مُنْقَطِعًا حَتَّى عَن نِيَابَة الْقَضَاء غَالِبا وَقَالَ أَنه عرض عَلَيْهِ فِي الْأَيَّام المؤيدية التَّكَلُّم فِي البيمارستان ثمَّ حج فِي موسم سنة سبع وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَكَذَا جاور قبلهَا بعد الثَّمَانِينَ وتكرر دُخُوله لبيت الْمُقَدّس وَكَانَ بِهِ فِي سنة تسعين. مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عبد الحميد بن هِلَال الدولة. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود. 536 - مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن مَحْمُود بن أَحْمد بن حُسَيْن أَبُو الثنا بن أبي الطّيب الأقصرائي الأَصْل القاهري ابْن المواهبي / الْمَاضِي أَبوهُ مِمَّن عرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة. (سقط) 537 - مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن مَحْمُود بن عبد الرَّحِيم بن الْحَمَوِيّ الْوَاعِظ الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد والآتي جدهما قَرِيبا. 538 - مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن مَحْمُود بن عبد الرَّحِيم بن الْحَمَوِيّ الْوَاعِظ / الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد والآتي جدهما قَرِيبا. 538 - مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم شاه سُلْطَان جانفور. / 539 - مَحْمُود بن أَحْمد بن إِبْرَهِيمُ حميد اتلدين بن الْفَاضِل شهَاب الدّين الشكيلي الْمدنِي الشَّافِعِي / حفظ أربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية الحَدِيث والنحو وجود الْخط وَكَانَ ذكيا فَاضلا وَلَعَلَّه مَاتَ فِيهَا سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 540 - مَحْمُود بن أَحْمد بن إِسْمَعِيل بن مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ المحيوي بن النَّجْم بن الْعِمَاد الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَالِد الشهَاب أَحْمد وَيعرف كسلفه بِابْن الكشك / اشْتغل قَلِيلا وناب عَن أَبِيه بل اسْتَقل بِالْقضَاءِ وقتا وَلما كَانَت فتْنَة تمر دخل مَعَهم فِي الْمُنْكَرَات والمظالم وَبَالغ فِيهَا وَولي الْقَضَاء عَنْهُم ولقب قَاضِي المملكة واستخلف بَقِيَّة الْقُضَاة

من تَحت يَده وخطب بالجامع فكرهه النَّاس ومقتوه وَلم يلبث أَن اطلع تمر على أَنه خانه فصادره وعاقبه وأسره إِلَى أَن وصل تبريز فهرب وَدخل الْقَاهِرَة فَكتب توقيعه بِقَضَاء الشَّام فَلم يمضه نائبها شيخ وَاسْتمرّ خاملا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان بعد أَن كَانَ تفرق أَخُوهُ وَأَوْلَاده وظائفه ثمَّ صالحوه على بَعْضهَا ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 541 - مَحْمُود بن أَحْمد بن حسن بن إِسْمَعِيل بن يَعْقُوب بن إِسْمَعِيل مظفر الدّين ابْن الإِمَام شهَاب الدّين العنتابي ويخفف بالعيني الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ شَقِيق الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف كَهُوَ بِابْن الأمشاطي / نِسْبَة لجدهما لِأُمِّهِمَا الشَّيْخ الْخَيْر شمس الدّين لتجارته فِيهَا. ولد فِي حُدُود سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والنقاية فِي الْفِقْه لصدر الشَّرِيعَة وكافية ابْن الْحَاجِب ونظم نخبة شَيخنَا للعز الْحَنْبَلِيّ الْمُسَمّى نزهة النّظر والتلويح فِي الطِّبّ للخجندي واشتغل فِي الْفِقْه على السعد بن الديري والأمين الأقصرائي والشمني وَابْن) عبيد الله وَعَن الثَّانِي أَخذ أَيْضا فِي النَّحْو وَغَيره وَعَن الثَّالِث والشرف بن الخشاب أَخذ الطِّبّ بل أَخذه بِمَكَّة عَن سَلام الله وَكَذَا سمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة الْخَطِيب أبي الْفضل النويري فِي الشمسية وَأخذ الْمِيقَات عَن الشَّمْس الْمحلي وَسمع على الشَّمْس الشَّامي فِي ذيل مشيخة القلانسي وعَلى الْبَدْر حُسَيْن البوصيري رَفِيقًا للسنباطي مقورء أبي الْقسم النويري من أول سنَن الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ ثَلَاثُونَ ورقة وعَلى شَيخنَا وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَدخل لدمشق غير مرّة وَحضر عِنْد أبي شعر مجَالِس من وعظه وَكَذَا حج غير مرّة وجاور وَسمع على التقي بن فَهد وَأبي الْفَتْح المراغي، وزار الطَّائِف رَفِيقًا للبقاعي ورابط فِي بعض الثغور وسافر فِي الْجِهَاد واعتنى بالسباحة وبالتجليد وبرمي النشاب وعالج وثاقف وَرمى بالمدافع وَعمل صَنْعَة النفط والدهاشات وَأخذ ذَلِك عَن الأستاذين وَتقدم فِي أَكْثَرهَا إِلَى غَيرهَا من النكت والصنائع والفنون والبدائع وباشر الرياسة فِي عدَّة مدارس وَكَذَا الطِّبّ بل درس فِيهِ وصنف وتدرب فِيهِ جمَاعَة صَارَت لَهُم براعة وَمَشى للمرضى فللرؤساء على وَجه الاحتشام ولغيرهم بِقصد الاحتساب مَعَ عدم الإمعان فِي الْمَشْي ودرس الْفِقْه بالزمامية بِنَاحِيَة سويقة الصاحب تلقاها عَن الشَّمْس الرَّازِيّ وبدرس بكلمش الْمعِين لَهُ المؤيدية مَعَ الْإِمَامَة بالصالحية بعد أَخِيه وبالظاهرية الْقَدِيمَة بعد سعد الدّين الكماخي والطب بِجَامِع طولون والمنصورية بعد الشّرف بن الخشاب نِيَابَة عَن وَلَده ثمَّ اسْتِقْلَالا إِلَى غير ذَلِك من الْجِهَات وناب فِي الْقَضَاء عَن السعد بن الديري فَمن بعده على طَريقَة جميلَة ثمَّ أعرض عَنهُ بِحَيْثُ أَنه لم يُبَاشر عَن أَخِيه وَكَذَا أعرض عَن سَائِر مَا تقدم

من الصناعات والفضائل سوى الطِّبّ وَشرح من كتبه الموجز للعلاء بن نَفِيس شرحا حسنا فِي مجلدين كتبه عَنهُ الأفاضل وتداول النَّاس نُسْخَة وقرضه لَهُ غير وَاحِد، وَكَذَا شرح اللمحة لِابْنِ أَمِين الدولة بل عمل قَدِيما لِابْنِ الْبَارِزِيّ وَهُوَ المشير عَلَيْهِ بِهِ كراسة يحْتَاج إِلَيْهَا فِي السّفر بل شرح النقاية استمد فِيهِ من شرح شَيْخه الشمني وَكَانَ قد قَرَأَهُ عَلَيْهِ وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء. وَهُوَ إِنْسَان زَائِد التَّوَاضُع والهضم لنَفسِهِ مَعَ الْعِفَّة والشهامة وخفة الرّوح ومزيد التودد لأَصْحَابه وَالْبر لَهُم والصلة لِذَوي رَحمَه وَالرَّغْبَة فِي أَنْوَاع القربات والتقلل بِأخرَة من الِاجْتِمَاع بِالنَّاسِ جهده والإقبال على صَحبه من يتوسم فِيهِ الْخَيْر كإمام الكاملية ثمَّ ابْن الغمري وَله فيهمَا مزِيد الِاعْتِقَاد وَلما مَاتَ أَخُوهُ وَرثهُ وَضم مَا خصّه من نقد وَثمن كتب وَنَحْوهَا لما كَانَ فِي حوزته وأرصد ذك لجهات جددها سوى مَا فعله هُوَ وَأَخُوهُ قبله من صهريج بِالْقربِ) من الخانقاه السرياقوسية وَسبع وَغير ذَلِك وَعمل تربة. وَحدث بِالْقَلِيلِ أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة وصحبته سفرا وحضرا فَمَا رَأَيْت مِنْهُ إِلَّا الْخَيْر والتفضيل وبيننا ود شَدِيد وإخاء أكيد بل هُوَ من قدماء أحبابنا وَمِمَّنْ رغب فِي اللتكتاب القَوْل البديع من تصانيفي وَكَانَ يَجِيء يَوْمًا فِي الْأُسْبُوع لسماعه وَكَانَ تصنيفي الابتهاج بأذكار الْمُسَافِر الْحَاج من أَجله وَمَعَ ضعف بدنه ودنياه لَا يتَخَلَّف عَن زيارتي فِي كل شهر غَالِبا مَعَ تكَرر فَضله وتقلله وسمعته يَحْكِي أَنه رأى وَهُوَ صبي فِي يَوْم ذِي غيم رجلا يمشي فِي الْغَمَام لَا يشك فِي ذَلِك وَلَا يتمارى وَوَصفه البقاعي بالشيخ ابْن الْفَاضِل وَقَالَ الطَّبِيب الحاذق ذُو الْفُنُون المجلد وَأَنه ولد فِي حُدُود سنة عشرَة انْتهى. وَهُوَ الْآن فِي سنة تسع وَتِسْعين مُقيم ببيته زَائِد الْعَجز عَن الْحَرَكَة ختم الله لَهُ بِخَير وَنعم الرجل رغب عَن جملَة من وظائفه كتدريس الظَّاهِرِيَّة لتلميذه الْعَلامَة الشهَاب بن الصَّائِغ. 542 - مَحْمُود بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن الشَّمْس / تَاجر شهير مِمَّن سمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية. 543 - مَحْمُود بن أَحْمد وَاخْتلف عَليّ فِيمَن بعده فَقيل مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ وَقيل إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد وَكَأَنَّهُ أصح الزين الشكيلي الْمدنِي / أحد مؤذنيها والماضي عَمه مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد وأبوهما. مِمَّن سمع فِي الْمَدِينَة. وَيُحَرر مَعَ مَحْمُود بن أَحْمد بن إِبْرَهِيمُ الْمَاضِي قَرِيبا. 544 - مَحْمُود بن أَحْمد بن مُحَمَّد النُّور أَبُو الثَّنَاء بن الشهَاب الهمذاني الفيومي الأَصْل الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي وَيعرف أَبوهُ بِابْن ظهير ثمَّ هُوَ بِابْن خطيب الدهشة. / تحول أَبوهُ من الفيوم إِلَى حماة فاستوطنها وَولي خطابة الدهشة بهَا وصنف الْمِصْبَاح الْمُنِير فِي

غَرِيب الشَّرْح الْكَبِير مجلدين وَشرح عرُوض ابْن الْحَاجِب وديوان خطب وَغَيرهَا وَولد لَهُ ابْنه هَذَا فِي سنة خمسين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَسمع من الشهَاب المرداوي صَحِيح مُسلم وَمن قَاسم الضَّرِير صَحِيح البُخَارِيّ وَمن الْكَمَال المعري ثلاثياته فِي آخَرين وتفقه على علمائها فِي ذَلِك الْعَصْر وارتحل لمصر وَالشَّام فَأخذ عَن أئمتها أَيْضا إِلَى أَن تقدم فِي الْفِقْه وأصوله والعربية واللغة وَغَيرهَا، وَولي بسفارة نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ قَضَاء حماة فِي أول دولة الْمُؤَيد فباشره مُبَاشرَة حَسَنَة بعفة ونزاهة وَصرف بالزين بن الخرزي الْمَاضِي فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَعشْرين فَلَزِمَ منزله متصديا للإقراء والإفتاء والتصنيف فَانْتَفع بِهِ عَامَّة الحمويين واشتهر ذكره وَعظم) قدره وصنف الْكثير كمختصر الْقُوت للْأَذْرَعِيّ وَهُوَ فِي أَرْبَعَة أَجزَاء سَمَّاهُ إغاثة الْمُحْتَاج إِلَى شرح الْمِنْهَاج وَقيل إِنَّه سَمَّاهُ لباب الْقُوت وتكملة شرح الْمِنْهَاج للسبكي وَهُوَ فِي ثَلَاثَة عشر مجلدا والتحفة فِي المبهمات وَشرح ألفية ابْن مَالك وتحرير الْحَاشِيَة فِي شرح الكافية الشافية فِي النَّحْو لَهُ أَيْضا ثَلَاث مجلدات وتهذيب الْمطَالع لِابْنِ قرقول فِي سِتّ مجلدات وَاخْتَصَرَهُ فَسَماهُ التَّقْرِيب فِي الْغَرِيب فِي جزءين جوده واليواقيت المضية فِي الْمَوَاقِيت الشَّرْعِيَّة وَعمل منظومة نَحْو تسعين بَيْتا فِي الْخط وصناعة الْكتاب وَشَرحهَا. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْمَذْهَب بحماة مَعَ الدّين والتواضع المفرط والعفة والانكباب على المطالعة والإشغال والتصنيف والمشاركة فِي الْأَدَب وَغَيره وَحسن الْخط. وَكَذَا قَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة أَنه انْفَرد مُدَّة بمشيخة حماة بعد موت رَفِيقه الْجمال بن خطيب المنصورية مَعَ زهد وتقشف قَالَ وَلَكِن كَانَت فِيهِ غَفلَة وَعِنْده تساهل فِيمَا يَنْقُلهُ ويقوله. وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ ابْن خطيب الناصرية وَغَيره كالتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَشَيخنَا فِي مُعْجَمه أَيْضا بِاخْتِصَار. وَقَالَ بعض الْحفاظ إِنَّه كَانَ صَالحا عَالما عَلامَة صَاحب نسك وتأله مَعْرُوفا بالديانة والصيانة ملازما للخير والتواضع. مَاتَ بحماة فِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشر شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَعظم الأسف عَلَيْهِ وَقيل أَنه لما احْتضرَ تَبَسم ثمَّ قَالَ لمثل هَذَا فليعمل الْعَامِلُونَ. وَمن نظمه: (وصل حَبِيبِي خبر لِأَنَّهُ قد رَفعه ... ينصب قلبِي غَرضا إِذْ صَار مَفْعُولا مَعَه) وَمِنْه: (أحضر صرف الراح حل ذُو تقى ... أعهده لم يقترف محرما) (فَقلت مَا تشرب قد أسكرتني ... مِمَّا أرى فَقَالَ لي هَذَا وَمَا) وَقَوله: (غُصْن النقا لَا تحكه ... فَمَا لَهُ فِي ذَا شبه) (فرامه قلت اتئد ... مَا أَنْت إِلَّا حطبه) وَبَينه وَبَين الْبَدْر بن قَاضِي أَذْرُعَات مكاتبات منظومة، وَمِمَّنْ كتب عَنهُ من شعره

الْجمال بن مُوسَى المراكشي والموفق الأبي وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا من مرويه الْمُحب بن الشّحْنَة. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.) ::: 545 - مَحْمُود بن أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن حُسَيْن بن يُوسُف بن مَحْمُود الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو الثَّنَاء بن الشهَاب الْحلَبِي الأَصْل العنتابي المولد ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالعيني. / انْتقل أَبوهُ من حلب إِلَى عنتاب من أَعمالهَا فولي قضاءها وَولد لَهُ الْبَدْر بهَا وَذَلِكَ كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سَابِع عشرى رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة فَنَشَأَ بهَا وَقَرَأَ الْقُرْآن ولازم الشَّمْس مُحَمَّد الرَّاعِي بن الزَّاهِد ابْن أحد الآخذين عَن الرُّكْن قَاضِي قرم وأكمل الدّين ونظرائهما فِي الصّرْف والعربية والمنطق وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ الصّرْف والفرائض السِّرَاجِيَّة وَغَيرهمَا عَن الْبَدْر مَحْمُود بن مُحَمَّد العنتابي الْوَاعِظ الْآتِي وَقَرَأَ الْمفصل فِي النَّحْو والتوضيح مَعَ مَتنه التَّنْقِيح على الْأَثِير جِبْرِيل بن صَالح الْبَغْدَادِيّ تلميذ التَّفْتَازَانِيّ والمصباح فِي النَّحْو أَيْضا على خير الدّين الْقصير وَسمع ضوء الْمِصْبَاح على ذِي النُّون وتفقه بِأَبِيهِ وبميكائيل أَخذ عَنهُ الْقَدُورِيّ والمنظومة قِرَاءَة وَالْمجْمَع سَمَاعا وبالحسام الرهاوي قَرَأَ عَلَيْهِ مُصَنفه الْبحار الزاخرة فِي الْمذَاهب الْأَرْبَعَة ولازم فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والكشاف وَغَيرهمَا الْفَقِيه عِيسَى بن الْخَاص بن مَحْمُود السرماوي تلميذ الطَّيِّبِيّ وَالْجَار بردى، وبرع فِي هَذِه الْعُلُوم وناب عَن أَبِيه فِي قَضَاء بَلَده وارتحل إِلَى حلب فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ فَقَرَأَ على الْجمال يُوسُف الْمَلْطِي الْبَزْدَوِيّ وَسمع عَلَيْهِ فِي الْهِدَايَة وَفِي الأخسيكتي وَأخذ عَن حيدر الرُّومِي شَارِح الْفَرَائِض السِّرَاجِيَّة ثمَّ عَاد إِلَى لده وَلم يلبث أَن مَاتَ وَالِده فارتحل أَيْضا فَأخذ عَن الْوَلِيّ البهستي ببهستا وعلاء الدّين بكختاو الْبَدْر الكشافي بملطية ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده، ثمَّ حج وَدخل دمشق وزار بَيت الْمُقَدّس فلقي فِيهِ الْعَلَاء أَحْمد بن مُحَمَّد السيرامي الْحَنَفِيّ فلازمه واستقدمه مَعَه الْقَاهِرَة فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقَررهُ صوفيا بالبرقوقية أول مَا فتحت فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ ثمَّ خَادِمًا ولازمه فِي الْفِقْه وأصوله والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا كقصة من أَوَائِل الْكَشَّاف وَكَذَا أَخذ الْفِقْه وَغَيره عَن الشهَاب أَحْمد بن خَاص التركي ومحاسن الِاصْطِلَاح عَن مُؤَلفه البُلْقِينِيّ وَسمع على الْعَسْقَلَانِي الشاطبية وعَلى الزين الْعِرَاقِيّ صَحِيح مُسلم والإلمام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَقَرَأَ على التقي الدجوي الْكتب السِّتَّة ومسند عبد والدارمي وَقَرِيب الثُّلُث الأول من مُسْند أَحْمد وعَلى القطب عبد الْكَرِيم حفيد الْحَافِظ القطب الْحلَبِي بعض المعاجيم الثَّلَاثَة للطبراني وعَلى الشّرف بن الكويك الشفا وعَلى النُّور الفوى بعض الدَّارَقُطْنِيّ أَو جَمِيعه وعَلى

تغرى برمش شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وعَلى الْحَافِظ الهيثمي فِي آخَرين، وَلبس الْخِرْقَة من نَاصِر الدّين القرطي. وَفِي غُضُون هَذَا) دخل دمشق فَقَرَأَ بهَا بَعْضًا من أول البُخَارِيّ على النَّجْم بن الكشك الْحَنَفِيّ عَن الحجار وَكَانَ حنفيا عَن ابْن الزبيدِيّ الْحَنَفِيّ حَسْبَمَا اسْتَفَدْت معنى كُله من خطه مَعَ تنَاقض فِي بعضه مَعَ ماكتبه مرّة أُخْرَى كَمَا بَينته فِي تَرْجَمته من ذيل الْقُضَاة نعم رَأَيْت قِرَاءَته للجزء الْخَامِس من مُسْند أبي حنيفَة للحارثي على الشّرف بن الكويك وَوجدت بِخَط بعض الطّلبَة أَنه سمع على الْعِزّ بن الكويك وَالِد الشّرف، وَلم يزل الْبَدْر فِي خدمَة البرقوقية حَتَّى مَاتَ شيخها الْعَلَاء فَأخْرجهُ جركس الخليلي أَمِير آخور مِنْهَا بل رام إبعاده عَن الْقَاهِرَة أصلا مشيا مَعَ بعض حسدة الْفُقَهَاء فكفه السراج البُلْقِينِيّ ثمَّ بعد يسير توجه إِلَى بِلَاده ثمَّ عَاد وَهُوَ فَقير مَشْهُور الْفَضِيلَة فتردد لقلمطاي العثماني الدوادار وتغرى بردى القردمي وجكم من عوض وَغَيرهم من الْأُمَرَاء بل حج فِي سنة تسع وَتِسْعين صُحْبَة تمربغا المشطوب وَقَالَ أَنه رأى مِنْهُ خيرا كثيرا، فَلَمَّا مَاتَ الظَّاهِر برقوق سعى لَهُ جكم فِي حسبَة الْقَاهِرَة فاستقر فِيهَا فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة ثمَّ انْفَصل عَنْهَا قبل تَمام شهر بالجمال الطنبدي ابْن عرب وتكررت ولَايَته لَهَا، وَكَانَ فِي مُبَاشَرَته لَهَا يُعَزّر من يُخَالف أمره بِأخذ بضاعته غَالِبا وإطعامها للْفُقَرَاء والمحابيس، وَكَذَا ولي فِي الْأَيَّام الناصرية عدَّة تداريس ووظائف دينية كتدريس الْفِقْه بالمحمودية وَنظر الأحباس ثمَّ انْفَصل عَنْهَا وأعيد إِلَيْهَا فِي أَيَّام الْمُؤَيد وَقَررهُ فِي تدريس الحَدِيث بالمؤيدية أول مَا فتحت وامتحن فِي أول دولته ثمَّ كَانَ من أخصائه وندمائه بِحَيْثُ توجه عَنهُ رَسُولا إِلَى بِلَاد الرّوم وَلما اسْتَقر الظَّاهِر ططر زَاد فِي إكرامه لسبق صحبته مَعَه بل تزايد اخْتِصَاصه بعد بالأشرف حَتَّى كَانَ يسامره وَيقْرَأ لَهُ التَّارِيخ الَّذِي جمعه باللغة الْعَرَبيَّة ثمَّ يفسره لَهُ بالتركية لتقدمه فِي اللغتين ويعلمه أُمُور الدّين حَتَّى حكى أَنه كَانَ يَقُول لولاه لَكَانَ فِي إسْلَامنَا شَيْء وَعرض عَلَيْهِ النّظر على أوقاف الْأَشْرَاف فَأبى وَلم يزل يترقى عِنْده إِلَى أَن عينه لقَضَاء الْحَنَفِيَّة وولاه إِيَّاه مسئولا على حِين غَفلَة فِي ربيع الآخر سنة تسع وَعشْرين عوضا عَن التفهني لما اسْتَقر فِي مشيخة الشخونية ثمَّ صرفه على استكمال أَربع سِنِين ثمَّ أَعَادَهُ وسافر فِي جملَة رفقته صحبته سنة آمد حَتَّى وصل مَعَه إِلَى البيرة ثمَّ فَارقه وَأقَام فِي حلب حَتَّى رَجَعَ السُّلْطَان فرافقه، وَمَات الْأَشْرَف وَهُوَ قَاض ثمَّ صرف فِي أَيَّام وَلَده فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بالسعد بن الديري، وَلزِمَ الْبَدْر بَيته مُقبلا على الْجمع والتصنيف مستمرا على تدريس الحَدِيث بالمؤيدية وَنظر الأحباس

حَتَّى مَاتَ غير أَنه عزل عَن) الأحباس بِالْعَلَاءِ بن أقبرس فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وتألم وَلم يجْتَمع الْقَضَاء والحسبة وَنظر الأحباس فِي آن وَاحِد لأحد قبله ظنا. وَكَانَ إِمَامًا عَالما عَلامَة عَارِفًا بِالصرْفِ والعربية وَغَيرهَا حَافِظًا للتاريخ وللغة كثير الِاسْتِعْمَال لَهَا مشاركا فِي الْفُنُون ذَا نظم ونثر مقَامه أجل مِنْهُمَا لَا يمل من المطالعة وَالْكِتَابَة، كتب بِخَطِّهِ جملَة، وصنف الْكثير بِحَيْثُ لَا أعلم بعد شَيخنَا أَكثر تصانيف مِنْهُ، وقلمه أَجود من تَقْرِيره وكتابته طَريقَة حَسَنَة مَعَ السرعة حَتَّى استفيض عَنهُ أَنه كتب الْقَدُورِيّ فِي لَيْلَة بل سمع ذَلِك مِنْهُ الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ وَكَذَا قَالَ المقريزي أَنه كتب الْحَاوِي فِي لَيْلَة، اشْتهر اسْمه وَبعد صيته مَعَ لطف الْعشْرَة والتواضع وَعمر مدرسة مجاورة لسكنه بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر وَعمل بهَا خطية لكَونه كَمَا بَلغنِي كَانَ يُصَرح بِكَرَاهَة الصَّلَاة فِي الْأَزْهَر لكَون واقفه رَافِضِيًّا سبابا وحظي عِنْد غير وَاحِد من الْمُلُوك والأمراء، حدث وَأفْتى ودرس وَأخذ عَنهُ الْأَئِمَّة من كل مَذْهَب طبقَة بعد أُخْرَى بل أَخذ عَنهُ أهل الطَّبَقَة الثَّالِثَة وَكنت مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء وقرض لي بعض تصانيفي وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَليّ لفظا وَكِتَابَة بل علق شَيخنَا عَنهُ من فَوَائده بل سمع عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَحَادِيث لأجل البلدانيات بِظَاهِر عنتاب بِقِرَاءَة موقعه ابْن المهندس مَعَ مابينهما مَا يكون بَين المتعاصرين غَالِبا وَكَذَا كَانَ هُوَ يَسْتَفِيد من شَيخنَا خُصُوصا حِين تصنيفه رجال الطَّحَاوِيّ، وترجمه شَيخنَا فِي رفع الأصر وَفِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وَقَالَ أجَاز فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد، وَذكره ابْن خطيب الناصرية فِي تَارِيخه فَقَالَ: وَهُوَ إِمَام عَالم فَاضل مشارك فِي عُلُوم وعندهحشمة ومروءة وعصبية وديانة انْتهى. وَلم يزل ملازما للْجمع والتصنيف حَتَّى مَاتَ بعد أَن صَار خُصُوصا بعد صرفه عَن نظر الأحباس يَبِيع من أملاكه وَكتبه سوى مَا وَقفه على مدرسته مِنْهَا وَهُوَ شَيْء كثير فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين وَدفن من الْغَد بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بعد أَن صلى عَلَيْهِ الْمَنَاوِيّ بالأزهر وَعظم الأسف على فَقده وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله، وَمن تصانيفه شرح البُخَارِيّ فِي أحد وَعشْرين مجلدا سَمَّاهُ عُمْدَة الْقَارِي استمد فِيهِ من شرح شَيخنَا بِحَيْثُ ينْقل مِنْهُ الورقة بكمالها وَرُبمَا اعْترض لَكِن قد تعقبه شَيخنَا فِي مُجَلد حافل بل عمل قَدِيما حِين رَآهُ تعرض فِي خطبَته لَهُ جُزْءا سَمَّاهُ الاستنصار على الطاعن المعثار بَين فِيهِ مَا نسبه إِلَيْهِ مِمَّا زعم انتقاده فِي خُصُوص الْخطْبَة، وقف عَلَيْهِ الأكابر من سَائِر الْمذَاهب كالجلال البُلْقِينِيّ اولشمسين الْبرمَاوِيّ وَابْن الديري والشرف التباني وَالْجمال الأقفهسي والْعَلَاء بن المغلي فبينوا فَسَاد) انتقاده وصوبوا صَنِيع شَيخنَا وأنزلوه مَنْزِلَته، وَطول الْبَدْر

شَرحه بِمَا تعمد شَيخنَا حذفه من سِيَاق الحَدِيث بِتَمَامِهِ وتراجم الروَاة وَاسْتِيفَاء كَلَام اللغويين مِمَّا كَانَ الْقَصْد يحصل بِدُونِهِ وَغير ذَلِك، وَذكر لشَيْخِنَا عَن بعض الْفُضَلَاء تَرْجِيحه بِمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من البديع فَقَالَ بديهة هَذَا شَيْء نَقله من شرح لركن الدّين وَكنت قد وقفت عَلَيْهِ قبله وَلَكِن تركت النَّقْل مِنْهُ لكَونه لم يتم إِنَّمَا كتب مِنْهُ قِطْعَة يسيرَة وخشيت من تعبي بعد فراغها فِي الاسترسال فِي هَذَا المهيع بِخِلَاف الْبَدْر فَإِنَّهُ بعْدهَا لم يتَكَلَّم بِكَلِمَة وَاحِدَة فِي ذَلِك، وَبِالْجُمْلَةِ فشرح الْبَدْر أَيْضا حافل لكنه لم ينتشر كانتشار شرح شَيخنَا وَلَا طلبه مُلُوك الْأَطْرَاف من صَاحب مصر وَلَا تنافس الْعلمَاء فِي تَحْصِيله من حَيَاة مُؤَلفه وهلم جرا ذَلِك فضل الله يؤتيه من يَشَاء، وَشرح صَاحب التَّرْجَمَة كتبا كَثِيرَة مِنْهَا مَعَاني الْآثَار للطحاوي فِي عشر مجلدات وَقطعَة من سنَن أبي دَاوُد فِي مجلدين وَقطعَة كَبِيرَة من سيرة ابْن هِشَام سَمَّاهُ كشف اللثام وَجَمِيع الْكَلم الطّيب لِابْنِ تَيْمِية والكنز وَسَماهُ رمز الْحَقَائِق فِي شرح كنز الدقائق والتحفة وَالْهِدَايَة فِي أحد عشر مجلدا كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَالْمجْمَع وَسَماهُ المستجمع وَقَالَ إِن تصنيفه لَهُ كَانَ وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَعشْرين سنة فِي حَيَاة كبار شُيُوخه فوقفوا عَلَيْهِ وقرضوه والبحار الزاخرة لشيخه فِي مجلدين وَسَماهُ الدُّرَر الزاهرة والمنار والشواهد الْوَاقِعَة فِي شُرُوح الألفية فِي تصنيفين كَبِير فِي مجلدين وصغير فِي مُجَلد وَهُوَ أشهرهما وَعَلِيهِ معول الْفُضَلَاء وَكتب على خطبَته شرحا ومراح الْأَرْوَاح وَسَماهُ ملاح الألواح وَقَالَ إِنَّه كَانَ أول تصانيفه صنفه وَله من الْعُمر تسع عشرَة سنة والعوامل الْمِائَة لعبد القاهر الْجِرْجَانِيّ وقصيدة الساوي فِي الْعرُوض وعروض ابْن الْحَاجِب والتسهيل لِابْنِ ملك فِي مطول ومختصر وَاخْتصرَ الْفَتَاوَى الظَّهِيرِيَّة وَكَذَا الْمُحِيط فِي مجلدين وَسَماهُ الْوَسِيط فِي مُخْتَصر الْمُحِيط وَله حواش على شرح الألفية لِابْنِ المُصَنّف وعَلى التَّوْضِيح وعَلى شرح الجاربردى فِي التصريف وفوائد على شرح اللّبَاب للسَّيِّد وَتَذْكِرَة نحوية ومقدمة فِي الصّرْف وَأُخْرَى فِي الْعرُوض وَعمل سير الْأَنْبِيَاء وتاريخا كَبِيرا فِي تِسْعَة عشر مجلدا رَأَيْت مِنْهُ المجلد الْأَخير وانْتهى إِلَى سنة خمسين ومتوسطا فِي ثَمَانِيَة وَاخْتَصَرَهُ أَيْضا فِي ثَلَاثَة وتاريخ الأكاسرة بالتركية وطبقات الشُّعَرَاء وطبقات الْحَنَفِيَّة ومعجم شُيُوخه فِي مُجَلد وَرِجَال الطَّحَاوِيّ فِي مُجَلد وَاخْتصرَ تَارِيخ ابْن خلكان وَله تحفة الْمُلُوك فِي المواعظ وَالرَّقَائِق كتاب فِي ثَمَان مجلدات سَمَّاهُ مشارح الصُّدُور وَرَأَيْت بِخَطِّهِ أَنه سَمَّاهُ زين الْمجَالِس وَآخر ف يالنوادر وسيرة) الْمُؤَيد نثر ونظم فِي أُخْرَى انتقد كثيرا من أبياتها شَيخنَا فِي جُزْء سَمَّاهُ قذى الْعين وقرظه غير وَاحِد مِمَّا هُوَ عِنْدِي وسرة

الظَّاهِر ططر وسيرة الْأَشْرَف وَتَذْكِرَة متنوعة وَكتب على كل من الْكَشَّاف وَتَفْسِير أبي اللَّيْث وَتَفْسِير الْبَغَوِيّ، وَله نظم كثير فِيهِ المقبول وَغَيره فَمِنْهُ: (ذكرنَا مدائح للنَّبِي مُحَمَّد ... طربنا فَلَا عود سكرنا وَلَا كرم) (فَتلك مدامة يسوغ شرابها ... وَلَيْسَ يشوبها هم وَلَا إِثْم) فِي أَبْيَات أودعتها القَوْل المنبي عَن ابْن عَرَبِيّ مَعَ كَلَامه فِيهِ وَفِي أَمْثَاله وَله تقريض على الرَّد الوافر لِابْنِ نَاصِر الدّين غَايَة فِي الِانْتِصَار لِابْنِ تَيْمِية وَكَذَا لَهُ تقريض على السِّيرَة المؤيدية لِابْنِ ناهض وَمَا لَا أنهض لحصره. ولإكثاره وتقليده الصُّحُف وَنَحْوهَا يَقع فِي خطه بِالنِّسْبَةِ لما رَأَيْته من تَارِيخه أَشْيَاء أَشرت لبعضها مَعَ فَوَائِد مهمة فِي تَرْجَمته من ذيل الْقُضَاة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ أَنه أخرج من البرقوقية خُرُوجًا شنيعا لأمور رمى بهَا الله أعلم بحقيقتها وشفع فِيهِ البُلْقِينِيّ حَتَّى أعفي من النَّفْي رَحمَه الله وإيانا. مَحْمُود نب أَحْمد الْعَيْنِيّ الْحَنَفِيّ. / اثْنَان تقدما أجلهما وأشهرهما الْبَدْر وَاسم جده مُوسَى وَثَانِيهمَا وَهُوَ فِي تلامذته المظفر وَاسم جده حسن بن إِسْمَعِيل. مَحْمُود بن أَحْمد القَاضِي الْحَنَفِيّ بن الْعِزّ. / مضى فِيمَن جده إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد. 546 - مَحْمُود بن الْأَفْصَح الْهَرَوِيّ / الشَّيْخ الصَّالح مَاتَ بِمَكَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ أرخه ابْن فَهد. 547 - مَحْمُود بن بختيار بن عبد الله الْبَغْدَادِيّ الأَصْل المرسيفوني الرُّومِي نزيل حلب الْحَنَفِيّ. / ولد بمرسيفون من بِلَاد الرّوم سنة خمس وَخمسين تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا فَأخذ بهَا عَن أَحْمد الجندي فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف والمنطق وَغَيرهَا من الْأَدَب وسافر لتبريز فَأخذ بهَا عَن قاضيها مرتضى فِي علم الْكَلَام ثمَّ لحلب فقطنها مُدَّة تزيد على عشر سِنِين وَقَرَأَ بهَا على أبي ذَر نصف الصَّحِيح والمصابيح وَغَيرهمَا وَسمع عَلَيْهِ دروسا فِي الألفية وَأخذ فِي الْفِقْه عَن عبد الرَّحْمَن الأرزنجاني وَقَرَأَ فِي التَّلْوِيح على الْعَلَاء على الْمَعْرُوف بقلدرويش الْخَوَارِزْمِيّ الشَّافِعِي وَدخل الشَّام وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل مصر صُحْبَة الزين بن الْعَيْنِيّ وَحضر بعض دروس الْجَوْجَرِيّ وَحَمْزَة والمغربي وَغَيرهمَا وَأقَام حَتَّى سَافر مِنْهَا لِلْحَجِّ فِي الْبَحْر فَقدم مَكَّة فِي أثْنَاء رَمَضَان سنة أَربع وَتِسْعين فَأخذ عني بقرَاءَته شرح النخبة بحرا وَسمع على قِطْعَة من شرحي على الألفية وَجُمْلَة وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة وَاسْتمرّ حَتَّى حد ثمَّ عَاد، وَهُوَ) فَاضل مشارك متأدب وَبَلغنِي أَنه بعد رُجُوعه تحول إِلَى الرها فقطنها وَصَارَ شيخها. 548 - مَحْمُود بن حُسَيْن بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي الْخياط أَخُو الخواجا مير أَحْمد. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 549 - مَحْمُود بن الْحُسَيْن الْكَمَال بن النظام الْخَوَارِزْمِيّ ثمَّ النَّيْسَابُورِي الْحَنَفِيّ /

قَاضِي قُضَاة فَارس. قَالَ الطاووسي كَانَ جَامعا بَين الْمَنْقُول والمعقول قَرَأت عَلَيْهِ القطب على الشمسية فِي الْمنطق وَأَجَازَ لي وَذَلِكَ فِي شهور سنة اثْنَتَيْ عشرَة. 550 - مَحْمُود بن خَلِيل بن الْمجد أبي البركات بن مُوسَى بن أبي الهول بدر الدّين / كَانَ أحد كتاب المماليك، وسافر مَعَ يشبك الدوادار فِي التجريدة الْمَقْتُول فِيهَا فَقتل أَيْضا أَو مَاتَ. 551 - مَحْمُود بن رستم الرُّومِي البرصاوي تَاجر الْأَشْرَف قايتباي ووالد مصطفى. / مَاتَ فِي. مَحْمُود بن رَمَضَان بن مَحْمُود الدَّامغَانِي. / 552 - مَحْمُود بن الشَّيْخ زَاده الْحَنَفِيّ. / كَانَ كثير الْفضل وَالْعلم عَارِفًا بالعلوم الآلية أقبل على الحَدِيث سَمَاعا واشتغالا وناب عَن أَبِيه فِي مشيخة الشيخونية ووثب الْكَمَال بن العديم على وَالِده فَأَخذهَا وَهُوَ فِي مرض الْمَوْت مشنعا بخرفه وَلزِمَ من ذَلِك حرمَان صَاحب التَّرْجَمَة مِنْهَا فقرره الْجمال الأستادار فِي تدريس الْحَنَفِيَّة بمدرسته فانجبر بذلك. ذكره شَيخنَا فِي أَبِيه من إنبائه. مَحْمُود بن شيرين / فِي ابْن يُوسُف بن مَسْعُود. 553 - مَحْمُود بن عبد الله بن يَعْقُوب الدِّمَشْقِي الْقَارِي التَّاجِر شَقِيق عُثْمَان وَعبد الْكَرِيم الماضيين / وَمِمَّنْ سَافر للتِّجَارَة إِلَى الْهِنْد. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانِينَ بجدة وَحمل لمَكَّة فَدفن بهَا. 554 - مَحْمُود بن عبد الله الْبَدْر أَبُو الثَّنَاء الصرائي بِالسِّين وَالصَّاد ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالكلستاني / بِضَم الْكَاف وَاللَّام ثمَّ مُهْملَة لكَونه كَانَ فِي مبدئه يكثر من قِرَاءَة كتاب السَّعْدِيّ العجمي الشَّاعِر الْمُسَمّى كلستان وَهُوَ بالتركي والعجمي حديقة الْورْد. اشْتغل ببلاده ثمَّ بِبَغْدَاد وَقدم دمشق خاملا فسكن باليعقوبة ثمَّ قدم مصر فِي شبيبته فاختص بالطنبغا الجوباني فَلَمَّا ولي نِيَابَة الشَّام قدم مَعَه وَولي تدريس الظَّاهِرِيَّة ثمَّ ولي مشيخة الأَسدِية بعد الياسوفي وتصديرا بالجامع الْأمَوِي ثمَّ رَجَعَ لمصر فَأعْطَاهُ الظَّاهِر برقوق وظائف كَانَت للجمال مَحْمُود القيسري كتدريس الشخونية والصرغتمشية فَلَمَّا رَضِي عَن الْجمال استعاد بَعْضهَا كالشيخونية) ثمَّ لما سَار السُّلْطَان إِلَى حلب احْتَاجَ لمن يقْرَأ لَهُ كتبا وَردت عَلَيْهِ من اللنك فَلم يجد أحدا فاستدعى بِهِ وَكَانَ قد صحبهم فِي الطَّرِيق فقرأها وَكتب الْجَواب فأجاد فَأمره أَن يكون صُحْبَة قلمطاي الدوادار وَلم يلبث أَن اسْتَقر بِهِ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَتِسْعين بعد وَفَاة الْبَدْر بن فضل الله فِي كِتَابَة السِّرّ فباشرها بحشمة ورياسة وَكَانَ يَحْكِي عَن نَفسه أَنه أصبح فِي ذَلِك الْيَوْم لَا يملك الدِّرْهَم الْفَرد فَمَا أَمْسَى إِلَّا وَعِنْده من الْخَيل وَالْبِغَال وَالْجمال والمماليك والملابس والآلات مَا لَا يُوصف كَثْرَة. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه وَكَانَ حسن الْخط جدا مشاركا فِي النّظم والنثر والفنون مَعَ طيش وخفة وَقَالَ

الْعَيْنِيّ كَانَ فَاضلا ذكيا فصيحا بالعربي والفارسي والتركي ونظم السِّرَاجِيَّة فِي الْفَرَائِض. وَكَانَ فِي رَأسه خفَّة وطيش وعجلة وَعجب ثمَّ وَصفه بخفة الْعقل وَالْبخل المفرط وَأَنه قاسى فِي أول أمره من الْفقر شَدَائِد فَلَمَّا رَأس وأثرى أَسَاءَ لكل من أحسن إِلَيْهِ. وَجمع مَالا كثيرا لم ينْتَفع مِنْهُ بِشَيْء إِنَّمَا انْتفع بِهِ من استولى عَلَيْهِ بعده وَبَالغ الْعَيْنِيّ فِي ذمه. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه وَلَيْسَ كَمَا قَالَ فقد أثنى عَلَيْهِ طَاهِر بن حبيب فِي ذيل تَارِيخ وَالِده وَوَصفه بالبراعة فِي الْفُنُون العلمية، قَالَ شَيخنَا وقرأت بِخَطِّهِ لغزا فِي غَايَة الْجَوْدَة خطا ونظما. قلت لَيْسَ فِي كَلَام الْعَيْنِيّ مَا يمْنَع هَذَا بل هُوَ مُتَّفق مَعَ شَيخنَا فِي الْمَعْنى، قَالَ شَيخنَا: وَكَانَ كثير الوقيعة فِي كتاب السِّرّ لاقتصارهم على مَا رسمه لَهُم الشهَاب بن فضل الله وتسميتهم ذَلِك المصطلح وغضهم مِمَّن لَا يعرفهُ وحاول مرَارًا أَن يُغير المصطلح على طَريقَة أهل البلاغة ويعتني بمراعاة الْمُنَاسبَة فَكَانَ مِمَّن قَامَ بإنكار ذَلِك وشفع عَلَيْهِ فِيهِ نَاصِر الدّين الفاقوسي كَبِير الموقعين كَمَا سلف فِي تَرْجَمته فَلَمَّا رأى ذَلِك مِنْهُ غضب عَلَيْهِ وعزله وَقرر عوضه الصَّدْر أَحْمد بن الْجمال القيسري بن العجمي فَلَمَّا مَاتَ الكلستاني عَاد الفاقوسي. مَاتَ بحلب فِي عَاشر جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى بعد ضعفه سِتَّة وَأَرْبَعين يَوْمًا وَخلف أَمْوَالًا جمة يُقَال أَنَّهَا وجدت مدفونة فِي كراسي المستراح وَجَرت بعده فِي وَصيته كائنة لشهودها كالزين التفهني الَّذِي ولي الْقَضَاء بعد فَقَرَأت بِخَط التقي الزبيرِي أَن السُّلْطَان أَمر ابْن خلدون أَن يفصل الْمُنَازعَة الَّتِي وَقعت بَين الأوصياء والحاشية فعزل الْأُمَرَاء أنفسهم فعزر ابْن خلدون التفهني ورفيقه بِالْحَبْسِ وأبطل الْوَصِيَّة بطرِيق بَاطِل لظَنّه أَن ذَلِك يُرْضِي السُّلْطَان فَلَمَّا بلغ السُّلْطَان ذَلِك أنكرهُ وَأمر بإبقاء الْوَصِيَّة على حَالهَا، وَاسْتقر بعده فِي كِتَابَة السِّرّ فتح الدّين فتح الله بن مستعصم نقلا من رياسة الطِّبّ وَيُقَال أَن السُّلْطَان اخْتَارَهُ لَهَا بِغَيْر سعي مِنْهُ. وَمِمَّنْ) تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية والمقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا وَآخَرُونَ. 555 - مَحْمُود بن عبد الله الشّرف الدِّمَشْقِي وَالِد الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الفرفور. / كَانَ يتَكَلَّم على جِهَات الزيني بن مزهر الشامية وسافر مَعَه فِي الرجبية فَمَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسبعين عَفا الله عَنهُ. 556 - مَحْمُود بن عبد الله الصَّامِت / أحد المعتقدين فِي مصر. كَانَ شكلا بهيا حسن الصُّورَة كَبِير اللِّحْيَة منور الشيبة وَلَا يتَكَلَّم الْبَتَّةَ أَقَامَ بالجيزة مُدَّة طَوِيلَة وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه ومعجمه وَزَاد فِيهِ لَقيته مرَارًا. 557 - مَحْمُود بن عبد الرَّحِيم بن أبي بكر بن مَحْمُود بن عَليّ بن أبي الْفَتْح بن الْمُوفق

النُّور بن الزين بن التقي الْحَمَوِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَابْنه إِبْرَهِيمُ وَيعرف أَبوهُ بالأدمي ثمَّ بالحموي. ولد فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بدرب الْحجاز وَنَشَأ بحماة فَأخذ بهَا عَن بلديه الشَّمْس بن الْأَشْقَر ثمَّ انْتقل مِنْهَا صُحْبَة أَبِيه وَلَقي جمعا من الْأَئِمَّة بِالشَّام وَبَيت الْمُقَدّس والقاهرة كَابْن نَاصِر الدّين وَابْن الهائم وَشَيخنَا وَكَذَا لَقِي بحلب الْبُرْهَان الْحَافِظ. وَهُوَ مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده الْعلم البُلْقِينِيّ ثمَّ الْمَنَاوِيّ وتصدى للوعظ بعد وَالِده وخطب بالأشرفية أَيْضا وَحج وَمَات تَقْرِيبًا بعيد السِّتين وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى رَحمَه الله. 558 - مَحْمُود بن عبد الْعَزِيز التَّاج الفاروثي النَّحْوِيّ / مفتي الشَّافِعِيَّة بشيراز. قَالَ الطاووسي: اسْتَفَدْت مِنْهُ كثيرا فِي مبادئ الْعلم وَأَجَازَ لي وَذَلِكَ بشيراز فِي شهور سنة إِحْدَى عشرَة. 559 - مَحْمُود بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي الطرابلسي الْحَنَفِيّ. / ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا بحلب وَسمع على ابْن صديق غَالب الصَّحِيح وناب فِي الْقَضَاء بطرابلس، وحد غير مرّة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ خيرا عدلا دينا لَهُ اشْتِغَال مَا. مَاتَ. 560 - مَحْمُود بن عبيد اللهبن عوض بن مُحَمَّد الْبَدْر بن الْجلَال بن التَّاج الأردبيلي الشرواني القاهري الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وَإِخْوَته وَيعرف بِابْن عبيد الله. ولد فِي منتصف صفر سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر وانتقل مَعَ أَبِيه قبل استكماله شَهْرَيْن فسكن مدرسة أم السُّلْطَان بالتبانة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار فِي الْفِقْه والأخسيكتي فِي أُصُوله وَغَيرهَا) وَعرض على الْجلَال نصر الله الْبَغْدَادِيّ وَالسيف الصيرامي والكمال بن العديم والعز بن جمَاعَة فِي آخَرين وَأخذ الْفِقْه عَن الشهَاب بن خَاص وَهُوَ أول من أَخذ عَنهُ ووالده وانتفع بِهِ فِيهِ وَفِي النَّحْو وَالصرْف والأصلين وَغَيرهمَا ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي فنون حَتَّى مَاتَ وقارئ الْهِدَايَة والتفهني وسافر صحبته إِلَى الْقُدس وَقَرَأَ عَلَيْهِ هُنَاكَ فِي الْهِدَايَة وَسمع قِرَاءَة ابْن الْهمام فِي الْكَشَّاف وَكَذَا سمع فِي الْهِدَايَة وَغَيرهَا على الْعَلَاء البُخَارِيّ بل قَرَأَ هُوَ عَلَيْهِ فِي التَّلْوِيح وعَلى الشَّمْس الْهَرَوِيّ فِي الْعَضُد وعَلى أبي الْوَلِيد بن الشّحْنَة فِي الْأُصُول وَسمع عَلَيْهِ فِي مُغنِي ابْن هِشَام وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا عَن الشمسين العجيمي والشطنوفي وَعَن ثَانِيهمَا شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَاجْتمعَ بالخوافي وَأخذ عَنهُ وَأكْثر من الِاشْتِغَال فِي الْفُنُون وَالْأَخْذ عَن الشُّيُوخ وَكتب لَهُ الْكَمَال بن العديم كَمَا رَأَيْته بِهَامِش قصَّة مؤرخة بِسنة سِتّ وَثَمَانمِائَة أعزه الله

تَعَالَى بل ذكر لي أَنه أَقرَأ تصريف الْعزي فِي حَيَاة وَالِده وبحضرته فِي الَّتِي تَلِيهَا وَأَنه سمع الحَدِيث على النَّجْم بن الكشك والزين الْعِرَاقِيّ والهروي فَمن بعدهمْ، ودرس بِأم السُّلْطَان والأبو بكرية والأيتمشية عقب أَخِيه مُحَمَّد وبالمحمودية برغبة الْعَيْنِيّ لَهُ عَنهُ وبالتربة اليشبكية بالصحراء بِجَانِب تربة ياقوت الافتخاري وبجامع الْأَزْهَر بدرس خشقدم الزِّمَام وَأعَاد بالألجيهية وَكَذَا بالصرغتمشية لكنه رغب عَنْهَا خَاصَّة لعبد الْبر بن الشّحْنَة، وَولي مشيخة التصوف بالرسلانية بمنشية المهراني تلقاها عَن الشَّمْس التفهني فِي جِهَات أُخْرَى، وناب فِي الْقَضَاء عَن التفهني بعد امْتِنَاعه من قبُوله عَن نَاصِر الدّين بن الْكَمَال بن العديم حِين سَأَلَهُ فِيهِ وَاسْتمرّ يَنُوب إِلَيّ أثْنَاء الْأَيَّام السعدية فَأَعْرض عَنهُ وَكَانَ لِشِدَّتِهِ يُوَجه للتعازيز وَإِقَامَة الْحُدُود، وامتحن فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق بِدَعْوَى رتبها الشهَاب الْمدنِي وَأدْخلهُ حبس أولى الجرائم وَقبل ذَلِك سعى فِي قَضَاء دمشق فَلم يجب كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ شَيخنَا فِي حوادث سنة أَربع وَأَرْبَعين من إنبائه، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة سِتّ عشرَة وجاور فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَدخل بَيت الْمُقَدّس كَمَا تقدم وَكَذَا سَافر إِلَى حلب مرَارًا أَولهَا صُحْبَة الْعَسْكَر سنة أَربع وَعشْرين وَآخِرهَا سنة تسع وَأَرْبَعين وتعدى إِلَى أَن دخل طرسوس لنلزهة وَدخل دمياط حِين إِقَامَة الْأَمِير يشبك الْفَقِيه فِيهِ بِقصد السَّلَام عَلَيْهِ لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ وَقِرَاءَة الْأَمِير عَلَيْهِ دهرا وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ غير وَاحِد من الأتراك بل أَخذ عَنهُ خلق من المبتدئين وَغَيرهم حَتَّى بِمَكَّة فِي مجاورته فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا لكَونه كَانَ حسن التَّعْلِيم لَا لطول بَاعه فِي الْعلم وَصَارَ فِيمَن تلمذ لَهُ غير) وَاحِد من الْأَعْيَان وَكَانَ ينْتَفع فِي إقرائه بِمَا على كتبه من الْحَوَاشِي والتقاييد الَّتِي خدمها هُوَ أَو وَالِده بهَا وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيح بِبَيْت عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الصَّغِير الشهَاب بن الْعَطَّار وَكنت مِمَّن كثر اجتماعي مَعَه بِمَجْلِس الْأَمِير يشبك الْمَذْكُور وَسمع مني القَوْل البديع حِين أسمعته الْأَمِير إِجَابَة لرغبته فِيهِ واغتبط الْبَدْر بِالْكتاب الْمَذْكُور وحصله واستفدت مِنْهُ فِي غُضُون الأسماع أَشْيَاء بل واغتبط بِي أَيْضا، وَجَاءَنِي مرّة بِنَفسِهِ لدعوى عِنْده فِي الرسلانية نعم لما توجه لدمياط أَخذ مَعَه كراسة فِيهَا أَحَادِيث للأمير فنازعه الشهَاب الجديدي فِيهَا وَأرْسل يسألني عَنْهَا فبينت مَا فِيهَا من الْكَذِب والضعف وَنَحْو ذَلِك فانحرف وَلم الْتفت لانحرافه وَعلم صدق مقصدي فَرجع لصداقته، وَكَانَ عالي الهمة قَائِما مَعَ من يَقْصِدهُ خَبِيرا بجلب النَّفْع لَهُ حاد اللِّسَان قَادِرًا على التخجيل بالنكت وَنَحْوهَا سريع الانحراف كثير التلفت لنائل من يَصْحَبهُ، وَهُوَ الَّذِي أخر الْمَنَاوِيّ حِين إِرَادَته

الصَّلَاة على صهره ابْن الْهمام وَقَالَ نَحن أَحَق بأئمتنا وَقدم ابْن الديري، وَمِمَّنْ انْتفع بِصُحْبَتِهِ ابْن الشّحْنَة ورام أَخذ وظائفه بعده وأظن أَنه عمل هَيْئَة نزُول فَمَا صعد وَأعْطيت للْإِمَام الكركي. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشرى شعْبَان سنة خمس وَسبعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 161 - مَحْمُود بن عُثْمَان بن أبي بكر بن الْحُسَيْن بن يَعْقُوب بن الْحُسَيْن بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد النَّجْم أَو الرُّكْن بن النُّور الكرمستيجي اللاري الشَّافِعِي. / لقِيه الطاووسي فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فاستجازه بل وَالْتمس هُوَ من الطاووسي الْإِجَازَة أَيْضا قَالَ وَكَانَ من كبار الْأَوْلِيَاء، وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه فَقَالَ إِنَّه سمع من لفظ مُحَمَّد بن عبد الله الإيجي صَحِيح البُخَارِيّ ومشكاة المصابيح وَقَرَأَ على النسيم الكازروني معالم التَّنْزِيل وَالشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي وشيئا من أول الشفا وَغير ذَلِك وعَلى أَخِيه أبي عبد الله الكازروني الْحَاوِي الصَّغِير فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ التنوخي وَغَيره. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس صفر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. 562 - مَحْمُود بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الخساري السَّمرقَنْدِي الْهَرَوِيّ نزيل رِبَاط السِّدْرَة بِمَكَّة. / مَاتَ بِهِ فِي شَوَّال سنة خمس وَخمسين وَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد. (سقط) 564 - مَحْمُود بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الزين والكمال أَبُو عَليّ الْهِنْدِيّ الأَصْل السرياقوسي الخانكي الملياني الشَّافِعِي الصُّوفِي وَالِد عَليّ الْمَاضِي وَيعرف بالشيخ مَحْمُود. / ولد فِي تَاسِع صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَرَأَيْت بِخَط بَعضهم وَسبعين وَسَبْعمائة بالخانقاه الناصرية) مُحَمَّد بن قلاوون وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على جمَاعَة وتلاه بالسبع على شيخ الخانقاه الشَّمْس القليوبي وَأذن لَهُ فِي الإقراء وَقَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ بِسَمَاعِهِ لَهُ على اليافعي والشفا وَعنهُ وَعَن مَحْمُود بن مُؤمن أَخذ الْفِقْه وَعَن ثَانِيهمَا والصدر سُلَيْمَان البلبيسي الْحَكِيم فِي الْعَرَبيَّة وَقَرَأَ بِبَلَدِهِ مُسْند عبد عَليّ الْمُحب بن مُفْلِح اليمني الْمَالِكِي وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَحج فِي سنة إِحْدَى عشرَة ثمَّ فِي سنة سبع عشرَة وجاور وَقَرَأَ بِمَكَّة على الْكَمَال أبي الْفضل بن ظهيرة وَأبي الْحسن بن سَلامَة وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ السّنَن الْأَرْبَعَة والموطأ رِوَايَة يحيى بن يحيى ومشيخة الْفَخر وعَلى أَولهمَا تساعيات الْعِزّ بن جمَاعَة وَسمع بالروضة النَّبَوِيَّة صَحِيح مُسلم على الزين المراغي وَلَقي بهَا الشَّمْس الغراقي فاشتغل عَلَيْهِ فِي الْفِقْه أَيْضا، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل إسكندرية وتكسب

بِالشَّهَادَةِ وتنزل فِي صوفية الخانقاه الناصرية بِبَلَدِهِ وَولي نِيَابَة المشيخة بهَا وَكَذَا التصدير فِي القراآت والإمامة بمدرسة سودون من عبد الرَّحْمَن وَقد لقِيت مرَارًا وقرأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا دينا حسن الْهَيْئَة والأبهة سليم الْفطْرَة منجمعا عَن النَّاس مُقبلا على شَأْنه ملازما بِأخرَة خلوته للكتابة وَالْقِرَاءَة والمطالعة ذَا وجاهة وَأَمَانَة. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سلخ ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَكَانَ وَصلهَا مَعَ الركب فحج وَرجع ليجاور بهَا فأدركه أَجله وَدفن بالمعلاة بِالْقربِ من الفضيل بن عِيَاض رَحمَه الله وإيانا. 565 - مَحْمُود بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن مهنا بن أَحْمد النُّور أَبُو الرضى الْحلَبِي الْحَنَفِيّ أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف كَهُوَ بِابْن الصَّفَدِي. / برع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية بِحَيْثُ كَانَ قَرِيبا من أَخِيه فِيهَا وَأخذ التصوف أَيْضا من الخوافي وَغَيره من مَشَايِخ الْقَوْم، وانجمع عَن النَّاس بعد أَن كَانَ نَاب عَن أَخِيه ثمَّ ترك، وَدخل دمياط وَغَيرهَا وَأقَام بِمصْر مُدَّة كل ذَلِك مَعَ البشاشة والورع والتواضع والوضاءة. مَاتَ قبل أَخِيه رَحمَه الله وإيانا. 566 - مَحْمُود بن عَليّ الْجمال بن الشّرف المرشدي الْخَطِيب. / ولد فِي غرَّة شعْبَان سنة تسع واربعين وَسَبْعمائة ولقيه الطاووسي وَقَالَ: كَانَ شيخ الْخُلَفَاء المرشدية. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشرى شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. 567 - مَحْمُود بن عَليّ الجندي. / مِمَّن سمع على شَيخنَا. 568 - مَحْمُود بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن إِسْحَق الزين التَّمِيمِي الخليلي / الْمَاضِي) أَبوهُ وجده. ولد سنة تسع وَسِتِّينَ أَو قبلهَا تَقْرِيبًا بالخليل وَحفظ الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَبَعض الشاطبية وَعرض على الشَّمْس بن حَامِد الداعية حِين قدم عَلَيْهِم وتلا تجويدا وَلأبي عَمْرو وَابْن كثير على عَليّ بن قَاسم الخليلي بهَا وَقَرَأَ على أَبِيه وعَلى عبيد التَّمِيمِي وبالقدس على الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي الحَدِيث وَغَيره وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ فلازم الديمي فِي البُخَارِيّ وَغَيره وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْبكْرِيّ وَحسن الْأَعْرَج وَابْن قَاسم وَعنهُ أَخذ فِي حلّه ألفية النَّحْو وَفِي الصّرْف وَغَيرهمَا فِي آخَرين وَسمع مني المسلسل وَقَرَأَ على غير ذَلِك، وسافر لمَكَّة فِي الْبَحْر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فدام بهَا حَتَّى رَجَعَ مَعَ الغزاوي فِي موسم سنة أَربع وَتِسْعين وَفِي غُضُون ذَلِك أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ نَحْو نصف سنة وَقَرَأَ هُنَاكَ على ابْن قريبَة، ثمَّ لَازم الْبُرْهَان النعماني فِي مصر وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء، وَأخذ كتابي إِلَى رَئِيس الْمنزلَة وَغَيره فَقَرَأَ هُنَاكَ فِي البُخَارِيّ بِقصد الاسترزاق لمزيد

فقره وَحَاجته وَهُوَ أصيل سَاكن لَهُ نظم مدح بِهِ أَبَا السُّعُود بن ظهيرة قَاضِي مَكَّة وَغَيره وَقَالَ بحضرتي من ذَلِك أَشْيَاء. 569 - مَحْمُود بن عمر بن مَحْمُود بن إِيمَان الشّرف الْأَنْطَاكِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ. / هَكَذَا سَمَّاهُ الْحَافِظ بن مُوسَى والعيني والنجم بن فَهد فِي مُعْجم أَبِيه وَآخَرُونَ وَسَماهُ شَيخنَا مسعودا وَالْأول أصح فَكَذَلِك هُوَ فِي تَارِيخ ابْن خطيب الناصرية، قدم من بَلَده إِلَى حلب ثمَّ إِلَى دمشق فَسمع بهَا من ابْن كثير وَالصَّلَاح الصَّفَدِي وَغَيرهمَا وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الصَّدْر بن مَنْصُور ولازمه وعَلى الشهَاب أبي الْعَبَّاس العنابي كتب ابْن ملك وَغَيرهَا من كتب الْأَدَب وَحصل الْعَرَبيَّة على طَريقَة ابْن الْحَاجِب إِلَى غَيرهَا من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وتصدى لإقراء النَّحْو بِجَامِع بني أُميَّة من سنة بضع وَسِتِّينَ حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ لفقره يَأْخُذ الْأُجْرَة على التَّعْلِيم بل تعانى الشَّهَادَة فَلم يكن بالمحمود فِيهَا مَعَ تواضعه ولطافته وَحسن نوادره وجودة نظمه وإنشائه. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه أَنه تقدم فِي الْعَرَبيَّة وفَاق فِي حسن التَّعْلِيم حَتَّى كَانَ يشارط عَلَيْهِ إِلَى أمد مَعْلُوم بمبلغ مَعْلُوم قَالَ وَكَانَ مزاحا قَلِيل التصون. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس شعْبَان سنة خمس عشرَة وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَمِمَّنْ لقِيه الْجمال بن مُوسَى المراكشي فَأخذ عَنهُ هُوَ والموفق الأبي وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية فِي تَارِيخه كَانَ عَالما بالنحو انْتهى علمه إِلَيْهِ فِي وقته إِلَّا انه كَانَ منبوزا بقلة الدّين. 570 - مَحْمُود بن عمر بن مَنْصُور أفضل الدّين أَبُو الْفضل بن السراج القرمي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بلقبه. / نَشأ بِالْقَاهِرَةِ فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل فِي الْفِقْه على قَارِئ الْهِدَايَة والنظام السيرامي والتفهني وَغَيرهم وَقَرَأَ على الْبِسَاطِيّ فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَغَيرهَا وَكَذَا لَازم الْعِزّ بن جمَاعَة ثمَّ الْعَلَاء البُخَارِيّ وَكَانَ عِنْده حِين مَجِيء الْبُرْهَان الأدكاوي إِلَيْهِ وإجلاله الزَّائِد لَهُ بِحَيْثُ اقْتضى سُؤال بَعضهم لَهُ فِي تَقْرِير درسهم فَفعل فِي حِكَايَة طَوِيلَة، بل قَرَأَ على شَيخنَا فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ ورافقه فِيهِ الشمني وَغَيره وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والواسطي وبرع واقرأ بعض الطّلبَة وناب فِي الْقَضَاء وَصَارَ ذَا خبْرَة بِالْأَحْكَامِ فقصد بهَا وَرغب فِي الدَّرَاهِم ودام فِيهِ زِيَادَة على ثَلَاثِينَ سنة واختص بالبدر الْعَيْنِيّ بِحَيْثُ قَرَّرَهُ خطيب مدرسته وَمَعَ ذَلِك فناب فِي الْحِسْبَة عَن يار على الْخُرَاسَانِي المستقر عوض مخدومه وَلم يلبث أَن أُعِيد الْبَدْر غليها فَلم يستنبه قصاصا وانتقاما، وَقد حج غير مرّة وجاور بِأخرَة وَأخذ عَنهُ هُنَاكَ بعض الطّلبَة. وَرجع وَهُوَ فِيمَا بَلغنِي مقلع عَن الْقَضَاء فَمَاتَ فِي رُجُوعه فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سَابِع عشرَة ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ بالقاع

الْكَبِير وَحمل إِلَى بدر فَدفن بهَا وَهُوَ فِي عشر السّبْعين، وَكنت مِمَّن اجْتمع بِهِ غير مرّة وَسمعت من فَوَائده بل عرضت عَلَيْهِ فِي الصغر بعض المحافيظ وَكَانَ ذَا فضل ومشاركة مَعَ أدب وحشمة، وَله ذكر فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين من أنباء شَيخنَا رَحمَه الله وإيانا. 571 - مَحْمُود بن أبي الْفَتْح الْجمال الشروستاني الشَّافِعِي / رَئِيس الْمُفْتِينَ فِي عصره والماهر فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع بقطره أَخذ الْحَاوِي قِرَاءَة عَن نوح بن مُحَمَّد السمناني وَاخْتِيَار الدّين لُقْمَان منفردين بقراءتهما لَهُ على الْجمال مُحَمَّد ابْن الْمُؤلف بقرَاءَته لَهُ على أَبِيه وَكَذَا أَخذ شَرحه للقونوي عَن أَصْحَاب مُؤَلفه ومنهاج الْأُصُول مَعَ شَرحه للأسنوي عَن النُّور أبي الْفتُوح الطاووسي عَن وَالِده أبي الْخَيْر بقرَاءَته للمنهاج فِيمَا زعم على مُؤَلفه أَخذ عَنهُ الْكتب الْمَذْكُورَة الطاووسي واذن لَهُ فِي الإقراء والإفتاء وَذَلِكَ ي سنة تسع وَكَذَا أَخذ عَنهُ وَالِده وَابْن خَاله لطف الله وَآخَرُونَ. 572 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن أَحْمد الْبَدْر بن الشَّمْس الأقصرائي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْأمين يحيى الْآتِي. / ولد سنة بضع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وتفقه واشتغل كثيرا وَمهر ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة وَغَيره من الْأَئِمَّة ودرس بالإيتمشية ثمَّ اتَّصل بالمؤيد فَعظم قدره سِيمَا وَقد أَقرَأ وَلَده إِبْرَهِيمُ فِي الْفِقْه وَقَررهُ فِي تدريس الْكَشَّاف بمدرسته وَكَذَا فِي أسماع الطَّحَاوِيّ) وازدادت مَنْزِلَته عِنْد الظَّاهِر ططر، وَحج فِي سنة خمس عشرَة وَمَعَهُ أَخُوهُ ثمَّ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين ولقيه الْعَفِيف الجرهي أَيَّام الْحَج وَأوردهُ فِي مشيخته وَقَالَ أَنه أجَاز لَهُ وَرجع فَلم يلبث أَن اعتل بالقولنج الصفراوي فِي اوائل شَوَّال من الَّتِي بعْدهَا فتمادى بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس الْمحرم سنة خمس وَعشْرين وَلم يبلغ الثَّلَاثِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب الْوَزير وَدفن بتربة وَالِده بالصحراء رَحمَه الله وإيانا. وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة بارعا ذكيا مشاركا فِي فنون حسن المحاضرة والود كثير الْبشر مقربا عِنْد الْمُلُوك فَمن دونهم قَائِما بِقَضَاء حوائج من يَقْصِدهُ كثير الْعقل والتؤدة جم المحاسن درس وافتى وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَخُوهُ وَغَيره وَتردد النَّاس لبابه وتحدثوا برقيه إِلَى العلياء فَلم يُمْهل بل عوجل بالوفاة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار. 573 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن مَحْمُود بن عبد الحميد بن هِلَال الدولة وَيُسمى عمر بن مُنِير الْحَارِثِيّ الدِّمَشْقِي موقع الدست بهَا وَيعرف بِابْن هِلَال الدولة. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه أَخذ عَن الصّلاح الصَّفَدِي وَبِه تخرج وَغَيره وَسمع من إِبْرَهِيمُ بن الشهَاب مَحْمُود، وَأَجَازَ لَهُ زَيْنَب ابْنة الْكَمَال. وَكَانَ كَاتبا مجودا ناظما ناثرا وَلم يكن ماهرا مَعَ شهرته بالخفة والرقاعة والضنة بِنَفسِهِ وَلَكِن كَانَ ابْن الشَّهِيد يعْتَمد

عَلَيْهِ. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فَجْأَة فِي سنة خمس وَله فَوق السِّتين فَإِن مولده سنة ثَلَاثِينَ أَو إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وعنوان نظمه أَن بعض الرؤساء أعطَاهُ فرجية خضراء فأنشده: (مدحت إِمَام الْعَصْر صدقا حَقه ... وَمَا جِئْت فِيمَا قلت بدعا وَلَا نكرا) (تبِعت أَبَا ذَر بمصداق لهجتي ... فَمن أجل هَذَا قد أظلتني الخضرا) وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِحَذْف مَحْمُود من نسبه وَلم يترجمه المقريزي فِي عقوده فِي ابْن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود وَقَالَ إِنَّه قدم الْقَاهِرَة فِي الْفِتْنَة وَكتب بهَا فِي الْإِنْشَاء حَتَّى مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة وروى عَن مُحَمَّد بن سلمَان الصَّالِحِي عَنهُ الشّعْر السَّابِق. 574 - مَحْمُود شاه بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مظفر نَاصِر الدّين أَبُو الْفَتْح بن غياث الدّين الدلي الأَصْل الأحمد أبادي المولد. / ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين تَقْرِيبًا أسلم جد جده مظفر على يَدي مُحَمَّد شاه صَاحب دُلي وَكَانَ عَاملا لَهُ على فتن من كجرات فَلَمَّا وَقعت الْفِتَن فِي مملكة دُلي وتقسمت الْبِلَاد كَانَ الَّذِي خص مظفر أكجرات ثمَّ وثب عَلَيْهِ ابْنه وسجنه وَاسْتقر عوضه وَلم يلبث أَن استفحل أَمر الْأَب بِحَيْثُ قتل وَلَده ثمَّ بعد سِنِين انتصر أَحْمد لِأَبِيهِ وَقتل) جده وَاسْتقر فِي كجرات وَخَلفه ابْنه غياث الدّين ثمَّ ابْنه قطب الدّين ثمَّ أَخُوهُ دَاوُد فَلم يمْكث سوى أَيَّام وخلع وَاسْتقر أخوهم مَحْمُود شاه صَاحب التَّرْجَمَة وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ حِين كَانَ ابْن خمس عشرَة سنة ودام فِي المملكة إِلَى الْآن وَأخذ من الْكفَّار قلعة الشابانية فابتناها مَدِينَة وسماها مُحَمَّد أباد وَمن جملَة ممالكه كنباية وَقد أُشير لبَعض مَا ذكر فِي أَحْمد أباد من الْأَنْسَاب. 575 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن زين الدّين الموسوي الرضوي الخوافي / مِمَّن عرض عَلَيْهِ الْمُحب بن أبي السعادات بن ظهيرة فِي سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ. 576 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد الخواجا الْكَمَال الكيلاني أَخُو الشهَاب أَحْمد قاوان الْمَاضِي وَيُقَال لَهُ ملك التُّجَّار. / ولد فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا واشتغل على أَخِيه والحلاج وَغَيرهمَا وشارك فِي الْجُمْلَة وَلَقي شَيخنَا بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَأخذ عَنهُ مجَالِس من البخارى وتناوله مِنْهُ وَكَذَا سمع من الزين الزَّرْكَشِيّ فِي صَحِيح مُسلم وَلَقي بِالشَّام أَيْضا بعض الْأَئِمَّة واختص بِصَاحِب كلبرجة وَغَيرهَا همياون شاه بن أَحْمد شاه فَرَأى من مزِيد تَدْبيره ووفور عقله مَا ملك بِهِ لبه فَوجه إِلَيْهِ قَصده ورقاه إِلَى أَن جعله ملك التُّجَّار ثمَّ رقاه حَتَّى دعِي بخواجا جهان ثمَّ لما أشرف على الْمَوْت أوصاه بأولاده فاستولى على المملكة وَقرر وَلَده نظام شاه وَلم يستكمل خمس عشرَة سنة فَلم يلبث أَن مَاتَ فقرر أَخَاهُ مُحَمَّد شاه وَهُوَ ابْن سبع سِنِين وساس الخواجا

الْأُمُور وَقَامَ بهَا أتم قيام وَثَبت قَوَاعِد مَمْلَكَته وَأدْخل فِيهَا أَمَاكِن لم تكن مُضَافَة إِلَيْهَا، وَلكنه استبد بِالتَّصَرُّفِ وَحجر عَلَيْهِ وَمنعه من تعَاطِي الرذائل فَضَاقَ ذرعا بذلك وأعمل الْحِيلَة فِي إعدامه بممالأة بعض من حسده وَقدر أَن السُّلْطَان توجه إِلَى بَلَده نرستك غازيا وصحبته الخواجا فَانْقَطع عَن الِاجْتِمَاع بِهِ نَحْو سَبْعَة عشرَة يَوْمًا لاشتغال السُّلْطَان بلهوه فوشى أعداؤه بِهِ إِلَيْهِ بِمَا غير خاطره مِنْهُ، وَأرْسل بعض خَواص السُّلْطَان من الوزراء إِلَى الخواجا افتياتا على لِسَان السُّلْطَان بِالسَّلَامِ عَلَيْهِ وعتبه فِي التَّخَلُّف عَن حُضُوره إِلَيْهِ هَذِه الْمدَّة وَأَنه بلغه أَن عَسْكَر نرستك عزم على كبس عسكره اللَّيْلَة فَيَنْبَغِي التأهب والاستعداد لذَلِك فَظن صِحَة هَذَا الْخَبَر وصدروه عَن السُّلْطَان فاستعد وَلبس السِّلَاح وَكَانَ على مُقَدّمَة الْعَسْكَر وَلما تمّ لَهُم هَذَا أعلمُوا السُّلْطَان بِأَن الخواجا ألبس عسكره بِقصد الْوُثُوب عَلَيْك ليقتلك وَإِن شَككت فَأرْسل من يستعلمه لَك فَفعل فَرَأى تِلْكَ الْهَيْئَة وتمت المكيدة فملا كَانَ من الْغَد استدعاه السُّلْطَان فِي) حَال سكره فَحَضَرَ إِلَيْهِ فَكَلمهُ على عَادَته وَمَا كَانَ بأسرع من وثوب عبد حبشِي من عبيده فَضَربهُ بِالسَّيْفِ على كتفه وَكرر عَلَيْهِ حَتَّى قَتله صبرا وَذَلِكَ فِي سادس صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ثمَّ استدعي بِغُلَام الخواجا أسعد خَان وَكَانَ قد حضر مَعَه وَلكنه لم يدْخل فَلَمَّا دخل قتل أَيْضا وارتجت الممالك لذَلِك وَجَاء الْخَبَر لمَكَّة وَأَنا بهَا فَعمل عزاؤه وَعظم الأسف على فَقده فقد كَانَ جوادا مفضالا كثير الْإِمْدَاد للواردين وعلماء غَالب الأقطار بِحَيْثُ كَاد انْفِرَاده بالمزيد من ذَلِك وَقصد لأَجله وَأمره يزِيد على الْوَصْف وَلم يلبث السُّلْطَان الْمشَار إِلَيْهِ أَن قتل فِي صفر من الَّتِي تَلِيهَا وَزَالَ ذَاك النظام وَكثر الْكَلَام وَورد أكبر أَوْلَاده وَهُوَ الخواجا على الْقَاهِرَة مَعَ الركب فِي سنة تسعين فَأكْرم السُّلْطَان مورده وَقبل هديته وَاسْتمرّ حَتَّى سَافر فِي جُمَادَى الأولى مِنْهَا وَذكر بتعاظم زَائِد وتكبر كَبِير مَعَ اندلاق أَرْبَاب الدولة فَمن دونهم على بَابه، وَمَا انْشَرَحَ الخاطر للاجتماع بِهِ مَعَ مزِيد حبي فِي ابْن عَمه رَحمَه الله. 577 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد الزين الْقَارِي نِسْبَة لقارا وَيعرف بِابْن الأقسماري. / لقِيه نَاصِر الدّين بن زُرَيْق بِجَامِع بَلَده قارا فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة من الصّلاح بن أبي عمر وَكَذَا أَخذ عَنهُ النَّجْم بن فَهد وَذكره فِي مُعْجم أَبِيه مُجَردا. 578 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الله نجم الدّين الْمَدْعُو زَائِدا لِكَثْرَة مَا كَانَ لِأَبَوَيْهِ من الْأَبْنَاء ابْن الشَّمْس القلهاتي من أَعمال هرموز الْحِجَازِي الشَّافِعِي. / ولد فِي أَيَّام منى بهَا سنة ثَمَان وَخمسين وَكَانَ أَبوهُ صَالحا

تِلَاوَة وَعبادَة وورعا مِمَّن اشْتغل بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا وقطن مَكَّة وَذكر بالفضيلة وَحسن الْخط مِمَّن يكْتب بِالْأُجْرَةِ مَعَ تعانيه السّفر للتكسب حَتَّى مَاتَ بمندوة فِي مستهل رَجَب سنة سبع وَثَمَانِينَ وَقد زاحم الثَّمَانِينَ ممتعا بحواسه. وَقَرَأَ زَائِد فِي الْمِنْهَاج وَغَيره وَحضر دروس القَاضِي وَغَيره وَلَكِن لم يتَوَجَّه لغير التكسب بِالشَّهَادَةِ بِبَاب السَّلَام بِحَيْثُ صَار من أَعْيَان القائمين بهَا وَقصد فِيهَا. وَهُوَ مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة. 579 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن حسن الْبَدْر أَبُو الثَّنَاء الشاذلي الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. 580 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن صفي بن مُحَمَّد التَّاج أَبُو عبد الله الوراقي الذهلي الْحَنَفِيّ الْمَدْعُو خواجه بره. / كَانَ فَقِيها عَارِفًا محققا مدققا فِي مذْهبه ذَا يَد طولى فِي الْفُرُوع وَالْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والنحو وَغَيرهَا كل ذَلِك مَعَ الصّلاح والتخلي لِلْعِبَادَةِ والتدريس قدم) زبيد قَاصِدا الْحَج فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة فَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة من فُقَهَاء الْحَنَفِيَّة بهَا وَاجْتمعَ بمشايخ الصُّوفِيَّة وَكَانَ كثير الْبَحْث مَعَهم وَألف فِي النَّحْو كتابا سَمَّاهُ المقتصد وأهداه للسُّلْطَان فأثابه عَلَيْهِ خَمْسمِائَة دِينَار وَكَذَا ألف فِي رُجُوعه بهَا أَيْضا فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا تحفة السلاطين فِي الْغَزْو وَالْجهَاد وأهداه إِلَى السُّلْطَان أَيْضا فأثابه عَلَيْهِ كَذَلِك ذكره الخزرجي وكتبته هُنَا بِالظَّنِّ الْقوي. 581 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد الله الْبَدْر العنتابي الْحَنَفِيّ الْوَاعِظ. / أَخذ فِي بِلَاد الرّوم عَن الْمُوفق وَالْجمال الأقصرائيين ثمَّ قدم عنتاب فَنزل بِجَامِع مُؤمن مُدَّة يذكر النَّاس فَكَانَ يحصل لَهُم فِي مَجْلِسه رقة وخشوع وبكاء بِحَيْثُ تَابَ على يَده جمَاعَة، ثمَّ توجه إِلَى الْقُدس زَائِرًا فَأَقَامَ مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب فوعظ بجامعها الْعَتِيق. قَالَ الْبَدْر الْعَيْنِيّ أخذت عَنهُ فِي سنة ثَمَانِينَ تصريف الْعزي والفرائض السِّرَاجِيَّة وَغَيرهمَا وَذكره فِيمَن مَاتَ سنة خمس وَتَبعهُ شَيخنَا فِي إنبائه ثمَّ نقل عَن الْعَيْنِيّ أَنه قَالَ ذكرته فِيهَا تبركا وَإِلَّا فقد مَاتَ قبلهَا بِكَثِير كَمَا تقدم. قلت وَهَذَا من الْبَدْر عَجِيب. 582 - مَحْمُود نب مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن وجيه بن مخلوف الصَّدْر بن القطب الششيني الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن قطب. / ولد فِي إِحْدَى الجمادين سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بالمحلة وانتقل مِنْهَا وَهُوَ ابْن شهر مَعَ أمه إِلَى الْقَاهِرَة فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن عِنْد فقيهنا الشَّمْس السعودي وَنصف التَّنْبِيه وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت ميدان الْقَمْح وَغَيره وانتمى للولوي بن قَاسم نديم الْأَشْرَف لكَونه كَانَ زوجا لأخت الصَّدْر هَذَا بل وَتزَوج الصَّدْر أُخْت زَوجته الثَّانِيَة وَهِي ابْنة الشَّمْس السمنودي أخي الشَّيْخ عمر الشهير. وَآخر مَا حج مَعَ الرجبية

رَفِيقًا لِابْنِهِ وسبطه الشهَاب الشيشيني الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي، وَأول حجاته صُحْبَة وَالِده سنة خمس وتكررت مجاورته بَينهمَا وَبَعضهَا فِي ظلّ ابْن قَاسم وتكسب أَيْضا هُنَاكَ بِالشَّهَادَةِ وَدخل مَعَه الشَّام وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَرَأى فِي أَيَّامه عزا وتضعضع حَاله فِي آخر الْوَقْت وَصَارَ لقدمه يشْهد على الخطوط وَلكنه لم يذكر عَنهُ فِي ذَلِك إِلَّا الْخَيْر سوى أَنه لَا يُؤَدِّي حَتَّى يَأْخُذ دِينَارا غَالِبا وَكتب بِخَطِّهِ التَّرْغِيب وَغَيره وَهُوَ مِمَّن اجْتمع بقريبه النُّور الهوريني وبفخر الدّين عُثْمَان الشيشيني عَم وَالِده وَلَا أستبعد سَمَاعه من أَولهمَا بل هُوَ مُحْتَمل فِي الثَّانِي أَيْضا وَكَثُرت مجالستين مَعَه بِمَكَّة والقاهرة واستفدت مِنْهُ فَوَائِد نثرية فِي تراجم) جمَاعَة مِمَّن رَآهُمْ وخالطهم وَلم يكن بَعيدا عَن الضَّبْط بل كتبت عِنْده مَا أنْشدهُ إِيَّاه الصَّدْر سُلَيْمَان الأبشيطي حِين جُلُوسه قَاضِيا بِمَجْلِس الميدان لنَفسِهِ مَا نظمه فِي سُقُوط الْفِيل مَرْزُوق بالقنطرة بالبحمون قَرِيبا من قنطرة الْفَخر حَسْبَمَا أوردته فِي المعجم. وَلم يزل على فاقته حَتَّى مَاتَ بعد تعلله أشهرا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع ربيع الأول سنة ثَمَان وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن عِنْد أَبِيه وأخيه فِي لحدهما من حوش البيبرسية رَحمَه الله. 583 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن قطب رَسُول صَاحب كلبرجة. / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاثِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 584 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أَحْمد الشّرف أَو الزين ابْن التَّاجِر الشَّمْس الجيلاني الفومني الأَصْل البحري الرابغي ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ. / شَاب فهم أَخذ عني دروسا من شرحي لألفية الحَدِيث والتقريب وكتبهما بِخَطِّهِ وَسمع على الشَّمَائِل وَالنّصف الأول من البُخَارِيّ وَغير ذَلِك وَكَانَ سمع عَليّ فِي أَوَاخِر سنة سبع وَثَمَانِينَ القَوْل البديع إِلَّا من أَوله إِلَى القَوْل فِي حكمهَا ثَالِثهَا، وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة وَهُوَ من ملازمي قَاضِي الْحَنَابِلَة هُنَاكَ وَغَيره من الْفُضَلَاء. وَقد سَافر لمصر فِي التِّجَارَة ودام بهَا نَحْو سنتَيْن وَكَانَ يحضر عِنْد قَاضِي الْحَنَابِلَة وَأثْنى عَلَيْهِ. مَحْمُود بن مُحَمَّد الْبَدْر الأقصرائي. / فِيمَن جده إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد. 585 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن خَلِيل الْمُحب بن الشَّمْس بن أجا الْحلَبِي / الْمَاضِي أَبوهُ. 586 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن مُحَمَّد النُّور بن الشَّمْس بن الْبَدْر الْحِمصِي الشَّافِعِي الْوَاعِظ الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف كهما بِابْن العصياتي. / ولد فِي ثَالِث عشرى ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث واربعين وَثَمَانمِائَة بحمص وَنَشَأ بهَا فحفظ محافيظ أَبِيه إِلَّا الْمُغنِي وَهِي الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية الحَدِيث والنحو وَأخذ عَن أَبِيه وبدمشق عَنَّا لبدر بن قَاضِي شُهْبَة والزين خطاب والنجم بن

قَاضِي عجلون وَسمع على ابْن الصَّدْر قَاضِي طرابلس قِطْعَة من البُخَارِيّ وَزعم أَن لَهُ إجَازَة من الْبُرْهَان الْحلَبِي وَشَيخنَا وَغَيرهمَا، وتحول إِلَى بَيت الْمُقَدّس فقطنه وَأخذ فِيهِ عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف وَعقد الْوَعْظ فابتدأ من أول تَفْسِير الْقُرْآن إِلَى سُورَة النَّمْل وَقَرَأَ البُخَارِيّ فِي رَمَضَان من كل سنة، وَفِي غُضُون إِقَامَته بِهِ دخل الْقَاهِرَة فِي بعض ضروراته وَقَررهُ الشَّمْس بن الزَّمن فِي مشيخة تدريسه تصوفا ودرسا مَعَ إِعَادَة) بالصلاحية، ولقيته بِمَكَّة فِي سنة تسع وَتِسْعين وَقد قدمهَا مَعَ الركب من الَّتِي قبلهَا وَعقد بهَا الْمجْلس للتذكير أَيْضا فَشكر ثمَّ بَلغنِي عَنهُ أَشْيَاء أنْكرت عَلَيْهِ وَسَأَلَ هُوَ عَن اشْتِرَاط النِّيَّة للثَّواب الْمُتَرَتب على رُؤْيَة الْكَعْبَة فوافقته وَعَن الْمَنْع من دُخُول الْبَيْت للمتلبس بالنسك فأنكرته. وَقد حضر عِنْدِي بعض الدُّرُوس وَأخذ القَوْل البديع فَكَتبهُ واستجازني لنَفسِهِ ولبنيه، وَحكى لي أَن وَالِده حكى لَهُ عَن جده لأمه الشَّمْس السُّبْكِيّ أَنه حصل لَهُ قبل مَوته ضَرَر فِي عَيْنَيْهِ وَأَنه حج فاتفق أَنه عثر فِي شخص فَقَالَ لَهُ أَنْت أعمى قَالَ نعم قَالَ فَاذْهَبْ إِلَى الْمُلْتَزم واسأل الهل فِي رد بَصرك تجب وَأَنه فعل وَلما فرغ وَأَرَادَ الِانْصِرَاف وتهيأ ليقوم أَصَابَهُ جِدَار الْبَيْت أَو عتبَة الْبَاب فَنزل الدَّم وَأبْصر، وتكرر قدومه الْقَاهِرَة فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده، واشتغل وتميز بذكائه ولطف عشرته وَولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بحلب بعد ابْن الحلاوي ببذل كثير وَطلب للقاهرة فاعتنى بِهِ قانصوه الشَّامي بِحَيْثُ تَأَخّر الطّلب عَنهُ وَرجع صحبته فِي أثْنَاء سنة أَربع وَتِسْعين. وَنعم الرجل فَهُوَ الْآن أشبه قُضَاة حلب فِيهِ رياسة وحشمة وفضيلة. 587 - مَحْمُود بن مُحَمَّد الْهِنْدِيّ الأحمد أبادي الْمُقْرِئ الْحَنَفِيّ. / مِمَّن انْتفع بِهِ الْفُضَلَاء كراجح الْمَاضِي. وَكَانَت وَفَاته سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَن نَحْو ثَلَاثِينَ سنة. 588 - مَحْمُود بن مَحْمُود بن عَليّ الحسني الْحُسَيْنِي العباسي الْأَصْفَهَانِي الْكرْمَانِي وَيعرف بماشاده. / ورد عَليّ وَأَنا بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ استدعاء طلب فِيهِ الْإِجَازَة لَهُ ولولديه ولبني أَخِيه ولجماعة من أَصْحَابه فَكتبت لَهُ بِمَا أوردت بعضه فِي الْكَبِير. 589 - مَحْمُود بن مصطفى الْجمال التركماني القرماني ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. اسْتَقر بعده فِي مشيخة تربة قجا خَارج بَاب الْوَزير وتلقاها بعد مَوته الْأمين الأقصرائي وَكَذَا اسْتَقر بعد أَبِيه فيت دريس الْأَمِير بلاط السيفي الجاي. 590 - مَحْمُود بن مغيث الخلجي / صَاحب مندوة من الْهِنْد والمدرسة الَّتِي أَنْشَأَهَا بِمَكَّة عِنْد بَاب أم هَانِئ بل تعرف بدارها وَقرر فِي مشيخة التدريس والْحَدِيث بهَا إِمَام الْحَنَفِيَّة الشَّمْس البُخَارِيّ. وَمَات سنة بضع وَسبعين فاستقر بعده فِي

السلطنة ابْنه غياث الدّين ويذاكر أَبوهُ بِصَدقَة وإكرام للوافدين عَلَيْهِ وَكَانَت لَهُ دشيشة هائلة بِمَكَّة فَانْقَطَعت بعد مَوته وَيُقَال أَن أَبَاهُ كَانَ وزيرا. 591 - مَحْمُود بن هرون بن عبد السَّلَام بن سهلان التقي بن روح الدّين بن الْأمين الخنجي. /) قَالَ الطاووسي صحبته واستفدت مِنْهُ وَأَجَازَ لي فِي سنة ثَمَان عشرَة وَوَصفه بشيخ الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين بَقِيَّة الْأَوْلِيَاء العاملين وجده بشيخ الْإِسْلَام صَاحب الكرامات الظَّاهِرَة. 592 - مَحْمُود بن يُوسُف بن مَسْعُود الْكَمَال العجمي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد أَحْمد وَأُخْته الشاعرة وَيعرف بِابْن شيرين / بِمُعْجَمَة مَكْسُورَة وآخرة نون. حفظ الْقُرْآن وَالْمجْمَع والمنار وألفية النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة وَبعد عرضه كَانَ مِمَّن نزله الْمُؤَيد فِي مدرسته حِين حَضرته لذَلِك بعد اختباره وسرده من كِتَابه الْمجمع مَا اقْتضى لَهُ تَنْزِيله واشتغل عِنْد قاري الْهِدَايَة وَحضر دروس الشَّمْس بن الديري وَولده وَسمع الْيَسِير. وَهُوَ مِمَّن كتبه صاحبنا ابْن فَهد فِي استدعائه المؤرخ برجب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَجَازَ لَهُ فِيهِ خلق، وَجلسَ عِنْد زوج لأمه بحانوت الجورة شَاهدا وَكَذَا فِي غَيره وتميز فِي الْفَضِيلَة وبرع فِي الصِّنَاعَة وناب عَن السعد بن الديري فَمن بعده بالجورة وَغَيرهَا وَكَانَ مَعَ شيخوخته وَقدمه يزاحم الرُّسُل وَرُبمَا يسْتَأْجر بَعضهم على قدر معِين ثمَّ يكون هُوَ الْمُقَرّر لحصتهم مَعَ الأخصام. وَقد ابتنى ملكا بالحبالين وَلم يحصل على طائل. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسبعين عَن بضع وَسبعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ، وَمِمَّنْ تدرب بِهِ المحيوي عبد الْقَادِر بن مظفر ففاق أَصله وَبَلغنِي أَن شيرين الْمَنْسُوب إِلَيْهِ هُوَ شيخ الخانقاه البيبرسية المتوفي كَمَا على لوح قَبره فِي لَيْلَة الْأَحَد سادس عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وَسَماهُ مُحَمَّدًا، وَكَذَا أرخه المقريزي وَقَالَ أَنه اسْتَقر بعده فِي المشيخة النَّجْم الْمَلْطِي فَلم يلبث أَن مَاتَ يَعْنِي فِي ذِي الْقعدَة من السّنة وَكَانَ حنفيا وَكَذَا فِيمَا أَظن شيرين وَلَكِن قَرَأت فِي ذيل العبر للعراقي فِي السّنة وَالشَّيْخ الإِمَام الشّرف الوَاسِطِيّ شيخ الخانقاه الركنية بيبرس وَكَانَ لَهُ نظم حسن سَمِعت مِنْهُ وَيحْتَاج إِلَى النّظر فِي التئام هَذَا مَعَ مَا قبله وَاحْتِمَال كَونه أحد اللَّذين قبله بعيد وَكَذَا يبعد إِرَادَة الرِّبَاط بالبيبرسية من هَذِه الْعبارَة. 593 - مَحْمُود بن يُوسُف الْجمال الرُّومِي الْحَنَفِيّ. / صاهر خير الدّين الشنشي على ابْنَته فَاطِمَة ابْنة فَاطِمَة ابْنة أبي هُرَيْرَة بن النقاش فأولدها ابْنه أكمل الدّين مُحَمَّدًا. 594 - مَحْمُود بن بهاء الدّين الكيلاني وَيعرف بخواجا سُلْطَان. / مَاتَ فِي مستهل رَجَب سنة خمس وَخمسين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 595 - مَحْمُود الزين بن الدويك / أحد رُؤُوس مباشري حرم الْقُدس. ذكر

عِنْدِي بالديانة وإجادة) الْفَرَائِض والحساب وَحسن الشكالة وَعظم اللِّحْيَة. مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَقد جَازَ السِّتين. 596 - مَحْمُود الشّرف الطرابلسي / خطيبها. مِمَّن قتل حِين خرج النَّائِب على رَعيته فِي طرابلس سنة اثْنَتَيْنِ. 597 - مَحْمُود الشَّمْس التمجاني بتاء مثناة ثمَّ مِيم ثمَّ جِيم وَآخره نون العجمي / التَّاجِر بِمَكَّة. مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة السبت مستهل جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ رَحمَه الله. 598 - مَحْمُود ملاصفي الدّين الشِّيرَازِيّ النَّحْوِيّ الشَّافِعِي تلميذ غياث الدّين / الَّذِي كَانَ يُقَال لَهُ هُنَاكَ سِيبَوَيْهٍ الثَّانِي وَلذَا قيل لهَذَا التلميذ سِيبَوَيْهٍ الثَّالِث، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل نب حسن الصفوي الْمَاضِي وترجمه لي وَأَنه حَيّ فِي سنة أَربع وَتِسْعين. 599 - مَحْمُود خَان الطقتمشي المغلي من ذُرِّيَّة جنكز خَان. / كَانَت السلطنة باسمه وَهُوَ مَعَ اللنك لَيْسَ لَهُ من الْأَمر شَيْء وَحضر مَعَه قتال الشَّام وَغَيرهَا وَلما رجعُوا مَاتَ فِي سنة خمس قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَابْن خطيب الناصرية. مُخْتَصّ الطواشي. 600 - مخدم بن عقبل بن وبير بن نخبار / أَمِير الينبوع وَليهَا بعد معزى وَقتل فِي صفر سنة تسع وَخمسين وَاسْتقر بعده فِي الأمرة هجان بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الضويمر. 601 - مخدوم بن برهَان الدّين الْهِنْدِيّ الأحمد أبادي الْحَنَفِيّ. / مِمَّن أَقرَأ الطّلبَة وَأخذ عَنهُ فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان رَاجِح الْمَاضِي وَقَالَ إِنَّه كَانَ فَاضلا. مَاتَ فِي سنة تسعين عَن نَحْو الْأَرْبَعين وَإنَّهُ جلس مَحل دَفنه وَكَانَ بَيته وَمحل إقرائه فَإِنَّهُ عمله مدرسة. 602 - مُدْلِج بن عَليّ بن مُحَمَّد نعير بن حيار بن مهنا / أَمِير الْعَرَب، وَليهَا بعد أَخِيه عذرا. وَقتل فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ عَن بضع وَعشْرين سنة وَدفن بشمالي جبرين. ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا ولخصه شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: أَمِير آل فضل وَكَانَ ولي إمرة الْعَرَب بعد أَخِيه وَدخل فِي الطَّاعَة ثمَّ وَقع بَينه وَبَين ابْن عَمه قرقماس قَاتل أَخِيه غدرا الْوَقْعَة الْمَذْكُورَة فِي الْحَوَادِث وَقتل هَذَا. 603 - مَدين بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن يُونُس الْحِمْيَرِي المغربي ثمَّ الأشموني القاهري الْمَالِكِي وَالِد أبي السُّعُود الْآتِي. / أَصله من الْمغرب من بَيت كَبِير مَعْرُوف بالصلاح وَالْعلم فانتقل جد وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة وَسكن أشموم جريس بالغربية وغالب أَهلهَا إِذْ ذَاك نَصَارَى وَبهَا عدَّة كنائس فولد لَهُ ابْنه مُحَمَّد فَنَشَأَ على طَريقَة حَسَنَة واجتهد فِي هدم تِلْكَ) الْكَنَائِس وَبنى بهَا زَاوِيَة

استوطنها الْمُسلمُونَ حَتَّى كَانَ مولد صَاحب التَّرْجَمَة بهَا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا فحفظ الْقُرْآن ومختصر الشَّيْخ خَلِيل وَأخذ الْفِقْه عَن الْجمال الأقفهسي والبساطي وَحضر مواعيد السراج البُلْقِينِيّ وتسلك بِأبي الْعَبَّاس الزَّاهِد وانتفع بهديه وإرشاده بعد أَن اجْتمع بِجَمَاعَة وخدمهم فَمَا أثر، ولازم التَّقْوَى وَالذكر والانجماع على الطَّاعَة إِلَى أَن ترقى وأشير إِلَيْهِ فِي حَيَاة شَيْخه بل كَانَ شَيْخه يجله ويعتمد عَلَيْهِ وَبعد وَفَاته بِمدَّة صَار يجلس فِي جَامِعَة بالمقسم ثمَّ انْتقل لزاوية صَاحبه عبد الرَّحْمَن بن بكتمر الْمَاضِي بِالْقربِ من جَامع شيخهما الْمَذْكُور إِلَى أَن بنيت لَهُ بجوارها زَاوِيَة هائلة فِي الْحسن والنظارة قل أَن يَبْنِي شيخ أَو عَالم نظيرها وأقيمت بهَا الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وَحِينَئِذٍ كثرت أَتْبَاعه وانتشر الآخذون عَنهُ فِي الديار المصرية وَكثير من الْقرى وَصَارَ الأكابر فَمن دونهم يهرعون لزيارته والتبرك بِهِ وواصلون الْفُقَرَاء بِالْبرِّ والإنعام وَالشَّيْخ بالهدايا والتحف حَتَّى أثرى وَكَثُرت أملاكه وأراضيه وَعظم الِانْتِفَاع بِهِ وبشفاعاته لمبادرة أَرْبَاب الدولة إِلَى قَضَاء مآربه حَتَّى قل أَن ترد لَهُ رِسَالَة، وَمِمَّنْ صَحبه وَانْقطع إِلَيْهِ وتخلى عَمَّا كَانَ فِيهِ من الأشغال والتفرغ لَهُ الزين عبَادَة الْمَالِكِي وراج أَمر الشَّيْخ كثيرا بِهِ كَمَا وَقع لأبي الْعَبَّاس السرسي مَعَ الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ والمحيوي الدماطي وَمن لَا أحصرهم من الْعلمَاء والأجلاء فضلا عَن من دونهم وَصَارَت زاويته جَامِعَة للمحاسن، وَقد اجْتمعت بِهِ كثيرا وتلقنت مِنْهُ الذّكر على طريقتهم قَدِيما مرّة بعد أُخْرَى وَعرض عَلَيْهِ أخي بعض محافيظه وَكَانَ كثير الْميل إِلَيّ والمخاطبة لي بالشيخ شهَاب الدّين بِحَيْثُ يتَوَهَّم من حضر مِمَّن لم يلحظ أَنه غالط وَقَامَ مرّة على الولوي البُلْقِينِيّ منتصرا لي، وَنعم الشَّيْخ كَانَ جلالة وسمتا ووقارا وبهاء وعقلا ومراقبة وملازمة للطاعة واتباعا للسّنة وجمعا للنَّاس على ذكر الله وطاعته واقتدارا على الْعِبَادَة واستحضارا لكثير من فروع مذْهبه ولجملة من الْمُتُون حَتَّى أَنه سَأَلَ شَيخنَا عَن حَدِيث حسنوا نوافلكم فبها تكمل فرائضكم وَقَالَ لَهُ شَيخنَا مَا أعلمهُ فَقَالَ الشَّيْخ قد ذكره التَّاج الْفَاكِهَانِيّ وَعَزاهُ لِابْنِ عبد الْبر فَقَالَ شَيخنَا يُمكن إِلَى غير ذَلِك من النَّوَادِر والأشعار الرقيقة وسر الصَّالِحين وكراماتهم بِحَيْثُ لَا تمل مُجَالَسَته مَعَ لطيف ممازجة وفكاهة وَأما فِي تَحْقِيق مَذْهَب الْقَوْم فَهُوَ حَامِل رايته والمخصوص بصريحه وإشارته مَعَ أَنه لم يكن يتَكَلَّم فِيهِ إِلَّا بَين خواصه وَله الْخِبْرَة التَّامَّة فِي استجلاب خواطر الْكَبِير وَالصَّغِير ومخاطبة كل بِمَا يَلِيق بِهِ ومذاكرته فِيمَا يخْتَص بمعرفته وكرامات) يتداولها أَصْحَابه مِنْهَا أَنه عَاد الْعلم البُلْقِينِيّ فِي مرض أيس فِيهِ مِنْهُ فَقَالَ

تعافى وتفتى وتصنف وتقضى فَكَانَ كَذَلِك وَذكره لَهُ مرّة مَجِيء أبي الْخَيْر النّحاس فَقَالَ يَأْبَى الله والمؤمنون ذَلِك فَلم يَجِيء إِلَّا بعد مَوته وَمَا بلغ قصدا وجاءه ابْن البرقي على لِسَان الْجمال نَاظر الْخَاص ليَتَكَلَّم بِمَا يحصل بِهِ رواج الولوي الأسيوطي فِي تَوْلِيَة السُّلْطَان لَهُ الْقَضَاء وبصرف ابْن البُلْقِينِيّ فَقَالَ إِذا كَانَ هَذَا الْحَال مَعَ ابْن البُلْقِينِيّ فَكيف بِمن وَمن لم يجب، وجاءه الْكَمَال إِمَام الكاملية ليودعه عِنْد سَفَره للحجاز فِي بعض حجاته فَقَالَ خلْوَة أحسن من هَذِه السفرة، فِي إشباه لهَذَا مِمَّا يقْصد بِهِ النصح والإرشاد كتسمية عبد الْقَادِر الوفائي بالجفائي، وَقد مكث دهرا إِلَى حِين وَفَاته لَا تفوته التَّكْبِيرَة الأولى من صَلَاة الصُّبْح وَيمْكث فِي مُصَلَّاهُ وَهُوَ على طَهَارَة إِلَى أَن يرْكَع الضُّحَى وَرُبمَا جلس بعد ذَلِك وَالْأَمر وَرَاء هَذَا. تعلل أَيَّامًا وَمَات فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع ربيع الول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بالشارع الْمُقَابل لجامع شَيْخه بِمحضر خلائق كثيرين وَدفن بزاويته وتأسف أنَاس على فَقده رَحمَه الله وإيانا ونفعنا ببركاته. 604 - مُرَاد بك بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن با يزِيد بن مُرَاد بن أرخان بن عُثْمَان الملقب غياث الدّين كرشجي / وَمَعْنَاهُ الوتري نِسْبَة للوتر لكَون أَبِيه مازحه يَوْمًا قَائِلا لَهُ مَا حالك مَعَ إخْوَتك بعدِي فَقَالَ أخنقهم بالوتر فَضَحِك وَأَعْجَبهُ وَقَالَ لَهُ عَافِيَة كرشجي فتم عَلَيْهِ ابْن يلدرم با يزِيد بن مُرَاد بك أرخان بن عَليّ أردن بن أرخان بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان بن عُثْمَان جق صَاحب بِلَاد جَمِيع الأوجات والبلاد الَّتِي مَا وَرَاء بَحر الرّوم من الْمضيق بأسرها وَمن ذَلِك بر إصطنبول بأسره وبر صاوبولي وأدرنة وَهِي كرسيه الَّذين يُقيم بِهِ، ووالد مُحَمَّد الْمَاضِي وَيُقَال لكل من مُلُوكهمْ خوندكار وَيعرف بِابْن عُثْمَان. ولد فِي حُدُود عشر وَثَمَانمِائَة وَملك بعد أَبِيه فِي سنة أَربع وَعشْرين وطالت أَيَّامه وَعظم وضخم ونالته السَّعَادَة وَصَارَ من عُظَمَاء مُلُوك الرّوم وَأهْلك الله على يَدَيْهِ ملكا عَظِيما من مُلُوك بني الْأَصْفَر كَمَا أرخته فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين، أَقَامَ فِي الْملك بعد أَبِيه دهرا أَكثر من ثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ قَائِما بِدفع الْكفَّار والتوجه لغزوهم مَعَ سذاجة فِيمَا عدا الْحَرْب وانهماك فِي لذاته ومحبة فِي الْعلمَاء ومآثره كَثِيرَة وأحواله فِي الطَّرفَيْنِ شهيرة. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ خير مُلُوك زَمَانه حزما وعزما وكرما وشجاعة. مَاتَ فِي سَابِع الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة وَملك عَبده ابْنه عَفا الله عَنْهُمَا. 605 - المرتضى بن يحيى بن أَحْمد شرف الْإِسْلَام الْهَادِي السّني الشَّافِعِي. / كَانَ فِي سنة) إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة.

606 - مرجان الأرفي برسباي شاد السواقي يُقَال لَهُ سِتّمائَة / اشْتغل فِي الْحساب والهيئة والهندسة والميقات وَصَحب عبد الْقَادِر بن همام الْمَاضِي وَكَانَ يَجِيء مَعَه للسماع على شَيخنَا. مَاتَ وَقد أسن فِي سنة أرعب وَتِسْعين وَخلف مَوْجُودا كثيرا من كتب وَغَيرهَا. 607 - مرجان التَّقْوَى الظَّاهِرِيّ / وَولي مشيخة الخدام بعد سرُور الطربيهي سنة أَربع وَسبعين إِلَى أَن عزل فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَاسْتقر بعده إينال الْفَقِيه. 608 - مرجان الرُّومِي الشريف تَاجر السُّلْطَان فِي المماليك ونزيل بَيت قراجا / بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر. كَانَ ذَا وجاهة وشكالة. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ وَقد جَازَ الْخمسين وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بسبيل المؤمني، ثمَّ دفن بتربة الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي عَفا الله عَنهُ. 609 - مرجان الْعَيْنِيّ / زمَان الْأَشْرَف ثمَّ النَّاصِر صاحبا الْيمن بل ولي إمرة زبيد. مَاتَ فِي سنة أرعب عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 610 - مرجان الزين العادلي المحمودي الحبشي الحصفي الطواشي. / أَصله من خدام الْعَادِل سُلَيْمَان صَاحب حصن كيفا اشْتَرَاهُ ورباه وأدبه وَأعْتقهُ واختص بِهِ. فَلَمَّا مَاتَ وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَعشْرين خرج من الْحصن وَهُوَ فَقير فدار الْبِلَاد كفقراء الْعَجم وَدخل أذربيجان وَغَيرهَا وقاسى فقرا لكنه تأدب وتهذب بالأسفار إِلَى أَن قدم الْبِلَاد الشامية فاتصل بخدمه تعزى بردى المحمودي وَغَيره على حَاله فِي الْبُؤْس والقلة حَتَّى صَار من جملَة خدام الطباق بالقلعة ثمَّ مقدم بَعْضهَا فحسنت حَاله وَملك فرسا وَصَارَ يعلف الدَّجَاج ويقدمه لمقدم المماليك ونائبه ثمَّ لمغلباي طاز وَزَاد فِي التَّرَدُّد غليه إِلَى أَن قفز بِهِ الظَّاهِر جقمق وَعَمله نَائِب الْمُقدم بسفارته بعد توقفه فِي ذَلِك ثمَّ رقاه للتقدمة فَعظم وضخم ونالته السَّعَادَة ثمَّ عَزله الْأَشْرَف إينال ثمَّ أُعِيد ببذل وَحج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ أَمِير الأول فَسَاءَتْ سيرته وَرجع فصادر من كَانَ هُوَ مَعَه كالخادم وَله عَلَيْهِ من الأيادي مَا لَا يُوصف بِالضَّرْبِ وَالْمَال. وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسِتِّينَ وَقد قَارب السِّتين وَكَانَ جسيما طوَالًا أسود اللَّوْن ظَالِما عسوفا طماعا مُسْرِفًا على نَفسه سَيِّئَة من سيئات الدَّهْر وغلطاته اشْتَمَل على قبائح أنزه قلمي عَنْهَا وتبدل مَا كَانَ عَلَيْهِ فِي أول مُبَاشَرَته التقدمة من المحاسن نسْأَل الله حسن الخاتمة.) (سقط)

(سقط) مَاتَ فَجْأَة فِي شَوَّال سنة سبع وَسبعين وَدفن بالمرجوشية رَحمَه الله وإيانا. 613 - مَرْزُوق أَبُو جميلَة الناتوتي التكروري نزيل الْقَاهِرَة / وَأحد المعتقدين لكثيرين. مَاتَ سنة سبع وَسِتِّينَ. 614 - مرزه شاه بن الطاغية تيمور. / قتل فِي سنة ثَلَاث بِدِمَشْق على يَد الْعَسْكَر الْمصْرِيّ. 615 - مرشد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزين بن نَاصِر الدّين بن التقي الحسني الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْمصْرِيّ. / نَاسخ من أقرباء بَيت ابْن السَّيِّد عفيف الدّين مجيد صَنْعَة التجليد والتذهيب وَنَحْوهمَا اشْتغل قَلِيلا ولازمني فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة حَتَّى قَرَأَ عَليّ القَوْل البديع واستجلاب ارتقاء الغرف من نسختيه وتكررت كِتَابَته لأولهما وَسمع مني وَعلي أَشْيَاء، وَهُوَ سَاكن فهم يتكسب بالنساخة وَنَحْوهَا أَكثر أوقاته مقل بِحَيْثُ تكَرر سَفَره للهند للاسترزاق وسافر فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَنا هُنَاكَ بعد كِتَابَته عدَّة من تصانيفي ودامت غيبته. مرشد بن عِيسَى. / مضى فِي مُحَمَّد. 616 - مرداد بن مُحَمَّد الزغيمي الجزائري. / مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين. 617 - مرعي بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن عَسَاكِر الْبُرُلُّسِيّ الْمَالِكِي تلميذ ابْن الأقيطع فَاضل / انْتفع بملازمة الْمشَار إِلَيْهِ وشارك فِي فنون وَكَذَا أَخذ عَن غَيره قيلا وَحضر عِنْدِي كثيرا من) الدُّرُوس والإملاء وَكَذَا حضر عِنْد الخيضري وَحج وَلَا بَأْس بِهِ. 618 - مرعي بن عَليّ الْبُرُلُّسِيّ التَّاجِر وَالِد عَليّ وَمُحَمّد الماضيين. / مَاتَ فِي. 619 - مساعد بن حَامِد بن مساعد المصراتي المغربي الْمَالِكِي / أحد فضلائهم. تفقه بِجَمَاعَة كأحمد القسيطي المرابط المتوفي بِمَكَّة فِي حُدُود سنة سِتِّينَ وبأبي الْقسم الهزبري المتوفي بطرابلس الْمغرب فِي هَذَا الأوان أَيْضا وَله اشْتِغَال

بِالْعَرَبِيَّةِ والمنطق وَبَعض الْأُصُول وتعانى التِّجَارَة وَتردد إِلَى الْحجاز مرَارًا وَحج وجاور وَكَانَت أغلب إِقَامَته بِمصْر رَأَيْته بهَا. وَمَات بِالْهِنْدِ بعيد السّبْعين تَقْرِيبًا. 620 - مساعد بن ساري بن مَسْعُود بن عبد الرَّحْمَن الهواري الْمصْرِيّ السخاوي نزيل دمشق. / ولد سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَطلب بعد كبره فَقَرَأَ على الصّلاح العلائي وَالْوَلِيّ المنفلوطي والبهاء بن عقيل والأسنوي وَغَيرهم وَمهر فِي الْفَرَائِض والميقات وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير لنَفسِهِ وَلغيره ثمَّ سكن دمشق وَانْقطع بقرية عقربا وَكَانَ الرؤساء يزورونه وَهُوَ لَا يدْخل الْبَلَد مَعَ أَنه لَا يَقْصِدهُ أحد إِلَّا أَضَافَهُ وتواضع مَعَه وَكَانَ دينا متقشفا سليم الْبَاطِن حسن الملبس مستحضرا لكثير من الْفَوَائِد وتراجم الشُّيُوخ الَّذين لَقِيَهُمْ دميم الشكل جدا، وَله كتاب فِي الْأَذْكَار سَمَّاهُ بدر الْفَلاح فِي أذكار الْمسَاء والصباح، وَمَات بقرية عقربا شَهِيدا بالطاعون سنة تسع عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده، وَهُوَ مِمَّن أجَاز لشَيْخِنَا الزمزمي فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة. 621 - مساعد بن عَليّ بن فلاح بن سعيد بن مسعبر بن مُعْجم بن بطة بن الْمُرْتَفع بن عَليّ بن عمر بن عبد الْخَثْعَمِي الباشوتي وَهُوَ وَاد الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن ليلى. / ولد سنة عشر وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَقَالَ الشّعْر وَكتب عَنهُ القاعي قصيدة أَولهَا: (قَالَ ابْن ليلى قَول ثَانِي شَاعِر ... حُلْو الروايا نذني لزامها) 622 - مُسَافر بن عبد الله الْبَغْدَادِيّ القاهري الصُّوفِي. / ذكره شيخناف ي مُعْجَمه وَقَالَ أَنْشدني لنسفه مواليا فِيمَا كتبه لي وَقد فَاتَتْهُ النَّفَقَة الشامية بالخانقاه فِي شهور سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ: (غوادي الْغَيْث من كفيك منغدقه ... قطر الْغَمَام كسيل الْبَحْر مندفقه) (إِن كَانَ مَالِي حصل شامية النفقه ... عَسى من الْفضل يحصل شَيْء من الصدقه) مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين.) ::: 623 - مُسَدّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الْمجد أَو الْمُوفق أَو الولوي أَبُو الثَّنَاء وَأَبُو المحاسن بن الشَّمْس بن الْعِزّ الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي. ولد بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة فقد رَأَيْت لَهُ حضورا فِي الثَّالِثَة فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية النَّحْو وَعرض فِي سنة ثَلَاث واربعين فَمَا بعْدهَا على الْجمال الكازروني والمحب المطري وَأبي الْفَتْح المراغي فِي آخَرين مِمَّن أجَاز بل سمع عَلَيْهِم أشيا وَكَذَا سمع على زَيْنَب ابْنة اليافعي، وَأَجَازَ لَهُ شَيخنَا والمحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ وَالشَّمْس

البالسي واشتغل على أَبِيه وَغَيره وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على السَّيِّد عَليّ الْمكتب، وَكَانَ وحيها أحد شُهُود الْحرم وَيتَكَلَّم فِي دشيشة الظَّاهِر جقمق، وصاهر أَبَا الْفرج الكازروني على ابْنَته واستولدها عدَّة أَبنَاء. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين قبل إِكْمَال الْخمسين رَحمَه الله وإيانا. 624 - مسرور الحبشي وَيعرف بالشبلي شيخ الخدام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. / مَاتَ معزولا لعَجزه فِي سنة سِتّ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 625 - مَسْعُود بن إِبْرَهِيمُ النَّقِيب اليافعي. / مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. 626 - مَسْعُود بن عَليّ بن أَحْمد بن جمال الْهِنْدِيّ الكنبايتي. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 627 - مَسْعُود بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الركراكي ثمَّ المصمودي المغربي الْمَالِكِي نزيل الْمَدِينَة / لَقِيَنِي بهَا فَقَرَأَ عَليّ موطأ إِمَامه قِرَاءَة تدبر واستيضاح وَكَذَا الشَّمَائِل وَالْقَوْل البديع من تصانيفي وألفية الْعِرَاقِيّ بحثا وَغَيرهَا وكتبت لَهُ إجَازَة أَشرت لشَيْء مِنْهَا فِي تَارِيخ الْمَدِينَة. وَهُوَ إِنْسَان فَاضل مفنن مُتَقَدم فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه كثير الاستحضار للْمَذْهَب مَعَ التَّوَجُّه والانجماع وَكَثْرَة الصمت والتقلل والطي غَالب الدَّهْر وَالثنَاء عَلَيْهِ بَين الْمَدَنِيين مستفيض وَرُبمَا أَقرَأ الْفِقْه والعربية، وَكَانَ قدومه الْمَدِينَة فِي موسم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَهُوَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ مِمَّن زَاد على الثَّلَاثِينَ وَقد قَرَأَ على السَّيِّد السمهودي أَشْيَاء ولازم مجْلِس القَاضِي الْمَالِكِي الشمسي ثمَّ وَلَده وَتزَوج بعد مفارقتنا لَهُ فِي بَيت ابْن صَالح برغبة من أَبِيهَا فِيهِ وتعب مَعهَا بِحَيْثُ احْتَاجَ للمجيء إِلَى الْقَاهِرَة مَعَ الركب فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَقَرَأَ عَليّ حِينَئِذٍ مُسْند الشَّافِعِي وَغَيره بحثا وَرِوَايَة، وَسمع عَليّ بِحَضْرَة أَمِير الْمُؤمنِينَ مُؤَلَّفِي فِي مَنَاقِب الْعَبَّاس، وسافر الصَّعِيد فَحصل من ابْن عمر وَغَيره مَا تجمل بِهِ فِي الْجُمْلَة وَرجع فلقيني بالحرمين أَيْضا وأعطيته نُسْخَة من المناقب والتمست مِنْهُ قرَاءَتهَا بقبة الْعَبَّاس فورد عَليّ كِتَابه أَنه فعل وَظَهَرت ثَمَرَة ذَلِك بنزول الْغَيْث الْكثير وَحُصُول الْبركَة وَجَاءَنِي كِتَابه بعد ذَلِك فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَتِسْعين وَكلهَا مؤذنة بمزيد الْحبّ وَحسن الِاعْتِقَاد والأوصاف الجليلة وَقد تكَرر اجتماعه بِي سِيمَا بِالْمَدِينَةِ حِين كوني بهَا فِي أثْنَاء سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسمع عَليّ أَشْيَاء وَنعم الرجل. 628 - مَسْعُود بن شعْبَان بن إِسْمَعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَعِيل بن مَسْعُود بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبيد بن هبة الله الشّرف أَبُو عبد الله الحساني الطَّائِي الْحلَبِي الشَّافِعِي. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: أَصله من دير حسان وَنَشَأ فتفقه قَلِيلا ثمَّ صَار يَنُوب فِي أَعمال الْبر عَن الْقُضَاة ثمَّ ولي قَضَاء حلب عوضا عَن ابْن أبي الرضي ثمَّ عزل ثمَّ

أُعِيد ثمَّ عزل بِابْن مهَاجر سنة تسعين وَسَبْعمائة ثمَّ ولاه الشهَاب الزُّهْرِيّ قَضَاء حمص، وَكَانَ جَاهِلا مقداما يعرف طرق السَّعْي وَله دربة فِي الْأَحْكَام واشتهر بِأخذ المَال من الْخُصُوم فَحكى لي نَائِب الحكم جمال الدّين بن الْعِرَاقِيّ الْحلَبِي وَكَانَ خصيصا بِهِ أَنه أوصاه أَن لَا يَأْخُذ من أحد من الْخَصْمَيْنِ إِلَّا من يتَحَقَّق أَنه الْغَالِب وَسَار مَعَ كمشبغا لما توجه للظَّاهِر عِنْد خُرُوجه من الكرك فَلم يزل صُحْبَة الظَّاهِر إِلَى أَن دخل الْقَاهِرَة فرعى لَهُ ذَلِك فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ قدمه فِي الْملك ولاه قَضَاء دمشق بعد قَضَاء حمص وَكَذَا ولي فِي الْفِتْنَة أَيْضا قَضَاء دمشق وَغَيرهَا وتنقل فِي الولايات إِلَى أَن اسْتَقر بطرابلس وَمَات بهَا فِي رَمَضَان سنة تسع قَالَ الْعَلَاء بن خطيب الناصرية بعد أَن عزل وَلَكِن لم يبلغهُ ذَلِك ظنا قَالَ وَكَانَ رَئِيسا كَرِيمًا محتشما عِنْده مَكَارِم أَخْلَاق ومداراة للدولة ومحبة للْعُلَمَاء وَأنْشد عَنهُ نظما لغيره. 629 - مَسْعُود بن صَالح بن أَحْمد بن مُحَمَّد الزواوي وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي. / ذكره ابْن فَهد مُجَردا وكتبته هُنَا تخمينا. 630 - مَسْعُود بن عبد الله عَتيق ابْن مَرْوَان. / شيخ روى عَن الْمَيْدُومِيُّ سمع مِنْهُ التقي القلقشندي بالخليل فِي سنة أَربع. مَسْعُود بن عمر بن مَحْمُود الْأَنْطَاكِي. / هَكَذَا سَمَّاهُ شَيخنَا فِي إنبائه، وَصَوَابه مَحْمُود وَقد مضى. 631 - مَسْعُود بن قنيد بن مِثْقَال الحسني حسن بن عجلَان / وَزِير مَكَّة وَابْن وزيرها. 632 - مَسْعُود بن مبارك بن مَسْعُود بن خَليفَة بن عَطِيَّة المطبيز الْمَاضِي عَم أَبِيه عَطِيَّة. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة عِنْد أم أَوْلَاده ابْنة السلاوية وجده مَسْعُود هُوَ أَخُو عَطِيَّة الْوَاقِف. 633 - مَسْعُود بن مُحَمَّد الكجحاني / رَسُول تمرلنك. قدم الْقَاهِرَة وباشر نظر الْأَوْقَاف فِي الدولة المؤيدية. وَمَات بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَسُمي وَالِده مَحْمُودًا وَقَالَ مرت سيرته فِي الْحَوَادِث وَهِي من أقبح السّير. 634 - مَسْعُود بن مَحْمُود بن عَليّ الضياء بن النَّجْم بن الزين الشِّيرَازِيّ الميراثي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وأخو المحمدين الماضيين وأسباط القطب الشِّيرَازِيّ. / سمع مني وَعلي فِي مَكَّة أَشْيَاء وكتبت لَهُ إجَازَة أَشرت لشَيْء مِنْهَا فِي الْكَبِير. مَسْعُود بن مَحْمُود الكجحاني. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد قَرِيبا. 635 - مَسْعُود بن هَاشم بن عَليّ بن مَسْعُود بن غَزوَان بن حُسَيْن سعد الدّين أَبُو مُحَمَّد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو عَليّ وَالِد أبي سعد مُحَمَّد الماضيين. / ولد قَرِيبا من

سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع من الْجمال الأميوطي والنشاوري والشهاب بن ظهيرة والمحب النويري وَغَيرهم، قَالَ التقي الفاسي: وَأَقْبل على الِاشْتِغَال ولازم مجْلِس الْجمال بن ظهيرة كثيرا وتنبه فِي الْفِقْه وَكَانَ كثير الاستحضار لَهُ وللروضة وَرُبمَا أفتى لفظا مَعَ خير وديانة ومروءة، وَقَالَ التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه أَنه حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَكَانَ سَافر إِلَى الْيمن. 636 - مَسْعُود الْأَزْرَق. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 637 - مَسْعُود البركاتي الدوادار الْقَائِد فَتى السَّيِّد بَرَكَات. / مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 638 - مَسْعُود الحبشي / مولى نَائِب الشَّام قجماس، مِمَّن ترقى فِي أَيَّامه وساتقر بِهِ مهتار الطشتخاناه وفراش الخزانة وَغير ذَلِك، وَكثر مَاله وخدمه وَسَائِر جهاته وَكَانَ سفيره عِنْد الْملك فِي مهماته لقُوَّة جنانه وإقدامه وَلذَا كَانَ مِمَّن امتحن بعد مَوته. ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بسوق الْخَيل بِدِمَشْق وَلزِمَ مَعَ ذَلِك التِّجَارَة حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس يَوْم عَرَفَة سنة سِتّ وَتِسْعين وَخلف عدَّة أَوْلَاد أفناهم الطَّاعُون فِي الَّتِي تَلِيهَا بِمصْر وَالشَّام وَيُقَال أَنه سم مَوْلَاهُ فَالله أعلم. مَسْعُود رَسُول تمرلنك. / فِي ابْن مُحَمَّد. 639 - مَسْعُود الصبحي نَائِب السَّيِّد حسن بن عجلَان / فِي سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة لَعَلَّه على جدة فَإِنَّهُ ماطل الشريف أَحْمد بن مُحَمَّد بن عجلَان فِي حِوَالَة لَهُ عَلَيْهِ من عَمه حسن فَلَطَمَهُ فَأخْرجهُ عَمه بِسَبَب ذَلِك من مَكَّة. قَالَه ابْن فَهد. مَسْعُود الطَّائِي قَاضِي طرابلس. / فِي ابْن شعْبَان. مَسْعُود المطيبيز. / فِي ابْن مبارك قَرِيبا. 640 - مسلط بن وبير أَمِير يَنْبغ. / مَاتَ سنة ثَمَان وَخمسين. 641 - مُسلم كمحمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر الزكي أَبُو الْمَعَالِي بن النُّور الأسيوطي القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. / ولد سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وَغَيرهمَا وَعرض على جمَاعَة واشتغل وقتا وَقَرَأَ على عَمه السَّيِّد الصّلاح مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ السُّيُوطِيّ أخي وَالِده لأمه يَسِيرا فِي الْعَرَبيَّة وَسمع عَليّ ابْن الكويك صَحِيح مُسلم وَغَيره وعَلى التقي الزبيرِي الرَّابِع من ثمانيات النجيب وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده لَكِن امْتنع القايات يمن استنابته مَعَ كَونه كَانَ من رفقائه فِي الشَّهَادَة بِجَامِع الصَّالح وَصَارَ يلوح بِشَيْء وَلما سَافر الصَّدْر بن روق جلس بالجورة وَأكْثر الْعلم البُلْقِينِيّ وَغَيره من التَّعْيِين عَلَيْهِ بل بَاشر

أَمَانَة الحكم عِنْد الْمَنَاوِيّ وقتا وَرُبمَا استنيب فِي الخطابة بِجَامِع القلعة لَا لفصاحته وَكَانَ يُبَالغ فِي خدمَة الْقُضَاة حَتَّى أَنه كَانَ يعْمل للْعلم البُلْقِينِيّ غَدَاة يَوْم توجه إِلَى المحمودية فيتكلف لذَلِك بِمَا استكثره القَاضِي وَمنعه مِنْهُ ليتوفر وَصَارَ بِأخرَة من قدماء النواب وَقد حدث سمع مِنْهُ الطّلبَة، وَكَانَ ذَا دربة بِالْأَحْكَامِ حسن السياسة عَارِفًا بالتوقيع تَاما لعقل غير ذَاكر لما يكون بَينه وَبَين مستنيبه أَو أَتْبَاعه. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين بعد أَن أجَاز فِي استدعاء بعض الْأَوْلَاد عَفا الله عَنهُ وإيانا. 642 - مُسْند بن مُحَمَّد بن عبد الله أَخُو القطب الخيضري لِأَبِيهِ. / كَانَ على طَريقَة أسلافه فِي لِبَاس الْعَرَب وَحصل شَيْئا كثيرا فِي أَيَّام أَخِيه وَكَانَ قَائِما بِقَضَاء مآربه فِي الْقَاهِرَة وَغَيرهَا وينسبه للتقصير فِي شَأْنه. وَمَاتَا فِي سنة أَربع وَتِسْعين ذَاك بِالْقَاهِرَةِ وَهَذَا بِدِمَشْق وَهُوَ أسنهما وأظن وَفَاته تَأَخَّرت عَنهُ فَإِنَّهُ أسْند وَصيته للسراج بن الصَّيْرَفِي وَلم يظْهر لَهُ كَبِير أَمر بِحَيْثُ قيل أَنه يزِيد على ألفي دِينَار واتهم بعض عِيَاله وَمَعَ لَك فمس الْوَصِيّ بعض الْمَكْرُوه وَلم يلبث أَن مَاتَ أَوْلَاده بالطاعون فَوضع النَّجْم ابْن أَخِيه يَده على مَا بَقِي لكَونه عصبته بل وَولده أَبُو الْيمن كَانَ زوجا لابنتيه وَيحْتَاج كل هَذَا لتحرير. 643 - مُشْتَرك القاسمي الظَّاهِرِيّ برقوق وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي. / ترقى فِي أَيَّام النَّاصِر ابْن أستاذه إِلَى أَن تَأمر بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ نَاب بغزة غير مرّة ثمَّ توجه لدمشق على إمرة بهَا فَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَعشْرين وَكَانَ مشكور السِّيرَة وَقيل أَن صَوَاب اسْمه أجترك كَمَا مضى فِي الْهمزَة وَلكنه هَكَذَا اشْتهر. 644 - مشيط بن أشعل بن عَليّ الجدي. / مَاتَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بجدة وَحمل فَدفن بالمعلاة. 645 - مشيعب بن مَنْصُور بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ. / كَانَ من أَعْيَان القواد المعروفين بِالْعُمْرَةِ، من يصحب أُمَرَاء الراكز، وَدخل الْقَاهِرَة ونال بهَا برا. وَمَات وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَيْهَا بالينبوع فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين وَدفن بهَا. أرخهما ابْن فَهد. 646 - مِصْبَاح الصُّوفِي. / مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. 647 - مصطفى بن تقطمر الزين أَبُو مُحَمَّد النظامي الْحَنَفِيّ. / مِمَّن سمع الصَّحِيح فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة على النَّجْم بن رزين بمدرسة الجاي ثمَّ قَرَأَهُ عَلَيْهِ الشَّمْس الجلالي خَازِن المحمودية وَشَيخ الألجيهية الْكُبْرَى فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَكَذَا سمع عَلَيْهِ أَيْضا بِقِرَاءَة أبي الْعَبَّاس أَحْمد القبيباتي الْمَعْرُوف

بِابْن فريفير وَأَظنهُ كَانَ من عُلَمَاء الْحَنَفِيَّة. 648 - مصطفى بن زَكَرِيَّا بن أبدغمش القرماني القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد الْجمال مَحْمُود الْمَاضِي، / وسمى شَيخنَا فِي إنبائه وَالِده عبد الله وَقَالَ أَنه شَارك فِي الْفِقْه والفنون ودرس للحنفية بالصرغتمشية يَعْنِي بعد الْجمال يُوسُف الْمَلْطِي وَقَررهُ سودون من زَاده فِي مدرسته أول مَا فتحت، زَاد غَيره أَنه اسْتَقر فِي مشيخة تربة الْأَمِير قجا السلحدار وَفِي تدريس الْأَمِير بِلَاد السيفي الجاي. وَحكى شَيخنَا فِي إنبائه من سنة سبع وَتِسْعين أَنه لما مَاتَ الْجلَال التباني رام وَلَده. مَاتَ فِي سَابِع عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَاسْتقر بعده فِي الصرغتمشية التفهني وَفِي السودونية الْبَدْر حسن الْقُدسِي وَفِي بَقِيَّة وظائفه ابْنه، وَله تصانيف مِنْهَا. مصطفى بن عبد الله القرماني. / هُوَ الَّذِي قبله. (سقط) أرخه ابْن فَهد. 653 - مطرق نَائِب قلعة دمشق. / تواطأ مَعَ شيخ ويشبك حِين سجنهما النَّاصِر فِي سنة عشر بهَا حَتَّى أطلقهما فَقتل لذَلِك وَجِيء بِرَأْسِهِ. 654 - مطيرق بن مَنْصُور بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود

الْعمريّ الْمَكِّيّ أحد أَعْيَان القواد الْعمرَة ووالد حصيرة. / مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. 655 - مظفر بن أبي بكر بن مظفر بن إِبْرَهِيمُ التركماني الْمُقْرِئ وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا. / ذكره ابْن الْجَزرِي فِي طَبَقَات الْقُرَّاء فَقَالَ: الشَّيْخ الصَّالح الْوَلِيّ من خِيَار خلق الله قَرَأَ السَّبع على خَلِيل بن المشبب وَأخذ عني قَلِيلا وَانْقطع بالقرافة ثمَّ انْتقل إِلَى دير الطين ظَاهر مصر فَانْقَطع هُنَاكَ وأقرأ النَّاس وَهُوَ عديم النظير زهدا وورعا بَلغنِي أَنه توفّي سنة ثَلَاث كَذَا قَالَ وَالْحق أَنه من ذَاك الْقرن وَقد ذكره شَيخنَا فِي سنة تسع وَتِسْعين من إنبائه وأشرت لذَلِك فِي وَلَده من معجمي. مظفر الشِّيرَازِيّ. / هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد. 657 - معَاذ بن عبد الْوَهَّاب بن الْمُحب مُحَمَّد الزرندي الْمدنِي الشَّافِعِي كأبيه وجده. / سمع على جده لأمه الْجمال الكازروني وَأبي الْفَتْح المراغي وَلم يقتف طَرِيق وَالِده فِي التشفع من بنيه سواهُ. 658 - معَاذ بن مُوسَى بن فلَان بن معَاذ الطلخاوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / أَقَامَ فِي زَاوِيَة الْحَنَفِيّ ثمَّ صحب الْمَنَاوِيّ وَحضر دروسه وَزَاد وثوقه بِهِ بِحَيْثُ أَقَامَهُ فِي دواليبه وَكَانَ صَالحا قانعا، حج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس وعاش بعده مُدَّة منجمعا عَن النَّاس بالجزيرة وَكَانَ يزورني أَحْيَانًا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة شَيْخه الْمَنَاوِيّ بِالْقربِ من مقَام الشَّافِعِي بالقرافة وَقد جَازَ السِّتين وَكَانَ أَبوهُ صَالحا أَيْضا بِحَيْثُ كَانَ الْمَنَاوِيّ حِين تَقْرِير القَوْل بِوُجُوب تعلم أمراض الْقُلُوب وأدويتها على كل مُسلم إِلَّا من أُوتِيَ قلبا سليما يمثل بِهِ فَيَقُول كالشيخ مُوسَى. شهد بعض الْغَزَوَات مَعَ عبد الرَّحْمَن العجمي. وَمَات بِبَلَد الْخَلِيل رحمهمَا الله وإيانا. 659 - معتوق بن عمر بن معتوق بن الشَّيْخ إِبْرَهِيمُ بن يُوسُف الشهير بالصفوى بن عمر بن عبد الرَّحْمَن قوام الدّين بن الطفونحي الْبَغْدَادِيّ الأَصْل ثمَّ القاهري. / ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة وَقدم الْقَاهِرَة وَكَانَ يذكر أَنه لبس الْخِرْقَة من الشريف عبد الرَّزَّاق بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْعِمَاد أبي صَالح نصر بن عبد الرَّزَّاق ابْن الشَّيْخ عبد الْقَادِر الكيلاني بلباسه لَهَا من أَبِيه فَالله أعلم ولبسها مِنْهُ الشَّمْس بن الْمُنِير وأرخه فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين. 660 - مَعْرُوف اليشبكي الحبشي الظَّاهِرِيّ جقمق الطواشي / شاد الحوش اسْتَقر

فِيهَا بعد صندل الْهِنْدِيّ الطاهري فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ ثمَّ نَفَاهُ الْأَشْرَف قايتباي فِي ثَانِي شعْبَان سنة أَربع وَسبعين إِلَى قوص فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي أَوَاخِر رمضانها بألواح وَكَانَ من مساوئ أَبنَاء جنسه جرْأَة وإقداما وبلصا وحذقا عَفا الله عَنهُ، وَاسْتقر بعده فِي شادية الحوش سرُور الحبشي السيفي شرباش. 661 - معزى بن هجار بن وبير بن نخبار الْحُسَيْنِي وَالِد دارج الْمَاضِي / وأمير الينبوع اسْتَقر فِيهَا بعد موت صَخْر بن مقبل إِلَى أَن انْفَصل بِعَمِّهِ هلمان بن وبير ثمَّ أُعِيد بعد عَمه الآخر سنقر بن وبير ثمَّ انْفَصل بِعَمِّهِ الآخر مسلط بن وبير ثمَّ أُعِيد حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَخمسين وَاسْتقر عوضه مخدم بن عقيل بن وبير وَقد لقِيت صَاحب التَّرْجَمَة بِمحل ولَايَته فِي سنة سِتّ وَخمسين وَأطلق لي مَا كَانَ معي عَفا الله عَنهُ. 662 - معزى الْعمريّ أَخُو الشريف رميثة ابْن صَاحب مَكَّة بَرَكَات بن حسن بن عجلَان. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَتِسْعين بالخبت من نَاحيَة الْيمن وَجِيء بِهِ فَصلي عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة. 663 - معقل بن حباس بن معقل الْجَعْفَرِي الغدامسي نِسْبَة لغدامس من عمل طرابلس الْمغرب المغربي الْمَالِكِي. / رَأَيْته بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَذكر لي أَنه جَازَ الْخمسين فَيكون مولده تَقْرِيبًا سنة أَرْبَعِينَ أَو قبلهَا وَأخذ عَن إِبْرَهِيمُ الأخدري ولازمه بِحَيْثُ عرف بِهِ وَتكلم فِي الْوَعْظ وجال بِلَاد الْمغرب وَلَقي الشريف أَحْمد قَاضِي الْجَمَاعَة بالأندلس الْمُتَقَدّم فِي العقليات بِحَيْثُ كَانَ أَبُو الْفضل البجائي يُبَالغ فِي وَصفه بهَا سِيمَا الْمنطق قَالَ وَهُوَ الْآن مُنْفَصِل عَن الْقَضَاء فِي قيد الْحَيَاة بتلمسان حَتَّى تميز فِي الْفَضَائِل وتحرك لِلْحَجِّ قَدِيما فوصل إِلَى إسكندرية ثمَّ رَجَعَ إِلَى أَن كَانَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فَقدم الْقَاهِرَة وَاجْتمعَ بِحَمْزَة وَأحمد بن عَاشر وطلع بِهِ إِلَى الْملك فَأعْطَاهُ مبلغا ثمَّ ركب الْبَحْر حَتَّى وصل مَكَّة فِي شعْبَان فدام بهَا حَتَّى حج، ولسعه عقرب أقعد مِنْهَا إِلَى أَن خرج مَعَ الْقَافِلَة لزيارة الْمَدِينَة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة قبل أَن ينصل ثمَّ عَاد وجاور سنة أَربع وَتِسْعين ودام بهَا حَتَّى الْآن واقرأ الْفِقْه وقصدني غير مرّة للسلام. 664 - معمر كمحمد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي السراج أَبُو الْيُسْر بِفتْحَتَيْنِ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي الْمَاضِي جده وَإِخْوَته والآتي أبوهم. / ولد وَقت الْخطْبَة من يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشرى ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا كالأربعين النووية والرسالة الفرعية والألفية والملحة وعرضها والمنهاج الْأَصْلِيّ وَبَعض الْمُخْتَصر الفرعي، ولازم المحيوي عبد الْقَادِر قَاضِي مَكَّة

والشهاب أَحْمد بن يُونُس المغربي فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَيَعْقُوب المغربي فِي الْفِقْه خَاصَّة وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة غير مرّة ولازم فِيهَا الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَالْعرُوض والمنطق وَأكْثر عَنهُ جدا بِحَيْثُ) كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَانَ يرجحه على جلّ جماعته أَو كلهم وَكَذَا لَازم فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا يحيى العلمي وَفِي الْفِقْه واالعربية السنهوري واختص باللقاني كثيرا ولازمه فِي الْفِقْه وَغَيره سِيمَا فِي مُقَابلَة شرح البُخَارِيّ وَفِي الْمنطق عبد المحسن الشرواني وَحضر عِنْد عبد الْمُعْطِي فِي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ بل اخذ أصُول الدّين عَن الكافياجي والمعاني وَالْبَيَان عَن الشرواني والتقى الحصني وأصول الْفِقْه عَن إِمَام الكاملية وَعلم الحَدِيث عَن كَاتبه وَأكْثر من ملازمته بِالْقَاهِرَةِ وبالحرمين وَقَرَأَ الْكثير وَسمع بل أجَاز لَهُ شَيخنَا وَخلق باستدعاء النَّجْم بن فَهد وَكثر انتفاه فِي ابْتِدَائه بِزَوْج أُخْته النُّور الفاكهي، وتميز فِي ذَلِك كُله بِحَيْثُ أَقرَأ فِي الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ بِحَضْرَة ثَالِث شُيُوخه وَأمره وَأصْلح إِمَام الكاملية فِي شَرحه لَهُ بإشارته وَكَانَ عَالم الْحجاز البرهاني يصغي إِلَى مباحثه ويميل إِلَى كَلَامه ويعتمده فِي نقل مذْهبه وَغَيره وَعرض عَلَيْهِ اللَّقَّانِيّ النِّيَابَة فَأبى بل ترشح لقَضَاء بَلَده وَكَاد أمره فِيهِ أَن يتم والإنصاف أَنه فَوق هَذَا وَأذن لَهُ جلّ شُيُوخه فِي الإقراء والإفتاء وتصدى لذَلِك فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَكَذَا أَقرَأ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة حِين مجاورته بهَا وَفِي غَيرهَا وَكتب على الْقطر شرحا بديعا قرضه لَهُ غير وَاحِد من المعتمدين وَكنت مِمَّن قرضه وَحمل عَنهُ بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا استكتابا وَقِرَاءَة وَهُوَ الْآن مشتغل بِالْكِتَابَةِ على الْمُخْتَصر أوقفني على بعضه فَأَعْجَبَنِي وحضضته على إكماله، وَمَعَ مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من الْفُنُون زَائِد البارعة فِي الْأَدَب حسن الْإِنْشَاء نظما ونثرا امتدحني بقصيدة يَوْم خَتمه قِرَاءَة الْجَوَاهِر والدرر من تصنيفي وَبِغير ذَلِك ونظم مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ كتابي من الْخِصَال الْمُقْتَضِيَة للإظلال بِمَا راق بِحَيْثُ أودعتها فِي التصنيف الْمشَار إِلَيْهِ بعد أَن أنشدها بحضرتي وَكتب عَليّ وجيز الْكَلَام شعرًا حسنا وراسلني بمطالعات فائقة بل كتب إِلَيّ يَوْم موادعتي: (سَلام على دَار الْغرُور لِأَنَّهَا ... مكدرة لذاتها بالفجائع) (فَإِن جمعت بَين المحبين سَاعَة ... فعما قَلِيل أردفت بالموانع) كل ذَلِك مَعَ متانة عقل ومزيد احْتِمَال وتواضع وديانة وَشرف نفس وإنصاف وأدب، ومحاسنه جمة قَول بِمَكَّة فِي مَجْمُوعه مثله وَكنت عِنْده بمَكَان. مَاتَ بعد انْقِطَاع يَوْمَيْنِ بِمَرَض حاد ظهر يَوْم الْأَحَد مستهل صفر سنة سبع وَتِسْعين، وَحَضَرت دَفنه وَالصَّلَاة عَلَيْهِ وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وتأسفنا على فَقده رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة)

(سقط) معِين بن صفي الحسني الْحُسَيْنِي الإيجي. / هُوَ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد. 666 - مغامس بن أَحْمد الزباع الحميضي الْمَكِّيّ / الْقَائِد الْكَبِير الْمُتَقَدّم بالشجاعة والفصاحة عِنْد بني عجلَان وُلَاة مَكَّة. مِمَّن ظلم الْحَاج ثمَّ تَابَ وتطلب بَرَاءَة الذِّمَّة وَلبس المرقعة وساح باكيا على مَا فرط مِنْهُ وَصَحب عمر العرابي ورافقه إِلَى الْيمن ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة وَخير نِسَاءَهُ وتعلل وأصابته جِرَاحَة فِي رجلَيْهِ فَكَانَ يُعِيد مَا يخرج مِنْهَا من الدُّود إِلَيْهَا وَيتَوَجَّهُ إِلَى الله أَن لَا يَمُوت إِلَّا بِحَضْرَة شَيْخه الْمشَار إِلَيْهِ فَأُجِيب فَإِنَّهُ تَمَادى فِي الضعْف خَمْسَة أشهر وَوصل الشَّيْخ لمَكَّة فَمَاتَ بِحَضْرَتِهِ فِي رَابِع ذِي الْحجَّة من أثْنَاء هَذَا الْقرن. طوله ابْن فَهد وَفَاتَ الفاسي. 667 - مغلباي طاز الأبو بكري المؤيدي / شيخ من صغَار مماليكه ثمَّ صَار بعده خاصكيا ثمَّ أمره الْأَشْرَف إينال عشرَة ثمَّ عمله خجداشه الظَّاهِر خشقدم طبلخاناه وأمير حَاج الْمحمل ثمَّ مقدما فَلَمَّا خلع حموه وخجداشه الظَّاهِر بلباي نفي إِلَى دمياط فاستمر بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَكَانَ دينا خيرا كَرِيمًا شجاعا مَعَ سَلامَة بَاطِن وصدع بِالْحَقِّ وَكَثْرَة كَلَام ينشأ عَن نشوفة وَله جَامع بنواحي الصليبة تُقَام فِيهِ الْخطْبَة رَحمَه الله. 668 - مغلباي الأبو بكري المؤيدي شيخ الساقي. / كَانَ من خواصه وساقيه ثمَّ أمره عشرَة ثمَّ) صَار بعده طبلخاناه إِلَى أَن أمْسكهُ الأتابك ططر بِدِمَشْق فِي سنة أَربع وَعشْرين وأنعم بإقطاعه على صهره الْبَدْر حسن بن سودون الْفَقِيه وَلَعَلَّه كَانَ آخر الْعَهْد بِهِ. 669 - مغلباي الأحمدي الأشرفي برسباي وَيعرف بميق. / كَانَ باشا بِمَكَّة عقب طوغان شيخ ثمَّ نقل إِلَى الْقَاهِرَة وَهُوَ أحد العشرات. 670 - مغلباي الأشرفي الشلبي. / كَانَ من المجردين لِابْنِ قرمان وَرجع وَهُوَ

متوعك فَمَاتَ بعد أَرْبَعَة أَيَّام فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. 671 - مغلباي الأشرفي برسباي / صَار فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي حاجبا بحلب ثمَّ نقل إِلَى الْقَاهِرَة بطالا إِلَى أَن عمله شاد أوقاف الأشرفية بعد خجداشة قانصوه الأشرفي. 672 - مغلباي الجقمقي جقمق الأرغون شاوي. / كَانَ جميلا جدا فاتصل بعد موت أستاذه بالأشرف برسباي لسابق خدمَة لَهُ عَلَيْهِ حَتَّى كَانَ مسجونا فعمله خاصكيا ثمَّ ساقيا سِنِين ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بإمرة عشرَة وَاسْتقر بِهِ فِي إتادارية الصُّحْبَة وَصَارَ لَهُ ذكر فِي الدولة وظلم وعسف وَأخذ دَار تمراز الناصري نَائِب السلطنة كَانَ بِالْقربِ من جَامع سودون من زَاده فَغير معالمها وَلَقي الْعمَّال مِنْهُ شَدَائِد وَلذَا لم يمتع بهَا وَأخرجه الظَّاهِر جقمق إِلَى دمشق على تقدمة بهَا فدام بهَا يَسِيرا ثمَّ بعث بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وسجنه بقلعتها حَتَّى مَاتَ بمحبسه فِي سنة أَربع واربعين وَقد جَازَ الْأَرْبَعين ظنا، وَكَانَ شَابًّا حسنا ذَا تؤدة وحشمة وَحسن سمت وكرم فِيمَا قيل بل كَانَ فِيمَا قيل سيء السِّيرَة ظَالِما بَخِيلًا سَفِيها سيئ الْأَخْلَاق جَبَانًا قَلِيل الْمعرفَة كثير الدَّعْوَى وَبعد جماله صَارَت لَهُ شَعرَات فِي حنكه قبيحة وشوارب بِحَيْثُ صَار شكلا مهولا مَعَ طول وَانْحِنَاء بأكتافه عَفا الله عَنهُ. 673 - مغلباي الجقمقي جقمق الأرغون شاوي / أَيْضا صَار بعده من جملَة المماليك السُّلْطَانِيَّة بل تَأمر عشرَة فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم إِلَى أَن قتل فِي الْوَقْعَة السوارية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَكَانَ مفرط الْقصر. 674 - مغلباي الشريفي. / أَصله للظَّاهِر خشقدم ثمَّ أعْتقهُ الْأَشْرَف قايتباي وتنقل حَتَّى صَار واليا ثمَّ سَافر فعدمت إِحْدَى عَيْنَيْهِ فَلَمَّا قدم جبره بالتقدمة وَأعْطى الْولَايَة لقِيت الساقي. مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين. 675 - مغلباي الشريفي آخر / من مماليك الْأَشْرَف قايتباي، شَاركهُ فِي الِاسْم وَالنِّسْبَة من) العشرات. مَاتَ أَيْضا فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين. 676 - مغلباي الشهابي الناصري / كَانَ من مماليك الشهَاب أَحْمد بن الْجمال يُوسُف البيري الأستادار ثمَّ صَار للناصر فرج، وَاسْتمرّ من جملَة مماليكه إِلَى أَن عمل خاصكيا بعد موت الْمُؤَيد ثمَّ رَأس نوبَة الجمدارية فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة جقمق ثمَّ أمره عشرَة ثمَّ أخرجهَا عَنهُ الْأَشْرَف إينال لانضمامه مَعَ الْمَنْصُور وَاسْتمرّ بطالا حَتَّى مَاتَ فَجْأَة فِي لَيْلَة عَاشر الْمحرم سنة تسع وَخمسين وَرَأَيْت من أثنى عَلَيْهِ رَحمَه الله. 677 - مغلباي الظَّاهِرِيّ جقمق الساقي. / أمره أستاذه عشرَة وَلم يلبث إِلَّا نَحْو عشرَة أَيَّام. وَمَات بالطاعون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين فأنعم بإمرته على الَّذِي قبله.

678 - مغلباي الظَّاهِرِيّ خشقدم وَابْن أُخْت الْأَشْرَف قايتباي. / تَأمر عشرَة. وَمَات فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين بالطاعون وَلم يكمل الثَّلَاثِينَ وَحضر خَاله الصَّلَاة عَلَيْهِ بالمؤمني. مغيث بن مَحْمُود بن عَليّ الشيراز / ي وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَمضى فِي المحمدين. 679 - مِفْتَاح أَمِين الدّين البليني وَيعرف بالزفتاوي. / كَانَ من موَالِي الشريف أَحْمد بن عجلَان فصيره لِأَخِيهِ حسن فَنَشَأَ فِي خدمته حَتَّى كبر وبدت مِنْهُ نجابة وشهامة وشجاعة فاغتبط بِهِ بِحَيْثُ استنابه حِين تَأمر على إمرة مَكَّة وَبَعثه رَسُولا للناصر فِي سنة أَربع عشرَة وَآل أمره أَن قتل فِي مقتلة فِي رَمَضَان سنة عشْرين وَنقل إِلَى المعلاة فَدفن بهَا. ذكره الفاسي مطولا. 680 - مِفْتَاح الحبشي الكمالي أبي البركات بن ظهيرة ويلقب بقيعا. / مَاتَ تَحت الْعقُوبَة الزَّائِدَة بِسَبَب مَا أشيع من اختلاسه للأموال الخلجية الَّتِي كَانَ سفيرا عَلَيْهَا فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وشق على البرهاني أخي مَوْلَاهُ وَتكلم مَعَ الشريف مُحَمَّد فِي طرد وَزِير جدة بدر الحبشي الملقب هجينا لكَونه الْمُتَوَلِي للعقوبة عَفا الله عَنهُ. 681 - مِفْتَاح الحبشي مولى الْمُوفق الأبي، / رباه بِمَكَّة وَعلمه الْكِتَابَة وَالْقِرَاءَة ثمَّ صَار لِابْنِهِ ابْن الخازن وخدم الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وَتعلم صَنْعَة التجليد وتكسب بهَا وَكَذَا بِالتِّجَارَة فِي حَانُوت بسوق أَمِير الجيوش وَكتب كتبا وَقَرَأَ عِنْد أبي السعادات البُلْقِينِيّ والطبناوي وَأخذ عني وَعِنْده عقل وحشمة. 682 - مِفْتَاح أَبُو عَليّ الدوادار الحسني / أحد القواد من عبيد السَّيِّد حسن نَائِب جدة فِي أَيَّام السَّيِّد بَرَكَات. مَاتَ فِي مقتلة بجدة فِي صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وحز رَأسه وطيف بِهِ مَعَ غَيره) بجدة. أرخه ابْن فَهد. وَهُوَ جد عبد الْكَرِيم وَسنَان ابْني عَليّ. 683 - مِفْتَاح السحرتي وَيعرف بالمغربي / لمَوْلَاهُ الأول أكبر أهل دولة الجمالي صَاحب الْحجاز الْمُقدم عِنْده فِي مُبَاشرَة جدة من سنة تسع وَثَمَانِينَ إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَتِسْعين خَارج مَكَّة وَحمل إِلَيْهَا فَدفن بالمعلاة وَهُوَ وَابْنه من موَالِي الجمالي الْمشَار إِلَيْهِ. 684 - مِفْتَاح الطواشي الحبشي ثمَّ الْعَدنِي. / ولي إمرة عدن للأشرف. وَمَات سنة تسع عشرَة. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. 685 - مِفْتَاح عَتيق المهتار نعْمَان. / كَانَ مهتار الطشتخاناه. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ. أرخه شَيخنَا أَيْضا. 686 - مُفْلِح بن تركي الأجدل. / مَاتَ سنة بضع وَعشْرين. 687 - مُفْلِح الحبشي الْمَكِّيّ وَيعرف بالحنش. / كَانَ مؤدبا للأطفال كثير التِّلَاوَة

بالباسطية. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 688 - مُفْلِح الحبشي فَتى عبد الرَّحْمَن بن الزكي أبي بكر الْمَاضِي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 689 - مُفْلِح الحبشي الكمالي بن ظهيرة. / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِمَكَّة. 690 - مُفْلِح فَتى مُحَمَّد بن أَحْمد بن النّحاس. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 691 - مقبل بن سعيد بن مسيل بن جون بن عَليّ السَّعْدِيّ ثمَّ السَّمْتِي / كتب عَنهُ البقاعي فِي صفر سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَسْجِد المليسا من الطَّائِف قصيدة مِنْهَا: (أبدع قوافي القيل فِي ابْن مطاعن ... ملك نشا مَا قطّ فِي شوره نكد) 692 - مقبل بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بسُلْطَان غلَّة. / مِمَّن سمع على ابْن الْجَزرِي فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين كِتَابه أَسْنَى المطالب فِي مَنَاقِب عَليّ بن أبي طَالب ووقف سَبيله بمنى قبل ذَلِك فِي سنة ثَلَاث عشرَة. وَمَات فِي صفر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 693 - مقبل بن نخبار أَمِير يَنْبع. / مَاتَ فِي سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة فِي ربيع الأول بمحبسه من اسكندرية. 693 - مقبل بن هبة بن أَحْمد بن سِنَان بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ / أحد أَعْيَان القواد الْعمرَة. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ إِمَّا فِي أوائلها أَو أواخرها أرخه ابْن فَهد.) ::: 695 - مقبل الزين الأشقتمري الرُّومِي الطواشي الشَّافِعِي. / كَانَ جمدارا عِنْد الظَّاهِر ثمَّ وَلَده النَّاصِر ملازما للديانة محبا فِي الْفُقَهَاء اشْتغل بِالْعلمِ كثيرا وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير فَصَارَ يذاكر بِهِ مَعَ حسن التِّلَاوَة جدا، ثمَّ عمر مدرسة بالتبانة عِنْد مفرق الطّرق وَقرر فِيهَا مدرسين وطلبة وَكَانَ عِنْده بر ومعروف. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ رَابِع ربيع الآخر سنة تسع عشرَة بالطاعون وَدفن بمدرسته وَكَانَ قد أسر مَعَ اللنكية من دمشق ثمَّ خلص وَحضر مَعَ الرُّسُل الواردين من اللنك فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وجاور عَاميْنِ متواليين قبل مَوته رَحمَه الله وإيانا. 696 - مقبل الزين الحسامي الرُّومِي. / أَصله لبَعض أُمَرَاء دمشق ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة الشَّيْخ شيخ قبل سلطنته فَلَمَّا تسلطن عمل خاصكيا وَلَا زَالَ يرقيه حَتَّى عمله دوادارا كَبِيرا بعد جقمق الأرغونشاوي حِين ولي نِيَابَة الشَّام بعد سنة عشْرين فباشرها إِلَى أَن فر من الْقَاهِرَة هُوَ وَغَيره خوفًا على أنفسهم حِين قبض مُدبر المملكة ططر على قجقار وَغَيره فحاربهم الْعَرَب أَصْحَاب الْإِدْرَاك بِظَاهِر خانقاه سرياقوس إِلَى أَن وصل إِلَى الطينة فَوجدَ بهَا غرابا مهيئا للسَّفر فَرَكبهُ بِمن مَعَه واحتاط الْعَرَب على خيولهم وأثقالهم وَسَار إِلَى الْبِلَاد الشامية فلحق بنائبها جقمق الْمشَار إِلَيْهِ وَكَانَ

من حزبه فَلَمَّا قبض عَلَيْهِ أمسك مقبل أَيْضا فحبس مُدَّة ثمَّ أطلق وَأعْطِي تقدمة بِالشَّام إِلَى أَن نَقله الْأَشْرَف برسباي لنيابة صفد فِي سنة سبع وَعشْرين ودام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشر ربيع الأول. وَقَالَ الْعَيْنِيّ فِي أَوَائِل ربيع الثَّانِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ مَشْهُورا بالشجاعة وَحسن الرَّمْي عِنْده كرم وحشمة، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ أَنه حسنت سيرته فِي نِيَابَة صفد وَكَانَ فَارِسًا بطلا عَارِفًا بالسياسة وَاسْتقر بعده فِي نيابتها إينال الششماني الْمَاضِي. 697 - مقبل الزين الرُّومِي الزِّمَام بالدور السُّلْطَانِيَّة. / كَانَ رَأْسا فِي الخدام وَعِنْده حشمة ورياسة وَتَوَلَّى الزمامية فِي الدولة الناصرية فرج وَعظم ونالته السَّعَادَة وَعمر عدَّة أَمْلَاك ودور حَبسهَا على مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِخَط البندقانيين بِالْقَاهِرَةِ للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات بل فِيهَا وظائف وخزانة كتب وَغير ذَلِك وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي أول ذِي الْحجَّة سنة عشر وَخلف مَالا كثيرا وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار. 698 - مقبل الزين الزيني الطواشي نَائِب شيخ الخدام بِالْحرم النَّبَوِيّ. / مِمَّن سمع على أبي الْحسن الْمحلي سبط الزبير من الِاكْتِفَاء للكلاعي. (سقط) مقبل صَاحب الينبع. / فِي ابْن نخبار قَرِيبا. مقبل غلَّة السلطاني. / تقدم فِي ابْن عبد الله. 702 - مقدم بن عبد الله بن عَليّ بن جسار بن عمر الْعمريّ / أحد القواد. مَاتَ فِي مقتلة بجدة فِي صفر سنة سِتّ واربعين. أرخه ابْن فَهد. 703 - مقدم بن هجان بن مُحَمَّد بن مَسْعُود / أَمِير يَنْبع. 704 - مكرد بن عمر الْعجلِيّ من عز زبيد. / مَاتَ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين. 705 - مكرم بن إِبْرَهِيمُ بن يحيى بن إِبْرَهِيمُ بن يحيى بن إِبْرَهِيمُ بن يحيى بن مكرم السراج أَبُو الْكَرم بن الْعِزّ بن نَاصِر الدّين الفالي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي حفيده الْعَلَاء مُحَمَّد بن الْعِزّ إِبْرَهِيمُ / وَأَبوهُ من بَيت علم وجلالة. وفالة من عمل شيراز

بَينهمَا عشرَة أَيَّام. ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة واشتغل فِي عُلُوم مِنْهَا الْعَرَبيَّة على أَخِيه الْأَكْبَر الْجلَال يحيى وَسمع الحَدِيث على الشّرف الجرهي وَكَانَ فِي أَكثر أوقاته مشتغلا بِهِ مَعَ تصديه أَيْضا للْفَتْوَى والتدريس وَالْقَضَاء بِحَيْثُ تخج بِهِ كثير من الأفاضل. وَمَات فِي إِحْدَى الجماديين سنة خمس وَأَرْبَعين. 706 - مكرم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ إِمَام الدّين أَبُو الْكَرم وَيُسمى أَيْضا مُحَمَّد عبد الله بن الْمُحب بن الرضى بن الْمُحب بن الشهَاب بن الرضى الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وشقيقه أَبُو أَبُو السعادات مُحَمَّد وَغَيره. / ولد فِي عَاشر شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وجوده وَقَرَأَ فِي غَيره قَلِيلا واشتغل كَذَلِك وَأم فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا بمقام إِبْرَهِيمُ مناوبة مَعَ أَخَوَيْهِ ووالدهم، وَلذَا بِخُصُوصِهِ تؤدة وَسُكُون بِالنِّسْبَةِ لَهُم وَهُوَ مِمَّن لازمني فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة فِي أَشْيَاء وَكَذَا بعد ذَلِك سِيمَا فِي سنة تسع وَتِسْعين وَقبلهَا ويعجبني سكونه) وتقعدده وَهُوَ أخف وَطْأَة عِنْد جُمْهُور الْعَامَّة من أَخَوَيْهِ مَعَ صغر سنه وَقد أَمرته فِي سنة أَربع وَتِسْعين بأَشْيَاء فِي إِمَامَته فبادر لإِظْهَار الْقبُول وَالسُّرُور. 707 - مكي بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ / أحد القواد. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين بالأطواء من بِلَاد الْيمن وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بالمعلاة. 708 - مكي بن سُلَيْمَان السندي الْهِنْدِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ المولد وَالدَّار / مؤدب الْأَطْفَال بهَا وَيُسمى أَحْمد أَيْضا وَلكنه لم يشْتَهر بِهِ وَيعرف بالعياشي نِسْبَة لشيخه ومربيه الزيني بن عَيَّاش. ولد بهَا سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فِي خدمَة الزين بن عَيَّاش فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين ومنظومة شَيْخه غَايَة الْمَطْلُوب والمنهاج الفرعي وتلا بالسبع عَلَيْهِ إفرادا ثمَّ جمعا وتصدى لإقراء الْأَبْنَاء من سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَعلم دورا بعد دور وأثرى من ذَلِك مَعَ سيرة محمودة وَكَثْرَة تِلَاوَة وانعزال وينفع أحبابه بالقرض وَرُبمَا كَانَ يتَرَدَّد إِلَيّ فِي مجاوراتي، وَكَانَت فِيهِ فَضِيلَة فِي الْجُمْلَة واستحضار للفن ومراجعة للتيسير واستمرار لحفظ الشاطبية وَفهم لَهَا. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَتِسْعين رَحمَه الله. 709 - ملج قيل أَنه أَخ للظَّاهِر جقمق وَأَنه وَالِد زَوجته أزبك الخازندار / رَأس نوبَة النوب بعد موت تنم نَائِب الشَّام فيحرر. 710 - ملج الظَّاهِرِيّ جقمق / نَائِب القلعة. مَاتَ فِي منتصف ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَاسْتقر بعده.

711 - ممجق بميمين أولاهما مَفْتُوحَة ثمَّ جِيم مَكْسُورَة الظَّاهِرِيّ برقوق / من أصاغر مماليكه. صَار أَمِير عشرَة فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ظنا وَكَانَ لَا بَأْس بِدِينِهِ. 712 - ممجق النوروزي نِسْبَة لنوروز الحافظي. / تنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن عمله الظَّاهِر جقمق عشرَة ثمَّ ولاه نِيَابَة القلعة ودام حَتَّى مَاتَ فِي سلخ جُمَادَى الثَّانِيَة أَو مستهل رَجَب سنة أَربع واربعين وَكَانَ خيرا دينا سَاكِنا اسْتَقر بعده فِي النِّيَابَة تغرى برمش الْفَقِيه، وتسميته قجق سَهْو. 713 - مَنْصُور بن أبي بكر بن مَنْصُور بن أبي بكر الجناني الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي سبط الشَّيْخ سليم. / قطن مَكَّة مُدَّة وَكَانَ بهَا فِي مجاورتي الأولى فَسمع بِقِرَاءَتِي على أبي الْفَتْح المراغي.) وَمَات بهَا فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَدفن بالمعلاة. 714 - مَنْصُور بن الْحسن بن عَليّ بن اخْتِيَار الدّين فريدون بن عَليّ بن مُحَمَّد الْعِمَاد الْقرشِي الْعَدوي الْعمريّ الكازروني الشَّافِعِي. / عَالم أَخذ عَن ابْن الْجَزرِي بل وَحضر عِنْد السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَبحث مَعَه ورافق السَّيِّد صفي الدّين الإيجي إِلَى الخواجا فاختليا عِنْده فِي آن وَاحِد وَقَالَ إِن شَيْخه ابْن الْجَزرِي أنْشد فِيهِ: (يَا صَاح عرج نَحْو خَافَ تَجِد ... زينا يضاهي بشرا الحافي) (حبرًا بدا فِي عصره قدوة ... فأعجب لهَذَا الظَّاهِر الخافي) وصنف مَا ينيف على مائَة تأليف مِنْهَا لطائف الألطاف فِي تَحْقِيق التَّفْسِير وَنقد الْكَشَّاف وَشرح البُخَارِيّ وَلم يكملا وَحجَّة السفرة البررة على المبتدعة الفجرة الْكَفَرَة فِي نقد الفصوص لِابْنِ عَرَبِيّ، وَكَانَ مُتَقَدما فِي العقليات سنيا يصْبغ بالحمرة جاور بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَكَانَت وقفتها الْجُمُعَة، وَاسْتمرّ مجاورا منجمعا عَن النَّاس لَا يخرج من بَيته غَالِبا حَتَّى مَاتَ بهَا فِي آخر يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشرى ربيع الأول سنة سِتِّينَ وَدفن بالمعلاة ولقيه بهَا قبل مَوته بِسنة الْكَمَال مُوسَى الذؤالي وَحَمْزَة النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ وحدثاني بترجمته وبكلام لَهُ فِي ابْن عَرَبِيّ أثْبته فِي مُؤَلَّفِي فِيهِ رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. 715 - مَنْصُور بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب سعد الدّين بن الجيعان أَخُو عبد الْغَنِيّ وَعبد اللَّطِيف الماضيين / كَانَ وَمَات سنة إِحْدَى وَخمسين. 716 - مَنْصُور بن الصفي القطي. / كَانَ أَبوهُ من الكتبة فَنَشَأَ ابْنه على طَرِيقَته وَتخرج بِهِ وَبِغَيْرِهِ فِي ذَلِك وخدم فِي بعض جِهَات الْمُفْرد ثمَّ فِي ديوَان الْأَمِير قانم التَّاجِر بِحَيْثُ عرف بِهِ وسافر مَعَه إِلَى الْعرَاق حِين سَافر فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة

جقمق رَسُولا لجهان شاه بن قرا يُوسُف ثمَّ إِلَى الرّوم حِين توجهه إِلَى مُرَاد بك بن عُثْمَان ثمَّ الْحجاز مرّة بعد أُخْرَى حِين كَانَ أَمِيرا فيهمَا فأثرى وتمول جدا وَاسْتقر فِي عمالة السابقية ثمَّ اتَّصل بالزين الأستادار وَتزَوج ابْنَته ورقاه لنظر الْمُفْرد بل ولي الوزارة بعده عودا على بَدْء فِي الْأَيَّام الإينالية ثمَّ الأستادارية كَذَلِك بل وَليهَا مرّة ثَالِثَة فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم مسئولا فِيهَا وَبَالغ فِي تَقْوِيَة يَده وإلباسه فِي كل شهر خلعة جليلة مَعَ إركابه فرسا هائلا والإكثار من الدُّعَاء لَهُ وَرُبمَا جَاءَهُ لبيته وَاسْتمرّ على ذَلِك أَزِيد من سنة ثمَّ قبض عَلَيْهِ بِدُونِ ذَنْب ظَاهر وصادره وأهانه بالضر وَالْحَدِيد وَحكم فِيهِ أعداءه) وَآل أمره إِلَى أَن أَمر الْمَالِكِي بقتْله فتقل عِنْد خيمة الغلمان فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء الْعشْرين من شَوَّال سنة سبعين بعد عمل مُسْتَند لقَتله ارتكبوا فِيهِ أمورا خطيرة وَحمل فِي تَابُوت ثمَّ غسل وَصلي عَلَيْهِ جمَاعَة ثمَّ دفن بتربة فِي الصَّحرَاء حذاء أمه وَكَانَت فِيمَا قيل خيرة تسمى فَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن عَليّ عريقة فِي الْإِسْلَام وَلم يكمل الْأَرْبَعين وَسمع مِنْهُ التَّلَفُّظ بِالشَّهَادَتَيْنِ حِين الْقَتْل وَبعده وَأكْثر التِّلَاوَة قبل ذَلِك وتزايد الصُّرَاخ عَلَيْهِ من الْعَامَّة وأسمعوا أخصامه خُصُوصا ابْن كَاتب غَرِيب من السب وَالْمَكْرُوه مَا الله بِهِ عليم، وَقد عمر بجوار الْمدرسَة الشريفية من حارة بهاء الدّين قبل الْولَايَة بِهِ فِي الاستطراق وَصَارَ يعرف بِهِ وَقرب جمَاعَة من الْخِيَار كَالشَّمْسِ المسيري وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي أبي شُجَاع وَنَحْوه وَيحسن إِلَيْهِ وَجَمَاعَة برسم التِّلَاوَة لِلْقُرْآنِ عِنْده فِي كل يَوْم والشهابين ابْن أبي السُّعُود والحجاري وَكَانَ كثير الْبر لَهُ وأوذي بِسَبَبِهِ من جماعته طَائِفَة بِحَيْثُ مَاتَ بَعضهم وراج آخَرُونَ بِمَا كَانَ مدخرا عِنْدهم عَفا الله عَنهُ وإيانا. 717 - مَنْصُور بن طَلْحَة بن يَعْقُوب شيخ عرب تلمسان. / مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين. 718 - مَنْصُور بن عقيل بن مبارك بن رميثة الحسني الْمَكِّيّ. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمسين بالدكناء من وَادي مر وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا. 719 - مَنْصُور بن عَليّ بن عُثْمَان الزواوي ثمَّ البجائي فقيهها لما امْتنع أَبُو الْحسن عَليّ بن أبي فَارس / من مبايعة ابْن أَخِيه أبي عَمْرو عُثْمَان بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي فَارس قَامَ مَعَه وَكَانَت لَهُ عصبَة وَقُوَّة بِحَيْثُ استبد ببجاية ثمَّ تراجع وَدخل بَينهمَا فِي الصُّلْح فَكَانَت حوادث لم يتحرر لي الْآن أمرهَا وَإِن أَشَارَ إِلَيْهَا المقريزي فِي حوادث سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين، وَرَأَيْت من وَرَأَيْت من قَالَ أَنه الزواوي الْعَالم الشهير وَأَنه مَاتَ فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين بتونس وَكَانَ عَالما.

720 - مَنْصُور بن عَليّ الْحلَبِي الجزيري. / هَكَذَا رَأَيْته بِخَط بَعضهم وَيُحَرر قَوْله الْحلَبِي فَسَيَأْتِي قَرِيبا مَنْصُور الجزيري وَهُوَ مغربي. 721 - مَنْصُور بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْحلَبِي. / مِمَّن سمع مني. 722 - مَنْصُور بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن سُلَيْمَان بن عمر السّلمِيّ المتناني ومتنانة من أَعمال بجاية البجائي المغربي الْمَالِكِي. / ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن بِبَلَدِهِ ثمَّ تحول إِلَى بجاية فِي سنة ثَمَان وَسبعين فاشتغل فِي الْفِقْه والأصلين والعربية والمنطق والفرائض والحساب وَغَيرهَا عِنْد سُلَيْمَان بن يُوسُف الحسناوي وَأبي الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد) بالبجري وَأبي عبد الله مُحَمَّد اللجام فِي آخَرين وارتحل إِلَى تونس فَأخذ عَن أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزلديوي ولد الْعَالم الشهير وَحضر مجَالِس أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْقسم الرصاع، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ ليحج فَمَا تيَسّر لَهُ وتخلف فلازم الديمي فِي قِرَاءَة رِوَايَة وَكَذَا أَقرَأ عَليّ وعَلى اللَّقَّانِيّ والسنباطي وَآخَرين وكتبت لَهُ إجَازَة وَله تَمْيِيز فِي الْجُمْلَة وَأَخْبرنِي أَن من عدا الأول من شُيُوخه أَحيَاء وَأَن وَالِده مِمَّن يتفقه أَيْضا وَرُبمَا أَقرَأ فِي الْبَادِيَة وَهُوَ الْآن حَيّ أَيْضا ابْن خمس وَسِتِّينَ. 723 - مَنْصُور بن نَاجِي بن بسر بن ثامر اليمني خَادِم عبيد الْكَبِير الْحَضْرَمِيّ. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتِّينَ بِمَكَّة. 724 - مَنْصُور بن نَاصِر الحسني الْمَكِّيّ مولى السَّيِّد حسن بن عجلَان / وَأحد القواد. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين. 725 - مَنْصُور بن نَاصِر الْقَائِد. / مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَانِينَ بِمَكَّة. أرخهم ثَلَاثَتهمْ ابْن فَهد. 726 - مَنْصُور بن الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي الظَّاهِرِيّ سبط الْمُؤَيد أَحْمد بن الْأَشْرَف إينال. / مِمَّن سمع من حفظي بِحَضْرَة أَبِيه المسلسل. مَاتَ وَهُوَ صَغِير بالطاعون فِي لَيْلَة الْخَمِيس تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. 727 - مَنْصُور آخر أَخ لَهُ من أَبِيه الْمُؤَيد أَحْمد بن إينال. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين بالطاعون وَكَانَ يقْرَأ بالجوق رياسة عوضه الله الْجنَّة. 728 - مَنْصُور أَبُو عَليّ الْفَارِسِي المغربي وَيعرف بِابْن الصَّواف. / كَانَ صَالحا لَهُ أَحْوَال وكرامات. مَاتَ قَرِيبا من سنة خمسين. 729 - مَنْصُور الجزيري المغربي / الأديب مؤرخ الْمغرب. كَانَ حَيا فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَله نظم فِي عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن إِبْرَهِيمُ وَمِنْه: (لَئِن طَال حفضي عِنْد خدام بَابَكُمْ ... وَلم يؤثروا بِالرَّفْع إِلَّا مخازني)

(سأنفق عمري فِي حِسَاب زمانهم ... وأغلق عَن كسب الْعُلُوم مخازني) 730 - مَنْصُور الْحَكِيم. / مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 731 - منكلى بغا الْعَلَاء الصَّالِحِي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بالعجمي. / صيره النَّاصِر ابْن) أستاذه من جملَة دوادارية السُّلْطَان وأرسله رَسُولا إِلَى تيمور فِي حُدُود سنة خمس ثمَّ رَجَعَ وَولي حسبَة الْقَاهِرَة فِي أَيَّام الْمُؤَيد وشدد على النِّسَاء حَتَّى قيل: لَا تمسك طرفِي منكلى خَلْفي علقتو مِائَتَيْنِ قبل مَا يعفي ثمَّ عزل وَاسْتقر من جملَة الْحجاب دهرا حَتَّى مَاتَ بعد تمرض طَوِيل فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَقد شاخ، وَكَانَ شَيخا قَصِيرا ذَا لحية مسترسلة يذاكر السماعات. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه لم يكن مشكورا 732 - منكلى بغا قراجا الظَّاهِرِيّ برقوق / أحد الطبلخانات بالديار المصرية. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى عَن أَزِيد من ثَلَاثِينَ سنة وَدفن بتربته فِي الصَّحرَاء وَلم يتْرك سوى بنت. ذكره الْعَيْنِيّ. 733 - مُنِير الزين السيراجي / أحد خدام الْمَسْجِد النَّبَوِيّ. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 734 - مُنِير بن جويعد بن بريم أحد زعماء ذَوي عمر. / مَاتَ سنة تسع وَخمسين. 735 - منيع بن موفق الْقَائِد الحسني مولى السَّيِّد حسن بن عجلَان. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. 736 - مهار بن فَيْرُوز شاه بن مُحَمَّد تمّ بن بهم تمّ بن جرد بن شاه بن طغلق بن طبق شاه سيف الدّين بن قطب الدّين / صَاحب جَزِيرَة هُرْمُز والبحرين قتل أَبَاهُ واستبد بِالْملكِ وَعظم قدره وفخم أمره وَصَارَت فِي أَيَّامه هُرْمُز بندر الدُّنْيَا يَأْتِيهَا مراكب ممالك الْهِنْد والزيرك من بِلَاد الصين ويقصدها تجار خُرَاسَان وسمرقند وَغَيرهَا فامتلأت خزائنه وشكرت سيرته وعمرت بِلَاده. ذكره المقريزي فِي عقوده مطولا وَلم يؤرخ وَفَاته. 737 - مهْدي الذويد. / مَاتَ فِي سلخ ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. 738 - مهنا بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الزين الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الدنيسري ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ. / ولد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِمصْر وَسمع من التَّاج مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن النُّعْمَان الْأنْصَارِيّ مِصْبَاح الظلام لجد وَالِده مُحَمَّد بن مُوسَى وَمن الْجمال الأميوطي قِطْعَة من سيرة ابْن سيد النَّاس، وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة، وَذكره الفاسي فَقَالَ: نزيل مَكَّة وَشَيخ رِبَاط الخوزي بهَا

جاور فِيهَا نَحْو أَرْبَعِينَ سنة أَو أَزِيد وَكَانَ فِيهِ خير وإحسان لجَماعَة من الْفُقَرَاء وخدم الْفُقَرَاء برباط الخوزي سِنِين ثمَّ ولي مشيخته نَحْو ثَلَاثِينَ سنة) واشتهر بذلك عِنْد النَّاس. مَاتَ فِي آخر ربيع الأول سنة عشْرين وَهُوَ فِي عشر السّبْعين أَو جازها. وَأوردهُ التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه. 739 - مهنا بن حُسَيْن بن عَليّ الشّرف الْبَغْدَادِيّ / أحد شُيُوخ عُلَمَاء الْحَرْف. قَالَ المقريزي فِي عقوده صحبني سِنِين وَكَانَت عِنْده فَوَائِد. مَاتَ فِي حُدُود سنة عشر عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة. مهنا بن طرنطاي. / صَوَابه مُحَمَّد بن طرنطاي وَلَكِن كنت كتبته هُنَا غَلطا. 740 - مهنا بن عبد الله الْمَكِّيّ. / كَانَ من كبار الصلحاء. مَاتَ بِمَكَّة فِي سنة عشْرين. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. 741 - مهنا بن عَليّ بن حُسَيْن البندراوي نِسْبَة لبندرة بَين سنباط وطوخ وَهِي إِلَيْهَا أقرب ثمَّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. / لَازم شَيخنَا حَتَّى أَخذ عَنهُ جَمِيع شرح ألفية الْعِرَاقِيّ سَمَاعا فِي الْبَحْث إِلَّا مَا فَاتَهُ مِنْهُ فَقَرَأَ وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل الأوحد وَقَالَ إِن ذَلِك بحثا واستثارة للفوائد وَأذن لَهُ فِي قِرَاءَته وإقرائه وَكَذَا أَخذه بقرَاءَته عَن الشهَاب بن المحمرة وَقَالَ قِرَاءَة بحث وَنظر وَتَأمل واستكشاف واسترشاد وَقَرَأَ على شَيخنَا غير ذَلِك وَرُبمَا كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ وَهُوَ قَائِم إجلالا للْحَدِيث وَكَذَا أَخذ عَن القاياتي ورافقه فِي هَذَا كُله الصندلي فَإِنَّهُ كَانَ قد اخْتصَّ بِهِ وَلَزِمَه فِي طَرِيقَته بِحَيْثُ الْتحق بِهِ فِي الصّلاح وَالْخَيْر وَقَالَ فيهمَا الغمري أَنَّهُمَا خُلَاصَة النَّاس وَصَحب إِبْرَهِيمُ الأدكاوي واختلى عِنْده وَذكر بِالْولَايَةِ وَالْأَحْوَال السّنيَّة وَكَانَ يقْصد بِالصَّدَقَةِ فيقبلها ويعطيها الْفُقَرَاء بل رد هُوَ ورفيقه الْمَذْكُور مَا أوصى لَهما صَاحبهمَا سليم بِهِ وَهُوَ نصف مَاله إِلَى بَنَاته ونفذا وَصيته إِلَى قاعة السِّلَاح، وَلم يلبث أَن مَاتَ بعده بِنَحْوِ سِتَّة أَيَّام فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين أَو الَّتِي بعْدهَا وَدفن هُنَاكَ رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بهم. 742 - مهيزع بن مُحَمَّد بن بَرَكَات بن حسن بن عجلَان شَقِيق هيزع الْآتِي ويكنى أَبَا الْغَيْث. / مَاتَ بالخبت فِي يَوْم الْأَحَد وَجِيء بِهِ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ رَابِع عشرى ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِمَكَّة فصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح ثمَّ توجهوا بِهِ إِلَى المعلاة وَقد جَازَ الْعشْرين. 743 - مُوسَى بن إِبْرَهِيمُ بن أبي بكر بن مُوسَى بن أبي بكر بن إِسْمَعِيل بن الشَّيْخ حسن الشّرف العشماوي الْمَالِكِي قريب عبد الْبَارِي الْمَاضِي. / مِمَّن سمع مني. 744 - مُوسَى بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ /، أمه أم ولد. كَانَ صَالحا متواضعا. مَاتَ سنة ثَمَان وَعشْرين.)

(سقط) مُوسَى بن أَحْمد بن عبد الله الشّرف السُّبْكِيّ. / فِيمَن جده مُوسَى بن عبد الله. 748 - مُوسَى بن أَحْمد بن عَليّ بن عجيل الْكَمَال الْيَمَانِيّ وَالِد أَحْمد وَعبد اللَّطِيف الماضيين. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة واشتغل وتميز فِي الْفِقْه وَحضر مجَالِس الْجمال الطّيب النَّاشِرِيّ القَاضِي وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء، ودرس وَأفْتى وَلما ملك بَنو طَاهِر زبيد أضيف إِلَيْهِ نظر الْمدرسَة الحسينية وتدريسها إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشر الْمحرم سنة تسع وَسبعين، وَقد كتب تَصْحِيحا على الْوَجِيز استمده من تَصْحِيح التقي عمر الفتي وَقطعَة على الْمِنْهَاج رَحمَه الله. 749 - مُوسَى بن أَحْمد بن عمر بن غَنَّام الشّرف الْأنْصَارِيّ السنكلومي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بالبرنكيمي. / ولد سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ببرنكيم من أَعمال الشرقية وتحول مَعَ أَبِيه إِلَى سنكلوم ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا وَلزِمَ الِاشْتِغَال حَتَّى برع فِي الْفُنُون وأشير غليه بِتمَام الْفَضِيلَة سِيمَا فِي الْعَرَبيَّة وَمن شُيُوخه الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي وَابْن المجدي والمناوي والشرواني وَابْن الْهمام والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والأمين الأقصرائي وَسمع على شَيخنَا ومستمليه وَابْن عَمه شعْبَان والزين بن خَلِيل القابوني وَآخَرين وتصدر للإقراء بالأزهر وَغَيره فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة، واستنابه الْمَنَاوِيّ فِي القضا فَوَافَقَ لأَجله ثمَّ) ترك بعد يَوْم أَو يَوْمَيْنِ وَكَذَا استقربه السَّعْدِيّ بن الجيعان فِي مشيخة مدرسته ببولاق أول مَا فتحت ثمَّ صَارَت إِلَيْهِ إمامتها وَكَذَا

خطابتها برغبة الولوي بن تَقِيّ الدّين لَهُ عَنْهَا وقطنها من ثمَّ وَصَارَ يَجِيء إِلَى الْجَامِع مِنْهَا أَيَّام إقرائه ثمَّ ترك الْمَجِيء قبيل مَوته بسنوات ودرس أَيْضا فِي الْجَامِع الْبَارِزِيّ ببولاق نِيَابَة وَصَارَ مَقْصُودا فِيهِ بالاستفتاء بل رُبمَا قصد من غَيره حَتَّى كَانَ أحد الكتبة فِي كائنة ابْن الفارض، وَكَانَ فَاضلا مفننا حسن الْعشْرَة لطيفا متواضعا منجمعا عَن بني الدُّنْيَا عديم التَّرَدُّد إِلَيْهِم مُعْتَقدًا فِي الصَّالِحين بِحَيْثُ رغب فِي تَزْوِيج ابْنَته لأحد أَوْلَاد أبي الْعَبَّاس الغمري. تعلل أَيَّامًا وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشرى صفر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بعد الصَّلَاة بالأزهر ثمَّ دفن بحوش سعيد السُّعَدَاء، وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا. 750 - مُوسَى بن أَحْمد بن عِيسَى الحرامي / بالمهملتين أَمِير حلى انْفَرد بأمرتها بعد أَخِيه دريب ثمَّ أخرجه حسن بن عجلَان مِنْهَا ثمَّ عَاد إِلَيْهَا حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 751 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْكَمَال الزبيدِيّ النَّاشِرِيّ الشَّافِعِي ابْن عَم صاحبنا حَمْزَة بن عبد الله بن مُحَمَّد الْمَاضِي. / قدمه الْفَقِيه يُوسُف بن يُونُس الْمقري رَئِيس الْيمن لمنصب الْقَضَاء بزبيد مضادة لِابْنِ عبد السَّلَام فَصَارَ بزبيد قاضيان. 752 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد الرداد وَيعرف بِابْن الزين / لقب أَبِيه زين العابدين. من فُقَهَاء الْيمن الْأَحْيَاء فِي سنة سبع وَتِسْعين مِمَّن يدرس الْفِقْه ويقرئ القراآت وَهُوَ مشتغل بشرح الْإِرْشَاد. 753 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الله بن أَيُّوب الشّرف الْكِنَانِي الْمَقْدِسِي الجماعيلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ. / ولد بعد الْخمسين وَثَمَانمِائَة بجماعيل وَنَشَأ بمردا فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تحول مِنْهَا مَعَ أَبِيه إِلَى دمشق سنة سِتِّينَ فحفظ الْمقنع وألفية النَّحْو وَجمع الْجَوَامِع وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة وَأخذ عَن الْبُرْهَان بن مُفْلِح فِي الْفِقْه وأصوله والزين عبد الرَّحْمَن الطرابلسي نقيب ابْن الحبال والشهاب بن زيد وَقَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيحَيْنِ وسيرة ابْن هِشَام وَغَيرهَا ولازم الْعَلَاء المرداوي والتقي الجراعي وتنزل وتنزل فِي الزاوية لأبي عمر وتكسب بِالتِّجَارَة وتميز، وَقدم الْقَاهِرَة فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وَاجْتمعَ بِي فِي أَوَاخِر جُمَادَى) الثَّانِيَة فَقَرَأَ عَليّ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَسمع المسلسل وَحَدِيث زُهَيْر العشاري وحديثا من مُسْند أَحْمد، وكتبت لَهُ إجَازَة وَسمع مَعَه التقي البسطي الْحَنْبَلِيّ وتناولا ذَلِك. 754 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الله بن سُلَيْمَان الشّرف السُّبْكِيّ ثمَّ

القاهري الشَّافِعِي وَيعرف فِي بَلَده كَمَا بَلغنِي بِابْن سيد الدَّار. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بسبك العبيد وَتسَمى أَيْضا سبك الْحَد فَقَرَأَ الْقُرْآن بهَا وبالقاهرة وَكَانَ ارتحاله إِلَيْهَا وَهُوَ كَبِير فَأَشَارَ إِلَيْهِ حفيد الْبَهَاء بن التقي السُّبْكِيّ بالاشتغال فحفظ الْعُمْدَة وَالْحَاوِي والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك وَعرض على الأبناسي وَكَانَت بَينهمَا مصاهرة ولازمه فِي التفقه بِهِ فَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه فِيهِ بِهِ وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن الْبَدْر بن الطنبدي وَابْن أبي الْبَقَاء وأذنوا لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس بل يُقَال أَن الأول اسْتَخْلَفَهُ فِي حلقته حِين حج حجَّته الَّتِي مَاتَ فِي رُجُوعه مِنْهَا وتلا لأبي عمر وعَلى شخص بالمقس يُقَال لَهُ ابْن الشَّيْخ وَبحث على من عداهُ فِي النَّحْو وَالْأُصُول أَخذ عَنْهُم ابْن المُصَنّف والتوضيح والمنهاج الْأَصْلِيّ بل بحث مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب أَيْضا على الشهَاب المغراوي وانتفع فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا بمذاكرة رَفِيقه الشَّمْس بن الجندي الْحَنَفِيّ وَسمع على الأبناسي والتنوخي والزين الْعِرَاقِيّ والطنبدي والشهاب الْجَوْهَرِي فِي آخَرين وحد غير مرّة الأولى فِي حُدُود سنة عشر وسافر إِلَى الْقُدس وَدخل الصَّعِيد، وتصدى للإقراء فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا فَأخذ عَنهُ الْأَئِمَّة طبقَة بعد طبقَة حَتَّى صَار غَالب الْأَعْيَان من طلبته، وَكَانَ فِي كل سنة يقرئ إِمَّا التَّنْبِيه أَو الْحَاوِي أَو الْمِنْهَاج تقسيما بالجامع الْأَزْهَر وَولي تدريس مدرسة ابْن غراب وَكَذَا الطيبرسية برغبة الشّرف بن الْعَطَّار لَهُ عَنهُ. وَكَانَ إِمَامًا ثبتا حجَّة فَقِيها يكَاد أَن يكون بِأخرَة أحفظ المصريين لَهُ يستوعب فِي تَقْرِيره كتبا مُعينَة على الْكتب الَّتِي يقرئها وَرُبمَا زَاد من غَيرهَا كل ذَلِك عَن ظهر قلب مشاركا فِي النَّحْو وَالْأُصُول غير أَنه لم يُوَجه قَصده لغير الْفِقْه كَهُوَ حسن التَّقْرِير جدا فِي كل ذك لَا ينْتَقل عَن الشَّيْء حَتَّى يفهمهُ الْجَمَاعَة مَعَ ثُبُوت كَلَامه فِي النَّفس مِمَّا هُوَ دَلِيل لعمارة بَاطِنه وَحسن قَصده مَعَ متين ديانته وتواضعه ومكارمه وإيثاره الانجماع عَن النَّاس وَإِذا اضْطر لحضور مجْلِس الحَدِيث عِنْد السُّلْطَان أَو غَيره لَا يتَكَلَّم أصلا وإكثاره من التِّلَاوَة وَعدم انفكاكه عَنْهَا سِيمَا لسورة الْكَهْف فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ويومها حَتَّى فِي مَرضه، ولطف عشرته وظرفه ومشيه على قانون السّلف خُصُوصا شَيْخه الأبناسي وَمن وَصَايَاهُ لَهُ ترك الْقَضَاء وَذكر) شَيْئا آخر إِمَّا الشَّهَادَة أَو قِرَاءَة الصغار فوفى بهَا وَكَونه أطلس لَا شعر بِوَجْهِهِ يسكن الناصرية. وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مرض فِي سادس عشر رَمَضَان يُقَال بِمَرَض السل فَإِن أَطْرَافه كَانَت ترى فِي ثِيَابه كَأَنَّهَا الخيوط وَلم يبْق مِنْهُ سوى الْجلد حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة أَرْبَعِينَ وَصلي عَلَيْهِ فِي يَوْمه

فِي مشْهد حافل تقدم النَّاس الْعلم البُلْقِينِيّ ثمَّ دفن بتربة سعيد السُّعَدَاء، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ أَنه كَانَ متصديا لشغل الطّلبَة بالفقه جَمِيع نَهَاره وَأقَام على ذَلِك نَحْو عشْرين سنة وَلم يخلف بعده فِي ذَلِك نَظِيره قَالَ وَكَانَ سناطا يَعْنِي لَيست لَهُ لحية، قلت وقرأت بِخَط بعض المجازفين وَيُقَال أَنه وجد بعد مَوته خُنْثَى رَحمَه الله وإيانا. 755 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن عمر الشّرف الدهمراوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين وألفية ابْن ملك ومختصر أبي شُجَاع واشتغل قَلِيلا فِي الْفِقْه والنحو، ولازم الشُّيُوخ مُدَّة وَصَحب الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وقتا وَرُبمَا سمع على شَيخنَا وتنزل فِي الجمالية وَغَيرهَا، وَكَانَ يسكن بِالْقربِ من حَوْض الصارم ويذاكر بعض الْمسَائِل بل لَهُ نظم كتب عَنهُ مِنْهُ بعض أَصْحَابنَا وَمَا سَمِعت مِنْهُ شَيْئا مَعَ كَونه كَانَ يسألني عَن أَشْيَاء، وَأَظنهُ تَأَخّر إِلَى قريب السِّتين. 756 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو عمرَان بن الشهَاب الدؤالي الصريفيني الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بالمكشكش / بمعجمتين وكافين الثَّانِيَة مَكْسُورَة. ولد فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِأَبْيَات الْفَقِيه ابْن عجيل بِالْقربِ من زبيد وَأخذ عَن الْفَقِيه مُحَمَّد بن أبي بكر بن جعمان الذؤالي وخاله وَابْن عَمه الشّرف أبي الْقسم بن جعمان وَكَذَا عَن الطّيب النَّاشِرِيّ وَمَنْصُور الكازروني وَغَيرهم ولازمني فِي سنتي سِتّ وَسبع وَثَمَانِينَ بِمَكَّة دراية وَرِوَايَة قِرَاءَة وسماعا واغتبط بذلك وَكتب شرحي على الْهِدَايَة الجزرية وأفادني كثيرا من مُتَأَخّر التراجم والوفيات والحوادث اليمنية وَكتب بِخَطِّهِ لي كراريس فِي ذَلِك وَكَذَا اختصر مؤلف شَيْخه فِي صلحاء الْيمن وَكتبه لي وَلَده، وَهُوَ فَاضل متميز بالمشاركة فِي الْفِقْه والعربية وَنَحْوهمَا مَعَ أنسة بالتقييد واستحضار لكثير من أَحْوَال الْيمن وَأَهله وجودة خطّ ولتقلله كَانَ أَحْيَانًا يكْتب بِالْأُجْرَةِ، وَرُبمَا نظم وَقد امتدحني بِأَبْيَات أنشدنيها لفظا وكتبها لي بِخَطِّهِ وأذنت لَهُ فِي إجَازَة حافلة مُشْتَمِلَة على ماتحمله عني وَغير ذَلِك أوردت جملَة مِنْهَا فِي) الْكَبِير، وَبعد رجوعي كَانَت كتبه ترد عَليّ مرّة بعد أُخْرَى وَهُوَ بِمَكَّة بل وَردت بعد رُجُوعه من بِلَاده لمَكَّة فِي سنتي ثَلَاث وَأَرْبع وَتِسْعين بالثناء الْبَالِغ وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مَجْمُوع حسن. 757 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى الشهَاب الرمثاوي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. / ولد سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا ولازم الشّرف الْغَزِّي حَتَّى أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَكَذَا أَخذ بِمَكَّة عَن ابْن ظهيرة وَأخذ الْفَرَائِض عَن الْمُحب الْمَالِكِي وَفضل فِيهَا وطرفا من الطِّبّ

عَن الرئيس جمال الدّين وَكتب بِخَطِّهِ وَمهر وتعانى الزِّرَاعَة ثمَّ تزوج ابْنة شَيْخه الشّرف وَمَاتَتْ مَعَه فورث مِنْهَا مَالا ثمَّ بذل حَتَّى نَاب فِي الحكم بل ولي قَضَاء الكرك سنة أَربع عشرَة، وصاهر الأخنائي وامتحن مرّة. قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي تَارِيخه كَانَ سيئ السِّيرَة عِنْده دهاء فتح أبوابا من الْأَحْكَام الْبَاطِلَة فاستمرت بعده. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة سِتّ عشرَة وَيُقَال إِنَّه سم. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 758 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى الشّرف الحسني السرسنائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل الناصرية. / حفظ الْقُرْآن وكتبا وتلا بالسبع على التَّاج بن تمرية وَلكنه لم يكمل فأكمل على الزين طَاهِر، وَأخذ عَن الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي وَغَيرهمَا كشيخنا قَرَأَ عَلَيْهِ شرح النخبة، وَلم يكن بالبارع بلَى تردد لجَماعَة من الْأَعْيَان وزاحم بِأَبْوَاب الْأُمَرَاء وَنَحْوهم حَتَّى أَنه سعى فِي تدريس الحَدِيث بقبة البيبرسية عقب شَيخنَا ابْن خضر لظَنّه أَنه لَهُ لَا نيابه وَاسْتقر فِي نصف تدريس القراآت بالظاهرية الْقَدِيمَة وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء إِلَى غَيرهَا من الْجِهَات وَحج وحصلت لَهُ ماخولية فِي وَقت. وَمَات فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين وَقد قَارب السِّتين ظنا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وَخلف ولدا وتركة. 759 - مُوسَى بن أَحْمد الشّرف أَبُو البركات بن الشهَاب العجلوني الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن عيد / بِكَسْر الْمُهْملَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة بعْدهَا دَال مُهْملَة. ولد بعد الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ الْفِقْه عَن الْقُضَاة الشَّمْس الصَّفَدِي وَحميد الدّين النعماني والحسان بن بريطع وقوام الدّين ويوسف الرُّومِي وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض ولازم فِي أصُول الْفِقْه وَغَيره الأول وَفِي العقليات الثَّانِي وَالثَّالِث والأخيرين وَكَذَا مولى شيخ البُخَارِيّ وَمِمَّا أَخذه عَنهُ شَرحه لدرر الْبحار فِي الْفِقْه وَشَرحه لنظم السِّرَاجِيَّة فِي الْفَرَائِض وَأخذ فِي الْكَشَّاف قِرَاءَة وسماعا عَن الجم النعماني ابْن عَم الْمَاضِي ولازم فِي) الْمعَانِي وَالْبَيَان حُسَيْنًا الجزيري الشَّافِعِي وَفِي الْعَرَبيَّة الْعَلَاء القابوني وَفِي الْمنطق الشَّمْس الكريمي حِين قدم عَلَيْهِم دمشق بل أنزلهُ عِنْده وَفِي الْفَرَائِض أَيْضا مَعَ الْحساب الزين الشاغوري الشَّافِعِي صهره وَفِي شرح الشمسية عَن مولى حاجي وَفِي الْأَحْيَاء عَن الشهَاب الأقباعي وَفِي التصوف والقراآت عَن الشَّمْس الجرادقي الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بالنحوي وَفِي التصوف وَغَيره عَن الْجمل يُوسُف المغربي الوانوغي وَفِي القراآت فَقَط الشَّمْس بن النجار وَفِي التصوف وَحده البلاطنسي فِي مُخْتَصره لمنهاج العابدين وَسمع على الْعَلَاء بن بردس والونائي وَغَيرهمَا بل قَرَأَ الصَّحِيح

على الْبُرْهَان الباعوني وَأكْثر من الِاشْتِغَال جدا على طَريقَة جميلَة من السداد وَالْخَيْر حَتَّى برع وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة، وَقدم الديار المصرية مرّة بعد أُخْرَى وَأخذ عَن الشمني والأقصرائي وَابْن الديري والزين قَاسم والكافياجي وَقَرَأَ عَلَيْهِ مُصَنفه فِي كلمتي الشَّهَادَة وَآخَرين وَأم بمقام الْحَنَفِيَّة من الْجَامِع بل وَجلسَ فِيهِ وَفِي غَيره للتدريس، وَأفْتى وناب فِي الْقَضَاء ثمَّ حج فِي سنة أَربع وَسبعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَحضر دروس عَالم الْحجاز الْبُرْهَان بن ظهيرة وَكتب لَهُ، وَرجع إِلَى بَلَده فَأَعْرض عَن النِّيَابَة بل والإفتاء خطا وعبته قَاسم الدِّمَشْقِي على ذَلِك لتقدمه عِنْده فِيهَا فَلم يلبث أَن ولاه الْأَشْرَف قايتباي حِين اجتيازه بِالشَّام قضاءها الْأَكْبَر مسئولا فِيهِ بعد الْعَلَاء بن قَاضِي عجلون وحمدت سيرته وصمم فِي كثير من القضايا مَعَ استمراره على مُلَازمَة الِاشْتِغَال والإشغال إِلَى أَن انْفَصل عَن قرب بالتاج ابْن عربشاه لعدم انجراره فِي استبدال مَا طلب مِنْهُ، وَأقَام بعد الِانْفِصَال على طَرِيقه مُقبلا على الْعلم وَالْعِبَادَة مَعَ الإلحاح عَلَيْهِ من طلبته وَنَحْوهم فِي الْكِتَابَة بالسؤال فِي الْعود فَمَا وَافق إِلَى أَن استدعى بِهِ الْأَشْرَف أَيْضا بعد وَفَاة الأمشاطي فَقدم عَلَيْهِ وَمَعَهُ صهره الزين الشاغوري فِي أثْنَاء ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ فولاه الْقَضَاء وعظمه جدا وَسكن بالصالحية النجمية واستناب كل من كَانَ نَائِبا عَن الَّذِي قبله ثمَّ زَاد وَنَصّ وليم فِي سرعَة تقلبه فِي ذَلِك وَعدم تأنيه مِمَّا سَببه غَلَبَة سَلامَة بَاطِنه المؤدية إِلَى الهوج بل كَانَ مَوْصُوفا بِالْعقلِ ومزيد التودد الْمُقْتَضِي لمحبة النَّاس وَالرَّغْبَة فِي المذاكرة بِالْعلمِ وعلق عزل نوابه على ارتشائهم وَبَلغنِي أَنه كَانَ نوى أَن يرتب لفقرائهم من معاليمه مَعَ الْمُحَافظَة على التِّلَاوَة ووظائف الْعِبَادَة والاتصاف بِحسن الشكالة وَالْوَقار واللحية النيرة وَقصر الْقَامَة وَقد سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ جدا من غير وَاحِد م أهل بَلَده وَأَن البلاطنسي وخطابا كَانَا يرفعان من شَأْنه بل وَكتب إِلَيّ وَأَنا بِمَكَّة) بِكَثِير من ذَلِك غير وَاحِد من الْقَاهِرَة مَعَ فضيلته ومزاحمته المتوسطة، ولأوصافه الجميلة وخيره أكْرمه الله بِسُرْعَة الِانْفِصَال عَن الْقَضَاء فِي البلدين فَفِي الشَّام بِالْعَزْلِ وَأما هُنَا فَإِنَّهُ قبل استكمال شَهْرَيْن من ولَايَته زلزلت الأَرْض وَسقط عَلَيْهِ سَاقِط من أَعلَى حفة إيوَان الْحَنَابِلَة من الصالحية مَحل سكنه وَذَلِكَ آخر يَوْم الْأَحَد سَابِع عشر الْمحرم سنة سِتّ فَقضى غَرِيبا شَهِيدا وتأسف النَّاس عَلَيْهِ كثيرا وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بسبيل المؤمني وَدَفنه بحوش تربته وَكَأن الزلزلة كَانَت لفقده رَحمَه الله وإيانا وَقَالَ الشهَاب المنصوري: (زلزلت مصر يَوْم مَاتَ بهَا ... قَاضِي الْقُضَاة الْمُهَذّب الْحَنَفِيّ)

(مَا زَالَ طول الْحَيَاة فِي شرف ... حَتَّى انْقَضى الْعُمر مِنْهُ بالشرف) وَأَشَارَ إِلَى مَا قيل من سُقُوط شرافة عَلَيْهِ، وَمن نكته وَقد قيل لَهُ حِين طلب مِنْهُ عود ابْن دَاوُد أَنه يكْتب التَّارِيخ قَوْله هُوَ نَفسه تَارِيخ. مُوسَى بن أَحْمد الحسني. / شهد على عبد الدَّائِم فِي إجَازَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَقد مضى فِيمَن جده مُوسَى قَرِيبا. 760 - مُوسَى بن إِسْمَعِيل بن أَحْمد الشّرف الْكِنَانِي الججيني بجيمين الثَّانِيَة مُشَدّدَة الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ. / ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع من لفظ الْمُحب الصَّامِت ثَانِي الثقفيات، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكتب الْمَنْسُوب بل كَانَ شيخ الْكتاب بِدِمَشْق وَينزل بحارة جَامع تنكز. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع واربعين. 761 - مُوسَى بن إِسْمَعِيل بن مَحْمُود الطَّائِفِي. / مِمَّن سمع مني. 762 - مُوسَى بن أبي بكر بن أكبر الشّرف الشِّيرَازِيّ الْمَكِّيّ الزمزمي وَالِد عبد السَّلَام الْمَاضِي / وَصفه الْمُحب بن ظهيرة بالشيخ الصَّالح. مَاتَ فِي سنة تسع عشرَة أَو قبيلها. 763 - مُوسَى بن حسن بن عمر بن عمرَان الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة سبعين. أرخه ابْن فَهد وَكَانَ متسببا ينتمي للبرهاني القَاضِي وَقدمه فِي الْإِعْلَام بتمييز الْجِرَاحَات. 764 - مُوسَى بن النَّاصِر حسن بن مُحَمَّد بن قلاوون. / مَاتَ فِي يَوْم السبت منتصف جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. 765 - مُوسَى الشّرف بن الْبَدْر حسن / وَاسْتقر فِي نظر الدولة ثمَّ انْفَصل عَنْهَا بقاسم شغيتة ثمَّ فِي نظر الأحباس والأوقاف بعد الشّرف بن البقري وَبئسَ البديل. (سقط)

(سقط) (رام العذول سلوى عَن هوى رشأ ... ذاب الْفُؤَاد بِهِ من شدَّة الْأَلَم) (فَقلت كَيفَ سلوى عَن هَوَاهُ وَقد ... أَمْسَى غرامي بِهِ نَار على علم) مَاتَ تَقْرِيبًا سنة ثَمَانِينَ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُوسَى بن الزين فِي ابْن أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد. / 769 - مُوسَى بن سعيد الشّرف الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي ابْن البابا. / كَانَ أَبوهُ يخْدم ابْن الْملك بالحسينية وَنَشَأ هُوَ على طَرِيقَته ثمَّ اشْتغل وَكتب الْخط الْحسن وشارك فِي الْفُنُون مَعَ التقلل والفقر وَالدَّعْوَى العريضة فِي معرفَة الطِّبّ والنجوم وَغير ذَلِك ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة فتح الله) فَحصل وظائف بِدِمَشْق وأثرى وَحسنت حَاله، وَحج ثمَّ رَجَعَ فَمَاتَ فِي شعْبَان سنة خمس عشرَة وَله خمس وَسَبْعُونَ سنة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَسمعت من فَوَائده، وَوجدت بِخَط المقريزي عَنهُ أَنه أخبرهُ أَنه جرب مرَارًا أَن من وضع شَيْئا فِي مَكَان وزم نَفسه مُنْذُ يَضَعهُ إِلَى أَن يبعد عَنهُ فَإِن النَّمْل لَا يقربنه. 770 - مُوسَى بن سُلَيْمَان بن عبد الْكَرِيم الشّرف الشَّامي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الكتبي وَيعرف بِابْن عبد الْكَرِيم. / قَرَأَ الشاطبية من حفظه على الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وتلا عَلَيْهِ بالسبع وتكسب فِي الْكتب وبرع فِي ذَلِك جدا. وَمَات فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْن فَهد وترجمه. 771 - مُوسَى بن شاهين الشجاعي وَيعرف بِابْن الترجمان / لكَونهَا كَانَت وَظِيفَة أَبِيه. اسْتَقر فِي نقابة الْجَيْش بعد صرف أَمِير حَاج بن أبي الْفرج فِي أَوَاخِر سنة تسع وَثَمَانِينَ ثمَّ صرف فِي ذِي الْحجَّة من الَّتِي تَلِيهَا. 772 - مُوسَى بن شكر. / قتل فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 773 - مُوسَى بن الْمُؤَيد شيخ. / مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد سلخ رَمَضَان سنة إِحْدَى

وَعشْرين وَدفن فِي جَامع أَبِيه. أرخه الْعَيْنِيّ. 774 - مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر بن عَليّ بن عمر الشطنوفي ثمَّ القاهري وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ الشريف شرف الدّين الشَّاهِد الشَّاعِر ذُو الشينات. ولد فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَكَانَ فَاضلا شَاعِرًا ينظم الشّعْر المغسول سَمِعت مِنْهُ كثيرا من شعره. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع عشرَة وَقد سمع مَعنا على بعض شُيُوخنَا وَكَانَ حسن المحاضرة وَبَينه وَبَين مرتضى ابْن إِبْرَاهِيم يَعْنِي المترجم فِي مُعْجم شَيخنَا أَيْضا معارضات كَثِيرَة فِيمَا يتَعَلَّق بعلي وَمُعَاوِيَة فَكَانَ هَذَا يظْهر التعصب لمعاوية ليغضب الشريف مرتضى فَيَقَع بَينهمَا ماجريات ظريفة انْتهى. وَقَالَ فِي إنبائه كَانَ حسن المحاضرة كَثِيرَة النادرة وينظم شعرًا كثيرا وسطا. 775 - مُوسَى بن عبد السَّلَام بن مُوسَى بن أبي بكر بن أكبر الشِّيرَازِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ أَخُو عبد الْعَزِيز الْمَاضِي وأبوهما وجدهما وَيعرف بالزمزمي / نِسْبَة لبئر زَمْزَم. مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ وَسبعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. وَهُوَ المجدد لسبيل الوتش بطرِيق مني قَرِيبا من سَبِيل) السِّت الْمَعْرُوف بِابْن مزنة فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وسبل فِيهِ فِي أَيَّام التَّشْرِيق وَكَانَ يتَكَلَّم فِي وقف عَلَيْهِ بنخلة وينسب لحجب الجان بِكِتَابَة وَغَيرهَا. 776 - مُوسَى بن عبد الْغفار بن مُحَمَّد الشّرف السمديسي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن عبد الْغفار. / ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين تَقْرِيبًا بالصحراء وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبية والمختصر وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَأخذ عَن السنهوري واللقاني وَغَيرهمَا كالنور الْوراق فِي الْفِقْه وَغَيره وَعَن التقيين الشمني والحصني وَكَذَا الْعَلَاء الحصني فِي العقليات وجود الْخط عِنْد ابْن سعد الدّين وتميز فِي الْكِتَابَة والتجليد والتذهيب وَغَيرهَا وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة سبعين، وناب فِي الْقَضَاء عَن الحسام بن حريز فوض إِلَيْهِ يَوْم وَفَاته أَبِيه ثمَّ عَن من بعده وبرع فِي صناعته وَصَارَ أحد من عَلَيْهِ الْمعول أَيَّام اللَّقَّانِيّ وَكثر فِيهِ الْكَلَام وتناقص بعده قَلِيلا. 777 - مُوسَى بن عبد الله بن إِسْمَعِيل بن مُحَمَّد بن قُرَيْش الشّرف الظَّاهِرِيّ ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة / وفقيه الْأَيْتَام بمكتب السُّلْطَان بهَا. ولد بظاهرية العباسية وَمن الشرقية فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ تحول إِلَى الْأَزْهَر فجوده على إِمَامه النُّور البلبيسي وَحفظ نصف الْمِنْهَاج وَحضر عِنْد الشهَاب الزواوي وَالْفَخْر المقسي بل قَرَأَ عَلَيْهِمَا وَكَذَا حضر عِنْد الْعَبَّادِيّ وَغَيره وَلم يتَمَيَّز. وَحج مرَارًا ثمَّ انْقَطع بِمَكَّة من سنة ثَلَاث وَسبعين

وَاسْتقر بعد فِي الفقاهة الْمشَار غليها وَكَانَ بتردد إِلَيّ وَرُبمَا اسْتَعَانَ بِي فِي بعض الْأُمُور وَرَأَيْت من يذكرهُ بشر وَلَيْسَ بِبَعِيد وَإِن ساعد بعض من يرى ضَرُورَته لغَرَض مَا. 778 - مُوسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَهِيمُ الشّرف بن الْجمال بن جمَاعَة الْمَقْدِسِي شَقِيق إِبْرَهِيمُ وسبط القَاضِي سعد الدّين بن الديري. / حفظ كتبا واشتغل عِنْد الْكَمَال بن أبي شرِيف وَغَيره وَسمع مَعنا وَهُوَ صَغِير على جده وَغَيره وَفضل ودرس مَعَ ديانَة وَخير وانجماع، وَحج وَله حِصَّة فِي الخطابة وَغير ذَلِك. 779 - مُوسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد الشّرف البهوتي ثمَّ الدمياطي الشَّافِعِي وَالِد عبد الرَّحْمَن وَعبد السَّلَام الماضيين. / حفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو وَنَافِع على الشَّمْس البُخَارِيّ الطرابلسي حِين قدومه عَلَيْهِم دمياط وَكَذَا حفظ الْمِنْهَاج واشتغل فِيهِ يَسِيرا وَصَحب أَحْمد التكروري وَكَانَ) يأثر عَنهُ كرامات وَأقَام بدمياط يُؤَدب الْأَطْفَال ويؤم بالجامع البدري مَعَ الْقيام بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَعدم الاكتراث بِمَا يقاسيه بِسَبَب ذَلِك مَعَ مزِيد سَلامَة الصَّدْر والسذاجة. وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ التقي بن وَكيل السُّلْطَان وَوَصفه بالشيخ الْعَالم الْمُقْرِئ وَقَالَ إِنَّه كَانَ يصحب سليما والشهاب الجديدي الْأَعْلَى فَلَمَّا تمرض مرض الْمَوْت تحول إِلَى الْقَاهِرَة ليتداوى بهَا من عَارض عرض لَهُ بِعَيْنيهِ وَسَأَلَ أَهله فِي دَفنه بجوارهما فَأَدْرَكته الْمنية بهَا فِي رَابِع شَوَّال سنة خمس وَخمسين فَصلي عَلَيْهِ وَدفن بتربة طشتمر حمص أَخْضَر فِي جوارهما رَحمَه الله وإيانا. مُوسَى بن عَطِيَّة الشّرف اللَّقَّانِيّ. / يَأْتِي فِي ابْن عمر بن عوض بن عَطِيَّة. 780 - مُوسَى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الشّرف التتائي القاهري الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَهِيمُ وَأحمد وَأبي بكر وَمُحَمّد وَيعرف بِالْأَنْصَارِيِّ. / ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بتتا قَرْيَة بالمنوفية وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ثمَّ قدم الْقَاهِرَة مَعَ إخْوَته وأبيهم واشتغل بِالْعلمِ مُدَّة بالجامع الْأَزْهَر ثمَّ حبب إِلَيْهِ المتجر وسافر فِيهِ إِلَى الْحجاز وَغَيرهَا وَأول مَا دَاخل الدولة كَانَ هُوَ المتوجه لمَكَّة بالأعلام برضى الظَّاهِر جقمق عَن السَّيِّد بَرَكَات بن حسن وَطَلَبه أَو وَلَده ليقابل وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر سنة تسع وَأَرْبَعين فَكَانَ وُصُوله لمَكَّة فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا فَبَلغهُ أَن السَّيِّد فِي حلى بني يَعْقُوب فَتوجه مَعَ النجاب إِلَيْهِ وبلغه الرسَالَة وَرجع مَعَه بولده فِي الْبر حَتَّى وصل الْقَاهِرَة وانتظم الْأَمر فِي عود السَّيِّد فنبل فِي عين الْملك وعد فِي الْأَعْيَان، وراج أمره فِي الدولة وتزايد تردده للسُّلْطَان مَعَ كَونه على هَيْئَة التُّجَّار بِحَيْثُ صَار أَبُو الْخَيْر النّحاس فِي أَيَّام محنته يَسْتَعْمِلهُ فِيمَا يروم إيصاله إِلَيْهِ إِلَى أَن استشعر بِعَدَمِ نصحه لَهُ وَأَنه رُبمَا يدس مَا فِيهِ إغراء للسُّلْطَان بِهِ فَأخذ حذره مِنْهُ واستوحش

كل مِنْهُمَا من الآخر فَلَمَّا انطمست أَيَّام النّحاس كَانَ هُوَ المحاقق لَهُ بِحَيْثُ اسْتَقر بِهِ السُّلْطَان فِيمَا كَانَ مَعَه من الوظائفوهي نظر الجوالي وَالْكِسْوَة والبيمارستان والخانقاه السعيدية وجامع عَمْرو ووكالة بَيت المَال وَغَيرهَا وَقَامَ بِالدَّعْوَى عَلَيْهِ والحوطة على موجوده وحواصله وَظَهَرت زِيَادَة كفاءته فَكَانَ انْتِهَاء ذَاك ابْتِدَاء الشّرف وَتردد النَّاس إِلَيْهِ وعولوا فِي كثير من مهماتهم عَلَيْهِ، وَاسْتمرّ فِي تزايد من الترقي إِلَى أَن تملك الْأَشْرَف إينال فتقهقر قَلِيلا سِيمَا وَقد صرف عَن عدَّة وظائف بَعْضهَا برغبته وَلَكِن مَعَ اسْتِمْرَار صُورَة وجاهته فَلَمَّا مَاتَ الجمالي نَاظر الْخَاص خطب عوضه لنظر الْجَيْش وَقدم على كثير من السعاة فِيهِ فحسنت سيرته حَتَّى سَمِعت الشرفي بن الجيعان يثني على حذقه فِي) المصطلح فِيهِ وإدراكه لما رتبه مَعَه فِي الْكِتَابَة وَأَن النَّجْم بن حجي لم يهتد لما اهْتَدَى لَهُ ثمَّ صرف عَنهُ بَان الديري مَعَ التَّعَرُّض لصَاحب التَّرْجَمَة بِأخذ مَال كثير بِدُونِ بَهْدَلَة، وَلزِمَ دَاره إِلَى أَن ألزمهُ الْمُؤَيد بن إينال بِمُبَاشَرَة نظر الجوالي ووكالة بَيت المَال فباشرهما إِلَى أَن أكرهه الظَّاهِر خشقدم وَهُوَ متحير فِي نَفَقَة المماليك على الِاسْتِقْرَار فِي نظر الْخَاص بعد الزين بن الكويز مُضَافا لَهما فَقَامَ بالمر على مَا يُحِبهُ وسد النَّفَقَة بل ذكر بِحسن الْمَشْي فِيهَا قبل النَّفَقَة وَبعدهَا ثمَّ انْفَصل عَنْهَا إِلَى أَن اسْتَقر بعد قتل جَانِبك الجداوي مُدبر المملكة إِلَيْهِ الْمرجع فِي الْولَايَة والعزل وَلم يزل أمره فِي ازدياد وتزايد تَعبه بِأخرَة جدا بِسَبَب مَا كَانَ يُفَوض إِلَيْهِ فِي مُقَدمَات التجاريد وَغَيرهَا وَصَارَ النّظر إِلَيْهِ من الْملك والدوادار فَمَا وَسعه إِلَّا الاسْتِئْذَان فِي السّفر لمَكَّة فَتوجه إِلَيْهَا فِي موسم سنة ثَمَانِينَ فحج وفوض إِلَيْهِ شَيْء من العمائر هُنَاكَ وبالمدينة، وعزم على الاستيطان بِمَكَّة فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي عشَاء لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع عشر صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن عِنْد أَخَوَيْهِ بتربته من المعلاة وتأسف النَّاس على فَقده رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وأرضى عَنهُ أخصامه، وَكَانَ رَئِيسا شهما عَليّ الهمة كثير التودد للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ حسن الِاعْتِقَاد فيهم متأدبا مَعَهم زَائِد التَّوَاضُع والبذل والحزم وَالصَّبْر خَبِيرا بالسياسة وَالْقِيَام بِكُل مَا يسند إِلَيْهِ أنشأ أَمَاكِن بِالْقَاهِرَةِ وبولاق والصحراء وَغَيرهَا وَبَلغت عطاياه فِيمَا بَلغنِي مرّة للخطيب أبي الْفضل خَمْسمِائَة دِينَار وَلآخر ألف وَكَذَا كَانَت لَهُ ابْنة اسْمهَا مَارِيَة من عَائِشَة ابْنة الشّرف مُوسَى اللَّقَّانِيّ عمياء بذلك شَيْئا كثيرا جدا فِي زَوَال عماها بِحَيْثُ طلب مِنْهُ شخص ألف دِينَار وسمح لَهُ بهَا وَمَعَ ذَلِك فَمَا أَبْصرت، واشتهر اسْمه وَبعد صيته، وتغالى فِي التَّزْوِيج حَتَّى

أَنه تزوج ابْنة الظَّاهِر ططر خُفْيَة ثمَّ فَارقهَا وَتزَوج زَيْنَب ابْنة جرباش الكريمي أَمِير سلَاح زَوْجَة الظَّاهِر جقمق ونقم عَلَيْهِمَا ذَلِك من لم يتدبر واستمرت تَحْتَهُ حَتَّى مَاتَت بدارها قَرِيبا من قنطرة طقزدمر وَكَذَا تزَوجه زَوْجَة لنائب الشَّام أَظُنهُ جانم وَولدت لَهُ ثمَّ تزوج فَاطِمَة ابْنة الشرفي يحيى بن الملكي فِي الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ وَمَاتَتْ تَحْتَهُ بِمَكَّة وتسافل حَتَّى تزوج فرج الَّتِي كَانَت زوجا لعبد الْغَنِيّ صَاحب ابْن اسنبغا الطياري وَلم يحصل لَهُ رَاحَة من قبلهَا بِحَيْثُ قيل أَنَّهَا سمته وَكَانَت مَعَه بِمَكَّة وَظهر لَهُ شَيْء كثير جدا مِمَّا كَانَ مَعَه أَو تَركه وَكَانَ وَلَده الْأَكْبَر الْبَدْر مُحَمَّد قد غيب قبل مَجِيء خبر وَفَاته لعَجزه عَن سد مَا كَانَ خلف وَالِده فِي الْقيام بِهِ مِمَّا يُورد للذخيرة فَتحمل) السُّلْطَان بِهِ وَأظْهر مَا اقْتضى للْوَلَد الطُّمَأْنِينَة بِحَيْثُ ظهر ثمَّ بعد أَيَّام جَاءَ الْخَبَر فصودر هُوَ وَغَيره من أقربائه وَأَتْبَاعه حَتَّى لم يسلم العَبْد الصَّالح إِبْرَهِيمُ أَخُوهُ. وَخلف عشرَة أَوْلَاد أكبرهم الْمشَار إِلَيْهِ ومارية شقيقته وَيحيى وَسعد الْمُلُوك وَأحمد الْمدنِي أشقاء وَزَيْنَب وسعادات شقيقتان من رُومِية وَخَدِيجَة من جركسية وَأحمد من زَوْجَة نَائِب الشَّام ويوسف من جركسية وَسَيَأْتِي الْإِشَارَة لَهُم بأبسط فِي الْأنْصَارِيّ من الْأَنْسَاب وَأَن مِمَّن صاهره على بَنَاته مِمَّن مَاتَ عَنْهُم ابْنا أختيه الشَّمْس مُحَمَّد بن الشَّيْخ يس والشهاب أَحْمد بن الشَّمْس السنوي وربيبه الْبَدْر بن أبي الْفرج وأخو زَوجته وَهُوَ خَال الَّذِي قبله إِبْرَهِيمُ ابْن بنت الْمَالِكِي. 781 - مُوسَى بن عَليّ بن مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ القاهري ثمَّ الْحِجَازِي الْمَالِكِي / المعتقد. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: ولد سنة بضع وَخمسين وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ وعني بِالْعلمِ فحفظ الْمُوَطَّأ وَكتب ابْن الْحَاجِب الثَّلَاثَة وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَحصل الْوَظَائِف ثمَّ تزهد وَطرح مَا بِيَدِهِ من الْوَظَائِف بِغَيْر عوض وَسكن الْجَبَل وَأعْرض عَن جَمِيع أُمُور الدُّنْيَا وَصَارَ يقتات مِمَّا تنبته الْجبَال وَلَا يدْخل الْبَلَد إِلَّا يَوْم الْجُمُعَة ليشهدها ثمَّ توجه إِلَى مَكَّة سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة فَكَانَ يسكنهَا تَارَة وَالْمَدينَة أُخْرَى على طَرِيقَته، وَدخل الْيمن من خلال ذَلِك وساح فِي البراري كثيرا وَكَاشف وَظَهَرت لَهُ كرامات كَثِيرَة ثمَّ فِي الآخر أنس بِالنَّاسِ وَلَكِن كَانَ يعرض عَلَيْهِ المَال الْكثير فَلَا يقبله غَالِبا وَلَا يلْتَمس مِنْهُ شَيْئا بل يَأْمر بتفرقته على من يُعينهُ وَكَانَ يَأْخُذ من بعض التُّجَّار الشَّيْء بِثمن معِين وينادي عَلَيْهِ بِنَفسِهِ حَتَّى يَبِيعهُ بِمَا يدْفع مِنْهُ ثمنه وَينْفق على نَفسه الْبَقِيَّة، وَقد رَأَيْته بِمَكَّة سنة خمس عشرَة وَصَارَ من كَثْرَة التخلي ناشف الدِّمَاغ يخلط فِي كَلَامه كثيرا وَلكنه فِي الْأَكْثَر

واعي الذِّهْن ويكاتب السُّلْطَان فَمن دونه بالعبارة الخشنة والردع الزَّائِد وَلَا يَقع بِيَدِهِ كتاب إِلَّا كتب فِيهِ مَا يَقع لَهُ سَوَاء كَانَ الْكَلَام منتظما أم لَا وَرُبمَا كَانَ حَاله شَبيه حَال المجذوب. مَاتَ فِي رَمَضَان وَقيل فِي شعْبَان سنة عشْرين، وَذكره الفاسي فِي مَكَّة فَسمى جده مُوسَى وَقَالَ أَنه ولد بمنية الْقَائِد من عمل مصر وَنَشَأ بهَا وَشرع فِي حفظ مُخْتَصر أبي شُجَاع ثمَّ رغب فِي مَذْهَب مَالك وتنبه فِي الْفِقْه والعربية والقراآت والْحَدِيث، وَفضل وَمن شُيُوخه فِي الْعلم النُّور الحلاوي الْمَالِكِي والغماري، وروى الحَدِيث عَن ابْن الملقن وَجزم بِأَن مَوته فِي ثَانِي عشرى شعْبَان وَدفن بالمعلاة وَطول تَرْجَمته، وَذكره النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجم أَبِيه فَقَالَ مُوسَى بن عَليّ الْمَنَاوِيّ، وَأما فِي مُعْجَمه فَقَالَ مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ وَالْمُعْتَمد الأول.) ::: 782 - مُوسَى بن عَليّ بن مُوسَى بن عَرِيش الْهَاشِمِي. / مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 783 - مُوسَى بن عَليّ بن يحيى بن جَمِيع الشّرف بن النُّور الصَّنْعَانِيّ الأَصْل الْعَدنِي أَخُو الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: اسْتَقر فِي وَظِيفَة أَبِيه بعدن وَهِي الرياسة على التُّجَّار والمتجر السلطاني، وَكَانَ حاذقا عَارِفًا بِالْمُبَاشرَةِ وَالْكِتَابَة فصيحا لسنا وَلَكِن لم يكن صينا، وَقد قدم الْقَاهِرَة فِي وسط دولة النَّاصِر من نَحْو ثَلَاثِينَ سنة أَو أَكثر. مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِالْيمن وَقَالَ المقريزي أَنه كَانَ حاذقا عَارِفًا بالأمور كثير الاستحضار للنوادر حسن المعاشرة بعيد الْغَوْر جَازَ الْخمسين وَختم بِهِ بَيت ابْن جَمِيع وَقَالَ غَيره إِنَّه كَانَ كثير الاستحضار عِنْده سياسة وتدبير ومولده قبل التسعين وَسَبْعمائة بعدن وَقدم مَكَّة فَانْقَطع بهَا مُدَّة. 784 - مُوسَى بن عمرَان بن مُوسَى الشّرف البوصيري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي عَم نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد نب عمرَان الْمَاضِي / مبَاشر الْمدرسَة الألجيهية. مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة. 785 - مُوسَى بن عمر بن عوض بن عَطِيَّة بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشّرف اللَّقَّانِيّ الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي / سمع السّنَن لِابْنِ مَاجَه فِي الْقُدس على إِبْرَهِيمُ الزيتاوي وَالْبُخَارِيّ بنزول وَحدث بِبَعْض ابْن مَاجَه قَرَأَ ذَلِك عَلَيْهِ الكلوتاتي وَأَجَازَ لشَيْخِنَا الشمني وَكَانَ من عدُول الْقَاهِرَة، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ مُوسَى بن عَطِيَّة نِسْبَة لجده الْأَعْلَى وَوَصفه بالفقه. مَاتَ سنة عشر. 786 - مُوسَى بن عمر بن مُوسَى الشّرف الْخَطِيب. / أجَاز لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره فِي سنة خمس وَعشْرين وَذكر الزين رضوَان أَنه سمع على الْعِزّ بن جمَاعَة مجَالِس

من البُخَارِيّ بالكاملية وَغَيرهَا من الْقَاهِرَة. 787 - مُوسَى بن عِيسَى بن يُوسُف بن مُفْلِح بن مَسْعُود بن عبد الحميد بن ابْن مُحَمَّد الشّرف أَبُو مُحَمَّد الزهْرَانِي الخالدي نِسْبَة للْعَرَب الَّذين يُقَال لَهُم بَنو خَالِد وَبَعض النَّاس يَقُول أَنه قرشي مخزومي الخلفي الشَّافِعِي الْفَاضِل الصَّالح وَيعرف بِصَاحِب الْخلف / بِضَم الْمُعْجَمَة. سمع من أَبِيه وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة إخْوَته فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة على بن عِيسَى بن مُوسَى) بن غَانِم الْمصْرِيّ وَمُحَمّد بن سَالم بن إِبْرَهِيمُ الْمُقْرِئ الْمَكِّيّ وَعَائِشَة ابْنة عبد الله بن الْمُحب الطَّبَرِيّ وَفَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة وتفقه بِأَبِيهِ وَغَيره واشتهر بالزهد والورع والكرامات وَكَانَت لَهُ عناية بتربية المريدين وإرشاد الْجَاهِلين وَالصَّبْر على الْإِنْفَاق وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر يُطِيل الصَّلَاة بِالْجَمَاعَة وَيقْرَأ فِيهَا الْقُرْآن على التوالي حَتَّى يختمه فِي الصَّلَوَات تَارَة جُزْءا وَتارَة بعضه على طَريقَة تشبه طَريقَة السّلف. ذكره التقي ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَخرج لَهُ من مروياته تحفة الْوَارِد وبغية الزَّاهِد وفرغه فِي ربيع الثَّانِي سنة خمس وَعشْرين، وَذكره الفاسي فِي ذيل سير النبلاء فَقَالَ: عني بالفقه وَغَيره وَله معرفَة وحظ جيد من الْعِبَادَة وَالْخَيْر وَفِيه إِحْسَان للواردين إِلَيْهِ وَحصل كتبا كَثِيرَة وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير، وَحج مَرَّات آخرهَا فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَبَلغنِي أَنه أَخذ بِمَكَّة عَن قاضيها أبي الْفضل النويري رِوَايَة عَن قاضيها الْجمال بن ظهيرة فِي الْحَاوِي وَمَعَ وَالِده فِيمَا بَلغنِي عَن الْعَفِيف اليافعي قَالَ وأظن نسبته للْعَرَب الَّذين يُقَال لَهُم بَنو خلد سكان الرياضة ونواحيها. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت ثَانِي عشرى ربيع الآخر سنة تسع وَعشْرين بِبَلَدِهِ الْخلف والخليف، زَاد غَيره عَن نَيف وَتِسْعين سنة وحزن النَّاس عَلَيْهِ وقبره يزار وبنيت عَلَيْهِ قبَّة رَحمَه الله. قَالَ الفاسي ورثاءه بعض أَصْحَابنَا بِأَبْيَات أَولهَا: (قد أظلم الجو بعد الضَّوْء والسدف ... بِمَوْت مُوسَى بن عِيسَى صَاحب الْخلف) 788 - مُوسَى بن قَاسم بن حُسَيْن الْمَكِّيّ وَيعرف بالذويد. / كَانَ يذكر بِخَير وَله ملك بِالْهَدةِ وَغَيرهَا من أَعمال مَكَّة، مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة وَدفن بالمعلاة ذكره الفاسي. 789 - مُوسَى بن ماخوخ المغربي الْمُقْرِئ. / كَانَ ماهرا فِي القراآت أَخذهَا عَن الوهري وَأَخذهَا عَنهُ جمَاعَة، مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين. تَرْجمهُ لي زَرُّوق. 790 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشّرف بن المتَوَكل على الله الْهَاشِمِي العباسي عَم أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل الْعِزّ عبد الْعَزِيز، / مَاتَ فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَن نَحْو الْمِائَة وَكَانَ نَاقص الْعقل تَرْجَمته فِي الوفيات.

791 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد الأكحل بن شرشيق الشّرف بن الشَّمْس بن النُّور بن الْعِزّ الحسني القادري وَالِد المحمدين زين العابدين وشمس الدّين وأخو حسن الماضيين وأبوهما. / مَاتَ بالطاعون فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بعد أَبِيه بِيَسِير جدا وَدفن بزاوية) عدي بن مُسَافر بِالْقربِ من بَاب القرافة رَحمَه الله. 792 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى الجاناتي الْمَكِّيّ الرجل الصَّالح. / مَاتَ بِمَكَّة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين، قَالَ فِيهِ ابْن عزم: صاحبنا. مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ الْأَزْهَرِي. / مِمَّن سمع مني. مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمَنَاوِيّ. / فِي ابْن عَليّ بن مُحَمَّد قَرِيبا. 794 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن قبا الشّرف الموقت ابْن أُخْت الخليلي. / كَانَ أفضل من بَقِي بِالشَّام فِي علم الْهَيْئَة وَله فِي هَذِه الصِّنَاعَة تواليف مفيدة مَعَ أَنه لَا ينْسب نَفسه إِلَى علم لَا هَذَا وَلَا غَيره بل هُوَ خير عِنْده إنجماع عَن النَّاس وَعدم دُخُول فِيمَا لَا يعنيه وَبِيَدِهِ رياسة المؤذنين بِجَامِع تنكز وَغَيره. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 795 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشّرف الحسني الفاسي الْحَنْبَلِيّ. / ولد بِبِلَاد كلبرجا من الْهِنْد وَقدم مَكَّة بعد الثَّلَاثِينَ وَله من الْعُمر مَا يزِيد على عشر سِنِين وَسمع من أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وناب فِي الْقَضَاء والإمامة بِمَكَّة عَن عَمه عبد اللَّطِيف وَخرج من مَكَّة بعد الْخمسين لبلاد الْهِنْد. 796 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة بن أبي بكر الشّرف أَبُو البركات الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي الشَّافِعِي ابْن أخي الشهَاب أبي الْعَبَّاس أَحْمد الْأنْصَارِيّ الْخَطِيب. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فِي كنف عَمه فَأَقْرَأهُ واشتغل كثيرا وتفقه بالأذرعي وبالشمس مُحَمَّد الْعِرَاقِيّ شَارِح الْحَاوِي، ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ بهَا عَن الأسنوي والولوي المنفلوطي والبلقيني وَغَيرهم وَسمع بهَا وبحلب وَغَيرهمَا وَمن شُيُوخه فِي السماع أَحْمد بن مكي الأيكي زغلش والْعَلَاء مغلطاي، وَلَا زَالَ يدأب حَتَّى حصل طرفا جيدا من كل علم ودرس بالأسدية والعصرونية من مدارس حلب وَولي قضاءها عَن الظَّاهِر برقوق فحمدت سيرته وَلكنه عزل مرّة بعد أُخْرَى وَكَذَا ولي خطابة جَامعهَا بعد موت الولوي بن عشائر، وَشرح الْغَايَة القصوى للبيضاوي فَكتب مِنْهُ قِطْعَة، وَكَانَ قَاضِيا فَاضلا دينا عفيفا خيرا كثير الْحيَاء لَا يواجه أحدا بمكروه. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث

وَدفن بحلب، ذكره ابْن خطيب الناصرية وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَأخر جُمُعَة عَن أبي بكر وَقَالَ إِنَّه أدمن) الِاشْتِغَال حَتَّى مهر وَأفْتى ودرس وخطب بِجَامِع حلب واشتهر ثمَّ ولي الْقَضَاء فِي زمن الظَّاهِر مرَارًا ثمَّ أسر مَعَ اللنكية فَلَمَّا رَجَعَ اللنك عَن الْبِلَاد الشامية أَمر بِإِطْلَاق جمَاعَة هُوَ مِنْهُم فَأطلق من أسرهم فِي شعْبَان فَتوجه إِلَى أرِيحَا وَهُوَ متوعك فَمَاتَ بهَا وَكَانَ فَاضلا دينا كثير الْحيَاء قَلِيل الشَّرّ. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله. 797 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشّرف الديسطي ثمَّ القاهري نزيل تربة النَّاصِر بن برقوق. / قَرَأَ على النُّور الْمحلي مُسْند الشَّافِعِي بخانقاه سعيد السُّعَدَاء وَسمع على الْجمال الْحَنْبَلِيّ وَذكره شَيخنَا الزين رضوَان فِيمَن يُؤْخَذ عَنهُ وَأَشَارَ لوفاته. 798 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّافِعِي إِمَام جَامع عَمْرو. / رَأَيْته فِيمَن عرض عَلَيْهِ سنة خمس وَتِسْعين. مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الغيريني الْمَالِكِي. / مِمَّن قرض للفخر أبي بكر بن ظهيرة فِي سنة سبعين أَو بعْدهَا بعض تآليفه وَمَا عَلمته. وَينظر إِن كَانَ هُوَ مُوسَى الحاجبي الْآتِي. 799 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْكَمَال بن زين العابدين الصديقي الْبكْرِيّ الْمَكِّيّ الأَصْل الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي الشهير جده بَان الرداد الْمَشْهُور وَيعرف هُوَ بِابْن زين العابدين / لقب أَبِيه. مِمَّن أَخذ الْفِقْه عَن عمر الفتي والنور بن عطيف نزيل مَكَّة وَالْقَاضِي الْجمال مُحَمَّد الطّيب النَّاشِرِيّ وَالشَّمْس عَليّ بن مُحَمَّد الشرعبي ويوسف بن يُونُس الجبائي الْمُقْرِئ الْمشَار إِلَيْهِ الْآن وَشرف بن عبد الله بن مَحْمُود الشيفكي الشِّيرَازِيّ حِين قدم عَلَيْهِم زبيد فِي الْفِقْه وَأَصله وتميز بِحَيْثُ هُوَ الْآن فَقِيه زبيد وَاسْتقر فِي مدرسة الْمَنْصُور عبد الْوَهَّاب الطاهري بعد شَيْخه الْفَتى وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء فِي الْفِقْه وَكتب على الْإِرْشَاد شرحا لم يبرزه إِلَى الْآن وَهُوَ خَال عَن اعْتِقَاد جده وَلم يكمل إِلَى الْآن الْخمسين. 800 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن هَاشم الْكَمَال الضجاعي الزبيدِيّ / مفتيها ومحدثها وخطيبها. أَخذ الْفِقْه عَن الشهَاب أَحْمد النَّاشِرِيّ وَأكْثر عَن الْمجد الفيروزابادي بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا من الْأُمَّهَات وانتفع بِهِ فِي ذَلِك. أَفَادَهُ سميه مُوسَى الذوالي وَرفع من شَأْنه فِي تَرْجَمَة على بن هَاشم من كِتَابه صلحاء الْيمن وَكَانَ من أكبر القائمين على منتحلي ابْن عَرَبِيّ فِي الْيمن بِحَيْثُ أَنه كَانَ الْخَطِيب فِي جَامع زبيد بالمنشور الْمَكْتُوب بِالْإِشْهَادِ على الْكرْمَانِي بهجر كتب ابْن عَرَبِيّ. قَالَه الأهدل. (سقط)

(سقط) مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة تسع وَسِتِّينَ وَكَانَ يعد من الْأَعْيَان ذَوي الْبيُوت فِي الممالك مِمَّن لجده مَعَ الشريف حسن بن عجلَان وقائع. 803 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن نصر الشّرف أَبُو الْفَتْح البعلي الشَّافِعِي القَاضِي وَيعرف بِابْن السقيف. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَأخذ الْفِقْه عَن الْخَطِيب جلال الدّين والْحَدِيث عَن الْعِمَاد بن بردس وَغَيرهمَا واشتغل بِدِمَشْق عِنْد ابْن الشريشي وَالزهْرِيّ وَغَيرهمَا وَمهر وتصدى للإفتاء والتدريس بِبَلَدِهِ من أول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وهلم جرا وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفِقْه بِبَلَدِهِ وَولي قضاءها مرَارًا فحسنت سيرته، وَكَانَ كثير الْبر للطلبة سليم الْبَاطِن آمرا بِالْمَعْرُوفِ ناهيا عَن الْمُنكر لَهُ أوراد وَعبادَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَعشْرين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَابْن قَاضِي شُهْبَة. 804 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن الْهمام الشّرف بن النَّجْم الْمَقْدِسِي. / سمع على الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وجزءا بن عَرَفَة والبطاقة ونسخة إِبْرَهِيمُ بن سعد وَغَيرهَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز لي فِي استدعاء أَوْلَادِي. وَمَات بعد ذَلِك بِيَسِير فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَعشْرين وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. 805 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن يُوسُف الشّرف المَخْزُومِي / المعامل بالطباق السُّلْطَانِيَّة. حج فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وجاور سنتَيْن بعْدهَا، وَسمع مَعَ الْجَمَاعَة عَليّ وَمَعَ ابْن جرباش على ابْن الشوائطي، وَكَانَ يكثر الطّواف وَالصَّدَََقَة وَحُضُور المواعيد وَيذكر فِي الْجُمْلَة بِخَير بِالنِّسْبَةِ لطائفته. 608 - مُوسَى بن مُحَمَّد الشّرف العزيزي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي / أحد النواب. مِمَّن أذن لَهُ الْعَبَّادِيّ فِي التدريس والإفتاء وَهُوَ مهمل ولي قَضَاء الْمحمل سنة بضع وَتِسْعين. 807 - مُوسَى بن مَنْصُور الشقباتي الجزائري. / مَاتَ سنة بضع وَسِتِّينَ. 808 - مُوسَى بن يُوسُف بن مُوسَى بن يُوسُف الشّرف المنوفي القاهري الشَّافِعِي أَخُو زين الصَّالِحين مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بشرف الدّين المنوفي. / ولد سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنوف وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن ملك والملحة والورقات وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيره واشتغل على الشّرف السُّبْكِيّ والتلواني والونائي وناب فِي الْقَضَاء وَجلسَ بِأخرَة فِي حَانُوت الجورة

وامتحن حِين تكَلمه على جَامع منوف لما ولي قضاءها وَقَامَ عَلَيْهِ جمَاعَة من أعيانها وطلبوه إِلَى الْقَاهِرَة فأودع الترسيم على خُرُوجه من حِسَاب الْوَقْف مُدَّة تكَلمه فَلم ينْهض وخلص بعد كلفة، وخطب بمدرسة سودون من زَاده وَغَيرهَا، وَكَانَ سَاكِنا خيرا مديما للتلاوة متميزا فِي صناعته قانعا متقللا. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله. 809 - مُوسَى بن يُوسُف الشّرف بن الْجمال بن الصفي الكركي الشوبكي الملكي الْآتِي أَبوهُ نَاظر جَيش طرابلس وَقَرِيب الْجمال نَاظر الْخَاص. / أَصله من نَصَارَى الشوبك وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه وتعانى الْكِتَابَة إِلَى أَن ولي نظر جَيش طرابلس مُدَّة ثمَّ صرف عَنْهَا وَسَار إِلَى أَبِيه بِدِمَشْق بعد أَن قدم الْقَاهِرَة وبذل مَا ألزم بِهِ وَهُوَ شَيْء كثير وَاسْتمرّ عِنْد أَبِيه حَتَّى مَاتَ الْبَهَاء بن حجي فاستقر عوضه فِي نظر جيشها على مَال بذله فَلم تشكر سيرته وعزل عَن قرب وأعيد لنظر جَيش طرابلس بسعيه فِيهِ لما لَهُ من الْأَمْلَاك وَغَيرهَا فدام حَتَّى مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَقد تكهل وَخلف مَالا كثيرا جدا وَأكْثر من عشرَة أَوْلَاد تولى أكبرهم مَكَانَهُ وَيُقَال أَنه كَانَ من قبائح الزَّمَان وَمَعَ قربه من دين النَّصْرَانِيَّة وقبح شكله كَانَ سيئ الْخلق زَائِد الزهو والترفع عَفا الله عَنهُ ورحم الْمُسلمين وإيانا. 810 - مُوسَى بن يُوسُف الشّرف بن الْجمال البوتيجي الْمصْرِيّ القاهري القسطي وَيعرف بِابْن كَاتب / غَرِيب. كَانَ أَبوهُ يُبَاشر فِي الدَّوَاوِين فَنَشَأَ على طَرِيقَته إِلَى أَن برع وَأول مَا تنبه كتب فِي قطيا ثمَّ فِي ديوَان الْوزر ثمَّ خدم عِنْد الزين الأستادار وصاهره بعد أَن كَانَ مصاهرا لِابْنِ الهيصم وترقى حَتَّى صَار نَاظر الْمُفْرد، وعاقبه مَنْصُور بن صفي أَشد عُقُوبَة ثمَّ ولي الأستادارية وفَاق فِي الظُّلم وأباد الْعباد والبلاد لمزيد حذقه ودهائه سِيمَا وقويت شوكته بِأخذ الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي على يَده وَكَانَ أحد القائمين فِي قتل مَنْصُور الْمشَار إِلَيْهِ وتظاهر بالسرور بذلك. مَاتَ عَن ثَمَان وَأَرْبَعين سنة فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بتربة الطريني من سوق الدريس تجاه مقَام الجعبري وَلم) يحجّ بعد أَن أظهر الْعَزْم عَلَيْهِ لكَونه عوق. وَخلف أَوْلَادًا رحم الله الْمُسلمين. مُوسَى الشّرف بن الْبُرْهَان. / فِي ابْن إِبْرَهِيمُ. مُوسَى الشّرف الْأنْصَارِيّ اثْنَان مضيا ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة وَابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان. / 811 - مُوسَى الصّلاح الأردبيلي ثمَّ الشرواني / أَخذ عَنهُ بلديه عبد المحسن بن عبد الصَّمد الْمنطق وَغَيره. مُوسَى السُّبْكِيّ. / فِي ابْن أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الله بن سُلَيْمَان.

812 - مُوسَى الطرابلسي / رجل مغربي خير. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة ثَمَانِي عشرَة وَدفن بمقبرة رِبَاط الْمُوفق. ذكره ابْن فَهد عَن ابْن مُوسَى. 813 - مُوسَى العتال الْمصْرِيّ وَالِد مَرْيَم الْآتِيَة وَزوج مولاة الْعِزّ بن فَهد. / مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَتِسْعين بِمَكَّة. 814 - مُوسَى المغربي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالحاجبي / كَأَنَّهُ لمعرفته ابْن الْحَاجِب أَو حفظه لَهُ أَو نَحْو ذَلِك. أَقَامَ بِمَكَّة وأقرأ فِيهَا وَكَانَ فَقِيها فَاضلا خيرا لَا يأنف من الْحُضُور عِنْد بعض طلبته. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء مستهل صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقد زَاد على السِّتين ظنا. 815 - مُوسَى المغربي الْخياط. / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسِتِّينَ. 816 - مُوسَى المغربي نزيل بَيت الْمُقَدّس / وَأحد قراء السَّبع. مَاتَ فِيهِ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين. 817 - مُوسَى اليمني الحراز. / مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشرى ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَصلي عَلَيْهِ بعد الصَّلَاة ثمَّ دفن بالمعلاة وَكَانَ مُبَارَكًا مشكورا. 818 - موفق الحبشي البرهاني الظهيري. / مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثامن عشرى الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ بعد صبح الْأَرْبَعَاء وَدفن بتربة موَالِيه المستجدة وَيُقَال أَنه خلف شَيْئا كثيرا لِأَنَّهُ كَانَ يتجر سفرا وحضرا. 819 - موفق الحبشي فَتى السَّيِّد بَرَكَات. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَخمسين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. مولى شيخ. / فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود. مُؤمن العنتابي. هُوَ عبد الْمُؤمن. / 820 - ملازاده بن عُثْمَان الْكَرْخِي الْحَنَفِيّ. / مِمَّن تميز فِي فنون كالتفسير والقراآت والْحَدِيث) والعقلي والنقلي وَمن شُيُوخه وَالِده وقاضي زَاده شَارِح الغميني وَغَيره وخواجا فضل الله وخواجا عِصَام الدّين وملا عَليّ القشي وملا عَلَاء الشَّاشِي وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وَقصر نَفسه على الإقراء وتحرير مُشكل الْكتب وَحج وَلم يدْخل الْقَاهِرَة، وَهُوَ الْآن عِنْد سُلْطَان خُرَاسَان قَارب السّبْعين وَلم يتَزَوَّج قطّ مَعَ صِيَانة وَحسن خلق. 821 - مياج بن مُحَمَّد شيخ ركب المغاربة / كأسلافه. مِمَّن يذكر بصلاح وشهرة مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَخمسين أرخه ابْن عزم وَفِي مَوضِع سنة سِتّ وَسبعين فغلط. ميان مضى فِي إميان من الْهمزَة. / 822 - ميخائيل بن إِسْرَائِيل النَّصْرَانِي اليعقوبي الْمَدْعُو ولي الدولة أَخُو سعد الدّين إِبْرَهِيمُ الْمَدْعُو فِي صغره بِهِبَة الله. / أسلم أَبوهُمَا وإبرهيم صَغِير فَلحقه وخدم الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وَعظم وثوقه بِهِ وَحج بِهِ ثمَّ خدم غَيره من كتاب السِّرّ ثمَّ

حرف النون

الأتابكية إِلَى أَن أمْسكهُ الْأَشْرَف قايتباي بعد هَلَاك أَخِيه وَأخذ مِنْهُ مَا افْتقر بِسَبَبِهِ إِلَى أَن طلبه الولوي الأسيوطي فاستكتبه فِي أوقاف الْحَرَمَيْنِ ثمَّ طلبه أَمِير سلَاح تمراز وَألبسهُ ديوانه عوضا عَن إِبْرَهِيمُ بن كَاتب غَرِيب. هلك ميخائيل فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشر ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَسبعين وَكَانَ يخْدم فِي الإسطبلات القلعية ثمَّ اسْتَقر بِهِ الجمالي يُوسُف بن كَاتب جكم فِي الْخدمَة فِي الْخَاص بعد هَلَاك نَصْرَانِيّ آخر ملكي يلقب الشَّيْخ السعيد واختص بِهِ فَلَمَّا ولي نظر الْجَيْش خدم عِنْده فِيهِ أَيْضا ثمَّ بعد مَوته تكلم فِي كثير من جِهَات الذَّخِيرَة وَكَذَا خدم فِي الجوالي وَغَيرهَا وَيذكر بمداراة وَاحْتِمَال ومزيد خبْرَة بِالْمُبَاشرَةِ وبذل كثير للْمُسلمين وَغَيرهم بل ذكر لي بعض ذَوي الوجاهات من نواب للقضاة مِمَّن لَهُ علقَة فِيمَا يباشره أَنه أَكثر التَّرَدُّد إِلَيْهِ بِسَبَبِهَا وَهُوَ يسوف بِهِ وَأَنه قَالَ لَهُ أما تخَاف عَاقِبَة ترددي إِلَيْك فَقَالَ لَهُ قد استفتيت فلَانا وَسَماهُ أهل على مُؤَاخذَة فِي تردد الْفُقَهَاء وَنَحْوهم إِلَى أَن حوائجهم فَقَالَ لَا قَالَ الحاكي فَقلت لَهُ لَو علم مِنْك التسويف مَعَ الْقُدْرَة على مُرَادهم من أول مرّة مَا أَفْتَاك بِهَذَا انْتهى. وَالْأَمر وَرَاء هَذَا وَآل أمره إِلَى أَن ضربه الْأَشْرَف قايتباي على مَال كثير بإغراء عبد الْكَرِيم بن جُلُود ضربا مؤلما كَانَ سَبَب هَلَاكه وَكَانَ مَا ذكرته فِي الوفيات وَاسْتمرّ فِي جهاته بنصراني آخر ملكي يُقَال لَهُ إِبْرَهِيمُ عرف بِهِ ثمَّ أسلم بعد. ميرك القاسمي. / مضى فِي جيرك. (سقط) (حرف النُّون) 828 - نابت بن إِسْمَعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد الزمزمي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ابْن أخي شَيخنَا الْبُرْهَان إِبْرَهِيمُ بن عَليّ. / ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة

وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والبهجة والإرشاد وانتفع بِعَمِّهِ فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على الْخَطِيب أبي الْفضل النويري البُخَارِيّ وَغَيره، وَكَانَ مجيدا عمل المواليد وَنَحْوهَا وَله نظم متوسط مَعَ سُكُون وَخير. مَاتَ فَجْأَة غريقا فِي سيل مَكَّة فِي يَوْم الْخَمِيس منتصف ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ فَإِنَّهُ حِين دخل عَلَيْهِ السَّيْل سِقَايَة الْعَبَّاس بَادر إِلَى الْخُرُوج فغرق فِي الْمَسْجِد وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بقبورهم من المعلاة وتأسف النَّاس على فَقده رَحمَه الله وإيانا وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله: (تشفع يَا مسيء بِذِي الْمَعَالِي ... إِمَام الرُّسُل خير الْأَنْبِيَاء) (كريم الأَصْل طه من أَتَاهُ ... يروم الْأَمْن حل عَن الشَّقَاء) (عَلَيْهِ صَلَاة رَبِّي كل حِين ... وَسلم فِي الصَّباح وَفِي الْمسَاء) وَعِنْدِي من نظمه الْكثير وَهَذَا من عنوانه وَمن العجيب أَن آخر مناظيمه قصيدة كَأَنَّهَا شرح خَاله، وَلم يُوجد مِمَّن غرق فِي الْمَسْجِد مَعَ كثرتهم بالمطاف سواهُ. 829 - نَاصِر بن أَحْمد بن يُوسُف بن مَنْصُور بن فضل بن عَليّ بن أَحْمد بن حسن بن عبد الْمُعْطِي بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْمُزنِيّ أَبُو زيان وَأَبُو عَليّ الْفَزارِيّ البسكري بِفَتْح الْمُوَحدَة ثمَّ مُهْملَة سَاكِنة وَيعرف بِابْن مزنى / بِفَتْح الْمِيم ثمَّ زايد سَاكِنة بعْدهَا نون. ولد فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل بِبَلَدِهِ وَأخذ القراآت عَن أبي الْحسن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن التوزري وَكَانَ يعظمه فِي الْفَنّ جدا وَفِي الْفِقْه عَن أبي فَارس عبد الْعَزِيز بن يحيى الغساني الْبُرْجِي وَمُحَمّد بن عَليّ بن إِبْرَهِيمُ الْخَطِيب وَأبي عبد الله بن عَرَفَة وَعِيسَى بن أَحْمد الغبريني وَسمع عَلَيْهِ الصَّحِيح. وَقدم الْقَاهِرَة سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فحج فِيهَا وَأُصِيب فِي كثير من مَاله وَكتبه فِي جملَة مَا وَقع فِي ركب المغاربة من النهب وَاتفقَ وُقُوع النكبة من السُّلْطَان بوالده وَأهل بَيته ببلادهم لغضبه عَلَيْهِ وَكَانَ رَئِيسا، وَبلغ ابْنه ذَلِك فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ وَعطف عَلَيْهِ الولوي ابْن خلدون فسعى لَهُ حَتَّى نزل بالشيخونية وَسمع بهَا فِي صَحِيح البُخَارِيّ على التقي الدجوي ولازم شَيخنَا مُدَّة طَوِيلَة قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه واستفدت مِنْهُ وَكتب لي تَرْجَمَة مُطَوَّلَة وفيهَا واتصلت بِخِدْمَة سيدنَا فلَان فآنس الغربة وأنسى الْكُرْبَة وَأحسن المعونة وَكفى المؤونة وعمني خَيره وبره ووسعني حلمه وَصَبره قَالَ وَشرع صَاحب التَّرْجَمَة فِي جمع تَارِيخ للرواة لَو قدر أَن يبيضه لَكَانَ مائَة مجلدة وَكَانَ قد مارس ذَلِك إِلَى أَن صَار أعرف النَّاس بِهِ فَإِنَّهُ جمع مِنْهُ فِي مسوداته مَا لَا يعد وَلَا يدْخل تَحت الْحَد وَلم يقدر لَهُ تبييضه وَمَات فتفرقت مسودته شذر مذر وَلَعَلَّ أَكْثَرهَا عمل بطائن المجلدات وَقَالَ نَحوه فِي الأنباء وَلَفظه وَكَانَ لهجا بالتاريخ وأخبار الروَاة جمَاعَة لذَلِك ضابطا

لَهُ مكثرا مِنْهُ وأرد تبييض كتاب وَاسع فِي ذَلِك فأعجلته الْمنية ثمَّ قَالَ فِي المعجم وَكَانَ قد تحول من الشيخونية وَنزل البرقوقية بَين القصرين وَضعف فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وطالت علته وأفضت إِلَى رمد فقد مِنْهُ بَصَره جملَة وَكَانَ يترجى الْبُرْء فَلم يتَّفق ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي الْعشْرين من شعْبَان الَّتِي تَلِيهَا. وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَن صَاحب التَّرْجَمَة كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ وَقَالَ رَحمَه الله مَاذَا فَقدنَا من فَوَائده عوضه الله الْجنَّة. 830 - نَاصِر بن خَلِيل بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْعَادِل بن الْكَامِل بن الْأَشْرَف بن الْعَادِل الأيوبي. / وثب على أَبِيه فَقتله صبرا فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين كَمَا أسلفته فِيهِ وَملك الْحصن فدام نَحْو سَبْعَة أشهر ثمَّ وثب عَلَيْهِ ابْن عَمه وربيب الْمَقْتُول حسن بن عُثْمَان فَقتله حمية واستدعى بِأَحْمَد أخي الْمَقْتُول حِين كَونه ملتجئا عِنْد السُّلْطَان جاهنشاه بتبريز للخوف من نَاصِر هَذَا فتملك الْحصن كَمَا أسلفته فِي الْهمزَة. (سقط) ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقدم الْقَاهِرَة بعد أَن اشْتغل فِي بِلَاده وَلَقي جمَاعَة، وَفهم الْعَرَبيَّة وتميز فِي الطِّبّ وعالج بِهِ وجود الْخط وَكتب بِهِ أَشْيَاء وَرُبمَا جلس مَعَ الشُّهُود. وَقد تردد إِلَيّ قَلِيلا ورام الْأَخْذ عني وَكَانَ فخم الْعبارَة مَعَ فَضِيلَة فِي الْجُمْلَة. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 835 - نَاصِر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ نَاصِر الدّين بن أبي الْيمن الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ / أمه فتاة لِأَبِيهِ حبشية سمع من أَبِيه وَأَجَازَهُ النشاوري وَابْن حَاتِم وَغَيرهمَا. مَاتَ فِي مستهل شعْبَان سنة إِحْدَى عَن عشْرين سنة أَو زِيَادَة ذكره الفاسي. 836 - نَاصِر بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين البسطامي. / من تلامذة عبد الله البسطامي قطن الْقَاهِرَة وَمَات بهَا فِي الطَّاعُون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. نَاصِر بن مِفْتَاح النويري الْمَكِّيّ / مُؤذن مَنَارَة بَاب الندوة بهَا. أَقَامَ

كَذَلِك سِنِين وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى الْقَاهِرَة لمصَالح أَهله بَيت النويري فأدركه أَجله فِي رَمَضَان سنة سبع وَهُوَ فِي عشر الْخمسين. ذكره الفاسي. 838 - نَاصِر بن يشبك الدوادار أَخُو مَنْصُور. / مَاتَ أَيْضا فِي الطَّاعُون فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين. نَاصِر البسكري. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين بِمَكَّة. 839 - نَاصِر النوبي فَتى السَّيِّد حسن بن عجلَان. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَكَّة. 840 - نانق الأشرفي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين أرخهم ابْن فَهد. 841 - نانق المحمدي الظَّاهِرِيّ جقمق / كَانَ من أصاغر مماليكه فَأمره الظَّاهِر خشقدم عشرَة) ثمَّ عمله أَمِير آخور ثَانِي ثمَّ شاد الشَّرّ بخاناه ثمَّ مقدما، وَأمره على الْمحمل فِي سنة إِحْدَى وَسبعين ثمَّ الْأَشْرَف قايتباي رَأس نوبَة النوب. وَقتل فِي الْوَقْعَة السوارية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين. 842 - نَاصِر المؤيدي / أَحْمد أحد العشرات. كَانَ حسن الشكالة ضخما. مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين. 843 - نانق الظَّاهِرِيّ جقمق. / قَتله بعض الأجلاب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. 844 - نَبهَان بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن علوان بن نَبهَان بن عمر بن نَبهَان الزين بن الشَّمْس الجبريني / نِسْبَة لقرية شَرْقي حلب مِنْهَا وَهُوَ قريب مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمَاضِي. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَقيل سنة سِتّ وَالْأول أَكثر وَأَجَازَ لَهُ الْبَدْر النسابة الْكَبِير والقطب عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد الْحلَبِي وَابْن خلدون والتاج بن بردس وَغَيرهم وَحدث وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي حُدُود سنة خمس وَأَرْبَعين. 845 - نبيل أَبُو قطاية / مَمْلُوك لصَاحب أفريقية تقدم عِنْده حَتَّى صَار ضخما وتمول جدا وَكَثُرت أَوْلَاده وأحفاده ثمَّ ترقى عِنْد حفيده ثمَّ وَلَده عُثْمَان بِحَيْثُ صَارَت أَوْلَاده قوادا فِي الْبِلَاد أَيْضا بعدة أَمَاكِن إِلَى أَن أَخذه على حِين غَفلَة وَقتل أشر قتلة فِي سنة سبع وَخمسين وشجن أَوْلَاده سامحه الله. 846 - نجم بن عبد الله القابوني / أحد الْفُقَرَاء الصَّالِحين. صحب جمَاعَة من الصَّالِحين وَانْقطع بالقابون ظَاهر دمشق مُدَّة مُقبلا على الْعِبَادَة مُجْتَهدا فِيهَا، وتذكر عَنهُ كرامات وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد. مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان عشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَرَأَيْت من أرخه فِي الَّتِي بعْدهَا. 847 - نجيب الهرموزي العجمي الخواجا. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين. أرخه ابْن فَهد. 848 - نسيم بن رَاشد اليمني. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَمَات بهَا.

849 - نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْجلَال أَبُو الْفَتْح التسترِي الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ نزيل الْقَاهِرَة ووالد الْمُحب أَحْمد وَإِخْوَته. / ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فرباه الشَّيْخ الصَّالح أَحْمد السقاء وأقرأه الْقُرْآن واشتغل بالفقه على وَلَده الشَّمْس مُحَمَّد بن السقا وَقَرَأَ الْأُصُول على الْبَدْر الأربلي وَالشَّمْس الْكرْمَانِي أَخذ عَنهُ الْعَضُد والعربية عَن الشَّمْس بن بكتاش وَسمع من الْجمال الخضري والكمال الْأَنْبَارِي وَأبي بكر بن قَاسم السنجاري) والنور الفوي وحسين نب سالار بن مَحْمُود وَغَيرهم، واشتهر بالاشتغال بِالْحَدِيثِ وَولي غَالب تداريس الحَدِيث بهَا كالمستنصرية والمجاهدية وَمَسْجِد يانس وَكَانَ يذكر النَّاس فِيهَا مُدَّة وانتفعوا بذلك ثمَّ خرج مِنْهَا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ لما شاع أَن اللنك قَصدهَا فوصل إِلَى دمشق فبالغوا فِي إكرامه ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسعين باستدعاء ابْنه وَكَانَ قد دَخلهَا قبله فاستقر فِي تدريس الحَدِيث بهَا بعد موت مَوْلَانَا زَاده فِي الْمحرم سنة إِحْدَى ومدح واقفها بقصيدة جَيِّدَة وَعمل فِي مدرسته مقامة وَكَذَا ولي بهَا تدريس الْحَنَابِلَة بعد موت الصّلاح مُحَمَّد بن الْأَعْمَى فِي سنة خمس وَتِسْعين وتصدى للتدريس والإفتاء وَكَانَ مقتدرا على النّظم والنثر وَله منظومة فِي الْفِقْه تزيد على سَبْعَة آلَاف بَيت. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: اجْتمعت بِهِ فاستفدت مِنْهُ وَسمعت من إنشائه وَقد حدث بِجَامِع المسانيد لِابْنِ الْجَوْزِيّ بِإِسْنَاد نَازل. وقرأت من نظمه مدحا فِي بعض الْقُضَاة قَالَ فِيهِ: (شُرَيْح وَيحيى لَو قاضاياه شَاهدا ... لكانا لَهُ بِالْفَضْلِ أعدل شَاهد) (وَلَو شَاهد الحبران درسا من دروسه ... لأثنى وأولاه جميل المحامد) وَقَالَ فِي إنبائه أَنه صنف فِي الْفِقْه وأصوله وَاخْتصرَ ابْن الْحَاجِب ونظم فِي الْفِقْه كتابا وَفِي الْفَرَائِض أرجوزة فِي مائَة بَيت جَيِّدَة فِي بَابهَا ومدائح نبوية. مَاتَ فِي عشرى صفر سنة اثْنَتَيْ عشرَة بعد أَن مرض طَويلا. قلت وَحدثنَا عَنهُ الرَّشِيدِيّ وَغَيره. وَقَالَ التقي الْكرْمَانِي فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ قَرَأَ على وَالِدي شرح الْمُخْتَصر للعضد وَأَجَازَهُ وَالِدي واستفدت أَنا مِنْهُ فَوَائِد جمة وَله تآليف مفيدة مِنْهَا مُخْتَصر فِي الْأُصُول ونظم غَرِيب الْقُرْآن وَغير ذَلِك وَكَانَ محاضرته حَسَنَة وحصلت لَهُ جَائِحَة بِبَغْدَاد مَعَ الشهَاب أَحْمد الإبياري أوجبت انْتِقَاله إِلَى ديار مصر فَأَقَامَ بهَا، وَأثْنى على وَالِده بِمَا أوردته فِي الْكَبِير، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. 850 - نصر الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَعِيل الْجلَال الْأنْصَارِيّ البُخَارِيّ الرَّوْيَانِيّ الكجوري الشَّافِعِي / وَرَأَيْت من نسبه جلاليا. ولد فِي سنة وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة

بكجور إِحْدَى قرى رويان واشتغل وَأدْركَ الْمَشَايِخ وتجرد وبرع فِي علم الْحِكْمَة والفلسفة وتصوفها وشارك فِي الْفُنُون وَعرف الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكتب الْخط الْفَائِق ثمَّ قدم الْقَاهِرَة بعد الثَّمَانمِائَة مُجَردا واتصل بأمراء الدولة وراج عَلَيْهِم لما ينْسب إِلَيْهِ من معرفَة علم الْحَرْف وَعمل الأوفاق وَسكن الْمدرسَة المنصورية وَصَارَ لَهُ فِي البيمارستان الرَّوَاتِب السّنيَّة بل كَانَ هُوَ صَاحب الْحل) وَالْعقد فِيهِ وَكَانَ فصيحا مفوها حسن التأني عَارِفًا بالأمور الدُّنْيَوِيَّة عريا عَن معرفَة الْفِقْه مفضالا مطعاما محبا للغرباء فهرعوا إِلَيْهِ ولازموه وَقَامَ بأمرهم وصيرهم سوقه الَّتِي ينْفق مِنْهَا وَينْفق بهَا واستخلص بِسَبَب ذَلِك من أَمْوَال الْأُمَرَاء وَغَيرهم مَا أَرَادَ حَتَّى كَانَ كثير من الْأُمَرَاء يفرد لَهُ من إقطاعه أَرضًا يصيرها لَهُ رزقة ثمَّ يسْعَى هُوَ حَتَّى يَشْتَرِيهَا ويحبسها مقتدرا على التَّوَصُّل لما يطْلب كثير العصبية والمروءة حسن السياسة وَالْعشرَة والمداراة عَظِيم الْأَدَب جميل المجالسة وقف دَاره الَّتِي كَانَ يسكنهَا بِالْقربِ من خَان الخليلي وَجعلهَا رِبَاطًا يأوي إِلَيْهِ الْفُقَرَاء والغرباء الواردون من الْبِلَاد وأرصد عَلَيْهِ رزقته الَّتِي كَانَت بأنبابه وَصَارَت مَشْهُورَة بزاوية نصر الله وَفتح لَهَا شباكا على الطَّرِيق فِي علم الْحَرْف والتصوف مِنْهَا غنية الطَّالِب فِيمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ الْوَهم من المطالب وإعلام الشُّهُود بحقائق الْوُجُود وأقرأ كتاب الفصوص لِابْنِ عَرَبِيّ خُفْيَة فَكَانَ مِمَّن أَخذه عَنهُ الشَّمْس الشرواني وَلذَا قَالَ الْعَيْنِيّ: وَكَانَ يتهم بالاشتغال بِكِتَاب الفصوص وَنَحْوه قَالَ وَعرض عَلَيْهِ النَّاصِر كِتَابه السِّرّ فَأبى. مَاتَ بعد أَن قدم بَين يَدَيْهِ فِي شهر مَوته أَرْبَعَة أفراط وَاشْتَدَّ حزنه على الْأَخير فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالطاعون وَصلي عَلَيْهِ وَدفن بتربة السراج الْهِنْدِيّ وَقَول بَعضهم بزاويته غلط رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ، ورأيته كتب على استدعاء ابْن شَيخنَا فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين، وسمى بَعضهم وَالِده عبد الله. وَقَالَ يُوسُف بن تغرى بردى أَن وَالِده هُوَ الَّذِي نوه بِهِ وَصَارَت لَهُ وجاهة فِي الدولة وَأَنه جمع الْكتب النفيسة وَله مُشَاركَة فِي فنون وفضيلة تَامَّة سِيمَا فِي علم الْحَرْف وَمَا أشبهه مَعَ معرفَة بالألسن الثَّلَاثَة الْعَرَبِيّ والعجمي والتركي، قَالَ وَكَانَ يتحف الْوَالِد بالهياكل والخواتم بل صنع لَهُ مرّة خَاتمًا يوضع على الثعبان يفر مِنْهُ أَو يَمُوت أعجب الْوَالِد إعجابا كثيرا وأنعم عَلَيْهِ برزقة فِي بر الجيزة نَحْو مائَة فدان وأظنها الْآن وَقفا على زاويته، وَكَذَا لَهُ حِكَايَة شَبيهَة بِهَذِهِ فِي يحيى بن أَحْمد بن عمرَان الْعَطَّار مَعَ إِنْكَاره لَهَا، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَسَماهُ ابْن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل.

851 - نصر الله بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الله الشَّمْس بن الزين بن الصاحب بن المقسي وَالِد التَّاج عبد الله الْمَاضِي. / تدرب فِي الْمُبَاشرَة وَعمل اسْتِيفَاء الدولة أَيَّام ابْن كَاتب المناخات وَغَيره وَكَانَ جيد الْكِتَابَة مفرط السّمن زَائِد النعم على طَريقَة أكبر المباشرين. مَاتَ فِي منتصف ربيع الآخر سنة خمسين.) نصر الله بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل الرَّوْيَانِيّ. / سبق قَرِيبا. 852 - نصر الله بن عَطاء بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَرِيم الْبَصْرِيّ الشهير بِابْن اللوكة. / مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانِينَ بجدة وَحمل فَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد. 853 - نصر الله بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين الصرخدي أحد الْفُضَلَاء. / مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة اثْنَتَيْ عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 854 - نصر الله الشَّمْس أَبُو الْمَنْصُور القبطي القاهري كَاتب اللالا وَيعرف بكنيته وبابن كَاتب الورشة. / اسْتَقر فِي نظر الإسطبل فِي ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين بعد صرف الزين الْأَشْقَر الَّذِي صَار فِي الأستادارية بعد لما صَار، ثمَّ صرف فِي الشَّهْر بعده بعد اسْتِيفَاء الْقدر الَّذِي الْتزم بِهِ وَهُوَ سعمائة دِينَار بالتاج بن القلاقسي وَكَذَا كَانَ باسمه مُبَاشرَة البيبرسية ثمَّ أملق جدا وَرغب عَنْهَا وَصَارَ فِي حيّز المهملين. مَاتَ بعد الْخمسين أَو قريب ذَلِك وَرَأَيْت من قَالَ أَو ولَايَته لنظر الإسطبل بعد التَّاج بن القلاقسي فَالله أعلم. 855 - نصر الله الشَّمْس القبطي الْأَسْلَمِيّ القاهري وَيعرف بِابْن النجار / وَهِي حِرْفَة أَبِيه الْمُسَمّى مكينا وَكَانَ اسْمه قبل أَن يسلم ميخائيل أسلم على يَد الطنبغا المرقبي فِي أَيَّام الْمُؤَيد شيخ وخدم فِي ديوانه قبل ذَلِك وَبعده حَتَّى مَاتَ وارتقى بخدمته ثمَّ بِخِدْمَة غَيره من الْأُمَرَاء كتمرباي التمربغاوي رَأس نوبَة النوب وَكَانَ آخِرهم قانباي لجركسي وَاسْتقر بِهِ عَامل وَقفه وَبعده اسْتَقر فِي نظر الدولة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَخمسين أَوَائِل أَيَّام إينال ثمَّ عمل وزيرا فِي صفر من الَّتِي تَلِيهَا عِنْد عجز فرج بن النحال فدام نَحْو شهر ثمَّ هدده السُّلْطَان بالماقرع والشتم والتوبيخ وَهُوَ مُصَرح بِالْعَجزِ وَمَعَ ذَلِك فَلم يلْتَفت لقَوْله وَاسْتمرّ فِي الترسيم أَيَّامًا ثمَّ خلع عَلَيْهِ بالاستمرار على كره مِنْهُ لعلمه بعجزه وَاسْتقر أَبُو الْفضل بن كَاتب السَّعْدِيّ فِي نظر الدولة وَلم يلبث الْوَزير إِلَّا يَسِيرا ثمَّ عزل فِي أول الشَّهْر الَّذِي يَلِيهِ وأعيد فرج وَقرر فِي نظر الدولة الشّرف حَمْزَة بن البشيري. وَمَات وَهُوَ وَالِد تَاج الدّين بن النجار مبَاشر ديوَان تغرى بردى ططر ثمَّ غَيره. 856 - نصر البزاوي الدِّمَشْقِي الْقَارِي. / مَاتَ بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة

أَربع وَتِسْعين عَن نَحْو الثَّمَانِينَ وَكَانَ صَالحا. 857 - نصر المغربي الْمَالِكِي نزيل بَيت الْمُقَدّس / قدمه من بِلَاده فَأَقَامَ بِهِ قَرِيبا من عشْرين) سنة على قدم التجرد والاشتغال بالعلوم وَالْعِبَادَة قانعا باليسير إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَدفن هُنَاكَ ذكره الْعَيْنِيّ وَوَصفه بِالْعلمِ وَالْفضل والزهد رَحمَه الله. 858 - نعْمَان بن فَخر بن يُوسُف الشّرف أَبُو مُحَمَّد بن فَخر الدّين الْحَنَفِيّ. / ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ أَبوهُ عَالما فَأخذ عَنهُ وَقدم دمشق قَدِيما وَجلسَ بالجامع الْأمَوِي بعد اللنك للإشغال ودرس أَيْضا بِغَيْرِهِ من الْأَمَاكِن كالعزية البرانية وَولي مشيخة الحسامية وسكنها وَكَذَا سكن النورية بعد الْفِتْنَة وَكَانَ ماهرا فِي الْفِقْه مفتيا مشاركا فِي أُصُوله والنحو والعقليات. مَاتَ فِي عَاشر شعْبَان سنة عشْرين بالمرستان النوري من دمشق وَدفن فِي مَقَابِر الصُّوفِيَّة وَذَلِكَ بعد أَن فرق كتبه وموجوده على الْفُقَرَاء. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار عَمَّا هُنَا وَكَذَا ذكره ابْن قَاضِي شُهْبَة وَأثْنى عَلَيْهِ وعَلى أَبِيه رحمهمَا الله. 859 - نعْمَة الله بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن يحيى بن أبي الْمجد الْكَمَال الفالي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي وَالِد النُّور أَحْمد الْمَاضِي. / قَالَ لي إِنَّه ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وَأَنه أَخذ عَن عَم أَبِيه الْجمال إِسْحَق بن يحيى الفالي فِي الْفِقْه وأصوله ثمَّ عَن قَرِيبه الْعِزّ إِبْرَهِيمُ بن مكرم حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وتصدى للإفتاء والتدريس فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا حَتَّى مَاتَ فِي غرَّة رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا. 860 - نعْمَة الله بن عبد الله بن مُحَمَّد السَّيِّد نور الدّين بن الشّرف بن الشَّمْس الْحُسَيْنِي الإيجي ثمَّ الْكرْمَانِي الشَّافِعِي أحد أَصْحَاب اليافعي. / ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة ولقيه الطاووسي فَأخذ عَنهُ بعض عقيدة النَّسَفِيّ بل وَعرض شَيْئا مِمَّا صنفه وَأَجَازَ لَهُ وَهُوَ مِمَّن صحب الْعَضُد واليافعي وَأَبا الْفَتْح الطاووسي ومباركشاه وَغَيرهم، وتسلك وشاخ وأرشد مَعَ مُشَاركَة فِي الْعُلُوم وَذكر بكرامات مخدوش فِيهَا بتقريره كَلَام ابْن عَرَبِيّ. ويلقب ي تِلْكَ الْبِلَاد بالولي. وَمَات فِي رَجَب سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَقد أسن بِحَيْثُ قيل أَنه جَازَ الْمِائَة وَبَالغ الطاووسي فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَله عقب، تَرْجمهُ لي بجل مَا أبديته السَّيِّد نور الدّين أَحْمد بن الصفي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الإيجي وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ بل تزوج حفيدته خَدِيجَة ابْنة خَلِيل الْآتِيَة وَقَالَ إِنَّه كَانَ مرشدا صَالحا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 861 - نعْمَة الله بن عبد الله بن مُحَمَّد السَّيِّد الماهاني الْكرْمَانِي وماهان من عواليها

الْحَنَفِيّ. / تجرد وساح وَحج قَدِيما وَأخذ عَن اليافعي وَغَيره وارتقى إِلَى قدم عَظِيم فِي الْعِبَادَة وَصَارَ لَهُ) مريدون وَأَتْبَاع وَجلسَ بزاويته بماهان فتسلك بِهِ جمَاعَة وصنف فِي التصوف نظما ونثرا، وَذكرت لَهُ كرامات وأحوال بِحَيْثُ تزايد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ ومحبتهم إِيَّاه وَارْتَفَعت حرمته وتزايدت وجاهته، كل ذَلِك مَعَ كَثْرَة تحجبه حَتَّى لَا يظْهر لأَصْحَابه إِلَّا بعد الْعَصْر وَإِذا رَأَوْهُ خروا بأجمعهم حَتَّى تصل وُجُوههم إِلَى الأَرْض ثمَّ رفعوا رُءُوسهم وَقَامُوا بَين يَدَيْهِ وهم منكسون وَهُوَ يتَكَلَّم مَعَهم حَتَّى يفرغ وَلبس جماعته اللبابيد وَكَانَت لَهُ كَلِمَات بالعجمية لَطِيفَة سجعا ونظما على طَرِيق الْقَوْم فِيهَا مَا هُوَ رَقِيق اللَّفْظ وَالْمعْنَى وللهنود والأعاجم فِيهِ اعْتِقَاد عَظِيم. مَاتَ بماهان سنة تسع وَعشْرين عَن مائَة وتسع سِنِين، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَإِن أَتْبَاعه كَانَ يجهرون بِمَا لَا يحْتَملهُ أهل الشَّرَائِع عَفا الله عَنهُ. 862 - نعْمَة الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن نصر الله بن سعد الله بن أبي حَامِد الشّرف أَو الشهَاب أَبُو الْخَيْر بن الْعَفِيف الْقرشِي الْبكْرِيّ الجرهي بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء كَمَا ضَبطه شَيخنَا وحقق لي غَيره من الْفُقَهَاء كسرهما مَعًا الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيُسمى أَحْمد من بَيت كَبِير. ولد فِي صفر سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بشيراز وَسمع الْكثير من أَبِيه وَجَمَاعَة بِمَكَّة وحبب إِلَيْهِ الطّلب. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: شَاب فَاضل قدم الْقَاهِرَة من مَكَّة فِي طلب الحَدِيث فَسمع الْكثير ولازمني مُدَّة طَوِيلَة وَقَرَأَ عَليّ كثيرا وَطَاف على الشُّيُوخ واشتغل فِي عدَّة عُلُوم وَمهر وَفضل فِي مُدَّة يسيرَة، وعلق أَشْيَاء حَسَنَة وَجمع مجاميع ثمَّ توجه إِلَى بِلَاده فِي شَوَّال سنة تسع وَثَلَاثِينَ لزيارة وَالِده فبلغني أَنه تزوج وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي رَابِع رَجَب سنة أَرْبَعِينَ، زَاد غَيره فِي لَيْلَة جُمُعَة أول جُمُعَة مِنْهُ ببندر من بنادر هُرْمُز رَحمَه الله، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار، وَأثْنى عَلَيْهِ وَأورد شَيخنَا فِي مُعْجَمه عَنهُ من نظمه مِمَّا كتب بِهِ إِلَيْهِ: (يَا من علا بالعلى عَن وصف وصاف ... وفَاق جلّ الورى فِي كل أَوْصَاف) (وَصَحَّ عَنهُ حَدِيث الْجُود ننقله ... عَن كَفه الْبَحْر أَو عَن سحب أسلاف) (تواترا بلغ الْآفَاق واشتهرا ... عز الْغَرِيب لَدَى أفضاله الوافي) (خفضت مَنْصُوب رايات العداة كَمَا ... رفعت حَالَة سوال الأرياف) (قصدت حضرتك العلياء من وطني ... هجرت صُحْبَة إخْوَانِي وألاف) (حرصا على الْعلم والتحصيل مُجْتَهدا ... لعلني أغترف من بحرك الصافي)

) (وَمَا أُرِيد سوى وَجه الْكَرِيم بِهِ ... عساه يجْبر تَقْصِير وإسرافي) (هَذَا وسيلتي من فيض فضلك أَن ... تخصني بَين طلاب وَطواف) (يَا ملْجأ لِذَوي الآمال قاطبة ... أنظر لمغترب للْعلم طواف) (وارحمه ثمَّ أعنه فِي تطلبه ... فَأَنت مَعْدن إعطاف وإلطاف) (عطفا لغربته كشفا لكربته ... جبرا لما يلتقي من دهره الجافي) (الله يبقيك نورا يستضاء بِهِ ... فيهتدي بك دهرا كل أَصْنَاف) وَقَالَ فِي إنبائه أَنه حصل كثيرا من تصانيفه وَمهر فِيهَا وَكتب الْخط الْحسن وَعرف الْعَرَبيَّة ثمَّ بلغه أَن وَالِده مَاتَ فَتوجه فِي الْبَحْر فوصل إِلَى الْبِلَاد وَرجع هُوَ وَأَخُوهُ قَاصِدين إِلَى مَكَّة فغرق فِي الحسا وَنَجَا أَخُوهُ فَلَمَّا وصل الْيمن ركب الْبَحْر إِلَى جدة فاتفق وُقُوع الْحَرِيق بهَا فَاحْتَرَقَ وَلكنه لم يمت مَعَ احتراق رجلَيْهِ رَحِمهم الله. قلت وَرَأَيْت لَهُ سَمَاعا على الْعَلَاء عَليّ بن عُثْمَان بن عمر بن صَالح بن الصَّيْرَفِي الشَّافِعِي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن حَامِد الْأَذْرَعِيّ الدِّمَشْقِي بهَا، وَلم يسلم هَذَا الْأَصِيل النَّبِيل الْفَاضِل الْكَامِل من أَذَى البقاعي لسَبَب غير طائل حَسْبَمَا حَكَاهُ لي القَاضِي عز الدّين الْحَنْبَلِيّ وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ والتوجع لصنيع البقاعي بِهِ. نعْمَة الله السَّيِّد الإيجي ثمَّ الْكرْمَانِي أحد أَصْحَاب اليافعي / تقدم فِي ابْن عبد الله بن مُحَمَّد قَرِيبا. 863 - نعم الله بن نعْمَة الله بن حبيب الله الكلبرجي الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة / مِمَّن سمع مني بهَا. 864 - نعْمَة بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْوَلَد قطب الدّين بن السَّيِّد النُّور بن الصفي الحسني الإيجي الْمَاضِي أَبوهُ وجده. / ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ بسمرقند واستجازني لَهُ أَبوهُ فِي سنة أَربع وَتِسْعين. 865 - نعير بنُون ومهملة مصغر واسْمه مُحَمَّد بن حيار بِمُهْملَة مَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة خَفِيفَة بن مهنا بن عِيسَى بن مهنا بن مَانع بن حَدِيثَة شمس الدّين أَمِير آل فضل بِالشَّام وَيعرف بنعير. / ولي الإمرة بعد أَبِيه وَدخل الْقَاهِرَة مَعَ يلبغا الناصري وَلما عَاد الظَّاهِر من الكرك وَافق نعير منطاشا فِي الْفِتْنَة الشهيرة وَكَانَ مَعَه لما حاصر حلب ثمَّ راسل نعير نَائِب حلب إِذْ ذَاك كمشبغا فِي الصُّلْح وَسلمهُ منطاش ثمَّ غضب برقوق على نعير وطرده من الْبِلَاد فَأَغَارَ نعير) على بني عَمه الَّذين قرروا بعده وطردهم فَلَمَّا مَاتَ برقوق أُعِيد نعير إِلَى إمرته ثمَّ كَانَ مِمَّن استنجد بِهِ دمرداش لما قدم اللنكية فَحَضَرَ بطَائفَة من الْعَرَب فَلَمَّا علم أَنه لَا طَاقَة لَهُ بهم نزح إِلَى الشرق فَلَمَّا نزح التتار رَجَعَ نعير إِلَى سلمية ثمَّ كَانَ مِمَّن حاصر دمرداش بحلب ثمَّ جرت بَينه وَبَين الْأَمِير

جكم وقْعَة فَكسر نعير وَنهب وَجِيء بِهِ إِلَى حلب فَقتل فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَقد نَيف على السّبْعين وَكَانَ شجاعا جوادا مهيبا إِلَّا أَنه كثير الْغدر وَالْفساد بِمَوْتِهِ انْكَسَرت شَوْكَة آل مهنا وَكَانَ الظَّاهِر خدعه ووعده حَتَّى تسلم منطاش وغدر بِهِ وَلم يَفِ لَهُ الظَّاهِر بِمَا وعده بل جعل يعد ذَلِك عَلَيْهِ ذَنبا، وَولي بعده وَلَده الْعجل، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه، وَهُوَ فِي المقريزي مطول. وَينظر مُحَمَّد بن حيار من التَّارِيخ الْكَبِير. 866 - نعير بن مَنْصُور / أَمِير الْمَدِينَة. مَاتَ سنة إِحْدَى عشرَة. 867 - نكباي الأزدمري / نَائِب طرسوس وَكَانَ قد ولي الحجوبية الْكُبْرَى بِدِمَشْق ونيابة حماة وَلم يكن بِهِ بَأْس. مَاتَ سنة ثَلَاث وَعشْرين. 868 - نوروز الأشرفي برسباي وَيعرف بنوروز شكال. / كَانَ من خاصكية أستاذه ثمَّ تَأمر عشرَة ثمَّ سَافر فِي تجريدة سوار فَقتل هُنَاكَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين، وَكَانَ من محَاسِن الدَّهْر فِيمَا قيل. 869 - نوروز الأشرفي برسباي آخر / صَار بعد أستاذه من الدوادارية الصغار زَمنا طَويلا إِلَى أَن تَأمر عشرَة ثمَّ سَافر مَعَ المجردين لسوار فَقتل أَيْضا فِي سنة ثَلَاث وَسبعين. وَكَانَ مهملا. 870 - نوروز الأشرفي برسباي آخر / كَانَ من خاصكيته وتأمر فِي أَيَّام خشقدم عشرَة. مَاتَ فِي عوده من تجريدة سوار فِي الْمحرم سنة أَربع وَسبعين. 871 - نوروز الحافظي الظَّاهِرِيّ برقوق. / أول مَا رقاه خاصكيا ثمَّ أَمِير آخور عوضا عَن بكلمش سنة ثَمَانمِائَة وَكَانَ قبل ذَلِك أمره رَأس نوبَة صَغِيرا فِي رَجَب سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة ثمَّ رام الْقيام على السُّلْطَان فنم عَلَيْهِ بعض المماليك فَقبض عَلَيْهِ فِي صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَقيد وَحمل إِلَى إسكندرية فسجن بهَا ثمَّ نقل لدمياط ثمَّ أفرج عَنهُ فِي الَّتِي بعْدهَا وَاسْتقر رَأس نوبَة كَبِيرا وَصَارَ نَاظر الشيخونية وَحضر قتال إيتمش ثمَّ وقْعَة اللنك وَرجع مَعَ المنهزمين وَاسْتقر يتنقل فِي الْفِتَن كَمَا ذكر فِي الْحَوَادِث إِلَى أَن قتل فِي ربيع الآخر سنة سبع) شَعْرَة، وَكَانَ متعاظما عبوسا مهابا شَدِيد الْبَأْس سفاكا للدماء ميشوم النقيبة مَا كَانَ فِي عَسْكَر إِلَّا انهزم وَلَا ضبط أَنه ظفر فِي وقْعَة قطّ، وَهُوَ الَّذِي عمر قلعة دمشق بعد اللنك. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه ثمَّ نقل عَن الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ جبارا ظَالِما عسوفا بَخِيلًا، وَقَالَ كَذَا قَالَ، وَقد سَمِعت المقريزي يَقُول أَنه سَمعه يَقُول مَا مَعْنَاهُ إِنَّه ليشق عَليّ أَن لَا يكون فِي مماليك أستاذي الْملك الظَّاهِر رجلا كَامِلا فِي أُمُور المملكة وتدبير الرّعية والرفق بهم. وَقد أغفله ابْن خطيب

الناصرية مَعَ أَنه من شَرطه وَلذَا استدركه ابْن قَاضِي شُهْبَة إِشَارَة وَلم يترجمه. وَقَالَ غَيره أَنه لما قتل حملت رَأسه إِلَى الْقَاهِرَة على يَد جرباش كباشه وعلقت أَيَّامًا على بَاب زويلة وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا كَرِيمًا شجاعا رَئِيسا عفيفا ضخما معدودا من أكَابِر الْمُلُوك بلغت جوامك مماليكه وحواشيه بِدِمَشْق بعد عصيانه زِيَادَة على عشْرين ألف دِينَار فِي الشَّهْر وَقيل زِيَادَة على ثَلَاثِينَ، عَارِفًا بالحروب وَعِنْده دهاء وتدبير، وَلما كَانَ عَاصِيا هُوَ والمؤيد على النَّاصِر فرج كَانَ هُوَ الْأَكْبَر والمشار إِلَيْهِ وَكَانَ محببا لطائفة الجراكسة وَهُوَ الْمَطْلُوب عِنْد خجداشيته الظَّاهِرِيَّة وَلذَلِك تخلف بِدِمَشْق لظَنّه أَنهم لَا يعدلُونَ عَنهُ إِلَى غَيره. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي مطول عَفا الله عَنهُ. 872 - نوروز الخضري الظَّاهِرِيّ برقوق / أحد مماليكه بَاشر حجوبية حلب مُدَّة ثمَّ نقل إِلَى دمشق فَقتل بهَا بِسيف نائبها تنم الحسني بعد خُرُوجه عَن طَاعَة النَّاصِر فرج فِي سنة اثْنَتَيْنِ فَدفن فِي تربته بِدِمَشْق بسويقة ساروجا. وَهُوَ وَالِد الشهَاب أَحْمد شاد الأغنام الْمَاضِي عَفا الله عَنْهُمَا. 873 - نوروز الظَّاهِرِيّ دوادار الأتابك / قبل الأتابكية وَبعدهَا وَأحد العشرات. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ بالأزهر. 874 - نوروز أحد العشراوات وَكَاشف الصَّعِيد. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَسبعين وَاسْتقر عوضه سيباي. 875 - نور الله بن خوارزم بن مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو مُحَمَّد بن الْبُرْهَان بن الصَّدْر التبريزي ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / مَذْكُور بِمَا لَا أثْبته لكنه مِمَّن أَخذ عَن الخيضري فَذكره لِابْنِ الزَّمن حَتَّى اسْتَقر بِهِ عقب الشَّمْس المسيري فِي مشيخة رِبَاط السُّلْطَان بِمَكَّة وأفحش فِي حَقه ابْن نَاصِر والجيزي الْأَزْهَرِي النَّاسِخ وَغَيرهمَا وَآل الْأَمر إِلَى أَن تعصب مولى لِابْنِ الزَّمن هُوَ وَابْن) أَخِيه حَتَّى أخرج الجيزي الْمشَار إِلَيْهِ بعد أَمر القَاضِي شخصا يُسمى أَبَا بكر بتحليف هَذَا عِنْد الْحجر الْأسود بِأَنَّهُ يعْتَقد تَقْدِيم أبي بكر ثمَّ عمر على عَليّ رَضِي الله عَنْهُم فَكَانَت نادرة لمطابقتها مَا هُوَ على الْأَلْسِنَة رَافِضِي وَيحلف بِأبي بكر، وَمَا كَانَ خُرُوج الجيزي مُوَافقا لغَرَض القَاضِي، وَبِالْجُمْلَةِ فنور الهل فِيهِ قوادح، وَقد سمع مني بِمَكَّة المسلسل وَغَيره ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَكَذَا أخصامه وَرجع خائبا وَمَا نَهَضَ الخيضري لتأييده. نور / فِي أَحْمد بن عز الدّين بن نور الدّين. 876 - نوكار الناصري فرج أَبُو أَحْمد الْمَاضِي. / خدم بعد أستاذه بِأَبْوَاب الْأُمَرَاء ثمَّ بعد موت الْمُؤَيد عَاد إِلَى خدمَة السُّلْطَان وَصَارَ خاصكيا ثمَّ مقدم البريدية ثمَّ

حرف الهاء

أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة وَأرْسل شاد جدة نَحْو سنتَيْن ثمَّ ضم إِلَى الإمرة الحجوبية الثَّانِيَة ثمَّ نَقله الْأَشْرَف إينال إِلَى الزردكاشية وسافر وَهُوَ مَرِيض إِلَى ابْن قرمان ليلحق المجردين فَمَاتَ بغزة فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ، وَكَانَ ذَا دعابة مَعَ كَثْرَة تِلَاوَته وعقله. 877 - نياز الْحَاجِب. / مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين. (حرف الْهَاء) 878 - هابيل بن عُثْمَان قرايلك بن قطلوبك بن طر على / صَاحب الرها من قبل وَالِده ولاه إِيَّاهَا ليحارب العساكر المصرية والشامية ويدفعهم عَنْهَا فاستعد لذَلِك وحصن الْمَدِينَة وَمَعَ ذَلِك فَلَمَّا نازلها الْعَسْكَر الْمصْرِيّ ونواب الْبِلَاد الشامية لم يثبت بل انْكَسَرَ وتحصن بقلعتها فملكوا الْمَدِينَة ونهبوا وأسروا ثمَّ حاصروا القلعة حَتَّى طلب الْأمان وَنزل إِلَى سودون من عبد الرَّحْمَن نَائِب الشَّام وَمَعَهُ تِسْعَة من أعوانه فَقبض عَلَيْهِم وَذَلِكَ فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَحَملهمْ فِي الْقُيُود إِلَى مصر فرسم الْأَشْرَف بحبسه فِي برج من قلعتها وَلم يلبث أَن مَاتَ فِيهِ بالطاعون فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر رَجَب من الَّتِي تَلِيهَا وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار جدا. 879 - الْهَادِي بن إِبْرَهِيمُ بن عَليّ بن المرتضى بن الْهَادِي السَّيِّد الْجمال الحسني الصَّنْعَانِيّ الزيدي أَخُو مُحَمَّد. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ عني بالأدب ففاق فِيهِ ومدح الْمَنْصُور صَاحب صنعاء. مَاتَ يَوْم عَرَفَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين. وَذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه فَقَالَ أَنه حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَالَ وَله مؤلفات مِنْهَا الطرازين المعلمين فِي فَضَائِل الْحَرَمَيْنِ المحرمين) وَالْقَصِيدَة البديعية فِي الْكَعْبَة اليمنية الثمنية أَولهَا: (سرى طيف ليلى فابتهجت بِهِ وجدا ... وتوح قلبِي من لطائفه مجدا) 880 - هرون بن حسبن بن عَليّ بن زِيَادَة الشّرف الهربيطي الصحراوي الشَّافِعِي القادري نزيل تربة يلبغا بالصحراء. / ولد تَقْرِيبًا سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة وَكتب بِخَطِّهِ مرّة أَنه سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَحفظ الْقُرْآن واشتغل وَكتب عَن الزين الْعِرَاقِيّ من أَمَالِيهِ وَسمع على التنوخي والفرسيسي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وأقرأ الْأَطْفَال بمكتب البيمارستان مُدَّة وَكَانَ أحد الصُّوفِيَّة بتربة النَّاصِر بالصحراء خيرا صَالحا. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين رَحمَه الله. 881 - هرون بن مُحَمَّد نب مُوسَى الزين أَبُو مُحَمَّد السماني الأَصْل والمولد التتائي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي زوج وَالِدَة الْجمال يُوسُف التتائي ومربيه ووالد مُحَمَّد وقاسم. /

ولد فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة بسمان من المنوفية وانتقل مَعَ خَاله إِلَى تتا فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن والرسالة والشاطبية وألفية النَّحْو وَجلسَ بِبَلَدِهِ يعلم الْأَبْنَاء فَانْتَفع بِهِ فِي ذَلِك أهل النواحي فَإِنَّهُ كَانَ مبارك التَّعْلِيم جيده لكَونه تَلا بالسبع على بعض الْقُرَّاء واستقدمه بَنو الْأنْصَارِيّ الْقَاهِرَة فِي سنة خمسين فاستوطنها وأقرأ أَوْلَاد رئيسهم الشّرف وَأخذ عَن أبي الْقسم النويري ولازمه حَتَّى سَافر الشَّيْخ وَكَذَا كتب عَن شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء وَكَانَ كثير التِّلَاوَة مديما للْقِيَام والتعبد سَاكِنا مَعَ حسن الْفَهم حج مَعَ الرجبية فِي سنة إِحْدَى وَسبعين. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين رَحمَه الله وإيانا. 882 - هرون الجبرتي الشَّيْخ الصَّالح / خَليفَة الشَّيْخ أَحْمد الأهدل. مَاتَ فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 883 - هَاشم بن هَاشم بن عَليّ بن مَسْعُود بن أبي سعد بن غَزوَان بن حُسَيْن أَبُو عَليّ الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وحفيده أَبُو سعد مُحَمَّد وَيعرف بِابْن غَزوَان. / سمع فِي كبره من مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي وَغَيره صَحِيح البُخَارِيّ وَحدث بِبَعْضِه وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه والفاسي فِي تَارِيخه وَقَالَ رغبنا فِي السماع مِنْهُ لأجل اسْمه فَمَا قدر قَالَ وَكَانَ يتعانى التِّجَارَة ويسافر لأَجلهَا إِلَى الْيمن ثمَّ ترك مَعَ الْخَيْر وَالْعِبَادَة وَبَلغنِي أَنه قَامَ أَرْبَعِينَ سنة أَو نَحْوهَا لَا يشرب إِلَّا مَاء زَمْزَم فِي مُدَّة مقَامه فِيهَا بِمَكَّة. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ عشرَة بهَا وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي عشر التسعين بِتَقْدِيم التَّاء.) ::: 884 - هَاشم بن قَاسم بن خَليفَة بن أبي سعد بن خَليفَة الْقرشِي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة أَرْبَعِينَ. أرخه ابْن فَهد. 885 - هَاشم بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَليّ بن عبد الله بن طَاهِر الزين الْمُسَمّى بعلي بن الشَّمْس الحسني الْجِرْجَانِيّ الأَصْل الشِّيرَازِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني مَعَ أَبِيه بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. 886 - هَاشم بن مُحَمَّد بن مقبل العصامي / أحد القواد بِمَكَّة. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَخمسين خَارج مَكَّة وَحمل فَدفن بمعلاتها. 887 - هَاشم بن مَسْعُود بن خَليفَة بن عَطِيَّة الميبيز. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين. أرخهما ابْن فَهد. هاني الْموقع. / مَاتَ. 888 - هبة الله واسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد المغربي الفاسي نزيل مَكَّة / وَشَيخ الإقراء على الْإِطْلَاق فِيمَا قَالَه ابْن عزم. مَاتَ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَهُوَ مِمَّن

أَخذ القراآت عَن مُحَمَّد الصَّغِير شيخ فاس. 889 - هبة الله بن أَحْمد بن عُمَيْر الحسني الْمَكِّيّ / من أَعْيَان الْأَشْرَاف ذَوي عَليّ بن قَتَادَة الْأَصْغَر. صحب السَّيِّد حسن بن عجلَان قبل ولَايَته فَلَمَّا اسْتَقر أقبل عَلَيْهِ وحرص على تجميل حَاله فَلم يسْعد بذلك بل محق مَا ناله فِي اللَّهْو، وَاسْتمرّ فَقِيرا حَتَّى مَاتَ فَجْأَة أَو قريبها فِي حَال اللَّهْو فِي أثْنَاء سنة تسع عشرَة وَكَانَ سَافر لبلاد الْعرَاق رَسُولا عَن صَاحبه صَاحب مَكَّة قبل بِسنتَيْنِ وَعَاد بِدُونِ طائل. ذكره الفاسي. 890 - هبة الله الفيلالي المغربي / من الْقُرَّاء الصلحاء. مَاتَ بِمَكَّة فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَكَانَ قد جاور بهَا أَكثر من سنة. أَفَادَهُ لي بعض الآخذين عني مِنْهُم. 891 - هبة المغربي الشريف. / مَاتَ فِي مستهل جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد. هبيهب هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد. / 892 - هجار بن مُحَمَّد بن مَسْعُود / أَمِير ينبوع. 893 - هجار بن وبير بن نخبار / أَمِير ينبوع أَيْضا. مَاتَ سنة أَربع وَعشْرين. 894 - هزاع بن صَاحب الْحجاز مُحَمَّد بن بَرَكَات أَخُو مهيزع وهيزع الْمَذْكُورين فِي مَحلهمَا، / وَهَذَا أَصْغَر الثَّلَاثَة. (سقط) (لما أتيت ديار مصر سَائِلًا ... عَمَّن يرى يحوي بهَا الفضلين) (علم الحَدِيث رِوَايَة ودراية ... وَله لِوَاء السَّبق فِي الصِّنْفَيْنِ) (قَالُوا شُيُوخ لم يطيقوا عدهم ... فاعددهم بِالْألف والألفين) (لَكِن سيدنَا وعالم عصرنا ... شيخ الشُّيُوخ إمامنا البُلْقِينِيّ) (هم كالعيون لنا بهم إبصارنا ... وإمامنا الْمَذْكُور نور الْعين) (أبقى لنا رب الْعباد حَيَاته ... وأناله الْخيرَات فِي الدَّاريْنِ) وَرَأَيْت ابْن عزم قَالَ هِلَال البطاط مَاتَ سنة بضع وَسِتِّينَ. فَكَأَنَّهُ هَذَا. 897 - هلمان بن غرير بن هيازع بن هبة الْحُسَيْنِي. / قتل كَمَا ذكر فِي زُهَيْر

حرف الواو

بن سُلَيْمَان فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. 898 - هلمان بن وبير بن نخبار وَقيل بميم بدل النُّون الْحُسَيْنِي صَاحب الينبع وأخو سنقر الْمَاضِي، / وَليهَا بعد عزل ابْن أَخِيه معزى بن هجار بن وبير فِي سنة تسع وَأَرْبَعين من الْقَاهِرَة فدام حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة وَكَانَ عَليّ مَذْهَب قومه عِنْده أدب وتواضع وبشاشة وَكَلَام جلو طوَالًا أسمر اللَّوْن أسود اللِّحْيَة صديقا للسَّيِّد بَرَكَات بن حسن صَاحب مَكَّة بِحَيْثُ أَن هلمان هُوَ السَّاعِي لَهُ فِي ولَايَته الْأَخِيرَة. همام بِضَم الْهَاء وَالتَّخْفِيف بن أَحْمد الْخَوَارِزْمِيّ القاهري الشَّافِعِي وَيُسمى مُحَمَّدًا / أَيْضا مضى فِي المحمدين. 899 - همام كَذَلِك الرُّومِي الْحَنَفِيّ وَالِد الْكَمَال بن الْهمام واسْمه عبد الْوَاحِد بن عبد الحميد بن مَسْعُود. / كَانَ فَاضلا خيرا ولي قَضَاء إسكندرية. وَمَات بهَا سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.) ::: 900 - همبلة بن. / مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين. 901 - هود بن عبد الله المحابري الدِّمَشْقِي. / مَاتَ فِي أَوَائِل سنة أَربع عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 902 - هيازع بن عَليّ بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني. / مَاتَ سنة تسع وَعشْرين فِي شعْبَان مقتولا فِي الْحَرْب الَّذِي كَانَ بميثا بِقرب هدة بني جَابر. 903 - هيازع بن لبيدة بن إِدْرِيس بن أبي دعيج بن أبي نمي الحسني. / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد وَقَالَ أَن الأتراك منعُوا من الصَّلَاة عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْكَعْبَة فَصلي عَلَيْهِ خلف الْمقَام. 904 - هيزع بن مُحَمَّد بن بَرَكَات بن حسن بن عجلَان الحسني ابْن صَاحب الْحجاز. / ولد فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة فِي توجه وَالِده لزيارة الْمَدِينَة الشَّرِيفَة وبخطى أَيْضا أَنه ولد ببدر فِي رُجُوع أَبِيه من الزِّيَارَة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبعين وَهُوَ أصح وَنَشَأ فِي كنفه فحفظ الْقُرْآن وَانْفَرَدَ بذلك عَن سَائِر أَهله وَصلى بِهِ النَّاس على الْعَادة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام بَين مقَام الْمَالِكِي والحنبلي ونصبت أخشاب لأجل الوقيد وَزَاد احتفالهم لذَلِك جدا وَهُوَ شَقِيق مهيزع الْمَاضِي وَهَذَا أسنهما. مَاتَ فِي تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَتِسْعين. (حرف الْوَاو) 905 - وبير بن جويعد بن يريم بن صَبِيحَة بن عمر الْعمريّ. / قتل فِي مقتلة كَانَت نجدة فِي صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين.

906 - وبير بن مُحَمَّد بن رشيد الْقَائِد نَائِب السَّيِّد عَليّ بن عنان بن مغامس بن رميثة بن أبي نمي. / قتل فِي شعْبَان سنة تسع وَعشْرين مَعَ جمَاعَة من الشرفاء ذَوي أبي نمي بشعب يُقَال لَهُ الميثا بقر بهدة بني جَابر. قَالَه ابْن فَهد. 907 - وبير بن مُحَمَّد بن عاطف بن أبي دعيج بن أبي نمي الشريف الحسني. / مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتِّينَ بِبَعْض نواحي مَكَّة زحمل إِلَيْهَا فَدفن بمعلاتها. 908 - وبير بن نخبار بن مُحَمَّد بن عقيل بن رَاجِح بن إِدْرِيس بن حسن بن قَتَادَة الْحُسَيْنِي والدهلمان وهجار وسنقر وَعقيل. / أَقَامَ فِي إمرة الينبوع أَكثر من عشْرين سنة. وَقتل فِي سنة أَربع عشرَة وَقتل أَخُوهُ مقبل وَابْنه على قَتْلَى كَثِيرَة مِمَّن اتهموهم بتقله لِأَنَّهُ قتل غيلَة وَاسْتقر فِي إمرة يَنْبع بعده أَخُوهُ مقبل مُنْفَردا وَاسْتمرّ إِلَى أَن خلع بعد بضع عشرَة سنة فاستقر عقيل بن وبير مَكَانَهُ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَينظر مَعَ تَارِيخ موت هجار بن وبير هَذَا. 909 - ودي بِضَم أَوله ثمَّ فتح الدَّال الْمُهْملَة ابْن أَحْمد بن عَليّ بن سِنَان بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن مَسْعُود الْعمريّ الْمَكِّيّ / أحد القواد بهَا. أُصِيب فِي مقتلة فَأَقَامَ مُنْقَطِعًا أَيَّامًا. وَمَات بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين. 910 - وردبش وَيُقَال بِهَمْزَة بدل الْوَاو قيل اسْمه جَانِبك الظَّاهِرِيّ جقمق / ولاه الْأَشْرَف قايتباي نِيَابَة البيرة ثمَّ قدمه بالديار المصرية ثمَّ لنيابة حلب عوضا عَن إزدمر قريب السُّلْطَان وَخرج مَعَ العساكر فَكَانَ مِمَّن قتل فِي شَوَّال أَو رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ. 911 - وريور أحد القواد لصَاحب الْحجاز. / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين. 912 - وفا بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ / نقيب السقاة كأبيه وَعم أَبِيه الْمَاضِي ذكرهمَا وَيعرف بِابْن أخي شفتر. 913 - ولي الرُّومِي ثمَّ الْأَزْهَرِي الْحَنَفِيّ. / قطن الْجَامِع الْأَزْهَر مُدَّة مديما لِلْعِبَادَةِ بِحَيْثُ ذكر فِي المعتقدين وَكَانَ مُشْتَمِلًا على محَاسِن وَيكْتب الْمَنْسُوب. مَاتَ فِي ابْتِدَاء الكهولة فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَخمسين. (سقط) مضى فِي أميان. 915 - وَهبة تَقِيّ الدّين. / كَانَ يُبَاشر قبض لحم الدّور. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَوجد لَهُ أَكثر من عشْرين ألف دِينَار وَخلف أَربع بَنَات فَقَامَ الْوَزير تَاج الدّين حَتَّى أثبت أَنَّهُنَّ نصرانيات فمنعهن الْمِيرَاث وَحمل ذَلِك كُله إِلَى الظَّاهِر برقوق فَوَقع

حرف اللام ألف

مِنْهُ موقعا وَألبسهُ خلعة هائلة. قَالَه شَيخنَا فِي حوادثها. (حرف اللَّام ألف) لاجين الجركسي. / مضى فِي أول حرف اللَّام. لَاحق الزبيدِيّ الْمَكِّيّ. / لاشين وَرُبمَا يُقَال لَهُ لاجين. / (حرف الْيَاء الْأَخِيرَة) 916 - يس بن عبد الْكَبِير بن عبد الله بن أَحْمد الْحَضْرَمِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الصَّالح بن الصَّالح / الْمَاضِي أَبوهُ. مَاتَ فِي ثَانِي عشرى ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ بعد الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَحمل نعشه على الرُّءُوس إِلَى أَن دفن بتربة أَبِيه من بَاب شبيكة وَكنت مِمَّن حضر الصَّلَاة عَلَيْهِ ثمَّ دَفنه رَحمَه الله، وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ على الشَّيْخ أبي سعد فِي التَّنْبِيه حفظا وحلا وينسب لمعْرِفَة بِعلم الْحَرْف. 917 - يس بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد الحجاري / الْمَاضِي أَبوهُ وَأحد الشُّهُود بِبَاب السَّلَام. مِمَّن سمع مني. 918 - يس بن عَليّ بن يس الزين البلبيسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد الْمَاضِي. / ولد فِي الْعشْر الْأَخير من شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة ببلبيس وتحول مِنْهَا مَعَ أَبَوَيْهِ بعد إكماله حفظ الْقُرْآن عِنْد الْبُرْهَان الفاقوسي وَغَيره بل جود بعضه على الْبُرْهَان وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَبَعض الشاطبية وَعرض على الْعلم البُلْقِينِيّ والسعد بن الديري وَآخَرين ولازم الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي سَماع أَشْيَاء من كتب الحَدِيث وَغَيره من الْعُلُوم كالعربية وَالصرْف والمنطق بل قَرَأَ عَلَيْهِ بحثا فيا لمنهاج الفرعي والملحة وَكَذَا لَازم تقاسيم الْكتب) الثَّلَاثَة والبهجة وَفِي الْإِرْشَاد لِابْنِ الْمقري وَشرح الْمِنْهَاج للمحلي وَجمع الْجَوَامِع وَبَعض التَّلْخِيص بل قَرَأَ عَلَيْهِ نَحْو نصف الْمِنْهَاج الفرعي والزين زَكَرِيَّا فِي الْفِقْه والعربية وَالصرْف والحساب والفرائض وَغَيرهَا وخصوصا تصانيفه فاستوفى الْكثير مِنْهَا وَكتب مِنْهَا جانبا، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة أَيْضا الْوراق والسنهوري وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي الْمنطق وَكَذَا أَخذ فِيهِ وَفِي غَيره عَن الكافياجي وَالْأُصُول أَيْضا وَغَيره عَن التقي الحصني بل قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من المطول وَأخذ فِي أصُول الدّين وَغَيره عَن الشرواني وَقَرَأَ عَليّ من تصانيفي شرح الْهِدَايَة الجزرية بحثا وَالْقَوْل البديع وارتياح الأكباد وكتبها واليسير من شرحي للألفية بل أَخذ عني جَمِيع شرح مؤلفها إِلَّا الْيَسِير

ولازمني كثيرا رِوَايَة ودراية وَكَذَا سمع الْكثير بِقِرَاءَتِي على غير وَاحِد بل قَرَأَ بِنَفسِهِ على جمَاعَة وَأخذ القراآت عَن جَعْفَر السنهوري والطب عَن مظفر الدّين الأمشاطي وبرع وتميز وتصدى للإقراء وانتفع بِهِ الطّلبَة وَاسْتقر بِهِ قجماس فِي مشيخة التصوف بمدرسته بل كَانَ قَرَّرَهُ فِي تدريس الْفِقْه بهَا وَلَكِن وثب عَلَيْهِ الْجَوْجَرِيّ وتألمنا لَهُ وَلم يمتع بهَا وَاسْتقر بِهِ جانم دوادار يشبك فِي خطابة مدرسته بِالْقربِ من جَامع قوصون وَحج وجاور غير مرّة أَولهَا فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَأخذ فِيهَا عَن الْبُرْهَان بن ظهيرة فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع على جمَاعَة بل قَرَأَ بِمَكَّة على التقي بن فَهد وَكَذَا الْحِلْية وَغَيرهَا على وَلَده النَّجْم فِي آخَرين وَهُوَ خير فَاضل قَانِع متواضع. 919 - يس بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد الزين العشماوي المولد ثمَّ البشلوشي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف باسمه. / ولد فِي أَوَائِل الْقرن بعشما من الغربية ثمَّ تحول مَعَ أَهله فِي صغره إِلَى البشلوش من الشرقية وَقدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بالأزهر وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية ابْن ملك وَأخذ عَن الْعَلَاء البُخَارِيّ والشهاب أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْجمال بن هِشَام وَابْن قديد وَابْن المجدي والونائي والقاياتي ولازمه دهرا حَتَّى كَانَ مُعظم انتفاعه بِهِ وَكَانَ القاياتي يثني على حسن تصَوره وَأول مَا تنبه صَار يعلم فِي بَيت ابْن الْبَارِزِيّ ثمَّ أقبل على السّفر بِشَيْء يسير للتِّجَارَة فِي الْبَحْر الْملح فنمي وَتزَوج أُخْت الشّرف الْأنْصَارِيّ وأنجب مِنْهَا أَوْلَادًا وأثرى وَكثر مَاله بِسَبَب التِّجَارَة وحمدت معاملاته وواسى الْفُقَرَاء جهده سِيمَا القاياتي فَإِنَّهُ ارتفق بِمَا كَانَ يتكسب لَهُ فِيهِ وَأكْثر الْحَج والمجاورة وَآخر مَا جاور سنة إِحْدَى وَسبعين وَكنت هُنَاكَ، كل هَذَا مَعَ الانجماع عَن بني الدُّنْيَا حَتَّى عَن صهره إِلَّا فِي أَمر) ضَرُورِيّ والإقبال على شَأْنه وَعدم الانفكاك عَن الْجَمَاعَات والمداومة على صَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس وَأَيَّام الْبيض وَرَجَب وَشَعْبَان وَنَحْوهَا والتلاوة والمطالعة والتهجد مَعَ السّكُون والتواضع والمحبة فِي أهل الْخَيْر والأبهة والتحري فِي مأكله ومشربه بِحَيْثُ لَا يَأْكُل إِلَّا من تِجَارَته وَلَا يشرب من مياه السبل عَظِيم النفرة من الْغَيْبَة والحرص على عدم التَّمْكِين مِنْهَا، وَعرضت عَلَيْهِ مشيخة سعيد السُّعَدَاء بعد ابْن حسان وَكَانَ صهره إِذْ ذَاك ناظرها فَمَا وَافق وَأَشَارَ إِلَى أَن رَفِيقه الزين خَالِد أَحَق بهَا مِنْهُ فقرر فِيهَا امتثالا لإشارته بل أَبى قبُولهَا بعد وَفَاته بِحَيْثُ أَن خَالِدا سَأَلَهُ فِي مرض مَوته أَن يرغب لَهُ عَنْهَا لعلمه بِعَدَمِ إعطائها لِبَنِيهِ فصمم على الِامْتِنَاع وَبِالْجُمْلَةِ فَالنَّاس فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ والميل إِلَيْهِ كالمجمعين وَكنت مِمَّن يُحِبهُ فِي الله وَكَانَ لَهُ إِلَيّ مزِيد الْميل وَنعم الرجل كَانَ. مَاتَ شَهِيدا بالإسهال الْمُتَوَاتر فِي عصر سلخ سنة ثَلَاث وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع

الْأَزْهَر من الْغَد افْتِتَاح السّنة وَدفن بتربة صهره بِالْقربِ من الزمامية رَحمَه الله وإيانا. 920 - يس بن مُحَمَّد بن مخلوف بن أبي الْقسم مُحَمَّد الجلالي بِالتَّخْفِيفِ القاهري الْحَنَفِيّ الْمكتب وَيعرف بيس الْمكتب. / ولد فِي رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بجلالة من الصَّعِيد وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَقدم الْقَاهِرَة وَهُوَ ابْن سِتّ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والقدوري وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة واشتغل عِنْد الْأمين والمحب الأقصرائيين وَكتب على إِبْرَاهِيم الفرنوي وفَاق فِي النّسخ وبرع فِيمَا عداهُ وتصدى للتكتيب فَكَانَ مِمَّن كتب عَلَيْهِ جانم مَمْلُوك جَانِبك الجداوي فقر بِهِ من أستاذه وَصَارَ يؤم بِهِ وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ، وَحج وجاور وَمِمَّنْ كتب عَلَيْهِ حِينَئِذٍ الفخري أَبُو بكر بن ظهيرة، وَاسْتقر فِي التكتيب بالجيعانية الزينية والأشرفية برسباي وَغَيرهمَا وتوسل بِهِ النَّاس فِي قَضَاء حوائجهم عِنْده وخالقهم بتؤدة وعقل وَسُكُون، وَبعده تقلل من الْحَرَكَة إِلَى أَن كف بَصَره وانجمع ببيته بعد أَفعَال وأعمال. 921 - ياقوت افتخار الدّين الحبشي الفهدي فَتى الْعِمَاد يحيى بن الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد. / ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه فَقَالَ سمع من الْكَمَال بن حبيب بعض مُسْند الطَّيَالِسِيّ وَبَعض المقامات وَمن غَيره يَعْنِي كالجمال الأميوطي والأبناسي والتقي الْبَغْدَادِيّ وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، قَالَ الفاسي وَمَا عَلمته حدث لكنه أجَاز فِي بعض الاستدعاآت وَدخل بِلَاد الْيمن للاسترزاق، وَكَانَ مُعْتَبرا عِنْد غَالب النَّاس سِيمَا الْجمال بن ظهيرة وَفِيه خير) ومروءة وعقل. مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة بمقبرة موَالِيه. 922 - ياقوت الأرغو نشاوي الحبشي / مقدم المماليك تنقل بعد سَيّده أَمِير مجْلِس الظَّاهِر برقوق إِلَى أَن صَار مقدم المماليك وطالت أَيَّامه لحسن سيرته وتواضعه وسكونه وبره ومعروفه مَعَ بشاشته وصباحة وَجه، وَحج أَمِير الْمحمل مرَّتَيْنِ. مَاتَ مطعونا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء بعد أَن رتب فِيهَا شَيخا وطلبة وقراء ووقف عَلَيْهَا وَقفا جيدا وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ وَاسْتقر عوضه نَائِبه خشقدم. 923 - ياقوت الباسطي فَتى أبي بكر بن الزين عبد الباسط. / مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَكَانَ باسمه من وظائف مدرسة مَوْلَاهُ وَغَيرهَا مَا يزِيد معلومه فِيهِ على عشرَة دَنَانِير كل شهر فِيمَا قيل فتفرقها النَّاس عَفا الله عَنهُ. ياقوت الحبشي الْمدنِي مولى نَاصِر الدّين أبي الْفرج الكازروني. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 925 - ياقوت الحبشي نِسْبَة لمولى لَهُ بَصرِي يُقَال لَهُ عبد الْعَزِيز أَو ابْن عبد الْعَزِيز الْكَمَال بن ظهيرة. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين.

من اسمه يحيى

ياقوت الحبشي الْفَخر / مقدم المماليك. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَالظَّاهِر أَنه الأرغو نشاوي الْمَاضِي قَرِيبا. 926 - ياقوت الرَّحبِي أحد الموَالِي / من التُّجَّار ذَوي الْيَسَار. مِمَّن يذكر بِخَير فِي الْجُمْلَة لَهُ فِي الْبَحْر الملج مركب أَو أَكثر. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين. 927 - ياقوت السخاوي / نِسْبَة لمَوْلَاهُ الْغَرْس خَلِيل. صَار بعد سَيّده من ذَوي الوجاهات عمر دَارا بِرَأْس حارة برجوان وَتكلم فِي بلد الخشابية بتفويض من الظَّاهِر جقمق ثمَّ تقهقر. وَمَات فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. 928 - ياقوت الْعقيلِيّ / وَإِلَى سَاحل جدة للشريف بَرَكَات ثمَّ لوَلَده مُحَمَّد. مَاتَ مقتولا على يَد مولى لِابْنِ عبد اللَّطِيف الْبُرُلُّسِيّ حِين إِرَادَته حَبسه فِي رَجَب سنة سِتِّينَ وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها. أرخه ابْن فَهد. 929 - ياقوت الغياثي الحبشي فَتى السُّلْطَان غياث الدّين / صَاحب بنجالة. مَاتَ سنة خمس عشرَة. 930 - ياقوت مولى ابْن الحوام خَادِم الشهَاب بن حجي ودوادار أَخِيه النَّجْم بن حجي. / سمع) وَمَات فِي الْعشْر الأول من ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ بِدِمَشْق. أرخه ابْن اللبودي وَوَصفه بشيخنا الْمسند. 931 - ياقوت الحبشي الكمالي بن الْبَارِزِيّ، / اخْتصَّ بمولاه ثمَّ بعده كَانَ مَعَ ابْنة سَيّده بِبَيْت الجمالي نَاظر الْخَاص فَقَامَ بتربية بنيها سِيمَا الكمالي نَاظر الْجَيْش ثمَّ وَلَده بل هُوَ المربي لغالب بني مَوْلَاهُ وَحج، وَكَانَ عَاقِلا دينا سَاكِنا محبا فِي الْخَيْر وَأَهله لَهُ بر وَفضل فِي الْجُمْلَة وَهُوَ مِمَّن امتحن فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي وأهين بِالضَّرْبِ، وَمَات فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَتِسْعين عَن سبعين سنة فأزيد. 932 - ياقوت عَتيق الخواجا بير مُحَمَّد الكيلاني، / مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَكَانَ تَاجِرًا خلف سَيّده على رَأس سراريه وَخلف دورا وعليا وَغَيره وَكَانَ عقب موت سَيّده صادره جَانِبك الجداوي. (من اسْمه يحيى) 933 - يحيى بن إِبْرَهِيمُ بن عَليّ بن مُحَمَّد شرف الدّين الْأنْصَارِيّ القاهري الْمَالِكِي / الْمَاضِي أَبوهُ وأعمامه مِمَّن كَانَ بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسمع عَليّ فِي الْأَذْكَار والموطأ. 934 - يحيى بن إِبْرَهِيمُ بن عَليّ التَّاج السكندري الأَصْل السرياقوسي الخانكي الْخَطِيب بجامعها الْكَبِير وخادم الصُّوفِيَّة بهَا الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن حباسة / بِفَتْح الْمُهْملَة وَالْمُوَحَّدَة ثمَّ مُهْملَة بعد الْألف وَآخره هَاء تَأْنِيث، ولد بعيد الْقرن وَحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج كِلَاهُمَا للنووي والملحة وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والعز

ابْن جمَاعَة وَشَيخنَا وأجروه فِي آخَرين مِنْهُم الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والبيجوري وَسمع على الشّرف بن الكويك المسلسل وَغَيره واشتغل يَسِيرا وناب فِي قَضَاء بَلَده وَحج وجاور وَحدث سمع مِنْهُ ابْن الصفي وَغَيره واستجيز لنا وَثقل سَمعه فِي اواخر عمره بِحَيْثُ حكى لنا أَن شخصا ادّعى على آخر عِنْده بمبلغ فَقَالَ للْمُدَّعى عَلَيْهِ أعندك كَذَا وَكَذَا وَذكر زِيَادَة على الْمبلغ الْمُدعى بِهِ لكَونه لم يسمعهُ وَالرَّسُول بَينهمَا كَذَلِك فَقَالَ الْخصم ارْجع بِنَا لِئَلَّا يزِيد الْأَمر وَنَحْو ذَلِك. مَاتَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وَخَلفه فِي الْخدمَة وَلَده ثمَّ رغب عَنْهَا للشريف أَحْمد بن كِنْدَة. 935 - يحبى بن إِبْرَهِيمُ بن عمر بن شُعَيْب الدَّمِيرِيّ الأَصْل القاهري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ سبط الشهَاب بن تمرية. / مِمَّن حفظ كتبا وَعرض، وزوجه أَبوهُ بابنة الشَّيْخ الْجَوْهَرِي وَمَاتَتْ) تَحْتَهُ فَورثَهَا وعدله فِي اول ولَايَة عبد الْغَنِيّ بن تَقِيّ وَحج بِأُمِّهِ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين. 936 - يحبى بن إِبْرَهِيمُ بن يحيى الْجلَال بن الْعِزّ بن نَاصِر الدّين الفالي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي. / ولد سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل فِي الْفِقْه والعربية على الْعِمَاد عبد الْكَرِيم وَإِمَام الدّين عبد الرَّحْمَن ابْني التقي عبد اللَّطِيف حَتَّى صَار من فحول الْعلمَاء وتصدى للإفتاء والتدريس وَالْقَضَاء ببلاده وَرُبمَا وصف بقاضي جرون وَتخرج بِهِ خلق مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين أَفَادَهُ بعض ثِقَات أَقَاربه مِمَّن أَخذ عني. 937 - يحيى بن أَحْمد بن إِسْمَعِيل بن عَليّ الظَّاهِر بن النَّاصِر بن الْأَشْرَف صَاحب تهَامَة الْيمن ووالد الْأَشْرَف إِسْمَعِيل الْمَاضِي / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ إِنَّه مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سلخ رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين واقيم بعده ابْنة فِي يَوْم الْجُمُعَة مستهل شعْبَان لَيْلًا فَقتل أكَابِر أهل الدولة كبرقوق وَكَانَ كَبِير المماليك الأتراك وعدة من رُؤَسَاء الْجند وَمن الأجناد الَّذين يدعونَ السقاليب حَتَّى أَضْعَف المملكة وَأثر ذَلِك حَتَّى خرجت الْأَعْرَاب المعازبة بِالْمُهْمَلَةِ ثمَّ زَاي عَن الطَّاعَة وَضعف أَمر تِلْكَ الْبِلَاد جدا. قلت وَأحمد فِي نِسْبَة زِيَادَة، وَقد مضى عبد الله بن إِسْمَعِيل بن عَليّ وَأَن لقبه الظَّاهِر وَيُسمى فِيمَا قيل يحيى وَأَنه مَاتَ فِي سلخ رَجَب الْمَذْكُور وَملك بعده ابْنه الْأَشْرَف فَيقْتَصر على تَرْجَمته فِي أحد الْمَوْضِعَيْنِ ويحال على الآخر وعَلى كل حَال فَأَحْمَد هُنَا زِيَادَة. 938 - يحيى بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن غَازِي بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشّرف بن الْأَشْرَف بن الْعَادِل بن الْمُجَاهِد بن الْكَامِل بن الْعَادِل الأيوبي أَخُو الصَّالح خَلِيل الْمَاضِي وأبوهما. / قدم على الْأَشْرَف بآمد بتقدمة أَخِيه الْمشَار غليه فَخلع عَلَيْهِ وَكتب عهد أَخِيه. قَالَه شَيخنَا فِي أَبِيه من إنبائه.

939 - يحيى بن أَحْمد بن شاذبك وَيعرف بقاصد الْحَبَشَة. / كَانَ أستادار الصُّحْبَة عِنْد الظَّاهِر جقمق فِي حَال إمرته لكَون أَبِيه أوصاه بِهِ فتربى عِنْده ثمَّ عينه رَسُولا لصَاحب الْحَبَشَة فِي رَجَب سنة سبع وَأَرْبَعين وَاتفقَ مَا يُرَاجع من الْحَوَادِث، وَكَانَ بهيا سَاكِنا وقورا اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَحكى لي مَا اتّفق لَهُ فِي سَفَره، وَكَانَ متزوجا بأخت قَاسم بن قَاسم أحد نواب الْمَالِكِيَّة عديلا لِلشِّهَابِ الأبشيهي فَهُوَ متزوج أُخْتهَا. مَاتَ فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ السّبْعين بِيَقِين.) ::: 940 - يحيى بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْمرَادِي. / مَاتَ سنة أَربع وَخمسين. 941 - يحيى بن أَحْمد بن عبد السَّلَام بن رحمون الشّرف أَبُو زَكَرِيَّا بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس القسنطيني المغربي الْمَالِكِي نزيل الْقَاهِرَة ثمَّ مَكَّة وَيعرف بالعلمي / بِضَم الْعين وَفتح اللَّام وَرُبمَا سكنت نِسْبَة فِيمَا قَالَه لي إِلَى الْعلم. ولد ظنا بعيد الْقرن وَحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا على جمَاعَة مِنْهُم قَاضِي الْجَمَاعَة عمر القلشاني وَقدم الْقَاهِرَة وَقد فضل بِحَيْثُ قَالَ أَنه لم يكن يفْتَقر إِلَى أحد فِي الِاشْتِغَال وَلكنه تقوى بِالْأَخْذِ عَن ابْن الْهمام والقاياتي وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ شرح ألفية الحَدِيث بِتَمَامِهِ وَأخذ عَن شَيخنَا بعضه بل حضر مَجْلِسه فِي الأمالي وَغَيرهَا وَحضر يَسِيرا عِنْد الْبِسَاطِيّ، وَحكى لي مباحثة وَقعت بَينه وَبَين الْقَرَافِيّ بِحَضْرَتِهِ وَأخذ صَحِيح مُسلم عَن الزين الزَّرْكَشِيّ مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع، وَحج فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسمع بِمَكَّة على أبي الْفَتْح المراغي وَمن ذَلِك بعض مشيخته تَخْرِيج النَّجْم بن فَهد وَقَرَأَ بِالْمَدِينَةِ على الْجمال الكازروني من أول البُخَارِيّ إِلَى الشَّهَادَات وَعَاد فقطن الْقَاهِرَة وأدب أَوْلَاد القاياتي ثمَّ كَانَ مِمَّن انْضَمَّ إِلَى الحسام بن حريز وياقل أَن الحسام كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ وَلما ولي الْقَضَاء استنابه فِي تدريس المنصورية وارتفق بإحسانه وبره. وتصدى قبل ذَلِك وَبعده للتدريس بِجَامِع الْأَزْهَر وَغَيره. وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء سِيمَا فِي الْفِقْه وَصَارَ بِأخرَة أوحد الْجَمَاعَة فيهم، ثمَّ حج فِي سنة خمس وَسبعين فقطن مَكَّة على طَريقَة جميلَة من الانجماع عَن النَّاس والمداومة على الطّواف لَيْلًا والتلاوة والتهجد والإقراء حَتَّى انْتفع بِهِ الْفُضَلَاء أَيْضا فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا كالمنطق والمعاني وَالْبَيَان وأصول الدّين بل أَقرَأ شرح النخبة وَغَيره وروى البُخَارِيّ وَمُسلمًا والشفا وَغَيرهَا وَامْتنع من الْكِتَابَة على الْفتيا تورعا إِلَّا بِاللَّفْظِ كَمَا أَنه لم يَأْذَن لأحد فِيهَا وَفِي التدريس بهَا إِلَّا لمعمر وللبحيري أحد ملازميه بِالْقَاهِرَةِ وللبدر بن الْمُحب الْخَطِيب إِذْ جاور بل كَانَ يمْتَنع بِأخرَة من سَماع عرض الْأَطْفَال، وَعرض عَلَيْهِ وَهُوَ بِالْقَاهِرَةِ قَضَاء الشَّام ثمَّ وَهُوَ بِمَكَّة قضاءها فَامْتنعَ وَتزَوج مَعَ

شيخوخته بكرا، وَبَلغنِي أَنه كتب على الْمُدَوَّنَة والمختصر والرسالة وَالْبُخَارِيّ وَقد لَقيته بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بِمَكَّة وَبَالغ فِي التَّوَاضُع معي والإقبال عَليّ. مَاتَ فِي عصر يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة ثمَّ دفن بالمعلاة فِي تربة ابْن الزَّمن وَكَانَ مُقيما برباطه رَحمَه الله وإيانا. 942 - يحيى بن أَحْمد بن عبد الْعَلِيم الكرستي الأَصْل الخانكي الشَّافِعِي وَالِد عبد الْعَظِيم الْمَاضِي. / مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَجْأَة بِالْقَاهِرَةِ وَحمل إِلَى بَلَده فَدفن بهَا وَقد جَازَ السِّتين وَكَانَ أحد صوفيتها وأعيان شهودها، مِمَّن اشْتغل على النُّور البوشي والونائي وَغَيرهمَا وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَخلف البقاعي على زَوجته سعادات ابْنة البوشي الَّتِي هاجرها حَتَّى زهدت فِيهِ وَفِي وَلَدهَا مِنْهُ مَعَ مزِيد حبه فِيهَا فكاد أَن يَمُوت. 493 - يحيى بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى بن نَاصِر بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن نَاصِر بن يحيى بن بحير الْقرشِي الْعَبدَرِي الشيبي الْعِرَاقِيّ شَقِيق عَليّ الْمَاضِي. / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة أَو الْقعدَة سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة وَكَانَت وَفَاة أَبِيهِمَا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ من الْقرن قبله. ذكره ابْن فَهد. 944 - يحيى بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشّرف التنوخي الْحَمَوِيّ الأَصْل الكركي المولد القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْعَطَّار وَيُقَال أَنه من عرب تنوخ. / ولد فِي سادس رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالكرك لكَون أَبِيه بعد أَن كَانَ مهمندارا بحماة ثمَّ أستادارا عِنْد نائبها مَأْمُور القلمطاي تحول مَعَه إِلَيْهَا لما ولي نيابتها فولد لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة من امْرَأَة تزوج بهَا هُنَاكَ. وَمَات فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فتحول مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة وَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل بالفقه والعربية وَغَيرهمَا وَمن شُيُوخه فِي الْعَرَبيَّة سعد الدّين الْحَنَفِيّ خَادِم الشيخونية وَسمع على ابْن الْجَزرِي وَطَائِفَة مِنْهُم بِقِرَاءَتِي الْكَامِل بن الْبَارِزِيّ وجود الْخط الْمَنْسُوب، وَنَشَأ صينا مَعَ جمال الصُّورَة وَحسن الشكالة وتعانى الْأَدَب فأجاد وصادق الزين بن الْخَرَّاط الْمَاضِي وانحرفا مَعًا عَن التقي بن حجَّة مَعَ تعصب الناصري بِنَا لبارزي لَهُ ومزيد اخْتِصَاص الشّرف ببيته لكَون ابنيه الْكَمَال وَأحمد كَانَا زَوْجَيْنِ لابنتي أَخِيه نَاصِر الدّين مُحَمَّد حَتَّى كَانَ الشّرف كَأحد ابنيه، وَأول مَا نَشأ تزيا بزِي الأجناد وخدم فِيمَا قيل عِنْد الشهَاب أستادار الْمحلة ثمَّ عِنْد نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ وَلما لم يظفر من ذَلِك بطائل أعرض عَنهُ وباشر توقيع الدست ثمَّ التوقيع عِنْد نَاظر الْجَيْش الزين عبد الباسط حِين سفر ابْن

الْمصْرِيّ لبيت الْمُقَدّس على مشيخة الباسطية ثمَّ أعرض عَن التوقيع وَاقْتصر على منادمته فَلَمَّا مَاتَ ابْن الْمصْرِيّ اسْتَقر عوضه فِي المشيخة الْمشَار غليها وسافر لمباشرتها فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن أعرض عَنْهَا للتقي أبي بكر القلقشندي وَكَذَا اسْتَقر فِي الشَّهَادَة بالكسوة عوضا عَن السراج البلادري ثمَّ رغب عَنْهَا لأوحد) الدّين بن السيرجي بِخَمْسِينَ دِينَارا، وَولي أَيْضا تدريس الطيبرسية الْمُجَاورَة للأزهر ونيابة نظرها وباشره مُبَاشرَة حَسَنَة ونمى من فائض وَقفهَا خَمْسمِائَة دِينَار ثمَّ ترك التدريس للشرف السُّبْكِيّ وَاسْتقر فِي نِيَابَة النّظر تغرى برمش الْفَقِيه وتسلم مِنْهُ المَال، وَقبل ذَلِك رغب لَهُ التقي أَبُو بكر اللوبياني عَن نصف تدريس القيمرية والإعادة بالشامية بعوض مَعَ كَونه إِذْ ذَاك كَانَ قريب عهد بلباس الْجند وَكَونه ديوانيا حَسْبَمَا قَالَه التقي بن قَاضِي شُهْبَة، وَحج مرَارًا مِنْهَا صُحْبَة كَاتب السِّرّ الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وَكَانَ يزْعم أَنه تكلّف فِيهَا مَعَ كَونه فِي شبه المنتمين لَهُ مبلغا كَبِيرا وَمَا كَانَ يجمل بِهِ ذكر هَذَا مَعَ مزِيد إِحْسَان الْكَمَال لَهُ وتخوله فِي إحسانه ورياسته بل لم يعرف إِلَّا بِهِ، وأعجب من هَذَا أَنه بَلغنِي أَنه رام الِاسْتِقْرَار فِي وظيفته وَكَاد أمره أَن يتم ثمَّ بَطل وكل هَذَا أدل دَلِيل على سوء طويته وَلذَا عادى شَيخنَا أتم عَدَاوَة لكَونه قدم عَلَيْهِ مرّة فِي رِسَالَة فَلم يَأْذَن لَهُ فِي الْجُلُوس وَصَارَ يبسبس لعشيره الولوي بن تَقِيّ الدّين وَيحسن لَهُ أمورا قابلهما الله عَلَيْهَا هَذَا مَعَ كَون شَيخنَا ذكره فِي مُعْجَمه وَأثْنى عَلَيْهِ بقوله سَمِعت من فَوَائده وَمن نظمه وَسمعت من لَفظه مناما رَآهُ وَفِيه أَبْيَات شعر لَهُ، وَهُوَ أحد الكملة فِي النّظم والنثر والخط وَلكنه كثير الانجماع مَعَ لطافة زَائِدَة وَلم يكمل الْخمسين حَتَّى أسْرع إِلَيْهِ الشي انْتهى. والمنام الْمشَار إِلَيْهِ قرأته بِخَط الشّرف رائية وَنَصه: رَأَيْت فِي بعض ليَالِي سنة سبع وَعشْرين كَأَنِّي مار فِي مرجة خضراء ذَات جداول وَمَعِي الشَّيْخ شمس الدّين بن عبد الرَّحِيم رَحمَه الله فَبينا نَحن نمشي إِذْ قَالَ لي يَا فلَان هَذَا الشَّيْخ جمال الدّين بن نباتة متكئ على جدول مِنْهَا فملنا نَحوه وَسلمنَا عَلَيْهِ فَرد السَّلَام فَقَالَ لَهُ يَا سَيِّدي هَذَا يحيى بن الْعَطَّار ينظم على طريقتك ويحبك هُوَ وَابْن الْخَرَّاط ويغضان من بعض النَّاس يُشِير إِلَى ابْن حجَّة رَحمَه الله فَتَبَسَّمَ وَقَالَ اعرف أعرف وفارقناه فَلَمَّا انصرفنا خطر لي أَنِّي أَخْطَأت فِي عدم سُؤَالِي عَن أَحْوَال الْآخِرَة من رجل ميت مُسلم مَنْسُوب إِلَى قُرْآن وَحَدِيث واشتغالي بالْكلَام مَعَه فِي الشّعْر والتريض بِابْن حجَّة فَرَجَعت إِلَيْهِ بمفردي على الْفَوْر وَقلت لَهُ يَا سَيِّدي مَا الَّذِي رَأَيْت من أُمُور الْآخِرَة أَو نَحْو هَذَا فَجَثَا على رُكْبَتَيْهِ وأنشدني ارتجالا:

(إِن أَنْت صدقت مَا جَاءَ الحَدِيث بِهِ ... وبالقديم كَلَام الله فِي الْأَزَل) (وَجئْت فِي الْحَشْر مطلوقا بِلَا أحد ... يشكو عَلَيْك ولوف ي أَصْغَر الزلل) (رَأَيْت فِي الْحَال مَا تقضى بِهِ عجبا ... وَلَو أتيت بظُلْم النَّفس كالجبل) ) بل قَرَأت بِخَط شَيخنَا أَن الشّرف الْمَذْكُور أنْشدهُ بِظَاهِر حلب فِي سنة آمد قَالَ أَنْشدني الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن البرداد الْحلَبِي لنَفسِهِ قصيدة يهجو فِيهَا الشّرف التباني وَهُوَ يَوْمئِذٍ وَكيل بَيت المَال وناظر الْكسْوَة: (يَا بني التبَّان أَنْتُم ... أجور النَّاس وأجسر) (كسْوَة الْبَيْت سرقتم ... وفعلتم كل مُنكر) (هَل رَأَيْتُمْ حنفيا ... بَاعَ بَيت المَال مجهر) الأبيات قَالَ شَيخنَا وَسمعت الشّرف يَقُول سَمِعت أخي وَكَانَ يخْدم فِي الدوادارية عِنْد قرقماس ابْن أخي دمرداش فِي سلطنة النَّاصِر فرج فَلَمَّا غلب شيخ ونوروز على المملكة وَاسْتقر نوروز بِالشَّام وَتوجه شيخ صُحْبَة المستعين إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ كَانَ من خلعه المستعين من السلطنة ثمَّ من الْخلَافَة مَا كَانَ وَاسْتقر فِي السلطنة ولي قرقماس نِيَابَة الشَّام فوصل إِلَى الرملة وَقد امْتنع نوروز وَأنكر مَا وَقع وَاسْتمرّ على اعْتِقَاد سلطنة المستعين وَعرف قرقماس أَنه لَا يُطيق مقاومته فاتفق أَن نوروز استمال طَائِفَة مِمَّن كَانَ مَعَ قرقماس فحسنوا لقرقماس أَن يلْحق بنوروز فَاسْتَشَارَ نوروز أخي قَالَ فأشرت عَلَيْهِ أَن لَا يفعل وَأَن يثبت على طَاعَة الْمُؤَيد لِأَنَّهُ بَالغ فِي إكرامه وَقدمه على خواصه فِي نِيَابَة الشَّام إِلَى غير ذكل حَتَّى كَاد يرجع عَن رَأْيه الأول ثمَّ عاوده التَّرَدُّد فِي ذَلِك فَقَالَ لي إِن معي لوحا دَفعه إِلَى نصر الله الجلالي من خاصيته أَن من أَرَادَ أمرا يعلقه أَمَامه فِي الْقبْلَة ثمَّ يُصَلِّي رَكْعَتي الاستخارة وَيَدْعُو فَأَنَّهُ إِذا انْتهى يجد من يَدْفَعهُ إِلَى إِحْدَى جهتي الْيَمين أَو الْيَسَار فَأَي الْجِهَتَيْنِ دفع إِلَيْهَا فالخيرة لَهُ فِيهَا فَخذ هَذَا اللَّوْح وَافْعل فِيهِ مَا ذكر وعد إِلَيّ بِالْجَوَابِ قَالَ فَأَخَذته وَدخلت إِلَى مَكَان خَال وعلقت اللَّوْح أَمَامِي وَصليت ودعوت فَحلف أَنه وجد من يَدْفَعهُ إِلَى جِهَة الشَّام بِغَيْر اخْتِيَاره وَأَنه عاود ذكل ثَلَاثًا قَالَ فَرَجَعت إِلَيْهِ وَقد خشيت أَن ينْسب الْعِصْيَان إِلَيّ فَقلت لَهُ مَا أحسست شَيْئا إِلَّا أَن الِاسْتِمْرَار على الطَّاعَة أولى فَنَادَى بالرحيل فَرَحل من مَعَه ظانين أَنه يقْصد جِهَة الشَّام فقصد جِهَة مصر وَدخل إِلَى الْمُؤَيد وَاسْتمرّ فِي خدمته إِلَى أَن حضر مَعَه فَكَانَ من الْقَبْض عَلَيْهِمَا مَعًا وإرسالهما إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَغير ذَلِك مَا كَانَ، قَالَ الشّرف فترددت أَنا إِلَى نصر الله مرَارًا ليوقفني على اللَّوْح الْمَذْكُور وجهدت كل الْجهد وَهُوَ مصر على

إِنْكَار صُدُور ذَلِك مِنْهُ من أَصله وَعدم الِاعْتِرَاف بِشَيْء مِنْهُ قَالَ وَكَانَ ذَلِك من وفور عقله لِأَنَّهُ لَا يَأْمَن إِشَاعَة ذَلِك عَنهُ) فيترتب عَلَيْهِ مَا يَقْتَضِي إِدْخَال الضَّرَر عَلَيْهِ. قلت وَرَأَيْت الشّرف حضر لعيادة شَيخنَا قبيل مَوته بأيام فَبَالغ شَيخنَا فِي التلطف مَعَه وحصلت بَينهمَا مذاكرة لَطِيفَة وَأظْهر شَيخنَا بشرى بالاجتماع بِهِ على جاري عَادَته فِي التودد مَعَ من يفهم عَنهُ شَيْئا وَأرْسل إِلَيْهِ بعد مُفَارقَته بتحف، ثمَّ حَدثنِي الْعِزّ السنباطي رَحمَه الله قَالَ رَأَيْت بعد موت شَيخنَا كَأَنِّي بَين يَدَيْهِ أَنا والولوي بن تَقِيّ الدّين وَكَانَ شَيخنَا دفع لِابْنِ تَقِيّ الدّين من الْقصب الْأَبْيَض قَلما بِغَيْر براية وَقَالَ لَهُ قل لصاحبك وسمى يحيى هَذَا: قد تقدم الْخصم وَالْمُدَّعى عَلَيْهِ فِي الطّلب وَالْحَاكِم لَا يحْتَاج إِلَى بَيِّنَة، قَالَ الْعِزّ فَلم نَلْبَث إِلَّا دون شهر وَمَات يحيى، وَنَحْو هَذَا قَول القَاضِي بكار لِأَحْمَد بن طولون عَن نَفسه وَقد ظلمه شيخ فان وعليل مدنف والملتقى قريب وَالله القَاضِي، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ يحيى أديبا فَاضلا مفننا ذكيا ذَا عقل وافر وهيئة لَطِيفَة ونورانية ظَاهِرَة وحشمة وَسُكُون وكياسة وكرم وهمة عَظِيمَة مَعَ من يَقْصِدهُ وَقدم راسخ فِي فنون الْأَدَب وَلذَا انْتَمَى إِلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم ونفق سوقهم بسفارته ومحبة فِي الْمَعْرُوف حَتَّى أَنه كَانَ يبر الشَّيْخ مُحَمَّد البياتي صَاحب ابْن الْهمام وَكَذَا الشَّيْخ مَدين بل أعْطى ابْن شعيرات بعد انحطاط أمره فِي التِّجَارَة ثلثمِائة دِينَار لشدَّة اخْتِصَاصه بِهِ، كتب عَنهُ غير وَاحِد من أَصْحَابنَا وَغَيرهم من نظمه ونثره، وأطراه البقاعي جدا لكَونه هُوَ وَابْن صَالح كَانَا من أَتْبَاعه وكتبت عَنهُ أَشْيَاء مِنْهَا قَوْله: (كتبت أَعتب من أهواه فِي ورق ... فَقَالَ لي الطرس زِدْنِي فَهُوَ مكتوبي) (فَقلت يَا طرس حَتَّى أَنْت تعشقه ... فَقَالَ دَعْنِي فَأنى تَحت مَكْتُوب) إِلَى غير هَذَا مِمَّا أودعته فِي المعجم والوفيات وَغير ذَلِك، وَهُوَ مِمَّن قرض سيرة الْمُؤَيد لِابْنِ ناهض بل لَهُ ذكر فِي عَليّ بن مُفْلِح، وَلم يزل على رياسته غير أَنه خدشها فِي آخر أمره بتردده للنحاس ومنادمته لَهُ حَتَّى مَاتَ فِي عصر يَوْم الْخَمِيس سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَخمسين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد فِي مصلى المؤمني بِمحضر فِيهِ السُّلْطَان تقدمهم الشَّافِعِي، ثمَّ دفن بتربة طيبغا الطَّوِيل بالصحراء لكَونهَا كَانَت تَحت نظر عشيره النّحاس سامحه الله وإيانا، قَالَ البقاعي على حَالَة حَسَنَة أخْبرت أَنه مَا زَالَ يذكر الله جَهرا فَلَمَّا عجز صَار سرا حَتَّى طلعت روحه مَعَ التبسم والإخبار بِرُؤْيَة الخضرة والياسمين، قَالَ وَكَانَت جنَازَته حافلة وَلَيْسَ لَهُ وَارِث وَعظم تأسف النَّاس عَلَيْهِ وأطبقوا على الثَّنَاء الْجَمِيل بِحَيْثُ أَن مبغضه لم يَسعهُ إِلَّا ذَلِك وَكَفاهُ فخرا أَن مبغضه لَا يَسْتَطِيع ذمه بعد مَوته قَالَ وَلم يخلف بعده) مثله فِي كل خصْلَة من

خصاله ورثيته بقصيدة فائية هِيَ فِي ديواني وَقَالَ أَن أَبَا الْفضل المغربي أخبرهُ أَنه سَمعه وَهُوَ فِي غَمَرَات الْمَوْت يَقُول إينال الأجرود بَقِي لرياسته خمس درج. وسَاق مَا أسلفته فِي تَرْجَمَة إينال فَالله أعلم، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي، وَقَالَ كَمَا فِي النُّسْخَة أَن مولده سنة سبع وَثَمَانِينَ، وَكَانَ الأول أثبت، وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ واشتغل فبرع فِي الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر البديع وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وشارك فِي عُلُوم ولازمني مُدَّة فبلوت مِنْهُ من الْفضل والأفضال وعزير الْمُرُوءَة وعلو الهمة وَجَمِيل المحاضرة مَا يقصر الْوَصْف إِن إِيرَاده إِلَى آخر تَرْجَمته. (سقط) 946 - يحيى بن الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمحلي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد / مِمَّن سمع مني. 947 - يحيى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْفَقِيه الصَّالح الْفَاضِل الصَّدْر الْكَامِل الْعِمَاد الحاجر الْأَشْعَرِيّ الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. قَرَأَ فِي الْفُرُوع ابْتِدَاء على الْجمال الطّيب وَسمع ابْن الْجَزرِي والفاسي والبرشكي وَحصل بِخَطِّهِ كبا جمة وَقيد بَعْضهَا وَحج مرَارًا وانتقل من وَطنه زبيد فِرَارًا من الظُّلم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين. 948 - يحيى بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَدْعُو وفا الْفَاضِل المعتقد أَبُو السيادات بن الشهَاب السكندري الأَصْل الْمصْرِيّ المولد الْمَالِكِي الشاذلي الْمَاضِي أَبوهُ وَإِخْوَته وَيعرف كسلفه بِابْن وفا. ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَجلسَ بعد موت أَخِيه أبي الْفَتْح مَكَانَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَتكلم على النَّاس فرزق الْقبُول وَأكْثر النَّاس من التَّرَدُّد إِلَيْهِ للزيارة وَغَيرهَا وَلَكِن لم تطل مدَّته بل مَاتَ عَن قرب فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن ربيع الآخر سنة سبع وَخمسين وَدفن بمشهدهم من القرافة بِجَانِب أَخِيه. وَكَانَ حسن الصَّوْت فِي الْمِحْرَاب وَغَيره ذَا نظم على طريقتهم رَحمَه الله وإيانا. يحيى بن أَحْمد بن مُحَمَّد النفري السراج. / 949 - يحيى بن أَحْمد بن يحيى بن إِسْمَعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن يُوسُف محيي الدّين بن الشهابي بن الظَّاهِر بن الْأَشْرَف هزبر الدّين الغساني الْيَمَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ ختن قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة الْجمال أبي النجا مُحَمَّد بن الضياء الْمَاضِي ووالد عمر وإسمعيل الْمَذْكُورين وَيعرف بِابْن ملك الْيمن. / اشْتغل قَلِيلا وَقَرَأَ على الْبَدْر بن) الغرز حِين مجاورته بِمَكَّة الرسَالَة القشيرية وَاسْتقر فِي مشيخة الزمامية بِمَكَّة برغبة مجلى لَهُ عَنْهَا. مَاتَ فِي أَوَاخِر لَيْلَة الْأَحَد ثَانِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ وَقت طُلُوع الشَّمْس عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن

بالمعلاة عِنْد أَبِيه بِالشعبِ الْأَقْصَى بِالْقربِ من فُضَيْل بن عِيَاض، وتلقى المشيخة عَنهُ النَّجْم بن يَعْقُوب قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِحجَّة كَونه غَرِيبا عملا بِشَرْط الْوَاقِف رَحمَه الله وإيانا. وَرَأَيْت بخطى فِي مَوضِع آخر يحيى بن أَحْمد الشّرف الْيَمَانِيّ ثما لمكي وَيعرف بِابْن سُلْطَان الْيمن لكَونه جده الظَّاهِر صَاحب الْيمن. مَاتَ بِمَكَّة عَن بضع وَخمسين وَهُوَ هَذَا فيحرر مِقْدَار سنة. 950 - يحيى بن أَحْمد بن يحيى الزندوني وَيُقَال لَهُ أَيْضا الزنداوي المغربي الْمَالِكِي نزيل الْمَدِينَة. / ولد قبيل سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبوهُ فِيهَا فَنَشَأَ يَتِيما فَقَرَأَ الْقُرْآن وسافر إِلَى الْحَج فحج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وجاور ثمَّ رَجَعَ وزار بَيت الْمُقَدّس وأقرأ فِي بعض نواحيه الْأَوْلَاد دون سنة، وسافر إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بالأزهر يَسِيرا ثمَّ حج فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَكَانَت وَقْفَة الْجُمُعَة وجاور أَيْضا، ثمَّ قدم الْمَدِينَة فقطنها وتصدى فِيهَا لإقراء الْأَبْنَاء أَيْضا فَقَرَأَ عَلَيْهِ من أَهلهَا طبقَة بعد طبقَة وانتفع بِهِ فِي ذَلِك وتلا على السَّيِّد الطباطبي تجويدا وَصَحب الشَّمْس الزعيفريني وَحكى لي عَنهُ أَنه كَانَ يَقُول من قَالَ جعلني الله فِي بركتك فَقل لَهُ نعم وَيَقُول أَيْضا اخْتصَّ أهل الْمَدِينَة بآيَات يحبونَ من هَاجر إِلَيْهِم فَإِن أعْطوا مِنْهَا رَضوا وَإِن لم يُعْطوا مِنْهَا إِذا هم يسخطون والمرجفون فِي الْمَدِينَة وَلَكِن الْمَعْنى بالآيتين الْأَخِيرَتَيْنِ أهل النِّفَاق. وَقد لَقيته بِالْمَدِينَةِ وَأَهْلهَا كالمتفقين على الثَّنَاء على بركته وخيره ثمَّ قصدني وَنحن وإياه سائرين إِلَى مَكَّة بالصفراء وَبَالغ فِي الِاسْتِئْنَاس بِي. وَمَات فِي سنة خمس وَتِسْعين بِالْمَدِينَةِ رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ. 951 - يحيى بن أَحْمد بن قمر الدولة. / أحضر فِي الرَّابِعَة سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة الْكثير من الصَّحِيح على التنوخي ثمَّ سمع على ابْن الكويك وَغَيره. 952 - يحيى بن أَحْمد الذويد. / مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَتِسْعين بواسط من هدة بني جَابر وَحمل لمَكَّة فَدفن بهَا. 953 - يحيى بن أَحْمد العيدلي البجائي المغربي. / مَاتَ سنة ثَمَانِينَ تَقْرِيبًا وَكَانَ عابدا مشارا إِلَيْهِ. أفادنيه بعض الآخذين عني من المغاربة.) ::: 954 - يحيى بن إِسْمَعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن رَسُول الْمَاضِي حفيده يحيى بن أَحْمد بن يحيى قَرِيبا وَيُسمى أَيْضا عبد الله، / وَقد ذكره شَيخنَا بِزِيَادَة أَحْمد بَينه وَبَين إِسْمَعِيل وَالصَّوَاب حذفه. وَكَانَ استقراره فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ ولقب بِالظَّاهِرِ هزبر الدّين بن الْأَشْرَف بن الناصروقال بَعضهم أَنه ملك الْيمن

فِي رَجَب سنة ثَلَاثِينَ فدام نَحْو اثْنَتَيْ عشرَة سنة وضعفت مَمْلَكَته وَخَربَتْ ممالك الْيمن فِي أَيَّامه لقلَّة محصوله بهَا من اسْتِيلَاء الْعَرَب على أَعمالهَا. وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سلخ رَجَب، وَقَالَ بعض الآخذين عني أَنه ولي بعد خلع ابْن أَخِيه الْأَشْرَف إِسْمَعِيل بن النَّاصِر أَحْمد لصغره فَقَامَ بِالْملكِ وَظَهَرت نجدته وصرامته ودانت لَهُ الْبِلَاد والعباد وَعمر مدرسة بتعز وَأُخْرَى بعدن ووقف عَلَيْهِمَا الْأَوْقَاف الجليلة ووقف بِالْأولَى كتبا كَثِيرَة وطالت أَيَّامه غير أَنه كَانَ مُدعيًا فِي الْعُلُوم ويتكلف فِي أوراقه السجع الملحون كَمَا قَالَه الْحَافِظ ابْن الْخياط فِي وفياته وَلَكِن كَانَ ابْن الْخياط لكَونه محبوبا عِنْد أهل بَلَده لَا يُحِبهُ الظَّاهِر جَريا على عَادَته فِي عدم محبته لِذَوي الوجاهات ويتجنى لَهُ الذُّنُوب وَرُبمَا قَصده بمكروه فَلم يقدره الله عَلَيْهِ. مَاتَ الظَّاهِر فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بزبيد وَحمل لمدرسته بتعز فَدفن بهَا وَاسْتقر بعده ابْنه الْأَشْرَف إِسْمَعِيل الْمَاضِي. 955 - يحيى بن إِيَاس بن عبد الله الجركسي الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بالحسيني. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وكتبت لَهُ إجَازَة شرحت شَيْئا مِنْهَا فِي الْكَبِير. 956 - يحيى بن إِيَاس آخر إِن لم يكن الَّذِي قبله قريب لأمير آخور. / مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين. 957 - يحيى بن بركَة بن مُحَمَّد بن لاقي الشّرف الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن لاقي. / كَانَ أَبوهُ من أُمَرَاء دمشق فَنَشَأَ هُوَ فِي نعْمَة ثمَّ خدم أستادارا وَصَارَ أَيْضا من أمرائها وَصَحب نائبها الْمُؤَيد شيخ وَلَزِمَه وَقدم مَعَه الْقَاهِرَة بعد قتل النَّاصِر فِي سنة خمس عشرَة فَلَمَّا تسلطن عمله مهمندارا بل أضَاف بل أضَاف إِلَيْهِ التَّكَلُّم فِي أستادارية الْحَلَال وَصَارَ من أَعْيَان الدولة إِلَى أَن تنكر عَلَيْهِ جقمق الأرغونشاوي الدوادار الْكَبِير بِسَبَب كَلَام نَقله عَنهُ للمؤيد تبين بُطْلَانه فرسم الْمُؤَيد حِينَئِذٍ بنفيه لدمشق فَأخْرج إِلَيْهَا على حمَار فَمَرض فِي أثْنَاء الطَّرِيق. وَمَات بِالْقربِ من غَزَّة فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فَحمل إِلَى غَزَّة فَدفن بهَا وَاسْتقر بعده فِي المهمندارية) إِبْرَهِيمُ الْمَدْعُو خرز. وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ أَنه قدم الْقَاهِرَة مرَارًا. 958 - يحيى بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْوَلَد محيي الدّين أَبُو زَكَرِيَّا بن الْخَطِيب الْفَخر بن الْكَمَال أبي الْفضل الْقرشِي الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ أَخُو مُحَمَّد الْمَاضِي وجده والآتي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ مَعَ أَبِيه. 959 - يحيى بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن

عُثْمَان النَّجْم بن الزيني بن مزهر سبط الْبَهَاء بن حجي أمه زبيدة. / مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد ثامن عشرى صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَن اثْنَتَيْ عشرَة سنة بعد أَن قَرَأَ غَالب الْقُرْآن وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد تجاه الحاجبية عِنْد مصلى بَاب النَّصْر فِي محفل لم يتَخَلَّف عَنهُ كَبِير أحد تقدمهم الولوي السُّيُوطِيّ لتوعك الْمُتَوَلِي وَدفن بتربتهم وتأسف النَّاس خُصُوصا خَاله وسميه النَّجْم يحيى على نضارته وبهجته وفطنته ورثاه الشُّعَرَاء ورثوا لِأَبِيهِ لَا سِيمَا أمه وَكَانَت بِسَبَبِهِ أَوْقَات طيبَة عوضهم الله الْجنَّة. 960 - يحيى بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن حسن العامري الحرضي الْيَمَانِيّ محدثها بل شيخ تِلْكَ النَّاحِيَة وَصَالح الْيمن الشَّافِعِي. / جمع مصنفا سَمَّاهُ الْعدَد فِيمَا لَا يَسْتَغْنِي عَنهُ أحد فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَآخر سَمَّاهُ غربال الزَّمَان فِي التَّارِيخ وَآخر سَمَّاهُ بهجة المحافل وبغية الأماثل فِي تَلْخِيص السّير والمعجزات وَالشَّمَائِل وَآخر سَمَّاهُ التُّحْفَة فِي الطِّبّ وَآخر سَمَّاهُ الرياض المستطابة فِي معرفَة من روى الصَّحِيحَيْنِ من الصَّحَابَة وَالْتمس مني أحد الآخذين عني صديق بن إِدْرِيس الْمَاضِي فِي سنة إِحْدَى وَسبعين تقريظ بعض تصانيفه وَبَلغنِي من بعض أَقَاربه وَغَيره من طلبته أَنه حج قبل ذَلِك وجاور وَسمع بِمَكَّة على أبي الْفَتْح المراغي وَأَنه سمع بِالْيمن على إِبْرَهِيمُ النَّحْوِيّ، وسافر لأبيات حُسَيْن فَأخذ تَفْسِير الْبَغَوِيّ عَن الْفَقِيه مُحَمَّد بن أبي الْغَيْث الْحُسَيْنِي بَلَدا الكمراني وَأَنه كَانَ تفقهه بِأَبِيهِ حَتَّى تميز فِي ذَلِك وأقرأ الْفِقْه والْحَدِيث وَأخذ عَنهُ جمَاعَة، وَفَاته أَنه قَرَأَ على التقي بن فَهد وَكَانَ يفتخر بذلك. وَمَات بحرمن فِي إِحْدَى الجمادين سنة ثَلَاث وَتِسْعين عَن سبع وَسبعين سنة ممتعا بسمعه وبصره وَدفن بجوار مَسْجده الَّذِي كَانَ يقرئ بِهِ من حرض، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ أَنه قدم عَلَيْهِ مَكَّة فِي يَوْم عيد الْفطر سنة تسع وَثَلَاثِينَ لزيارته وَسَمَاع الحَدِيث وَالْإِجَازَة يَعْنِي) فَحصل لَهُ ذَلِك ثمَّ أورد عَنهُ عَن شيخ قدم عَلَيْهِ بوادي حرض فِي هَذَا الْعَام لَهُ نسك واجتهاد فِي الْعِبَادَة وكشف واطلاع حِكَايَة رَحمَه الله وإيانا. 961 - يحيى بن نَائِب الشَّام جانم الأشرفي برسباي / أحد المقدمين بِدِمَشْق. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ، وَله ذكر فِي الْحَوَادِث الخشقدمية وَقبلهَا. 962 - يحيى بن حسن بن عكاشة الربعِي الْغَزِّي الْحَنَفِيّ الْوَاعِظ نزيل مَكَّة. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ونمانمائة بغزة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ للسبع بل وللعشر على الشَّمْس بن عمرَان والشهاب أَحْمد بن عَابِد وَسَعِيد بن معمر الضَّرِير وَعبد الله بن زقزوق وَغَيرهم واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره على نَاصِر الدّين الأياسي،

وَحج فِي سنة إِحْدَى وَخمسين فقطن مَكَّة وَأخذ بهَا عَن أبي الْبَقَاء وَأبي حَامِد ابْني أبي الضياء وَأبي الْوَقْت المرشدي بل وَعَن شَيْخه ابْن الْهمام فِي آخَرين مِمَّن ورد عَلَيْهَا من حنفية الرّوم والعجم وَغَيرهمَا وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والتقي بن فَهد وَأبي الْيمن وَأبي السعادات وَغَيرهم وتلا فِيهَا للعشر أَيْضا على ابْن عَيَّاش وَمُحَمّد الكيلاني وَعمر النجار وَتوجه لزيارة الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَأخذ بهَا القراآت أَيْضا عَن الشَّمْس الششتري وَقَرَأَ بعض العقليات على الشهَاب الأبشيطي وَمُحَمّد بن الْمُبَارك المغربي وَالتَّفْسِير على بَعضهم وَسمع بهَا على نَاصِر الدّين الكازروني وَأبي الْفرج بن المراغي والقاضيين سعيد وَسعد الزرنديين وتصدى للْقِرَاءَة على الْعَامَّة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام فِي كتب السّير والْحَدِيث والوعظ وَنَحْوهَا وَكَذَا الإحساسة بالطب قصد فِيهِ وجود الْخط وَكتب بِهِ أَشْيَاء كصحيح مُسلم فِي ثَلَاثِينَ جُزْءا حَرَّره وانتفع بِهِ والمنان فِي تَفْسِير الْقُرْآن للعلامي فِي أَرْبَعِينَ مجلدا، كل ذَلِك مَعَ الْخَيْر والتواضع والسكون والتودد والتأني فِي الْقِرَاءَة. وَقد سَافر بِأخرَة إِلَى الشَّام لوفاء دُيُونه فَأَقَامَ سنتَيْن فَأكْثر وَرجع بِخَير وبر، وَدخل الْقَاهِرَة ووقف عَلَيْهِ ابْن قلبة بِمَكَّة نصف الْحمام الْمَعْرُوفَة بِهِ لقِرَاءَة أَشْيَاء فِي الْمَسْجِد، وَقد تكَرر اجتماعه عَليّ بِمَكَّة وَرُبمَا جَاءَنِي للطب وَأهْدى إِلَيّ مرّة بعد أُخْرَى وَنعم الرجل، وَهُوَ الآني فِي سنة سبع وَتِسْعين حَيّ. 963 - يحيى بن حسن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاسِع المحيوي الحيحاني بمهملتين نِسْبَة لحيحانة بليدَة فِي الْمغرب المغربي الْمَالِكِي / قَاضِي دمشق. كَانَ مشكور السِّيرَة فِي أَحْكَامه مَعَ فضيلته، لَهُ تعاليق جَيِّدَة وعلق بأطرافه بعض جذام فَصَبر. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ) وَأَرْبَعين. أرخه المقريزي وَقَالَ كَانَ عفيفا فِي احكامه مهابا. وَذكره ابْن اللبودي. 964 - يحيى بن روبك أَبُو مُحَمَّد / شيخ النُّحَاة فِي عصره بِالْيمن، تفقه بِصَنْعَاء ثمَّ استوطن تعز ومدح الْمُلُوك وَقَامَت لَهُ رياسة مَعَهم. وَكَانَ على طَريقَة الْعَرَب فِي ارتجال الشّعْر. مَاتَ سنة خمس وَثَلَاثِينَ فِي نخل وَادي زبيد وَدفن هُنَاكَ. قَالَه الْعَفِيف. 965 - يحيى بن زَكَرِيَّا بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن زَكَرِيَّا محيي الدّين أَبُو السُّعُود بن الزيني السنيكي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَخُوهُ وأبوهما. مِمَّن سمع على أَبِيه. وَمَات فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين فِي رجبها وفجع بِهِ أَبوهُ. 966 - يحيى بن زيان بن عمر بن زيان أَبُو زَكَرِيَّا الوطاسي المريني اللمتوني الفاسي الْأَزْرَق وَزِير الْمغرب الْأَقْصَى ووالد يحيى الْآتِي / وَصَاحب فاس. كَانَ عادلا بِحَيْثُ أفردت تَرْجَمته بالتأليف. مَاتَ مقتولا ظلما فِي ثَانِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث

وَخمسين وَاسْتقر بعده قَرِيبه أَبُو حسون عَليّ بن يُوسُف بن زيان الْمَاضِي. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي قَالَ يحيى بن أبي زيان بن أبي مُحَمَّد بن الْوَزير بن أبي حسون عمر بن حمامة الوطاسي الْمَعْرُوف بالأزرق لزرقة عَيْنَيْهِ والقائم بِالْأَمر فِي مَدِينَة فاس، كَانَ أَبوهُ زيان من عظاء شُيُوخ بني مرين حَتَّى مَاتَ سنة ثَمَان وَعمر ابْنه هَذَا نَحْو سبع سِنِين فتنقلت بِهِ الْأَحْوَال، ثمَّ بيض. 967 - يحيى كور بن سُلَيْمَان بن دلغادر التركماني أَخُو سوار الْمَاضِي. / كَانَ مِمَّن علق فِي الكلاليب مَعَ أَخِيه بِبَاب زويلة حَتَّى مَاتَ بعده بِيَوْم فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشر ربيع الأول سنة سبع وَسبعين. 968 - يحيى بن سنقر بن عبد الله الأسعردي الدِّمَشْقِي. / جرده البقاعي وَقَالَ إِنَّه لم يجز. يحيى بن سيف بن مُحَمَّد بن عِيسَى نظام الدّين بن سيف الدّين. / يَأْتِي فِي يحيى بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عِيسَى. 969 - يحيى بن شَاكر بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب الشّرف أَبُو زَكَرِيَّا بن الْعلم بن الْفَخر بن الْعلم الدمياطي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي، وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان. / ولد فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي أَيَّام التَّشْرِيق سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتقريب الْأَسَانِيد والنخبة لشَيْخِنَا والمنهاج وألفيتي النَّحْو والْحَدِيث وشاطبيتي القراآت والرسم وَجمع الْجَوَامِع وَالتَّلْخِيص وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة كالبساطي وَيُقَال أَن) فِي صدر إِجَازَته مِمَّا فِيهِ تنويه بِصَاحِب التَّرْجَمَة الْحَمد لله الَّذِي أشْبع بعد جوع وَأَيْقَظَ بعد هجوع وَقرب بعد إبعاد وعد بعد إيعاد، وَأَقْبل على الِاشْتِغَال فتدرب بِالْمُبَاشرَةِ بأقربائه وجود الْقُرْآن على غير وَاحِد بل تلاه بِكَثِير من الرِّوَايَات على الزين طَاهِر وَأخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا ولازم القاياتي فِي الْأَصْلَيْنِ وَالْفِقْه والعربية والْحَدِيث وَغَيرهَا وَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَشرح الشذور وصحيح البُخَارِيّ وَمُسلم وَسنَن أبي دَاوُد وَكَذَا لَازم ابْن المجدي فِي الْفَرَائِض والحساب والجبر والمقابلة وَسَائِر فنونه الَّتِي فاق فِيهَا مَعَ الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَعرض بمزيد الِاخْتِصَاص بِهِ وَأذن لَهُ بالإفتاء والتدريس قَدِيما وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ والتنويه بِذكرِهِ وَصرح بِأَنَّهُ لَيْسَ فِي جماعته أمثل مِنْهُ وَصَارَت إِلَيْهِ سَائِر تصانيفه وتعاليقه أَو جلها، وَأكْثر من السماع من شَيخنَا فِي رَمَضَان وَغَيره بل لَازمه فِي عُلُوم الحَدِيث وَقَرَأَ عَلَيْهِ شرح النخبة لَهُ واشتدت عنايته أَيْضا بملازمة الْعَلَاء القلقشندي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ فِيمَا بَلغنِي الْكتب السِّتَّة أَو جلها وَغَيرهَا بل وتكررت

قِرَاءَته عَلَيْهِ للْبُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وانتفع بِهِ كثيرا وَأخذ الْفِقْه أَيْضا قَدِيما عَن الشّرف السُّبْكِيّ والجلال وبأخرة عَن الْعَبَّادِيّ والبكري وَمِمَّا قَرَأَهُ على الْعَبَّادِيّ إِلَى إحْيَاء الْموَات من الرَّوْض لِابْنِ الْمُقْرِئ وعَلى الْمحلي شَرحه للمنهاج بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا شَرحه لجمع الْجَوَامِع فِي الْأُصُول وَقَرَأَ الْمَتْن مَعَ شَرحه لِابْنِ الْعِرَاقِيّ على الشهَاب الأبشيطي وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة أَيْضا ولازمه هُوَ والمحلي فِي غير ذَلِك وَتردد للعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والحناوي وَالسَّيِّد النسابة والوروري وَغَيرهم من الْأَئِمَّة كَابْن الْهمام والشمني والكافياجي وغالب شُيُوخ الْعَصْر فِيمَا أَظن واستفاد مِنْهُم وَأخذ أصُول الدّين أَيْضا عَن الْأمين الأقصرائي والشرواني والمنطق وَغَيره عَن أبي الْفضل المغربي فِي قَدمته الأولى، وَلم يتحاش عَن الْأَخْذ عَن طبقَة تلِي هَذِه كالسنهوري قَرَأَ عَلَيْهِ الألفية وتوضيحها وشروحه الجرومية ومختصر ابْن الْحَاجِب وَغَيرهَا وَكَذَا تردد إِلَيْهِ أَمَام الكاملية حَتَّى أَخذ عَنهُ شَيْئا من تصانيفه وَغَيرهَا وَقَرَأَ على الْفَخر الديمي فِي مدرسة عَمه الدَّلَائِل للبيهقي بل كَانَ يُشَارك وَلَده الصلاحي فِيمَن يتَرَدَّد إِلَيْهِ مِمَّن يليهم أَيْضا محبَّة فِي الْفَائِدَة والمذاكرة وَعدم أَنَفَة وَأكْثر من المذاكرة مَعَ المحيوي الدماطي والشهاب السجيني وَنَحْوهمَا مِمَّا هُوَ أبرع مِنْهُم وَكَذَا كَانَ الشاوي يتَرَدَّد لقِرَاءَة الصلاحي عَلَيْهِ بِحَضْرَتِهِ عَلَيْهِ فِي البُخَارِيّ حَتَّى قَرَأَ نَحْو نصفه الأول فِيمَا بَلغنِي وَمَا كَانَ الْقَصْد إِلَّا أَن تكون الْقِرَاءَة على كَاتبه فَمَا) وَافق، نعم سمع مِنْهُ أَشْيَاء من تصانيفه وَغَيرهَا شَاركهُ بنوه فِي بَعْضهَا واستكتبه لَهُم بهَا، بل سمع الْكثير قبل على الزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان فِي آخَرين بعدهمْ مِمَّا الْكثير مِنْهُ بِقِرَاءَتِي، وَأَجَازَ لَهُ فِي عدَّة استدعاآت خلق من الْآفَاق من سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا، وَحج غير مرّة أَولهَا قَرِيبا من سنة أَرْبَعِينَ وَسمع بِمَكَّة على أبي الْفَتْح المراغي وبالمدينة على الْمُحب المطري وَغَيرهمَا وَصَحب السَّيِّد عفيف الدّين الإيجي وَغَيره من السادات، وَدخل دمياط ونواحيها للتداوي وَعرف من صغره بِقُوَّة الحافظة ووفور الذكاء وَسُرْعَة الْإِدْرَاك والفصاحة وَحسن الْعبارَة وَطيب النغمة وجودة الْخط مَعَ سرعته، وَاسْتمرّ فِي ازدياد من ذَلِك مَعَ مزِيد التَّوَاضُع وَالْأَدب وَالْعقل وَالِاحْتِمَال وَالصَّبْر على الْعَوَارِض الْبَدَنِيَّة وَغَيرهَا والدربة والسياسة وَالْبر التَّام بِأَبِيهِ وَالْقِيَام بخدمته إِلَى الْغَايَة مَعَ اقْتِدَاء أَبِيه بِجَمِيعِ أوامره وإشارته والتودد لأحبابه والمثابرة فِيمَا أخْبرت على التَّهَجُّد والتحري فِي الطَّهَارَة وَالنِّيَّة والإعراض عَن اللَّهْو واللغو جملَة والمحاسن الوافرة وَالرَّغْبَة التَّامَّة فِي تَحْصِيل الْكتب بِحَيْثُ اجْتمع لَهُ مِنْهَا الْكثير

فِي كل فن وَتوسع فِي استكتاب مَا يصدر من ذَلِك عَن الْفُضَلَاء أَو المتشبهين بهم إِمَّا بِنَفسِهِ أَو بِاسْتِعْمَال مُصَنفه فِيهِ وَمَا كنت أفهم عَنهُ فِي كثير من ذَلِك إِلَّا التودد وَإِلَّا فَفِيهِ مَا لَا يخفى عَن من هُوَ دونه وَلَو تفرغ لالتحق بالأعلام وَلكنه كَانَ قَائِما لَا ينْهض بِهِ غَيره حَتَّى عول عَلَيْهِ الْمُلُوك فَمن دونهم وديوان الْجَيْش لَا أعلم من يوازيه فِي استحضاره إِيَّاه وَضَبطه لَهُ متقن وترتيبه لبلاده وأسمائه بَين بِحَيْثُ كَانَ يَقُول لي كثيرا فِيهِ الْمُتَّفق والمفترق والمؤتلف والمختلف وَنَحْوهمَا من فنون الحَدِيث وَمَعَ تَعبه بِسَبَبِهِ لَا سِيمَا بعد وَفَاة وَالِده فَقل أَن تَخْلُو أوقاته حِين تفرغه مِنْهُ عَن مطالعة أَو مذاكرة أَو استفادة أَو إِفَادَة وقصده الْأَبْنَاء بِالْعرضِ فَكَانَ يبرهم بِمَا ينجبر بِهِ خاطرهم مِمَّا أعرض قُضَاة الْوَقْت فضلا عَن غَيرهم عَنهُ غَالِبا وَيكْتب لَهُم الْكِتَابَة الْحَسَنَة وَرُبمَا كتب على الْفَتْوَى فِي بعض الْمسَائِل واقرأ الطّلبَة فِي الْعَرَبيَّة والفرائض والحساب وَالْفِقْه وَمِمَّا أَقرَأ فِيهِ الرَّوْض لِابْنِ الْمُقْرِئ بل سَمِعت أَنه أَقرَأ فِي الفية الْعِرَاقِيّ وَهُوَ جدير بالتلقيب بِذِي الرياستين. وَلذَا لقبته بهَا قَدِيما، وَكَانَ جمال أَهله بل الممالك وَلم تزل الْفُضَلَاء من أَرْبَاب الْمذَاهب والفنون تهرع للقائه ويضرع من شَاءَ الله مِنْهُم إِلَى الله فِي استمراره وبقائه لمعاملته لَهُم بالجميل ومسالمته للمبتدئ مِنْهُم والجليل وَكَانَ فِي فقرائهم من هُوَ فِي الْبر عِنْده على مَرَاتِب فَمنهمْ من تصله بالشهر أَو) بِالْمَوْسِمِ أَو بِالسنةِ أَو بِدُونِ تَوْقِيت، وَكنت مِمَّن أرى مِنْهُ مزِيد الإجلال والاحتفال وأسمع عَنهُ فِي الْغَيْبَة شرِيف الْمقَال مِمَّا يُؤذن بالإخلاص فِي الإقبال حَتَّى أَنه رَآنِي مرّة وَأَنا عِنْده مفارق الطّرق قَرِيبا من بَاب القنطرة فترجل عَن فرسه للسلام عَليّ بِحَيْثُ استحييت مِنْهُ بل وَاسْتمرّ مَاشِيا معي إِلَى بَاب الْمدرسَة المنكوتمرية وَأَنا أبالغ فِي كَفه عَن ذَلِك وَهُوَ يُبَالغ فِي التشوق والاستيحاش من انقطاعي عَنهُ التمس مني غير مرّة تعْيين وَقت للاجتماع بِهِ فَمَا قدر إِلَّا فِي النَّادِر وَلما صلى وَلَده الْمشَار إِلَيْهِ بِالنَّاسِ عقب خَتمه الْقُرْآن على الْعَادة سَأَلَني فِي إنْشَاء خطْبَة لَهُ فامتثلت وَوَقعت عِنْده موقعا وَأرْسل خطه بالشكر عَلَيْهَا ثمَّ أرْسلهُ هُوَ وفقيهه السجيني لقراءتها وَكَذَا أرسلهما مَعَ أَخَوَيْهِ لعرض محفوظاته وَكَانَ يسألني عَن مَوَاضِع فِي الِاصْطِلَاح وَغَيره وَطلب مني أَن أكتب شرحا لمنظومة الْكَمَال الدَّمِيرِيّ، وراسلني وَأَنا بِمَكَّة بالاشتياق وَطيب الْكَلَام مَعَ غَيره مِمَّا يُؤذن بالاهتمام وَذَلِكَ وَشبهه مِمَّا يعد فِي محاسنه وأضربت عَن اسْتِيفَائه للخوف من الإطالة لكَونه أشرك معي غَيْرِي فِي الدُّعَاء بطول الْبَقَاء فَقلت لَهُ مثلكُمْ يقرن معي هَذَا فَقَالَ وَالله هَذَا ظلم منا وَفِي الْحَقِيقَة أَنْتُم أَنْتُم

والاشتراك إِنَّمَا هُوَ فِي الصُّورَة خَاصَّة إِلَى غير ذَلِك من بليغ عباراته. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ قردا من مَجْمُوعه. وَلم يزل على جلالته ووجاهته حَتَّى مَاتَ بعلة حبس الْبَوْل والحصاة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشرى جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ ببيتهم المجاور لجامع أَبِيه ببركة الرطلي وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد تجاه الحاجبية عِنْد مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل إِلَى الْغَايَة مَا أعلم بعد مشْهد شَيخنَا نَظِيره وَمَشى فِيهِ الأتابك فَمن دونه من الْأُمَرَاء وَحمل الأكابر نعشه ثمَّ دفن بتربتهم تجاه الأشرفية برسباي بِجَانِب مِحْرَابهَا وَحصل التأسف على فَقده ورثي بعدة مَرَّات وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعَة مثله رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ. 970 - يحيى من شاهين الْقَيْسِي الْحَنَفِيّ / إِمَام جَامع سنقر. لَازم الصّلاح الطرابلسي فِي قِرَاءَة كثير من الْكتب الْكِبَار وَغَيرهَا وَسَمَاع دروسه بِحَيْثُ تميز فِي الْجُمْلَة بل حضر قَلِيلا عِنْد الْأمين الأقصرائي وَجمع للسبع فأزيد على الزين جَعْفَر وَابْن الحمصاني وَعرض عَلَيْهِ الشاطبية عِنْد قَبره، وَقَرَأَ فِي ابْتِدَائه فِي الْعَرَبيَّة على الوزيري وَمن محافيظه سوى الشاطبية تَنْقِيح صدر الشَّرِيعَة وَالْمجْمَع مَعَ خير وعقل. 971 - يحيى بن صَدَقَة بن سبع. / مدرك زفتي كأبيه وَيعرف بجده. مِمَّن حج وَذكر فِي) مجاورته ببر وَخير. 972 - يحيى بن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشّرف ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ وَالسُّلْطَان المستعين بِاللَّه بن المتَوَكل بن المعتضد العباسي / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد بِالْقَاهِرَةِ فِي حُدُود عشر وَثَمَانمِائَة ثمَّ نقل مَعَ أَبِيه إِلَى إسكندرية فَنَشَأَ بهَا فَلَمَّا توفّي أَبوهُ قدم الْقَاهِرَة وَسكن الدَّرْب الْأَصْفَر تجاه البيبرسية مُنْفَردا عَن أَقَاربه وأعمامه إِذْ مسكنهم بِالْقربِ من من المشهد النفيسي يُقَال لترفعه وشممه بِالْمَالِ وَلَكِن كَانَ من خِيَار النَّاس مشكور السِّيرَة سليما مِمَّا يعاب بِهِ قد ترشح للخلافة لما مَاتَ عَمه المعتضد دَاوُد وَادّعى أَن وَالِده عهد إِلَيْهِ ووعد بِالْمَالِ فَلم يتم لَهُ ذَلِك وَاسْتقر عَمه سُلَيْمَان فعز عَلَيْهِ وَلم يلبث أَن مَاتَ بعد ظهر ثَانِي عشر الْمحرم سنة سبع وَأَرْبَعين وأخرجت جنَازَته م انلغد وَدفن بالصحراء فِي حوش اتَّخذهُ لنَفسِهِ ولأولاده وَلم يبلغ الْأَرْبَعين وَترك فِيمَا قيل مَالا جزيلا وَلم يخلف غير ابْنَتَيْن وَكَانَ خَفِيف اللِّحْيَة أصفر اللَّوْن إِلَى الطول أقرب مَعَ حشمة ورياسة وَتَدين رَحمَه الله وإيانا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار. 973 - يحيى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا أَبُو بكر الغرناطي. / كَانَ إِمَامًا فِي الْفَرَائِض والحساب مشاركا فِي الْفُنُون وصنف فِي الْفَرَائِض كتاب الْمِفْتَاح وَولي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.

974 - يحيى بن عبد الله نحوي تونس. / 975 - يحيى بن عبد الله الشّرف القاهري وَيعرف بالمزين. / ولد قريب الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بحارة زويلة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وجوده على الْمُقْرِئ على المخبزي الضَّرِير بل تَلا عَلَيْهِ لنافع وَأبي عَمْرو وتدرب فِي الْجراح والجبر بالجمال بن عبد الْحق وبرع فِي ذَلِك بل فاق فِيهِ وخدم بِهِ الأكابر وَغَيرهم وَكَذَا تميز فِي الْحساب والديونة والمباشرات وَنَحْوهَا مَعَ مزِيد عقل ووفور أدب فترقى وتمول سِيمَا وَقد خدم ابْن الْأَشْرَف إينال الملقب بالمؤيد وَعمل صيرفيا عِنْده ثمَّ خدم الظَّاهِر خشقدم فِي عَارض حصل لَهُ فبرأ مِنْهُ وخلع عَلَيْهِ وَاسْتقر بِهِ فِي رياسة الجرائحيين والمجبرين شَرِيكا لأبي الْخَيْر النّحاس، وَحج مرَارًا مِنْهَا فِي خدمَة الْأَشْرَف قايتباي وجاور غير مرّة وَكَذَا صافر فِي عدَّة تجاريد مَعَ الْأَمِير أزبك والدوادار يشبك من مهْدي وَغَيرهم واختص بالمذكورين بل عظم اخْتِصَاصه بثانيهما وتزايدت رِعَايَة جَانِبه أَيَّامه فِي متاجره وَغَيرهَا وَقَررهُ فِي وظائف دينية كالتصوف بالأشرفية والصلاحية والبيبرسية وَغَيرهَا) وابتنى دَارا هائلة بالحارة وموضعا آخر بالجنينة يشْتَمل على ربع ووكالة ولازال يترقى مَالا وحشمة مَعَ بر وإحسان وميل للخير حَتَّى مَاتَ الدوادار فتعب خاطره لعلمه بتلفت السُّلْطَان مَعَ تكَرر خدمته لَهُ سِيمَا حِين ذكر بوديعة لصديقه ابْن كَاتب غَرِيب فاستأذنه فِي السّفر ليحج بولده فَأذن لَهُ وسافر فِي موسم سنة سبع وَثَمَانِينَ فحج وجاور، وَلم يلبث أَن توعك فِي جدة فَحمل إِلَى مَكَّة فتزايد ضعفه إِلَى أَن مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه فِي آخر يَوْم الْخَمِيس عَاشر رَجَب من الَّتِي تَلِيهَا وَدفن من الْغَد وَخلف ولدا حنفيا وأثكل فِي حَيَاته ولدا شافعيا عرض كل مِنْهُمَا عَليّ بل قَرَأَ المتخلف عَليّ فِي البُخَارِيّ. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ من محَاسِن بني حرفته عَفا الله عَنهُ. 976 - يحيى بن عبد الله الشّرف بن سعد الدّين الْكَاتِب صَاحب ديان الْجَيْش وَالِد يُوسُف وإبرهيم وأخو عبد الْغَنِيّ وَيعرف بِابْن بنت الملكي. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بالطاعون وَلم يكمل الْخمسين وَاسْتقر أَخُوهُ فِي وظيفته مشاركا لِوَلَدَيْهِ. 977 - يحيى بن عبد الله علم الدّين الْمصْرِيّ أبوكم. / بَاشر نظر الْأَسْوَاق ثمَّ ولي الوزارة فِي دولة النَّاصِر فرج عوضا عَن الْفَخر بن غراب ثمَّ الْخَاص عوضا عَن أَخِيه سعد الدّين بن غراب وَكَذَا ولي أَيْضا نظر الْجَيْش قبل الْبَدْر بن نصر الله ثمَّ خمل، وَحج غير مرّة وجاور بِمَكَّة مرّة مظْهرا التنصل من دين النَّصْرَانِيَّة مَعَ إكثاره من زِيَارَة الصَّالِحين. وَمَات فِي ثَانِي عشرى رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ

بِالْقَاهِرَةِ وَقد جَازَ السّبْعين وَكَانَ إِسْلَامه حسنا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار عَمَّا هُنَا. 978 - يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَهِيمُ بن سعد بن سعيد الشّرف الْمصْرِيّ الأَصْل الرَّمْلِيّ الشّرف القادري. / مِمَّن سمع مني. 979 - يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرحيمن بن حسن النرلستي. / مَاتَ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. 980 - يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح بن إِسْمَعِيل المحيوي أَبُو زَكَرِيَّا ابْن القَاضِي نَاصِر الدّين أَو زين الدّين أَو وجيه الدّين بن التقي الْكِنَانِي الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو فتح الدّين مُحَمَّد وَإِخْوَته وَيعرف كسلفه بِابْن صَالح. / ولد سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فصحب ابْن الْعَفِيف اليافعي وَأخذ عَنهُ وَقَرَأَ على كل من وَالِده والشهاب بن عَيَّاش فِي البُخَارِيّ بل أَخذ بِأخرَة عَن شعْبَان الآثاري وَسمع من ابْن صديق والزين المراغي ثمَّ ابْن) الْجَزرِي، وَأَجَازَ لَهُ الْجمال الأميوطي والأمين بن الشماع وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَآخَرُونَ، وناب فِي الْقَضَاء والإمامة والخطابة بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ عَن أَخِيه أبي الْفَتْح وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ رَأَيْت من ذَلِك مجموعا فِيهَا الْخِصَال المكفرة لشَيْخِنَا انْتهى من كتَابَتهَا فِي سنة ثَمَان وعشرن والإجابة لما استدركته عَائِشَة على الصَّحَابَة للزركشي فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. وَكَانَ ينظم نظما مضحكا وَأَجَازَ للتقي بن فَهد وَغَيره، وَرَأَيْت من أرخ وَفَاته فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَهَذَا غلط فقد كتب عَنهُ البقاعي فِي سنة تسع وَأَرْبَعين فيحرر. 981 - يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح بن عَليّ بن عمر بن عقيل بِالْفَتْح بن زرمان بِتَقْدِيم الزَّاي الْمَفْتُوحَة بن عجنق بِفَتْح أَوله وثالثه وَسُكُون الْجِيم بَينهمَا بن يحيى بن أبي الْقسم الشّرف الْكِنْدِيّ الْعقيلِيّ بِالْفَتْح نِسْبَة لجده العجيسي كَأَنَّهُ نِسْبَة لعجيس بن امْرِئ الْقَيْس بن معبد بن الْمِقْدَاد بن عمر وَالَّذِي سرد نسبه إِلَيْهِ وَلَكِن قَالَ هُوَ أَن مولده بِأَرْض عجيسة البجائي الْمَالِكِي نزيل الْقَاهِرَة ووالد الْبَدْر مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بالعجيسي. / ولد فِيمَا زَعمه فِي سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة أَو قبلهَا بِأَرْض عجيسة وَأَنه مكث فِي بطن أمه أَربع سِنِين وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وتلا فِي بَلَده لنافع من جِهَة ورش خَاصَّة على ابْن عَمه على بن مُوسَى ثمَّ ارتحل فِي الطّلب سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْفِقْه ببجاية ابْن عَمه الْمَذْكُور وتلميذه يَعْقُوب بن يُوسُف وابو مهْدي عِيسَى اليليلتني الزواويين وقاضيها وعالمها أبي الْعَبَّاس النقاوسي شَارِح المفرجة وَأحمد بن يحيى بن صابر

وبقسنطينة قَاضِي الْجَمَاعَة بهَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الْخَطِيب بن القنفد وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة وببونة الَّتِي يُقَال لَهَا بلد الْعنَّاب قَاضِي الْجَمَاعَة بهَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الْقَابِض وبتونس قاضيها وعالمها أَبُو مهْدي عِيسَى الغبريني وَأَبُو عبد الله بن عَرَفَة إِمَام الْمغرب قاطبة وعنهما أَخذ التَّفْسِير والْحَدِيث وَبَعض هَؤُلَاءِ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض وَلزِمَ من بؤنة شيخها عَلامَة الْوَقْت أَبَا عبد الله مُحَمَّد المراكشي الأكمه صَاحب التصانيف مُدَّة تزيد على ثَلَاث سِنِين فِي النَّحْو والمعاني وَالْبَيَان والأصلين وَالتَّفْسِير وَغَيرهَا وانتفع بِهِ جدا وَكَذَا لَازم بتونس فِي النَّحْو والأصلين وَالتَّفْسِير وَغَيرهَا وانتفع بِهِ جدا وَكَذَا لَازم بتونس فِي النَّحْو والمنطق أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن خلفة الأبي، ولازال يدأب إِلَى أَن تقدم وَوجه عزمه إِلَى بِلَاد الْمشرق فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَأخذ عَنهُ فِي توجهه بِكُل من سقاقس وَقَابِس وطرابلس الْمغرب وسكندرية جمَاعَة من أَهلهَا) وَلَقي بإسكندرية أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف المسلاتي الْمَالِكِي فَسمع مِنْهُ من البُخَارِيّ والبدر بن الدماميني وَكَاد أَن يستأسره الفرنج فخلصه الله، وَدخل الْقَاهِرَة فحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَورد دمشق وحلب فَمَا دونهَا وقطن الْقَاهِرَة متصديا للإقراء والتأليف والمطالعة بِحَيْثُ أَنه شرح ألفية ابْن ملك عدَّة شُرُوح مِنْهَا وَاحِد فِي أَربع مجلدات أَو ثَلَاث وَعمل تذكرة فِيهَا فَوَائِد وَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الِابْتِدَاء ابْن الْهمام وحظي عِنْد بني السفاح وَبني العديم وَبني الْبَارِزِيّ وَنَحْوهم لخبرته بمعاشرة من يُرِيد حَتَّى أَنه يكون عِنْده فِي غَايَة الْعِزَّة مَعَ احْتِمَاله لجفائه وإغلاظه، ودرس بالشيخونية عقب الزين عبَادَة وَقدم فِيهِ على ابْن عَامر بعد أَن عمل أجلاسا فِيهِ وَكَذَا رِجْس بِجَامِع ابْن طولون والأشرفية الْقَدِيمَة والخروبية وَغَيرهَا. وَكَانَ إِمَامًا نحويا بليغا فصيحا مفوها قوي الحافظة ذَاكِرًا لملح كَثِيرَة ونوادر متقنة حَافِظًا لجمل مستكثرة من أَخْبَار النَّاس الْمُتَقَدّمَة وأيامهم خُصُوصا وقائع الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم فَإِنَّهُ يكَاد أَن يَأْتِي على مَا فِي الِاسْتِيعَاب لِابْنِ عبد الْبر مِمَّا شان كِتَابه بِهِ ويسرد ذَلِك سردا، حُلْو الْكَلَام مَعَ من يُرِيد مَعَ إِظْهَار الشجَاعَة والبادرة الْفَاحِشَة وَالِاسْتِخْفَاف بِالنَّاسِ سِيمَا عُلَمَاء عصره وَرُبمَا يلقبهم بِالْأَلْقَابِ البشعة وَيذكر مَا لَعَلَّه يعرفهُ من أوليتهم وَكَانَ بَينه وَبَين أبي عبد الله الرَّاعِي المغربي أَيْضا مَا لَا خير فِيهِ واتصافه بِسوء الْخلق وَكَون أحد لَا يتَمَكَّن من المباحثة مَعَه والاستفادة مِنْهُ لذَلِك بل وَيَتَعَدَّى من اللِّسَان إِلَى الْبَطْش بِالْيَدِ وَبِهَذَا شان سؤدده وَكثر التمقت لَهُ بل صَار كَلَامه عِنْد كثيرين فِي حيّز الإطراح يسخرون بِهِ ويعجبون مِنْهُ مَعَ أَنه ليم بِسَبَبِهِ فَلم يفد، وَقد اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَسمعت من فَوَائده وَرَأَيْت من تمقته للنَّاس

أمرا عجبا مَعَ أنني كَلمته بِمَا أعانني الله عَلَيْهِ وَهُوَ الَّذِي سمع الْهَاتِف يَقُول بعد سعد وَأحمد لَا يفرح أحد كَمَا بَينته فِي الْجَوَاهِر، أجَاز لي وأوردت فِي تَرْجَمته من المعجم فَوَائِد وزوائد ونوادر. وَمَات فِي يَوْم الْأَحَد سَابِع عشرى شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بمنزله من الْمدرسَة الناصرية عَفا الله عَنهُ ورحمه وإيانا. 982 - يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد محيي الدّين أَبُو زَكَرِيَّا الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد عبد الْقَادِر الْمَاضِي وَابْن عَم التقي مُحَمَّد وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد. / ولد فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ واليافعي وعمدة الْأَحْكَام والشاطبيتين وَالْحَاوِي الصَّغِير والتنبيه) والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة وَسمع الأبناسي وَابْن صديق وَأَبا الْيمن الطَّبَرِيّ والشهاب بن مُثبت والزين الطَّبَرِيّ وَالْجمال بن ظهيرة وَجَمَاعَة بِمَكَّة والزين المراغي ورقية ابْنة ابْن مزروع وَغَيرهم بِالْمَدِينَةِ والشرف بن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا فِي آخَرين بِالْقَاهِرَةِ، وَأَجَازَ لَهُ الحافظان الْعِرَاقِيّ والهيثمي والجوهري وَطَائِفَة، وَدخل للاسترزاق وَنَحْوه مصر وَالشَّام وحلب وَالروم وغالب بِلَاد الْيمن وكنباية من بِلَاد الْهِنْد وَتوجه مِنْهَا إِلَى كلبرجة فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الآخرية أَو أَوَائِل رَجَب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه. 983 - يحيى بن عبد الرَّزَّاق الزين القبطي القاهري الأستادار ابْن أُخْت نقيب الْجَيْش مُحَمَّد بن أبي الْفرج وَيعرف بالأشقر وبقريب ابْن أبي الْفرج. / ولد فِي أَوَائِل الْقرن تخمينا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فتدرب فِي الخدم الديوانية على كتبة الأقباط وخدم فِي جِهَات، وَولي نظر ديوَان الْمُفْرد غير مرّة فَلم ينْتج لَهُ فِيهِ أَمر وتكرر عَزله عَنهُ بِعَبْد الْعَظِيم بن صَدَقَة الْأَسْلَمِيّ وَكَانَا كفرسي رهان بل كَانَ خَصمه فِيهِ أرجح مِنْهُ وَآل الْأَمر إِلَى أَن تَركه لَهُ بعد اشتراكهما فِيهِ وَالشَّر قَائِم بيهما وَلم ينْفَصل مرّة إِلَّا وَعَلِيهِ من الدُّيُون الْكثير وَبعد تَركه سعى فِي نظر الإسطبل السلطاني بِمَال وعد بِهِ إِلَى أَن وليه فِي أثْنَاء سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين عوضا عَن فرج كَاتب المماليك فَلم يلبث أَن عزل فِيهَا بِأبي الْمَنْصُور نصر الله الوزة وَلزِمَ دَاره فَقِيرا مملقا مديونا إِلَى أَن اسْتَقر فِي نظر الْمُفْرد حِين ولَايَة قيزطوغان العلائي الأستادارية باشتراطه عَلَيْهِم فاستقرا فِي الْمحرم سنة أَربع وَأَرْبَعين الأستادار عوضا عَن مُحَمَّد بن أبي الْفرج وَصَاحب التَّرْجَمَة عوضا عَن خَصمه عبد الْعَظِيم وتسلم فيزطوغان كلا مِنْهُمَا فأهانهما وَقرب صَاحب التَّرْجَمَة وركن إِلَيْهِ وَألقى إِلَيْهِ مقاليده

وَصَارَ الْمعول عَلَيْهِ بِحَيْثُ قضى دُيُونه وترقع حَاله فَأخذ فِي مكيدته وَحسن إِلَيْهِ طلب الاستعفاء فَظن نصحه وَمَشى فِيهِ إِلَى أَن أُجِيب وَقرر عوضه فِيهَا الزين عبد الرَّحْمَن بن الكويز وَاسْتمرّ هَذَا مَعَه على عَادَته فِي الْمُفْرد ثمَّ لم يلبث أَن اسْتَقر هُوَ فِيهَا سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَأَقْبل سعده الدنيوي من ثمَّ وأضيفت إِلَيْهِ بعد الْحِسْبَة وأرخى الظَّاهِر جقمق لَهُ الْعَنَان فَلم يلْتَفت لكَلَام فِيهِ حَتَّى تمول جدا لشدَّة ظلمه وعسفه واستيلائه على أقاطيع ورزق مرصدة لمساجد نَحْوهَا ومصادرته لِذَوي الْأَمْوَال من الفلاحين والمشايخ وَغَيرهم بل اخترع مظالم وأمورا لم يَفْعَلهَا من قبله، وَبني من بعض فائض ذَلِك مدرسة بِجَانِب بَيته الَّذِي) عمله بِالْقربِ من الْمدرسَة الفخرية بَين السورين بَالغ فِي شَأْنهَا ووقف فِيهَا كتبا هائلة وَعمل فِيهَا تصوفا وخطبة بل التمس من شَيخنَا الْمَجِيء إِلَيْهَا فِي يَوْم من الْأُسْبُوع وَفعل وَكَذَا أنشأ أُخْرَى بحذاء بَيته أَيْضا كَانَت مَسْجِدا قَدِيما وَعمل ببولاق جَامعا هائلا فِيهِ صوفية ودرس وَغير ذَلِك وحماما إِلَى غير ذَلِك من مدرسة بالحبانية وسحابة تحمل فِي الحجيج وسبل ومغاسل للموتى وربط وَمَا يفوق الْوَصْف من أَمْلَاك وأوقاف وَغَيرهَا، وَصَارَ إِلَى ضخامة وعظمة يحاكي فِيهَا الْجمال نَاظر الْخَاص وَلَكِن أَيْن الثرى من الثريا، وصاهره التَّاج بن المقسي على ابْنَته، وترقى من أَتْبَاعه غير وَاحِد وَرُبمَا أوذي من بَعضهم، ونكب بعد موت الظَّاهِر مرَارًا وصودر وعصر وَضرب وقاسى أهوالا وذلا ونفيا يطول شَرحه مَعَ بَسطه فِي الحوداث وَأحسن أَحْوَاله الْإِرْسَال بِهِ إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فدام بهَا أشهرا وَكَانَت أول نكباته على يَد وَلَده الْمَنْصُور مَعَ مُبَالغَة أَبِيه الظَّاهِر فِي وَصيته بِجَمَاعَة هُوَ مِنْهُم وَأخذ مِنْهُ على دفعتين نَحْو مائَة ألف دِينَار ثمَّ لَا زَالَ الْأَخْذ مِنْهُ يتوالى بِحَيْثُ حل كثيرا من أوقافه كالكتب والبيوت، وصودر نَحْو عشْرين مرّة إِلَى أَن لزم بَيته وصادره أَيْضا الْأَشْرَف قايتباي مرّة بعد أُخْرَى وحبسه بالبرج من القلعة ثمَّ أعَاد ضربه إِلَى أَن أشرف على الْمَوْت وَحمل إِلَى البرج ودام بِهِ مَرِيضا يتداوى حَتَّى مَاتَ بِهِ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشرى ربيع الأول سنة ارْبَعْ وَسبعين وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ وَدفن بمدرسته عَفا الله عَنهُ وَعَن الْمُسلمين. 984 - يحيى بن عبد الرَّزَّاق علم الدّين بن تَاج الدّين بن البقري ابْن عَم الشّرف وَالْمجد ابْني البقري وَهُوَ أسن الثَّلَاثَة. تدرب بأقربائه فِي الْمُبَاشرَة وخدم فِي جِهَات إِلَى أَن اسْتَقر فَينْظر الإسطبل بعد ابْن عَمه الشّرف. 985 - يحيى بن عبد الْعَزِيز بن عمر بن التقي مُحَمَّد بن فَهد. / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة

سنة خمس وَتِسْعين عَن أشهر وَأمه كمالية ابْنة أبي بكر عَم أَبِيه. 986 - يحيى بن عبد الْعَزِيز التلمسني المغربي / من بَيت مَعْرُوف بالصلاح وَالْخَيْر لَهُم هُنَاكَ زَاوِيَة. مَاتَ بالجديدة مُنْصَرفه من الْحَج فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَسبعين عطشا وَدفن بجوار أَحْمد القوري رحمهمَا الله. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة. 987 - يحيى بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد الخانكي / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد من أمة ذكي حاذق حفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ عَليّ الْعُمْدَة حِين مجاورته مَعَ أَبِيه بِمَكَّة سنة أَربع وَتِسْعين وتخلفا عَنَّا هُنَاكَ سنة) أُخْرَى ثمَّ قدما أول سنة سِتّ فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ثَانِي جُمَادَى الثَّانِيَة مِنْهَا وفجع بِهِ أَبوهُ عوضهما الله الْجنَّة وَأَظنهُ بلغ أَو قَارب. 988 - يحيى بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب الشّرف بن الْفَخر بن الشّرف وَالِد أبي الْخَيْر مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن فخيرة / تَصْغِير أَبِيه. مِمَّن كتب فِي المماليك كأبيه وَولده. 989 - يحيى بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الشّرف الأسيوطي الأَصْل القاهري الظَّاهِرِيّ نِسْبَة للظاهرية الْقَدِيمَة الشَّافِعِي الشاذلي سبط الشَّمْس النحريري وَلذَا يعرف بالنحريري. / ولد بالظاهرية الْقَدِيمَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَجل الْمِنْهَاج واشتغل فِيهِ على الْبَدْر حسن الْأَعْرَج والسنتاوي واشتغل بتعليم الْأَبْنَاء وبالنساخة وَصَحب المتصوفة، وَحج وجاور سنة سبع وَتِسْعين وَقَرَأَ على السَّيِّد عبد الله فِي الْمِنْهَاج وعَلى القَوْل البديع وَغَيره من تصانيفي من نسخ كتبهَا بِخَطِّهِ بل وَأخذ عني بِالْقَاهِرَةِ أَشْيَاء، وَهُوَ سَاكن قَانِع فِي رفد أَخِيه وأبيهما. 990 - يحيى بن كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد فِي صفر سنة إِحْدَى وَسبعين بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وَالْوَجِيز فِي فروعهم وأصول ابْن اللحام وألفية النَّحْو وَعرض واشتغل على أَبِيه وَهُوَ مِمَّن سمع مني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ثمَّ فِي سنتي ثَلَاث وَأَرْبع وَتِسْعين وَأَظنهُ عرض عَليّ بعض المحفوظات، وسافر بعد أَبِيه فِي أثْنَاء سنة تسع وَتِسْعين بحرا إِلَى الْقَاهِرَة وكتبت سَلَامَته. 991 - يحيى بن عجلَان الأسيوطي الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن الشَّرِيفَة / مِمَّن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وسافر إِلَى الْحَبَشَة والهند والقاهرة وَالشَّام للاسترزاق، وَكَانَ ينْفد مَا يدْخل عَلَيْهِ أَولا فأولا، وَهُوَ مِمَّن سمع من شَيخنَا. وَيُقَال لَهُ الطَّائِي نِسْبَة لجد لَهُ اسْمه طي. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي طاعون سنة ثَلَاث وَسبعين. 992 - يحيى بن عَليّ بن أَحْمد بن حسن شرف الدّين الرَّحبِي الأَصْل الْمَكِّيّ سبط يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن عَليّ المغربي الْمَالِكِي الْآتِي وَيعرف كأبيه

بالمغيربي. / ولد فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء رَابِع عشرى ربيع الأول سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وختمه عِنْد الشُّرُوع فِي التَّاسِعَة وأربعي النَّوَوِيّ والشاطبية والرسالة وألفية النَّحْو عرض فِي سنة تسع وَسبعين على قُضَاة مَكَّة الْأَرْبَعَة وَعمر بن فَهد، واشتغل قَلِيلا وَحضر عِنْد الْفَخر بن ظهيرة) وأخيه البرهاني مَعَ ذكاء وَفهم ثمَّ تعانى التِّجَارَة بعد أَن أثبت الْبُرْهَان بن ظهيرة رشده وَسلمهُ مَاله وَلم يعْهَد لَهُ فِيمَا بَلغنِي ترشيد من هُوَ فِي حجره سواهُ، وسافر فِي التِّجَارَة لدمشق وتلقن فِي الْقَاهِرَة الذّكر من الزين عبد الرَّحِيم الأبناسي وَله تردد إِلَيّ وَسَمَاع عَليّ ولي إِلَيْهِ زَائِد الْميل وَنعم هُوَ تواضعا وأدبا وفهما وذكاء وَحسن عشرَة بِحَيْثُ صَار بَيته بِمَكَّة وَغَيرهَا مألفا لأحبابه مَعَ عدم اتساع دائرته زَاده الله فضلا ورد عَلَيْهِ أَخَاهُ سالما غانما. 993 - يحيى بن عَليّ بن دَاوُد بن سُلَيْمَان الْجمال الخفركي ثمَّ السجسْتانِي. / أَخذ عَنهُ الطاووسي وَوَصفه بالإرشاد وَأَنه شيخ الصُّوفِيَّة، قَالَ وَسمعت عَلَيْهِ آدَاب المريدين وقرأت عَلَيْهِ مُوضحَة الْأَسْرَار وَأَنه شيخ الصُّوفِيَّة، قَالَ وَسمعت عَلَيْهِ آدَاب المريدين وقرأت عَلَيْهِ مُوضحَة الْأَسْرَار ومرآة الناظرين فِي شرح منَازِل السائرين كِلَاهُمَا من تصنيفه وَكَذَلِكَ أجوبة أسئلتي الْأَرْبَعين الْمُسَمَّاة طراز الدقائق فِي إبراز الْحَقَائِق وَذَلِكَ فِي أَيَّام اعتزاله بشيراز سنة سبع وَعشْرين وَأَجَازَ لي. 994 - يحيى بن عَليّ بن قرا برج الشّرف الطشلاقي القاهري. / عَامي ينظم الأزجال والمواليا وَنَحْو ذَلِك وَيَأْتِي مِنْهُ بِمَا يستحسن مَعَ كَونه غَايَة فِي الْفَاقَة والهيئة الرثة وَهُوَ صَاحب تِلْكَ المنصوبة فِي القَاضِي الْمُوازِية لما عمله غَيره فِي الْفَقِيه والجندي وَقد كتبهَا عَنهُ الْمُحب بن جناق الْحَنْبَلِيّ وَكَانَ مِمَّن يكثر التَّرَدُّد إِلَيْهِ وانتفع بِهِ فِي ذَلِك وَسمعت مِنْهُ بَعْضهَا وأولها: (من قَالَ أَنا قَاضِي مصاب لقد أصَاب ... أَنا الْفَقِيه واسمي عميد من الصَّعِيد) كَانَ وَالِدي يرْعَى الحصيد مَعَ الدَّوَابّ وَكَذَا سَمِعت من نظمه أَشْيَاء وَمن ذَلِك قصيدة قَالَهَا فِي الْمَنَاوِيّ حِين ختمت عِنْده قِرَاءَة السِّيرَة النَّبَوِيَّة فِيمَا أَظن وفيهَا فِي مدحي عدَّة أَبْيَات. مَاتَ قبل السّبْعين بِكَثِير. 995 - يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إقبرس الشّرف أَو الْأمين بن الْعَلَاء القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ ويرعف كَهُوَ بِابْن اقبرس. / ولد فِي أثْنَاء صفر سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاجين وَعرض فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين على شَيخنَا والطبقة وَأخذ فِي الْفَرَائِض عَن الشهَاب السارمساحي وَفِي الْأُصُول والعربية وَغَيرهمَا عَن ابْن الْهمام وتلميذه سيف الدّين بل لَازم التقي الحصني وَسمع يَسِيرا على شَيخنَا وتميز قَلِيلا وَأَظنهُ نظم ثمَّ أعرض عَن هَذَا كُله واشتغل بِالسَّفرِ وارتقى فِيهِ إِلَى أَن توالى عَلَيْهِ كسر المراكب فتضعضع)

مَعَ حسن عشرته وتودده وأفضاله بِحَيْثُ سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من جمَاعَة كالعز السنباطي وَأَنه لم ينْتَفع مِمَّا صَار إِلَيْهِ من قبل أَبِيه بِشَيْء أَو نَحْو هَذَا وَكَذَا وَصفه البقاعي فِي أَبِيه بِالْفَضْلِ وَالدّين. وَأقَام قبيل مَوته بعد ضعف حَاله بالينبوع حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَتكلم فِي تركته الأتابك وَوجد لَهُ من كتب الْعلم مَا يبلغ ثمنه فِيمَا قيل الْألف رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة وَقد رَأَيْته كتب على شرح الْمُخْتَصر للبهاء الأبشيهي: (حليت إِذْ جليت أبكار الْفِكر ... ذَات الْبَهَاء على خَلِيل بالدرر) (سَام على بسط الْبِسَاطِيّ شوطا ... حاوى الْجَوَاهِر جلى حلي الْمُخْتَصر) 996 - يحيى بن الشَّيْخ الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الحصني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. شَاب قَرَأَ عَليّ قِطْعَة من أول البُخَارِيّ وَجَمِيع الْعُمْدَة وعَلى الديمي وَغَيره وَأَظنهُ اشْتغل قَلِيلا وعالج فِي جِهَات أَبِيه وَكَثِيرًا مَا يتظلم عِنْدِي من زوج أُخْته المحيوي النبراوي. 997 - يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الطهطاوي الأَصْل الْمَكِّيّ التَّاجِر. / مَاتَ بهَا فِي صفر سنة سبع وَتِسْعين بعد مرض طَوِيل وَخلف تَرِكَة من عقار وَغَيره وبنين. 998 - يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد الشّرف العيزري الْغَزِّي الشَّافِعِي من ذُرِّيَّة الشَّمْس العيزري / الْعَالم الشهير الْمَاضِي. تكسب فِي بَلَده شَاهدا عِنْد قاضيه الشَّمْس بن النّحاس ثمَّ استنابه فَوَثَبَ عَلَيْهِ، واستقل هُوَ بِالْقضَاءِ فِي صفر سنة سبع وَثَمَانِينَ، ثمَّ عزل بعد قَلِيل وَعوض من أجل مَا بذله بِقَضَاء صفد عوضا عَن ابْن يُونُس فدام قَلِيلا ثمَّ صرف وَحضر إِلَيّ مَعَ صهره أبي الْخَيْر بن جِبْرِيل وأعيد لغزة ثمَّ صرف فِي ربيع الآخر سنة تسعين بِابْن النّحاس وَهُوَ الْآن يتجر بعد أَن أُعِيد لَهُ مَا كَانَ بذله فِيمَا قيل ثمَّ أُعِيد فِي سنة تسع وَتِسْعين حِين الترسيم على ابْن النّحاس وأهين هَذَا من النَّائِب على رسمه زعم. 999 - يحيى بن عَليّ بن يحيى الشّرف الْمُهَاجِرِي الْكرْدِي السنهوتي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد مُحَمَّد وإسمعيل الماضيين. / مِمَّن أَخذ عَن قَارِئ الْهِدَايَة واختص بالبوتيجي وَغَيره من الأكابر وتنزل فِي الْجِهَات، وَكَانَ موثوقا بضبطه وتقييده لكثير من الْأُمَرَاء. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين. 1000 - يحيبى بن عَليّ الشّرف القمنوني الْحَنَفِيّ نزيل الأشرفية وَيعرف بفقيه النَّاظر. / ولد) سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة جرده البقاعي وَوَصفه بِالْعَدْلِ الْفَاضِل وَينظر مَعَ الَّذِي قبله. يحيى بن عمر بن أَحْمد بن يُوسُف الشّرف القاهري الْمَالِكِي أحد الموقعين وَيعرف بالسفطي / نِسْبَة لخال أمه أحد شُهُود المراكز الشَّمْس مُحَمَّد بن مُوسَى لوجاهته

فِي الْجُمْلَة بِالنِّسْبَةِ لِأَبِيهِ. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والتلقين لعبد الْوَهَّاب فِي الْفِقْه واشتغل فِيمَا قيل يَسِيرا عِنْد أبي الْقسم النويري وَجلسَ مَعَ قَرِيبه الْمَذْكُور شَاهدا فبرع فِي الشُّرُوط وترقى حَتَّى صَار أحد أَعْيَان الموقعين بل استنابه الحسام بن حريز فِي الْقَضَاء ثمَّ عمله نَقِيبًا فِي بَابه وباشرهما لمن بعده بل اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي فِي مُبَاشرَة أوقاف ابْنه ابْن الخازن وَقصد فِي القضايا المهمة فتمول وَأَنْشَأَ مَكَانا بالجودرية وَكَانَ حسن الْكِتَابَة والفهم لطيف الشكالة مَعَ ترفع وبأو زَائِد وتمقت للضعفاء وَنَحْوهم بِحَيْثُ خدش ذَلِك فِي محاسنه وَرُبمَا تكلم فِي ديانته. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع عشرى صفر سنة ثَمَان وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ فِي محفل عَظِيم بِجَامِع المارداني، وَدفن بالتنكزية بِالْقربِ من بَاب القرافة، وَخلف تَرِكَة هائلة سوى مَا اختلس لَهُ قبيل مَوته عَفا الله عَنهُ. 1002 - يحيى بن عمر بن أصلم / الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد وَأمه أمة. مَاتَ فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَلم يتَأَخَّر بعد أَبِيه إِلَّا يَسِيرا. 1003 - يحيى بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن عَليّ الشّرف أَبُو زَكَرِيَّا بن السراج الحوراني الأَصْل الْحَمَوِيّ المولد الشَّافِعِي التَّاجِر نزيل مَكَّة والماضي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن الحوراني. / ولد سنة سبعين أَو الَّتِي بعْدهَا تَقْرِيبًا بحماة، وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن، واشتغل قَلِيلا فِي الْفِقْه والعربية، وَأخذ عَن أَحْمد الزبيدِيّ وَغَيره، وَمَات وَالِده فأسند وَصيته على أَخَوَيْهِ إِلَيْهِ، وَأَقْبل بعد على الْخَيْر وَقَرَأَ عَليّ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِمَكَّة البُخَارِيّ ومصنفي فِي خَتمه وعدة الْحصن الْحصين لِابْنِ الْجَزرِي والشفا وأربعي النَّوَوِيّ وَقطعَة من أول أذكاره وَجَمِيع قصيدتي البوصيري الهمزية والبردة وَسمع مني المسلسل بِسُورَة الصَّفّ وبالأولية وَحَدِيث زُهَيْر العشاري وَكَذَا المولد النَّبَوِيّ للعراقي بمحله الشريف وَعلي فِي صَحِيح مُسلم والمصابيح والرياض ودروسا من شرحي الألفية والتقريب وَبَعض الابتهاج وَغير ذَلِك. وَهُوَ ذكي فِيهِ قابلية ولديه فهم وأدب، وكتبت لَهُ إجَازَة افتتحتها بِالْحَمْد لله الَّذِي شرف الْمقبل على الْعلم سِيمَا الحَدِيث النَّبَوِيّ وَجعله يحيا وَصرف الْمُشْتَمل على الْفَهم السوي فِيمَا يجمع الْآخِرَة وَالدُّنْيَا، وَقد) تعرض لَهُ ولبني عَمه بعد مَوته بل ولعمه قبل وسافر إِلَى الْهِنْد فِي حَيَاة عَمه ثمَّ بعده إِلَى الشَّام وَظهر أَنه كَانَ الْجَامِع لشملهم وَكثر تردده وَبَعض بني عَمه لمعقل المغربي فَقيل لقرابة أَو لغير ذَلِك. 1004 - يحيى بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد حييّ الدّين أَبُو زَكَرِيَّا بن النَّجْم أبي الْقسم الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي

شقيقه عبد الْعَزِيز وأبوهما وجدهما وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد. / ولد فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَالِث عشرى ربيع الآخر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبية وأربعي النَّوَوِيّ وألفية ابْن ملك وَمن الْمِنْهَاج إِلَى الرّجْعَة أَو الظِّهَار وَعرض على جمَاعَة كجده والشوائطي بل قَرَأَهَا كلهَا عَلَيْهِمَا وَآخَرين لَكِن على الْعَادة، واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ وأسمعه كثيرا من شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا واستجاز لَهُ جمَاعَة وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ أَبُو الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والبرهان الزمزمي وَأكْثر ذَلِك معي فِي الْحجَّة الأولى بل سمع عَليّ كثيرا من تصانيفي وَغَيرهَا فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة وَحضر مجَالِس إملائي، وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة والطائف وبجيلة زبيد ثمَّ إِلَى تعز ثمَّ إِلَى صنعاء وَفِي الثَّانِيَة إِلَى عدن وَسمع فِي جلها على جمَاعَة وَفِي زبيد على الْفَقِيه عمر الفتي شَيْئا من مصنفاته وَغَيرهَا وَرغب فِي السّفر لراحة خاطره وتفقه بِالنورِ الفاكهي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْعَرَبيَّة والفرائض وَكَانَ بَصيرًا بهَا وَكَذَا حضر مجَالِس البرهاني بن ظهيرة وأخيه الفخري وَقَرَأَ على السَّيِّد السمهودي فِي الْمَنَاسِك وظنا فِي الْفَرَائِض وَفِي النَّحْو أَيْضا على أبي الْوَقْت المرشدي وَفِي الْمِيقَات على النُّور الزمزمي وَأبي الْفضل بن الإِمَام الشَّامي وَكَانَ بَصيرًا بِشَيْء مِنْهَا، وَكَانَ فَاضلا ذكيا فهامة سَاكِنا عَاقِلا صَالحا نيرا سِيمَا الْخَيْر عَلَيْهِ لائحة رَاغِبًا فِي الصَّلَاة وَالطّواف وَالصِّيَام وَالْبر مَعَ التقلل جدا كَارِهًا مَعَ ذَلِك لتعاطي الزكوات وَالصَّدقَات الْوَاصِلَة لمَكَّة بل تعفف أخيرا عَنْهَا فَلم يقبلهَا فَكَانَ أَبوهُ أَو أَخُوهُ يَأْخُذهَا دفعا لمن لَعَلَّه لَا يُعجبهُ ذَلِك خَبِيرا بالشعر لَهُ فِيهِ ذوق حسن بِحَيْثُ انتخب من دواوينه شَيْئا كثيرا وَجمع مجاميع فِي ذَلِك بل جمع فَوَائِد كَثِيرَة من النكت والغرائب وَاخْتصرَ الْأَمْثَال للميداني وَعمل فِي الْأَوَائِل كتابا مُجَردا سَمَّاهُ الدَّلَائِل إِلَى معرفَة الْأَوَائِل، وفضائله كَثِيرَة ومحاسنه جمة كل ذَلِك مَعَ التؤدة وَعدم التكثر بِمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ وخبرته التَّامَّة بِكَثِير من الْأُمُور وَكَانَ لِأَبِيهِ وأخيه وأحبابه بِهِ جمال وَأنس، وَلم يزل فِي ترق من الْأَوْصَاف الشَّرِيفَة حَتَّى مَاتَ) بِمَكَّة بعد توعك نَحْو نصف شهر فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ خَامِس عشرى ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بعد الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة فِي قبر مبتكر عِنْد قُبُور أسلافه وَوَقع وَهُوَ على دكة المغتسل فِي اللَّيْل مطر عَم بدنه وَاسْتمرّ الْمَطَر إِلَى وَقت الصَّلَاة عَلَيْهِ بِدُونِ غيم وَنَحْوه فَاسْتَبْشَرَ وَالِده بِعُمُوم الرَّحْمَة وتأسف أهل مَكَّة وكل من يعرفهُ على فَقده وشيعه

خلق لَا يُحصونَ وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَانَ قريب الْأَجَل من أَبِيه كَمَا أَن ابْنَته الَّتِي لم يتْرك غَيرهَا مَعَ أمه وأخيه قريبَة الْأَجَل مِنْهُ رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. 1005 - يحيى بن عمر الزياني الوصابي الْيَمَانِيّ / مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة خمس وَأَرْبَعين. 1006 - يحيى بن غَازِي من بَيت الْمُقَدّس. / توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين. 1007 - يحيى بن غَرِيب شاه ويلقب خَان جهان / وَزِير صَاحب الْهِنْد الغياث أبي المظفر أعظم شاه بن إسكندر شاه قتل فِي سنة أَربع عشرَة. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه. يحيى بن أبي الْفَضَائِل. / فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم. 1008 - يحيى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْأمين أَبُو زَكَرِيَّا بن الشَّمْس أبي مُحَمَّد الأقصرائي الأَصْل نِسْبَة لأقصرا إِحْدَى مدن الرّوم القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْبَدْر الْمَاضِي وَيعرف بالأقصرائي /. ولد فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة الَّتِي توفّي فِيهَا أَبوهُ أَو الَّتِي بعْدهَا وَجزم مرّة بِالْأولَى بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنظومة والكنز والمنار والحاجبية وتلا لأبي عَمْرو بِمَكَّة وَهُوَ كَبِير فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين على الشهَاب أَحْمد الْيَمَانِيّ تلميذ الشهَاب بن عَيَّاش وَأخذ الْفِقْه عَن الشهَاب بن خَاص ثمَّ أَخِيه الْبَدْر والسراج قَارِئ الْهِدَايَة وَكَذَا أَخذ عَن أَخِيه الْأُصُول وَعَن عبد اللَّطِيف البُخَارِيّ النَّحْو وَالصرْف وَعَن الشَّمْس الخواقي بِكَسْر الْمُعْجَمَة وَبعد الْألف قَاف وَقَرَأَ على الشَّمْس الفنري تَلْخِيص الْجَامِع، وَسمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة ابْن أُخْته الْمُحب الْمَاضِي فِي توضيح صدر الشَّرِيعَة فِي أصُول الْفِقْه، وبالقراءة أَيْضا على حفيد ابْن مَرْزُوق التسهيل لِابْنِ ملك ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي الْعُلُوم الَّتِي كَانَ يقرئها كالنحو والأصلين وَالتَّفْسِير والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَغَيرهَا مُلَازمَة طَوِيلَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه لمختصر جده لِابْنِ الصّلاح وَأخذ فِي الْأُصُول والمعاني وَغَيرهمَا أَيْضا عَن الْبِسَاطِيّ وَطَرِيق الْقَوْم عَن الزين الخوافي بِالْفَاءِ لما قدم الْقَاهِرَة واستفاد مِنْهُ وتلقن مِنْهُ الذّكر وَسمع على الشّرف بن الكويك الْخَتْم من السّنَن الْكُبْرَى للنسائي وَمن مُسْند أبي حنيفَة للحارثي وعَلى تغرى) برمش التركماني شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وعَلى مُحَمَّد فارصا قَالَ وَكَانَ مَشْهُورا بالتقوى وَأثْنى عَلَيْهِ كثيرا بِمَكَّة من صَحِيح مُسلم وَكَذَا سمع بهَا على شَيْخه الفنري من صَحِيح البُخَارِيّ وعَلى ابْن الْجَزرِي فِي آخَرين وروى البُخَارِيّ إجَازَة عَن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْجَعْفَرِي الطياري الحافظي البُخَارِيّ الْحَنَفِيّ إجَازَة فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمنى ومولده سنة سِتّ وَأَرْبَعين بروايته لَهُ عَن أبي طَاهِر مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ

الطاهري الخالدي الأوشي ووالده أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد قِرَاءَة على أَولهمَا لبعضه وسماعا لبعضه وإجازة بسائره وإجازة من الْآخِرَة وَقَالَ ثَانِيهمَا أَنا بِهِ إجَازَة حَافظ الدّين أَبُو الْعِفَّة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله القلانسي النَّسَفِيّ البُخَارِيّ بسندهما وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والتاج بن التنسي والكمال ابْن خير وَخلق وَنَشَأ فِي غَايَة التصون وَعدم التدنس بِحَيْثُ كَانَ ابْن الْهمام يَقُول أَنه مَازِن بريبة، وشمر عَن ساعده فِي الْعُلُوم حَتَّى فاق، وَأذن لَهُ الْعِزّ وَغَيره من الشُّيُوخ فِي الإقراء والإفتاء والإفادة، وَلم يستكثر من السماع وَلَا من الشُّيُوخ فِي الْعلم بل اقْتصر على من انْتفع بِهِ علما وتهذيبا وَأول مَا تنزل طَالبا فِي الطَّحَاوِيّ بالمؤيدية ثمَّ اسْتَقر بعد وَفَاة أَخِيه الْبَدْر فِي وَظِيفَة إسماعه بهَا وَابْن أختهما الْمُحب فِي تدريس التَّفْسِير بهَا وَقَالَ قَارِئ الْهِدَايَة حِينَئِذٍ لَو عكس كَانَ أولى إِشَارَة لتقدم الْأمين فِي الْفُنُون، وَكَذَا اسْتَقر فِي الإيتمشية عوضا عَن أَخِيه أَيْضا وَفِي تدريس الجانبكية من واقفها مَعَ الإسماع فِيهَا بل يُقَال أَنه لم يبنها إِلَّا لأَجله وَبَلغنِي أَن الكلوتات دَخلهَا فَوجدَ شَيخنَا الرَّشِيدِيّ يقْرَأ عَلَيْهِ بهَا فَقَالَ لَهُ عَمَّن تروي فَقَالَ إِنَّمَا أَقرَأ تبركا بِالْحَدِيثِ، وَفِي مشيخة تربة قجا خَارج بَاب الْوَزير عوضا عَن الْجمال مَحْمُود بن مصطفى القرماني وَفِي تدريس الأشرفية برسباي ومشيخة صوفيتها أَيْضا من واقفها عقب إِعْرَاض ابْن الْهمام عَنْهَا وسر الْوَاقِف بقبوله لِأَنَّهُ كَانَ أَولا توقف أدبا مَعَ ابْن الْهمام فراسله يحضه على الْقبُول وَحِينَئِذٍ رغب الْأمين عَن الجانبكية لِابْنِ أُخْته فَلَمَّا مَاتَ عَادَتْ إِلَيْهِ وَكَذَا أضيف إِلَيْهِ بعد ابْن أُخْته مَا كَانَ باسمه من تدريس التَّفْسِير بالمؤيدية وَالْفِقْه مَعَ الحَدِيث بالصرغتمشية وَالْفِقْه بالجمالية وَغير ذَلِك، وَحج مرَارًا أَولهَا مَعَ أَخِيه فِي سنة خمس عشرَة وجاور بعد ذكل وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس والخليل فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَدخل دمياط وإسكندرية وَتلك النواحي مودعا لِابْنِ أُخْته لما سَافر غازيا إِلَى قبرس، وَلَقي بإسكندرية بعض المعمرين إِلَى غَيرهَا من) الْأَمَاكِن وتصدى للإقراء فانثالت عَلَيْهِ الْفُضَلَاء من كل مَذْهَب فَأخذُوا عَنهُ وارتحل النَّاس بِسَبَب لقِيه من غَالب الْأَمَاكِن وأقرأ الْفِقْه والأصلين وَالتَّفْسِير والْحَدِيث والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا وَحدث بِكَثِير من المطولات وَغَيرهَا وَخرجت لَهُ من مروياته أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا، وَحدث بهَا غير مرّة سَمعهَا مِنْهُ الْأَئِمَّة وفهرستا تداول الطّلبَة تَحْصِيله. وَقصد بالفتاوى فِي النَّوَازِل الْكِبَار وَغَيرهَا ونفع الله بِهِ فِي ذَلِك كُله، واشتهر بِحُسَيْن التَّعْلِيم والإرشاد وإيضاح الْمُشكل بِاللَّفْظِ الْيَسِير والتأني من غير صخب وَلَا مزِيد حَرَكَة كل ذَلِك مَعَ الدّيانَة

التَّامَّة وَكَثْرَة التَّعَبُّد والتلاوة وَالذكر والتهجد ومحبة الصَّالِحين ومزيد الِاعْتِقَاد فيهم وزيارتهم والحرص على زِيَارَة ضريح إمامنا الشَّافِعِي وَاللَّيْث فِي كل جُمُعَة وَكَذَا سَيِّدي عبد الله المنوفي وعد التَّرَدُّد لبني الدُّنْيَا إِلَّا فِي فعل سنة وَنَحْوهَا والتواضع والتودد والاستجلاب للخواطر وَالِاحْتِمَال لمن يجافيه أَو ينتقصه وَالصَّبْر على مَا يبلغهُ من أَذَى والنصح التَّام لخلق الله وتعظيم أَبنَاء جنسه وَالِاجْتِهَاد فِي إِزَالَة الوحشة بَينهم والمسارعة إِلَى إغاثة الملهوف وَالرَّغْبَة التَّامَّة فِي إِيصَال الْبر للْفُقَرَاء وطلبة الْعلم من مَاله وبسفارته خُصُوصا أهل الْحَرَمَيْنِ والغرباء حَتَّى أَنه صَار محط رحالهم والمحبة فِي الْإِطْعَام بِحَيْثُ أَنه قل أَن يَأْكُل وَحده، والصدق فِي الْحق بِلِسَانِهِ وقلمه ومشافهته للملوك بالمواعظ والتخويفات فِي المواطن الَّتِي لَا يشركهُ فِي الْمُعَارضَة فِيهَا غَيره فَصَارَ بِهَذِهِ الْأَوْصَاف الحميدة والمناقب العديدة إِلَى ضخامة وعلو مكانة وأوامر مطاعة، واشتهر ذكره وَبعد صيته وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء مذْهبه مرّة بعد أُخْرَى وَهُوَ يمْتَنع، ثمَّ أسْند ذَلِك لأجل جماعته الشمسي الأمشاطي فَكَانَ لَهُ بذلك أتم فَخر وَجلسَ القَاضِي تَحْتَهُ بِمَجْلِس السُّلْطَان وَأمره وَالْتمس مِنْهُ الشهَاب حفيد الْعَيْنِيّ الِاسْتِقْرَار فِي مشيخة مدرسة جده قصدا للتجمل بِهِ وَحفظ مَا جدده بِسَبَبِهَا من الْأَوْقَاف فَمَا خَالف، وَفِي أثْنَاء ذَلِك رغب عَن وَظِيفَة الأشرفية لوَلَده أبي السُّعُود وباشرها تدريسا ومشيخة فَكَانَ ذَلِك من تتمات علوه وَلما هم الْأَشْرَف قيتباي للاستيلاء على فائض الْأَوْقَاف وَنَحْوه من الْأُمُور الَّتِي رام إحداثها محتجا بالاحتياج فِي تجهيز الْعَسْكَر لدفع بعض الخارجين، وَجمع الْقُضَاة عِنْده بِسَبَب ذَلِك كَانَ من جملَة من حضر فَقَامَ بأعباء دفع هَذِه النَّازِلَة أعظم قيام وَكفى الله الْمُؤمنِينَ شَرّ الْقِتَال وَمَا نَهَضَ غَيره لمشاركته فِي ذَلِك وكف الله عَنهُ ألسن المفسدين وأيديهم بِحسن نِيَّته وَجَمِيل سَرِيرَته وَلم يجد الْأَعْدَاء سَبِيلا إِلَى الْحَط من مِقْدَاره بل كَانَ ذَلِك سَببا فِي ارتقائه فَإِنَّهُ) توعك بعد ذَلِك وَوصل علمه إِلَى السُّلْطَان الْمشَار إِلَيْهِ فَنزل إِلَيْهِ منزله فَسلم عَلَيْهِ وَبَالغ فِي التَّوَاضُع مَعَه ثمَّ كَانَ بسفارته وإشارته تجددي إيوَان الْمدرسَة الْمُجَاورَة لضريح الشَّافِعِي وَلزِمَ من ذَلِك استقامة مِحْرَابهَا وَعدم ارتضاء عوده كمحاريب تِلْكَ النَّاحِيَة وَكَانَ فِي ذَلِك منقبة للْإِمَام فَإِنَّهُ لم يكن بِالْوَقْفِ مَا يَفِي بعمارة الإيوان الْمَذْكُور لزِيَادَة المصروف فِيهِ على ألف دِينَار وَكَذَا اتّفق من إجلال الْمُلُوك لَهُ أَن الظَّاهِر خشقدم أرسل يستشيره فِيمَن يصلح لقَضَاء الشَّافِعِيَّة وَصَارَ يُرَاجِعهُ فِي ذَلِك حَتَّى تعين من وَافق على ولَايَته. وَبِالْجُمْلَةِ فَقل أَن ترى الْعُيُون فِي مَجْمُوعه مثله

وَلِلنَّاسِ فِيهِ جمال، وَلم يزل على جلالته وَلَكِن ثقل أمره على الْأَشْرَف لمشافهته لَهُ مرّة بعد اخرى بِمَا لم ينْهض غَيره لذكره بِحَيْثُ قَالَ لَهُ بحضرتي مرّة لَا تتلفت لما فِي أَيدي النَّاس، وعاضر فِي الْمجْلس الْمَعْقُود بِسَبَب الْكَنِيسَة عِنْد الدوادار الْكَبِير بل فَارق الْمجْلس وَعز ذَلِك على الْمُتَّقِينَ وَمَعَ هَذَا فَإِنَّهُ لما حج فِي الركب الْمُضَاف للأتابك أزبك الظَّاهِرِيّ وَهُوَ ضَعِيف الْحَرَكَة أمده السُّلْطَان بستمائة دِينَار والدوادار الْمشَار إِلَيْهِ بِنَقْد خَمْسمِائَة وبأزيد مِنْهَا فِي مَصْرُوف الِاحْتِيَاج، وسافر فِي محفة بأبهة وزار فِي جملَة الركب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي توجهه ثمَّ حج وَرجع إِلَى وَطنه فَمَاتَ وَلَده أَبُو السُّعُود وَهُوَ رَاجع فَصَبر وتجلد حَتَّى دخل الْقَاهِرَة وَهُوَ محزون مكروب مَعَ كَونه لَا يظْهر إِلَّا التجلد بِحَيْثُ أَنه كلف للطلوع إِلَى السُّلْطَان للسلام عَلَيْهِ فَأجَاب والبسه جندة ثمَّ لم يلبث أَن تعلل أَيَّامًا. وَمَات فِي عصر يَوْم الْجُمُعَة سادس عشرى الْمحرم سنة ثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بسبيل المؤمني فِي محفل شهده السُّلْطَان فَمن دونه وَدفن بتربة خَارج بَاب الْوَزير قَرِيبا من التنكزية وتأسف النَّاس على فَقده وَكثر ثناؤهم عَلَيْهِ وَلم يخلف بعده مثله وقفل بَيت الأقصرائي، وَكنت مِمَّن صحبته قَدِيما وقرأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكنت عِنْده بمَكَان حَسْبَمَا أثْبته فِي مَكَان آخر رَحمَه الله ونفعنا ببركاته. وَقد بَالغ البقاعي فِي الْحَط عَلَيْهِ وعَلى وَلَده وأتى بأكاذيب جَريا على عَادَته فِيمَن لم ينجر مَعَه إِلَى مقاصده الْفَاسِدَة هَذَا بعد ثنائه عَلَيْهِ وإجلاله لَهُ وَمَا تَأمل أَن التَّنَاقُض بِلَا سَبَب ديني يَقْتَضِيهِ يقْدَح فِي الْعَدَالَة نسألة الله كلمة الْحق فِي السخط والرضى. 1009 - يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر عماد الدّين بن الصَّامِت الزبيدِيّ النَّاشِرِيّ الشَّافِعِي ابْن أخي القَاضِي مُحَمَّد الطّيب. / ولد فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين بزبيد وَنَشَأ بهَا فحفظ الْحَاوِي وَالْكَافِي فِي الْفَرَائِض والطاهرية فِي الْعَرَبيَّة وَأخذ الْفِقْه عَن ابْن عَمه القَاضِي) وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن الطّيب ولازمه إِلَى أَن مَاتَ وَعَن الْفَقِيه مُوسَى بن زين العابدين أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد الرداد وَيعرف بِابْن الزين، مِمَّن هُوَ الْآن حَيّ مشتغل بشرح الْإِرْشَاد، وَحج فِي سنة خمس وَسبعين ثمَّ فِي سنة سبع وَتِسْعين ولقيني فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا فَسمع مني المسلسل وَغَيره وَكتب مَعَه إِلَى حَمْزَة النَّاشِرِيّ بالثناء عَلَيْهِ فَقَالَ الْوَلَد الْفَقِيه الْعَلامَة فَقِيه عَالم فَاضل من مبارك قد صَار أَهلا للْفَتْوَى وكتبت لَهُ إجَازَة. 1010 - يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أَبُو الطّيب بن أبي الْفضل بن الشهَاب الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن

ظهيرة. / ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة كَمَا أخبر بِهِ أَبوهُ وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه والمنهاج وَالْحَاوِي ثلاثتها فِي الْفِقْه وَعجب النَّاس من جمعه لَهَا حفظا وَانْفَرَدَ بذلك وَلَكِن أَعَانَهُ عَلَيْهِ شدَّة ذكائه وَسمع من ابْن صديق وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ النشاوري وَابْن حَاتِم وَغَيرهمَا وَحضر دروس ابْن عَمه الْجمال بن ظهيرة. واخترمته الْمنية شَابًّا فَمَاتَ فِي النّصْف الثَّانِي من جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس بزبيد من بِلَاد الْيمن وَقد جَازَ الْعشْرين بِيَسِير. ذكره الفاسي وَغَيره. 1011 - يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد شرف الدّين القاهري الْمُقْرِئ نزيل الصرغتمشية وَيعرف بِابْن الطَّحَّان. / ولد سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وتلا بِالْقُرْآنِ لأبي عَمْرو من طَرِيق رواييه على ابْن الحمصاني وَكَذَا تَلا عَلَيْهِ لغيره، وجاور بِمَكَّة سنة خمس وَتِسْعين وَبعدهَا وَسمع مني تصنيفي فِي المولد النَّبَوِيّ بمحله الشريف وَكَانَ مُقيما فِي رفد الباش أقبردي لتوجهه لضبط تعلقه وَتَقْرِيره هُوَ وَابْن جَانِبك عِنْده فِي المخاصمات مَا يعتمده مَعَ إِظْهَاره التعفف عَن كثير مِمَّا يفعل بِبَابِهِ بِحَيْثُ يَقُول أَنا عِنْده بِلَا جامكية وَلَا جراية فَالله أعلم، وَتوجه فِي أثْنَاء مجاورته للزيارة النَّبَوِيَّة هُوَ والمنصوري الْمُؤَذّن. 1012 - يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد المحيوي الدماطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالدماطي. / ولد تَقْرِيبًا فِي أَوَائِل الْقرن بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ أَبوهُ ماورديا فَنَشَأَ هَذَا طَالب علم كعمه نور الدّين وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وجامع المختصرات وَجمع الْجَوَامِع والتسهيل وألفية النَّحْو وتلخيص الْمِفْتَاح وَعرض على جمَاعَة كالعز ابْن جمَاعَة والجلال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَحضر دروسهما بل وَعرض ربع الْمِنْهَاج على الشَّمْس الغراقي بِإِشَارَة شَيْخه البيجوري وتعجب النَّاس من ذَلِك لعدم جَرَيَان الْعَادة فِي الْأَغْلَب بِالْعرضِ إِلَّا بعد الْخَتْم فَمَا) كَانَ بأسرع من وَفَاته فظهرت ثَمَرَة الْإِشَارَة وَمِمَّنْ كتب لَهُ فِي الْعرض إجَازَة نفيسة قَارِئ الْهِدَايَة وأظن أَنه عرض عَلَيْهِ كلا من التسهيل وجامع المختصرات بِتَمَامِهِ وَقَالَ لَهُ إِمَّا هُوَ أَو غَيره من شُيُوخه مَاتَ عمك بحسرة أَن يحفظه وَأَخذه بحثا عَن الْبُرْهَان البيجوري واشتدت عنايته فِي ملازمته إِيَّاه بِسَبَبِهِ ثمَّ عَن الشّرف السُّبْكِيّ تقسيما كَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ وَكَذَا أَخذ غَيره من كتب الْفِقْه عَنْهُمَا بل وَفِيه أَيْضا عَن الشهَاب الطنتدائي شَارِحه وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَهُوَ مِمَّن كتب على أَمَاكِن مِنْهُ وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي التسهيل وَكَذَا على الشَّمْس البوصيري وَحضر أَيْضا دروس النُّور بن لولو ثمَّ الونائي وَبَلغنِي أَنه عرض عَلَيْهِ استنابته حِين ولي قَضَاء الشَّام أَو نقابته وَكَانَ قد دَخلهَا فَأبى وَلَقي الشَّمْس بن زهرَة

عَالم طرابلس بهَا حِين توجه للجون صُحْبَة الْأَمِير يشبك الْفَقِيه فَأخذ عَنهُ وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا وَفِي الْأَصْلَيْنِ عَن الْعَلَاء بن المغلي ولازم القاياتي فِي الْعَضُد وَغَيره وارتحل لِابْنِ رسْلَان فَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه لجمع الْجَوَامِع وكناه أَبَا الرّوح وَأخذ فِي الْفَرَائِض والحساب وَالْعرُوض والميقات وَنَحْوهَا عَن نَاصِر الدّين البارنباري وَكَذَا قَرَأَ على ابْن المجدي شَرحه للجعبرية وَقطعَة من الخبري ولازمه وَأخذ عَن الْبِسَاطِيّ جملَة من كثير من الْفُنُون وَقَرَأَ فِي شرح الألفية لِابْنِ عقيل أَو جَمِيعه على قَارِئ الْهِدَايَة ولازمه كثيرا لسكناهما مَعًا فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَفِي الْعرُوض على النواجي وَأكْثر من التَّرَدُّد لشَيْخِنَا حَتَّى كَانَ مِمَّن سمع من لَفظه بالبيبرسية الصَّحِيح وَكتب عَنهُ الْكثير من أَمَالِيهِ بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَأكْثر من مرافقة شَيخنَا ابْن خضر عِنْده بل يُقَال إِنَّه أَخذ عَن الْبُرْهَان وَصَحب الشَّيْخ مَدين واغتبط بِهِ كثيرا وتنزل فِي صوفية المؤيدية أم بِمَسْجِد فِي الوراقين بعد عَمه بل جلس بحانوت هُنَاكَ وقتا وأقرأ فِي ابْتِدَائه الْأَطْفَال بحانوت عِنْد جَامع كَمَال بالحسينية وَلم يَنْفَكّ عَن الِاشْتِغَال والتردد بِسَبَبِهِ لمشايخ الْوَقْت بِحَيْثُ لَازم كلا من الْمحلي وَابْن الْهمام والشرواني حَتَّى مَاتَ بل حضر بِمَكَّة عِنْد عبد الْمُعْطِي المغربي حِين الْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَسمع بهَا على أبي الْفَتْح المراغي وَلم يكن مَعَ مداومته لذَلِك شَدِيد البراعة فِي الْعُلُوم وَأحسن مَا كَانَ عِنْده الْعَرَبيَّة حَتَّى أَنه شرح فِيهَا مُقَدّمَة شَيخنَا الحناوي والمفرجية وَإِن كَانَ كتب فِي الْفِقْه أَيْضا على تَنْقِيح اللّبَاب شرحا كَامِلا فِي مجلدين وعَلى أَمَاكِن مُتَفَرِّقَة تكون نَحْو النّصْف من جَامع المختصرات شرحا مَشى فِيهِ أَولا على طَريقَة ثمَّ عدل عَنْهَا إِلَى غَيرهَا وَلَيْسَ مَا كتبه فِي كليهمَا بالطائل بل يُقَال إِنَّه رَجَعَ عَنْهُمَا مَعًا وَقد أَقرَأ جمعا من الطّلبَة لَكِن) يَسِيرا وَتردد لبَعض الْأَعْيَان بِسَبَب ذَلِك وبهذه الْوَاسِطَة اسْتَقر بِهِ الْجمال نَاظر الْخَاص فِي مشيخة التصوف بمدرسته الَّتِي استجدها جوَار الصاحبية أول مَا فتحت واختص بالشرف بن الجيعان وانتفع كل مِنْهُمَا بِصُحْبَة الآخر وترافقا فِي الْأَخْذ عَن بعض الشُّيُوخ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَوْلَاده وَأكْثر من التَّرَدُّد إِلَيْهِم بِحَيْثُ اشْتهر بصحبتهم وَصَحب الْعِزّ الْمَالِكِي رَفِيق ابْن الْهمام الْمَاضِي وَتزَوج بعده بِزَوْجَتِهِ وَكَذَا كَانَ كثير التَّرَدُّد لزاوية الشَّيْخ مَدين بِسَبَب الذّكر والإقراء وَغير ذَلِك فِي حَيَاته وَبعد مماته لكنه فِي حَيَاته أَكثر وناب عَن ابْن البدرشي فِي درس خشقدم الزِّمَام بالأزهر وقتا وَكَذَا فِي مشيخة الحبرني بالقرافة لكَونه كَانَ من جمَاعَة أَبِيه وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعلم وَزوج صَاحب التَّرْجَمَة الْوَلَد الْمشَار إِلَيْهِ

وَابْنَة لَهُ كَذَا زوج ابْنة أُخْرَى لَهُ للزين عبد الرَّحْمَن السنتاوي الْأَزْهَرِي أحد الْفُضَلَاء. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ خيرا متواضعا حسن الْمُلْتَقى بشوشا متوددا طارحا للتكلف متقشفا مُتَمَكنًا فِي حب ذَوي الوجاهات مستديما حفظ كتبه لَا سِيمَا جَامع المختصرات والمرور عَلَيْهَا سفرا وحضرا إِلَى آخر وَقت قل أَن يُفَارق حمل محفظته ومحبرته وَلم يكن كَبِير أحد يتَمَكَّن من مُرَاجعَته وَالْكَلَام مَعَه فِي شَيْء مِمَّا يقْرَأ عَلَيْهِ لسرعة انحرافه، أَكثر من الْحَج والمجاورة بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَكَانَ مَعَه خدمَة فِيهَا وَرُبمَا بَاشَرَهَا بِنَفسِهِ، وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل كَمَا تقدم الشَّام وطرابلس وَغَيرهمَا بل وَدخل صُحْبَة أَبِيه بِلَاد الْمغرب مرَّتَيْنِ وَرَأى أَبَا فَارس متملكها، وَقد اجْتمعت بِهِ كثيرا وَسمعت كَلَامه ورأيته وَهُوَ يقرئ بزاوية الشَّيْخ مَدين وَقدم مَكَّة فِي مجاورتي الثَّانِيَة وَلم يسمح لي بالإخبار بمولده وَلَا بِكَثِير من شُيُوخه لَا لِمَعْنى وَمَا حمدت مِنْهُ ذَلِك، وَلم يزل على حَاله إِلَى موسم سنة ثَمَان وَسبعين فحج وَرجع وَهُوَ متوعك مفؤد مفلوج بِحَيْثُ لم يدْخل الْمَسْجِد النَّبَوِيّ إِلَّا مَحْمُولا وَسُئِلَ الْإِقَامَة هُنَاكَ ليتمرض فَمَا قدر وَاسْتمرّ فِي مسيره مَعَ الركب حَتَّى مَاتَ غَرِيبا مبطونا فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سَابِع الْمحرم سنة تسع وَسبعين فِي أثْنَاء وَادي عنتر وَصلى عَلَيْهِ عِنْد انتهائه الشهَاب عبد الحميد الْمَالِكِي وَدفن هُنَاكَ، وَلم يخلف بعده كَبِير أحد يوازيه فِي الْقدَم من الشَّافِعِيَّة رَحمَه الله وإيانا. 1013 - يحيى بن مُحَمَّد بن أبي بكر قريط الْعِمَاد الْحَنَفِيّ. / مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا. 1014 - يحيى بن مُحَمَّد بن تَقِيّ محيي الدّين بن الشَّمْس الكازروني ثمَّ الْمدنِي. / 1015 - يحيى بن مُحَمَّد بن حسن بن مَرْزُوق المرزوقي الْجبلي بِكَسْر الْجِيم وَسُكُون الْمُوَحدَة الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. / تفقه على الرضى بن الرداد، وَسمع من عَليّ ابْن شَدَّاد، واشتغل كثيرا، وَكَانَ عابدا دينا خيرا يتعانى السماعات على طَرِيق الصُّوفِيَّة ويجتمع عِنْده النَّاس لذَلِك. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع عشرَة وَقد بلغ الثَّمَانِينَ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 1016 - يحيى بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن النَّجْم الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ابْن الْمدنِي. / سمع على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي، وَقيل أَنه خرج لنَفسِهِ معجما لطيفا، وَولي كِتَابَة سر الشَّام وَنظر جَيش حلب، وَكَانَ فَاضلا يستحضر نبذة جَيِّدَة من التَّارِيخ وفوائد. مَاتَ معزولا بِدِمَشْق فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين عَن نَحْو السِّتين. ذكره ابْن أبي عذيبة. 1017 - يحيى بن مُحَمَّد بن سعيد بن فلاح بن عمر الشّرف الْعَبْسِي القاهري

الشَّافِعِي وَيعرف بالقباني / حِرْفَة جده وَأما أَبوهُ فَكَانَ من تجار الكارم. مِمَّن يقْرَأ الْقُرْآن وَيكثر تِلَاوَته بل قيل أَنه قَرَأَ ربع الْمِنْهَاج. وَمَات سنة إِحْدَى وَخمسين عَن نَحْو ثَلَاث وَسِتِّينَ وَنَشَأ ابْنه وَكَانَ مولده فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبية والمنهاج وألفية النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم الْبِسَاطِيّ وَلم يجز والمحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَأَجَازَهُ والشهاب بن المجدي والزين عبَادَة فِي آخَرين مِنْهُم شَيخنَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ بعد الْخِصَال المكفرة وَسمع عَلَيْهِ بذل الماعون واليسير من فتح الْبَارِي وَغير ذَلِك وتلا للسبع جمعا على الشهَاب القلقيلي السكندري وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّيْسِير للداني وَكَذَا تَلا جمعا لربع الْقُرْآن على الزين رضوَان وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء ولبعضه على الشهَاب أَحْمد الطلياوي وَإِلَى المفلحون على ابْن الحصري وَقَرَأَ عَلَيْهِ مُسْند الشَّافِعِي وعَلى الشهَاب العقبي وَأخذ مُعظم السَّبع أَيْضا عَن النُّور إِمَام الْأَزْهَر فِي آخَرين واشتغل فِي الْفِقْه والعربية وَجُمْلَة من أصُول الْفِقْه وَغَيرهَا على الشَّمْس الشنشي وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَكَذَا أَخذ الْيَسِير من الْفِقْه عَن الْعَلَاء القلقشندي فِي تَقْسِيم لم يتهيأ إكماله كَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ وَعَن الْمَنَاوِيّ وَقَرَأَ جُزْء الْجُمُعَة على الْعلم البُلْقِينِيّ وعَلى الزين طَاهِر فِي الْعَرَبيَّة وَبَعض القراآت وعَلى ابْن الْهمام دروسا من تحريره وَبَعضهَا سَمَاعا وعَلى الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ قِطْعَة من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ بل سمع عَلَيْهِ عدَّة من دروسه وعَلى شَيخنَا بعض الدُّرُوس فِي الشَّرْح الْمَذْكُور بِقِرَاءَة ابْن الصَّيْرَفِي بل حضر بعض دروس القاياتي فِي الأشرفية وَسمع على الْجلَال الْمحلي أَمَاكِن من تَفْسِيره وَقَرَأَ على ابْن الديري، وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وقتا وَتردد لشيوخ الرِّوَايَة سوى من تقدم كالرشيدي) والصالحي والعز بن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة وَعبد الْكَافِي بن الذَّهَبِيّ وَحج فِي سنة سِتّ وَخمسين ثمَّ جاور سنة تسع وَخمسين وَأخذ بِمَكَّة عَن أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَغَيرهمَا كالشهاب الشوائطي وتلا عَلَيْهِ للسبع إِلَى المفلحون وبالمدينة عَن ابْن فَرِحُونَ، وَحصل الْكتب النفيسة والأجزاء واستملى على التقي القلقشندي لظَنّه معرفَة ممليه وَتزَوج ابْنة ابْن الْهمام بعد موت أَبِيهَا عقب فِرَاق الْمَنَاوِيّ لَهَا وقاسى مِنْهَا شدَّة فَمَا احتملها وَصَارَ يُصَرح بجنها وَنَحْو ذَلِك فَلم يلبث أَن عرض لَهُ مَا يقرب من الْجُنُون وَزَاد وسواسه وصبه المَاء وَعدم وثوقه بكبير أحد، وتضعضع حَاله جدا بعد الثروة من التِّجَارَة وَغَيرهَا وَبَاعَ أَكثر مَا كَانَ حازه من كتب الْعلم سِيمَا الحَدِيث مِمَّا لم يكن يسمح بِرُؤْيَتِهِ فضلا عَن عاريته بل سَمِعت شَيخنَا الزين رضوَان وَهُوَ يتألم من إبطائه بِمَا يستعيره وَرُبمَا دَعَا عَلَيْهِ، وَاسْتمرّ فِي تناقص

إِلَى أَن رَأَيْته بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين بهيئة مزرية جدا وَقد انهرم وَانْقطع جلّ وسواسه، وَكَانَ قدومه بِسَبَب مُطَالبَة بِإِرْث قَلِيل وَالْتمس مني التَّكَلُّم مَعَ قاضيها فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ فَفعلت وَأكْثر من الْحُضُور عِنْدِي رِوَايَة ودراية بل قَرَأَ هُوَ بِنَفسِهِ عَليّ من شرح الألفية للناظم وَكتب من شرحي لَهَا يَسِيرا وَكثر تعجبه مِمَّا لم ينْهض لفهمه وَرُبمَا تكلم بِمَا لَا يلاقي مَا الْكَلَام فِيهِ هَذَا مَعَ أَنه نظم النخبة لشَيْخِنَا قَدِيما وقرضه لَهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن الديري وَأذن لَهُ بل كتبه عَنهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد وَصَارَ فِي أثْنَاء اجتماعه عَليّ يقْرَأ عَليّ مِنْهُ وَيسْأل فِي تَقْرِير مَا وَضعه عَن غير تدبر وَلَا تفهم مِنْهُ فَكنت أقرره لَهُ وَكتب مِنْهُ بِخَطِّهِ نُسْخَة للْقَاضِي وَعرضه على عبد الْمُعْطِي وَغَيره فَمَا لَاق عِنْد كثيرين، وأعلمني بِأَنَّهُ جمع بشرى الْأَنَام سيرة خير الْكِرَام وبغية السول فِي مدح الرَّسُول وَالْكَوَاكِب الضوية فِي مدح خير الْبَريَّة وَالْمَجْمُوع الْحسن من الْخلق الْحسن وَفتح الْمُنعم على مُسلم والابتهاج على الْمِنْهَاج وَلم يكملا والمنتقى من أبي دَاوُد وَمن أمد والمتباينات الَّتِي قَالَ أَنه أمْلى بَعْضهَا وعشاريات الصَّحَابَة وأصول قِرَاءَة أبي عَمْرو وَغير ذَلِك، وَقد حدث باليسير سمع مِنْهُ الطّلبَة بل قَالَ لي أَن سبط شَيخنَا سمع مِنْهُ شَيْئا أوردهُ فِي متبايناته، وَأما أَنا فَكتبت عَنهُ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَتِسْعين حِين اجتماعه عَليّ بِمَكَّة قَوْله: (يَا مُرِيد الْخَيْر أخْلص عَمَلك ... وتخلص من دنيء شغلك) (وانو خيرا لامرئ مَا قد نوى ... إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّةِ لَك) (وَافْعل الْخَيْر فَإِن لم تستطع ... كفت النِّيَّة وَالْأَجْر فلك) ) وَقَوله: (إِن كنت تبغي فِي الْعلَا للجنان ... عَلَيْك يَا صَاح بِحِفْظ اللِّسَان) (فَهَل وُجُوه النَّاس كبت سوى ... حصائد الألسن من ذِي لِسَان) وَبِالْجُمْلَةِ فنظمه رَكِيك وفهمه بطيء وَلم يتَمَيَّز وَلَا كَاد بل هُوَ جامد راكد. 1018 - يحيى بن مُحَمَّد بن صديق بن يحيى المرزوقي الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي / مِمَّن جاور بالحرمين واشتغل فيهمَا بالفقه والنحو، ولقيني بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَكتب الْمَقَاصِد الْحَسَنَة من تأليفي وقرأه، وَكَذَا قَرَأَ عَليّ التِّبْيَان للنووي وَسمع الْكثير من الْكتب السِّتَّة وتصافنيفي فِي ختومها وَنَحْو الثُّلُث الأول من الشفا مَعَ خَتمه ومؤلفي فِيهِ وَبَعض الشَّمَائِل والرياض، وَغير ذَلِك مَعَ سَمَاعه للمسلسل من لَفْظِي، وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة وَصفته فِيهَا بالشيخ الْفَاضِل الأوحد الْكَامِل الْمقبل على الْخَيْر علما وَعَملا والمشتمل على المحاسن

اللائقة بالنبلاء أعَاد الله عَليّ من بركاته وَزَاد فِي معلوماته وحسناته وتفعه ونفع بِهِ وَوصل أَسبَاب الْخيرَات بِسَبَبِهِ وَيسر لَهُ الطَّرِيق والرفيق وَنشر عَلَيْهِ سحائب جوده وَكَرمه ليرتوي مِنْهَا فِي الْإِرْشَاد وَالتَّحْقِيق مِمَّن قطن بالحرمين الشريفين وفطن من الْعُلُوم لما تقر بِهِ الْعين من فقه وعربية وَغَيرهمَا مِمَّا تنبه بِهِ للفضائل الزكية مَعَ مصاحبته للأدب ومجانبته لكل من يبعده عَن كل مَا إِلَيْهِ انتدب وتقنعه باليسير وترفعه عَمَّا يشين ويضير فَكَانَ بذلك مُنْفَردا عَن جلّ أقرانه متوحدا بالتوجه لعرفانه وَكنت مِمَّن لازمني وبالاستفادة ساومني، إِلَى آخر مَا كتبت وسافر من مَكَّة فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْحجَّة مِنْهَا. 1019 - يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعيد الكلبشاوي / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني. 1020 - يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الشّرف ابْن شَيخنَا الشَّمْس بن الْجمال الرَّشِيدِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْخَطِيب / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد بعد التَّرَاوِيح فِي لَيْلَة سَابِع عشرى رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بجوار جَامع أَمِير حُسَيْن وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن وَسمع على أَبِيه وَغَيره وخطب بعده بالجامع الْمَذْكُور وَأثْنى النَّاس على خطابته وقراءته فِي الْمِحْرَاب مَعَ شكالته وبهائه فخطبه الأتابك أزبك للخطابة بجامعه بل وَاسْتقر بِهِ إِمَامه وسافر معهه فِي بعض التجاريد واستناب فِي بَعْضهَا مرّة من خَلفه وَلم ينْتَقل عَن تواضعه وأدبه مَعَ كسله وفتوره عَن الِاشْتِغَال وَرُبمَا شهد بالحانوت الَّذِي عِنْد القنطرة) وَطَلَبه الزيني بن مزهر فَخَطب بمدرسته عِنْد صَلَاة بعض القصاد بهَا لكَونه أَخطب من خطيبها. 1021 - يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الأصبحي المغربي الْمَالِكِي. / ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ وَذكر أَنه سمع من صَحِيح مُسلم على أبي عبد الله بن مَرْزُوق وَمن الْمُوَطَّأ على أبي الْقسم الغبريني وَحمل كتاب ابْن الصّلاح عَن أبي الْحسن البطرني وَأَجَازَ لَهُ الوادياشي وَأَبُو الْعَبَّاس بن يَرْبُوع واشتغل فِي عدَّة فنون وَكَانَ ماهرا فِي الْعَرَبيَّة وَالشعر. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: قدم حَاجا فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَكتب لنا بِالْإِجَازَةِ ولزين خاتون ابْنَتي وَغَيرهَا بإفادة ابْن درباس، وَمَات رَاجعا من الْحَج فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده قَالَ وَله معرفَة بفنون فمهر فِي الْعَرَبيَّة وَالشعر. وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى الْجمال الأصبحي التلمساني المغربي الْمَالِكِي نزيل الْمَدِينَة سمع من أبي الْحسن البطرني وَأبي عبد الله بن مَرْزُوق وَأبي الْقسم الغبريني وَأَجَازَ لَهُ الوادياشي وَابْن يَرْبُوع وَغَيرهمَا وشارك فِي الْفِقْه

وَمهر فِي الْعَرَبيَّة. مَاتَ بعد أَن أضرّ وَهُوَ رَاجع من الْحَج فِي الْمحرم سنة تسع وَله خمس وَسِتُّونَ سنة، وَأَشَارَ إِلَيْهِ شَيخنَا فِي الَّتِي قبلهَا. 1022 - يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الله الشّرف بن الْعلم أبي الْخَيْر بن الشَّمْس أخي الْعلم يحيى أبي كم الْمَاضِي قَرِيبا وَيعرف بِابْن أبي كم. / ولد تَقْرِيبًا سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة وتدرب بوالده وَغَيره فِي الْمُبَاشرَة وصاهر ابْن كَاتب السَّيِّئَات على أُخْته وباشر ديوَان جمع من الْأُمَرَاء كيشبك من حيدر أحد المقدمين مُضَافا لتكلمه فِي تجهيز مَا يحمل للمحرمين وجهاته عَن البدري أبي الْبَقَاء بن الجيعان لمزيد ميله إِلَيْهِ، وَحج مرَّتَيْنِ الثَّانِيَة صحبته إِذْ توجه للنَّظَر فِي عمَارَة الْمَدِينَة وَالْأولَى بمفرده فِي سنة ثَلَاث وَسبعين فِي الْبَحْر حَيْثُ كَانَ يشبك جن أَمِير الْمحمل، وَهُوَ خير متودد فِيهِ بر ورغبة فِي الْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ قَائِم بِأَمْر جَامع ابْن ميالة بَين السورين لمجاورته لَهُ جدده وَأصْلح فِيهِ أَشْيَاء وَنعم الرجل. مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة سِتّ وَتِسْعين أَو الَّتِي بعْدهَا وَوضع نَاظر الْخَاص يَده على زريبة بقر لَهُ وَغَيرهَا وَلم يلبث أَن خلص صهره أَخُو زَوجته ابْن كَاتب السَّيِّئَات وَلم يتَمَكَّن من أَخذ شَيْء رَحمَه الله. 1023 - يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي المحيوي أَبُو زَكَرِيَّا بن القطب أبي الْخَيْر الْمَكِّيّ الْمَالِكِي وَالِد معمر وَفضل وجعفر ودريس / وَهُوَ أكبرهم الماضيين وَأَبوهُ. ولد فِي ربيع الآخر) سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا على عفة وَسمع على ابْن الْجَزرِي وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمع كَثِيرُونَ باستدعاء ابْن فَهد وَغَيره، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَحمد فِيهَا ونظم قَلِيلا وَكتب عَنهُ صَاحبه النَّجْم بن فَهد، ولقيته بِمَكَّة فَكتبت عَنهُ من نظمه عدَّة مقاطيع مِنْهَا: (أَلا لَيْت شعري هَل أقبل مبسما ... بِهِ اللُّؤْلُؤ الرطب الْأَصَم نظيم) (وَهل أردن مِنْهُ زلالا ليشتفي ... فؤاد تلظى بالغرام سقيم) وَمَات بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة تسع وَخمسين وَدفن عِنْد أَبِيه وجده بالمعلاة رَحِمهم الله وإيانا. 1024 - يحيى بن الْأَمِير مُحَمَّد الملقب بالمسعود ابْن صَاحب الْمغرب أبي عمر وَعُثْمَان بن الْأَمِير أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي فَارس / ولي الْمغرب بعد جده فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين. 1025 - يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان الشّرف بن الْمُحب البلبيسي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي / إِمَامه وَابْن أئمته والماضي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه. حفظ الْقُرْآن وجوده وَأم نِيَابَة عَن أَبِيه ثمَّ اسْتِقْلَالا ونوزع من جمَاعَة من المجاورين لكَونه قاصرا فبادر القَاضِي زَكَرِيَّا وَحكم بِصِحَّة الصَّلَاة خَلفه

وَمنع من يتَعَرَّض لَهُ مُرَاعَاة لسلفه. 1026 - يحيى بن الخواجا الْجمال مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز الدقوقي الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين. 1027 - يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الرَّجَاء الشّرف بن الشَّمْس الدمسيسي الأَصْل القاهري الصحراوي الشَّافِعِي سبط الشَّمْس الغراقي أمه شَقِيقَة أبي البركات وأخوته والماضي أَبوهُ وَيعرف بالدمسيسي / ودمسيس من الشرقية تجاه سنباط. ولد فِي إِحْدَى الجماديين سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بتربة يلبغا من الصَّحرَاء وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي والأصلي والشاطبيتين وألفية النَّحْو وَعرض على الْعلم البُلْقِينِيّ والزين البوتيجي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْفِقْه وَسمع عَلَيْهِ فِي الْفَرَائِض وَغَيرهَا بل أَخذ الْفَرَائِض والحساب عَن الْجمال الدمياطي وخاله أبي البركات ولازمه فِي الْفِقْه والعربية وَكَذَا تردد فِي الْفِقْه للمناوي والعبادي ولازم الْجَوْجَرِيّ فِي التقاسيم وَالْفَخْر المقسي فِي تقاسيم الْكتب الْأَرْبَعَة المتداولة بل قَرَأَ على أَولهمَا شرح شَيْخه الْمحلي على الْمِنْهَاج وَجل شَرحه لجمع الْجَوَامِع وعَلى ثَانِيهمَا إِلَى الْقيَاس من العبري شرح الْبَيْضَاوِيّ وَسمع عَلَيْهِمَا غير ذَلِك وَأكْثر من أَخذ الْفِقْه عَن الْبكْرِيّ وَكَذَا أَخذ فِيهِ وَفِي غَيره عَن أبي السعادات البُلْقِينِيّ وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا على السَّيِّد شيخ) الجوهرية ونظام الحنفيين بل قَرَأَ على ثَانِيهمَا فِي الطوالع وَكَذَا أَخذ عَن كريم الدّين العقبي واختص بالكافياجي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ شرح الْقَوَاعِد وَكَثِيرًا من تصانيفه ولازمه فِي فنون وتدرب فِي الْكِتَابَة بِسُلَيْمَان بن دَاوُد الْهِنْدِيّ وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَقَالَ لي أَنه حضر مجَالِس شَيخنَا وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي التدريس والإفتاء وناب فِي الْقَضَاء عَن أبي السعادات فَمن بعده بعد تكسبه بِالشَّهَادَةِ وقتا واختص بالأسيوطي كثيرا وأضيف إِلَيْهِ فِي أَيَّامه قَضَاء الجيزة وجامعها برغبة الْجلَال الْبكْرِيّ لَهُ عَن ذَلِك فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَسبعين فَقَرَأت بِخَطِّهِ للأسيوطي أَنه رغب عَنهُ للشَّيْخ الإِمَام الْعَالم شرف الدّين مفتي الْمُسلمين خَليفَة الحكم الْعَزِيز بالديار المصرية لما علم من ديانته وعفته وكفايته، وَكَذَا راسل الكافياجي الأسيوطي فِي ذَلِك وَحج فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي بعْدهَا وَحضر عِنْدِي هُنَاكَ قَلِيلا وأقرأ هُنَاكَ فِي شرح الْمحلي وَغَيره وَكَذَا أَقرَأ هُنَا مَعَ مداومته على الِاشْتِغَال حَتَّى أَنه قَرَأَ على الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي الْبَيْضَاوِيّ ثمَّ على أَخِيه الْبُرْهَان وَعلي فِي التَّقْرِيب للنووي وَفِي شرحي لَهُ وحصله واغتبط بذلك جدا وأمعن فِي التَّرَدُّد إِلَيّ والابتهاج بِي ثمَّ لَا زَالَ ينْقل عَن الكافياجي ثناءه لي وإجلاله

غيبَة وحضورا ولي بِوُجُودِهِ سرُور كَبِير فقضاياه جلية وسجاياه علية وَنعم الرجل عقلا وفهما وأدبا وتواضعا وأصلا. 1028 - يحيى بن الْكَمَال أبي البركات مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. / ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَأمه حبشية لِأَبِيهِ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ فِي كَفَالَة عَمه وَقَرَأَ الْقُرْآن وَغَيره وَسمع عَليّ وعَلى عميه وَغَيرهم وَهُوَ فطن يقظ شهم. مَاتَ بِمَكَّة قبل إِكْمَال الْعشْرين فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين بعد عَمه بِقَلِيل وَدفن بتربتهم عوضه الله الْجنَّة. 1029 - يحيى بن مُحَمَّد بن عمار الشّرف أَبُو سهل عمار بن الشَّمْس الْمصْرِيّ القاهري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن عمار وَهُوَ بكنيته أشهر وَهُوَ سبط الْجمال عبد الله بن الْعَلَاء عَليّ الْحَنْبَلِيّ أمه ألف. / ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة أَو قبلهَا وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض على جمَاعَة واشتغل يَسِيرا وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ وَاسْتقر بعد أَبِيه فِي تدريس قية الصَّالح والقمحية وَغَيرهمَا وناب فِي الْقَضَاء عَن الولوي) السنباطي فَمن بعده ثمَّ اسْتَقر فِي تدريس البرقوقية لكَونهَا كَانَت وَظِيفَة وَالِده ورام بعد موت أبي الْجُود أَخذ تدريس البرقوقية لكَونهَا كَانَ وَظِيفَة وَالِده ثمَّ رام أَخذهَا بعد الْقَرَافِيّ فعورض مَعَ مساعدة قَرِيبه الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ لَهُ فِي الْمرة الثَّانِيَة وَاسْتقر فِيهِ السنهوري وَكَذَا رام مِنْهُ قاضيه بت مَا أُقِيمَت عِنْده الْبَيِّنَة بِهِ فِي ابْن بكير القبطي مِمَّا يتَضَمَّن قَتله فجبن عَن ذَلِك وَثقل عَلَيْهِ وبرز قَرِيبه الْعِزّ أَيْضا لمعاونته وَاسْتظْهر بِفُتْيَا أبي الْجُود وَسلم أَبُو سهل وَهُوَ مِمَّن أسْند الْعِزّ وَصيته إِلَيْهِ، وَكَانَ رَحمَه الله سَاكِنا متواضعا عَاقِلا متحريا حج صُحْبَة الرجبية المزهرية بِأُمِّهِ عِيَاله وَقبل ذَلِك وَسمع على التقي بن فَهد وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام. مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَدفن عِنْد أَبِيه بِالْقربِ من قبر الْعِزّ بحوش قريب من تربة كوكاي رَحمَه الله وإيانا. 1030 - يحيى بن مُحَمَّد بن عمر بن حجي بن مُوسَى بن أَحْمد بن سعد بن غشم بن غَزوَان بن عَليّ بن مشرف بن مزكى النَّجْم أَبُو زَكَرِيَّا بن الْبَهَاء بن النَّجْم بن الْعَلَاء السَّعْدِيّ الحسباني الأَصْل الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي سبط الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ والماضي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن حجي. / ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع شَوَّال سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَوهم ابْن أبي عذيبة فَقَالَ فِي تَرْجَمَة جده سنة سبع

بِدِمَشْق وَقدم الْقَاهِرَة بعد سنّ التَّمْيِيز فأكمل الْقُرْآن عِنْد الشهَاب الْقرشِي وَصلى بِهِ على الْعَادة فِي سنة ثَمَان واربعين وَقَرَأَ إِذْ ذَاك على شَيخنَا حَدِيثا أوردهُ عَنهُ فِي الْخطْبَة وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي ومختصر ابْن الْحَاجِب الأَصْل والكافية وعرضها على شَيخنَا بل عرض الْمِنْهَاج على السفطي والمختصر على البُلْقِينِيّ وكل مِنْهُمَا بِحَضْرَة السُّلْطَان وتفقه بِالْعلمِ البُلْقِينِيّ ثمَّ بالمناوي والمحلي قِرَاءَة وسماعا وَمِمَّا قَرَأَهُ على الأول ثَلَاثَة أَربَاع الْمِنْهَاج وعَلى الثَّانِي قِطْعَة من أول شرح الْبَهْجَة وعَلى الثَّالِث أَكثر من نصف شَرحه على الْمِنْهَاج وَعَلِيهِ قَرَأَ شَرحه لجمع الْجَوَامِع فِي الْأَصْلَيْنِ وَكَذَا سمع بعض تَحْرِير ابْن الْهمام عَلَيْهِ وَالْكثير من الْعَضُد مَعَ شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ للعبري وغالب شرح الطوالع للأصبهاني على الشرواني بل قَرَأَ عَلَيْهِ شرح العقائد وَقطعَة كَبِيرَة من شرح التَّجْرِيد والحاشية عَلَيْهِ للسَّيِّد وَفِي الْحِكْمَة وَأكْثر من ملازمته وعَلى الشمني الْمُغنِي فِي الْعَرَبيَّة بِكَمَالِهِ مَعَ حَاشِيَة الشَّيْخ عَلَيْهِ وَفِي الِابْتِدَاء على الْجمال عبد الله الكوراني الْمُتَوَسّط فِي النَّحْو وعَلى الْبُرْهَان الْحلَبِي الملحة وَشَرحهَا للْمُصَنف كَانَ كل مِنْهُمَا يَجِيئهُ بجامكية وعَلى ثَانِيهمَا قَرَأَ الْمَجْمُوع فِي الْفَرَائِض) والسراجية وَشَرحهَا بل انْتفع فِي الْفَرَائِض والحساب بالبدر المارداني وعَلى الْجمال أَولهمَا فِي الْمنطق بل قَرَأَ قِطْعَة من شرح الشمسية على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي آخَرين وَسمع الحَدِيث على جده وَفِي ذَلِك ختم الصَّحِيح بالظاهرية الْقَدِيمَة عَلَيْهِ فِي جملَة الْأَرْبَعين بل قرئَ عِنْده البُخَارِيّ على الشاوي وَالنَّسَائِيّ على الهرساني وَغير ذَلِك، وَلم يكثر من الرِّوَايَة بل أجَاز لَهُ فِي استدعاء مؤرخ برمضان سنة سبع وَأَرْبَعين خلق كالعز بن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة والرشيدي والصالحي والتاج عبد الْوَهَّاب الشاوي وَسمع مني تَرْجَمَة النَّوَوِيّ من تأليفي وَغَيرهَا وكتبت لَهُ مَا أودعته فِي الْكَبِير وَكَانَ يكثر الاستمداد مني غير مقدم على أحدا رَاغِبًا فِي كل مَا أجمعه وَاسْتقر بعد وَالِده فِيمَا كَانَ باسمه من التداريس والأنظار وَغَيرهَا كالشامية البرانية والناصرية البرانية والجوانية والرواحية وَظِيفَة النَّوَوِيّ والأسدية وناب عَنهُ فيخا البلاطنسي ثمَّ الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة، وَولي نظر الْجَيْش بِالْقَاهِرَةِ عوضا عَن الزيني بن مزهر يَسِيرا فَمَا انطبع فِيهِ وَكَذَا اسْتَقر بعد السيفي الْحَنَفِيّ فِي تدريس التَّفْسِير بالمنصورية وأقرأ فِيهِ الْكَشَّاف قِرَاءَة فائقة استوفى فِيهَا الْحَوَاشِي وَنَحْوهَا وامتلأت الْأَعْين بِحسن تأديته حفظا وتقريرا بل أَقرَأ الطّلبَة كثيرا من الْفُنُون والكتب وتزاحموا عَلَيْهِ فِي آخر وَقت وَفرغ نَفسه لَهُ وحمدوا تواضعه وتودده ومزيد محبته فِي الْفُضَلَاء والتنويه بهم ولين عريكته وَشدَّة حيائه وَكَثْرَة أدبه وجوده

بِالْمَالِ والكتب الَّتِي اجْتمع لَهُ مِنْهَا الْكثير مِيرَاثا وَشِرَاء واستكتابا لشدَّة شغفه بهَا سِيمَا مَا يَتَجَدَّد لفضلاء وقته من التصانيف، وَبِالْجُمْلَةِ فمحاسنه كَثِيرَة ورياسته فِي الْعلم وَالنّسب شهيرة وللشعراء فِيهِ المدائح فللشهاب المنصوري: (أبرمت يَا دنيا أمورا بَعْضهَا ... بخل الورى وَالْبخل شَرّ مَسْلَك) (فعظمي يحيى بن حجي إِنَّمَا ... يحيى جواد حَيْثُ حل برمك) وَكَذَا لأبي الْخَيْر بن النّحاس مَا سَيَأْتِي فِيهِ، وَيُقَال أَنه مائلا لِابْنِ عَرَبِيّ وَوجد فِي كتبه من تصانيفه مَا لم يجْتَمع عِنْد غَيره وَقَامَت غاغة بِسَبَبِهَا لم تنْتج إِلَّا ضَرَرا، وَقد حج صَغِيرا فِي سنة خمس وَأَرْبَعين مَعَ وَالِده ثمَّ فِي سنة خمسين مَعَ جده الْكَمَال ثمَّ فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَهِي حجَّة الْإِسْلَام صُحْبَة الْأَمِير أزبك ثمَّ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين صُحْبَة الركب الرجبي وزار بَيت الْقُدس فِي صغره أَيْضا. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشر ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من يَوْمه بعد صَلَاة الظّهْر بِجَامِع الْأَزْهَر فِي محفل كَبِير جدا وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ، وَدفن) عِنْد أَبِيه وجده لأمه وَأمه بِالْقربِ من ضريح الشَّافِعِي عوضه الله الْجنَّة وَكَانَ قد رغب عَن الشامية البرانية وَغَيرهَا من جهاته. 1031 - يحيى بن أبي الْفَضَائِل مُحَمَّد بن الْجمال مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ أَبُو الْغَيْث المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الشاذلي. / مِمَّن اشْتغل فِي الْفِقْه والنحو وَفضل وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة وَالشَّام مرَّتَيْنِ وَسمع غير وَاحِد بل سمع مني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَكَذَا بِالْقَاهِرَةِ وَأخذ شرح العقائد عَن الْبَدْر بن الْغَرْس فِي مجاورته بِمَكَّة وَشهد لَهُ بِكَوْنِهِ أَهلا للرواية والدراية وتفقه وَكتبه مَعَ غَيره بِخَطِّهِ الْجيد الْمُشْتَمل على التقاييد النافعة وَكَانَ مَعَ فَضله عَاقِلا. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَقد جَازَ الْأَرْبَعين. 1032 - يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن البرديني. / تزوج ابْنة القَاضِي نَاصِر الدّين الأخميمي الْحَنَفِيّ وَخلف وَالِده فِي جهاته وَسكن بهَا الحبانية بمدرسة الزيني الأستادار وَصَارَ بعناية صهره أحد نواب الشَّافِعِي الَّذين جددهم. 1033 - يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مخلوف بن عبد السَّلَام الشّرف أَبُو زَكَرِيَّا بن سعد الدّين بن القطب بن الْجمال بن الشهَاب بن الزين الحدادي الأَصْل الْمَنَاوِيّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد زين العابدين مُحَمَّد وَيعرف بالمناوي. / ولد فِي الْعشْر الأول من ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة كَمَا أَخْبرنِي بِهِ زَاد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ ظنا، وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ

والعمدة والتنبيه والملحة وألفيتي الحَدِيث والنحو وَكَذَا الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ ظنا وتفقه بالشمسين الْبرمَاوِيّ والغراقي وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ ولازمه كثيرا فِيهِ وَفِي الْأَصْلَيْنِ والعربية والْحَدِيث وَغَيرهَا لكَونه كَانَ زوج أُخْته بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَسمع عَلَيْهِ الْكثير حَتَّى بِبَعْض الضواحي بل فِي بعض مناهل الْحجاز واستملى عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ بعد الزين عبد الرَّحِيم الهيثمي وَقَرَأَ عَلَيْهِ بِمَكَّة أحد المجلسين اللَّذين أملاهما بهَا وَكَذَا أَخذ النَّحْو أَيْضا عَن الشطنوفي والفرائض والحساب وَالْعرُوض والقوافي عَن نَاصِر الدّين البارنباري والحساب خَاصَّة عَن الْعِمَاد بن شرف وَأخذ عَن ابْن الْهمام فِي آخَرين وجد حَتَّى أذن لَهُ غير وَاحِد فِي الإقراء والإفتاء وتسلك بإبراهيم الأدكاوي وَالسَّيِّد الطباطبي وجالس الزين الخوافي وَغَيره وَنظر فِي كَلَام الْقَوْم فتبحر فِيهِ واختلى مرَارًا وتصدى للتسليك فِي حَيَاة السَّيِّد وَغَيره من شُيُوخه، وَحج مَعَ وَالِده ثمَّ مَعَ شَيْخه الْوَلِيّ وَسمع هُنَاكَ على ابْن سَلامَة وَكَذَا) أَخذ عَن ابْن الْجَزرِي وَغَيره بل سمع فِي الْقَاهِرَة على الشّرف بن الكويك والجمالين عبد الله الْحَنْبَلِيّ وَابْن فضل الله والشمسين الشَّامي وَابْن قَاسم السُّيُوطِيّ والزينين ابْن النقاش والقمني والشهب الوَاسِطِيّ والكلوتاتي وَشَيخنَا والنور الفوى والكمال بن خير والبدر حُسَيْن البوصيري وَلكنه لم يكثر إِلَّا عَن شَيْخه الْوَلِيّ وأجاظ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة والصدر السويفي وَالْفَخْر الدنديلي والبدر الدماميني والشموس البوصيري والبيجوري والبنهاوي وَابْن البيطار وَابْن الزراتيتي وَأَبُو عبد الله حفيد ابْن مَرْزُوق وَكتب على الزين بن الصَّائِغ وَلكنه لم يمعن فِيهَا بل لزم الِاشْتِغَال والمطالعة وَالْعِبَادَة حَتَّى تقدم فِي الْعلم وَالْعَمَل واشتهر بإجادة الْفِقْه وَصَارَ لَهُ سجية فعكف النَّاس عَلَيْهِ للْقِرَاءَة وانتصب لذَلِك فَأخذ عَنهُ الْفِقْه مَعَ الْأَصْلَيْنِ والعربية وَالتَّفْسِير والْحَدِيث والتصوف وَغير ذَلِك، وَلَكِن فنه الذيطار اسْمه بِهِ الْفِقْه وَصَارَ يقسم فِي كل سنة كتابا، وَلما مَاتَ القاياتي حلق بالأزهر وهرع الْفُضَلَاء للأخذ عَنهُ فَذكر وراج أمره وَقصد بالفتاوى فِي الوازل وَنَحْوهَا ونوه شَيْخه ابْن الْهمام بِذكرِهِ عِنْد الظَّاهِر وَغَيره بِحَيْثُ قَرَّرَهُ فِي تدريس الشَّافِعِي وَالنَّظَر عَلَيْهِ ثمَّ فِي الْقَضَاء بالديار المصرية وحمدت مُبَاشَرَته فيهمَا دروسا وسيرة بِالنِّسْبَةِ لعدم اعْتِمَاد حكم بَاطِل وتعاطى رشوة، واشتهر اسْمه وَبعد صيته وتزاحم النَّاس عِنْده بل رَحل إِلَيْهِ وَكَثُرت تلامذته والمتصدر مِنْهُم فِي حَيَاته وَأخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد طبقَة بل رُبمَا أَخذ عَنهُ طبقَة ثَالِثَة، وَحدث بغالب مروياته سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكنت مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْكثير وَأخذ عَنهُ الْفِقْه تقسيما وَغَيره وَخرجت

لَهُ أَرْبَعِينَ وفهرستا وَكَذَا خرج لَهُ الزين رضوَان شَيْئا بل سمع مني تصنيفي القَوْل البديع وَمَا كَانَ يقدم على أحدا وَبَالغ فِي الثَّنَاء لفظا وخطا كَمَا بَينته مَعَ بسط تَرْجَمته فِي ذيل الْقُضَاة والمعجم والوفيات وَكَانَ يمِيل إِلَى تَكْمِيل نَفسه بِحَيْثُ يكثر الْمُرَاجَعَة وَالتَّحْقِيق من خَواص أحبابه، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ من محَاسِن الدَّهْر دينا وصلاحا وتعبدا واقتفاء للسّنة وتواضعا وكرما وبذلا وتوددا وَحَالا وَقَالا مَعَ الشهامة والتوجه للْفُقَرَاء وَالرَّغْبَة فِي الْبَذْل لَهُم وللطلبة فَوق طاقته بِحَيْثُ يستدين لذَلِك وَيتَصَدَّق بعمامته الَّتِي يكون جَالِسا بهَا وبثوبه وَنَحْو ذَلِك مِمَّا شاهدت الْكثير مِنْهُ ومزيد السماح وَكَونه بِحَسب الْقَرَائِن لَا وَقع للدنيا عِنْده بِحَيْثُ لم يكن يتعاطاها بِيَدِهِ والخبرة بالأمور الدُّنْيَوِيَّة والأخروية والفحولة وَحسن العقيدة بِحَيْثُ كتب خطه فِي وَاقعَة ابْن عَرَبِيّ وتبرأ من كتبه ومطالعاتها وَنعم الصَّنِيع، وَحسن الْعشْرَة والمداعبة واللطف والمحاسن الَّتِي قل أَن رَأَيْتهَا بعده فِي غَيره ولشيخه ابْن) الْهمام أَبْيَات فِي مدحه وَكَذَا لغيره من فحول الشُّعَرَاء فِيهِ القصائد الطنانة كالنواجي، وَله تصانيف ونظم ونثر وفوائد وَلم يعْدم مَعَ أَوْصَافه الجليلة وخصاله الجميلة من طَاعن فِي علاهُ ظاعن عَن حماه وَهُوَ يكابد ويناهد سِيمَا بعد موت الظَّاهِر مَعَ كَونه مِمَّن بَالغ فِي الْوَصِيَّة بِهِ مَعَ وَلَده الْمَنْصُور، وامتحن مرَارًا أشقها عَلَيْهِ فِي آخر عمره حِين صرف بالصلاح المكيني مَعَ كَونه مِمَّن لم يكن يرفع لَهُ رَأْسا فَمَا احْتمل وَلكنه لم يَنْقَطِع سوى يَوْمَيْنِ وَكَانَ فيهمَا متماسكا جدا بِحَيْثُ أَنه إِذا عَاده من الْعَادة جَارِيَة بِالْقيامِ لَهُ يقوم. وَمَات بداره الَّتِي جددها ووسعها من سويقة الصاحب فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد فِي سَبِيل المؤمني بِحَضْرَة السُّلْطَان فِي مشْهد حافل لم يعْهَد بعد مشْهد شَيخنَا مثله وَدفن بتربته جوَار ضريح الشَّافِعِي ورثاه الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وَغَيره وَأثْنى النَّاس عَلَيْهِ حَتَّى من كَانَ يكرههُ وتأسفوا على فَقده خُصُوصا الْخِيَار حَتَّى أَن إِمَام الكاملية مكث أَيَّامًا لَا يَأْكُل إِلَّا قَلِيلا توجعا وتحزنا وَجَاء الْعلم بذلك وَأَنا بِمَكَّة فارتجت وصلوا عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب، وَلم يخلف بعده فِي الإقبال على الْمَذْهَب غَيره مَعَ بديع أَوْصَافه وعظيم إنصافه واعترافه رَحمَه الله وإيانا وَأعَاد علينا من بركاته، وَمِمَّا قَالَه بِأخرَة: (إِلَى الله أَشْكُو محنة أشغلت بالي ... فَمن هُوَ لَهَا ربع اصْطِبَارِي غَدا بالي) (وَمَالِي مأمول سوى سيد الورى ... فَإِنِّي بِذَاكَ الجاه علقت آمالي) إِلَى أَن قَالَ: (أيا سيدا لَا زَالَ طول حَيَاته ... إِذا سَأَلُوهُ لَا يرد لتسآلي)

(لقد ضَاقَ ذرعي من أُمُور كَثِيرَة ... وَأَنت ملاذي فِي تغير أحوالي) (وَإِن كنت يَا مولَايَ عبدا مقصرا ... فحلمك يَا مولَايَ أَعلَى وَأولى لي) وَمَعَ مزِيد قِيَامه مَعَ البقاعي فِي كائنة أبي الْعَبَّاس بِحَيْثُ قَالَ مِمَّا لَا أستبعده أَنه ساعده فِيهَا بِخَمْسِينَ دِينَارا ومبادرته للكتابة على بعض مِمَّا صدر عَنهُ بحث انكف من كَانَ لَهُ غَرَض فِي الانتام مِنْهُ قَالَ كَمَا قرأته بِخَطِّهِ أَنه كَانَ يحب منصب الْقَضَاء محبَّة شَدِيدَة، وَاعْتَمدهُ غَيره فِي هَذَا مَعَ أَنه قَالَ لي وَالله لَو اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت مَا طرقت لَهُم عتبَة وَلكنه كَمَا قيل وجدت أكره النَّاس فِي الدُّخُول لهَذَا الشَّأْن أحرصهم على الْوُقُوع فِيهِ والأعمال بِالنِّيَّاتِ. يحيى بن 1034 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن يُوسُف الشّرف بن الْمُحب الْبكْرِيّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِيَحْيَى الْبكْرِيّ. / ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشهاب الوَاسِطِيّ وَقَرَأَ يَسِيرا فِي النَّحْو على مُحَمَّد بن زيان المغربي الْمَالِكِي نزيل المؤيدية والقرافي بل صاهره وتدرب بِهِ فِي صناعَة الشُّرُوط وتميز فِيهَا يَسِيرا وتكسب بهَا وقتا عِنْده وَعند غَيره ورام فَامْتنعَ قَاضِي الْحَنَابِلَة الْعِزّ الْبَغْدَادِيّ إرعاء لشيخوختهما، وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَنسخ بِهِ أَشْيَاء واشتغل قَلِيلا عِنْد الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي والونائي ثمَّ الْمحلي والمناوي وَأخذ بِمَكَّة عَن البلاطنسي فِي مُخْتَصره لمنهاج العابدين وَكَذَا أَخذ فِي التصوف عَن الشرواني ورافق البقاعي فِي تِلْكَ الدُّرُوس الْيَسِيرَة عِنْد أبي الْفضل المغربي بل زعم البقاعي أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ وَكَانَ فِي الظَّاهِر خصيصا بِهِ بِحَيْثُ ترافق مَعَه فِي دُخُول دمياط وإسكندرية ورتبه فِي عمل حِسَاب جَامع الفكاهين حِين رسم عَلَيْهِ بِسَبَب مَا فِي جِهَته من متحصله وَهُوَ زِيَادَة على أَرْبَعمِائَة دِينَار وَلم يظْهر البقاعي دافعا مرضيا، وتنزل فِي الْجِهَات وَكَانَ أحد صوفية المؤيدية ثمَّ رغب عَنْهَا بِأخرَة بعد امْتِنَاعه من حُضُور الدَّرْس بعد الْمحلي عِنْد ابْن المرخم مَعَ حُضُور من لم يفهم عَنهُ عِنْده، وَصَارَ يحضر فِي درس الحَدِيث عِنْد ابْن الشّحْنَة بعد التقي القلقشندي وَرُبمَا تكلم كَمَا بَلغنِي وَكَانَ قد تردد لشَيْخِنَا فِي قِرَاءَة الصَّحِيح بعد الْعشَاء حَتَّى قَرَأَ نَحْو نصفه وَقدر انْفِصَال شَيخنَا بالقاياتي فَلم يرع لَهُ حَقه بل بَاشر النقابة عِنْده رَفِيقًا لغيره وَحضر بِقُوَّة عين آخر النَّهَار للْقِرَاءَة على الْعَادة فَقَالَ لَهُ شَيخنَا قصر اللَّيْل فَانْقَطع بل فعل مَا هُوَ أبلغ فَإِنَّهُ كَانَ رَسُول القاياتي يطْلب ولد شَيخنَا مِنْهُ للحضور عِنْده بِسَبَب الْحساب، وَمَا حمد النَّاس لَهُ ذَلِك سِيمَا وَلم

يكن عِنْد أَبِيه أجل من شَيخنَا، وَقد صحب مُحَمَّدًا الفوى والشهاب الأبشيطي والإسطنبولي وَآخَرين واغتبط بِعِيسَى المغربي الزلباني وبواسطته اخْتصَّ بتمراز الشمسي الْأَمِير فَلَمَّا مَاتَ الْعِزّ الأنبابي نَائِب الْحِسْبَة كَانَ ساعده فِي أَخذ كثير من وظائفه كالخطابة والإمامة والمباشرة وَغَيرهَا بِجَامِع الخطيري بعد أَن كَانَ عينهَا القَاضِي لِأَخِيهِ وكلنه لم ينْهض لمقاومة الْأَمِير لَكِن بعد استخلاصه لكتاب الْوَقْف من تَرِكَة الْعِزّ وَمَا تمكن يحيى من أَخذه مِنْهُ ورام التَّوَصُّل بِي فِي أَخذه وَوَضعه بخزانة كتب الْجَامِع لكَونهَا باسمي فَمَا أَجَبْته لَكِن بِدُونِ إِظْهَار مُخَالفَة بل قلت لَهُ كن القاصد عني بِطَلَبِهِ ثمَّ رام مني أَيْضا أَخذ النُّسْخَة الَّتِي كَانَت عِنْد الْعِزّ أَيْضا من صَحِيح البُخَارِيّ وتلطفت حَتَّى أَخَذتهَا من تركته فامتنعت إِلَّا من جُزْء أَو جزءين وَكَذَا اسْتَعَانَ بِهِ البقاعي فِي أَخذ دَلَائِل النُّبُوَّة) للبيهقي مني وَتردد قاصده إِلَيّ مرّة بعد أُخْرَى وَأخذ فِي إِعْمَال الْحِيلَة لظَنّه اخْتِصَاص البقاعي بِالْمَنْعِ ففجأة الْمَوْت وَذَلِكَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء منتصف جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بعد الْعَصْر بِجَامِع الْأَزْهَر وَدفن بحوش الصُّوفِيَّة الصلاحية وَأَظنهُ جَازَ السِّتين. وَبِالْجُمْلَةِ فَلم يكن من الموسومين بِالْعلمِ وَلكنه كَانَ خَبِيرا بدنياه يتعانى التِّجَارَة مَعَ سُكُون وجمود رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنَّا. 1035 - يحيى بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن عُثْمَان بِمُحَمد بن أبي فَارس. / اسْتَقر بعد جده ثمَّ قَتله ابْن عَمه عبد الْمُؤمن بن إِبْرَهِيمُ بن عُثْمَان وَاسْتقر عوضه، ثمَّ دخل عَلَيْهِ زَكَرِيَّا بن يحيى الْمَذْكُور خُفْيَة بمساعدة أهل تونس ففر عبد الْمُؤمن إِلَى الغرب فحشدوا مَعَه إِلَى محاصر تونس فَهَزَمَهُمْ أَهلهَا وَكَانَ بَينهم مقتلة أَكْثَرهَا من الْعَرَب والفتنة قَائِمَة فِي سنة بضع وَتِسْعين ثمَّ سكنت. 1036 - يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن عَليّ المغربي الشاذلي الْمَالِكِي. نزيل مَكَّة وجد يحيى بن عَليّ بن أَحْمد الْمَاضِي لأمه. / ولد فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة بإسكندرية وَكَانَ بِالْقَاهِرَةِ سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة. وَمَات بِمَكَّة فِي صبح يَوْم السبت خَامِس عشرى شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين. وَكَانَ صَالحا مُعْتَقدًا فِيهِ فَضِيلَة وَهُوَ مِمَّن عرض عَلَيْهِ ابْن أبي الْيمن رَحمَه الله. 1037 - يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن عياد بياء مثناة تَحْتَانِيَّة الصنهاجي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي سبط الْمُحدث عَليّ بن أَحْمد الفوى. / سمع بِمَكَّة م ابْن صديق وَغَيره وَحضر دروس الشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي بِمَكَّة والتاج بهْرَام بِالْقَاهِرَةِ فِي كِتَابه الشَّامِل رَفِيقًا للتقي الفاسي فيهمَا وترجمه فِي تَارِيخه فَقَالَ كَانَ رجلا حسنا عَاملا.

مَاتَ بِمَكَّة فِي أحد الربيعين أَو الجماديين سنة سبع وَدفن بالمعلاة عَن ثَلَاثِينَ سنة رَحمَه الله. 1038 - يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن مصلح المنزلي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي. / كَانَ رجلا صَالحا يشبه أَن يكون مجذوبا، حج مَعَ أَخِيه فِي الْبَحْر فبمجرد وُصُوله لمَكَّة مَاتَ وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين قبل أَخِيه بأشهر وكأنهما سافرا لمنيتهما رحمهمَا الله وإيانا. 1039 - يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بِنَا لأهدل الْيَمَانِيّ ابْن عَم حُسَيْن ين صديق الْمَاضِي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة أَشْيَاء فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَهُوَ إِنْسَان خير. (سقط) ::: 1040 - يحيى بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد التقي بن الشَّمْس السعيدي نِسْبَة لسَعِيد بن زيد أحد الْعشْرَة الْكرْمَانِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد يُوسُف الْآتِي وأخو عبد الحميد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْكرْمَانِي. / ولد فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بدرب شهدة الكاتبة من بَغْدَاد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والشاطبية والكافية والشافية كِلَاهُمَا لِابْنِ الْحَاجِب وتصريف الْعزي وَالْحَاوِي فِي الْفِقْه كلهَا عِنْد الْجلَال أسعد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْحَنَفِيّ أحد تلامذة وَالِده وأعرب عَلَيْهِ غَالب الْقُرْآن وَكَذَا حفظ الملحة وَبَعضهَا عِنْد الشَّمْس مُحَمَّد بن سعيد الْمَالِكِي وَعَلِيهِ تدرب فِي الْكِتَابَة وبالشمس الرَّازِيّ الْكَاتِب واليزدي وتأدب بالعز الأبوسحاقي وانتفع بِهِ وَحصل مِنْهُ فَوَائِد جمة وَكَذَا أَخذ فِي الأدبيات بل وَفِي العقليات أَيْضا عَن الْعَلَاء البنبيهي وَقَرَأَ بعض الْمنطق على القَاضِي الْعَلَاء الْهَرَوِيّ الْحَنَفِيّ والطب وَغَيره على الشَّمْس مُحَمَّد المحولي والضياء الطَّبِيب وَغَيرهمَا والهيئة على الْفَخر النبلي وَبَعض الْمِفْتَاح على الْعِزّ الخنجي والطوالع للبيضاوي على سعد الدّين الشبانكاري وَبَعض آدَاب الْبَحْث للسمرقندي وَشرح الطوالع على مَوْلَانَا زَاده وَسمع عَلَيْهِ بعض شرح الشمسية أَيْضا وَأخذ الْوَعْظ عَن الجمالين ابْن الدّباغ وَابْن الدواليبي الحنبليين وَغَيرهمَا وَبحث فِي الْحَاوِي وَهُوَ دون الْبلُوغ عِنْد النُّور صَالح الإيدجي وَكَذَا قَرَأَ بعضه بِمَكَّة على الْمُحب اللّغَوِيّ بل وَأخذ عَنهُ اللُّغَة أَيْضا فَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض قاموسه والعباب والمحكم وَجَمِيع خطّ الفتيان واختصار الْحِفْظ وَالنِّسْيَان ولازم غير وَاحِد من أَصْحَاب الْفُنُون سِيمَا من كَانَ يجْتَمع على أَبِيه واستفاد مِنْهُم كثيرا فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ فِي صغره السَّيْف الْأَبْهَرِيّ. وَكتب عَن جمَاعَة من نظمهم ونثرهم وَرَأَيْت لَهُ كراسة أفرد فِيهَا أَسمَاء شُيُوخه وَنَحْوهم واستفدت مِنْهَا أَشْيَاء وَلَكِن جلّ انتفاعه إِنَّمَا كَانَ بوالده فَإِنَّهُ لَازمه سفرا وحضرا وجاب مَعَه نَحْو خمسين

مَدِينَة حَتَّى كَانَ مَعَه فِي مجاورته سنتي خمس وست وَسبعين وَكَانَ مِمَّن فر مَعَه من بَغْدَاد حِين طرقها تمرلنك بعساكره حَتَّى وصلا إِلَى الشَّام فَكَانَ ذَلِك سَببا لانتقاله وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْكتب السِّتَّة سَمَاعا غير مرّة وأعرب عَلَيْهِ غَالب الْقُرْآن وَسمع عَلَيْهِ الْكَشَّاف وَتَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ غير مرّة وَكَذَا النُّقُود والردود من تصانيفه وَشَرحه للْبُخَارِيّ مرَارًا بل قَرَأَ عَلَيْهِ بعضه وَجَمِيع كَافِيَة ابْن الْحَاجِب فِي النَّحْو وشافيته فِي الصّرْف والمنهاج الْأَصْلِيّ وَشَرحه للبرهان العبري والطوالع للبيضاوي وَشَرحه للشمس الْأَصْبَهَانِيّ والمطالع فِي الْمنطق وَشَرحه للقطب التحتاني مَعَ أسئلة واعتراضات لَهُ على القطب والفوائد) الغياثية لشيخه الْعَضُد وَشَرحه على أَبْيَات البديع وَبَعض المقامات الحريرية وَجَمِيع الْإِيضَاح لِابْنِ الْحَاجِب فِي شرح الْمفصل فِي مُدَّة سِنِين وَالْحَاوِي فِي الْفِقْه وشروحه كالتعليق والتعليقة والطوسي وَسمع عَلَيْهِ الْوَجِيز وَشَرحه الْعَزِيز فِي نَحْو اثْنَتَيْ عشرَة سنة حِين إلقائه الدُّرُوس بِبَعْض مدارس بَغْدَاد ومفتاح السكاكي وغالب شروحه وَشَرحه لشرح شَيْخه الْعَضُد على الْمُخْتَصر والمواقف والجواهر كِلَاهُمَا فِي أصُول الْكَلَام لشيخه الْعَضُد مَعَ شرح أَولهمَا الْمُسَمّى بالكواشف وَثَانِيهمَا الْمُسَمّى بالزواهر، وَسمع الحَدِيث بِمَكَّة على الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن عبد الْمُعْطِي وَالْمجد اللّغَوِيّ والنور الْخُرَاسَانِي وببغداد على النُّور عَليّ بن يُوسُف بن الْحسن الزرندي، وَقدم الْقَاهِرَة على رَأس الْقرن فَنزل تَحت نظر السراج البُلْقِينِيّ فِي جَامع الْحَاكِم ولازمه فِي قِرَاءَة الْفَوَائِد الجسام على قَوَاعِد ابْن عبد السَّلَام وَغَيرهَا وَكتب من فَتَاوِيهِ جملَة وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَأخذ عَن الْعِرَاقِيّ ألفيته وَكَذَا أَخذ عَن ابْن الملقن وَقَرَأَ على الغماري فِي شرح الْمطَالع فِي آخَرين وَقَرَأَ حِين كَانَ بنواحي الشَّام على التَّاج بن بردس فِي مُسلم وَاسْتقر بِهِ الْمُؤَيد وَهُوَ مَعَه هُنَاكَ فِي نظر وقف الأسرى وإفتاء دَار الْعدْل وترقى فِي الْفُنُون وَشرح البُخَارِيّ انتزعه من شرح أَبِيه وَغَيره وَشرح مُسلما وَاخْتصرَ الرَّوْض وتحفة المودود لِابْنِ الْقيم سَمَّاهُ الْمَقْصُود من تحفة المودود والأوائل لشَيْخِنَا ومفاخرة الْقَلَم وَالدِّينَار لِابْنِ مَاكُولَا وَعمل كتابا فِي الطِّبّ وَغير ذَلِك نظما ونثرا، وَجلسَ للإفادة من صغره فِي حَيَاة أَبِيه فَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي النَّحْو الشهَاب أَحْمد ابْن شَيْخه الْجمال بن الدواليبي الْحَنْبَلِيّ. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أَنه قدم الْقَاهِرَة قَدِيما وَسكن دمشق وخدم الْمُؤَيد قَدِيما ثمَّ قدم مَعَه الْقَاهِرَة مرّة بعد أُخْرَى وَولي نظر البيمارستان وصنف وَهُوَ سريع الْخط جيده لَدَيْهِ مسَائِل وفوائد وفضائل وَأَجَازَ فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر أَنه كف قبل مَوته بِدُونِ السّنة أَصَابَهُ رمد فآل أمره إِلَى أَن كف. وَأما المقريزي فَقَالَ إِنَّه كَانَ

فَاضلا فِي عدَّة فنون قدم من بَغْدَاد قبل سنة ثَمَانمِائَة وَأشهر شرح أَبِيه على البُخَارِيّ وَصَحب الْأَمِير شيخ المحمودي وسافر مَعَه إِلَى طرابس لما ولي نيابتها وتقلب مَعَه فِي أطوار تِلْكَ الْفِتَن وَقدم مَعَه الْقَاهِرَة فَلَمَّا تسلطن عمله نَاظر المرستان المنصوري قَالَ وَكَانَ ثقيل السّمع، وَقَالَ غَيره أَنه صحب الأكابر كشيخ وتزايد اخْتِصَاصه بِهِ بِحَيْثُ جعله أَمَامه وَتوجه مَعَه إِلَى طرابلس لما وَليهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَاسْتمرّ مَعَه وَلما مَاتَ صرف عَن البيمارستان وَقرر لَهُ مَا يَكْفِيهِ وَلزِمَ منزله حَتَّى مَاتَ) مطعونا فِي يَوْم الْخَمِيس من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بدرب شهيدة بحارة الرّوم السُّفْلى من الْقَاهِرَة فولد بدرب شهدة وَمَات بدرب شهيدة وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء بِالْقربِ من قبر القاياتي، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَأَنه قدم هُوَ وَأَخُوهُ الْقَاهِرَة قبيل سنة ثَمَانمِائَة بشرح أَبِيهِمَا على البُخَارِيّ فأعجب بِهِ الْفُقَهَاء يَوْمئِذٍ وتداولوا كِتَابَته فاشتهر بِالْقَاهِرَةِ وبلاد الشَّام من حِينَئِذٍ وَتعلق هُوَ بحصبة شيخ وَتوجه مَعَه لطرابلس على إِمَامَته بِهِ ثمَّ صَار مَعَه بِدِمَشْق حِين نيابتها وتقلب مَعَه إِلَى أَن قدم مَعَه الْقَاهِرَة بعد قتل النَّاصِر فَصَارَ من جملَة أخصائه وجلسائه وولاه نظر المرستان فَلَمَّا انْقَضتْ الْأَيَّام المؤيدية صرف عَنهُ وَقرر لَهُ راتب، إِلَى أَن قَالَ وَهُوَ جيد الْخط سريع الْكِتَابَة لَدَيْهِ فَضَائِل رَحمَه الله وإيانا وَعِنْدِي من نظمه فِي الْجَوَاهِر. 1041 - يحيى بن مُحَمَّد بن يُوسُف العجمي الأَصْل الْمدنِي الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَخُوهُ أَحْمد وأبوهما الملقب الذاكر وَهَذَا أكبر الْأَخَوَيْنِ. حفظ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار والمنار وأربعي النَّوَوِيّ وَسمع مني بِالْمَدِينَةِ. مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 1042 - يحيى بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشّرف يُونُس بن مُحَمَّد بن عمر البكتمري الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده وَهُوَ شَقِيق أَحْمد وَعبد الرَّحْمَن وَالثَّلَاثَة أَسْبَاط الزين قَاسم الْحَنَفِيّ، أمّهم عزيزة وَهُوَ حفيد أخي السَّيْف الْحَنَفِيّ. / ولد فِي ربيع الآخر سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل وتميز وَفهم الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَحضر عِنْد نظام وَنَحْوه وَالصَّلَاح الطرابلسي ولازمني فِي دروس الصرغتمشية، وحمدت سكونه وأدبه وفهمه وَتزَوج ابْنة خَاله أفضل الدّين بن قَاسم. وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي أَوَائِل سنة سبع وَتِسْعين بعد تعلله أشهرا قبل الطَّاعُون عوضه الله وأباه الْجنَّة. 1043 - يحيى بن مُحَمَّد الشّرف الكركري القاهري / أحد المتصرفين بِأَبْوَاب الْقُضَاة. أجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَدْي وَغَيرهَا أجَاز لنا. وَمَات فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله.

1044 - يحيى بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الغرناطي الْمَالِكِي / قاضيهم بالقدس بعناية الخيضري لاختلاطه بِهِ وَتزَوج هُنَاكَ وَلكنه لم تطل مدَّته لعدم مداراته بِحَيْثُ عزل وَجَاء الْقَاهِرَة فَمَا أُجِيب للعود وَدخل الصَّعِيد مرّة بعد أُخْرَى وَحصل دريهمات وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة فَتزَوج بهَا بكرا فَوَجَدَهَا فِيمَا زعم ثَيِّبًا فغالبه أَهلهَا ونسبوه بِالشَّوْكَةِ لأمر قَبِيح وَأخذُوا مِنْهُ جملَة وَطَلقهَا بعد) الْبَرَاءَة، ورام قَضَاء دمشق فَلم يُمكنهُ فَلم أَطْرَافه وَتوجه إِلَى الْقصير فَقطع عَلَيْهِ الطَّرِيق وَركب الْبَحْر وَهُوَ كَذَلِك إِلَى الينبوع فزار الْمَدِينَة ثمَّ وصل لمَكَّة وأكرمه قاضيها وَغَيره وَحضر عِنْد القَاضِي وسافر لليمن فطتمن منيته بِأبي عَرِيش بلد الْحكمِي فِي سنة خمس وَتِسْعين بعد أَن لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي الَّتِي قبلهَا وَلم يكمل الْأَرْبَعين، وَيذكر بفضيلة سِيمَا فِي الْعَرَبيَّة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. وَاسْتقر بعده سنة سِتّ وَتِسْعين فِي قَضَاء الْقُدس أَبُو عبد الله بن الأزيرق الَّذِي كَانَ قَاضِي الْجَمَاعَة بمالقة وَغَيرهَا فَلم يلبث أَن مَاتَ رَحمَه الله. يحيى بن مُحَمَّد التلمساني المغربي الشاذلي. / فِيمَن جده يحيى قَرِيبا. 1045 - يحيى بن مُحَمَّد الجبرتي الْجَوْزِيّ من فُقَرَاء الشَّيْخ حُسَيْن الْجَوْزِيّ. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. 1046 - يحيى بن مكرم بن الْمُحب الطَّبَرِيّ /. ولد سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمضى فِي شقيقه عبد الْمُعْطِي أَنَّهُمَا سمعا عَليّ فِي سنة تسع وَتِسْعين. 1047 - يحيى بن مَنْصُور التوسي الْمَالِكِي / من فضلاء التونسيين والمعتقدين فيهم. حج وَرجع فَمَاتَ بَين خليص ورابع سنة تسع وَقد بلغ السِّتين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه عقب يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى التلمساني الْمَاضِي فَكَأَنَّهُ غَيره. 1048 - يحيى بن مُوسَى نب عَليّ الدواري قَاضِي الزيدية بصعدة. / 1049 - يحيى بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَليّ بن زكي بِوَزْن ابْنه الشّرف بن الشّرف بن الشهَاب بن الزكي العساسي بمهملات أولاها مَفْتُوحَة وَالثَّانيَِة مُشَدّدَة نِسْبَة لمنية عساس السمنودي الشَّافِعِي الْخَطِيب وَالِد عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي. / ولد بمنية عساس سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ والتبريزي فِي الْفِقْه والملحة والنحو والقريبة للعز الديريني وَهِي سِتّمائَة بَيت وَخَمْسَة وَثَمَانُونَ بَيْتا وَالْمِيزَان الوفي فِي معرفَة اللّحن الْخَفي لَهُ أَيْضا وخطب بِبَلَدِهِ كأبيه وأجداده وَشهد بَينهم ثمَّ انْتقل إِلَى سمنود سنة أَربع عشرَة بعد موت وَالِده فبحث بهَا فِي التبريزي على الشَّيْخ عمر بن عِيسَى، وَحج فِي سنة عشْرين وَالَّتِي تَلِيهَا وَتردد للقاهرة غير مرّة وَكَانَ مُخْتَصًّا بالجد أبي الْأُم بل بَلغنِي أَنه كَانَ أَخُوهُ من الرَّضَاع ونظم الخصائص النَّبَوِيَّة وَكَذَا رفع لشَيْخِنَا سؤالا منظوما عَن مَسْجِد بسمنود فَأَجَابَهُ عَنهُ نظما وَكِلَاهُمَا

مُودع فِي الْجَوَاهِر، وَكتب عَنهُ ابْن فَهد وَابْن الإِمَام والبقاعي قصيدة أَولهَا:) (جَمْرَة الْحبّ أشعلت فِي الحشاء ... نَار وجد تضرمت بالهواء) وَأُخْرَى أَولهَا: (لِأَجلِك يَا ليلى سهرت اللياليا ... وعاديت فِيك كل من كَانَ رَاضِيا) مَاتَ فِي ثَانِي عشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَلم يكمل السّبْعين رَحمَه الله. 1050 - يحيى بن هويذف المعابدي الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي شعْبَان سنة خمس وَثَمَانِينَ. 1051 - يحيى بن يحيى بن أَحْمد بن الْحسن المحيوي أَبُو زَكَرِيَّا القبابي بموحدتين نِسْبَة إِلَى قباب قَرْيَة من أشموم الرُّمَّان من الشرقية القاهري الشَّافِعِي نزيل دمشق. / ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بالقباب وَكَانَ أَبوهُ خَطِيبًا فَمَاتَ عَنهُ صَغِيرا فتنزل فِي مكتب الْأَيْتَام بمدرسة حسن فَقَرَأَ الْقُرْآن والتنبيه وَالْحَاوِي مَعًا ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك وَغَيرهَا وَأخذ عَن البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والبدر الطنبدي ولازم الأبناسي فَانْتَفع بِهِ كثيرا وَأخذ علم الحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ والعربية عَن الْمُحب بن هِشَام والمعقولات عَن الْعِزّ بن جمَاعَة وَتقدم على أقرانه فِي جَمِيعهَا وَأذن لَهُ البُلْقِينِيّ وَغَيره بالإفتاء سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ثمَّ قدم دمشق فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ فَنزل بالقيمرية وَسمع من الْمُحب الصَّامِت جُزْء الخليلي وَأخذ عَن الزُّهْرِيّ والقرشي وَابْن الشريشي وشهدوا لَهُ بالفضيلة حَتَّى قَالَ الزُّهْرِيّ مَا قدم علينا من مصر مثله وَأذن لَهُ هُوَ وَغَيره بالإفتاء أَيْضا وَكَانَ حِين قدومه مَشْهُورا باستحضار الرَّوْضَة بل كَانَ عَارِفًا بدقائق الْحَاوِي ثمَّ جلس للإقراء بِجَامِع بني أُميَّة فَأخذ عَنهُ جمَاعَة من الْفُضَلَاء ثمَّ ترك الإقراء وَأَقْبل على الْوَعْظ وصنف فِيهِ كتابا وَتكلم على النَّاس بالجامع فأكبوا عَلَيْهِ وراج فِيهِ أمره واشتهر بالفصاحة وَحسن الْأَدَاء وانتفع بِهِ كثير من الْعَامَّة ثمَّ لما وسع الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن منجك مَسْجِد الْقصب تكلم فِيهِ على آيَة إِنَّمَا يعمر مَسَاجِد الله وَحضر عِنْده الشهَاب بن المحمرة القَاضِي وَغَيره من عُلَمَاء دمشق وَكَانَ مَجْلِسا جَلِيلًا، وَسكن بعد الْفِتْنَة الْعُظْمَى بَيت روحاء فَأَقَامَ وَدخل إِلَى دمشق مَعَ من دَخلهَا من الشاميين ثمَّ عَاد فلازم عمل الميعاد وَقَرَأَ صَحِيح البُخَارِيّ عِنْد نوروز، ودرس فِي دمشق بعدة مدارس كالرواحية وناب فِي الشامية البرانية وَأعَاد بالشامية الْكُبْرَى، وناظر الفحول وزاحم الْعلمَاء فاشتهر أمره واتضح علمه وَبَان مِقْدَاره وناب فِي الحكم عَن الأخنائي والنجم بن حجي فَمن بعدهمَا، وَكَانَ عَارِفًا بِالْقضَاءِ يقظا لكنه كَانَ يشين نَفسه بِالْأَخْذِ على الْأَحْكَام ويتهافت فِي ذَلِك) دون سَائِر رفقته مَعَ الْغناء وَعدم الْحَاجة

وَاسْتمرّ كَذَلِك إِلَى أَن ضعف بَصَره جدا ثمَّ أضرّ وَلم يتْرك مَعَ هَذَا الحكم بل كَانَ يُؤْخَذ بِيَدِهِ فَيعلم بالقلم ثمَّ لما مَاتَ أقرانه وخلت دمشق مِنْهُم عَاد إِلَى الْجَامِع الْأَعْظَم فَاجْتمع عَلَيْهِ الطّلبَة بل غَالب فضلاء دمشق وقسموا عَلَيْهِ التَّنْبِيه والمنهاج وَالْحَاوِي فِي أشهر قَليلَة من ثَلَاث سِنِين بِدُونِ مطالعة وَرُبمَا اسْتَعَانَ بمطالعة بعض أَصْحَابه لَهُ، وافتى زَمنا قبل الضَّرَر وَبعده وَيكْتب عَنهُ حِينَئِذٍ ثمَّ يكْتب هُوَ اسْمه، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة فَقِيها واعظا فصيحا ذكيا جيد الذِّهْن مشاركا فِي عدَّة فنون حسن التَّقْرِير قَادِرًا على إِيصَال الْمعَانِي للإفهام مَعَ لين العريكة وسهولة الانقياد والمروءة والعصبية وَقلة الْحَسَد وَلما تزايد ضعف بَصَره انْقَطع بمنزله مديما للتلاوة ويبرز فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس للإشغال فِي الْجَامِع إِلَى أَن مرض بالقولنج فَتغير مزاجه ثمَّ عوفي مِنْهُ ثمَّ عاوده فضاقت أخلاقه لذَلِك وَلم يزل يتزايد بِهِ إِلَى توفّي فِي منزله بِمَسْجِد الْقصب بعد عصر يَوْم السبت ثامن عشر صفر سنة أَرْبَعِينَ وَدفن من الْغَد بمقبرة الْبَاب الصَّغِير شَرْقي سَيِّدي بِلَال بِالْقربِ من جادة الطَّرِيق وَكثر الأسف عَلَيْهِ وَكَانَت جنَازَته حافلة وَتقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ السراج الْحِمصِي مَعَ كَونه أوصى للشَّيْخ أَحْمد الأقباعي فَلم يلْتَفت لذَلِك ورثاه جمَاعَة رَحمَه الله وإيانا، وَذكره شَيخنَا فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ من إنبائه فَقَالَ اجْتمع بِي فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بالعادلية الصُّغْرَى وَذكر أَنه قَرَأَ على شُيُوخنَا الْعِرَاقِيّ والبلقيني وَغَيرهمَا وَسمع من ابْن الْمُحب وَسمعت عَلَيْهِ جُزْءا من حَدِيثه وَسمع عَليّ شَيْئا. وَمَات فِي صفر وَلكنهَا من سنة أَرْبَعِينَ وَذكره التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته فَقَالَ الشَّيْخ الْعَالم الْمُحدث الْفَقِيه الْوَاعِظ وأرخ مولده فِي أَوَاخِر سنة سِتِّينَ أَو أول الَّتِي تَلِيهَا وَقَالَ أَن حفظه للحاوي بعد كبره وتميز وَفضل، وترجمه بِمَا اعْتمد عَلَيْهِ شَيخنَا فِي إنبائه. 1052 - يحيى بن أبي زَكَرِيَّا يحيى بن زيان بن عمر بن زيان بن الْأَزْرَق الوطاسي المغربي المريني الفاسي / الْوَزير الْمَاضِي أَبوهُ. ذبح هُوَ وَابْن عَمه مُحَمَّد بن أبي حسون الْمَاضِي فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء مستهل الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ. 1053 - يحيى ابْن الْأَمِير الْخَيْر الْفَقِيه يشبك المؤيدي سبط الْمُؤَيد شيخ، أمه أسية ووالد أَحْمد الْمَاضِي. / ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي عز فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا وجود الْكِتَابَة عِنْد الْبُرْهَان الفرنوي وَغَيره كيس وَتقدم فِيهَا بِحَيْثُ كتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء) بديعة وَكَانَ مَعَ ذَلِك مُتَقَدما فِي الفروسية بِسَائِر أَنْوَاعهَا كالرمح وَالسيف والدبوس والنشاب وسوق الْخَيل بِحَيْثُ أَنه سَاق الْمحمل عدَّة سِنِين باشا، مَعَ حسن المحاضرة والشكالة ولطف الْعشْرَة

والظرف وجودة الْفَهم ومزيد الْإِسْرَاف على نَفسه، وَهُوَ من كَانَ يسمع مني بِحَضْرَة أَبِيه فِي القَوْل البديع وَغَيره، وَكَذَا من شُيُوخه فِي الْفِقْه وَنَحْوه الْبَدْر بن عبيد الله وبواسطته تزوج ابْنة الْمُحب بن الشّحْنَة واستولدها ابْنة مَاتَت فِي حياتهما وفارقها وَعظم ميل أَبِيه إِلَيْهِ ومحبته فِيهِ حَتَّى أَنه كَانَ المستبد بِكَثِير من الْأُمُور أَيَّام مُبَاشَرَته الدوادارية الْكُبْرَى مَعَ شدَّة مبالغته فِي طواعية وَالِده ومزيد خدمته لَهُ، وَقد رقاه الظَّاهِر خشقدم وَأمره بعد سنطباي وَغَيره وَصَارَ أَمِير أَرْبَعِينَ، وسافر فِي أَيَّامه إِلَى الْحجاز أَمِير الركب الأول وَإِلَى الْبِلَاد الشامية لتقليد بعض النواب وَرجع بِمَال كثير وابتدأ بِهِ التوعك من ثمَّ بِحَيْثُ أشرف على الْمَوْت وتحدث بِهِ النَّاس حَتَّى سمعته وَأَنا بِمَكَّة وَنزل السُّلْطَان للسلام عَلَيْهِ وعالجه الْأَطِبَّاء خُصُوصا المظفر مَحْمُود الأمشاطي حَتَّى نجع ثمَّ انْتقض عَلَيْهِ بعد بِمدَّة وتنوعت بِهِ الْأَمْرَاض كالسل وَنَحْوه بل يُقَال أَنه عرض لَهُ دَاء الْأسد وَأقَام مُدَّة وَاخْتلف الْأَطِبَّاء عَلَيْهِ وَأَكْثرُوا لَهُ من الحقن إِلَى أَن انتحل وتخلى مِمَّا عَسى ن يكون كل هَذَا سَببا للتكفير عَنهُ. وَمَات وَأَبوهُ فِي دمياط وَأمه تقالبه يَوْم الْجُمُعَة سادس عشرى رَمَضَان سنة سِتّ وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد فِي جمع حافل جدا فِيهِ السُّلْطَان، وَدفن بالمؤيدية مدرسة جده، وَبَلغنِي عَن الْمُحب بن الشّحْنَة أَنه لم يخلف بعده فِي أَبنَاء التّرْك مثله سامحه الله وإيانا وعوضه وأبويه الْجنَّة، وَقد كَانَ زَائِد الْميل إِلَيّ اقْتِدَاء بِأَبِيهِ فيا لتعظيم بِحَيْثُ أنني لما قدمت من مَكَّة فِي أول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَكَانَ إِذْ ذَاك ضَعِيفا تَوَجَّهت للسلام عَلَيْهِ فَبَالغ فِي التألم من أجل كَون تدريس المؤيدية لم يتْرك لي حَتَّى جِئْت وَإنَّهُ هُوَ وَأَبوهُ عَجزا عَن دفع ابْن عبيد الله الْمُسْتَعْمل من ابْن الشّحْنَة فِي تَقْرِيره فِيهِ فخففت ألمه وأرحت خاطره. 1054 - يحيى بن يُوسُف بن عبد الحميد بن عمر بن يُوسُف بن عبد الله الطوخي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي البسطي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وجده والآتي أَبوهُ الْمَالِكِي. / مِمَّن قَرَأَ عَليّ بعض البُخَارِيّ وكتبت لَهُ إجَازَة وَهُوَ مِمَّن يتكسب فِي بيع الْبسط، وَأكْثر من الْقِرَاءَة على شيخ سوقهم التقي الْحَنْبَلِيّ وَحضر يَسِيرا فِي الْفِقْه عِنْد الزين بن صَدَقَة. 1055 - يحيى بن يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد المغربي الْمَالِكِي. / ولد بِبِلَاد مكناسة الزَّيْتُون فِي) شَوَّال سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَقدم الْقَاهِرَة فِي أَعْوَام بضع عشرَة وَثَمَانمِائَة بعد جولاته فِي فاس وأعمالها، وَدخل الأندلس وأفريقية وَحج وزار الْمَدِينَة وَأقَام بالبلاد الشامية سِنِين، وَتردد إِلَيّ كثيرا وَنعم الرجل. قَالَه المقريزي فِي عقوده وسَاق عَنهُ عَن أبي عبد الله مُحَمَّد الفاسي فِي كرامات الْآل

حِكَايَة ذكرتها فِي الارتقاء وَلم يؤرخ وَفَاته. 1056 - يحيى بن يُوسُف ين مُحَمَّد بن عِيسَى النظام بن السَّيْف الصيرامي بِالْمُهْمَلَةِ صادا أَو سينا ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ مَعَ الْخلاف فِي إِثْبَات مُحَمَّد وحذفه والماضي وَلَده عبد الرَّحْمَن وَرُبمَا قيل لَهُ يحيى بن سيف. ولد قبل الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة أَظُنهُ بتبريز لكَون وَالِده كَانَ قد تحول إِلَيْهَا، وَلزِمَ وَالِده خَاصَّة فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية وَكَانَ قدومه الْقَاهِرَة مَعَه حِين استدعى لمشيخة البرقوقية من واقفها بعد موت شيخها الْعَلَاء السيرامي فِي سنة تسعين وَهُوَ مراهق وَتقدم بذكائه وصفاء فكره وَذكر بالفضيلة التَّامَّة وَحسن الشكالة ومزيد الْعِفَّة فَلَمَّا مَاتَ وَالِده اسْتَقر عوضه فِي مشيخة البرقوقية مَعَ وجود أَخ لَهُ أسن مِنْهُ وَذَلِكَ بنقرير أقباي فِي غيبَة النَّاصِر بن الْوَاقِف فَلَمَّا حضر النَّاصِر أقره عَلَيْهَا وَعَكَفَ حِينَئِذٍ على التدريس والإقراء بِحَيْثُ أَقرَأ الْفُضَلَاء من سَائِر الْمذَاهب الْكتب المشكلة فِي الْفُنُون كالعضد والمطول وَشرح المواقف وَتَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ والكشاف، وَسمعت الثَّنَاء عَلَيْهِ بمزيد الذكاء والديانة من غير وَاحِد من أَصْحَابه وَرُبمَا قدم فِي التَّحْقِيق ومتانته على الْعِزّ بن جمَاعَة، وَمِمَّنْ انْتفع بِهِ التقي الشمني أَخذ عَنهُ الْمنطق والمطول بِتَمَامِهِ وَكَأَنَّهُ لذَلِك كتب عَلَيْهِ النظام شرحا طَويلا وجد بِخَطِّهِ، وَأخذ عَنهُ غير ذَلِك ولازمه مُلَازمَة تَامَّة فِي العقليات وَغَيرهَا حَتَّى فِي الْفِقْه كالهداية لَكِن كَانَ ذَلِك قبل تحنقه، وَبَلغنِي أَن التقي كَانَ يضايقه حَتَّى أَنه قَالَ لَهُ مرّة الْتزم أحد الشقين وَأَنا أناظرك فِي الآخر، وَصَارَت مَذْكُورَة فِي جلالة التقي، واختص النظام بالمؤيد بِحَيْثُ كَانَ يبيت عِنْده كثيرا من اللَّيَالِي ويسامره لوثوقه بِهِ وبعقله وخدم كتبه كالهداية وَغَيرهَا من كتب الْفِقْه وَكَثِيرًا من كتب العقليات كالمعاني وَالْبَيَان بحواش متقنة متينة بل كتب على تصنيف ابْن عَرَبِيّ الفتوحات أَو الفصوص أَمَاكِن جَيِّدَة بَين فِيهَا زيفه فِي اعْتِقَاده، هَذَا مَعَ قَول الْعَيْنِيّ بعد تصدير تَرْجَمته بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل أَنه لم يكن صَاحب مواد من الْعُلُوم وَلكنه يقوى على الدُّرُوس بذكائه، وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية إِنَّه كَانَ فَاضلا نبيها وشكلا حسنا مَعَ الْمُرُوءَة والعصبية والإنسانية، وَقَالَ غَيره برع فِي الْفِقْه والأصلين واللغة والعربية والمعاني وَالْبَيَان والجبر) والمقابلة والمنطق والطب وَالْحكمَة والهيئة وغالب الْفُنُون مَعَ الدّيانَة والصيانة والفصاحة وَكَثْرَة الْخَيْر وَقُوَّة المناظرة والمباحثة ومزيد الشهامة ووفور الْحُرْمَة وَالْوَقار والمهابة ووجاهته فِي الدول، وَحكى لنا غير وَاحِد أَن الْعَلَاء بن المغلي الْحَنْبَلِيّ قَالَ لَهُ فِي مباحثة بِحَضْرَة الْمُؤَيد يَا شيخ

نظام الدّين اسْمَع مني مذهبك وسرد لَهُ تِلْكَ المسئلة من حفظه فَمشى النظام مَعَه فِيهَا وَلَا زَالَ يَنْقُلهُ حَتَّى دخل بِهِ إِلَى علم الْمَعْقُول فَوقف الْعَلَاء وَرَأى النظام أَنه استظهر عَلَيْهِ فصاح فِي الْمَلأ طاح الْحِفْظ يَا شيخ هَذَا مقَام التَّحْقِيق فَلم يرد عَلَيْهِ وعدت فِي فَضَائِل النظام، وَأما شَيخنَا فَقَالَ فِي إنبائه أَنه كَانَ حسن التَّقْرِير والتدريس جيد الْفَهم قويه قَلِيل التَّكَلُّف كثير الْإِنْصَاف متواضعا مَعَ صِيَانة وَلم يكن فِي أَبنَاء جنسه مثله قَالَ وَلما وَقع الطَّاعُون استكان وخضع وخشع ولازم الصَّلَاة على الْأَمْوَات بالمصلى إِلَى أَن قدر الله أَنه مَاتَ بالطاعون، زَاد غَيره وَقت صَلَاة الْعَصْر من يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشرَة جُمَادَى الأولى وَعَن بَعضهم فِي يَوْم السبت ثَانِي عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَصلي عَلَيْهِ صَبِيحَة الْغَد بِبَاب النَّصْر وَدفن بتربتهم تجاه تربة جمال الدّين بِالْقربِ من البرقوقية وَهِي الْآن مجاورة لتربة شاذبك شاد الْخَلِيل، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار قَالَ يحيى بن سيف الْعَلامَة نظام الدّين شيخ الظَّاهِرِيَّة برقوق هُوَ أعلم من جَمِيع من ذكر فِي هَذَا الْمحل كَأَنَّهُ مِمَّن اسْمه يحيى رَحمَه الله وإيانا. 1057 - يحيى بن الْجمال يُوسُف بن التقي يحيى بن الْأُسْتَاذ الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف التقي الْكرْمَانِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي جده قَرِيبا والآتي أَبوهُ. ولد فِي يَوْم الْأَحَد سادس رَجَب سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والبهجة وألفية النَّحْو عِنْد الْفَقِيه عمر التتائي، وَعرض على الْمَنَاوِيّ والبلقيني وَغَيرهمَا وَسمع على جمَاعَة وجاور مَعَ وَالِده سنة خمس وَسِتِّينَ وَقبلهَا أشهرا من سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ ولازم الْجَوْجَرِيّ فِي الْفِقْه والأصلين والعربية وَغَيرهَا وَالْفَخْر المقسي فِي الْفِقْه وَالشَّمْس الكركي فِي الصّرْف والعربية فِي آخَرين وجود الْخط على يس وَكتب بِهِ لنَفسِهِ وَلغيره وتميز وَحضر عِنْدِي قَلِيلا وانعزل مُقبلا على شَأْنه متقنعا باليسير مَعَ عقل وأدب وَفضل. 1058 - يحيى بن يُوسُف بن يحيى الحمامي الْمَكِّيّ. / اشْتغل فِي الْفِقْه وتعانى التِّجَارَة وسافر لأَجلهَا إِلَى الْيمن وَإِلَى ظفار وَإِلَى مصر ثمَّ عَاد لمَكَّة وَبهَا مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة) ثَلَاثِينَ بعد مرض طَوِيل وَكَانَ قد تملك بِمَكَّة عقارا. ذكره الفاسي. 1059 - يحيى كَاتب السِّرّ بن الأرسوبي. / مَاتَ سنة تسع عشرَة. 1060 - يحيى بن الشّرف بن بَريَّة المنفلوطي وَالِد إِبْرَهِيمُ / وَأحد الكتبة. مِمَّن خدم بِالْمُبَاشرَةِ عِنْد ابْن حريز ثمَّ بعده كتب فِي الدِّيوَان ثمَّ بَطل وَانْقطع حَتَّى مَاتَ قريب الثَّمَانِينَ وَكَانَ قد صاهر مَنْصُور بن صفي الأستادار على أُخْته واستولدها ابْنه إِبْرَهِيمُ

وباشر عَن صهره فِي السابقية وَرَأَيْت مِنْهُ فِي الْمُبَاشرَة دربة وقعددا بل كَانَ بِالنِّسْبَةِ لأقربائه أشبههم وَهُوَ ابْن كريم الدّين أخي شمس الدّين مُحَمَّد وَالِد أبي الْبَقَاء وَأبي الْفَتْح عَفا الله عَنهُ. 1061 - يحيى الشّرف القبطي القاهري وَيعرف بِابْن صنعية. / مِمَّن خدم بِالْكِتَابَةِ ثمَّ ترقى بسفارة الحسام بن حريز للوزر عوضا عَن الْعَلَاء بن الأهناسي فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَلم يلبث أَن انْفَصل عَنْهَا فِي صفر من الَّتِي تَلِيهَا وَاسْتقر فِي أول سنة خمس وَسبعين بعد موت الْبُرْهَان الرقي فِيمَا كَانَ باسمه من توقيع وَغَيره وباشر التوقيع فِي خدمَة كَاتب السرمدة ثمَّ انْقَطع. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمصْر. 1062 - يحيى محيي الدّين المغربي المالطي قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق. / مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه قَالَ وَاسْتقر بعده الشّرف يَعْقُوب المغربي أَيْضا. يحيى الدِّمَشْقِي الأَصْل الْمَكِّيّ / مولدا ومنشأ ابْن قيم الجوزية. كثر الْإِقَامَة بِالْقَاهِرَةِ مِنْهَا بعد التسعين عدَّة سِنِين وَهُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْمَاضِي. 1063 - يحيى البجيلي. / أَصله من بجيلة زهران من ضواحي مَكَّة. أَقَامَ بِمَكَّة يتعبد حَتَّى اشْتهر. وَمَات سنة عشْرين. ذكره شَيخنَا أَيْضا. يحيى التلمساني. / فِي ابْن مُحَمَّد بن يحيى. 1064 - يحيى الشَّامي نزيل مَكَّة / الشَّاهِد بَاب السَّلَام. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. يحيى قَاصد الْحَبَشَة. / فِي ابْن أَحْمد بن شَاذ بك. 1056 - يحيى المغربي. الركاع / لَهُ ذكر فِي وَلَده مُحَمَّد وَإنَّهُ كَانَ كثير الرُّكُوع يخْتم الْقُرْآن فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة. مَاتَ فِي حُدُود السِّتين. 1066 - يحيى المغربي الظهري. / كَانَ مشاركا فِي الْعُلُوم وَلَكِن غلب عَلَيْهِ الصّلاح. مَاتَ قَرِيبا من سنة أَربع وَسِتِّينَ. ذكره بعض الآخذين عني.) ::: 1067 - يحيى الهواري المغربي الْمَالِكِي. / قدم الْمَدِينَة فأقرأ بهَا الْفِقْه والعربية ووغيرهما وانتفع بِهِ جمَاعَة وَتوجه مِنْهَا لمَكَّة فِي الْبَحْر فغرق قبل وُصُوله إِلَيْهَا فِي ثامن عشرى شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَكَانَ عَالما صَالحا رَحمَه الله. 1068 - يخشباي المؤيدي ثمَّ الأشرفي برسباي. / أَصله من كِتَابِيَّة شيخ ثمَّ نقل إِلَى الْأَشْرَف برسباي فَأعْتقهُ وَصَارَ خاصكيا ثمَّ دوادارا صَغِيرا ثمَّ أَمِير آخور ثَانِي ثمَّ أمره عشرَة ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ بلادا حَتَّى صَار من الطبلخانات ثمَّ كَانَ مَعَ الْعَزِيز ابْن أستاذه وَكَانَ هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ بِبَاب السلسلة والإسطبل لغيبة أَمِير آخور كَبِير فِي التجريدة فأغلق بَاب السلسلة وَفعل أَشْيَاء حقدها الظَّاهِر جقمق فَلَمَّا استفحل أمره وَوَقع الصُّلْح

على قبض أَرْبَعَة من الخاصكية ونزول هَذَا من الإسطبل لزم بَيته إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ وَأرْسل إِلَى إسكندرية مُقَيّدا وَلم يلبث أَن أثبت كفره وَهُوَ فِي السجْن وَحكم بِضَرْب عُنُقه فَضرب بعد الْأَعْذَار فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَقد زَاد على الثَّلَاثِينَ مَعَ هَذَا مَعَ أَنه استحكم بحقن دَمه قبل حَبسه لما استشعر عزمهم على فتله فَلم يلتفتوا لما مَعَه، وَكَانَ شَابًّا طوَالًا جميلا مليح الشكل يعلوه اصفرار مَعَ شجاعة وَقُوَّة وذوق وَمَعْرِفَة ومشاركة فِي الْجُمْلَة وَمَعْرِفَة ومشاركة فِي الْجُمْلَة وَمَعْرِفَة بأنواع الملاعب والملاهي والفروسية، وَقد ذكر شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَقَالَ أَنه أخرج من السجْن وَادّعى عَلَيْهِ بِأَنَّهُ سبّ شريفا من أهل منفلوط وَهُوَ حسام الدّين مُحَمَّد بن حريز قاضيها وَثَبت ذَلِك عَلَيْهِ فِي الْقَاهِرَة واتصل بقاضي إسكندرية فأعذر إِلَيْهِ فَأنْكر ثمَّ حلف أَنه لم يفعل فَقيل لَهُ أَن الْإِنْكَار لَا يُفِيد بعد قبُول الشَّهَادَة فاستسلم للْقَتْل فَشَهِدُوا عَلَيْهِ بِعَدَمِ الدَّافِع وَضرب عُنُقه. وَقَالَ المقريزي أَنه كَانَ جبارا ظَالِما شريرا عَفا الله عَنهُ. يخلف الْوَقَّاد. / 1069 - يربغا دوادار سودون الحمزاوي. / قتل أَيْضا فِي سنة عشر. 1070 - يربغا / أحد الْحجاب بِدِمَشْق. مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَكَانَ قد حج بالركب الشَّامي فِي السّنة قبلهَا وَعَاد وَهُوَ مَرِيض. أرخه اللبودي. 1071 - برشباي الإينالي المؤيدي شيخ، / صَار بعده خاصكيا وَاسْتمرّ حَتَّى عمله الظَّاهِر جقمق أَمِير آخور رَابِع ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ أَمِير آخور ثَالِث ثمَّ ثَانِي بل صَار من الطبلخانات وَعظم وضخم وَاشْترى بَيت الأتابك أيتمش بِقرب بَاب الْوَزير وجدده وسد بَابه من جِهَة الطَّرِيق وَاسْتمرّ بِبَاب سره بجوار بَاب جَامع سنقر ثمَّ قبض عَلَيْهِ الْمَنْصُور وَحمل إِلَى إسكندرية ثمَّ نَقله) الْأَشْرَف إِلَى دمياط ثمَّ أَعَادَهُ وَأمره عشرَة ثمَّ طبلخانات ثمَّ عينه لمَكَّة على التّرْك المقيمين بهَا، وَبنى بِنَاحِيَة المعلاة مَسْجِدا عِنْد سَبِيل القديدي يعلق عِنْده الْحَيَّات لخفة عقله فاستمر حَتَّى مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى وَوهم من أرخه فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَقد ناهز السِّتين وَكَانَ طوَالًا مليح الشكل تَامّ الْخلقَة فِيهِ سُكُون وحشمة مَعَ إِسْرَاف على نَفسه سامحه الله. 1072 - يرش الدواداري جَانِبك. / مَاتَ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. 1073 - يزِيد بن إِبْرَهِيمُ بن جماز شيخ بني سعد. / خرج عَلَيْهِ نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْبَدْر بن عَطِيَّة شيخ بني وَائِل وَابْن أخي مهنا بن عَطِيَّة نَهَارا فِي طَائِفَة إِلَى أَن أدركوه بدجوة فَقَتَلُوهُ مَعَ جمَاعَة من أَتْبَاعه مِنْهُم مَمْلُوك من جِهَة السُّلْطَان وَذَلِكَ فِي سلخ ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين وَكَانَ فِيمَا قيل شجاعا متدينا يحب الْعلمَاء والصلحاء

وَيكثر من الصَّوْم وَالْإِطْعَام وَيبعد المفسدين وتألم النَّاس لذَلِك غفر الله لَهُ وَعَفا عَنهُ. 1074 - يشبك بن إزدمر الظَّاهِرِيّ برقوق. / ولد بِبِلَاد جركس وَقدم مَعَ أَبِيه فاشتراهما الظَّاهِر فِي أول أمره وَقدم وَالِده ثمَّ عمل ابْنه خاصكيا إِلَى أَن أظهر فِي وقْعَة تمر من الشجَاعَة والإقدام مَا اشْتهر وَحمل بعد قتل أَبِيه فِي المعركة إِلَى تمر وَبِه نَيف عَن ثَلَاثِينَ جرحا مَا بَين ضَرْبَة سيف وطعنة رمح فأعجبه وَأمر بمداواته والتلطف بِهِ حَتَّى تعافى فاحتال حَتَّى فر وَعَاد إِلَى النَّاصِر فعمله أَمِير عشرَة وَلَا زَالَ حَتَّى قدمه وَعَمله رَأس نوبَة النوب ثمَّ ولي نِيَابَة حماة ثمَّ حلب فِي أَيَّام نوروز الحافظي لِأَنَّهُ كَانَ من حزبه إِلَى أَن ظفر بهما الْمُؤَيد فَقَتَلَهُمَا مَعَ غَيرهمَا فِي سنة سبع عشرَة، وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا جميلا شجاعا كَرِيمًا مقداما رَأْسا فِي جذب الْقوس وَالرَّمْي يضْرب بِهِ الْمثل فِي ذَلِك صاهر تغرى بردى الأتابكي على إِحْدَى بَنَاته الصغار وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَلم يزدْ على قَوْله كَانَ مَشْهُورا بالشجاعة والفروسية وَتوقف فِي قَول الْعَيْنِيّ كَانَ ظَالِما لم يشْتَهر عَنهُ خير بِأَنَّهُ بَاشر نظر الشيخونية قَالَ وَرَأَيْت أَهلهَا يبتهلون بِالدُّعَاءِ لَهُ وَالشُّكْر مِنْهُ. 1075 - يشبك من جَانِبك المؤيدي شيخ وَيعرف بالصوفي. / صَار بعد أستاذه خاصكيا ثمَّ امتحن فِي أَيَّام الْأَشْرَف لكَونه مِمَّن اتهمَ بِمَعْرِِفَة مَحل جَانِبك الصُّوفِي حِين هرب من سجن إسكندرية وعاقبه حَتَّى أشرف على الْمَوْت ثمَّ نَفَاهُ ثمَّ أَعَادَهُ خاصكيا إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الظَّاهِر بِحِصَّة فِي شبين الْقصر ثمَّ عمله ساقيا ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ صيره من رُءُوس النواب وَتوجه إِلَى) الْحجاز مقدما على المماليك السطانية ثمَّ عَاد إِلَى أَن رسم بنفيه إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ شفع فِيهِ فأنعم عَلَيْهِ بتقدمة فِي حلب فَأَقَامَ هُنَاكَ إِلَى أَن ولي نِيَابَة حماة بعد عزل شَاذ بك الجكمي ثمَّ بعد أشهر نقل إِلَى نِيَابَة طرابلس فدام بهَا وَقدم فِي أثْنَاء ولَايَته لَهَا الْقَاهِرَة ثمَّ رَجَعَ ثمَّ طلب فَقبض عَلَيْهِ وَنفي إِلَى دمياط ثمَّ إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ أُعِيد إِلَى دمياط ثمَّ طلب فَأرْسل إِلَى الْقُدس ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بأتابكية دمشق فِي سنة سِتّ وَخمسين وسافر مِنْهَا أَمِيرا على الركب الشَّامي ثمَّ عَاد إِلَّا يَسِيرا. وَمَات فِي سنة سِتّ وَخمسين وسافر مِنْهَا أَمِيرا على الركب الشَّامي ثمَّ عَاد إِلَّا يَسِيرا. وَمَات فِي صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ، وَكَانَ طوَالًا مليح الشكل مَعَ طمع وَسُوء سيرة وَعَفا الله عَنهُ. 1076 - يشبك من سلمَان شاه المؤيدي الْفَقِيه. / ولد على رَأس الْقرن وأحضر من بِلَاد جركس فِي سنة ثَمَانمِائَة فتنزل فِي الطباق وَصَارَ من خاصكية أستاذه ثمَّ ترقى إِلَى أَن تزوج ابْنة آسِيَة وَتكلم فِي أوقافه وَصَارَ فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي رَأس نوبَة الجمدارية إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الظَّاهِر بأمرة عشرَة بعد وَفَاة تمر النوروزي ثمَّ زيد عدَّة قرى إِلَى أَن بَقِي من أُمَرَاء الطبلخاناة وَكَانَ من جملَة مَا أنعم عَلَيْهِ بِهِ

شبين الْقصر ثمَّ لما استقدم ولدا لِابْنِ أَخِيه من بِلَاده وَاشْتَرَاهُ طلع بِهِ إِلَيْهِ لينزله فِي المماليك الْكِتَابِيَّة فرقاه عَن ذَلِك إِكْرَاما لِعَمِّهِ وَقرر لَهُ أَلفَيْنِ والعليق وتوابعهما بل قرر لوَلَده يحيى سبط الْمُؤَيد مثله وسافر فِي أَيَّامه غير مرّة لغزو الفرنج وَظَهَرت كفاءته وفروسيته وَكَذَا سَافر بعده للجون غير مرّة وَفِي عدَّة تجاريد وَغَيرهَا واختص بالجمالي نَاظر الْخَاص وانتفع النَّاس بسفارته عِنْده، وَلَا زَالَ على إمرته دولة بعد أُخْرَى إِلَى أَن اسْتَقر خجداشه الظَّاهِر خشقدم فقدمه فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ ثمَّ عمله دوادارا كَبِيرا بعد قتل جَانِبك الجداوي فَكَانَت ولَايَته من التنفيسات وباشرها حَتَّى كَانَت الْوَقْعَة الَّتِي خلع فِيهَا الظَّاهِر بلباي وتسلطن تمربغا وَاجْتمعَ عِنْده كثير من المقدمين وَغَيرهم من الْكِبَار وَالصغَار بِقصد الْقيام بنصر بلباي وساعدهم غَيرهم وَوَقع الْحَرْب وَلم ينحز كَهُوَ لقِتَال بل صَار يسوف بطالبه مِنْهُ وقتا بعد وَقت لعدم ميله إِلَى الشَّرّ وحسبان العواقب الأخروية وَإِلَّا فَلَو وافقهم على مَا راموه مِنْهُ لبلغوا قصدهم ثمَّ لم يلبث أَن تسحب فَلم يعرف أَيْن توجه وَنهب بَيته، وَاسْتقر فِي المملكة تمربغا فقرر عوضه فِي الدوادارية خير بك ثمَّ ظهر صَاحب التَّرْجَمَة بعد أَيَّام فِي بَيت الأتابك قايتباي فشفع فِيهِ ليتوجه لبيت الْمُقَدّس بطالا ثمَّ حول إِلَى دمياط وَأقَام بهَا إِلَى أَن أنعم) عَلَيْهِ الْأَشْرَف قايتباي بِالْعودِ إِلَى الديار المصرية بعد موت وَلَده فَأَقَامَ بهَا بطالا إِلَى أَن مَاتَ بعد توعكه مُدَّة طَوِيلَة وتحوله بِسَبَبِهِ لبيت مَنْصُور بن صفي المجاور لربع قانم من بولاق فِي يَوْم السبت سادس عشرى ربيع الأول سنة ثَمَان وَسبعين وَحمل فِي محفة وَهُوَ ميت لبيت أزدمر المسرطن زوج ابْنَته بقناطر السبَاع وجهز وَصلى عَلَيْهِ فِي سَبِيل المؤمني بِحَضْرَة السُّلْطَان وَالْأَرْبَعَة وَجمع جم ثمَّ دفن بتربة تجاه صهريج منجك فِيهَا قُبُور أَوْلَاده، وَكَانَ قد لَازم الِاشْتِغَال بالفقه والقراآت والْحَدِيث فَكَانَ مِمَّن يتَرَدَّد إِلَيْهِ أَيَّامًا فِي الْأُسْبُوع الْبَدْر بن عبيد الله بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ الْهِدَايَة وَغَيرهَا والشهاب الْحلَبِي الضَّرِير الْمُقْرِئ بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ عدَّة قراآت نظرا فِي الْمُصحف وَكَذَا ابْن أَسد وَغَيره من الْقُرَّاء وكاتبه فَقَرَأَ على بعض البُخَارِيّ وَغير ذَلِك بل وَسمع من لَفْظِي قَدِيما القَوْل البديع من تصانيفي بِتَمَامِهِ واغتبط بِهِ، ثمَّ بعد عوده من دمياط فِي أَيَّام بطالته سمع من لَفْظِي أَيْضا ارتياح الأكباد وَكَذَا الْيَسِير من القَوْل التَّام فِي فضل الرَّمْي بِالسِّهَامِ وَغَيرهَا وَكَانَ يَقُول لَا أَزَال أَقرَأ عَلَيْك حَتَّى ألْقى الله وَأَنا طَالب علم، بل قد لَقِي قَدِيما بِالْقَاهِرَةِ وَبَيت الْمُقَدّس الشَّمْس ين الديري وَسمع كثيرا من مجالسه ثمَّ حضر عِنْد وَالِده القَاضِي سعد الدّين وَحصل

تكملته لشرح الْهِدَايَة وَعند شَيخنَا والمحب بن نصر الله فِي آخَرين، وَحج غير مرّة أَولهَا فِي سنة خمس وَعشْرين وَآخِرهَا وَهُوَ فِي الدوادارية صُحْبَة وَلَده أَمِير الركب الأول، وَكَانَ أَمِيرا حسنا يفهم كثيرا من مسَائِل الْعلم ويستحضر أَشْيَاء مَعَ الدّين والتواضع المفرط والهضم لنَفسِهِ بِحَيْثُ يمْنَع من يطريه أَو يُبَالغ فِي مدحه وَالرَّغْبَة فِي لِقَاء الْعلمَاء والفضلاء والمذاكرة مَعَهم والتنويه بذكرهم وَحسن الِاعْتِقَاد وَالتَّصَدُّق باليسير والقانون الْمُتَوَسّط بل دون ذَلِك فِي ملبسه ومركبه وَسَائِر أَحْوَاله والهمة مَعَ من يَقْصِدهُ بِحَيْثُ يُفْضِي بِهِ إِلَى التعصب الَّذِي رُبمَا ينقمه عَلَيْهِ الأخيار وَمَا أَظن بِهِ تعمد الْقيام فِي بَاطِل، هَذَا كُله مَعَ تقدمه فِي الفروسية والرماية وَكَونه مِمَّن أحكم الْأُمُور بالتجارب. وَبِالْجُمْلَةِ فقد كَانَ ينطوي على محَاسِن جمة وَمَا أعرف خلف فِي أَبنَاء جنسه مثله رَحمَه الله وإيانا. 1077 - يشبك من مهْدي الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بالصغير. / كَانَ مِمَّن حج فِي سنة إِحْدَى وَخمسين هُوَ وَجَمَاعَة من إخْوَته كتغرى بردى القادري صُحْبَة أَمِير الأول الطواشي عبد اللَّطِيف مقدم المماليك واغاة طبقتهم وَاتفقَ فِي تِلْكَ السّنة تناوش بِعَرَفَة بَين جمَاعَة الشريف وَالْعرب الجالبين للغنم فَكَانَ فِيمَا قَالَه لي مِمَّن حجز بَينهمَا بعد قتل جمَاعَة من الطَّائِفَتَيْنِ) أَكْثَرهم من الْعَرَب واستفتى القَاضِي سعد الدّين بن الديري وَكَانَ قد حج فِي تِلْكَ السّنة عَن تحركهم لِلْقِتَالِ فِي هَذَا الْيَوْم فأفتاهم بِمَا خفف بِهِ عَنْهُم وَبعد انْتِهَاء الْوُقُوف قَالَ أَنه وجد أعجميا أَو نَحوه وَهُوَ يبكي وينتحب ويلتمس من يرجع مَعَه لعرفة ليأمن على نَفسه فِي أَخذ مَا كَانَ ستره من مَاله بِالْأَرْضِ حِين الْوَقْعَة خوفًا عَلَيْهِ وَيكون لَهُ النّصْف مِنْهُ وَأَنه توجه فِي طَائِفَة مَعَه حَتَّى أَخذه وَهُوَ شَيْء كثير وَأَنَّهُمْ سمحوا لَهُ بِمَا وعدهم بِهِ فَلم يَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئا فَالله أعلم ثمَّ كَانَ مِمَّن قَامَ بِحِفْظ السَّبِيل فِي دولة ابْن أستاذه بل هُوَ أنهض القائمين بذلك وَأبْدى حِينَئِذٍ من الفروسية والشجاعة مَا ذكر بِهِ من ثمَّ وَلذَا كَانَ مِمَّن أمسك فِي أول ولَايَة الْأَشْرَف إينال ثمَّ نفي إِلَى قوص ثمَّ أُعِيد وَصَارَ بعد أحد الدوادارية الصغار وصاهر الْأمين الأقصرائي على ابْنة أُخْته أُخْت الإِمَام محب الدّين ثمَّ أرْسلهُ الظَّاهِر خشقدم فِي أول سنة إِحْدَى وَسبعين كاشف الصَّعِيد بأسره ونائب الْوَجْه القبلي بِكَمَالِهِ إِلَى أسوان بعد أَن كَانَت هَذِه النِّيَابَة متروكة مُدَّة وأنعم عَلَيْهِ مَعهَا بأمرة عشرَة فباشر بِحرْمَة وافرة بِحَيْثُ مهد الْبِلَاد وأبطل أجواق مغاني الْعَرَب الَّتِي جرت عَادَة الْكَشَّاف باستصحابها مَعَهم وَجَرت هُنَاكَ حروب وخطوب بَينه وَبَين عرب هوارة وأنكى فيهم وجرح بل اشرف على التّلف، وَعين الظَّاهِر

لذَلِك تجريدة رَأسهَا قرقماش أَمِير سلَاح وَاشْتَدَّ بأسه وَكَثُرت أَمْوَاله وتزايدت وجاهته ثمَّ كَانَ مِمَّن قَامَ مَعَ الْأَشْرَف قايتباي فِي السلطنة وَشد عزمه لقبولها وَهُوَ الرَّسُول مِنْهُ إِلَى الظَّاهِر تمربغا يَأْمُرهُ بالتوجه من الْقصر إِلَى البحرة وَحِينَئِذٍ اسْتَقر بِهِ فِي الدوادارية الْكُبْرَى عوضا عَن خير بك الظَّاهِرِيّ خشقدم وعول عَلَيْهِ فِي كل أَمر وَصَارَ هُوَ الْمرجع وَبَالغ فِي نصحه بِحَيْثُ أَنه رام حِين ورد عَن الْعَسْكَر المجهز لسوار مَا ورد التَّوَجُّه لدفعه فَمَنعه السُّلْطَان لمسيس حَاجته إِلَيْهِ فساعد فِي النَّفَقَة للتجريدة بِحمْل عشْرين ألف دِينَار سوى مَا أعطَاهُ لبَعض الْأُمَرَاء وَسوى مَا قَرَّرَهُ على أَعْيَان المباشرين والرؤساء والخدام من الطواشية وَهُوَ شَيْء كَبِير كل على حسب مقَامه، ولمزيد وثوقه بِهِ كَانَ هُوَ المتوجه لمسك الظَّاهِر تمربغا لما خرج والتوجه بِهِ إِلَى إسكندرية ثمَّ كَانَ هُوَ باش الْعَسْكَر المتوجه لدفع سوار واحتال حَتَّى أحضرهُ فِي طَائِفَة، وَكَانَ أمرا مهولا أفرده إِمَامه الشَّمْس ين أجا بِالْجمعِ فَبَالغ، وأضيف إِلَيْهِ الْوزر فَقطع وَوصل وَرفع وخفض وَكَذَا أضيف إِلَيْهِ الأستادارية، وبقوة بأسه كَانَ فصل النزاع فِي عود الْكَنِيسَة الَّتِي زعم الْيَهُود قدمهَا بِبَيْت الْمُقَدّس وهدمها الْمُسلمُونَ فأعيدت وَاعْتذر هُوَ عِنْدِي بِأَن قِيَامه لَيْسَ محبَّة فيهم) وَلَكِن للوفاء بعهدهم، إِلَى غير ذَلِك من الْحَوَادِث كهدمه السَّبِيل الَّذِي أنشأه أَمِير سلَاح جَانِبك الْفَقِيه عِنْد رَأس سويقة منعم وَغير خاطر السُّلْطَان عَلَيْهِ حَتَّى نفي وَاسْتقر بعده فِي إمرة سلَاح وأضيف إِلَيْهِ النّظر على خانقتي سعيد السُّعَدَاء والبيبرسية والصالح وَمَا لَا ينْحَصر، وَبِالْجُمْلَةِ فَصَارَت الْأُمُور كلهَا لَا تخرج عَنهُ وارتقى لما لم يصل إِلَيْهِ فِي وقتنا غَيره من أَبنَاء جنسه، وَكَانَ مَسْكَنه قبل الدوادارية قاعة الماس مُقَابل جَامعه ثمَّ بعْدهَا أَولا فِي بَيت تمربغا الْمَعْرُوف بِبَيْت منجك اليوسفي وَأدْخل فِيهِ زيادات ضخمة من جِهَات مُتعَدِّدَة كل زِيَادَة مِنْهَا دَار إمرة على حِدة ثمَّ أَخذ بَيت قوصون المواجه لباب السلسلة وَزَاد فِيهِ أَيْضا أَزِيد مِمَّا فِي الَّذِي قبله وَجعل لَهُ بَابا من الشَّارِع وَبني وكَالَة بخان الخليلي وربعا وَعمل بِالْقربِ مِنْهُ سَبِيلا ومدرسة وَمُقَابل مدرسة حسن ربعا وحوضا وسبيلا للأموات ومكتبا للأيتام وَمَا لَا أنهض لشرحه وجرف من جَامع آل ملك إِلَى الريدانية طولا وعرضا وأزال مَا هُنَاكَ من الْقُبُور فضلا عَن غَيرهَا وَجعل ذَلِك ساباطا يعلوه مكعبا وَعمل مزدرعات هُنَاكَ وحفر بِئْرا عَظِيما يعلوه أَربع سواق إِلَى غَيرهَا من بحرة هائلة للتفرج وحوض كَبِير ثمَّ يخرج من الساباط من بَاب عَظِيم إِلَى قبَّة عَظِيمَة وتجاهها غيط حسن يصل للسميساطية فِيهِ أشتال كَثِيرَة وَأَنْشَأَ

قبلي هَذِه الْقبَّة تربة عَظِيمَة جدا فِيهَا شيخ وصوفية وتجاه التربة مدرسة وبجانبها سَبِيل للشُّرْب وحوض للبهائم وبحرة عَظِيمَة يجْرِي المَاء مِنْهَا إِلَى مزروعات وبالقرب من المطرية قبَّة هائلة وبجانبها مدرسة فِيهَا خطْبَة وأماكن تفوق الْوَصْف إِلَى غَيرهَا مِمَّا لَا ينْحَصر وَصَارَ ذَلِك من أبهج المتنزهات بِحَيْثُ يتَكَرَّر نزُول اللسطان للقبة الثَّانِيَة ومبيته بهَا بخواصه فَمن دونهم، وَلَا زَالَ يسترسل فِي العمائر إِلَى أَن اجْتهد فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَالَّتِي بعْدهَا بل وَالَّتِي قبلهمَا فِي إِلْزَام النَّاس بإصلاح الطرقات وتوسعتها وَهدم الْكثير مِمَّا أحدث أَو كَانَ قَدِيما وتوعرت الطرقات إِمَّا بِكَثْرَة الْهدم وارتدامها بالأتربة وَنَحْوهَا أَو بغيبة أَرْبَاب بعض الْأَمَاكِن بِحَيْثُ تصير الْأَمَاكِن بَعْضهَا منخفض وَبَعضهَا مُرْتَفع وتضرر الْمَارَّة بِهَذَا وعطب كثير من النَّاس والبهائم وَرُبمَا يصرف على الْغَائِب ثمَّ يرجع عَلَيْهِ كالديون اللَّازِمَة إِلَى أَن أصلحت عَامَّة الشوارع والطرقات ووسعت وَهدم لذَلِك كثير من الدّور والحوانيت بِحَق وَغَيره بل ندب بعض قُضَاة السوء لذَلِك وَالْحكم بِهِ وَنَشَأ عَن هَذَا تَجْرِيد جَامع الصَّالح والفكاهين وزخرفتهما وَظَهَرت أَمَاكِن كَانَت خفيت وَقد وَقع شَيْء من هَذَا فِي الْجُمْلَة أول سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَكَانَ) نَاظرا لما يذكر بِهِ دهرا مَعَ الصَّدقَات المنتشرة والصلات الغزيرة وَالرَّغْبَة فِي الفات ذَوي الْفَضَائِل والفنون إِلَيْهِ ومباحثتهم وإلقاء الْمسَائِل عَلَيْهِم وعلو الهمة ومزيد الشهامة ومتين التَّصَوُّر والفهم وَسُرْعَة الْحَرَكَة ومحبة الثَّنَاء عَلَيْهِ وَلذَا كثر مادحه وَتحصل الْكتب النفيسة شِرَاء واستكتابا وَلَو شرحت تَفْصِيل مَا أجملته لَكَانَ مجلدا، وَقد تكَرر اجتماعي بِهِ وَكَانَ حَرِيصًا على ذَلِك بِحَيْثُ رغب فِي تَحْصِيل أَشْيَاء من تصانيفي وأسمع بعض أَوْلَاده مني بِحَضْرَتِهِ المسلسل وَلَو وَافَقت على مزِيد الِاجْتِمَاع بِهِ لتزايد إقباله وَلَكِن الْخيرَة فِيمَا قدر. وَلم يزل على عَظمته إِلَى أَن سَافر باشا لعسكر هائل إِلَى حلب بعد اجْتِمَاع سَائِر العساكر الشامية وَمَا أضيف إِلَيْهَا بهَا وَاقْتضى رَأْيه الْمسير للبلاد العراقية فَقطع الْفُرَات وَتوجه إِلَى الرها فَكَانَ ضرب عُنُقه صبرا على يَد أحد أُمَرَاء يَعْقُوب بن حسن باك فِي رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانِينَ وَجِيء بجثته فِي أثْنَاء ذِي الْقعدَة فتلقاها السُّلْطَان وَجَمِيع المقدمين فَمن دونهم ودفنت بتربته الْمشَار غليها وارتجت النواحي لقَتله وَكَانَ سَفَره بعد أَن نظر فِي حَال الضُّعَفَاء وَصرف لأهل المؤيدية نَحْو سنتَيْن ثمَّ لأهل سعيد السُّعَدَاء سنة فَمَا دونهَا ثمَّ للبيبرسية ثلث سنة وتأسى بِهِ غَيره من النظار فِي ذَلِك وَعتق جملَة من مماليكه وَرُبمَا تحدث بانكساره وَكَثِيرًا مَا كَانَ يُصَرح بِأَنَّهُ لَا يخضع لغير الْأَشْرَف وأفعاله شاهدة لذَلِك عَفا الله عَنهُ وإيانا. يشبك الْأَشْقَر. / يَأْتِي قَرِيبا.

يشبك الْأَعْرَج. وَهُوَ يشبك الساقي. / يشبك الأفقم. هُوَ الموساوي. / 1078 - يشبك الأنالي / وَقيل لَهُ ذَلِك لقدومه مَعَ أمه من بِلَاده فأنالي بالتركي لَهُ أم المؤيدي شيخ. رقاه أستاذه حَتَّى صَار أستادارا ثمَّ قدم فِي الدولة المظفرية وَعم لرأس نوبَة النوب ثمَّ قبض عَلَيْهِ ططر وحبسه فِي شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين إِلَى أَن مَاتَ، وَكَانَ شَابًّا مليح الشكل حشما كَرِيمًا ذَا مُرُوءَة وتعصب. 1079 - يشبك الإسحاقي الأشرفي برسباي وَيعرف بيشبك جن. / مِمَّن قدمه الْأَشْرَف قايتباي بعد أَن كَانَ عمله أَولا أَمِير آخور ثَانِي بعد جَانِبك الْفَقِيه وَاسْتمرّ مقدما حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسبعين وَعمل أَمِير الْمحمل فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَذكره بِسوء كَبِير. 1080 - يشبك الأشرفي إينال وَيعرف بالأشقر أستادار الصُّحْبَة. / كَانَ من جملَة الخاصكية وَلم) يتأمر. مَاتَ بالطاعون فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ. 1081 - يشبك الباسطي الزيني عبد الباسط. / كَانَ سكنه تجاه بَاب سر مدرسة سَيّده وَكَانَ خيرا. مَاتَ سنة ثَلَاث وَتِسْعين. 1082 - يشبك باش قلق / وَمَعْنَاهُ ثَلَاثَة آذان الْمُؤَيد شيخ. صَار بعده خاصكيا ثمَّ أخرج فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي على إمرة بِدِمَشْق وتنقل إِلَى أَن استنابه الظَّاهِر خشقدم فِي صفد فَلم تشكر سيرته فأعيد إِلَى دمشق على تقدمة إِلَى أَن مَاتَ بعد عوده من تجريدة سوار سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد بلغ السّبْعين. 1083 - يشبك البجاسي تنبك. / اشْتَرَاهُ الْأَشْرَف ينَال بعد مَوته فِي حَال إمرته وَأعْتقهُ فَلَمَّا تسلطن أنعم عَلَيْهِ بأمرة فِي حلب وسافر أَمِير الركب الْحلَبِي ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فصادف موت أستاذه فأنعم عَلَيْهِ الْمُؤَيد بتقدمة ثمَّ أخرجه الظَّاهِر خشقدم على إمره بحلب ثمَّ جعله نَائِب ملطية ثمَّ عَاد ألى أتابكية حلب ثمَّ نَقله لنيلبة حماة فِي سنة سبعين ثمَّ لنيابة حلب بعد بردبك الظَّاهِرِيّ فِي صفر سنة إِحْدَى وَسبعين. 1084 - يشبك الجكمي من عوض. / تنقل بعد أستاذه حَتَّى اتَّصل بِخِدْمَة الْمُؤَيد فِي إمرته فَلَمَّا تسلطن أنعم عَلَيْهِ بأمرة عشرَة ثمَّ عمله دوادارا ثَانِيًا فباشرها إِلَى أَن توجه أَمِير حَاج الْمحمل فِي موسم سنة تسع عشرَة فَلَمَّا قضى الْمَنَاسِك وَوصل إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فر مِنْهَا إِلَى الْعرَاق تخوفا من الْمُؤَيد وَلحق بقرًا يُوسُف صَاحب بَغْدَاد وتبريز فَلَمَّا مَاتَ الْمُؤَيد قدم على ططر فِي دمشق فَرَحَّبَ بِهِ ثمَّ لما تسلطن عمله أَمِير آخور كَبِير وَقدم مَعَه الديار المصرية فسكن الإسطبل السلطاني على الْعَادة فَلم يلبث ططر أَن مَاتَ فانضاف هَذَا لجانبك الصُّوفِي فَقبض عَلَيْهِمَا

الْأَشْرَف وسجنهما بإسكندرية فَلَمَّا تسلطن كَاد أَن يُطلقهُ فاتفق مَا اقْتضى تخليده فِيهِ حَتَّى مَاتَ بالطاعون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة وَكَانَ شَابًّا جميلا كَرِيمًا حسن الْخلق والخلق عَاقِلا انْقَضى عمره فِي الشتات وَالْحَبْس رَحمَه الله. 1085 - يشبك الجمالي نَاظر الْخَاص الجاركسي أَخُو شاهين وسنقر الماضيين / لَا فِي النّسَب وَزوج أم أَوْلَاده مَوْلَاهُ ابْنة الكمالي بن الْبَارِزِيّ. مِمَّن حج غير مرّة على إمرة الْحَاج وَولي الْحِسْبَة مُدَّة فَشَكَرت سيرته فِي ذَلِك كُله لعقله وتؤدته وتأدبه مَعَ الْعلمَاء وملازمته للتلاوة وَالْعِبَادَة والتوجه لقِرَاءَة الحَدِيث عِنْده والتفات الْملك إِلَيْهِ بِحَيْثُ عَاده فِي مَرضه وَمكث عِنْده) طَويلا وَكَانَ على عمَارَة القرين بِالْقربِ من الخطارة فَعمل هُنَاكَ مَسْجِدا وحوضا وبستانا وخانا، وسافر فِي التجاريد بل فِي الرسلية بهدية لملك الرّوم وَاسْتقر بِهِ أحد المقدمين فِي الزردكاشية الْكُبْرَى وَله النّظر على أوقاف مَوْلَاهُ بِسَائِر الْأَمَاكِن وَهُوَ الْآن أحد رُءُوس الْأُمَرَاء وخيارهم مِمَّن انْتَمَى إِلَيْهِ الْجمال الصاني فِي ديوانه بعد أبي الْيمن بن البرقي. 1086 - يشبك جنب الظَّاهِرِيّ جقمق. / ترقى إِلَى أَن صَار رَأس نوبَة ثَانِي فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة سبع وَتِسْعين وَنزل فَصلي عَلَيْهِ وَكَانَ ضخما متهتكا بِحَيْثُ قيل أَنه مَاتَ وَهُوَ ثمل سامح الله. يشبك جن. / مضى قَرِيبا. 1087 - يشبك الحمزاوي سودون الظَّاهِرِيّ. / تنقل بعد أستاذه إِلَى أَن ولاه الظَّاهِر جقمق دوادارية السُّلْطَان بحلب ثمَّ نَقله إِلَى نِيَابَة غَزَّة فِي سنة خمسين بعد عزل حطط ثمَّ إِلَى صفد بعد انْتِقَال بيغوت الْأَعْرَج مِنْهَا إِلَى حماة. وَمَات بهَا فِي لَيْلَة السبت سَابِع عشرى رَمَضَان سنة خمس وَخمسين، وَكَانَ دينا خيرا مشكور السِّيرَة. يشبك الدوادار الناصري أتابك العساكر. هُوَ يشبك الشَّعْبَانِي. / 1088 - يشبك الساقي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بالأعرج. / كَانَ خاصكيا فِي أَيَّام أستاذه ثمَّ بعده انْضَمَّ مَعَ يشبك الشَّعْبَانِي فِي تِلْكَ الحروب والوقائع بِحَيْثُ أَصَابَته جراحات كَادَت تهلكه وَلزِمَ الْفراش أشهرا ثمَّ قَامَ أعرج وَقد بَطل شقَّه الْأَيْمن وانضم بعد مَعَ نوروز الحافظي وولاه نِيَابَة قلعة حلب بعد قتل النَّاصِر فرج إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ الْمُؤَيد وحبسه مُدَّة ثمَّ أخرجه لمَكَّة بل رام نَفْيه إِلَى الْيمن خوفًا على من يحجّ من مماليكه من تَعْلِيمه إيَّاهُم الشَّرّ فشفع فِيهِ وَأقَام بِمَكَّة حَتَّى شفع فِيهِ طوغان أَمِير آخور ورسم بتوجهه للقدس بطالا إِلَى أَن أحضرهُ ططر وَهُوَ مُدبر المملكة فَلَزِمَ خدمته وَصَارَ ططر يستشيره ثمَّ لما سَافر بالمظفر إِلَى الْبِلَاد الشامية خَلفه بِالْقَاهِرَةِ عِنْد حريمه فسكن مَعَهم بِبَيْت فتح الله بِالْقربِ من السَّبع

قاعات وَصَارَ يجلس على الْبَاب كالزمام ثمَّ لحق بالأمير وَرجع مَعَه وَقد صَار سُلْطَانا فأنعم عَلَيْهِ بأَشْيَاء كَثِيرَة، ثمَّ قدمه الْأَشْرَف برسباي فِي الْمحرم سنة خمس وَعشْرين فسكن طبقَة الزِّمَام وَمن القلعة وعظمه جدا إِلَى أَن عمله أتابكا بعد قجق الشَّعْبَانِي وَنزل فسكن بدار الأتابك على الْعَادة وَعز عَلَيْهِ نُزُوله من القلعة بِحَيْثُ قبل أَنه قَالَ لَو علمت أنني أنزل من الطَّبَقَة مَا قبلت الأتابكية، وانحط قدره بعد ذَلِك لبعده عَن الْملك إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَصلى عَلَيْهِ) السُّلْطَان بمصلى المؤمني ثمَّ دفن بتربته بالصحراء بِالْقربِ من جَامع طشتمر حمص أَخْضَر، وَخلف مَالا جما وَابْنَة تزَوجهَا الصَّالح مُحَمَّد بن ططر ثمَّ بعد مَوته تزَوجهَا الْأَشْرَف وَطَلقهَا وروجها ليخشى باي مَمْلُوكه الْمَاضِي، وَكَانَ عَاقِلا سبوسا زَائِد الدهاء وَالْمَكْر عَارِفًا بِأُمُور المملكة واستجلاب خواطر الْمُلُوك مِمَّن يُنْفِقهُ وَيكْتب الْمَنْسُوب بِالنِّسْبَةِ لأبناء جنسه مَعَ مُشَاركَة مَا وَإِظْهَار تدين وَعبادَة وعفة وَلكنه مسيك حَرِيص على الْجمع يحدث نَفسه بالترقي وَيُعْجِبهُ الثَّنَاء على تمر لكَونه كَانَ أعرج وَقد وصل لما وصل وَرُبمَا يَقُول الْمُلُوك لَا تطلب مِنْهُم الفروسية إِنَّمَا الْمَطْلُوب مِنْهُم الْمعرفَة وَالتَّدْبِير والسياسة. وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ اشْتَرَاهُ برقوق وَهُوَ شَاب ثمَّ تَأمر فِي أول دولة النَّاصِر فرج وَخرج من الْقَاهِرَة فِي كائنة جكم ونوروز ببركة الْحَبَش فتنقل فِي تِلْكَ السنين فِي الْفِتَن إِلَى أَن قتل النَّاصِر فَصَارَ من فريق نوروز فَأرْسلهُ إِلَى قلعة حلب ليحفظها وَكَانَ من إخْوَة ططر وَقد صَار من فريق الْمُؤَيد فَلم يزل يراسله حَتَّى حضر عِنْد الْمُؤَيد فَلَمَّا قتل نوروز أَرَادَ الْمُؤَيد قتل يشبك فشفع فِيهِ ططر وَأمر بتسفيره إِلَى مَكَّة بطالا فَتوجه إِلَيْهَا وَدخل الْيمن ثمَّ سعى لَهُ إِلَى أَن عَاد إِلَى الْقُدس فَأَقَامَ بِهِ بطالا فَلَمَّا تمكن ططر أَمر بإحضاره فوصل إِلَيْهِ وَهُوَ بِدِمَشْق وَتوجه مَعَه إِلَى حلب فأقامه فِي حفظ قلعتها ثمَّ لما رَجَعَ وتسلطن أحضرهُ فَأمره ثمَّ كَانَ من كبار القائمين بسلطنة الْأَشْرَف فرعى لَهُ ذَلِك وَأَسْكَنَهُ مَعَه بالقلعة ثمَّ صيره أتابك العساكر بعد قطج، وَكَانَ من خِيَار الْأُمَرَاء محبا فِي الْحق وَفِي أهل الْخَيْر كثير الدّيانَة وَالْعِبَادَة كَارِهًا لكثير مِمَّا يَقع على خلاف مُقْتَضى الشَّرْع انْتهى. وَينظر فِيمَا بَينه وَبَين مَا تقدم من المخالفات وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. 1089 - يشبك السودوني الأتابكي وَيعرف بالمشد. / يُقَال أَنه لسودون الجلب نَائِب حلب فَلَمَّا مَاتَ استولى عَلَيْهِ يشبك الْأَعْرَج وَكَانَ حِينَئِذٍ نَائِب قلعتها بِغَيْر طَرِيق ثمَّ بَاعه لططر بِمِائَة دِينَار، فَلَمَّا بلغ ذَلِك أيتمش الخضري وَكَانَ

متحدثا على أَوْلَاد النَّاصِر فرج قَالَ أَن الْأَعْرَج افتات فِي بَيْعه وسودون مَوْلَاهُ لَا وَارِث لَهُ سوى أَوْلَاد النَّاصِر ثمَّ بَاعه ثَانِيًا لططر، واختص بططر حَتَّى عمله شاد الشَّرّ بخاناه عِنْده فَلَمَّا تسلطن أنعم عَلَيْهِ بأمرة طبلخاناه ثمَّ عمله شاد الشَّرّ بخاناه السُّلْطَانِيَّة ثمَّ بلغ الْأَشْرَف فِي سلطنته التَّرَدُّد فِي مُعْتقه فَاشْتَرَاهُ من أنَاس بِأَلف دِينَار وَأعْتقهُ ثمَّ رقاه للتقدم فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ثمَّ عمله حَاجِب الْحجاب وَاسْتمرّ إِلَى أَن تجرد مَعَ الْأُمَرَاء إِلَى الْبِلَاد الشامية وَعَاد مَعَهم فِي سلطنة الْعَزِيز فَخلع عَلَيْهِ باستمراره على) الحجوبية ثمَّ نَقله الظَّاهِر إِلَى إمرة مجْلِس ثمَّ بعد يويمات إِلَى إمرة سلَاح ثمَّ بعد أشهر إِلَى الأتابكية فَعظم وضخم ونالته السَّعَادَة وَاسْتمرّ يترقى لإقبال السُّلْطَان عَلَيْهِ فِي كَثْرَة الإنعام وَقبُول الشَّفَاعَة والتوقير حَتَّى أثرى وَهُوَ مَعَ هَذَا كُله لَا يزْدَاد إِلَّا إمساكا وانهماكا فِيمَا لَا يرتضى لَكِن خُفْيَة خوفًا من الظَّاهِر لبغضه الْقَبِيح، إِلَى أَن مرض فدام مُدَّة وتعطلت حركته ثمَّ عوفي وَركب ثمَّ عَاد مَرضه فَلَزِمَ الْفراش أَيَّامًا. وَمَات وَهُوَ فِي الكهولة فِي شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان بمصلى المؤمني ثمَّ دفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء قبل إكمالها وَلم يثن عَلَيْهِ أحد بِخَير نعم كَانَ سَاكِنا عَاقِلا حشما عريا إِلَّا من رمي النشاب على عُيُوب فِي رميه وَهُوَ فِي ابْتِدَائه أحسن مِنْهُ فِي آخِره. 1090 - يشبك الشَّعْبَانِي الأتابكي الظَّاهِرِيّ برقوق. / رقاه أستاذه إِلَى التقدمة والخازندارية ثمَّ صَار بعده لالاه لِابْنِهِ النَّاصِر واقلب على الفات الْأُمَرَاء والجلبان الظَّاهِرِيَّة إِلَيْهِ فانضم عَلَيْهِ خلائق، وَحِينَئِذٍ قَامَ بترشيد النَّاصِر حَتَّى يستبد بالأمور دون الأتابك أيتمش ورسم بنزوله من السلسلة لداره بِالْقربِ من بَاب الْوَزير كَمَا كَانَ فِي أَيَّام الظَّاهِر فثارت الْفِتْنَة لذَلِك وانكسر أيتمش بِمن مَعَه وَخرج إِلَى الْبِلَاد الشامية فاستقر بيبرس الدوادار أتابكا عوضه ويشبك دوادارا عوض بيبرس وَأخذ أمره فِي التزايد والارتقاء وَصَارَ مُدبر المملكة إِلَى أَن وثب عَلَيْهِ جكم من عوض وَغَيره فقاتلوه وقبضوا عَلَيْهِ وسجنوه بإسكندرية فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة، وَاسْتقر جكم عوضه فِي الدوادارية ثمَّ وَقع بَينه وَبَين سودون طاز أَمِير آخور فَقبض على جكم وحبسه مَكَان يشبك وأعيد إِلَى الدوادارية ثمَّ ولاه النَّاصِر بعد عوده إِلَى الْملك أتابكا ثمَّ استوحش مِنْهُ فَخرج عَاصِيا وَوَافَقَهُ جمَاعَة فَخرج إِلَيْهِم النَّاصِر فهزموه وَآل الْأَمر إِلَى اختفاء يشبك ثمَّ ظهر بالأمان وأعيد إِلَى رتبته وسافر إِلَى الْبِلَاد الشامية مَعَ النَّاصِر فَلَمَّا وَصلهَا قبض عَلَيْهِ هُوَ وَشَيخ وحبسهما بقلعة دمشق فاحتالا حَتَّى خلصا فوافاهما نوروز على بلعبلك فَقتل يشبك

فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر ربيع الآخر سنة عشر وَأرْسل بِرَأْسِهِ إِلَى النَّاصِر فطيف بهَا وعلقت أَيَّامًا، وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا كَرِيمًا وقورا سيوسا ضخما عالي الهمة متجملا فِي شئونه كلهَا عَفا الله عَنهُ. وَقد أغفله ابْن خطيب الناصرية فاستدرك ابْن قَاضِي شُهْبَة اسْمه خَاصَّة. يشبك الصَّغِير. هُوَ يشبك من مهْدي. / 1091 - يشبك طاز المؤيدي شيخ. / صَار بعده من أُمَرَاء دمشق ثمَّ نقل إِلَى حجوبية طرابلس) ثمَّ إِلَى نِيَابَة الكرك ثمَّ إِلَى أتابكية دمشق فَدَخلَهَا وَهُوَ متوعك فَلم تطل مدَّته. وَمَات فِي شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَكَانَت سيرته مشكورة. 1092 - يشبك الظَّاهِرِيّ جقمق الساقي. / قلعت عينه فِي الْوَقْعَة المنصورية وَاسْتمرّ منفيا مُدَّة ثمَّ أُعِيد وأنعم عَلَيْهِ بإقطاع ثمَّ كمل لَهُ حَتَّى صَار أَمِير عشرَة، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا عَارِفًا بلعب الرمْح مَشْهُورا بالإقدام. 1093 - يشبك العثماني الظَّاهِرِيّ برقوق. / كَانَ من أَعْيَان خاصكيته ثمَّ ترقى فِي دولة النَّاصِر إِلَى التقدمة ثمَّ خرج عَن طَاعَته وانضم لشيخ ونوروز إِلَى أَن حوصر النَّاصِر فَأَصَابَهُ سهم لزم مِنْهُ الْفراش حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة مستهل صفر سنة خمس عشرَة وَصلى عَلَيْهِ شيخ وَدَفنه خَارج دمشق. 1094 - يشبك القرمي الظَّاهِرِيّ جقمق. / عمل ولَايَة الْقَاهِرَة فِي أَيَّام ابْن أستاذه ثمَّ امتحن وتأمر عشرَة فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم إِلَى أَن مَاتَ فِي الْوَقْعَة السوارية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين. 1095 - يشبك الكركي قطلوبغا. / تنقل من بعد أستاذه فِي الخدم حَتَّى تَأمر فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق عشرَة وَصَارَ من رُءُوس نوبه وَلَكِن لم تطل مدَّته فِي الإمرة. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة خمسين وَكَانَ غَايَة فِي الشُّح نشف جلده على عظمه عَفا الله عَنهُ. يشبك المشد. هُوَ السودوني. / 1096 - يشبك المشد نَائِب حلب. / كَانَ شَابًّا جَاهِلا فَاسِقًا ظَالِما عسوفا طماعا اشْتَرَاهُ الْمُؤَيد وَهُوَ نَائِب طرابلس بِأَلف دِينَار كَمَا سَمعه الْعَيْنِيّ من الْمُؤَيد، ثمَّ ترقى عِنْده إِلَى أَن عمله شاد الشربخاناه ثمَّ أعطَاهُ تقدمة ثمَّ نِيَابَة طرابلس ثمَّ نِيَابَة حلب وَلم يشْتَهر عَنهُ مَعْرُوف، وَذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ قدمه أستاذه فَكَانَ عِنْده حِين نيابته بحلب شاد الشربخاناه فَلَمَّا اسْتَقر فِي المملكة ولاه نِيَابَة طرابلس ثمَّ نَقله مِنْهَا إِلَى حلب سنة عشْرين، وَكَانَ شَابًّا فَارِسًا شهما شجاعا بنى بحلب مَسْجِدا بِالْقربِ من الشاذ بخنية وجنينة بِالْقربِ مِنْهُ وتربة ومكتب أَيْتَام ثمَّ قتل بعده فِي الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين، وَنسبه بَعضهم يوسفيا. 1097 - يشبك الموساوي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بالأفقم. / كَانَ أعْطى تقدمة بالديار المصرية فِي أَيَّام النَّاصِر ابْن أستاذه ثمَّ ولي نِيَابَة طرابلس بعد نِيَابَة غَزَّة مُدَّة

طَوِيلَة، قَالَ الْعَيْنِيّ وظلم أَهلهَا ظلما كثيرا فَاحِشا وَكَانَ أفقم سيئ المعتقد رَدِيء الْمَذْهَب متجاهرا باللواط. قتل بإسكندرية فِي سنة أَربع عشرَة، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. (سقط) يشبك اليوسفي. هُوَ المشد. / 1101 - يشبك أَخُو الْأَشْرَف برسباي وَهُوَ أسنهما. / استقدمه أَخُوهُ من جركس فِي سلطنته وأنعم عَلَيْهِ بأمرة طبلخاناة ثمَّ قدمه فَلم يلبث أَن مَاتَ بالطاعون فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَحضر أَخُوهُ جنَازَته وَدَفنه فِي حوشه، وَكَانَ سليم الْبَاطِن مائلا إِلَى الْخَيْر والشفقة يسير على قَاعِدَة الْبِلَاد. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ كَانَ أسن من أَخِيه وَلَكِن ذَاك أسْرع إِلَيْهِ الشيب دونه طعن فَأَقَامَ أَيَّامًا يسيرَة وَيُقَال أَنه مَاتَ سَاجِدا، وَكَانَ شَدِيد العجمة وَيعلم اللِّسَان التركي وَلم يفقه بالعربي إِلَّا الْيَسِير فِيهِ عصبَة لمن يلتجئ إِلَيْهِ وَمَكَارِم أَخْلَاق، وَقَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ جيدا متواضعا متعصبا ساعيا فِي قَضَاء حوائج النَّاس. 1102 - يشبك أَمِير آخور. / قتل فِي مصاففة بَين عَسْكَر الْأَشْرَف وعَلى دولات فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ. 1103 - يشبك حَاجِب طرابلس. / أَصله من مماليك قانباي البهلوان نَائِب حلب وَولي بعده نِيَابَة المرقب بالبذل ثمَّ حجوبية طرابلس كَذَلِك إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي ثَالِث الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. 1104 - يَعْقُوب شاه بن أسطا عَليّ الأرزنجاني ثمَّ التبريزي ثمَّ القاهري المهمندار. / ولد سنة عشروثمانمائة تَقْرِيبًا بأرزنجان وتحول مِنْهَا مَعَ عمته إِلَى تبريز فَنَشَأَ بهَا وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن) وَكَانَ زَوجهَا أَبُو يزِيد صَاحب ديوَان السُّلْطَان قرا يُوسُف متملك بَغْدَاد وتبريز

وَمَا والاها فتدرب بِهِ بِحَيْثُ أَنه لما انْتقل الْأَمر لوَلَده إسكندر صَار المرجوع فِي ضبط أُمُور الزَّوْج إِلَيْهِ مُدَّة ثمَّ لما قَارب الْعشْرين انْتقل مَعَ عمته إِلَى الديار المصرية فوصلها ثَانِي سني الْأَشْرَف فَنزل فِي طبقَة القاعة ثمَّ فِي طبقَة الْمُقدم سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ مَعَ خشقدم اليشبكي إِذْ صَار مقدم المماليك وَحج مَعَه حِين كَانَ أَمِير الأول ثمَّ مَعَ قانم التَّاجِر حِين تَأمر على الْمحمل بل كَانَ فِي الركاب سنة آمد فوردت مطالعة من إسكندر بن قرا يُوسُف فَلم ينْهض أحد لقراءتها فأرشد الكمالي بن الْبَارِزِيّ إِلَيْهِ لعلمه بتقدمه فِي قِرَاءَة المطالعات الْوَارِدَة من الرّوم والتتر والعجم والهند ومعرفته بألسنتها وبالتركي والعربي فقرأها وَاسْتقر من ثمَّ فِي قِرَاءَة المطالعات الْوَارِدَة عَنْهُم بل رام أَن يقرره أحد الدوادارية لأجل الْقِرَاءَة فَلم يتهيأ، ثمَّ بعد دهر اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي فِي المهمندارية الْكُبْرَى بعد موت تمرباي التمرازي فِي سنة أَربع وَسبعين نقلا لَهُ من المهمندارية الأولى مُضَافا لما مَعَه من قِرَاءَته المطالعات لسابق اخْتِصَاص بِهِ حِين الأمرة كَمَا اخْتصَّ بِغَيْرِهِ من الْأُمَرَاء كقانم بل اخْتصَّ قبل ذَلِك وَبعده بالخطيب أبي الْفضل النويري وبالسيد الْعَلَاء ابْن السَّيِّد عفيف الدّين وَنَحْوهمَا، وَسمع ختم البُخَارِيّ بالكاملية بِقِرَاءَة الديمي على عدَّة شُيُوخ وَتكلم فِي أَشْيَاء كوقف الْحَاجِب وَنَحْوه، وَعظم اخْتِصَاصه بيشبك من مهْدي ووسع دَاره بل وجدد مَسْجِدا بِقُرْبِهِ وَعمل علوه بَيْتا أسكن بِهِ الزين السنتاوي وسبيلا بجانبه وسلك فِي أُمُوره طَرِيقا وسطا بل دونه وتمول جدا فِيمَا يظْهر سِيمَا وَهُوَ فِي الْإِمْسَاك بمَكَان وَأظْهر التأدب والتواضع وَالْكَلَام المفارق للْفِعْل بِحَيْثُ صَار فِي جلّ مَا يبديه توقف، وَكثر تعلله بأعضائه وتناقصت حركته وَهُوَ مُسْتَمر على المهندارية وَالْقِرَاءَة، وزار بَيت الْمُقَدّس وترقى فِي جبذ الْقوس والثقيل وَالرَّمْي وَمَعْرِفَة فنون الرمْح علما وَعَملا والصراع وتراتيب المملكة وترتيب العساكر بِحَيْثُ انْفَرد فِي ذَلِك وَعمل درجا فِي تَرْتِيب خُرُوج الْمُلُوك وإطلابها وعساكرها إِلَى الْأَسْفَار من تجاريد وَغَيرهَا أوقفني عَلَيْهِ. 1105 - يَعْقُوب شاه الكمشبغاوي الظَّاهِرِيّ برقوق. / رقاه أستاذه حَتَّى قدمه وَعَمله حاجبا ثَانِي ثمَّ بعده كَانَ مِمَّن انْتَمَى لأيتمش، وَآل أمره إِلَى أَن قتل بقلعة دمشق فِي منتصف شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَقد ناف على الثَّلَاثِينَ، وَكَانَ تركيا شجاعا مقداما جميل الصُّورَة أَبيض حسن الْقَامَة رَضِي الْخلق فهما ذكيا فصيحا حسن الْمُشَاركَة مُولَعا بِجمع الْكتب النفيسة وغرائب الْأَشْيَاء.) ::: 1106 - يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم وَيعرف بِأبي الْحَمد. / كَانَ مُقيما بقرية التنضب

من وَادي نَخْلَة الشامية يعْقد بهَا الْأَنْكِحَة وَيكْتب الوثائق وَله بالوادي عقار وَسُمْعَة عِنْد الْعَرَب شهيرة كَبِيرَة بل عَلَيْهِ اعتمادهم مَعَ خير ومروءة وعقل وَأمه مَكِّيَّة وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى مَكَّة وَيُقِيم بهَا. وَبهَا مَاتَ بعد الْحَج سنة ثَلَاث عشرَة أَو فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة وَقد جَازَ السِّتين ظنا غَالِبا. ذكره الفاسي وَأنْشد عَنهُ شعرًا لغيره وَقَالَ أَنه سَأَلَهُ عَن أَكثر مَا علمه من تمر النخيل فَذكر أَن ثَلَاث نخلات ببشرى من وَادي نَخْلَة جد مِنْهَا نَيف وَأَرْبَعُونَ صَاعا مكيا وَأَظنهُ قَالَ خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ صَاعا قَالَ وَهَذَا عَجِيب. 1107 - يَعْقُوب بن أَحْمد الْأَنْبَارِي الْمَكِّيّ. / قَالَ الفاسي ذكر لي أَنه قَرَأَ الْقُرْآن بِمَكَّة على السراج الدمنهوري وأظن أَنه قَالَ أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ بِجَمِيعِ الرِّوَايَات وَأما قِرَاءَته عَلَيْهِ بِبَعْضِهَا فأحققها عَنهُ وَكَانَ يُسَافر من مَكَّة طلبا للرزق إِلَى الْيمن وَغَيره. مَاتَ بِمَكَّة فِي سنة تسع وَدفن بالمعلاة. 1108 - يَعْقُوب بن إِدْرِيس بن عبد الله بن يَعْقُوب الشّرف الرُّومِي النكدي نِسْبَة لنكدة من بِلَاد ابْن قرمان الرُّومِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بقرًا يَعْقُوب. / ولد فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل فِي بِلَاده على الشَّمْس الفناري وَسمع البُخَارِيّ على الشَّمْس الْهَرَوِيّ وجد فِي الطّلب حَتَّى فضل وَمهر فِي الْأُصُول والعربية والمعاني، وَحج وَهُوَ شَاب فِي سنة تسع عشرَة، وَدخل حلب فَاجْتمع بِهِ ابْن خطيب الناصرية وَوَصفه بالفضيلة وَالْعلم والذكاء وَأَنه عَالم الْبِلَاد القرمانية، وَدخل الْقَاهِرَة بعد ذَلِك فَيُقَال أَن الْأَمِير ططر أعطَاهُ ألف دِينَار، وَحصل كتبا كَثِيرَة وَكَانَ مُقيما بلارندة من بِلَاد ابْن قرمان يدرس ويفتي بل كتب على المصابيح شرحا يُقَال أَنه وصل فِيهِ إِلَى النّصْف وَكَذَا قيل أَنه كتب على الْهِدَايَة وَأَن لَهُ حَوَاشِي على الْبَيْضَاوِيّ. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بلارندة عَن نَحْو أَربع وَأَرْبَعين سنة، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار. 1109 - يَعْقُوب بن جلال بن أَحْمد بن يُوسُف الشّرف وَيُسمى أَيْضا أَحْمد بن إجلال الدّين وَيُسمى أَيْضا رَسُولا الرُّومِي القاهري التباني لسكناه بالتبانة خَارِجهَا الْحَنَفِيّ وَيعرف بالتباني. / ولد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وتفقه على أَبِيه وَغَيره وَمهر فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان والعقليات وَكَانَ يستحضر كثيرا من فروع الْحَنَفِيَّة وَأحب الحَدِيث وَشرع فِي شرح) الْمَشَارِق، كل ذَلِك مَعَ بشاشة الْوَجْه وطلاقة اللِّسَان وكرم النَّفس جودا وسخاء مِمَّن درس وَأفْتى

وَأول مَا ولي تدريس مدرسة الجاي وخطابتها وإمامتها فِي حُدُود سنة تسعين ثمَّ مشيخة تربة قجا السلحدار وَكَذَا ولي مشيخة قوصون مُدَّة لكنه رغب عَنْهَا ثمَّ ولي نظر الْقُدس بعناية أيتمش ثمَّ صرف عَنهُ وَجَرت لَهُ مَعَ النَّاصِر فرج خطوب ثمَّ اتَّصل بالمؤيد فَعظم قدره وَولي فِي أَيَّامه مشيخة الشيخونية وَنظر الْكسْوَة ووكالة بَيت المَال ثمَّ صرف عَن الْكسْوَة خَاصَّة بِسَبَب جَائِحَة حصلت لَهُ مَعَ الدوادار بِسَبَبِهَا وَلَو تصون مَا تقدمه أحد وَلذَا بعد الْمُؤَيد رقت حَاله جدا حَتَّى مَاتَ فَجْأَة فِي صفر سنة سبع وَعشْرين وَقد زَاد فِيمَا قَالَه الْعَيْنِيّ على السّبْعين، وَاسْتقر بعده فِي الْوكَالَة نور الدّين السفطي شَاهد الْأَمِير الْكَبِير وَفِي الشيخونية السراج قَارِئ الْهِدَايَة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، وَفِي تَارِيخ ابْن خطيب الناصرية الشّرف يَعْقُوب ابْن فَقِيه بن أَحْمد الرُّومِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ بن التباني كَانَ إِمَامًا فَاضلا مستحضرا حسن الشكالة ولي وكَالَة بَيت المَال بِالْقَاهِرَةِ وَنظر الْحَرَمَيْنِ ثمَّ فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي مشيخة الشيخونية وَاسْتمرّ فِيهَا حَتَّى مَاتَ، وَأَظنهُ هَذَا وَلَكِن قَوْله فِي أَيَّام الْأَشْرَف سَهْو، وَقَالَ بَعضهم كَانَ ذَا همة عالية وَمَكَارِم وَصدقَة وبر وإيثار وَكلمَة مسموعة ووصلة بالأمراء والأكابر سِيمَا وَقد اخْتصَّ بالمؤيد فتزايدت ضخامته وَتردد النَّاس إِلَيْهِ لحوائجهم مَعَ الدّيانَة والصيانة. 1110 - يَعْقُوب بك بن حسن بك بن عَليّ بك بن قريلوك عُثْمَان أَبُو المظفر / صَاحب الشرق وسلطان العراقين وَعم حُسَيْن مرزا بن مُحَمَّد أغرلو الْمُقِيم بِالْقَاهِرَةِ قتل أَخَاهُ أَبَا الْفَتْح خَلِيلًا المستقر فِي السلطنة بعد أَبِيهِمَا حسن بك وَاسْتقر وقدمت ابْنَته مَعَ أمهَا فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين لتزوج لِابْنِ أَخِيه الْمشَار إِلَيْهِ. وَمَات المترجم عَن قرب وَلم تلبث هِيَ بعد زواجه لَهَا إِلَّا قَلِيلا وَمَاتَتْ فِي طاعون الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ مَاتَ الزَّوْج عِنْد دُخُوله الْمَدِينَة من آخرهَا عَفا الله عَنْهُم. 1111 - يَعْقُوب بن دَاوُد بن سيف أرعد الحطي وَيُقَال لَهُ النَّاصِر ملك الْحَبَشَة. / ورد كِتَابه فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِالْوَصِيَّةِ بالنصارى وكنائسهم. يَعْقُوب بن رَسُول التباني. / مضى قَرِيبا. 1112 - يَعْقُوب بن عبد الله الخاقاني الفاسي. / كَانَ من أَبنَاء البربر وَتعلق بالاشتغال فَلَمَّا رأى الْفساد الْحَادِث بفاس بِسَبَب الْفِتْنَة بَين السعيد وَبَين أبي سعيد فِي سنة سبع عشرَة صَار يَأْمر) بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر ويكف أَيدي الْمُفْسد فَتَبِعَهُ جمَاعَة وقويت شوكته بِحَيْثُ حاول مُلُوك فاس الْقَبْض عَلَيْهِ فأعياهم أمره إِلَى أَن قتل أَبُو سعيد وَأرْسل ابْن الْأَحْمَر يَعْقُوب المريني إِلَى فاس فَلم يتم الْأَمر

فَأرْسل أَبَا زيان بن أبي طريف بن أبي عنان فحاصر فاس، وَقد اشتدت شَوْكَة صَاحب الترجة واستفحل أمره ففتك فِيمَن بَقِي من بني مرين وساعد أَبَا زيان وَقَامَ بأَمْره فَدخل فاس وَقتل عبد الْعَزِيز الْكِنَانِي وعدة من أَقَاربه كَمَا شرح فِي مَحَله من الْحَوَادِث سنة أَربع وَعشْرين ثمَّ أرسل ابْن الْأَحْمَر مُحَمَّد بن أبي سعيد فَعَسْكَرَ على فاس ففر مِنْهُ أَبُو زيان فَمَاتَ بِبَعْض الْجبَال وَقتل هَذَا ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ مُحَمَّد عَن قرب فأقيم ابْن أَخِيه عبد الرَّحْمَن فثار بِهِ أهل فاس فَقَتَلُوهُ وَقتلُوا وَلَده وأخاه وَأَقَامُوا رجلا من ولد أبي سعيد، وَقَامَ بمكناسة وَهِي على مرحلة من فاس أَبُو عمر بن السعيد وَقَامَ بتازة وَهِي على مرحلة وَنصف من فاس آخر من ولد السعيد أَيْضا فَصَارَ فِي مَسَافَة مرحلَتَيْنِ ثَلَاثَة مُلُوك لَيْسَ بِأَيْدِيهِم من المَال إِلَّا مَا يُؤْخَذ ظلما فتلاشى الْحَال وَخَربَتْ الديار وَقتلت الرِّجَال وَالْحكم لله. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه نقلا عَن خطّ المقريزي فِيمَا نَقله عَن من يَثِق بِهِ من المغاربة القادمين لِلْحَجِّ فَالله أعلم. 1113 - يَعْقُوب بن عبد الله الجاباتي الفاسي الْبَرْبَرِي. / مَاتَ سنة خمس وَعشْرين. 1114 - يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عمر بن الْحسن بن عَليّ بن أبي بكر بن بكار بن أظوال المغربي الفاسي الْمَالِكِي قَاضِي الْجَمَاعَة بمدينتي فاس وتازة وَيعرف بِابْن الْمعلم اليشفرى. / ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وأرجوزة ابْن بري بِرِوَايَة نَافِع والخرازة فِي الرَّسْم والرسالة والمدونة لسَحْنُون وتلقين عبد الْوَهَّاب وَفِي الْحساب التَّلْخِيص لِابْنِ الْبناء والحصار وَفِي الْفَرَائِض أرجوزة ابْن إِسْحَق التلمساني والحوفي وَابْن عَرَفَة وَفِي النَّحْو ألفية ابْن ملك وتلا لنافع على جمَاعَة أَجلهم الْحَاج إِبْرَهِيمُ وَمُحَمّد الصَّغِير والوهري، وَأخذ الحَدِيث عَن عبد الرَّحْمَن الثعالبي وَمُحَمّد بن وزَكَرِيا التلمساني وَالْفِقْه عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن معطي العبدوسي وَمُحَمّد بن آمدلال وَعلي بن عبد الرَّحْمَن الأنفاسي وَأحمد بن عمر الزجلدي وَحسن بن مُحَمَّد المغيلي والفرائض والحساب عَن عبد الله بن مُحَمَّد المكناسي، وَحج فِي سنة خمس وَسبعين من طَرِيق الشَّامي بعد إِقَامَته بِدِمَشْق مُدَّة وَكَانَ يثني على أَهلهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فِي رَمَضَان الَّتِي تَلِيهَا، ولقيه البقاعي قَالَ فرأيته إِمَامًا عَلامَة فِي غَايَة من جودة الذِّهْن وَحسن المحاضرة) وَجَمِيل السمت وَالْهدى والدل يعرف كثيرا من الْعُلُوم وَأَنه حضر مَجْلِسه كثيرا وَسمع عَلَيْهِ فِي المناسبات وسافر عقب ذَلِك إِلَى إسكندرية رَاجعا إِلَى بِلَاده فَبَلغنَا فِي أَوَاخِر سنة سبع وَسبعين أَنه توفّي وَهُوَ ذَاهِب فِي الْبَحْر وَكَانَ مَعَه ولد مراهق فَبَلغنَا أَنه مَاتَ أَيْضا رحمهمَا

الله فَلَقَد كَانَ للْأَب سمت يشْهد بالصلاح وذل يترجمه بالصلاح. قلت كل هَذَا لكَونه زعم أَنه سمع من مناسباته نسْأَل الله السَّلامَة. يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب. / هَكَذَا كتبته مُجَردا فِي سنة خمس وَسبعين من الوفيات وَقلت ينظر هُوَ وَولده من تعاليقي وَالظَّاهِر أَنه الَّذِي قبله. 1115 - يَعْقُوب بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم الشّرف أَبُو يُوسُف الدميسني ثمَّ القاهري الْمَالِكِي الْمقري نزيل تربة جوشن ظَاهر بَاب النَّصْر وَرُبمَا قيل لَهُ الجوشني. / أَخذ القراآت عَن أبي بكر بن الجندي وإسمعيل الكفتي والتقي الْبَغْدَادِيّ وبرع فِيهَا بِحَيْثُ أَخذهَا عَنهُ جمَاعَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الزين رضوَان وَقَالَ أَنه عَارِفًا بالفن مَعَ الزّهْد وَالصَّلَاح والتقشف، وَاسْتقر بِأخرَة فِي مشيخة القراآت بالشيخونية عقب الغماري وَكَانَ يَقُول مَتى يستفتح من فتح بعد الْعَصْر وَلم يلبث أَن مَاتَ. 1116 - يَعْقُوب بن عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد العباسي بن أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل وَأمه ابْنة عَم أَبِيه المستكفي بِاللَّه أبي الرّبيع سُلَيْمَان / فَهُوَ عريق الْأَبَوَيْنِ ولد وَتزَوج وأنجب أَوْلَادًا وَذكر بالصلاح والانجماع. 1117 - يَعْقُوب بن عبد الْوَهَّاب التفهني ثمَّ القاهري وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد أَحْمد الْأَطِبَّاء مِمَّن مضى وَيعرف بالتفهني. / شيخ صَالح معمر قطن الْقَاهِرَة مُدَّة وَقَرَأَ على الْكُرْسِيّ بِجَامِع الغمري وَكَانَ على قِرَاءَته أنس. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ عَن تسعين سنة أَو نَحْوهَا. يَعْقُوب بن عَليّ بن يَعْقُوب بن يُوسُف بن الْحسن الصنهاجي. / 1118 - يَعْقُوب بن على اللمتوني المالكى. / كَانَ بِمَكَّة وَعرض عَلَيْهِ ظهيرة فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ. 1119 - يَعْقُوب بن عمر بن يَعْقُوب بن أويس الخواجا الشّرف الْكرْدِي ثمَّ القاهري وَالِد أبي بكر الْآتِي ويلقب كرد كاز. / من تجار الكارم الموصوفين بِالْخَيرِ وَالْجَلالَة وَلَو لم يكن لَهُ سوى مُعْتقه الْحَاج بشير لكفاه، وَقد صاهر الشَّمْس الحلاوي الْمَاضِي على ابْنَته. وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ.) يَعْقُوب بن فَقِيه بن أَحْمد الشّرف بن التباني. / مضى فِي ابْن جلال بن أَحْمد قَرِيبا. 1120 - يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن صديق الْبُرُلُّسِيّ أَبُو أَحْمد وَمُحَمّد وَأحد الْأَعْيَان من التُّجَّار. / كَانَ أَبوهُ جمالا وَنَشَأ هُوَ كَذَلِك ثمَّ تعانى التِّجَارَة وَتزَوج بابنة القلاقسي أُخْت تَاج الدّين وَورث مِنْهَا لنَفسِهِ ولولده مِنْهَا وَلَا زَالَ ينْتَقل فِي المَال إِلَى أَن بلغ نَحْو مائَة ألف دِينَار وتناقص حَاله بعد أسره بِسَبَب مَا افتك بِهِ نَفسه من الفرنج وَإِتْلَاف ولديه فِي غيبته وَغير ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ وَهِي تقَارب خمسين، وَأسْندَ

وَصيته لصهره الْبَدْر حسن بن عليبة وَمَعَ ذَلِك فَلم يستبد بِالتَّصَرُّفِ إِلَّا وَلَده، وَيُقَال أَنه أَخذ مِنْهُ للسُّلْطَان عشرَة آلَاف دِينَار وَأَنه أوصى بِنَحْوِ أَلفَيْنِ فألف يَشْتَرِي بهَا عقارا ليوقف على قراء وصدقات وَنَحْوهَا عِنْد قَبره وَالْبَاقِي مِنْهُ أَرْبَعمِائَة لأهل الْحَرَمَيْنِ بِالسَّوِيَّةِ بَينهمَا يتَوَلَّى تَفْرِقَة مَا للمدينة النُّور السمهودي وَمَا لمَكَّة ابْن الْعِمَاد وَبَينهمَا مائَة ولمجاوري الْأَزْهَر مائَة وَثَمَانُونَ ولمفرقها الْمعِين عشرُون وَلابْن الغمري مائَة فِي أَشْيَاء، وَكَانَ خيرا مديما للتلاوة وَالْعِبَادَة محبا فِي الصَّالِحين مَعَ حسن الْعشْرَة والمعاملة والتواضع وَصدق اللهجة وَعدم التبسط فِي معيشته وأحواله كلهَا كنظائره غَالِبا. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بإسكندرية عَن أَزِيد من ثَمَانِينَ سنة وَدفن بِجَانِب ضريح ياقوت العرشي رَحمَه الله وإيانا. 1121 - يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأتريبي ثمَّ الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / أَصله من أتريب بالشرقية وَقدم الْمحلة فَأَقَامَ تَحت نظر أبي عبد الله مُحَمَّد الغمري مَعَ جماعته وَحفظ الْقُرْآن وَاسْتمرّ مَعَه حَتَّى مَاتَ، وانتمى بعده للشَّيْخ مَدين ثمَّ صَار بعد يجْتَمع مَعَ ابْن أُخْته مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم وناله من الطَّائِفَتَيْنِ بتردده إِلَيْهِ جفَاء وَمَعَ ذَلِك فَمَا انكف، وَقد أم بِجَامِع الغمري بِالْقَاهِرَةِ وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء والبيبرسية وَطَلَبه الشَّافِعِي وَكَانَ يتَوَجَّه إِلَيْهِ مَاشِيا بل لَازم الْحُضُور عِنْد الْمَنَاوِيّ فِي الْفِقْه وَكَذَا أَخذ عَن غَيره كَابْن قَاسم والأبناسي وَقَرَأَ على البُخَارِيّ بِتَمَامِهِ قِرَاءَة مهذبة محررة، ولازم مجالسي فِي الْإِمْلَاء بل كَانَ مِمَّن سمع على شَيخنَا، وتميز فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه مَعَ حسن التَّصَوُّر والمداومة على التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة والتحري فِي الطَّهَارَة وَصرف أوقاته فِي أَنْوَاع الطَّاعَة بِحَيْثُ كَانَ فريدا بَين الْفُقَرَاء. مَاتَ فِي سحر يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَسبعين عَن أَزِيد من سِتِّينَ سنة بعد أَن تعلل نَحْو سنة وتفتح فِي أَعْضَائِهِ أَمَاكِن وَهُوَ صابر محتسب، وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بِجَامِع) الْحَاكِم وَدفن بِجَانِب قبر الزين عبَادَة بتربة مَعْرُوفَة بالشيخ مَدين تجاه الكلبكية خَارج بَاب النَّصْر رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. 1122 - يَعْقُوب بن مُحَمَّد أَبُو يُوسُف الصنهاجي المغربي الحلفاوي / لسكناه مدرسة السُّلْطَان أبي يُوسُف بن عبد الْحق المريني بالحلفاويين. الْأُسْتَاذ الْمُقْرِئ الثائر بفاس. أَخذ القراآت السَّبع رِوَايَة ودراية عَن أبي عبد الله مُحَمَّد الْقَيْسِي الكفيف وَأبي الْحجَّاج يُوسُف بن منحوت الْآخِذ لَهَا بمراكش عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الصفار، وارتحل حَتَّى برع فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية والقراآت واشتهر بِالْعلمِ وَالصَّلَاح وَولي مشيخة الْمدرسَة الْمَذْكُورَة. وَلم يزل على أجمل طَريقَة حَتَّى

كَانَت الْفِتْنَة بَين السعيد مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز وَأبي سعيد عُثْمَان بن أَحْمد فِي سنة بضع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَكَانَ مَا كَانَ مِمَّا أوردهُ المقريزي فِي عقوده مطولا. 1123 - يَعْقُوب بن يُوسُف بن عَليّ الشّرف الْقرشِي المغربي الْمَالِكِي / القَاضِي، مِمَّن سمع من شَيخنَا، وَولي قَضَاء حلب ثمَّ انْفَصل عَنهُ وَأقَام بِدِمَشْق مُدَّة وَكَذَا ولي قضاءها بعد مُحي الدّين يحيى المغربي فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين ورأيته كتب وَهُوَ فِيهَا على بعض الاستدعاآت المؤرخة سنة سِتّ وَخمسين. وَمَات بهَا فِي ربيع الأول سنة سبع وَخمسين وَدفن بمقابر الْبَاب الصَّغِير. 1124 - يَعْقُوب الْمجد بن منقورة. / كَانَ كَاتب بَيت المَال ثمَّ اسْتَقر فِي صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ فِي نظر الدولة فَلم يلبث سوى ثَلَاثَة أَيَّام وضربه السُّلْطَان ضربا مبرحا كَاد يَمُوت مِنْهُ وَوَضعه فِي الْحَدِيد وَسلمهُ للوالي على مَال كثير آل أمره فِيهِ إِلَى ثَلَاثَة آلَاف دِينَار بَاعَ فِيهَا تعلقاته وأثاثه واقترض وَصَارَ مثلَة. 1125 - يَعْقُوب الْحصن التَّاجِر نزيل مَكَّة. / مَاتَ بهَا بعد أَن سقط لَهُ بعض ثناياه وابدلها بسن ذَهَبا فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخلف شَيْئا كثيرا وَولدا اسْمه مُحَمَّد ودارا بِمَكَّة وبجدة. 1126 - يَعْقُوب الزعبي. / مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ. 1127 - يعمر بن بهادر الذكرى / من أُمَرَاء التركمان. مَاتَ هُوَ وَولده بالطاعون أول ذِي الْقعدَة سنة سبع عشرَة. 1128 - يعِيش بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن أبي عفيف الحسني. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة) ثَلَاث وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 1129 - يعِيش المغربي / الْمَالِكِي الْمُقِيم بسطح الْأَزْهَر. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثامن الْمحرم سنة أَربع وَسِتِّينَ بعد الْمحلي بأسبوع وَكَانَ عَالما خيرا رَحمَه الله. يكن بن. / 1130 - يلباي الخازنداري الأشرفي قايتباي / أحد العشراوات. كَانَ خازندارا أستاذه فِي حَال إمرته. مَاتَ مطعونا سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. 1131 - يلباي الإينالي المؤيدي. / جركسي الْجِنْس الْملك الظَّاهِر قدم بِهِ إينال ضضغ الْأَمِير الشهير الَّذِي صَار بعد إمرته تَاجر المماليك وَإِلَيْهِ تنْسب الإينالية كيرشباي فَاشْتَرَاهُ الْمُؤَيد مِنْهُ وَجعله فِي طبقَة الرفرف ثمَّ صَار بعده خاصكيا وَكَانَ يُقَال لَهُ فِي ابْتِدَائه يلباي تلِي يَعْنِي الْمَجْنُون لجرأة كَانَت فِيهِ وحدة مزاج، وَاسْتمرّ خاصكيا وأقطعه الْأَشْرَف برسباي ثلث قَرْيَة طحورية من الشرقية، ثمَّ نَقله ابْنه الْعَزِيز لقريبة بنها الْعَسَل عوضا عَن أيتمش المؤيدي، وَجعله الظَّاهِر

جقمق ساقياص ثمَّ أمره عشرَة وصيره من رُءُوس النوب، فَلَمَّا اختفى الْعَزِيز وَاتفقَ قَبضه على يَده وإحضاره سر الظَّاهِر كثيرا وأقطعه زِيَادَة على مَا مَعَه سرياقوس وصيره من الطبلخاناة فدام حَتَّى قبض عَلَيْهِ الْمَنْصُور فِي جملَة المؤيدية وحبسه بإسكندرية وَأخرج أقطاعه ثمَّ أطلقهُ الْأَشْرَف وأرسله إِلَى دمياط بطالا ثمَّ أَعَادَهُ بعد أَيَّام، وَلم يلبث أَن قتل سونجبغا اليونسي الَّذِي كَانَ اسْتَقر فِي أقطاعه فَرجع إِلَيْهِ ثمَّ عمله أَمِير آخور ثَانِي بعد موت خيربك المؤيدي الْأَشْقَر ثمَّ قدمه فِي أَوَاخِر دولته فَلَمَّا تسلطن خجداشة الظَّاهِر خشقدم نَقله إِلَى حجوبية الْحجاب بعد بيبرس خَال الْعَزِيز ثمَّ إِلَى الآخورية الْكُبْرَى بعد برسباي البجاسي ثمَّ إِلَى الأتابكية بعد موت قانم فَلَمَّا مَاتَ الظَّاهِر ارْتقى إِلَى السلطنة فِي آخر يَوْم السبت وَقت الْمغرب عَاشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين ولقب بِالظَّاهِرِ أبي سعيد وَلم يكن لَهُ مِنْهَا سوى الِاسْم لغَلَبَة خير بك الظَّاهِرِيّ خشقدم الدوادار الثَّانِي على التَّدْبِير وَالْأَمر وَالنَّهْي وَلَكِن لم تطل مدَّته بل خلع قبل تَمام شَهْرَيْن بِالظَّاهِرِ تمربغا وَحمل إِلَى إسكندرية فشجن بهَا وَيُقَال أَنه لم يتَّفق لأحد من مُلُوك التّرْك كَبِير مِمَّن مَسّه الرّقّ أَنه خلع فِي أقل من هَذِه الْمدَّة وَقَبله المظفر بيبرس الجاشنكير خلع قبل استكمال سنة، وَاسْتمرّ فِي محبسه حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ مستهل ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسبعين وَسنة نَحْو الثَّمَانِينَ، وَكَانَ ضخما حشما كثير السّكُون وَالْوَقار متدينا وجيها فِي الدول لم ير مَكْرُوها قطّ إِلَّا سجنه أَيَّام الْمَنْصُور، سليم الْفطْرَة جدا طارحا للتكلف) فِي شئونه كلهَا لم يكْتب وَلَا قَرَأَ مَوْصُوفا بالبخل مَعَ مزِيد ثروته وَمن يَوْم تسلطن أَخذ فِي النَّقْص وَظهر عَجزه وَالظَّاهِر أَنه لَو دَامَ لما حصل بِهِ كَبِير ضَرَر لقلَّة أَذَاهُ ومزيد صفائه ومحبته لنفع الْمُسلمين فَللَّه الْأَمر. 1132 - يلبغا البهائي / نَائِب إسكندرية. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَكَانَ جيدا وَاسْتقر بعده اسنبغا الطياري. 1133 - يلبغا التركي الجاركسي نِسْبَة لجاركس القاسمي المصارع. / صَار خاصكيا بعد موت الْمُؤَيد فَلَمَّا تملك الظَّاهِر جقمق قربه لكَونه من مماليك أَخِيه وأنعم عَلَيْهِ بأمرة عشرَة وصيره من رُءُوس النوب ثمَّ ولاه رَأس نوبَة وَلَده الناصري مُحَمَّد ثمَّ انْفَصل عَنْهَا فَقَط وَبَقِي على مَا عَداهَا إِلَى أَن استنابه فِي دمياط وَجعله من جملَة الطلبخاناه ثمَّ عَزله عَن دمياط فَقَط قبل مَوته بِيَسِير وَقدم الْقَاهِرَة فاستمر بهَا إِلَى أَن مرض وطالت علته فَأخْرج الْأَشْرَف إينال إقطاعه وَلزِمَ بَيته مَرِيضا حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَخمسين وَقد زَاد على السّبْعين،

وَكَانَ فِيمَا قيل مُسْرِفًا على نَفسه مهملا عَفا الله عَنهُ. 1134 - يلبغا أَبُو الْمَعَالِي السالمي الظَّاهِرِيّ برقوق الْحَنَفِيّ. كَانَ يذكر أَنه سمرقندي وَأَن أَبَوَيْهِ سمياه يُوسُف وَأَنه سبي فجلب إِلَى مصر مَعَ تَاجر اسْمه سَالم فنسب إِلَيْهِ وَاشْتَرَاهُ برقوق وصيره من الخاصكية يَعْنِي لمهارته ورتبه لقِرَاءَة كتاب الْكَلم الطّيب عِنْده، ثمَّ كَانَ مِمَّن قَامَ لَهُ بعد الْقَبْض عَلَيْهِ فِي أَخذ صفد فَحَمدَ لَهُ ذَلِك، وولاه نظر سعيد السُّعَدَاء فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَتِسْعين ووعده بالأمرة وَلَكِن لم يعجلها لَهُ فَلَمَّا كَانَ فِي صفر سنة ثَمَانمِائَة وَمن قَالَ فِي شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا فقدوهم أمره عشرَة وَقَررهُ فِي شعبانها نَاظر الشيخونية فباشره بعنف وَكَذَا اتّفق لَهُ فِي سعيد السُّعَدَاء فَإِنَّهُ أخرج مَكْتُوب وَقفهَا ورام الْمَشْي على شَرط الْوَاقِف، وَجَرت خطوب وحروب بِحَيْثُ عمل فِيهَا بعض الشُّعَرَاء، وَكَانَ يترقب نِيَابَة السلطنة فَمَا تمّ، ثمَّ جعله أحد الأوصياء فَقَامَ بتحليف مماليك السُّلْطَان لوَلَده النَّاصِر وَأول مَا نسب إِلَيْهِ من الْجور أَنه أنْفق فِي المماليك نَفَقَة الْبيعَة على أَن الدِّينَار بأَرْبعَة وَعشْرين ثمَّ نُودي بعد فرَاغ النَّفَقَة أَن الدِّينَار بِثَلَاثِينَ فَحصل الضَّرَر التَّام بذلك، وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال بعد فَعمل الأستادارية الْكُبْرَى وَالْإِشَارَة وَغَيرهَا حَسْبَمَا شرح فِي أماكنه، وَمن محاسنه فِي مباشراته أَنه قرر مَا يُؤْخَذ فِي ديوَان المرتجع على كل مقدم خمسين ألفا وعَلى الطبلخانات عشْرين ألفا وعَلى العشراوات) خَمْسَة آلَاف فاستمرت إِلَى آخر وَقت وَكَانَ المباشرون فِي دواوين الْأُمَرَاء قبل هَذَا إِذا قبض على الْأَمِير أَو مَاتَ يلقون شدَّة من جورة المتحدث على المرتجع فَلَمَّا تقرر هَذَا كتب بِهِ ألواحا ونقشها على بَاب الْقصر وَهِي مَوْجُودَة إِلَى الْآن، وَهُوَ الَّذِي رد سعر الْفُلُوس إِلَى الْوَزْن وَكَانَ قد فحشت جدا بالعد حَتَّى صَار وزن الْفُلُوس خروبتين، وَفعل من المحاسن مَا يطول شَرحه وَسَار فِي الأستادارية سيرة حَسَنَة عفيفة وأبطل مظالم كَثِيرَة مِنْهَا تَعْرِيف منية بني خصيب وَضَمان الْعَرَصَة وإخصاص الغسالين، وأبطل وفر الشون وَكسر الويبة الَّتِي كَانَ يُكَال بهَا وَعمل ويبة صَحِيحَة وأبطل مَا كَانَ مقررا على برد دَار الدِّيوَان الْمُفْرد والمقرر على شاد الْمُسْتَخْرج، وَركب فِي صفر سنة ثَلَاث فَكسر مَا بمنية الشيرج وناحية شبرى من جرار الْخمر على كثرتها وَهدم كَنِيسَة النَّصَارَى وتشادد فِي النّظر فِي الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة وخاشن الْأُمَرَاء وعارضهم فَأَبْغضُوهُ وَقَامَ فِي سنة ثَلَاث أَيْضا فَجمع الْأَمْوَال لمحاربة تمرلنك زعم فشنعت عَلَيْهِ القالة كَمَا شرح فِي مَحَله وَلم يلبث أَن قبض عَلَيْهِ فِي رَجَب مِنْهَا وتسلمه ابْن غراب وَعمل أستادارا وأهانه

وعوقب وعصر وَنفي إِلَى دمياط ثمَّ أحضر فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَقرر فِي الوزارة وَالْإِشَارَة فباشرها على طَرِيقَته فِي العسف فَقبض عَلَيْهِ وعوقب أَيْضا وسجن ثمَّ أفرج عَنهُ فِي رَمَضَان سنة سبع وَعمل مُشِيرا فَجرى على عَادَته وَسلم لجمال الدّين الأستادار وَكَانَ قد ثار بَينهمَا الشَّرّ فعاقبه ونفاه إِلَى إسكندرية فرجمته الْعَامَّة فِي حَال سيره فِي النّيل، وَلم يزل بالسجن إِلَى أَن بذل فِيهِ جمال الدّين للناصر مَالا جزيلا فَأذن فِي قَتله فَقتل فِي محبسه خنقا وَهُوَ صَائِم فِي رَمَضَان بعد صَلَاة عصر يَوْم الْجُمُعَة سنة إِحْدَى عشرَة وَمَا عَاشَ جمال الدّين إِلَّا دون عشرَة أشهر، وَكَانَ طول عمره يلازم الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَلكنه لم يفتح عَلَيْهِ مِنْهُ بِشَيْء سوى أَنه يَصُوم يَوْمًا بعد يَوْم وَيكثر التِّلَاوَة وَقيام اللَّيْل وَالذكر وَالصَّدَََقَة وَيُحب الْعلمَاء والفضلاء ويجمعهم وَفِيه مُرُوءَة وهمة عالية مَعَ كَونه سريع الانفعال طائشا لحوحا مصمما على الْأَمر الَّذِي يُريدهُ وَلَو كَانَ فِيهِ هَلَاكه ويستبد بِرَأْيهِ غَالِبا ويبالغ فِي حب ابْن عَرَبِيّ وَغَيره من أهل طَرِيقَته وَلَا يُؤْذِي من يُنكر عَلَيْهِ، وَقد لَازم سَماع الحَدِيث مَعنا مُدَّة وَكتب بِخَطِّهِ الطباق بل وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكَانَ سمع من أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ بِدِمَشْق وَمن جمَاعَة بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَغَيرهمَا وأقدم الْعَلَاء بن أبي الْمجد من دمشق حَتَّى أسمع البُخَارِيّ مرَارًا. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ من محَاسِن أَبنَاء جنسه، وَقد عظمه المقريزي جدا فِي عقوده وَغَيرهَا وَقَالَ أَنه) كَانَ لي مجلا ومعظما وقلما رَأَيْت مثله وَلَوْلَا مَا ذكرته لكمل، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وإنبائه بِمَا أوردت حَاصله عَفا الله عَنهُ وإيانا. 1135 - يلبغا السودوني / حَاجِب الْحجاب بِدِمَشْق وَأحد الْأَعْيَان من أمرائها. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَاسْتقر بعده فِي الحجوبية جركس وَالِد تنم الحسني نقلا من حجوبية طرابلس 1136 - يلبغا الكزلي نِسْبَة لكزل العجمي الظَّاهِرِيّ. / ترقى فِي أَيَّام أستاذه حَتَّى صَار خاصكيا ثمَّ نقل على إمرة بِدِمَشْق حَتَّى مَاتَ بهَا فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ، وَكَانَ عَارِفًا بفنون الرمْح لَا بَأْس بِهِ. يلبغا الْمَجْنُون. / يَأْتِي قَرِيبا. 1137 - يلبغا المنجكي الأشرفي. / مَاتَ سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة. 1138 - يلبغا المؤيدي شيخ وَيعرف بالمجنون / لطيشه وحدة مزاجه. كَانَ أحد أُمَرَاء دمشق وَبهَا مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين. 1139 - يلبغا الناصري / نِسْبَة لجالبه الظَّاهِرِيّ برقوق الأتابكي. أَصله من أَعْيَان خاصكية أستاذه ثمَّ قدمه النَّاصِر وَلَده ثمَّ ولاه الحجوبية الْكُبْرَى وَلما تجرد إِلَى الْبِلَاد الشامية جعله نَائِب غيبته بِالْقَاهِرَةِ، وَحين قدم الْمُؤَيد مَعَ المستعين عمله

أَمِير مجْلِس ثمَّ لما تسلطن الْمُؤَيد نَقله إِلَى الأتابكية وسافر مَعَه لقِتَال نوروز وَعَاد وَهُوَ مَرِيض فَلَزِمَ الْفراش حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي رَمَضَان سنة سبع عشرَة وَدفن من الْغَد وَكَانَ جَلِيلًا مُعظما وقورا دينا خيرا متواضعا مائلا للخير وَالْمَعْرُوف وَاقْتصر شَيخنَا فِي إنبائه على قَوْله: كَانَ من خِيَار الْأُمَرَاء رَحمَه الله. 1140 - يلخجا من مامش الناصري. / أَصله للظَّاهِر برقوق اشْتَرَاهُ مَعَ أَبَوَيْهِ وأنعم بهم على وَلَده عبد الْعَزِيز الملقب بالمنصور وَجعل أَبَاهُ من مماليك الأطباق وتربى الْوَلَد مَعَ الْوَلَد إِلَى أَن تسلطن بعد خلع أَخِيه النَّاصِر فرج فَلَمَّا عَاد النَّاصِر وَحبس أَخَاهُ جعل هَذَا خاصكيا ثمَّ ساقيا وَزَاد اخْتِصَاصه بِهِ وأثرى مَعَ الحشم والمماليك والبرك، كل ذَلِك قبل استكمال الْعشْرين، فَلَمَّا قتل أستاذه وَاسْتقر الْمُؤَيد عَزله عَن السِّقَايَة وَاسْتقر فِي جملَة الخاصكية وحظي عِنْده أَيْضا لكَونه محببا فِي الْأُمَرَاء بِحَيْثُ يتَرَدَّد إِلَيْهِ أعيانهم، وَلما هرب مقبل الدوادار من الْقَاهِرَة حِين كَون ططر مُدبر المملكة انْضَمَّ إِلَيْهِ ودخلا مَعَ نَائِب الشَّام جقمق الأرغونشاوي فَلَمَّا انْكَسَرَ اختفى هَذَا مُدَّة بِدِمَشْق ثمَّ ظهر وَعَاد صُحْبَة الظَّاهِر ططر إِلَى الْقَاهِرَة ودام على خاصكيته مَعَ عَظمته وَكَثْرَة مَا بِيَدِهِ من الإقطاعات ثمَّ أنعم عَلَيْهِ الْأَشْرَف بأمرة عشرَة وَجعله من رُءُوس) النوب وسافر فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ أَمِير الركب الأول ثمَّ اسْتَقر فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ مشدا على بندر جدة رَفِيقًا للكريمي ابْن كَاتب المناخات ثمَّ عَاد فأنعم عَلَيْهِ الْعَزِيز بطبلخانات، ثمَّ صَار فِي أَيَّام الظَّاهِر رَأس نوبَة ثَانِي ثمَّ نَائِب غَزَّة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَخرج إِلَيْهَا فِي تجمل زَائِد فَلم يلبث أَن تعلل وَلزِمَ الْفراش مُدَّة وَبَطل أحد شقيه واستعفى وَطلب الْعود فأعفي وَكتب بتوجهه إِلَى الْقُدس فَمَاتَ قبل وُصُول الْخَبَر إِلَيْهِ بغزة فِي أَوَائِل جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمسين وَهُوَ فِي عشر السِّتين وَدفن بِجَامِع ابْن عُثْمَان ظَاهر غَزَّة وَوهم الْعَيْنِيّ حَيْثُ قَالَ أَنه مَاتَ بِبَيْت الْمُقَدّس، وَكَانَ تركيا شجاعا مقداما كَرِيمًا جميلا بِحَيْثُ كَانَ يضْرب بحسنه فِي شبيبته الْمثل خَفِيف اللِّحْيَة كاملها أَخْضَر اللَّوْن بَالغ ابْن تغرى بردى فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَأَنه كَانَ أَحَق بالأتابكية من غَيره وَأما الْعَيْنِيّ فَإِنَّهُ قَالَ أَنه لم يكن مشكور السِّيرَة لِأَنَّهُ كَانَ يرتكب أَخذ أَمْوَال النَّاس ظلما كَفِعْلِهِ مَعَ أهل البرلس حِين توجه لأخذ خراجها فَإِنَّهُ ارْتكب هُنَاكَ مَا ارْتَكَبهُ غَيره من الظلمَة المفسدين، زَاد غَيره أَنه أَمر فِي مَرضه بتوسيط جمَاعَة كَانُوا فِي سجنه من جِهَة حطط حاجبها المستقر الْآن فِي نيابتها عَفا الله عَنهُ. 1141 - ينتمر المحمدي الْحَاجِب. / كَانَ من المقدمين فِي أَيَّام الظَّاهِر برقوق وَقتل فِي وَاقعَة

أيتمش فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ. أرخه المقريزي وَغَيره. يهود بن الْيَهُودِيّ التازي. / 1142 - يُوسُف بن إِبْرَهِيمُ بن أَحْمد الصَّفَدِي. / كَانَ شَيخا حسنا مُعظما مُعْتَقدًا وَله كَلَام على طَرِيق الصُّوفِيَّة. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ بصفد. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 1143 - يُوسُف بن إِبْرَهِيمُ بن عبد الله بن دَاوُد بن أبي الْفضل بن أبي المنجب ابْن أبي الفتيان الْجمال الدَّاودِيّ الطَّبِيب. / مَاتَ فِي أول رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَقد زَاد على التسعين. ذكره شَيخنَا أَيْضا وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ جمال الدّين ابْن الطَّبِيب برهَان الدّين بن الطَّبِيب تَقِيّ الدّين الَّذِي هُوَ أول من أسلم من آبَائِهِ من أهل بَيت يعْتَرف لَهُم عَامَّة الْيَهُود بِأَنَّهُم من ولد دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام. ولد فِي نَحْو سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وبرع فِي الطِّبّ وعالج بِهِ دهرا طَويلا وعاشر الأكابر بِمَا فِيهِ من فَضِيلَة وَجَمِيل محاضرة وَحسن معاشرة، وَجَاز الثَّمَانِينَ وَهُوَ يغْتَسل بِالْمَاءِ الْبَارِد فِي الشتَاء لصِحَّة بدنه. وَمَات عَن نَحْو مائَة سنة ثمَّ أنْشد عَنهُ حِين قَالَ لَهُ كَيفَ أَنْتُم: (أسائل عَن أخباركم فيسرني ... سَمَاعي الَّذِي أرجوه فِيكُم وأطلب) ) (إِذا كُنْتُم فِي نعْمَة وسلامة ... فَمَا أَنا إِلَّا فيهمَا أتقلب) 1144 - يُوسُف بن إِبْرَهِيمُ بن عبد الله الْجمال الْأَذْرَعِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحلَبِي الشَّافِعِي. / قدم من بِلَاده إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا مُدَّة واشتغل فِي الْفِقْه على علمائها ثمَّ قدم حلب وَحضر الْمدَارِس مَعَ الْفُقَهَاء وناب فِي قَضَاء تيزين عَن الشّرف الْأنْصَارِيّ وَكَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه وفروعه مُقْتَصرا عَلَيْهَا. مَاتَ بتيزين فِي سنة ثَلَاث. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَكَذَا شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ عَنهُ أَنه اشْتغل كثيرا فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَررهُ الْأنْصَارِيّ فِي قَضَاء الْبَاب ثمَّ تيزين. 1145 - يُوسُف بن إِبْرَهِيمُ بن عَليّ بن عمر بن حُسَيْن التلواني الأَصْل القاهري الأقمري سبط ابْن الْحَاجِب، أمه جَان خاتون ابْنة عمر بن مُحَمَّد بن الجمالي عبد الله بن بكتمر الْحَاجِب / صَاحب الْأَوْقَاف الْكَثِيرَة والمدرسة بجوار الدَّار الهائلة خَارج بَاب النَّصْر الَّتِي لم يبْق لاستحقاقها غير بنيها والماضي أَبوهُ وجده، مِمَّن سمع ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة وَلم يتصون. 1146 - يُوسُف بن إِبْرَهِيمُ بن عَليّ الحوراني وَيعرف بِابْن الكفيف. / قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: أجَاز لي فِي استدعاء الصرخدي سنة اثْنَتَيْنِ. 1147 - يُوسُف بن إِبْرَهِيمُ بن يُوسُف الْحلَبِي ثمَّ الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي خَادِم القَاضِي الشهَاب بن زُرَيْق. / سمع من أَحْمد بن إِبْرَهِيمُ بن يُونُس وَعبد الله الحرستاني وَحدث. سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالنجم بن فَهد. وَمَات.

1148 - يُوسُف بن إِبْرَهِيمُ الرُّومِي الْحَنَفِيّ نزيل دمشق. / ولد سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا واشتغل بالفنون فبرع وَقدم دمشق وَقد أُشير إِلَيْهِ بِالْعلمِ فتصدر للإفادة بالجامع فَانْتَفع بِهِ غير وَاحِد وصنف فِي الْفِقْه وَغَيره وَكَانَ جيدا دينا مَاتَ فِي رَحمَه الله. 1149 - يُوسُف بن إِبْرَهِيمُ الوانوغي المغربي الْحَنَفِيّ. / قدم دمشق فَكَانَ بوابا فِي بعض طواحينها والفضلاء يَأْخُذُونَ عَنهُ فنون الْعلم بل شرح شَوَاهِد الزّجاج وانْتهى من تصنيفه فِي سنة أَربع وَعشْرين وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الشّرف بن عيد فِي التصوف وَغَيره. 1150 - يُوسُف بن أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد القاهري الصحراوي الشَّافِعِي بواب التربة الأشرفية برسباي شركَة لِأَخِيهِ كأبيه وَيعرف بِابْن الشَّامي. / كَانَ عَاقِلا فضل فِي فنون وَمن شُيُوخه ملا عَليّ الْكرْمَانِي. مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَقد جَازَ الْخمسين وَدفن بحوش التربة الْمَذْكُورَة عِنْد أَبِيه رَحمَه الله. (سقط) شَاب قدم الْقَاهِرَة مرَارًا مِنْهَا فِي سنة تسعين فَسمع مني أَشْيَاء. 1152 - يُوسُف بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْمُحب بن الشهَاب الْأَذْرَعِيّ الأَصْل القاهري / أحد الْأُخوة وَأمه حرَّة مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية. 1153 - يُوسُف بن أَحْمد بن دَاوُد الْعَيْنِيّ نِسْبَة لعين البندق من أَعمال الشغر ثمَّ الشغري الشَّافِعِي نزيل حلب / وَيُقَال لَهُ الشغري لكَونه نَشأ بهَا وَإِلَّا فمولده بِالْعينِ، وَهُوَ غير الشهَاب الشغري نزيل حلب أَيْضا وَصَاحب التَّرْجَمَة أفضلهما رَأَيْت لَهُ نظم تصريف الْعزي مَعَ شَرحه وَشرح النّظم وَكَذَا نظم الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَقطعَة من الْمِنْهَاج الفرعي وَشرح الْبَهْجَة فِي ثَمَان مجلدات وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ فِيمَا بَلغنِي رَحمَه الله. 1154 - يُوسُف بن أبي الْيُسْر أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الْخَالِق الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ابْن الصَّائِغ / الْمَاضِي أَبوهُ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: كَانَ ثقيل الْبدن خَفِيف الرّوح كثير المجون حسن المذاكرة ولي تدريس الدماعية وَنظر الرِّبَاط الناصري. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة. 1155 - يُوسُف بن أَحْمد بن غَازِي بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن تورانشاه بن أَيُّوب بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب بن شاذي بن مَرْوَان. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ الْملك الْجَلِيل الْعَالم صَلَاح الدّين بن النَّاصِر بن الْعَادِل بن الْمُجَاهِد بن الْكَامِل بن الموحد بن الْمُعظم بن الصَّالح بن الْكَامِل بن الْعَادِل بن أَيُّوب الأيوبي الحصني. ولد سنة بضع وَسبعين فِي حجر المملكة وَنَشَأ شجاعا بطلا ثمَّ اشْتغل بِالْعلمِ فمهر فِيهِ

وتفنن فِي عدَّة عُلُوم ونظم الشّعْر فأجاد وَرغب عَن الْملك وزهد فِي الدُّنْيَا وَأَقْبل على الْآخِرَة فَرَحل عَن بِلَاده طَالبا ثغرا يُجَاهد فِيهِ الْكفَّار فَدخل الْقَاهِرَة سنة سبع عشرَة فلازمني طَويلا وَبحث على مختصري النخبة وعلقها بِخَطِّهِ ومختصر الْكرْمَانِي فِي عُلُوم الحَدِيث أَيْضا وَكَانَ مَعَه ثمَّ كتب عني شرح النخبة وَكَانَ يستحسنه جدا وَحضر فِي إملائي على شرح البُخَارِيّ واستفدت مِنْهُ وَسمعت من فَوَائده وَكَانَ شكلا بهيا ونفسا رضية، كثير الْعِبَادَة حسن التِّلَاوَة شجي الصَّوْت سليم الْفطْرَة ملوكي الْأَدَب بطلا شجاعا قَلِيل النظير، وَلم يزل قَاصِدا التَّوَجُّه لدمياط أَو غَيره من الثغور لنِيَّة المرابطة إِلَى أَن اسْتشْهد بالطاعون فِي سنة تسع عشرَة بعد أَن عدته فِي مَرضه فَوَجَدته فِي الغمرات فَقلت) لَهُ كَيفَ تجدك فَقَالَ طيب، وَلما مَاتَ وَدفن اتّفق أَن الْقُرَّاء قرؤوا على جنَازَته سُورَة يُوسُف وَلم يعْهَد ذَلِك من قراء الْجَنَائِز ثمَّ اتّفق أَنه دُلي فِي قَبره عِنْد انْتِهَاء قراءتهم إِلَى قَوْله تَعَالَى كَذَلِك لنصرف عَنهُ السوء والفحشاء إِنَّه من عبادنَا المخلصين فَكَانَ هَذَا من الِاتِّفَاق النَّادِر لكَون اسْمه يُوسُف. قلت وَهُوَ مِمَّن أنزلهُ القَاضِي جلال الدّين البُلْقِينِيّ بمدرسته وَقَرَأَ على القَاضِي واختص بِهِ الْجد حِينَئِذٍ واستأنس كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ رحمهمَا الله وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. 1156 - يُوسُف بن أَحْمد بن غَانِم الْمَقْدِسِي النابلسي سبط التقي القلقشندي. / ولي قَضَاء نابلس زَمَانا ثمَّ قَضَاء صفد ثمَّ خطابة الْقُدس لما مَاتَ الْعِمَاد الكركي ثمَّ سعى عَلَيْهِ ابْن السائح قَاضِي الرملة بِمَال كثير فعزل فَقدم دمشق متمرضا. وَمَات بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 1157 - يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر بن قَاسم الْأَمِير الْجمال أَبُو المحاسن العثماني البيري ثمَّ الْحلَبِي ثمَّ القاهري الأستادار أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي وَكَانَ يعرف أَولا بِابْن الحريري ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ بأستادار بجاس. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة بالبيرة وَكَانَ أَبوهُ خطيبها وصاهر الشَّمْس عبد الله بن يُوسُف بن سحلول وَزِير حلب على أُخْته فَولدت لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة فَهُوَ قريب مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن سحلول فَنَشَأَ فِي كنف خَاله الْمَذْكُور وَكَانَ أَولا بزِي الْفُقَهَاء وَحفظ الْقُرْآن وكتبا فِي الْفِقْه والعربية مِنْهَا ألفية ابْن معطي وعرضها على أبي عبد الله بن جَابر الأندلسي وَأخذ عَنهُ فِي شرحها لَهُ بحلب وَسمع عَلَيْهِ بديعيته وَغَيرهَا، ثمَّ ارتحل على فاقة عَظِيمَة لدمشق فتزيا للجند وخدم بلاصيا عِنْد الشَّيْخ عَليّ كاشف بر دمشق وَغَيره. وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبعين فخدم أستادارا عِنْد الْأَمِير بجاس فطالت مدَّته عِنْده بِحَيْثُ تزوج ابْنَته وَعرف بِهِ

وَعظم قدره وَمحله، وَكَذَا بَاشر الأستادارية عِنْد جمَاعَة من الْأُمَرَاء كبيبرس الأتابك وسودون الحمزاوي وأثرى وَعمر الدّور الْكِبَار مِنْهَا فِي دَاخل الْقصر بجوار الْمدرسَة السابقية منزلا حسنا فَيُقَال أَنه وجد فِيهِ خبيئة للفاطميين. واشتهر ذكره بالعصبية والمروءة وَقَضَاء حوائج النَّاس فَقَامَ بأعباء كثير من الْأُمُور وَصَارَ مقصدا للملهوفين يقْضِي حوائجهم ويركب مَعَهم إِلَى ذَوي الجاه فتزايدت وجاهته ونفذت كَلمته وَصَحب سعد الدّين إِبْرَهِيمُ بن غراب فَنَوَّهَ بِذكرِهِ بِحَيْثُ أَنه لما فر يشبك الشَّعْبَانِي وَمَعَهُ ابْن) غراب عرض عَلَيْهِ الْوزر فَأبى وَسَأَلَ فِي الأستادارية فاستقر فِيهَا فِي رَجَب سنة سبع وَثَمَانمِائَة بعد أَن رسم عَلَيْهِ فِي بَيت شاد الدَّوَاوِين يَوْم وَلَيْلَة وَذَلِكَ عوض ابْن قيمار المستقر بعد ابْن غراب فَشَكَرت سيرته مَعَ استمراره على التحدث فِي أستادارية بيبرس ثمَّ وَقع بَينه وَبَين السالمي لتهور السالمي فَقبض عَلَيْهِ فِي ذِي الْحجَّة واستبد بِالْأَمر وَلم يلبث أَن تمكن ابْن غراب فرام الفتك بِجَمَال الدّين ثمَّ اشْتغل عَنهُ بمرضه حَتَّى هلك فاستولى حِينَئِذٍ على الْأُمُور واستضاف الوزارة وَنظر الْخَاص والكشف بِالْوَجْهِ البحري بل اسْتَقر مشير الدولة. ثمَّ لماقتل يشبك صفا لَهُ الْوَقْت وَصَارَ عَزِيز مصر على الْحَقِيقَة لَا يعْقد أَمر إِلَّا بِهِ وَلَا تنفصل مشورة إِلَّا عَن رَأْيه وَلَا يخرج أقطاع وَلَو قل إِلَّا بِإِذْنِهِ وَلَا يستخدم أحد من الْأُمَرَاء وَلَو عظم كَاتبا عِنْده إِلَّا من جِهَته وَلَا تبَاع دَار حَتَّى تعرض عَلَيْهِ وَلَا يثبت مَكْتُوب على قَاض حَتَّى يَسْتَأْذِنهُ وَلَا يُبَاع شَيْء من الْجَوْهَر والصيني وَلَا من آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة وَلَا من الفرو وَالصُّوف وَالْحَرِير وَلَا من كتب الْعلم النفيسة حَتَّى تعرض عَلَيْهِ وَلَا يَلِي أحد وَظِيفَة وَلَو قلت حَتَّى نواب الْقُضَاة إِلَّا بأَمْره ثمَّ تجَاوز ذَلِك حَتَّى صَار لَا يتحكم أَمِير فِي فلاحه حَتَّى يؤامره وَلَا تكْتب وَصِيَّة حَتَّى تعرض عَلَيْهِ أَو يَأْذَن فِيهَا وخضع لَهُ الْآمِر والمأمور وَكثر تردد النَّاس إِلَى بَابه حَتَّى كَانَ رُؤَسَاء الدولة من الدوادار وَكَاتب السِّرّ فَمن دونهمَا ينزلون فِي ركابه إِلَى منزله وَلَا يصدر أحد مِنْهُم إِلَّا عَن رَأْيه وَاتفقَ مَجِيء الدوادار الْكَبِير قجاجق الظَّاهِرِيّ برقوق إِلَيْهِ مرّة لما بَينهمَا من أكيد الصُّحْبَة وَجلسَ من جِهَة عين جمال الدّين الذاهبة واشتغل جمال الدّين بإنهاء أشغال النَّاس والإسراع بالتعليم ليخلو بِهِ فَأخذ قجاجق قصَّة مِمَّا كتب عَلَيْهِ ورملها فَلَمَّا رأى جمال الدّين ذَلِك قَامَ إِلَيْهِ وأهوى ليده ليقبلها فَمَنعه من ذَلِك وَقدم لَهُ الْجمال تقدمة هائلة وَصَارَ يعْتَذر لَهُ ويشكر صَنِيعه وعد ذَلِك فِي فخره لكَون الدوادار الْكَبِير لَا يفعل ذَلِك للسُّلْطَان إِنَّمَا هِيَ وَظِيفَة رَأس نوبَة النوب وَمَا يفعل الْآن خُرُوج عَن

المصطلح، ثمَّ شرع فِي انتهاك حُرْمَة الْأَوْقَاف فَحلهَا أَولا فأولا حَتَّى استبدل الْقُصُور الزاهرة المنيفة بِالْقَاهِرَةِ كقصر بشتك والحجازية وَغَيرهَا بِشَيْء من الطين فِي الجيزة وَغَيرهَا وَكَانَ قبل ذَلِك يتوقى فِي الظَّاهِر فَرُبمَا رام استبدل بعض الْمَوْقُوفَات فيعسر عَلَيْهِ القَاضِي الَّذِي مذْهبه جَوَازه إِلَى أَن تَجْتَمِع شُرُوط الْجَوَاز فيبادر هُوَ فيدس بعض الفعلة إِلَى ذَلِك الْمَكَان فِي اللَّيْل فَيفْسد فِي أساسه حَتَّى يكَاد يسْقط فَيُرْسل من يحذر سكانه فَإِذا اشْتهر ذَلِك بَادر الْمُسْتَحق إِلَى الِاسْتِبْدَال وَمن غفل) مِنْهُم أَو تمنع سقط فنقص من قِيمَته مَا كَانَ يَدْفَعهُ لَهُ لَو كَانَ قَائِما ثمَّ بطلت هَذِه الْحِيلَة لما زَاد تمكنه بإعانة الْحَنَفِيّ تَارَة والحنبلي أُخْرَى حَتَّى أَن القَاضِي كريم الدّين بن عبد الْعَزِيز رافق ابْن العديم الْحَنَفِيّ فِي جَنَازَة فَفتح لَهُ انتهاك حُرْمَة الْأَوْقَاف بِكَثْرَة الِاسْتِبْدَال فَقَالَ لَهُ إِن عِشْت أَنا وَالْقَاضِي مجد الدّين سَالم يَعْنِي الْحَنْبَلِيّ لَا يبْقى فِي بلدكم وقف وَالْعجب أَن رُؤَسَاء الْعَصْر كَانُوا يُنكرُونَ أَفعاله فِي الْبَاطِن رِعَايَة لَهُ أَو فرقا مِنْهُ فَمَا هُوَ إِلَّا أَن قتل فتوارد الْجَمِيع على اتِّبَاعه فِيمَا سنّ حَتَّى لم يسلم مِنْهُ أحد مِنْهُم وَلم يزل الْأَمر يتزايد، ثمَّ لم يزل الْجمال يترقى وَيحصل الْأَمْوَال ويداري بالكثير مِنْهَا ويمتن على النَّاصِر بِكَثِير من الْأَمْوَال الَّتِي ينفقها عَلَيْهِ إِلَى أَن كَاد يغلب على الْأَمر وَفِي الآخر صَار يَشْتَرِي بني آدم الْأَحْرَار من السُّلْطَان فَكل من تغير عَلَيْهِ اسْتَأْذن السُّلْطَان فِي إهلاكه وَاشْتَرَاهُ مِنْهُ بِمَال معِين يعجل حمله إِلَى النَّاصِر ويتسلم ذَلِك الرجل فيهلكه فَهَلَك على يَده خلق كثير جدا وَأَكْثَرهم فِي التَّحْقِيق من أهل الْفساد، وَفِي الْجُمْلَة كَانَ قد نفذ حكمه فِي الإقليمين مصر وَالشَّام وَلم يفته من المملكة سوى اسْم السلطنة مَعَ أَنه كَانَ رُبمَا مدح باسم الْملك وَلَا يُغير ذَلِك وَلَا يُنكره إِلَى أَن قدر تخيل النَّاصِر مِنْهُ فِي سَفَره للبلاد الشامية للقبض على شيخ وَكَانَ مَعَه وَإنَّهُ تمالأ عَلَيْهِ وَإنَّهُ يُرِيد مسكه وَوجد أعداؤه سَبِيلا إِلَى الْحَط عَلَيْهِ عِنْده وَعدم نصحه بِحَيْثُ تغير مِنْهُ وَلما وصل إِلَى بلبيس وَذَلِكَ فِي يَوْم الْخَمِيس تَاسِع جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْ عشرَة قبض عَلَيْهِ وعَلى وَلَده وحاشيته إِلَّا أَخَاهُ فَإِنَّهُ فر فِي طَائِفَة ثمَّ لما دخل القلعة أَمر كَاتب السِّرّ بالحوطة على موجوده فاستعان فِي ذَلِك بالقضاة وَاسْتمرّ جمال الدّين وَولده يخرجَانِ ذخيرة بعد أُخْرَى إِلَى أَن قَارب جملَة مَا تحصل من موجودهما ألف ألف دِينَار، وأحضره النَّاصِر مرّة وتلطف بِهِ ليخرج بَقِيَّة مَا عِنْده وجد وأكد الْيَمين واعترف بخطأه واستغفر فرق لَهُ وَأمر بمداواته فَقَامَتْ قِيَامَة أعدائه وألبوه عَلَيْهِ إِلَى أَن أذن لَهُم فِي عُقُوبَته وَسلمهُ لَهُم فَلم يزَالُوا بِهِ حَتَّى مَاتَ خنقا بيد حسام الدّين الْوَالِي وَقطعت رَأسه ثمَّ أحضرت بَين يَدي النَّاصِر فَردهَا وَأمر

بدفنه وَذَلِكَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشر جُمَادَى الثَّانِيَة. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه قَالَ وَلَقَد رَأَيْت لَهُ بعد قَتله مناما صَالحا حَاصله أنني ذكرت وَأَنا فِي النّوم مَا كَانَ فِيهِ وَمَا صَار إِلَيْهِ وَمَا ارْتكب من الموبقات فَقَالَ لي قَائِل إِن السَّيْف محاء للخطايا فَلَمَّا استيقظت اتّفق أَنِّي نظرت هَذَا اللَّفْظ بِعَيْنِه فِي صَحِيح ابْن حبَان فِي أثْنَاء حَدِيث فرجوت لَهُ بذلك الْخَيْر والعمرى لقد ارتكبوا فِي حَقه مُنْذُ قبض إِلَى أَن قتل مَا لم) يرتكبه فِي حق من دونه فِيمَا كَانَ فِيهِ من الإهانة والإفراط فِي ظلم البرآء من أَهله حَتَّى وضعت امْرَأَته سارة ابْنة الْأَمِير بجاس وَهِي حَامِل على دست نَار فَأسْقطت وَرَأَتْ من الذل مَا لَا يُوصف وَمَاتَتْ بعد ذَلِك قهرا. زَاد غَيره أَنه دفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء خَارج الْقَاهِرَة وَأخرج النَّاصِر غَالب أوقافه حَتَّى مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِخَط بَاب الْعِيد وَسميت الناصرية وَلذَلِك أبقى لَهَا مَا بَقِي من وَقفهَا، وَمِمَّنْ تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية وَقَالَ أَنه كَانَ أَمِيرا كَبِيرا مُحْتَرما ذَا حُرْمَة وافرة إِلَيْهِ الْمرجع فِي الْولَايَة والعزل وَسَائِر أُمُور المملكة بِغَيْر مُزَاحم، مَعَ الْعقل والمكارم والمحبة فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وإكرامهم قَالَ وَقد مدحه الزين طَاهِر بن حبيب بقصيدة، قلت وَكَذَا مدحه شَيخنَا بقصيدة طنانة، بل قَالَ فِي مُعْجَمه أَنه سمع مِنْهُ من لَفظه من بديعية المغربي الْأَعْمَى بِسَمَاعِهِ لَهَا مِنْهُ بالبيرة وترجمه فِيهِ برئيس المباشرين قاطبة وَأَنه انتظم الدَّوَاوِين كلهَا ولقب نظام الْملك وَغلب على الْأَمر بِحَيْثُ لم يكن لأحد مَعَه كَلَام قَالَ وَكَانَ جوادا ممدحا رَئِيسا جمع كثيرا من المفسدين وأبادهم بِالْمَوْتِ وَالْقَتْل إِلَى أَن نكب وَقتل وَأطَال المقريزي فِي عقوده ثمَّ ابْن تغرى بردى تَرْجَمته وَقَالَ أَنه كَانَ شَيخا قَصِيرا جدا أَعور دميما قَبِيح الشكل سفاكا للدماء بطاشا محبا لجمع الْأَمْوَال وَأَخذهَا من غير اسْتِحْقَاق وصرفها كَذَلِك نسْأَل الله السَّلامَة. 1158 - يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن بشر اليمني نزيل مَكَّة وَيعرف باللقسة. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 1159 - يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَمَال الدّين جمال الدّين بن الشهَاب بن الشَّمْس الأندجاني الأَصْل السَّمرقَنْدِي الْحَنَفِيّ / وأندجان من فرغانة. ولد سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بسمرقند وَنَشَأ فاشتغل فِي الْعُلُوم على جمَاعَة أَجلهم مَحْمُود العلماشاني وَمُحَمّد البُخَارِيّ وَطَاف كثيرا من الْبِلَاد كبغداد، وَحج فِي سنة خمس وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وسافر فِي أول سنة سبع وزار الْمَدِينَة وأقرأ بِمَكَّة الْمُتَوَسّط والطوالع ولقيني فِي آخر سنة سِتّ فَقَرَأَ عَليّ بَدْء الْوَحْي من البُخَارِيّ وأجزته. 1160 - يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن يُوسُف الزبيرِي

الْبَصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الْمَاضِي عَمه عبد الْكَرِيم وَيعرف بدليم. / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَخمسين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.) ::: 1161 - يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْجمال الملتاني السجْزِي الأَصْل الكجراتي الأحمدأبادي الْحَنَفِيّ. / ولد فِي صفر سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِأَحْمَد أباد وَأخذ عَن بلديه نظام الدّين الملقب غوث الْملك فِي العقليات كشرح المواقف واللوامع بعد أَن أَخذ عَن غَيره فِي المبادئ من نَحْو وَصرف وتميز فِي الْكَلَام والمنطق والنجوم والتواريخ وَغَيرهَا وتصدى لإقراء الطّلبَة فِي العقليات وَاسْتقر بِهِ السُّلْطَان مَحْمُود فِي الْحِسْبَة بالمماليك ويستخلف من تَحت يَده، حَدثنِي بذلك غير وَاحِد من طلبته مِمَّن أَخذ عني. 1162 - يُوسُف بن أَحْمد بن نَاصِر بن خَليفَة بن فرج بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْجمال أَبُو المحاسن بن الشهَاب الباعوني الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ إِبْرَهِيمُ وَمُحَمّد وَيعرف بِابْن الباعوني. / ولد فِي يَوْم السبت ثَانِي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَثَمَانمِائَة بقاعة الخطابة من الْمَسْجِد الْأَقْصَى ثمَّ انْتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى دمشق وَهُوَ فِي الرَّابِعَة فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن على جمَاعَة مِنْهُم الشَّمْس خطيب الشامية وَالشَّمْس البصروي وَقَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى الْعَلَاء القابوني وَغَيرهمَا الْعَرَبيَّة وَحفظ أَيْضا الْمنْهَج الفرعي والأصلي وألفية ابْن ملك وَبحث على الشهَاب الْغَزِّي فِي الْمِنْهَاج الفرعي ثمَّ فِي الْفِقْه أَيْضا على الْبُرْهَان بن خطيب عذراء ثمَّ على الشمسين الْبرمَاوِيّ والكفيري وَمِمَّا بَحثه على الْبرمَاوِيّ فِي قَوَاعِد العلاني وَفِي أصُول الْفِقْه وَسمع عَلَيْهِ دروسا فِي النَّحْو وَسمع على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي بِدِمَشْق والزين القبابي بِبَيْت الْمُقَدّس والتدمري بالخليل والشهاب بن رسْلَان بالرملة وَلَقي التَّاج بن الغرابيلي فَأخذ عَنهُ ورغبه فِي الطّلب لهَذَا الشَّأْن فَمَا تيَسّر وباشر التوقيع بِدِمَشْق وَغَيره ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وأكب على الْعلم إِلَى أَن ألزمهُ النَّجْم بن حجي بِكِتَابَة سر صفد فباشرها ثمَّ أضيف إِلَيْهِ الْقَضَاء بهَا وتكررت ولَايَته لَهما مرّة بعد أُخْرَى وناب فِي قَضَاء دمشق عَن الْبَهَاء بن حجي ثمَّ اسْتَقل بِهِ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين بعد أَن كَانَ اسْتَقل بِهِ فِي طرابلس ثمَّ حلب وحمدت سيرته فِي مباشراته كلهَا سِيمَا البيمارستان النوري حَيْثُ ضبط تَركه ودخله وَصَرفه واستفضل من ذَلِك مَا عمر مِنْهُ فِيهِ مَكَانا عَظِيما يعرف بِهِ وَاشْترى أَمَاكِن وأضافها لوقفه لمزيد عفته وسياسته وتصميمه فِي الْأُمُور وَعزة نَفسه وجلالته ووجاهته ووقعه فِي النُّفُوس مَعَ وفور ذكائه ورقة لطافته وبديع نظمه ونثره وَحسن شكالته وبزته ووفور مروءته وَمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من كَثْرَة التِّلَاوَة وَالصَّدَََقَة وَصَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس غَالِبا وَالْقِيَام) والتهجد والمحاسن

الجمة بِحَيْثُ نوه باحتضاره لقَضَاء الديار المصرية، وَقد درس بعدة أَمَاكِن كالعادلية الصُّغْرَى وَغَيرهَا اسْتِقْلَالا والشامية الجوانية والعزيزية نِيَابَة وَحج غير مرّة وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا ولقيته بهَا وببلده، وَكَانَ فَقِيه النَّفس سريع النّظم مَعَ حسنه نظم من الْمِنْهَاج الفرعي قِطْعَة ثمَّ بدا لَهُ أَن من لم ينظم الْعلم كالبهجة لَا يَنْبَغِي لَهُ النّظم ففتر عزمه وَشرع فِي كتاب على نمط عنوان الشّرف بِزِيَادَة علم الهندسة فَكتب مِنْهُ نصف كراس وَمَا كتبته عَنهُ: (إِن غلقت أَبْوَاب رزق الْفَتى ... وَعَاد صفر الْكَفّ والجيب) (يضرع إِلَى مَوْلَاهُ فِي فتحهَا ... فَعنده مفاتح الْغَيْب) وترجمته مبسوطة فِي المعجم وَبِه ختم المعتبرون من قُضَاة دمشق. مَاتَ مُنْفَصِلا عَن الْقَضَاء دهرا للتوسع فِي ولاته إِلَى حد قل أَن عهد نَظِيره بعد أَن حج بأولاده وَعِيَاله وزار الْقُدس والخليل بالصالحية فِي آخر ربيع الآخر سنة ثَمَانِينَ يُقَال مسموما وَدفن بتربتهم بسفح قاسيون رَحمَه الله وإيانا. وَخلف أَوْلَاد كثيرين ذُكُورا وإناثا. 1163 - يُوسُف بن أَحْمد بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْجمال أَبُو المحاسن بن الْمُحب الْبَغْدَادِيّ الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد فِي رَابِع شَوَّال سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْمَدْرَسَةِ المنصورية من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وعمدة الْأَحْكَام والخرقي وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة كشيخنا وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَذَا قَرَأَ على أَبِيه مُسْند إِمَامه وَغَيره وَأخذ عَنهُ الْفِقْه غير مرّة بل ومختصر الطوفي فِي الْأُصُول والجرجانية فِي النَّحْو وَعَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي الصّرْف وَغَيره وَعَن أبي الْجُود فِي الْفَرَائِض والحساب وَسمع أَيْضا على الزين الزَّرْكَشِيّ صَحِيح مُسلم وعَلى أبي عبد الله بن الْمصْرِيّ سنَن ابْن ماجة وعَلى الشَّمْس الشَّامي فِي سنة تسع وَعشْرين الأول من حَدِيث الزُّهْرِيّ وَغير ذَلِك وعَلى ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان والْعَلَاء بن بردس بِالْقَاهِرَةِ وَمن الْبُرْهَان الْحلَبِي بهَا حِين كَانَ مَعَ أَبِيه سنة آمد المسلسل بالأولية فِي آخَرين، وَدخل بعد مَوته الشَّام غير مرّة وَأخذ بهَا فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ عَن ابْن قندس وَابْن زيد واللؤلؤي والبرهان الباعوني وَابْن السَّيِّد عفيف الدّين، وَأَجَازَ لَهُ خلق بل أذن لَهُ وَالِده فِي التدريس والإفتاء وَأذن لَهُ فِي الْعُقُود والفسوخ بل وَالْقَضَاء وَكَذَا أذن لَهُ شَيخنَا وَغَيره فِي الإقراء، وَاسْتقر بعد أَبِيه فِي تدريس الْفِقْه بالمنصورية والبرقوقية وَحضر عِنْده فيهمَا الْقُضَاة والأعيان وَكَذَا اسْتَقر بعد الْعِزّ) الْحَنْبَلِيّ فِي المؤيدية وَفِي غَيرهَا من الْجِهَات وَمَعَ ذَلِك فَاحْتَاجَ لقلَّة تَدْبيره وَسُوء تصرفه وتبذيره إِلَى الْمُبَاشرَة بديوان الْأَمِير

تمراز ليرتفق بمعلومها وَأكْثر من التشكي وامتهان نَفسه ومخالطته قبل ذَلِك وَبعده لِذَوي السَّفه بِحَيْثُ طمع فِيهِ نَاصِر الدّين بن الأخميمي الإِمَام شيخ البرقوقية وانتقص من معلومه فِيهَا محتجا بِزِيَادَتِهِ فِيهِ على بَقِيَّة المدرسين وَمَعَ ذَلِك فَمَا صرف لَهُ شَيْئا هَذَا مَعَ توسله بأميره وَبِغَيْرِهِ وَله شَهَادَة عَلَيْهِ بالرضى بمشاركة رفقته وسافر فِي غُضُون ذَلِك لمَكَّة بعد رغبته عَن المؤيدية واستتابته قَاضِي مذْهبه فِيمَا عَداهَا فحج وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة، وَأقَام بِكُل مِنْهُمَا أشهرا، ولقيته بكليهما، وأنشدني أبياتا قَالَ إِنَّهَا من نظمه وَكنت رُبمَا سايرته فِي الرُّجُوع وَهُوَ فِي غَايَة من الْفَاقَة، وَقد درس وَأفْتى وَحدث باليسير أَخذ عَنهُ بعض صغَار الطّلبَة، وَكَانَ يستحضر كثيرا من الْفُرُوع وَغَيرهَا، وَفِي تصَوره توقف وَمَعَ ذَلِك فَلَو كَانَ متصونا مَا تقدم عَلَيْهِ بعد الْعِزّ غَيره. مَاتَ فِي لَيْلَة رَابِع الْمحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ بمنزله من المنصورية وَدفن عِنْد أَبِيه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 1164 - يُوسُف بن أَحْمد بن يُوسُف الْجمال الرُّومِي الأَصْل الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بالأدهمي. / اخْتصَّ بالبرهان بن الديري ثمَّ بالناصري مُحَمَّد بن قانباي اليوسفي المهمندار وتنزل فِي الْجِهَات وَرَافِع فِي قَاضِي الْحَنَفِيَّة الشَّمْس بن المغربي الْغَزِّي فَلم يصل مِنْهُ لغرضه. 1165 - يُوسُف بن أَحْمد بن يُوسُف الْجمال الصفي بِالتَّشْدِيدِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الصَّفّ من الأطفيحية ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بالشيخ يُوسُف الصفي. / حفظ الْقُرْآن والرسالة وألفية النَّحْو وَبحث فِي الْفِقْه وأصوله على الْجمال الأقفهسي ثمَّ الْعلم الأخنائي وَمِمَّا بحث فِيهِ مَعَ الرسَالَة مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي بل أَخذ عَن الحناوي فِي الْفِقْه والعربية فِي آخَرين وَكَذَا بحث فِي الْمِنْهَاج الفرعي على الشَّمْس البرشنسي وكانه ليحيط بمسائل الْخلاف، وَلَقي الْجمال يُوسُف العجمي وَأخذ عَن وَلَده تَاج الدّين وَصَحب أَبَا بكر الْموصِلِي رَفِيقًا للبلالي وَكَذَا أَخذ عَن الشهَاب بن الناصح وَمُحَمّد القرمي وَابْن زقاعة ولازم ميعاد السراج البُلْقِينِيّ ثمَّ وَلَده الْجلَال والحموي وَغَيرهم، وَدخل الشَّام وَغَيرهَا وجاور بالحرمين وَبَيت الْمُقَدّس كثيرا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: كَانَ شَيخا مهابا كثير الْبر والإيثار للْفُقَرَاء قَائِما بأحوالهم يَأْخُذ لَهُم من الْأَغْنِيَاء وَله كرامات كَثِيرَة وَاتفقَ فِي آخر عمره أَن شخصا جَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم وَهُوَ يَقُول لي قل للشَّيْخ) يُوسُف يزورنا فحج ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُدس، ثمَّ عَاد فَمَاتَ يَعْنِي فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَعشْرين عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ فأزيد بعد أَن صلى عَلَيْهِ الْجلَال البُلْقِينِيّ بِصَحْنِ جَامع الْحَاكِم فِي مشْهد حافل وَدفن بِالْقربِ من الْكَمَال الدَّمِيرِيّ فِي مَقْبرَة سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ أحد صوفيتها وَلِلنَّاسِ فِيهِ

اعْتِقَاد كثير وَقد وَصفه شَيخنَا فِي عرض وَلَده بالشيخ الْمُقْتَدِي المرحوم وَفِي مَوضِع آخر بالشيخ الْقدْوَة الْفَاضِل الْعَامِل الْكَامِل بَقِيَّة السّلف الصَّالِحين. وَوَصفه العلمي البُلْقِينِيّ بالشيخ الصَّالح الْقدْوَة ولي الله. وأفرد لَهُ وَلَده تَرْجَمَة فِي كراسة وَفِي أَصْحَابنَا غير وَاحِد مِمَّن أَخذ عَنهُ كإمام الكاملية وفقيهنا الْبَدْر حُسَيْن وَكَانَ خادمه سفرا وحضرا وَحكى لنا كثيرا من كراماته إِنَّه كَانَ كلما يطْلب مِنْهُ يخرج لَهُ الدَّرَاهِم من فَمه بعد علمه أَنه لَيْسَ مَعَه شَيْء وَأَنه قَالَ لَهُ يَا سَيِّدي هَل فِي فِيك دَار الضَّرْب أَو كَمَا قَالَ رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. 1166 - يُوسُف بن أَحْمد بن يُوسُف الْفراء. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: عَامي مطبوع ينظم الزجل جيدا كتب إِلَيّ قِطْعَة أَولهَا: (قَمِيصِي ذهب واتفضض ... وشعري وهتك ستري) (غسلته اتمزق فاض دمعي ... عاينوا بعيني تجْرِي) (من قد عَم علمه حلمه ... أوهبني قَمِيص عَمْرو عَام) (صَار خليع جَدِيد واتمزق ... وأخلع الْبدن والأكمام) (قلت أَنا أشتكيه للفاضل ... زكي الْعَام شيخ الْإِسْلَام) (يقبل دَعْوَى فِي حَقه ... وَيجْبر بِعِلْمِهِ كسْرَى) (ويرفي صَحِيح مَا انمزق ... وَيقبل بحلمه عُذْري) (تَفْسِير السّنَن وَالْمُخْتَار ... جو من بعض فتح الْبَارِي) (بشرح البُخَارِيّ علمك ... صَار مُحِيط كَمَا الما جاري) (وأطراف المسانيد أَعْطَيْت ... الْعشْرَة صَار العاري) (خصالك تكفر ذَنبي ... مقدم مُؤخر عمري) (وَأما الْأَرْبَعين تشهد لَك ... المتباينة والدرى) (يَا كنز الْعُلُوم بالشاف ... شَرحه عَن لِسَان الْمِيزَان) (مَا اشْتبهَ علينا النِّسْبَة ... من أصُول بَيَان التِّبْيَان) ) (بتهذيب صَحِيح التَّهْذِيب ... يَا رَوْضَة الْمَرْء بالبدر) (كم قَالَ فِي البُخَارِيّ مُسلم ... متظلل ببقانا مصري) وَهِي طَوِيلَة تحْتَاج لتحرير. 1167 - يُوسُف بن أَحْمد الْجمال الملكاوي / أحد الْفُضَلَاء بِدِمَشْق. درس وخطب وَكَانَ يمِيل إِلَى اعْتِقَاد الْحَنَابِلَة مَعَ الدّين وَالْخَيْر. . مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. 1168 - يُوسُف بن أَحْمد الشَّمْس الْحكمِي. / شيخ صَالح يحفظ الْقُرْآن ويلازم الْجَمَاعَات. ذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ مُخْتَصرا.

1169 - يُوسُف بن أَحْمد الأرزنجاني الرُّومِي القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الصَّحرَاء وَيعرف بسنان / سمع مَعنا على شَيخنَا فِي مُسْند أبي يعلى ثمَّ قَرَأَ عَليّ بعد دهر مجَالِس من البُخَارِيّ بحثا واستفادة، وسافر لدمشق ثمَّ قدم الْقَاهِرَة للسعي فِي شَيْء من وظائف الشَّام فَنزل بزاوية نصر الله من خَان الخليلي وأقرأ بهَا فِي الْمُتَوَسّط وَغَيره وطلع إِلَى السُّلْطَان فَلم يُكرمهُ بل لامه على الطُّلُوع وَيُقَال أَنه أظهر مطالعة من ملك الشرق نسب إِلَى التزيد فِيهَا وَرُبمَا ظن أَنه جاسوس. وَأَقْبل عَلَيْهِ الكافياجي وأنزله تَحت نظره بالتربة الأشرفية ثمَّ بالشيخونية وَصَارَ يقرئ فِيهَا وسافر لبيت الْمُقَدّس وَالشَّام ثمَّ عَاد بِسَبَب الخاتونية فَأُجِيب وَحِينَئِذٍ أنزلهُ الدوادار بتربته وَقَررهُ شَيخا بهَا ولقيته هُنَاكَ فَسَأَلته عَن وَاقعَة جرت لَهُ مَعَ البقاعي بِالشَّام وَبَالغ معي فِي الْأَدَب وَصَارَ يحضر مجْلِس السُّلْطَان. وَمَات فِي منتصف الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين فَجْأَة رَحمَه الله وإيانا. 1170 - يُوسُف بن أَحْمد الأندلسي التّونسِيّ. / أَخذ عَن عمر وَأحد القلجانيين وَمُحَمّد بن أبي الْقَاسِم المشدالي وَغَيرهم وبرع فِي أصُول الدّين وشارك فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وَهُوَ الْآن فِي سنة تسعين حَيّ زَاد على السِّتين. 1171 - يُوسُف بن إِسْمَعِيل بن يُوسُف بن إِسْمَعِيل بن يُوسُف بن إِسْمَعِيل بن عمر بن سبع بن ثَابت بن معمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سَالم بن قيس بن سعد بن عبَادَة هَكَذَا قرأته بِخَطِّهِ وَفِيه نظر الْجمال بن الْعِمَاد الْأنْصَارِيّ الجزرجي السَّاعِدِيّ الأنبابي بِفَتْح الْهمزَة فِيمَا ضَبطه شَيخنَا الشَّافِعِي الصَّالح بن الصَّالح وَيعرف بالأنبابي. / ولد سنة سِتِّينَ ظنا وَقَرَأَ كَمَا قَالَ شَيخنَا على شُيُوخنَا فِي الحَدِيث وَالْفِقْه والعربية وَالْأُصُول كالعراقي والعز بن جمَاعَة وَأكْثر) جدا وَكَانَ أَبوهُ مِمَّن يعْتَقد فِي ناحيته ثمَّ صَار ابْنه كَذَلِك مَعَ الْخُشُوع والتعبد والإكثار من الْحَج وَالْعِبَادَة وملازمة الإشغال والاشتغال واتساع الْأَحْوَال إِلَى أَن مَاتَ، أجَاز فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد وَكَانَت وَفَاته فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخلف مَالا كثيرا جدا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه ومعجمه، وَمن شُيُوخه التقي الْبَغْدَادِيّ سمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ وتلا عَلَيْهِ بالسبع وَابْن الشيخة سمع عَلَيْهِ مُسْند أَحْمد والتنوخي سمع عَلَيْهِ جُزْء الْأنْصَارِيّ وجزء أبي الجهم وَغَيرهمَا وتفقه بالبلقيني وَابْن الملقن وَحمل عَنهُ شَرحه للحاوي والأبناسي وأذنوا لَهُ بالإفتاء والتدريس وَأخذ الحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ والعربية وَالْأُصُول عَن الْعِزّ بن جمَاعَة وَذكره ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته وَبِه خَتمهَا والمقريزي فِي عقوده. 1172 - يُوسُف بن إينال باي بن قجماس بن أنس جمال الدّين / وجده هُوَ الْمَنْسُوب إِلَيْهِ التربة القجماسية بِالْقربِ من تربة أَخِيه الظَّاهِر برقوق بن أنس

لكَونه أكملها وَإِلَّا فَهِيَ إنْشَاء أَخِيه لَهُ. ولد فِي الْعشْر الأول من صفر سنة ثَمَانمِائَة فِيمَا ذكر وَهُوَ وَأَبوهُ وجده وجد أَبِيه مُسلمُونَ، كَانَ أَبوهُ أَمِير آخو كَبِير فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة ثمَّ الناصرية وَفِي أَيَّامه مَاتَ، وَنَشَأ ابْنه صَاحب التَّرْجَمَة فَقَرَأَ الْقُرْآن وَبَعض الْكتب عِنْد شَيخنَا الزين رضوَان وَسمع بإفادته على التقي الدجوي بعض مُسلم وَأَجَازَ لَهُ باستدعائه جمَاعَة مِنْهُم عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي، أجَاز لنا وَكَانَ أحد الْحجاب دهرا وَمِمَّنْ يذكر بالتبذير وَغَيره ثمَّ كف فَترك الحجوبية وَلزِمَ بَيته حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبعين وَصلي عَليّ بالمؤمني ثمَّ دفن بتربة جده عَفا الله عَنهُ وإيانا. 1173 - يُوسُف بن بَابا بن عمر بن مَحْمُود بن رستم الْجمال الكدواني بِضَم الْكَاف ثمَّ دَال مُهْملَة نِسْبَة لقبيلة من الأكراد الْكرْدِي الشَّافِعِي. / إِنْسَان خير لازمني بِمَكَّة وَالْمَدينَة فَأخذ عني أَشْيَاء دراية وَرِوَايَة وكتبت لَهُ إجَازَة عينت شَيْئا مِنْهَا فِي الْكَبِير وَهُوَ الْآن سنة تسع وَتِسْعين بِالْمَدِينَةِ على خير كَبِير وتجرع فاقة ويحج مِنْهَا كل سنة. يُوسُف بن بدر الكومي. هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف / يَأْتِي. 1174 - يُوسُف بن برسباي الْعَزِيز الْجمال أَبُو المحاسن بن الْأَشْرَف الدقماقي الظَّاهِرِيّ الأَصْل القاهري. / ولد بقلعة الْجَبَل فِي إِحْدَى الجماديين سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَأمه أمة لِأَبِيهِ جركسية اسْمهَا جلبان تزَوجهَا بعد أَن وَلدته لَهُ وَمَاتَتْ فِي أَيَّامه، وَنَشَأ الْعَزِيز إِلَى أَن عهد لَهُ بالسلطنة فِي مرض مَوته وَمَات بعد أَيَّام فَملك، وَذَلِكَ بعد عصر يَوْم السبت ثَالِث عشر) ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فدام دون مائَة يَوْم إِلَى أَن خلعه الأتابك جقمق بعد حروب وَاسْتقر عوضه فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر ربيع الأول من الَّتِي بعْدهَا ولقب بِالظَّاهِرِ وَأَسْكَنَهُ بقاعة البربرية من دور الْحَرِيم السلطاني فتسحب مِنْهَا عقب صَلَاة الْمغرب من رَمَضَان على حِين غَفلَة بعد أَن غير زيه بتحسين بعض أَتْبَاعه ذَلِك لَهُ وإيهامه أَن مماليك أَبِيه مَعَه فَلم ير لذَلِك حَقِيقَة فَسقط فِي يَده وتحير واختفى حِينَئِذٍ إِلَى أَن ظفر بِهِ جلباي المستقر بعد فِي السلطنة كَمَا سلف وَهُوَ إِذْ ذَاك أَمِير عشرَة فِي أَوَاخِر شَوَّال بإرشاد خَاله بيبرس لوقت مروره واعتذاره بِكَوْنِهِ لَا يحسن بِهِ هُوَ مسكه وَذَلِكَ بعد أَن مس جمَاعَة بِسَبَب اختفائه مزِيد الضَّرَر بل وسط بَعضهم فسر الظَّاهِر بذلك أتم سرُور وسر أحبابه بِحَيْثُ أَن المبشر جَاءَ لشَيْخِنَا بعد الْعشَاء بذلك وَأَعْطَاهُ دِينَارا وأنعم الْملك على جلباي بقرية سرياقوس زِيَادَة على مَا مَعَه فحبس بالدور السُّلْطَانِيَّة أَيَّامًا فِي قاعة العواميد عِنْد خوند

البارزية ثمَّ أرْسلهُ إِلَى إسكندرية فسجن إِلَى أَن أفرج عَنهُ الظَّاهِر خشقدم فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَأذن لَهُ فِي السُّكْنَى بدار مِنْهَا وبالركوب لصَلَاة الْجُمُعَة وَغَيرهَا من جِهَة بَاب الْبَحْر خَاصَّة فسكن الْعَزِيز بدار عَظِيمَة بالثغر وشيد بنيانها وَأقَام فِيهَا بتجمل زَائِد ودام على ذَلِك أَزِيد من سنتَيْن ثمَّ مرض نَحْو ثَلَاثَة أَيَّام. وَمَات فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. 1175 - يُوسُف بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن يُوسُف الْجمال بن التقي الْحلَبِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الخشاب وبسبط ابْن الوردي فأمه خَدِيجَة ابْنة الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن أَحْمد قريب الزين بن الوردي من جِهَة أَنه جد أبي الْعَلَاء لأمه وحفيد عَم جده عبد الْخَالِق. / ولد فِي خَامِس عشرى شَوَّال سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْبَهْجَة والكافية والشاطبية وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْفَخر عُثْمَان الْكرْدِي وَفِي الْعَرَبيَّة عَن عَليّ الْخَوَارِزْمِيّ الْمَدْعُو بقول درويش وَعلي بن مُحَمَّد الشرابي الْكرْدِي، وخطبه أَمِير سلَاح تمراز حِين كَانَ بحلب فِي التجريدة ليَكُون إِمَامه فَأم بِهِ من مستهل جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين واغتبط بِهِ أتم اغتباط بِحَيْثُ استصحبته مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة مستمرا على وظيفته ثمَّ عَاد مَعَه إِلَى التجريدة أَيْضا فِي ثَانِي عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَلم يلبث أَن تغير عَنهُ فِي سنة أَربع لمزيد نصحه فِي ضبط ديوانه بِحَيْثُ ثقل ذَلِك على الآكلين فوشوا بِهِ عِنْده إِلَى أَن تعدى وضربه مرَارًا واختفى إِلَى أَن توسل بِمن تكلم لَهُ فِي موادعته لَهُ) حِين السّفر فِي سنة خمس للتجريدة أَيْضا وتخلف هُوَ بِالْقَاهِرَةِ فاستدعى بِهِ السُّلْطَان واستخبره عَن الْأُمُور وَعَن الدِّيوَان وَكتب لَهُ شَيْئا مَعَ تصنيفي رفع الشكوك فِي مفاخر الْمُلُوك فأنعم عَلَيْهِ بِمِائَة دِينَار وَأمره بِأَن يكون سنبل مبلغا عَنهُ كل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَلما قدمت التجريدة تقلل من الِاجْتِمَاع بِالنَّاسِ مُطلقًا وَكَانَ قبل ذَلِك اجْتمع بِي وَأخذ عني الْمُؤلف الْمشَار إِلَيْهِ والتوجه للرب بدعوات الكرب وَسمع مني أَشْيَاء كالمسلسل وَغَيره وَمن ذَلِك الْفرج بعد الشدَّة لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وَكَذَا تكَرر اجتماعه بِي وَأخذ عَن الْبُرْهَان بن أبي شرِيف والزين زَكَرِيَّا وَغَيرهمَا. وَهُوَ إِنْسَان مهذب عَاقل حسن الْخط بديع اللطف مَعَ إِلْمَام بِالْفَضْلِ. 1176 - يُوسُف بن أبي بكر بن عَليّ الْجمال أَبُو عبد الله القاهري الشَّافِعِي نزيل الجمالية / وَأحد صوفيتها بل سكن الْعَارِض بالقرافة وقتا لتزوجه بابنة عمر البسطامي وَيعرف بالأمشاطي. أَخذ عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والجلال البُلْقِينِيّ وَغَيرهمَا ثمَّ كَانَ مِمَّن يحضر عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ فِي البُخَارِيّ بل سمع على الشّرف بن الكويك وَابْن الْجَزرِي وَغَيرهمَا

كَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي. بل لَا أستبعد أَخذه عَن أقدم مِنْهُم، وَتقدم فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وتصدى لإقرائه بالجمالية وبالأزهر والعارض فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الشَّمْس بن إِسْمَعِيل الرئيس الْأَزْهَرِي وَابْن الفالاتي وَابْن الصفي قَرَأَ عَلَيْهِ الورقات ثمَّ قِطْعَة من اللمع، وَكَانَ عَالما صَالحا نيرا عضته دَابَّة فِي كتفه فاستمر حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ بعد الْأَرْبَعين تَقْرِيبًا وَدفن بتربة خَلِيل المشبب تجاه الْعَارِض وَقد جَازَ السّبْعين رَحمَه الله وإيانا. 1177 - يُوسُف بن أبي بكر الْمَدْعُو سَيْفا بن عمر بن سيف بن يُوسُف بن سيف بن يُوسُف بن سيف بن عبد الرَّحْمَن الْجمال المعري الأَصْل الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سيف. / ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بمعرة النُّعْمَان وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وتحول إِلَى الْقَاهِرَة بعد أَن أَقَامَ بحماة يَسِيرا فِي سنة أَربع فَرَأى البُلْقِينِيّ وَحضر فِيمَا قيل دروسه وَسمع من الصَّدْر الأبشيطي وَغَيره وتفقه بالبدر الطنبدي، واشتغل فِي الْفَرَائِض على الشَّمْس الغراقي وَقَرَأَ فِي النَّحْو على الشَّمْس الشطنوفي ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة وَتردد للمشايخ ودام فِيهَا إِلَى سنة إِحْدَى وَعشْرين فَعَاد إِلَى حماة وقطنها وَكتب بهَا التوقيع عَن كتاب سرها ثمَّ ترك بِأخرَة وَحج وأقرأ الطّلبَة وَمِمَّنْ انْتفع بِهِ الْعَلَاء بن الدنيف الْمَاضِي. مَاتَ سنة سبع أَو ثَمَان وَخمسين بحماة رَحمَه الله، وَمن نظمه:) (وَطَالَ قَالَ لي تَنْبِيه بهجته ... فَهَل لحسنى فِي ذَا الْعَصْر من هاجي) (فَقلت كلا وَلَا فِيك الْخلاف إِذا ... يَا حاوي الْحسن مدحي فِيك منهاجي) 1178 - يُوسُف بن تغرى بردى الْجمال أَبُو المحاسن بن الأتابكي بالديار المصرية ثمَّ نَائِب الشَّام البشبغاوي الظَّاهِرِيّ القاهري الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي شَوَّال تَحْقِيقا سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدار منجك اليوسفي جوَار الْمدرسَة الحسنية وَمَات أَبوهُ بِدِمَشْق على نيابتها وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ فِي حجر أُخْته عِنْد زَوجهَا الناصري بن العديم الْحَنَفِيّ ثمَّ عِنْد الْجلَال البُلْقِينِيّ لكَونه كَانَ خَلفه عَلَيْهَا وَحفظ الْقُرْآن ثمَّ فِي كبره فِيمَا زعم مُخْتَصر الْقَدُورِيّ وألفية النَّحْو وإيساغوجي واشتغل يَسِيرا وَقَالَ أَنه قَرَأَ فِي الْفِقْه على الشَّمْس والْعَلَاء الروميين وَفِي الصّرْف على ثَانِيهمَا وَكَذَا اشْتغل فِي الْفِقْه على الْعَيْنِيّ وَأبي الْبَقَاء بن الضياء الْمَكِّيّ والشمني ولازمه أَكثر وَعَلِيهِ اشْتغل فِي شرح الألفية لِابْنِ عقيل والكافياجي وَعَلِيهِ حضر فِي الْكَشَّاف والزين قَاسم واختص بِهِ كثيرا وتدرب بِهِ وَقَرَأَ فِي الْعرُوض على النواجي والمقامات الحريرية على القوام الْحَنَفِيّ وَعَلِيهِ اشْتغل فِي النَّحْو أَيْضا بل أَخذ عَنهُ قِطْعَة جَيِّدَة من علم الْهَيْئَة وَقَرَأَ أقرابادين فِي الطِّبّ على سَلام الله وَفِي

البديع وَبَعض الأدبيات على الشهَاب بن عربشاه وَكتب عَن شَيخنَا من شعره وَحضر دروسه وانتفع فِيمَا زعم بمجالسته وَكَذَا كتب بِمَكَّة عَن قاضيها أبي السعادات ابْن ظهيرة من شعره وَشعر غَيره وَعَن الْبَدْر بن العليف وَأبي الْخَيْر بن عبد الْقوي وَغَيرهم من شعراء الْقَاهِرَة، وتدرب كَمَا ذكر فِي الْفَنّ بالمقريزي والعيني وَسمع عَلَيْهِمَا الحَدِيث، وَكَذَا بالقلعة عِنْد نائبها تغرى برمش الْفَقِيه عَليّ بن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصُّحْبَة، وَأَجَازَ لَهُ الزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَآخَرُونَ. وَحج غير مرّة أَولهَا فِي سنة سِتّ وَعشْرين واعتنى بِكِتَابَة الْحَوَادِث من سنة أَرْبَعِينَ وَزعم أَنه أوقف شَيْخه المقريزي على شَيْء من تَعْلِيقه فِيهَا فَقَالَ دنا الْأَجَل إِشَارَة إِلَى وجود قَائِم بأعباء ذَلِك بعده وَأَنه كَانَ يرجع إِلَى قَوْله فِيمَا يذكرهُ لَهُ من الصَّوَاب بِحَيْثُ يصلح مَا كَانَ كتبه أَولا فِي تصانيفه، بل سمعته يرجح نَفسه على من تقدمه من المؤرخين من ثلثمِائة سنة بِالنِّسْبَةِ لاختصاصه دونهم بِمَعْرِِفَة التّرْك وأحوالهم ولغاتهم ورأته إِذْ أرخ وَفَاة الْعَيْنِيّ قَالَ فِي تَرْجَمته أَن الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ قَالَ لَهُ وهما فِي الْجِنَازَة: خلا الجواشارة إِلَى أَنه تفرد وَمَا رَأَيْته ارتضى وَصفه لَهُ بذلك من حِينَئِذٍ فَقَط فَإِنَّهُ قَالَ إِنَّه رَجَعَ من الْجِنَازَة فَأرْسل لَهُ مَا يدل على أَن الْعَيْنِيّ كَانَ يَسْتَفِيد) مِنْهُ بل سمعته يصف نَفسه بالبراعة فِي فنون الفروسية كلعب الرمْح وَرمي النشاب وسوق البرجاس وَلعب الكرة والمحمل وَنَحْو ذَلِك، وَبِالْجُمْلَةِ فقد كَانَ حسن الْعشْرَة تَامّ الْعقل إِلَّا فِي دَعْوَاهُ فَهُوَ حمق والسكون لطيف المذاكرة حَافِظًا لِأَشْيَاء من النّظم وَنَحْوه بارعا حَسْبَمَا كنت أتوهمه فِي أَحْوَال التّرْك ومناصبهم وغالب أَحْوَالهم مُنْفَردا بذلك لَا عهد لَهُ بِمن عداهم وَلذَلِك تكْثر فِيهِ أَوْهَامه وتختلط أَلْفَاظه وأقلامه مَعَ سلوك أغراضه وتحاشيه عَن مجاهرة من أدبر عَنهُ بإعراضه وَمَا عَسى أَن يصل إِلَيْهِ تركي، وَقد تقدم عِنْد الجمالي نَاظر الْخَاص بِسَبَب مَا كَانَ يطريه بِهِ فِي الْحَوَادِث وتأثل مِنْهُ دنيا وَصَارَ بعده إِلَى جَانِبك الجداوي فَزَاد فِي وجاهته واشتهرت عِنْد أَكثر الأتراك وَمن يلوذ بهم من المباشرين وشبههم فِي التَّارِيخ براعته وبسفارته عِنْد جَانِبك خلص البقاعي من ترسيمه حِين ادّعى عَلَيْهِ عِنْده بِمَا فِي جِهَته لجامع الفكاهين لكَون البقاعي مِمَّن كَانَ يكثر التَّرَدُّد لبابه ويسامره بِلَفْظِهِ وخطابه وَرُبمَا حمله على إِثْبَات مَا لَا يَلِيق فِي الوقائع والحوادث مِمَّا يكون مُوَافقا لغرضه خُصُوصا فِي تراجم النَّاس وأوصافهم لما عِنْده من الضغن والحقد كَمَا وَقع لَهُ فِي أبي الْعَبَّاس الْوَاعِظ وَابْن أبي السُّعُود، وَكَانَ إِذا سَافر يسْتَخْلف فِي كِتَابَة الْحَوَادِث وَنَحْوهَا التقي القلقشندي، وَقد صنف المنهل الصافي والمستوفي

بعد الوافي فِي سِتّ مجلدات تراجم خَاصَّة على حُرُوف المعجم من أول دولة التّرْك وَالدَّلِيل الشافي على المنهل الصافي ومورد اللطافة فِيمَن ولي السلطنة والخلافة والبشارة فِي تَكْمِلَة الْإِشَارَة للذهبي وَحلية الصِّفَات فِي الْأَسْمَاء والصناعات مُشْتَمل على مقاطيع وتاريخ وأدبيات رتبه على حُرُوف المعجم وَغير ذَلِك وفيهَا الْوَهم الْكثير والخلط الغزير مِمَّا يعرفهُ النقاد وَالْكثير من ذَلِك ظَاهر لكل وَمِنْه السقط فِي الْأَنْسَاب كتسمية الحجار أَحْمد بن نعْمَة مَعَ كَون نعْمَة جده الْأَعْلَى وكحذفه مَا يتَكَرَّر من الْأَسْمَاء فِي النّسَب أَو الزِّيَادَة فِيهِ بِأَن يكون فِي النّسَب ثَلَاثَة محمدين فيجعلهم أَرْبَعَة أَو أَرْبَعَة فيجعلهم خَمْسَة. وَالْقلب كَأَن يكون المترجم طَالبا لواجد فَيَجْعَلهُ شَيخا لَهُ. والتصحيف والتحريف كالغرافي بِالْفَاءِ والغين الْمُعْجَمَة يَجعله مرّة بِالْقَافِ وَمرَّة بِالْعينِ وَالْقَاف مخففا وكالحسامية بالخشابية وَتِسْعين بسبعين وَعَكسه وَابْن سكر حَيْثُ ضَبطه بالشين الْمُعْجَمَة وفريد الدّين بمؤيد الدّين. والتغيير كسليمان من سلمَان وَعَكسه وَعبد الله من أبي عبد الله وَسعد من سعد الله ونبا حَيْثُ جعله عليا وَعبد الْغفار صَاحب الْحَاوِي حَيْثُ جعله عبد الْوَهَّاب وَابْن أبي جَمْرَة الْوَلِيّ الشهير حَيْثُ جعله مُحَمَّدًا وَصَلَاح الدّين خَلِيل بن) السَّابِق أحد رُؤَسَاء الشَّام سَمَّاهُ مُحَمَّدًا وَعبد الرَّحْمَن البوتيجي الشهير جعله أَبَا بكر وَأحمد بن عَليّ القلقشندي صَاحب صبح الْأَعْشَى سمى وَالِده عبد الله. والتكرير فَيكْتب الرجل فِي موضِعين مرّة فِي إِبْرَهِيمُ وَمرَّة فِي أَحْمد وَرُبمَا تنبه لذَلِك فَيجوز كَونه أَخا ثَانِيًا. وإشهار المترجم بِمَا لَا يكون بِهِ مَشْهُورا حَيْثُ يروم التَّشَبُّه بِابْن خلكان أَو الصَّفَدِي فِيمَا يكتبانه بِهَامِش أول التَّرْجَمَة لسُهُولَة الْكَشْف عَنهُ ككتابته مُقَابل تَرْجَمَة أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي جد قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة المحيوي عبد الْقَادِر مانصه ابْن طراد النَّحْوِيّ الْحِجَازِي. أَو وَصفه بِمَا لم يَتَّصِف بِهِ كالصلاح بن أبي عمر حَيْثُ وَصفه بِالْحَافِظِ وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ بالعلامة وناصر الدّين بن المخلطة بقوله أَنه لم يخلف بعده مثله ضخامة وعلما وَمَعْرِفَة ودينا وعفة. وَتَعْبِيره بِمَا لَا يُطَابق الْوَاقِع كَقَوْلِه فِي الْبُرْهَان بن خضر تفقه بِابْن حجر. أَو شَرحه لبَعض الألقاب بِمَا لَا أصل لَهُ حَيْثُ قَالَ فِي ابْن حجر نِسْبَة إِلَى آل حجر يسكنون الْجنُوب الآخر على بِلَاد الْحُرِّيَّة وأرضهم قابس. أَو لحنه الْوَاضِح وَمَا أشبهه كأزوجه فِي زوجه والحياة فِي الحيا وَالْمجَاز فِي المزاج وأجعزه فِي أزعجه واليكابة فِي الكآبة والحطيط فِي الحضيض ومنتضمه فِي منتظمه وظنين فِي ضنين. بل وَيذكر فِي الْحَوَادِث مَا لم يتَّفق كَأَنَّهُ كَانَ يكْتب بِمُجَرَّد السماع كَقَوْلِه فِي الشهَاب بن عربشاه مَعَ زَعمه أَنه من شُيُوخه أَنه اسْتَقر فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بحماة فِي صفر سنة أَربع وَخمسين عوضا عَن ابْن الصَّواف وَأَن ابْن الصَّواف

قدم فِي الْعشْر الثَّانِي من الشَّهْر الَّذِي يَلِيهِ فأعيد فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة، وَهَذَا لم يتَّفق كَمَا أَخْبرنِي بِهِ الجمالي بن السَّابِق الْحَمَوِيّ وَكفى بِهِ عُمْدَة سِيمَا فِي أَخْبَار بَلَده وَكَقَوْلِه عَن جانم أَنه لما أَمر بِرُجُوعِهِ من الخانقاه إِلَى الشَّام توجه كَاتب السِّرّ ابْن الشّحْنَة لتحليفه فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشرى رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ فَإِن هَذَا كَمَا قَالَ ابْن الشّحْنَة الْمشَار إِلَيْهِ لم يَقع وَكَقَوْلِه لِابْنِ صَلَاح الدّين بن الكويز اسْتَقر فِي وكَالَة بَيت المَال عوضا عَن الشّرف الْأنْصَارِيّ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَفِي ظَنِّي أَن المستقر حِينَئِذٍ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ الزين بن مزهر، وَيذكر فِي الوفيات تعْيين مجَال دفن المترجمين فيغلط كَقَوْلِه فِي نصر الله الرَّوْيَانِيّ أَنه دفن بزاويته، إِلَى غير ذَلِك من تراجمه الَّتِي يُقَلّد فِيهَا بعض المتعصبين كَمَا تقدم، أَو يسْلك فِيهَا الْهوى كترجمته لمنصور بن صفي وجانبك الجداوي بل سَمِعت غير وَاحِد من أَعْيَان التّرْك ونقادهم العارفين بالحوادث والذوات يصفونه بمزيد الْخلَل فِي ذَلِك وَحِينَئِذٍ فَمَا بَقِي ركون لشَيْء مِمَّا يبديه وعَلى كل حَال فقد كَانَ لَهُم بِهِ) جمال. وَقد اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَكَانَ يُبَالغ فِي إجلالي إِذا قدمت عَلَيْهِ ويخصني بتكرمة للجلوس وَالْتمس مني اخْتِصَار الخطط للمقريزي وكتبت عَنهُ مَا قَالَ إِنَّه من نظمه فِيمَن اسْمهَا فَائِدَة وَهُوَ: (تِجَارَة الصب غَدَتْ ... فِي حب خود كاسده) (وَرَأس مَالِي هبة ... لفرحتي بفائده) وابتنى لَهُ تربة هائلة بِالْقربِ من تربة الْأَشْرَف إينال ووقف كتبه وتصانيفه بهَا، وتعلل قبل مَوته ينحو سنة بالقولنج وَاشْتَدَّ بِهِ الْأَمر من أَوَاخِر رَمَضَان بإسهال دموي بِحَيْثُ انتحل وتزايد كربه وَتمنى الْمَوْت لما قاساه من شدَّة الْأَلَم إِلَى أَن قضى فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسبعين وَدفن من الْغَد بتربته وَعَسَى أَن يكون كفر عَنهُ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. 1179 - يُوسُف بن حسن بن أَحْمد بن حسن بن عبد الْهَادِي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد فِي سنة بضع وَأَرْبَعين بِدِمَشْق وناب فِي الْقَضَاء وَهُوَ حَيّ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَبَلغنِي أَنه خرج لِخَدِيجَة ابْنة عبد الْكَرِيم الْآتِيَة أَرْبَعِينَ. 1180 - يُوسُف بك بن حسن بك بن عَليّ بك شَقِيق يَعْقُوب الْمَاضِي. / مَاتَ مطعونا أَيْضا فِي صفر أَو ربيع سنة سِتّ وَتِسْعين. 1181 - يُوسُف بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مَسْعُود بن عَليّ بن عبد الله الْجمال أَبُو المحاسن الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن خطيب المنصورية. / ولد فِي ثَالِث

عشر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة واشتغل بحماة وَغَيرهَا وَأخذ الْأَصْلَيْنِ عَن الْبَهَاء الأخميمي وَالْفِقْه عَن التقي الْحِمصِي والتاج السُّبْكِيّ وَالْجمال بن الشريشي والصدر بن الخابوري والنحو واللغة والفرائض والحساب وَالْبَيَان عَن السّري أبي الْوَلِيد إِسْمَعِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هَانِئ اللَّخْمِيّ الْمَالِكِي وَعَلِيهِ سمع الْمُوَطَّأ وَغَيره. ودأب وَحصل وَكَانَ عَالما مفننا حاذقا عَارِفًا بالفقه وأصوله وَالْبَيَان وَالتَّفْسِير والنحو وَغَيرهَا يحفظ تائية ابْن الفارض وينشد مِنْهَا كثيرا وَجُمْلَة من أشعار الْعَرَب، درس وَأفْتى وَعمل الاهتمام فِي شرح أَحَادِيث الْأَحْكَام فِي نَحْو سِتّ مجلدات كبار أَو خَمْسَة وَشرح فَرَائض الْمِنْهَاج الفرعي فِي مُجَلد وألفية ابْن معطي وَله نظم حسن وشهرة بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا ودرس بالعصرونية بحماة وانتفع بِهِ جمَاعَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْن المغلي وَابْن خطيب الناصرية وَابْن الْبَارِزِيّ، وانتهت إِلَيْهِ مشيخة الْعلم بالبلاد الشمالية ورحل النَّاس) إِلَيْهِ، وَكَانَ خيرا سَاكِنا قَالَ ابْن حجي فاق الأقران، وَقَالَ شَيخنَا فِي إنبائه تبعا لغيره جد ودأب وَحصل إِلَى أَن تميز وَمهر وفَاق أقرانه فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا من الْعُلُوم وَشرح الاهتمام مُخْتَصر الْإِلْمَام فِي سِتّ مجلدات كتبت عَن الْعَلَاء بن خطيب الناصرية عَنهُ قصيدة دالية نبوية. قلت أوردهَا الْعَلَاء فِي تَرْجَمته من تَارِيخه وَهِي طَوِيلَة أَولهَا: (أيعذل المستهام المغرم الصادي ... إِذا حدا باسم سكان الْحمى الْحَادِي) (لَا تنكروا وجد معشوق أضرّ بِهِ ... بعد وَقد قرب البادي من النادي) (إِذا تعارفت الْأَرْوَاح وائتلفت ... فَلَا يضر تناء بَين أجساد) (هذي ريَاح الرضى بالوصل قد عصفت ... وكوكب السعد فِي أفق السنا باد) وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَهُ مؤلفات عديدة وتلامذة كَثِيرَة ونظم جيد أَنْشدني عَنهُ الْعَلَاء قصيدة مليحة نظمها لما حج وزار الْمَدِينَة أجَاز لي فِي استدعاء الصرخدي. وَكَانَت وَفَاته بحماة فِي شَوَّال سنة تسع وَدفن بظاهرها من جِهَة الْقبْلَة رَحمَه الله وإيانا. 1182 - يُوسُف بن حسن بن مُحَمَّد بن سَالم شيخ الزيدية بوادي ينبوع وَيعرف بالفقيه يُوسُف. / مَاتَ بهَا فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَسبعين عَن سنّ عالية، وَكَانَ مَذْكُورا بِالْعلمِ سِيمَا مذْهبه وَبِه فِيمَا أَظن انْقَطع الْعَارِف بِالْجُمْلَةِ بِهِ وَقد سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ بذلك من غير وَاحِد غفر الله لنا وَله. 1183 - يُوسُف بن الْحسن بن مَحْمُود الْعِزّ بن الْجلَال بن الْعِزّ أَو الْبَهَاء السرائي الأَصْل التبريزي الشَّافِعِي وَالِد المحمدين الْبَدْر وَالْجمال والجلال وَيعرف بالحلوائي / بِفَتْح أَوله وَسُكُون اللَّام مَهْمُوز. ولد فِي سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وتفقه ببلاده

وَقَرَأَ على الْجلَال الْقزْوِينِي والبهاء الخونجي والعضد وَاجْتمعَ فِي بَغْدَاد بالكرماني وَأخذ عَنهُ الحَدِيث وَشَرحه للْبُخَارِيّ وَمهر فِي أَنْوَاع الْعُلُوم وَأقَام بتبريز يدرس وينشر الْعلم ويصنف فَلَمَّا بلغه أَن ملك الدعدع وَهُوَ طقتمش خَان قصد تبريز لكَونه أرسل لصَاحِبهَا فِي أَمر طلبه مِنْهُ رَسُولا جميل الصُّورَة فتولع بِهِ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مرسله أعلمهُ بِمَا صنع صَاحب تبريز وَأَنه اغتصبه نَفسه أَيَّامًا وَهُوَ لَا يَسْتَطِيع الطواعية وتفلت مِنْهُ فَغَضب حِينَئِذٍ أستاذه وَجمع عسكره وأوقع بِأَهْل تبريز فَخر بهَا وَكَانَ أول مَا نازلها سَأَلَ عَن علمائها فَجمعُوا لَهُ فآواهم فِي مَكَان وَأكْرمهمْ فَسلم مَعَهم نَاس كَثِيرُونَ مِمَّن اتبعهم ثمَّ لما نزح عَنْهُم تحول عزي الدّين إِلَى ماردين فَأكْرمه صَاحبهَا وَعقد لَهُ) مَجْلِسا حَضَره فِيهِ علماؤها كسريجا والهمام والصدر فأقروا لَهُ بِالْفَضْلِ ثمَّ لما ولي إمرة تبريز أَمِير زاه بن اللنك راسله للقدوم عَلَيْهِ فَأَجَابَهُ فَبَالغ فِي إكرامه وَأمره بالاستقرار فِيهَا وبتكملة مَا كَانَ شرع فِي تصنيفه ثمَّ تحول بِأخرَة إِلَى الجزيرة لما كثر الظُّلم بتبريز فقطنها حَتَّى مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَقيل سنة أَربع وَلذَا ذكره شَيخنَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ من إنبائه رَحمَه وإيانا، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة محققا حسن الْخلق والخلق زاهدا عابدا معرضًا عَن أُمُور الدُّنْيَا لم يلمس بِيَدِهِ دِينَارا وَلَا درهما مُقبلا على الْعلم لَا يرى إِلَّا مَشْغُولًا بِهِ تصنيفا وإقراء ومطالعة مَعَ الْقيام بوظائف الْعِبَادَة لم تقع مِنْهُ كَبِيرَة وَلم ير مهموما قطّ، وَقد حج ثمَّ زار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وجار بهَا سنة وَكَانَ يذكر أَنه لما أَتَاهَا جلس عِنْد الْمِنْبَر فَرَأى وَهُوَ جَالس بِجَانِب الْمِنْبَر بالروضة الشَّرِيفَة مغمض الْعَينَيْنِ أَن الْمِنْبَر على أَرض من الزَّعْفَرَان قَالَ ففتحت عَيْني فَرَأَيْت الْمِنْبَر على مَا عهِدت أَولا فأغمضت عَيْني فرأيته على الزَّعْفَرَان وتكرر ذَلِك كَذَلِك، وَمن تصانيفه شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وأربعي النَّوَوِيّ والأسماء الْحسنى وحاشية عَليّ الْكَشَّاف وعَلى شرح الشافية فِي الصّرْف، وجده مَحْمُود قيل أَنه مِمَّن أَخذ عَن التَّفْتَازَانِيّ وَغَيره. 1184 - يُوسُف بن حسن بن مَرْوَان بن فَخر بن عُثْمَان بن أبي بكر بن عَليّ بن وهب الْجمال التتائي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي وَيعرف بالتتائي وبالهاروني. / ولد فِي يَوْم الْأَحَد رَابِع شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بتتا وَنَشَأ بهَا فِي كَفَالَة الْفَقِيه هرون الْمَاضِي لكَونه خلف وَالِده بعد مَوته على أمه فحفظ الْقُرْآن والعمدة والرسالة والمختصر كِلَاهُمَا فِي الْفِقْه وألفية النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة كالبلقيني والمناوي وَابْن الديري والأقصرائي وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة عَن يعِيش المغربي والشهاب ابْن عبَادَة والتقي الشمني وَعنهُ أَخذ فِي أصُول الدّين وَالْفِقْه عَن العلمي والسنهوري

وَعنهُ أَخذ فِي أصُول الْفِقْه والعربية أَيْضا ولازم النَّجْم بن قَاضِي عجلون فِي تَقْسِيم ألفية النَّحْو وَغَيرهَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْمُخْتَصر، وَأخذ عني أَشْيَاء رِوَايَة ودراية وَقَالَ أَنه قَرَأَ على الزين قَاسم الْحَنَفِيّ فِي ألفية الحَدِيث وَطلب الحَدِيث وقتا وَسمع الْكثير بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَة غَيْرِي وَرُبمَا قَرَأَ وَكتب الطباق وتميز مَعَ فَضِيلَة وبراعة فِي الْفِقْه وركون إِلَى الرَّاحَة وَإِن قَالَ لي أَنه مشتغل بِالْكِتَابَةِ على الْمُخْتَصر وَكتب مِنْهُ قِطْعَة وتقنع وباسمه نصف خزن كتب سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا من الْجِهَات. وَقد حج فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين، وَقد التمس مني تَجْرِيد مَا سَمعه مَعَ الْوَلَد بِقِرَاءَتِي خَال عَن الْإِسْنَاد فَكتبت لَهُ ذَلِك فِي كراسة) افتتحت وَصفه فِيهَا بالشيخ الْفَاضِل الأوحد البارع الَّذِي صَار متميزا مفننا عَالما مُبينًا مُسْتَحقّا التصدي للإرشاد والإفادة وإسعاد المستفتي بِمَا يتَخَلَّص بِهِ من وصف الغباوة والبلادة وَأَنه قد أقبل على التَّوَجُّه للسماع والتفقه فِي كثير من الْأَنْوَاع بِحَيْثُ اندرج فِي الْمُحدثين بل هُوَ أَحَق بِهَذَا الْوَصْف من كثيرين لمزيد يقظته فِيهِ ومديد ملازمته لِذَوي الوجاهة والتوجيه وَكَذَا قرضت لَهُ مَا كتبه من شرح الْمُخْتَصر وَسمعت أَنه مِمَّن فوض إِلَيْهِ نِيَابَة الْقَضَاء مَعَ كراهيته فِي ذَلِك بل وكرهته لَهُ وَإِن بَلغنِي عدم مُبَاشَرَته إِيَّاه. 1185 - يُوسُف بن حُسَيْن بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان بن رَسُول الكرادي الأَصْل القرمي القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَعَمه الْمُحب الْأَشْقَر وَيعرف بأبن أخي ابْن ابْن الْأَشْقَر. / نَشأ فِي عز عَمه وَاسْتقر بعد أَبِيه فِي الْإِعَادَة بِجَامِع طولون وَفِي مشيخة زَاوِيَة نصر الله الرَّوْيَانِيّ بخان الخليلي وَفِي غير ذَلِك وانجمع بِأخرَة مَعَ التقلل حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة تسعين وَقد زَاد على السّبْعين رَحمهَا لله وَعَفا عَنهُ. 1186 - يُوسُف بن حُسَيْن بن يُوسُف بن يَعْقُوب الحصنكيفي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وابناه أَبُو عبد الله مُحَمَّد وَأحمد. / كَانَ يَنُوب فِي حسبتها عَن الْعِزّ بن الْمُحب النويري ثمَّ عَن الْجمال بن ظهيرة وَذَلِكَ من حِين وَفَاة أَبِيه حَتَّى مَاتَ وَكَذَا كَانَ يقْرَأ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَغَيره من الْمجَالِس الَّتِي يجْتَمع فِيهَا النَّاس. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد خَامِس رَجَب سنة سِتّ عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَقد قَارب السِّتين. ذكره الفاسي. 1187 - يُوسُف بن حُسَيْن الْكرْدِي الشَّافِعِي نزيل دمشق والماضي وَلَده الزين عبد الرَّحْمَن الْوَاعِظ. / كَانَ عَالما صَالحا مُعْتَقدًا مائلا إِلَى الْأَثر وَالسّنة مُنْكرا على الأكراد فِي عقائدهم وبدعتهم، تفقه وَحصل قَالَ الشهَاب الملكاوي: قدمت من حلب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَهُوَ كَبِير يشار إِلَيْهِ. زَاد غَيره أَنه ولي مشيخة الخانقاه الصلاحية وَأعَاد بالظاهرية وَكَانَت لَهُ اختيارات مِنْهَا الْمسْح على الجوربين مُطلقًا وَكَانَ يَفْعَله وَله فِيهِ

مؤلف لطيف جمع فِيهِ أَحَادِيث وآثارا وَمِنْهَا تزوج الصَّغِيرَة الَّتِي لَا أَب لَهَا وَلَا جد بل قَالَ ابْن حجي أَنه كَانَ يمِيل إِلَى ابْن تَيْمِية ويعتقد صَوَاب مقاله فِي الْفُرُوع وَالْأُصُول وَلذَا كَانَ من يُحِبهُ يجْتَمع إِلَيْهِ وَكَانَ وَقع بَينه وَبَين وَلَده بِسَبَب العقيدة وتهاجرا مُدَّة إِلَى أَن وَقعت فتْنَة اللكنية فتصالحا ثمَّ جلس مَعَ الشُّهُود وَأحسن إِلَيْهِ وَلَده فِي فاقته. وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. (سقط) نَشأ بحلب وَحفظ الْقُرْآن وتفقه بالشهاب بن أبي الرضى ولازمه وَكَانَ تَرْبِيَته وَقَرَأَ عَلَيْهِ القراآت السَّبع، ثمَّ سَافر إِلَى ماردين فَقَرَأَ بهَا القراآت على الزين سربجا وَولي قَضَاء ملطية سِنِين ثمَّ قَضَاء حلب مرّة بعد أُخْرَى وَكَذَا ولي قَضَاء طرابلس أَيْضا عودا على بَدْء وَقَضَاء صفد وَكِتَابَة سرها وَدخل الْقَاهِرَة. وَكَانَ ذكيا فَاضلا عَارِفًا بالنحو وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه حسن الشكالة فائق الْكِتَابَة ذَا نظم جيد وَمِنْه أول قصيدة كتب بهَا لبَعْضهِم: (أوجهك هَذَا أم سنا الْبَدْر لامع ... فقد أشرقت بِالنورِ مِنْك الْمطَالع) (حَدِيثك للسمار خير فكاهة ... وذكرك بِالْمَعْرُوفِ وَالْعرْف شَائِع) مَاتَ بطرابلس فِي ثَالِث عشر الْمحرم سنة تسع وَعشْرين. ذكره ابْن خطيب الناصرية ثمَّ شَيخنَا بِاخْتِصَار فِي إنبائه. 1189 - يُوسُف بن خلد بن نعيم بن مقدم بن مُحَمَّد بن حسن بن غَانِم أَو عليم بن مُحَمَّد بن عَليّ الْجمال أَبُو المحاسن الطَّائِي الْبِسَاطِيّ القاهري الْمَالِكِي ابْن عَم الشَّمْس الْبِسَاطِيّ الشهير ووالد الْعِزّ مُحَمَّد الماضيين. / ولد فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة وتفقه بأَخيه الْعلم سُلَيْمَان وَشَيخ الْمَذْهَب خَلِيل بن إِسْحَق وَيحيى الرهوني وَابْن مَرْزُوق وَنور الدّين الحلاوي وَعَن السراج عمر بن عَادل الْحَنْبَلِيّ أَخذ الْعَرَبيَّة والحساب وَعَن الكلائي الْفَرَائِض فِي آخَرين كالتاج الْقَرَوِي وبرع فِي فنون وناب فِي الحكم عَن أَخِيه فَمن بعده إِلَى أَن انجمع عَن ابْن خلدون ثمَّ سعى عَلَيْهِ فاستقل بِهِ فِي رَجَب سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وتكرر عوده إِلَيْهِ بعد صرفه إِمَّا بِهِ أَو بِغَيْرِهِ وَآخر مَا ولي الْحِسْبَة ثَلَاثَة أشهر من سنة ثَلَاث وَعشْرين أَو الَّتِي بعْدهَا، ودرس بالمؤيدية وَغَيرهَا، وَكَانَ كَمَا قَالَ الْجمال البشبيشي فَاضلا فِي عُلُوم شرح مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل والبردة وَبَانَتْ سعاد وَالْقَصِيدَة الفلكية فِي الألغاز الْفَرْضِيَّة وَله أَيْضا محاضرة خَواص الْبَريَّة فِي الألغاز الْفِقْهِيَّة ونظم ونثر وأفرد جُزْءا فِي شرح قَوْله فِي بَانَتْ سعاد حرف أَخُوهَا أَبوهَا من مهجنة وعمها خالها وتصوير ذَلِك فِي الْآدَمِيّين سَمَّاهُ الإفصاح والإرشاد وَشرح ألفية ابْن ملك وأعرب

من الطارقية إِلَى آخر الْقُرْآن. قَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ عَارِفًا بصناعة الْقَضَاء غير أَنه لم يكن مشكورا فِيهِ وَلَا كَانَ مُتَقَدما فِي معرفَة مذْهبه وَلَا غَيره من الْعُلُوم كَذَا قَالَ. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ الْعشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَعشْرين فَجْأَة يُقَال أَنه سقط من سلم سطوح (سقط) يُوسُف بن سيف المعري. / فِي ابْن أبي بكر بن عمر بن سيف. 1192 - يُوسُف بن شاهين الْجمال أَبُو المحاسن بن الْأَمِير أبي أَحْمد العلائي قطلوبغا الكركي القاهري الْحَنَفِيّ ثمَّ الشَّافِعِي / سبط شَيخنَا والماضي أَبوهُ. ولد كَمَا قرأته بِخَط جده فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ عِنْد صَلَاة الْعشَاء ثامن ربيع الأول سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ عَزِيزًا مكرما فِي حجر جديه واستجيز لَهُ غير وَاحِد من المسندين مِنْهُم الْكَمَال بن خير وَسمع على جده كثيرا بل قَرَأَ لَهُ على تجار البالسية جُزْءا وَسمع على غَيره يَسِيرا وَكَانَ بزِي أَبنَاء الْجند حَتَّى فِي الْمَذْهَب فأشير إِلَيْهِ بالتزيي بالفقهاء وبالانتماء للشَّافِعِيَّة وَقرر فِي نظر المنكوتمرية لكَونه أرشد الْمَوْجُودين من ذُرِّيَّة الْوَاقِف وَقَرَأَ حِينَئِذٍ على الْبُرْهَان بن خضر والبدر بن الْقطَّان يَسِيرا وَكَذَا قَرَأَ على جده فِيمَا شَاهَدْنَاهُ التَّقْرِيب وَغَيره وَكتب عَنهُ فِي الأمالي وقابل عَلَيْهِ أَشْيَاء من تصانيفه وَقَرَأَ عَلَيْهِ دَاخل الْبَيْت البُخَارِيّ والنخبة

وَتردد مَعنا يَسِيرا إِلَى الْعِزّ بن الْفُرَات وَقُرِئَ عِنْده الْيَسِير على غَيره من المسندين كالزين شعْبَان وَابْن يَعْقُوب وَعبد الرَّحِيم الْمَنَاوِيّ) والسويفي وَمَا أَكثر من ذَلِك بل كنت أقصد التجوه بِهِ عِنْد ابْن الْفُرَات فَلَا يتَّفق إِلَّا فِي الْيَسِير من الْأَوْقَات، وَحج فِي حَيَاة جديه سنة ثَمَان وَأَرْبَعين ثمَّ بعد ذَلِك وَلما مَاتَ جده اشْتغل يَسِيرا فَأخذ الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود وَحضر التَّقْسِيم عِنْد الْعَلَاء القلقشندي ويسيرا عِنْد الْجلَال الْمحلي وَكَذَا حضر عِنْد الأبدي فِي الْعرُوض وَنَحْوه وَتردد لغَيرهم وعاونه الشَّمْس الْمحلي الَّذِي كَانَ منتميا للولوي بن البُلْقِينِيّ فِي نظم أَشْيَاء مِنْهَا مرثية فِي جده كتبتها فِي الْجَوَاهِر وَمِنْهَا قصيدة حاكى بهَا جده الَّذِي حاكى بهَا ابْن كثير أَولهَا: (بني شاهين قد زَادَت خطيئته ... لَا واخذ الله من قد خَاضَ فِي خَبره) (بني شاهين مَا أغباه من رجل ... فالحقد وَالْمَكْر وَالْمَكْرُوه من سيره) (بني شاهين مَا أهداه من هذر ... يَقُول مَا شَاءَ فِي ورد وَفِي صَدره) وَقَرَأَ على الرَّشِيدِيّ جملَة وَحصل خُصُوصا عِنْد انْتِهَاء غَالب المعتبرين من شُيُوخ الرِّوَايَة فَإِنَّهُ قَامَ وَطلب وَدَار على الْمُتَأَخِّرين وَأكْثر من كِتَابَة الْأَجْزَاء وَغَيرهَا وَكَانَ فيهمَا كحاطب ليل، وصاهر أكبر القائمين فِي مقاهرة جده الولوي الْمشَار إِلَيْهِ فَتزَوج أُخْته واستولدها أَوْلَادًا ومدحه لما ولي الشَّام بقوله كَمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ: (بشر بِلَاد الشَّام مَعَ سكانها ... بولِي دين قد وَليهَا حَاكما) (حبر إِمَام ناسك متعفف ... بالعز لم يبرح مهابا راحما) وَبِقَوْلِهِ أَيْضا: (لتهن بك العلياء يَا شيخ عصره ... وَيَا عَالما حَاز الْكَمَال بأسره) (وَيَا مُفردا فِي وقتنا بولائه ... فدم فِي أَمَان بِالْوَلَاءِ وَنَصره) وَأنكر الْعُقَلَاء هَذَا كُله وقاسى مشقة وَآل الْأَمر إِلَى الْفِرَاق وهجوها بقصيدة بعد أَن سَافر إِلَى الشَّام وَكيلا عَنْهَا وَعَن أُخْتهَا فِي ضبط تَرِكَة أخيهما الْمشَار إِلَيْهِ مِمَّا كَانَ الأولى بِهِ خِلَافه وَلم يحصل على طائل نعم أَخذ فِي هَذِه السفرة عَن من أدْركهُ هُنَاكَ من بقايا المسندين وامتدح قاضيه ابْن الخيضري بقوله: (لتهن بك العلياء يَا قطب عصره ... وَيَا حَافِظًا حَاز الفخار بأسره) (وَيَا مُفردا فِي وقتنا بذكائه ... فدم فِي أَمَان بالهناء وَنَصره) وَتزَوج بعْدهَا امْرَأَة كَبِيرَة ورث مِنْهَا قدرا توصل بِهِ لتزوج أُخْت عبد الْبر بن الشّحْنَة وَصَارَ) فِي وسط بَيتهمْ وَأَعْطَاهُ جده نصف ترتيبه لطبقات الْحفاظ للذهبي وأرشده للتكميل عَلَيْهِ فَفعل وَلكنه لم يتم إِلَّا بعد وَفَاته وَسَماهُ رونق الْأَلْفَاظ لمعجم الْحفاظ وَالْتمس من العلمي البُلْقِينِيّ تقريظه فَرَآهُ نقل عَن جده أَشْيَاء فأفحش فِي إنكارها بِهَامِش النُّسْخَة

فِي غير مَا مَوضِع مِمَّا لَا أحب ذكره لما تضمن من انتقاص شَيخنَا ثمَّ اسْترْضى حَتَّى كتب وَكَانَ فِي غنية عَن هَذَا وَكَذَا كتب لَهُ القطب الخيضري على الْكتاب اسْمه بعد وَصفه إِيَّاه فِي الْخطْبَة بشيخه الْعَلامَة حَافظ الْوَقْت وَكَذَا وصف التقي القلقشندي بشيخه وَمَا عَلمته قَرَأَ على وَاحِد مِنْهُمَا وَإِن وَقع فَلَيْسَ مِمَّا يفتخر بِهِ، وَقَالَ أَيْضا فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ أَنه صنف تَعْرِيف الْقدر بليلة الْقدر والمنتجب بشرح المنتجب فِي عُلُوم الحَدِيث للعلاء التركماني وروى الظمآن من صافي الزلالة بتخريج أَحَادِيث الرسَالَة وبلوغ الرَّجَاء بالخطب على حُرُوف الهجاء والنفع الْعَام بخطب الْعَام ومنحة الْكِرَام بشرح بُلُوغ المرام وَالْمجْمَع النفيس بمعجم اتِّبَاع ابْن إِدْرِيس فِي أَربع مجلدات والفوائد الوفية بترتيب طَبَقَات الصُّوفِيَّة والنجوم الزاهرة بأخبا قُضَاة مصر والقاهرة وَقد رَأَيْت هَذَا الْكتاب خَاصَّة وَهُوَ مُخْتَصر لخص فِيهِ رفع الأصر من نُسْخَتي وَكتب من هوامشها مَا أثْبته من تراجم من تَأَخّر وَزَاد أَشْيَاء مُنكرَة وأساء الصَّنِيع جدا حَيْثُ وصف تصنيف جده بقوله وجدت فِيهِ بعض إعواز فِي مَوَاضِع مِنْهَا إسهابه فِي بعض التراجم وإجحافه فِي بَعْضهَا وَمِنْهَا إخلاله بتحرير من تَكَرَّرت ولَايَته والاقتصار على ذكر بَعْضهَا وَمِنْهَا إغفاله ذكر من أَخذ المترجم عَنهُ وبمن صرف فِي الْغَالِب وَمِنْهَا إهماله بعض تراجم أسقطها أصلا رَأْسا ولعلها كَانَت فِي زجاجات فَلم يظفر بهَا المبيض إِلَى أَن قَالَ وأناقش الْمُؤلف فِي مَوَاضِع قد قلد فِيهَا غَيره وَهِي مُنكرَة وَقَالَ فِي مَوضِع آخر من الْكتاب وَإِذا تَأمل الْمنصف يتَحَقَّق أَن الصَّوَاب مَا حررناه وَأَن شَيخنَا رَحمَه الله لم يحرر هَذَا الْكتاب فَهَذَا الْموضع من الْمَوَاضِع الَّتِي قلد فِيهَا بعض من صنف من الْقُضَاة وَلم يحررها وَفَوق كل ذِي علم عليم انْتهى. وَلذَلِك كتب الْمُحب بن الشّحْنَة قبل مصاهرته إِذْ وقف على هَذَا مَا نَصه: كَأَنَّهُ ينْسب جده إِلَى الْقُصُور فِي البلاغة وَإِلَى قلَّة الْمعرفَة بالأدب وَأَنه أبْصر مِنْهُ بِذَاكَ ثمَّ بَين أَن الصَّوَاب جزازات لَا زجاجات قلت وَالْإِنْكَار عَلَيْهِ فِي هَذَا الصَّنِيع أَنه لَو فرض صِحَة قَوْله فَكيف وَتلك كَلِمَات رام أَن يَعْلُو بهَا فهبط، وَمن القبائح الَّتِي رَأَيْتهَا فِي هَذَا الْمُخْتَصر أَنه عقد فصلا فِيمَن حصلت لَهُ محنة بعد دُخُوله فِي المنصب بِضَرْب أَو سجن أَو إِتْلَاف روح وَكَأَنَّهُ جعل لمن تَأَخّر مُسْتَندا وَكَذَا عقد لمن ولي) الْقَضَاء من الموَالِي تَرْجَمَة وَذكر لبَعض أَصْحَابه أَنه قصد بذلك أَن يكون لَهُ بهم أُسْوَة إِذا ولي وَبِاللَّهِ يَا أخي اعذرني فِيمَا أَشرت إِلَيْهِ فَحق شَيخنَا مقدم، وَعمل جُزْءا جرد فِيهِ أَسمَاء الشُّيُوخ الَّذين أَجَازُوا لَهُ وَنَحْوهم فِي كراريس لَا تراجم فِيهَا وَقع لَهُ فِيهِ تَحْرِيف أَسمَاء لكَون اعْتِمَاده فِيهَا على النَّقْل من الاستدعاآت

ومواضع سقط عَلَيْهِ من الْأَنْسَاب فَلَزِمَ تَكْرِير الْوَاحِد فِي موضِعين فَأكْثر وَهُوَ لَا يشْعر وَرُبمَا يكون تكرارهما فِي مَوضِع وَاحِد وأماكن يضبطها بالحروف أَو بالقلم وَهِي خطأ ومواضع لَا يحسن قرَاءَتهَا فيخليها من النقط فضلا عَن الضَّبْط وأماكن يحذف مَا تكون شهرة الْمَرْء بِهِ بِحَيْثُ يمر عَلَيْهِ من يعرفهُ فيظنه آخر لعدم اشتهاره بذلك بل رُبمَا يكون ذَاك الْوَصْف مَعَ ذَلِك للمذكور تنقيصا إِلَى غير ذَلِك مِمَّا الْحَامِل على التَّعَرُّض لَهُ مَا سبق وَمن كَانَ هَذَا شَأْنه فِي شُيُوخه لَا يَلِيق بِهِ أَن يصنف فضلا عَمَّا تقدم وَسمعت أَنه خرج لنَفسِهِ المتباينات والمعجم والفهرست ولشيخه الخيضري المعجم وللبهاء المشهدي العشاريات وَأَشْيَاء كلهَا خبط وخلط وَإِن لم أرها نعم رَأَيْت مُعْجم الخيضري وَهُوَ مهمل لمهمل. وَمن رام تَفْصِيل مَا أجملته فليأت بِمَا شَاءَ مِمَّا عينته وَقد كتب بِخَطِّهِ الْكثير لنَفسِهِ وَبَعض ذَلِك بِالْأُجْرَةِ وَلَيْسَ خطه بالطائل لَا سندا وَلَا متْنا بل وَلَا يعْتَمد عَلَيْهِ فِي كثير مِمَّا يبديه لتساهله ورأيته كتب عَليّ بعض الاستدعاآت: (يَقُول عبيد الله يُوسُف أَنه ... أجَاز لَهُم لفظا كتابا بِخَطِّهِ) (فيروون مَا يروي سَمَاعا محققا ... ويروون مَا عِنْدِي مجَازًا بِشَرْطِهِ) (وَمَا حررت كفاي من كل نخبة ... وَمَا قلته نظما ونثرا بضبطه) وَقد ولي الخطابة بِجَامِع ابْن شرف الدّين وأخيرا بِالْمَدْرَسَةِ المزهرية أول مَا فتحت ثمَّ نقل عَنْهَا لمشيخة الصُّوفِيَّة بهَا بعد ابْن قَاسم ومشيخة التصوف بوقف قراقوش فِي خَان السَّبِيل وتدريس الحَدِيث بالبيبرسية برغبة الزين قَاسم وبالمنصورية برغبة بني الْأَمَانَة وَقِرَاءَة الحَدِيث بِجَامِع الفكاهين ثمَّ أخيرا بَين يَدي السُّلْطَان فِي القلعة حِين انْفِصَال الإِمَام الكركي والتحدث على جِهَات لم يحسن التَّصَرُّف فِيهَا وبواسطة ذَلِك تلاشى أَمر الْمدرسَة المنكوتمرية وفرط فِي أَشْيَاء من كتب وَغَيرهَا بِحَيْثُ أملق وَرغب عَن وظائفه وَبَاعَ كتبه وَمَا صَار إِلَيْهِ من جدته من رزق وأملاك وَنَحْوهَا وأنفد ذَلِك عَن آخِره مَعَ استبدال قاعة سكن جده وَغَيرهَا من الْأَوْقَاف الَّتِي كَانَ يتحدث إِلَيْهَا مِمَّا صَار ثمنه أَو أَكْثَره فِي جِهَته وضيع حق الله فِي ذَلِك وَحقّ الْآدَمِيّين) فَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه وَلَوْلَا لطف الله بِهِ فِي استقراره عقب الدَّمِيرِيّ فِي حواصل البيمارستان بعناية الخيضري بِحَيْثُ ارتفق بملومها والمنفوع لَكَانَ الْأَمر أَشد، وَلم يزل على حَاله حَتَّى مَاتَت تَحْتَهُ ابْنة المحبي بن الشّحْنَة وَلم يحصل بعْدهَا على طائل ثمَّ مَاتَ هُوَ فِي أَوَائِل سنة تسع وَتِسْعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وَكَانَ قد رام التَّوَصُّل لكتب جده بعد مَوته بِمَا كَانَ السَّبَب لإتلاف أَكْثَرهَا وهجا خَاله بِسَبَبِهَا وَغَيره فَقَالَ: (قُولُوا لخالي الَّذِي قد كنت راجيه ... عِنْد الشدائد فِي تَقْدِيم إجلالي)

(ضيعت كتبا بِلَا حق خسرت بهَا ... دنيا وَأُخْرَى فقد آذيت يَا خَالِي) وَقَالَ أَيْضا: (قُولُوا لخال قد غَدا خَالِيا ... من عقله وَالْعلم وَالْمَال) (أخليت دَار الحبر من كتبهَا ... وَيحك مذ أَدْعُوك يَا خَالِي) فِي أَشْيَاء اقْتَضَت لخاله التحرك عَلَيْهِ حِين بلغه أَنه انْتقصَ جده بِأَمْر لَا يجوز نسبته إِلَيْهِ وَبلغ صَاحب التَّرْجَمَة من بعض الْمُفْتِينَ لَهُ المهولين فِي كِتَابَته فَتوجه للْقَاضِي علم الدّين واعترف عِنْده بذلك وَعمل مصْلحَته بِحَيْثُ سد الْبَاب عَن تطرق خَاله إِلَيْهِ وَكَذَا ذكر وَالِد نَفسه بِمَا لَا يُعجبهُ لَا لِمَعْنى يَقْتَضِيهِ حَيْثُ قَالَ وَكَانَ فِي خلقه شدَّة وزعارة، وَنسبه إِلَى الخسة، وعَلى كل حَال فَهُوَ إِنْسَان سَاكن حسن الْفَهم متعبد بِالصَّوْمِ منجمع عَن النَّاس لكنه من أَبنَاء التّرْك مستبد بِرَأْي نَفسه مَعَ نقص رَأْيه وعقله والأنسب فِي حَقه السُّكُوت وَالله تَعَالَى يحسن عاقبتنا وإياه، وَقد كتبت عَنهُ وَنحن بعمريط من الشرقية فِي سنة إِحْدَى وَخمسين مَا قَالَ أَنه لَهُ وَهُوَ: (وَرب غُصْن غنج طرفه ... ذِي وجنة حمرا وَقد قويم) (سَأَلته مَا الِاسْم يَا باخلا ... بالوصل قل لي قَالَ عبد الْكَرِيم) وقرضهما لَهُ الشهَاب الْحِجَازِي والبقاعي بِمَا أوردته فِي البقاعي من المعجم وجازف فترجمه بِمَا أوردهُ بنصه فَقَالَ ولد بعد سنة خمس وَعشْرين بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ أَبوهُ مقربا عِنْد الْمُؤَيد فَلَمَّا مَاتَ ساءت حَاله ثمَّ توفيت زَوجته فربي يُوسُف هَذَا عِنْد جده مدللا، وَكَانَ متزييا بزِي الأجناد متمذهبا لأبي حنيفَة، وَرمى النشاب فأجاد فَلَمَّا بلغ آنس رشدا فحج سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فَلَمَّا رَجَعَ تحول شافعيا وَأَقْبل على الِاشْتِغَال بِعلم الحَدِيث وَكِتَابَة مصنفات جده وسماعها عَلَيْهِ وقراءتها بِنَفسِهِ وأكب على سَماع الْأَجْزَاء والكتب فَسمع ابْن الْفُرَات وَكَثِيرًا من أكَابِر الْمَشَايِخ) فَفتح عَلَيْهِ وبرع فِي مُدَّة يسيرَة مَعَ الِاشْتِغَال بِغَيْر ذَلِك من الْعلم وصيانة النَّفس واستئلاف الطّلبَة ثمَّ اسْتَأْذن السُّلْطَان فِي التزيي بزِي الْفُقَهَاء فَأذن لَهُ فزاده ذَلِك خيرا مَعَ الدّين والعفة وَترك تعَاطِي الرياسة فِي دولة جده أَو التفاته إِلَى شَيْء من تعلقات الْقَضَاء وَرغب عَمَّا كَانَ سَمَّاهُ جده باسمه من ذَلِك، وَفرغ للاشتغال بِالْعلمِ ذهنه وأنصب فِي طلبه عينه وَأذنه ونظم الشّعْر ثمَّ سَاق عَنهُ الْمَقْطُوع الْمَاضِي، وفيهَا مجازفات كَثِيرَة لأغراض فَاسِدَة، وَمِمَّا أبرزه قَدِيما مقامة قرضها لَهُ الْبَدْر ابْن المخلطة وكاتبه بِمَا أوردته فِي تَرْجَمته من المعجم رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. 1193 - يُوسُف بن شرنكار العنتابي الْحَنَفِيّ. / ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وتعانى القراآت فمهر فِيهَا وانتفعوا بِهِ وَكَانَ يتَكَلَّم على النَّاس بِلِسَان الْوَعْظ فصيح

اللِّسَان حُلْو الْمنطق مليح الْوَجْه لَهُ يَد فِي التَّفْسِير. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين عَن خمس وَسِتِّينَ سنة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه نقلا عَن الْعَيْنِيّ وَرَأَيْت بخطي نقلا عَن الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ فَاضلا فِي بعض الْعُلُوم. وَمَات بعنتاب سنة إِحْدَى وَعشْرين عَن قريب السّبْعين فَالله أعلم. 1194 - يُوسُف بن صاروجا بن عبد الله جمال الدّين وَيعرف بالحجازي / تنقلت بِهِ الْأَحْوَال فِي الخدم وَعمل أستادارا وَكَانَ عَارِفًا بالأمور وَتقدم فِي أَوَاخِر دولة النَّاصِر عِنْد الدوادار طوغان وَكَانَ زوج ابْنَته ويدعوه أبي وَكثر ذَلِك حَتَّى كَانَ يُقَال لَهُ أَبُو طوغان. مَاتَ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 1195 - يُوسُف بن صَدَقَة المحرقي الأَصْل القاهري أَخُو عبد الْقَادِر وَعبد الرَّحِيم الماضيين والمتشبه بِالتّرْكِ وَأحد الزردكاشية وَيعرف بِابْن صَدَقَة. / مَاتَ بالتجريدة سنة خمس وَتِسْعين قبل إِكْمَال السِّتين. 1196 - يُوسُف بن صفي جمال الدّين الكركي الشوبكي بن الصفي والدموسي الْمَاضِي. / كَانَ أَبوهُ من نَصَارَى الكرك فتظاهر بِالْإِسْلَامِ هُوَ ووالد الْعلم دَاوُد ابْن الكويز فِي كائنة لِلنَّصَارَى أَشَارَ إِلَيْهَا شَيخنَا فِي تَرْجَمَة دَاوُد سنة سِتّ وَعشْرين من إنبائه وخدم هَذَا كَاتبا عِنْد الْعِمَاد أَحْمد المقيري قَاضِي الكرك فَلَمَّا وصل الْقَاهِرَة كَانَ فِي خدمته بِبَابِهِ وَابْنه مَعَه وَكِلَاهُمَا فِي هَيْئَة مزرية حَتَّى مَاتَ الْعِمَاد فخدم الْجمال عِنْد الْبُرْهَان الْمحلي بِالْكِتَابَةِ فَحسن حَاله وَركب الْحمار وَبعده توجه لبلاده وخدم بِالْكِتَابَةِ هُنَاكَ إِلَى أَن ولاه الْمُؤَيد بسفارة قَرِيبه الْعلم بن الكويز نظر) جَيش طرابلس فَكثر مَاله بهَا، وَاتفقَ قدومه الْقَاهِرَة فِي آخر أَيَّام ابْن الكويز فَلَمَّا مَاتَ وعد بِمَال كثير حَتَّى اسْتَقر فِي كِتَابَة السِّرّ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَعشْرين وَكَانَت كَمَا قَالَ المقريزي أقبح حَادِثَة رأيناها وَلم يلبث أَن عزل فِي ربيع الآخر من الَّتِي تَلِيهَا بالهروى. قَالَ المقريزي: وأذكرتني ولَايَته بعد ابْن الكويز قَول أبي الْقسم خلف بن فرج الألبيري الْمَعْرُوف بالسمير وَقد هلك وَزِير يَهُودِيّ لباديس بن جينويه الْحِمْيَرِي أَمِير غرناطة من بِلَاد الأندلس فاستوزر بعد الْيَهُودِيّ وزيرا نَصْرَانِيّا: كل يَوْم إِلَى ورا بدل الْبَوْل بالخرى فزمانا تهودا وزمانا تنصرا (وسيصبو إِلَى المجو ... س إِن الشَّيْخ عمرا) وَاسْتمرّ الْجمال بعد صرفه بِالْقَاهِرَةِ إِلَى أَن ولي نظر جَيش دمشق فِي ثامن جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ عوض الشريف الشهَاب أَحْمد بن عدنان، ثمَّ عزل فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ بالبهاء بن حجي ثمَّ أُعِيد فِي صفر من الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ انْفَصل عَنْهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَاسْتقر فِي كِتَابَة سرها

عوضا عَن النَّجْم يحيى بن الْمدنِي ثمَّ أُعِيد إِلَى نظر جيشها فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين ثمَّ انْفَصل فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَلزِمَ دَاره حَتَّى مَاتَ وَقد عمر فِي لَيْلَة السبت ثامن عشر رَجَب سنة سِتّ وَخمسين، وَكَانَ بَعيدا عَن كل فَضِيلَة ومكرمة وَمن الْجَهْل بمَكَان وَلذَا قَالَ المقريزي مَا قَالَ، وَقد قَالَ شَيخنَا فِي تَرْجَمَة الْعلم دَاوُد من إنبائه أَنه اسْتَقر بعده فِي كِتَابَة السِّرّ قَرِيبه جمال الدّين يُوسُف وَكَانَ قد قدمه فِي عهد الْمُؤَيد وَقَررهُ فِي نظر الْجَيْش بطرابلس فاتفق أَن الشأرف لما ولي نيابتها فِي أَيَّام الْمُؤَيد تقرب إِلَيْهِ وخدمه فَصَارَت لَهُ بِهِ معرفَة فَلَمَّا مَاتَ الْعلم قَرَّرَهُ فِي وظيفته فباشرها قَلِيلا بِسُكُون وَعدم شَره وتلطف بِمن يَقْصِدهُ وحلاوة لِسَان ثمَّ صرف بعد قَلِيل. 1197 - يُوسُف بن أبي الطّيب القنشي الْمَكِّيّ الْبَزَّاز وَالِده الْعَطَّار / هُوَ. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين. 1198 - يُوسُف بن عبد الله الضياء بن الْجمال الْهَرَوِيّ وَيعرف ببا يُوسُف. / لقِيه الطاووسي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمنزله فِي ظَاهر هراة وَذكر لَهُ أَنه زَاد سنه على ثلثمِائة سنة بِسبع سِنِين وَاسْتظْهر الطاووسي لذَلِك بِأَن عدَّة من شُيُوخ بَلَده قَالُوا نَحن رَأَيْنَاهُ من طفوليتنا على هَيئته الْآن وَأخْبرنَا آبَاؤُنَا بِمثل ذَلِك وَحِينَئِذٍ قَرَأَ عَلَيْهِ الطاووسي شَيْئا بِالْإِجَازَةِ) الْعَامَّة وَالله أعلم. 1199 - يُوسُف بن عبد الله الْجمال الضَّرِير الْحَنَفِيّ / أحد الْفُضَلَاء فِي مذْهبه. مَاتَ فِي سنة تسع وَقد جَازَ الْخمسين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 1200 - يُوسُف بن عبد الله الْجمال المارديني الْحَنَفِيّ أَخُو أبي بكر الْآتِي. / قدم الْقَاهِرَة وَوعظ النَّاس بالجامع الْأَزْهَر وَحصل كثيرا من الْكتب مَعَ لين الْجَانِب والتواضع وَالْخَيْر والاستحضار لكثير من التَّفْسِير والمواعظ. مَاتَ بالطاعون فِي سنة تسع عشرَة وَقد جَازَ الْخمسين وَخلف تَرِكَة جَيِّدَة ورثهَا أَخُوهُ وَلم يلبث أَن مَاتَ ذكره شَيخنَا أَيْضا ويختلج فِي ظَنِّي أَنه الَّذِي قبله وَالصَّوَاب فِي وَفَاته تسع عشرَة لَا تسع. 1201 - يُوسُف بن عبد الله البوصيري نزيل الْقَاهِرَة / وَأحد من يَعْتَقِدهُ النَّاس من المجذوبين. مَاتَ فِي سادس عشرى شَوَّال سنة عشْرين ويحكي عَنهُ بعض أهل الْقَاهِرَة كرامات. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَمِمَّنْ حكى لنا من كراماته الْجلَال القمصي وَدفن بجواره فِي تربة ابْن نصر الله. 1202 - يُوسُف بن عبد الله / وَاخْتلف هُوَ وَعَمه عبد الرَّحْمَن فِيمَن بعده فَمرَّة قَالَ هُوَ يُوسُف وَمرَّة قَالَ الْعم أَحْمد بن أَحْمد وَقَرَأَ على الديمي وَعلي قَلِيلا وَصَارَ يتَرَدَّد إِلَى الْأَمَاكِن

لقِرَاءَة البُخَارِيّ على طَريقَة شَيْخه الديمي وَأم بِجَامِع الْحَاكِم كأبيه ولازم خدمَة تغرى بردى الأستادار مُدَّة وندبه فِي أَيَّام الدوادار لمشارفة الطرحي فِي تجهيزهم وَنَحْوه ثمَّ أبعده. 1203 - يُوسُف بن عبد الله الْمقري. / كَانَ مُقيما بمشهد ابْن أبي بكر بِمصْر وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 1204 - يُوسُف بن عبد الحميد بن عمر بن يُوسُف بن عبد الله الطوخي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَالِد يحيى وَأحمد الْمَذْكُورين وَأَبوهُ وَيعرف بِابْن عبد الحميد. / حفظ الْقُرْآن وجوده والمنهاج واشتغل عِنْد خلد المنوفي وَغَيره، وَحج غير مرّة وجاور وأقرأ الْأَبْنَاء وقتا وَهُوَ أحد المنزلين فِي تربة الْأَشْرَف قايتباي. 1205 - يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَعِيل بن أَحْمد الْجمال بن الزين أبي الْفرج وَأبي هُرَيْرَة بن الشهَاب بن الْمُوفق الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ ابْن الذَّهَبِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن نَاظر الصاحبة / مدرسة هُنَاكَ. ولد تَقْرِيبًا سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع على) وَالِده وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الحميد بن مُحَمَّد بن غشم المرداوي وَعمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَدْي وَفَاطِمَة وَعَائِشَة ابْنَتي ابْن عبد الْهَادِي فِي آخَرين وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذت عَنهُ بهَا ثمَّ بِبَلَدِهِ أَشْيَاء وَكَانَ أصيلا فَاضلا أديبا كتب التوقيع للنظام بن مُفْلِح وقتا. وَمَات فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي رَجَب سنة تسع وَخمسين وَدفن بسفح قاسيون رَحمَه الله. 1206 - يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن الْجمال التادفي ثمَّ الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالتادفي. / ولد بتادف من أَعمال الْبَاب سنة بضع وَثَلَاثِينَ تَقْرِيبًا وَنَشَأ بحلب فتعانى الْغَزل وَالْقِرَاءَة على الْقُبُور إِلَى أَن اخْتصَّ بسالم بن سَلامَة بن سلمَان الْحَمَوِيّ قَاضِي الْحَنَابِلَة بحلب فحنبله وَوَقع بَين يَدَيْهِ بل نَاب عَنهُ، وَكَانَ جميلا وَتزَوج بِامْرَأَة يُقَال لَهَا الصفيراء ثمَّ فَارقهَا وَتزَوج بابنة الشَّمْس الديل الْأنْصَارِيّ وَهِي سمراء لكَون أمهَا أمة سَوْدَاء فَقَالَ قَاضِي الْبَاب الشهَاب بن سراج: (ولرب قَاض أَحْمَر من كعبة ... مَا كَانَ قطّ لَهُ يَد بَيْضَاء) (لعبت بِهِ الصَّفْرَاء أول عمره ... والآن قد لعبت بِهِ السَّوْدَاء) وامتحن بِالضَّرْبِ والإشهار من الشهَاب الزُّهْرِيّ لشهادة شَهِدَهَا الْمُحب بن الشّحْنَة ثمَّ لما قتل مخدومه سَالم رام من الْعَلَاء بن مُفْلِح الِاسْتِنَابَة فَامْتنعَ لقرب عَهده مِمَّا تقدم فانتمى للزين عمر بن السفاح فساعده عِنْد الْجمال نَاظر الْخَاص بِحَيْثُ أَن الْعَلَاء لما انْتقل لقَضَاء دمشق عوضه فِي حلب ببذل معجز وَتَقْرِير سنوى، وتكرر صرفه عَنهُ إِلَى أَن ولاه الْأَشْرَف قايتباي كِتَابَة سرها وَنظر

الْجَيْش أَيْضا عوضا عَن الْكَمَال المعري حِين حَبسه بالقلعة مُضَافا للْقَضَاء، ثمَّ صرف عَن الثَّلَاثَة السَّيِّد بن أبي مَنْصُور بسفارة الخيضري مَعَ مَال بذله وَتَقْرِير أَيْضا وَطلب هَذَا إِلَى الْقَاهِرَة فنقم عَلَيْهِ أَنه بَاطِن فِي قتل ابْن الصوة، وَحبس بالمقشرة بِحجَّة مَا تَأَخّر عَلَيْهِ من المَال الْمُلْتَزم بِهِ فدام بهَا نَحْو خمس سنة إِلَى أَن أطلق بعناية يشبك الجمالي وأعيد للْقَضَاء فِي مستهل صفر سنة خمس وَتِسْعين، وَفِي غُضُون ذَلِك صرف ابْن أبي مَنْصُور عَن الوظيفتين بِكَمَال الدّين مُحَمَّد بن أبي الْبَقَاء بن الشّحْنَة، وَرَأَيْت بخطي فِي مَوضِع آخر أَنه ولي قَضَاء حلب فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق وأضيف إِلَيْهِ فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي عدَّة وظائف كنظر الْجَيْش والقلعة والجوالي وَكِتَابَة السِّرّ ثمَّ أودع قلعة حلب أشهرا ثمَّ حمل إِلَى الْقَاهِرَة فَسلم) للدوادار الْكَبِير ثمَّ للوالي ثمَّ أودع فِي اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين المقشرة بِسَبَب مَا تجمد عَلَيْهِ فِي الْجَيْش قيل أَزِيد من عشْرين ألف دِينَار، وَذكر بِفضل بل قيل أَنه صنف مِمَّا قرضه لَهُ السَّعْدِيّ قَاضِي مصر قَالَ وَهُوَ حسن الشكالة وَالْكِتَابَة فصيح الْعبارَة مصاهر لبيت ابْن الشّحْنَة. 1207 - يُوسُف بن الْمجد عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن الجيعان / أحد الْأُخوة والتالي لعبد الْقَادِر مِنْهُم. ولد بعيد الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا. وَمَات مطعونا فِي أحد الربيعين سنة ثَلَاث وَخمسين. 1208 - يُوسُف بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْجمال أَبُو المحاسن بن الْبَارِزِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده وأخواه لِأَبِيهِ خَاصَّة مُحَمَّد وَعبد الْقَادِر، أمه تركية لِأَبِيهِ. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن ملك وَعرض عَليّ فِي الْجَمَاعَة بل سمع مني وَمن الشاوي وَغَيره ولازم قَرِيبه النَّجْم بن حجي فِي فنون وَكَذَا أَخذ عَن السنتاوي فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَعَن الْجَوْجَرِيّ وتميز قَلِيلا وصاهر الصّلاح بن الجيعان على ابْنَته وَحج وَيذكر بتدين وَخير وَسُكُون. 1209 - يُوسُف بن عبد الْغفار بن وجيه بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن عبد النُّور الْجمال التّونسِيّ الأَصْل السنباطي الشَّافِعِي وَالِد الْعِزّ عبد الْعَزِيز الْمَاضِي. / قَالَ لي وَلَده أَنه ولد فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بسنباط وَأَنه حفظ الْقُرْآن والشاطبية والمنهاج الفرعي والأصلي وعرضها على جمَاعَة وَاسْتمرّ يُكَرر عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ واشتغل بِالْعلمِ ورافق الشَّمْس البوصيري وَرَأَيْت وصف البوصيري لَهُ فِي عرض وَلَده بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة، وَكَذَا رافق الشَّيْخ عمر بن الشَّيْخ فتح بل من شُيُوخه الأسنوي لَازمه وَكتب عَنهُ شَرحه على الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ والقطعة وَحضر دروس الأبناسي والبلقيني وبرع فِي الْعلم خُصُوصا علم الإكحال وَكَانَ يستحضر الْمُفْردَات لِابْنِ البيطار، وتكسب فِي بَلَده بِالشَّهَادَةِ وَقصد فِيهَا بالفتاوى وَرُبمَا أَخذ الْأُجْرَة

عَلَيْهَا، وَكَانَ كثير التِّلَاوَة بل مكث نَحْو أَرْبَعِينَ سنة سوى مَا تخللها من سفر وَنَحْوه يَتْلُو كل يَوْم ختمة يختمها عِنْد قبر وَالِده. وَمَات فِي ثامن عشر ربيع الثَّانِي سنة خمس عشرَة بسنباط رَحمَه الله وإيانا. 1210 - يُوسُف بن عبد الْغفار الْجمال الْمَالِكِي. / مِمَّن حفظ ابْن الْحَاجِب وتفقه وَسمع الشفافي سنة سبع عشرَة على الْكَمَال بن خير وَوصف فِي الطَّبَقَة بِالْقَاضِي الْأَجَل وناب فِي قَضَاء) إسكندرية عَن الْجمال بن الدماميني والشهاب التلمساني وَكَذَا نَاب فِي الْقَاهِرَة وَجلسَ بِجَامِع الفكاهين وَغَيره وَكَانَ لين الْجَانِب عرضت عَلَيْهِ بعض محفوظاتي. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة سبع وَخمسين وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين رَحمَه الله وإيانا. 1211 - يُوسُف بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن العظائم جمال الدّين الصمادي الحوراني الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي نزيل باسطية مَكَّة وَيعرف بالحموي / مِمَّن سمع بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. 1212 - يُوسُف بن عبد الْكَرِيم بن بركَة الْجمال بن الكريمي بن السَّعْدِيّ القاهري سبط الصاحب تَاج الدّين عبد الرَّزَّاق بن الهيصم وأخو سعد الدّين إِبْرَهِيمُ ووالد الْكَمَال مُحَمَّد والشهاب أَحْمد نَاظر الْخَاص وَيعرف بِابْن كَاتب جكم / لكَون جده كَانَ كَاتبا عِنْده. ولد سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ تَحت كنف أَبِيه فأحضر لَهُ ولأخيه كَمَا قَالَ شَيخنَا فِيهِ من أقرأهما الْقُرْآن وعلمهما الْكِتَابَة وَالْعلم فَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عِنْده وتدرب بِهِ فِي الْكِتَابَة الشَّمْس بن البهلوان ظنا وَأخذ طرفا من الْفِقْه والعربية عَن الزين السندبيسي وَمن الْعَرَبيَّة وَحدهَا عَن أبي عبد الله الرَّاعِي وَكَذَا أَخذ عَن يحيى الدماطي وَآخَرين وتدرب فِي الْمُبَاشرَة بِأَبِيهِ وأخيه وجده لأمه وصرفوه فِي بعض الْأُمُور إِلَى أَن برع فِي الْكِتَابَة والحساب وَمَا يلْتَحق بِهِ وَتكلم فِي أقطاع الناصري مُحَمَّد بن الْأَشْرَف برسباي ثمَّ اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فِي الْوزر بعد تسحب قَرِيبه الْأمين بن الهيصم فباشره على كره مِنْهُ يَسِيرا إِلَى أَن أعفي بعد دون أَرْبَعَة أشهر لشكواه من قلَّة المتحصل وَكَثْرَة المصروف وَلزِمَ من ذَلِك أَخذ مَال كثير مِنْهُ وَمن أَخِيه وَلزِمَ الجمالي بَيته إِلَى أَن مَاتَ أَخُوهُ فولاه الْأَشْرَف فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين نظرا لخاص فباشرها نَحْو اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة إِلَى أَن مَاتَ، وترقى فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة جدا وصاهر الكمالي بن الْبَارِزِيّ على ابْنَته وَاسْتمرّ فِي مزِيد الترقي وأضيف إِلَيْهِ نظر الْجَيْش عوضا عَن المحيي بن الْأَشْقَر فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين بل صَارَت الْأُمُور كلهَا معذوقة بِهِ وتدبير الممالك تَحت إِشَارَته وَأَنْشَأَ بِالْقربِ من سكنه بسويقة الصاحب مدرسة حَسَنَة للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة والصوفية ووقف بهَا كتبا شريفة وَكَذَا قَامَ بعمارة الْمدرسَة الفخرية الْمُجَاورَة لبيته أَيْضا حِين سُقُوط منارتها على وَجه جميل وَعمل بالكوم

الْأَبْيَض مدرسة وَقرر بهَا شَيخا وصوفية إِلَى غَيرهَا من الْأَمَاكِن المبتكرة والمجددة بِالْقَاهِرَةِ وأعمالها كالخطارة وَكَذَا بِمَكَّة المشرفة وَغَيرهَا مِمَّا فِي اسْتِيفَائه مَعَ مآثره وأنواع بره من الإنعام وَالصَّدَََقَة طول، وَبِالْجُمْلَةِ) فمحاسنه جمة وَكَانَ رَئِيسا عَاقِلا وقورا حَلِيمًا ممدحا ذَا سياسة بديعة وَفهم جيد وَاحْتِمَال ومداراة وَتَأمل للعاقبة الدُّنْيَوِيَّة مَعَ إجلال للْعُلَمَاء وَالْفُقَهَاء ومحبة فِي الصَّالِحين وخضوع لَهُم وحسبك أَنه مَا ناكده أحد فأفلح وَلَا التجأ إِلَيْهِ ملهوف إِلَّا وأنجح وأسعده الله فِي خاصته وجماعته وَذكر غير هَذَا متعذرا وَاسْتمرّ على ترقيه ووجاهته حَتَّى مَاتَ وَقت التَّسْبِيح من ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَغسل من الْغَد ثمَّ صلي عَلَيْهِ برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل لم يتَخَلَّف عَنهُ كَبِير أحد سوى السُّلْطَان بل جلس وَلَده بدار المتوفي أَمِير الْمُؤمنِينَ وَتوجه كلهم أَو جمهورهم إِلَى مَحل دَفنه بتربته الَّتِي كَانَ شرع فِي عمارتها وَهِي تجاه تربة الْأَشْرَف إينال وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَكثر الأسف على فَقده وَقد أَشَارَ شَيخنَا إِلَى حسن تربية أَبِيه لَهُ رَحمَه الله وسامحه وَعَفا عَنهُ. 1213 - يُوسُف بن عبد اللَّطِيف بن يُوسُف الْجمال الصردي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي نزيل زَاوِيَة الشَّيْخ مَدين وَيعرف بِخِدْمَة النَّجْم بن حجي. / مِمَّن سمع مني وَأخذ فِي الْفِقْه عَن بعض الْفُضَلَاء ولازم حُضُور مجْلِس مخدومه وَبعده انهبط ولديه عقل وَسُكُون. 1214 - يُوسُف بن عُثْمَان بن عمر بن مُسلم كمحمد بن عمر الْكِنَانِي بالمثناه الثَّقِيلَة الصَّالِحِي. / ولد سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة وأحضر على الحجار الْمُنْتَقى من مُسْند عبد وَسمع من الشّرف بن الْحَافِظ وَعلي بن يُوسُف الصُّورِي وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن الصرخدي وَعَائِشَة ابْنة مُسلم الحرانية وَأَجَازَ لَهُ الرضى الطَّبَرِيّ فَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه وَابْن سعد وَابْن عَسَاكِر وَغَيرهم، وَحدث بالكثير وَكَانَ خيرا. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لي، وَمَات فِي نصف صفر سنة اثْنَتَيْنِ قبل دخولي دمشق يَعْنِي فدخوله فِي رمضانها عَن ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَذكره فِي إنبائه أَيْضا وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. 1215 - يُوسُف بن عُثْمَان الْبُرُلُّسِيّ / قطن زاية الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وَذكر بصلاح وَأَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَنَامه زِيَادَة على أَرْبَعِينَ مرّة ودام التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة وَالْخَيْر. 1216 - يُوسُف بن علم بن نجيب جمال الدّين بن علم الدّين بن نجيب الدّين الفارسكوري الشَّافِعِي الْفَقِيه وَالِد إِبْرَهِيمُ وَالشَّمْس مُحَمَّد والزين مُحَمَّد الْمَذْكُورين / مَعَ ذكر لَهُ فيهم. مِمَّن تميز فِي الْفِقْه والقراآت والعربية والفرائض وَأم بالجامع الْكَبِير بِبَلَدِهِ وأقرا الطّلبَة وَعلم الْأَبْنَاء وَقَالَ) لأصغر بنيه الزين قَرَأَ عِنْدِي أَزِيد من ثَمَانمِائَة ولد لَيْسَ فيهم الين من قراءتك وَرُبمَا اشْتغل بالخياطة لنَفسِهِ. وَمَات فِي هَذَا الْقرن.

1217 - يُوسُف بن عَليّ بن أَحْمد بن قطب الْجمال بن النُّور السُّيُوطِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / نقيب الْقُرَّاء وَابْن نقيبهم. ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدْرَسَةِ الناصرية بَين القصرين وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَسمع على الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن عبد المحيي السُّيُوطِيّ جُزْءا بن عَرَفَة وَحدث بِهِ بإفادتي سَمعه عَلَيْهِ، وَكَانَ صَالحا يذكر أَنه سمع على جوَيْرِية الهكارية وَلَيْسَ بِبَعِيد. وَقد حج مرَارًا وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل الشَّام ودمياط وإسكندرية والصعيد. وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشرى صفر سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله. 1218 - يُوسُف بن عَليّ بن خلف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلْطَان الْعدْل الْجمال أَبُو المحاسن بن الْعَلَاء الدَّمِيرِيّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد وَعلي الماضيين. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة أَو بعْدهَا بِقَلِيل وَقيل سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بل قيل سنة سِتِّينَ بدميرة وَقَرَأَ بهَا بعض الْقُرْآن ثمَّ انْتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى الْقَاهِرَة فأكلمه بهَا وَعَاد إِلَى بَلَده فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها عِنْد ابْن عَمه الصفي إِبْرَهِيمُ الدَّمِيرِيّ وَكَانَ من أهل الْعلم يُقَال لَهُ الْقُدسِي لسكناه بالقدس مُدَّة فنزله فِي مكتب الْأَيْتَام وَحفظ التبريزي والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو، وَعرض على الأبناسي والبلقيني وَابْن الملقن والكمال الدَّمِيرِيّ فِيمَا أخبر وَأَنه تفقه على الأول والأخير وَسمع بعض دروس النَّحْو وَسمع على النَّجْم بن رزين وَالْجمال الْبَاجِيّ والسويداوي والحلاي والجوهري وَأم إِبْرَاهِيم خَدِيجَة ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد القدسية وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهَا الْوَرع لِأَحْمَد وعَلى الأول البُخَارِيّ خلا الْمجْلس الْعَاشِر وَلم يجدد وعَلى الثَّالِث الْجُزْء الثَّالِث وَالتسْعين من المعجم الْكَبِير للطبراني وباشر ديوَان بني الأسياد ثمَّ نَاب عَن الصَّدْر الأدمِيّ فِي أوقاف الْحَنَفِيَّة وَعَن نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ فِي نظر بَيت المَال والصندوق وَعَن التقي بن حجَّة فِي الطيبرسية وَوَقع فِي ديوَان الْإِنْشَاء، وَحج غير مرّة وجاور فِي بَعْضهَا وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت البندقانيين وَلَزِمَه بِأخرَة مُقْتَصرا عَلَيْهِ، وَكَانَ خيرا سَاكِنا حدث بِالصَّحِيحِ وَغَيره قَرَأَ عَلَيْهِ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ الصَّحِيح والورع وَغَيرهمَا قِرَاءَة وسماعا. وَمَات فِي شعْبَان سنة أَربع وَخمسين وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا. 1219 - يُوسُف بن عَليّ بن زين الدّين بن شكر المتبولي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. (سقط) يُوسُف بن عَليّ بن ضوء الصَّفَدِي الأَصْل الْحَنَفِيّ. / يَأْتِي قَرِيبا بِزِيَادَة مُحَمَّد قبل ضوء. 1221 يُوسُف بن عَليّ بن عبيد السنتاوي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. /

مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل على الزواوي وزَكَرِيا وَآخَرين، بل رافق الثَّانِي فِي السماع على شَيخنَا، وَكَذَا سمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية وَكَانَ خيرا لونا وَاحِدًا مِمَّن حج وَأم بالأقبغاوية وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وتجرع فاقة سِيمَا بعد انْقِطَاعه وتوالى ضعفه وابتلائه فِي بدنه بل كف وَلم يَنْفَعهُ صَاحبه بِشَيْء يذكر فِي أَيَّام قَضَائِهِ. وَمَات ظنا فِي سنة خمس وَتِسْعين عَن بضع وَسبعين. 1222 - يُوسُف بن عَليّ بن الزين عمر بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ مَسْعُود البعلي المرحل وَيعرف بالجنثاني بِكَسْر الْجِيم ثمَّ نون سَاكِنة ثمَّ مُثَلّثَة وَأَظنهُ قريب الْبَدْر مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحِيم الْمَاضِي. / ولد قبيل التسعين ببعلبك وَسمع بهَا على ابْن الزعبوب الصَّحِيح أَنا بِهِ الحجار وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة ولقيته بِبَلَدِهِ فَقَرَأت الثلاثيات وَكَانَ خيرا يكْتَسب من الرّحال. مَاتَ بعد السِّتين أَو محاذيها رَحمَه الله. يُوسُف بن عَليّ بن أبي الْغَيْث. / فِيمَن جده مُوسَى بن أبي الْغَيْث. 1223 - يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن ضوء الْجمال الصَّفَدِي الأَصْل الْقُدسِي الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن النَّقِيب. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِدُونِ مُحَمَّد وَقَالَ سمع على أبي مَحْمُود الْمَقْدِسِي جُزْءا خرجه لنَفسِهِ أَوله المسلسل أجَاز فِي الاستدعاء الَّذِي فِيهِ رَابِعَة. قلت وَسمع مِنْهُ الْمُوفق الأبي مَعَ الْحَافِظ ابْن مُوسَى سنة خمس عشرَة. 1224 - يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عَطاء بن إِبْرَهِيمُ بن مُوسَى الفارسكوري الشَّافِعِي البلان. / أَصله من فارسكور فانتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى الْقَاهِرَة فولد بهَا وَذَلِكَ فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا أَو قبلهَا وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تحول إِلَى فارسكور فارتزق بِالْخدمَةِ فِي الْحمام وَبحث فُصُول ابْن معطي والملحة على الشَّيْخ الْعَلامَة مُحَمَّد السكندري الحريري، وتعانى النّظم فبرع فِيهِ وامتدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعدة قصائد كتب عَنهُ ابْن فَهد والبقاعي وَآخَرُونَ وَكنت مِمَّن كتب عَنهُ بفارسكور وَكَانَت عدمت عينه فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَنَامه فلمسها بِيَدِهَا لشريفة فَصحت مَعَ ثقل سَمعه وَكَونه على الهمة كثير) الْمَحْفُوظ أنسا. وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله: (كم من لئيم مَشى بالزور يَنْقُلهُ ... لَا يَتَّقِي الله لَا يخْشَى من الْعَار) (يود لَو أَنه للمرء يهلكه ... وَلم ينله سوى إِثْم وأوزار) (فَإِن سَمِعت كلَاما فِيك جاوزه ... وخل قَائِله فِي غيه ساري) (فَمَا تبالي السما يَوْمًا إِذا نبحت ... كل الْكلاب وَحقّ الْوَاحِد الْبَارِي) (وَقد وَقعت بِبَيْت نظمه دُرَر ... قد صاغه حاذق فِي نظمه دَاري) (لَو كل كلب عوى ألقمته حجرا ... لأصبح الصخر مِثْقَالا بِدِينَار) وَمن قصائده ميمية أَولهَا:

(نشرت طي فُؤَادِي فكم علما ... ومبهم الشوق أضحى فِي الْهوى علما. مَاتَ.) 1225 - يُوسُف بن عَليّ بن مُوسَى بن أبي الْغَيْث صَلَاح الدّين البعلي الْحَنْبَلِيّ الْبَزَّاز. / سمع فِي سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة من أبي الظَّاهِر مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْقزْوِينِي وَعمر بن إِبْرَهِيمُ بن بشر الأول من أمالي القَاضِي أبي بكر الْأنْصَارِيّ وَحدث بِهِ سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى وَمَعَهُ الْمُوفق الأبي فِي سنة خمس عشرَة وَوصف بِالْفَضْلِ، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أجَاز فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد. 1226 - يُوسُف بن عَليّ الْمَكِّيّ الْحلْوانِي / ذكره النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجَمه وَأنْشد من نظمه: (أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة ... بوادي منى حَيْثُ الحجيج نزُول) (وَهل أردن مَاء الْعسيلَة صاديا ... ليشفى عليل أَو يبل غليل) 1227 - يُوسُف بن عَليّ بن نصر الله الْخُرَاسَانِي الأَصْل الخانكي الْحَنَفِيّ شَقِيق مُحَمَّد الْمَاضِي / وَهَذَا أكبر. ولد بالخانقاه سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَنَشَأ فِي عز أَبِيه فحفظ الْقُرْآن، واشتغل قَلِيلا فِي فقه الْحَنَفِيَّة وَسمع على من سبق من أَخِيه، وتعانى الفروسية وَتقدم فِي كثير من فنونها بِحَيْثُ أَنه امتحن بجر قَوس عجز عَنهُ جمَاعَة بِحَضْرَة الظَّاهِر جقمق فجره وكسره وَكَانَ يَقُول أَنه أَقَامَ مُدَّة يتألم من كتفه بِسَبَب جَرّه لَهُ وَلذَا نزل فِي ديوَان السلطنة وتنزل فِي صوفية الخانقاه بل هُوَ أحد جمَاعَة الدوادارية السودونية وخادمها وَحج غير مرّة وجاور. مَاتَ بعيد التسعين بالخانقاة وَدفن عِنْد أَبِيه بهَا عَفا الله عَنهُ. 1228 - يُوسُف بن عمر بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس المظفر بن الْمَنْصُور بن الْأَشْرَف / مُلُوك) الْيمن. اسْتَقر بعد موت ابْن عَمه الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن يحيى بن إِسْمَاعِيل فِي سنة خمس وَأَرْبَعين. 1229 - يُوسُف بن عمر بن عَليّ الْحَمَوِيّ وَيعرف بالشامي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 1230 - يُوسُف بن عمر بن يُوسُف الْحَمَوِيّ الْحلَبِي النجار. / مِمَّن سمع مني. 1231 - يُوسُف بن عمر الأنفاسي / شَارِح الرسَالَة. مَاتَ سنة بضع عشرَة. 1232 - يُوسُف بن عمر / أَمِير هراة. مَاتَ سنة سِتّ عشرَة. 1233 - يُوسُف بن عمر الدمياطي. / كَانَ أَبوهُ من مقدمي أجنادها ثمَّ هُوَ من أجنادها ويتكسب مَعَ ذَلِك بالخياطة فَلَمَّا أرسل بالأمير تمراز إِلَيْهَا نزل فِي بَيت كَانَ مُضَافا لَهُم يعرف بالفرسيسي فَقَامَتْ أمه بخدمته أتم قيام وَكَانَ هَذَا أَيْضا يَخْدمه بالخياطة وَغَيرهَا فَلَمَّا عَاد الْأَمِير إِلَى الْقَاهِرَة صَارَت الْأُم هِيَ الْمرجع فِي بَيته وترقى ابْنهَا عِنْده حَتَّى عمله خازندارا وتمول جدا وَصَارَت لَهُ فِي دمياط الْأَمْلَاك والسمعة وَبعد مُدَّة حصل لَهُ ثقل فِي لِسَانه كَأَنَّهُ ابْتِدَاء فالج فأحضر لَهُ الْأَطِبَّاء إِلَى أَن عجز وَاقْتضى

رَأْيه أَن استأصل مَا كَانَ مَعَه وَصَارَ بعد ذَلِك الْعِزّ وركوب الْخَيل يمشي مَعَ عَجزه وَعدم تمكنه إِلَّا بالاستناد للحائط وَنَحْوه فسبحان الْمعز المذل. 1234 - يُوسُف بن عِيسَى سيف الدّين السيرامي الْحَنَفِيّ وَالِد النظام يحيى الْمَاضِي وَقد يختصر لقبه فَيُقَال سيف / ويترجم لذَلِك فِي السِّين الْمُهْملَة كَمَا لشَيْخِنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه بل كَانَ هُوَ يكْتب فِي الْفَتَاوَى وَنَحْوهَا سيف السيرامي كَانَ منشؤه بتبريز، ثمَّ قدم حلب لما طرقها اللنك فاستوطنها إِلَى أَن استدعاه الظَّاهِر برقوق وَقَررهُ فِي مشيخة مدرسته الَّتِي استجدها عوضا عَن الْعَلَاء السيرامي سنة تسعين فلزمها متصديا لنفع النَّاس بالتدريس والإفتاء وَكَذَا ولاه الظَّاهِر مُضَافا لمدرسته مشيخة الشيخونية بعد وَفَاة الْعِزّ الرَّازِيّ وَأذن لَهُ فِي استنابة وَلَده الْكَبِير مَحْمُود عَنهُ فِي مدرسته فدام مُدَّة ثمَّ ترك على الشيخونية وَاقْتصر على الظَّاهِرِيَّة، وَكَانَ دينا خيرا كثير الْعِبَادَة متواضعا حَلِيمًا كثير الصمت قانعا بالكفاف مُتَقَدما فِي فنون ذكره شَيخنَا فِي إنبائه ومعجمه وَقَالَ فِيهِ كَانَ عَارِفًا بالفقه والمعاني والعربية وَغَيرهَا سَمِعت الْعِزّ بن جمَاعَة يثني على علومه وَاجْتمعت بِهِ وَسمعت من فَوَائده، وَذكره التقي الْكرْمَانِي فَقَالَ حضرت مَجْلِسه واستفدت مِنْهُ وَكَانَ من فضلاء تبريز ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة وَتَوَلَّى مشيخة مدرسة البرقوقية وَكَانَت عِنْده لكنة ورداءة عبارَة يَأْتِي فِي أثْنَاء كَلَامه بِأَلْفَاظ زَائِدَة مثل نعم كَمَا قلت) ومثلا وَأطَال الله بقاك وأحسنت وَنَحْو ذَلِك، وَلَكِن عِنْده فَضِيلَة تَامَّة خُصُوصا فِي الْمَعْقُول ومشاركة فِي غَيره مَعَ تواضع وأخلاق حَسَنَة وَنَشَأ لَهُ ولدان قرآ الْيَسِير على والدهما ثمَّ ذهب أَحدهمَا إِلَى بِلَاد الرّوم وَاسْتمرّ الآخر عِنْده بِمصْر انْتهى. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة عشر بِالْقَاهِرَةِ وَمِمَّنْ جزم بِكَوْن اسْمه يُوسُف وترجمه فِي الْيَاء الْأَخِيرَة المقريزي وَأما ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ: قيل اسْمه يُوسُف، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا: يُوسُف بن مُحَمَّد بن عِيسَى وَمُحَمّد غلط. 1235 - يُوسُف بن قَاسم بن فَهد الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن كحيلها. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. 1236 - يُوسُف بن أبي الْقسم ين أَحْمد بن عبد الصَّمد الْجمال أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْيَمَانِيّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ، / سمع من الْجمال الأميوطي وَالشَّمْس بن سكر وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين الْأَذْرَعِيّ والأسنائي وَمُحَمّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عمار بن قَاضِي الزبداني وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَأَبُو الْيمن بن الكويك وَابْن الْقَارئ والآمدي وَآخَرُونَ. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ الفاسي أَنه اشْتغل بالفقه وَكَانَ لَهُ إِلْمَام بِهِ بِحَيْثُ يذاكر بمسائل مَعَ نظم وَدين وَخير وتحر كثير فِي الشَّهَادَة.

مَاتَ سنة سِتّ وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. 1237 - يُوسُف بن قراجا الْحَنَفِيّ. / رَأَيْته كتب فِي عرض سنة اثْنَتَيْنِ بِالْقَاهِرَةِ. 1238 - يُوسُف بن قطلوبك جمال الدّين صهر ابْن المزوق. / مِمَّن ولي ولَايَة الْعَرَبيَّة وكشف الجسور. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَاسْتقر بعده مُحَمَّد بن غرلو. 1239 - يُوسُف بن ماجد بن النحال أَخُو فَرح الْمَاضِي. / مَاتَ بِمَكَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَكَانَ معتنيا بِالتِّجَارَة تَارِكًا للمباشرات عَفا الله عَنهُ. 1240 - يُوسُف بن مبارك بن أَحْمد الْجمال الصَّالِحِي / بواب المجاهدية. كَانَ يقْرَأ بالألحان فِي صباه هُوَ والْعَلَاء عُصْفُور الْموقع وَذَلِكَ قبل الطَّاعُون الْكَبِير وَلكُل مِنْهُمَا طَائِفَة تتعصب لَهُ ثمَّ انْتقل هَذَا إِلَى الصالحية وعصفور إِلَى الْقَاهِرَة. وَمَات هَذَا فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَله ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 1241 - يُوسُف بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَبَّاس الدكرنسي الشَّافِعِي الْعَطَّار أَبوهُ. / سكن مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض عَليّ فِي جمَاعَة وتدرب بالبدر) حسن الطلخاوي فِي الِاشْتِغَال والوراقة وَجلسَ تَحت نظره شَاهدا مَعَ مداومة النساخة قانعا بِالْقَلِيلِ وَرُبمَا بَاشر فِي بعض الْأَمَاكِن وَهُوَ فطن فهم عَاقل. 1242 - يُوسُف بن مُحَمَّد الْمَدْعُو بدر بن أَحْمد بن يُوسُف الْجمال الكومي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل سعيد السُّعَدَاء / وَأحد صوفيتها. ولد سنة تسع وَسِتِّينَ وسعبمائة وَكَانَ شَيخا فَاضلا خيرا جَلِيلًا متعبدا مُنْقَطِعًا إِلَى الله اشْتغل وَسمع الْكثير على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ ولازمه فِي دروس القانبيهية وَكَانَ أَقَامَ بهَا مُدَّة قبل سعيد السُّعَدَاء وَكتب عَنهُ من أَمَالِيهِ وَكَذَا سمع النُّور الفوى والطبقة أَخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا. وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَدفن من الْغَد بمقابر الصُّوفِيَّة خَارج بَاب النَّصْر رَحمَه الله وإيانا. 1243 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْجمال أَبُو المحاسن الججيني الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ الْقطَّان / بسوقها وَأَظنهُ ابْن عَم مُوسَى بن إِسْمَعِيل بن أَحْمد الْحَنَفِيّ الْمَاضِي. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع على أبي الهول الْجَزرِي وَمن لفظ الْمُحب الصَّامِت أَشْيَاء وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَدفن بسفح قاسيون وَهُوَ جد الشهَاب أَحْمد بن خَلِيل اللبودي لأمه رَحمَه الله. 1244 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْجمال التزمنتي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْمُجبر / نِسْبَة لصدقة الْمُجبر لكَونه خلف أَبَاهُ على أمه فرباه. ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض على جمَاعَة وتفقه بالبلقيني وَابْن الملقن ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة مُدَّة فَانْتَفع بِهِ فِي النَّحْو وَالْأُصُول

وَغَيرهمَا وَسمع كَمَا أخبر عَليّ التقي بن حَاتِم صَحِيح البُخَارِيّ وكما فِي الطَّبَقَة على الشّرف ابْن الكويك صَحِيح مُسلم بفوت، وَحج وزار الْقُدس والخليل وَدخل دمشق وإسكندرية وَغَيرهمَا وتصدى للتدريس فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة وباشر مشيخة سعيد السُّعَدَاء نِيَابَة عَن الشهَاب بن المحمرة حِين توجهه إِلَى الشَّام قَاضِيا عَلَيْهِ ثمَّ وثب عَلَيْهِ فِيهَا فَلَمَّا عَاد الشهَاب انتزعها مِنْهُ، وَكَانَ إِمَامًا خيرا فَقِيها فَاضلا متثبتا بل صَار معدودا فِي أَعْيَان الشَّافِعِيَّة بِالْقَاهِرَةِ ولشدة صداقته بالعلمي البُلْقِينِيّ نَاب فِي الْقَضَاء عَنهُ وَصَارَ يحضر مَعَه مجَالِس الحَدِيث بالقلعة وَلذَا قَالَ شَيخنَا: (دعاوى فَاعل كثرت فَسَادًا ... وَمن سمع الحَدِيث بِذَاكَ يخبر) (وَلَوْلَا إِنَّه خشِي انكسارا ... لما طلب الْإِعَانَة بالمجبر) ) وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ كَانَ فَاضلا اشْتغل كثيرا وَدَار على الشُّيُوخ ودرس فِي أَمَاكِن وناب فِي الحكم عَن القَاضِي علم الدّين وَكَانَ صديقه وَقد حصل لَهُ فِي حُدُود سنة خمس وَأَرْبَعين وجع فِي رجلَيْهِ أضربه وَأظْهر عَلَيْهِ الْهَرم وَلم يزل بِهِ حَتَّى انْقَطع فِي بَيته بِجَامِع المارداني إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة منتصف رَجَب سنة سبع وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ وَقد جَازَ السّبْعين رَحمَه الله وإيانا. 1245 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد الطَّيِّبِيّ القاهري الشَّافِعِي الوفائي نزيل الحسينية. / مِمَّن سمع مني. 1246 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْأَمِير إِسْمَعِيل بن مَازِن. / اسْتَقر شيخ لهانة وأمير هوارة البحرية بِنَاحِيَة البهنساوية فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين عوضا عَن عَليّ بن غَرِيب حِين قبض عَلَيْهِ الكاشف وجهزت مَعَه تجريدة تشْتَمل على ثلثمِائة مَمْلُوك باشهم أَبُو يزِيد أحد أُمَرَاء العشرات. 1247 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن حُسَيْن أَمِير الْمُؤمنِينَ المستنجد بِاللَّه أَبُو المظفر بن المتَوَكل على الله أبي عبد الله وَأبي الْعِزّ بن المعتصم بِاللَّه بن المستكفي بِاللَّه أبي الرّبيع بن الْحَاكِم بِأَمْر الله الْهَاشِمِي العباسي / آخر الْأُخوة الْخَمْسَة المستقرين فِي الْخلَافَة وأولهم المستعين بِاللَّه الْعَبَّاس ثمَّ المعتضد بِاللَّه دَاوُد ثمَّ شقيقه المستكفي بِاللَّه سُلَيْمَان ثمَّ الْقَائِم بِأَمْر الله حَمْزَة وَعم المستقر بعده المتَوَكل على الله أبي الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن الشّرف يَعْقُوب الْمَاضِي ذكرهم. ولد فِي لَيْلَة سَابِع عشرى رَمَضَان سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَنَشَأ فِي حجر السَّعَادَة إِلَى أَن بُويِعَ لَهُ بالخلافة فِي الْأَيَّام الإينالية بعد أَخِيه الْقَائِم بِأَمْر الله حَمْزَة فِي أَوَائِل رَجَب سنة تسع وَخمسين وَظهر بذلك مصداق رُؤْيَاهُ تعْيين الْخلَافَة لَهُ من الْخَلِيل إِبْرَهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام فدام فِيهَا نَحْو أَربع وَعشْرين سنة أسْكنهُ الظَّاهِر خشقدم حِين بلغه قدوم جانم نَائِب الشَّام بالقلعة وَلم يُمكنهُ من السُّكْنَى بمنزله الْمُعْتَاد إِلَى أَن توفّي بعد تمرضه

نَحْو عَاميْنِ بالفالج فِي ضحى يَوْم السبت رَابِع عشرى الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَغسل من فوره ثمَّ صلي عَلَيْهِ بالقلعة عِنْد بَاب الْقلَّة فِي مشْهد فِيهِ السُّلْطَان وَجمع من الْأُمَرَاء كالحاجب الْكَبِير وَغَيره من المقدمين والقضاة مَا عدا الْحَنَفِيّ والمشايخ وَدفن بالمشهد النفيسي على عَادَتهم وَقد بلغ التسعين أَو جازها وَسمعت من يَقُول سنة على التَّحْرِير خمس وَثَمَانُونَ سنة وَدون أَرْبَعَة أشهر بأيام رَحمَه الله وإيانا. وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي كثير التِّلَاوَة فِي الْمُصحف) سَاكِنا بهيا مجاب الدَّعْوَى صَادِق المنامات قلد فِي أَيَّامه خَمْسَة مُلُوك وصاهر العلمي البُلْقِينِيّ على ابْنَته ألف أم تَقِيّ الدّين بن الرسام واستولدها ابْنة ثمَّ فَارقهَا. يُوسُف بن مُحَمَّد بن بيرم خجا. / فِي قرا يُوسُف من الْقَاف. 1248 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن حسن بن صَالح البهنسي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 1249 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْحسن الْجمال الخليلي ابْن الْبُرْهَان. / ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع من الْمَيْدُومِيُّ المسلسل ومشيخة كُلَيْب وجزء البطاقة ومجالس الْخلال الْعشْرَة ونسخة إِبْرَهِيمُ بن سعد ومنتقى العلائي من ثمانيات النجيب وَغَيرهَا، وَحدث سمع مِنْهُ التقي القلقشندي نُسْخَة إِبْرَهِيمُ بن سعد فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَابْن مُوسَى والموفق الأبي أَشْيَاء فِي سنة خمس عشرَة بل أجَاز لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين. 1250 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الكفرسبي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ. / أَخذ الْفِقْه عَن التقي بن قندس وكمل تفقهه بتلميذه الْعَلَاء المرداوي وَسمع معي لما كنت بِدِمَشْق تبعا للتقي شَيْخه. 1251 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن طوغان / الْمَاضِي أَبوهُ وجده شَاب أتلف أوقاف جده وَهُوَ غير متصون كأبيه بل أَسْوَأ مِمَّن لَا يذكر بِحَال. 1252 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الزين بن الشَّمْس بن الْجمال بن الشّرف بن الْعِزّ بن أحد أَصْحَاب الْعِزّ الديريني الشارمساحي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْكتب وَيعرف بالزين الشارمساحي وبالخطيب. / ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بشارمساح وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وألفية الحَدِيث والنحو والعمدة والأذكار للنووي وَالْحَاوِي والمنهاج الْأَصْلِيّ والجعبرية فِي الْفَرَائِض وفصيح ثَعْلَب وَالتَّلْخِيص وإيساغوجي فِي الْمنطق وَغَيرهَا وَعرض بَعْضهَا على شَيخنَا والعيني والأذكار على الرَّشِيدِيّ بل عرض على الظَّاهِر جقمق وأنعم عَلَيْهِ وَأخذ عَن الْمحلي والعبادي الْفِقْه ولازمه كثيرا وَعَن الْخَواص فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وشارك فِي الْفِقْه مديما للْحِفْظ للحاوي وتكسب فِي سوق الْكتب وَصَارَ أخْبرهُم وصاهر الشَّمْس السنسي على سبطته واستولدها

ابْنا عرض على عدَّة كتب وَحج وَنعم الرجل. 1253 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الله الْجمال السكندري / قاضيها الْحميدِي بِالضَّمِّ نِسْبَة إِلَى) امْرَأَة ربته يُقَال لَهَا أم حميد الْحَنَفِيّ. نَشأ بإسكندرية وتفقه حَتَّى برع وَولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بهَا وَأخذ عَنهُ شَيخنَا ابْن الْهمام فِي النَّحْو وَغَيره. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه قَالَ وَكَانَ مُوسِرًا لَا بَأْس بِهِ. مَاتَ فِي خَامِس عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ وقرأت بِخَطِّهِ فِي مَوضِع آخر عَن نَيف وَسبعين سنة قَالَ وأظن أنني رَأَيْته وَوَافَقَ غَيره على كَونه زَاد على الثَّمَانِينَ. وَقَالَ كَانَ بارعا فَاضلا فِي عدَّة عُلُوم مثريا يتعانى المتجر ذَا فضل وأفضال مَعَ عفة وديانة وصيانة درس بالثغر وَأفْتى إِلَى أَن مَاتَ وحمدت سيرته فِي الْقَضَاء. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ صحبته فِي مجاورتي بِمَكَّة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَنعم الرجل كَانَ فِي دينه وفضيلته رَحمَه الله. 1254 - يُوسُف بن علم الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد جمال الدّين النويري ثمَّ القاهري الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ كَمَال الدّين مُحَمَّد. / مِمَّن حفظ كتبا وعرضها وَعرف بالذكاء وَهُوَ أكبر إخْوَته واشتغل قَلِيلا، وتعانى الزِّرَاعَة بِبَلَدِهِ بِحَيْثُ يُسَافر إِلَيْهَا فِي ذَلِك. 1255 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْقسم الْجمال أَبُو المحاسن الْأنْصَارِيّ الخزرجي الفلاحي الأَصْل نِسْبَة إِلَى الفلاحين بِالتَّخْفِيفِ وَآخره نون قَرْيَة من أَعمال تونس من الْمغرب السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بالفلاحي. / ولد بعد فجر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانمِائَة بإسكندرية وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فانتقل مَعَ أمه إِلَى الْقَاهِرَة فأكمل بهَا الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو من طَرِيق الدوري خَاصَّة على حبيب العجمي وَحفظ الرسَالَة وغالب الْمُخْتَصر الفرعي وَجَمِيع ألفية ابْن ملك ثمَّ أقبل على الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه والعربية والحساب والفرائض وَغَيرهَا، وَمن شُيُوخه الْجمال الأقفاصي والبساطي ثمَّ أَبُو عبد الله الرَّاعِي وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا والرشيدي فِي آخَرين وَصَارَ فِي غُضُون ذَلِك يتَرَدَّد إِلَى بَلَده وَمن شُيُوخه بهَا الشهَاب أَحْمد الصنهاجي وَسَعِيد الْمَهْدَوِيّ والشريف الجزائري وَزعم أَنه سمع فِيهَا الْمُوَطَّأ على الْكَمَال بن خير وَكَذَا الشفا بِقِرَاءَة البرشكي فِي سنة خمس وَعشْرين ثمَّ قطنها وناب عَن قضاتها بل ولي مشيخة بعض مدارسها والخطابة بِبَعْض جوامعها وحسبتها ولاه إِيَّاهَا تنم نائبها فِي سنة تسع وَأَرْبَعين لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ بِحَيْثُ أَنه سَافر مَعَه إِلَى حماة لما ولي نيابتها فِي سنة إِحْدَى وَخمسين، وَقد لَقيته بِمَكَّة سنة سِتّ وَخمسين) ثمَّ بعْدهَا بِبَلَدِهِ وكتبت عَنهُ بالموضعين أَشْيَاء بل كتب لي بِخَطِّهِ كراسة من نظمه

ونثره، وَكَانَ فَاضلا مشاركا فِي فنون لَكِن الْغَالِب عَلَيْهِ الْأَدَب مَعَ تواضع وخفة روح وَسُرْعَة حَرَكَة وَتجوز فِيمَا بيدَيْهِ. مَاتَ فِي ثامن ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسبعين بِمَكَّة وَتقدم البرهاني للصَّلَاة عَلَيْهِ ثمَّ دفن بِبَاب المعلاة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ، وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله: (وقائلة لي بعد الْخمسين قد مَضَت ... من الْعُمر فِي شرب وسرب وأتراب) (أرى فِيك أَخْلَاق الشَّبَاب وَقد بدا ... عذارك مسودا كلون غراب) (فَقلت لَهَا لَا تعجبين فَإِنَّمَا ... سَواد عِذَارَيْ من سوالف أحبابي) وَكتب عَنهُ البقاعي مَا سقته فِي الوفيات. 1256 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن غَانِم بن مفرج الْجمال بن أبي رَاجِح الْقرشِي الْعَبدَرِي الشيبي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ عمر وَيعرف بِابْن أبي رَاجِح. / اسْتَقر فِي حجابة الْكَعْبَة بعد يحيى بن أَحْمد الشيبي فِي آخر سنة أَرْبَعِينَ أَو فِي الَّتِي تَلِيهَا. وَمَات فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بهَا. أرخه ابْن فَهد. 1257 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الْجمال بن القَاضِي فتح الدّين أبي الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ. / ولد فِي حُدُود سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وَسمع من الْجمال الأميوطي والزين الْعِرَاقِيّ وَالْعلم سُلَيْمَان السقاء، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَآخَرُونَ، وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه. مَاتَ فِي صفر سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِالْمَدِينَةِ رَحمَه الله. 1258 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عمر الْجمال أَبُو المحاسن المرداوي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَالِد ناصرا لدين مُحَمَّد وَيعرف بالمرداوي. / أحد الرُّءُوس من الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق حج فِي سنة خمس وَسبعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا. مَاتَ. يُوسُف بن مُحَمَّد بن عِيسَى السيرامي. / مضى فِي ابْن عِيسَى بِدُونِ وَاسِطَة. 1259 - يُوسُف بن الْكَمَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. مَاتَ فِي رَابِع عشرى ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَقد راهق وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا وَاشْتَدَّ أَسف أَبِيه عَلَيْهِ وَلم يكن لَهُ الْآن ولد ذكره غَيره. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه.) ::: 1260 - يُوسُف بن الْبَدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى السكندري الأَصْل القاهري الْمَالِكِي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده سبط أبي الْفضل بن الردادي وَيعرف كسلفه بِابْن المخلطة. ولد فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وأحضر وَهُوَ فِي الأولى بالكاملية بِقِرَاءَتِي على السَّيِّد النسابة وَغَيره. وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَكَفَلَهُ خَاله جلال الدّين بن الردادي، وَاسْتقر فِي جِهَات أَبِيه بعده كتدريس المؤيدية وَأم السُّلْطَان والقمحية وناب عَنهُ اللَّقَّانِيّ مُتَبَرعا فَلَمَّا ترعرع قَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ الْمُخْتَصر والإرشاد لِابْنِ عَسْكَر ولازم دروس السنهوري

قِرَاءَة وسماعا فِي الْفِقْه والعربية وَكَذَا قَرَأَ على اللَّقَّانِيّ فِي الْفِقْه والأبناسي فِي الْعَرَبيَّة والمنطق وَغَيرهمَا كَزَوج أمه ابْن قَاسم الشَّافِعِي وَدَاوُد وَحضر عِنْدِي سَماع أَشْيَاء بل قَرَأَ عَليّ بَعْضًا وَنسخ بِخَطِّهِ شرح الرسَالَة للأقفهسي وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَلم يحصل على طائل وَتزَوج ورزق الْأَوْلَاد، وَحج وَرُبمَا درس فِي بعض وظائفه كَأُمّ السُّلْطَان بل وبالمؤيدية وَلَو أقبل بكليته على الِاشْتِغَال لرجي لَهُ الْخَيْر. 1261 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجمال بن الْبَدْر أبي الْفَتْح المنوفي الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ كَاتب المماليك وَيعرف بِابْن أبي الْفَتْح المنوفي. / بَاشر عَن أَبِيه فِي البيمارستان وأهانه الأتابك أزبك بإغراء ابْن سَالم ثمَّ اسْتَقر فِي كِتَابَة المماليك بعد عبد الْكَرِيم بن جُلُود وَيذكر باحتشام فِي الْجُمْلَة ورغبة فِي ذَوي اللطف والفضائل وَالظَّاهِر من شكالة بلادته وغباوته وَقد صادره السُّلْطَان مرّة بمرافعة عشير لَهُ وضيق عَلَيْهِ فِي الدِّيوَان. 1262 - يُوسُف بن الْمُحب أبي الْفضل مُحَمَّد بن الشّرف مُوسَى بن يُوسُف بن مُوسَى الْجمال أَبُو المحاسن المنوفي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف بِابْن المنوفي. / نَشأ شَاهدا وداوم الْجُلُوس عِنْد جده وَأَبِيهِ ثمَّ مَعَ غَيرهمَا كل ذَلِك بالجورة وَحضر دروس السابقية والبرقوقية وَغَيرهمَا وَقَرَأَ عَليّ فِي الْأَذْكَار للنووي وَفِي التَّقْرِيب والتيسير لَهُ وَكتب بعض شرحي لَهُ وَكَذَا قَرَأَ على زَكَرِيَّا وخطب وَحج وَخلف وَالِده فِي جهاته مَعَ غَيرهَا وَتزَوج، وَهُوَ جيد الْفَهم وَالْأَدب عَاقل. 1263 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن نَاصِر جمال الدّين الْبُحَيْرِي ثمَّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بالشيخ يُوسُف الْبُحَيْرِي. / حفظ الْقُرْآن ثمَّ قدم الْقَاهِرَة واشتغل قَلِيلا وسافر لمَكَّة فجاور بهَا سِنِين على قدم التَّجْرِيد بل حكى عَن نَفسه أَنه كَانَ يحتطب فِيهَا ثمَّ عَاد وأقرأ الْأَبْنَاء مُدَّة ثمَّ لَازم) الْإِقَامَة بالأزهر مَعَ تزَوجه وَأَوْلَاده مديما فِيهِ الطَّهَارَة واستقبال الْقبْلَة إِلَى أَن حج أَيْضا وَعَاد وَهُوَ متوعك فاستمر حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة خمسين وَقد زَاد على السِّتين وَلم يَنْقَطِع فِي تمرضه عَن جُلُوسه بالجامع إِلَى أَن انتحل وَصَارَ لَا يُطيق النهوض وَالْحَرَكَة إِلَّا بِجهْد وَمَعَ ذَلِك فَلَا يُصَلِّي الْمَكْتُوبَة إِلَّا قَائِما، وَكَانَ صَالحا مُعْتَقدًا مهابا متين الْعقل عَارِفًا بأحوال النَّاس نَافِذ الْكَلِمَة قل أَن ترد شفاعاته مَعَ مجافاته للرؤساء غَالِبا وَعدم التفاته لَهُم، وَصلي عَلَيْهِ بالأزهر وَكَانَت جنَازَته حافلة تقدم النَّاس الْعَيْنِيّ وَكثر أَسف كثيرين عَلَيْهِ وَقد قَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ يَدعِي أَنه من الْمَشَايِخ الواصلين وَلم يكن لَهُ أصل بل كَانَ عريا من الْعلم وَمن طرق الصّلاح يجذب النَّاس إِلَيْهِ بطرق مُخْتَلفَة بحيل وتصنع وَيَأْخُذ على الْحَاجَات بِحَيْثُ حصل من ذَلِك شَيْئا كثيرا وَالله أعلم. 1264 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي بكر القاهري الشَّافِعِي المحوجب

وَالِد عَليّ الْمَاضِي / وَأَبوهُ من الثَّامِنَة. سمع من عبد الْوَهَّاب الْقَرَوِي الْأَخْلَاق للصفراوي بِقِرَاءَة الشَّمْس النشوي الْمُقْرِئ وَكتب على استدعاء فِيهِ ابْن شَيخنَا سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين. 1265 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْحسن بن مَحْمُود الْعِزّ بن الْجلَال بن الْعِزّ السرائي الأَصْل التبريز الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة والماضي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بالحلوائي. / ولد سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَدِينَة حصن كيفا وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا أَولهَا صُحْبَة أَبِيه فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَلَقي إِذْ ذَاك شَيخنَا وَغَيره ثمَّ لما كَانَ الْأَمِير أزبك الظَّاهِرِيّ مُقيما بِبَيْت الْمُقَدّس لَازمه وانتمى إِلَيْهِ بِحَيْثُ صَار من خواصه وَكَذَا صحب الْخَطِيب أَبَا الْفضل النويري ولازمه وَقَرَأَ بَين يَدَيْهِ بِجَامِع الْأَزْهَر، وَكَانَ أصيلا فَاضلا لطيف الْعشْرَة ظريفا لَهُ نظم ونثر لَقيته مرَارًا وَسمعت من نظمه أَشْيَاء مِنْهَا قَوْله: (وناحت حمامات الرياض بحرقة ... فخلت قُلُوب العاشقين ممزقه) وَجعله بدل ثَانِي الأبيات المنسوبة للزمخشري وَهِي: (تغنت على فرع الْأَرَاك مطوقة ... فَردَّتْ خليات الْقُلُوب مشوقه) (وأشوق مِنْهَا صَوت حاد مبكر ... حدا بحدوج الْمَالِكِيَّة أينقه) (تخَالف مَا بيني وَبَين أحبتي ... فلي عِنْدهم مقت وَعِنْدهم لي مقه) مَاتَ فِي أَوَائِل ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين بِبَيْت الْمُقَدّس رَحمَه الله. (سقط) يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْجمال أَبُو الْحجَّاج الأسيوطي. / يَأْتِي فِي الكنى. 1267 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف نور الدّين بن صَلَاح الدّين بن نور الدّين الباسكندي الهرموزي قاضيها الشَّافِعِي. / مِمَّن أَخذ عَنهُ إِبْرَهِيمُ بن وَكَانَ من سنة خمسين. 1268 - يُوسُف بن مُحَمَّد الْجمال النّحاس الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن القطب. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ كَانَ يجلس مَعَ الشُّهُود ثمَّ ولي الْحِسْبَة مرّة ثمَّ نَاب فِي الحكم ثمَّ سعى فِي الْقَضَاء بعد فتْنَة اللنك فَوَلِيه مرَارًا وَكَانَ عريا عَن الْعلم مَعَ كَون مُبَاشَرَته غير محمودة. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة وَلم يكمل السّبْعين. يُوسُف بن مُحَمَّد التركماني وشهرته بقرًا يُوسُف / وَلذَا قَدمته فِي الْقَاف. يُوسُف بن مُحَمَّد غير مَنْسُوب / كَمَا رَأَيْته فِي شَهَادَة على بعض الْقُرَّاء بِالْإِجَازَةِ مؤرخه بِسنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأَظنهُ الْبُحَيْرِي الْأَزْهَرِي الْمَاضِي فِيمَن جده نَاصِر قَرِيبا. يُوسُف بن مُحَمَّد. / فِي الْعجل بن نعير. 1269 - يُوسُف بن مكي بن عُثْمَان بن عَليّ بن حسن البقاعي قريب إِبْرَهِيمُ بن

عمر. / قَالَ أَنه ولد فِي حُدُود سنة خمسين وَسَبْعمائة بقرية خربة روحا من جبل الْبِقَاع العزيزي وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل بالفقه وَغَيره، وَكَانَ دينا خيرا مطرح النَّفس يعرف الشُّرُوط، وَبَالغ فِي وَصفه وَأَنه علمه الْكِتَابَة والشروط وَقتل فِي الْفِتْنَة الَّتِي قتل فِيهَا وَالِده فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين فَالله أعلم. 1270 - يُوسُف بن مَنْصُور بن أَحْمد الْجمال الْمَقْدِسِي وَيعرف بِابْن التائب. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَلزِمَ الشهَاب بن الهائم مُدَّة وَفضل وتنزل فِي الْجِهَات واشتغل فِي الْعَرَبيَّة وَعمل المواعيد وياقل أَنه سمع الْكثير على أبي الْخَيْر بن العلائي وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة فَالله أعلم نعم سمع فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة على الشَّمْس مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل القلقشندي الأول من مسلسلات العلائي بِسَمَاعِهِ لَهُ على مخرجه وللمسلسل بالأولية الْمخْرج فِيهِ عَالِيا على الْمَيْدُومِيُّ. ولقيته بِبَيْت الْمُقَدّس فَقَرَأته عَلَيْهِ وَيُقَال إِنَّه من المنتمين لِابْنِ عَرَبِيّ وَقد أذن لَهُ خَليفَة المغربي فِي التَّلْقِين سنة خمس وَعشْرين فَلَعَلَّهُ سلفه. مَاتَ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ تَقْرِيبًا) بِبَيْت الْمُقَدّس. 1271 - يُوسُف بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي تكبن بن عبد الله الْجمال أَبُو المحاسن بن الشّرف الْمَلْطِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بالجمال الْمَلْطِي. / ولد فِي سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بملطية واصله من خرت برت، وَقدم حلب فِي شبابه وَحفظ الْقُرْآن ومتونا واشتغل بهَا حَتَّى مهر ثمَّ ارتحل إِلَى الديار المصرية وَهُوَ كَبِير فَأخذ عَن علمائها كالقوام شَارِح الْهِدَايَة فَإِنَّهُ لَازمه كثيرا بالصرغتمشية وَكَانَ معيدا فِيهَا مُدَّة حَيَاته فَلَمَّا مَاتَ أَخذ عَن أرشد الدّين وَأَمْثَاله. قَالَه الْعَيْنِيّ وَكَذَا أَخذ عَن الْعَلَاء التركماني وَابْن هِشَام وَسمع من مغلطاي والعز بن جمَاعَة وَحدث عَن أَولهمَا بالسيرة النَّبَوِيَّة والدر المنظوم من كَلَام الْمَعْصُوم وَذكر أَنه سمع الأولى مِنْهُ سنة سِتِّينَ وَحصل وَعَاد إِلَى حلب وَقد صَار أحد أَئِمَّة الْحَنَفِيَّة يستحضر الْكَشَّاف وتفقه على مَذْهَبهم فشغل بهَا الطّلبَة وَأفْتى وَأفَاد إِلَى أَن انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْحَنَفِيَّة فِيهَا مَعَ الثروة وولاه تغرى بردى تدريس جَامعه بهَا ثمَّ استدعاه الظَّاهِر برقوق على الْبَرِيد لما مَاتَ الشَّمْس الطرابلسي وَقَالَ حِينَئِذٍ أَنا الْآن ابْن خمس وَسبعين فَحَضَرَ من حلب فِي ربيع الآخر سنة ثَمَانمِائَة وَنزل عِنْد الْبَدْر الكلستاني كَاتب السِّرّ إِلَى أَن خلع عَلَيْهِ فِي الْعشْرين مِنْهُ بِقَضَاء الْحَنَفِيَّة فَكَانَت مُدَّة الفترة مائَة وَعشرَة أَيَّام فباشر مُبَاشرَة عَجِيبَة فَإِنَّهُ قرب الْفُسَّاق واستكثر من استبدال الْأَوْقَاف وَقتل مُسلما بنصراني بل اشْتهر أَنه كَانَ يُفْتِي بِأَكْل الْحَشِيش وبوجوه من الْحِيَل فِي أكل الرِّبَا وَأَنه كَانَ يَقُول من نظر فِي كتاب البُخَارِيّ تزندق وَمَعَ ذَلِك فَلَمَّا مَاتَ الكلستاني فِي سنة إِحْدَى اسْتَقر فِي تدريس الصرغتمشية مُضَافا للْقَضَاء وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن

حجي فِي علمه وَأَنه لم يكن مَحْمُودًا فِي مُبَاشَرَته. وَقَالَ الْعَيْنِيّ: كَانَ يتَصَدَّق على الْفُقَرَاء فِي كل يَوْم بِخَمْسَة وَعشْرين درهما يصرف بهَا فُلُوسًا لَا يخل بذلك وَلم يكن يقطع زَكَاة مَاله مَعَ بعض شح وطمع وتغفيل وَأَنه أَقَامَ بحلب قَرِيبا من ثَلَاثِينَ سنة فَكَانَ يكْتب فِي كل يَوْم على أَكثر من خمسين فَتْوَى بِدُونِ مطالعة لقُوَّة استحضاره وَأَنه حصل بحلب مَالا كثيرا فنهب أَكْثَره فِي اللنكية قَالَ وَهُوَ أحد مشايخي قَرَأت عَلَيْهِ من كتاب الْبَزْدَوِيّ مجَالِس مُتعَدِّدَة فِي حلب سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ، وَاخْتصرَ مَعَاني الْآثَار للطحاوي سَمَّاهُ المعتصر وصنف غَيره، قَالَ وَكَانَ ظريفا لطيفا خَفِيفا جميل الصُّورَة حسن اللِّحْيَة مَرْبُوع الْقَامَة وَإِلَى الْقصر أقرب وَكَذَا قَالَ ابْن خطيب الناصرية أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ السِّيرَة والدرر الْمَذْكُورين وَأَنه كَانَ فَاضلا كثير الِاشْتِغَال) والإشغال مُجْتَهدا فِي تَحْصِيل الْعلم وَالْمَال وَله ثروة زَائِدَة حصلها بحيلة الْعينَة، وَلما هجم اللنك الْبِلَاد عقد مجْلِس بالقضاة وَالْعُلَمَاء لمشاطرة النَّاس فِي أَمْوَالهم فَقَالَ الْمَلْطِي إِن كُنْتُم تَفْعَلُونَ بِالشَّوْكَةِ فَالْأَمْر لكم، وَأما نَحن فَلَا نفتي بِهَذَا وَلَا يحل أَن نعمل بِهِ فِي الْإِسْلَام فانكف الْأُمَرَاء عَن التَّعَرُّض لذَلِك ثمَّ عَن ارتجاع الْأَوْقَاف والإقطاع بزعم الِاسْتِعَانَة بذلك فِي دفع تمرلنك، وَكَانَ ذَلِك معدودا فِي حَسَنَاته مَعَ كَونه لم تحمد سيرته فِي الْقَضَاء وَكَونه نسب إِلَيْهِ مَا تقدم وَلكنه قد ثَبت أَن الله يُؤَيّد هَذَا الدّين بِالرجلِ الْفَاجِر، وَقَالَ شَيخنَا فِي رفع الأصر وَغَيره أَن الْمُحب بن الشّحْنَة دخل عَلَيْهِ فذاكره يَوْمًا بأَشْيَاء وأنشده هجوا فِيهِ موهما أَنه لبَعض الشُّعَرَاء القدماء فِي بعض الْقُضَاة وَهُوَ: (عجبت لشيخ يَأْمر النَّاس بالتقى ... وَمَا راقب الرَّحْمَن يَوْمًا وَمَا اتَّقى) (يرى جَائِزا أكل الحشيشة والربا ... وَمن سمع الْوَحْي حَقًا تزندقا) مَاتَ فِي ثامن عشر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وشغر منصب الْقَضَاء بعده قَلِيلا إِلَى أَن اسْتَقر أَمِين الدّين بن الطرابلسي، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا بِمَا قَالَ بعض المؤرخين أَن الْحَامِل لَهُ عَلَيْهِ الْعَدَاوَة مَعَ كَونه لم ينْفَرد بِكَثِير مِمَّا قَالَه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. ي 1272 يُوسُف بن مُوسَى بن يُوسُف الْجمال المنوفي خطيبها بجامعها الْعَتِيق الشَّافِعِي وَالِد زين الصَّالِحين مُحَمَّد والشرف مُوسَى الماضيين. / مِمَّن تميز فِي الْمِيقَات وَعمل فِيهِ مُقَدّمَة. 1273 - يُوسُف بن مُوسَى بن الجيوشي شيخ بني مُصعب. / قتل فِي مقتلة فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 1274 - يُوسُف بن يحيى بن عبد الله الْجمال بن الشّرف بن سعد الدّين ابْن بنت الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ إِبْرَهِيمُ. / ولد فِي سادس رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فاستقر فِي وظيفته صحابة ديوَان الْجَيْش بمشاركة عَمهمَا

إِلَى أَن تأهل ابْن شَيخنَا على ابْنَته لَطِيفَة وَكَانَ المهم فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بِحَضْرَة جدها وقبيل وَفَاته وَاسْتمرّ مَعهَا حَتَّى أولدها وَمَاتَتْ نفسَاء فَتزَوج بعْدهَا ابْنة للشرفي يحيى بن الجيعان وَمَاتَتْ تَحْتَهُ كَذَلِك وَحج وَنعم عقلا وأدبا وحشمة. 1275 - يُوسُف بن يحيى بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد الْجمال بن التقي بن الشَّمْس الْكرْمَانِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَولده يحيى. / ولد فِي صفر) سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بحارة الرّوم وَأمه فتاة لِأَبِيهِ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير بعد أَن أسْند وَصيته لِلشِّهَابِ بن يَعْقُوب وَنَشَأ يَتِيما فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْبُرْهَان المنزلاوي والعمدة وَالْحَاوِي وألفية النَّحْو عرض على جمَاعَة كشيخنا وَابْن الديري بل حضر بعض مجَالِس أَولهمَا فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَأخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن يس نزيل المؤيدية وَكَذَا لَازم أحد صوفيتها الشهَاب المسيري بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ ثمَّ لَازم الشَّمْس البامي فِي أَشْيَاء مِنْهَا شرح جده على البُخَارِيّ وَحضر الْيَسِير من دروس الْمَنَاوِيّ وَابْن البُلْقِينِيّ بل سمع عَلَيْهِمَا وعَلى ابْن الديري وَخلق مَعنا وَهُوَ مِمَّن سمع جُزْء الْأنْصَارِيّ وَغَيره بالصالحية وَختم البُخَارِيّ بالظاهرية بل قَرَأَ على الرَّشِيدِيّ فِي الشفا وَغَيره وَكتب على الْجمال بن حجاج، وَدخل دمياط والفيوم للنزهة بل حج فِي سنة سِتّ وَخمسين ورافقنا فِي الْبَحْر وَاشْتَدَّ الِاخْتِصَاص بِهِ ولازمني فِيمَا قرأته هُنَاكَ على أبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والتقي بن فَهد والبرهان الزمزمي والشهاب الشوائطي بِمَكَّة وَكَذَا بالأماكن الَّتِي توجهنا إِلَيْهَا كمنى وغارثور وحراء وَعمرَة الْجِعِرَّانَة وَبعد رُجُوعه أَكثر من السماع مَعنا وَمَعَ غَيرهَا، ثمَّ حج فِي الْبَحْر أَيْضا سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ ثمَّ فِي موسم سنة أَربع وَسِتِّينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ فِي أثْنَاء سنة ثَلَاث وَتِسْعين وجاور بقيتها مَعَ سنة أَربع، وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَجمع من تخاميس الْبردَة مَا ينيف على سِتِّينَ، مَعَ فَضِيلَة وحشمة وعقل وتقنع وتودد وتواضع ومحاسن وَرُبمَا ارتفق بِهِ أَبُو الطّيب الأسيوطي وَكَانَ زَائِد الِاخْتِصَاص بِهِ بِحَيْثُ نزله فِي جِهَات وَنعم الرجل. 1276 - يُوسُف بن يَعْقُوب بن شرف بن حسام بن مُحَمَّد بن حجي بن مُحَمَّد بن عمر الْكرْدِي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي. / ولد فِي سلخ سنة ثَمَانمِائَة واشتغل ببلاده ثمَّ قدم حلب فأقرأ الطّلبَة وَأفْتى، وَكَانَ فَاضلا خيرا أجَاز فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَمَات بعد ذَلِك. 1277 - يُوسُف بن يَعْقُوب الْجمال الْكرْدِي الشَّافِعِي آخر غير الَّذِي قبله. / قدم بِبَيْت الْمُقَدّس قَدِيما وَنزل فِي فُقَهَاء صلاحيته وتصدر للقراء فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة

وَأخذ عَنهُ الطّلبَة وَسمع بِقِرَاءَتِي هُنَاكَ بعض الأجزء وَكَانَ فَاضلا متعبدا حسن العقيدة تكَرر قدومه للقاهرة. وَمَات عَن سنّ عالية فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَدفن بماملا رَحمَه الله. 1278 - يُوسُف بن يغمور الْجمال القاهري. / ولد بهَا فِي حُدُود التسعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا وَصَارَ خاصكيا فِي أَيَّام الظَّاهِر ططر ثمَّ مقدم البريدية فِي آخر أَيَّام الْأَشْرَف ثمَّ نَقله الظَّاهِر) جقمق إِلَى نِيَابَة قلعة صفد ثمَّ صرفه عَنْهَا إِلَى أتابكيتها، وَقدم حِينَئِذٍ الْقَاهِرَة فأعيد إِلَى النِّيَابَة الْمَذْكُورَة، وَاسْتمرّ فِيهَا حَتَّى مَاتَ فِي أَوَائِل شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله. 1279 - يُوسُف بن يُوسُف بن حجاج الْجمال الكومي. / مِمَّن سمع على قريب التسعين. 1280 - يُوسُف بن يُونُس الجبائي التعزي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالمقري وبالفقيه يُوسُف عَظِيم الْيمن كُله فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة. / مِمَّن أَخذ عَن الشهَاب الضراسي وَابْن كبن وَابْن الْخياط والقراآت عَن الْعَفِيف النَّاشِرِيّ تلميذ ابْن الْجَزرِي قيل وَابْن الْمقري وَأَنه أجَاز لَهُ ابْن الْجَزرِي وَشَيخنَا وتميز فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والقراآت وَصَارَ فَقِيه الْيمن مقرئها وَلما وقف على شرحي للألفية مَعَ الشهَاب الزبيدِيّ لم يسمح بعوده إِلَيْهِ بل أرغبه فِيهِ أتم إرغاب وَقَالَ هَذَا كَلَام منور، حَكَاهُ لي الشهَاب وَقَالَ أَنه جَازَ الثَّمَانِينَ أَو قاربها، وَقَالَ لي غَيره أَنه ولد سنة سِتّ عشرَة وَرَأَيْت شَيْخه الْعَفِيف عُثْمَان النَّاشِرِيّ فِي تَرْجَمَة الطّيب القَاضِي وصف يُوسُف هَذَا بِالْقَاضِي شمس الدّين وَأَنه عَاد مَعَ عَليّ بن طَاهِر الطّيب فِي مرض مَوته، وَرَأَيْت بِخَط الْمقري نَفسه فِي إجَازَة أَنه أَخذ عَن الْجمال بن كبن الْفِقْه فبقراءته من أول الرَّوْضَة إِلَى آخر الْفَرَائِض وَبَعض الْوَسِيط للغزالي وَسمع عَلَيْهِ الْكثير من الْمِنْهَاج والتنبيه بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْبَعْض من البُخَارِيّ وَمن التِّرْمِذِيّ وَجَمِيع مُسلم وَكَذَا سيرة ابْن هِشَام والشفا قِرَاءَة وسماعا وَأَنه أَخذ عَن النفيس الْعلوِي ثمَّ لَقِي شَيخنَا الشهَاب الشوائطي حِين قدم عَلَيْهِم الْيمن فشافهه بِالْإِجَازَةِ وَكَثُرت جهاته وانتشرت دُنْيَاهُ ومشاححته وَلم يسمح بكبير شَيْء للواردين فضلا عَن غَيرهم بل حجر على وَلَده حِين علم مِنْهُ إكرام الوافدين وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. 1281 - يُوسُف بن الجاكي سبط الزين القمني، أمه فَاطِمَة. / مَاتَ سنة إِحْدَى وَسبعين وَلم يكن مِمَّن يذكر. 1282 - يُوسُف الْجمال أَبُو المحاسن الفارسكوري الشَّافِعِي نزيل دمياط وَيعرف بِابْن قعير. / مِمَّن أَخذ عَنهُ بدمياط التقي بن وَكيل السُّلْطَان وَوَصفه بالشيخ الْعَالم القَاضِي. 1283 - يُوسُف الْجمال أَبُو المحاسن الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي تلميذ النَّجْم السكاكيني. / مِمَّن لقِيه الشَّيْخ عبد الله الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّة، رَأَيْت لَهُ مؤلفا سَمَّاهُ الرسَالَة الْمُعَارضَة

فِي الرَّد على الرافضة وَكَذَا اختصر الملحة نظما. 1284 - يُوسُف الْجمال بن المنقار الْحلَبِي. / بَاشر كِتَابَة سر حلب وَنظر جيشها والقلعة) والبيمارستان والأستادارية فِي سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ صرف عَنْهَا وَذكر لي بمزيد ذكاء. 1285 - يُوسُف بن مهاوش. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 1286 - يُوسُف الْجمال بن النحريري الْحلَبِي قاضيها الْمَالِكِي. / مِمَّن كَانَ يتناوب فِي السَّعْي فِيهِ هُوَ وَابْن جنغل الْمَاضِي إِلَى أَن وَافقه ذَاك على تَقْرِير قدر يومي فِي بِدَفْعِهِ لَهُ بِشَرْط إعراضه عَن السَّعْي وَترك المنصب لَهُ. وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ مقلا فِي أَوَاخِر سنة سِتّ وَتِسْعين مصروفا، وَكَانَ يكثر الْقدوم إِلَى الْقَاهِرَة وَرُبمَا يتَرَدَّد إِلَيّ وَكَانَ مزري الْهَيْئَة مشاركا من بَيت. 1287 - يُوسُف الْجمال الحلاج الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي. / مِمَّن أَخذ عَن التَّفْتَازَانِيّ وَغَيره وَتقدم فِي الْفَضَائِل، وَشرح الْحَاوِي شرحا متوسطا وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء كولده وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُوسَى الجاجرمي شيخ التقي الحصني، وَوصف التقي فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ صَاحب التَّرْجَمَة فَقَالَ مِمَّن تشد إِلَيْهِ الرّحال ويعول عَلَيْهِ فِي كشف الْمقَال وَالْحَال زبدة الأفاضل الماهرين الْمَاجِد الْهمام جمال الدُّنْيَا وَالدّين. 1288 - يُوسُف الْجمال السَّمرقَنْدِي الْحَنَفِيّ / ولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بحلب بعد عزل الشَّمْس ابْن أَمِين الدولة فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وعشرن وَمَات فِي الَّتِي بعْدهَا قيل مسموما وأعيد الْمُنْفَصِل وَكَانَ فَاضلا مَعَ إعجاب بِنَفسِهِ وَدَعوى من غير زَائِد وصف. ذكره الْعَيْنِيّ. 1289 - يُوسُف الْجمال الشَّامي نزيل مَكَّة والمندرج فِي التُّجَّار وَيعرف بِابْن رَيْحَانَة. / مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَتِسْعين بهَا بعد خُرُوجه من الْحمام بِيَسِير وَيُقَال أَن سَبَب ذَلِك إهانة اتِّبَاع النَّاس لشكوى ابْن عبد اللَّطِيف التَّاجِر. 1290 - يُوسُف الْجمال المنفلوطي. / أَخذ القراآت عَن الشريف أبي الْقسم بن حريز تَلا عَلَيْهِ لأبي عَمْرو من طَرِيق الدوري خَاصَّة الحسام بن حريز. يُوسُف الْجمال الهدباني. / يَأْتِي قَرِيبا. 1291 - يُوسُف القطب النّحاس قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق. / مَاتَ سنة أَربع عشرَة. 1292 - يُوسُف النَّجْم التعزي. / مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا. 1293 - يُوسُف شاه العلمي دَاوُد بن الكويز. / كَانَ بديع الْجمال فَلَمَّا مَاتَ سَيّده خدم عِنْد الزين عبد الباسط ثمَّ عِنْد يشبك الْأَعْرَج وَولي نظر القرافتين وشادية الْحَرَمَيْنِ وقتا عقب صهره أبي بكر المصارع ثمَّ المعلمية وَأقَام فِيهَا مُدَّة ثمَّ عزل عَنْهَا، وَاسْتمرّ خاملا حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى) الأولى سنة سِتّ وَسبعين.

يُوسُف ولد كَاتب السِّرّ. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد. 1294 - يُوسُف أَبُو أَحْمد / معلم السجانين بالمقشرة. مَاتَ فِي شَوَّال أَو ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين. يُوسُف الأندلسي الْمَالِكِي / مفتي تونس. مَاتَ. يُوسُف الْبُحَيْرِي المعتقد الشهير بالأزهري. / فِي ابْن مُحَمَّد بن نَاصِر. يُوسُف التادفي. / فِي ابْن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن. 1295 - يُوسُف الدّباغ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. / ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ كَانَ يُؤَدب الْأَبْنَاء بِمَكَّة وانتفع بِهِ جمَاعَة بِحَيْثُ صَار غَالب فقهائها وفضلائها مِمَّن تعلم عِنْده مَعَ ظرف ولطافة ونوادر وَصَوت حسن فِي الإنشاد وفضيلة، قد قَرَأَ فِي صغره كتبا. وَمَات سنة تسع وَعشْرين بِالْقَاهِرَةِ، وَقَالَ التقي الفاسي: الْمصْرِيّ الْمُؤَذّن بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَيعرف بالدباغ. جاور بِمَكَّة زِيَادَة على عشْرين سنة وأدب أطفالها وأنجب عِنْده جمَاعَة ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَعمل طباخا بالمسعى ثمَّ عَاد لمصر وأدب بعض المماليك وَبهَا مَاتَ. 1296 - يُوسُف الرُّومِي الطوقاتي السيواسي نزيل دمشق / وَشَيخ الْحَنَفِيَّة والعالم بالعقليات بهَا، أَخذ عَنهُ الأكابر كَابْن الْحَمْرَاء وَالسَّيِّد نقيب الْأَشْرَاف وَمن بعدهمْ كالزين بن الْعَيْنِيّ وَابْن عيد، وَكَانَ صَالحا. مَاتَ سنة أَربع وَسِتِّينَ. 1297 - يُوسُف الرُّومِي. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 1298 - يُوسُف الزيني بن مزهر، / كَانَ فِي خدمته على يَهُودِيَّته متميزا عِنْده لما رأى من صدقه ونجابته وتصرفه بِحَيْثُ كَانَ مَعَ ذَلِك هُوَ الْقَائِم بعمارة الْمدرسَة الَّتِي أَنْشَأَهَا، وَرُبمَا كَانَ فِي غُضُون ذَلِك يطالع كتب الْمُسلمين فآل بِهِ ذَلِك كُله إِلَى الاهتداء لدين الْإِسْلَام، وسر القَاضِي لَهُ وأحبابه حَتَّى أَنه أرسل بِهِ إِلَيّ لِأَنِّي كنت حِينَئِذٍ حصل لي عَارض فِي يَمِين انْقَطَعت بِهِ، وَاسْتمرّ على طَرِيقَته فِي خدمته ثمَّ فِي خدمَة وَلَده. 1299 - يُوسُف السُّلَيْمَانِي الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ / نَائِب إِمَام الصَّخْرَة. مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين، كَانَ فَاضلا صَالحا. يُوسُف الصفي. / فِي ابْن أَحْمد بن يُوسُف. يُوسُف فَقِيه الزيدية والمقيم بينبع. / مضى فِي ابْن حسن بن مُحَمَّد بن سَالم. يُوسُف الْكرْدِي. / فِي ابْن يَعْقُوب.) ::: 1300 - يُوسُف المدوني / أَكثر من درسه الْمُدَوَّنَة المغربي. كَانَ صَالحا. مَاتَ بفاس قَرِيبا من سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. أَفَادَهُ لي بعض من أَخذ عني.

1201 - يُوسُف الهدباني الْكرْدِي / من قدماء الْأُمَرَاء. تَأمر فِي دولة النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون، وَكَانَ مولده تَقْرِيبًا سنة أرعب وَسَبْعمائة، وتنقل فِي الولايات وَولي تقدمة وصودر غير مرّة، وَفِي الْأَخير كَانَ نَائِب القلعة عِنْد موت الظَّاهِر فتخيل النَّائِب تنم وَأَخذهَا مِنْهُ فَلَمَّا غلب النَّاصِر فرج صودر، وَكن يكثر شتم الأكابر على سَبِيل المزاح ويحتملون ذَلِك، قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه، وَقَالَ غَيره: الْأَمِير جمال الدّين الهيذباني ولي نِيَابَة قلعة دمشق وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَكَانَ محببا عِنْد الْمُلُوك وَفِيه دعابة مفرطة مَعَ محاضرة حَسَنَة. مَاتَ فِي ثامن ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ بِدِمَشْق. 1302 - يُوسُف اليمني الْفَقِيه الْمُؤَدب للأبناء الْأَعْرَج. / مِمَّن يكثر التِّلَاوَة وَفِيه بركَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. 1303 - يُونُس بن أبي إِسْحَق اليمني القَاضِي محيي الدّين. / مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد وَتوقف فِي اسْمه أهوَ يُوسُف أَو يُونُس وَقَالَ يحرر. 1304 - يُونُس بن إِسْمَعِيل بن يُونُس بن عمر بن عبد الْعَزِيز الهواري البنداري. / رَأس الْمَوْجُودين من بني عمر وأمير عرب هوارة الْقبلية وَيعرف بِابْن عمر، تلقى ذَلِك عَن أَبِيه فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق وَعرف بالكفاءة والنهضة وَالْحُرْمَة والشجاعة التَّامَّة بِحَيْثُ فاق فِي ذَلِك ذويه لَكِن مَعَ الْوَصْف بقلة الدّين حَتَّى فاقهم فِيهِ أَيْضا لأَنهم بَيت فِيهِ ديانَة وَعبادَة فِي الْجُمْلَة سِيمَا جدهم عمر، فَلَمَّا كَانَ يشبك من مهْدي كاشفا فِي سنة إِحْدَى وَسبعين سَافر إِلَى جرجة فَخرج عَلَيْهِ يُونُس هَذَا وَقتل من مماليكه ثَلَاثِينَ سوى الأتباع وجرح هُوَ وَرجع مكسور فاستقروا فِي الإمرة عوضه بِابْن عَمه سُلَيْمَان بن عِيسَى بن يُونُس وَمَا نَهَضَ الكاشف لأكْثر من هَذَا وحاول مسكه مرّة بعد أُخْرَى فَمَا أمكن، وَفِي غُضُون ذَلِك عصى سُلَيْمَان فاستقروا بأَخيه أَحْمد عوضه وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَسبعين وَيُقَال أَنه كَانَ أحسن حَالا مِنْهُ وَمَا كَانَ بأسرع من تَجْرِيد يشبك الْمشَار إِلَيْهِ بعد عشر سِنِين وَهُوَ فِي عَظمته وَأمْسك بالاحتيال سُلَيْمَان وَأحمد وَغَيرهمَا وَقدم بهم فاستقر بِأَحْمَد وأودع سُلَيْمَان البرج حَتَّى مَاتَ فِي الطَّاعُون ثمَّ مَاتَ الْمُتَوَلِي فِي مَحل ولَايَته وَقرر فِي الإمرة ابْن أَخِيه دَاوُد بن سُلَيْمَان وَبِالْجُمْلَةِ فاستمر صَاحب التَّرْجَمَة) مشتتا مضيقا عَلَيْهِ حَتَّى أمسك هُوَ وَجَمَاعَة من بنيه وأقاربه ثمَّ لم يلبث هَذَا أَن سقط عَن فرسه فِيمَا قيل فحزت رَأسه وجهزت إِلَى الْقَاهِرَة فطيف بهَا الْأَسْوَاق فِي يَوْم الثُّلَاثَاء عشرى ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ ثمَّ علقت على بَاب زويلة وَقد قَارب السِّتين وَارْتجَّ الْأُمَرَاء وَغَيرهم بِسَبَبِهِ. 1305 - يُونُس بن الطنبغا الشّرف السلاخوري. / مِمَّن سمع مني. 1306 - يُونُس بن إِيَاس بن عبد الله القاهري الْمَالِكِي نزيل الفخرية بَين السورين. /

ولد كَمَا رَآهُ بِخَط أمه فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَقَالَ مِمَّا يحْتَاج إِلَى تَحْقِيق فِي كثير مِنْهُ أَنه أَخذ فِي الْفِقْه عَن الزينين عبَادَة وطاهر وَفِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهمَا عَن ابْن الْهمام وَفِي الْأَدَب عَن التقي بن حجَّة وَابْن الْخَرَّاط والسراج عمر الأسواني ثمَّ الشّرف يحيى بن الْعَطَّار، وَسمع مَعنا الْكثير على جمَاعَة وَمن ذَلِك فِي البُخَارِيّ بالظاهرية وانجمع عَن النَّاس مَعَ فضيلته وَحسن عشرته وسكونه ومجاميعه المفيدة ولحيته النيرة، وَقد رَأَيْته فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَتِسْعين يمشي بهمة بِحَيْثُ كدت أرتاب فِي مولده. 1307 - يُونُس بن تغرى بردى الوزيري القاهري. / مِمَّن سمع مني. 1308 - يُونُس بن حُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الشّرف ذُو النُّون الزبيرِي الواحي الْمصْرِيّ القاهري الشَّافِعِي الجزار وَالِده بجيم وزاي وَآخره مُهْملَة وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بِيُونُس الألواحي. / ولد فِي سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة وألفية ابْن ملك وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم الأسنوي والكلائي وألبس الْخِرْقَة من الزين أبي الْفرج بن الْقَارِي بل سمع عَلَيْهِ وعَلى الْبَهَاء بن خَلِيل والتقي الْبَغْدَادِيّ والحراوي وخليل بن طرنطاي والعز بن الكويك وَجُوَيْرِية الهكارية وَابْن الشيخة والبلقيني ولازم دروسه فِي آخَرين وَخرج لَهُ الزين رضوَان مشيخة، وَحج غير مرّة وزار الْمَدِينَة وَبَيت الْمُقَدّس وَقدمه فِي فتْنَة عبد الْمُؤمن الْوَاعِظ وَقَامَ فِيهَا قيَاما عَظِيما وَذَلِكَ بعد سنة ثَلَاثِينَ وتكسب بِالشَّهَادَةِ وخطب بِجَامِع آل ملك وَأم بالمصلى بِبَاب النَّصْر وَغَيرهمَا وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء برغبة الشَّيْخ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد السلاوي المغربي لَهُ عَنْهَا، وَحدث وَتفرد، سمع مِنْهُ الأكابر وَأخذ مَا يعطاه على ذَلِك لِحَاجَتِهِ من غير اشْتِرَاط مَعَ الْخَيْر وسلامة الصَّدْر والكلمات الظريفة والحوادث اللطيفة كَقَوْلِه حِين قَرَأَ عَلَيْهِ التقي القلقشندي الشاطبية وَصَارَ يعجرف فِي أبياتها:) وَالله يَا سَيِّدي مَا قَالَ سَيِّدي الشاطبي هَكَذَا، وَقَوله مِمَّا كتبه عَنهُ شَيخنَا: إِذا تزوج الشَّيْخ ينتابه فَرح صبيان الحارة، وَقَوله حِين طلبه الْعلم البُلْقِينِيّ لكَونه لم يقم لَهُ إِذْ مر عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ كَيفَ تكون شَاهدا وتجلس مَكْشُوف الْعَوْرَة فَأنْكر هَذَا وَسَأَلَهُ أهوَ متنور أم لَا فَكَانَ مضحكة، وَقَوله لِابْنِ فَهد وَقد قَالَ لَهُ استخرت الله وكنيتك أَبَا الْفَتَاوَى قل فِي الْخَيْر، وَكَانَ شَدِيد الْحِرْص على الاستفتاء فِي الْحَوَادِث بِحَيْثُ اجْتمع عِنْده من ذَلِك جملَة وَصَارَ فِيهِ عديم الْمثل. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَدفن من الْغَد بالخوخة ظَاهر جَامع آل ملك جوَار الشَّيْخ إِسْحَق، وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ أَنه حدث فِي آخر عمره واستحلى ذَلِك وأعجب بِهِ وحرص عَلَيْهِ وَكَانَ يحب الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ ويشدد فِي ذَلِك مَعَ

قصوره فِي الْعلم ويتخيل الشَّيْء أَحْيَانًا فيلح فِي كَونه لَا يجوز أنكر قَدِيما كَون ملك الْمَوْت يَمُوت واستفتى القدماء وَكَانَ سمع فِي ميعاد السراج البُلْقِينِيّ شَيْئا من ذَلِك فَصَارَ الشَّيْخ وَآل بَيته يمقتونه من ذَلِك الْوَقْت، وَسمع الْخَطِيب يذكر فِي خطْبَة الْجُمُعَة فِي ذكر عمر أَنه مُنْذُ أسلم فر الشَّيْطَان مِنْهُ فَأنْكر عَلَيْهِ وَقَالَ لَا تقل مُنْذُ أسلم يَقع فِي ذهن الْعَاميّ أَن فِي ذَلِك نقصا لعمر واستفتى فِيهِ فَبَالغ وَسمع مدرسا يذكر مَسْأَلَة الصّرْف وَقَول أبي سعيد لِابْنِ عَبَّاس إِلَى مَتى توكل النَّاس الرِّبَا فَاشْتَدَّ إِنْكَاره ونزه ابْن عَبَّاس عَن هَذَا واستفتى فِيهِ أَيْضا وَاجْتمعَ عِنْده من الْفَتَاوَى من هَذَا الْجِنْس مَا لَو جلد لجاء فِي خمس مجلدات وَكَانَ كثير الابتهال والتوجه وَلَا يعْدم فِي طول عمره عاميا يتسلط عَلَيْهِ وخصوصا مِمَّن يجاوره، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وأرخ مولده سنة خمس وَسِتِّينَ وَقَالَ كَانَ يُنكر الْمُنكر بحدة وَشدَّة مِمَّن تردد إِلَيّ مرَارًا وَنعم الرجل أَخْبرنِي قَالَ سَمِعت الشَّيْخ عبد الله بن خَلِيل اليمني يَقُول سُبْحَانَ المتفضل الْمُنعم على مستحقي النقم سُبْحَانَ الْحَلِيم مَعَ تمكن الْقُدْرَة. رَحمَه الله وإيانا. 1309 - يُونُس بن رَجَب الزبيرِي القاهري الْمَكِّيّ حفيد الَّذِي قبله وشقيق الشَّمْس مُحَمَّد ووالد الْمُحب مُحَمَّد الماضيين / وَأحد التُّجَّار مِمَّن يقْرَأ الْقُرْآن ويحضر بعض دروس الْمَالِكِيَّة. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين بكنباية وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ رَحمَه الله. 1310 - يُونُس بن صَدَقَة المحرقي الأَصْل القاهري أَخُو عبد الْقَادِر وَعبد الرَّحِيم الماضيين وَيعرف بِابْن صَدَقَة. / مِمَّن تشبه بِالتّرْكِ وخدم وسافر للجون وَفِي عدَّة تجاريد. وَمَات فِي الَّتِي فِي سنة خمس وَتِسْعين مِنْهَا وَلم يبلغ السِّتين، وَكَانَ أحد الزردكاشية.) ::: 1311 - يُونُس بن عَليّ بن خَلِيل بن منكلى الشّرف الْحَنَفِيّ المهمندار / أَيَّام الظَّاهِر. ولد فِي لَيْلَة رَابِع عشر رَمَضَان سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة وَالْمُخْتَار وَعرض على شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الديري والعيني والمحب بن نصر الله فِي آخَرين، وَرَأَيْت بعض الطّلبَة كتب عَنهُ مَا أنْشدهُ لَهُ ابْن الْمُرضعَة لنَفسِهِ: نَحن فِي مجْلِس لَهو قد تحققنا مجازه ونسجنا الْبسط ثوبا فَتصدق كن طرازه وَوَصفه بالبشاشة وَحسن المحاضرة. 1312 - يُونُس بن عمر بن جربغا الزيني الْعمريّ الْحَنَفِيّ / وَالِد عمر الْمَاضِي وجده. كَانَ جده نَائِبا بطرابلس وَبهَا مَاتَ وَأما وَالِده فَعمل الدوادارية لجمال الدّين الأستادار ولسودون من عبد الرَّحْمَن وَغَيرهمَا. وَمَات فِي آخر الْأَيَّام الأشرفية برسباي بعد أَن أَنْجَب هَذَا. وَكَانَ مولده بعد سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَربع الْعِبَادَات من الْقَدُورِيّ وَلزِمَ خدمَة فَيْرُوز النوروزي وَعمل الدوادارية عِنْده فأثرى وَحصل الإقطاعات والدور وَتوجه فِي

بعض ضرورات الْأَشْرَف إينال إِلَى الشَّام فَزَاد تموله وراموا بعد وَفَاة مخدومه الِاسْتِقْرَار فِي الوزارة فاستعان بقايتباي لاختصاصه بِهِ وَبِغَيْرِهِ فِي الدّفع عَن نَفسه فَلم يجد بدا من ذَلِك وَاسْتقر فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم بعد الْمجد بن البقري وَقرر مَعَه البباوي نَاظر الدولة وباشر الزيني الْوزر فَلم ينْتج فِيهِ وَظهر عَجزه وَعدم كِفَايَته فصرف عَاجلا بالبباوي بعد أَن تكلّف هَذَا أَمْوَالًا جمة كَاد ينْكَشف حَاله بهَا لَوْلَا قايتباي، وَلزِمَ بَيته فِي حارة الزيني عبد الباسط مُقْتَصرا على المطالعة وَالنَّظَر فِي التَّارِيخ وَنَحْوه وَكَأَنَّهُ جمع فِي التَّارِيخ شَيْئا فَإِنَّهُ كَانَ التمس مني تَرْجَمَة عبد الباسط وَابْن زنبور وَغَيرهمَا بل اختصر حَيَاة الْحَيَوَان، وَسمعت أَنه كَانَ عفيفا عَن القاذورات محبا فِي الْعلمَاء بِحَيْثُ تردد للكافياجي وَغَيره وَأما الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَكَانَ يَجِيء إِلَيْهِ كثيرا لإقراء وَلَده، وَاجْتمعَ بِي مرّة فأظهر مزِيد الْأَدَب والتودد. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة منتصف ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين وَدفن من الْغَد، وَيُقَال أَنه كَانَ مسيكا غفر الله لَهُ ورحمه وإيانا. 1313 - يُونُس بن فَارس الشّرف أَبُو الْبر القادري القاهري الْحَنَفِيّ / ولد فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَصَحب الْعِزّ الْحَرَّانِي القادري وتسلك بِهِ وَبِغَيْرِهِ من الْمَشَايِخ فِي الطَّرِيق وَلذَا انتسب قادريا، وَطلب الحَدِيث وقتا قبلنَا، وَسمع بِقِرَاءَتِي أَيْضا وَكتب الْيَسِير من الْأَجْزَاء) وَنَحْوهَا وطبق وَضبط فِي الدَّارَقُطْنِيّ بِمَجْلِس شَيخنَا وارتحل إِلَى الشَّام فَأَقَامَ بهَا أَيَّامًا وَأخذ عَن ابْن نَاصِر الدّين وَكتب عَنهُ متبايناته وَكَذَا قَرَأَ فِي بَيت الْمُقَدّس على ابْن الْمصْرِيّ سنَن ابْن مَاجَه فِي آخَرين، وخطه جيد وَلكنه لم يتأهل مَعَ دين وتواضع وعفاف ومحبة للصالحين، وَقد حج كثيرا مَاشِيا وراكبا وَلَا أستبعد أَن يكون سمع هُنَاكَ وَحدث باليسير وَكتب فِي الأجايز وتنزل فِي صوفية الأشرفية برسباي أول مَا فتحت، وَرَأَيْت بِخَطِّهِ إجَازَة لبَعض من عرض عَلَيْهِ الْكَنْز من الْمَدَنِيين فِي سنة سبع وَخمسين، قَالَ فِيهَا أَنه حضر معظمه على السراج قاري الْهِدَايَة بقرَاءَته لَهُ على الْعَلَاء السيرامي وسَاق سَنَده. مَاتَ فِي أَوَاخِر صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ، وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله. 1314 - يُونُس بن مُحَمَّد بن خجا بردى القاهري القادري الْمَالِكِي / الْمَاضِي جده كَانَ كل من جده ثمَّ أَبِيه حنفياص فولد لَهُ هَذَا فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه وجده بزاويته الَّتِي بِقرب مضَارب الخيم من الرملة وَكَانَ مؤدبه مالكيا فَأَقْرَأهُ فِي الرسَالَة وَغَيرهَا وَقَرَأَ على المحيوي بن تَقِيّ وقاضي الْجَمَاعَة المغربي قَلِيلا، وَحج مَعَ جده قبل بُلُوغه ثمَّ بعد ذَلِك حِين إِقَامَة أَبِيه بِمَكَّة مُدَّة ثَمَان سِنِين وتكرر لَهُ ذَلِك ليجتمع لَهُ مَعَ الْحَج زِيَارَة أَبِيه، وَفِي غُضُون ذَلِك وسع الزاوية الْمشَار

إِلَيْهَا وَعمل لَهَا منارا ومكتبا للأيتام وسبيلا وَغير ذَلِك كقبتين على قَبْرِي جده وَشَيْخه إينال كل هَذَا بِإِشَارَة الشَّيْخ عبد الْقَادِر الطشطوخي أحد المعتقدين، وَحج أَيْضا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَاجْتمعَ بِي حِينَئِذٍ فَسمع مني المسلسل وَغَيره وَكتب القَوْل البديع وأحضر لي محضرا كتبت لَهُ الْإِجَازَة فِيهِ وألبسته الْخِرْقَة الصُّوفِيَّة وأذنت لَهُ، وَعِنْده أدب وَفِي رَائِحَة الْخَيْر بَارك الله فِيهِ وَلم يلبث أَن جَاءَ الْخَبَر بِمَوْت شيخ القادرية فانزعج كثيرا وَانْقطع عَلَيْهِ، ثمَّ سَافر إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة أحسن الله رُجُوعه، وَأَبوهُ إِلَى الْآن فِي الْأَحْيَاء. 1315 - يُونُس بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر الْحلَبِي صَاحب ميسرَة بهَا وَيعرف بِابْن وَالِي الْحجر. / تزوج جوَيْرِية ابْنة الْمُحب بن الشّحْنَة بكر أَو سَافَرت لَهُ إِلَى حلب فأقامت تَحْتَهُ. 1316 - يُونُس بن مُحَمَّد الْكَمَال بن التَّاج الْحُسَيْنِي الشنيكي الجوبري الشَّافِعِي / مفتي الشَّافِعِيَّة بِتِلْكَ الْبِلَاد كلهَا. قَالَ الطاوسي صحبته سفرا وحضرا فاستفدت مِنْهُ كثيرا وَأَجَازَ لي وَأذن لي بالإفتاء بل أَمرنِي وَأَنا مَعَه بِالْبَصْرَةِ بِالْكِتَابَةِ على سُؤال جِيءَ بِهِ إِلَيْهِ فامتثلت وَذَلِكَ فِي سنة) تسع عشرَة. 1317 - يُونُس بن يُوسُف بن الشَّيْخ إِدْرِيس الْحلَبِي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. 1318 - يُونُس بن يُونُس بن أَحْمد الفرماوي الْأَزْهَرِي. / مِمَّن قَرَأَ على الْعُمْدَة بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسمع عَليّ ومني أَشْيَاء. 1319 - يُونُس بن قَاضِي الصنمين نقيب الشَّافِعِي. / لم يكن مَحْمُود السِّيرَة فِيمَا يُقَال. مَاتَ سنة اثْنَتَيْ عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. 1320 - يُونُس الأقباي أقباي المؤيدي نَائِب الشَّام وَيعرف بالبواب وبالمشد. / اتَّصل بعد أستاذه بِخِدْمَة الْمُؤَيد ثمَّ صَار خاصكيا فِي الدولة المظفرية ثمَّ بوابا فِي الأشرفية ثمَّ ساقيا فِي الظَّاهِرِيَّة ثمَّ أَمِير عشرَة، واختص بِالظَّاهِرِ فَلم يلبث أَن نَقله لسد الشربخاناه ثمَّ قدمه وَلَده ثمَّ ولاه الْأَشْرَف الدوادارية الْكُبْرَى لكَونه كَانَ فِي الْفِتْنَة من حزبه، وزوجه ابْنَته الصُّغْرَى الْبكر، وَسَار سيرة حَسَنَة بِحرْمَة وافرة وعظمة زَائِدَة وتكرم على مماليكه مَعَ كثرتهم وتقريب للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ وتأدب مَعَهم وانتفع بِصُحْبَة النُّور أخي حُذَيْفَة لَهُ فِي التَّنْبِيه على الْخَيْر والإرشاد إِلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ بعد مرض طَوِيل فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشرى رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَدفن من يَوْمه بتربته الْعَظِيمَة الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء عَن أَزِيد من سِتِّينَ سنة، وَكَانَ شجاعا مقداما غارقا بأنواع الفروسية وَغَيرهَا ذَا ذوق وحشمة مَعَ الشكالة الْحَسَنَة والهيئة الجميلة والطول الْفَائِق حَتَّى عد من حَسَنَات زَمَنه رَحمَه الله وإيانا. 1321 - يُونُس الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف ببلطا وبالرماح. / كَانَ من أَعْيَان

خاصكية أستاذه ثمَّ رقاه لنيابة حماة ثمَّ طرابلس ثمَّ كَانَ بعده مِمَّن وَافق تنما الحسني نَائِب الشَّام، وَآل أمره إِلَى الْقَبْض عَلَيْهِ وسجنه بقلعة دمشق ثمَّ قتل بمحبسه فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَكَانَ جركسيا رَدِيء الأَصْل شَابًّا مليحا شجاعا مقداما ظَالِما غشوما قتل جمَاعَة من طرابلس بل لما عصى مَعَ تنم قتل قاضيها الْحَنَفِيّ والمالكي وخطيبها بِغَيْر جرم فَلم يلبث أَن قَتله الله. وبلطا بِفَتْح الْمُوَحدَة وَلَام سَاكِنة مُهْملَة هُوَ باللغة التركية اسْم للمسحة الْآلَة الَّتِي يحْفر بهَا. 1322 - يُونُس الركني بيبرس الأتابك ابْن أُخْت الظَّاهِر برقوق وَيعرف بالأعور. / تنقل بعد أستاذه إِلَى أَن صَار فِي أَيَّام الْمُؤَيد من أُمَرَاء الطبلخانات وخازندارا ثمَّ نَقله لنيابة غَزَّة وَبعده أمسك وَحبس مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ وَصَارَ من المقدمين بِدِمَشْق ثمَّ أَعَادَهُ الْأَشْرَف لنيابة غَزَّة ثمَّ) انْتقل لصفد ثمَّ رَجَعَ لدمشق مقدما، وَقدم الْقَاهِرَة على الظَّاهِر جقمق فَأحْسن إِلَيْهِ وَرجع إِلَى أَن أخرج الظَّاهِر إقطاعه ودام بِدِمَشْق بطالا حَتَّى مَاتَ نقيرا سنة إِحْدَى وَخمسين، وَكَانَ مُسْرِفًا على نَفسه جدا قَلِيل الْبركَة فِي رزقه عَفا الله عَنهُ. 1323 - يُونُس العلائي الناصري فرج. / صَار خاصكيا بعد الْمُؤَيد ثمَّ أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة وصيره من رُؤُوس النوب وناب فِي نِيَابَة القلعة بعد سفر تغرى برمش فِي غَزْوَة رودس فَلَمَّا عَاد رَجَعَ إِلَى وظيفته وَلذَا كَانَ يُقَال لَهُ وَأمر أَن يكون فِي الْوَظِيفَة حِين سفر تغرى برمش مرّة أُخْرَى رَضِي بهَا حِين الْأَمر بِنَفْي تغرى برمش سنة إِحْدَى وَخمسين ثمَّ أرْسلهُ خجداشه الْأَشْرَف إينال نَائِب إسكندرية ثمَّ عمله من الطبلخانات بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ قدمه وَوَجهه بتشريف قانباي الحمزاوي للشام فائري ثمَّ عمله أَمِير آخور حَتَّى مَاتَ وَقد جَازَ السّبْعين فِي صَبِيحَة يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشرى جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ بالطاعون، وَشهد الصَّلَاة عَلَيْهِ السُّلْطَان بمصلى المؤمني ثمَّ دفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء، وَلم يكن يرْعَى إِلَّا للسُّلْطَان عَفا الله عَنهُ. 1324 - يُونُس المزين الجرائحي. / مِمَّن أَخذ القراآت عَن الزراتيتي وتصدر فِي حَيَاته بل كَانَ شَيْخه يُرْسل إِلَيْهِ بالمبتدئين. ودام على ذَلِك دهرا إِلَى أَن كبر. وَمَات ظنا بعد السِّتين أَو قَرِيبا مِنْهَا، وَمِمَّنْ جود عَلَيْهِ الْمُحب بن الْأَمَانَة. 1325 - يُونُس أحد العشرات. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان. أرخه الْعَيْنِيّ. 1326 - يُونُس مَمْلُوك الخواجامير أَحْمد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَتِسْعين وَدفن بالمعلاة. آخر مُعْجم الْأَسْمَاء. ختم الله بِخَير لنا ولأحبابنا. وَبِه انْتهى المجلد الْخَامِس من الأَصْل انْتهى الْجُزْء الْعَاشِر، ويتلوه الْحَادِي عشر أَوله: كتاب الكنى.)

الجزء 11

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم (كتاب الكنى) وأذكر فِيهِ من لم يعلم اسْمه أَو علم وَلَكِن لم يشْتَهر بِهِ أَو اشْتهر وَلَكِن بهَا أَكثر (حرف الْألف) (أَبُو ابراهيم) شريك صهري هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف أَبُو أَحْمد بن أبي حمو مُوسَى بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن يغمراش بن زيان بن ثَابت بن مُحَمَّد بن زكدان بن سدوكسن بن أطَاع الله بن عَليّ بن قَاسم وَهُوَ عبد الْبر صَاحب تلمسان وَالْمغْرب الْأَوْسَط مَاتَ فِي شَوَّال سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَولي بعده أَخُوهُ أَبُو يحيى (أَبُو الاسباط) هُوَ أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن أَحْمد (أَبُو اسحق) بن أبي بكر بن مَنْصُور الْجمال بن النظام اليزدي ثمَّ الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْوَاعِظ صوفي مَسْلَك أَخذ عَن الزين أبي بكر الخوافي وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَسبعين فعقد مجْلِس الْوَعْظ بالأزهر من أول رَجَب وازدحم الْعَامَّة وَبَعض الْخَاصَّة للحضور عِنْده وَذكروا عَنهُ شَيْئا عجبا فِي سَعَة الْحِفْظ وَقُوَّة الاقتدار على التَّمْثِيل بِمَا يقرب بِهِ إِلَى الأفهام الْبَعِيدَة وَمَا عسر من الْمعَانِي العويصة وأكرمه الظَّاهِر خشقدم وَغَيره وَأخذ عَنهُ جمَاعَة الْخِرْقَة وتلقين الذّكر وسافر فِي الْبَحْر لمَكَّة فوصلها وَأَنا هُنَاكَ وَعقد الميعاد أَيْضا وَلم يظفر بطائل وَقد رَأَيْته وَسمعت كَلَامه هُنَاكَ وَاسْتمرّ حَتَّى حج ثمَّ سَافر إِلَى الْيمن فوفد على عَليّ بن طَاهِر فأعجبه كَلَامه وَوَقع عِنْده موقعا عَظِيما وأكرمه وأنعم عَلَيْهِ بِمِائَة دِينَار ذَهَبا وَأَقْبل عَلَيْهِ الْعَامَّة أَيْضا إقبالا زَائِدا بِحَيْثُ حسده أكَابِر الْفُقَهَاء ووشوا بِهِ إِلَى ابْن طَاهِر بِمَا غير خاطره مِنْهُ بِحَيْثُ لم ير مِنْهُ بعد ذَاك الْأنس والإقبال وهم كَمَا قَالَه بعض اليمانين ظَالِمُونَ لَهُ قَالَ وَإِلَّا فالرجل كَانَ من عباد الله الصَّالِحين على طَرِيق السّلف فِي تصوفه مَعَ حسن الِاعْتِقَاد والبراءة عَن الانتقاد وَلكنه امتحن وَجرى الزَّمَان على عَادَته فِي معاندة أولي الْفَضَائِل وَالله يعلم الْمُفْسد من المصلح وَرَأَيْت من سَمَّاهُ أَحْمد بن أبي يَعْقُوب اسحق بن ابراهيم الْحُسَيْنِي أَبَا الْحسنى أما الشِّيرَازِيّ الْوَاعِظ وَفِيه نظر وَالْأول أثبت مَاتَ غريقا بعد ذَلِك بِقَلِيل قريب حلى ابْن يَعْقُوب وَهُوَ رَاكب السَّفِينَة ليتوجه

حرف الباء الموحدة

لمَكَّة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة الثَّامِن وَالْعِشْرين من جُمَادَى الآخر سنة سِتّ وَسبعين فجيء بِهِ لحلى وَدفن بِهِ رَحمَه الله وإيانا (أَبُو أُمَامَة) بن النقاش هُوَ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد (حرف الْبَاء الْمُوَحدَة) (أَبُو البركات) بن أَحْمد بن الزين هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن (أَبُو البركات) بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الجبرتي الْحَنَفِيّ سعد الدّين مضى فِي المحمدين وَكَذَا ابْنه صَبر الدّين مُحَمَّد 3 (أَبُو البركات) وَيُسمى مُحَمَّدًا بن الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد صحصاح بن مُحَمَّد الخانكي الشهير أَبوهُ بِابْن حرفوش ولد فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ أَو الَّتِي قبلهَا بالخانقاه السرياقوسية وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ وَسمع منى المسلسل وعَلى أَشْيَاء كجل النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وسيرة ابْن سيد النَّاس وَالْكثير من التِّرْمِذِيّ واليسير من بواقي الْكتب السِّتَّة وسيرة ابْن هِشَام مَعَ مُؤَلَّفِي فِي ختم البُخَارِيّ وَختم سيرة ابْن سيد النَّاس وَجَمِيع ذخر الْمعَاد للبوصيري وَغير ذَلِك وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة وَرجع إِلَى بَلَده مَعَ أمه فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين وتخلف أَبوهُ وتسبب بورك فِيهِ وَفِي أَبِيه (أَبُو البركات) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَمَال يَأْتِي فِي أبي البركات الدلوالي 4 (أَبُو البركات) بن الجيعان الولوي أَحْمد بن الشرفي يحيى بن العلمي شَاكر بن عبد الْغَنِيّ القاهري شَقِيق أبي الْبَقَاء وَصَلَاح الدّين وأوسطهم ولد فِي حادي عشرى رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَغَيرهمَا وأسمعه على جمَاعَة كالزين شعْبَان بن حجر والشهابين الْحِجَازِي والشاوي والجلال بن الملقن والمحبين ابْن الفاقوسي وَابْن الألواحي وَالشَّمْس الرَّازِيّ الْحَنَفِيّ وَالْجمال بن أَيُّوب والبهاء بن الْمصْرِيّ وَأم هَانِئ الهورينية وكاتبه فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَالشَّمْس بن الْعِمَاد وَغَيرهم من الشَّافِعِيَّة وَابْن الديري وَابْن الْهمام والأقصرائي من الْحَنَفِيَّة والولوي السنباطي وَأَبُو الْجُود من الْمَالِكِيَّة والعز الْحَنْبَلِيّ وقريبته نشوان وَآخَرُونَ من الْقَاهِرَة وَأَبُو الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والتقي بن فَهد والبرهان الزمزمي والشهاب الشوايطي والموفق الأبي وَأَبُو السعادات بن ظهيرة من الشَّافِعِيَّة وَأَبُو الْبَقَاء وَأَبُو حَامِد ابْنا ابْن الضياء من الْحَنَفِيَّة وَآخَرُونَ من مَكَّة والمحب المطري وَأَبُو الْفَتْح بن صَالح وَغَيرهمَا من الْمَدِينَة والزين ماهر والتقي أَبُو بكر القلقشندي وَالْجمال بن جمَاعَة وَأَبُو بكر بن أبي الوفا وَغَيرهم من بَيت الْمُقَدّس والنظام بن مُفْلِح وقريبه الْبُرْهَان وَعبد الرَّحْمَن

ابْن أبي بكر بن دَاوُد والشهاب أَحْمد بن حسن بن عبد الْهَادِي وَأحمد بن مُحَمَّد بن عبَادَة وَغَيرهم من دمشق وصالحيتها وَأَبُو جَعْفَر بن الضياء والضياء بن النصيبي وَآخَرُونَ من حلب فِي طَائِفَة من غير هَذِه الْأَمَاكِن باستدعائي وغيري وتدرب بولده فِي الْمُبَاشرَة وخالط المحيوي الدماطي والشهاب السجيني والسراج الْعَبَّادِيّ وَإِمَام الكاملية وَغَيرهم مِمَّن كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِم سِيمَا النُّور السنهوري بل قَرَأَ عَلَيْهِ يَسِيرا من متن الحاجبية وَمن شَرحه الصَّغِير على الجرومية وَحضر قَلِيلا عِنْد الْبكْرِيّ والجوجري وَأخذ بِنَفسِهِ فِي التَّنْبِيه عَن زَكَرِيَّا والزين السنتاوي وَعبد الْحق السنباطي وَنَحْوهم وعَلى ملا على الكيلاني فِي الأنموذج للزمخشري وَقَرَأَ على الديمي فِي البُخَارِيّ والأذكار وَسمع منى المسلسل بالعيد وبالأولية وَأَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا وَحج وترقى بذكائه وَحسن أدبه ووفائه إِلَى أَن خطبه السُّلْطَان الْأَشْرَف قايتباي وَقد تفرس فِيهِ النجابة لنيابة كِتَابَة السِّرّ بعد النُّور الأنبابي وَقدمه على غَيره مِمَّن مد عُنُقه إِلَيْهَا فحمدت مُبَاشَرَته ونمت أَمْوَاله وجهاته وسلك التَّوَاضُع والاحتشام وَمَا يجلب التودد من أَنْوَاع الْكَلَام فازدحم النَّاس بِبَابِهِ وَدخل فِي أُمُور يجبن غَيره عَنْهَا لقُوَّة جنانه وخطابه وَاسْتمرّ فِي نموه وعلوه حَتَّى مَاتَ بمنزلهم من بركَة الرطلي بعد انْقِطَاع أَيَّام قَلَائِل فِي صبح يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن شعْبَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ تجاه مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل جدا وَدفن بتربتهم وتأسف النَّاس على فَقده رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ وَاسْتقر بعده أَخُوهُ صَلَاح الدّين وَترك عدَّة أَوْلَاد عبد الْكَرِيم وَأحمد وَفَاطِمَة وَعَائِشَة وَفرج بورك فيهم 5 (أَبُو البركات) بن الشَّيْخ حُسَيْن بن حسن الْكَمَال بن الفتحي الْمَكِّيّ واسْمه إِسْمَاعِيل وَكَثِيرًا مَا تحذف أَدَاة الكنية فَيُقَال بَرَكَات وَهُوَ شَقِيق أَحْمد وَمُحَمّد وَذَا أَصْغَر الثَّلَاثَة وأحركهم ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَقدم مَعَ أَبِيه وبمفرده الْقَاهِرَة غير مرّة وَسمع على بهَا وبمكة وَلَيْسَ بمرضي (أَبُو البركات) بن الزين هُوَ الْكَمَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن القَاضِي (أَبُو البركات) بن سَالم الْحَنْبَلِيّ (أَبُو البركات) بن أبي السُّعُود هُوَ مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن حُسَيْن (أَبُو البركات) بن الضياء هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد 6 (أَبُو البركات) بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الضياء هُوَ الْكَمَال مُحَمَّد ابْن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء ولد فِي شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَمَات فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ مقتولا بِأَحْمَد أباد من كنباية

7 - (أَبُو البركات) أَو بَرَكَات بن الظريف أحد الأجلاء من قراء الجوق وقدمائهم وَكَانَ فِيمَا يُقَال من الْعِفَّة بمَكَان وَهُوَ من خَواص جمَاعَة الشهابي بن الْعَيْنِيّ فِي أَيَّام إمرته مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين (أَبُو البركات) بن ظهيرة هُوَ مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ {أَبُو البركات) بن عبد الرَّزَّاق بن مُوسَى مجد الدّين الصُّوفِي الشَّافِعِي الْكَاتِب الْمُقْرِئ مِمَّن يعرف ببني الجيعان لاختصاصه بهم واسْمه إِسْمَاعِيل وَمُحَمّد كَمَا أَنه أَيْضا يكنى بِأبي الْجُود وَلكنه بِأبي البركات أشهر وَيعرف قَدِيما بِابْن كَاتب قاعة الذَّهَب ولد فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَعشْرين وَتردد مَعَ عَمه فِي صغره لناصر الدّين الشاطر فَلم يكن مَعَ كَونه صَغِيرا يحمد أمره بل وَلَا كثيرا من الشُّيُوخ الَّذين كَانَ يراهم عِنْده وَلما مَاتَ عَمه توجه للاشتغال فَأخذ عَن الشهَاب الْمحلي خطيب جَامع ابْن ميالة وَطَاف مَعَ ابْن بطيخ فِي الأسباع وَنَحْوهَا وجوده على الزين طَاهِر وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا فِي رَمَضَان عدَّة سِنِين وَكَذَا سمع ختم البُخَارِيّ عِنْد أم هَانِئ الهورينية وَمن شاركها وَسمع غير ذَلِك ولازم ابْن حسان فِي الْفِقْه والعربية والأصلين مَعَ البلبيسي والسهيلي والمنهلي والمنوفي وزين العابدين وَغَيرهم وانتفع بِهِ وَقَرَأَ على إِمَام الكاملية فِي الْأُصُول وَغَيره وتميز وبرع فِي الديونة وَكتب فِي عدَّة جِهَات بعناية الْمشَار إِلَيْهِم بل زوجه سعد الدّين إِبْرَاهِيم أحد رؤوسهم حظية لَهُ فَكَانَ يثني عَلَيْهَا وَمَاتَتْ بعد دهر مَعَه بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فدفنها بِالبَقِيعِ وَبنى على قبرها حاجزا بعد منع الْمَالِكِي وَغَيره لَهُ من ذَلِك وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا من الْجِهَات وَأكْثر من الْحَج والمجاورة فِي الْحَرَمَيْنِ على طَرِيقَته فِي التقشف وَقصر الثِّيَاب وَعدم التبسط فِي الْمَعيشَة والتشدد فِي إِنْكَار الْمُنكر والانحراف عَن المائلين لِابْنِ عَرَبِيّ بِحَيْثُ امْتنع من الصَّلَاة على إِمَام الْمقَام الْمُحب الطَّبَرِيّ وَإِظْهَار التألم لمشاهدة الْمُنكر وَسَمَاع من يقْرَأ بِدُونِ تجويد حسا وَمعنى حَتَّى أَنه كَانَ يبعد عَن من يأتم بِهِ مِمَّن لَا يحس حَتَّى لَا يسمعهُ وَحضر بِالْمَدِينَةِ عِنْد الشهَاب الأبشيطي وَغَيره وَسمع من الشّرف عبد الْحق السنباطي فِي مجاورته بهَا القَوْل البديع من تصنيفي ثمَّ سَمعه مني مَعَ جملَة من الدُّرُوس وَغَيرهَا هُنَاكَ أَيْضا وَأَخْبرنِي أَن أَبَاهُ وَعَمه كَانَا فائقين فِي الْمُبَاشرَة وَأَن أَبَاهُ مَاتَ وَهُوَ ابْن أَربع سِنِين وَكَانَ كَمَا أخبرهُ بِهِ عَمه يَدْعُو الله أَن لَا يكون وَلَده مباشرا وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ إِنْسَان خير حسن الْفَهم جيد الذَّوْق مشارك فِي الْفَضَائِل مائل لأهل الْخَيْر والظرف كثير الْبر لكثير من الْفُقَرَاء سرا محب فِي الِانْفِرَاد مَعَ شدَّة فِي خلقه رُبمَا تصل بِهِ لنَوْع

جفَاء كثير التِّلَاوَة على قدم فائق وبيننا أنس ومحبة سِيمَا فِي الْمُجَاورَة بالحرمين بل كَانَ من أَصْحَاب الْوَالِد وَكَانَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين بِمَكَّة فَسمع على أَيْضا الْكِفَايَة فِي طَرِيق الْهِدَايَة فِي ابْن عَرَبِيّ وَوَقعت عِنْده موقعا وتألمنا بِسَبَب مَا فقد لَهُ فِيهَا وَحِينَئِذٍ ألزمته ربيبته أَن يكون مَعهَا ثمَّ إِنَّه جاور وَهِي مَعَه الَّتِي تَلِيهَا بِالْمَدِينَةِ وَعَاد فجاور سنة سِتّ بِمَكَّة ثمَّ رجعا مَعَ الركب إِلَى الْمَدِينَة فدام بمفرده بهَا حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَتِسْعين بعد تعلل طَوِيل وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله وإيانا (أَبُو البركات) بن عبد الْقَادِر النويري فِي مُحَمَّد 9 (أَبُو البركات) بن عبد الْكَافِي الشَّامي الْمدنِي ابْن أُخْت نَاصِر الدّين أبي الْفرج الكازروني وسبط وَالِده الْجمال الكازروني سمع عَلَيْهِ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ 10 (أَبُو البركات) بن عبد الْوَهَّاب بن أبي البركات بن أبي الْهدى بن مُحَمَّد بن تَقِيّ الكازروني الْمدنِي أَخُو عبد الله وَمُحَمّد ووالد عبد الرَّحْمَن وَعبد الْوَهَّاب الماضين سمع على الزين المراغي فِي سنة خمس عشرَة (أَبُو البركات) بن عزوز فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد (أَبُو البركات) بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري هُوَ الْكَمَال مُحَمَّد مضى 1 (أَبُو البركات) بن عَليّ بن مُحَمَّد الطنبداوي مِمَّن سمع منى بِمَكَّة (أَبُو البركات) بن عَليّ هُوَ أَبُو البركات بن ظهيرة مضى قَرِيبا (أَبُو البركات) بن الفاكهي هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله 1 (أَبُو البركات) بن مَالك الْقرشِي السكندري قاضيها واسْمه مُحَمَّد وَيعرف بِابْن مَالك أَيْضا مالكي الْمَذْهَب ولي قَضَاء الاسكندرية فِي سنة سِتّ وَسبعين وَثَمَانمِائَة عوضا عَن الْعَفِيف مَعَ نقص بضاعته وَلكنه استناب النوبي والمتيجي وَكَانَ عَارِفًا بطرِيق الْقَضَاء والوثائق سيوسا مِمَّن حج وجاور سِنِين قَالَ إِنَّهَا أَرْبَعَة وَجلسَ بِبَاب السَّلَام مَعَ الشُّهُود وَكَانَ يفتح عَلَيْهِ فِي ذَلِك وَلم يكن فِي نِيَّته الدُّخُول فِي الْقَضَاء مَاتَ فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ باسكندرية عَفا الله عَنهُ (أَبُو البركات) بن مجد الدّين ويلقب هُوَ صدر الدّين فِي أَحْمد بن إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم (أَبُو البركات) بن الْمُحب الطَّبَرِيّ إِمَام الْمقَام هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن أَحْمد (أَبُو البركات) بن الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْخضر 13 (أَبُو البركات) بن مُوسَى بن أبي الهول سعد الدّين وَالِد خَلِيل وَإِبْرَاهِيم ولي كِتَابَة المماليك فِي أَيَّام النَّاصِر فرج وَمَات فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَخمسين وَقد زاحم الْمِائَة ممتعا بحواسه وقوته (أَبُو البركات) بن أبي الْهدى فِي ابْن عبد الْوَهَّاب قَرِيبا (أَبُو البركات) بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن غَانِم بن

مفرج الزين بن الْجمال أبي المحاسن بن الْجمال أبي رَاجِح بن النُّور أبي الْحسن بن أبي رَاجِح بن أبي غَانِم الْعَبدَرِي الشبيي الحَجبي الْمَكِّيّ شيخ الحجبة وفاتح الْكَعْبَة وَابْن شيخها بل سلالة مشايخها ولد بعد سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِمَكَّة وَاسْتقر فِي المشيخة بعد عَمه السراج عمر بن أبي رَاجِح فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَقدم على أَوْلَاد الْمُتَوفَّى لمراعاتهم الأسن فِي التَّقْدِيم وَكَانَ فَقِيرا سَاكِنا مَاتَ بعد تعلل طَوِيل فِي آخر يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس عشري ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح من الْغَد ثمَّ دفن بالمعلاة (أَبُو البركات) الجيعاني فِي ابْن عبد الرَّزَّاق قَرِيبا (أَبُو البركات) الخانكي هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم تقدم 15 (أَبُو البركات) الدلوالي نِسْبَة لدلى أصل مملكة الْهِنْد الْمَكِّيّ أحد الْعُدُول بِبَاب السَّلَام مِنْهَا كأبيه وجده وَهُوَ ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَمَال بن عَليّ ابْن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن يَعْقُوب بن شهَاب بن عمر بن عبد الرَّحْمَن الْكَمَال الدلوالي الْهِنْدِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ ولد فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وتنزل فِي طلبة درس يلبغا الخاصكي وَكَأَنَّهُ تَلقاهُ عَن أَبِيه ثمَّ نزل عَنهُ بِأخرَة وَكَانَ سَاكِنا مُتَقَدما فِي الوثائق والاسجالات ذَا حَظّ فِيهَا بِحَيْثُ يشتط على قاصديه فِيهَا فِي الْأُجْرَة وينفد ذَلِك فِي معيشته أَولا فأولا مَعَ كَثْرَة طَوَافه وتعففه عَن الشَّهَادَة على الْخط وَفِي الرشد وَنَحْوهمَا وتناقص أمره بِأخرَة فِيهَا حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد رَابِع عشر ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ وَدفن على أَبِيه بالمعلاة وَلم يخلف بعده بِمَكَّة مثله 16 (أَبُو البركات) الشيشيني كَمَال الدّين بن قطب الدّين واسْمه مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الشييشيني الْمحلي ثمَّ القاهري كَانَ فِي أَوله قزازا بِبَلَدِهِ ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فَعمل حوشكاشا بِبَاب قَرِيبه من جِهَة النِّسَاء الولوي بن قَاسم وبواسطة انتمائه لَهُ زوجه القَاضِي نور الدّين بن الْكَبِير ابْنَته بعد توقف أَبِيهَا لعدم الْكَفَاءَة فاعتنى بِهِ ابْن قَاسم واستنابه عَنهُ فِي قَضَاء دمياط وَكَانَت إِذْ ذَاك مُضَافَة إِلَيْهِ فَزَوجهَا لَهُ وَدخل بهَا فَلم يلبث أَن مَاتَت وورثها فَترفع حَاله ثمَّ تزوج بعْدهَا الشَّرِيفَة ابْنة أُخْت جِهَة شَيخنَا بعناية الْمشَار إِلَيْهِ أَيْضا واستنابه شَيخنَا فِي الْقَضَاء وَمَاتَتْ فِي عصمته فَورثَهَا أَيْضا وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده بل انْتَمَى للجمال نَاظر الخاس بعناية ابْن البرقي وقتا وَكَانَ مشاركا فِي الصِّنَاعَة لَا يذكر بِعلم وَلَا غَيره مَعَ أَنه قَرَأَ مجَالِس على الْبُرْهَان السوبيني وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَلم يزل على قَضَائِهِ إِلَى أَن حج وتعلل فِي رُجُوعه فَتَابَ وَالْتزم عدم الْعود إِلَى الْقَضَاء ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ وَهُوَ بِالْقربِ من الريدانية

وَدخل الْقَاهِرَة مَيتا فصلى عَلَيْهِ فِي يَوْم السبت رَابِع عشري الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ بِجَامِع الْأَزْهَر وَأَظنهُ قَارب السّبْعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ (أَبُو البركات) الصَّالِحِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر 17 (أَبُو البركات) الْعَسْقَلَانِي الخانكي وَهُوَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم والدأبي بكر الْآتِي كَانَ خيرا صَالحا مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبع وَسبعين بالخانقاه وَابْنه بِمَكَّة عَن نَحْو الثَّمَانِينَ رَحمَه الله (أَبُو البركات) الغراقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف (أَبُو البركات) الفتحي المغربي وَهُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم 1 {أَبُو البركات) الهيثمي مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان أَبُو الْبَقَاء بن لاقاضي نَاصِر الدّين الأخميمي قَاضِي الْحَنَفِيَّة أَبوهُ وسبط الْعَضُد الصيرامي وشقيق سعد الدّين وَاسم كل مِنْهُمَا مُحَمَّدًا وَسعد الدّين أصغرهما مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين 19 (أَبُو الْبَقَاء) بن البُلْقِينِيّ الْبَهَاء مُحَمَّد بن الْعلم صَالح بن السراج عمر بن رسْلَان البُلْقِينِيّ القاهري الشَّافِعِي سبط الولوي مُحَمَّد بن عبد الله البُلْقِينِيّ الْمَاضِي ولد فِي سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين والشاطبيتين وألفية النَّحْو وَعرض على شَيخنَا والتفهني والبسطاي والمحب بن نصر الله فِي آخَرين وَسمع على جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا وَأَجَازَ لَهُ خلق وَأخذ الْعَرَبيَّة والقطب وَغَيرهمَا عَن التقي الحصني وَالْفِقْه عَن وَالِده والشهاب الْمحلي والفرائض عَن أبي الْجُود وَطَائِفَة وَلكنه لم يمعن وناب عَن أَبِيه وَكَانَ ذكيا فَاضلا حسن الْعشْرَة متوددا أناب قبل مَوته بِنَحْوِ عَام حِين اجْتمع شَمله بحفيدة عَمه الْبَدْر وَمَات فِي سَابِع عشر الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين وتوجع لَهُ أَبوهُ وَدَفنه بمدرستهم رَحمَه الله وإيانا (أَبُو الْبَقَاء) الأحمدي أحد الْفُضَلَاء من سوق الْحَاجِب هُوَ مُحَمَّد بن عَليّ بن خلف 20 (أَبُو الْبَقَاء) بن بَريَّة هُوَ ابْن شمس الدّين مُحَمَّد بن كريم الدّين ابْن أخي يحيى الْمَاضِي وأخو أبي الْفَتْح الْآتِي مبَاشر منفلوط مَاتَ فِي الْمحرم أَو صفر سنة ثَمَانِينَ وَكَانَ سيوسا عَاقِلا ظَالِما عَفا الله عَنهُ 2 (أَبُو الْبَقَاء) بن الجيعان الْبَدْر مُحَمَّد بن يحيى بن شَاكر بن عبد الْغَنِيّ شَقِيق المحمدين أبي البركات وَصَلَاح الدّين وَهُوَ الْأَكْبَر ولد كَمَا كتبه لي بِخَطِّهِ فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين الْمُوَافق لثاني توت وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وعدة كتب واعتنى بِهِ أَبوهُ فأسمعه الْجُزْء الْأَخير من الْمُسْتَخْرج

على مُسلم لأبي نعيم على السَّيِّد النسابة وَأبي الْحسن الأبودري والتاج مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن العرياني والأخوين الْجمال عبد الله والزين عبد الرَّحْمَن بني أَحْمد القمني والمسلسل على السَّيِّد والرشيدي والشهاب بن يَعْقُوب والقطب الْجَوْجَرِيّ والعز التكروري والقرافي وثلاثيات البُخَارِيّ على هَؤُلَاءِ السِّتَّة وَعبد الصَّمد الزَّرْكَشِيّ وَعبد الْملك الطوخي والعماد أبي البركات الْهَمدَانِي الجابي وَالشَّمْس بن أنس والمحب ابْن الألواحي والنور البلبيسي والجمالين يُوسُف الدَّمِيرِيّ وَابْن أَيُّوب والشهاب الْحَنْبَلِيّ الكتبي وَالْكثير مِنْهُ على الشهَاب الشاوي وختمه فَقَط على الْجلَال بن الملقن والشهاب الْحِجَازِي والمحبين ابْن الفاقوسي وَابْن الألواحي وَالشَّمْس الرَّازِيّ وَالْجمال ابْن أَيُّوب والبهاء بن الْمصْرِيّ وَأم هاني الهورينية وبلدانيات السلَفِي على الْأَخِيرَة وَقطعَة من آخر الْأَدَب الْمُفْرد على الزين شعْبَان بن حجر وَأَشْيَاء على وَمنى وَمن ذَلِك المسلسل بالأولية وبيوم الْعِيد وَغير ذَلِك من تصانيفي كمؤلفي فِي ختم مُسلم وَغَيرهَا وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمسين فَمَا بعْدهَا خلق كشيخنا وَمن ذكر فِي أَخِيه أبي البركات وَغَيرهم وأقرأه الشهَاب السجيني وَغَيره الْقُرْآن وَغَيره وتدرب بِأَبِيهِ وَغَيره من أقربائه فِي الْمُبَاشرَة واشتغل فِي الْعلم على جمَاعَة مِمَّن كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِم وَغَيرهم كالشرفي يحيى الدماطي والسراج الْعَبَّادِيّ والجلال الْبكْرِيّ والكمال إِمَام الكاملية وَالشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وملا على والنور السنهوري فِي آخَرين بل قَرَأَ فِي التَّقْسِيم على الْعَبَّادِيّ وَكَذَا قَرَأَ على غَيره وَكَثُرت مخالطته لغير وَاحِد من الْفُضَلَاء وَرُبمَا قَرَأَ بعض بنيه على بَعضهم بِحَضْرَتِهِ فترقى بذلك كُله وتميز بِحسن ذكائه وَقُوَّة فاهمته فِي صَرِيحه وإيمائه وَجمع بعض التآليف المفيدة واتضع مَعَ الْعلمَاء فانتشرت محاسنه العديدة وَلَو تفرغ لذَلِك لَكَانَ من نَوَادِر زَمَانه وزواهر وقته وأوانه وَلكنه قَامَ من الْمُهِمَّات السُّلْطَانِيَّة بِمَا لم يبرمه غَيره وتودد للخاص وَالْعَام فتزايد بره وخيره وَقرب الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ ورتب من الْخيرَات مَا لَا يقصر فِيهِ عَن دَرَجَة المفلحين حَتَّى صَار وحيدا فِي مَعْنَاهُ فريدا فِي مقْصده ومغزاه وتزاحم النَّاس على بَابه وتصامم عَن الْمَكْرُوه وأربابه وَصَارَ بَيته ملْجأ للوافدين وملاذا للقاصدين وَكَانَ مَعَ ذَلِك حِين حج وانتفع بِهِ الْفُقَرَاء وعَلى الْمعَارض لَهُم احْتج وَكَذَا سَافر لكل من الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَبَيت الْمُقَدّس وَغَيرهمَا من الْأَمَاكِن البهية للنَّظَر فِي الْمصَالح وَلم يعْدم فِي سَفَره مِمَّن يحملهُ مَعَه من عَالم وَصَالح وابتنى مدرسة بالزاوية الْحَمْرَاء بِالْقربِ من قناطر الأوز تُقَام فِيهَا الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وَتعلم بهَا

الْأَوْقَات بالدرج والساعات إِلَى غير ذَلِك من القربات والأيادي المناسبات فَالله تَعَالَى يحفظه فِي دينه ودنياه ويخفض عدوه الَّذِي بالسوء جاهره وباداه أَو أضمره غير ملتفت لعقباه وَيخْتم لَهُ بالصالحات ويريه فِي نَفسه وأخيه مَا تقربه الْأَعْين من الكرامات والمسامحات وَكَانَ قد التمس منى فِي حَيَاة وَالِده وجده تصنيف كتاب فِي الْأَشْرَاف حِين صَار يتَكَلَّم فِي وقف الْأَشْرَاف رَجَاء رَغْبَة الْملك فِي التَّوَجُّه إِلَيْهِم ثمَّ بعدهمَا فِي الذيل على دوَل الْإِسْلَام للذهبي فأجبته وَذكرت من أَوْصَافه فِي خطبتها مَا يحسن إثْبَاته هُنَا ووقعا عِنْده موقعا وانتفع بهما النَّاس فَكَانَ بذلك مشاركا فِي الثَّوَاب بِدُونِ إلباس وَكَذَا عِنْده من تصانيفي جملَة وَلم تزل المسرات واصلة إِلَى من قبله فِي السّفر والحضر والمبشرات بِلَفْظِهِ وقلمه مُتَوَالِيَة فِي رفع الكدر جوزى خيرا 2 (أَبُو الْبَقَاء) بن الجيعان آخر هُوَ الْمُحب مُحَمَّد بن عبد الْملك بن عبد اللَّطِيف الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ عبد اللَّطِيف ولد سنة إِحْدَى واربعين وَثَمَانمِائَة بدرب ابْن ميالة من بركَة الرطلي وَحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومختصر أبي شُجَاع ولازم الديمي فِي أَشْيَاء وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الشُّكْر لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وَحج فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَاسْتقر مَعَ أَخِيه بعد أَبِيه فِي جهاته وَهُوَ مفرط السّمن منجمع عَن كثيرين كتب بِخَطِّهِ من تصانيفه القَوْل البديع وَسمع مني الْيَسِير مِنْهُ وَمن غَيره ثمَّ كَانَ مِمَّن رسم عَلَيْهِمَا مَعَ الْمُتَكَلِّمين فِي أوقاف الزِّمَام وسافر فِي أثْنَاء ذَلِك بحرا مَعَ نَائِب جدة بعد أَن قصدني بمنزلي وودعني فجاور بَقِيَّة سنته وَرجع بعد الِانْفِصَال عَن الْمَوْسِم وَسَلَامه على أَيْضا حِين قدمت مَعَ الركب سنة سِتّ وَتِسْعين وَتوجه بِلَاد الْيمن فَمَاتَ بكمران مِنْهَا فِي ربيع الأول من الَّتِي تَلِيهَا وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ رَحْمَة الله وعوضه خيرا وَعَفا عَنهُ 23 (أَبُو الْبَقَاء) بن الزين هُوَ ابْن عبد الله بن أَحْمد بن حسن ابْن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقَيْسِي الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ وَأمه خَدِيجَة المدعوة سَعَادَة ابْنة إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المرشدي أحضر على الزين أبي بكر المراغي بل وَسمع عَلَيْهِ وعَلى خَاله أَحْمد بن إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد بن أبي بكر المرشديين وَعلي بن مَسْعُود بن عبد الْمُعْطِي وَأبي حَامِد المطري وَابْن سَلامَة وَالْجمال بن ظهيرة وَابْن الْجَزرِي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع عشرَة فَمَا بعْدهَا عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَخلق من أَمَاكِن شَتَّى وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة إِلَى أَن مَاتَ بهَا بالطاعون

سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَدفن بتربة سعيد السُّعَدَاء (أَبُو الْبَقَاء) بن الضياء مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد 24 (أَبُو الْبَقَاء) بن الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن الْخضر بن مُحَمَّد أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر التقي الْهَاشِمِي السّلمِيّ الأَصْل الْحَمَوِيّ المولد التَّاجِر صهر الناصري مُحَمَّد بن هبة الله بن الْبَارِزِيّ ووالد إِبْرَاهِيم وَأحمد وأخو الْعَفِيف عبد الله والْعَلَاء على الماضين والتقي أَصْغَر الثَّلَاثَة وَيعرف بالهاشمي أحد التُّجَّار المعتبرين مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَتِسْعين بجدة وَحمل لمَكَّة فَدفن بهَا 25 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن عجيل الرضى اليمني ولد سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَكَانَ فَقِيها فَاضلا لَهُ اطلَاع على السّير وَالْأَخْبَار والتواريخ والْآثَار مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ قَالَه الْعَفِيف النَّاشِرِيّ 26 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن عبد الرَّحِيم سيف الدّين بن أبي الصَّفَا بن أبي الْوَفَاء الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وشقيقه الْكَمَال أَبُو الوفا مُحَمَّد الْحَنَفِيّ ويدعى وَهُوَ الْأَصْغَر سَيْفا فَاضل مفنن دين 27 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن بريد الْمُحب بن الْبُرْهَان الْحَلِيمِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي القادري الْمَاضِي أَبوهُ وَأمه هِيَ ابْنة خَال السَّيِّد الشَّمْس مُحَمَّد بن حسن القادري الْمَاضِي ولد سنة خمس وَخمسين بِدِمَشْق وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وأحضره فِي الرَّابِعَة معي بِدِمَشْق على الْبُرْهَان الباعوني والشهب الأحمدين ابْن الزين عمر بن عبد الْهَادِي وَابْن زيد وَابْن الشَّرِيفَة والشمسين بن جوارش وَابْن الْخياط قيم القلانسية وَالْغَرْس خَلِيل بن الجوازة وَالْجمال يُوسُف ابْن النَّاظر الصاحبة وست الْقُضَاة ابْنة ابْن زُرَيْق وَفَاطِمَة ابْنة خَلِيل الهرستاني وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ باستدعائي جمَاعَة وأسممه وَالِده على وتكرر قدومه للقاهرة بعد موت وَالِده وأكرمه السُّلْطَان رِعَايَة لِأَبِيهِ مَعَ اشتماله على الْأَدَب والسكون والبهاء وَبِيَدِهِ مشيخة تصوف بالصالحية (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عبد السَّيِّد بن أَحْمد التقي بن الْبُرْهَان بن الْعَلَاء الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي تلميذ ابْن حجَّة وَيعرف بِابْن الصَّواف لقِيه النَّجْم بن فَهد بحلب فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَكتب عَنهُ قَوْله (رَأَيْت يَوْمًا رجلا أحمقا ... قد أَمَاتَهُ القل والفقر) (لم يمتلك وَالله ملوطة ... وَعِنْده مَعَ فقره كبر) 29 - (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن زاك الرضي اليعلائي

نسبا الْحرَازِي الشَّافِعِي وَيُسمى عبد الله حفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وَغَيرهَا وتدرب بِأَبِيهِ فِي ذَلِك ثمَّ ارتحل بعد مَوته لتعز فَتلا للسبع بل وللعشر على الْمُوَافق أبي الْحسن على بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الشرعبي الشَّافِعِي الْمَاضِي واشتغل فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَالتَّفْسِير على الْفَقِيه عمر بن مُحَمَّد الجبني وَهُوَ الْآن سنة سبع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة حَيّ جَازَ الكهولة متصد للقراءات انتفق بِهِ فِيهَا وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الْفَقِيه عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد السرجي الْمَاضِي 30 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن جعمان الرضي الملقب بِالصديقِ السريفي الذوالي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده فَقِيه فَاضل مدرس كتبت لَهُ بِالْإِجَازَةِ فِي الْمحرم سنة سبع وَتِسْعين ولأشقائه الشرفين أبي الْقَاسِم وَإِسْمَاعِيل وَالْفَخْر إِسْحَق ولأخوته لِأَبِيهِ الشَّمْس عَليّ وَإِدْرِيس وَعبد الفتاح وَسَائِر إخْوَته الذُّكُور وَالْإِنَاث على يَد بعض الآخذين عني بسؤاله 3 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن الْعِزّ مُحَمَّد بن الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن قدامَة الْعِمَاد الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالفرائضي ولد سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسمع من الحجار وَأبي عبد الله بن الزراد وَأبي بكر بن الرضى وَأحمد بن الزبداني وَأبي الْعَبَّاس بن الْجَزرِي وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَخلق وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَأَبُو نصر بن الشِّيرَازِيّ وَأَبُو بكر بن يُوسُف الْمزي وَآخَرُونَ وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ مُسْند الصالحية كَانَ عسرا فِي التحديث فسهل الله لي خلقه إِلَى أَن أكثرت عَنهُ فِي مُدَّة يسيرَة مَاتَ فِي أَيَّام حِصَار دمشق بالتتار وَقيل بعد رحيله عَنْهَا سنة ثَلَاث رَحمَه الله وَذكره فِي أنبائه أَيْضا والفاسي فِي ذيله والمقريزي فِي عقوده 3 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْبَهَاء بن الحسام المزازي الكازروني الطاووسي فِي سنة تسع عشرَة بالمزاز وَهُوَ ابْن مائَة وَإِحْدَى وَعشْرين سنة فَأخذ عَنهُ بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة وَوَصفه بالشيخ المعمر الصَّالح الكسوب العابد الزَّاهِد 33 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي أَخُو مُوسَى الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن مطير تفقه وَسمع الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَكَانَ صَالحا حسن الْأَخْلَاق وَوَصفه الْوَجِيه اليافعي فِي رسَالَته لِلشِّهَابِ أَخِيه بسيدي الْفَقِيه الصَّالح الْعَامِل الْعَالم الْوَرع وَأَنه بقدومه عَلَيْهِم فِي هَذَا الْعَام حصلت الزِّيَادَة والشرف والأنس التَّام وفاضت بركته على من رَآهُ من أهل الْخَيْر وَشهد لَهُ السادات بعلو الشَّأْن فَالْحَمْد لله على ذَلِك وَلَكِن لم يحصل بِهِ التملي وَحَال الحرمان عَن تأدية

بعض مَا يجب من حَقه وَحصل الأسف الشَّديد بعد فِرَاقه 34 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مصلح بن إِبْرَاهِيم الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْعِرَاقِيّ ولد فِي لَيْلَة ثامن رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ على النُّور على الديروطي ثَلَاث ختمات لأبي عَمْرو إفرادا ثمَّ جمعا وببعضه على الشهَاب الشوائطي وَحضر فِي صغره مجْلِس الزين بن عَيَّاش وَحفظ الْمِنْهَاج ومختصر أبي شُجَاع وألفية النَّحْو والشاطبية وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الزين خطاب وامام الكاملية وَقَرَأَ فِي النَّحْو على الْبَدْر حسن الْمرْجَانِي وَإِبْرَاهِيم الشرعبي وَعنهُ أَخذ فِي الْحساب وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي والتقى بن فَهد وَغَيرهمَا وَخلف وَالِده فِي الاعتمار والانجماع ومزيد التودد والتوجه للطائف وَالْمَدينَة لَكِن أَحْيَانًا مَعَ الْقيام بالبيمارستان وَغَيره وَسيرَته حميدة وَقد زَاد على أَبِيه بِحِفْظ الْقُرْآن وتلاوته وَعدم ذكره للنَّاس وَفَاته فقد الأقوام الناظرين فِي الْمصَالح الَّذين كَانَت تجْرِي خيراتهم على يَد أَبِيه فِي المرستان وَغَيره بِحَيْثُ كثرت دُيُونه وَعِيَاله وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَتوجه مِنْهَا لدمشق فِي الْمُطَالبَة بِشَيْء يتَعَلَّق بالبيمارستان ثمَّ توجه لزيارة بَيت الْمُقَدّس فَاعْتَمَرَ وَعَاد لمَكَّة وَأرْسل بولده عبد الرَّحْمَن فِي الَّتِي بعْدهَا فَفعل كأبيه وَلم يحصل لَهما الْغَرَض وتزايدت الدُّيُون وتعب خاطره بِكَثْرَة عِيَاله وَقلة متحصله وَنعم الرجل 35 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد الصَّدْر بن التقي الْمَقْدِسِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو النظام عمر ووالد الْعَلَاء على الماضيين وَأَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن مُفْلِح ولد سنة ثَمَان وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ قَلِيلا واستنابه وَهُوَ صَغِير واستنكر النَّاس ذَلِك ثمَّ نَاب لِابْنِ عبَادَة وَشرع فِي عمل المواعيد وشاع اسْمه وراج بَين الْعَوام وَكَانَ على ذهنه كثير من التَّفْسِير وَالْأَحَادِيث والحكايات مَعَ قُصُور شَدِيد فِي الْفِقْه وَولي الْقَضَاء اسْتِقْلَالا فِي سنة سبع عشرَة ثمَّ عزل بعد خَمْسَة أشهر وَاسْتمرّ على عمل المواعيد حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَعشْرين ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ غَيره أَنه رُبمَا كتب على الْفَتَاوَى مَعَ مَا يبديه من مدارس الْحَنَابِلَة وَعين يَوْم الْخَمِيس لوفاته وَأَنه دفن بالروضة وَقد جَازَ الْأَرْبَعين 36 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الهيصمي الجلاد اليمني الطَّبِيب مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة أَربع وَخمسين أرخه ابْن فَهد (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن معتوق مضى فِي أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله

37 - (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف التقي البعلي ثمَّ الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن قندس بِضَم الْقَاف والمهملة بَينهمَا نون وَآخره مُهْملَة ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَثَمَانمِائَة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فتعانى الحياكة كأبيه ثمَّ أقبل على الْقُرْآن فحفظه فِي وَمن يسير عِنْدَمَا قَارب الْبلُوغ مَعَ استمراره لمعاونة أَبِيه فِي الحياكة ثمَّ قَرَأَ بعض الْعُمْدَة فِي الْفِقْه على مَذْهَب أَحْمد وَالْتمس من وَالِده شِرَاء نُسْخَة بالمقنع فَمَا تيَسّر فَأعْطَاهُ بعض الطّلبَة نسخته بالتنبيه للشَّافِعِيَّة فحفظ بعضه ثمَّ تَركه وَحفظ الْمقنع والطوفى فِي الْأُصُول وألفية النَّحْو والملحة وَغَيرهَا وتفقه بالتاج بن بردس ولازمه مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى أذن لَهُ بالإفتاء والتدريس وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا صَحِيح البُخَارِيّ والسيرة لِابْنِ هِشَام وَكَذَا أذن لَهُ من قبله الشّرف بن مُفْلِح وَحج فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَرجع إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا جدا ثمَّ قدم دمشق فاستوطنها وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن القطب اليونيني وَغَيره والمعاني وَالْبَيَان عَن جمَاعَة من الدمشقيين والقادمين إِلَيْهَا مِنْهُم يُوسُف الرُّومِي وَالْأُصُول عَن الْبَدْر العصياتي والمنطق عَن الشريف الْجِرْجَانِيّ وتلا بِالْقُرْآنِ تجويدا على إِبْرَاهِيم بن صَدَقَة وَقَرَأَ على الشَّمْس بن نَاصِر الدّين منظومته فِي عُلُوم الحَدِيث وَشَرحهَا وَأخذ الْيَسِير عَن شَيخنَا وَسمع فِي مُسْند إِمَامه على الشهَاب بن نَاظر الصاحبة وَكَذَا سمع على غَيره وَلزِمَ الإقبال على الْعُلُوم حَتَّى تفنن وَصَارَ متبحرا فِي الْفِقْه وأصوله وَالتَّفْسِير والتصوف والفرائض والعربية والمنطق والمعاني وَالْبَيَان مشاركا فِي أَكثر الْفَضَائِل مَعَ الذكاء المفرط واستقامة الْفَهم وَقُوَّة الْحِفْظ والفصاحة والطلاقة فَحِينَئِذٍ عكف الطّلبَة عَلَيْهِ وَأَقْبلُوا بكليتهم لَهُ وانتدب لإقرائهم حَتَّى كَبرت تلامذته ونبغ مِنْهُم غير وَاحِد وَأَحْيَا الله بِهِ هَذَا الْمَذْهَب بِدِمَشْق وَوعظ النَّاس بِجَامِع الْحَنَابِلَة وَغَيره فَانْتَفع بِهِ الْخَاص وَالْعَام كل ذَلِك مَعَ الدّين المتين والورع الثخين ومزيد التقشف والتواضع والزهد والورع والعفاف والتحري فِي الطَّهَارَة وَغَيرهَا والمثابرة على أَنْوَاع الْخَيْر كَالصَّوْمِ والتهجد والحرص على الِانْقِطَاع والخمول وَعدم الشُّهْرَة وغزارة الْمُرُوءَة والإيثار وَالتَّصَدُّق مَعَ الْحَاجة والإعراض عَن بني الدُّنْيَا جملَة وَعَن وظائف الْفُقَهَاء بِالْكُلِّيَّةِ والتكسب بالحياكة غَالِبا والتودد للطلبة بل وَإِلَى سَائِر الْفُقَهَاء حَتَّى صَار مُنْقَطع القرين واشتهر اسْمه وَبعد صيته وَصَارَ لأهل مذْهبه بِهِ مزِيد فَخر وَلم يشغل نَفسه بتصنيف بل لَهُ حواش وتقييدات على بعض الْكتب كفروع ابْن مُفْلِح بِحَيْثُ جردت فِي مُجَلد وَقد امتحن بهَا بَين الشَّافِعِيَّة والحنابلة بِدِمَشْق

وَعقد لَهُ مجْلِس حافل عِنْد النَّائِب وتعصبوا عَلَيْهِ فَلم ينهضوا لمقاومته وَقدم مصر فَعَظمهُ الأكابر خُصُوصا شَيخنَا وابتهج بقدومه عَلَيْهِ وَأهْدى لَهُ شَيْئا من ملبوسه وَكتبه ولقيته إِذْ ذَاك وَسمع بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وانتفعت بلحظه ودعائه ثمَّ لَقيته بصالحية دمشق فَبَالغ فِي إكرامي بِمَا لَا أنهض لوصفه واغتبط بمحبتي وَلزِمَ السماع معي هُوَ والأعيان من طلبته وأعانني فِي تَحْصِيل بعض الْكتب والأجزاء وعزم على السّفر معي إِلَى حلب وبعلبك ثمَّ أعرض عَن ذَلِك بِسَبَب يرجع إِلَى الْإِخْلَاص وَلما رجعت إِلَى الْقَاهِرَة أرْسلت إِلَيْهِ هَدِيَّة فَأحْسن بقبولها وَأظْهر سُرُورًا وَقد وَصفه تِلْمِيذه الْعَلَاء المرداوي بِأَنَّهُ عَلامَة زَمَانه فِي الْبَحْث وَالتَّحْقِيق وَقَالَ ابْن أبي عذيبة شيخ الْحَنَابِلَة بِالشَّام وإمامهم ومفتيهم وعالمهم وزاهدهم مَاتَ فِي عَاشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِدِمَشْق وَدفن بالروضة جوَار الْمُوفق بن قدامَة وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله رَحمَه الله ونفعنا بِهِ 3 {أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الْفَخر بن الشهَاب المرشدي الفوي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالفخر المرشدي وَالِد مُحَمَّد الْمَدْعُو عبد الصَّمد ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلاه على ابْن الْجَزرِي بعدة رِوَايَات وَسمع عَلَيْهِ شَيْئا من الحَدِيث وَحفظ أربعي النَّوَوِيّ والعمدة والمنهاج الفرعي وَعرض على الْجمال بن ظهيرة وَابْن سَلامَة والنجم الْمرْجَانِي وَآخَرين مِمَّن أجَاز لَهُ وَنَقله أَبوهُ إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَسمع بهَا الزين المراغي وَأَجَازَ لَهُ من أَهلهَا القاضيان عبد الرَّحْمَن بن صلح وَنور الدّين عَليّ بن أبي الْفَتْح الزرندي وَالْجمال الكازروني وَبحث عَلَيْهِ نصف تَفْسِير الْبَغَوِيّ وَغَيرهم ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة وَسمع بهَا الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا ولازم الْحَج والاعتمار من الْجِعِرَّانَة مُدَّة إِقَامَته فِيهَا وَدخل الْيمن والقاهرة وَالشَّام ورحل إِلَى أدرنة من بِلَاد الرّوم فَمَا دونهَا وَحضر هُنَاكَ غزَاة على سَاحل الْبَحْر الْأَخْضَر وباشر فِيهَا الْقِتَال وَقَرَأَ قصيدة البوصيري الهمزية على الشَّمْس الفنري وَسمع عَليّ بحلب على الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي وبدمشق على ابْن نَاصِر الدّين وَأبي شعر وَأبي زكنون وَبحث فِي الْفِقْه على الشَّمْس الكفيري والشهاب بن المحمرة وَعرض بهَا الْمِنْهَاج على الْعَلَاء البُخَارِيّ وَأَجَازَهُ وَكَذَا أجَاز لَهُ فِي سنة خمس فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَالْجمال بن الشرايحي والشهابان الحسباني وَابْن حجي وَابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ وَدخل مصر أَيْضا وَأجَاب بهَا عَن ذَاك اللغز الَّذِي أَوله تَقول فتاة المنحنى بعد بعْدهَا وَقد سمحت من بعد صد وإعراض

وَكَانَ ذكيا عَاقِلا سَاكِنا ظريفا لطيف الْعشْرَة غزير الْحِفْظ لأيام الْعَرَب وَأَشْعَارهَا كثير المخالطة للموجودين مِنْهُم وَالْحِفْظ لكَلَام مَعَ مُشَاركَة فِي الطِّبّ واللغة كتب الْمَنْسُوب وخالط الأكابر وَالْعُلَمَاء كالكمال بن الْبَارِزِيّ والعز الْحَنْبَلِيّ وَكَانَ يمِيل إِلَيْهِ وَكتب عَنهُ البقاعي من شعره وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَذَا لَقيته بِمَكَّة وَغَيرهَا مرَارًا واستفدت مِنْهُ وَأَجَازَ وَفِي تَرْجَمته من المعجم فَوَائِد مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ 39 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل الْمصْرِيّ الْبَنَّا ذكره ابْن فَهد مُجَردا (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن فلاح يَأْتِي قَرِيبا 40 (أَبُو بكر) بن أبي ذَر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن خَلِيل الْحلَبِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف بِأَبِيهِ ولد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض واشتغل على أَبِيه وَغَيره وأسمعه مَعنا فِي حلب سنة تسع وَخمسين على ابْن مقبل وحليمة ابْنة الشهَاب الْحُسَيْنِي وتدرب فِي قِرَاءَة البُخَارِيّ وَنَحْوه فَلَمَّا تعلل أَبوهُ خَلفه فِي الْقِرَاءَة بالجامع وَاسْتمرّ بعد مَوته حَتَّى مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين بعد موت ولد لَهُ مراهق أَو نَحوه وتخلف لَهُ ابْن صَغِير لم يبْق نم بَيتهمْ فِيمَا قيل غَيره وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا 4 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي أَخُو أبي الْقَاسِم وَابْن أخي أبي بكر بن إِبْرَاهِيم الْمَاضِي قَرِيبا ويلقب بِالصديقِ وَيعرف كسلفه بِابْن مطير كَانَ متأهلا لوظيفتهم فَقِيها خيرا مدرسا قَالَه الأهدل 4 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الزين النابلسي الأَصْل الدمشق الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده نزيل الْقَاهِرَة وَصَاحب النَّجْم يحيى بن حجي وَيعرف كسلفه بِابْن فلاح بِالتَّخْفِيفِ مِمَّن نَشأ بِدِمَشْق وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَحضر بهَا بعض الدُّرُوس وقطن الْقَاهِرَة فِي بَيت ابْن الْبَارِزِيّ لاخْتِصَاص أَبِيه بالكمال ولازم الانتماء للنجم الْمشَار إِلَيْهِ وَوَافَقَهُ فِي الْأَخْذ عَن جلّ شُيُوخه كَالْعلمِ البُلْقِينِيّ والمناوي والمحلى والشرواني والشمني وَكَذَا أَخذ عَن ابْن حسان وَلَا أستبعد أَن يكون أَخذ بِدِمَشْق عَن الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة والزين خطاب وَغَيرهمَا نعم أَخذ عَن النَّجْم بن قَاضِي عجلون ثمَّ عَن أَخِيه التقي وَسمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية بل سمع مني قَلِيلا وسألني عَن أَشْيَاء وتميز وشارك فِي الْفَضِيلَة وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وأظن كَانَ كِتَابه الْحَاوِي فقد فقد كَانَت لَهُ عناية بشرحه للقونوي وَحج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس وتكرر دُخُوله الْبِلَاد الشامية لقبض جِهَات صَاحبه وَأُخْته وَبني عبد الرَّحِيم بن الْبَارِزِيّ ثمَّ بعده لوَلَده وَبَقِيَّة الْمشَار إِلَيْهِم وَصَارَ لذَلِك يركب

الْفرس ويتبعه الجنيب مَعَ خبر وعقل ولطف وَحسن عشرَة وخفة روح وتواضع وتنزه وَعدم حصر وتناقص حَاله بِأخرَة بِحَيْثُ قطن الشَّام وَتزَوج بهَا وَجلسَ شَاهدا بِبَاب الْجَابِيَة بل بِبَاب قاضيه الشهَاب بن الفرفور وَلم يحصل من ذَلِك على طائل وَصَارَ يَبِيع كتبه أَولا فأولا وهش ثمَّ بدا لَهُ التَّوَجُّه لطرابلس ليخبر أمره فِي استيطانها فَأم باينال نائبها وَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين فِيمَا بَلغنِي وَأَنه لم يقصر على السّبْعين رَحمَه الله وإيانا 43 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم التقي بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الْبُرْهَان الباحسيتي الْحلَبِي وباحسيتا حارة مِنْهَا بحذاء بَاب الْفرج الْمصْرِيّ الأَصْل الشَّافِعِي البسطامي وَيعرف هُنَاكَ بِابْن الْمصْرِيّ ولد فِي أول سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة أَو آخر الَّتِي قبلهَا بحلب وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على عبيد البابي وَبِه تفقه وَكَذَا اشْتغل على الزين عبد الرَّزَّاق العجمي وجنيد الْكرْدِي ولازم الْبُرْهَان الْحلَبِي حَتَّى سمع مِنْهُ الْكثير من المطولات كالصحيحين وَغَيرهمَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ ألفية الحَدِيث وَغَيرهَا وَأخذ طَرِيق الْقَوْم عَن أبي بكر الحيشي البسطامي وَفضل أحد المنسوبين لسيدي عبد الْقَادِر بل ارتحل فَسمع على الشهَاب بن الرسام بحماة وَقَرَأَ على ابْن نَاصِر الدّين بِدِمَشْق صَحِيح البُخَارِيّ فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وعَلى شَيخنَا بِالْقَاهِرَةِ قِطْعَة كَبِيرَة من أول صَحِيح مُسلم وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل البارع المفنن وَالَّذِي قبله بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل الْمُقْرِئ المجود الْمُحدث البارع الْخَطِيب وَسمع أَيْضا من الْجمال أَحْمد بن الْفَخر أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الهمامي وَقدم بعد دهر الْقَاهِرَة فلازم الْحُضُور عِنْدِي فِي الْإِمْلَاء وَسمع دروسا كَثِيرَة من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ بل قَرَأَ مشيخة ابْن شَاذان على ثمَّ على الشهَاب الشاوي وَأخذ عَن الزكي الْمَنَاوِيّ المسلسل وَبَعض سنَن أبي دَاوُد واستجاز عليا حفيد يُوسُف العجمي وَغَيره ثمَّ قدم مرّة أُخْرَى فَكتب القَوْل البديع من تصانيفي وَمَا عملته فِي ختم البُخَارِيّ وسمعهما من لَفْظِي ولازمني حَتَّى سَافر فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَحج مرَارًا وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَأقَام بهما يَسِيرا وَدخل الرّوم وَغَيرهَا وَتكلم على النَّاس فأجاد وخطب وَوعظ وَهُوَ خير نير فَاضل مستحضر لِأَشْيَاء جَيِّدَة من متون ومهمات وَغير ذَلِك مَعَ أنسة بِالْعَرَبِيَّةِ وَآخر مَا لَقيته فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ أَو الَّتِي بعْدهَا بِمَكَّة ثمَّ بلغتني وَفَاته فِي سنة تسعين أَو الَّتِي تَلِيهَا على مَا يحرر وَخلف ولدا سيء السِّيرَة 44 (أَبُو بكر) بن أَحْمد الطّيب بن أبي بكر بن أَحْمد دعسين بن عَليّ بن عبد الله

ابْن مُحَمَّد دعسين بن مُبين بِضَم أَوله ثمَّ مُوَحدَة وَآخره نون الْقرشِي نِسْبَة لقبيلة يُقَال لَهَا القرشية بِالْيمن كَانَ جده عَالما لَهُ تصانيف مِنْهَا شرح لأبي دَاوُد فِي أَربع مجلدات مَاتَ عَنهُ مسودة وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَترك ابنيه مُحَمَّدًا وَكَانَ فَقِيها عَارِفًا مَاتَ سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وأحمدا الملقب بالطيب مَاتَ سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة ولثانيهما صَاحب التَّرْجَمَة وَكَانَ فَقِيها محققا متصوفا صحب عَليّ بن عمر بن إِبْرَاهِيم المخا واختص بِهِ وَحمل عَنهُ كثيرا من كتب التصوف وَكتب الشاذلية وَولي قَضَاء موزع مديدة ثمَّ انْفَصل عَنهُ وَلزِمَ التدريس والإفتاء حَتَّى مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين ذكرهم الأهدل بِنَحْوِ هَذَا 45 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الرضى عبد الحميد الْقرشِي الْمَكِّيّ أَخُو عبد الرَّحِيم وَعبد المحسن وَأمه يَمَانِية ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَسمع من أبي الْفَتْح المراغي وَأَجَازَ لَهُ من أجَاز ابْن عَمه الكريمي عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن ظهيرة مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان بِمَكَّة 46 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الأدكاوي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن وهيب تَصْغِير جد لَهُ أَعلَى اسْمه عبد الْوَهَّاب يُقَال أَنه من المهتدين ولد سنة ثَمَان وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بأدكو وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومختصر أبي شُجَاع وألفية النَّحْو والملحة والرحبية فِي الْفَرَائِض وَنصف الْمِنْهَاج وَعرض جَمِيع الألفية على الشَّمْس المالقي وأماكن مِنْهَا على الْبَدْر بن المخلطة وَمُحَمّد بن عبد الْكَرِيم التلمساني وَابْن سَلامَة ولازم التقي الأوجاقي فِي الْفِقْه والأصلين والنحو وَحضر دروس الْبُرْهَان بن أبي شرِيف فِي الْفِقْه وزار بَيت الْمُقَدّس بل وصل لحلب فِي التِّجَارَة وَدخل طرابلس وبيروت ودولب القماش فِي بَلَده وَقَامَ وَقعد وناب عَن زَكَرِيَّا بادكو بعد صرف نور الدّين بن الفويطي وَكَانَت قلاقل بل نَاب قبل عَن الْمُحب أخي السُّيُوطِيّ وَتردد إِلَيّ كثيرا وَهُوَ متشدق مُتَكَلم لَهُ فهم وخبرة بالمخاصمات وَلذَا أعرض الزيني زَكَرِيَّا عَن استنابته وأضافها لغيره 47 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن أبي بكر بن العجمي الْحلَبِي البلان بحمام شيخو وَيعرف جده بالبقيار ذكره البقاعي هَكَذَا (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن أبي بكر الزين الشنواني يَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ 4 {أَبُو بكر) بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الزين الْأَذْرَعِيّ الأَصْل القاهري أحد الْأُخوة وَأمه فتاة لِأَبِيهِ تركية مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ

بالظاهرية وَمَات تَقْرِيبًا سنة خمس وَثَمَانِينَ 49 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن أبي بكر التقي أَبُو الصدْق بن الشهَاب بن أبي الرّبيع الْأَذْرَعِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ كتبا واشتغل فِي فنون وَمن شُيُوخه الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَكَانَ يَحْكِي عَنهُ فِي استشكال لاقرابه قَرِيبه بتزويج النَّبِي ابْنَته من عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا أَنَّهَا لَيست قريبَة فَإِنَّهَا ابْنة ابْن عَمه وَكَذَا أَخذ عَن التقي بن قَاضِي شُهْبَة بل شَاركهُ فِي بعض شُيُوخه وَسمع من عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي جلّ الصَّحِيح فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهُ الشهَاب بن الْعِمَاد الحسباني وناب فِي الحكم بِدِمَشْق وتصدى لنفع الطّلبَة فَأخذ عَنهُ الأماثل ودرس بالعادلية الصُّغْرَى وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد الْمَقْدِسِي وَكتب إِلَيّ بِالْإِجَازَةِ ورأيته قرط تصنيف النَّجْم بن قَاضِي عجلون فِي مَسْأَلَة ذَبَائِح أهل الْكتاب بِمَا أثْبته فِي تَرْجَمته فِي المعجم وَكَذَا قرض لغيره وَكَانَ أحد أوعية الْعلم وأعيان النواب مَاتَ فَجْأَة فِي لَيْلَة السبت سلخ ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين بِدِمَشْق وَتوقف النَّاس فِي مَوته وَزعم بَعضهم أَنه أسكت فَأخر إِلَى يَوْم الْأَحَد فَلَمَّا تحقق مَوته غسل وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق وَحمل حَاجِب الْحجاب نعشه من منزله بالعادلية الصُّغْرَى إِلَى وسط الْجَامِع وَدفن بمقبرة الْبَاب الشَّرْقِي وَكَانَت جنَازَته حافلة بالأعيان رَحمَه الله وإيانا 50 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْفَخر الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمدنِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالشامي سمع على الصّلاح بن أبي عمر جُزْء الْهَيْثَم بن كُلَيْب وَمن ابْن أميلة التِّرْمِذِيّ بفوت وَمن الْعِزّ بن جمَاعَة القَاضِي وَالْفَخْر عُثْمَان النويري النَّسَائِيّ ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ كَانَ خيرا دينا اشْتغل كثيرا وتيقظ وَسمع من بعض أَصْحَاب الْفَخر وناب فِي الحكم وَأكْثر التَّوَجُّه إِلَى الشَّام ومصر مَاتَ فِي الْمحرم سنة عشر عَن سِتِّينَ سنة وَقد أسْرع إِلَيْهِ الشيب جدا وَذكره الفاسي فِي ذيله فَقَالَ وَكَانَت لَهُ نباهة فِي الْفِقْه تفقه فِي الْمَدِينَة بالزين المراغي وَأخذ عَن غَيره بِمصْر وَالشَّام وناب فِي الحكم بِالْمَدِينَةِ عَن الزين عبد الرَّحْمَن الفارسكوري أشهرا قَليلَة وَكَانَ فِيهِ خير وَدين وأدب ومذاكرة حَسَنَة مَاتَ بِالْمَدِينَةِ وَدفن بِالبَقِيعِ 5 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عبد الله الزكي المهجمي الأَصْل الْمصْرِيّ التَّاجِر الكارمي وَيعرف بِابْن الهليس بِكَسْر الْهَاء وَاللَّام وَآخره مُهْملَة ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع على التنوخي وَابْن الشيخة وَابْن أبي الْمجد والصردي وَابْنَة الْأَذْرَعِيّ وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ من مَكَّة الشَّمْس بن سكر وَمن بَيت الْمُقَدّس أَبُو الْخَيْر

العلائي وَمن دمشق أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ فِي آخَرين مِنْهَا وَمن غَيرهَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ نَشأ فِي حَال بزَّة وترفه ثمَّ اشْتغل بِالْعلمِ بعد أَن جَازَ الْعشْرين ولازم الشُّيُوخ وَسمع معي من عوالي شُيُوخه فَأكْثر جدا وَأَجَازَ لَهُ عَامَّة من أخذت عَنهُ فِي الرحلة الشامية ورافقني فِي الِاشْتِغَال على الأبناسي والبلقيني والعراقي وَغَيرهم ثمَّ دخل الْيمن فِي سنة ثَمَانِي مائَة فاستمر بالمهجم وبعدن إِلَى أَن عَاد من قريب فسكن مصر ثمَّ ضعف بالذرب واختل عقله جدا وسئم مِنْهُ جِيرَانه فنقلوه إِلَى البيمارستان المنصوري فَأَقَامَ بِهِ نَحْو شَهْرَيْن ثمَّ مَاتَ وَصليت عَلَيْهِ ودفنته بالتربة البيبرسية فِي يَوْم الْأَحَد سلخ الْمحرم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ رَحمَه الله وإيانا 5 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عبد الْمهْدي بن عَليّ بن جَعْفَر الْمَكِّيّ الصَّيْرَفِي مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ 53 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عُثْمَان الْفَخر الجبرتي الشَّافِعِي نزيل طيبَة مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ 54 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان الكركي الصَّالِحِي وَيعرف براجح ولد تَقْرِيبًا بعد سنة خمسين وَسَبْعمائة وَذكر أَنه سمع من الْمُحب الصَّامِت والعماد الْحَنْبَلِيّ ورسلان الذَّهَبِيّ وَأبي الهول صَحِيح البُخَارِيّ وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ بسفح قاسيون وَدفن بِهِ رَحمَه الله 55 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر بن قنان فَخر الدّين الدِّمَشْقِي الأَصْل الْعَيْنِيّ الْحَنَفِيّ وَهُوَ بلقبه أشهر ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَحفظ منظومة النَّسَفِيّ وَنصف الْمجمع وَعرض على الشَّمْس الخجندي والمحب الطَّبَرِيّ وَأبي الْفرج المراغي وَسعد الدّين سعيد الزرندي القَاضِي والبدر ابْن عبيد الله وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي مجاورته بِمَكَّة فِي الْفِقْه فِي قسم من تَقْسِيم مجمع الْبَحْرين وعَلى نور الدّين الفنري فِي الْمنطق فِي مجاورته أَيْضا وأنشدني عَنهُ قَوْله مجيبا لمن مدحه ببيتين (كَيفَ السرُور لمَذْهَب هُوَ عاري ... عَمَّا يزجيه رضى الستار) (لَكِن بسركم ارتجي كرما لَهُ ... أَن الرِّجَال لمعدن الْأَسْرَار) (على الْإِلَه إِذا وقفت يجيبني ... أَن لَا يُنَادي يَا فناري نَار) وَسمع مني بِالْمَدِينَةِ أَشْيَاء وجود الْخط وَكتب بِهِ أَشْيَاء بل لَهُ منسك لطيف واختص بالشمس بن الزَّمن وَقدم على السُّلْطَان من قبله مرّة ثمَّ قدمهَا أُخْرَى وأثرى وَهُوَ عَاقل متودد متأدب ذُو عِيَال وَلَا يَخْلُو من افضال وَبِيَدِهِ بِالْمَدِينَةِ الشمسية مَوضِع بهج فِيهِ بُسْتَان وبحرة وَكَذَا بقباء وَغير ذَلِك وَقد تزوج ابْنَته القَاضِي

صَلَاح الدّين بن صَالح ثمَّ النَّجْم بن ظهيرة واستولدها وَسكن عِنْدهم بالشمسية الْمشَار إِلَيْهَا 56 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عَليّ بن شرف الزين الْحَنْبَلِيّ الميقاتي أحد الشُّهُود بحانوتهم بالحلوانيين كتب بِخَطِّهِ أَنه ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَالله أعلم مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين ظنا 57 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عَليّ وَيعرف بالقرعان بِضَم الْقَاف ثمَّ مُهْملَة وَآخره نون تَاجر مَسْتُور فِي حَانُوت بقيسارية طيلان مِمَّن سمع مني (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عمر الشّرف بن الشهَاب العجلوني مضى فِي المحمدين وسمى شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَالِده مُحَمَّد أَيْضا (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن فلاح مضى فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر قَرِيبا 5 {أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن عَليّ التقي بن الشهَاب الحوارني الْحَمَوِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي المولد نزيل مَكَّة وَيعرف كأبيه بِابْن الحوراني وَهُوَ ابْن عَم يحيى بن عمر الْمَاضِي وَزوج أُخْته شَاب ولد فِي سنة سِتّ وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَقَرَأَ بِمَكَّة عِنْد حسن الطلخاوي فِي الْقرَاءَات وَالْفِقْه والعربية وزوجه أَبوهُ ابْنة أَخِيه عمر واستولدها ولازمني فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِمَكَّة حَتَّى سمع بِقِرَاءَة ابْن عَمه الْمَذْكُور الصَّحِيح سوى قِطْعَة من أَوله هِيَ جزآن وَنصف فَسَمعَهَا من لَفْظِي وَقَرَأَ هُوَ بَعْضهَا مَعَ بعض أربعي النَّوَوِيّ وحدثته بباقيها مَعَ المسلسل بالأولية وَسورَة الصَّفّ وَحَدِيث زُهَيْر العشاري وَغير ذَلِك وَكَذَا سمع مني وعَلى أَشْيَاء وكتبت لَهُ إجَازَة 59 (أَبُو بكر) بن الْمُحب أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ مَاتَ وَهُوَ ابْن نصف شهر فِي سلخ ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة 60 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الطنبداوي الْمَكِّيّ مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسبعين بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد 6 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن ذُؤَيْب بن مشرف التقي بن الشهَاب بن الشَّمْس بن النَّجْم بن الشّرف الْأَسدي الشهبي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد وَحَمْزَة من بَيت كَبِير أَشرت لمن عَرفته مِنْهُم فِي المعجم وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي شُهْبَة لكَون النَّجْم وَالِد جده أَقَامَ قَاضِيا بشهبة السَّوْدَاء أَرْبَعِينَ سنة ولد فِي رَابِع عشري ربيع الأول سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن إِحْدَى عشرَة سنة بعد أَن أحضرهُ على وَالِده فِي الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة وَالرَّابِعَة وَمِمَّا حمله عَنهُ البُخَارِيّ فاشتغل بِالْعلمِ وَأخذ عَن جمَاعَة مِنْهُم كَمَا قرأته بِخَطِّهِ

سراج البُلْقِينِيّ قَالَ وَهُوَ أعلاهم والشهب الزُّهْرِيّ وَابْن حجي والملكاوي الشرفان الشريشي والغزي وَالْجمال الطيماني والزين الْقرشِي الْحَافِظ والبدر بن مَكْتُوم وَالشَّمْس الصرخدي وَسمع كَمَا بِخَطِّهِ من أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والْعَلَاء بن أبي الْمجد وَابْن صديق وكما يخط بَعضهم من غَيرهم وَمن جده الشَّمْس وتدرب على التَّارِيخ بالشهاب بن حجي وَله على تَارِيخه ذيل انْتهى فِيهِ إِلَى سنة أَرْبَعِينَ كَذَا عمل مُخْتَصرا لطيفا مُفِيدا فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة استمد فِيهِ بل وَفِي سَائِر تعاليقه التاريخية من تصانيف شَيخنَا ومراسلاته حَسْبَمَا يُصَرح بِالنَّقْلِ عَنهُ وَعَلِيهِ فِيهَا عدت مؤاخذات وفنه الَّذِي طَار اسْم بِهِ هُوَ الْفِقْه قد انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِيهِ بِبَلَدِهِ بل صَار فَقِيه الشَّام وعالمها ورئيسها ومؤرخها وتصدى للإفتاء والتدريس فَانْتَفع بِهِ خلق وَحدث بِبَلَدِهِ وببيت الْمُقَدّس سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي ودرس بالسرورية والأمجدية والمجاهدية والظاهرية والناصرية والعذراوية والركنية وَغَيرهَا وناب فِي تدريس الشاميتين وَصَارَ الْأَعْيَان فِي وقته بِبَلَدِهِ من تلامذته ورحل إِلَيْهِ من الْأَمَاكِن النائية كل ذَلِك مَعَ الذكاء والفصاحة والشهامة والديانة وَحسن الْخلق والمحاسن الوافرة وَمن تصانيفه سوى مَا تقدم شرح الْمِنْهَاج سَمَّاهُ كِفَايَة الْمُحْتَاج إِلَى تَوْجِيه الْمِنْهَاج وَلكنه لم يكمل وقف فِيهِ مَكَان وقف السُّبْكِيّ فِي الْخلْع فِي أَربع مجلدات وَشرح التَّنْبِيه سَمَّاهُ كَافِي النبيه وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق مُدَّة ثمَّ اسْتَقل بِهِ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين عوضا عَن الْكَمَال ابْن الْبَارِزِيّ وَلم يلبث أَن صرف بالبهاء بن حجي لكَونه خطب فِي وَاقعَة إينال الجكمي للعزيز يُوسُف بن الْأَشْرَف برسباي ثمَّ أُعِيد بعد الونائي فِي شَوَّال الَّتِي تَلِيهَا وانفصل عَن قرب أول سنة أَربع وَأَرْبَعين وَانْقطع للْعلم وسافر قبيل مَوته بِجَمِيعِ عِيَاله لزيارة بَيت الْمُقَدّس فِي رَمَضَان وَقصد الشهَاب أَبَا البقا الزبيرِي بِالْمَدْرَسَةِ الطولونية لزيارته فَقيل أَنه تكلم على بعض الْمحَال من البُخَارِيّ بِحَضْرَة المزور بِمَا أبهت بِهِ من حضر حَتَّى قَالَ بَعضهم لَو كَانَ هُنَا ابْن حجر لم يتَكَلَّم بِأَكْثَرَ وَلَا أحسن وتحققوا بذلك تقدمه فِيمَا عدا الْفِقْه أَيْضا وَلما انْقَضى أربه من الزِّيَارَة عَاد فَمَاتَ فَجْأَة وَهُوَ جَالس يصنف ويكلم وَلَده الْبَدْر بعد عصر يَوْم الْخَمِيس حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَدفن من الْغَد بمقبرة بَاب الصَّغِير عِنْد سلفه وَكَانَ لَهُ مشْهد لم ير لأحد من أهل عصره مثله وتأسف الدمشقيون على فَقده وَمن الْغَرِيب مَا حَكَاهُ وَلَده أَنه قبل مَوته أَظُنهُ بِيَوْم ذكر موت الْفجأَة وَأَنه إِنَّمَا أَخذه أَسف للْكَافِرِ وَأما الْمُؤمن فَهُوَ لَهُ رَحْمَة وَقرر

ذَلِك تقريرا شافيا قلت وَقد ترْجم البُخَارِيّ فِي الْجَنَائِز من صَحِيحه موت الْفجأَة وَقد تَرْجمهُ بعض الْمُتَأَخِّرين فَقَالَ أَنه نَاب مُدَّة بشهامة وصرامة وَحُرْمَة وَكلمَة نَافِذَة ثمَّ اسْتَقل مرَّتَيْنِ وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْمَذْهَب فِي زَمَانه بل رياسة الشَّام كلهَا وَصَارَ مرجعها إِلَيْهِ ومعولها فِي مشكلاتها عَلَيْهِ ورزق من ذَلِك مَا لم يرزقه فِيهِ غَيره حَتَّى قَالَ الحسام الْحَنَفِيّ أَنه لم يحصل لشافعي قطّ مَا حصل لَهُ فَإِنَّهُ يرى نَص الشَّافِعِي فِي مَسْأَلَة فتواه على خِلَافه فَيعْمل بهَا لكَونه عِنْدهم أخبر بِنَصّ الشَّافِعِي من غَيره وَلم يدانه فِي زَمَانه بل وَلَا قبله من مدد فِي معرفَة فروع الشَّافِعِيَّة سِيمَا تَخْرِيج كَلَام الْمُتَأَخِّرين أحد وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير بِحَيْثُ لَو قَالَ الْقَائِل أَنه كتب مِائَتي مُجَلد لم يتَجَاوَز وخطه فائق دَقِيق وَبيع فِي تركته نَحْو سَبْعمِائة مُجَلد كَاد أَن يستوفيها مطالعة وَألف التَّارِيخ الْكَبِير ابْتَدَأَ فِيهِ من سنة مِائَتَيْنِ إِلَى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَفِي أَثْنَائِهِ خرم أكمله بعض تلامذته وذيلا على تواريخ الْمُتَأَخِّرين الذَّهَبِيّ والبرزالي وَابْن رَافع وَابْن كثير وَغَيرهم وابتدأه من سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة إِلَى سنة نَيف وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فِي ثَمَان مجلدات وَاخْتَصَرَهُ فِي مجلدين ثمَّ اخْتَصَرَهُ فِي مُجَلد وَكتب حوادث زَمَنه إِلَى يَوْم وَفَاته وَعمل طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة إِلَى غير ذَلِك مِمَّا لَا يُحْصى اختصارا وانتقاء وجمعا قَالَ الْعِزّ الْقُدسِي دخلت دمشق قبل الْفِتْنَة فَلم أر فِيهَا وَلَا سَمِعت مِمَّن نَشأ أحسن مِنْهُ صُورَة وسيرة وَكَانَ شكلا حسنا يلبس القماش النفيس ويركب البغال المثمنة مُعظما مكرما وقورا لَا يُخَاطب غَالِبا إِلَّا جَوَابا عَلَيْهِ جلالة ومهابة عِنْده نفرة من النَّاس وَبَعض حِدة مزاج لم أر مثله فِي مَعْنَاهُ وَلما أرسل الظَّاهِر جقمق رَسُوله لشاه رخ كَانَ أحد أَرْبَعَة سَأَلَهُ عَنْهُم فَأَجَابَهُ ببقائهم فَقَالَ الْحَمد لله بعد فِي النَّاس بَقِيَّة حج فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَقدم الْقُدس فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين للزيارة ثمَّ عَاد إِلَى أَن مَاتَ فِي عصر يَوْم الْخَمِيس عَاشر ذِي الْقعدَة مِنْهَا فَجْأَة وَأخرج من الْغَد بعد أَن صلى عَلَيْهِ بعد الْجُمُعَة فِي مشْهد حافل لم يعْهَد نَظِيره فِي هَذِه الْأَزْمَان وَمَشى فِيهِ النَّائِب والحجاب والقضاة ونوابهم وَالْعُلَمَاء وَالْفُقَهَاء وَسَائِر النَّاس وَدفن بمقابر بَاب الصَّغِير عِنْد أَبِيه وجده بِالْقربِ من تربة بِلَال ورؤيت لَهُ منامات كَثِيرَة حَسَنَة ذكرهَا وَلَده فِي مجلدة وافرد من مناقبه أَيْضا جملَة ورثى بمراث كَثِيرَة فِيهَا مرثية للشمس الْقُدسِي أَولهَا (عَلَيْك تَقِيّ الدّين تبْكي الْمنَازل ... لقد كنت مأمولا إِذا أم نَازل)

ولمحمد الْفراش أَولهَا (لموتك أَيهَا الصَّدْر الرئيس ... تعطل الدارس والمدروس) وَلم يخلف بعده مثله وَكَانَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء درس بالتقوية وَذكر الْخلاف فِي موت الْفجأَة ثمَّ قَالَ وَأَنا أختاره لمن هُوَ على بَصِيرَة لِأَن أقل مَا فِيهِ أَمن الْفِتْنَة عِنْد الْمَوْت ثمَّ ركب مِنْهَا فَلَمَّا اسْتَوَى على بغلته قَالَ لوَلَده الْبَدْر وَالله يَا بني مَا بَقِي فِينَا شَيْء ثمَّ توجه للناصرية فدرس بهَا وجره الْكَلَام إِلَى فضل الْمَوْت يَوْم الْجُمُعَة وليلتها ثمَّ سَأَلَ الله الْوَفَاة فِي ذَلِك فَأجَاب الله دَعوته فَإِنَّهُ لما كَانَ ثَانِي يَوْم بعد الْعَصْر وَهُوَ جَالس يحدث وَلَده والقلم بِيَدِهِ وَهُوَ يكْتب فَوضع الْقَلَم فِي الدواة واستند إِلَى المخدة والتوى رَأسه فَقَامَ إِلَيْهِ وَلَده فَوَجَدَهُ قد مَاتَ بِحَيْثُ قَالَ وَلَده وَالله وَالله مَا أعلم أَنه حصل لَهُ من ألم الْمَوْت مَا يحصل من ألم الفصادة إِلَّا دون ذَلِك رَحمَه الله وإيانا 6 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد الزكي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الضَّرِير وَيعرف بالسعودي ولد تَقْرِيبًا قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة بِمصْر وَأخْبر أَن أمه سَافَرت بِهِ فِي صغره إِلَى اسكندرية فَرَآهُ الشَّيْخ نَهَارا فَقَالَ لَهَا أَنه يكف بعد قَلِيل وَأَنه يكون فِي آخر عمره خيرا مِنْهُ فِي أَوله وَلَا يَمُوت إِلَّا مَسْتُورا فَكف وسنه خَمْسَة أشهر وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج أَو التَّنْبِيه والشاطبية والكافية الشافية وَاسْتمرّ على حفظهَا إِلَى آخر وَقت وَعرض على السراج البُلْقِينِيّ والأبناسي والعز بن الكويك وأجازوا لَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآن بِمصْر على الصَّدْر السفطي شيخ الْآثَار وتلا بالسبع عَلَيْهِ وعَلى مظفر وخليل المشبب وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي ولازمه كثيرا وَسمع عَلَيْهِ الشاطبيتين وَالْفَخْر البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر وَالشَّمْس بن الْقطَّان وَسمعت أَنه كَانَ يرجحه على سَائِر شُيُوخه بل قيل أَنه أَخذهَا عَن التقي عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ وَبحث فِي الْفِقْه على ابْن الْقطَّان وَغَيره وَسمع دروسا فِي النَّحْو على الشَّمْس الغماري وَلكنه لم يتَمَيَّز فِي غير الْقرَاءَات مَعَ حذق بتعبير الرُّؤْيَا وَحج فِي سنة أَربع عشرَة وجاور بقيتها مَعَ سنتَيْن بعْدهَا وَدخل الْيمن وأقرأ بتعز وسافر إِلَى طرابلس وَأخذ عَنهُ جمَاعَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الزين جَعْفَر السنهوري الْفَاتِحَة وَإِلَى المفلحون وَلم يكن يسمح بِالْإِجَازَةِ إِلَّا لمن يقْرَأ وَمَا أَظن قَصده فِي ذَلِك إِلَّا جميلا وَإِن قَالَ البقاعي أَنه مُجَرّد حرمَان لَهُ لسوء بَاطِنه وَقد فَاتَهُ خير كثير وَمَا اكْتفى بذلك حَتَّى قَالَ لَهُ أَنْت شيخ قد أعمى الله بصيرتك كَمَا أعمى بَصرك وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أَبُو بكر الزكي بن الْمقري ولد سنة بضع وَسِتِّينَ وتعانى الِاشْتِغَال بالقراءات وَكَانَ قد أضرّ فَحمل عَن الْعَسْقَلَانِي خَاتِمَة أَصْحَاب الصَّائِغ وَأَجَازَ لَهُ وَمهر فِي تَعْبِير المنامات

واشتهر بذلك وَكَانَ يلازم التِّلَاوَة وَذكر لي فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ أَنه رأى مناما وقصة على انْتهى وَأَشَارَ شَيخنَا الزين رضوَان لترجمته بِاخْتِصَار وَأَن الشَّمْس بن الحصري أخبرهُ أَنه أَخذ الْقرَاءَات عَن الْعَسْقَلَانِي وَقَالَ غَيره إِنَّه كَانَ طوَالًا محتدا مَاتَ بِمصْر فِي حُدُود سنة سبع وَأَرْبَعين رَحمَه الله وإيانا 63 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد الجيزي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وأخو مُحَمَّد الْمَاضِي اشْتغل على الزين زَكَرِيَّا وَغَيره وَفضل وَجل انتفاعه بِمُحَمد الطنتدائي الضَّرِير وَصَحب ابْن أُخْت الشَّيْخ مَدين وسافر فِي الْبَحْر لمَكَّة فقطنها وَتوجه مِنْهَا إِلَى الْهِنْد صُحْبَة ولد حُسَيْن بن قاوان وَكَانَ وَهُوَ بِمَكَّة يَأْخُذ عَن أَبِيه وَعَن قاضيها ثمَّ عَاد مَعَ حَافظ رَسُول صَاحب كلبرجة بعد أَن صاهره وَقد ترفع حَاله فَلم يلبث أَن مَاتَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَكَانَ قدمهَا للزيارة وَدفن بِالبَقِيعِ وَأَظنهُ قَارب الْأَرْبَعين أَو جازها رَحمَه الله 64 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد العمراني الْيَمَانِيّ وَيعرف فِي بَلَده وَبَين جماعته بالشنيني رَأَيْت خطه على استدعاء بعد الْخمسين 65 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد الزين الفنشي الأَصْل بفاء ثمَّ نون سَاكِنة ثمَّ شين مُعْجمَة من عمل البهنسا القاهري ابْن أخي عبد الباسط مبَاشر جدة ومحتسبها هُوَ إِلَى أَن صرف عَنْهَا على يَد ناظرها برد بك مَعَ إهانته لَهُ وَاسْتقر عوضه أَخُو ابْن كَاتب البزادرة 66 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد المشيرقي روى لنا عَن الْمُحب بن الشّحْنَة أَنه قَالَ رحلت فِي خدمَة الْخَطِيب نَاصِر الدّين بن عشائر إِلَى الْقَاهِرَة فَلَمَّا نزلنَا الصالحية ذكر لنا أَن شَيخا بهَا اختطفه الْجِنّ وَفِي الظَّن أَنه سَمَّاهُ مُحَمَّدًا وَهُوَ مَشْهُور عِنْدهم بالمخطوف فَاجْتَمَعْنَا بِهِ فَذكر لنا أَنه قتل وزغة بِجَامِع الصالحية فاختطف واحتوشه جمَاعَة من الْجِنّ كل يدعى أَنه قَاتل قَرِيبه فلقنه شخص طلب شرع الله فصاح بقوله شرع الله شرع الله فأحضر إِلَى شخص هُوَ القَاضِي جَالس على كرْسِي وعَلى رَأسه برنس فَادّعى عَلَيْهِ عِنْده فَأنْكر فَسَأَلَ القَاضِي الْمُدَّعِي فِي أَي صُورَة ظهر قريبك فَقَالَ فِي صُورَة وزغة فَالْتَفت إِلَى من عِنْده وَقَالَ ألم يخبرنا عَليّ رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي أَنه قَالَ من تزيا بِغَيْر زيه فَقتل فدمه هدر دَعوه ثمَّ سَأَلَهُ هَل تحسن قِرَاءَة الْقُرْآن فَقَالَ نعم فَعرض عَلَيْهِ أَن يُقيم عِنْدهم ليعلمهم فَأبى وَذكر لَهُ أَنه قَرَأَ الْفَاتِحَة على عَليّ فتلقنها المخطوف مِنْهُ وتلقنها من المخطوف ابْن عشائر وخادمه

هَذَا وَقرأَهَا على الْمُحب بن الشّحْنَة وسمعناها مِنْهُ مرَارًا وَالله أعلم بِصِحَّتِهَا 67 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مقبل التقى بن الشهَاب الْحِمصِي الضَّرِير الشَّافِعِي الْمقري وَيعرف بِابْن مقبل تَلا بالسبع على بلدية الشَّمْس بن شبيب وَكَذَا قَرَأَ على الشَّيْخ حبيب وَالْفَخْر الضَّرِير وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَصَارَ شيخها وانتفع بِهِ جمَاعَة مَعَ استحضاره لجملة من تَارِيخ وَغَيره واعتقاد من أهل بَلَده فِيهِ وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ بلديه الْعَلَاء أَبُو الْحسن عَليّ بن عَليّ بن مُحَمَّد الْحميدِي وأفادني تَرْجَمته وَأَنه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين حَيّ قد جَازَ الثَّمَانِينَ (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن وجيه يَأْتِي فِي أبي بكر بن وجيه 6 {أَبُو بكر) بن إِسْحَاق بن حُسَيْن بن خَالِد المرندي ثمَّ الشَّامي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ فِيمَا رَأَيْته بِخَط بَعضهم شيخ صَالح معمر ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة وَكَانَ أحد صوفية الخانقاه الناصرية فرج بالصحراء الْمَعْرُوفَة بالتربة البرقوقية هَكَذَا ذكره النَّجْم عمر بن فَهد وَهُوَ فِي مُعْجم أَبِيه لَكِن بِدُونِ إِسْحَاق 69 (أَبُو بكر) بن إِسْحَاق بن خلد الزين الكختاوي الْحلَبِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بباكير ولد تَقْرِيبًا فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ سنة سبعين وَسَبْعمائة بكختار واشتغل فِي الْفُنُون وَأخذ عَن غير وَاحِد بعدة أَمَاكِن مِنْهُم الْعَلَاء الصيرامي حَتَّى مهر وَتقدم وفَاق الأقران ودرس وَأفْتى وَولي قَضَاء حلب فحمدت سيرته ثمَّ طلب إِلَى الْقَاهِرَة وَاسْتقر فِي مشيخة الشيخونية وانتفع بِهِ فِيهَا جمَاعَة واتفقت لَهُ كائنة مَعَ الْعَلَاء الرُّومِي ذكرهَا شَيخنَا فِي الْحَوَادِث عرضت عَلَيْهِ بعض محفوظاتي وَكَانَ خيرا سَاكِنا عَاقِلا منجمعا عَن النَّاس ذَا شكالة حَسَنَة وَشَيْبَة نيرة وجلالة عِنْد الْخَاص وَالْعَام مَعَ لكنه خَفِيفَة فِي لِسَانه بل اخْتَلَط قبل مَوته بِيَسِير وَمَات فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشري جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ فِي سَبِيل المؤمني بِحَضْرَة السُّلْطَان فَمن دونه وَدفن بالفسقية الَّتِي بهَا الرَّازِيّ وزاده فِي جَامع شيخو وَقد ذكره الْعَيْنِيّ وَقَالَ إِن المترجم أَخذ عَنهُ وَهُوَ أَمْرَد الصّرْف وَغَيرهَا بِبَلَدِهِ كختا سنة خمس وَثَمَانِينَ ثمَّ فِي عنتاب بعد ذَلِك ثمَّ قدم الْقَاهِرَة سنة تسعين فَنزل فِي البرقوقية وَحضر دروس شيخها الْعَلَاء وَكتب التَّلْوِيح بِخَطِّهِ وَصَححهُ ثمَّ بعد هَذَا كُله ركب هَوَاهُ واشتغل بِمَا يزِيل الْعقل حَتَّى بَلغنِي أَنه كَانَ يجْتَمع مَعَ الْيَهُود على مَا لَا يُرْضِي الله وَآل أمره إِلَى أَن بَاعَ كتبه وَغَيرهَا بِحَيْثُ أصبح فَقِيرا وألجأه الْفقر والتهتك إِلَى السّفر لبلاد الرّوم وَصَارَ يتَرَدَّد فِي بِلَاد ابْن عُثْمَان من بلد إِلَى بلد ويحضر دروس علمائها ثمَّ بعد مُدَّة سَافر إِلَى حلب فَأَقَامَ بهَا حَتَّى تعين بَين الطّلبَة وساعده

ططر حِين كَانَ مَعَ الْمُؤَيد لما سَافر لبلاد ابْن قرمان حَتَّى ولي قضاءها فَكَانَ الْبَدْر ابْن سَلامَة أحد أكَابِر الْحَنَفِيَّة بهَا يُنكر عَلَيْهِ فِي أَكثر أَحْكَامه لِأَنَّهُ كَانَ عريا عَن الْفِقْه بل كَانَ يُفْتِي بِغَيْر علم وَرُبمَا أفحش فِي الْخَطَأ بِحَيْثُ جمع ابْن سَلامَة من فَاحش فَتَاوِيهِ جملَة لَا توَافق مذهبا وأوقفني عَلَيْهَا لما كنت بحلب فِي سنة آمد وَمَعَ ذَلِك فَلَمَّا توفّي الْبَدْر حُسَيْن الْقُدسِي فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وامتنعت من الِاسْتِقْرَار فِي الشيخونية عوضه وكانه للخوف مِمَّا وَقع للتفهني ذكر هَذَا للسُّلْطَان فَطَلَبه فاستقر بِهِ فِيهَا حَتَّى مَاتَ وَقرر فِي قَضَاء حلب عوضه الْمُحب بن الشّحْنَة بعد امْتنَاع الصَّفَدِي من قبُوله انْتهى وَلَا يخفى مَا فِيهِ من التحامل وَإِلَّا فقد ذكره بعض الآخذين عَنهُ فَقَالَ قدم من بِلَاده وَهُوَ إِمَام عَالم فَاضل فَقِيه حسن الْخط يعرف العقليات ويجيد الإقراء وحصلت لَهُ وجاهة فِي الدولة الأشرفية وَكلمَة نَافِذَة مَعَ الدّين وَالْخَيْر والانجماع عَن النَّاس والسكون واللطف وَكَثْرَة الْبر للطلبة وَالْقِيَام فِي الْحق رَحمَه الله وإيانا 70 (أَبُو بكر) بن إِسْمَاعِيل بن ابراهيم الجبرتي الْيَمَانِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَولده إِسْمَاعِيل خَلفه فِي رياسته وَمَات فِي سنة ثَلَاث أَو أَربع وَعشْرين 7 (أَبُو بكر) بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن خَلِيل الطرابلسي ثمَّ الْحَمَوِيّ الشَّامي مِمَّن قطن مَكَّة زَمنا وَولي بهَا السِّقَايَة بسبيل السُّلْطَان وَسمع مني بهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ جملَة وَحصل أَشْيَاء من تصانيفي وسمعها وَهُوَ خير رَاغِب فِي الْعلم وَأَهله وَكَذَا لَقِيَنِي بهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَلَكِن لم يلبث أَن مَاتَ فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا آخر الْمحرم وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين رَحمَه الله وإيانا 7 (أَبُو بكر) بن إِسْمَاعِيل بن عمر التقي الطرابلسي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة مِمَّن أَخذ عَن السوبيني وَغَيره وتميز وَقدم الْقَاهِرَة قبيل الْخمسين فقطنها مُدَّة مَعَ بلدييه ابْني ابْن بهادر يعلمهما منجمعا على نَفسه فِي الْكِتَابَة بِحَيْثُ كتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء حَسَنَة وخطه جيد متقن مَعَ تدين وَسُكُون وَقد سمع الْيَسِير على شَيخنَا وَختم البُخَارِيّ بالظاهرية على الْأَرْبَعين ثمَّ سَافر لمَكَّة فَأَقَامَ بهَا على خير حَتَّى مَاتَ قبيل السِّتين فِيمَا أَظن رَحمَه الله 73 (أَبُو بكر) بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد السَّيِّد الْيَمَانِيّ ابْن الأهدل مِمَّن سمع مني بِمَكَّة 74 (أَبُو بكر) بن أَيُّوب بن أَحْمد بن عبد الله بن عَفَّان بن رَمَضَان الْفَخر الفيوم الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي مَاتَ بهَا فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَكَانَ صَالحا 75 (أَبُو بكر) بن أَيُّوب رجل صَالح شَافِعِيّ لقِيه الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين بِمَكَّة وَكتب عَنهُ حِكَايَة المختطف عَن الْبُرْهَان الْموصِلِي بهَا حَسْبَمَا أثبتها فِي تَرْجَمته

عَمه الصفى عبد الرَّحْمَن الايجي فِي المعجم وَأَظنهُ الَّذِي قبله 76 (أَبُو بكر) بن بَرَكَات بن سَلامَة بن عوض الطنبداوي الْمَكِّيّ مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَمَات بهَا سنة بضع وَتِسْعين فَجْأَة وجدوه مَيتا أَسْفَل رِبَاط كَاتب السِّرّ بالمروة وَدفن بالمعلاة (أَبُو بكر) بن أبي البركات الخانكي فِي ابْن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم 77 (أَبُو بكر) بن الْبُرْهَان الضجاعي الْفَقِيه الْحَنَفِيّ الْمُفْتِي شَاعِر وقته بِلَا مُنَازعَة بل لَهُ مؤلف جيد فِي الْحساب ومقدمة للْقِرَاءَة السَّبْعَة فِي ثَلَاثِينَ جُزْءا كتبهَا بِالذَّهَب وَالْفِضَّة ووقفها بِمَسْجِد الأشاعرة من زبيد وَهُوَ مِمَّن مدح الطّيب النَّاشِرِيّ وَفِي تَرْجَمته أَفَادَ مَا ذَكرْنَاهُ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ وَلم أعلم مَتى مَاتَ وَلَا زِيَادَة على مَا رَأَيْته عِنْده (أَبُو بكر) بن حبيب وَاسم حبيب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن ملاعب العزازي الجرائحي سَمَّاهُ بَعضهم ثَابتا مضى فِي الْمُثَلَّثَة (أَبُو بكر) بن حجَّة هُوَ ابْن عَليّ بن عبد الله يَأْتِي 7 {أَبُو بكر) بن الخواجا الْبَدْر حسن بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ بن أَحْمد الْفَخر الصعدي الأَصْل الْمَكِّيّ ويلقب أَبوهُ وَهُوَ الخواجا الْخَيْر بالطاهر مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتِّينَ بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد 79 (أَبُو بكر) بن حسن بن مديرس بِمُهْملَة آخِره وثانيه مَعَ التصغير الْمَكِّيّ الشَّيْخ سمع من الْفَخر النويري والعز بن جمَاعَة وَلم يتَّفق أَنه حدث مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة ثَمَان عشرَة ارخه ابْن فَهد 80 (أَبُو بكر) بن الْحُسَيْن بن أبي حَفْص عمر بن أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن يُونُس بن أبي الْفَخر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن نجم بن طولو الزين أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي العبشمي الْأمَوِي العثماني المراغي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي نزيل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَيُقَال اسْمه عبد الله وَوجد بِخَط الْكَمَال الشمني وَالْمَشْهُور أَن اسْمه كنيته وَيعرف بِابْن الْحُسَيْن المراغي وَرُبمَا يُقَال العثماني ذكرت مَا فِي نسبه من الْخلف فِي ابْنه مُحَمَّد من تَارِيخ الْمَدِينَة أَو غَيره من تصانيفي ولد فِي سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا واشتغل كثيرا عِنْد التقي السُّبْكِيّ وَغَيره ولازم الأسنوي حَتَّى مهر وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ زَوَائِد الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ لَهُ وَحضر دروس الشَّمْس بن اللبان وَأخذ عَن الْفَخر بن مِسْكين تَنْقِيح الْقَرَافِيّ بِأَخْذِهِ لَهُ عَن مُؤَلفه وَعَن غير وَاحِد كالعلاء مغلطاي الحَدِيث وَمِمَّا سَمعه مِنْهُ السِّيرَة النَّبَوِيَّة من تلخيصه وَسمع على الْمَيْدُومِيُّ المسلسل والغيلانيات وأجزاء من أبي دَاوُد وعَلى أبي الْفرج بن عبد الْهَادِي صَحِيح مُسلم وعَلى نَاصِر الدّين التّونسِيّ الْمَالِكِي سنَن النَّسَائِيّ وَغَيرهَا وعَلى مظفر الدّين الْعَطَّار جَامع التِّرْمِذِيّ وعَلى عبد الْقَادِر بن الْمُلُوك ثَانِي الطَّهَارَة

للنسائي وَغَيرهَا فِي آخَرين كناصر الدّين الأيوبي وَصَالح بن مُخْتَار وَأحمد بن كشتغدي وَعبد الرَّحْمَن بن المعمر الْبَغْدَادِيّ وَعَائِشَة الصنهاجية وَكَانَ أول سَمَاعه سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة تسع وَعشْرين الحجار وَأَبُو الْعَبَّاس بن المزيز والمزي وَأَيوب الكحال وَابْن أبي التائب وَخلق انْفَرد بالرواية عَن كثير مِنْهُم سَمَاعا وإجازة فِي سَائِر الْآفَاق وَخرج لَهُ شَيخنَا أَرْبَعِينَ وَالْجمال بن مُوسَى المراكشي مشيخة عَن مشايخه بِالسَّمَاعِ أَجَاد فِيهَا وسمعتهما على أَصْحَاب الْمخْرج لَهُ والنجم بن فَهد تراجم شُيُوخه بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة وَفِي آخرهَا أَسَانِيد مسموعاته وتحول قَدِيما من الْقَاهِرَة إِلَى الْحجاز فاستوطن الْمَدِينَة نَحْو خمسين سنة بل رَأَيْته سمع فِيهَا على ابْن سبع والبدر بن فَرِحُونَ فِي سنة سبع وَخمسين البُخَارِيّ وعَلى ثَانِيهمَا فَقَط الْيَسِير من الأنباء المبينة وَوَصفه كَاتب الطَّبَقَة بالشيخ الْفَقِيه الإِمَام الْعَالم الْعَامِل مفتي الْمُسلمين الْمدرس والمتصدر بِالْحرم الشريف انْتهى وَتزَوج فِيهَا وَولد لَهُ عدَّة أَوْلَاد وَولي قضاءها وخطابتها وإمامتها فِي حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَمَانمِائَة عوضا عَن الْبَهَاء مُحَمَّد بن الْمُحب الزرندي فَسَار فِيهَا سيرة حَسَنَة ثمَّ صرف بعد سنة وَنصف فِي صفر سنة إِحْدَى عشرَة بِزَوْج ابْنَته الرضى أبي حَامِد المطري وَلَعَلَّ سَببه إهانة جماز بن نعير لَهُ حِين مانعه عَن فتح حَاصِل الْحرم وَلم يلْتَفت لمَنعه بل ضرب شيخ الخدام بِيَدِهِ وَكسر الأقفال وَنهب مَا أَرَادَ وانتفع بِهِ أهل الْمَدِينَة والوافدون إِلَيْهَا وَحدث فِيهَا وَفِي مَكَّة حِين جاور بهَا فِي سنتي أَربع عشرَة وَخمْس عشرَة وبمنى والجعرانة بالكثير سمع مِنْهُ أَوْلَاده وسبطه الْمُحب المطري وَشَيخنَا والفاسي وَمن لَا أحصيهم كَثْرَة وَأَصْحَابه بِالْإِجَازَةِ الْآن معدودون وَلَا أعلم بِالسَّمَاعِ مِنْهُم أحدا سوى أبي الْفَتْح بن علبك بِالْمَدِينَةِ وَأبي بكر بن فَهد بِمَكَّة بل آخِرهم بالحضور أَبُو بكر بن عَليّ بن مُوسَى الْقرشِي الْآتِي وَمَات سنة خمس وَتِسْعين وَقيل لي فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وجود بَعضهم بِالْمَدِينَةِ وَكتب عَنهُ ابْن الملقن قَدِيما فَكتب بِخَطِّهِ أَنْشدني الشَّيْخ زين الدّين بن الْحُسَيْن فَذكر شعرًا من نظمه وَعمل للمدينة تَارِيخا حسنا سَمَّاهُ تَحْقِيق النُّصْرَة بتلخيص معالم دَار الْهِجْرَة فرغ من تبييضه فِي رَجَب سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع مِنْهُ عَلَيْهِ الْبُرْهَان الأبناسي سنة خمس وَسبعين بِقِرَاءَة الزين عبد الرَّحْمَن الفارسكوري وقرضه الْقَارئ فِي الطَّبَقَة واقتدى بِهِ فِي تقريضه بالطبقة الصّلاح الأقفيسي بعد قِرَاءَته فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة وقرأه عَلَيْهِ ابْن الْجَزرِي فِي صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بِسَعِيد السُّعَدَاء من الْقَاهِرَة وَأثْنى على كل من الْمُؤلف والمؤلف فَقَالَ إِنَّه مَلأ الْعُيُون

وشنف المسامع وَجمع مُؤَلفه محَاسِن من تقدمه وَزَاد فَلَو قيل مَا الْفرق قُلْنَا الْفرق لجامع فهيج لي بذلك المغنى طَربا وجدد الأشواق أربا وأدار على مسمعي مدامة وشحت حببا فَقلت وَالْقلب يُقيم شوقا وَيقْعد أدبا (أَقُول لصحبي عِنْد رُؤْيَة طيبَة ... وَقد أطرب الْحَادِي بأشرف مُرْسل) (خليلي هَذَا ذكره ودياره ... قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل) وَوَصفه بِالْإِمَامِ الْعَالم الْعَامِل الْعَلامَة الحبر الْبَحْر الفريد الْحجَّة الْمُحَقق الْقدْوَة مفتي الْمُسلمين زين الْملَّة وَالدّين جمال الْعلمَاء العاملين شرف الْأَعْيَان والمدرسين وسَمعه مَعَه الْمُحدث الشّرف الْقُدسِي وَكتب عَلَيْهِ أبياتا وَكَذَا وقف عَلَيْهِ فِي السّنة الَّتِي قبلهَا القَاضِي نَاصِر الدّين بن الميلق وَقَالَ (وقف ابْن ميلق الْفَقِير على الَّذِي ... أعيت أَمَالِيهِ النهى إعياء) (فتقاصرت عَن شأوه مداحه ... وَلَقَد سموا نَحْو السَّمَاء ثَنَاء) (فَثنى الْفَقِير عَن الثَّنَاء عنانه ... لكنه مد الْعَنَان دُعَاء) (وبخطه كتب التقاصر يرتجي ... لحظ الْكِرَام إِذا رَأَوْهُ رَجَاء) وقرضه أَيْضا مُحَمَّد بن أَحْمد بن خطيب بيروذ وَعلي بن يُوسُف بن الْحسن الزرندي وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عِيسَى بن الخشاب وقرأه عَلَيْهِ غير وَاحِد بِالْمَدِينَةِ بل قَرَأَهُ عَلَيْهِ ابْن سكر بِمَكَّة والبرهان القيراطي وَعبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن نصر بن المعمر الوَاسِطِيّ وَأحمد بن يُوسُف بن ملك الرعيني الغرناطي وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن جَابر الأندلسي وهما الْأَعْمَى والبصير إِذا وقف عَلَيْهِ كل مِنْهُم بِالْمَدِينَةِ وَاخْتصرَ الزهر الباسم فِي سيرة أبي الْقَاسِم وَسَماهُ رَوَائِح الزهر وَكَذَا اختصر الْحِرْز الْمعد لمن فقد الْوَلَد لأبي الْقسم عبد الْغفار بن مُحَمَّد السَّعْدِيّ وَسَماهُ مَنَافِع الْحِرْز وَعمل منسكا صَغِيرا مُفِيدا جَامعا سَمَّاهُ مرشد الناسك إِلَى معرفَة الْمَنَاسِك وأكمل شرح شَيْخه الأسنوي للمنهاج سَمَّاهُ الوافي بتكملة الْكَافِي يُقَال أَنه شرع فِيهِ فِي حَيَاته وَكَذَا شرح الزّبد للبارزي وَسَماهُ الْعمد فِي شرح الزّبد إِلَى غَيرهَا وَوَصفه البرهاني الأبناسي فِي إِجَازَته لوَلَده بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة ذِي الْفَوَائِد الجسيمة والفرائد الْيَتِيمَة صدر المدرسي زين الْمُفْتِينَ بل وصف وَالِده بالشيخ الصَّالح المربي كَهْف الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين وكلا من جده واللذين فَوْقه بالشيخ الصَّالح مَاتَ بعد أَن تغير على الْمُعْتَمد يَسِيرا فِي مستهل ذِي الْحجَّة وَمن قَالَ فِي سادس عشر فقد وهم سنة سِتّ عشرَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله وإيانا وَقد جزم شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِأَنَّهُ تغير وَتعقبه ابْن

الْخياط والابي ورد عَلَيْهِمَا التقي بن فَهد وَلَكِن قد قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَكَانَ بعض من يتعصب عَلَيْهِ ينْسبهُ إِلَى الخرف والتغير وَلم يَقع ذَلِك فقد سَمِعت مِنْهُ بِمَكَّة فِي سنة خمس عشرَة وَهُوَ صَحِيح وَأَخْبرنِي من أَثِق بِهِ أَنه اسْتمرّ على ذَلِك وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا فِي المعجم والأنباء والفاسي فِي الذيل والمقريزي بِاخْتِصَار فِي عقوده وَأَنه صَحبه سِنِين وَابْن قَاضِي شُهْبَة فِي الذيل فِي آخَرين وَمن نظمه (حمدت إلهي على فَضله ... وتجديد أنعامه كل عَام) (بلغت الثَّمَانِينَ وبضعا لَهَا ... وأمثال عصري قضوا بالحمام) (وَقد نلْت تسميع حَدِيث بهَا ... وَيَا حبهذا بِبَيْت حرَام) (وَمَا كنت أَهلا لَهُ قبلهَا ... وَأَرْجُو من الله حسن الختام) (أَبُو بكر) بن حُسَيْن المرندي مضى فِي ابْن اسحق بن حُسَيْن 8 (أَبُو بكر) بن حُسَيْن شيخ مرج بني عَامر قتل فِي صفر سنة إِحْدَى وَخمسين 8 (أَبُو بكر) بن دَاوُد بن أَحْمد الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ أحد الْفُضَلَاء فِي مذْهبه نَاب فِي الحكم ودرس وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه 83 (أَبُو بكر) بن دَاوُد التقى أَبُو الصَّفَا الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَالِد عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَيعرف بِابْن دَاوُد صحب جمَاعَة مِنْهُم الشهَاب أَحْمد بن الْعَلَاء أبي الْحسن عَليّ ابْن مُحَمَّد الأرموي الصَّالِحِي وَلَقي بِأخرَة الشهَاب بن الناصح والبسطامي وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وصنف أدب المريد وَالْمرَاد سَمعه مِنْهُ وَلَده بطرابلس سنة خمس وَثَمَانمِائَة وتسلك بِهِ غير وَاحِد وَأَنْشَأَ زَاوِيَة حَسَنَة بالسفح فَوق جَامع الْحَنَابِلَة وتؤثر عَنهُ كرامات فيحكى أَنه دخل وَابْنه مَعَه كَنِيسَة يهود بجوبر فِي يَوْم سبت وعَلى منبره خَمْسَة رجال من الْيَهُود فَقَالَ الشَّيْخ أَبُو بكر لَا إِلَه إِلَّا الله فانهدم بهم الْمِنْبَر وسجدوا بأجمعهم كل ذَلِك مَعَ إلمامه بِالْعلمِ وإتباعه للسّنة مَاتَ فِي سَابِع عشري رَمَضَان سنة سِتّ رَحمَه الله وإيانا (أَبُو بكر) بن أبي ذَر فِي أبي بكر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد 84 (أَبُو بكر) بن رَجَب بن رَمَضَان بن أبي بكر بن خطاب الزين القاهري الْحُسَيْنِي سكنا الشَّافِعِي الساسى بمهملتين لكَون أَبِيه من الساسة ولد سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ شلبيا معتنيا بِالْقُرْآنِ والاشتغال فَقَرَأَ على أبي السعادات البُلْقِينِيّ والزين البوتيجي والبدر حسن الْأَعْرَج ولازمه فِي الْفَرَائِض والحساب وَكَذَا أَخذ فِي الْحساب عَن الْأمين العباسي وَفِي الْعَرَبيَّة عَن خلد الْوَقَّاد وَفِي الْفِقْه عَن آخَرين وَمن شُيُوخه جَعْفَر الْمُقْرِئ وتميز فِي الْفَرَائِض وَأكْثر من التَّرَدُّد

إِلَى حَتَّى قَرَأَ عَليّ وَسمع مني أَشْيَاء رِوَايَة ودراية بل حج معي فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَأخذ عني هُنَاكَ شرحي للألفية بعد كِتَابَته بِخَطِّهِ بل وَجُمْلَة من تصانيفي كتبهَا وَجلسَ هُنَاكَ بِبَاب السَّلَام شَاهدا وَرُبمَا أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة فِي الْفَرَائِض وَكَذَا تكسب بهَا وببيع القت وَغَيرهَا فِي ناحيته وَأم هُنَاكَ بِبَعْض الزوايا وَقَرَأَ على الْعَامَّة البُخَارِيّ وَغَيره وَكتب الْمَنْسُوب وَرُبمَا خطب وكتبت لَهُ إجَازَة أوردت بَعْضهَا فِي الْكَبِير مَاتَ بالطاعون فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين رَحمَه الله 85 (أَبُو بكر) الْعَتِيق بن زِيَاد رَضِي الدّين المقصري الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي كَانَ مشاركا فِي الْفِقْه مستحضرا لتفسير الواحدي مَعَ التَّحَرُّز والتوقي والنسك وَالْعِبَادَة غير منفك عَن ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الثَّانِي سنة سبع وَخمسين رَحمَه الله 86 (أَبُو بكر) بن زيد بن أبي بكر بن زيد بن عمر بن مُحَمَّد التقي الحسني الجراعي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو عمر الْمَاضِي وأبوهما وَيعرف بالجراعي وَذكر أَنه من ذُرِّيَّة الشَّيْخ أَحْمد البدوي ولد تَقْرِيبًا فِي سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بجراع من أَعمال نابلس وَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد يحيى العبدوسي والعمدة والعزيزي فِي التَّفْسِير والخرقي والنظام الْمَذْهَب كِلَاهُمَا فِي الْفِقْه والملحة وَبَعض ألفية ابْن مَالك وَنَحْو ثُلثي جمع الْجَوَامِع وألفية شعْبَان الآثاري بِتَمَامِهَا وَغَيرهَا وَقدم دمشق فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فَأخذ الْفِقْه عَن التقي بن قندس ولازمه وَبِه تخرج وَعَلِيهِ انْتفع فِي الْفِقْه وأصوله والفرائض والعربية والمعاني وَالْبَيَان ولازم الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان الْحَنْبَلِيّ وَكَذَا أَخذ الْفَرَائِض عَن الشَّمْس السيلي وَغَيره وَلزِمَ الِاشْتِغَال حَتَّى برع وَصَارَ من أَعْيَان فضلاء مذْهبه بِدِمَشْق وتصدى للتدريس والإفتاء والإفادة بل نَاب فِي الْقَضَاء وصنف كتابا اخْتَصَرَهُ من فروع ابْن مُفْلِح سَمَّاهُ غَايَة الْمطلب اعتنى فِيهِ بتجريد الْمسَائِل الزَّائِدَة على الْخرقِيّ فِي مُجَلد وَحلية الطّراز فِي حل الألغاز انْتفع فِيهِ بِكِتَاب الْجمال الأسنوي الشَّافِعِي فِي ذَلِك والترشيح فِي بَيَان مسَائِل التَّرْجِيح وَغير ذَلِك وَسمع ببعلبك صَحِيح البُخَارِيّ وَلما دخلت دمشق رافقني تبعا لشيخه التقى فِي السماع بل كَانَ يقْرَأ بِنَفسِهِ أَيْضا ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ فَطَافَ يَسِيرا على بعض من بَقِي كالسيد النسابة وَالْعلم البُلْقِينِيّ والجلال الْمحلى وَأم هَانِئ الهورينية من المسندين وَقَرَأَ على قِطْعَة من القَوْل البديع وَتَنَاول مني جَمِيعه مَعَ الْإِجَازَة وَكَذَا قَرَأَ على التقي الحصني وعَلى القَاضِي عز الدّين يَسِيرا فِي الْمنطق وَغَيره وَعرض عَلَيْهِ النِّيَابَة فَمَا امْتنع خوفًا من انْقِطَاع التودد وَحضر دروس ابْن الْهمام وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من المصريين وَرُبمَا أفتى وَهُوَ

بِالْقَاهِرَةِ وَحج مرَارًا وجاور فِي بَعْضهَا سنة خمس وَسبعين وأقرأ هُنَاكَ أَيْضا بل وقرأه مُسْند إِمَامه بِتَمَامِهِ هُنَاكَ على صاحبنا النَّجْم بن فَهد وَعمل قصيدة نظم فِيهَا سَنَد المسمع وامتدحه فِيهَا أنشدها يَوْم خَتمه وكتبها عَنهُ المسمع أَولهَا (الْحَمد لله الَّذِي هدَانَا ... وَكم لَهُ من نعْمَة حبانا) وَكَذَا كتب عَنهُ عدَّة قصائد من نظمه هَذَا مَعَ أَنه قَرَأَ فِي سنة تسع وَأَرْبَعين بعض السَّنَد بِدِمَشْق على الشهَاب بن نَاظر الصاحبة وَسمع مَعَه شَيْخه التقي وَكَذَا سمع على أَمِين الدّين بن الكركي وَقَرَأَ بِأخرَة على نَاصِر الدّين بن زُرَيْق وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة ذكيا طلق الْعبارَة فصيحا دينا متواضعا طارحا للتكلف مُقبلا على شَأْنه ساعيا فِي ترقي نَفسه فِي الْعلم وَالْعَمَل ومحاسنه جمة مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس حادي عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بصالحية دمشق وَحصل التأسف على فَقده رَحمَه الله ونفعنا بِهِ 87 (أَبُو بكر) بن سَالم الْمصْرِيّ نزيل مَكَّة وَأحد شهودها وَيعرف بِأبي شامة مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَخمسين أرخه ابْن فَهد 8 {أَبُو بكر) بن سعيد بن غوري فِي مُعْجم التقي بن فَهد مُجَردا (أَبُو بكر) بن أبي السُّعُود يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن 89 (أَبُو بكر) بن سُلْطَان بن أَحْمد التقي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي مِمَّن يَنُوب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق عَن النَّجْم بن الخيضري فَمن بعده ورأيته فِي الْمُجَاورَة بِمَكَّة بعد سنة خمس وَثَمَانِينَ 90 (أَبُو بكر) بن سُلَيْمَان بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن عُثْمَان بن عماد بِكَسْر الْعين وَآخره دَال مهملتين الشّرف بن الْعلم الْحلَبِي الشَّافِعِي سبط ابْن العجمي ووالد الْمعِين عبد اللَّطِيف الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْأَشْقَر ولد سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل يَسِيرا وَسمع من ابْن صديق الصَّحِيح بفوت وَمن أبي المحاسن يُوسُف بن مُوسَى الْمَلْطِي الدّرّ المنظوم وَكَذَا فِيمَا أخبر السِّيرَة النَّبَوِيَّة كِلَاهُمَا لمغلطاي بقرَاءَته لَهما عل الْمُؤلف وَأَجَازَ لَهُ السَّيِّد النسابة الْكَبِير وَابْن خلدون وَغَيرهمَا باستدعاء ابْن خطيب الناصرية وتعانى التوقيع فبرع فِيهِ وباشره بِبَلَدِهِ فخمدت سيرته ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة وَتَحْته ابْنة أخي الْجمال الاستادار البيري فباشر التوقيع عِنْده ثمَّ نوه بِهِ حَتَّى بَاشرهُ عِنْد قجاجق الدوادار الْكَبِير ونالته السَّعَادَة فِي مُبَاشَرَته عِنْدهمَا بل وَعند كل من خدمه من الْمُلُوك قبل وَبعد وعد من رُؤَسَاء الْقَاهِرَة فَلَمَّا زَالَت الدولة الجمالية

نكب فِي جملَة إِلْزَامه وصودر وَأخذ مِنْهُ جملَة وأشفى على الْهَلَاك وَلَكِن نجاه الله إِلَى أَن عَاد فِي الْأَيَّام المؤيدية لما كَانَ عَلَيْهِ من مُبَاشرَة التوقيع عِنْد الاستادارية مُدَّة سِنِين ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وباشر فِي ديوَان الْإِنْشَاء مَعَ الْبَدْر بن مزهر فَمن بعده بل صَار بعده نَائِب كَاتب السِّرّ فِي ثامن رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بِهِ حل الدِّيوَان وعقده حَتَّى أَنه عرض عَلَيْهِ الِاسْتِقْلَال بهَا فَامْتنعَ وَلما سَافر مَعَ الْأَشْرَف إِلَى آمد ولاه كِتَابَة سر الرها فَلبس الخلعة ثمَّ استعفى بِخِدْمَة فأعفى وَعَاد فِي ركابه إِلَى أَن اسْتَقر فِي كِتَابَة شَرّ حلب فِي حُدُود سنة تسع وَثَلَاثِينَ ثمَّ تَركهَا لوَلَده فِي شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة على نيابته وَكَانَ مقدما فِي صناعَة الْإِنْشَاء صَاحب أدب وعقل وحشمة وَفضل وإفضال وبشاشة وَجَمِيل محاضرة وتودد وخبرة بمخالطة النَّاس من رجال الدَّهْر عقلا وحزما وسياسة وَمَعْرِفَة مَعَ شهامة وإقدام لم يذكر عَنهُ إِلَّا الْخَيْر ذَا شيبَة نيرة وشكالة وَهُوَ السفير فِي الصُّلْح بَين الْأَشْرَف حِين نزل مَدِينَة آمد وَبَين ابْن قرايلوك مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ وَدفن فِي مقَام الْبُرْهَان الجعبري خَارج بَاب النَّصْر من الْقَاهِرَة بِوَصِيَّة مِنْهُ خوفًا من دَفنه عِنْد جماعته فِي تربة جمال الدّين وَلم يخلف بعده فِي مَعْنَاهُ مثله رَحمَه الله وإيانا وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ أَنه حصل عدَّة جِهَات فِي طول الْمدَّة مِنْهَا مشيخات بعدة خانكات وتداريس وأنظار وَأَنه كَانَ حسن الْمُلْتَقى بشوش الْوَجْه كثير السّكُون قَلِيل الْكَلَام وَالشَّر محببا إِلَى أَكثر النَّاس انْتهى وَحكى البقاعي الطعْن فِي نسبه بل قَالَ أَن ابْنه أخْفى وَفَاته ثَلَاثَة أَيَّام خوفًا على أَمْوَاله ووظائفه أَن يعرض لشَيْء مِنْهَا حَتَّى جبيت الْأَمْوَال وتقررت الْوَظَائِف باسمه وَالله أعلم (أَبُو بكر) بن سُلَيْمَان بن أبي الْجدر الشلح الْمَكِّيّ يَأْتِي قَرِيبا فِيمَن جده عَليّ 9 (أَبُو بكر) بن سُلَيْمَان بن صَالح الشّرف الداديخي الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي وداديخ قَرْيَة من عمل سرمين من غربيات حلب أَخذ النَّحْو بحلب عَن أبي عبد الله وَأبي جَعْفَر الأندلسيين وتفقه بهَا على أبي حَفْص الباريني وبدمشق على التَّاج السُّبْكِيّ بل أَخذ فِيهَا أَيْضا على الشَّمْس الْموصِلِي والحافظ ابْن كثير وبرع فِي الْفِقْه وأصوله وناب فِي تدريس الْمدرسَة الصاحبية تجاه النورية ثمَّ اسْتَقل بهَا وسكنها مديما للاشتغال والأشغال والتصنيف والإفتاء وَالْكِتَابَة بِحَيْثُ كتب كثيرا من كتب الْعلم ونفع النَّاس وَولي الْقَضَاء بحلب مُدَّة وَكَانَ دينا عَالما مَاتَ بدير كوش من أَعمال حلب بعد كائنة تمر فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَدفن هُنَاكَ

ذكره ابْن خطيب الناصرية ثمَّ شَيخنَا وأرخه فِي جُمَادَى الأولى فَالله أعلم 9 (أَبُو بكر) بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عِيسَى بن أبي بكر السّلمِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ويلقب جده بِأبي الْجدر وَيعرف صَاحب التَّرْجَمَة بالشلح وَهُوَ لقب لِأَبِيهِ ولد فِي غرَّة شعْبَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام بحاشية الطّواف عدَّة سِنِين وأربعي النَّوَوِيّ والعقيدة الغزالية والشاطبية والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك وَعرض على قُضَاة مَكَّة أبي السعادات وَأبي الْيمن والمحب الطَّبَرِيّ الإِمَام والسوبيني الشافعيين وَأبي الْبَقَاء وَأبي حَامِد ابْني الضياء الحنفيين وَعبد الْقَادِر الْمَالِكِي وَعبد اللَّطِيف الفاسي وَالشَّمْس الْمَقْدِسِي الحنبليين وَمن قُضَاة طيبَة أبي الْفَتْح بن صَالح وَمن غير الْقُضَاة التقي بن فَهد وَأبي الْفَتْح وَأبي الْفرج ابْني المراغي وَابْن عَيَّاش الْمقري والشوايطي وَأبي البركات بن الزين وَمن الواردين الأقصرائي والكافياجي والعضد الصيرامي وَأفضل الدّين القرمي والنور بن يفتح الله وَأبي الْقَاسِم النويري وَأبي عبد الله الْجُزُولِيّ وطاهر وَلم يعين الْأَخير وَلَا الْأمين وَالثَّلَاثَة بعده إجَازَة بخطهم والعز والبدر الحنبليين وَابْن أبي زيد وأجازوا وَأحمد بن أبي الْقَاسِم الضراسي بل اشْتغل فِي الْفِقْه وَغَيره بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره على مربيه وبركته أبي سعد الْهَاشِمِي وببركته نَالَ أَكثر مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ وَإِمَام الكاملية وَأبي البركات الهيثمي وقاسم الزفتاوي والزين خطاب وَإِبْرَاهِيم الشرعبي والتقي الأوجاقي أَخذ الْأَحْيَاء وَفِي الْقرَاءَات على عَليّ الديروطي والشوائطي والشريف الطباطبي وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي الشاطبية بحثا مَعَ مُلَاحظَة شَرحه وَكَذَا على إِبْرَاهِيم الشرعبي وَفِي النَّحْو على أَحْمد بن يُونُس حمل عَنهُ شرح الجرومية للسَّيِّد وعَلى يَعْقُوب المغربي والبدر حُسَيْن العليف الْمَتْن وعَلى المرداوي وَلم يُحَقّق تَعْيِينه فِي الألفية وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ الشَّمَائِل والبرهان الزمزمي والتقي بن فَهد وَولده النَّجْم ولازم صحبته وانتفع بِهِ فِي سَماع أَشْيَاء وَكَذَا فِي الاستجازة من طَائِفَة واهتدى بِكَثِير من خصاله وأحواله وعادت بركته عَلَيْهِ فِي آخَرين وَسمع بِالْقَاهِرَةِ على الزكي أبي بكر الْمَنَاوِيّ وَكَذَا حضر كثيرا من مجَالِس عَالم الْحجاز الْبُرْهَان وَقَرَأَ بِنَفسِهِ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على أبي الْفرج المراغي وَلما كنت بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ لازمني كثيرا وَكتب من تصانيفي جملَة وَأثبت لَهُ مَا تحمله عني حَسْبَمَا أوردته فِي الْكَبِير وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا ولازمني فِي غَيرهَا من المجاورات وَسمع على هَذَا الْكتاب وَغَيره

وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَكثر اخْتِصَاصه بجوهر المعيني بِحَيْثُ أَنه إِذا كَانَ بِالْقَاهِرَةِ لَا ينزل عِنْد أحد سواهُ وسافر الْهِنْد وَغَيرهَا غير مرّة ودام هُنَاكَ سِنِين وتقرب من وزيرها دستورخان خَاصَّة بن برة وَجَمَاعَة بَلَده وَكَذَا دخل الْيمن حَتَّى عدن غير مرّة آخرهَا بِقصد زِيَارَة الصَّالِحين أَحيَاء وأمواتا وهرموز وَلَقي فِيهَا السَّيِّد صفي الدّين الايجي وَتزَوج بِمَكَّة ابْنة عبد الْغَنِيّ القليوبي وَله مِنْهَا عدَّة أَوْلَاد وَهُوَ كَبِير الهمة مترفع عَن الْأُمُور الوضيعة متودد لأحبابه قَانِع لطيف الْعشْرَة مقبل على مَا يهمه مَعَ فهم ورغبة فِي الْخَيْر بورك فِيهِ وجوزي عَنَّا خيرا 93 (أَبُو بكر) بن سنقر سيف الدّين الجمالي أحد الْأُمَرَاء الْحجاب بِالْقَاهِرَةِ ولي إمرة الْحَج مرَارًا بعد موت خَاله بهادر الجمالي وَكَانَت فِيهِ مداراة وَلم تكن لَهُ حُرْمَة مَاتَ فِي سنة ثَلَاث ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ جيدا قَلِيل الْأَذَى كثير الْبر متواضعا ذَا مسكة محبا فِي الْعلمَاء مُعْتَقدًا للْفُقَرَاء مَعَ تغفل وَعين وَفَاته بِيَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى وَذكره المقريزي فِي عقوده فَقَالَ الْأَمِير سيف الدّين بن الْأَمِير شمس الدّين الجمالي وَيعرف بسيدي أبي بكر أَمِير حَاج وَقَالَ إِنَّه دفن بالقرافة وَكَانَ لينًا غير مهاب إِلَّا أَنه كَانَ يسوس العربان بالرغبة والرهبة وَالْإِحْسَان فتمشي أَحْوَاله مَعَهم (أَبُو بكر) بن شتات سَيَأْتِي فِي ابْن عَليّ 94 (أَبُو بكر) بن الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن قلاوون مَاتَ فِي ثَالِث عشر ربيع الآخر سنة ثَلَاث أرخه المقريزي 95 (أَبُو بكر) بن صَالح الْجَوْهَرِي نسبه لمَوْلَاهُ الْمَكِّيّ الْفراش بهَا مِمَّن يكثر الطّواف مَعَ خير مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد 96 (أَبُو بكر) بن صَدَقَة بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الزكي بن فتح الدّين بن نور الدّين أبي الْحسن الْمَنَاوِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ القاهري الشَّافِعِي الزيات وَالِده وَيعرف بالمناوي ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة أَو قبلهَا بِقَلِيل وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبيتين والمنهاج الفرعي ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَعرض فِي سنة سبع وَتِسْعين على ابْن الملقن والأبناسي والغماري والكمال الدَّمِيرِيّ وَخلق أَجَازُوا لَهُ وَكَذَا عرض بِمَكَّة حِين مجاورته فِيهَا مَعَ أَبِيه سنة ثَمَانمِائَة على غير وَاحِد من أعيانهم مِنْهُم مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ وَالْجمال بن ظهيرة وجود الْقُرْآن على خَلِيل المشبب وَغَيره واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد ابْن الملقن والدميري والبدر الطنبدي والفارسكوري وَفِي الْأُصُول عِنْد الشهابين

العجيمي والبوصيري وَفِي الْعَرَبيَّة عِنْد الشَّمْس الشطنوفي وَغَيره وَسمع على الْمُطَرز والعراقي والهيثمي والأبناسي والشرف الْقُدسِي وناصر الدّين بن الْفُرَات والجوهري فِي آخَرين بِالْقَاهِرَةِ وَكَذَا بِمَكَّة على ابْن ظهيرة وَغَيره فِيمَا كَانَ يخبر بِهِ وَهُوَ ثِقَة فقد كَانَ فِيهَا سنة ثَمَانمِائَة وتعانى التِّجَارَة ونالته محنة بِسَبَب ولد لَهُ انْقَطع بِسَبَبِهَا عَن النَّاس مُدَّة ثمَّ برز ولازم التقي الحصني فِي شرح مُسلم وَغَيره وَحضر دروس الشّرف الْمَنَاوِيّ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ قَدِيما وَكَانَ خيرا حسن الْأَدَب كثير التَّوَاضُع والسكون محبا فِي الْعُزْلَة والانفراد مكرما للطلبة مَعَ فَضِيلَة فِي الْجُمْلَة مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع طولون وَدفن بالقرافة رَحمَه الله وإيانا وَفِي تَرْجَمته من المعجم فَوَائِد 97 (أَبُو بكر) بن صلغاي المجاور لجامع الغمري مِمَّن ينتمي للظَّاهِر صَاحب الْجَامِع كبيت بني ابْن خَاص بك مُتَمَوّل شَدِيد الْحِرْص قَبِيح الْمُعَامَلَة لَهُ أَمْلَاك ورزق وَنَحْوهَا اختلس لَهُ من بَيته مرّة جملَة وَمَا وصل لغريمه وَآل أمره إِلَى أَن صَار مقْعدا طريحا لَا حَرَكَة فِيهِ سوى اللِّسَان وَقد صاهره جَانِبك خازندار يشبك من حيدر وَهُوَ ألطف وأشبه مَاتَ فِي صفر سنة تِسْعمائَة عَفا الله عَنهُ (أَبُو بكر) بن الطّيب فِي ابْن أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد 9 {أَبُو بكر) بن عَبَّاس بن أَحْمد الزين البدراني وَالِد مُحَمَّد الْآتِي تزوج أُخْت بلديه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَمِين الشهير بِابْن قطب الدّين ثمَّ ابْنَته واستولدها وَلَده الْمشَار إِلَيْهِ وَكَانَ قد سمع رَفِيقًا للجديدي من شَيخنَا المسلسل وَحضر بعض مجَالِس إمْلَائِهِ ثمَّ سمع مني المسلسل وبقراءة وَلَده ثَلَاثَة أَحَادِيث من أول البُخَارِيّ 99 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن أَيُّوب بن أَحْمد الزين الملوي ثمَّ الْمصْرِيّ الشاذلي أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد الريس الْمَاضِي وحفيد أَيُّوب شيخ مُعْتَقد لَهُ زَاوِيَة بملوى ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَصَحب الْفُقَرَاء وتلمذ لحسين الحبار ثمَّ لَازم صَاحبه الصّلاح الكلائي وَصَارَ يتَكَلَّم على النَّاس بزاوية شَيْخه الحيار بقنطرة الموسكي ويفسر الْقُرْآن بِرَأْيهِ على قَاعِدَته فضبطوا عَلَيْهِ أَشْيَاء وَرفع إِلَى القَاضِي الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمَنعه من ذَلِك إِلَّا إِن قَرَأَ من تَفْسِير الْبَغَوِيّ وَغَيره وَاجْتمعَ بِي بِسَبَب ذَلِك فَوَجَدته حسن السمت عريا عَن الْعلم وَكَانَ قَالَ فِيمَا ذكر لي أَنه رأى فِي قَوْله تَعَالَى {كذبت قوم هود الْمُرْسلين إِذْ قَالَ لَهُم أخوهم هود} أَن الضَّمِير فِي قَوْله أخوهم للمرسلين فَقلت لَهُ بل لعاد فَقَالَ لَا لِأَنَّهُ لَا يَلِيق بِالنَّبِيِّ أَن يُوصف بِأَنَّهُ أَخُو الْكَفَرَة فَقلت لَهُ فقد

قَالَ فِي الْآيَة الْأُخْرَى (وَاذْكُر أَخا عَاد) فَسكت وَله نَظَائِر لذَلِك إِلَّا أَنه كَانَ كثير الذّكر وَالْعِبَادَة يتكسب من التِّجَارَة فِي الْغَزل ولجماعة من النَّاس فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَكَانَت جنَازَته حافلة ذكره شَيخنَا فِي أنبائه 100 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن الْعِمَاد أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن قدامَة الْعِمَاد بن التقي الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من أَحْمد بن عبد الله بن جبارَة والبهاء عَليّ بن الْعِزّ عمر وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وأنبائه وَقَالَ مَاتَ فِي الكائنة الْعُظْمَى بِدِمَشْق سنة ثَلَاث وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده 10 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة الْقرشِي الْمَاضِي أَبوهُ اخوان من الْأَب خَاصَّة مَاتَا صغيرين 10 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْفَخر الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو الْجمال مُحَمَّد وَيُسمى ظهيرة وَهُوَ جد اللَّذين قبله ولد سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع بهَا من الْعِزّ بن جمَاعَة تساعياته الْأَرْبَعين وَغَيرهَا وَمن الْجمال بن عبد الْمُعْطِي واليافعي وَآخَرين مِنْهُم التقي الْبَغْدَادِيّ والبهاء بن عقيل وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح العلائي وَابْن رَافع والبهاء بن خَلِيل وَابْن الْقَارِي وَعمر بن النقبي وَأحمد بن النَّجْم وَابْن الهبل وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه اشْتغل قَلِيلا وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة اثنتى عشرَة بِمَكَّة وبيض لَهُ الفاسي فِي تَارِيخه 103 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد التقي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو النَّجْم مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن الماضيين وَهُوَ الْأَصْغَر وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي عجلون ولد فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع والكافية وتصريف الْعُزَّى والخزرجية والأندلسية وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة كالتقي الْأَذْرَعِيّ والبلاطنسي وَغَيرهمَا وَأخذ الْفِقْه عَن أَبِيه وخطاب والنحو الصّرْف والمعاني وَالْبَيَان عَن الشرواني وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سِتِّينَ فَأخذ قَلِيلا عَن الْمحلى وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَطَائِفَة وَسمع من الْعَلَاء ابْن برجس وَغَيره وتميز فِي الْفِقْه وشارك فِي غَيره وكل انتفاعه إِنَّمَا هُوَ بأَخيه ودرس فِي حَيَاته وَبعده فِي أَمَاكِن كَثِيرَة وَصَارَ بعد انْقِرَاض تِلْكَ الحلبة رَئِيس الشَّام والمشار إِلَيْهِ فِيهِ بالإفتاء وَكَثْرَة الْجِهَات جدا وَبَلغنِي أَن تداريسه بالشامية

كَانَت فائقة وبذل نَفسه مَعَ من يَقْصِدهُ سِيمَا فِيمَا فِيهِ إِزَالَة مُنكر وَنَحْوه بمساعدة الْمُحب ابْن أخي الحصني وَنَحْوه وَحج هُوَ وَأَخُوهُ الزين فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وتكرر قدومه الْقَاهِرَة مِنْهَا فِي سنة سبع وَسبعين بعد موت أَخِيه ثمَّ فِي آخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ مَطْلُوبا لإرسال نَائِب الشَّام بالتشكي من معارضته وَلابْن الصَّابُونِي فِيهِ شَائِبَة عمل فألزم بِالْإِقَامَةِ بعد هَدِيَّة وكلفة وتصدي للإقراء بالأزهر وَغَيره وانتفع بِهِ جمَاعَة وأثنوا على استحضاره وملكته فِي الْفِقْه وجودة تَقْرِيره مَعَ قُوَّة نَفسه ومزيد صفائه مِمَّا كَانَ سَببا لمجيئه وَكَذَا قدم فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين مَطْلُوبا بالشخص يُقَال لَهُ الْعمريّ عَارضه فِي بِدعَة وَنَحْوهَا وعقدت بَينهمَا مجَالِس بِحَضْرَة السُّلْطَان وَغَيره وَلم ينْهض الْخصم بطائل فتكلف هَذَا وَرجع إِلَى بَلَده فَلم أَطْرَافه بعد أَن رغب عَن كثير من وظائفه وجهاته وَمن ذَلِك الثُّلُث من الشامية البرانية فَإِنَّهَا كَانَت مَعَه برغبة النَّجْم يحيى بن حجي وَتوجه لمَكَّة من الْبَحْر فوصلها فِي رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين وَلم يُوقع بهَا تدريسا وَاعْتذر باشتغاله بِالْعبَادَة ودام حَتَّى حج ثمَّ رَجَعَ صُحْبَة الركب الشَّامي وَمَا كَانَ غَرَضه إِلَّا الْإِقَامَة ليحرر كتاب أَخِيه الْمُسَمّى بالتحرير وَلَكِن قيل أَنه لم يسْتَطع الْحر وَلما كَانَ البقاعي عِنْدهم أنكر عَلَيْهِ أَشْيَاء بِحَيْثُ زَادَت النفرة بَينهمَا وَبِالْجُمْلَةِ فَلهُ قومات وهمات بِدُونِ دربة وَبَلغنِي أَنه أفرد زوايد الْبَهْجَة وَأَصلهَا والتنبيه على الْمِنْهَاج فِي مُجَلد لطيف سَمَّاهُ إِعْلَام النبيه بِمَا زَاد على الْبَهْجَة وَأَصلهَا والتنبيه وَأَنه كتب على تَصْحِيح أَخِيه توضيحا وَعمل منسكا لطيفا وتصحيحا على الْغَايَة فِي كراسة وَآخر أبسط مِنْهُ وَغير ذَلِك كإفراد زَوَائِد كل من الكافية والألفية على الآخر لم يبيض وَله نظم فَمِنْهُ ملغزا (مَا متْلف بِبَعْض شَيْء قد سقط ... يضمن لَا بِالْكُلِّ بل نصف فَقَط) مجيبا عَنهُ (ذَا الشَّيْء ميزاب فَفِي سُقُوطه ... نصف فَقَط وَالْكل فِي خَارجه) وَمِنْه فِي لُغَات الِاسْم (إسم وأسم وسمى مثلثا ... وَمثله سمى قد نقلا) وَفِي لُغَات الْفَم (بِتَثْلِيث فافم بِنَقص وتضعيف ... وَقصر كَذَاك الِاتِّبَاع محكى) وَكنت مِمَّن اجْتمع بِهِ حِين قدومه للسلام عَلَيْهِ وكتبت من نظمه مَعَ مَا هُنَا مَا أثْبته فِي الْكَبِير 104 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن عمر بن خضر بن إلْيَاس الزكي الْمَنَاوِيّ الضَّرِير الاديب نزيل اسكندرية ولد بالأشمونين من بِلَاد الصَّعِيد سنة سبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا ثمَّ انْتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى أشموم الرُّمَّان فَقَرَأَ الْقُرْآن بهَا وبمنية ابْن سلسيل وَحج مَعَ أَبِيه مرَّتَيْنِ الأولى قبل بُلُوغه وَالثَّانيَِة بعد سنة ثَمَانِينَ ثمَّ تحول إِلَى الصَّعِيد وتكسب بالخياطة وتعانى النّظم من صغره ثمَّ أرشده الْفَخر ابْن أُخْت الولوي

المنفلوطي لتعلم الْعَرَبيَّة فبحث عَلَيْهِ بالأشمونين غَالب الألفية ثمَّ ورد الْقَاهِرَة فقطنها متسببا بِبَعْض حوانيتها وسافر لدمشق وزار الْقُدس غير مرّة وَدخل اسكندرية بعد الْقرن فَأَقَامَ بهَا يُؤذن بمدرسة قَائِد إِلَى أَن أضرّ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ولقيه البقاعي فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بمدرسة ابْن بصاصة مِنْهَا فَكتب عَنهُ قَوْله (كلما تاه دلالا وصلف ... زِدْت شوقا وغراما وشغف) (أهيف يخجل بانات السنقا ... قده الْعمَّال لينًا وهيف) وسَاق قصيدة طَوِيلَة وسافر من اسكندرية بعد سنة أَرْبَعِينَ فَانْقَطع خَبره 105 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن قطلبك الدِّمَشْقِي الأديب المنجم شيخ أديب بارع فِي الزجل والبليق صَاحب نَوَادِر عِنْده ظرف ومجون رث الْحَال قدم حماة فركن للصلاح خَلِيل بن السَّابِق وَأثر عشرته مَعَ كَثْرَة انجماعه عَن النَّاس كتب عَنهُ ابْن خطيب الناصرية وَغَيره وَكَانَ الصّلاح الْمشَار إِلَيْهِ يحفظ مُعْجم نظمه ومطارحاته وَهُوَ الَّذِي عَارض قصيدة الْعَلَاء البهائي الغزولي الجابي الَّذِي امتدح بهَا الْبَدْر مُحَمَّد بن الشهَاب مَحْمُود وأولها (أَلا بأنسمة الرّيح قفي أبديك تبريحي ... ) (قفي أَسأَلك عَن قلبِي ... ) (وَإِن شِئْت أقل روحي ... ) بقصيدة أَولهَا (ضراط الْبَغْل فِي الرّيح ... على فرش من الشيح) (وشربي الْخلّ ممزوجا ... بأمراق القواليح) وَبلغ ذَلِك الْعَلَاء فانحرف جدا وهجا صَاحب التَّرْجَمَة بعدة مقاطيع مِنْهَا (إِن يكن بالهجو بَادِي ... من لعلم النُّجُوم يغوى) (فانزلوا فِي الرَّأْس مِنْهُ ... فَهُوَ فِي الْبَلدة عوا) مَاتَ بحماة فِي البيمارستان النوري فِي الْمحرم أَو صفر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأوصى أَن لَا يُبَاع حِمَاره إِلَّا بِمِائَة وَخمسين درهما وَأَن لَا يُبَاع لِابْنِ حجَّة لِكَثْرَة بغضه لَهُ ذكره ابْن خطيب الناصرية وَهنا مَا لَيْسَ عِنْده وَأنْشد لَهُ من نظمه غير القصيدة الْمشَار إِلَيْهَا وترجمه شَيخنَا فِي إنبائه وَجزم بصفر وَقَالَ الشَّاعِر تعانى التنجيم والآداب وَكَانَ بارعا فِي النّظم والمجون وَله مطارحات مَعَ أدباء عصره أَوَّلهمْ الشَّمْس المزين ثمَّ خطيب زرع ثمَّ عَليّ البهائي واشتهر بخفة الرّوح والنوادر المطربة وَهُوَ الْقَائِل (حَنَفِيّ مدرس حَاز حد ... الرياض الشَّقِيق فِي التنميق) (لَو رَآهُ النُّعْمَان فِي مجْلِس الدَّرْس ... لقَالَ النُّعْمَان هَذَا شقيقي) وَله فِي الشَّمْس المزين الشَّاعِر زجل أَوله

(عمرك يَا مزين أَمْسَى نَاقص البراعة ... لَكِن فِي الْحَرَام حَيْثُ تَجدهُ كَامِل البضاعة) (سيرك يَا ربيط سير محلول من قَبِيح فعالك ... وَأَنت حرامي مَجْرُوح وعرضك بحالك) (وتهجي المنجم أما تبصر شَاعِر حالك ... لَا تعلب بدمك ماعي وتعمل رقاعه) (أنصحك وأسقيك شربة وَلَا سم سَاعَة ... ) ثمَّ سَاق القصيدة الْمشَار إِلَيْهَا أَولا وَقَالَ أنشدنيها بِقِصَّتِهَا نَاصِر الدّين الْبَارِزِيّ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ وَلَده القَاضِي كَمَال الدّين بالبيرة على شاطئ الْفُرَات فِي سنة آمد وَأَنا لإنشاد الثَّانِي أضبط قلت وأنشدني صاحبنا الْجمال بن السَّابِق عَن عَمه عَنهُ كثيرا من نظمه مِمَّا كتبه لي بِخَطِّهِ وَحكى عَن بعض أقربائه أَنه قَالَ لَهُ وَقد تعجب من تناديبه وتنكيتاته الْقَاعِدَة فِي الهجو يَا شيخ أَبَا بكر من أَيْن لَك هَذَا قَالَ وَالله أَنا إِذا أردْت هجو أحد يتَصَوَّر لي إِبْلِيس ويلقنني كلمة بِكَلِمَة عَفا الله عَنهُ 106 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله تَقِيّ الدّين بن الْجمال الدِّمَشْقِي القاهري الشَّافِعِي الشَّاعِر الوفائي وَيعرف بِابْن البدري ويكنى أَيْضا أَبَا التقا ولد فِي ربيع الأول سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا وتكرر قدومه مَعَ أَبِيه للقاهرة ثمَّ قطنها مُدَّة واشتغل بالبلدين قَلِيلا وَكتب عَن خلق من الشُّيُوخ فَمن دونهم وتعانى الشّعْر ومدح وهجا وطارح وَتردد إِلَيّ فَأخذ عني ومدحني بِمَا كتبته فِي مَوضِع آخر وَفِيه (جدلي سَرِيعا بِالْحَدِيثِ إجَازَة ... يَا كَامِلا دم وافر الاعطاء) وانتمى لبني الشّحْنَة وتكسب بِالشَّهَادَةِ وبالنسخ فَلَمَّا ولى الأمشاطي عمل فِيهِ أبياتا فَلم يُقَابله عَلَيْهَا إِلَى أَن تعرض لعبد الرَّزَّاق الملقب عجين أمه نزيل القَاضِي فِي البرقوقية وَنسبه لأمر فظيع الله أعلم بِصِحَّتِهِ فبادر لتطلبه فَلم يقدر عَلَيْهِ فَصرحَ بِمَنْعه من تحمل الشَّهَادَة فَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا وَمَاتَتْ لَهُ زَوْجَة فورث مِنْهَا قدرا طائلا بعد فقره فَلم أَطْرَافه وسافر لمَكَّة فجاور ثمَّ قطن الشَّام ثمَّ جاور بِالْمَدِينَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكتب فِيهَا من تصانيف الشريف السمهودي وَغَيره ثمَّ جاور الَّتِي تَلِيهَا بِمَكَّة وَكَانَ يجْتَمع عَليّ بهَا وَكتب من تصانيفي مجموعا ولازمني فِي التَّحَمُّل رِوَايَة ودراية وأوقفني على مَجْمُوع سَمَّاهُ غرر الصَّباح فِي وصف الْوُجُوه الصَّباح قرضه لَهُ الشُّعَرَاء فأبلغوا وَكَانَ من أعيانهم الْبُرْهَان الباعوني وأخواه والشهاب الْحِجَازِي والمنصوري والقادري وَابْن قرقماس وَقَالَ أَنه أَلفه بِدِمَشْق سنة خمس وَسِتِّينَ وَالْتمس مني تقريضه فأجبته وكتبت لَهُ إجَازَة حَسَنَة وامتدح قُضَاة مَكَّة وَغَيرهم وَلَيْسَ نظمه بالطائل وَلَا فهمه بالكامل وكتبت عَنهُ من نظمه

(إِذا مَا كَانَ مجموعي لديكم ... من الدُّنْيَا بِهَذَا قد قنعت) (وَمَا قصدي سوى هَذَا وحسبي ... بِأَنِّي فِي يَديك وَمَا جمعت) وَكَانَ يتكسب بِالتِّجَارَة وَرُبمَا جلس بحانوت بِمَكَّة فِي الْمَوْسِم تعلل بِمَكَّة مُدَّة وسافر مِنْهَا وَهُوَ كَذَلِك فِي أَوَائِل الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين فِي الْبَحْر فوصل إِلَى الطّور ثمَّ غَزَّة فأدركه أَجله هُنَاكَ فِي جُمَادَى مِنْهَا وبلغنا ذَلِك فِي شَوَّال عَفا الله عَنهُ وَترك وَلدين أَو أَكثر وتركة وأظن وَالِده فِي الْأَحْيَاء عَفا الله عَنهُ وإيانا 107 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن مُحَمَّد الزيات كَانَ مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَسِتِّينَ أرخه ابْن الْمُنِير وَقَالَ كَانَ من الصَّالِحين (أَبُو بكر) بن عبد الله الشَّيْخ زين الدّين التَّاجِر صَوَابه ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن مقبل يَأْتِي 10 {أَبُو بكر) بن عبد الله الدِّمَشْقِي وَيعرف بالعداس ولد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَصَحب عبد الله الذاكر الْمَاضِي لما قدم من الرّوم وتسلك بِهِ وأشير إِلَيْهِ بالصلاح وتزايد الِاعْتِقَاد فِيهِ كشيخه وَكَانَ مُقيما بِبَيْت الْمُقَدّس مُنْقَطِعًا عَن النَّاس زاهدا خيرا صَالحا مَاتَ فِي رَمَضَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ 109 (أَبُو بكر) بن عبد الله المارديني الْحَنَفِيّ أَخُو يُوسُف الْمَاضِي مَاتَ أَخُوهُ فورثه وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ذكره شَيخنَا فِي أَخِيه من أنبائه وَرَأَيْت أَبَا بكر بن عبد الله الْحَنَفِيّ كتب فِي عرض سنة سِتّ وَأَظنهُ هَذَا (أَبُو بكر) بن أبي عبد الله فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد 110 (أَبُو بكر) بن عبد الباسط بن خَلِيل الزين بن الزين الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ وولداه مُحَمَّد وَعمر وَيعرف بِابْن عبد الباسط ولد فِي ربيع الأول سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي مدرسة أَبِيه فَكَانَ ختما هائلا وَكَذَا قَرَأَ الْأَرْبَعين والمنهاج كِلَاهُمَا للنووي وألفية ابْن ملك وَكتب على الشَّمْس الْمَالِكِي وَغَيره حَتَّى برع وأجيز وَسمع من لفظ ابْن الْجَزرِي المسلسل بالمصافحة وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَتكلم بعد موت أَبِيه فِي أوقافه بل أعطَاهُ الْأَشْرَف قايتباي وَكَانَ لَهُ بِهِ وبالأتابك أزبك الظَّاهِرِيّ مزِيد اخْتِصَاص التحدث على الجوالي الشامية والمصرية مَعَ التَّكَلُّم فِي شَيْء من الدخيرة واستادارية طرابلس فَلم يحمد فِي شَيْء من ذَلِك وَكَانَ زَائِد الْإِسْرَاف على نَفسه رَاغِبًا فِي تقريب الْأَطْرَاف وَذَوي السَّفه نافرا من الْفُقَهَاء والطلبة مظْهرا تمقت من لَا يخَاف جاهه الدنيوي مِنْهُم بذيء اللِّسَان بعيد الْإِحْسَان وَرُبمَا كَانَ يُصَرح بسب وَالِده وتقبيحه حج غير مرّة وَأكْثر من دُخُول الشَّام ويرمى بِأَمْر فظيع

مَاتَ بعد توعك نَحْو عشرَة أَيَّام فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشري الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ ضحى الْغَد فِي محفل متوسط وَدفن بتربة وَالِده وَأظْهر السُّلْطَان تأسفا عَلَيْهِ واستأصله حَيا وَمَيتًا عَفا الله عَنهُ وإيانا 11 (أَبُو بكر) بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ درج صَغِيرا وَقد مضى أَخُوهُ عبد الْكَرِيم وأبوهما 11 (أَبُو بكر) بن عبد الرَّحْمَن بن رحال بمهملتين الثَّانِيَة مُشَدّدَة ابْن مَنْصُور التقي اللوبيان ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد فِي سنة أَربع أَو خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وتفقه بِجَمَاعَة إِلَى أَن مهر وَصَارَ معدودا فِي الْفُضَلَاء وناب فِي الحكم وَولي تدريس الشامية البرانية وَغَيرهَا وَوَصفه بعض أَصْحَابنَا بِالْإِمَامِ الْعَالم الْفَقِيه مفتي الْمُسلمين ومفيدهم وَكَانَ قد سمع كَمَا أخبر على ابْن قواليح صَحِيح مُسلم بفوت فِي أَوله لم يضْبط وَحدث وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِدِمَشْق وَكَانَت جنَازَته حافلة وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَقَالَ غَيره إِنَّه قدم دمشق وَهُوَ كَبِير فَقَرَأَ التَّنْبِيه وَعرضه فِي سنة خمس وَسبعين واشتغل على الشّرف الشريشي وطبقته ورافق الكفيري واندرج بصحبه وَأذن لَهُ بالإفتاء وَأعَاد بالشامية الجوانية والناصرية وتصدر بالجامع وَكَانَ مِمَّن أَقَامَ أَيَّام الْفِتْنَة بِدِمَشْق فأوذي من التتار وَقعد مَعَ الشُّهُود بعْدهَا مُدَّة ثمَّ استنابه النَّجْم بن حجي وَاسْتمرّ يَنُوب لغيره مُدَّة مَعَ توقفه فِي الْأَحْكَام وَأفْتى وَاسْتقر فِي تدريس القيمرية قَالَ التقى الشهبي ودرس بهَا دروسا عَجِيبَة مرّة أَو مرَّتَيْنِ فِي الْفلس ثمَّ انْتقل إِلَى الضَّمَان وَخرج من الدُّنْيَا وَلم يفرغ مِنْهُ وَلم يكن يعرف سوى الْفِقْه على طَريقَة الْمُتَقَدِّمين لَا عهد لَهُ بِكَلَام الْمُتَأَخِّرين وتحريراتهم مَعَ التقتير على نَفسه فِي عيشه وملبسه وخبرته بالتحصيل على كبر سنه وَقد رغب لَهُ رَفِيقه الكفير عَن نصف تدريس العزيزية فَلم يحصل لَهُ وَاشْتَدَّ ألمه لذَلِك وَلم يلبث أَن رغب هُوَ عَن نصف تدريس القيمرية والإعادة بالشامية بعوض ليحيى بن الْعَطَّار مَعَ قرب عَهده بلباس الْجند وَكَونه ديوانيا وَحصل فِي وظائفه بعد مَوته خبط كَبِير وَلم يحصل لطلبة الْعلم مِنْهَا شَيْء مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر ذِي الْقعدَة وَحضر جنَازَته خلق وَدفن بِبَاب الفراديس واستفيض أَنه كَانَ يحفظ الرَّافِعِيّ وَمَعَ ذَلِك فَمَا ذكره التقى فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ (أَبُو بكر) بن عبد الرَّحْمَن بن سَالم بن غزى هُوَ مُحَمَّد مضى 113 (أَبُو بكر) بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عُثْمَان بن السلعوس مَاتَ فِي سنة سبع 114 (أَبُو بكر) بن عبد الرَّحْمَن بن فَيْرُوز التقى الْحوَاري كَانَ يقرئ أَوْلَاد

التَّاج السُّبْكِيّ وَسمع من بعض أَصْحَاب الْفَخر ثمَّ ولي قَضَاء أَذْرُعَات مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَله بضع وَسِتُّونَ قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه 115 (أَبُو بكر) بن عبد الرَّحْمَن بن قطلوبك مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين 116 (أَبُو بكر) بن عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد ابْن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة الْعِمَاد بن الزين بن نَاصِر الدّين الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْحَافِظ نَاصِر الدّين مُحَمَّد ووالد عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وست الْقُضَاة الأشقاء وَأَسْمَاء وصاحبنا نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَعبد الْوَهَّاب وَأحمد الأشقاء وَيعرف كسلفه بِابْن زُرَيْق بِتَقْدِيم الزَّاي ولد بعد السّبْعين تَقْرِيبًا بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل قَلِيلا وَسمع على الصّلاح أَن ابي عمر مُسْند أَحْمد أَو بعضه وَكَذَا سمع مِنْهُ غَيره وَمن آخَرين وَولي عدَّة مباشرات وناب فِي الحكم عَن ابْن الحبال فَمن بعده وَحج غير مرّة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وَقَالَ أجَاز لنا فِي سنة تسع وَعشْرين وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة كَانَ سَاكِنا وَكنت أميل إِلَيْهِ وَكَانَ على خير يَصُوم الْخَمِيس والاثنين ثمَّ بلَى وَولي نِيَابَة الْقَضَاء عَن الْعِزّ الْبَغْدَادِيّ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين ثمَّ عَزله ثمَّ لما ولي النَّاصِر الشهَاب بن الحبال استنابه وَاسْتمرّ إِلَى أَن عزل بمرسوم ورد من مصر لِأَنَّهُ أَدخل نَفسه فِي التناقلات الَّتِي لَا يحل لأحد من الْمُسلمين الدُّخُول فِيهَا تقربا لخواطر أَرْبَاب المناصب مَعَ أَنه كَانَ لَا يَأْخُذ على ذَلِك شَيْئا وَكَانَ النَّجْم بن حجي حسن لَهُ السَّعْي فِي الْقَضَاء الْأَكْبَر وَكَاتب فِي ذَلِك المصريين بِحكم ضعف مستنيبه ابْن الحبال وعجزه فَلم يجب لذَلِك ثمَّ جَاءَ مرسوم بعد قتل النَّجْم إِلَى الْحَنْبَلِيّ بعزل نوابه فعزل فِي جُمْلَتهمْ وَكَانَ يلثغ بالراء وَيكْتب باليسرى كِتَابَة قَوِيَّة وَكَانَ خيرا دينا كثير التِّلَاوَة مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بالصالحية وَدفن بالسفح بتربة الْمُعْتَمد جوَار الْمدرسَة وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار وَقَالَ إِنَّه توفّي بعد سنة تسع وَعشْرين رَحمَه الله 117 (أَبُو بكر) بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان شقيقي الزين السخاوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي ولد فِي أَوَاخِر سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بمنزلنا الشهير وَنَشَأ بِهِ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفيتي الحَدِيث والنحو وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة كسعد الدّين بن الديري ومدين والشمني وَابْن الْهمام والأقصرائي وَأبي الْفضل المغربي وأحضرته على الْعِزّ بن الْفُرَات بل أسمعته على شَيخنَا وَخلق وَأَجَازَ لَهُ جم غفير من أَمَاكِن شَتَّى وَأخذ الْعَرَبيَّة

عَن النُّور الْوراق والابدي وَبِه انْتفع وَغَيرهمَا وَكَذَا قَرَأَ على ابي السعادات البُلْقِينِيّ فِي المغنى وَعنهُ وَعَن السَّيِّد النسابة وَالْفَخْر عُثْمَان المقسي أَخذ الْفِقْه بل حضر قَلِيلا عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَقَرَأَ على إِمَام الكاملية فِي شَرحه على الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ ولازم السَّيْف الْحَنَفِيّ وَابْن حجى والكوراني فِي دروس الْكَشَّاف وَالشَّمْس الشرواني فِي أصُول الدّين والتقي الحصني فِي فنون كالمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَبَعض الْفُضَلَاء فِي الْفَرَائِض والحساب وَقَرَأَ على الْمُحب بن الشّحْنَة فِي تَفْسِير ابْن كثير وَغَيره وعَلى البقاعي فِي غيبتي يَسِيرا من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ بل أَخذه عني بِتَمَامِهِ مَعَ نَحْو مُجَلد من النكت الَّتِي كتبتها على شرح المُصَنّف وَجُمْلَة من تصانيفي وَغَيرهَا رِوَايَة ودراية واستملى عَليّ وَتردد فِي ابْتِدَائه لِابْنِ قَاسم وَابْن بردبك ثمَّ للزين الأبناسي والشرف عبد الْحق وَابْن عز الدّين السنباطيين فِي آخَرين كالزين زَكَرِيَّا والنور السنهوري وتميز فِي الْعَرَبيَّة وشارك فِي غَيرهَا مَعَ صِحَة الْفَهم وَسُرْعَة الذكاء واستقامة التَّصَوُّر والتحري فِي المباحثة والإقراء وتصدى للتدريس فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وَأخذ عَنهُ غير وَا حد مِمَّن صَار فِي المدرسين وَقسم الْكتب فِي كل سنة وَعمل أجلاسا هائلا فِي سنة سبع وَسبعين حضر عِنْده فِيهِ الْأَعْيَان كالعبادي والتقى الحصني والجوجري والبهاء المشهدي والعز السنباطي وَابْن قمر وَابْن المرخم والْعَلَاء البُلْقِينِيّ مَعَ كَونه مِمَّن حضر عِنْدهمَا فِي الألجيهية وَمن شَاءَ الله مِمَّن عينت أَكْثَرهم فِي مَوضِع آخر وَأخْبر جمع جم بِعَدَمِ رُؤْيَة مثل ذَاك الْمجْلس وَكَذَا عمل أجلاسا أحفل مِنْهُ حِين اسْتَقر فِي تدريس تربة السِّت وَكَانَ مِمَّن حضر فِيهِ ابْن حجي وَابْن الغرز وَولي إِعَادَة الحَدِيث بالبيبرسية والخطابة بالباسطية وخزن كتبهَا بل نَاب عني فِي تدريس الحَدِيث بالصرغتمشية سنتَيْن وَكَذَا فِي التصدير بالجيعانية وَرُبمَا أفتى وَقصد فِي عرض الْأَبْنَاء وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَمن ذَلِك شرحي للألفية وَجُمْلَة من تصانيفي بل كتب شرحا على الجرومية وَالْقَوَاعِد لِابْنِ هِشَام وعَلى أُمَّهَات الْأَوْلَاد من الْمِنْهَاج وقرض لَهُ بَعْضهَا الزين زَكَرِيَّا والكمال بن أبي شرِيف وكاتبه بل كتبت لَهُ إجَازَة حافلة وَحج ورزق الْأَوْلَاد واستعان فِي معيشته بالتكسب على وَجه جميل وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء فَأبى وَوَصفه الْجَمَاعَة فِي عرض وَلَده بِمَا هُوَ جدير بِأَكْثَرَ مِنْهُ فزكريا بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة والأخميمي بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة واللقاني بالشيخ الْعَالم الْعَلامَة وَابْن تَقِيّ بالشيخ زين الدّين شرف الْعلمَاء أوحد الْفُضَلَاء فِي الْعَالمين وَالسَّعْدِي بسيدنا الشَّيْخ الْعَلامَة شرف الْعلمَاء العاملين صدر المدرسين مفتي الْمُسلمين وَكَاتب السِّرّ بصاحبنا الشَّيْخ الْفَاضِل الْمشَار إِلَيْهِ

والخيضرمي بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة الْمُحَقق المتقن الفهامة والبامي بسيدنا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة وَابْن قَاسم بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة زين الْملَّة وَالدّين وجعفر بسيدنا ومولانا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَامِل الأوحد الْعَلامَة صدر المدرسين مُفِيد الطالبين مفتي الْمُسلمين والديمي بالشيخ الإِمَام الْعَالم المفنن مُفِيد الطالبين بَقِيَّة الْمُحَقِّقين والكوراني بالشيخ الْعَالم الْعَلامَة تَقِيّ الدّين والبدر بن خطيب الفخرية بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة وَالْبَحْر الفهامة زين الدّين صدر المدرسين مُفِيد الطالبين وسبط شَيخنَا بالشيخ الإِمَام الْعَالم الأوحد زين الدّين صدر المدرسين مفتي الْمُسلمين وَعبد الْحق بسيدنا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة والابشبهي بسيدنا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة من برع فِي الْعُلُوم من حِين ترعرع وَشرب مِنْهَا بالكأس المترع وَأظْهر فرائد المنثور والمنظوم وحقق الْمَنْطُوق مِنْهَا وَالْمَفْهُوم والبدر بن الديري بسيدنا ومولانا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الزيني عين المدرسين مفتي الْمُسلمين وَالسري بن الشّحْنَة بسيدنا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة والشيشيني الْحَنْبَلِيّ بالشيخ الإِمَام الْقدْوَة الْعَلامَة زين الدُّنْيَا وَالدّين فِي آخَرين وَلم يزل على طَرِيقَته فِي الإقبال على الْعلم مَعَ الْقيام بالتكسب على الْعِيَال ومزيد كدره من أم أَوْلَاده مِمَّا لَيْسَ الْخَبَر فِيهِ كالعيان وَهُوَ متجلد متنهد إِلَى أَن انحط وَلزِمَ الوساد وتوالى عَلَيْهِ أمراض وآلام وقاسى شَدَائِد وتفتحت فِي يَدَيْهِ عدَّة أَمَاكِن ونفد مَا كَانَ بِيَدِهِ وَهِي مَعَ ذَلِك تعالجه وتناكده بِحَيْثُ أَن مُدَّة مَرضه وَقَبله كَانَ لأجل رِضَاهَا مُقيما بهَا ببركة الرطلى وَكَانَ الأحباب يتكلفون لعيادته ولمشاهدته وَهِي تأبى الرُّجُوع بل وتسأل فِي الطَّلَاق ثمَّ تحول بِغَيْر رضَا مِنْهَا إِلَى بيتنا وأبت أَن توافقه وبالغت حَتَّى أجابها لسؤلها مَعَ بذلها وإبرائها ودام أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَدفن من يَوْمه وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل وأرخت السَّمَاء مَطَرا من حِين الْمُرُور بجنازته إِلَى انْتِهَاء دَفنه بل اسْتمرّ الْمَطَر أسبوعا عوضه الله الْجنَّة وإيانا فَقل أَن أعلم فِي مَجْمُوعه مثله متانة دين وَصدق لهجة وبديع تصور وَصِحَّة فهم واتقان فِي علمه وكتابته وتحرز فِي نَقله مَعَ الصفاء والضياء والمحاسن وَلما بلغتني وَفَاته وَأَنا بِمَكَّة صلى عَلَيْهِ بهَا صَلَاة الْغَائِب وَفرقت لَهُ الربعة أَيَّامًا بل قَرَأَ غير وَاحِد من جماعتنا لَهُ ختمات وَلَقَد كَانَ لي بِهِ جمال وانتفاع فِي الْغَيْبَة والحضور فَعِنْدَ الله أحتسب مصيبتي بِهِ وأسأله خير الْعِوَض 11 {أَبُو بكر) بن عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن أبي بكر الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ نزيل الْهِنْد مَاتَ سنة ثَمَان وَسبعين أَو الَّتِي قبلهَا بِبِلَاد الْهِنْد فِي

كلبرقة ظنا ذكره ابْن فَهد 119 (أَبُو بكر) بن عبد الرَّزَّاق الدكالي الْمَالِكِي تفقه فِي اسندرية عِنْد مُحَمَّد ابْن يُوسُف السكندري وسكنها مُدَّة واعتقده أَهلهَا لما رَأَوْهُ من أَحْوَاله وكراماته وَقدم مَكَّة على رَأس الْقرن فجاور بهَا بضعا وَعشْرين سنة مديما للصَّلَاة وَالطّواف وَالصِّيَام وَتوجه فِي غضونها للمدينة مرّة بعد أُخْرَى وتسرى بِأُمِّهِ رزق مِنْهَا ذكرا وَأُنْثَى كل ذَلِك مَعَ كَثْرَة خَيره وصلاحه وورعه واجتهاده فِي الْعِبَادَة بِحَيْثُ يسْتَغْرق فِيهَا أوقاته حَتَّى مَاتَ شَهِيدا مبطونا فِي رَجَب سنة سبع وَعشْرين بالحزامية بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَكَانَ الْجمع فِي تشييعه وافرا فِيهِ صَاحب مَكَّة الشريف على بن عنان ومقدم عسكرها قرقماس الأشرفي وَهُوَ ابْن سِتِّينَ ظنا ذكره الفاسي مطولا وَقَالَ أَنه كَانَ كثير الْمَوَدَّة لَهُ ويسأله عَن كثير من فروع الْفِقْه وَأَنه على ذهنه أَشْيَاء من أسرار الْحُرُوف والأسماء رَحمَه الله وإيانا 120 (أَبُو بكر) بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُوسَى بن أبي بكر بن أكبر الْفَخر الشِّيرَازِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام مَعَ أَخِيه مُحَمَّد تناوبا والمنهاج وَمَات فِي رَجَب سنة أَربع وَسبعين خَارج الْقَاهِرَة 12 (أَبُو بكر) بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ين سعد الله بن جمَاعَة بن عَليّ ابْن جمَاعَة بن حَازِم بن صَخْر الشّرف بن الْعِزّ بن الْبَدْر بن الْبُرْهَان الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ وَالِد الْعِزّ مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن جمَاعَة ولد فِي ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفقه وَلكنه لم ينجب واستجاز لَهُ أَبوهُ خلقا من شُيُوخ عصره قَالَ شَيخنَا فَمَا أَشك أَن الْحجاز والختنى والدبوسي وَابْن مزيز أجازوه وَلَكِن لم أَقف بعد على ذَلِك نعم أجَاز لَهُ فِي سنة تسع وَعشْرين من ثغر اسكندرية وجيهية ابْنة الصعيدي والتاج الْفَاكِهَانِيّ وَابْن الْمُصَفّى والكمال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الوَاسِطِيّ وَأَبُو الْعَبَّاس المرداوي وَفِي استدعاء مصري الزين أَبُو بكر الرَّحبِي وَابْنَته خَدِيجَة وَهَاجَر ابْنة الصنهاجي وَالْحسن بن السديد وَآخَرُونَ وأسمع على جده وَأَبِيهِ والميدومي وَأبي نعيم الأسعردي والبدر جنكلي بن مُحَمَّد بن البابا وَيحيى بن فضل الله وَآخَرين كالشهاب بن مَسْعُود المادح شَارك وَالِده فِي بعضه وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه كَانَ يتعسر فِي التحديث قَالَ ودرس فِي حَيَاة أَبِيه بأماكن وناب عَنهُ فِي الحكم ثمَّ اشْتغل باللهو والبطالة وَاحْتَاجَ وافتقر وَكَانَ يكْتب خطا حسنا ولديه فَضَائِل رَأَيْته يتَنَاوَل الْكتاب الْمَكْتُوب

المطوي فَيقْرَأ مَا فِيهِ وَهُوَ فِي كمه من غير أَن يُشَاهد بَاطِنه وَنَحْوه قَوْله فِي أنبائه إِنَّه اشْتغل ثمَّ ترك وَحمل لاشتغاله بِمَا لَا يَلِيق بِأَهْل الْعلم وَكَانَ يدْرِي أَشْيَاء عَجِيبَة صناعية مَاتَ فِي رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث بِمصْر رَحمَه الله وإيانا وَقَالَ المقريزي فِي عقوده جاورنا سِنِين عَفا الله عَنهُ 12 (أَبُو بكر) بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْفَخر بن النسيم بن الْجلَال المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده وابناه عبد الْغَنِيّ وَعلي يعرف بِابْن عبد الْغَنِيّ المرشدي ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَكَانَ أَبوهُ تَركه بهَا وَهُوَ حمل وَكَانَت منيته بِالْقَاهِرَةِ فِي طاعون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَنَشَأ هَذَا فِي كَفَالَة زوج أمه أبي بكر الشحري فحفظ الْقُرْآن وعمدة الْأَحْكَام وأربعي النَّوَوِيّ وَالْمجْمَع والمنار وألفية ابْن مَالك وعقيدة الطَّحَاوِيّ وَعرض على أبي الْبَقَاء بن الضياء فِي سنة إِحْدَى وَخمسين واشتغل قَلِيلا فِي الْفِقْه عِنْد ابْن عَمه عبد الأول والزين قَاسم بن قطلوبغا ثمَّ عِنْد ابْن الغرز فِي مجاورته عِنْدهم وَرُبمَا حضر عِنْد أبي حَامِد بن الضياء وَفِي الْعَرَبيَّة عِنْد المحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي والبرهان بن ظهيرة ولازمه وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره وَكَذَا أَخذ عَن اسماعيل الجبرتي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَاسْتقر فِي مشيخة الكلبرجية بِمَكَّة ولازم الانتماء للْقَاضِي وَذَوِيهِ وَرَأَيْت وصف القَاضِي لَهُ فِي عرض ثَانِي ولديه بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة الأمثل الْأَكْمَل الْمُفِيد وَزَاد أَخُوهُ فِي الْوَصْف الْعَالم الأوحد مفتي الْمُسلمين مُفِيد الطالبين وافتتح بقوله الْحَمد لله الَّذِي جعل فِي كنز الْعلم فَخر الدُّنْيَا وَالدّين وَكَذَا القَاضِي أَبُو السُّعُود وافتتح بقوله الْحَمد لله الَّذِي نوع الْفَخر فَجعل جَلَاله وكماله فِي فَخر الدّين وَيذكر بملاءة كَبِيرَة مَعَ تشدق وَعدم توثق وَدخل فِي التِّجَارَة لزبيد وَغَيرهَا وَلَقي ابْن اسماعيل الجبرتي فألبسه الْخِرْقَة وَلَعَلَّه اجْتمع بِأحد من بني النَّاشِرِيّ مَاتَ بعد أَن تعلل مُدَّة فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ عقب صَلَاة الصُّبْح ثمَّ دفن عَفا الله عَنهُ 123 (أَبُو بكر) بن عبد الْقَادِر بن عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْفَخر بن المحيوي الْقرشِي الْيَمَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ ابْن أخي القَاضِي محب الدّين قَاضِي جدة والماضي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء عَاشر رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة كَمَا كتبه لي بِخَطِّهِ وَسمع مني المسلسل فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بمنزلي علو البيمارستان من مَكَّة واستجازني بعد ذَلِك لنَفسِهِ ولولديه وَمَات فِي أول يَوْم الْخَمِيس منتصف

رَجَب سنة ثَلَاث وَتِسْعين بجدة فَحمل لمَكَّة وَكَانَ وُصُوله فِي أثْنَاء لَيْلَة الْجُمُعَة فَجهز بهَا ثمَّ صلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد الْحجر الْأسود تقدم الشَّافِعِي ثمَّ دفن بالمعلاة عِنْد قبُول سلفه بالشولي رَحمَه الله 124 (أَبُو بكر) بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد المحسن الْكَمَال أَبُو الرّوح بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء السّلمِيّ الْمحلي ثمَّ السمنودي الشَّافِعِي أَخُو الْمُحب عبد الله الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الإِمَام ولد فِي صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بالمحلة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه نور الدّين بن نصف اللَّيْل والمنهاج وَعرضه على جمَاعَة وَأخذ فِي الْفِقْه عَن صهره الشهَاب الباريني وَالْوَلِيّ بن قطب وَالشَّمْس بن أَحْمد القَاضِي وَغَيرهم والنحو عَن عمر السمنودي وَحج مرَارًا أَولهَا وَهُوَ صَغِير مَعَ أَبِيه وأخيه سنة خمس وَثَمَانمِائَة وجاوروا وسمعوا وَهَذَا فِي الْخَامِسَة فِي رَمَضَان سنة سِتّ على ابْن صديق بعض مسندي الدَّارمِيّ وَعبد ثمَّ فِي ذِي الْقعدَة مِنْهَا على أبي الطّيب السحولي الشفا وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَالصَّلَاح عبد الْقَادِر الأرموي وَأَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ وَخلق وناب فِي الْقَضَاء بسمنود عَن شَيخنَا فَمن بعده وَسمعت من لم يحمد سيرته وزار الْقُدس والخليل وَدخل اسكندرية ودمياط وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء ولقيته بسمنود فَقَرَأت عَلَيْهِ وَمَات بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتِّينَ وَدفن بِجَانِب شَيْخه عمر بن عِيسَى عَفا الله عَنهُ ورحمه وإيانا 125 (أَبُو بكر) ابْن عبد الْهَادِي بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضي إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ وَأمه زَيْنَب ابْنة الرضي مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضي الطَّبَرِيّ أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ الزين الزَّرْكَشِيّ والشرف الواحي وَابْن نَاظر الصاحبة والقبابي والتدمري والبرهان الْحلَبِي وَخلق وَمَات صَغِيرا 126 (أَبُو بكر) بن عُثْمَان بن خَلِيل بن مَحْمُود بن عبد الْوَاحِد التقي المَخْزُومِي الحوراني الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ ولد بعد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة واشتغل وَسمع من الْمَيْدُومِيُّ وَغَيره وناب فِي الحكم قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَقيته بِبَيْت الْمُقَدّس فَقَرَأت عَلَيْهِ المسلسل وجزء البطاقة بِسَمَاعِهِ لَهما من الْمَيْدُومِيُّ وَمَات بِهِ فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَنَحْوه فِي أنبائه وَحدثنَا عَنهُ التقي القلقشندي بالمسلسل وجزء البطاقة أَيْضا وَذكره المقريزي فِي عقوده 127 (أَبُو بكر) بن عُثْمَان بن عبد الله الْفَخر الششتري الْمدنِي ابْن عَم مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن شرف الدّين الْمَاضِي مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ 12 {أَبُو بكر) بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن حسن الرُّومِي الْمَكِّيّ ثمَّ القاهري ابْن أُخْت إِبْرَاهِيم بن عَليّ الْمَاضِي وَيعرف بالزمزمي ولد بِمَكَّة تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة

وَنَشَأ بهَا فَسمع على أبي الطّيب السحولي الشفا وعَلى الْجمال بن ظهيرة والزين المراغي والشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا التنوخي وَابْن صديق وَإِبْرَاهِيم بن عَليّ بن فَرِحُونَ وَابْن قوام وَابْن منيع وَخلق لَقيته بِمصْر فِي سنة خمسين وَكَانَ تَاجِرًا ثمَّ مَاتَ بهَا بالطاعون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَخلف شَيْئا كثيرا رَحمَه الله 129 (أَبُو بكر) بن صَاحب تونس عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أبي فَارس أَخُو مُحَمَّد وَعبد الْعَزِيز السَّابِقين ولي مملكة طرابلس الْمغرب وَكَانَ شَابًّا مشكورا حَيا قريب الثَّمَانِينَ 130 (أَبُو بكر) بن عُثْمَان بن مُحَمَّد تَقِيّ الدّين الجيتي بِكَسْر الْجِيم ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة بعْدهَا مثناة الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ أَخُو نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الجيتي ولد فِي حُدُود السِّتين ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ أحد فضلاء أهل حماة عَارِف بِالْعَرَبِيَّةِ حسن المحاضرة قدم صُحْبَة الْعَلَاء بن مغلي من حماة فَنزل على كَاتب السِّرّ ابْن الْبَارِزِيّ فَأكْرمه وأحضره مجْلِس السُّلْطَان وولاه قَضَاء الْعَسْكَر وَغَيره وَقَالَ فِي مُعْجَمه اشْتغل بالفقه والعربية وَمهر وَقدم الْقَاهِرَة فِي الدولة المؤيدية وَكَانَ حسن المحاضرة نَاب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل وَقَضَاء الْعَسْكَر بل عين للْقَضَاء الْأَكْبَر سَمِعت من نوادره وفوائده وَقَالَ المقريزي فِي عقوده جمعني وإياه مجْلِس الناصري بن الْبَارِزِيّ مرَارًا وَكَانَ ذكيا ماهرا فِي فنون تغلب عَلَيْهِ الأدبيات ونوه بولايته قَضَاء مصر فعاجلته الْمنية وَمَات فِي الطَّاعُون فِي آخر ربيع الأول سنة تسع عشرَة 13 (أَبُو بكر) بن عُثْمَان بن الناصح الكفرسوسي الْمُؤَدب ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ صحب الشَّيْخ عليا الْبناء وَأخذ طَرِيقَته وَكَانَ قد تصدى للْعَمَل فِي الْبَسَاتِين مَعَ النَّصِيحَة فِي عمله ثمَّ حفظ الْقُرْآن على كبر وتصدى لتعليمه وَكَانَ يعلم الْأَبْنَاء ويتورع وَكَانَت عِنْده وَسْوَسَة فِي الطَّهَارَة وَسكن لما كبر المزة مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَقد جَازَ السِّتين 13 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عدنان بن جَعْفَر الْعِمَاد الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد ووالد نَاصِر الدّين مُحَمَّد الماضيين وَهَذَا أَصْغَر الْأَخَوَيْنِ ولد فِي رَجَب سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة واشتغل فِي الْفِقْه والنحو وَسمع الحَدِيث وَكتب الْخط الْحسن وَتقدم فِي الْإِنْشَاء وتزيا بزِي الْجند ثمَّ المباشرين وباشر أَيَّام أَخِيه نِيَابَة كِتَابَة سر دمشق ثمَّ ولي حسبتها فِي سنة سِتّ وَعشْرين ثمَّ عزل عَنْهَا فِي ربيع الآخر من الَّتِي تَلِيهَا وَبِيَدِهِ مشيخة الجقمقية وتدريس الريحانية والعذراوية والمقدمية وَلما ولي أَخُوهُ كِتَابَة سر مصر طلبه لمساعدته فَتوجه إِلَيْهِ فِي صفر

سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَأَقَامَ على كره مِنْهُ وَرُبمَا بَاشر النِّيَابَة عَنهُ مَعَ كَونهَا باسم الشّرف ابْن العجمي وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الدّيانَة وَالْخَيْر والعفة وَلذَا انْطَلَقت الألسن بالثناء عَلَيْهِ وَعين بعد أَخِيه لكتابة السِّرّ وباشر بِدُونِ تَوْلِيَة فعوجل بالطاعون أَيْضا بعد سِتَّة عشر يَوْمًا مَضَت لِأَخِيهِ وَذَلِكَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأخرج قبل الصَّلَاة وَدفن بالصوفية بِوَصِيَّة مِنْهُ وَكَانَت جنَازَته حافلة بِخِلَاف جَنَازَة أَخِيه رَحمَه الله ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار 133 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن أَحْمد بن مِفْتَاح معلم القبانيين بجدة وَيعرف بِابْن فطيس كسلفه مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة 134 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن أبي بكر بن الحكم سيف الدّين وتقي الدّين النابلسي الْحَنْبَلِيّ الْمُفْتِي وَيعرف بِابْن الحكم قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَقيته بنابلس فَقَرَأت عَلَيْهِ الْأَرْبَعين المنتقاة من المستجاد من تَارِيخ بَغْدَاد مَعَ الأناشيد بِسَمَاعِهِ لذَلِك على الْبَيَانِي انْتهى وَحدثنَا عَنهُ التقي القلقشندي بالمسلسل عَن الْمَيْدُومِيُّ سَمَاعا 135 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ ولد تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ وبعمه الشهَاب أَحْمد وَسمع الْجمال بن ظهيرة والنفيس الْعلوِي وَكَانَ فَقِيها راسخا مديما لخدمة الْعلم ولي تدريس الصلاحية بالسلامة وخطابة مَسْجِد الْجند والإعادة بنظامية زبيد وناب عَن أَبِيه فِي قَضَاء زبيد والتدريس بالمؤيدية بتعز وانتفع بِهِ جمَاعَة كأخيه حَافظ الدّين وَابْن أَخِيه عفيف الدّين وَله حواش على الْمِنْهَاج مفيدة وَشعر جيد مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَعشْرين فِي حَيَاة أَبِيه 136 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن التقي أبي بكر القاهري الْجَوْهَرِي كَانَ نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن الفاوي أتلف مَا خَلفه لَهُ أَبوهُ وقطن مَكَّة دهرا متعرضا للتكدية لَا يفوتها من تجارها والواردين عَلَيْهَا كَبِير أحد مَعَ اشْتِغَال كثيرين لَهُ وَقد لازمني فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَالَّتِي بعْدهَا بِمَكَّة فِي سَماع أَشْيَاء كَثِيرَة بل قَرَأَ بِنَفسِهِ أربعي النَّوَوِيّ وَكتب بِخَطِّهِ بعض تصانيفي بل حصل فَوَائِد التقطها من الْكتب والمجاميع وَله مزِيد ميل لذَلِك وتكرر قدومه للقاهرة وَمن ذَلِك سنة تسعين وَكَذَا زار الْمَدِينَة وَأقَام بهَا أشهرا وَسمع بهَا على الشَّمْس المراغي فِي آخَرين بِهَذِهِ الْأَمَاكِن وكتبت لَهُ إجَازَة نبهت على مهماتها فِي الْكَبِير وَقد سمع بِالْقَاهِرَةِ بِقِرَاءَتِي على النُّور الأبودري والزين شعْبَان بن حجر والنور بن المحوجب مَجْلِسا فِي فضل صَوْم عَاشُورَاء لِلْمُنْذِرِيِّ وَسميت جده فِي الطَّبَقَة مُحَمَّدًا وَكَذَا سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية واقتصرت على لقب جده مَاتَ بِمَكَّة بعد

انْفِصَال الْحَج فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَكَانَ ابْتِدَاء ضعفه من عَرَفَة عَفا الله عَنهُ 137 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن أبي بكر الريمي الْمَكِّيّ ولد بهَا قبل التسعين وَسَبْعمائة أجَاز لَهُ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن الشرايحي والشهابين بن حجي والحسباني وَابْن صديق والزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ أجَاز لي وَمَات فِي ربيع الأول سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة 13 {أَبُو بكر) بن عَليّ بن أبي بكر البالسي الْمصْرِيّ الشَّاهِد ذكره ابْن فَهد مُجَردا وكتبته تخمينا 139 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن حجاج الْجريرِي الدَّلال سمع مني بِمَكَّة (أَبُو بكر) بن عَليّ بن حجَّة فِيمَن جده عبد الله 140 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن زين بن عبد الله الزين الأبياري القاهري الشَّافِعِي الكتبي ولد قبل سبعين وَسَبْعمائة ظنا وَأخْبر أَنه سمع نظر السِّيرَة لِابْنِ الشَّهِيد عَلَيْهِ بِقِرَاءَة الغماري فِي الْأَزْهَر وَكَانَ خيرا ثِقَة ثبتا فَاضلا أجَاز للبقاعي وَغَيره وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَأَرْبَعين بالمؤيدية رَحمَه الله 14 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن سَالم بن أَحْمد التقي الْكِنَانِي العامري الشَّافِعِي ابْن عَم قَاضِي الزبداني ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة خمسين واشتغل بِدِمَشْق فبرع فِي الْفَرَائِض والحساب وشارك فِي الْفِقْه وَقَرَأَ فِي الْأُصُول وَولي قَضَاء بعلبك وبيروت وَكفر طَابَ وَكَانَ يقْرَأ فِي الْمِحْرَاب جيدا وَقدم الْقَاهِرَة بعد الْفِتْنَة الْكُبْرَى وَكَانَ قد أسر مَعَ التمرية ثمَّ خلص وَأخْبر عَن بعض من أسره أَنه قَالَ لَهُ عَلامَة وُقُوع الْفِتْنَة كَثْرَة نباح الْكلاب وصياح الديكة فِي أول اللَّيْل قَالَ وَكَانَ ذَلِك قد كثر بِدِمَشْق قبل مَجِيء تمر وَكَانَ مَعَ مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من الْفضل دينا خيرا يتعانى المتجر مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع عشرَة ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وأرخه المقريزي فِي عقوده فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة خمس عشرَة وَطول تَرْجَمته فَالله أعلم 14 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن صَلَاح الزملكاني الصَّالِحِي الفاخوري سمع من الْمُحب الصَّامِت والعماد أبي بكر بن مُحَمَّد بن الحبال وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ خيرا يتكسب بالفاخور مَاتَ قبل دخولي لدمشق 143 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن خلكان وَمَعْنَاهُ الْخَلِيل الزين الْبَرْمَكِي الأربلي المارديني الأَصْل القاهري المشهدي الشَّافِعِي هَكَذَا أمْلى عَليّ نسبه بل زَاد حَتَّى انْتهى إِلَى جَعْفَر بن يحيى بن خَالِد بن برمك وَقَالَ لي وَلَده مُحَمَّد الْبَهَاء الْمَاضِي الْمُحَقق مِنْهُ إِلَى أَحْمد وَمَا فَوْقه لَا أعتمده

ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين وَسَبْعمائة بِالْقربِ من مشْهد الْحُسَيْن بِالْقَاهِرَةِ وَلذَا نسب مشهديا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ إفرادا للسبع على الْفَخر البلبيسي الإِمَام وَأذن لَهُ فِي الإقراء وَحفظ الشاطبية ظنا وَغَيرهَا وَأخذ فِي الْفِقْه عَن أبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ وَطَائِفَة وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الشَّمْس العجيمي وَقيد عَنهُ حَوَاشِي على توضيح جده ابْن هِشَام ولازم فيهمَا وَفِي غَيرهمَا الشَّمْس الشطنوفي وَحضر دروس قنبر وَغَيره وجود الْخط عِنْد الوسيمي وَكَانَ يثني على قُوَّة عصبه وَسمع على التنوخي والأبناسي والزفتاوي والحلاوي والسويداوي والغماري والمراغي وَابْن الشيخة وَآخَرين وتكسب أَولا بتعليم المماليك بالقلعة ونبغ من تَحت يَده جمَاعَة ثمَّ بالنساخة لِابْنِ خلدون وقتا وَلغيره مَعَ مَا كتبه لنَفسِهِ بِحَيْثُ كتب الْكثير وَجلسَ مَعَ الشُّهُود بالخيميين بِالْقربِ من الْأَزْهَر وناب فِي عُقُود الْأَنْكِحَة عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ وَغَيره وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا وَحج مرَّتَيْنِ استصحب أمه فِي الأولى وَمَاتَتْ هُنَاكَ وسافر إِلَى الشَّام فِي بعض ضروراته وصحبته ابْنه وَمَا تيَسّر لَهما زِيَارَة الْقُدس لضعف شَدِيد عرض لَهُ فِي رُجُوعه وَهُوَ بالرملة كَاد أَن يَمُوت مِنْهُ وَجمع تأليفا فِي صناعَة الشُّهُود ومنسكا لطيفا ونظم قصيدة فِي الْكَعْبَة نسب نَفسه بآخرها فَقَالَ (وناظمها يَرْجُو من الله رَحْمَة ... تبلغه الزلفى إِذا الكرب يعظم) (أَبُو بكر الْمَعْرُوف بالمشهد الَّذِي ... يُقَال بِهِ رَأس الْحُسَيْن المكرم) وَعِنْدِي من نظمه غير هَذَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ ختم البُخَارِيّ والشفا وَكَانَ خيرا رَئِيسا سَاكِنا متواضعا بهيا مَحْمُود الشَّهَادَات مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سلخ ذِي الْقعدَة سنة خمس وَخمسين وَدفن بمقبرة صوفية سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله (أَبُو بكر) بن عَليّ بن عبد الله التقي الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ الأزراري وَيعرف بِابْن حجَّة بِالْكَسْرِ باسم الشَّهْر ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتعانى عمل الْحَرِير وَعقد الأزرار وقتا ثمَّ اشْتغل بِالْعلمِ وتعانى الْأَدَب وَتردد إِلَى الشَّمْس الهيتي والعز الْموصِلِي وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا فِي الْأَدَب وَكتب عَنْهُمَا من نظمهما ونثرهما ولازم فِيهِ الْعَلَاء القضامي حَتَّى تقدم فِي عمل الأزجال والمواليا ثمَّ أقبل على نظم القصيد ومدح أَعْيَان بَلَده ثمَّ ارتحل مِنْهَا إِلَى الشَّام قبل التسعين فمدح قاضيها الْبُرْهَان بن جمَاعَة بقصيدة كَافِيَة طنانة بديعة قرضها لَهُ نبهاء عصره وَدخل الْقَاهِرَة وَهِي مَعَه فَوقف عَلَيْهَا الْفَخر بن مكانس وَابْنه الْمجد فقرضاها أَيْضا ومدح الْفَخر وطارح وَلَده ثمَّ عَاد إِلَى بِلَاده فَأَقَامَ بهَا ثمَّ دخل

الْقَاهِرَة أَيْضا فِي الْأَيَّام المؤيدية فراج أمره وَعظم قدره ونوه بِهِ بلديه نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ وَاسْتقر بِهِ منشئ ديوَان الْإِنْشَاء فاشتهد وَبعد صيته وَصَارَ أحد الْأَعْيَان وباشر عدَّة أنظار وَدخل بِلَاد الرّوم مَعَ الْمُؤَيد إِلَى أَن كَانَت الْأَيَّام العلمية ابْن الكويز فَلم تمش أَحْوَاله كَمَا كَانَت فتقلق من إِقَامَته بِالْقَاهِرَةِ وَتوجه لبلده فِي سنة ثَلَاثِينَ فَأَقَامَ بهَا ملازما للاشتغال بالعلوم وَالْخَيْر إِلَى أَن مَاتَ ورام فِي الْأَيَّام الكمالية الرُّجُوع إِلَى الْقَاهِرَة فَمَا تهَيَّأ وَكَانَ إِمَامًا عَارِفًا بفنون الْأَدَب مُتَقَدما فِيهَا طَوِيل النَّفس فِي النّظم والنثر حسن الْأَخْلَاق والمروءة مَعَ بعض زهو وَإِعْجَاب ومداومة على خضب لحيته بالحمرة إِلَى أَن أسن حَتَّى هجاه بذلك الْبَدْر البشتكي بقوله (صبيغ دعاويه لَا تَنْتَهِي ... يخطى الصَّوَاب وَلَا يشْعر) (تفكرت فِيهِ وَفِي ذقنه ... فَلم أدر أَيهمَا أَحْمَر) وَقد أَخذ عَنهُ الأكابر وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه سمع من نظمه كثيرا بل وَسمع مِنْهُ مُعظم شَرحه على البديعية وَجُمْلَة من إنشائه قَالَ ولقيته بِبَلَدِهِ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ذَهَابًا وإيابا وبيننا مَوَدَّة أكيدة وَقَالَ فِي مُعْجَمه سَمِعت مِنْهُ الْكثير من الشَّرْح وَكتب عني وكتبت عَنهُ ولقيته بحماة عِنْد التَّوَجُّه مَعَ الْعَسْكَر إِلَى حلب وَسمعت من نظمه بهَا وَذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ الإِمَام الأديب البليغ الْفَاضِل النَّاظِم الناثر إِمَام أهل الْأَدَب فِي زَمَنه ثمَّ قَالَ وَبَين وَبَينه صُحْبَة أكيدة ومحبة ومذاكرة فِي الْأَدَب والتاريخ انْتهى وَمن تصانيفه بُلُوغ المرام من سيرة ابْن هِشَام وَالرَّوْض الْأنف والأعلام وأمان الْخَائِفِينَ من أمة سيد الْمُرْسلين وبلوغ المُرَاد من الْحَيَوَان والنبات والجماد فِي مجلدين وبروق الْغَيْث على الْغَيْث الَّذِي انسجم من شرح لامية الْعَجم وكشف اللثام عَن وَجه التورية والاستخدام وحديقة زُهَيْر وناصح قلاقس وزاوية شيخ الشُّيُوخ وتحرير القيراط وقهوة؟ فِي مجلدين وَهُوَ مِمَّا أنشأه بالديار المصرية عَن الْمُلُوك الْمُؤَيد وَالظَّاهِر والأشرف والزوائد المصرية نظم والثمرات الشهية من الْفَوَاكِه الحموية نظم أَيْضا وجني الجنتين وقطر النباتين وَثُبُوت الْحجَّة وَقبُول الْبَينَات وتأهيل الْغَرِيب فِي أَربع مجلدات وتفصيل الْبردَة وَثُبُوت الْعشْرَة وديوان شعر بديع قَالَ فِيهِ (ديوَان نظمي جَاءَ وَهُوَ مُحَرر ... برقيق نظم لَفظه مستعذب) (فَإِذا بدا لَا تستقلوا حجمه ... وحياتكم فِيهِ الْكثير الطّيب) وَعمل البديعية مُتَابعًا للحلى على طَريقَة الْعِزّ الْموصِلِي من التورية باسم النَّوْع البديعي فِي الْبَيْت وسماها تَقْدِيم أبي بكر وَهِي تَسْمِيَة بديعة فِي مَعْنَاهَا للاتفاق فِي اسْمه

وَاسم الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَشَرحهَا فِي ثَلَاث مجلدات أبدع فِيهِ مَا شَاءَ وقرضه لَهُ الْعلمَاء فَكَانَ مِمَّا كتبه شَيخنَا أشهد أَن أَبَا بكر مقدم على أنظاره وَلَا أعدل فِي هَذِه الشَّهَادَة من أَحْمد وأجزم برفعة قدره على من انتصب لهَذَا الْفَنّ وَلَا أبلغ من حَاكم يشْهد وَله رسائل ومقاطيع شهرية وَمن رسائله رِسَالَة أَنْشَأَهَا حِين كَانَ الظَّاهِر برقوق محاصرا دمشق فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَحرقت دمشق كتب بهَا إِلَى الْفَخر بن مكانس بِالْقَاهِرَةِ سَمَّاهَا ياقوت الْكَلَام فِي أَيَّام الشَّام أودعها ابْن خطيب الناصرية تَرْجَمته من تَارِيخه وَهُوَ مِمَّن قرض السِّيرَة المؤيدية لِابْنِ ناهض وأوردت من تقاليده الَّتِي أَنْشَأَهَا لشَيْخِنَا فِي الْجَوَاهِر والدرر وَقد انحرف عَنهُ النواجي بعد مزِيد اختصاصهما وصنف الْحجَّة فِي سرقات ابْن حجَّة وَزَاد فِي التحامل عَلَيْهِ وهجاه كَثِيرُونَ من شعراء وقته بمقاطيع مقذعة وَكَأَنَّهُ وَالله أعلم لِأَنَّهُ كَانَ ضنينا بِنَفسِهِ وبشعره يرى غالبهم كآحاد تلامذته مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من شعْبَان حَسْبَمَا أرخه ابْن خطيب الناصرية وَقيل فِي رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ بحماة بعد أَن قَالَ وَقد اجْتمعت الْبَارِدَة والحمى فِي مَرضه (بردية بردت عظمى وطابقتها ... سخونة ألفتهما قدرَة الْبَارِي) (فَامْنُنْ بتفرقة الضدين من جَسَدِي ... يَا ذَا الْمُؤلف بَين الثَّلج وَالنَّار) وَوَصفه بعض الْمُحدثين بِالْإِمَامِ الْعَالم الأديب البارع رَأس أدباء الْعَصْر وأعرفهم بفنون الشّعْر وَمِمَّا كتبه عَنهُ شَيخنَا وَكَذَا ابْن خطيب الناصرية قصيدته الَّتِي امتدح بهَا الْعَلَاء بن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وعارض فِيهَا قصيدة للجمال بن نباتة أَولهَا (يَا ساهر اللحظ حَالي فِيك مَشْهُور ... وكاسر الجفن قلبِي مِنْك مكسور) (أمرت لحظك أَن يَسْطُو على كَبِدِي ... يَا صدق من قَالَ إِن السَّيْف مَأْمُور) وَمِمَّا كتبه لقاض أخلف مَا وعده بِهِ من حبس غَرِيم لَهُ (أضعت حَقي وأخلفت الوعود وَمَا ... وفيت لي ونصرت الْيَوْم أخصامي) (فَلَا تلمني إِذا أنشدت من حرقي ... وَسُوء الْحَظ يُبْدِي نقض إبرامي) (إِن كَانَ منزلتي فِي الْحبّ عنْدكُمْ ... مَا قد رَأَيْت فقد ضيعت أيامي) ونظمه ونثره يَفُوقَانِ الْوَصْف وَعِنْدِي مِنْهُمَا جملَة قَالَ شَيخنَا وَنعم الرجل كَانَ وَقَالَ المقريزي كَانَ فِيهِ زهو وَإِعْجَاب بِنَفسِهِ علمه الْأَدَب ونظمه كثير وَهُوَ عِنْده فِي عقوده وَأَنه لقِيه مرَارًا أَولهَا بِدِمَشْق فِي صفر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأورد من نظمه أَشْيَاء قَالَ وَهُوَ أحد أدباء الْعَصْر المكثرين المجيدين وَله فِي الْأَدَب مصنفات وَمِمَّا أنْشدهُ

(هويته عجميا فَوق وجنته ... لامية عوذتها أحرف الْقسم) (فِي وصفهَا ألسن الأقلام قد خرست ... وظل شرحي فِي لامية الْعَجم) وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة تقدم فِي صناعَة الْأَدَب وشاع فَضله قَدِيما فِي أَيَّام ابْن ايبك وَله النّظم البليغ والنثر البديع واتصل بالمؤيد وَتقدم عِنْده ثمَّ حصل لَهُ تخلف وَتقدم عَلَيْهِ الزين بن الْخَرَّاط والشرف بن الْعَطَّار فَعَاد إِلَى بَلَده رَحمَه الله وإيانا 145 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن عبد الله المادح مِمَّن سمع مني 146 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن حُسَيْن الطَّيِّبِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي بواب سعيد السُّعَدَاء مِمَّن قدم صَغِيرا فَنزل جَامع الْأَزْهَر وَغَيره وَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد حسن العاملي وَحفظ التبريزي واشتغل قَلِيلا عِنْد الْفَخر عُثْمَان المقسي وتنزل فِي الْجِهَات ولازم بَاب الخانقاه مُدَّة تزيد على خمسين سنة نِيَابَة واستقلالا وَحج وَكَانَ كثير التِّلَاوَة لَا بَأْس بِهِ مَاتَ فِي سَابِع عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَدفن بتربة الصُّوفِيَّة وَلم يكمل السّبْعين رَحمَه الله 147 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن عمر بن عبد الْحق التلعفري شيخ معمر ذكر أَن وَالِده أخبرهُ أَن أمه كَانَت حَامِلا بِهِ فِي فتْنَة بيبغاروس وَهِي بعيد الْخمسين وَسَبْعمائة وَكَذَا ذكر أَن من مشايخه وَالِده والحافظ ابْن رَجَب وَكَانَ ينزل القبيبات مَاتَ 14 {أَبُو بكر) بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الزين الْأنْصَارِيّ التتائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الشّرف مُوسَى الْأنْصَارِيّ واخوته ولد سنة تسع وَثَمَانمِائَة بتتامن المنوفية وَكَانَ فَاضلا ظريفا عشيرا ناظما ناثرا وافر الْعقل متين الدّيانَة أَخذ عَن الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي والونائي وَشَيخنَا واكثر من الْحُضُور عِنْد الْمَنَاوِيّ واستقربه الزين عبد الرَّحْمَن بن الجيعان فِي خطابة مدرسته فَخَطب بهَا حَتَّى مَاتَ وَرُبمَا أنشأ الْخطب البديعة مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين عَن أَزِيد من أَرْبَعِينَ سنة رَحمَه الله وإيانا 149 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي الْفتُوح فَرح بن عَليّ التقي أَبُو الصدْق بن الْعَلَاء الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي خَال القطب الخيضري وَيعرف بالحريري ولد فِي سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وَقيل سنة سبع وَبِه جزم ابْن قَاضِي شُهْبَة وَقَالَ إِن الأول وهم وَإِن كتبه بِخَطِّهِ وَهُوَ أقرب بِدِمَشْق وَحفظ الْقُرْآن وَالْمُحَرر لِابْنِ عبد الْهَادِي وَالْجمع بَين الصحيحن والتنبيه وَتَصْحِيح الأسنوي وألفية النَّحْو وَعرض فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا على جمَاعَة وَأخذ الْفِقْه عَن الشهَاب الزُّهْرِيّ والشرفين الشريشي والملكاوي وَغَيرهم من أهل بَلَده وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة

فَأَخذه عَن البُلْقِينِيّ وَابْنه وَطَائِفَة والعربية عَن البُلْقِينِيّ وَغَيره والْحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ أَخذ عَنهُ ألفيته وَشَرحهَا وأثبته بِخَطِّهِ فِيمَن سمع الْمجْلس السَّابِع وَالتسْعين بعد الثلثمائة من أَمَالِيهِ والتصوف عَن البلالي قَرَأَ عَلَيْهِ مُخْتَصره للأحياء وَسمع بِبَلَدِهِ والقاهرة وَمَكَّة وَغَيرهَا من كثيرين كالشهاب أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْحق والمحيوي يحيى الرَّحبِي وَأبي المحاسن يُوسُف القباني ورسلان الذَّهَبِيّ والكمال بن النّحاس والبدر حسن بن مُحَمَّد البعلي وَابْن قوام وَأبي حَفْص البالسي وكالبلقيني والعراقي والهيثمي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَالصَّلَاح الزفتاوي والمطرز والشرف أبي بكر بن جمَاعَة وكالعفيف النشاوري وَبَعض ذَلِك بقرَاءَته وَتقدم وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَكَذَا أذن لَهُ الْعِرَاقِيّ فِي إقراء ألفيته وَشَرحهَا وناب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ فِي رَجَب سنة سبع وَعشْرين عَن الشهَاب نقيب الْأَشْرَاف والنجم بن حجي وَغَيرهمَا وَنزل الضيائية وتصدى للكتابة على الْفتيا بل كتب على الْمُحَرر لِابْنِ عبد الْهَادِي شرحا فِي اثنى عشر مجلدا على نمط الديباجة للدميري سَمَّاهُ تَخْرِيج الْمُحَرر فِي شرح حَدِيث النَّبِي المطهر ودرس بالنجيبية وبالكلاسة وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي وَكَانَ إِمَامًا عَالما خيرا ثِقَة أحد الْأَعْيَان زَاد بَعضهم مِمَّن اشْتهر بِهَذَا الْفَنّ وبعلو الْإِسْنَاد مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين وَدفن بمقابر الْبَاب الصَّغِير وفقده الشُّهُود وتأسفوا على فَقده لِأَنَّهُ كَانَ لَا يرد حكما يقْصد بِهِ قَالَه ابْن قَاضِي شُهْبَة فِيمَا نقل عَنهُ رَحمَه الله وإيانا 150 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ التقي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بِابْن الطيوري وبخروف مِمَّن اشْتغل وتميز وناب فِي الْقَضَاء بل اسْتَقل بِقَضَاء طرابلس وَلَكِن لم يتهيأ لَهُ مُبَاشَرَته كَمَا أَن الكافياجي وَغَيره كتب لَهُ بتأهله لقَضَاء الْحَنَفِيَّة بالديار المصرية كل ذَلِك أَيَّام اخْتِصَاصه بالشهابي بن الْعَيْنِيّ فَإِنَّهُ كَانَ صَحبه وتقرب مِنْهُ بالخيال وَصَارَ إِلَى ملاءة زَائِدَة بعد فاقة شَدِيدَة وَبعده إهانة الظَّاهِر تمر بغاله بِالضَّرْبِ وَالْحَدِيد والإرسال بِهِ لقَاضِي الْمَالِكِيَّة ليمضي فِيهِ الحكم بِمَا تضمنه الْمحْضر المكتتب فِيهِ مِمَّا يُؤذن بانحلاله وَذَلِكَ بِقِيَام الشريف إِبْرَاهِيم القبيباتي عَلَيْهِ فخلصه الزيني بن مزهر وعزره الْبَدْر بن الْقطَّان بالإشهار والعري ثمَّ بِالنَّفْيِ وَلم يزل فِي إنعزال مُقبلا على التِّجَارَة والمعاملة الَّتِي يذكر فِيهَا بِمَا لَا يَلِيق وَسكن بولاق زَمنا فِي سَعَة من المآكل وتكرم بِالْإِطْعَامِ وَنَحْوه لمن يرد عَلَيْهِ إِلَى أَن عدا عَلَيْهِ بعض فتيانه وَقَتله شَرّ قتلة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشر صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَقد زَاد على الْخمسين إِن لم يكن قَارب السِّتين وَدفن عِنْد أَبِيه بتربة العضدي الصيرامي

وَلم يشيعه كَبِير أحد واحتاطت الدولة على تركته وَكَانَ ظريفا غَايَة فِي الْأَدَب معي وَكنت أفهم مِنْهُ أَنه يؤرخ عَفا الله عَنهُ 15 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْفَخر الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شَقِيق الْبُرْهَان وَسَائِر اخوته أمّهم أم الْخَيْر ابْنة الْعِزّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد النويري وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة ولد توءما مَعَ أَخِيه عمر فِي لَيْلَة الْخَمِيس مستهل رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج كِلَاهُمَا للنووي وَابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَالتَّلْخِيص وألفية الحَدِيث والنحو والجمل للخوبخي والجرومية وَالنّصف الأول من الطوالع وَعرض غالبها على عَمه وابي الْفَتْح المراغي والشوائطي بل كَانَ يصحح عَلَيْهِ فِيهَا وجود عَلَيْهِ الْقُرْآن وَسمع عَلَيْهِم وعَلى التقي بن فَهد فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ زَيْنَب ابْنة اليافعي والزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَسَارة ابْنة جمَاعَة والشهاب بن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي وَشَيخنَا والأهدل والمقريزي والعيني وَخلق من بَلَده كأبيه وَعَمه نجم الدّين ووالدتهما كمالية ابْنة التقي الْحرَازِي ووالدته وَأمّهَا كمالية ابْنة عَليّ النويري وَمن الْمَدِينَة كالمحب المطري وَمن بَيت الْمُقَدّس كالجمال بن جمَاعَة والتقي أبي بكر القلقشندي وَمن الْقَاهِرَة كالرشيدي وَمن دمشق كَالشَّمْسِ بن جوارش وَمن حلب كالضياء بن النصيبي وَحضر دروس عَمه أبي السعادات ولازم أَخَاهُ فِي الْفِقْه والعربية والأصلين والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَأخذ عَن غَيره من أهل بَلَده كالمحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي والواردين عَلَيْهَا كَابْن الْهمام وأمام الكاملية وَابْن يُونُس وَأبي الْفضل والعلمي ومظفر الشِّيرَازِيّ وَأبي الْفَتْح بن عَليّ الكالفي الْهِنْدِيّ وخطاب الدِّمَشْقِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق وَمن شَاءَ الله بل رَحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ فَكَانَ مِمَّن سمع عَلَيْهِ بهَا الْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الديري والعز الْحَنْبَلِيّ وَمن شُيُوخه فِي أصُول الْفِقْه الْمحلى سمع عَلَيْهِ قِطْعَة من شَرحه لجمع الْجَوَامِع وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق قَرَأَ عَلَيْهِ فِي ابْن الْحَاجِب إِلَى أثْنَاء الْقيَاس وَأَخذه إِلَّا الْيَسِير عَن ابْن يُونُس مَعَ قِطْعَة من منظومة الْبرمَاوِيّ وامام الكاملية قَرَأَ عَلَيْهِ الْقيَاس من الْمَتْن مَعَ الْمَشْي على الْعَضُد والأمين الأقصرائي حضر عِنْده قِطْعَة من الْبَدَائِع فِي أصُول الْحَنَفِيَّة وَكَذَا حضر عِنْد ابْن الْهمام الْخَتْم فِي تحريره بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَفِي أصُول الدّين الشمنى سمع عَلَيْهِ قِطْعَة من المواقف بل وَمن تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَأبي الْفضل المشدالي

سمع عَلَيْهِ قِطْعَة من شرح المواقف والكافياجي قَرَأَ عَلَيْهِ تصنيفه أنوار السَّعَادَة فِي شرح كلمتي الشَّهَادَة والنحو عَن الشمني قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من المغنى وَمن حَاشِيَته عَلَيْهِ وَسمع الْيَسِير من المغنى على الكافياجي وَقَرَأَ الْكثير من التَّوْضِيح على الأقصرائي مَعَ سَماع يسير من الْمُتَوَسّط شرح الكافية الحاجبية وَابْن يُونُس قَرَأَ عَلَيْهِ الألفية والجمل والجرومية وَأبي الْفَتْح الكالفي قَرَأَ عَلَيْهِ فِي مجاورته سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ متن الكافية وَمن مؤلف لَهُ فِي النَّحْو والمنطق عَن ابْن يُونُس قَرَأَ عَلَيْهِ الْجمل إِلَّا الْيَسِير وَالْبَعْض من القطب شرح الشمسية وَكَذَا قَرَأَ قِطْعَة مِنْهُ على ابْن مَرْزُوق وَهُوَ بِتَمَامِهِ مَعَ حَاشِيَته للسَّيِّد على مظفر بل سمع على المشدالي نَحْو نصف القطب والمعاني وَالْبَيَان عَن الكالفي قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من الْمُخْتَصر مَعَ فن الْبَيَان بِتَمَامِهِ من الْمَتْن بل وَجَمِيع الْمَتْن إِلَّا الْيَسِير والْحَدِيث عَن الزين البوتيجي قَرَأَ عَلَيْهِ شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَالْفِقْه عَن الْمحلى قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من شَرحه للمنهاج والمناوي قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من الْمَتْن وَسمع عَلَيْهِ تَقْسِيم التَّنْبِيه إِلَّا مجلسين أَو ثَلَاثَة والبلقيني قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْحَاوِي والتدريب مَعَ سَماع بعض الْمِنْهَاج والعبادي حضر عِنْده تقسيمه بل كَانَ قَارِئ ربعه الأول والفرائض عَن خطاب قَرَأَ عَلَيْهِ بَابه من الْحَاوِي وأجازوه بالإفتاء والتدريس خلا الْمَنَاوِيّ فبالتدريس خَاصَّة وَمِمَّنْ أجَازه ابْن يُونُس وتصدى بعد ترقيه فِي الْفَضَائِل وتفننه للتدريس من سنة خمس وَسِتِّينَ وَحضر افْتِتَاح دروسه واختتامه جمع من أَعْيَان شُيُوخه وبالغوا فِي مدحه وَلم يَنْفَكّ عَن ذَلِك بِحَيْثُ حضرت عِنْده حتما فِي سنة إِحْدَى وَسبعين فَرَأَيْت عجبا كل ذَلِك مَعَ المداومة على المطالعة والمذاكرة مَعَ فضلاء الواردين والإقبال على التَّأْلِيف فصنف كِفَايَة الْمُحْتَاج إِلَى الدِّمَاء الْوَاجِبَة على الْمُعْتَمِر والحاج وبلوغ السول فِي بسط رَوْضَة الرَّسُول وغنية الْفَقِير فِي حكم حج الْأَجِير وقرض لَهُ أَولهَا فِي سنة سبعين وَالَّتِي تَلِيهَا من الشَّافِعِيَّة الْمَنَاوِيّ والعبادي وَإِمَام الكاملية وَالسَّيِّد معِين الدّين بن صفي الدّين وَالْجمال يُوسُف الباعوني وخطاب والبدر بن قَاضِي شُهْبَة والبرهان الْأنْصَارِيّ الخليلي بن قيقب والبقاعي والشرف يحيى الْبكْرِيّ وَالسَّيِّد السمهودي وَابْن اللبودي وَكتب عَلَيْهِ الْجلَال بن الأسيوطي (إِن هَذَا الْكتاب قد ... حَاز فِي الْفَخر غَايَته) (من يكن فِيهِ نَاظرا ... يلق فِيهِ كِفَايَته) وَمن الْحَنَفِيَّة الشمنى والأقصرائي والكافياجي وَابْن الشّحْنَة وَابْن بريطع وَابْن الغرز وَمن الْمَالِكِيَّة مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الغبريني وَمن الْحَنَابِلَة الْكِنَانِي وقرض

لَهُ ثَانِيهمَا مِمَّن لم يتَقَدَّم الْجلَال الْبكْرِيّ والمقسي وزَكَرِيا والجوجري والْعَلَاء الحصني والعضد الصيرامي والزين قَاسم والبرهان بن الديري وَعبد الْقَادِر الْمَالِكِي فأبلغوا وأطنبوا فِي الثَّنَاء وَكَذَا بَلغنِي أَن النَّجْم بن فَهد كتب على بَعْضهَا أَيْضا وأحضرها إِلَى مؤلفها فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ فَكتبت لَهُ عَلَيْهَا مَا أوردته مَعَ غَيره فِي التَّارِيخ الْكَبِير وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة آخرهَا فِي خدمَة أَخِيه وَولي الخطابة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام اسْتِقْلَالا فَأَشَارَ الأقصرائي باشتراكه مَعَ أَخِيه كالمعزولين وَكَذَا اسْتَقر بِهِ خير بك فِي تدريس درسه بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام إِلَى غير ذَلِك كالنظر على رِبَاط كَلَالَة وميضأة بركَة وعَلى الدشيشة والتفرقة فِي وقف الْأَشْرَف قايتباي بل قَضَاء جدة بعد موت أَخِيه الْكَمَال أبي البركات وحمدت سيرته فِي ذَلِك كُله بِحَسب سياسته ودربته وبلاعته فِي التَّقْرِير وقوته فِي المباحثة والمناظرة إِلَى غَيرهَا من المحاسن مَاتَ بعد توعك طَوِيل فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشرى رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ بعد صبح تَارِيخه عِنْد الْحجر الْأسود بعد أَن نَادَى الرئيس بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَوق قبَّة زَمْزَم وَدفن بتربتهم من المعلاة إِلَى جَانب قبر شقيقه الكمالي وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل جدا مَشى فِيهِ صَاحب الْحجاز وَجمع من أَوْلَاده وَمَا تخلف عَنهُ كَبِير أحد وَحصل التأسف على فَقده كثيرا وكتبت إِلَى أَخِيه بالتعزية بِهِ رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة 15 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَيُّوب المَخْزُومِي القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد وَمُحَمّد الماضيين وأبوهم (والممتع بِعَيْنِه) وَيعرف كسلفه بِابْن البرقي مِمَّن اخْتصَّ بِأبي الْبَقَاء بن الجيعان وَحج مَعَه 153 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْمحلي الْمدنِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وأبوهما وَيعرف بالمحلى ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وأحضر بهَا فِي الرَّابِعَة على الْجمال الأميوطي وَأَجَازَ لَهُ يحيى بن يُوسُف الربعِي وَغَيره ذكره النَّجْم عمر بن فَهد فِي مُعْجَمه (أَبُو بكر) بن عَليّ بن مُحَمَّد الفاوي مضى فِيمَن جده أَبُو بكر 154 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن مُحَمَّد الملتوتي شهرة الخانكي وأصل نسبته بالنُّون بدل اللَّام لبلدة من الفيوم مِمَّن ينتمي للْفُقَرَاء وينشد فِي المحافل على طَرِيق الوعاظ مَعَ اشْتِغَال وإحساس بِالْعَرَبِيَّةِ وَهُوَ الْآن حَيّ وَقد سمع مني 155 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن مُوسَى بن قُرَيْش الْفَخر الْقرشِي الْهَاشِمِي الْحَارِثِيّ الْمَكِّيّ ولد بهَا فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقَالَ أَنه زار النَّبِي

وأحضر على أبي بكر بن الْحُسَيْن المراغي فَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه بالحضور وَكَانَ خصيصا بِالنَّجْمِ بن فَهد أجَاز فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمَات فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين 156 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن نَاصِر بن سَالم بن التقي الدِّمَشْقِي أحد أَعْيَان تجارها وَيعرف بِابْن الحارة مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ بعد مرض طَوِيل وَدفن بسفح قاسيون أرخه ابْن اللبودي 157 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن يُوسُف الْهَاشِمِي الحسني الْموصِلِي ثمَّ القاهري قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه اشْتغل كثيرا وَكَانَ يحفظ شَيْئا من البُخَارِيّ بأسانيده وَكَثِيرًا من كَلَام ابْن تَيْمِية وَيتَكَلَّم على النَّاس بِجَامِع الْحَاكِم ويميل للْمَذْهَب الظَّاهِرِيّ وامتحن بِسَبَب ذَلِك مرّة وَكَانَ فَقِيرا قانعا ملازما للصَّلَاة وَالْعِبَادَة مَعَ حسن السمت وَقَالَ فِي مُعْجَمه كَانَ فَاضلا يتَكَلَّم على النَّاس وامتحن بمحبة الْمَذْهَب الظَّاهِرِيّ فمقت بِسَبَبِهِ سَمِعت من فَوَائده وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس عشرَة وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي مطول عَفا الله عَنهُ 15 {أَبُو بكر) بن عَليّ بن فَخر الدّين بن مَحْمُود بن دَاوُد الدهلوي الْهِنْدِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ السقا أَبوهُ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام أَخذ عني يَسِيرا بِمَكَّة وَكتب مَا أمليته هُنَاكَ ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَنزل المنكو تمرية وَقَرَأَ عَليّ فِي مُسلم وعَلى سبط شَيخنَا فِي البُخَارِيّ وَحضر عِنْد ابْن الشّحْنَة وَغَيره وَلم يلبث أَن مَاتَ بالطاعون غَرِيبا شَهِيدا فِي سنة ثَلَاث وَسبعين فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ عوضهم الله الْجنَّة (أَبُو بكر) بن عَليّ تَقِيّ الدّين بن الطيوري الْحلَبِي ويلقب خروف مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عَليّ 159 (أَبُو بكر) بن عَليّ سيف الدّين الْحِمصِي المعمار اشْتهر بذلك وَتقدم فِي فنه وعاش أَزِيد من تسعين سنة بِدِمَشْق وَمَات سنة اثْنَتَيْ عشرَة قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه 160 (أَبُو بكر) بن عَليّ الْفَخر الزنقلي بزاي مُعْجمَة وقاف مضمومتين بَينهمَا نون سَاكِنة وَآخره لَام مَكْسُورَة التعزي الأَصْل الْعَدنِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي حفظ الْمِنْهَاج وَاسْتمرّ مستحضرا لَهُ حَتَّى مَاتَ واعتنى بِقِرَاءَة السِّيرَة النَّبَوِيَّة وأدمن مطالعة الرَّوْض عَلَيْهَا حَتَّى مهر فيهمَا وَجمع فِي المولد النَّبَوِيّ شَيْئا وَكَانَ بعض أَصْحَابه يزْعم أَنه يتَصَرَّف بِبَعْض الْأَسْمَاء ويستحضر الجان كل ذَلِك مَعَ لطف الذَّات وَالصِّفَات وَحسن الْأَخْلَاق وكرم الطباع مَاتَ فِي سنة سبع وَسِتِّينَ بقرية الزعازع من محج وَكَانَ قد انْتقل من تعز حِين تغير الْأَحْوَال إِلَى عدن ثمَّ صَار يتَرَدَّد إِلَى الْحَج واعتنى بِهِ بعض كِبَارهَا فَأعْطَاهُ قدرا من الأَرْض تغل قدر كِفَايَته وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ رَحمَه الله وإيانا تَرْجمهُ لي الْكَمَال الذوالي من أَصْحَابنَا

16 - (أَبُو بكر) بن عَليّ الْكَمَال بن النُّور خطيب إخميم يُقَال إِنَّهُم من حمير وَأَبوهُ من أقفهس يسكن إخميم وَولي خطابتها فولد لَهُ هَذَا بهَا وَنَشَأ فأثرى حَتَّى خرج عَن الْحَد بِحَيْثُ نسب إِلَى أَنه ظفر بِشَيْء من كنوز الْأَوَائِل ذكره المقريزي فِي عقوده وَلم يؤرخه فَذَكرته هُنَا حدسا فيحرر 16 (أَبُو بكر) بن عَليّ السماسمي الخانكي الشَّافِعِي نزيل القاسمية مِنْهَا وَيعرف بِابْن شتات بِفتْحَتَيْنِ مِمَّن أَخذ عَن الشمسين الونائي والبامي وَأبي الْقسم النويري فِي الْفِقْه والعربية وقطن الْقَاهِرَة فاشتغل بهَا على جمَاعَة وتلا للسبع على الزين جَعْفَر وَحج وَأخذ جَمِيع مَا مَعَه وَهُوَ رَاجع وأقرأ فِي الْفِقْه والعربية أَخذ عَنهُ عبد الْعَظِيم بن عبد الْعَظِيم والشهاب الحرفوش وَمَات تَقْرِيبًا سنة ثَمَانِينَ وَكَانَ فَاضلا كَرِيمًا متجملا صَالحا يتكسب بِالشَّهَادَةِ والنسخ وَغَيرهَا مِمَّن حج وجاور 163 (أَبُو بكر) بن عمر بن أَحْمد بن عمر بن أَحْمد الْمحلى وَيعرف بزين بن الموازيني ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بالمحلة وَقَرَأَ بهَا وبالقاهرة الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي الْمحلة وارتزق بصنعة الموازين وتولع بالشعر فحفظ مِنْهُ الْكثير بل نظم مَعَ كَونه عاميا لَكِن مطبوعا ولقيه ابْن فَهد والبقاعي وكتبا عَنهُ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ من نظمه (أرى أُنَاسًا أنسوا ... بحسنهم وزينهم) (ألم يَكُونُوا قرءوا (نَحن قسمنا بَينهم)) 164 - (أَبُو بكر) بن عمر بن أَحْمد بن غرَّة التقي البعلي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة ببعلك وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس بن الشحرور وَالْمقنع والعمدتين والطوفى وألفية الْعِرَاقِيّ والملحة وألفية شعْبَان ولسان الْعَرَب لَهُ وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة وَسمع على ابْن غَازِي وقطب الدّين وَالشَّمْس بن سعد فِي آخَرين وتفقه بالبرهان ابْن البحلاق وَغَيره وَدخل مصر وزار بَيت الْمُقَدّس ولقيته ببعلك فأنشدني قَوْله (يَا عين إِن تنأى عَن الْمُخْتَار ... بِفَوَات رُؤْيَته وَبعد الدَّار) (فلكم لأوصاف الحبيب معاهد ... فتمسكي من ذَاك بالآثار) إِلَى غَيرهمَا مِمَّا أوردته فِي المعجم وَغَيره 165 (أَبُو بكر) بن عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان التقي بن الزين الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي المولد الشَّافِعِي نزيل مَكَّة تحول مَعَ أَبَوَيْهِ وَهُوَ مرضع إِلَيْهَا فقطنها ثمَّ حفظ الْقُرْآن وغالب الْمِنْهَاج وَالْتمس مني أَبوهُ قِرَاءَته للْبُخَارِيّ فَقَرَأَ من أَوله إِلَى الْبيُوع وَمن الصَّيْد والذبائح إِلَى آخِره وَالنّصف الثَّانِي من مُسلم مَعَ مصنفي فِي ختمهما وَجَمِيع الشفى وَسمع بَاقِي الصَّحِيحَيْنِ وَقطعَة من الْأَذْكَار وَغَيره

وَهُوَ ولد سَاكن فارقته فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَقد أشرف على ختم الْمِنْهَاج وَلَكِن عقد لَهُ ليتزوج مَعَ فقره وفقر أَبَوَيْهِ وَلم ينْتج 166 (أَبُو بكر) بن عمر بن أبي طواق الْعَدنِي اللحجي فَقِيه بني الْفَخر الْعَيْنِيّ بِالْمَدِينَةِ مِمَّن سمع مني بهَا 167 (ابو بكر) بن عمر بن عبد الرَّحْمَن الزين أَو الْمجد الْأَزْهَرِي الشاذلي مِمَّن سمع من شَيخنَا 16 {أَبُو بكر) بن عمر بن عَرَفَات بن عوض بن أبي السعادات الزين الْأنْصَارِيّ الخزرجي القمني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بالقمني ولد كَمَا كتبه بِخَطِّهِ فِي سنة ثَمَان وَخمسين بقمن ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي حُدُود السّبْعين وَعرض التَّنْبِيه على الأسنوي وَهُوَ فِيمَا كَانَ يذكر بَالغ قَالَ شَيخنَا فَيحْتَمل أَن يكون بلغ وَهُوَ ابْن ثَلَاث عشرَة أَو ذهل حِين كتب مولده واشتغل على البُلْقِينِيّ وَغَيره وَسمع الْبَهَاء بن خَلِيل والتقي عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ والجمالين الْبَاجِيّ وَابْن مغلطاي وَالصَّلَاح البلبيسي والتقي بن حَاتِم وَابْن الخشاب والعزيز المليجي فِي آخَرين مِنْهُم التنوخي وَابْن الشيخة والصردي والمطرز وَابْن أبي الْمجد وَابْن صديق ثمَّ الحلاوي والسويداوي وَمن الْعِرَاقِيّ والهيثمي والأبناسي والبلقيني وَأبي بكر المراغي وارتحل إِلَى الشَّام قبل التسعين فَسمع من ابْن الْمُحب وَأبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن الْعِزّ الْبُرْهَان بن جمَاعَة وَهُوَ يَوْمئِذٍ قَاضِي الشَّام وَالشَّمْس المنبجي والكمال بن النّحاس وَابْن خطيب يبرود وَابْن الرشيد وناصر الدّين بن عوض بصالحية دمشق وَغَيرهَا وَخرج لَهُ ابْن الشرائحي مشيخة عَن أَرْبَعَة وَأَرْبَعين شَيخا وَحدث بهَا مرَّتَيْنِ وَكَانَ يتبجح بهَا وَلكنه لَا يُمَيّز عَالِيا من نَازل وَكَانَ نَشأ يَتِيما فَقَرَأَ بِجَامِع الْأَزْهَر ثمَّ اتَّصل بِالْعَلَاءِ بن قشتمر فنبه قَلِيلا ثمَّ تنقلت بِهِ الْأَحْوَال بِصُحْبَتِهِ للترك بِحَيْثُ تقدم فِي أَيَّام الْأَمِير قلمطاي الدوادار فِي سلطنة الظَّاهِر برقوق واشتهر فِي زَمَانه وَولي تدريس الصلاحية القدسية سنة سبع وَتِسْعين عوضا عَن ابْن الْجَزرِي الْمقري لما سَافر إِلَى بِلَاد الرّوم فاستمرت بِيَدِهِ مُدَّة وَكَذَا درس بِمصْر بمدارس كالشريفية والمنصورية وَدخل فِي تَرِكَة الْمحلى وأهين بِسَبَبِهَا ونال مِنْهَا مَالا وَانْقطع بِأخرَة على التِّلَاوَة والانجماع على الْخَيْر لَكِن مَعَ الإزراء بِالنَّاسِ والتكلم فِي كثير من الْفُقَهَاء بأَشْيَاء فِيهَا مُبَالغَة وَرُبمَا يكون من يتَكَلَّم فِيهِ أولى مِنْهُ وَلم يشْتَهر لَهُ تصنيف وَلَا تلميذ قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته بعد وَصفه لَهُ بالشيخ الْعَالم بل وَلم أَقف لَهُ على فَتْوَى وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه إِنَّه كَانَ عريض الدَّعْوَى كثير المجازفة وَقَالَ آخر إِنَّه درس وَأفْتى وَصَارَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء

وَهُوَ مِمَّن قَامَ على الْهَرَوِيّ فأفحش مَاتَ شَهِيدا بالطاعون فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ أَو جازها وَكَانَت جنَازَته عَظِيمَة مَشْهُودَة مَشى فِيهَا الْخَلِيفَة والقضاة والأعيان فَمن دونهم رَحمَه الله وَصدر شَيخنَا تَرْجَمته بسياق نسبه إِلَى ضِيَاء الدّين عبد الرَّحْمَن بن أبي الْمَعَالِي سَالم بن الْأَمِير الْمُجَاهِد عز الْعَرَب وهب بن ملك النَّاقِل من أَرض الْحجاز بن عبد الرَّحْمَن بن ملك بن زيد بن ثَابت ثمَّ قَالَ هَكَذَا قَرَأت نسبه بِخَطِّهِ وأملاه على بعض الموقعين وَلَا أَشك أَنه مركب ومفترى وَكَذَا لَا يشك من لَهُ أدنى معرفَة بالأخبار أَنه كذب وَلَيْسَ لزيد ابْن يُسمى ملكا وتلقيبه لعبد الرَّحْمَن ضِيَاء الدّين من أسمج الْكَذِب فَإِن ذَلِك الْعَصْر لم يكن فِي التلقيب بِالْإِضَافَة للدّين وَنَحْوه قَول الْعَيْنِيّ وَكَانَ يكْتب الْأنْصَارِيّ الخزرجي وَلَيْسَ بِصَحِيح وَقَالَ لي المقريزي أَن أَبَاهُ كَانَ علافا بل رُبمَا قيل أَنه كَانَ مُلْحقًا بِهِ انْتهى وَهُوَ فِي عقوده وَقَالَ إِنَّه اتَّصل بِبَعْض الْأُمَرَاء لإقراء مماليكه الْقُرْآن فحسنت حَالَته بعد بؤس وفقر مدقع وَأم بِبَعْض الترب وسكنها دهرا ثمَّ لَا يزَال يتَعَلَّق بأمير بعد آخر حَتَّى صَار يعد من الْأَعْيَان وَولي تدريس الصلاحية بالقدس بعد ابْن الْجَزرِي وتدريس المنصورية والشريفية وَكتب على الْفَتْوَى وَحدث وَوعظ حَتَّى مَاتَ وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر رَجَب وَقد صحبته ثمَّ جاورني سِنِين فبلوت مِنْهُ دينا وَخيرا وَقُوَّة فِي إِنْكَار الْمُنكر رَحمَه الله 169 (أَبُو بكر) بن عمر بن عَليّ الْقرشِي اليمني ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا بقرية القرشية بِقرب زبيد من الْيمن وَكَانَ يذكر أَن القرشيين الَّذِي هُوَ مِنْهُم من بني أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف قدم مَكَّة وجاور بالحرمين ثَلَاثِينَ سنة مُتَوَالِيَة كَانَ فِي غالبها بِمَكَّة وَولي فِيهَا مشيخة رِبَاط ربيع وَحمد فِيهِ وَكَذَا أدب الْأَطْفَال بالحرمين مُدَّة ثمَّ ترك قبيل مَوته بسنين كَثِيرَة أدب بعْدهَا أَيَّامًا يسيرَة ذكره الفاسي وَقَالَ كنت مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن وَغَيره وانتفعت ببركة تَعْلِيمه وَكَانَ لَهُ إِلْمَام بمسائل كَثِيرَة من الْعِبَادَات وَغَيرهَا مَعَ حَظّ وافر من الْعِبَادَة وَالدّين توفّي فِي سحر منتصف رَمَضَان سنة خمس عشرَة وَدفن بالمعلاة وازدحم الْأَعْيَان على نعشه تبركا رَحمَه الله وإيانا 170 (أَبُو بكر) بن عمر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم البارنباري الْمصْرِيّ أَخُو عَليّ وَمُحَمّد الماضيين مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ واربعين بِمصْر 17 (أَبُو بكر) بن عمر بن مُحَمَّد الزين الْمحلى الطريني الْمَالِكِي الْمَاضِي أَخُوهُ مُحَمَّد وأبوهما نَشأ بالمحلة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا وتفقه بِأَبِيهِ وَغَيره وتسلك وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ

بِتِلْكَ النواحي علما ودينا وورعا وزهدا وصلاحا ترك أكل اللَّحْم قبل مَوته بأعوام حِين حدث النهب والإغارة على الْبَهَائِم وَنَحْوهَا تورعا بل كَانَ لَا يقبل من أحد شَيْئا الْبَتَّةَ وقنع بِمَا يُقيم بِهِ أوده من زريعة مَعَ مزِيد الاقتصاد فِي قوته وملبسه حَتَّى لَعَلَّه مَاتَ من قلَّة الْغذَاء وَكَثْرَة الصَّوْم وَالْعِبَادَة ومزيد إعراضه عَن الدُّنْيَا والتفاته إِلَى الْآخِرَة من طلب الْعلم وَالْعِبَادَة وإكثاره من زِيَارَة كل من أَحْمد البدوي وَعمر بن عِيسَى السمنودي مَاشِيا وأحواله مَشْهُورَة مأثورة وَلَو قبل من النَّاس عطاياهم لكنز مَا لَا يُوصف ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ الطريني ثمَّ الْمحلى الشَّيْخ الْفَاضِل المعتقد زين الدّين كَانَ صَالحا ورعا حسن الْمعرفَة بالفقه على مَذْهَب مَالك قَائِما فِي نصر الْحق وَله أَتبَاع وصيت كَبِير وأخره فِي حادي عشر ذِي الْحجَّة والمقريزي فِي عقوده فِيهَا لَيْلَة الْجُمُعَة وَالصَّحِيح أَنه مَاتَ يَوْم النَّحْر سنة سبع وَعشْرين بالمحلة عَن أَزِيد من سِتِّينَ سنة قَالَ المقريزي وَكَانَت شفاعاته لَا ترد وَكتب بِخَطِّهِ الْمليح عدَّة كتب وَكَانَ يتَمَثَّل كثيرا (وَمَا حملوني الضيم إِلَّا حَملته ... لِأَنِّي محب والمحب حمول) وَكَذَا بقول الْقَائِل (لي سادة من عزهم ... إقدامهم فَوق الجباه) (إِن لم أكن مِنْهُم فلي ... فِي ذكرهم عز وجاه) رَحمَه الله ونفعنا بِهِ 17 (أَبُو بكر) بن عمر بن مُحَمَّد التقي بن الرسام الْمقري ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَسمع على الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ القَاضِي وَابْن خَاله الشهَاب أَحْمد بن عبد الله وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَامِد وَأحمد بن أَحْمد الْأَزْدِيّ ويوسف بن نَاظر الصاحبة والشهاب بن زيد وَعبد اللَّطِيف بن الفاسي وَأَسْمَاء ابْنة عبد الله المهراني وَغَيرهم مَاتَ سنة أَربع وَتِسْعين 173 (أَبُو بكر) بن عمر بن يُوسُف الزكي الْمَيْدُومِيُّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي مِمَّن سمع من شَيخنَا (أَبُو بكر) بن عمر الطريني فِيمَن جده مُحَمَّد قَرِيبا 174 (أَبُو بكر) بن أبي العويس الشاوري أَمِير عربان جرم قتل فِي مقتلة فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين 175 (أَبُو بكر) بن عِيسَى التقي الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ وَالِد على الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الرصاص بمهملات ولي قَضَاء الْقُدس مرَّتَيْنِ وَقَضَاء غَزَّة ودرس بالنحوية وَولي مشيخة المحمدية وَكَانَ مشكور السِّيرَة فِي الْقَضَاء عفيفا دينا فَقِيها مَاتَ بِدِمَشْق فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ عَن نَحْو السّبْعين 176 (أَبُو بكر) بن أبي الْفَتْح الكازروني الْمدنِي سبط أبي الْيمن المراغي أمه فَاطِمَة سمع عَلَيْهَا فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَثَمَانمِائَة

177 - (أَبُو بكر) بن فَرح بن عبد الله المزين مِمَّن سمع مني بِمَكَّة 17 {أَبُو بكر) بن أبي الْفضل بن أبي البركات الْقُسْطَلَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ المولد وَالدَّار الشَّافِعِي وَهُوَ فَخر الدّين بن كَمَال الدّين بن كَمَال الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْخَيْر بن حُسَيْن بن الزين مِمَّن يتكسب بِالشَّهَادَةِ بِبَاب السَّلَام وبالنساخة لعبد الْمُعْطِي وَغَيره كتب للمشار إِلَيْهِ من تصانيفي عدَّة وَقَرَأَ عَليّ مِنْهَا الابتهاج والسر المكتوم وَالنِّهَايَة فِي ابْن الْعَرَبِيّ وأجزت لَهُ وَهُوَ فَقير قَانِع مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين بِالْهَدةِ هدة بني جَابر خَارج مَكَّة كأبيه ثمَّ حمل فَدفن بالمعلاة (أَبُو بكر) بن أبي الْفضل بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد 179 (أَبُو بكر) بن قَاسم بن عبد الْمُعْطِي بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي بن مكي بن طراد الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي وَيعرف بالحجازي سمع من عُثْمَان بن الصفى أَحْمد الطَّبَرِيّ بِمَكَّة وَمن غَيره وَدخل بِلَاد التكرور فاتفق أَنهم كَانُوا احتاجوا للاستسقاء فاستسقوا بِهِ فسقوا وَذَلِكَ بِبَلَد ماملى ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر فَأَقَامَ بهَا وَكَانَ يكثر زِيَارَة الصَّالِحين بالقرافة ويشارك فِي قَلِيل من الْفِقْه ويدري التَّارِيخ اجْتمعت بِهِ مرَارًا قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ فِي مُعْجَمه كَانَ حسن المذاكرة كثير الاستحضار للتواريخ اسْتَفَدْت مِنْهُ كثيرا وَمَات فِي سنة سِتّ عَن سبع وَسبعين سنة وَكَانَ يعرف بَين المصريين بالفقيه أبي بكر الْحِجَازِي وَذكره الفاسي والمقريزي فِي عقوده وَقَالَ لَقيته بِمَكَّة وَكَانَ حسن المذاكرة كثير الاستحضار للتاريخ 180 (أَبُو بكر) بن قُرَيْش بن اسماعيل بن مُحَمَّد بن قُرَيْش ابْن عَم الشّرف مُوسَى الظَّاهِرِيّ ولد سنة خمسين بالظاهرية وَمَات أَبوهُ وَهُوَ طِفْل فنقله ابْن عَمه إِلَى الْأَزْهَر وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج والشاطبية والألفية وَعرض على الْمحلي والمناوي والوروري فِي آخَرين ولازم زَكَرِيَّا والسنتاوي وَغَيرهمَا وسافر على الصر أَيَّام شَيْخه إِلَّا فِي زمن المحنة فَإِنَّهُ كَانَ مِمَّن رسم عَلَيْهِ حَتَّى إِنَّه مَاتَ وَلَده فَلم يُمكن من تَجْهِيزه بل فتح حَاصله وتعدى ضَرَره لغيره وَضرب وَهُوَ مِمَّن لَهُ همة ويشكر بَين الْجَمَاعَة وَيذكر بتمول زَائِد 18 (أَبُو بكر) بن قطلوبك بن مَرْزُوق الاستادار زوج أُخْت الْفَخر بن أبي الْفرج ونائبه فِي الْكَشْف وَبِه تخرج مَاتَ وَهُوَ استادار الْمُؤَيد فِي الْعشْر الأول من ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعشْرين (أَبُو بكر) بن قندس فِي ابْن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف 18 (أَبُو بكر) بن أبي الْمجد بن ماجد بن أبي الْمجد بن بدر بن سَالم الْعِمَاد السَّعْدِيّ

الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من الْمزي والذهبي وَغَيرهمَا وَأحب الحَدِيث فَحصل طرفا صَالحا مِنْهُ وَسكن مصر قبل السِّتين فقرر فِي طلبة الشيخونية فَلم يزل بهَا حَتَّى مَاتَ وَجمع الْأَوَامِر والنواهي من الْكتب السِّتَّة فجوده وَكَانَ مواظبا على الْعَمَل بِمَا فِيهِ وَكَذَا اختصر تَهْذِيب الْكَمَال وَحدث عَن الذَّهَبِيّ بترجمة البُخَارِيّ بِسَمَاعِهِ مِنْهُ ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ اجْتمعت بِهِ وأعجبني سمته وانجماعه وملازمته لِلْعِبَادَةِ مَاتَ فِي آخر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَذكره المقريزي فِي عقوده مطولا وَأَنه انْفَرد بأَشْيَاء مِنْهَا وجوب الصَّلَاة على النَّبِي فِي دُعَاء الاستفتاح 183 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر وَيُسمى مُحَمَّدًا الْفَخر بن جمال بن الْبُرْهَان المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيُسمى مُحَمَّدًا عرض أَمَاكِن من أربعي النَّوَوِيّ وَمن الْكَنْز والعمدة والمنتخب كِلَاهُمَا فِي أصولهم والكافية لِابْنِ الْحَاجِب وعرضها على قاري الْهِدَايَة بل قَرَأَ عَلَيْهِ من أول الْكَنْز إِلَى بَاب الْقِسْمَة مِنْهُ قِرَاءَة بحث وتفهم وَسمع من لَفظه غَالب شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وَأَجَازَ لَهُ وَوصف وَالِده بسيدنا وصاحبنا الشَّيْخ الْعَالم صدر المدرسين وأرخ ذَلِك فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة واشتغل مَاتَ فِي شَوَّال أَو ذِي الْقعدَة سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي عشر الثَّلَاثِينَ ذكره الفاسي 184 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْجلَال أَحْمد فَخر الدّين الخجندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ وَيُسمى صديقا ولد فِي رَمَضَان سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَحفظ الْكَنْز وَعرضه فِيهَا وَأخذ بهَا عَن عُثْمَان الطرابلسي وَمُحَمّد بن مبارك فِي الْفِقْه والعربية وَدخل الْقَاهِرَة ودمشق ثمَّ حصل لَهُ خلل بعقله وَأَظنهُ فِي الْأَحْيَاء 185 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التقي الْعِرَاقِيّ الأَصْل الطرابلسي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الجوبان أَصله من الْعرَاق وَنَشَأ بطرابلس وَكَانَ عَالما مفننا ذَا معرفَة قَوِيَّة بالْمَنْطق والأصلين والنحو والمعاني وَالتَّفْسِير وَغَيرهَا درس وَأفَاد وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء كالسوبيني وَابْن الْوَجِيه مَعَ التقشف فِي الملبس والانقطاع عَن النَّاس وَعدم مزاحمتهم فِي الْوَظَائِف بل يسكن خَارج الْمَدِينَة عِنْد جَامع طيلان مَاتَ شَهِيدا بالطاعون فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَدفن قَرِيبا من الْجَامِع الْمَذْكُور رَحمَه الله 186 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الزين بن أبي البركات الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الخانكي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن أبي البركات حفظ الْقُرْآن وَغَيره وَأخذ عَن

النُّور البوشي فِي الْفِقْه والعربية ثمَّ عَن إِمَام الكاملية واختص بِهِ كثيرا فِي آخَرين ولازمني بِمَكَّة وَغَيرهَا وَكتب القَوْل البديع وَمَا شَاءَ الله من تصانيفي وَسمع عَليّ ومني أَشْيَاء ومسه من البقاعي أَذَى بِغَيْر مُوجب مُعْتَمد وقطن مَكَّة مُدَّة وانتدب للوعظ بهَا وَكَانَ فَاضلا خيرا عفيفا قانعا رَاغِبًا فِي الْفَائِدَة مائلا فِي الصَّالِحين مَعَ قُوَّة نفس مَاتَ وَقد جَازَ السِّتين أَو قاربها فِي لَيْلَة السبت ثَالِث شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا 187 (أَبُو بكر) بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ وَأمه فتاة حبشية لِأَبِيهِ سمع مِنْهُ فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع وَتِسْعين التنوخي وَابْن صديق والعراقي والهيثمي والبلقيني وَابْن الملقن وَآخَرُونَ 18 {أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَمْزَة الهدوي الْمَكِّيّ ولد بهَا وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين 189 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز التقي البعلوني الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ ابْن شيخ الربوة اشْتغل فِي الْفِقْه عِنْد الصَّدْر بن مَنْصُور وَغَيره وَمهر فِيهِ ودرس بالمقدمية وناب فِي الحكم وَأفْتى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى عشرَة عَن سِتِّينَ سنة وَيُقَال أَنه تغير حَاله فِي الْفَتْوَى وَالْحكم بعد فتْنَة اللنك ذكره شَيخنَا فِي أنبائه أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن حبيب العزازي بِالْمُهْمَلَةِ ثمَّ معجمتين مخفف مضى فِي ثَابت (أَبُو بكر) بن الزين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن عبد الله الْمُحب الطَّبَرِيّ فِي مُحَمَّد 190 (ابو بكر) بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْفَخر الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن جن البير سمع من الْكَمَال بن حبيب وَالْجمال بن عبد الْمُعْطِي والقروي وَأَجَازَ لَهُ النشاوري وَأحمد بن ظهيرة والصردي وَغَيرهم ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة سبع وَعشْرين أَو بعْدهَا وَرَأَيْت من أرخه سنة خمس وَعشْرين 19 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد الْفَخر بن الرضى أبي حَامِد بن الشهَاب بن الضياء الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو أبي اللَّيْث مُحَمَّد الْمَاضِي لِأَبِيهِ فَأم هَذَا أُخْت القَاضِي عبد الْقَادِر بن أبي الْعَبَّاس الْمَالِكِي ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وتعب أَخُوهُ ثمَّ وَلَده مَعَه لعدم صلاحيته 19 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزكي أَبُو الْمَعَالِي بن الْبَدْر الْمصْرِيّ الأَصْل الفوي الشَّافِعِي أَخُو الْعَلَاء على الْمَاضِي وأبوهما وَيعرف كأبيه

بِابْن الْخلال ولد فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ فَقَرَأَ على الْجَوْجَرِيّ حَتَّى مَاتَ وَكَذَا على الزين زَكَرِيَّا وَنَحْو الرّبع من البُخَارِيّ عَليّ وَكَانَ ينزل البردبكية وَله إقبال على ابْن الزَّمن وَرُبمَا يقْرَأ عِنْده الحَدِيث وَهُوَ سَالم الْفطْرَة لَهُ بعض إحساس وَقد حج وجاور فِي سنة أَربع وَتِسْعين فَكَانَ يجْتَمع عَليّ وَقَرَأَ على عبد الْمُعْطِي المغربي فِي شعب الْإِيمَان للقصري وَأكْثر من ملازمته وَتردد لغيره ثمَّ عَاد لبلده 193 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أَحْمد الرُّكْن أَو التقي عبد الله الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ النَّاسِخ وَيعرف فِي بَلَده بِابْن الرفا وَهِي كَانَت حرفته قطن مَكَّة وقتا وناب فِي مقَام الْحَنَفِيَّة بهَا وَكتب هُنَاكَ الْكثير وَمن ذَلِك البُخَارِيّ وَمُسلم فِي مُجَلد ولازمني فِي سَماع الْكثير وخطه جيد وشيبته نيرة مَعَ خير وَسُكُون وَاسْتمرّ بِمَكَّة حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة أَو أول ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا 194 (ابو بكر) بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَغْدَادِيّ الشَّامي وَيعرف بالصحراوي مِمَّن سمع مني بِمَكَّة 195 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أَحْمد القافلي أَخُو أَحْمد وَالِد الْكَمَال مُحَمَّد الماضيين إِنْسَان خير يتعرف بعض الْمسَائِل وَالْأَحَادِيث ويراجعني أَحْيَانًا 196 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الشّرف بن التَّاج السّلمِيّ الْمَنَاوِيّ الشَّافِعِي ولد قبل السِّتين وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهُ ابْن جمَاعَة فهرست مروياته واشتغل قَلِيلا وَقَرَأَ التَّنْبِيه وَسمع على الْبَهَاء بن خَلِيل وَغَيره وناب فِي الحكم عَن ابْن عَمه الصَّدْر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ودرس بعدة أَمَاكِن وخطب بالجامع الحاكمي وَكَانَ مزجي البضاعة مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَقد قَارب السِّتين ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَأما المقريزي فَقَالَ فِي عقوده إِنَّه مَاتَ عَن نَحْو الْخمسين 197 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن صَالح بن سعيد بن صَالح بن عبد الله بن صَالح التقي بن الشَّمْس بن التقي القلقشندي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي سبط العلائي والماضي أَبوهُ والآتي ابْنه أَبُو الْحرم مُحَمَّد وَيُسمى عبد الله وَلكنه إِنَّمَا اشْتهر بكنيته وَيعرف بالتقي القلقشندي ولد فِي ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة وَقيل ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد سَالم المسيكي والشهاب الْجَوْهَرِي وتلاه تجويدا على الشّرف عبد الْقَادِر بن اللبان النابلسي وَبَعضه على بيرو بل سَمعه عَلَيْهِ بِتَمَامِهِ للسبعة وَحفظ التَّنْبِيه وَعرضه على أَبِيه وتفقه بِهِ وَرُبمَا حضر عِنْد عَمه وَهُوَ صَغِير وبالشهاب بن الهائم وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة والفرائض والحساب وَكَذَا أَخذ الْعَرَبيَّة والفرائض عَن

الْمُحب الفاسي وَسمع على شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا بل وبالخليل وَمَكَّة ونابلس ودمشق وصالحيتها وَغَيرهَا كوالده وَعَمَّته آمِنَة والشهابين أبي الْخَيْر بن العلائي وَابْن الناصح والزين عبد الرَّحْمَن بن حَامِد والبدر حسن بن مكي وغزال عتيقة جده والغياث العاقولي والسراج البُلْقِينِيّ والصدر الْمَنَاوِيّ وكجماعة من أَصْحَاب الْمَيْدُومِيُّ وَغَيره بالخليل وكالزين المراغي بِمَكَّة وكالعلاء عَليّ بن الْعَفِيف وأخيه إِبْرَاهِيم والتقي أبي بكر بن الحكم وَالشَّمْس بن عبد الْقَادِر والشهاب أَحْمد بن درويش بنابلس وكالأمين مُحَمَّد بن الْعِمَاد أبي بكر بن النّحاس وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأم الْحسن فَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا بِدِمَشْق وصالحيتها وَاجْتمعَ فِي الْقَاهِرَة بِالنورِ بن الملقن وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والباسطي فِي آخَرين وَلبس الْخِرْقَة من الشهَاب بن الناصح بلباسه لَهَا من الْمَيْدُومِيُّ بلباسه من القطب الْقُسْطَلَانِيّ وَأَجَازَ لَهُ التنوخي والأبناسي وَإِبْرَاهِيم بن احْمَد بن عبد الْهَادِي وَأَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن الملقن وَأَبُو حَفْص البالسي وَعبد الله بن أبي بكر الكفري والبدر الدماميني وَمُحَمّد بن يَعْقُوب الْمَقْدِسِي وَخلق فِي عدَّة استدعاءات مِنْهُم المعمر إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَامر السَّعْدِيّ وَزَيْنَب ابْنة العصيدة بل رَأَيْت ابْن أبي عذيبة نقل عَنهُ أَنه سمع مِنْهَا بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة وَأَنه قَرَأَ على الزين المراغي بِمَكَّة البُخَارِيّ فِي ثَلَاثَة أَيَّام فَالله أعلم بذلك فَهُوَ شَيْء مَا سمعته مِنْهُ وَحج مرَارًا وَكَذَا دخل الْقَاهِرَة غير مرّة وعظمه الأكابر ودرس قَدِيما بالطارمية فِي سنة سبع وَعشْرين وناب فِي الصلاحية عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْقُدسِي وَامْتنع من الِاسْتِقْلَال بهَا كَمَا امْتنع من الِاسْتِقْلَال بِالْقضَاءِ هُنَاكَ أَيْضا وَولي مشيخة الباسطية المقدسية ونظرها عوضا عَن الشّرف بن الْعَطَّار وَكتب على الْفَتْوَى فِي سنة سِتّ وَعشْرين أَو الَّتِي تَلِيهَا بِحَضْرَة الشَّمْس بن الديري وَأذنه وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة وَأخذ عَنهُ الأكابر وَخرج لَهُ ابْن أَخِيه الكريمي عبد الْكَرِيم مشيخة وقفت عَلَيْهَا بِخَطِّهِ وَكَذَا خرجت لَهُ أَرْبَعِينَ وَحدث بهَا غير مرّة وَلما لَقيته بِبَيْت الْمُقَدّس بَالغ فِي الاحتفال بشأني وأفادني السماع على جمَاعَة وَكثر الِانْتِفَاع بِهِ وَبِمَا عِنْده من الْكتب والأجزاء وقرأت عَلَيْهِ جملَة ثمَّ لما انْقَضى أربى أرسل معي من بلغ بِي إِلَى نابلس من تِلْكَ الطَّرِيق الوعرة وَكتب معي لبَعض الرؤساء بصفد بِنَاء على تعريجي عَلَيْهَا فَزَاد فِي الْوَصْف واستمرت رسائله ترد عَليّ بالثناء الْبَالِغ ومزيد الاشتياق مَعَ الْفضل أَيْضا وَكَانَ خيرا ثِقَة متقنا متحريا متواضعا تَامّ الْعقل حسن التَّدْبِير جيد الْخط وافر المحاسن غزير الْمُرُوءَة مكرما للغرباء والوافدين حسن البشاشة لَهُم منجمعا

عَن النَّاس خُصُوصا فِي أَوَاخِر عمره بِحَيْثُ أَنه استنجز مرسوما بإعفائه عَن عُقُود الْمجَالِس وَشبههَا غير مَدْفُوع عَن رياسة وحشمة مَعَ حسن الشكالة والبهاء وَعدم التكثر بِمَا لَدَيْهِ من الْفَضَائِل ذَا أنسة بالفن لم أر بِبَلَدِهِ فِي مَعْنَاهُ أجل مِنْهُ وَقد عظمه الأكابر وَمِمَّنْ كَانَ يجله وَيعرف لَهُ كريم أَصله شَيخنَا وَهُوَ من قدماء أَصْحَابه وَمِمَّنْ ترافق مَعَه فِي السماع بِدِمَشْق وَلَكِن رَأَيْت ابْن أبي عذيبة أَشَارَ لتوهينه بِمَا لَا يقبل من مثله بعد وَصفه لَهُ بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة مفتي الْقُدس وَشَيْخه وَأَنه حصلت لَهُ رياسة عَظِيمَة فِي الدولة الأشرفية وَصَارَ يرد عَلَيْهِ فِي كل سنة من السُّلْطَان خلعة وَغَيرهَا بوساطة الزيني عبد الباسط وَحصل دنيا وَاسِعَة وخدم وَلما مَاتَ فتر سوقه وَصَارَ أَكثر أوقاته لَا يخرج من بَيته لمَرض حصل لَهُ فِي رجلَيْهِ ثمَّ نقل عَن البقاعي أَنه مَا زَالَ يخالط الأكابر بِحسن الْآدَاب ويستجلب الْقُلُوب باللطف أَي استجلاب إِلَى أَن صَار رَئِيس بَيت الْمُقَدّس بِغَيْر مدافع وملجأهم عِنْد المعضلات بِدُونِ مدافع انْتهى وَلم يزل على وجاهته حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَسِتِّينَ بِبَيْت الْمُقَدّس وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الظّهْر من الْغَد بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى تقدم النَّاس ابْن أَخِيه الْخَطِيب شهَاب الدّين وَدفن بمقبرة مَا ملا عِنْد قُبُور أسلافه رَحمَه الله وإيانا 19 {أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن سَالم الحرضي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الصُّوفِي ابْن الصُّوفِي رَأَيْت لَهُ ديوَان شعر فِيهِ قصائد نبوية وَغَيرهَا مِنْهَا أول قصيدة (بطولك يَا ذَا الطول يَا غَافِر الذَّنب ... بقربك فِي بعد ببعدك فِي قرب) (بقدسك يَا قدوس عَن كل مفتري ... من الضِّدّ والأنداد والشبه وَالضَّرْب) (بجودك يَا ذَا الْجُود وَالْمجد والسنا ... بمنك يَا منان يَا كاشف الكرب) وَالْغَالِب عَلَيْهِ التصوف وَالْخَيْر وَهُوَ مُعظم فِي ناحيته يتناشدون أشعاره وَرَأَيْت من وَصفه من أهل بَلَده بالشيخ الْفَاضِل الصَّالح الْعَارِف المتقن المفنن الفصيح الْخَطِيب النسيب وَكَذَا قَالَ لي آخر مِنْهُم الرحماني نِسْبَة لقبيلة القراضي الأَصْل الحرضي المولد وَالدَّار الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالصوفي أَخذ عَن الْكرْمَانِي ونظم كثيرا ونظمه سَائِر وأنشدني هَذَا وَهُوَ مِمَّن أَخذ عني من نظمه عدَّة قصائد فحلة بديعة وَقَالَ لي إِنَّه جمع دواوين كَثِيرَة كلهَا نبوية أَو نَحْوهَا وَلم يمدح أحدا من الْأَحْيَاء قَالَ وَله أَيْضا كتاب سَمَّاهُ رَوْضَة الحنفاء فِي السّير وَنَحْوهَا وَهُوَ الْآن سنة ثَلَاث وَتِسْعين فِي الْأَحْيَاء وَسنة سِتّ وَسَبْعُونَ سنة قلت وَأرْسل إِلَيّ فِي سنة أَربع وَتِسْعين يستجيزني

199 - (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن الزين أبي بكر بن الْحُسَيْن بن عمر الزين بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج بن الزين العثماني المراغي الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد ووالد الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد الماضيين وَيُسمى صَاحب التَّرْجَمَة أَيْضا مُحَمَّدًا ولد بِالْمَدِينَةِ قبل الثَّلَاثِينَ تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وَعرض فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا على جمَاعَة أجَازه مِنْهُم الْجمال مُحَمَّد بن الصفي أَحْمد وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الكازرونيين والمحب المطري وَسمع على أَوَّلهمْ الشفا بِقِرَاءَة وَالِده وصحيح مُسلم بِقِرَاءَة ثانيهم وَغير ذَلِك وَكَذَا سمع على عَمه أبي الْفَتْح المراغي الصَّحِيحَيْنِ واشتغل قَلِيلا وَسمع الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ فِي الْبَحْث على أبي السعادات بن ظهيرة حِين إِقَامَته بِالْمَدِينَةِ سنة تسع وَأَرْبَعين وَمَات بداء البرسام فِي شهر ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين رَحمَه الله 200 (أَبُو بكر) بن أبي سعيد مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَأمه زبيدية درج صَغِيرا 20 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن نصير بن الْخضر بن الْهمام الْكَمَال أَبُو المناقب بن نَاصِر الدّين بن سَابق الدّين الْفَارِسِي الخضيري السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي وَالِد عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بسيوط وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية النَّحْو واشتغل فِيهَا على جمَاعَة كالسراج الْحِمصِي حِين كَانَ قاضيها وَبَعض شَيْء فِي النَّحْو على الشهَاب النقوري وناب هُنَاكَ فِي الْقَضَاء ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فلازم القاياتي فِي الْفِقْه والأصلين والنحو والمعاني والمنطق حَتَّى أذن لَهُ وَحضر دروس الونائي وَأخذ فِي الْفِقْه أَيْضا عَن الْعِزّ الْقُدسِي وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان عَن باكير وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الشهَاب الصنهاجي وَفِي الْفَرَائِض عَن ابْن المجدي وَفِي الحَدِيث سَمَاعا وَغَيره عَن شَيخنَا وَكَذَا سمع عَليّ الزَّرْكَشِيّ والتفهني وبمكة على أبي الْفَتْح المراغي حِين مجاورته وَأَجَازَ لَهُ الفوي وَغَيره وجود الْخط على مُحَمَّد الكيلاني وتفنن وَكتب الْمَنْسُوب وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة وبالبراعة فِي صناعَة التوقيع وَجلسَ شَاهدا عِنْد الشهَاب بن تَقِيّ وَلذَا لما ذكره الْخَلِيفَة للظَّاهِر فِي قَضَاء مَكَّة وَاسْتَشَارَ شَيخنَا فِيهِ وَلَا زَالَ يعرفهُ لَهُ حَتَّى عرفه قَالَ كَانَ شَاهدا عِنْد ابْن تَقِيّ فَعدل عَنهُ إِلَى السوبيني بل شَيخنَا هُوَ الْمعِين لَهُ وناب فِي الْقَضَاء وَفِي الخطابة بِجَامِع ابْن طولون ودرس بالجامع الشيخوني وَغَيره وَأفْتى وَجمع حَاشِيَة على شرح الألفية لِابْنِ المُصَنّف وصل فِيهَا إِلَى أثْنَاء الْإِضَافَة فِي كراريس وَأُخْرَى على الْعَضُد تَنْتَهِي إِلَى أثْنَاء مبادئ اللُّغَة وَكتب رِسَالَة فِي نصب ضبة من قَول الْمِنْهَاج (وَمَا ضبب بِذَهَب أَو فضَّة ضبة كَبِيرَة) وكتابا فِي الصّرْف

وَآخر فِي التوقيع وَأجَاب عَن اعتراضات ابْن الْمقري على الْحَاوِي إِلَى غير ذَلِك مِمَّا لم يذكرهُ غير وَلَده وَبَالغ فِي إطرائه مَعَ اعتراضه عَلَيْهِ وَكَونه لم يعرف مولده وَلَا أَكثر شُيُوخه وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ حِين مجاورته سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين الْبُرْهَان بن ظهيرة فِي ابْتِدَائه وَكَذَا ابْن عَمه الْمُحب بن أبي السعادات وَكَانَ يذكر بالحمق والإعجاب بِنَفسِهِ مَعَ نظم ونثر ومحاسن وَله انتماء لبيت الْخَلِيفَة وَرُبمَا أَقرَأ بعض آلهم مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَخمسين بعلة ذَات الْجنب وَصلى عَلَيْهِ الْمَنَاوِيّ وَدفن بالقرافة قَرِيبا من الشَّمْس الْأَصْبَهَانِيّ رحمهمَا الله وإيانا 10 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان الزين السخاوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي عمي شَقِيق الْوَالِد ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحارة بهاء الدّين جوَار بَيت البُلْقِينِيّ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية النَّحْو عِنْد الشَّمْس السعودي وجود عَلَيْهِ الْقُرْآن وَعرض فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا على الْكَمَال الدَّمِيرِيّ والجلال البُلْقِينِيّ والشهب ابْن حجي والحسيني والطنتدائي والزينين الفارسكوري والقمني والشمسين البوصيري والبرماوي والعليين ابْن الملقن والتلواني والرشيدي والمحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ والأمين الطرابلسي الْحَنَفِيّ فِي آخَرين وتفقه بالشهاب الطنتدائي والبيجوري وَحضر دروس الْجلَال البُلْقِينِيّ وَلَا أستبعد أَن يكون شهد مواعيد أَبِيه وَنَحْوهَا واعتنى بِجَامِع المختصرات وأتقن الْفَرَائِض والحساب بِحَيْثُ كَانَ مِمَّن انْتفع بِهِ فيهمَا شَيخنَا ابْن خضر وتدرب فِي الْكِتَابَة بِابْن الصَّائِغ وَكتب الْكثير كجامع المختصرات والنكت كِلَاهُمَا للنشائي وَشرح ألفية الْعِرَاقِيّ والتدريب للبلقيني وترجمته لوَلَده والتمهيد والكوكب للأسنوي وَجُمْلَة وأقرأ أَوْلَاد ابْن الْبُرْجِي وَغَيرهم وتنزل صوفيا بالبيبرسية وَلزِمَ الانجماع وَالْعِبَادَة والأوصاف الحميدة بِحَيْثُ لم يتَزَوَّج حَتَّى مَاتَ بِمَرَض السل فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين تَقْرِيبًا بعد الْوَصِيَّة بِالْحَجِّ عَنهُ وَصلى عَلَيْهِ الْجلَال البُلْقِينِيّ فِي مشْهد حسن وَدفن عِنْد أَبِيه بحوش البيبرسية رَحمَه الله وإيانا وتاريخ وَصيته بِخَطِّهِ فِي صفر سنة تسع عشرَة 203 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ ولد فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة وَكَانَ نجيبا فَاضلا ولي عقد الْأَنْكِحَة بزبيد وانتفع بِهِ النَّاس فِي الْإِصْلَاح بَينهم سِيمَا أَهله فِي أُمُور لَا يتقنها غَيره مَعَ صَبر على الْأُمُور الأخروية كتغسيل من مَاتَ مِنْهُم ونزوله قَبره وتوجيهه للْقبْلَة وَنَحْو ذَلِك إِلَى غير هَذَا مِمَّا يخْتَص

بِهِ كالتلاوة وملازمة الْجَمَاعَات وزيارة قُبُور أَهله وحجه غير مرّة مَعَ تقلله وَقد أَنْجَب أَوْلَادًا وَلما كبر ضعفت نهضته فَصَارَ أَوْلَاده يقومُونَ بِمَا كَانَ يقوم بِهِ وَهُوَ وَبَنوهُ فِي بركَة ابْن عَمه الْجمال مُحَمَّد الطّيب بن أَحْمد النَّاشِرِيّ مَاتَ ذكره الْعَفِيف وَلم يؤرخ وَفَاته 204 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الْفَخر بن الْجمال الذروي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْجمال الْمصْرِيّ ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا ثمَّ انْتقل إِلَى الْيمن حَتَّى بلغ أَو راهق لاستيطان أَبِيه إِيَّاه واشتغل هُنَاكَ بالفقه والنحو وَغَيرهمَا وتنبه وَولي الْحِسْبَة بعد ثمَّ عزل عَنْهَا وَصَارَ يتَرَدَّد لمَكَّة وَأخذ بهَا الْفِقْه عَن الْجمال بن ظيهرة وَالْأُصُول عَن الشهَاب الْغَزِّي الدِّمَشْقِي وَغَيره إِلَى غَيرهمَا من الْعُلُوم وَسمع بِمَكَّة من جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد من الشاميين وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير ونظم الشّعْر مَعَ تسببه بِالْبيعِ وَالشِّرَاء فِي زمن الْمَوْسِم ثمَّ تردد بِأخرَة إِلَى وَادي نَخْلَة وَاشْترى فِيهِ بالبردان مَكَانا وَعمر بِهِ دَارا بالتنضب وَانْقطع عَن السّفر إِلَى الْيمن نَحْو سبع سِنِين مُتَّصِلَة بِمَوْتِهِ وَكَانَ يُقيم فِي بَعْضهَا بوادي نَخْلَة مَاتَ بعد أَن عرض لَهُ ثقل فِي سَمعه فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ عشرَة وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ الْأَرْبَعين أَو قاربها وَذَلِكَ فِي حَيَاة أَبِيه ذكره الفاسي والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه قَالَ أَن لَهُ قصيدة لامية فِي ختم المنسك الْكَبِير لِابْنِ جمَاعَة على شَيْخه الْجمال بن ظهيرة مِنْهَا (لقد كَفاك بِذكر الْمَوْت موعظة ... إِن كَانَ فِي العظة التَّعْدِيل عَن مثل) 205 - (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الْفَخر بن الْجمال الذروي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ابْن عَم الَّذِي قبله والماضي أَبوهُ وَيعرف بالمرشدي أَيْضا حفظ الْمِنْهَاج والمختصر الْأَصْلِيّ وَغَيرهمَا واشتغل بالفقه والنحو وَكَثُرت عنايته بالأدب وَكَانَ ذَا معرفَة بِهِ وَبِغَيْرِهِ وَله نظم حسن ومجاميع مفيدة وَكَانَ الْجمال بن مُوسَى المراكشي كثير الِاسْتِحْسَان لنظمه وَدخل غير مرّة الْيمن للاسترزاق فأدركه أَجله بزبيد يَوْم عَرَفَة سنة عشْرين وَقد جَازَ الثَّلَاثِينَ بِيَسِير ذكره الفاسي أَيْضا 206 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد المقبول بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْعقيلِيّ الزَّيْلَعِيّ الْمَاضِي أَبوهُ كَانَ رجلا صَالحا مَاتَ سنة تسع وَسبعين 207 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مَحْمُود بن نَاصِر الْفَخر الْقرشِي الْعَبدَرِي الشيبي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد وأخو على وَالِد الْجمال مُحَمَّد سمع بِمَكَّة على خَلِيل الْمَالِكِي والعز بن جمَاعَة وَالْفَخْر التوزري والكمال بن حبيب فِي آخَرين وَذكر أَنه سمع بِدِمَشْق على ابْن أميلة وَولي مشيخة الحجبة وَفتح الْكَعْبَة بعد عَليّ

ابْن أبي رَاجِح الشيبي وَمَات فِي صفر سنة سبع عشرَة وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَكَانَ ثقيل السّمع شَدِيد السوَاد دخل الْيمن وَغَيرهَا رَحمَه الله ذكره الفاسي مطولا 20 {أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن نصر بن عمر الشّرف الحيشي الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي البسطامي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده وَيعرف بِابْن الحيشي ولد فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فلازم وَالِده فِي التسلك وَقَرَأَ وَسمع على أبي ذَر بن الْبُرْهَان الْحَافِظ وتدرب بِهِ فِي كثير من المبهمات والغريب وَالرِّجَال بل وتفقه بِهِ وَالشَّمْس مُحَمَّد البابي إِمَام الْجَامِع الْكَبِير بحلب وَأبي عبد الله بن الْقيم وَإِبْرَاهِيم الضَّعِيف وَكَذَا على الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين حِين ورد عَلَيْهِم فِي آخَرين بل ذكر لي أَن شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والزين عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد أَجَازُوا لَهُ فِي بعض الاستدعاءات فِي آخَرين مِمَّن أَخذ عَنْهُم الْفِقْه والْحَدِيث وَخلف وَالِده فِي المشيخة بحلب وَصَارَت لَهُ وجاهة وزار بَيت الْمُقَدّس ولقيني بِمَكَّة فِي سنتي سِتّ وَثَمَانِينَ وَالَّتِي بعْدهَا فلازمني حَتَّى حمل عني أَشْيَاء من مروياتي ومصنفاتي وَكتب بِخَطِّهِ مِنْهَا جملَة واغتبط بذلك وكتبت لَهُ إجَازَة أَشرت لمقاصدها فِي الْكَبِير وَنعم الرجل أدبا وفهما وسمتا وتواضعا واشتغالا بِنَفسِهِ وإقبالا على الْخَيْر وتقنعا وعفة وَرُبمَا وَردت على مطالعاته من بَلَده 209 (أَبُو بكر) بن الْبَدْر مُحَمَّد بن أبي بكر بن الحلاوي الْمَاضِي أَبوهُ مَاتَ بِبَيْت الْمُقَدّس فِي شَوَّال أَو رَمَضَان سنة تسع وَسبعين حِين توجهه لمَكَّة من الْمَدِينَة بعد الزِّيَارَة عَن نَحْو أَرْبَعِينَ سنة فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ عوضهم الله الْجنَّة وَرَأَيْت ابْن فَهد أرخه فِي جُمَادَى الثَّانِيَة مِنْهَا بخليص وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها وَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمد وَعِنْدِي فِيمَن سمع مجْلِس صَوْم عَاشُورَاء للمنذر بن عَليّ النورين الأبودري وَابْن المحوجب وَشَعْبَان الْعَسْقَلَانِي أَبُو بكر بن القَاضِي شمس الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر الحلاوي وَكَذَا فِيمَن سمع البُخَارِيّ بالظاهرية وَكَأَنَّهُ هَذَا وأخطأت فِي تلقيب أَبِيه 210 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن تبع الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي ولد فِي الْمحرم سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل قَلِيلا وَكَانَ خيرا يقْرَأ فِي الْمُصحف بعد الصَّلَاة بِجَامِع دمشق على قِرَاءَته أنس وَلذَا كَانَ يقْصد لسَمَاع قِرَاءَته لطيبها خُصُوصا فِي قِيَامه فِي رَمَضَان بِجَامِع الْحَنَابِلَة مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث عشرَة عَن تسع وَخمسين سنة ذكره شَيخنَا فِي إنبائه 21 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن حسن الزين الأبشيهي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أحد النواب وَحفظ الْقُرْآن وَأخذ عَن الْعلم البُلْقِينِيّ وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء فَمن بعده

وَسمع ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وتميز فِي الْفُرُوع وَشرح التَّنْبِيه قَدِيما وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْحمق 21 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن شاذي التقي الحصني الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة ولد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَدِينَة حصن كيفا وَكَانَ أَبوهُ من مياسير تجارها فَنَشَأَ فِي كفَالَته وَحفظ الْقُرْآن والشاطبية وَالْحَاوِي والشافية والكافية وَتَمام عشرَة كتب على مَا كَانَ يخبر وجود الْقُرْآن على بعض شُيُوخ بَلَده بل وَقَرَأَ الْقرَاءَات أَيْضا على ولد لِابْنِ الْجَزرِي وَأخذ عَنهُ طَريقَة فِي تَقْرِير تصريف الْعُزَّى وَكَذَا أَخذ الْمُتَوَسّط والجاربردي وَغَيرهمَا عَن الْجلَال مُحَمَّد بن الْعِزّ الحلوائي وَكتب الْمَنْسُوب وارتحل فلقي الْبِسَاطِيّ بحلب فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ واستفاد مِنْهُ يَسِيرا وَأثْنى الْبِسَاطِيّ على جودة فهمه حَتَّى أَنه قَالَ لم يجئنا مِمَّا وَرَاء النَّهر مثل هَذَا الشَّاب ثمَّ إِنَّه لم يَتَيَسَّر لَهُ دُخُول الْقَاهِرَة إِلَّا فِي مرض مَوته وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فَقَرَأَ على القاياتي فِي الْعَضُد وَكَانَ يَحْكِي مَا يدل على أَنه لم يرتض أمره فِيهِ وعَلى الْعلم البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه والْعَلَاء القلقشندي فِي آخَرين مِنْهُم الشَّمْس الشرواني وَعبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَأخذ الْقرَاءَات رَفِيقًا لِابْنِ كزلبغا عَن حبيب العجمي وَأقَام يَسِيرا ثمَّ عَاد لبلده فَوجدَ قَاصد صَاحبهَا مُتَوَجها إِلَى هراة فرافقه إِلَيْهَا فَلَزِمَ عالمها ملا مُحَمَّد بن مُوسَى الجاجرمي تلميذ يُوسُف الحلاج تلميذ السَّيِّد حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَضُد بِكَمَالِهِ وَسمع شرح المواقف وَشرح الطوالع وَأقَام هُنَاكَ خَمْسَة أَعْوَام فَأكْثر مديما للاشتغال مجدا فِي التَّحْصِيل إِلَى أَن برع وارتفق فِي إِقَامَته بميراثه من أَبِيه وَحصل هُنَاكَ من نفائس الْكتب أَشْيَاء وَعَاد من طَرِيق الْعرَاق فحج وَدخل الْقَاهِرَة بعد أَن اقتطع بمَكَان يُقَال لَهُ وَادي السبَاع وَأخذ جَمِيع مَا مَعَه من كتب وَغَيرهَا فألقيت الْكتب بالبرية لعدم التفاتهم إِلَيْهَا وَلكنه لم يجد محملًا لَهَا فَتَركهَا وَنَجَا بِنَفسِهِ مَعَ أَخذ يسير مِمَّا أمكنه مِنْهَا وتأسف كثيرا بِسَبَبِهَا حَتَّى أَنه صَار كلما تذكر يتألم وَأنْشد لنَفسِهِ (يَا نفس لَا تجزعي مِمَّا جرى ... وارضي بِتَقْدِير الْعَزِيز الغفور) (واتلي على الطاغين فِي ظلمهم (أَلا إِلَى الله تصير الْأُمُور) وتصدى حِينَئِذٍ وَذَلِكَ بعد سنة خمس وَأَرْبَعين للإقراء بِجَامِع الْأَزْهَر وبالمدرسة الملكية والبدرية المجاورين للمشهد لسكناه هُنَاكَ وقتا وتجرع فاقة كَبِيرَة إِلَى أَن استقربه الزيني الاستادار فِي تدريس مدرسته الأولى الْمُقَابلَة للحوض المجاور لبيت الْبِسَاطِيّ كَانَ بَين السورين ثمَّ عَزله عَنْهَا بطعن أبي الْعَبَّاس المجدلي عِنْده فِي علمه وترجيحه لنَفسِهِ عَلَيْهِ وَقرر الْمَذْكُور عوضه ثمَّ لم يلبث أَن صرفه حَيْثُ ذكر لَهُ

عَنهُ مَا يقْدَح فِي ديانته وَأعَاد صَاحب التَّرْجَمَة وَلزِمَ الْإِقَامَة بهَا على طَرِيقَته فِي الإقراء إِلَى أَن اتّفقت كائنته مَعَ زَوجته ابْنة الْجمال بن هِشَام لصقت بِهِ لأجل غرضها كلَاما قبيحا تنكره الْقُلُوب السليمة فَأمر الظَّاهِر جقمق بنفيه فشفع فِيهِ وانتمى لجانبك الأشرفي الَّذِي عمل شادالشر بخاناة فِي الْأَيَّام الاينالية وَتقدم فِي ايام الظَّاهِر حشقدم فَأَخذه عِنْده وَصَارَ يجلس للإقراء هُنَاكَ بمدرسة سودون المؤيدي أحد الْأُمَرَاء الآخورية بِالْقربِ من زقاق حلب وجامع قوصون حَتَّى مَاتَ وَحصل لَهُ بِهِ ارتفاق وَكَانَ قد عين مرّة لشيخة صهريج منجك ثمَّ لم تنم لمساعدة الْأمين الأقصرائي لولد الْمُتَوفَّى وتألم التقي لذَلِك كثيرا وَكَذَا اسْتَقر فِي تدريس التَّفْسِير بالجمالية البيرية بعد السفطي وَفِي الإفادة بمدرسة الجاي ثمَّ بِأخرَة فِي تدريس الأيوان المجاور للْإِمَام الشَّافِعِي وَنَظره عقب إِمَام الكاملية مَعَ تقدم غَيره فِي الْفِقْه عَلَيْهِ رَغْبَة فِي ديانته وخيره وَقبل إِذْ ذَاك (الْقَائِل هُوَ عبد الْبر بن الشّحْنَة كَمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ عِنْد الْمُؤلف رَحمَه الله) (تطاعنت الغواة بِغَيْر تقوى ... على درس الإِمَام الشَّافِعِي) (فَلم يشف الإِمَام لَهُم غليلا ... وَلم يجنح إِلَى غير التقي) وصاهر أَحْمد بن الأتابكي تنكب البردبكي على ابْنَته واستولدها ولدا وَمن قبلهَا تزوج سبطة الزيني عبد الْقَادِر البلبيسي كَاتب العليق واستولدها ذكرا وَأُنْثَى كل ذَلِك وَهُوَ ناصب نَفسه لإلقاء الْفُنُون حَتَّى أَخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد طبقَة بل أَخذ عَنهُ طبقَة ثَالِثَة وَهُوَ لَا يمل وَلَا يفتر وَكَثُرت تلامذته من كل مَذْهَب وَصَارَ شيخ الْعَصْر بِدُونِ مدافع واشتهر بجودة التَّعْلِيم ومزيد النصح والذكاء لَكِن بِدُونِ طلاقة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أخي بل وَحضر عِنْده فِي إجلاس عمله وقرض لي بعض التصانيف فَبَالغ وَكَانَ أحد القائمين على البقاعي فِي كائنة ابْن الفارض وَكتب على فتيا بِمَنْعه من النَّقْل من التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل هَذَا مَعَ أَنه قرض لَهُ على كِتَابَة الملجئ للاستفتاء عَلَيْهِ بذلك قصدا للدَّفْع عَن عُنُقه كل هَذَا مَعَ الدّيانَة وَالْأَمَانَة والتواضع والتهجد والانجماع عَن أَكثر بني الدُّنْيَا وسلامة الصَّدْر والفتوة وَالرَّغْبَة فِي زِيَارَة مشَاهد الصَّالِحين وملازمة قبر اللَّيْث فِي كل جُمُعَة غَالِبا وَقد حج بِأخرَة أَيْضا وَرجع وَهُوَ متوعك بِحَيْثُ أشرف إِذْ ذَاك على الْوَفَاة ثمَّ عوفي وَأقَام مُدَّة إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثامن ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه بسبيل المؤمني وَدفن بتربة جَاره الْأَمِير جكم قرا بِالْقربِ من ضريح الشَّافِعِي وتأسف الْمُسلمُونَ على فَقده رَحمَه الله وإيانا

213 - (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن صَالح بن مُحَمَّد الرضي أَبُو مُحَمَّد بن الْجمال الهمذاني الْجبلي بِكَسْر الْجِيم بعْدهَا مُوَحدَة سَاكِنة ثمَّ التعزي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْخياط ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن وتلاه بالقراءات وَاخْتَارَ قِرَاءَة ابْن كثير وَالْحَاوِي وتفقه بِمُحَمد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الرجا وَبِه تدرب بل كَانَ أغلب أَخذه للفقه عَنهُ ثمَّ بِعَمِّهِ حسن بن أبي الرجا وارتحل لِلْحَجِّ مرّة بعد أُخْرَى فَأخذ بِمَكَّة فِي الأولى عَن الحراري وَفِي الثَّانِيَة عَن الْعَفِيف اليافعي وَأخذ بتعز عَن الْفَقِيه الْجمال الريمي وَأبي بكر بن عَليّ النَّاشِرِيّ وَكَانَ يتبجح بِهِ وَيَقُول لَهُ أَنْت أعرف بوسيط الْغَزالِيّ مني وَاتفقَ أَن الْجمال الريمي سَأَلَهُ عَن الْإِقَالَة فِي النِّكَاح هَل تصبح كالفسخ فَقَالَ لَهُ الْمَسْأَلَة فِي الْوَسِيط فَأحْضرهُ إِلَيْهِ فَلم يجدهَا فاستمهله فأمهله ثَلَاثَة أَيَّام ونال مِنْهُ وَمن شَيْخه الرضي النَّاشِرِيّ فَخرج من عِنْده وَأخذ فِي التفتيش عَلَيْهَا حَتَّى مضى مُعظم اللَّيْل وَلم يجدهَا فَلَمَّا كَانَ فِي السحر غلبته عَيناهُ فَرَأى شَيْخه الرضي فعين لَهُ موضعهَا فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ وجدهَا فِي الْمَكَان الْمعِين فَكَانَت غَرِيبَة ولازم النفيس الْعلوِي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا بل وَمن شُيُوخه فِي الْعلم الْجمال الأسنوي والأبناسي وَكَأَنَّهُ لقيهمَا بِمَكَّة كَمَا هُوَ ظَاهر كَلَام النفيس الْعلوِي وَقَالَ إِن صَاحب التَّرْجَمَة أجل من حصل عَلَيْهِ وترجمه فأطنب قَالَ وَقد تَرْجمهُ الشهَاب عَليّ بن حسن الخزرجي فِي كِتَابه طراز الْيمن بترجمة كَبِيرَة وَهُوَ لَهَا أهل وَكَذَا تَرْجمهُ الطّيب النَّاشِرِيّ وأجاد فِي آخَرين وترقى فِي الْعُلُوم وتزايد استحضاره للحاوي وشروحه وَكَانَ لَهُ مِنْهُ جُزْء فِي كل يَوْم كالقرآن بل هُوَ أول من ابتكر مَعْرفَته التَّامَّة بِهِ فِي الْجبَال وَله عَلَيْهِ حواش مفيدة تناقلها الْفُقَهَاء هُنَاكَ على نسخهم بهَا واشتهر ذكره سِيمَا حِين سمع عبد الْعَلِيم أحد الْأَوْلِيَاء المقيمين بتعز يَقُول وَقد اسْتَيْقَظَ بِبَعْض الْمدَارِس بِصَوْت عَال اللَّيْلَة هَذِه فتح على ابْن الْخياط بِالْعلمِ وَقذف فِي قلبه النُّور فَإِنَّهُ بعد انتشار هَذِه الْمقَالة ازْدَادَ بَين النَّاس قبولا واتسعت حلقته ودائرته وَلم يلبث أَن خطبه الْوَزير التقي بن معيبد سنة تسع وَسبعين لمدرسته فدرس فِيهَا وَكَذَا عينه الْأَفْضَل للمدرسة الشمسية والأشرف للمعينية فِي تعز ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ ابْنه النَّاصِر أَحْمد مدرسة وَالِده وقربه واختراه من بَين سَائِر عُلَمَاء الْيمن وعود على فتياه بتعز وَذي جبلة وَهِي مَسْكَنه غَالِبا وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفِقْه وَجرى بَينه وَبَين الْمجد الشِّيرَازِيّ مراجعات بِسَبَب إِنْكَاره على المشتغلين بكتب ابْن عَرَبِيّ وصنف فِي الْمَنْع جُزْءا رد عَلَيْهِ الْمجد تعصبا مَعَ صوفية زبيد وَله بكتب

الْعِرَاقِيّين وَكتب الْغَزالِيّ وبالروضة والعزيز معرفَة تَامَّة وَلم يزل متصديا لنشر لعلم بِبَلَدِهِ حَتَّى أَخذ عَنهُ الجم الْغَفِير وَصَارَ عُلَمَاء الْيمن تلامذته ونفع الله بِهِ فِي الْفِقْه والْحَدِيث والأصلين والمنطق وَغَيرهَا كل ذَلِك مَعَ الْأَحْوَال المرضية وَالشَّمَائِل الْحَسَنَة والمعالي المستحسنة حَتَّى مَاتَ فِي صَبِيحَة يَوْم الْأَحَد حادي عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى عشرَة بمدرسة جبلة من المخلاف الْأَزْهَر مخلاف جَعْفَر وَشهد جنَازَته من لَا يُحْصى وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه ومعجمه وَأَنه تفقه بِجَمَاعَة من أَئِمَّة بَلَده وَمهر فِي الْفِقْه وشارك فِي الْفُنُون وَكَانَ يُقرر من الرَّافِعِيّ وَغَيره بِلَفْظ الأَصْل وَله أجوبة كَثِيرَة عَن مسَائِل شَتَّى ودرس بالأشرفية وَغَيرهَا من مدارس تعز وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَولي الْقَضَاء مكْرها مُدَّة يسيرَة ثمَّ استعفى اجْتمعت بِهِ بتعز وَسمعت من فَوَائده وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَسَماهُ أَبَا بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ رَحمَه الله وإيانا 214 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن طنطاش بمهملتين الأولى مَضْمُومَة ثمَّ نون سَاكِنة وَآخره مُعْجمَة ولد سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ بعض الْقُرْآن وَحج وَرمى بالنشاب وعانى بعض فنون الْحَرْب وَهُوَ من أَوْلَاد الأجناد لَهُ اقطاع يعِيش مِنْهُ مَعَ عقله وَكَثْرَة حذره من النَّاس وانعزاله عَنْهُم وَكَانَ بَينه وَبَين الْجلَال بن الملقن قرَابَة من جِهَة النِّسَاء فَكَانَ يسمع مَعَه الحَدِيث لذَلِك وَمِمَّا سَمعه على ابْن أبي الْمجد جلّ البُخَارِيّ وعَلى التنوخي والعراقي والهيثمي خَتمه واستكتب على الاستدعاءات مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث ذِي الْحجَّة سنة سبع وَأَرْبَعين 215 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مقبل الزين القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالتاجر كَانَ فِي أَوله سمسارا بقيسارية الشّرْب فانكسر عَلَيْهِ مَال كثير فَترك صناعته واشتغل بِالْعلمِ فَتنبه وَفضل فاستنابه الْجمال التركماني بعناية الْمُحب نَاظر الْجَيْش ثمَّ لم يزل يَنُوب حَتَّى مَاتَ فِي ثَالِث ذِي الْحجَّة سنة خمس عَن نَحْو الثَّمَانِينَ وَكَانَ مَشْهُورا بالديانة غير متقيد بزينة الدُّنْيَا مطرحا للتكلف فِي ملبسه وهيئته مَعَ المهابة وَقلة الْكَلَام ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي أَنه أخبرهُ أَنه قَرَأَ صَحِيح البُخَارِيّ إِلَى سنة ثَمَانِينَ خمْسا وَتِسْعين مرّة وقرأه بعد ذَلِك مرَارًا كَثِيرَة وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَبُو بكر بن عبد الله الشَّيْخ زين الدّين التَّاجِر كَانَ سمسارا فِي الْبَز وَله معرفَة بالفقه والعربية ثمَّ ترك السمسرة وَأَقْبل بكليته على الْعلم حَتَّى صَار من شُيُوخ الْبِلَاد وَأفْتى ودرس وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ عدَّة سِنِين حَتَّى مَاتَ وَكَانَ

طارحا للتكلف فِي ملسه وهيئته يمشي على قَدَمَيْهِ فِي الْأَسْوَاق مهابا قَلِيل الْكَلَام مَوْصُوفا بِالْخَيرِ لَزِمته سِنِين وَكنت فِي صغري وبداية طلبي إِذا أردْت أَن أَتكَلّم فِي درسه يأخذني الْحيَاء فأسكت وَكَانَ درسه بالظاهرية الْقَدِيمَة يحضرهُ جمع كثير فَقَالَ لي تكلم من لَا يخبط مَا يعرف يعوم يُرِيد أَن أجسر على الْكَلَام مَعَ الطّلبَة فِي حلقته رَحمَه الله وإيانا 216 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عبد الله التقي الْحلَبِي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الصُّوفِي الْبِسَاطِيّ وَيعرف بالطولوني لسكناه الْمدرسَة الطولونية فِي بَيت الْمُقَدّس ولد فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ يذكر أَنه سمع من الْعِمَاد بن كثير وَغَيره وَكَذَا سمع على ابْن صديق البُخَارِيّ بفوت مجْلِس من أَثْنَائِهِ وَلَو وجد من يعتني بِهِ لأدرك القدماء وَكَانَ خيرا كثير الْعِبَادَة والورع مَعْرُوفا بذلك من ابْتِدَائه إِلَى انتهائه لم تعلم لَهُ صبوة مَعَ جودة الْخط وَالنّظم والنثر وَقد أضرّ بِأخرَة وَانْقطع بِالْمَدْرَسَةِ الْمشَار إِلَيْهَا وَكَانَ شيخها وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الشهَاب بن أبي عذيبة والنجم بن فَهد وَمَات بالقدس فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ أَبُو بكر الْحلَبِي نزيل بَيت الْمُقَدّس تلمذ للشَّيْخ عبد الله البسطامي وَكَانَ لَهُ اشْتِغَال بالفقه والْحَدِيث ثمَّ أقبل على الْعِبَادَة وجاور بِبَيْت الْمُقَدّس انْتهى وَالظَّاهِر أَنه حفيد الْجلَال عبد الله البسطامي الَّذِي لقِيه الْبُرْهَان الْحلَبِي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وترجمه ابْن أبي عذيبة بِأَنَّهُ كَانَ خطيب جَامع باحسبتا فِي حلب مُدَّة طَوِيلَة قبل الْفِتْنَة وَبعدهَا ثمَّ تَركه أخيرا لعبد الْمُؤمن الْوَاعِظ وَقدم الْقُدس فِي سنة أَربع عشرَة وتنزل فِي صوفية الخانقاه السُّلْطَانِيَّة أول مَا بنيت فَلَمَّا بطلت نزل الطولونية وسكنها بل ولي مشيختها وَانْقطع فِيهَا للذّكر وَالْعِبَادَة والتلاوة وَتردد إِلَيْهِ أهل الْخَيْر فِي ليَالِي الْجمع ودام مقتدى بِهِ نَحْو خمسين سنة كل ذَلِك مَعَ الْخط الْحسن ونظم الشّعْر وأضر قبل مَوته مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَهُوَ ابْن خمس وَتِسْعين سنة وَدفن بِمَا ملا فِي حوش وَحمل على الرؤوس وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل وَعند رَأسه نصيبة مَكْتُوب بخارجها من نظمه مَا كَانَ لَهُ مُدَّة فِي حَيَاته عِنْد رَأسه بالطيلونية ينظرها (رحم الله فَقِيرا زار قَبْرِي وقرالي ... ) (سُورَة السَّبع المثاني ... ) (بخشوع ودعا لي ... ) وبداخلها من نظمه أَيْضا (من زار قَبْرِي فَلْيَكُن عَالما ... إِن الَّذِي لاقيت يلقاه) (وَيرْحَم الله الْفَتى زارني ... وَقَالَ لي يَرْحَمك الله) وَمِمَّا كتبه عَنهُ ابْن أبي عذيبة من نظمه

(تكفل رَبِّي للرضيع برزقه ... ورباه فِي الأحشاء وَهُوَ جَنِين) (فَإِن كنت تبغي الرزق من عِنْد غَيره ... فَذَاك جُنُون وَالْجُنُون فنون) وَرَأَيْت فِيمَن تَرْجمهُ بَعضهم أَبُو بكر بن مُحَمَّد المجيدي البسطامي نزيل بَيت الْمُقَدّس وَخَلِيفَة عبد الله البسطامي كَانَ صَالحا زاهدا عابدا للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشْرين شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَقد جَازَ السّبْعين وأخرجت جنَازَته خلق جَنَازَة ابْن رسْلَان وَبكى عَلَيْهِ الزين عبد الباسط كثيرا وَتَوَلَّى تَجْهِيزه وَأظْهر أسفا عَلَيْهِ رَحمَه الله انْتهى وَالظَّاهِر أَنه هَذَا 217 (أَبُو بكر) بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْفَخر بن الْكَمَال بن الْوَجِيه الْهَاشِمِي النويري الْمَكِّيّ الْمَالِكِي ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه أم هَانِئ ابْنة القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ النويري وَحضر عِنْد أبي الْفَتْح المراغي ثمَّ سمع عَلَيْهِ وعَلى زَيْنَب ابْنة اليافعي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو جَعْفَر بن العجمي واشتغل فِي الْفِقْه والعربية ولازم بن يُونُس المغربي وَقَبله يَعْقُوب المغربي وَلَعَلَّه أَقرَأ فيهمَا بل قيل أَنه شرح الجرومية أَو بَعْضهَا وناب فِي الإِمَام بمقام الْمَالِكِيَّة عَن وَالِده مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة سبعين 21 {أَبُو بكر) بن مُحَمَّد الطَّوِيل بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ وَأمه سِتّ الْأَهْل ابْنة عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة أجَاز لَهُ فِي سنة سبع وَتِسْعين أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَآخَرُونَ وكتبته تخمينا 219 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن سَالم الرضي اليمني الزبيدِيّ وَالِد عمر الْمَاضِي مِمَّن بَاشر بِالْيمن وَرَأس فِيهَا ثمَّ بجدة حِين فَرد تخوفا على نَفسه من صَاحب الْيمن إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَأَرْبَعين بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد 220 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن بن حريز بمهملتين وَآخره زَاي ككبير ابْن مُعلى بِضَم أَوله وَتَشْديد اللَّام الْمَفْتُوحَة بن مُوسَى بن حريز بن سعيد بن دَاوُد بن قَاسم بن عَليّ بن علوي بِفَتْح الْمُهْملَة وَاللَّام اسْم بِلَفْظ النّسَب بن ناشب بنُون ثمَّ مُعْجمَة بن جَوْهَر بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم بن سَالم بن عبد الله بن عمر بن مُوسَى بن يحيى بن عَليّ الْأَصْغَر بن مُحَمَّد التقي بن حسن العسكري بن عَليّ العسكري بن مُحَمَّد الْجواد بن عَليّ الرضى بن مُوسَى الكاظم بن جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد الباقر بن زين العابدين عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب التقى الْحُسَيْنِي الحصني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بالتقي الحصني ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة فِيمَا

قَالَه شَيخنَا وَابْن خطيب الناصرية فِي أواخرها فَإِنَّهُ قَالَ إِنَّه كَانَ عمره فِي فتْنَة بييغاروس عشرَة أشهر وتفقه بالشريشي وَالزهْرِيّ وَابْن الجابي والصرخدي والشرف الْغَزِّي وَابْن غنوم وَابْن مَكْتُوم وَكَذَا الصَّدْر الياسوفي وَسكن البادرائية وتشارك هُوَ والعز عبد السَّلَام الْقُدسِي فِي الطّلب وقتا وَكَانَ خَفِيف الرّوح منبسطا لَهُ نَوَادِر وَيخرج مَعَ الطّلبَة إِلَى الفتوحات ويبعثهم على الإنبساط واللعب والمماجنة مَعَ الدّين والتحرز فِي أَقْوَاله وأفعاله وَتزَوج عدَّة ثمَّ انحرف قبل الْفِتْنَة عَن طَرِيقَته وَأَقْبل على مَا خلق لَهُ وتخلى عَن النِّسَاء وانجمع عَن النَّاس مَعَ الْمُوَاظبَة على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ والتصنيف ثمَّ بعد الْفِتْنَة زَاد تقشفه وزهده وإقباله على الله تَعَالَى وانجماعه وَصَارَ لَهُ أَتبَاع واشتهر اسْمه وَامْتنع من مكالمة كثيرين لَا سِيمَا من يتخيل فِيهِ شَيْئا وَصَارَ قدوة الْعَصْر فِي ذَلِك وتزايد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ وألقيت محبته فِي الْقُلُوب وَأطلق لِسَانه فِي الْقُضَاة وَحط على التقي بن تَيْمِية فَبَالغ وتلقى ذَلِك عَنهُ طلبة دمشق وثارت بِسَبَبِهِ فتن كَثِيرَة وتصدى لِلْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر مَعَ مزِيد احتقاره لبني الدُّنْيَا وَكَثْرَة سبهم حَتَّى هابه الأكابر وَانْقطع فِي آخر وقته فِي زَاوِيَة بالشاغور وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير قبل الْفِتْنَة وَجمع التصانيف المفيدة فِي الْفِقْه والتصوف والزهد وَغَيرهَا كشروح التَّنْبِيه وَهُوَ فِي خمس مجلدات والمنهاج وصحيح مُسلم وَهُوَ فِي ثَلَاث وأربعي النَّوَوِيّ وَهُوَ فِي مُجَلد ومختصر أبي شُجَاع فِي مُجَلد حسن إِلَى الْغَايَة وَالْهِدَايَة كَذَلِك وَتَفْسِير آيَات متفرقات فِي مُجَلد وَشرح الْأَسْمَاء الْحسنى فِي مُجَلد وتلخيص الْمُهِمَّات للأسنوي فِي مجلدين وقواعد الْفِقْه فِي مجلدين وأهوال الْقُبُور فِي مُجَلد وسير نسَاء السّلف العابدات فِي مُجَلد وتأديب الْقَوْم وسير السالك على مضار المسالك وقمع النُّفُوس وَدفع الشّبَه وَوَصفه التقي بن قَاضِي شُهْبَة بِالْإِمَامِ الْعَالم الرباني الزَّاهِد الْوَرع وَنسبه حسينيا وَقَالَ ثَبت نسبه على قَاضِي حسبان مُتَأَخِّرًا قلت قبل مَوته بِيَسِير مَعَ قَول نقيب الْأَشْرَاف مُخَاطبا للتقي إِن الشّرف قد انْقَطع فِي بلدكم من خَمْسمِائَة عَام وليت نسبي نسبك وأكون مثلك فِي الْعلم وَالصَّلَاح أَو كَمَا قَالَ قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة مِمَّا تقدم أَكْثَره وَكَانَ قد قدم دمشق وَسكن البادرائية وَكَانَ خَفِيف الرّوح منبسطا لَهُ نَوَادِر وَيخرج إِلَى النزه وَيبْعَث الطّلبَة على ذَلِك مَعَ الدّين المتين والتحري فِي أَقْوَاله وأفعاله وَتزَوج عدَّة نسَاء ثمَّ انْقَطع وتقشف وانجمع وكل ذَلِك قبيل الْقرن ثمَّ ازْدَادَ بعد الْفِتْنَة تقشفه وانجماعه وَكَثُرت مَعَ ذَلِك أَتْبَاعه حَتَّى امْتنع من

مكالمة النَّاس وَصَارَ يُطلق لِسَانه فِي الْقُضَاة وَأَصْحَاب الولايات وَله فِي الزّهْد والتقلل من الدُّنْيَا حكايات تضاهي مَا نقل عَن الأقدمين وَكَانَ يتعصب للأشاعرة وَأُصِيب سَمعه وبصره فضعف وَشرع فِي عمَارَة رِبَاط دَاخل بَاب الصَّغِير فساعده النَّاس بِأَمْوَالِهِمْ وأنفسهم ثمَّ شرع فِي عمَارَة خَان السَّبِيل ففرغ فِي مُدَّة قريبَة زَاد غَيره أَنه لما بناه بَاشر الْعَمَل فِيهِ الْفُقَهَاء فَمن سواهُم حَتَّى كَانَ الْحَافِظ ابْن نَاصِر الدّين كثير الْعَمَل فِيهِ مَعَ أَنه مِمَّن كَانَ يضع من مِقْدَاره لرميه إِيَّاه باعتقاد مسَائِل ابْن تَيْمِية وكراماته كَثِيرَة وأحواله شهيرة تَرْجمهُ بَعضهم بِالْإِمَامِ الْعَلامَة الصُّوفِي الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الْمُنْقَطع إِلَيْهِ زاهد دمشق فِي زَمَانه الأمار بِالْمَعْرُوفِ النهاء عَن الْمُنكر الشَّديد الْغيرَة لله وَالْقِيَام فِيهِ الَّذِي لَا تَأْخُذهُ فِي الْحق لومة لائم وَأَنه الْمشَار إِلَيْهِ هُنَاكَ بِالْولَايَةِ والمعرفة بِاللَّه مَاتَ بعد أَن ثقل سَمعه وَضعف بَصَره فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء منتصف جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَعشْرين بِدِمَشْق وحملت جنَازَته على أَعْنَاق الأكابر وَكَانَ يَوْمًا عَظِيما مَا تخلف عَنهُ أحد من أهل دمشق حَتَّى الْحَنَابِلَة مَعَ شدَّة قِيَامه عَلَيْهِم والتشنيع على من يعْتَقد مَا خَالف فِيهِ ابْن تَيْمِية الْجُمْهُور هَذَا مَعَ فَوَات الصَّلَاة عَلَيْهِ لكثيرين لكَونه أوصى أَن يخرج بِهِ بِغَلَس وَلَكنهُمْ ذَهَبُوا إِلَى قَبره وَصلى عَلَيْهِ غير مرّة وَأول من صلى عَلَيْهِ بالمصلى ابْن أَخِيه شمس الدّين ثمَّ ثَانِيًا عِنْد جَامع كريم الدّين وَدفن هُنَاكَ وَختم على قَبره ختمات كَثِيرَة ورؤيت لَهُ منامات صَالِحَة مِنْهَا ان النَّجْم بن حجي رَآهُ وَهُوَ جَالس على مَكَان مُرْتَفع يشبه الإيوان العالي وَكَانَ بِمَسْجِد قبر عَاتِكَة وَابْن أَخِيه قريب مِنْهُ وَقَائِل يَقُول لَهُ هَذَا القطب قَالَ وَلَكِن رَأَيْته مقْعدا قَالَ وخطر لي أَن ذَلِك بِسَبَب إِطْلَاق لِسَانه فِي النَّاس وَقَالَ غَيره إِنَّه رَآهُ وَقَائِل يَقُول لَهُ عَنهُ مَا يَمُوت حَتَّى يبلغ دَرَجَة وَكِيع وَمِمَّنْ تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية لدُخُوله حلب وَبَلغنِي أَن الْبُرْهَان الْحلَبِي عَتبه بِسَبَب ابْن تَيْمِية فَلم يرد عَلَيْهِ مَعَ كَون التقي هُوَ الَّذِي قَصده فِي الشرفية بالزيارة لِأَن الْبُرْهَان تناقل النَّاس عِنْده عَنهُ أَنه لَا يسلم مِنْهُ متقشف وَلَا متصلف حَيْثُ يَقُول للْأولِ هَذَا تصيف أَو نَحوه وَللثَّانِي هَذَا تجبر أَو تكبر أَو نَحوه فتحامى الْبُرْهَان الِاجْتِمَاع بِهِ حَتَّى قَصده هُوَ وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَقَالَ إِنَّه كَانَ شَدِيد التعصب للأشاعرة منحرفا عَن الْحَنَابِلَة انحرافا يخرج فِيهِ عَن الْحَد فَكَانَت لَهُ مَعَهم بِدِمَشْق أُمُور عديدة وتفحش فِي حق ابْن تَيْمِية وتجهر بتكفيره من غير احتشام بل يُصَرح بذلك فِي الْجَوَامِع والمجامع بِحَيْثُ تلقى ذَلِك عَنهُ أَتْبَاعه وَاقْتَدوا بِهِ جَريا على عَادَة أهل زَمَاننَا فِي تَقْلِيد من

اعتقدوه وسيعرضان جَمِيعًا على الله الَّذِي يعلم الْمُفْسد من المصلح وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ عَفا الله عَنهُ وَقد حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة رَحمَه الله وإيانا 22 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن دَاوُد بن عبد الْحَافِظ بن عَليّ بن سرُور بن بدر بن يُوسُف بن بدران بن مظفر بن يَعْقُوب شَقِيق تَاج العارفين أبي الوفا الْعِرَاقِيّ وَأَبُو الْوَفَاء هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زيد بن عَليّ بن الْحسن بن العريض الْأَكْبَر بن زيد بن زين العابدين عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب التقي بن التَّاج بن أبي الوفا بن الْعَلَاء أبي الْحسن بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الْبَهَاء الْحُسَيْنِي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الوفائي وَيعرف كسلفه بِابْن أبي الوفا ولد فِي سادس عشر ربيع الأول سنة سبع وَقيل ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد اسماعيل الناصري وتلاه كَمَا أَخْبرنِي بِهِ تجويدا على الْعَلَاء بن اللفت وَالشَّمْس بن الْجَزرِي وَأَنه سمع عَلَيْهِ الحَدِيث وَحفظ الْمِنْهَاج وغالب التَّنْبِيه وَجَمِيع الملحة وَبَعض ألفية النَّحْو وَبحث فِي التَّنْبِيه والنحو على ابْن الهائم وَكَذَا بحث عَلَيْهِ جَمِيع كِتَابه السماد وَفِي الْمِنْهَاج على الزين عبد الْمُؤمن وتسلك بوالده وبخال وَالِده الشهَاب أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الموله الصلتي وَأخذ أَيْضا عَن الشهَاب بن الناصح والزين الخافي الْحَنَفِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ آدَاب المريدين وَغَيره واستخلفه على جَمِيع أَصْحَابه فِي كل الْبِلَاد وَعَن عبد الْهَادِي بن عبد الله البسطامي والبرهان إِبْرَاهِيم الْمزي الصُّوفِي نزيل بَيت الْمُقَدّس والمتوفي بِهِ وَمِمَّا بَحثه عَلَيْهِ بعض الْأَحْيَاء وَعبد الْعَزِيز العجمي نزيله أَيْضا فِي آخَرين وَقَرَأَ العوارف والنخبة الْكُبْرَى وشمس المعارف واللباب لِأَحْمَد أخي الْغَزالِيّ وغالب الْأَحْيَاء وَغَيرهَا على يُوسُف الصَّفَدِي قدم عَلَيْهِم الْقُدس وَسمع على الشَّمْس القلقشندي فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ التقي أَبُو بكر ولد المسمع قيل وَابْن العلائي وَفِيه توقف وَإِن أمكن وعَلى الشَّمْس بن الديري فِي صَحِيح مُسلم وعَلى الزين القبابي فِي آخَرين وبالخليل على التدمري وبالشام على ابْن نَاصِر الدّين وببعلك على ابْن بردس وبحلب على الْبُرْهَان وبالقاهرة على شَيخنَا وَحج مرَارًا وتصدى للإرشاد وَعقد الْمجَالِس للذّكر لاسيما عقب الصَّلَوَات على طَرِيق الْقَوْم فَأخذ عَنهُ جمَاعَة من أهل بَلَده والقادمين إِلَيْهَا وَصَارَ شيخ الصُّوفِيَّة هُنَاكَ بِدُونِ مدافع عَظِيم الْحُرْمَة نَافِذ الْكَلِمَة مرعي الْجَانِب مَعَ الْكَرم والأبهة وَالْإِحْسَان للوافدين والغرباء قل أَن ترى الْأَعْين بِتِلْكَ النواحي مثله وَقد اجْتمعت بِهِ هُنَاكَ وَأخذت عَنهُ جُزْءا وأملى على نسبه كَمَا تقدم وانتفعت بدعائ وإكرامه مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة قبل الصَّلَاة

سَابِع عشري شَوَّال سنة تسع وَخمسين رَحمَه الله وإيانا قَالَ فِيهِ البقاعي إِنَّه سَار سيرة حَسَنَة فِي طَرِيقه وَجمع النَّاس على الْخَيْر وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وتخليص الْمَظَالِم من النواب وَسَائِر الظلمَة مَعَ المداراة والخبرة باستعطاف الْقُلُوب حَتَّى كَانَ الْمرجع إِلَيْهِ فِي الْأُمُور المعضلة فِي الْقُدس وبلادها وَهُوَ أمثل المتصوفة فِي زَمَاننَا بِاعْتِبَار تشرعه وَشدَّة انقياده إِلَى الْحق وصلابته فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وعفته وَكَرمه على قلَّة ذَات يَده وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا وَكَانَ مُعظما عِنْد الْمُلُوك فَمن دونهم وعَلى ذكره رونق وَأنس زَائِد لَا يُمكن جماعته من شَيْء مِمَّا يصنعه المتصوفة كالصياح والعجلة وَنَحْوهمَا مِمَّا يظهرون بِهِ التواجد وغيبة الْحس وَلما بنى الْأَمِير حسن الكشكلي مدرسة بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى بعد سنة خمس وَثَلَاثِينَ جعله شيخها فقطنها وَله قدرَة على إبداء مَا فِي نَفسه بِعِبَارَة حَسَنَة غالبها سجع بل لَهُ نظم فِيهِ الْجيد وَمِنْه (فَاء الْفَقِير فناؤه لبَقَائه ... وَالْقَاف قرب مَحَله بلقائه) (وَالْيَاء يعلم كَونه عبدا لَهُ ... فِي جملَة الطُّلَقَاء من عتقائه) (وَالرَّاء رَاحَة جِسْمه من كده ... وعنائه وبلائه وشقائه) (هَذَا الْفَقِير مَتى طلبت وجدته ... فِي جملَة الْأَصْحَاب من رفقائه) وَله ذكر فِي أَحْمد بن رسْلَان وَذكره ابْن أبي عذيبة وَقَالَ عقب نسبه كَذَا ثَبت فِي هَذِه الْأَيَّام على قُضَاة الْقُدس والعهدة عَلَيْهِ فِيهِ وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الصَّالح الْقدْوَة المسلك شيخ الْقُدس ومقصد زواره وملجأ ذَوي الضرورات فِيهِ اشْتهر اسْمه وَبعد صيته وَصَارَ لَهُ أَتبَاع ومريدون وزوايا وخلفاء فِي كل بلد بِحَيْثُ لَا يعرف فِي زَمَاننَا من يدانيه فِي الْكَرم والاطراح وَعدم التَّكَلُّف وَالْقِيَام بِمَا عَلَيْهِ من حُقُوق الْعباد وَقَضَاء حوائج من عرف وَمن لم يعرف وَأَحْيَا لأجداده ذكرا كَبِير لم يكن فِيمَن قبله من آبَائِهِ وحصلت لَهُ رياسة بِحَق لَا بتطفل رَحمَه الله وإيانا 22 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سعيد بن مُحَمَّد بن عمر بن إِبْرَاهِيم الرعيني الْيَمَانِيّ شقير قَرَأَ على المحرق وعَلى عبد الله بن صَالح البريهي الْفَقِيه الْمُهَذّب وَحضر دروس الريمي وَسمع على الْمجد الشِّيرَازِيّ الْبَغَوِيّ أَو بعضه وعَلى القَاضِي أَحْمد القرامدي الْوَجِيز والفرائض وعَلى عمر بن أَحْمد الْمقري الْمُغنِي والمنهاج وَولي الْقَضَاء بعز الهنا وَصَحب الْفَقِيه وجيه الدّين الزوقري وَصَالح المرسي وَابْن الْخياط وَالِد جمال الدّين وَقَالَ فِيهِ الْجمال ابْنه كَانَ صَالحا خيرا موئلا للأصحاب مَاتَ عَن خَمْسَة وَسِتِّينَ عَاما منتصف جُمَادَى الأولى سنة اثنتى عشرَة رَحمَه الله

223 - (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي الْفَخر بن الخواجا جمال الدّين الدقوقي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسِتِّينَ بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد 224 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عقبَة مَاتَ بِمَكَّة فَجْأَة فِي لَيْلَة سلخ صفر سنة خمس وَخمسين وجد مَيتا بفراشه 225 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن نَبهَان بن عمر بن علوان بن غُبَار الشّرف بن الشَّمْس أبي عبد الله بن الْعَلَاء أبي الْحسن بن الْقدْوَة الشَّمْس أبي عبد الله الجبريني الْحلَبِي كَانَ شَابًّا حسنا عِنْده حشمة وَدين ورياسة وَمَكَارِم ومروءة وعصبية مَعَ الْحُرْمَة الوافرة عِنْد الحلبيين والوجاهة والبيتونة مُقيما بزاوية جده بجبرين ظَاهر حلب مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء تَاسِع عشر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَدفن بمقبرة جده نَبهَان شَرْقي قَرْيَة جبرين ذكره ابْن خطيب الناصرية (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور رَضِي الدّين الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ مضى فِي المحمدين 226 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ الرضى التهامي مِمَّن سمع من شَيخنَا 227 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ الْفَخر الكيلاني مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي ربيع الثَّانِي سنة تسع عشرَة أرخه ابْن فَهد (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ الْجبلي بن الْخياط مضى فِيمَن جده صَالح (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ الخافي يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن عَليّ وَأَنه فِي المحمدين 22 {أَبُو بكر) بن الْمعلم مُحَمَّد بن عَليّ الكيال أَبوهُ وَيعرف بالمجنون مِمَّن سمع مني بِمَكَّة 229 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشّرف بن الضيا ابْن المصيبي الْحلَبِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ عمر ولد فِي صفر سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّيْخ عبيد البابي وَصلى بِهِ فِي الْجَامِع الْكَبِير على الْعَادة والمنهاجين الفرعي والأصلي والكافية وَالتَّلْخِيص وَعرض على الْبُرْهَان الْحلَبِي بل كَانَ هُوَ الَّذِي يصحح لَهُ قبل حفظه وَابْن خطيب الناصرية والزين بن الخرزي والحمصي وَآخَرين واشتغل بِبَلَدِهِ وَفضل ونظم ونثر وَمن شُيُوخه فِي الْقَاهِرَة ابْن الْهمام بل أَخذ عَن شَيخنَا والبرهان الْحلَبِي وَآخَرين وَسمع مَعنا بحلب فِي سنة تسع وَخمسين على ابْن مقبل وحليمة ابْنة الشهَاب الْحُسَيْنِي وَغَيرهمَا ودرس بالعصرونية والظاهرية والسيفية تلقى الأولى عَن الْجمال الباعوني وَالثَّانيَِة عَن أبي جَعْفَر بن الضيا وَالثَّالِثَة عَن وَالِده وناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن خطيب الناصرية فَمن

بعده وَفِي كِتَابَة السربل اسْتَقل بهامدة وَكَذَا ولي وكَالَة بَيت المَال وإفتاء دَار الْعدْل ثمَّ تَركهمَا كل هَذَا بِبَلَدِهِ مَاتَ بهَا شَهِيدا بالطاعون فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ رَحمَه الله (ابو بكر) بن مُحَمَّد بن عمر العجلوني مضى فِيمَن أَبوهُ أَحْمد 230 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عِيسَى الزَّيْلَعِيّ صَاحب اللِّحْيَة مَاتَ سنة تسع وَعشْرين (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أبي الْفرج المراغي وَهُوَ مُحَمَّد مضى 23 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن قَاسم التقي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي وَيعرف بِابْن رقية بِالتَّشْدِيدِ ولد سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من مُوسَى بن عبد الله المرداوي المنتقي الصَّغِير من الغيلانيات وَحدث بِهِ سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمَات قبل دخولي دمشق 23 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقَاسِم الْفَخر بن الْكَمَال أبي الْفضل بن الْكَمَال أبي الْفضل بن الْمُحب أبي البركات بن الْكَمَال أبي الْفضل بن الشهَاب الْقرشِي الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَأمه أم هَانِئ ابْنة الخواجا جمال الكيلاني وَرَأَيْت من قَالَ سبط تيتي ابْنه دَاوُد الكيلاني وخطيب مَكَّة وَابْن خطيبها والماضي أَبوهُ ولد فِي عشَاء لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وكتبا وَأخذ عَن وَالِده ولازم ابْن عطيف فِي الْفِقْه وَابْن يُونُس وَعبد الْقَادِر الْمَالِكِي فِي النَّحْو وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة فَأخذ عَن الْجَوْجَرِيّ فِي الْأُصُول وَغَيره وَعَن الأبناسي وَكَذَا أَخذ عني النخبة وَالْهِدَايَة بكمالهما وَسمع دروسا فِي الألفية ولازمني كثيرا بِمَكَّة وَغَيرهَا وتميز وَأذن لَهُ الْعَبَّادِيّ وَغَيره وأقرأ يَسِيرا وَولي خطابة الْمَسْجِد الْحَرَام شَرِيكا لِعَمِّهِ أبي الْقَاسِم ثمَّ لِابْنِهِ محب الدّين وحمدت خطابته وَعدم تعرضه فِيهَا لما لَا يجمل وَدخل الْيمن وَغَيرهَا وَكَانَ قد سمع فِي صغره على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره وآجاز لَهُ فِي سنة خمسين فَمَا بعْدهَا شَيخنَا وَابْن الْفُرَات وَأَبُو جَعْفَر بن الضيا والرشيدي والعيني وَخلق كسارة ابْنة ابْن جمَاعَة والزين الأميوطي وسافر من مَكَّة فِي أول سنة سبع وَثَمَانِينَ فَدخل مندوة وكنباية وَغَيرهمَا وَآل أمره إِلَى الْوُصُول لعدن من كنباية من الْهِنْد فِي أثْنَاء سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بِمَال لَهُ صُورَة من قماش وَغَيره فِيمَا قيل أرسل عبدا لَهُ لزيلع ليبيع لَهُ بعض القماش وَهُوَ بِنَحْوِ خَمْسمِائَة دِينَار وبينما هُوَ فِي انْتِظَاره أَدْرَكته منيته بهَا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء رَابِع عشرى جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين بعد ضعفه أَيَّامًا وتحققنا وَفَاته فِي رَمَضَان مَعَ التحدث بهَا فِي رَجَب وَخلق هُنَاكَ ولدا وبنتا وَزَوْجَة حَامِلا وَمن النَّقْد فِيمَا قيل نَحْو ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وبمكة خَمْسَة أَوْلَاد ثَلَاثَة

ذُكُور وابنتان وأقيم بهَا عزاؤه وَصلى عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب بعد النداء بهَا فَوق قبَّة زَمْزَم وَفرقت ربعات الْمَسْجِد لَهُ أَيَّامًا وَقد رأى فِي سَفَره حظا زَائِدا بِحَيْثُ درس وأقرأ وَأفْتى وَلم يدْخل القَاضِي فِي تركته بل وشددت أمه فِي منع تكلم ابْن عَمه لمعرفتها بِحَالهِ كَغَيْرِهَا ثمَّ لم يزل الْأَمر حَتَّى زوج ابْنَتَيْهِ لابنين لَهُ وَدخل أَبوهُمَا فِي التَّرِكَة وَبَاعَ وَاشْترى فسبحان الفعال لما يُرِيد رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة 233 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن عُثْمَان الزين بن الْبَدْر بن الْبَدْر الْأنْصَارِيّ الدمشق الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي كل من أَوْلَاده إِبْرَاهِيم والبدر مُحَمَّد وَيحيى وأخويه أَحْمد وَمُحَمّد وأبيهم وَيعرف كسلفه بِابْن مزهر ولد فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ يَتِيما وربى فِي حجر السَّعَادَة وَجِيء إِلَيْهِ بِغَيْر وَاحِد من الْفُقَهَاء حَتَّى حفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على مُحَمَّد بن سُلْطَان القادري وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَسمع نَحْو الثُّلُث الأول من البُخَارِيّ وَجَمِيع بشرى اللبيب على يُونُس الواحي وَكَذَا سمع على شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمجلس الْأَخير من البُخَارِيّ على اربعين نفسا من أعيانهم الْعَلَاء القلقشندي وَالسَّيِّد النسابة والكمال بن الْبَارِزِيّ والمحب بن الْأَشْقَر وعَلى الْكَمَال وَحده مَجْلِسا من حَدِيث أبي مُوسَى الْمَدِينِيّ وَغَيره وَمَعَ بنيه على الكاتبة نشوان والشاوي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة بني أَبِيه باستدعاء ابْن فَهد خلق من مَكَّة وَالْمَدينَة وَبَيت الْمُقَدّس والخليل والقاهرة ومصر ودمشق وصالحيتها والمزة وحلب وحماة وبعلبك وطرابلس وحمص وغزة والرملة ودمنهور وَغَيرهَا وَأول مَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن الشَّمْس الشنشي ثمَّ لَازم الْعلم البُلْقِينِيّ فِي الْمِنْهَاج وَغَيره وَأذن لَهُ فِيمَا بَلغنِي فِي التدريس والإفتاء بل عرض عَلَيْهِ الْكِتَابَة فِي بعض الْفَتَاوَى بِحَضْرَتِهِ وَقَرَأَ على الايدي فِي النَّحْو وَحضر دروس الشرواني فِي التَّلْخِيص والمتوسط وَغَيرهمَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ فِي شرح العقائد وَكَذَا قَرَأَ فِي الْمُتَوَسّط وَغَيره على الشَّمْس الكريمي وَحضر دروسه فِي آخَرين كالكافياجي حَيْثُ أَكثر الاستفادة مِنْهُ وَأَجَازَهُ وَصَحب الشَّيْخ مَدين وقتا وتلقن مِنْهُ الذّكر وَكتب على الشَّمْس الْمَالِكِي وتدرب بِصُحْبَة وَصِيَّة الزين عبد الباسط والكمال بن الْبَارِزِيّ وَغَيرهمَا وجود اللِّسَان التركي وَتقدم بمجالسة أهل الْعلم وَذَوي الْفَضَائِل من ابْتِدَائه وهلم جرا ومباحثتهم بِحَضْرَتِهِ فِي أَكثر الْفُنُون وتوجهه لذَلِك حَتَّى تميز وتهذب واشتهر بوفور الذكاء وَولي نظر الاسطبل ثمَّ أضيف إِلَيْهِ الجوالى المصرية ثمَّ الشامية ثمَّ خانقاه سعيد السُّعَدَاء ووكالة بَيت المَال ثمَّ نظر

الْجَيْش وَحصل الِاقْتِصَار عَلَيْهِ والانفراد بِهِ مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ كِتَابَة السِّرّ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ وحمدت سيرته فِي سَائِر مباشراته وخطب بتربة الظَّاهِر خشقدم أول مَا صلى فِيهَا بل خطب بالقلعة فِي زمن الفترة وفوض إِلَيْهِ التَّكَلُّم فِي الْقَضَاء والتعايين وَنَحْوهَا حَتَّى تعين من اسْتَقر بسفارته بعد امْتِنَاعه هُوَ من الِاسْتِقْلَال بِهِ وَكَذَا اسْتَخْلَفَهُ قبل ذَلِك القَاضِي الْحَنَفِيّ حِين توجه لِلْحَجِّ وَلذَلِك أوردت لَهُ تَرْجَمَة حافلة فِي ذيل الْقُضَاة وَحج غير مرّة مِنْهَا فِي الرجبية الَّتِي كَانَ البروز لَهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسبعين بعد انقطاعها مُدَّة وَسَار فِي تجمع زَائِد وَمَعَهُ جمع كَثِيرُونَ من الْأَعْيَان والفضلاء وابتدأ بزيارة الْمَدِينَة وَأم بهَا وَعرض عَلَيْهِ الخطابة فَامْتنعَ تأدبا ثمَّ بِمَكَّة وَصلى وَلَده بِالنَّاسِ فِيهَا وَحضر فِي قِرَاءَة منهاج العابدين وَغَيره عِنْد عبد الْمُعْطِي المغربي وَبَعض مجَالِس الْوَعْظ عِنْد أبي اسحق العجمي وَغير ذَلِك وَكَذَا زار الْقُدس والخليل مرّة بعد أُخْرَى وَدخل اسكندرية ودمياط وَغَيرهَا وَأَنْشَأَ كثيرا من أَمَاكِن الْقرب والمبرات أجلهَا الْمدرسَة الْمُجَاورَة لبيته وَهِي بديعة الْوَصْف أنسة بهجة قرر فِيهَا صوفية ودروس تَفْسِير وَحَدِيث وَفقه وَغير ذَلِك وَكَذَا عمل مدرسة لَطِيفَة بِبَيْت الْمُقَدّس وسبيلين بِمَكَّة ورباطا ومدرسة بِالْمَدِينَةِ وَله تربة هائلة اشْتَدَّ حرصه على دفن غير وَاحِد من الْعلمَاء والغرباء وَالصَّالِحِينَ بهَا وَعمل غير وَاحِد من الوعاظ كَأبي الْعَبَّاس الْقُدسِي والشهاب العميري والمحب بن دمرداش بِحَضْرَتِهِ بل وَحدث بالكثير بِقِرَاءَة المحيوي الطوخي وَالشَّمْس بن قَاسم فَمن دونهمَا وَمِمَّا قرئَ عَلَيْهِ الْحِلْية لأبي نعيم والاحياء وَخرج من مروياته بالأجايز وَغَيرهَا أَرْبَعُونَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا مِمَّن ينْسب إِلَى أَرْبَعِينَ بَلَدا عَن أَرْبَعِينَ صحابيا فِي أَرْبَعِينَ بَابا من أَرْبَعِينَ تصنيفا قَرَأَهَا الْعِزّ بن فَهد مُحدث الْحجاز وَكَذَا عمل لَهُ فهرست أَيْضا وَأفْتى وَعرض عَلَيْهِ الْأَبْنَاء وَصَارَ عَزِيز مصر ومحاسنه جمة والقلوب برياسته مطمئنة وَلذَا مدحه الأكابر كالنواجي والحجازي وَغَيرهمَا من الفحول مِمَّا لَو اعتنى بجمعه لزاد على مُجَلد وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر وَله أوراد وأذكار وَقيام واجتهاد فِي كثير من الْخيرَات وَمَا ناكده أحد فأفلح وتزايد تَعبه بِأخرَة إِلَى أَن مَاتَ بعد توعك طَوِيل فِي يَوْم الْخَمِيس سادس رَمَضَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه بسبيل الْمُؤمن فِي مشْهد هائل جدا ثمَّ دفن لَيْلَة الْجُمُعَة بتربته وارتجت الْجِهَات سِيمَا الْحَرَمَيْنِ لمَوْته وَصلى عَلَيْهِ فِي غالبها رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة

234 - (أَبُو بكر 9 بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن سعيد التقي البعلي ثمَّ الطرابلسي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الصَّدْر ولد فِي أَوَاخِر سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على ابْن الشَّيْخ حسن الْفَقِيه وتلا بمعظم الْقرَاءَات السَّبع على الشهَاب الْفراء وَحفظ الْمقنع والآداب لِابْنِ عبد الْقوي والملحة وَبَعض ألفية النَّحْو وَعرض على شَيْخه الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن اليونانية وَعنهُ أَخذ الْفِقْه وَكَذَا عَن الْعِمَاد بن يَعْقُوب أخي ابْن الحبال لأمه وَغَيرهمَا وانتقل من بَلَده إِلَى طرابلس فِي سنة تسع عشرَة فناب بهَا فِي الْقَضَاء عَن الشهَاب بن الحبال ثمَّ اسْتَقل بِهِ فِي سنة أَربع وَعشْرين حِين انْتِقَال الشهَاب إِلَى دمشق وَلم ينْفَصل عَنهُ حَتَّى مَاتَ سوى يخلل بعزل يسير وَسمع الصَّحِيح بِكَمَالِهِ على شَيْخه ابْن اليونانية والشريف مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الحسني وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجردي وَغَيرهم وَحج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس وَولي عدَّة أنظار وتداريس ومشيخات بطرابلس وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ بِبَلَدِهِ الْمِائَة المنتقاة لِابْنِ تَيْمِية من الصَّحِيح وَكَانَ شَيخا حسنا منور الشيبة جميل الْهَيْئَة لَهُ جلالة بناحيته مَعَ استحضار وَفضل وسيرة فِي الْقَضَاء محمودة وبلغنا أَن اللنك أسروه ثمَّ خلص مِنْهُم وَكَانَ ذَلِك سَببا لسُقُوط أَسْنَانه مَاتَ فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسبعين رَحمَه الله (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن الزين مُحَمَّد بن أبي عبد الله بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج العثماني المراغي الْمدنِي الشَّافِعِي وَهُوَ بلقبه أشهر مضى فِي المحمدين 235 (أَبُو بكر) بن الشَّيْخ فتح الدّين أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد تَقِيّ بن عبد السَّلَام الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد وَعبد السَّلَام وَأَبُو بكر أَصْغَرهم وَأمه فَاطِمَة ابْنة أبي الْيمن المراغي ولد سنة سبع وَأَرْبَعين بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ فحفظ أربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه واشتغل عِنْد أَبِيه والأبشيطي وَغَيرهمَا ولازم للسمهودي وَسمع على أبي الْفرج المراغي وَغَيره وَتزَوج أم كُلْثُوم أُخْت الْبُرْهَان الخجندي واستولدها مُحَمَّدًا وَأَبا الْفَتْح وَدخل مصر وَالشَّام وَغَيرهمَا لطلب الرزق وتميز وَفضل وَهُوَ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بحلب 236 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد الْمَدْعُو بِأبي الْيمن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْفَخر بن القَاضِي الْأمين أبي الْيمن الْهَاشِمِي النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي اخوته عَليّ وَعمر وَمُحَمّد وأبوهم وَيعرف بِابْن أبي الْيمن ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه أم كُلْثُوم ابْنة القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ النويري وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح بمقام الْمَالِكِيَّة سنة أَربع وَخمسين والعمدة والمنهاج

وَغَيرهَا وَعرض وَسمع المراغي وَأَجَازَ لَهُ الزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الْفُرَات وَطَائِفَة وَدخل الْقَاهِرَة ودمشق وَسمع فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ على الْعلم البُلْقِينِيّ جُزْء الْجُمُعَة ثمَّ رَجَعَ لمَكَّة فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَمَات سنة ثَلَاث أَو أَربع وَسبعين بِدِمَشْق مطعونا 237 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الزين القاهري البهائي نِسْبَة لحارة بهاء الدّين الْحَنَفِيّ الطَّبِيب وَالِد الْكَمَال مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الشريف بِالتَّصْغِيرِ لكَون بعض الشرفاء أعلم جده بِقرَابَة بَينهمَا ولد كَمَا قَالَه لي فِي سَابِع عشر صفر سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَمَانمِائَة وَكَانَ كل من أَبِيه وجده كحالا فَنَشَأَ هُوَ طَبِيبا بِإِشَارَة أمه وَقَرَأَ الْقُرْآن وتدرب بِابْن البندقي وَفتح الدّين بن فَيْرُوز وَتزَوج بابنته واستولدها ابْنه الْمشَار إِلَيْهِ وبغيرهما من الْأَطِبَّاء كالبدر بن بطيخ وَعمر بن صَغِير وَجل انتفاعه بِهِ بل قَالَ إِنَّه قَرَأَ على الكافياجي فِي علم الطِّبّ وَأَنه صحب الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ وَابْن الْهمام وَسيف الدّين وَغَيرهم من الْعلمَاء والسادات كمحمد الفوى وَعمر النبتيتي وعظمه جدا وتنزل فِي الْجِهَات كالصرغتمشية والطب بالشيخونية وَغَيرهَا وعالج المرضى وحمده كثير من الْفُقَرَاء فِي ذَلِك وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وجاور فِي بَعْضهَا بل أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ أَيَّامًا وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس والخليل وسافر مَعَ تمر باي طَبِيبا حِين تجرد للصعيد وَلم يرتض لَهُ أَبوهُ بذلك وَلكنه اسْتَفَادَ زِيَارَة الفرغل وَغَيره أبرع مِنْهُ (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزين الخوافي ثمَّ الْهَرَوِيّ مضى فِي المحمدين 23 {أَبُو بكر) بن النَّجْم مُحَمَّد بن الْكَمَال أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ أَخُو المحمدين الْجمال والنجم الماضيين مَاتَ قبل استكمال سنة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ واربعين 239 (ابو بكر) الْفَخر بن الْجمال أبي السُّعُود مُحَمَّد بن الْكَمَال أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد ابْن عَم الَّذِي قبله وشقيق أبي الْخَيْر مُحَمَّد الْمَاضِي أمهما أم الْخَيْر ابْنة أبي الْقسم بن أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن أبي السُّعُود ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح هُوَ وَأَخُوهُ عمر وَسمع بهَا من الشهَاب أَحْمد بن عَليّ الْمحلي وَأَجَازَ لَهُ الشّرف أَبُو الْفَتْح المراغي وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي والزين الأميوطي وَآخَرُونَ وَقدم مَعَ أَخِيه الْقَاهِرَة ثمَّ رجعا فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة 240 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد تَقِيّ بن مُحَمَّد بن روزبة الزين بن فتح الدّين أبي

الْفَتْح الكازروني الْمدنِي أَخُو مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن تَقِيّ مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ 24 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد فَخر الدّين بن فتح الدّين الكازروني بن تَقِيّ أَخُو مُحَمَّد الْمَاضِي وَمَا أَدْرِي أهوَ الَّذِي قبله أَو أَخ لَهُ وَالثَّانِي أقرب 24 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد بن حسن بن مُحَمَّد الْمُحب أَحْمد بن التقي أبي الْفضل بن النَّجْم أبي النَّصْر بن أبي الْخَيْر الْهَاشِمِي الْعلوِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَخُوهُ النَّجْم عمر وأبوهما وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد ولد فِي يَوْم الْخَمِيس منتصف رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتابا فِي الحَدِيث عمله لَهُ أَبوهُ وغالب مجمع الْبَحْرين فِي فقه الْحَنَفِيَّة ثمَّ لما مَاتَ أَخُوهُ أَبُو زرْعَة مُحَمَّد حوله شافعيا وَحفظ حِينَئِذٍ التَّنْبِيه ثمَّ ألفية النَّحْو خلا الْيَسِير من آخرهَا وَبكر بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ ثمَّ أسمعهُ على شُيُوخ مَكَّة والقادمين إِلَيْهَا كَأبي بكر المراغي وَالْجمال بن ظهيرة وَأبي الْحسن عَليّ بن مَسْعُود بن عبد الْمُعْطِي وَأبي حَامِد بن المطري وَابْن سَلامَة والشموس الغراقي والشامي وَابْن الْجَزرِي وعَلى جمع بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَأَجَازَ لَهُ خلق كعائشة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الأرموي والشرف بن الكويك وَحضر فِي الْفِقْه دروس أبي السعادات بن ظهيرة والوجيه عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ والبرهان الزمزمي وَكَذَا حضر عِنْده وَعند الْجلَال عبد الْوَاحِد المرشدي فِي النَّحْو وَلم يتَمَيَّز وَدخل عدَّة بِلَاد للتنزه مِنْهَا بِلَاد الْهِنْد مرَّتَيْنِ مرّة إِلَى كالكوت فِي سنة أَرْبَعِينَ وَمرَّة إِلَى كنباية فِي سنة سبع وَأَرْبَعين ومصر والقدس والخليل وغزة والرملة وحمص وحماة وحلب فِي الَّتِي بعْدهَا وَلم يسمع بهَا شَيْئا سوى أَنه سمع على شَيخنَا بِمصْر قَلِيلا وَأقَام بِبَلَدِهِ ملازما للنساخة لِأَبِيهِ وأخيه وَغَيرهمَا حَتَّى كتب بِخَطِّهِ الْكثير من الْكتب الْكِبَار كشرح البُخَارِيّ لشَيْخِنَا مرَّتَيْنِ وَتَفْسِير ابْن كثير وتاريخ ابْن الاثير وَشرح الْمِنْهَاج للدميري وَلأبي الْفَتْح المراغي وَمَا يفوق الْوَصْف وَهُوَ أحسن خطا من أَخِيه مَعَ مُشَاركَة لَهُ فِي السرعة وَالصِّحَّة وَقد حملت عَنهُ أَشْيَاء فِي الْمُجَاورَة الأولى ثمَّ لَقيته فِي المجاورتين بعْدهَا وَكتب لي أَشْيَاء من تصانيفي وَلَكِن مَا جِئْت حَتَّى ضعفت حركته جدا ثمَّ بَلغنِي أَنه كسر فَانْقَطع وتعب ابْن أَخِيه بِسَبَبِهِ فَهُوَ زَائِد التبذير عديم التَّدْبِير وَكَانَت فِيهِ عصبية ومساعدة وتودد وسلامة فطْرَة مَعَ بادرة تصل إِلَى مَا لَا يَلِيق بِهِ بِدُونِ دربة وَحدث باليسير وَكَانَ إِذا طلب مِنْهُ ذَلِك بعد أَخِيه يَأْبَى ويبكي وَلم يزل مُنْقَطِعًا لضعف حركته وَمَعَ ذَلِك فَلم يتَخَلَّف عَن الْحَج حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع

عشري ربيع الأول سنة تسعين وَدفن بمقبرتهم من المعلاة على أَبِيه وأخيه رَحِمهم الله وإيانا 243 (أَبُو بكر) بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أبي الْخَيْر ولد سنة خمس وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَكَانَ يُبَاشر مَعَ أَبِيه رياسة المؤذنين بِصَوْت طري بِالنِّسْبَةِ لِآبَائِهِ وَلَيْسَ بمرضى كأبيه وهما مِمَّن كَانَ يتَرَدَّد إِلَيّ وفارقتهما فِي سنة أَربع وَتِسْعين فِي فقد الْحَيَاة 244 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن حاجي التبريزي والعامة تَقوله التوريزي أحد أَعْيَان التُّجَّار وأخو الْجمال مُحَمَّد والنور على وَله فِيهِ ذكر وَيعرف بِابْن بعلبند حج فِي سنة سِتّ وَعشْرين رَفِيقًا لعبد الباسط وَقدم مَعَه فِي ثامن الَّتِي تَلِيهَا وَهُوَ تَاجر السُّلْطَان وَصَاحب الْأَمَاكِن الَّتِي استجدها برحبة الأيدمري وَقد رَافع فِيهِ التَّاجِر تَاج الدّين بن حَتَّى بِحَيْثُ ضربه السُّلْطَان فِي سنة خمس وَخمسين وَأمر بإدخالهما المقشرة ثمَّ بنفيهما وَلَكِن حصل استرضاء السُّلْطَان وَأخذت مِنْهُ دَاره الَّتِي أَنْشَأَهَا بِمَكَّة وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى مَاتَ فِي خَامِس شعْبَان سنة تسع وَخمسين 245 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزين بن الْفَخر الباخرزي الأسعردي الْهَرَوِيّ قَرَأَ على الْمجد اللّغَوِيّ الفتوحات بعد نسخه لَهَا بِخَطِّهِ فِي مُجَلد وَكَأَنَّهُ كَانَ من الْعَرَبيَّة وَكَذَا قَرَأَ على شَيخنَا فِي رَمَضَان سنة سِتّ عشرَة الْحصن الْحصين لِابْنِ الْجَزرِي وَوَصفه بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل الأوحد البارع الْعُمْدَة الْمُحَقق وقراءته بالاتقان والجودة وَالْحسن ورافقه ابْن الْهمام 246 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الشَّامي الدَّلال وجد مَيتا فِي بَيته برباط الْعِزّ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين 247 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مَسْعُود اليمني اليافعي النَّاسِخ مِمَّن سمع مني بِمَكَّة 24 {أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد سبط النويري الطرابلسي الشَّافِعِي ولد سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة أجَاز فِي بعض الاستدعاءات سنة سِتّ وَخمسين فَينْظر اسْم أَبِيه 249 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد التقي بن تطماج الصرخدي الدِّمَشْقِي ولد بعد السِّتين بِقَلِيل وَسمع من بعض أَصْحَاب الْفَخر واشتغل بالفقه والنحو وجود الْخط على الزَّيْلَعِيّ وَعلمه النَّاس وَعمل نقابة الحكم أصبح مقتولا فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة عشر بمنزل سكنه وَلم يعرف قَاتله قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه 250 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد التقي بن الربوة الْحَنَفِيّ أرخه ابْن عزم فِي سنة إِحْدَى عشرَة 25 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد الْمدْرك بالمنزلة وَغَيرهَا وَيعرف بِابْن زين الدّين مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشرى شَوَّال سنة تسع وَسبعين فِي محبسه بعد أَن قاسى

أهوالا من ضرب وَحبس وَأخذ مَال وَغير ذَلِك ورسم بالحوطة على مَوْجُودَة وَكَانَ جبارا بِحَيْثُ إِنَّه كَانَ بعد انتمائه للأمير أزبك مُدَّة طَوِيلَة مِمَّن شقّ الْعَصَا عَلَيْهِ وطالت مدَّته فِي التدريك وَكَذَا بَلغنِي عَن أَبِيه أَنه مَاتَ فِي حبس الرحبة أَيَّام جمال الدّين (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد الباخرزي الأسعردي الْهَرَوِيّ مضى فِيمَن جده مُحَمَّد قَرِيبا 25 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد الجبرتي العابد ويلقب الْمُعْتَمِر لِكَثْرَة اعتماره جاور بِمَكَّة ثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ على ذهنه فَوَائِد وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد وينسبونه لمعْرِفَة علم الْحَرْف ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ الفاسي جاور نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وعرفه بهَا قاضيها الْمُحب النويري فاغتبط بِهِ وشهره بِحَيْثُ اشْتهر ذكره وشاع خَبره وَأَقْبل عَلَيْهِ الشريف حسن بن عجلَان وَكَانَ يتوسط عِنْده فِي أُمُور حَسَنَة من أَفعَال الْخَيْر وَقَضَاء حوائج للنَّاس وَكَانَ فِي مبدئه فَقِيرا جدا ثمَّ فتح عَلَيْهِ بدنيا طائلة وَدخل الْيمن قبل مَوته بِنَحْوِ خمس سِنِين فَأكْرم مورده ونال بهَا دنيا ورفعة وَلم يكن يتْرك الاعتمار كل يَوْم إِلَى ان كَانَ مَرِيضا أَو فِي ايام الْحَج مَعَ سَلامَة الصَّدْر واستحضار فَوَائِد وَأَحَادِيث وَمَعْرِفَة بِعلم الْحَرْف مَاتَ فِي الْمحرم سنة عشْرين وَدفن بالمعلاة وَكثر الازدحام على حمل نعشه وَله بِمَكَّة أَوْلَاد وَملك 253 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد الحبيشي الْعَدنِي قاضيها الشَّافِعِي وليه بهَا مرَارًا وَكَانَ نبيها فِي الْفِقْه مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة سِتّ ذكره شَيخنَا فِي إنبائه (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد الرحماني نِسْبَة لقبيلة القراضي الأَصْل الحرضي المولد وَالدَّار الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالصوفي مضى فِيمَن جده أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن 254 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد وَيعرف بالدهل بِضَم الْمُهْملَة وَفتح الْهَاء بعْدهَا لَام كَانَ صَالحا زاهدا لَا يتَعَلَّق بِشَيْء من الدُّنْيَا ذكرُوا أَنه رأى النَّبِي فِي النّوم فشق صَدره وَأخرج مِنْهُ علقَة فَكَانَ يَقُول أظنها الْغِشّ وَكَانَ مَقْبُول الشَّفَاعَة لِأَنَّهُ اشْتهر أَن من رد شفاعاته عُوقِبَ فتحامى الْأُمَرَاء ردهَا وَكَانَ إِذا دَعَا استغرق حَتَّى يكَاد يغشى عَلَيْهِ مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَقد بلغ الثَّمَانِينَ 255 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد السجْزِي أحد النبهاء من الشَّافِعِيَّة مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى عشرَة ذكره شَيخنَا فِي إنبائه 256 (أَبُو بكر) بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد الطرابلسي ثمَّ القاهري وَيعرف بقينبر عامى بحت فِي سَمعه ثقل أَخذ الموسيقا عَن الماردانيين وَعبد الرَّحْمَن نديم الْمُؤَيد وَغَيرهم وَتقدم فِيهَا بِحَيْثُ أَخذهَا عَنهُ بعض الْأَعْيَان وَمَات قريب السّبْعين ظنا سمعته يَقُول

(بالسعد جرت فِيهَا الْعلَا أقلامك ... لما نفدت بَين الملا أحكامك) (يَا من رفعت إِلَى السهى دولته ... دَامَت أبدا مشرفة أيامك) (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد المجيدي البسطامي نزيل بَيت الْمُقَدّس وَخَلِيفَة عبد الله البسطامي مضى فِيمَن جده عبد الله 257 (أَبُو بكر) بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن أبي بكر التقي بن الخواجا النُّور بن المغلى الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ حفيد أخي الْعَلَاء بن المغلى الْحَنْبَلِيّ تزوج ابْنة الْجمال بن السَّابِق واستولدها عبد الرَّحْمَن وَإِبْرَاهِيم الماضيين وثالثا ولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بحماة بعد الْبَدْر بن الصَّواف فدام مُدَّة ثمَّ انْفَصل عَنهُ بِابْن الحلاوى الْحلَبِي ثمَّ عَاد حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَاسْتقر ابْنه الصّلاح ابراهيم بعده فِي الْقَضَاء وَكَانَ مَعَ التقي أَيْضا مُضَافا للْقَضَاء كِتَابَة سرها وَنظر البيمارستان فانفصل عَن الأولى بولده التقي عبد الرَّحْمَن وَمَات فِي حَيَاته فاستقر فِيهَا ابْن القرناص القَاضِي الْمَالِكِي بحماة 25 {أَبُو بكر) الْمَدْعُو أَبَا خَان ابْن صَاحب كجرات الَّتِي مِنْهَا كنباية مَحْمُود شاه بن مُحَمَّد شاه الْمَاضِي أَبوهُ مَاتَ فِي الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين بجبانير الَّتِي اختصه أَبوهُ بهَا وبعملها وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة وَنَحْوهَا وَصلى عَلَيْهِ بِمَكَّة صَلَاة الْغَائِب فِي رَجَب الَّتِي تَلِيهَا 259 (أَبُو بكر) بن مَحْمُود الزين الْقرشِي الدمنهوري السعودي شيخ زَاوِيَة أبي السُّعُود الوَاسِطِيّ دَاخل بَاب القنطرة فِي الْموقف ومحتسب سوق أَمِير الجيوش وَكَانَ أحد تجاره مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَخمسين عَن سنّ عالية فمولده تَقْرِيبًا قبيل السّبْعين رَحمَه الله 260 (أَبُو بكر) بن أبي الْمَعَالِي بن عبد الله الرضي النَّاشِرِيّ الزبيدِيّ ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ قدم الْقَاهِرَة صُحْبَة فاخر الطواشي سفير الْأَشْرَف بن الْأَفْضَل فرافقنا فِي رُجُوعه إِلَى زبيد وَكَانَ حسن المذاكرة سريع النادرة على ذهنه فَضَائِل وفوائد وَهُوَ من بَيت كَبِير أَنْشدني لنَفسِهِ لغزا فِي هرون كتبته فِي التَّذْكِرَة وأفادني عَن بعض شُيُوخ الْيمن وَبَلغنِي فِي سنة أَرْبَعِينَ أَنه حَيّ وَأَنه يتعاطى بعض الشُّرُوط عَن قُضَاة الْيمن وَلَعَلَّه جَازَ السّبْعين وَذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ فَقَالَ الْفَقِيه الْأَجَل الأوحد الْفَاضِل الْخَيْر الْكَامِل الرضى أَبُو بكر بن أبي الْمَعَالِي بن مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي طلب الْعلم واشتغل فِي شبابه بالسياحة وَدخل مصر وَغَيرهَا وَلَقي الشُّيُوخ وَكَانَ عمي الشهَاب أَحْمد كثير الثَّنَاء عَلَيْهِ بِسُرْعَة الْفَهم وجودة الذكاء وَلكنه ترك الِاشْتِغَال وَولى كِتَابَة الشَّرْع بزبيد مَعَ حسن خطّ واقتدار على استنباط الْمعَانِي الجليلة فِي الْخطب والمساطير بل كَانَ وحيد وقته فِي الْفَرَائِض

مِمَّن قيد وَضبط قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وَولي تدريس السيفية بزبيد مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأمه عَائِشَة ابْنة أبي بكر بن عَليّ النَّاشِرِيّ قلت وَقد ذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَلم يؤرخ وَفَاته وَيُحَرر قَول شَيخنَا أَنه حَيّ فِي سنة أَرْبَعِينَ 26 (أَبُو بكر) بن معتوق بن أبي بكر الزكي السوهائي الْمصْرِيّ الشَّاهِد بهَا ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ سمع فِي سنة تسع وَسبعين على نَاصِر الدّين الحراوي قِطْعَة من فضل الْخَيل للدمياطي بِسَمَاعِهِ لجميعه مِنْهُ وَمَات فِي سنة أَرْبَعِينَ قلت وَمَا عَلمته حدث (أَبُو بكر) بن المغلى وَالِد عبد الرَّحْمَن وَإِخْوَته مضى قَرِيبا فِي ابْن مَحْمُود بن ابراهيم 26 (أَبُو بكر) بن مُوسَى بن قَاسم الذويد مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بواسط من هدة بني جَابر وَحمل فَدفن بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد (أَبُو بكر) بن مُوسَى بن عِيسَى بن قُرَيْش الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ كتب بِبَعْض الاستدعاءات وَصَوَابه ابْن عَليّ بن مُوسَى مضى 263 (أَبُو بكر) بن نصر بن عمر بن هِلَال الشّرف الطَّائِي كَانَ يَسُوق نسبه لعَمْرو بن معدى كرب بن زيد الْخَيْر الحيشي الْحلَبِي البسطامي الشَّافِعِي الْمَاضِي حفيده أَبُو بكر بن مُحَمَّد وَابْنه وَيعرف بالحيشي ولد بقرية حيش من عمل حماة بِالْقربِ من المعرة وفارقها وَهُوَ ابْن عشر فَنزل المعرة واشتغل بهَا على شيوخها وَكَانَت لَهُ فِيهَا زَاوِيَة وَأَتْبَاع ثمَّ تحول مِنْهَا فِي سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة إِلَى حلب فقطنها بدار الْقُرْآن العشائرية للخطيب الْعَلَاء بن عشائر حَتَّى مَاتَ وَمن شُيُوخه فِي التصوف الْجلَال عبد الله البسطامي وَمُحَمّد القرمي وَكَذَا أَخذ عَن الشهَاب بن الناصح فِي آخَرين أَخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم صاحبنا الْبُرْهَان القادري ومواخيه الزين قَاسم الحيشي وَكَانَ عَالما زاهدا ورعا متعبدا بالتلاوة والمطالعة مداوما على الطَّهَارَة الْكَامِلَة سليم الصَّدْر كَرِيمًا مَقْصُودا بالزيارة ذَا مُرُوءَة وتودد وَقيام بمصالح مَعَ جمال الصُّورَة وَحسن الشَّمَائِل وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد ووجاهته فِي ناحيته متزايدة وَأَتْبَاعه كَثِيرُونَ بِحَيْثُ كَانَ لَهُ فِي حلب ونواحيها خَمْسَة عشرَة زَاوِيَة مشحونة بالفقراء البسطامية بل انْتَهَت إِلَيْهِ سيادة البسطامية بالمملكة الشامية بِدُونِ مشارك أَخْبرنِي بأكثره وبأزيد مِنْهُ حفيده وَكتبه لي بِخَطِّهِ وَقَالَ لي إِن شَيْخه أَبَا ذَر قَالَ لَهُ إِن وَالِده قَالَ لَهُ لَازم صحبته تسعد فَإِن نظره مَا وَقع على أحد إِلَّا وأفلح وَمَا رَأَيْت فِي عصري نَظِيره وَمَا حصل لي الْخَيْر إِلَّا بِصُحْبَتِهِ قَالَ أَبُو ذَر وَمَا كَانَ أبي يبْدَأ فِي قِرَاءَة البُخَارِيّ حَتَّى يَسْتَأْذِنهُ تبركا وَأول سنة قَرَأت أَنا الحَدِيث بِجَامِع حلب عرض لي فِي صوتي شَيْء بِحَيْثُ مَا كدت أنطق وَعجز

وَالِدي عَن مداواتي إِلَى أَن دخلت عَلَيْهِ يَوْمًا أطلب بركته فَوَجَدته يَأْكُل كشكا بِزَيْت فَأمرنِي بِالْأَكْلِ مَعَه فَلم تمكني مُخَالفَته فَكَانَ الشِّفَاء فِيهِ وأعلمت وَالِدي بذلك فَقَالَ أَو مَا علمت أَن طَعَامه شِفَاء وَالله مَا أَشك فِي كراماته وَلما ورد التقي الحصني حلب زَارَهُ فِي زاويته وَقَالَ مَا رَأَيْت مثله وَكَذَا قيل إِن شَيخنَا زَارَهُ وتأدب مَعَه جدا وَالْتمس دعاءه وَقَالَ ابْن الشماع طفت بِلَاد مصر وَالشَّام والحجاز فَمَا وَقع بَصرِي على نَظِيره وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية أَنه مَا رأى مثل نَفسه وَلم يزل على وجاهته حَتَّى مَاتَ بعد تعلله بالفالج مُدَّة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشر رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَقد قَارب التسعين رَحمَه الله ونفعنا بِهِ 264 (أَبُو بكر) بن الْوَجِيه الخواجا فَخر الدّين السكندري مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة أَربع وَسبعين أرخه ابْن فَهد وَلكنه لم يسمه وَكَانَ تَاجِرًا متمولا لَا يذكر بِغَيْر ذَلِك وَخلف أَوْلَاد أَرْبَعَة أَحْمد وَعلي وَبدر الدّين والمقبول وَهُوَ أَبُو بكر بن أَحْمد بن وجيه 265 (أَبُو بكر) بن وريور شيخ منية حلفا مَاتَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين (أَبُو بكر) بن أبي الوفا هُوَ ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد 266 (أَبُو بكر) بن يحيى بن مُحَمَّد بن يملول بلامين وَسَماهُ بَعضهم أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو يحيى أَمِير توزر حاصره صَاحب إفريقية أَبُو فَارس حَتَّى قبض عَلَيْهِ فصلبه حَتَّى مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَطوله المقريزي فِي عقوده وَنسبه أَبَا بكر بن يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يملول وكناه أَبَا يحيى بن الْأَمِير أبي زَكَرِيَّا صَاحب توزر يُقَال أَنهم من تنوخ وَقَالَ إِنَّه قتل بِالْحِجَارَةِ رجما فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وانقرضت بمهلكه دولة بني يملول وَكَانَ حسن السِّيرَة كثير الافضال فَسَاءَتْ سيرة وَلَده وَكَثُرت قبائحه وسفكه للدماء وَأَخذه الْأَمْوَال بِغَيْر حق فَلَا جرم أَن قطع الله دابره 267 (أَبُو بكر) بن يعزا بِفَتْح الْمُثَنَّاة التَّحْتَانِيَّة وَالْعين الْمُهْملَة وَتَشْديد الزَّاي بعْدهَا ألف بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الحابري المغربي التاذلي نزيل مَكَّة ولد تَقْرِيبًا بتاذل من بِلَاد الْمغرب سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَقدم مَكَّة فِي سنة سِتّ أَو سبع وَسبعين وَحج وزار النَّبِي وَبَيت الْمُقَدّس ثمَّ رَجَعَ لمَكَّة وقطنها حَتَّى مَاتَ لم يخرج عَنْهَا إِلَّا مرّة للزيارة النَّبَوِيَّة وخدم الشَّيْخ مُوسَى المراكشي فَعَادَت بركته عَلَيْهِ مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة عَن اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين سنة وَدفن خلف ظهر شَيْخه ذكره ابْن فَهد نقلا عَن وَلَده الْجمال مُحَمَّد الْمَاضِي 26 {أَبُو بكر) بن يَعْقُوب بن عمر بن يَعْقُوب بن أويس الزين بن الخواجا

شرف الدّين الْكرْدِي الأَصْل القاهري الْحُسَيْنِي سبط القَاضِي الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي بكر الحلاوي الْمَاضِي وَأَبوهُ وَيعرف الْأَب بكرد وَهُوَ بسبط الحلاوي كَانَ من ذَوي الْيَسَار جدا ثمَّ أملق من مُدَّة متطاولة بِحَيْثُ صَار يتَرَدَّد لكثير من الْأَعْيَان مِمَّن كَانَ يعرفهُ كالشرف الْأنْصَارِيّ تعرضا لنائلهم فَلَمَّا أَخذ أمره مَعَهم فِي التناقص عدل إِلَى الإقبال على الْكِتَابَة بِخَطِّهِ الْجيد لأبناء الْغمر وَنَحْوه وَقصد من يرغب فِي اقتناء الدفاتر من المتمولين بذلك وَمَعَ هَذَا فَلم يزل فقره فِي ازدياد وتشكيه مستفيض بَين الْعباد إِلَى أَن مَاتَ بعد تعلله مُدَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَدفن بحوش مَعْرُوف بهم بِالْقربِ من الرَّوْضَة خَارج بَاب النَّصْر وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَيّ كثيرا بِسَبَب الِاسْتِعَارَة وَغَيرهَا رَحمَه الله وإيانا 269 (أَبُو بكر) بن يُوسُف بن خَالِد بن أَيُّوب بن مُحَمَّد الشّرف بن قَاضِي الْقُضَاة الْجمال الربعِي الحسفاوي الْحلَبِي الشَّافِعِي عَم العزابي الْبَقَاء مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف قَاضِي الْقُضَاة ولد بعد سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَسمع الْبُرْهَان الْحلَبِي وَشَيخنَا والشهاب بن زين الدّين وَغَيرهم واشتغل قَلِيلا وناب فِي الْقَضَاء عَن الشهَاب الزُّهْرِيّ واستقل بسرمين نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة فَلَمَّا أُعِيد ابْن أَخِيه الْعِزّ لقَضَاء حلب أرسل إِلَيْهِ من الْقَاهِرَة يستخلفه وَمَات فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ عَفا الله عَنهُ 270 (أَبُو بكر) بن يُوسُف بن أبي الْفَتْح رَضِي الدّين الْعَدنِي الْخَطِيب وَيعرف بِابْن المستأذن قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه اشْتغل بِبَلَدِهِ وَقَرَأَ على بعض مَشَايِخنَا وَدخل مصر مرَارًا وَكَانَ يتَكَلَّم على النَّاس بِجَامِع عدن وينظم الشّعْر المقبول أَنْشدني من نظمه وَكَانَ بعض أَصْحَابنَا ينْسبهُ إِلَى المجازفة وَقَالَ فِي إنبائه حج كثيرا وَقدم الْقَاهِرَة وتعانى النّظر فِي الْأَدَب وَمهر فِي الْقرَاءَات وَتكلم على النَّاس وخطب وَلم ينجب سَمِعت من نظمه وَسمع مني كثيرا مَاتَ سنة سِتّ عشرَة وَقد جَازَ السّبْعين وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه أَخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن علمائها وَقد دَخلهَا مرَارًا 27 (أَبُو بكر) بن زين الدّين بن إِسْحَاق بن عُثْمَان الْهَمدَانِي الْخياط مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد 27 (أَبُو بكر) بن أبي طَلْحَة يزِيد زكي الدّين الْمَيْدُومِيُّ الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي ولي أَمَانَة الحكم بِمصْر الْقَدِيمَة مَعَ النِّيَابَة وَكَانَ بهج الرُّؤْيَة مَاتَ فِي سنة بضع وَثَمَانِينَ 273 (أَبُو بكر) بن الجندي الدِّمَشْقِي الساعاتي كَانَ عَارِفًا بِحِسَاب النُّجُوم مِمَّن أَخذ عَن ابْن القماح وَكَانَ ابْن القماح يقدمهُ على نَفسه مَاتَ فِي شعْبَان سنة

ثَلَاث ذكره شَيخنَا فِي إنبائه (أَبُو بكر) بن الحلاوي فِي ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر 274 (أَبُو بكر) بن السماك الضَّرِير أحد فِرَاشِي الخزانة ووالد أَحْمد وَبدر الدّين من المثرين المتكرر سَفَره لمَكَّة وَرُبمَا جاور وَيذكر بِشدَّة فِي معاملاته مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ (أَبُو بكر) بن الشريف هُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ مضى (أَبُو بكر) التقي الطرابلسي فِي ابْن إِسْمَاعِيل بن عمر 275 (أَبُو بكر) التقي الْمَقْدِسِي السَّاكِن فِي بَيت الْحَنْبَلِيّ بِمَكَّة مَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة سبع وَخمسين أرخه ابْن فَهد 276 (أَبُو بكر) التقي الْمَالِكِي الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن أبي أصيبعة مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين بِدِمَشْق وَكَانَت عِنْده فَضِيلَة بِحَيْثُ عرضت عَلَيْهِ نِيَابَة الحكم فأباها وَاقْتصر على التكسب بِالتِّجَارَة رَحمَه الله (أَبُو بكر) الزكي الْمقري هُوَ ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد مضى 277 (أَبُو بكر) الزين الأنبابي الشَّافِعِي أحد نواب الحكم أَخذ عَن الْعَلَاء الأقفهسي وَابْن الْعِمَاد والبلقيني وَغَيرهم وَكَانَ كثير الِاشْتِغَال خيرا مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ذكره شَيخنَا فِي انبائه 27 {أَبُو بكر) الزين البابا وَيعرف بالحبيشي أحد أَصْحَاب البلالي والصفي وَأبي بكر الحبيشي المجذوب وَمن يذكر بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَخمسين (أَبُو بكر) الزين البوتيجي كَذَا سَمَّاهُ بعض المهملين وَصَوَابه عبد الرَّحْمَن بن عنبر مضى 279 (أَبُو بكر) الزين السمنودي ثمَّ القاهري التَّاجِر الخواجا مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمس وَسِتِّينَ بجدة وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها أرخه ابْن فَهد 280 (أَبُو بكر) الزين شحنة جَامع المغاربة وَيعرف بالكاشور مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سلخ رَمَضَان سنة أَربع وَخمسين 28 (ابو بكر) الزين الشنواني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَهُوَ ابْن أَحْمد بن أبي بكر الْخَطِيب بِجَامِع ابْن ميالة بَين السورين كَانَ إنْسَانا صَالحا سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس مَعَ التقلل والقناعة والاستحضار مِمَّن أَخذ عَن الأبناسي الْكَبِير الْفِقْه وَعَن غَيره وَلم نقف لَهُ على سَماع مَعَ أَنه قد جَازَ التسعين وَقد جلس مَعَ الشُّهُود قَلِيلا ثمَّ ترك وَسمعت خطابته وَكنت أستأنس بِرُؤْيَتِهِ وزرته مرّة ودعالي وَكَانَت وَفَاته فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء منتصف جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا 28 (أَبُو بكر) الأخميمي وَيعرف بِأبي الْحلق شيخ صَالح مُعْتَقد مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بالبيمارستان المنصوري وَدفن بتربة الجعبري ظَاهر بَاب النَّصْر (ابو بكر) بواب سعيد السُّعَدَاء مضى فِي ابْن عَليّ بن عَليّ بن حُسَيْن

283 - (أَبُو بكر) التبريزي الشَّافِعِي فَاضل لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي أثْنَاء سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَقَرَأَ عَليّ دروسا من تقريب النَّوَوِيّ وألفية الْعِرَاقِيّ والنخبة وَسمع على أَشْيَاء وَهُوَ فَاضل فهم لكنه غير مجيد للسان الْعَرَبِيّ فَكنت أتكلف لَهُ 284 (أَبُو بكر) الْحُسَيْنِي سكنا ثمَّ البولاقي أحد المعتقدين ذكره شَيخنَا فِي انبائه فَقَالَ أَبُو بكر الْمُقِيم ببولاق أحد من كَانَ يعْتَقد كَانَ مُقيما بالحسينية ظَاهر الْقَاهِرَة ثمَّ تحول إِلَى بولاق وبنيت لَهُ زَاوِيَة فاتفق أَنه أَمر بِأَن يَبْنِي لَهُ بهَا قبر فَبنى فَلَمَّا انْتَهَت عِمَارَته ضعف فَمَاتَ فَدفن فِيهِ وَذَلِكَ فِي الْمحرم سنة سبع وَثَلَاثِينَ وتحكى عَنهُ كرامات ومكاشفات وَكَانَ فِي الْغَالِب كَأَنَّهُ ثمل (أَبُو بكر) الْحِجَازِي الْفَقِيه فِي ابْن قَاسم بن عبد الْمُعْطِي (أَبُو بكر) الْحلَبِي نزيل بَيت الْمُقَدّس فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله 285 (أَبُو بكر) الخطيري الْمصْرِيّ وَيعرف بِغُلَام أم سُلَيْمَان ولاه القَاضِي أَبُو الْفضل النويري الْأَذَان بمنارة بَاب بني شيبَة عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام وَمَا علمت أهوَ من شرطنا أم لَا (أَبُو بكر) الخوافي هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ (ابو بكر) الداديخي أحد الْفُضَلَاء مَاتَ سنة ثَلَاث وَقد مضى فِي (ابو بكر) الدفدوسي شيخ مُعْتَقد (أَبُو بكر) الساسي فِي ابْن رَجَب 286 (أَبُو بكر) الساعاتي ابْن الجبرتي مَاتَ سنة ثَلَاث 287 (أَبُو بكر) الشحري التَّاجِر مِمَّن تردد إِلَى الْهِنْد وَكَانَ زوجا لأم أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ المرشدي بِحَيْثُ رباه وَكَانَ فِي كفَالَته وَأَنْشَأَ سَبِيلا فِي بَيته بمنى سنة خمسين وَمَات بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة سبعين 28 {أَبُو بكر) الضبع نَاب فِي الْحِسْبَة بِمَكَّة وقتا مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين أرخهما ابْن فَهد (أَبُو بكر) الطلوني الضَّرِير فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله 289 (أَبُو بكر) العجمي الفرضي نزيل مَكَّة مَاتَ ببيمارستانها فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَدفن بالشبيكة أرخه ابْن فَهد وَقَالَ إِنَّه كَانَ عَارِفًا بفرائض الْحَاوِي الصَّغِير معرفَة حَسَنَة ويقرئها 290 (أَبُو بكر) العجمي بواب بَاب جِيَاد الصَّغِير مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين أرخه ابْن فَهد (أَبُو بكر) القليوبي ثمَّ القاهري الزيات وَالِد أبي الْخَيْر المخبزي فِي مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن طَاهِر (أَبُو بكر) اللوبياني فِي ابْن عبد الرَّحْمَن بن رحال بن مَنْصُور 29 (أَبُو بكر) المصارع وَيعرف أَيْضا بالشاطر وبابن الإِمَام لكَون وَالِده

حرف التاء المثناة

إِمَام الْأَمِير جركس القاسمي المصارع حفظ الْقُرْآن وبرع فِي فن الصراع حَتَّى لقب الشاطر وَرُبمَا قَرَأَ فِي المحافل مَعَ الجوق تَبَرعا ثمَّ رقاه السُّلْطَان حَتَّى تولى التحدث فِي مشْهد الشَّافِعِي وَاللَّيْث وعدة زَوَايَا بالقرافتين الْكُبْرَى وَالصُّغْرَى وأثرى من ذَلِك وَنَحْوه إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين سامحه الله 29 (أَبُو بكر) الْمصْرِيّ الشاذلي ذُو الْيَدَيْنِ مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد (أَبُو بكر) المنجم الأديب فِي ابْن عبد الله بن قطلبك 293 (أَبُو بكر) الميقاتي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن شرف أحد صوفية الْحَنَابِلَة بالأشرفية برسباي والمباشرين للميقات بالمنصورية سمع على ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان والْعَلَاء بن بردس بِحَضْرَة قَاضِي مَذْهَبهم الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وَكَانَ مِمَّن اخْتصَّ بِهِ (أَبُو بكر) النويري الْخَطِيب هُوَ الْخَطِيب أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد مضى 294 (أَبُو بكر) الْيَمَانِيّ الشهير كجماعته بالحكيم مَاتَ بجدة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَجِيء بِهِ فَدفن بالمعلاة 295 (أَبُو بكر) أعجمي مُقيم بزاوية الْأَعَاجِم ظَاهر الحسينية أَخذ عَنهُ يحيى القباني (حرف التَّاء الْمُثَنَّاة) (أَبُو التقى) البُلْقِينِيّ صَالح بن عمر بن رسْلَان (أَبُو التقى) البدري الشَّاعِر فِي أبي بكر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد (أَبُو التقى) الزبيرِي أَحْمد بن حُسَيْن بن عَليّ (حرف الْجِيم) (أَبُو جَعْفَر) بن الضيا هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبيد الله (أَبُو الْجُود) الجيعاني فِي أبي البركات بن عبد الرَّزَّاق (أَبُو الْجُود) الغراقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف (أَبُو الْجُود) الفرضي دَاوُد بن سُلَيْمَان بن حسن البنبي الْمَالِكِي (حرف الْحَاء الْمُهْملَة) (أَبُو حَاتِم) السُّبْكِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْكَافِي (أَبُو حَامِد) بن أبي الْخَيْر بن أبي السُّعُود بن ظهيرة هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ (أَبُو حَامِد) بن الضياء مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد (أَبُو حَامِد) بن ظهيرة هُوَ ابْن أبي الْخَيْر الْمشَار إِلَيْهِ قَرِيبا 296 (أَبُو حَامِد) بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد الحسني الفاسي الْمَكِّيّ أَخُو كمالية مَاتَ فِي منتصف ربيع الأول سنة أَربع وَعشْرين وَكَانَ لَهُ

ابْن اسْمه يحيى من أم الْحُسَيْن ابْنة عبد الرَّحْمَن اليافعي 297 (أَبُو حَامِد) بن عُثْمَان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَأمه زبيدية ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بيض لَهُ ابْن فَهد وَكَأَنَّهُ مَاتَ صَغِيرا 29 {أَبُو حَامِد) بن عَليّ بن عمر بن حسن بن حُسَيْن الْعِزّ وَيُسمى مُحَمَّدًا بن النُّور التلواني الأَصْل القاهري الأقمري نِسْبَة لجامع الْأَقْمَر الشَّافِعِي ولد سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْجمال البدراني وَكَذَا حفظ غَيره وَعرض واشتغل يَسِيرا على الشَّمْس البوصيري فِي الْفِقْه وَغَيره وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن وَالِده والونائي وَغَيرهمَا والنحو عَن السراج الدموشي أحد طلبة الملوي والحناوي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَسمع على الشّرف بن الكويك صَحِيح مُسلم وأربعي النَّوَوِيّ وَغَيرهمَا وعَلى الشهَاب الوَاسِطِيّ وَغَيره وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ وَآخَرُونَ وَحدث بِأخرَة بِصَحِيح مُسلم غير مرّة وبرع فِي التَّعْبِير وَقصد فِي ذَلِك وَعمل فِيهِ مُقَدّمَة أقرأها غير وَاحِد وَكَذَا أَقرَأ فِي الْعَرَبيَّة وصنف فِيهَا أَيْضا مُقَدّمَة سَمَّاهَا كاشفة الكرب عَن لفظ الْعَرَب وأقرأ غير ذَلِك ودرس بِجَامِع المقسى وبالتنكزية نِيَابَة عَن ابْن أُخْته الْبَدْر بن الونائي وَعمل شيخ الرِّبَاط بالخانقاه البيبرسية وَكَانَ خيرا كثير التودد والانجماع والتقنع مَاتَ فِي يَوْم السبت ثامن عشرى شَوَّال سنة ثَمَانِينَ وَدفن عِنْد أَبِيه بتربة الْعِزّ بن جمَاعَة رَحِمهم الله وإيانا 299 (أَبُو حَامِد) بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْأنْصَارِيّ المرشدي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وأبوهما واسْمه مُحَمَّد ولد تَقْرِيبًا سنة بضع وَخمسين مِمَّن حفظ الْقُرْآن والشاطبية وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه والطيبة وألفية النَّحْو وَعرض على البرهاني وَغَيره واشتغل عِنْد عبد الْحق السنباطي وَجمع عَلَيْهِ وعَلى ابْن شعْبَان الْعُزَّى للسبع وَبَعض ذَلِك على الرملاوي خير متعبد زَائِد الفاقه عِنْده شَعْرَة منسوبة للنَّبِي ورثهَا من أَبِيه مِمَّن سمع مني فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة وَالرَّابِعَة وخطه جيد كتب بِهِ البُخَارِيّ نُسْخَة مضبوطة متقنة للشَّيْخ إِدْرِيس الْيَمَانِيّ عدمت وللشيخ العذول وَهِي الْآن عِنْده بِمَكَّة سمع عَليّ فِيهَا وَقَرَأَ عَليّ مِنْهَا غَيره وناب فِي الْإِمَامَة عَن زوج عمته الْمُحب الطَّبَرِيّ وَقَامَ فِي رَمَضَان إِمَامًا بِابْن قاوان بعد ابْن الشيخة ثمَّ بعد مَوته ترك وَصَارَ عبد الْمُعْطِي يُصَلِّي مَعَه وَنعم الرجل (أَبُو حَامِد) الطَّبَرِيّ مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن الزين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد

(أَبُو حَامِد) الفاسي هُوَ مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن (أَبُو حَامِد) الْقُدسِي مُحَمَّد بن خَلِيل بن يُوسُف (أَبُو حَامِد) المرشدي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف (أَبُو حَامِد) المطري الْمدنِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خليف 300 (أَبُو الْحجَّاج) الأسيوطي هُوَ الْجمال يُوسُف بن فلك الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف السُّيُوطِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف هُنَاكَ بِابْن قَاضِي الشرق وَعِنْدنَا بكنيته ولد فِي لَيْلَة عيد الْأَضْحَى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بأسيوط وَمَات لَهُ أَخ اسْمه سعد كَانَ مِمَّن اشْتغل وَأخذ عَن القاياتي وَغَيره بالطاعون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَقدم بعد لميراثه ثمَّ عَاد فحفظ الْقُرْآن والبهجة والألفية وَغَيرهَا وَرجع إِلَى الْقَاهِرَة فقطن الْأَزْهَر تَحت نظر نور الدّين الطَّيِّبِيّ تلميذ الادمي وَأحد فُقَهَاء الأطباق فَكَانَ يسترفق بِهِ فِي ذَلِك بل وَأخذ عَنهُ فِي الْفِقْه وَغَيره وتدرب بِهِ فِي الصِّنَاعَة بل لَازم الْخَواص فِي الْفِقْه والفرائض والأصلين والنحو وَالْعرُوض وَغَيرهَا وَقَرَأَ على الْمَنَاوِيّ والبلقيني غَالب شرح الْبَهْجَة ولازم الْجَوْجَرِيّ كثيرا وَكتب على ابْن الصَّائِغ فأجاد وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتميز فِيهَا وَجلسَ بِجَامِع الصَّالح مُدَّة وناب فِي الْقَضَاء عَن الْعلم البُلْقِينِيّ فَمن بعده ثمَّ كتب التوقيع بِبَاب زَكَرِيَّا وَحج فِي سنة سِتّ وَخمسين فِي الْبَحْر رَفِيقًا لنا وَسمع الْيَسِير مَعنا وَكَذَا جاور بعد ذَلِك سنتَيْن متواليتين وسافر على قَضَاء الركب مرّة بعد أُخْرَى واختص بتمراز الدوادار الثَّانِي وَتكلم عَنهُ فِي الأنظار وَغَيرهَا وَكَذَا قربه بردبك الدوادار الثَّانِي وَزَاد اخْتِصَاصه بِهِ وَتكلم عَنهُ أَيْضا مَعَ توقع خلاف ذَلِك مِنْهُ بِخُصُوصِهِ لَهُ وَبِالْجُمْلَةِ فَلم يذكر عَنهُ إِلَّا الْخَيْر مَعَ بادرة وَقُوَّة نفس وَلذَا أهانه الْأَشْرَف قايتباي مرّة بِالْفِعْلِ ثمَّ بالْقَوْل وَقبل ذَلِك أهانه تمربغا وَغَيره مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَتِسْعين 30 (أَبُو الْحرم) بن التقي أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل القلقشندي واسْمه مُحَمَّد ولد سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة أَو قبلهَا وَسمع مَعنا على أَبِيه وَالْجمال بن جمَاعَة فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَاسْتقر فِي بعض جِهَات أَبِيه بعده وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة تسعين 30 (أَبُو الْحسن) بن عرب هُوَ النُّور عَليّ بن الشّرف مُحَمَّد بن الْبَدْر مُحَمَّد بن النُّور عَليّ بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد الْقرشِي الطنبدي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن عرب ولد سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبية والتنبيه وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة

كالبساطي وَابْن الديري وَشَيخنَا وَابْن المجدي ولازمه فِي الْفِقْه والفرائض والحساب وَكَذَا أَخذ عَن القاياتي فِي الْفِقْه فِي آخَرين وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ وَآخَرين كالرشيدي وَالْأَرْبَعِينَ فِي ختم البُخَارِيّ بالظاهرية وَشَيخنَا وناب عَنهُ فِي البهنسا وعملها ثمَّ أعرض عَنْهَا لِعَمِّهِ أبي الْحسن وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْعلم البُلْقِينِيّ فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ فَمن بعده وَكَانَ يجلس بحانوت الرسامين وَكَذَا نَاب بِأخرَة فِي الخطابة بالأزهر وبجامع القلعة وبالمؤيدية وَحج وتنزل فِي صوفية الأشرفية برسباي وَغَيرهَا من الْجِهَات وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَمِمَّا كتبه القَوْل البديع وترجمة النَّوَوِيّ كِلَاهُمَا من تصانيفي وَأخذ عني وَعَن الديمي مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَتِسْعين رَحمَه الله 303 (أَبُو الْحسن) بن عرب أحد النواب أَيْضا مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ حادي عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَيُحَرر مَعَ الْمَذْكُورين (أَبُو الْحسن) بن عرب هُوَ عَليّ بن عمر بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد مضى فِي العليين 304 (أَبُو الْحسن) بن عرب ابْن للبدر مُحَمَّد بن النُّور عَليّ بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد الشَّافِعِي اشْتغل على أَبِيه وَولي قَضَاء البهنسا وعملها عَن شَيخنَا بعد ابْن أَخِيه الْمَاضِي أَولا وَمَات فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ عَن نَحْو السّبْعين 305 (أَبُو الْحسن) بن الغمري هُوَ عَليّ بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الغمري الأَصْل الْمحلي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة ولد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بالمحلة وَحفظ الْقُرْآن وَنَحْو النّصْف من منظومة الزّبد وَقَرَأَ دروسا فِي النَّحْو وَالصرْف على بعض أَصْحَاب أَبِيه وَكَذَا حضر فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع عَليّ قَلِيلا وَتزَوج بابنة أخي يس البلبيسي ثمَّ بابنة الشَّيْخ عَليّ بن الْجمال ثمَّ بابنة الْبَدْر بن الشهَاب البُلْقِينِيّ وبآخرين كجارية من سراري ابْن عليبة وَجمع بَينهَا وَبَين الثَّانِيَة وَسكن بهما مَعَ وَالِده بالجامع وَأَقْبل على مَا يفْتَقر إِلَيْهِ فِي النَّفَقَة من تكسب وَنَحْوه سوى مَا يحوزه من جِهَة وَالِده وأوقافه 306 (أَبُو الْحسن) بن الْحَاج قَاسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ النّحاس كأبيه وجده وَيعرف كهما بِابْن الْمُرضعَة نَشأ متكسبا بصناعة سلفه وَفِي غُضُون ذَلِك اشْتغل عِنْد الشَّمْس بن سولة فِي الْفِقْه ولازمني وَغير وَاحِد وَفهم فِي الْجُمْلَة وَحج فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ موسميا وَتزَوج ابْنة السَّعْدِيّ الحريري وَحج بهَا وَمَعَهُ أمه فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وجاور وَحضر هُنَاكَ عِنْد القَاضِي وَغَيره قَلِيلا ثمَّ أعرض عَن الِاشْتِغَال وَلزِمَ حرفته وتكرر مَجِيئه لمَكَّة بعد ذَلِك (أَبُو الْحسن) الجياني إِمَام جَامع الزيتونة (أَبُو الْحسن) الطوخي هُوَ عَليّ

حرف الخاء المعجمة

ابْن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شرف مضى (أَبُو الْحسن) الْعَدوي عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن (أَبُو الْحسن) المسلمي عَليّ بن خَلِيل بن مُسلم وَعلي بن مُحَمَّد بن مفضل (أَبُو الْحَيَاة) هُوَ الْخضر بن مُحَمَّد (حرف الْخَاء الْمُعْجَمَة) 307 - (أَبُو الْخَيْر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم خير الدّين مُحَمَّد بن الشهَاب بن الْبُرْهَان الفتوحي لسكناه بَاب الْفتُوح ثمَّ المرجوشي الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا فِي الْفِقْه وَغَيره وَعند دَاوُد القلتاوي وَغَيره ولازمني فِي قِرَاءَة الْمُوَطَّأ وَهُوَ مِمَّن يتكسب فِي التِّجَارَة بالشرف وَغَيره (أَبُو الْخَيْر) بن أبي البركات هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة 30 {أَبُو الْخَيْر) بن أبي بكر مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ الْمَاضِي أَبوهُ مَاتَ فِي حَيَاته سنة ثَلَاثِينَ وَكَانَ حَاضر الهمة قوي النَّفس مَعَ ضعف البنية ذكره النَّاشِرِيّ فِي أَبِيه 309 (أَبُو الْخَيْر) بن حُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن نَاصِر الْهِنْدِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ ولد بِمَكَّة وَسمع بهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ على الْجمال الأميوطي ثمَّ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ على الْعَفِيف النشاوري وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ الثقفيات وعَلى الزين المراغي وَأَجَازَ لَهُ الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن حَاتِم والتنوخي وَآخَرُونَ وَدخل الْقَاهِرَة فِي طلب الرزق فَمَاتَ بهَا فِي رَجَب أَو شعْبَان سنة ثَلَاث واربعين ذكره ابْن فَهد 310 (أَبُو الْخَيْر) بن أبي السرُور مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر بن مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي ولد فِي ربيع الأول سنة سِتّ عشرَة بِمَكَّة وَسمع بهَا من ابْن الْجَزرِي والزين بن طولوبغا وَابْن سَلامَة وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة تسع عشرَة فَمَا بعْدهَا جمَاعَة وَدخل الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه وأخيه عبد الرَّحْمَن صُحْبَة الْحَاج فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فماتوا بأجمعهم فِي الطَّاعُون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ أرخه ابْن فَهد (أَبُو الْخَيْر) بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ 31 (أَبُو الْخَيْر) بن الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ الفاكهي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ مطعونا سنة سبع وَتِسْعين (أَبُو الْخَيْر) بن عبد الْقوي هُوَ مُحَمَّد 31 (أَبُو الْخَيْر) بن عُثْمَان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَأمه زبيدية بيض لَهُ ابْن فَهد وَلَعَلَّه مَاتَ صَغِيرا (أَبُو الْخَيْر) بن عَليّ الفاكهي فِي أبي الْخَيْر الفاكهي

313 - (أَبُو الْخَيْر) بن عمرَان خير الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمرَان شيخ الْقُرَّاء أَبوهُ 314 (أَبُو الْخَيْر) بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الزكي الغماري الْمَالِكِي القَاضِي أَخُو الْجمال مُحَمَّد الْمَاضِي ولد سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة فِي قَرْيَة الشَّارِع من وَادي لية بِكَسْر اللَّام وَتَشْديد التَّحْتَانِيَّة من أَعمال الطَّائِف وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لورش على خَالِد المغربي والرسالة لِابْنِ أبي زيد وَولي قَضَاء لية بعد أَخِيه ولازم الْحَج فِي غَالب السنين وزار النَّبِي ولقيه البقاعي فِي صفر سنة تسع وَأَرْبَعين بِأَرْض تدعى الْيُسْرَى من أَرض الشَّارِع فَقَرَأَ عَلَيْهِ حَدِيثا من البُخَارِيّ بإجازته من ابْن سَلامَة وَأَجَازَ لَهُ من فِي الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى بن مكينة وَنقل عَنهُ وَعَن غَيره أَنه سيء السِّيرَة فِي قَضَائِهِ وشهادته وَغير ذَلِك من أَحْوَاله مَاتَ 315 (أَبُو الْخَيْر) بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن اسماعيل الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بالجوخي مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَسبعين بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد وَهُوَ وَالِد مُحَمَّد أحد من كَانَ فِي خدمَة البرهاني ثمَّ وَلَده (أَبُو الْخَيْر) بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الفاكهي فِي أبي الْخَيْر الفاكهي 316 (أَبُو الْخَيْر) وَيُسمى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن أبي الْمَعَالِي بن أبي الْخَيْر بن ذَاكر بن مُحَمَّد بن الْحسن الْفَارِسِي الكازروني الأَصْل الْمَكِّيّ رَئِيس المؤذنين بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَيعرف بِابْن أبي الْخَيْر ولد فِي ثَانِي عشرى شعْبَان سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَكَانَ يذكر أَنه قَرَأَ الرّبع الأول من التَّنْبِيه وَولي رياسة المؤذنين بعد وَالِده شَرِيكا لِأَخِيهِ عبد السَّلَام فِي سنة سبع وَخمسين ثمَّ لما مَاتَ أَخُوهُ شَاركهُ وَلَده أَبُو عبد الله وَكَانَ لَهما أَيْضا التَّسْبِيح بمنارة بَاب السَّلَام وَنصف أَذَان بَاب الْعمرَة وَمنع غير مرّة من الْأَذَان ثمَّ يُعَاد وَلَيْسَ لَهُ مَا يذكر بِهِ نعم يُرْجَى لَهُ من الله الغفران بِسَبَب قِيَامه فِي اللَّيْل وَذكره لله تَعَالَى فِي الأسحار وَهُوَ مِمَّن سمع مني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ورافقنا إِلَى الطَّائِف قبل ذَلِك مَاتَ بعد تعلله نَحْو جُمُعَة فِي يَوْم الْأَحَد رَابِع عشر ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ وَدفن بعد عصر يَوْمه عِنْد سلفه من المعلاة تجَاوز الله عَنهُ ورحمه 317 (أَبُو الْخَيْر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نعيم الخواجا الْجَوْجَرِيّ الْمصْرِيّ نزيل مَكَّة أوصى فِي مرض مَوته بِأَلف دِينَار لشراء دَار توقف على سَبِيل وَنَفر يقرءُون لَهُ كل يَوْم جُزْءا من الْقُرْآن ويطوفون لَهُ أسبوعا وَالنَّظَر فِيهِ ليحيى المغربي الشاذلي ثمَّ من بعده للجمال مُحَمَّد بن عَليّ الدقوقي وَمَات فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ

وَأَرْبَعين بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد واشتريت الدَّار عِنْد بَاب السويقة ثمَّ خربَتْ وتعطلت مُدَّة ثمَّ اسْتَأْجرهَا الْجمال مُحَمَّد بن الطَّاهِر من الشَّافِعِي فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَتِسْعين أَو أَوَائِل الَّتِي بعْدهَا 31 {أَبُو الْخَيْر) بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَهُوَ إِمَام الْمقَام سمع من أَبِيه وَالْجمال بن عبد الْمُعْطِي وَأحمد بن سَالم الْمُؤَذّن وَعبد الْوَهَّاب الْقَرَوِي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين جمَاعَة كالصلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَابْن الهبل وَابْن النَّجْم والعماد بن كثير وناب فِي الْإِمَامَة عَن أَبِيه ثمَّ رغب لَهُ عَن نصفهَا الَّذِي كَانَ مَعَه فِي مرض مَوته وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث عشرَة مقتولا خطأ من العسس فوداه السَّيِّد حسن بن عجلَان وَسلم الدِّيَة لوَرثَته وَهُوَ عِنْد الفاسي وَغَيره 319 (أَبُو الْخَيْر) خير الدّين بن الْأَصْفَر نزيل سَوف الْغنم ومباشر وقف جَامع أصلم هُنَاكَ وَغَيره مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانِينَ 320 (أَبُو الْخَيْر) بن الباهي الغزولي مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين بعد أَن افْتقر جدا بعد الثروة والتقدم فِي حرفته وَكَانَ يذكر أَنه كَانَ رَفِيق ابْن الفالاتي فِي الْمكتب وَغَيره (أَبُو الْخَيْر) بن البدراني مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ 32 (أَبُو الْخَيْر) بن الْبِسَاطِيّ هُوَ خير الدّين مُحَمَّد بن الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان الْبِسَاطِيّ القاهري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده ولد فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحضر عِنْد جده قَلِيلا وَأَجَازَ لَهُ خلق واشتغل بالتكسب وَلم ينْتج ثمَّ قَرَأَ على زوج اخته الزين عبد الرَّحِيم الأبناسي فِي الْفِقْه وَغَيره وخالط الْفُقَهَاء وَلم يتَمَيَّز نعم نَاب فِي الْقَضَاء وَورث وَالِده ثمَّ أُخْته وابتنى دَارا بِالْقربِ من حَانُوت الْحَنَفِيَّة دَاخل بَاب القنطرة وَتزَوج فِي غُضُون ذَلِك بِزَيْنَب ابْنة الْجلَال البُلْقِينِيّ واغتبطت بِهِ وَحج موسميا وَلم يذكر عَنهُ فِي الْقَضَاء إِلَّا الْخَيْر (أَبُو الْخَيْر) بن التَّاجِر الخانكي فِي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد (أَبُو الْخَيْر) بن الْخَطِيب القنبشي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف 32 (ابو الْخَيْر) بن الخروبي الْمصْرِيّ مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشري رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَدفن بترتبهم مَحل دفن شَيخنَا عَفا الله عَنهُ (أَبُو الْخَيْر) بن الرُّومِي فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد (أَبُو الْخَيْر) بن الزين الْقُسْطَلَانِيّ فِي مُحَمَّد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد 323 (أَبُو الْخَيْر) بن السطحي شاد جَامع الْحَاكِم وَالْمَعْرُوف بِالْفُجُورِ والإقدام بِحَيْثُ ضرب غير مرّة آخرهَا قبيل مَوته وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر رَمَضَان

سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد صلَاتهَا عَفا الله عَنهُ 324 (أَبُو الْخَيْر) بن الشيخة أَخُو الْجلَال مُحَمَّد بن الشيخة الْمَاضِي مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين واسْمه عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الدنديلي كَانَ عاميا متمولا يُعَامل ويتجر وَله فِيمَا أَظن سَماع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَابْن الْجَزرِي والواسطي 325 (أَبُو الْخَيْر) بن طبيلة دَجَاج السُّلْطَان مَاتَ فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين (ابو الْخَيْر) بن القصبي هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن أبي بكر 326 (أَبُو الْخَيْر) بن مقلاع هُوَ مُحَمَّد بن عَليّ الْمصْرِيّ المراكبي أَخُو الْبَدْر مُحَمَّد مِمَّن لَهُ حَرَكَة وكرم وصادره السُّلْطَان بعد التسعين 327 (أَبُو الْخَيْر) بن النّحاس اثْنَان المرتقي لتِلْك الْمَظَالِم وَهُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد والشاعر وَهُوَ القطب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد رَأَيْت تقريظه لمجموع البدري فَكَانَ من نظمه فِيهِ (أفديه مَجْمُوع نظم فِيهِ قد نثرت ... عُقُود در غَدَتْ فِي حسنها نسقا) (وَقد زها ورقى جمعا ومنزلة ... فياله من كتاب قد زها ورقى) وَله فِي تَقِيّ الدّين بن مَحْمُود (قف وَقْفَة عِنْد سباب الْأَنَام ترى ... عيونه من جيوش السرد قد كسرت) (وَمن توقد نيران الْحَشِيش غَدَتْ ... عَيناهُ ترمي جمارا بعد مَا نفرت) وَفِي النَّجْم يحيى بن حجى (حجى سَيِّدي يحيى بن حجى وجوده ... وَتَقْرِيره فِي الْعلم فِي الذرْوَة الْعليا) (فَإِن كَانَ مَاتَ الْفضل من آل برمك ... فَلَا تيأسوا فالفضل من سَيِّدي يحيى) وَكَانَ كثير الِاخْتِلَاط بِابْن الْغَرْس بِحَيْثُ جاور صحبته بِمَكَّة سنة سِتّ وَسبعين وَكتب عَنهُ النَّجْم بن فَهد حِينَئِذٍ من نظمه أَشْيَاء وبابن حجى وَقد قصدني مرّة فأنشدني من نظمه أَشْيَاء لَطِيفَة مَاتَ بِدِمَشْق فِي رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ جَازَ الْأَرْبَعين وَخلف نَحْو خَمْسمِائَة دِينَار وَمَا كَانَ الظَّن بِهِ إِلَّا الفاقه عَفا الله عَنهُ وَقد دَار بَينه وَبَين نَاصِر الدّين بن شاذى النّظم فِي معنى فَقَالَ أَبُو الْخَيْر (الْأَهْل من شج خل رَحِيم ... أبث لَهُ هوى الظبى الرخيم) وَقَالَ ذَاك (نَعُوذ بربنا الْبر الرَّحِيم ... من الشَّيْطَان حاسدنا الرَّجِيم) فِي أَبْيَات لكل مِنْهُمَا وَكتب الْفُضَلَاء من الشُّعَرَاء كالقادري وَالْعُلَمَاء كالجوجري بأرجحية أَولهمَا وَأطَال أَولهمَا فِي كِتَابَته وَكَانَ حسن المحاضرة عشيرا نكتا 32 {أَبُو الْخَيْر) الجوخي شيخ جاور بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين فِي خدمَة الناصري مُحَمَّد بن دولات النجمي مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة مِنْهَا بِمَكَّة وَخلف

نَحْو ثَمَانِينَ دِينَارا وَكَانَ مِمَّن يحضر عِنْدِي أَحْيَانًا رَحمَه الله (أَبُو الْخَيْر) الجوخي آخر مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر (أَبُو الْخَيْر) الخانكي فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (أَبُو الْخَيْر) الخانكي الآخر فِي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد (أَبُو الْخَيْر) الخضري فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله (أَبُو الْخَيْر) الزفتاوي فِي مُحَمَّد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن (أَبُو الْخَيْر) السخاوي فِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان ختم لَهُ بِخَير 329 (أَبُو الْخَيْر) السَّعْدِيّ المقسي لنزوله جَامع المقسي خَارج بَاب الْبَحْر كَانَ يدْرِي الْمِيقَات ويشارك فِي الْجُمْلَة لِأَنَّهُ اخْتصَّ بِالنورِ الْمَنَاوِيّ وقتا مَعَ كَونه من حنابلة المؤيدية وَكَانَ يجيئها فِي كل يَوْم مَاشِيا من بَاب الْبَحْر مَاتَ وَقد زَاد على السِّتين فِي الْعشْر الأول من شَوَّال سنة تسع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وَوضع الْبَدْر بن الْقَرَافِيّ يَده على تركته ووظائفه فِيمَا بَلغنِي وَمَا علمت لماذا 330 (أَبُو الْخَيْر) خير الدّين صهر الحناوي والمرافع فِيهِ مَاتَ مطعونا فِي سنة سبع وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ 33 (أَبُو الْخَيْر) الْمَعْرُوف بِعَبْد الْحق الْيَمَانِيّ مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد 33 (أَبُو الْخَيْر) العقاد الحريري القاهري مِمَّن يتعانى النّظم وَمَات فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعه قَوْله (أحب أَبَا بكر وَلست بباغض ... وأوهبه روحي وَمَا راعني اني) (جعلت صَلَاة فِي الْقيام فريضتي ... وأرفضت عذالي عَليّ أنني سني) (أَبُو الْخَيْر) العقبي اثْنَان مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف (أَبُو الْخَيْر) الفاسي اثْنَان مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد بن عبد اللَّطِيف بن أبي السرُور مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ولعمه ذكر فِي أَبِيه أبي السرُور 333 (أَبُو الْخَيْر) الفاكهي اثْنَان مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر وَابْن أَخِيه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله وفيمن سمع من شَيخنَا بمنى سنة أَربع وَعشْرين جُزْءا من تَخْرِيجه أَبُو الْخَيْر بن عَليّ بن عبد الله وَأَظنهُ الأول 334 (أَبُو الْخَيْر) الفيومي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أحد أَتبَاع الصّلاح المكيني وعشرائه مِمَّن رقاه لنيابة الْقَضَاء مَعَ عدم ارتضائه وَلكنه كَانَ حاذقا بِالشَّهَادَةِ بارعا فِيهَا بِحَيْثُ دخل فِي أشغال كَثِيرَة وباشر أوقاف جَامع الْحَاكِم وَغَيره وتنزل

حرف الدال المهملة

فِي الْجِهَات وتمول سِيمَا حِين تزوج من بَيت ابْن الْحَاجِب وَملك الدّور وتسلط على الْبُرْهَان التلواني ومسه مِنْهُ كل مَكْرُوه وَمَا كَانَ الْمَنَاوِيّ يُقيم لَهُ كأمثاله وزنا وَرُبمَا لقب لسمرته طحينة مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة عيد النَّحْر للمصريين سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْجُمُعَة بِجَامِع الْحَاكِم رَابِع أَرْبَعَة وَأَظنهُ جَازَ الْأَرْبَعين عَفا الله عَنهُ (أَبُو الْخَيْر) القلقشندي فِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَإِن كَانَ بالكنية أشهر 335 (أَبُو الْخَيْر) الكركي الأَصْل الْبُرُلُّسِيّ نزيل الْقَاهِرَة وَخَلِيفَة الْمقَام الدسوقي وَصَاحب ديوَان المهمندار يَعْقُوب شاه والمعين لَهُ على تحدثه فِي أوقاف الْحَاجِب مِمَّن اشْتغل وتميز فِي الْفَرَائِض والحساب والشروط وتكسب بهَا وَذكر فِيهَا بمالا يرتضى بل زَاد فِي تقبيح الصَّنِيع مَعَ إِبْرَاهِيم التلواني وشارك فِي الْفِقْه بِحَيْثُ أذن لَهُ الْبكْرِيّ والبامي فِي الْإِفْتَاء والتدريس وقصدني غير مرّة فَمَا رَأَيْت خاطري يقبله سِيمَا وَقد كَانَ يُربي شعره ويسدله وَصَارَت لَهُ زَاوِيَة وَجَمَاعَة مَاتَ فِي صفر سنة تسعين وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر فِي مشْهد حافل وَدفن بزاويته بِالْقربِ من الباطلية وَمَا أَظُنهُ يقصر عَن الْخمسين عَفا الله عَنهُ (أَبُو الْخَيْر) المخبزي فِي مُحَمَّد بن أبي بكر 336 (أَبُو الْخَيْر) المريسي هُوَ مُحَمَّد بن ريحَان الجدي أحد مباشريها ووالد عَليّ وَعُثْمَان الماضيين سمع فِي سنة أَربع عشرَة على الزين أبي بكر المراغي الْخَتْم من الصَّحِيحَيْنِ وَسنَن أبي دَاوُد وَمَات فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسبعين وَدفن بتربة ابْن عُيَيْنَة من المعلاة ذكره ابْن فَهد (أَبُو الْخَيْر) النّحاس اثْنَان مضيا فِي ابْن النّحاس قَرِيبا 337 (أَبُو الْخَيْر) النظامي نِسْبَة لنظام الْحَنَفِيّ لكَونه خَاله وَهُوَ عضد الدّين مُحَمَّد اليشبكي مِمَّن عرض أَمَاكِن من الْمنَار فِي أصُول الْحَنَفِيَّة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين على القَاضِي سعد الدّين بن الديري وَعمر بن قديد وأجازاه واشتغل عِنْد خَاله وَكتب الْمَنْسُوب وَجمع المجاميع وخالط الشهابي بن الْعَيْنِيّ فاستقر بِهِ فِي خزن كتب جده وقتا وَحج غير مرّة وجاور وَتردد إِلَيّ كثيرا وَفِيه ظرف ولطف (حرف الدَّال الْمُهْملَة) (حرف الذَّال الْمُعْجَمَة) (أَبُو ذَر) الْحلَبِي أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن خَلِيل (أَبُو ذَر) الزَّرْكَشِيّ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد

حرف الراء المهملة

338 - (أَبُو ذَر) معِين الدّين بن السَّيِّد نور الدّين مُحَمَّد بن عبد الله الايجي أَخُو الصفي والعفيف وَغَيرهمَا لَعَلَّ اسْمه عبد الله مَاتَ فِي بلد قريب من هرموز سنة وَلم أعلم تَرْجَمته (حرف الرَّاء الْمُهْملَة) 339 - (أَبُو الرجا) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر السوهائي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد الجلالي الْمَاضِي مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وتنزل بعناية أَخِيه فِي جِهَات وَحج مَاتَ بعد التسعين بسوهاي وَدفن برباطهم فِيهَا وَيذكر بكرم عكس أَخِيه (أَبُو الرِّضَا) أَحْمد بن مُحَمَّد بن بركوت المكيني فِيمَا زَعمه سبط شَيخنَا (أَبُو الرِّضَا) مُحَمَّد بن يُوسُف الدَّمِيرِيّ (حرف الزَّاي) 340 - (أَبُو زرْعَة) بن فَهد هُوَ الْبَدْر مُحَمَّد بن التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شَقِيق النَّجْم عمر الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد ولد فِي مستهل الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وغنية المريد وبغية المستفيد لِأَبِيهِ وَالْحَاوِي وألفية النَّحْو ومعظم جمع الْجَوَامِع وَعرض على جمَاعَة وأحضره أَبوهُ على جده نجم الدّين وَأبي الْيمن الطَّبَرِيّ ثمَّ أسمعهُ على الزين أبي بكر المراغي والشموس الغراقي والشامي وَابْن الْجَزرِي وَالْجمال بن ظهيرة وَابْن طولوبغا وَشَيخنَا وَخلق وَأَجَازَ لَهُ آخَرُونَ وَحضر دروس الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ فِي الْفِقْه ودروس الْجلَال عبد الْوَاحِد المرشدي فِي النَّحْو وَتخرج فِي الْفَنّ بِأَبِيهِ وَحصل وَقَرَأَ وطبق وَكتب بِخَطِّهِ فَوَائِد بل جمع مَنَاقِب الشَّافِعِي ومعجم شُيُوخه وجرد رباعيات مُسلم وَكَانَ لَهُ فهم وذكاء مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَعشْرين بِمَكَّة رَحمَه الله وَمِمَّنْ ذكره الفاسي 34 (أَبُو زرْعَة) بن الشَّيْخ نَاصِر الدّين أبي الْفرج مُحَمَّد بن الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي ولد فِي لَيْلَة مستهل رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ واشتغل عِنْد أَبِيه وَغَيره وَمَات تَقْرِيبًا سنة أَربع وَسِتِّينَ رَحمَه الله (أَبُو زرْعَة) بن الْعِرَاقِيّ أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن 34 (أَبُو زرْعَة) الْمَقْدِسِي الرَّمْلِيّ تَلا عَلَيْهِ للسبع الشهَاب أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الرَّمْلِيّ الْمَاضِي وَمَا علمت تَرْجَمته 343 (أَبُو زيد) الحسني الْمَعْرُوف بالمصافح لقِيه النَّجْم بن النبيه وَصَافحهُ وَقَالَ إِن بَينه وَبَين النَّبِي أَرْبَعَة وَذَلِكَ كذب قَالَ النَّجْم وَكَانَ أعمى يحسن الْكِتَابَة حَسْبَمَا شاهدته مِنْهُ فِي تِلْكَ الْحَالة (أَبُو زيد) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن خلدون

حرف السين المهملة

(حرف السِّين الْمُهْملَة) 344 - (أَبُو السرُور) بن عمر بن أبي الْمَعَالِي بن مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي الزبيدِيّ الْمَاضِي أَبوهُ كَانَ صَابِرًا عَاقِلا فَاضلا خيرا مَاتَ قبل وَالِده فِي السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا وَهِي تسع وَثَلَاثُونَ (أَبُو السرُور) الفاسي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن أبي السرُور وجد أَبِيه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن 345 (أَبُو السعادات) جلال الدّين بن الشهَاب أَحْمد بن المحيوي عبد الْقَادِر بن أبي الْقسم بن أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده سبط الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن النّحاس وَيُسمى مُحَمَّدًا ولد بعد موت أَبِيه فِي ايام منى سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فَكَفَلَهُ جده وَمَات أَيْضا قبل بُلُوغه فَقَرَأَ الْقُرْآن وَغَيره وتدرب بقريبه أبي الْخَيْر بن أبي السُّعُود وَنَحْوه فِي الْعَرَبيَّة بل قَرَأَ على العلمي فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَرَأَ عَليّ فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ القَوْل البديع من نُسْخَة حصلها ولازمني فِي غير ذَلِك وَكَذَا قَرَأَ على ابْن حَاتِم المغربي وزوجه أَبُو الْخَيْر الْمشَار إِلَيْهِ ابْنَته وَقدم الْقَاهِرَة فِي الْبَحْر سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ عَاد فِي موسمها (أَبُو السعادات) بن الإِمَام الطَّبَرِيّ هُوَ مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الرضي مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم (أَبُو السعادات) بن أبي البركات بن ظيهرة هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن وَيُقَال لَهُ أَبُو السعادات بن ظهيرة أَيْضا 346 (أَبُو السعادات) بن نور الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن عبد الله الفاكهي الْمَكِّيّ وَيُسمى مُحَمَّدًا وَهُوَ أكبر إخْوَته ويلقب ضيف الله الْمَاضِي أَبوهُ وَجُمْلَة من أسلافه واخوته ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وَنور الْعُيُون والتنبيه وألفية ابْن مَالك وَعرض على جمَاعَة مِنْهُمَا الْبُرْهَان قَاضِي مَكَّة والمحب الطَّبَرِيّ إمامها وَغَيرهمَا وَحضر على الزين الأميوطي ثمَّ سمع على التقي بن فَهد فِي سنة تسع وَسِتِّينَ ولازم العلمي والمسيري والمنهلي وَعبد الْحق والسنتاوي وَالسَّيِّد عبد الله الايجي فِي آخَرين فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وَكَذَا لَازم خَاله معمرا فِي الْعَرَبيَّة وَأكْثر من الْحُضُور عِنْد القَاضِي وَكَانَ يمِيل إِلَيْهِ ويثني عَلَيْهِ وعَلى عقله ثمَّ قَرَأَ فِي التَّقْسِيم وَغَيره على وَلَده أبي السُّعُود وتميز وَسمع مني وَأَنا بِمَكَّة وَالثنَاء عَلَيْهِ بِالْعقلِ والديانة وَالْفضل وَالْقِيَام على إخْوَته وأقاربه مستفيض مَاتَ وَأَنا بِمَكَّة بعد تعلله نَحْو خمسين يَوْمًا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بعد عصر يَوْمه ثمَّ دفن عوضه الله الْجنَّة وإيانا

347 - (أَبُو السعادات) بن القَاضِي الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن زبالة أَخُو سعيد الْمَاضِي وسبط ابْن صَالح قَاضِي طيبَة مِمَّن سمع عَليّ بهَا 34 {أَبُو السعادات) بن مَحْمُود بن عاذل الْحُسَيْنِي الْمدنِي الْحَنَفِيّ وَالِد عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَأحمد وَعبد الْكَبِير الْمَذْكُورين وَيُسمى مُحَمَّدًا مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد سَابِع عشري شعْبَان سنة سبع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالروضة ثمَّ دفن بِالبَقِيعِ عَن سبع وَسِتِّينَ وَله اشْتِغَال وَفضل بل تَلا للسبع على ابْن عَيَّاش وَابْن الْجَزرِي وَأبي مَحْذُورَة وَلم يخرج من الْمَدِينَة إِلَّا لمَكَّة رَحمَه الله (أَبُو السعادات) البُلْقِينِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر (أَبُو السعادات) الطَّبَرِيّ هُوَ ابْن الإِمَام مضى قَرِيبا (أَبُو السعادات) الكازروني مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد 349 (أَبُو سعد) بن بَرَكَات بن حسن بن عجلَان السَّيِّد بن صَاحب الْحجاز السَّيِّد زين الدّين الحسني أَخُو السَّيِّد الْجمال مُحَمَّد وَأمه كَوْكَب الحبشية كَانَ فِي رفد أَخِيه وَتَحْت طَاعَته لم يخرج عَنهُ مَعَ عقل وشجاعة مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَتِسْعين 350 (أَبُو سعد) بن أبي رَاجِح بن أبي عَزِيز قَتَادَة النَّابِغَة الحسني الْمَكِّيّ وَيعرف بالحلى كَانَ من أَعْيَان الْأَشْرَاف عقلا وَعبادَة واستحضارا لمسائل من مَذْهَب الزيدية وأخبار عَن عَليّ وَمن قَارب مدَّته من أهل الْبَيْت وَعَن الْأَشْرَاف وُلَاة مَكَّة مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَعشْرين ذكره الفاسي 35 (أَبُو سعد) بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن زايد الْمَكِّيّ أَخُو عبد اللَّطِيف وَابْن عمَّة عبد الباسط وَأبي الْفَتْح الماضيين وسبط أُخْت أبي سعد الْهَاشِمِي وَيعرف كسلفه بِابْن زَائِد مِمَّن سمع مني بِمَكَّة ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وزار الْمَدِينَة وَهُوَ مِمَّن حفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والشاطبية وَعرض على البرهاني القَاضِي والنجم بن فَهد وَغَيرهمَا 35 (أَبُو سعد) بن عبد الْكَرِيم بن أبي سعد بن عبد الْكَرِيم بن أبي سعد بن عَليّ بن قَتَادَة الحسني الْمَكِّيّ الْمَعْرُوف بِالْحجرِ مَاتَ سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد (أَبُو سعد) بن الْقطَّان فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبيد (أَبُو سعد) النموي (أَبُو سعد) الْهَاشِمِي الْقرشِي فِي مُحَمَّد بن عَليّ بن هَاشم بن عَليّ بن مَسْعُود (أَبُو السُّعُود) بن الأقصرائي يَأْتِي فِي ابْن يحيى قَرِيبا (أَبُو السُّعُود) بن أبي البركات فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد (أَبُو السُّعُود) بن حُسَيْن هُوَ مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد 353 (أَبُو السُّعُود) بن سُلَيْمَان المغربي الْمُؤَذّن بِبَاب الْعمرَة والماضي أَبوهُ تردد

إِلَى الْقَاهِرَة واليمن سمع مني بِمَكَّة (أَبُو السُّعُود) بن ظهيرة هُوَ الْجمال مُحَمَّد بن عَالم الْحجاز الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي مضى فِي المحمدين أَبُو السُّعُود بن ظهيرة هُوَ ابْن أبي البركات الْمَاضِي قَرِيبا 354 (أَبُو السُّعُود) بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ حفظ الْقُرْآن والمنهاج ويتكسب بالنساخة والعمر وَهُوَ مِمَّن سمع مني بِمَكَّة (أَبُو السُّعُود) بن أبي الْفضل بن ظهيرة فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة 355 (أَبُو السُّعُود) بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشريف الهدوي مِمَّن دخل الْيمن والقاهرة وَسمع مني بِمَكَّة وَهُوَ الْآن سنة تسع وَتِسْعين بِالْهِنْدِ (أَبُو السُّعُود) بن الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد بن أبي بكر الْمرْجَانِي الْمَكِّيّ مضى فِي المحمدين (أَبُو السُّعُود) بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب القاياتي مضى فِي المحمدين أَيْضا 356 (أَبُو السُّعُود) بن مَدين بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الأشموني الأَصْل القاهري المقسي الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ ولد فِي سنة ثَلَاث وَخمسين بِالْقربِ من جَامع الطواشي وَنَشَأ فِي كنف أَبوهُ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فخلفه فِيمَا كَانَ باسمه وَهُوَ شَيْء كثير جدا مشمولا بِنَظَر بعض الرؤساء إِلَى أَن اسْتَقل بِنَفسِهِ وَحج بِأُمِّهِ مَعَ الرجبية وَكَذَا حج بِانْفِرَادِهِ موسميا ثمَّ كَانَ مِمَّن فر بِنَفسِهِ وبنيه وَعِيَاله من الطَّاعُون لمَكَّة بحرا فِي أثْنَاء سنة سبع وَتِسْعين وَمَا وصل إِلَيْهَا حَتَّى مَاتَ مِنْهُم بضعَة عشر نفسا وزار الْقُدس ظنا وَكَذَا سَافر الشَّام وحلب والصعيد للنزهة وَغَيرهَا وَحفظ غَالب الْقُرْآن وَقَرَأَ الرسَالَة حلا على الشهَاب الحبيشي وَفهم وَيدْرك الديواني والقبطي لأجل تكَلمه فِي جهاته وَكنت أحب لَو أقبل على الِاشْتِغَال وَقرب الْخِيَار من الأقران والأمثال وَلكنه مَعَ ذَلِك لم يذكر عَنهُ وَللَّه الْحَمد إِلَّا الْخَيْر مَعَ إمْسَاك وغيرة زَائِدَة فِي الْإِقَامَة وَالسير 357 (أَبُو السُّعُود) بن الْأمين يحيى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الأقصرائي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ شَقِيق زَيْنَب الْآتِيَة أمهما أمة فرنجية من سبي قبرس واسْمه الْبَدْر مُحَمَّد ولد فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بمنزل أَبِيه بِالْقربِ من بَاب الْوَزير وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَغَيره ولازمه فِي الْفِقْه والعربية والأصلين والمعاني وَالْبَيَان والْحَدِيث وَالتَّفْسِير وَغَيرهَا وَسمع عَلَيْهِ كثيرا وَبَعض ذَلِك كالشفا بقرَاءَته وَكَذَا أَخذ عَن ابْن عمته الْمُحب الأقصرائي بل قَرَأَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على أعجمي كَانَ بخانقاه سرياقوس النَّحْو وَالصرْف وعَلى الشَّمْس الفيومي الْأَزْهَرِي الْمنطق فِي آخَرين

وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ولأخته خلق مِنْهُم باستدعاء بِخَط النَّجْم بن فَهد مؤرخ برمضان سنة سبع وَثَلَاثِينَ شَيخنَا وَالشَّمْس بن الجندي والعز بن الْفُرَات وَالْجمال عبد الله بن جمَاعَة وَأُخْته سارة وَالْجمال عبد الله الهيثمي والنور الشلقامي والشرف يُونُس الواحي وَالشَّمْس البالسي وناصر الدّين الفاقوسي والتاج الشرابيشي فِي آخَرين باستدعائه واستدعاء الزين رضوَان وَحج غير مرّة مِنْهَا فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ مَعَ جَانِبك الجداوي وجاور بقيتها ثمَّ بعد ذَلِك مَعَ أَبِيه وزار بَيت الْمُقَدّس وَرغب لَهُ أَبوهُ عَن مشيخة الأشرفية وتدريسها وباشرهما فِي حَيَاته وَكَذَا درس فِي غَيرهَا وَكَانَ مائلا إِلَى الْخُيُول النفيسة مَعَ ذكائه ومشاركته وتودهه ومزيد إقبال أَبِيه عَلَيْهِ مَاتَ وَهُوَ رَاجع مَعَ أَبِيه من مَكَّة وَكَانَ ابْتَدَأَ بِهِ الضعْف فِيهَا فِي سَابِع ذِي الْحجَّة بِحَيْثُ صعد وَهُوَ متوعك وَاسْتمرّ فِي ازدياد حَتَّى كَانَت وَفَاته بَين بدر والينبوع فِي يَوْم السبت ثَانِي عشرِيَّة سنة تسع وَسبعين وَكَانَ أجحف فِي دفع مَا كَانَ صحبته من صرر أهل الْحَرَمَيْنِ مَعَ مزِيد خدمتهم لَهُ بِحَيْثُ قيل أَنهم أَكْثرُوا الالتجاء إِلَى الله فِي أمره واستمروا سائرين بِهِ فِي المحفة مرحلَتَيْنِ حَتَّى دفن بالينبوع بعد تغيره تغيرا فَاحِشا ثمَّ بعد مُدَّة أحضر إِلَى الْقَاهِرَة فَدفن عِنْد أَبِيه وَمَا حمد أحد هَذَا الصَّنِيع وعد مَوته فِي حَيَاة وَالِده كَرَامَة لَهُ وَأَن عظم توجعه وَاشْتَدَّ جزعه لفقده عوضه الله الْجنَّة ورحمه وإيانا وَعَفا عَنهُ 35 {أَبُو السُّعُود) بن يُونُس بن رَجَب بن عبد العال الزبيرِي القاهري الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي ابْن أخي الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي ولد فطن قَرَأَ الْقُرْآن والمختصر فِي الْفِقْه وَغَيرهمَا ولازمني مَعَ عَمه فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين فِي سَماع أَشْيَاء على وَمن لَفْظِي بل قَرَأَ الْيَسِير وَكتب بعض تصانيفي كالتوجه للرب بدعوات الكرب وَمِمَّا سَمعه ابْن مَاجَه والعمدة وَأكْثر البُخَارِيّ مَعَ قِرَاءَة أَمَاكِن مِنْهُ وَنَحْو النّصْف الثَّانِي من النَّسَائِيّ بفواتات قَليلَة وَالْبَعْض من التِّرْمِذِيّ وَقطعَة من جَامع الْأُصُول وَمن الشفا وَمن الِاسْتِيعَاب وَالْقَصِيدَة المنفرجة وَمن تصانيفي الْمَقَاصِد الْحَسَنَة والتوجه للرب وَفِي ختوم البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه والشفا بل سمع من لَفْظِي كثيرا مِنْهَا وفارقته فِي موسم سنة أَربع وَتِسْعين ثمَّ بلغنَا أَنه سَافر مَعَ أَبِيه إِلَى الْهِنْد فِي التِّجَارَة وَكتب هُنَاكَ الْمُوَطَّأ وَغَيره ثمَّ فَارقه وَقدم مَكَّة وأنابها فِي سنة سبع وَتِسْعين فَلم يلبث أَن سمع بوفاة أَبِيه فَرجع فِيهَا لضم التَّرِكَة ولمها لطف الله بِهِ (أَبُو السُّعُود) الأسيوطي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن النَّقِيب

حرف الشين المعجمة

359 - (أَبُو السُّعُود) البزاوي الصحراوي واسْمه مُحَمَّد بن حسن قَرَأَ الْقُرْآن وَكتب الْخط الْجيد وَنسخ بِهِ كتبا وتنزل فِي جِهَات وصاهره الشَّمْس بن قمر التَّاجِر على ابْنَته فاستولدها وَتوجه هُوَ بهما بعد موت ابْن قمر إِلَى مَكَّة فجاور بهَا وَمَات هُنَاكَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء حادي عشرى ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح من الْغَد وَدفن بمقبرة الشّرف الْأنْصَارِيّ من المعلاة وَشهد الشَّافِعِي فَمن دونه دَفنه وَأَظنهُ قَارب السِّتين وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ رَحمَه الله (أَبُو السُّعُود) الْحُسَيْنِي إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ (أَبُو السُّعُود) الطوخي هُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان (أَبُو السُّعُود) الغراقي هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن أَحْمد (أَبُو سعيد) بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة هُوَ مُحَمَّد مضى 360 (أَبُو سعيد) بن عبد الرَّزَّاق أَمِين الدّين بن التَّاج بن البقري أَخُو حَمْزَة وَيحيى تدرب فِي المباشرات وباشر فِي الحمايات وقتا 36 (أَبُو سعيد) القان ملك التتار وحفيد شاه رخ واسْمه كنيته أسره حسن بك بن قرايلوك ثمَّ أَنه قَتله فِي سنة ثَلَاث وَسبعين (أَبُو سعيد) المريني صَاحب فاس وَمَا والاها فِي عُثْمَان بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم (أَبُو سهل) بن عمار فِي يحيى بن مُحَمَّد بن عمار (حرف الشين الْمُعْجَمَة) (أَبُو شعر) هُوَ عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن أبي الْكَرم 36 (أَبُو الشفا) بن فَيْرُوز فتح الدّين الطَّبِيب كَانَ حَيا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الريس القوصوني والأمشاطي وَابْن اسماعيل (حرف الصَّاد الْمُهْملَة) (أَبُو الصَّفَا) إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف (حرف الطَّاء الْمُهْملَة) (أَبُو الطَّاهِر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن وفا أَخُو أبي الْفَتْح 363 (أَبُو الطَّاهِر) بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن شمس الْمَكِّيّ وَيعرف كسلفه بالزمزمي ولد بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فأحضر فِي الرَّابِعَة مَعَ أَبِيه على ابْن صديق ختم البُخَارِيّ وَمَات بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَأَرْبَعين أرخه ابْن فَهد 364 (أَبُو الطَّاهِر) بن عبد الْكَرِيم المراكشي الْمَالِكِي مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ 365 (أَبُو الطَّاهِر) بن عبد الله المراكشي المغربي نزيل مَكَّة مَاتَ بهَا فِي شَوَّال

سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ قَرَأَ على عبد الْعَزِيز الحلفاوي قَاضِي مراكش وَغَيره وَكَانَ خيرا دينا صَالحا ذكره شَيخنَا فِي انبائه وأرخه ابْن فَهد أَيْضا (أَبُو الطَّاهِر) الْعلوِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِدْرِيس بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر (أَبُو الطَّاهِر) القادري مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن عبد الله بلكا (أَبُو الطّيب) ابْن البدراني مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز أَبُو الطّيب بن البرقي هُوَ مُحَمَّد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ فِي المحمدين 366 (أَبُو الطّيب) بن روق كريم الدّين مُحَمَّد بن الصَّدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أبي الْحسن السكندري الأَصْل القاهري شَقِيق أَحْمد الْمَاضِي وأبوهما مِمَّن نَشأ فِي كنف أَبَوَيْهِ وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَجلسَ عِنْد الْبَدْر بن الْقَرَافِيّ وجاورا بِمَكَّة وَكَانَا مَعَ ابْن الزَّمن عَليّ القَاضِي ثمَّ تعانى التوقيع وتميز فِيهِ وخدم بني الجيعان حِين إِضَافَة كِتَابَة السِّرّ لبيتهم وراج بذلك قَلِيلا وَفِي أثْنَاء ذَلِك كُله عمر دَارا بِالْقربِ من بَيت أَبِيه وأخيه من سويقة اللَّبن وَمَات فَجْأَة فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس عشري شعْبَان يَوْم فتح السد سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين وَكَانَ كل من وَلَده والشرف ابْن أَخِيه غَائِبا فَأرْسل البدري أَبُو البقا بن الجيعان من جهزه ثمَّ صلى عَلَيْهِ وَدفن بتربة البيبرسية عِنْد سلفه عَفا الله عَنهُ (أَبُو الطّيب) بن أبي الْفضل بن ظهيرة هُوَ يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة مضى (أَبُو الطّيب) بن أبي الْقسم النويري مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم 367 (ابو الطّيب) بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن علم الدّين الشَّمْس بن الزين الفارسكوري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وعماه مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم وأبوهم يُوسُف وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن الْفَقِيه يُوسُف واسْمه مُحَمَّد ولد سنة سِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بفارسكور واشتغل بهَا وَحفظ كتبا ثمَّ حضر بِالْقَاهِرَةِ عِنْد الْفَخر المقسي وَغَيره وَفهم وشارك وجاور بِمَكَّة سِنِين وأقرأ بهَا بعض أَبنَاء التُّجَّار وَرُبمَا تكسب من جدة وَنَحْوهَا ولقيني هُنَاكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَالَّتِي بعْدهَا فلازم فِي سَماع البُخَارِيّ وَمُسلم والأذكار وَغَيرهَا دراية وَرِوَايَة وَكتب لَهُ إجَازَة حَسَنَة وَهُوَ خير فَاضل كثير الأسئلة مجيد الاستحضار وَرجع مَعَ الركب آخر سنة أَربع وَتِسْعين إِلَى بَلَده فألزمه ابْن شُعْبَة بِالدُّخُولِ فِي الْقَضَاء وَكَانَ فِيمَا أَظن كَارِهًا فِيهِ وَجَاء فِي كِتَابه مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ سخط عَلَيْهِ ابْن شُعْبَة فَصَرفهُ وعوضه بِابْن خروب صبي مهمل فَلم يلبث أَن

خرج هَارِبا وَاسْتمرّ هَذَا مُقيما بِبَلَدِهِ مصروفا (أَبُو الطّيب) بن يحيى بن عبد الله الْحَنَفِيّ المزين أَبوهُ مضى فِي المحمدين 36 {أَبُو الطّيب) الأسيوطي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الرُّكْن عمر بن حسن الْمُحب بن الشَّمْس الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة ووالد أصيل الدّين مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف فِي بَلَده بِابْن الرُّكْن لقب جده الْأَعْلَى وَفِي الْقَاهِرَة بكنيته ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بأسيوط وَحفظ بهَا الْقُرْآن والشاطبية والمنهاج وألفية النَّحْو عِنْد الْمُحب بن النَّقِيب ثمَّ قدم الْقَاهِرَة بعد الْأَرْبَعين فَنزل عِنْد ابْن عَمه أبي الْحجَّاج السُّيُوطِيّ وَأخذ فِي الْقرَاءَات عَن الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي والعربية عَن خير الدّين بن الرُّومِي وتفقه بالشهاب المسيري قَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج ولازم الْمَنَاوِيّ فِي عدَّة تقاسيم وَكَذَا لَازم تِلْمِيذه الْجَوْجَرِيّ فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وَحضر أَيْضا عِنْد المقسي وَسمع فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة على الْأَرْبَعين وعَلى أم هاني الهورينية وَطَائِفَة وتدرب فِي صناعَة الشُّرُوط بِمُسلم بلديه وبابن النبيه والقرافي والنبراوي وراجع فضلاء أَرْبَاب الْمذَاهب فِي مسَائِل الْخلاف حَتَّى تميز وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة وَحسن الْفَهم والتؤدة والتثبت وجودة الْخط والعبارة فارتقى ولازال فِي ترق إِلَى أَن انْفَرد باشتغال السُّلْطَان فَمن أونه وركن النَّاس إِلَيْهِ واعتمدوه وتوسل بِهِ فِي قضايا فأنهاها كل ذَلِك مَعَ الحشمة والرياسة وَحسن الشكالة وعَلى الهمة الَّتِي رُبمَا تصل بِهِ إِلَى التعصب والالتفات للْفَقِير وَالْإِحْسَان إِلَيْهِ وَحج مرَارًا وَاسْتقر فِي خدمَة الشيخونية بعد الشّحْنَة وَكَثُرت جهاته وتزايدت وجاهته فَلَمَّا كَانَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين قَامَ على ابْن شرف حمية للشَّافِعِيّ فتمقته السُّلْطَان لعدم مُوَافَقَته لغرضه وَكَلمه بِكَلَام يَابِس بل صرح فِي أول رَجَب مَعَ كَونه غَائِبا بلعنه وَأَنه نقص من عينه وَنَحْو ذَلِك فَلم يحْتَمل هَذَا وَاسْتمرّ يتجلد ويتنهد إِلَى أَن غرق فِي صفر من الَّتِي تَلِيهَا وَلم يخلف فِي مَجْمُوعه مثله رَحمَه الله وإيانا (أَبُو الطّيب) السحولي مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ (أَبُو الطّيب) الْعَسْقَلَانِي شعْبَان بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد 369 (أَبُو الطّيب) القنبشي الْمَكِّيّ مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ مِمَّن كَانَ يحفظ الْقُرْآن ويتكسب كَانَ بزازا بدار الْإِمَارَة من مَكَّة بِحَيْثُ أثرى بعد الْفَاقَة مَعَ خير وتلاوة وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَدفن بِالْقربِ من الْقَبْر الْمَنْسُوب لأم الْمُؤمنِينَ خَدِيجَة من المعلاة وَهُوَ وَالِد المحمدين أبي الْيمن وَأبي النجا (أَبُو الطّيب) النستراوي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد (أَبُو الطّيب) النقاوسي المغربي مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن

حرف العين المهملة

يحيى بن أبي عَليّ فِي الْأَسْمَاء (حرف الْعين الْمُهْملَة) (أَبُو الْعَبَّاس) بن مَحْمُود بن أَحْمد الحصيري فِي النظام بن الحصيري من الألقاب (أَبُو الْعَبَّاس) بن سَاج هُوَ أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد بن يُوسُف (أَبُو الْعَبَّاس) بن الضيا هُوَ أَحْمد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم 370 (أَبُو الْعَبَّاس) بن أبي الْعَبَّاس النَّاشِرِيّ واسْمه عبد السَّلَام مِمَّن سمع مني بِمَكَّة (أَبُو الْعَبَّاس) بن الغمري هُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر 37 (أَبُو الْعَبَّاس) بن قاوان هُوَ ابْن الخوجا الشهير الشَّيْخ مُحَمَّد بن الخواجا الشهَاب أَحْمد بن قاوان وَأمه حبشية لِأَبِيهِ ولد وَنَشَأ فِي كنفة وَمَات أَبوهُ وَكَانَ الشريف اسحاق وَصِيّه وَلم يزل حَتَّى أنفد جلّ المخلف وَلم يتصون ثمَّ سَافر إِلَى الْقَاهِرَة فِي موسم سنة سبع وَتِسْعين وَتوجه صَاحب التَّرْجَمَة مِنْهَا فِي الَّتِي تَلِيهَا إِلَى الرّوم فبلغتنا وَفَاته فِي سنة تسع وَتِسْعين وَأَنَّهَا فِي الَّتِي قبلهَا بالطاعون ببرصا وعد ذَلِك فِي بركَة أَبِيه وجده فَإِنَّهُ كَاد أَن ينْكَشف حَاله 37 (أَبُو الْعَبَّاس) البليني مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا (أَبُو الْعَبَّاس) الْحَنَفِيّ هُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ (أَبُو الْعَبَّاس) المجدلي الْوَاعِظ هُوَ أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن دَاوُد 373 (أَبُو الْعَبَّاس) الوفائي شاد العمائر عِنْد جَوْهَر القنقباي وَمن رَافع فِيهِ أَبُو الْخَيْر النّحاس واتهم بذخائر عِنْده لمخدومه وَضرب بَين يَدي الظَّاهِر فِي سنة خمس وَخمسين وَكَانَ ذَلِك ابْتِدَاء تكلم المرافع فِي الدولة (أَبُو عبد الْقَادِر) الْمقري عَليّ بن حسن بن عَليّ بن بدر (أَبُو عبد الله) بن آجروم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد (أَبُو عبد الله) بن أبي الْخَيْر هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن 374 (أَبُو عبد الله) بن أبي الْخَيْر بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام رَئِيس المؤذنين بِمَكَّة ووالد أبي بكر الْمَاضِي وَيُسمى كأبيه مُحَمَّدًا شَارك وَالِده فِي الرياسة ثمَّ اسْتَقل بعد مَوته وَذكر لي أَن مولده سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَأَنه قَرَأَ البُخَارِيّ على الشهَاب القمني حِين مجاورته سنة إِحْدَى وَسبعين وَكَذَا سمع على أَشْيَاء ويتعانى النّظم ويرمى بِمَا كَانَ أَبوهُ يذكر بِهِ (أَبُو عبد الله) بن ظهيرة هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أَبُو عبد الله بن عبد الْكَرِيم بن ظهيرة هُوَ مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد

حرف الغين المعجمة

(أَبُو عبد الله) بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي فَارس بن عبد الْعَزِيز بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد السُّلْطَان الْمُنْتَصر بِاللَّه الحفصي المغربي وَيُسمى كأبيه مُحَمَّدًا مضى فِي الْأَسْمَاء (أَبُو عبد الله) بن الْمُحْتَسب فِي مُحَمَّد بن يُوسُف بن حُسَيْن (أَبُو عبد الله) الْأَيْسَر هُوَ مُحَمَّد بن نصر بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْأَحْمَر (أَبُو عبد الله) الريمي فِي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد (أَبُو عبد الله) الفاسي أَخُو أبي الْخَيْر هُوَ مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن أبي السرُور مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن (أَبُو عبد الله) الفيومي فِي مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد (أَبُو عبد الله) النَّاشِرِيّ هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر (أَبُو عبد الله) النويري الْمَالِكِي هُوَ مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم بن عبد الرَّحْمَن (أَبُو عبد الله) النويري الصَّغِير هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز (أَبُو الْعدْل) البُلْقِينِيّ قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان (أَبُو الْعُرْيَان) (أَبُو الْعَزْم) الْمَقْدِسِي اثْنَان مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَمُحَمّد بن حسن بن أَحْمد (حرف الْغَيْن الْمُعْجَمَة) 375 - (أَبُو غَالب) سعد الدّين إِبْرَاهِيم القبطي وَيعرف بِابْن عُوَيْد السراج كَانَ أحد الكتبة مِمَّن اخْتصَّ بِخِدْمَة الدوادار دولات باي وَصَارَ من الرؤساء مَعَ حسن المحاضرة وَالرَّغْبَة فِي مُخَالطَة الطّلبَة وَحسن الْفَهم وتجنب النَّصَارَى وَمن يدانيهم والتحنف وَجمع الْكتب وَلذَا تردد إِلَيْهِ جمَاعَة من الْفُضَلَاء والأعيان كَالشَّمْسِ الأمشاطي والشهاب الْحِجَازِي وحمدوا عقله وأدبه وَكَرمه وَلَا زَالَ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَخمسين وَدفن بحوش الصُّوفِيَّة البيبرسية بمَكَان عَلَيْهِ غلق عَفا الله عَنهُ وإيانا 376 (أَبُو غَالب) القبطي الْمُبَاشر فِي ديوَان الْخَاص مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَتِسْعين عَن بضع وَسبعين (أَبُو الغوائر) صَاحب جازان وَابْن صَاحبهَا وَهُوَ أَحْمد بن دريب 377 (أَبُو الْغَيْث) بن أبي حَامِد التلواني هُوَ عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن حسن بن حُسَيْن مِمَّن سمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية وَلم يتصون 37 {أَبُو الْغَيْث) بن خنيفس الْهُذلِيّ مِمَّن بَاشر الشَّهَادَة وَمَات فِي الْمحرم ثَمَان وَسبعين بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد (أَبُو الْغَيْث) بن زبرق فِي مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن (أَبُو الْغَيْث) بن الصفي فِي مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد (أَبُو الْغَيْث) بن كتيلة واسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله وَهُوَ سبط الشَّيْخ

حرف الفاء

مُحَمَّد الْحَنَفِيّ أمه أمة الله خلف وَالِده فِي زاويته وَيذكر بعقل وتؤدة ووجاهة وتودد 379 (أَبُو الْغَيْث) الخانكي هُوَ الْبَدْر وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الرُّكْن مُحَمَّد الفارسكوري ثمَّ النبهاني الخانكي قاضيها الشَّافِعِي ولد سنة خمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بفارسكور وَمَات أَبوهُ بِالشَّام وَهُوَ صَغِير فتحول مَعَ أمه إِلَى بنها فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَبَعض مُخْتَصر أبي شُجَاع والملحة ثمَّ انْتقل قبل استكمال عشْرين إِلَى خانقاه سرياقوس حِين صاهر قاضيها الشَّمْس الونائي لسابق صُحْبَة بَينه وَبَين جده لأمه فقطنها وَحفظ فِي الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو ولازمه فيهمَا سِيمَا الْفِقْه وَمِمَّا أَخذه عَنهُ فِي شرح الْمحلي بل قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الحَدِيث وتدرب بِهِ فِي الشَّهَادَة وَنَحْوهَا وتكسب بهَا وبالتجارة وَكَذَا قَرَأَ على الشهَاب الْبَيْرُوتِي وَأبي الْخَيْر التَّاجِر وَغَيرهمَا فِي الْفِقْه والعربية وجود الْقُرْآن على ابْن الشَّيْخ مَحْمُود وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا فِي الحَدِيث وعَلى عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد الفيومي الْكَاتِب وَأبي بكر بن عَليّ القاسمي فِي التَّوْضِيح بل حضر يَسِيرا عِنْد الْجَوْجَرِيّ وزَكَرِيا والشرف عبد الْحق السنباطي ولازمني فِي شرحي لهداية ابْن الْجَزرِي وَالْقَوْل البديع وَغَيرهمَا وكتبهما مَعَ مصنفي فِي ختم البُخَارِيّ وَغَيره من تصانيفي وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه الْبُرْهَان النعماني والشهاب بن شعْبَان الْغَزِّي وَقَرَأَ على الْعَامَّة فِي الْمدرسَة القاسمية وَكَانَ خطيبها وأقرأ بعض المبتدئين فِي الْفِقْه وَغَيره وتنزل فِي صوفية الخانقاه وناب عَن صهره فِي الْقَضَاء ثمَّ اسْتَقل بِهِ بعده إِلَى أَن أشرك مَعَه فِيهِ الْجمال عبد الله محتسبها كَانَ وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة احدى وَتِسْعين وتأسف النَّاس على فَقده وَارْتجَّ بَلَده لذَلِك وَكَانَ متميزا فَاضلا فهما عَاقِلا متوددا عفيفا رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة (حرف الْفَاء) (أَبُو فَارس) صَاحب تونس هُوَ عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر وَعبد الْعَزِيز بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد 380 (أَبُو الْفَتْح) بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن غَنَائِم البعلي الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَذَاكَ أكبر واسْمه مُحَمَّد وَيعرف بِابْن علبك بِفَتْح الْمُهْملَة وَالْمُوَحَّدَة بَينهمَا لَام سَاكِنة وَآخره كَاف ولد بعيد الْقرن بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاجين وألفية النَّحْو وَعرض على الزينين المراغي وَابْن الْقطَّان وَالْجمال الكازروني وَغَيرهم وَسمع على الأول فِي الصَّحِيحَيْنِ والشفا وَغَيرهَا ووقفت على سَمَاعه عَلَيْهِ فِي البُخَارِيّ وَكَذَا سمع على الْجمال الكازروني والمحب المطري بل وَحضر دروسهما ودروس غَيرهمَا من عُلَمَاء الْمَدِينَة وَأخذ عَن النَّجْم السكاكيني فِي شَرحه للبيضاوي

وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة وَدخل الشَّام وحلب وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَسمع من شَيخنَا بِالْقَاهِرَةِ ودمشق وَبهَا فَقَط من التقي بن قَاضِي شُهْبَة والبرهان الباعوني وتكرر دُخُوله للقاهرة وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَعمر وَانْقطع ببيته مَعَ كَونه أحد المؤذنين مديما للتلاوة ولقيته بِهِ فِي شعْبَان سنة سبع وَثَمَانِينَ فَسمِعت عَلَيْهِ بعض الصَّحِيح ثمَّ قدم مَعَ وَلَده مُحَمَّد الْقَاهِرَة مَعَ ضعفه فِي الْبَحْر فَأَدْرَكته منيته بهَا فِي رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله 38 (أَبُو الْفَتْح) بن إِبْرَاهِيم القطوري ثمَّ القاهري مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وجاور مَعَ أَبِيه فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي ثمَّ تَكَرَّرت مجاوراته بعد ذَلِك مَعَ ملازمته الكتسب فِي الْبَز وَغَيره وتودده وعقله وَأَنْشَأَ دَارا حَسَنَة على بركَة جناق وَرُبمَا خطب وَقَرَأَ فِي بعض الجوق ثمَّ ضعف حَاله وتحرك مَعَ ذَلِك فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وهيأ حَاله وَلم أَطْرَافه بل اكترى فعاقت الْقُدْرَة بِحَيْثُ كَانَت منيته فِي ربيع الثَّانِي من الَّتِي تَلِيهَا وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله 38 (أَبُو الْفَتْح) بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن زَائِد أَخُو عبد الباسط وَقَرِيب عبد اللَّطِيف وَأبي سعد الْمَذْكُورين وسبط أُخْت أبي سعد وَيعرف كسلفه بِابْن زَائِد مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَغَيره وَعرض وَدخل وعدن وزار الْمَدِينَة وَسمع مني بِمَكَّة وَمَات بَينهَا وَبَين وَادي مُرُوهُمْ عائدون بِهِ مِنْهُ اليها فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسعين وَدفن بالمعلاة 383 (أَبُو الْفَتْح) بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم البُلْقِينِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشاذلي مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين أرخه ابْن فَهد 384 (أَبُو الْفَتْح) بن أَحْمد بن عمر بن عياد الْأنْصَارِيّ الْمدنِي مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس أرخه أَبُو حَامِد المطري وَوَصفه برفيقنا وصاحبنا رَحمَه الله وَقضى عَنهُ تبعاته وَأحسن الْخلَافَة على أَوْلَاده قَالَ وَكَانَ فِيهِ خير وعقل وَحسن عشرَة جزاه الله عَنَّا خيرا 385 (أَبُو الْفَتْح) بن أَحْمد بن عِيسَى المغربي الأَصْل الْمَكِّيّ الشهير بالحمامي مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين وَدفن على أَبِيه بالمعلاة (أَبُو الْفَتْح) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا فِي المحمدين 386 (أَبُو الْفَتْح) بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد الْمَكِّيّ الزمزمي ابْن أخي شَيخنَا الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن عَليّ وأخو نابت ووالد الْجمال مُحَمَّد وَأحمد الماضيين مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ أرخه ابْن فَهد عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة وَكَانَ قد حفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو

وَغَيرهمَا وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد الْجلَال بن ظهيرة وَأخذ عَن عَمه إِبْرَاهِيم وَبِه تميز فِي الْفَرَائِض والحساب والفلك وَغَيرهَا بِحَيْثُ كتب على الجعبرية شرحا وَكَذَا على الدُّرَر اللوامع فِي الْفلك لِعَمِّهِ وَلم يخرج من مَكَّة لغير الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَكَانَ خيرا حَدثنِي ابناه أَنه مَاتَ بعد أمهما بِثَلَاثَة أَيَّام وَأَنه ذكر لَهما عِنْد دَفنهَا مَا يشْعر بالإعلام بِمَوْتِهِ فَلم يلبث أَن حم وَهُوَ رَاجع وبادر إِلَى الْمَسْجِد فَطَافَ بِالْكَعْبَةِ أسبوعا قبل مَجِيء بَيته كَأَنَّهُ ودع بل كَانَ قبل ذَلِك بِقَلِيل دَار لَيْلَة كَامِلَة على أساطين الْمَسْجِد فصلى عِنْد كل أسطوانة مِنْهُ رَكْعَتَيْنِ وعد ذَلِك فِي صَلَاحه رَحمَه الله (أَبُو الْفَتْح) بن إِسْمَاعِيل آخر هُوَ مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد (أَبُو الْفَتْح) بن بَريَّة مبَاشر منفلوط وأخو أبي الْبَقَاء الْمَاضِي وهما ابْنا شمس الدّين مُحَمَّد أخى يحيى ابْني كريم الدّين (أَبُو الْفَتْح) بن أبي بكر بن الْحُسَيْن المراغي فِي مُحَمَّد (أَبُو الْفَتْح) بن أبي بكر بن رسْلَان البُلْقِينِيّ فِي مُحَمَّد (أَبُو الْفَتْح) بن تَقِيّ هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد تَقِيّ بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد 387 (أَبُو الْفَتْح) بن حرمي هُوَ مُحَمَّد ابْن أُخْت الْبَهَاء بن حرمى وَابْن عَمه سمع مَعَه على شَيخنَا وَحضر دروس بعض الْعلمَاء وتعانى التِّجَارَة فتمول سِيمَا من أَصْنَاف وكَالَة قوصون كالصابون وسافر إِلَى الرملة وَغَيرهَا وَكَذَا حج وَقصد بالاقتراض أَو الابتياع مِنْهُ بِالنَّسِيئَةِ وَكَانَ مقداما مسيكا مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَدفن بحوش البيبرسية وَأسْندَ وَصيته لخاله وللاقصرائي وكف من رام الافتيات بِوَضْع الْيَد على تركته 38 {أَبُو الْفَتْح) بن الْبَدْر حسن بن عبد الله القاهري سبط الشَّيْخ مُحَمَّد الجندي وَيعرف بالمنصوري نِسْبَة للمنصور عُثْمَان بن الظَّاهِر جقمق واسْمه مُحَمَّد مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَاخْتَلَطَ بالمنصور قبل سلطنته وَبعدهَا فَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وَكَانَ أصل اخْتِلَاطه مَعَه أَن جده لأمه كَانَ فَقِيها لَهُ وَكَانَ يقْرَأ مَعَه عِنْده فائتلف بِهِ من صغره ودكر من أَجله وَسمع الحَدِيث مَعنا بالظاهرية الْقَدِيمَة فِي البُخَارِيّ وَغَيره فَلَمَّا اسْتَقر فِي السلطنة زَادَت وجاهته وَلَكِن كَانَت مدَّته قَصِيرَة غير أَن هَذَا لم يَنْفَكّ عَن التَّرَدُّد لبَعض الأكابر من الأتراك والمباشرين وَغَيرهم ورزق حظوة وتكرم فِي جِهَات وَصَارَ وجيها مَقْصُودا فِي الْمُهِمَّات عالي الهمة قوي الجأش متوددا مَعَ جسارته وَسُرْعَة حركته فتمول سِيمَا وَقد تكلم فِي بعض جِهَات مخطومه وَقَضَاء حَوَائِجه وَرُبمَا سَافر لَهُ لدمياط وَغَيرهَا وَحج مرَارًا وجاور قبيل مَوته قَلِيلا وَكَانَ يكثر الطّواف وَنَحْوه مَعَ إقباله على التَّحْصِيل وَرُبمَا تردد إِلَى هُنَاكَ وَأخذ مني

مصنفي الابتهاج وَزَاد تودده وَرَأَيْت من علو همته وأدبه وعقله مَا حمدته لأَجله وَكَانَ يَرْجُو ولدا ذكرا مَعَ كَونه خَائفًا من السُّلْطَان يترقب وَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا ثمَّ رَجَعَ مَعَ نَائِب جده فَمَا كَانَ بأسرع من مَوته بعد انْقِطَاعه مديدة فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل وَأسْندَ وَصيته للأتابك ومولده قريب الثَّلَاثِينَ وَخلف ابْنة وَأَبا فَلم يلبث أَبوهُ إِلَّا يَسِيرا وَمَات وَكَانَ مَذْكُورا بِالْخَيرِ رحمهمَا الله وَعَفا عَنهُ (أَبُو الْفَتْح) بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أبي بكر هَكَذَا كتبه البقاعي لم يزدْ (أَبُو الْفَتْح) بن حمام فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم 389 (أَبُو الْفَتْح) بن أبي السُّعُود بن الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد بن أبي بكر الْمرْجَانِي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ مِمَّن سمع مني بِمَكَّة (أَبُو الْفَتْح) بن سعيد بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي واسْمه مُحَمَّد مضى (أَبُو الْفَتْح) بن صَالح مُحَمَّد بن صَالح بن عمر بن رسْلَان وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن صَالح (أَبُو الْفَتْح) بن ظهيرة مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة 390 (أَبُو الْفَتْح) بن عبد الرَّحِيم بن صَدَقَة المَخْزُومِي المحرقي الأَصْل الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ مِمَّن جاوره مَعَ أَبِيه بِمَكَّة وَكَذَا بِالْمَدِينَةِ سنة تسعين وَقَرَأَ بهَا مُسْند الشَّافِعِي على قاضيها الْمَالِكِي الشَّمْس السخاوي وَحل عَلَيْهِ قبل ذَلِك فِي الْمَدِينَة أَيْضا نظر الشهَاب الأبشيطي ثمَّ جاور مَعَ أَبِيه أَيْضا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَقَرَأَ على الْعَامَّة وَأَقْبلُوا عَلَيْهِ وَهُوَ عَاقل لَا بَأْس بِهِ رَجَعَ فِي البرفقاسي شدَّة فَركب هُوَ وابوه الْبَحْر من الينبوع (أَبُو الْفَتْح) بن عبد الْقَادِر فِي الفاسي قَرِيبا 39 (أَبُو الْفَتْح) بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن يُوسُف بن الْحسن بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عبد الله الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ واسْمه مُحَمَّد ولد بعد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَحضر فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ على سُلَيْمَان السقا ثمَّ سمع وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَمَات بهَا فِي يَوْم الْأَحَد رَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَذكره البقاعي مُجَردا (أَبُو الْفَتْح) بن عَليّ بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الْقرشِي نِسْبَة للقرشية بِالْقربِ من زبيد الْيَمَانِيّ الْمَاضِي أَبوهُ واخوته عبد المحسن وَعبد الرؤوف بَيت شهير بالصلاح وَالْخَيْر وَالْجَلالَة 39 (أَبُو الْفَتْح) بن عَليّ الكالفي الْهِنْدِيّ جاور بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ فَأخذ عَنهُ الْفَخر أَبُو بكر بن ظهيرة النَّحْو وَله فِيهِ مؤلف وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان

وَغَيرهَا (أَبُو الْفَتْح) بن الغمري هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر 393 (أَبُو الْفَتْح) بن أبي الْقسم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْيَمَانِيّ الْآتِي أَبوهُ وَولده أَبُو الْقسم والماضي أَخُوهُ أَحْمد وَيعرف بِابْن مطير ولد سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَمَات سنة ثَلَاث وَسبعين (أَبُو الْفَتْح) بن الْمُحب بن ظهيرة مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة 394 (أَبُو الْفَتْح) بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشكيلي الْمدنِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ 395 (أَبُو الْفَتْح) بن الرضي أبي حَامِد مُحَمَّد بن أَحْمد فتح الدّين بن الضيا الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو أبي اللَّيْث ولد فِي ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وسافر إِلَى الْهِنْد بعيد السّبْعين مَعَ أَخِيه عمر وتخلف عَنهُ بمندوة وَتزَوج بهَا وَولد لَهُ وَأقَام بهَا إِلَى بعد الثَّمَانِينَ وَعَاد إِلَى مَكَّة بعد موت زَوجته وَجلسَ بِمَكَّة يَسِيرا وَتوجه إِلَى مصر بحرا بأولاده وَعِيَاله فأدركه أَجله ببركة الْحَاج فِي أول رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَحمل إِلَى تربة الشَّيْخ عبد الله المنوفي فَدفن بهَا وَأرْسل أَوْلَاده وَعِيَاله إِلَى مَكَّة مَعَ الْحجَّاج فِيهَا رَحمَه الله وعوضه خيرا 396 (أَبُو الْفَتْح) بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مكينة الطَّائِفِي قاضيها ظنا مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة أَو قبله سنة أَربع وَثَمَانِينَ بِمَكَّة بعد ضعف يَوْم وَاحِد ذكره ابْن فَهد 397 (أَبُو الْفَتْح) بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عَادل الْحُسَيْنِي الْمدنِي الْمَاضِي أَبوهُ مَاتَ بعد الثَّمَانِينَ بِالْمَدِينَةِ عَن إِحْدَى وَعشْرين سنة وَكَانَ قد حفظ الْمُخْتَار وأربعي النَّوَوِيّ وجود الْخط وتكسب بالنساخة 39 {أَبُو الْفَتْح) بن النَّجْم مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عمر بن السكاكيني الْمَاضِي أَبوهُ سمع بِالْمَدِينَةِ فِي سنة خمس وَأَرْبَعين على زَيْنَب ابْنة اليافعي المسلسل بِقِرَاءَة الفتحى (أَبُو الْفَتْح) بن مُحَمَّد بن مظفر الدّين مظفر بن عبد الله بن مُحَمَّد مضى فِي المحمدين 399 (ابو الْفَتْح) وَيُسمى مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْعَنْبَري وَالِد عبد الْقَادِر وأخو مُحَمَّد الماضيين مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين 400 (أَبُو الْفَتْح) بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن هَاشم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن نصر الله بن أَحْمد الْبَهَاء بن القَاضِي نَاصِر الدّين الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ عَم الْعِزّ أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وأخو آمِنَة ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل وتميز بوفور ذكائه وَتقدم فِي صناعَة الوثائق وَالْقَضَاء وتنزل فِي الْجِهَات وَحج وَدخل الشَّام وناب فِي الْقَضَاء عَن الْمجد سَالم وَغَيره وَامْتنع الْعَلَاء بن المغلي وَغَيره من ذَلِك وَكَذَا نَاب فِي

التدريس بِجَامِع الْحَاكِم عَن ولد الْمجد وَكَانَ قد سمع على أَبِيه وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ بعض أَصْحَابنَا وَلم يكن بِأَهْل للأخذ عَنهُ لادمانه المجاهرة بأنواع الْفسق وَمَا يخل بالمروءة إِلَّا أَنه قبل مَوته ألزمهُ قَاضِي الْحَنَابِلَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ بِعَدَمِ الْخُرُوج من خلوته وأجرى عَلَيْهِ مَا يَكْفِيهِ فَحسن حَاله بِالنِّسْبَةِ لما كَانَ أَولا وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمسين عَفا الله عَنهُ ورحمه وإيانا (أَبُو الْفَتْح) بن وفا فِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد 40 (أَبُو الْفَتْح) بن محيي الدّين بن عبد السَّلَام القليبي السخاوي شيخ الطَّائِفَة القليبية مَاتَ فِي أثْنَاء الْمحرم سنة تسع وَسبعين رَحمَه الله (أَبُو الْفَتْح) بن البُلْقِينِيّ فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن رسْلَان (أَبُو الْفَتْح) بن القاياتي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب (أَبُو الْفَتْح) بن الْمرْجَانِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف (أَبُو الْفَتْح) الْجَوْهَرِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله (أَبُو الْفَتْح) الْحِجَازِي الْمكتب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد (أَبُو الْفَتْح) الرسام مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله (أَبُو الْفَتْح) الزرندي جمَاعَة قَاضِي الْمَدِينَة مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن الْحسن وَابْن أَخِيه عبد الْوَهَّاب وحفيد هَذَا ابْن سعيد بن أبي الْفَتْح (أَبُو الْفَتْح) السوهائي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسماعيل (أَبُو الْفَتْح) الطيي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم 40 (أَبُو الْفَتْح) الفاسي هُوَ مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن القَاضِي شرف الدّين بن المحيوي الحسني الفاسي الْحَنْبَلِيّ ولد بِمَكَّة فِي صفر سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة وأحضر بهَا على الْعِزّ مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْقُدسِي الْحَنْبَلِيّ القَاضِي مجْلِس نظام الْملك وَغَيره وعَلى أَحْمد الفاسي وَابْن سَلامَة مشيخة الْفَخر بأفوات فِي آخَرين كَابْن الْجَزرِي وَابْن طولوبغا وَالشَّمْس الشَّامي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة مولده الزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ وَجمع واشتغل على عدَّة من الواردين مَكَّة كَأبي شَعْرَة وَابْن الرزاز وناب عَن عَمه السراج عبد اللَّطِيف فِي الْقَضَاء والإمامة بمقام الْحَنَابِلَة إِلَى أَن مَاتَ وَدخل بِلَاد الْعَجم فِي أَوَاخِر سنة أَرْبَعِينَ ثمَّ عَاد لمَكَّة وَبهَا مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَدفن بالمعلاة عِنْد سلفه (أَبُو الْفَتْح) الفوي مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر (أَبُو الْفَتْح) الفيومي أَحْمد بن عبد النُّور بن أَحْمد (أَبُو الْفَتْح) القمني الْوَاعِظ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يحيى (أَبُو الْفَتْح) المراغي مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن بن عمر

(أَبُو الْفَتْح) المنصوري مُحَمَّد بن الْبَدْر حسن بن عبد الله مضى قَرِيبا 403 (أَبُو الْفَتْح) المنوفي هُوَ أَحْمد بن عَليّ بن عَليّ بن عِيسَى القلعي الشَّافِعِي ولد فِي أَوَائِل سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا وأقرأ المماليك فِي الطَّبَقَة الصندلية وتدرب فِي اللِّسَان التركي وَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عِنْد يشبك من مهْدي ورفيقه تغرى بردى القادري وَلذَا كَانَ أَولهمَا بعد ترقية يحسن إِلَيْهِ وَأم بِجَامِع القلعة ثمَّ ترقى حَتَّى نَاب فِي الْقَضَاء بل سَافر قَاضِي الْمحمل غير مرّة وأهانه الأتابك ازبك مرّة مِنْهَا بِمَكَّة بِالضَّرْبِ وَغَيره ثمَّ بعد سِنِين أَمر السُّلْطَان بصرفه عَن النِّيَابَة وَاسْتمرّ حَتَّى أَعَادَهُ زَكَرِيَّا بسفارة تغرى بردى الْمشَار إِلَيْهِ وَلم يكن بِذَاكَ المرضي مَعَ كَثْرَة تِلَاوَته ولازال يتقهقر حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَبَلغنِي أَن أَبَاهُ كَانَ أَيْضا قَاضِيا بالقلعة عَفا الله عَنهُ (أَبُو الْفَتْح) المنوفي آخر نَائِب جدة هُوَ الْبَدْر مُحَمَّد بن الْعِزّ مُحَمَّد 404 (أَبُو الْفَتْح) النعماني نِسْبَة لأبي عبد الله بن النُّعْمَان كَانَ ذَا صَوت جَهورِي يُعْطي الْحُرُوف فِي الْقِرَاءَة حَقّهَا وَيقْرَأ طَريقَة عرفت بِهِ بِحَيْثُ يُقَال الْقِرَاءَة النعمانية (أَبُو الْفَتْح) الْوَاعِظ الْحُسَيْنِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن معمر وَآخر مضى فِي القمني 405 (أَبُو الْفرج) بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن نَاصِر الدّين بن الْقطَّان الْمدنِي أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ 406 (أَبُو الْفرج) بن عبد الْوَهَّاب بن التقي مُحَمَّد بن صَالح بن اسماعيل الْكِنَانِي الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد الْمَاضِي وأبوهما مِمَّن حفظ الألفية وَغَيرهَا واشتغل يَسِيرا وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي وسافر إِلَى الْقَاهِرَة فغرق فِي رُجُوعه مِنْهَا بَين الطّور والينبع آخر سنة احدى وَسِتِّينَ (أَبُو الْفرج) بن قَاسم فِي مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن قَاسم 407 (أَبُو الْفرج) بن النَّجْم مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ أمه حبشية لِأَبِيهِ مَاتَ صَغِيرا 40 {أَبُو الْفرج) بن مَحْمُود بن عاذل الْحُسَيْنِي الْحَنَفِيّ الْمدنِي أَخُو مُحَمَّد وَأبي السعادات الماضيين وَيُسمى مُحَمَّدًا مِمَّن اشْتغل وَفضل وَكتب الْخط الْجيد وَكتب بِهِ أَشْيَاء رَحمَه الله وَأَظنهُ أَبَا الْفَتْح الْمَاضِي قَرِيبا (أَبُو الْفرج) الكازروني هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود (أَبُو الْفرج) المراغي مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن بن عمر 409 (أَبُو الْفرج) اليعقوبي النَّصْرَانِي بطرِيق النَّصَارَى لَا رحم الله فِيهِ مغرز إبرة

هلك فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَخمسين وَأُلْقِي فِي حفرته من الْغَد 410 (أَبُو الْفرج) الْمَنْسُوب إِلَيْهِ بَيت ابْن أبي الْفرج وأجلهم الْفَخر عبد الْغَنِيّ صَاحب الفخرية كَانَ اسْمه عبد الرَّزَّاق ولقب بعد إِسْلَامه تَاج الدّين وَأول مَا تنبه كتب نقطيا ثمَّ تنقلت بِهِ الْأَحْوَال حَتَّى تدركها ثمَّ عمل الْولَايَة بهَا ثمَّ ترقى للوزارة وَمَات فَقِيرا فِي أَوَائِل الْقرن 41 (أَبُو الْفَضَائِل) بن الشهَاب أَحْمد بن أبي الْبَقَاء بن أَحْمد بن الضياء الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ مِمَّن صمع مني بِمَكَّة (أَبُو الْفَضَائِل) المرشدي فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم (أَبُو الْفضل) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْكَمَال مُحَمَّد بن الْمُحب أبي الْفضل النويري الْمَكِّيّ خطيبها الشَّافِعِي وَالِد أبي الْفضل الْآتِي قَرِيبا وَيُسمى كل مِنْهَا مُحَمَّدًا مضيا فِي المحمدين (أَبُو الْفضل) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا غرق وَهُوَ عبد الرَّحْمَن مضى (أَبُو الْفضل) ابْن أخي الريس فِي أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله (أَبُو الْفضل) بن أَسد فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَسد (أَبُو الْفضل) بن الإِمَام المغربي الْمَالِكِي فِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن وَسمي المقريزي وَالِده يحيى بن عبد الرَّحْمَن وَهُنَاكَ تَرْجَمته (أَبُو الْفضل) بن الإِمَام الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي هُوَ الْمُحب مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب (أَبُو الْفضل) بن الأوجاقي فِي عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد 41 (أَبُو الْفضل) بن البحلاق مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ قد بَاشر تقدمة الدولة غير مرّة وظلم وَلكنه لم يمت حَتَّى خذل وأهين وقاسى شدَّة وَقلة (أَبُو الْفضل) بن البرقي فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ (أَبُو الْفضل) بن البقري فِي مجد الدّين من الألقاب (أَبُو الْفضل) بن جُلُود فِي علم الدّين (أَبُو الْفضل) بن الْجمال الْمرْجَانِي الْمَكِّيّ أَخُو أبي الْفَتْح الْمَاضِي هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ (أَبُو الْفضل) بن حجر أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد أستاذنا (أَبُو الْفضل) بن الْحَنَفِيّ فِي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حسن وَسَماهُ بَعضهم مُحَمَّدًا (أَبُو الْفضل) بن الردادي فِي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله (أَبُو الْفضل) بن الزين هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْخَيْر بن حُسَيْن مضى (أَبُو الْفضل) بن ظهيرة جمَاعَة الْكَمَال مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة وحفيده مُحَمَّد بن أَحْمد سبط ابْن اليافعي وَالْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (أَبُو الْفضل) بن عبد الرَّحْمَن النويري مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز

413 - (أَبُو الْفضل) بن عبد السَّلَام بن أبي الْفَتْح بن تَقِيّ الكازروني الْمدنِي مِمَّن سمع مني بهَا 414 (أَبُو الْفضل) بن القَاضِي عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن صَالح الْمدنِي ابْن عَم الشَّمْس مُحَمَّد بن فتح الدّين مُحَمَّد الْمَاضِي مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل عِنْد الشهَاب البيجوري حِين كَانَ بِالْمَدِينَةِ وتميز فِي الْمِيقَات بل بَلغنِي أَنه كَانَ فَاضلا وَهُوَ مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ بل سمع على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين 415 (أَبُو الْفضل) بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن يُوسُف الزرندي الْمدنِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ كَانَ فَاضلا 416 (أَبُو الْفضل) بن عبد الْوَهَّاب بن عبد اللَّطِيف بن عَليّ بن عبد الْكَافِي السنباطي القاهري الشَّافِعِي الْكَاتِب الْأَعْرَج وَيُسمى مُحَمَّدًا نَشأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وجود الْخط على يس وبرع وتكسب بالنساخة مَعَ التصدي للتكتيب فِي أَيَّام بل يَنُوب فِي الأشرفية وَغَيرهَا فِي ذَلِك وَرُبمَا اشْتغل يَسِيرا عِنْد بلديه عبد الْحق وَغَيره وَبعد أَبِيه جلس فِي دكانه بالشرب قَلِيلا ثمَّ ترك ويجتمع مَعَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السنباطي الكتبي فِي عَليّ (أَبُو الْفضل) بن عرب موقع الأتابك أزبك فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ 417 (أَبُو الْفضل) بن عِيسَى بن عَليّ بن عِيسَى الْبَدْر بن الشّرف الأقفهسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيُسمى مُحَمَّدًا ولد فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بحارة الأقفهسيين وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية الحَدِيث والنحو وَجمع الْجَوَامِع وَعرض على جمَاعَة كالجوجري والعبادي وَابْن الصَّيْرَفِي والشرف مُوسَى البرمكيني ولازم الشَّمْس بن سولة فِي الْفِقْه وَكَذَا الشَّمْس بن سمنة بل قَرَأَ على الشَّمْس البامي والزين زَكَرِيَّا والبرهان بن أبي شرِيف وَعبد الْحق والديمي وَعبد الْقَادِر الحريري وَشَيْخه الْبَدْر المارداني وَآخَرين فِي الْفِقْه وَأَصله والعربية والفرائض والحساب والْحَدِيث ولازمني كثيرا فَقَرَأَ شرح ألفية الْعِرَاقِيّ بِتَمَامِهِ وَجَمِيع مُسلم وَأكْثر البُخَارِيّ وَسمع أَشْيَاء وَهُوَ فهم عَاقل سَاكن تكسب تَحت نظر أَبِيه ثمَّ ترك مَعَ خير وَعدم اشْتِغَال بِمَا لَا يعنيه وَحج فِي سنة سِتّ وَتِسْعين 41 {أَبُو الْفضل) بن قطارة بَاشر ديوَان المرتجع وقتا وصاهر العلمي بن الجيعان على ابْنَته فَرح وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وَتركت لَهُ ابْنة (أَبُو الْفضل) بن أبي اللطف عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور 419 (أَبُو الْفضل) بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي الْكَمَال الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن الصفي لكَون أَبِيه كَانَ سبط الصفي

الطَّبَرِيّ سمع من وَالِده والعز بن جمَاعَة وَالْحسن بن عبد الْعَزِيز الْأنْصَارِيّ وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَحدث وَكَانَ يعْمل الْعُمر ويبيعها ويتردد من مَكَّة إِلَى الْيمن حَتَّى أدْركهُ الْأَجَل بزبيد فِي سنة أَربع عشرَة ذكره الفاسي (أَبُو الْفضل) بن المراغي هُوَ الْكَمَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن مضى (أَبُو الْفضل) بن الْمصْرِيّ فِي مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ (أَبُو الْفضل) بن أبي المكارم فِي أبي الْفضل بن ظهيرة قَرِيبا 420 (أَبُو الْفضل) بن مُوسَى بن أبي الهول أَخُو أبي البركات كَانَ عَامل ديوَان الْأَشْرَاف وَحج مَعَ ياقوت الافتخاري ثمَّ مَعَ عبد اللَّطِيف العثماني وَتُوفِّي فِي رُجُوعه مَعَه بحدرة دامة وَدفن عِنْد سَيِّدي مَرْزُوق وَخلف عبد الْقَادِر ومحمدا (أَبُو الْفضل) بن وفا هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وجده أَيْضا يكنى أَبَا الْفضل كَمَا تقدم قَرِيبا (أَبُو الْفضل) الأقفهسي التَّاجِر مضى قَرِيبا فِي ابْن عِيسَى (أَبُو الْفضل) الْحَنَفِيّ فِي ابْن الْحَنَفِيّ قَرِيبا وَأَنه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حسن (أَبُو الْفضل) السنباطي الْمكتب مضى قَرِيبا فِي ابْن عبد الْوَهَّاب (أَبُو الْفضل) الْعِرَاقِيّ هُوَ عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن (أَبُو الْفضل) الْقزْوِينِي فِي عماد الدّين (أَبُو الْفضل) الْمحلي فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد (أَبُو الْفضل) الْمرْجَانِي فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر وَقد أُشير إِلَيْهِ قَرِيبا (أَبُو الْفضل) المشدالي المغربي هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد (أَبُو الْفضل) المنوفي إِمَام الزَّاهِد هُوَ مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد (أَبُو الْفضل) النويري اثْنَان مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد إِمَام الكاملية بِمَكَّة وخطيب مَكَّة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْمَاضِي أَبوهُ فِي أبي الْفضل بن أَحْمد قَرِيبا 42 (أَبُو الْفَوْز) هُوَ مُحَمَّد بن خَالِد بن مُحَمَّد القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف كأبيه بِابْن زين الدّين ولد وَنَشَأ فتولع بالاشتغال وَحضر عِنْد الْفَخر المقسي والجوجري وَغَيرهمَا فِي الْفِقْه وَغَيره وَعند خَالِد فِي النَّحْو ولازمني مديدة ثمَّ انْفَصل مَعَ تكَرر تردده وَله حافظة يحفظ بهَا فروعا ومتونا وَنَحْو ذَلِك وَرُبمَا خبط وَأما فاهمته فضعيفة جدا وَالْغَالِب عَلَيْهِ التعتعة والخفة وَقد تكسب بِالشَّهَادَةِ وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا وخطب فِي جامعهم بل اسْتَقر بِهِ تغرى بردى القادري فِي خطابة جَامع المغاربة وصاهر ابْن بيانة المعامل على ابْنَته واستولدها ثمَّ فَارقهَا وَكثر تردده لناظر الْخَاص ابْن الصَّابُونِي وتوصل بِهِ فِي استقراره أحد

حرف القاف

جمَاعَة الخشابية وَلَا زَالَ حَتَّى أدرجه الزبني زَكَرِيَّا فِي النواب المجددين وَجلسَ بحانوت قناطر السبَاع (أَبُو الْفَوْز) بن البريدي مُحَمَّد بن عَليّ بن عَادل (أَبُو الْفَوْز) ربيب الأمشاطي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن (أَبُو الْفَيْض) مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله (حرف الْقَاف) 42 - (أَبُو الْقسم) بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن جعمان الشّرف الصريفي الذؤالي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي خَال الْجمال مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْمَاضِي من بَيت علم وَصَلَاح ولد سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن سِتّ فَتخرج بقريبه الإِمَام الشهَاب أَحْمد بن عمر بن جعمان وانتفع بِهِ فِي الْفِقْه والعربية وارتحل إِلَى زبيد فَقَرَأَ بهَا الْفِقْه أَيْضا على الطّيب النَّاشِرِيّ والعربية على الْفَقِيه عبد الْوَهَّاب النَّاشِرِيّ وبرع ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده فتصدى للتدريس والافتاء وَقَضَاء حوائج الْمُسلمين ورزق قبولا تَاما وجاها عريضا كل ذَلِك مَعَ الْعِبَادَة بِحَيْثُ انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْعلم وَالصَّلَاح وَلما قدم ابْن الْجَزرِي زبيد سنة ثَمَان وَعشْرين أَخذ عَنهُ عدَّة الْحصن الْحصين وَغَيره وَكَانَ يجله ويعظمه مَعَ أَنه كَانَ حِينَئِذٍ فِي شبيبته مَاتَ فِي آخر ربيع الثَّانِي سنة سبع وَخمسين وتأسف النَّاس على فَقده وَأطَال صاحبنا الْكَمَال مُوسَى الذؤالي تَرْجَمته فِي صلحاء الْيمن وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ رَحمَه الله 423 (أَبُو الْقسم) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير بن عَليّ بن عُثْمَان الشّرف الْحكمِي الأَصْل من حكماء حَوْض الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن مطير من بَيت كَبِير بِالْيمن فأبوه وجده وَأَبوهُ من الثَّامِنَة ولد سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة وَخلف وَالِده فِي التدريس والإفتاء وانتهت إِلَيْهِ الرياسة بِبَلَدِهِ علما وَعَملا وصلاحا ووجاهة وَله كرامات مِنْهَا أَن الْبَدْر حسن بن عَليّ بن يُوسُف بن أبي الْأصْبع قَالَ بَيْنَمَا أَنا أتحدث مَعَه بِمَكَّة فِي قدمة قدمهَا علينا إِذْ ضرب بِرجلِهِ الْحَائِط ضَرْبَة شَدِيدَة فَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ إِن أَخَاك الْبَدْر حُسَيْنًا رَاكب الْآن فِي سفينة وهاج عَلَيْهِم الْبَحْر فمالت السَّفِينَة وكادت أَن تنْقَلب فدعمتها برجلي حَتَّى اعتدلت وَأَنه ضبط التَّارِيخ فَلَمَّا جَاءَ أَخُوهُ أخبرهُ بذلك فِي ذَاك الْوَقْت مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين بِبَلَدِهِ بَيت حُسَيْن وعينه الأهدل بِيَوْم السبت منتصفه وَلكنه تردد فِي مولده بَين سنة أَربع أَو ثَلَاث وَقَالَ انه خلف أَخَاهُ عبد الله فدرس وَأفْتى وَأقَام بالزاوية وَفِي حوائج أهل الْقرْيَة من الاصلاح والشفاعات لحسن خلقه وَأَنه جمع فِي مَنَاقِب وَالِده جُزْءا بل

صنف فِي اسْتِحْبَاب صَلَاتي رَجَب وَشَعْبَان زاعما انتصاره فِيهِ مِمَّن أنكرهما وَأَنه رد عَلَيْهِ فِي كتاب سَمَّاهُ الْكِفَايَة وَذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ فِي تَرْجَمَة الأهدل فَقَالَ وَمن المعاصرين لَهُ هُنَاكَ الْآن الْفَقِيه الْكَبِير الْعَلامَة الصَّالح أَكثر الْعلمَاء فِي ذَلِك الْقطر وَإِلَى فتواه يسكنون وبفعله يقتدون أَخْبرنِي الصنو حَافظ الدّين عبد الْمجِيد بن عَليّ النَّاشِرِيّ أَنه اجْتمع بِهِ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فَأثْنى عَلَيْهِ بِحسن الْخلق وسهولة الطَّبْع وَأَنه مَحْبُوب الطلعة مشكور من رَآهُ أحبه انْتهى وَكَذَا اجْتمع بِابْن زقاعة وَعبد الرَّحْمَن بن اليافعي وَكَانَ يعظم صَاحب التَّرْجَمَة وَيرْفَع من شَأْنه رَحمَه الله وإيانا 424 (أَبُو الْقسم) بن أَحْمد بن حسن الجدي الأَصْل الْمَكِّيّ أَخُو حسن الْمَاضِي وأبوهما وَيعرف كسلفه بالحنش مَاتَ بجدة فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة أرخه ابْن فَهد 425 (أَبُو الْقسم) بن أَحْمد بن قَاسم بن عَليّ بن حُسَيْن بن قَاسم الذويد الشهير بالذيب مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد 426 (أَبُو الْقسم) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الحوراني الأَصْل الْمَكِّيّ المولد أَخُو عبد الله وَأبي بكر الْمَذْكُورين وَرُبمَا دعِي بقاسم ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَقَرَأَ فِي الْقُرْآن وَغَيره عِنْد الْفَقِيه حسن الطلخاوي وَسمع عَلَيْهِ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِمَكَّة بعض الصَّحِيح بِقِرَاءَة ابْن عَمه يحيى بن عمر وَغير ذَلِك وَمن لَفْظِي المسلسل وَغَيره 427 (أَبُو الْقسم) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي الشّرف بن أبي الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي وَالِد عبد الْقَادِر الْمَاضِي نَشأ فحفظ الْقُرْآن والرسالة وألفية النَّحْو وَسمع فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ على الْعَفِيف النشاوري بلدانيات السلَفِي وأربعي الثَّقَفِيّ وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ الْمُحب الصَّامِت وَأَبُو الهول وَابْن حَاتِم والتاج الصردي وَخلق وَدخل الْقَاهِرَة واليمن مرَارًا وبغداد بِقصد زِيَارَة الشَّيْخ عبد الْقَادِر ودمشق وزار بَيت الْمُقَدّس وَأخذ الْفِقْه بِبَلَدِهِ عَن الشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي وَعبد الْقوي البجائي وَالِد أبي الْخَيْر وبالقاهرة عَن الْبِسَاطِيّ وناب فِي الْقَضَاء عَن التقي الفاسي وَعين للاستقلال بِهِ بعده فَمَاتَ ودرس بعده فِي درس نَاصِر الدّين بن سَلام بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَكَذَا بالبنجالية برغبة التقي لَهُ عَنْهَا وَاخْتصرَ مخنصر الْمُتَيْطِيَّة لِابْنِ هَارُون فِي مُجَلد وتصدر وَأفْتى وَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْنه وَهُوَ الْمُفِيد لي مُعظم تَرْجَمته وَكَانَ بارعا فِي الْفِقْه وَالْأَحْكَام ذَا نظم يسير مَاتَ فِي الطَّاعُون بِالْقَاهِرَةِ فِي احدى الجماديين سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة

خَارج بَاب النَّصْر وَلم يكمل السِّتين رَحمَه الله وإيانا 42 {أَبُو الْقسم) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن فَهد الشّرف مُحَمَّد بن الْمُحب أبي بكر بن التقي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شَقِيق عبد الرَّحْمَن ووالد عبد الرَّحْمَن الماضيين وَأَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد ولد فِي عشَاء لَيْلَة السبت ثَانِي عشر ربيع الأول سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والتنبيه وألفية النَّحْو وَجل ألفية الحَدِيث أَو جَمِيعهَا وَعرض على جمَاعَة وأحضره عَمه النَّجْم عمر على غير وَاحِد بل أسمعهُ الْكثير معي فِي سنة سِتّ وَخمسين ثمَّ مَعَ غَيْرِي بعْدهَا وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة ودمشق وَغَيرهمَا فَسمع من طَائِفَة واشتغل بِمَكَّة على الزين خطاب فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وعَلى إِمَام الكاملية والجوجرى وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه للشذور وَأذن لَهُ فِي النَّحْو ولازم القَاضِي وأخاه الفخري وسافر إِلَى بِلَاد الْهِنْد وَغَيرهَا وَكَانَ مَعَه فتح الْبَارِي بِخَط أَبِيه فقدمه لبَعض مُلُوكهمْ واستغرق هُنَاكَ وَمَشى على طَريقَة الصَّالِحين وساعده كرم أَصله وفتوته ورسائله وَارِدَة على أَبِيه وَعَمه ثمَّ على ابْن عَمه وَأَنه فِي خير وبركة ثمَّ بلغنَا أَن دَاره نهبت فِي فتْنَة هُنَاكَ وتألم السُّلْطَان لهَذَا وَأمر بِنَهْب من نسب لَهُ ذَلِك وَلما كنت هُنَاكَ بعد الثَّمَانِينَ أرسل يطْلب مِنْهُ القَوْل البديع وَغَيره من تصانيفي فجهزها لَهُ وَعَاد إِلَى مَكَّة بعد التسعين وَمَعَهُ زَوجته الَّتِي اتَّصل بهَا هُنَاكَ فحج وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة ثمَّ رَجَعَ لانتظام أمره هُنَاكَ وَكَون لَهُ فِي الْيَوْم دِينَار بعد أَن سمع مني أَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا بل وَكتب بعض ذَلِك وَكتب لَهُ عَمه فهرستا لبَعض مروياته ثمَّ ابْن عَمه أَرْبَعِينَ من المسلسلات وَهُوَ ظريف فطن لَبِيب خَفِيف الرّوح جيد الْفَهم وَأَظنهُ ينظم الشّعْر 429 (أَبُو الْقسم) بن أَحْمد بن مُحَمَّد وَقَالَ بَعضهم أَبُو الْقسم بن مُحَمَّد بن اسماعيل البلوي الْبُرْزُليّ نزيل تونس وَأحد أَئِمَّة الْمَالِكِيَّة بِبِلَاد الْمغرب وَصَاحب الْفَتَاوَى المتداولة وَهِي فِي مجلدين قدم الْقَاهِرَة حَاجا فِي سنة ثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لشَيْخِنَا بل أَخذ عَنهُ غير وَاحِد مِمَّن لقيناه كأحمد بن يُونُس وأرخ بَعضهم وَفَاته بتونس فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَبَعْضهمْ فِي الَّتِي قبلهَا عَن مائَة وَثَلَاث سِنِين وَحِينَئِذٍ فَهُوَ آخر من فِي الْقسم الأول من مُعْجم شَيخنَا وَأما آخِرهم مُطلقًا فالبرهان الباعوني وَكَانَ الْبُرْزُليّ مَوْصُوفا بشيخ الْإِسْلَام (أَبُو الْقسم) بن أَحْمد بن مُحَمَّد النويري مضى فِي عبد الْعَزِيز 430 (أَبُو الْقسم) بن أَحْمد بن مُحَمَّد المتيجي الفوي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ مِمَّن نَشأ

شافعيا على مَا صَار إِلَيْهِ أَمر أَبِيه وَأخذ عَن الْبَدْر بن الْخلال ثمَّ عَن الْفَخر المقسي وزَكَرِيا وَكَذَا تردد إِلَيّ وَقَرَأَ على الديمي قَلِيلا بِحَيْثُ درس وَأفْتى وَكَانَ يتجاذب مَعَ أبي النجا بن خلف اللآتي بِحَيْثُ ترك فوة وقطن اسكندرية وناب فِي قَضَائهَا ثمَّ صرفه الدرشابي وَقدم الْقَاهِرَة فعقد الميعاد بالأزهر تشبها بِالْمُشَارِ إِلَيْهِ وتوصل حَتَّى نَاب عَن زَكَرِيَّا فِي البرلس عوضا عَن الْعَلَاء ابْن شَيْخه الْبَدْر بن الْخلال وَتوجه فناكده أحد مشايخه ميلًا مِنْهُ وَمن غَالب أهل الْبَلدة إِلَى الْعَلَاء فعال وَعمل الميعاد قَلِيلا وَلم يلبث أَن توعك فَعَاد سَرِيعا إِلَى فوة فبمجرد وُصُوله إِلَيْهَا مَاتَ وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَ حفظه أَكثر من فهمه عَفا الله عَنهُ 43 (أَبُو الْقسم) بن أَحْمد بن مَسْعُود بن غَالب بن الْحَاجة وَوَصفه ابْن عزم بشيخنا وَأَنه مَاتَ سنة بضع وَثَلَاثِينَ 43 (أَبُو الْقسم) بن اسماعيل بن أَحْمد الْملك المسعود أحد بني رَسُول تملك الْيمن مُدَّة ثمَّ خرج عَلَيْهِ عبيد الدولة وأمرائها يافع وملكوا طفْلا من أقربائه فتسحب هَذَا إِلَى زيلع وَلم يلبث أَن انتزع على بن طَاهِر وَأَخُوهُ عَامر المملكة من الطِّفْل ورسخت قدمهما ولازال هَذَا يتنقل حَتَّى اسْتَقر بكنباية وَهُوَ الْآن سنة تسع وَتِسْعين بهَا 433 (أَبُو الْقسم) بن أبي بكر الغسان الْفَقِيه الصَّالح الْعَالم الْعَامِل تفقه بالطيب النَّاشِرِيّ وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وانتفع بِهِ جمَاعَة فِي الْعلم وَالْعَمَل وَكَانَ يكثر قِرَاءَة الْأَحْيَاء ويفهمه بِحَيْثُ اخْتَصَرَهُ ورتبه ترتيبا حسنا وَولي الْإِعَادَة والإمامة بمدرسة جِهَة الطواشي ياقوت بزبيد وَمَات أَوَائِل سنة خمس وَأَرْبَعين 434 (أَبُو الْقسم) بن حسن بن عجلَان بن رميثة الحسني الْمَكِّيّ أَخُو عَليّ وبركات تَأمر بِمَكَّة وقتا وَقدم الْقَاهِرَة صُحْبَة الْحَاج فِي سنة ثَلَاث وَخمسين للسعي فِي الْعود إِلَيْهَا فَلم يلبث أَن طعن وَمَات فِي لَيْلَة الْعشْرين من صفرها وَنزل السُّلْطَان الْغَد فصلى عَلَيْهِ بمصلى المؤمني وَدفن على وَالِده بحوش الْأَشْرَف برسباي رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة 435 (أَبُو الْقسم) بن حسن بن مَسْعُود الْأَزْرَق مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد 436 (أَبُو الْقسم) بن حسن الشّرف الجبائي الزبيدِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْعِمَاد ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وتفقه بِجَمَاعَة ولازم عمر الْفَتى حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الْإِرْشَاد وَقطعَة من شَرحه كِلَاهُمَا لشيخه ابْن الْمقري وَمن الرَّوْضَة وَكَانَ ذكيا فطنا ذَا فكرة فِي الْأَشْيَاء الدقيقة واصابة فِي بعض الْأَشْيَاء مَعَ انحراف يسير وتخيل كَبِير وادعاء لأزيد من مرتبته حَتَّى أَنه تعاطى علم النَّحْو من غير كَبِير

تعلم وَلَا ممارسة ونظم فِيهِ وخاض فِيمَا أفتى شَيْخه الْفَتى بِكُفْرِهِ فِيهِ وَاقْتضى نظر القَاضِي حَبسه إِلَى غير ذَلِك من جناياته على نَفسه وإهانته مَاتَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ تَرْجمهُ لي بعض أَصْحَابنَا بأبسط من هَذَا عَفا الله عَنهُ (أَبُو الْقسم) بن سعيد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد العقباني مضى فِي قَاسم 437 (أَبُو الْقسم) بن الصّديق بن عمر الشّرف الْيَمَانِيّ المطري الشَّافِعِي أحد قراء السَّبع من أَبْيَات الْفَقِيه ابْن عجيل وَيعرف بلقب جده زبر فَيُقَال لَهُ ابْن زبر مَاتَ تَقْرِيبًا سنة سبع وَثَمَانِينَ أَخْبرنِي بذلك ابْنه مُحَمَّد حِين قَرَأَ عَليّ لما لَقِيَنِي بِمَكَّة سنة أَربع وَتِسْعين 43 {أَبُو الْقسم) بن عبد الله بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي الْمَاضِي عَم وَالِده قَرِيبا مِمَّن كَانَ يشْتَغل بِعَمَل الْعُمر وَدخل الْقَاهِرَة والصعيد وَتردد لبجيلة حَتَّى مَاتَ بهَا فِي يَوْم الثُّلَاثَاء عَاشر صفر سنة خمس وَسبعين وَدفن بهَا أرخه ابْن فَهد 439 (أَبُو الْقسم) بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشّرف ابْن قَاضِي الْقُضَاة بزبيد الْعَفِيف ابْن قَاضِي الْقُضَاة الْجمال الطّيب ابْن قَاضِي الْقُضَاة الشهَاب الزبيدِيّ النَّاشِرِيّ الشَّافِعِي ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَخمسين بزبيد وَنَشَأ فحفظ الشاطبيتين والألفية وَالْكثير من الْحَاوِي وتلا لأهل سما على الْفَقِيه مُوسَى بن الزين وَبَعض ذَلِك على وَالِده وَقَرَأَ الْفِقْه على عَمه عبد الرَّحْمَن بن الطّيب والألفية وتوضيحها وَغَيرهمَا من كتب الْعَرَبيَّة على القَاضِي عَليّ بن أَحْمد النَّاشِرِيّ وَالْكَافِي فِي الْفَرَائِض على إِبْرَاهِيم بن عمر البَجلِيّ الزبيدِيّ ولقيني بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين حِين قدمهَا لِلْحَجِّ فَسمع لِلْحَجِّ فَسمع مني المسلسل وَغَيره وَكتب إِلَى حَمْزَة أَنه فَقِيه نبيل كَامِل مُفِيد من الْعلمَاء وَذَوي الْفضل والرياسة 440 (أَبُو الْقسم) بن عبد الله الْفَقِيه الْأَجَل الصَّالح الشّرف بن الْفَقِيه الصَّالح الأصابي تفقه بخاله الْجمال الطّيب النَّاشِرِيّ ولازمه كَمَا لَازم وَالِده وَالِده وانتفع بِهِ وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على الْجمال مُحَمَّد بن أبي الْقسم المقدشي بِالْمُعْجَمَةِ وَولي إِمَامَة مَسْجِد الْهمام بزبيد وَكَانَ صَالحا يتبرك بدعائه ذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ وَلم يؤرخ وَفَاته وَينظر مَعَ ابْن أبي بكر الْمَاضِي قَرِيبا 44 (أَبُو الْقسم) بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري الْمَكِّيّ الْمَالِكِي إِمَام مقَام الْمَالِكِيَّة أَبوهُ كَانَ مِمَّن سمع مني بِمَكَّة فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وسافر بحرا إِلَى الْقَاهِرَة فِي أثْنَاء سنة تسع وَتِسْعين

44 - (أَبُو الْقسم) بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ ولد بهَا فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَمَات بهَا بعد قَلِيل سنة ثَمَان وَأَرْبَعين 443 (أَبُو الْقسم) بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن زبيدة الْعَلامَة المفنن الشّرف الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بالشرف زبيدة قَرَأَ على فُقَهَاء بَلَده وَمهر فِي الْفُنُون فقها ونحوا ولغة وصرفا وَكَانَ ذكيا فطنا غواصا على الْمعَانِي الدقيقة درس وَأفْتى ونظم الشّعْر وعلق التَّعَالِيق المفيدة وَأثْنى عَلَيْهِ عُلَمَاء وقته بجودة الذِّهْن وفرط الذكاء وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ نَاقص الْحَظ وَلما انْتَهَت الدولة الرسولية ضَاقَ حَاله وانتقل إِلَى عدن وَغَيرهَا ثمَّ حج وَأقَام بِمَكَّة ينْسَخ بِالْأُجْرَةِ وَأَقْبل عَلَيْهِ الخواجا الشهَاب قاوان فَأحْسن إِلَيْهِ بِحَيْثُ استقام حَاله قَلِيلا وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشري ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَدفن بالشبيكة ذكره ابْن فَهد وَقَالَ ابْن عزم أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الشفا 444 (أَبُو الْقسم) بن الشَّيْخ نور الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن عبد الله الفاكهي الْمَكِّيّ شَقِيق أبي السعادات مُحَمَّد وَأحمد وَهُوَ أَصْغَرهم ولد فِي صفر سنة سبع وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل يَسِيرا وسافر إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى دمشق فَأَدْرَكته منيته بالطاعون فِيهَا سنة سبع وَتِسْعين 445 (أَبُو الْقسم) بن عَليّ بن مُحَمَّد بن فرج بن مُحَمَّد بن فرج بن عُثْمَان السبتي الأَصْل الْوَادي آشي الأندلسي الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ ولد فِي آخر سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بوادياش وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْكثير من الرِّوَايَات على عَليّ بن دَاوُد الْمُقِيم الْآن بتلمسان وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي الْفِقْه والعربية وَقَرَأَ فيهمَا على أَبِيه مَعَ قِرَاءَة الشفا والموطأ وَإِبْرَاهِيم بن كَامِل البرشاني نِسْبَة لبرشانة بالأندلس وَسمع عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَدخل تونس فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ فَأخذ عَن مُحَمَّد الرصاع فِي الْفِقْه وَغَيره ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فحج فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وجاور بِمَكَّة أَزِيد من سنة ثمَّ بِالْمَدِينَةِ دون سنة وسافر مِنْهَا لدمشق وزار بَيت الْمُقَدّس وَأخذ بِكُل مِنْهَا عَن جمَاعَة وَقَرَأَ الْمُوَطَّأ بالخليل على الْبُرْهَان الْأنْصَارِيّ وَسمع بِهَذِهِ الْأَمَاكِن على بقايا من المسندين وَاجْتمعَ بِي فِي سنة سِتّ وَتِسْعين فَسمع مني المسلسل وَحَدِيث زُهَيْر وَأَرْبَعين من مُسلم انتقاء شَيخنَا والثلاثي الَّذِي بِأبي دَاوُد مَعَ حَدِيث كَفَّارَة الْمجْلس مِنْهُ وَقَرَأَ على ثلاثيات البُخَارِيّ وَالْقَوْل البديع وارتياح الأكباد والتوجه للرب وكتبها بِخَطِّهِ وَسكن الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وأقرأ بهَا الْأَبْنَاء ثمَّ قدم مَكَّة فِي أثْنَاء سنة ثَمَان وَتِسْعين بحرا فجاور بهَا

الَّتِي تَلِيهَا وَكتب أَشْيَاء من تصانيفي وَسمع على تصنيفي فِي المولد النَّبَوِيّ وَفِي ختم التَّذْكِرَة وَأَشْيَاء وأقرأ ابْن أخي وَغَيره وانجمع بِالْمَسْجِدِ على خير مَعَ مُشَاركَة فِي الْفضل بورك فِيهِ 446 (أَبُو الْقسم) بن عمر بن معيبد شرف الدّين مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ 447 (أَبُو الْقسم) بن عِيسَى بن نَاجِي مَاتَ سنة بضع وَثَلَاثِينَ 44 {أَبُو الْقسم) بن أبي الْفَتْح بن أبي الْقسم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير بن عَليّ بن عُثْمَان الْحكمِي الْيَمَانِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن مطير ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِبَيْت حُسَيْن وَنَشَأ ولقيته بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَهُوَ حسن السمت طيب الرَّائِحَة نير ذُو سيادة بِأَصْلِهِ وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد وَأَخْبرنِي أَنه حضر عِنْد جده وحَدثني عَن بَيتهمْ بكرامات وأحوال وتكررت زيارته لي وَكنت أستأنس بِهِ ثمَّ لَقيته فِي سنة سِتّ واللتين بعْدهَا وأضافني فِي بَيته الَّذِي أنشأه بحارة القرشيين وَنعم الرجل 449 (أَبُو الْقسم) بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الجذامي البرنتيشي المغربي وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي مَاتَ فِي سلخ شعْبَان سنة تسع وَخمسين وَهِي السّنة الَّتِي ولد فِيهَا ابْنه وَخلف شَيْئا كثيرا تلف أَكْثَره رَحمَه الله 450 (أَبُو الْقسم) بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عجيل الْيَمَانِيّ الْحُسَيْنِي بَلَدا الشَّافِعِي نزيل مَكَّة مَاتَ بهَا قبل استكمال الْأَرْبَعين فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشر الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد عصره وَدفن بالمعلاة وَكَانَ بارعا فِي الْفَرَائِض والحساب والجبر والمقابلة انْتفع فِيهَا بِعَبْد الرَّحْمَن بن أَحْمد الضراسي وَلما كَانَ الشّرف عبد الْحق السنباطي مجاورا لَازمه فِي ذَلِك وأشير إِلَيْهِ بَين منصفي فضلاء مَكَّة بِالْفَضْلِ فِيهِ وافرا رَحمَه الله (أَبُو الْقسم) بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد النويري فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز 45 (أَبُو الْقسم) بن مُحَمَّد بن أبي بكر الجبيلي قَاضِي الْجند تفقه بالشهاب أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ وَجمع من الْعُلُوم والكتب مَا لم يجْتَمع لغيره مَعَ اشتهاره بالديانة وَالْأَمَانَة وَذكره بالورع التَّام مَاتَ بقرية السمكر سنة سبع وَثَلَاثِينَ ذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ وَقَالَ انه قَرَأَ عَلَيْهِ فَصبح ثَعْلَب 45 (أَبُو الْقسم) بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ التَّاجِر الْمَاضِي أَبوهُ وَابْنه مُحَمَّد وَيعرف بِابْن جوشن مِمَّن ورث من أَبِيه أَمْوَالًا ونماها ثمَّ تَركهَا لِبَنِيهِ بعد مَوته وَمَات بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ أرخه ابْن فَهد 453 (أَبُو الْقسم) بن مُحَمَّد الْأَكْبَر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله الشّرف بن

الْجمال الفاكهي الْمَكِّيّ أَخُو عَليّ واخوته ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَحمل وَهُوَ صَغِير إِلَى الْيمن فدام حَتَّى تميز ثمَّ تردد بِهِ أَبوهُ لمَكَّة غير مرّة وَحفظ فِي أثْنَاء ذَلِك الْقُرْآن وَدخل هُوَ الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَخمسين وَحفظ فِيهَا الْحَاوِي فِي أَرْبَعَة أشهر وَعرضه على الْمَنَاوِيّ وَغَيره وَكَذَا حفظ غَيره واشتغل بهَا وبمكة وَفضل وَمن شُيُوخه إِمَام الكاملية وَهُوَ صَاحب المنازعات مَعَ بني الزين الَّتِي آلت إِلَى حكايات ونكايات وَمَات بِمَكَّة فِي ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة سبعين أرخه ابْن فَهد 454 (أَبُو الْقسم) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن عمر بن يُوسُف بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الشّرف وَيُسمى مُحَمَّدًا بن الْجمال أبي النجا بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء بن الضياء الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ قاضيها وَابْن قضاتها الْمَاضِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه وَأَخُوهُ صَالح وَيعرف كسلفه بِابْن الضياء ولد فِي ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْكَنْز والمنار وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة وَقَرَأَ على أَبِيه فِي الْفِقْه والأصلين والعربية والْحَدِيث وَكَذَا أَخذ عَن البدرين ابْن عبيد الله وَابْن الْغَرْس فِي مجاورتهما الْفِقْه وأصوله وَعَن خير الدّين الشنشي فِي مجاورته أَيْضا الْفِقْه واليسير عَن الزين قَاسم فِي أَيَّام الْمَوْسِم والعربية وَغَيرهَا عَن ابْن يُونُس والمحيوي عبد الْقَادِر وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ أولاهما فِي سنة سبع وَسبعين وَأخذ فِيهَا عَن الأقصرائي وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث بل سمع بِبَلَدِهِ على عَم أَبِيه أبي حَامِد وَأبي الْفَتْح المراغي وَأَجَازَ لَهُ خلق مِنْهُم جده وَشَيخنَا وَابْن الديري وَالشَّمْس الصَّفَدِي والعز بن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة والرشيدي وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي وَالثَّانيَِة فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَحضر فِيهَا دروس الإِمَام الْبُرْهَان الكركي وَاسْتقر بعد موت أَبِيه فِي الْقَضَاء وَفِي دروس يلبغا وَخير بك وَالسُّلْطَان وباشرها وَكَثُرت مناكدته لِابْنِ عَمه أبي اللَّيْث ثمَّ لوَلَده وَزَاد وَلم يجد منصفا بل قيل أَنه برز فِي الشَّارِع المستطرق بمنى بأذرع فِي مَكَان ضيق (أَبُو الْقسم) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد القسنطيني الوشتاتي قَاضِي الْجَمَاعَة بتونس يَأْتِي فِيمَن لم يذكر اسْم أَبِيه قَرِيبا أَبُو الْقسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن صَالح هُوَ مُحَمَّد مضى (أَبُو الْقسم) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجلَال بن الْكَمَال أبي بكر الأخميمني القاهري الشَّافِعِي النَّقِيب وَالِد الْعَلَاء عَليّ الْمَاضِي وَيعرف بِأبي الْقسم الأخميم وَيُسمى أَحْمد ولد تَقْرِيبًا سنة اثنتى عشرَة وَثَمَانمِائَة بأخميم وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَعرضه على قاضيها وَثبتت عَدَالَته لَدَيْهِ فأجلسه فِيهَا مَعَ الشُّهُود ثمَّ تحول مِنْهَا قبل استكمال الْعشْرين إِلَى الْقَاهِرَة امتثالا لأمر أَبَوَيْهِ فَإِنَّهُمَا كَانَا قد دخلاها

قبله لاسيما وَقد أَشَارَ عَلَيْهِ بذلك بعض المعتقدين فقطنها وَلزِمَ القاياتي فِي دروسه وَغَيرهَا وباشر عِنْده شَرِيكا لغيره فِي أَيَّام قَضَائِهِ النقابة بل وَأَمَانَة الحكم أَيَّامًا ثمَّ خدم فِي النقابة عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ من سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين إِلَى أَن مَاتَ وناب عَنهُ وَكَذَا بَاشر النقابة عَن كل من بعده حَتَّى الزيني زَكَرِيَّا مَا عدا الْمَنَاوِيّ وحمدت دربته وسياسته وَكَثْرَة تِلَاوَته لِلْقُرْآنِ وَكَانَت زهرته فِي الْأَيَّام العلمية ثمَّ تناقص حَتَّى صَار فِي بَاب القَاضِي كالآحاد بل كَانَ الولوي الأسيوطي يتمقته ويشافهه بالتقبيح وَنَحْوه كثيرا وَحج فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَكَانَ قَاضِي الركب فِيهَا صُحْبَة بردبك هجين وَلم يخرج من الْقَاهِرَة إِلَّا لِلْحَجِّ بل طلع لصالحية الشرقية صُحْبَة الولوي حِين توجه للخطبة بالسلطان وَمَات بعد أَن توعك مُدَّة فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب الْوَزير تقدم الشَّافِعِي زَكَرِيَّا للصَّلَاة عَلَيْهِ وَدفن بتربة فتح الله بالصحراء رَحمَه الله وإيانا 456 (أَبُو الْقسم) بن مُحَمَّد بن مقبل بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْمَكِّيّ وَيعرف بالغلة الْمَاضِي أَبوهُ مِمَّن يتعانى التكسب وَعِنْده تودد وَخير بل كَانَ من أَصْحَاب صاحبنا ابْن فَهد ولد فِي سنة احدى وَثَلَاثِينَ ظنا بِمَكَّة مِمَّن يتعانى التكسب وسافر لهرموز واليمن وَغَيرهمَا وتعانى المغاص على اللآلئ متجرا فِيهِ 475 (أَبُو الْقسم) بن مُحَمَّد الشهامي الْمُقْرِئ الصَّالح قَرَأَ الْقرَاءَات على أبي بكر بن عَليّ بن نَافِع ثمَّ اشْتغل بِالْعبَادَة والسياحة فاعتقده النَّاس وَصَارَ يتَكَلَّم بأَشْيَاء قبل وُقُوعهَا فَتَصِح مَاتَ فِي سنة سبع عشرَة (أَبُو الْقسم) بن محب الدّين مضى فِي عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز 45 {أَبُو الْقسم) بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى العبدوسي المغربي نزيل تونس الْمَالِكِي كَانَ وَاسع الباع فِي الْحِفْظ وَالرِّوَايَة مَعَ عدم عَرَبِيَّة وَمِمَّنْ لقِيه ابْن يُونُس بل قيل إِن مِمَّن أَخذ عَنهُ أَبُو الْمَوَاهِب بن زغدان مَاتَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ قبل أبي فَارس بِيَسِير وَقد أجَاز لولد شَيخنَا وَغَيره من الْمُتَأَخِّرين فِي سنة عشْرين وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه 459 (أَبُو الْقسم) بن نابت بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد الْمَكِّيّ الزمزمي الْمَاضِي أَبوهُ قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الحَدِيث ولازم فِيهِ وَالِده 460 (أَبُو الْقسم) بن يحيى بن عبد الله المراكشي المغربي مِمَّن سمع مني بِمَكَّة (أَبُو الْقسم) الإِمَام شرف الدّين بن زبيدة الْيَمَانِيّ مضى قَرِيبا فِي ابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ (أَبُو الْقسم) الشريف المغربي شيخ تربة خشقدم يَأْتِي فِي الْحداد من الألقاب

(أَبُو الْقسم) البرزالي فِي ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد البلوي قَرِيبا 46 (أَبُو الْقسم) التازغدري نِسْبَة لموْضِع من نواحي طنجة المغربي الْمَالِكِي مِمَّن أَخذ عَن عِيسَى بن علال الْمَاضِي وَله تَعْلِيقه على شرح الْمُدَوَّنَة لأبي الْحسن الصَّغِير مَاتَ مقتولا غدرا بعد الثَّلَاثِينَ وَلم يعرف قَاتله أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا (أَبُو الْقسم) التينملي هُوَ الْقسم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ 46 (أَبُو الْقسم) الحبحابي المغربي الْمَالِكِي أحد شُهُود الحكم بِدِمَشْق كَانَ من أَعْيَان فقهائهم مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع ذكره شَيخنَا فِي انبائه (أَبُو الْقسم) الْخَطِيب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد (أَبُو الْقسم) العبدوسي فِي ابْن مُوسَى بن مُحَمَّد بن معطي قَرِيبا (أَبُو الْقسم) العقباني فِي قَاسم بن سعيد 463 (أَبُو الْقسم) المغربي الصُّوفِي لَهُ حواش فِي الْفُنُون متقنة بديعة مَعَ قيام بِالْحَقِّ وصدع فِيهِ مَاتَ بعد الْأَرْبَعين (أَبُو الْقسم) النويري مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْخَالِق 464 (أَبُو الْقَاسِم) الهزبري المغربي مِمَّن أَخذ عَنهُ فِي الْقسم مساعد بن حَامِد وَمَات بأطرابلس الْمغرب فِي حُدُود سنة سِتِّينَ 465 (أَبُو الْقسم) الوشتاتي نِسْبَة لقبيلة من عمل افريقية القسنطيني وَهُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد قَاضِي الْجَمَاعَة بتونس مِمَّن أَخذ عَن مُوسَى الغبريني وَغَيره وَولي قَضَاء الْجَمَاعَة وإمامة جَامع الزيتونة وَكَانَ لَا يخَاف فِي الله لومة لائم وَقَامَ فِي أَيَّام قَضَائِهِ على أَحْمد بن عمر القلشاني ورام قَتله فَلم يتَمَكَّن لكنه عزّر بِالْحَبْسِ وَغَيره وَاتفقَ أَنه مَاتَ مقتولا يُقَال من جِهَة حكمه فِي بعض الأحافصة فَدس عَلَيْهِ من قريب للمحكوم عَلَيْهِ فَقتله وَهُوَ بمحراب جَامع الزيتونة فِي صَلَاة الصُّبْح يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشر صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين أرخه ابْن عزم وَقيل يَوْم الْجُمُعَة فِي الصَّلَاة فبادر من كَانَ يُصَلِّي لقَتله بعد أَن جرح جمَاعَة مِنْهُم وَلَكنهُمْ ألقوا عَلَيْهِم برنسا وَقَالَ الشَّيْخ إِنِّي أَبْرَأ إِلَيْك مِمَّا فَعَلُوهُ وَعلل ذَلِك بِأَنَّهُ لم يمت إِلَى الْآن فَكيف يقتل الْقَاتِل وَلم يلبث أَن مَاتَ وَكَانَ عمر القلجاني يَقُول أَنه رام قتل أخي بالسكين فَقتله الله بهَا وَلَكِن الْحَال مفترق فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَذَاك بِسيف الشَّرْع وَهنا أكْرم بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ ذَا وَقع عِنْد الْخَاصَّة والعامة وَمُحَمّد ابْنه الْأَصْغَر الْآن بعيد التسعين قَاضِي الْجَمَاعَة وَليهَا بعد مُحَمَّد الرصاع وَهُوَ طيب الخاطر بذلك كَرَاهَة فِي القلجانيين وَاقْتصر لَهُ على إِمَامَة جَامع الزيتونة

حرف الكاف

(حرف الْكَاف) 466 - (أَبُو كَامِل) أحد أَتبَاع الزيني بن مزهر وَأَظنهُ شاميا مَاتَ فِي صفر سنة تسع وَسبعين 467 (أَبُو الْكَرم) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الدخلي الأَصْل التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي وَيُسمى مُحَمَّدًا ولد فِي شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين بتونس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده على أَبِيه والرسالة والجرومية وألفية ابْن مَالك وَبَعض اللامية فِي الصّرْف وَبَعض ابْن الْحَاجِب الفرعي وَأخذ عَن الشهَاب السلاوي الْعَرَبيَّة وَكَانَ متميزا فِيهَا وَكَذَا عَن إِبْرَاهِيم النَّاجِي وَمُحَمّد أبي عصانين وَالْفِقْه عَن أبي عبد الله مُحَمَّد الزلديوي قَاضِي الْأَنْكِحَة وَولده الْفَقِيه أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد وَهُوَ الْآن سنة تسع وَتِسْعين حَيّ وَأبي عبد الله مُحَمَّد الرصاع قَاضِي الْجِمَاع بتونس فِي آخَرين مِنْهُم قَاضِي الْجَمَاعَة بتونس أَيْضا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْقسم القسنطيني الْمُتَقَدّم فِي التَّفْسِير وَهُوَ أَيْضا حَيّ فِي محنته مَعَ زَكَرِيَّا صَاحب تونس والصالح أبي عبد الله مُحَمَّد الْخطاب وَأخذ عَنْهُم وَعَن غَيرهم غير هَذَا وارتحل لِلْحَجِّ فِي سنة سبع وَسبعين فلقي باسكندرية قاضيها أَبَا البركات بن ملك وَالشَّمْس المالقي وخطيب جَامع المغربي عبد الله وَأخذ فِي الْقَاهِرَة عَن الأميني والأقصرائي والكافياجي ورافقه فِي الْأَخْذ عَنهُ ابْن عَاشر وَعَن السنهوري والعبادي وَغَيرهم وَحج وزار ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده فِي الَّتِي تَلِيهَا وَعَاد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فَاجْتمع بِأبي النجا بن الشَّيْخ خلف وكاتبه بمنزله وَسمع مِنْهُ بعض الْفَتَاوَى وَأقَام بِمَكَّة بقيتها وَجَمِيع الَّتِي تَلِيهَا وَأخذ فِيهَا عَن البرهاني بن ظهيرة بعض الصَّحِيح والشفا وقرأهما على عبد الْمُعْطِي المغربي بل قَرَأَ عَلَيْهِ منهاج العابدين وَغَيره وكتبا لَهُ إجَازَة وَكَانَ الَّذِي كتبه البرهاني أَنه وَقع مِنْهُ فِي أثْنَاء سَمَاعه وَفِي غَيره من الْمجَالِس من الفرائد الرائقة والفوائد اللائقة والأبحاث الفائقة مَا تتشنف بِهِ المسامع ويلقي القياد لَهَا بِلَا مدافع مَعَ العذوبة فِي الْكَلَام وَالْمَشْي فِي الأساليب على أوفق نظام وإفادة النقول الْعَرَبيَّة والتحاقيق العجيبة وَسمع على زَيْنَب ابْنة الشوبكي والنجم ابْن فَهد المسلسل وَابْن مَاجَه ومجلسا من أمالي أبي سهل بن زِيَاد الْقطَّان وأسلاف النَّبِي للمسيمي وَالْقَصِيدَة اللامية وَفِي أثْنَاء الْمدَّة توجه للزيارة النَّبَوِيَّة فدام أشهرا وَحضر مجَالِس الشهَاب الأبشيطي وَقَرَأَ الشفا على قاضيها الشَّمْس بن القصبي الْمَالِكِي وَأخذ عَن الشَّمْس بن أبي الْفرج المراغي أَشْيَاء بل سمع قبل ذَلِك على أَبِيه ثمَّ عَاد لبلاده وَعقد فِيهَا مجْلِس التَّذْكِير على الْعَامَّة بِجَامِع الزيتونة وَهُوَ جَامع تونس الْأَعْظَم وببيت العابد مُحرز بن خلف وَغَيرهمَا وسافر مِنْهَا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين إِلَى الْقَاهِرَة فَاجْتمع بالزيني زَكَرِيَّا بل اجْتمع بِهِ قبلهَا وَحضر مجالسه

حرف اللام

وبالديمي وَركب الْبَحْر فوصل مَكَّة فِي منتصف رَجَب من الَّتِي تَلِيهَا ولقيني بهَا وَحضر عِنْدِي بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَغَيره وأنزله عبد الْمُعْطِي بِالْمَدْرَسَةِ الكنبايتية وَقَرَأَ عَلَيْهِ وتكرر حُضُوره لمجلس القَاضِي وَكثر ثَنَاؤُهُ على أَبِيه جدا وَهُوَ إِنْسَان فَاضل عَارِف مصاحب للطيلسان مظهر للاغتباط بِي نفع الله بِهِ (أَبُو كم) فِي يحيى بن عبد الله (حرف اللَّام) (ابو اللطف) فِي مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور (أَبُو اللَّيْث) بن الضيا فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد (حرف الْمِيم) (أَبُو المحاسن) بن الشّرف أبي الْقسم مُحَمَّد بن أبي النجا مُحَمَّد بن أبي البقا مُحَمَّد بن الضيا الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ مضى فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد (أَبُو مَدين) الرَّمْلِيّ هُوَ عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد مضى (أَبُو مَدين) الغراقي فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف 46 {أَبُو المراحم) هُوَ مُحَمَّد بن أبي الْفضل عبد الرَّحْمَن مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الشَّيْخ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا القاهري الشاذلي الْمَالِكِي وَالِد أبي الْفضل مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف كآل بَيته بِابْن وفا خلف عَمه يحيى بن أَحْمد فِي المشيخة والتكلم وَلم يكن مِمَّن يظنّ تأهله لذَلِك وَلَكِن الْوَلَد سر أَبِيه مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ فِي الرَّوْضَة بَين الْبَحْرين وَحمل إِلَى القرافة فَدفن ببيتهم وَكَانَ يَوْمًا مشهودا رَحمَه الله 469 (أَبُو المراحم) بن الزَّيْلَعِيّ الشاذلي شيخ صَالح معمر مَاتَ فِي ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين رَحمَه الله 470 (أَبُو مساعد) مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن خَلِيل بن غَازِي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي ولد سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وجوده على الشَّمْس القباقبي وَأبي الْقسم النويري وَحفظ التَّنْبِيه وألفية النَّحْو والشمسية وَالتَّلْخِيص وَعرض بَعْضهَا على الْعِزّ الْقُدسِي وَابْن رسْلَان وَغَيرهمَا وتفقه بِابْن رسْلَان والعماد بن شرف والزين ماهر وَفِي الْقَاهِرَة بالقاياتي والونائي وَابْن البُلْقِينِيّ وَأخذ الْأَصْلَيْنِ وَغَيرهمَا من العقليات عَن ابْن الْهمام وَسمع على شَيخنَا والعز بن الْفُرَات وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَصَحب الولوي البُلْقِينِيّ وقتا وَدخل الشَّام والقاهرة غير مرّة وَحج وَأعَاد بالصلاحية وتصدر بالأقصى وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة وأقرأ الطّلبَة وَأفْتى بل وَاخْتصرَ الملمات للبلقيني فِي نَحْو ربعهَا والنكت للْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فَكتب مِنْهُ نَحْو الثُّلُث وَعمل كتابا فِي الْأُصُول سَمَّاهُ الْإِرْشَاد وَشَرحه فِي مُجَلد لطيف وَشرع

حرف النون

فِي جمع شُرُوح الْمِنْهَاج فِي تصنيف وصل فِيهِ إِلَى التَّيَمُّم وَقد لَقيته بِالْقَاهِرَةِ غير مرّة وَكَذَا بِبَيْت الْمُقَدّس وَسمعت مباحثه وَسمع بِقِرَاءَتِي وأضافني وَكَانَ خيرا متواضعا ذَا مُرُوءَة وهمة واستحضار للفقه ومشاركة فِي غَيره مَعَ التدين وَالْقِيَام مَعَ من يَقْصِدهُ والصدع بِالْحَقِّ وإكرام الْوَارِد على فاقته مَاتَ بِبَيْت الْمُقَدّس فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين وَكَانَ قدم فِيهَا الْقَاهِرَة ثمَّ رَجَعَ بِدُونِ الْغَرَض الَّذِي قدم لأَجله رَحمَه الله وإيانا (أَبُو المكارم) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن وفا أحد الْأُخوة (أَبُو المكارم) بن أبي البركات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن ظهيرة 47 (أَبُو المكارم) بن عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقَيْسِي الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ ولد بِمَكَّة وَأمه خَدِيجَة ابْنة إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المرشدي وَنَشَأ وَسمع من خَاله الْجمال مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَابْن الْجَزرِي وَالشَّمْس الشَّامي وَابْن سَلَامه وَأبي الْفضل بن ظهيرة وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع عشرَة عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَغَيرهَا وَدخل دمشق بعد الثَّلَاثِينَ بِيَسِير ولازم بهَا أَبَا شعر وتفقه عَلَيْهِ وعادت عَلَيْهِ بركته وَصَحب الْأَمِير مُحَمَّد بن منجك وَدخل صحبته الْقَاهِرَة وَكَذَا دخل طرابلس من سَاحل بِلَاد الشَّام فَمَاتَ بهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَدفن هُنَاكَ رَحمَه الله (أَبُو المكارم) بن الرَّافِعِيّ مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أبي السعادات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ظهيرة (أَبُو المكارم) الشيبي أَحْمد بن عَليّ بن أبي رَاجِح مُحَمَّد بن إِدْرِيس 47 (أَبُو الْمَنْصُور) شمس الدّين كَاتب اللالا اسْتَقر فِي نظر الاسطبل بعد التَّاج بن القلاقسي فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين (أَبُو الْمَوَاهِب) بن زغدان فِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن دَاوُد (حرف النُّون) (أَبُو نَافِع) فِي أَحْمد بن سعيد (أَبُو النجاح) مُحَمَّد بن أَحْمد بن يحيى الصَّالِحِي 473 (أَبُو النجا) بن خلف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ نزيل فوة ولد فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمصْر العتيقة وَنَشَأ بِالْمَدْرَسَةِ الخليلية مِنْهَا فحفظ الْقُرْآن وجانبا من كتب الْحَنَفِيَّة فقها وأصولا ثمَّ شفعه أَبوهُ فَقَرَأَ الْحَاوِي الصَّغِير وَجمع الْجَوَامِع والمفيد فِي النَّحْو وتحول مَعَه إِلَى فوة ولازمه فِي الْعُلُوم وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمُجَرّد فِي غَرِيب الحَدِيث ثمَّ شرح الشافية للسَّيِّد الرُّكْن ثمَّ ألفية النَّحْو وشرحيها لِابْنِ النَّاظِم والمرادي ثمَّ الرضى ثمَّ الْمُتَوَسّط وَلم يكمله ثمَّ شرح التسهيل للْمُصَنف ثمَّ الْمُخْتَصر والمطول ثمَّ شرح الصحائف للسمرقندي فِي علم الْكَلَام ثمَّ شرح الْكَنْز

للزيلعي وَشرح الْمنَار فِي أصُول الْحَنَفِيَّة وَغير ذَلِك من تَفْسِير وعربية ثمَّ أَخذ عَن الزين قَاسم شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَعَن التقي الحصني الشمسية مَعَ شرحها للقطب وحاشية الشريف كلهَا فِي الْمنطق وَقطعَة من شرح الطوالع ثمَّ على الْكَمَال إِمَام الكاملية شَرحه على الْبَيْضَاوِيّ وَأخذ عَن الْعَبَّادِيّ الْحَاوِي وَبَعض شَرحه للقونوي وَكَذَا أَخذ عَن الْبكْرِيّ بعض القونوي وَأَجَازَهُ كل مِنْهُمَا بالإفتاء والتدريس فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين وَعَن الْجَوْجَرِيّ وَابْن قَاسم وَتزَوج ابْنَته ثمَّ فَارقهَا وتميز فِي الْفِقْه والأصلين والعربية وَالصرْف والمنطق والتصوف وَالتَّفْسِير والوعظ وَغَيرهَا مَعَ البراعة فِي الموسيقا عملا وعلما وَأذن لَهُ الحصني فِي إقراء الْكَلَام والمنطق والعبادي والبكري بالإفتاء والتدريس وَاسْتقر فِي مشيخة جَامع ابْن نصر الله بفوة وقطنها يدرس ويفتي وَصَارَت لَهُ وجاهة مَعَ اهتمامه بِالْخَيرِ وَإِزَالَة الْمُنكر وَحج وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَعقد مَجْلِسا للتفسير بِجَامِع الْأَزْهَر فِي أَيَّام الْجمع بعد صلَاتهَا أشهرا واستحسنت مجالسه وسمعها جمع من الْأَعْيَان بل عمل منظومة فِي العقائد تزيد على ألف بَيت وَشَرحهَا وقرض لَهُ الْمَتْن الكافياجي وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَذَا نظم المغنى وَشَرحه والشافية فِي الصّرْف وَالتَّلْخِيص وَكتب حَاشِيَة على شرح الْحَاوِي للقونوي فِي أَربع مجلدات بل لَهُ ديوَان نظم فِي السلوك وَبَلغنِي أَنه كتب على للفقه الْأَكْبَر للْإِمَام أبي حنيفَة فِي العقائد شرحا فِي لَيْلَة إِجَابَة لسؤال الْأَمِير تنبك قَرَأَ فِيهِ وَشهد لَهُ بذلك فَالله أعلم وَتردد لكثير من الْجَوَامِع الْكِبَار والمشاهد الْعِظَام لعمل المواعيد وتزايد الإقبال عَلَيْهِ بِحَيْثُ حسده الْجلَال بن الأسيوطي لإقبال أهل خطته بِجَامِع طولون وَنَحْوهَا عَلَيْهِ وَلم يلْتَفت النَّاس إِلَيْهِ بل أشبعوه كلَاما وملاما وحملوا صَاحب التَّرْجَمَة على عقد الْمجْلس بالبيبرسية مَحل جُلُوس هَذَا الْمِسْكِين وَمَا تخلف أحد عَن شُهُود هَذَا المشهد وَجِيء لحاجب الْحجاب بِجَمَاعَة من الْعَوام الَّذين يعارضون صَاحب التَّرْجَمَة بل وَطلب الْجلَال وَكَانَت حكايات شرحت فِي الْحَوَادِث وَمن نظمه (سُلْطَان حسنك قد سبى أسرى المهج ... وأباح إِتْلَاف النُّفُوس وَلَا حرج) (وجمال وَجهك قد بدا متحجبا ... فسبى النهى لما تبرقع بالبلج) (وَأَتَتْ لَهُ الْأَرْوَاح تهرع سجدا ... والسر سَار لَهُ مجدا فِي الدلج) (حسن بديع للطائف آخذ ... بتلطف كل يُلَبِّي فِي نهج) (فمتيم كتم الصبابة غيرَة ... ومهيم بغرامه جَهرا لهج) (ومحجب يشكو حرارة هجره ... ويبث مَا يلقاه من حرق الوهج)

(ومنعم بالوصل يشكو برده ... مَلأ الْوُجُود مَسَرَّة حِين ابتهج) (ومموه يُبْدِي الغرام تغزلا ... فَكَأَنَّهُ يصف الرشاقة والدعج) (عجبا لهاتيك القدود وفتكها ... ولسحر ألحاظ تملت بالغنج) (ترمى بقوس حواجب مَا أَخْطَأت ... وَقُلُوب عشاق الْجمال لَهَا أمج) (رقت حَوَاشِي العاشقين فجردوا ... صور الخيال فتاه قوم كالهمج) (وَسقوا خمار الْعِشْق صرفا فاعذروا ... سَكرَان من خمر الغرام بِلَا حرج) (وَالله لَو ورد الْمُحب على لظى ... ولهيبها أَضْعَاف مَا هُوَ مَا انزعج) (كَيفَ الصَّنِيع وَذُو الصبابة دَاخل ... حَان الغرام وَذُو الْمَلَامَة قد خرج) (طرفا نقيض عاشق ومؤنب وَالْجمع بَينهمَا محَال بالحجج ... ) (إِنِّي استجرت من العذول ولومه ... بالمظهر الْأَعْلَى فكم كرب فرج) (صلى عَلَيْهِ الله مَا هَب الصِّبَا ... فَنمت إِلَى العشاق من طيب الأرج) وَقد لَقِيَنِي غير مرّة مِنْهَا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وكتبت لَهُ إجَازَة لوَلَده وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْآن التصوف والوعظ وَهُوَ فِي ازدياد من الْخَيْر 474 (أَبُو النجا) بن البقري أحد الكتبة هُوَ فِيمَا قَالَه لي مُحَمَّد بن الْمجد عبد الله بن فتح الدَّيْر المكيني وَإِنَّمَا قيل لَهُ ابْن البقري لِأَن جدته أم أَبِيه تزوجت بتاج الدّين بن البقري أَظُنهُ الْآتِي فِي الألقاب وَأَن أَبَاهُ سعد الدّين نصر الله وَكِلَاهُمَا ولي الوزارة وهما غير صَاحب الْمدرسَة ذَاك مجد الدّين شَاكر بن غبريل انْتهى وَكتب صَاحب التَّرْجَمَة بجدة مَعَ ابْن رَمَضَان وَغَيره إِلَى آخر وَقت بل كتب فِي الْمَوَارِيث بِبَاب غير وَاحِد بِالْقَاهِرَةِ وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ مشحون لَا يزَال مديونا مَسْبُوقا مَعَ سُكُون وَأما أَبوهُ فَقَالَ لي إِنَّه كَانَ مُسْتَوْفِي الْمَوَارِيث بل كتب بجدة أَيْضا أَيَّام جَانِبك وَغَيره وَكَذَا فِي بعض العمائر الَّتِي كَانَت بِالْمَسْجِدِ حِين كَانَ بردبك التاجي ناظره وشادا وَأَنه قطن مَكَّة سِنِين وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة خمس وَسبعين وَالله أعلم 475 (أَبُو النجا) بن أبي الطّيب بن يُوسُف بن عَليّ القنبشي الْمَكِّيّ أَخُو أبي الْيمن الْآتِي والماضي أَبوهُمَا مِمَّن سمع مني بِمَكَّة (أَبُو النجا) بن الضيا الْحَنَفِيّ هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد مضى 476 (أَبُو النجا) بن عبد الرَّحْمَن الموفقي نِسْبَة لسويقة الْمُوفق ببولاق وَيُقَال لَهُ ابْن الخولي والبولاقي وَبهَا اشْتهر كَانَ يجبي الْأَوْقَاف عِنْد الشَّافِعِيَّة ويخدم بني البُلْقِينِيّ مَعَ الْإِسْرَاف على نَفسه وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ وَاسْتقر بعده فِي الجباية أَحْمد أَبُو شامة الصحراوي وَسكن بِبَيْت ابْن عواض

حرف الهاء

وببيت ابْن جوشن بزوجتين لَهُ بعد الْفَاقَة وَأوصى المتوفي وَلَده أَن لَا يدْخل فِي شَيْء مِنْهَا لما قاساه فَإِنَّهُ كَانَ مِمَّن رسم عَلَيْهِ مَعَ جمَاعَة الشَّافِعِي (أَبُو النجا) بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْمَكِّيّ المرشدي أَخُو عبد الرَّحْمَن وَعبد الأول واسْمه مُحَمَّد مِمَّن سمع من شَيخنَا وَمضى فِي المحمدين 477 (أَبُو النجا) بن مُحَمَّد بن أبي بكر واسْمه مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين الْقَارِي المقسي الْبَاب الطشتدار ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بسويقة أبي الوفا من المقس وَنَشَأ مخالطا لجَماعَة من تِلْكَ النَّاحِيَة كالشمسي بن أنس خطيب جَامع الزَّاهِد ثمَّ الْبَدْر بن الشربدار وَإِمَام الْجَامِع الْبَدْر الفيومي ثمَّ الْفَخر عُثْمَان المقسي وانتقل بعد بجانبه جوَار زَاوِيَة الأبناسي وابتنى لَهُ مَكَانا هُنَاكَ وخدم طشدارا وتدرب بِزَوْج أُخْته مُحَمَّد الدمدمكي طشدار الظَّاهِر بل بالمهتاز للأشرف ثمَّ للظَّاهِر عَليّ الزيبق وسافر مَعَ الْأَشْرَف قايتباي حِين حج وَهُوَ سُلْطَان بل كَانَ يُرْسِلهُ إِلَى النواب والمباشرين والمتدريكن بالبلاد الشامية وَغَيرهَا بِمَا يرسم بِهِ وَحج غير مرّة وجاور مرَارًا مِنْهَا فِي سنة تسع وَتِسْعين وَسمع مني المولد النَّبَوِيّ تصنيفي فِي مَحَله الشريف وَكَذَا سمع على غير ذَلِك وَله محبَّة فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وَحسن اعْتِقَاد فيهم وَكَانَ يمشي فِيمَا أحضه على فعله (أَبُو النجا) الزيتوني مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى 47 {أَبُو النجا) السكندري الصَّيْرَفِي بالخاص مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَانِينَ بعد تكَرر عُقُوبَة نَاظر الْخَاص لَهُ بِسَبَب مَال 479 (أَبُو النجا) الكولمي الْمُقْرِئ فِي الأجواق وَصفه الأشرفية والقلعة مَاتَ فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ 480 (أَبُو النجا) الْمقري إِمَام جَامع المغاربة بِبَاب الشعرية مَاتَ فِي لَيْلَة مستهل ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَدفن من الْغَد سامحه الله (أَبُو النجا) فِي عبد الْبَارِي (أَبُو نجور) الأدكاوي فِي أَحْمد بن مُوسَى (أَبُو نصر) الشرواني فِي مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عَليّ (أَبُو النَّعيم) رضوَان بن مُحَمَّد بن يُوسُف (ابو النُّور) بن الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن الْخضر بن مُحَمَّد بن الْخضر (حرف الْهَاء) (أَبُو الهائم) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد (أَبُو هُرَيْرَة) بن النقاش عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد (أَبُو هُرَيْرَة) القبابي عبد الرَّحْمَن بن عمر أَبُو هُرَيْرَة القباني عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن مُحَمَّد بن سعيد الْمَاضِي أَبوهُ (أَبُو الهيجا) بن عِيسَى بن خسترين الْأَمِير مجير الدّين الأزكشي

حرف الواو

الْكرْدِي كَانَ من أَعْيَان الْأُمَرَاء وشجعانهم لَهُ فِي مصَاف التتار بِعَين جالوت الْيَد الْبَيْضَاء وَلما قدم الْملك المظفر دمشق بعد كَثْرَة التتار رتب الْأَمِير علم الدّين الْحلَبِي نَائِبا عَنهُ وَجعل هَذَا مشاركا لَهُ فِي الرَّأْي وَالتَّدْبِير مَاتَ بِدِمَشْق وَدفن بقاسيون ذكره ابْن خطيب الناصرية (حرف الْوَاو) (أَبُو الوفا) مُحَمَّد بن الشَّيْخ أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي الوفا تَاج الدّين مضى 48 (وَأَبُو الوفا) مُحَمَّد بن القَاضِي الْمَاضِي شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الونائي الأَصْل الخانكي قاضيها أَبوهُ مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه قبيله وَقد قَارب الْأَرْبَعين وَخلف أَوْلَادًا 483 (أَبُو الوفا) بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب القاياتي أَخُو أبي السُّعُود مُحَمَّد الْمَاضِي وَيُسمى أَيْضا مُحَمَّدًا وَهُوَ أكبرهما مِمَّن جاور سنة ثَمَان وَتِسْعين بعياله وَكَانَ منجمعا وَعَاد مَعَ الركب (أَبُو الْوَلِيد) بن الشّحْنَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (حرف اللَّام وَألف) (أَبُو لاطية) لقب لعَلي بن مُحَمَّد بن خَالِد بن أَحْمد البلبيسي (حرف الْيَاء) 484 - (أَبُو يحيى) بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ التكروري المسوفي الناكنتي وَيعرف أَبوهُ بِابْن سكن الْفَقِيه مَاتَ ببادية تجدة فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشرى ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين أرخه ابْن عزم (أَبُو يزِيد) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الدلجي وَالِد قُرَيْش الْمَاضِي 485 (أَبُو يزِيد) بن مُحَمَّد بن مُرَاد أسن إخْوَته وَملك الرّوم الْمَاضِي أَبوهُ وجده اسْتَقر فِي المملكة بعد أَبِيه فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وَقد زاحم الْأَرْبَعين وسلك طَرِيقَته فِي غَزْو الفرنج بِحَيْثُ استولى على بلدين لَهُم كَانَ سبق من أَبِيه محاصرته لَهما فَلم يتهيأ لَهُ وثار أَخُوهُ جَام فِي عَسْكَر انْتَمَى إِلَيْهِ حَتَّى دخل برصا وَملك قلعتها فبادر هَذَا لمحاصرته فَلم ينْهض ذَاك لمقابلته مَعَ التقاء العسكرين وفر إِلَى الديار المصرية فَأكْرمه السُّلْطَان وجهزه لِلْحَجِّ فِي أبهة وضخامة وَلما رَجَعَ كَاتبه بعض أمرائهم مغريا لَهُ على أَخِيه ووعده بِالْقيامِ فِي خدمته فاستمهله السُّلْطَان ليجهز مَعَه عسكرا فَمَا وَافق جلّ الْأُمَرَاء على ذَلِك بل أَشَارَ تغرى بردى ططر لإيداعه اسكندرية حَتَّى تسكن الْفِتْنَة فَمَا تمّ وَتوجه مَعَ تَركه أمه وبنيه بِالْقَاهِرَةِ فَلَمَّا قَارب الْبِلَاد خرج إِلَيْهِ أَخُوهُ فَلم يسْتَطع أَن يُقَابله وفر إِلَى جِهَة رودس فَأسر بهَا وَكَاتب صَاحبهَا كل من أَخِيه وَالسُّلْطَان ليجهزه لَهُ مَعَ الْوَعْد وَالتَّرْغِيب فَلم يجب وَآل الْأَمر

إِلَى إرْسَاله من رودس إِلَى أقرنصا فِيمَا قيل وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ إِلَى الْآن فِي قَبْضَة الفرنج وَلَو قدر إِلْزَام السُّلْطَان لَهُ بِالْإِقَامَةِ كَفِعْلِهِ فِي أخى السَّيِّد مُحَمَّد بن بَرَكَات وَفِي حفيد حسن باك أَو حَبسه لاندفع شَرّ كَبِير فقد جرت فِي غُضُون ذَلِك حوادث تلف فِيهَا رجال وأموال شرحت فِي محالها وَرَأَيْت من يذكرهُ باشتغال فِي الْعُلُوم وَأَنه قَرَأَ فِي شرح المواقف وَفِي المقامات ومقداماتها من كتب الْأَدَب وَأَنه رُبمَا نظم مَعَ سلوكه طَرِيق أَبِيه فِي تَعْظِيم الْعلمَاء والغرباء وَالْكَرم وتجديده لزوايا ومساجد وَغَيرهَا بل وأجرى المَاء من مَسَافَة نَحْو سِتَّة أَيَّام إِلَى اسطنبول وَكَثُرت لذَلِك فِيهَا السبل وعد ذَلِك فِي مآثره وصدقاته لأهل الْحَرَمَيْنِ واصلة وَصلَاته متواصلة وَهُوَ مَعَ هَذَا ممتهن لنَفسِهِ فِي لِبَاسه غير متأنق فِيهِ مَعَ عدم شكالته وَنقص شارته وإقباله فِيمَا قبل على مَا لَا يرتضي وَفَسَاد عقيدته وَآل أمره مَعَ سلطاننا إِلَى التظاهر بالمصادقة وَتَسْلِيم القلاع الَّتِي كَانَت سَببا للتنازع وَأهْدى كل مِنْهُمَا للْآخر مَا شرح فِي الْحَوَادِث فَالله يحسن الْعَاقِبَة 486 (أَبُو يزِيد) بن مرادباك بن أرخان بن أردن عَليّ بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان بن عُثْمَان خوند كار سُلْطَان الرّوم وَيعرف بيلدرم بايزيد وَهُوَ بالتركي الْبَرْق ويكنى بِهِ عَن الصاعقة أقيم فِي ممالك الرّوم الَّتِي كرسيها برصا بعد موت أَبِيه فِي سنة سِتّ وَتِسْعين بِعَهْد مِنْهُ فأربى على سلفه وَعمر جَامع برصا ورخم ظَاهره وباطنه وَجعل المَاء فِي سطحه ينزل مِنْهُ فَيجْرِي فِي عدَّة أَمَاكِن وَعمر البيمارستان وَأَنْشَأَ نَحْو ثلثمِائة غراب وملأها بالأسلحة والأزودة واشتهر بِالْجِهَادِ فِي الْكفَّار حَتَّى بعد صيته وكاتبه الظَّاهِر برقوق وهاداه وَكَانَ يَقُول لَا أَخَاف من اللنك فَكل أحد يساعدني عَلَيْهِ إِنَّمَا أَخَاف من ابْن عُثْمَان وَكَانَ ملكا عادلا عَاقِلا شفوقا على الرّعية كثير الْغَزْو واتسعت مَمْلَكَته وَأمن النَّاس فِي بِلَاده وخفف عَنْهُم المكس بل يُقَال أَنه أبْطلهُ إِلَى أَن كَانَ كَسره على يَد تمر لنك وأسره وَأخذ بِرِضا وَبَعض بِلَاد الرّوم وخربها وَاسْتمرّ مَعَه فِي الْأسر حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس عَن نَحْو خمسين سنة كَانَ تسع سِنِين مِنْهَا فِي المملكة واضطربت بِمَوْتِهِ مملكة الرّوم حَتَّى قَامَ بِالْأَمر ابْنه مُحَمَّد كرشجي ثمَّ مَاتَ فاستقر بعده حفيده مُرَاد باك ثمَّ بعد مَوته وَقع الْخلف بَين أَوْلَاده وَكلهمْ من خِيَار مُلُوك الدُّنْيَا وَمن محَاسِن الزَّمَان وسياج لِلْإِسْلَامِ قَدِيما وحديثا وَقد طول ابْن خطيب الناصرية وَغَيره تَرْجَمته وَكَذَا شَيخنَا فِي حوادث سنة خمس من انبائه وَيُقَال إِن أصلهم من الْحجاز وَإِن عُثْمَان الاول قدم من الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة إِلَى بِلَاد قرمان وَنزل قونية فَارًّا من غلاء كَانَ بالحجاز وَالشَّام واتصل ببني قرمان وبأتباع السُّلْطَان فِي سنة نَيف

وَخمسين وسِتمِائَة وتزيا بزِي أهل قونية فولد لَهُ سُلَيْمَان فسلك طَرِيق أَبِيه فِي خدم القرمانية والسلجوقية وَعرف بالشجاعة وَتَوَلَّى بعض الْحُصُون وَصَارَت لَهُ أَتبَاع وَأَعْوَان كَثِيرَة وَخرج عَن طَاعَة الْمشَار إِلَيْهِم وَأخذ فِي غَزْو الْكفَّار حَتَّى افْتتح عدَّة حصون وافتتح برصافي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة ثمَّ مَا يَليهَا وانتشرت عساكره وتزايدت أَمْوَاله وَمَات عَن حفيده أردن عَليّ بن عُثْمَان فَملك بعده واستفحل أمره وواصل غَزْو الْكفَّار أَيْضا وافتتح عدَّة حصون تلى خليج قسطنطينية فحسده مُلُوك الرّوم وخافوا تسلطه عَلَيْهِم وَكَانَت ممالكهم منقسمة بَين جمَاعَة فَكَانَ كل يروم قِتَاله فيكفه أَرْبَاب دولته لعلمهم بِعَدَمِ مقاومته وَرُبمَا قَاتله بَعضهم وَانْهَزَمَ غير مرّة ولازال ملكه يعظم وجنده يتزايد وَهُوَ قَائِم بنشر الْعدْل فِي رَعيته وبتقريب الْعلمَاء والصلحاء إِلَى أَن مَاتَ وَخَلفه ابْنه أرخان سالكا طَرِيقَته ثمَّ ابْنه مُرَاد وَكَانَ شجاعا مقداما طوَالًا أسمر اللَّوْن أقنى الْأنف وَلم يقْتَصر على مَا بيدَيْهِ بل ركب الْبَحْر وَلم يركبه أحد من آبَائِهِ وغزا مَا يُقَابل كالى بولى فَأَخذهَا وَهِي الَّتِي تلى قبلى خليج قسطنطينية ثمَّ أَخذ كالى بولى أَيْضا وَفتح أَرَاضِي قسطنطينية شَيْئا بعد شَيْء وحاصر الفرنج والأفلاق والانكرس وَغَيرهَا حَتَّى أذعنوا لحمل الْجِزْيَة وَأخذ فِي إِظْهَار الْعدْل وَجعل سَائِر الْأُمُور معذوقة بقضاة الشَّرْع واستكثر من العساكر إِلَى أَن انتدب لقتاله بعض مُلُوك الفرنج وَسَار لحربه فِي نَحْو ثلثمِائة ألف فَلَمَّا التقى الْجَمْعَانِ قصد مُرَاد ملك الفرنج بِنَفسِهِ وَحمل عَلَيْهِ بِمن مَعَه إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ وصارا يتعالجان على فرسيهما والعسكران يتقابلان فَألْقى الْكَافِر مرَادا عَن فرسه وَوَقع عَلَيْهِ وضربه بخنجر كَانَ مَعَه فَلم يتَمَكَّن مِنْهُ ثمَّ أَخذ يضْرب وَجهه بِمَا على رَأسه من الخوذة حَتَّى أثخن جراحه وَأخذت الْكَافِر سيوف أَصْحَاب ابْن عُثْمَان فدقته دقا إِلَى أَن تلف وحملوا أَمِيرهمْ إِلَى مخيمه وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ فَأَشَارَ بِولَايَة ابْنه أبي يزِيد صَاحب التَّرْجَمَة من بعده وبإمساك صوجى ابْنه الآخر وَقَتله لِأَن أمه نَصْرَانِيَّة وَقد دخل بِلَاد الْكفْر مرَارًا وَتَنصر ثمَّ بعد مَاتَ بعد نَحْو عشْرين سنه فِي المملكة وَاسْتقر ابْنه وَقتل الآخر فَكَانَ مَا أُشير إِلَيْهِ من نشر الْعدْل وَقد طول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمَة أبي يزِيد فِي نَحْو نصف كراس وَالله أعلم (أَبُو يزِيد) الأردبيلي شيخ مَسْجِد خَان الْخَلِيل فِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن هِلَال 487 (أَبُو يزِيد) من طرباي الأشرفي برسباي رَأس نوبَة الجمدارية ووالد حَافظ الدّين مُحَمَّد وَأحمد الماضيين مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث عشرى ذِي الْقعدَة

سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان وَغَيره من المقدمين وَغَيرهم من الْغَد بمصلى المؤمني ثمَّ دفن بترتبه من جِهَة بَاب الْوَزير وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ محبا فِي الْعلمَاء والصلحاء رَاغِبًا فِي الْإِطْعَام وَالْبر النسبي وَحج غير مرّة وَكَانَ الْأَشْرَف قايتياي يمِيل إِلَيْهِ ويبجله رَحمَه الله وإيانا 48 {أَبُو يزِيد) التمربغاوي تمربغا المشطوب الظَّاهِرِيّ برقوق ويدعى بايزيد اتَّصل بعد استاذه لخدمة الْأَمِير ططر فَلَمَّا تسلطن عمله خاسكيا ثمَّ صَار ساقيا فِي الدولة الأشرفية برسباي ثمَّ فِي أواخرها أَمِير عشرَة ثمَّ صَار طبلخاناه فِي أَيَّام اينال ثمَّ قدمه فِي حُدُود سنة سِتِّينَ إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا متوسط السِّيرَة رَحمَه الله 489 (أَبُو يزِيد) الخواجا الدَّامغَانِي وَيُقَال لَهُ بايزيد نزيل مَكَّة وصهر الخواجا الفومني على ابْنَته خاتون مِمَّن قطنها وَتزَوج بهَا وَكَانَ يتَرَدَّد مِنْهَا إِلَى كنباية فِي المتجر مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ ذكره ابْن فَهد فِي الْمُوَحدَة 490 (أَبُو يزِيد) الطهطاوي الصعيدي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي أحد الْفُضَلَاء من أَتبَاع الشَّيْخ مَدين اشْتغل كثيرا وَحفظ الْمُخْتَصر ثمَّ الشاطبية ولازم عبَادَة وطاهرا وَأَبا الْقسم النويري والأبدي وَأَبا الْجُود وَعنهُ وَعَن الزين البوتيجي أَخذ الْفَرَائِض فِي آخَرين من أَئِمَّة مذْهبه وَمن سواهُم كَابْن الْهمام والقاياتي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمُخْتَصر الْأَصْلِيّ والمناوي وَأخذ عَنهُ فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ والمحيوي الدماطي وَأخذ عَن من دب ودرج واختص بالشيخ مَدين وقطن زاويته وَولي خطابتها وَقَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا من كتب التصوف واشتهر بِصُحْبَتِهِ بَين الرؤساء وَغَيرهم وناله بِهَذِهِ الْوَاسِطَة جملَة من الْوَظَائِف وَغَيرهَا وَقَرَأَ الْقرَاءَات وَكَثُرت مُرَاجعَته لي فِي أَمَاكِن من شرح النخبة وَغَيرهَا وبرع فِي الْفَرَائِض والحساب والميقات وباشر سيد البياكيم وَرُبمَا عمل الأرباع وشارك فِي الْفَضَائِل وَكَانَ مستحضرا للمختصر كثير الْمَحْفُوظ حَرِيصًا على التَّحْصِيل والاستفادة متوددا للخاص وَالْعَام مَعَ مُلَازمَة السهر والحرص على الْقيام وَعدم تَضْييع أوقاته وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَلم يكن يسمع بِكِتَاب عَزِيز الا اجْتهد فِي تَحْصِيله وأقرأ بعض الطّلبَة وَأعَاد فِي بعض الْجِهَات وَحج غير مرّة آخرهَا قبيل مَوته بِسنة مَعَ زَوْجَة لَهُ اتَّصل بهَا بعد موت شَيْخه وَرجع ثمَّ رَجَعَ فَسقط فِي توجهه عَن بعيره فَانْقَطع نخاعه فَمَاتَ وَذَلِكَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأَظنهُ جَازَ السِّتين رَحمَه الله وإيانا 49 (أَبُو يزِيد) الظَّاهِرِيّ برقوق الجركسي كَانَ من خاسكيته ثمَّ تَأمر عشرَة فِي

أَيَّام الْأَشْرَف برسباي وَيذكر بمزيد تغفيل بِحَيْثُ يَحْكِي عَنهُ مَا يضاهي حكم قراقوش وَقد أخرج الْأَشْرَف أقطاعه فِي آخر عمره وَبَقِي بطالا حَتَّى مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَقد جَازَ على السّبْعين وَكَانَ طوَالًا نحيفا مسترسل اللِّحْيَة مُعظما عِنْد الظَّاهِرِيَّة 49 (أَبُو يزِيد) الأشرفي برسباي كَانَ فِي أَيَّامه ساقيا ثمَّ أمره وَلَده عشرَة ثمَّ صَار من رُؤُوس النواب فِي أَيَّام الظَّاهِرِيَّة جقمق إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين أَو الَّتِي قبلهَا سقط من أَعلَى سلم فَلَزِمَ الْفراش حَتَّى مَاتَ وَكَانَ شَابًّا جميلا طوَالًا خَفِيف اللِّحْيَة رَقِيقا تعلوه صفرَة شجاعا مقداما رشقا عَارِفًا بفنون الفروسية مُسْرِفًا على نَفسه سامحه الله 493 (أَبُو الْيُسْر) بن أبي الْفضل هُوَ أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن لاشيخ مُحَمَّد بن حسن الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل ولازم السيفي الْحَنَفِيّ وَلذَا سمع على أمه وَغَيرهَا مِمَّن كَانَ يحدث مَعهَا (أَبُو الْيُسْر) بن الصَّائِغ هُوَ أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر (أَبُو الْيُسْر) بن عبد الْقوي هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي (أَبُو الْيمن) بن البرقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ مضى 494 (أَبُو الْيمن) أَمِين الدّين بن الْفَخر أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن ظهيرة أَخُو فايز الْمَاضِي واسْمه مُحَمَّد عمله أَبوهُ حنفيا مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَقَرَأَ فِي الْفِقْه سنة سبع وَتِسْعين على الْعَلَاء بن الجندي الْمحلى نقيب زَكَرِيَّا حِين جاور فِيهَا 495 (أَبُو الْيمن) بن أبي الطّيب بن يُوسُف بن عَليّ القنبشي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَخُوهُ أَبُو النجا وأبوهما كَانَ رَفِيقًا لنا فِي زِيَارَة الطَّائِف سنة إِحْدَى وَسبعين وتعانى التِّجَارَة وخدم الفخرى بن ظهيرة ثمَّ ابْن أَخِيه الجمالى وتمول وَدخل الْهِنْد (أَبُو الْيمن) بن ظهيرة فِي مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن أبي السعادات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن (أَبُو الْيمن) بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن البتنوني الأَصْل القاهري الباسطي وَيُسمى مُحَمَّدًا مضى 496 (أَبُو الْيمن) بن عَليّ بن مُحَمَّد الطهطاوي الْمَكِّيّ أَخُو أبي بكر وَإِخْوَته المخاصم فِي تركته أَبِيه بعد ثُبُوت الْبَرَاءَة وتنفيذها وَاسْتِيفَاء حَقه بِمُقْتَضى الاشهاد وخطه مِمَّن سمع مني بِمَكَّة (أَبُو الْيمن) بن مُحَمَّد الطَّوِيل بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ مضى فِي المحمدين (أَبُو الْيمن) بن البتنوني مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد (أَبُو الْيمن) النويري مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز

كتاب الألقاب

(كتاب الألقاب) وبدأت مِنْهَا بِمَا أضيف إِلَى الدّين مِمَّن اشْتهر بذلك أَو كَانَ بِهِ أشهر من الِاسْم وَنَحْو ذَلِك وَقد اقْتصر فِي إِيرَاد اللقب على الْمُضَاف إِلَى الدّين خَاصَّة كَمَا فِي الْعَضُد والرضى والوجيه وَنَحْوهَا (أثير) الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الأخصاصي وَمُحَمّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الشّحْنَة 497 (أَسد الدّين) الكيماوي العجمي قتل فِي أَوَائِل سنة ثَلَاث وَخمسين وَقَضيته مشروحة فِي الْحَوَادِث 49 {أصيل) الدّين الخضري مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عُثْمَان والدهقلي شيخ قدم على الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين الايحي بِلَادهمْ فَسمع مِنْهُ بروايته عَن الزين الْعِرَاقِيّ والمنسوب إِلَيْهِ بِبَيْت ابْن أصيل هُوَ مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَيُّوب بن عُثْمَان وَمُحَمّد بن أبي الطّيب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الرُّكْن مُحَمَّد الأسيوطي والكرماني نزيل مَكَّة عبد الله بن أوليا (افتخار) الدّين ياقوت بن عبد الله الفهدي (أفضل) الدّين مُحَمَّد بن الزين قَاسم بن قطلوبغا ومحمود بن عمر بن مَنْصُور القَاضِي (أكمل) الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر وَمُحَمّد بن الشّرف عبد الله بن الشَّمْس مُحَمَّد بن مُفْلِح (إِمَام) الدّين المنزلي عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد وَإِمَام الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان 499 (أَمِين) الدّين بن القَاضِي الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبَادَة أَخُو أَحْمد الْمَاضِي ولد سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَعبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد الطرابلسي وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن الشماع وَمُحَمّد أَبُو الْيمن بن الْمُحب أَحْمد بن ابي السعادات مُحَمَّد بن ظهيرة وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عِيسَى بن النجار إِمَام الغمري وَمُحَمّد أَبُو الْيمن بن الْفَخر بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن ظهيرة وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْخَيْر بن حُسَيْن بن الزين وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب العباسي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ المنصوري الْحَنْبَلِيّ وَيحيى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الأقصرائي (أوحد) الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن رسْلَان قَاضِي الْمحلة وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بن الْبُرْجِي (حرف الْبَاء الْمُوَحدَة) 500 - (بدر) الدّين بن الأخنائي مُحَمَّد بن الْبَهَاء مُحَمَّد بن الْعلم مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر وَابْن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْبر وَابْن التنسي

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله وَابْن جُمُعَة مُحَمَّد وَابْن الديري مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد وَابْن الرهوني الْمَالِكِي مُحَمَّد بن عَليّ وَابْن العداس إِمَام خانقاه شيخو وخازنا لكتب بهَا مِمَّن سمع من شَيخنَا وَابْن الْغَرْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَلِيل وَابْن الْقَرَافِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر وَابْن الْقطَّان مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عِيسَى والأنصاري مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد والبغدادي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم الْحَنْبَلِيّ والبلقيني أَبُو السعادات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر وَابْن أَخِيه مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر والخياط القادري تلميذ الشهَاب بن الناصح مَاتَ عَن سنّ عالية فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشرى صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فِي زَاوِيَة يحيى الْبَلْخِي بِظَاهِر بَاب الشعرية وَدفن بتربة مُحَمَّد الْخَواص وَإِبْرَاهِيم المجذوب المشرفة على بركَة أَرض الطبالة وَكَانَ صَالح مُعْتَقدًا والدجوي نقيب الْمَالِكِي مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عمر والسخاوي مُحَمَّد ابْن أخي عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد وَالسَّعْدِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْحَنْبَلِيّ والسمسطائي الْمَالِكِي الْموقع لم يكن فِي صناعته بعصره من يسْبقهُ فِيمَا قيل مَاتَ فِي أَيَّام السعد بن الديري وَشَيخ الطَّائِفَة العباسية فِي المحمدين والطلخاوي حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله القَاضِي والطنبدي أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد والعسقلاني مُحَمَّد ابْن شَيخنَا أبي الْفضل أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حجر والعمري الصُّوفِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد والفرعني الصَّفَدِي قاضيها الشَّافِعِي مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَانِينَ والقلعي مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد والكلستاني هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله والمارديني مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد والمسعودي الشَّاهِد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن غُلَام الله والهندي البنجالي الْمُقِيم بِبَاب السِّدْرَة مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَخمسين أرخه ابْن فَهد وانسان كَانَ فِي خدمَة يُوسُف بن تغري بردى مَاتَ فِي سنة سِتّ وَخمسين (برهَان الدّين) خلق مِمَّن يُسمى إِبْرَاهِيم مِنْهُم ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد بن الديري وَابْن عَليّ بن أبي البركات من ظهيرة وَابْن عَليّ بن أَحْمد بن بركَة النعماني وَابْن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الأبناسي وَابْن أبي بكر بن مُحَمَّد الْبُرُلُّسِيّ الفرضي وبلديه ابْن حجاج وصهر الشهَاب بن سَفَرِي مِمَّن سمع من شَيخنَا وَمن غَيرهم أَحْمد بن عبد الله صَاحب سيواس (بهاء الدّين) جمَاعَة فَمن المحمدين ابْن أَحْمد الْمحلى ابْن الْوَاعِظ وَابْن أبي بكر

حرف التاء المثناة

ابْن عَليّ المشهدي وَمن غَيرهم أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن حرمي (حرف التَّاء الْمُثَنَّاة) 50 - (تَاج الدّين) جمَاعَة فَمن المحمدين ابْن إِبْرَاهِيم بن عوض الأخميمي وَابْن عبد الرَّحْمَن بن عمر البُلْقِينِيّ وَابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُسلم وَمِمَّنْ اسْمه عبد الْوَهَّاب جمَاعَة مِنْهُم ابْن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن الْعِرَاقِيّ وَابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عربشاه وَابْن سعد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الديري وَابْن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الشَّامي وَابْن عَليّ بن حسن النطوبسي وَابْن عمر بن مُحَمَّد الزرعي النَّقِيب وَابْن مُحَمَّد بن طريف الشاوي وَابْن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ الفيومي وَابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شرف وَابْن نصر الله الخطير وَمن غَيرهم أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر النعماني الْحَنَفِيّ وَالِد حميد الدّين مُحَمَّد وَعبد الله ابْن نصر الله المقسي وَعبد اللَّطِيف بن عبد الْغَنِيّ بن الجيعان (وتاج الدّين) بن حَتَّى التَّاجِر ضربه السُّلْطَان فِي سنة خمس وَخمسين ثمَّ أَمر بإدخاله المقشرة ثمَّ بنفيه مَعَ خَصمه الْفَخر التوريزي ثمَّ اسْترْضى السُّلْطَان (وتاج الدّين) بن سعد الدّين بن البقري الْوَزير ابْن الْوَزير مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن عشرى ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان فِي الْعقُوبَة عِنْد جمال الدّين فَإِنَّهُ كَمَا قيل اشْتَرَاهُ من النَّاصِر بمبلغ كَبِير جدا لكَونه الْتزم بِقدر كَبِير يستخلصه من جمَاعَة بتسلمهم مِنْهُ وبادر لإتلاف هَذَا ذكره الْعَيْنِيّ قلت واسْمه عبد الله وَأَبوهُ نصر الله بن عبد الله من ذَاك الْقرن (وتاج الدّين) بن قريميط وَيُسمى بَرَكَات أحد كتاب المماليك (وتاج الدّين) إِمَام الشيخونية وَابْن أئمتها مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى مِمَّن اسْتَقر فِي جِهَات أَبِيه بعده بل أَخذ بعض التداريس وناب عَن قُضَاة الْحَنَفِيَّة كأبيه وَله تردد لغير وَاحِد من الْأُمَرَاء وَرُبمَا حضر عِنْدِي بالصرغتمشية وَلَيْسَ بذلك وبلغنا فِي رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وَنحن بِمَكَّة أَنه توفّي فيحرر (وتاج الدّين) الْهِنْدِيّ وَالظَّن أَنه من كنباية أَو أَعمالهَا نزيل مَكَّة أَقَامَ فِيهَا عشْرين سنة أَو نَحْوهَا لم يخرج مِنْهَا إِلَّا إِلَى الْمَدِينَة للزيارة وَكَانَ معتنيا بِالْعبَادَة وَالْخَيْر وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد مَعَ قُوَّة اعْتِقَاده فِي ابْن عَرَبِيّ مَاتَ بِمَكَّة فِي الْعشْر الأول من ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَدفن بالشبيكة أَسْفَل مَكَّة بِوَصِيَّة مِنْهُ بعد الصَّلَاة عَلَيْهِ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَأَحْسبهُ بلغ السّبْعين ذكره الفاسي فِي الْأَسْمَاء من مَكَّة وَقَالَ كَانَ يسترشدني فِي كثير من الْمسَائِل 50 (تَقِيّ الدّين) بن الجيعان هُوَ عبد الْوَهَّاب بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر وَابْن

حرف الجيم

الحريري الدِّمَشْقِي هَكَذَا رَأَيْته فِي الآخذين عَن شَيخنَا وَابْن الْحَرِير الدِّمَشْقِي آخر هُوَ فِيمَا يغلب على الظَّن أَبُو بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ وَابْن دِرْهَم وَنصف المعصراني كَانَ من المياسير المعروفين بِكَثْرَة المعاصر والدواليب مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَابْن الرسام اثْنَان شَامي تَاجر مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين وَدفن بِالْقربِ من ابْن عُيَيْنَة وَالْآخر اسْمه عبد الْكَافِي بن عبد الْقَادِر بن أَحْمد وَابْن رَمَضَان بن عبد الله الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ وَمِمَّنْ سمع مني بِمَكَّة وَابْن الطيوري أَبُو بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ وَابْن عبد الْبَارِي الْمصْرِيّ مضى فِي المحمدين وَابْن عبد الْعَظِيم الطَّحَّان أَخُو عبد الرَّزَّاق مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَابْن عمر بن أبي بكر الحريري الْمَاضِي أَبوهُ وَمِمَّنْ سمع مني بِمَكَّة وَابْن قَاضِي عجلون أَبُو بكر بن بعد الله بن عبد الرَّحْمَن وَابْن القزازي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد وَابْن الكفري الْحَنَفِيّ القَاضِي هُوَ عبد الله بن يُوسُف بن أَحْمد وَابْن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد والبسطي الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عِيسَى والبلقيني مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن رسْلَان والحرازي مُحَمَّد بن عبد الله بن التقي مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم والحصى إثنان كل مِنْهُمَا اسْمه أَبُو بكر بن مُحَمَّد فأولهما اسْم جده عبد الْمُؤمن بن حريز وَالْآخر اسْم جده شاذى والشامي الْحَكِيم مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَكَانَ يَدعِي أَن وَالِده هُوَ الْبَدْر بن خطيب الدهشة أرخه ابْن فَهد والطرابلسي أَبُو بكر بن إِسْمَاعِيل بن عمر وَآخر اسْمه تَقِيّ الدّين أَبُو بكر وَعِنْدِي توقف فِي كَونه أَيْضا ابْن اسماعيل بن عمر فيحرر والقبابي الْمَالِكِي اسْمه عبد الرَّحْمَن بن والقلقشندي عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن اسماعيل وناظر الزردخاناه اسْتَقر فِيهَا بعد كَرِيمَة وَيُقَال لَهُ ابْن الصَّيْرَفِي مِمَّن بَاشر عِنْد الْأُمَرَاء وَمِنْهُم السُّلْطَان قبل تملكه فَلَمَّا تسلطن قَرَّرَهُ نَاظر الزردخاناه (حرف الْجِيم) 503 - (جلال الدّين) بن الأبشيهي فِي الأبشيهي وَابْن الأسيوطي عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عَليّ وَابْن الْأَمَانَة عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عُثْمَان وَابْن السيرجي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف وَابْن شرف الدّين عبد الْوَهَّاب الْجَعْفَرِي الزَّيْنَبِي الأسيوطي مدرس الشريفية بأسيوط وَهِي من إنْشَاء ابْن عَم أَبِيه زين الدّين وَكَانَ قد ولي الحكم بهَا مرّة مَاتَ سنة سبع

وَأَرْبَعين وَابْن الملقن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عمر بن أبي الْحسن والبكري مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد والبلقيني عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان وحفيد وَلَده عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْجلَال والخانكي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَيُقَال لَهُ العباسي والسخاوي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان الْوَالِد والصمنودي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ وَقد يُقَال لَهُ الْمحلى والسيرجي مضى قَرِيبا فِي ابْن السيرجي والصالحي أَبُو النجاح مُحَمَّد بن أَحْمد بن يحيى بن عَليّ وَمُحَمّد بن أبي بكر الْمَدْعُو بِأبي الْفضل بن عَليّ بن دَاوُد بن عَليّ الصَّالِحِي مِمَّن بَاشر مشيخة الزمامية بسويقة الصاحب وجهات تلقاها عَن أَبِيه وَزعم أَنه يلوذ بِالْقَاضِي نَاصِر الدّين الصَّالِحِي بِقرَابَة وَكَانَ النَّاس مبتلين بِهِ فِي أَيَّام خشقدم وَلذَا كَانَ خَائفًا يترقب إِلَى أَن رَافع فِيهِ وَفِي أشباهه من أَكلَة الْأَوْقَاف الْجَارِيَة تَحت نظر الزِّمَام عَليّ بن التَّاج عبد الْوَهَّاب السجيني فِي أول أَيَّام فَيْرُوز عِنْد السُّلْطَان وَخَصه فِيمَا قيل من المصادرة عشرَة آلَاف دِينَار وَالْكَلَام فِيهِ كثير وَهُوَ من دهاة الْعَالم مِمَّن تكَرر حجه وَيظْهر اعْتِقَاد الصَّالِحين وَنَحْوهم لأغراض وَبَاعَ دوره ووظائفه وأثاثه فِيمَا ظهر وَمكث فِي الترسيم إِلَى حِين تَارِيخه سنة تسع وَتِسْعين والصفوي أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن حسن أحد الآخذين عني والطنبدي مَاتَ فِي صفر سنة أَرْبَعِينَ وَخلف مَالا كثيرا بِحَيْثُ صولح أَخُوهُ على عشرَة آلَاف دِينَار بعد طلب عشْرين ألفا مَعَ وَرَثَة مستغرقين قَالَه الْعَيْنِيّ والعباسي فِي الخانكي قَرِيبا والقمصي عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن والمحلى مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد وَآخر فِي السمنودي قَرِيبا والمرجوشي مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق والمقري العجمي السَّاكِن بالجزيرة مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالطاعون والوجيزي عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عرندة وَابْن فتح الدّين أحد تجار الشّرْب بل هُوَ شيخ سوقه وَاسْتقر عوضه فِي المشيخة مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْحق وَبئسَ البديل وشخص يشبه رَأسه رَأس عبد الْقَادِر الطشطوخي أحد المعتقدين اتّفق مَعَ ابْن الرماح فِي التلبيس على الْملك فأشرك مَعَه فِي الضَّرْب وإيداع المقشرة وَمَات سنة أَربع وَتِسْعين 504 (جمالد الدّين) بن خطيب المنصورية يُوسُف بن الْحسن بن مُحَمَّد وَابْن السَّابِق مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود وَابْن ظهيرة مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة والأزدستاني شيخ جليل مُتَقَدم فِي السلوك والتجرد ذُو نظم كثير جله بِخَطِّهِ فِي

حرف الحاء المهملة

الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة قدم الْقَاهِرَة وزار بَيت الْمُقَدّس وَكَانَت منيته بِهِ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ السّبْعين وَمِمَّنْ تسلك بِهِ فضل الله الْمَاضِي وَحكى لي كثيرا من أخباره مِمَّا لم أضبطه والبساطي يُوسُف بن خَالِد بن نعيم والحرضي الْمَكِّيّ مِمَّن سمع من شَيخنَا والشيبي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد والخواجا الفومني فِي الْأَنْسَاب والقرافي النَّحْوِيّ كَانَ ماهرا فِي الاعراب حسن التدريب فِيهِ انْتفع بِهِ شَيخنَا ابْن خضر وَغَيره وَولي مشيخة الطنبدية بالصحراء وَأَظنهُ كَانَ إِمَامًا بالناصرية فرج بالصحراء وَاسْتقر بعده فِي الطنبدية شَيخنَا الشهَاب الحناوي والكرماني يُوسُف بن يحيى بن مُحَمَّد بن يُوسُف والماردائي يُوسُف بن عبد الله والملطي يُوسُف بن مُوسَى بن مُحَمَّد والنابلسي الشَّيْخ الْمُفْتِي بطرابلس مِمَّن قتل فِي خُرُوج نائبها عَلَيْهِم سنة اثْنَتَيْنِ وبواب الزمامية بِمَكَّة مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد وعجمي نجار ينزل برباط السَّيِّد بَرَكَات مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة مستهل الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين عَن نَحْو الثَّمَانِينَ وَكَانَ مُبَارَكًا كثير الطّواف والتلاوة نظرا وَغير ذَلِك من أَفعَال الْخَيْر قطن مَكَّة نَحْو أَرْبَعِينَ سنة رَحمَه الله وإيانا (حرف الْحَاء الْمُهْملَة) (حَافظ الدّين) الجلالي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ والمنهلي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن دَاوُد (حسام الدّين) بن حريز مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد وَابْن غرلو فِي حسن والصفدي فِي حسام بن عبد الله (حميد الدّين) النعماني مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أحمدبن عمر بن مُحَمَّد بن ثَابت (حرف الْخَاء الْمُعْجَمَة) (خير الدّين) جمَاعَة مِنْهُم ابْن الْبِسَاطِيّ مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان والسخاوي قَاضِي طيبَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن أبي بكر وَإِمَام الشيخونية واسْمه مَاتَ فِي سنة تسعين وَثَمَانمِائَة وَمُحَمّد بن عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى الشنشي والريشي نقيب الْمَنَاوِيّ وَهُوَ مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن أبي بكر (حرف الرَّاء الْمُهْملَة) رَضِي الدّين) بن الأوجاقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَابْن مَنْصُور مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ والرضى الطَّبَرِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الإِمَام والرضى الْغَزِّي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن بدر بن مفرج بن بدر وَله ابْنَانِ إِبْرَاهِيم مَاتَ وَرَضي الدّين مُحَمَّد (ركن الدّين) الخوافي نِسْبَة لخاف بلد بخراسان مِمَّن أَخذ عَن أبي بكر التاذباذي وَعنهُ

حرف الزاي زكي الدين بن صالح محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن صالح والمناوي أبو بكر بن صدقة زين الدين بن ابي الفضل بن القاضي عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح المدني ممن سمع مني بها وابن محمد بن المحب بن الحسين المدني ابن عم عبد المعطي

الصفي عبد الرَّحْمَن الايجي (ركن الدّين) الدُّخان عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ ونزيل مَكَّة مُحَمَّد بن مهذب (حرف الزَّاي) (زكي الدّين) بن صَالح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن صَالح والمناوي أَبُو بكر بن صَدَقَة 505 (زين الدّين) بن ابي الْفضل بن القَاضِي عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن صَالح الْمدنِي مِمَّن سمع مني بهَا وَابْن مُحَمَّد بن الْمُحب بن الْحُسَيْن الْمدنِي ابْن عَم عبد الْمُعْطِي وَمُحَمّد ابْني أَحْمد بن الْحُسَيْن الماضيين مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ والانبابي مِمَّن سمع من شَيخنَا والتاجر هُوَ أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مقبل والسخاوي أَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر أخى بل هُوَ أَكثر فِي تلقيب الْوَالِد من جلال الدّين والسطحي القاهري كَانَ مُقيما بسطح جَامع الْحَاكِم وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد انْقَطع ثَلَاثِينَ سنة لَا يخرج من منزله إِلَّا يَوْم الْجُمُعَة للاغتسال ثمَّ يعود مَاتَ فِي سنة أَربع وَعشْرين وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة قَالَه شَيخنَا فِي انبائه وَقَالَ غَيره إِنَّه كَانَ مالكي الْمَذْهَب رافق الْعِزّ بن عبد السَّلَام الْأمَوِي قريب الولوي السنباطي القَاضِي فِي الطّلب فِي الْفِقْه وَغَيره بل حضر عِنْد الْعِزّ بن جمَاعَة وَكَانَ الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن دونه يَقْصِدهُ للسلام وَطلب الدُّعَاء رَحمَه الله وإيانا والسكندري الْحَنَفِيّ أحد من حضر عِنْد أكمل الدّين وجار الله وَغَيرهمَا قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْهِدَايَة الْكَمَال بن الْهمام وَنبهَ على ذَلِك فِي أول شَرحه لَهَا وَقَالَ شَيخنَا فِي آخر تَرْجَمَة أبي بكر التَّاجِر من أنبائه أَنه نَاب فِي الحكم (والزين الطَّبَرِيّ) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن عبد الله والعراقي عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن والمخدوم الْحَنَفِيّ مِمَّن أَخذ عَن أكمل الدّين وَغَيره وناب فِي الحكم أَيْضا والمراغي أَبُو بكر بن حُسَيْن بن عمر والنابلسي مِمَّن سمع من شَيخنَا (حرف السِّين الْمُهْملَة) (سَابق الدّين) (سديد الدّين) (السراج) بن الملقن عمر بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد والسراج البُلْقِينِيّ عمر بن رسْلَان بن نصير والعبادي عمر بن حُسَيْن بن حسن وقاري الْهِدَايَة عمر بن عَليّ بن فَارس والمناوي أحد نواب الْحَنَفِيَّة عمر بن عَليّ بن عمر والمناوي آخر تَاجر اسْمه عمر بن أَحْمد بن عَليّ أَخُو الْبَدْر بن جنَّة لأمه 506 (سعد الدّين) بن الديري سعد بن مُحَمَّد بن عبد الله وَابْن الذَّهَبِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف وَابْن عُوَيْد السراج اسْمه إِبْرَاهِيم ويكنى أَبَا غَالب فِي الكنى وَابْن مخاطة القبطي واسْمه إِبْرَاهِيم زوجه إِبْرَاهِيم بن الجيعان ابْنَته

حرف الشين المعجمة

وَصَارَت لَهُ بذلك منزلَة وباشر فِي جِهَات مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين عَفا الله عَنهُ وَسعد الدّين بن قوالح وَهُوَ إِبْرَاهِيم فِيمَا أَظن ابْن التقي عبد اللَّطِيف الملقب قوالح بن عبد الْوَهَّاب بن الْعَفِيف المرافع فِي كَاتب المماليك وَكَانَ أحد كتاب المماليك ورؤساء الْكحل مَاتَ فِي ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين وَاسْتقر عوضه فِي رياسة الْكحل أَخُوهُ وَالْخَادِم الْحَنَفِيّ وَالِد شمس الدّين مُحَمَّد الْمَاضِي كَانَ من فضلاء جمَاعَة أكمل الدّين وخادم الشيخونية وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْعَرَبيَّة يحيى بن الْعَطَّار بل أَخذ عَنهُ عمر بن قديد وَكَانَ بالشيخونية حَنَفِيّ آخر يلقب المخدوم وَهُوَ الزين أَبُو بكر بن عَليّ بن أبي بكر تزوج ابْنة الغماري واستولدها وَهُوَ من الْقرن قبله ظنا وَفَرح بن ماجد الْوَزير والكسيح الَّذِي ولي نظر دمياط وقتا مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين غير مأسوف عَلَيْهِ لما وصف بِهِ من الظُّلم وَكَاتب سر غَزَّة هُوَ إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب والكماخي إِبْرَاهِيم بن الْمُحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْحَنَفِيّ والمصري أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن دَاوُد القوصي وَآخر فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَملك الْحَبَشَة هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ وناظر الْخَواص إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم سيف الدّين الصيرامي فِي يُوسُف بن عِيسَى وَابْن الخوندار مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن قطلوبغا (حرف الشين الْمُعْجَمَة) 507 - (شرف الدّين) بن البقري عبد الباسط وَابْن الخازن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْمُهَيْمِن وَابْن الخشاب مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عِيسَى وَابْن خَلِيل بن أَحْمد السكندري مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَابْن صَالح الْمدنِي مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد والشرف بن العجمي أَبُو بكر بن سُلَيْمَان بن اسماعيل بن يُوسُف وَابْن قَاسم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عبد الله والأنصاري اثْنَان اسمهما مُوسَى فمتقدمهما ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة ومتأخرهما ابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان والبارنباري عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم والبدماصي الشَّاهِد مُحَمَّد بن أَحْمد بن اسماعيل والحسيني وَيعرف بالمطلق لقِيه الطاووسي فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة فاستجازه لكَونه زعم أَنه لَقِي صحابيا اسْمه مُحَمَّد الْأَصَم قَالَ وَفِيه مَا فِيهِ وَوَصفه الزَّاهِد بِأَنَّهُ كَانَ من أكَابِر الزهاد سَافر كثيرا فِي نواحي الأَرْض والداديخي أَبُو بكر بن سُلَيْمَان بن صَالح والطنبدي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الحميد بن إِبْرَاهِيم والعباسي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن صَلَاح والقادري الضَّرِير خطيب جَامع الميدان مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وَدفن بتربة بِالْقربِ من حُسَيْن الجاكي

وَكَانَ مأنوسا فِي خطبَته صليت خَلفه كثيرا رَحمَه الله والقدسي الْمُحدث مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد والكناني الْمَالِكِي أحد أَصْحَاب الشَّيْخ مَدين مِمَّن تكسب بِالشَّهَادَةِ بالحانوت المواجه لحانوت المجهزين بِالْقربِ من وكَالَة قوصون وَكَانَ خيرا مَاتَ إِمَّا فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ أَو الَّتِي بعْدهَا وَرَأَيْت فِيمَن سمع الْخَتْم من البُخَارِيّ على أم هاني الهورينية وَمن شاركها شرف الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الْكِنَانِي وابناه مُحَمَّد وَعبد الْقَادِر ويغلب على ظَنِّي أَنه هَذَا والمعامل المجاور فِي سنتي ثَلَاث وَتِسْعين وَالَّتِي بعْدهَا هُوَ مُوسَى بن مُحَمَّد بن يُوسُف والمناوي يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وشارح الْمنَار لقِيه ابْن عربشاه وأرخ وَفَاته سنة سبع وَأَرْبَعين باذنه 50 {شمس الدّين) بن خَلِيل الْمقري أحد أعيانهم وَمِمَّنْ ذكر بجهورية الصَّوْت مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي أَو جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَن نَحْو السّبْعين وَقد كف وَابْن خَلِيل آخر شَافِعِيّ اسْم جده أَحْمد مضى فِي المحمدين وَابْن بطالة فِي الْأَبْنَاء وَابْن الرُّكْن المعري مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان وَابْن الْعيار فِي المحمدين مِمَّن لم يسم آباؤهم وَابْن كَاتب الورشة القبطي ويلقب بالوزة مضى فِي نصر الله وَابْن منهال مَاتَ فِي سنة احدى أرخه شَيخنَا فِي انبائه والأزهري فِي مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن والأسيوطي فِيمَن سمع من شَيخنَا والبابي فِي مُحَمَّد بن اسماعيل بن الْحسن بن صُهَيْب والبصروي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الْعَزِيز والبغدادي الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جميل وَآخر اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى تزوج الْمُوفق بن الْمُحب بن نصر الله أُخْته والجويعين الشَّاعِر نزيل بولاق مدح شَيخنَا وَمن نظمه يهجو تلميذا لَهُ يعرف بِابْن فَخر مِمَّا سَمعه مِنْهُ عبد الْقَادِر الْقرشِي (حَدِيث ابْن فَخر حِين جَاءَ مسلسلا ... وَقد قرروه بَان للنَّاس واشتهر) (روى الْأَعْمَش الضوى أَن مَدَاره ... على قَول مَسْرُوق فسلسله عمر) والجوهري الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الشَّيْخ مُحَمَّد بن صَدَقَة والحجازي مُخْتَصر الرَّوْضَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد والحلبي مُحَمَّد بن اسماعيل بن يُوسُف والرحبي وَكيل بَيت المَال بِدِمَشْق مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ أرخه ابْن اللبودي والسكندري فِيمَن سمع من شَيخنَا والشبراوي مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مَسْعُود وَابْنه مُحَمَّد والشراريبي الْمقري مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد والصوفي الْحَنَفِيّ نزيل البرقوقية وَالطِّيبِي فِيمَن سمع من شَيخنَا والعجيمي مُحَمَّد بن عبد الْمَاجِد سبط ابْن هِشَام والعماري الْحَنَفِيّ القَاضِي سَافر مَعَ نَائِب الشَّام سودون من عبد الرَّحْمَن إِمَامًا فناب فِي الحكم بِالشَّام ثمَّ رَجَعَ بعد انْفِصَال مخدومه

حرف الصاد المهملة

وناب بِمصْر أَيْضا وَلم يكن بالمخدوم مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَهُوَ بِفَتْح الْمُهْملَة وَتَشْديد الْمِيم ذكره شَيخنَا فِي انبائه والغزولي الْفراش مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد والمسيري مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمصْرِيّ نزيل مَكَّة والمصري قيم الأحباس مَاتَ فِي سنة احدى أرخه شَيخنَا فِي انبائه والمعيد إِمَام الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مَحْمُود الْخَوَارِزْمِيّ والمغيربي مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد 509 (شهَاب الدّين) بن الضَّعِيف أَحْمد بن يُونُس والأذرعي أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن والحسيني كَاتب السِّرّ أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عدنان والدواداري كاشف الجيزة مَاتَ فِي حادي عشرى شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة وَخلف مَوْجُودا كثيرا جدا قَالَه شَيخنَا فِي انبائه والزملكاني مَاتَ فِي سنة ثَلَاث عشرَة أرخه شَيخنَا أَيْضا والقوصي اثْنَان كل مِنْهُمَا اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد والنابلسي النَّاسِخ أَحْمد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وشهاب الدّين الشولي الضَّرِير مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَأَرْبَعين (حرف الصَّاد الْمُهْملَة) 510 - (الصَّدْر) بن الادمي عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَمِنْهُم من جعل بدل أَحْمد أَبَا بكر وَابْن الرُّومِي عدل بَاشر فِي أوقاف جَامع المغربي وَغَيره مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَخمسين عَن نَحْو الْخمسين وَابْن الرُّومِي آخر نزيل السيوفية هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد والبهوتي فِي أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد والمكراني فِي أَحْمد بن اسماعيل بن إِبْرَاهِيم والمناوي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن اسحاق بن ابراهيم (صفي الدّين) الكازروني الْمدنِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُسَدّد (والصفي) الايجي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله وحفيد ولد أَخِيه عبد الرَّحْمَن بن عبيد الله بن الْعَلَاء مُحَمَّد بن الْعَفِيف مُحَمَّد بن مُحَمَّد 51 (صَلَاح الدّين) بن الجيعان مُحَمَّد بن يحيى بن شَاكر وَابْن ابي الْخَيْر المخبزي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أبي بكر بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم وَابْن الديمي مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عُثْمَان وَابْن عَليّ بن نجم الدّين الخانكي مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَابْن الكويز مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد وَابْن نصر الله مُحَمَّد بن حسن والرفاعي شيخ طائفته مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة احدى وَأَرْبَعين وَصَلَاح الدّين السَّعْدِيّ مُحَمَّد بن قَاضِي الْحَنَابِلَة الْبَدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين وَكَانَ نجيبا حاذقا عوضه الله وأباه الْجنَّة والطرابلسي

حرف الضاد المعجمة

الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن سعيد والقيسي الشَّاهِد عِنْد بَاب الْأَزْهَر رَفِيقًا للسروي كَانَ شافعيا يحفظ أشعارا واسْمه يُوسُف مَاتَ فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ووكيل الحزمي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم 51 (وَصَلَاح) الْبَزَّاز مَاتَ بِمَكَّة لَيْلَة عيد الْفطر سنة سبع وَعشْرين أرخه ابْن فَهد (صير الدّين) ملك الْحَبَشَة فِي عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ (حرف الضَّاد الْمُعْجَمَة) (الضياء) بن سَالم الْمَكِّيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَالم 513 (ضيا الدّين) الأخنائي مَاتَ فِي سنة احدى ذكره شَيخنَا فِي انبائه والبلقيني عبد الْخَالِق بن عمر بن رسْلَان (حرف الظَّاء الْمُعْجَمَة) (ظهير الدّين) مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد الطرابلسي (حرف الْعين الْمُهْملَة) (عز الدّين) بن جمَاعَة مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَابْن النَّجْم عمر بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عَليّ فِي المحمدين والأنبابي عبد الْعَزِيز بن يُوسُف والبلقيني عبد الْعَزِيز بن الْبَهَاء مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مظفر وَالتَّقوى عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم والحنبلي اثْنَان وليا قَضَاء مصر عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن الْعِزّ بن عبد الْعَزِيز وَأحمد بن إِبْرَاهِيم بن نصر الله وقاضي الشَّام ناظم مُفْرَدَات الْحَنَابِلَة مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن القَاضِي سُلَيْمَان والسخاوي هُوَ مُحَمَّد بن أبي بكر أخى ابْن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر والمالكي مواخي ابْن الْهمام مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد والمحلي أحد النواب مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان (عَزِيز الدّين) وَقد يُقَال فِيهِ عَزِيز يَأْتِي فِي الْفَصْل بعده (عضد الدّين) عبد الرَّحْمَن بن النظام يحيى بن سيف الصيرامي والنظامي فِي أبي الْخَيْر (عفيف الدّين) مُحَمَّد بن نور الدّين مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الْحُسَيْنِي الايجي وَابْن حفيده مُحَمَّد بن عبيد الله بن الْعَلَاء مُحَمَّد بن عفيف الدّين (عفيف) قَاضِي سكندرية هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن القسطنيني سبط ابْن التنسي 514 (عَلَاء الدّين) بن اللفت فِي ابْن اللفت والأمير الشريف ولي الوزارة بالديار المصرية وَشد الدَّوَاوِين مرَارًا ثمَّ الحجوبية الصُّغْرَى وَمَات وَهُوَ متوليها سنة أَربع عشرَة ذكره الْعَيْنِيّ والبانياسي نَاظر الْجَامِع الْأمَوِي كَانَ

حرف الغين المعجمة

مشكورا مَاتَ سنة ثَلَاث عشرَة ذكره شَيخنَا فِي انبائه والبلقيني عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر والتزمنتي عَليّ بن عَليّ بن أَحْمد بن سعيد وَأَبوهُ والجزري مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين أرخه ابْن فَهد والدمنهوري مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خضر والشيرازي عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد والصرخدي عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى والقابوني النَّحْوِيّ عَليّ بن مُحَمَّد والقائد مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين بعيون الْقصب وَلما بلغ الْأَشْرَف مَوته جهز أَحْمد الدوادار للِاحْتِيَاط على موجوده الَّذِي كَانَ صحبته بالركب فَحمل إِلَيْهِ بل وَبعث إِلَى مَكَّة فِي طلب زَوجته للفحص عَن سَائِر أَمْوَاله فتجهزت صُحْبَة الركب قَالَه ابْن فَهد والقلقشندي عَليّ بن أَحْمد بن اسماعيل والقدسي التَّاجِر مَاتَ فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ والكرماني شيخ سعيد السُّعَدَاء فِي عَليّ وَيُحَرر فأظنه مُحَمَّدًا 515 (علم الدّين) أَبُو الْفضل بن جُلُود القبطي وَالِد عبد الْكَرِيم الْمَاضِي تقدم فِي الْمُبَاشرَة وخدم فِي الْجِهَات وَعرف بالحذق والمعرفة والدربة وَاسْتقر فِي كِتَابَة المماليك فأثرى وضخم وَكثر خدمه وحواشيه وارتقى لما لم ينله غَيره من كتاب المماليك مَعَ حشمه وأدب وتكرم وتجمل مَاتَ فِي سلخ ذِي الْحجَّة وَدفن فِي مستهل سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَهُوَ فِي الكهولة وَابْن الجيعان شَاكر بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر والبلقيني صَالح بن عمر بن رسْلَان والحوفى نزيل سعيد السُّعَدَاء سُلَيْمَان بن عمر بن مُحَمَّد والنويري مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد 516 (عماد الدّين) الداديخي أَبُو بكر بن سُلَيْمَان بن صَالح والسرميني موقع الدست بِدِمَشْق كَانَ فَاضلا ذكيا مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَقد بلغ الْأَرْبَعين أَو قاربها ذكره شَيخنَا فِي انبائه والعباسي يَأْتِي فِي الْأَنْسَاب والكركي أَحْمد بن عِيسَى بن مُوسَى بن عِيسَى (حرف الْغَيْن الْمُعْجَمَة) 517 - (غياث الدّين) بن عَليّ بن نجم الكيلاني فِي مُحَمَّد وَابْن مُحَمَّد بن مَحْمُود الاستروسني مِمَّن سمع مني بِمَكَّة والشيرازي النَّحْوِيّ الشَّافِعِي ويلقب هُنَاكَ بسيبويه الثَّانِي وَقَرِيب شيخ الباسطية المكية بل هُوَ ابْن الشريف صَاحب الشرواني فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد (حرف الْفَاء) (فتح الدّين) البُلْقِينِيّ اثْنَان مُحَمَّد بن صَالح بن عمر بن رسْلَان وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن رسْلَان 51 {فَخر الدّين) بن اسماعيل بن فَخر الدّين الرُّومِي أحد المكبرين بالْمقَام

حرف القاف

الْحَنَفِيّ من الْمَسْجِد الْحَرَام مَاتَ فِي شعْبَان أَو بعده سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة 519 (فَخر الدّين) بن عُثْمَان بن عَليّ الأبشاقي أَخُو عبد الله الْمَاضِي مِمَّن سمع على قريب التسعين 520 (فَخر الدّين) بن السكر والليمون القبطي ولي نظر الدِّيوَان الْمُفْرد ثمَّ نظر الدولة وَتزَوج خَدِيجَة ابْنة التقي البُلْقِينِيّ بعد نَاصِر الدّين النبراوي وَمَات عَنْهَا فِي سنة خمس وَسبعين بعد أَن أولدها إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَكَانَ حِين مَوته مُمَيّزا 52 (فَخر الدّين) بن شمس الدّين بن رقيط أحد الكتبة كَانَ مُسْتَوفى اسكندرية كأبيه ثمَّ بَاشر نظر جدة نِيَابَة عَن أبي الْفَتْح المتوفي فِي سنتي سبع وَثَمَانِينَ وَالَّتِي بعْدهَا وَهُوَ الَّذِي اشْترى بَيت شَيخنَا بِبَاب الْبَحْر عِنْد جَامع المقسى بعد مَوته وعمره ثمَّ صَار بعده لشهاب الدّين بن الْخَطِيب وَمَات وَابْن الْعَيْنِيّ الْمدنِي أَبُو بكر بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر بن قنان وَابْن الغنام القبطي مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَتِسْعين وَكَانَ فِي جِهَات دينية كالتصوف بِسَعِيد السُّعَدَاء والبيبرسية مَعَ قِرَاءَة الشباك بهَا عَفا الله عَنهُ وَابْن نصر الله النَّاسِخ أَخُو والتوريزي أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن يُوسُف والرفاعي شيخ مُعْتَقد كَانَ بقنطرة الْفَخر مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَدفن من يَوْمه أرخه الْمُنِير والشريف شيخ خانقاه سرياقوس مَاتَ فِي سنة احدى وَاسْتقر عوضه فِي رَابِع عشر ذِي الْقعدَة مِنْهَا الْجلَال أَحْمد وَيُقَال لَهُ إِسْلَام بن النظام اسحق الْأَصْبَهَانِيّ عودا على بَدْء وَالشَّيْخ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ والعجمي عرض عَلَيْهِ الصّلاح الطرابلسي بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَأَجَازَ لَهُ والغمري حسن بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان (حرف الْقَاف) 52 - (قطب الدّين) الايجي نعْمَة الله بن أَحْمد بن الصفي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد والخنجي الرجل الصَّالح الذاكر كَانَ كثير الْعِبَادَة وَالذكر مديم الْجَمَاعَات لَهُ أوراد ملازم لَهَا مَاتَ بِمَكَّة شَهِيدا فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ سقط عَن غَلَبَة فِي بِئْر رِبَاط الدمشقية وَلَيْسَ لَهَا حاجز وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة قَالَه ابْن فَهد عَن خطّ الْجمال المرشدي وَمُحَمّد بن عمر بن مُحَمَّد بن وجيه بن الشيشيني والخيضري مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن خيضر والصفوي نِسْبَة للسَّيِّد صفي الدّين الأيجي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي نصر (قوام الدّين) الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قوام 523 (قِيَاس الدّين) العجمي التَّاجِر مَاتَ بجدة فِي لَيْلَة استهلال رَجَب سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَحمل إِلَى المعلاة فَدفن بهَا

حرف الكاف

(حرف الْكَاف) (كريم الدّين) بن ظهيرة الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن وَابْن فخيرة عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب بن كَاتب جكم عبد الْكَرِيم بن بركَة والحنبلي ابْن كَاتب العليق مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر وصيرفي جدة عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم 524 (الْكَمَال) بن الْبَارِزِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد وَابْن أبي شرِيف مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر وَابْن العديم عمر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز وَابْن مُحَمَّد بن كَمَال الدّين الحرزواني الْمَدْعُو كَمَال مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَابْن المراغي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن وَابْن الْهمام مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد وَإِمَام الكاملية مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن والبلقيني مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر والدميري مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيسَى والطويل مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد والغزي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد والنابلسي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الْحَنْبَلِيّ والمجذوب مُحَمَّد بن صَدَقَة بن عمر (حرف اللَّام) (لِسَان الدّين) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الشّحْنَة (حرف الْمِيم) 525 - (محد الدّين) البقري أَخُو الشّرف عبد الباسط الْمَاضِي وَهُوَ أَبُو الْفضل اسماعيل بن علم الدّين يحيى تدرب فِي الْمُبَاشرَة بأقربائه وخدم بهَا وتحدث فِي مُبَاشرَة الْمنزلَة بأسرها ثمَّ ترقى لاستادارية الذَّخِيرَة بالبلاد الشامية ثمَّ ولي الْوزر والاستادارية غير مرّة وَكَانَت أول ولاياته للثَّانِيَة فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسِتِّينَ فِي أَيَّام الْمُؤَيد أَحْمد عوضا عَن مَنْصُور بن صفي مَعَ محاسبته وَأول ولاياته للأولى فِي شَوَّال سنة سبع وَسِتِّينَ عوضا عَن الْعَلَاء بن الأهناسي وباشر ببشاشة وتواضع وَحسن سيرة ورفق نسبي مَعَ صغر سنه وَقصر أَيَّامه وأهين غير مرّة بِالضَّرْبِ والمصادرة وَغير ذَلِك ودام فِي حبس أولى الجرائم سِنِين ثمَّ آل أمره إِلَى أَن وسط فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَهُوَ صَاحب الْحمام الَّذِي بزقاق الْكحل والعمائر الَّتِي هُنَاكَ فِي غيط البيمارستان سامحه الله وإيانا وَابْن عبد الله بن أبي الْفَتْح الزرندي الْمدنِي مِمَّن سمع مني بهَا وَالْكَاتِب بحواصل الْخَاص وَيعرف بِابْن كَاتب المخابز مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة وَكَانَ سمينا بطيء الْحَرَكَة يركب حِمَاره وَهُوَ أَخُو سعد الدّين الَّذِي كَانَ يُبَاشر الاسطبل وَمَات

قبل وَاسْتقر عوض الْمجد عبد الباسط بن البلفياني الْمعِين لعبد الباسط كَاتب الدخيرة (مجير الدّين) عبد الْكَافِي بن أَحْمد بن الجوبان 526 (محب الدّين) بن الْأمين الْحلَبِي الْكَاتِب هُوَ مُحَمَّد الْمَدْعُو عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن حَمْزَة بن يُوسُف مضى وَابْن أبي حَامِد بن ظهيرة فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن وَابْن ظهيرة اثْنَان كل مِنْهُمَا اسْمه أَحْمد فأولهما ابْن الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة والمتأخر ابْن أبي السعادات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن وَلَهُمَا ثَالِث أَحْمد بن عبد الْحَيّ بن أبي بكر قَاضِي جدة وَابْن القَاضِي عز الدّين النويري الْمَكِّيّ أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَابْن الْعَفِيف قريب لقوالح بن الْعَفِيف كَانَ أحد الْأَطِبَّاء بل يُبَاشر رياسة الْكحل فِي وَقت مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين وَزعم كل من نقيب الْجَيْش وقوالح أَنه عصبته وَابْن نصر الله الْبَغْدَادِيّ فِي الاحمدين والتروجي عبد الْغَنِيّ بن اسماعيل والدموهي القَاضِي هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد وسبط الزَّاهِد أحد النواب مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد والطبري الإِمَام مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى إِبْرَاهِيم والطوخي مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد والنويري اثْنَان كل مِنْهُمَا أَحْمد أَحدهمَا ابْن أبي الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْعقيلِيّ وَالثَّانِي ابْن عَمه ابْن أبي الْقسم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز 527 (محيي الدّين) بن نور الدّين عَليّ الْجَوْهَرِي وَيعرف بِابْن الفاوي أَخُو أبي بكر الْمَاضِي لِأَبِيهِ مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشرى ربيع الأول سنة احدى وَتِسْعين وَابْن النّحاس صَاحب مُصَنف الْجِهَاد هُوَ أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وترجمه شَيخنَا فِي حوادث سنة أَربع عشرَة من أنبائه والتبريزي شيخ الْعَلَاء بن الْعَفِيف فَقَرَأَ عَلَيْهِ أَو سمع صَحِيح البُخَارِيّ وَذكر لي أَنه مِمَّن أَخذ عَنهُ الزين الخافي وَأَنه كَانَ معمرا يروي عَن شُيُوخ بَغْدَاد (مخلص الدّين) (مظفر الدّين) مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ نزيل مَكَّة ومحمود بن أَحْمد بن اسماعيل الأمشاطي 52 {معِين الدّين) بن عبد الرَّحْمَن بن القَاضِي أبي عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح الْمدنِي مِمَّن سمع مني بهَا وَابْن العجمي عبد اللَّطِيف بن أبي بكر بن سُلَيْمَان والأيجي مُحَمَّد بن الصفي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد والدمياطي الأبرص مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد 529 (موفق الدّين) بن الْمُحب أَحْمد بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ هُوَ مُحَمَّد وَآخر حنبلي كَانَ قَاضِي طرابلس مِمَّن قتل فِي خُرُوج نائبها عَلَيْهِم سنة اثْنَتَيْنِ وَعبد الله بن إِبْرَاهِيم الْمَنْسُوب إِلَيْهِ ببركة الرطلى درب موفق الدّين والحموي عبد

حرف النون

الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حسن بن دَاوُد والرومي الْحَنَفِيّ ولي قَضَاء غَزَّة ثمَّ حلب ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ قَضَاء الْعَسْكَر ثمَّ بالقدس قَالَ الْعَيْنِيّ وَكَانَ من طلبة أكمل الدّين وَتَوَلَّى قَضَاء غَزَّة باشارته مُدَّة كَبِيرَة وَهُوَ أول حَنَفِيّ وَليهَا ثمَّ تولى قَضَاء كل من حلب والقدس ثمَّ قَضَاء الْعَسْكَر بالديار المصرية ثمَّ عَاد إِلَى الْقُدس ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ أَيَّامًا ضَعِيفا وَمَات فِي رَجَب سنة تسع وَذكره شَيخنَا فِي انبائه بِاخْتِصَار (مؤيد الدّين) (حرف النُّون) 530 - (ناضر الدّين) بن تَيْمِية مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام وَأَبوهُ وَابْن دمقاق الْأَمِير ابْن الْأَمِير كَانَ شَابًّا جميلا مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَابْن شيخ حرم الْقُدس مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن غَانِم وَابْن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الْمدنِي الْخَواص مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ وَابْن العديم مُحَمَّد بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وَابْن مهنا الْحَنَفِيّ مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ أرخه ابْن حسان وَابْن الميلق مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم بن سَلامَة وسبط ابْن الميلق ويلقب بالوزة والجندي رفيقنا فِي محاورتين هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن خَالِد والخطيري مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد والرماح أحد الْأُمَرَاء مَاتَ فِي سنة ثَمَان أرخه الْعَيْنِيّ وَقَالَ انه خلف شَيْئا كثيرا والزردكاش محتسب دمشق مَاتَ فِي سادس عشر رَمَضَان سنة سِتِّينَ ومستراح مِنْهُ أرخه ابْن اللبودي والسخاوي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ وَمُحَمّد بن أَحْمد آخر لم يسم جده والعقبي مُحَمَّد بن عبد الله الدِّمَشْقِي الصُّوفِي والغمري مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد والفزاري المغربي المؤرخ نَاصِر بن أَحْمد بن يُوسُف ونقيب الْجَيْش وأمير طبر مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشرى رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين 53 (نجم الدّين) بن عبد الله بن أبي الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي ابْن أخي قاضيها الْحَنَفِيّ مِمَّن سمع مني بهَا 53 (نجم الدّين) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبَادَة أَخُو أَحْمد الْمَاضِي ولد سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَابْن يُوسُف بن نجم الدّين الخانكي ابْن عَم صَلَاح الدّين بن عَليّ الْآتِي مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَابْن الرِّفَاعِي أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن وَابْن السكاكيني فِي السكاكيني وَابْن ظهيرة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن وَابْنه مُحَمَّد الصَّغِير يلقب نجم الدّين أَيْضا وَابْن فَهد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله وحفيده عمر بن التقي مُحَمَّد يلقب نجم الدّين أَيْضا وَابْن النبيه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد والبديوي

حرف الهاء

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد والسوداني هُوَ ابْن الشهَاب أَحْمد الْعَلامَة ابْن أَحْمد الْمَقْدِسِي الْمَاضِي أَبوهُ وَقع فِي الْأسر وَجَاء الْخَبَر أَنه أحب امْرَأَة مِنْهُم وَتَنصر نسْأَل الله السَّلامَة والسوداني آخر اسْم أَبِيه الشَّمْس مُحَمَّد بن التقي بن أبي بكر بن الشهَاب أَحْمد ابْن عَم الَّذِي قبله مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين والقرمي فِي اسحاق بن ابراهيم بن اسماعيل والمرجاني مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ (نجيب الدّين) (نسيم الدّين) عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم المرشدي الْمَكِّيّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد الْمَدْعُو سعيد بن مسعودبن مُحَمَّد الكازروني (نَفِيس الدّين) سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن عمر الْعلوِي الْيَمَانِيّ 533 (نور الدّين) بن الْجلَال هُوَ عَليّ بن يُوسُف بن مكي وَابْن عُثْمَان الجبرتي هُوَ عَليّ بن سُلَيْمَان بن عُثْمَان مضى وَابْن قطب الدّين بن روح الدّين الايجي مضى فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن روح الدّين وَابْن قوام البالسي ثمَّ الصَّالِحِي مَاتَ فِي سنة تسع عشرَة أرخه شَيخنَا فِي انبائه والدجوى اثْنَان كل مِنْهُمَا على أَحدهمَا ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حيدرة وَالْآخر ابْن الْمُحب مُحَمَّد بن الْعِزّ أَحْمد وَهُوَ ابْن عَمه الزمزمي الْمَكِّيّ فِي عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن دَاوُد وصهر تيمور الطاغية قتل بِدِمَشْق فِي سنة ثَلَاث على يَد الْعَسْكَر الْمصْرِيّ (حرف الْهَاء) (همام الدّين) عبد الْوَاحِد بن عبد الحميد بن مَسْعُود السيواسي وَالِد الْكَمَال بن الْهمام وَشَيخ الجمالية واسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد الْخَوَارِزْمِيّ (حرف الْوَاو) (وجيه الدّين) عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن فَهد وَعبد الرَّحْمَن بن حسن بن سُوَيْد (ولي الدّين) أَبُو الْفرج وميخائيل بن اسرائيل مقبوحان 534 (ولي الدّين) جمَاعَة يسمون أَحْمد مِنْهُم ابْن الزين عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن أَبُو زرْعَة الْعِرَاقِيّ وَابْن تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن رسْلَان البُلْقِينِيّ وَابْن الشهَاب أَحْمد بن عبد الْخَالِق السُّيُوطِيّ وَابْن الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى الزيتوني وَابْن الْجمال مُحَمَّد بن عمر البارنباري وَابْن بهاء الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود البالسي وَجَمَاعَة يسمون مُحَمَّدًا مِنْهُم ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الذروي وَابْن أَحْمد بن يُوسُف بن حجاج السفطي وَابْن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف السنباطي وَابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن الزفتاوي وَابْن فتح الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد النحريري الْمَالِكِي وَابْن أبي الْقسم بن عبد الرَّحْمَن

فصل في ثاني قسمي الألقاب

(وَولي الدّين) الفرشوطي مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَسبعين ذكره ابْن فَهد وَلم يسمه (فصل فِي ثَانِي قسمي الألقاب) (الْهمزَة) 535 - (استادار الأغوار) واسْمه اقبردى قتل فِي صفر سنة احدى وَتِسْعين (الأشتر) مُحَمَّد بن عَليّ بن جَار الله بن زايد (الْأَشْرَف) عدَّة مُلُوك لمصر وهم برسباي الدقماقي وقايتباي سُلْطَان الْوَقْت الْآن وَمن غَيرهم سُلْطَان الْيمن اسماعيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد (الأشرم الْيَمَانِيّ) هُوَ مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر مِمَّن أَخذ عني (الْأَشْقَر) أَبُو بكر بن سُلَيْمَان واينال أَمِير سلَاح (الْأَعْرَج) حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد (إِمَام جَامع الْحَاكِم) يُوسُف بن عبد الله بن أَحْمد بن أَحْمد هَكَذَا سمى لي عَمه عبد الرَّحْمَن نزيل طيبَة اسْم أَبِيه أَحْمد بن أَحْمد وَقَالَ يُوسُف إِن اسْم جده يُوسُف فَالله أعلم (إِمَام الشيخونية) مُحَمَّد بن مُوسَى بن مَحْمُود (إِمَام مَسْجِد قراقجا) مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الْمجِيد (إِمَام الْمقَام الْأَعْظَم بِمَكَّة) الْمُحب الطَّبَرِيّ وَهُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم (إِمَام الْمقَام الْحَنَفِيّ بهَا) فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن السَّيِّد 536 (أَمِير ركب التكاررة) مَاتَ بِمَكَّة فِي ضحى يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث ذِي الْحجَّة سنة سبع وَأَرْبَعين رَحمَه الله (الْأمين) اسماعيل بن مُحَمَّد بن الْأمين بن عَليّ بن الْأمين (الأهدل) الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر الْحُسَيْنِي نسبا وبلدا الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَله أَوْلَاد مِنْهُم صديق وَأحمد وَالْهَادِي وَأحمد السَّيِّد والعفيف عبد الله وَمُحَمّد وهما حَيَّان فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين فلصديق من النجباء حُسَيْن أحد الآخذين عني وَهُوَ حَيّ وَعبد الرَّحْمَن وَعبد الله مَاتَا فِي آخَرين ولعَبْد الله الْجمال مُحَمَّد أحد الآخذين عني فِي الْأَحْيَاء وَلأَحْمَد السَّيِّد وَقيل لَهُ ذَلِك ليتميز عَن أَخِيه الآخر أَحْمد جمال الدّين مُحَمَّد عبد المحسن أحد الآخذين عني حَيّ وَيُقَال لكل مِنْهُم ابْن الاهدل (الْبَاء الْمُوَحدَة) (باكير) أَبُو بكر بن اسحق بن خَالِد الْمَلْطِي الْحَنَفِيّ (باهو) نور الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْحَنْبَلِيّ (بَدَنَة) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب (البدوي) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمَكِّيّ كتب فِي آخر العليين (بدير) هُوَ بدر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف العباسي مِمَّن سمع على شَيخنَا واشتغل قَلِيلا ثمَّ ترك (بعيزق) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بن الْبُرْجِي

المثناة

537 - (بولاد) العجمي الخواجا مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين أرخه ابْن فَهد (بَيَان) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِمَام (بيخا) مُحَمَّد وَزِير صَاحب كلبرجة وَابْنه عَليّ مصطفى خَان وابناه حسن وَغَنَائِم أُشير إِلَيْهِم فِي مُحَمَّد بيخا (بير أَحْمد) هُوَ ابْن حُسَيْن بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي (بير مُحَمَّد) هُوَ مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الكيلاني (بيرم) نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن لاجين (بيرو) حُسَيْن بن حَامِد بن حُسَيْن (البيسق) مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز (بَيْضَة) مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان (الْمُثَنَّاة) (التَّاجِر) أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مقبل (الْمُثَلَّثَة) (الثور) الشَّاهِد بحانوت الزفتاوي عِنْد حبس الرحبة وَهُوَ قريبهم اسْمه مُحَمَّد بن (الْجِيم) (جحا) الخانكي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم (الجزار) يُونُس بن حُسَيْن الواحي (الجعجاع) مُحَمَّد وَأحمد ابْنا عمر بن بدر وَابْن ثَانِيهمَا مُحَمَّد وَرُبمَا يُقَال لكل مِنْهُم ابْن الجعجاع (جنيبات) مُحَمَّد بن عوض بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد وَابْنه شعْبَان يُقَال لَهُ ابْن جنيبات (الجويعين) الشَّاعِر مضى فِي شمس الدّين (الْحَاء الْمُهْملَة) (الْحَافِظ) لقب لمن مهر فِي معرفَة الحَدِيث وَفِيهِمْ كَثْرَة وَمِنْهُم (الْحَافِظ الْأَعْرَج) أَحْمد بن مُحَمَّد بن حاجي بن دانيال (الحبار) حُسَيْن (حب الله) عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن مُحَمَّد (حبقة) مُعْتَقد مضى فِي المحمدين مِمَّن لم يسم أَبوهُ 53 {الْحداد) أَبُو الْقسم المغربي الشريف شيخ الصُّوفِيَّة بتربة الظَّاهِر خشقدم مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَلفه فِي المشيخة الْمُحب بن المسدي الإِمَام (حُذَيْفَة) مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن خلف الْحَنَفِيّ (الحرفوش) عبد الله بن سعد الله بن عبد الْكَافِي (حصيرم) مُحَمَّد بن عبد الله 539 (الحطي) ملك الْحَبَشَة الْكَافِر هلك فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ (الْحِكْمَة) رجل ادكاوي (حلولو) المغربي اسْمه أَحْمد بن (حمام) المنشد فِي المحمدين مِمَّن لم يسم آباؤهم (الْحَلَال) بِالتَّشْدِيدِ فِي الحلالي (الحنش) أَبُو الْقَاسِم وَحسن ابْنا أَحْمد بن حسن (الْخَاء الْمُعْجَمَة) (خَادِم جَعْفَر) مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد

الدال المهملة

540 - (خَادِم الربعة) بِسَعِيد السُّعَدَاء مَاتَ فِي آخر ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ رَحمَه الله (الْخَادِم بالشيخونية) سعد الدّين (خَال الْقَرَافِيّ) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن أبي جَمْرَة 54 (خَال ابْن الزَّمن) مَاتَ فِي خَامِس عشرى الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله (خرز) إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْوَالِي (خروف) أَحْمد بن خضر السطوحي المعتقد وَآخر فِي الطيوري (الْخَطِيب الْحَنْبَلِيّ) مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة 54 (الْخَطِيب الزائر) مَاتَ فِي سنة سِتِّينَ ووحد لَهُ زِيَادَة على ألف دِينَار مَعَ أَنه كَانَ يظْهر الْفقر ويستجدي الأكابر وَنَحْوهم فَيعْطى لائقا بِهِ (خطيب الثابتية) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن يُوسُف وَابْنه مُحَمَّد (خطيب داريا) مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان 543 (خطيب قرتيا) مَاتَ سنة سِتِّينَ بعد قطع يَده وَإِقَامَة زِيَادَة على شهر بِحَبْس أولى الجرائم متعللا ثمَّ أطلق فَمَاتَ بعد ثَلَاثَة أَيَّام 544 (خطيب المشهد الْحُسَيْنِي) من الْقَاهِرَة مَاتَ فِي مستهل ربيع الأول سنة خمس وَخمسين (الْخَطِيب الوزيري) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن سعيد 545 (الخلوف المغربي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَنَشَأ لَهُ ابْن نجيب ذكي تخلف عِنْد أمه وجدته بِالْقَاهِرَةِ وَعرض عَليّ كتبا وَكَانَ قوي الحافظة مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين عوضه الله الْجنَّة (خواجا سُلْطَان) هُوَ مَحْمُود بن بهاء الدّين الكيلاني تقدم (الْخَواص) أَحْمد بن عباد بن شُعَيْب وَآخر اسْمه أَيْضا أَحْمد كَانَ بسويقة عُصْفُور وَهُوَ أَصمّ يَتْلُو فِي الأجواق وينظم الشّعْر (الدَّال الْمُهْملَة) (الدبيب) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن رَاهِب (دبيس) شخص دهان اسْمه وَسعد الدّين فَرح كَاتب فِي بعض تعلقات الدولة وخياط بسوق الْحَاجِب (الدُّخان) عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن زِمَام (درويش) المجذوب عبد الله (الدقاق) الدِّمَشْقِي عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ ثقيل السّمع مُعْتَقد لكثيرين لَقيته بِمَكَّة ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَأكْرم (دقماق) أَحْمد بن مُحَمَّد بن طولا داي الباسطي (دليم) فِي ابْن دليم (الدويك) يلقب بِهِ بعض الْفُضَلَاء وَآخر مَشْهُور بالموسيقا وَنَحْوهَا رَفِيق لهمام وقنيبر (الذَّال الْمُعْجَمَة) (الذاكر) مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن وَآخر قطن الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة حَتَّى مَاتَ واسْمه مُحَمَّد

الراء المهملة

ابْن يُوسُف. (ذُو النُّون) مُحَمَّد بن عبد الله بن صَالح الغزى، وَيُونُس بن الْحُسَيْن الواحي (الذويد) كسعيد جمَاعَة من مَكَّة كيحيى بن أَحْمد بن قَاسم وَيحيى بن أَحْمد آخر (الرَّاء الْمُهْملَة) (راحات) عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ (الرصاع) مُحَمَّد بن قَاسم المغربي (رطب) هُوَ مُحَمَّد المغربي (الركاب) بأسطبلات السُّلْطَان وَهِي فِي اسطلاحهم لقب لمن يروض الْخَيل ويؤدبها واشتهر بهَا (الريس) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد (رَئِيس المؤذنين) مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام ثمَّ خَلفه ابناه عبد السَّلَام وَأَبُو الْخَيْر مُحَمَّد ثمَّ اسْتَقل ثَانِيهمَا شَرِيكا لوَلَده أبي عبد الله مُحَمَّد ثمَّ اشْترك مَعَه ابْنه أَبُو بكر (الزَّاي المنقوطة) (الزَّاهِد) أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد وَأحمد بن أبي أَحْمد مُحَمَّد بن سُلَيْمَان صَاحب الْجَامِع الشهير وتاج الدّين مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن عمر وَابْنه عَليّ بن خَدِيجَة سبطة الْفَقِيه السعودي وَعم أَبِيه النَّجْم مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن الزَّاهِد وَأَظنهُ حفيد الشهَاب أَحْمد الأول وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد وَابْن أُخْته الْمُحب مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد فَهُوَ سبط النَّجْم (زَائِد) هُوَ مَحْمُود بن مُحَمَّد بن اسماعيل (زُرَيْق) مُحَمَّد بن يُوسُف بن سلمَان (زعبوب) إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن (زغلش) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر (زقي) مُحَمَّد بن مَحْمُود بن اسحق (الزهر) مُحَمَّد بن سعد بن عبد الله القلعي نزيل مَكَّة (زَيْت حَار) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد وَرُبمَا يُقَال لَهُ ابْن زَيْت حَار (زين الصَّالِحين) مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُوسَى بن يُوسُف 546 (زين العابدين) بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان السخاوي الأَصْل ابْن أخي واسْمه مُحَمَّد ولد فِي ضحى يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر صفر سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ الجرومية وَالْحُدُود الأبدية والمنهاج الفرعي وقرأه عَليّ بِتَمَامِهِ وألفية النَّحْو والْحَدِيث وَجمع الْجَوَامِع وأربعي النَّوَوِيّ وَعرض فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين على الْقُضَاة الْأَرْبَعَة زَكَرِيَّا الشَّافِعِي والاخميمي الْحَنَفِيّ واللقاني الْمَالِكِي الْمُنْفَصِل والمحيوي بن تَقِيّ الْمُتَوَلِي وَالسَّعْدِي الْحَنْبَلِيّ وَكَاتب السِّرّ والخيضري والبامي وَابْن قَاسم وجعفر الْمقري والديمي وَابْن الْأَمَانَة وَعبد الْحق السنباطي والشهاب الابشيهي الشافعيين ومظفر الأمشاطي وَالصَّلَاح الطرابلسي والبدر بن الديري الحنفيين والشهاب الشيشيني الْحَنْبَلِيّ وَكلهمْ كتبُوا لفظ الْإِجَازَة وتدرب بِأَبِيهِ قَلِيلا وَكَذَا بِأبي

الْفضل السنباطي الْأَعْرَج فِي الْكِتَابَة وَبعده اسْتَقر فِي جهاته شَرِيكا لِأَخِيهِ ثمَّ لما قدمت بَاشر خطابة الباسطية فأجاد التأدية وَقَرَأَ عَليّ كثيرا من البُخَارِيّ وَغَيره بل وَجُمْلَة من شرحي لألفية الحَدِيث وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وحافظته قَوِيَّة مَعَ فهم وربمااشتغل عِنْد الْحَنْبَلِيّ فِي شرح الْقَوَاعِد لِأَبِيهِ وَعند يس فِي الْفِقْه ويحضر دروس غَيرهمَا وَتزَوج فَلم يحصل التئام وَفَارق عَن قرب مَعَ اشتمالها على حمل انْفَصل عَن ذكر وروجعت لَهُ حِين سفرنا فِي شَوَّال سنة سِتّ وَتِسْعين ثمَّ فَارقهَا وَمَات الْوَلَد أسمعنا الله عَنهُ كل مَحْبُوب (زين العابدين) مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ القادري شيخ طائفته 547 (زين العابدين) هُوَ مُحَمَّد بن الشّرف يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وابناه مُحَمَّد وَعلي ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وبلوغ المرام وألفية النَّحْو والبهجة وَبَعض ألفية الْعِرَاقِيّ وَكَانَ يصحح فِي محافيظه على الشهَاب الْخَواص وَعرض على شَيخنَا والقاياتي وَابْن الْهمام وَابْن الديري فِي آخَرين واشتغل ومعظم انتفاعه فِي الْفِقْه على أَبِيه وَأخذ فِي ابْتِدَائه عَن ابْن حسان فِي الْمُخْتَصر وَغَيره وسمعته إِذْ ذَاك يثني على حسن تصَوره وَيَقُول أَنه لَا يقبل الْخَطَأ وَكَذَا سمع على شَيخنَا دروسا فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَنَحْوهَا وَسمع قبل ذَلِك على الزين الزَّرْكَشِيّ فِي صَحِيح مُسلم وعَلى الشهَاب البوصيري وَغَيرهمَا وَمن شُيُوخه الَّذين أَخذ عَنْهُم الْعُلُوم التقي الشمني سمع عَلَيْهِ فِي كل من الْكَشَّاف والعضد والتوضيح وَشرح الشمسية وَمُحَمّد الكريمي أَخذ عَنهُ قِطْعَة من المطول والشهاب الابشيطي أَخذ عَنهُ الْعرُوض والمنطق وَالصرْف وَحج فِي سنة خمسين وَظَهَرت حِينَئِذٍ براعته حَيْثُ كَانَ يسْأَل عَن مسَائِل من الْحَج فَيحسن جوابها وَلم يخالط النواب فِي ولَايَة أَبِيه الأولى بل كَانَ مجانبا لَهُم الْبَتَّةَ وَاسْتقر فِي مشيخة الطويلية بعد موت السفطي مَعَ كَونهَا لم تكن الا باسم وَلَده فَلم يلبث أَن انتزعها التقي القلقشندي مِنْهُ بعد انْقِضَاء الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة محتجا بِولَايَة سَابِقَة من شَيخنَا لَهُ فِيهَا هَذَا بعد وثوبه عَلَيْهِ فِي أَيَّام قَضَاء أَبِيه بعناية نظام المملكة الجمالي لَهُ سرا وَمَعَ ذَلِك فَمَا وصل وَبعد موت التقي ارتجعها صَاحب التَّرْجَمَة وَكَذَا اسْتَقر فِي تدريس الخروبية بِمصْر عوضا عَن الْبَهَاء بن الْقطَّان ثمَّ انتزعها مِنْهُ وَلَده الْبَدْر أَيْضا وَفِي تدريس الْفِقْه بالفاضلية ونظرها عقب نَاصِر الدّين بن السفاح وَفِي تدريس القطبية الْمُجَاورَة لمنزله عَن الْبَدْر مُحَمَّد بن الْجمال عبد الله السمنودي وَفِي نصف تدريس الْفِقْه بِجَامِع الخطيري عقب

حرف السين المهملة

الْبَدْر النسابة شَرِيكا لفتح الدّين بن البُلْقِينِيّ وَفِي تدريس الْمدرسَة الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ ونظرها وخطابة جَامع عَمْرو وإمامته عقب وَالِده وتصدى حِينَئِذٍ للتدريس والافتاء وَبنى على كِتَابَة وَالِده فِي شرح مُخْتَصر الْمُزنِيّ وحمدت كِتَابَته ودروسه وفتاواه حَتَّى سَمِعت بعض الْفُضَلَاء من طلبة وَالِده يرجح حسن تصَوره على تصور أَبِيه وَقَالَ لي صهره الْبُرْهَان بن أبي شرِيف مَا رَأَيْت أحسن إدراكا للفقه مِنْهُ كل ذَلِك مَعَ حسن الشكالة ووفور الْعقل والتواضع مَعَ الشهامة وَقلة الْكَلَام والحشمة والتجمل والفتوة وَالْكَرم وَقد أعرض عَن راتبه فِي اللَّحْم بديوان الْوزر قبل مَوته تعففا وَكَانَ كأبيه كثير الاجلال لي وراسلني وَأَنا بِمَكَّة يعلمني بوفاة أَبِيه ويستميلني إِلَيْهِ وَكنت مَعَه على مَا يحب وَهُوَ الْقَائِم بالكف عَن دفن الْخَطِيب أبي الْفضل النويري بقبة الإِمَام الشَّافِعِي بعد أَن حفر لَهُ حَيْثُ حرك كَاتب السِّرّ وَغَيره لذَلِك وَلم يلبث بعد أَبِيه أَن مَاتَ على أحسن حَال من تعبد وَقيام وَصِيَام فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين وَدفن عِنْد وَالِده بِالْقربِ من ضريح الإِمَام الشَّافِعِي وتأسف كَثِيرُونَ على فَقده رَحمَه الله وإيانا 54 {زين العابدين) حفيد القَاضِي مجد الدّين مُحَمَّد بن يَعْقُوب الفيروزابادي الْمَكِّيّ مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة خمس وَثَمَانِينَ (زين العابدين) بن جلال الدّين هُوَ عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم (حرف السِّين الْمُهْملَة) (سبط ابْن أبي جَمْرَة) هُوَ الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الْقَرَافِيّ (سبط الزبير) هُوَ عَليّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مَنْصُور الْمحلى الْمدنِي وَابْنه أَحْمد (سبط شَيخنَا) هُوَ يُوسُف بن شاهين الكركي (سبط العاملي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد النُّور (سبط ابْن اللبان) اثْنَان قديم وَهُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد ومتأخر وَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد (سبط الْموصِلِي) نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُوسَى (سبط ابْن الميلق) هُوَ نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن خَالِد الملقب بالوزة (سبط ابْن النقاش) عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن عُثْمَان (سبط ابْن هِشَام) مُحَمَّد بن عبد الْمجِيد بن عَليّ العجيمي 549 (سُلْطَان كلبرجة) مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ (سِنَان) شيخ تربة الدوادار هُوَ يُوسُف بن أَحْمد (سويدان) الْمقري هُوَ مُحَمَّد بن سعيد (السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ) عَليّ بن عَليّ بن حُسَيْن الْحُسَيْنِي الْحَنَفِيّ وَقيل عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ (سَيِّدي الصَّغِير وسيدي الْكَبِير) أَخَوان أَولهمَا اسْمه تغرى بردى ولي للمؤيد

الشين المعجمة

بحماة وَثَانِيهمَا اسْمه قرقماس ولي للمؤيد بِالشَّام (الشين الْمُعْجَمَة) (الشَّاب التائب) اثْنَان اسمهما أَحْمد فأولهما ابْن عمر بن أَحْمد بن عِيسَى وَالْآخر ابْن عَليّ بن مُحَمَّد (شردمة) ابراهيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الحميد 550 (شرف الخطباء) مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَخمسين أرخه ابْن فَهد 55 (الشريف) ابْن أخي المحيريق الْكَمَال عبد اللَّطِيف بن عَليّ بن أَحْمد وَأَخُوهُ بهاء الدّين وَابْن أَولهمَا أَحْمد وَالْبُخَارِيّ إِمَام الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن السَّيِّد والجرواني صَاحب الوراقة مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمُنعم الحسني وحفيده مُحَمَّد بن أَحْمد النَّقِيب وَترْجم شَيخنَا فِي سنة ثَلَاث عشرَة مُحَمَّد بن أَحْمد والحلبي الْحَنْبَلِيّ رَضِي الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن هَاشم والحنفي شيخ الجوهرية هُوَ الْمُحب مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن والحنفي شيخ القجماسية هُوَ الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد والحنفي الدِّمَشْقِي إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين شرحي للتقريب وَغَيره ورفيق لِابْنِ الْهمام أعجمي مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد والسمهودي صهر الْمَنَاوِيّ يَأْتِي ذكره فِي الصَّاد قَرِيبا وَكَذَا صهر قاوان والطباطبي إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْكَافِي والعجمي الْمُقِيم برياط السِّدْرَة من مَكَّة مَاتَ فِي شَوَّال سنة سبع وَخمسين أرخه ابْن فَهد والفرضي عَليّ بن عبد الْقَادِر والقبيباتي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد وَكَاتب السِّرّ أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي والكردي عَليّ بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي بكر وَأَخُوهُ مُحَمَّد والمغربي شيخ تربة خشقدم سبق فِي الْحداد من هَذَا الْفَصْل والنسابة الْحسن بن مُحَمَّد بن أَيُّوب وَعَمه الْحسن بن مُحَمَّد ونقيب الْأَشْرَاف هُوَ الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ مِمَّن جاور بِمَكَّة مُدَّة (شرِيف) بِالتَّصْغِيرِ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد (الشعشاع) الْخَارِجِي اسْمه عَليّ بن مُحَمَّد بن فلاح وَأَبوهُ وَابْنه محسن (شفتر) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن بركَة وبهاء الدّين مُحَمَّد بن الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مظفر البُلْقِينِيّ وَمُحَمّد بن عبد الْغَنِيّ وَيعرف بِابْن أخي شقير (شقير) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مظفر الخليلي (شكر) بِفتْحَتَيْنِ هُوَ أَحْمد الروحي مضى (الشماع) التّونسِيّ قَاضِي الْمحلة اسْمه أَحْمد بن (شوربة) مُحَمَّد بن تغرى برمش (الشويهد) مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم (شيخ الْإِسْلَام) عمر بن رسْلَان بن نصير البُلْقِينِيّ وَخلق مِنْهُم أَحْمد بن عَليّ

حرف الصاد المهملة

ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن حجر 55 (شيخ الحديدة) من بِلَاد الْيمن قتل فِي المعركة فِي خَامِس عشر رَمَضَان سنة خمس وَخمسين (شيخ الفراشين) بِمَكَّة أَحْمد الدوري خَال مُحَمَّد البيسق ثمَّ مُحَمَّد الْيَمَان الكتبي ثمَّ عَليّ بن أَحْمد بن فرج الطَّبَرِيّ مَوْلَاهُم ثمَّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بيسق ابْن أُخْت الدوري الْمَاضِي ثمَّ ابْنه عمر (حرف الصَّاد الْمُهْملَة) (الصاحب) غير وَاحِد من الوزراء (صَاحب الزمامية) بِالْقربِ من سويقة الصاحب الزيني مقبل اليلبغاوي زِمَام الآدر الشَّرِيفَة 553 (صَاحب قبرس) واسْمه جوان جَاءَ الْخَبَر فِي منتصف شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بهلاكه غير مأسوف عَلَيْهِ وملكوا ابْنَته مَعَ وجود ابْن لَهُ لَكِن من زنا فِيمَا زَعَمُوا (صَاحب كنباية) مَحْمُود بن أَحْمد بن مُحَمَّد (الصَّالح) حاجي بن شعْبَان بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن قلاوون وَمُحَمّد بن ططر (الصَّامِت) الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد النَّاشِرِيّ فِي المحمدين 554 (الصَّامِت) مَاتَ فِي سنة سبع وَعشْرين بالمعلاة وَدفن هُنَاكَ أرخه ابْن فَهد (الصَّائِغ) (الصّباغ) (الصبوة) عَليّ بن أَحْمد بن دحْيَة (الصعيدي) مؤدب الْأَبْنَاء بِمَكَّة هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ (الصَّغِير) بِالتَّصْغِيرِ إِبْرَاهِيم بن علم الدّين أحد الكتبة والمعلم مُحَمَّد بن عَليّ بن قطلبك وَابْنه عبد الْعَزِيز والكاشف مُحَمَّد ثمَّ الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي الْمُنْفَصِل ذَاك بِهِ (صنان) أَحْمد بن عبد الْعَزِيز (صهر ابْن الجندي) فِي ابْن الجندي (وصهر قاوان) اسحاق بن عبد الْجَبَّار (وصهر الْمَنَاوِيّ) عَليّ بن عبد الله بن أَحْمد السمهودي نزيل طيبَة (الضَّاد الْمُعْجَمَة) (الضاني) مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَيُقَال لَهُ ابْن السميط وَأحد الْفُضَلَاء من نواب الشَّافِعِيَّة مُحَمَّد بن السنهوري (ضفدع) مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْأَذْرَعِيّ (الطَّاء الْمُهْملَة) (الطَّاهِر) كَبِير تجار بِمَكَّة الْحسن بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ وَبَنوهُ أَبُو بكر وَعمر وَعلي وَعبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد ولعلي عمار وَعبد المحسن ولمحمد عبد الرَّحْمَن وَعبد الْقَادِر وَيُقَال

الظاء المعجمة

لكل مِنْهُم ابْن الطَّاهِر (طبيخ الغزولي) هُوَ أَحْمد بن أَحْمد بن عُثْمَان (الطّيب) الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد (الظَّاء الْمُعْجَمَة) (الظَّاهِر) جمَاعَة من مُلُوك مصر برقوق ثمَّ ططر ثمَّ جقمق ثمَّ خشقدم ثمَّ يلباي ثمَّ تمربغا (الظريف) بِالتَّصْغِيرِ جَانِبك الأشرفي برسباي (الْعين الْمُهْملَة) (العذول) مُحَمَّد بن عبد الله بن شاه خَان 555 (الْعُرْيَان) الادهمي لقِيه الشهَاب بن عربشاه بسمرقند فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَله إِذْ ذَاك ثلثمِائة وَخَمْسُونَ سنة على مَا استفيض عِنْدهم مَعَ كَونه تزوج بعد ذَلِك بكرا وَمَات فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِبِلَاد تركستان (عزوز) من أُمَرَاء هوارة وَهُوَ ابْن الْأَمِير عِيسَى بن وَعم دَاوُد بن سُلَيْمَان (عَزِيز) (عَزِيز) قَاضِي سمنود عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ وَكَأَنَّهُ مُخْتَصر من عَزِيز الدّين (الْعَزِيز) يُوسُف بن الْأَشْرَف برسباي (عُصْفُور الْكَاتِب) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد النصير (العقعق) هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْبَصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الخواجا شمس (الْعَوام) (عويس) هُوَ عِيسَى بن حجاج السَّعْدِيّ الشَّاعِر (عيان) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِمَام (الْغَيْن الْمُعْجَمَة) (الغطاس) (غفير) هُوَ عبد الْغفار بن عبد الْمُؤمن (الْغلَّة) بِالْفَتْح أَبُو الْقسم بن مُحَمَّد بن مقبل بن عبد الله وَأَبوهُ وجده وَكَانَ يعرف بسُلْطَان غلَّة (الغندور) عِيسَى (الْفَاء) 556 - (الفار) عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن يُوسُف وَآخر من الجباة فِي خدمَة شَيخنَا وَهُوَ الْمشَار إِلَيْهِ فِي قَول الشهَاب الْحِجَازِي (ترفعت عَن قرضي من الفار بُرْهَة ... وملت إِلَى الْجُبْن الَّذِي وَصفه عَار) (وَطَالَ اقتراضي من سواهُ بكلفة ... ولاشك أَن الْقَرْض أولى بِهِ الفار) والجبن أَشَارَ بِهِ إِلَى أبي بكر بن جَبينه الجابي أَيْضا (فائز) عبد الْعَزِيز بن أبي بكر بن عَليّ (الْفَتى) اثْنَان يمنيان عمر بن مُحَمَّد بن معيبد فَقِيه الْيمن وَعلي بن مُحَمَّد بن صديق (فتفت) هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد الزفتاوي (الفرغل) المجذوب مُحَمَّد بن أَحْمد السميعي نِسْبَة لبني سميع قَرْيَة غربي أَبُو تيج

حرف القاف

وَمُحَمّد بن الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شَفِيع الْبكْرِيّ الدلجي (فطيس) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد المهتار (حرف الْقَاف) (قَاصد الْحَبَشَة) هُوَ يحيى بن أَحْمد بن شاذى 557 (قَاضِي الجزيرة) الدِّمَشْقِي مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين أرخه ابْن فَهد (قَاضِي الْجَمَاعَة) جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد القلجاني القادم علينا سنة سبع وَسبعين وَفعل تِلْكَ الطامة (قَاضِي) الْجِنّ مُحَمَّد بن دَاوُد بن فتوح الْحلَبِي (قاوان) وقافه معقودة الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الكيلاني نزيل مَكَّة وَأَخُوهُ خواجا جهان مَحْمُود وللأول من الْأَوْلَاد الشَّيْخ مُحَمَّد وحسين وَعبد الْغفار وَإِبْرَاهِيم وسلطان وصفي الْملك عَليّ وَيُقَال لكل مِنْهُم ابْن قاوان وَللثَّانِي نور الدّين عَليّ ولقب ملك التُّجَّار وَله ولد يلقب أَيْضا ملك التُّجَّار بل لنُور الدّين عَليّ اخوان عبد الله مُقيم بكيلان وألوخان اسْتَقر بعد قتل أَبِيه فدام يَسِيرا ثمَّ كحله نظام الْملك ولد مولى لِأَبِيهِ وَهُوَ حَيّ الْآن وللشيخ مُحَمَّد من الْأَوْلَاد أَبُو الْعَبَّاس من حبشية لِأَبِيهِ وشقيقة لَهُ تزَوجهَا وصيهما الشريف اسحق بعد موت أَبِيهَا وَكَانَ أَيْضا زوجا لابنَة أُخْرَى لَهُ من ابْنة عَمه خواجا جهان مَاتَت تَحْتَهُ بِمصْر فِي حَيَاة أَبَوَيْهَا وَله ابنتان من تركيتين لأبيهما تزوج باحداهما الشريف نظام الدّين ابْن خَال للشريف اسحق ولحسين من الْأَوْلَاد أَحْمد وَحسن وَمُحَمّد وَابْنَة تزوج بهَا ابْن عَمها أَبُو الْعَبَّاس وَمَاتَتْ تَحْتَهُ نفسَاء بعد أَن ولدت لَهُ ولدا وَاحِد الذُّكُور من ابْنة القَاضِي الشريف السراج عبد اللَّطِيف الْحَنْبَلِيّ الفاسي (قدار) (قرا غُلَام) لَفْظَة مركبة أَي الْغُلَام الْأسود إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم (قرا يلوك) عُثْمَان بن قطلوبك بن طر عَليّ (قرقماش) أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مكي القَاضِي (قل درويش) هُوَ عَليّ نزيل حلب وَرَأس فضلائها (القلفاط) فِي ابْن القلفاط (قلقسز) وَمَعْنَاهُ بِغَيْر اذن فقلق هُوَ الاذن وسزنفي (القماح) نزيل تونس ومحدثها هُوَ مُحَمَّد بن (القواس) أحد المعتقدين بِدِمَشْق هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله (قوالح) عبد اللَّطِيف بن عبد الْوَهَّاب (قوزى) هُوَ مُحَمَّد بن أَمِير حَاج بن أَحْمد بن الْملك (الْكَاف) (كَاتب السِّرّ) خلق مِنْهُم نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن الْبَارِزِيّ وَابْنه الْكَمَال مُحَمَّد والبدر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مزهر وابناه الْبَدْر مُحَمَّد

حرف اللام

والزين أَبُو بكر وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد (كبيش الْعَجم) اشْتهر بِهِ وَلَيْسَ بلقب قديم لَهُ هُوَ محيي الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خضر أَخُو الْعِمَاد اسماعيل قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق (كتكوت) مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ (كَرِيمَة) تَصْغِير كريم الدّين قبْطِي يعرف بِابْن كَاتب النقدة بَاشر نظر الزردخاناه وَغَيرهَا (كزبر) قيل للتاج مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب الأخميمي (كُلَيْب السُّوق) (كُلَيْب الْعَجم) مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن حَمْزَة وَلَيْسَ بلقب قديم (حرف اللَّام) 558 - (لاطونة) الْبَزَّاز مَاتَ بِمَكَّة سنة أَربع وَعشْرين أرخه ابْن فَهد (اللالا) جمَاعَة مِنْهُم الْآتِي فِي القريصاتي (حرف الْمِيم) (الماعز) عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ التكروري (مامش) مُحَمَّد بن حسن بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْأَذْرَعِيّ (الْمبرد) الْبَدْر حسن بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي (المتَوَكل على الله) مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد وحفيده عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب وَصَاحب الْمغرب عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أبي فَارس عبد الْعَزِيز (المجاور) مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله (الْمَجْنُون) الكيال بِمَكَّة مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود (الْمُحْتَسب) بجدة أَبُو بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن أخى مباشرها عبد الباسط بن مُحَمَّد (الْمُحْتَسب) بالديار المصرية عَليّ بن نصير الله العجمي وَبعده عَلَاء الدّين بن الْقَيْسِي ثمَّ الصّلاح المكيني وقويت يَده ببرسباي البجاسي ثمَّ عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الصَّغِير ثمَّ قانباي اليوسفي وَالِد مُحَمَّد ثمَّ تنم رصاص ثمَّ سودون الْفَقِيه المؤيدي شيخ ثمَّ خشكلدي البيسقي مُقيم الْآن بِدِمَشْق ثمَّ مغلباي طاز الأبو بكري ثمَّ طرباي الساقي الظَّاهِرِيّ خشقدم ثمَّ قانصوه الخسيف ثمَّ يشبك الجمالي فَلَمَّا سَافر مَعَ الْملك لِلْحَجِّ تكلم عوضه يشبك من حيدر الْوَالِي وَلما رَجَعَ يشبك استعفى فَتكلم فِيهَا الزين قَاسم شغيتة بِدُونِ ولَايَة ثمَّ اسْتَقر البدري بن مزهر إِلَى أَن استعفى فاستقر كشباي الأشرفي وَهُوَ الْآن سنة تسع وَتِسْعين متوليها (المحوجب) الْبَدْر حسن بن عَليّ بن حسن بن عَليّ بن قَاسم وابناه مُحَمَّد وَعبد الرَّحِيم وَابْن ثَانِيهمَا الشهَاب أَحْمد وَيُقَال لَهُ ابْن المحوجب (مخدوعة) أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُوسَى (الْمَذْكُور) أَحْمد بن أبي بكر بن اسماعيل (مرزا) حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حسن بك بن عَليّ بك بن قرايلوك والتركماني كَانَ كاشفا بِالْوَجْهِ القبلي ثمَّ انْتقل لنيابة الكرك وهما فِي الْأَحْيَاء

حرف النون

(المزجج) أَبُو الْفرج مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَسْعُود وَأَبوهُ وجده وجد أَبِيه (الْمسَاوِي) بِضَم الْمِيم ثمَّ مُهْملَة وواو مفتوحتين أَحْمد بن يحيى ومريده عبد الله بن عَامر (المستحل) فِي الرئيس (المستعين بِاللَّه) الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان (المستكفي بِاللَّه) سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد (المستنجد بِاللَّه) يُوسُف بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد (الْمُسْتَمْلِي) رضوَان بن مُحَمَّد بن يُوسُف (الْمِسْكِين) الْمدنِي (المشرع) شيخ بِالْيمن اسْمه أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن عَليّ وَابْنه اسماعيل وَعَمه عبد اللَّطِيف (مشيمش) بِالتَّصْغِيرِ أحد الْكتاب اسْمه عَليّ بن مُحَمَّد (المطيبيز) عطيه ومسعودابنه وَكَانَ صيرفيا (المطيب) هُوَ صديق بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ (المظفر) أَحْمد بن الْمُؤَيد شيخ (مظفر الدّين) جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد ومحمود بن أَحْمد الأمشاطي (المعتضد بِاللَّه) دَاوُد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان (المعيد) الشَّمْس مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مَحْمُود (مقيت) بِالتَّصْغِيرِ الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد شَقِيق النُّور الصُّوفِي الْحَنَفِيّ القَاضِي (المكشكش) هُوَ مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى (الْمُنْتَصر) صَاحب تونس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد (الْمَنْصُور) جمَاعَة مِنْهُم عبد الله بن أَحْمد بن اسماعيل وَعُثْمَان بن الظَّاهِر جقمق (المهتار) جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن مُحَمَّد الدلجي مهتار الطشتخاناه وابناه عَليّ وَمُحَمّد وَيُقَال لثانيهما أَيْضا مهتارخوند (المهمندار) وَهُوَ أَمِين السُّلْطَان على من يطرقه من رسل الْمُلُوك والعربان والتركمان وَغَيرهم وَمِنْهُم يَعْقُوب شاه بن اسطا عَليّ 559 (موقت) الْخَلِيل مَاتَ فِي شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ (الْمُؤَيد) جمَاعَة شيخ بن عبد الله المحمودي وَأحمد بن الْأَشْرَف اينال (الموله) فِي ابْن الموله (حرف النُّون) (النَّاصِر) فرج بن برقوق وَابْن الْكَامِل خَلِيل بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْمَاضِي أَبوهُ قتل أَبَاهُ وَبَايع لنَفسِهِ فِي التَّمَلُّك بحصن كيفا وَلم يلبث أَن قتل أَيْضا صبرا كل ذَلِك فِي سنة سِتّ وَخمسين حَسْبَمَا شرحته فِي التبر المسبوك وَابْن يشبك الدوادار مضى فِي مَنْصُور بن يشبك (النجار) فِي ابْن النجار (النّحاس) فِي ابْن النّحاس (نزيل الْكِرَام) أَحْمد بن الْمدنِي صهر بَيت ابْن فَهد

حرف الهاء

(نصف وَجه) مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم الْبرمَاوِيّ (النقاش) عَليّ بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد الموقت (نقيب الْأَشْرَاف) الْعَلَاء عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عدنان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عدنان بن جَعْفَر وابناه الشهَاب أَحْمد كَاتب سر مصر وَأَبُو بكر وَليهَا أَيْضا أَيَّامًا وَتَمام خَمْسَة مِنْهُم نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَابْن ثَانِيهمَا نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَابْنه عَلَاء الدّين على فِي الْأَحْيَاء ونقيب الْأَشْرَاف بِمصْر فِي وقتنا عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن حُسَيْن الأرموي وَابْنه حسن ثمَّ حُسَيْن بن أبي بكر بن حسن الْحُسَيْنِي الفرا ثمَّ خَازِن الشَّرّ بخاناه مُحَمَّد بن حسن الحسني ثمَّ ابْنه (نقيب الْقصر) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن بركَة وَيُقَال لَهُ شفتر وَابْن أَخِيه لأمه مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ وَولده وَفَاء كلهم عمِلُوا النقابة (حرف الْهَاء) (الهائم) الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد المنصوري الشَّاعِر (هبيهب) فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى (الهزبر) مُحَمَّد بن عَليّ بن عَليّ بن غَزوَان (حرف الْوَاو) 560 - (وَالِي الفيوم) قَتله الْجمال الاستادار البيري فِي سنة عشر كَمَا فِي حوادثها (الْوراق) جمَاعَة يسمون عليا أَوَّلهمْ ابْن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَهُوَ حريري مقري وثانيهم ابْن حجاج أحد أَعْيَان الْمَالِكِيَّة وفضلائهم وثالثهم حريري أَيْضا كَانَ كَاتب الْغَيْبَة بالأشرفية وَأحمد الْوراق أَيْضا مُعْتَقد كَانَ بِجَامِع الوَاسِطِيّ من بولاق زرته وَاتفقَ أَن شخصا رَآهُ فِي الرَّوْضَة النَّبَوِيَّة فَقَالَ لَهُ خاطرك معي فَقَالَ يَا قَلِيل الْعقل أَنْت عِنْد سيد الْكل فَأَي وضع لي (الوزة) اثْنَان نصر الله القبطي وَيعرف بِابْن كَاتب الورشة وناصر الدّين مُحَمَّد بن يُونُس سبط ابْن الميلق وثالث هُوَ أحد العوال فِي الشطرنج (الْوَزير) جمَاعَة (وفا) الطَّبِيب مُحَمَّد بن اسماعيل بن ابراهيم ونقيب الْحِسْبَة فِي أبي الوفا بن إِبْرَاهِيم (ولي الدولة) ميخائيل (كتاب الْأَنْسَاب) وَهِي أَيْضا على قسمَيْنِ فَالْأول (حرف الْألف) (الآثاري) جمَاعَة كَثِيرُونَ منسوبون إِلَى خدمَة الْآثَار النَّبَوِيَّة أَو إِلَى الْإِقَامَة بِالْمحل الَّتِي هِيَ فِيهِ مِنْهُم شعْبَان بن مُحَمَّد (الأباريقي) عمر غير مَنْسُوب وَيُقَال لَهُ الْكرْدِي (الابدي) بِضَم الْهمزَة وَتَشْديد الْمُوَحدَة بَلْدَة بالأندلس من كورة جيان الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن

(الإبراهيمي) نِسْبَة لتاجر أَبِيه ظنا عَليّ بن سودون (الابشيطي) بِكَسْر الْهمزَة أَحْمد بن اسماعيل بن أبي بكر بن عمر والصدر سُلَيْمَان بن عبد النَّاصِر وَالشَّمْس مُحَمَّد بن (الابشيهي) بِضَم الْهمزَة مصغر من الغربية فتح الدّين أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُوسَى وابناه الْبَدْر أَبُو البقا مُحَمَّد والشهاب أَحْمد وَهُوَ أفضلهما ولأولهما ابْن اسْمه الْجلَال أَبُو الْفضل مُحَمَّد والبهاء أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَنْصُور بن أَحْمد بن عِيسَى وَابْنه أَبُو النجا مُحَمَّد والزين أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن حسن أحد النواب الشَّافِعِيَّة وبهاء الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد الابشيهي رَفِيق ابْن الْحجَّاج وَأحد طلبة الْمَالِكِيَّة بَلغنِي أَنه كتب على الْمُخْتَصر وحصله عبد الْمُعْطِي المغربي حِين جاور إِلَيْهَا هُنَاكَ وتعجبنا من ذَلِك وَأَبوهُ (الأبناسي) نِسْبَة لقرية صَغِيرَة بِالْوَجْهِ البحري من مصر إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن أَيُّوب شيخ الْعَصْر وحفيده مُحَمَّد بن أَحْمد وَابْنه إِبْرَاهِيم والبرهان ابراهيم بن حجاج وَابْنه عبد الرَّحِيم وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُوسَى الضَّرِير وعطية بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حسن (الابوتيجي) نِسْبَة لأبوتيج من الصَّعِيد فِي بر أسيوط على بعض مرحلة مِنْهَا عبد الرَّحْمَن بن عنبر وقريبه شعْبَان وَأحمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد (الأبودري) نِسْبَة لقرية بالبحيرة يُقَال لَهَا أَبُو درة عَليّ بن مُحَمَّد بن أَيُّوب وَبَنوهُ وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن وَابْنه مُحَمَّد (الأبوصيري) نِسْبَة لأبوصير من الغربية بِالْقربِ من سمنود أَحْمد بن أبي بكر بن اسماعيل الْمُحدث وَابْنه مُحَمَّد وَالشَّمْس مُحَمَّد بن جَامع بن إِبْرَاهِيم وناصر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمرَان مبَاشر الجاي وَعَمه الشّرف مُوسَى بن عمرَان وَأَظنهُ وَالِد زَوْجَة سَالم الْعَبَّادِيّ الأزبكي أم بنيه الَّتِي كَانَت زوجا لِابْنِ عَمها نَاصِر الدّين الْمَذْكُور وَنور الدّين عَليّ بن فَقِيه القادرية وَابْنه (الأبياري) بِكَسْر أَوله جمَاعَة مِنْهُم بَيت ابْن الْأَمَانَة (الأبي) بِضَم الْهمزَة وَتَشْديد الْمُوَحدَة نِسْبَة لأبة قَرْيَة من أفريقية من أَعمال تونس مُحَمَّد بن خلفة شَارِح مُسلم أَخذ عَنهُ غير وَاحِد مِمَّن لَقِينَاهُمْ كيحيى بن عبد الرَّحْمَن العجيسي وَأحمد بن يُونُس (الابي) بِكَسْر الْهمزَة أَو بِفَتْحِهَا كَمَا ضَبطه ابْن السَّمْعَانِيّ ثمَّ ابْن الْأَثِير قَرْيَة من الْيمن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ (الأَجْهُورِيّ) بِضَم الْهمزَة نِسْبَة لأجهور الْكُبْرَى بساحل الْبَحْر من عمل القليوبية عَليّ بن حسن بن عبد الْحَاكِم مِمَّن قَرَأَ عَليّ وانتسب كَذَلِك قَدِيما نبيه

الدّين إِبْرَاهِيم بن مهلهل مصري مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة بالقرافة (أَحْمد آباد) وَمعنى آباد بلد فَكَأَنَّهُ قَالَ بلد أَحْمد وَالَّذِي اختطه أَحْمد بن مُحَمَّد بن مظفر صَاحب كجرات فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَمَات تقريب سنة سبع وَأَرْبَعين فاستقر بعده فِي كجرات ابْنه غياث ادين مُحَمَّد فَأَقَامَ إِلَى سنة أَربع وَخمسين فاستقر بعده ابْنه قطب الدّين أَحْمد وَمَات فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فخلفه أَخُوهُ دَاوُد وخلع بعد أَيَّام فاستقر بعده أَخُوهُ أَبُو الْفَتْح مَحْمُود شاه وَهُوَ ابْن خمس عشرَة سنة وإقامته بأحمدأباد الَّتِي اختطها جده وَهُوَ حَيّ فِي سنة تسع وَتِسْعين ابْن نَحْو خمسين سنة وَمِمَّنْ انتسب إِلَيْهَا سُلَيْمَان وَدَاوُد ابْنا مُحَمَّد بن عِيسَى بن أَحْمد وابنا ثَانِيهمَا قَاسم وراجح ومحمود بن مُحَمَّد الْمقري ومخدوم بن برهَان الدّين وَمُحَمّد بن التَّاج وَكلهمْ حنفيون مذكورون فِي محالهم (الاخطابي) بِكَسْر أَوله من الشرقية عَليّ بن عبد المحسن بن عَليّ وَأَبوهُ وهما جارجيان أَيْضا (الاخميمي) بِكَسْر الْهمزَة مَدِينَة فِي الصَّعِيد بالجانب الشَّرْقِي تَاج الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد وناصر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد قَاضِي الْحَنَفِيَّة وَأَخُوهُ الْعَلَاء على أحد أَئِمَّة السُّلْطَان وأبوهما وجدهما (الأخنائي) بِالْكَسْرِ نِسْبَة لأخنا مَقْصُورَة بَلْدَة بِقرب إسكندرية من الغربية الْبَهَاء مُحَمَّد بن الْعلم مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد وَابْن أخي أَولهمَا الْعلم أَحْمد بن التَّاج مُحَمَّد بن الْعلم مُحَمَّد وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشَّافِعِي (الأخوي) بِفَتْح الْهمزَة والمعجمة فِي (الخجندي) (الادكاوي) نِسْبَة لادكو بِالْقربِ من السَّاحِل إِبْرَاهِيم بن عمر بن مُحَمَّد وَأحمد بن عَليّ بن مُوسَى أَبُو يُوسُف ورمضان بن عمر بن مزروع وسلامة بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم وَابْنه الشَّمْس مُحَمَّد وتلميذه قاضيه عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد وَمُحَمّد بن أَحْمد بن أبي بكر الفوي وَابْنه عَطاء الله وَمُحَمّد بن سيف الدّين مقري وإجازته عِنْد ابْن سَلامَة (الأدمِيّ) كَأَنَّهُ لصنعة الْأدم عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَبَنوهُ والصدر بن الأدمِيّ عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ (الْأَذْرَعِيّ) بذال مُعْجمَة ثمَّ رَاء مَفْتُوحَة وَيجوز كسرهَا نِسْبَة لأذرعات نَاحيَة بِالشَّام مِنْهَا مُحَمَّد وَمَرْيَم ابْنا أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد بن حَازِم وَعبد الرَّحْمَن وَعبد الله ابْنا الشهَاب أَحْمد بن حمدَان بن أَحْمد وَحسن وحسين ابْنا عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن فلاولهما الشهَاب أَحْمد الإِمَام وَيعرف بِابْن قَاضِي

أَذْرُعَات وَالْجمال عبد الله فعبد الله هُوَ وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد وَخَدِيجَة زَوْجَة أبي الْفضل ابْن شعْبَان الْجَوْهَرِي وَالْإِمَام هُوَ وَالِد إِبْرَاهِيم والشهاب أَحْمد والبدر حسن وَعبد الرَّحْمَن وكريم الدّين عبد الْكَرِيم والكمال مُحَمَّد والمحب يُوسُف والزين أَبُو بكر ولثانيهما وَهُوَ حُسَيْن بدر الدّين مُحَمَّد الملقب ضفدع ثمَّ إِن لكَمَال الدّين فَاطِمَة أم وَلَدي النَّجْم يحيى بن حجي ولحسن مُحَمَّد الملقب مامش (الأردبيلي) بِفَتْح الْألف وَضم الدَّال الْمُهْملَة نِسْبَة لبلدة أردبيل من أذربيجان جمَاعَة مِنْهُم الْبَدْر مَحْمُود بن عبيد الله (الأرسوفي) بِضَم الْهمزَة وَآخره فَاء نِسْبَة لمدينة على سَاحل بَحر الشَّام (الأرميوني) بِفَتْح الْهمزَة نِسْبَة لأرميون بِالْقربِ من سخا وسنهور بالغربية مِنْهَا جمَاعَة انتسبوا شرفاء كالمالكي أَحْمد بن حُسَيْن بن عَليّ القَاضِي وَشَيخ القجماسية الْحَنَفِيّ الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد (الْأَزْهَرِي) خلق منسوبون للجامع الشهير مِنْهُم صهر الْبَدْر الْعَيْنِيّ الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن مبَاشر الأحباس ومحيي الدّين مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم أحد الموقعين (الأزيرق) أَحْمد بن يحيى بن مُحَمَّد بن خلف المغربي (الاسحاقي) نِسْبَة لمحلة اسحق بالغربية مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُوسَى نَاصِر الدّين الْمَالِكِي وحفيده الرضي مُحَمَّد بن الشَّمْس مُحَمَّد صهر الْبَدْر السَّعْدِيّ قَاضِي الْحَنَابِلَة ونقيبه بل أَخُو نواب الْمَالِكِيَّة (الاسطنبولي) نِسْبَة لنَوْع من الحبك مُحَمَّد الدِّمَشْقِي المعتقد (الاسعردي) فِي الباخرزي (الأسنائي) بِفَتْح الْهمزَة نِسْبَة إِلَى أسنا من الصَّعِيد وَيُقَال لَهُ الأسنوي أَيْضا (الأسواني) عمر بن عبد الله بن عَامر (الأسيوطي) بِضَم الْهمزَة نِسْبَة لأسيوط مَدِينَة بالصعيد وَمِنْهُم من يحذف الْألف المحمدان الشّرف وَالْفَخْر ابْنا مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَالصَّلَاح مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ والكمال أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر وَابْنه الْجلَال عبد الرَّحْمَن والزكي مُسلم وَأَبوهُ والولوي أَحْمد والمحب مُحَمَّد ابْنا الشهَاب أَحْمد بن عبد الْخَالِق وأبوهما وعمهما اسماعيل وَأَبُو الطّيب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَابْنه أصيل الدّين مُحَمَّد وَأَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْخَالِق وَالشَّمْس مُحَمَّد بن حسن وَابْنه مُحَمَّد (الأشمومي) بِضَم أَوله ومعجمة وميمين وَإِن كَانَ على لِسَان الْعَامَّة بنُون آخِره بل هُوَ الَّذِي عِنْد السَّمْعَانِيّ فَهُوَ غلط وَيُقَال لَهَا أشموم طناج وأشموم الرُّمَّان وَهِي عَليّ النّيل الشَّرْقِي قَصَبَة كورة الدهقلية مَدين بن أَحْمد وَأحمد بن (الأشموني) مثله لَكِن بنُون آخِره نِسْبَة لأشمون جريس تَحت شطنوف بحري الْقَاهِرَة مِنْهَا اثْنَان اسْم كل

مِنْهُمَا على فأولهما اسْم أَبِيه أَبُو بكر بن عبد الله بن أبي البركات أَحْمد وَثَانِيهمَا اسْم أَبِيه مُحَمَّد بن عِيسَى بن يُوسُف وَهُوَ (الأشليمي) بِكَسْر الْهمزَة نِسْبَة لأشليم من الغربية سَيَأْتِي بَعضهم فِي ابْن أصيل وَنور الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَيُّوب وَأحمد بن مُحَمَّد بن صَالح الشَّاعِر وَعبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن عمر (الْأصيلِيّ) نِسْبَة لأصيل الدّين أَحْمد وَعلي والشرف مُحَمَّد بَنو مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَيُّوب (الاطرابلسي) فِي الطرابلسي (الاقباعي) عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّامي فَاضل صَالح وبمكة عبد الله بن الأقباعي صيرفي وَأَخُوهُ عَليّ (الأقصرائي) بالصَّاد الْمُهْملَة وَرُبمَا يُقَال بِالسِّين نِسْبَة لأقصرا إِحْدَى مدن الرّوم الْبَدْر مَحْمُود والأمين يحيى ابْنا الشَّمْس مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد وابنا أختهما حَفْصَة وهما الْمُحب مُحَمَّد وَفَاطِمَة ابْنا الشهَاب أَحْمد بن أبي يزِيد وابنا الْأمين أَبُو السُّعُود مُحَمَّد مَاتَ فِي حَيَاته وَزَيْنَب شقيقته مَاتَت بعدهمَا بِمَكَّة (الأقفهسي) وَيُقَال لَهُ الأقفاصي نِسْبَة إِلَى أقفهس بلد من عمل البهنسا عبد الله بن مقداد الْمَالِكِي وَأحمد بن الْعِمَاد بن يُوسُف وَابْنه مُحَمَّد وخليل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَعمر بن عبد الله بن عَليّ بن عبد الْعَظِيم (الأقواسي) عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْبَصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ ووالده وَآخر مصري نزيل مَكَّة (الأمشاطي) بِفَتْح الْهمزَة نِسْبَة لبيع الأمشاط أَو عَملهَا مُحَمَّد ومحمود ابْنا أَحْمد بن حسن الحنفيان كَانَ جدهما لِأُمِّهِمَا يَبِيعهَا وَالْجمال يُوسُف بن أبي بكر بن عَليّ الشَّافِعِي وَعبد الْغَنِيّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد السكندري كَانَ يعملها (الْأمَوِي) بِالضَّمِّ نِسْبَة إِلَى أُميَّة أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَالِكِي (الْأمَوِي) بِالْفَتْح الولوي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن اسحق السنباطي الْمَالِكِي (الأميوطي) نِسْبَة عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وَحسن بن حُسَيْن بن عَليّ بن عبد الدَّائِم وَابْنه الْمُحب مُحَمَّد (الأنبابي) نِسْبَة لأنبابة قَرْيَة من بحري جيزة مصر على شاطئ النّيل انتسب إِلَيْهَا جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين وَرُبمَا قيل لَهَا أنبوبة على وزن أفعولة وَكَأَنَّهُ لما يزرع بهَا من الْقصب الأنبوبة مَا بَين كل عقدتين من الْقصب وَمن أشهر المنسوبين إِلَيْهَا اسماعيل بن يُوسُف بن اسماعيل وَعلي وَمُحَمّد ابْنا أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ولثانيهما بدر الدّين مُحَمَّد (الأندلسي) بِفَتْح الْهمزَة وَاللَّام نِسْبَة لاقليم بالمغرب

(الْأنْصَارِيّ) نِسْبَة إِلَى الْأَنْصَار الْبَهَاء أَحْمد والزين أَبُو بكر وَالشَّمْس مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم والشرف مُوسَى بَنو عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان فَابْن الأول أَحْمد بل لَهُ هَاجر أَيْضا وَابْن الثَّانِي على سمع هُوَ والكمال الْآتِي بِقِرَاءَتِي على البوتيجي وَغَيره فِي ابْن مَاجَه وَابْنَة اسْمهَا أُمَامَة تَحت عَليّ المنصوري وَابْن الثَّالِث الْكَمَال مُحَمَّد وَلم يَعش بل انقرض نَسْله إِلَّا من ابْنة كَانَت تَحت ابْن عَمَّتهَا عبد الْكَرِيم الأسنوي وَمَاتَتْ تَحْتَهُ فَلهُ مِنْهَا ابْنة وَكَذَا للخطيب أبي بكر بن أبي الْفضل النويري ابْنه مِنْهَا أَيْضا تَحت عبد الْقَادِر بن عَليّ بن أبي الْيمن النويري وَابْن الرَّابِع يحيى كَانَ بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسمع على وَترك الْأَخير عشرَة أَوْلَاد أكبرهم الْبَدْر مُحَمَّد وَأمه عَائِشَة ابْنة الشرفي مُوسَى اللَّقَّانِيّ أُخْت عمر وشقيقته مَارِيَة الضريرة الَّتِي تزَوجهَا ابْن عَمها أَحْمد بن بهاء الدّين وَمَات عَنْهَا فَتَزَوجهَا إِبْرَاهِيم ابْن بنت الملكي وَمَاتَتْ تَحْتَهُ بعد وَفَاة ابيها وَثَلَاثَة من ابْنة الملكي أكبرهم يحيى ثمَّ سعد الْمُلُوك تزوج بهَا إِبْرَاهِيم بن الزيني كَاتب السِّرّ ابْن مزهر وَمَات عَنْهَا وَترك ثَلَاثَة أَوْلَاد مِنْهَا فيهم ذكر وَالثَّالِث من أَوْلَاد ابْن بنت الملكي أَحْمد الْمدنِي لكَونه ولد فِي وَادي بني سَالم فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَلم تلبث أمه أَن مَاتَت وابنتان من مُسْتَوْلدَة رُومِية زَيْنَب وَهِي أكبرهما تَحت ابْن عَمَّتهَا الشَّمْس مُحَمَّد بن الشَّيْخ يسن وسعادات وَهِي الصُّغْرَى تَحت البدري مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْفَخر بن أبي الْفرج ابْن زَوْجَة أَبِيهَا ابْنة ابْن الملكي فَهُوَ ربيب أَبِيهَا وَكَانَت مجاورة مَعَه فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَابْنَة اسْمهَا خَدِيجَة من جركسية تَحت ابْن عَمَّتهَا الآخر الشهَاب أَحْمد بن الشَّمْس الأسنوي أخي عبد الْكَرِيم وَأحمد أمه زَوْجَة نَائِب الشَّام جانم ظنا ويوسف أمه جركسية اشْتَرَاهَا بِنَحْوِ خَمْسمِائَة دِينَار كَانَ فِي كَفَالَة زَوْجَة أَبِيه فرج وَزَوجته بابنة الْجلَال بن الْأَمَانَة وَمَاتَتْ تَحْتَهُ بالطاعون وشددت فَرح حَتَّى صولح الزَّوْج بِمِائَتي دِينَار فَأكْثر بعد أَن كَاد أَن يثبت أَبوهَا أَن مَا فِي حوزتها عَارِية تَحت يَديهَا لأبويها وتمت أَوْلَاد الشرفى من الذُّكُور وَالْإِنَاث عشرَة والشرف الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة (الأهناسي) بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْهَاء وَآخره مُهْملَة بَلْدَة بصعيد مصر الشَّمْس مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن حُسَيْن وَبَنوهُ الْعَلَاء عَليّ وَالشَّمْس مُحَمَّد وَأَبُو بكر (الأوجاقي) الْمُحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد وابناه الرضي مُحَمَّد والتقى عبد الرَّحِيم (الأياسي) مُحَمَّد بن يُوسُف بن بهادر ونسبته مضبوطة (الأوحدي) نِسْبَة لبيبرس الأوحدي نَائِب القلعة لانتماء جده إِلَيْهِ أَحْمد بن عبد الله بن الْحسن بن طوغان

(الايجي) بِكَسْر الْهمزَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة بعْدهَا جِيم نِسْبَة لايج بلد القَاضِي عضد الدّين بِالْقربِ من شيراز فأولاد السَّيِّد نور الدّين مُحَمَّد بن السَّيِّد جلال الدّين عبد الله بن الْمعِين مُحَمَّد بن القطب عبد الله بن هادي أَبُو سعيد مُحَمَّد وَهُوَ أكبرهم ثمَّ الْمُحب عبيد الله ثمَّ الْمعِين أَبُو ذَر ثمَّ الصفي عبد الرَّحْمَن ثمَّ الْعَفِيف مُحَمَّد وَلَيْسوا بأشقاء فَأم الصفي أُخْت لأنس الَّذِي أَخذ عَنهُ الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين وَكَانَ أَنْصَارِيًّا وَأم الْعَفِيف من ذُرِّيَّة السَّيِّد الْمَشْهُور بالزاهد الْكَبِير مترجم فِي اليافعي ثمَّ إِن أَبَا سعيد لَا عقب لَهُ بل لم يتَزَوَّج إِلَّا من لم يدْخل عَلَيْهَا والمحب لَهُ قطب الدّين مُحَمَّد وَالِد الْجلَال عبد الله أبي عابدة وَأَبُو ذَر لَهُ ابْنة تزَوجهَا عماد الدّين أَخُو غياث الدّين سِيبَوَيْهٍ الثَّانِي وصفي الدّين لَهُ حَبِيبَة ثمَّ نور الدّين أَحْمد ثمَّ الْمعِين مُحَمَّد ثمَّ حليمة وهم أشقاء أمّهم مَرْيَم ابْنة السَّيِّد الشَّمْس مُحَمَّد بن سعد الدّين مُحَمَّد الحسني ويشهر سعد الدّين بالمصري فلحبيبة عبيد الله بن الْعَلَاء مُحَمَّد بن عفيف الدّين عَمها ومحب الدّين مُحَمَّد توفّي بِمَكَّة وَهُوَ أكبر من عبيد الله ولنور الدّين بديعة زَوْجَة عبيد الله وقطب الدّين نعْمَة الله أمه حبشية ومولده فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ ولمعين الدّين زين الدّين عَليّ وَآخر اسْمه مظفر ولد لَهُ بِمَكَّة وَهُوَ مُقيم بهَا عِنْد أمه سَعَادَة البجلية ثمَّ توجه لِأَبِيهِ ولحليمة عابدة ابْنة الْجلَال عبد الله بن القطب مُحَمَّد بن الْمُحب عبيد الله تزَوجهَا السَّيِّد رميثة ابْن صَاحب الْحجاز السَّيِّد بَرَكَات وفارقها وَأما عفيف الدّين فَلهُ نور الدّين مُحَمَّد وَهُوَ أكبرهم والْعَلَاء مُحَمَّد الْمشَار إِلَيْهِ وقطب الدّين عِيسَى أمّهم ابْنة جلال الدّين عبد الله بن القطب مُحَمَّد بن الْجلَال عبد الله ولأولهم ولد اسْمه نور الدّين مُحَمَّد أَيْضا لكَون أَبِيه مَاتَ وَأمه حَامِل بِهِ ثمَّ لِعبيد الله بن الْعَلَاء الْمَذْكُور بنُون وهم ثَلَاثَة أشقاء من بديعة الصفي عبد الرَّحْمَن والعفيف مُحَمَّد وحبِيب الله وَهُوَ أَصْغَرهم مَاتَ صَغِيرا بِمَكَّة وَأما الصفي فمقيم الْآن بجهرم قَرْيَة من شيراز وَهُوَ متزوج ابْنة معِين الدّين خَال أَبِيه ثمَّ قدم مَعَ أَبِيه مَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين فَتخلف بعد أَبِيه عِنْد أمه بهَا ثمَّ سَافر بعد الْحَج وَأما الْعَفِيف فمقيم عِنْد أَبِيه بايج ولعبيد الله ولد رَابِع اسْمه إِبْرَاهِيم من تركية وَهُوَ مُقيم مَعَ أمه وَزوجهَا فِي رفد جدته حَبِيبَة ولعيسى مرشد الدّين مُحَمَّد متزوج بابنة لنُور الدّين أَحْمد بن صفي الدّين ثمَّ فَارقهَا وَقدم مَكَّة بحرا فِي رَجَب سنة تسع وَتِسْعين ثمَّ ان سعد الدّين مُحَمَّد جد مَرْيَم أم أَوْلَاد صفي الدّين كَانَ فَقِيها مفتيا من الْعلمَاء شريفا شيرازيا وَهُوَ جد أبي مرشد بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن سعد الدّين ومرشد مِمَّن أَخذ عني وَهُوَ بِمَكَّة ينْسَخ وسافر

حرف الباء الموحدة

إِلَى الْهِنْد فِي سنة أَربع وَتِسْعين ثمَّ إِن للسَّيِّد نور الدّين مُحَمَّد أصل هَذَا الْبَيْت أَخ أكبر مِنْهُ اسْمه قطب الدّين مُحَمَّد وَمَات قبله بشيراز فِي سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَهُوَ جد صاحبنا أصيل الدّين عبد الله بن إِمَام الدّين أَحْمد بن شمس الدّين مُحَمَّد بن قطب الدّين مِمَّن أَكثر عني دراية وَرِوَايَة وَهُوَ مُقيم بِمَكَّة على طَريقَة شريفة علما وَعَملا بل قطب الدّين هُوَ وَالِد جلال الدّين عبد الله جد الْعَلَاء مُحَمَّد بن السَّيِّد عفيف الدّين لأمه وَله أَيْضا سواهَا جمال الدّين مُحَمَّد وشهاب الدّين أَحْمد ثَالِث حَيّ غير مرضِي اسْمه جَعْفَر وجمعت هَذَا هُنَا للفائدة (حرف الْبَاء الْمُوَحدَة) (الباحسيتي) نِسْبَة لباحسيتا بمهملتين الأولى مَفْتُوحَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة ثمَّ فوقانية حارة من حلب بحذاء بَاب الْفرج أَبُو بكر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم (الباخرري) أَبُو بكر بن مُحَمَّد الأسعردي الْهَرَوِيّ (الْبَارِزِيّ) يُقَال إِنَّهَا نِسْبَة لباب أبرز بِبَغْدَاد وخفف لِكَثْرَة دوره نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَأحمد ابْنا مُحَمَّد بن عُثْمَان وَابْن أَولهمَا الْكَمَال مُحَمَّد وَابْن ثَانِيهمَا عبد الرَّحِيم وَبَنوهُ يُوسُف وَمُحَمّد وَعبد الْقَادِر وَلَيْسوا بأشقاء أم الْأَخير تركية لِأَبِيهِ (البارنباري) نِسْبَة لبارنبار بالمزاحميتين بِالْقربِ من رشيد الْجمال مُحَمَّد وَعلي ابْنا عمر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وَابْن أَولهمَا الولوي أَحْمد وَابْنه موفق الدّين مُحَمَّد (الباريني) من الْأَعْمَال الحلبية (الْبَارِي) نِسْبَة لمحلة بار بِالْقربِ من النحرارية من الغربية عَليّ بن حسن بن عَليّ بن بدر (الباعوني) نِسْبَة لقرية صَغِيرَة من قرى حوران بِالْقربِ من عجلون أَحْمد بن نَاصِر بن خَليفَة وَبَنوهُ إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد ويوسف وَبَنُو الْأَخير وَمُحَمّد (البالسي) الشَّمْس مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن وابناه الْبَهَاء مُحَمَّد وَالْجمال عبد الله وَابْن أَولهمَا الولوي أَحْمد (البامي) بِالْمِيم نِسْبَة لبام بِالْقربِ من طنبدي من الصَّعِيد أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قُرَيْش وَكَانَ مولده بهَا ثمَّ قدم مِنْهَا وَهُوَ دون الْبلُوغ فقطن الْقَاهِرَة وَابْنه الشَّمْس مُحَمَّد وَابْنه أَحْمد (البباوي) نِسْبَة لببا من الصَّعِيد مُحَمَّد الْوَزير (البتنوني) نِسْبَة لبلد قريب من منوف عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن نَاظر الجوالي وابناه أَبُو الْيمن مُحَمَّد ثمَّ أَحْمد صهر ابْن الغمري وجارنا مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد وَأُخْته عَائِشَة وَابْن أَولهمَا ولي الدّين مُحَمَّد

(البجائي) نِسْبَة لبجاية بِكَسْر أَولهَا من الْمغرب جمَاعَة (البحري) نِسْبَة لباب الْبَحْر عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْمَالِكِي قَاضِي الْقُدس (الْبُحَيْرِي) بِالْحَاء مصغر جمَاعَة عمر بن صَالح الْمَالِكِي وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد وَعلي بن مُوسَى بن جلال الْمَالِكِي (البجيري) بِالْجِيم مصغر مفتي تونس وقاضي الْأَنْكِحَة بهَا هُوَ عبد الله بن مَاتَ سنة تسع وَخمسين (البُخَارِيّ) نِسْبَة لبخار الْعَلَاء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن السَّيِّد (البدرشي) نِسْبَة للبدرشين من الجيزية الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان وَابْنه مُحَمَّد (البدري) نِسْبَة لبدر الدّين أَبُو بكر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّاعِر (البدماصي) نِسْبَة لبدماص من الشرقية جمَاعَة مِنْهُم أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عِيسَى وَعبد الْقَادِر بن الْبَدْر مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مكي الْحَنَفِيّ أحد الْفُضَلَاء من نوابهم وَأَبوهُ وجده (الْبَرْبَرِي) السمان بِمَكَّة مَاتَ بهَا فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين أرخه ابْن فَهد (البرديني) نِسْبَة لبردين قَرْيَة بالشرقية الْبَدْر حسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد وَمُحَمّد بن عَليّ بن أَحْمد وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عبد الله صَاحب الزين الأستادار سمع مني مَنَاقِب اللَّيْث وَابْنه يحيى صهر الْحَنَفِيّ وَأحد من جدده الشَّافِعِي من النواب (الْبُرْزُليّ) نِسْبَة لبرزلة بِضَم أَوله وثالثه من القيروان أَبُو الْقسم بن أَحْمد بن مُحَمَّد وَقيل ابْن مُحَمَّد بن اسماعيل المغربي (البرشاني) بِضَم الْمُوَحدَة ومعجمة نِسْبَة لبرشانة من الأندلس شَرْقي بسطة من الغرب إِبْرَاهِيم بن كَامِل (البرشكي) بِكَسْر الْمُوَحدَة والمهملة ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة تَلِيهَا كَاف من عمل تونس الزين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن المغربي (البرشنسي) بِفَتْح الْمُوَحدَة وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْمُعْجَمَة وَسُكُون النُّون بعْدهَا مُهْملَة من المنوفية الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْخَالِق بن سِنَان (البرصاوي) جمَاعَة منسوبون لبرصا من الرّوم (البرقي) نِسْبَة لبرقة بِالْقربِ من سكندرية مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَيُّوب وَابْنه النُّور عَليّ وَبَنوهُ الشَّمْس مُحَمَّد والشهاب أَحْمد وَأَبُو بكر وَأُخْت لَهُم تزَوجهَا ابْن بقر وَله مِنْهَا ولد كَبِير فلأولهم المحمدان الْجلَال أَبُو الْفضل والأمين أَبُو الْيمن ولأولهما الشَّمْس أَبُو الطّيب مُحَمَّد عرض عَليّ (الْبُرُلُّسِيّ) بِضَم الْمُوَحدَة وَالرَّاء وَاللَّام مَعَ تشديدها نِسْبَة إِلَى البرلس ثغر عَظِيم من سواحل مصر (الْبرمَاوِيّ) بِكَسْر أَوله وبرمة من نواحي الغربية الْمجد اسماعيل بن أبي الْحسن وَابْنه

الْبَدْر مُحَمَّد وَالْفَخْر عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد وَابْنه أَحْمد وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم وَابْنه والبدر مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد إِمَام الْجَامِع الزيني ببولاق وَابْنه التقي مُحَمَّد وَله ولد اسْمه أصيل الدّين مُحَمَّد عرض عَليّ الْمِنْهَاج وَتزَوج ابْنة الْخَطِيب الوزيري بعد الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين (البرنتيشي) بِفَتْح الْمُوَحدَة وَالرَّاء بعْدهَا نون سَاكِنة ثمَّ مثناة مَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة بعْدهَا مُعْجمَة نِسْبَة لحصن من عرب الأندلس من أَعمال اشبونة إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم تَاجر السُّلْطَان وَابْن أَخِيه الشَّمْس مُحَمَّد بن أبي الْقسم (البرنكيمي) بموحدة ثمَّ رَاء مفتوحتين بعدهمَا نون ثمَّ كَاف تَلِيهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ مِيم من أَعمال الشرقية مِنْهَا الشّرف مُوسَى وَأحمد ابْنا أَحْمد بن عمر بن غَنَّام وهما شقيقان وَلَهُمَا أَخَوان شقيقان أَيْضا وأكبر الْأَرْبَعَة سُلَيْمَان ثمَّ عبد الرَّحْمَن ثمَّ مُوسَى ثمَّ أَحْمد وأعلمهم مُوسَى ثمَّ أَحْمد والآخران من أهل الْقُرْآن ولأولهما وَكَانَ قد تحنف لأجل وَظِيفَة ابْن من نواب الْحَنَفِيَّة بالواجهة من بولاق اسْمه شمس الدّين مُحَمَّد (البزازي) الْحَنَفِيّ صَاحب الْفَتَاوَى مُحَمَّد بن مُحَمَّد (الْبِسَاطِيّ) بِكَسْر أَوله قَرْيَة من الغربية بِالْأَعْمَالِ البحرية وَيُقَال لَهَا بِسَاط قروض اسْم رومي وسماها ياقوت فِي الْمُشْتَرك بِسَوْط بواو بدل الْألف مَعَ فتح أَوله سُلَيْمَان ويوسف ابْنا خَالِد بن نعيم وَابْن ثَانِيهمَا الْعِزّ مُحَمَّد وَابْن عَمهمَا الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن نعيم وَبَنوهُ الْعِزّ عبد الْعَزِيز وَعبد الْغَنِيّ وَفَاطِمَة وابنا أَولهمَا خير الدّين أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد وَبدر الدّين مُحَمَّد وأختهما سعادات زَوْجَة الْبَدْر عبد الرَّحِيم الأبناسي وابنا ثَانِيهمَا بدر الدّين مُحَمَّد الْمَدْعُو دبيس وَأمه أمة لِأَبِيهِ وَمُحَمّد بن خَالِد بن جَامع (البسطامي) بِكَسْر أَوله عبد الْهَادِي بن عبد الله بن خَلِيل وَعمر بن عَليّ بن حجي وَابْنه مُحَمَّد (البسلقوني) بِفَتْح أَوله ثمَّ مُهْملَة سَاكِنة قَرْيَة تَحت اسكندرية عمر بن يُوسُف بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خلف وَعَمه أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خلف وَأَبوهُ (البسكرى) بِفَتْح أَوله نَاصِر بن أَحْمد بن يُوسُف (البسيلي) بِفَتْح أَوله وَكسر ثَانِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد (البشبيشي) بِكَسْر أَوله وثالثه بعد كل مِنْهُمَا مُعْجمَة قبل ثانيتهما تَحْتَانِيَّة قَرْيَة من أَعمال الْمحلة من الغربية الْجمال عبد الله بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُوسَى بن أبي بكر وَمُحَمّد بن عبيد بن مُحَمَّد وَابْنه فتح الدّين مُحَمَّد وَكِلَاهُمَا مِمَّن أَخذ عني (البشتكي) نِسْبَة لجامع بشتك الناصري لمجاورته لَهُ بل وَنَشَأ بخانقاه وَكَانَ من صوفيتها مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بدر الدّين (البشكالسي) حسن بن عَليّ

(البشيري) إِبْرَاهِيم بن بركَة سعد الدّين وَابْنه حَمْزَة وَابْنَته تزَوجهَا نور الدّين الصُّوفِي الْحَنَفِيّ وَمِنْهُم أَحْمد بن عبد الْكَرِيم (البصروي) بِضَم أَوله نِسْبَة لبصرى من الشَّام عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن عمر وَابْنه الشَّمْس مُحَمَّد وناصر الدّين مُحَمَّد فِيمَن لم يسم أَبوهُ وَيحْتَمل أَن يكون أَخُوهُ والمحب مُحَمَّد بن خَلِيل الدِّمَشْقِي توفّي قَرِيبا من سنة تسعين وتلميذه الْعَلَاء عَليّ بن يُوسُف بن عَليّ بن أَحْمد (الْبَصْرِيّ) بِفَتْح أَوله وكسره نِسْبَة إِلَى مَدِينَة الْبَصْرَة عبد الله بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن زيد (البطائحي) بِفَتْح أَوله نِسْبَة إِلَى البطائح بَين وَاسِط وَالْبَصْرَة أَحْمد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله خَادِم البيبرسية والمتوفى بهَا فِي سنة عشر وَهُوَ جد المدير نور الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد فيحرر مَا كتب فِي نسبه هُنَاكَ (البطايني) نِسْبَة إِلَى البطاين عمر بن (البطراوي) نِسْبَة لبطرا بِالْقربِ من دمياط عَليّ بن مُحَمَّد بن خلف الكتبي (البطومسي) أَو بالنُّون أَوله عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن حسن بن المكين وَابْنه (البطيني) بِضَم مصغر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ وَابْنه إِبْرَاهِيم وَالِد أَحْمد (البعلي) وَرُبمَا يُقَال البعلبكي نِسْبَة لبعلبك مَدِينَة بِالشَّام (الْبَغْدَادِيّ) نِسْبَة لبغداد الْجلَال نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد وَبَنوهُ الْمُحب أَحْمد وَعبد الرَّحْمَن وَفضل الله فللمحب يُوسُف وموفق الدّين مُحَمَّد ولفضل الله عُثْمَان وثانيهم لم يعقب والعز عبد الْعَزِيز بن والبدر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم وَإِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب بن وَابْنه عَليّ وَمُحَمّد بن اسماعيل بن عَليّ مؤدب بن الْأَشْقَر وَكلهمْ حنبليون (البقاعي) بِضَم الْمُوَحدَة ثمَّ قَاف نِسْبَة إِلَى قَرْيَة من الْبِقَاع العزيزي من عمل الشَّام إِبْرَاهِيم بن عمر بن حسن (البكتمري) السَّيْف مُحَمَّد بن الرُّكْن مُحَمَّد بن عمر واخوته الحسام يُونُس وشجاع الدّين مُحَمَّد وَمَنْصُور (الْبكْرِيّ) نِسْبَة لأبي بكر الصّديق مُحَمَّد بن أبي بكر صَاحب الْفرق وَالِاسْتِثْنَاء والجلال مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد (البلاطنسي) نِسْبَة لبلاطنس بِفتْحَتَيْنِ ثمَّ ضمتين من عمل طرابلس مُحَمَّد بن خَلِيل بن عبد الله (البلالي) بِكَسْر أَوله مُحَمَّد بن عَليّ بن جَعْفَر وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد (البلبيسي) بِضَم أَوله نِسْبَة لبلبيس من الشرقية التَّاج أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الخطيري وَالْمجد إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ وَمُحَمّد وَعلي وَعبد الْقَادِر وَفَاطِمَة بَنو أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر وللثالث سعد الدّين مُحَمَّد وللرابعة

كريم الدّين مُحَمَّد وآمنة أم الْبَدْر السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ وَالْفَخْر عُثْمَان بن إِمَام الْأَزْهَر وحفيده عَليّ بن مُحَمَّد وَابْنه الْمُحب مُحَمَّد وَابْنه يحيى والفرضي الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر وَأحد النواب عَليّ بن مُحَمَّد بن خَالِد بن أَحْمد وَيعرف بِأبي لاطية وَبَنوهُ الثَّلَاثَة وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد العجيمي الْأَزْهَرِي وَعمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وأخواه إِبْرَاهِيم وهما تاجران وَمُحَمّد بن مُحَمَّد أحد الْفُضَلَاء مِمَّن قطن طيبَة وَيعرف بِابْن صعلوك وَأَخُوهُ حسن نزيل مَكَّة وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْعِمَاد وَبَنوهُ الشَّمْس مُحَمَّد وَعبد الله والزين يس وَمُحَمّد ابْنا عَليّ بن يس والبلبيسي فِيمَن أَخذ عَن شَيخنَا والبلبيسي الْمُؤَدب الْعَطَّار بِمَكَّة مَاتَ سنة سبع وَعشْرين أرخه ابْن فَهد (البلفيائي) (البلقاسي) أَحْمد بن سُلَيْمَان بن نصر الله وَابْنه سُلَيْمَان وهما بالزواوي أشهر (البُلْقِينِيّ) بِضَم أَوله نِسْبَة لبلقينة من الغربية السراج عمر وناصر الدّين مُحَمَّد وَأَبُو بكر وَهُوَ من ذَلِك الْقرن بَنو رسْلَان بن نصير وَلَهُم أُخْت عاشت إِلَى سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة جَازَت التسعين فللأول الْبَدْر مُحَمَّد وَهُوَ من ذَاك الْقرن وعَلى أَن ثَبت والجلال عبد الرَّحْمَن وَالْعلم صَالح والضياء عبد الْخَالِق وَللثَّانِي وللثالث بهاء الدّين أَبُو الْفَتْح رسْلَان أول إخْوَته وَفَاة وجعفر وناصر الدّين مُحَمَّد والشهاب أَحْمد العجيمي قَاضِي الْمحلة فناصر الدّين هُوَ وَالِد الشهَاب أَحْمد إِمَام الْمَالِكِيَّة والعجيمي هُوَ وَالِد أوحد الدّين مُحَمَّد وَأم شهَاب الدّين أَحْمد وَبدر الدّين مُحَمَّد ابْني فتح الدّين مُحَمَّد الأبشيهي واختها الْأُخْرَى أم قَاسم بن الشّرف مُحَمَّد بن قَاسم الْمَالِكِي ثمَّ إِن لأوحد الدّين الْبَدْر أَبُو السعادات مُحَمَّد ثمَّ إِن للبدر مُحَمَّد بن السراج بلقيس وجنة وصالحة وتقي الدّين مُحَمَّد فبلقيس تزَوجهَا الْبَهَاء الْبُرْجِي وجنة تزَوجهَا النُّور الْمَنَاوِيّ وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد ثمَّ السراج الْحِمصِي وَالِد حَوَّاء وصالحة تزَوجهَا بن الْبَهَاء بن الْبُرْجِي الملقب بعيزق واستولدها أوحد الدّين مُحَمَّد وتقي الدّين هُوَ وَالِد ولي الدّين أَحْمد وَفتح الدّين مُحَمَّد وَخَدِيجَة وَأم الْحسن وَكَذَا للجلال عبد الرَّحْمَن بن السراج تَاج الدّين مُحَمَّد وَأَبُو الْعدْل قَاسم وَفَاطِمَة وعزيزة وَزَيْنَب فللتاج الْعَلَاء عَليّ والشهاب أَحْمد والبدر أَبُو السعادات مُحَمَّد فلعلي الْجلَال عبد الرَّحْمَن والكمال مُحَمَّد وَنَاجِيَة وللشهاب الْبَدْر مُحَمَّد وعزيزة فللبدر عبد الباسط ولعزيزة بن أبي الرداد الْمصْرِيّ ولعزيزة ابْنة الْجلَال الصَّدْر مُحَمَّد وَعَائِشَة وَكَذَا للْقَاضِي علم الدّين صَالح بن السراج أَبُو

الْبَقَاء مُحَمَّد وَفتح الدّين أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد وَفَاطِمَة وستيتة وَألف وَلَيْسَ لأحد نسل سوى الْأَخِيرَة فلهَا تَقِيّ الدّين عبد الْكَافِي بن عبد الْقَادِر بن الرسام وست الْخُلَفَاء ابْنة أَمِير الْمُؤمنِينَ ولتقي الدّين عبد الْكَافِي أَحْمد أمه ابْنة عبد الرَّحِيم بن الجيعان وَمُحَمّد أمة أمة عقد لَهُ على ابْنة للبدر أخي الْبُرْهَان الْحَمَوِيّ وَابْنَة أُخْرَى أمهَا شامية أَو حموية وانقرضوا كلهم وَكَذَا من قبلهم إِلَّا ألف ولرسلان الْأَعْلَى أَخ اسْمه مظفر لَهُ ابْنَانِ صَالح وَمُحَمّد فَصَالح أَبُو زَيْنَب أم الْعلم صَالح وَعبد الْخَالِق وَمُحَمّد أَبُو عز الدّين عبد الْعَزِيز ولعز الدّين بهاء الدّين مُحَمَّد ولبهاء الدّين عز الدّين عبد الْعَزِيز وَله بدر الدّين مُحَمَّد وَابْنَة متزوجة بالبدر مُحَمَّد بن الْبَهَاء مُحَمَّد بن أبي بكر المشهدي (البلياني) بِفَتْح الْمُوَحدَة ثمَّ لَام سَاكِنة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ نون سَاكِنة نِسْبَة لبليان من أَعمال شيراز (البليني) بِضَم أَوله ثمَّ لَام سَاكِنة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة مَفْتُوحَة نِسْبَة لبلينة بلد من الصَّعِيد بحري هُوَ مِنْهَا أَبُو الْعَبَّاس أحد من أَخذ عَن شَيخنَا (البنبي) نِسْبَة لبنب الْبَدْر مُحَمَّد بن حسن (البندراوي) نِسْبَة لبندرة بَين سنباط وطوخ وَهِي إِلَيْهَا أقرب مهنا بن عَليّ بن حسن (البنهاوي) بِفَتْح أَوله نِسْبَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله صهر ابْن الْهمام وأخو ابْن الْأَصِيل لأمه وَابْنه الْمُحب مُحَمَّد (البهادري) عمر بن مَنْصُور الطَّبِيب (البهرمسي) نِسْبَة لقرية من الْمحلة بالغربية مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله وَأَبوهُ (البهنسي) والبهنسا مَدِينَة من الصَّعِيد إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر وَأحمد بن الْحَنْبَلِيّ (والبهنسي) الْمصْرِيّ مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة أَربع وَخمسين أرخه ابْن فَهد (البهوتي) بِضَم أَوله نِسْبَة لبهوت بالغربية الصَّدْر أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَآخر كَانَ يسكن بالسبع قاعات مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَفِي البهوتيين أَحْمد وَعبد الْغَنِيّ ابْنا عبد الْوَاحِد (البوشي) نِسْبَة لبوش من قرى الصَّعِيد عَليّ بن أَحْمد بن عمر نزيل الخانكاه وتاج الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْمَالِكِي قاضيها وَابْنه (البوصيري) فِي الأبوصيري (الْبونِي) نِسْبَة لبونة بالمغرب من أَعمال تونس هُوَ الْجمال مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن أَحْمد قدم جده من الْمغرب وَهُوَ فَقير جدا فقطن الْحجاز وترقى ابْنه بِخِدْمَة الشريف بَرَكَات وَكَانَ فِيهِ خير بِحَيْثُ وقف فِي مرض مَوته على البيمارستان الْمَكِّيّ بعض الْأَمَاكِن وَخَلفه ابْنه فِي الترقي وَله أخوة (الْبُوَيْطِيّ) قَرْيَة من الصَّعِيد عَليّ بن أبي بكر بن وابناه المحمدان الشمسي

حرف التاء المثناة

والكريمي وأختهما آمِنَة وَالِدَة قَاضِي الْحَنَابِلَة الْبَدْر السَّعْدِيّ (الْبَيَانِي) المغربي مُحَمَّد بن (البيجوري) نِسْبَة للبيجور قَرْيَة بالمنوفية إِبْرَاهِيم ومرزوق ابْنا أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان وَابْن أَولهمَا مُحَمَّد وَالِد أَحْمد وَإِبْرَاهِيم ولإبراهيم ابْن مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين وَالشَّمْس مُحَمَّد بن حسن والشهاب أَحْمد بن دَاوُد بن سُلَيْمَان الْأَزْهَرِي (البيدموري) فِي التريكي (الْبَيْرُوتِي) نِسْبَة لبيروت ثغر من الشَّام أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى نزيل الخانكاه وَحسن بن أحد جمَاعَة الغمري (البيري) نِسْبَة للبيرة (البيشي) بِكَسْر أَوله ثمَّ تَحْتَانِيَّة ومعجمة من الشرقية مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر (حرف التَّاء الْمُثَنَّاة) (التادفي) (التباني) نِسْبَة للتبانة خَارج الْقَاهِرَة الشَّمْس مُحَمَّد والشرف يَعْقُوب ابْنا الْجلَال رَسُول بن أَحْمد بن يُوسُف (التبريزي) بِكَسْر أَوله نِسْبَة لتبريز أشهر بَلَده بِأَذربِيجَان عبيد الله بن يُوسُف (التتائي) نِسْبَة لتتا قَرْيَة بالمنوفية وَعمر بن عَليّ بن شعْبَان (التيجبي) بِضَم أَوله (التدمري) بِفَتْح أَوله ثمَّ مُهْملَة سَاكِنة وَمِيم مَضْمُومَة نِسْبَة لتدمر مَدِينَة على طرف الْبَريَّة بِالشَّام مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن خطيبها مُحَمَّد بن كَامِل (التركماني) (التركي) فِي التريكي (التروجي) بِفَتْح أَوله وثانيه وَسُكُون ثالثه ثمَّ جِيم نِسْبَة لتروجة أَحْمد بن عمر بن أَحْمد (التريكي) بِضَم أَوله ومثناة مصغر مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد المغربي وَيُقَال لَهُ البيدموري وَمثله إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن هِلَال التّونسِيّ وَرُبمَا رَأَيْته التركي (التزمنتي) والْعَلَاء عَليّ بن عَليّ بن أَحْمد بن سعيد بن هَارُون وَأَبوهُ (التعزي) فِي الْعلوِي (التفهني) بِفَتْح أَوله وثانيه وَسُكُون ثالثه ثمَّ نون نِسْبَة إِلَى قَرْيَة بِالْقربِ من دمياط عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن قَاضِي الْحَنَفِيَّة وَابْنه مُحَمَّد وَمُحَمّد بن يَعْقُوب بن عبد الْوَهَّاب الكحال وَأَبوهُ (التَّقْوَى) نِسْبَة لتقي الدّين الزبيرِي الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم (التكروري) عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ ويلقب الماعز والعز مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان الكتبي (التلاوي) (التلائي) بِالْفَتْح ثمَّ التَّشْدِيد نِسْبَة لقرية تَلا من عمل الأشمونين بِأَدْنَى الصَّعِيد مُحَمَّد بن عَليّ بن مَسْعُود وَهُوَ تلائي حسا وَمعنى فَإِنَّهُ كَانَ كثير التِّلَاوَة أَيْضا (التلعفري) فِي المحوجب وللشهاب صاحبنا سبط هُوَ الْمُحب أَبُو السُّعُود مُحَمَّد بن

حرف الجيم

الْخَطِيب الشهَاب أَحْمد بن الزين عبد الْحق بن أَحْمد التلعفري الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أحضرهُ إِلَى وَالِده حِين قدم الْقَاهِرَة وَهُوَ مَعَه فِي أثْنَاء سنة سِتّ وَتِسْعين فَعرض عَليّ فِي شعْبَان تِسْعَة كتب وَهِي الْعُمْدَة والشاطبية والجزرية فِي التجويد والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع والألفية وتصريف الْعُزَّى وتلخيص الْمِفْتَاح والخزرجية وأجزت لَهُ وَمَات بعد فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين بِدِمَشْق وَذكر لي الْأَب أَن جده أَحْمد هُوَ الشهَاب التلعفري الشَّاعِر فيحرر أمره وَمَا أَدْرِي أهم منسوبون لتلعفر من بِلَاد الْعرَاق بِالْقربِ من سنجار أم لَا (التلمساني) بِكَسْر أَوله وثانيه بلد بالمغرب بَين الجزائر وفاس أَحْمد بن سعيد بن مُحَمَّد (التلواني) بِالْكَسْرِ نِسْبَة لتلوانة قَرْيَة بالمنوفية عَليّ بن عمر بن حسن بن حُسَيْن وإبناه أَبُو حَامِد وَإِبْرَاهِيم وَبَنُو ثَانِيهمَا يُوسُف وَعلي وَعبد الْغفار ابْنا سُلَيْمَان بن يُوسُف (التَّمِيمِي) مُحَمَّد بن عمر بن عزم وَغَيره (التنسي) فِي ابْن التنسي (التهامي) أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ (التوتي) بِضَم أَوله وَبعد الْوَاو مثناة أَيْضا (التوريزي) نِسْبَة لتوريز الْجمال مُحَمَّد وَالْفَخْر أَبُو بكر والنور على بَنو مُحَمَّد بن يُوسُف التُّجَّار وَرَأَيْت من سمى جدهم مُحَمَّد بن يُوسُف بن حاجى (التّونسِيّ) بِضَم أَوله وثالثه نِسْبَة لتونس الشهير بالغرب مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف بن عبد الْحق (التيزيني) بِكَسْر أَوله وَالزَّاي بعد كليهمَا تَحْتَانِيَّة وَآخره نون نِسْبَة لمدينة من أَعمال حلب مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الصَّمد بن يُوسُف (حرف الْجِيم) (الجاجرمي) بِفَتْح الجيمين نِسْبَة إِلَى جاجرم بَلْدَة بَين نيسابور وجرجان السَّيِّد مُحَمَّد بن مُوسَى شيخ للتقي الحصني وعالم هراة مِمَّن أَخذ عَن يُوسُف الحلاج تلميذ السَّيِّد وَقَوْلِي فِي مَوضِع أَن اسْمه أَحْمد وَأَنه تلميذ السَّيِّد غلط فَكَذَا قرأته بِخَط التقي تِلْمِيذه (الجارحي) نِسْبَة لكوم الْجَارِح بِقرب مصر عَليّ بن عبد المحسن بن عَليّ بن عمر وَأَبوهُ (الجاناتي) مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى (الجبرتي) نِسْبَة إِلَى جبرة بِفَتْح ثمَّ سُكُون وَرَاء مَفْتُوحَة ثمَّ هَاء تَأْنِيث قَرْيَة أَو سفع من بِلَاد السودَان إِبْرَاهِيم بن أَحْمد وَعلي بن يُوسُف بن صير الدّين بن مُوسَى (الجحافي) بِضَم أَوله ثمَّ مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ بعْدهَا فَاء اسماعيل بن إِبْرَاهِيم الْيَمَانِيّ (الجديدي) بِضَم أَوله ثمَّ مُهْملَة مَفْتُوحَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة مَكْسُورَة ثمَّ مُهْملَة نِسْبَة لقرية من قرى منية بدران أَحْمد بن عَليّ بن زَكَرِيَّا وَولده أَحْمد أَيْضا (الجراحي) بِفَتْح ثمَّ تَشْدِيد وَآخره مُهْملَة نِسْبَة إِبْرَاهِيم بن حسن بن عَليّ

وَعلي بن طعيمة (الجرادقي) بِفَتْح أوليه ثمَّ مُهْملَة مَكْسُورَة بعْدهَا قَاف نِسْبَة للحرفة مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى بن إِبْرَاهِيم (الجرهي) بِكَسْر أَوله وَفتح ثَانِيه كَمَا هُوَ بِخَط عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن نصر الله وحفيده نعْمَة الله بن مُحَمَّد (الجرواني) بِفَتَحَات وَآخره نون نِسْبَة لقرية قريبَة من طنتدا بالغربية الْمُحب مُحَمَّد بن الصَّدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله وَابْن عَمه الْجلَال مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله النَّقِيب وَصَاحب الوثائق مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمُنعم (الجرومي) نِسْبَة لجد لَهُ يُقَال لَهُ آجروم الإِمَام النَّحْوِيّ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن يعلى بن دَاوُد الصنهاجي المغربي (الجزائري) مُوسَى بن مَنْصُور وَسَعِيد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم (الْجَزرِي) نِسْبَة لجزيرة ابْن عمر فِي ابْن الْجَزرِي (الْجُزُولِيّ) بِضَم أَوله نِسْبَة لجزولة بِبَلَد فِي أقْصَى الْمغرب مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد (الجزبري) بِفَتْح أَوله وَكسر ثَانِيه وَآخره رَاء نِسْبَة للجزيرة من مصر مُحَمَّد بن عُثْمَان بن حسن الْحَنْبَلِيّ وَأَبوهُ (الجشي) الدِّمَشْقِي صَاحب الْخطب الْمَنْسُوب وَهُوَ بِضَم أَوله ثمَّ جِيم مشدة نِسْبَة لجش قَرْيَة من ضواحي صفد اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد أرخه ابْن عزم فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ (الجعبري) بِفَتْح أَوله وثالثه بَينهمَا مُهْملَة نِسْبَة لقلعة جعبر بَين الرقة وبالس على بِحَرب الْفُرَات عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن شيخ الْإِسْلَام إِبْرَاهِيم بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَأَخُوهُ مُحَمَّد وابنا الأول عبد الْقَادِر وَأمة الْكَرِيم فَاطِمَة وَابْن الثَّانِي عبد الباسط وَالصَّلَاح خَلِيل بن عبد الْقَادِر الْمَذْكُور (الْجَعْفَرِي) نسبه للجعفرية بالغربية عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد وأخواه المحمدان نَاصِر الدّين وتقي الدّين وَلكُل مِنْهُمَا بنُون فللثاني أَبُو الْيُسْر مُحَمَّد (الجلالي) بِالتَّخْفِيفِ نِسْبَة لجلال الدّين الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ وابناه حَافظ الدّين أَحْمد وضياء الدّين مُحَمَّد وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أبي الْحسن عَليّ وَهُوَ مِمَّن سمع البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة وَلَيْسَ عِنْد فِي نسبه هُنَاكَ مُحَمَّد الثَّالِث وأملاه بِأخرَة بِزِيَادَتِهِ وَكَأَنَّهُ ليرتب عَلَيْهِ مَا يستشهد بِهِ فِي كَونه هُوَ الْمَذْكُور بطبقة الشفا مَعَ كشط وَنَحْوه وَابْنه بدر الدّين مُحَمَّد (الجلجولي) نِسْبَة لجلجوليا بِالْقربِ من رَملَة لد مُوسَى بن رَجَب (الجماعيلي) مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى (الجمالي) نِسْبَة لجمال الدّين الاستادار أَحْمد بن مُحَمَّد متزوج فِي بَيت بني الجيعان (الجميعي) نِسْبَة أَحْمد (الجناجي) بجيمين أولاهما مَفْتُوحَة بَينهمَا

حرف الحاء المهملة

نون خَفِيفَة من الغربية الْبَدْر مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد (الجناني) بِكَسْر ثمَّ تَخْفيف سليم بن عبد الرَّحْمَن بن سليم وَابْن ابْنَته مَنْصُور بن ابي بكر (الْجَوْجَرِيّ) نِسْبَة لجوجر من الغربية أَحْمد بن حُسَيْن بن عَليّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شرف وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم وَعلي بن دَاوُد بن سُلَيْمَان الشَّافِعِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أبي بكر نزيل شبْرًا وخطيبها وَمُحَمّد بن عَليّ بن عبد الله الْمُتَكَلّم فِي الخانقاه وَابْنه عَليّ وقريبه وَزوج ابْنَته الزين عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد صَاحب الْمدرسَة بالخانقاه وَابْنه يحيى وَعَمه نَاصِر الدّين مُحَمَّد شَقِيق عبد الْغَنِيّ والشهاب أَحْمد بن عبد الْعَزِيز أَخُو ابْن هِشَام لأمه (الجوشني) نِسْبَة لتربة ابْن جوشن فِي الدميسني (الْجَوْهَرِي) عَليّ بن دَاوُد الصَّيْرَفِي وَأحمد بن اسماعيل بن إِبْرَاهِيم الحنفيان من النواب وَمُحَمّد بن قَاسم بن أبي بكر بن مُؤمن الْحَنَفِيّ من أهل خانقاه سرياقوس والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عز الدّين مُحَمَّد الْحَنَفِيّ خَادِم البرقوقية بل شيخ الأزبكية والمختص بسالم وَالشَّمْس مُحَمَّد بن الشهير بِابْن الفقاعي صهر ولد أخي الْبَدْر وَابْنه وفا وتقي الدّين أحد الموقعين بحانوت الْمَالِكِيَّة من بَاب الشعرية (الْجُوَيْنِيّ) نسب بهَا الطّلبَة من الأزهريين الشَّمْس مُحَمَّد بن تشبها بالجويني الشهير (الجيزي) أَبُو الطّيب مُحَمَّد وَأَبُو بكر وَالشَّمْس مُحَمَّد بَنو أَحْمد بن مُحَمَّد (حرف الْحَاء الْمُهْملَة) (الحاجبي) نِسْبَة لِابْنِ الْحَاجِب إِمَّا لحفظ كِتَابه أَو نَحْو ذَلِك مُوسَى نزيل مَكَّة (الحاضري) من أَعمال حلب الْعِزّ أَبُو الْبَقَاء مُحَمَّد بن خَلِيل بن هِلَال وابناه الْعِزّ مُحَمَّد والشهاب أَحْمد (الحافي) بِالْفَاءِ عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر وَأَخُوهُ عمر (الحاكمي) نِسْبَة لجامع الْحَاكِم يُوسُف بن عبد الله إِمَامه وَابْن إِمَامه وَابْن عَمه أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن طَالب يحضر عِنْد الْبَدْر نَاظر الْجَيْش بل حضر عِنْدِي دروسا بالبرقوقية (الحبيشي) بِضَم ثمَّ مُوَحدَة وَآخره مُعْجمَة مصغر أَحْمد بن عَليّ وَنسبَة لبني حُبَيْش بِالْقربِ من تعز مُحَمَّد (الْحِجَازِي) نِسْبَة لبلاد الْحجاز وَلَا ينْسب كَذَلِك غَالِبا إِلَّا من يكون أَصله مِنْهَا أَو دخيلا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد مُخْتَصر الرَّوْضَة وَابْنه أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد الْمكتب وَابْنه عبد الْقَادِر النَّاظِم والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن شيخ الْأَدَب وَمُحَمّد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَمَال بن عَليّ الْمصْرِيّ الْمقري وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْغَزِّي وَعبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَكِّيّ وَعلي بن نَاصِر

(الحدادي) يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مخلوف وَلَكِن شهرته بالمناوي (الْحرَازِي) بِفَتْح الْمُهْمَلَتَيْنِ وَبعد الْألف زَاي نِسْبَة لجبل عَظِيم بِالْيمن فِيهِ قرى كَثِيرَة الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد بن عبد الله وَأَخُوهُ عبد الْقَادِر وَبَنُو أَولهمَا أَحْمد وَعبد الله وَعبد الْكَبِير (الحريري) نِسْبَة للحرير التقي أَبُو بكر بن الدِّمَشْقِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن (الحساني) نِسْبَة لدير حسان مَسْعُود بن شعْبَان (الحسباني) بِضَم الْمُهْملَة نِسْبَة لحسبان من دمشق الشهَاب أَحْمد بن الْعِمَاد اسماعيل بن خَليفَة وَآخر اسْمه الزين أَبُو هُرَيْرَة عبد الرَّحْمَن بن الشهَاب أَحْمد بن الْجلَال أبي عبد الله مُحَمَّد اسْتَقر فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق فِي أَوَاخِر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَذكر بِفقه فِي الْجُمْلَة مَعَ إهماله وَقَبله بِنَحْوِ شهر اسْتَقر ابْنه الْأمين أَبُو السعادات مُحَمَّد فِي كِتَابَة سرها (الحسفاوي) بِفَتْح أَوله وَالْفَاء بَينهمَا مُهْملَة وَآخره وَاو من حلب الْعِزّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن خَالِد وَعَمه أَبُو بكر بن يُوسُف (الحسني) للشرف كَثِيرُونَ وللمدرسة الحسنية عَليّ بن أَحْمد بن خَلِيل الصُّوفِي ابْن عين الغزال (الْحُسَيْنِي) بِالتَّصْغِيرِ للشرف كَثِيرُونَ وللحسينية من الْقَاهِرَة الشهَاب أَحْمد بن خلف وَابْنه أَبُو السُّعُود إِبْرَاهِيم وخليل بن أَحْمد بن جُمُعَة وَابْنه الشَّمْس مُحَمَّد ولبلدة أَبْيَات حُسَيْن من الْيمن جمَاعَة مِنْهُم عَليّ بن أبي بكر الْأَزْرَق ابْن خَليفَة (الحصري) بِضَم أَوله ثمَّ مُهْملَة نِسْبَة للحصر مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد (الحصكفي) بِفتْحَتَيْنِ بَينهمَا مُهْملَة سَاكِنة نِسْبَة إِلَى حصن كيفا مَدِينَة من ديار بكر أَبُو اللطف مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور وَابْنه أَبُو الْفضل عَليّ وَيُقَال لكثير مِمَّن نسب إِلَيْهَا الحصني (الحصني) نِسْبَة لقرية من قرى حوران التقي أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن وأخواه حسن وَالشَّمْس مُحَمَّد وَبَنُو الشَّمْس التقي أَبُو بكر والمحب مُحَمَّد وَابْنَة تزَوجهَا الشهَاب بن قاوان واستولدها إِبْرَاهِيم وَغَيره وَيُقَال اسْمهَا زين الشّرف وَأُخْرَى مَاتَت باسكندرية ولمحب الدّين الشَّمْس مُحَمَّد وَإِلَى الْحصن التقي أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن شادي شيخ الشَّافِعِي والْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن حُسَيْن شيخ البردبكية وَعَمه النَّجْم عمر بن حُسَيْن بن حسام الدّين وَحسن بن إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن وَعمر بن مُحَمَّد بن حسن الْفَاضِل المتجرد وَرُبمَا يُقَال لَهُم الحصكفي (الْحطاب) نِسْبَة للحطب عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد (الحكري) نِسْبَة للحكر عَليّ بن خَلِيل بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الْحمار (الْحكمِي) جمَاعَة مِنْهُم دَاوُد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم وَولده مُحَمَّد

حرف الخاء المعجمة

(الْحَكِيم) نِسْبَة للحكمة وَيُقَال لَهُ الطَّبِيب (الحلالي) بِفَتْح ثمَّ تَشْدِيد وَيُقَال الْحَلَال بِدُونِ يَاء النِّسْبَة عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد والمتصف بذلك أَبوهُ لِحلِّهِ المشكلات (الْحلَبِي) نِسْبَة للبلد الشهير خلق مِنْهُم إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن خَلِيل الْحَافِظ وَأحمد بن رَمَضَان بن عبد الله الْمقري الضَّرِير يعرف الشهَاب الْحلَبِي (الْحلْوانِي) نِسْبَة الْعِزّ يُوسُف بن الْحسن بن مَحْمُود وَبَنوهُ المحمدون الْبَدْر والجلال وَالْجمال وَابْن ثانيهم (الْحلَبِي) بِضَم مصغر من حلب مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْأَبَّار (الحمامي) بِالتَّشْدِيدِ نِسْبَة للحمام عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد (الْحِمصِي) نِسْبَة للبلد الشهير عمر بن حُسَيْن بن حسن (الْحَمَوِيّ) نِسْبَة للبلد الشهير عبد الرَّحِيم بن أبي بكر بن مَحْمُود الْوَاعِظ خطيب الأشرفية وَابْنه مَحْمُود وابناه إِبْرَاهِيم والبدر مُحَمَّد وَلكُل مِنْهُمَا بنُون ووكيل ابْن الزَّمن هُوَ مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد (الحناوي) نِسْبَة أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم النَّحْوِيّ وقريبه موقع مَكَّة عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَو عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الممتحن فِي سنتي خمس وست وَتِسْعين وَابْنه رَضِي الدّين مُحَمَّد (الْحَنَفِيّ) نِسْبَة للْمَذْهَب مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ وَبَنوهُ أَبُو الْفضل عبد الرَّحْمَن وَخير الدّين أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد والبدر أَبُو الثَّنَاء مَحْمُود وَأم الْهدى فاخته وَأمة الله وقطر الندى فلأبي الْفضل أَبُو الْيُسْر أَحْمد وَلأبي الْخَيْر أَبُو الْهدى أَحْمد وَلأبي الثَّنَاء بَرَكَات وَلأمة الله أَبُو الْغَيْث بن مُحَمَّد بن كتيلة (الْحوَاري) بِفَتْح ثمَّ تَشْدِيد الْبَهَاء أَحْمد بن ابي بكر والْعَلَاء عَليّ بن عُثْمَان وَابْنه الزين عمر (الحوراني) نِسْبَة لحوران من الشَّام أَحْمد وَعمر ابْنا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر من أَعْيَان التُّجَّار وَبَنُو أَولهمَا أَبُو بكر وَعبد الله وَغَيرهمَا وَابْن ثَانِيهمَا يحيى (الحوشي) بِفَتْح ثمَّ سُكُون ثمَّ مُعْجمَة النُّور عَليّ بن سُلَيْمَان بن أَحْمد (الحوفي) سُلَيْمَان بن عمر بن مُحَمَّد (حرف الْخَاء الْمُعْجَمَة) (الخالدي) نِسْبَة لخَالِد حسن بن إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن الحصني (الخانكي) نِسْبَة لخانقاه سرياقوس جمَاعَة كَثِيرُونَ كمحمد بن مُحَمَّد الشَّمْس موقع مَكَّة ونزيلها وَأحمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن الشَّافِعِي نزيل البيبرسية وَأحد الجالسين بحانوت الْحَنَابِلَة بجوار بَاب الْفتُوح (الخباني) بِضَم أَوله وَتَخْفِيف الْمُوَحدَة ثمَّ نون وَاد قريب تعز مِنْهُ مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن بن عَطِيَّة وَيشْتَبه بالخناني بنونين وَسَيَأْتِي قَرِيبا (الخجندي) بِضَم ثمَّ فتح نِسْبَة إِلَى خجند مَدِينَة كَبِيرَة على طرف سيحون من بِلَاد الْمشرق وَيُقَال لَهَا خجندة بِزِيَادَة هَاء مِنْهُم الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد

حرف الدال المهملة

الأخوي الْحَنَفِيّ نزيل الْمَدِينَة وابناه طَاهِر وَإِبْرَاهِيم ولطاهر حفيد هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَدْعُو جلال بن طَاهِر ولإبراهيم أَبنَاء مِنْهُم الشَّمْس مُحَمَّد (الخراز) (الخراشي) بِفتْحَتَيْنِ وَآخر مُعْجمَة (الخروبي) عَليّ وَعمر ابْنا الصّلاح عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ فللثاني أَرْبَعَة محمدون الْبَدْر والشرف وَالشَّمْس والعز وخامس فَخر الدّين سُلَيْمَان وَفَاطِمَة (الخزرجي) عَليّ بن الْحسن بن أبي بكر (الخشبي) (الخصوصي) نِسْبَة لقرية من الضواحي يُقَال لَهَا خُصُوص عين شمس أثير الدّين مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر وَأَخُوهُ أَحْمد (الخضري) بِكَسْر أَوله ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة نِسْبَة لمَسْجِد الْخضر عَليّ بن يُوسُف بن دَاوُد وَنسبَة لتاجره ايتمش (الخطيري) نِسْبَة لجامع الخطيري ببولاق نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد وَابْنه بدر الدّين مُحَمَّد (الخليجي) بِفَتْح ثمَّ لَام مَكْسُورَة وَآخره جِيم نِسْبَة مُحَمَّد بن (الخليفتي) نِسْبَة للخلافة عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن وَعلم الدّين سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عَليّ وأخواه عَليّ وَأحمد (الخليلي) نِسْبَة لبلد الْخَلِيل جمَاعَة كَثِيرُونَ مِنْهُم عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد وَسَائِر من سبق فِي الجعبري وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد وَعبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْمصْرِيّ (الخناني) بِضَم أَوله ونونين الأولى مَفْتُوحَة نِسْبَة لأم خنان من الجيزية إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الأبناسي (الْخَواص) نِسْبَة للخوص اثْنَان كل مِنْهُمَا أَحْمد أَحدهمَا ابْن عباد بن شُعَيْب عَالم وَالْآخر لم يسم لنا أَبوهُ شَاعِر (الخوافي) بِفَتْح أَوله وَآخره فَاء أَبُو بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ (الخونجي) بِضَم أَوله إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مبارز شيخ الفتحي (الْخَولَانِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم (الخيضري) نِسْبَة لجده القطب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن خيضر وَابْنه النَّجْم أَحْمد (حرف الدَّال الْمُهْملَة) (الدَّاودِيّ) نِسْبَة لداود الغرب التفهني عبد الظَّاهِر بن أَحْمد بن عبد الظَّاهِر (الدجوي) نِسْبَة لقرية بالقليوبية التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن حيدرة وَعلي بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حيدرة وَابْن عَمه عَليّ بن الْمُحب مُحَمَّد بن الْعِزّ أَحْمد والبدر مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن عَليّ نقيب الْمَالِكِي والزين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر وَابْنه الْمُحب مُحَمَّد (الدرشابي) بِكَسْر أَوله وَسُكُون ثَانِيَة ثمَّ مُعْجمَة وَآخره

مُوَحدَة نِسْبَة لبلده بالبحيرة أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن نَاصِر وَابْنه عَليّ (الدسوقي) بِضَم أَوله وثانيه نِسْبَة لبلد بالغربية عَليّ بن مُحَمَّد بن أَيُّوب شيخ الْمقَام الإبراهيمي بهَا (الدشطوخي) بِكَسْر أَوله ثمَّ شين مُعْجمَة وطاء مُهْملَة مَفْتُوحَة بعْدهَا وَاو ثمَّ خاء مُعْجمَة من أَعمال الجيزية والعامة يَقُولُونَ الطشطوطي بِثَلَاث طاءات مهملات عبد الْقَادِر (الدفري) بِفَتْح أَوله وَالْفَاء بعْدهَا رَاء نِسْبَة لبلد بِالْقربِ من طنتدا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن وَابْنه إِبْرَاهِيم وَأما جده أَحْمد فَمن أَوَاخِر ذَاك الْقرن وَفِي الدفريين أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحْمَن رَأَيْت إِجَازَته بِخَط الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ كَمَا تقدم (الدقاق) للصنعة عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ المعتقد بِدِمَشْق (الدقوقي) بِضَم أَوله وقافين مَحْمُود وَالْجمال مُحَمَّد ابْنا عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي وَابْن ثَانِيهمَا أَبُو بكر (الدكالي) أَبُو هُرَيْرَة عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن النقاش وابناه الْآتِي ذكرهم فِي ابْن النقاش (الدلجي) بِفَتْح أَوله نِسْبَة لبلد بالصعيد اثْنَان كل مِنْهُمَا اسْمه شهَاب الدّين أَحْمد فأولهما ابْن عَليّ بن عبد الله والمتأخر ابْن مُحَمَّد بن صَدَقَة (الدلوالي) بِكَسْر ثمَّ تَشْدِيد نِسْبَة لدلي من الْهِنْد أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَمَال وَابْنه أَبُو البركات (الدماصي) بِفَتْح أَوله وصاد مُهْملَة عبد الله وَعلي ابْنا مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الخطيبان وَابْن أَولهمَا عبد الله والفقيه مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن أبي بكر بن خضر الشَّاعِر بواب المؤيدية كَانَ (الدماطي) مثله لَكِن بطاء مُهْملَة حسن بن عَليّ بن أَحْمد الضَّرِير وَيحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَأحمد بن حسن بن إِبْرَاهِيم المنتمي لبيت ابْن الجيعان (الدماميني) فِي ابْن الدماميني (الدمسيسي) بِفَتْح أَوله ومهملتين نِسْبَة لقرية تجاه سنباط يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد وَأَبوهُ وَعَمه أَحْمد بن مُحَمَّد (الدِّمَشْقِي) نِسْبَة للمدينة الشهيرة خلق لَا يُحصونَ (الدمنهوري) بِفَتْح أَوله الْعَلَاء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خضر وَأَبُو الْخَيْر بن مُحَمَّد بن عمر وَابْنه (الدمهوجي) مُحَمَّد بن مُوسَى بن أَحْمد (الدموشي) عمر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن (الدموهي) بِضَم أَوله مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمُحب أَبُو الْخَيْر قَاضِي الْحَوْض وَكَانَ أَبوهُ يقرئ الْأَبْنَاء (الدمياطي) بِكَسْر أَوله بلد شهير عبد الله بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان وَابْنه عمر وَإِمَام جَامع كَمَال عمر بن حسن بن عَليّ وَبَعض نواب الْحَنَفِيَّة رغب لَهُ ابْن الْعَلَاء القلقشندي بعد الثَّمَانِينَ عَن مشيخة مدرسة تغرى بردى المؤذي ثمَّ قَاضِي مذْهبه بعد صرفه عَن تدريس الْحَنَفِيَّة بسودون من زَاده واسْمه

(الدَّمِيرِيّ) بِفَتْح أَوله قَرْيَة من الْكَمَال مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيسَى والزين مُحَمَّد بن الشَّمْس مُحَمَّد بن التَّاج أَحْمد بن عبد الْملك وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد وَابْنه الزين مُحَمَّد وَرَأَيْت بخطى فِي مَوضِع آخر الزين مُحَمَّد بن الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْملك والبدر مُحَمَّد بن شمس مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَأَظنهُ أَخُوهُ وَهُوَ أَخُو زَوْجَة الْبَدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بدير العباسي العجمي صَاحب البديرية أَو حفيد صَاحبهَا وللبدر الأول ابْن هُوَ الزين مُحَمَّد وَيُحَرر مَعَ الْمَذْكُورين قبله وقريبهم المحيوي عبد القادربن الشَّمْس مُحَمَّد بن الْعِزّ بن عبد الْملك بن التَّاج أَحْمد يلتقي مَعَ الَّذين قبله فِي التَّاج وَأَبوهُ وهم مالكيون ولعَبْد الْقَادِر ابْن اسْمه الْبَدْر مُحَمَّد شَاب حَنَفِيّ والبدر مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن الصفي مُحَمَّد الْعمريّ المعتقد وَفِي الدمامرة من الْمَالِكِيَّة أَيْضا الْجمال عبد الله بن عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم شَاهد بِبَاب الصالحية وَلَيْسَ هُوَ بقريب لِابْنِ عبد الْملك الْمَاضِي وَإِبْرَاهِيم بن عمر بن شُعَيْب أحد النواب والموقعين وَابْنه يحيى مِمَّن حفظ كتبا وزوجه لابنَة ابْن الشَّيْخ الْجَوْهَرِي وَأمه ابْنة ابْن تمرية وَكَذَا فِي الدمامرة الْبَدْر مُحَمَّد بن يُوسُف الملقب كتكوت وَأَخُوهُ عَليّ وَابْنه (الدميسني) بِضَم أَوله ثمَّ مِيم ومهملة وَآخره نون مصغر يَعْقُوب بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم وَيُقَال لَهُ الجوشني لسكناه فِي تربة جوشن (الدنجاوي) بِكَسْر أَوله مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن غَازِي والبدر مُحَمَّد بن (الدنجيهي) عبد الْقَادِر بن عَليّ بن عمر الحريري بِبَاب الْأَزْهَر وتلميذه عبد اللَّطِيف بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان الْوَكِيل بِبَاب سَالم (الدهان) (الدهتوري) نِسْبَة لدهتورة من الغربية عمر بن مُحَمَّد الْأَزْهَرِي (الدهمراوي) بِفَتْح أَوله نِسْبَة لدهمرو قَرْيَة من أَعمال البهنساوية مَوْقُوفَة على سعيد السُّعَدَاء مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن عمر (الدواخلي) نِسْبَة لمحلة الدواخل من الغربية مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الغمري وَأَخُوهُ حسن نزيل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَمُحَمّد بن عِيسَى بن أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْمَدِينِيّ (الدواني) بِفَتْح أَوله وَآخره نون قَرْيَة بكازرون مِنْهَا جمَاعَة مِنْهُم مَوْلَانَا جلال الدّين مُحَمَّد بن أسعد قَاضِي شيراز ومفتيها فِي وقتنا (الديروطي) نِسْبَة لديروط عَليّ بن عبد الله بن عبد الْقَادِر وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسماعيل نزيل جَامع آل ملك وَابْن عَمه ومشاركه فِي النّسَب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسماعيل (الديري) بِفَتْح أَوله نِسْبَة مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد وَبَنوهُ سعد وَعبد

حرف الذال المعجمة

الرَّحْمَن وَإِبْرَاهِيم وَمُحَمّد وَابْن أول الْأَرْبَعَة عبد الْوَهَّاب وَابْن الثَّانِي الْبَدْر مُحَمَّد وَابْن الثَّالِث مَحْمُود وَابْن الرَّابِع عبد الله ولعَبْد الله ابْن هُوَ قَاضِي الْحَنَفِيَّة بالقدس الْآن والديري مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْخضر وَابْنه مُحَمَّد (الديسطي) بِكَسْر أَوله ثمَّ مثناة مَفْتُوحَة بعْدهَا سين أَو صَاد ثمَّ طاء مهملات الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْمَالِكِي ومُوسَى بن مُحَمَّد والشهاب أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَالِكِي الْمُقْرِئ فِي الجوق أحد الغمرية وَابْنه عبد الْقَادِر (الديمي) بِكَسْر أَوله ثمَّ مثناة مَفْتُوحَة نِسْبَة لديمة من الغربية عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن نَاصِر وَابْنه الصّلاح مُحَمَّد (حرف الذَّال الْمُعْجَمَة) (الذروي) بِكَسْر أَوله وَسُكُون ثَانِيه ثمَّ وَاو نِسْبَة لذروة سربام من صَعِيد مصر الْجمال مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف ابْن أُخْته أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ وَعبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم نزيل رواق الجبرت من الْأَزْهَر وَأَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد (الذيبي) نِسْبَة لمنية الذيبة من الغربية بَين سخا وسنهور عَليّ بن عمر بن عمرَان بن مُوسَى قَالَ وَلَهُم ذيبي بالمزاحميتين بلد سَيِّدي عَليّ وذيبة جزائر بِالْهِنْدِ تنْسب إِلَيْهَا الشدود الذيبية (حرف الرَّاء الْمُهْملَة) (الرَّازِيّ) نِسْبَة للري مُحَمَّد بن يُوسُف بن مَحْمُود (الرَّاشِدِي) (الرَّاعِي) نِسْبَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الأندلسي النَّحْوِيّ (الرَّافِعِيّ) نِسْبَة لصَاحب الْعَزِيز عبد الْكَرِيم بن أبي السعادات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن ظهيرة الْمَكِّيّ (الربعِي) (الرَّحبِي) بِفتْحَتَيْنِ صَلَاح الدّين أحد أَعْيَان التُّجَّار مِمَّن تضعضع حَاله قبل مَوته وَهُوَ وَالِد عبد الْقَادِر وَمولى ياقوت (الرحماني) نِسْبَة لمحلة عبد الرَّحْمَن بالبحيرة مُحَمَّد بن عَليّ بن اسماعيل بن أَحْمد (الردادي) بِالتَّشْدِيدِ عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله بن وابناه المحمدان أَبُو الْيُسْر وَأَبُو الْفضل وَابْن ثَانِيهمَا جلال الدّين مُحَمَّد (الرَّشِيدِيّ) نِسْبَة لبلد بساحل الْبَحْر الْجمال عبد الله وَعبد الرَّحْمَن ابْنا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن لاجين وابنا أَولهمَا مُحَمَّد وَأحمد وابنا أَولهمَا يحيى وآمنة (الرعلي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد شيخ تونس مَاتَ سنة ثَمَان وَخمسين (الرِّفَاعِي) النَّجْم أَحْمد بن عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد وَابْنه عَليّ وَحسن بن حسن بن عَليّ (الرقي) بِفَتْح أَوله نِسْبَة إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عُثْمَان الْموقع وَعَمه

حرف الزاي المنقوطة

(الركراكي) (الرمثاوي) مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى (الرَّمْلِيّ) نِسْبَة لرملة لد أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن زُهَيْر (الرهوني) بِالضَّمِّ فِي ابْن الرهوني (الرَّوْيَانِيّ) نصر الله بن عبد الرَّحْمَن (الريشي) بِكَسْر أَوله نِسْبَة لكوم الريش أَحْمد بن غُلَام الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد وَأحمد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد وَابْنه الْمُحب مُحَمَّد والنقيب مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن أبي بكر وَأَبوهُ (الريمي) عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أبي بكر وَابْنه أَحْمد وَله أَوْلَاد (حرف الزَّاي المنقوطة) (الزبيدِيّ) بِالْفَتْح لزبيد الْيمن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى الْمقري نزيل مَكَّة (الزبيرِي) كَأَنَّهُ نِسْبَة للزبير أَبُو التقا أَحْمد بن حُسَيْن بن عَليّ (الزبيرِي) نِسْبَة للزبيرية من الْمحلة التقي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر وَابْنه وقاسم بن مُحَمَّد بن يُوسُف (الزراتيتي) نِسْبَة لقرية زراتيت مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمقري (الزرعي) نِسْبَة لزرع قَرْيَة من حوران عبد الْوَهَّاب بن عمر بن مُحَمَّد وَأحمد بن إِبْرَاهِيم وَأَبوهُ (الزَّرْكَشِيّ) للصنعة عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْحَنْبَلِيّ وَفِي طلبة الْحَنَابِلَة الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد المشهدي يُقَال لَهُ الزَّرْكَشِيّ (الزرندي) بَيت كَبِير مدنِي مِنْهُم القَاضِي أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ وَبَنوهُ مسعد ثمَّ سعيد ثمَّ عبد الله ثمَّ مُحَمَّد ثمَّ أَحْمد ولثانيهم نور الدّين عَليّ وقتح الدّين أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد ولثالثهم مجد الدّين مُحَمَّد وَنجم الدّين مُحَمَّد وشمس الدّين مُحَمَّد ولعَبْد الْوَهَّاب ثَلَاثَة أخوة الْمُحب مُحَمَّد وَأَبُو الْفَتْح مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن فللمحب عمر وبهاء الدّين مُحَمَّد وَعبد الْوَهَّاب فلعمر عبد الله وَمُحَمّد وَأحمد وللبهاء أَبُو الْفضل وَعبد الرَّحْمَن وَأَبُو الْفتُوح وَعبد الباسط ومحب مُحَمَّد ولعَبْد الْوَهَّاب خَمْسَة أكبرهم الْمُحب مُحَمَّد وَالْمجد معَاذ والزين عبد السَّلَام وَعبد الْوَاحِد وَمُحَمّد مَاتَ بالطاعون فِي سنة ثَلَاث وَسبعين بِالْقَاهِرَةِ (الزعبلي) بِفَتْح أَوله وثالثه إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله وابناه عبد الله (الزعبي) قَاضِي الْجَمَاعَة بتونس يَعْقُوب (الزعيفريني) أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن معالي بن مُحَمَّد الشَّاعِر وَأَخُوهُ الشَّمْس مُحَمَّد فلأولهما الشَّمْس مُحَمَّد والمحب مُحَمَّد فأولها وَالِد أَحْمد وللشمس الأول ولد بِمَكَّة حَنَفِيّ اسْمه مُحَمَّد (الزفتاوي) بِكَسْر أَوله نِسْبَة لبليدة من بحرى الْفسْطَاط الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن

أَحْمد بن عبد المحسن الْمصْرِيّ وَأَخُوهُ وَمُحَمّد بن عبد الله بن أَحْمد وَابْنه نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَأَخُوهُ وَبَنُو أَولهمَا الولوي مُحَمَّد والصدر أَحْمد وَابْن أَوَّلهمْ وَعمر بن حُسَيْن بن عَليّ وَبَنوهُ أَحْمد وَعبد الْقَادِر وَعلي (الزلديوي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى (الزمزمي) بِفَتْح المعجمتين نِسْبَة لبئر زَمْزَم إِبْرَاهِيم وَأحمد واسماعيل وحسين وَمُحَمّد وَعَائِشَة بَنو عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد وأمهم ابْنة أَحْمد بن سَالم بن ياقوت وَيُقَال اسْمهَا مَرْيَم فإبراهيم لم يعقب بل لم يتَزَوَّج وَأحمد لَهُ سَلامَة وحسين لَهُ وَأما اسماعيل فَلهُ مُحَمَّد وَأَبُو الْفَتْح ونابت وَدَاوُد فلمحمد عَليّ ولعلي ابْنة وَلأبي الْفَتْح مُحَمَّد ثمَّ أَحْمد ولنابت اسماعيل ثمَّ حسن ثمَّ أَبُو الْقسم وَمِمَّنْ انتسب كَذَلِك لانتمائه لَهُم من جِهَة النِّسَاء عبد السَّلَام بن مُوسَى بن أبي بكر بن أكبر الشِّيرَازِيّ الأَصْل قدم أَبوهُ فَتزَوج عَائِشَة ابْنة عَليّ فاستولدها عبد السَّلَام ولعَبْد السَّلَام من سَلامَة ابْنة خَاله أَحْمد الْمَذْكُور أم الْأمان وَأم هَانِئ وَأم الْحُسَيْن وَعَائِشَة وَمُحَمّد وَعبد الْعَزِيز ومُوسَى ثمَّ لعبد الْعَزِيز الْجمال مُحَمَّد أحد الآخذين عني والمتوفي بِالْقَاهِرَةِ بالطاعون وَكَذَا أَبُو بكر مَاتَ بعده بِالْقَاهِرَةِ أَيْضا وَكِلَاهُمَا فِي حَيَاة أبويهما وَتَأَخر بعد والدهما عمر المتوفي بِمَكَّة سنة سِتّ وَتِسْعين وَعلي وَعُثْمَان وَكَانَ ثَانِيهمَا بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ رَجَعَ فِي أثْنَاء سنة سبع وَتِسْعين وَمَعَهُ مرسوم الْخَلِيفَة وَغَيره بالاشتراك مَعَ أقربائهم من جِهَة أمّهم فِي الْقبَّة والبئر ثمَّ بَطل ثمَّ رَجَعَ (الزنكلوني) بِفَتْح أَوله ثمَّ نون وَيُقَال بِالسِّين أَوله أَيْضا جمَاعَة مِنْهُم الشهَاب أَحْمد بن أَحْمد بن عمر بن غَنَّام البرنكيمي أَخُو الشّرف مُوسَى وَغَيره مِمَّن مضى فِي الْمُوَحدَة (الزهْرَانِي) مُوسَى بن عِيسَى بن يُوسُف (الزُّهْرِيّ) أَحْمد بن التَّاج عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد وَأَخُوهُ جلال الدّين لَهُ ذكر فِيهِ وَينظر اسْمه وَأحمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن رَجَب بن مُحَمَّد بن عُثْمَان وَأَبوهُ وجده (الزهوري) مُحَمَّد بن عبد الله وَآخر اسْمه أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الله (الزواوي) نِسْبَة إِلَى زواوة قَبيلَة كَبِيرَة بِظَاهِر بجاية من أَعمال أفريقية ذَات بطُون وأفخاذ صَالح بن مُحَمَّد بن مُوسَى وَأحمد بن صَالح بن خلاسة وَمُحَمّد بن مَسْعُود بن صَالح بن أَحْمد وَأَبوهُ وَابْن لمُحَمد شبه الْأَهْل اسْمه أَحْمد من زَيْنَب ابْنة عَليّ بن الزين والزواوي لكَونه كَانَ يجلس فِي الْمكتب بزاوية أَحْمد بن سُلَيْمَان بن نصر الله وابناه مُحَمَّد وَسليمَان (الزيات) (الزيَادي) بِالْفَتْح وَالتَّشْدِيد نِسْبَة لمحلة زِيَاد من الغربية عَليّ بن أَحْمد وَبَنوهُ أَحْمد وَمُحَمّد وعزيزة

حرف السين المهملة

(الزيتوني) بِفَتْح ثمَّ مثناة تَحْتَانِيَّة بعْدهَا فوقانية مَضْمُومَة وَآخره نون الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى وابناه الولوي أَحْمد وَالشَّمْس مُحَمَّد وَابْن أَولهمَا التقي مُحَمَّد وَابْن ثَانِيهمَا الْبَدْر أَبُو النجا مُحَمَّد وَلكُل مِنْهُمَا ولد (الزيدي) جمَاعَة من رؤوسهم الْفَقِيه يُوسُف بن حسن بن مُحَمَّد بن سَالم وَابْن أُخْته عبيد (الزينوني) كالزيتوني الْمَذْكُور قَرِيبا لَكِن بنونين نِسْبَة لقرية من الْبِقَاع العزيزي سمى دير زينون رجل من دمشق يقرئ الْأَبْنَاء اسْمه أَحْمد من قَرَأَ عِنْده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر الصرخدي (الزَّيْلَعِيّ) (حرف السِّين الْمُهْملَة) (السُّبْكِيّ) نِسْبَة مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الله بن سُلَيْمَان والْعَلَاء مُحَمَّد والولوي عبد الله والبدر مُحَمَّد بَنو أبي الْبَقَاء مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى بن عَليّ بن تَمام والْعَلَاء هُوَ وَالِد زَيْنَب وباي خاتون والبدر هُوَ وَالِد الْجلَال مُحَمَّد وَابْنه عبد الْبر وَابْنه أَبُو الْبَقَاء مُحَمَّد وَأَبُو البركات مُحَمَّد بن مَالك بن أنس بن عبد الْكَافِي وَالِد التقي السُّبْكِيّ وأخى عبد الْبر وَابْنه نور الدّين عَليّ وَابْنه تَقِيّ الدّين مُحَمَّد وَله ابْن اسْمه عَليّ وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُوسَى الْحِمصِي السُّبْكِيّ من شُيُوخ أبي الْفضل بن الإِمَام وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد المحسن السُّبْكِيّ الْحِمصِي خطيبها (السجيني) الشهَاب أَحْمد وَعبد الْوَهَّاب ابْنا عبيد الله بن مُحَمَّد وَابْن أَولهمَا عبيد الله وَأَخُوهُ وَابْن ثَانِيهمَا على الَّذِي رَافع فِي جمَاعَة الزيني زَكَرِيَّا ثمَّ سنة سِتّ وَتِسْعين فِي جمَاعَة أوقاف الزِّمَام وَآل أمره إِلَى أَن الْتزم فِيهَا بِقدر يحملهُ للدخيرة وقريبهم حسن بن (السحماوي) نِسْبَة الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْموقع مِمَّن سمع ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة (السخاوي) نِسْبَة لسخا بلد غربي الْفسْطَاط نِسْبَة إِلَيْهَا المتقدمون السخوي أَحْمد بن مُحَمَّد بن زين مِمَّن حضر أمالي الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَأَظنهُ أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن موين مِمَّن حضر إملاء شَيخنَا وَأخذ عَنهُ السراج بن حريز وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد تلميذ الزين الْعِرَاقِيّ ذُو مناظيم فِي الحَدِيث وَغَيرهَا ومساعد بن ساري وَمُحَمّد بن أبي بكر بن عُثْمَان وَبَنوهُ أَبُو بكر وَعبد الرَّحْمَن وَفَاطِمَة وَبَنُو الثَّانِي كَاتبه مُحَمَّد وَعبد الْقَادِر وَأَبُو بكر أثكل الأول بضع عشرَة أنجبهم أَحْمد وَللثَّانِي جمَاعَة مِنْهُم الْبَدْر مُحَمَّد وللثالث زين العابدين مُحَمَّد وَعز الدّين مُحَمَّد وقرة الْعين وناصر الدّين مُحَمَّد وخليل ابْنا أَحْمد بن عَليّ وَثَانِيهمَا نديم الظَّاهِر حقمق ووالد أَحْمد وَعَمه نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَعلي بن مُحَمَّد بن عبد النصير الْكَاتِب عُصْفُور وَمُحَمّد بن عز الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن وجيه

الْمعبر وَمُحَمّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن أبي بكر الْمَالِكِي قَاضِي الْمَدِينَة ابْن القصبي وَبَنوهُ خير الدّين أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد وَأحمد وَبَنُو أَوَّلهمْ الْمُحب مُحَمَّد (السدرشي) بِكَسْر أَوله وثالثه وَسُكُون ثَانِيه وإعجام رابعه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْحَنْبَلِيّ السَّعْدِيّ (السرائي) إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن (السرسنائي) مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى (السرسي) بِكَسْر أَوله وثالثه وَسُكُون ثَانِيه نِسْبَة لسرس من المنوفية أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ أَبُو الْعَبَّاس (السروي) بِكَسْر أَوله نِسْبَة عبد الرَّحْمَن بن (السَّعْدِيّ) نِسْبَة لسعد الدّين مضى قَرِيبا فِي السدرسي (السعودي) نِسْبَة لأبي السُّعُود ذِي الِاتِّبَاع والزوايا جمَاعَة (السفطرشيني) نِسْبَة لسفط رشين من البهنساوية مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد مِمَّن سمع مني (السفطي) نِسْبَة لسفط الحنا من الشرقية وَقد يُقَال بالصَّاد الْمُهْملَة بدل السِّين الولوي مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن حجاج وَبَنوهُ أَحْمد وَخَدِيجَة وَألف وَمَا أحسن قَول شَيخنَا فِي المشتبه وَنسب هَذِه النِّسْبَة جمَاعَة من متأخريهم قل فيهم من لَهُ نباهة فِي الْعلم أَو الدّيانَة قَالَ وسفط سِتَّة عشر موضعا كلهَا بِمصْر فِي قبليها وبحريها انْتهى وفقيه شَيخنَا الصَّدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق مَا علمت لأيها نسب وَابْنه مُحَمَّد وَأحمد بن رسْلَان كَانَ من كبار الطّلبَة بالشيخونية نعم الشَّيْخ نور الدّين عَليّ بن حجاج الْمَالِكِي الْمَعْرُوف بالوراق مَنْسُوب لسفط قليشان بالبحيرة (السَّقطِي) بِفَتْح أَوله وَالْقَاف نِسْبَة للحرفة الداعية عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَآخر كَانَ فِي خدمَة المتبولي ثمَّ خدم نَاظر الْخَاص واسْمه شمس الدّين مُحَمَّد بن (السكاكيني) نِسْبَة لعملها أَو بيعهَا مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عمر الوَاسِطِيّ (السكرِي) نِسْبَة للسكر عملا أَو بيعا عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الكندري (السكندري) نِسْبَة للثغر الشهير خلق (السلَامِي) بِالتَّشْدِيدِ نِسْبَة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله الْحلَبِي (السلاوي) بِفَتْح ثمَّ تَخْفيف نِسْبَة لسلا من أَعلَى فاس (السلموني) بِفتْحَتَيْنِ نِسْبَة لسلمون من الشرقية إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم وَابْنه عبد الْقَادِر (السماسمي) نِسْبَة لقرية من خانقاه سرياقوس أَبُو بكر بن عَليّ بن شتات (السمديسي) بِفتْحَتَيْنِ ثمَّ مُهْملَة مَكْسُورَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ مُهْملَة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مخلوف الْحَنَفِيّ شيخ الجانبكية والايتمشية (السمربائي) بِكَسْر أَوله وثانيه ثمَّ رَاء سَاكِنة بعْدهَا مُوَحدَة مَفْتُوحَة نِسْبَة لسمر باي قَرْيَة بالغربية سَيَأْتِي فِي ابْن السمربائي (السَّمرقَنْدِي) بِفَتْح ثمَّ سُكُون نِسْبَة خلق مِنْهُم نَائِب للحنفية مَاتَ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ واسماعيل بن

يُوسُف الْحَنَفِيّ (السمهودي) بِفَتْح ثمَّ سُكُون نِسْبَة لسمهود من الصَّعِيد أَحْمد بن أبي الْحسن بن عِيسَى وَابْنه عبد الله وحفيده السَّيِّد نور الدّين عَليّ نزيل طيبَة وَعمر بن اسحق بن عمر (السميط) (السنباطي) الْوَلِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف وابناه ويوسف بن عبد الْغفار وأبنه الْعِزّ عبد الْعَزِيز وَابْنه الشهَاب أَحْمد والمحدث الشَّمْس مُحَمَّد وَعبد اللَّطِيف وابنا الْعلم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَسْعُود وأبوهما وجدهما وابنا عبد اللَّطِيف وهما محب الدّين والشرف عبد الْحق وَأحمد ابْنا الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْحق وأبوهما وَابْن أَولهمَا وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَافِي (السنتاوي) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حجي بن فضل وَابْنه مُحَمَّد سبط يحيى الدماطي وابناه ويوسف بن عَليّ بن عبيد (السندبيسي) عبد الرَّحْمَن بن التَّاج مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى وَابْنه مُحَمَّد والمقري عُثْمَان بن أبي بكر (السندوي) أَحْمد بن عبد العال بن عبد المحسن وَيُقَال بالصَّاد أَوله أَيْضا (السنهوري) بِفَتْح أَوله نِسْبَة لمدينة مَشْهُورَة من الْمحلة عَليّ بن عبد الله بن عَليّ الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الضَّرِير وجعفر بن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر الْمقري الشَّافِعِي (السنيتي) بدر الدّين مُحَمَّد (السنيكي) زَكَرِيَّا بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن زَكَرِيَّا (السهروردي) بِضَم أَوله حسن بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم (السُّهيْلي) نور الدّين عَليّ بن زَكَرِيَّا وَابْنه مُحَمَّد أحد الْكتاب مِمَّن خمل وأودع ابْنه بِسَبَب اختفاء أَبِيه فِي المقشرة مُدَّة (السوبيني) بِضَم أَوله ثمَّ وَاو سَاكِنة وموحدة مَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة وَنون نِسْبَة لسوبين من قرى حماة ابراهيم بن عمر بن ابراهيم (السوهائي) نِسْبَة لسوها بِضَم أَوله ثمَّ وَاو سَاكِنة وهاء مَفْتُوحَة بَلْدَة من أَعمال أخميم من الصَّعِيد الْأَعْلَى ضَبطهَا الْمُنْذِرِيّ فِي مُعْجَمه أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل (السويفي) بِضَم ثمَّ فتح ثمَّ تَحْتَانِيَّة وَفَاء نِسْبَة لقرية اشتهرت ببني سويف الصَّدْر عبد الْكَافِي بن عبد الله بن أَحْمد وَابْنه الْمُحب مُحَمَّد وَعلي وَإِبْرَاهِيم ابْنا أَحْمد بن عَليّ (السيرامي) بِكَسْر أَوله سينا أَو صادا ثمَّ مثناة يُوسُف بن مُحَمَّد بن عِيسَى وَابْنه النظام يحيى وَابْنه العضدي عبد الرَّحْمَن وَابْنَته زَوْجَة الأخميمي (السيرجي) الشهَاب أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد وَابْنه أوحد الدّين مُحَمَّد وَابْنه جلال الدّين عبد الرَّحْمَن (السيلي) بِكَسْر ثمَّ تَحْتَانِيَّة نِسْبَة لقرية بِالْقربِ من الْقُدس يُقَال لَهَا سيلة مُحَمَّد بن مُوسَى الْحَنْبَلِيّ الفرضي وقريبه يُوسُف بن عمر بن يُوسُف مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة فِي سنة سبع وَتِسْعين

حرف الشين المعجمة

(السُّيُوطِيّ) فِي الأسيوطي (السيوفي) نِسْبَة للسيوف عملا أَو بيعا (حرف الشين الْمُعْجَمَة) (الشاذلي) نِسْبَة لشيخ الطَّائِفَة أبي الْحسن جمَاعَة كَثِيرُونَ مِنْهُم أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر وَأَخُوهُ مُحَمَّد وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ وحسين بن عَليّ بن سَالم بن إِسْمَاعِيل الكتبي (الشارعي) نِسْبَة إِلَى الشَّارِع بالموازنيين وَأحد نواب الْمَالِكِيَّة الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد كَانَ أَبوهُ وَكيلا وَنَشَأ هُوَ فخالط النَّاس وتميز فِي الشُّرُوط وَحج وجاور وَقتل الْأَمِير تمراز بِسيف الشَّرْع ودام مُدَّة يتَوَلَّى الاستبدالات حِين امْتنَاع الْحَنَفِيّ مِنْهَا بطرِيق وَهُوَ شَدِيد التساهل وَأَظنهُ الْآن بِدِمَشْق (الشارمساحي) برَاء مَكْسُورَة ثمَّ سين مهملتين نِسْبَة لقرية من ريف مصر بحري الْفسْطَاط بِالْقربِ من دمياط من الدهقلية الْمُقْرِئ الفرضي الشهَاب أَحْمد بن وَفتح الدّين صَدَقَة بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مخلص الدّين مُحَمَّد وَيعرف بِابْن نور الدّين وَابْنه الْفَخر عُثْمَان وَابْنه مُحَمَّد وَالْقَاضِي الزين عبد اللَّطِيف بن عَليّ والكتبي الزين يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَابْن أَخِيه أحد النواب شمس الدّين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن الشَّمْس مُحَمَّد (الشارنقاشي) برَاء مَكْسُورَة ثمَّ نون وقاف ومعجمة نِسْبَة لقرية بالغربية مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَمْدُود (الشَّامي) نِسْبَة للشام خلق مِنْهُم وَأحمد بن عمر بن سَالم (الشاوي) عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عَليّ وَآخَرُونَ فِي ابْن طريف (الشباسي) بِفَتْح أَوله وثانيه وَآخره مُهْملَة أَحْمد بن مُحَمَّد بن الأجدم (الشبراوي) بِفَتْح ثمَّ سُكُون نِسْبَة لشبرى أَمَاكِن (الشراريبي) نِسْبَة لعمل الشراريب أَو بيعهَا الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد (الشربيني) بِكَسْر ثمَّ سُكُون وموحدة مَكْسُورَة وَآخره نون مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد (الشرجي) بِفَتْح وجيم نِسْبَة إِلَى شرجة قَرْيَة مَشْهُورَة فِيمَا بَين بحيص وجازان وَلكنهَا إِلَى الأولى أقرب وَقد تُضَاف إِلَيْهَا فَيُقَال شرجة بحيص لتتميز أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن أبي بكر بن أَحْمد بن عمر وَأَبوهُ وَابْنه عبد اللَّطِيف (الشُّرُنْبُلَالِيّ) نِسْبَة لشبري بلولة من قرى منوف مِنْهَا الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى المنوفي قَاضِي المقس (الشرواني) نِسْبَة لمدينة بناها أنوشروان محمودباد فحذفوا أنو تَخْفِيفًا الشَّمْس مُحَمَّد بن مرهم الدّين (الشُّرُوطِي) نِسْبَة لكتابة الشُّرُوط (الشريفي) نِسْبَة للشريف (الششتري) بمعجمتين الأولى مَضْمُومَة ثمَّ مثناة مَفْتُوحَة جمَاعَة مِنْهُم

حرف الصاد المهملة

(الشطرنجي) نِسْبَة للشطرنج إِسْمَاعِيل بن يحيى (الشطنوفي) بِفتْحَتَيْنِ ثمَّ نون وَآخره خاء مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله وَابْنه أَحْمد وابناه الْبَدْر مُحَمَّد وَزَوْجَة زين العابدين بن الْمَنَاوِيّ أم بنيه وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَالح الْمُبَاشر ومُوسَى بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد (الشَّعْبَانِي) بِفَتْح أَوله وثالثه وَآخره نون (الشعيري) بِفَتْح ثمَّ كسر وتحتانية (الشغري) بِضَم ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة يُوسُف بن أَحْمد بن دَاوُد وَأحمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر وَكِلَاهُمَا مِمَّن نزل حلب (الشقطي) فِي ابْن الشقطي (الشكلي) (الشلقامي) بِضَمَّتَيْنِ عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن اسماعيل الشمني الْكَمَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن وَابْنه التقي أَحْمد وَابْنه (الشنباري) أَحْمد (الشنقاسي) بِفتْحَتَيْنِ ثمَّ فَاء وَآخره مُهْملَة قَرْيَة عَليّ بن عمر بن عبد الْعَزِيز (الشنشي) بِفتْحَتَيْنِ ثمَّ مُعْجمَة نَاصِر الدّين عمر بن الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الله الْحَنَفِيّ وَابْنه خير الدّين أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد وَابْنه أكمل الدّين مُحَمَّد والشرف مُحَمَّد بن خلد والبدر مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد وخاتمة القدماء من الشَّافِعِيَّة الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر (الشنويهي) بِفَتَحَات ثمَّ تَحْتَانِيَّة بعْدهَا سَاكِنة ثمَّ هَاء إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله وابنتاه زَيْنَب وزليخا (الشوايطي) أَحْمد بن عَليّ بن عمر وابناه مُحَمَّد وَعلي (الشوري) بِضَم وَآخره رَاء نِسْبَة لقرية شُورَى بالبرلس الْبَدْر حسن بن عَليّ بن سَالم وَأَخُوهُ أَحْمد (الشَّيْبَانِيّ) جمَاعَة مِنْهُم عَليّ بن جَار الله بن صَالح وَأَخُوهُ أَحْمد وأبوهما وَغَيرهم مِمَّن يَأْتِي فِي ابْن زبرق (الشيبي) جمَاعَة كَثِيرُونَ منسوبون لبني شيبَة سدنة الْبَيْت مِنْهُم الْجمال مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد وَعمر بن أبي رَاجِح مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي رَاجِح وَبَنوهُ الْجمال مُحَمَّد وَالطّيب الْعَارِض لمحافيظه عَليّ بِالْقَاهِرَةِ وهما من يَمَانِية وَعبد الله أمة لِأَبِيهِ وَعبد الرَّحْمَن سبط القَاضِي أبي الْيمن (الشيخي) نِسْبَة لشيخ الْمُؤَيد مُحَمَّد وَأحمد ابْنا عمر بن مُحَمَّد (الشِّيرَازِيّ) للبلد الشهير جمَاعَة (الشيشيني) بمعجمتين مكسورتين تلى كل وَاحِدَة تَحْتَانِيَّة وَآخره نون نِسْبَة لقرية من الْمحلة بالغربية القطب مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن وجيه وَابْنه أَحْمد وَابْنه عَليّ وَابْنه أَحْمد وَجَمَاعَة مِنْهُم حسن بن أَحْمد بن عَليّ (حرف الصَّاد الْمُهْملَة) (الصَّابُونِي) والْعَلَاء عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان وَأَبوهُ وَعَمه الشَّمْس

مُحَمَّد وَابْنه عمر ولي نظر جوالي الشَّام وناب عَن ابْن عَمه الْعَلَاء فِي نظر جيشها وَابْنه عرض حِين قدومي من مَكَّة أول سنة خمس وَتِسْعين (الصَّالِحِي) نِسْبَة لمنية أم صَالح قَرْيَة بِنَاحِيَة مليج بالغربية وَكَذَا الحارة الصالحية بالبرقية دَاخل الْقَاهِرَة أَو لصالحية الشَّام أَو الَّتِي دون قطيا أَو للمدرسة الصالحية وَمِمَّنْ نسب هَذِه النِّسْبَة الشَّمْس مُحَمَّد والشهاب أَحْمد ابْنا يحيى بن عَليّ وَابْن ثَانِيهمَا الْجلَال أَبُو النجاح مُحَمَّد وَيعرف بِابْن رسْلَان وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن فريج قَاضِي الشَّافِعِيَّة وجلال الدّين مُحَمَّد بن أبي الْفضل بن عَليّ مبَاشر أوقاف الزِّمَام وَأَبوهُ وَأَبُو البركات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر (الصاني) بنُون عبد الْقَادِر الْمَدْعُو عبيد بن حسن أحد الْفُضَلَاء (الصَّائِغ) للصنائع (الصرخدي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ وَكَأَنَّهُ أَبُو الأول مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر الْمقري أحد من لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَقبلهَا (الصعيدي) مؤدب الْأَبْنَاء بِمَكَّة هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ (الصَّفَدِي) نِسْبَة للبلد الشهير مُحَمَّد ومحمود ابْنا عَليّ بن عمر بن عَليّ بن مهنا وناصر الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف الْمُتَكَلّم عَن الْملك فِي المرافعات وَنَحْوهَا قيل لَهُ الصَّفَدِي لكَونه ولي قَضَاء صفد وَكِتَابَة سرها وَإِلَّا فأبوه صالحي مرداوي عَالم شهير (الصلتي) آخِره مثناة نِسْبَة عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد صَاحب البقاعي وقريبه بل أَخُوهُ لأمه مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد (الصندفائي) فِي السندفائي (الصندلي) بنُون ثمَّ مُهْملَة وَلَام أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسن بن الشَّيْخ أبي الْحسن اللامي (الصنهاجي) نِسْبَة لصنهاجة بالمغرب أَحْمد بن مُحَمَّد بن (الصهرجتي) بِفَتْح ثمَّ هَاء سَاكِنة ثمَّ رَاء مَفْتُوحَة ثمَّ جِيم سَاكِنة بعْدهَا فوقانية عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَالْفَخْر عُثْمَان بن أَحْمد بن عُثْمَان (الصُّوفِي) نِسْبَة لصوفية الخانقاه وَكَذَا لمَذْهَب الصُّوفِيَّة نور الدّين عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْحَنَفِيّ وَولده الْمُحب أَبُو البركات مُحَمَّد وشقيقه الشَّمْس مُحَمَّد الملقب مقيت وَهُوَ أسن من النُّور والصوفي الشَّافِعِي أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد (الصيرامي) فِي السيرامي (الصَّيْرَفِي) فِي ابْن الصَّيْرَفِي والصيرفي أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله

حرف الضاد المعجمة

(حرف الضَّاد الْمُعْجَمَة) (الضاني) عَليّ بن مُحَمَّد بن نَاصِر وَمُحَمّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (الضبعِي) بِفتْحَتَيْنِ ثمَّ مُهْملَة مُحَمَّد بن أبي بكر الْغَزِّي (الضَّبِّيّ) مُحَمَّد بن اسماعيل بن أَحْمد (الضجاعي) مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَليّ (حرف الطَّاء الْمُهْملَة) (الطاوسي) عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد وَعبد الله بَنو عبد الْقَادِر بن عبد الْحق بن عبد الْقَادِر وَابْن الْأَخير النُّور أَبُو الْفتُوح أَحْمد صاحبا المشيخة الَّتِي أنقل مِنْهَا وَابْنه القطب أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد (الطَّائِفِي) جمَاعَة منسوبون إِلَى الطَّائِفَة بلد بالغربية مِنْهُم أَحْمد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ وابناه مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن وَإِلَى الطَّائِف من الْحجاز غَانِم بن مَقْبُول وَآخَرُونَ (الطباطبي) السَّيِّد إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْكَافِي بن عَليّ (الطَّبَرِيّ) وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو السعادات ووالده الْمُحب وابناه أَيْضا أَبُو البركات مُحَمَّد وَمُحَمّد الْمَدْعُو مكرم وابناه عبد الْمُعْطِي وَيحيى (الطبلاوي) نِسْبَة لطبلاوة قَرْيَة بِالْوَجْهِ البحري الْعَلَاء عَليّ بن سعد الدّين عبد الله بن مُحَمَّد وَأَخُوهُ نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَابْن عَمهمَا نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَيعرف بِابْن ستيت والْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وناصر الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد قتل فِي سنة ثَلَاث عشرَة (الطبناوي) نِسْبَة لطنبا وبفتح الْمُهْملَة وَالْمُوَحَّدَة وَتَخْفِيف النُّون ثمَّ وَاو من عمل سخا بالغربية عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد وَشَيْخه مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد (الطلخاوي) نِسْبَة لطلخا (الطرابلسي) بلد شهير مِنْهُم المحمدان ابْنا عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد وأبوهما وَعبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد وَصَلَاح الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن سعيد وَأَبوهُ وَإِلَى طرابلس الْمغرب مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن حسن بن مُحَمَّد نزيل مَكَّة وشقيقاه مُحَمَّد وَهُوَ أكبر وَعلي وَآخر عمل وَكيلا للْملك فِي المرافعات مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين وَأخذ مخلفه فَوجدَ فِيهِ مسطور على ابْن محَاسِن فرسم عَلَيْهِ (الطريني) أَحْمد بن يُوسُف بن عَليّ والسراج عمر بن مُحَمَّد وابناه أَبُو بكر وَمُحَمّد فأولهما لم يعقب وَثَانِيهمَا لَهُ عمر وَمُحَمّد ولمحمد هَذَا ابْن اسْمه عبد الله وَكَاتب الشّعير محب الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن نجم الدّين الْمَنَاوِيّ الطريني الشَّافِعِي وَأَخُوهُ تَقِيّ الدّين مُحَمَّد وهما سبطا الشهَاب أَحْمد البامي ويزعمان انتسابهما للأولين (الطشطوشي) بطاءات مهملات بعد الأولى شين مُعْجمَة صَوَابه الدشطوخي

حرف الظاء المعجمة

(الطلخاوي) نِسْبَة لطلخا من الغربية الْبَدْر حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله وابنا خَاله مُحَمَّد وَحسن ابْنا عَليّ بن عَليّ بن رضوَان (الطلياوي) أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد (الطناحي) بنُون ثمَّ مُهْملَة شرف الدّين وَابْنه (الطنبذي) بدر الدّين أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد وَنور الدّين عَليّ بن التَّاجِر الشهير وَابْنه الْجلَال مُحَمَّد توفّي قبل شَيخنَا وَله ذكر فِي وَصيته (الطنتدائي) أَحْمد وَمُحَمّد ابْنا عبد الرَّحْمَن بن عوض وابنا أَولهمَا عبد الرَّحْمَن وَإِبْرَاهِيم والفرضي نزيل سعيد السُّعَدَاء نور الدّين عَليّ وَالشَّمْس مُحَمَّد التَّاجِر بالشرب وَأحد قراء الْقُرْآن ابْنا أَحْمد بن عبد الله وَحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد الضَّرِير وَبَنُو بهاء الدّين مُحَمَّد وَأحمد وَيحيى (الطنساوي) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق وَأَبوهُ وَعَمه (الطنوبي) عِيسَى بن سُلَيْمَان بن خلف (الطهطاوي) نِسْبَة لطهطا جمَاعَة كَثِيرُونَ من التُّجَّار وَغَيرهم كَعبد الْعَزِيز بن أبي الْقسم بن التَّاج مُحَمَّد وَمُحَمّد بن يَعْقُوب وَابْنه عَليّ وَابْنه يحيى وَأَخُوهُ كل مِنْهُمَا (الطوخي) أَبُو الطَّاهِر مُحَمَّد والمحب مُحَمَّد وَالْوَلِيّ أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد وَأَبُو بكر مُحَمَّد وَهُوَ أَصْغَرهم بَنو أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُوسَى وَابْن ثانيهم أَبُو السُّعُود وَابْن رابعهم الْمُحب مُحَمَّد وَلَهُم مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر وخادم الجمالية أَحْمد بن مُحَمَّد بن قَاسم وَعمر بن خلف وَعبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وابناه الْكَمَال مُحَمَّد وَعلي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن رَجَب وَابْنه الشهَاب أَحْمد (الطوري) نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الصّلاح مُحَمَّد بن عمر (الطولوني) جمَاعَة منسوبون لجامع ابْن طولون مِنْهُم (الطياري) مُحَمَّد بن استبغا (الطَّيِّبِيّ) بِالتَّشْدِيدِ نِسْبَة لطيبة نشا والدماير من الغربية مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الرجل الصَّالح وَقيل مُحَمَّد بن عَليّ وَلَيْسَ بِشَيْء والمكتب مُحَمَّد بن حسن وشقيقه عبد الْوَاحِد وَأَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن وبواب سعيد السُّعَدَاء أَبُو بكر بن عَليّ بن عَليّ بن حُسَيْن وَابْن أَخِيه مُحَمَّد بن حسن أحد الطّلبَة قَرَأَ مُسْند أَحْمد على الْبَدْر السَّعْدِيّ واشتغل عِنْد الأبناسي وَغَيره (الطيماني) بِفَتْح ثمَّ سُكُون عبد الله بن مُحَمَّد بن طيمان (الطيوري) نِسْبَة للحرفة تَقِيّ الدّين أَبُو بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الملقب خروف (حرف الظَّاء الْمُعْجَمَة) (الظَّاهِرِيّ) نِسْبَة لظاهرية العباسة من الشرقية مُوسَى بن عبد الله بن اسماعيل نزيل مَكَّة وَابْن عَمه أَبُو بكر بن قُرَيْش بن اسماعيل وبلديهما عبد الله بن مُحَمَّد بن

حرف العين المهملة

أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن وحفيد عَمه حسن بن عَليّ بن أَحْمد بن ابي بكر بن عبد الرَّحْمَن (الظهيري) بِالضَّمِّ مصغر فِي ابْن ظهيرة (حرف الْعين الْمُهْملَة) (العاصفي) مُحَمَّد بن عُثْمَان بن يُوسُف (العامري) يحيى بن أبي بكر بن مُحَمَّد ورفيقه إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد وَابْنه مُحَمَّد الطّيب أحد الآخذين عني وتاجر اسْمه (العاملي) أَحْمد بن شاور وَحسن بن أَحْمد بن حسن وَمُحَمّد بن حُسَيْن وَمُحَمّد بن عَبَّاس (الْعَبَّادِيّ) الْمُحب مُحَمَّد والسراج عمر ابْنا حُسَيْن بن حسن وَبَنُو ثَانِيهمَا الْجلَال عبد الرَّحْمَن والكمال مُحَمَّد وَابْن أخيهما أَحْمد بن عَليّ بن حُسَيْن وَابْنه وخازن المحمودية مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى وَسَالم بن إِبْرَاهِيم الأتابكي وَبَنوهُ أَحْمد وَإِبْرَاهِيم وَمُحَمّد (العباسي) نِسْبَة للعباسة من الشرقية شمس الدّين مُحَمَّد وَهُوَ يقْضِي بالعباسية ثمَّ تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب وَهُوَ يقْضِي ببلبيس ثمَّ أَمِين الدّين مُحَمَّد ثمَّ عماد الدّين عبد الرَّزَّاق والأمين أعلمهم وَهُوَ الْمُتَوفَّى مِنْهُم وَكلهمْ بَنو مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب وَخلق كَثِيرُونَ منسوبون للْعَبَّاس عَم النَّبِي فيهم خلق ولوا الْخلَافَة مِنْهُم والمستنجد بِاللَّه يُوسُف بن المتَوَكل على الله مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان ثمَّ ابْن أَخِيه المتَوَكل على الله الْعِزّ عبد الْعَزِيز ابْن يَعْقُوب بن المتَوَكل وَله أَخَوان لأَب لم يليا مُحَمَّد وَإِسْمَاعِيل وَأَخ لأم أَحْمد ابْن خير بك وبنون أكبرهم يَعْقُوب سبط المتَوَكل وَجَمَاعَة منسوبون إِلَيْهِم (والعباسي) نِسْبَة لأبي الْعَبَّاس الْحرار شرف الدّين والعباسي جلال الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الخانكي (الْعَبْسِي) عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد والعز عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَيُقَال لَهُ ابْن الْعَبْسِي وَابْنه الْجلَال مُحَمَّد (العثماني) نِسْبَة لعُثْمَان بن عَفَّان إِبْرَاهِيم بن خضير (العجلوني) نِسْبَة لعجلون من عمل الشَّام اثْنَان كل مِنْهُمَا إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن حسن فاعلمهما ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد وأخيرهما ابْن خَلِيل وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عمر وَجَمَاعَة فِي ابْن قَاضِي عجلون (العجمي) عَليّ بن نصر الله الْمُحْتَسب الْخُرَاسَانِي وابناه يُوسُف وَمُحَمّد (العجيسي) يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح (العجيمي) مُحَمَّد بن عبد الْمَاجِد بن عَليّ سبط ابْن هِشَام وَأحمد بن مُحَمَّد وَأحمد بن أبي بكر بن رسْلَان بن نصير وَابْنه أوحد الدّين مُحَمَّد وَابْنه الْبَدْر أَبُو السعادات

مُحَمَّد وَيُقَال لكل مِنْهُم ابْن العجيمي (العداس) للحرفة أَبُو بكر بن عبد الله بن وَأحمد (الغدناني) فِي البرشكي (الْعَدوي) نِسْبَة لأبي البركات بن مُسَافر أخي عدي الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن عبد السَّلَام بن مَحْمُود وَأَبوهُ وَصَلَاح الدّين مُحَمَّد بن الْجمال عبد الله بن عبد السَّلَام بن مَحْمُود بن عبد السَّلَام وَنسبَة إِمَّا لعمر بن الْخطاب أَو غَيره جدي لأمي مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن (العرابي) بتَخْفِيف أَوله وثانيه عمر بن مُحَمَّد بن مَسْعُود وابناه مُحَمَّد وَعبد الله وبنوهما وَمِنْهُم عمر بن مُحَمَّد (العرابي) مثله لَكِن بِالتَّشْدِيدِ عِيسَى بن عِيسَى بن مُحَمَّد تقدم (والعرابي) كَذَلِك نِسْبَة لقرية من ضواحي صفد إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم (الْعِرَاقِيّ) نِسْبَة للعراق عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن وَابْنه الْوَلِيّ أَبُو زرْعَة أَحْمد وَابْنه التَّاج عبد الْوَهَّاب وَابْنه عَليّ وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مصلح الْمَكِّيّ وابناه أَبُو بكر وَمُحَمّد وَابْن أَولهمَا عبد الرَّحْمَن وَابْن ثَانِيهمَا اسماعيل وَيُقَال لمن عدا عبد الرَّحِيم وَإِبْرَاهِيم ابْن الْعِرَاقِيّ (الْعَرَبِيّ) مُحَمَّد بن عَليّ بن عبيد التّونسِيّ الْمُؤَدب (العرشاني) بِفَتَحَات (العرضي) بِضَم أَوله وَسُكُون ثَانِيه ثمَّ مُعْجمَة إِحْدَى قرى بالس مُحَمَّد بن خَلِيل بن مُحَمَّد (العرياني) عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ وَبَنوهُ إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد وَزَيْنَب وَابْن الثَّانِي وَهُوَ أَصْغَر الثَّلَاثَة عبد الْقَادِر وَعبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد (العريبي) مُحَمَّد بن (العزيزي) بِفَتْح ومعجمتين مكسورتين بَينهمَا يَاء نِسْبَة للعزيزية من الشرقية الشّرف مُوسَى بن مُحَمَّد أحد النواب (الْعُزَّى) نِسْبَة لمنية الْعِزّ بِنَاحِيَة فاقوس من الشرقية عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ (العساسي) بمهملات نِسْبَة لمنية عساس يحيى بن مُوسَى بن مُحَمَّد وَابْنه عبد الرَّحْمَن وابناه الشَّمْس مُحَمَّد وبركات الْعَسْقَلَانِي الشَّمْس مُحَمَّد بن الْمقري وأستاذنا أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد (العسيلي) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن سُلَيْمَان أحد الْفُضَلَاء الآخذين عني (العشماوي) مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر (الْعَطَّار) (العطائي) (العطري) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد وَجِبْرِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد (العطوي) (العفصي) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبيد الله بن مخلوف الْمقري (العقباني) قَاسم بن سعيد (العقبي) نِسْبَة لمنية عقبَة من الجيزية رضوَان وَأحمد ابْنا مُحَمَّد بن يُوسُف العقبي وَابْن أَولهمَا عبد الرَّحْمَن وَابْن ثَانِيهمَا مُحَمَّد وَخلق مِنْهُم عبد الْكَرِيم بن (العقيبي) بِالتَّصْغِيرِ أَحْمد بن

حرف الغين المعجمة

إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْيَمَانِيّ صَاحب ابْن الجريس (الْعقيلِيّ) بِفَتْح ثمَّ كسر لعقيل بن أبي طَالب خلق (العلائي) عَليّ بن اسلام (العلقمي) نِسْبَة للعلاقمة من الشرقية حسن بن أَحْمد بن جُرْمِي وَابْنه الْبَهَاء مُحَمَّد وَابْنه (العلمي) بِضَم الْعين وَفتح اللَّام وَرُبمَا سكنت نِسْبَة فِيمَا قَالَه لي إِلَى الْعلم يحيى بن أَحْمد بن عبد السَّلَام (الْعلوِي) نِسْبَة لعَلي بن رَاشد بن بولان النفيس سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن عمر التعزي الْعلوِي واسماعيل وَإِبْرَاهِيم ابْنا عمر بن ابراهيم (العمراني) أَبُو بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد (العمريطي) مُحَمَّد وخليل ابْنا اسماعيل ابْن عمر وَابْن عَمهمَا عمر بن وابناه بدر الدّين مُحَمَّد (الْعمريّ) نِسْبَة لعمر بن الْخطاب خلق مِنْهُم بدر الدّين مُحَمَّد بن وَلمن يعْمل الْعُمر بِمَكَّة وللقواد بهَا من ذَوي عمر (العميري) بِالتَّصْغِيرِ أَحْمد بن الْوَاعِظ الْموقع بِبَاب الدوادار يشبك من مهْدي (الْعَنْبَري) نِسْبَة لصنعة العنبر حُسَيْن بن وَابْنه والفاضل عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم وَعَمه مُحَمَّد بن مُوسَى (العنتابي) فِي الْعَيْنِيّ قَرِيبا (العياشي) بتَشْديد التَّحْتَانِيَّة وَآخره مُعْجمَة نِسْبَة للزين بن عَيَّاش شيخ الْقُرَّاء تِلْمِيذه الْفَقِيه مكي بن سُلَيْمَان (العيذابي) بِفَتْح ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة ثمَّ مُعْجمَة (العيزري) نِسْبَة إِلَى العيزرية قَرْيَة أَو ضَيْعَة من ضواحي شَرْقي بَيت الْمُقَدّس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْخضر بن شَهْري وَيحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد قَاضِي غَزَّة وَأَظنهُ حفيد هَذَا (العينوسي) نِسْبَة لقرية من نابلس إِبْرَاهِيم بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم (الْعَيْنِيّ) نِسْبَة لعين تَابَ الْبَدْر مَحْمُود بن أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد وَابْنه عبد الرَّحِيم وَابْنه الشهابي أَحْمد وَمُحَمّد ومحمود ابْنا أَحْمد بن حسن (والعيني) نِسْبَة لرأس الْعين الْفَخر أَبُو بكر بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر بن قنان الدِّمَشْقِي الأَصْل الْمدنِي الْحَنَفِيّ وقريبه الزين عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن مُحَمَّد أحد فضلاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق (حرف الْغَيْن الْمُعْجَمَة) (الغاني) نِسْبَة لغانة مَدِينَة بالتكرور الْعِزّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان التكروري وابنا عَمه أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر وَصدر الدّين مَاتَ بِمَكَّة فِي سنة تسعين أَو الَّتِي قبلهَا (الغبريني) مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (الغراقي) نِسْبَة لغراقة بِمُعْجَمَة مَفْتُوحَة ثمَّ رَاء مُهْملَة مشدة بعْدهَا قَاف قَرْيَة من الْقرى البحرية من الشرقية مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَلِيل الْعَالم الشهير والمحمودون أَبُو البركات وَأَبُو السُّعُود وَأَبُو مَدين بَنو مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَابْن الأول أَبُو الْجُود بِمَكَّة

حرف الفاء

(الغزاوي) بِالتَّخْفِيفِ قَبيلَة خطاب بن عمر بن مهنا (الغرناطي) لغرناطة من الْمغرب جمع كَثِيرُونَ مِنْهُم سهل بن إِبْرَاهِيم (الغزنوي) (الْغَزِّي) بلد شهير الشهَاب أَحْمد بن عبد الله بن بدر وَابْنه الرضي مُحَمَّد وَعلي بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْحَنَفِيّ إِمَام اينال (الغزولي) نِسْبَة للصناعة عَليّ بن يُوسُف بن أَحْمد والفراش بِمَكَّة ويلقب شمس الدّين مَاتَ بهَا فِي مستهل ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين أرخه ابْن فَهد (الغماري) بِالضَّمِّ وَتَخْفِيف الْمِيم نِسْبَة إِلَى غمارة من قبائل البربر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّزَّاق (الغمري) بِفَتْح الْمُعْجَمَة نِسْبَة لمنية غمر مِنْهَا مُحَمَّد بن عمر بن وَابْنه أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد وَبَنوهُ أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد وَأَبُو الْفضل مُحَمَّد وَأَبُو الْحسن (حرف الْفَاء) (الفاجوري) نِسْبَة للصنعة عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن سعيد (الفارسكوري) نِسْبَة لبلد قريب من دمياط عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن خلف وَمُحَمّد بن حُسَيْن (الفاسي) نِسْبَة لفاس مَدِينَة مَشْهُورَة بِبِلَاد الْمغرب بِمَكَّة جمَاعَة مِنْهُم كالتقي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْحَافِظ مؤرخها وَأَبِيهِ وَعبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وبنيه المحمدين أبي الْخَيْر وَأبي حَامِد وَأبي عبد الله وَأبي السرُور وَبني آخِرهم عبد الرَّحْمَن وَأبي الْخَيْر وَعبد اللَّطِيف وبنيه المحمدين القطب أبي الْخَيْر وَأبي حَامِد وَأبي عبد الله وَأبي السرُور وَفِيهِمْ قَاضِي الْحَنَابِلَة بالحرمين عبد اللَّطِيف وشقيقه عبد الْقَادِر ابْنا مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَابْن أَولهمَا عبد الْقَادِر وَكلهمْ أَشْرَاف (الفاضلي) إِمَّا للفاضلية أَو لسوق الْفَاضِل (الفاقوسي) نِسْبَة لفاقوس من الشرقية نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْحسن وابناه مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن وابنا ثَانِيهمَا وَإِبْرَاهِيم بن يُوسُف وَابْنه عَليّ (الفاكهي) نِسْبَة للفاكهة عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله واخوته المحمدون أَبُو الْقَاسِم وَأَبُو الْخَيْر وَأَبُو البركات وهم أشقاء شافعية إِلَّا الْأَخير وَفِي التَّرْتِيب هَكَذَا وأولهم موتا أَبُو الْقسم ثمَّ نور الدّين عَليّ ثمَّ ابو البركات بطرِيق الشَّام وَبَنُو أَوَّلهمْ أَبُو السعادات وَأحمد وست الْأَهْل وَأَبُو الْقَاسِم مَاتَ هُوَ وَالْأول وَبَنُو ثالثهم جمَاعَة سمع مني بَعضهم وَانْقطع نسل أبي الْقسم وَكَذَا أَبُو البركات وَعم عَليّ واخوته أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد بن عَليّ وأخواه أَحْمد وَمُحَمّد ولآخرهم ثَلَاثَة عبد الرَّحْمَن وَإِبْرَاهِيم وَعبد الله وَلم يتَأَخَّر غَيره وَلَيْسوا بأشقاء وَلأَحْمَد مُحَمَّد

(الفالاتي) نِسْبَة مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن نصير ككبير وَابْن أَخِيه مُحَمَّد بن عَليّ بن عَليّ بن مُحَمَّد بن نصير وَأَبوهُ (الفالي) وَقَالَ بَين الْفَا والبابين شيراز وهرمز كَثِيرَة الْفَوَاكِه لَهَا قلعة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مكرم بن إِبْرَاهِيم وَابْن أُخْته أَحْمد بن نعْمَة بن عبد الْكَرِيم (الفتحي) حُسَيْن بن حسن وَبَنوهُ مُحَمَّد وَأحمد وَأَبُو البركات اسماعيل (الفتوحي) بِضَم أَوله وثانيه نِسْبَة لباب الْفتُوح (الفرسيسي) بِفَتْح أَوله ومهملات نِسْبَة لفرسيس مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ (الفرضي) نِسْبَة إِلَى الْفَرَائِض جمَاعَة مِنْهُم الشَّمْس البلبيسي الْمَاضِي فِي الْمُوَحدَة (الفرنوي) بِفَتْح أَوله وَسُكُون ثَانِيه إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الْكَاتِب وَابْن أَخِيه مُحَمَّد بن عَليّ وَآخَرُونَ (الْفِرْيَانِيُّ) بِضَم أَوله وَتَشْديد ثَانِيه مَعَ كَسره ثمَّ تَحْتَانِيَّة وَنون نِسْبَة لفريانة إِحْدَى مَدَائِن إفريقية عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن وَابْن عَمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله (الفصيحي) (الفنري) بِفتْحَتَيْنِ ثمَّ رَاء مَكْسُورَة نِسْبَة لصنعة الفنيار فِيمَا قَالَه الكافياجي مُحَمَّد بن حَمْزَة بن مُحَمَّد (الفهدي) فِي ابْن فَهد (الفومني) مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان بن مُحَمَّد وَابْنه الْجمال مُحَمَّد وصهره مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الخواجا الْجمال الكيلاني غرق فِي أحد الربيعين ظنا سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بالبحر وَهُوَ رَاجع من الْيمن وَذهب مَعَه مَاله وَأَكْثَره وجمال الدّين الفومني يَأْتِي فِي الألقاب (الفوي) بِضَم الْفَاء نِسْبَة لفوة جمَاعَة عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم وَابْنه مُحَمَّد وَمُحَمّد بن أَحْمد بن أبي بكر أَبُو الْفَتْح (الفيسي) فِي ابْن الفيسي (الفيشي) جمَاعَة (الفيروزابادي) بِكَسْر أَوله ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة بعْدهَا رَاء مَضْمُومَة ثمَّ وَاو سَاكِنة ثمَّ زَاي بعْدهَا ألف وَآخره مُعْجمَة بَلْدَة بِفَارِس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الشِّيرَازِيّ لكَونه قَالَ أَنه نسب إِلَى الشَّيْخ أبي اسحق (الفيومي) بِفَتْح ثمَّ تَشْدِيد نِسْبَة إِلَى الفيوم الْمَعْرُوف الَّذِي احتفر نهره يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام بِالْوَحْي وَعمل لَهُ سكرا بالآجر والكلس مِنْهُ جمَاعَة مُحَمَّد بن أَحْمد بن سنجر بن عَطاء الله وَحسن بن عَليّ بن سلمى إِمَام الزَّاهِد والبدر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد النُّور بن خطيب الفخرية وَأَبوهُ والعز عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب فَقِيه بني الكويز وَأَخُوهُ الشّرف مُحَمَّد الْمَدْعُو شريفا وَبَنُو أَولهمَا

حرف القاف

عمر وَمُحَمّد وزين العابدين ولعمر ابْن يُقَال لَهُ أَبُو عبد الله والتاج عبد الْوَهَّاب بن الْوَاعِظ (حرف الْقَاف) (القادري) جمَاعَة كَثِيرُونَ مِمَّن ينْسب للشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلي مِنْهُم إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن بريد ومواخيه قَاسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَحسن وَعلي ابْنا مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن شرشيق فلحسن الشَّمْس مُحَمَّد ثمَّ للشمس المحمدان الصفي وَهُوَ أكبرهما وشقيقه الْعَفِيف فلأولهما تَاج العارفين مُحَمَّد ولعلي عبد الْقَادِر وَابْنه تزَوجهَا ابْن عَمها الشَّمْس مُحَمَّد واستولدها الْمشَار إِلَيْهِمَا وَمن هَذَا الْبَيْت الشّرف مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد الأكحل بن شرشيق وابناه زين العابدين مُحَمَّد وشمس الدّين مُحَمَّد فلأولهما مُوسَى مَاتَ وَهُوَ صَغِير وَعِيسَى من حبشية ولثانيهما أَحْمد وشقيقه مُحَمَّد من ابْنة النَّجْم الرِّفَاعِي وَلَهُمَا شَقِيقَة تغرى بردى الأستادار اسْمهَا خَدِيجَة وثانية تَحت بردبك اليشبكي الدوادار وثالثة تَحت ابْن جَانِبك الْيَهُودِيّ وَأُخْرَى اسْمهَا حَفْصَة مَاتَت بكرا (الْقَارِي) وقارة من أَعمال دمشق الْحَاج عِيسَى بن إِبْرَاهِيم وَأَخُوهُ يُوسُف وَبَنُو أَولهمَا مُحَمَّد قَرَأَ عَليّ ثمَّ على شقيقان أمهما خَدِيجَة ابْنة التقي أبي بكر الدقاق وَلَهُمَا شَقِيقَة وَعمر وَأحمد شقيقان من سَرِيَّة بَيْضَاء وَعبد الرَّحْمَن من حبشية ولثانيهما الشَّمْس مُحَمَّد التَّاجِر فَاضل شهير وَإِبْرَاهِيم بن وَابْنه حُسَيْن مَاتَا وَفِي القاريين عبد الْكَرِيم وَعُثْمَان ومحمود بَنو عبد الله بن يَعْقُوب مَاتُوا (القاسمي) نِسْبَة لأبي الْقَاسِم أَبُو بكر بن عَليّ الخانكي (القافلي) أَحْمد وَأَبُو بكر ابْنا مُحَمَّد بن أَحْمد وَابْن أَولهمَا الْكَمَال مُحَمَّد (القاياتي) نِسْبَة للقايات من أَعمال البهنساوية الْفَخر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أسعد وَابْنَته فَاطِمَة أم فتح الدّين بن سُوَيْد وسبطته أم هاني ابْنة الهوريني أم سيف الدّين الْحَنَفِيّ وَمُحَمّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب وابناه أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد وَأحمد ابْنا أَولهمَا المحمدان أَبُو الوفا وَأَبُو السُّعُود وَأمين الحكم الْمُحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (القبابي) نِسْبَة لقباب حماة عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن يحيى بن عبد المحسن وَنسبَة إِلَى القباب الْكُبْرَى من قرى أشمون الرُّمَّان من الشرقية عمل مصر يحيى بن يحيى بن أَحْمد الشَّافِعِي وللمالكية تَقِيّ الدّين عبد الرَّحْمَن القبابي وموقع بنواحي الالجيهية وَالشَّاهِد بجانبها مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين (القباني) بِفَتْح ثمَّ تَشْدِيد للصنعة يحيى بن مُحَمَّد بن سعيد (والقبطي) بِكَسْر ثمَّ مُوَحدَة ثمَّ سَاكِنة بعْدهَا مُهْملَة نِسْبَة للقبط

(القبيباتي) بِضَم ثمَّ موحدتين بَينهمَا تَحْتَانِيَّة وَآخره فوقانية لقبيبات الشَّام إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد الشريف وَأَبوهُ ولقبيبات مصر مُحَمَّد بن بكتمر وَابْنه عَليّ أحد الْحَنَفِيَّة من جمَاعَة الشيخونية والصرغتمشية وَغَيرهمَا (القبيسي) بِضَم ثمَّ مُوَحدَة وَآخره مُهْملَة مصغر (القجطوخي) بِضَم أَوله وثالثه بَينهمَا جِيم وَآخره مُعْجمَة نِسْبَة لقوج طوخ من الغربية غربي طنتدا عَليّ بن أَحْمد بن الْمقري الشَّاهِد بِالْقربِ من وكَالَة قوصون وبلديه أَحْمد بن عُثْمَان بن أَحْمد الْقَارئ عِنْد تغرى بردى الاستادار وَابْنه عُثْمَان وَالثَّلَاثَة مالكيون (الْقَرَافِيّ) نِسْبَة للقرافة الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن شرف وَأَبوهُ وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد وَابْنه سبط إِبْرَاهِيم بن الكماخي (القرتاوي) وقرتيا من أَعمال غَزَّة عبد الله بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم (الْقرشِي) نِسْبَة لقريش خلق كَثِيرُونَ مِنْهُم التَّاج مُحَمَّد بن صَالح الفافا أحد الْفُضَلَاء النواب وَابْنه الْجلَال أَحْمد التَّاجِر مِمَّن سمع مني بِمَكَّة عبد الْقَادِر بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْمُؤمن وَعِيسَى بن مُوسَى بن عَليّ بن قُرَيْش الْمَكِّيّ وَابْنه أَحْمد وَابْنه عبد الْوَاحِد ولعَبْد الْوَاحِد اخوة أَيْضا فيهم من هُوَ أكبر مِنْهُ (الْقُرْطُبِيّ) نِسْبَة لقرطبة (القرماني) نِسْبَة لِابْنِ قرمان ومصطفى بن زَكَرِيَّا وَابْنه الْجمال مَحْمُود (القرمي) اسحق بن اِسْعَدْ بن ابراهيم (الْقَرنِي) (القريصاتي) بِضَم ومهملتين بَينهمَا تَحْتَانِيَّة وَآخره فوقانية نِسْبَة للقريصات الكباب أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم (الْقَزاز) للصنعة (القزازي) فِي تَقِيّ الدّين (الْقزْوِينِي) نِسْبَة لقزوين الشهَاب أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد النَّقِيب وابناه جلال الدّين مُحَمَّد (والقسطلاني) والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْملك وَعَمه أَحْمد بن أبي بكر (القسنطيني) بِضَمَّتَيْنِ ثمَّ نون سَاكِنة بعْدهَا مُهْملَة مَكْسُورَة وَآخره نون سرُور بن عبد الله بن سرُور وقاضي الْجَمَاعَة بتونس أَبُو الْقسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَابْنه مُحَمَّد قَاضِي الْجَمَاعَة أَيْضا (الْقشيرِي) (القصاب) (القصبي) بِفتْحَتَيْنِ ثمَّ مُوَحدَة فِي السخاوي (القضامي) عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن الْعَلَاء (الْقطَّان) لصنعة الْقطن الشَّمْس مُحَمَّد بن السكرِي وَأَخُوهُ الشهَاب أَحْمد أحد الْفُضَلَاء (القطبي) بِضَم ثمَّ سُكُون نِسْبَة لقطب الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى وابناه إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد وهما فِي بطن دفْعَة ضريران وَله ثَالِث اسْمه عبد اللَّطِيف وَعبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن شمس الدّين القطبي نِسْبَة لجد أَبِيه لأمه علم الدّين لكَونه مَنْسُوبا للقطبية طَبِيب وَابْنه زين العابدين مُحَمَّد عرض عَليّ كتبا وَهُوَ حنبلي

(القطوري) بِضَمَّتَيْنِ وَآخره رَاء أَبُو الْفَتْح بن إِبْرَاهِيم (القفصي) بِفَتْح أَوله ثمَّ فَاء مُهْملَة نِسْبَة لقفصة مَدِينَة بالمغرب قريبَة من القيروان (القلاقسي) (القلانسي) مثله لَكِن بنُون بدل الْقَاف (القلتاوي) بِفَتْح ثمَّ سُكُون ثمَّ فوقانية نِسْبَة لقلتا دَاوُد بن مُحَمَّد الْمَالِكِي (القلشاني) بِكَسْر أَوله أَو فَتحه وَسُكُون ثَانِيه ثمَّ مُعْجمَة معقودة بَينهَا وَبَين الْجِيم آخِره نون قَرْيَة من نواحي تونس والقيروان بل هِيَ إِلَيْهَا أقرب أَحْمد وَعبد الله وَعمر بَنو مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خلف الله بن عبد السَّلَام بن أَحْمد الخزرجي وَأَوْلَاد ثالثهم حسن وحسين وَمُحَمّد قَاضِي الْجَمَاعَة فلحسن عبد اللَّطِيف ولي قَضَاء الْمحلة بعد التريكي قبل استكمال الثَّلَاثِينَ ولحسين شمس الدّين مُحَمَّد لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَأخذ عني ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ فِي الَّتِي تَلِيهَا ولقاضي الْجَمَاعَة عمر كَانَ مَعَه بِالْقَاهِرَةِ واستجازني لَهُ ومولده سنة أَربع وَخمسين ولاه قَضَاء الْجَمَاعَة يحيى بن مُحَمَّد مَسْعُود بن عُثْمَان صَاحب الْمغرب وحفيد صَاحبه بعد صرفه لمُحَمد بن أبي الْقَاسِم القسنطيني (القلعي) نِسْبَة لقلعة مصر الْمجد اسماعيل بن إِبْرَاهِيم بن حسن وابناه وَأمين الدّين مُحَمَّد والمحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبيد بن شُعَيْب خَازِن المؤيدية وَأَبوهُ (القلقشندي) بِفَتْح أَوله وثالثه بَينهمَا لَام ثمَّ مُعْجمَة ثمَّ نون ثمَّ مُهْملَة الشَّمْس مُحَمَّد بن التقي اسماعيل بن عَليّ بن الْحسن وَبَنوهُ عبد الرَّحْمَن وَعبد الرَّحِيم والتقي أَبُو بكر وابنا الأول عبد الْكَرِيم الْعَالم وَأَبُو الْخَيْر مُحَمَّد الْخَفِيف وابنا الثَّانِي أَحْمد وَعلي وَابْن ثَانِيهمَا إِبْرَاهِيم ابْن التقي أبي بكر أَبُو الْحرم مقدسيون والقطب أَحْمد بن اسماعيل وَبَنوهُ الْعَلَاء عَليّ والتقي عبد الرَّحْمَن واسماعيل وابراهيم وابنا أَوَّلهمْ أَحْمد وَالْجمال إِبْرَاهِيم وَله ابْن اسْمه وَابْن ثانيهم الْمُحب مُحَمَّد وَابْن ثالثهم قاهريون (القلقيلي) بِفَتْح أَوله وَكسر ثالثه بَينهمَا لَام نِسْبَة لقلقيليا قَرْيَة بَين الرملة ونابلس من أَعمال جلجوليا الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر بن يُوسُف بن أَيُّوب السكندري الْمقري وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُفْلِح وَابْنه أَحْمد وَابْنه النَّجْم مُحَمَّد مَشْهُور الْأَمر (القليبي) بِفَتْح أَوله ثمَّ لَام مَكْسُورَة وَآخره موحده نِسْبَة لقليب قَرْيَة بِجَانِب أبيار تجاه النحرارية (القليجي) كَالْأولِ لَكِن بجيم بدل الْمُوَحدَة نِسْبَة والشهاب أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ القليوبي بِفَتْح أَوله مُحَمَّد بن عبد الله بن ابي بكر شيخ الخانقاه الناصرية بسرياقوس وَابْنه محيي الدّين مُحَمَّد والشرف مُحَمَّد وَأحمد ابْنا إِبْرَاهِيم بن عبد الْمُهَيْمِن بن الخازن وَابْن أَولهمَا فَخر الدّين مُحَمَّد ومختصر الرَّوْضَة الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن

حرف الكاف

أَحْمد الْحِجَازِي والسراج عمر بن التَّاجِر وَمُحَمّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى أَبُو بكر الزيات وَابْنه أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد المخبزي وَابْنه صَلَاح الدّين مُحَمَّد كَاتب الْغَيْبَة وَعلي بن مُحَمَّد بن يُوسُف التَّاجِر الكارمي وَيعرف بالقليوبي توفّي فِي سنة سبع وَتِسْعين وابنا عَمه أَحْمد وشقيقته عجم ابْنا الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف كَانَ بَينهَا وَبَين ابْن حجاج بعد موت أَخِيهَا لكَونه افتات فِي الْوَصِيَّة الَّتِي اسندها إِلَيْهِ ابْن عَمهمَا عَليّ وَلم يصل بعد زايد المقابحات الَّتِي انْتَهَت فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين لكبير شَيْء وَمَعَ ذَلِك فتباريا فِي شعبانها (القمصي) بِضَم ثمَّ مِيم مُشَدّدَة ثمَّ مُهْملَة نِسْبَة لمنية القمص بِالْقربِ من منية بني سلسيل أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد وَبَنوهُ عبد الرَّحْمَن وَأحمد و (القمني) بِكَسْر ثمَّ فتح ثمَّ نون نِسْبَة الزين أَبُو بكر بن عمر بن عَرَفَات وَابْنه الْمُحب مُحَمَّد وَأَبُو حَيَّان كَانَ يَقُول لَهُ أَبُو حَيَوَان وَعبد الله وَعبد الرَّحْمَن ابْنا أَحْمد بن عمر وَابْن ثَانِيهمَا مُحَمَّد وَعُثْمَان بن عمر بن مُحَمَّد خطيب جَامع صاروجا وجد ابراهيم بن الخص لأمه وَعمر بن ابراهيم بن هَاشم وَابْنه أَحْمد وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد الْوَكِيل وابناه المحمدان أَبُو الْيمن والتقي وَعلي بن مُحَمَّد بن خَالِد بن عبد الله بن عَليّ الشَّاهِد تجاه الصالحية وَأحد نواب الْمَالِكِيَّة وَعبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد والنور عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ (الْقَمُولِيّ) بِفَتْح ثمَّ ضم عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن (القنبشي) مُحَمَّد بن عَليّ بن خَالِد بن عَليّ بن مُوسَى (القوصوني) نِسْبَة لجامع قوصون مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن صَدَقَة الريس وَأَبوهُ وَكيل بنواحي الصليبة مِمَّن سلف منع السُّلْطَان لَهُ مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين وَرُبمَا يُقَال لَهُم القيصوني (القوصي) نِسْبَة لقوص الْمَدِينَة الشهيرة من الصَّعِيد الْأَعْلَى (القونوي) بِضَم ثمَّ سُكُون ثمَّ نون مَفْتُوحَة (القويسني) بِضَم ثمَّ فتح ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة نِسْبَة لقويسنة بدر بن عَليّ (القيسراني) نِسْبَة لقيسارية مَدِينَة على سَاحل الْبَحْر بِالشَّام (القيصراني) وأظنها الأولى يُقَال بالسيد وَالصَّاد (القيمري) خَلِيل بن أَحْمد بن عِيسَى وَابْنه مُحَمَّد (حرف الْكَاف) (الكازروني) بِفَتْح أَوله وثالثه نِسْبَة لكازرون احدى بِلَاد فَارس جمَاعَة مِنْهُم الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم قَاضِي طيبَة وعالمها وَابْنه نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَبَنوهُ أَبُو السعادات مُحَمَّد وَنور الدّين عَليّ وَعبد السَّلَام الأول وَالثَّانِي

وَمُحَمّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد وَالْجمال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله الْمَكِّيّ (الكبيسي) بِضَم ثمَّ مُوَحدَة مَفْتُوحَة وَآخره مُهْملَة مصغر الْيَمَانِيّ المعتقد (الكحال) (الْكرْدِي) اخوان مضيا فِي الشريف الْكرْدِي من ثَانِي قسمي الْأَنْسَاب وَعمر بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر المعتقد وَعمر آخر فِي الأباريقي وَعبد الله بن عِيسَى بن عبد الله الضَّرِير الْمقري وَرَسُول اثْنَان ابْن أبي بكر بن الْحسن وَابْن مُحَمَّد بن عمر (الكرستي) بِفتْحَتَيْنِ ثمَّ مُهْملَة سَاكِنة وَآخره مثناة نِسْبَة لبلدة بالعجم عبد الْعَظِيم بن يحيى بن أَحْمد بن عبد الْعَظِيم (الكركي) نِسْبَة للكرك أَحْمد بن عِيسَى بن مُوسَى بن عِيسَى وَمُحَمّد بن عمر الْحَنَفِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن اسماعيل وَابْنه الإِمَام إِبْرَاهِيم (الْكرْمَانِي) بِكَسْر أَوله قيل وفتحه نِسْبَة لكرمان يشْتَمل على عدَّة بِلَاد والتقي يحيى بن الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ وآخوه عبد الحميد وَابْن أَولهمَا الْجمال يُوسُف وابناه التقي يحيى وَأَبُو حَيَّان كريم الدّين والْعَلَاء عبد الْوَهَّاب بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عمر نزيل مَكَّة وَأحد فضلائها مِمَّن صاهر بهَا الْمُحب الطَّبَرِيّ الإِمَام على إِحْدَى بَنَاته وخادم قاوان نزيل مَكَّة أَيْضا مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بهْرَام وملا عَليّ الكيلاني (الكريدي) بِضَم أَوله وَفتح ثَانِيه مصغر جمَاعَة مِنْهُم عَليّ بن مُحَمَّد بن عميرَة وَأحد الشُّهُود وَلَهُم الكرندي بِكَسْر الْكَاف وَفتح الرَّاء ثمَّ نون شخص يماني اسْمه مُحَمَّد بن عمر (الكريمي) بِفَتْح أَوله نِسْبَة لكريم الدّين مُحَمَّد بن فضل الله بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي (الكفرسبي) يُوسُف بن مُحَمَّد بن حمود (الكفري) نِسْبَة لقرية بِالشَّام (الكفيري) بِالتَّصْغِيرِ قَرْيَة بِالشَّام أَيْضا (الكلائي) بِفتْحَتَيْنِ مَقْصُور نِسْبَة لكفر كلا بالغربية الصّلاح مُحَمَّد بن عمر الشاذلي (الكلبشاوي) بِفَتْح أَوله وثالثه بَينهمَا لَام ثمَّ مُعْجمَة نِسْبَة لكلبشا بجوار مليج من الغربية إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وَأَخُوهُ عبد الْغفار وَكَانَا قاضيين بهَا كأبيهما وجدهما والفاضل نور الدّين عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر (الكلستاني) مَحْمُود بن عبد الله ونسبته مضبوطة فِيهِ (الكلوتاتي) نِسْبَة لعمل الكلوتات أَحْمد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد وَأحمد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف وَحسن وناصر الدّين مُحَمَّد ابْنا خَلِيل بن خضر (الكماخي) بِفتْحَتَيْنِ وَآخره مُعْجمَة إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن مَحْمُود وَأَبوهُ وجده (الكمالي) نِسْبَة لكَمَال الدّين (الكمشيشي) بِفَتْح أَوله ثمَّ مِيم ومعجمتين بَينهمَا تَحْتَانِيَّة مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله (الْكِنَانِي) بِكَسْر أَوله ونونين أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن نصر الله وَابْن خَاله أَحْمد بن عبد الله بن عَليّ

حرف اللام

(الكنجي) بِكَسْر ثمَّ نون سَاكِنة وجيم (الكوراني) بِفَتْح ثمَّ سُكُون الشهَاب أَحْمد بن اسماعيل بن عُثْمَان شيخ الرّوم وَالْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن خضر بن ابراهيم شيخ سعيد السُّعَدَاء (الكومي) بِفَتْح ثمَّ سُكُون ثمَّ مِيم الْجمال يُوسُف بن أَحْمد بن يُوسُف والْعَلَاء عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ وَابْنه وَقد يُقَال لجَماعَة مِمَّن ينْسب لكوم الريش الكومي وَلَكِن الريشي أَكثر كَمَا مضى (الكيلاني) الْجمال مَحْمُود صهر الفومني أسلفناه فِيهِ وملا عَليّ فِي الْكرْمَانِي (حرف اللَّام) (اللبودي) فِي ابْن اللبودي (اللتات) فِي الملتوتي (اللجائي) بِفَتْح أَوله ثمَّ جِيم نِسْبَة لقبيلة من أورنة احدى قبائل البربر أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عَليّ نزيل مَكَّة (اللجمي) بِفتْحَتَيْنِ ثمَّ جِيم وَمِيم نِسْبَة لبلدة بالسَّاحل قريب سفاقس مِنْهَا عبد الْغَنِيّ (اللحجي) بِفَتْح ثمَّ مُهْملَة سَاكِنة ثمَّ جِيم نَاحيَة شهيرة بَينهَا وَبَين عدن أبين مرحلة (اللدي) بِضَم ثمَّ دَال مُشَدّدَة خَلِيل أَحْمد بن عَليّ بن خَلِيل (اللَّقَّانِيّ) بِفَتْح ثمَّ قَاف وَنون نِسْبَة للقانة من الْبحيرَة مُوسَى بن عمر بن عوض بن عَطِيَّة وَابْنه الشَّمْس مُحَمَّد وَابْنه عمر وقريبهم قَاضِي الْمَالِكِيَّة ابراهيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وتلميذه مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن (اللوبياني) بِضَم ثمَّ وَاو سَاكِنة ثمَّ مُوَحدَة مَكْسُورَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة وَآخره نون نِسْبَة للوبيا من صفد أَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن بن رحال بن مَنْصُور (اللؤْلُؤِي) نِسْبَة للؤلؤ (حرف الْمِيم) (الماحوزي) بِمُهْملَة مَضْمُومَة وَآخره زَاي مُعْجمَة وَالِد الخواجا شمس الدّين الْمَاضِي كَانَ قبل الكائنة فِي حَانُوت بالخواصين وَبعدهَا فِي مَكَان آخر وَكَانَ منزله عِنْد قبر عَاتِكَة مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَقد جَازَ السِّتين ذكره شَيخنَا فِي انبائه (المارداني) نِسْبَة لجامع المارداني عبد الله بن خَلِيل بن يُوسُف الموقت وسبط الْبَدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَعلي بن سَالم (المارديني) نِسْبَة لماردين (المارستاني) نِسْبَة للبيمارستان عَليّ بن (المازوني) بزاي مَضْمُومَة وَآخره نون نِسْبَة فِيمَا يظْهر لقرية يُقَال لَهَا مازونة وبالشام نوع من الاقباع ينْسب كَذَلِك (المالقي) نِسْبَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد (الْمَالِكِي) نِسْبَة للْمَذْهَب خلق (الماهاني) نعْمَة الله بن عبد الله بن مُحَمَّد

(الْمَاوَرْدِيّ) الْمقري مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين أرخه ابْن فَهد (المتبولي) نِسْبَة لمتبول الشهَاب أَحْمد بن مُوسَى بن نصير وَعلي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْحَنْبَلِيّ وَابْن أَخِيه مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد وَيُقَال لكل مِنْهُمَا ابْن الرزاز وَإِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عمر ومريده أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن وَابْنه شرف الدّين مُحَمَّد وَأَخُوهُ صَلَاح الدّين عبد الْقَادِر (المتيجي) بِفَتْح ثمَّ فوقانية مُشَدّدَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ جِيم الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد (المجدلي) نِسْبَة للمجدل أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن دَاوُد وَابْنه مُحَمَّد وَعَمه خَلِيل (المحرقي) بِفتْحَتَيْنِ ثمَّ مُهْملَة مُشَدّدَة وقاف نِسْبَة للمحرقة قَرْيَة بالجيزية فتح الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب وَابْنه الْبَدْر أَبُو المكارم مُحَمَّد وابناهما الْبَهَاء أَبُو الْفضل أَحْمد الْخَطِيب والمحب أَبُو البقا مُحَمَّد الْمُبَاشر وَابْن أَولهمَا يحيى وَابْن ثَانِيهمَا فتح الدّين أَبُو الْيُسْر مُحَمَّد وهما مِمَّن قَرَأَ عَليّ وَصدقَة بن مُحَمَّد بن صَدَقَة وَبَنوهُ عبد الْقَادِر وَعبد الرَّحِيم وَيُونُس ولثانيهم ابْن يُقَال لَهُ أَبُو الْفَتْح صَار فِي هَذِه الْأَزْمَان يقْرَأ على الْعَامَّة فَوق الكراسي بالأزهر ثمَّ بِمَكَّة وَله قبُول فِي ذَلِك عِنْدهم وَله فِي سنة ثَمَان وَعشْرين بضع وَعِشْرُونَ (الْمحلي) نِسْبَة للمحلة الْمَدِينَة الشهيرة بالغربية ابراهيم بن عمر بن عَليّ التَّاجِر والجلال مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد وَأَخُوهُ الْكَمَال مُحَمَّد وأبوهما وجدهما وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد والسراج عمر بن أَحْمد بن عَليّ الْوَاعِظ وَابْنه عبد النَّاصِر وَمُحَمّد بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد وَالِد أبي الْفضل الْحَنَفِيّ نزيل الشرابشية كَانَ وَأحمد بن مُحَمَّد بن عبد الله خطيب جَامع ابْن ميالة وَعلي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمَعْرُوف بِابْن قريبَة وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن اسماعيل الْخَطِيب (المَخْزُومِي) نِسْبَة لبني مَخْزُوم من قُرَيْش جمَاعَة (المخلصي) مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن رَمَضَان (الْمدنِي) نِسْبَة للمدينة النَّبَوِيَّة مُحَمَّد بن عَليّ بن معبد والمزور الشهير أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد جَار ابْن المرخم وابناه جلال الدّين مُحَمَّد و (الْمَدِينِيّ) بِسُكُون الدَّال نِسْبَة لمدين جمَاعَة (الْمرَادِي) (المراغي) نِسْبَة إِلَى المراغة من مصر الزين أَبُو بكر بن الْحُسَيْن ابْن عمر وَبَنوهُ المحمدون أَبُو الْيمن وَأَبُو الْفَتْح وَأَبُو الْفرج وَأَبُو الْفضل وَأحمد أَبُو النَّصْر وَأَسْمَاء وَعَائِشَة وَيُقَال لمن عدا الأول ابْن المراغي (المراكشي) بِالتَّشْدِيدِ نِسْبَة للبلد من الغرب وَالْجمال مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَليّ بن عبد الصَّمد (الْمرْجَانِي) بجيم وَنون النَّجْم مُحَمَّد بن أبي بكر بن

عَليّ بن يُوسُف وَبَنوهُ المحمدان أَبُو الْفَتْح والكمال أَبُو الْفَتْح والبدر حسن وابنا ثانيهم المحمدان أَبَوا لسعود ومحب الدّين وَبَان ثالثهم أَبُو البركات مُحَمَّد قَرَأَ عَليّ وَلأبي السُّعُود ولد اسْمه أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد (المرجوشي) نِسْبَة لسوق أَمِير الجيوش الْجلَال مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق والبدر حسن بن عَليّ وَابْنه مُحَمَّد وَيُقَال لَهُ ابْن المرجوشي وَله ابْن قطع لِسَانه وكحل فِي سنة خمس وَتِسْعين (المرجي) نِسْبَة للمرج (المرداوي) نِسْبَة لمردا وَعلي بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن مُحَمَّد ويوسف بن (المرشدي) بِضَم ثمَّ رَاء ومعجمة الْجمال مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب أَخُو الْجلَال عبد الْوَاحِد فللثاني عبد الْغَنِيّ وَإِبْرَاهِيم وَمُحَمّد فَأَما عبد الْغَنِيّ فَمَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه وَترك أَبَا بكر فلأبي بكر عبد الْغَنِيّ وَعلي وَمُحَمّد وَإِبْرَاهِيم وَأما إِبْرَاهِيم فَلهُ عبد الْوَاحِد وَأما الْجمال فبنوه أَبُو الْفَضَائِل مُحَمَّد وَعبد الأول وَعبد الرَّحْمَن وَعبد الله وَأَبُو النجا فلأبي الْفَضَائِل عبد الْغَنِيّ وَيحيى فَأَما يحيى فَلم يعقب ذُكُورا ولعَبْد الأول ابْنة هِيَ تَحت عبد الْغَنِيّ بن أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ ولعَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد وَعبد الْقَادِر وَعلي وَعبد الرؤوف وَعبد الله اثْنَان احدهما ولد فِي سنة أَربع عشرَة وَكتب فِي استدعاء حِينَئِذٍ أجَاز لَهُ فِيهِ جمَاعَة وَكَانَ مَوْجُودا فِيمَا بَلغنِي سنة سبع عشرَة وَسمع من أَبِيه وَأَظنهُ مَاتَ قبل عبد الله الثَّانِي بِحَيْثُ سمي باسمه ومولد الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَعمر وَصَالح ابْنا مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف وابنا أَولهمَا أَبُو حَامِد مُحَمَّد وَأحمد وابنا ثَانِيهمَا أَحْمد و (المرصفي) نِسْبَة لمرج صفا بالشرقية جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن عَبَّاس أحد من أَخذ عني (المرعشي) نِسْبَة لمرعش من نواحي حلب أَحْمد بن أبي بكر بن صَالح الْحلَبِي (الْمَرْوِيّ) نِسْبَة للمرية من الأندلس حسن بن يُوسُف بن حسن (المريسي) نِسْبَة أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد بن ريحَان وابناه عَليّ وَعُثْمَان وَابْن أَولهمَا مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد وَيُقَال لَهُ الْمدنِي مِمَّن قَرَأَ عَليّ شَيْئا وَكلهمْ من مباشري جدة (المريني) بِفَتْح ثمَّ رَاء خَفِيفَة مَكْسُورَة وَعلي الْأَلْسِنَة تشديدها وَآخره نون قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِالشَّام الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد (المزجاجي) بِكَسْر ثمَّ معجمات الْجمال مُحَمَّد بن مُحَمَّد (الْمزي) بِكَسْر أَوله (الْمسَاوِي) أحد من سَار بالقافلة للمدينة النَّبَوِيَّة عبد الله بن عَامر بن مُحَمَّد (المسطيهي) أَحْمد بن عَليّ بن عَامر وَأَبوهُ (المَسْعُودِيّ) مُحَمَّد بن يُوسُف (الْمسلي) عمر بن أبي بكر (المسلاتي) بتَشْديد اللَّام مُحَمَّد بن يُوسُف (المسوفي) مُحَمَّد بن نَافِع (المسيري) نِسْبَة لمسير أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن

يحيى نزيل المؤيدية وَأحمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد وابنا عَمه المحمدان ابْن (المشدالي) فِي أبي الْفضل المشدالي (المشرقي) بِفَتْح ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة ومهملة مَكْسُورَة نِسْبَة للمشرق ضد الْمغرب الْعَلَاء عَليّ والتقي عبد الله ابْنا عبد الرَّحْمَن بن حسن بن عَليّ الغزيان وَابْن أَولهمَا مُحَمَّد وَأكْثر مَا يُقَال لَهُم ابْن المشرقي (المشهدي) نِسْبَة لمشهد الْحُسَيْن بِالْقَاهِرَةِ أَبُو بكر بن عَليّ بن عبد الله بن أَحْمد وَابْنه الْبَهَاء مُحَمَّد وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد والمحب أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم (الْمصْرِيّ) نِسْبَة لمصر خلق (المصيري) بِضَم أَوله مصغر شَاب مُقيم بمدرسة الولوي البُلْقِينِيّ لنشأته مَعَ أمه اسْمه أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله فِي بَيتهمْ تنْسب إِلَيْهِ جرْأَة ومرافعات فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي مِنْهَا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَهُوَ الْآن فِي حبس أولى الجرائم هُوَ وَابْن العظمة وَرَجَب العلمي (المطري) نِسْبَة للمطرية المصرية الرضى أَبُو حَامِد مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَافِظ الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف وابناه الْمُحب مُحَمَّد وَأحمد ولأولهما المحمدان أَبُو الْفَتْح وَأَبُو الْفضل وَأم كُلْثُوم فَأَبُو الْفضل وَالِد خَدِيجَة زَوْجَة الْمُحب ابْن القَاضِي خير الدّين الْمَالِكِي وَأم كُلْثُوم زَوْجَة جده القَاضِي شمس الدّين السخاوي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن فتح الدّين صَدَقَة بن صَالح وَمُحَمّد بن عَليّ بن أَحْمد المطري الْمَكِّيّ مِمَّن خدم السوقة وَدَار بالحلوى لشراء الْأَطْفَال وَنَحْوهم ثمَّ تزوج بأخته سعيد الْكرْدِي دلال الْكتب وَصَارَ فِي خدمته وتوصل بِهِ لخدمة أبي الْفضل الْخَطِيب وَعرف بِهِ وَدخل مَعَه الْقَاهِرَة ثمَّ مَعَ ابْن أَخِيه الْمُحب وَلَزِمَه فِي السّفر والحضر وبيتهم يعْمل المساعيد وتريش بتزوج النوري الْبُحَيْرِي الْمَالِكِي بابنته حِين كَانَ مجاورا وَله مِنْهَا ولد (المظفري) نِسْبَة لسويقة المظفري بِالْقربِ من جَامع ابْن زين الدّين مِنْهَا الشَّمْس مُحَمَّد بن القوالبي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله وَنسبَة لمظفر الدّين (المعيني) نِسْبَة لمُعين الدّين الأبرص جَوْهَر الساقي (المغراوي) بِفَتْح ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة إِمَام الصالحية مَاتَ سنة احدى أرخه شَيخنَا وَلم يسمه وَآخر اسْمه الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمَالِكِي (المغربي) نِسْبَة (الْمَقْدِسِي) فِي الْقُدسِي (المقريزي) بِفَتْح أَوله نِسْبَة لحارة المقارزة ببعلبك التقي أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْقَادِر المؤرخ وَابْن أَخِيه نَاصِر الدّين مُحَمَّد (المقسي) وَيُقَال لَهُ المقسمي نِسْبَة لناحية الْمقسم بِالْقربِ من بَاب الْبَحْر وَهُوَ الْمَكَان الَّذِي قسمت فِيهِ الغنمية عِنْد اسْتِيلَاء الصَّحَابَة على مصر وَصَارَ نِهَايَة السُّور الَّذِي أَمر السُّلْطَان صَلَاح الدّين بإدارته على مصر والقاهرة وَإِلَيْهِ ينْسب الصاحب شمس الدّين عبد الله المقسي

مُجَدد الْجَامِع الْمَعْرُوف بِهِ وحفيد ابْنه التَّاج عبد الله بن نصر الله بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الله وَأَبوهُ وَابْنه والفقيه الْفَخر عُثْمَان بن عبيد الله وَالشَّمْس مُحَمَّد بن قَاسم وَآخَرُونَ كمحمد بن عَليّ أحد النواب (المقصاتي) بِفتْحَتَيْنِ ومهملة مُشَدّدَة وَآخره مثناة لعمل المقصات (المكراني) بِضَم الْمِيم نِسْبَة لمكران بَلْدَة بِالْهِنْدِ ذكر البُخَارِيّ أَنه قتل بهَا سعد بن هِشَام بن عَامر الْأنْصَارِيّ التَّابِعِيّ (المكودي) بِفَتْح ثمَّ كَاف مُشَدّدَة مَضْمُومَة وَآخره مُهْملَة نِسْبَة عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن صَالح شَارِح الألفية والجرومية (المكيني) نِسْبَة لمكين الدّين الصّلاح أَحْمد بن مُحَمَّد بن بركوت (الْمَكِّيّ) نِسْبَة لمَكَّة المشرفة جمَاعَة (الملتوتي) لعمل الملتوت وَيُقَال لَهُ اللتات مُحَمَّد بن عمر بن عمر بن حصن (الْمَلْطِي) نِسْبَة لملطية يُوسُف بن مُوسَى بن مُحَمَّد (الملكاوي) بِفَتْح ثمَّ سُكُون أَحْمد بن رَاشد بن طرخان (الملوي) بِفَتْح ثمَّ بلام مَفْتُوحَة مُشَدّدَة (المليجي) بِفَتْح نِسْبَة لمليج من المنوفية وابراهيم بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد وَعبد الْمُنعم بن مَحْمُود بن عَليّ (المناوهلي) ويخفف بالمنهلي نِسْبَة لمناوهلة بِالْقربِ من منوف عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن دَاوُد وَابْنه حَافظ الدّين مُحَمَّد وَشَيخ أحد أروقة الْأَزْهَر أَحْمد بن عبد الله بن عبد الله بن مُحَمَّد (الْمَنَاوِيّ) نِسْبَة إِلَى قَرْيَة من الْأَعْمَال الجيزية تسمى منية الْقَائِد الصَّدْر مُحَمَّد بن الشّرف إِبْرَاهِيم بن اسحق بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن وَابْنه عَمه الْفَخر عُثْمَان بن التَّاج مُحَمَّد بن اسحق وَابْنه الْبَهَاء أَحْمد وابناه عَليّ وَعمر وجدهم التَّاج مُحَمَّد بن اسحق من أهل ذَاك الْقرن وَهُوَ المستقل بِالْقضَاءِ أَيَّام الْعِزّ بن جمَاعَة وَمن الْمُتَأَخِّرين المنسوبين لهَؤُلَاء عبد الرَّحِيم وَعلي ابْنا الشّرف أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن وجدهما ضِيَاء الدّين مُحَمَّد الَّذِي من ذَاك الْقرن وَلَكِن رَأَيْت من قَالَ أَنه التَّاج مُحَمَّد وَحِينَئِذٍ فَهُوَ ابْن اسحق ولعلي ابْن اسْمه الشهَاب أَحْمد أحد شُهُود الْمُودع وَإِلَى منية بني خصيب من الصَّعِيد الشّرف يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مخلوف وَابْنه زين العابدين مُحَمَّد وابناه عَليّ وَمُحَمّد وَإِلَى منية مسود بالمنوفية عَبَّاس بن أَحْمد بن عمر بن نَاصِر بن أَحْمد أحد الشُّهُود الْأَزْهَرِي وَابْنه الشهَاب أَحْمد فَاضل كثير الِاشْتِغَال (الْمُنْذِرِيّ) بذال مُعْجمَة نِسْبَة شخص خير من طلبة الأزهريين تردد إِلَى اسْمه (المنزلي) نِسْبَة للمنزلة جمَاعَة مِنْهُم الشهابان الأحمدان الأزهريان ابْن وَابْن الضَّرِير

(المنشاوي) نِسْبَة للمنشية عبد الرَّحِيم بن غُلَام الله وَعُثْمَان بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن زلقا والبدر مُحَمَّد بن عَليّ بن سبط الشّرف مُوسَى المنوفي (المنصوري) نِسْبَة للمنصور عُثْمَان بن الظَّاهِر جقمق أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن حسن بن عبد الله وللمنصورة بلد من الشرقية إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم والشاعر أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد وقريبه مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد خَادِم شَيخنَا الرَّشِيدِيّ (المنظراوي) عَليّ فَقِيه الْأَيْتَام بوقف خير بك فِي مَكَّة (المنفلوطي) نِسْبَة لمنفلوط مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم (المنهلي) فِي المناوهلي (المنوفي) نِسْبَة لمنوف الشهَاب أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الله وقريبه الْعِزّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام وَابْنه الشهَاب أَحْمد وَبَنوهُ الْكَمَال مُحَمَّد وشقيقه الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم والمحب مُحَمَّد والتقي عبد الْغَنِيّ عَليّ بن عبد الحميد وَابْن أَخِيه لامه النُّور عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر وابناه الْبَدْر مُحَمَّد وَأحمد وَابْن أخي التقي شقيقه وَحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ وَابْنه الْمقري الشهَاب أَحْمد وزين الصَّالِحين مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُوسَى بن يُوسُف وَأَخُوهُ والشرف مُوسَى وأبوهما وَابْن ثَانِيهمَا محب الدّين مُحَمَّد وَابْنه جمال الدّين وخَالِد بن أَيُّوب وابناه وَفتح الدّين مُحَمَّد بن صَدَقَة الْمَعْرُوفَة بِابْن عَطِيَّة وَالشَّمْس مُحَمَّد بن التَّاج مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَابْنه الْعِزّ مُحَمَّد والشهاب أَحْمد بن اسماعيل بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن أبي السُّعُود وأخواه الشَّمْس مُحَمَّد ورمضان وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الفرضي وَيعرف بِابْن مَسْعُود وَأحمد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن القنيني وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى المقسي قاضيه وَيعرف بَين المنوفيين بِابْن الشُّرُنْبُلَالِيّ والبدر أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن الْعِزّ مُحَمَّد نَاظر البيمارستان وجده بعد توقيعه لجانبك وَابْنه الْجمال يُوسُف كَاتب المماليك وَمُحَمّد وَإِبْرَاهِيم وَأحمد وَشرف الدّين بَنو مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ مَاتَ آخِرهم وَيُقَال أَنه أَصْغَرهم وَترك ولدا تنزل عوضه فِي الأشرفية برسباي وهم حنفيون يعرف كل مِنْهُم بِابْن زين الدّين وَفتح الدّين أَبُو الْفَتْح أَحْمد بن عَليّ بن عَليّ بن عِيسَى القلعي قَاضِي الْمحمل وَنور الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن فَخر نزيل البيبرسية وَأحد المعتقدين وَمُحَمّد بن عيد أحد جمَاعَة الشَّيْخ مَدين وَمن يعْتَقد ابْن عَرَبِيّ وَعلي بن نصر نزيل المنكوتمرية (الْمهْدي) الجبرتي مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالروضة من وَادي مر أرخه ابْن فَهد (المواهبي) نِسْبَة لأبي الْمَوَاهِب إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود (الموسكي) نِسْبَة لقنطرة الموسكي إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن حسن الْحَرِير الْوَاعِظ الَّذِي

حرف النون

الَّذِي قَرَأَ عَليّ بِمَكَّة سنة أَربع وَتِسْعين (الْمَيْدُومِيُّ) نِسْبَة لميدوم الزكي أَبُو بكر بن عمر بن يُوسُف وَابْنه أَحْمد وحفيده عبد الْغفار بن عبد الرَّحِيم بن أبي بكر وحفيده الآخر الزكي أَبُو بكر بن أبي بكر (الْمَيْمُونِيّ) نِسْبَة للميمون من الصَّعِيد التَّاج عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد والْعَلَاء عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ أحد نواب الْحَنَفِيَّة وَمن تركت استنابته (حرف النُّون) (النابتي) عبد الله بن خلف بن مُحَمَّد (النابلسي) نِسْبَة لنابلس إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن ثَابت وابناه أَحْمد والكمال مُحَمَّد بن الْبَدْر مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر وَإِخْوَته وأبوهم وَبَنوهُ (النَّاجِي) نِسْبَة للنجاة إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مَحْمُود (النَّاسِخ) للحرفة فِي الشهَاب من الألقاب (النَّاشِرِيّ) نِسْبَة عمر وَعُثْمَان والموفق عَليّ والشهاب أَحْمد بَنو أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر وهم من أُمَّهَات شَتَّى وَبَنُو الأول الْعَفِيف عُثْمَان مُصَنف الناشريين وعبد الله وَبَنُو الثَّانِي الْجمال مُحَمَّد وحافظ الدّين والشهاب أَبُو الْفضل وَحَمْزَة بن عبد الله بن مُحَمَّد (الناصري) نِسْبَة للناصر (النائي) بِالْمدِّ نِسْبَة لناي من أَعمال القليوبية الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن اسماعيل القليوبي (النبراوي) نِسْبَة قاضيان حَنَفِيّ نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن حُسَيْن وحنبلي عبد الْقَادِر بن عَليّ بن أَحْمد بن أَيُّوب وَفِيهِمْ عبد الْغَنِيّ بن عَليّ بن حسن (النحريري) قَاضِي الْمَالِكِيَّة بحلب عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد المتوفي فِي سنة وَأحمد بن عبد الله المتوفي فِي سنة أَرْبَعِينَ وَأَظنهُ ولد الَّذِي قبله وجمال الدّين عبد الله بن النحريري وَيظْهر لي أَنه ولد أَحْمد الَّذِي قبله وَكَذَا فِي الْمَالِكِيَّة أَحْمد بن عبد الله النحريري مَاتَ أَوَائِل الْقرن بعد أَن ولي قَضَاء مصر قد تقدم والولوي مُحَمَّد بن فتح الدّين أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسماعيل أحد نواب الْمَالِكِيَّة هَكَذَا أمْلى نسبه وَوجدت بخطي بدل مُحَمَّد الرَّابِع أَبَا بكر وَأَبوهُ وَعبد الْقَادِر بن الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر بن حسن نزيل الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَأَبوهُ وخال أَبِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الضَّرِير (النَّحْوِيّ) نِسْبَة لعلم النَّحْو جمَاعَة كَثِيرُونَ مِنْهُم إِبْرَاهِيم بن (النستراوي) بِفَتْح أَوله وثالثه بَينهمَا مُهْملَة نِسْبَة أَبُو الطّيب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن (النشائي) بِكَسْر ثمَّ مُعْجمَة مَمْدُود نِسْبَة الشَّمْس مُحَمَّد

ابْن صَاحب الزِّمَام (النشرتي) بِفتْحَتَيْنِ ثمَّ سُكُون ثمَّ فوقانية نِسْبَة لنشرت بالغربية بِالْقربِ من سخاوسنهور عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد المغيث وَابْنه الشهَاب أَحْمد وَابْنه الشَّمْس مُحَمَّد كلهم خِيَار (النشوي) أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن عبد الله (النشيلي) مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أحد المعتقدين وَمُحَمّد بن عمر بن مُحَمَّد دلال الْكتب وَغَيرهَا وَهُوَ ابْن عَم زَوْجَة الشَّافِعِي أم وَلَده محب الدّين فَهِيَ ابْنة الشَّيْخ إِبْرَاهِيم وَلها أَخ من الْخِيَار اسْمه عبد اللَّطِيف توفّي وَلها قريب من جِهَة النِّسَاء تَاجر نشيلي اسْمه أَسد بن أبي بكر بن عمر بن ياسين وَيعرف فِي بَلَده بالقابسي ولدلال الْكتب ابْن اسْمه مُحَمَّد لَازم الخيضري ثمَّ القَاضِي زَكَرِيَّا وَتردد إِلَيّ ولدلال الْكتب أَخ اسْمه الشهَاب أَحْمد يحرر مَعَ الَّذِي قبله وَمِنْهُم أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المخالط للأتراك وناظر الْخَاص وَنَحْوهم وكل هَؤُلَاءِ أكراد الأَصْل من ذُرِّيَّة الشَّيْخ خَلِيل النشيلي الْمَذْكُور فِي لطائف المنن لِابْنِ عَطاء الله وينتسب إِلَيْهِم من جِهَة النِّسَاء الشَّمْس مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد النشيلي نزيل مَكَّة ومباشر مدرسة السُّلْطَان رَفِيقًا لِابْنِ نَاصِر وَفِي النشايله مُحَمَّد بن حسن بن حَاتِم ربيب بواب سعيد السُّعَدَاء (النطوبسي) فِي الْمُوَحدَة (النظامي) نِسْبَة لنظام مصطفى بن تقتمر (النعماني) بِالضَّمِّ نِسْبَة لأبي عبد الله بن النُّعْمَان الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن بركَة الْمصْرِيّ وَأَبُو الْفَتْح الْمَنْسُوب إِلَيْهِ الْقِرَاءَة النعمانية وَللْإِمَام أبي حنيفَة مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر وَهُوَ حميد الدّين (النعيمي) (النفطي) بِالْفَتْح نِسْبَة للنفط (النفيائي) بِالْكَسْرِ نِسْبَة لنفيا من الغربية بِالْقربِ من طنتدا مِنْهَا الْأُخوة الأشقاء الْخَمْسَة المهتدون لِلْإِسْلَامِ وهم إِبْرَاهِيم ثمَّ عبد الرَّحْمَن ثمَّ مُحَمَّد ثمَّ أَحْمد ثمَّ عَليّ بَنو عبد الله وثالثهم أَوَّلهمْ إسلاما وَكَانَ كل من أَحْمد وَعلي دون الْبلُوغ فَحكم بإسلامهما ثمَّ سعى فِي إِسْلَام الْأَوَّلين وتعب فِي أَولهمَا أَكثر وَعجز فِي أمّهم وَمَات عَليّ ثمَّ مُحَمَّد ثمَّ أَحْمد الثَّلَاثَة فِي عَام وَاحِد وَتَأَخر الْآخرَانِ مَعَ أمهما (النقاوسي) بِضَم أَوله وَفتح الْقَاف وَآخره مُهْملَة (النمراوي) بِالْكَسْرِ نِسْبَة لنمرى اسماعيل بن إِبْرَاهِيم بن اسماعيل وَعبد الْعَزِيز بن (النهاري) بِفتْحَتَيْنِ فَقِيه الْيمن مُحَمَّد بن عمر (النهياوي) بِالْفَتْح نِسْبَة لنهيا (النواجي) نِسْبَة لنواج مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ الشَّاعِر الشهير (النواوي) نِسْبَة لنوى من القليوبية عمر بن حسن بن عمر بن عبد الْعَزِيز وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد وَابْنه وَنسبَة لنوى من الشَّام إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم بن عمر وَعبد

حرف الهاء

الْقَادِر بن مُحَمَّد وَقد يُقَال لَهُم النَّوَوِيّ بِدُونِ ألف (النوبي) بِضَم وَآخره مُوَحدَة نِسْبَة الشَّمْس مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن اسحق بن ابراهيم (النَّوَوِيّ) فِي النواوي قَرِيبا (النويري) بِضَم مصغر نِسْبَة لنويرة خلق مِنْهُم بِمَكَّة كَثِيرُونَ كَأبي الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد وبنيه عَليّ وَعمر وَأبي بكر وَمُحَمّد وَابْني عَليّ عبد الْقَادِر وَعبد الْحق أبي الْقَاسِم وَأبي الْفضل المحمدين ابْني أبي الْفضل مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَابْن أَولهمَا محب الدّين أَحْمد وَابْني ثَانِيهمَا أبي بكر مُحَمَّد ونسيم الدّين أَحْمد وَبني أَولهمَا يحيى وَمُحَمّد وَعبد الرَّحْمَن وَمن غَيرهَا أَبُو الْقسم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَابْنه أَبُو الطّيب وَالْعلم مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْغَيْث والبدر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم أحد نواب الْحَنَفِيَّة وجده لأمه مُحَمَّد بن عبد الله بن حُسَيْن أحد قراء السَّبع وَكَانَ شافعيا يتكسب بِالشَّهَادَةِ (النيربي) بِفَتْح أَوله نِسْبَة للنيرب من نواحي حلب تَاجر اسْمه عمر بن عَليّ وَمُحَمّد بن يُوسُف بن سلمَان زُرَيْق (النيني) بِفَتْح ثمَّ سُكُون ثمَّ نون نِسْبَة لنين من أَعمال مرج بني عَامر من نواحي دمشق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن صَالح وَعمر بن مُحَمَّد (حرف الْهَاء) (الهاروني) نِسْبَة لهارون يُوسُف بن حسن (الْهَاشِمِي) نِسْبَة لبني هَاشم الْعَفِيف عبد الله والْعَلَاء عَليّ والتقي أَبُو بكر بَنو إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الحمويون وابنا الْأَخير إِبْرَاهِيم والشهاب أَحْمد (الهدوي) أَحْمد بن حَمْزَة وَولده مُحَمَّد واخوته وَبَنوهُ (الهربيطي) هرون بن حسن (الْهَرَوِيّ) نِسْبَة لهراة احدى مدن خُرَاسَان وَمُحَمّد بن عَطاء الله بن مُحَمَّد (الهزبري) قَاسم بن عبد الله (الْهِلَالِي) الفاخراني مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد (الهمامي) بِضَم وَتَخْفِيف نِسْبَة لِابْنِ الْهمام عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن أَحْمد بن مَحْمُود الشَّامي وَعبد الْوَهَّاب بن (الهمذاني) بِالتَّحْرِيكِ والأعجام مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن عماد بن عمر وَأَبوهُ (الهنيدي) مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان وَأحمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد التَّاجِر نزيل مَكَّة (الْهوى) بِضَم ثمَّ تَشْدِيد نِسْبَة إِلَى هُوَ مَدِينَة بالصعيد الْأَعْلَى أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (الهيتي) بِكَسْر وعَلى الْأَلْسِنَة الْفَتْح ثمَّ سُكُون وفوقانية الشهَاب أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مَكْنُون وَابْن عَمه عبيد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَعبد الله بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد الْكَاتِب الْمُؤَذّن

حرف الواو

(الهيثمي) بِفَتْح ومثلثة عَليّ بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أبي بكر بن عمر بن صَالح وَبَنُو أَخِيه مُحَمَّد وهم عبد الرَّحِيم وَعبد الْعَزِيز وَعبد الله وَابْن أَوَّلهمْ أَبُو البركات مُحَمَّد وَأَخُوهُ الشهَاب أَحْمد وَمُحَمّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم وَبَنوهُ عبد الْكَرِيم وَعلي وَأحمد وَبَنُو الأول الْبَدْر مُحَمَّد والتقي مُحَمَّد والزين عبد الْغَنِيّ بن يُوسُف بن أَحْمد بن مرتضى الْمقري وَحسن بن من أَصْحَاب الغمري (الهيصمي) أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وَابْنه قَاسم (حرف الْوَاو) (الوَاسِطِيّ) نِسْبَة لواسط أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سعد خَاتِمَة أَصْحَاب الْمَيْدُومِيُّ بِالسَّمَاعِ (الوانوغي) مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عمر وَمُحَمّد بن مُوسَى بن عَابِد (الوجيزي) نِسْبَة لكتاب الْوَجِيز أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عرندة وَابْنه الْجلَال عبد الرَّحْمَن وَابْنه مُحَمَّد (الْوراق) نِسْبَة رجل مُعْتَقد اسْمه أَحْمد وَنور الدّين عَليّ بن حجاج الْمَالِكِي (الورداني) بِفَتْح ثمَّ سُكُون ثمَّ مُهْملَة نِسْبَة لقرية وردان من أَعمال الجيزية عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف (الورغمي) بِفَتْح ثمَّ سُكُون بعْدهَا مُعْجمَة مَفْتُوحَة ثمَّ مِيم مَكْسُورَة ثَقيلَة نِسْبَة لقبيلة من هوارة الإِمَام أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَرَفَة الْفَقِيه الْمَالِكِي (الوروري) السراج عمر بن عِيسَى بن أبي بكر وابناه عبد الْقَادِر والبدر مُحَمَّد (الوسطاني) نِسْبَة لمدينة وسطان من مَدَائِن الْعرَاق حسن بن يُوسُف بن عَليّ (الوسيمي) بِفَتْح ثمَّ مُهْملَة مَكْسُورَة مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْعمريّ الْكَاتِب (الونائي) نِسْبَة لونا من قرى الصَّعِيد بِالْقربِ من بوش أَحْمد وَمُحَمّد ابْنا اسماعيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَابْن ثَانِيهمَا الْبَدْر مُحَمَّد وقاضي الخانكاه الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان وَابْنه أَبُو الوفا مُحَمَّد (الويشي) بِكَسْر وإعجام نِسْبَة لويش الْحجر (حرف الْيَاء الْأَخِيرَة) (الياسوفي) بِمُهْملَة وَفَاء الصَّدْر سُلَيْمَان بن يُوسُف بن مُفْلِح والبدر مُحَمَّد بن مُحَمَّد (اليافعي) عبد الْوَهَّاب بن الْعَفِيف عبد الله وَابْنه الْجمال مُحَمَّد (اليبناوي) أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن مُوسَى وَأَبوهُ (اليلداني) بِفتْحَتَيْنِ هُوَ خطيب الثابتية وَابْنه الماضيان فِي الألقاب (الْيَمَانِيّ) نِسْبَة للقطر الشهير (اليونيني) بِضَم ونونين مكسورتين بَينهمَا تَحْتَانِيَّة نِسْبَة ليونين

القسم الثاني

(الْقسم الثَّانِي) وَقد أدرجته فِي الَّذِي قبله مَا النِّسْبَة فِيهِ لغير الأوطان والقبائل كالصنائع والحرف وَمِنْه مَا يكون لقبا وَقد جردت أَكثر ذَلِك من الَّذِي قبله الأدمِيّ الْبَزَّار الْحطاب الْحَكِيم الحلالي الحمامي الْحَنَفِيّ الحراز الْخَواص الْخياط الدقاق الدهان السَّقطِي السكاكيني السكرِي السميط الصَّائِغ الضاني العداس الْعَطَّار الفرضي القافلي الْقَزاز القصاب الْقطَّان الكحال اللتات الماعز المقصاتي الْوراق وَالله الْمُسْتَعَان (كتاب من عرف بِابْن فلَان) (ابْن الْأَبَّار) عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْحلَبِي وَآخر فِي الْحلَبِي (ابْن اجا) مُحَمَّد بن مَحْمُود بن خَلِيل وَابْنه مَحْمُود قَاضِي الْحَنَفِيَّة بحلب (ابْن الأحمدي) عبد الْقَادِر وَأحمد وَلم يتقدها (ابْن لِأَحْمَد الفاخوري) المهندس أَبوهُ أمسك بِسَرِقَة لِابْنِ الْحَد عشري القطاع فأودع المقشرة ثمَّ طلع بِهِ ثَانِي يَوْم فَضرب نَفسه بسكين فَمَاتَ وَدفن يَوْم الْجُمُعَة ثامن ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين (ابْن الأخصاصي) أثير الدّين مُحَمَّد وشهاب الدّين أَحْمد ابْنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (ابْن الأخميمي) فِي الاخميمي (ابْن الأخنائي) فِي الاخنائي (ابْن أخي التقي الحصني) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن (ابْن الأدمِيّ) فِي الأدمِيّ (ابْن أرغون شاه) خَلِيل بن أَحْمد بن أرغون وَأَبوهُ (ابْن أَرقم) الأندلسي قاضيها ومؤرخها هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد (ابْن أزبك) الأتابك مُحَمَّد سبط الظَّاهِر جقمق وَيحيى ويوسف وَعمر من أُمَّهَات أَوْلَاد وَله ابْنة سبط للظَّاهِر أَيْضا من أم غير أم الأول وَأُخْرَى من سَرِيَّة (ابْن أزبك) اسْمه مُحَمَّد أعمش كَانَ رَأس نوبَة عِنْد تمر وَغَيره ثمَّ خمل (ابْن الْأَزْرَق) المغربي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عَليّ (ابْن الاستادار) مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن (ابْن أَسد) الشهَاب أَحْمد وَابْنه الْبَدْر أَبُو الْفضل مُحَمَّد (ابْن اسرائيل) هُوَ إِبْرَاهِيم أَشرت إِلَيْهِ فِي أَخِيه ميخائيل الْمَدْعُو ولي الدولة (ابْن اسماعيل) اثْنَان نائبان حنفيان اسمهما أَحْمد وَمُحَمّد برد دَار الأتابك وَأَخُوهُ أَحْمد فِي خدمَة يشبك الجمالي (ابْن الأسياد) (ابْن الْأَشْرَف) اينال أَحْمد وَله شقيقتان بدرية الْكُبْرَى زَوْجَة مَمْلُوك أَبِيهَا بردبك والآتي ابنوها وَفَاطِمَة الصُّغْرَى زَوْجَة يُونُس الدوادار

(ابْن للأشرف قايتباي) أمه أم ولد مَاتَ وَهُوَ طِفْل فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَلم يعلم بِهِ كَبِير أحد وَدفن فِي تربة أَبِيه وَآخر كَانَ ختانه فِي أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين وَآخر مرضع ابْن نصف سنة فأزيد مَاتَ فِي أول جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَتِسْعين وَلم يعلم بِهِ أحد من أهل الدولة وتألم أَكْثَرهم سِيمَا الأتابك لعدم علمهمْ بِهِ (ابْن الْأَشْقَر) الْمُحب مُحَمَّد وحسين أَبَا عُثْمَان وَبَنُو أَولهمَا ابراهيم وَمُحَمّد وَأحمد وَابْن ثَانِيهمَا يُوسُف (ابْن الْأَشْقَر) الشّرف أَبُو بكر بن سُلَيْمَان بن اسماعيل بن يُوسُف وَابْنه عبد اللَّطِيف (ابْن اصيل) بِفَتْح ثمَّ كسر نِسْبَة لأصيل الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَيُّوب وَقيل عبد الله بدل أَيُّوب الأشليمي ثمَّ القاهري وَابْنه الشهَاب أَحْمد وَولده نَاصِر الدّين مُحَمَّد وابناه أَحْمد وَمُحَمّد وَفِيهِمْ عَليّ وَمُحَمّد وَأحمد بَنو مُحَمَّد أخي أصيل الدّين اشْتهر أَوَّلهمْ بالأشليمي وَالثَّانِي بشرف الدّين الْأصيلِيّ وَالثَّالِث بأخي ابْن أصيل وَله ولد اسْمه نجم الدّين مُحَمَّد هُوَ ديوَان الْعَلَاء بن خَاص بك (ابْن الأطعاني) بِفَتْح ثمَّ سُكُون الْمُهْملَة ثمَّ مُهْملَة وَآخره نون الْبَدْر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح وَابْنه أَحْمد (ابْن الأعسر) بمهملات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد (ابْن الْأَعْمَى) عبد الْغَنِيّ بن (ابْن الأقيطع) تَصْغِير أقطع أَحْمد بن يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر (ابْن امام الشيخونية) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مَحْمُود وَابْنه مُحَمَّد تَاج الدّين (ابْن امام الصرغتمشية) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن (ابْن إِمَام الكاملية) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَبَنوهُ مُحَمَّد وَأحمد وَعبد الرَّحْمَن وجدهم (ابْن الإِمَام) مُحَمَّد بن يحيى أَو إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن المغربي ويكنى أَبَا الْفضل (ابْن الْأَمَانَة) أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عُثْمَان وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد وأبناؤه أَحْمد والجلال عبد الرَّحْمَن وَعبد الْعَزِيز وَعبد اللَّطِيف والمحب مُحَمَّد وَابْن الْمُحب عبد الْعَزِيز (ابْن الْأمين) مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد (ابْن الأميوطي) فِي الأميوطي (ابْن الأنبابي) مضى فِي الأنبابي (ابْن الْأنْصَارِيّ) فِي الْأنْصَارِيّ (ابْن الأهدل) فِي الأهدل (ابْن الأهناسي) فِي الاهناسي (ابْن الأوجاقي) فِي الأوجاقي (ابْن اينال) أَحْمد وَمُحَمّد ابْنا عَليّ بن أينال والمؤيد أَحْمد بن الْأَشْرَف اينال وَابْنه عَليّ وَمضى بَعضهم فِي ابْن الْأَشْرَف قَرِيبا (ابْن أَيُّوب) تركماني اسْمه عَليّ بن يُوسُف بن أَيُّوب وخادم سعيد السُّعَدَاء هُوَ الْجمال عبد الله بن عَليّ بن يُوسُف الملقب أَيُّوب وَابْن الشيخة الْمَكِّيّ وَآخر

حرف الباء الموحدة

فوى اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب (حرف الْبَاء الْمُوَحدَة) (ابْن البابا) الشهَاب أَحْمد وَمُحَمّد بن سعيد (ابْن الْبَارِد) جمَاعَة مِنْهُم مُؤَلفه وَلم يذكرهُ بهَا سوى بعض الْفُسَّاق الَّذين لَا يعبأ بقَوْلهمْ مِمَّن يعلم كراهيته للتلقيب بهَا مَعَ كَونه لم يشْتَهر بهَا وَرُبمَا ذكرهَا غَيرهم وَعبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن المعري ثمَّ الْحلَبِي وَالِد النُّور عَليّ (ابْن الْبَارِزِيّ) نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد وابناه الشهَاب أَحْمد والكمال مُحَمَّد وَابْن أَولهمَا عبد الرَّحِيم وَبَنوهُ أَبُو الْبَقَاء مُحَمَّد ثمَّ يُوسُف ثمَّ فَاطِمَة ثمَّ عبد الْقَادِر وَبَنُو الْكَمَال فَاطِمَة وَزَيْنَب وهما من أُخْتَيْنِ فإحداهما تزَوجهَا الْبَهَاء بن حجي فاستولدها يحيى وزبيدة وَالْأُخْرَى تزَوجهَا الجمالي بن كَاتب جكم فاستولدها الْكَمَال مُحَمَّد وَأحمد وَخَدِيجَة فلمحمد الْبَدْر مُحَمَّد وناصر الدّين مُحَمَّد بن هبة الله بن عمر بن إِبْرَاهِيم وابناه الصَّدْر مُحَمَّد وَأُخْته وابناها إِبْرَاهِيم وَأحمد ابْنا التقي أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الْهَاشِمِي التاجران (ابْن البالسي) فِي البالسي (ابْن البانياسي) عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد سبط الزين عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد والمستقر فِي مشيخة الزاوية الَّتِي لجده لأمه بالصالحية بعد الشَّيْخ قَاسم الحيشي (ابْن البحشور) بِفَتْح الْمُوَحدَة ثمَّ مُهْملَة سَاكِنة بعْدهَا مُعْجمَة وَآخره رَاء عبد الله بن أَحْمد (ابْن البحلاق) البعلي الْحَنْبَلِيّ إِبْرَاهِيم وَآخر قبْطِي يُبَاشر فِي الدولة (ابْن البحيج) بِضَم أَوله ومهملتين مصغر عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد (ابْن الْبَدْر) مُحَمَّد بن الزين أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مزهر سبط لاشين أَمِير مجْلِس مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَن سِتِّينَ فَأَكْثرُوا وتأسفوا عَلَيْهِ وَابْن للبدر بن كميل مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَانِينَ فَكَانَ قريب اللحاق بِأَبِيهِ وَابْن للبدر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب بن العصياتي هُوَ مُحَمَّد وَابْن الشَّيْخ بدر الْحَمَوِيّ الْحِمصِي فِي طلبة شَيخنَا وَابْن الْبَدْر حسن شرف الدّين مُوسَى (ابْن بدير) مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد وَابْنه عَليّ (ابْن برابخ) بِفَتْح أَوله وَكسر رابعه ثمَّ مُعْجمَة علم الدّين سُلَيْمَان بَلغنِي أَنه كَانَ مالكي الْمَذْهَب وَأَظنهُ الَّذِي كَانَ رَئِيس الْأَطِبَّاء فِي أَيَّام النَّاصِر بن الظَّاهِر وَبنى الْقصر الْمَعْرُوف بِهِ فِي بولاق وَيُقَال أَنه كَانَ فائق الْجمال عطر الرَّائِحَة زَائِد التأنق فِي ملبسه بِحَيْثُ تحدث الخدام فِيمَا بَينهم بالإنكار على النَّاصِر فِي تَمْكِينه من الدُّخُول على

حريمه لطبهن وَوصل علم ذَلِك للناصر فتخيل سِيمَا حِين مَرضت حظية من حظاياه ورام إِحْضَار غَيره لَهَا فَأَبت وَحِينَئِذٍ أَمر مِنْهُنَّ وَاحِدَة بِإِظْهَار التمرض وَأَن تبالغ فِي التزين والتطيب وَنَحْو ذَلِك ثمَّ إِذا جاءها تتعرض لَهُ اختبارا لأَمره فَفعلت فَبَالغ فِي النفرة فَعظم بِهَذَا عِنْد النَّاصِر وَكَلمه فِي سَبَب عدوله عَن الْمَشْي مَعهَا فَقَالَ إِن الطَّبِيب أَمِين وَلَا يَلِيق بِمن يدْخل على الْمُلُوك فَمن دونهم هَذَا سِيمَا وَأَنا مخول فِي نعم السُّلْطَان وَعِنْدِي غير وَاحِدَة فِي الْجمال بمَكَان (ابْن الْبُرْجِي) الْبَهَاء مُحَمَّد بن حسن بن عبد الله وَبَنوهُ الْبَدْر مُحَمَّد وَعلي وَأحمد وَعَائِشَة وَابْن أَوَّلهمْ أوحد الدّين مُحَمَّد (ابْن بردبك) الْفَاضِل الشهير عَليّ وَبَنُو بردبك الدوادار الثَّانِي من بدرية ابْنة أستاذه الْأَشْرَف أينال مُحَمَّد وَأحمد وَإِبْرَاهِيم وأختان سِتّ الْمُلُوك وَفَاطِمَة فَالْأولى تزَوجهَا بكرا تنبك قرا وَالثَّانيَِة تزَوجهَا برسباي البجاسي ثمَّ سودون المنصوري ثمَّ اقبردى الأشرفي وتأيمت على وَلَدهَا مِنْهُ (ابْن بردس) التَّاج مُحَمَّد والْعَلَاء عَليّ ابْنا الْعِمَاد اسماعيل بن مُحَمَّد بن بردس بن نصر (ابْن البرشكي) فِي البرشكي (ابْن البرقي) فِي البرقي (ابْن بركوت) الصّلاح أَحْمد بن مُحَمَّد بن بركوت (ابْن الْبُرْهَان) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم ين عِيسَى الدِّمَشْقِي والشرف مُوسَى بن إِبْرَاهِيم أَحْمد من خدم عِنْد الزيني عبد الباسط وابناه الْبَدْر مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن مَاتَا فأولهما فِي وَثَانِيهمَا فِي ربيع الأول سنة احدى وَتِسْعين وَابْن أَولهمَا عبد الْعَزِيز أحد بوقف البيمارستان (ابْن بَريَّة) بِضَم ثمَّ فتح كعصية الشّرف يحيى بن كريم الدّين عبد الْكَرِيم مبَاشر منفلوط وَابْنه إِبْرَاهِيم وأختاه تَاج الغان أم عبد الباسط بن أَحدهمَا وستيتة وَأَبُو الْبَقَاء وَأَبُو الْفَتْح ابْنا شمس الدّين مُحَمَّد بن كريم الدّين الْمَذْكُور وَفِيهِمْ مُحَمَّد بن صَدَقَة بن عبد الرَّزَّاق برد داد الاستادار (ابْن بريطع) بِضَم مصغر مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْخضر (ابْن البساتيني) أحد قراء الجوق أَبوهُ شَاب أثكله أَبوهُ وتأسف النَّاس عَلَيْهِ لأَجله فِي ربيع الثَّانِي سنة احدى وَتِسْعين (ابْن بِشَارَة) أحد مَشَايِخ العشير (ابْن البصال) بِفَتْح أَوله ثمَّ مُهْملَة مُشَدّدَة عَليّ بن أَحْمد بن خَلِيل بن نَاصِر (ابْن بطالة) بِكَسْر ثمَّ مُهْملَة مَفْتُوحَة مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف وَابْنه مُحَمَّد وحفيده مُحَمَّد (ابْن بطيخ) بِفَتْح ثمَّ مُهْملَة مُشَدّدَة وَآخره مُعْجمَة الْبَدْر مُحَمَّد بن أَحْمد رَئِيس الْأَطِبَّاء وَابْنه الشهَاب أَحْمد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَعَمه النُّور عَليّ الْمقري الضَّرِير

حرف التاء المثناة

(ابْن البقري) نِسْبَة لدار الْبَقر من الغربية التَّاج عبد الله بن سعد الدّين نصر الله الْوَزير ابْن الْوَزير والشرف عبد الباسط وَالْمجد اسماعيل ابْنا علم الدّين يحيى وَابْن عَمهمَا الْعلم يحيى بن التَّاج عبد الرَّزَّاق وَهُوَ أكبر مِنْهُمَا وَله ثَلَاثَة اخوة حَمْزَة وَفرج وَأَبُو سعيد ولعَبْد الباسط من الْوَلَد ولحمزة شمس الدّين مُحَمَّد أحد كتاب الاسطبل تَلقاهُ عَن أَبِيه أما الْمجد شَاكر بن غبريل صَاحب الْمدرسَة بِالْقربِ من جَامع الْحَاكِم فَمن الْقرن الثَّامِن مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة كَمَا أَن نصر الله الْمشَار إِلَيْهِ مِنْهُ أَيْضا مَاتَ فِي سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة خنقا فِيمَا قيل (ابْن بكور) بِفَتْح ثمَّ تَشْدِيد من نواب الشَّافِعِيَّة (ابْن البندقي) الطَّبِيب مُحَمَّد بن نجم الدّين (ابْن بهاء الدّين) إِمَام مقَام الْحَنَفِيَّة والغزي مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد (ابْن بهاء) الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد القباني بِبَاب الْفتُوح وَابْنه عَليّ (ابْن بهادر) أَخَوان شقيقان اسمهما مُحَمَّد افضلهما أَبُو الْفضل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بهادر وأسنهما نَاصِر الدّين وعالم صَالح دمشقي يُقَال لَهُ تَاج الدّين مُحَمَّد بن بهادر (ابْن البهلوان) الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد وَابْنه الشهَاب أَحْمد (ابْن البلاح) بِفَتْح ثمَّ تَشْدِيد وَآخره مُهْملَة مُحَمَّد بن عبد الْحق مدولب مَلِيء (ابْن بيانة) بِفَتْح ثمَّ تَحْتَانِيَّة خَفِيفَة ثمَّ نون أحد العاملين فِي اللَّحْم بل هُوَ رَأْسهمْ واسْمه أَحْمد بن عَليّ مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة احدى وَتِسْعين وَمَات أَبوهُ قبله بأيام (ابْن بيبرس) لَهُ ذكر فِي عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم فيراجع (ابْن بيرم) الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خَلِيل وَأَخُوهُ أَحْمد حنبليان (بن بيسق) عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز (ابْن البيطار) بِكَسْر أَوله أَو فَتحه مُحَمَّد بن عَليّ بن خَالِد بن مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَليّ (حرف التَّاء الْمُثَنَّاة) (ابْن التَّاجِر) إخْوَة أشقاء من أقل خانقاه سرياقوس وهم الْبَدْر مُحَمَّد وَأَبُو الْخَيْر مُحَمَّد فَاضل وَأحمد بَنو عَليّ بن مُحَمَّد (ابْن التَّاج) عبد الله بن أبي الْفَرح بن مُوسَى وَابْن التَّاج الْموقع أَحْمد بن (ابْن الترجمان) بِفَتْح أَوله مُوسَى بن شاهين (ابْن تَقِيّ الدّين) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن رسْلَان وتقي الدّين لقب أَبِيه وَأَخُوهُ فتح الدّين مُحَمَّد وشقيقتاه خَدِيجَة وَأم الْحسن (ابْن تَقِيّ) الْمدنِي فتح الدّين أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن الشَّيْخ مُحَمَّد بن روزبة وَبَنوهُ عبد السَّلَام وَأَبُو بكر وَالشَّمْس مُحَمَّد وَهُوَ أكبرهم

حرف الثاء المثلثة

بنوه الشهَاب أَحْمد ثمَّ الشَّمْس مُحَمَّد المقبول ثمَّ عَليّ الْمَذْكُور وهم أَسْبَاط الشَّمْس مُحَمَّد بن غَانِم بن مُحَمَّد الخشبي أمّهم آمِنَة وَأمّهَا فَاطِمَة ابْنة أبي الْيمن المراغي وَلها أُخْت اسْمهَا زَيْنَب هِيَ أم سارة ابْنة الصبيب وَالِدَة الشَّمْس مُحَمَّد أبي الْجَمَاعَة الثَّلَاثَة ابْن تَقِيّ القاهري الْمَالِكِي الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ وابناه عبد الْقَادِر وَعبد الْغَنِيّ وَابْن ثَانِيهمَا ولأولهما ابْنة تزَوجهَا إِبْرَاهِيم بن أبي الوفا تَقِيّ المنسوبون إِلَيْهِ جد لَهُم يلقب تَقِيّ الدّين (ابْن تمرية) التَّاج مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَأَخُوهُ أَحْمد وعمهما عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ولأولهما ولد وَللثَّانِي ابنتان احداهما تَحت ابراهيم الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي لَهُ مِنْهَا ولد (ابْن التنسي) التَّاج مُحَمَّد بن الْكَمَال مُحَمَّد بن الْجمال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله وناصر الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله وَبَنوهُ الْبَدْر مُحَمَّد وَالشَّمْس مُحَمَّد وَالْجمال مُحَمَّد والعفيف مُحَمَّد فلثانيهم النُّور عَليّ والشهاب أَحْمد ولثالثهم الشهَاب أَحْمد وَفِي التنسيين مُحَمَّد بن عبد الله التلمساني المغربي نِسْبَة لتنس من أَعمال تلمسان (ابْن تَيْمِية) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْحَلِيم وَابْنه مُحَمَّد ويلقب كل مِنْهُمَا نَاصِر الدّين (حرف الثَّاء الْمُثَلَّثَة) (ابْن ثَابت) هُوَ ابراهيم بن أَحْمد بن ثَابت النابلسي (حرف الْجِيم) (ابْن جابي السُّوق) (ابْن الجابي) (ابْن جاقر) بقاف ثمَّ مُهْملَة الْغَزِّي الميقاتي اسْمه ابراهيم مَاتَ سنة سبع وَسِتِّينَ (ابْن جَانِبك) مُحَمَّد (ابْن الجباس) (ابْن جِبْرِيل) اثْنَان حَنَفِيّ من طلبة ابْن الْهمام اسْمه مُحَمَّد وشافعي اسْمه عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن جِبْرِيل غزي (ابْن جبينة) تَصْغِير جبنة حُسَيْن وَأحمد ابْنا أبي بكر بن حُسَيْن وَابْن ثَانِيهمَا عبد الْقَادِر (ابْن أبي جَرَادَة) الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن العديم وَآخَرُونَ (ابْن الجريش) بِضَم ثمَّ مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة مَكْسُورَة ثمَّ مُعْجمَة عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (ابْن الْجَزرِي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف وَبَنوهُ (ابْن الجعجاع) فِي الجعجاع (ابْن جعمان) بِفَتْح أَوله جمَاعَة يمانيون أشهرهم أَحْمد بن عمر وَابْنه مُحَمَّد الطَّاهِر وَابْن عَمه أَبُو الْقسم بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله وَولده إِبْرَاهِيم والطاهر مِنْهُم فِي الْأَحْيَاء (ابْن الجليس) بِفَتْح ثمَّ كسر وَآخره مُهْملَة الْمُحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحَنْبَلِيّ (ابْن جلال) بِفَتْح وَتَخْفِيف إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد

ابْن طَاهِر المدنيان (ابْن جليدة) بِضَم تَصْغِير جلدَة أَحْمد بن حسن وخاله أَحْمد بن (ابْن جمَاعَة) أَبُو بكر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله وَابْنه الْعِزّ مُحَمَّد وابنا عَمهمَا عبد الله وَسَارة ابْنا عمر بن عبد الْعَزِيز وَالْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم شيخ الصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس وابناه إِبْرَاهِيم قاضيه ومُوسَى وَبَنُو أَولهمَا اسماعيل والنجم مُحَمَّد والمحب أَحْمد (ابْن جمال الدّين) مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن الْجمال يُوسُف (ابْن الْجمال) بِفَتْح ثمَّ تَشْدِيد اسماعيل بن عَليّ بن اسماعيل بن عَليّ بن اسماعيل النبتيتي وَأَبوهُ وجده فِيمَا أَظن (ابْن جناق) بِضَم ثمَّ تَخْفيف وَآخره قَاف مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الْمُحب الْحَنْبَلِيّ (ابْن الجندي) الشَّمْس مُحَمَّد بن أبي بكر بن ايدغدي الْحَنَفِيّ والتاجر نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عمر بن عُثْمَان وَبَنوهُ عبد الْقَادِر وَهُوَ الْكَبِير وَمُحَمّد واسماعيل سمعُوا على الزين البوتيجي وَله رَابِع اسْمه عمر وصهر ابْن الجندي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ التَّاجِر الضَّرِير ونقيب زَكَرِيَّا الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن خضر بن أَيُّوب الْحَنَفِيّ (ابْن جندي أمه) اسْتَقر فِي الْبرد دارية عوض عبد الحفيظ وقتا وَمَات فِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين فأعيد الْمَذْكُور (ابْن جنغل) عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد (ابْن جنَّة) وَهِي أمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بدر الدّين (ابْن جنيبات) بِضَم ثمَّ نون مَفْتُوحَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ مُوَحدَة مَفْتُوحَة وَآخره فوقانية شعْبَان بن مُحَمَّد بن عوض (ابْن الْجُنَيْد) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقوي وَعرف بذلك لكَونه فِيمَا قيل ينتمي للجنيد وَبَنوهُ الْجلَال عبد الرَّحْمَن ثمَّ الْبَدْر مُحَمَّد ثمَّ التقي مُحَمَّد ثمَّ الزين قَاسم ثمَّ كريم الدّين عبد الْكَرِيم وهم أشقاء أمّهم فَاطِمَة ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن كشيش الْجَوْهَرِي الَّتِي اتَّصل بهَا بعد أَبِيهِم الشريف جلال الدّين مُحَمَّد الجرواني (ابْن الجوازة) بِفَتْح ثمَّ تَشْدِيد ومعجمة خَلِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شعْبَان (ابْن الجوبان) بِضَم وَبعد الْوَاو مُوَحدَة مَفْتُوحَة وَآخره نون أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَعبد الْكَافِي بن أَحْمد (ابْن جوشن) بِفَتْح ثمَّ سُكُون ثمَّ مُعْجمَة وَآخره نون أَحْمد وَمُحَمّد ابْنا عَليّ بن حُسَيْن وَكِلَاهُمَا فِي الفاسي وَابْن ثَانِيهمَا أَبُو الْقسم وَابْنه مُحَمَّد واسماعيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن جوشن مِمَّن سمع فِي مُسلم على الشّرف بن الكويك والشرف عِيسَى بن عُثْمَان بن مُحَمَّد وَبَنوهُ أَحْمد وَعلي وَالْفَخْر مُحَمَّد وَهُوَ أكبرهم ولأوسطهم شرف

الدّين مُحَمَّد (ابْن الْجَوْهَرِي) فِي الْجَوْهَرِي (ابْن الجيعان) ذكرت مِنْهُم الْفَخر عبد الْغَنِيّ والتاج عبد اللَّطِيف وَالْجمال عبد الله وناصر الدّين مَنْصُور بني الْعلم شَاكر بن ماجد فلأولهم وَكَانَ قد اسْتَقر فِي كِتَابَة جيوش الْبِلَاد الشامية مُضَافا لكتابة جيوش الْبِلَاد المصرية عوضا عَن الشَّمْس المنوفي بِحكم عَزله فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة من الْأَبْنَاء كريم الدّين عبد الْكَرِيم مَاتَ صَغِيرا والعلمي شَاكر وَهُوَ أكبرهم سنا والتقي عبد الْوَهَّاب وَالْمجد أَو الزين أَبُو الْفضل عبد الرَّحْمَن وَالسَّعْدِي إِبْرَاهِيم وَهُوَ أَصْغَرهم وَكلهمْ أشقاء وَلَهُم أُخْت تسمى سيدة الْأُخوة وأمهم فَخر النِّسَاء ابْنة الطوخي ولثانيهم من الْأَبْنَاء الْمجد عبد الْملك وَالْجمال عبد الله فلأولهما من الْأَبْنَاء تَاج الدّين عبد اللَّطِيف والمحب مُحَمَّد أَبُو الْبَقَاء وآسية ولثالثهم وَهُوَ الْجمال عبد الله من الْأَبْنَاء عبد القدوس ورابعهم لم يعقب ثمَّ إِن للعلمي شَاكر من الْأَبْنَاء الشرفي يحيى وَهُوَ أكبرهم وَعبد الباسط وَعبد الْغَنِيّ وهم أشقاء أمّهم شقراء ابْنة الْمجد إِبْرَاهِيم كَاتب المماليك فِي أَيَّام النَّاصِر فرج وَمَات فِي الْأَيَّام المؤيدية وللثلاثة أُخْت اسْمهَا فرج تزَوجهَا أَبُو الْفضل بن قطارة الَّذِي ولي ديوَان المرتجع وقتا وَمَاتَتْ تَحْتَهُ بعد أَن اسْتَوْلدهَا أَوْلَادًا مِنْهُم ابْنة مَاتَت تَحت سعد الدّين بن عبد الْقَادِر الْبكْرِيّ كَاتب المماليك كَانَ وَأُخْرَى تدعى ستيتة تَحت بَرَكَات بن قريميط أحد كتاب المماليك وللمجدي عبد الرَّحْمَن من الْأَبْنَاء عبد الْقَادِر وَهُوَ أكبرهم ثمَّ يُوسُف ثمَّ عبد الْكَرِيم ثمَّ أَحْمد ثمَّ عبد الرَّحِيم ثمَّ أَمِير حَاج اسماعيل وأولهم موتا الثَّانِي ثمَّ الثَّالِث ثمَّ الأول ثمَّ السَّادِس ثمَّ الرَّابِع وثانيهم لَهُ فَاطِمَة تزَوجهَا مُحَمَّد بن المحبي بن الْأَشْقَر واستولدها ابْنة تزَوجهَا السَّيِّد عَليّ بن بَرَكَات أَخُو صَاحب الْحجاز ثمَّ بعده مُحَمَّد بن الفاقوسي مبَاشر أزدمر تمساح وَبعد مُفَارقَة ابْن الْأَشْقَر لأمها تزَوجهَا شرِيف فِي حَانُوت تَحت الرّبع وثالثهم لَهُ خَدِيجَة تزَوجهَا مُحَمَّد أكبر بني سَالم الأزبكي واستولدها ابْنة صاهره عَلَيْهَا فَخر الدّين بن البطرك الملكي وطلق ابْن سَالم أمهَا فَتزَوج بهَا الْبَهَاء بن المحرقي الْخَطِيب وخامسهم لَهُ فَاطِمَة تزَوجهَا التقي بن الرسام سبط البُلْقِينِيّ واستولدها ذكرا مَاتَ عَنهُ وَمَات بالطاعون ثمَّ تزَوجهَا الشهَاب بن الفرفور ثمَّ ابْن ابْن عَم أَبِيهَا التَّاج بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر وحجت بعده وجاورت سنة ثَمَان وَتِسْعين وَرجعت فِي موسمها وسادسهم لَهُ ابْنة تزَوجهَا عمر بن البدري أبي البقا حفيد ابْن عَم أَبِيهَا وَمَات عَنْهَا وللأخوة السِّتَّة أُخْت اسْمهَا بلقيس كَانَت زوجا لِابْنِ عَمها عبد الباسط وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وَكلهمْ من سرار فعبد الْقَادِر وبلقيس شقيقان ويوسف وَأحمد شقيقان وَعبد الْكَرِيم

حرف الحاء المهملة

وأمير حَاج شقيقان وَعبد الرَّحِيم مُفْرد وَالسَّعْدِي إِبْرَاهِيم لم يعقب ذكرا وأنجب شقراء من أُخْت الجمالي نَاظر الجمالي نَاظر الْخَاص تزَوجهَا ابْن خالها الكمالي بن الجمالي وَهِي ابْنة عمته وَمَات عَنْهَا فَتَزَوجهَا حفيد عَمها البدري أَبُو الْبَقَاء بن يحيى بن شَاكر وَأُخْرَى وَهِي الْكُبْرَى تدعى ستيتة من سَرِيَّة تركية تزَوجهَا سعد الدّين إِبْرَاهِيم بن مخاطة واستولدها ابْنه أَحْمد فَمَاتَ وَترك ابْنه الْكَمَال مُحَمَّد فتعبت جدته سِيمَا حِين جاور مَعهَا فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَكَذَا تَعب غَيرهَا من قبله وَأما التقي عبد الْوَهَّاب فَلهُ عُتَقَاء أم التَّاج عبد اللَّطِيف بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر ثمَّ إِن للشرفي يحيى من الْأَبْنَاء الْبَدْر أَبُو الْبَقَاء مُحَمَّد ثمَّ الولوي أَبُو البركات أَحْمد ثمَّ الصلاحي أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّد وهم أشقاء أمّهم سِتّ الوزراء ابْنة الشّرف مُوسَى بن مخاطة وَهِي ابْنة عمَّة أَبِيهِم فَإِنَّهُ كَانَ تزوج أُخْت العلمي فاستولدها ابْنه ابراهيم وَهَذِه فزوج وَلَده الشرفي ابْنة أُخْته وَلَهُم أُخْت اسْمهَا فَاطِمَة وتدعى أم الْخَيْر ولدت فِي رَمَضَان سنة خمس وَخمسين وَتَزَوجهَا يُوسُف ابْن ابْنة الْمَكِّيّ وَمَاتَتْ تَحْتَهُ نفسَاء كَمَا اتّفق فِي موت حفيدة شَيخنَا تَحْتَهُ أَيْضا قبل هَذِه نفسَاء وَتزَوج أُخْتهَا ستيتة وَله مِنْهَا عبد الرَّحْمَن وَأَبُو بكر فللبدري النَّجْم عمر مَاتَ بعد أَن أَنْجَب وشقيقته فضل الْعَزِيز وَهِي الْآن تَحت ابْن عَم أَبِيهَا التاجي عبد اللَّطِيف مُضَافَة لزوجته الأولى وَلَهُمَا ثَالِثَة من سَرِيَّة أُخْرَى تزَوجهَا أَحْمد بن عَمها الصلاحي وللولوي عبد الْكَرِيم وَأحمد وَفَاطِمَة وَعَائِشَة وَفَرح تزوج الأولى مِنْهُنَّ الْكَمَال بن مخاطة الْمَاضِي شرح شَيْء من حَاله قَرِيبا وَلم يحْمَدُوا أمره فبذلوا لَهُ حَتَّى طلق وَتَزَوجهَا الشهابي أَحْمد بن مُحَمَّد الجمالي وَله مِنْهَا بدر الدّين مُحَمَّد وللصلاحي عدَّة مِنْهُم أَحْمد وَابْنَة تزَوجهَا يُوسُف بن عبد الرَّحِيم بن الْبَارِزِيّ وَعبد الباسط وَلم يعقب وَعبد الْغَنِيّ لَهُ عدَّة ذُكُور أكبرهم التَّاج عبد اللَّطِيف متزوج ابْنة للبدري أبي الْبَقَاء ابْن عَمه وَابْنَة لعبد الرَّحِيم ابْن عَم أَبِيه وَخَلفه على أولتهما مُحَمَّد بن الخواجا الشَّمْس بن الزَّمن وَدون التَّاج عبد المحسن ثمَّ عبد الرَّزَّاق أمهما حبيشة فللتاج عدَّة إناث وَذكر اسْمه بدر الدّين مُحَمَّد مَاتَ صَغِيرا (حرف الْحَاء الْمُهْملَة) (ابْن الْحَاجِب) عبد الرَّحِيم وأمير عَليّ وَعمر بَنو الناصري مُحَمَّد بن الْجمال عبد الله بن بكتمر فلعبد الرَّحِيم عبد الرَّحْمَن وَعبد الله وَألف فعبد الله أمه رُومِية اسْمهَا ازدان ستأتي ولأمير على ابنتان اسْم كل مِنْهُمَا فَاطِمَة وهما متميزتان بالكبرى وَالصُّغْرَى ولعمر الناصري مُحَمَّد انقرض الذُّكُور من بني ابْن الْحَاجِب بِهِ وجان خاتون أم بني إِبْرَاهِيم بن التلواني (ابْن الحارس) بمهملات فِي مُحَمَّد بن عَليّ

(ابْن حَامِد) أَحْمد وَمُحَمّد ابْنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن وَابْن أَولهمَا مُحَمَّد وَولده أَبُو النَّصْر عبد الرَّحِيم وَابْن ثَانِيهمَا النَّجْم مُحَمَّد وهم مقادسة والْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن حَامِد بن خَليفَة الصَّفَدِي وَابْن عَمه الشَّمْس مُحَمَّد بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم (ابْن الحبال) بِالتَّشْدِيدِ وَآخره لَام اثْنَان اسمهما أَحْمد فأولهما ابْن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن حَاتِم وَالْآخر ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي غَانِم (ابْن حبيب) (ابْن حبيلات) بِالضَّمِّ مصغر أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد وَابْنه صَلَاح الدّين مُحَمَّد (ابْن حَتَّى) بِكَسْر ثمَّ فوقانية مُشَدّدَة مَكْسُورَة تَاج الدّين أحد التُّجَّار ذكر فِي وَصِيَّة شَيخنَا وَكَانَ حَيا فِي سنة خمس وَخمسين فَإِنَّهُ رَافع فِي الْفَخر أبي بكر التوريزي وَضَربا مَعًا كَمَا سلف فِي أبي بكر (ابْن حجاج) عبد الله الْمكتب وَابْنه بدر الدّين مُحَمَّد المرافع المخاصم (ابْن حجر) بِفتْحَتَيْنِ أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد وَابْنه عَليّ وَبَنوهُ (ابْن حجَّة) بِكَسْر أَوله أَبُو بكر بن عَليّ بن عبد الله (ابْن حجي) الشهَاب أَحْمد والنجم عمر ابْنا حجي بن مُوسَى وَابْن ثَانِيهمَا الْبَهَاء مُحَمَّد وَابْنه النَّجْم يحيى وابناه الْبَهَاء مُحَمَّد وَحَفْصَة سِتّ الْقُضَاة أمهما فَاطِمَة ابْنة الْكَمَال مُحَمَّد بن الشهَاب الْأَذْرَعِيّ (ابْن حجي) أحد الْأُمَرَاء العشرات بحلب وكبير أهل بانقوسا بحلب قتل فِي الْوَقْعَة السوارية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين (ابْن الحدبة) نقيب الْحِسْبَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي النجا بن مَنْصُور (ابْن الحرفوش) أَحْمد بن الصحصاح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الخانكي (ابْن حرمي) بِفتْحَتَيْنِ ثمَّ مِيم الْبَدْر مُحَمَّد والبهاء أَحْمد ابْنا عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن أَحْمد وَابْن ثَانِيهمَا محب الدّين الْموقع وَابْن أختهما الْبَدْر مُحَمَّد بن (ابْن الحريري) (ابْن حريز) تَصْغِير حرز أَحْمد وَعبد الرَّحِيم والسراج عمر والحسام مُحَمَّد بَنو أبي بكر بن مُحَمَّد بن حريز فلأحمد اسماعيل وَفَرح مُحَمَّد وَابْنه ولعَبْد الرَّحِيم حفيد ولعمر عبد الْقَادِر ومُوسَى وتاج العارفين وَهُوَ أسنهم قُضَاة وللحسام سارة أمهَا تركية وآمنة أمهَا حبشية (ابْن الحسام) بِضَم وَتَخْفِيف مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن لاجين (ابْن حسان) مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حسان وابناه المحمدان الشَّمْس والمحب (ابْن أبي الْحسن) مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر وَأَخُوهُ أَحْمد (ابْن الحصوني) بِضَمَّتَيْنِ وَآخره نون مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتِّينَ كَمَا فِي حوادث التبر المسبوك

(ابْن الْحَطب) بِفتْحَتَيْنِ ابراهيم بن حسن بن فرج (ابْن الحفار) الْوَاعِظ مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ (ابْن الْحَكِيم) تَاجر مَاتَ إِمَّا فِي صفر أَو الَّذِي يَلِيهِ سنة خمس وَتِسْعين بِمَكَّة وَجَاء خَبره فِي ربيع الثَّانِي فرسم نَاظر الْخَاص على وَلَده وَكَانَ الْأَب سيء الْمُعَامَلَة مسيكا مزري الْهَيْئَة (ابْن الحلاج) بِالتَّشْدِيدِ ثمَّ جِيم يُوسُف الْهَرَوِيّ وَابْنه (ابْن الْحَلَال) بِالتَّشْدِيدِ ثمَّ لَام عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد (ابْن الحلاوي) مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي بكر وَابْن أَخِيه الْبَدْر مُحَمَّد بن أبي بكر وَولده أَبُو بكر (ابْن حلف) الْأَسْلَمِيّ أَقَامَ بجدة فَأكْثر من مُعَاملَة البغايا ونحوهن حَتَّى مَاتَ بهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وأحيط على تركته وَهِي فِيمَا قيل شَيْء كثير لبيت المَال (ابْن حلَّة) بِضَم ثمَّ تَشْدِيد الْوَاعِظ تلميذ ابْن قرداح مُحَمَّد بن عُثْمَان (ابْن حليمة) الْمَكِّيّ عبيد بن يُوسُف وَابْنه مُحَمَّد (ابْن الْحمار) بِكَسْر ثمَّ تَخْفيف الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الحكري الَّذِي من أَجله قَالَ الْبَدْر الْعَيْنِيّ لنقيب شَيخنَا تولون الجحش ابْن الْحمار وتعزلون الضاني أونحو هَذَا (ابْن حمام) مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم (ابْن حمامة) بِفَتَحَات قَارِئ الحَدِيث بِدِمَشْق تَحت النسْر فِي رَمَضَان مَاتَ سنة ثَلَاث عشرَة أرخه شَيخنَا فِي أنبائه (ابْن الحمامي) بتَشْديد قَاضِي الْقُدس اسْمه حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر (ابْن الْحَمْرَاء) شيخ الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق هُوَ الْعِزّ مُحَمَّد بن (ابْن حَمْزَة) الدمياطي نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْبَدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَمْزَة وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد وَله ولد عرض على الْمِنْهَاج وَابْن حَمْزَة نزيل دمشق وَأحد الْفُضَلَاء عبد الْقَادِر وَابْن السَّيِّد حَمْزَة هُوَ الإِمَام كَمَال الدّين مُحَمَّد (ابْن الحمصاني) بِضَمَّتَيْنِ وَتَشْديد ثمَّ مُهْملَة مُحَمَّد بن ابي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْمقري وَابْنه عرض عَليّ (ابْن الْحِمصِي) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن خضر (ابْن حميد) بِالتَّصْغِيرِ الْمحلي (ابْن حنا) بِكَسْر ثمَّ تَشْدِيد (ابْن حنيش) نجاب للسَّيِّد بَرَكَات مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين أرخه ابْن فَهد (ابْن الحنيفي) بِفَتْح ثمَّ كسر مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي الْقسم وَأَبوهُ (ابْن الحوندار) بِضَمَّتَيْنِ ثمَّ نون سيف الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر وَأَخُوهُ شُجَاع الدّين مُحَمَّد وثالث وَهُوَ يُونُس كلهم أشقاء بل لَهُم رَابِع مَنْصُور (ابْن الحيلوك) عبد الْقَادِر بن الْمقري امام الأزبكية وَابْنه مَاتَ فِي لَيْلَة سادس عشر ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين عَن نَحْو ثَمَانِيَة عشر عَاما وتوجع أَبوهُ وكثيرون لَهُ

حرف الخاء المعجمة

(حرف الْخَاء الْمُعْجَمَة) (ابْن الخازن) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْمُهَيْمِن وَابْنه مُحَمَّد وَعَمه أَحْمد (ابْن خَاص بك) الشهَاب أَحْمد والبدر مُحَمَّد وَابْن أَولهمَا وَأَخُوهُ الْعَلَاء عَليّ وابناه خَلِيل وَزَيْنَب وَابْنَة ثانيتهما زَوْجَة الْأَشْرَف اينال أم الْمُؤَيد أَحْمد وأختيه وَسَائِر بنيه وَابْن أَولهمَا الْعَلَاء على صهر الْأَشْرَف قايتباي وَالِد زَوجته وأخوها واسْمه نَاصِر الدّين مُحَمَّد عين لامرة الأول فِي سنة تسع وَتِسْعين وَالْجمال عبد الله بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن لاجين بن خَاص بك (ابْن خَالِد) مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَالِد وَآخر مقري صوفي (ابْن الخباز) (ابْن خبطة) بِفَتَحَات وَالثَّالِثَة مُهْملَة أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن دَاوُد (ابْن الخدر) بِفَتْح ثمَّ كسر الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مَحْمُود بن نجم الْمقري وأخواه عَليّ وَعمر (ابْن الْخَرَّاط) بِفَتْح ثمَّ تَشْدِيد وَآخره مُهْملَة عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد ابْنا مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله (ابْن الخرزي) بِفتْحَتَيْنِ ثمَّ مُعْجمَة مَكْسُورَة عمر وَمُحَمّد ابْنا أَحْمد بن المبرك وَابْن أَولهمَا الْكَمَال مُحَمَّد (ابْن خروب) أَحْمد وَحسن ابْنا عَليّ الغمري المرا كبيان وَابْن ثَانِيهمَا عَليّ استنابه الزيني زَكَرِيَّا فِي منية غمر وَللَّه الْأَمر (ابْن الخريزاتي) كتب فِيمَن لم يسم أَبوهُ وَأَظنهُ سبق فِي المنسوبين أَيْضا وَهُوَ الْبَدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمصْرِيّ (ابْن الخشاب) الشّرف مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عِيسَى (ابْن الخص) بِضَم ثمَّ مُهْملَة مُشَدّدَة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد وَبَنوهُ إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد وبهاء الدّين وَله ابْن عَم سمسار قل مثله فِي حرفته مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد (ابْن خضر) الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم (ابْن الخطائي) بِفَتْح ومهملة مَمْدُود عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ (ابْن خطيب داريا) مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان (ابْن خطيب الدهشة) مَحْمُود بن أَحْمد بن مُحَمَّد (ابْن خطيب السَّقِيفَة) بِضَم الْمُهْملَة وَفتح الْقَاف تَصْغِير سَقِيفَة هُوَ الشَّمْس مُحَمَّد بن اسماعيل بن مُحَمَّد (ابْن خطيب عذراء) ابراهيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عمر بن زِيَاد (ابْن خطيب الفخرية) الصَّدْر مُحَمَّد بن الْبَهَاء أبي الْفَتْح أَحْمد بن عبد النُّور بن مُحَمَّد الفيومي وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد وَابْن عَمه مُحَمَّد بن الشَّمْس مُحَمَّد بن الْبَهَاء أَحْمد ابْن بنت العاملي (ابْن خطيب المنصورية) يُوسُف بن الْحسن بن مُحَمَّد (ابْن خطيب الناصرية) عَليّ بن مُحَمَّد بن سعد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان (ابْن الْخَطِيب) يَأْتِي فِي ابْن الريس

حرف الدال

(ابْن الْخَطِيب) آخر عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن صَلَاح أحد الْفُضَلَاء من قنطرة قديدار مِمَّن يجْتَمع عَليّ وَمُحَمّد بن مُوسَى بن صَالح الْغَزِّي (ابْن الْخلال) الْبَدْر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وابناه الْعَلَاء عَليّ وَأَبُو بكر (ابْن الخلبوص) الْغَزِّي هُوَ اسماعيل بن خَلِيل بن أَحْمد بن عبيد مِمَّن أَخذ عني (ابْن خلدون) بِفَتْح أَوله عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (ابْن خلف) الْحَنَفِيّ الَّذِي كَانَ بقناطر السبَاع مَاتَ سنة احدى وَسبعين (ابْن خَليفَة) شيخ المغاربة بِبَيْت الْمُقَدّس مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن واسْمه خَليفَة بن مَسْعُود وَابْنه كَمَال الدّين مُحَمَّد (ابْن خَلِيل) الشَّمْس مُحَمَّد وَعبد الْقَادِر الْمُقْرِئ وابنا خَلِيل الخباز وَابْن ثَانِيهمَا أَحْمد طَالب يشْهد وَابْن خَلِيل الطَّبِيب اسْمه أَحْمد وابناه الشَّمْس مُحَمَّد الْأَكْبَر والشرف يحيى وَكلهمْ أطباء (ابْن الخناجري) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سَالم الْحلَبِي نِسْبَة لحرفة أَبِيه (ابْن خنبج) بِضَم أَوله وثالثه بَينهمَا نون سَاكِنة وَآخره جِيم أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد المدولب أَبوهُ (ابْن الْخياط) مُحَمَّد بن ابي بكر بن مُحَمَّد بن صَالح بن مُحَمَّد وَأَبوهُ (ابْن خير الدّين) الْبَدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَلِيل الصيرامي الْحَنَفِيّ وَأَبوهُ وَآخر قدسي اشْترك مَعَ الْأَب فِي الِاسْم وَالْأَب وَالْجد وَالْمذهب (ابْن خيرة) بِفَتْح وَرَاء مَكْسُورَة وَكَأَنَّهُ مخفف من خيرة من نواب الشَّافِعِيَّة اسْمه (ابْن خير) الْكَمَال عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان (حرف الدَّال) (ابْن دَاوُد) عَليّ وَآخر مغربي اسْمه عَليّ بن عَليّ بن دَاوُد وَآخر من منية بدران اسْمه مُحَمَّد شيخ تِلْكَ النَّاحِيَة وابناه أَحْمد وَعلي لقياني فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بِمَكَّة (ابْن دردبة) بِفَتْح الدالين بَينهمَا رَاء سَاكِنة وبعدهما مُوَحدَة مَفْتُوحَة وَآخره هَاء عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عَطِيَّة (ابْن دبوس) بِفَتْح ثمَّ مُوَحدَة مُشَدّدَة مَضْمُومَة وَآخره مُهْملَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف وقريبه (ابْن الدُّخان) الدِّمَشْقِي عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد (ابْن درباس) أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم نزيل الحسينية (ابْن دِرْهَم وَنصف) حج مَعَ الرجبية وَمَات بِمَكَّة فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة احدى وَسبعين وَكَانَ هُنَاكَ مُجْتَهدا فِي إِيقَاع كل صَلَاة من الْخمس مَعَ الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة غفر الله لَهُ ورحمه وَمن أقربائه جمَاعَة مدولبون مِنْهُم عبد الْعَظِيم وَله ابْنة اسْمهَا خَدِيجَة (ابْن دغيم) الْحلَبِي هُوَ مُحَمَّد بن عُثْمَان

حرف الذال المعجمة

(ابْن الدقاق) أحد النواب المصريين أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد (ابْن دقماق) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أيدمر بن دقماق (ابْن دلغادر) (ابْن دليم) بِضَم مصغر هُوَ الخواجا الْجلَال عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن دليم الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّة وَابْنه زين العابدين عَليّ بن مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن يُوسُف بن سَالم بن دليم وَأَبوهُ وَابْن أَخِيه أَحْمد بن يُوسُف (ابْن الدماميني) الْبَدْر مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر وَابْنه أَحْمد وقاضي اسكندرية الشّرف مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي بكر على مَا يحرر وَالْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي بكر (ابْن دمرداش) الْمُحب مُحَمَّد الْوَاعِظ (ابْن الدنيف) بِضَم ثمَّ نون وَآخره فَاء مصغر الْعَلَاء عَليّ بن عمر شيخ حماة الْآن (ابْن الدهانة) بِفَتْح ثمَّ هَاء مُشَدّدَة وَنون عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد (ابْن الدواليبي) بَيت كَبِير مِنْهُ (ابْن دويم) بِضَم ثمَّ وَاو وَمِيم أَو بَاء مصغر الْفَخر أَبُو بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد التَّاجِر (ابْن الديري) فِي الديري (حرف الذَّال الْمُعْجَمَة) (ابْن ذَاكر) جمَاعَة من أقَارِب رَئِيس المؤذنين بِمَكَّة أبي الْخَيْر مِنْهُم مُحَمَّد بن ذَاكر بن مُحَمَّد بن ذَاكر (حرف الرَّاء الْمُهْملَة) (ابْن رَاشد) سُلَيْمَان بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن رَاشد (ابْن رحاب) بِكَسْر ثمَّ مُهْملَة وَآخره مُوَحدَة ككتاب عَليّ بن أحد الْأَفْرَاد فِي المغنى (ابْن الردادي) بِفَتْح ثمَّ دَال مُشَدّدَة مَفْتُوحَة وَآخره مثلهَا مَكْسُورَة الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله وَبَنوهُ المحمدون الثَّلَاثَة أَبُو الْيُسْر وَأَبُو الْفضل وَشرف الدّين وشهاب الدّين أَحْمد وَابْن الثَّانِي الْجلَال مُحَمَّد وَبَنوهُ الْعَلَاء عَليّ المبتلي و (ابْن الرداد) مثله لَكِن بِدُونِ يَاء النِّسْبَة أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد اليمني (ابْن ابي الرداد) مثله بِزِيَادَة أَدَاة الكنية جمَاعَة يقيسون النّيل (ابْن الرزاز) فِي المتبولي وَنور الدّين عَليّ الْوَكِيل بِالْقَاهِرَةِ (ابْن رزين) بِفَتْح ثمَّ مُعْجمَة مَكْسُورَة وَآخره نون الْعَلَاء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد المحسن بن عبد اللَّطِيف وَابْنه التَّاج مُحَمَّد وَابْنه عبد الرَّحِيم (ابْن الرسام) عبد الْكَافِي بن عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَليّ الْحَمَوِيّ سبط البُلْقِينِيّ وَأَبوهُ وجده وابناه أَحدهمَا من بَيت بني الجيعان وَالْآخر من أم ولد وَله ابْنة من حرَّة غَيرهمَا وَعَمه مُحَمَّد وَابْنه نجم الدّين

(ابْن رسْلَان) يُوسُف والجلال الصَّالِحِي أحد النواب يُقَال لَهُ ابْن رسْلَان نِسْبَة لَهُ (ابْن الرصاص) بمهملات مَكْسُورَة ثمَّ مَفْتُوحَة التقي أَبُو بكر بن عِيسَى وَابْنه عَليّ وأخواه الشهَاب شَارِح الألفية وَكَانَ فِي أَوَاخِر الْقرن قبله وَآخر اسْمه عَلَاء الدّين عَليّ ولي قَضَاء صفد وَمَات سنة ثَلَاث (ابْن الرصاع) بِفَتْح ثمَّ مُهْملَة مشددين وَآخره عين قَاضِي الْجَمَاعَة مُحَمَّد بن قَاسم (ابْن رضوَان) أَحْمد بن مبَاشر الخشابية وَأحد النواب وَأَبوهُ (ابْن أبي الرِّضَا) بِكَسْر ثمَّ مُعْجمَة مَفْتُوحَة (ابْن الرضى) بِفَتْح أَوله المشدد ثمَّ مُعْجمَة مَكْسُورَة مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن عبد اللَّطِيف الْمَكِّيّ سبط التقي بن فَهد (ابْن الرِّفَاعِي) بِكَسْر ثمَّ فَاء خَفِيفَة خَليفَة الطَّائِفَة الرفاعية مَاتَ سنة احدى وَسبعين فِيمَا قيل (ابْن الرَّقِيق) بِضَم وقافين بَينهمَا تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة مَفْتُوحَة مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتِّينَ كَمَا فِي حوادث التبر المسبوك (ابْن الركاب) بِالتَّشْدِيدِ عَليّ بن الْمقري وَآخر فِي أبي الوفا بن إِبْرَاهِيم (ابْن الرُّكْن) أَبُو الطّيب مُحَمَّد بن الأسيوطي (ابْن رَمَضَان) ابراهيم ومكاس جدة عَليّ بن (ابْن الرهوني) الْمَالِكِي مُحَمَّد بن عَليّ (ابْن روبك) يحيى مَاتَ فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ (ابْن أبي الرؤوس) أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وَابْنه بَرَكَات (ابْن روق) بِفَتْح ثمَّ وَاو سَاكِنة بعْدهَا قَاف المحمدان الْبَدْر والصدر الْبَنَّا مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز وأختهما ستيتة وابنا ثَانِيهمَا الشهَاب أَحْمد وَأَبُو الطّيب مُحَمَّد وَابْن أَولهمَا الشّرف مُحَمَّد وَابْن ثَانِيهمَا أبي الطّيب واسْمه (ابْن الرُّومِي) عبد الله وَأحمد وَعبد الرَّحْمَن وَعبد اللَّطِيف بَنو مُحَمَّد بن أَحْمد بن اسماعيل بن دَاوُد وأولهم هُوَ أَبُو الشَّمْس مُحَمَّد صهر الْبَدْر بن فيشا الْحَنَفِيّ نزيل الحسينية وَمن تكْثر الشكوى مِنْهُ وَهُوَ أَبُو وَصدر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نزيل السيوفية وَأحد النواب وَابْنه (ابْن رَيْحَانَة) يُوسُف الشَّامي (ابْن الريس) مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم وَعبد الله بَنو أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمدنِي ويعرفون ببني الْخَطِيب أَيْضا وأبوهم وجدهم سبق ذكرهم (ابْن الريعي) بِكَسْر ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة بعْدهَا مُعْجمَة بَيت كَبِير باسكندرية آخِرهم التَّاج مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله وَهُوَ آخِرهم

حرف الزاي المنقوطة

(حرف الزَّاي المنقوطة) (ابْن الزَّاهِد) فِي الزَّاهِد (ابْن زايد) أَحْمد وَعبد الْعَزِيز وَأم الْحُسَيْن بَنو عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن جَار الله بن زايد بن يحيى وأبوهم وجدهم وعماهم مُوسَى وعطية ابْنا أَحْمد وَأَبُو الْفَتْح وَعبد الباسط ابْنا أَحْمد بن عبد اللَّطِيف وقريبا هما عبد اللَّطِيف وَأَبُو سعد ابْنا عبد الْقَادِر بن عَليّ بن جَار الله (ابْن زبالة) بِضَم ثمَّ مُوَحدَة خَفِيفَة وَلَام الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد قَاضِي الينبوع وَابْنه الشهَاب أَحْمد لَهما سَماع على أبي الْفَتْح المراغي وَابْن أَخِيه مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد (ابْن زيرق) بِفَتْح ثمَّ مُوَحدَة سَاكِنة بعْدهَا رَاء مَفْتُوحَة ثمَّ قَاف مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن اسماعيل الشَّيْبَانِيّ وَابْنه عبد الرَّحْمَن وابناه عبد الْقَادِر وَأحمد (ابْن زبيدة) بِضَم مصغر الْيَمَانِيّ أَبُو الْقسم عَليّ بن مُحَمَّد مَاتَ سنة ثَمَان وَخمسين (بن الزردكاشي) مُحَمَّد بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله (ابْن زُرَيْق) وَهُوَ لقب لِأَحْمَد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة الْحَافِظ نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَأَبُو بكر ابْنا الْعِمَاد عبد الرَّحْمَن بن وَأَوْلَاد ثَانِيهمَا عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وست الْقُضَاة أشقاء وَأَسْمَاء وناصر الدّين مُحَمَّد وَعبد الْوَهَّاب وَأحمد أشقاء أمّهم سِتّ الوزراء ابْنة الخواجا الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن الحبال السكرِي وَلَهُم قريب هُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة (ابْن زغدان) بِفَتْح ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة وَآخره نون مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن سَلامَة (ابْن زقاعة) بِضَم ثمَّ قَاف مُشَدّدَة إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن بهادر (ابْن الزقرق) بِضَم أَوله وثالثه وقافين أولاهما سَاكِنة إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَبَنوهُ إِبْرَاهِيم واسماعيل وَمُحَمّد ولثانيهم حفيد اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز أَخذ عني وَكلهمْ بصريون (ابْن زقلم) بِفَتْح ثمَّ سُكُون وَلَام مَفْتُوحَة وَآخره مِيم أَحْمد بن مُحَمَّد بن المشاعلي مَاتَ سنة بضع وَثَلَاثِينَ (ابْن زقيط) مضى فِي فَخر الدّين من الألقاب (ابْن زلقا) فِي المنشاوي (ابْن الزَّمن) بِفَتْح ثمَّ مِيم مَكْسُورَة وَآخره نون الشَّمْس مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري وَابْنه مُحَمَّد وأختاه فَاطِمَة وَعَائِشَة وَابْن أَخِيه إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم (ابْن زنبور) بِفَتْح ثمَّ نون سَاكِنة (ابْن زهرَة) بِفَتْح من حمص مُحَمَّد وَأَبُو بكر ابْنا خَالِد بن مومى وَابْن أَولهمَا عبد الرَّحْمَن وَابْن ثَانِيهمَا عبد الله وَلَهُم أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَالِد (ابْن زهرَة) بِالضَّمِّ عَالم طرابلس الشَّمْس مُحَمَّد

حرف السين المهملة

ابْن يحيى بن أَحْمد وَابْنه التَّاج عبد الْوَهَّاب (ابْن الزويغة) بِضَم ثمَّ وَاو ومعجمة مصغر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْحَمَوِيّ (ابْن زوين) عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد تَصْغِير للقب أَبِيه زين الدّين (ابْن الزيات) الشهَاب أَحْمد الْمقري والصوفي ابْنا مُوسَى بن هرون وَابْن الزيات الْمصْرِيّ الْمُؤَذّن بِبَاب السَّلَام مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد (ابْن الزيبق) بِفَتْح ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة بعْدهَا مُوَحدَة ثمَّ قَاف (ابْن الزيتوني) فِي الزيتوني (ابْن زَيْت حَار) فِي زَيْت حَار (ابْن زيد) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن زيد (ابْن زين الدّين) الْموقع أَحْمد بن عمر بن يُوسُف وابناه الْمُحب أَحْمد والنجم عمر وَابْن أَولهمَا أَحْمد وَابْنه وَابْن ثَانِيهمَا الْعِزّ وَابْنه وَابْن زين الدّين آخر مدرك للمنزلة وَابْن زين الدّين آخَرُونَ شُهُود بِبَاب الشعرية وَأَبُو الْفَوْز مُحَمَّد أحد الطّلبَة وَابْن زين الدّين إخْوَة أَرْبَعَة فِي المنوفي من الْأَنْسَاب (ابْن زين) الشَّاعِر هُوَ (ابْن الزين) الْوَالِي أَحْمد بن عمر بن الزين بَيت ينسبون للأخوين حُسَيْن وَحسن ابْني الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ وهم أَحْمد بن حسن بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن حسن المكبر وابناه الْجمال مُحَمَّد والعفيف عبد الله وابنا الْجمال أَولهمَا الْكَمَال أَبُو البركات مُحَمَّد والنور أَبُو الْحسن عَليّ أخذت عَنْهُمَا وَأَبُو الْخَيْر مُحَمَّد بن حُسَيْن المصغر وَابْنه الشهَاب أَحْمد مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه وابناه الْجمال أَبُو عبد الله مُحَمَّد وَالِد فَاطِمَة والكمال أَبُو البركات مُحَمَّد لَقيته وأجازني وَبَنُو الْكَمَال جمَاعَة يسمون مُحَمَّدًا مِنْهُم أَبُو الْفضل ومحب الدّين ويدعى مُبَارَكًا وَنجم الدّين وشقيقه الْأمين أَبُو البركات وَابْن أبي الْفضل الْفَخر أَبُو بكر (ابْن زين العابدين) مُحَمَّد ابْن أخي أبي بكر من ابْنة الشَّمْس بن رَجَب الزبيرِي مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَتِسْعين حِين انْفِصَال ابويه (حرف السِّين الْمُهْملَة) (ابْن السَّابِق) الحمويون الْجمال مُحَمَّد وَفرج ابْنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد وعمهما الصّلاح خَلِيل والمصريون جمَاعَة مِنْهُم إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله الغمري وَابْنه ابراهيم (ابْن سارة) الشَّمْس مُحَمَّد (ابْن سَالم) شَافِعِيّ وَهُوَ الْمُحب مُحَمَّد بن عَليّ بن سَالم بن معالي وَأَبوهُ وحنبلي وَهُوَ الشَّمْس مُحَمَّد بن سَالم وَأَبوهُ الأتابكي الأزبكي وقبلهما عَليّ وَعمر وَمُحَمّد بَنو السراج عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن سَالم مُحَمَّد وَأحمد وَإِبْرَاهِيم وهم أشقاء وَلَهُم شقراء وَزَيْنَب

أمّهم جَمِيعًا عَائِشَة ابْنة عَم نَاصِر الدّين البوصيري (ابْن السَّبع) قَاسم بن (أبن السدار) عَليّ وَعبد الرَّحْمَن ابْنا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم وَابْن أختهما الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ (ابْن السديد) شهَاب الدّين أَحْمد بن صهر التَّاج بن البُلْقِينِيّ على ابْنَته (ابْن سعد الدّين) مُلُوك الْحَبَشَة صير الدّين عَليّ بن سعد الدّين أبي البركات مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ ثمَّ أَخُوهُ مَنْصُور ثمَّ أَخُوهُ الْجمال مُحَمَّد ويلقب سعد الدّين ثمَّ أَخُوهُ بدلاي ابْن سعد الدّين الغري كَمَال الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب ابْن سعد الدّين الْمكتب خَازِن كتب الشيخونية هُوَ مُحَمَّد بن أبي السُّعُود أَحْمد بن اسماعيل بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى (ابْن السفاح) بفاء مُشَدّدَة وَآخره مُهْملَة نَاصِر الدّين مُحَمَّد والشهاب أَحْمد ابْنا صَالح بن أَحْمد بن عمر وابنا ثَانِيهمَا عمر وَصَالح (ابْن سفر شاه) هُوَ مُحَمَّد (ابْن سَفَرِي) أَحْمد (ابْن السفطي) أَحْمد بن الولوي مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن حجاج واختاه خَدِيجَة وَألف وثانيتهما أم عبد الْبر بن الشّحْنَة وَإِخْوَته وَهِي الصُّغْرَى توفيت وَالْأولَى بَاقِيَة (ابْن السقا) الشَّمْس مُحَمَّد بن أحد فضلاء الْحَنَفِيَّة (ابْن السقيف) تَصْغِير سقف مُوسَى بن مُحَمَّد بن نصر (ابْن السكاكيني) النَّجْم مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عمر الشَّافِعِي وَمُحَمّد بن حسن الْغَزِّي الْحَنَفِيّ (ابْن السكرِي) وشهاب الدّين أَحْمد بن عَليّ بن عَليّ بن خَلِيل أحد الطّلبَة (ابْن سكر) بِضَم ثمَّ تَشْدِيد مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن ضرغام (ابْن سُلْطَان) مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلْطَان وَثَلَاثَة إخْوَة دمشقيون بَنو سُلْطَان بن أَحْمد إِبْرَاهِيم سمع مني وتقي الدّين أَبُو بكر يَنُوب عَن متأخري شافعية دمشق ورأيته بِمَكَّة وَكَمَال الدّين مُحَمَّد يَنُوب عَن متأخري حنفية دمشق وأجزت لِوَلَدَيْهِ وصهر زَكَرِيَّا أَحْمد بن سُلْطَان (ابْن السلعوس) بمهملات ثَانِيهَا سَاكِنة ثمَّ مَضْمُومَة (ابْن سليم) عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الْمحلي (ابْن السماك) أَبُو بكر (ابْن السمرباي) بِكَسْر أَوله وثانيه ثمَّ رَاء سَاكِنة بعْدهَا مُوَحدَة مَفْتُوحَة الْبَدْر مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وابناه عَليّ وسعادات زوج الصّلاح المكيني وهما أشقاء (ابْن سمنة) مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد (ابْن السميط) فِي الضاني (ابْن سَنَد) (ابْن سودون) اثْنَان حنفيان اسمهما عَليّ (ابْن سولة) مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَبَّاس بن أَحْمد بن عَبَّاس (ابْن سويدان) مصري وشامي فالمصري نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن

حرف الشين المعجمة

يُوسُف بن يحيى المنزلي والشامي تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (ابْن سُوَيْد) الْبَدْر حسن وابناه وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن وشمس الدّين مُحَمَّد فلوجيه الدّين فتح الدّين مُحَمَّد وَابْنه جلال الدّين مُحَمَّد ولشمس الدّين صدر الدّين مُحَمَّد وَعَائِشَة سبط الْجلَال البُلْقِينِيّ (ابْن سَلامَة) اثْنَان كل مِنْهُمَا اسْمه حسن فشافعي اسْم أَبِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلَامه وحنفي اسْم أَبِيه أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان وَلكُل مِنْهُمَا أَخ فأخو الأول اسْمه عَليّ وأخو الثَّانِي اسْمه الْبَدْر مُحَمَّد وهما أمثل من الحسنين وصاحبنا الشَّمْس مُحَمَّد بن سَلامَة الادكاوي الشَّافِعِي (ابْن سَلام) بِالتَّشْدِيدِ مُحَمَّد بن أَحْمد بن سَلام (ابْن سياج) بِكَسْر ثمَّ تَحْتَانِيَّة خَفِيفَة مَفْتُوحَة وَآخره جِيم أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد بن يُوسُف (ابْن السيوفي) حسن بن عَليّ بن يُوسُف الْحلَبِي (حرف الشين الْمُعْجَمَة) (ابْن شاذى) نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْعَنْبَري الشَّاعِر (ابْن أبي شاذى) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن أَحْمد سبط الغمري وشقيقه عبد الْمجِيد (ابْن شبانة) بِفتْحَتَيْنِ وَنون مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ وَآخر أحد أَعْيَان جبال نابلس وسط فِي الرملة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَثَمَانِينَ (ابْن شتات) بِفتْحَتَيْنِ وَآخره مثناة ثَانِيَة أَبُو بكر بن عَليّ (ابْن الشحام) بِالتَّشْدِيدِ أَحْمد بن الدِّمَشْقِي ووكيل بِالْقَاهِرَةِ (ابْن الشحرور) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر (ابْن الشّحْنَة) نِسْبَة لحسام الدّين مَحْمُود بن الختلو شحنة حلب الْمُحب أَبُو الْوَلِيد مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن وَعلي بَنو الْكَمَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود فلأولهم الْوَلِيد وَعبد اللَّطِيف والمحب أَبُو الْفضل مُحَمَّد فالمحب لَهُ أثير الدّين مُحَمَّد من بنت ابْن خطيب الناصرية وَعبد الْبر وَزَيْنَب وَجُوَيْرِية من ألف ابْنة السفطي فللأثير جلال الدّين أَبُو الْبَقَاء مُحَمَّد ولسان الدّين أَحْمد مَاتَا وَترك حُسَيْنًا وحسنا وَقَاسما وَعبد الباسط ولحسين عدَّة أَوْلَاد وَكَانَ بِالْقَاهِرَةِ حِين موت أَبِيه ولعَبْد الْبر الزكي أَبُو بكر ومحمود وَكَانَا مَعَه فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين مَعَ الركب ابْن الشّحْنَة آخر من جمَاعَة الشيخونية والصرغتمشية مُحَمَّد بن أَحْمد بن أينال الْحَنَفِيّ (ابْن الشربدار) مُحَمَّد بن حسن بن عبد الله (ابْن شرف الدّين) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن شرف الدّين السنهوري والششتري الْمدنِي الْمقري هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ فاشتركا فِي الِاسْم وَالْأَب وَالْجد والشهرة

(ابْن شرف) اسماعيل بن ابراهيم بن مُحَمَّد بن عَليّ والتاج عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ وَأَبوهُ وَهُوَ مُخْتَصر من لقب مُحَمَّد الثَّانِي وَابْن شرف السكندري الفرضي هُوَ الشَّمْس مُحَمَّد بن (ابْن الشريف) بِضَم ثمَّ فتح ثمَّ تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة ثمَّ فَاء أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الطَّبِيب وَابْنه مُحَمَّد (ابْن أبي شرِيف) بِفَتْح ثمَّ كسر الْكَمَال مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم وَعبد الرَّحْمَن بَنو مُحَمَّد بن أبي بكر (ابْن الشطنوفي) فِي الشطنوفي (ابْن شطية) مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن جِبْرِيل (ابْن شعْبَان) أحد شُيُوخ الْعَرَب قتل فِي صفر سنة احدى وَسبعين بتسبب فِيمَا قيل من قانم التَّاجِر فَلم يلبث أَن أَخذ بَغْتَة وَابْن شعْبَان بدر الدّين مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم وَعبد الْقَادِر الفرضي وَهُوَ أشهرهم وأصغرهم بَنو عَليّ بن شعْبَان فلأولهم أَبُو البركات مُحَمَّد كَانَ يجلس مَعَ عَمه فِي الْحَانُوت الْمُقَابل لجامع أصلم ولثانيهم خير الدّين مُحَمَّد الشماع بِبَاب زويلة وَجَاوَزَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَله أُخْت اسْمهَا جَمِيع وَهِي زوج الْبَدْر القمني الْوَكِيل ولثالثهم ابْنة هِيَ زوج خير الدّين ابْن عَمها وَابْن شعْبَان شمس الدّين مُحَمَّد كيس يقرئ فِي بَيت ابْن قاوان ثمَّ صهره الشريف اسحق مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين وَابْن شعْبَان أخوة ثَلَاثَة مُحَمَّد ثمَّ أَحْمد ثمَّ عبد الْقَادِر وَالثَّانِي أفضلهم وَالْأول أسنهم (ابْن شعيرات) بِضَم مصغر مُحَمَّد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد مِمَّن سمع عَليّ ابْن الْجَزرِي (ابْن الشقطي) الشَّامي اسماعيل بن أَحْمد بن أبي بكر وقريبه حسن بن حسن وَابْنه مُحَمَّد تجار كلهم والأخير مِمَّن حضر عِنْدِي (ابْن شكال) مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة احدى واربعين ارخه ابْن فَهد (ابْن الشلقامي) أحد طلبة الشيخونية والصرغتمشية مَاتَ فِي أَوَائِل جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَثَمَانِينَ (ابْن شلنكار) بِفتْحَتَيْنِ ثمَّ نون سَاكِنة مقرئ لقِيه الشهَاب الْحلَبِي الضَّرِير بعنتاب فجود عَلَيْهِ (ابْن الشماع) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر بن اسماعيل (ابْن شمس) مَحْمُود بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن شمس (ابْن الشنشي) خير الدّين مُحَمَّد وَأَبوهُ مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى وَابْنه أكمل الدّين مُحَمَّد والبدر مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد (ابْن الشهَاب) بنحرمي فِيمَن أَخذ عَن شَيخنَا (ابْن شهيبة) بِضَم مصغر عمر بن ابْن الشَّهِيد بِفَتْح ثمَّ كسر إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم (ابْن شهيدة) بِضَم مصغر أحد الْمَذْكُورين بالمغنى (ابْن أبي الشَّوَارِب) مُفسد شهير وسط فِي رَابِع الْمحرم سنة ثَمَانِينَ بعد أَن ضربه السُّلْطَان ضربا مبرحا (ابْن الشواء) عبد الْغَنِيّ بن عَليّ بن عبد الحميد المنوفي وَعلي بن أَحْمد

حرف الصاد المهملة

(ابْن الشيخة) عَليّ بن أَيُّوب الْمَكِّيّ وَابْنه مُحَمَّد الْمدنِي والجلال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الدنديلي وَأَخُوهُ عَليّ (ابْن شيخون) اثْنَان ابْنا عَم كل مِنْهُمَا اسْمه عَليّ فأحدهما ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد وَالْآخر ابْن (ابْن شيخ الْحرم) نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن جلال الدّين عبد الله بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد الغانمي الْمَقْدِسِي (ابْن الشَّيْخ عَليّ) اثْنَان أَحدهمَا مُحَمَّد بن عَليّ بن عبيد بن مُحَمَّد وَالْآخر رَئِيس قراء الجوق الشهَاب أَحْمد بن عَليّ بن عَليّ بن مُحَمَّد وَابْنه مُحَمَّد (ابْن الشَّيْخ الْجَوْهَرِي) الشَّمْس مُحَمَّد بن صَدَقَة (ابْن شيرين) مَحْمُود بن يُوسُف بن مَسْعُود وابناه أَحْمد وَفَاطِمَة الشاعرة من أَمِين (حرف الصَّاد الْمُهْملَة) (ابْن الصَّابُونِي) الْعَلَاء عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان وَأَبوهُ وَعَمه الشَّمْس مُحَمَّد وَابْنه عمر وَابْنه الَّذِي عرض فِي أول سنة سِتّ وَتِسْعين والموقع (ابْن صَالح) مُحَمَّد المعتقد وَأحمد بن مُحَمَّد بن صَالح اثْنَان وَبَيت كَبِير بِالْمَدِينَةِ مِنْهُم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح بن اسماعيل وَابْنه أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد وَبَنوهُ (ابْن الصَّالِحِي) فِي الصَّالِحِي (ابْن الصَّائِغ) أَبُو الْيُسْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَأحمد بن اسماعيل (ابْن الصّباغ) عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد (ابْن صحصاح) بمهملات أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن عُثْمَان الخانكي وَعَمه عبد الْقَادِر (ابْن صدر الدّين) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَشَيخ شبْرًا (ابْن الصَّدْر) الطرابلسي (ابْن صَدَقَة) الشهَاب أَحْمد القَاضِي وأملي لَهُ نسبا وَعبد الرَّحِيم الْفَاضِل وَعبد الْقَادِر وَيُونُس بَنو صَدَقَة المحرقي وَابْن أَوَّلهمْ أَبُو الْفَتْح وَابْن صَدَقَة السكندري التَّاجِر واسْمه عَليّ بن إِبْرَاهِيم (ابْن صَعب) شيخ جبال نابلس وسط فِي الرملة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَثَمَانِينَ (ابْن صَغِير) ككبير الْكَمَال عبد الرَّحْمَن بن نَاصِر بن صَغِير المستقر فِي رياسة الطِّبّ فِي سنة احدى وَثَمَانمِائَة بعد فتح الله شَرِيكا لشمس الدّين عبد الْحق وَابْن صَغِير عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الريس الْعَلَاء عَليّ بن عبد الْوَاحِد الْمَذْكُور جد أَبِيه فِي سنة سِتّ وَتِسْعين من ذَاك الْقرن وَابْن عَمه الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد وَابْنه الْكَمَال مُحَمَّد وللكمال أَخ اسْمه عَلَاء الدّين على عَامي وَله ولد اسْمه (ابْن الصَّغِير) بِالتَّصْغِيرِ الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد وَرُبمَا حذف عبد الله من نسبه وَكَذَا رَأَيْته بِخَطِّهِ فِي عرض الْكَمَال بن صَغِير عَلَيْهِ فِي سنة سِتّ عشرَة وَهُوَ مَذْكُور فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين (ابْن أبي الصَّفَا) كَمَال الدّين مُحَمَّد

حرف الضاد المعجمة

ابْن ابراهيم بن عَليّ بن ابراهيم بن يُوسُف الْحَنَفِيّ وَأَخُوهُ السَّيْف الشَّافِعِي (ابْن الصفي) بِالتَّخْفِيفِ مُوسَى بن يُوسُف وَمَنْصُور بن صفي (ابْن الصفي) بِالتَّشْدِيدِ مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد (ابْن صفر شاه) الخواجا العجمي نزيل مَكَّة مَاتَ بهَا فِي سَابِع ذِي الْحجَّة سنة احدى وَثَمَانِينَ وَقد سبق فِي السِّين فَهُوَ على الْأَلْسِنَة تَارَة بِالسِّين أَو بالصَّاد واسْمه مُحَمَّد (ابْن الصّلاح) بِالتَّخْفِيفِ أَحْمد بن مُحَمَّد بن الصّلاح مُحَمَّد الْأمَوِي وَيُقَال لَهُ ابْن المحمرة أَيْضا وَأَخُوهُ عَليّ (ابْن الصّلاح) مُحَمَّد بن عَليّ بن صَلَاح إِمَام الزيدية (ابْن الصلف) بِفَتْح ثمَّ كسر وَفَاء عُثْمَان بن مُحَمَّد بن خَلِيل الموقت وَابْنه أَحْمد وَآخر من جمَاعَة البيمارستان المنصوري (ابْن صَنِيعَة) بِفَتْح ثمَّ كسر الشّرف يحيى بن الْوَزير (ابْن الصَّواف) ابراهيم بن عَليّ الْحَنْبَلِيّ وَابْنه مُحَمَّد والبدر حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْحَنَفِيّ الْحَمَوِيّ القَاضِي (ابْن الصوة) الْمَقْتُول مُحَمَّد بن حسن بن شعْبَان بن أبي بكر وَبَنوهُ عمر وَعُثْمَان وَحسن وَابْن عمهم أَبُو بكر كَانَ تَاجِرًا سفارا ثمَّ بعد قتل ابْن عَمه قدم على السُّلْطَان وَأَعْطَاهُ بعد ذَلِك بِمدَّة وكَالَته عوضا عَن ابْن الدِّيوَان المتلقي لَهَا عَن ابْن عَمه وَاسْتمرّ حَتَّى الْآن (ابْن الصَّيْرَفِي) الْعَلَاء عَليّ بن عُثْمَان بن عمر الدِّمَشْقِي وَابْنه عمر أحد نواب الشَّام والشهاب أَحْمد بن صَدَقَة الشَّافِعِي وَعلي بن دَاوُد الْحَنَفِيّ (حرف الضَّاد الْمُعْجَمَة) (ابْن الضَّعِيف) بِضَم ثمَّ فتح وتحتانية مُشَدّدَة مَكْسُورَة أَحْمد بن يُونُس وَابْنه ابراهيم (ابْن الضيا) أَحْمد بن الضيا مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن طرخان الْحَنْبَلِيّ وَبَنوهُ مُحَمَّد الْأَكْبَر وَالشَّمْس مُحَمَّد وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمد ولثانيهم عَليّ ولعلي الْكَمَال مُحَمَّد وَله ولد اسْمه عبد الْقَادِر وَلأبي الْعَبَّاس ابْن اسْمه الشهَاب أَحْمد وَله أَبُو الوفا مُحَمَّد بحريون وَابْن الضيا المكيون الشهَاب أَحْمد بن الضيا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد وَبَنوهُ المحمدان أَبُو البقا وَأَبُو حَامِد وَبَنُو الأول أَبُو النجا مُحَمَّد وَأحمد أَبُو البركات ولأولهم أَبُو الْقسم مُحَمَّد وَصَالح ولثانيهم أَبُو الْفضل وَأَبُو الْفَضَائِل ولثالثهم كمالية وخاتون كِلَاهُمَا من أم كُلْثُوم ابْنة عَطِيَّة بن فَهد وَبَنُو أبي حَامِد الثَّانِي أَبُو اللَّيْث وَعمر وَأَبُو بكر وَأَبُو الْيمن وَأَبُو الْفَتْح وَفَاطِمَة وَصفِيَّة وابنا أَوَّلهمْ عَليّ وقوام الدّين (حرف الطَّاء الْمُهْملَة) (ابْن طَاهِر) عَليّ ملك الْيمن وَابْن أَخِيه عبد الْوَهَّاب بن دَاوُد بن طَاهِر (ابْن الطَّاهِر) الْجمال مُحَمَّد وَعلي ابْنا حسن بن مُحَمَّد بن قَاسم

حرف الظاء المعجمة

(ابْن الطباخ) عَليّ بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي بَرَكَات (ابْن الطبلاوي) فِي الطبلاوي (ابْن طبيق) بِضَم مصغر الْمصْرِيّ وجد مذبوحا على سَرِيره برباط الْقَائِد شكر بِأَسْفَل مَكَّة فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ أرخه ابْن فَهد (ابْن الطَّحَّان) عبد الرَّحْمَن بن وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَرَفَات بن مُحَمَّد القاهري (ابْن طرطور) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مهنا بن أَحْمد (ابْن طريف) عبد الْوَهَّاب وَعبد الْقَادِر ابْنا مُحَمَّد بن طريف وَابْن ثَانِيهمَا أَحْمد (ابْن طغيتمر) النظامي مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث أرخه الْعَيْنِيّ (ابْن طفيش) بِضَم وَفَاء ومعجمة مصغر هُوَ أَحْمد بن عبد شيخ نوى من القليوبية بل لَيْسَ فِي الْوَجْه البحري أرفع كلمة مِنْهُ لتكرر نزُول السُّلْطَان إِلَيْهِ بل وَحج مَعَه فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ بعد مصادرته لَهُ فِيهَا وَمَات فِي وابناه عبد الله وسراج الدّين عمر (ابْن طَلْحَة) (ابْن الطناني) عَليّ بن أَحْمد الغزولي (ابْن الطواب) جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن وقريبه عبد المغيث بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَمُحَمّد بن خَلِيل نزيل مَكَّة (ابْن طولوبغا) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن طولوبغا (ابْن الطولوني) أَحْمد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله وَابْنه نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَابْنه حُسَيْن وَحسن بن (ابْن الطَّوِيل) حسن بن عَليّ بن حسن بن أبي بكر (ابْن طيبغا) مُحَمَّد (ابْن الطيوري) فِي الطيوري (حرف الظَّاء الْمُعْجَمَة) (ابْن للظَّاهِر خشقدم) من أم ولد مَاتَ قبل استكمال سنتَيْن فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَدفن بتربة أَبِيه وَآخر مثله مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَدفن بتربة أَبِيه وَآخر مَاتَ مطعونا فِي ذِي الْقعدَة سنة احدى وَثَمَانِينَ وَآخر فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين وَآخر فِي الَّتِي بعْدهَا (ابْن الظريف) بِضَم تَصْغِير ظريف ابراهيم وَأحمد ابْنا عَليّ بن اسماعيل بن ابراهيم وابراهيم بن أَحْمد بن يُوسُف وبركات أَو أَبُو البركات بن الظريف الْمقري (ابْن ظهيرة) بَيت كَبِير مِنْهُم الْحَافِظ الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة وَابْنه الْمُحب أَحْمد وَابْنه أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد وَلم يستكمل بعد موت أَبِيه شَهْرَيْن وَبِه انْقَطع نسل جمال الدّين من الذُّكُور وَبَنُو أَخِيه أبي بكر عبد الرَّحْمَن وَعبد الْحَيّ وَأحمد فلأولهم عبد الْكَرِيم وَأَبُو بكر ولثانيهم الْمُحب أَحْمد قَاضِي جدة وعطية وَعلي وَعبد الْقَادِر ولثالثهم عبد المحسن وَعبد الرَّحِيم ثمَّ إِنَّه للمحب الْجمال مُحَمَّد ولعطية أَحْمد حنبلي كأبيه ذكي ولعَبْد الْقَادِر الْفَخر أَبُو بكر وثلاثتهم مِمَّن

حرف العين المهملة

سمع مني ولعَبْد الْكَرِيم يحيى وعدة وَأشهر هَذَا الْبَيْت بِالنّظرِ لخلفهم المحمدان الْكَمَال أَبُو البركات والقطب أَبُو الْخَيْر ابْنا الْجمال أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة فبنو أَولهمَا المحمدون التقى والجلال أَبُو الْفَتْح والنجم أَبُو الْمَعَالِي وَالْجمال أَبُو المكارم والجلال أَبُو السعادات وَالْجمال أَبُو السُّعُود والقطب أَبُو الْخَيْر والنور أَبُو الْحسن عَليّ وَبَنُو ثَانِيهمَا المحمدون أَبُو السُّعُود والرضى أَبُو حَامِد والولوي أَبُو عبد الله فللرضى ظهيرة والمحب أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد وحسين ثمَّ إِنَّه لثالث بني الْكَمَال المحمدان الْجمال أَبُو الكارم والنجم أَبُو الْمَعَالِي فللجمال من ابْنة عَمه زَيْنَب الزين عبد الباسط وَعبد الْوَهَّاب وَأم الْخَيْر وست قُرَيْش وست الْكل فللعبد الباسط الْفضل مُحَمَّد وَصفِيَّة وللنجم عبد الْقَادِر من حبشية والجلال أَبُو السعادات مُحَمَّد من ابْنة الْفَخر الْعَيْنِيّ ولرابعهم المحمدان أَبُو الْفضل الْعَبَّاس وَأَبُو بكر فلأولهما من ابْنة عَمه أم هاني عفيف الدّين عبد الله وَله من أم الْخَيْر الْمشَار إِلَيْهَا أَبُو الْفضل وَأَبُو الْبَقَاء ولخامسهم الْمُحب أَحْمد وَعبد الْكَرِيم وَأَبُو الْفَتْح مُحَمَّد فللمحب الْأمين مُحَمَّد وَأم الْحسن ولعَبْد الْكَرِيم وَيُقَال لَهُ الرَّافِعِيّ مُحَمَّد أَبُو المكارم من ابْنة الْعَبَّاس الْمشَار إِلَيْهِ وَله مُحَمَّد ولسادسهم خير الدّين أَبَوا لخير مُحَمَّد وَأَبُو بكر وَعمر فلأولهم أَبُو البركات مُحَمَّد ولثالثهم عبد الْقَادِر ولثامنهم أَبُو البركات مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم وَأَبُو بكر وَأم هاني وَزَيْنَب وست الْجَمِيع فلأولهم يحيى وَانْقطع نَسْله ولثانيهم الْجمال أَبُو السُّعُود مُحَمَّد والنور عَليّ والشهاب أَحْمد والتقي وَأَبُو السرُور عبد الرَّحْمَن وَعبد اللَّطِيف الَّذِي لَقيته أمه سيد النَّاس وَقَالَ أَبوهُ هُوَ سَيِّدهَا خَاصَّة وَهَمَّام الدّين ومعين الدّين وللثالث الْعِزّ عبد الْعَزِيز فائز وَعبد الْمُعْطِي وَأمين الدّين أَبُو الْيمن مُحَمَّد وَهُوَ من بَينهم حَنَفِيّ وجلال الدّين وَأفضل الدّين وللرابعة وَالْخَامِسَة من أُشير إِلَيْهِ ثمَّ انه لأبي السُّعُود الصّلاح مُحَمَّد والبهاء أَبُو حَامِد أَحْمد وَبدر الدّين وابراهيم وسعادة زوج عبد الْقَادِر بن النَّجْم وكمالية زوج عبد الْمُعْطِي الْمَاضِي ولفائز من ابْنة عَمه البرهاني فَاطِمَة يحيى ابْن ظهير إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد (حرف الْعين الْمُهْملَة) (ابْن عَابِد) عَليّ بن أَحْمد بن خَلِيل بن أَحْمد الْغَزِّي (ابْن عابدة) بعض خدمَة الشَّرْع (ابْن عَادل) أَبُو الْفرج مُحَمَّد وَمُحَمّد وَأَبُو السعادات مُحَمَّد بَنو مَحْمُود بن عَادل حنفيون وعادل اسْمه عبد الحفيظ وَلأبي السعادات عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَأحمد وَعبد الْكَبِير ولمحمد أَبُو الْفَتْح وَعلي وابنتان (ابْن عَامر) مُحَمَّد

(ابْن عبَادَة) بِضَم أَوله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبَادَة بن عبد الْغَنِيّ وَبَنوهُ الشهَاب أَحْمد والأمين مُحَمَّد والنجم عبد الْكَرِيم وَولد الثَّالِث الشهَاب أَحْمد (ابْن عَبَّاس) الشهَاب أَحْمد وَابْن أَخِيه حُسَيْن بن عَليّ بن عَبَّاس وَابْنه بَرَكَات وَكلهمْ من أهل فيشا الصُّغْرَى وَعمل الْأَخير شيخ الْعَرَب وَمن الطّلبَة فَاضل اسْمه أَحْمد بن عَبَّاس أزهري (ابْن عبد الْبَارِي) تَقِيّ الدّين مُحَمَّد الْمصْرِيّ (ابْن عبد الْحق) عَليّ وَأحمد ابْنا الغمريان وَالْجمال عبد الله بن الشَّمْس عبد الْحق بن إِبْرَاهِيم الريس ابْن الريس وَابْنه وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْحق السنباطي والشهاب أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الدِّمَشْقِي (ابْن عبد الحميد) التقي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الحميد بن عَليّ الموغاني الْمدنِي والشهاب أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الحميد الطوخي الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي وَله أَوْلَاد أَحْمد وَمُحَمّد ويوسف وَهُوَ أسنهم (ابْن عبد الرَّحْمَن) جمَاعَة مِنْهُم طَالب حَنَفِيّ سكندري أَخذ عني اسْمه عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ومتولي جدة مُحَمَّد بن والسنباطي الكتبي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن (ابْن عبد الرَّحِيم) (ابْن عبد السَّلَام) الدمياطي نور الدّين عَليّ ثمَّ ولي الدّين مُحَمَّد وهما شقيقان ثمَّ الْجمال عبد الله ابْن عبد السَّلَام أَحْمد بن الْعِزّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وَأَبوهُ وَبَنوهُ (ابْن عبد العال) أَحْمد (ابْن عبد الْعَزِيز) عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز والبدر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْمُبَاشر وَابْنه الشهَاب أَحْمد وَآخر اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز قريب زَوْجَة شَيخنَا ابْنة نَاظر الْجَيْش الكريمي عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز وَهُوَ فِيمَا قيل قريب للْأولِ أَيْضا من جِهَة النِّسَاء (ابْن عبد الْعَظِيم) يحيى بن أَحْمد بن عبد الْعَظِيم الخانكي وَولده عبد الْعَظِيم (ابْن عبد الْغفار) الْبَدْر مُحَمَّد ثمَّ الشّرف مُوسَى ثمَّ الْجلَال مُحَمَّد وَالثَّلَاثَة اشقاء (ابْن عبد الْقَادِر) الْبَدْر مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر وَابْنه الْكَمَال مُحَمَّد واخوته (ابْن للسَّيِّد عبد الْقَادِر) بن عَليّ القادري الْمَاضِي أَبوهُ مَاتَ مطعونا سنة احدى وَثَمَانِينَ (ابْن عبد الْقوي) مُحَمَّد أَبُو الْيُسْر وَيحيى وَعلي بَنو القطب أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عبد الْقوي وأولهم خَادِم الْمحل الْمَنْسُوب للسيدة خَدِيجَة بِمَكَّة وَله ابْن اسْمه أَبُو الْفضل وليحيى حسيبة وادريس وَمعمر وَفضل وجعفر مَاتَت أَوَّلهمْ وَهِي أم بني النُّور الفاكهي ولادريس يحيى وَأَبُو اللَّيْث ولمعمر مُحَمَّد وَعبد الله ولفضل جَعْفَر مُحَمَّد وَأما عَليّ فَمَاتَ فِي سنة تسع وَسبعين وَله نظم وَفضل وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا وَكتب كتابا لمَكَّة ذكر فِيهِ مَا اقْتضى لَهُ ضيما ولجدهم القطب أَخ اسْمه احْمَد مِمَّن

أجَاز لنا وَابْنه أَبُو الْيُسْر مُحَمَّد يشْهد بِمَكَّة فِي بَاب السَّلَام (ابْن عبد الْكَرِيم) مُوسَى بن سُلَيْمَان بن عبد الْكَرِيم (ابْن عبد اللَّطِيف) الْبُرُلُّسِيّ مُحَمَّد وَعلي ولعلي عمر وَعبد الرَّحْمَن عدَّة بَنَات احداهن مَعَ احْمَد بن يَعْقُوب وَأُخْرَى كَانَت تَحت أَحْمد بن مرعي فَطلقهَا وَتَزَوجهَا أَبُو الْفَتْح بن كرسون (ابْن عبد الْمُنعم) (ابْن عبد الْهَادِي) أَحْمد بن حسن بن عبد الْهَادِي وَابْنه حسن الملقب بالمبرد وَابْنه يُوسُف وَجَمَاعَة (ابْن عبد الْوَاحِد) أَحْمد وَابْنه جلال الدّين وَعَمه عبد الْغَنِيّ وَهُوَ الْأَكْبَر (ابْن عبد الْوَارِث) النَّجْم عبد الرَّحْمَن وَابْنه المحيوي عبد الْقَادِر وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد مالكيون وَآخر عمل قَاضِي الْمحمل سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الْوَارِث بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَأَظنهُ شافعيا (ابْن عبد الْوَهَّاب) الخانكي مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن سُلَيْمَان ووكيل (ابْن الْعَبْسِي) فِي الْعَبْسِي (ابْن عبود) حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد (ابْن عبيد الله) مَحْمُود (ابْن عبيد) مُحَمَّد مضى هُوَ وَأَبوهُ فِي ابْن حليمة (ابْن عبِّيَّة) بِضَم ثمَّ مُوَحدَة مَفْتُوحَة وتحتانية مُشَدّدَة أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبِّيَّة الْمَقْدِسِي وَأحمد بن عَليّ بن أَحْمد البقاعي (ابْن العتال) كَانَ يقْرَأ البُخَارِيّ وَغَيره فِي الْجَوَامِع وَنَحْوهَا مِمَّن أَخذ عَن الديمي وجازف (ابْن عُثْمَان) نِسْبَة لعُثْمَان بن اسماعيل بن ابراهيم الْأنْصَارِيّ عبد الْقَادِر بن الْعَلَاء مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان وابناه أَحْمد وَعبد اللَّطِيف وَابْن أَولهمَا مُحَمَّد حَيّ وَابْن عُثْمَان ملك الرّوم فِي مُحَمَّد بن مُرَاد بك (ابْن الْعجل) قَاضِي فاس هُوَ (ابْن العجمي) الصَّدْر أَحْمد بن الْجمال مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد الله (ابْن عجيل) بِالتَّصْغِيرِ الْيَمَانِيّ واسماعيل بن ابراهيم وَابْنه أَحْمد وحفيده اسماعيل بن أَحْمد ومُوسَى بن أَحْمد بن عَليّ بن عجيل وابناه أَحْمد وَعبد اللَّطِيف (ابْن العجيمي) فِي العجيمي (ابْن الْعَدوي) وَالصَّلَاح مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد السَّلَام وَكيل السُّلْطَان بِدِمَشْق (ابْن العديم) جمَاعَة كَثِيرُونَ ذكر بَعضهم فِي ابْن أبي جَرَادَة (ابْن أبي عذيبة) بِضَم ثمَّ مُعْجمَة مصغر من عذبة أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْمَقْدِسِي (ابْن عَرَادَة) بمهملات مفتوحات واسْمه مُحَمَّد شَافِعِيّ من نطوبس قَرَأَ الْقرَاءَات وتلا عَلَيْهِ بلديه التَّاج السكندري وَمَا علمت من خَبره زِيَادَة على هَذَا (ابْن الْعِرَاقِيّ) فِي الْعِرَاقِيّ (ابْن عربشاه) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم وَأَخُوهُ الظريف

(ابْن عرب) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله الزَّاهِد الشهير وَعمر بن مُحَمَّد بن عمر (ابْن عرب) الْعَلَاء عَليّ بن عبد الْوَهَّاب بن عُثْمَان والنجم مُحَمَّد وَالْجمال مُحَمَّد والنور عَليّ بَنو عمر بن عَليّ بن أَحْمد فالنجم وَهُوَ صهر الْعَلَاء المبدأ بِهِ وَالِد الشّرف مُحَمَّد وَالِد النَّجْم مُحَمَّد أحد الْمَشَايِخ الْفُضَلَاء وَالْجمال هُوَ وَالِد السراج عمر وناصر الدّين مُحَمَّد وَلم يعقبا والنور عَليّ هُوَ وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد والسراج عمر والعز أَحْمد وَأم الْجلَال الْبكْرِيّ فللبدر الشّرف مُحَمَّد والشهاب هُوَ أَحْمد وَأَبُو الْحسن فالشرف هُوَ أَبُو أبي الْحسن على الَّذِي رُبمَا يخْطب بالأزهر والشهاب أَبُو الصّلاح مُحَمَّد الَّذِي خدم بعد تمراز عِنْد الأتابك وَعمر بَيْتا بزقاق الْكَنِيسَة من البندقانيين وتربة بِالْقربِ من مصلى بَاب النَّصْر والمحب أَبُو الْفضل مُحَمَّد صَاحب فتح الدّين بن البُلْقِينِيّ والبدر مُحَمَّد المدولب فِي السكر والكمال مُحَمَّد وَهُوَ فِي خدمَة أَمِير سلَاح ويصحب ابْن الأتابك بِحَيْثُ طلع مَعَه فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين لمَكَّة وَكلهمْ موجودون إِلَّا أَوَّلهمْ وَكَانَ أسنهم وَالثَّانِي أفضلهم وَأَبُو الْحسن لم يعقب وَأما السراج فَلهُ أَبَوا لحسن نَاب عَن الْعلم فَمن بعده والبدر مُحَمَّد شَاهد بحانوت بَين العواميد وحاج ملك أم أبي الْفضل موقع الأتابك أزبك وَأما الْعِزّ فَلم يعقب وَبدر الدّين الميقاتي كَانَ يسكن بالوزيرية وَقَالَ إِنَّه ابْن الْجمال الْمُحْتَسب وَعرض لَهُ بَيَاض وَعبد الرَّحْمَن خَال لشرف الدّين وَكَانَ مسنا وَرَأَيْت عِنْدِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر وَأَنه حفيد الْجمال بن عرب ولد سنة تسع عشرَة وناب عَن علم الدّين فَمن بعده وَمِمَّنْ يُقَال لَهُ ابْن عرب مُحَمَّد بن صَالح الفافا (ابْن عرعر) بمهملات الأولى وَالثَّالِثَة مضمومتان خَلِيل بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم اللبودي الدِّمَشْقِي وَابْنه الشهَاب أَحْمد (ابْن عَرَفَات) الْمقري وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد ورفيق سُلَيْمَان الْجَوْهَرِي وَأحد صوفية البيبرسية وقراء صفتهَا مَاتَ سنة سِتّ وَسبعين وَآخر من موقعي الْقَاهِرَة اسْمه احْمَد بن (ابْن عَرَفَة) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَرَفَة (ابْن عزم) بِفتْحَتَيْنِ ثمَّ مِيم عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَابْنه مُحَمَّد وَابْنه مُحَمَّد (ابْن عزوز) بِفَتْح ثمَّ تَشْدِيد وَآخره كثانيه مُعْجمَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (ابْن عز الدّين) الْمُحب أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز وَأَبوهُ ومعبر المنامات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن وجيه (ابْن الْعِزّ) (ابْن أبي الْعِزّ) (ابْن عشائر) (ابْن العصياتي) بِضَم ثمَّ فتح ثمَّ تَشْدِيد الْمُثَنَّاة التَّحْتَانِيَّة وَآخره فوقانية الْبَدْر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَيُّوب وَابْنه مُحَمَّد وَابْن مَحْمُود وابناؤه

(ابْن الْعَطَّار) خَلِيل بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْمقري والشرف يحيى بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف وَأَخُوهُ نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَالِد أَحْمد وَعَائِشَة وَسَارة وَفَاطِمَة والمحب مُحَمَّد بن الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبكْرِيّ الموقت وَأَبوهُ وَمُحَمّد بن عَليّ وَأحمد بن مُحَمَّد بن صَالح ومقرئ الجوق عَليّ بن رَمَضَان (ابْن عطيف) بِضَم ثمَّ مُهْملَة وَفَاء مصغر عَليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عمر بن عطيف وَأَبوهُ (ابْن عَطِيَّة) حسن وحسين (ابْن عفيف) كرغيف أَبُو البركات بن عفيف بن وَهبة بن يوحنا الشَّمْس الْمليكِي الْأَسْلَمِيّ الريس الَّذِي قَتله الْأَشْرَف برسباي قبيل مَوته وَابْن أَخِيه عبد اللَّطِيف بن عبد الْوَهَّاب قوالح وَابْنه (ابْن الْعقَاب) بِضَم وقاف مَفْتُوحَة خَفِيفَة وَآخره مُوَحدَة قَاضِي الْجَمَاعَة بتونس مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَعبد الْخَالِق بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن وَأَبوهُ (ابْن العقاد) عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن (ابْن عكاشة) عَليّ بن عُثْمَان بن عَليّ (ابْن العكم) بِفتْحَتَيْنِ ثمَّ مِيم جلال الدّين عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن سُلَيْمَان وَابْنه الْبَهَاء أَحْمد (ابْن علبك) بِفَتْح أَوله وثالثه بَينهمَا لَام سَاكِنة الشهَاب أَحْمد وَمُحَمّد ابْنا ابراهيم بن أَحْمد بن غَنَّام وأبوهما (ابْن عليبة) تَصْغِير علبة ابراهيم بن حسن بن ابراهيم وابناه الْبَدْر حسن وَعبد الْقَادِر ولابراهيم اخوان شقيقان نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَعلي وَهُوَ أَولهمَا موتا وَلَهُم ثَلَاثَتهمْ ابْنا عَم ابراهيم وَأحمد ابْنا أَحْمد مَاتَ أَولهمَا بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة تسعين وَأحمد وَكَانَ يتوكل لعبد الْقَادِر حَيّ إِلَى تَارِيخه ثمَّ إِن للبدر حسن من الْأَبْنَاء عَليّ وَإِبْرَاهِيم مَاتَا فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين ولعَبْد الْقَادِر من الْأَبْنَاء (ابْن العليف) بِضَم تَصْغِير علف حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حسن وابناه أَحْمد وَعلي (ابْن العليمي) قَاضِي الْحَنَابِلَة بالقدس (ابْن لعَلي الشريف) بن مَحْمُود الْكرْدِي الْمَاضِي أَبوهُ مَاتَ بعده بِقَلِيل صَغِيرا فِي شعْبَان سنة خمس وَثَمَانِينَ (ابْن الْعِمَاد) الشهَاب أَحْمد بن عماد بن يُوسُف الْفَقِيه وَابْنه مُحَمَّد والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد بن عَليّ الفرضي الحاسب ويشهر بِابْن الهائم وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ البلبيسي العَبْد الصَّالح وَبَنوهُ مُحَمَّد وَعبد الله أمه أمة لِأَبِيهِ والآخران من زَوْجَتَيْنِ وَابْن لأولهم وَأحمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن الْعِمَاد الْحَمَوِيّ حنبلي (ابْن عمار) مُحَمَّد وَابْنه أَبُو سهل يحيى وَابْنه مُحَمَّد (ابْن عمرَان) مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمرَان وَبَنوهُ المحمدون خير الدّين أَبُو الْخَيْر ولي

حرف الغين المعجمة

قَضَاء الْقُدس وشمس الدّين وهما كأبيهما حنفيا وَأَبُو الْفَتْح شَافِعِيّ أم بالزمام فِي الْقَاهِرَة (ابْن عمر) مُحَمَّد وَجَمَاعَة يُقَال لَهُم بَنو عمر أُمَرَاء هوارة وهم اسماعيل وَعِيسَى وَكَانَ مالكيا لَهُ بعض مُشَاركَة وَمُحَمّد بَنو يُوسُف بن عمر وَسليمَان بن عِيسَى أحدهم ابْن عمر قَاضِي غَزَّة الْحَنَفِيّ مُحَمَّد وَابْنه مُحَمَّد أَيْضا (ابْن عنان) مُحَمَّد بن أَحْمد بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطهوائي البرهمتوسي أحد المعتقدين هُنَاكَ وَأَخُوهُ نَاصِر الدّين لقياني فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين بِمَكَّة (ابْن عواض) بِفَتْح ثمَّ تَشْدِيد أَحْمد بن عَليّ بن عواض بذل فِي قَضَاء اسكندرية وَمَات قبل توجهه إِلَيْهَا وتاجر عرف بِخِدْمَة ابْن الْفَقِيه مُوسَى ثمَّ بني عليبة ثمَّ انْفَصل وقطن مَكَّة إِلَى أَن قدم مَطْلُوبا فِي سنة أَربع وَتِسْعين فأرضاهم وَعَاد فِي سنة خمس ثمَّ مَاتَ بهَا فِي سنة سبع واسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ أَو بِحَذْف أَحْمد (ابْن عوَانَة) أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الْحُسَيْنِي التّونسِيّ (ابْن عوجان) بِفَتَحَات وَالثَّالِثَة جِيم وَآخره نون سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن وَابْنه أَحْمد وابناه الشَّمْس مُحَمَّد وَفَاطِمَة وَابْن أَولهمَا الْمُحب مُحَمَّد وابنا ثانيتهما الْكَمَال مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم وابنا أبي الشريف (ابْن عوض) ومقدم الدولة مُحَمَّد تزايد خموله وانقطاعه (ابْن عون) ابراهيم بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان (ابْن عَيَّاش) بتحتانية ثمَّ مُعْجمَة الزين عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَأَبوهُ (ابْن عيد) بِكَسْر وَآخره مُهْملَة الشّرف مُوسَى بن أَحْمد قَاضِي الْحَنَفِيَّة (ابْن عِيسَى) حنبلي اسْمه وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عِيسَى الْوراق الْمصْرِيّ خَادِم غَازِي بِالْقربِ من المعزية (ابْن عين الغزال) عَليّ بن أَحْمد بن خَلِيل وَمضى فِي الحسني (ابْن الْعَيْنِيّ) أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن مَحْمُود بن أَحْمد وَأُخْته عَائِشَة وأبوهما (حرف الْغَيْن الْمُعْجَمَة) (ابْن غَازِي) عَليّ بن عمرَان بن غَازِي المغربي (ابْن غَالب) (ابْن أبي غَالب) الْموقع قَالَ الْعَيْنِيّ مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ حادي عشري ذِي الْحجَّة سنة خمسين (ابْن غَانِم) ابراهيم بن أَحْمد بن غَانِم بن عَليّ وَابْنه النَّجْم مُحَمَّد وَابْنه أَبُو البركات مُحَمَّد شُيُوخ الخانقاه الصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس وبأبي البركات انقرض نسل أَبِيه وَالْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن غَانِم شيخ الْحرم وَابْنه نَاصِر الدّين مُحَمَّد شيخ الخانقاه الْمَذْكُورَة (ابْن الغباري) مُحَمَّد بن حَمْزَة بن مُحَمَّد (ابْن غراب) الْفَخر ماجد الْمَدْعُو مُحَمَّدًا وَسعد الدّين ابراهيم ابْنا عبد الرَّزَّاق

حرف الفاء

(ابْن الغرابيلي) التَّاج مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُسلم وَأَبوهُ (ابْن الْغَرْس) الْبَدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَلِيل وابناه وَأَحَدهمَا مكي وأمير أَحْمد وقاسم وَمُحَمّد بَنو محم بن خَلِيل فأولهم كَانَ رَأس نوبَة بِبَاب بعض الْأُمَرَاء وأنجب شخصا كَانَ خيرا صَالحا دينا فَاضلا صحب الولوي البُلْقِينِيّ وتكسب بِالشَّهَادَةِ رَفِيقًا لِأَحْمَد الشَّامي ثمَّ ترك وَكَاد أَن يتجرد حَتَّى مَاتَ وثانيهم كَانَ نقيب الْألف عِنْد بعض الْأُمَرَاء وثالثهم كَانَ رَسُولا بِأَبْوَاب الْقُضَاة وَتردد لزاوية الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ وَهُوَ وَالِد الْبَدْر الْمُتَقَدّم وَرَأَيْت فِيمَن سمع ختم البُخَارِيّ عِنْد أم هاني الهورينية وَمن أحضرناه مَعهَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن الْغَرْس الْحَنَفِيّ وابناه مُحَمَّد وَعلي فِي الرَّابِعَة (ابْن غرلو) بِضَمَّتَيْنِ ثمَّ لَام كَذَلِك مُشَدّدَة هُوَ حسن بن أَمِير عَليّ بن سنقر جارنا (ابْن غَزوَان) عَليّ بن هَاشم بن عَليّ بن مَسْعُود بن أبي سعد وَأَبوهُ وَابْنه أَبُو سعد مُحَمَّد (ابْن الغمري) فِي الغمري (ابْن الغنام) عبد الله بن شَاكر بن عبد الله بن غَنَّام وَسَماهُ بَعضهم عبد الْكَرِيم (ابْن الغويطي) تَصْغِير غيط قَاضِي أدكو عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن (حرف الْفَاء) (ابْن فَاضل) الجزائري عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن فَاضل (ابْن الفاكهي) عَليّ وَأَبُو الْخَيْر مُحَمَّد وَأَبُو البركات مُحَمَّد وَأَبُو الْقسم بَنو مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله وعماهم أَحْمد وَأَبُو الْخَيْر مُحَمَّد ابْنا عَليّ ولعلي الأول أَيْضا ابْنَانِ أَبُو السعادات مُحَمَّد وَأحمد (ابْن الفالاتي) مُحَمَّد بن عَليّ بن عَليّ (ابْن الفاوي) أَبُو بكر بن عَليّ بن أبي بكر (ابْن أبي الْفَتْح) المنوفي يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد كَاتب المماليك (ابْن فَخر الْقُضَاة) الشريف نَائِب الحكم بجدة فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم (ابْن فَخر) عَليّ بن مُحَمَّد بن فَخر الدّين فَخر (ابْن فخيرة) واشتهروا بذلك للفخر عبد الْغَنِيّ بن الشّرف يَعْقُوب لِأَنَّهُ كَانَ يُقَال لَهُ فخيرة تَصْغِير لقبه مَعَ التَّأْنِيث وَله أَرْبَعَة أَوْلَاد كريم الدّين عبد الْكَرِيم نَائِب نَاظر لاخاص وَعلم الدّين يحيى أحد كتاب المماليك وشمس الدّين نصر الله أحد كتاب الدِّيوَان الْمُفْرد وَشرف الدّين حَمْزَة أحد كتاب المماليك فَأَما أَوَّلهمْ فَلهُ تَاج الدّين عبد الرَّزَّاق أحد كتاب المماليك أَيْضا وَأما ثانيهم فَلهُ خير الدّين أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد أحد كتاب المماليك أَيْضا ثمَّ أضيف إِلَيْهِ سَحَابَة ديوَان جَيش الشَّام فِي سنة تسع وَتِسْعين وَأما ثالثهم فَلم يعقب وَأما رابعهم فَلهُ التَّاج عبد الْوَهَّاب وباشر بعده فِي كتاب المماليك ثمَّ إِن لعبد الرَّزَّاق فتح الدّين أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد وكريم

الدّين عبد الْكَرِيم وَكِلَاهُمَا مِمَّن أَخذ عني بِقِرَاءَة ثَانِيهمَا وهما سبطا كريم الدّين بن الجباس ابْن خَالَة العلمي بن الجيعان فَأم أَحدهمَا شَقِيقَة أم الآخر وَأما خير الدّين فَلهُ أَوْلَاد صغَار مِنْهُم إِبْرَاهِيم وَابْنَة تزَوجهَا فتح الدّين بن الْعلم البُلْقِينِيّ وَمَات عَنْهَا (ابْن فَخير) كَالَّذي قبله بِدُونِ تَأْنِيث عَليّ وَأحمد وَعبد الْكَرِيم مكيون وثالثهم أَصْغَرهم حفظ كتبا وعرضها وَجلسَ مَعَ الشُّهُود بِبَاب السَّلَام وَكتب أَشْيَاء مِنْهَا عدَّة من تصانيفي (ابْن الْفُرَات) باسم النَّهر مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن الْحسن نَاصِر الدّين وَابْنه الْعِزّ عبد الْعَزِيز وقريبه أَحْمد بن عبد الْخَالِق بن عَليّ بن الْحسن الْمَالِكِي أما أَبوهُ الصَّدْر عبد الْخَالِق فَمن أَوَاخِر ذَلِك الْقرن وَإِن كَانَ شَيخنَا أغفله من درره وَعبد المغيث بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد إِمَام البيبرسية (ابْن الْفراء) فِي خير الدّين بن الرُّومِي (ابْن أبي الْفرج) الْفَخر عبد الْغَنِيّ صَاحب الْمدرسَة وناصر الدّين مُحَمَّد نقيب الْجَيْش وَالشَّمْس مُحَمَّد بَنو أبي الْفرج وَلَهُم أَخَوَات ثَلَاثَة هَاجر وَزَيْنَب وستيتة فَأَما فَخر الدّين فَلهُ عبد الْقَادِر اسْتَقر بعد أَبِيه وَمُحَمّد وَأحمد وهما توأم وَالثَّلَاثَة أشقاء وَعلي وَمُحَمّد هُوَ وَالِد الناصري مُحَمَّد الْمَدْعُو أَمِير حَاج نقيب الْجَيْش الْآن وَأحمد هُوَ وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد ابْن بنت الملكي وربيب الشّرف الْأنْصَارِيّ بل زوج ابْنَته وَأما هَاجر فَزَوجهَا أَخُوهَا السَّيِّد بَرَكَات صَاحب الْحجاز ثمَّ فَارقهَا قبل دُخُوله بهَا بعد إمهاره لَهَا ألف مِثْقَال وَمَاتَتْ بعيد التسعين وَقد جَازَت التسعين وستيتة هِيَ أم الزين عبد الرَّحْمَن بن الكويز وَهِي الَّتِي أرسل بهَا أَخُوهَا فَخر الدّين لقطيا فقتلت هُنَاكَ لاتهامها وَأما نَاصِر الدّين أَخُو الْفَخر فَلهُ الشهَاب أَحْمد المستقر بعده فِي نقابة الْجَيْش وَمَات بحلب هُوَ وَرَأس نوبَته ابْن الْمُرضعَة وَأما شمس الدّين فَلم يعقب (ابْن فَرِحُونَ) المدنيون (ابْن فرشتا) بكسرتين ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة ثمَّ مثناة فوقانية مَفْتُوحَة عبد اللَّطِيف بن عبد الْعَزِيز (ابْن الفرعمي) بِكَسْر أَوله وثالثه بَينهمَا رَاء سَاكِنة وَآخره مِيم قَرْيَة من ضواحي صفد الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد (ابْن الفرفور) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الدِّمَشْقِي شَافِعِيّ وَمُحَمّد بن صَدَقَة بن خَلِيل والكمال مُحَمَّد بن الزين عبد الرَّحْمَن بن الصاحب الفرفور وَينظر إِن كَانَ من هَذَا الْقرن وَابْنَته ططر وَهِي أم الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ والشهاب أَحْمد بن مَحْمُود بن عبد الله قَاضِي الشَّام وَأَبوهُ مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسبعين مَعَ الرجبية وصل نسبه بالعماد اسماعيل بن إِبْرَاهِيم بن الفرفور الْمَذْكُور فِي الدُّرَر

حرف القاف

(ابْن فرو) شيخ الأميرية عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد وَأَبوهُ وَالْأول أشبه مَاتَ فِي حَيَاته بعد أَن حج أَبوهُ فِي سنة أَربع وَتِسْعين (ابْن فريعين) بِضَم مصغر ابراهيم بن مُوسَى (ابْن الفصيح) التَّاج عبد الرَّحِيم بن الْفَخر أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد وَابْنه أَحْمد خَادِم البيبرسية (ابْن الفصي) بِفَتْح الْفَاء ثمَّ مُهْملَة مُشَدّدَة نِسْبَة لقرية قريبَة من بعلبك مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ (ابْن فضل الله) الْجمال عبد الله بن (ابْن فطيس) مُحَمَّد بن مِفْتَاح بن فطيس وَابْن أَخِيه عَليّ بن أَحْمد بن مِفْتَاح وابناه أَبُو بكر وَمُحَمّد القباني كل مِنْهُمَا بجدة وَابْن فطيس الْبَزَّاز مَاتَ بِمَكَّة سنة خمس وَأَرْبَعين أرخه ابْن فَهد (ابْن الفقاعي) شمس الدّين مُحَمَّد بن الْجَوْهَرِي صهر ولد الْأَخ (ابْن فقوسة) عبد الْقَادِر بن حسن بن عَليّ البخانقي وَبَنوهُ عرض على ثَلَاثَة مِنْهُم (ابْن فلفل) مكبر الْحَنَفِيَّة مَاتَ فِي أَيَّام التَّشْرِيق سنة سبع وَثَلَاثِينَ أرخه ابْن فَهد (ابْن الفنري) مُحَمَّد بن حَمْزَة بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (ابْن فَهد) بَيت كَبِير بِمَكَّة مِنْهُم النَّجْم مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله وابناه التقي مُحَمَّد وعطية وابنا أَولهمَا أَبُو بكر وَعمر وَغَيرهمَا من الذُّكُور وَالْإِنَاث مِنْهُنَّ أم أبي اللَّيْث بن الضيا والمحب بن الْخَطِيب النويري وَأم الْجمال مُحَمَّد الرضى وَأم بني أبي السعادات الطَّبَرِيّ الإِمَام وَأم الْحسن ابْنة أبي الْخَيْر بن ظهيرة وَبَنُو ثَانِيهمَا حسن وحسين فَأَبُو بكر لَهُ عبد الرَّحْمَن وَأَبُو الْقسم وَلأبي الْقسم عبد الرَّحْمَن وَعمر لَهُ يحيى وَعبد الْعَزِيز ثمَّ إِن لعبد الْعَزِيز جَار الله وَيحيى وَغَيرهمَا من الذُّكُور وَالْإِنَاث الْمُتَأَخر مِنْهُمَا وَقت تَارِيخه جَار الله وسعادة وَيحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر وَابْنه عبد الْقَادِر (ابْن فلاح) بِالتَّخْفِيفِ أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر وَأَبوهُ وَابْنه أَبُو بكر (ابْن فَيْرُوز) الطَّبِيب هُوَ فتح الدّين بن صَدَقَة بن مُوسَى وَيعرف أَيْضا بِابْن صَدَقَة (ابْن الفيسي) عَليّ بن اسكندر (ابْن فيشا) حُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْنِي سكنا الْحَنَفِيّ (حرف الْقَاف) (ابْن قَاسم) الولوي مُحَمَّد بن قَاسم بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الشَّافِعِي وَأَخُوهُ أَبُو المكارم مُحَمَّد الْمَالِكِي وَابْنه الشّرف مُحَمَّد بن أبي المكارم وَابْنه وَابْن قَاسم أحد الشَّافِعِيَّة هُوَ الشَّمْس مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ المقسمي وَابْن قَاسم السكرِي واسْمه الْبَدْر مُحَمَّد بن قَاسم خير وَيعرف أَبوهُ بِابْن الْبَارِد وَابْن قَاسم الطبناوي وَابْن قَاسم الحريري بالحسينية مِمَّن اشْتغل عِنْد الزين عبد الرَّحِيم

الأبناسي وَحج صحبته وَكَذَا أَخذ عَن غَيره قَلِيلا وَهُوَ شَاب ظريف فطن فهم اشْتغل بالعيال عَن الِاشْتِغَال وَرُبمَا قَرَأَ على أَحْمد بن النجار الْحَنْبَلِيّ وجاور بِمَكَّة فِي سنة تسع وَتِسْعين وَقَرَأَ عَليّ بل أحضر مَعَه كرسيا وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام ابْن قَاسم الْمدنِي مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن قَاسم وَأَخُوهُ شرف وَابْن قَاسم واعظ مَكَّة وَغَيرهَا الشَّمْس مُحَمَّد بن وَابْن قَاسم الْغَزِّي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بِابْن الغرابيلي وَهُوَ الشَّمْس مُحَمَّد ابْن قَاضِي أَذْرُعَات) فِي الْأَذْرَعِيّ (ابْن قَاضِي شُهْبَة) التقي أَبُو بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد وابناه الْبَدْر مُحَمَّد وَحَمْزَة (ابْن قَاضِي عجلون) الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم والشهاب أَحْمد والولوي عبد الله بَنو عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وأبوهم فلأولهم الْمُحب مُحَمَّد أحد النواب ولثانيهم الْعَلَاء عَليّ قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق ولثالثهم التقي أَبُو بكر والزين عبد الرَّحْمَن والنجم مُحَمَّد وَهُوَ أكبرهم وأعلمهم (ابْن قَاضِي الْهِنْد) العجمي الشَّيْخ مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبعين بِمَكَّة ذكره ابْن فَهد (ابْن قاوان) وقافه معقودة فِي قاوان (ابْن قايماز) فِي ابْن قيماز (ابْن القباقبي) الْمقري مُحَمَّد بن خَلِيل بن أبي بكر بن مُحَمَّد وَابْنه ابراهيم (ابْن القبابي) يحيى بن مُحَمَّد بن سعيد (ابْن قَتَادَة) شَاهد كَانَ بِرَأْس حارة برجوان وَهُوَ الْمُحب مُحَمَّد حَنَفِيّ مَأْذُون لَهُ فِي الْعُقُود (ابْن قجاجق) الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف (ابْن قدامَة) بَيت مِنْهُم الْخَطِيب بن أبي عمر (ابْن قدايد) تَاجر مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانِينَ بجدة وَحمل فَدفن بالمعلاة (ابْن قديدار) بِالتَّصْغِيرِ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله وَابْنه ابراهيم (ابْن قديد) كسعيد عمر بن (ابْن الْقَرَافِيّ) فِي الْقَرَافِيّ (ابْن قرايلوك) وَهُوَ لقب لعُثْمَان (ابْن قرا) أَحْمد بن عمر بن عُثْمَان بن عَليّ وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيم (ابْن قرداح) بِضَم ثمَّ سُكُون أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْوَاعِظ (ابْن قرمان) بِفَتَحَات مُحَمَّد وَعلي ابْنا عَليّ بن قرمان (ابْن القرمي) عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن بهْرَام (ابْن قريبَة) تَصْغِير قربَة عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمحلي كنى نَفسه كشيخه أَبَا الْحُسَيْن (ابْن قُرَيْش) الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الله بن حجاج خَادِم شَيخنَا (ابْن قريع) كَالَّذي قبله وَلَكِن آخِره عين وَهُوَ أَخُو هبة الله حموي مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ (ابْن قريميط) بَرَكَات أحد كتاب المماليك والمتزوج ستيتة ابْنة أبي الْفضل سبط العلمي شَاكر بن الجيعان وَآخره يُبَاشر ديوَان يشبك الجمالي الزردكاش هُوَ أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد (ابْن قرين) عَليّ

(ابْن الْقَزاز) (ابْن القزازي) التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ النَّقِيب وَأَبوهُ الْبَدْر الْوَكِيل (ابْن الْقصاص) سكندريان اسمهما أَحْمد فأحدهما ابْن مُحَمَّد وَالْآخر ابْن عَليّ بن أَحْمد وَعبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن حَامِد وَأَخُوهُ مُحَمَّد (ابْن القصبي) بِفتْحَتَيْنِ فِي السخاوي (ابْن القصيف) بِكَسْر أَوله وثانيه مَعَ تشديده وَآخره فَاء عَليّ بن أَحْمد بن هِلَال بن عُثْمَان وَابْنه الْمُحب مُحَمَّد (ابْن الْقطَّان) الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عِيسَى وابناه المحمدان الْبَهَاء والمحب وَابْن أَولهمَا الْبَدْر مُحَمَّد وَابْن ثَانِيهمَا عبد الرَّحْمَن وَقد شَارك الشَّمْس آخر فِي اسْمه وَاسم أَبِيه وجده وَهُوَ مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْقطَّان المشهدي وَابْن الْقطَّان الْمدنِي إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن حسن بن قَاسم وَأَبوهُ وَبَنوهُ وَابْن الْقطَّان السكرِي الشَّمْس مُحَمَّد بن وَأَخُوهُ الشهَاب أَحْمد المنزلي أحد الْفُضَلَاء (ابْن قطب الدّين) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَمِين البدراني (ابْن قطب) الشهَاب أَحْمد والصدر مَحْمُود ابْنا القطب مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن وجيه وأبوهما كتبت عَنهُ أَيْضا ولأولهما نور الدّين عَليّ وَله الشهَاب أَحْمد أوحد فضلاء الْحَنَابِلَة وَابْن قطب عَالم الغربية الولوي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن اسماعيل وَابْن قطب برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ (ابْن قفيف) أَحْمد ومبارك (ابْن قلبة) بِفَتَحَات صَاحب الْحمام بِمَكَّة هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قلبة (ابْن القلفاط) حسن بن عَليّ بن حسن بن عَليّ وَيُقَال لَهُ القلفاط أَيْضا (ابْن قلقيلة) بِفَتْح أَوله وَسُكُون ثَانِيه وَكسر ثالثه حَنَفِيّ اسْمه (ابْن قلمطاي) الناصري مُحَمَّد ومحمود وأختهما لأبيهما فَاطِمَة (ابْن قَلِيل الْهم) بتونس هُوَ مُحَمَّد بن (ابْن القليوبي) فِي القليوبي (ابْن قمامو) عَليّ بن عبد الله الْمَقْدِسِي الْمقري (ابْن قمر الدولة) يحيى بن أَحْمد بن (ابْن قمر) مُحَمَّد بن عَليّ بن جَعْفَر بن مُخْتَار وتاجر اسْمه أَيْضا مُحَمَّد بن (ابْن قنجي بقر) الْحَاجِب بصفد مَاتَ فِي أَوَائِل ربيع الآخر سنة تسع وَثَلَاثِينَ أرخه الْعَيْنِيّ (ابْن قندس) التقي أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف (ابْن قنديل) الشَّامي أحد التُّجَّار اسْمه ابراهيم (ابْن قنيد) مَسْعُود (ابْن قوام) بِفتْحَتَيْنِ مخففا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قوام وَآخر كنفاني على بَاب الكاملية كأيبه وجده بِحَيْثُ اشتهروا بذلك وَذكروا بهَا فِي الْآفَاق وزادت حظوة هَذَا على سلفه مَعَ مُحَافظَة على الصَّلَوَات وتلاوة لِلْقُرْآنِ وتكسبه بِالتِّجَارَة أَيْضا فِي سوق الجملون حَتَّى تمول واسْمه عَليّ بن مُحَمَّد مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن جُمَادَى

حرف الكاف

الأولى سنة احدى وَتِسْعين فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ وورثاه وَاشْتَدَّ حزن أمه عَلَيْهِ وَأما أَبوهُ فَلم يتأسف عَلَيْهِ بل بَاعَ فِي ليلته وكادت الْعَامَّة أَن تَرْجمهُ (ابْن قوقب) بِفَتْح أَوله وثالثه وَسُكُون ثَانِيه وَرُبمَا جعل بدل الْوَاو تَحْتَانِيَّة ابراهيم بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد (ابْن القوق) عبد الرَّزَّاق الْحلَبِي (ابْن القلاقسي) التَّاج مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن اسماعيل (ابْن قلاون) الشهير بكرتم مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد (ابْن قِيَاس) بِكَسْر ثمَّ فتح مخففا نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن قِيَاس وَعَمه مُحَمَّد (ابْن قَيْصر) غَرِيم مالكي مَكَّة وَعبد الباسط هُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ (ابْن قيقب) فِي ابْن قوقب قَرِيبا (ابْن قيماز) صَاحب السَّبِيل الشهير عمر بن قيماز وَهُوَ جد جارنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن قيماز (ابْن قيم الجوزية) هُوَ عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَبَنوهُ (حرف الْكَاف) (ابْن كَاتب جكم) بِفتْحَتَيْنِ سعد الدّين إِبْرَاهِيم وَالْجمال يُوسُف ابْنا عبد الْكَرِيم وَبَنُو ثَانِيهمَا الْكَمَال مُحَمَّد والشهاب أَحْمد وَخَدِيجَة وَابْن الأول الْبَدْر مُحَمَّد (ابْن كَاتب السِّرّ) يَأْتِي فِي ابْن مزهر (ابْن كَاتب العليق) سعد الدّين مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن أبي بكر (ابْن كَاتب غَرِيب) مُوسَى بن يُوسُف (ابْن كَاتب المخابز) سعد الدّين وَأَخُوهُ مجد الدّين (ابْن كَاتب الورشة) نصر الله (ابْن الْكَاتِب) الخواجا السكندري مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد (ابْن كَامِل) شَامي كَانَ فِي خدمَة الزيني بن مزهر اسْمه (ابْن كبن) بِفَتْح أَوله كَمَا ضَبطه شَيخنَا فِي انبائه مُحَمَّد بن سعيد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن كبن بن عمر بن عَليّ بن اسحق بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَأَبوهُ و (ابْن الْكَبِير) بِفَتْح ثمَّ كسر ولي قَضَاء الْمحلة وقتا وَهُوَ (ابْن الكتناني) (ابْن كثير) (ابْن كحيل) بِضَم ثمَّ مُهْملَة مَفْتُوحَة أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ التّونسِيّ (ابْن كراها) بِضَم أَوله مخففا هُوَ (ابْن كرسون) الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد وَابْنه أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد (ابْن الكشك) المحيوي مَحْمُود بن النَّجْم أَحْمد بن الْعِمَاد اسماعيل بن الشّرف مُحَمَّد وَابْنه الشهَاب أَحْمد وَابْنه مُحَمَّد (ابْن الكماخي) فِي الكماخي (ابْن كميل) بِضَم مصغر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن كميل وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد وقريبهما مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خلف بن كميل وَابْنه

حرف اللام

صَلَاح الدّين مُحَمَّد (ابْن أبي كم) يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق أخي يحيى أبي كم وَأَبوهُ أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد (ابْن الكوار) الشهَاب أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْبَصْرِيّ التَّاجِر نزيل مَكَّة (ابْن الكوير) علم الدّين دَاوُد وَصَلَاح الدّين خَلِيل ابْنا عبد الرَّحْمَن ولأولهما سُلَيْمَان والزين عبد الرَّحْمَن فَأَما سُلَيْمَان فوالد الْبَدْر مُحَمَّد وَأما عبد الرَّحْمَن فوالد صَلَاح الدّين مُحَمَّد شهَاب الدّين (ابْن الكويك) المحمدان الشّرف والسراج ابْنا الْعِزّ مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف وَمُحَمّد وقاسم ابْنا (ابْن الكيال) (حرف اللَّام) (ابْن اللبان) عمر بن أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن الْمقري ابْن الْمقري وَأحمد بن عبد الله بن أَحْمد على مَا يحرر وَابْن اللبان آخر فِي سبط اللبان (ابْن اللبودي) أَحْمد بن خَلِيل بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم (ابْن اللحام) عَليّ بن أَمِين الدولة الْحَنْبَلِيّ فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة (ابْن اللفت) عَلَاء الدّين شيخ لِأَحْمَد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن مُوسَى العجيمي الْمَاضِي فِي الْقرَاءَات (ابْن لولو) عَليّ (حرف الْمِيم) (ابْن مباركشاه) هُوَ أَحْمد (ابْن الْمبرد) يُوسُف بن حسن بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي (ابْن الْمُجبر) الْجمال يُوسُف بن مُحَمَّد (ابْن المجدي) أَحْمد بن رَجَب بن طيبغا (ابْن الْمَجْرُوح) الْكَاتِب مُحَمَّد بن أَحْمد (ابْن محب الدّين) الطرابلسي الاستادار كتبته فِي الْحسن بن عبد الله وَحسن بن مُحَمَّد فَيجمع بَينهمَا (ابْن الْمُحب) الشَّمْس مُحَمَّد وَأمة اللَّطِيف ابْنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن الْمُحب عبد الله وَابْن عَمهمَا عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد والبدر مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمَالِكِي أحد الْفُضَلَاء النواب وَأَبوهُ وجده (ابْن الْمُحْتَسب) يُوسُف بن حُسَيْن بن يُوسُف نسبه لِأَبِيهِ لِأَنَّهُ كَانَ يَنُوب فِي حسبَة مَكَّة وابناه أَبُو عبد الله مُحَمَّد وَأحمد وَابْن أَولهمَا مُحَمَّد كنت بِمَكَّة حِين وَفَاته ولي إجَازَة من عَمه أَحْمد وحسين فَمن دونه مذكورون فِي أماكنهم (ابْن المحرقي) فِي المحرقي (ابْن أخي المحروق) عبد اللَّطِيف بن عَليّ بن أَحْمد (ابْن مَحْفُوظ) تَاجر (ابْن لمُحَمد بن بَرَكَات) صَاحب الْحجاز فِي حنتم (ابْن لمُحَمد بن حسن) المرجوشي جارنا الْمَاضِي مَاتَ سنة احدى وَسبعين

(ابْن للشَّيْخ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن) بن سُلْطَان القادري الْمَاضِي تربى فِي كنف أَبِيه منجمعا عَن النَّاس ثمَّ برز بعده وَصَارَ يتَرَدَّد لبني الجيعان وَغَيرهم حَتَّى مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين وَلم يبلغ فِيمَا أَظن الْخمسين عَفا الله عَنهُ ورحمه (ابْن المحمرة) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان (ابْن مَحْمُود) التقي مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد وَأَخُوهُ وَأحمد (ابْن المحوجب) فِي المحوجب (ابْن مخاطة) شرف الدّين مُوسَى وَسعد الدّين إِبْرَاهِيم ابْنا فأولهما وَكَانَ رَئِيسا حشما شكلا يكْتب فِي دواوين الْأُمَرَاء بِحَيْثُ زوجه العلمي بن الجيعان أُخْته واستولدها سِتّ الوزراء أم البدري أبي الْبَقَاء واخوته بني الشرفي يحيى بن العلمي الْمشَار إِلَيْهِ بل لَهُ ابْن آخر من أمة اسْمه سعد الدّين ابراهيم وَمَات بعيد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَانِيهمَا وَهُوَ سعد الدّين إِبْرَاهِيم كَانَ أحد كتاب المماليك وَمَعَهُ عدَّة مباشرات وزوجه سعد الدّين إِبْرَاهِيم بن الجيعان ابْنَته واستولدها أَحْمد فَمَاتَ قبل اكماله الْعشْرين فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ وَترك طفْلا اسْمه الْكَمَال مُحَمَّد زوج ابْنة الْكَمَال أبي البركات بن الشرفي يحيى فناكدها حَتَّى افتديت مِنْهُ بِشَيْء وجاور مَعَ جدته الْمشَار إِلَيْهَا فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَلم يحمد فِي طَرِيقَته وتعبت جدته بِهِ وَكنت أعظه فَلم يفد وَمَات جده بعد وَلَده فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين (ابْن المخلطة) نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد وَابْنه يُوسُف (ابْن المداح) عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الغمري مضى هُوَ وجده وَأَخُوهُ مُحَمَّد وَابْنه أَحْمد فطن عرض عَليّ كتبا وَمَات فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين (ابْن المراحلي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَابْنه الْعِزّ عبد الْعَزِيز وَله أَوْلَاد تَأَخّر مِنْهُم لتاريخه أَحْمد وَعبد الرَّحْمَن وَابْنَة تَحت الْعَلَاء عَليّ بن عِيسَى الْقَارِي (ابْن المراغي) فِي المراغي (ابْن الْمَرْأَة) إِبْرَاهِيم بن يُوسُف وَيُقَال بِدُونِ ألف (ابْن المرجوشي) مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ وَأَبوهُ وَابْنه الَّذِي كحل وَقطع لِسَانه فِي سنة خمس وَتِسْعين (ابْن المرحل) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد (ابْن المرخم) مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن قَاسم وَابْنه مُحَمَّد وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد (ابْن مَرْزُوق) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر (ابْن مرعي) الْبُرُلُّسِيّ مُحَمَّد وَعلي ولأولهما أَحْمد (ابْن الْمرة) فِي ابْن الْمَرْأَة قَرِيبا (ابْن مُزَاحم) هُوَ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف تكلم فِي البيمارستان عَن الأتابك (ابْن المزلق) وهم فِيمَا رَأَيْته بِخَط أحدهم أنصاريون الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي

بكر بن مُحَمَّد وابناه الْبَدْر حسن وَعمر وللبدر ابراهيم وَالشَّمْس مُحَمَّد (ابْن مزهر) الْبَدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن مزهر وَبَنوهُ الْجلَال ويلقب أَيْضا الْبَدْر مُحَمَّد والشهاب أَحْمد والزيتي أَبُو بكر وَبَنُو الزين الَّذِي بَعضهم من أُمَّهَات أَوْلَاد كالأولين وَبَعْضهمْ من ابْنة ابْن حجي كالثالث وَمن شَاءَ الله من باقيهم وهم الْبَدْر مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم وَيحيى وَمُحَمّد وَكَمَال الدّين وَمَات لَهُ ابْن من ابْنة ابْن حجي فِي ثَالِث رَجَب عَن سنتَيْن وَقد خلف أَوَّلهمْ وَالِده وَبَنُو الْبَدْر (ابْن المستأذن) أَبُو بكر بن يُوسُف بن أبي الْفَتْح (ابْن مُسَدّد) اخوة ثَلَاثَة مُحَمَّد وَعبد الْعَزِيز وعفيف الدّين أَحْمد (ابْن المسدي) هُوَ الْمُحب مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (ابْن مُسلم) الْبَدْر مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن مُسلم وَابْنه التَّاج مُحَمَّد (ابْن المشد) الطولوني مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى (ابْن المشرقي) فِي المشرقي (ابْن المشعل) حسن بن عَليّ بن حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان أحد نواب الْمَالِكِيَّة مِمَّن قطن الشَّام (ابْن الْمصْرِيّ) مُحَمَّد بن الْخضر وابناه الْخضر والبدر مُحَمَّد وابنا أَولهمَا المحمدان أَبُو النُّور وَأَبُو الْبَقَاء وَابْن ثَانِيهمَا أَبُو الْعِزّ مُحَمَّد وَابْن الْمصْرِيّ آخر فِي الخليلي (ابْن مصطفى) القرماني الْحَنَفِيّ مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالطاعون فِي الْقَاهِرَة وَآخر شَافِعِيّ تَاجر اسْمه عبد الْقَادِر (ابْن مصلح) أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مصلح وَأَخُوهُ عَليّ (ابْن المصلية) عَليّ بن عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر بن أَحْمد (ابْن مطير) عَليّ بن عُثْمَان الْحكمِي وَبَنوهُ أَحْمد وحسين وَعِيسَى فلعيسى مُحَمَّد ولمحمد ابراهيم ومُوسَى ولإبراهيم أَولهمَا أَحْمد وَالطّيب الْعِزّ مُحَمَّد ومُوسَى وأبوبكر فلأحمد عبد الرَّحْمَن وَعبد الله وَعلي وَعمر وَأَبُو بكر وَأَبُو الْقسم وللطيب أَحْمد وَمُحَمّد وَإِبْرَاهِيم ثمَّ إِنَّه لأبي الْقسم أَحْمد وَعبد الله وَأَبُو الْفَتْح وَلأبي الْفَتْح أَبُو الْقسم حَيّ وَكثير مِنْهُم فِي الثَّامِنَة (ابْن مُطِيع) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحِيم (ابْن المظفر) أَحْمد الصَّالح وَعبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أَحْمد القَاضِي (وَابْن المظفر) الكازروني هومحمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد (ابْن معالي) مُحَمَّد بن معالي بن عمر بن عبد الْعَزِيز (ابْن معبد) فِي الدماصي (ابْن الْمُعْتَمد) ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن مُحَمَّد بن عَليّ وَأَبوهُ وقريبته سارة (ابْن الْمُعَلَّى) اسماعيل بن عَليّ بن حسن بن هِلَال (ابْن المغربل) عمر وخليل ابْنا أبي بكر بن عَليّ بن عبد الحميد بن عَليّ بن عبد الْمُؤمن ولثانيهما الشَّمْس مُحَمَّد (ابْن المغربي) يحيى بن عَليّ بن أَحْمد وَأكْثر مَا يُقَال

بِالتَّصْغِيرِ (ابْن المغربية) عمر بن مُحَمَّد الغمري (ابْن المغلي) عَليّ بن مَحْمُود بن أبي بكر والتقي أَبُو بكر بن الخواجا نور الدّين مَحْمُود كَانَ قَاضِي الْحَنَفِيَّة وَكَاتب السِّرّ وناظر المرستان كل ذَلِك بِبَلَدِهِ وَأَوْلَاده الزين عبد الرَّحْمَن بن التقي أبي بكر حَنَفِيّ هُوَ سبط الْجمال بن السَّابِق أحضرهُ إِلَى للعرض وَالسَّمَاع وَولي كِتَابَة سر بَلَده عوضا عَن أَبِيه فِي حَيَاته وَمَات فِي حَيَاته وَكَانَ فَاضلا وشقيقه صَلَاح الدّين ابراهيم قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِبَلَدِهِ عوضا عَن أَبِيه بعد مَوته وَلَهُمَا ثَالِث توفّي فِي طاعون سنة احدى وَثَمَانِينَ (ابْن المغيربي) مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد (ابْن المغيزل) الْحَمَوِيّ نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الشهَاب مُحَمَّد بن عَليّ بن الزين مُحَمَّد بن أَحْمد وَابْنه أَبُو البركات مُحَمَّد وَابْن المغيزل الْمصْرِيّ عبد الْقَادِر بن حُسَيْن بن عَليّ بن عمر (ابْن الْمفضل) مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز وَابْنه (ابْن مُفْلِح) الشّرف عبد الله والتقي ابراهيم ابْنا الشَّمْس مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد فأولهما لَهُ أكمل الدّين مُحَمَّد وَالِد ابراهيم وَالِد النَّجْم عمر وَثَانِيهمَا لَهُ النظام عمر والصدر أَبُو بكر فللنظام وللصدر الْعَلَاء عَليّ وَله ابْنَانِ الصَّدْر عبد الْمُنعم و (ابْن مقبل) مُحَمَّد مُسْند حلب بِأخرَة وَشَيخ الْقُرَّاء بحمص هُوَ أَبُو بكر بن أَحْمد بن مقبل (ابْن الْمقري) اسماعيل بن مُحَمَّد بن أبي بكر (ابْن المقسي) فِي المقسي (ابْن مقلاع) الشَّمْس مُحَمَّد بن مُسلم بن مقلاع الْمصْرِيّ مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد (ابْن مكانس) كريم الدّين عبد الْكَرِيم وفخر الدّين عبد الرَّزَّاق ابْنا عبد الرَّزَّاق بن ابراهيم وَابْن ثَانِيهمَا الْمجد فضل الله (ابْن مَكْنُون) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَكْنُون (ابْن مَكِّيَّة) النابلسي أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم وَأَبوهُ (ابْن الملقن) عمر بن عَليّ بن أَحْمد وَابْنه عَليّ وَبَنوهُ عبد الرَّحْمَن وصالحة وَخَدِيجَة (ابْن أبي مليح) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (ابْن المنجا) أسعد (ابْن منجك) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن منجك وَابْنه ابراهيم (ابْن مَنْصُور) الْحلَبِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن هَاشم (ابْن منقار) يُوسُف الْحلَبِي (ابْن منقورة) عبد اللَّطِيف والشرف يَعْقُوب وَابْن ثَانِيهمَا عبد الباسط (ابْن المنمنم) مُحَمَّد بن خَلِيل بن ابراهيم بن عَليّ وَابْنه التقي مُحَمَّد وَابْنه عبد الْقَادِر (ابْن الْمُنِير) مُحَمَّد بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ (ابْن مهنا) نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَابْنه الشهَاب أَحْمد وَله أَبنَاء أكبرهم أَبُو الْقسم (ابْن المهندس) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم وَابْنه

حرف النون

(ابْن مُوسَى) عبد الرَّحْمَن وَعبد السَّلَام الدمياطيان ابْن مُوسَى عبد الله بن أبي الْفرج بن مُوسَى بن أبي شَاكر وَعَمه عبد الله بن مُوسَى والحافظ الْجمال مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَليّ المراكشي الْمَكِّيّ والمقري الْأمين مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى وَأَبوهُ وَبدر الدّين مُحَمَّد بن مُوسَى الْمَاوَرْدِيّ (ابْن موفق الدّين) أَحْمد بن عبد الله بن ابراهيم وَابْنه بهاء الدّين مُحَمَّد (ابْن الموقت) الخليلي الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن ابراهيم بن أبي بكر وقريبه عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن ابراهيم وَابْنه عبد الْعَزِيز وَابْن الموقت الْقُدسِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر (ابْن الموله) مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن خَالِد (ابْن الميلق) ابراهيم بن أَحْمد بن أَحْمد (حرف النُّون) (ابْن نَاجِي) الْقَرَوِي الْمَالِكِي شَارِح الْمُدَوَّنَة والرسالة هُوَ أَبُو الْقسم بن عبد الله مَاتَ سنة بضع وَثَلَاثِينَ (ابْن النَّاسِخ) مُحَمَّد الطرابلسي الْمَالِكِي هُوَ الَّذِي ضرب رَقَبَة ابْن عبَادَة بطرابلس (ابْن نَاصِر الدّين) مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُجَاهِد (ابْن نَبهَان) حسن بن مُحَمَّد بن عمر بن حسن بن نَبهَان (ابْن النبيه) نجم الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد (ابْن النجار) مقري هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن دَاوُد وَابْن النجار الشَّافِعِي أَمِين الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى بن أَحْمد والحنبلي أَحْمد بن وَابْن النجار القبطي الشَّمْس نصر الله الَّذِي عمل الوزارة وقتا وَابْنه تَاج الدّين (ابْن النَّجْم) الصُّوفِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ (ابْن النّحاس) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد صَاحب مُصَنف الْجِهَاد وَابْن النّحاس الَّذِي بِمَكَّة مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر الشَّافِعِي وَابْنه الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن الْحَنَفِيّ وَابْن النّحاس الْغَزِّي قاضيها مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى وَابْن النّحاس الدِّمَشْقِي الخواجا هُوَ مُحَمَّد بن أبي بكر بن اسماعيل وَابْنه عمر وَابْن النّحاس الشَّاعِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد وَابْن النّحاس فَاضل تَاجر اسْمه أَحْمد بن عبد الرَّزَّاق وَابْن النّحاس ذَاك الظَّالِم مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلف أَبُو الْخَيْر (ابْن نديبة) بنُون مَضْمُومَة ثمَّ دَال مُهْملَة مَفْتُوحَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة سَاكِنة ثمَّ مُوَحدَة وتاء تَأْنِيث جدي لأمي الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن بِلَال الْعَدوي لكَون قَرِيبه لأمه كَانَت كَثِيرَة النّدب وَابْنه أَبُو الْحسن عَليّ (ابْن النُّسْخَة) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد

حرف الهاء

(ابْن نسيبة) مصغر برهَان الدّين مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين ومولده فِي سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وفخر الدّين مُحَمَّد الْمَقْدِسِي الْمَذْكُور فِي حوادث سنة سِتّ وَتِسْعين (ابْن النشاشيبي) مُحَمَّد بن أَحْمد بن رَجَب (ابْن النصار) الْفَقِيه مُحَمَّد (ابْن نصر الله) اثْنَان حنبليان قاضيان اسمهما وَاسم أَبِيهِمَا أَحْمد بن نصر الله فأحدهما يلقب موفق الدّين وَاسم جده مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح وَالْآخر محب الدّين وَاسم جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر وَابْن نصر الله الفوي نَاظر الْخَاص اسْمه حسن وَابْنه صَلَاح الدّين مُحَمَّد وأخواه فَخر الدّين النَّاسِخ والتاج عبد الْوَهَّاب وَابْن ثَانِيهمَا التقي عبد الرَّحْمَن (ابْن النصيبي) الضياء مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر وابناه أَبُو بكر وَعمر وَابْن ثَانِيهمَا الْجلَال أَبُو بكر كَانَ بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَتردد إِلَيّ ومدحني فِيهَا بل قبل ذَلِك فِي حَيَاة جده حِين كَانَ يقْرَأ عَليّ وَلابْن الوردي فِي بعض بني النصيبي (إِلَى آل النصيبي قلبِي مائل ... وحبي لَهُم فِي محضري ومغيبي) (فبيني وَبَين الْقَوْم نوع تجانس ... إِذا طَال أصل الْورْد فَهُوَ نَصِيبي) (ابْن النظام) بِكَسْر وَتَخْفِيف مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر (ابْن النقاش) أَبُو هُرَيْرَة عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد وابناه أَبُو أُمَامَة وَأَبُو الْيُسْر مُحَمَّد وَابْن النقاش الموقت أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد وَأَبوهُ هُوَ النقاش (ابْن النَّقِيب) عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مصلح (ابْن نقيب الْأَشْرَاف) بِدِمَشْق الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عدنان (ابْن نور الدّين) مُحَمَّد بن عَليّ بن نور الدّين (ابْن النويري) السراج عمر بن مُحَمَّد قَاضِي طرابلس (ابْن النيدي) مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله (حرف الْهَاء) (ابْن هَاشم) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن هَاشم وَأَبوهُ (بن الهائم) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد بن عَليّ الْقُدسِي والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الشَّاعِر المنصوري (ابْن هِشَام) الْمُحب مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن ابْنا الْجمال عبد الله بن يُوسُف بن هِشَام وَابْن أَولهمَا الْجمال عبد الله وابناه الْمُحب مُحَمَّد وَفتح الدّين مُحَمَّد وعمهما الشهَاب أَحْمد أَخُو الْجمال عبد الله لأمه رُبمَا قيل لَهُ ابْن هِشَام وَابْنه عز الدّين مُحَمَّد سبط الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ وابنا ثَانِيهمَا الشهَاب أَحْمد وَولي الدّين مُحَمَّد وَابْن ثَانِيهمَا الْمُحب مُحَمَّد (ابْن الْهمام) مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الحميد ومُوسَى بن مُحَمَّد بن الْهمام الْمَقْدِسِي (ابْن همام) عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن همام

حرف الواو

(ابْن أبي الهول) سعد الدّين أَبُو البركات ومجد الدّين أَبُو الْفضل ابْنا مُوسَى ولأولهما خَلِيل وابراهيم ولخليل بدر الدّين مَحْمُود ولثانيهما أَعنِي مجد الدّين عبد الْقَادِر والبدر مُحَمَّد (ابْن هِلَال) التَّاجِر الدِّمَشْقِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَآخر اسْمه أَيْضا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هِلَال ينتمي للصوفية بعد تقدمة الْوَالِي بل جمع بَينهمَا (ابْن الهليس) أَبُو بكر بن أَحْمد بن عبد الله (ابْن الهيصم) التَّاج عبد الرَّزَّاق وَالْمجد عبد الْغَنِيّ وَالشَّمْس مُحَمَّد بَنو سعد الدّين ابراهيم فأولهم جد نَاظر الْخَاص الْجمال يُوسُف وأخيه ابراهيم لِأُمِّهِمَا وثانيهم وَالِد أَمِين الدّين ابراهيم (حرف الْوَاو) (ابْن وَالِي الْحجر) يُونُس بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر الْحلَبِي حَاجِب ميسرَة بهَا وَزوج جوَيْرِية أُخْت عبد الْبر بن الشّحْنَة (ابْن الْوَجِيه) الطرابلسي مُحَمَّد بن خَلِيل بن مُحَمَّد وَابْن الْوَجِيه السكندري فِي أبي بكر بن أَحْمد بن وجيه (ابْن وريور) شيخ منية حلفا هُوَ أَبُو بكر (ابْن وفا) أَحْمد ثمَّ عَليّ ابْنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا فلاولهما أَبُو الْفضل عبد الرَّحْمَن مُحَمَّد وَأَبُو الْفَتْح مُحَمَّد أَبُو المكارم ابراهيم وَأَبُو الْفَتْح مُحَمَّد وَأَبُو الْجُود حسن وَأَبُو السيادات يحيى وَأَبُو الطَّاهِر وَيُحَرر أمره ثمَّ ان لأولهم الشَّمْس أَبُو المراحم مُحَمَّد وَلأبي المراحم الْمُحب أَبُو الْفضل مُحَمَّد وللمحب أَبُو المكارم ابراهيم وَهُوَ الْآن بَقِيَّة الْبَيْت ولعلي ثَانِي الْأَصْلَيْنِ المحمدون أَبُو الطَّاهِر ولد بِالْقَاهِرَةِ وَأخذ عَن أَبِيه وَتكلم بعد وَفَاته ثمَّ ارتحل إِلَى الْيمن وَانْقطع خَبره وأبوا لطيب ولد أَيْضا بِالْقَاهِرَةِ وَتُوفِّي بعد أَبِيه بِثَلَاثَة أَيَّام سنة سبع أَبُو الْقسم أَخذ عَن أَبِيه وَتكلم فِي درب الحريري بالبندقانيين وَمَات سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ عَن خمس وَأَرْبَعين وَكَانَ ذَا أَحْوَال صَالِحَة وَلَهُم أَخ رَابِع هُوَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد مَاتَ سنة خمس أَو سِتّ وَعشْرين عَن سِتّ وَثَلَاثِينَ وَلَهُم أُخْت اسْمهَا حسناء عمرت ثمَّ انه لأوّل المحمدين الثَّلَاثَة أَبُو الْفضل مُحَمَّد (ابْن أبي الوفا) أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن دَاوُد وَبَنوهُ أَحْمد وَأَبُو الوفا مُحَمَّد وَأَبُو الصَّفَا ابراهيم بن عَليّ بن ابراهيم بن يُوسُف وابناه الْكَمَال مُحَمَّد الْحَنَفِيّ وَسيف الدّين أَبُو بكر الشَّافِعِي والكمال أكبرهما وَالْآخر أدينهما (ابْن وَكيل السُّلْطَان) عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن وَأَوْلَاده أَبُو الْحسن عَليّ والتقي أَبُو الْفضل مُحَمَّد والجلال أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد (ابْن ولي الدّين) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن (ابْن وهيب) تَصْغِير وهب أَبُو بكر بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الأدكاوي

حرف الياء الأخيرة

وَمُحَمّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب وهيب الْبُرُلُّسِيّ التَّاجِر (حرف الْيَاء الْأَخِيرَة) (ابْن ياسين) مُحَمَّد ابْن أُخْت الْأنْصَارِيّ وَابْنه مُحَمَّد عرض عَليّ (ابْن يحيى) اخوان شافعيان مُحَمَّد وَأحمد ابْنا يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد وَابْن ثَانِيهمَا أَبَوا لنجاح مُحَمَّد وَيعرف بِابْن رسْلَان وَأَخَوَانِ حنفيان مُحَمَّد واسماعيل الشطرنجي ابْنا يحيى بن عَليّ (ابْن أبي يزِيد) حَافظ الدّين مُحَمَّد وَأَخُوهُ أَحْمد (ابْن يَعْقُوب) الْمدنِي الْجمال مُحَمَّد بن الشّرف يَعْقُوب بن يحيى بن عبد الله وَابْنه التَّاج عبد الْوَهَّاب وَابْنه النَّجْم مُحَمَّد والصفدي صهر ابْن حَامِد هُوَ عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب والمصري أحد الْفُضَلَاء أفضل الدّين مُحَمَّد والقاهري الشهَاب أَحْمد وَبَنوهُ الْمُحب مُحَمَّد وَعبد الرَّحِيم وَعبد الْقَادِر والبرلسي التَّاجِر أَحْمد وَمُحَمّد ابْنا يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن صديق وأبوهما (ابْن يفتح الله) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب وَابْنه أَحْمد (ابْن أبي الْيمن) عَليّ وَعمر وَمُحَمّد بَنو أبي الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ وَبَنُو الأول عبد الْقَادِر وَعبد الْحق (ابْن يُوسُف) أحد جمَاعَة الشيخونية هُوَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف (ابْن يُوشَع) هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد (ابْن يُونُس) المغربي أَحْمد (ابْن ابْنة الملكي) يحيى بن عبد الله وَبَنوهُ يُوسُف وابراهيم وَفَاطِمَة وعمهم عبد الْغَنِيّ وَابْن الثَّالِثَة الْبَدْر مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْفَخر بن أبي الْفرج (فصل) (ولد ابْن الرَّقِيق) مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتِّينَ كَمَا فِي التبر المسبوك (ابْن أخي جمال الدّين) هُوَ أَحْمد بن الشَّمْس مُحَمَّد أخي الْجمال الاستادار الَّذِي كَانَ شَيخا بالجمالية وَغَيرهَا ولي الحجوبية وباشرها فِي منزله بِالْقربِ من وكَالَة قوصون حَتَّى مَاتَ وَكَانَ مجيدا للتلاوة عشيرا مَاتَ فِي أثْنَاء أَيَّام الظَّاهِر خشقدم وَخلف ولدا اسْمه نَاصِر الدّين مُحَمَّد (ابْن أخي الشَّاعِر) مُحَمَّد بن ابراهيم بن عمر بن يُوسُف (ابْن أُخْت للأشرف قايتباي) مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة احدى وَثَمَانِينَ بالطاعون وَدفن عِنْد أمه بتربة أَخِيهَا (ابْن أُخْت الْجمال ابْن البحشور) مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْجَوْجَرِيّ (ابْن أُخْت زَوْجَة الفيسي) وَرُبمَا قيل لَهُ ابْن بنت الفيسي عَليّ بن اسكندر

فصل

(ابْن بنت العاملي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد النُّور بن مُحَمَّد وَيُقَال لَهُ أَيْضا سبط العاملي (ابْن بنت الفيسي) فِي ابْن أُخْت زَوْجَة الفيسي قَرِيبا (ابْن بنت الملكي) سعد الدّين أَبُو الْفرج عبد الله وابناه يحيى وَعبد الْغَنِيّ وابنا أَولهمَا يُوسُف وابراهيم وَالِد حسن الظَّاهِرِيّ نزيل مَكَّة هُوَ عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بِمَكَّة (فصل) (أَخُو حُذَيْفَة) عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن خلف (أَخُو سوار) بن سُلَيْمَان بن دلغادر التركماني كَانَ أحدب مِمَّن علق فِي الكلاليب بِبَاب زويلة مَعَ أَخِيه وَلم يلبث أَن اجتاز بِهِ الدوادار فتوسل إِلَيْهِ بمزيد حيله وخداعه فِي كَفه ووعده فِيمَا قيل بِمَال جزيل فشفع فِيهِ وتسلمه الْوَالِي وَأخذ فِي مداواته رَجَاء أَن يعِيش فَمَا تمّ يَوْمه حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ بعد أَخِيه بِيَوْم فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشر ربيع الأول سنة سبع وَسبعين (اخو الشريف عَليّ الْكرْدِي) فِي مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي بكر (اخوا لشيخ مَنْصُور الْكرْمَانِي) مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد (أَخُو الصّلاح خَلِيل) بن أَحْمد بن عِيسَى القيمري الخليلي مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين (اخو عبد الْقَادِر بن شعْبَان) هُوَ مُحَمَّد بن عَليّ بن شعْبَان (أَخُو النُّور بن قريبَة الْمحلي) هُوَ (اخو الْقزْوِينِي نقيب الْحَنَفِيّ) مَاتَ فِي سنة احدى أرخه شَيخنَا فِي انبائه (فصل) (عبد السخاوي) مَاتَ فِي ربيع الأول سنة احدى وَسِتِّينَ بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد (صديق ابْن الطياري) وَرُبمَا يُقَال لَهُ صَبِيه عبد الْغَنِيّ بن أَحْمد (فصل) (نَائِب لحماة) مُنْفَصِل عَنْهَا مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين (نَائِب لطرابلس) افتات ابْن قرمان بجعله فِيهَا قتل فِي أول سنة احدى وَسِتِّينَ (رجل أعجمي) طلع إِلَى الظَّاهِر برقوق فِي مجْلِس حكمه فَجَلَسَ بجانبه ثمَّ مديده فَقبض على لحيته وسبه سبا قبيحا فبادر إِلَيْهِ رُؤُوس النوب وأقاموه ومروا بِهِ وَهُوَ مُسْتَمر فِي السب إِلَى أَن سلم للوالي فَنزل بِهِ فَضَربهُ اياما حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ فِي ربيع الأول سنة احدى.

الجزء 12

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم كتاب مُعْجم النِّسَاء (حرف الْهمزَة) (آسِيَة) ابْنة جَار الله بن صَالح بن أَبى الْمَنْصُور أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن أَبى المعالى يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن على بن الْحُسَيْن بن على أم عبد الله وام مُحَمَّد ابْنة الْمسند الْجلَال الشيبانى الطبرى الأَصْل المكى الحنفى والدها الماضى. ولدت فِي رَجَب سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهَا فِي الَّتِى تَلِيهَا فَمَا بعْدهَا خلق مِنْهُم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السخاوى وَسعد بن يُوسُف النووى وَمُحَمّد بن أَبى بكر ابْن سُلَيْمَان البكرى وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الهادى وَابْن صديق والعراقى والهيثمى بل سَمِعت على أَبى الْحسن بن سَلامَة، وَتَزَوجهَا أَبُو الْبَقَاء بن الضيا فأولدها عدَّة مِنْهُم أَبُو النجا مُحَمَّد وَمَات عَنْهَا فتأيمت بعده، أجازت لنا وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين بِمَكَّة (آسِيَة) ابْنة الْملك الْمُؤَيد شيخ وَأم يحيى بن الْأَمِير يشبك الْفَقِيه، تزَوجهَا أَبوهُ وَهُوَ من موالى أَبِيهَا بعد مَوته وَكَانَ لالتها فِيمَا بلغنى وحجت مَعَه وَمَعَ غَيره وَلم يرتض أمرهَا ففارقها وَتَزَوَّجت بِمن لَا يُنَاسب مقَامهَا، وعمرت حَتَّى كف بصرها وَضعف شَأْنهَا سِيمَا بعد موت وَلَدهَا، واستمرت كَذَلِك حَتَّى مَاتَت فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين ودفنت بمدرسة أَبِيهَا وَقد جَازَت السّبْعين مَاتَ أَبوهَا وَقد زَادَت على أَربع سِنِين 3 - (آسِيَة) ابْنة صَالح بن أَبى الْمَنْصُور أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن أَبى المعالى الشيبانى الطبرى قريبَة الْمَاضِيَة، تزَوجهَا الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد الأستجى فأولدها فَاطِمَة وَأم هانى، وَيُحَرر إِن كَانَت من شرطنا (آسِيَة) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَبى بكر الهرسانى، تأتى فِي مَرْيَم 4 - (آسِيَة) ابْنة عبد الْملك بن عبد اللَّطِيف بن الجيعان أُخْت عبد اللَّطِيف وَمُحَمّد. ولدت فِي صفر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وتعلمت الْكِتَابَة وقرأت عقيدة الغزالى، وَتَزَوَّجت عبد الباسط بن كَاتب اقباى واستولدها الْأمين أَبَا سعيد مُحَمَّدًا وازدان زوج يُونُس بن جقمق الْحَاجِب الحنفى أحد من يشْتَغل، وحجت آسِيَة غير مرّة. 5 (آسِيَة) ابْنة النَّاصِر فرج بن الظَّاهِر برقوق، مَاتَت عزباء فِي أَوَائِل ذى الْحجَّة

سنة أَربع وَسِتِّينَ وهى فِي عشر السنين 6 - (آسِيَة) ابْنة مُحَمَّد بن ابراهيم الدمشقية أُخْت ابراهيم الماضى وَيعرف كسلفه بِابْن الْمُعْتَمد، ولدت سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسمعت مَعنا بِدِمَشْق مَعَ أَخِيهَا على جدَّتهَا سِتّ الْقُضَاة ابْنة ابْن زُرَيْق وَتَزَوجهَا ابْن التركمانى فَمَاتَ عَنْهَا ثمَّ آخر ثمَّ ابْن عَم لِابْنِ البانياسى شيخ زَاوِيَة ابْن دَاوُد وهى الْآن فى سنة سِتّ وَتِسْعين بَاقِيَة وَكَانَ لَهَا أُخْت مَاتَت تَحت الشهَاب بن اللبودى 7 - (آسِيَة) ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر الدفرى الماضى أَخُوهَا ابراهيم وأبوهما، ولدت سنة سبع وَعشْرين وَتوفى أَبوهَا قبل إستكمالها سنة وَتَزَوجهَا صاحبنا الْبَهَاء المشهدى بكرا فأودلها كل أَوْلَاده وَلم يتَخَلَّف بعده من ذكورهم سوى الْفَاضِل بدر الدّين مُحَمَّد الماضى، وحجت وجاورت وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة وهى خيرة 8 - (آمِنَة) ابْنة ابراهيم بن علبك المدنية أُخْت أَبى الْفَتْح الماضى وَأم مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الرئيس؛ مَاتَت فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سلخ سنة سبع وَسِتِّينَ 9 - (آمِنَة) ابْنة ابراهيم بن الزيادية ثمَّ القاهرية زوج الشَّيْخ نور الدّين الزيادى أم أَوْلَاده. مَاتَت فِي ذى الْحجَّة سنة أَربع وَتِسْعين 10 - (آمِنَة) ابْنة شَيخنَا الشهَاب أَبى الْفضل أَحْمد بن على بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن حجر. ولدت فِي رَجَب سنة خمس وَثَلَاثِينَ بقاعة البيبرسية، أمهَا عتيقة النظام يحيى السيرامى، وَأَجَازَ لَهَا خلق وَكَذَا أجَاز لَهَا حُسَيْن البوصيرى فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَلم تلبث أَن مَاتَت وهى فِي الثَّانِيَة فِي شوالها فِي غيبَة أَبِيهَا مَعَ السُّلْطَان سنة آمد 1 - (آمِنَة) ابْنة الصَّدْر أَحْمد بن الْبَدْر مُحَمَّد بن زيد البعلية خَالَة قاضى الْحَنَابِلَة ببعلبك، سَمِعت فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة على أَبى الْفرج عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الزعبوب بعض صَحِيح البخارى قَالَ أَنا الحجار وأجازت لنا، وَكَانَت أصيلة خيرة، مَاتَت بعيد السِّتين تَقْرِيبًا رَحمهَا الله 1 - (آمِنَة) ابْنة اسمعيل بن على بن الْحسن بن سعيد القلقشندى المقدسى مَاتَت سنة اثنيتن 13 - (آمِنَة) ابْنة اسمعيل الخازن تأتى فِي المبهمات وَأَنه تزَوجهَا جمَاعَة مِنْهُم الولوى الأسيوطى وَأَبُو الْفضل خطيب مَكَّة، وأظنها المدعوة ستيتة فان تكن هى فقد مَاتَت فِي يَوْم الْجُمُعَة منتصف جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسبعين 14 - (آمِنَة) ابْنة أَبى بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة القرشى أمهَا زبيدية؛ أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة

15 - (آمِنَة) ابْنة الخواجا الْبَدْر حسن بن مُحَمَّد الطَّاهِر، تزَوجهَا الْجمال مُحَمَّد بن مهدى. وَمَاتَتْ مَعَه فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد 16 - (آمِنَة) ابْنة القاضى كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز اللخمى أُخْت أنس زوج شَيخنَا، كَانَت سمراء تشبه أَبنَاء الاماء وهى زوج ابْن مُطِيع، مَاتَت فِي لَيْلَة السبت مستهل ذى الْقعدَة سنة خمس وَسِتِّينَ عَن نَيف وَتِسْعين سنة ودفنت بالصوفية ممتعة بحواسها بل كَانَت أصح إخوتها بدناً 17 - (آمِنَة) ابْنة على بن أَبى بكر البويطى القاهرى كَاتب العليق أَبوهَا وَأُخْت المحمدين كريم الدّين شقيقها وشمس الدّين لابيها ووالدة الْبَدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد السعدى الماضين، مَاتَت فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادى عشر ذى الْقعدَة سنة ثَمَانِينَ عَن سِتِّينَ سنة وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد بعد صَلَاة الْجُمُعَة فِي جَامع الْحَاكِم فِي مشْهد جليل جميل، ثمَّ دفنت بحوش سعيد السُّعَدَاء عِنْد أمهَا وَكَانَت قد حجت وزارت بَيت الْمُقَدّس، وَتَزَوَّجت عدَّة أَزوَاج مِنْهُم الْمعِين الطرابلسى الحنفى وَلم تكن محظوظة فِي ذَلِك مَعَ رياستها وقنعها واتقانها مَعَ كَونهَا تقْرَأ وتكتب عوضهَا الله الْجنَّة 18 - (آمِنَة) وتدعى مَكِّيَّة ابْنة عِيسَى بن مُحَمَّد الشامى المكى وتعرب بابنة القوصى. مَاتَت فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد 19 - (آمِنَة) ابْنة شَيخنَا الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن ابراهيم الرشيدى القاهرى أُخْت يحيى وَزوج الزين عبد الْغنى القمنى الماضيين، أجَاز لَهَا أَبُو هُرَيْرَة ابْن الذهبى وَأَبُو الْخَيْر بن العلائى وَآخَرُونَ فِي استدعاء مؤرخ بِسنة ثَمَان وَتِسْعين؛ وَحدثت باليسير أَخذ عَنْهَا بعض الطّلبَة أجازت لى، وَكَانَت أصيلة خيرة. مَاتَت فِي أحد الربيعين سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمهَا الله 20 - (آمِنَة) ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن على بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن بِلَال الْعَدْوى القاهرى المالكى والدتى الماضى أَبوهَا وأخوها أَبُو الْحسن على، ولدت قَرِيبا من سنة عشر وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ ونشأت فِي كنف أَبَوَيْهَا فَزَوجهَا أَبوهَا بِابْن فقيهه الْفَخر عُثْمَان القمنى وَكَانَ فَاضلا خيرا فَلم يلبث أَن مَاتَ وَتَزَوجهَا الْوَالِد واستولدها عدَّة أَوْلَاد مِنْهُم كَاتبه ثمَّ عبد الْقَادِر ثمَّ أَبُو بكر لطف الله بهم؛ وحجت معى غير مرّة وجاورت بالحرمين مُدَّة وشملتها إجَازَة غير وَاحِد من المعتبرين بل سَمِعت على شَيخنَا وَغَيره، وفيهَا مَعْرُوف وشفقة سِيمَا على ذوى رَحمهَا ومحافظة على الصَّلَوَات وَالصَّوْم مَعَ صفاء وَسُرْعَة بادرة؛ وَمَات كل من الْأَخَوَيْنِ فِي غيبتها معى فَصَبَرت عوضنا الله وَإِيَّاهَا خيرا ثمَّ عَادَتْ معى إِلَى مَكَّة فحجت ودامت حَتَّى مَاتَت

فِي لَيْلَة الْخَمِيس سادس عشر رَمَضَان سنة سبع وتسيعين شهيدة بالبطن والغربة بعد تعلل طَوِيل وَصلى عَلَيْهَا عِنْد بَاب الْكَعْبَة ثمَّ دفنت يَوْم الْخَمِيس بالمعلاة مجاورة لقبور الاسياد صفى الدّين وعفيف الدّين وذويهما وللتقى بن فَهد وَذَوِيهِ فَكَانَت بقبرها لَيْلَة الْجُمُعَة رَحمهَا الله وعوضها الْجنَّة وجزاها عَنى خيرا 2 - (آمِنَة) ابْنة مُوسَى بن أَحْمد بن أَبى الْقسم أم عبد الله ابْنة الشّرف بن الشهَاب الدمهوجية الأَصْل القاهرية المولد الْمَحَلِّيَّة أُخْت مُحَمَّد وَزوج الشَّيْخ مُحَمَّد الطرينى الماضيين وَيعرف أَبوهَا كَانَ بِابْن شَاهد برقوق، ولدت قبل التسعين وَذكرت أَنَّهَا سَمِعت على الشَّمْس البرشنسى وَغَيره وَمَا وقفت على ذَلِك لَكِن قد أجَاز لَهَا الْبَهَاء عبد الله بن أَبى بكر بن مُحَمَّد القرشى الدمامينى، أجازت لنا وَكَانَت أصيلة خيرة مَاتَت بعد السِّتين رَحمهَا الله 2 - (آمِنَة) ابْنة نَاصِر الدّين أَبى الْفَتْح نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَبى الْفَتْح ابْن هَاشم بن اسماعيل بن ابراهيم بن نصر الله بن أَحْمد الكنانية العسقلانية القاهرية الحنبلية عمَّة الْعِزّ أَحْمد بن ابراهيم الماضى، ولدت تَقْرِيبًا سنة سبعين وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لَهَا فِي استدعاء مؤرخ بِسنة ثَلَاث وَتِسْعين جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن الزكى عبد الرَّحْمَن المزى وَمُحَمّد بن داودين بن حَمْزَة وابراهيم ابْن أَبى بكر بن عمر بن السلار والشهاب أَحْمد بن أَبى بكر بن أَحْمد بن عبد الهادى، وَحدثت باليسير قَرَأت عَلَيْهَا بعض الْأَجْزَاء وَكَانَت أصيلة جليلة. مَاتَت فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَخمسين رَحمهَا الله وإيانا 23 - (آمِنَة) ابْنة زوج الشَّمْس بن الأهناسى وَأم بنيه الْعَلَاء الْوَزير وَإِخْوَته. عمرت وَمَاتَتْ فِي لَيْلَة عَاشر رَجَب سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد ودفنت بمدرسة وَلَدهَا الْعَلَاء فِي سوق الدريس ظَاهر بَاب النَّصْر 24 - (أبرك) السنين المولدة مولاة أهلى ملكتها بعد اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمَعَهَا ولد فاستمرت فِي خدمتنا وجاورت مَعنا بعد الثَّمَانِينَ بِمَكَّة وَالْمَدينَة ثمَّ مَاتَت فِي مجاورتنا الَّتِي تَلِيهَا آخر يَوْم الْأَحَد سادس عشرى ذى الْحجَّة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهَا عقب صبح يَوْم الِاثْنَيْنِ عِنْد بَاب الْكَعْبَة ثمَّ دفنت بالمعلاة خلف قُبُور بنى ابْن فَهد وشهدها الحنبلى وَابْن فَهد وَمعمر والعراقى وَابْنه وَابْن أَخِيه والجمالان الكرمانى وَابْن الرضى ومُوسَى الطاهرى وَالسَّيِّد مرشد وَخلق عوضهَا الله وإيانا الْجنَّة فقد كَانَت ظابطة لبيتنا قانعة صَافِيَة رَحمهَا الله وَغفر لَهَا 25 - (أردباى) الجركسية زوج قراز القرمشى أَمِير سلَاح، مَاتَت بعده يسير

بالطاعون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين 26 - (أرطو) زوج الظَّاهِر برقوق، مَاتَت فِي رَجَب سنة تسع 27 - (أزدان) رُومِية اسْتَوْلدهَا عبد الرَّحِيم بن الْحَاجِب وَلَده عبد الله وَمَات عَنْهَا فَتَزَوجهَا ابْن أَخِيه الناصرى مُحَمَّد بن عمر ثمَّ بعده أَبُو الْخَيْر الفيومى وأتلف على بَيت الْحَاجِب بِسَبَبِهَا شَيْئا كثيرا وَكَانَ ابْتِدَاء ضَرَر كَبِير 28 - (أَسمَاء) ابْنة أَحْمد بن اسمعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء ابْن درع أم عبد الله ابْنة الشهَاب بن الْحَافِظ الْعِمَاد القرشى البصروى الدمشقى المزى؛ أحضرت فِي الْخَامِسَة على ابْنة عَم والدها سِتّ الْقُضَاة ابْنة عبد الْوَهَّاب بن كثير ولقيتها بِدِمَشْق فأجازت لنا وهى من بَيت علم وَرِوَايَة مَاتَت بعد السِّتين 29 - (أَسمَاء) ابْنة الشهَاب أَحْمد بن الشَّيْخ خلف بن حسن الطوخية الاصل القاهرية ابْنة أخى عمر الماضى مَاتَت بعد أَن اقعدت وافتقرت فِي صفر سنة ثَمَانِينَ عَن نَحْو الثَّمَانِينَ فانها وصفت فِي سنة ثَمَانمِائَة بالمرضع، وَكَانَت هيرة حجت وتعبدت وَلَا أستبعد أَن تكون شملت بأجايز فبيتها مَشْهُور رَحمهَا الله 30 - (أَسمَاء) ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الحليبى ثمَّ الصالحى؛ ولدت بعد الْعشْرين وَسَبْعمائة وأسمعت على الحجار وَغَيره قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه قَرَأت عَلَيْهَا وَمَاتَتْ فِي الْمحرم سنة أَربع، وَتَبعهُ المقريزى فِي عقوده 3 - (أَسمَاء) ابْنة أَبى بكر بن الْحُسَيْن بن عمر بن مُحَمَّد بن يُونُس أم الهنا ابْنة الزين القرشى العثمانى المراغى المدنى الماضى أَبوهَا وإخوتها سَمِعت فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة من الْعِزّ بن جمَاعَة جزءه الْكَبِير تَخْرِيجه لنَفسِهِ والبردة والشقراطسية وَختم الشفا وَأَجَازَ لَهَا ابْن هُبل وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أَبى عمر والكمال بن حبيب واخروه الْحُسَيْن وَآخَرُونَ وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء أَخذ عَنْهَا التقي بن فَهد وَمَاتَتْ فِي 3 - (أَسمَاء) ابْنة عبد الله بن مُحَمَّد وَفِي مَوضِع بدله حسن بن أَبى بكر الكاتبة أم الْحسن ابْنة الْجمال المهرانى الدمشقى الحنفى وَالِدَة حسن الماضى. أسمعت فِي سنة أَربع وَتِسْعين على الْكَمَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن النّحاس والشهاب أَحْمد بن عبد الْغَالِب بن مُحَمَّد الماكسينة رِوَايَة الْآبَاء عَن الْأَبْنَاء للخطيب بفوت، وَأَجَازَ لَهَا فِي استدعاء مؤرخ بذى الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ سِتَّة وَعِشْرُونَ شَيخا مِنْهُم رسْلَان الذهبى وَأَبُو بكر بن مُحَمَّد المزى وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن خطيب المزة وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن عوض، خرج لَهَا الشهَاب بن اللبودى مشيخة مَاتَت قبل اكمالها والخيضرى عَن ثَمَانِيَة

عشر من شيوخها ثَلَاثِينَ حَدِيثا وَحدثت بهَا وبرواية الْآبَاء غير مرّة لقيتها بِدِمَشْق فَقَرَأت عَلَيْهَا بعضه، وَكَانَت صَالِحَة خيرة كاتبة انْفَرَدت بِجَمَاعَة وَمَاتَتْ فِي صفر سنة سبع وَسِتِّينَ بِدِمَشْق ودفنت بمقبرة بَاب توما بِالْقربِ من تربة الشَّيْخ رسْلَان رَحمهَا الله 33 - (أَسمَاء) ابْنة مُحَمَّد بن اسمعيل بن على بن الْحسن بن على بن اسمعيل بن على ابْن صَالح بن سعيد أم عبد الله ابْنة الشَّمْس القلقشندى المقدسى أُخْت التقى ابى بكر الماضى، ولدت فِي سلخ ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة وأسمعت على أَبى الْخَيْر بن العلائى نُسْخَة أَبى مسْهر وَغَيرهَا وَأَجَازَ لَهَا الغياث العاقولى والصدر المناوى وَآخَرُونَ وَحدثت قَرَأت عَلَيْهَا حديثنا بِصَوْت مُرْتَفع جدا لثقل سماعهَا، وَكَانَت خيرة أصيلة. مَاتَت فِيمَا بَين سنة خمس وَسبع وَسِتِّينَ رَحمهَا الله وايانا 34 - (أصيلة) المولدة أم عمر ابْنة شيخة المغانى بِمَكَّة، مَاتَت بهَا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين 35 - (أصيل) ابْنة الْمجد سَالم بن عبد الْوَهَّاب الأحمدية ابْنة خَليفَة الْمقَام وسبطة الخواجا ابْن الزَّمن. مَاتَت بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين 36 - (أطلس) ابْنة الخواجا نور الدّين على بن البلبيسى سبطة النُّور الرشيدى تزَوجهَا النُّور على بن الشَّمْس مُحَمَّد بن الضيا فأولدها الْكَمَال مُحَمَّدًا وَغَيره ثمَّ بعد مَوته اتَّصَلت بِالنورِ البوشى عَالم الخانكاه واستولدها ابْنة تزَوجهَا بعد مَوته البقاعى وَغَيرهَا وَبعد موت البوشى تزَوجهَا القاضى شمس الدّين الونائى واستولدها وَمَاتَتْ مَعَه فَجْأَة فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَكَانَت خيرة مَذْكُورَة بالجمال رَحمهَا الله 37 - (إقليم شاه) ابْنة القاضى بِمصْر وَالشَّام الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَبى بكر بن عِيسَى الاخنائى الدمشقى الشافعى الْمُتَوفَّى كَمَا مضى فِي سنة سِتّ عشرَة، تزوجت بأمير الْمُؤمنِينَ المعتضد دَاوُد وَمَات عَنْهَا فَتَزَوجهَا أَخُوهُ المستنجد يُوسُف وفارقها فتوجهت لدمشق. وَمَاتَتْ سنة بضع وَسِتِّينَ 38 - (إقليم) شيخة العوالم مَاتَت بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ أرخها ابْن فَهد وَخَلفهَا فِي حرفتها فَاطِمَة ابْنة أَحْمد السلاوية الْآتِيَة 39 - (ألف) إبنة القاضى علم الدّين صَالح بن عمر بن رسْلَان البلقينى شَقِيقَة فتح الدّين مُحَمَّد وَأُخْت الصّلاح المكينى لأمه، تزَوجهَا عبد الْقَادِر بن الأحمدى ثمَّ عبد الْقَادِر بن الرسام الحموى واستولدها تقى الدّين عبد الكافى ثمَّ أَمِير الْمُؤمنِينَ المستنجد بِاللَّه يُوسُف واستولدها ابْنة ثمَّ فَارقهَا واتصلت بِابْن عَمها الْبَدْر أَبى السعادات بعد

موت زَوجته أُخْتهَا وَأَقْبَلت حِينَئِذٍ على الْخَيْر وقررت فِي مدرسة جدها عِنْد قَبره وأبيها قراء فِي كل يَوْم وَقَامَت بِأَمْر الْمدرسَة وبتفقد الامراء والأرامل وتزايد ذَلِك بعد موت وَلَدهَا الْمشَار اليه حَتَّى صَارَت فريدة فِي أقربائها وأمثالها ورتبت قراء يقوءون عِنْدهَا الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَتردد اليها فِي ذَلِك ابراهيم الحموى وَعقد الميعاد عِنْدهَا وَالْفَخْر الديمى ويآس البلبيسى وَابْن خَلِيل الحسينى وَآخَرُونَ مِمَّن يليهم، وحجت غيرَة مرّة وجاورت وَمَات زَوجهَا فورثته ثمَّ مَاتَت ابْنَتهَا سِتّ الْخُلَفَاء فتزايد اقبالها على الْخيرَات بل أقرضت الْبَدْر ابْن أَخِيهَا مبلغا كَبِيرا بذله فِي الْوَظَائِف بعد موت أَبِيهَا هَذَا كُله والضعف ملازمها مَعَ طرف فالج وَلَا أَحْمد كثيرا من تصرفاتها خُصُوصا فِيمَا يتَعَلَّق بالايتام وَقد مَاتَ بَنو وَلَدهَا وَانْقطع نَسْله وَالله يحسن عَاقبَتهَا 40 - (ألف) ابْنة عبد الرَّحِيم بن الناصرى مُحَمَّد بن الْجمال عبد الله بن بكتمر الْحَاجِب. تزَوجهَا الْعلم الاخنائى ثمَّ نَاصِر الدّين النبراوى وَمَات كل مِنْهُمَا عَنْهَا ثمَّ ابْن عَمها الناصرى مُحَمَّد بن عمر ثمَّ نَاصِر الدّين الاخميمى ثمَّ أَبُو الْحسن المسلمى وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وأثرى مِنْهَا 4 - (ألف) ابْنة عبد الله بن على بن مُحَمَّد بن على بن عبد الله بن أبي الْفَتْح بن هَاشم بن اسماعيل بن ابراهيم بن نصر الله بن أَحْمد أم أَبى سهل ابْنة الْجمال بن الْعَلَاء الكنانى العسقلانى الأَصْل القاهرى الحنبلى أُخْت أَحْمد الماضى، ولدت تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة ونشأت فِي خير وصيانة وأسمعت على أَبِيهَا وَغَيره وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة وَتَزَوَّجت بِابْن عَم لَهَا ثمَّ بِابْن عمار وانجب وَلَده أَبَا سهل مِنْهَا، وحجت مَعَ وَلَدهَا مرَّتَيْنِ جَاوَرت فِي الثَّانِيَة مِنْهُمَا بعض سنة وَكَذَا زارت مَعَه بَيت الْمُقَدّس؛ وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهَا ثلاثيات مُسْند أَحْمد. وَكَانَت خيرة متعبدة. مَاتَت فِي ربيع الثَّانِي سنة تسع وَسبعين ودفنت جوَار قبر زَوجهَا وقبر ابْن عَمَّتهَا الْعِزّ الكنانى بحوش قريب تربة كوكاى رَحمهَا الله وايانا 4 - (ألف) ابْنة الْعَلَاء على بن التَّاج مُحَمَّد بن القاضى جلال الدّين عبد الرَّحْمَن البلقينى شَقِيقَة عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد الماضيين، وأمهم حبشية فتاة أَبِيهِم. مَاتَت فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين وَصلى عَلَيْهَا بِجَامِع الْحَاكِم ثمَّ دفنت بمدرستهم وَكَانَ قد تزَوجهَا الشريف السراج عبد اللَّطِيف قاضى الْحَنَابِلَة بِمَكَّة وأقامت بهَا تَحْتَهُ واستولدها وَمَات عَنْهَا فَقدمت على أَبِيهَا وَتَزَوَّجت بِمن لَا وجاهة لَهُ وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وَقد زاحمت الْخمسين رَحمهَا الله وَعَفا عَنْهَا 43 - (ألف) ابْنة الولوى مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن حجاج السغطى أُخْت أَحْمد

وَخَدِيجَة تزَوجهَا ابْن الاخلاطى وَكَذَا الْمُحب بن الشّحْنَة فَولدت لَهُ عبد الْبر واخوته وَكَانَت مَعَه ببلدة ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا وحجت مَعَه واستمرت تَحْتَهُ حَتَّى مَاتَ وسافرت حِينَئِذٍ مَعَ ابْنَتهَا جوَيْرِية إِلَى حلب ثمَّ عَادَتْ وَمَاتَتْ بِالْقَاهِرَةِ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين 44 - (ألف) إبنة مُحَمَّد القرمانى المكية أُخْت النَّجْم مُحَمَّد بن النَّجْم بن ظهيرة لأمه أمهما سعدانة ابْنة دَاوُد الكيلانى ووالدة الْجمال عبد الله بن عبد الرءوف بن عبد الله بن ظهيرة. ولدت بِمَكَّة ونشأت بهَا وَتَزَوَّجت عدَّة وَمَاتَتْ أَيّمَا بِدِمَشْق فِي سنة سبع وَتِسْعين ودفنت بِالْقربِ من السَّيِّد بِلَال بِجَانِب قبر إبنتها وَكَانَ توجهها من مَكَّة بحراً الى الطّور ثمَّ الى الْقَاهِرَة ثمَّ لدمشق مَعهَا فَمَاتَتْ الِابْنَة أَولا ثمَّ الْأُم وَتركت وَلَدهَا الْمشَار اليه وأخاه مِنْهَا فَقَط مُحَمَّدًا 45 - (أمة الْجَبَّار) ابْنة الشَّيْخ نور الدّين على بن الشَّيْخ مِصْبَاح من ذُرِّيَّة أَبى الْحسن اللامى أم الزين عبد الرَّحِيم الأنباسي الماضى وأبوها وأخوها. مَاتَت فِي الْمحرم سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهَا على بَاب ضريح الشَّيْخ شهَاب خَارج بَاب الشعرية فِي مشْهد صَالح ودفنت بِالْمَكَانِ الْمَذْكُور وَقد زَادَت على الثَّمَانِينَ فقد كَانَت بَالِغَة عِنْد وَفَاة أَبِيهَا سنة ثَلَاث عشرَة وَتَزَوَّجت بعد أَبى وَلَدهَا بشمس الدّين ابْن الشَّيْخ الجوهرى حِين تقلله وفارقها قبل تموله ونعمت الْمَرْأَة رَحمهَا الله وإيانا 46 - (أمة الْخَالِق) ابْنة الزين عبد اللَّطِيف بن صَدَقَة بن عوض العقبى ثمَّ القاهرى شَقِيقَة عبد الْكَرِيم وَأُخْت مُحَمَّد لِأَبِيهِ الماضيين. احضرت فِي الرَّابِعَة سنة سِتّ عشرَة على الْجمال الحنبلى بعض فَوَائِد تَمام وَقطعَة كَبِيرَة من سيرة ابْن هِشَام وَمن مُسْند أَحْمد بل سَمِعت عَلَيْهِ فِي القيلانيات وَغَيرهَا، وَأَجَازَ لَهَا عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الهادى وَآخَرُونَ وأثبتها شَيخنَا رضوَان أجازت لنا وَكَانَت صَالِحَة كاتبة فاضلة مديمة للتلاوة فِي الْمُصحف بل حفظت بعضه وَبَعض الْمِنْهَاج الفرعى وَجَمِيع ألفية ابْن مَالك وَغير ذَلِك؛ وحجت وَمَات زَوجهَا الشّرف الديسطى فِي طاعون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَلم تتَزَوَّج بعده واقامت بتربة الزِّمَام حَتَّى 47 - (أمة الْخَالِق) ابْنة الشَّيْخ الصَّالح الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف الخزرجى الانبابى ابْنة أخى الْمجد اسماعيل الانبابى نزيلة انبابة من بولاق من بَيت صَلَاح وَخير أجَاز لَهَا جمَاعَة مِنْهُم عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الهادى، أجازت لنا وَمَاتَتْ قَرِيبا من سنة خمسين وَقَالَ البقاعى سنة تسع وَأَرْبَعين ظنا، وفى ظنى تأخرها عَنْهَا 48 - (أمة الْعَزِيز) ابْنة الزين عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن دَاوُد أم الصَّفَا المنهلى القاهرى شَقِيقَة مُحَمَّد الماضى. أسمعها أَبوهَا البخارى على الشهَاب الشاوى وَبَعضه

على عبد الصَّمد الهرسانى وَتَزَوجهَا الشهَاب أَحْمد بن نَاصِر الدّين بن أصيل فَلم تحمد أمرهَا مَعَه. (أمة الْعَزِيز) ابْنة مُحَمَّد بن اسماعيل ابْن الشَّيْخ يُوسُف الأنبابى كذافى معجمى، وأظنها أمة الْخَالِق الْمَاضِيَة قَرِيبا فيحرر (أمة الْعَزِيز) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ فِي علما 49 (أمة القاهر) ابْنة الرضى قَاسم بن مُحَمَّد بن عمر بن إلْيَاس بن الرشيد البعلية. ولدت سنة سبع عشرَة وَسمعت على القطب مُوسَى بن أَبى عبد الله اليونينى مشيخته والجزء الثانى من جَامع معمر بفوت ورقة والجزء الثانى من حَدِيث مَالك لاسماعيل القاضى وجزء ظريف الحيرى. ذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ تلفظت لى بالاجازة باستدعاء الاقفهسى وَمَاتَتْ على رَأس الْقرن 50 - (أمة الْكَرِيم) ابْنة السراج عمر بن مُحَمَّد بن على بن مُحَمَّد بن ابراهيم الجعبرى الخليلى عمَّة خَلِيل الجعبرى وَتسَمى فَاطِمَة كتب عَنْهَا فِي استدعاء فِي سنة تسعين 5 - (أمة اللَّطِيف) ابْنة الامام الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب عبد الله ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن أَحْمد السعدى المقدسى الأَصْل الصالحى أُخْت الشَّمْس مُحَمَّد الماضى ووالدة الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة الْمَعْرُوف بِابْن زُرَيْق وَيعرف أَبوهَا بِابْن الْمُحب سَمِعت من والدها فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ الدُّعَاء للمحاملى وَمن مُحَمَّد بن الرشيد عبد الرَّحْمَن المقدسى وَأَجَازَ لَهَا أَبُو الهول والمحب الصَّامِت وناصر الدّين بن دَاوُد والكمال بن النّحاس وَغَيرهم وَحدثت وَكَانَت خيرة أصيلة مَاتَت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَرْبَعِينَ ودفنت بالروضة بسفح قاسيون بِالْقربِ من الشَّيْخ الْمُوفق رَحِمهم الله وايانا 5 - (أمة الله) ابْنة الْعَلَاء على بن الشهَاب أَحْمد بن الكردى البعلية. سَمِعت الصَّحِيح بأفوات على أَبى الْفرج بن الزعبوب أَنا الحجار؛ ولقيتها ببعلبك قريب السِّتين فأجازت لنا وَمَاتَتْ بعد 53 - (أمة الله) ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن حسن الشاذلى الحنفى زوج ابْن كتيلة وَأم وَلَده أَبى الْغَيْث مَاتَت قبل زَوجهَا بِنَحْوِ عشْرين يَوْمًا فِي ربيع الأول سنة سبع وَثَمَانِينَ عَن سنّ عالية وَكَانَت خيرة رَحمهَا الله 54 - (أمة الْوَاحِد) ابْنة الْعَلَاء على بن عمر بن على الْعَطَّار. سَمِعت فِي الأولى سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة على بشر بن ابراهيم البعلى فَضَائِل شعْبَان للكتانى لقيها الْمُوفق الابى مَعَ ابْن مُوسَى الْحَافِظ فِي سنة خمس عشرَة فَأخذ عَنْهَا بعضه وأجازت لَهُ ولآخرين 55 - (أنس) ابْنة عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَرِيم بن أَبى

حرف الباء الموحدة

طَالب بن على بن سيدهم أم الْكَرم ابْنة الكريمى اللخمى النستراوى الأَصْل القاهرى أُخْت آمِنَة الْمَاضِيَة قَرِيبا وَزوج شَيخنَا وَيعرف أَبوهَا بِابْن عبد الْعَزِيز وَأمّهَا هِيَ سارة ابْنة ناصرالدين مُحَمَّد بن أنس ابْنة منكو تمر نَائِب السلطنة وَصَاحب الْمدرسَة والقاعة المتجاورتين بداخل بَاب القنطرة. ولدت تَقْرِيبًا سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة لِأَن والدها وصفهَا فِي وَصيته المؤرخة بِسنة تسعين بالعشارية وأسمعها زَوجهَا من شيخة الْعِرَاقِيّ المسلسل وَكَذَا من الشّرف من الكويك مَعَ ختم صَحِيح البخارى وَأَجَازَ لَهَا أَبُو هُرَيْرَة ابْن الذهبى وَأَبُو الْخَيْر بن العلائى وَخلق، وحجت صُحْبَة زَوجهَا ثمَّ بمفردها فِي حَيَاته وجاورت حِينَئِذٍ وَحدثت بِحُضُور شَيخنَا وَبعده قَرَأَ عَلَيْهَا الْفُضَلَاء وَكَانَت تحتفل بذلك وتكرم الْجَمَاعَة غَالِبا وَخرجت لَهَا أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا قرأتها عَلَيْهَا بِحُضُورِهِ أَيْضا وحملت عَنْهَا أَشْيَاء، وَكَانَت رئيسة دينة كَرِيمَة راغبة فِي الْخَيْر مجابة الدُّعَاء وَيُقَال إِنَّهَا رَأَتْ لَيْلَة الْقدر. وَلم تتَزَوَّج غير شَيخنَا. مَاتَت فِي ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهَا بِجَامِع الماردانى ودفنت بتربة سلفها بِالْقربِ من الْجَامِع عِنْد أَوْلَادهَا. وَقد أطلت ترجمتها فِي الْجَوَاهِر رَحمهَا الله وإيانا 56 - (انعام الْجَلِيل) ابْنة الشهَاب أَحْمد بن تمرية تزَوجهَا عبد الْقَادِر بن أصيل الدّين بن النَّقِيب بدر الدّين الرومى وَخَلفه عَلَيْهَا الْبُرْهَان الدميرى فاستولدها وَلَده يحيى وَعرض وَتزَوج ابْنة الشَّيْخ الجوهرى وورثها 57 - (اي ملك) ابْنة ابراهيم ابْن خَلِيل بن عبد الله بن مَحْمُود بن يُوسُف بن تَمام أم الْخَيْر ابْنة الْبُرْهَان البعلى ثمَّ الدمشقى أُخْت الْجمال عبد الله الْحَافِظ وَعَائِشَة وتعرف بابنة الشرائحى سَمِعت بأفادة أَخِيهَا وَمَعَهُ الْكثير من ابْن أميلة وَمن بعده بِحَيْثُ سَمِعت مَعَ شَيخنَا وَمن مسموعها من الْمُحب الصَّامِت وَالْجمال يُوسُف بن مُحَمَّد بن الصيرفى المسلسل وَمن يُوسُف بن الحبال جُزْء المناديلى مَعَ مَا بِآخِرهِ وَأَجَازَ لَهَا ابْن الجوخى وَابْن السيرجى وَأحمد بن عبد الْكَرِيم البعلى وَابْن الهمل وَابْن قواليح وَالصَّلَاح بن ابى عمر وَزَيْنَب ابْنة قَاسم وَآخَرُونَ وَحدثت مَعَ أَخِيهَا وبمفردها سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء كالحافظ ابْن مُوسَى وَمَعَهُ الابى وَكَذَا سمع مِنْهَا شَيخنَا كَمَا ذكره فى انبائه وأرخ وفاتها فِيهِ فِي ربيع الآخر وأرخها غَيره فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس عشر. (اى ملك) ابْنة ابراهيم بن خَلِيل بن عبد الله ذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ هِيَ عَائِشَة وَهُوَ سَهْو بل هما أختَان (حرف الْبَاء الْمُوَحدَة) 58 - (باى خاتون) ابْنة على بن مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى بن على بن تَمام بن يُوسُف

ابْن مُوسَى بن تَمام بن حَامِد بن يحيى بن عمر بن عُثْمَان بن على بن نشوان بن سوار بن سليم ام عبد الرَّحْمَن ابْنة الْعَلَاء أَبى الْحسن بن الْبَهَاء أَبى الْبَقَاء الانصارى الخزرجى السبكى الاصل الدمشقية ثمَّ القاهرية الماضى أَبوهَا. ولدت فِي حُدُود سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة ظنا واسمعت على التقى أَبى بكر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن المزى والكمال بن النّحاس والشهاب أَحْمد بن عبد الْغَالِب الماكسينى وَعَائِشَة ابْنة أَبى بكر بن قواليح وَجَمَاعَة، وَأَجَازَ لَهَا أَبُو الْعَبَّاس بن الْعِزّ وناصر الدّين بن دَاوُد ابْن حَمْزَة وَآخَرُونَ، وَحدثت بِالشَّام ومصر، وَكَانَ مَسْكَنهَا فِي الشَّام بِقرب دَار الطّعْم ثمَّ نقلهَا الظَّاهِر جقمق الى الْقَاهِرَة لاعتنائه بهَا وسكنت بحكر المرسينة من قناطر السبَاع؛ وَكَانَت خيرة من بَيت علم ورياسة وحشمة محبَّة فِي الحَدِيث وَأَهله لَا تمل من الاسماع مَعَ اكرامهم واحترامهم حملت عَنْهَا الْكثير، وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَسِتِّينَ بعد مرض طَوِيل بِحَيْثُ قيل أَنَّهَا اخْتلطت وَلم يتحرر لى ذَلِك رَحمهَا الله وإيانا 59 - (بدرية) ابْنة الاشرف اينال سبطة ابْن خَاص بك وشقيقة الْمُؤَيد أَحْمد وَفَاطِمَة الْآتِيَة وصاحبة التَّرْجَمَة هِيَ الْكُبْرَى، تزَوجهَا مَمْلُوك أَبِيهَا قبل سلطنته وحجت مَعَه غير مرّة واستولدها مُحَمَّدًا وَأحمد وابراهيم وابنتين إِحْدَاهمَا سعد الْمُلُوك تَحت تنبك قرا وَالثَّانيَِة تزَوجهَا برسباى البجاسى ثمَّ سودون المنصورى ثمَّ اقبردى الاشرفى وتأيمت على وَلَدهَا مِنْهُ واتصلت أمّهم بعد أَبِيهِم بقراجا الطَّوِيل نَائِب حماة، وَمَاتَتْ فِي لَيْلَة الاحد ثامن شعْبَان سنة تسع وَسبعين بمنزلهم من بولاق فَحملت بعد أَن غسلت هُنَاكَ الى الجزيرة الْوُسْطَى ثمَّ الى سَبِيل المؤمنى فصلى عَلَيْهَا بِحَضْرَة السُّلْطَان ثمَّ دفنت بتربة أَبِيهَا، وتذكر بكرم بِالنِّسْبَةِ لابيها وإخوتها وَيُقَال انها كَانَت ساخطة على أكبر أَوْلَادهَا 60 - (بدور) بِضَم الْمُوَحدَة ابْنة عبد الله أم أَحْمد المريسية - بِفَتْح الْمِيم - مُسْتَوْلدَة الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن أَبى الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الهاشمى وَأم خَدِيجَة ابْنَته؛ أجَاز لَهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا جمَاعَة مِنْهُم عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الهادى وَالْمجد اللغوى والزين المراغى وَالْجمال بن ظهيرة بل سَمِعت على أَبى الْحسن بن سَلامَة جُزْء الْقَزاز أجازت لنا وَخلف سَيِّدهَا بعد مَوته فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة عَلَيْهَا عَتيق عَمه الْعِمَاد يحيى بن مُحَمَّد بن فَهد وَهُوَ الافتخار ياقوت بن عبد الله الحبشى فأولدها وَمَات عَنْهَا وتأيمت بعده، وَمَاتَتْ فَجْأَة فِي شَوَّال سنة خمسين بِمَكَّة وَهِي جدة صاحبنا النَّجْم بن فَهد لأمه

(بدور) أم فُضَيْل الطبرية، هِيَ نعْمَة الله ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد تأتى 6 - (بديعة) ابْنة السَّيِّد نور الدّين أَحْمد بن الصفى عبد الرَّحْمَن الايجبى الماضى أَبوهَا وجدهَا وَهِي سبطة الْمولى سعد الدّين سعد بن نظام الكازرونى الماضى. ولدت سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وتعلمت الْكِتَابَة وَتَزَوَّجت بِابْن عَمَّتهَا السَّيِّد عبيد الله ابْن الْعَلَاء مُحَمَّد بن عفيف الدّين أخى الصفى جدها واستولدها أَوْلَادًا، وقطنت مَكَّة على عبَادَة واستقامة وملازمة لترك مَا يأتى من بجبيلة كآل بَيتهَا، وَقد جاورناها مُدَّة فحمدناها وَمَات لَهَا ولد فَاشْتَدَّ حزنها عَلَيْهِ وتوجهت للزيارة النَّبَوِيَّة وَقد قدم عَلَيْهَا أَبوهَا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين فدام عِنْدهَا تعلله وتستدين لَهُ بعد أَن انفقت جلّ مَا كَانَ بحوزتها عَلَيْهِ وَهُوَ بضدها من عدم التَّدْبِير بِحَيْثُ تعبت وتجلدت حَتَّى مَاتَ ثمَّ مَاتَت أُخْته عَمَّتهَا وكبيرة بَيتهمْ فَزَاد توجعها سِيمَا وَهِي غير منصفة من زَوجهَا بل فِي طول الْمدَّة الَّتِي عرفناها فِيهَا هُوَ غَائِب عَنْهَا إِلَّا فِي النَّادِر؛ وَبِالْجُمْلَةِ فَهِيَ حازمة قانتة ذاكرة زَائِدَة الِاعْتِقَاد فِينَا والمحبة بِالْقَصْدِ الصَّالح وَلَا تَنْقَطِع كتبهَا عَنَّا عوضهَا الله الْخَيْر 6 - (بركَة) ابْنة احْمَد بن عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن أم أَيمن ابْنة الْحَافِظ أَبى زرْعَة بن العراقى الماضى أَبوهَا وجدهَا. ولدت فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين وأحضرت على جدها ورفيقه الْحَافِظ الهيثمى وَأَجَازَ لَهَا أَبُو هُرَيْرَة بن الذهبى وَأَبُو الْخَيْر بن العلائى وَابْن أَبى الْمجد وَآخَرُونَ وَتَزَوجهَا نَاصِر الدّين بن النيدى وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء. مَاتَت فِي سنة احدى وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ رَحمهَا الله 63 - (بركَة) ابْنة أَبى بكرين أَحْمد بن على أم مُحَمَّد وَأم البركات الصالحية الدمشقية أُخْت ابراهيم الماضى وَزوج الصَّدْر الياسوفى الْحَافِظ وخاله نَاصِر الدّين بن زُرَيْق وَيعرف أَبوهَا بِابْن البيطار الدقاق. سَمِعت مَعَ زَوجهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ من عَائِشَة ابْنة أَبى بكر بن قواليح حلم مُعَاوِيَة لِابْنِ أَبى الدُّنْيَا وَحدثت بِهِ سَمعه مِنْهَا الْفُضَلَاء. وَمَاتَتْ فِي ربيع الأول سنة أَرْبَعِينَ ودفنت بسفح قاسيون رَحمهَا الله 64 - (بركَة) ابْنة سعد بن أَحْمد أم خَلِيل العقيبية ثمَّ المطرية ابْنة أُخْت شَيخنَا الزين رضوَان لابيه. ولدت فِيمَا قيل فِي حُدُود سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بمنية عقبَة؛ وَأَجَازَ لَهَا باستدعاء خالها عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الهادى وَآخَرُونَ وعمرت وأضرت فِي حُدُود سنة سبع وَثَلَاثِينَ أجازت لي وَكتب عَنْهَا شَيخنَا الزين قبل اختلاطها وَمَاتَتْ بعد ذَلِك 65 - (بركَة) ابْنة سُلَيْمَان بن جَعْفَر الاسنائى زوج التقي الاسنائي سَمِعت على عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الهادى وَحدثت. مَاتَت فِي سلخ الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ؛ ذكرهَا شَيخنَا فِي إنبائه

(بركَة) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن على بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويرى المكية وَاسْمهَا فَاطِمَة تأتى 66 - (بركَة) ابْنة على بن مُوسَى بن قُرَيْش الهاشمى الْحَارِثِيّ الْمَكِّيّ. مَاتَت فِي صفر سنة أَربع وَثَمَانِينَ بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد 67 - (بركَة) ابْنة مُحَمَّد بن اسمعيل بن يُوسُف الانبابى أُخْت أمة الْعَزِيز الْمَاضِيَة أجازت لنا 68 - (بَغْدَاد) ابْنة ابراهيم أُخْت نَاصِر الدّين الفاقوسى لأمه. سَمِعت من الْجمال الباجى فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ شَيْئا من المعجم الْكَبِير للطبراني. وَحدثت بِهِ وَمَاتَتْ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين 69 - (بلغ المنى) البارزية جدة عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن على الفاكهى لامه. مَاتَت بِمَكَّة فِي جُمَادَى الاولى سنة سبع وَسبعين أرخها ابْن فَهد 70 - (بلقيس) ابْنة أَحْمد بن قشقار القردمى أُخْت يُوسُف تزَوجهَا الشَّيْخ سيف الدّين الحنفى فَولدت لَهُ مباركة وَغَيرهَا؛ وَسمعت على أم هَانِئ وَالِدَة زَوجهَا وَغَيرهَا مِمَّا كُنَّا نحضره مَعهَا وَمَاتَتْ بعده 7 - (بلقيس) إبنة الشَّيْخ أَحْمد بن مُحَمَّد بن بشر بن الشَّيْخ مُحَمَّد المطرى أُخْت بركَة ابْنة سعد الْمَاضِيَة قَرِيبا لامها. أجَاز لَهَا باستدعاء الزين رضوَان عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الهادى وَآخَرُونَ، أجازت لنا وَمَاتَتْ 7 - (بلقيس) ابْنة الْمجد عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغنى بن الجيعان اخت عبد الْقَادِر واخوته. تزَوجهَا ابْن عَمها الزين عبد الباسط وَمَاتَتْ تَحْتَهُ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين 73 - (بلقيس) ابْنة التَّاج مُحَمَّد بن الْجلَال عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان البلقينى شَقِيقَة جنَّة وابى السعادات مُحَمَّد الماضيين وَهِي أكبر تزَوجهَا الْمُحب القاياتى أَمِين الحكم وَولدت لَهُ مهجا وسعادات. وَمَات عَنْهَا فَتَزَوجهَا الشهَاب بن السديد وحجت مَعَه وَكَذَا تزَوجهَا غَيره وتأيمت وأثكلت كلا من أخويها. مَاتَت فِي سنة سبع وَتِسْعين 74 - (بلقيس) ابْنة الْبَدْر مُحَمَّد بن السراج عمر بن رسْلَان البلقينى تزَوجهَا الْبَهَاء ابْن البرجى بعد عَمَّتهَا وأولدها عدَّة أَوْلَاد وَكَذَا تزَوجهَا غَيره. مَاتَت فِي ذى الْقعدَة سنة احدى وَأَرْبَعين واظنها جَازَت السِّتين ذكرهَا شَيخنَا فِي انبائه قَالَ وَكَانَت لَهَا شهرة تغنى عَن ذكرهَا وَهِي لِسَان أهل بَيتهَا وسلكت من أَكثر من عشر سِنِين طَرِيق التصوف ولبست الْخِرْقَة من جمَاعَة وتسمت بالشيخة وَوَقع فِي ذَلِك أضحوكات وَبِاللَّهِ الْمُسْتَعَان 75 - (بلقيس) ابْنة الشَّيْخ مُحَمَّد الْقُدسِي أم التَّاج بن المقسى. عمرت وقاست أهوالا بِسَبَب الامر غير مرّة بقتل ابْنهَا الى أَن مَاتَت قبيل قَتله بأيام فِي ربيع الثَّانِي أَو جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ وَكَانَت خيرة رَحمهَا الله وعوضها الْجنَّة

حرف التاء المثناة

76 - (بلقيس) ابْنة مُحَمَّد الدجوى أُخْت القَاضِي زين الدّين. مَاتَت فِي جُمَادَى الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ بِمَكَّة ودفنت بتربة بني الضياء. أرخها ابْن فَهد 77 - (بيبى راحات) وَاسْمهَا وَتَزَوجهَا عبد الْمُعْطى المعربى نزيل مَكَّة وَيُقَال أَن تموله مِنْهَا فانها كَانَت مثرية، مَاتَت تَحْتَهُ بِمَكَّة عَن سنّ فِي رَمَضَان سنة احدى وَتِسْعين ? 7 {بيبى شاه) ابْنة الْمجد مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن مُحَمَّد بن أَبى بكر الشيرازى وتكنى أم الْكَامِل. تزَوجهَا على بن كبيش فأولدها بِنْتا وَمَات عَنْهَا فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فتأيمت بعده. وَمَاتَتْ فِي الْمحرم سنة سِتِّينَ بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد ? 79 (بيرم) ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سرُور الديرواطية الْمَالِكِيَّة. كَانَ أَبوهَا يقْرَأ الْقُرْآن ويخالط الْفُقَهَاء فَنَشَأَتْ هِيَ كَذَلِك، بل تلت بالسبع على الشَّمْس ابْن الصَّائِغ، وأكملت الْجمع على ابْنَته فَاطِمَة، وَدخلت مَعَ أَبِيهَا بَيت الْمُقَدّس فَقَرَأت على من بِهِ من الشُّيُوخ ووعظت النِّسَاء وَمن محافيظها الْعُمْدَة وأربعى النووى والشاطبيتين والبردة وعقيدة الغزالى وَغير ذَلِك وَأَكْثَرت من مطالعة رياض الصَّالِحين وطهارة الْقُلُوب ورسالة ابْن أَبى زيد وَغَيرهَا وَكَذَا دخلت مَكَّة ودمياط وَغَيرهَا وَتَزَوجهَا شيخ الْبَلَد أَحْمد بن تريمس فَتغير حَالهَا بمخالطته ? 80 (بيرم) ابْنة يَعْقُوب ابْن المتَوَكل مُحَمَّد بن أَبى بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن حُسَيْن العباسى شَقِيقَة المتَوَكل على الله الْعُزَّى عبد الْعَزِيز. مِمَّن تزَوجهَا الصّلاح المكينى وَابْن العريف والسراج الحمصى ثمَّ المناوى وَمَات عَنْهَا وأظنها لم تتَزَوَّج بعده وَقد دخلت فِي بنى أخوة المعتضد من استدعاء ابْن فَهد. مَاتَت (حرف التَّاء الْمُثَنَّاة) ? 8 (تتر) ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن احْمَد بن عمر بن شيخ الْإِسْلَام أَبى عمر مُحَمَّد بن احْمَد بن قدامَة أم مُحَمَّد ابْنة الشهَاب بن الصّلاح بن النَّجْم القرشية العمرية الصالحية. ولدت سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وأحضرت على قريبها مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة الْمَقْدِسِي فِي الثَّانِيَة سنة أَربع وَتِسْعين نُسْخَة فليح مَعَ مَا بآخرها وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء. وَمَاتَتْ فِي 8 (تتر) ابْنة الْعِزّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن المنجا أم بكر التنوخية أُخْت فَاطِمَة الْآتِيَة. ولدت سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا فَأَنَّهَا أحضرت فِي الرَّابِعَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ على الحافظين الْمزي والبرزالي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عَليّ الرضى وعَلى بن ابراهيم بن فلاح وَعبد الرَّحِيم بن ابراهيم بن إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَدَاوُد بن إِبْرَاهِيم الْعَطَّار وَمُحَمّد بن طَاهِر الْبَغْدَادِيّ فِي آخَرين وَسمعت من

زَيْنَب ابْنة الْكَمَال والشهاب الْجَزرِي واقش الشبلي، وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء أجازت لشَيْخِنَا. وَلم يتَّفق لَهُ لقاؤها وَذكرهَا فِي مُعْجَمه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده وَمَاتَتْ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث 83 - (تتر) ابْنة على بن مُحَمَّد بن خَاص بك أُخْت خوندزينب زَوْجَة إينال وَزَوْجَة أيتمش الخضري اسْتَوْلدهَا فرجا الْآتِيَة وَمَاتَتْ 84 - (تجار) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن مُسلم بِفَتْح الْمُهْملَة وَاللَّام الثَّقِيلَة أم عبد الله وتدعى سِتّ التُّجَّار ابْنة نَاصِر الدّين بن تَقِيّ الدّين بن أَمِين الدّين البالسي الْمصْرِيّ التَّاجِر الكارمي زوج السراج الخروبي. ولدت فِي وسط سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة فِيمَا قَالَه شَيخنَا. وَقَالَ غَيره سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ تَقْرِيبًا وَأَجَازَ لَهَا الْعِزّ أَبُو عمر بِجَمَاعَة فهرست مروياته وَغَيره. وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهَا شَيخنَا لأجل سبطه وَكَانَت من بَيت رياسة وثروة أَقَامَت مَعَ زَوجهَا أَكثر من ثَلَاثِينَ سنة وَمَات فَلم تتَزَوَّج بعده. وَمَاتَتْ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بِمصْر رَحمهَا الله. ذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده 85 - (تجار) ابْنة المصرية ثمَّ المكية الشيخة برباط الظَّاهِرِيَّة رَفِيقَة لفائدة الْآتِيَة كشيختهما صَاحِبَة الرِّبَاط. مَاتَت بهَا فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ أرخها ابْن فَهد 86 - (تفاحة) الحبشية أم عَليّ مُسْتَوْلدَة الشريف عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن أبي عبد الله الفاسي أم ابْنَته كمالية. مَاتَت بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة سنة سِتّ وَعشْرين (تفاحة) الحبشية أُخْرَى أم قَاضِي الْحَرَمَيْنِ المحيوي الْحَنْبَلِيّ تَأتي فِي المبهمات (تقية) وَيُقَال لَهَا سِتّ الْأَهْل أم ريم ابْنة التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ أُخْت صاحبنا النَّجْم عمر واخوته. تَأتي فِي الكنى 87 - (تندو) ابْنة حُسَيْن بن أويس كَانَت بارعة الْجمال وقدمت مَعَ عَمها أَحْمد بن أويس إِلَى مصر فَتَزَوجهَا الظَّاهِر برقوق ثمَّ فَارقهَا فَتَزَوجهَا ابْن عَمها شاه ولد بن شاه زادة بن أويس فَلَمَّا رجعُوا إِلَى بَغْدَاد وَمَات أَحْمد أقيم شاه ولد فِي السلطنة فدبرت عَلَيْهِ زَوجته هَذِه حَتَّى قتل وأقيمت فِي السلطنة فَحَاصَرَهُمْ مُحَمَّد شاه بن قرا يُوسُف سنة فَخرجت فِي الدولة حَتَّى صَارَت إِلَى وَاسِط ثمَّ ملكت تستر وَأَقَامُوا مَعهَا مَحْمُود بن شاه ولد فدبرت عَلَيْهِ أَيْضا حَتَّى قتل لِأَنَّهُ كَانَ ابْن غَيرهَا واستقلت بالمملكة مُدَّة وَذَلِكَ فِي سنة تسع عشر وجدبت الْعَرَب بِالْبَصْرَةِ وَصَارَ فِي مملكتها الجزيرة وواسط يدعى لَهَا على منابرها وتضرب السِّكَّة باسمها إِلَى أَن مَاتَت فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فَقَامَ بعْدهَا ابْنهَا اويس بن شاه ولد وتحارب هُوَ وَأَخُوهُ مُحَمَّد

حرف الجيم

ثمَّ سَار إِلَى بَغْدَاد بعد مُحَمَّد شاه بن قرا يُوسُف فَقتل أويس فِي الْحَرْب بعد سبع سِنِين ذكرهَا شَيخنَا فِي إنبائه. (توفيق ابْنة أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد ذكرت فِي عينا (توفيق) فِي خَدِيجَة ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله (توفيق) أُخْرَى فِي زَيْنَب ابْنة عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز (تيتي) بفوقانيتين المدعوة ستيتة ابْنة دَاوُد الكيلاني ستأتي فِي ستيتة (حرف الْجِيم) 88 - (جَان خاتون) ابْنة الرُّكْن عمر بن الناصري مُحَمَّد بن الْجمال عبد الله بن كتمر الْحَاجِب وَمعنى جَان بالتركي زوج. تزَوجهَا الْبُرْهَان ابراهيم بن النُّور التلواني واستولدها يُوسُف وَمُحَمّد وثالثة كَانَت زوجا لبَعض أُمَرَاء العشرات، وامتحن الزَّوْج بِسَبَب وقفهم وَآل الْأَمر إِلَى انْفِرَاد بنيه بِالِاسْتِحْقَاقِ لانقراض بني الظُّهُور وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين 89 - (جلبان) ابْنة يشبك ططرالجاركسية الأشرفية برسباى. اشْتَرَاهَا واستولدها يُوسُف الَّذِي عمل السلطنة بعده ولقب الْعَزِيز ثمَّ تزَوجهَا بعد زَوجته خوند الْكُبْرَى زَوْجَة استاذه دقماق وَأم وَلَده الآخر الناصرى مُحَمَّد وسكنت مَكَانهَا وَصَارَت خوند الْكُبْرَى وحظيت عِنْده ونالتها السَّعَادَة وطالت أَيَّامهَا وعظمت حرمتهَا وَبعث السُّلْطَان يطْلب اخوتها وَأمّهَا وأقاربها من جاركس فجيء بهم بعد مُدَّة وهم جمع يزِيدُونَ على الْعشْرَة وأنعم عَلَيْهِم بالاقطاعات والرواتب والوظائف " وحجت فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وهم مَعهَا وَفِي خدمتها خشقدم الزِّمَام والزيني عبد الباسط نَاظر الْجَيْش وَغَيرهمَا فِي عَظمَة زَائِدَة مفرطة، ودامت فِي عزها حَتَّى مَاتَت مَسْمُومَة فِيمَا قيل بعلة الصرع وَذَلِكَ فِي يَوْم الْجُمُعَة وَالْخَمِيس ثَانِي شَوَّال سنة تسع وَثَلَاثِينَ ودفنت فِي تربَتهَا بالصحراء وخلفت من الْأَمْتِعَة والأقمشة والملابس والنقد شَيْئا كثيرا جدا يُقَال يقرب من سِتِّينَ ألف دِينَار وَلَو عاشت لدبرت أم وَلَدهَا وَذكرهَا شَيخنَا فِي إنبائه بختصار 90 - (جنَّة) ابْنة التَّاج مُحَمَّد بن الْجلَال عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان البُلْقِينِيّ شَقِيقَة الْبَدْر أبي السعادات مُحَمَّد وبلقيس الماضيين. مَاتَت فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانِينَ عَن نَحْو السّبْعين وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم فِي محفل ثمَّ دفنت بزاوية أمهَا بِالْقربِ من جَامع الغمري الَّتِي أكملتها قبل مَوتهَا وَكَانَت خيرة نَاقِصَة الْحَظ حجت وَتزَوج بهَا الولوي السفطي بعد الناصري مُحَمَّد بن طوغان ثَانِي أزواجها كل ذَلِك فِي حَيَاة أَبَوَيْهَا ثمَّ بعْدهَا الولوي بن تَقِيّ الدّين البُلْقِينِيّ وَقَرَأَ فِي الْمِحْرَاب لَيْلَة دُخُوله بهَا (تِلْكَ الْجنَّة الَّتِي نورث من

عبادنَا من كَانَ تقيا) فِي آخَرين وَلم تَلد لوَاحِد مِنْهَا عوضهَا الله الْجنَّة 9 - (جنَّة) ابْنة الْبَدْر مُحَمَّد بن السراج عمر بن رسْلَان البُلْقِينِيّ أُخْت تَقِيّ الدّين مُحَمَّد وبلقيس وَغَيرهمَا وَأم الْبَدْر مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَنَاوِيّ وحواء ابْنة السراج عمر الْحِمصِي. مَاتَت (جِهَة طي) هِيَ زَيْنَب ابْنة يحيى بن أَحْمد بن اسماعيل بن الْعَبَّاس الغساني مُلُوك الْيمن تَأتي 9 - (جَوْهَرَة) الصُّغْرَى الحبشية الكمالية تزَوجهَا بعد سَيِّدهَا عتيقة أَيْضا وجوهر الكمالي. وَمَاتَتْ فِي عصر يَوْم الْأَرْبَعَاء حادي عشري رَجَب سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهَا بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة ودفنت بالمعلاة عِنْد مواليها، وَكَانَت مباركة أثنوا عَلَيْهَا خيرا 93 - (جَوْهَرَة) مُسْتَوْلدَة النوري بن الشيخة أم وَلَده مُحَمَّد الْمدنِي وَكَانَت تَقول ان اسْمهَا فَاطِمَة وَهِي جبرتية لَا حبشية. مَاتَت فِي لَيْلَة رَابِع عشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِمَكَّة 94 - (جَوْهَرَة) الحبشية مُسْتَوْلدَة يحيى بن فَهد ثمَّ زوج حسن الغمري. مَاتَت بِالْمَدِينَةِ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَتِسْعين وَتركت ابْنة صَغِيرَة من حسن المشارة اليه 95 - (جَوْهَرَة) الحبشية زوج ابي الْقسم بن سَلامَة. مَاتَت بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة خمس وَسِتِّينَ. أرخهما ابْن فَهد 96 - (جوَيْرِية) ابْنة عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن أم الْكِرَام ابْنة الْحَافِظ الزين أبي الْفضل الْعِرَاقِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أُخْت الْوَلِيّ أبي زرْعَة أَحْمد. ولدت قبل سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وأسمعت على أَبِيهَا وَابْن حَاتِم والانباسي والفرسيسي والهيثمي وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهَا فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا خلق مِنْهُم الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر بن الْعِزّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلاتي وأبوا هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والعز بن الكويك وَمُحَمّد بن يس الْجُزُولِيّ، وحجت وأقامت مَعَ والدها بِالْمَدِينَةِ مُدَّة وَتَزَوجهَا الهيثمي ظنا والشهاب الكلوتاتي وقتا، وَكَانَت صَالِحَة خيرة محبَّة فِي الحَدِيث سمع مِنْهَا الْأَئِمَّة وحملت عَنْهَا أَشْيَاء. وَمَاتَتْ فِي لَيْلَة السبت رَابِع الْمحرم سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم فِي جمع جم رَحمهَا الله وإيانا 97 - (جُورِيَةُ) ابْنة الْبَدْر مُحَمَّد بن شَيخنَا الشهَاب أبي الْفضل أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن حجر. أجَاز لَهَا فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا جمَاعَة. وَمَاتَتْ فِي حَيَاة أَبَوَيْهَا وجدهَا عوضهم الله الْجنَّة

حرف الحاء المهملة

98 - (جوَيْرِية) ابْنة مُؤَلفه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد أم أَبِيهَا ابْنة أبي الْخَيْر السخاوى الأَصْل القاهرى. مَاتَت بعد أشهر من ميلادها فِي رَابِع ذى الْحجَّة سنة سبع وَسبعين ودفنت عِنْد اخوتها عوضهم الله الْجنَّة 99 - (جوَيْرِية) ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أم الْبَهَاء ابْنة ابْن الشّحْنَة شَقِيقَة عبد الْبر وَزَيْنَب وَهَذِه الصُّغْرَى تزَوجهَا حَاجِب ميسرَة بحلب يُونُس بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر الْحلَبِي الْمَعْرُوف بِابْن والى الْحجر قبيل موت أَبِيهَا بِقَلِيل وَدخل بهَا ثمَّ سَافر بعد مَوته الى بَلَده وجهزت لَهُ فسافرت أمهَا مَعهَا اليه (حرف الْحَاء الْمُهْملَة) 100 - (حَاج ملك) ابْنة مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد الْبَصْرِيّ وَيعرف أَبوهَا بالكواز مَاتَت بِمَكَّة تَحت هدم فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشر شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين. أرخها ابْن فَهد 10 - (حَاج ملك) إِحْدَى الخوندات تزَوجهَا الظَّاهِر برقوق وَمَات عَنْهَا وَتَزَوجهَا أَيْضا تغرى بردى وَالِد المؤرخ يُوسُف وتأخرت وفاتها الى بعد الطَّاعُون فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ 10 - (حَبِيبَة الله) ابْنة الصفى عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله أم الْفضل ابْنة السَّيِّد الْحُسَيْنِي الايحبى أُخْت نور الدّين أَحْمد والمعين مُحَمَّد وحليمة وَأم عبيد الله ابْن الْعَلَاء مُحَمَّد الماضين. ولدت فِي عَاشر ربيع الأول سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بشيراز ونشأت فِي كنف أَبِيهَا وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة وَتَزَوجهَا ابْن عَمها الْعَلَاء مُحَمَّد بن السَّيِّد عفيف الدّين واستولدها أَوْلَادًا تَأَخّر مِنْهُم عبيد الله وقطنت مَعَه وَبعده مَكَّة دهراً على طَريقَة جميلَة وسلوك لطريقة أَبِيهَا وعمها فِي عدم تعَاطِي مَا يجِئ من بجيله ومثابرتها على وظائف الْعِبَادَة، وَقد تزوج عَلَيْهَا ابْن عَمها بِأخرَة سرا فَلَمَّا علمت بَادر لفراق الجديدة خوفًا من سخطها وَعَاشَتْ بعده دهراً، وَكَانَت زَائِدَة الْحبّ لي على وَجه الِاعْتِقَاد وَكنت مغتبطا بذلك وَكَانَ لكثيرين فِيهَا اعْتِقَاد وَلها أَتبَاع من أقربائها وَغَيرهم تحسن اليهم وكادت أَن تفْتَقر فأدركتها الْمنية فِي ثَالِث شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين بعد أَخِيهَا السَّيِّد أَحْمد بأشهر مِنْهَا، وَكَانَ وجعها الحرقة تعللت بهَا مُدَّة ودفنت عِنْد سلفها بالمعلاه رَحمهَا الله وإيانا (حَبِيبَة) ابْنة أَبى الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم الطَّبَرِيّ المكية. ستأتي فِي حَبِيبَة قَرِيبا (حَبِيبَة) المدعوة سِتّ الْأَهْل ابْنة الرضى مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم الطَّبَرِيّ المكية وَأمّهَا عَائِشَة ابْنة أَحْمد ابْن حسن بن الزين الْقُسْطَلَانِيّ. أجَاز لَهَا فِي سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة عَائِشَة

ابْنة ابْن عبد الهادى والزين المراغى وَعبد الْقَادِر الارموى وَجَمَاعَة. وَمَاتَتْ فِي 104 - (حرز الامان) ابْنة الْبَدْر مُحَمَّد ابْن شقيقي عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد السخاوي. مَاتَت فِي لَيْلَة استهلال سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين عَن سِتّ سِنِين وتوجعنا كلنا لذَلِك عوضهم الله وإيانا الْجنَّة 105 - (حزيمة) ابْنة أَحْمد بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمى الشَّرِيفَة ابْنة الشريف أَمِير مَكَّة، أمهَا فريعة ابْنة مبارك بن رميثة. مَاتَت بعد أَبِيهَا وَقبل أمهَا بِقَلِيل وَكَانَت وَفَاة أمهَا بعد سنة عشْرين ذكرهَا الفاسي فِي أمهَا 106 - (حسناء) ابْنة سيدى على بن مُحَمَّد بن وفا الشاذلي. مَاتَت فِي لَيْلَة الْأَحَد خَامِس عشرى شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَن قريب التسعين فانها كَانَت مُمَيزَة سنة سبع حِين موت أَبِيهَا وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد فِي جمع جم ودفنت عِنْد اسلافها من القرافة وَكَانَت شيخة الرِّبَاط الَّذِي أنشأته جِهَة اينال بِالْقربِ من زاويتهم من حارة عبد الباسط رَحمهَا الله وإيانا 107 - (حَسَنَة) كَمَا هُوَ على الالسنة وَالظَّاهِر انها كَالَّتِي قبلهَا ابْنة أبي الْيمن مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم الطَّبَرِيّ المكية. تزَوجهَا عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الْملك الْمرْجَانِي ثمَّ حسن الْمَعْرُوف بغيات الصَّغِير واولدها وَمَاتَتْ تَحْتَهُ؛ وَكَانَت دينة خيرة وَرُبمَا اعتراها حَال يقل فِيهِ ضَبطهَا. مَاتَت سنة ثَمَان ظنا أَو سنة خمس بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة. ذكرهَا التقي الفاسي، ورأيتها بخطى فِي مَوضِع آخر حَبِيبَة وَهُوَ غلط، وَأمّهَا أم هَانِئ ابْنة أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي، سَمِعت صَاحِبَة التَّرْجَمَة من والدها وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة سبعين فَمَا بعْدهَا الصّلاح بن أبي عمر وَابْن النَّجْم وَابْن أميلة وَطَائِفَة، وَكَانَت خيرة دينة 108 - (حسن) بِضَم أَوله وَسُكُون ثَانِيَة - ابْنة الشَّيْخ مُحَمَّد بن حسن السعدية المكية الحافي أَبوهَا بِالْحَاء الْمُهْملَة. سَمِعت من التقي الْبَغْدَادِيّ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة والكمال بن حبيب وَكَذَا الْعِزّ بن جمَاعَة فِيمَا وقف عَلَيْهِ بَعضهم، وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء كالتقي بن فَهد وَولده وذكراها فِي معجميهما وانها مَاتَت بعد اختلاطها قبل بِيَسِير فِي جُمَادَى الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وربعين ودفنت بالمعلاة رَحمهَا الله 109 - (حسيبة) كنفيسة ابْنة يحيى بن أبي الْخَيْر بن عبد الْقوي شَقِيقَة إِدْرِيس وَمعمر واخوتهما. ولدت فِي جُمَادَى الاولى سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَتَزَوجهَا النُّور الفاكهى بكرا واستولدها أَوْلَادًا، وَمَاتَتْ تَحْتَهُ فِي جُمَادَى الاولى سنة تسع وَسبعين بِالْمَدِينَةِ شهيدة اثر نِفَاس ودفنت بِالبَقِيعِ بِالْقربِ من السَّيِّد عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ ورحمها

110 - (حَفْصَة) ابْنة الْعَلَاء على بن مُحَمَّد بن سعد بن مُحَمَّد الطائية الحلبية الْمَعْرُوف أَبوهَا كَمَا مضى بِابْن خطيب الناصرية. ولدت سنة عشر وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا. ذكرهَا البقاعي مُجَردا 11 - (حَفْصَة) ابْنة عمر بن عبد الْعَزِيز بن على بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويرى ألمكي الْمَاضِي أَبوهَا واخوها عبد الله. بيض لَهَا ابْن فَهد 11 - (حَفْصَة) المدعوة زَيْنَب ابْنة عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ابي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ. مَاتَت عَن دون سنتَيْن فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَأَرْبَعين 113 - (حَفْصَة) ابْنة الخواجا الشمسي مُحَمَّد بن عمر الدِّمَشْقِي بن الزَّمن. سَمِعت مني بِمَكَّة وَمَاتَتْ 114 - (حَفْصَة) ابْنة السَّيِّد شمس الدّين مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ القادري أُخْت عبد الْعَزِيز الْمَاضِي وَخَدِيجَة الْآتِيَة. مَاتَت فِي الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين بعد أَن عقد عَلَيْهَا لِابْنِ النَّجْم الرِّفَاعِي المتوفي أَيْضا 115 - (حَفْصَة) ابْنة النجمى يحيى بن الْبَهَاء مُحَمَّد بن عمر بن حجى شَقِيقَة الْبَهَاء مُحَمَّد الْمَاضِي أمهَا فَاطِمَة ابْنة الْكَمَال مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد الْأَذْرَعِيّ وتدعى سِتّ الْقُضَاة تعلمت الْخط وقرأت وتميزت بتدريب عَمَّتهَا زبيدة، وَعقد لَهَا وصيها الأتابك ازبك على ابْن أَخِيه أَو عَمه بِحَضْرَة السُّلْطَان بعد صَلَاة الْجُمُعَة فِي جَامع القلعة من ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَتِسْعين 116 - (حكيمة) ابْنة مَحْمُود بن مُحَمَّد عصمَة الدّين ابْنة استاذ الْقُرَّاء فِي زَمَانه النَّجْم بن الصَّدْر الشيرازى أم الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أبي سعد. ولدت سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة وَكَانَت حَيَّة فِي سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة فَقَرَأَ عَلَيْهَا الطاوسي بالاجازة الْعَامَّة من الحجار وعلاء الدولة السمناني وَغَيرهمَا كالمزي وَنَحْوه وَالله أعلم بِصِحَّة مولدها 117 - (حلَّة) ابْنة حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الدمشقية ابْنة الكيال سَمِعت على أبي الْحسن على بن مُحَمَّد الْبَنْدَنِيجِيّ والحافظين المزى والبرزالي وَآخَرين قِطْعَة من التِّرْمِذِيّ وَهِي من أثْنَاء تَفْسِير النِّسَاء من حَدِيث ابْن مَسْعُود الى تَفْسِير مَرْيَم وعَلى الشهَاب أَحْمد بن المظفر منتقى من حَدِيثه وَحدثت. ذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجازت لي فِي سنة سبع (حليمة) ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن اسمعيل بن ابراهيم فِي فَاطِمَة 118 - (حليمة) ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن جَعْفَر بن زيد أم عبد الله ابْنة الشهَاب - وَفِي مَكَان التَّاج أبي الْعَبَّاس الْحُسَيْنِي الاسحاقي الْحلَبِي

الْمَاضِي والدها نقيب الْأَشْرَاف بحلب. ولدت تَقْرِيبًا فِي سنة سبعين وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهَا باستدعاء الْبُرْهَان الْحلَبِي المؤرخ بِسنة سِتّ وَسبعين ابْن الهيل وَابْن مَيْلَة وَالصَّلَاح بن أبي عمر والمحب الصَّامِت وَأَبُو بكر بن مُحَمَّد بن الحبال وَمُحَمّد ابْن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَأحمد بن عبد الله بن الناصح وَآخَرُونَ، وَتَزَوجهَا الشهَاب أَحْمد بن ابراهيم بن العديم؛ وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء وعمرت وتفردت؛ أكثرت عَنْهَا وَكَانَت صَالِحَة خيرة كَثِيرَة الرياسة والحشمة وَالصَّبْر على الاسماع مَاتَت بعد السِّتين رَحمهَا الله 119 - (حليمة) ابْنة الصفى عبد الرَّحْمَن بن النُّور مُحَمَّد الْحُسَيْنِي الايحبى أُخْت حَبِيبَة الله الْمَاضِيَة قَرِيبا وَهِي أَصْغَر اخوتها. تزَوجهَا قريبها السَّيِّد جلال الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن السَّيِّد عبيد الله بن نور الدّين الايجى واستولدها عابدة، وتجرعت فقد أُخْتهَا وأخيها فِي عَام وَاحِد وتكررت زيارتها الْمَدِينَة 120 - (حليمة) ابْنة أبي على المزملاتي أَبوهَا الصحراوي زوج الشَّيْخ عبيد بواب التربة الظَّاهِرِيَّة برقوق ووالدة عبد اللَّطِيف الْمَاضِي. ذكرهَا شَيخنَا الزين رضوَان وَقَالَ ان زَوجهَا أخبرهُ أَنَّهَا سَمِعت من وَرَاء حجاب ثمانيات النجيب على الْجمال الْحَنْبَلِيّ وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة، وَكَانَت خيرة مَاتَت فِي 12 - (حليمة) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن ابراهيم الحعبري الخليلي الْمَاضِي أَبوهَا وأخوها عبد الباسط. أجَاز لَهَا القبابي والتدمري وَشَيخنَا 12 - (حليمة) ابْنة مَحْمُود بن عبد الرَّحِيم الحموى القاهرية شَقِيقَة الشَّيْخ ابراهيم الْوَاعِظ وَهِي أسن. مِمَّن حجت وجاورت وَكَانَت مجاورة لنا بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين وحمدناها سِيمَا حِين زيارتها لنا بعد فِي الْقَاهِرَة. وَلم تلبث أَن مَاتَت فِي رَجَب خَالِيَة من زوج عوضهَا الله الْجنَّة 123 - (حليمة) أم أبي الْفَتْح بن ابراهيم القطوري الْمَاضِي عَجُوز مُسِنَّة جَازَت الثَّمَانِينَ حجت مَعَ زَوجهَا ثمَّ وَلَدهَا وجاورت غير مرّة وَمَاتَتْ بعد أَن أضرت فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ ودفنت بتربة الشَّيْخ نصر ظَاهر بَاب النَّصْر رَحمهَا الله 124 - (حليمة) ابْنة الناظورة جارتنا. مَاتَت بعد زِيَادَة على الثَّمَانِينَ بِكَثِير وَمرض طَوِيل أقعدت مِنْهُ سِنِين وكفت وَصَارَ لَا حراك بهَا فِي لَيْلَة للسبت سادس عشرى رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم ثمَّ دفنت، وَكَانَت قد حجت وجاورت مرَارًا وفيهَا خير عوضهَا الله الْجنَّة 125 - (حنيفَة) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد القمنى أُخْت مُحَمَّد الْمَاضِي أجَاز لَهَا جمَاعَة

حرف الخاء المعجمة

واستجازها بعض الطّلبَة وَكَانَت إِقَامَتهَا بجوار تربة برقوق 126 - (حنيفَة) ابْنة الزين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ العرياني أُخْت مُحَمَّد الْمَاضِي سَمِعت مَعَه على أبي الْفرج بن الشيخة فِي الْمُسْتَخْرج على مُسلم لأبي نعيم أجازت لنا. وَمَاتَتْ قريب السِّتين 127 - (حنيفَة) ابْنة الشّرف مُوسَى بن الشهَاب بن أبي الْقسم الدمهوجي الْمحلى أُخْت آمِنَة وَمُحَمّد الماضيين. أجَاز لَهَا عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد الدماميني وَسمعت باخبار أُخْتهَا على البرشنسي وَغَيره، أجازت لنا على يَد أَخِيهَا وَمَاتَتْ فِي 128 - (حَوَّاء) ابْنة السراج عمر بن حُسَيْن الْحِمصِي سبطة الْبَدْر بن السراج البُلْقِينِيّ هِيَ وأخوها لأمها الْبَدْر مُحَمَّد أمهما جنَّة، وَتَزَوجهَا الولوى البُلْقِينِيّ واستولدها زهور ثمَّ تزَوجهَا أَمِير الْمُؤمنِينَ الْقَائِم بِأَمْر الله حَمْزَة بن مُحَمَّد بن أبي بكر ثمَّ الشَّمْس بن المرخم وتأيمت بعده وَهِي الْآن حَيَّة افْتَقَرت وَكَذَا ابْنَتهَا 129 - (حوراء) وَرُبمَا قيل لَهَا حورية ابْنة الْبَدْر مُحَمَّد ابْن شَيخنَا أبي الْفضل أَحْمد ابْن على بن حجر. ولدت فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وأبوها غَائِب بطرِيق مَكَّة وَلَعَلَّه كَانَ حِينَئِذٍ بالحوراء أَو بقربها فسميت بذلك وَمَاتَتْ أمهَا وَهِي رُومِية قبل اتمام رضاعها، وَعَاشَتْ حَتَّى مَاتَت بالطاعون فِي ذِي الْقعدَة أَيْضا سنة احدى وَأَرْبَعين فَلم تكمل ثَمَان سِنِين عوضهَا الله الْجنَّة. (حورية) هِيَ الَّتِي قبلهَا (حرف الْخَاء الْمُعْجَمَة) 130 - (خاتون) ابْنة أبي البركات بن أبي الْبَقَاء بن الضياء شَقِيقَة كمالية الْآتِيَة، أمهما أم كُلْثُوم ابْنة عَطِيَّة بن فَهد. كَانَت مَعَ أمهَا بِالْمَدِينَةِ عِنْد خَالَتهَا أم الْحُسَيْن سنة أَو سنتَيْن فَتَزَوجهَا عراقي ثمَّ طَلقهَا وَقَعَدت بِمَكَّة عزباء 13 - (خاتون) وَاسْمهَا عَائِشَة ابْنة عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد النويري الْمَكِّيّ. أجَاز لَهَا فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة ابْن صديق والعراقي والهيثمي وَآخَرُونَ 13 - (خاتون) ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن النبيه أم مَحْمُود وَعبد الرَّحْمَن الدارانية ثمَّ الدمشقية الْمُؤَذّن والدها بداريا وتعرف ببنت الْفَقِيه وببنت الْمُؤَذّن. سَمِعت بداريا عَليّ عبد الْوَهَّاب بن أبي الْعَلَاء بن أبي المكارم منتقى من الثَّانِي من حَدِيث عِيسَى بن حَمَّاد زغبة عَن اللَّيْث وَحدثت. ذكرهَا شَيخنَا فِي الْقسمَيْنِ من مُعْجَمه وَقَالَ أجازت لنا باستدعاء التقي الفاسي فِي ربيع الأول سنة سبع وَتِسْعين انْتهى. وتأخرت حَتَّى لقيها ابْن مُوسَى والابي فسمعا مِنْهَا الْمُنْتَقى الْمَذْكُور فِي سنة خمس عشرَة 133 - (خَاص) ابْنة الْجمال عبد الله بن أبي بكر الهيثمي الْمَاضِي أَبوهَا أحضرت

على الْجمال الْحَنْبَلِيّ وَأثبت شَيخنَا الزين رضوَان اسْمهَا فِيمَن يُؤْخَذ عَنهُ 134 - (خَدِيجَة) وتدعى سَعَادَة ابْنة ابراهيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب المرشدى. ولدت بِمَكَّة ونشأت بهَا وأجا لَهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَمَا بعْدهَا الْعَفِيف النشاورى والتقي بن حَاتِم وعزيز الدّين المليجي وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن الْمُطَرز والبرهان الامدى والصردى والتنوخى وَخلق وَتَزَوجهَا مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن حسن بن الزين فأولدها الْكَمَال أَبَا البركات والنور على وَغَيرهمَا ثمَّ خَلفه عَلَيْهَا أَخُوهُ الْعَفِيف عبد الله فَولدت لَهُ أَوْلَادًا. وَمَاتَتْ سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة ذكرهَا ابْن فَهد 135 - (خَدِيجَة) ابْنة ابراهيم بن اسحق بن ابراهيم بن سُلْطَان البعلية ثمَّ الدمشقية ولدت قبل الْعشْرين وَسَبْعمائة وأحضرت على الْقسم ابْن مظفر بن عَسَاكِر فَكَانَت آخر من حدث عَنهُ بِالسَّمَاعِ فِي الدُّنْيَا واجاز لَهَا أَبُو نصر بن الشِّيرَازِيّ واسحق الآمدى والواني والدبوسي وَابْن سيد النَّاس والقطب الْحلَبِي وَعبد الله بن عَليّ الصنهاجي وَآخَرُونَ من الشاميين والمصريين، وَحدثت بالكثير سمع مِنْهَا الائمة واكثر عَنْهَا شَيخنَا. مَاتَت فِي سنة ثَلَاث وَقد قاربت التسعين وتتبعه المقريزى فِي عقوده فِي ذكرهَا رَحمهَا الله 136 - (خَدِيجَة) ابْنة أَحْمد بن سُلَيْمَان بن الْبُرْهَان. ولدت تَقْرِيبًا فِي اوائل الْقرن وَسمعت جُزْء البطاقة على مُحَمَّد بن عَليّ بن الْبُرْهَان وَأحمد ومُوسَى ابْني النصيبي وَعبد الله بن ابراهيم الغمارى وَأحمد بن جِبْرِيل الْمُؤَذّن وَعبد الرَّحْمَن بن فطيس ويوسف الازرقي وقريبه مُحَمَّد بن يَعْقُوب وابراهيم بن خَلِيل الدَّارِيّ بِسَمَاع الاربعة الْأَوَّلين من الْمَيْدُومِيُّ وإجازة البَاقِينَ مِنْهُم وَسمعت عَلَيْهِم غير ذَلِك وَحدثت سمع عَلَيْهَا الصّلاح خَلِيل الجعبري وَكتب الى بترجمتها وانها مَاتَت سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ 137 - (خَدِيجَة) ابْنة أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن اسمعيل بن عَليّ أم الْفضل ابْنة الشهَاب أبي حَامِد الْقرشِي القلقشندي وَالِدَة الصّلاح خَلِيل الجعبري. كتب عَنْهَا ابْنهَا فِي استدعاء سنة تسعين 138 - (خَدِيجَة) ابْنة الشهَاب أَحْمد بن الْجلَال عبد الله بن القطب مُحَمَّد بن عبد الله الْحُسَيْنِي الا يحبى وَالِدَة السَّيِّد مرشد بن عِيسَى بن عفيف الدّين الايجبى الْمَاضِي وأبوها وجدهَا وَغَيرهم من أُصُولهَا وأقاربها. كَانَت خيرة. مَاتَت فِي 139 - (خَدِيجَة) ابْنة الشهَاب أَحْمد بن عَليّ بن خلف بن عبد الْعَزِيز أم سَلمَة الْحُسَيْنِي أَبوهَا سكنا سبطة الشَّمْس البوصيرى وَأُخْت أبي السُّعُود ابراهيم وَزوج أَحْمد بن الشهَاب أَحْمد الزَّاهِد صَاحب الْجَامِع الْمَذْكُورين. أحضرت فِي الثَّالِثَة لَيْلَة

السبت الْعشْرين من جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانمِائَة بِقِرَاءَة أَبِيهَا على أبي الْعَبَّاس الْجَوْهَرِي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن خَلِيل المنصفي ختم ابْن مَاجَه وَأَجَازَ لَهَا فِي شعبانها جمَاعَة أجازت لنا وَعِنْدِي فِي كَونهَا المحضرة توقف. مَاتَت فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع الْمحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ عَن سنّ عالية وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد بِجَامِع الزَّاهِد ودفنت فِي مقبرته رَحمهَا الله 140 - (خَدِيجَة) ابْنة أَحْمد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن حُسَيْن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهَا؛ بيض لَهَا ابْن فَهد 14 - (خَدِيجَة) المدعوة موفقية ابْنة الشهَاب أَحْمد بن النَّجْم مُحَمَّد بن الْجمال مُحَمَّد ابْن الْمُحب أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن ابراهيم أم الْفضل وَيُقَال لَهَا أم خَلِيل الطبرية المكية، وَأمّهَا أم الْخَيْر عَائِشَة ابْنة أَحْمد بن الرضى ابراهيم ابْن مُحَمَّد الطبرى. ولدت ظنا سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وَسمعت من جدَّتهَا لامها حَسَنَة ابْنة مُحَمَّد بن كَامِل بن يَعْقُوب، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة؛ وَتَزَوجهَا الْجمال مُحَمَّد بن الْعِزّ الْأَصْبَهَانِيّ ثمَّ ابْن عَمَّتهَا النُّور على بن أَحْمد النويري الْمَكِّيّ وَبَانَتْ مِنْهُ حَتَّى مَاتَت وَلم تَلد لأحد مِنْهُمَا، وجاورت بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة مرَارًا وَفِي بَعْضهَا نَحْو سِتِّينَ. وَحصل لَهَا فِي آخر عمرها سقطة ضعفت حركتها بهَا عَن الْمَشْي، وَكَانَت خيرة حشمة ذَات مُرُوءَة كَبِيرَة، قَالَ الفاسي وَمَا علمتها حدثت وَذكرهَا التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه مَاتَت بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة أَربع عشرَة 14 - (خَدِيجَة) ابْنة الْمُحب أبي بكر أَحْمد بن التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد ابْن فَهد أم الْفضل الهاشمية المكية مَاتَت بهَا فِي الْمحرم سنة سبع وَسِتِّينَ عَن دون ارْبَعْ سِنِين 143 - (خَدِيجَة) ابْنة الاتابك أزبك الظَّاهِرِيّ شَقِيقَة فَاطِمَة الْآتِيَة، امهما فَاطِمَة ابْنة الظَّاهِر جقمق مَاتَت بكرا فِي الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين وتوجعت أمهَا لفقدها وفقد أُخْتهَا سِيمَا وَلم يبْق لَهَا ولد عوضهم الله الْجنَّة 144 - (خَدِيجَة) ابْنة أَمِير حَاج بن البيسري نِسْبَة للامير بدر الدّين الشمسي الصَّالِحِي صَاحب الدَّار الْكَبِيرَة بَين القصرين الْمَعْرُوفَة بالبيرسية وَأحد الْأُمَرَاء الْمَشْهُورين بل وَمِمَّنْ ذكر للسلطنة والمتوفي سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة. كَانَت قد تزوجت ثَالِث زوج بِالنَّجْمِ بن حجى وَذبح بِدِمَشْق عِنْدهَا ثمَّ تزَوجهَا بعده الْبَدْر ابْن مزهر واستولدها الزيني أَبَا بكر وَلم يلبث أَن مَاتَ فَتَزَوجهَا سعد الدّين ابراهيم ابْن الْمرة نَاظر جدة واستولدها ايضا وحجت مَعَه وجاورت وَمَات مَعهَا ثمَّ بعد دهر تزَوجهَا الْعلم البُلْقِينِيّ وَمَات أَيْضا مَعهَا وَكَانَت أحد الاسباب فِي اقامته فِي المنصب الايام الاينالية لمزيد اختصاصها بخوند الْعُظْمَى، ثمَّ لم تتَزَوَّج بعده بل

أَقَامَت فِي ظلّ وَلَدهَا وَرَأَتْ من الْعِزّ بِهِ مَا يفوق الْوَصْف وَكَانَ زَائِد الْبر بهَا وحجت مَعَه تِلْكَ الْحجَّة الرجبية الهائلة وانتفع النَّاس بشفاعتها وسفارتها عِنْده وَعند غَيره وَكثر المنتمى اليها من الْعَجَائِز والفقراء وَنَحْوهمَا وابتنت رِبَاطًا للارامل الى غَيره من الدّور والقرب، وَكَانَت تنطوى على دين ورياسة وابعاد لمن يذكر بفحش. مَاتَت بالبطن فِي عصر يَوْم الْخَمِيس سادس عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبعين عَن نَحْو السّبْعين فَأكْثر بعد أَن توعكت نَحْو ثَلَاثَة أشهر وصرعت، وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد بسبيل المؤمنى فِي مشْهد حافل جدا لم يَتَيَسَّر للسُّلْطَان شُهُوده مَعَ حرصه عَلَيْهِ فانه هُوَ الْآمِر بِالصَّلَاةِ عَلَيْهَا هُنَاكَ لذَلِك وَلَكِن قيل لَهُ اسْتَقر الْحَال على الصَّلَاة عَلَيْهَا بالازهر وصادف ابطاؤها فَأخذ فِي التأهب للْجُمُعَة وجئ بالجنازة حِينَئِذٍ فَمَا تيَسّر حُضُوره، ودفنت بتربة وَلَدهَا بِالْقربِ من الشَّيْخ عبد الله المنوفي وَكَانَت هُنَاكَ أَوْقَات طيبَة ومشاهد حَسَنَة ورثاها بعض الشُّعَرَاء بِمَا كتبته فِي مَوضِع آخر رَحمهَا الله وإيانا 145 - (خَدِيجَة) ابْنة أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية؛ أمهَا حسان ابْنة رَاجِح بن حسان الْكِنَانِي من حلى يَعْقُوب. أجَاز لَهَا أَبوهَا وَفِي سنة خمس ابْن صديق والزين المراغى والعراقي والهيثمي والفرسيسي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَخلق، وَتَزَوجهَا قريبها عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة فَولدت لَهُ فَاطِمَة، ثمَّ تزَوجهَا الْجمال مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف فَولدت لَهُ أَبَا البركات مُحَمَّدًا مَاتَ شَابًّا، ثمَّ تزَوجهَا عمر بن النشتبري فَولدت لَهُ عُلَمَاء. وَمَاتَتْ 146 - (خَدِيجَة) ابْنة أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر بن عبد الْملك الصالحية ابْنة الكوري. سَمِعت من مُحَمَّد بن يُوسُف الْحَرَّانِي المسلسل وَمن زَيْنَب ابْنة الْكَمَال موافقاتها وَحدثت بهَا سمعهما مِنْهَا شَيخنَا وَذكرهَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَت فِي حِصَار دمشق سنة ثَلَاث؛ وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده 147 - (خَدِيجَة) ابْنة الْفَخر أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دويم التَّاجِر الْمَاضِي وَأم الزيني عبد الرَّحِيم بن الْمُوفق العباسي. مَاتَت فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بِمَكَّة عَن دون الْخمسين ودفنت بالمعلاة عِنْد قُبُور الكريمي بن ظهيرة 148 - (خَدِيجَة) ابْنة الْعَلامَة التقي أبي بكر بن مُحَمَّد القلقشندي الْمَقْدِسِي. ولدت سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وثلاثني وَثَمَانمِائَة، وَأَجَازَ لَهَا القبابي والتدمري والواسطي وحسين البوصيرى وَفَاطِمَة الكنانية وَعَائِشَة الحنبلية وَعَائِشَة ابْنة الشرائحي وَأَبُو ذَر الزَّرْكَشِيّ والبرهان الْحلَبِي وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة وَمُحَمّد بن ابراهيم

المرشدى وَزَيْنَب ابْنة اليافعي وَخلق، وَكَانَت أصيلة خيرة كَثْرَة الصَّدَقَة على الْفُقَرَاء والارامل. مَاتَت فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين 149 - (خَدِيجَة) ابْنة الْعِمَاد أبي بكر بن يُوسُف بن عبد الْقَادِر بن يُوسُف بن مَسْعُود ابْن سعد الله الخليلية ثمَّ الصالحية. سَمِعت على عبد الله بن قيم الضيائية طرق ((زد غبا تَزْدَدْ حبا)) لأبي نعيم وَحدثت بِهِ سَمعه مِنْهَا الْفُضَلَاء؛ قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجازت لي، وَمَاتَتْ فِي أَوَاخِر سنة إِحْدَى، وَتَبعهُ المقريزى فِي عقوده 150 - (خَدِيجَة) ابْنة الأتابك جرياش الناصري سبطة الْملك النَّاصِر. تزَوجهَا خير بك من حتيت الاشرفي واستولدها فَاطِمَة، وَمَاتَتْ فِي 15 - (خَدِيجَة) ابْنة الظَّاهِر جقمق وسبطة الناصري بن البارزى، أمهَا مغل. مَاتَت قبل استكمال الثَّلَاثِينَ فِي حَيَاة أمهَا فِي عصر يَوْم الِاثْنَيْنِ عَاشر جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ، ودفنت من الْغَد عِنْد أَبِيهَا بتربة قانباي الجركسي عِنْد دَار الضِّيَافَة بِالْقربِ من قلعة الْجَبَل بعد أَن صلى عَلَيْهَا بمصلى المؤمنى بِحَضْرَة السُّلْطَان فِي مشْهد قل أَن يَقع لامْرَأَة مثله مَشى النَّاس فِي جنازتها من دارها الَّتِي بَين السورين بِالْقربِ من حارة زويلة الى الْمصلى الى التربة، كل ذَلِك مَعَ غيبَة زَوجهَا مَمْلُوك أَبِيهَا الْأَمِير أزبك أحد المقدمين حِينَئِذٍ بالسرحة، وخلفت لَهُ ولدا ذكرا وَهُوَ الاميرى الناصرى مُحَمَّد رَحمهَا الله وعوضها الْجنَّة 15 - (خَدِيجَة) ابْنة حسن العجمي الْمدنِي والدها أم خَلِيل. ولدت بِمَكَّة وأحضرت فِي آخر الرَّابِعَة تَاسِع جُمَادَى الاولى سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة على الشَّمْس بن سكر الاول من حَدِيثه تَخْرِيج التقي الفاسي وَغَيره وَمَا علم ابْن فَهد بذلك إِلَّا بعد مَوتهَا بأيام فَلم تحدث وَقد تزَوجهَا الشهَاب الشوائطي فأولدها أَوْلَاده مُحَمَّدًا وعلياً وَفَاطِمَة. مَاتَت بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين. ذكرهَا ابْن فَهد 153 - (خَدِيجَة) ابْنة خَلِيل بن نعْمَة الله الا يحبى الْكرْمَانِي الْمَاضِي جدها. تزَوجهَا السَّيِّد أَحْمد بن الصفي الايجى؛ وَمَاتَتْ تَحْتَهُ بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَسبعين بعد أَن اسْتَوْلدهَا، ودفنت بالمعلاة وبنوا على ضريحها قبَّة ودام الْقُرَّاء ينتابون قبرها سنة فَأكْثر ثمَّ صَارُوا فِي كل شهر، وَكَانَت كَثِيرَة الْمَعْرُوف وَالْبر تأسف عَلَيْهَا خلق رَحمهَا الله 154 - (خَدِيجَة) ابْنة ريحَان التعكري. مَاتَت بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة تسع وَخمسين أرخها ابْن فَهد 155 - (خَدِيجَة) ابْنة الاشرف شعْبَان بن حُسَيْن زوج قَاسم بن البشتكى. مَاتَت فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَهِي آخر أَوْلَاد أَبِيهَا من النِّسَاء وَفَاة، وَكَانَت تُوصَف بعقل ورياسة. ذكرهَا شَيخنَا فِي إنبائه

156 - (خَدِيجَة) المدعوة سعيدة ابْنة عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز أم السعد الْهَاشِمِي العقيلى النويرى المكية. ولدت سنة ثَمَان أَو سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بعد أَخِيهَا أبي الْفضل بِسنة أَو أَزِيد، وَأمّهَا فَاطِمَة ابْنة أبي الْقسم بن أَحْمد ابْن عبد الصَّمد الانصاري، وَأَجَازَ لَهَا عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والبدر البهنسي والكمال الدميرى وَآخَرُونَ أجازت لنا. وَمَاتَتْ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء عَاشر ربيع الأول سنة سِتّ وَسبعين بِمَكَّة رَحمهَا الله 157 - (خَدِيجَة) المدعوة سَعَادَة ابْنة الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عبد الله بن فَهد أم الْفضل الْهَاشِمِي الْعلوِي المكية وَالِدَة صاحبنا النَّجْم عمر ابْن فَهد واخوته. ولدت فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء لسبع بَقينَ من صفر سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمعت من عَمها النَّجْم بن فَهد وَابْن سَلامَة وَجَمَاعَة مِنْهُم فِيمَا ذكر زَوجهَا التقي بن فَهد أَنه وقف عَلَيْهِ الناشورى نعم قد أجا لَهَا وَكَذَا التيقي بن حَاتِم والصردى والشهاب بن ظهيرة وَابْن فَرِحُونَ والمليجى والعراقي والهيثمي وَابْن عَرَفَة وَالْمجد اللغوى وَخلق. وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهَا بلدانيات السلفى، وَكَانَت خيرة عفيفة محسنة للْفُقَرَاء والأرامل ذَات معرفَة وخبرة ودماثة أَخْلَاق مَاتَت فِي عشَاء لَيْلَة الِاثْنَيْنِ حادى عشر صفر سنة سِتِّينَ بِمَكَّة ودفنت عِنْد قُبُورهم من المعلاة رَحمهَا الله وإيانا 158 - (خَدِيجَة) ابْنة عبد الْعَظِيم المدولب الْمَعْرُوف بِابْن دِرْهَم وَنصف وَأمّهَا فَاطِمَة ابْنة نَاصِر الدّين بن الْعَطَّار الْآتِيَة. تزوج بهَا صَلَاح الدّين بن دِرْهَم وَنصف ثمَّ بعد مَوته تَاج الدّين بن كَاتب الدواليب ثمَّ بعده عبد الْقَادِر بن البلاح أَخُو مُحَمَّد وفارقها فتأيمت بعده؛ وحجت مَعَ أمهَا كَمَا سَيَأْتِي فِيهَا وانها كاتبة قارئة 159 - (خَدِيجَة) ابْنة عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز اللخمى النستراوى الاصل أُخْت أنس وآمنة وَفَاطِمَة وَأم نَاصِر الدّين مُحَمَّد المقريزى وَهِي أول أَوْلَاد أَبِيهَا. مَاتَت فِي سنة ثَلَاث وَخمسين ظنا ودفنت بالصوفية، وَكَانَت سَقَطت من المكارى فَكسرت رجلهَا وَصَارَت تخنع بهَا رَحمهَا الله 160 - (خَدِيجَة) ابْنة عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن الجيعان. تزَوجهَا أَحْمد بن سَالم الازبكى ثمَّ الْبَهَاء بن المحرقى الْخَطِيب واستولدها أَولهمَا ابْنة هِيَ مَعَ الْفَخر بن البطرك الْمَكِّيّ 16 - (خَدِيجَة) ابْنة الْمُوفق عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن اسمعيل الارموى الدِّمَشْقِي الصالحى. سَمِعت على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الهادى مُسْند عمر للنجاد وجزءاً من حَدِيث على بن عَاصِم بن صُهَيْب وَقطعَة من ذمّ الْكَلَام للهروى وَكَذَا سَمِعت على الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمُحب، وَحدثت سمع مِنْهَا الطّلبَة وَبَلغنِي أَن يُوسُف بن

حسن بن أَحْمد بن عبد الهادى الْمَاضِي خرج لَهَا أَرْبَعِينَ، أجازت لنا. وَمَاتَتْ أما فِي سنة سِتّ وَتِسْعين أَو قبلهَا وَهُوَ أشبه 16 - (خَدِيجَة) ابْنة الْمَنْصُور عُثْمَان بن الظَّاهِر جقمق زوج حَاجِب الْحجاب ازدمر وتأيمت بعده حَتَّى حجت فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاورت الَّتِي تَلِيهَا، وَكَانَت بجوارنا وتذكر بديانة وَخير أحسن الله عَاقبَتهَا 163 - (خَدِيجَة) ابْنة على بن عمر بن ابي الْحسن الانصاري ابْنة ابْن الملقن أُخْت الْجلَال عبد الرَّحْمَن وَأم النُّور على بن الْبَهَاء أَحْمد بن عُثْمَان الماضيين، ولدت فِي أثْنَاء سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وأحضرت فِي سَابِع شهر يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشرى صفر من الَّتِي تَلِيهَا بِقِرَاءَة أَبِيهَا على الْعِزّ بن أبي الْيمن الكويك الْخَتْم من الْمُوَطَّأ رِوَايَة يحيى بن يحيى عَن ملك وَحدثت بِهِ غير مرّة سَمعه مِنْهَا الْفُضَلَاء؛ اخذته عَنْهَا، وَكَانَت قد قَرَأت فِي صغرها الْيَسِير من الْقُرْآن وَمن الْعلم وتعلمت الْخط بل كَانَت تفِيد النِّسَاء فِي بَاب الْحيض وَنَحْوه مَعَ المداومة على المطالعة والبراعة فِي استخلاص الخطوط المتنوعة حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ وَلَدهَا وَإِنَّهَا غَايَة فِي الْخَيْر والديانة والمحافظة على الصَّلَوَات وَالْقِيَام، وَلم تزل ممتعة بسمعها وبصرها وَسَائِر حواسها حَتَّى مَاتَت فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين رَحمهَا الله وإيانا 164 - (خَدِيجَة) ابْنة الْعَلَاء على بن مُحَمَّد بن سعد بن مُحَمَّد بن خطيب الناصرية أُخْت حَفْصَة الْمَاضِيَة وَزوج الْمُحب بن الشّحْنَة أم وَلَده أثير الدّين مُحَمَّد. ولدت سنة عشر وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا ذكرهَا البقاعى مُجَردا 165 (خَدِيجَة) ابْنة على بن أَبى الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن على بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري الْمَكِّيّ. مَاتَت ابْنة أشهر فِي سفر سنة احدى وَخمسين 166 - (خَدِيجَة) ابْنة سيدى على المغربل تزَوجهَا الشَّيْخ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن بطالة وماتمت سنة مَوته حَتَّى مَاتَت فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَعشْرين فبينهما نَحْو عشرَة أشهر رَحمهَا الله، وَترك مِنْهَا ابْنة 167 - (خَدِيجَة) ابْنة على بن الاسطنبولي زوج الْكَمَال أَمَام الكاملية وَأم بنيه الثَّلَاثَة 168 - (خَدِيجَة) ابْنة عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن الضياء مُحَمَّد بن عُثْمَان أم الْفضل ابْنة الْكَمَال أبي حَفْص بن الشَّمْس بن الْكَمَال بن الضياء بن العجمى الْحلَبِي ولدت فِي ربيع الآخر سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحلب وَسمعت من ابْن صديق الْكثير من الصَّحِيح وَجَمِيع ثلاثيات الدَّارمِيّ، وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء أخذت عَنْهَا وَكَانَت دينة خيرة دمثة الاخلاق كَرِيمَة أصيلة. مَاتَت قريب السِّتين تَقْرِيبًا

169 - (خَدِيجَة) ابْنة فرج الزيلعية الاصل الصحراوية زوج مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله القليوبي الحفار الْمَاضِي وَأم مُحَمَّد التَّاجِر الْخَيْر بسوق الشّرْب، ولدت تَقْرِيبًا سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَسمعت من الْجمال الْحَنْبَلِيّ، وَأَجَازَ لَهَا عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الهادى وَآخَرُونَ؛ أجازت لنا. وَكَانَت صَالِحَة مديمة للاوراد والتلاوة حجت وجاورت وزارت بَيت الْمُقَدّس وَكَانَ أَبوهَا صَالحا مُعْتَقدًا. مَاتَت فِي 170 - (خَدِيجَة) ابْنة قَاسم بن كلفت؛ مَاتَت فِي رَجَب سنة احدى وَتِسْعين 17 - (خَدِيجَة) المدعوة توفيق ابْنة الزين مُحَمَّد بن الزين أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن عبد الله أم خَلِيل الطبرية المكية؛ أمهَا غصون الحبشية فتاة أَبِيهَا. سَمِعت من ابيها والكمال بن حبيب وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَمَا بعْدهَا جمَاعَة. وَتَزَوجهَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي وفارقها فَلم تتَزَوَّج حَتَّى مَاتَت. وَكَانَت وفاتها قَرِيبا من سنة عشْرين بِمَكَّة. ذكرهَا الفاسي وَغَيره 17 - (خَدِيجَة) ابْنة الولوى مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن حجاج السفطى أُخْت أَحْمد وَألف. تزَوجهَا طوغان مبق وَيُقَال لَهُ شَارِب أحد من تَأمر فِي أَيَّام خشقدم وَمَات مَعهَا فَتزوّجت بِغَيْرِهِ وَهِي الْآن عزباء وَجَرت بَينهَا وَبَين أُخْتهَا مخاصمات بِسَبَب الارشد 173 - (خَدِيجَة) ابْنة النُّور مُحَمَّد بن ابي بكر بن مُحَمَّد بن قوام وَأم الْقسم البالسية ثمَّ الصالحية. سَمِعت من زَيْنَب ابْنة ابْن الخباز انتخاب الطَّبَرَانِيّ لابنَة أبي ذَر على ابْن فَارس فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَحدثت، اجازت لشَيْخِنَا وَقَالَ فِي مُعْجَمه انها مَاتَت فِي سادس عشر شَوَّال سنة ثَلَاث؛ وَتَبعهُ المقريزى فِي عقوده 174 - (خَدِيجَة) ابْنة أبي عبد الله مُحَمَّد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الامين مُحَمَّد ابْن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ أم أَحْمد الْقُسْطَلَانِيّ المكية أجَاز لَهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا النشاورى وعزيز الدّين المليجى والصردي وَابْن حَاتِم وَابْن الشيخة والاميوطى وَآخَرُونَ وَتَزَوَّجت ابْن عَمها مُحَمَّد بن احْمَد بن حسن فَولدت لَهُ ثمَّ طَلقهَا فَتزوّجت قريبها ايضا احْمَد بن ابي الْخَيْر مُحَمَّد بن حُسَيْن ابْن الزين فَولدت لَهُ ثمَّ تزوجت بأخى زَوجهَا الاول الْعَفِيف عبد الله بن احْمَد فأولدها عدَّة كاحمد الحرضى وام كَمَال، اجازت لصاحبنا ابْن فَهد وَغَيره، وَمَاتَتْ فِي رَمَضَان سنة سِتّ واربعين بِمَكَّة 175 - (خَدِيجَة) ابْنة ابي الْخَيْر مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن ابي الْخَيْر الفاسي الْمَكِّيّ تزَوجهَا النَّجْم عبد اللَّطِيف الفاسي أَخُو التقي وَولدت لَهُ، وَمَاتَتْ عِنْده فِي إِحْدَى الجماديين سنة خمس عشرَة بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة وَهِي فِي عشر الْأَرْبَعين

176 - (خَدِيجَة) ابْنة مُحَمَّد سمنطح بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ. أجَاز لَهَا فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة جمَاعَة 177 - (خَدِيجَة) ابْنة مُحَمَّد بن عبد الله بلكام سَلمَة ابْنة صاحبنا الْمُحب القادري شَقِيقَة أبي الطَّاهِر مُحَمَّد وَزَيْنَب. اعتنى بهَا أَبوهَا فأسمعها أَشْيَاء مِنْهَا البخارى فِي الظَّاهِرِيَّة، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة، وَتَزَوجهَا الْجلَال بن الامانة فَولدت لَهُ عدَّة أَوْلَاد تزوجت احداهن بالبدر بن حجاج والاخرى بِولد صَغِير للشرف الانصارى وَمَاتَتْ تَحْتَهُ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين، وحجت خَدِيجَة غيرَة مرّة وجاورت، وَهِي رئيسة لَهَا كجدتها خلْطَة ببيوت الامراء وخدمة بِالْولادَةِ وَنَحْوهَا 178 - (خَدِيجَة) ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب اليافعي. تزَوجهَا الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن ظهيرة وأولدها أَبَا الْفضل وَفَاطِمَة وَأم هَانِئ 179 - (خَدِيجَة) ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن الْقطَّان أُخْت المحمدين الماضيين. أجَاز لَهَا التقي بن حَاتِم فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ أَخُوهَا الْبَهَاء، أجازت لنا وَكَانَت خيرة. مَاتَت فِي آخر ربيع الثَّانِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَقد جَازَت الثَّمَانِينَ 180 - (خَدِيجَة) ابْنة التقي مُحَمَّد بن الْبَدْر مُحَمَّد بن عمر بن رسْلَان البُلْقِينِيّ أُخْت الولوى أَحْمد لِأَبِيهِ. تزَوجهَا ابْن عَمَّتهَا الْبَدْر مُحَمَّد بن أَحْمد الشهير بِابْن جنَّة ثمَّ أَبُو الْبَقَاء بن الْعلم البُلْقِينِيّ على رغم من الاول وَلم يلبث أَن مَاتَ الثَّانِي فَتَزَوجهَا نَاصِر الدّين النبراوي ثمَّ فَخر الدّين بن السكر والليمون فأولدها ابراهيم ثمَّ سَلام ابْن سَعْدَان من العربان فِي آخَرين كهانئ الْموقع وَغَيره. وحجت غير مرّة وجاورت وانتمت لخدمة الزينى بن مزهر فَكَانَت مرتقية بِهِ محروسة بحمايته. مَاتَت شبه الْفجأَة فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهَا فِي جمع متوسط بِجَامِع الْحَاكِم ثمَّ دفنت بفسقية حفرتها بقاعة مدرسة البُلْقِينِيّ وأظنها قاربت السّبْعين عَفا الله عَنْهَا 18 - (خَدِيجَة) وَتسَمى علا ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن الرضى مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم أم الْخَيْر الطبرية المكية الْمَاضِي أَبوهَا وَأمّهَا أم الْحُسَيْن ابْنة مُحَمَّد بن أبي بكر المرشدي. ولدت بِمَكَّة فِي مستهل رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة، وَأَجَازَ لَهَا الشّرف المراغى والزين الاميوطى وَأَبُو جَعْفَر بن العجمى وَآخَرُونَ 18 - (خَدِيجَة) ابْنة مُحَمَّد بن مَنْصُور العقبية زوج الزين عبد الرَّحْمَن العقبى وَأم الشهَاب أَحْمد أحد الشُّهُود بِقرب السَّبع خوخ. ذكرهَا البقاعي مُجَردا 183 - (خَدِيجَة) ابْنة السَّيِّد شمس الدّين مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ القادرى

أُخْت عبد الْعَزِيز وَحَفْصَة الماضيين وَزوج تغرى بردى الاستادرا 184 - (خَدِيجَة) ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد البدرشينى الأَصْل الغزى وَيعرف أَبوهَا بالعجوى نِسْبَة إِمَّا لبيع الْعَجْوَة أَو جلبها. ولدت بغزة وَكَانَت أمهَا من بَيت نائبها فَلَمَّا مَاتَت حولت مِنْهَا لعمها وَكَانَ يُقَال لَهُ أَحْمد الكنتاني وَهُوَ كأبيها من رجال البدرشين وَمن ذوى الْيَسَار مِمَّن يسكن بِملك لَهُ جوَار سيدى أَيُّوب الانصاري من الحسينية فَنَشَأَتْ فِي خدمته يتيمة وَتَزَوجهَا اخى عبد الْقَادِر فِي وسط سنة سبع وَخمسين واستولدها عدَّة أَوْلَاد تَأَخّر مِنْهُم بعدهمَا بدر الدّين مُحَمَّد وجاورت مَعَه فِي سنة إِحْدَى وَسبعين ثمَّ سَافَرت مَعَه أَيْضا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فحجت وَلم تلبث أَن مَاتَت بِمَكَّة فِي ثامن ربيع الثَّانِي من الَّتِي تَلِيهَا وَصلى عَلَيْهَا عِنْد بَاب الْكَعْبَة ودفنت جوَار قُبُور السَّادة صفى الدّين وعفيف الدّين ومصلب بن الزبير وَقد زاحمت الْخمسين تَقْرِيبًا وَكَانَت جنازتها حافلة ومشاهد قبرها فِي مُدَّة الاسبوع هائلة عوضهَا الله الْجنَّة فقد كَانَت خيرة صينة 185 - (خَدِيجَة) ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن الدقاق السكرى الدِّمَشْقِي، تزَوجهَا الخواجا عِيسَى القارى واستولدها مُحَمَّدًا وعلياً. وَمَاتَتْ فِي سنة أَربع وَتِسْعين بِدِمَشْق 186 - (خَدِيجَة) ابْنة ثَابت بن اسمعيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد الْمَكِّيّ الزمزمي زوج عبد السَّلَام الزرندى مَاتَت بعد أَن اسقطت مِنْهُ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة شهيدة 187 - (خَدِيجَة) ابْنة يُوسُف بن ابي رَاجِح مُحَمَّد بن عَليّ بن ابي رَاجِح الشيبي، مَاتَت فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين بِمَكَّة 188 - (خَدِيجَة) ابْنة الجمالى يُوسُف بن عبد الْكَرِيم بن كَاتب جكم شَقِيقَة الكمالى نَاظر الْجَيْش وأخيه الشهَاب أَحْمد وَهِي أسن الثَّلَاثَة تزَوجهَا بعد موت أَبِيهَا خير بك الظَّاهِرِيّ خشقدم وحجت مَعَه فِي سنة سبعين واستمرت تَحْتَهُ الى انْقِضَاء أَيَّامه وَكَانَت مَعَه بِمَكَّة ثمَّ توجهوا بهَا اليه بالقدس حَتَّى مَاتَ فِيهِ ثمَّ تزَوجهَا شاهين مَمْلُوك أَبِيهَا وفارقها بعد أَن إستولدها كَالْأولِ عدَّة مَاتُوا وَيُقَال أَنه تزَوجهَا بَينهمَا كَاتب السِّرّ ابْن مزهر أَيَّامًا. واستمرت أَيّمَا حَتَّى مَاتَت بعد تعلل بأمراض باطنية فِي يَوْم الْأَحَد مستهل شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد بِبَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل ودفنت بتربة أَبِيهَا. وَيُقَال إِنَّهَا كَانَت قارئة كاتبة خيرة واستكتبت الصَّحِيح وَكَانَت تقْرَأ على الْفَخر عُثْمَان الديمى عَفا الله عَنْهَا وعوضها الْجنَّة 189 - (خَدِيجَة) ابْنة نحيلة - بِضَم النُّون ومهملة مصغر - وَالِدَة الْبَدْر بن الكعكى ورئيسة المغاني. كَانَت مَعَ اتصافها بحرفتها فِيهَا خير وبر وقصون. مَاتَت فِي

حرف الدال المهملة

منتصف الْمحرم سنة أَربع وَسِتِّينَ 190 - (خَدِيجَة) الآنصارية أم الْمُحب مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الطوخى. كَانَت مَعْرُوفَة بِالْخَيرِ. مَاتَت فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ 19 - (خَدِيجَة) الرحابية الْمُغنيَة. رَأَتْ حظوة وتغالى كثير من الْفُسَّاق وَنَحْوهم فِي شَأْنهَا وصودرت مرّة بعد أُخْرَى. مَاتَت فِي الْمحرم أَو صفر سنة سبع وَثَمَانِينَ وَبَلغنِي أَن إسم أَبِيهَا شتات وَأَنَّهَا نسبت رحابية لمعارضتها لِابْنِ رحاب وَأَنَّهَا كَانَت بارعة فِي فن الْغناء والانشاد. وَمَاتَتْ قبل إِكْمَال الثَّلَاثِينَ وان من جملَة مَا كَانَ يتَرَدَّد اليها مُحَمَّد بن سَالم الازبكي بِحَيْثُ كتب لَهَا عبد الْبر بن الشّحْنَة معرضًا بِهِ: (إِن تمنعت يامهاة عَن الْوَصْل ... فَانِي وَالله حُلْو الْوِصَال) (لست نذلا وَلست فظاً غليظاً ... لَا وَلَا فِي الْوُجُود شئ مثالى) وَصَارَت تتهكم عَلَيْهِ فِي ذَلِك وتنكر سخافته وَقد كَانَت تسكن فِي زقاق ابْن الْجُنَيْد المجاور لحانوت الشُّهُود من بَاب الْقوس وقصدتني مرّة فِي كائنة تلتمس فِيمَا زعمت دعائي لَهَا بل كَانَت بعد تراسلني فِي طلب ذَلِك عَفا الله عَنْهَا، وَقد تشرفت بتزوج الشريف عَليّ بن بَرَكَات حِين كَانَ بِالْقَاهِرَةِ 19 - (خَدِيجَة) زوج الْمُؤَيد شيخ وَيعرف بخوندقاعة رَمَضَان كَانَت زَوجته فِي أَيَّام امرته واستمرت بعده حَتَّى مَاتَت فِي طاعون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وورثها زَوجهَا اركماس الجاموس النوروزى أَمِير شكار 193 - (خَدِيجَة) ابْنة المشرقي جارتنا فِي بركَة جناق مَاتَت فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين 194 - (خَدِيجَة) الْمَعْرُوفَة بابنة الجشية مَاتَت فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَثَمَانِينَ بِمَكَّة (حرف الدَّال الْمُهْملَة) 195 - (دكيكة) الشَّرِيفَة مَاتَت بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين. أرخها ابْن فَهد 196 - (دولات باي) مولاة الظَّاهِر جقمق وموطوءته، وَتَزَوجهَا برقوق الَّذِي صَار نَائِب الشَّام وَله مِنْهَا عليباى وَأَخُوهُ. مَاتَت فِي عشرى شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهَا السُّلْطَان (حرف الذَّال الْمُعْجَمَة) 197 - (ذابل) الحبشية عتيقة القَاضِي عَليّ بن الزين الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ وموطوءته ثمَّ زَوْجَة النَّجْم بن أبي البركات بن الزين، مَاتَت بِمَكَّة فِي لَيْلَة سَابِع عشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين ودفنت عِنْد مواليها

حرف الراء المهملة

(حرف الرَّاء الْمُهْملَة) 198 - (رابحة) ابْنة المرابط إِحْدَى زَوْجَات أَبى عبد الله بن أبي فَارس صَاحب افريقية من بِلَاد الْمغرب توفيت فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَسبعين بعد رُجُوعهَا من الْحَج بأيام يسيرَة وَكَانَت قد حجت مرَارًا فِي أَيَّام الظَّاهِر حقمق فَمن بعده فِي تجمل زَائِد وزارت بَيت الْمُقَدّس وَعظم شَأْنهَا رَحمهَا الله \ 199 (رَابِعَة) ابْنة شَيخنَا أبي الْفضل أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن حجر. ولدت فِي رَجَب سنة احدى عشرَة وَثَمَانمِائَة وأحضرها أَبوهَا فِي سنة خمس عشرَة بِمَكَّة على الزين المراغى وأسمعها على غيرَة وأجازلها جمع كثير من المصريين والشاميين وَتَزَوجهَا الشهَاب بن مَكْنُون ثمَّ الْمُحب بن الاشقر. وَمَاتَتْ مَعَه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، ذكرهَا أَبوهَا فِي الانباء وترجمتها فِي الْجَوَاهِر 200 - (رَابِعَة) ابْنة الخواجا دَاوُد بن عَليّ الكيلاني وتدعى سعدانة، تزَوجهَا النَّجْم مُحَمَّد بن أبي البركات بن ظهيرة واستولدها ابْنه النَّجْم مُحَمَّدًا وَكَذَا تزوج بهَا مُحَمَّد القرماني واستولدها ابْنَته ألف فَهِيَ والنجم اخوان لأم، وَمَاتَتْ بعده بدهر فِي يَوْم السبت حادى عشر جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَت فِيمَا قيل لَهَا مَال. (رَابِعَة) ابْنة عبد الْقَادِر بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد. تَأتي فِي ام الْحُسَيْن 20 - (رَجَب) ابْنة الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر القليجى الْحَنَفِيّ سبطة سارة ابْنة التقي السُّبْكِيّ، أمهَا شهدة، حضرت فِي الثَّالِثَة على جدَّتهَا مُعْجم أَبِيهَا التقى فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَحدثت باليسير أجازت لنا، وَمَاتَتْ فِي شَوَّال سنة تسع وَسِتِّينَ. (رَحْمَة) ابْنة عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن فَهد؛ فِي سِتّ الْجَمِيع 20 - (رَحْمَة) امراة خيرة قريبَة لأم أَوْلَادِي وَلها ابْنة اسْمهَا أم الْحسن، مَاتَت فِي سنة احدى وَسبعين رَحمهَا الله (رقية) ابْنة الْعَفِيف عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن مزروع المدنية؛ فِي ابْنة يحيى قَرِيبا 203 - (رقية) ابْنة الشَّيْخ عبد القوى بن مُحَمَّد بن عبد القوى البجائى الأَصْل الْمَكِّيّ أُخْت أبي الْخَيْر مُحَمَّد الْمَاضِي. اجازت لنا وَهِي مِمَّن اجاز لَهَا فِي سنة خمس فَمَا بعْدهَا ابْن صديق والزين المراغى والحافظان الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَغَيرهم. وَمَاتَتْ فِي لَيْلَة نصف ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسبعين بِمَكَّة 204 - (رقية) ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مكي الصفدية ثمَّ الدمشقية الصالحية، سَمِعت على زَيْنَب ابْنة اسمعيل بن الخباز الثَّلَاثَة الاول من اجزاء فَوَائِد على ابْن حجر وانتخاب الطَّبَرَانِيّ لِابْنِهِ على ابْن فَارس، وَحدثت سمع مِنْهَا الْأَئِمَّة وَذكرهَا

شَيخنَا فِي مُعْجمَة فَقَالَ قَرَأت عَلَيْهَا. وَمَاتَتْ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَتَبعهُ المقريزى فِي عقوده 205 - (رقية) ابْنة على بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مَنْصُور الْمحلى الاصل الْمدنِي أُخْت أَحْمد الْمَاضِي وأبوهما وَزوج فتح الدّين أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن صلح القَاضِي وَيُقَال انها أسن مِنْهُ باحدى عشر سنة. اجاز لَهَا باستدعاء مؤرخ بجمادى الثَّانِيَة سنة احدى وَثَمَانمِائَة الْبُرْهَان الايناسى والعراقي والهيثمي والبلقيني وَابْن الملقن والصدر المناوى والغماري وَالْمجد اسمعيل الحنفى وَآخَرُونَ أجازت لنا وَمَاتَتْ بعد أَن اخْتلطت عدَّة سِنِين فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَمَانِينَ ودفنت بِالبَقِيعِ عِنْد أَبِيهَا رَحمهَا الله 206 - (رقية) ابْنة السراج عمر بن الْمُحب مُحَمَّد الزاندي المدنى أُخْت مُحَمَّد الْمَاضِي. تزَوجهَا عبد الْقَادِر بن يَعْقُوب عَم النَّجْم مُحَمَّد الْمَالِكِي ثمَّ بعد مَوته بِمدَّة الشريف السمهودى ثمَّ أَبُو الْفَتْح الزرندى أَخُو قاضى الْحَنَفِيَّة، وَمَاتَتْ مَعَه فِي رَمَضَان سنة سبع وَثَمَانِينَ 207 - (رقية) ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الكازرونى المدنية. مَاتَت فِي الْعشْرين من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ 208 - (رقية) ابْنة الشّرف مُحَمَّد بن الْمسند أبي الْحسن على بن مُحَمَّد بن هرون بن مُحَمَّد بن هرون بن عَليّ بن حميد الثَّعْلَبِيّ الدمشقية الأَصْل القاهرية وَيعرف أَبوهَا وجدهَا بِابْن الْقَارئ من بَيت حَدِيث بل عَمها أَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن مُسْند الْقَاهِرَة وَهِي زوج القطب عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن الْحَافِظ القطب الْحلَبِي. ذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ ذكر لي حميد الدّين حَمَّاد التركماني أَنه وقف على استدعاء فِيهِ اسْمهَا وَأَن من جملَة من أجَاز لَهَا يحيى بن يُوسُف بن الْمصْرِيّ فاستجزت منهاعلى يَد بعض أَصْحَابنَا وَكتب عَنْهَا فشاع ذَلِك من يَوْمئِذٍ وَقَرَأَ عَلَيْهَا بعض أَصْحَابنَا ثمَّ أَكْثرُوا عَنْهَا فَلَمَّا كَانَ فِي سنة سبع وَعشْرين حضرت عِنْدِي فِي محاكمة فرأيتها تَامَّة الْقَامَة مستوية الْعقل وَذكر لي أَهلِي أَنه لم يظْهر عَلَيْهَا الْكبر وان أَكثر مَا يُمكن أَن يكون سنّهَا مَا بَين السِّتين وَالسبْعين فتوقفت فِي الرِّوَايَة عَنْهَا لذَلِك وجوزت أَن يكون حَمَّاد وهم فانه لَو صحت إجازتها من ابْن الْمصْرِيّ لَا قتضى أَن يكون مولدها سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَهِي السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا وَتَكون قد جَازَت التسعين وَأَيْضًا فان زَوجهَا لم يدْرك اجازة ابْن الْمصْرِيّ وَأَن كَانَ ولد فِي سنة وَفَاته فَالله أعلم بِحَقِيقَة الْحَال، ثمَّ وضح لي بطلَان الاجازة وان الامر اشْتبهَ على حَمَّاد فوقفت على استدعاء مؤرخ بِسنة احدى وَسبعين كتب فِيهِ شُيُوخ ذَلِك الْعَصْر من الْحَرَمَيْنِ وَالشَّام ومصر وَمن جُمْلَتهمْ زَوجهَا فَكتب عَن نَفسه وعنها وَعين أَن مولدها بالحسينية فَهُوَ كَمَا

سبق فِي تَرْجَمته وَهِي فِي رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ نعم الَّذِي يظْهر أَن لَهَا إجَازَة من شُيُوخ ذَلِك الْعَصْر وسماعاً أَيْضا فانها كَمَا قدمت من بَيت الحَدِيث وَالرِّوَايَة سِيمَا وَقد استجازها المحدثون قَدِيما من الاوان الْمشَار اليه وهلم جرا انْتهى. وَكَانَ شَيخنَا الزين رضوَان الْمُسْتَمْلِي يمِيل لصِحَّة رِوَايَتهَا عَن ابْن الْمصْرِيّ وَيحْتَاج الى دَلِيل والميل لما قَالَه شَيخنَا أَكثر. مَاتَت قريب الثَّلَاثِينَ وعينه بَعضهم بِسنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، وَهِي فِي عُقُود المقريزى وَجزم بِأَن مولدها فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين رَحمهَا الله وإيانا (رقية) ابْنة التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي أم كُلْثُوم. فِي الكنى 209 - (رقية) ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن التقي مُحَمَّد الْمَدْعُو تَقِيّ بن الشَّمْس مُحَمَّد بن روزبة أم الْفضل الكازرونية المدنية. تزَوجهَا الزين أَبُو بكر بن الْحُسَيْن المراغى فِي كبره واستودلها الْكَمَال أَبَا الْفضل مُحَمَّدًا والناصر أَبَا الْفرج مُحَمَّدًا وَكَانَ لَهَا سَماع على زَوجهَا فِي نُسْخَة ابراهيم بن سعد وَغَيرهَا وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة. مَاتَت فِي سنة ثَمَان وَخمسين رَحمهَا الله 210 - (رقية) وَتسَمى زَيْنَب ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الزعفريني الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْمَاضِي سَمِعت مني مَعَه بِمَكَّة 21 - (رقية) ابْنة يحيى بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عزاز بن مزروع أم الْخَيْر ابْنة الامام مُحي الدّين بن الامام عفيف الدّين المضرية ثمَّ البصرية المدنية. ولدت ظنا سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لَهَا يُوسُف الختنى وَعلي بن اسمعيل بن قُرَيْش وَابْن الْمصْرِيّ وَابْن شَاهد الْجَيْش وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال والبندنيجي والحفاظ المزى والذهبي والبرزالي وَابْن سيد النَّاس والقطب الْحلَبِي ومغلطاى فِي آخَرين من المصريين والشاميين وَحدثت سمع مِنْهَا الائمة. وَمَاتَتْ فِي صفر سنة خمس عشرَة عَن تسعين سنة، وَذكرهَا شَيخنَا فِي إنبائه بِحَذْف اسْم أَبِيهَا فَقَالَ رقية ابْنة عبد السَّلَام وَأَنَّهَا مَاتَت عَن سبع وَثَمَانِينَ سنة وَكَذَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنَّهَا رَوَت الْكثير وَلم ألقها وأظن أَن لي مِنْهَا إجَازَة. قلت وَهِي فِي عُقُود المقريزى وَحدثنَا عَنْهَا جمَاعَة كَثِيرُونَ والأبى وَفِي الأحيان بِبِلَاد الْحجاز الان مَعَ سمع مِنْهَا 21 - (ريا) ابْنة صَاحب مَكَّة الشريف حسن بن عجلَان. مَاتَت فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين ودفنت بالمعلاة عِنْد بني ابْن أَخِيهَا السَّيِّد مُحَمَّد بن بَرَكَات وَتركت ابْنَيْنِ من ذَوي عجلَان ليسَا شقيقين (رئيسة) فِي أم كُلْثُوم ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابراهيم

حرف الزاي المنقوطة

(حرف الزَّاي المنقوطة) 213 - (زَاده خوندشاه) ابْنة الْأَمِير أَرض بك بن الامير مُحَمَّد كرشجي بن يلدرم بايزيد بن عُثْمَان جق الرومية ثمَّ القاهرية أُخْت سُلَيْمَان الْمَاضِي قدمت مَعَه من الرّوم فأكرمهما الاشرف برسباي وأنزلهما بالدور السُّلْطَانِيَّة من القلعة مُدَّة ثمَّ حسن بعض الاروام للالتها الْهَرَب بهما الى بلادهما وتواطئوا عَلَيْهِ واستعدوا لَهُ وَحضر شينى الى ثغر رشيد مشحون بالزاد والمقاتلة وهم فِي هَيْئَة تجار وَلَا زَالَ اللا لَا يرتقب غَفلَة حَتَّى قربهما من وسط القلعة الى الثغر الْمشَار اليه فَلَمَّا علم السُّلْطَان بَادر لارسال عَسْكَر من خاصته فِي اثرهم لتوهمه أَنَّهَا مكيدة من مُرَاد بك بن عُثْمَان متملك الرّوم لكَونه أرسل يطلبهما مِنْهُ غير مرّة وَهُوَ يمْتَنع خوفًا على سُلَيْمَان من قَتله فَلَمَّا وصل الْعَسْكَر تقَاتل مَعَ أُولَئِكَ فَكَانَ الظفر لعسكر السُّلْطَان وعادوا بهما وبمن شَاءَ الله من الاروام فَقتل مِنْهُم جمَاعَة وَقطع أَيدي آخَرين واستمرا مقيمين فِي مكانهما الاول الى ان قدرت وَفَاة سُلَيْمَان فِي طاعون سنة احدى وَأَرْبَعين وَتزَوج هُوَ بِهَذِهِ وَلم يلبث أَن مَاتَ فَتَزَوجهَا الظَّاهِر واستولدها أَوْلَادًا ثمَّ طَلقهَا بعد سنة ثَلَاث وَخمسين وَنزلت دارها بالجودرية حَتَّى تزَوجهَا برسباي البجاسي أحد المقدمين ودامت عِنْده حَتَّى مَاتَت بعد طول تمرضها فِي أَوَاخِر رَجَب سنة تسع وَخمسين وَقد زَادَت على الثَّلَاثِينَ وخلفت شَيْئا كثيرا رَحمهَا الله وعوضها الْجنَّة 214 - (زَاد الْخَيْر) الحبشية مُسْتَوْلدَة الْجمال أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن ظهيرة الْقرشِي أم ابْنَته زَيْنَب. مَاتَت فِي ذِي الْقعدَة سنة احدى وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد 215 - (زاهرة) ابْنة فَرح معشوقة أهل مَكَّة؛ مَاتَت فِي سنة تسع وَأَرْبَعين 216 - (زبيدة) ابْنة أَحْمد بن عبد الْحَيّ بن ظهيرة الْمَاضِي أَبوهَا. مَاتَت فِي ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ 217 - (زبيدة) أُخْتهَا هِيَ أصغرهما، تزَوجهَا ابْن عَمها أَبُو بكر بن عبد الْقَادِر وَمَات عَنْهَا فتأيمت 218 - (زبيدة) ابْنة الْبَهَاء مُحَمَّد بن النَّجْم عمر بن حجى شَقِيقَة النَّجْم يحيى وسبطة الْكَمَال بن البارزى الماضيين تزَوجهَا الزين بن مزهر وأولدها أَوْلَادًا وَحج بهَا فِي الرجبية وأثكلت عدَّة أَوْلَاد وأخاها ثمَّ زَوجهَا فَصَبَرت، وَهِي رئيسة وجيهة تقْرَأ وتكتب بل بَلغنِي أَنَّهَا قَرَأت أربعى النووى وعمدة الاحكام وكفلت ولدى أَخِيهَا وولديها أحسن كَفَالَة 219 - (زليخا) ابْنة ابراهيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد أم الْفضل وَأم ابراهيم ابْنة الْبُرْهَان

الشنويهى ثمَّ القاهرى الشَّافِعِي الْمَاضِي وَأُخْت زَيْنَب الْآتِيَة وأمهما هِيَ عَائِشَة ابْنة عبد الرَّحْمَن ابْن امام البيرسية الرجل الصَّالح الياس العجمى المتوفي تَقْرِيبًا سنة سبعين وَسَبْعمائة، احضرت فِي الرَّابِعَة سنة ثَمَان وَتِسْعين على الحافظين الْعِرَاقِيّ والهيثمي بعض السّنَن لابي دَاوُد وَعَلَيْهِمَا وعَلى التنوخى الْخَتْم من البخارى وعَلى ابْن أبي الْمجد معظمه وَحدثت باليسير قَرَأت عَلَيْهَا أَحَادِيث وَكَانَت صَالِحَة تقْرَأ يَسِيرا من الْقُرْآن. مَاتَت فِي أحد الربيعين سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمهَا الله 220 - (زهراء) التركية أم الْمَنْصُور عُثْمَان بن الظَّاهِر جقمق. توفيت مَعَه باسكندرية حِين كَونه بهَا ودفنت بقبة أَنْشَأَهَا فِي مدرسة ظَاهر بَاب الْبَحْر ورتب عِنْدهَا قراء ليالى الْجمع واسماع حَدِيث فِي أَيَّامهَا سوى قِرَاءَة فِي كل يَوْم 22 - (زهور) ابْنة الولوى أَحْمد بن التقي مُحَمَّد بن الْبَدْر مُحَمَّد بن السراج عمر البلقينى سبطة السراج الْحِمصِي أمهَا حَوَّاء الْمَاضِيَة وَكَذَا تزَوجهَا فتح الدّين بن الْعلم البُلْقِينِيّ ثمَّ ابْن أُخْته التقي بن الرسام والْعَلَاء بن قمتي رَأس نوبَة وَمُحَمّد بن الشَّمْس بن المرخم وَأحمد بن أصيل فِي حَال كَونه فِي المقشرة وَكَانَت تروح اليه بهَا فِي آخَرين وَلَيْسَ مَعهَا أَوْلَاد وفيهَا كَلَام وَلذَا هشت قبل أَوَان الْهَرم وَصَارَت قريبَة من التعطيل وَتَزَوجهَا وَهِي كَذَلِك بعض مهملي الاتراك 22 - (زيلعة) ابْنة ابراهيم الْيَمَانِيّ زوج عمر بن فَهد، مَاتَت فِي صفر سنة ثَمَان وَسبعين بِمَكَّة. أرخها زَوجهَا 223 - (زيلعة) ابْنة عبد الْقَادِر بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الهاشمية المكية مَاتَت فِي جُمَادَى الاولى سنة احدى وَسبعين وَلم تكمل ثَلَاث سِنِين 224 - (زيلعة) ابْنة فرج أُخْت زاهرة. مَاتَت سنة تسع وَأَرْبَعين 225 - (زَيْنَب) ابْنة ابراهيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب أم أَحْمد المرشدى الْمَكِّيّ؛ سَمِعت من ابْن صديق وَالشَّمْس بن سكر والمراغى وَجَمَاعَة، وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا النشاورى وَابْن حَاتِم وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والمليجى والمطرز الأمدى والصردى والتنوخى والزفتاوى وَآخَرُونَ وَتَزَوجهَا النُّور على ابْن مُحَمَّد بن عمر الفاكهى فَولدت لَهُ أَحْمد وَمُحَمّد الْأَصْغَر وَأَبا الْخَيْر وَغَيرهم، وَمَاتَتْ فِي شَوَّال سنة احدى واربعين بِمَكَّة 226 - (زَيْنَب) ابْنة ابراهيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الاردبيلى. ولدت بِمَكَّة وَأمّهَا عَائِشَة ابْنة دانيال ونشأت بهَا فَلَمَّا بلغت أَو كَادَت تَوَجَّهت الى بِلَاد الْعَجم مَعَ عَمها فَزَوجهَا فِي بَلَده اردبيل بولده وأقامت بهَا أَزِيد من عشْرين سنة وَولدت لَهُ هُنَاكَ

فَخر الدّين ثمَّ رجعت الى مَكَّة وَتَزَوَّجت بهَا الشَّمْس بن النَّجْم الصُّوفِي وَرزقت مِنْهُ عَائِشَة الْآتِيَة. وَتوفيت فِي شَوَّال أَو ذِي الْقعدَة سنة سِتّ عشرَة. ذكرهَا الفاسي 227 - (زَيْنَب) ابْنة ابراهيم بن عَليّ بن عمر بن حسن التلواني شَقِيقَة مُحَمَّد ويوسف، أمّهم جَان خاتون ابْنة ابْن الْحَاجِب الْمَذْكُورين 228 - (زَيْنَب) ابْنة ابراهيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد أم الْخَيْر ابْنة الْبُرْهَان الشنويهى القاهري الشَّافِعِي أُخْت زليخا وَأم عبد المغيث بن عبد الرَّحِيم بن الْفُرَات الماضين. حضرت فِي الثَّالِثَة سنة ثَمَان وَتِسْعين على الْعِرَاقِيّ والهيثمي بعض أبي دَاوُد وَعَلَيْهِمَا وعَلى التنوخى ختم البُخَارِيّ وعَلى ابْن ابي الْمجد معظمه وَحدثت بِأخرَة سمع مِنْهَا الطّلبَة حملت عَنْهَا وَكَانَت كاتبة قَرَأت الْقُرْآن وَنظرت فِي كتب الْعلم وَأَكْثَرت من الْعِبَادَة وَالْخَيْر حَتَّى مَاتَت فِي ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين رحمهمَا الله. 229 (زَيْنَب) ابْنة أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة القرشى الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهَا وَأمّهَا حبشية لأَبِيهَا 230 - (زَيْنَب) ابْنة القَاضِي الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ النَّاشِرِيّ. زَوجهَا أَبوهَا لِابْنِ أَخِيه أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ الْمَاضِي على كره من امها لفقره فبورك لَهُم فِيهِ ورزق مِنْهَا الاولاد، وَمَاتَتْ فِي سنة احدى وَعشْرين 23 - (زَيْنَب) ابْنة القَاضِي الْمُحب أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة القرشية المكية أمهَا حبشية لأَبِيهَا، ولدت توءماً مَعَ أَخِيهَا أبي الْبَقَاء مُحَمَّد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أثنتى عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وأحضرت على الزين المراغى؛ وَأَجَازَ لَهَا عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الهادى وَالْمجد اللغوى وَابْن طولوبغا وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَجَمَاعَة، وَتَزَوجهَا ابْن عَمها أَحْمد بن أبي بكر وَالِد سميتها الَّتِي مَضَت قَرِيبا فَولدت لَهُ أَوْلَادًا وتأيمت بعد مَوته حَتَّى مَاتَت بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ 23 - (زَيْنَب) ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى أم حَبِيبَة ابْنة الشهَاب الدِّمَشْقِي الشوبكي الْمَكِّيّ. ولدت فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَمَات بهَا أَبوهَا فِي ربيع الاول سنة ثَمَانمِائَة وَهُوَ فِي إنباء شَيخنَا، وأحضرت فِي الْخَامِسَة من جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَثَمَانمِائَة على ابْن صديق سنَن ابْن مَاجَه بفوت والاسلاف النَّبَوِيَّة للمسيبى وجزء أَبى يعلى الخليلي ومجلساً من أمالى أبي سهل بن زِيَاد الْقطَّان وطرق حَدِيث الافك للدير عاقولي، وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة خمس فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي والمراغي والفرسيسي والشهاب الْجَوْهَرِي وَأَبُو

الطّيب السحولي وحفيد القطب الْحلَبِي عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد وَالْمجد اللّغَوِيّ والشرف بن الكويك وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي، وَحدثت بمسموعها وَغَيره غير مرّة وَأَكْثرُوا عَنْهَا بِأخرَة سِيمَا حِين كنت بِمَكَّة وَكَانَت خيرة مباركة صَالِحَة كَثِيرَة الْعِبَادَة وَالصَّدَََقَة وَالصِّيَام وَالطّواف والاعتمار وعمرت ممتعة بسمعها وبصرها وفجعت بِأَوْلَادِهَا فَصَبَرت واحتسبت. وَمَاتَتْ بِمَكَّة وَأَنا بهَا فِي لَيْلَة الاربعاء الْعشْرين من شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهَا بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة ودفنت بالمعلاة وَقد جَازَت الثَّمَانِينَ وَختم بهَا أَصْحَاب ابْن صديق بالحضور وَغير وَاحِد من شيوخها بالاجازة رَحمهَا الله 233 - (زَيْنَب) ابْنة اسمعيل بن مُحَمَّد بن مِيكَائِيل الْحلَبِي ثمَّ الْمَقْدِسِي نزيل مَكَّة أمهَا فَاطِمَة ابْنة أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي. مَاتَ أَبوهَا سنة عشر وَتَزَوجهَا الْعَفِيف عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس بن عبد المعطي وأولدها أَبَا الْقسم. مَاتَت بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ ودفنت عِنْد أمهَا 234 - (زَيْنَب) ابْنة الظَّاهِر برقوق وَأمّهَا رُومِية أم ولد. كَانَت من الْجمال بمَكَان تزوج بهَا غير وَاحِد حَتَّى الْمُؤَيد وَمَات عَنْهَا فَكَانَت ابْنة سُلْطَان وَأُخْت سُلْطَان وَزوج سُلْطَان وَبعده تزوجت بقجق العيساوي أَمِير سلَاح. وَمَاتَتْ فِي عصمته فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَعشْرين ودفنت بتربة أَبِيهَا بالصحراء وَهِي آخر أَوْلَاده لصلبه وَفَاة وَكَانَت أرأس أخوتها 235 - (زَيْنَب) ابْنة الْعِمَاد أبي بكر بن احْمَد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَبَّاس بن جعوان الدمشقية. ولدت سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسَبْعمائة وأسمعت على الحجار وَعبد الْقَادِر الأيوبي وَأبي بكر بن مُحَمَّد بن الرضى وَأحمد بن مُحَمَّد بن معالي الزبداني وَآخَرين وَمِمَّا سمعته على الحجار جُزْء أبي الجهم وَحدثت أَخذ عَنْهَا شَيخنَا وَذكرهَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَت فِي شَوَّال سنة ثَلَاث، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده 236 - (زَيْنَب) ابْنة جَار الله بن صلح بن أبي الْمَنْصُور أَحْمد بن عبد الكريم بن أبي الْمَعَالِي يحيى الشَّيْبَانِيّ. ولدت فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَتَزَوجهَا عِيسَى بن مُوسَى بن عَليّ بن قُرَيْش وأولدها، وَمَاتَتْ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع. أرخها ابْن فَهد 237 - (زَيْنَب) ابْنة جرباش الكريمي أَمِير سلَاح. مولدها سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَتَزَوجهَا الظَّاهِر جقمق فِي أَوَائِل سلطنته واستولدها ولدا لم يكمل سنة وحجت فِي أَيَّامه مَعَ أَبَوَيْهَا وَصَارَت بعد فِرَاقه خوند البارزية صَاحِبَة القاعة الْكُبْرَى وَمَات عَنْهَا فَتَزَوجهَا بعد مُدَّة الشّرف الْأنْصَارِيّ ونقم عَلَيْهَا ذَلِك من لم يتدبر الى أَن مَاتَت

تَحْتَهُ بدارها قَرِيبا من قبطرة طقز دمر بالطاعون شهيدة فِي يَوْم السبت سادس عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسِتِّينَ عَن بضع وثلاثني سنة ودفنت بمدرسة الظَّاهِر برقوق بَين القصرين لكَون أمهَا فَاطِمَة ابْنة قانباي ابْن اخت صَاحب الْمدرسَة رَحمهَا الله وأيانا 238 - (زَيْنَب) ابْنة دَاوُد الكيلاني أم أبي عبد الله النويري وَخَالَة النَّجْم بن نجم الدّين بن ظهيرة وَهِي سنة تسع وَتِسْعين فِي الْأَحْيَاء عَن سنة عالية 239 - (زَيْنَب) ابْنة ريحَان التعكري أُخْت خَدِيجَة الْمَاضِيَة. مَاتَت فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَخمسين بِمَكَّة 240 - أرخه ابْن فَهد (زَيْنَب) ابْنة سَالم الْعَبَّادِيّ الأزبكي تزَوجهَا خير بك دوادر أستاذ أَبِيهَا وحجت مَعَه فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين ثمَّ رجعت مَعَ الركب وَتَخَلَّفت اختها وأمهما حَتَّى رجعتا مَعَ أَخِيهَا فِي الْبَحْر من الَّتِي تَلِيهَا 24 - (زَيْنَب) ابْنة صلح بن مظفر بن نصير البُلْقِينِيّ وَالِدَة الْعلم صلح تزَوجهَا وَالِدَة شيخ الْإِسْلَام السراج المجتمعة مَعَه فِي نصير فأولدها صَالحا وَعبد الْخَالِق ثمَّ قدمت عَلَيْهِ أُخْته من بلقينة فَذكرت لأَخِيهَا أَنَّهَا أرضعت زَوجته هَذِه فبحث عَن ذَلِك حَتَّى وضح لَهُ وَحين علم صِحَة قَوْلهَا اجتنبها وَذَلِكَ قبل مَوته بِعشر سِنِين وَلما مَاتَ تزوجت عاميا وَكَانَت مَوْصُوفَة بِالْخَيرِ، مَاتَت فِي حادي عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين عَن نَحْو السِّتين. ذكرهَا شَيخنَا فِي أنبائه وَتردد أَهِي صَالِحَة أَو زَيْنَب وَقَالَ ابْنة صَالح بن رسْلَان بن نصير وَمَا قَدمته هُوَ التَّحْقِيق فِي اسْمهَا ونسبها رَحمهَا الله 24 - (زَيْنَب) ابْنة طَلْحَة الهتار مَاتَت سنة احدى وَثَلَاثِينَ 243 (زَيْنَب) ابْنة الْجلَال عبد الرَّحْمَن بن السراج عمر بن رسْلَان بن نصير وَأمّهَا تركية لأَبِيهَا. ولدت قبل الْعشْرين قيل سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَتَزَوجهَا حفيد عَمها الولوي أَحْمد بن التقي مُحَمَّد بن الْبَدْر مُحَمَّد بن السراج وَأحمد عداد الْغنم وَرَأَتْ حظوة من أَولهمَا وجلالة وَلم ترع تِلْكَ النِّعْمَة فَلم تظفر بعده بطائل، وحجت وجاورت وَدخلت الشَّام وَتَزَوَّجت بِخَير الدّين أبي الْخَيْر بن الْبِسَاطِيّ وَأَقْبَلت عَلَيْهِ بالمحبة الزَّائِدَة وَهُوَ مَعهَا بضده وَكَذَا تزَوجهَا الْعَبَّادِيّ وَإِبْرَاهِيم العجلوني وَعجل كل مِنْهُمَا فراقها. وحجت غير مرّة والآن فقد هشت وَكَبرت وَضعف بصرها وانقطعت بمدرسة جدها مَعَ مزِيد صفائها وخفتها ورغبتها فِي الْخَيْر وَأَهله. مَاتَت فِي أثْنَاء ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهَا بِجَامِع الْحَاكِم ثمَّ دفنت عِنْد أُخْتهَا خَدِيجَة فِي الْمدرسَة البلقينية رَحمهَا الله وإيانا 244 - (زَيْنَب) ابْنة عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن أم مُحَمَّد إبنة الزين الْعِرَاقِيّ

الأَصْل القاهري. ولدت قبيل الصُّبْح من لَيْلَة ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة احدى وَتِسْعين وَسَبْعمائة فقد عين أَخُوهَا الْوَلِيّ أَنَّهَا كَانَت فِي حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين فِي أول يَوْم من الْخَامِسَة وأحضرت على الفرسيسي وَغَيره كأبيها والهيثمي بل سَمِعت أَيْضا عَلَيْهِمَا وعَلى الزين أبي بكر المراغي وَمِمَّا سمعته على أَبِيهَا والهيثمي من مُسْند أَحْمد بسماعهما لجميعه على ابْن الخباز والعرضي. وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة خمس وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا خلق مِنْهُم الشهَاب أحمدبن أبي بكر بن أَحْمد بن الْعِزّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَأحمد بن مُحَمَّد بن رَاشد الْقطَّان وَأَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْمزي وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والتاج بن مُوسَى السكندري. وَتَزَوجهَا الشهَاب بن يَعْقُوب فأنجبها الْمُحب مُحَمَّد ثمَّ عبد الرَّحِيم ثمَّ عبد الْقَادِر الْمَذْكُورين، وحجت وَحدثت بالكثير سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء حملت عَنْهَا أَشْيَاء وَكَانَت خيرة أصيلة. مَاتَت فِي يَوْم الْأَحَد ثامن عشري ربيع الأول سنة خمس وَسِتِّينَ بعد أَن كفت وَثقل سَمعهَا رَحمهَا الله وإيانا 245 - (زَيْنَب) ابْنة عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي النويري المكية، أجَاز لَهَا فِي سنة سِتَّة وَثَلَاثِينَ جمَاعَة. وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَأَرْبَعين بِمَكَّة 246 - (زَيْنَب) ابْنة عبد الْعَزِيز بن أبي البركات مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي النوري المكية. بيض لَهَا ابْن فَهد 247 - (زَيْنَب) ابْنة عبد الْعَزِيز بن مُسَدّد الكازروني المدنية الْمَاضِي أَبوهَا وعمها مُحَمَّد بن مُسَدّد، سَمِعت مني بِالْمَدِينَةِ 248 - (زَيْنَب) ابْنة عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية أمهَا ابْنة أَحْمد بن أبي بكر بن ظهيرة. ولدت فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة 249 - (زَيْنَب) ابْنة عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْقسم بن صَالح بن هَاشم أم مُحَمَّد ابْنة الْجمال بن الْحَافِظ الشهَاب القاهري الشَّافِعِي أُخْت إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وأبوهما وتعرف كسلفها بابنة العرياني. ولدت تَقْرِيبًا فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَإِنَّهَا أحضرت وَهِي فِي الثَّانِيَة فِي أَوَاخِر سنة أحدى وَثَمَانِينَ على الْجمال عبد الله الْبَاجِيّ أَشْيَاء وَسمعت على أبي الْعَبَّاس المنفر وَابْن حَاتِم والسويداوي وَآخَرين وَأَجَازَ لَهَا النشاوري وَالْجمال الأميوطي وَجَمَاعَة وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء أخذت عَنْهَا أَشْيَاء وَكَانَت خيرة صَالِحَة من بَيت حَدِيث وَرِوَايَة وَلست أستبعد إجازتها من القدماء فقد كَانَ أَخُوهَا يذكر أَن والدها استدعى لَهَا فِي صغره وَأَن الاستدعاء عِنْده مَاتَت بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الْأَحَد سادس عشري ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَخمسين رَحمهَا الله

250 - (زَيْنَب) ابْنة عبد الله بن الزين أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن عبد الله أم أَحْمد الطبرية المكية أمهَا أم الْهدى عَائِشَة ابْنة الْخَطِيب عبد الله بن التَّاج عَليّ بن عبد الله بن الْمُحب الطَّبَرِيّ. سَمِعت من الْكَمَال بن حبيب وَأَجَازَ لَهَا ابْن الهبل وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَآخَرُونَ، أجازت لِابْنِ فَهد وَغَيره. وَمَاتَتْ فِي الْحرم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ 25 - (زَيْنَب) ابْنة عبد الله بن أسعد بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن فلاح ام الْمَسَاكِين ابْنة الْوَلِيّ الْعَفِيف أبي مُحَمَّد اليافعي اليمني ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أُخْت عبد الْوَهَّاب الْمَاضِي. ولدت فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَأَجَازَ لَهَا ابْن أميلة وَالصَّلَاح ابْن أبي عمر وأبن السوقي وأبن النَّجْم وأبن الهبل وأبن قَاضِي الزبداني والأذرعي والأسنوي وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وأبن الْقَارِي والتقي الْبَغْدَادِيّ والنشاوري وَآخَرُونَ، وَخرج لَهَا النَّجْم بن فَهد مشيخة حدثت بهَا وبغيرها أَخذ عَنْهَا الْفُضَلَاء وَكَانَت جليلة. مَاتَت فِي جُمَادَى الأول أَيْضا سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة وقبرت مَعَ أَبِيهَا رحمهمَا الله وإيانا 25 - (زَيْنَب) ابْنة عبد الله بن خَلِيل أم هاني ابْنة إِمَام مَسْجِد أبي الدَّرْدَاء بقلع دمشق الْجمال بن أبي الصفاء القلعي نِسْبَة لقلعة دمشق. أجازت لنا فِي سنة خمس وَسِتِّينَ بل أجازت لغيرنا فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَمَا علمت شَيْئا من أمرهَا 253 - (زَيْنَب) ابْنة عبد الْهَادِي بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ، أمهَا أم هَانِئ ابْنة عبد الْوَهَّاب اليافعي أجَاز لَهَا فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة القبابي وَالشَّمْس الشَّامي والتاج بن بردس وَأَخُوهُ الْعَلَاء وَآخَرُونَ 254 - (زَيْنَب) ابْنة النُّور على بن الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر بن خلد السدرشي الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهَا وَيعرف بِابْن الإِمَام وَأمّهَا سبطة الشيخة خلف الطوخي. تزَوجهَا ابْن عَمها الْبَدْر السَّعْدِيّ الَّذِي صَار قَاضِي الْحَنَابِلَة بِمصْر وأستولدها أَوْلَادًا تَأَخّر مِنْهُم بعْدهَا صَلَاح الدّين مُحَمَّد وَفَاطِمَة، وحجت مَعَ أَبِيهَا وَمَعَهُ موسميا؛ وَمَاتَتْ تَحْتَهُ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين عَن أَزِيد من خمسين وَكَانَ لَهَا مشْهد حافل ودفنت بتربة أَبِيهَا بسوق الدريس خَارج بَاب النَّصْر وتأسفنا عَلَيْهَا فقد كَانَت عَاقِلَة مُدبرَة متوددة صابرة قانعة عوضهَا الله الْجنَّة 255 - (زَيْنَب) وتلقب توفيق ابْنة على بن احْمَد بن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي النويري الْمَكِّيّ. ولدت سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لَهَا الْمُحب الصَّامِت وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن خطيب المزة وَأَبُو الهول الجرزي وَآخَرُونَ وَمَاتَتْ فِي ربيع

الأول سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة، وَكَانَ ابْن عَمها الْمُحب النويري تزَوجهَا بِمَكَّة فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَولدت لَهُ أَوْلَادًا وَمَات فخلفه عَلَيْهَا وَالِد التقي الفاسي فِي سنة احدى وَثَمَانمِائَة وَولدت لَهُ وفارقها فَتَزَوجهَا النُّور على بن مُحَمَّد الشيبي وأولدها وَمَات فخلفه النَّجْم الْمرْجَانِي وَطَلقهَا بعد أشهر فَلم تتَزَوَّج حَتَّى مَاتَت 256 - (زَيْنَب) ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن احْمَد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ؛ ولدت فِي صفر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة تزَوجهَا الْجمال مُحَمَّد بن مَسْعُود الزواوي ثمَّ بعد طَلَاقه عبد الْقَادِر بن يحيى بن فَهد فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَولدت لكل مِنْهَا 257 - (زَيْنَب) ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد الْمَكِّيّ الزمزمي زوج ابْن عَم أَبِيهَا حُسَيْن بن ثَابت. مَاتَت فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة شهيدة بعد أَن أسقطت 258 - (زَيْنَب) ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْبر أم عبد الله ابْنة الْعَلَاء أبي الْحسن الْأنْصَارِيّ السُّبْكِيّ أُخْت باي خاتون الْمَاضِيَة. اسمعها أَبوهَا البُخَارِيّ على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وانْتهى فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَذكرهَا البقاعي مُجَردا 259 - (زَيْنَب) ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن عميرَة الكريدي سبطة خَالَتِي عزيزة وَأمّهَا فَاطِمَة. تزَوجهَا الشَّمْس الجزيري فَاضل الْحَنَابِلَة وَعلمهَا الْكِتَابَة والاستخراج واستولدها ابْنَته ثمَّ مَاتَ عَنْهَا فاتصلت بِغَيْر وَاحِد وحجت وجاورت 260 - (زَيْنَب) ابْنة عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة القرشية المكية شَقِيقَة إِبْرَاهِيم وأخوته. ولدت سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهَا خلق فِي استدعاء ابْن فَهد كالقبابي والتدمري وَالزَّرْكَشِيّ والواسطي والبرهان الْحلَبِي وَابْن نَاصِر الدّين وَابْنَة ابْن الشرائحي وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة. وَتَزَوجهَا ابْن عَمها الْجمال مُحَمَّد بن نجم الدّين سنة خمسين فأولدها. تَأَخّر من ذكورهم الى وَقت تَارِيخه الزيني عبد الباسط الْمَاضِي وتوجهت مَعَ زَوجهَا وَوَلدهَا غير مرّة للزيارة النَّبَوِيَّة، وَهِي رئيسة متقية متقنة صابرة متوددة مُدبرَة أقرّ الله عينهَا بِوَلَدِهَا وبنيه وَابْن أَخِيهَا وبنيه 26 - (زَيْنَب) ابْنة الْعَلَاء على بن الْعَالم الْبَدْر مُحَمَّد الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَخُوهَا خَلِيل وجدهما وتعرف بابنة ابْن خَاص بك. تزَوجهَا اينال الأجرود فِي إمرته فِي حُدُود سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بعد أُخْت لَهَا مَاتَت تَحْتَهُ وَلم يَنْفَكّ عَنْهَا وَلَا بعد تملكه حَتَّى مَاتَ وَلم يتَزَوَّج عَلَيْهَا بل وَلَا تسرى وكل أَوْلَاده الْمُؤَيد أَحْمد وَغَيره

مِنْهَا بِحَيْثُ انْفَرد عَن سَائِر الْمُلُوك بذلك كَمَا انْفَرَدت هِيَ عَن سَائِر الخوندات بالمزيد من نُفُوذ الْكَلِمَة ووفور الْحُرْمَة وطواعية السُّلْطَان جدا لأوامرها حَتَّى كَانَ لَا اخْتِيَار لَهُ مَعهَا، وحجت فِي أَيَّام عزها فَكَانَ أمرا زَائِدا على الْحَد وعوفيت من مرض مرّة فطلعت من بَيتهَا ببولاق الى القلعة فِي محفة وكل من وَلَدهَا وصهريها الداودار الْكَبِير وَالثَّانِي والزمام والخازندار بحواشيهم وَغَيرهم أَمَام محفتها وَآخَرُونَ من الخدام والخدم والمماليك بجوانبها وَخَلفهَا الى غير ذَلِك من الخوندات وَنسَاء الْأُمَرَاء والمشاعل والشموع والفوانيس وَا لأمر فِي عظمتها فَوق هَذَا كُله، وتوصل بهَا أوضعاء فَمن دونهم الى مَا لَا يَلِيق بهم بالبذل والخدم. وتزايدت ثروتها إِلَى حد لَا يخصر وأنشأت الدّور الْكَثِيرَة وعملت رِبَاطًا حسنا للأرامل بِالْقربِ من زَاوِيَة بني وفا فِي حارة عبد الباسط وأضيف إِلَيْهَا من الْجِهَات مَا الله بِهِ عليم بِحَيْثُ أَنَّهَا حملت بعد انْقِضَاء أَيَّامهَا الى الظَّاهِر خشقدم زِيَادَة على خمسين ألف دِينَار وَلَا نِسْبَة لذَلِك مِمَّا ادخرته، ثمَّ بعد صَارَت مرعية بالأشرف قايتباي سِيمَا وَقد تزوج عَظِيم دولته الدوادار الْكَبِير ابْنة وَلَدهَا وسافرت وَابْنهَا فِي اسكندرية اليه وَكَانَ لَهُ بهَا جمال. مَاتَت فِي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة بِمحل تمريضها وَهُوَ بَيت الطنبدي بالقرابيص من بولاق وحملت فِي محفة لبيت سبطها بقناطر السبَاع فغسلت وكفنت وَصلى عَلَيْهَا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ بمصلى المؤمني فِي مشْهد حافل جدا فِيهِ إبنها الْمُؤَيد وَستر نعشها بشخاناة زركش على عَادَة الخوندات ثمَّ دفنت بتربة زَوجهَا وَقد قاربت الثَّمَانِينَ رَأَتْ احفاد أَوْلَادهَا عَفا الله عَنْهَا وسامحها ورحمها 26 - (زَيْنَب) ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد الديروطي ثمَّ الْمحلى الطوخية وَالِدَة الشهَاب أَحْمد الطوخي. ولدت تَقْرِيبًا سنة ثَلَاثِينَ بمحلة روح الْقرب من طوخ ونشأت بهَا فحفظها أَبوهَا الْقُرْآن وَبَعض الْعُمْدَة وَالْحَاوِي ومختصر أبي شُجَاع وَجَمِيع الملحة وَعلمهَا الْكِتَابَة؛ وَتَزَوجهَا الشَّمْس بن رَجَب فأولدها عدَّة وقرأت عَلَيْهِ غَالب الصَّحِيحَيْنِ وَحج بهَا مرَّتَيْنِ وجاورت فِي الثَّانِيَة قَلِيلا وتأيمت بعده مُقِيمَة بِالْقَاهِرَةِ مرتفقة بالتعليم فِي بَيت صَلَاح الدّين بن الجيعان وبرفد وَلَدهَا مَعَ مُلَازمَة التِّلَاوَة وَالْخَيْر، ثمَّ سَافَرت مَعَ وَلَدهَا لمَكَّة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فحجت ودامت هِيَ واياه حَتَّى مَاتَ فِي أثْنَاء الَّتِي تَلِيهَا وتجرعت فَقده واستمرت بَقِيَّة السّنة الى أَن رجعت فِي سنة أَربع وَتِسْعين 263 - (زَيْنَب) ابْنة عمر بن سعد الله بن النحنح - بنونين مفتوحتين ومهملتين ساكنتين - الحرانية. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة احدى. ذكرهَا شَيخنَا فِي أنبائه

وبيض لسماعها. (زَيْنَب) ابْنة عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد. هِيَ حَفْصَة تقدّمت 264 - (زَيْنَب) ابْنة أبي الْقسم بن مُحَمَّد الْغلَّة زوج عبد الْقَادِر بن عبد الْغَنِيّ القباني. مَاتَت فِي عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين بِمَكَّة وخلفت لَهُ ابْنَتَيْن (زَيْنَب) ابْنة أبي الْفَتْح بن أَحْمد الْحسنى الفاسى المكى أم الْهدى فِي الكنى 265 (زَيْنَب) ابْنة القَاضِي الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز أم السعد الْهَاشِمِي النويري الْمَكِّيّ أمهَا أم الْحُسَيْن ابْنة القَاضِي شهَاب الدّين الطَّبَرِيّ. ولدت سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمعت من الْكَمَال بن حبيب، وَأَجَازَ لَهَا الصّلاح ابْن أبي عمر بن اميلة وَابْن النَّجْم وَآخَرُونَ واحتفلت أمهَا بجهازها جدا وَتَزَوجهَا وَهِي بكر الْمُحب مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى الطَّبَرِيّ ثمَّ فَارقهَا بعد أَن ولدت لَهُ ابْنة، وَتَزَوجهَا عبد الرَّحْمَن بن الْعَفِيف اليافعي ثمَّ فَارقهَا بعد أشهر وَهِي حَامِل فَولدت لَهُ أم الْحُسَيْن وَتَزَوجهَا الْجمال بن ظهيرة فَولدت لَهُ وَمَات مَعهَا. وَكَانَت رئيسة عَاقِلَة تقْرَأ الْقُرْآن وتذاكر بأخبار وأشعار حَسَنَة وزارت الْمَدِينَة مرَارًا وَكَانَت ناظرة على أوقاف والدتها. مَاتَت بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعشْرين. ذكرهَا الفاسي وَقَالَ إِنَّهَا أُخْت والدته لابيها رَحمهَا الله 266 - (زَيْنَب) ابْنة أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَبى الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي الْأَنْصَارِيَّة تزَوجهَا عبد الْهَادِي بن أبي الْيمن الطَّبَرِيّ وأولدها ستيت وَأم هَانِئ 267 - (زَيْنَب) ابْنة أبي البركات مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن حُسَيْن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ. ولدت سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة أَربع وَخمسين ابْن الأميوطي وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي وَجَمَاعَة 268 - (زَيْنَب) ابْنة القَاضِي عز الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن عبد الْعَزِيز النويري. ولدت سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة 269 - (زَيْنَب) ابْنة القَاضِي ابي الْبَقَاء مُحَمَّد بن احْمَد بن الضياء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد الْقرشِي الْعمريّ. ولدت فِي رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَتَزَوجهَا احْمَد بن عبد الرَّحْمَن بن قيم الجوزية وأولدها، وَمَاتَتْ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة احدى وَسِتِّينَ (زَيْنَب) ابْنة مُحَمَّد بن احْمَد النويري. اثْنَتَانِ الأولى سلفت فِيمَن جدها أَحْمد ابْن عبد الْعَزِيز وَالثَّانيَِة فِيمَن جدها أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز 270 - (زَيْنَب) ابْنة أَبى الْيمن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن بن عمر المراغي المدنية أجَاز لَهَا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا جمَاعَة كالتنوخي وَابْن الشيخة والصردي والشهاب بن المنفر والبلقيني وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي، وَمَاتَتْ

فِي سنة تسع وَخمسين بِالْمَدِينَةِ. ذكرهَا النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجَمه 27 - (زَيْنَب) ابْنة النَّجْم مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الْمرْجَانِي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهَا، تزَوجهَا الْمُحب بن أبي السعادات بن ظهيرة فَولدت لَهُ أَبَا الْيمن مُحَمَّدًا وَأم الْحسن وَغَيرهَا وَمَات عَنْهَا فتأيمت عَلَيْهِمَا، وَمَاتَتْ فِي تَاسِع ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهَا بعد الْعَصْر ثمَّ دفنت بِالْقربِ من زَوجهَا 27 (زَيْنَب) ابْنة الخواجا الْجمال مُحَمَّد الْبَدْر حسن الطَّاهِر الْمَكِّيّ مَاتَت فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَكَانَ زَوجهَا مُحَمَّد بن يُوسُف الْقَارِي مغاضباً لَهَا فأشهدت بِأَن جَمِيع مافي حوزتها لأَبِيهَا رَجَاء حرمانة 273 (زَيْنَب) ابْنة أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن على بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ أمهَا حبشية لأَبِيهَا أجَاز لَهَا فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة جمَاعَة 274 (زَيْنَب) ابْنة أبي الْفضل مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي النويري الْمَكِّيّ أجَاز لَهَا فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة جمَاعَة 275 زَيْنَب ابْنة مسطره مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر أم الْفضل ابْنة أبي الْخَيْر السخاوي بكر أَبَوَيْهَا مَاتَت قبل اسْتِيفَاء شهر فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَأَرْبَعين 276 (زَيْنَب) ابْنة مُحَمَّد بن عبد الله بلكا أم الْخَيْر ابْنة الْمُحب القادري أُخْت أبي الطَّاهِر مُحَمَّد وَخَدِيجَة الماضيين اعتنى بهَا أَبوهَا فأسمعها أَشْيَاء من البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة وَتَزَوجهَا وتأيمت وجاورت مَعَ أَخِيهَا وَغَيره 277 - (زَيْنَب) ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أبي مُحَمَّد الْمرْجَانِي الْمَكِّيّ وَأمّهَا منصورة ابْنة عَليّ الفاسي. تزَوجهَا الشريف عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر الفاسي فَولدت لَهُ زَيْنَب وَغَيرهَا وفارقها فَلم تتَزَوَّج حَتَّى مَاتَت وَكَانَت وفاتها فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين بِمَكَّة. ذكرهَا الفاسي وَهِي إبنة عمته 278 - (زَيْنَب) ابْنة مُحَمَّد بن عِيسَى بن قُرَيْش الْهَاشِمِي الْحَارِثِيّ زوج عبد الباسط مبَاشر جده وقريبه بركَة ابْنة عَليّ بن مُوسَى الْمَاضِيَة. مَاتَت فِي جمادي الثَّانِيَة سنة خمس وَثَمَانِينَ بجدة نفسَاء 279 - (زَيْنَب) ابْنة مُحَمَّد بن عِيسَى الْحلَبِي مَاتَت فِي رَمَضَان سنة احدى وَثَمَانِينَ بِمَكَّة أرخمها ابْن فَهد 280 - (زَيْنَب) ابْنة الناصري مُحَمَّد بن قلمطاي العثماني الظَّاهِرِيّ برقوق الْآتِيَة عَمَّتهَا فَاطِمَة. تزَوجهَا أقباي نَائِب اسكندرية مولد اسكندر ثمَّ تزَوجهَا بعده الولوي البُلْقِينِيّ ثمَّ عبد الرَّحِيم بن الْبَدْر الْعَيْنِيّ ولدت لَهُ عَائِشَة وَكَذَا تزَوجهَا سبط شَيخنَا. وَمَاتَتْ تَحْتَهُ فِي، وَكَانَت حشمة مَذْكُورَة بِجَمَال

28 - (زَيْنَب) ابْنة أبي الْفَضَائِل مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن أَحْمد المرشدي الْمَكِّيّ. مَاتَت فِي ذِي الْقعدَة سنة أحدى وَثَمَانِينَ بِمَكَّة 28 - (زَيْنَب) ابْنة الرضى أبي السعادات مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد الشهَاب أَحْمد بن الرضى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر أم السعد الْحُسَيْنِي الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ أُخْت الْمُحب مُحَمَّد الْمَاضِي أمهَا عَائِشَة ابْنة أَحْمد بن حسن بن الزين الْقُسْطَلَانِيّ. ولدت سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهَا التنوخي والبلقيني وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي وَطَائِفَة، أجازت لنا. وَمَاتَتْ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِمَكَّة رَحمهَا الله 283 - (زَيْنَب) ابْنة القَاضِي نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد الزفتاوي زوج التَّاج الأخميمي وَأم وَلَده الْبَدْر مُحَمَّد وَأُخْت الولوي مُحَمَّد والصدر أَحْمد الماضيين أثكلت وَلَدهَا بعد حجمها ومجاورتهما. وَمَاتَتْ فِي يَوْم السبت سَابِع عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حسن ثمَّ دفنت بجوار وَلَدهَا رحمهمَا الله، وَقد أجازها ابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَلها ذكر فِي أَخِيهَا أَحْمد 284 - (زَيْنَب) ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله أم الْفَرح البرديني ثمَّ القاهري الْمَاضِي أَبوهَا. مِمَّن سَمِعت مني مَعَه 285 - (زَيْنَب) ابْنة أبي الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري الْمَكِّيّ. ولدت فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة. مَاتَت فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين 286 - (زَيْنَب) ابْنة أبي المكارم مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن ظهيرة الْقرشِي المكية وَأمّهَا حبشية لأَبِيهَا. مَاتَت صَغِيرَة 287 - (زَيْنَب) ابْنة النَّجْم مُحَمَّد بن أبي البركات ابْنة عَم الَّتِي قبلهَا وَأمّهَا حبشية لأَبِيهَا 288 - (زَيْنَب) أُخْت الَّتِي قبلهَا وَأمّهَا أم هَانِيء ابْنة القَاضِي عزالدين النويري. أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة جمَاعَة 289 - (زَيْنَب) ابْنة الْجلَال أبي السعادات مُحَمَّد بن أبي البركات ابْنة عَم الْآتِي قبلهَا شقيقه عبد الْكَرِيم الرَّافِعِيّ أمهما الشَّرِيفَة سَعَادَة ابْنة أبي السرُور الفاسي وَأم الْجمال أبي السُّعُود مُحَمَّد الْمَاضِي. ولدت فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهَا الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَابْن نَاظر الصاحبة والْعَلَاء بن بردس وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي وَآخَرُونَ، وَتَزَوجهَا ابْن عَمها البرهاني بن ظهيرة فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين فَولدت لَهُ الْمشَار اليه. وَمَاتَتْ فِي ربيع الآخر

سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ رحم الله شبابها وعوضها الْجنَّة. (زَيْنَب) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد وَيُقَال لَهَا سِتّ بني هَاشم أم هَانِئ. فِي الكنى 290 - (زَيْنَب) أم الْهدى أُخْتهَا. ولدت فِي صفر سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمّهَا أمة لأَبِيهَا، سَمِعت عَلَيْهِ وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة كشيخنا وَابْن الْفُرَات. تزَوجهَا ابْن عَمها حسن بن عَطِيَّة ثمَّ فَارقهَا وتأيمت بعده حَتَّى مَاتَت - كَمَا كتبه لي ابْن أَخِيهَا فِي سلخ ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بِمَكَّة بعد توعكها بالحمى أَيَّامًا وَصلى عَلَيْهَا فِي مستهل الَّذِي يَلِيهِ ثمَّ دفنت بالمعلاة عِنْد سلفها رَحمهَا الله 29 - (زَيْنَب) ابْنة الْكَمَال مُحَمَّد بن النَّاصِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن الْبَارِزِيّ وَالِدَة النَّجْم يحيى وزبيدة ابْني الْبَهَاء بن حجي وَخَالَة الْكَمَال نَاظر الْجَيْش وأخوية وسبطة نَاصِر الدّين بن الْعَطَّار أخي الشّرف يحيى، أمهَا فَاطِمَة ولزينب أُخْت أَصْغَر مِنْهَا ستأتي أسمها فَاطِمَة أمهَا سارة ابْنة ابْن الْعَطَّار فهما مَعَ كَونهمَا اختين ابنتا خَالَة فالكمال تزوج الْأُخْتَيْنِ وَاحِدَة بعد أُخْرَى. مَاتَت فِي يَوْم الْجُمُعَة قبل الصَّلَاة حادي عشري الْمحرم سنة خمس وَسبعين وَكَانَت تَوَجَّهت فِي الْيَوْم الَّذِي قبله لملاقاة أُخْتهَا الْمشَار اليها زَوْجَة أَمِير الْحَاج يشبك الجمالي الْمُحْتَسب فَحصل لَهَا فالج قبيل الْوُصُول الى الْبركَة لم يكن يعتريها فَحملت الى الخام فَلم تفق فَرَجَعُوا بهَا فِي محفة لَيْلًا فَمَاتَتْ عقب وصولها وَصلى عَلَيْهَا عصر يَوْم الْجُمُعَة بالأزهر ثمَّ دفنت بجوار ضريح الشَّافِعِي فِي تربتهم وتأسف وَلَدهَا عَلَيْهَا جدا، وَكَانَت قارئة لِلْقُرْآنِ حَسَنَة المطالعة لِلصَّحِيحَيْنِ والسيرة النَّبَوِيَّة وَنَحْوهَا كَثِيرَة الْعِبَادَة والمحبة فِي الْأَيْتَام والأرامل تأيمت بعد الْبَهَاء أبي ولديها عَلَيْهِمَا فَلم تتَزَوَّج بل رام الْمَنَاوِيّ التَّزَوُّج بهَا وتوسل اليها بالشيخ مَدين لمزيد اعتقادها فِيهِ وَكَون ابْن اخته كالفقيه لَهَا فَأبى وَلَدهَا ذَلِك لكَونه كَانَ حِينَئِذٍ ملتفتا عَنهُ وَآل أمرهَا الى أَن تزَوجهَا الزين الاستادار تشبها بالجمالي نَاظر الْخَاص فِي كَونه زوج اختها فَأَقَامَ مَعهَا يَسِيرا ثمَّ توسلت اليه حَتَّى فَارقهَا ولزمت الْعزبَة، وَمن خَيرهَا ان القَاضِي مظفر الدّين الامشاطي تردد أَيَّامًا للبهاء زَوجهَا فِي مرض مَوته وأحضر إِلَيْهِ بِيَسِير من مَاء زَمْزَم فَلَمَّا مَاتَ استدعت بِهِ وأعطته عشرَة دَنَانِير وَقَالَت أَنه أمرهَا بدفعها إِلَيْهِ. وأمرها فَوق هَذَا رَحمهَا الله وعوضها الْجنَّة 29 - (زَيْنَب) ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ام الْحيَاء ابْنة ابْن الشّحْنَة شَقِيقَة عبد الْبر، أمهما ألف ابْنة السفطي. نشأت فِي كنف أَبَوَيْهَا وَتَزَوجهَا يحيى إِبْنِ الْأَمِير يشبك الْفَقِيه بسفارة فقهية الْبَدْر بن عبيد الله فَلم تحصل على طائل

ففارقا وَتَزَوَّجت غَيره ثمَّ تزَوجهَا سبط شَيخنَا وَأظْهر أَبوهَا بذلك سُرُورًا واستمرت تَحْتَهُ حَتَّى مَاتَت فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين (زَيْنَب) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الزعيفرني. فِي رقية 293 - (زَيْنَب) ابْنة التَّاج مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن عمر بن على بن خضر حفيدة الْجمال يُوسُف العجمي الشهير وَأُخْت مُحَمَّد وَأحمد وعَلى وَفَاطِمَة. أجَاز لَهَا من فِي اخوتها. وَمَاتَتْ فِي 294 - (زَيْنَب) ابْنة الْبَدْر مَحْمُود بن أَحْمد الْعَيْنِيّ. مَاتَت فِي صفر سنة تسع وَأَرْبَعين ودفنت بمدرسة أَبِيهَا وَهُوَ الَّذِي أرخها 295 - (زَيْنَب) ابْنة خواجا سُلْطَان مَحْمُود بن بهاء الدّين الكيلاني الْمَكِّيّ. مَاتَت فِي سنة أَربع وَسبعين بِمَكَّة (زَيْنَب) ابْنة هَاشم بن عَليّ بن غَزوَان تَأتي فِي سِتّ قُرَيْش 296 - (زَيْنَب) ابْنة الظَّاهِر يحيى بن النَّاصِر أَحْمد بن الاشرف اسمعيل بن الافضل الْعَبَّاس مُلُوك الْيمن وتعرف بِجِهَة طي. تزَوجهَا عمر بن مُحَمَّد الشيبي. وَمَاتَتْ عِنْده فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة 297 - (زَيْنَب) ابْنة الْأمين يحيى بن مُحَمَّد الاقصرائي القاهري الْحَنَفِيّ شَقِيقَة أبي السُّعُود مُحَمَّد وَهِي أسن مِنْهُ بِثَلَاث سِنِين أمهما أمة أَخذهَا أَبوهُمَا من سبي قبرس فَأعْتقهَا ثمَّ تزَوجهَا، أجَاز لَهَا فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ من ذكر فِي أَخِيهَا، وَتَزَوَّجت بجانبك الظاهرى جقمق فاستولدها. وَمَات عَنْهَا شَابًّا وَترك ولدا مِنْهَا فَتَزَوجهَا جقمق المحمدي، وحجت غيرَة مرّة آخرهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ واستمرت مجاورة حَتَّى مَاتَت فِي شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ بعلة الاسْتِسْقَاء ودفنت بجوار ابْن عَمَّتهَا الْمُحب الاقصرائي عوضهَا الله الْجنَّة 298 - (زَيْنَب) ابْنة يُوسُف بن ابراهيم بن أَحْمد بن الْبناء المدنية نزيلة مَكَّة. سَمِعت من أَبِيهَا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ نُسْخَة أبي مسْهر وَمن ابْن صديق الْأَرْبَعين المخرجة للحجار، وَأَجَازَ لَهَا أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن قوام وَابْن أبي الْمجد وَطَائِفَة وَكَانَت خيرة متعبدة آخد عَنْهَا النَّجْم بن فَهد وَغَيره. وَمَاتَتْ فِي رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَكَّة تَحت هدم شهيدة رَحمهَا الله 299 - (زَيْنَب) ابْنة يُوسُف بن التقي أَحْمد بن الْعِزّ ابراهيم بن عبد الله بن أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة أم مُحَمَّد الْعمريّ الْمَقْدِسِي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ابْنة أخي

حرف السين المهملة

الصّلاح بن أبي عمر. سَمِعت على فَاطِمَة ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن السَّيْف مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن عمر بن أبي عمر جُزْء أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء. مَاتَت 300 - (زِينَة) ابْنة رسْلَان الْمصْرِيّ نزيل الْحَرَمَيْنِ والمترددة بَينهمَا بِحَيْثُ أَقَامَت بِالْمَدِينَةِ فِي مدد عدَّة سِنِين، وَكَانَت من صالحي نسَاء زمانها صَلَاة وطوافا وصوما مِمَّن يزورها الْكَمَال بن الْهمام بِمَكَّة. وَمَاتَتْ بهَا فِي ربيع الآخر سنة ثَمَانِينَ بِمَكَّة 30 - (زين خاتون) ابْنة شَيخنَا الشهَاب أبي الْفضل أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْعَسْقَلَانِي الاصل الْمصْرِيّ القاهري الشَّافِعِي وَالِدَة الْجمال يُوسُف بن شاهين الْمَاضِي وَبكر ابناء أَبَوَيْهَا. ولدت فِي ربيع الآخر وَقيل رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وأحضرها أَبوهَا عِنْد الزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والجلال بن خطيب داريا بل اسمعها على الشّرف بن الكويك واستجاز لَهَا خلقا؛ وتعلمت الْكِتَابَة وَالْقِرَاءَة وَتَزَوجهَا الْأَمِير شاهين الكركي الْمَاضِي فأولدها عدَّة تَأَخّر مِنْهُم الْمشَار اليه. وَمَاتَتْ شهيدة فِي الطَّاعُون حَامِلا سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَجمعت لَهَا شهادتان رَحمهَا الله وعوضها الْجنَّة (حرف السِّين الْمُهْملَة) (سادة) ابْنة عبد الرَّزَّاق بن الهيصم. تَأتي فِي ام الجمالى من الكنى 30 - (سارة) ابْنة الصَّدْر أَحْمد بن الْبَدْر مُحَمَّد بن زيد البعلي أُخْت أمة الله الْمَاضِيَة وَأم قَاضِي الْحَنَابِلَة ببعلبك. أحضرت فِي الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة على ابْن الزعبوب الصَّحِيح وَأَجَازَ لَهَا اجازت لنا، وَمَاتَتْ قريب السِّتين 303 - (سارة) ابْنة الاتابك اقبغا التمرازى ابْنة أُخْت الْجمال يُوسُف بن تغرى بردى المؤرخ وَزوج الناصرى مُحَمَّد بن الظاهرى جقمق، مَاتَت بعده فِي مستهل ربيع الاول سنة ثَلَاث وَخمسين وَنزل السُّلْطَان من الْغَد فصلى عَلَيْهَا بمصلى المؤمنى 304 - (سارة) ابْنة الامير بجارس زَوْجَة الْجمال يُوسُف الاستادار، عوقبت بعده أفحش عُقُوبَة كَمَا ذكر فِي تَرْجَمته 305 - (سارة) ابْنة شنتمر أُخْت خضر الْفراش؛ مَاتَت بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَتِسْعين 306 - (سارة) ابْنة التقى على بن عبد الكافى بن يحيى بن تَمام السبكى الدِّمَشْقِي القاهرى، ولدت سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأسمعت وَهِي صَغِيرَة من أَبِيهَا وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال والشهاب الجزرى وأجازلها المزى والبرزالى والذهبي وَابْن نَبَاته وَعبد الْقَادِر بن القريشة وَعبد الرَّحِيم بن أبي الْيُسْر وَعبد الرَّحْمَن بن تَيْمِية وَغَيرهم من الشاميين وَفِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا أَبُو بكر بن الصناج وَصلح بن مُخْتَار

وَالْحسن بن السديد وَأَبُو نعيم الأسعردى وزهرة ابْنة الختنى وَيحيى بن فضل الله وَأَبُو حَيَّان وَابْن القماح وَابْن غالى وَآخَرُونَ من الْقَاهِرَة، وَتَزَوَّجت بأبى الْبَقَاء فَلَمَّا مَاتَ تحولت الى الْقَاهِرَة ثمَّ رجعت لدمشق لصهارة بَينهَا وَبَين سرى الدّين ثمَّ الى الْقُدس ثمَّ عَادَتْ الى الْقَاهِرَة فَمَاتَتْ بهَا بعد مرض طَوِيل فِي ذى الْحجَّة سنة خمس. ذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهَا. وروى لنا عَنْهَا سواهُ شُيُوخنَا؛ وَهِي فِي عُقُود المقريزى رَحمهَا الله 307 - (سارة) ابْنة عمر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن سعد الله بن جمَاعَة ابْن على بن جمَاعَة بن صَخْر أم مُحَمَّد ابْنة السراج أبي حَفْص بن الْعِزّ الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أُخْت عبد الله الْمَاضِي وتعرف كسلفها بابنة ابْن جمَاعَة، ولدت تَقْرِيبًا بعد السِّتين وَأَجَازَ لَهَا جمع من أَصْحَاب الْفَخر بن البخارى وَغَيره كالصلاح ابْن أَبى عمر وَابْن الهبل وَابْن أميلة وَابْن السوقى وَأحمد بن عبد الْكَرِيم البعلي وَابْن النَّجْم وأبن القارى وَمُحَمّد بن الْحسن بن قَاضِي الزبداني وَلم نظفر لَهَا بِسَمَاع مَعَ أَنَّهَا من بَيت علم ورياسة وَلَا أستبعد أَن يكون لَهَا اجازة من جدها ان لم تكن حضرت عِنْده، وَقد حدثت بالكثير سمع عَلَيْهَا الْأَئِمَّة وحملت عَنْهَا مَا يفوق الْوَصْف وَكَانَت صَالِحَة قَليلَة ذَات الْيَد وَلذَلِك كُنَّا نواسيها مَعَ فطنة وذوق ومحبة فِي الطّلبَة وصبر على الاسماع وَصِحَّة سَماع اضرت قبل مَوتهَا بِمدَّة، وَمَاتَتْ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ خَامِس الْمحرم سنة خمس وَخمسين ودفنت من الْغَد بتربة اسلافها بِالْقربِ من تربة الصُّوفِيَّة بعد أَن صلى عَلَيْهَا المناوى فِي طَائِفَة وَنزل أهل مصر بموتها فِي الرِّوَايَة دَرَجَة رَحمهَا الله وإيانا 308 - (سارة) ابْنة غياث بن طَاهِر بن الْجلَال الخجندى الْمدنِي. تزَوجهَا التَّاج عبد الْوَهَّاب بن الْجمال مُحَمَّد بن الشّرف يَعْقُوب الْمَالِكِي واستولدها النَّجْم مُحَمَّدًا قَاضِي مَكَّة الْآن وَمَاتَتْ قبل استكماله سنة فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين أَو أَوَاخِر الَّتِي قبلهَا 309 - (سارة) ابْنة نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن الْعَطَّار أخى الشّرف يحيى وَأُخْت فَاطِمَة وَعَائِشَة. تزوجهما الْكَمَال بن البارزى واحده بعد أُخْرَى واستولد هَذِه فَاطِمَة أم الكمالى نَاظر الْجَيْش واخوته وَكَانَت قبله تَحت أَخِيه الشهَاب أَحْمد واستولدها ابْنه عبد الرَّحِيم. مَاتَت فِي الطَّاعُون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين ودفنت بتربة ابْن البارزى بِالْقربِ من ضريح الشافعى وَكَانَت من خِيَار نسَاء زمانها دينا وَعبادَة وَبرا رَحِمهم الله 310 - (سارة) ابْنة نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن ازدمر ام أنس جِهَة شَيخنَا واخوتها وأبوها أمه أنس أبنة منكوتمر. كَانَت جليلة مبجلة سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهَا من غير وَاحِد من الاكابر. مَاتَت فِي الْمحرم سنة احدى وَعشْرين. أرخها شَيخنَا فِي انبائه

31 - (سارة) ابْنة الشّرف مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن الشّرف يَعْقُوب ابْن الامير أبي اسحق ابراهيم بن مُوسَى بن يَعْقُوب بن يُوسُف الدمشقية الصالحية قريبَة ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم الْمَاضِي وتعرف كسلفها بِابْن الْمُعْتَمد، سَمِعت من نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد ابْن حَمْزَة وَحدثت اجازت لنا شفاهاً وَكَانَت من سروات نسَاء زمانها عقلا ودينا وأصالة وعراقة. مَاتَت بعد مرض طَوِيل فِي لَيْلَة الاحد رَابِع عشرى جُمَادَى الاولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهَا بِجَامِع ابْن منجك ظَاهر بَاب السَّلَام وحملت الى الصالحية فصلى عَلَيْهَا ايضا بالجامع المظفرى ثمَّ دفنت بتربة جدها شمالى مدرسة أبي عَمْرو كَانَت جنازتها حافلة رَحمهَا الله وإيانا 31 - (سارة) ابْنة القَاضِي الشَّمْس مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن ابْن مَحْمُود بن أبي الْحُسَيْن الربعى البالسى المصرى الشَّافِعِي سبطة السراج بن الملقن واخت الْبَهَاء مُحَمَّد وأخيه. ولدت سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وأحضرت فِي الرَّابِعَة سنة سبع وَتِسْعين على جدها لأمها الْمشَار اليه جُزْء القدورى وَحدثت بِهِ قرأته عَلَيْهَا. وَكَانَت رئيسة خيرة تزَوجهَا الْعلم البُلْقِينِيّ ثمَّ الشَّمْس بن المغير بِي. وَمَاتَتْ فِي أَوَاخِر ذى الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ رَحمهَا الله 313 - (سِتّ الاهل) ابْنة عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الامين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ. أجَاز لَهَا فِي سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة جمَاعَة 314 - (سِتّ الاهل) ابْنة عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة القرشية المكية أمهَا أم كَمَال ابْنة ابْن عبد الْمُعْطِي أجَاز لَهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا النشاورى والصردى وَابْن حَاتِم والعراقى والهيثمي وَغَيرهم وَمَا كانها حدثت لَكِنَّهَا اجازت فِي الاستدعاآت وَقد تزَوجهَا قريبها مُحَمَّد الطَّوِيل بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن عَطِيَّة فأولدها جمَاعَة. وَمَاتَتْ فِي ربيع الاخر سنة تسع وَأَرْبَعين 315 - (سِتّ الْأَهْل) ابْنة الشريف مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي عبد الله بن مُحَمَّد ابْن عبد الرَّحْمَن الْحسنى الفاسي الْمَكِّيّ. تزَوجهَا خَلِيل بن عبد الرَّحْمَن الْمَالِكِي فَولدت لَهُ فَاطِمَة وَمَات فَتَزَوجهَا الْبَهَاء عبد الرَّحْمَن بن النُّور على النويرى وَولدت لَهُ وتأيمت بعده حَتَّى مَاتَت، وَكَانَت خيرة دينة. مَاتَت فِي شعْبَان سنة سبع وَعشْرين ودفنت بالمعلاة وَقد قاربت السّبْعين، ذكرهَا الفاسي. (سِتّ الْأَهْل) ابْنة الرضى مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم الطبرى اسْمهَا حَسَنَة مَضَت (سِتّ الْأَهْل) ابْنة التقى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد وَتسَمى أَيْضا تقية فِي أم ريم من الكنى. (سِتّ بنى هَاشم) ابْنة التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد

ابْن الفهد وَتسَمى أَيْضا زَيْنَب. فِي أم هَانِئ من الكنى. 316 (سِتّ التُّجَّار) ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد أَحْمد الذروى الْمَكِّيّ. مَاتَت فِي شعْبَان سنة احدى وَثَمَانِينَ بِمَكَّة. (سِتّ التُّجَّار) هِيَ تجار 317 - (سِتّ التقى) ابْنة عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة ابْن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة القرشى الْمَكِّيّ. أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة 318 - (سِتّ الْجَمِيع) ابْنة أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة ابْنة عَم الَّتِي قبلهَا درجت صَغِيرَة 319 - (سِتّ الْجَمِيع) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة ابْنة عَم اللَّتَيْنِ قبلهَا 320 - (سِتّ الْجَمِيع) ابْنة عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن بِي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد وَتسَمى أيضاُ رَحْمَة أم الْهدى الهاشمى. ولدت فِي ذِي الْحجَّة سنة احدى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَسمعت بهَا من مُحَمَّد بن على الزمزمى جُزْء ابْن الطلاية، وَأَجَازَ لَهَا القبابي والتدمرى والزين الزركشى والواسطى وبن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان والْعَلَاء ابْن بردس والبرهان الْحلَبِي وَآخَرُونَ؛ تزَوجهَا غير وَاحِد مِنْهُم النُّور على بن عبد الْغنى بن حسن الغزولى فَولدت لَهُ سِتّ التُّجَّار وَغَيرهَا وَدخلت مَعَه سواكن وعادت مَعَه فقدرت وفاتها فِي الْبَحْر فِي ذِي الْقعدَة سنة احدى وَسبعين ودفنت بِبَعْض الجزائر 32 - (سِتّ الْجَمِيع) ابْنة على بن أَحْمد بن على بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى بن نَاصِر الأول القرشى العبدرى الشيبى زوج قَاسم المغربي الدب. مَاتَت فِي سنة ثَمَان وَسبعين فِي شعْبَان ظنا غريقة شهيدة فِي الْبَحْر بَين يَنْبع وَجدّة فِي رُجُوعهَا من الزِّيَارَة النَّبَوِيَّة 32 - (سِتّ الْجَمِيع) ابْنة على بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن ابْن ظهيرة شَقِيقَة الْبُرْهَان بن ظهيرة واخوته. ولدت فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهَا من أجَاز لأختها زَيْنَب وَتَزَوجهَا السَّيِّد المحيوى عبد الْقَادِر بن الفاسى قَاضِي الْحَنَابِلَة هُنَاكَ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وتكررت زيارتها للمدينة النَّبَوِيَّة مَعَه وتأيمت بعده قَائِمَة على بنية من جواره وَهِي رئيسة محتشمة متوددة جملها الله بِمَا يسرها 323 - (سِتّ الْجَمِيع) ابْنة أبي الْيَمين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد أم الْخَيْر النويرية أُخْت زَيْنَب الْمَاضِيَة. ولدت فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة (سِتّ الخطباء) ابْنة التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد هِيَ أم كُلْثُوم فِي الكنى 324 - (سِتّ الْخُلَفَاء) ابْنة المستنجد بِاللَّه أبي المظفر يُوسُف بن المتَوَكل على الله مُحَمَّد بن المعتصم بِاللَّه أبي بكر بن المستكفي بِاللَّه سُلَيْمَان العباسي سبطة الْعلم البُلْقِينِيّ،

أمهَا ألف. ولدت فِي سَابِع شَوَّال سنة سِتِّينَ وَثَمَانمِائَة ونشأت فِي كنف أَبَوَيْهَا ثمَّ أمهَا وَتَزَوجهَا خشكلدى الظاهرى خشقدم وَلم يدْخل بهَا لنفيه وَطَالَ انْتِظَاره ثمَّ فسخ عَلَيْهِ واتصلت بالزينى بن مزهر فَلم تسعد بِهِ وفارقها فَتَزَوجهَا الخيضرى ثمَّ فَارقهَا ثمَّ أَعَادَهَا ابْن مزهر بعد تزَوجهَا وَبعده تزَوجهَا الشريف اسحق صهر قاوان وَلم ترزق فِي ذَلِك حظا، وحجت مَعَ أمهَا وَهِي مبذرة بل حصل لَهَا وَلَا بنة دولات باى كائنة وَالْكَلَام كثير وَقد تَعب قلب أمهَا من أجلهَا صانها الله. مَاتَت فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَهِي فِي عصمَة صهر ابْن قاوان مَعَ غيبته بِمَكَّة وَالنَّفقَة عَلَيْهَا مجراة والهدايا فِيمَا قيل متواصلة وَلم تمت حَتَّى أتلفت شَيْئا كثيرا من جهازها وَمَسّ جمَاعَة من مخالطيها بِسَبَب هَذَا بعض التَّكَلُّف ودفنت عِنْد جدَّتهَا لأمها وخالتها بِالْمَدْرَسَةِ البلقينية عوضهَا الله الْجنَّة ورحم شبابها 325 - (سِتّ الشَّام) ابْنة أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عَطِيَّة بن ظهيرة بن أَحْمد ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة القرشى شَقِيقَة سِتّ الْجَمِيع الْمَاضِيَة. ولدت سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة 326 - (سِتّ الشّرف) ابْنة على بن كبيش أمهَا بيبى شاه ابْنة الْمجد اللغوى. مَاتَت بِمَكَّة فِي رَجَب سنة سِتِّينَ. أرخها ابْن فَهد 327 - (سِتّ الْعرَاق) ابْنة الشهَاب أَحْمد بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن التقي مُحَمَّد بن حُسَيْن بن مُسلم البالسى المصرى ابْنة أخى تجار الْمَاضِيَة وَزوج نَاصِر الدّين بن مُسلم أجَاز لَهَا فِي سنة سبع وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا الصَّدْر المناوى والزين العراقى وَابْن الشيخة والتنوخى والبرهان الأمدى وَمَرْيَم الأذرعية وأخوها الشَّمْس مُحَمَّد وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والشهاب أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي بكر بن الْعِزّ وَخلق، وَحدثت باليسير قَرَأت عَلَيْهَا الْأَرْبَعين لشَيْخِنَا أبي هُرَيْرَة وَكَانَت خيرة. مَاتَت فِي شعْبَان سنة سبع وَسِتِّينَ بِمَكَّة. رَحمهَا الله 328 - (سِتّ الْعَرَب) ابْنة الْجمال ابراهيم بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْكَمَال عمر بن عبد الْعَزِيز بن أبي جَرَادَة وَابْن العديم أَيْضا الْحلَبِي؛ حدثت فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بأجزاء باجازتها من أبي مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن المهندس أَخذهَا عَنْهَا الْمُحب مُحَمَّد بن الشّحْنَة وَكَانَت أصيلة. مَاتَت فِي (سِتّ الْعَرَب) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد أم الْبَنِينَ. فِي الكنى 329 - (سِتّ العمائم) ابْنة عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة القرشى. أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة جمَاعَة 330 - (سِتّ الْعِيدَيْنِ) الزرزر. مَاتَت فِي سنة ثَمَان وَخمسين

(سِتّ الْعَيْش) جمَاعَة مِمَّن يسمون عَائِشَة مِنْهُنَّ ابْنة الْعَلَاء على بن مُحَمَّد بن عَليّ الْكِنَانِي تأتى فِي عَائِشَة 33 - (سِتّ قُرَيْش) ابْنة أَحْمد بن عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله ابْن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية، أمهَا منصورة ابْنة عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الْمَذْكُور فِي نَسَبهَا. مَاتَت فِي ربيع الأول سنة سِتِّينَ عَن سنة فأزيد 33 - (سِتّ قُرَيْش) ابْنة على بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الامين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ. أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة جمَاعَة 333 - (سِتّ قُرَيْش) ابْنة مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الرضى مُحَمَّد بن أبي بكر ابْن خَلِيل الْقرشِي العثماني. ولدت فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَتَزَوجهَا الشَّمْس ابْن عزم المغربي فَولدت لَهُ. وَمَاتَتْ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة (سِتّ قُرَيْش) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد. هِيَ أم الْحسن تَأتي 334 - (سِتّ قُرَيْش) ابْنة أبي الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطَّوِيل بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد ابْن احْمَد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية، امها زَيْنَب ابْنة الشَّيْخ يَعْقُوب. أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة جمَاعَة. وَمَاتَتْ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين 335 - (سِتّ قُرَيْش) ابْنة النَّجْم مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن على بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي امها رَابِعَة ابْنة دَاوُد بن عَليّ الكيلاني. أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة جمَاعَة. وَمَاتَتْ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين بِمَكَّة. (سِتّ قُرَيْش) ابْنة التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد ام ابيها وَاسْمهَا فَاطِمَة الْهَاشِمِي المكية. ستأتي فِي الْفَاء 336 - (سِتّ قُرَيْش) ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن ابْنة أخي الْمَاضِيَة قَرِيبا وشقيقة عبد الباسط واخوتها. ولدت فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَتَزَوجهَا الْجمال ابو السُّعُود بن الْبُرْهَان بن ظهيرة وأنجبها أَوْلَادًا الصلاحى مُحَمَّد والبهاء أَحْمد وسعادة وكمالية. وَمَاتَتْ فِي شعْبَان سنة خمس وَثَمَانِينَ فِي حَيَاة أَبَوَيْهَا عوضهَا الله الْجنَّة 337 - (سِتّ قُرَيْش) ابْنة هَاشم بن عَليّ بن غَزوَان الهاشمية المكية وَاسْمهَا زَيْنَب. كَانَت خيرة متعبدة تزَوجهَا الْعَفِيف عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين الْقُسْطَلَانِيّ. وَولدت لَهُ عشرَة أَوْلَاد. وَمَاتَتْ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة ذكرهَا الفاسي. (سِتّ الْقُضَاة) ابْنة أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة. فِي مَرْيَم 338 - (سِتّ الْقُضَاة) ابْنة ابي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن احْمَد بن سُلَيْمَان ابْن حَمْزَة أم مُحَمَّد ابْنة الْعِمَاد الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أُخْت نَاصِر

الدّين مُحَمَّد واخوته وَيعرف أبوهم بِابْن زُرَيْق بِتَقْدِيم الزَّاي. ولدت فِي ربيع الأول سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وأحضرت على فرج الشرفى وأسمعت على أبي حَفْص البالسي وَفَاطِمَة ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن السَّيْف وَغَيرهمَا، وَأَجَازَ لَهَا أَبُو هُرَيْرَة ابْن الذَّهَبِيّ وابو الْخَيْر بن العلائي وَعبد الله بن الحرستاني وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء ولقيتها بصالحية دمشق فَحملت عَنْهَا أَشْيَاء، وَكَانَت صَالِحَة خيرة محبَّة فِي الحَدِيث وَأَهله من بَيت رِوَايَة وَعلم. مَاتَت فِي ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد بالجامع المظفرى ودفنت بمقبرة جدها الشَّيْخ أبي عمر بسفح قاسيون، وَهِي جدة الْبُرْهَان ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن الْمُعْتَمد لِأَبِيهِ رَحمهَا الله وإيانا 339 - (سِتّ الْقُضَاة) ابْنة عبد الْعَزِيز على بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي النويرى الْمَكِّيّ اجاز لَهَا فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والشهاب الْجَوْهَرِي وَآخَرُونَ 340 - (سِتّ الْقُضَاة) ابْنة عبد الْوَهَّاب بن عمر بن كثير ابْنة أخي الْعِمَاد ابْن كثير الْحَافِظ الدِّمَشْقِي ثمَّ البصروى. ولدت فِي حُدُود الْعشْرين وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهَا الْقسم بن عَسَاكِر والحجار واللواني والمزي والشرف بن الْحَافِظ وَآخَرُونَ، خرج لَهَا الْحَافِظ الصّلاح الاقفهسى اربعين حَدِيثا عَنْهُم وَسمع مِنْهَا الْفُضَلَاء قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه اجازت لي. وَمَاتَتْ فِي جماى الْآخِرَة سنة احدى (سِتّ الْقُضَاة) ابْنة أبي الْبَقَاء مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ. ستأتي فِي سَعَادَة (سِتّ الْقُضَاة) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد أم الْحُسَيْن، تأتى فِي الكنى. (سِتّ الْكَرم) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي. هِيَ مباركة تَأتي 34 - (سِتّ الْكل) ابْنة الخواجا الْبُرْهَان ابراهيم الجيلاني أم الْخَطِيب أبي الْفضل النويري. تزَوجهَا الْمُحب النويري قَاضِي الْحَرَمَيْنِ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَولدت لَهُ الْمشَار اليه وَمَات عَنْهَا فخلفه ابْن عَمه الْبَهَاء عبد الرَّحْمَن بن نور الدّين النويرى وَولدت لَهُ فَاطِمَة المدعوة بركَة وَغَيرهَا وَمَات عَنْهَا فَلم تتَزَوَّج حَتَّى مَاتَت فِي جُمَادَى الثَّانِيَة أَو رَجَب سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة ذكرهَا الفاسي وَسَتَأْتِي أمهَا عَائِشَة العجمية 34 - (سِتّ الْكل) ابْنة أَحْمد بن امام الدّين مُحَمَّد بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ أم الْحُسَيْن القسطلانية المكية وتعرف ببنت رَحْمَة وَهِي أمهَا وَهِي مَشْهُورَة بكنيتها أَكثر من اسْمهَا وَهِي أم الْعَفِيف عبد الله

وَعَائِشَة ابْني الشهَاب أَحْمد بن حسن بن الزين الْقُسْطَلَانِيّ. أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة جمَاعَة من الشَّام ومصر كيحيى بن الْمصْرِيّ وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال والمزى والبرزالي وَابْن القماح وَابْن غالي؛ خرج لَهَا الْحَافِظ الاقفهسى جُزْءا وَحدثت سمع مِنْهَا التقي الفاسي وَذكرهَا فِي تَارِيخه وَشَيخنَا وَذكرهَا فِي مُعْجَمه. وَمَاتَتْ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث بِمَكَّة وَقد بلغت السّبْعين، والمقريزى فِي عقوده (سِتّ الْكل) ابْنة عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد. هِيَ أم كُلْثُوم تَأتي 343 - (سِتّ الْكل) وتدعى سعيدة وتلقب سَعَادَة ابْنة على بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر الفاكهي. ولدت فِي رَجَب ظنا سنة ثَمَان عشرَة وَتَزَوجهَا أَبُو البركات بن أَحْمد بن الزين فَولدت لَهُ عدَّة، وَكَانَت صَالِحَة مباركة. مَاتَت فِي سلخ الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِمَكَّة 344 - (سِتّ الْكل) ابْنة الخواجا بير مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ الكيلاني الْمَكِّيّ. مَاتَت فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسبعين بِمَكَّة. أرخهما ابْن فَهد 345 - (فَاطِمَة) ابْنة الصّلاح مُحَمَّد بن الجمالى أبي السُّعُود مُحَمَّد بن البرهاني ابراهيم ابْن ظهيرة وَأمّهَا صَفِيَّة ابْنة الزينى عبد الباسط حفيد عَم جدها طفلة بكر أَبَوَيْهَا. مَاتَت فِي عصر حادي عشر ربيع الأول سنة ثَمَان وَتِسْعين عوضهم الله الْجنَّة 346 - (سِتّ الْكل) ابْنة الرضى مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم الطَّبَرِيّ، أمهَا عَائِشَة ابْنة أَحْمد بن حسن بن الزين. أجَاز لَهَا فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة ابْن صديق والمراغى والعراقي والهيثمي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَغَيرهم؛ وَتَزَوجهَا الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الاقفاصي فأولدها وَمَات فتأيمت وَفِي عقلهَا بعض شَيْء. مَاتَت فِي رَجَب سنة سبع وَسِتِّينَ بِمَكَّة 347 - (سِتّ الْكل) ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ زوج النَّجْم بن يَعْقُوب الْمَالِكِي وشقيقة الزين عبد الباسط واخوته. مَاتَت فِيمَا بَين الظّهْر وَالْعصر ثَالِث جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين فأخرت لثاني يَوْم فصلى عَلَيْهَا صبح الْجُمُعَة عِنْد الْحجر الْأسود تقدم الشَّافِعِي ثمَّ دفنت بالمعلاة عِنْد والدها وَكَانَ الْجمع حافلا جدا وتوجع النَّاس لأمها عوضهما الله الْجنَّة 348 - (سِتّ الْمُلُوك) ابْنة الظَّاهِر ططر أُخْت الصَّالح مُحَمَّد وَزوج الاتابك يشبك السودوني، أمهما خوند ابْنة سودون الْفَقِيه كَانَت هِيَ وأمهما من خِيَار الخوندات دينا وعفة. مَاتَت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين

349 - (سِتّ من يَرَاهَا) ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن ابراهيم الْمصْرِيّ الشهير والدها بِابْن حلاوة أم عبد الرَّحْمَن بن أبي الْقسم بن فَهد. مَاتَت فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة (السِّت نعْمَة) فِي نعْمَة. (سِتّ الوزراء) فِي وزراء. 350 (ستيتة) ابْنة السَّعْدِيّ ابراهيم بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن الجيعان وَأمّهَا تركية. تزَوجهَا سعد الدّين ابراهيم بن مخاطة واستولدها ابْنة أَحْمد فَمَاتَ وَترك ابْنه الْكَمَال مُحَمَّد فتعبت جدته سِيمَا حِين جاور مَعهَا فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَكَذَا تَعب غَيرهَا من قبله وَقد جَاوَرت عدَّة سِنِين بِمَكَّة ثمَّ بِالْمَدِينَةِ سنة مَعَ زوج أمهَا أبي الْجُود وعادت لمَكَّة ثمَّ رجعت فِي موسم سنة سِتّ وَتِسْعين وتوجهت لزيارة بَيت الْمُقَدّس فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين فَبَلغنَا أَنَّهَا توفيت فِيهَا هُنَاكَ بعد صَوْم رَمَضَان وَكَانَت رئيسة مباركة رَحمهَا الله 35 - (ستيتة) ابْنة الاتابك ازبك أُخْت مُحَمَّد الْمَاضِي لِأَبِيهِ وسبطة الظَّاهِر جقمق أَيْضا أمهَا فَاطِمَة. تزَوجهَا قانصوه أَمِير آخور وَكَانَ الدُّخُول بهَا والمهم فِي اثناء سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين. وَولدت لَهُ ذكرا فِي أَوَاخِر سنة خمس وَتِسْعين وَلم يلبث أَن مَاتَ الْمَوْلُود ثمَّ هِيَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين وتوجعت أمهَا عوضهما الله الْجنَّة 35 - (ستيتة) ابْنة اينال باي بن قجماس بن عبد الله الظَّاهِرِيّ زوج الناصري مُحَمَّد ابْن الْفَخر بن أبي الْفرج الاستادار كَانَت قريب الظَّاهِر برقوق. ذكرهَا البقاعي مُجَردا (ستيتة) ابْنة جَان بردى. فِي عَائِشَة 353 - (ستيتة) المدعوة تيتي ابْنة دَاوُد الكيلاني المكية شَقِيقَة سعدانه أم النَّجْم بن ظهيرة الْآتِيَة وَهَذِه أسن وَجدّة الْخَطِيب أبي بكر النويرى لأمه مَاتَت فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَهِي فِي عشر الثَّمَانِينَ وَصلى عَلَيْهَا ضحى عِنْد بَاب الْكَعْبَة ودفنت بالمعلاة بِالْقربِ من الفضيل بن عِيَاض رَحمهَا الله (ستيتة) ابْنة صَالح بن عمر بن رسْلَان البُلْقِينِيّ. فِي عمائم 354 - (ستيتة) ابْنة الزين عبد الرَّحْمَن بن داودين الكويز أُخْت نَاظر الْخَاص الْبَدْر مُحَمَّد لأمه وَزوج سعد الدّين بن عبد الْقَادِر كَاتب المماليك والعليق كَانَ. مَاتَت فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس الْمحرم سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد بعد الْجُمُعَة بِجَامِع الْحَاكِم ودفنت فِي تربتهم بِالْقربِ من تربة الاشرف فِي مشْهد حافل وَمَا أظنها جَازَت الْخمسين وَجَمَاعَة من النسْوَة يذكرن حسن عشرتها وطباعها وحشمتها وَقد حجت مَعَ خوند ابْنة الْعَلَاء بن خَاص بك لمزيد اختصاصها مَعهَا رَحمهَا الله وَعَفا عَنْهَا. (ستيتة) ابْنة عَليّ بن أَحْمد بن يسير، هِيَ فَاطِمَة تَأتي

(ستيتة) ابْنة عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ ابْن ظهيرة أم رَاجِح، تَأتي فِي الكنى 355 - (ستيتة) ابْنة عَليّ الطوخى القاهري زوج الشهَاب السمخراطي التَّاجِر وشقيقة ابراهيم. كَانَت عفيفة أثكلت أَوْلَادًا، وحجت غير مرّة وجاورت مَعَ زَوجهَا الْعَام الْمَاضِي فَكَانَت جلّ إِقَامَتهَا متضعفة وَرجعت وَهِي كَذَلِك فَلم تلبث أَن مَاتَت فِي يَوْم الاربعاء عَاشر صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد وَقد جَازَت الْخمسين، عوضهَا الله الْجنَّة 356 - (ستيتة) ابْنة الزين ابي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن روق أُخْت المحمدين الصَّدْر والبدر. أحضرت وَهِي مرضع على والدها بِقِرَاءَة أَخِيهَا الْبَدْر الاربعين النووية فِي يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشر جُمَادَى الاولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَتَزَوجهَا الْجمال الزيتوني الْمَاضِي فِي العبادلة فأولدها ابْنه الولوى أَحْمد وَغَيره وَكَانَت خيرة اجازت لنا، وَمَاتَتْ فِي لَيْلَة السبت تَاسِع عشر رَمَضَان سنة تسع وَسبعين عَن قريب السّبْعين وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر ودفنت بحوش البيبرسية رَحمهَا الله وايانا 357 - (ستيتة) ابْنة الْبَدْر مُحَمَّد بن الْجمال يُوسُف بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن خضر الْكرْدِي الكوراني الأَصْل حفيدة الْجمال يُوسُف واخت فَاطِمَة وَأم الْحسن اجاز لَهَا من أجازهما، وَمَاتَتْ. (ستيتة) ابْنة يحيى بن شَاكر بن الجيعان فِي فَاطِمَة 358 - (ستيتة) ابْنة أبي الْفضل بن قطارة سبطة شَاكر بن الجيعان أمهَا فرج. تزَوجهَا بَرَكَات بن قريميط أحد كتاب المماليك 359 - (ستيت) بِدُونِ هَاء ابْنة أَحْمد بن أَحْمد بن ابراهيم المرشدي الْمَكِّيّ، مَاتَت فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين بِمَكَّة 360 - (ستيت) ابْنة أبي البركات بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَمَال بن عَليّ الدالوالي الْمَكِّيّ. مَاتَت فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة 36 - (ستيت) ابْنة جَار الله بن صَالح بن أبي الْمَنْصُور أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْمَعَالِي يحيى الشَّيْبَانِيّ. تزَوجهَا جَار الله الحراشي وَطَلقهَا فَتَزَوجهَا أَحْمد بن عَليّ بن مُوسَى المزرق فَولدت لَهُ ثمَّ طَلقهَا 36 - (ستيت) ابْنة عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد القباني المكية زوج الشهَاب بن خبطة وَأم ابْنَته زوج عُثْمَان الْقَارئ ثمَّ ابْن عَمه ابي بكر. مَاتَت فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بكنبايت وَكَانَت سَافَرت اليها مَعَ ابْنَتهَا

363 - (ستيت) ابْنة عبد الله بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام ابْن أبي الْمَعَالِي بن أبي الْخَيْر بن ذَاكر بن أَحْمد بن الْحسن الكازروني الْمَكِّيّ الْمُؤَذّن ابوها بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام. ولدت بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة ابْن صديق والمراغي والعراقي والهيثمي والفرسيسي وَأَبُو الطّيب السحولي وَأَبُو الْعَبَّاس الْجَوْهَرِي وَأحمد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَالِب الماكسيني وَآخَرُونَ، أجازت لي. وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَخمسين ودفنت بالمعلاة رَحمهَا الله 364 - (ستيت) ابْنة الشَّيْخ عبد الله بن الشَّيْخ الْكَبِير عمر العرابي الْمَكِّيّ زوج السراج معمر الْمَالِكِي وَأم أَوْلَاده كَانَت خيرة جَاوَرت مَعَ زَوجهَا بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة غيرَة مرّة، وَمَاتَتْ فِي عصر يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ ودفنت من الْغَد بتربة جدها من المعلاة وتأسف زَوجهَا عَلَيْهَا كثيرا عوضهَا الله الْجنَّة 365 - (ستيت) ابْنة عبد الله بن أبي السرُور مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله الْحسنى الفاسي الْمَكِّيّ مَاتَ أَبوهَا فِي رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ وَهِي حَامِل فَولدت فِي أواخرها وأوائل الَّتِي تَلِيهَا وَأَجَازَ لَهَا فِيهَا وَفِيمَا بعْدهَا جمَاعَة مِنْهُم زَيْنَب ابْنة اليافعي. وَمَاتَتْ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَمَانِينَ بِمَكَّة 366 - (ستيت) ابْنة عبد الْهَادِي بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضي ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم الطبرى الْمَكِّيّ أُخْت أم هاني، وَأمّهَا زَيْنَب ابْنة أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن ابي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي الْمَاضِيَة وأبوها. حضرت فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة على جدها وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة خمس جمَاعَة 367 - (ستيت) ابْنة عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ. مَاتَت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَرْبَعِينَ عَن نَحْو شَهْرَيْن (ستيت) ابْنة عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن ظهيرة. فِي أم رَاجِح من الكنى 368 - (ستيت) ابْنة الشريف على بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أم مُحَمَّد الحسني الفاسي المكية. ولدت بِبِلَاد التكرور وَكَانَ أَبوهَا هُنَاكَ وَحملهَا الى مَكَّة فوصلت مَعَه اليهافي سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة وَهِي متميزة ونشأت بهَا فَتَزَوجهَا ابْن عَمها الشريف أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد الفاسي وَولدت لَهُ أَوْلَادًا وتأيمت بعده حَتَّى مَاتَت فِي خَامِس جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة، وَكَانَ فِيهَا دين وَخير. وَهِي وَالِدَة السراج عبد الطيف بن أبي الْفَتْح الْحَنْبَلِيّ واخوته 369 - (ستيت) ابْنة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري

الْمَكِّيّ. أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة جمَاعَة 370 - (ستيت) ابْنة الْكَمَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ. مَاتَت عَن نَحْو سنتَيْن سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة 37 - (ستيت) ابْنة أبي الْقسم مُحَمَّد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري المكية. بيض لَهَا ابْن فَهد 37 - (ستيت) ابْنة مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري الْمَكِّيّ. ولدت فِي رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة 373 - (ستيت) ابْنة أبي حَامِد مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أم الْفرج الْقرشِي أمهَا أم الْحُسَيْن الصُّغْرَى ابْنة الْمُحب بن ظهيرة. ولدت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وأحضرت عِنْد أبي الْفَتْح المراغي، وَأَجَازَ لَهَا الزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي وَآخَرُونَ. وَمَاتَتْ فِي لَيْلَة مستهل ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ 374 - (ستيت) ابْنة الخواجا الشَّمْس مُحَمَّد الْحَمَوِيّ الْأَعْرَج زوج أبي الْفضل بن الْعَفِيف عبد الله بن ظهيرة. مَاتَت بِمَكَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين نفسَاء 375 - (ستيت) ابْنة يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد. مَاتَت فِي شهر مولدها ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين (السِّت نعْمَة) فِي نعْمَة ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضي ابراهيم الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ 376 - (سعادات) ابْنة صرغتمش زوج الْمُؤَيد شيخ. مَاتَت سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ (سعادات) أَو بِدُونِ ألف وَهُوَ المدعوة بِهِ ابْنة عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد. هِيَ خَدِيجَة سلفت 377 - (سعادات) ابْنة الشَّيْخ نور الدّين على بن أَحْمد البوشي. تزَوجهَا البقاعي بعد موت والدها بكرا حِين مُفَارقَة زَوجته أُخْت الشَّمْس السنباطي الَّتِي قاست مَعَه من الْفقر والذل مَالا يعبر عَنهُ بِمُجَرَّد ترعرعه وكلف النَّاس بِوَاسِطَة مخدومه بردبك الدوادار لشهود عقده عَلَيْهَا بخانقاه سرياقوس ونالها مِنْهُ من الذل مَا لم يكن لَهَا فِي حِسَاب بل نَالَ طلبه أَبِيهَا من أجل مساعدتها ماشاء الله وَكَذَا مس أخاها مِنْهُ كل سوء فَلم تحْتَمل وَسَأَلته الطَّلَاق بعد وِلَادَتهَا مِنْهُ واشهدت عَلَيْهَا أَنَّهَا مَتى رامت نظر الْوَلَد أَو أَخذه كَانَت ملتزمة بِخَمْسِمِائَة دِينَار وسمحت بمفارقة وَلَدهَا ومهجتها مَعَ مزِيد حبه لَهَا وَلَكِن الطَّبْع أغلب وَتَزَوجهَا بعده يحيى بن أَحْمد ابْن عبد الْعَظِيم الخانكي الْمَاضِي أحد طلبة أَبِيهَا وَكَاد البقاعي أَن يَمُوت وَمَات مَعهَا

بعد أَن أولدها ولدا ثمَّ تزَوجهَا مُحَمَّد بن مزيريع صهر قَاسم شغيته، وَهِي الْآن سنة تسع وتسعن حَيَّة 378 - (سعادات) ابْنة الْجلَال مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن أَحْمد الْمحلى تزَوجهَا الشهَاب الزعيفريني واستولدها. وَمَاتَتْ فِي عصر يَوْم الْأَحَد ثامن عشرى ربيع الأول سنة سِتّ وَسبعين بعد تمرضها أَرْبَعَة أشهر لسقط ودفنت من الْغَد 379 - (سعادات) ابْنة الْبَدْر مُحَمَّد بن الزين عبد الرَّحْمَن ابْنة السمرباي القاهري أُخْت عَليّ وَأم مُحَمَّد الماضيين. تزَوجهَا بردبك التاجي نَاظر الْحرم ثمَّ فسخ عَلَيْهِ وَتَزَوجهَا الصّلاح المكيني وحصلت قلاقل فتكت مَعَه وأتلفت أَمْوَالًا جزيلة وسارت سيرة شهيرة واستولدها ولدا تخلف عَنهُ وَلم يلبث أَن مَاتَ فَاشْتَدَّ حزنها عَلَيْهِ وَتَزَوجهَا بعده غير وَاحِد مِنْهُم الْكَمَال بن ظهير وَأَبُو الْفَتْح السوهائي وأجلهم الْبَدْر أَبُو السعادات البُلْقِينِيّ خُفْيَة وفارقها قبيل مَوته ثمَّ تزَوجهَا شخص من خانقاه سرياقوس هُوَ الشَّمْس مُحَمَّد بن سَالم القَاضِي الْحَنَفِيّ بهَا وتحولت مَعَه وَصَارَت بعد ذَلِك الْعِزّ فِي قل 380 - (سعادات) ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد القاياتي سبطة تَاج الدّين البُلْقِينِيّ وشقيقة مهجا أمهما بلقيس. ولدت تَقْرِيبًا سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمصْر وَتَزَوجهَا أَخ لنُور الدّين بن الجريش لكَون أَخِيه كَانَ متزوجاً حِينَئِذٍ بأختها ثمَّ تزَوجهَا أكبر وَلَدي نَاصِر الدّين بن أصيل ثمَّ أَبُو الْفضل بن أبي الوفا ثمَّ ابْن عبد الْوَاحِد الْمُؤَقت بِجَامِع عَمْرو 38 - (سعادات) ابْنة الشّرف مُوسَى الديسطي نزيلة الزمامية هِيَ وَأمّهَا أمة الْخَالِق الْمَاضِيَة. تزَوجهَا عبد الْكَرِيم بن ابراهيم القباني وَمَات عَنْهَا (سَعَادَة) ابْنة ابراهيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب المرشدى هِيَ خَدِيجَة تقدّمت 38 - (سَعَادَة) ابْنة أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد السنبسي الْمَكِّيّ زوج أبي الْقسم ابْن جوشن وَأم أَوْلَاده، مَاتَت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة 383 - (سَعَادَة) ابْنة الْبَدْر حسن بن الزين الْمدنِي الْمَاضِي أَبوهَا. سَمِعت مني بِالْمَدِينَةِ (سَعَادَة) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد. فِي خَدِيجَة كَمَا أُشير اليه فِي سعادات قَرِيبا 384 - (سَعَادَة) ابْنة عبد السَّلَام بن مُوسَى بن أبي بكر بن أكبر الْمَكِّيّ الزمزمي زوج أبي الْفَتْح الزمزمي وَأم أَوْلَاده، مَاتَت فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة 385 - (سَعَادَة) ابْنة المحيوى عبد الْقَادِر بن أبي الْقسم بن أبي الْعَبَّاس الانصاري الْمَالِكِي وَاسْمهَا عَائِشَة وتكنى أم السعد. ولدت فِي لَيْلَة مستهل ذِي الْقعدَة

سنة خمس وَخمسين، وَمَاتَتْ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ 386 - (سَعَادَة) ابْنة عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عبد الله الحسني الفاسي الْمَكِّيّ؛ أجَاز لَهَا فِي سنة أَربع وَخمسين من اجاز لستيت ابْنة عبد الله بن أبي السرُور الفاسي وَتَزَوجهَا الخواجا حُسَيْن بن قاوان، وَمَاتَتْ تَحْتَهُ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة 387 - (سَعَادَة) ابْنة السراج عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن سَالم الزبيدِيّ المكية. تزَوجهَا ابْن عَمها الْعَفِيف على بن أَحْمد بن سَالم فَلم تَلد لَهُ، وَمَات عَنْهَا فَلم تتصل بِأحد حَتَّى مَاتَت فِي سنة سبع وَعشْرين وَكَانَ لَهَا من الدُّنْيَا مَا تتجمل بِهِ ثمَّ ضعف حَالهَا وَصَبَرت قَالَه الفاسي. (سَعَادَة) ابْنة عبد اله بن أَحْمد بن حسن الْقُسْطَلَانِيّ، فِي أم الوفا (سَعَادَة) ابْنة عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الْملك أم الْحُسَيْن ابْنة الْمرْجَانِي، مَاتَت فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. وَتَأْتِي فِي الكنى 388 - (سَعَادَة) أم الْهدى ابْنة الْجمال أبي السُّعُود مُحَمَّد بن الْبُرْهَان ابراهيم بن عَليّ ابْن أبي البركات بن ظهيرة الْمَكِّيّ شَقِيقَة الصّلاح مُحَمَّد والبهاء أَحْمد الماضيين. ولدت فِي رَابِع عشرى ربيع الأول سنة سِتّ وَسبعين وَزوجهَا أَبوهَا عبد الْقَادِر بن نجم الدّين بن ظهيرة وَكَانَ الْميل لغيره من جِهَة أحبابه أَكثر وَلكنه مَعْذُور وَولدت لَهُ ابْنة ثمَّ أَقبلت عَلَيْهِ بالبغضاء والنفرة بِحَيْثُ طردته هِيَ وعيالها وتشتت وتفتت وَحمل الاكابر حَتَّى الشريف وَلم توَافق. (سَعَادَة) ابْنة الْجمال مُحَمَّد المرشدي ابْن ابي بكر بن عَليّ بن يُوسُف بن ابراهيم الانصاري الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ فِي أم الْحُسَيْن (سَعَادَة) أم الْحُسَيْن ابْنة الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويرى ثمَّ الْمَكِّيّ أم التقي الفاسي. فِي الكنى 389 - (سَعَادَة) ابْنة أبي السرُور مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله أم الْخَيْر الحسني الفاسي. ولدت فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة عشْرين وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة تسع وَعشْرين فَمَا بعْدهَا جمَاعَة وَتَزَوجهَا أَبُو السعادات بن ظهيرة فِي شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ فَولدت لَهُ عبد الْكَرِيم الرَّافِعِيّ وَزَيْنَب ثمَّ طَلقهَا بعد الْخمسين بِيَسِير فَتَزَوجهَا الْأَمِير مُحَمَّد بن اينال فِي سنة أبع وَخمسين فأقمت مَعَه اياما ثمَّ تزَوجهَا الْفَخر بن ذُؤَيْب الْمصْرِيّ فِي سنة سِتّ وَخمسين وَأَنا بِمَكَّة فَحملت مِنْهُ وأسقطت وَمَات عَنْهَا وَدخلت الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ فَمَاتَتْ فِي عودهَا من ثانيتهما فِي ثامن عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين بِالْقربِ من الينبوع وحملت اليها فدفنت بهَا 390 - (سَعَادَة) ابْنة أبي الْبَقَاء مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد

ابْن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ المكية. أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة وَتَزَوجهَا أَبُو الْقسم بن مُحَمَّد بن عَليّ الفاكهي فَولدت لَهُ مُحَمَّدًا وَغَيره وَمَات فَتَزَوجهَا أَخُوهُ أَبُو البركات وَغَيره ثمَّ عبد الْقَادِر بن النويري. وَمَاتَتْ تَحْتَهُ بِمَكَّة فِي لَيْلَة السبت سَابِع عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين (سَعَادَة) ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة أم كُلْثُوم القرشية المكية فِي الكنى (سَعَادَة) ابْنة مُحَمَّد بن فتح الطَّائِفِي. هِيَ عَائِشَة تَأتي 39 - (سعاد) الحبشية عتيقة الشريف بَرَكَات صَاحب مَكَّة، تزَوجهَا بعد مَوته الْقَائِد شهَاب الدّين بديد، وَمَاتَتْ تَحْتَهُ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ 39 - (سعاد) زَوْجَة عَليّ الهنيدي؛ مَاتَت فِي جُمَادَى الأولى سنة 393 - (سعاد) أمة مُسْتَوْلدَة لفخر الدّين الشلح الْمَكِّيّ، مَاتَت بهَا فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ. (سعدانة) ابْنة دَاوُد الكيلاني وتدعى رَابِعَة، مَضَت هُنَاكَ 394 - (سعدانة) ابْنة أَمِير مَكَّة عجلَان بن رميثة بن أبي نمى الحسني أم ميلب المكية. تزَوجهَا ابْن عَمها الشريف عَليّ بن مبارك بن رميثة وَولدت لَهُ ميلباً وسبيعاً وهيازع ومنصوراً وَغَيرهم وَمَاتَتْ بعد سنة عشْرين بعد أُخْتهَا شمسية الْآتِيَة ودفنت بالمعلاة وأمهما من بني ثقبة. (سعيدة) ابْنة أَحْمد بن الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم أم الْحسن النويرية، فِي الكنى (سعيدة) ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أم الْخَيْر المطرية، فِي الكنى 395 - (سعيدة) ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى الشوبكي المكية وتعرف بابنة المطرية زوج الشهَاب أَحْمد بن النَّجْم الْمرْجَانِي أم أَوْلَاده على وَغَيره، مَاتَت بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَهِي أُخْت زَيْنَب الْمَاضِيَة. (سعيدة) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن احْمَد بن عبد الْعَزِيز. هِيَ خَدِيجَة مَضَت. (سعيدة) ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم الطَّبَرِيّ هِيَ أم كُلْثُوم فِي الكنى 396 - (سعيدة) وَاسْمهَا عَائِشَة ابْنة الزين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُحب أم الْخَيْر الطبرية المكية أمهَا حبشية لَا بيها سَمِعت بِمَكَّة من الْكَمَال بن حبيب وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا جمَاعَة، مَاتَت فِي أثْنَاء سنة سِتّ وَعشْرين بِمَكَّة (سعيدة) ام الْخَيْر ابْنة الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد بن احْمَد بن الْكَمَال ابي الْفضل مُحَمَّد بن احْمَد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم فِي الكنى. (سعيدة) ابْنة القَاضِي عز الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابي الْفضل مُحَمَّد بن احْمَد النويري، هِيَ أم الْخَيْر أَيْضا تَأتي فِي الكنى. (سعيدة) ابْنة الامام الرضى مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن أَحْمد

ابْن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم ام كُلْثُوم الطبرية المكية، هَكَذَا سَاق نَسَبهَا ابْن فَهد فِي الوفيات وانما هِيَ ابْنة الْمُحب وَسَتَأْتِي فِي الكنى 397 - (سعيدة) الحبشية مُسْتَوْلدَة الخواجا شمس العقعق أم وَلَده حسن وَبِه تعرف تزَوجهَا الْفَقِيه مكي وَمَاتَتْ عِنْده بعد أَن مَاتَ وَلَدهَا بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة احدى وَثَمَانِينَ وَكَانَت مباركة 398 - (سَلامَة) ابْنة عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام الزمزمي الْمَكِّيّ الْمَاضِي ابوها وجدهَا وأخوها مُحَمَّدًا تزوجت غير وَاحِد مِنْهُم بِمَكَّة ابْن الاصيبعاتي المهتار وأولدها أَبَا السُّعُود وفارقها وَدخلت الْقَاهِرَة مَعَ بعض إخوتها لاستخلاص حق وَلَدهَا من تَرِكَة أَبِيه وَرجعت وَلم تلبث أَن عَادَتْ الى الْقَاهِرَة ساعية لاخويها فِي مُبَاشرَة السِّقَايَة العباسية فَكتب باشتراكهم مَعَ بني اسمعيل الزمزمي وَكَانَت قالات قبل ذَلِك وَبعده 399 - (سَلامَة) ابْنة الْملك الْمُجَاهِد عَليّ بن الْمُؤَيد دَاوُد بن يُوسُف جِهَة مرشد. لَهَا مدرسة بتعز كَانَت عمارتها فِي أَوَائِل الدولة الافضلية وَليهَا جمَاعَة من الاعيان. وَمَاتَتْ فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع. أَفَادَهُ الْعَفِيف عُثْمَان النَّاشِرِيّ 400 - (سَلمَة) وَتسَمى مسعودة ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن الرضى مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم أم سَلمَة الطبرية، ولدت فِي شعْبَان سنة احدى وَخمسين وَثَمَانمِائَة. وَأَجَازَ لَهَا أَبُو الْفَتْح المراغي والزين الاميوطى وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي وَجَمَاعَة 40 - (سلمى) ابْنة القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن الزين عمر بن يُوسُف الْحلَبِي الأَصْل أَبوهَا وَأُخُوَّتهَا. اختلت فِي حُدُود سنة سِتِّينَ. قَالَه البقاعي 40 - (سمراء) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة القرشية أمهَا زبيدية؛ ولدت سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة. (سَوْدَة) ابْنة عبد الله بن عَليّ، فِي نشوان 403 - (سورباى) الجركسية حظية الظَّاهِر جقمق. توعكت فَأُرِيد تنزهها فنقلت الى الحجازية ببولاق فَكَانَت منيتها بهافي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشرى ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فَحملت فِي صَبِيحَة السبت الى سَبِيل المؤمنى فصلى عَلَيْهَا السُّلْطَان وَخلق ثمَّ دفنت بتربة قانباي الجركسي وَوجد السُّلْطَان عَلَيْهَا شَدِيدا وَيُقَال أَنَّهَا خلفت من الْحلِيّ وَالْحلَل مَالا يُوصف كَثْرَة بل ومبلغ خمسين ألف دِينَار، وَهِي صَاحِبَة السَّبِيل وَمَا يعلوه ببولاق تجاه الزنيية والحمامين وَمَا يعلوهما من الرّبع وَغير ذَلِك بقناطر السبَاع رَحمهَا الله 404 - (سَوَّلَ) ربيت فِي دَار الظَّاهِر برقوق وعنى بهَا حَتَّى تأدبت ثمَّ صَارَت وَهِي

حرف الشين المعجمة

ابْنة نَحْو خمس عشرَة سنة فِي بَكَارَتهَا للمقريزى سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة قَالَ فبلوت مِنْهَا أدبا وَمَعْرِفَة بفنون مِنْهَا الْكِتَابَة وَضرب الرمل، ثمَّ خرجت عَن ملكه وَصَارَت لمَكَّة وَأَتَتْ من مَوْلَاهَا بأولاد واشتهرت بسيادة ونبل ورأي وتدبير وافضلا حَتَّى مَاتَت فِي صفر سنة أَربع وَعشْرين ودفنت بالمعلاة. ذكرهَا سَيِّدهَا الأول فِي عقوده وَأنْشد عَنْهَا أبياتاً أَولهَا: (تعلمت ضرب الرمل لما هجرتهم ... لعلى أرى شكلا يدل على الْوَصْل) 405 - (سوملك) ابْنة الْفَخر عُثْمَان بن غَانِم بن مُحَمَّد بن سلمَان بن حمائل ابْن غَانِم الجعفرية الكاتبة. سَمِعت الْعِمَاد أَبَا عبد الله مَنْصُور بن سُلَيْمَان الْحِمْيَرِي البعلي وَعبد الْقَادِر بن عِيسَى الايوبي وَمُحَمّد بن يُوسُف بن دوالة فعلى الْأَخير المسلسل وعَلى الثَّانِي سداسيات الرَّازِيّ وعَلى الأول المناهي وذم الملاهي لليلداني وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء سمع مِنْهَا شَيخنَا وَذكرهَا فِي مُعْجَمه، مَاتَت سنة اثْنَتَيْنِ (حرف الشين الْمُعْجَمَة) 406 - (شاذنة) ابْنة حسن بن عجلَان الْحسنى أمهَا فلاح، مَاتَت فِي شعْبَان سنة سبع وَسِتِّينَ، أرخها ابْن فَهد 407 - (شبيثة) ابْنة مُحَمَّد بن بِلَال بن قلاوون الْمَكِّيّ وَالِدَة أبي الْقسم بن محب الدّين بن عز الدّين النويري، مَاتَت بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين 408 - (شرفية) زوج الشَّيْخ يحيى المغربي وَأم وَلَده مُحَمَّد. مَاتَت فِي صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد 409 - (شريفة) ابْنة السراج عبد اللَّطِيف بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ أُخْت المحيوي عبد الْقَادِر قَاضِي الْحَرَمَيْنِ وسعادة الماضيين. ولدت فِي النّصْف الأول سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَسمعت من الزين أبي بكر المراغي المسلسل وَغَيره وَأَجَازَ لَهَا عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَابْن الكويك وَخلق وَتَزَوجهَا السراج عمر بن عبد الله بن القَاضِي تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن احْمَد الْحرَازِي فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَطلقت عَلَيْهِ لغيبته عَنْهَا فَتَزَوجهَا السراج عمر بن أبي رَاجِح الشيبي ثمَّ طَلقهَا وَكَانَت شريفة نسبا واسماً. مَاتَت فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد 410 - (شعثاء) ابْنة التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد أم الْكَرم الهاشمية. ولدت فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَسمعت على أَبِيهَا وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة، وَتَزَوجهَا أَبُو السعادات بن الْمُحب الطَّبَرِيّ الامام وَولدت لَهُ. وَمَاتَتْ فِي لَيْلَة الْأَحَد رَابِع رَجَب سنة ثَلَاث وَتِسْعين شهيدة فانها كَانَت ولدت

فِي الشَّهْر قبله واستمرت متعللة حَتَّى مَاتَت وَصلى عَلَيْهَا بعد طُلُوع الشَّمْس عِنْد بَاب الْكَعْبَة ودفنت من يَوْمهَا بالمعلاة بتربة سلفها على أمهَا وَكَانَ الْجمع فِي جنازتها حافلا وتأسف أَهلهَا عَلَيْهَا لعقلها وَخَيرهَا رحم الله شبابها 41 - (شقراء) ابْنة ابراهيم بن عبد الْغنى بن شَاكر بن الجيعان سبطة كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن كَاتب جكم أمهَا أُخْت الجمالي نَاظر الْخَاص، تزَوجهَا ابْن خالها الكمالي نَاظر الْجَيْش وَمَات عَنْهَا فخلفه عَلَيْهَا حفيدها عَمها أَبُو الْبَقَاء بن الشرفي يحيى بن شَاكر 41 - (شقراء) ابْنة حُسَيْن بن النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون أُخْت الاشرف شعْبَان. مَاتَت فِي الْمحرم سنة أَربع ودفنت فِي مدرسة أمهَا أم السُّلْطَان شعْبَان من التبانة وخلفت مَوْجُودا كثيرا. ذكرهَا شَيخنَا والعينى 413 - (شقراء) ابْنة زُهَيْر احدى الاشراف الحسينية وَأم السَّيِّد مُحَمَّد بن بَرَكَات صَاحب الْحجاز وشقيقة على المتوفي بِالْقَاهِرَةِ مَاتَت فِي ظهر يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع صفر سنة سبع وَثَمَانِينَ بِالْمحل الَّذِي تنزل بِهِ وَلَدهَا وَهُوَ دون وَادي الابيار من صوب الْيَمين فغسلت هُنَاكَ وكفنت وَعمل لَهَا نعش عَال ثمَّ حملت على أَعْنَاق الرِّجَال حَتَّى جئ بهَا إِلَى مَكَّة فصلى عَلَيْهَا بعد الصُّبْح ثمَّ دفنت بالمعلاة بتربة وَلَدهَا وَنزل فألحدها 414 - (شقراء) ابْنة سَالم الْعَبَّادِيّ الازبكي شَقِيقَة بني سَالم. ولدت بعيد الْخمسين حِين تزوج استاذ أَبِيهَا بابنة استاذه وَتَزَوجهَا مَمْلُوكه نوروز ثمَّ تزَوجهَا غَيره بعد طَلَاقه وحجت غير مرّة وَكَانَت فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين وتأخرت مَعَ أُخْتهَا وأمهما ثمَّ رجعُوا فِي الْبَحْر فِي جُمَادَى الاولى ولشقراء ابْنة مَعَ تمر باي كاشف الشرقية 415 - (شقراء) ابْنة النَّاصِر فرج بن برقوق وَأم مُحَمَّد بن جرباش الْمَاضِي. زَوجهَا ابوها لمملوكة جرباش. (شقراء) ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد بن أبي البركات ابْن أبي السُّعُود أم الْخَيْر ابْنة ابْن ظهيرة. فِي الكنى 416 - (شقراء) ابْنة ميلب بن عَليّ بن مبارك الشَّرِيفَة الحسنية. مَاتَت فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد 417 - (شكرباى) الجركسية الناصرية الاحمدية زَوْجَة الظَّاهِر خشقدم كَانَت من سراري النَّاصِر فرج ومحررية وَلَكِن لم تَلد لَهُ وَتَزَوَّجت بعده الْأَمِير ابرك الجكمي فاستولدها ذكرا وانثى هِيَ أم الشهابي أَحْمد حفيد الْعَيْنِيّ، وَبعد مَوته تزَوجهَا خشقدم وَهُوَ حِينَئِذٍ خاصكي فاستولدها ثَلَاثَة ودامت مَعَه حَتَّى تسلطن وَصَارَت خوند الْعُظْمَى وراعي قدمهَا فَلم يتَزَوَّج عَلَيْهَا بل تسري بعدة سرار صرن امهات اولاد مَعَ انعزاله عَنْهَا ومزيد اختصاصها ومحبتها إِلَى أَن مَاتَت وَقد قاربت الثَّمَانِينَ

فِي جُمَادَى الأولى سنة سبعين وَصلى عَلَيْهَا تَحت طبقَة الزِّمَام تقدم النَّاس الْخَلِيفَة ودفنت بتربة زَوجهَا، وَكَانَت منطوية على خير وَدين محمودة الْأَفْعَال والاقوال معتقدة فِي سيدى أَحْمد البدوي. متوجهة لمولدة فِي كل سنة رَحمهَا الله وإيانا 418 - (شمامة) ابْنة القَاضِي الشهَاب بن الضياء مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْحَنَفِيّ الْمَكِّيّ وَأمّهَا مَرْيَم ابْنة أبي الْقسم الانصاري، مَاتَت قَرِيبا من أمهَا فِي ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة. ذكرهَا الفاسي فِي أمهَا وَتَزَوجهَا على بن جَار الله بن صلح الشَّيْبَانِيّ فَولدت لَهُ عدَّة مَاتُوا صغَارًا 419 - (شمس الْمُلُوك) ابْنة نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْعِمَاد ابراهيم بن أبي بكر بن يَعْقُوب ابْن الْعَادِل بن أَيُّوب الدمشقية، ولدت بعد الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأحضرت على المزى وَمُحَمّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَعبد الرَّحْمَن وَأحمد ابْني ابراهيم بن أبي الْيُسْر وَعَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن الْمُسلم فِي آخَرين وأسمعت على زَيْنَب أبنة ابْن الخباز، وَحدثت سمع مِنْهَا جمَاعَة قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: اجازت لي قَدِيما وَلم يتهيأ لي لقاؤها، وَمَاتَتْ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده 420 - (شمسية) ابْنة حسن بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمى الحسني زوج رُمَيْح الشريف وَأم وَلَده عجل وصاحبة رِبَاط القيلاني المراغي الَّذِي بِبَاب الجناير وَصَارَ الْمدرسَة الاشرفية. مَاتَت فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ خَارج مَكَّة ودفنت هُنَاكَ 42 - (شمسية) ابْنة أَمِير مَكَّة الشريف عجلَان بن رميثة بن أبي نمى الحسنية المكية أُخْت سعدانة الْمَاضِيَة. تزَوجهَا الشريف عَليّ بن مُحَمَّد من ذَوي عبد الْكَرِيم ثمَّ طَلقهَا وَتَزَوجهَا ابْن عَمها حسن بن ثقبة ثمَّ طَلقهَا بعد مُدَّة وَلم تَلد لوَاحِد مِنْهُمَا. وَكَانَت حشمة رئيسة تبالغ فِي الطّيب والعطر، وَمَاتَتْ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ودفنت بالمعلاة 42 - (شمسية) ابْنة على بن مُحَمَّد بن عجلَان بن ريمثة بن أبي نمى الحسني، مَاتَت فِي ربيع الاول سنة خمس وَتِسْعين بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة 423 - (شمسية) ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد عجلَان بن رميثة بن أبي نمى الحسنية المكية؛ مَاتَت فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَأَرْبَعين 424 - (شمسية) ابْنة مُحَمَّد بن بركوت الشبيكي الْعجْلَاني، مَاتَت فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة 425 - (شمسية) ابْنة الفاخراني، مَاتَت فِي جُمَادَى الاولى سنة سبع وَسِتِّينَ، أرخهما ابْن فَهد 426 - (شهدة) ابْنة مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن ابراهيم الارموية 427 - (شيرين) الرومية ام النَّاصِر فرج بن برقوق وَكَانَت ابْن عَم سَيِّدهَا وَلما

حرف الصاد المهملة

تسلطن ابْنهَا صَارَت خوند الْكُبْرَى وسكنت قاعة العواميد بقلعة الْجَبَل بعد أَن تحولت مِنْهَا خوند أَزْد زَوْجَة سَيِّدهَا وَلم تلبث الا يَسِيرا وتعللت ولزمت الْفراش وَكَثُرت القالة بِسَبَبِهِ واتهم جمَاعَة بسحرها وَظن ابْنهَا أَن ذَلِك من بعض الخوندات زَوْجَات أَبِيه حسدا وبغضا لِأَنَّهَا مَعَ كَونهَا كَانَت بارعة الْجمال سَارَتْ سيرة جميلَة من الحشمة والرياسة وَالْكَرم مَعَ الاتضاع الزَّائِد وَالْخَيْر وَالدّين، وَلها مَعْرُوف ومآثر حَسَنَة جددت بِمَكَّة رِبَاط الخوزي ووقفت عَلَيْهِ وَقفا وأصلحت مَا كَانَ تهدم مِنْهُ، مَاتَت فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ ودفنت بِالْمَدْرَسَةِ البرقوقية رَحمهَا الله، ذكرهَا شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَقَالَ كَانَت كَثِيرَة الْمَعْرُوف وَالْبر، زَاد الْعَيْنِيّ وأتهمت جَارِيَة بسحرها فَضربت حَتَّى اتهمت نَصْرَانِيّا كَاتبا فَعُوقِبَ فَلم يقر فحبس حَتَّى مَاتَ هُوَ وَالْجَارِيَة حرف الصَّاد الْمُهْملَة 428 - (صَالِحَة) ابْنة الْبَهَاء أَحْمد بن التقي عَليّ بن عبد الْكَافِي السُّبْكِيّ. أجَاز لَهَا ابْن اميلة وطبقته فِيمَا نَقله الزين رضوَان عَن شَيخنَا، وَقَالَ الزين مرّة أُخْرَى أجَاز لَهَا جمَاعَة من أَصْحَاب أبي الْفضل بن عَسَاكِر أجازت لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره قريب الْعشْرين. (صَالِحَة ابْنة صَالح. فِي زَيْنَب 429 - (صَالِحَة) ابْنة الْجمال عبد الله بن الْعَلَاء أَبى الْحسن على المارديني التركماني الْحَنَفِيّ. سَمِعت على الْعِزّ بن جمَاعَة جدها لأمها جُزْءا فِيهِ منتقى من حَدِيث ابْن نظيف وَآخر فِيهِ أَحَادِيث أَرْبَعَة من مرويات أبي روح الهروى، وَتَزَوجهَا القَاضِي تَقِيّ الدّين عبد الرحمن الزبيرى فأولدها ابْنه الصَّدْر مُحَمَّدًا وَغَيره؛ وَحدثت سمع مِنْهَا جمَاعَة مِنْهُم ابْنهَا والعز أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ. وَمَاتَتْ فِي 430 - (صَالِحَة) ابْنة التَّاج عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن عبد الْكَافِي السُّبْكِيّ. أجَاز لَهَا الْعِزّ بن جمَاعَة فِي الاستدعاء الْمعِين وَكَذَا أجَاز لَهَا ابْن أميلة ولقيها الزين رضوَان فاستجازها وَقَالَ أَظن أنني قَرَأت عَلَيْهَا شَيْئا. مَاتَت وبيض لوفاتها 43 - (صَالِحَة) أبنة النُّور على بن السراج عمر بن أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الأندلسي الأَصْل القاهري الْمَعْرُوف جدها بِابْن الملقن ثمَّ بِابْن النَّحْوِيّ أُخْت عبد الرَّحْمَن ووالده الْفَاضِل مُحَمَّد بن المغربل الماضيين. ولدت سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وأحضرت فِي الثَّالِثَة فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين وَبعدهَا على جدها بل سَمِعت عَلَيْهِ المسلسل وَغَيره وَحدثت عَنهُ سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء حملت عَنْهَا وَكَانَت كاسمها مَاتَت فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَسبعين رَحمهَا الله

43 - (صَالِحَة) ابْنة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن الخص أُخْت إِبْرَاهِيم وَإِخْوَته. مَاتَت فِي أَوَائِل ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ 433 - (صَفِيَّة) ابْنة الْعِمَاد إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْعِزّ مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ بن الكشك الصالحية أُخْت النَّجْم بن الكشك، رَوَت عَن الحجار وَأَيوب الكحال بالاجازة وَسمعت من عبد الْقَادِر الارموي وَغَيره. ذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجازت لي. وَمَاتَتْ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده 434 - (صَفِيَّة) ابْنة الزيني عبد الباسط بن الجمالي مُحَمَّد بن ظهيرة الْمَاضِي أَبوهَا وجدهَا وَتَزَوجهَا قريبها الصّلاح بن الجمالي أبي السُّعُود فِي سنة سبع وَتِسْعين 435 - (صَفِيَّة) ابْنة السراج عمر بن القَاضِي أبي الْيمن النويري المكية. مَاتَت فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين 436 - (صَفِيَّة) ابْنة الخواجا بير مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الكيلاني الْمَكِّيّ زوج الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن المراحلي تزَوجهَا بعد أخي الانصاري وأستولدها عدَّة أَوْلَاد. وَكَانَت رئيسة مريرة متمولة مَذْكُورَة بِالْعقلِ وَالْجمال. مَاتَت فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بعد أمهَا وَكَانَت أمة بِيَسِير عَفا الله عَنْهُمَا ورحمهما 437 - (صَفِيَّة) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن عنقة أم الْحيَاء ابْنة الْمُحدث الشَّمْس أبي جَعْفَر السكرية الأَصْل المدنية سبطة الْجمال يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن الْبناء ونزيلة مَكَّة. حضرت فِي الأولى فِي ربيع سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على جدها لامها الْمشَار إِلَيْهِ نُسْخَة أبي مسْهر وَفِي الرَّابِعَة على الْعِرَاقِيّ ألفيته فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة من نظمه بفوت وَسمعت على ابْن صديق. وَأَجَازَ لَهَا أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ التنوخي وَابْن أبي الْمجد وَجَمَاعَة وَحدثت وَمِمَّنْ أَخذ عَنْهَا النَّجْم بن فَهد وأرخ وفاتها فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة رَحمهَا الله 438 - (صَفِيَّة) ابْنة مُحَمَّد بن نَافِع. تزَوجهَا شيخ الفراشين ببسق فَولدت لَهُ أَوْلَادًا. مَاتَت فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتِّينَ بِمَكَّة أرخها ابْن فَهد 439 - (صَفِيَّة) أُخْت مُحَمَّد القادري الْمَكِّيّ. مَاتَت هِيَ وَأَوْلَادهَا بِالْقَاهِرَةِ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين 440 - (صَفِيَّة) ابْنة ياقوت الحبشي عَتيق الْعِمَاد يحيى بن مُحَمَّد بِهِ فَهد وَأم أَحْمد وَعبد الْعَزِيز وَخَالَة النَّجْم بن فَهد لِأَنَّهَا أُخْت أمه لامها؛ ولدت فِي لَيْلَة عيد الْفطر سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهَا ابْن صديق والزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والعراقي والهيثمي وَآخَرُونَ بل سَمِعت على ابْن سَلامَة؛ أجازت لنا

حرف الضاد المعجمة

وَمَاتَتْ فِي صَبِيحَة يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بِمَكَّة حرف الضَّاد الْمُعْجَمَة (ضوء الصَّباح) ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن سلمَان البالسي وَاسْمهَا عَائِشَة تَأتي 44 - (ضيفة) ابْنة غَازِي بن عَليّ الكوري أُخْت عَليّ. ذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ سَمِعت المسلسل من ابْن دوالة حرف الطَّاء الْمُهْملَة (ططر) ابْنة الْعِزّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن المنجا. فِي تتر 42 - (ططر) ابْنة الْكَمَال مُحَمَّد بن الزين عبد الرَّحْمَن بن الصاحب الفرفور أم الكمالي بن الْبَارِزِيّ وأبوها خَال أنس ابْنة الزين وَالِدَة زَوجهَا الناصري بن الْبَارِزِيّ كَانَ مولد وَلَدهَا سنة سِتّ وَتِسْعين فكتبتها تخمينا حرف الظَّاء الْمُعْجَمَة 443 - (ظريفا) الصقلية حجت غير مرّة مِنْهَا مَعنا فِي سنة سبعين وختنت سبطا لَهَا هُنَاكَ ثمَّ عَادَتْ مَعَ الْمَوْسِم. وَمَاتَتْ فِي الَّتِي تَلِيهَا وَكَانَت تكْثر زيارتنا، وفيهَا همة ومروءة وخبرة عَفا الله عَنْهَا حرف الْعين الْمُهْملَة 444 - (عايدة) ابْنة السَّيِّد جلال الدّين عبد الله بن قطب الدّين مُحَمَّد بن الْمُحب عبيد الله بن نور الدّين مُحَمَّد الْحُسَيْنِي الايجي سبطة السَّيِّد صفي الدّين، أمهَا حليمة تزَوجهَا ابْن خالها السَّيِّد عَليّ بن معِين الدّين فاستولدها ثمَّ فَارقهَا وَتَزَوَّجت بالشريف رميثة بن بَرَكَات بن حسن بن عجلَان ثمَّ فَارقهَا وَهِي الْآن فِي كنف خالها السَّيِّد أَحْمد بن صفي الدّين وَغَيره كوالدتها مُتَأَخِّرَة فِي الْخَيْر عَن أقاربها 445 - (عابدة) ابْنة عَليّ بن يُوسُف بن حسب الله الْبَزَّاز. تزَوجهَا الْجمال مُحَمَّد بن عِيسَى بن قُرَيْش واستولدها زَيْنَب ثمَّ طَلقهَا، وَدخلت الْقَاهِرَة وَمَاتَتْ بهَا مطعونة فِي سنة ثَلَاث وَسبعين. أرخها ابْن فَهد 446 - (عابدة) ابْنة مبارك مولى أبي إِبْرَاهِيم الأميوطي. كَانَت صَافِيَة خادمة للأهل حجت وجاورت مَعَ فقرها، وَأول أزواجها حسن السقاء. وَمَاتَتْ عزباء فِي صبح الثُّلَاثَاء تَاسِع عشري ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَن نَحْو السِّتين 447 - (عاض الْكَرِيم) عتيقة سعيدة ابْنة الإِمَام الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب الطَّبَرِيّ ووالدة الْفَخر أبي بكر الشلح وَلم تتَزَوَّج بعد أَبِيه. مَاتَت بِمَكَّة بعد تعللها بالفالج مُدَّة فِي ربيع الآخر سنة تسع وَسِتِّينَ عَن نَحْو سبعين وَكَانَت مباركة متوددة رَحمهَا الله

44 {عاض الْكَرِيم) الزنجية مُسْتَوْلدَة التقي بن فَهد وَأم ابْنَته شعناء. مَاتَت بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ. أرخهما ابْن فَهد ? 449 (عَائِشَة) ابْنة إِبْرَاهِيم بن أبي بكر القضامي. تزَوجهَا أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة فَولدت لَهُ ? 450 (عَائِشَة) ابْنة الصارم إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن عبد الله بن مَحْمُود بن يُوسُف ابْن تَمام أم عبد الله الزبيدية من بني السموءل السنجارية الأَصْل البعلية ثمَّ الدمشقية أُخْت الْجمال عبد الله الْحَافِظ وَأي ملك وتعرف كسلفها بابنة الشرائحي، ولدت فِي حُدُود سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وأسمعت الْكثير من أَصْحَاب الْفَخر بن البُخَارِيّ وَغَيرهم بِدِمَشْق والقاهرة وبعلبك كَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر ومحمود المنبجي وَأحمد بن عبد الْكَرِيم البعلي وَأبي المحاسن يُوسُف بن عبد الله الحبال وَابْن الْمُحب ويوسف بن الصَّيْرَفِي فَمن ذَلِك فِي سنة تسع وَسِتِّينَ على الأول أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ ومشيخة الْفَخر وعَلى الثَّالِث الذُّرِّيَّة الطاهرة للدولابي وعَلى الرَّابِع مشيخة شَيْخه الشّرف عَليّ بن مُحَمَّد اليونيني تَخْرِيج ابْن أبي الْفَتْح وعَلى الْخَامِس جُزْء المناديلي وَمَا بِآخِرهِ وعَلى الْأَخير المسلسل بالأولية أَنا ابْن المهتار أَنا ابْن الصّلاح وَأَجَازَ لَهَا الخلاطى وَابْن الجوخي وَمُحَمّد بن مُوسَى بن السيرجي وَابْن السوقي وَبَان النَّجْم وزغلش وَبَان الهبل وَعمر بن إِبْرَاهِيم النقبي وَزَيْنَب ابْنة الدماميسي وَابْن نباتة وَابْن قواليح وَآخَرُونَ، وَحدثت بالكثير سمع مِنْهَا الْأَئِمَّة كشيخنا وَذكرهَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ وَيُقَال لَهَا أَي ملك سَمِعت مَعنا على بعض مَشَايِخنَا وَسَمعنَا مِنْهَا مَعَ أَخِيهَا بِدِمَشْق وَآخر مَا أجازت فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد فِي سنة خمس وَعشْرين؛ ثمَّ لقيتها بِدِمَشْق فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسمعت مِنْهَا منتقى الذَّهَبِيّ من مشيخة الْفَخر وَكَذَا المسلسل بالأولية بِشَرْطِهِ انْتهى وأى ملك أُخْت لَهَا وَكَذَا سمع مِنْهَا ابْن نَاصِر الدّين وَابْن مُوسَى والآبي وَخلق من أَصْحَابنَا وَغَيرهم. وَكَانَت صَالِحَة فقيرة. وَذكرهَا المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار جدا. مَاتَت بالبيمارستان النوري فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشري صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين ودفنت بمقبرة بَاب توما رَحمهَا الله وإيانا 45 - (عَائِشَة) إبنة إِبْرَاهِيم بن عبد الله أم عبد الله الحمامي الدمشقية الحلبية ثمَّ البابية ابْنة أُخْت الْبُرْهَان الْحلَبِي لأمه. ولدت قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة ظنا وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة سِتّ وَسبعين فَمَا بعْدهَا ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن الهبل والمحب الصَّامِت وَغَيرهم، وَكَانَت خيرة دينة مُحَافظَة على الصَّلَوَات فِي أَوْقَاتهَا؛ أَخذ عَنْهَا بعض أَصْحَابنَا. وَمَاتَتْ بعد سنة خمسين ظنا رَحمهَا الله

45 (عَائِشَة) ابْنة أَحْمد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم المرشدي. مَاتَت فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبعين بِمَكَّة ? 453 (عَائِشَة) ابْنة أَحْمد بن أَحْمد الفيشي الجيزي النحال زوج الزين عبد الرَّحْمَن المنهلي وَأم ولديه مُحَمَّد وَأمه الْعَزِيز. أسمعهم بقرَاءَته البُخَارِيّ على الشاوري وَبَعضه على عبد الصَّمد الهر ساني وَتَزَوَّجت بعده عدَّة أَزوَاج وَلم تنجب ? 454 (عَائِشَة) ابْنة الشهَاب احْمَد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ. أجَاز لَهَا فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة القيراطي الْقَرَوِي والنشاوري وَآخَرُونَ. وَمَاتَتْ بِمَكَّة سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَهِي زوج الرضى أبي السعادات مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى الطَّبَرِيّ أم أَوْلَاده. ذكرهَا الفاسي فِي أمهَا بِاخْتِصَار وَابْن فَهد. (عَائِشَة) ابْنة القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أم كَمَال القرشية. فِي الكنى ? 455 (عَائِشَة) ابْنة الْمُحب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أم كَمَال القرشية المكية وَأمّهَا حبشية لأَبِيهَا. مَاتَت وَلم تكمل شهرا فِي سلخ ربيع الأول سنة إِحْدَى عشرَة ? (عَائِشَة) ابْنة احْمَد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد. فِي ابْنة أبي بكر قَرِيبا ? 456 (عَائِشَة) ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد المطري المكية وتعرف بالمطرية. سَمِعت فِي سنة خمس من الْبَدْر مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن البهنسي غَالب الشفا ? 457 (عَائِشَة) ابْنة إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد الْمَكِّيّ الزمزمي. مَاتَت فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ ? 45 {عَائِشَة) ابْنة أنس الجركسية أُخْت الظَّاهِر برقوق وَعَمه النَّاصِر فرج ووالده بيبرس أتابك العساكر. مَاتَت فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع عشرَة وَقد أَسِنَت فَإِنَّهَا كَانَت فِي السن قَرِيبا من أَخِيهَا وَعَاشَتْ بعده. ذكرهَا شَيخنَا فِي أنبائه ودفنت بقبة البرقوقية عِنْد ابْنَتهَا الَّتِي قدمت بهَا مَعهَا من جركس وَلم يبن خالها المدفن الا لَهَا ? 459 (عَائِشَة) ابْنة أبي بكر بن الْحُسَيْن بن عمر أم الطّيب ابْنة الزين الْقرشِي العثماني المراغي. سَمِعت فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة من الْعِزّ بن جمَاعَة جزءه الْكَبِير تَخْرِيجه لنَفسِهِ والشقراطسية والبردة وَختم الشِّفَاء، وَأَجَازَ لَهَا الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَابْن الهبل والبهاء بن خَلِيل والحراوي وَغَيرهم، وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء وَمِمَّنْ أَخذ عَنْهَا التقى بن فَهد وَذكرهَا فِي مُعْجَمه؛ مَاتَت ? 460 (عَائِشَة) ابْنة أبي بكر بن عمر بن عَرَفَات بن عوض أم الْخَيْر ابْنة الزين

القمني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أُخْت الْمُحب مُحَمَّد وَفَاطِمَة. ولدت سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا فَإِنَّهَا أحضرت فِي جُمَادَى الأول سنة ثَمَان وَتِسْعين على الْجمال الحلاوي أَشْيَاء بل أسمعت عَلَيْهِ بعد ذَلِك، وَأَجَازَ لَهَا أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن قوام وَغَيرهمَا من الشاميين والتاج بن مُوسَى وَأحمد بن مُحَمَّد بن الْخَرَّاط وَآخَرُونَ من السكندريين وَحدثت أخذت عَنْهَا أَشْيَاء وأملقت جدا بِحَيْثُ أَقَامَت فِي رِبَاط أم الزيني بن مزهر مُدَّة وَكَانَت تقبل من الطّلبَة الْيَسِير وَرُبمَا ذهبت مَعَهم الى الحلاوية فِي الأبارين للإسماع. مَاتَت بعد ثقل سَمعهَا قَلِيلا فِي لَيْلَة الْخَمِيس حادي عشر ربيع الثَّانِي سنة ثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد 46 - (عَائِشَة) ابْنة النَّجْم أبي بكر بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عمر بن قوام البالسية ثمَّ الصالحية. سَمِعت على أبي بكر بن أَحْمد بن أبي مُحَمَّد المغاري وَعبد الْقَادِر ابْن القريشة وَحدثت سمع مِنْهَا الْأَئِمَّة كشيخنا وَذكرهَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: مَاتَت فِي ثَالِث عشر شعْبَان سنة ثَلَاث، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده 46 - (عَائِشَة) ابْنة أبي بكر الْمُسَمّى أَحْمد بن التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ. مَاتَت قبل استكمال عشرَة أشهر فِي ربيع الآخر سنة تسع وَخمسين 463 - (عَائِشَة) ابْنة الشّرف أبي بكر بن الحلاوي. كَانَت بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ. ذكرهَا البقاعي مُجَردا 464 - (عَائِشَة) المدعوة ستيتة ابْنة جَان بردي بن فرج بن منجك اليوسفي وتعرف بابنة منجك. مِمَّن حجت وجاورت، مَاتَت فِي صفر سنة خمس وَتِسْعين، وَكَانَت رئيسة حشمة وجيهة لَهَا اتِّصَال بالخوندات وغيرهن رَحمهَا الله (عَائِشَة) ابْنة أبي جَعْفَر، هِيَ ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر تَأتي 465 - (عَائِشَة) ابْنة حسن البيجوري ابْنة أُخْت فَقِيه الشَّافِعِيَّة الْبُرْهَان. تزَوجهَا ابْنه الشَّمْس مُحَمَّد وأستولدها أَحْمد وَإِبْرَاهِيم وَفَاطِمَة وأثكلت الثَّانِي، وَمَاتَتْ بعده بِنَحْوِ ثَلَاث سِنِين بعد أَن حجت وجاورت، وَكَانَت خيرة جَازَت الثَّمَانِينَ تَقْرِيبًا 466 - (عَائِشَة) ابْنة خلف بن حسن الطوخي القاهري أُخْت عمر الْمَاضِي 467 - (عَائِشَة) ابْنة سعد بن عبد الله المغربي القاهرية. تزَوجهَا الشهَاب الأسيوطي فَولدت لَهُ الولوي والمحبي وَغَيرهمَا وفارقها فَتزوّجت غَيره ثمَّ تأيمت حَتَّى مَاتَت وَقد عمرت وَأدْركت ولَايَة وَلَدهَا للْقَضَاء فِي الْعشْر الثَّانِي من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَسبعين وَأمّهَا فَاطِمَة ابْنة عَليّ بن الْجمال عبد الله الشهير بِأبي مَدين الغماري وَيعرف بِابْن قُرَيْش 468 - (عَائِشَة) ابْنة التَّاج عبد الله بن الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَاشم بن عبد

الْوَاحِد بن أبي حَامِد بن عشائر السّلمِيّ الْحلَبِي. ولدت بعد السِّتين وَسَبْعمائة وَسمعت من جدها الْخَطِيب الشهَاب أَحْمد وأبن صديق، وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة سبع وَسِتِّينَ الأحمدون ابْن عبد الْكَرِيم البعلي وَابْن يُوسُف الخلاطي وَابْن النَّجْم وَحسن بن الهبل والبهاء بن خَلِيل والموفق الْحَنْبَلِيّ ومحمود المنبجي والحراوي وَخلق، وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى والابي، وَذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجازت فِي الاستدعاء الَّذِي فِيهِ رَابِعَة انْتهى؛ مَاتَت فِي رَمَضَان سنة أَربع وَعشْرين بحلب 469 - (عَائِشَة) ابْنة الْعَفِيف عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أم عَليّ الْقرشِي، أمهَا فَاطِمَة ابْنة عُثْمَان بن يُوسُف بن أبي بكر النويري. تزَوجهَا قريبها ظهيرة بن حُسَيْن ثمَّ فَارقهَا فَتَزَوجهَا القَاضِي عز الدّين النويري وَولدت لَهُ وَمَات عَنْهَا فخلفه عَلَيْهَا أَخُوهُ أَولهمَا عمر وَمَات فَتَزَوجهَا الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن عَليّ النويري ثمَّ طَلقهَا تطيرا فَلم يلبث أَن مَاتَ، وَكَانَت خيرة. مَاتَت بِمَكَّة فِي رَجَب سنة سبع وَعشْرين. ذكرهَا الفاسي ثمَّ ابْن فَهد 470 - (عَائِشَة) ابْنة عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان أم عبد الله وَأم مُحَمَّد ابْنة الشَّيْخ عفيف الدّين العجمي الْمَكِّيّ أُخْت كمالية. تزَوجهَا النَّجْم عمر بن فَهد وأستولدها يحيى وَعبد الْعَزِيز وَغَيرهمَا ثمَّ فَارَقت فَبَقيت أَيّمَا على ولديها وفجعت بأولهما فَصَبَرت وتكررت زيارتها للمدينة وَهِي خيرة صابرة 47 - (عَائِشَة) ابْنة عبد الله الْحلَبِي تزَوجهَا الصَّالِحِي فَولدت لَهُ وَلدين ثمَّ مَاتَ عَنْهَا وَتَزَوَّجت بعده، وَمَاتَتْ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِمَكَّة أرخها ابْن فَهد 47 - (عَائِشَة) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة القرشية، أمهَا هَدِيَّة ابْنة سُلَيْمَان بن عَليّ بن الْجُنَيْد، درجت صَغِيرَة 473 - (عَائِشَة) ابْنة الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي، ولدت فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمعت بهَا من ابْن سَلامَة، وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن صديق والشهاب الْجَوْهَرِي والفرسيسي والقطب حفيد القطب الْحلَبِي وَآخَرُونَ، وَتَزَوجهَا الْعِمَاد عِيسَى بن مُوسَى بن عَليّ بن قُرَيْش وأولدها ثمَّ فَارقهَا فَتَزَوجهَا عَمه عبد الله ابْن عَليّ وأولدها أَيْضا ثمَّ فَارقهَا واتصلت بِغَيْرِهِ حَتَّى مَاتَت فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بِمَكَّة ودفنت بِقَبْر أَبِيهَا من المعلاة، وَكَانَت ذَات خير وَدين وَسُكُون. ذكرهَا الفاسي 474 - (عَائِشَة) ابْنة الزين عبد الرَّحْمَن بن الشَّمْس مُحَمَّد بن مَعْرُوف جدة أَوْلَادِي

مَاتَت فِي سَابِع ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسبعين بعد انصباب مَاء فِي إِحْدَى عينيها عدم ضوءها مِنْهُ وَعرض عَلَيْهَا الْقدح فَأَبت ثمَّ حصل لَهَا فالج كَانَ سَببه إِشَاعَة الصّلاح المكيني لوفاتي فِي حَال غيبتي أَنا وابنتها بالحجاز فأقامت بِهِ تِسْعَة أَيَّام لَا تعي الا قَلِيلا ثمَّ مَاتَت وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد فِي مشْهد فِيهِ عُلَمَاء وصالحون تقدمهم أَبُو السعادات البُلْقِينِيّ ودفنت بالصوفية البيبرسية جوَار قُبُور أسباطها. وَكَانَت خيرة حجت وزارت. ومولدها تَقْرِيبًا سنة أَربع وَثَمَانمِائَة عوضهَا الله الْجنَّة وجزاها عني خيرا 475 - (عَائِشَة) ابْنة عبد الرَّحِيم بن الْبَدْر مَحْمُود بن أَحْمد الْعَيْنِيّ أُخْت الشهابي أَحْمد لِأَبِيهِ وسبطه قلمطاي، أمهَا زَيْنَب ابْنة مُحَمَّد بن قلمطاي 476 - (عَائِشَة) ابْنة عبد الْقَادِر بن أبي الْقَاسِم بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهَا وأخوها أَحْمد 477 - (عَائِشَة) ابْنة عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أسعد بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن فلاح أم كَمَال ابْنة التَّاج أبي مُحَمَّد بن الْعَارِف بِاللَّه الْعَفِيف ابي مُحَمَّد اليافعي الْمَكِّيّ أُخْت الْجمال مُحَمَّد الْمَاضِي وأبوهما. ولدت فِي رَجَب سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهَا التنوخي وَابْن الذَّهَبِيّ وَابْن العلائي وَآخَرُونَ؛ أجازت لنا. وَمَاتَتْ فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ بِمَكَّة رحمهمَا الله (عَائِشَة) ابْنة عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد أم كُلْثُوم، فِي الكنى 478 - (عَائِشَة) ابْنة عَليّ بن أَحْمد البتنوني الأَصْل القاهرية أُخْت مُحَمَّد الْمَاضِي، كَانَت محتشمة شَدِيدَة الِاخْتِصَاص بخوند االاينالية وَلها ثروة وَملك من إنشائها. مَاتَت فِي صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وورثها ابْن أَخِيهَا الْمشَار إِلَيْهِ وَغَيره عَفا الله عَنْهَا ورحمها 479 - (عَائِشَة) ابْنة عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي الدقوقي. تزَوجهَا أَبُو الْفضل ابْن عبد الله الْحرَازِي فَولدت لَهُ أَحْمد ثمَّ طَلقهَا فَتَزَوجهَا القَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن عَليّ النويري وَولدت لَهُ أَوْلَاده كلهم، وَمَاتَتْ تَحْتَهُ فِي مَكَّة، ذكرهَا ابْن فَهد 480 - (عَائِشَة) ابْنة عَليّ بن عبد الله بن عَطِيَّة الرِّفَاعِي وتعرف بالظاهرية. أنشأت رِبَاطًا بِأَسْفَل مَكَّة يعرف بهَا ووقفت عَلَيْهِ دَارا بِبَاب الصَّفَا مطلة على الْمَسْجِد صَارَت بعد لإِبْرَاهِيم ابْن أخي ابْن الزَّمن وَكَانَت قَائِمَة بالمشيخة على وَجههَا بَينهُنَّ من تَسْبِيح وأوراد وَذكر واجتماعية لذَلِك فِي كل سبت وإطعام بِحَيْثُ لم تخلف مثلهَا فِي مَجْمُوعَة، وَمَاتَتْ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَلَاثِينَ ودفنت بفسقية من رباطها أعدتها لنَفسهَا. أرخها ابْن فَهد 48 - (عَائِشَة) ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن مَنْصُور ام عَليّ ابْنة الصَّدْر الحرانية الدمشقية الذهبية زوج الْحَافِظ الشَّمْس الْحُسَيْنِي ووالدة ابْنه الْعَلَاء عَليّ؛ سَمِعت مَعَ وَلَدهَا عَليّ عمر بن عُثْمَان بن سَالم بن خلف وَمُحَمّد بن أزبك

الخزنداري وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم الْبَيَانِي والبدر أبي الْعَبَّاس بن الجوخي وَابْن الخباز وَأحمد ابْن عبد الرَّحْمَن المرداوي وَغَيرهم فَمَا سمعته على الأول جُزْء الغطريف ومأخذ الْعلم لِابْنِ فَارس وَعلي الثَّانِي تَاسِع المحامليات وعَلى الثَّالِث جُزْء أبي عمر الزَّاهِد غُلَام ثَعْلَب وعَلى الرَّابِع منتقى الْمزي من جُزْء مُحَمَّد بن هَارُون الْحَضْرَمِيّ وعَلى الْأَخيرينِ جُزْء ابْن عَرَفَة، وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى والابي، وَذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أجازت لرابعها وَأَخَوَاتهَا فِي سنة خمس عشرَة وَلمن سمع صَحِيح مُسلم على ابْن الكويك وَكنت مِنْهُم، وَمَاتَتْ فِي رَمَضَان سنة خمس عشرَة عَن بضع وَسبعين سنة، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده 48 - (عَائِشَة) ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن أبي الْفَتْح بن هَاشم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن نصر الله بن أَحْمد أم عبد الله وَأم الْفضل المدعوة سِتّ الْعَيْش ابْنة الْعَلَاء أبي الْحسن الْكِنَانِي القاهرية الحنبلية الْمَاضِي وَلَدهَا الْعِزّ أَحْمد وشقيقها عبد الله وهما سبطا أبي الْحرم القلانسي أمهما سَوْدَة. ولدت فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وأحضرت على جدها لأمها أبي الْحرم خَمْسَة مجَالِس من ثَمَانِيَة من الْفَوَائِد الغيلانيات وعَلى الْعِزّ أبي عمر بن جمَاعَة والموفق الْحَنْبَلِيّ الْأَوَّلين من فَوَائِد ابْن بَشرَان وَعلي أَولهمَا فَقَط قِطْعَة من مُسْند الشَّافِعِي وعَلى الحراوي الْمجْلس الاول من فضل الْخَيل للدمياطي فِي آخَرين. وَأَجَازَ لَهَا ابْن قَاضِي الْجَبَل والخلاطي وَجَمَاعَة من الشاميين والمصريين وقرأت بعض الْقُرْآن وتعلمت الْخط وَحدثت سمع عَلَيْهَا الْأَئِمَّة، وَخرج لَهَا الزين رضوَان جُزْءا فِيهِ عشاريات وتساعيات مبتدئا بالمسلسل، وَذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَبين بعض مرويها، وَقَالَ فِي أنبائه أَكثر عَنْهَا الطّلبَة بِآخِرهِ وَكَانَت خيرة وتكتب خطبا جيدا، وَكَذَا ذكرهَا المقريزي فِي عقوده وَقَالَ كَانَت امْرَأَة خيرة صَالِحَة تكْتب كِتَابَة حَسَنَة وَلها فهم مليح انْتهى، وَكَانَت خيرة صَالِحَة فاضلة كاتبة للمنسوب حَسْبَمَا رَأَيْت ورقة من خطها، فهمه مستحضرة للسيرة النَّبَوِيَّة تكَاد أَن تذكر الْغَزْوَة بِتَمَامِهَا ذاكرة لأكْثر الغيلانيات وَغَيرهَا من الْأَحَادِيث حافظة لكثير من الْأَشْعَار سِيمَا ديوَان الْبَهَاء زُهَيْر سريعة الْحِفْظ بِحَيْثُ كَانَت تَقول حفظت خمس أَبْيَات مواليا بِعشْرين قرينَة من مرّة وَاحِدَة. من بَيت علم وَرِوَايَة؛ كل ذَلِك مَعَ متانة الدّيانَة وَكَثْرَة التَّعَبُّد والمحاسن الجمة قل أَن ترى الْعُيُون فِي النِّسَاء مثلهَا. وَقد حجت وزارت مَعَ وَلَدهَا بَيت الْمُقَدّس والخليل غير مرّة وَحدثت هُنَاكَ أَيْضا وَأخذ عَنْهَا غير وَاحِد من الْأَعْيَان، قَالَ البقاعي كتبت الْكِتَابَة الْحَسَنَة وَكَانَت من الذكاء على جَانب كَبِير تطالع كتب الْفِقْه

فتفهم وَتحفظ شعرًا كثيرا مرت على ديوَان الْبَهَاء زُهَيْر ومصارع العشاق والسيرة النَّبَوِيَّة لِابْنِ الْفُرَات وسلوان المطاع لِابْنِ ظفر فَكَانَت تحفظ غالبها وتذاكر بِهِ، وَكَانَت خيرة دينة من صباها الى أَن توفيت على سمت وَاحِد فِي مُلَازمَة الصَّلَاة وَالْعِبَادَة والأذكار، وَلم تتَزَوَّج بعد وَفَاة القَاضِي برهَان الدّين وَرَأَتْ فِي صغرها فِي الخرقى أَن جَمِيع النَّجَاسَات تغسل سبعا فَرسَخ ذَلِك عِنْدهَا فَكَانَت تشدد فِي أَمر التَّطْهِير؛ مَاتَت بعد عصر يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشري ذِي الْقعدَة سنة أَرْبَعِينَ ودفنت من الْغَد رَحمهَا الله وإيانا. وَهِي خَاتِمَة أَصْحَاب جدها وَالَّذين بعده بِالسَّمَاعِ 483 - (عَائِشَة) ابْنة عَليّ بن مَنْصُور العقبي والدها وَهِي ابْنة أُخْت شَيخنَا الزين رضوَان. ذكرهَا البقاعي مُجَردا 484 - (عَائِشَة) ابْنة عمر بن مُحَمَّد أُخْت الشَّمْس مُحَمَّد بن الزَّمن وَزوج الشَّمْس البُخَارِيّ إِمَام الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة الماضيين، مَاتَت فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين ودفنت بتربة أَخِيهَا عِنْد زَوجهَا، وَكَانَت خيرة صابرة رَحمهَا الله 485 - (عَائِشَة) ابْنة عمر كور الْهِنْدِيّ المكية أُخْت حُسَيْن الْبَانِي؛ مَاتَت فِي صفر سنة خمس وَثَمَانِينَ بِمَكَّة 486 - (عَائِشَة) ابْنة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب أم كُلْثُوم ابْنة المرشدي. ولدت فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وأحضرت على ابْن صديق وَالشَّمْس بن سكر بل أسمعت على أَولهمَا وَالْمجد اللّغَوِيّ والزين المراغي، وأجازت لَهَا فِي سنة مولدها الشَّمْس السكرِي الْمدنِي ثمَّ النُّور على بن حسن الخزرجي وَتَزَوجهَا الْجمال مُحَمَّد الْأَصْغَر بن عَليّ بن عمر الفاكهي. وَمَاتَتْ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين 487 - (عَائِشَة) ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن سلمَان البالسية ثمَّ الصالحية أُخْت عمر الْمَاضِي وَيُقَال لَهَا ضوء الصَّباح. أحضرت فِي الثَّانِيَة على الشهَاب أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي مشيخته وَسمعت على عَليّ بن أبي بكر الْحَرَّانِي صفة الْجنَّة لأبي نعيم وَحدثت سمع مِنْهَا الْأَئِمَّة كشيخنا وَذكرهَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَت فِي الكائنة الْعُظْمَى سنة ثَلَاث، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده 488 - (عَائِشَة) ابْنة الشهَاب أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن الضياء مُحَمَّد عُثْمَان أم عمر الْقرشِي الْأمَوِي الْحلَبِي الشَّافِعِي ابْنة ابْن العجمي الْمَاضِي أَبوهَا وَزوجهَا الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن العديم وولدهما. ولدت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهَا عَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بِهِ عبد الْهَادِي والشهاب بن حجي، وَحدثت سمع مِنْهَا الطّلبَة قَرَأت عَلَيْهَا بحلب وَهِي من بَيت رياسة وفخر بهَا. مَاتَت فِي

489 - (عَائِشَة) ابْنة الامير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن الْعَطَّار شَقِيقَة سارة وَفَاطِمَة المذكورتين فِي محليهما. تزَوجهَا سودون دقماق وطيبغا البدري الخاصكيين واستولدها الاول نَاصِر الدّين مُحَمَّد احْمَد المقطعين وَالثَّانِي فَاطِمَة الْآتِيَة وَكَذَا تزَوجهَا السراج عمر البلبيسي الْعَالم وَمَات فتأيمت بعده حَتَّى مَاتَت فِي ذِي الْحجَّة سنة احدى وَتِسْعين، وَقد حجت وَكَانَت قارئة كاتبة (عَائِشَة) ابْنة الزين مُحَمَّد بن الزين أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن عبد الله الطَّبَرِيّ المدعوة سعيدة. سلفت فِي السِّين 490 - (عَائِشَة) ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن النَّجْم الصُّوفِي الْمصْرِيّ المكية وَأمّهَا زَيْنَب ابْنة الْبُرْهَان ابراهيم بن أَحْمد الاردبيلي تزَوجهَا الشهَاب أَحْمد بن الشَّمْس مُحَمَّد المعيد الْحَنَفِيّ وأولدها عدَّة. وَمَاتَتْ وَقد قاربت الْأَرْبَعين فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَعشْرين بِمَكَّة. ودفنت بالمعلاة وَقد قاربت الاربعين، ذكرهَا الفاسي فِي أمهَا 49 - (عَائِشَة) ابْنة القَاضِي أبي الْبَقَاء مُحَمَّد بن أَحْمد بن الضياء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ. ولدت فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، وَتَزَوجهَا ابو السُّعُود بن الاقصراني بِمَكَّة فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وسافر بهَا مَعَه الى الْقَاهِرَة فِي موسمها وأولدها ثمَّ فَارقهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَرجعت فِيهَا لمَكَّة مَعَ أَخِيهَا الشهَاب أَحْمد ثمَّ تزَوجهَا اسمعيل بن فَارس فِي سنة أَربع وَسبعين بِمَكَّة ثمَّ فَارقهَا وتأيمت حَتَّى مَاتَت فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسبعين بمنى وحملت الى المعلاة فدفنت عِنْد أَهلهَا 49 - (عَائِشَة) ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن حسن بن سُوَيْد سبطة الْجلَال البُلْقِينِيّ وَأُخْت الصَّدْر مُحَمَّد الْمَاضِي أمهما عزيزة. ولدت تَقْرِيبًا سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَتَزَوجهَا ابْن عَمها فتح الدّين بن سُوَيْد ثمَّ قريبها أَبُو الْبَقَاء بن الْعلم البُلْقِينِيّ وَولدت لَهُ، وَعبد الْقَادِر بن الرَّحبِي بل تزَوجهَا أَبُو السعادات البُلْقِينِيّ أَيَّامًا فِي سفر زَوجته وتأيمت مُدَّة وَمَاتَتْ فِي يَوْم عيد النَّحْر سنة احدى وَتِسْعين بعد أَن حصلت لَهَا مَا خولية أودعب بِسَبَبِهَا البيمار ستان أَيَّامًا ثمَّ أخرجتها زَيْنَب خَالَتهَا حَتَّى مَاتَت عِنْدهَا 493 - (عَائِشَة) ابْنة الْبَهَاء مُحَمَّد بن الْبَدْر حسن بن عبد الله بن الْبُرْجِي، وَأمّهَا إِمَّا ابْنة السراج البُلْقِينِيّ أوولده الْبَدْر. تزَوجهَا قَاسم البُلْقِينِيّ وَولدت لَهُ أَوْلَادًا مَاتُوا فِي حياتهما، وَمَاتَتْ قبل الْخمسين 494 - (عَائِشَة) ابْنة أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الحسني الفاسي شَقِيقَة خَدِيجَة الْمَاضِيَة، ولدت فِي رَجَب سنة احدى وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة خمس وَتِسْعين ابْن منيع وَعبد الله

ابْن خَلِيل الحرستاني وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي والتنوخي، وَتَزَوجهَا الشريف عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عَليّ الفاسي بعد أُخْتهَا شقيقتها. وَمَاتَتْ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَعشْرين بِمَكَّة، ذكرهَا الفاسي فِي أُخْتهَا 495 - (عَائِشَة) ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف ابْن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام مُسندَة الدُّنْيَا أم مُحَمَّد الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي؛ ولدت فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة وأسمعت على الحجار والشرف عبد الله بن الْحسن وَعبد الْقَادِر بن الْمُلُوك وَخلق، فمما سمعته على الاول الصَّحِيح وعَلى الثَّانِي صَحِيح مُسلم وعَلى الثَّالِث سيرة ابْن هِشَام، وَأَجَازَ لَهَا ابْن الزراد واسمعيل بن عمر بن الْحَمَوِيّ وست الْفُقَهَاء ابْنة الواسطى وَيحيى ابْن فضل الله والبرهان الجعبري والبرهان بن الفركاح وَأَبُو الْحسن الْبَنْدَنِيجِيّ وَعبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف والشرف بن الْبَارِزِيّ وابراهيم بن صَالح بن العجمي وَآخَرُونَ، وعمرت حَتَّى تفردت عَن جلّ شيوخها بِالسَّمَاعِ والاجازة فِي سَائِر الْآفَاق وروت الْكثير وأخد عَنْهَا الْأَئِمَّة سِيمَا الرحالة فَأَكْثرُوا، وَكَانَت سهلة فِي الاسماع لينَة الْجَانِب حَدثنَا عَنْهَا خلق والرواة عَنْهَا الْآن بالاجازة كَثِيرُونَ وَأما بِالسَّمَاعِ فَفِي الشَّام بل والخطيب بن أبي عمر الْحَنْبَلِيّ سمع مِنْهَا بعض ذمّ الْكَلَام للهروى وَمِمَّنْ أَكثر عَنْهَا شَيخنَا وَذكرهَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ إِنَّهَا مَاتَت فِي ربيع الأول سنة سِتّ عشرَة يعْنى بصالحية دمشق بعد أَن أجازت لزين خاتون ورابعة وَمُحَمّد اولاده، وَهِي آخر من حدث بالبخاري عالياُ بِالسَّمَاعِ، وَمن الِاتِّفَاق العجيب ان سِتّ الوزراء ابْنة عمر بن اِسْعَدْ بن المنجا كَانَت آخر من حدث من النِّسَاء عَن ابْن الزبيدِيّ فِي الدُّنْيَا وَمَاتَتْ سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة وزادت عَلَيْهَا بِأَن لم يبْق من الرِّجَال ايضاً مِمَّن سمع على الحجار رَفِيق سِتّ الوزراء فِي الدُّنْيَا غَيرهَا وَبَين وفاتيهما مائَة سنة سَوَاء، وَهِي فِي عُقُود المقريزى 496 - (عَائِشَة) ابْنة الْكَمَال مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن الْهمام. وَتَزَوجهَا الْبَدْر البنهاوي اخو نَاصِر الدّين بن أصيل لأمه فَولدت لَهُ، وحجت هِيَ وَزوجهَا مَعَ ابيها فِي موسم سنة سِتّ وَخمسين وأظنها رجعت مَعَ زَوجهَا وَلم تكن مجاورة مَعَ ابيها. وَلما مَاتَ البنهاوي تزوج بهَا الْبَهَاء بن المحرقي ثمَّ فَارقهَا وتعبت بِسَبَب وَلَدهَا من الأول سِيمَا بعد موت عبد الْوَهَّاب الهمامي وقدمت مَكَّة فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين فجاورت الَّتِي تَلِيهَا وقدمت عَلَيْهَا امها فَاطِمَة ابْنة ابي الْخَيْر بحراً فَلم تلبث ان مَاتَت بعد يَوْمَيْنِ كَمَا سَيَأْتِي

497 - (عَائِشَة) ابْنة مُحَمَّد بن عِيسَى بن عبد الله ام مُحَمَّد ابْنة الامام الشَّمْس ابي عبد الله البعلي اجاز لَهَا ابْن الْقيم والرانسي ومظفر وَجَمَاعَة مَاتَت سنة تسع وَعشْرين 498 - (عَائِشَة) المدعوة سَعَادَة ابْنة مُحَمَّد بن فتح الطَّائِفِي. تزَوجهَا عبد الْوَاحِد ابْن الزين مُحَمَّد بن احْمَد بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ فَولدت لَهُ فَاطِمَة وَأم الْحُسَيْن وَأم كُلْثُوم (عَائِشَة) ابْنة أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن احْمَد ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة ام كَمَال الْقرشِي. فِي الكنى (عَائِشَة) ابْنة أبي الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ النويري. فِي أم كَمَال أَيْضا (عَائِشَة) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابراهيم الطَّبَرِيّ. فِي أم كَمَال أَيْضا 499 - (عَائِشَة) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر بن يفتح الله السكندري أُخْت على الْمَاضِي. ولدت فِي منتصف رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة 500 - (عَائِشَة) العجمية وتلقب خاتون وَالِدَة سِتّ الْكل ابْنة ابراهيم الجيلانية الْمَاضِيَة. كَانَت ذَات ملاءة وَخير ومروءة تسكن بعدن من الْيمن وترردت لمَكَّة فِي التِّجَارَة مرَارًا. وَمَاتَتْ بهَا فِي اثناء سنة احدى. ذكرهَا الفاسي 50 - (عَائِشَة) ابْنة الحريري أُخْت جارنا الشهَاب أَحْمد وَأم أَحْمد الْحِجَازِي كَانَت خيرة أثكلت وَلَدهَا الْمشَار اليه. وَمَاتَتْ وَقد قاربت الثَّمَانِينَ فَأكْثر غرُوب لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سادس رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبعين بعد أَن وقفت ملكهَا المجاور لنا على خبز فِي لَيْلَة وَقت الغمرى وَقِرَاءَة وَغير ذَلِك ودفنت من الْغَد عِنْد وَلَدهَا عوضهما الله خيرا 50 - (عزيزة) ابْنة شاهين الكركي سبطة شَيخنَا وشقيقة يُوسُف الْمَاضِي. أجَاز لَهَا فِي سنة ثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا جمَاعَة. وَمَاتَتْ فِي حَيَاة أَبَوَيْهَا 503 - (عزيزة) ابْنة شعْبَان مهتار الركبخاناة الاشرفية اينال وَزوج اقبردى التماسيحي أَمِير الراكز بِمَكَّة وَأُخْت الْمُؤَيد أَحْمد من الرَّضَاع. مَاتَت بِمَكَّة فِي عصر مستهل شعْبَان سنة سبع وَتِسْعين بعد تعلل مُدَّة ودفنت بتربة الانصاري 504 - (عزيزة) ابْنة الْجلَال عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان البُلْقِينِيّ. تزَوجهَا الشَّمْس بن سُوَيْد فَولدت لَهُ الصَّدْر وَعَائِشَة. وَمَاتَتْ فِي حَيَاة أَبِيهَا سنة ثَلَاث وَعشْرين 505 - (عزيزة) ابْنة عَليّ بن أَحْمد الزيَادي بِالتَّشْدِيدِ القاهري أُخْت مُحَمَّد وَأحمد الماضيين. ولدت تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَتزَوج بهَا الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين بِالْقَاهِرَةِ بِأخرَة بعد غَيره وسافرت بعده لآجله مَعَ أخويها فجاورت مَعَهُمَا وَمَا حصل الْغَرَض لاطلاع ابْنه عَمه وَعدم قدرته على غَضَبهَا بل كَانَ سَببا لفراقها ثمَّ عَادَتْ اليه بعد حَتَّى مَاتَ وَهِي فِي عصمته ثمَّ مَاتَت هِيَ فِي شَوَّال سنة تسع وَسبعين رَحمهَا الله

506 - (عزيزة) ابْنة الزين قَاسم بن قطلوبغا الْحَنَفِيّ زوج الْمُحب مُحَمَّد بن يُونُس أخى السَّيْف الْحَنَفِيّ وَأم أَوْلَاده واخت المحمدين الماضيين. مَاتَت فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر الْمحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ بِالْبَيْتِ الْمَعْرُوف بعم زَوجهَا من نواحي الصليبة وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد فِي سَبِيل المؤمنى فِي طَائِفَة ثمَّ دفنت عِنْد أَبِيهَا بسيدى عقبَة من القرافة. ومولدها سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وتعلمت الْخط وقرأت مَا تيَسّر وَسمعت على جدة زَوجهَا أم هَانِئ الهورينية وَغَيرهَا وَكَانَت خيرة أثكلت عدَّة أَوْلَاد بل غرق لَهَا ولد قبيل مَوتهَا بِيَسِير فِي بركتهم فكظمت وَلم تبث عوضهما الله الْجنَّة 507 - (عزيزة) ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن بِلَال الْعَدوي القاهري الْمَالِكِي شَقِيقَة أُمِّي آمِنَة ووالدة فَاطِمَة ابْنة مُحَمَّد الْآتِيَة، مَاتَت سنة بضع وَثَلَاثِينَ بعد تعلل طَوِيل رحم الله شبابها وعوضها الْجنَّة (عزيزة) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْعَزِيز. فِي هَاجر (عزيزة) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابراهيم الطَّبَرِيّ. فِي عُلَمَاء 508 - (عصمَة) ابْنة مُحَمَّد بن رشيد الدّين أم البركات ابْنة المعمر الخواجا الشَّمْس ابْن الخواجا الشغري الابرقوهي. ولدت فِي رَجَب سنة احدى عشرَة وَسَبْعمائة وعمرت حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهَا الطاووسي بالاجازة الْعَامَّة بعض ثلاثيات البُخَارِيّ وَغَيرهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَقَالَ أَن أَبَاهَا عمر أَيْضا فانه عَاشَ مائَة وأربعاً وَعشْرين سنة (عفيفة) ابْنة القَاضِي أبي الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد عَليّ بن أَحْمد النويري فِي أم هَانِئ (علا) بِضَم أَولهَا ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى ابراهيم الطَّبَرِيّ فِي خَدِيجَة 509 - (علما) ابْنة أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة أبن ظهيرة الْقرشِي. درجت صَغِيرَة 510 - (علما) ابْنة الشهَاب أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة أم أَحْمد القرشية المخزومية المكية مها أمهَا كُلْثُوم ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد الْهَاشِمِي. أجَاز لَهَا فِي سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا العلائي والعز بن جمَاعَة والقلانسي وناصر الدّين الفارقي والخلاطي فِي آخَرين كالمعين بن الرصاص وَمُحَمّد بن عَليّ القطرواني، وَحدثت سمع مِنْهَا التقي بن فَهد وَأَخُوهُ وَابْنه أَبُو بكر وَكَانَ فِيهَا خير وَدين، تزَوجهَا ابْن عَمها الْجمال بن ظهيرة فَولدت لَهُ ابناء الْمُحب أَحْمد وسعادة ام كُلْثُوم وَغَيرهمَا وَمَات عَنْهَا ثمَّ مَاتَت فِي سنة ثَمَان عشرَة بِمَكَّة؛ وَذكرهَا الفاسي وَقَالَ مَا علمتها حَدِيث 51 - (علما) ابْنة أَحْمد بن أبي الْبَقَاء مُحَمَّد بن أَحْمد بن الضياء الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ

مَاتَت فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين بعد أَن اسقطت جَنِينا 51 - (عُلَمَاء) ابْنة الْمُحب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أم مُحَمَّد القرشية، أمهَا كمالية ابْنة الشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي. ولدت فِي رَجَب سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهَا ابْن طولوبغا والتاج بن بردس وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وَجَمَاعَة وَتَزَوجهَا ابْن عَمها عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة وَبعده قريبها أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر بن أبي السُّعُود واستولدها كل مِنْهُمَا. وَمَاتَتْ فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة 513 - (علما) ابْنة ابي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم ام مُحَمَّد الطَّبَرِيّ المكية اخت حَسَنَة الْمَاضِيَة، امها أم هَانِئ ابْنة أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي. ولدت سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي قبلهَا وَسمعت على عمتيها الفاطمتين ام الْحسن وام الْحُسَيْن ابتي احْمَد بن الرضى، وَأَجَازَ لَهَا النشاورى وَابْن حَاتِم وَغَيرهمَا وَتَزَوجهَا يُوسُف بن أبي الْقسم الْيَمَانِيّ الحنيفي وَولدت لَهُ أَوْلَادًا ثمَّ طَلقهَا، وَكَانَت خيرة دينة لَكِن تعتريها حَالَة يقل فِيهَا ضَبطهَا، روى عَنْهَا النَّجْم ابْن فَهد، وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَعشْرين بِمَكَّة 514 - (علما) ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن الرضى مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم وَتسَمى أَيْضا أمة الْعَزِيز عزيزة تمّ البركات الطبرية أمهَا أم الْحُسَيْن ابْنة مُحَمَّد بن أبي بكر المرشدي ولدت فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة 515 - (علما) ابْنة الْهمام بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن العلوى. تزَوجهَا عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة فَولدت لَهُ مباركة الْآتِيَة 516 - (عمائم) وتدعى ستيتة ابْنة الْعلم صَالح بن السراج عمر بن رسْلَان البُلْقِينِيّ شَقِيقَة الف وَفتح الدّين مُحَمَّد الماضيين. ولدت فِي أَوَاخِر سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة أَو أَوَائِل الَّتِي بعْدهَا بحارة آبائها ونشأت فِي كنف أَبَوَيْهَا فَتَزَوجهَا حفيد عَمها أَبُو السعادات واستمرت تَحْتَهُ حَتَّى مَاتَت بعد أَن حجت واستولدها أَوْلَادًا قدماهم، وَكَانَت خيرة صينة رئيسة متوددة. مَاتَت فِي ثامن عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَصلى عَلَيْهَا بِجَامِع الْحَاكِم ودفنت عِنْد أمهَا بمدرسة جدهم وَاتفقَ زَوجهَا واخوتها على الغاء مَا كَانَت حَبسته فِي مرض مَوتهَا وتصيير مِيرَاثا رَحمهَا الله 517 - (عمائم) ابْنة نصر الله بن عبد الْغنى بن عبد الله عمَّة التَّاج المقسي. مَاتَت فِي ربيع الأول سنة احدى وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهَا بمصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد خَفِيف 518 - (عمائم) ابْنة زوج الشَّمْس الامشاطي الْحَنَفِيّ ووالدة أبي الْفَوْز الْمَاضِي.

حرف الغين المعجمة

مَاتَت فِي ذى الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانِينَ بعد تعللها مُدَّة وَصلى عَلَيْهَا برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل ثمَّ دفنت بحوش قريب من الرَّوْضَة بِتِلْكَ النواحي وتأسف زَوجهَا عَلَيْهَا وَظهر حزنه وكآبته وَكَانَ قد حفظ صحبتهَا وَقدم عشرتها بحث رام مِنْهُ غير وَاحِد التَّزَوُّج فَامْتنعَ مِنْهُ بل وَمن التسرى وغبطها النِّسَاء بِهَذَا وَقد حجت مَعَه وجاورت فِي الرجبية وأثكلت عدَّة أَوْلَاد مِنْهُ وَمن غَيره وَلم يكن بهَا بَأْس رَحمهَا الله وإيانا 519 - (عنقاء) ابْنة عبد الْوَهَّاب بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر. تزَوجهَا ابْن عَمها عبد الْغَنِيّ بن شَاكر واستولدها ابْنه التَّاج عبد اللَّطِيف وحجت 520 - (عيناء) ابْنة أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد السنبسي وَالِدَة القَاضِي نور الدّين عَليّ بن أبي الْيمن وتدعى توفيق. تزَوجهَا القَاضِي أَبُو الْيمن النويري واستولدها ابْنه الْمشَار اليه. وَمَاتَتْ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد (حرف الْغَيْن الْمُعْجَمَة) 52 - (غَالِيَة) ابْنة شَيخنَا أبي الْفضل أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حجر. ولدت فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة. وَمَاتَتْ فِي الطَّاعُون فِي ربيع الأول سنة تسع عشرَة 52 - (غَالِيَة) ابْنة الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَكْنُون سبطة شَيخنَا أمهَا رَابِعَة. أجَاز لَهَا جمَاعَة. وَمَاتَتْ فِي حَيَاة أَبَوَيْهَا 523 - (غَالِيَة) ابْنة الْحَاج يُوسُف الاميوطي ابْنة عَم أم اولادي وَأُخْت أَحْمد. تزَوجهَا شمس الدّين الشويهد واستولدها ثمَّ غَيره وَلم يحصل على طائل. مَاتَت فِي شعْبَان سنة سِتّ وَتِسْعين وَقد جَازَت السِّتين عوضهَا الله الْجنَّة 524 - (غزال) أم عبد اللَّطِيف النوبية القلقشندية تَقِيّ الدّين اسمعيل الْمَقْدِسِي. سَمِعت من الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وجزء البطاقة ونسخة ابراهيم بن سعد وَغَيرهَا، وَحدثت سمع مِنْهَا شَيخنَا وَذكرهَا فِي مُعْجَمه وَكَذَا سمع مِنْهَا غير وَاحِد من شُيُوخنَا. وَمَاتَتْ فِي سنة اثْنَتَيْنِ 525 - (غزال) الحبشية مولاة النَّجْم الاصفوني، كَانَت دينة خيرة عمرت نَحْو تسعين سنة، وَمَاتَتْ فِي أَوَائِل سنة عشر ودفنت بالمعلاة. ذكرهَا التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه 526 - (غصون) ابْنة النُّور أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم أم الوفا العقيلية النويرية المكية. ولدت بهَا فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لَهَا التنوخى وَابْن الشيخة والبلقيني والعراقي والهيثمي وَابْن الملقن وَمَرْيَم الاذرعية وَآخَرُونَ اجازت لنا وَكَانَت صينة أصيلة. مَاتَت فِي شَوَّال سنة خمس وَخمسين ودفنت فِي المعلاة

حرف الفاء

(حرف الْفَاء) 527 - (فَاخِتَة) ابْنة مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ أم الْهدى ابْنة الشَّيْخ الْحَنَفِيّ. تزَوجهَا خَلِيل بن شاهين الشيخي بعد السّبْعين وَثَمَانمِائَة وَمَات عَنْهَا وترجمها وَلَده بالواعظة المسلكة الْخيرَة. مَاتَت فِي 528 - (فَاطِمَة) ابْنة ابراهيم بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن الشَّيْخ نجم الدّين بن عبد الْمُعْطِي الْبرمَاوِيّ ثمَّ القاهري أُخْت عُثْمَان وَعبد الْغَنِيّ وَغَيرهمَا وَزوج عمر بن ابراهيم القمنى. ولدت سنة سبعين تَقْرِيبًا أَو بعْدهَا وَأَجَازَ لَهَا فِي استدعاء مؤرخ بِسنة ثَمَان وَتِسْعين أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن العلائي وَجَمَاعَة، وَحدثت باليسير قَرَأت عَلَيْهَا جُزْء الْقَزاز. وَمَاتَتْ فِي ربيع الثَّانِي سنة احدى وَخمسين بعد زَوجهَا بأَرْبعَة أَيَّام 529 - (فَاطِمَة) ابْنة الْبُرْهَان ابراهيم بن عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ظهيرة اخت الْجمال أبي السُّعُود وَأمّهَا أمه لأَبِيهَا. ولدت فِي جُمَادَى الأولى سنة احدى وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَتَزَوجهَا ابْن عَمها فائز بن الْفَخر ابي بكر وَهِي أسن مِنْهُ الْيَسِير وَكَانَ المهم فِي شعْبَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَنا بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة ورزق مِنْهَا الاولاد، وَمَاتَتْ تَحْتَهُ بعد النّفاس فِي ربيع الأول سنة سبع وَتِسْعين وَكثر الثَّنَاء على حشمتها وتوددها وبرها وعقلها وَلم يكن بأسرع من موت الْمَوْلُود عوضهَا الله الْجنَّة 530 - (فَاطِمَة) ابْنة ابراهيم بن عمر بن مُحَمَّد الزرعى ثمَّ القاهري ابْنة أخى التَّاج عبد الْوَهَّاب الْمَاضِي وابوها تزَوجهَا غير وَاحِدًا آخِرهم السراج عَم القليوبي. وَمَاتَتْ فِي أَوَاخِر رَجَب سنة تسع وَثَمَانِينَ عَن نَحْو السّبْعين فَأكْثر، وَكَانَت حشمة خيرة عَاقِلَة حجت غير مرّة وجاورت، وفيهَا بر وصلَة للْفُقَرَاء والارامل وَلذَا أوصت بمبرات وخيرات، وَهِي ام أبي الهائم الْمَاضِي رَحمهَا الله وإيانا 53 - (فَاطِمَة) ابْنة أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْبونِي الْمَكِّيّ أُخْت مُحَمَّد الْمَاضِي وأبوهما. مَاتَت بِمَكَّة فِي رَجَب سنة سِتّ وَسبعين، أرخها ابْن فَهد 53 - (فَاطِمَة) ابْنة أَحْمد بن أرغون شاه الاشرفي شعْبَان بن حُسَيْن أُخْت خَلِيل الْمَاضِي وأبوهما، وَأمّهَا مُسْتَوْلدَة أَبِيهَا. تزَوجهَا الناصري مُحَمَّد بن الظَّاهِر جقمق حِين امرية ابيه وَعمل أَبوهُ لذَلِك مهما حافلاً واستمرت تَحْتَهُ حَتَّى مَاتَ وَخلف مِنْهَا ابْنه وَتَزَوجهَا بعده الناصري كسباي الشمسي. وَمَاتَتْ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين تَقْرِيبًا 533 - (فَاطِمَة) ابْنة أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة القرشية المكية، أمهَا زَيْنَب ابْنة الْمُحب بن ظهيرة، سَمِعت من حسن ابْنة الحافي والتقي بن فَهد وَغَيرهمَا، وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة؛ وَتَزَوجهَا ابْن عَمها

عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن ظهيرة فَولدت لَهُ يحيى وَغَيره. وَمَاتَتْ فِي غرَّة الْمحرم سنة تسع وَسبعين بِمَكَّة 534 - (فَاطِمَة) ابْنة أَحْمد بن حسن وامها بركمة ابْنة اخت شَيخنَا الزين رضوَان ذكرهَا البقاعي مُجَردا 535 - (فَاطِمَة) ابْنة الشهَاب أَحْمد بن خلف بن حسن الطوخي. اخت اسماء 536 - (فَاطِمَة) ابْنة الشريف أَحْمد بن رميثة بن أبي نمى الحسنية المكية، كَانَت زوجا للشريف عنان بن مغامس بن رميثة وَطَلقهَا وَتوفيت ظنا غَالِبا فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى عشرَة بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة. ذكرهَا الفاسي 537 - (فَاطِمَة) ابْنة الشهَاب احْمَد بن سُلَيْمَان بن احْمَد بن عمر بن عوجان بِمُهْملَة ثمَّ وَاو وجيم مفتوحات الْمَاضِي ابوها وجدهَا واخوها مُحَمَّد ام الْكَمَال بن ابي شرِيف واخيه ابراهيم وقطنت مَعَ وَلَدهَا الْقَاهِرَة مُدَّة حَتَّى مَاتَت فِي اول جُمَادَى الاول سنة تسعين عَن ازيد من تسعين ودفنت بترتبة الْمَنَاوِيّ بِالْقربِ من ضريح الشَّافِعِي رَحمهَا الله 538 - (فَاطِمَة) ابْنة الْفَقِيه الشهَاب احْمَد بن الصّديق. من قوم اخيار بل هِيَ خير نسَاء وَقتهَا فِي الْعقل والامانة وَهِي وَالِدَة الْعَفِيف عُثْمَان النَّاشِرِيّ واخوته، مَاتَت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَأَرْبَعين رَحمهَا الله وإيانا 539 - (فَاطِمَة) ابْنة أَحْمد بن عبد الله ام الْخَيْر ابْنة الشهَاب بن القماح ابْنة اخت التَّاج الشرابيشى، ولدت تَقْرِيبًا سنة ارْبَعْ وَسبعين وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لَهَا الحراوى وَسمعت الْيَسِير من دَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي على الزين بن الشيخة وَغَيره مَعَ أَخِيهَا، وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء قَرَأَ عَلَيْهَا البقاعي. وَمَاتَتْ فِي 540 - (فَاطِمَة) ابْنة الْبَهَاء أَحْمد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن اسحق الْمَنَاوِيّ اخت النُّور عَليّ وَعمر، ولدت سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَتَزَوجهَا السفطى ثمَّ الشّرف الطنبدى وَمَاتَتْ مَعَه بعد الثَّمَانِينَ رَحمهَا الله 54 - (فَاطِمَة) ابْنة أَمِير مَكَّة الشريف احْمَد بن عجلَان بن رميثة بن ابي نمى الحسنية المكية، كَانَ الشريف مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أَحْمد بن رميثة تزَوجهَا فِي حَيَاة امها ثمَّ طَلقهَا وَتَزَوجهَا بعده الشريف عنان بن مغامس بن رميثة فِي امارته الثَّانِيَة على مَكَّة وَذَلِكَ فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين أَو سنة ثَلَاث وَمَات عَنْهَا ثمَّ زَوجهَا الشريف حسن بن عجلَان ابْنة الشريف بَرَكَات فَمَاتَتْ عِنْده بعد ان اقامت فِي عصمته سِنِين، وَكَانَت ذَات حشمة ورياسة وعقار كثير، مَاتَت فِي سنة ارْبَعْ عشرَة بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة، ذكرهَا الفاسي

54 - (فَاطِمَة) ابْنة شَيخنَا ابي الْفضل احْمَد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حجر، ولدت فِي ربيع الآخر سنة سبع عشرَة، واجاز لَهَا جمَاعَة، وَمَاتَتْ وَهِي طفلة فِي الطَّاعُون فِي ربيع الأول سنة تسع عشرَة عوضهَا الله الْجنَّة وإيانا 543 - (فَاطِمَة) ابْنة الشهَاب أبي مَحْمُود أَحْمد بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن هِلَال بن تَمِيم بن سرُور المقدسية أُخْت ابراهيم الْمَاضِيَة، ولدت سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة وأحضرت على الْبَيَانِي والبرهان ابراهيم بن عبد الرَّحْمَن بن جمَاعَة جُزْء أبي بكر بن خُزَيْمَة وعَلى أَولهمَا فَقَط جُزْء ابْن زبان والمستجاد من تَارِيخ بَغْدَاد وَحَدِيث النَّابِغَة من مشيخة الْفَخر وَغَيرهَا، وَأَجَازَ لَهَا ابْن الخباز، وَحدثت سمع مِنْهَا ابْن مُوسَى والابى فِي سنة خمس عشرَة وَذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه 544 - (فَاطِمَة) ابْنة أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة القرشية امها خَدِيجَة ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب اليافعي، ولدت فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي بعْدهَا وَأَجَازَ لَهَا فِي أَوَائِل سنة أَرْبَعِينَ جمَاعَة وَلم تلبث أَن مَاتَت فِي شوالها أَو الَّتِي بعْدهَا. (فَاطِمَة) ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن احْمَد العلوية الحسينية الحلبية ستأتي قَرِيبا فِيمَن جدها مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ 545 - (فَاطِمَة) المدعوة حليمة ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن اسمعيل بن ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم الْقرشِي المَخْزُومِي الاصفوني المكية ام التقي بن فَهد، أجَاز لَهَا باستدعاء وَلَدهَا ابْن صديق وَجمع، وَحدثت سمع مِنْهَا وَلَدهَا وَبَنوهُ؛ وَمَاتَتْ عقب زيارتها النَّبِي فِي عَاشر شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة رَحمهَا الله 646 - (فَاطِمَة) ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن بشر بن الشَّيْخ مُحَمَّد المطري أُخْت بلقيس، ذكرهَا البقاعي مُجَردا 547 - (فَاطِمَة) ابْنة أَحْمد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن حُسَيْن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ. اجاز لَهَا فِي سنة ارْبَعْ عشرَة وَثَمَانمِائَة جمَاعَة (فَاطِمَة) ابْنة الْمُحب احْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة ام الْحُسَيْن، تَأتي 548 - (فَاطِمَة) ابْنة الشَّيْخ ابي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي الانصارية اخت الشّرف ابي الْقسم الْمَاضِي، مَاتَت فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد 549 - (فَاطِمَة) ابْنة احْمَد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن جَعْفَر بن زيد بن جَعْفَر بن ابي ابراهيم مُحَمَّد ام الْحسن ابْنة النَّقِيب الشهَاب بن ابي الْمجد العلوية الحسينية الحلبية اخت نقيب الاشراف الْعِزّ احْمَد وَهِي اسن، ولدت سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة اَوْ الَّتِي بعْدهَا وأسمعت الْكثير من جدها

لأمها الْجمال ابراهيم بن الشهَاب مَحْمُود، وَأَجَازَ لَهَا المزى، وَحدثت بحلب سمع مِنْهَا ابْن خطيب الناصرية وَقَالَ فِي تَارِيخه كَانَت عَاقِلَة دينة، مَاتَت فِي يَوْم السبت من الْعشْر الأول من ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة ودفنت بمشهد الْحُسَيْن فِي سفح جبل جوشن عِنْد أجدادها، وَقد ذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وَسمي جد والدها عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ وَقَالَ اجازت لي، وَذكرهَا فِي مَوضِع آخر على الصَّوَاب وَهِي عِنْد المقريزى فِي عقوده ولكونه لم يعلم وَقت مَوتهَا قَالَ مَاتَت بعد سنة اثْنَتَيْنِ (فَاطِمَة) ابْنة أَحْمد بن النَّجْم مُحَمَّد بن الْجمال مُحَمَّد بن الْمُحب احْمَد بن عبد الله بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ ذكرهَا التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وبيض، وَسَتَأْتِي فِي ام الْحسن من الكنى 550 - (فَاطِمَة) ابْنة الشهَاب احْمَد بن مُحَمَّد بن الصّلاح مُحَمَّد بن عُثْمَان الاموي القاهري الْمَاضِي ابوها وَيعرف بِابْن المحمرة، سَمِعت الصَّحِيح بِفَوَات على ابْن ابي الْمجد والختم فَقَط على التنوخى والعراقي والهيثمي، اجازت لنا، وَمَاتَتْ فِي (فَاطِمَة) ابْنة احْمَد بن مُحَمَّد المَخْزُومِي، فِيمَن جدها مُحَمَّد بن اسمعيل بن ابراهيم 55 - (فَاطِمَة) ابْنة أَحْمد السلاوي الْهِلَالِيَّة وتعرف بالسلاوية شيخة العوالم بِمَكَّة بعد اقليم الْمَاضِيَة وَزَوْجَة عَليّ بن مزروع الْعَطَّار. مَاتَت بهَا فِي لَيْلَة سادس عشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهَا بعد الصُّبْح ثمَّ دفنت بالمعلاة وخلفت تَرِكَة متسعة وورثة مستغرقين وَخَلفهَا ابْنَتهَا من ابْن مزروع 55 - (فَاطِمَة) ابْنة الاتابك أزبك من ططخ الظَّاهِرِيّ سبطة الظَّاهِر جقمق، أمهَا خَدِيجَة، نشأت فِي كنف أَبَوَيْهَا وتعلمت الْكِتَابَة وَالْقِرَاءَة 553 - (فَاطِمَة) الْكُبْرَى ابْنة أَمِير عَليّ بن الناصري مُحَمَّد بن الْجمال عبد الله بن بكتمر الْحَاجِب 554 - (فَاطِمَة) الصُّغْرَى اخت الَّتِي قبلهَا. تزَوجهَا ابْن برابخ وتكررت خصومته مَعَ ابْن عَمها نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عمر 555 - (فَاطِمَة) ابْنة اينال الاحمدي الظَّاهِرِيّ برقوق ابْنة أُخْت الْأمين الاقصرائي وَأُخْت الْمُحب الاقصرائي وتعرف بابنة الاقصرائي. ولدت على رَأس الْقرن ونشأت فَتَزَوجهَا وَاحِد بعد آخر ثمَّ يشبك من مهدى فِي ابْتِدَائه واستمرت مَعَه حَتَّى ترقى للداوادرية الْكُبْرَى وامرة سلَاح بل صَار فريد المملكة وراعي لَهَا قدم صحبتهَا مَعَ اعْتِقَاده فِيهَا الْبركَة وَالْخَيْر وتمولت من قبله جدا، وحجت غير مرّة مِنْهَا بعد مَوته فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وجاتورت بِمَكَّة الَّتِي تَلِيهَا وَرجعت متوعكة فَلم تلبث أَن مَاتَت فِي لَيْلَة الاربعاء خَامِس جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد بسبيل المؤمنى فِي جمع فِيهِ السُّلْطَان ودفنت بتربة أسلافها خَارج بَاب الْوَزير

واحتيط على موجودها وَهُوَ شَيْء كثير، وَكَانَت خيرة رَحمهَا الله وإيانا 556 - (فَاطِمَة) ابْنة الْأَشْرَف اينال سبطة ابْن خَاص بك وشقيقة الْمُؤَيد أَحْمد وبدرية وَهَذِه أَصْغَر. تزَوجهَا الْأَمِير يُونُس الداوادار 557 - (فَاطِمَة) ابْنة السَّيِّد بَرَكَات بن حسن بن عجلَان الْحسنى، تزَوجهَا ابْن عَمها ادريس بن أبي الْقسم بن حسن بن عجلَان فِي سنة خمس وَخمسين كَانَت لجلالتها عِنْد أَخِيهَا السَّيِّد مُحَمَّد ينتسب اليها فِي الحروب وَيَقُول أَنا أَخُو فَاطِمَة. مَاتَت خَارج مَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس سبعين ودفنت بالمعلاة. أرخها ابْن فَهد 558 - (فَاطِمَة) ابْنة أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر مُحَمَّد بن عُثْمَان أم عبد الْكَرِيم البلبيسية الاصل القاهرية البهائية أُخْت مُحَمَّد وَعلي وَعبد الْقَادِر وَجدّة الْبَدْر السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ لأمه، كَانَت خيرة ملْجأ لمن يستيعن بهَا من النِّسَاء ونحوهن لثقتها وخبرتها وَزوجهَا كَانَ كَاتب العليق ثمَّ بعده اسْتَقر فِيهَا ثَالِث اخوتها، وَمَاتَتْ عَن سنّ عالية ممتعة بحواسها وقوتها فِي يَوْم الاربعاء سادس ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسبعين وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفنت بتربة سعيد السُّعَدَاء رَحمهَا الله وإيانا 559 - (فَاطِمَة) ابْنة أبي بكر بن عمر بن عَرَفَات أم الْحسن ابْنة الزين القمني القاهري الشَّافِعِي أُخْت عَائِشَة وَمُحَمّد وَأم يُوسُف بن الجاكي. ولدت سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَسمعت من الحلاوي، وَأَجَازَ لَهَا من ذكر فِي أُخْتهَا، وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء حملت عَنْهَا أَشْيَاء. وَمَاتَتْ فِي سنة سبع وَسِتِّينَ بعد أَن أضرت رَحمهَا الله 560 - (فَاطِمَة) ابْنة أبي بكر بن مُحَمَّد بن جعوان. مَاتَت سنة اثْنَتَيْنِ 56 - (فَاطِمَة) ابْنة أَمِير مَكَّة الشريف ثقبة بن رميثة بن أبي نمى أم مُحَمَّد الحسنية المكية. تزَوجهَا الشريف أَحْمد بن عجلَان فَولدت لَهُ مُحَمَّدًا الَّذِي ولى إمرة مَكَّة وَغَيره وَمَات عَنْهَا فَتَزَوجهَا على بن عجلَان بن رميثة وَمَات عَنْهَا ثمَّ الشريف حسن بن عجلَان. وَكَانَت كَثِيرَة الرياسة والحشمة والثروة واليسار والقرى للضيفان وإكرامهم. مَاتَت فِي لَيْلَة ثامن عشرى رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين ودفنت بالمعلاة عَن سبعين سنة أَو قريبها وأوصت لعتقائها بأصلة حَسَنَة وَغَيرهَا، وَلم تخلف بعْدهَا مثلهَا فِي الرياسة والحشمة. ذكرهَا الفاسي 56 - (فَاطِمَة) ابْنة الظَّاهِر جقمق أُخْت خَدِيجَة الْمَاضِيَة وَأمّهَا أم ولد. مَاتَت بالطاعون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين عَن خمس سِنِين 563 - (فَاطِمَة) ابْنة الظَّاهِر جقمق أُخْت الَّتِي قبلهَا أمهَا تركية لأَبِيهَا. تزَوجهَا جَانِبك الظريف وَمَات عَنْهَا وَله مِنْهَا ولد فَتَزَوجهَا الْأَمِير أزبك الظَّاهِر بعد موت

أُخْتهَا خَدِيجَة السَّابِقَة واستولدها جمَاعَة مَاتُوا فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين وَقَبله بعد تزوج قانصوه أَمِير آخور وَاحِدَة مِنْهُم، وصاحبة التَّرْجَمَة كاتبة قارئة متوددة متصدقة فِيهَا محَاسِن حَسْبَمَا بَلغنِي حجت مَعَ زَوجهَا بعيد الثَّمَانِينَ ثمَّ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وأثكلت فِي مجيئها واعظها الْبُرْهَان الحموى، ونعمت الرئيسة 564 - (فَاطِمَة) ابْنة خَلِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن هَاشم بن اسمعيل ابْن ابراهيم بن نصر الله بن أَحْمد أم الْحسن ابْنة الصّلاح الْكِنَانِي الْمَقْدِسِي الْعَسْقَلَانِي القاهري الْحَنْبَلِيّ زوج الشهَاب غَازِي الْحَنْبَلِيّ وَابْنَة أخى القَاضِي نَاصِر الدّين نصر الله. ولدت قبل الْخمسين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا، وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة أَربع وَخمسين فِيمَا بعْدهَا الشّرف بن قَاضِي الْجَبَل وَالصَّلَاح العلائي والعز أَبُو عمر بن جمَاعَة والتقي السُّبْكِيّ وَابْن الخباز والعرضي وَمُحَمّد بن اسمعيل بن الْمُلُوك وَمُحَمّد بن أزبك الخازندارى والميدومي وَابْن نباتة وَمُحَمّد بن عبد الله بن ابي البركات بن الأكرم وَأحمد بن المظفر النابلسي وَأحمد بن مُحَمَّد بن أبي الزهر وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحَرْث ابْن مِسْكين ومحمود المنبجي وابراهيم بن مُحَمَّد بن يُونُس بن القواس وَابْن الْقيم والنجم بن الشيرجي وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَخلق، تفردت بالرواية عَن الْكثير مِنْهُم. وَكَانَت أصيلة خرج لَهَا مَعَ القبابي شَيخنَا مشيخة وَحدثت وَلم يكثروا عَنْهَا كسلا، وَذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجمَة بِاخْتِصَار. مَاتَت فِي يَوْم الْجُمُعَة مستهل جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ ودفنت من الْغَد رَحمهَا الله 565 - (فَاطِمَة) ابْنة خَلِيل بن عَليّ الحرستاني الدمشقية الصالحية سبطة التقي عبد الله ابْن خَلِيل الحرستاني، أحضرت عَلَيْهِ وعَلى الْعَلَاء على بن أَحْمد بن مُحَمَّد المرداوي والزين عمر البالسي الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَحدثت بهَا سَمعتهَا عَلَيْهَا بصالحية دمشق وَكَانَت صَالِحَة خيرة حجت وَمَاتَتْ بعد سنة ثَلَاث وَسبعين على مَا يُحَقّق 566 - (فَاطِمَة) ابْنة خير بك من حتيت الاشرفي برسباى أحد المقدمين الْخِيَار أَبوهَا سبطة الأتابك جرباش؛ أمهَا خَدِيجَة. تزَوجهَا بكرا جَانِبك حبيب وَمَات عَنْهَا بعد أَن أثكلت أَبَاهَا فتأيمت، وتذكر بعقل وَخير 567 - (فَاطِمَة) ابْنة أبي الْخَيْر. تزَوجهَا ابْن الْهمام واستولدها عَائِشَة الْمَاضِيَة وحجت مَعَه ثمَّ تزَوجهَا صَدَقَة المحرقي وَالِد عبد الرَّحِيم واخوته وَمَات عَنْهَا ثمَّ طلعت لمَكَّة بحراً فَتَزَوجهَا بِهِ بعض من كَانَ مَعهَا شَبيه عكام كَأَنَّهَا لقصد المخالصة وَعدم امكان التَّحَرُّز، وَلم تدخل مَكَّة الا بعد الْحَج وَهِي متعللة بِسَبَب سُقُوطهَا فَمَكثت أَيَّامًا. وَمَاتَتْ وَذَلِكَ فِي أول ربيع الأول سنة تسع وَتِسْعين وَكَانَت ابْنَتهَا

بِمَكَّة فانها طلعت فِي موسم الَّتِي قبلهَا فوارتها رَحمهَا الله 568 - (فَاطِمَة) ابْنة الْحَاج بدر الدّين سُلَيْمَان بن أبي بكر المقدسية زوج الْبُرْهَان ابراهيم بن الْحَافِظ أبي مَحْمُود الْمَقْدِسِي. أجَاز لَهَا ابْن الخباز والقلانسي وَآخَرُونَ وَحدثت سمع مِنْهَا ابْن مُوسَى والأبى فِي سنة خمس عشرَة، وَذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أجازت فِي الاستدعاء الَّذِي فِيهِ ابْنَتي رَابِعَة 569 - (فَاطِمَة) ابْنة شاهين سبطة ايتمش الخضرى امها فَرح. تزَوجهَا سيباي العلائي كاشف الصَّعِيد ثَالِث زوج وَمَات عَنْهَا وَهِي فِي الاحياء لَهَا ثروة وأمتعة 570 - (فَاطِمَة) ابْنة شاهين زوج مُحَمَّد بن بركَة الْمَاضِي، وَكَانَت لَهَا حشمة بِحَيْثُ كَانَ الشريف بَرَكَات بن حسن يقصدها للْحَدِيث مَعهَا، مَاتَت بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخها ابْن فَهد 57 - (فَاطِمَة) ابْنة صَالح بن أبي بكر زوج شَيخنَا الزين رضوَان، ذكرهَا البقاعي مُجَردا 57 - (فَاطِمَة) ابْنة الظَّاهِر ططر وَأُخْت الصَّالح مُحَمَّد وَزوج الْأَشْرَف برسباي، كَانَت غَايَة فِي الْبَذْل وَالْكَرم بِحَيْثُ لَا تزَال تستدين الى أَن افْتَقَرت واحتاجت الى السُّؤَال، وَمَاتَتْ فِي صفر سنة أَربع وَسبعين ودفنت على أَبِيهَا عِنْد ضريح اللَّيْث وَقد جَازَت السِّتين أَو قاربتها وَتركت عَلَيْهَا من الدُّيُون شَيْئا كثيرا 573 - (فَاطِمَة) ابْنة طيبغا البدري أحد خاصكية الظَّاهِر جقمق بل باش الاربعين الَّذين يسوقون الْمحمل، وَأمّهَا عَائِشَة ابْنة الناصري مُحَمَّد بن الْعَطَّار الْمَاضِيَة، تزَوجهَا بعض بني الديرى ثمَّ عبد الْعَظِيم بن دِرْهَم وَنصف واستولدها خَدِيجَة الْمَاضِيَة ثمَّ الشريف الاكفاني وَقَامُوا عَلَيْهِ حَتَّى فَارقهَا وَتَزَوَّجت بعده بِغَيْر وَاحِد، وَهِي وابنتها مِمَّن حجتا صُحْبَة ابْنة خَالَتهَا ابْنة الكمالي بن الْبَارِزِيّ وَأم الكمالي نَاظر الْجَيْش فِي سنة سبع وَتِسْعين وجاورتا سنة ثَمَان ثمَّ تخلفتا بعْدهَا سنة تسع وهما كاتبتان قارئتان 574 - (فَاطِمَة) ابْنة أبي الْفضل الْعَبَّاس بن أبي المكارم مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي شَقِيقَة عبد الله الْمَاضِي، امهما أم هَانِئ ابْنة عَليّ بن أبي البركات؛ ولدت فِي ربيع الاول سنة خمس وأبعين وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة، وَمَاتَتْ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتِّينَ فِي حَيَاة أَبَوَيْهَا 575 - (فَاطِمَة) ابْنة عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عشائر الْحلَبِي، ولدت سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة أجَاز لَهَا الصّلاح بن أبي عمر وَغَيره، وَذكرهَا التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وبيض 576 - (فَاطِمَة) ابْنة عبد الله بن سعد الله بن عبد الْكَافِي الْمصْرِيّ المكية وَيعرف ابوها بالشيخ عبيد الحرفوش، مَاتَت فِي حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَأَرْبَعين بمنى ودفنت بالمعلاة

577 - (فَاطِمَة) ابْنة عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن خَلِيل العثماني زوج ابْن عزم، مَاتَت بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة خَمْسَة وَثَمَانِينَ ودفنت عِنْد والدها فِي المعلاة أرخها أبن فَهد 578 - (فَاطِمَة) ابْنة عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله أم الْخَيْر الحجاجية الحورانية تربية ابْن قوام. ولدت فِي الْمحرم سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمعت من أبي بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد المغارى سنَن الدَّارَقُطْنِيّ وَمن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وَزَيْنَب ابْنة ابْن الخباز جُزْء المؤمل بن ايهاب وَمن الْمَرْأَة فَقَط جُزْء ابي مَسْعُود أَحْمد بن الْفُرَات الرَّازِيّ وَغَيره، وَحدثت سمع مِنْهَا شَيخنَا قَدِيما بصالحية دمشق وَذكرهَا فِي مُعْجَمه وَكَذَا ابْن مُوسَى والابي فِي سنة خمس عشرَة، وَهِي فِي عُقُود المقريزى وأرخ مَوتهَا فِي شعْبَان ثَمَان وَهُوَ غلط وَلَعَلَّه سقط عشرَة ان كَانَ الْوَاقِع كَذَلِك 579 - (فَاطِمَة) ابْنة عبد الله الْحلَبِي، مَاتَت فِي ربيع الأول سنة احدى وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد 580 - (فَاطِمَة) ابْنة الزينى عبد الباسط بن خَلِيل تزَوجهَا بكرا الظَّاهِر جقمق بعد ابيها وَكَانَ الْوَصِيّ عَلَيْهَا الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ قَاضِي الْحَنَابِلَة 58 - (فَاطِمَة) ابْنة عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن احْمَد ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة القرشية، امها زبيدية 58 - (فَاطِمَة) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ الورداني القاهرية الْمَاضِي أَبوهَا. أسمعها بقرائتي وَمنى أَشْيَاء 583 - (فَاطِمَة) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة القرشية. أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة. وَمَاتَتْ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِمَكَّة 584 - (فَاطِمَة) ابْنة الْبَهَاء عبد الرَّحْمَن بن القَاضِي نور الدّين عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري وتدعى بركَة، وَأمّهَا سِتّ الْكل ابْنة الخواجا ابراهيم الجيلاني. مَاتَت فِي ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين قبل أمهَا بِيَسِير ذكرهَا الفاسي فِي أمهَا 585 - (فَاطِمَة) ابْنة الْجلَال عبد الرَّحْمَن بن السراج عمر بن رسْلَان البُلْقِينِيّ وتدعى أم أصيل بأبيها. مَاتَت وَقد جَاوَزت الثَّمَانِينَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة مستهل الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد بعد الْجُمُعَة بِجَامِع الْحَاكِم ثمَّ دفنت بمدرسة جدها على الْعَادة وَكَانَ والدها زَوجهَا فِي صغرها التقي رَجَب بن الْعِمَاد قَاضِي الفيوم فِي حَيَاة أَبِيه وعزه بِحَيْثُ كَانَ الْجمال الاستادار هُوَ الْقَائِم بمهم الْعرس

وأقامت تَحْتَهُ مُدَّة وَولدت مِنْهُ فِي أول سنة خمس وَعشْرين بعد موت والدها ولدا خُنْثَى لَهُ ذكر وَفرج انثى بل قيل أَن لَهُ يدين زائدتين ثابتتين فِي كتفه وَفِي رَأسه قرنان كقرني الثور مَاتَ بعد أَن وَضعته وَيُقَال بل وَلدته مَيتا، ثمَّ تزوجت بِغَيْر وَاحِد آخِرهم خَليفَة الْمقَام الاحمدي وَمَات مَعهَا فتأيمت ولزمت الاقامة بمدرسة جدها، وَكَانَت قد اثكلت وَلَدهَا الْمَعْرُوفَة بِهِ فِي طاعون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَاشْتَدَّ حزنها عَلَيْهِ بِحَيْثُ أضرت عوضهَا الله الْجنَّة 586 - (فَاطِمَة) ابْنة التقي عبد الرَّحْمَن بن الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف أم السعد المطري. مَاتَت فِي ربيع الأول سنة خمس ودفنت بِالبَقِيعِ أرخها أَخُوهَا قَالَ وَكَانَت بِي برة محسنة مشفقة كالوالدة 587 - (فَاطِمَة) ابْنة الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن النّحاس، مَاتَت فِي ربيع الثَّانِي سنة خمس وَتِسْعين ودفنت بتربتهم من المعلاة 588 - (فَاطِمَة) ابْنة الزين أبي هُرَيْرَة عبد الرَّحْمَن بن الشَّمْس أبي أُمَامَة مُحَمَّد بن عَليّ بن النقاش أُخْت المحمدين أبي امامة وَأبي الْيُسْر وسبطة النظام اسحق بن عَاصِم الْقرشِي الاصبهاني صَاحب الْمدرسَة النظامية تجاه القلعة، تزوج بهَا بكرا الْجمال مَحْمُود بن يُوسُف الرُّومِي قريب ابْن عُثْمَان واستولدها الناصري مُحَمَّد ثمَّ خَدِيجَة ثمَّ الشهابي أَحْمد ثمَّ فَاطِمَة وفارقها فَتزوّجت بعض الدوادارية ثمَّ القَاضِي سعد الدّين بن الديرى واغتبط بهَا واستمرت مَعَه حَتَّى مَاتَ بعد أَن اسْتَوْلدهَا ولدا مَاتَ فِي حياتهما، وَعَاشَتْ أَيّمَا حَتَّى مَاتَت تَقْرِيبًا قريب سنة تسعين عَن سنّ عالية يُقَال نَحْو مائَة كزوجها الْأَخير وَكَانَت رئيسة 589 - (فَاطِمَة) ابْنة الزينى عبد الرَّحِيم بن الناصري مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن الْبَارِزِيّ شَقِيقَة عبد الْقَادِر، أمهما تركية تزَوجهَا قريبها النَّجْم يحيى بن حجي وَمَكَثت تَحْتَهُ مُدَّة ثمَّ فَارقهَا وَهِي بكر فَتَزَوجهَا قريبها الآخر الشهَاب أَحْمد بن الجمالي نَاظر الْخَاص وَولدت لَهُ ثمَّ فَارقهَا وَكَانَت إِحْدَى يَديهَا قَصِيرَة بِدُونِ كف فِيمَا أَظن مَعَ اتقانها فِيمَا تخيطه وتنبته وَنَحْو ذَلِك وَكَونهَا غَايَة فِي الْجمال، مَاتَت فِي سنة تسع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وَجَاء الْخَبَر بذلك لقريبة لَهَا كَانَت مجاورة بِمَكَّة 590 - (فَاطِمَة) ابْنة عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري، أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة. (فَاطِمَة) ابْنة عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن ظريف الشاوي أم الْخَيْر أُخْت الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي. تَأتي فِي الكنى 59 - (فَاطِمَة) ابْنة عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الله الْقرشِي الْمَكِّيّ زوج ياسين

ابْن عبد اللَّطِيف الْحِجَازِي؛ مَاتَت فِي ربيع الاول سنة ثَمَان وَتِسْعين بِمَكَّة 59 - (فَاطِمَة) ابْنة عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَرِيم بن أبي طَالب بن عَليّ بن سيدهم اللَّخْمِيّ النستراوي الاصل القاهري أُخْت أنس وآمنة وَخَدِيجَة وَفرج. تزَوجهَا الْبَدْر بن عبد الْعَزِيز ابْن خالها وتأيمت مِنْهُ قبل مَوتهَا بِمدَّة؛ وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَقد أكملت السّبْعين ودفنت بالتربة البيبرسية، وَكَانَت كَثِيرَة الاسقام 593 - (فَاطِمَة) ابْنة عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي أمهَا خَدِيجَة ابْنة أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة، أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي وَعبد الْقَادِر الارموى وَآخَرُونَ 594 - (فَاطِمَة) ابْنة الشّرف أبي الْقسم عبد الْكَرِيم الرَّافِعِيّ بن أبي السعادات مُحَمَّد بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ، تزَوجهَا ابْن عَمها أَبُو الْيمن مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن أبي السعادات وَولدت لَهُ، وَمَاتَتْ فِي ضحى يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشرى جُمَادَى الاولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهَا بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد الْحجر الْأسود القَاضِي الشَّافِعِي ودفنت بالمعلاة عِنْد جدها وَكَانَ الْجمع حافلا وَعمل لَهَا ربعَة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام على عَادَتهم غَالِبا 595 - (فَاطِمَة) ابْنة عبد اللَّطِيف بن أبي السرُور مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الحسني الفاسي. ولدت فِي جُمَادَى الاولى سنة خمس وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَأمّهَا كَوْكَب الحبشية لأَبِيهَا، وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة مولدها الْمُحب المطري والبدر بن فَرِحُونَ وَغَيرهمَا من الْمَدِينَة. وَمَاتَتْ فِي الْمحرم سنة سبع وَسبعين بِمَكَّة 596 - (فَاطِمَة) ابْنة عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن خَلِيل العثماني زوج ابْن عزم. مَاتَت بِمَكَّة فِي جُمَادَى الاولى سنة خمس وَثَمَانِينَ ودفنت عِنْد والدها من المعلاة 597 - (فَاطِمَة) ابْنة عبد الله الْحلَبِي. مَاتَت فِي ربيع الأول سنة احدى وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخهما ابْن فَهد 598 - (فَاطِمَة) ابْنة عبد الْوَاحِد بن الزين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن عبد الله الطَّبَرِيّ، أمهَا عَائِشَة المدعوة سَعَادَة ابْنة مُحَمَّد بن فتح الطَّائِفِي. أحضرت فِي الرَّابِعَة سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة على جدها الزين الطَّبَرِيّ واجاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا جمَاعَة، وَتَزَوجهَا المحيوى عبد الْقَادِر الْمَالِكِي فَولدت لَهُ أَحْمد وَعَائِشَة. مَاتَت فِي ربيع الأول سنة احدى وَثَمَانِينَ بِمَكَّة

599 - (فَاطِمَة) ابْنة عبد الْوَهَّاب بن الْعَفِيف عبد الله اليافعي أُخْت أم الْخَيْر وَأم هَانِئ، ولدت فِي ربيع الاول سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهَا ابْن الصّلاح العلائي وَابْن الذَّهَبِيّ وَابْن أبي الْمجد وَغَيرهم، وَتَزَوجهَا أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن احْمَد بن الرضى بن ابراهيم الطَّبَرِيّ فَولدت لَهُ أم الْحُسَيْن الْآتِيَة. وَمَاتَتْ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة 600 - (فَاطِمَة) ابْنة الْفَخر عُثْمَان بن يُوسُف ام عَمْرو الانصاري النويرى الْمَكِّيّ وتعرف ببنت حمامة وَهِي أمهَا. تزَوجهَا الفقية عبد الله بن ظهيرة الْقرشِي فَولدت لَهُ أَوْلَادًا وَمَات عَنْهَا فتأيمت بعده حَتَّى مَاتَت بِمَكَّة سنة ثَمَان عشرَة ودفنت بالمعلاة وَكَانَت خيرة 60 - (فَاطِمَة) ابْنة عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن يسير وتدعى أَيْضا ستيتة وتشهر بابنة حَيَاة النُّفُوس ابْنة ابي الْقسم البالسي الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن الْيَسِير بِمُهْملَة ككبير. أجَاز لَهَا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَآخَرُونَ وَحدثت قَرَأت عَلَيْهَا وَكَانَت أصيلة، مَاتَت فِي صفر سنة تسع وَسِتِّينَ 60 - (فَاطِمَة) انبة نور الدّين عَليّ بن أَحْمد الطوخي ثمَّ السنباطي أم الشَّمْس مُحَمَّد السنباطي واخوته. مَاتَت فِي رَجَب سنة ثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهَا تجاه الحاجبية من بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل ثمَّ دفنت بحوش سعيد السُّعَدَاء، وَكَانَت خيرة أثنى عَلَيْهَا أَهلهَا وأقاربها وَمن يعرفهَا، حجت وجاورت وعمرت حَتَّى جَازَت التسعين وَكَانَ أَبوهَا بزازا سليم الْفطْرَة بِحَيْثُ أَنه يَوْم عقد على ابْنَته طلب ليأذن فِيهِ أَو يباشره فصادف أَنه ولع بِأُصْبُعِهِ بمَكَان ضيق فَلم يسْتَطع إِخْرَاجه الا بِجهْد رحمهمَا الله 603 - (فَاطِمَة) ابْنة عَليّ بن عمر أم الْحسن بن النُّور التلواني أُخْت أبي حَامِد مُحَمَّد وابراهيم. أحضرت فِي الآولى فِي الْمحرم سنة ثَمَانمِائَة على الحلاوى ختم الشفا أجازت لنا. وَمَاتَتْ قريب الْخمسين رَحمهَا الله 604 - (فَاطِمَة) ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ. أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة، وَتَزَوجهَا أَبُو بكر بن عبد الْغَنِيّ المرشدي فأولدها أَوْلَادًا. وَمَاتَتْ شهيدة بالنفاس فِي شعْبَان سنة احدى وَسبعين بِمَكَّة 605 - (فَاطِمَة) ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ الذَّهَبِيّ. سَمِعت من الْبَيَانِي جُزْءا لطيفاً من رِوَايَة أبي عمر الزَّاهِد غُلَام ثَعْلَب وَحدثت بِهِ سَمعه مِنْهَا ابْن مُوسَى والابي فِي سنة خمس عشرَة

606 - (فَاطِمَة) ابْنة الشريف عَليّ بن الشريف أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أم عبد الله الحسني الفاسي عمَّة التقي الفاسي. ذكرهَا ابْن أَخِيهَا فَقَالَ ولدت بِبِلَاد التكرور اذ كَانَ هُنَاكَ أَبوهَا وَحملهَا مَعَه الى مَكَّة فوصلت مَعَه فِي سنة تسع وَخمسين ونشأت بهَا وَتَزَوجهَا مُحَمَّد بن الْبَهَاء مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن الذكالي فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَولدت لَهُ أَوْلَادًا وَمَاتَتْ فِي ربيع الاخر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة 607 - (فَاطِمَة) ابْنة عَليّ بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز أم الْغَيْث النويرية. مَاتَت قبل استكمال نصف سنة فِي صفر سنة خمسين 608 - (فَاطِمَة) أم الْحسن أُخْت الَّتِي قبلهَا. مَاتَت قبل استكمال سنة فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين 609 - (فَاطِمَة) ابْنة عَليّ بن مَنْصُور أم عبد الْكَرِيم وَأمه الْخَالِق العقبي القاهري شَقِيقَة عَائِشَة. ولد تَقْرِيبًا فِي عشر السّبْعين وَسَبْعمائة كَمَا قَالَه الزين رضوَان، وأجازت لَهَا عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَغَيرهَا اجازت لنا، وَمَاتَتْ سنة ثَمَان وَخمسين 610 - (فَاطِمَة) ابْنة عَليّ بن هَاشم بن غَزوَان الهاشمية المكية أُخْت أبي سعد مُحَمَّد وَأم أَحْمد وَعبد الْعَزِيز ابْني عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن زَائِد الماضيين، مَاتَت فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشرى رَمَضَان سنة سبع وَسِتِّينَ بِمَكَّة أرخها ابْن فَهد، وَكَانَت قارئة خيرة زارت الْمَدِينَة 61 - (فَاطِمَة) ابْنة عَليّ الفيومي الْمَكِّيّ زوج مُحَمَّد النفطي وَأم بَنَاته، مَاتَت فِي ذِي الْقعدَة سنة احدى وَثَمَانِينَ بِمَكَّة، وَكَانَت خيرة 61 - (فَاطِمَة) ابْنة عمر بن حسن السملاني أُخْت عَليّ خَادِم ابْن الكويك أَبُو هما، ولدت سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة، ذكرهَا البقاعي مُجَردا 613 - (فَاطِمَة) ابْنة عمر بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري زوج الخواجا زين العابدين بن جلال وَأم وَلَده عبد الْقَادِر، أجَاز لَهَا فِي سنة سِتَّة وَثَلَاثِينَ جمَاعَة، وَمَاتَتْ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِمَكَّة 614 - (فَاطِمَة) ابْنة عمر بن عبد الله الْحرَازِي، مَاتَت بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ، أرخها ابْن فَهد 615 - (فَاطِمَة) ابْنة عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن ابراهيم الجعبري الخليلي أُخْت عبد الْقَادِر وَعلي الماضيين، ولدت فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَأَجَازَ لَهَا التدمري والقبابي وَشَيخنَا، وَقد سلفت فِي أمة الْكَرِيم 616 - (فَاطِمَة) ابْنة عمر بن أبي رَاجِح مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي رَاجِح مُحَمَّد بن ادريس ابْن غَانِم بن مفرج الْقرشِي الْعَبدَرِي شيخ الحجبة والدها وَزوج القَاضِي نور الدّين

عَليّ بن أبي الْيمن، تزَوجهَا فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَولدت لَهُ عبد الْقَادِر وَعبد الْحق؛ وَمَاتَتْ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة 617 - (فَاطِمَة) ابْنة عمر بن مُحَمَّد بن الزَّمن شَقِيقَة الخواجا الشهير شمس الدّين مُحَمَّد وَجدّة شيخ الْمقَام الأحمدي، مَاتَت فِي شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين وَقد قاربت التسعين ودفنت بمَكَان أَخِيهَا بِالْقربِ من تربة الشَّيْخ عبد الله المتوفي رَحمهَا الله. وَقد مَضَت أُخْتهَا عَائِشَة 618 - (فَاطِمَة) ابْنة الشريف عنان بن مغامس بن رميثة من أبي نمى أم عَليّ الحسنية المكية، تزَوجهَا الشريف حسن بن عجلَان أَمِير مَكَّة وَولد لَهُ مِنْهَا ابْنة عَليّ، وَكَانَ تزَوجهَا قبله الشريف ميلب بن عَليّ بن مبارك وَولدت لَهُ فَارِسًا؛ وَكَانَت خيرة دينة متعبدة، مَاتَت قَرِيبا من سنة عشر؛ ذكرهَا الفاسي. (فَاطِمَة) ابْنة فرج الشرابي 619 - (فَاطِمَة) ابْنة الْخَطِيب أبي الْقسم مُحَمَّد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن القَاضِي أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري المكية زوج عمر بن أبي الْيمن كَانَ ثمَّ تزَوجهَا غَيره، مَاتَت فِي يَوْم الاربعاء حادي عشرى رَجَب سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهَا بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة ثمَّ دفنت بالمعلاة عِنْد سلفها، ومولدها فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة احدى وَأَرْبَعين، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة 620 - (فَاطِمَة) ابْنة أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جوشن الْمَكِّيّ. مَاتَت بهَا فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ 62 - (فَاطِمَة) ابْنة قاناباي الْعمريّ الناصري فرج، ولدت فِي ربيع الاول سنة احدى عشرَة وَثَمَانمِائَة وخنق أَبوهَا وَهِي صَغِيرَة فَنَشَأَتْ فِي كَفَالَة أمهَا شكرباى الجاركسية فتاة أَبِيهَا الْمَاضِيَة الَّتِي تزَوجهَا بعد سَيِّدهَا قصروه الَّذِي صَار نَائِب الشَّام وَتزَوج هَذِه تغرى بردى المؤذى رَأس نوبَة النوب وَمَات فخلفه عَلَيْهَا جرباش فاشق واستولدها أَوْلَادًا تخلف مِنْهُم زَيْنَب الَّتِي تزَوجهَا فِي حياتهما الظَّاهِر جقمق واستولدها ولدا لم يكمل سنة وَتَزَوجهَا بعده الشّرف الانصاري. وَمَاتَتْ شَابة كَمَا سلفت ترجمتها وَلِهَذَا كَانَ يُقَال لهَذِهِ أم خوند، وَبعد جرباش لم تتَزَوَّج وعمرت بِالْقربِ من درب الكافروي وموقف المكارية دَاخل بَاب القنطرة مدرسة لَطِيفَة تُقَام فِيهَا الْجُمُعَة شرعت فِيهَا فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق وَلكنهَا لم تكمل الا بعد وعملت فِيهَا درساً للحنفية وَقِرَاءَة حَدِيث وَتَفْسِير وَغير ذَلِك ووقفت بهَا كتبا وَكَذَا قررت بقبة البرقوقية حضوراً بعد الظّهْر لخمسة عشر نفسا سوى الشَّيْخ وَثَلَاثَة أنفس لقِرَاءَة الْكَهْف يَوْم الْجُمُعَة وقراء كل يَوْم على قبرها كل ذَلِك بعد موت ابْنَتهَا، وحجت مَعَ ابْنَتهَا وَزوجهَا فِي حَيَاة الظَّاهِر جقمق موسميا وَكَذَا تَكَرَّرت

حجاتها ومجاوراتها الَّتِي كَانَ آخرهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ؛ وَكَانَت خيرة تقْرَأ الْقُرْآن وتطالع التَّفْسِير والْحَدِيث، مَاتَت فِي يَوْم الاحد ثَانِي جُمَادَى الاولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد بِجَامِع يشبك بِالْقربِ من بَيتهَا ثمَّ دفنت بقبة البرقوقية رَحمهَا الله وايانا وَلم تلبث أَن أَخذ بعض الظلمَة بَيتهَا الْمشَار اليه بمسمى مسوغ الله أعلم بِهِ (فَاطِمَة) ابْنة قجا فِي الَّتِي بعْدهَا 62 - (فَاطِمَة) ابْنة قجقار زوج الاشرف برسباى وَأم وَلَده الناصري مُحَمَّد وَسمي العينى أَبَاهَا قجا. مَاتَت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَعشْرين ودفنت بمدرسة زَوجهَا بالحريرين بعد أَن صلى عَلَيْهَا أَمَام بَاب الستارة بِحَضْرَة الْخَلِيفَة وَالسُّلْطَان والامراء وَغَيرهم تقدمهم الشَّافِعِي وَكَانَت جنازتها حافلة وَقُرِئَ عَلَيْهَا لَيْلًا وَنَهَارًا سِتَّة أَيَّام، ذكرهَا شَيخنَا فِي انبائه، وَأثْنى عَلَيْهَا الْعَيْنِيّ بِالْخَيرِ وَالدّين وأرخ وفاتها فِي جُمَادَى الأولى فَالله أعلم 623 - (فَاطِمَة) ابْنة قلمطاي العثماني الظَّاهِرِيّ وتدعى ستيتة عمَّة زَيْنَب ابْنة الناصري مُحَمَّد بن قلمطاي الْمَاضِيَة، مَاتَ أَبوهَا فِي سنة ثَمَانمِائَة وَتَزَوجهَا الصّلاح الرَّحبِي التَّاجِر فَولدت لَهُ عبد الْقَادِر الْمَاضِي وَمَات عَنْهَا فَتَزَوجهَا أَبُو الْعدْل قَاسم البُلْقِينِيّ وَمَاتَتْ تَحْتَهُ فِيمَا بَين الْخمسين وَالسِّتِّينَ ظنا؛ وَكَانَت رئيسة حشمة 624 - (فَاطِمَة) ابْنة مُحَمَّد بن ابراهيم بن أَحْمد البيجوري القاهرية شَقِيقَة أَحْمد وابراهيم وَهِي واياه فِي بطن تزَوجهَا الشهَاب بن أبي السُّعُود فدامت مَعَه دهراً وجاورت مَعَه فِي الْحَرَمَيْنِ غير مرّة وَكَانَت مَعَه حِين مَوته وَرجعت فأقامت مُتَأَيِّمَة وحجت بعده أَيْضا غير مرّة وتعللت مُدَّة الى أَن مَاتَت فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَتِسْعين وَكَانَت خيرة 625 - (فَاطِمَة) ابْنة الرضى مُحَمَّد بن الامام الشهَاب أَحْمد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم أم الامان ابْنة امام الْمقَام الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ، سَمِعت عَن عَمها أبي الْيمن المطري؛ وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة سبعين وَسَبْعمائة جمَاعَة، وَتَزَوجهَا عبد الْهَادِي بن الْعَفِيف اليافعي ثمَّ بَانَتْ مِنْهُ لظُهُور محرميه بَينهمَا وَله فِيهَا مدح، ثمَّ تزَوجهَا الْمُحب النويري وأولدها أَوْلَادًا ثمَّ طَلقهَا ثمَّ تزَوجهَا عمر بن عبد الله بن ظهيرة ثمَّ طَلقهَا وتأيمت حَتَّى مَاتَت فِي رَمَضَان سنة عشْرين لَيْلًا بِضيق النَّفس وَلم يعشر أحد بِوَقْت مَوتهَا ذكرهَا الفاسي وَقَالَ وَهِي صهرتي أم زَوْجَتي أم الْحُسَيْن ابْنة الْمُحب النويري وفيهَا خير وعقل 626 - (فَاطِمَة) المدعوة مباركة ابْنة أبي الْيمن مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد أم الْحسن الْحُسَيْنِي الطَّبَرِيّ الآملي الْمَكِّيّ ابْنة عَم الَّتِي قبلهَا وَأمّهَا حبشية لأَبِيهَا، أحضرت فِي الثَّالِثَة على جدَّتهَا أم أَبِيهَا حَسَنَة أبنة مُحَمَّد بن كَامِل

خماسيات ابْن النقور، وَسمعت فِي سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة على عمتيها الفاطمتين ابْنَتي أَحْمد بن الرضي ابراهيم المسلسل وتساعيات جدهما الرضى وَمن زَيْنَب ابْنة أَحْمد بن مَيْمُون التّونسِيّ بلدانيات السلفى، وَأَجَازَ لَهَا ابْن النَّجْم وَابْن الهبل وَعمر النقبي وَابْن اميلة وَالصَّلَاح بن ابي عمر وَابْن السوقي والحافظان ابْن رَافع والمحب الصَّامِت وَغَيرهم وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء كالتقي بن فَهد وبنيه، وَمَاتَتْ بعد أَن اضرت فِي سَابِع الْمحرم سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة 627 - (فَاطِمَة) ابْنة مُحَمَّد بن احْمَد بن ابي بكر بن عرام بن ابراهيم بن ياسين بن ابي الْقسم بن مُحَمَّد بن اسمعيل بن عَليّ ام الْحسن ابْنة الامام تَقِيّ الدّين الريغي الشَّيْبَانِيّ الاسواني الأَصْل السكندري سَمِعت فِي سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة من الْجمال مُحَمَّد بن احْمَد بن هبة الله بن البوري الْبَعْض من اول التِّرْمِذِيّ وَذكرهَا التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه 628 - (فَاطِمَة) ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الامين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ وتكنى ام الامان. ولدت سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَأمّهَا خَدِيجَة ابْنة ابراهيم بن احْمَد المرشدي، واجاز لَهَا عمر البالسني وَابْن قوام وَعبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي وَآخَرُونَ. وَمَاتَتْ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة 629 - (فَاطِمَة) ابْنة الْكَمَال مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن حسن الاذرعي الْمَاضِي أَبوهَا وجدهَا، تزَوجهَا غير وَاحِد من الْآحَاد ثمَّ النَّجْم بن حجي وَولدت لَهُ عدَّة وَأخذت بلبه بِحَيْثُ فَارق قريبته ابْنة عبد الرَّحِيم بن البارزى وَمَات عَنْهَا فتأيمت على كَفَالَة ابنيها الْبَهَاء مُحَمَّد وست الْقُضَاة حَفْصَة مَعَ أَنَّهُمَا عِنْد عَمَّتهَا السِّت زبيدة 630 - (فَاطِمَة) ابْنة مُحَمَّد بن احْمَد بن عُثْمَان الْبِسَاطِيّ أُخْت عبد الْعَزِيز وَعبد الْغَنِيّ، ولدت سنة احدى وَثَمَانمِائَة وَتَزَوجهَا عبيد البشكالسي وَولدت لَهُ وَكَذَا تزوجت أَحْمد بن خير بك أَخُو مُحَمَّد واسماعيل ابْني يَعْقُوب وتمولت فِيمَا قيل وعمرت حَتَّى 63 - (فَاطِمَة) ابْنة الناصري مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن الْعَطَّار اخت سارة وَعَائِشَة الماضيتين. تزَوجهَا الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ بعد أُخْتهَا عَائِشَة واستولدها زَيْنَب أم النجمي يحيى واخته زبيدة انبا ابْن حجى، وَمَاتَتْ 63 - (فَاطِمَة) ابْنة التقي مُحَمَّد بن احْمَد بن قَاسم الخرازى المكية كَانَت زوجا للنجم ابْن الشهَاب احْمَد الطَّبَرِيّ وَخَلفه عَلَيْهَا الشهَاب احْمَد بن ظهيرة وَولدت لَهُ ابْنَتَيْن وَمَات عَنْهَا، وَتوفيت سنة ثَمَان عشرَة، ذكرهَا الفاسي 633 - (فَاطِمَة) ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن السَّيْف مُحَمَّد بن احْمَد بن عمر بن أبي عمر المقدسية

ثمَّ الصالحية، ولدت سنة نَيف وَعشْرين وَسَبْعمائة وأسمعت على جدها أَحْمد بن السَّيْف وَمُحَمّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَفَاطِمَة ابْنة الْعِزّ، وَأَجَازَ لَهَا الحجار وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَطَائِفَة. ذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ اجازت لي. وَمَاتَتْ فِي رَمَضَان سنة احدى، وَتَبعهُ المقريزى فِي عقوده 634 - (فَاطِمَة) ابْنة أبي البركات مُحَمَّد بن احْمَد بن ابي الْخَيْر مُحَمَّد بن حسن بن الزين أمحمد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد ام الامان ابْنة الْقُسْطَلَانِيّ قريبَة الْمَاضِيَة قَرِيبا، حضرت فِي الاولى سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة على خالها الْجمال المرشدي وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة ارْبَعْ وَخمسين جمَاعَة وَتَزَوجهَا مُحَمَّد بن احْمَد الفاكهي وَمَاتَتْ 635 - (فَاطِمَة) ابْنة مُحَمَّد بن احْمَد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن المنجا ام الْحسن ابْنة الْعِزّ التنوخية الدمشقية , ولدت سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وأسمعت على عبد الله بن الْحُسَيْن بن أبي التائب الثَّالِث عشر من حَدِيث الْخُرَاسَانِي وجزء حَنْبَل وَثَانِي حَدِيث على بن حَرْب وَغَيرهَا وعَلى غَيره؛ وَأَجَازَ لَهَا التقي سُلَيْمَان وابو بكر الدشتي والمطعم وَابْن عَسَاكِر وَابْن الشيرازى وابو بكر بن احْمَد بن عبد الدَّائِم واسمعيل بن يُوسُف بن مَكْتُوم وست الوزراء ابْنة عمر بن المنجا وَجمع جم تفردت بالرواية عَنْهُم فِي الدُّنْيَا وَحدثت بالكثير سمع مِنْهَا الائمة وَوصل عَلَيْهَا شَيخنَا بالاجازة جملَة وَقَالَ مَاتَت فِي حِصَار دمشق فِي ربيع الآخر أَو الَّذِي بعده سنة ثَلَاث، وَتَبعهُ المقريزى فِي عقوده جَازِمًا بربيع الآخر وَمَا علمت مُسْتَنده رَحمهَا الله 636 - (فَاطِمَة) ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ قريبَة الماضيتين قَرِيبا، مَاتَت بكرا فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة 637 - (فَاطِمَة) ابْنة ابي الْبَقَاء مُحَمَّد بن أَحْمد بن الضياء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أم التقا، أجَاز لَهَا الْمجد اللغوى، وَتَزَوجهَا ابْن عَمها السراج عمر ابْن ابي حَامِد، وَمَاتَتْ فِي صفر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِمَكَّة 638 - (فَاطِمَة) المدعوة شمامة ابْنة ابي حَامِد مُحَمَّد بن أَحْمد بن الضياء مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن سعيد ابْنة عَم الأولى، ولدت فِي سلخ شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ، وَتَزَوجهَا ابْن عَمها احْمَد بن أبي الْبَقَاء وأولدها. وَمَاتَتْ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ أَيْضا 639 - (فَاطِمَة) ابْنة الخواجا الكارمي الشَّمْس مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الشّرف مَحْمُود الشَّامي الْحلْوانِي وتعرف بابنة الْحلْوانِي؛ مَاتَت فِي ربيع الاول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بِمَكَّة (فَاطِمَة) ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد المَخْزُومِي الْمَكِّيّ جدة النَّجْم عمر بن فَهد. هِيَ فَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن اسمعيل بن ابراهيم انْقَلب نَسَبهَا على حفيدها فِي وفياته

640 - (فَاطِمَة) وتدعى ستيتة ابْنة نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد الْمَعْرُوفَة بالمسيكينة وقفت فِي سنة احدى عشرَة وَثَمَانمِائَة على النسْوَة الأيمات الواردات لمَكَّة رِبَاطًا بأجياد الْكَبِير 64 - (فَاطِمَة) ابْنة الْجمال أبي الْيمن مُحَمَّد بن الزين أبي بكر بن الْحُسَيْن أم الْحُسَيْن ابْنة المراغي. أحضرت فِي الرَّابِعَة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة على جدها مشيخة البروجردى وَقَرَأَ عَلَيْهَا ابْن عَمها مُحَمَّد بن أبي الْفَرح لأجل اسماع أَوْلَاده ثَلَاثَة أَحَادِيث من أَولهَا، وَمَاتَتْ فِي سنة ثَمَان وَسبعين رَحمهَا الله 64 - (فَاطِمَة) ابْنة نَاصِر الدّين ابي الْفرج مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن ابْنة عَم الَّتِي قبلهَا، تزَوجهَا ابو السعادات بن الكازروني فَولدت لَهُ الْجمال مُحَمَّدًا ثمَّ تزَوجهَا السَّيِّد الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين وَطَلقهَا فَتَزَوجهَا السَّيِّد السمهودى ثمَّ فَارقهَا وَهِي الْآن تَحت ابي الْفَتْح بن الزرندي الْمُحْتَسب وأخى القَاضِي الْحَنَفِيّ، وفيهَا رياسة وحشمة 643 - (فَاطِمَة) ابْنة مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان السخاوي القاهري عَمَّتي شَقِيقَة الْوَالِد وَكَانَت أسن مِنْهُ، نشأت فِي عفة وصيانة فأتقنت التطريز والتنبيت وَمَا أشبه ذَلِك وَعَكَفَ عَلَيْهَا بَنَات جِيرَانهَا للتعليم وَرزقت عدَّة أَوْلَاد مَاتُوا فِي حَيَاتهَا، وَلم تَرَ حظاً من الْأزْوَاج بل كَانَت جلّ عمرها فِي رفد الْوَالِد، وحجت غيرَة مرّة مِنْهَا مرّة مَعَه وجاورت بِأخرَة وَلَا أستبعد حُضُورهَا ميعاد السراج البُلْقِينِيّ وولديه لمجاورتها لَهُم واختصاصها وَأَهْلهَا ببيتهم، مَاتَت فِي رَجَب سنة سبع وَخمسين وأظنها قاربت السّبْعين أَو جاوزتها وَكَانَ لَهَا مشْهد حافل وَصلى عَلَيْهَا فِي جَامع الْحَاكِم تقدم النَّاس الْعلم البُلْقِينِيّ ودفنت بجوار سلفها من حوش الصُّوفِيَّة البيبرسية رَحمهَا الله وايانا وعوضها خيرا 644 - (فَاطِمَة) ابْنة مُحَمَّد بن حسن بن سعيد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن حسن ام هَانِئ ابْنة نَاصِر الدّين الْقرشِي الزبيرِي الفاقوسي أُخْت مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن الماضيين وأبوهم. ولدت فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث رَجَب سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وأسمعها أَبوهَا من التنوخى مشيخة ابْن فضل الله، وَأَجَازَ لَهَا أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن عَرَفَة وَعمر ابْن ايدغمش وَأخذ عَنْهَا من أَصْحَابنَا النَّجْم بن فَهد، وَمَاتَتْ قريب الاربعين ظنا 645 - (فَاطِمَة) ابْنة أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن حُسَيْن بن الزين مُحَمَّد بن الامين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ. أجَاز لَهَا فِي سنة تسعين رسْلَان الذَّهَبِيّ وَابْن حَاتِم وَجَمَاعَة، وَتَزَوجهَا عبد اللَّطِيف بن مُوسَى بن عميرَة اليبناوي فَولدت لَهُ عدَّة 646 - (فَاطِمَة) ابْنة الشَّمْس أَو الْمُحب مُحَمَّد بن الزين خلف بن حسن بن عَليّ الطوخي الاصل القاهري ابْنة اخي عمر الْمَاضِي، كَانَت حسناء خيرة تزوجت نور الدّين

على بن الامام التَّاجِر وَولدت لَهُ عَائِشَة وَزَيْنَب؛ وفارقها وَتَزَوَّجت بالشهاب بن الزين عبَادَة الْمَالِكِي وَمَاتَتْ تَحْتَهُ شهيدة بالطاعون سنة أَربع وَسِتِّينَ وَقد قاربت السِّتين ودفنت بتربة لزَوجهَا بِالْقربِ من الجعبري خَارج بَاب النَّصْر رَحمهَا الله 647 - (فَاطِمَة) ابْنة ابي الْفضل مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد الْعقيلِيّ النويري أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة 648 - (فَاطِمَة) ابْنة أبي السرُور مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الحسني الفاسي مَاتَت فِي الْمحرم سنة سبع وَسبعين بِمَكَّة أرخها ابْن فَهد 649 - (فَاطِمَة) ابْنة أبي أُمَامَة مُحَمَّد بن أبي هُرَيْرَة عبد الرَّحْمَن بن أبي أُمَامَة مُحَمَّد بن النقاش الْمَاضِي أَبوهَا وجدهَا تزَوجهَا الزين عمرَان بن غَازِي المغربي واستولدها ابْنه نور الدّين عَليّ الْمَالِكِي 650 - (فَاطِمَة) ابْنة الشَّمْس الأديب مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد ام الْحسن الاستجي. تزَوجهَا عبد الْوَهَّاب بن الْعَفِيف عبد الله اليافعي فَولدت لَهُ ام هَانِئ وَمَاتَتْ بعْدهَا بِقَلِيل فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين، وامها آسِيَة ابْنة صَالح بن ابي الْمَنْصُور الشَّيْبَانِيّ 65 - (فَاطِمَة) ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي ام يُوسُف المقدسية ثمَّ الصالحية أُخْت عَائِشَة، ولدت سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة وأسمعت الْكثير على الحجار وَابْن ابي التائب وَجَمَاعَة، وَأَجَازَ لَهَا من دمشق ومصر وحلب وحماة وحمص وَغَيرهَا أَبُو نصر بن الشِّيرَازِيّ وَأَبُو مُحَمَّد بن عَسَاكِر وَيحيى بن مُحَمَّد بن سعد وَحسن بن عمر الْكرْدِي وَعبد الرَّحِيم المنشاوى وابراهيم بن صلح بن العجمي والشرف بن الْبَارِزِيّ وَأحمد بن ادريس بن مزيز وَعلي بن عبد الله بن يُوسُف ابْن مَكْتُوم فِي آخَرين وَحدثت بالكثير وَأكْثر عَنْهَا شَيخنَا وَذكرهَا فِي مُعْجَمه وَغَيره وَقَالَ كَانَ أَبوهَا محتسب الصالحية وَهُوَ عَم الْحَافِظ الشَّمْس بن عبد الْهَادِي وَنعم الشيخة، مَاتَت فِي شعْبَان سنة ثَلَاث بصالحية دمشق أَيَّام حصر تمر لَهَا أَو رحيله عَنْهَا، وَتَبعهُ المقريزى فِي عقوده (فَاطِمَة) ابْنة مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سكر فِي مؤنسة 65 - (فَاطِمَة) ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الفاكهي مَاتَت فِي ربيع الاول سنة ثَلَاثَة وَتِسْعين بِمَكَّة 653 - (فَاطِمَة) ابْنة الْكَمَال ابي البركات مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن ظهيرة الْقرشِي المكية. زَوجهَا ابْن عَمها الْجمال أَبُو السُّعُود لاخيه عَليّ ابْن عَمها وَكَانَ المهم فِي سنة أَربع وَتِسْعين، وَمَاتَتْ فِي عصر سلخ ذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهَا ودفنت مستهل سنة سِتّ وَتِسْعين عَفا الله عَنْهَا، ودفنت بقبة ابيها ولعلها شهيدة فانها أثر نِفَاس

654 - (فَاطِمَة) ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ الجوحري الخانكي زوج قريب ابيها عبد الْغَنِيّ، مَاتَت مَعَه بِمَكَّة فِي سادس عشرى صفر سنة خمس وَتِسْعين عوضهَا الله الْجنَّة 655 - (فَاطِمَة) ابْنة مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عزم كتبهَا أَبوهَا وانها مَاتَت سنة سبعين (فَاطِمَة) ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن الرضى مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى ابراهيم الطَّبَرِيّ فِي أم كُلْثُوم (فَاطِمَة) ابْنة الْخَطِيب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز مَضَت فِي ابْنة أبي الْقسم 656 - (فَاطِمَة) ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن النظام الْمُقْرِئ الْمَاضِي مِمَّن سَمِعت مني 657 - (فَاطِمَة) ابْنة الْبَدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ، ولدت فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة وتعلمت الْكِتَابَة وَقِرَاءَة مَا تيَسّر، وَتَزَوجهَا سبط الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ عز الدّين مُحَمَّد بن الشهَاب الجوجرى أخى ابْن هِشَام أَبوهُ لامه فَلم يحصل التئام ففارقها بعد بذل لَهُ وابراء وَذَلِكَ فِي اثناء سنة تسع وَثَمَانِينَ ثمَّ تزَوجهَا بعد مُدَّة الرضى الاسحاقي الْمَالِكِي وَولدت لَهُ 658 - (فَاطِمَة) ابْنة أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي سبطة الْجمال بن ظهيرة أمهَا أم كُلْثُوم، ولدت فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهَا التنوخي وَابْن الشيخة وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي وَآخَرُونَ؛ وَتَزَوجهَا ابْن عَمها أَبُو السعادات فِي سنة عشْرين، وَمَاتَتْ وَهِي حَامِل مِنْهُ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين 659 - (فَاطِمَة) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خلف الطوخي الأَصْل القاهرية سبطة الشَّمْس الْعَدْوى، أمهَا خَالَتِي عزيزة الْمَاضِيَة بل هِيَ أختى من الرَّضَاع. ولدت فِي آخر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبوهَا وَهِي صَغِيرَة فكفلها جدها الْمشَار اليه وسافر بهَا لمَكَّة فِي الْبَحْر فجاورت وَرجعت فَزَوجهَا وفارقها الزَّوْج بعد مَوته وتعدد أزواجها وَمِنْهُم عَليّ الكريدي واستولدها ابْنَتهَا زَيْنَب وَلم يحصل على طائل؛ وسافرت فِي أثْنَاء سنة إِحْدَى وَتِسْعين فِي الْبَحْر لمَكَّة صُحْبَة عبد الرَّحْمَن حفيد الأدمى زوج ابْنَتهَا الْمَذْكُورَة فحجتا وعادتا مَعَ الركب الموسمي فدخلتا فِي محرم الَّتِي تَلِيهَا، وبر الوالدة غير مُنْقَطع عَنْهَا من صغرها والى ان مَاتَت الوالدة (فَاطِمَة) ابْنة التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر بن فَهد، ستأتي فِيمَن جدا بيها مُحَمَّد قَرِيبا 660 - (فَاطِمَة) ابْنة الْبَدْر مُحَمَّد بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء مُحَمَّد بن عبد الْبر السُّبْكِيّ. أجازت فِي بعض الاستدعاآت سنة أَربع وَسِتِّينَ وَكتب عَنْهَا ابْن الصفي وَلم أعلم شَيْئا من أمرهَا وَلَكِن ذكر ابْن قمر أَنه ظفر باستدعاء أجَاز لَهَا فِيهِ جمَاعَة، وَمَاتَتْ (فَاطِمَة) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد سِتّ قُرَيْش، ستأتي فِي أم الْحسن

(فَاطِمَة) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز. فِي أم الْحُسَيْن (فَاطِمَة) ابْنة الشَّيْخ سيف الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن قطلويغا. هِيَ مباركة تَأتي 66 - (فَاطِمَة) ابْنة الْفَخر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أسعد القاياتي. تزَوجهَا الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن حسن بن سُوَيْد فِي حَيَاة أَبِيهَا حسما تحرر واستولدها ابْنه فتح الدّين مُحَمَّد ثمَّ طَلقهَا وَتزَوج ابْنة أُخْتهَا أم هَانِئ وَالِدَة السيفى الْحَنَفِيّ واخوته. وَمَاتَتْ تَحْتَهُ واستمرت هَذِه الى أَن مَاتَت فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين وَقد زاحمت الْمِائَة ظنا أَو زَادَت ان كَانَت تزوجت فِي حَيَاة أَبِيهَا 66 - (فَاطِمَة) ابْنة أبي حَامِد مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أم الْحسن الْقرشِي أمهَا أم الْحُسَيْن الصُّغْرَى ابْنة الْمُحب بن ظهيرة. ولدت فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَسمعت من أبي الْفَتْح المراغي وَأَجَازَ لَهَا الْبُرْهَان الْحلَبِي وَأَبُو جَعْفَر بن العجمى والزين الزركشى وَابْن الْفُرَات وَابْن نَاظر الصاحبة والْعَلَاء بن بردس وَآخَرُونَ 663 - (فَاطِمَة) ابْنة الكمالى مُحَمَّد بن الناصرى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن البارزى أُخْت زَيْنَب وَأم الْكَمَال مُحَمَّد والشهاب أَحْمد وَخَدِيجَة بنى الجمالى نَاظر الْخَاص الماضين فِي محالهم أمهَا سارة ابْنة نَاصِر الدّين بن الْعَطَّار تزوج فَاطِمَة الجمالى واستمرت تَحْتَهُ حَتَّى مَاتَ فَتَزَوجهَا يشبك الجمالى مَمْلُوك زَوجهَا وحجت مَعَه ثمَّ بعد موت ابْنهَا الكمالى وَأُخْته وتجرعها فقدهما وفقد أُخْتهَا وَغَيرهم بِمدَّة سنة سبع وَتِسْعين وجاورت الَّتِي تَلِيهَا وعادت وَكَانَت قد أسمعت وَهِي صَغِيرَة بعناية الجمالى بن السَّابِق على بعض المسمعين أَظُنهُ الزين الزركشى وَهِي كأختها تقْرَأ وتكتب مَعَ حشمة ورياسة. ومولدها تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ أَو قبل ذَلِك؛ وَلما كَانَت بِمَكَّة فِي الْمرة الثَّانِيَة كَانَت على خير وبرفى الْجُمْلَة وتوجهت لزيارة حراء وَكَانَ الاكل الْكثير والاحتشام الغزير 664 - (فَاطِمَة) ابْنة الْعلم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَسْعُود أم الْحسن السنباطية ثمَّ القاهرية شَقِيقَة مُحَمَّد وَعبد اللَّطِيف وَهِي أكبر. مَاتَت فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ منتصف ربيع الآخر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهَا بِبَاب النَّصْر ثمَّ دفنت بحوش سعيد السُّعَدَاء، وَكَانَت مِمَّن تزوجت بالبقاعى فِي حَال قله وَفَقره فبمجرد ترعرعه رفضها وَطَلقهَا فَتزوّجت بشمس الدّين بن عبد الْحق السنباطي وَالِد الشّرف عبد الْحق وَمَات مَعهَا بعد أَن حجت مَعَه فِي الْبَحْر وجاورت فَلم تتَزَوَّج بعده حَتَّى مَاتَت رَحمهَا الله وإيانا 665 - (فَاطِمَة) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد التجافيفي جدة أبي بكر بن عبد الْغنى المرشدي لأمه، مَاتَت بِمَكَّة فِي صفر سنة تسع وَسِتِّينَ. أرخها ابْن فَهد

666 - (فَاطِمَة) ابْنة قَاضِي الْمَالِكِيَّة التَّاج مُحَمَّد بن مُحَمَّد الاخنائي. تزَوجهَا الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وَله نَحْو عشْرين سنة فِي ربيع الاول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ، وَمَاتَتْ بعده، وَكَانَت من سروات النِّسَاء عقلا وديناً وَمَعْرِفَة. ذكرهَا المقريزى فِي زَوجهَا من عقوده 667 - (فَاطِمَة) ابْنة أبي البركات مُحَمَّد بن يحيى بن شَاكر بن الجيعان. تزَوجهَا الْكَمَال بن مخاطة ثمَّ أَحْمد بن الناصري مُحَمَّد بن الجمالي 668 - (فَاطِمَة) ابْنة الصلاحي مُحَمَّد بن يحيى بن شَاكر بن الجيعان ابْنة عَم الَّتِي قبلهَا. تزَوجهَا يُوسُف بن عيد الرَّحِيم بن البارزى وَكَانَت فِيمَا بَلغنِي جميلَة واستولدها أَوْلَادًا، وَمَاتَتْ تَحْتَهُ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَتِسْعين عَن خمس وَعشْرين سنة ودفنت بتربتهم وَتركت أَوْلَادًا عوضهَا الله الْجنَّة 669 - (فَاطِمَة) ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد الديروطي الْمَاضِي أَبوهَا وَيعرف بِابْن الصَّائِغ، حفظت الْقُرْآن وعقيدة الغزالى وأربعى النووى والبردة والشاطبيتين ونونية السخاوى ومختصر أبي شُجَاع وتدربت بوالدها فِي القراآت إفرادا ثمَّ جمعا وَقدم بهَا الْقَاهِرَة فَقَرَأت على الشهَاب السكندري والزين جَعْفَر وبرعت فِي القراآت مَعَ استحضار الشاطبية وَفهم جيد بِحَيْثُ تبدى مبَاحث وفوائد حَسَنَة وَقد انْتفع بهَا فِي ذَلِك جمَاعَة من الرِّجَال. وَالنِّسَاء وَهِي الْآن مُقِيمَة بديروط 670 - (فَاطِمَة) ابْنة الْبَدْر مُحَمَّد بن الْجمال يُوسُف بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن خضر الْكرْدِي الكوراني الاصل أم الْحسن حفيدة الْجمال يُوسُف العجمي وَهِي بكنيتها أشهر، ولدت تَقْرِيبًا سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهَا ابْن صديق وَابْن قوام والبالسي وَابْن منيع وَابْنَة ابْن المنجا وَمن أجَاز لابنى عَمها مُحَمَّد وَعلي ابنى التَّاج مُحَمَّد وَتَزَوجهَا الشَّمْس الشطنوفى الْمُبَاشر وَكَانَت خيرة أجازت لنا. وَمَاتَتْ بعد زَوجهَا المتوفي سنة ثَلَاث وَسبعين رَحمهَا الله 67 - (فَاطِمَة) ابْنة الْبَدْر مُحَمَّد أُخْت الَّتِي قبلهَا وتميزت تِلْكَ بالكنية وَلذَا كَانَت بهَا أشهر، أجَاز لَهَا من اجاز لَهَا، وَمَاتَتْ قبلهَا 67 - (فَاطِمَة) ابْنة التَّاج مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن العجمي ابْنة عَم اللَّتَيْنِ قبلهَا وَأُخْت مُحَمَّد وَأحمد وَعلي وَزَيْنَب، اجاز لَهَا من أجَاز لَهُم. وَمَاتَتْ قَدِيما فِي سنة خمس وَعشْرين. ذكرهَا لي أَخُوهَا عَليّ 673 - (فَاطِمَة) ابْنة مُحَمَّد الصَّالِحِي زوج مُحَمَّد بن حسان الدَّلال الَّتِي كَانَت أَولا زوج القَاضِي أبي الْفضل بن أبي المكارم بن ظهيرة. مَاتَت فِي سنة خمس وَتِسْعين ودفنت بالمعلاة. ومولدها فِيمَا قيل بِالْهِنْدِ وحولت لمَكَّة وَهِي ابْنة سنتَيْن

674 - (فَاطِمَة) المدعوة ستيتة وَرُبمَا يُقَال لَهَا نَاجِية ابْنة القَاضِي كَمَال الدّين مَحْمُود ابْن ابْن شيراين الْحَنَفِيّ. ولدت كَمَا كتبته لي بخطها فِي سادس الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَيظْهر أَنه قبل ذَلِك ونشأت فتلعمت الْكِتَابَة وَمَا تيَسّر، وَتَزَوَّجت الناصري مُحَمَّد بن الطنبغا واستولدها ابْنَتهَا فَاطِمَة وَغَيرهَا ثمَّ مَاتَ عَنْهَا فَتَزَوجهَا الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن بيبرس حفيد ابْن أُخْت الظَّاهِر برقوق فاستولدها بيبرس ولاحظ لَهَا فِي ذَلِك مَعَ براعتها فِي النّظم وَحسن فهمها وَقُوَّة جنانها حَتَّى كَانَت فريدة فِيمَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ، وَقد حجت سنة أَربع وَثَمَانِينَ سنة حج الْملك ثمَّ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ثمَّ سنة أَربع وَتِسْعين وجاورت فِي هَذِه بجوارنا ثمَّ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين مَعَ ابْنهَا وجاورا فِي الَّتِي تَلِيهَا وَمِمَّا كتبت بِهِ الى بعد مَجِيء الْخَبَر بِمَوْت أخوى من نظمها: (قفا واسمعا منى حَدِيث أحبتى ... فأوصاف معناهم عَن الْحسن جلت) (أنَاس أطاعوا الله نارت قُلُوبهم ... وأبصرت الاشياء من غير نبأة) (وقدكوشفوا عَن كل مَا أضمر الْفَتى ... ونارت قُلُوب مِنْهُم ببصيرة) (ينفعنى الله الْعَظِيم بِمن لَهُم ... براهين قد أبصرتها عَن حَقِيقَة) (تناهت الى أَن كدت أبغى سؤالها ... فتبدأنى اذ ذَاك من غير مهلة) (وتمنحني مَا رمته غير مرّة ... رعاها الهي فِي مغيب وحضرة) (فان قيل للخير الجزيل معادن ... فها هِيَ أم الْخَيْر من خير فتية) (تجمعت الْخيرَات فيهم وَقد حبوا ... من الله مَوْلَاهُم بأعظم منَّة) (نعم هِيَ أهل للجناب الذى لَهُ ... عُلُوم حَدِيث فِي الْوُجُود بحكمة) (وَمن خصّه الله الْعَظِيم بفضله ... فروى حَدِيثا صَادِقا عَن نبوة) (فمنطقكم أعيا الورى وبيانكم ... على نَحْو إِعْرَاب وَمن صرف همة) (جمعت عُلُوم الله يَا مُفْرد الورى ... ونلت اتضاعاً من آله برفعة) (وَأما الذى أَدْعُو لَهَا الله دَائِما ... فآمنة فِيكُم لآخر مُدَّة) (وان كرهت من حَادث الدَّهْر فرقة ... فجنة عدن بالمكاره حفت) (أثابكم رَبِّي وَعظم أجركُم ... على فقد أحباب وَأحسن جيرة) (كرام سموا علما وحلماً وسودداً ... وكنتم بهم فِي غِبْطَة ومسرة) (قطعْتُمْ لذيذ الْعَيْش وصلا بقربهم ... فوا أسفا عِنْد الْفِرَاق وحسرة) (نعم هَكَذَا أيدى الْمنية لم تزل ... تفرق إخْوَانًا على حِين غَفلَة) (فكرر لذكراهم على السّمع رُبمَا ... بِهِ سيدى عَن رُؤْيَة الْعين أغنت) (فهم فِي سويداء الْفُؤَاد وان نأوا ... ومنزلهم منى مَكَان سريرتي)

(لَهُم برَسُول الله إِذْ ذَاك أُسْوَة ... أثابهم الله الْجَزَاء بجنة) (وان أفلت تِلْكَ البدور الَّتِي زهت ... فها شمس دين الله خير الذَّخِيرَة) (هُوَ الْعَالم الحبر الامام الَّذِي لَهُ ... بِفضل وجود شهرة اي شهرة) (فَلَيْسَ لَهُ فِي حَضْرَة غير منحة ... وَلَيْسَ لَهُ فِي خلْوَة غير جلوة) (وماذا عَسى عَنْكُم أبث محاسناً ... كثيرات لم تحصى وان قلت قلت) (فانتم خِيَار النَّاس حَقًا بِلَا امترا ... فديتكم من كل سوء بمهجة) (حماكم آله الْعَرْش من كل حَادث ... لتنفع بالآداب جمع الْخَلِيفَة) (وأسكنك الفردوس مِنْهُ كَرَامَة ... ولكنني أرجوه من غير محنه) (بِحَق نبى جَاءَ لِلْخلقِ رَحْمَة ... مُحَمَّد الْمَبْعُوث من أَرض مَكَّة) ( ... وَآل وَصَحب خير صحب وعترة) (عَلَيْهِ صَلَاة الله ماهبت الصِّبَا ... وَتحمل أشواقي الى نَحْو طيبَة) وَكَذَا كتبت الى بِغَيْر ذَلِك، وَمِنْه وَقد بلغَهَا عَن بَعضهم بعض كَلَام: (يَا سيداً مَاله مثيل ... من فِي الْمُهِمَّات أرتجيه) (مَاذَا تقل فِي امْرِئ خَبِيث ... يحْسد ذَا سودد عَلَيْهِ) (يُرِيد بالْقَوْل ينتقصه ... وَقَوله رَاجع اليه) (فاسمع كَلَام امْرِئ لَبِيب ... لجَاهِل رام يزدريه) (ماضر بَحر الْفُرَات يَوْمًا ... لَو خَاضَ بعض الْكلاب فِيهِ) وَمِنْه حِين طالعت كتابي ارتياح الأكباد لتتسلى عَن ابْنة أثكلتها سَائِلَة عَن شَيْء من الأبيات الَّتِي أوردتها فِيهِ فَقَالَت: (يااماماً قد حَاز علما وفهماً ... وَله فِي الورى محَاسِن جلت) (مَا رأى الشَّاعِر اللبيب بقول ... جرح الْقلب والدموع استهلت) (فاصطبر وانتظر بُلُوغ مداها ... فالرزايا اذا توالت تولت) (اي توالت لَهُ بِعَين استقامت ... اَوْ توالت عَنهُ بِعَين اضمحلت) (لم أطق سَيِّدي بُلُوغ مداها ... ضعفت قدرتي لذَلِك وكلت) (اخبروني عَن نُطْفَة بِبَيَان ... نلْت أجرا ورتبة قد تعلت) لَا ترخص لما اصبت وَلَكِن ... كثرت بلوتي وان هِيَ قلت) (وَكَذَا النَّفس نالها مادهاها ... فاشمأزت وَبعد عز فذلت) (بنت عبد لعبدكم يَا مفدى ... طربت فِي مُصَنف وتملت)

(تسْأَل الله أَن يزيدك فضلا ... بحبيب لَهُ الْغَمَام أظلت) فَقلت يَا بديعة الْمعَانِي ورفيعة المباني وَمن فاقت الْكثير من الرّحال فضلا عَن النِّسَاء وراقت ابياتا فحاكت الخنساء حفظ الله تَعَالَى دينك ودنياك وأراك كل مَحْبُوب فِي بنيك وعقباك تجرع الصَّبْر على الْمَكْرُوه مسبب لطمأنينة النَّفس ورضاها بِمَا أوقعه مَوْلَاهَا وَيكون تواليه لذَلِك مخففاً لألمه منزلا لَهُ منزلَة ارتفاعه وَعَدَمه لألفه لَهُ وترجيه بِهِ لكل مَا أمله وَلذَا حفت الْجنَّة بالمكاره والتشاغل بالاولاد والاذكار الصَّحِيحَة الايراد وَالْعِبَادَة والزهادة مَانع من استرسالها فِي هَواهَا سِيمَا مَعَ النّظر فِي الْآيَات والآخبار الواردات النبويات المرغبة فِي الصَّبْر الَّتِي مِنْهَا بِشَارَة الله سُبْحَانَهُ للقائمين فِيهِ بِمَا أَمرهم بِهِ بهدايتهم للجنة وَالثَّوَاب وَالْحق وَالصَّوَاب وَقَوله {وَمن يُؤمن بِاللَّه يهد قلبه} وَلَا انفع فِي ذَلِك من مصنفي ارتياح الاكباد فَهُوَ غَايَة فِي الِاعْتِمَاد بل مرهم للقلوب والاجساد ثمَّ انه لَا مَانع فضلا من ارْتِفَاع الْمَكْرُوه أصلا مَعَ الاثابة أَن وجدت الانابة فالمصائب مَفَاتِيح الأرزاق وَالصَّبْر عقباه الْفرج وَعند التناهي يكون الْفرج وَرُبمَا يكون الْفرج بالقدوم على الله سُبْحَانَهُ وتعويضه بِالْفَضْلِ الجزيل وَالْفِعْل الْجَمِيل مِمَّا هُوَ أعظم مفروح بِهِ وَلَكِن الدُّعَاء بطول عمر السائلة للازياد من الْخيرَات وَالِاجْتِهَاد فِي الْفَضَائِل المتكائرات الْمُوجبَة لجلب المسرات وسلب المضرات من الْمُهِمَّات على أَن قَول الشَّاعِر مداها لَا يتمحص للكثرة واقامة الامد الطَّوِيل فقد يكون مداها قدره الله تَعَالَى للمصائب لَحْظَة أَو نَحْوهَا كَمَا أَنه لَا يتمحص تولت فِي اضمحلت لما قَرَّرْنَاهُ وَحِينَئِذٍ يخف الاستشكال المتقضى للسؤال المفتقر للرِّجَال وَالله الْمُسْتَعَان وَعَلِيهِ التكلان قَالَه وَكتبه السخاوي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن راجيا السّتْر والغفران متوسلا بِسَيِّد ولد عدنان صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا، ثمَّ كتبت الى سَائِلَة أَيْضا بقولِهَا: (يَا أَيهَا الحبر وبحر الندى ... يَا حَافِظًا نقل حَدِيث قديم) (يَا منحة فِي دهره لم يزل ... ممتدحاً من كل فَاء وَمِيم) (يَا غَايَة الآمال يَا منيتي ... يَا من بِهِ أضحى غرامي غَرِيم) (يَا شمس دين الله يَا من غَدا ... بِكُل علم فِي البرايا عليم) (وياسخاوي يَا امام الورى ... من خصة الله بِعلم جسيم) (اسئلك يَا شيخ شُيُوخ النهى ... وَمن حوى فِي فِيهِ در نظيم) (فِيمَن أَتَاهَا عائق عاقها ... عَن أمل صَارَت بِهِ فِي حميم)

(قِيَامهَا إِذْ ذَاك يَا سَيِّدي ... بَين مقَام زَمْزَم والحطيم) (فِي لَيْلَة أخبرنَا أَنَّهَا ... يفرق فِيهَا كل أَمر حَكِيم) (وَهل لَهَا أجر الَّذِي قامها ... وَهل يُسَاوِي مقْعدا مُسْتَقِيم) (وَهل ينلها مثل مَا نالهم ... تكرماً من فضل رب كريم) (اخبرن يَا منيتي عَاجلا ... يَا من ذكاه فاق فهم الفهيم) (يَا من فَتَاوِيهِ إِذا أبرزت ... يكَاد ذَا فهم بهَا أَن يهيم) (صلاحك الظَّاهِر بَين الورى ... اتمامه اذ ذَاك بر الْيَتِيم) (يهنك شعْبَان الَّذِي قدره ... مازال عِنْد الله قدر عَظِيم) (أحياكم الله لأمثاله ... تروى صَحِيحا نَقله لاسقيم) (أَنْتُم وَمن لَاذَ بكم فِي الورى ... بِحَق رب بالخفايا عليم) (بجاه من أسرى بِهِ فِي الدجى ... وَكَانَ للْمولى كليم نديم) (مُحَمَّد الْمُخْتَار من هَاشم ... سيد سَادَات النقا والحطيم) (صلى عَلَيْهِ الله طول المدى ... مَا ناح قمرى بِصَوْت رخيم) الْحَمد لله هَذَا أَمر كتبه الله على بَنَات آدم فطيبى نفسا وقرى عينا بتفضل الله سُبْحَانَهُ ان شَاءَ الله عَلَيْك بِثَوَاب مَا كنت تؤملين فعله فقد صَحَّ قَوْله ((من هم بحسنة فَلم يعملها كتبت لَهُ)) أَي سَوَاء كَانَ لَهُ عذر أَو لَا وَلكنه فِي الْمَعْذُور كَهَذا أغْلى لِأَنَّهُ يكْتب لَهُ مَا كَانَ يعمله قبل حُصُول الْعَارِض فَفِي الصَّحِيح أَيْضا أَنه قَالَ ((مَا من أحد من النَّاس يصاب ببلاء فِي جسده الا أَمر الله عز وَجل الْمَلَائِكَة الَّذين يَحْفَظُونَهُ بِكِتَاب مَا كَانَ يعْمل من خير فِي كل يَوْم وَلَيْلَة لَهُ مَا دَامَ محبوسة بوثاقه)) وَفِي لفظ عَنهُ ((اذا مرض العَبْد أَو سَافر كتب لَهُ مَا كَانَ يعْمل مُقيما صَحِيحا)) فَإِن توجه هَذَا المبتلي بتفويت مَا كَانَ نَوَاه وَفَاته الْوَقْت الْمَشْرُوع لمن أَدَّاهُ وَعَمله فِيمَا بعده من الايام والليالي فِي شهره أَو غَيره كَانَ الثَّوَاب أجزل وَالْفضل أشمل وَلَا شكّ ان رب شعْبَان ورمضان وَاحِد وَهُوَ الاله الْوَاحِد وفضله وجوده وَكَرمه للضعفاء من الْمُوَحِّدين فِي كل يَوْم بل لَحْظَة وَارِد والآعمال بِالنِّيَّاتِ وَالْفضل جزيل. وَكَذَا كتبت الى بلغز فِي اسْمِي ونسبي فِي خَمْسَة وَعشْرين بَيْتا أَوله: (يَا إِمَام النَّاس يَا أوحد الورى ... وَيَا من حوى كل الْعُلُوم وَلم يزل) ثمَّ بلغز آخر فِي اسْم مُحَمَّد أَوله: (يَا مُفردا علومه مجمله ... وعالما مَوْلَاهُ قد جمله) فبادر الشهَاب أَحْمد بن صحصاح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الفيومي الخانكي

وأجابها عَنْهُمَا اجمالا فِي خَمْسَة أَبْيَات أَولهَا: (فديتك يَا من جَاءَ باللغز معريا ... باسم امام الْعَصْر فِي الْعلم وَالْعَمَل) حَسْبَمَا أسلفت ذَلِك كُله عِنْد تَرْجَمته، وَاتفقَ حُضُورهَا حِين قِرَاءَة عَليّ بن نَاصِر فَكتبت اليه أبياتاً أَولهَا: - (يَا أَيهَا الحبر الامام الَّذِي ... كل بِهِ بَين الورى مقتدى) فأجابها بِمَا هُوَ مَعَ السُّؤَال بِخَطِّهِ عِنْد اسْمه مِمَّا تقدم فَلم يرتض أحد جَوَابه مَعَ أَن فِيهِ مَا لَيْسَ بموزون وَمَا هُوَ من بَحر آخر وَحِينَئِذٍ أجابها الشهَاب الْمشَار اليه بقوله: (الْحَمد لله بِهِ ابتدى ... يَا سَائِلًا تفريج قلب صدى) (اسْمَع هديت الْخَيْر طول المدى ... وَلَا خلوت الدَّهْر من حسد) (فَمَا رَأينَا قطّ من حَاسِد ... يغبط الا لذوى السودد) (وَخذ جَوَابا كَافِيا شافيا ... فِي آخر النَّحْل بِهِ فاهتد) (أَو فَخذ الْعَفو وَأعْرض عَن الْجَاهِل ... ذِي الْفِعْل الْخَبيث الردى) (وَمثل ذَا فَانْظُر ترى جملَة ... كَثِيرَة تبدو لمسترشد) (هَذَا جَوَاب وفْق مَا قلته ... ذَلِك فضل الله يَا مسعدى) (وَقَالَهُ أَحْمد حرفوش تلميذ ... الامام الْعَالم الاوحد) (أعنى السخاوي امام الورى ... وحافظ الْعَصْر الْكَرِيم الْيَد) (ثمَّ صَلَاة الله الْمُصْطَفى ... وَآله الغر بهم نهتدى) وَلما كتبت اليها لتخبرني بمولدها وَبَعض حَالهَا كتبت الى بِمَا نَصه: وأماما اراده الْمولى فِي بَيَان أَمر هُوَ بِهِ أولى فَذَلِك مِنْهُ جود أَو فضلا فانني لست لذَلِك أَهلا لَكِن اذا رأى سيد أَن يرفع عَبده فعل ويرقى بِهِ ابدا الى أَعلَى مَحل بل مدحت القَاضِي وَابْن عَمه الزينى عبد الباسط والشهاب بن حَاتِم وَغَيرهم فقصيدة القَاضِي نَحْو سبعين بَيْتا أَولهَا: (يَا بدر تمّ ازال الشَّك عَن رَأْي ... انْعمْ بِقرب محب فِيك عَن رائي) وَالَّذِي قالته فِي ابْن عَمه الزينى وَذَلِكَ حِين توعكه وشفائه عدَّة ابيات أَولهَا وَالْقَصِيدَة فِي ابْن حَاتِم أَولهَا: (يَا سيدى وامام النَّاس كلهم ... وَمن حباه بِعلم ثمَّ بالحكم) وَقد قدمتها عِنْد اسْمه، وتوسعت حَتَّى كتبت لصالح أخي القَاضِي الْحَنَفِيّ بِسَبَب سكناهَا فِي الْخلْوَة الْمُتَعَلّقَة بِهِ وَقد جَعلتهَا عِنْد اسْمه ايضاً؛ وطارحت الشهَاب الحرفوش

الخانكي وَعلي بن نَاصِر وَغَيرهمَا بل أَعلَى من هَذَا أَن الشهَاب المنصوري كتب للزين سَالم: (أيا سيداً قد حسن الْخَالِق اسْمه ... وجمله وَالله بالخلق عَالم) (أعن بيد فِيهَا أياد لسائل ... وَلَا تخشى حساداً فانك سَالم) فَقَالَت هَذِه بديها: (أيا سيداً عَم الْخَلَائق بره ... واحسانه فرض تضَاعف لَازم) (أعن سَائِلًا يَأْتِيك والدمع سَائل ... وَلَا تخشى من سوء فانك سَالم) وَكَانَ ذَلِك بِحَضْرَة السراج العبادى وَغَيره فرجحوهما بل وَافق المنصورى على ذَلِك (فَاطِمَة) ابْنة مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عمر الشيشيني. ستأتي فِي أم الشهَاب أَحْمد مِمَّن لم يسم 675 - (فَاطِمَة) ابْنة الْجمال مَحْمُود بن يُوسُف الرُّومِي أُخْت خَدِيجَة الْمَاضِيَة وَخَالَة أكمل الدّين ابْن الشنشي وَأمّهَا فَاطِمَة أَيْضا ابْنة أبي هُرَيْرَة عبد الرَّحْمَن بن النقاش الْمَاضِيَة. تزَوجهَا بيسق أحد العشرات وَمَات عَنْهَا فَتَزَوجهَا الخواجا علم الدّين دَاوُد الفتوحي واستولدها الزين عبد الرَّحْمَن الَّذِي رَأَيْته بِمَكَّة ولازمني فِي السماع بل قَالَ لي أَنه مِمَّن حضر عِنْد زوج جدته لأمه ابْنة النقاش بن الديرى وَكَذَا عِنْد غَيره وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وقتا ثمَّ ترك (فَاطِمَة) ابْنة أبي مَحْمُود فِي ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن ابراهيم 676 - (فَاطِمَة) أم عمر ابْنة الشّرف مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن جُمُعَة ابْن أبي بكر بن مُحَمَّد بن اسمعيل بن حسن الانصاري الْحلَبِي وَيعرف والدها بِابْن الْحَنْبَلِيّ. أحضرت فِي الْخَامِسَة سنة سبع وَثَمَانِينَ على الشّرف أبي بكر الْحَرَّانِي وَابْن المرحل وَعمر بن ايدغمش، وَأَجَازَ لَهَا الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي المقرى وَمُحَمّد بن مُحَمَّد ابْن الطباخ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عوض وَآخَرُونَ؛ وَكَانَت أصيلة تزَوجهَا الشهَاب أَحْمد ابْن السفاح وَولدت لَهُ عمر وَغَيره، وَمَاتَتْ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بحلب 677 - (فَاطِمَة) ابْنة نابت بن اسماعيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد الْمَكِّيّ الزمزمي زوج ابْن عَمها مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح. مَاتَت فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ 678 - (فَاطِمَة) ابْنة ياقوت الحبشي عَتيق الْعِمَاد يحيى بن فَهد. ولدت فِي الْمحرم أَو صفر سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وَمَاتَتْ فِي رَمَضَان سنة تسع عشرَة بِمَكَّة، أرخها ابْن فَهد 679 (فَاطِمَة) وتدعى ستيتة ابْنة يحيى بن شَاكر بن الجيعان شَقِيقَة ابي الْبَقَاء واخوته. ولدت فِي رَمَضَان سنة خمس وَخمسين وَتَزَوجهَا يُوسُف ابْن بنت الملكي وَمَاتَتْ تَحْتَهُ نفسَاء كَمَا اتّفقت وَفَاة حفيدة شَيخنَا تَحْتَهُ نفسَاء وَتزَوج اختها الثَّانِيَة 680 - (فَاطِمَة) ابْنة الشرفي يحيى بن عبد الله بن الملكي زَوْجَة الشرفي الانصاري واخت ابراهيم ويوسف ووالدة الْبَدْر مُحَمَّد بن الشهَاب احْمَد بن الْفَخر ابي الْفرج

تزَوجهَا قريبها الشهَاب بن أبي الْفرج واستولدها الْمشَار اليه، ثمَّ بعده بسنين الناصري بن الجمالي ثمَّ الشرفي واستولدها خَمْسَة أَوْلَاد أكبرهم يحيى وأخيرهم أَحْمد الْمدنِي لكَونه ولد بِالْقربِ من الْمَدِينَة فِي سنة مَوتهَا فانها حجت مَعَ الرجبية وَدخلت مَكَّة متوعكة بِحَيْثُ طيف بهَا مَحْمُولَة بَين العتالين على سَرِير وَيُقَال ان التوعك كَانَ ملازمها طول الطَّرِيق حَتَّى مَاتَت فِي ثامن شَوَّال قبل قَضَاء فَرِيضَة الْحَج سنة احدى وَسبعين عَن سبع وَثَلَاثِينَ سنة وَبَلغنِي عَنْهَا انها صرحت بِكَوْن زَوجهَا بِمَكَّة ايضاً فَكَانَ كَذَلِك 68 - (فَاطِمَة) ابْنة يحيى بن النَّجْم عمر بن التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَاضِي أَبوهَا وجدهَا وَأَبوهُ مَاتَت طفلة فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ودفنت بمقبرة سلفها من المعلاة وَبَينهَا وَبَين أَبِيهَا نَحْو سنة كَمَا أَن بَينه وَبَين أَبِيه دون شَهْرَيْن رَحِمهم الله وعوضهم الْجنَّة 68 - (فَاطِمَة) ابْنة يحيى بن عياد - بمثناة تَحْتَانِيَّة - أم أَحْمد الصنهاجية المكية، وَأمّهَا عَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن عبد المحسن البوتيجية، كَانَت زوجا للبرهان ابراهيم بن أَحْمد المرشدي وَولدت لَهُ ابْنة الشهَاب أَحْمد، وَطَلقهَا فَتَزَوجهَا هَاشم بن عَليّ بن غَزوَان الْهَاشِمِي فَولدت لَهُ زَيْنَب المدعوة سِتّ قُرَيْش وَطَلقهَا فَتزوّجت الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وَولدت لَهُ عدَّة أَوْلَاد وتوجهت اليه الى الْقَاهِرَة فحكثت بهَا عِنْده ثَلَاث سِنِين أَو قَرِيبا مِنْهَا وعادت الى مَكَّة بعد سنة تسعين بِقَلِيل، وَتوفيت بهَا بعد أَن أضرت فِي سنة سِتّ عشرَة ودفنت بالمعلاة، وفيهَا دين وَخير، ذكرهَا الفاسي 683 - (فَاطِمَة) ابْنة الْجمال يُوسُف بن سنقر زوج التَّاج البُلْقِينِيّ وَأم الْبَدْر أبي السعادات مُحَمَّد وبلقيس وجنة. كَانَت حَسَنَة الِاعْتِقَاد فِي الصَّالِحين راغبة فِي الاحسان الا الارامل ونحوهن بِحَيْثُ اتَّخذت لَهَا زَاوِيَة لاقامة كثير مِنْهُنَّ فِيهَا وَصَارَت تلقب بالشيخة وَلها صيت بذلك وَقد حجت. وَمَاتَتْ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء حادى عشر الْمحرم سنة خمس وَخمسين ودفنت بزاويتها الْمشَار اليها بِالْقربِ من خوخة المغازلى دَاخل بَاب الْقوس رَحمهَا الله وإيانا 684 - (فَاطِمَة) ابْنة الشَّمْس الْوَاعِظ زوج ابراهيم الحجازى الْعَطَّار. مَاتَت فِي الْمحرم سنة سبع وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد 685 - (فَاطِمَة) ابْنة الشريف الفخرى أم مُحَمَّد بن جاجق، وَأمّهَا فَرح ابْنة نَاظر الْجَيْش كريم الدّين عبد الْكَرِيم اللخمى الاتية. مَاتَت فِي حَيَاة أمهَا شهيدة نفسَاء بعد صَلَاة الْجُمُعَة من ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصلى عَلَيْهَا فِي جَامع الاقمر

بعد الْعَصْر قدم شَيخنَا للصَّلَاة عَلَيْهَا السَّيِّد النسابة بِحَضْرَة قَاضِي الشَّافِعِيَّة حِينَئِذٍ الْعلم البلقينى قَائِلا لَهُ يَا سيد هَذِه ابْنة عمك وَأَنت أَحَق بهَا فَتقدم فَاسْتحْسن ذَلِك الْعُقَلَاء، ودفنت بتربتهم بِالْقربِ من جَامع المرداني وَتركت وَلَدهَا وَأمّهَا وَزوجهَا أَبَا البركات الشيشينى فانه كَانَ تزَوجهَا بسفارة الولوى بن قَاسم وَصَارَ مَذْكُورا بذلك رَحمهَا الله وايانا وعوضها الْجنَّة 686 - (فَاطِمَة) ابْنة الفوى. مَاتَت فِي ربيع الاول سنة أَربع وَثَمَانِينَ بِمَكَّة أرخها ابْن فَهد 687 - (فَاطِمَة) ابْنة الامير صَاحب حلى وَزوج ابي بكر الْبونِي مَاتَت بِمَكَّة فِي صفر سنة سبع وَتِسْعين 688 - (فَاطِمَة) امْرَأَة كَانَت مُقِيمَة بِالْجَبَلِ المقطم وتكنى أم يحيى للنَّاس فِيهَا اعْتِقَاد مَاتَت فِي شَوَّال سنة خمسين ودفنت هُنَاكَ 689 - (فَائِدَة) نزيلة مَكَّة والملقبة بالشيخة لكَونهَا كَانَت شيخة رِبَاط الظَّاهِرِيَّة بِأَسْفَل مَكَّة؛ وتذكر بَين النِّسَاء بِالْخَيرِ وَالْحِفْظ والوعظ، وَلم تكن أمة فِيمَا بَلغنِي بل كَانَ اسْمهَا هَاجر ابْنة الامام الْعَالم قَاضِي الفيوم محب الدّين بن كريم الدّين الْقرشِي الْعقيلِيّ السقراطشيني وتكنى أم مُفِيد، ولدت وَهِي قادمة من الْقَاهِرَة بعد التسعين وَسَبْعمائة، واثنى عَلَيْهَا ابْن فَهد بِالدّينِ وَالْخَيْر وَالْعِبَادَة ومحبة الْفُقَرَاء والاحسان اليهم، وَكَانَت مَعَ ذَلِك قَابِلَة لِنسَاء أخل مَكَّة كامها الْحَاجة ستيت، مَاتَت فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة رَحمهَا الله، وَهِي أم نور الدّين عَليّ بن أَيُّوب الْمَعْرُوف بِابْن الشيخة 690 - (فَرح) ابْنة ايتمش الخصرى سبطة ابْن خَاص بك. أمهَا تتر. تزَوجهَا شاهين واستولدها فَاطِمَة الْمَاضِيَة، كَانَت فِيمَا قيل تقْرَأ الْقُرْآن وتعرف الْكِتَابَة وَلها أَمْلَاك ورزق وأوقاف وثروة زَائِدَة. مَاتَت سنة أَربع وَثَمَانِينَ 69 - (فرج) ابْنة الظَّاهِر خشقدم وأكبر أَوْلَاده الْآن؛ وَأمّهَا سورباى الجاركسية الْمَاضِيَة. مَاتَت وَهِي ابْنة سِتّ فِي ظهر يَوْم السبت سَابِع عشرى ذِي الْحجَّة سنة سبعين وَصلى عَلَيْهَا تَحت طبقَة الزِّمَام تجاه بَاب الستارة من القلعة تقدم الْخَلِيفَة النَّاس ودفنت بتربة أَبِيهَا وَأظْهر هُوَ وَأمّهَا وجدا زَائِدا عَلَيْهَا بِحَيْثُ أبطل خدمَة الانين وَنزلت أمهَا الى تربَتهَا وَأَقَامُوا النوائح أَيَّامًا 69 - (فرج) ابْنة الْعلم شَاكر بن عبد الْغَنِيّ بن الجيعان. تزَوجهَا أَبُو الْفضل المتولى ديوَان المرتجع وقتا. وَمَاتَتْ تَحْتَهُ بعد أَن اسْتَوْلدهَا أَوْلَادًا مِنْهُم ابنتان مَاتَت احداهما وَبقيت ستيته 693 - (فرج) ابْنة عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الأصيلة أم مُحَمَّد القشتمرية أُخْت أنس جِهَة شَيخنَا وَغَيرهَا وَأم الشَّرِيفَة فَاطِمَة. ولدت سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.

تزَوجهَا الشريف الفخرى فأولدها فَاطِمَة الْمشَار اليها وَكَانَت مُقِيمَة فِي ظلّ إخوتها وَأوصى لَهَا شَيخنَا بِمِائَة دِينَار فِي مُقَابل أُجْرَة حصَّتهَا من سكنه بجوار المنكو تمرية لمشاركتها فِي الِاسْتِحْقَاق. وَمَاتَتْ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ ودفنت باللاطنقشية بالتبانة 694 - (فرج) ابْنة الناصرى مُحَمَّد بن قجماس ابْنة عَم يُوسُف بن اينال باي الْمَاضِي، أجَاز لَهَا عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَغَيرهَا، وَكَانَت رئيسة استنزلها الْأَمِير برسباى قر الظاهرى عَن نظر تربة جدها بالصحراء، وَعَاشَتْ الى سنة ثَمَانِينَ وَمَا علمت خَبَرهَا بعد 695 - (فرج) زوج الْمعلم عبد الرَّزَّاق بن عبد الْعَظِيم الطَّحَّان أم أَوْلَاده، مَاتَت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ بعلة الاسْتِسْقَاء وَالله أعلم بأمرها 696 - (فرج) ابْنة الناصرى مُحَمَّد بن قطلوبغا دلال المماليك أَبوهَا، تزوجت غير وَاحِد الى أَن اتَّصَلت بِعَبْد الْوَهَّاب مهيميز، ثمَّ أَحْمد بن سونجيعا سبط الناصري ابْن البارزى وَحج بهَا فِي تجمل، ثمَّ الْغَرْس خَلِيل رَأس نوبَة النُّقَبَاء وأنفد عَلَيْهَا شَيْئا كثيرا، ثمَّ الزين عبد الْغَنِيّ بن الطياري الَّتِي خَلفه عَلَيْهَا فِي حَيَاته الشرفى الأنصارى وسافرت مَعَه الى بَيت الْمُقَدّس ثمَّ الى مَكَّة وجاورت مَعَه وَمَات وَهِي تَحْتَهُ هُنَاكَ، ثمَّ بعده أَبُو الْفَتْح المنوفي وَغير وَاحِد مِنْهُم السَّيِّد الْكَمَال بن حَمْزَة الْحُسَيْنِي وافتتنت بحبه وأنفدت عَلَيْهِ شَيْئا كثيرا، ثمَّ جمَاعَة وَهِي الْآن تَحت على داوادار الْوَالِي وَلم تَلد لوَاحِد مِنْهُم مَعَ حشمة ورياسة وشهرة وَرَأَتْ عزا مَعَ كثير من أزواجها وَلها لِسَان وَكَلَام وَلذَا كادابن الْأَمَانَة أَن يحرم من مِيرَاث ابْنَته المتوفاة تَحت ابْن الشرفي الانصاري لكَونه فِي كفالتها 697 - (فرحة) ابْنة شَيخنَا الشهَاب أبي الْفضل أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حجر. ولدت فِي رَجَب سنة أَربع وَثَمَانمِائَة، وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا جمَاعَة بل سَمِعت من ابْن الكويك وَغَيره، وَتَزَوجهَا ابْن الْأَشْقَر فاستولدها. وَمَاتَتْ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَعشْرين بعد أَن حجت فِي الْعَام قبله مَعَ زَوجهَا وَرجعت متوعكة حَتَّى مَاتَت عوضهَا الله الْجنَّة 698 - (فريعة) ابْنة قَاسم بن عَليّ الاسلمى الْمَكِّيّ وتعرف بابنة الابيني. مَاتَت فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بِمَكَّة 699 - (فريعة) ابْنة مبارك بن رميثة بن ابي نمى الحسنية المكية زوج الشريف أَحْمد بن عجلَان بن رميثة أَمِير مَكَّة، تزَوجهَا وَولدت لَهُ ابْنَته حزيمة وأقامت تَحْتَهُ سِنِين كَثِيرَة وَكَانَ يمِيل اليها وتأيمت بعد وَفَاته حَتَّى مَاتَت بعد سنة عشْرين بعد ابْنَتهَا بِقَلِيل. ذكرهَا الفاسي

حرف القاف

700 - (فضل الْعَزِيز) ابْنة أبي الْبَقَاء مُحَمَّد بن يحيى بن شَاكر بن الجيعان شَقِيقَة عمر الْمَاضِي، تزَوجهَا ابْن عَمها التَّاج عبد اللَّطِيف بن عبد الْغنى بن شَاكر قبل بُلُوغهَا مُضَافَة لزوجة لَهُ أُخْرَى 70 - (فُقَهَاء) ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْمحلى الْمدنِي أُخْت أَحْمد ورقية الماضيين؛ أجَاز لَهَا جمَاعَة وأجازت لي وَلَا بن فَهد، وَمَاتَتْ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي سنة سِتّ وَخمسين ودفنت بِالبَقِيعِ بعد الصَّلَاة عَلَيْهَا بالروضة رَحمهَا الله 70 - (فوز) ابْنة مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز الخروبي المصرية ابْنة أُخْت شَيخنَا، وَأمّهَا سِتّ الركب الْمَذْكُورَة فِي ذَلِك الْقرن، أجَاز لَهَا باستدعاء خالها فِي أَوَائِل سنة سبع وَتِسْعين خلق مِنْهُم أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَأَبُو الْفرج ابْن الشيخة والشهاب أَحْمد بن أبي بكر بن الْعِزّ، وَمَاتَتْ فِي يَوْم الْخَمِيس مستهل الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصلى عَلَيْهَا خالها من الْغَد بِجَامِع عمر وعقب صَلَاة الْجُمُعَة وَكَانَ قد اخْتَلَّ عقلهَا نَحْو عشْرين سنة فَكَانَت تغيب وتحضر فاذا حضرت تَكَلَّمت أحسن كَلَام بِحَيْثُ أشبه حَالهَا فِي هَذَا بِمَا يحْكى عَن عقلاء المجانين رَحمهَا الله وعوضها الْجنَّة (حرف الْقَاف) 703 - (قانقز) ابْنة أنس أُخْت الظَّاهِر برقوق وَأم قانباى الْعُمْرَى الناصرى فَرح الْمَاضِي. مَاتَت فِي الْأَيَّام المؤيدية بعد أَن امْر بقتل قَاتل وَلَدهَا وَكَانَ بكرها 704 - (قُرَّة الْعين) ابْنة شقيقي أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن، ولدت فِي رَابِع رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانِينَ ونشأت فِي كَفَالَة أَبَوَيْهَا ثمَّ مَاتَ أَبوهَا وانتزعت من أمهَا الى أَن زوجتها فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين بِابْن لبدر الدّين بن قَاسم السكرى وَدخل بهَا فِي شَوَّال وسافرنا أسمعنا الله عَنْهَا كل مَحْبُوب ثمَّ بلغنَا اجْتِهَاد أَخِيهَا وأمهما حَتَّى فارقته وَلَا قُوَّة الا بِاللَّه وَالله يحسن الْعَاقِبَة 705 - (قطر الندى) ابْنة الشَّيْخ مُحَمَّد بن حسن الحنفى، تزَوجهَا الشهَاب أَحْمد بن البيدقي أحد الْعُدُول بقناطر السبَاع وَمَات عَنْهَا بعد السّبْعين ودامت 706 - (قطلومك) ابْنة نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن ابراهيم بن أبي بكر بن يَعْقُوب بن الْملك الْعَادِل السَّيْف أبي بكر بن أَيُّوب بن شاذى بن مَرْوَان الايوبية الدمشقية أُخْت الشَّمْس مُحَمَّد، ولدت سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وأحضرت على نفيسة ابْنة ابْن الخباز وَعبد الْغَالِب الماكسيني وَعبد الرَّحِيم بن أبي الْيُسْر وأسمعت على جمَاعَة، وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى والابي فِي سنة خمس عشرَة، وَذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجازت لنا، مَاتَت بِدِمَشْق. زَاد غَيره وَكَانَت معمرة بكرا عذراء

حرف الكاف

707 - (قفجق) ابْنة عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَاشم بن عبد الْوَاحِد بن أبي حَامِد بن عشائر السلمِيَّة الحلبية أُخْت فَاطِمَة الْمَاضِيَة. ولدت فِي سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لَهَا الصّلاح بن أبي عمر وَجُوَيْرِية وَالْجمال الْبَاجِيّ والصردى ورسلان الذَّهَبِيّ وَمُحَمّد بن عمر بن قَاضِي شُهْبَة والحراوى وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي المقرى والمحب الصَّامِت، وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى والابى فِي سنة خمس عشرَة، وَذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه وسماها قفجاق وَقَالَ أجازت فِي استدعاء رَابِعَة انْتهى؛ وَمَاتَتْ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ 708 - (قندولة) ابْنة أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن ريحَان المريسى زوج الْجمال مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد البونى أحد أَعْيَان الدولة بِمَكَّة. مَاتَت فِي يَوْم السبت ثَانِي عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهَا بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة ودفنت من يَوْمهَا بالمعلاة عِنْد والدها بتربة سفين بن عَيْنِيَّة 709 - (قندولة) ابْنة قفيف بن فُضَيْل بن دخين - بتصغير الثلائة - العدواني امْرَأَة بديد. مَاتَت فِي شَوَّال سنة سبعين بِأَسْفَل مَكَّة وحملت اليها فدفنت بهَا. أرخها ابْن فَهد 710 - (قنقباى) خوند التركية الظَّاهِرِيَّة برقوق أم وَلَده الْمَنْصُور عبد الْعَزِيز. حظيت عِنْد سَيِّدهَا حَتَّى مَاتَ وسكنت بعده لتربية وَلَدهَا لكَونه دون الْبلُوغ بقاعة العواميد فَلَمَّا خلع وَأخرج ثمَّ مَاتَ كَمَا تقدم تزوجت بنائب السلطنة تمراز الناصرى ثمَّ بعد قَتله بالاتابك بيبغا المظفرى ثمَّ بعده بجانبك الحمزاوى وَقد كبر سنّهَا فَلم تلبث ان مَاتَت فِي حُدُود سنة خمس أَو سِتّ وَثَلَاثِينَ وخلفت شَيْئا كثيرا (حرف الْكَاف) 71 - (كاذية) الحبشية فتاة أخى الاوسط. مَاتَت بِمَكَّة فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين عوضهَا الله الْجنَّة 71 - (كَافِيَة) ابْنة احْمَد بن التقي عبد الرَّحْمَن نَاظر الْجَيْش ابْن ناظره الْمُحب مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم الْحلَبِي الأَصْل المصرى ثمَّ القاهرى أُخْت ابراهيم الْمَاضِي ووالدة الولوى أَحْمد بن تَقِيّ الدّين البُلْقِينِيّ. مَاتَت 713 - (كحلا) أم ولد لأبي حَامِد المطري، أرخ وفاتها فِي ثَان صفر سنة سبع شهيدة مبطونة عقب وِلَادَتهَا بِقَلِيل 714 - (كراى) ابْنة العلاى على بن الناصري مُحَمَّد بن باشا. كَانَ والدها أستاداراً لبَعض الامراء، وَتَزَوجهَا الْجمال مُحَمَّد بن بركوت المكينى فاستولدها الصّلاح مُحَمَّدًا

أَمِير حَاج ثمَّ تزَوجهَا الْعلم البُلْقِينِيّ فَولدت لَهُ فتح الدّين مُحَمَّد وعمائم وَألف، وَصَارَت لَهَا وجاهة. مَاتَت فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَخمسين ودفنت بمدرسة البلقينى وَالِد زَوجهَا رَحمهَا الله وَعَفا عَنْهَا 715 - (كزل) ابْنة الصَّدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن روق أُخْت أَحْمد وَأبي الطّيب. مَاتَت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَثَمَانِينَ 716 - (كلثم) ابْنة الْحَافِظ التقي مُحَمَّد بن رَافع بن أبي مُحَمَّد السلَامِي وتكنى أم عمر ولدت بعد الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة وأحضرت على عبد الرَّحِيم بن أبي الْيُسْر بل سَمِعت مِنْهُ أَيْضا، وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء، ذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أجازت لي قَدِيما. وَمَاتَتْ فِي ربيع الأول سنة خمس؛ وَتَبعهُ المقريزى فِي عقوده 717 - (كُلْثُوم) ابْنة احْمَد بن عَليّ بن عبد الْخَالِق الاسيوطية أُخْت الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي، قَالَ انها حفظت الْقُرْآن والعمدة وأربعى النووى والشاطبية والتنبيه والمنهاج الأصلى وَغَيرهَا وعرضتها فَالله أعلم 718 - (كُلْثُوم) ابْنة عمر بن صَالح أم مُحَمَّد ابْنة الزين أبي حَفْص بن الصّلاح النابلسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي. ولدت تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وسافرت مَعَ أَبِيهَا لدمشق وَهِي مرضع فأقامت مَعَه هُنَاكَ نَحْو عشر سِنِين وأسمعها الصَّحِيح على أبي المحاسن يُوسُف بن الصَّيْرَفِي وقرأت الْقُرْآن بِتَمَامِهِ وكتبت الْخط الْحسن ثمَّ رجعت بعد وَفَاة أَبِيهَا الى الْقَاهِرَة فأقامت بهَا وَحدثت بِالصَّحِيحِ سمعته مَعَ غَيره عَلَيْهَا وَسمع مِنْهَا الْأَئِمَّة، وَكَانَت خيرة ذَات فهم وعقل وَتثبت وجد بخطها: (احفظ لسَانك واستعذ من شَره ... ان اللِّسَان هُوَ الْعَدو الْكَاشِح) (وزن الْكَلَام اذا نطقت بِمَجْلِس ... وزنا يلوح لَك الضياء اللائح) (فالصمت من سعد السُّعُود وانه ... زين الْفَتى والنطق سعد الذَّابِح) مَاتَت فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين رَحمهَا الله 719 - (كمالية) ابْنة ابراهيم بن عَليّ بن ظهيرة الْمَكِّيّ عَالم الْحجاز أَبوهَا. مَاتَت فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَتِسْعين بكرا 720 - (كمالية) ابْنة الْمُحب أَحْمد بن الْجلَال أبي السعادات مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية شَقِيقَة الامين مُحَمَّد وَأم الْحسن وَأم كُلْثُوم، أمّهم زَيْنَب ابْنة النَّجْم مُحَمَّد بن أبي بكر الْمرْجَانِي. ولدت فِي صفر سنة ثَمَان وَخمسين بِمَكَّة وَكَأَنَّهَا مَاتَت صَغِيرَة 72 - (كمالية) ابْنة الْمُحب أبي بكر احْمَد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ابي الْخَيْر مُحَمَّد بن

فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ. ولدت فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسِتِّينَ، وَأمّهَا امة لأَبِيهَا اسْمهَا جَوْهَرَة، وَتَزَوجهَا ابْن عَمها الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن النَّجْم عمر فَولدت لَهُ أَوْلَادًا 72 - (كمالية) ابْنة احْمَد بن مُحَمَّد بن نَاصِر بن عَليّ الكنانية المكية. أجَاز لَهَا فِي سنة خمس ابْن صديق والزين المراغي والعراقي والهيثمي وَآخَرُونَ؛ أجازت لنا فِي سنة خمس وَسِتِّينَ، وَمَاتَتْ بعد 723 - (كمالية) ابْنة أبي البركات بن أبي الْبَقَاء بن الضياء اخت خاتون الْمَاضِيَة وسبطتا عَطِيَّة بن فَهد أمهما أم كُلْثُوم، تزَوجهَا ابْن عَمَّتهَا أَبُو الْغَيْث بن المحيوى بن زبرق واستولدها 724 - (كمالية) ابْنة القَاضِي ابي الْبَقَاء بن الضياء الْمَكِّيّ. مَاتَت فِي عَشِيَّة يَوْم الْخَمِيس سادس عشر ربيع الاول سنة خمس وَسِتِّينَ 725 - (كمالية) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة القرشية المكية اخت الكريمي عبد الْكَرِيم بن ظهيرة لابيه أمهَا علما ابْنة الْمُحب ابْن ظهيرة، ولدت فِي صفر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وأحضرت على مُحَمَّد بن عَليّ الزمزمي وَسمعت من التقي بن فَهد وَغَيره، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة، وَتَزَوجهَا ابْن عَمها الْمُحب أَحْمد بن عبد الْحَيّ بن أبي بكر قَاضِي جدة الْآن وأولدها عدَّة أَوْلَاد أكبرهم الْجمال مُحَمَّد، وَلها حشمة وتودد وعقل 726 - (كمالية) ابْنة الشريف عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد الحسني الفاسي الْمَكِّيّ، تزَوجهَا امير مَكَّة الشريف حسن بن عجلَان فأقامت عِنْده أَيَّامًا وَطَلقهَا فَتَزَوجهَا الْمُحب أَحْمد بن الْجمال بن ظهيرة فِي سنة سبع عشرَة وَولدت لَهُ أَوْلَادًا وفارقها فِي سلخ رَمَضَان سنة خمس وَعشْرين لعدم رِضَاهَا حِين تزوج عَلَيْهَا أم الْحُسَيْن ابْنة عبد الرَّحْمَن اليافعي فَمَا كَانَ بأسرع من موت أم الْحُسَيْن وتزويجه بصاحبة التَّرْجَمَة أَيْضا فِي محرم الَّتِي تَلِيهَا وَمَات عَنْهَا، ثمَّ مَاتَت بعده بشهرين وَثَلَاثَة أَيَّام فِي حادى عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة وَقد بلغت الْأَرْبَعين. ذكرهَا الفاسي 727 - (كمالية) ابْنة عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي الدقوقي زوج عَليّ الدمنهوري، مَاتَت فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة 728 - (كمالية) ابْنة الْعَفِيف عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ، أجَاز لَهَا فِي سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة المراغي والسويفي وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والعز بن جمَاعَة وَابْن الكويك وَآخَرُونَ 729 - (كمالية) ابْنة الْعَفِيف عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ العجمي الْمَكِّيّ أم مُحَمَّد الكاتبة

أُخْت عَائِشَة الْمَاضِيَة وَخَالَة الْعِزّ بن فَهد واخوته أَكثر إِقَامَتهَا فِي الْوَادي، أجَاز لَهَا ولأختها بانضمامها لأخويهما من غير إفصاح باسميهما خلق. وَمَاتَتْ فِي اثناء الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين بِمَكَّة بعد تعلل مُدَّة عِنْد ابْن اختها عَن تحو الثَّمَانِينَ، وَكَانَت راغبة فِي الْخَيْر وبر الْفُقَرَاء مِمَّن زارت الْمَدِينَة غيرَة مرّة رَحمهَا الله 730 - (كمالية) الصُّغْرَى ابْنة عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز أم كَمَال ابْنة النُّور الْعقيلِيّ النويرى الْمَكِّيّ وَالِدَة الْمُحب أَحْمد بن مُحَمَّد. ولدت فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي قبلهَا بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهَا النشاورى وَابْن حَاتِم والصردى وَابْن خلدون وَابْن عَرَفَة وَابْن العلائي وَابْن الذَّهَبِيّ وَابْن الملقن والبلقينى وَابْن صديق والتنوخى وَجَمَاعَة، وَتَزَوَّجت بقريبها الْعِزّ بن الْمُحب النويرى ثمَّ بأبى البركات بن ظهيرة واستولدها كل مِنْهُمَا، أجازت لنا، وَسَقَطت من سطح دارها فَمَاتَتْ شهيدة وَذَلِكَ فِي لَيْلَة ثامن ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة 73 - (كمالية) ابْنة عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أم الوفا القرشية، أمهَا عَائِشَة ابْنة عبد الرَّحْمَن بن حسن بن هرون الْقرشِي المَخْزُومِي. أجَاز لَهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا النشاورى والصردى وَابْن حَاتِم والعراقي والهيثمي وَآخَرُونَ، وَتَزَوجهَا مُحَمَّد بن عبد الْملك بن مُحَمَّد الْمرْجَانِي ثمَّ بعد مَوته أَخُوهُ عبد الرَّحْمَن وَمَات عَنْهَا فتأيمت حَتَّى مَاتَت فِي ربيع الآخر سنة سبع وَخمسين بِمَكَّة؛ أجازت لنا وروى عَنْهَا النَّجْم بن فَهد قَالَ كَانَت مباركة خيرة عرض لَهَا حصر الْبَوْل حَتَّى قيل إِنَّهَا أخرجت قبل مَوتهَا بِيَسِير حجرا زنته بالمصري سِتَّة وَثَلَاثُونَ درهما فَلَمَّا نشف نقص درهما 73 - (كمالية) أم الْحسن ابْنة الجمالي أبي السُّعُود مُحَمَّد بن البرهاني ابراهيم بن عَليّ ابْن ابي البركات بن ظهيرة شَقِيقَة سَعَادَة والصلاحي مُحَمَّد وَأحمد. ولدت فِي ثَانِي عشر شَوَّال سنة سبع وَسبعين، وَزوجهَا أَبوهَا ابْن عَمه عبد الْمُعْطِي بن الفخري ابي بكر 733 - (كمالية) ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب أم كَمَال القسطلانية المكية. أجَاز لَهَا وَهِي فِي الثَّانِيَة من عمرها سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة جمَاعَة. وَمَاتَتْ بِدِمَشْق بعد الْعشْرين 734 - (كمالية) ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر أم كَمَال ابْنة القَاضِي تَقِيّ الدّين الْقرشِي الْعمريّ الحراري الْمَكِّيّ وَالِدَة أبي السعادات بن ظهيرة واخوته. ولدت فِي أحد الربيعين سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمعت بهَا من عَمَّتهَا فَاطِمَة بعض المصابيح للبغوى، وَأَجَازَ لَهَا القروى وَابْن حَاتِم وَجُوَيْرِية

والباجي وَآخَرُونَ، وَكَانَت خيرة دينة من بَيت حشمة ورياسة. مَاتَت فِي الْمحرم سنة تسع وَأَرْبَعين بعد أَن أضرت رَحمهَا الله 735 - (كمالية) ابْنة ابي الْبَقَاء مُحَمَّد بن احْمَد بن الضياء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد الْعَدْوى الْقرشِي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ. ولدت فِي رَمَضَان سنة اربعين وَتَزَوجهَا ابْن عَمها عمر بن ابي حَامِد. وَمَاتَتْ فِي ربيع الآخر سنة خمس وَسِتِّينَ 736 - (كمالية) ابْنة ابي الوفا مُحَمَّد بن احْمَد بن الضياء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد ابْنة عَم الاولى. ولدت سنة ثَلَاث وَعشْرين، وَأَجَازَ لَهَا فِيهَا ابْن الجزرى، وَتَزَوجهَا الْجمال مُحَمَّد بن ابي يُوسُف بن ابي الْقسم الحنيفى ثمَّ ابْن عَمها الْجمال مُحَمَّد بن ابي الْبَقَاء فَولدت لَهُ ابا الْقسم وصالحاً وَأم هَانِئ وَأم الْحُسَيْن. وَمَاتَتْ فِي لَيْلَة التَّاسِع من ذِي الْحجَّة سنة تسعين بِعَرَفَة وحملت الى مَكَّة فدفنت بهَا 737 - (كمالية) ابْنة النَّجْم مُحَمَّد بن ابي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الانصاري الذروي ثمَّ الْمَكِّيّ وَيعرف ابوها بالمرجاني اخت ابي الْفضل مُحَمَّد وَزَيْنَب. ولدت فِي الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة سبع وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا التنوخى وَابْن الشيخة وَابْن الذَّهَبِيّ وَابْن العلائي وَابْن قوام وَابْن منيع وَآخَرُونَ؛ وَحدثت سمع مِنْهَا الْأَئِمَّة، أجازت لنا. وَمَاتَتْ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانِينَ رَحمهَا الله 738 - (كمالية) ابْنة أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى ابراهيم ابْن مُحَمَّد بن ابراهيم الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ، أمهَا فَاطِمَة ابْنة الشَّيْخ عبد الْوَهَّاب اليافعي سَمِعت فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة من جدها أبي الْيمن، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة 739 - (كمالية) ابْنة الريس مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله الْمَكِّيّ. مَاتَت فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة (كمالية) ابْنة الرضى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان أم الْحسن الطبرية. فِي الكنى 740 - (كمالية) ابْنة مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويرى الْمَكِّيّ، ولدت فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة 74 - (كمالية) ابْنة النَّجْم مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد أم كَمَال الهاشمية المكية أُخْت التقي بن فَهد الْمَاضِي. ولدت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وأسمعت من الزينين المراغي والطبري وَابْن سَلامَة والشهاب المتبولى وَابْن الجزرى وَالشَّمْس الشَّامي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهَا أَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الأرموى وَالْمجد اللغوى والعز بن جمَاعَة والشرف ابْن الكويك وَجَمَاعَة، وَدخلت الْقُدس والخليل وغزة والرملة ودمشق وقطنتها

حرف اللام

من أثْنَاء سنة احدى وَأَرْبَعين إِلَى أثْنَاء سنة وَخمسين فَقدمت الْقَاهِرَة وأقامت بهَا مُدَّة ثمَّ رجعت إِلَى دمشق فاستمرت فِيهِ حَتَّى مَاتَت بعد أَن أجازت لنا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء حادى عشر ذى الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ ودفنت بِالْبَابِ الصَّغِير قَرِيبا من قبر سيدنَا بِلَال الحبشي مُؤذن الرَّسُول بِوَصِيَّة مِنْهَا بذلك رَحمهَا الله وإيانا 74 - (كمالية) ابْنة أبي السعادات مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية، أمهَا حبشية لأَبِيهَا مَاتَت فِي سنة مولدها سنة خمسين 743 - (كمالية) ابْنة الشَّيْخ أبي حَامِد مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد ابْن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ. مَاتَت بكرا فِي رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين 744 - (كمالية) ابْنة مُحَمَّد بن مِفْتَاح بن فطيس القباني مَاتَت بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة احدى وَثَمَانِينَ 745 - (كمالية) ابْنة مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي الْقسم الْأنْصَارِيّ الْحَنَفِيّ الحنيفي. مَاتَت بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة احدى وَتِسْعين وَجَاء الْخَبَر لمَكَّة فِي أثْنَاء محرم الَّتِي تَلِيهَا 746 - (كَوْكَب) الحبشية مُسْتَوْلدَة السَّيِّد بَرَكَات بن حسن بن عجلَان وَأم وَلَده أبي سعد. مَاتَت فِي ربيع الاول سنة احدى وَتِسْعين (حرف اللَّام) 747 - (لَطِيفَة) ابْنة الْبَدْر مُحَمَّد ابْن شَيخنَا الشهَاب أبي الْفضل أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حجر. ولدت فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، واستجاز لَهَا جدها وَغَيره خلقا، وَعَاشَتْ حَتَّى تزَوجهَا يُوسُف بن الشّرف يحيى ابْن بنت الملكي فِي حَيَاة جدها وحضرنا مَعَه فِي الْوَلِيمَة قبيل مَوته بِقَلِيل. وَمَات شهيدة فِي رَجَب سنة أَربع وَخمسين بعد أَن حجت مَعَ أَبَوَيْهَا وَزوجهَا؛ ودفنت بتربة قريبَة لتربة صوفية البيبرسية ثمَّ نقلت بعد مُدَّة الى تربة جوشن عوضهَا الله الْجنَّة 748 - (لَطِيفَة) ابْنة الْعِزّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن رَسُول أم مُحَمَّد الاماسي - بتَخْفِيف الْمِيم وبالمهملة - الصالحية، ولدت سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وأحضرت على ابْن الخباز جُزْء ابْن عَرَفَة وَغَيره ثمَّ أسمعت على غَيره، وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى والابى فِي سنة خَمْسَة عشرَة، وَذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجازت لابنى فِي سنة خمس عشرَة ثمَّ فِي سنة خمس وَعشْرين. قلت وَمَاتَتْ بعد ذَلِك قبل الثَّلَاثِينَ 749 - (لمياء) ابْنة الصَّدْر شمس الدّين مُحَمَّد بن الْقَزاز زوج الشهَاب العقبي، سَمِعت بِقِرَاءَة أخى زَوجهَا الزين رضوَان على الْجمال عبد الله الهيثمي الاول من فَوَائِد الصّقليّ وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين واستجزتها لأجل اسْمهَا وأظهرت الْبشر لذَلِك. مَاتَت فِي

حرف الميم

750 - (ليلى) ابْنة عمر بن أبي بكر الناشرى. تزَوجهَا ابْن عَمها عبد الله بن مُحَمَّد ابْن اسمعيل بن عبد الله بن عمر واستولدها مُحَمَّدًا. وَمَاتَتْ فِي حُدُود سنة سِتّ عشرَة، ذكرهَا الْعَفِيف الناشرى فِي وَالِد زَوجهَا 75 - (ليلى) ابْنة مَحْمُود بن طوغان الحلبية، تزَوجهَا شَيخنَا بحلب فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَهِي ذَات وَلدين بالغين، وقدمت عَلَيْهِ الْقَاهِرَة ثمَّ رجعت الى بَلَدهَا ثمَّ عَادَتْ فأقامت فِي عصمته حَتَّى مَاتَ عَنْهَا، وَتَزَوَّجت عدَّة أَزوَاج ثمَّ مَاتَت فِي منتصف رَجَب سنة احدى وَثَمَانِينَ وَقد قاربت الثَّمَانِينَ سامحها الله. وَهِي الْمشَار اليها فِي قَول شَيخنَا: (رحلت وخلفت الحبيب بداره ... برغمي وَلم أجنح الى غَيره ميلًا) (أشاغل نَفسِي بِالْحَدِيثِ تعللا ... نهاري وَفِي ليلِي أحن الى ليلى) (حرف الْمِيم) 75 - (مباركة) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة وتدعى سِتّ الْكِرَام. ولدت قبل الْعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَأمّهَا علما ابْنة الْهمام بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن العلوى، أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة جمَاعَة، وَتَزَوجهَا عمر الريمي وَطَلقهَا بعد أَن ولدت لَهُ فدامت عزباء حَتَّى مَاتَت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ (مباركة) ابْنة ابي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى ابراهيم الطبرية. هِيَ فَاطِمَة مَضَت (مباركة) ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن الرضى مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضى ابراهيم. فِي أم كُلْثُوم 753 - (مباركة) ابْنة الشَّيْخ سيف الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن قطلوبغا الْحَنَفِيّ وَتسَمى فَاطِمَة وَلكنهَا بمباركة أشهر، وَأمّهَا بلقيس ابْنة أَحْمد بن قشقار القردمى. نشأت فِي كنف أَبَوَيْهَا وَسمعت على جدَّتهَا أم هَانِئ الهورينية وَغَيرهَا مِمَّن كَانَ يجِئ الى الاسماع شَرِيكا مَعهَا، وَتَزَوَّجت بِغَيْر وَاحِد آخِرهم الْمُحب الطرينى واستولدها. وَمَاتَتْ وَقد قاربت الثَّلَاثِينَ ظنا فِي رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَوضع الزَّوْج يَده على موجودها لَهُ ولأولادها مِنْهُ وَظَهَرت بركَة أَبِيهَا فِي لحاقها بِهِ عَاجلا عَفا الله عَنْهَا ورحمها (مَتى) ابْنة فتح خَان الهدوى زوج سُلْطَان جانفور 754 - (مجيبة) ابْنة حسن بن عجلَان بن رميثة بن ابى نمى الْحسنى أُخْت بَرَكَات صَاحب الْحجاز. مَاتَت فِي الْمحرم سنة خمس وَسبعين بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد 755 - (مرْحَبًا) ابْنة مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله الدمياطي أَبوهَا الْمَعْرُوف بِابْن الكعكي شَقِيقَة شَيخنَا عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي، أمهما آمِنَة ابْنة الْجمال يُوسُف العجمي، أجازها لَهَا من أجَاز لأَخِيهَا وَمَاتَتْ قبله فِي سنة احدى وَسِتِّينَ

756 - (مرْحَبًا) ابْنة الشّرف مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة الانصارى بن الحنبلى أُخْت فَاطِمَة وَخَالَة ابْن السفاح، جردها البقاعي 757 - (مَرْيَم) ابْنة أَحْمد بن القَاضِي شمس الدّين مُحَمَّد بن ابرهيم بن ابرهيم ابْن دَاوُد بن حَازِم أم عِيسَى الاذرعى ثمَّ المصرى الحنفى أُخْت مُحَمَّد الْمَاضِي. ولدت سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ أَصْلهَا من أَذْرُعَات فسكن جدها حلب ثمَّ دمشق وَولى الْقَضَاء بهَا ثمَّ الْقَاهِرَة وَمَات بهَا سنة اثْنَتَيْ عشرَة وتصدر ابوها بِجَامِع الْحَاكِم وناب فِي الحكم وَمَات سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة؛ وَكِلَاهُمَا فِي الدُّرَر، وَعَاشَتْ صَاحِبَة التَّرْجَمَة الى ان انْفَرَدت بِرِوَايَة حَدِيث السلفى بِالسَّمَاعِ الْمُتَّصِل فَهِيَ آخر من حدث عَن الواني وَالِد بوسي بِالسَّمَاعِ وَمن مسموعها على أَولهمَا صَحِيح مُسلم وعَلى ثَانِيهمَا فِي الخلعيات وَقد سمع من الدبوسي أبوالعلاء الفرضى وَبَين وفاتيهما اعنى مَرْيَم وَأَبا الْعَلَاء مائَة وبضع سِنِين، أَكثر عَنْهَا شَيخنَا وَذكرهَا فِي مُعْجَمه وَكَذَا فِي انبائه وَقَالَ سَمِعت الْكثير من الواني والدبوسي والقطب الْحلَبِي وناصر الدّين بن سمعون وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهَا التقي بن الصَّائِغ وَغَيره من مسندى مصر والحجاز وَغَيره من الائمة بِدِمَشْق، خرجت لَهَا معجماً فِي مُجَلد وقرأت عَلَيْهَا الْكثير من مسموعاتها وَأَشْيَاء كَثِيرَة بالاجازة وَعَاشَتْ أَرْبعا وَثَمَانِينَ عَاما، وَنعم الشيخة كَانَت ديانَة وصيانة ومحبة فِي الْعلم وَهِي آخر من حدث عَن أَكثر مشايخها الْمَذْكُورين مَاتَت سنة خمس؛ وَتَبعهُ المقريزى فِي عقوده فِي ذكرهَا رَحمهَا الله 758 - (مَرْيَم) وتدعى سِتّ الْقُضَاة ابْنة أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة ابْن احْمَد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي، أمهَا عَائِشَة ابْنة ابراهيم بن ابي بكر القضامي. ولدت سنة ثمانى عشرَة وَثَمَانمِائَة؛ وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة. وَتَزَوجهَا عمر بن الرضى أبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن سَالم الزبيدى فَولدت لَهُ وَطَلقهَا. وَمَاتَتْ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين 759 - (مَرْيَم) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى الصحراوية ثمَّ القاهرية ابْنة الهرساني وتدعى آسِيَة أُخْت عبد الصَّمد وَمُحَمّد. أحضرت فِي الرَّابِعَة سنة سبع وَتِسْعين على أَبِيهَا والحافظين الْعِرَاقِيّ والهيثمي الْكثير من أبي دَاوُد. وَتَزَوجهَا الشهَاب أَحْمد بن الزين عبَادَة الْمَالِكِي. وَمَاتَتْ تَحْتَهُ قريب السِّتين تخمينا، أجازت لنا 760 - (مَرْيَم) ابْنة عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الهاشمية المكية. ولدت فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة؛ وَأَجَازَ لَهَا الزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الطَّحَّان والْعَلَاء بن بردس والبرهان الْحلَبِي وَتَزَوجهَا جمَاعَة. وَمَاتَتْ فِي رَمَضَان سنة خمس

وَسبعين بِمَكَّة عَفا الله عَنْهَا. (مَرْيَم) ابْنة عَليّ بن عبد الرَّحْمَن هِيَ أم هَانِئ الهورينية فِي الكنى 76 - (مَرْيَم) ابْنة عَليّ بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الْيُمْنَى وَيعرف أَبوهَا وَكَانَ من أَئِمَّة الزيدية بِابْن الشيق. مَاتَت بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين 76 - (مَرْيَم) ابْنة الْكَمَال أبي الْفضل بن أبي الْفرج مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن المراغي المدنية أُخْت عبد الحفيظ وَأم الْحُسَيْن. مِمَّن سَمِعت مني بِالْمَدِينَةِ 763 - (مَرْيَم) ابْنة الْمُقْرِئ أبي الْقسم بن أَحْمد بن عبد الصَّمد أم مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْيَمَانِيّ وَالِدَة شمامة ابْنة ابْن الضياء، أجَاز لَهَا فِي سنة احدى وَسبعين فَمَا بعْدهَا ابراهيم بن اسحق الامدى والشهاب الاذرعى والاسنوى وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَابْن القارى والعز بن الكويك وَغَيرهم، وَكَانَت تقْرَأ وتكتب روى عَنْهَا التقي بن فَهد وَذكرهَا فِي مُعْجَمه. وَكَانَت تزوجت بالشهاب بن الضياء قَدِيما وَولدت لَهُ عدَّة وَمَات عَنْهَا. مَاتَت فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَعشْرين بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة وَكَذَا ذكرهَا الفاسي وَتردد فِي شهر وفاتها بَين هَذَا أَو جُمَادَى الاولى 764 - (مَرْيَم) ابْنة ابي المين مُحَمَّد بن احْمَد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم الطبرى المكية، أمهَا حبشية لأَبِيهَا 765 - (مَرْيَم) ابْنة المتَوَكل على الله مُحَمَّد بن المعتصم بِاللَّه أبي بكر بن المستكفى بِاللَّه سُلَيْمَان بن الْحَاكِم بِأَمْر الله العباسي أُخْت الْخُلَفَاء الاخوة الاربعة الَّذين آخِرهم المستنجد بِاللَّه يُوسُف وَكَانَت مُخْتَصَّة بِزَوْجَة العلمى البلقينى كراى ابْنة ابْن باشا وَلذَا رغبت أخاها فِي التَّزْوِيج بابنتها ألف وائتلفت مَعهَا أَيْضا بِحَيْثُ انها لما مَاتَت طَلقهَا أَخُوهَا وَكَانَت وفاتها فِي 766 - (مَرْيَم) ابْنة أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عبد القوى. سَمِعت فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَعشْرين عَليّ ابْن الجزرى أحاسن المنن لَهُ، وَتَزَوجهَا جمَاعَة ثالثهم الْبَدْر حُسَيْن ابْن مُحَمَّد بن حسن العليف فَولدت لَهُ عليا وَأحمد وَخَدِيجَة وَزَيْنَب. وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الاولى سنة سِتِّينَ بِمَكَّة 767 - (مَرْيَم) ابْنة الْجمال أبي رَاجِح مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن ادريس العبدرى الشيبي الحجبى الْمَكِّيّ أُخْت عمر الشيبي. مَاتَت فِي لَيْلَة الاربعاء سَابِع ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ ودفنت من الْغَد بالمعلاة عِنْد قُبُور أسلافها رَحمهَا الله 768 - (مَرْيَم) ابْنة الدّين مُحَمَّد بن سعد الدّين مُحَمَّد الحسني الايجى أم الصفى عبد الرَّحْمَن الايجى واخوته، وأظنها من ذَاك الْقرن فيحقق 769 - (مَرْيَم) ابْنة ياقوت الحبشى عَتيق الْعِمَاد يحيى بن فَهد الْمَاضِيَة أُخْتهَا فَاطِمَة. ولدت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع أَو سبع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة. وَمَاتَتْ بهَا فِي شعْبَان

سنة تسع وَعشْرين. أرخها ابْن فَهد 770 - (مِصْبَاح) ابْنة احْمَد بن حسن بن عجلَان بن رميثة بن ابي نمى الْحسنى. هَكَذَا جمع بَينهَا وَبَين الَّتِي تَلِيهَا ابْن فَهد فيحرر 77 - (مِصْبَاح) ابْنة احْمَد بن عجلَان بن رميثة بن ابي نمى الْحسنى. مَاتَت فِي شَوَّال سنة خمس وَخمسين بِمَكَّة 77 - (مِصْبَاح) ابْنة حسن بن عجلَان الْحسنى أُخْت بَرَكَات وَابْنَة عَم الَّتِي قبلهَا. مَاتَت فِي الْمحرم سنة احدى وَخمسين بِمَكَّة 773 - (مِصْبَاح) ابْنة سُلَيْمَان بن جَار الله بن رائد. تزَوجهَا ابْن عَمها عَطِيَّة بن احْمَد بن جَار الله فَولدت لَهُ. وَمَاتَتْ فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسِتِّينَ 774 - (مِصْبَاح) ابْنة عبد الله بن جَار الله بن زَائِد ابْنة عَم الاولى. مَاتَت تَحت هدم فِي صفر سنة سِتِّينَ بِمَكَّة. أرخهم ابْن فَهد 775 - (مغل) ابْنة الْخَطِيب الْعِزّ مُحَمَّد بن الْخَطِيب الشَّمْس عبد الرَّحْمَن بن الْعِزّ مُحَمَّد ابْن سُلَيْمَان بن حَمْزَة المقدسية الصالحية ثمَّ القاهرية. أحضرت فِي الثَّالِثَة فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَبعدهَا عَليّ نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَمن ذَلِك وَهِي فِي الرَّابِعَة نُسْخَة فليج بِمَا مَعهَا، وَحدثت وقدمت الْقَاهِرَة فقطنتها حَتَّى مَاتَت فِي 776 - (مغل) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان خوند الْكُبْرَى ابْنة القَاضِي نَاصِر الدّين ابْن البارزى شَقِيقَة الْكَمَال مُحَمَّد. ولدت فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة عقب انجفالهم من اللنك فِي مصر العتيقة بدار عبد الرَّحْمَن السمسار الَّتِي مَعَ الْكَمَال المحيريق الْآن، وَكَانَت بديعة فِي الْجمال فَتَزَوجهَا ابْن الشهَاب مَحْمُود لكنة مَاتَ قبل الدُّخُول بهَا فَتَزَوجهَا الْعلم دَاوُد بن الكويز بكرا على رغم من والدها لكَون الْمُؤَيد هُوَ الْآمِر بذلك، ثمَّ تزَوجهَا الظَّاهِر جقمق فِي أَوَائِل الدولة الأشرفية وَكَانَ شَاهد العقد القاياتي والشهاب بن هَاشم وَولدت لَهُ خَدِيجَة وَغَيرهَا وحظيت عِنْده جدا ثمَّ انهبطت بَعْدَمَا تسلطن وفارقها، واستمرت على رياستها وجلالتها حَتَّى مَاتَت بعد أَن حجت مرَارًا آخرهَا فِي سنة احدى وَسبعين فِي الركب الرجبي وتصدقت فِي الْحَرَمَيْنِ الشريفين بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار بل أرْسلت فِي مرض مَوتهَا صُحْبَة الخواجا الشَّمْس بن الزَّمن ثلثمِائة دِينَار ليفرقها على فقرائهما سوى مَا فعلته من الْقرب فِي حَجهَا وأوصت بِفِعْلِهِ بعد مَوتهَا وَكَذَا زارت بَيت الْمُقَدّس. كل ذَلِك مَعَ متين الدّيانَة والرياسة الوافره. مَاتَت بعد أَن أثكلت ابْنَتهَا الْمشَار اليها فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين وَصلى عَلَيْهَا فِي سَبِيل المؤمنى شَهِدَهَا السُّلْطَان

فَمن دونه ودفنت بحوشهم بجوار ضريح امامنا الشَّافِعِي وَلم يبْق فِي الخوندات من يوازيها أصلا وديانة وحشمة وكرماً عَفا الله عَنْهَا ورحمها 777 - (مَكِّيَّة) ابْنة عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي الدقوقي أُخْت عَائِشَة الْمَاضِيَة. تزَوجهَا يحيى بن أَحْمد الشيبى فَولدت لَهُ بِنْتا ثمَّ طَلقهَا فَتَزَوجهَا يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن فَهد فَولدت لَهُ عبد الْقَادِر وَمَات عَنْهَا فتأيمت بعده حَتَّى مَاتَت ذكرهَا ابْن فَهد (مَكِّيَّة) ابْنة عِيسَى. فِي آمِنَة. 77 {ملاح) مُسْتَوْلدَة السَّيِّد حسن بن عجلَان أم ولديه ابراهيم وادريس. مَاتَت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ واربعين بِمَكَّة 779 - (ملكباى) الاشرفية برسباى أم وَلَده مُحَمَّد، تزَوجهَا بعده قَرِيبه قرقماس الجلب رَأس نوبَة النوب. وَمَاتَتْ تَحْتَهُ فِي رَجَب سنة سِتِّينَ ولهج الْعَامَّة بإرسال ابْنهَا الْمشَار اليه الى أَخِيه الْعَزِيز باسكندرية فَمَا أَظُنهُ اتّفق 780 - (ملكة) ابْنة الشّرف عبد الله بن الْعِزّ ابرهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسية ثمَّ الصالحية. ولدت سنة نَيف وَعشْرين وَسَبْعمائة وأحضرت عِنْد الحجار وَمُحَمّد بن الْفَخر بن البخارى وأسمعت على ابْن الرضى وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَمِمَّا سمعته عَلَيْهَا موافقاتها، وَأَجَازَ لَهَا أَبُو مُحَمَّد بن عَسَاكِر وَيحيى بن سعد واسحق الآمدى وَابْن الشيرازى وَآخَرُونَ؛ وَحدثت بالكثير سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء، وَذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أجازت لي، وَمَاتَتْ قبل دخولي دمشق بأَرْبعَة أشهر فِي جُمَادَى الاولى سنة اثْنَتَيْنِ وَقد جَازَت الثَّمَانِينَ، وَذكرهَا فِي انبائه أَيْضا وَتَبعهُ المقريزى فِي عقوده 78 - (منصورة) ابْنة الْمُحب أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة أم مَرْوَان الْقرشِي المكية، وَأمّهَا الشَّرِيفَة كمالية ابْنة عبد الرَّحْمَن الفاسي. ولدت فِي ذى الْحجَّة سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بودان بَين الْحَرَمَيْنِ وَأمّهَا متوجهة للزيارة النَّبَوِيَّة، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة مِنْهُم ابْن سَلامَة وَابْن طولوبغا وَابْن الجزرى 78 - (منصورة) ابْنة الْمُحب أَحْمد بن أبي السعادات مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة. مَاتَت فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِمَكَّة 783 - (منصورة) ابْنة عبد الله بن التقي مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم أم مَنْصُور الْعمريّ الحرازى الْمَكِّيّ الْمَالِكِي، أجَاز لَهَا فِي سنة خمس وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا التنوخى وَابْن العلائي وَابْن الذَّهَبِيّ وَابْن منيع وَابْن قوام وَابْن أبي الْمجد وَآخَرُونَ أجازت لنا. وَمَاتَتْ فِي عشرى رَمَضَان سنة سبع وَخمسين بِمَكَّة رَحمهَا الله 784 - (منصورة) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن

عَطِيَّة بن ظهيرة أم الْغَيْث القرشية المكية، أمهَا علما ابْنة الْمُحب بن ظهيرة. ولدت فِي شَوَّال سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَسمعت على أبي الْفَتْح المراغى، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة مِنْهُم أَبُو جَعْفَر بن العجمى، وَتَزَوجهَا ابْن خَالَتهَا الْمُحب مُحَمَّد بن أبي حَامِد بن ظهيرة ثمَّ طَلقهَا فَتزوّجت ابْن عَمها الْمُحب أَحْمد بن عبد الْحَيّ. وَمَاتَتْ فِي صفر سنة تسع وَخمسين 785 - (منصورة) ابْنة أبي الْقسم بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمُعْطِي الانصارى شَقِيقَة القَاضِي عبد الْقَادِر وَأم الْخَيْر؛ أمّهم أم الْحُسَيْن سَعَادَة ابْنة عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن عبد الله الْمرْجَانِي، تزَوجهَا أَبُو حَامِد ابْن الضياء فَولدت لَهُ أَبَا بكر وَعمر، وَمَاتَتْ بِمَكَّة فِي ربيع الاول سنة سِتّ وَأَرْبَعين 786 - (مهجا) ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد القاياتي سبطة التَّاج البلقينى وشقيقة سعادات، أمهما بلقيس، ولدت سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمصْر الْقَدِيمَة، وَتَزَوجهَا عبد الْكَرِيم خَليفَة الْمقَام الاحمدى ثمَّ نور الدّين بن الجريش ثمَّ أَحْمد أحد بني أبي الرداد أُمَنَاء النّيل ثمَّ جمَاعَة كقريبها ابْن أبي الْفَتْح بن القاياتي الْأَكْبَر وأظن أَبَا الْفضل بن أبي الوفا تزَوجهَا وتعطلت بِحَيْثُ تزوجت بِالنورِ بن المصلية وحجت 787 - (مهجا) ابْنة سيف الدّين مُوسَى قريبَة للوالدة ووالدة أم الْفضل ابْنة الْحَاج مُحَمَّد زوج عبد الْقَادِر الزائر المحرقي، حجت. وَمَاتَتْ بالجسر المنتزه الشهير فِي منتصف ربيع الثَّانِي سنة سبع وَسبعين ودفنت بتربة المحرقى بِالْبَابِ الْجَدِيد للمصاهرة الْمشَار اليها وأظنها زاحمت السّبْعين رَحمهَا الله 788 - (موزة) ابْنة بَرَكَات بن حسن بن عجلَان مَاتَت بِمَكَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَسبعين. (موفقية) ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الطبرية فِي خَدِيجَة 789 - (مؤنسة خاتون) المدعوة فَاطِمَة ابْنة الْمُحدث الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن عَليّ بن ضرغام بن عَليّ بن عبد الْكَافِي الْبكْرِيّ الغضائرى الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهَا وَيعرف بِابْن سكر بِضَم الْمُهْملَة وَتَشْديد الْكَاف وَهُوَ لقب على الثَّانِي من آبَائِهِ. ولدت فِي سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة وأسمعت الْكثير من أَبِيهَا والنشاوى وَابْن صديق، وَأَجَازَ لَهَا الْحَافِظ الزين بن رَجَب والبرهان القيراطى الشَّاعِر ومحمود ابْن الشريشى وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن النُّعْمَان وَابْن الذَّهَبِيّ وَابْن العلائي وَمن لَا يُحْصى كَثْرَة، وَحدثت باليسير أجازت لنا، وَكَانَت خيرة صَالِحَة. مَاتَت فِي ضحى يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر ربيع الاول سنة احدى وَخمسين بِمَكَّة رَحمهَا الله وإيانا 790 - (مي) ابْنة يُوسُف بن مُحَمَّد بن صَالح أم اسمعيل ابْنة الْجمال الْقرشِي النابلسي الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي حفيدة ابْنة عمَّة شَيخنَا التقي أبي بكر القلقشندي.

حرف النون

ولدت فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي ربيع الآخر سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وأحضرت فِي الثَّانِيَة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين على ابي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد النُّور البوريني الحمامي جُزْءا خرجه مُحَمَّد بن سعد الْمَقْدِسِي من حَدِيث عبد الله بن الْعَفِيف مُحَمَّد بن يُوسُف النابلسي بِسَمَاعِهِ لَهُ مِنْهُ بِقِرَاءَة مخرجه قرأته عَلَيْهَا وَمَاتَتْ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ، وأرخها بَعضهم سنة سبع رَحمهَا الله وإيانا (حرف النُّون) 79 - (نافشة) ابْنة عبد الله زوج الصارم ابراهيم بن أَحْمد فَقِيه الْأَمِير اينال باي نزيلة ساقية مَكَّة بِقرب مَدِينَة الجيزة. جردها البقاعي 79 - (نجلة) وَالِدَة أَحْمد وَمُحَمّد ابْني عَليّ اليافعي الخراز. مَاتَت فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد 793 - (نسيم) وتكنى أم الْحسن ابْنة أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى ابراهيم الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ، أمهَا ام هَانِئ ابْنة أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي. سَمِعت من أَبِيهَا، وَتَزَوجهَا اعجمي فَاضل يُقَال لَهُ سعد الدّين فَولدت لَهُ ثمَّ طَلقهَا فَتَزَوجهَا الْعَفِيف عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ العجمي وَولدت لَهُ أَوْلَادًا. وَمَاتَتْ فِي عصمته فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة. ذكهرا الفاسي قَالَ وَهِي أُخْتِي من الرَّضَاع وفيهَا خير وَلم يلبث زَوجهَا أَن مَاتَ رَحمهَا الله 794 - (نسيم) الحبشية عتيقة خَدِيجَة ابْنة صَالح بن أبي الْمَنْصُور الشَّيْبَانِيّ وتعرفه بالجنيدية لسكناها جوَار زَاوِيَة الْجُنَيْد بِمَكَّة، ربتها سيدتها صَغِيرَة فَنَشَأَتْ فِي عز ورفاهية ثمَّ لم يكن يفتر لسانها عَن ذكر الله. مَاتَت بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين وَكَانَت صديقَة لأم بني ابْن فَهد وَأثْنى عَلَيْهَا ابْنهَا النَّجْم 795 - (نشوان) وَتسَمى أَيْضا سَوْدَة لكنه هجر حَتَّى صَارَت لَا تعرف الا بِهَذَا ابْنة الْجمال عبد الله بن الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن أبي الْفَتْح الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي القاهري الْحَنْبَلِيّ أُخْت أَحْمد وَألف الماضيين. أجَاز لَهَا فِي استدعاء مؤرخ بِذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَتِسْعين جمَاعَة مِنْهُم ابراهيم بن أبي بكر بن عمر بن السلار الرَّاوِي بالاجازة عَن الدمياطي ورسلان بن أَحْمد الذَّهَبِيّ وناصر الدّين مُحَمَّد بن الْعِزّ مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة الْمَقْدِسِي وَعبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن الْمِقْدَاد الْقَيْسِي وَسمعت بعد ذَلِك على أَبِيهَا وَحدثت لاسيما بِأخرَة لتفردها بالتوصل الى الدمياطي بِوَاسِطَة وَاحِدَة وَسمع مِنْهَا الأكابر حملت عَنْهَا أَشْيَاء وَكَانَت قد تعلمت الْخط فِي صغرها، وَتَزَوجهَا ابْن عَمها أَمِين الدّين بن يحيى وحجت مَعَه بعد الْعشْرين وجاورت ثمَّ

حجت بعد مَوته مَعَ خوند البارزية وَكَانَ لَهَا مزِيد اخْتِصَاص بهَا وَلها عِنْدهَا بل وَعند غَيرهَا من الرؤساء وجاهة لما اشْتَمَلت عَلَيْهِ من الدّين والدبير وَالْعقل وعلو الهمة وَالْكَرم والمحاسن الجمة مَعَ الأَصْل بِحَيْثُ أَن قريبها قَاضِي الْحَنَابِلَة الْعِزّ الْكِنَانِي لم يكن يقوم لمن يدْخل عَلَيْهِ بَيته من النِّسَاء غَيرهَا وَحمد الطّلبَة محبتها فيهم وصبرها عَلَيْهِم واستمرت على جلالتها حَتَّى مَاتَت فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء تَاسِع عشرى رَجَب سنة ثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد ودفنت بحوش الْحَنَابِلَة وَأثْنى النَّاس عَلَيْهَا خيرا رَحمهَا الله وإيانا 796 - (نصيرة) ابْنة الشريف مبارك بن رميثة بن أبي نمى الحسنية المكية. كَانَت زوجا للشريف عنان بن مغامس بن رميثة وَولدت لَهُ فَاطِمَة، وَكَانَت ذَات خير وَدين وَعبادَة. مَاتَت بِمَكَّة بعد الْحَج فِي آخر سنة اثْنَتَيْ عشرَة 797 - (نعْمَة) ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن الرضى مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ وَيُقَال لَهَا السِّت نعْمَة. ولدت فِي ربيع الآخر سنة تسع وَخمسين وَثَمَانمِائَة 798 - (نعيمة) ابْنة الشَّيْخ عبد الْكَبِير بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ الْحَضْرَمِيّ. مَاتَت فِي الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين ودفنت عِنْد أَبِيهَا بالشبيكة (نفيسة) ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي المكية أم الْبَنِينَ. فِي الكنى 799 - (نفيسة) ابْنة الامير نَاصِر الدّين بك بن دلغادر زوج الظَّاهِر جقمق. تزَوجهَا الاتابك جَانِبك الصُّوفِي حِين شاقق الاشرف وَقدم على أَبِيهَا بِلَاده وَوَافَقَهُ على المشاققة واستولدها بِنْتا ثمَّ فَارقهَا وطلبها السُّلْطَان بعد ذَلِك فَقدم بهَا أَبوهَا عَلَيْهِ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمَعَهَا ابْنَتهَا الْمشَار اليها فَتَزَوجهَا واستمرت عِنْده حَتَّى مَاتَت بالطاعون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَشهد الصَّلَاة عَلَيْهَا 800 - (نور الصَّباح) الحبشية مولاة الجمالي أبي السُّعُود بن ظهيرة وَأم عدَّة من أَوْلَاده. مَاتَت فِي آخر يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس عشرى شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسيدها حِينَئِذٍ بِأَرْض خَالِد من وَادي مر كَانَ سَافر اليها أول الشَّهْر فصلى عَلَيْهَا بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة ثمَّ دفنت فِي تربتهم من المعلاة 80 - (نور الصَّباح) الحبشية المكية فتاة عبد الْغَنِيّ القباني وَأم ولديه عبد الْقَادِر وَزَيْنَب. مَاتَت بِمَكَّة فِي منتصف ربيع الثَّانِي سنة خمس وَتِسْعين بعد وجع جُمُعَة فِي غيبَة وَلَدهَا 80 - (نور الصَّباح) الحبشية احدى سراري الكمالي أبي البركات بن ظهيرة ثمَّ تزوج أبن أَخِيه الجمالي أبي السُّعُود. مَاتَت فِي رَابِع شعْبَان سنة ثَمَان وَتِسْعين بِمَكَّة 803 - (نور الصَّباح) الحبشية مستودلة عَليّ بن الطَّاهِر. مَاتَت بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَتِسْعين

حرف الهاء

(حرف الْهَاء) 804 - (هَاجر) ابْنة الْبَدْر حُسَيْن بن عَليّ بن سبع البوصيرى الْمَاضِي أَبوهَا. ذكرهَا التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وبيض لَهَا 805 - (هَاجر) ابْنة الْجمال عبد الْوَاحِد الويشى - نِسْبَة لويش الْحجر - القاهري جدتي أم الوالدة. كَانَت خيرة مباركة سليمَة الْفطْرَة راغبة فِي الْخَيْر مقبلة على الارامل قانعة باليسير حجت عشر حجج وجاورت فِي كثير مِنْهَا مَعَ زَوجهَا الْجد وَلم تتَزَوَّج غَيره ثمَّ مَعَ وَلَدهَا أبي الْحسن ثمَّ معي ثمَّ بمفردها وأثكلت عدَّة أَوْلَاد وسافر وَلَدهَا الْمشَار اليه الى الْهِنْد فَانْقَطع خَبره وَلم تزل اسيفة على فَقده حَتَّى مَاتَت فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وأظنها جَازَت السّبْعين رَحمهَا الله وعوضها الْجنَّة 806 (هَاجر) ابْنة الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن سعد بن مُحَمَّد الحلبية ابْنة ابْن خطيب الناصرية. أجَاز لَهَا جمَاعَة مِنْهُم عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَحدثت بِأخرَة سمع مِنْهَا الْعِزّ بن فَهد وَغَيره بعيد السّبْعين، أجازت لنا 807 - (هَاجر) وَتسَمى عزيزة - لكنه هجر - ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن عَليّ بن أبي الطَّاعَة المكثرة أم الْفضل ابْنة الْمُحدث الشّرف أبي الْفضل الْقُدسِي الاصل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي. ولدت فِي ربيع الأول سنة تسعين وَسَبْعمائة بعد وَفَاة أُخْت لَهَا كَانَت تسمى باسمها وَلذَا ميزت هَذِه بِالِاسْمِ الثَّانِي، اعتنى بهَا أَبوهَا فأحضرها وأسمعها الْكثير جدا من عوالي الاجزاء والمشيخات والاربعينات والفوائد والكتب وَلَكِن غَابَ عَنَّا حصره وحصلت مِنْهُ بالتتبع جملَة، وَصَارَت بِأخرَة أسْند أهل عصرها وتزاحم عَلَيْهَا الطّلبَة وَكنت مِمَّن حمل عَنْهَا قَدِيما أَشْيَاء قَليلَة اسْتغْنَاء عَنْهَا خُصُوصا وَقد كَانَت على نمط كثير من الْعَجَائِز فِي عدم التحجب وَنَحْوه ثمَّ حسن حَالهَا وقرأت عَلَيْهَا سَائِر مَا وقفت عَلَيْهِ لأجل الْوَلَد وَغَيره، ولشدة فاقتها لم تكن تمْتَنع من تنَاول مَا ترتفق بِهِ فِي معيشتها بل رُبمَا طلبت الْمَزِيد، وَمن شيوخها بِالسَّمَاعِ أَو الْحُضُور التنوخى والامدي والابناسي والشهاب بن الكشك وَابْن المنفر والسويداوي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَأَبوهُ الزين وَابْن بَنِينَ وَالْمجد اسمعيل الْحَنَفِيّ والزين المراغي والشرف ابو بكر بن جمَاعَة والزين ابو بكر النشائي وَسَارة ابْنة السُّبْكِيّ وستيته ابْنة ابْن غالي وَابْن الشيخة وَابْن الفصيح والحلاوي وَالْجمال بن مغلطاي والصردى والهيثمي وَابْن أبي الْمجد والبلقيني وَابْن الملقن والكومي وَفَاطِمَة ابْنة عمر المدنية والصدر الْمَنَاوِيّ وَالشَّمْس الاذرعي وَأَبُو على الْمُطَرز وَالشَّمْس الْكفْر بطناوي

وَمُحَمّد بن حَيَّان بن أبي حَيَّان وَابْن الميلق وعزيز الدّين المليجي وَالشَّمْس امام الصرغتمشية ووالدها والشرف بن الكويك وَالصَّلَاح الزفتاوي والغماري والتاج المليجي وَمَرْيَم الاذرعية وناصر الدّين الْكِنَانِي، وبالاجازة ابْن صديق وجلال الخجندي وَابْن زُرَيْق والبهاء عبد الله الدماميني والْعَلَاء بن السَّبع وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي والتقي بن حَاتِم والعز بن الكويك والبدر بن أبي الْبَقَاء والغياث العاقولي وَالصَّلَاح البلبيسي وَبَان يس الْجُزُولِيّ وَالْمجد اللّغَوِيّ وَنَافِع الفيشي وَخلق من أَمَاكِن شَتَّى وَقد يكون لَهَا سَماع أَو حُضُور من بَعضهم، مَاتَت فِي سادس الْمحرم سنة أَربع وَسبعين بالبيمارستان المنصوري رَحمهَا الله وَعَفا عَنْهَا 808 - (هَاجر) ابْنة منكلي بغا الشمسي الْمَاضِي أَبوهَا وَأمّهَا خوند فَاطِمَة ابْنة الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن بن قلاوون. تزَوجهَا الظَّاهِر برقوق وَمَات عَنْهَا وَصَارَت احدى الخوندات وسكنت بِأخرَة بِخَط الكعكبين من الْقَاهِرَة حَتَّى مَاتَت بالطاعون فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَلَيْسَت بآخر زَوْجَات الظَّاهِر كَمَا قَالَ المقريزى بل تَأَخّر عَنْهَا جمَاعَة مِنْهُنَّ خوند حَاج آل ملك الَّتِي تزَوجهَا وَالِد يُوسُف بن تغرى بردى. (هَاجر) ابْنة قَاضِي الفيوم محب الدّين بن كريم الدّين الْقرشِي الْعقيلِيّ وتدعى فَائِدَة. سلفت فِي الْفَاء 809 - (هَدِيَّة) ابْنة عبد الْقَادِر بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن فَهد الْهَاشِمِي المكية. مَاتَت ابْنة ثَلَاثَة أشهر فِي سفر سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة 810 - (هَدِيَّة) ابْنة عَطِيَّة بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد. تزَوجهَا عوض بن مُوسَى الْبَزَّاز فَولدت لَهُ مُحَمَّدًا. مَاتَت فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد 81 - (هَدِيَّة) ابْنة مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي المكية. أحضرت فِي الرَّابِعَة فِي رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانمِائَة على ابْن صديق وَسمعت من الشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي وَالْجمال بن ظهيرة وَابْن سَلامَة، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة. وَمَاتَتْ قبل الْبلُوغ فِي صفر سنة تسع بِمَكَّة 81 - (هَدِيَّة) - بِضَم ثمَّ تَخْفيف ثمَّ تَشْدِيد - ابْنة الْعَفِيف عبد الله بن أَحْمد بن حسن أم الْهدى ابْنة ابْن الزين الْقُسْطَلَانِيّ المكية. تزَوجهَا ابْن عَمها نور الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن الزين واستولدها زَيْنَب الْمَاضِيَة، أجَاز لَهَا فِي سنة خمس وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا ابراهيم بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَعمر البالسي وَآخَرُونَ أجازت لنا، وَكَانَت مباركة خيرة. مَاتَت فِي صفر سنة سِتِّينَ عَن قريب السّبْعين 813 - (هندة) وتدعى هِنْد ابْنة نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الشَّيْخ أبي الْحسن على بن مُحَمَّد بن الرُّكْن ابراهيم بن عبد الله بن يُوسُف الارموي الصَّالِحِي، أحضرت فِي الرَّابِعَة سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة على سِتّ الْعَرَب حفيدة الْفَخر بن البُخَارِيّ الْمجْلس

حرف الواو

الْحَادِي وَالسِّتِّينَ من أمالي الْحُسَيْن بن هرون الضَّبِّيّ وَالثَّالِث من حَدِيث أبي روق الهزاني ومسلسلات الابراهيمي، وَأَجَازَ لهافي سنة سبع وَخمسين أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن المرداوي وَابْن قيم الضيائية والاعزازي والبياني وَعمر بن عُثْمَان بن سَالم ابْن خلف وابراهيم بن القواس وَمُحَمّد بن مُوسَى الشيرجى ومحمود المنيحى والصفدي وَابْن كثير والفلانسي والعز بن جمَاعَة والموفق الْحَنْبَلِيّ ومظفر الْعَطَّار فِي آخَرين، وَحدثت سمع مِنْهَا الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى والموفق الابي فِي سنة مس عشرَة، وَذكرهَا شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجازت فِي استدعاء ابْنَتي رَابِعَة، مَاتَت (حرف الْوَاو) 814 - (وردشاه) العلمية ابْن الجيعان وَكَانَت جلّ حظاياه، مَاتَت فِي لَيْلَة الْخَمِيس حادى عشر صفر سنة احدى وَتِسْعين 815 - (وزراء) ابْنة الشّرف مُوسَى بن مخاطة سبطة العلمي شَاكر بن الجيعان وَزوج حفيدة الشرفي يحيى بن الجيعان وَأم أَوْلَاده. كَانَت مفرطة السّمن عزيزة أَهلهَا وأقاربها ولبنيها أتم الْبر بهَا مِمَّن حجت وزارت وتوسل بهَا فِي مآرب. وَمَاتَتْ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَتِسْعين 816 - (وزيرة) ابْنة مُحَمَّد بن عمر المعمرة ابْنة الشَّمْس بن الْكَمَال بن العجمي الْحلَبِي. عمرت وَمَاتَتْ بعد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ (حرف الْيَاء الْأَخِيرَة) 817 - (يهب الله) أم مُحَمَّد الحبشية المكية مُسْتَوْلدَة التقي بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ. قدمت مَكَّة فِي أثْنَاء سنة سِتّ عشرَة وَلها نَحْو عشر سِنِين فأسمعها سَيِّدهَا عَليّ ابْن الجزرى وَابْن سَلامَة وَآخَرين؛ وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة من أَمَاكِن شَتَّى أجازت لي، وَمَاتَتْ فِي لَيْلَة الْأَحَد مستهل رَجَب سنة احدى وَثَمَانِينَ بِمَكَّة، وَكَانَت خيرة مباركة كَثِيرَة التَّهَجُّد (كتاب الكنى من النِّسَاء) (حرف الْهمزَة) (أم أَبِيهَا) هِيَ فَاطِمَة ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد 818 - (أم أبي السُّعُود) بن الشَّيْخ مَدين. مَاتَت فِي لَيْلَة عَاشر الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ ودفنت بفسقية دَاخل الزاوية عِنْد زَوجهَا وَمَا حمد الْعُقَلَاء هَذَا مَعَ أَنَّهَا كَانَت خيرة محبَّة فِي الْخَيْر ولفقراء الزاوية وَنَحْوهم محسنة حجت مَعَ الرجبية وَغَيرهَا وَهِي خَالَة أبي الْخَيْر القليوبي رَحمهَا الله وإيانا (أم أَحْمد) هِيَ صَفِيَّة ابْنة ياقوت 819 - (أم أَحْمد) مولاة الشهَاب بن مَحْمُود الحريري؛ مَاتَت فِي جمادة الثَّانِيَة

حرف الباء الموحدة

سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَكَانَ لَا بَأْس بهَا. حجت وجاورت مَعَ زَوجهَا مولى ابْن النبيه (أم أصيل) هِيَ فَاطِمَة ابْنة عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان البُلْقِينِيّ 820 - (أم الْأمان) ابْنة عبد السَّلَام بن مُوسَى بن أبي بكر الْمَكِّيّ الزمزمي. تزَوجهَا عَليّ بن يُوسُف الْبَزَّاز وأولدها مُحَمَّدًا الماضيين، وَكَانَت مِمَّن يتعانى عمل الأكحال لِلْأجرِ بِحَيْثُ تقصد فِيهَا؛ مَاتَت فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة (أم الْأمان) ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الامين مُحَمَّد الْقُسْطَلَانِيّ. هِيَ فَاطِمَة. (أم الامان) اخرى هِيَ أيضاًَ فَاطِمَة ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى ابراهيم الطَّبَرِيّ 82 - (ام الامان) ثَالِثَة ابْنة مُحَمَّد الْحِجَازِي الْعَطَّار أُخْت عبد اللَّطِيف وَعبد الْعَزِيز الشَّاهِدين، مَاتَت بِمَكَّة فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْ وَتِسْعين (حرف الْبَاء الْمُوَحدَة) 82 - (ام الْبَنِينَ) وَاسْمهَا سِتّ الْعَرَب نفيسة ابْنة التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ابي الْخَيْر بن فَهد الهاشمية شَقِيقَة النَّجْم بن فَهد واخوته. ولدت فِي صفر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَمَاتَتْ بهَا صَغِيرَة فِي ربيع الاول سنة ثَلَاثِينَ (حرف التَّاء الْمُثَنَّاة) (أم تَاج الدّين) بن المقسي. فِي بلقيس ابْنة مُحَمَّد (حرف الْجِيم) 823 - (أم الجمالي) نَاظر الْخَاص وأخيه وَهِي ابْنة الصاحب تَاج الدّين عبد الرازق ابْن سعد الدّين ابراهيم بن الهيصم من بَيت شهير وَيُقَال اسْمهَا سادة بِالسِّين وَالدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ. مَاتَت عَن سنّ عالية فِي لَيْلَة السبت سَابِع شعْبَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وهرع الْقُضَاة فَمن دونهم للصَّلَاة عَلَيْهَا ثمَّ دفنت بتربة ابْنهَا، وَكَانَت تذكر بِشَيْء كثير بِحَيْثُ صودرت على قدر لَا أحصره وَمَا أظنها مَعَ مَا كَانَت فِيهِ من الْعِزّ بِوَلَدِهَا حجت فَالله أعلم (حرف الْحَاء الْمُهْملَة) 84 - (أم حَبِيبَة) ابْنة أَحْمد بن أَحْمد بن ابراهيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب المرشدي، تزَوجهَا الشَّيْخ مُحَمَّد الْجُزُولِيّ فَولدت لَهُ. وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد. (أم حَبِيبَة) هِيَ زَيْنَب ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى 825 - (أم حَبِيبَة) ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر الفاكهي. ولدت تَقْرِيبًا سنة ارْبَعْ عشرَة، وَأمّهَا زَيْنَب ابْنة ابراهيم المرشدي، أحضرت على الزين أبي بكر المراغي وَتَزَوجهَا جمَاعَة مِنْهُم ابو البركات بن احْمَد بن الزين فَولدت لَهُ جملَة. وَمَاتَتْ فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِمَكَّة

826 - (أم حَبِيبَة) ابْنة الْكَمَال مُحَمَّد بن مُوسَى الدميرى، أجَاز لَهَا فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة ابو الْخَيْر بن العلائي وابو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن أبي الْمجد وَآخَرُونَ، تزَوجهَا الْجمال مُحَمَّد بن ابراهيم المرشدي فأولدها ابا الْفَضَائِل مُحَمَّدًا وَعبد الرَّحْمَن وَعَائِشَة، وَمَاتَتْ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة تسع 827 - (أم الحسان) ابْنة عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية، أمهَا زبيدية أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة جمَاعَة 828 - (أم الْحسن) ابْنة أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة ابْنة عَم الَّتِي قبلهَا بل أُخْتهَا لأمها. ولدت سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة 829 - (أم الْحسن) ابْنة أَحْمد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعيد بن عامرابن جَابر الْمذْحِجِي الْيُمْنَى الاصل الطَّائِفِي الْمَالِكِي نزيلة العبلا من وادى ليه وَأُخْت عبد الْعَزِيز وَمُحَمّد وَأم الْخَيْر. وتعرف ببنت ابْن مكينة. ولدت فِي حُدُود سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بقرية المليسا بِضَم الْمِيم ثمَّ مُهْملَة مصغر ممدوداً، وَأَجَازَ لَهَا وَلَا خوتها من فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد مِنْهُم وَكَذَا أجَاز لَهُم ابْن سَلامَة والتقي الفاسي وَغَيرهمَا، ولقيها البقاعي فشافهته بالاجازة 830 - (ام الْحسن) وَتسَمى سعيدة ابْنة أَحْمد بن الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن عبد الْعَزِيز النويرى، أجَاز لَهَا فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن الملقن وَبعدهَا ابْن الذَّهَبِيّ والتنوخى وَابْن الشيخة، وَكَانَت حَيَّة فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ 83 - (أم الْحسن) ابْنة أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي الانصارية الخزرجية المكية. ولدت فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا وَسمعت من زَيْنَب ابْنة أَحْمد بن مَيْمُون التّونسِيّ بلدانيات السلفى وَأَجَازَ لَهَا العلائي والعز بن جمَاعَة وَسَالم والمؤذن وَغَيرهم، وَتَزَوجهَا الْمُحب مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن الرضى الطَّبَرِيّ وَولدت لَهُ عدَّة مِنْهُم الرضى مُحَمَّد وَأم الْحسن وفارقها فَتَزَوجهَا وَالِد التقي الفاسي وَولدت لَهُ أم هَانِئ وَطَائِفَة ثمَّ فَارقهَا فِي سنة ثَمَانمِائَة وتأيمت حَتَّى مَاتَت بِمَكَّة بعد أَن أثكلت جَمِيع بنيها وَعظم ألمها بذلك فِي سنة أَربع وَعشْرين ودفنت بالمعلاة. ذكرهَا الفاسي قَالَ وفيهَا خير، وأوردها التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَهُوَ الَّذِي أَفَادَ ذكر سماعهَا واجازتها رَحمهَا الله 83 - (أم الْحسن) ابْنة الْمُحب احْمَد بن أبي السعادات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن ابْن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي شَقِيقَة ابي الْيمن مُحَمَّد وكمالية. ولدت فِي

الْمحرم سنة أَربع وَخمسين وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة مِنْهُم الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن جمَاعَة والتقي أَبُو بكر القلقشندى، وَتَزَوجهَا ابْن عَمها أَبُو المكارم بن الرَّافِعِيّ واستولدها عدَّة 833 - (أم الْحسن) ابْنة أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي وَتسَمى سِتّ الْيمن؛ أمهَا حسان ابْنة رَاجِح بن حسان الْكِنَانِي من حلى ابْن يَعْقُوب، أجَاز لَهَا أَبوهَا وَمن أجَاز لأختها خَدِيجَة فِي سنة خمس، وَتَزَوجهَا ابْن عَمها الْمُحب أَحْمد بن الْجمال بن ظهيرة فَولدت لَهُ المحمدين أَبَا الْفضل وَأَبا بكر ومولده سنة ثَلَاث عشرَة واولهما سنة أَربع عشرَة 834 - (ام الْحسن) ابْنة الْغَرْس خَلِيل بن احْمَد بن جُمُعَة الْحُسَيْنِي - اصلها سكنا - ثمَّ القاهري شَقِيقَة الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي وابوهما. ولدت فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة، وَتَزَوجهَا ابْن عَمها ابو السُّعُود ابراهيم بن الشهَاب الْحُسَيْنِي ثمَّ غَيره وَلم تكن محظوظة من الازواج، وَمِمَّنْ تزَوجهَا الْمُحب بن سَالم تزيل دمشق الْآن. مَاتَت بعد أَن اوصت بِالْحَجِّ عَنْهَا فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سادس عشرى ربيع الآخر سنة ثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد بِجَامِع الزَّاهِد فِي طَائِفَة حَسَنَة ودفنت بالحوش المجاور لضريح صَاحب الْجَامِع رَحمهَا الله وعوضها الْجنَّة 835 - (أم الْحسن) ابْنة أبي الْخَيْر بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر الريس الْمَكِّيّ، مَاتَت قبل ان تتَزَوَّج فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ 836 - (أم الْحسن) ابْنة عبد اللَّطِيف بن مُوسَى بن عميرَة بن مُوسَى الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ اليبناوي أُخْت أم الْخَيْر الْآتِيَة. ولدت فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث، وَتَزَوجهَا ابْن عَمها عَليّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى وَمَاتَتْ عِنْده وَكَانَ مَوته هُوَ فِي صفر سنة تسع وَثَلَاثِينَ فاستفدنا ان وفاتها قبل ذَلِك 837 - (أم الْحسن) ابْنة عبد الله بن ابي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن احْمَد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية امها زبيدية 838 - (أم الْحسن) ابْنة عَليّ بن يُوسُف الْمَعْرُوف والدها بالمطرز وَهِي بِابْنِهِ الْمُطَرز. مَاتَت فِي ربيع الاول سنة ثَمَان وَسبعين بِمَكَّة 839 - (أم الْحسن) ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن ابراهيم المرشدي الْمَكِّيّ. مَاتَت بِالْقَاهِرَةِ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين. (أم الْحسن) وتلقب نسيم ابْنة ابي الْيمن مُحَمَّد ابْن احْمَد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم الطَّبَرِيّ. فِي نسيم 840 - (أم الْحسن) ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب احْمَد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد ابْن ابراهيم الطَّبَرِيّ المكية، امها ام الْحسن ابْنة ابي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي،

أجَاز لَهَا فِي جملَة اخوتها سنة احدى وَسبعين وَسَبْعمائة النشاورى وَالْجمال الاميوطي والكمال بن حبيب وَآخَرُونَ. مَاتَت فِي جُمَادَى الاولى سنة خمس عشرَة بِمَكَّة 84 - (أم الْحسن) ابْنة مُحَمَّد الطَّوِيل بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة الْقرشِي، أمهَا سِتّ الاهل ابْنة عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة، أجَاز لَهَا فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة جمَاعَة 84 - (أم الْحسن) ابْنة الطَّاهِر مُحَمَّد بن الْجمال الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الانصاري الْمَكِّيّ، وَأمّهَا خَدِيجَة ابْنة المرشدي. مَاتَت فِي شَوَّال سنة احدى وَثَمَانِينَ بِمَكَّة 843 - (أم الْحسن) ابْنة ابي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية، أمهَا حبشية لأَبِيهَا، ولدت فِي ذِي الْحجَّة سنة عشر وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهما عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي وَعبد الْقَادِر الارموى وَابْن طولوبغا وَابْن الكويك وَغَيرهم، وَمَاتَتْ وَهِي بكر فِي جُمَادَى الاولى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة 844 - (أم الْحسن) ابْنة أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد أم عَليّ سِتّ قُرَيْش فَاطِمَة الهاشمية المكية، أجَاز لَهَا فِي سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا ابْن القارى وَابْن عقيل وَعمر النقبي والبهاء بن خَلِيل والبهاء بن التقي السُّبْكِيّ وَابْن رَافع والقيراطي والبياني والكمال بن حبيب وَالصَّلَاح بن ابي عمر وَابْن أميلة وَغَيرهم، وَحدثت سمع مِنْهَا قريبها النَّجْم بن فَهد. وَمَاتَتْ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين ودفنت عِنْد جدها لأمها النَّجْم الأصفوني من المعلاة، وَذكرهَا التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه، قَالَ الفاسي وَكَانَت خيرة مباركة تزَوجهَا جَار الله ابْن صَالح الشَّيْبَانِيّ وَولدت لَهُ عدَّة وَمَات عَنْهَا 845 - (أم الْحسن) وَتسَمى كمالية ابْنة الرضى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن الصفى أَحْمد بن مُحَمَّد بن ابراهيم أم مُحَمَّد الطبرية المكية وَالِدَة الْجمال مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الشيبى، تزَوجهَا أَبوهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين فَولدت لَهُ عدَّة أَوْلَاد وَمَاتَتْ تَحْتَهُ فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة فِي رَجَب أَو جُمَادَى الثَّانِيَة بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة. وفيهَا دين وَخير. ذكرهَا الفاسي، وَقَالَ ابْن فَهد أجَاز لَهَا فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ الْعِزّ بن جمَاعَة 846 - (أم الْحسن) ابْنة أبي الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري المكية. ولدت فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة. وَمَاتَتْ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ بعد أَن أجَاز لَهَا جمَاعَة 847 - (أم الْحسن) ابْنة التقي مُحَمَّد بن الْبَدْر مُحَمَّد بن السراج عمر بن رسْلَان البُلْقِينِيّ أُخْت زَيْنَب لأمها وشقيقة فتح الدّين مُحَمَّد وَخَدِيجَة، أمّهم أم ولد لعم أَبِيهِمَا

الْجلَال البُلْقِينِيّ. ولدت قريب الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَتَزَوجهَا ابْن قوبان من أجناد الحسينية ثمَّ ابْن شقطاي ثمَّ سبط شَيخنَا ودامت تَحْتَهُ سِنِين واستولدها أَوْلَادًا، ثمَّ مَنْصُور بن صفى الاستادار فَلم تتمّ عِنْده شهرا ثمَّ نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْحَاجِب ودامت مَعَه حَتَّى مَاتَ، وَلم يَعش لَهَا ولد، وَقد حجت وجاورت هِيَ واخوتها الثَّلَاثَة وَمَات الذّكر بِمَكَّة فجاورت الثَّلَاثَة بِالْمَدِينَةِ أشهراً، ثمَّ حجت بعد أَن أثكلت اخوتها وَصَارَت فريدة فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وجاورت الَّتِي تَلِيهَا، وَتزَوج بهَا فِي أَثْنَائِهَا وَهِي هُنَاكَ أقبردى التماسيحي أَمِير الراكز وَمَا كَانَ ظَنّهَا بعد اثكال أختيها شقيقتها خَدِيجَة ثمَّ زَيْنَب التَّزَوُّج وَلها عقل وتدبير ومحبة فِي أهل الْخَيْر وتعفف واحتياط غَالِبا 848 - (أم الْحسن) ابْنة أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد ابْن حُسَيْن بن عَليّ بن احْمَد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية، أمهَا سِتّ قُرَيْش ابْنة التقي بن فَهد. ولدت بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِدُونِ تردد وأحضرت على أبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي وابي الْفَتْح بن المراغي وَزَيْنَب ابْنة اليافعي وَسمعت على جدها لأمها، وَأَجَازَ لَهَا الزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات والبرهان الْحلَبِي وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي والْعَلَاء بن بردس وَآخَرُونَ؛ وَتَزَوجهَا ابْن عَمها الْفَخر ابو بكر بن عَليّ بن ابي البركات فِي سنة سبع وَخمسين ثمَّ أَبَانهَا فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَتَزَوجهَا ابْن عَمها أَبُو الْخَيْر بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن أبي البركات، وَهِي كَثِيرَة التبذير بِحَيْثُ استدانت، وقدمت الْقَاهِرَة من الْبَحْر فِي سنة خمس وَتِسْعين لظنها وَفَاء دينهَا فَلم تصل لأدنى شَيْء مَعَ طُلُوعهَا الى جهتى السُّلْطَان والأتابك فَعَادَت صفرَة الْيَدَيْنِ عَارِية الثديين 849 - (أم الْحسن) ابْنة التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن فَهد سِتّ الْقُضَاة رَابِعَة شَقِيقَة النَّجْم بن فَهد. مَاتَت عَن دون سنة فِي جُمَادَى الاولى سنة تسع وَعشْرين بِمَكَّة. (أم الْحسن) ابْنة ابْن العجمي. هِيَ فَاطِمَة ابْنة مُحَمَّد بن يُوسُف 850 - (أم الْحُسَيْن) بِالتَّصْغِيرِ ابْنة الشهَاب احْمَد بن ابراهيم بن احْمَد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب المرشدي الْمَكِّيّ، اجاز لَهَا الْعِزّ بن جمَاعَة الصَّغِير فِي سنة خمس عشرَة. مَاتَت بكرا فِي صفر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد. وَقَالَ ان أخاها أَبَا بكر لم يجب من سَأَلَهُ تَزْوِيجهَا 85 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة الْقرشِي المكية. درجت صَغِيرَة 85 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة أَحْمد بن حُسَيْن الْخَوَارِزْمِيّ الْمَكِّيّ. مَاتَت بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ

853 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة أَحْمد بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن احْمَد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم الطَّبَرِيّ المكية؛ أمهَا زَيْنَب ابْنة عبد الله بن الزين احْمَد بن الْجمال مُحَمَّد بن الْمُحب احْمَد بن عبد الله الطبرى 854 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة الْمُحب احْمَد بن الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري المكية. ولدت بهَا وَسمعت من أبي الْيمن الطَّبَرِيّ، وَأَجَازَ لَهَا البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن وَابْن الشيخة والتنوخى وَآخَرُونَ 855 - (أم الْحُسَيْن) الْكُبْرَى ابْنة الْمُحب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة القرشية المكية، أمهَا حبشية لأَبِيهَا. مَاتَت ابْنة أشهر فِي سلخ ربيع الآخر سنة سبع 856 - (أم الْحُسَيْن) الصُّغْرَى وَتسَمى فَاطِمَة ابْنة الْمُحب أُخْت الَّتِي قبلهَا أمهَا كمالية ابْنة الشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي. ولدت فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهَا ابْن الجزرى وَابْن سَلامَة وَالشَّمْس الشَّامي والقبابي وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحى وَآخَرُونَ، وَتَزَوجهَا قريبها الرضى أَبُو حَامِد مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر بن أبي السُّعُود بن ظهيرة فَولدت لَهُ عدَّة. وَمَاتَتْ فِي الْمحرم سنة سِتِّينَ شهيدة سقط عَلَيْهَا حَائِط بمنزلها رَحمهَا الله 857 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة أَحْمد بن أبي الْقسم مُحَمَّد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويرى المكية. ولدت بهَا فِي رَجَب سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة 858 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة حسن الْمَعْرُوف بغياث الصَّغِير وأمهاحسنة أبنة الامام أَبى الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى ابراهيم الطبرى، حصل فِي عقلهَا خلل بِحَيْثُ تركت الاكل قبل مَوتهَا نَحْو عشْرين يَوْمًا ثمَّ مَاتَت فِي سلخ جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بِمَكَّة مَعَ اكثارها من الشَّهَادَة حَتَّى فَارَقت الدُّنْيَا (أم الْحُسَيْن) ابْنة الزين هِيَ سِتّ الْكل ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن الزين وتعرف بابنة رَحْمَة 859 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة أبي الْفضل الْعَبَّاس بن أبي المكارم مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية الْمَاضِي شقيقها عبد الله، وأمهما أم هَانِئ ابْنة عَليّ بن أبي البركات. ولدت سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهَا زَيْنَب ابْنة اليافعي وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة والزين الزركشى وَابْن الْفُرَات وَابْن نَاظر الصاحبة والْعَلَاء بن بردس، وَتَزَوجهَا الشّرف أَبُو الْقسم وأولدها أَبَا المكارم وَغَيره، وَمَاتَتْ فِي ربيع الاول سنة ثَلَاث وَسبعين بِمَكَّة 860 (أم الْحُسَيْن) الصُّغْرَى ابْنة عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن

الامين مُحَمَّد بن قطب الْقُسْطَلَانِيّ المكية، وَأمّهَا خَدِيجَة ابْنة أبي عبد الله مُحَمَّد بن حسن بن الزين. أجَاز لَهَا فِي سنة أَربع عشرَة وَبعدهَا عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي وَابْن الكويك وَآخَرُونَ، وَتَزَوجهَا الشريف عميد بن عاطف بن أبي دعيج بن أبي نمى الْحَسَنَة ثمَّ الشريف مقبل بن مُحَمَّد بن عاطف وَولدت لكل مِنْهُمَا. وَمَاتَتْ فِي سنة تسع وَعشْرين بِمَكَّة وفيهَا أرخت وَفَاة أُخْتهَا أم الوفا إِمَّا غَلطا أَو اتِّفَاقًا. 86 (أم الْحُسَيْن) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أسعد اليافعى المكية ابْنة خَالَة التقى الفاسى زَيْنَب ابْنة أبي الْفضل النويرى. نشأت فِي تربية أمهَا لكَون والدها طَلقهَا وَهِي حَامِل بهَا فعلمتها الْكِتَابَة وسوراً من الْقُرْآن وأربعى النَّوَوِيّ وعرضتها، وَتَزَوجهَا ابو حَامِد بن الشريف عبد الرَّحْمَن الفاسى فَولدت لَهُ يحيى وَمَات عَنْهَا فَتَزَوجهَا الْمُحب بن الْجمال بن ظهيره فَمَال إِلَيْهَا وطلق كمالية ابْنة عبد الرَّحْمَن الفاسى لأَجلهَا فَلم تلبث هَذِه ان مَاتَت فِي رَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَعشْرين شهيدة سقط عَلَيْهَا هِيَ وَوَلدهَا من الْمُحب حَائِط منزلهما فَكَانَت منيتهما رَحمهَا الله. ذكرهَا الفاسى 86 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة القَاضِي عبد الْقَادِر بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْحسنى الفاسى وَاسْمهَا رَابِعَة، أجَاز لَهَا فِي سنة أَربع وَعشْرين الولى العراقى وعَلى الفوى وَابْن الزراتينى وَآخَرُونَ. وَمَاتَتْ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ 863 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد شَقِيقَة أَحْمد وَعبد الْعَزِيز الماضيين. مَاتَت بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقد قاربت الْأَرْبَعين وَهِي بكر مَذْكُورَة بِخَير واتقان، وتكررت زيارتها الْمَدِينَة عوضهَا الله الْجنَّة 864 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة السراج عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن سَالم الزبيدِيّ المكية أُخْت سعاد الْمَاضِيَة، تزَوجهَا الشريف حسن بن عجلَان ثمَّ طَلقهَا فَتَزَوجهَا مُحَمَّد ابْن جَابر الحراشى ثمَّ عِيسَى بن مُوسَى بن على بن قُرَيْش. وَمَاتَتْ عِنْده فِي سنة عشر أَو قَرِيبا مِنْهَا وَهِي فِي عشر الثَّلَاثِينَ ظنا ودفنت بالمعلاة. ذكرهَا الفاسى 865 - (أم الْحُسَيْن) سَعَادَة ابْنة عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن عبد الله ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبكْرِيّ التّونسِيّ الأَصْل الشهير أَبوهَا بالمرجانى. سَمِعت فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة من الْجمال الأميوطى والابناسى والشريف مُحَمَّد بن قَاسم التبريزى ختم ابْن مَاجَه؛ وَأَجَازَ لَهَا أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن العلائى وَابْن أبي الْمجد والبلقينى وَابْن الملقن وَعبد الله الحرستانى وَآخَرُونَ، وَمَاتَتْ فِي ذى الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين ودفنت بِالْقربِ من قبر الْفضل بن عِيَاض من المعلاة 866 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة عبد الْوَاحِد بن الزين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُحب

احْمَد بن عبد الله الطَّبَرِيّ المكية شَقِيقَة فَاطِمَة الْمَاضِيَة، أحضرت فِي الْخَامِسَة سنة سبع وَثَمَانمِائَة على جدها وَأَجَازَ لَهَا أَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ وَجَمَاعَة، وَتَزَوجهَا غير وَاحِد مِنْهُم الْمُحب الطَّبَرِيّ، ثمَّ حصل فِي عقلهَا اختلال يُقَال بِسَبَب تزَوجه عَلَيْهَا وفارقها واستمرت أَيّمَا إِلَى أَن وجدت ميتَة فِي رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانِينَ 867 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الهاشمية المكية شَقِيقَة حسن وحسين وام كُلْثُوم وست الْجَمِيع. ولدت فِي تزَوجهَا نزيل الْكِرَام أَحْمد من أهل الْمَدِينَة وسكنت مَعَه بهَا ثمَّ شخص من مياسير اهلها يُقَال لَهُ مُحَمَّد ابْن على بن الطَّحَّان وَولدت مِنْهُمَا وتريش جناحها 868 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة القَاضِي نور الدّين على بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويرى الْمَكِّيّ وَأمّهَا أم الْهدى ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن عِيسَى القرشية، اجاز لَهَا سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة جمَاعَة، وَتَزَوجهَا الْخَطِيب أَبُو الْفضل بن الْمُحب النويرى وَولدت لَهُ عدَّة. وَمَاتَتْ سنة سبع وَعشْرين 869 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة الْكَمَال أبي الْفضل بن أبي الْفرج مُحَمَّد بن الزين أبي بكر ابْن الْحُسَيْن المراغى المدنى أُخْت مَرْيَم وَعبد الحفيظ، مِمَّن سَمِعت منى بِالْمَدِينَةِ 870 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة أبي الْقسم أَحْمد بن عبد الصَّمد الانصاري الخزرجى الْخَولَانِيّ مَاتَت فِي ربيع الآخر سنة ارْبَعْ وَعشْرين وَكَانَت وَفَاة ابيها سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَأمّهَا هِيَ زَيْنَب ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابراهيم بن يَعْقُوب بن ابي بكر الطَّبَرِيّ 87 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن ابراهيم الطَّبَرِيّ وَأمّهَا أم الْحسن ابْنة أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطى، أجَاز لَهَا من جملَة اختها فِي سنة احدى وَسبعين وَسَبْعمائة الْعَفِيف النشاورى والكمال ابْن حبيب وَغَيرهمَا؛ وَتَزَوجهَا النَّجْم المرجانى فَولدت لَهُ عدَّة. وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس عشرَة بِمَكَّة ورثاها زَوجهَا 87 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة القَاضِي أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم النويرى المكية شَقِيقَة زَيْنَب ووالدة التقي الفاسى وَاسْمهَا سَعَادَة. ولدت سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا، وَأَجَازَ لَهَا ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عَمْرو وَابْن الهبل وَآخَرُونَ؛ وَكَانَت خيرة دينة. مَاتَت فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة 873 - (أم الْحُسَيْن) إبنة الْعِزّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويرى المكية. ولدت سنة اثنتى عشرَة وَثَمَانمِائَة، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة. وَمَاتَتْ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ودفنت بِالبَقِيعِ

874 - (أم الْحُسَيْن) المدعوة سَعَادَة ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن أبي بكر بن على بن يُوسُف المرشدى المكية، تزَوجهَا الْمُحب مُحَمَّد بن الرضى مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبراهيم الطبرى الامام وأنجبها أَوْلَادًا كثيرين مِنْهُم أَبُو السعادات مُحَمَّد؛ وَمَاتَتْ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بِمَكَّة 875 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد القطب الْقُسْطَلَانِيّ. ولدت فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة، وَأمّهَا خَدِيجَة ابْنة مُحَمَّد بن عِيسَى الْحلَبِي، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة فِي سنة ثَلَاث فَمَا بعْدهَا كَأبي جَعْفَر بن الضياء وَأبي الْفَتْح المراغي؛ وَتَزَوجهَا النَّجْم مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْخَيْر بن الزين، وَمَاتَتْ فِي ربيع الآخر سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة 876 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة الْقرشِي المكية شَقِيقَة أم الْخَيْر، أمهما أم كُلْثُوم ابْنة مُحَمَّد بن يُوسُف مَاتَت قبل أُخْتهَا المتوفاة سنة سبع وَعشْرين بسنين كَثِيرَة، وَقد سَمِعت من جدَّتهَا أم أَبِيهَا فَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن قَاسم الحرازى نُسْخَة أبي مُعَاوِيَة ونسخة بكار فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَغَيرهَا؛ وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة 877 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري المكية، أجَاز لَهَا فِي جملَة أخوتها سنة تسع وَعشْرين جمَاعَة وَكَذَا فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا 878 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ المكية، أمهَا فَاطِمَة ابْنة عبد الْوَهَّاب اليافعي، أجَاز لَهَا جمَاعَة فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ. وَمَاتَتْ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَسبعين بِمَكَّة 879 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة الرضى مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبراهيم المكية ابْنة عَم الَّتِي قبلهَا، أمهَا عَائِشَة ابْنة أَحْمد بن حسن بن الزين، أجَاز لَهَا فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة جمَاعَة 880 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة الْكَمَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد ابْن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ المكية؛ مَاتَت طفلة فِي صفر سنة ثَلَاثِينَ بِمَكَّة 88 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة الجمالي مُحَمَّد بن البهائي أبي الْبَقَاء بن الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن الضياء الْحَنَفِيّ الْمَكِّيّ أُخْت القَاضِي أبي الْقسم الْحَنَفِيّ وَزوج أصيل الْمُتَوفَّى قَرِيبا. مَاتَت فِي ثَانِي شعْبَان سنة ثَمَان وَتِسْعين بِمَكَّة 88 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة أبي الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطَّوِيل بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد

حرف الخاء

ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية، أمهَا نوبية لأَبِيهَا. أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة 883 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة أَبى الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري المكية. ولدت يَوْم عَرَفَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وأظن لذَلِك كنيت أم عَرَفَة، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة، وَتَزَوجهَا السراج عمر الشيبي واستولدها عدَّة أَوْلَاد وتأيمت بعده عَليّ خير واستقامة وَعبادَة، سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهَا من غير وَاحِد. وَمَاتَتْ فِي مستهل جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَتِسْعين ودفنت من يَوْمهَا عِنْد سلفها رَحمهَا الله 884 - (أم الْحُسَيْن) وَاسْمهَا فَاطِمَة ابْنة مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد ابْن عبد الْعَزِيز النويري المكية قريبَة الَّتِي قبلهَا. ولدت فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين 885 - (أم الْحُسَيْن) ابْنة النَّجْم مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن ظهيرة. مَاتَت فِي ربيع الثَّانِي سنة سبع وَتِسْعين فِي غيبَة أَبِيهَا ? 886 (أم الْحُسَيْن) ابْنة مُوسَى بن زَائِد السنبسي الْمَكِّيّ. مَاتَت بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانِينَ ? 887 (أم الْحُسَيْن) ابْنة الدوري. مَاتَت فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَسبعين بِمَكَّة. أرخهما ابْن فَهد (حرف الْخَاء) (أم الْخَيْر) ابْنة إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن الشرائحي. فِي أَي ملك ? 88 {أم الْخَيْر) ابْنة الْجمال إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الأميوطي؛ تزَوجهَا الشريف مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح الفاسي ثمَّ مُحَمَّد بن عَليّ السيرجي وَولدت لكل مِنْهُمَا، وكتبتها تخمينا بل هِيَ من أهل هَذَا الْقرن تَحْقِيقا فان وَلَدهَا على بن مُحَمَّد السيرجي ولد فِي سنة سبع ? 889 (أم الْخَيْر) ابْنة أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة الْقرشِي المكية، أمهَا حبشية لأَبِيهَا. ولدت سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَتَزَوجهَا ابْن معمر الْبَصْرِيّ فَولدت لَهُ. وَمَاتَتْ فِي رَمَضَان سنة سِتِّينَ ? 890 (أم الْخَيْر) ابْنة القَاضِي الْفَاضِل الشهَاب أَحْمد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن سعيد بن عَامر بن جَابر أُخْت أم الْحُسَيْن الْمَاضِيَة وتعرف بابنة ابْن مكينة، ولدت قبل سنة عشر وَثَمَانمِائَة بالمليسا وحفظت الْقُرْآن وتلت بِهِ لنافع على أَبِيهَا ودامت حافظة لَهُ، ولقيها البقاعي فِي صفر سنة وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بقرية العبلا من وَادي لية وَقَرَأَ عَلَيْهَا هُنَاكَ شَيْئا وَقَالَ إِنَّهَا متزوجة بهَا كاتبة قارئة فاضلة أجَاز لَهَا جمَاعَة ذكر بَعضهم فِي أُخْتهَا وَبَعْضهمْ فِي أَخِيهَا مُحَمَّد مِنْهُم ابْن سَلامَة، مَاتَت فِي

89 - (أم الْخَيْر) ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد المطرية الأَصْل المكية وَاسْمهَا سعيدة، أجَاز لَهَا فِي سنة خمس العرقي والهيثمي وَابْن صديق والزين المراغي وَآخَرُونَ، وَكَانَت خيرة مباركة سَاكِنة قَابِلَة لأعيان نسَاء أهل الْبَلَد، أجازت لنا. وَمَاتَتْ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِمَكَّة ? 89 (أم الْخَيْر) وَتسَمى فَاطِمَة ابْنة المحيوي عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن طريف - بِالْمُهْمَلَةِ مكبرا - الشاوي - بِالْمُعْجَمَةِ - القاهرية ثمَّ الرملية أُخْت أَحْمد الْمَاضِي وَهِي أكبر، سَمِعت الصَّحِيح على الْعَلَاء بن ابي الْمجد وختمه على التنوخي والعراقي والهيثمي وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة، وقطنت الرملة وقتا مَعَ زوج لَهَا من أَهلهَا ولقيتها هُنَاكَ فَقَرَأت عَلَيْهَا أَشْيَاء وتأخرت بَعدنَا مُدَّة حَتَّى مَاتَت بعد مُجَاوزَة التسعين بعد السِّتين رَحمهَا الله ? 893 (أم الْخَيْر) ابْنة عبد اللَّطِيف بن مُوسَى بن عميرَة بن صَالح الْقرشِي المَخْزُومِي اليبناوي المكية الْمَاضِي أَبوهَا وَأُخْتهَا أم الْحُسَيْن. ولدت فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَتَزَوجهَا ابْن عَمها عَليّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى وَمَات عَنْهَا ثمَّ أضرت. وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسبعين بِمَكَّة، أرخها ابْن فَهد ? 894 (أم الْخَيْر) ابْنة عبد الْوَهَّاب بن الْعَفِيف عبد الله بن أسعد اليافعي المكية، أمهَا زَيْنَب ابْنة أبي الْخَيْر بن أبي عبد الله الحسني الفاسي. تزَوجهَا ابْن خالها أَبُو عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الفاسي فِي سنة تسعين ثمَّ طَلقهَا بعد سِنِين وَتَزَوجهَا التَّاج السمنودي ثمَّ طَلقهَا فَتَزَوجهَا أَبُو الْخَيْر بن عبد الرَّحْمَن الفاسي ثمَّ أَخُوهُ أَبُو عبد الله فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَمَات عَنْهَا فَلم تلبث أَن توفيت قبل انْقِضَاء عدتهَا فِي ثَالِث عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَعشْرين بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة. ذكرهَا الفاسي (أم الْخَيْر) ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد. هِيَ هَاجر ? 895 (أم الْخَيْر) ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف الأميوطي الأَصْل القاهرية البهائية. ولدت فِي أَوَاخِر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بمنزل أَبِيهَا تجاه مدرسة البُلْقِينِيّ، وَتَزَوجهَا كَاتبه بكرا فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين واستجاز لَهَا خلقا كشيخنا والعز بن الْفُرَات بل أسمعها على جمَاعَة وأستولدها أَزِيد من عشرَة أَوْلَاد مَا بَين ذُكُور وإناث وَهِي صابرة على فقدهم أَولا فأولا، وحجت معي غير مرّة وجاورت سنة ثمَّ سنتَيْن وبعضهما بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة ثمَّ سنتَيْن ثمَّ سِنِين وَبَعضهَا بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة أَيْضا، وَكَانَت فِي المسجدين على قدم عَظِيم من الِاجْتِهَاد فِي الْعِبَادَة ولزمت ذَلِك بعد رُجُوعهَا مَعَ مزِيد احتمالها وتوددها وعقلها وتدبرها لقولها وفعلها وحرصها على استجلاب الخواطر وتقنعها وَعدم شكواها ورغبتها فِي الْبر والصلة وَالْإِطْعَام وتقديمها فِي كثير من هَذَا على نَفسهَا وَشدَّة

خوفها من الله تَعَالَى وَهِي فِي كل مَا أَشرت إِلَيْهِ بمَكَان جوزيت خيرا وَختم لنا بِخَير 896 - (أم الْخَيْر) ابْنة أبي الْفَتْح بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد الْمَكِّيّ الزمزمي زوج عَليّ بن بيسق الْفراش أم وَلَده إِبْرَاهِيم. ولدت فِي ذِي الْقعدَة سنة أَرْبَعِينَ. وَمَاتَتْ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة 897 - (أم الْخَيْر) ابْنة القَاضِي أبي الْقسم بن أبي الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ المكية شَقِيقَة القَاضِي عبد الْقَادِر تزَوجهَا الْجمال أَبُو السُّعُود بن أبي البركات بن ظهيرة فَولدت لَهُ أَبَا الْخَيْر وَأَبا بكر وَعمر وَأَبا السُّعُود وَأم الْحُسَيْن. وَمَاتَتْ بهَا فِي الْمحرم سنة سِتِّينَ. أرخها ابْن فَهد 898 - (أم الْخَيْر) ابْنة أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطبرية المكية، أمهَا حبشية لأَبِيهَا 899 - (أم الْخَيْر) أُخْت الَّتِي قبلهَا، أمهَا أم هَانِئ ابْنة أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن عبد الْمُعْطِي الْأنْصَارِيّ. وكأنهما ماتتا صغيرتين 900 - (أم الْخَيْر) وَتسَمى سعيدة ابْنة الْعِزّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري المكية. ولدت سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهَا البُلْقِينِيّ والعراقي والهيثمي وَآخَرُونَ. وَمَاتَتْ فِي شعْبَان سنة خمسين بِمَكَّة 90 - (أم الْخَيْر) وَتسَمى سعيدة أَيْضا ابْنة الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد ن أَحْمد ابْن الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري الْمَكِّيّ أُخْت أبي الْفضل وَأبي الْقسم، أجَاز لَهَا فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة جمَاعَة، وَكَانَت خيرة سَاكِنة كَثِيرَة الْمَعْرُوف، تزَوجهَا السَّيِّد عفيف الدّين الايجي وقتا ثمَّ افْتَقَرت وكفت. وَمَاتَتْ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء حادي عشري صفر سنة تسعين بِمَكَّة رَحمهَا الله 90 - (أم الْخَيْر) ابْنة النَّجْم مُحَمَّد بن ابي بكر الْأنْصَارِيّ الْمرْجَانِي المكية. مَاتَت بهَا فِي أَوَاخِر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بعد أَن عمرت وخرفت من سِنِين (أم الْخَيْر) ابْنة أبي السرُور مُحَمَّد بِهِ عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد الحسني الفاسي، فِي سَعَادَة من الْأَسْمَاء 903 - (أم الْخَيْر) ابْنة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية، أمهَا أم كُلْثُوم ابْنة مُحَمَّد ابْنة مُحَمَّد بن يُوسُف بن حسن بن مَحْمُود الزرندي، سَمِعت من جدَّتهَا لأمها أم الْحسن ابْنة أَحْمد بن قَاسم الْحرَازِي، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة، وَتَزَوجهَا الْعَفِيف عبد الله بن التقي الْحرَازِي فَولدت لَهُ عدَّة. وَمَاتَتْ سنة سبع وَعشْرين 904 - (أم الْخَيْر) ابْنة الخواجا بير مُحَمَّد بن عَليّ الكيلاني. مَاتَت بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. أرخها ابْن فَهد

حرف الدال

905 - (أم الْخَيْر) ابْنة أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد ابْن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية، أمهَا علما ابْنه الْمُحب بن ظهيرة. ولدت فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة، وَأَجَازَ لَهَا فِي الَّتِي تَلِيهَا فَمَا بعْدهَا أَبُو جَعْفَر بن العجمي وَآخَرُونَ 906 - (أم الْخَيْر) ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد ابْن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية شَقِيقَة عبد الباسط وَعبد الْوَهَّاب وست قُرَيْش وَغَيرهم وَتسَمى شقراء. ولدت فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة وَتَزَوجهَا ابْن عَمها الْعَفِيف عبد الله بن أبي الْفضل وأستولدها عدَّة مِنْهُم أَبُو الْفضل وتوجهت مَعَ أَهلهَا للزيارة النَّبَوِيَّة غير مرّة وَلها عقل وتودد 907 - (أم الْخَيْر) زَوْجَة الْبَدْر مَحْمُود الْعَيْنِيّ. مَاتَت فِي ربيع الأول سنة تسع عشرَة ودفنت بمدرسة زَوجهَا وَهُوَ الَّذِي أرخها (حرف الدَّال) 908 - (أم دلال) الزبيدية زوج الشريف مُحَمَّد بن بَرَكَات صَاحب الْحجاز. مَاتَت فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَتِسْعين خَارج مَكَّة وحملت فصلى عَلَيْهَا ثمَّ دفنت بالمعلاة (حرف الرَّاء الْمُهْملَة) 909 - (أم رَاجِح) وَاسْمهَا ستيت ابْنة عَليّ بن أبي البركات بن أبي السُّعُود بن ظهيرة القرشية المكية شَقِيقَة الْبُرْهَان واخوته. ولدت سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة. وَأَجَازَ لَهَا أبواها وعماها النَّجْم وَأَبُو السعادات وأمهما كمالية ابْنة التقي الْحرَازِي والزين بن عَيَّاش والبدر بن العليف وَخلق، بل أجَاز لَهَا من هُوَ أقدم من هَؤُلَاءِ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ حَسْبَمَا أُشير لبَعْضهِم فِي أُخْتهَا زَيْنَب؛ وخطبت غير مرّة فامتنعت، وزارت الْمَدِينَة وجاورت بهَا، وَكَانَت تذكر بِكَثْرَة الطّواف ومزيد الاتقان وَالْخَيْر وَالْبر والمحاسن الجمة؛ وَهِي الْقَائِمَة بكفالة ولد أَخِيهَا أبي السُّعُود بعد موت أمه فَكَانَت كَأُمِّهِ حَقِيقَة. مَاتَت بعد تعللها مُدَّة فِي أَوَاخِر يَوْم السبت سلخ جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ودفنت بتربة أَخِيهَا بِقَبْر مبتكر رَحمهَا الله وعوضها الْجنَّة 910 - (أم ريم) وَيُقَال لَهَا سِتّ الْأَهْل بانة التقي مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الهاشمية المكية شَقِيقَة النَّجْم بن فَهد وَإِخْوَته، ولدت فِي سحر يَوْم الْجُمُعَة ثامن جمادي الأولى سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَسمعت من أَبَوَيْهَا والشهاب أَحْمد بن إِبْرَاهِيم المرشدي وَغَيرهم وَمِمَّا سمعته على الشهَاب جُزْء ابْن الطلاية والبردة، وَأَجَازَ لَهَا الزين الزَّرْكَشِيّ والبدر حُسَيْن البوصيري وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان

حريف الزاي

والْعَلَاء بن بردس والبرهان الْحلَبِي والقبابي والتدمري والتقي الفاسي والنور الْمحلى وَابْن الْجَزرِي وَعَائِشَة ابْنة الشرائحي والقاقوسي وَغَيرهم، وَتَزَوجهَا عمر الرضى فَولدت لَهُ مُحَمَّدًا وَغَيره وَمَات مَعهَا فَتزوّجت وَمَات أَيْضا مَعهَا وتأيمت بعده حَتَّى مَاتَت فِي ظهر يَوْم الْخَمِيس عشري ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين بِمَكَّة ودفنت عِنْد أسلافها بالمعلاة (حريف الزَّاي) (ام زين العابدين) القادري (حرف السِّين الْمُهْملَة) (أم السعد) اثْنَتَانِ زَيْنَب ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى الطَّبَرِيّ، وَخَدِيجَة ابْنة عبد الرَّحْمَن بن عَليّ النويري 91 - (أم السُّعُود) ابْنة حسن بن عجلَان الحسني. مَاتَت بِمَكَّة فِي رَابِع رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ. أرخها ابْن فَهد 91 - (أم سَلمَة) ابْنة الْكَمَال مُحَمَّد بن مُوسَى الدَّمِيرِيّ. تزَوجهَا الْجلَال عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم المرشدي وأستولدها عبد الْغَنِيّ وَإِبْرَاهِيم ومجمد وَأم هَانِئ فأثكلت هِيَ وأبوهم الأول وَالثَّالِث 913 - (أم سُلَيْمَان) صَاحِبَة الزاوية بسوق اللَّيْل بِمَكَّة والحوض والسبيل والتربة بالمعلاة. جَاوَرت بِمَكَّة مُدَّة وَحصل لَهَا فِيهَا شهرة. وَمَاتَتْ بهَا فِي صفر أَو الَّذِي بعده سنة اثْنَتَيْنِ ودفنت بتربتها بالمعلاة. وَهِي مولاة إقليم الْمَاضِيَة (حرف الشين الْمُعْجَمَة) 914 - (أم شهَاب الدّين) الشيشيني الْحَنْبَلِيّ وَهِي فَاطِمَة سِتّ حدق ابْنة الصَّدْر مَحْمُود بن مُحَمَّد الْمَاضِي، حجت مَعَ ابْنهَا وأبيها فِي الرجبية، وَدخلت مَكَّة متوعكة فدامت حَتَّى مَاتَت مبطونة قبل الْحَج فِي عصر يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسبعين ودفنت من الْغَد بجوار قبر سفين بن عُيَيْنَة. ومولدها سنة سِتّ عشرَة، وَتَزَوجهَا ابْن عَمها تلو زوج آخر فاستولدها عدَّة لم يتَأَخَّر سوى الْمشَار إِلَيْهِ رَحمهَا الله (حرف الصَّاد الْمُهْملَة) (أم صَالح) البُلْقِينِيّ. هِيَ زَيْنَب ابْنة صَالح (أم الصَّفَا) هِيَ أمة الْعَزِيز ابْنة عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان المنهلي (حرف الْعين الْمُهْملَة) (أم عبد الْبر) بن الشّحْنَة. هِيَ ألف ابْنة الولوي مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف السفطي

حرف الغين المعجمة

915 - (أم عبد الْعَزِيز) بن الظَّاهِر بوقوق خوند. فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ 916 - (أم عَرَفَة) ابْن القَاضِي عبد الْقَادِر بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عبد الله الحسني الفاسي الْمَكِّيّ، أجَاز لَهَا فِي سنة أَربع وَعشْرين فَمَا بعْدهَا جمَاعَة، وَتَزَوجهَا ابْن عَمها مُوسَى بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح وأولدها. وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَسبعين بِمَكَّة. (أم عمر) . (أم عِيسَى) مَرْيَم ابْنة أَحْمد (حرف الْغَيْن الْمُعْجَمَة) (أم الْغَيْث) اثْنَتَانِ منصورة ابْنة عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وَفَاطِمَة ابْنة عَليّ ابْن ابي الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ (حرف الْفَاء) (أم الْفضل) ابْنة ابْن الْقُدسِي. هَاجر ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر (أم الْفضل) خَدِيجَة ابْنة عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن فَهد (حرف الْقَاف) 917 - (أم الْقسم) ابْنة خَالَة الْوَالِد. كَانَ بَيتهَا مجمعا للنسوة المنقطعات والارامل متقنة فِي تَعْلِيم الْبَنَات وَلم يكن الْوَالِد يقطع زيارتها فِي كل يَوْم جُمُعَة حَتَّى مَاتَت قريب السِّتين رَحمهَا الله (حرف الْكَاف) 918 - (أم الْكَامِل) ابْنة أَمِير مَكَّة الشريف احْمَد بن عجلَان بن رميثة الحنسية المكية تزَوجهَا قريبها الشريف مُحَمَّد بن مَحْمُود بن احْمَد بن رميثة وَمَاتَتْ سنة ثَلَاث ذكرهَا الفاسي 919 - (أم الْكَامِل) ابْنة أبي المكارم أَحْمد بن عَليّ بن أبي رَاجِح مُحَمَّد بن يُوسُف ابْن ادريس بن غَانِم بن مفرج الْقرشِي الْعَبدَرِي الشيبي. أجَاز لَهَا فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن صديق والزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ، وَتَزَوجهَا يُوسُف بن أبي رَاجِح مُحَمَّد بن عَليّ فَولدت لَهُ عدَّة. وَمَاتَتْ عِنْده فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين 920 - (أم الْكَامِل) ابْنة أَحْمد الشقيرى الْمَكِّيّ وَالِدَة الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد النّحاس. مَاتَت بِمَكَّة فِي رَجَب سنة ثَمَانِينَ 92 - (أم الْكَامِل) ابْنة السَّيِّد رميثة بن مُحَمَّد بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمى الحسنية المكية. تزَوجهَا السَّيِّد أَبُو الْقسم بن حسن بن عجلَان فَولدت لَهُ ادريس وزيلعة وَمَات عَنْهَا وتأيمت بعده بِحَيْثُ امْتنعت من اجابة أَخِيه السَّيِّد بَرَكَات. مَاتَت بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة احدى وَسِتِّينَ (أم الْكَامِل) ابْنة الْمجد مُحَمَّد بن يَعْقُوب الشيرازى. مَضَت فِي بيبى

92 - (أم الْكِرَام) ابْنة أبي السعادات مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الرضى مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضى ابراهيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم الطبرية المكية وَتسَمى جَامِعَة وَمنى، أمهَا أم هاني ابْنة عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ. ولدت فِي الْمحرم سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة. وَمَاتَتْ صَغِيرَة فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ (أم الْكِرَام) كمالية ابْنة عَليّ بن أَحْمد النويرى 923 - (أم كُلْثُوم) ابْنة الْبُرْهَان ابراهيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الاردبيلى الْمَكِّيّ. تزَوجهَا الرضى مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى الطَّبَرِيّ فَولدت لَهُ أم الْأمان فَاطِمَة ثمَّ بعد مَوته أَبُو بكر بن عَليّ بن عبد الله الطواشي فَولدت لَهُ أَحْمد؛ ثمَّ الْمُحب مُحَمَّد أَخُو الزَّوْج الاول وَولدت لَهُ وَجمع بَينهَا وَبَين أم الْحسن ابْنة أبي الْعَبَّاس بن عبد المعي مُدَّة ثمَّ جنت أم كُلْثُوم وَلم تتَزَوَّج بعده أبدا حَتَّى مَاتَت فِي شَوَّال سنة أَربع عشرَة بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة، وَكَانَ فِيهَا خير وَدين. ذكرهَا الفاسي 924 - (أم كُلْثُوم) ابْنة ابراهيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الزعبلي أُخْت عبد الله الْمَاضِي. حضرت فِي الرَّابِعَة على الزين المراغي فِي رَمَضَان سنة أَربع عشرَة مجَالِس من صَحِيح البُخَارِيّ وَمن مُسلم والمسلسل وَغير ذَلِك كختم أبي دَاوُد 925 - (أم كُلْثُوم) ابْنة الْمُحب أَحْمد بن أبي السعادات مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة القرشية شَقِيقَة أبي الْيمن مُحَمَّد واخوته. ولدت فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين وَأمّهَا زَيْنَب ابْنة النَّجْم الْمرْجَانِي. وأحضرت على أبي الْفَتْح المراغي؛ وَأَجَازَ لَهَا أَبُو جَعْفَر بن العجمي وَآخَرُونَ، وَتَزَوجهَا ابْن عَم ابيها أَبُو بكر بن ابي السُّعُود وأولدها سِتّ قُرَيْش وَمَات عَنْهَا ثمَّ مَاتَت بعده بِأَقَلّ من شهر فِي رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ بِمَكَّة 926 - (أم كُلْثُوم) ابْنة جميل الجدية. تزَوجهَا الْقَائِد سعد الداوادار الْعجْلَاني فَولدت لَهُ الْجمال مُحَمَّدًا. وَمَاتَتْ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث واربعين بجدة وحملت فدفنت بالمعلاة 927 - (أم كُلْثُوم) ابْنة حسن بن عبد الْمُعْطِي، تزَوجهَا عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن احْمَد بن عَطِيَّة بن ظهيرة فَولدت لَهُ 928 - (أم كُلْثُوم) ابْنة أبي الْفضل الْعَبَّاس بن ابي المكارم مُحَمَّد بن ابي البركات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن احْمَد بن عَطِيَّة بن ظهيرة القرشية شَقِيقَة الْعَفِيف عبد الله وَإِخْوَته. ولدت فِي سلخ جُمَادَى الأول سنة احدى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة مِنْهُم زَيْنَب ابْنة اليافعي وَأَبُو الْمَعَالِي الصَّالِحِي وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي 929 - (أم كُلْثُوم) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد.

ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة القرشية المكية، أمهَا علما ابْنة الْمُحب بن ظهيرة. ولدت سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي بعْدهَا 930 - (أم كُلْثُوم) ابْنة عبد الْقَادِر بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد ابْن فَهد الْهَاشِمِي المكية. مَاتَت عَن خَمْسَة أشهر سنة تسع وَخمسين 93 - (أم كُلْثُوم) ابْنة عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم الْعمريّ الْحرَازِي. أجَاز لَهَا وَهِي فِي الأولى من عمرها باستدعاء تَارِيخه ربيع الآخر سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة جمَاعَة، وَتَزَوجهَا الْجلَال أَبُو السعادات بن ظهيرة فَولدت لَهُ الْمُحب أَبَا الطّيب أَحْمد، وَمَاتَتْ تَحْتَهُ سنة ثَلَاثِينَ 93 - (أم كُلْثُوم) ابْنة عبد الْوَاحِد بن الزين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن عبد الله الطبرية المكية شَقِيقَة فَاطِمَة وَأم الْحُسَيْن. سَمِعت من جدها الزين الطبرى، وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة النشاوري وَابْن حَاتِم وَآخَرُونَ. مَاتَت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخمسين بِمَكَّة 933 - (أم كُلْثُوم) ابْنة عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أسعد اليافعي أُخْت أم هَانِئ. ولدت فِي شعْبَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة. مَاتَت بِالْقَاهِرَةِ بالطاعون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَكَانَت تَوَجَّهت مَعَ بناتها 934 - (أم كُلْثُوم) ابْنة عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي المكية سِتّ الْأَهْل عَائِشَة. ولدت فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وأحضرت فِي الرَّابِعَة على مُحَمَّد بن عَليّ الزمزمي، وَأَجَازَ لَهَا القبابي والتدمري والواسطي وَالزَّرْكَشِيّ والبدر البوصيري وَابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة والْعَلَاء بن بردس والبرهان الْحلَبِي وَعَائِشَة الكنانية والشرائحية وَآخَرُونَ، وَتَزَوجهَا بكرا أَبُو البركات بن أبي الْبَقَاء بن الضياء واستولدها وَاحِدَة بعد أُخْرَى ثمَّ بعده على بن عبد الْغَنِيّ الغزولي وَطَلقهَا وتأيمت بعده حَتَّى مَاتَت فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشري صفر سنة تسع وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهَا عقب صَلَاة صبح الْجُمُعَة ثمَّ دفنت عِنْد قُبُورهم من المعلاة 935 - (أم كُلْثُوم) ابْنة عَليّ بن نَاصِر الْحِجَازِي المكية الْمَاضِي أَبوهَا، مِمَّن سَمِعت مني بِمَكَّة 936 - (أم كُلْثُوم) ابْنة عَليّ الفيومي وَالِدَة على الاقواسي. من خِيَار النِّسَاء صوما وتلاوة وطوافا. مَاتَت فِي رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ بِمَكَّة 937 - (أم كُلْثُوم) ابْنة عمر بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري. أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة 938 - (أم كُلْثُوم) ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم

الطَّبَرِيّ المكية وَتسَمى سعيدة أمهَا زَيْنَب ابْنة القَاضِي أبي الْفضل النويري، أجَاز لَهَا فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة جمَاعَة مِنْهُم البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي وَآخَرُونَ؛ وَكَانَت دينة خيرة كاتبة قارئة حفظت أربعي النَّوَوِيّ وعرضتها بكاملها على جمَاعَة كأبيها وَعم والدتها على بن أَحْمد النويري وخالها الْمُحب النويري وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين. مَاتَت فِي شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة. ذكرهَا ابْن فَهد 939 - (أم كُلْثُوم) ابْنة التقي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عبد الرَّحْمَن الحسني الفاسي وَتسَمى سعيدة. حضرت فِي الرَّابِعَة سنة ثَمَان عشرَة على جدها أَحْمد وَابْن سَلامَة، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة مِنْهُم الشّرف بن الكويك والعز بن جمَاعَة، وَتَزَوجهَا ابْن عَمها الشريف عبد اللَّطِيف بن أبي السرُور فَحملت مِنْهُ. وَمَاتَتْ حَامِلا فِي سنة ثَلَاث أَو أَربع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة 940 - (أم كُلْثُوم) ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ المكية أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة جمَاعَة وَتَزَوجهَا أَبُو الْخَيْر ابْن عبد الْقوي فَولدت لَهُ عليا وَمَاتَتْ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة سنة سِتّ وَسبعين ودفنت بِالبَقِيعِ 94 - (أم كُلْثُوم) ابْنة مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ. مَاتَت فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد 94 - (أم كُلْثُوم) ابْنة الشَّيْخ أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عبد الْقوي بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي الْمَكِّيّ، تزَوجهَا الْكَمَال أَبُو البركات بن أَحْمد الدلوالي الشَّاهِد بِبَاب السَّلَام وأولدها ثمَّ فَارقهَا. وَمَاتَتْ فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة 943 - (أم كُلْثُوم) ابْنة مُحَمَّد الطَّوِيل بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة القرشية المكية، أمهَا سِتّ الْأَهْل ابْنة عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة؛ أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة 944 - (أم كُلْثُوم) ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة الْقرشِي المكية وَاسْمهَا أم الوفا وتدعى سَعَادَة؛ أمهَا علما ابْنة الشهَاب أَحْمد بن ظهيرة. ولدت فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمعت من أَبِيهَا، وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا ابْن حَاتِم والنشاوري والتنوخي وَابْن الشيخة وَغَيرهم وَمَا كَأَنَّهَا حدثت لَكِن أجازت وَمِمَّنْ روى عَنْهَا ابْن فَهد، وَتَزَوجهَا قريبها أَبُو الْخَيْر بن أبي السُّعُود بن ظهيرة ثمَّ طَلقهَا فَتزوّجت الشريف عبد اللَّطِيف بن أبي الْفَتْح الفاسي. وَمَاتَتْ عِنْده فِي شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة، وَكَانَت دينة خيرة

كَثِيرَة التحرى فِي الطَّهَارَة رَحمهَا الله. 945 (أم كُلْثُوم) ابْنة القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري المكية. ولدت فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة، وَأَجَازَ لَهَا ابْن الْعِرَاقِيّ والفوي والدنديلي وَغَيرهم. مَاتَت فِي شَوَّال سنة خمسين بِمَكَّة 946 - (أم كُلْثُوم) ابْنة مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عبد الله الحسني الفاسي المكية، أجَاز لَهَا فِي سنة خمس ابْن صديق والعراقي والهيثمي والزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَغَيرهم. مَاتَت بهَا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين، أرخها ابْن فَهد 947 - (أم كُلْثُوم) ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن الرضي مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ المكية وَتسَمى فَاطِمَة ومباركة وتدعى رئيسة شَقِيقَة أبي السعادات مُحَمَّد وأخوته. ولدت فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة، وَأَجَازَ لَهَا أَبُو الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي وَآخَرُونَ 948 - (أم كُلْثُوم) ابْنة ابي حَامِد مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن ابْن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية؛ أمهَا أم الْحُسَيْن الصُّغْرَى ابْنة الْمُحب الطَّبَرِيّ. مَاتَت عَن نَحْو نصف سنة فِي ذِي الْحجَّة سنة خمسين 949 - (أم كُلْثُوم) ابْنة التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي المكية شَقِيقَة النَّجْم عمر واخوته وَيُقَال لَهَا سِتّ الخطباء رقية. مَاتَت وَقد زَادَت على سنة فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين 950 - (أم كُلْثُوم) ابْنة نابت بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد الْمَكِّيّ الزمزمي. مَاتَت فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة. 95 (أم كَمَال) ابْنة احْمَد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة القرشية المكية أمهَا زَيْنَب ابْنة الْمُحب بن ظهيرة، أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة 95 - (أم كَمَال) ابْنة الشهَاب أَحْمد بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية وَالِدَة الْكَمَال أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود وَاسْمهَا عَائِشَة وَأمّهَا أم كُلْثُوم ابْنة الْجمال بن عبد الله بن فَهد. أجَاز لَهَا فِي سنة خمس وَخمسين فَمَا بعْدهَا الصّلاح العلائي والقلانسي والتونسي والقطرواني وَابْن الرصاص فِي آخَرين، وَتَزَوجهَا الْجمال أَبُو السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن ظهيرة فَولدت لَهُ عدَّة وتأيمت بعد مَوته حَتَّى مَاتَت بِمَكَّة فِي شَوَّال أَو ذِي الْقعدَة سنة عشر، كَانَت

متعبدة خيرة وَعِنْدهَا وسواس كثير فِي الطَّهَارَة. ذكرهَا الفاسي وَغَيره 953 - (أم كَمَال) ابْنة الْمُحب أَحْمد بن أبي السعادات مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد ابْن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية، مَاتَت فِي سادس ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بِمَكَّة 954 - (أم كَمَال) ابْنة أبي الْفضل الْعَبَّاس بن أبي المكارم مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن احْمَد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية شَقِيقَة الْعَفِيف عبد الله، مَاتَت عَن سنة وشهرين فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِمَكَّة 955 - (أم كَمَال) ابْنة الْعَفِيف عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ المكية. ولدت فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَسمعت من الزين المراغي، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة؛ وَتَزَوجهَا الْكَمَال أَبُو البركات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بن الزين وَولدت لَهُ، وَمَاتَتْ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر رَمَضَان سنة سبع وَسِتِّينَ. أرخها ابْن فَهد 956 - (أم كَمَال) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري المكية وَتسَمى عَائِشَة. ولدت فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة؛ وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة مِنْهُم البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي. وَكَانَت خيرة مباركة متعبدة بِالطّوافِ وَغَيره، مَاتَت فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين (أم كَمَال) ابْنة عبد الْوَهَّاب بن عبد الله، فِي عَائِشَة. (أم كَمَال) ابْنة عَليّ ابْن احْمَد النويري، وَابْنَة عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن احْمَد بن عَطِيَّة بن ظهيرة، وَابْنَة مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم، وَابْنَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد. اسْم كل من الْأَرْبَعَة كمالية 957 - (أم كَمَال) ابْنة الْكَمَال أبي البركات مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن ظهيرة قريبَة الَّتِي قبلهَا، أمهَا حبشية لأَبِيهَا، مَاتَت وَلم تكمل سنتَيْن فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة 958 - (أم كَمَال) ابْنة القَاضِي أبي الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد النويري الْمَكِّيّ وأسمها عَائِشَة. مَاتَت عَن زِيَادَة على ثَلَاث سِنِين فِي سنة تسع وَأَرْبَعين 959 - (أم كَمَال) ابْنة الْمُحب مُحَمَّد بن الرضى مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ المكية وَتسَمى عَائِشَة بركَة سيدة شَقِيقَة أبي السعادات مُحَمَّد وَإِخْوَته. ولدت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهَا أَبُو الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي وَأَبُو جَعْفَر العجمي وَآخَرُونَ؛ تزَوجهَا الْمُحب عبد الله بن أبي البركات مُحَمَّد بن أَحْمد

حرف الميم

ابْن الزين وأولدها. وَمَاتَتْ مَعَه فِي ربيع الثَّانِي سنة سبع وَثَمَانِينَ بِمَكَّة. 960 (أم كَمَال) ابْنة الْكَمَال أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية وأسمها عَائِشَة، وَأمّهَا كمالية ابْنة القَاضِي عَليّ النويري. ولدت بِمَكَّة سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة، وَأَجَازَ لَهَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق والتقي الفاسي وَآخَرُونَ مِنْهُم النُّور الْمحلى، وَتَزَوجهَا القَاضِي عبد الْقَادِر بن أبي الْقسم الْمَالِكِي فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فَولدت لَهُ ثمَّ فَارقهَا فَتَزَوجهَا أَبُو الْفَتْح بن عبد الْقَادِر الفاسي القَاضِي ثمَّ طَلقهَا فَتَزَوجهَا الْكَمَال أَبُو الْفضل بن عبد الرَّحْمَن النويري. وَمَاتَتْ عِنْده بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين 96 - (أم كَمَال) ابْنة الرضي أبي حَامِد مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد ابْن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية، أمهَا أم الْحُسَيْن الصُّغْرَى ابْنة الْمُحب بن ظهيرة، ولدت فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهَا ابْن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي وَآخَرُونَ (حرف الْمِيم) 96 - (أم مُحَمَّد) بن حسن المرجوشي جارنا، كَانَت خيرة حجت وكفت زَمنا وتأيمت بعد زَوجهَا حَتَّى مَاتَت فِي سنة إِحْدَى وَسبعين. (أم مُحَمَّد) هِيَ آسِيَة ابْنة جَار الله بن صَالح. 963 (أم المسعود) ابْنة أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن عجلَان الحسني. مَاتَت فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بِمَكَّة. 964 (أم المسعود) ابْنة الشريف أَحْمد بن عجلَان بن رميثة الحسنية المكية. تزَوجهَا الشريف عنان بن مغامس فِي حَيَاة أَبِيهَا ثمَّ طَلقهَا بعد سِنِين فَتَزَوجهَا الشريف مُحَمَّد بن جَار الله بن أبي سعد بن أبي نمي ثمَّ مسور بن عَليّ بن مبارك بن رميثة، وَمَاتَتْ عِنْده بعد سنة عشر بِقَلِيل أَو قبلهَا بِقَلِيل بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة. ذكرهَا القاسي 965 - (أم المسعود) ابْنة حسن بن عجلَان. مَاتَت فِي رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة 966 - (أم المسعود) ابْنة عبد الْقَادِر بن عَليّ بن جَار الله بن زَائِد المكية تزَوجهَا ابْن عَمها الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن جَار الله الْمَاضِي بعد غَيره وزارت مَعَه الْمَدِينَة وَلَا بَأْس بهَا. 967 (أم المسعود) ابْنة ميلب الحسني أُخْت مبارك وَأم شار بن إِبْرَاهِيم. مَاتَت فِي شَوَّال سنة ثَمَانِينَ بِمَكَّة 968 - (أم مصلح) ابْنة السَّيِّد حسن بن عجلَان الحسني. مَاتَت فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ. أرخها ابْن فَهد

حرف النون

969 - (أم الْمُلُوك) بِالْيمن الظَّاهِر يحيى بن إِسْمَاعِيل ووهي جِهَة الطواشي جمال الدّين فرحان، لَهَا مآثر بِمَكَّة وزبيد وتعز وَغَيرهَا، وَكَانَت حرَّة صَالِحَة. مَاتَت فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ واحتفل ابْنهَا الظَّاهِر بشأنها. (أم مَنْصُور) هِيَ منصورة ابْنة عبد الله بن مُحَمَّد (حرف النُّون) (أم نجم الدّين) بن ظهيرة اسْمهَا سعدانة ابْنة دَاوُد الكيلاني وتدعى رَابِعَة مَضَت. (حرف الْهَاء) 970 - (أم هَانِئ) ابْنة الشريف أَحْمد بن عَليّ بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الحسني الفاسي المكية أُخْت التقي الفاسي لِأَبِيهِ خَاصَّة. تزَوجهَا الشريف حسن ابْن عجلَان فِي الْمحرم سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَولدت لَهُ بعد فِرَاقه لَهَا عبد الله وَمَات فِي الَّتِي تَلِيهَا، وَتَزَوجهَا الشريف جَابر بن قَاسم بن قَاسم بن ابي نمي فَولدت لَهُ جَار الله ثمَّ طَلقهَا، وَتَزَوجهَا حَمْزَة بن جَار الله بن حَمْزَة فَولدت لَهُ بِنْتا ثمَّ طَلقهَا بعد أَيَّام. وَمَاتَتْ فِي آخر الْمحرم سنة عشرَة بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة وَهِي فِي أَوَائِل عشر الْأَرْبَعين ذكرهَا أَخُوهَا 97 - (أم هَانِئ) ابْنة الشهَاب أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية شَقِيقَة فَاطِمَة. ولدت فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة أَو أَوَائِل الَّتِي بعْدهَا بِمَكَّة وَسمعت من عَمه أمهَا زَيْنَب ابْنة اليافعي، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة، وَمَاتَتْ بكرا فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ 97 - (أم هَانِئ) ابْنة أبي بكر بن أبي الْفضل بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري المكية. ولدت فِي رَمَضَان سنة خمس وَخمسين 973 - (أم هَانِئ) ابْنة ريحَان التعكري أُخْت خَدِيجَة وَزَيْنَب. مَاتَت فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَخمسين بِمَكَّة. أرخها ابْن فَهد 974 - (أم هَانِئ) ابْنة سعيد الزرندي شَقِيقَة عَليّ وَأبي الْفَتْح وَزَوْجَة القَاضِي صَلَاح الدّين بن صَالح اسْتَوْلدهَا عدَّة، وَمَاتَتْ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَتِسْعين بِطيبَة 975 - (أم هَانِئ) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري المكية. أجَاز لَهَا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين ثمَّ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن صديق وَابْنَة ابْن عبد الْهَادِي والمراغي وَآخَرُونَ. 976 (أم هَانِئ) ابْنة عبد اللَّطِيف بن أبي السرُور مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله الحسني الفاسي، ولدت فِي صفر سنة تسع وَأَرْبَعين وَأمّهَا

ينصر الله الحبشية فتاة أَبِيهَا، مَاتَت بِمَكَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ 977 - (أم هَانِئ) ابْنة عبد الْهَادِي بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ المكية شَقِيقَة ستيت. وَمَاتَتْ صَغِيرَة 978 - (أم هَانِئ) ابْنة الْجلَال عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب المرشدي المكية، ولدت فِي لَيْلَة ثَانِي رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة، وَأَجَازَ لَهَا أَبُو الْيُسْر بن الصَّائِغ وَعبد الْقَادِر الأرموي وَعَائِشَة ابْنة أبن عبد الْهَادِي وبهادر الأرمني وَأَبُو الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ، وأجازت لنا، وَمَاتَتْ فِي سلخ ربيع الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ رَحمهَا الله 979 - (أم هَانِئ) ابْنة عبد الْوَهَّاب بن الْعَفِيف عبد الله بن اِسْعَدْ اليافعي المكية أُخْت فَاطِمَة وَأم الْخَيْر. ولدت فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة سبع وَتِسْعين جمَاعَة، وَمَاتَتْ بعد ثانيتهما بأيام فِي ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين وَكَذَا مَاتَت أمهَا فَاطِمَة ابْنة الأديب الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الله الأستجي فِي جُمَادَى الأولى مِنْهَا؛ ذكره الفاسي فِي أم الْخَيْر. 980 (أم هَانِئ) ابْنة الْعَلامَة نور الدّين أبي الْحسن عَليّ بن القَاضِي تَقِيّ الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الْمُؤمن بن عبد الْملك الهورينية الأَصْل المصرية الشَّافِعِيَّة وَتسَمى مَرْيَم أَيْضا وَهِي سبطة القَاضِي فَخر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد القاياتي. ولدت فِي يَوْم الْجُمُعَة لَيْلَة نصف شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بِمصْر واعتنى بهَا جدها لأمها فأسمعها بِمَكَّة فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ على النشاوري الْكثير وعَلى أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي والشهاب بن ظهيرة والمحب الطَّبَرِيّ الْمُتَأَخر وبمصر على ابْن الشيخة والسويداوي والنجم بن رزين وَالصَّلَاح الزفتاوي وَابْن أبي زبا وَسمعت مِنْهُ نَفسه وَمن الْبَدْر بن الصاحب وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن الملقن وَابْن حَاتِم والعزيز المليجي والصردي وَأَبُو الْيمن بن الكويك وَالصَّلَاح البلبيسي والبرهان الْآمِدِيّ والابناسي وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والغماري وَغَيرهم؛ وَتَزَوَّجت بالحسام مُحَمَّد بن الرُّكْن عمر بن قطلوبغا البكتمري فَولدت لَهُ شُجَاع الدّين مُحَمَّدًا الشَّافِعِي ثمَّ سيف الدّين مُحَمَّدًا الْحَنَفِيّ ثمَّ فَاطِمَة ثمَّ الشّرف يُونُس الْمَالِكِي ثمَّ مَنْصُور الْحَنْبَلِيّ واشتغل كل من الْمَذْكُورين وتمذهب لما وصف بِهِ وَمهر من بَينهم الْحَنَفِيّ وَمَات الْحَنْبَلِيّ وَهُوَ صَغِير وَكَانَ غَايَة فِي الذكاء بِحَيْثُ قيل قَتله ذكاؤه. وَلما مَاتَ زَوجهَا تزَوجهَا الْبَدْر حسن بن سُوَيْد الْمَالِكِي واستولدها أَحْمد وعزيزة وَاسْتولى على تَرِكَة جدها القاياتي وَتصرف فِيهَا مَا شَاءَ وَمَات فورثته واشترت القاعة الشهيرة على بركَة الْفِيل

وتعرف بإنشاء الأكرم وهم غية فِي الاتساع وَكَثْرَة المغازل وفيهَا مَا يدل على أَنَّهَا كَانَت فِي غَايَة التزخرف وَنَازع بعض ذُرِّيَّة الْوَاقِف فِي صِحَة استبدالها وَجَرت بِسَبَب ذَلِك منازعات آل الْأَمر فِيهَا الى أَن حكم الْمُحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ بِصِحَّة الِاسْتِبْدَال وابقائها بِيَدِهَا، وَقد حدثت قَدِيما سمع عَلَيْهَا الْفُضَلَاء وقرأت عَلَيْهَا جَمِيع مَا وقفت عَلَيْهِ من مرويها وَعِنْدِي أَنَّهَا سَمِعت أَكثر مِمَّا وقفت عَلَيْهِ بل أستبعد أَن جدها أسمعها بَاقِي الْكتب السِّتَّة وَمن ذَلِك على النشاوري صَحِيح البُخَارِيّ لَكِن مَا ظَفرت بِزِيَادَة على مَا عَلمته، وَهِي امْرَأَة صَالِحَة خيرة فاضلة كَثِيرَة النحيب والبكاء عِنْد ذكر الله وَرَسُوله محبَّة فِي الحَدِيث وَأَهله مواظبة على الصَّوْم والتهجد متينة الدّيانَة كَثِيرَة التَّحَرِّي فِي الطَّهَارَة فصيحة الْعبارَة مجيدة للكتابة ولديها فهم وإجادة لإِقَامَة الشّعْر بالطبع، حفظت الْقُرْآن فِي صغرها ومختصر أبي شُجَاع فِي الْفِقْه والملحة فِي الْإِعْرَاب وَغَيرهَا، وَسَمعنَا من لَفظهَا وحفظها سُورَة الصَّفّ بفصاحة وَحسن تِلَاوَة، وحجت ثَلَاث عشرَة مرّة وجاورت فِي بَعْضهَا وكفت من زمن طَوِيل فَصَبَرت واحتسبت ثمَّ أقعدت وَقَامَ وَلَدهَا الْحَنَفِيّ بإكرامها وَخدمتهَا أتم قيام حَتَّى مَاتَت وَأَنا بِمَكَّة فِي السبت الثَّلَاثِينَ من صفر سنة إِحْدَى وَسبعين ودفنت بتربة جدها الْفَخر القاياتي بِالْقربِ من مقَام أمامنا الشَّافِعِي من القرافة رَحمهَا الله وإيانا 98 - (أم هَانِئ) ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر الفاكهي. ولدت سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَحَضَرت فِي سنة إِحْدَى بمنى على الإِمَام مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله بن سكر النبحاني جُزْء الْحسن بن عَرَفَة وَغَيره، وَأَجَازَ لَهَا الرُّكْن الخوافي. مَاتَت فِي رَجَب سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة 98 - (أم هَانِئ) ابْنة عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية شَقِيقَة قاضيها وعالم الْحجاز البرهاني واخوته وَهِي أكبر إناث أَبَوَيْهَا. ولدت سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهَا التقي الفاسي وَابْن سَلامَة والنور الْمحلى وَغَيرهم وَفِي جملَة اخوتها النَّجْم بن حجي والتاج بن بردس وَغَيرهمَا، وَتَزَوجهَا ابْن عَمها أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن أبي المكارم بن أبي البركات فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَولدت لَهُ عدَّة تَأَخّر مِنْهُم إِلَى الْآن الْعَفِيف عبد الله ثمَّ طَلقهَا فتأيمت مقبلة على الْعَادة طَوافا واعتمارا على قدميها وتنفلا وقياما فِي اللَّيْل مَعَ بر للْفُقَرَاء وتودد لَهُم، وزارت الْمَدِينَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فِي جمَاعَة من أَهلهَا مِنْهُم ابْنهَا وَعِيَاله وَتَخَلَّفت هِيَ قائلة فِيمَا

قيل إِن تربتي هُنَا فَكيف أسافر، وَأقَام مَعهَا وَلَدهَا وَإِحْدَى أختيها فقدرت وفاتها فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر رَمَضَان مِنْهَا بعد توعكها من نصف شعْبَان وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد بالروضة ثمَّ دفنت بِالبَقِيعِ الى جَانب ابْن عَمها وَزوجهَا، وَكَانَت منزلتها عِنْد سَائِر اخوتها وَأَهْلهَا سِيمَا القَاضِي بمَكَان ونعمت الْمَرْأَة رَحمهَا الله وإيانا 983 - (أم هَانِئ) ابْنة الشّرف أبي الْقسم بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي الْأنْصَارِيّ المكية أُخْت عبد الْقَادِر الْمَاضِي. أجَاز لَهَا فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا أَبُو الْيُسْر بن الصَّائِغ والشهاب الْجَوْهَرِي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَأَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ وَعبد الْكَرِيم حفيد القطب الْحلَبِي وَآخَرُونَ؛ وَكَانَت أصيلة صَالِحَة، أجازت لنا. وَمَاتَتْ فِي آخر يَوْم السبت سادس رَمَضَان سنة تسع وَسبعين ودفنت من الْغَد بالمعلاة رَحمهَا الله وإيانا 984 - (أم هَانِئ) ابْنة الْعِزّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري المكية. ولدت فِي سنة عشر، وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة خمس عشرَة عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الأرموي وَابْن طولوبغا وَابْن الشرائحي وَغَيرهم. وَمَاتَتْ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين 985 - (أم هَانِئ) ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية، حضرت فِي الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة على ابْن صديق وأسمعت على أَبِيهَا وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة 986 - (أم هَانِئ) ابْنة الْجمال بن ظهيرة أُخْتهَا وَأمّهَا زَيْنَب ابْنة القَاضِي أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد النويري المكية. ولدت فِي شعْبَان سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهَا البُلْقِينِيّ والعراقي والهيثمي وَابْنَة ابْن المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ. وَمَاتَتْ فِي ذِي الْحجَّة سنة بمنى ودفنت بالمعلاة 987 - (أم هَانِئ) ابْنة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري المكية. أجَاز لَهَا فِي سنة خمس عشرَة عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الأرموي وَابْن طولوبغا وَآخَرُونَ، وَمَاتَتْ فِي ربيع الأول سنة سبع وَأَرْبَعين 988 - (أم هَانِئ) ابْنة أبي البركات مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز ابْنة عَم الَّتِي قبلهَا. ولدت سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. تزَوجهَا ابْن عَمها القَاضِي أَبُو الْيمن. ثمَّ غَيره؛ وَمَاتَتْ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَسبعين 989 - (أم هَانِئ) ابْنة القَاضِي أبي الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري المكية وَاسْمهَا عفيفة. ولدت فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين

وَثَمَانمِائَة وَسمعت من أبي الْفَتْح المراغي، وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة، وَتَزَوجهَا مُحَمَّد بن الشَّيْخ عمر الشيبي وأولدها أَبَا المكارم وَغَيره. وَمَاتَتْ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سلخ ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ ودفنت من الْغَد عِنْد سلفها بالمعلاة 990 - (أم هَانِئ) ابْنة الرضي أبي حَامِد مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية وَاسْمهَا فَاخِتَة شَقِيقَة أم كَمَال. ولدت فِي شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهَا ابْن الْفُرَات وَابْنه ابْن جمَاعَة وَآخَرُونَ؛ وَتَزَوجهَا النَّجْم بن النَّجْم بن ظهيرة وأولدها بَنَات انقرضن إِلَّا وَاحِدَة. وَمَاتَتْ فِي رَمَضَان سنة تسع وَسبعين بِمَكَّة أثر نِفَاس 99 - (أم هَانِئ) ابْنة التقي مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد الهاشمية المكية شَقِيقَة النَّجْم بن فَهد واخوته وَتسَمى زَيْنَب ستي بني هَاشم. ولدت فِي غرُوب يَوْم الْخَمِيس ثامن عشر ذِي الْقعدَة سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وأحضرت بهَا فِي الثَّانِيَة على الشريف أَحْمد الفاسي وَابْن سَلامَة مشيخة الْفَخر وَغَيرهَا وَمن الْجمال المرشدي بَعْضهَا وجزء ابْن الطلاية والبردة وَسمعت من الشمسين ابْن الْجَزرِي والكناني مفترقين جَمِيع مُسْند أَحْمد وَمن عبد الرَّحْمَن بن طولوبغا المسلسل وَالْمِائَة الفراوية وَجُمْلَة فِي آخَرين من شُيُوخ بَلَدهَا كالنجم الْمرْجَانِي والقادمين عَلَيْهَا وبالمدينة من الْمحلى والشريف أبي عبد الله الفاسي الْمَكِّيّ، وَأَجَازَ لَهَا خلق من أَمَاكِن شَتَّى مِنْهُم الشهَاب المتبولي والزراتيتي وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ والتاج والْعَلَاء ابْنا ابْن بردس والنفيس الْعلوِي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والفوي وَالزَّرْكَشِيّ وَابْنَة الشرائحي والبرهان الْحلَبِي، وَتَزَوجهَا الْخَطِيب أَبُو الْقسم بن أبي الْفضل النويري فَولدت لَهُ الْمُحب أَبَا البركات أَحْمد الْمَاضِي وَطَلقهَا فَتَزَوجهَا القَاضِي أَبُو حَامِد ابْن الضياء الْحَنَفِيّ فَولدت لَهُ غياث الدّين أَبَا اللَّيْث مُحَمَّدًا، وأجازت لنا، وَكَانَت مباركة دينة كَثِيرَة التودد والموافاة وَاحْتِمَال الْأَذَى. تعللت مُدَّة الى أَن مَاتَت شهيدة بالبطن فِي أول يَوْم الْخَمِيس منتصف ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ ودفنت فِي عصر يَوْمهَا على أمهَا بِقبُول سلفها من المعلاة رَحمهَا الله 92 - (أَمن هَانِئ) ابْنة يُوسُف بن أبي الْقسم بن أَحْمد بن عبد الصَّمد الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْمَكِّيّ سبطة أبي الْيمن الطَّبَرِيّ وَابْنَة خَالَة وَالِده الْعِزّ بن فَهد وَيعرف بِابْن الحنيفي. ولدت ظنا فِي نَحْو سنة خمس، وَتَزَوجهَا عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عَليّ الريمي وأولدها أَحْمد وَمَات عَنْهَا فتأيمت حَتَّى مَاتَت فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بِمَكَّة، وَكَانَت خيرة صابرة قانعة رَحمهَا الله

993 - (أم الْهدى) ابْنة أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة الْقرشِي المكية، أمهَا حبشية لأَبِيهَا. ولدت فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة 994 - (أم الْهدى) ابْنة الشهَاب أَحْمد بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية، أمهَا فَاطِمَة ابْنة التقي الْحرَازِي. أجَاز لَهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة النشاوري والعراقي والصدر الماوي وَغَيرهم، وَتَزَوَّجت بالجمال مُحَمَّد بن عَليّ النويري فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين فأقامت تَحْتَهُ حَتَّى مَاتَت فِي آخر ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَلم تَلد. ذكرهَا الفاسي بِاخْتِصَار عَمَّا هُنَا (أم الْهدى) ابْنة عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين الْقُسْطَلَانِيّ المكية. فِي هَدِيَّة 955 - (أم الْهدى) ابْنة عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية أمهَا زبيدية. مَاتَت صَغِيرَة 996 - (أم الْهدى) ابْنة عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري المكية. أجَاز لَهَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة جمَاعَة. وَمَاتَتْ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِمَكَّة 997 - (أم الْهدى) ابْنة عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن ابْن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية شَقِيقَة الْبُرْهَان واخوته. ولدت سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا جمَاعَة. وَتَزَوجهَا ابْن عَمها أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي السُّعُود وَوجدت مقتولة فِي فراشها فِي أَوَاخِر لَيْلَة الْأَحَد منتصف ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَسبعين بِمَكَّة وَظهر أَن قتلتها جواريها باعترافهن فطيف بِهن الْبَلَد مسمرات ثمَّ شنقن عوضهَا الله الْجنَّة 998 - (أم الْهدى) ابْنة أَبى الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الحسني الفاسي الأَصْل الْمَكِّيّ وَتسَمى زَيْنَب. ولدت بِمَكَّة؛ وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا أَبوهَا والنشاوري والصردي وَابْن حَاتِم والتنوخي وَابْن أَبى الْمجد وَابْن الذَّهَبِيّ وَابْن العلائي وَابْنَة ابْن المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والبلقيني والعراقي والهيثمي وَابْن الملقن والعاقولي وَابْن عَرَفَة وَآخَرُونَ , أجازت لنا. وَمَاتَتْ بعد أَن أضرت سِنِين فِي عشَاء لَيْلَة الْجُمُعَة الْعشْرين من شعْبَان سنة خمس وَخمسين بِمَكَّة ودفنت بالمعلاة عِنْد أَهلهَا. 999 (أم الْهدى) ابْنة ابْني السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن احْمَد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة الْقرشِي المكية، أمهَا أم كَمَال عَائِشَة ابْنة الشهَاب بن ظهيرة. أجَاز لَهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة النشاوري والعراقي والهيثمي والصدر الْمَنَاوِيّ وَعَائِشَة

حرف الواو

ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَخلق، وَتَزَوجهَا قريبها يحيى بن ابي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن ظهيرة الْقرشِي فَولدت لَهُ، وَكَانَت حَيَّة فِي سنة خمس 1000 - (أم الْهدى) ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن عِيسَى الْقرشِي المكية زوج القَاضِي نور الدّين عَليّ النويري، تزَوجهَا فِي سنة سبعين فَولدت لَهُ من الذُّكُور وَالْإِنَاث جملَة. وَمَاتَتْ فِي سنة أَربع وَعشْرين بِمَكَّة. ذكرهَا الفاسي (حرف الْوَاو) 100 - (أم الوفا) ابْنة أبي الْفضل الْعَبَّاس بن أبي المكارم مُحَمَّد بن أبي البركات مُحَمَّد ابْن ابي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية، أمهَا حبشية لأَبِيهَا. ولدت سنة سبع وَخمسين بِمَكَّة. وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة أَو الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بِمَكَّة 100 - (أم الوفا) ابْنة عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد ابْن القطب الْقُسْطَلَانِيّ المكية وتدعى سَعَادَة. أجَاز لَهَا فِي سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَابْن الكويك وَجَمَاعَة وَمَاتَتْ سنة تسع عشْرين بِمَكَّة (أم الوفا) ابْنة القَاضِي على بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري المكية فِي غصون 1003 (أم الوفا) الصُّغْرَى ابْنة القَاضِي عَليّ بن أحمدبن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري، ولدت سنة سِتّ وَتِسْعين بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهَا وَهِي فِي الأولى فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي والبلقيني وَابْن الملقن والتنوخي وَغَيرهم، وَكَانَت خيرة مباركة. مَاتَت فِي شعْبَان سنة خمس وَخمسين (أم الوفا) ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة. فِي أم كُلْثُوم 1004 - (أم الوفا) ابْنة الرضى مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب احْمَد بن الرضى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ المكية، أمهَا عَائِشَة ابْنة أَحْمد بن حسن بن الزين. أجَاز لَهَا فِي سنة أَربع عشرَة فَمَا بعْدهَا عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي وَابْن الكويك وَجَمَاعَة. وَمَاتَتْ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِمَكَّة (أم الولوي) الأسيوطي. هِيَ عَائِشَة ابْنة سعد (حرف الْيَاء الْأَخِيرَة) (أم يحيى) بن حجي. فِي زَيْنَب ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان (أم يحيى) امْرَأَة معتقدة بِالْجَبَلِ. فِي فَاطِمَة (المبهمات) 1005 - (ابْنة ابرك) الجكمي أحد أُمَرَاء دمشق الطبلخانات، وَأمّهَا خوند الأحمدية

جِهَة الظَّاهِر خشقدم. تزَوجهَا الزين عبد الرَّحِيم بن الْعَيْنِيّ فاستولدها ابْنه الشهَاب أَحْمد وَمَات أَبوهُ فرباه زوج جدته الظَّاهِر الْمشَار إِلَيْهِ، وَمَاتَتْ هِيَ فِي يَوْم السبت رَابِع ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهَا بالقلعة ثمَّ دفنت بتربته 1006 - (ابْنة الْمُؤَيد أَحْمد) بن الْأَشْرَف اينال. مَاتَت فِي رَمَضَان سنة تسع وَسبعين بإسكندرية وَكَانَت مُقِيمَة عِنْد أَبِيهَا بهَا وَكثر تأسفه فِيمَا قيل عَلَيْهَا وَكَانَت جدَّتهَا قد جهزتها جهازا هائلا لكَونهَا أشرفت على التَّزْوِيج فعوجلت عوضهَا الله الْجنَّة 1007 - (ابْنة أُخْرَى للمؤيد أَحْمد) كَانَت زوجا للدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي ولدت لَهُ عدَّة تَأَخّر مِنْهُم عَنْهَا ذكر ابْن أشهر وَأُنْثَى. مَاتَت فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد تعللها أشهرا حَتَّى انتحلت وقاست أنواعا، وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد فِي المؤمني بِحَضْرَة السُّلْطَان فَمن دونه وَمَا تخلف وقاست أنواعا، وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد فِي المؤمني بِحَضْرَة السُّلْطَان فَمن دونه وَمَا تخْتَلف أحد بل مَشى الى التربة حَاجِب الْحجاب وَرَأس نوبَة النوب وَجَمَاعَة من المقدمين وَركب الأتابك ولاشين وَستر نعشها ببشخاناه زركش بِوَجْهَيْنِ الْبَاطِن تماسيح على أَخْضَر وَالظَّاهِر زركش على مخمل أَحْمَر ودفنت بتربة زَوجهَا رَحمهَا الله 1008 - (ابْنة أُخْرَى للمؤيد أَحْمد) مَاتَت فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ 1009 - (ابْنة احْمَد) بن عبد الرَّحْمَن بن قيم الجوزية زوج أبي الْفَضَائِل بن أَحْمد الْحَنَفِيّ. مَاتَت فِي رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ 1010 - (ابْنة إِسْمَاعِيل) بن الخازن البكتمرية وَاسْمهَا آمِنَة. تزَوجهَا الْخَطِيب أَبُو الْفضل النويري وَقَبله الْوَلِيّ الأسيوطي 101 - (ابْنة لأمير حَاج) بن الْمجد عبد الرَّحْمَن بن الجيعان. مَاتَت قبل إِكْمَال سنة فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسبعين بِمَكَّة 101 - (ابْنة للزيني أبي بكر) بن مزهر ثلاثية. مَاتَت فِي يَوْم السبت ثامن عشري شَوَّال سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهَا بعض الْأَعْيَان وَمِنْهُم الشَّافِعِي لعدم انتشار الْعلم بهَا 1013 - (ابْنة للخطيب أبي بكر) بن أبي الْفضل النويري، أمهَا حبشية لأَبِيهَا. مَاتَت وَهِي بكر بَالغ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين (ابْنة للبدر السمرباى) هِيَ سعادات 1014 (ابْنة تريكي الْأَزْرَق) زوج كباش وَاسْمهَا مِصْبَاح. مَاتَت بِمَكَّة فِي صفر سنة ثَمَان وَسبعين 1015 - (ابْنة للتقي اليونيني) مَاتَت فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ. ذكرهَا شَيخنَا فِي أنبائه 1016 - (ابْنة لظَاهِر جقمق) تساعية شَقِيقَة لِأَحْمَد الْمَاضِي. مَاتَت بالطاعون

فِي عشري صفر سنة ثَلَاث وَخمسين (ابْنة أُخْرَى للظَّاهِر جقمق) زوج الْأَمِير أزبك وَأم وَلَده. هِيَ خَدِيجَة 1017 - (ابْنة حُسَيْن) بن عَليّ الزمزمي ولعلها أم الْخَيْر، مَاتَت فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين 1018 - (ابْنة سُلَيْمَان) ابْنة دلغادر وَهِي خوند زوج الظَّاهِر جقمق ثمَّ الْمُؤَيد أَحْمد بن الْأَشْرَف اينال قبل سلطنته وَتَحْته، مَاتَت بالطاعون فِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ بعد أَن حجت مَعَ زَوجهَا فِي ذَاك التغالي والتفاخر 1019 - (ابْنة سَيِّدي) وَكَانَت زوجا لجقمق الْحَاجِب وَلها ثروة زَائِدَة وجهات مَوْقُوفَة عَلَيْهَا بِحَيْثُ رغب غير وَاحِد فِي الِاتِّصَال بهَا كخطيب مَكَّة الْمُحب أَحْمد ابْن الْقسم النويري بعد أَن كفت وظفر مِنْهَا بِشَيْء كثير فِي حَيَاتهَا حَيْثُ حج مَعهَا وجاورت هُنَاكَ ثمَّ بعد مَوتهَا لكنه لم يبلغ كل أمله، مَاتَت تَحْتَهُ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بِالْقَاهِرَةِ عَن ثَمَانِينَ سنة فَأكْثر 1020 - (ابْنة شميلة) أُخْت رَاجِح الْمَاضِي، مَاتَت فِي صفر سنة سبع وَثَمَانِينَ ودفنت بالمعلاة وَكَانَت عجوزا ذَات أَوْلَاد 102 - (ابْنة الشهَاب المتبولي) سبطة نور الدّين بن الرزاز الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ، مَاتَت وَهِي بكر فِي منتصف جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَثَمَانِينَ عوضهَا الله الْجنَّة 102 - (ابْنة للمؤيد شيخ) مَاتَت وسنها يقرب من تسع سِنِين فِي يَوْم الْخَمِيس تَاسِع ربيع الأول سنة سِتّ عشرَة، وَكَانَ قد زَوجهَا من طوغان الحسني الداوادار قبل مَوتهَا بِثَلَاثَة أشهر 1023 - (ابْنة أُخْرَى للمؤيد شيخ) زوج قرقماس، مَاتَت فِي تَاسِع عشر جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَكَانَت نفسَاء عَن سقط أسقطته عِنْد كائنة زَوجهَا فاستمرت فِي الضعْف حَتَّى مَاتَت، وَتركت مِنْهُ ولدا ذكرا لَهُ نَحْو سبع سِنِين وأسندت وصيتها لزَوجهَا؛ ذكرهَا شَيخنَا فِي أنبائه (ابْنة للزيني عبد الباسط) وَهِي خوند زوج الظَّاهِر جقمق اسْمهَا فَاطِمَة 1024 - (ابْنة للعز عبد الْعَزِيز) بن المراحلي زوج الْجمال مُحَمَّد الفومني ظنا، مَاتَت بِمَكَّة فِي ثامن ذِي الْقعدَة سنة أحدى وَسبعين 1025 - (ابْنة عبد الْقَادِر) الطهطاوي زوج النُّور عَليّ بن الحناوي، مَاتَت فِي صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين 1026 - (ابْنة العريس) ماشطة بالكداشين لَهَا دور وأملاك؛ مَاتَت فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين 1027 - (ابْنة عَطِيَّة) بن مَسْعُود المطيبز. مَاتَت بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَخمسين

1028 - (ابْنة عنان) أَبُو لَهب وَالِدَة الْقَائِد مَسْعُود بن قنيد، مَاتَت بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين 1029 - (ابْنة النَّاصِر فرج) بن الظَّاهِر برقوق زوج إِبْرَاهِيم بن الْمُؤَيد، مَاتَت فِي ربيع الأول سنة تسع عشرَة ودفنت فِي تربة أَبِيهَا بحذاء قبَّة النَّصْر 1030 - (ابْنة أُخْرَى للناصر فرج) زوج قرقماس حَاجِب الْحجاب، مَاتَت فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع ربيع الأول سنة ثَلَاثِينَ ودفنت من الْغَد بتربة أَبِيهَا بالصحراء أَيْضا 103 - (ابْنة قرقماس) الجلب زوج تمراز العزيزي رَأس نوبَة النوب، مَاتَت فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسبعين وهرع النَّاس للصَّلَاة عَلَيْهَا قبل الْجُمُعَة فِي سَبِيل المؤمني وَكَانَ مِمَّن شَهِدَهَا السُّلْطَان ودفنت بتربته وَقرر هُنَاكَ جمَاعَة يحْضرُون كل يَوْم للقراء مَعَ شيخ التربة، وَحج عَنْهَا الشهَاب البيجوري نزيل دمياط رَحمهَا الله (ابْنة قلماطي) العثماني الظَّاهِر برقوق فَاطِمَة وَابْنَة أَخِيهَا زَيْنَب ابْنة مُحَمَّد بن قلمطاي 103 - (ابْنة مَحْفُوظ) ين مبارك بن مَنْصُور المغربي، عرضت على بِحَضْرَة أَبِيهَا الْمُوَطَّأ وسافرت مَعَ أَبِيهَا الى الْهِنْد فَتزوّجت النوري الجرهي 1033 - (ابْنة الشَّيْخ مُحَمَّد) الخواجا ابْن الشهَاب أَحْمد بن قاوان زوج الشريف اسحق الْمَاضِي وأبوها وجدهَا؛ مَاتَت فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشري ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِالْقَاهِرَةِ وأخرجت جنازتها من الْغَد فَلم يتَخَلَّف عَنْهَا كَبِير أحد ودفنت بِالْقربِ من المشهد النفيسي ونقلت بعد أُسْبُوع الى قبَّة الْخُلَفَاء الْمُجَاورَة للضريح عِنْد أم الْعزي عبد الْعَزِيز الَّذِي صَار بعد الْخَلِيفَة وَحصل للمكان ولأهله ولمجاوريه والمتحدثين عَلَيْهِ بِسَبَبِهَا من قبل أَبِيهَا مَا يفوق الْوَصْف وَكَانَت أَوْقَات طيبَة بل أعْطى مَالا كثيرا لعمارة المشهد وجهاته وَشرع فِي ذَلِك بعد عوضهَا الله الْجنَّة 1034 - (ابْنة القَاضِي فتح الدّين) مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن صَالح الْمدنِي. تزَوجهَا الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن زبالة قَاضِي الينبوع فَولدت لَهُ وَمَات عَنْهَا فتأيمت حَتَّى مَاتَت فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ ودفنت بِالبَقِيعِ وَكنت مِمَّن شهد دَفنهَا وَالصَّلَاة عَلَيْهَا رَحمهَا الله (ابْنة لكَاتبه مُحَمَّد) بن عبد الرَّحْمَن السخاوي. هِيَ جوَيْرِية 1035 - (ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد) بن عبد الله المقسي أخي الْفَخر عُثْمَان وَزوج مُحَمَّد السكندري الحريري بن مَحْمُود. مَاتَت فِي صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ 1036 - (ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد) بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عزم الْمَاضِي. مَاتَت فِي لَيْلَة وَفَاة أَبِيهَا فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين بِمَكَّة وَهِي بكر مراهقة 1037 - (ابْنة نَاصِر الدّين مُحَمَّد) بن عوض الرهاوي زوج فَخر الدّين السكندري

أم أَوْلَاده. مَاتَت فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ 1038 - (ابْنة النَّاصِر مُحَمَّد) بن قلاون وَيُقَال لَهَا خوند التنكزية زوج تنكزبغا. مَاتَت فِي ثَانِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ. أرخها المقريزى (ابْنة القَاضِي نَاصِر الدّين مُحَمَّد) الزفتاوي اسْمهَا زَيْنَب 1039 - (ابْنة أبي الْفضل بن قطارة) سبطة العلمي بن الجيعان. مَاتَت تَحت زَوجهَا سعد الدّين بن عبد الْقَادِر كَاتب المماليك كَانَ بعد تعللها مُدَّة فِي الْعشْر الثَّانِي من ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَكَانَ مشهدها حافلا ودفنت بتربة جدها 1040 - (ابْنة للخليفة المستكفي بِاللَّه) مَاتَت بالطاعون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين (ابْنة للملكي) زوج الشريف الْأنْصَارِيّ هِيَ فَاطِمَة ابْنة يحيى (ابْنة نحيله) الْمُغنيَة وَالِدَة الْبَدْر بن الكعكى اسْمهَا خَدِيجَة 104 (ابْنة أُخْت للأشرف) قايتباي وَكَانَت زوجا لقانباي سلاق. مَاتَت بالطاعون فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ ودفنت بتربتها. 104 (ابْنة خَالَة أبي الْفَتْح) بن القطوري زوج سعود أحد تجار الجملون. مَاتَت فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشري شَوَّال سنة خمس وَثَمَانِينَ 1043 - (أُخْت لأمير الْمُؤمنِينَ) المستنجد بِاللَّه يُوسُف بن المتَوَكل على الله مُحَمَّد ابْن أبي بكر العباسي. مَاتَت فِي الْمحرم سنة سبع وَسبعين وَلم يحضر السُّلْطَان الصَّلَاة بل وَلَا أَخُوهَا ودفنت عِنْد سلفها بالمشهد النفيسي 1044 - (أُخْت للأشرف) قايتباي وَلَيْسَت بِأم الْمَاضِيَة قَرِيبا. مَاتَت فِي الطَّاعُون فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهَا فِي مصلى المؤمني فِي مشْهد فِيهِ أَخُوهَا ودفنها دَاخل الْقبَّة الَّتِي بِالْمَدْرَسَةِ الْكُبْرَى من تربته (أُخْت لقانصوه) خَمْسمِائَة. ذكرت فِي مَنْصُور بن يشبك (أُخْت ابْن الزيَادي) هِيَ عزيزة ابْنة عَليّ بن أَحْمد 1045 - (أم أبي بكر) بن عبد الباسط واخوته وَهِي من ذُرِّيَّة ابْن الشَّهِيد؛ مَاتَت فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَكَانَت مُسِنَّة تذكر بِخَير وَستر رَحمهَا الله (أم الشهَاب) الطوخى هِيَ زَيْنَب ابْنة على بن مُحَمَّد 1046 (أم الصّلاح) الطرابلسي شيخ الأشرفية، مَاتَت فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ 1047 - (أم عبد الْعَزِيز) الْمَدْعُو فائزا ابْن الْخَطِيب أبي بكر بن عَليّ بن ظهيرة حبشية؛ مَاتَت فِي شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ودفنت بتربتهم من المعلاة وتأسف سَيِّدهَا على فقدها عوضهما الله خيرا

1048 - (أم عبد الْقَادِر) ابْنة عبد اللَّطِيف السَّيِّد قَاضِي الْحَنَابِلَة بالحرمين الحسني الفاسي الأَصْل الْمَكِّيّ وأسمها تفاحة. حبشية خيرة لَزِمت الْإِقَامَة بِالْمَدِينَةِ حَتَّى مَاتَت بهَا فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ. (أم الْعَلَاء) الاهناسي واخوته، هِيَ آمِنَة 1049 - (أم أبي الْفضل) مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَسد الْمَاضِي. مَاتَت فِي صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ رَحمهَا الله (أم الْكَمَال) بن أبي شرِيف وأخيه ابراهيم. هِيَ فَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن عوجان 1050 - (وَالِدَة أَحْمد) الْخَوَارِزْمِيّ، مَاتَت بِمَكَّة فِي سلخ الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين 105 - (وَالِدَة الخواجا) برهَان بن قاوان الشَّرِيفَة الدمشقية، مَاتَت بِمَكَّة فِي صفر سنة ثَمَانِينَ 105 - (وَالِدَة برهَان الدّين) الرقى، مَاتَت بِمَكَّة فِي سلخ صفر سنة خمس وَسبعين 1053 - (وَالِدَة زين العابدين) بن جلال الْبَصْرِيّ، مَاتَت بِمَكَّة فِي مستهل شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ 1054 - (وَالِده عمر الشيبي) مَاتَت بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ 1055 - (وَالِدَة القَاضِي جمال الدّين) مَاتَت بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين ذكرهن ابْن فَهد 1056 - (جدة الزيني) بن مزهر أم امهِ. مَاتَت فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ ببركة الرطلي وَكَانَ لَهَا مشْهد حافل رَحمهَا الله 1057 - (زَوْجَة الْجمال ابراهيم) بن الْعَلَاء القلقشندي أم وَلَده؛ مَاتَت فِي الْمحرم أَو صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ 1058 - (زَوْجَة (أزدمر) نَائِب حلب؛ حجت من حلب فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَنسب اليها خير كثير فِي الركب وكف لبَعض مظالم، وَمَاتَتْ فِي رُجُوعهَا بحمص ودفنت بِالْقربِ من مشْهد خَالِد رَحمهَا الله 1059 - (زَوْجَة الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل) بن الظَّاهِر يحيى مُلُوك الْيمن وجهة الطواشي ياقوت. لَهَا بزبيد مدرسة تشهر بالياقوتية وبغيرها عدَّة مدارس، وَعَاشَتْ الى بعد الْأَرْبَعين رَحمهَا الله 1060 - (زَوْجَة إِسْمَاعِيل) بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الجبرتي، مَاتَت بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين 106 - (زَوْجَة الْأَمِير برسباي) قرا، مَاتَت فِي صفر سنة ثَمَانِينَ وشهدها السُّلْطَان فَمن دونه (زَوْجَة الْبونِي) أحد أَعْيَان الدولة بِمَكَّة هِيَ قندولة ابْنة أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن ريحَان الريسي 106 - (زَوْجَة الْجلَال الْبكْرِيّ) امْرَأَة شريفة. تزَوجهَا بعد الشهَاب الْمحلى قَاضِي

إسكندرية فأقامت مَعَه مُدَّة. وَمَاتَتْ فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهَا من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفنت بحوش البيبرسية وَفرق ثلثهَا وَهُوَ قدر كَبِير بل فرق أَيْضا من حِصَّته مَعَ كَونه أجحف فِيهَا رَحمهَا الله 1063 - (زَوْجَة الْجمال الظَّاهِرِيّ) مَاتَت بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَقد جَاوَرت مَعَه سِنِين 1064 - (زَوْجَة الشَّمْس العذول) مَاتَت فِي أثْنَاء يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشري ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهَا بعد صَلَاة الْعَصْر ثمَّ دفنت بالمعلاة وَحَضَرت الدّفن وَالصَّلَاة رَحمهَا الله 1065 - (زَوْجَة عبد الرَّزَّاق) النَّاسِخ أم أَوْلَاده وَيُقَال لَهَا جلّ الله وَكَانَ عَظِيم الْحبّ لَهَا مَعهَا مزِيد تكليفها وَنَحْوه، مَاتَت سنة ثَلَاث وَتِسْعين فِي حَيَاة أَبَوَيْهَا وَتركت مِنْهُ ولدا وتأسف عَلَيْهَا عَفا الله عَنْهَا. (زَوْجَة عبد الْكَرِيم) الدَّمِيرِيّ مَاتَت بِمَكَّة فِي رَجَب سنة سِتّ وَسِتِّينَ ولعهلها زَيْنَب ابْنة الدقوقي 1066 - (زَوْجَة عَلان) أَمِير الركب الرجبي، مَاتَت بِمَكَّة قبل الْحَج سنة إِحْدَى وَسبعين 1067 - (زَوْجَة عَليّ الدقاق) الشَّامي الْمَاضِي. مَاتَت فِي صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ودفنت بِالْقربِ من قبر عمر العرابي من المعلاة 1068 - (زَوْجَة فَخر الغمري) مَاتَت هِيَ وإياه فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين 1069 - (زَوْجَة قانباي) الجركسي وَهِي أم ولد لأستاذه جاركس القاسمي المصارع تزَوجهَا بعده، وَمَاتَتْ تَحْتَهُ فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشري ربيع الآخر سنة أَربع وَخمسين ودفنت بتربة زَوجهَا الَّتِي جددها عِنْد دَار الضِّيَافَة 1070 - (زَوْجَة الْبَدْر مُحَمَّد) بن مُحَمَّد بن عمر الزَّاهِد الْمَاضِي، مَاتَت بعد بِيَسِير فِي سنة إِحْدَى وَسبعين 107 - (زَوْجَة مُحَمَّد الطلخاوي) قيم جَامع الغمري وَهِي فتاة للشرفي يحيى المزين تزَوجهَا بعده وَخلف لَهُ ولدا. مَاتَت فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين 107 - (مُسْتَوْلدَة حبشية) لصَاحب الْحجاز الجمالي مُحَمَّد بن بَرَكَات أم ولد. مَاتَت فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَتِسْعين خَارج مَكَّة وحملت فدفنت بالمعلاة 1073 - (مُسْتَوْلدَة للحنبلي) بِمَكَّة، مَاتَت فِي الْمحرم مِنْهَا وَتركت لَهُ ابْنة تساعية 1074 - (مُسْتَوْلدَة يحيى) بن الشَّيْخ الشهير بميمي زنطر سبط الشَّيْخ عبد الْقوي البجائي الْمَكِّيّ أم ولديه. مَاتَت فِي جُمَادَى الثَّانِيَة مِنْهَا ودفنت بتربة عبد الْقوي من المعلاة 1075 - (مُسْتَوْلدَة الفخري) أبي بكر بن ظهيرة أم وَلَده أفضل الدّين. مَاتَت فِي شوالها

(عمَّة التَّاج المقسى) هِيَ عمائم. (خوند البارزية) هِيَ مغل (خوند الخاصكية) هِيَ زَيْنَب (المطرية) داية مَكَّة. هِيَ أم الْخَيْر ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أخر مَا يسر الله جمعه من أهل الْقرن التَّاسِع وانْتهى نَقله من المسودة الى هُنَا فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة أحسن الله عَاقبَتهَا وَختم لنا بِخَير. قَالَه وَكتبه مُحَمَّد بن السخاوي هَذَا لفظ الْمُؤلف بِحُرُوفِهِ وَمن خطه أمتع الله الْمُسلمين بِبَقَائِهِ نقلته فِي مُدَّة آخرهَا يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع ربيع الثَّانِي من سنة تسع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة أحسن الله تقضيها فِي خير بمنزلي من مَكَّة المشرفة. قَالَه وَكتبه المفتقر الى اللطف أَبُو الْخَيْر وَأَبُو فَارس عبد الْعَزِيز بن عمر بن مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي لطف الله بهم آمين وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَصلى الله وَسلم على سيدنَا وَنَبِينَا مُحَمَّد خَاتم الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ وعَلى آله وَصَحبه أَجْمَعِينَ. ثمَّ بِخَط الْمُؤلف السخاوي: الْحَمد لله قَرَأَهُ على كَاتبه المستغني بشريف أَوْصَافه عَن تكَرر التَّعْرِيف بِهِ وبأسلافه زَاده الله تَعَالَى فضلا وأفضالا وأعاذه من الْمَكْرُوه حَالا ومآلا ورحم أُصُوله وَضم شَمله بفروعه وبلغه فيهم مأموله وسَمعه بِقِرَاءَة من سلف الْأَعْلَام بِذكرِهِ بِحَيْثُ لم يكمل لغيره كَانَ الله لَهُ وزان بِهِ فِي الْأَحْوَال الْآتِيَة والمستقبلة وانْتهى فِي أَوَائِل شعْبَان سنة تَارِيخه وأجزت لَهما رِوَايَته عَنى مَعَ سَائِر مروياتي ومؤلفاتي. قَالَه وَكتبه مُؤَلفه وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَسلم تَسْلِيمًا

§1/1