المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز
المقدسي، أبو شامة
مقدمة التحقيق
مقدمة التحقيق إن الوقوف على معنى قول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "أنزل القرآن على سبعة أحرف " قد شغل علماء المسلمين كثيرا ونتجت عنه آراء مختلفة، ولا سيما في القرنين الثالث والرابع الهجري. ذكر ابن حبان (- 354 / 965) فيما نقله عنه القرطبي (-671/1273) في تفسيره (¬1) خمسة وثلاثين رأيا مختلفا، ومع أن هذه الآراء يتميز أكثرها عن غيره بفروق ضئيلة فإنها مهمة من جهة أنها تظهر درجة اهتمام العلماء بالحديث المذكور وأهمية موضوعه حتى أواسط العصر الرابع الهجري. وقد انكب شراح غريب الحديث والمفسرون وكثير من العلماء وخاصة المشتغلون بعلم القراآت على هذا الحديث، وسبب عنايتهم بدراسة هذا الموضوع أن له علاقة كبيرة بمسائل تتصل بصحة نقل متن القرآن الكريم عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الأصحاب، ثم عنهم إلى من بعدهم من الأجيال. ومن المؤلفين الذين عنوا بهذا الحديث مثلا: أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي (-422 / 839) (¬2) وأبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (-276/ 889) (¬3) وأبو جعفر محمد بن جرير الطبري (- 310 / 922) (¬4) ومكي بن ¬
أبي طالب "437/ 1045" (¬1) . والظاهر أن لطعن أعداء الإسلام في القرآن وبالأخص فيما يتعلق بالحديث المذكور أثرًا كبيرًا في اهتمام علماء المسلمين به. ولم تقف العناية بإظهار الرأي وإيضاح المعنى الذي يشير إليه الحديث عند العصور الأولى للإسلام، بل تجاوزها إلى ما بعدها، وفتح الطريق لتأليف كتب ورسائل خاصة في هذا الموضوع. و"كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز" الذي أقدم الآن نصه، وهو من تصنيف شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي المعروف بأبي شامة "599-665هـ/ 1203-1267م" من أجمع الكتب المؤلفة في هذا الصدد. وإن المؤلف مهما ذكر في كتابه من أبواب ومباحث تتصل بالموضوع فإن شرح الحديث المذكور وإثبات علاقته بالقراءات المشهورة هو الغاية الأولى من تأليفه لهذا الكتاب كما بينه المؤلف نفسه (¬2) . وتوثيقي لـ"كتاب المرشد الوجيز ... " الذي يأتي الحديث عنه وعن محتوياته (¬3) أستند فيه إلى ثلاث نسخ مخطوطة: الأولى منها محفوظة في مكتبة لا له لي "إستانبول" تحت رقم 3625. والثانية توجد في مكتبة شهيد علي باشا "إستانبول" تحت رقم 2751. والثالثة تحتفظ بها مكتبة آياصوفيا "إستانبول" تحت رقم 59. وبلغني أن لهذا الكتاب نسختين أخريين، ذكر إحداهما خير الدين ¬
الزركلي وقال إنها في المكتبة البديرية بالقدس (¬1) . والثانية محفوظة في مكتبة إسكوريال "Escurial" بإسبانيا تحت رقم 1431 على ما أشار إليه بروكلمان (¬2) . ولم أتمكن من رؤية هاتين النسختين حتى الآن على الرغم من محاولاتي الحصول عليهما. والطريق الذي اتبعته لتوثيق هذا المتن هو طريق التلفيق. فبدل أن أتخذ إحدى النسخ الثلاث المذكورة أساسا. اخترت أن أثبت في المتن الأصح منها أين ما كان. واختلافات النسخ التي لا تأثير لها في تغيير المعنى، اعتمدت فيها غالبا على نسخة لا له لي ولم أشر إليها وفي قسم "الفروق بين النسخ ... " وأرقام الأوراق التي في صلب المتن هي أرقام هذه النسخة، وبهذا المعنى يمكن أن يقال عن نسخة لا له لي: إنها نسخة أصلية. وحينما ينقل المؤلف عن مصدر، ويكون في النص خطأ يمكن اعتباره من عمل الناسخين، رجعت النص كما ورد في مصدره الأصلي أحيانا. وقد اتفق في مواضع معدودة أنني صححت المتن حسب السباق والسياق من غير أن أعول على رواية النسخ، وبالطبع أشرت في قسم "الفروق بين النسخ ... " إلى كل تصرف أجريته في المتن. ولكثرة تصحيفات ناسخ نسخة آيا صوفيا، فإنه إذا اتفقت نسختا لا له لي وشهيد علي باشا "ل ش" وخالفتهما نخسة آيا صوفيا "ف"، فإذا رجحت ل ش، فإني حينذاك لا أشير إلى مخالفة "ف" في "الفروق بين النسخ ... ". وبالنسبة لآيات القرآن فإني أثبتها حسب ورودها في المصحف ولم ألتفت إلى ما قد يخالفه في روايات النسخ، إلا إذا كانت روايات النسخ كلها أو إحداها تشير إلى قراءة خاصة، فإني أثبت الآية على مذهب القارئ. ¬
وأشرت مع ذلك إلى رقم الآيات في سورها وضبط الآيات بالحركات. ووقفت بصورة خاصة في تعليقاتي على القراءات المتعلقة بهذه الآيات التي ذكرها المؤلف أمثلة لإيضاح مسألة في القراءة، فعنيت باختلافاتها ونسبتها إلى أصحابها وأشرت إلى المصادر اللازمة لذلك. وما نقله المؤلف من حديث أو رأي أو روايات مقتبسا لها من مصادر أخرى -إذا استثنينا ما لم نقف عليه، مثل "فضائل القرآن" لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي "224/ 839" الذي لا توجد نسخة منه في مكاتب تركيا (¬1) ، ومثل "كتاب المدخل" للبيهقي "458/ 1066" الذي لا نعرف هل هو موجود أو فقد- رجعت إليها في مواضعها الأصلية وأشرت إلى مواضع النص في مجلداتها وصحائفها، وخاصة عند تخريج الأحاديث فقد حاولت أن أشير إلى مصادر أخرى لها، علاوة على ما أشار إليه المؤلف من المصادر. وكتبت تراجم لأسماء الأشخاص المذكورين في المتن "مثل صحابي، ومفسر ومحدث ومقرئ ... " قصيرة عند أول موضع ذكروا فيه، وحاولت أن أذكر عن كل شخص منهم ما يلزم ذكره، إلا أن هناك أشخاصا لم أتأكد من تعيين شخصيتهم. وهذه لائحة بالرموز المستعملة في حواشي الكتاب وفي قسم "الفروق ... " منه: ل: نسخة لا له لي. ش: نسخة شهيد علي باشا. ف: نسخة آيا صوفيا. ¬
ص: صحيفة. و: وجه "الوجه الأول للورقة". ظ: ظهر "الوجه الثاني للورقة". ج: مجلد، جزء. أما المقدمة (¬1) التي كتبتها لهذا الكتاب فهي عبارة عن قسمين: الأول في حياة المؤلف وشخصيته ومؤلفاته. والثاني في وصف وتحليل "كتاب المرشد الوجيز...." "وهو هذا". وقد استفدت في أثناء البحث عن حياة المؤلف إلى جانب مصادر أخرى التي تعرضت لحياته من كتابه "الذيل على الروضتين"، وقد أشرت إلى ذلك في موضعه (¬2) . والإشارات المتفرقة التي تتصل بحياة المؤلف في كتاب "الذيل على الروضتين" كانت مصدري الوحيد لإيضاح أمور كثيرة، وخاصة في معرفة بعض مؤلفاته. وفي الختام أريد أن أشير هنا إلى أنني مدين بالشكر لأستاذي المحترم محمد بن تاويت الطنجي الذي أدين له بأشياء كثيرة جدًّا. فقد كان مرجعي في حل مشكلات اعترضتني عامة وفي توثيق المتن خاصة، ومدين بالشكر أيضا لأستاذي المحترم الدكتور محمد نهاد جتين الذي راجعته كثيرًا واستفدت من تجاربه ومنهجه في البحث. وقد اجتهدت بقدر الاستطاعة في أن أكون قد وفقت، فإن أخطأت فإن لي أجر الاجتهاد، والتوفيق من الله وحده ... طيار آلتي قولاج ¬
مقدمة المؤلف
مقدمة المؤلف: بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله الواحد الوتر الرحيم البر، عالم الغيب والشهادة والسر والجهر، مصعد الكلم الطيب ومنزل القطر الذي يسر القرآن للذكر وأنزله في ليلة القدر. أحمده وهو أهل الحمد والشكر على ما يساء وسر، وبيده النفع والضر، {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} (¬1) ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المؤمل لحط الوزر ورفع الإصر وإسبال الستر وإلهام الصبر، شهادة مرغمة لأهل الشرك والكفر، سارة لأهل التقوى المأمورين بالصلاة والصيام والحج والنحر. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله القائل: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" (¬2) المبعوث من خير العرب، وهم قريش أولاد لؤي بن غالب بن فهر، المرسل لإظهار الإيمان بمعجزة القرآن ممن وفق لقبولها ومن المعاندين بالقسر والقهر. صلى الله عليه وعلى جميع النبيين والملائكة المقربين الأكرمين كما شرفهم بالعصمة والطهر، وفضلهم على ساكني البر والبحر، وعلى آله وصحبه الأبرار أولي الحجا والحجر، والبشارة والبشر، والحل والعقد ¬
والطي والنشر، من أهل الهجرة والإنفاق والإيواء والنصر، المجاهدين بالأنفس والأموال الموفين بالنذر، وعلى تابعيهم بإحسان، وعلى جميع أهل الولاية والطاعة والبر، وعفا عن أهل التقصير الذين هم [2 و] لأولئك اللباب كالقشر، وسلم عليهم أجمعين أبد الدهر، ما طلع الفجر، وأشرقت الشمس ونور البدر. أما بعد: فهذا تصنيف جليل يحتاج إليه أهل القرآن، خصوصا من يعتني بعلم القراءات السبع ولا يعرف معنى هذه التسمية ولا ماذا نحاه الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" (¬1) ولا يدري ما كان الأمر عليه في قراءة القرآن وكتابته في حياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أن جمع بعده في خلافة أبي بكر (¬2) ، ثم جمع في خلافة عثمان (¬3) رضي الله عنهما، ولا يهتدي إلى ما فعله كل واحد منهما، وما الفرق بين جمعيهما، وما الضابط الفارق بين القراءات الشواذ وغيرها. وأرجو أن يكون هذا التصنيف مشتملا على ذلك كله، قيما ببيانه مع فوائد أخر تتصل به، وبالله التوفيق. وقد حصل مقصود هذا الكتاب في ستة أبواب: ¬
الباب الأول في البيان عن كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان. الباب الثاني في جميع الصحابة رضي الله عنهم القرآن وإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر (¬1) وعثمان رضي الله عنهم. الباب الثالث في معنى قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنزل القرآن على سبعة أحرف"، وشرح ذلك من كلام كل مصنف منصف. الباب الرابع في معنى [2 ظ] القراءات السبع المشهورة الآن وتعريف الأمر في ذلك كيف كان. الباب الخامس في الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية. الباب السادس في الإقبال على ما ينفع من علوم القرآن والعمل بها، وترك التعمق في تلاوة ألفاظه والغلو بسببها. وسميته: "المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز". وهي معرفة كيفية نزول القرآن وجمعه وتلاوته، ومعنى الأحرف السبعة التي نزل عليها، والمراد بالقراءات السبع وضابط ما قوي منها، وبيان ما انضم إليها، والتعريف بحق تلاوته وحسن معاملته، والله الموفق. ¬
الباب الأول: في البيان عن كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان
الباب الأول: في البيان عن كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (¬1) وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} (¬2) ، وقال جلت قدرته: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (¬3) ، فليلة القدر هي الليلة المباركة وهي في شهر رمضان جمعا بين هؤلاء الآيات؛ إذ لا منافاة بينها، فقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن ليلة القدر في شهر رمضان، وأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتماسها في العشر الأخير منه (¬4) ، ولا ليلة أبرك من ليلة، هي خير من ألف شهر. فتعين حمل قوله سبحانه: {فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} على ليلة القدر. كيف، وقد أرشد إلى ذلك قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} (¬5) ، فهو موافق لمعنى تسميتها بليلة القدر؛ لأن معناه التقدير، فإذا ثبت هذا، علمت أنه قد أبعد من قال: الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان، وأن قوله تعالى: {أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآن} (¬6) معناه: ¬
أنزل في شأنه وفضل صيامه وبيان أحكامه، وأن ليلة القدر توجد في جميع السنة لا تختص بشهر رمضان، بل هي منتقلة في الشهور على مر السنين، واتفق أن وافقت زمن أنزال القرآن ليلة النصف من شعبان: وإبطال هذا القول متحقق بالأحاديث الصحيحة الواردة في بيان ليلة القدر وصفاتها وأحكامها على ما سنقرره إن شاء الله تعالى في المسائل الفقهية بين كتابي الصيام والاعتكاف. وبما اخترناه من القول في الجمع بين الآيات الثلاث، ورد الخبر عن ابن عباس (¬1) رضي الله عنهما، وهو ابن عم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المشهود له بأنه حبر الأمة وترجمان القرآن. أخرج الحافظ أبو بكر البيهقي (¬2) في "كتاب الأسماء والصفات"، من حديث السري (¬3) عن محمد بن أبي المجالد (¬4) عن مقسم (¬5) عن ابن عباس ¬
رضي الله عنهما قال: سأله عطية بن الأسود (¬1) فقال: إنه قد وقع في قلبي الشك في قول الله عز وجل: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (¬2) ، وقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (¬3) ، وقوله سبحانه: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} (¬4) ، [3 ظ] وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة ... يعني وغير ذلك من الأشهر. فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلا في الشهور والأيام (¬5) . قلت: رسلا أي رفقا، وقوله على مواقع النجوم، أي على مثل مواقع النجوم، ومواقعها مساقطها، يريد أنزل مفرقا يتلو بعضه بعضا على تؤدة ورفق، فقوله على مواقع النجوم في موضع نصب على الحال، ورسلا أي ذا رسل يريد مفرقا رافقا. ودل أيضا على أن إنزال القرآن كان في شهر رمضان، رواية قتادة (¬6) عن ¬
أبي المليح (¬1) عن واثلة بن الأسقع (¬2) أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من شهر رمضان، وأنزل الزبور لثماني عشرة خلت من شهر رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان" (¬3) . هكذا أخرجه البيهقي في "كتاب الأسماء والصفات" (¬4) و"شعب الإيمان" (¬5) له، وذكره أيضا الثعلبي (¬6) في تفسيره (¬7) وغيره. ووقع في "تفسير الماوردي" وغيره: "وأنزل الزبور لثنتي عشرة (¬8) والإنجيل لثماني عشرة" (¬9) . وكذلك هو في كتاب أبي عبيد (¬10) . ¬
وفي بعض التفاسير عكس هذا: الإنجيل لثنتي عشرة والزبور لثماني عشرة، واتفقوا على أن صحف إبراهيم عليه السلام لأول ليلة [4 و] والتوراة لست مضين والقرآن لأربع وعشرين خلت. قال أبو عبد الله الحليمي: يريد ليلة خمس وعشرين (¬1) . وذكر أبو بكر ابن أبي شيبة (¬2) -وهو أحد شيوخ مسلم- (¬3) في "كتاب ثواب القرآن" (¬4) عن أبي قلابة (¬5) قال: أنزلت الكتب كاملة ليلة أربع وعشرين من رمضان. وعنه: أنزلت التوراة والزبور لثنتي عشرة، وفي رواية أخرى: الزبور في ست، يعني في رمضان (¬6) . ¬
قال البيهقي في معنى قوله: "أُنزل القرآن لأربع وعشرين": إنما أراد -والله أعلم- نزول الملك بالقرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا (¬1) . وقال في معنى قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (¬2) : يريد -والله أعلم: إنا أسمعناه الملك وأفهمناه إياه وأنزلناه بما سمع، فيكون الملك منتقلا به من علو إلى سفل (¬3) . قلت: هذا المعنى مطرد في جميع ألفاظ الإنزال المضافة إلى القرآن أو إلى شيء منه: يحتاج إلى نحو هذا التأويل أهل السنة المعتقدون قدم القرآن، وأنه صفة قائمة بذات الله تعالى. وفي المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر أقوال: أحدها: أنه ابتدئ إنزاله فيها. والثاني: أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة. فنذكر ما حضرنا من الآثار في ذلك ومن أقوال المفسرين. قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام [4 ظ] في "كتاب فضائل القرآن": حدثنا يزيد (¬4) -يعني ابن هارون- عن داود بن أبي ¬
هند (¬1) عن عكرمة (¬2) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، وقرأ: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} (¬3) . أخرجه الحاكم أبو عبد الله (¬4) في "كتاب المستدرك على الصحيحين" وقال في آخره: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (¬5) . ورواه عبد الأعلى (¬6) عن داود وقال: فكان الله إذا أراد أن يوحي منه شيئا أوحاه، أو يحدث في الأرض منه شيئا أحدثه (¬7) . ¬
قال أبو عبيد: لا أدري كيف قرأه يزيد في حديثه، إلا أنه لا ينبغي أن يكون على هذا التفسير إلا "فرقناه" بالتشديد. قال أبو نصر ابن القشيري (¬1) في تفسيره: فرقناه أي فصلناه (¬2) . قال ابن جبير (¬3) : نزل القرآن كله من السماء العليا إلى السماء السفلى ثم فصل في السماء السفلى في السنين التي نزل فيها. قال قتادة: كان بين أوله وآخره عشرون سنة، ولهذا قال: {لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} (¬4) . وقيل: فرقناه أي جعلناه آية آية وسورة سورة، وقيل: فصلناه أحكاما، كقوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيم} (¬5) ، أي يفصل، وقيل: "فرقناه" بالتشديد أي أنزلناه مفرقا، على مكث على تؤدة وترسل ونزلناه تنزيلا: أي نجما بعد نجم، وقيلك جعلناه منازل ومراتب ينزل شيئا بعد [5 و] شيء ولو أخذوا بجميع الفرائض في وقت واحد لنفروا. وأسند الحاكم أبو عبد الله في كتابه "المستدرك" من حديث ابن أبي ¬
شيبة، حدثنا جرير (¬1) عن منصور (¬2) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (¬3) ، قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم، وكان الله عز وجل ينزل على رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعضه في إثر بعض، قال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} (¬4) ، صحيح على شرطهما (¬5) . وأسنده البيهقي في دلائله (¬6) والواحدي (¬7) في تفسيره (¬8) . وأسند البيهقي في "كتاب الشعب" عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء ¬
الدنيا جملة واحدة، ثم فرق في السنين، قال: وتلا الآية {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} (¬1) ، قال: نزل متفرقا (¬2) . قلت: هو من قولهم: نجم عليه الدية أي قطعها، ومنه نجوم الكتابة، فلما قطع الله سبحانه القرآن وأنزله مفرقا قيل لتفاريقه نجوم، ومواقعها: مساقطها، وهي أوقات نزولها، وقد قيل: إن المراد {بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} مغارب نجوم السماء، والله أعلم. وقوله في الرواية الأولى: وكان بموقع النجوم: أي بمنزلة ذلك في تفرقه وعدم تتابعه على وجه الاتصال، وإنما هو على حسب الوقائع والنوازل، وكذا مواقع النجوم بحساب [5 ظ] أزمنة معلومة تمضي. وقرئ {بِمَوَاقِعِ} بالجمع و"بموقع" بالإفراد (¬3) . وقال أبو الحسن الواحدي المفسر: وقال مقاتل (¬4) : أنزله الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة، وهم الكتبة من الملائكة في السماء الدنيا، فكان ينزل ليلة القدر من الوحي على قدر ما ينزل به جبريل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السنة كلها إلى مثلها من العام القابل، حتى نزل القرآن كله في ليلة القدر، ونزل به جبريل على محمد عليهما الصلاة والسلام في عشرين سنة (¬5) . ¬
وفي "كتاب المنهاج" لأبي عبد الله الحليمي: كان ينزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في كل ليلة، قدر ما ينزل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الليلة التي تليها (¬1) ، فينزل جبريل عليه السلام ذلك نجوما بأمر الله تعالى فيما بين الليلتين من السنة إلى أن ينزل القرآن كله من اللوح المحفوظ في عشرين ليلة من عشرين سنة (¬2) . قلت: فهذان قولان في كيفية إنزاله في ليلة القدر: أحدهما أنه نزل جملة واحدة، والثاني أنه نزل في عشرين ليلة من عشرين سنة. وذكر أبو الحسن الماوردي (¬3) في تفسيره قال: نزل القرآن في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة من عند الله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجمته السفرة على جبريل عليه السلام عشرين عليه، ونجمه جبريل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرين [6 و] سنة، فكان ينزل على مواقع النجوم إرسالا في الشهور والأيام (¬4) . ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (¬5) قال: فيه قولان: أحدهما ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما (¬6) ، فذكر ذلك، وكأنه قول ثالث غير القولين المقدمين، أو أراد الجمع بينهما، ¬
فإن قوله: نزل جملة واحدة، هو القول الأول، وقوله: فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة، هو القول الثاني، كأنه فسر قول من قال: نزل في عشرين ليلة بأن المراد بهذا الإنزال تنجيم السفرة ذلك على جبريل، قال: والقول الثاني أن الله عز وجل ابتدأ بإنزاله في ليلة القدر، قال: وهذا قول الشعبي (¬1) . قلت: هو إشارة إلى ابتداء إنزال القرآن على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن ذلك كان وهو متحنث بحراء في شهر رمضان، وقد بينت ذلك في "شرح حديث المبعث" (¬2) ، وغيره، وهذا وإن كان الأمر فيه كذلك إلا أن تفسير الآية به بعيد مع ما قد صح من الآثار عن ابن عباس: أنه نزل جملة إلى سماء الدنيا، على ما تقدم. وفي الكتاب "المستدرك" أيضا عن الأعمش (¬3) عن حسان بن حريث (¬4) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا فجعل جبريل عليه السلام ينزله على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويرتله ترتيلا. قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (¬5) . ¬
وخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "كتاب ثواب القرآن" عن ابن عباس [6 ظ] رضي الله عنهما في قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (¬1) قال: رفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة فرفع في بيت العزة ثم جعل ينزل تنزيلا (¬2) . وفي "تفسير الثعلبي" عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نجوما عشرين سنة، فذلك قوله عز وجل: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} (¬3) . وقال أبو عبيد: حدثنا ابن أبي عدي (¬4) عن داود بن أبي هند قال: قلت للشعبي: قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (¬5) ، أما نزل عليه القرآن في سائر السنة إلا في شهر رمضان؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدًا عليهما السلام بما ينزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان. زاد الثعلبي في تفسيره: فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء وينسيه ما يشاء (¬6) . زاد غير الثعلبي: فلما كان في العام الذي قبض فيه عرضه عرضتين، ¬
فاستقر ما نسخ منه وبدل (¬1) . وقال أبو القاسم البغوي (¬2) : حدثنا الحسن بن سفيان (¬3) ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا ابن أبي عدي عن داود بن أبي هند عن الشعبي: أن جبريل عليه السلام كان يعارض النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما أنزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان. وعن أبي عبيد، عن إسماعيل بن إبراهيم (¬4) ، عن أيوب السختياني (¬5) ، عن محمد بن سيرين (¬6) [7 و] نبئت أن القرآن كان يعارض على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين، قال ابن سيرين: فيرون أو يرجون أن تكون قراءتنا هذه أحدث القراءات عهدًا بالعرضة الأخيرة. ¬
قال ابن أبي شيبة: حدثنا الحسين بن علي (¬1) ، عن أبيه، عن ابن جدعان (¬2) ، عن ابن سيرين، عن عبيدة السلماني (¬3) قال: القراءة التي عرضت على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في العام الذي قبض فيه هي القراءة التي يقرأها الناس اليوم (¬4) . ورأيت في بعض التفاسير، قال: وقال جماعة من العلماء: نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى بيت، يقال له بيت العزة، فحفظه جبريل عليه السلام، وغشي على أهل السماوات من هيبة كلام الله، فمر بهم جبريل وقد أفاقوا فقالوا: {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ} (¬5) ، يعني القرآن، وهو معنى قوله: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} (¬6) ، فأتى به جبريل إلى بيت العزة، فأملاه جبريل على السفرة الكتبة، يعني الملائكة، وهو قوله تعالى: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ، كِرَامٍ بَرَرَةٍ} (¬7) . نقتله من "كتاب شفاء القلوب"، وهو تفسير علي بن سهل النيسابوري (¬8) . ¬
وما رواه داود عن الشعبي، يعد قولا رابعا في معنى قوله تعالى: {أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآن} (¬1) ، وكأنه نزل عرضه وإحكامه في رمضان من كل سنة منزلة إنزاله فيه، مع أنه قد لا ينفك من إحداث إنزال ما لم ينزل أو تغيير بعض ما نزل بنسخ أو إباحة [7 ظ] تغيير بعض ألفاظه على ما سيأتي، وإن ضم إلى ذلك كونه ابتدأ نزوله في شهر رمضان ظهرت قوته. وقد أوضحنا في "كتاب شرح حديث المبعث" (¬2) : أن أول ما نزل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (¬3) ، وذلك بحراء عند ابتداء نبوته، ويجوز أن يكون قوله: {أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآن} إشارة إلى كل ذلك، وهو كونه أنزل جملة إلى السماء الدنيا وأول نزوله إلى الأرض وعرضه وإحكامه في شهر رمضان، فقويت ملابسة شهر رمضان للقرآن، إنزالا جملة وتفصيلا وعرضا وإحكاما، فلم يكن شيء من الأزمان تحقق له من الظرفية للقرآن ما تحقق لشهر رمضان، فلمجموع هذه المعاني قيل: {أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآن} . فإن قلت: ما السر في إنزاله جملة إلى السماء الدنيا؟ قلت: فيه تفخيم لأمره وأمر من أنزل عليه، وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب، المنزل على خاتم الرسل لأشرف الأمم، قد قربناه إليهم لننزله عليهم، ولولا أن الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجما بحسب الوقائع لم نهبط به إلى الأرض جملة كسائر الكتب المنزلة قبله، ولكن الله تعالى باين بينه فجمع له الأمرين إنزاله جملة ثم إنزاله مفرقا. ¬
وهذا من جملة ما شرف به نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما شرف بحيازة درجتي الغني الشاكر والفقير الصابر، فأوتي مفاتيح خزائن الأرض، فردها واختار [8 و] الفقر والإيثار بما فتح الله عليه من البلاد، فكان غنيا شاكرًا وفقيرًا صابرًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فإن قلت: في أي زمان نزل جملة إلى السماء الدنيا، أبعد ظهور نبوة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم قبلها؟ قلت: الظاهر أنه قبلها، وكلاهما محتمل، فإن كان بعدها، فالأمر على ما ذكرناه من التفخيم له ولمن أنزل عليه، وإن كان قبلها، ففائدته أظهر وأكثر؛ لأن فيه إعلام الملائكة بقرب ظهور أمة أحمد المرحومة الموصوفة في الكتب السالفة، وإرسال نبيهم خاتم الأنبياء كما أعلم الله سبحانه وتعالى الملائكة قبل خلق آدم بأنه جاعل في الأرض خليفة (¬1) ، وكما أعلمهم أيضا قبل إكمال خلق آدم عليه السلام بأنه يخرج من ذريته محمد وهو سيد ولده، وعلى ذلك حملنا قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كنت نبيا وآدم بين الماء والطين" (¬2) ، على ما أوضحناه في "كتاب شرح المدائح النبوية" (¬3) ، وكان العلم بذلك حاصلا عند الملائكة، ألا ترى أن في حديث الإسرى (¬4) ، لما كان جبريل يستفتح له السماوات سماء سماء؟ كان يقال له: من هذا؟ فيقول: جبريل، يقال: من معك؟ فيقول: محمد، فيقال: وقد بعث إليه؟ فيقول: نعم. فهذا كلام من كان عنده علم بذلك قبل ذلك ¬
وقد تكلم على فائدة إنزال القرآن جملة، شيخنا أبو الحسن (¬1) رحمه الله ببعض ما ذكرناه (¬2) . ووقفت على كلام حسن للحكيم الترمذي [8 ظ] أبي عبد الله محمد بن علي (¬3) في تفسيره فقال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا تسليما منه للأمة ما كان أبرز لهم من الحظ بمبعث محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلك أن بعثة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت رحمة، فلما خرجت الرحمة بفتح الباب جاءت بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبالقرآن، فوضع القرآن ببيت العزة في السماء الدنيا ليدخل في حد الدنيا، ووضعت النبوة في قلب محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجاء جبريل عليه السلام بالرسالة ثم الوحي، كأنه أراد تبارك وتعالى أن يسلم هذه الرحمة التي كانت حظ هذه الأمة من الله تعالى إلى الأمة، ثم أجرى من السماء الدنيا الآية بعد الآية عند نزول النوائب، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين} (¬4) ، وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (¬5) . ¬
وقال الشيخ أبو الحسن في كتابه "جمال القراء ... ": في ذلك تكريم بني آدم، وتعظيم شأنهم عند الملائكة، وتعريفهم عناية الله عز وجل بهم ورحمته لهم، ولهذا المعنى أمر سبعين ألفا من الملائكة لما أنزل سورة الأنعام أن تزفها، وزاد سبحانه في هذا المعنى بأن أمر جبريل عليه السلام بإملائه على السفرة الكرام البررة عليهم السلام وإنساخهم إياه وتلاوتهم له ... ثم ساق الكلام إلى آخره (¬1) . فإن قلت: فقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (¬2) من جملة القرآن الذي نزل جملة، أم لا؟ فإن لم يكن منه فما نزل جملة، وإن كان منه فما وجه صحة هذه العبارة؟ قلت: له وجهان: [9 و] أحدهما أن يكون معنى الكلام: إنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر، وقضينا به، وقدرناه في الأزل، وأردناه، وشئناه، وما أشبه ذلك. والثاني أن لفظه لفظ الماضي، ومعناه الاستقبال، وله نظائر في القرآن وغيره، أي ننزله جملة في ليلة مباركة، هي ليلة القدر، واختير لفظ الماضي لأمرين: أحدهما تحققه وكونه أمرًا لا بد منه، والثاني أنه حال اتصاله بالمنزل عليه، يكون الماضي في معناه محققا؛ لأن نزوله منجما كان بعد نزوله جملة واحدة، وكل ذلك حسن واضح، والله أعلم. فإن قلت: ما السر في نزوله إلى الأرض منجما، وهلا أنزل جملة كسائر الكتب؟ ¬
قلت: هذا سؤال قد تولى الله سبحانه الجواب عنه فقال في كتابه العزيز: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} (¬1) ، يعنون كما أنزل على من كان قبله من الرسل، فأجابهم الله تعالى بقوله {كَذَلِك} أي أنزلناه كذلك مفرقا {لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَك} أي لنقوي به قلبك، فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلب وأشد عناية بالمرسل إليه، ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك عليه وتجديد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة، ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة نزول [9 ظ] جبريل عليه السلام عليه فيه على ما سنذكره. وقيل: معنى {لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَك} (¬2) ، أي لتحفظه فيكون فؤادك ثابتا به غير مضطرب، وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أميًّا لا يكتب ولا يقرأ، ففرق عليه القرآن ليتيسر عليه حفظه، ولو نزل جملة لتعذر عليه حفظه في وقت واحد على ما أجرى الله تعالى به عوائد خلقه، والتوراة نزلت على موسى عليه السلام مكتوبة وكان كاتبا قارئا، وكذا كان غيره، والله أعلم. فإن قلت: كان في القدرة إذا أنزله جملة أن يسهل عليه حفظه دفعة واحدة. قلت: ما كل ممكن في القدرة بلازم وقوعه، فقد كان في قدرته تعالى أن يعلمه الكتابة والقراءة في لحظة واحدة، وأن يلهمهم الإيمان به، ولكنه لم يفعل، ولا معترض عليه في حكم. {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ ¬
عَلَى الْهُدَى} (¬1) ، {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} (¬2) . وأيضا في القرآن ما هو جواب عن أمور سألوه عنها، فهو سبب من أسباب تفريق النزول، ولأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا. فهذه جوه ومعان حسنة في حكمة نزوله منجما، وكان بين نزول أول القرآن وآخره عشرون أو ثلاث وعشرون أو خمس وعشرون سنة، وهو مبني على الخلاف في مدة إقامة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة بعد النبوة، فقيل: عشر، وقيل: ثلاث عشرة، [10 و] وقيل: خمس عشرة، ولم يختلف في مدة إقامته بالمدينة أنها عشر، والله أعلم. وكان الله تعالى قد وعد نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حفظ القرآن وبيانه، وضمن له عدم نسيانه بقوله تعالى: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} (¬3) ، أي علينا أن نجمعه في صدرك فتقرؤه فلا ينفلت عنك منه شيء، وقال تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى} (¬4) ، أي غير ناسٍ له. وفي الصحيحين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه، فأنزل الله تعالى: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِه} أخذه {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ ¬
وَقُرْآنَهُ} ، إن علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرؤه، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} (¬1) ، قال: أنزلناه فاستمع له {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} (¬2) أن نبينه بلسانك، فكان إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى (¬3) . وفي رواية: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعالج من التنزيل شدة، كان يحرك شفتيه، فأنزل الله عز وجل: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} ، قال: جمعه في صدرك ثم تقرؤه {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} ، قال: فاستمع وأنصت، ثم إن علينا أن تقرأه، قال: فكان رسول الله صلى الله [10 ظ] عليه وسلم إذا أتاه جبريل عليه السلام استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما أقرأه (¬4) . وعن ابن شهاب (¬5) قال: أخبرني أنس بن مالك (¬6) أن الله تعالى تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول ¬
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد (¬1) . هذا لفظ البخاري، ولمسلم: إن الله عز وجل تابع الوحي على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل وفاته حتى توفي، وأكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (¬2) . قلت: يعني عام وفاته أو حين وفاته، يريد أيام مرضه كلها، كما يقال: يوم الجمل ويوم صفين، وكانت أياما، والله أعلم. ¬
فصل
فصل: أول ما نزل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من القرآن أول سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (¬1) ، نزل ذلك عليه بحراء عند ابتداء نبوته، على ما شرحناه في "كتاب المبعث" (¬2) ، ثم نزل {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّر} (¬3) ثم صار ينزل منه شيء فشيء بحسب الوقائع والنوازل مكيا، ومدنيا حضرا وسفرا، وآخر ما نزل من الآيات {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} (¬4) الآية، وقيل: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} (¬5) إلى آخرها، وقيل: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ} إلى آخر الآيتين (¬6) ، وقيل آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {وَاتَّقُوا ¬
يَوْمًا} هي آخرهن، ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم} (¬1) الآية. قال أبو عبيد: حدثنا حجاج (¬2) عن ابن جريج (¬3) [11 و] قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} ، قال: زعموا أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين. قلت: يعني العاشر من يوم مرضه. وقال: حدثنا عبد الله بن صالح (¬4) وابن بكير (¬5) عن الليث (¬6) عن عقيل (¬7) ¬
عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدًا بالعرش آية الربا وآية الدين. قلت: يعني من آيات الأحكام، والله أعلم. وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلما نزل من القرآن شيء أمر بكتابته ويقول في مفرقات الآيات: "ضعوا هذه في سورة كذا" (¬1) ، وكان يعرضه على جبريل في شهر رمضان في كل عام، وعرضه عليه عام وفاته مرتين، وكذلك كان يعرض جبريل على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل عام مرة، وعرض عليه عام وفاته مرتين. وحفظه في حياته جماعة من أصحابه، وكل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة، أقلهم بالغون حد التواتر، ورخص لهم قراءته على سبعة أحرف توسعة عليهم. ومنه ما نسخ لحكمة اقتضت نسخه، وكل ذلك فيه أخبار ثابتة: ففي جامع الترمذي وغيره عن ابن عباس عن عثمان رضي الله عنهم قال: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه [11 ظ] الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول: "ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا"، وإذا نزلت عليه الآية يقول: "ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا" ... هذا حديث حسن (¬2) ، وقال الحاكم: ¬
هذا صحيح على شرط الشيخين (¬1) ولم يخرجاه (¬2) . وفي سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم" (¬3) . وفي الرواية: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، فإذا نزلت علموا أن السورة قد انقضت (¬4) . وفي البخاري عن البراء بن عازب (¬5) قال: لما نزلت {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (¬6) ، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ادع لي زيدًا (¬7) ، وليجئ باللوح والدواة والكتف" -أو الكتف والدواة- ثم قال: "اكتب: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ} ". ¬
وخلف ظهر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرو بن أم مكتوم الأعمى (¬1) فقال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها {غَيْرُ أُولِي الضَّرَر} (¬2) . وفيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل عليه السلام كان يلقاه كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود الخير من الريح المرسلة (¬3) [12 و] . وفيه عن عائشة (¬4) رضي الله عنها عن فاطمة (¬5) رضي الله عنها: أسر إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة، وأنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي (¬6) . وفيه عن أبي هريرة (¬7) رضي الله عنه قال: كان يعرض على النبي صلى ¬
الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرًا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض (¬1) . وفيه عن مسروق (¬2) قال: ذكر عبد الله بن عمرو (¬3) عبد الله بن مسعود (¬4) فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم (¬5) ، ومعاذ بن جبل (¬6) ، وأبي (¬7) بن كعب" (¬8) . ¬
وفيه عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد (¬1) . وفي رواية: مات النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء (¬2) ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه (¬3) ، وفي رواية: أحد عمومتي. قال الحافظ البيهقي في "كتاب المدخل": الرواية الأولى أصح، ثم أسند عن ابن سيرين قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعة، لا يختلف فيهم: معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد وأبو زيد، واختلفوا في رجلين من [12 ظ] ثلاثة، قالوا: عثمان وأبو الدرداء، وقالوا: عثمان وتميم الداري (¬4) ، رضي الله عنهم. ¬
وعن الشعبي قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة نفر من الأنصار: أبي بن كعب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبيد (¬1) وأبو زيد. ومجمع بن جارية (¬2) قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثا، قال: ولم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير عثمان رضي الله عنهم. قلت: وقد أشبع القاضي أبو بكر محمد بن الطيب (¬3) رحمه الله في "كتاب الانتصار" (¬4) الكلام في حملة القرآن في حياة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأقام أدلة كثيرة على أنهم كانوا أضعاف هذه العدة المذكورة، وأن العادة تحيل خلاف ذلك، ويشهد لصحة ذلك كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة على ما سيأتي ذكره، وذلك في أول خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وما في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة (¬5) كانوا يسمون القراء (¬6) . وقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص: جمعت ¬
القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقرأه في شهر"، الحديث (¬1) . وعبد الله بن عمرو غير مذكور في هذه الآثار المتقدمة فيمن جمع القرآن، فدل على أنها ليست للحصر، وما كان من ألفاظها للحصر فله تأويل، وليس محمولا [13 و] على ظاهره. وقد ذكر القاضي وغيره له تأويلات سائغة: منها أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، وأخبر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها كلها شافٍ كافٍ، إلا أولئك النفر فقط. ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة. ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويأخذه من فيه تلقيا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره. ومنها أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم (¬2) . ومنها أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا. ¬
ومنها أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سوى هؤلاء الأربعة؛ لأن من أكمله سواهم كان يتوقع نزول القرآن ما دام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيًّا، فقد لا يستجيز النطق بأنه أكمله، واستجازه هؤلاء، ومرادهم أنهم أكملوا الحاصل منه. ويحتمل أيضا أن يكون من سواهم لم ينطق بإكماله خوفا من المراءة به، واحتياطا [13 ظ] على النيات كما يفعل الصالحون في كثير من العبادة، وأظهر هؤلاء الأربعة ذلك؛ لأنهم أمنوا على أنفسهم، أو لرأي اقتضى ذلك عندهم. قال المازري (¬1) : وكيف يعرف النقلة أنه لم يكمله سوى أربعة، وكيف تتصور الإحاطة بهذا، وأصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متفرقون في البلاد؟ وهذا لا يتصور، حتى يلقى الناقل كل رجل منهم فيخبره عن نفسه أنه لم يكمل القرآن. وهذا بعيد تصوره في العادة (¬2) . وإن لم يكمل القرآن سوى أربعة، فقد حفظ جميع أجزائه مئون لا يحصون، وما من شرط كونه متواترًا أن يحفظ الكل الكل، بل الشيء الكثير إذا روى كل جزء منه خلق كثير علم ضرورة وحصل متواترًا (¬3) . قلت: وقد سمى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام أهل القرآن من الصحابة في أول "كتاب القراءات" له، فذكر من المهاجرين أبا بكر وعمر وعثمان ¬
وعليًّا (¬1) وطلحة (¬2) وسعدًا (¬3) وابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفة (¬4) وحذيفة بن اليمان (¬5) وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر (¬6) وعبد الله بن عمرو وعمرو بن العاص (¬7) وأبا هريرة ومعاوية بن أبي سفيان (¬8) وعبد الله بن الزبير (¬9) وعبد الله ¬
ابن السائب (¬1) ، قارئ مكة. ومن الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء وزيد بن ثابت ومجمع بن جارية وأنس بن مالك. ومن أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عائشة وحفصة (¬2) [14 و] وأم سلمة (¬3) . قال: وبعض ما ذكرنا أكثر في القراءة وأعلى من بعض، وإنما خصصنا بالتسمية كل ما وصف بالقراءة، وحكي عنه منها شيء. قلت: وأما ما نسخ من القرآن فعلى ثلاثة أضرب: منه ما نسخت تلاوته وبقي حكمه، ومنه ما نسخت تلاوته وحكمه، وزانك كآيتي الرجم (¬4) والرضاع. ففي الصحيح عن عمر رضي الله عنه قال: إن الله بعث محمدًا ¬
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها (¬1) . وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهن مما يقرأ من القرآن (¬2) . قال الحافظ البيهقي: فالعشر مما نسخ رسمه وحكمه، والخمس مما نسخ رسمه بدليل أن الصحابة حين جمعوا القرآن لم يثبتوها رسما، وحكمها باقٍ عندنا. قال: وقولها " ... وهن مما يقرأ من القرآن"، يعني عند من لم يبلغه نسخ تلاوته قرآنا. قلت: هذا تأويل حسن، ومثله ما في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله (¬3) قال: كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الأيام على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر، حتى نهى عنها عمر في شأن عمرو بن حريث (¬4) . فمعناه، فعلها بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من لم يبلغه نهي النبي صلى الله ¬
عليه وسلم عنها. فلما اتصل ذلك بعمر رضي الله عنه نهى عنها لنهي [14 ظ] النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنها. فاشتهر ذلك وثبت، والله أعلم. الضرب الثالث: ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته كآية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها {أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} (¬1) . وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} (¬2) ، لِمَ تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه (¬3) . وأسند البيهقي في "كتاب المدخل" و"الدلائل" عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كنا حول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نؤلف (¬4) القرآن، إذ قال: "طوبى للشام"، فقيل له: ولِمَ؟ قال: "إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم" (¬5) . زاد في "الدلائل": نؤلف القرآن من الرقاع، ثم قال: وهذا يشبه أن يكون أراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها، وجمعها فيها بإشارة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم كانت مثبتة في الصدور مكتوبة في الرقاع واللخاف والعسب، فجمعها منها في صحف بإشارة أبي بكر ¬
وعمر، ثم نسخ ما جمعه في الصحف في مصاحف بإشارة عثمان بن عفان على ما رسم المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (¬1) . وأخرج هذا الحديث الحاكم أبو عبد الله في "كتاب المستدرك"، وقال: [15 و] هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. قال: وفيه البيان الواضح أن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم جمع بعضه بحضرة أبي بكر الصديق، والجمع الثالث -وهو ترتيب السور- كان في خلافة أمير المؤمنين عثمان، رضي الله عنهم أجمعين (¬2) . قال القاضي أبو بكر بن الطيب: "الذي نذهب إليه أن جميع القرآن الذي أنزله الله تعالى وأمر بإثبات رسمه ولم ينسخه ويرفع تلاوته بعد نزوله هو هذا الذي بين الدفتين، الذي حواه مصحف عثمان أمير المؤمنين رضي الله عنه، وأنه لم ينقص منه شيء ولا زيد فيه، وأن بيان الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان بجميعه بيانا شائعا ذائعا وواقعا على طريقة واحدة، ووجه تقوم به الحجة وينقطع العذر، وأن الخلف نقله عن السلف على هذه السبيل، وأنه قد نسخ منه بعض ما كانت تلاوته ثابتة مفروضة، وأن ترتيبه ونظمه ثابت على ما نظمه الله سبحانه ورتبه عليه رسوله من آي السور، لم يقدم من ذلك مؤخر، ولا آخر منه مقدم، وأن الأمة ضبطت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ترتيب آي كل سورة ومواضعها وعرفت مواقعها، كما ضبطت عنه نفس القرآن وذات التلاوة، وأنه قد يمكن أن يكون الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد رتب سوره على ما انطوى عليه مصحف عثمان، كما رتب آيات ¬
سوره، ويمكن أن يكون قد وكل ذلك إلى الأمة بعده، ولم يتول ذلك بنفسه [15 ظ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن هذا القول الثاني أقرب وأشبه بأن يكون حقا على ما سنبينه فيما بعد إن شاء الله تعالى، وإن القرآن لم يثبت آيه على تاريخ نزوله، بل قدم ما تأخر إنزاله، وأخر بعض ما تقدم نزوله على ما قد وقف عليه الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ذلك" (¬1) ... وساق الكلام إلى آخره في "كتاب الانتصار" للقرآن، على كثرة فوائده، رحمه الله. قلت: وقد ذكرنا أسماء كتاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذين كانوا يكتبون له الوحي وغيره في ترجمته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في "تاريخ دمشق" (¬2) نحو خمسة وعشرين اسما. والله أعلم. وقد أخبرنا شيخنا أبو الحسن في "كتاب الوسيلة" عن شيخه الشاطبي (¬3) بإسناده إلى ابن وهب (¬4) قال: سمعت مالكا (¬5) يقول: إنما ألف القرآن ¬
على ما كانوا يسمعون من قراءة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (¬1) ... وذكره أبو عمرو الداني (¬2) في "كتاب المقنع" (¬3) . ¬
الباب الثاني: في جمع الصحابة رضي الله عنهم القرآن وإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان
الباب الثاني: في جمع الصحابة رضي الله عنهم القرآن وإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان قال البخاري (¬1) : حدثنا موسى بن إسماعيل (¬2) ، حدثنا إبراهيم بن سعد (¬3) ، حدثنا ابن شهاب عن عبيد بن السياق (¬4) ، أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة (¬5) ، فإذا عمر الخطاب عنده، قال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر (¬6) يوم اليمامة بقراءة [16 و] القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، ¬
وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب (¬1) واللخاف (¬2) وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري (¬3) ، لم أجدها مع أحد غيره: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} ، حتى خاتمة "براءة" (¬4) ، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر (¬5) . حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه: أن حذيفة بن اليمان قد على عثمان بن عفان رضي الله عنه، ¬
وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية (¬1) وأذربيجان (¬2) مع أهل العراق. فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال [16 ظ] حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى ... فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص (¬3) وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام (¬4) ، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن (¬5) فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما ¬
سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت (¬1) قال: سمعت زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري (¬2) : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} (¬3) ، فألحقتها في سورتها في المصحف (¬4) . قلت: وخزيمة هذا غير أبي خزيمة الذي وجد معه الآيتين آخر "سورة براءة"، ذاك أبو خزيمة بن أوس بن زيد من بني النجار، شهد بدرًا وما بعدها، [17 و] وتوفي في خلافة عثمان، وهذا خزيمة بن ثابت بن الفاكه من الأوس، شهد أحدًا وما بعدها، وقتل يوم صفين، وقيل غير ذلك. ومعنى قوله: "فقدت آية كذا فوجدتها مع فلان ... " أنه كان يتطلب نسخ القرآن من غير ما كتب بأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يجد كتابة تلك الآية مع ذلك الشخص، وإلا فالآية كانت محفوظة عنده وعند غيره، وهذ المعنى أولى مما ذكره مكي (¬5) وغيره: أنهم كانوا يحفظون ¬
الآية، لكنهم أنسوها فوجدوها في حفظ ذلك الرجل فتذاكروها وأثبتوها لسماعهم إياها من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (¬1) . وفي كتاب أبي عبيد: أنه وجد خاتمه "براءة" مع خزيمة بن ثابت وآية "الأحزاب" مع خزيمة أو أبي خزيمة، وزاد: فلما كان مروان (¬2) أمير المدينة أرسل إلى حفصة أم المؤمنين يسألها الصحف ليمزقها وخشي أن يخالف الكتاب بعضه بعضا فمنعته إياها. قال ابن شهاب: فحدثني سالم بن عبد الله (¬3) أنه لما توفيت حفصة، رحمة الله عليها، أرسل مروان إلى عبد الله بن عمر ساعة رجعوا من جنازة حفصة بعزيمة ليرسلن بها، فأرسل بها ابن عمر إلى مروان فمزقها مخافة أن يكون في شيء من ذلك خلاف ما نسخ عثمان رحمة الله عليه (¬4) ، قال أبو عبيد: لم نسمع في شيء من الحديث أن مروان مزق الصحف، إلا في [17 ظ] هذا الحديث (¬5) . ¬
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي (¬1) عن شعبة (¬2) عن أبي إسحاق (¬3) . عن مصعب بن سعد (¬4) قال: أدركت الناس حين شقق (¬5) عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك -أو قال: لم يعب ذلك أحد. وحدثنا عبد الرحمن عن شعبة عن علقمة بن مرثد (¬6) عن رجل عن سويد بن غفلة (¬7) قال: قال علي رضوان الله عليه: لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان. وفي رواية أخرى لو وليت من أمر المصاحف ما ولي عثمان لفعلت ما فعل عثمان. قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا وكيع (¬8) عن سفيان (¬9) عن السدي عن ¬
عبد خير (¬1) قال: قال علي: يرحم الله أبا بكر، هو أول من جمع ما بين اللوحين (¬2) . وفي رواية عنه: أعظم الناس أجرًا في المصاحف أبو بكر (¬3) . وفي "السنن الكبير" (¬4) عن علقمة بن مرثد عن العيزار بن جرول (¬5) عن سويد بن غفلة عن علي رضي الله عنه قال: اختلف الناس في القرآن على عهد عثمان فجعل الرجل يقول للرجل: قراءتي خير من قراءتك، فبلغ ذلك عثمان فجمعنا أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إن الناس قد اختلفوا اليوم في القراءة وأنتم بين ظهرانيهم، فقد رأيت أن أجمع على قراءة واحدة، قال: فأجمع رأينا مع رأيه على ذلك، قال: وقال علي: لو وليت مثل الذي ولي، لصنعت مثل الذي صنع (¬6) . وفي رواية: يرحم الله عثمان، لو كنت أنا لصنعت في المصاحف ما صنع عثمان. أخرجه البيهقي في "المدخل". ¬
وفي كتاب أبي بكر عبد الله بن أبي داود (¬1) عن هشام بن عروة (¬2) [18 و] عن أبيه (¬3) قال: لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق (¬4) أبو بكر على القرآن أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى فاكتباه (¬5) . قال الشيخ أبو الحسن في كتابه "جمال القراء": ومعنى هذ الحديث -والله أعلم- من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله الذي كتب بين يدي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلا فقد كان زيد جامعا للقرآن. قال: ويجوز أن يكون معناه: من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى، أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، ولم يزد على شيء مما لم يقرأ أصلا، ولم يعلم بوجه آخر (¬6) . وفي كتاب ابن أبي داود أيضا عن أبي العالية (¬7) : أنهم جمعوا القرآن ¬
في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملي عليهم أبي بن كعب، فلما انتهوا إلى هذه الآية من "سورة براءة": {ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} (¬1) ، فظنوا أنها آخر ما نزل من القرآن. فقال أبي: إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقرأني بعدهن آيتين: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ} إلى {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} (¬2) . فهذا آخر ما نزل من القرآن، فختم الأمر بما فتح به (¬3) ، يعني بكلمة التوحيد. قال الشيخ أبو الحسن: "كان أبي يتتبع ما كتب بين يدي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اللخاف (¬4) والأكتاف (¬5) والعسب (¬6) ونحو ذلك، [18 ظ] لا لأن القرآن العزيز كان معدوما. وأما قوله وصدور الرجال -يعني في الحديث السابق- فإنه كتب الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، فكان يتتبعها من صدور الرجال ليحيط بها علما، ودليل ذلك أنه كان عالما بالآيتين اللتين من صدور الرجال ليحيط بها علما، ودليل ذلك أنه كان عالما بالآيتين في آخر "براءة" ثم لم يقنع بذلك حتى طلبها وسأل عنها غيره فوجدها عند خزيمة، وإنما طلبها من غيره مع علمه بها، ليقف على ¬
وجوه القراءات. والله أعلم" (¬1) . قلت: إنما كان قصدهم أن ينقلوا من عين المكتوب بين يدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يكتبوا من حفظهم لأن قراءتهم كانت مختلفة لما أبيح لهم من قراءة القرآن على سبعة أحرف على ما سيأتي تفسيرها. والله أعلم. قال عبد الله (¬2) : "حدثنا أبو الطاهر (¬3) ، أخبرنا ابن وهب، أخبرني مالك عن ابن شهاب عن سالم وخارجة: أن أبا بكر الصديق كان قد جمع القرآن في قراطيس، وكان قد سأل زيد بن ثابت النظر في ذلك فأبى، حتى استعان عليه بعمر، ففعل، فكانت تلك الكتب عند أبي بكر حتى توفي، ثم عند عمر حتى توفي، ثم عند حفصة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأرسل إليها عثمان فأبت أن تدفعها إليه، حتى عاهدها ليردنها إليها، فبعثت بها إليه، فنسخ منها عثمان هذه المصاحف، ثم ردها إليها، فلم تزل عندها حتى أرسل مروان فأخذها فحرقها" (¬4) . وفي تفسير الطبري: "عن عمارة بن غزية (¬5) عن [19 و] ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال: فأمرني أبو بكر فكتبته في قطع الأدم ¬
وكسر الأكتاف (¬1) والعسب، فلما هلك أبو بكر وكان عمر كتب ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده. فلما هلك كانت الصحيفة عند حفصة ... ثم أرسل عثمان إلى حفصة يسألها أن تعطيه الصحيفة فأعطته إياها، فعرض المصحف عليها، فلم يختلفا في شيء، فردها إليها وطابت نفسه (¬2) ... ". وعن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد قال: سمع عثمان قراءة أبي وعبد الله ومعاذ فخطب الناس ثم قال: إنما قبض نبيكم منذ خمس عشرة سنة وقد اختلفتم في القرآن. عزمت على من عنده شيء من القرآن سمعه من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أتاني به. فجعل الرجل يأتيه باللوح والكتف والعسيب فيه الكتاب، فمن أتاه بشيء قال: أنت سمعته من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ثم قال: أي الناس أفصح؟ قالوا: سعيد بن العاص، قال: أي الناس أكتب؟ قالوا: زيد بن ثابت، قال: فليكتب زيد، وليمل سعيد. قال: فكتب مصاحف، فقسمها في الأمصار، فما رأيت أحدًا عاب ذلك عليه (¬3) . قلت: كذا في كتاب ابن أبي داود (¬4) . وفي تسمية معاذ هنا نظر، فإن معاذًا توفي قبل ذلك في طاعون عمواس (¬5) في خلافة عمر، ولعل قراءته ¬
بقيت بعده عند أصحابه، فسمعها عثمان منهم. وأخرج هذا الحديث الحافظ البيهقي في كتاب "المدخل" بمخالفة لهذا في بعض الألفاظ وبزيادة ونقصان فقال: [19 ظ] جلس عثمان على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنما عهدكم بنبيكم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ ثلاث عشرة سنة، وأنتم مختلفون في القراءة يقول الرجل لصاحبه: والله ما تقيم قراءتك. قال: فعزم على كل من كان عنده شيء من القرآن إلا جاء به، فجاء الناس بما عندهم فجعل يسألهم عليه البينة أنهم سمعوه من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: من أعرب الناس؟ قالوا: سعيد بن العاص، قال: فمن أكتب الناس؟ قالوا: زيد بن ثابت كاتب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: فليمل سعيد وليكتب زيد. قال: فكتب مصاحف ففرقها في الأجناد، فلقد سمعت رجالا من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولون: لقد أحسن. قال البيهقي: فيه انقطاع بين مصعب وعثمان، وقد روينا عن زيد بن ثابت أن التأليف كان في زمن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروينا عنه أن الجمع في الصحف كان في زمن أبي بكر، والنسخ في المصاحف كان في زمن عثمان، وكان ما يجمعون وينسخون معلوما لهم، فلم يكن به حاجة إلى مسألة البينة. قلت: لم تكن البينة على أصل القرآن، فقد كان معلوما لهم ذكر، وإنما كانت على ما أحضروه من الرقاع (¬1) المكتوبة فطلب البينة عليها أنها ¬
كانت كتبت بين يدي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبإذنه على ما سمع من لفظه على ما سبق بيانه، ولهذا قال: فليمل سعيد، يعني [20 و] من الرقاع التي أحضرت، ولو كانوا كتبوا من حفظهم لم يحتج زيد فيما كتبه إلى من يمليه عليه. فإن قلت: كان قد جمع من الرقاع في أيام أبي بكر، فأي حاجة إلى استحضارها في أيام عثمان؟ قلت: يأتي جواب هذا في آخر الباب. وذكر أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع" أن عثمان قال: يا أصحاب محمد، اجتمعوا فاكتبوا للناس إماما يجمعهم، قال: وكانوا في المسجد فكثروا، فكانوا إذا تماروا في الآية يقولون: إنه أقرأ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه الآية فلان بن فلان، وهو على رأس أميال من المدينة، فيبعث إليه فيجيء، فيقولون: كيف أقرأك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آية كذا وكذا؟ فيقول: كذا، فيكتبون كما قال (¬1) . والله أعلم. وفي كتاب ابن أبي داود أيضا عن هشام (¬2) عن محمد -هو ابن سيرين- قال: كان الرجل يقرأ، حتى يقول الرجل لصاحبه: كفرت بما تقول. فرفع ذلك إلى عثمان بن عفان، فتعاظم ذلك في نفسه، فجمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار، فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت، فأرسل إلى الربعة التي كانت في بيت عمر، فيها القرآن (¬3) . ¬
قال البيهقي في كتاب "المدخل": واعلم أن القرآن كان مجموعا كله في صدور الرجال أيام حياة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومؤلفا هذا التأليف الذي نشاهده ونقرؤه إلا "سورة براءة"، فإنها كانت من آخر ما نزل من [20 ظ] القرآن، ولم يبين رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه موضعها من التأليف حتى خرج من الدنيا، فقرنها الصحابة رضي الله عنهم بـ"الأنفال". وبيان ذلك في حديث ابن عباس قال: قلت لعثمان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلا "براءة" وهي من المئين، وإلى "الأنفال" وهي من المثاني، فقرنتم بينهما، ولم تجعلوا بينهما سطرًا فيه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال: كانت "الأنفال" من أول ما نزل عليه بالمدينة، وكانت "براءة" من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها تشبه قصتها، فقبض رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يبين أمرها، فظننت أنها منها (¬1) . قال البيهقي: وفيما رويناه من الأحاديث المشهورة في ذكر من جمع القرآن من الصحابة على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم ما روينا عن زيد بن ثابت: كنا حول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نؤلف القرآن، ثم ما رويناه في كتاب السنن (¬2) أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ في صدور الرجال، مكتوبا في الرقاع واللخاف والعسب، وأمر أبو بكر الصديق حين استحر (¬3) القتل بقراء القرآن يوم اليمامة بجمعه من مواضعه في ¬
صحف، ثم أمر عثمان حين خاف الاختلاف في القراءة بتحويله منها إلى مصاحف مع بذل المجهود في معارضة ما كان في الصحف [21 و] بما كان مثبتا في صدور الرجال، وذلك كله بمشورة من حضره من علماء الصحابة رضي الله عنهم، وارتضاه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وحمد أثره فيه. والله يغفر لنا ولكم. قال: ويشبه أن يكون رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنما لم يجمعه في مصحف واحد، لما كان يعلم من جواز ورود النسخ على أحكامه، ورسومه، فلما ختم الله دينه بوفاة نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وانقطع الوحي، قيض لخلفائه الراشدين عند الحاجة إليه جمعه بين الدفتين. قال: وقد أشار الشيخ أبو سليمان الخطابي (¬1) رحمه الله تعالى إلى جملة ما ذكرناه، وذكره أيضا غيره من أئمتنا، والأخبار الثابتة المشهورة ناطقة بجميع ذلك. قلت: وفي كتاب "الانتصار" أخبار في جمع القرآن، فيها زيادات على ما تقدم، فنذكر منها ما يشتمل على فوائد تعرفنا الأمر كيف وقع، وتشرح لنا بعض ما تقدم. فمنها: قال زيد: فقلت يا خليفة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لو اجتمعت أنا وعمر جميعا، فقال أبو بكر لعمر، فقال عمر: نعم، فانطلق بنا فخرجنا، حتى جلسنا على باب المسجد الذي يلي موضع الجنائز ¬
فجلسنا، وجعل الناس يأتون بالقرآن، منهم من يأتي به في الصحيفة، ومنهم من يأتي به في العسب حتى عرفنا من ذلك. وفي رواية: فقال أبو بكر لزيد: ثم فاقعد على باب المسجد، فكل من جاءك بشيء من كتاب الله عز وجل تنكره فاطلب منه شاهدين، ثم قال: يا عمر، قم [21 ظ] فكن مع زيد، قال عمر: فقمنا حتى جلسنا على باب المسجد فأرسلت إلى أبي بن كعب فجاء، فوجدنا مع أبي كتبا مثل ما وجدنا عند جميع الناس. ومنها: أن عمر بن الخطاب جعل يذكر قتلى اليمامة وما أصيب من المسلمين وأن القتل يومئذ استحر بأهل القرآن، ثم يقول: جعل مناد ينادي: يا أهل القرآن، فيجيبون المنادي فرادى ومثنى، فاستحر بهم القتل، فرحم الله تلك الوجوه، لولا ما استدرك خليفة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جمع القرآن لخفت أن لا يلتقي المسلمون وعدوهم في موضع، إلا استحر القتل بأهل القرآن. وفي رواية: لما قتل أصحاب اليمامة دخل عمر بن الخطاب علي أبي بكر رضي الله عنهما فقال: إن أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تهافتوا في القتل يوم اليمامة كما يتهافت الفراش في النار، وإني أخاف أن لا يشهدوا مشهدًا، إلا فعلوا ذلك، وهم حملة القرآن، فيضيع القرآن ويذهب. قال القاضي أبو بكر: ومن تأمل مجيء هذه الأخبار وألفاظها علم وتيقن أن أمر القرآن كان بينهم ظاهرًا منتشرًا، وأن حفاظه إذ ذاك كانوا في الأمة عددًا عظيما وخلقا كثيرا. قال: وروى موسى بن عقبة (¬1) عن ¬
ابن شهاب أنه قال: إن المسلمين لما أصيبوا باليمامة فزع أبو بكر رضي الله عنه إلى القرآن، وخاف أن تهلك منه طائفة، وإنما كان في العسب والرقاع، فأقبل الناس بما كان معهم وعندهم، حتى جمع على عهد أبي بكر رضي الله عنه، فكتبوه في الورق [22 و] وجمعوه فيه، وقال أبو بكر: التمسوا له اسمًا، فقال بعضهم: السفر، وقال بعضهم: كان الحبشة يدعونه المصحف. قال: فكان أبو بكر أول من جمع القرآن في المصحف. وعن أسلم مولى عمر (¬1) قال: اختلف الناس في القرآن فجعل الرجل يلقى الرجل في مغزاته فيقول: معي من القرآن ما ليس معك، أقرأني أبي بن كعب كذا وكذا، ويقول هذا: أقرأني عبد الله بن مسعود كذا وكذا، فلما رأى ذلك عثمان شاور فيه أهل القرآن من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرأوا أن يجمعوه في مصحف واحد، ثم يفرق في البلاد مصحفا مصحفا، ثم تحرق سائر الصحف، فدعا عثمان رضي الله عنه أربعة نفر، ثلاثة من قريش ورجلا من الأنصار: عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وسعيد بن العاص وزيد بن ثابت فقال: انسخوه. فنسخوه على هذا التأليف، وقال: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه على ما تقولون أنتم، فإن القرآن أنزل على لسان قريش، فنسخوا القرآن في مصحف واحد حتى فرغوا منه، ثم نسخ من ذلك المصحف مصاحف، فبعث إلى كل بلد مصحفا، وأمرهم بالاجتماع على هذا المصحف. وروى يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن موسى بن جبير (¬2) أن عثمان ¬
بن عفان دعا أبي بن كعب بن ثابت وسعيد بن العاص فقال لأبي: إنك كنت أعلم الناس بما أنزل على [22 ظ] النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كنت تقرئ في زمانه، وكان عمر بن الخطاب يأمر الناس بك، فأمل على هؤلاء القرآن في المصاحف، فإني أرى الناس قد اختلفوا، قال: فكان أبي يملي عليهم القرآن، وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص ينسخان. قال القاضي: وقد وردت الرواية أن عثمان لما أراد أن يجمع المصحف خطب فقال: أعزم على كل رجل منكم كان معه من كتاب الله عز وجل، شيء لما جاء به، قال: فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن، حتى جمع من ذلك شيئا كثيرا، ثم دخل فدعاهم رجلا رجلا يناشده: أسمعته من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أمله عليك؟ فيقول: نعم، فلما فرغ من ذلك قال: من أكتب الناس؟ قالوا: كاتب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد بن ثابت، قال: فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص، قال عثمان: فليمل سعيد وليكتب زيد، فكتب مصاحف فرقها في الناس. قال القاضي: فهذا الخبر يقضي بأن سعيدًا قد كان ممن يملي المصحف، ولا يمتنع أن يمله سعيد ويمله أيضا أبي، فيحتاج إلى أبي لحفظه وإحاطته علما بوجوه القراءات المنزلة التي يجب إثبات جميعها، وأن لا يطرح شيء منها، ويجب نصب سعيد بن العاص لموضع فصاحته وعلمه بوجوه الإعراب وكونه أعربهم لسانا، قال: وقد قيل: إن سعيدًا كان أفصح الناس وأشبههم لهجة برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس يجب أن [23 و] تتعارض هذه الأخبار؛ لأنه قد ذكر في كل واحد منها ممل غير الذي ذكر في غيره؛ لأنه لا يمتنع أن ينصب لإملائه قوم فصحاء، حفاظ يتظاهرون على ذلك، ويذكر بعضهم بعضا، ويستدرك بعضهم ما لعله يسهو عنه غيره. وهذا من أحوط الأمور وأحزمها في هذا الباب.
قال: وقد ذكر في بعض الروايات أن الذي نصبه عثمان لإملاء المصحف أبان بن سعيد بن العاص (¬1) . والسيرة تشهد بأن ذلك غلط؛ لأن أهلها قد رووا أن أبان بن سعيد متقدم الموت، وأنه قد هلك قبل جمع عثمان المصحف بزمان طويل، وأنه قتل بالشام في وقعة أجنادين (¬2) في سنة ثلاث عشرة، وإنما المنصوب لإملاء المصحف الذي أقامه عثمان لذلك سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، وهو ابن أخي أبان بن سعيد بن العاص (¬3) . ونقلت من كتاب "شرح السنة" الذي سمعناه على القاضي أبي المجد محمد بن الحسين القزويني (¬4) بسماعه من الإمام أبي منصور محمد بن أسعد بن محمد حفدة الطوسي (¬5) بسماعه من لفظ المصنف الفقيه الإمام محيي السنة أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (¬6) رحمه الله قال: الصحابة رضي الله ¬
عنهم جمعوا بين الدفتين القرآن الذي أنزله الله على رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غير أن زادوا فيه أو نقصوا منه شيئا، والذي حملهم على جمعه ما جاء بيانه في الحديث وهو أنه كان مفرقا في العسب واللخاف وصدور [23 ظ] الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته، ففزعوا فيه إلى خليفة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودعوه إلى جمعه، فرأى في ذلك رأيهم وأمر بجمعه في موضع واحد باتفاق من جميعهم، فكتبوه كما سمعوا من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من غير أن قدموا شيئا، أو أخروا، أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك، وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقيب آية كذ في السورة التي يذكر فيها كذا، وروي معنى هذا عن عثمان رضي الله عنه. وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس: لم يكن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم ختم السورة حتى ينزل "بسم الله الرحمن الرحيم"، فإذا أنزل "بسم الله الرحمن الرحيم" علم أن السورة قد ختمت (¬1) ، فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد، لا في ترتيبه، فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على الترتيب الذي هو في مصاحفنا، أنزله الله تعالى جملة واحدة في شهر رمضان ليلة القدر إلى السماء الدنيا، ثم كان ينزله مفرقا على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مدة حياته عند الحاجة وحدوث ما يحدث على ما يشاء الله ¬
عز وجل: وترتيب [24 و] النزول غير ترتيب التلاوة، وكان هذا الاتفاق من الصحابة سببا لبقاء القرآن في الأمة رحمة من الله عز وجل لعباده، وتحقيقا لوعده في حفظه على ما قال جل ذكره: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (¬1) . ثم إن أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانوا يقرءون بالقراءة التي أقرأهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولقنهم بإذن الله عز وجل، إلى أن وقع الاختلاف بين القراء في زمن عثمان وعظم الأمر فيه، وكتب الناس بذلك من الأمصار إلى عثمان، وناشدوه الله تعالى في جمع الكلمة وتدارك الناس قبل تفاقم الأمر، وقدم حذيفة بن اليمان من غزوة إرمينية (¬2) ، فشافهه بذلك، فجمع عثمان عند ذلك المهاجرين والأنصار، وشاورهم في جمع القرآن على حرف واحد ليزول بذلك الخلاف وتتفق الكلمة، فاستصوبوا رأيه، وحضوه عليه، ورأوا أنه من أحوط الأمور للقرآن، فاستحضر الصحف من عند حفصة، ونسخها في المصاحف، وبعث بها إلى الأمصار. وروي عن أبي عبد الرحمن السلمي (¬3) قال: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرءون قراءة العامة، وهي القراءة التي قرأها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان علي رضي الله عنه طول أيامه يقرأ ¬
مصحف عثمان، ويتخذه إماما [24 ظ] ويقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل وهي التي بين فيها ما نسخ وما بقي. قال أبو عبد الرحمن السلمي: قرأ زيد بن ثابت على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في العام الذي توفاه الله فيه مرتين، وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت؛ لأنه كتبها لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقرأها عليه، وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتب المصاحف، رضي الله عنهم أجمعين (¬1) . قلت: ومعنى قول عثمان رضي الله عنه، "إن القرآن أنزل بلسان قريش" أي معظمه بلسانهم، فإذا وقع الاختلاف في كلمة فوضعها على موافقة لسان قريش أولى من لسان غيرهم. أو المراد: نزل في الابتداء بلسانهم، ثم أبيح بعد ذلك أن يقرأ بسبعة أحرف، وقول ابن عباس رضي الله عنهما: "لم يكن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم ختم السورة حتى تنزل البسملة" (¬2) ، يعني به -والله أعلم- وقت عرض النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القرآن على على جبريل عليه السلام، فكان لا يزال يقرأ في السورة إلى أن يأمره جبريل بالتسمية، فيعلم أن السورة قد انقضت، وعبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلفظ النزول، إشعارا بأنها قرآن، في جميع أوائل السور [25 و] فيه، ويجوز أن يكون المراد بذلك أن جميع آيات كل سورة كان ينزل قبل نزول البسملة، فإذا كملت آياتها نزّل جبريل البسملة، واستعرض السورة، ¬
فيعلم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن السورة قد ختمت، لم يبق يلحق بها شيء. واعلم أن حاصل ما شهدت به الأخبار المتقدمة وما صرحت به أقوال الأئمة أن تأليف القرآن على ما هو عليه الآن كان في زمن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإذنه وأمره، وأن جمعه في الصحف خشية دثوره بقتل قرائه كان في زمن أبي بكر رضي الله عنه، وأن نسخه في مصاحف حملا للناس على اللفظ المكتوب حين نزوله بإملاء المنزل إليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنعا من قراءة كل لفظ يخالفه كان في زمن عثمان رضي الله عنه، وكأن أبا بكر كان غرضه أن يجمع القرآن مكتوبا مجتمعا غير مفرق على اللفظ الذي أملاه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على كتبة الوحي ليعلم ذلك، ولم يكل ذلك إلى حفظ من حفظه خشية فنائهم بالقتل، ولاختلاف لغاتهم في حفظهم على ما كان أبيح لم من قراءته على سبعة أحرف على ما ستأتي معانيها في الباب الثالث، فلما ولي عثمان وكثر المسلمون وانتشروا في البلاد وخيف عليهم الفساد من اختلافهم في قراءاتهم لاختلاف لغاتهم حملهم عثمان على ذلك اللفظ الذي جمعه زيد في زمن أبي بكر، وبقي ما عداه ليجمع الناس [25 ظ] على قراءة القرآن على وفق ما نزل على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يكثر فيه التصرف، فيتفاحش تغيره، وتنمحق ألفاظه المنزلة. ولهذا قال أبو مجلز لاحق بن حميد (¬1) رحمه الله -وهو من جلة تابعي البصرة-: يرحم الله عثمان، لو لم يجمع الناس على قراءة واحدة لقرأ الناس القرآن بالشعر. ¬
وقال حماد بن سلمة (¬1) : كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة. وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف. فقد اتضح بما ذكرناه معنى ما فعله كل واحد من الإمامين أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما، وتبين أن قصد كل واحد منهما غير قصد الآخر، فأبو بكر قصد جمعه في مكان واحد، ذخرًا للإسلام يرجع إليه إن اصطلم، والعياذ بالله، قراؤه، وعثمان قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يتعدوه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم، المنافية لخط المصحف من الزيادة والنقصان وإبدال الألفاظ على ما سيأتي شرحه. وذكر أبو عمرو الداني في كتابه "المقنع" عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر أول من جمع القرآن في المصاحف، وعثمان الذي جمع المصاحف على مصحف واحد (¬2) . وقد عبر الشيخ أبو القاسم [26 و] الشاطبي رحمه الله عما فعله الإمامان بأبيات من جملة قصيدته المسماة بـ"العقلية" في بيان رسم المصحف، أخبرنا بها عنه شيخنا أبو الحسن وغيره فقال رحمه الله: واعلم بأن كتاب الله خص بما ... تاه البرية عن إتيانه ظهرا أي متظاهرين، ثم قال بعد أبيات: ¬
ولم يزل حفظه بين الصحابة في ... علا حياة رسول الله مبتدرا أشار إلى كثرة حفاظه في حياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: وكل عام على جبريل يعرضه ... وقيل آخر عام عرضتين قرا لو قال: "لكن آخر عام" كان أولى؛ لأن الجمع في خبر واحد صحيح. وقوله: "وقيل" يوهم غير ذلك، فإن كان قال: و"قبل" بالموحدة فهو أجود، والله أعلم. ثم قال رحمه الله: إن اليمامة أهواها مسيلمة (¬1) الـ ... ـكذاب في زمن الصديق إذ خسرا وبعد باس شديد حان مصرعه ... وكان باسا على القراء مستعرا نادى أبا بكر الفاروق: خفت على الـ ... ـقراء فادرك القرآن مستطرا فأجمعوا جمعه في الصحف واعتمدوا ... زبد بن ثابت العدل الرضا نظرا فقام فيه بعون الله يجمعه ... بالنصح والجد والحزم الذي بهرا من كل أوجهه حتى استتم له ... بالأحرف السبعة العليا كما اشتهرا فأمسك الصحف الصديق ثم إلى الـ ... ـفاروق أسلمها لما قضى العمرا وعند حفصة كانت بعد فاختلف الـ ... ـقراء فاعتزلوا في أحرف زمرا وكان في بعض مغزاهم مشاهدهم ... حذيفة فرأى من خلفهم عبرا فجاء عثمان مذعورا فقال له: ... أخاف أن يخلطوا فأدرك البشرا فاستحضر الصحف الأولى التي جمعت ... وخص [26 ظ] زيدًا ومن قريشه نفرا ¬
على لسان قريش فاكتبوه كما ... على الرسول به إنزاله انتشرا فجردوه كما يهوى كتابته ... ما فيه شكل ولا نقط فيحتجرا وسار في نسخ منها مع المدني ... كوف وشام وبصر تملأ البصرا وقيل: مكة والبحرين مع يمن ... ضاعت بها نسخ في نشرها قطرا (¬1) القطر: العود، أي فاحت رائحة طيب هذه النسخ بهذه الأقاليم، فهو كقوله في قصيدته الكبرى (¬2) : "فقد ضاعت شذا وقرنفلا ... ...................... والهاء في "قريشه" لعثمان، وفي "به" تعود على لسان قريش، وقوله: "فجردوه" أي كتبوه على لسان قريش مجردًا من باقي لغات العرب. وهذه مسألة فيها نظر واختلاف، وسيأتي تحقيقها في الباب الثالث الذي هو عمدة هذا الكتاب، والمقصود بهذا التصنيف وما قبله وما بعده من الأبواب مقدم بين يديه، وتبع له لشدة تعلق الجميع به. قال أبو حاتم السجستاني (¬3) : لما كتب عثمان رضي الله عنه المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدًا. ¬
قال أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع": أكثر العلماء على أن عثمان رحمه الله لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ: فوجه إلى [27 و] الكوفة إحداهن، وإلى البصرة أخرى، وإلى الشام الثالثة، واحتبس عند نفسه واحدة (¬1) . وقال أبو محمد مكي رحمه الله في آخر كتاب "الكشف": "ذكر إسماعيل القاضي (¬2) من روايته أن زيد بن ثابت قال: كتبته على عهد أبي بكر في قطع الأدم وكسر الأكتاف، وفي كذا وكذا، قال: فلما هلك أبو برك وكان عمر كتبته في صحيفة واحدة، وكانت عنده، فلما هلك كانت الصحيفة عند حفصة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، قال: "وروي أن حفصة لما ماتت قبض الصحيفة عبد الله بن عمر، فعزم عليه مروان فأخذها.." (¬3) . قلت: وقد سبق ذلك، فيكون على هذا قد كتبه زيد ثلاث مرات في أيام الأئمة الثلاثة رضي الله عنهم، وهذه رواية غريبة، إلا أن ظاهر القصة يدل على صحتها؛ لأن اختصاص آل عمر بالصحيفة بعد عمر دل على أنه كان كتبها لنفسه، ولو كانت هي التي كتبت في زمن أبي بكر لما اختص بها آل عمر، والله أعلم. وقد حكى القاضي أبو بكر في "كتاب الانتصار" خلافا في أن أبا بكر جمع القرآن بين لوحين أو في صحف وأوراق متفرقة، وبكل معنى من ¬
ذلك قد وردت الآثار. وقيل: كتبه أولا في صحف ومدارج نسخت ونقلت إلى مصاحف جعلت بين لوحين، وقيل: معنى قول علي: "أبو بكر أول من جمع القرآن [27 ظ] بين اللوحين" (¬1) : أي جمع القرآن الذي هو الآن بين اللوحين، وكان هذا أقرب إلى الصواب جمعا بين الروايات. وكأن أبا بكر رضي الله عنه كان جمع كل سورة أو سورتين أو أكثر من ذلك في صحيفة على قدر طول السورة وقصرها. فمن ثم قيل: إنه جمع القرآن في مصحف، ونحو ذلك من العبارات المشعرة بالتعدد، ثم إن عثمان رضي الله عنه نسخ من تلك الصحف مصحفا جامعا لها، مرتبة سورة سورة على هذا الترتيب، ويدل على ذلك ظاهر حديث يزيد الفارسي (¬2) عن ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى "براءة" و"الأنفال" فقرنتم بينهما؟ الحديث (¬3) ، فإنه يدل على أن لعثمان في جمعه القرآن بعد أبي بكر تصرفا ما، وهو هذا، فأبو بكر جمع آيات كل سورة كتابة لها من الأوراق المكتوبة بين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعثمان جمع السور على هذا التريب في مصحف واحدًا ناسخا لها من صحف أبي بكر. وأما ما روي أن عثمان جمع القرآن أيضا من الرقاع (¬4) كما فعل أبو بكر فرواية لم تثبت، ولم يكن له إلى ذلك حاجة، وقد كفيه بغيره، فالاعتماد على ما قدمناه أول الباب من حديث صحيح البخاري (¬5) ، وإنما ذكرنا ما بعده ¬
زيادة كالشرح له، وجمعا لما روي في ذلك، ويمكن أن يقال: إن عثمان طلب [28 و] إحضار الرقاع ممن هي عنده، وجمع منها، وعارض بما جمعه أبو بكر، وعارض بتلك الرقاع، أو جمع بين النظر في الجميع حالة النسخ، ففعل كل ذلك أو بعضه، استظهارا ودفعا لوهم من يتوهم خلاف الصواب، وسدًّا لباب القالة: إن الصحف غيرت أو زيد فيها ونقص، وما فعله مروان من طلبه الصحف من ابن عمر وتمزيقها -إن صح ذلك- فلم يكن لمخالفة بين الجمعين، إلا فيما يتعلق بترتيب السور، فخشي أن يتعلق متعلق بأنه في جمع الصديق غير مرتب السور، فسد الباب جملة. هذا إن قلنا إن عين ما جمعه عثمان هو عين ما جمعه أبو بكر، ولم يكن لعثمان فيه إلا حمل الناس عليه مع ترتيب السور، وأما ما قلنا بقول من زعم أن عثمان اقتصر مما جمعه أبو بكر على حرف واحد من بين تلك القراءات المختلفة فأمر ما فعله مروان ظاهر، وسيأتي الكلام على كل واحد من القولين وإيضاح الحق في ذلك، إن شاء الله تعالى.
الباب الثالث: في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم -أنزل القرآن على سبعة أحرف
الباب الثالث: في معنى قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" وفيه فصول: الفصل الأول: في سرد الأحاديث في ذلك ففي الصحيحين عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله (¬1) أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته [28 ظ] فلم أزل استزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف" (¬2) . وفيهما عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير (¬3) أن المسور بن مخرمة (¬4) وعبد الرحمن بن عبد القاري (¬5) حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب ¬
يقول: سمعت هشام بن حكيم (¬1) يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته (¬2) بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقلت: كذبت، فإن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: إني سمعت هذا يقرأ "سورة الفرقان" على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمر: "أرسله"، فأرسله عمر فقال لهشام: "اقرأ يا هشام"، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كذلك أنزلت"، ثم قال: "اقرأ يا عمر"، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه" (¬3) . واللفظ للبخاري. زاد مسلم: قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدًا، لا يختلف في حلال [29 و] ولا حرام (¬4) . وأخرجه النسائي (¬5) في سننه الكبرى وقال: فقرأ فيها حروفا لم يكن نبي ¬
الله أقرأنيها (¬1) . وفي صحيح مسلم عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد، فدخل رجل فصلى فقرأ قراءة أنكرتها، ثم دخل آخر، فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ -وفي رواية: ثم قرأ هذا- سوى قراءة صاحبه، فأقرأهما رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرأ، فحسن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب، ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما قد غشيني ضرب في صدري، ففضت عرقا، وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقا (¬2) فقال: "يا أُبي إن ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه يهون على أمتي فرد إلي في الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف ولكل بكل ردة رددتكها مسألة تسألينها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (¬3) . وأخرجه أبو جعفر الطبري (¬4) في أول تفسيره بسنده عن أبي قال: دخلت ¬
المسجد فصليت فقرأت النحل، ثم جاء رجل آخر فقرأها على غير قراءتي، ثم دخل رجل آخر فقرأ بخلاف قراءتنا، فدخل في [29 ظ] نفسي من الشك والتكذيب أشد مما كان في الجاهلية، فأخذت بأيديهما فأتيت بهما النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رسول الله استقرئ هذين، فقرأ أحدهما فقال: "أصبت"، ثم استقرأ الآخر فقال: "أحسنت"، فدخل قلبي أشد مما كان في الجاهلية من الشك والتكذيب، فضرب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدري وقال: "أعاذك الله من الشك وخسأ عنك الشيطان" ففضت عرقا فقال: "أتاني جبريل فقال: اقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: إن أمتي لا تستطيع ذلك، حتى قال سبع مرات فقال لي: اقرأ على سبعة أحرف" (¬1) . وفي رواية: فوجدت في نفسي وسوسة الشيطان، حتى احمر وجهي، فعرف ذلك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وجهي فضرب بيده في صدري ثم قال: "اللهم اخسأ الشيطان عنه، يا أبي، أتاني آتٍ من ربي فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب خفف عن أمتي، ثم أتاني الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب خفف عن أمتي، ثم أتاني الثالثة فقال مثل ذلك، فقلت مثله، ثم أتاني الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف " (¬2) . وفي رواية: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى (¬3) أن رجلين اختصما في آية ¬
من القرآن، وكل يزعم أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقرأه، فتقارءا إلى أبي [30 و] فخالفهما أبي، فتقارؤوا إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا نبي الله، اختلفنا في آية من القرآن وكلنا يزعم أنك أقرأته، فقال لأحدهما: "اقرأ"، فقرأ فقال: "أصبت"، وقال الآخر: "اقرأ"، فقرأ خلاف ما قرأ صاحبه فقال: "أصبت"، وقال لأبي: "اقرأ"، فقرأ فخالفهما فقال: "أصبت"، وذكر الحديث (¬1) . وفي رواية: "اقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب من الجنة" (¬2) . وفي أخرى: "من قرأ منها حرفا فهو كما قرأ" (¬3) . وفي صحيح مسلم أيضا عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان عند أضاة بني غفار (¬4) ، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال: "أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك"، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله تعالى يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال: "أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك"، ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال: "أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك"، ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك ¬
أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا (¬1) . وفي سنن أبي داود عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا أبي، إني أقرئت القرآن، فقال لي: على حرف؟ فقال الملك الذي معي: [30 ظ] قل على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاث، فقلت: على ثلاث، حتى بلغت سبعة أحرف"، ثم قال: "ليس منها إلا شافٍ كافٍ، إن قلت سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب" (¬2) . وفي سنن النسائي فقال: "إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فكل حرف شافٍ كافٍ" (¬3) . وفي جامع الترمذي عن أبي بن كعب قال: لقي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جبريل فقال: "يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط قال: يا محمد، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف". قال: هذا حديث حسن صحيح. وروي من غير وجه عن أبي بن كعب. وفي هذا الباب عن ابن عمر ¬
وحذيفة وأبي هريرة وابن عباس وأبي جهيم بن الحارث بن الصمة (¬1) وسمرة (¬2) وأم أيوب (¬3) امرأة أبي أيوب الأنصاري (¬4) . قلت: ورواه أبو جعفر الطبري في تفسيره: "منهم الغلام والخادم والشيخ العاسي (¬5) والعجوز فقال جبريل: فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف" (¬6) . وفي كتاب أبي عبيد عن حذيفة بن اليمان عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لقيت جبريل عليه السلام عند أحجار المراء (¬7) فقلت: يا جبريل إني أرسلت إلي أمة أمية الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتابا قط، فقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف". وعن أبي جهيم الأنصاري أن رجلين [31 و] اختلفا في آية من القرآن، كلاهما يزعم أنه تلقاها من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمشيا جميعا حتى أتيا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ¬
قال: "إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فلا تماروا (¬1) فيه فإن مراء فيه كفر" (¬2) . وعن أبي قيس (¬3) مولى عمرو بن العاص أن رجلا قرأ آية من القرآن فقال له عمرو بن العاص: إنما هي كذا وكذا، بغير ما قرأ الر جل، فقال الرجل: هكذا أقرأنيها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرجا إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكرا ذلك له، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فأي ذلك قرأتم أصبتم فلا تماروا في القرآن فإن مراء فيه كفر". وفي كتاب ابن أبي شيبة عن أم أيوب قالت: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نزل القرآن على سبعة أحرف أيها قرأت أصبت" (¬4) . وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة (¬5) عن أبيه أن جبريل قال لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقرأ القرآن على حرف، فقال له ميكائيل: استزده، فقال على حرفين، ثم قال: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف كلها كافٍ شافٍ كقولك: هلم وتعال، ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب بآية رحمة (¬6) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله [31 ظ] عليه ¬
وسلم: "نزل القرآن على سبعة أحرف عليما حكيما غفورا رحيما" (¬1) . وفي رواية: "عليم حكيم غفور رحيم". وفي أول تفسير الطبري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أنزل القرآن على سبعة أحرف فالمراء في القرآن كفر -ثلاث مر ات- فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم فردوه إلى عالمه" (¬2) . وفي رواية: "فاقرءوا ولا حرج ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة" (¬3) . وعن زيد بن أرقم (¬4) قال: جاء رجل إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أقرأني عبد الله بن مسعود سورة أقرأنيها زيد وأقرأنيها أبي بن كعب فاختلفت قراءتهم، قراءة أيهم آخذ؟ قال: فسكت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: وعلي إلى جنبه، فقال علي: ليقرأ كل إنسان كما علم، كل حسن جميل (¬5) . ¬
وعن علقمة (¬1) عن عبد الله قال: لقد رأيتنا نتنازع فيه عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيأمرنا فنقرأ عليه، فيخبرنا أن كلنا محسن، ولقد كنت أعلم أنه يعرض عليه القرآن في كل رمضان، حتى كان عام قبض فعرض عليه مرتين، فكان إذا فرغ أقرأ عليه، فيخبرني أني محسن، فمن قرأ على قراءتي فلا يدعنها رغبة عنها، ومن قرأ على شيء من هذه الحروف فلا يدعنه رغبة عنه، فإنه من جحد بآية -وفي رواية: بحرف- منه جحد به كله (¬2) . وفي [32و] كتاب "المستدرك" عن عبد الله قال: أقرأني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "سورة حم" (¬3) ورحت إلى المسجد عشية، فجلس إلي رهط، فقلت لرجل من الرهط: اقرأ علي، فإذا هو يقرأ حروفا لا أقرؤها، فقلت له: من أقرأكها؟ قال: أقرأني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانطلقنا إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإذا عنده رجل فقلت: اختلفنا ¬
في قراءتنا وإن وجه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد تغير، ووجد في نفسه حين ذكرت له الاختلاف فقال: "إنما أهلك من كان قبلكم الاختلاف" ثم أسر إلى علي، فقال علي: إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم، قال: فانطلقنا وكل رجل منا يقرأ حروفا، لا يقرؤها صاحبه (¬1) . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة. وفي السنن الكبير عن سليمان بن صرد (¬2) عن أبي بن كعب قال: قرأت آية وقرأ ابن مسعود خلافها، فأتينا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: "بلى"، قال ابن مسعود: ألم تقرئنيها كذا وكذا؟ قال: "بلى"، قال: "كلاكما محسن"، قلت: ما كلانا أحسن ولا أجمل، قال: فضرب صدري وقال: "يا أبي إني أقرئت القرآن، فقيل لي: أعلى حرف أم على حرفين؟ فقال الملك الذي معي: على حرفين، فقلت: على حرفين، فقيل لي: أعلى حرفين أم ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: على ثلاثة، [32ظ] فقلت: ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرف"، قال: "ليس فيها إلا شافٍ كافٍ، قلت: غفور رحيم، عليم حكيم، سميع عليم، عزيز حكيم، نحو هذا ما لم تختم آية عذاب برحمة أو رحمة بعذاب" (¬3) . قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة، ¬
إلا حديثا واحدا يروى عن سمرة بن جندب عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "أنزل القرآن على ثلاثة أحرف". قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة؛ لأنها المشهورة. قلت: أخرج حديث الثلاثة الحاكم في مستدركه (¬1) ، فيجوز أن يكون معناه: أن بعضه أنزل على ثلاثة أحرف كـ {جَذْوَةٍ} (¬2) و {الرَّهْبِ} (¬3) و {الصَّدَفَيْنِ} (¬4) ، يقرأ كل واحد على ثلاثة أوجه في هذه القراءات المشهورة، أو أراد: أنزل ابتداء على ثلاثة، ثم زيد إلى سبعة، والله أعلم. ومعنى جميع ذلك أنه نزل منه ما يقرأ على حرفين وعلى ثلاثة وعلى أكثر من ذلك إلى سبعة أحرف توسعة على العباد باعتبار اختلاف اللغات والألفاظ المترادفة وما يقارب معانيها، وقد جاء عن ابن مسعود: ليس الخطأ أن يدخل بعض السورة في الأخرى ولا أن تختم الآية بحكيم عليم، أو عليم حكيم، ولكن الخطأ أن تجعل فيه ما ليس فيه، وإن تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب بآية رحمة (¬5) . ¬
وقال الأعمش: سمعت أبا وائل (¬1) يحدث عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، اقرءوا كما علمتم [33و] وإياكم والتنطع والاختلاف، فإنما هو كقول أحدهم: هلم وتعال وأقبل (¬2) . قال البيهقي: أما الأخبار التي وردت في إجازة قراءة "غفور رحيم" بدل "عليم حكيم"، فلأن جميع ذلك مما نزل به الوحي، فإذا قرأ ذلك في غير موضعه فكأنه قرأ آية من سورة، وآية من سورة أخرى، فلا يأثم بقراءتها كذلك ما لم يختم آية عذاب بآية رحمة، ولا آية رحمة بآية عذاب (¬3) . قلت: وكان هذا سائغا قبل جمع الصحابة المصحف تسهيلا على الأمة حفظه؛ لأنه نزل على قوم لم يعتادوا الدرس والتكرار وحفظ الشيء بلفظه، بل هم قوم عرب فصحاء يعبرون عما يسمعون باللفظ الفصيح. ثم إن الصحابة رضي الله عنهم خافوا من كثرة الاختلاف، وألهموا، وفهموا أن تلك الرخصة قد استغني عنها بكثرة الحفظة للقرآن، ومن نشأ على حفظه صغيرا فحسموا مادة ذلك بنسخ القرآن على اللفظ المنزل غير اللفظ المرادف له، وصار الأصل ما استقرت عليه القراءة في السنة التي توفي فيها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد ما عارضه به جبريل عليه السلام في تلك السنة مرتين، ثم اجتمعت الصحابة على إثباته بين الدفتين، وبقي من الأحرف السبعة التي كان أبيح قراءة القرآن عليها ما لا يخالف المرسوم، وهو ما يتعلق بتلك الألفاظ من الحركات والسكنات والتشديد والتخفيف ¬
وإبدال حرف بحرف يوافقه في الرسم، ونحو ذلك؛ وما لا يحتمله [33ظ] المرسوم الواحد فرق في المصاحب فكتب بعضها على رسم قراءة، وبعضها على رسم قراءة أخرى، وأمثلة ذلك كله معروفة عند العلماء بالقراءات، وصح عن زيد بن ثابت رضي الله عنه وعن غيره أنه قال: إن القراءة سنة (¬1) . قال البيهقي: أراد أن اتباع من قبلنا في الحروف سنة متبعة، لا يجوز مخالفة المصحف الذي هو إمام، ولا مخالفة القراءات التي هي مشهورة، وإن كان غير ذلك سائغا في اللغة، أو أظهر منها. قال أبو بكر بن العربي (¬2) : سقط جميع اللغات والقراءات إلا ما ثبت في المصحف بإجماع من الصحابة وما أذن فيه قبل ذلك ارتفع وذهب والله أعلم (¬3) . ¬
الفصل الثاني: في المراد بالأحرف السبعة التي نزل القرآن عليها
الفصل الثاني: في المراد بالأحرف السبعة التي نزل القرآن عليها وفي ذلك اختلاف كثير، وكلام للمصنفين طويل، فنذكر ما أمكن من ذلك مع بيان ما نختاره في تفسير ذلك بعون الله تعالى. قال أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى في كتاب "غريب الحديث": قوله سبعة أحرف يعني سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا لم نسمع به قط، ولكن نقول: هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه نزل بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات، ومعانيها في هذا كله واحدة، قال: ومما يبين ذلك قول [34و] ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعالى" (¬1) ، وكذلك قال ابن سيرين: "إنما هو كقولك هلم وتعالى وأقبل"، ثم فسره ابن سيرين فقال: في قراءة ابن مسعود "إن كانت إلا زقية واحدة"، وفي قراءتنا: {صَيْحَةً وَاحِدَةً} (¬2) ، فالمعنى فيهما واحد، وعلى هذا سائر اللغات (¬3) . وقال في كتاب "فضائل القرآن": وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، هذا شيء غير موجود، ولكنه عندنا أنه نزل على سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف منها بلغة قبيلة، والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة ¬
أخرى سواهما، كذلك إلى سبعة، وبعض الأحياء أسعد بها، وأكثر حظا فيها من بعض، وذلك بين في أحاديث تترى: حدثني عبد الرحمن بن مهدي عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن أنس بن مالك أن عثمان رحمة الله عليه قال للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف: ما اختلفتهم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم (¬1) . قلت: يعني أول نزوله قبل الرخصة في قراءته على سبعة أحرف. قال أبو عبيد: وكذلك يحدثون عن سعيد بن أبي عروبة (¬2) عن قتادة عمن سمع ابن عباس يقول: نزل القرآن بلغة الكعبين، كعب بن قريش وكعب بن خزاعة [34 ظ] قيل: وكيف ذاك؟ قال: لأن الدار واحدة (¬3) . قال أبو عبيد: يعني أن خزاعة جيران قريش فأخذوا بلغتهم (¬4) . وأما الكلبي (¬5) فإنه يروي عنه عن أبي صالح (¬6) عن ابن عباس قال: نزل ¬
القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن (¬1) . قال أبو عبيد: والعجز هم سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف، وهذه القبائل هي التي يقال لها: عليا هوازن، وهم الذين قال فيهم أبو عمرو بن العلاء (¬2) : أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم. فهذه عليا هوازن، وأما سفلى تميم فبنو دارم، فهذه سبع قبائل. قلت: والكعبان كعب بن لؤي من قريش، وكعب بن عمرو من خزاعة. وقال أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي (¬3) : معنى قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" مشكل لا يدرى معناه؛ لأن العرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا، وتسمي القصيدة بأسرها كلمة، والحرف يقع على الحرف المقطوع من الحروف المعجمة، والحرف أيضا المعنى والجهة كقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْف} (¬4) أي على جهة من الجهات ومعنى من المعاني. قال أبو علي الأهوازي (¬5) : سمعت أبا عبد الله محمد بن المعلى ¬
الأزدي (¬1) بالبصرة يقول: سمعت أبا بكر محمد بن دريد الأزدي (¬2) يقول: سمعت أبا حاتم سهل بن محمد السجستاني يقول: معنى سبعة أحرف سبع لغات [35 و] من لغات العرب، وذلك أن القرآن نزل بلغة قريش وهذيل وتميم وأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر، قال: وسمعت أبا الحسن علي بن إسماعيل بن الحسن القطان (¬3) يقول: سمعت أبا جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم (¬4) يقول: سمعت أبي يقول: وهذا القول عظيم من قائله؛ لأنه غير جائز أن يكون في القرآن لغة تخالف لغة قريش لقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} (¬5) ، إلا أن يكون القائل لهذا أراد ما وافق من هذه اللغات لغة قريش. وعن أيوب السختياني أنه قال: معنى قوله تعالى: {إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} أراد العرب كلهم. ¬
قلت: فعلى هذا القول لا يستقيم اعتراض ابن قتيبة (¬1) على ذلك التأويل. وقد قال بعض الشيوخ: الواضح من ذلك أن يكون الله تعالى أنزل القرآن بلغة قريش ومن جاورهم من فصحاء العرب، ثم أباح للعرب المخاطبين به المنزل عليهم أن يقرءوه بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها على اختلافهم في الألفاظ والإعراب، ولم يكلف بعضهم الانتقال من لغة إلى غيرها لمشقة ذلك عليهم، ولأن العربي إذا فارق لغته التي طبع عليها يدخل عليه الحمية من ذلك، فتأخذه العزة، فجعلهم يقرءونه على عاداتهم وطباعهم ولغاتهم منا منه عز وجل لئلا يكلفهم ما يشق عليهم، فيتباعدوا عن الإذعان، وكان الأصل على ما عهد رسول الله [35 ظ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الألفاظ والإعراب جميعا مع اتفاق المعنى، فمن أجل ذلك جاء في القرآن ألفاظ مخالفة ألفاظ المصحف المجمع عليه، كالصوف وهو "العهن" (¬2) ، وزقية وهي "صيحة" (¬3) ، وحططنا وهي "وضعنا" (¬4) ، وحطب جعنم وهي "حصب" (¬5) ونحو ذلك، فقبض رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكل رجل منهم متمسك بما أجازه له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإن كان مخالفا لقراءة ¬
صاحبه في اللفظ، وعول المهاجرون والأنصار ومن تبعهم على العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل عليه السلام في العام الذي قبض فيه، وذلك أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يعرض عليه في كل سنة مرة جميع ما أنزل عليه فيها إلا في السنة التي قبض فيها، فإنه عرض عليه مرتين. قلت: وهذا كلام مستقيم حسن، وتتمته أن يقال: أباح الله تعالى أن يقرأ على سبعة أحرف ما يحتمل ذلك من ألفاظ القرآن وعلى دونها ما يحتمل ذلك من جهة اختلاف اللغات وترادف الألفاظ توسيعا على العباد، ولهذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول لما أوحي إليه أن يقرأه على حرفين وثلاثة: "هون على أمتي ... " (¬1) على ما سبق ذكره في أول الباب، فلما انتهى إلى سبعة وقف، وكأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علم أنه لا يحتاج من ألفاظه لفظة إلى أكثر من ذلك غالبا، والله أعلم. وإنما غرضنا الآن تحقيق معنى [36 و] هذا العدد الذي هو سبعة أحرف. قال الأهوازي: وقالت طائفة: سبع لغات من قريش حسب. وقال بعضهم: خمس منها بلغة هوازن، وحرفان لسائر لغات العرب، وقد كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ربي في هوازن ونشأ في هذيل. وجاء عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب. وفي رواية عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل ¬
جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم. قلت: هذا هو الحق؛ لأنه إنما أبيح أن يقرأ بغير لسان قريش توسعة على العرب، فلا ينبغي أن يوسع على قوم دون قوم، فلا يكلف أحد إلا قدر استطاعته، فمن كانت لغته الإمالة، أو تخفيف الهمز، أو الإدغام، أو ضم ميم الجمع، أو صلة هاء الكناية، أو نحو ذلك فكيف يكلف غيره؟ وكذا كل من كان من لغته أن ينطق بالشين التي كالجيم، والجيم التي كالكاف، ونحو ذلك، فهم في ذلك بمنزلة الألثغ (¬1) والأرت (¬2) ، لا يكلف ما ليس في وسعه، وعليه أن يتعلم ويجتهد، والله أعلم. وقد قال أبو بكر بن العربي شيخ السهيلي (¬3) في كتاب شرح الموطأ. "لم تتعين هذه السبعة بنص من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا بإجماع من الصحابة، وقد اختلفت فيها الأقوال، فقال ابن عباس: اللغات [36 ظ] سبع والسماوات سبع والأرضون سبع، وعدد السبعات، وكأن معناه أنه نزل بلغة العرب كلها، وقيل: هذه الأحرف في لغة واحدة، وقيل: هي تبديل الكلمات إذا استوى المعنى (¬4) . وقال أبو سليمان الخطابي: ¬
"اختلف الناس في تفسير قوله "سبعة أحرف" فقال بعضهم: معنى الحروف اللغات، يريد أنه نزل على سبع لغات من لغات العرب، هي أفصح اللغات، وأعلاها في كلامهم، قالوا: وهذه اللغات متفرقة في القرآن، غير مجتمعة في الكلمة الواحدة، وإلى نحو من هذا أشار أبو عبيد. وقال القتبي: لا نعرف في القرآن حرفا يقرأ على سبعة أحرف (¬1) . وقال ابن الأنباري (¬2) هذا غلط، فقد وجد في القرآن حروف تقرأ على سبعة أحرف، منها قوله تعالى: {وَعَبَدَ الطَّاغُوت} (¬3) وقوله تعالى: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} (¬4) ، وذكر وجوها، كأنه يذهب في تأويل الحديث إلى أن بعض القرآن أنزل على سبعة أحرف، لا كله". ¬
"وذكر بعضهم وجها آخر، وهو أن القرآن أنزل مرخصا للقارئ، وموسعا عليه أن يقرأه على سبعة أحرف، أي يقرأ بأي حرف شاء منها على البدل من صاحبه، ولو أراد أن يقرأ على معنى ما قاله ابن الأنباري لقيل: أنزل القرآن سبعة أحرف، وإنما قيل: "على سبعة أحرف" ليعلم أنه أريد به هذا المعنى، أي كأنه أنزل على هذا من الشرط، أو على هذا من الرخصة والتوسعة، وذلك لتسهل قراءته على الناس، ولو أخذوا [37 و] بأن يقرءوه على حرف واحد لشق عليهم، ولكان ذلك داعية إلى الزهاد فيه وسببا للنفور عنه". قال: "وقيل: فيه وجه آخر، وهو أن المراد به التوسعة، ليس حصرًا للعدد" (¬1) . قلت: هذا موافق لما سبق تقريره على ما روي عن علي وابن عباس رضي الله عنهم، وهو كما قيل في معنى قوله تعالى: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} (¬2) إنه جرى كالمثل في التعبير عن التكثير، لا حصرا في هذا العدد، والله أعلم. وقال أبو القاسم الهذلي (¬3) في كتابه "الكامل": قال أبو عبيد: المقصود ¬
سبع لغات، لغة قريش وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة وتميم واليمن، وقيل: خمس لغات في أكناف هوازن: لسعيد وثقيف وكنانة وهذيل وقريش ولغتان على جميع ألسنة العرب. قال: وليس الشرط أن تأتي سبع لغات في كل حرف، بل يجوز أن يأتي في حرف وجهان أو ثلاثة أو أكثر، ولم تأت سبعة أحرف إلا في كلمات يسيرة، مثل: "أف" بالضم والفتح والكسر (¬1) مع التنوين وبغير تنوين مع الحركات الثلاث وبالسكون. فصل: قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر (¬2) في "كتاب التمهيد": "وهذا مجتمع عليه أن القرآن لا يجوز في حروفه وكلماته وآياته كلها أن تقرأ على سبعة أحرف، ولا شيء منها، ولا يمكن ذلك فيها، بل لا يوجد في القرآن كلمة تحتمل أن تقرأ على سبعة أوجه إلا قليل، مثل: {وَعَبَدَ الطَّاغُوت} (¬3) [37 ظ] و {تَشَابَهَ عَلَيْنَا} (¬4) ، وساق الكلام إلى أن قال: "وقال قوم: هي سبع لغات في القرآن متفرقات على لغات العرب كلها يمنها ¬
ونزارها؛ لأن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يجهل شيئا منها، وكان قد أوتي جوامع الكلم". "وقال آخرون: هذه اللغات كلها السبع، إنما تكون في مضر، واحتجوا بقول عثمان رضي الله عنه: نزل القرآن بلسان مضر، وقالوا: جائز أن يكون منها لقريش، ومنها لكنانة، ومنها لأسد، ومنها لهذيل، ومنها لتميم، ومنها لضبة، ومنها لقيس، فهذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات على هذا المراتب". "وأنكر آخرون أن تكون كلها في مضر وقالوا: في مضر شواذ، لا يجوز أن يقرأ القرآن عليها، مثل كشكسة قيس وعنعنة تميم (¬1) . وفي سنن أبي داود أن عمر كتب إلى ابن مسعود: أما بعد، فإن الله تعالى أنزل القرآن بلغة قريش، فإذا أتاك كتابي هذا فاقرئ الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل" (¬2) . "قال أبو عمر: ويحتمل أن يكون هذا من عمر على سبيل الاختيار؛ لأن ما قرأ به ابن مسعود لا يجوز"، قال: "وإذا أبيح لنا قراءته على كل ما أنزل فجائز الاختيار فيما أنزل عندي، والله أعلم". قال: "وقد روي عن عثمان مثل قول عمر هذا: "إن القرآن نزل بلغة قريش، بخلاف الرواية الأولى، وهذا أثبت عنه ومعناه عندي في الأغلب؛ لأن غير لغة قريش موجود في صحيح القراءات من تحقيق الهمزات ونحوها [38 و] وقريش لا تهمز" (¬3) . ¬
قلت: أشار عثمان رضي الله عنه إلى أول نزوله، ثم إن الله تعالى سهله على الناس، فجوز لهم أن يقرءوه على لغاتهم على ما سبق تقريره؛ لأن الكل لغات العرب، فلم يخرج عن كونه بلسان عربي مبين. وأما من أراد من غير العرب حفظه فالمختار له أن يقرأه على لسان قريش، وهذا إن شاء الله تعالى هو الذي كتب فيه عمر إلى ابن مسعود رضي الله عنهما: "أقرئ الناس بلغة قريش"؛ لأن جميع لغات العرب بالنسبة إلى غير العربي مستوية في التعسر عليه، فإذًا لا بد من واحدة منها، فلغة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولى له، وإن أقرى بغيرها من لغات العرب، فجائز فيما لم يخالف خط المصحف، وأما العربي المجبول على لغة فلا يكلف لغة قريش لتعسرها عليه، وقد أباح الله تعالى القراءة على لغته، والله أعلم. ثم قال ابن عبد البر: "وقد روى الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس قال: أنزل القرآن على سبعة أحرف، صار في عجز هوازن منها خمسة" (¬1) . "قال أبو حاتم: عجز هوازن ثقيف وبنو سعد بن بكر وبنو جشم وبنو نصر بن معاوية: قال أبو حاتم: خص هؤلاء دون ربيعة وسائر العرب، [38 ظ] لقرب جوارهم من مولد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنزل الوحي، وإنما مضر وربيعة أخوان، قال: وأحب الألفاظ واللغات إلينا أن نقرأ بها لغات قريش، ثم أدناهم من بطون مضر". "قال أبو عمر: وأنكر أكثر أهل العلم أن يكون معنى حديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أنزل القرآن على سبعة أحرف" سبع لغات، وقالوا: ¬
هذا لا معنى له؛ لأنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر؛ لأنه من كانت لغته شيئا قد جبل وطبع عليه وفطر به لم ينكر عليه، وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي، وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، كما محال أن يقرئ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واحدًا منهما بغير ما يعرفه من لغته، والأحاديث الصحاح المرفوعة كلها تدل على نحو ما يدل عليه حديث عمر هذا. وقالوا: إنما معنى السبعة الأحرف سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعالى وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم (¬1) . ثم ذكر الأحاديث في ذلك، منها: حديث أبي أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين، فقال لي الملك [39 و] الذي عندي: على حرفين، فقلت: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شافٍ كافٍِ، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزًا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك -زاد بعضهم- ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب" (¬2) . ومنها: حديث أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا، ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر برحمة" (¬3) . ¬
ومنها حديث أبي جهيم الأنصاري: "أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، فسئل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن المراء كفر" (¬1) . قال: "وهذه الآثار كلها تدل على أنه لم يعن به سبع لغات، والله أعلم" (¬2) . "وقد جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا} (¬3) ، مهلونا، أخرونا، أرجئونا (¬4) ، وكان يقرأ: {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ} (¬5) ، مروا فيه، سعوا فيه (¬6) ، كل هذه الحروف كان يقرأ بها أبي بن كعب، إلا أن مصحف عثمان الذي بأيدي الناس اليوم هو منها حرف واحد". وقال: "وعلى هذا أهل العلم، فاعلم". "وذكر ابن وهب في كتاب الترغيب من جامعه قال: قيل لمالك: أترى أن يقرأ بمثل [39 ظ] ما قرأ به عمر بن الخطاب: "فامضوا إلى ذكر الله" (¬7) ؟ قال: ذلك جائز، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنزل ¬
القرآن على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه" (¬1) ، مثل تعملون ويعملون، وقال مالك: لا أرى باختلافهم في مثل هذا بأسا" (¬2) . "قال أبو عمر: معناه عندي أن يقرأ به في غير الصلاة على وجه التعليم والوقوف على ما روي في ذلك من علم الخاصة، وإنما ذكرنا ذلك عن مالك تفسيرا لمعنى الحديث، وإنما لم تجز القراءة به في الصلاة؛ لأن ما عدا مصحف عثمان لا يقطع عليه، وإنما يجري مجرى السنن التي نقلها الآحاد، لكنه لا يقدم أحد على القطع في رده، وقد قال مالك: إن من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود، أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف لم يصل وراءه". "وعلماء المسلمين مجمعون على ذلك، إلا قوما شذوا، لا يعرج عليهم، منهم الأعمش". قال: "وهذا كله يدلك على أن السبعة الأحرف التي أشير إليها في الحديث ليس بأيدي الناس منها، إلا حرف زيد بن ثابت الذي جمع عليه عثمان رضي الله عنه المصاحف". "قال أبو بكر محمد بن عبد الله الأصبهاني (¬3) المقرئ: أخبرنا أبو علي الحسن بن صافي الصفار أن عبد الله بن سليمان حدثهم قال: حدثنا أبو [40 و] الطاهر قال: سألت سفيان بن عيينة (¬4) عن اختلاف قراءة المدنيين والعراقيين، ¬
هل تدخل في السبعة الأحرف؟ فقال: لا، وإنما السبعة الأحرف كقولهم هلم، أقبل، تعال، أي ذلك قلت أجزاك. قال أبو الطاهر: وقاله ابن وهب. قال أبو بكر الأصبهاني: ومعنى قول سفيان هذا أن اختلاف العراقيين والمدنيين راجع إلى حرف واحد من الأحرف السبعة، وبه قال محمد بن جرير الطبري" (¬1) . "وقال أبو جعفر الطحاوي (¬2) : كانت هذه السبعة للناس في الحروف لعجزهم عن أخذ القرآن على غيرها؛ لأنهم كانوا أميين، لا يكتبون إلا القليل منهم، فكان يشق على كل ذي لغة منهم أن يتحول إلى غيرها من اللغات، ولو رام ذلك لم يتهيأ له إلا بمشقة عظيمة، فوسع لهم في اختلاف الألفاظ إذا كان المعنى متفقا، فكانوا كذلك، حتى كثر من يكتب منهم، وحتى عادت لغاتهم إلى لسان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرءوا بذلك على تحفظ ألفاظه، ولم يسعهم حينئذ أن يقرءوا بخلافها، وبان بما ذكرنا أن تلك السبعة الأحرف إنما كانت في وقت خاص، لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت تلك الضرورة فارتفع حكم [40 ظ] هذه السبعة الأحرف، وعاد ما يقرأ به القرآن إلى حرف واحد" (¬3) . "قال أبو عمر: وهو الذي عليه الناس في مصاحفهم وقراءاتهم من بين سائر الحروف؛ لأن عثمان رضي الله عنه جمع المصاحف عليه". قال: "وهذا الذي عليه جماعة الفقهاء فيما يقطع عليه، وتجوز الصلاة به، وبالله ¬
العصمة والهدى" (¬1) . قلت: وسنعود إلى الكلام في هذا في الفصل الثالث إن شاء الله تعالى. فصل: ذهب قوم في قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" إلى أنها سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه، واحتجوا بحديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن (¬2) عن أبيه (¬3) عن ابن مسعود عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند [41 و] ربنا" (¬4) . قال عمر بن عبد البر: "هذا حديث عند أهل العلم لم يثبت، وأبو سلمة (¬5) لم يلق ابن مسعود، ¬
وابنه سلمة ليس ممن يحتج به، وهذا الحديث مجتمع على ضعفه من جهة إسناده، وقد رده قوم من أهل النظر، منهم أحمد بن أبي عمران (¬1) فيما سمعه الطحاوي منه قال: من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله. قال أبو عمر: ويرويه الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سلمة بن أبي سلمة عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا" (¬2) . قلت: "وهكذا رواه البيهقي في "كتاب المدخل" وقال: هذا مرسل جيد، أبو سلمة لم يدرك ابن مسعود. ثم رواه موصولا وقال: فإن صح فمعنى قوله: "سبعة أحرف": أي سبعة أوجه، وليس المراد به ما ورد في الحديث الآخر من نزول القرآن على سبعة أحرف، ذاك المراد به اللغات التي أبيحت القراءة عليها، وهذا المراد به الأنواع التي نزل القرآن عليها، والله [41 ظ] أعلم. قلت: وعندي لهذا الأثر أيضا تأويلان آخران، أحدهما: ذكره أبو علي الأهوازي في "كتاب الإيضاح"، والحافظ أبو العلاء (¬3) في "كتاب المقاطع"، أن قوله "زاجر وآمر" إلى آخره استئناف كلام آخر، أي هو كذلك، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة، وإنما توهم ذلك من توهمه، ¬
لاتفاقهما في العدد وهو السبعة، وروي "زاجرًا وآمرًا ... " بالنصب، أي نزل على هذه الصفة من سبعة أبواب على سبعة أحرف، ويكون المراد بالأحرف غير ذلك. التأويل الثاني: أن يكون ذلك تفسير للأبواب، لا للأحرف، أي هذه سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه وأنواعه، أي أنزله الله تعالى كائنا من هذه الأصناف، لم يقتصر به على صنف واحد، بخلاف ما يحكى أن الإنجيل كله مواعظ وأمثال، والله أعلم. إذا ثبت هذا فنعود إلى تفسير الأحرف السبعة بأحد القولين: وهم اللغات السبع مع اتحاد صورة الكتابة، والثاني الألفاظ المترادفة والمتقاربة المعاني كما سبق. وقد ضعف الأهوازي تفسير الأحرف السبعة باللغات، قال: لأن اللغات في القبائل كثير عددها، وأبطل تفسيرها [42 و] بالأصناف؛ لأن أصنافه أكثر من ذلك، منها الإخبار، والاستخبار على وجه التقرير والتقريع، ومنها الوعد، والوعيد، والخبر بما كان وبما يكون، والقصص، والمواعظ، والاحتجاج، والتوحيد، والثناء، وغير ذلك. واختار الحافظ أبو العلاء تفسيرها باللغات المتفرقة في القرآن، قال: وليس الغرض أن تأتي اللغات السبع في كل كلمة من كلم القرآن، بل يجوز أن يأتي في الكلمة وجهان أو ثلاثة، فصاعدًا إلى سبعة، ولم تأت سبعة أوجه إلا في كلمات محصورة، نحو "جبريل" (¬1) ، {وَعَبَدَ ¬
الطَّاغُوتَ} (¬1) ، "أرجئه" (¬2) ، و"أف" (¬3) ، و {عَذَابٍ بَئِيس} (¬4) ، و {هَيْهَات} (¬5) ، و"دري توقد" (¬6) ، ونظائرها، قال: وروي عن أبي طاهر بن أبي هاشم (¬7) أنه قال: شافٍ أي يشفي من الريب، لا يقصر بعضه ¬
عن بعض في الفضل، وقوله كاف أي كاف في نفسه، غير محوج إلى غيره. قال أبو العلاء الحافظ: واعلم أن الاختلاف على ضربين: تغاير تضاد، فاختلاف التغاير جائز في القراءات، واختلاف التضاد لا يوجد إلا في الناسخ والمنسوخ. قلت: وقال قوم: السبعة الأحرف منها ستة مختلفة الرسم، كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان رضي الله عنهم، نحو الزيادة، والألفاظ المرادفة، والتقديم، والتأخير، [42 و] نحو "إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي" (¬1) ، "وجاءت سكرة الحق بالموت" (¬2) ، "صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين" (¬3) ، "يأخذ كل سفينة صالحة غصبا" (¬4) ، "والعصر ونوائب الدهر" (¬5) ، "وله ¬
أخ أو أخت من أمة" (¬1) ، "وما أصابك من سيئة فمن نفسك إنا كتبناها عليك" (¬2) ، و"إن كانت إلى زقية واحدة" (¬3) ، و"كالصوف المنقوش" (¬4) ، و"طعام الفاجر" (¬5) ، و"إن بوركت النار ومن حولها" (¬6) في نظائر ذلك، فجمعهم عثمان على الحرف السابع الذي كتبت عليه المصاحف، وبقي من القراءات ما وافق المرسوم، فهو المعتبر، إلا حروفا يسيرة اختلف رسمها في مصاحف الأمصار، نحو "أوصى" و"وصى" (¬7) ، و {مَنْ يَرْتَد} و"من يرتدد" (¬8) ، ¬
و"من تحتها" و"تحتها" (¬1) ، وكأنهم أسقطوا ما فهموا نسخه بالعرضة الأخيرة التي عرضت على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعرضها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل عليه السلام، ورسموا ما سوى ذلك من القراءات التي لم تنسخ. فصل: وقد حاول جماعة من أهل العلم بالقراءات استخراج سبعة أحرف من هذه القراءات المشهورة فقال بعضهم: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة: منها ما تتغير حركته ولا يزول [43 و] معناه ولا صورته، مثل {هُنَّ أَطْهَرُ لَكُم} , "أطهرَ لكم" (¬2) ، {وَيَضِيقُ صَدْرِي} "ويضيقَ صدري" (¬3) بالرفع والنصب فيهما، ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل "ربُّنا باعدَ بين أسفارنا" و {رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} (¬4) ، ومنا ما يتغير معناه بالحروف واختلافها ¬
باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل "إلى العظام كيف ننشرها" (¬1) بالراء والزاي، ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} و"كالصوف المنفوش" (¬2) ، ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وَطَلْحٍ مَنْضُود} "وطلع منضود" (¬3) . ومنها التقديم والتأخير، مثل {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَق} "وجاء سكرة الحق بالموت" (¬4) ، ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى" (¬5) ، و"من تحتها" (¬6) في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد" (¬7) في الحديد. قال ابن عبد البر: "وهذا وجه حسن من وجوه معنى الحديث، وفي كل وجه منها حروف كثيرة لا تحصى عددًا، وهذا يدلك على قول العلماء أن ليس بأيدي الناس من الحرف السبعة التي نزل القرآن عليها، إلا حرف ¬
واحد، وهو صورة مصحف عثمان، وما دخل فيها يوافق صورته من الحركات واختلاف النقط من سائر الحروف" (¬1) . واعتمد على هذه الأوجه مكي، وجعل من القسم الأول [43 ظ] نحو "البخل" و"البخل" (¬2) ، و"ميسرة" بضم السين وفتحها (¬3) ، ثم قال: "وهذه الأقسام كلها كثيرة، لو تكلفنا أن نؤلف في كل قسم كتابا بما جاء منه وروي لقدرنا على ذلك" (¬4) . ثم ذكر أنه لا يقرأ من ذلك بما خالف خط المصحف، ثم قال: "فأما ما أختلف فيه القراء من الإمالة والفتح والإدغام والإظهار والقصر والمد والتشديد والتخفيف وشبه ذلك، فهو من القسم الأول لأن القراءة بما يجوز منه في العربية، وروي عن أئمة وثقات: جائزة في القرآن؛ لأن كله موافق للخط". قال: "وإلى هذه الأقسام في معاني السبعة ذهب جماعة من العلماء، وهو قول ابن قتيبة (¬5) ، وابن شريح، وغيرهما، لكنا شرحنا ذلك من قولهم" (¬6) . قال: "وهو الذي نعتقده ونقول به وهو الصواب إن شاء الله تعالى" (¬7) . ¬
واختار أبو علي الأهوازي طريقة أخرى فقال: "قال بعضهم: معنى ذلك هو الاختلاف الواقع في القرآن، يجمع ذلك سبعة أوجه: الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وَكُتُبِهِ} "وكتابه" (¬1) ، والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى: {لا يُقْبَل} و"لا تقبل" (¬2) ، والإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و {الْمَجِيدُ} (¬3) ، والتصريف، كقوله تعالى: "يعرُشون" و {يَعْرِشُون} (¬4) ، والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، كقوله تعالى: "ولكنِ الشياطينُ" {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ} (¬5) ، واللغات، كالهمز [44 و] وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار، وتغيير اللفظ والنقط بالتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و {نُنْشِزُهَا} (¬6) ، ونحو ذلك". قال: "وهذا القول أعدل الأقوال وأقربها ¬
لما قصدناه، وأشبهه بالصواب". ثم ذكر وجها آخر فقال: "قال بعضهم: معنى ذلك سبعة معان في القراءة". "أحدها: أن يكون الحرف له معنى واحد، تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل {تَعْمَلُون} و"يعملون" (¬1) . "الثاني: أن يكون المعنى واحدًا وهو بلفظين مختلفتين، مثل قوله تعالى: {فَاسَعَوْا} و"فامضوا" (¬2) . "والثالث: أن تكون القراءتان مختلفتين في اللفظ، إلا أن المعنيين متفرقان في الموصوف، مثل قوله تعالى: "ملك" و {مَالِك} (¬3) . "والرابع: أن تكون في الحرف لغتان، والمعنى واحد وهجاؤها واحد، مثل قوله تعالى: "الرَّشد" ورالرُّشْد" (¬4) . "والخامس: أن يكون الحرف مهموزًا وغير مهموز، مثل "النبيء" و {النَّبِيُّ} . "والسادس: التثقيل والتخفيف، مثل {الْأُكُل} و"الأكل" (¬5) . ¬
"والسابع: الإثبات والحذف، مثل "المنادي" و {الْمُنَادِ} " (¬1) . قال أبو علي: "وهذا معنى يضاهي معنى القول الأول الذي قبله، وعليه اختلاف قراءة السبعة الأحرف". قلت: وذكر هذين الوجهين اللذين ذكرهما أبو علي الأهوازي، الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد، ونسب الأول إلى أبي طاهر بن أبي [44 ظ] هاشم، ثم قال عقيبه: "وهذا أقرب إلى الصواب إن شاء الله". قال: "وقد روي عن مالك بن أنس أنه كان يذهب إلى هذا المعنى". ونسب الوجه الثاني إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن واصل (¬2) . وقال أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الأذفوي (¬3) في "كتاب الاستغناء في علوم القرآن" فيما نقله عن أبي غانم المظفر بن أحمد بن حمدان (¬4) ، قال: "القرآن محيط بجميع اللغات الفصيحة، وتفصيل ذلك أن تكون هذه اللغات السبع على نحو ما أذكره. "فأول ذلك تحقيق الهمز وتخفيفه في القرآن كله، في مثل {يُؤْمِنُون} ، ¬
و"مؤمنين" (¬1) ، {النَّبِيِّين} (¬2) ، و {النَّسِيء} (¬3) ، و {الصَّابِئِين} (¬4) ، و {الْبَرِيَّة} (¬5) ، و {سَأَلَ سَائِل} (¬6) ، وما أشبه ذلك، فتحقيقه وتخفيفه بمعنى واحد، وقد يفرقون بين الهمز وتركه بين معنيين، في مثل {أَوْ نُنْسِهَا} من "النسيان" "أو ننسأها" (¬7) من "التأخير"، ومثل {كَوْكَبٌ دُرِّي} و"دريء" (¬8) . "ومنه إثبات الواو وحذفها في آخر الاسم المضمر، نحو: "ومنهمو ¬
أميون} " (¬1) . "ومنه أن يكون باختلاف حركة وتسكينها، في مثل {غِشَاوَة} ، و"غشوة" (¬2) ، و {جِبْرِيل} (¬3) ، و {مَيْسَرَة} (¬4) ، و {الْبُخْل} (¬5) ، و {سِخْرِيًّا} " (¬6) . "ومنه أن يكون بتغيير حرف، نحو "ننشرها" (¬7) ، و"يقض الحق" (¬8) ، و {بِضَنِين} (¬9) ". "ومنه أن يكون بالتشديد والتخفيف، نحو {يُبَشِّرُهُم} ، و"يَبْشُرُهم" (¬10) . ¬
"ومنه أن يكون بالمد والقصر، نحو "زكرياء" و {زَكَرِيَّا} " (¬1) . "ومنه أن يكون بزيادة [45 و] حرف من "فعل" و"أفعل"، مثل {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} (¬2) ، و {نُسْقِيكُم} " (¬3) . واختار نحو هذه الطريقة في تفسير الأحرف السبعة القاضي أبو بكر محمد بن الطيب في "كتاب الانتصار" فذكر التقديم والتأخير وجها، ثم الزيادة والنقص، نحو {وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِم} (¬4) و"يا مال" (¬5) و"ناخرة" (¬6) و"سرجا" (¬7) ، و {خْرَجًا} (¬8) . ¬
الثالث: اختلاف الصورة والمعنى، نحو {وَطَلْحٍ مَنْضُود} ، "وطلع منضود" (¬1) ، وقيل هما اسمان لشيء واحد، بمنزلة {الْعِهْن} و"الصوف" (¬2) ، و {الْأَثِيم} و"الفاجر" (¬3) ، فيكون مما تختلف صورته في النطق والكتاب، ولا يختلف معناه، قال: "وقال الجمهور من الناس غير هذا، فزعم بعض أهل التفسير أن الطلح هو زينة أهل الجنة، وأنه ليس من الطلع في شيء، وقال كثير منهم: إن الطلح هو الموز، وقال آخرون: هو الشجر العظام الذي يظل ويعرش، وإن قريشًا وأهل مكة كان يعجبهم طلحات وج -وهو واد بالطائف- لعظمها وحسنها، فاخبروا على وجه الترغيب أن في الجنة طلحا منضودا، يراد أنه متراكم كثير، وقالوا: إن العرب تسمي الرجل طلحة، على وجه التشبيه له بالشجرة العظيمة المستحسنة، وإذا كان كذلك ثبت أن الطلح والطلع إذا قرئ بهما كان مما تختلف صورته ومعناه"."الوجه الرابع: أن يكون الاختلاف في القراءتين، اختلافا في حروف الكلمة بما يغير معناها ولفظها [45 ظ] من السماع، ولا يغير صورتها في الكتاب، نحو "ننشرها" و {نُنْشِزُهَا} (¬4) . "الخامس: الاختلاف في بناء الكلمة بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها، نحو "البُخل" و"البَخل" (¬5) ، و"مَيْسَرة"، ¬
و"مَيّسَرة" (¬1) ، "يعكُِفون" (¬2) ، {هَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُور} (¬3) ". "السادس: تغيير الصورة دون المعنى، نحو "العهن" و"الصوف" (¬4) ، و {صَيْحَة} و"زقية" (¬5) ، {فُومِهَا} و"ثومها" (¬6) . "السابع: اختلاف حركات الإعراب والبناء، بما يغير المعنى، والصورة واحدة، نحو "باعَدَ، وباعِدْ بين أسفارنا" (¬7) ، و"لقد علمتَُ ما أنزل هؤلاء" (¬8) بالضم والفتح". قال: "فهذا، والله أعلم، هو تفسير السبعة الأحرف دون جميع ما قدمنا ذكره" (¬9) . وأخبرنا شيخنا أبو الحسن رحمه الله في كتابه "جمال القراءة" قال: "فإن قيل: فأين السبعة الأحرف التي أخبر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن القرآن أنزل عليها في قراءتكم هذه المشهورة؟ "قلت: هي متفرقة في القرآن، وجملة ذلك سبعة أوجه: "الأول: كلمتان تقرأ بكل واحدة في موضع الأخرى، نحو ¬
{يُسَيِّرُكُم} و"ينشركم" (¬1) ، و {لَنُبَوِّئَنَّهُم} و"لنثوينهم" (¬2) ، و {فَتَبَيَّنُوا} و"فتثبتوا" (¬3) . "الثاني: زيادة كلمة، نحو "من تحتها" (¬4) ، و {هُوَ الْغَنِيُّ} " (¬5) . "الثالث: زيادة حرف، نحو {بِمَا كَسَبَت} و"فبما كسبت" (¬6) ، -يعني في سورة الشورى". "الرابع: مجئ حرف مكان آخر، نحو {يَقُول} و"نقول" (¬7) ، و {تُبْلَو} و"تتلو" (¬8) . ¬
"الخامس: تغيير حركات، [46 و] إما بحركات آخر، أو بسكون، نحو {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} (¬1) ، و"ليحكم أهل الإنجيل" (¬2) . "السادس: التشديد والتخفيف، نحو {تُسَاقِط} (¬3) و"بلد ميت وميت" (¬4) . "السابع: التقديم والتأخير، نحو {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا} ، {وقتلوا وقاتلوا} (¬5) . ثم قال الشيخ: "وقوله عز وجل {ثم انظر أنى يوفكون} (¬6) يقرأ على سبعة أوجه، وكذلك قوله عز وجل: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ} (¬7) ، وقوله عز وجل {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا} (¬8) ، ولذلك نظائر" (¬9) . ¬
قلت: يعني في مجموع هذه الكلم من هذه الآيات سبعة أوجه، لا في كل كلمة منها، وقد يأتي في غيرها أكثر من سبعة أوجه بوجوه كثيرة إذا نظر إلى مجموع الكلم آحادها، كقوله سبحانه في "طه": {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} (¬1) ، الآية، وذلك كثير، وإنما الشأن أن يكون في الكلمة الواحدة سبعة أوجه، فهذا الذي عز وجوده فعد من ذلك ألفاظ يسيرة، نحو {أُفٍّ} (¬2) و {عَذَابٍ بَئِيس} (¬3) ، وليست كل الوجوه فيها من القراءات المشهورة، بل بعضها من القراءات الشاذة، إلا أنها من جملة اللغات والألفاظ المرادفة التي كانت القراءة قد أبيحت عليها، وقد تقدم أن معنى الحديث أن كلمات القرآن أبيح أن يقرأ كل كلمة منها على ما يحتمله من وجهين وثلاثة إلى سبعة، توسعة على الناس على قدر ما يخف [46 ظ] على ألسنتهم. وقد تقدم من حديث أبي بن كعب بإسناد صحيح أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لجبريل عليه السلام: "إني بعثت إلى أمة أمية فيهم الشيخ الفاني والعجوز الكبيرة والغلام، فقال: مرهم فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف" (¬4) . قلت: فمعنى الحديث أنهم رخص لهم في إبدال ألفاظه بما يؤدي معناها، أو يقاربه من حرف واحد إلى سبعة أحرف، ولم يلزموا المحافظة على حرف واحد؛ لأنه نزل على أمة أمية لم يعتادوا الدرس والتكرار وحفظ الشيء. ¬
على لفظه مع كبر أسنانهم واشتغالهم بالجهاد والمعاش، فرخص لهم في ذلك، ومنهم من نشأ على لغة يصعب عليه الانتقال عنها إلى غيرها، فاختلفت القراءات بسبب ذلك كله، ودلنا ما ثبت في الحديث من تفسير ذلك بنحو: هلم، وتعال، على جواز إبداله باللفظ المرادف، ودلنا ما ثبت من جواز {غَفُورًا رَحِيمًا} موضع {عَزِيزًا حَكِيمًا} على الإبدال بما يدل على أصل المعنى دون المحافظة على اللفظ، فإن جميع ذلك ثناء على الله سبحانه، هذا كله فيما يمكن القارئ عادة التلفظ به، وأما ما لا يمكنه لأنه ليس من لغته فأمره ظاهر ولا يخرج إن شاء الله شيء من القراءات عن هذا الأصل وهو [47 و] إبدال اللفظ بمرادف له أو مقارب في أصل المعنى، ثم لما رسمت المصاحف هجر من تلك القراءات ما نافى المرسوم، وبقي ما يحتمله، ثم بعض ما يحتمله خط المصحف اشتهر وبعضه شذت روايته، وهذا أولى من حمل جميع الأحرف السبعة على اللغات؛ إذ قد اختلفت قراءة عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما وكلاهما قرشي مكي، لغتهما واحدة. وهذه الطرق المذكورة في بيان وجود السبعة الأحرف في هذه القراءات المشهورة كلها ضعيفة؛ إذ لا دليل على تعيين ما عينه كل واحد منهم، ومن الممكن تعيين ما لم يعينوا. ثم لم يحصل حصر جميع القراءات فيما ذكروه من الضوابط، فما الدليل على جعل ما ذكروه مما دخل في ضابطهم من جملة الأحرف السبعة دون ما لم يدخل في ضابطهم، وكان أولى من جميع ذلك لو حملت على سبعة أوجه من الأصول المطردة كصلة الميم، وهاء الضمير، وعدم ذلك، والإدغام، والإظهار، والمد، والقصر، وتحقيق الهمز، وتخفيفه، والإمالة، وتركها، والوقف بالسكون، وبالإشارة إلى الحركة، وفتح الياءات، وإسكانها، وإثباتها، وحذفها، والله أعلم.
فصل: وقد تكلم على معنى هذا الحديث كلاما شافيا صاحب "كتاب الدلائل"، -وهو القاسم بن ثابت بن عبد الرحمن [47 ظ] العوفي السرقسطي (¬1) رحمه الله- فذكر الوجه الذي بدأنا به في أول الفصل الماضي، وهو الوجه الذي استحسنه ابن عبد البر من قول بعضهم (¬2) ، وإنما نقله أبو عمر من كتاب قاسم، ثم قال القاسم عقيبه": "وفي هذا التفسير ما رغب بعض الناس بقائله عنه، وإن كان قد ذهب مذهبا واستنبط عجبا؛ لأنه اخترع معنى لا نعلم أحدًا من السلف قال به، ولا أشار إليه، وليس للخلف الخروج عن السلف، ولا رفض عامتهم لمذهب لم يسلكوه، وتأويل لم يطلقوه، ونقول -وبالله التوفيق- بالذي صحت به الآثار، وتواطأت عليه الأخبار، وتأويله من أهل التفسير من لا يدفع نقله ولا يتهم نظره، وإن الله تبارك وتعالى بعث نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والعرب متناءون في المحال والمقامات، متباينون في كثير من الألفاظ واللغات، ولكل عمارة لغة دلت بها ألسنتهم، وفحوى قد جرت عليها عادتهم، وفيهم الكبير العاسي والأعرابي القح، ومن لو رام ففي عادته وحمل لسانه على غير ذريته تكلف منه حملا ثقيلا، وعالج منه عبئًا شديدا، ثم لم يكسر غربه ولم يملك استمراره إلا بعد التمرين الشديد، والمساجلة الطويلة، فأسقط ¬
عنهم تبارك وتعالى هذه [48 و] المحنة، وأباح لهم القراءة على لغاتهم، وحمل حروفه، على عاداتهم، وكان الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرئهم بما يفقهون، ويخاطبهم بالذي يستعملون بما طوقه الله من ذلك، وشرح به صدره، وفتق به لسانه، وفضله على جميع خلقه". ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نزل القرآن على سبعة أحرف عليما حكيما غفورا رحيما" (¬1) ، قال: "وهذا الحديث يفسره قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ليس الخطأ أن تجعل خاتمة آية خاتمة آية آخرى، أن تقول: عزيز حكيم، وهو غفور رحيم، ولكن الخطأ أن تجعل آية الرحمة آية العذاب" (¬2) . وذكر حديث حسين بن علي عن زائدة (¬3) عن عاصم (¬4) عن زر (¬5) عن أبي رضي الله عنه قال: لقي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جبريل عليه السلام ¬
عند أحجار المراء فقال: "إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الغلام والجارية والشيخ العاسي والعجوز"، فقال جبريل: فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف (¬1) ، قال: "فمعنى قوله: "على سبعة أحرف"، يريد -والله أعلم- على لغات شعوب من العرب سبعة، أو من جماهيرها وعمايرها". ثم ذكر حديث عثمان رضي الله عنه: "أنزل القرآن بلسان مضر". وعن سعيد بن المسيب (¬2) قال: "نزل القرآن على لغة هذ الحي من لدن هوازن وثقيف [48 ظ] إلى ضربة". وروي أبو خلدة (¬3) عن أبي العالية قال: "قرأ عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كل خمس رجل، فاختلفوا في اللغة، ورضي قراءتهم كلهم، وكانت تميم أعرب القوم". قال أبو حاتم السجستاني: "أحب الألفاظ واللغات إلينا لغات قريش ثم من دنا منهم من بطون العرب ومن بطون مضر خاصة للحديث الذي جاء في مضر". وقال الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "نزل القرآن على سبعة أحرف، صارت في عجز هوازن منها خمسة" (¬4) . ¬
قال أبو حاتم: "عجز هوازن ثقيف وبنو سعد بن بكر وبنو جشم وبنو نصر". قال أبو حاتم: "خص هؤلاء دون ربيعة وسائر العرب لقرب جوارهم من مولد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنزل الوحي، وإنما مضر وربيعة أخوان". قال قاسم بن ثابت: "ولو أن رجلا مثالا، يريد به الدلالة على معنى قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنزل القرآن على سبعة أحرف". وجعل الأحرف على مراتب سبعة، فقال: "منها لقريش، ومنها لكنانة، ومنها لأسد، ومنها لهذيل، ومنها لتميم، ومنها لضبة وألفاظها، ومنها لقيس، لكان قد أوتي على قبائل مضر في مراتب سبعة تستوعب اللغات التي نزل بها القرآن" (¬1) . قال: [49 و] "وإن في لغة مضر شواذ، لا نختارها ولا نجيز القرآن بها، مثل كشكشة قيس، يجعلون كاف المؤنث شينا (¬2) ، وعنعنة تميم، يقولون "عن" في موضع "أن" (¬3) ، وكما ذكر عن بعضهم أنه يبدل السين تاء (¬4) . ثم قال: "وهذه الأحاديث الصحاح التي ذكرنا بالأسانيد الثابتة المتصلة تضيق ¬
عن كثير من الوجوه التي وجهها عليها من زعم أن الأحرف في صورة الكتبة وفي التقديم والتأخير والزيادة والنقصان؛ لأن الرخصة كانت من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والعرب ليس لهم يومئذ كتاب يعتبرونه، ولا رسم يتعارفونه، ولا يقف أكثرهم من الحروف على كتبه، ولا يرجعون منها إلى صورة، وإنما كانوا يعرفون الألفاظ بجرسها، أي بصوتها، ويجدونها بمخارجها، ولم يدخل عليهم يومئذ من اتفاق الحروف ما دخل بعدهم على الكتبين من اشتباه الصور، وكان أكثرهم لا يعلم بين الزاي والسين سببا، ولا بين الصاد والضاد نسبا". قال: "فإن قيل: فإنا نجد حروفا متباينة المخارج، وهي متفقة الصور يقرءون بها، مثل "ننشرها" و {نُنْشِزُهَا} (¬1) ، فإن العلة في ذلك تقارب معانيها، وإن تباعدت مخارجها، وليس بعجب أن يتوافى لحرفين [49 ظ] متباينين في اللفظ، متقاربين في المخرج صورة تجمعهما وسمة تأخذهما، كما أنه ليس بعجب أن يتوافى في اللفظ الواحد معنيان متباينان، يسوغ بها القول ويحملها التأويل. ألا ترى أن الذين أخذت عنهم القراءة إنما تلقوها سماعا وأخذوها مشافهة وإنما القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول، ولا يلتفت في ذلك إلى الصحف ولا إلى ما جاء من وراء وراء، وإنما أخذت الرخصة في ذلك بالأمة الأمية، والعصبة المعدية، فلما كانت الرخصة وهم كانوا العلة، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب وإن الشهر هكذا وهكذا" (¬2) ، وجعل يشير بأصابعه عد العرب". ¬
قال: "وذكر بعض الخبريين أن هشام بن عبد الملك (¬1) مر على ميل فقال الأعرابي: انظر ما الذي عليه مكتوبا، فنظر ثم أقبل فقال: محجن وحلقة وثلاث، كأنها أطباء الكلبة، وهامة كأنها منقار قطاة. فقال هشام: هذه خمسة". قد قاسم بن ثابت: "ومن قول هذا الرجل أيضا أنه قال: ليس في كتاب الله تعالى حرف له سبعة وجوه من القراءات". قال: "وهذا اعتساف بلا تثبت، وقد جاء في كتاب الله عز وجل ما له وجوه من القراءات سبعة، أو تزيد من غير أن تقول: "إن [50 و] هذا مراد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: "أنزل القرآن على سبعة أحرف"، وإن ذلك موجود في جميع الحروف". ثم ذكر عن أبي حاتم السجستاني في قوله تعالى: {وَعَبَدَ الطَّاغُوت} (¬2) سبعة أوجه من القراءات محفوظة، وإن كان المشهور عندنا اثنتين. ثم قال: "وأما في اللغات فموجود عنهم أن يختلفوا في حركات الحرف الواحد على سبعة وجوه، مثل قوله عز وجل: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِم} (¬3) ، فقرأ بعضهم {عليهمو} بضمتين وواو، وبعضهم بضمتين وألقى الواو وأبقى حركة الميم، وبعضهم "عليهم" بضم الهاء وأسكن الميم، وبعضهم "عليهمي" بكسرتين وألحق الياء، وبعضهم بكسرتين وألقى الياء، وبعضهم بكسر الهاء وتسكين الميم، وبعضهم بكسر الهاء وضم ¬
الميم" (¬1) . قال: "وذلك كله مروي عن الأئمة من القراء والرؤساء من أهل اللغة والفصحاء من العرب". قلت: وبقي فيها قراءة ثامنة مشهورة، وهي كسر الهاء وصلة الميم بواو (¬2) . وقال صاحب (¬3) شرح السنة: "أظهر الأقاويل وأصحها وأشبهها بظاهر الحديث أن المراد من هذه الحروف اللغات، وهو أن يقرأ كل قوم من العرب بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم من الإدغام والإظهار والإمالة والتفخيم والإشمام والإتمام والهمز والتليين وغير ذلك من وجوه [50 ظ] اللغات إلى سبعة أوجه منها في الكلة الواحدة". ثم قال: "ولا يكون هذا الاختلاف داخلا تحت قوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} (¬4) ؛ إذ ليس معنى هذه الحروف أن يقرأ كل فريق بما شاء مما يوافق لغته من غير توقيف، بل كل هذه الحروف منصوصة، وكلها كلام الله عز وجل، نزل بها الروح الأمين على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يدل عليه قوله عليه السلام: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف" (¬5) ، فجعل الأحرف كلها منزلة، وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعارض جبريل عليه السلام ¬
في كل شهر رمضان بما يجتمع عنده من القرآن، فيحدث الله فيه ما شاء وينسخ ما يشاء، وكان يعرض عليه في كل عرضة وجها من الوجوه التي أباح الله له أن يقرأ القرآن به، وكان يجوز لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأمر الله تعالى أن يقرأ ويقرئ بجميع ذلك، وهي كلها متفقة المعاني وإن اختلف بعض حروفها". ثم قال: وقوله في الأحاديث: "كلها شاف كاف" (¬1) ، يريد -والله أعلم- أن كل حرف من هذه الأحرف السبعة شاف لصدور المؤمنين، لاتفاقها في المعنى، وكونها من عند الله وتنزيله ووحيه، كما قال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ} (¬2) ، وهو كاف في الحجة [51 و] على صدق رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لإعجاز نظمه وعجز الخلائق عن الإتيان بمثله" (¬3) . وفي "كتاب غريب الحديث" لأبي عبيد القاسم بن سلام رحمه الله قال في حديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "لا تماروا في القرآن فإن المراء فيه كفر" (¬4) . "ليس وجه الحديث عندنا على الاختلاف في التأويل، ولكنه عندنا على الاختلاف في اللفظ أن يقرأ الرجل القرآن على حرف، فيقول له الآخر: ليس هو هكذا ولكنه هكذا، على خلافه، وقد أنزلهما الله تبارك وتعالى جميعا، يعلم ذلك بحديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن القرآن ¬
نزل على سبعة أحرف كل حرف منها شافٍ كافٍ" (¬1) . "ومنه حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إياكم والاختلاف والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال، فإذا جحد هذان الرجلان كل واحد منهما ما قرأ صاحبه لم يؤمن أن يكون ذلك قد أخرجه إلى الكفر لهذا المعنى" (¬2) . "ومنه حديث عمر رضي الله عنه: اقرءوا القرآن ما اتفقتم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه" (¬3) . "ومنه حديث أبي العالية الرياحي: أنه إذا قرأ القرآن عنده إنسان لم يقل: ليس هو هكذا، ولكن يقول: أما أنا فأقرأ هكذا" (¬4) . "قال شعيب بن الحبحاب (¬5) : فذكرت ذلك لإبراهيم (¬6) فقال: أرى صاحبك [51 ظ] قد سمع أنه من كفر بحرف منه فقد كفر به كله" (¬7) . وقال أبو جعفر الطبري: "أخبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عما خصه الله تعالى به وأمته من الفضيلة ¬
والكرامة التي لم يؤتها أحدًا في تنزيله". "وذلك أن كل كتاب تقدم كتابنا نزوله على نبي من أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم، فإنما نزل بلسان واحد، متى حول إلى غير اللسان الذي نزل به، كان ذلك ترجمة له وتفسيرًا، لا تلاوة له على ما أنزل الله". "وأنزل كتابنا بألسن سبعة، بأي تلك الألسن السبعة تلاه التالي كان له تاليا على ما أنزله الله، لا مترجما ولا مفسرًا، حتى يحوله عن تلك الألسن السبعة إلى غيرها، فيصير فاعل ذلك حينئذ -إذا أصاب معناه- له مترجما". "فذلك معنى قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كان الكتاب الأول نزل على حرف واحد، ونزل القرآن على سبعة أحرف". "وأما معنى قوله: "إن الكتاب الأول نزل من باب واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب" (¬1) ، فقد مضى تفسير "الأبواب السبعة". وهي أنه آمر وزاجر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، ولم يجمع كتاب مما تقدم هذه "الأبواب السبعة" كزبور داود الذي هو تذكر ومواعظ، وإنجيل عيسى الذي هو تمجيد ومحامد [52 و] وحض على الصفح والإعراض" (¬2) . وأطال الطبري رحمه الله كلامه في تقرير ذلك، والله أعلم. ¬
الفصل الثالث: في المجموع في المصحف هل هو جميع الأحرف السبعة التي أبيحت القراءة عليها أو حرف واحد منها؟
الفصل الثالث: في المجموع في المصحف هل هو جميع الأحرف السبعة التي أبيحت القراءة عليها أو حرف واحد منها؟ ميل القاضي أبي بكر إلى أنه جميعها (¬1) . وصرح أبو جعفر الطبري والأكثرون من بعده على أنه حرف منها. وسننقل من كلام كل منهم ما دل على ما نسبناه إليه: ومال الشيخ الشاطبي إلى قول القاضي فيما جمعه أبو بكر، وإلى قول الطبري فيما جمعه عثمان رضي الله عنهما، ودل على ذلك أبياته المتقدمة (¬2) ، والحق أن يلخص الأمر على ذلك فيقال: المجموع في المصحف هو المتفق على إنزاله المقطوع به، وهو ما كتب بأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو ثبت عنه أنه قرأ به أو أقرأ غيره به. وما اختلفت فيه المصاحف حذفا وإثباتا، نحو "من تحتها" (¬3) ، {هُوَ الْغَنِي} (¬4) ، {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُم} (¬5) فمحمول على أنه نزل بالأمرين، وأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكتابته على الصورتين لشخصين أو في مجلسين، أو أعلم بهما شخصا واحدًا وأمره بإثباتهما. وأما ما لم يرسم فهو مما كان جوز به القراءة، وأذن فيه، ولما أنزل ما لم يكن بذلك اللفظ خير بين تلك الألفاظ توسعة على الناس وتسهيلا عليهم، ¬
فلما أفضى ذلك [52 ظ] إلى ما نقل من الاختلاف والتكثير اختار الصحابة رضي الله عنهم الاقتصار على اللفظ المنزل المأذون في كتابته، وترك الباقي للخوف من غائلته، فالمهجور هو ما لم يثبت إنزاله، بل هو من الضرب المأذون فيه بحسب ما خف وجرى على ألسنتهم. قال الإمام أبو جعفر الطبري: "الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت. كما أمرت، إذا هي حنثت في يمين وهي موسرة، أن تكفر بأي الكفارات الثلاث شاءت: إما بعتق أو إطعام أو كسوة. فلو أجمع جميعها على التكفير بواحدة من الكفارات الثلاث دون حظرها التكفير فيها بأي الثلاث شاء الكفر، كانت مصيبة حكم الله مؤيدة في ذلك الواجب عليها في حق الله، فكذلك الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته بأي الأحرف السبعة شاءت: فرأت -لعله من العلل أوجبت عليها الثبات على حرف واحد- قراءته بحرف واحد، ورفض القراءة بالأحرف الستة الباقية، ولم تحظر قراءته بجميع حروفه على قارئه بما أذن في قراءته به" (¬1) . ثم ساق الكلام إلى أن قال: "فحملهم -يعني عثمان رضي الله عنه- على حرف واحد، وجمعهم على مصحف واحد، وحرق ما عدا المصحف [53 و] الذي جمعهم عليه، فاستوسقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعل من ذلك الرشد والهداية، فتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له ونظرًا منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى ¬
درست من الأمة معرفتها وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها، وعفو آثارها، وتتابع المسلمين على رفض القراءة بها، من غير جحود منهم صحتها، فلا القراءة اليوم لأحد من المسلمين إلا بالحرف الواحد الذي اختاره لهم إمامهم الشفيق الناصح، دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية". قال: "فإن قال بعض من ضعفت معرفته: كيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمرهم بقراءتها؟ ". قيل: إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة" (¬1) . ثم ساق الكلام في تقرير ذلك. وقال أبو العباس أحمد بن عمار المقرئ (¬2) في "شرح الهداية": "أصح ما عليه الحذاق من أهل النظر في معنى ذلك إنما نحن عليه في وقتنا هذا من هذه القراءات هو بعض الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن". قال: "وتفسير ذلك أن الحروف السبعة التي أخبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن القرآن نزل [53 ظ] عليها تجري على ضربين": "أحدهما: زيادة كلمة ونقص أخرى، وإبدال كلمة مكان أخرى، ¬
وتقديم كلمة على أخرى، وذلك نحو ما روي عن بعضهم: "ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج" (¬1) ، وروي عن بعضهم: "حم سق" (¬2) ، "إذا جاء فتح الله والنصر" (¬3) ، فهذا الضرب وما أشبهه متروك، لا تجوز القراءة به، ومن قرأ بشيء منه غير معاند ولا مجادل عليه وجب على الإمام أن يأخذه بالأدب، بالضرب والسجن على ما يظهر له من الاجتهاد، فإن جادل عليه ودعا الناس إليه وجب عليه القتل، لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "المراء في القرآن كفر" (¬4) ولإجماع الأمة على اتباع المصحف المرسوم". "والضرب الثاني: ما اختلفت القراء فيه من إظهار، وإدغام، وروم، وإشمام، وقصر، ومد، وتخفيف، وشد وإبدال حركة بأخرى، وياء بتاء، وواو بفاء، وما أشبه ذلك من الاختلاف المتقارب". "فهذا الضرب هو المستعمل في زماننا هذا، وهو الذي عليه خط مصاحف الأمصار، سوى ما وقع فيه من اختلاف في حروف يسيرة". "فثبت بهذا: أن هذه القراءات التي نقرؤها، هي بعض من الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن، استعملت لموافقتها المصحف الذي اجتمعت ¬
عليه الأمة وترك ما سواها من الحروف السبعة لمخالفته لمرسوم خط [54 و] المصحف؛ إذ ليس بواجب علينا القراءة بجميع الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن؛ وإذ قد أباح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لنا القراءة ببعضها دون بعض، لقوله تعالى: {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} (¬1) ، فصارت هذه القراءة المستعملة في وقتنا هذا هي التي تيسرت لنا بسبب ما رواه سلف الأمة رضوان الله عليهم، من جمع الناس على هذا المصحف، لقطع ما وقع بين الناس من الاختلاف وتكفير بعضهم لبعض". قال: "فهذا أصح ما قال العلماء في معنى الحديث". قال: "وقد ذهب الطبري وغيره من العلماء إلى أن جميع هذه القراءات المستعملة ترجع إلى حرف واحد، وهو حرف زيد بن ثابت" (¬2) . قلت: لأن خط المصحف نفى ما كان يقرأ به من ألفاظ الزيادة والنقصان والمرادفة والتقديم والتأخير، وكانوا علموا أن تلك الرخصة قد انتهت بكثرة المسلمين واجتهاد القراءة وتمكنهم من الحفظ. وقد قال القاضي أبو بكر بن الطيب: "القوم لم يختلفوا عندنا في هذه الحروف المشهورة عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي لم يمت حتى علم من دينه أنه أقرأ بها وصوب المختلفين فيها، وإنما اختلفوا في قراءات ووجوه أخر لم تثبت عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم تقم بها حجة، وكانت تجيء عنه مجيء الآحاد، [54 و] وما لم يعلم ثبوته وصحته، وكان منهم من يقرأ التأويل مع التنزيل، نحو قوله تعالى: ¬
{وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} (¬1) ، وهي صلاة العصر، "فإن فاءوا فيهن" (¬2) , وأمثال هذا مما وجدوه في بعض المصاحف، فمنع عثمان رضي الله عنه من هذا الذي لم يثبت ولم تقم به الحجة، وحرقه، وأخذهم بالمستيقن المعلوم من قراءات الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". "فأما أن يستجيز هو أو غيره من أئمة المسلمين المنع من القراءة بحرف ثبت أن الله تعالى أنزله، ويأمر بتحريقه والمنع من النظر فيه والانتساخ منه، ويضيق على الأمة ما وسعه الله تعالى، ويحرم من ذلك ما أحله، ويمنع منه ما أطلقه وأباحه، فمعاذ الله أن يكون ذلك كذلك". وقال في موضع آخر: "ليس الأمر على ما توهمتم من أن عثمان رضي الله عنه جمعهم على حرف واحد وقراءة واحدة، بل إنما جمعهم على القراءة بسبعة أحرف وسبع قراءات، كلها عنده وعند الأمة ثابتة عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". وساق الكلام في تقرير ذلك إلى أن قال: ".. لئلا تسقط قراءة قرأ بها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويعفو أثرها، ويندرس رسمها، ويظن بعد ذلك القارئ بها أنه قارئ بغير ما أنزل الله من القرآن". "وعرف عثمان حاجة الناس إلى معرفة جميع تلك الأحرف، كتبها ¬
في مصاحفه، وأنفذ كل إمام منها إلى ناحية، لتكون [55 و] جميع القراءات محروسة محفوظة". وقال في موضع آخر: "إنما اختار عثمان حرف زيد؛ لأنه هو كان حرف جماعة المهاجرين والأنصار، وهو القراءة الراتبة المشهورة عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعليها كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأبي وعبد الله ومعاذ ومجمع بن جارية وجميع السلف رضي الله عنهم، وعدل عما عداها من القراءات والأحرف؛ لأنها لم تكن عند عثمان والجماعة ثابتة عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا مشهورة مستفيضة استفاضة حرف زيد". "وإنما نسب هذه الحرف إلى زيد؛ لأنه تولى رسمه في المصاحف وانتصب لإقراء الناس به دون غيره". وقال صاحب (¬1) "شرح السنة": "جمع الله تعالى الأمة بحسن اختيار الصحابة على مصحف واحد، وهو آخر العرضات على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أمر بكتبته، جمعا بعد ما كان مفرقا في الرقاع ليكون أصلا للمسلمين، يرجعون إليه ويعتمدون عليه، وأمر عثمان بنسخه في المصاحف، وجمع القوم عليه، وأمر بتحريق ما سواه قطعا لمادة الخلاف، فكان ما يخالف الخط المتفق عليه في حكم المنسوخ والمرفوع، كسائر ما نسخ ورفع منه باتفاق الصحابة، والمكتوب بين اللوحين هو المحفوظ من الله عز وجل للعباد [55 ظ] وهو الإمام للأمة، فليس لأحد أن يعدو في اللفظ إلى ما ¬
هو خارج من رسم الكتابة والسواد". "فأما القراءة باللغات المختلفة مما يوافق الخط والكتاب فالفسحة فيه باقية، والتوسعة قائمة بعد ثبوتها وصحتها، بنقل العدول عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (¬1) . قلت: ولا يلزم في ذلك تواتر، بل تكفي الآحاد الصحيحة من الاستفاضة وموافقة خط المصحف وعدم المنكرين لها نقلا وتوجيها من حيث اللغة، والله أعلم. ¬
الباب الرابع: في معنى القراءات المشهورة الآن وتعريف الأمر في ذلك كيف كان
الباب الرابع: في معنى القراءات المشهورة الآن وتعريف الأمر في ذلك كيف كان وقد قدمت في أول "إبراز المعاني" المختصر قولا موجزًا في ذلك (¬1) وطولت النفس فيه في الكتاب الكبير في شرح: "جزى الله بالخيرات ... "فمنهم بدور سبعة ... البيتين، فننقل ذلك إلى هذا الكتاب مع زيادة فوائد إن شاء الله. وقد ظن جماعة ممن لا خبرة له بأصول هذا العلم أن قراءة هؤلاء الأئمة السبعة هي التي عبر عنها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: "أُنزل القرآن على سبعة أحرف"، فقراءة كل واحد من هؤلاء حرف من تلك الأحرف، ولقد أخطأ من نسب إلى ابن مجاهد (¬2) أنه قال ذلك. قال أبو طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم: ¬
"رام هذا [56 و] الغافل مطعنا في أبي بكر شيخنا، فلم يجده، فحمله ذلك على أن قوله قولا لم يقله هو ولا غيره، ليجد مساغا إلى ثلبه، فحكى عنه أنه اعتقد أن تفسير معنى قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُنزل القرآن على سبعة أحرف" أن تلك السبعة الأحرف هي قراءة السبعة القراء الذين ائتم بهم أهل الأمصار، فقال على الرجل إفكا واحتقب عارا، ولم يحظ من أكذوبته بطائل، وذلك أن أبا بكر رحمه الله كان أيقظ من أن يتقلد مذهبا لم يقل به أحد، ولا يصح عند التفتيش والفحص". "وذلك أن أهل العلم قالوا في معنى قوله عليه السلام: "أُنزل القرآن على سبعة أحرف": إنهن سبع لغات، بدلالة قول ابن مسعود رضي الله عنه وغيره: إن ذلك كقولك هلم وتعال وأقبل" (¬1) . "فكان ذلك جاريا مجرى قراءة عبد الله: "إن كانت إلا زقية واحدة" (¬2) و"كالصوف المنفوش" (¬3) ، وقراءة أبي رضي الله عنه: "أن بوركت النار ومن حولها" (¬4) ، "من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الكفار" (¬5) ، وكقراءة ابن عباس رضي الله عنهما: "وعلى كل ضامر يأتون" (¬6) . "وهذا النوع من الاختلاف معدوم اليوم، غير مأخوذ به ولا معمول ¬
بشيء منه بل هو اليوم متلو على حرف واحد متفق الصورة في الرسم غير متنافٍ في المعاني إلا حروفا يسيرة اختلفت صور رسمها في مصاحف الأمصار واتفقت معانيها فجرى مجرى ما اتفقت [56 و] صورته". "وذلك كالحرف المرسوم في مصحف أهل المدينة والشام "وأوصى بها إبراهيمُ"، وفي مصحف الكوفيين "ووصى" (¬1) ، وفي مصحف أهل الحرمين {لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا} ، وفي مصحف الكوفيين "أنجينا" (¬2) . قال: "ولا شك أن زيد بن ثابت سمع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرؤها على هذه الهيئات فأثبتها في المصاحف مختلفة الصور على ما سمعها من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". ثم ساق الكلام في تقرير ذلك على نحو مما تقدم عن الإمام أبي جعفر بن جرير -وهو شيخه- فذكر أن الأمر بقراءة القرآن على سبعة أحرف أمر تخيير، قال: "فثبتت الأمة على حرف واحد من السبعة التي خيروا فيها، وكان سبب ثباتهم على ذلك ورفض الستة ما أجمع عليه صحابة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين خافوا على الأمة تكفير بعضهم بعضا أن يستطيل ذلك إلى القتال ¬
وسفك الدماء وتقطيع الأرحام، فرسموا لهم مصحفا، أجمعوا جميعا عليه وعلى نبذ ما عداه لتصير الكلمة واحدة، فكان ذلك حجة قاطعة وفرضا لازما". قال: "وأما ما اختلف فيه أئمة القراءة بالأمصار من النصب والرفع والتحريك والإسكان والهمز وتركه والتشديد والتخفيف والمد والقصر وإبدال حرف بحرف يوافق صورته [57 و] فليس ذلك بداخل في معنى قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُنزل القرآن على سبعة أحرف". قال: "وذلك من قبل أن كل حرف اختلفت فيه أئمة القراءة لا يوجب المراء كفرًا لمن مارى به في قول أحد من المسلمين، وقد أثبت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكفر للمماري بكل حرف من الحروف السبعة التي أنزل بها القرآن". ثم قال: "فإن قيل: فما السبب في اختلاف هؤلاء الأئمة بعد المرسوم لهم، ذلك شيء تخيروه من قبل أنفسهم، أم ذلك شيء وقفوا عليه بعد توجيه المصاحف إليهم؟ "قيل: لما خلت تلك المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون كأبي موسى (¬1) بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي ¬
الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه". قلت: وذكر نحو ذلك مكي في كتابه المفرد (¬1) الذي ألحقه "بكتاب الكشف" وكذلك الإمام أبو بكر بن العربي في "كتاب القبس"، قال: "فإن [57 ظ] قيل: فما تقولون في هذه القراءات السبع التي ألفت في الكتب؟ "قلنا: إنما أرسل أمير المؤمنين (¬2) المصاحف إلى الأمصار الخمسة بعد أن كتبت بلغة قريش، فإن القرآن إنما نزل بلغتها ثم أذن رحمة من الله تعالى لكل طائفة من العرب أن تقرأ بلغتها على قدر استطاعتها، فلما صارت المصاحف في الآفاق غير مضبوطة ولا معجمة قرأها الناس فما أنفذوه منها نفذ، وما احتمل وجهين طلبوا فيه السماع حتى وجدوه". "فلما أراد بعضهم أن يجمع ما شذ عن خط المصحف من الضبط جمعه على سبعة أوجه اقتداء بقوله: "أُنزل القرآن على سبعة أحرف". قال: "وليست هذه الروايات بأصل في التعيين، بل ربما خرج عنها ما هو مثلها أو فوقها كحروف أبي جعفر المدني (¬3) وغيره" (¬4) . ¬
قال أبو محمد مكي: "هذه القراءات كلها التي يقرؤها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه وعلى اطراح ما سواه، ولم ينقط ولم يضبط فاحتمل التأويل لذلك" (¬1) . قال: "فأما من ظن أن قراءة كل واحد من هؤلاء القراء [58 و] كنافع (¬2) وعاصم وأبي عمرو، أحد الأحرف السبعة التي نص النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذلك منه غلط عظيم؛ إذ يجب أن يكون ما لم يقرأ به هؤلاء السبعة متروكا؛ إذ قد استولوا على الأحرف السبعة عنده، فما خرج عن قراءتهم فليس من السبعة عنده". "ويجب من هذا القول أن تترك القراءة بما روي عن أئمة هؤلاء السبعة من التابعين والصحابة مما يوافق خط المصحف، مما لم يقرأ به هؤلاء السبعة". "ويجب منه أن لا تروى قراءة عن ثامن فما فوقه؛ لأن هؤلاء السبعة عند معتقد هذه القول قد أحاطت قراءتهم بالأحرف السبعة". قال: "وقد ذكر الناس من الأئمة في كتبهم أكثر من سبعين ممن هو أعلى رتبة وأجل قدرًا من هؤلا السبعة، على أنه قد ترك جماعة من العلماء في كتبهم في القراءات ذكر بعض هؤلاء السبعة واطرحهم: ¬
قد ترك أبو حاتم وغيره ذكر حمزة (¬1) والكسائي (¬2) وابن عامر (¬3) ، وزاد نحو عشرين رجلا من الأئمة ممن هو فوق هؤلاء السبعة". "وكذلك زاد الطبري في "كتاب القراءات" له على هؤلاء السبعة نحو خمسة عشر رجلا". "وكذلك فعل أبو عبيد وإسماعيل القاضي". "فكيف يجوز أن يظن ظان أن هؤلاء السبعة المتأخرين قراءة (¬4) [58 ظ] كل واحد منهم أحد الحروف السبعة التي نص عليها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هذا تخلف عظيم، أكان ذلك ينص من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم كيف ذلك". قال: "وكيف يكون ذلك والكسائي إنما ألحق بالسبعة بالأمس في أيام ¬
المأمون (¬1) ، وغيره كان السابع -وهو يعقوب الحضرمي- (¬2) فأثبت ابن مجاهد في سنة ثلاثمائة أو نحوها الكسائي في موضع يعقوب"؟. "وكيف يكون ذلك والكسائي إنما قرأ على حمزة وغيره، وإذا كانت قراءة حمزة أحد الحروف السبعة فكيف يخرج حرف آخر من الحروف السبعة؟ " (¬3) . وأطال الكلام في تقرير ذلك، ثم قال: "وأما قول الناس: قرأ فلان بالأحرف السبعة فمعناه أن قراءة كل إمام تسمى حرفا، كما يقال: قرأت بحرف نافع، وبحرف أبي وبحرف ابن مسعود، فهي أكثر من سبعمائة حرف لو عددنا الأئمة الذي نقلت عنهم القراءات من الصحابة فمن بعدهم". فحصل (¬4) أن الذي في أيدينا من القرآن هو ما في مصحف عثمان رضي الله عنه الذي أجمع المسلمون عليه. "والذي في أيدينا من القراءات هو ما وافق خط ذلك المصحف من القراءات التي نزل بها القرآن وهو من الإجماع أيضا. وسقط العمل بالقراءات ¬
التي تخالف خط المصحف، فكأنها [59 و] منسوخة بالإجماع على خط المصحف". "والنسخ للقرآن بالإجماع فيه اختلاف، فلذلك تمادى بعض الناس على القراءة بما يخالف خط المصحف مما ثبت نقله، وليس ذلك بجيد ولا صواب؛ لأن فيه مخالفة الجماعة، وفيه أخذ القرآن بأخبار الآحاد، وذلك غير جائز عند أحد من الناس" (¬1) . قلت: مثال هذا ما ثبت في الصحيحين من قراءة عبد الله بن مسعود وأبي الدرداء: "والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى" (¬2) . وقراءة الجماعة على وفق خط المصحف: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} (¬3) ، وقد أوضحت هذا في أول ترجمة علقمة بن قيس من التاريخ الكبير. وأما قول مكي: "إن الكسائي ألحق بالسبعة في أيام المأمون، وكان السابع يعقوب" ففيه نظر، فإن ابن مجاهد صنف "كتاب السبعة" وهو متأخر عن زمن المأمون بكثير، فإنه توفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، ومات المأمون سنة ثماني عشرة ومائتين، فلعل مصنفا آخر سبق ابن مجاهد إلى تصنيف قراءات السبعة، وذكر يعقوب دون الكسائي، إن صح ما أشار إليه مكي. فإن غيره من الأئمة المصنفين في القراءات الثماني يقولون: وإنما ألحق يعقوب بهؤلاء السبعة أخيرًا لكثرة روايته وحسن اختياره ودرايته. [59 ظ] ¬
وأما قوله: "إن نسخ القرآن بالإجماع فيه اختلاف"، فالمحققون من الأصوليين لا يرضون هذه العبارة، بل يقولون: الإجماع لا ينسخ به؛ إذ لا نسخ بعد انقطاع الوحي، وما نسخ بالإجماع، فالإجماع يدل على ناسخ قد سبق في زمن نزول الوحي من كتاب أو سنة. ثم قال مكي رحمه الله: "فإن سأل سائل: ما العلة التي من أجلها كثر الاختلاف عن هؤلاء الأئمة، وكل واحد منهم قد انفرد بقراءة اختارها مما قرأ به على أئمته"؟ قال: "فالجواب: أن كل واحد من الأئمة قرأ على جماعات بقراءات مختلفة فنقل ذلك على ما قرأ، فكانوا في برهة من أعمارهم، يقرءون الناس بما قرءوا، فمن قرأ عليهم بأي حرف كان لم يردوه عنه؛ إذ كان ذلك مما قرءوا به على أئمتهم". "ألا ترى أن نافعا قال: قرأ على سبعين من التابعين، فما اتفق عليه اثنان أخذته، وما شك فيه واحد تركته. يريد -والله أعلم- مما خالف المصحف. وكان من قرأ عليه بما اتفق فيه اثنان من أئمته لم ينكر عليه ذلك". "وقد روي عنه أنه كان يقرئ الناس بكل ما قرأ به حتى يقال له: نريد أن نقرأ عليك باختيارك مما رويت". "وهذا قالون (¬1) ربيبه وأخص الناس به، وورش (¬2) أشهر الناس المتحملين ¬
[60 و] إليه اختلفا في أكثر من ثلاثة آلاف حرف من قطع وهمز وتخفيف وإدغام وشبهه". "ولم يوافق أحد من الرواة عن نافع رواية ورش عنه ولا نقلها أحد عن نافع غير ورش، وإنما ذلك لأن ورشًا قرأ عليه بما تعلم في بلده فوافق ذلك رواية قرأها نافع على بعض أئمته فتركه على ذلك. وكذلك ما قرأ عليه به قالون وغيره" (¬1) . ثم قال: "فإن سأل سائل: "ما العلة التي من أجلها اشتهر هؤلاء السبعة بالقراءة دون من هو فوقهم، فنسبت إليهم السبعة الأحرف مجازًا، وصاروا في وقتنا أشهر من غيرهم ممن هو أعلى درجة منهم وأجل قدرًا؟ ". "فالجواب: أن الرواة عن الأئمة من القراءة كانوا في العصر الثاني والثالث كثيرا في العدد، كثيرًا في الاختلاف. فأراد الناس في العصر الرابع أن يقتصروا من القراءات التي توافق المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به، فنظروا إلى إمام مشهور بالثقة والأمانة في النقل وحسن الدين وكمال العلم، واشتهر أمره وأجمع أهل مصره على عدالته فيما نقل، وثقته فيما قرأ وروى، وعلمه بما يقرئ به، ولم تخرج قراءته عن خط مصحفهم المنسوب إليهم، فافردوا [60 ظ] من كل مصر وجه إليه عثمان رضي الله عنه مصحفا إماما، هذه وقراءته في مصحف ذلك المصر". "فكان أبو عمرو من أهل البصرة، وحمزة وعاصم من أهل الكوفة ¬
وسوادها، والكسائي من أهل العراق، وابن كثير (¬1) من أهل مكة، وابن عامر من أهل الشام، ونافع من أهل المدينة، كلهم ممن اشتهرت أمانته وطال عمره في الإقراء، وارتحل الناس إليه من البلدان، ولم يترك الناس مع هذا نقل ما كان عليه أئمة هؤلاء من الاختلاف ولا القراءة بذلك". "وأول من اقتصر على هؤلاء السبعة أبو بكر بن مجاهد، قبل سنة ثلاثمائة أو في نحوها وتابعه على ذلك من أتى بعده إلى الآن، ولم تترك القراءة برواية غيرهم واختيار من أتى بعدهم إلى الآن". "فهذه قراءة يعقوب الحضرمي غير متروكة، وكذلك قراءة عاصم الجحدري (¬2) وقراءة أبي جعفر وشيبة (¬3) إمامي نافع، وكذلك اختيار أبي حاتم وأبي عبيد، واختيار المفضل (¬4) ، واختيارات لغير هؤلاء الناس على القراءة كذلك في كل الأمصار من المشرق". "وهؤلاء الذين اختاروا إنما قرءوا للجماعة بروايات، فاختار كل واحد ¬
مما قرأ وروى قراءة تنسب إليه بلفظ الاختيار، وقد اختار الطبري وغيره، [61 و] وأكثر اختياراتهم إنما هو في الحرف إذا اجتمع فيه ثلاثة أشياء: "قوة وجهه في العربية، وموافقته للمصحف، واجتماع الأمة عليه". "والعامة عندهم ما اتفق عليه أهل المدينة وأهل الكوفة، فذلك عندهم حجة قوية توجب الاختيار". "وربما جعلوا العامة ما اجتمع عليه أهل الحرمين (¬1) ، وربما جعلوا الاختيار ما اتفق عليه نافع وعاصم، فقراءة هذين الإمامين أوثق القراءات وأصحها سندًا وأفصحها في العربية، ويتلوها في الفصاحة خاصة قراءة أبي عمرو والكسائي رحمهم الله" (¬2) . ثم قال: "فإن سأل سائل: لم جعل القراء الذين اختيروا للقراءة سبعة؟ ألا كانوا أكثر أو أقل؟ ". "فالجواب: أنهم جعلوا سبعة لعلتين: "إحداهما: أن عثمان رضي الله عنه كتب سبعة مصاحف ووجه بها إلى الأمصار، فجعل عدد القراء على عدد المصاحف". "والثانية: أنه جعل عددهم على عدد الحروف التي نزل بها القرآن، وهي سبعة على أنه لو جعل عددهم أكثر أو أقل لم يمتنع ذلك؛ إذ عدد الرواة الموثوق بهم أكثر من أن يحصى". ¬
"وقد ألف ابن جبير المقرئ (¬1) -وكان قبل ابن مجاهد- كتابا في القراءات وسماه "كتاب الخمسة"، ذكر فيه خمسة من القراء (¬2) [61 ظ] لا غير، وألف غيره كتابا وسماه "كتاب الثمانية"، وزاد على هؤلاء السبعة يعقوب الحضرمي، وهذا باب واسع". قال: "وإنما الأصل الذي يعتمد عليه في هذا: أن ما صح سنده، واستقام وجهه في العربية، ووافق لفظه خط المصحف فهو من السبعة المنصوص عليها، ولو رواه سبعون ألفا، مفترقين أو مجتمعين، فهذا هو الأصل الذي بُني عليه في ثبوت القراءات عن سبعة أو عن سبعة آلاف، فاعرفه وابن عليه" (¬3) . قال أبو علي الأهوازي: "وإنما كانوا من هذه الأمصار الخمسة دون غيرها لأجل أن عثمان رضي الله عنه جعل لكل مصر من هذه الأمصار مصحفا، وأمر باتباعه، ووجه بمصحف إلى اليمن، وبمصحف إلى البحرين، فلم نسمع لهما خبرا ولا رأينا لهما أثرًا". قال: "وهؤلاء السبعة لزموا القيام بمصحفهم، وانتصبوا لقراءته، وتجردوا لروايته، ولم يشتهروا بغيره، واتبعوا ولم يبتدعوا. قال: "وقد كان في وقتهم جماعة في مصر كل واحد منهم من القرأة ¬
ولم يجمعوا عليهم لأجل مخالفتهم للمصحف في يسير من الحروف". قال: "ولسنا نقول: إن ما قرأه هؤلاء السبعة يشتمل على جميع ما أنزله الله عز وجل [62 و] من الأحرف السبعة التي أباح رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقرأ بها، ولا معنى ما ورد عنهم معنى ذلك". قال: "وقد ظن بعض من لا معرفة له بالآثار أنه إذا أتقن عن هؤلاء السبعة قراءتهم أنه قد قرأ السبعة الأحرف التي جاء بها جبريل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". قال: "وهو خطأ بين وغلط ظاهر عند جميع أهل البصر بالتأويل". وقال شيخنا أبو الحسن علي بن محمد رحمه الله: "لما كان العصر الرابع سنة ثلاثمائة وما قاربها، كان أبو بكر بن مجاهد رحمه الله، قد انتهت إليه الرياسة في علم القراءة، وقد تقدم في ذلك على أهل ذلك العصر، اختار من القراءات ما وافق خط المصحف ومن القراء بها من اشتهرت قراءته، وفاقت معرفته، وقد تقدم أهل زمانه في الدين والأمانة والمعرفة والصيانة، واختاره أهل عصره في هذا الشأن، وأطبقوا على قراءته، وقصد من سائر الأقطار، وطالت ممارسته للقراءة والإقراء، وخص في ذلك بطول البقاء، ورأى أن يكونوا سبعة تأسيا بعدة المصاحف الأئمة، وبقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن هذا القرآن [62 ظ] أُنزل على سبعة أحرف من سبعة أبواب" (¬1) ، فاختار هؤلاء القراء السبعة أئمة الأمصار، فكان أبو بكر بن مجاهد أول من اقتصر على هؤلاء السبعة، وصنف كتابه في قراءاتهم، واتبعه الناس على ذلك، ولم يسبقه أحد ¬
إلى تصنيف قراءة هؤلاء السبعة" (¬1) . "وقد أضاف قوم بعد ابن مجاهد إلى هؤلاء السبعة يعقوب الحضرمي، وكان فاعل ذلك نسب ابن مجاهد إلى التقصير في اقتصاره على السبعة، ولم يكن عالمًا بغرض ابن مجاهد، وقراءة يعقوب خارجة عن غرضه لنزول الإسناد؛ لأنه قرأ على سلام بن سليمان (¬2) وقرأ سليمان على عاصم، ولما فيها (¬3) من الخروج عن قراءة العامة، وكذلك من صنف العشرة" (¬4) . قلت: ووقع في "كتاب البيان" لأبي طاهر بن أبي هاشم كلام لأبي جعفر الطبري، ظن منه أنه طعن على قراءة ابن عامر، وإنما حاصله أنه استبعد قراءته على عثمان بن عفان رضي الله عنه على ما جاء في بعض الروايات عنه على ما نقلناه في "الكتاب الكبير من إبراز المعاني"، وذلك غير ضائر. فهب أنه لم يصح أنه قرأ على عثمان، فقد قرأ على غيره من الصحابة، وكان يقول: هذه حروف أهل الشام التي يقرءونها. قال أبو جعفر: [63 و] . "ولعله أراد أنه أخذ ذلك عن جماعة من قرائها، فقد كان أدرك منهم من الصحابة وقدماء السلف خلقا كثيرا". ثم قال أبو طاهر: "وأحسن الوجوه عندي أن يقال: إن قراءة ابن عامر قراءة اتفق عليها ¬
أهل الشام وإنها مسندة إلى أحد من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". قال: "ولم يتفقوا إن شاء الله عليها، إلا ولها مادة صحيحة من بعض الصحابة تتصل برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن كنا لا نعلمها كعلمنا بمادة قراءة أهل الحرمين (¬1) والعراقين" (¬2) . قال: "ولولا أن أبا بكر شيخنا جعله سابعا لأئمة القراءة، فاقتدينا بفعله؛ لأنه لم يزل موفقا، فاتبعنا أثره، واهتدينا بهديه لما كان إسناد قراءته مرضيا، لكان (¬3) أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش بذلك أولى منه؛ إذ كانت قراءته منقولة عن الأئمة المرضيين، وموافقة للمصحف المأثور باتباع ما فيه، ولكنا لا نعدل عما مضى عليه أئمتنا، ولا نتجاوز ما رسمه أولونا؛ إذ كان ذلك بنا أولى، وكنا إلى التمسك بفعلهم أحرى". قلت: وكان غرض ابن مجاهد أن يأتي بسبعة من القراء من الأمصار التي نفدت إليها المصاحف، ولم يمكنه ذلك في البحرين [63 ظ] واليمن لإعواز أئمة القراءة منهما، فأخذ بدلهما من الكوفة لكثرة القراء بها، وإذا كان هذا غرضه فلم يكن له بد من ذكر إمام من أهل الشام، ولم يكن فيهم من انتصب لذلك من التابعين مثل ابن عامر، فذكره. وقال في كتابه: "وعلى قراءة ابن عامر أهل الشام وبلاد الجزيرة". ثم قال: "فهؤلاء السبعة من أهل الحجاز والعراق والشام خلفوا في ¬
القراءة التابعين، وأجمع على قراءتهم من أهل كل مصر من هذه الأمصار وغيرها من البلدان التي تقرب من هذه الأمصار، إلا أن يستحسن رجل لنفسه حرفا شاذا فيقرأ به من الحروف التي رويت عن بعض الأوائل منفردة، فذلك غير داخل في قراءة العوام". قال: "ولا ينبغي لذي لب أن يتجاوز ما مضت عليه الأئمة والسلف بوجه يراه جائزًا في العربية، أو مما قرأ به قارئ غير مجمع عليه" (¬1) . وقد ذكر الإمام أبو عبيد في أول كتابه في القراءات ما يعرفك كيف كان هذا الشأن من أول الإسلام إلى آخره ما ذكره. فذكر القراء من الصحابة على ما سبق ذكره في آخر الباب الأول (¬2) ، ثم قال بعد ذكر التابعين: "فهؤلاء الذين سمينا من الصحابة والتابعين [64 و] هم الذين يحكى عنهم عظم القراءة، وإن كان الغالب عليهم الفقه والحديث". قال: "ثم قام من بعدهم بالقرآن قوم، ليست لهم أسنان من ذكرنا ولا قدمهم، غير أنهم تجردوا في القراءة، فاشتدت بها عنايتهم، ولها طلبهم، حتى صاروا بذلك أئمة يأخذها الناس عنهم ويقتدون بهم فيها، وهم خمسة عشر رجلا من هذه الأمصار، في كل مصر منهم ثلاثة رجال: "فكان من قراء المدينة: أبو جعفر ثم شيبة بن نصاح ثم نافع وإليه صارت قراءة أهل المدينة". ¬
"وكان من قراء مكة: عبد الله بن كثير وحميد بن قيس الأعرج (¬1) ومحمد بن محيصن (¬2) ، وأقدمهم ابن كثير، وإليه صارت قراءة أهل مكة أو أكثرهم". "وكان من قراء الكوفة: يحيى بن وثاب (¬3) وعاصم والأعمش، ثم تلاهم حمزة رابعا، وهو الذي صار عظم أهل الكوفة إلى قراءته من غير أن يطبق عليه جماعتهم. وأما الكسائي فإنه يتخير القراءات، فأخذ من قراءة حمزة بعضا وترك بعضا". "وكان من قراء البصرة: عبد الله بن أبي إسحاق (¬4) ، وأبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر (¬5) . والذي صار إليه أهل البصرة في القراءة، واتخذوه إماما أبو عمرو. وقد كان لهم [64 ظ] رابعا، وهو عاصم الجحدري، غير أنه لم يرو عنه في الكثرة ما روي عن هؤلاء الثلاثة". ¬
"وكان من قراء الشام: عبد الله بن عامر ويحيى بن الحارث الذماري (¬1) وثالث، قد سمي لي بالشام ونسيت اسمه، فهؤلاء قراء الأمصار الذين كانوا من التابعين". قلت: الذي نسيه أبو عبيد، قيل: هو خليد بن سعد (¬2) صاحب أبي الدرداء، وعندي أنه عطية بن قيس الكلابي (¬3) أو إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر (¬4) . فإن كل واحد منهما كان قارئا للجند، وكان عطية بن قيس تصلح المصاحف على قراءته بدمشق على ما نقلناه في ترجمتهما في التاريخ. ثم إن القراء بعد هؤلاء كثروا، وتفرقوا في البلاد، وانتشروا، وخلفهم أمم بعد أمم، عرفت طبقاتهم واختلفت صفاتهم، فمنهم المحكم للتلاوة المعروف بالرواية والدراية، ومنهم المقتصر على وصف من هذه الأوصاف، وكثر بسبب ذلك بينهم الاختلاف، وقل الضبط، واتسع الحرق، والتبس الباطل بالحق، فميز جهابذة العلماء بتصانيفهم، ¬
وحرروه وضبطوه في تواليفهم على ما سيأتي شرحه في الباب الخامس إن شاء الله تعالى [65 و] . وقد قال القاضي أبو بكر الأشعري رحمه الله: "جميع ما قرأ به قراء الأمصار مما اشتهر عنهم واستفاض نقله ولم يدخل في حكم الشذوذ، ولم يقع بين القراء تناكر له، ولا تخطئه لقارئه، بل رواه سائغا جائزًا من همز وإدغام ومد وتشديد وحذف وإمالة، أو ترك كل ذلك، أو شيء منه، أو تقديم وتأخير، فإنه كله منزل من عند الله تعالى ومما وقف الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صحته وخير بينه وبين غيره وصوب جميع القراءة به. ولو سوغنا لبعض القراء إمالة ما لم يمله الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والصحابة أو غير ذلك، لسوغنا لهم مخالفة جميع قراءة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". وأطال الكلام في تقرير ذلك، وجوز أن يكون الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرئ واحدًا بعض القرآن بحرف، وبعضه بحرف آخر على قدر ما يراه أيسر على القارئ. فظهر لي من هذا: أن اختلاف القراء في الشيء الواحد مع اختلاف المواضع من هذا على قدر ما رووا، وأن ذلك المتلقن له من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ذلك الوجه أقرأ غيره كما سمعه، ثم من بعده كذلك إلى أن اتصل بالسبعة، ومثاله قراءة نافع "يُحْزِنُ" بضم الياء وكسر الزاي في جميع [65 ظ] القرآن (¬1) ، إلا حرف ¬
الأنبياء (¬1) ، وقراءة ابن عامر "إبراهام" بالألف في بعض السور (¬2) دون بعض، ونحو ذلك مما يقال فيه: إنه جمع بين اللغتين، والله أعلم. ¬
الباب الخامس: في الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية
الباب الخامس: في الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية قال الإمام أبو بكر بن مجاهد في "كتاب السبعة": "اختلف الناس في القراءات، كما اختلفوا في الأحكام، ورويت الآثار بالاختلاف عن الصحابة والتابعين، توسعة ورحمة للمسلمين، وبعض ذلك قريب من بعض، وحملة القرآن متفاضلون في حمله ونقله الحروف، منازل في نقل حروفه". "فمن حملة القرآن المعرب العالم بوجوه الإعراب في القراءات، العارف باللغات ومعاني الكلام، البصير بعيب القراءة المنتقد للآثار، فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مصر من أمصار المسلمين". "ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك، فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر على تحويل لسانه، فهو مطبوع على كلامه". "ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ منه، وليس عنده إلا الأداء لما تعلم، لا يعرف الإعراب [66 و] ولا غيره، فذلك الحافظ ولا يلبث مثله أن ينسى إذا طال عهده، فيقرأ بلحن لا يعرفه وتدعوه الشبهة إلى أن يرويه عن غيره ويبرئ نفسه، وعسى أن يكون عند الناس مصدقا، فيحمل ذلك عنه وقد نسيه وأوهم فيه وجسر على لزومه والإصرار عليه، أو يكون
قد قرأ على من نسي وضع الإعراب ودخلته الشبهة فتوهم، فذلك لا يقلد في القراءة ولا يحتج بنقله". "ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعنى ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس في الآثار، فربما دعاه بصره بالإعراب إلى أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين، فيكون بذلك مبتدعا، وقد روينا في كراهة ذلك وخطره أحاديث". ثم قال: "وأما الآثار التي رويت في الحروف فكالآثار التي رويت في الأحكام: منها المجتمع عليه السائر المعروف، ومنها المتروك المكروه عند الناس: المعيب من أخذ به، وإن كان قد روي وحفظ، ومنها ما قد توهم فيه من رواه فضيع روايته ونسي سماعه لطول عهده، فإذا عرض على أهله عرفوا توهمه وردوه على من حمله. "وربما سقط بالرواية لذلك بإصراره على لزومه [66 ظ] وتركه الانصراف عنه، ولعل كثيرا ممن ترك حديثه وانهم في روايته كانت هذه علته، وإنما ينتقد ذلك أهل العلم بالأخبار والحلال والحرام والأحكام، وليس انتقاد ذلك إلى من لا يعرف الحديث ولا يبصر الرواية والاختلاف". "وكذلك ما روي من الآثار في حروف القرآن": "منها اللغة الشاذة القليلة، ومنها الضعيف المعنى في الإعراب، غير أنه قد قرئ به، ومنها ما توهم فيه فغلط به، فهو لحن غير جائز عند من لا يبصر من العربية غير اليسير، ومنها اللحن الخفي الذي لا يعرفه إلا العالم النحرير، وبكل قد جاءت الآثار في القراءات". قال: "والقراءة التي عليها الناس بالمدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام هي القراءة التي تلقوها عن أوليهم تلقيا، وقام بها في كل مصر من هذه
الأمصار رجل ممن أخذ عن التابعين، اجتمعت الخاصة والعامة على قراءته وسلكوا فيها طريقه وتمسكوا بمذاهبه على ما روي -يعني- عن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة، وعن ابن المنكدر (¬1) وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز (¬2) وعامر الشعبي من التابعين أنهم قالوا: القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول، فاقرءوا كما علمتموه، قال زيد: القراءة سنة" (¬3) . [67 و] . قال إسماعيل القاضي: "أحسبه يعني هذه القراءة التي جمعت في المصحف". وذكر عن محمد بن سيرين أنه قال: "كانوا يرون أن قراءتنا هذه هي أحدثهن بالعرضة الأخيرة"، وفي رواية قال: "نبئت أن القرآن كان يعرض على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين". قال ابن سيرين: "فيرون أو يرجون أن تكون قراءتنا هذه أحدث القراءات عهدًا بالعرضة الأخيرة". أخرجه أبو عبيد وغيره (¬4) . ¬
وعنه عن عبيدة السلماني قال: "القراءة التي عرضت على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في العام الذي قبض فيه، هي التي يقرؤها الناس اليوم". وفي رواية: "القرآن الذي عرض". أخرجه ابن أبي شيبة (¬1) . قلت: وهذه السنة التي أشار إليها هي ما ثبت عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نصا أنه قرأه وأذن فيه على ما صح عنه: "إن القرآن نزل على سبعة أحرف". فلأجل ذلك كثر الاختلاف في القراءة في زمانه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعده إلى أن كتبت المصاحف، باتفاق من الصحابة بالمدينة على ذلك، ونفذت إلى الأمصار وأمروا باتباعها وترك ما عداها، فأخذ الناس بها، وتركوا من تلك القراءات كل ما خالفها، وأبقوا ما يوافقها صريحا [67 ظ] كقراءة {الصِّرَاط} بالصاد (¬2) ، واحتمالا كقراءة {مَالِكِ} بالألف (¬3) ؛ لأن المصاحف اتفقت على كتابة "ملك" فيها بغير ألف، فاحتمل أن يكون مراده كما حذفت من "الرحمن" و"إسمعيل" و"إسحق" وغير ذلك. ويحمل على اعتقاد ذلك ثبوت تلك القراءة بالنقل الصحيح عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا يلتمز فيه تواتر، بل تكفي الآحاد الصحيحة مع الاستفاضة، وموافقة خط المصحف، بمعنى أنها لا تنافيه عدم المنكرين لها نقلا وتوجيها من حيث اللغة. فكل قراءة ساعدها خط المصحف مع صحة النقل فيها ومجيئها على الفصيح ¬
من لغة العرب، فهي قراءة صحيحة معتبرة. فإن اختلت هذه الأركان الثلاثة أطلق على تلك القراءة أنها شاذة وضعيفة. أشار إلى ذلك كلام الأئمة المتقدمين، ونص عليه الشيخ المقرئ أبو محمد مكي بن أبي طالب القيرواني في كتاب مفرد (¬1) صنفه في معاني القراءات السبع وأمر بإلحاقه "بكتاب الكشف عن وجوه القراءات" من تصانيفه، وقد تقدم فيما نقلناه من كلامه في الباب الرابع الذي قبل هذا الباب (¬2) . وقد ذكره أيضا شيخنا أبو الحسن رحمه الله في كتابه "جمال القراء" في باب مراتب الأصول وغرائب الفصول فقال: [68 و] . "وقد اختار قوم قراءة عاصم ونافع فيما اتفقا عليه وقالوا: قراءة هذين الإمامين أصح القراءات سندًا وأفصحها في العربية، وبعدهما في الفصاحة قراءة أبي عمرو والكسائي". "وإذا اجتمع للحرف قوته في العربية وموافقة المصحف واجتماع العامة عليه فهو المختار عند أكثرهم. وإذا قالوا: قراءة العامة، فإنما يريدون ما اتفق عليه أهل المدينة وأهل الكوفة. فهو عندهم سبب قوي يوجب الاختيار. وربما اختاروا ما اجتمع عليه أهل الحرمين، وسموه أيضا بالعامة" (¬3) . قلت: ولعل مرادهم بموافقة خط المصحف ما يرجع إلى زيادة الكلم ونقصانها. فإن فيما يروى من ذلك عن أبي بن كعب وابن مسعود رضي الله عنهما ¬
من هذا النوع شيئا كثيرا، فكتبت المصاحف على اللفظ الذي استقر عليه في العرضة الأخيرة على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ما سبق تفسيره. وأما ما يرجع إلى الهجاء وتصوير الحروف، فلا اعتبار بذلك في الرسم، فإنه مظنة الاختلاف، وأكثره اصطلاح، وقد خولف الرسم بالإجماع في مواضع من ذلك، كالصلاة والزكاة والحياة، فهي مرسومات بالواو ولم يقرأها أحد على لفظ الواو. فليكتف في مثل ذلك بالأمرين الآخرين، وهما [68 ظ] صحة النقل والفصاحة في لغة العرب.
فصل
فصل: واعلم أن القراءات الصحيحة المعتبرة المجمع عليها، قد انتهت إلى السبعة القراء المقدم ذكرهم، واشتهر نقلها عنهم لتصديهم لذلك وإجماع الناس عليهم، فاشتهروا بها كما اشتهر في كل علم من الحديث والفقه والعربية أئمة اقتدي بهم وعول فيها عليهم. ونحن فإن قلنا: إن القراءات الصحيحة إليهم نسبت وعنهم نقلت، فلسنا ممن يقول: إن جميع ما روي عنهم يكون بهذه الصفة، بل قد روي عنهم ما يطلق عليه أنه ضعيف وشاذ بخروجه عن الضابط المذكور باختلال بعض الأركان الثلاثة، ولهذا ترى كتب المصنفين في القراءات السبع مختلفة في ذلك، ففي بعضها ذكر ما سقط في غيرها، والصحيح بالاعتبار الذي ذكرناه موجود في جميعها إن شاء الله تعالى.
فلا ينبغي أن يغتر بكل قراءة تعزى إلى واحد من هؤلاء الأئمة السبعة ويطلق عليها لفظ الصحة، وإن هكذا أنزلت إلا إذا دخلت في ذلك الضابط، وحينئذ لا ينفرد بنقلها مصنف عن غيره ولا يختص ذلك بنقلها عنهم، بل إن نقلت عن غيرهم من القراء، فذلك لا يخرجها عن الصحة. فإن الاعتماد على استجماع تلك الأوصاف، لا عمن تنسب إليه. فإن القراءات المنسوبة إلى كل قارئ من السبعة وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ، غير أن هؤلاء السبعة [69 و] لشهرتهم وكثرة الصحيح المجتمع عليه في قراءتهم تركن النفس إلى ما نقل عنهم، فوق ما ينقل عن غيرهم. فمما نسب إليهم وفيه إنكار لأهل اللغة وغيرهم: الجمع بين الساكنين في تاءات البزي (¬1) ، إدغام (¬2) أبي عمرو، وقراءة حمزة "فما اسطّاعوا" (¬3) ، وتسكين من أسكن "بارِئْكم" و"يأمُرْكم" (¬4) ¬
ونحوه و"سبأْ" (¬1) و"يا بُنَيْ" (¬2) و"مَكْر السيئْ"" (¬3) ، وإشباع الياء في "نرتعي" (¬4) و"يتقي ويصبرْ" (¬5) و"أفئدة من الناس" (¬6) وقراءة "ليكة" (¬7) بفتح الهاء، وهمز "سَأْقيها" (¬8) ، وخفض ¬
"والأرحامِ" (¬1) ، ونصب "كن فيكونَ" (¬2) ، والفصل بين المضافين في "الأنعام" (¬3) ، وغير ذلك على ما نقلناه وبيناه بعون الله تعالى وتوفيقه في شرح (¬4) قصيدة الشيخ الشاطبي رحمه الله. فكل هذا محمول على قلة ضبط الرواة فيه على ما أشار إليه كلام ابن مجاهد المنقول في أول هذا الباب (¬5) . وإن صح فيه النقل فهو من بقايا الأحرف السبعة التي كانت القراءة مباحة عليها، على ما هو جائز في العربية، فصيحا كان أو دون ذلك. وأما بعد كتابة المصاحف على اللفظ المنزل، فلا ينبغي قراءة ذلك اللفظ إلا على اللغة الفصحى من لغة قريش وما ناسبها، حملا لقراءة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والسادة من أصحابه على ما هو اللائق بهم، فإنهم كما كتبوه على لسان قريش، فكذا قراءتهم له. وقد شاع [69 ظ] على ألسنة جماعة من المقرئين المتأخرين وغيرهم ¬
من المقلدين أن القراءات السبع كلها متواترة، أي كل فرد فرد مما روى عن هؤلاء الأئمة السبعة، قالوا: والقطع بأنها منزلة من عند الله واجب. ونحن بهذا نقول، ولكن فيما اجتمعت على نقله عنهم الطرق واتفقت عليه الفرق من غير نكير له مع أنه شاع واشتهر واستفاض، فلا أقل من اشتراط ذلك إذا لم يتفق التواتر في بعضها. فإن القراءات السبع المراد بها ما روي عن الأئمة السبعة القراء المشهورين، وذلك المروي عنهم منقسم إلى ما أجمع عليه عنهم لم يختلف فيه الطرق، وإلى ما اختلف فيه بمعنى أنه نفيت نسبته إليهم في بعض الطرق. فالمصنفون لكتب القراءات يختلفون في ذلك اختلافا كثيرًا، ومن تصفح كتبهم في ذلك ووقف على كلامهم فيه عرف صحة ما ذكرناه. وأما من يهول في عبارته قائلا: إن القراءات السبع متواترة، لـ"أن القرآن أنزل على سبعة أحرف" فخطؤه ظاهر؛ لأن الأحرف السبعة المراد بها غير القراءات السبع على ما سبق تقريره في الأبواب المتقدمة. ولو سئل هذا القائل عن القراءات السبع التي ذكرها لم يعرفها ولم يهتد [70 و] إلى حصرها، وإنما هي شيء طرق سمعه فقاله غير مفكر في صحته، وغايته -إن كان من أهل هذا العلم- أن يجيب بما في الكتاب الذي حفظه. والكتب في ذلك -كما ذكرنا- مختلفة، ولا سيما كتب المغاربة والمشارقة، فبين كتب الفريقين تباين في مواضع كثيرة، فكم في كتابه من قراءة قد أنكرت، وكم فات كتابه من قراءة صحيحة فيه ما سطرت، على أنه لو عرف شروط التواتر لم يجسر على إطلاق هذه العبارة في كل حرف من حروف القراءة.
فالحاصل إنا لسنا ممن يلتزم التواتر في جميع الألفاظ المختلف فيها بين القراء، بل القراءات كلها منقسمة إلى متواتر وغير متواتر، وذلك بين لمن أنصف وعرف وتصفح القراءات وطرقها. وغاية ما يبديه مدعي تواتر المشهور منها كإدغام أبي عمرو ونقل الحركة لورش وصلة ميم الجمع وهاء الكناية لابن كثير أنه متواتر عن ذلك الإمام الذي نسبت تلك القراءة إليه بعد أن يجهد نفسه في استواء الطرفين والواسطة إلا أنه بقي عليه التواتر من ذلك الإمام إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل فرد فرد من ذلك، وهنالك تكسب العبرات، فإنها من ثم لم تنقل إلا آحادًا، إلا اليسير منها. وقد حققنا هذا [70 ظ] الفصل أيضا في "كتاب البسملة الكبير" ونقلنا فيه من كلام الحذاق من الأئمة المتقنين ما تلاشى عنده شبه المشنعين، وبالله التوفيق. فليس الأقرب في ضبط هذا الفصل إلا ما ذكرناه مرارًا من أن كل قراءة اشتهرت بعد صحة إسنادها وموافقتها خط المصحف ولم تنكر من جهة العربية فهي القراءة المعتمد عليها، وما عدا ذلك فهو داخل في حيز الشاذ والضعيف، وبعض ذلك أقوى من بعض. والمأمور باجتنابه من ذلك ما خالف الإجماع لا ما خالف شيئا من هذه الكتب المشهورة عند من لا خبرة له. قال أبو القاسم الهذلي في كتابه "الكامل": "وليس لأحد أن يقول: لا تكثروا من الروايات، ويسمي ما لم يصل من القراءات الشاذ؛ لأن ما من قراءة قرئت ولا رواية رويت إلا وهي صحيحة إذا وافقت رسم الإمام ولم تخالف الإجماع".
فإن قلت: قراءة من لم يبسمل بين السورتين ينبغي أن يكون ضعيفة لمخالفتها الرسم. قلت: لا، فإنه يبسمل إذا ابتدأ كل سورة، فهو يرى أن البسملة إنما رسمت في أوائل السور لذلك على أنا نقول الترجيح مع من بسمل مطلقا بين السورتين وعند الابتداء، وذلك على وفق مذهب إمامنا الشافعي (¬1) رحمه الله، وفي كل ذلك مباحث حسنة ذكرناها في "كتاب البسملة الكبير"، وبالله التوفيق. ¬
فصل
فصل: قال شيخنا أبو الحسن رحمه الله: "الشاذ مأخوذ من قولهم: شذ الرجل يَشُذ ويَشِذ شذوذا، إذا انفرد عن القوم واعتزل عن جماعتهم، وكفى بهذه التسمية تنبيها على انفراد الشاذ وخروجه عما عليه [71 و] الجمهور، والذي لم تزل عليه الأئمة الكبار القدوة في جميع الأمصار من الفقهاء والمحدثين وأئمة العربية توقير القرآن واجتناب الشاذ واتباع القراءة المشهورة ولزوم الطرق المعروفة في الصلاة وغيرها". "وقال ابن مهدي: لا يكون إماما في العلم من أخذ بالشاذ من العلم أو
روى عن كل أحد أو روى كل ما سمع". "وقال خلاد بن يزيد الباهلي (¬1) : قلت ليحيى بن عبد الله بن أبي مليكة (¬2) : إن نافعا (¬3) حدثني عن أبيك عن عائشة أنها كانت تقرأ "إذ تَلِقونه" (¬4) وتقول: إنما هو ولق الكذب. فقال يحيى: ما يضرك أن لا تكون سمعته عن عائشة، نافع ثقة على أبي وأبي ثقة على عائشة، وما يسرني أني قرأتها هكذا، ولي كذا وكذا. قلت: ولم وأنت تزعم أنها قد قُرئت؟ قال: لأنه غير قراءة الناس، ونحن لو وجدنا رجلا يقرأ بما ليس بين اللوحين ما كان بيننا وبينه إلا التوبة أو نضرب عنقه، نجيء به، نحن عن الأمة عن الأمة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن جبري عن الله عز وجل. وتقولون أنتم: حدثنا فلان الأعرج عن فلان الأعمى أن ابن مسعود يقرأ ما بين اللوحين، ما أدري ماذا، إنما هو والله ضرب العنق أو التوبة". "وقال [71 ظ] هارون (¬5) : ذكرت ذلك لأبي عمرو -يعني القراءة ¬
المعزوة إلى عائشة فقال: قد سمعت هذا قبل أن تولد، ولكنا لا نأخذ به. وقال أبو عمرو في رواية أخرى: إني أتهم الواحد الشاذ إذا كان على خلاف ما جاءت به العامة". "قال أبو حاتم السجستاني: أول من تتبع بالبصرة وجوه القراءات وألفها وتتبع الشاذ منها فبحث عن إسناده هارون بن موسى الأعور، وكان من العتيك مولى، وكان من القراء فكره الناس ذلك، وقالوا: قد أساء حين ألفها، وذلك أن القراءة إنما يأخذها هارون وأمة عن أفواه الأمة، ولا يلتفت منها إلى ما جاء من وراء وراء". "وقال الأصمعي (¬1) عن هارون المذكور: وكان ثقة مأمونا، قال: وكنت أشتهي أن يضرب لمكان تأليفه الحروف" (¬2) . ثم قال الشيخ: "فإن قيل: فهل في هذه الشواذ شيء تجوز القراءة به؟ " "قلت: لا تجوز القراءة بشيء منها لخروجها عن إجماع المسلمين وعن الوجه الذي ثبت به القرآن -وهو التواتر- وإن كان موافقا للعربية وخط المصحف؛ لأنه جاء من طريق الآحاد، وإن كانت نقلته ثقات. فتلك الطريق لا يثبت بها القرآن. ومنها ما نقله من لا يعتد بنقله ولا يوثق [72 و] ¬
بخبره، فهذا أيضا مردود، لا تجوز القراءة به ولا يقبل، وإن وافق العربية وخط المصحف، نحو "ملكَ يوم الدين" (¬1) بالنصب (¬2) . قلت: هذا كلام صحيح، ولكن الشاذ في ضبط ما تواتر من ذلك وما أجمع عليه. ثم قال: "ولقد نبغ في هذا الزمان قوم يطالعون كتب الشواذ ويقرءون بما فيها، وربما صحفوا ذلك فيزداد الأمر ظلمة وعمى" (¬3) . قلت: وقد سبق في الباب الثالث ما نقله ابن عبد البر عن مالك رحمه الله من المنع من قراءة ما خالف المصحف في الصلاة (¬4) ، قال مالك: "من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف، لم يصل وراءه". قال أبو عمر: "وعلماء المسلمين مجمعون على ذلك إلا قوما شذوا لا يعرج عليهم" (¬5) . قلت: وقد ذكر الإمام أبو بكر الشاشي (¬6) في كتابه المسمى بالمستظهري ¬
نقلا عن القاضي الحسين (¬1) وهو من كبار فقهاء الشافعية المراوزة (¬2) : "إن الصلاة بالقراءة الشاذة لا تصح". ثم قال أبو بكر: "هذا فيما يحيل المعنى عن المشهور، فإن لم يحل صحت". قلت: ورد إلى دمشق استفتاء من بلاد العجم عن ذلك وعن قراءة القارئ عشرا، كل آية بقراءة قارئ، فأجاب عن ذلك جماعة من مشايخ عصرنا، [72 ظ] منهم شيخا الشافعية والمالكية حينئذ -وكلاهما أبو عمرو عثمان- (¬3) ، قال شيخ الشافعية: "يشترط أن يكون المقروء به قد تواتر نقله عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرآنا أو استفاض نقله كذلك وتلقته الأمة بالقبول كهذه القراءات السبع؛ لأن المعتبر في ذلك اليقين والقطع على ما تقرر وتمهد في الأصول، فما لم يوجد فيه ذلك كما عدا السبع أو كما عدا العشر فممنوع من القراءة به منع تحريم لا منع كراهة في الصلاة وخارج الصلاة، وممنوع منه من ¬
عرف المصادر والمعاني ومن لم يعرف ذلك، وواجب على ما قدر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يقوم بواجب ذلك، وإنما نقلها من نقلها من العلماء لفوائد فيها تتعلق بعلم العربية، لا للقراءة بها، هذا طريق من استقام سبيله". ثم قال: "والقراءة الشاذة ما نقل قرآنا من غير تواتر واستفاطة، متلقاة بالقبول من الأمة كما اشتمل عليه "المحتسب" لابن جني (¬1) وغيره، وأما القراءة بالمعنى على تجوزه من غير أن ينقل قرآنا فليس ذلك من القراءات الشاذة أصلا، والمجترئ على ذلك مجترى على عظيم وضال ضلا [73 و] لا بعيدًا، فيعزر ويمنع بالحبس ونحوه ولا يخلي ذا ضلالة ولا يحل للمتمكن من ذلك إمهاله، ويجب منع القارئ بالشاذ وتأثيمه بعد تعريفه، وإن لم يمتنع فعليه التعزير بشرطه". "إذا شاع القارئ بقراءة فينبغي أن لا يزال يقرأ بها ما بقي للكلام تعلق بما ابتدأ به، وما خالف هذا ففيه جائز وممتنع، وعذر المرض منع من بيانه بحقه، والعلم عند الله تبارك وتعالى" (¬2) . وقال شيخ المالكية رحمه الله: "لا يجوز أن يقرأ بالقراءة الشاذة في صلاة ولا غيرها، عالما كان بالعربية أو جاهلا. وإذا قرأ بها قارئ فإن كان جاهلا بالتحريم عرف به وأمر بتركها، وإن كان عالما أدب بشرطه، وإن أصر على ذلك أدب على إصراره ¬
وحبس إلى أن يرتدع عن ذلك". "وأما تبديل "أتينا" بأعطينا و"سولت" بزينت ونحوه، فليس هذا من الشواذ، وهو أشد تحريما، والتأديب عليه أبلغ، والمنع منه أوجب". "وأما القراءة بالقراءات المختلفة في آي العشر الواحد فالأولى أن لا يفعل، نعم، إن قرأ بقراءتين في موضع إحداهما مبنية على الأخرى، مثل أن يقرأ "نغفر لكم" بالنون و"خطيئاتكم" بالرفع (¬1) ، ومثل "إن تضل إحديهما" بالكسر (¬2) "فتذكر إحديهما" بالنصب (¬3) ، فهذا أيضا [73 ظ] ممتنع، وحكم المنع كما تقدم، والله أعلم". قلت: المنع من هذا ظاهر، وأما ما ليس كذلك فلا منع منه، فإن الجميع جائز، والتخيير في هذا، وأكثر منه كان حاصلا بما ثبت من إنزال القرآن على سبعة أحرف توسعة على القراء، فلا ينبغي أن يضيق بالمنع من هذا ولا ضرر فيه، نعم، أكره ترداد الآية بقراءات مختلفة كما يفعله أهل زماننا في جميع القراءات لما فيه من الابتداع، ولم يرد في شيء عن المتقدمين. وقد بلغني كراهته عن بعض متصدري المغاربة المتأخرين، والله أعلم. ¬
فصل
فصل: قال الإمام أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم -وهو صاحب الإمامين أبي بكر بن مجاهد وأبي جعفر الطبري- في أول "كتاب البيان" عن اختلاف القراءة. "وقد نبغ نابغ في عصرنا هذا، فزعم أن كل ما صح عنده وجه في العربية لحرف من القرآن، يوافق خط المصحف فقراءته به جائزة في الصلاة وفي غيرها، فابتدع بفعله ذلك بدعة ضل بها عن قصد السبيل، وأورط نفسه في مزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله، وحاول إلحاق كتاب الله عز وجل من الباطل ما لا يأتيه [74 و] من بين يديه ولا من خلفه، إذا جعل لأهل الإلحاد في دين الله عز وجل بسيئ رأيه طريقا إلى مغالطة أهل الحق بتخير القراءات من جهة البحث والاستخراج بالآراء دون الاعتصام والتمسك بالأثر المفترض على أهل الإسلام قبولة والأخذ به كابرًا عن كابر وخالفا عن سالف". "وكان أبو بكر بن مجاهد -نضر الله وجهه- نشله من بدعته المضلة باستتابته منها، وأشهد عليه بترك ما ارتكبه من الضلالة بعد أن سئل البرهان على صحة ما ذهب إليه، فلم يأت بطائل، ولم تكن له حجة قوية ولا ضعيفة، فاستوهب أبو بكر رحمه الله تأديبه من السلطان عند توبته وإظهار الإقلاع عن بدعته". قال: "ثم عاود في وقتنا هذا إلى ما كان ابتدعه واستغوى من أصاغر المسلمين ممن هو في الغفلة والغباوة دونه ظنا منه أن ذلك يكون للناس دينا،
وأن يجعلوه فيما ابتدعه إماما، ولن يعدو ما ضل به مجلسه؛ لأن الله عز وجل قد أعلمنا أنه حافظ كتابه من لغط الزائغين وشبهات الملحدين بقوله عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} " (¬1) . قلت: هذا الشخص المشار إليه هو أبو الحسن [74 ظ] محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت المقرئ المعروف بابن شنبوذ البغدادي (¬2) في طبقة ابن مجاهد مقرئ مشهور. قال الخطيب (¬3) في "تاريخ بغداد": "روى عن خلق كثير من شيوخ الشام ومصر وكان قد تخير لنفسه حروفا من شواذ القراءات تخالف الإجماع يقرأ بها. فصنف أبو بكر بن الأنباري وغيره كتبا في الرد عليه". "وقال إسماعيل الخطبي (¬4) في كتاب التاريخ: اشتهر ببغداد أمر رجل يعرف بابن شنبوذ، يقرئ الناس ويقرأ في المحراب بحروف يخالف فيها المصحف مما يروى عن عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما مما كان يقرأ به قبل جمع المصحف الذي جمعه عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويتتبع الشواذ فيقرأ بها ويجادل، حتى عظم أمره وفحش، وأنكره الناس، فوجه ¬
السلطان (¬1) فقبض عليه في يوم السبت لست خلون من ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وحمل إلى دار الوزير محمد بن علي -يعني ابن مقلة- (¬2) وأحضر القضاة والفقهاء والقراء وناظره -يعني الوزير- بحضرتهم، فأقام على ما ذكر عنه ونصره واستنزله الوزير عن ذلك [75 و] فأبى أن ينزل عنه أو يرجع عما يقرأ به من هذه الشواذ المنكرة التي تزيد على المصحف وتخالفه، فأنكر ذلك جميع من حضر المجلس وأشاروا بعقوبته ومعاملته بما يضطره إلى الرجوع فأمر بتجريده وإقامته بين الهنبازين وضربه بالدرة على قفاه، فضرب نحو العشرة ضربا شديدا، فلم يصبر واستغاث وأذعن بالرجوع والتوبة فخلي عنه وأعيدت عليه ثيابه واستتيب، وكتب عليه كتاب بتوبته وأخذ فيه خطه بالتوبة" (¬3) . وقرأت في تاريخ هارون بن المأمون قال: "وفي أيام الراضي ضرب ابن مقلة ابن شنبوذ سبع درر لأجل قراءة أنكرت عليه ودعا عليه بقطع اليد وتشتت الشمل فقطعت يده ثم لسانه. وقرأت في تاريخ ثابت بن سنان (¬4) شرح هذه القصة فقال: "بلغ الوزير أبا علي محمد بن مقلة أن رجلا -يعرف بابن شنبوذ- ¬
بغير حروفا من القرآن، فاستحضره واعتقله في داره أياما، ثم استحضر القاضي أبا الحسين عمر بن محمد (¬1) وأبا بكر أحمد بن موسى بن مجاهد وجماعة من أهل القرآن، وأحضر ابن شنبوذ ونوظر بحضرة الوزير، فأغلظ للوزير [75 ظ] في الخطاب وللقاضي ولابن مجاهد، ونسبهم إلى قلة المعرفة، وعيرهم بأنهم ما سافروا في طلب العلم كما سافر، واستصبى القاضي، فأمر الوزير بضربه، فنصب بين الهنبازين وضرب سبع درر، فدعا -وهو يضرب- على ابن مقلة بأن تقطع يده ويشتت شمله، ثم وقف على الحروف التي قيل إنه يقرأ بها فأنكر ما كان منها شنعا". وقال فيما سوى ذلك: "إنه قد قرأ به قوم فاستتابوه فتاب. وقال: إنه قد رجع عما كان يقرأ به وإنه لا يقرأ إلا بمصحف عثمان رضي الله عنه وبالقراءة المتعاملة المشهورة التي يقرأ بها الناس، فكتب عليه الوزير أبو علي محضرًا بما سمع من لفظه، صورته: "يقول محمد بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شنبوذ: قد كنت أقرأ حروفا تخالف ما في مصحف عثمان المجمع عليه الذي اتفق أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على تلاوته، ثم بان لي أن ذلك خطأ، فأنا منه تائب، وعنه مقلع، وإلى الله عز وجل منه بريء؛ إذ كان مصحف عثمان هو الحق الذي لا يجوز خلافه ولا أن يقرأ بغير ما فيه". "وكتب ابن شنبوذ فيه: يقول محمد بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شنبوذ: إن [76 و] . ¬
ما في هذه الرقعة صحيح، وهو قولي واعتقادي، وأشهد الله عز وجل وسائر من حضر على نفسي بذلك". "وكتب بخطه: "فمتى خالفت ذلك أو بان مني غيره فأمير المؤمنين (¬1) -وأطال الله بقاه- في حل وفي سعة من دمي، وذلك في يوم الأحد لسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة في مجلس الوزير أبي علي بن علي، أدام الله توفيقه". "وكان مما اعترف به يومئذ: "فامضوا إلى ذكر الله" (¬2) ، "وتجعلون شكركم أنكم تكذبون" (¬3) ، "وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا" (¬4) ، "كالصوف المنفوش" (¬5) ، "تبت يدا أبي لهب وقد تب" (¬6) ، "فلما خر تبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب" (¬7) ، ¬
"والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى" (¬1) و"فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاما" (¬2) ، "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون الله على ما أصابهم" (¬3) ، "ولتكن فتنة في الأرض وفساد عريض" (¬4) . "وتحت ذلك بخط ابن مجاهد: "اعترف ابن شنبوذ بما في هذه الوقعة بحضرتي وكتب ابن مجاهد بيده". [76 ظ] قلت: ثم مات ابن شنبوذ في صفر سنة ثمان وعشرين بعد موت ابن مجاهد بأربع سنين، وعزل ابن مقلة ونكب في سنة أربع وعشرين بعد نكبة ابن شنبوذ بسنة واحدة، فجرى عليه من الإهانة بالضرب والتعليق والمصادرة أمر عظيم، ثم آل أمره إلى قطع يده ولسانه ونسأل الله تعالى العافية. وابن شنبوذ وإن كان ليس بمصيب فيما ذهب إليه ولكن خطأه في واقعة لا يسقط حقه من حرمة أهل القرآن والعلم، فكان الرفق به ومداراته أولى ¬
من إقامته مقام الدعار المفسدين في الأرض وإجرائه مجراهم في العقوبة، فكان اعتقاله وإغلاظ القول له كافيا في ذلك إن شاء الله تعالى، ولكنه سبحانه وتعالى: {يَفْعَلُ مَا يَشَاء} (¬1) ويبتلي من شاء بما شاء سبحانه {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَل} (¬2) ، وهو تعالى أعلم وأحكم. ¬
الباب السادس: في الإقبال على ما ينفع من علوم القرآن والعمل بها وترك التعمق في تلاوة ألفاظه والغلو بسببها
الباب السادس: في الإقبال على ما ينفع من علوم القرآن والعمل بها وترك التعمق في تلاوة ألفاظه والغلو بسببها لم يبق لمعظم من طلب القرآن العزيز همة إلا في قوة حفظه وسرعة سرده وتحرير النطق بألفاظه والبحث [77 و] عن مخارج حروفه والرغبة في حسن الصوت به. وكل ذلك وإن كان حسنا ولكن فوقه ما هو أهم منه وأتم وأولى وأحرى وهو فهم معانيه والتفكر فيه والعمل بمقتضاه والوقوف عند حدوده وثمرة خشية الله تعالى من حسن تلاوته، ونحن نسرد من الأخبار والآثار ما يشهد لما قلناه بالاعتبار. أخرج أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب فضائل القرآن" عن ابن عباس ومجاهد (¬1) وعكرمة في قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ} (¬2) ، قال: يتبعونه حق إتباعه. ¬
وعن الشعبي في قوله تعالى: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِم} (¬1) ، قال: أما إنه ما كان بين أيديهم، ولكن نبذوا العمل به. وعن أبي هريرة (¬2) : أن رجلا أتى أبا الدرداء بابنه فقال: با أبا الدرداء، إن ابني هذا جمع القرآن، فقال: اللهم اغفر، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاعه (¬3) . وروي مرفوعا وموقوفا: "اقرءوا القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه" (¬4) . وعن الحسن (¬5) : أن أولى الناس بالقرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرؤه. [77 ظ] قال: وحدثنا حجاج عن عبد الرحمن بن أبي الزناد (¬6) عن سليمان بن سحيم (¬7) قال: أخبرني من رأى ابن عمر وهو يصلي ويترجح ويتمايل ويتأوه، حتى لو رآه من يجهله لقال: أصيب الرجل، وذلك لذكر النار إذا مر بقوله ¬
تعالى: {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} (¬1) ، أو شبه ذلك. حدثنا ابن المبارك (¬2) عن مسعر (¬3) عن عبد الأعلى التيمي قال: من أوتي من العلم ما لا يبكيه: فليس بخليق أن يكون أوتي علما ينفعه؛ لأن الله تبارك وتعالى نعت العلماء فقال: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا، وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا، وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} (¬4) . وعن أبي ذر (¬5) رضي الله عنه قال: قام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (¬6) . وعن تميم الداري: أنه أتى المقام ذات ليلة، فقام يصلي، فافتتح السورة ¬
التي تذكر فيها الجاثية، فلما أتى على هذه الآية {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} (¬1) ، لم يزل يرددها حتى أصبح. وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه يردد {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (¬2) ، حتى أصبح. وعن عامر بن عبد قيس (¬3) : أنه قرأ ليلة من سورة المؤمن فلما انتهى إلى قوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ} (¬4) ، لم يزل يرددها حتى أصبح. وعن هشام بن عروة عن عبد الله بن يحيى بن حمزة عن أبيه عن جده قال: افتتحت أسماء بنت أبي بكر (¬5) رضي الله عنهما "سورة الطور" فلما انتهت إلى قوله تعالى: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} (¬6) . ذهبت إلى السوق في حاجة ثم رجعت، وهي تكررها: {وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُوم} ، قال: وهي في الصلاة. وعن سعيد بن جبير: أنه ردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين ¬
مرة: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} (¬1) . وعنه أنه استفتح بعد العشاء الآخرة بسورة: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} (¬2) فلم يزل فيها، حتى نادى منادي السحر. وعن أبي حمزة قال: قلت [78 ظ] لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول (¬3) . وسئل مجاهد عن رجل قرأ البقرة وآل عمران، ورجل قرأ البقرة، قيامهما واحد وركوعهما واحد وسجودهما واحد وجلوسهما واحد، أيهما أفضل؟ فقال: الذي قرأ البقرة، ثم قرأ: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} (¬4) . وعن مجاهد في قوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (¬5) ، قال: ترسل فيه ترسلا. وحدثنا جرير عن مغيرة (¬6) عن إبراهيم قال: قرأ علقمة على عبد الله، ¬
فكأنه عجل، فقال عبد الله: فداك أبي وأمي، رتل، فإنه زين القرآن. وفي كتاب ابن أبي شيبة: عن ابن عباس {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} ، قال: بينه تبيينا. وعن مجاهد قال: بعضه في إثر بعض. وعن محمد بن كعب (¬1) قال: لأن أقرأ {إِذَا زُلْزِلَت} و {الْقَارِعَةُ} (¬2) ، أرددهما وأتفكر فيهما، أحب إلي من أن هذا القرآن (¬3) . قال أبو عبيد: حدثنا أبو النضر (¬4) عن شعبة قال: حدثني معاوية بن قرة (¬5) قال: سمعت عبد الله بن مغفل (¬6) يقول: رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الفتح على ناقته أو جمله يسير، وهو يقرأ سورة الفتح [79 و]-أو قال: من سورة الفتح- ثم قرأ معاوية قراءة لينة، فرجع ثم قال: ¬
لولا أخشى أن يجتمع الناس علينا، لقرأت ذلك اللحن (¬1) . قال: وحدثنا حجاج عن ابن جريج قال: قلت لعطاء (¬2) ما تقول في القراءة على الألحان؟ فقال: وما بأس بذلك، سمعت عبد الله بن عمر يقول: كان داود عليه السلام يفعل كذا وكذا لشيء ذكره، يريد أن يبكي بذلك ويبكي. ثم ذكر أبو عبيد أحاديث كثيرة في تحسين الصوت بالقرآن، ثم قال: وعلى هذا المعنى تحمل هذه الأحاديث، إنما هو طريق الحزن والتخويف والتشويق، لا الألحان المطربة الملهية. وقد روي في ذلك أحاديث مفسرة مرفوعة وغير مرفوعة، منها عن طاوس (¬3) قال: سئل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن -أو أحسن قراءة- فقال: "الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى" (¬4) . وعنه: "أحسن الصوت بالقرآن أخشاهم لله تعالى". ¬
وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم" (¬1) . وعن عابس الغفاري (¬2) أنه سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتخوف على أمته خصالا: بيع الحكم، والاستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، وقوما يتخذون القرآن من أمير، يقدمون أحدهم ليس بأفقههم ولا بأفضلهم، إلا ليغنيهم به غناء. وعن أنس: أنه سمع رجلا يقرأ بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك ونهى عنه. وقال شعبة: نهاني أيوب أن أحدث بهذا الحديث: "زينوا القرآن بأصواتكم" (¬3) . ¬
قال أبو عبيد: وإنما ذكره أيوب فيما يرى أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه الألحان المبتدعة (¬1) ، يعني معنى الحديث غير ذلك، وهو لما سبق. وعن الحارث (¬2) عن علي رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يرفع الرجل صوته بالقرآن في الصلاة قبل العشاء الآخرة وبعدها ويغلط أصحابه (¬3) . وعن يحيى بن أبي كثير (¬4) قال: قيل للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن ههنا قوما يجهرون بالقراءة في صلاة النهار، فقال: "ارموهم بالبعر". قال أبو عبيد: جلست إلى معمر بن سليمان (¬5) بالرقة، وكان من خير من رأيت، وكانت له [80 و] حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له: لو أتيته فكلمته، فقال: قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم، فأكرمتهما ¬
عن ذلك (¬1) . وقال أبو بكر بن أبي شيبة في "كتاب ثواب القرآن". حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: كان يكره أن يقرأ القرآن عند الأمر يعرض من أمر الدنيا. حدثنا حفص (¬2) عن هشام بن عروة قال: كان إذا رأى شيئا من أمر الدنيا يعجبه، قرأ: {وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} (¬3) الآية. حدثنا معاذ (¬4) عن عوف (¬5) عن زياد بن مخراق (¬6) عن أبي كنانة (¬7) عن أبي موسى ¬
الأشعري رضي الله عنه قال: إن من إجلال الله إكرام حامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه (¬1) . ورواه البيهقي في "الشعب" عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن من إجلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط" (¬2) . وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم" (¬3) . وقال عبد الله: إياكم والتنطع والاختلاف (¬4) . وقال [80 ظ] حذيفة: إن من أقرأ الناس المنافق الذي لا يدع واوًا ولا ألفًا، يلفت كما تلفت البقرة بلسانها، لا يجاوز ترقوته (¬5) . قال صاحب الغريبين (¬6) في الحديث: "هلك المتنطعون ... " (¬7) . ¬
"هم المتعمقون الغالون"، قال: "ويكون الذين يتكلمون بأقصى حلوقهم، مأخوذ من النطع، وهو الغار الأعلى" (¬1) . قال: "وفي حديث حذيفة: من أقرأ الناس منافق لا يدع منه واوًا ولا ألفا يلفته بلسانه، كما تلفت البقرة الخلاء بلسانها، أي تلويه، يقال: لفته وفتله، أي لواه" (¬2) والخلاء الرطب من الكلأ. وخرج أبو بكر محمد بن الحسين الآجري (¬3) جزءا في حلية القارئ، جمع فيه أخبارًا وآثارا حسنة، من ذلك: وعن سعد بن مالك قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكو" (¬4) : وعن بريدة (¬5) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقرءوا القرآن بحزن فإنه نزل بحزن". وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن أحسن الناس صوتا بالقرآن من إذا سمعته يقرأ، حسبته ¬
يخشى الله عز وجل" (¬1) . وعن إبراهيم عن علقمة قال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا [81 و] يكن هم أحدكم آخر السورة (¬2) . وعن الحسن البصري قال: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان، لا علم لهم بتلاوته، ولم ينالوا الأمر من أوله. قال الله عز وجل: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} (¬3) ، أما تدبر آياته، اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله (¬4) ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء. وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبتواضعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه ¬
إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون (¬1) . وقال الفضيل بن عياض (¬2) : ينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له إلى أحد من الخلق حاجة، إلى الخليفة فمن دونه، وينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه" (¬3) . وفي "كتب شعب الإيمان": عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار يحل حلاله ويحرم حرامه خلطه الله بلحمه ودمه، وجعله رفيق السفرة الكرام البررة، وإذا كان يوم القيامة كان القرآن له حجيجا" (¬4) . وعن عبد الملك بن شبيب عن رجل من ولد (¬5) ابن أبي ليلى قال: دخلت على امرأة وأنا أقرأ سورة هود، فقالت لي: يا أبا عبد الرحمن، هكذا تقرأ سورة هود، والله إني فيها منذ ستة أشهر، وما فرغت من قراءتها (¬6) , ¬
قال ابن أبي مليكة (¬1) : صحبت ابن عباس -يعني في السفر- فإذا نزل قام شطر الليل ويرتل القرآن، يقرأ حرفا حرفا، ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب (¬2) . وقال عبد الله بن عروة بن الزبير (¬3) : قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله (¬4) . وقال محمد بن جحادة (¬5) : قلت لأم ولد الحسن البصري: ما رأيت منه؟ (¬6) فقالت: رأيته فتح المصحف، فرأيت عينيه تسيلان وشفتيه لا تتحركان (¬7) . وعن ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال: كنا جلوسا نقرأ القرآن، فخرج علينا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسرورًا فقال: "اقرءوا القرآن، فيوشك أن يأتي قوم يقرءونه، يقومونه كما يقوم القدح ويتعجلونه ولا يتأجلونه" (¬8) . ¬
وفي رواية سهل بن سعد (¬1) : يقومون حروفه كما يقام السهم، لا يجاوز تراقيهم، يتعجلون آخره ولا يتأجلونه (¬2) . وعن أبي الدرداء رضي الله عنه: إياكم والهذاذين الذين يهذون القرآن ويسرعون بقراءته، فإنما مثل ذلك كمثل الأكمة التي لا أمسكت ماء ولا أنبتت [82 و] كلأ (¬3) . وفي كتاب شيخنا "جمال القراء": "قال رجل لسليم (¬4) رحمه الله: جئتك لأقرأ عليك التحقيق، فقال سليم: يابن أخي، شهدت حمزة وأتاه رجل في مثل هذا، فبكى وقال: يابن أخي، إن التحقيق صون القرآن، فإن صنته فقد حققته، وهذا هو التشديق" (¬5) . وفيه: "قال سفيان بن عيينة: من أعطى القرآن فمد عينيه إلى شيء مما صغر القرآن، فقد خالف القرآن، ألم تسمع قوله سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ، لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا ¬
بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} (¬1) . وقال: {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (¬2) ، يعني القرآن". قال الشيخ رحمه الله: "أي ما رزقك الله من القرآن خير وأبقى مما رزقهم من الدنيا". "وقال الحسن: قراء القرآن على ثلاثة أصناف: صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به، وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده واستطالوا به على أهل بلادهم واستدروا به الولاة، كثير هذا الضرب من حملة القرآن، لا كثرهم الله، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم واستشعروا الخوف وارتدوا الحزن، فأولئك يسقي الله بهم الغيث وينصرهم على الأعداء، والله لهذا الضرب من حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر". "وعن أبي الأحوص قال: إن كان الرجل ليطرق الخباء فيسمع فيه كدوي النحل، فما لهؤلاء يأمنون ما كان أولئك يخافون" (¬3) . وفي "كتاب الإحياء": "حكي عن أبي سليمان الداراني (¬4) أنه قال: إني لأتلو الآية فأقيم فيها ¬
أربع ليال، أو خمس ليال، ولولا إني أقطع [82 ظ] الفكر فيها، ما جاوزتها إلى غيرها" (¬1) . قلت: فمثل هذا الذي حصل على المقصود من العلوم. قال أبو حامد الغزالي (¬2) في كتاب ذم الغرور: "اللب الأقصى هو العمل، والذي فوقه هو معرفة العمل، وهو كالقشر للعمل وكاللب بالإضافة إلى ما فوقه، والذي فوقه هو سماع الألفاظ وحفظها بطريق الرواية، وهو قشر بالإضافة إلى المعرفة ولب بالإضافة إلى ما فوقه، وما فوقه هو العلم باللغة والنحو، وفوق ذلك القشرة العليا وهو العلم بمخارج الحروف، والعارفون بهذه الدرجات كلهم مغترون إلا من اتخذ هذه الدرجات منازل، فلم يعرج عليها إلا بقدر حاجته، فتجاوز إلى ما وراءه، حتى وصل إلى باب العمل، وطالب بحقيقة العمل قلبه وجوارحه، ورجى عمره في حمل النفس عليه وتصحيح الأعمال وتصفيتها عن الشوائب والآفات، فهذا هو المقصود المخدوم من جملة علوم الشرع، وسائر العلوم خدم له ووسائل إليه وقشور له ومنازل بالإضافة إليه، وكل من لم يبلغ المقصد فقد خاب، سواء كان في المنزل القريب، أو في المنزل البعيد، وهذه العلوم لما كانت متعلقة بعلوم الشرع اغتر بها أربابها" (¬3) . وقال في كتاب تلاوة القرآن: ¬
"أكثر الناس منعوا من فهم القرآن لأسباب وحجب سدلها الشيطان على قلوبهم، فعميت عليهم عجائب أسرار القرآن: أولها أن يكون الهم منصرفا إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها، وهذا يتولى حفظه شيطان وكّل بالقراء ليصرفهم عن معاني كلام الله تعالى، فلا يزال يحملهم على ترديد الحرف، يخيل إليهم أنه لا يخرج من مخرجه، فهذا يكون تأمله مقصورا على مخارج الحروف، فأنى تنكشف له المعاني؟ وأعظم ضحكة الشيطان لمن كان مطيعا لمثل هذا التلبيس" (¬1) . ثم قال: "وتلاوة القرآن حق تلاوته أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل، وحظ العقل تفسير المعاني، وحظ القلب الاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار. فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ" (¬2) . قلت: صدق رحمه الله، ومع أن الأمر كذلك، فقد تجاوز بعض من يدعي تجويد اللفظ إلى تكلف ما لا حاجة إليه، وربما أفسد ما زعم أنه مصلح له. قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني الحافظ المقرئ رحمه الله: "التحقيق الوارد عن أئمة القراءة حده أن يوفي الحروف حقوقها [83 و] من المد والهمز والتشديد والإدغام والحركة والسكون والإمالة والفتح، إن كانت كذلك من غير تجاوز ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف". قال: "فأما ما يذهب إليه بعض أهل الغباوة من القراء من الإفراط في ¬
التمطيط، والتعسف في التفكيك، والإسراف في إشباع الحركات إلى غير ذلك من الألفاظ المستبشعة والمذاهب المكروهة فخارج عن مذاهب الأئمة وجمهور سلف الأمة، وقد وردت الآثار عنهم بكراهة ذلك". قال أبو بكر بن مجاهد: "كان أبو عمرو سهل القراءة، غير متكلف، يؤثر التخفيف ما وجد إليه السبيل" (¬1) . وقال حمزة: إن لهذا التحقيق منتهى ينتهي إليه، ثم يكون قبيحا مثل البياض، له منتهى ينتهي إليه، فإذا زاد صار برصا. وقال رجل لحمزة: يا أبا عمارة، رأيت رجلا من أصحابك همز حتى انقطع زره فقال: لم آمرهم بهذا كله (¬2) . وقال أبو بكر بن عياش: إمامنا يهمز {مُؤْصَدَة} (¬3) ، فأشتهي أن أسد أذني إذا سمعته يهمزها. وأنشدنا شيخنا أبو الحسن علي بن محمد السخاوي رحمه الله تعالى قصيدة من نظمه في علم التجويد، يقول فيها: لا تحسب التجويد مدا مفرطا ... أو مد ما لا مد فيه لوان أو أن تشدد بعد مد همزة ... أو أن تلوك الحرف كالسكران ¬
أو أن تفوه بهمزة متهوعا ... فيفر سامعها من الغثيان للحرف ميزان، فلا تك طاغيا ... فيه، ولا تك مخسر الميزان فإذا همزت فجئ به متلطفا ... من غير ما بهر وغير توان وامدد حروف المد عند مسكن ... أو همزة حسنا أخا إحسان (¬1) [83 ظ] أي: مدا حسنا، والقصيدة طويلة تنيف على ستين بيتا، والله تعالى يوفقنا للرشد ويكفينا شر كل أحد. ¬
الفروق بين النسخ الثلاث التي اعتمد عليها في نشر الكتاب
الفروق: بين النسخ الثلاث التي اعتمد عليها في نشر الكتاب (¬1) ، (¬2) [5] "4" ومنزل القطر ل: وننزل إلى القطر ف "6-7" إلا الله ... له المؤمل ف: إلا هو المؤمل ل "7" الأصر ل: الأجرف// واسبال ل: واسال ف "12" الإيمان ل: ف [6] "2" وعلى جميع ف: وجميع ل "4" طلع ل: طالع ف [7] جمع ل: جميع "11" ينفع له: ينتفع ف [9] "2" نزول ل: في نزول ف "8" الأحاديث ل: الآيات ف "11" إلى ذلك قوله تعالى ل: ذلك إلى قوله ف [10] "1" توجد ل: توجه ف"7" الخبر ل: ف [11] "1" عطية بن الأسود "البيهقي": عطية الأسود ل ف// أنه ل: ف "2" في قول ل: قول ف "6" فقال ل: فقول ف "7، 9" مواقع له: مواضع ف [12] 5-6" وانزل ... رمضان ل: ف "7" له ف: ل 9" أبي عبيد ل: أبي داود ف [14] "1" في معنى قوله ل: معنى في قوله ف "5" به ل: ف "7" المعتقدون ل: الذين يعتقدون ف "9" ليلة القرد ف: ل "11" أنه ل: ف [15] "6" حديث ل: ف [16] "9" كقوله ل: لقوله ف "10" على تؤد له: تؤده في "14" واسند ف: واسناد ل [17] "3" بمواقع ف: بموقع ل [18] "1" قال وتلال: ثم تلاف "4" القرآن وانزله مفرقا ل: للقرآن وانزله متفرقا ف "7" في الرواية الأولى ل: وفي ف "14" العام في: ل [19] "2" كل في: كله ل "4" ينزل "المنهاج": نزل ل ف [20] بان ... تنجيم ل: بازاء ... تنجم ف "10" حسان بن حريث ل: حسان عن حريث ف "13" ويرتله "المستدرك": يرتله ل ف [21] "3" في ليلة ... فرفع ل: ليلة ... فوضع ف "8" فلا أقسم "الثعلبي": ل ف ¬
"10-11" أما ... القرآن ل: ف// يعارض ف: معارض ل "14" ينسيه له: يتشبه ف [23] "3" القراءة "المصنف" ل ف "10" جبريل ف: ل// السفرة له: ف [24] "9" جملة ل: بجملة ف "13" انزل تصويب: انزله ف، ل "15" وذلك ف: ذلك ل "17" لتنزله ... إليهم ل: "ف" "13" انزل تصويب: انزله ف، ل "15" وذلك ف: ذلك ل "17" لننزله ... إليم ل: ف "18" لم نهبط ل: لهبط ف "19" باين ل: اين في "25" "1-2" بحيازة درجتي ف: بجياره ودرجتي ل "3" الله ف: ل "8" ذكرناه ل: ذكرنا ف "13" حملنا ل: حمل ف "16-17" يقال له ل: يقال في "128" كان عنده ل: كلام عندهم ف [26] "4" القرآن ف: الفرقان ل "5-6" وذلك ... وسلم ف: ل "7" بمحمد ل: لمحمد في "9" ثم الوحي ل: والوحي ف [27] "1" كتابه ل: كتاب ف "2" بنى ... شانهم ل: لبنى ... لشانهم ف// عناية ل: عند في "3" ورحمته في: ورحمة ل "3-4" ولهذا ... أن تزفها "السخاوي": ل ف "8" الذي ل: ش ف// جملة ش ف: به جملة له "17" واحدة ف: ل ش [28] "10" أي ... فؤادك ش ف: ل "12" لتعذر عليه ل: لتعذر ش ف "14" كان غيره ش ف: غيره ل "16" انزله ل: أنزل ش ف [29] "5" نزوله ل: ش ف "8" فقيل ... ثلاث ل: فقيل ثلاث ش ف "15" رضى ... قال ش ف: فان له [30] "7" جمعه في ل: اجمعه فش ي ف "11" اقراه ل: قراه ش ف "12-13" إن ... الوحي ل: إن الله تابع ش ف [31] "1" هذا "تكملة": ل ش ف// ولمسلم ش ف: ومسلم ل "14" آيات ش ف: آية ل// وهو الموافق ... آخرهن ش ف: ل [32] "8" ابن بكير ل: ابن بكرش، أبو بكر ف [33] "5" في كل ش ف: كل ل "6-7" كان يعرض ... مرتين ل: ش ف "14" تنزل "الترمذي": ينزل ش ف "15" منه ش ف: ل [35] "6" حتى ينسلخ ل: ش ف "7" لقيه ش ف: لقيته ل "10" في كل ش ف: كل ل [36] "1" القرآن "البخاري": ل ش ف "2" من عبد الله بن سالم ل [37] "8" عن ش ف: ل [38] "7" كتاب ش ف: ل "8" وأقام ش ف: ل "10" سيأتي ل: يأتي ش ف [39] "1" كله في ليلة ش ف: كل ليلة ل "8" شاف ش ف: ل "10" نسخ ش ف: نسخ شاف ل "18"
كلما ل: كما ش ف [40] "6" احتياطا ل: احتياطه ش ف "7" ذلك ل: - ش ف "11" رجل منهم فيخبره ل: واحد منهم فيخبره ش، واحد فيجيزه ف [41] "2" عبد الله بن عمر ل: ش ف [42] "9" وبقى حكمه ل: وحكمه ش ف// ومنه.... وحكمه ل: ش ف [43] "1" صلى ... بالحق "البخاري" ل ش ف "4" رضعات معلومات "مسلم": رضعات ل ش، مرضعات ف "10": ل ش ف "4" رضعات معلومات "مسلم": رضعات ل ش، مرضعات ف "10" وقولها وهن ل: وقولها فهن ش، وقراها فهن ف// عند "تكملة": ل ش ف "13" التمر ش: الثمر ل، ف [44] "3" الثالث ل: الثاني ش ف "12" اذل: ش ف "12-13" ملائكة الرحمن له: ملائكة الرحمة ش، ليلة الرحمة ف "16" فيها ل: في ش ف// في صحف ل: بمصحف ش ف [45] "6" بعضه "الحاكم": ل ش ف "7" أمير المؤمنين ل: ش ف "10" يرفع تلاوته ل: يرفعه ش ف "13" بجميعه ف: لجيمعه ل ش // وواقعا "الباقلاني": رافعا ل، واقفا ش ف "17" منه ل: ش ف "18" مواقعها ش ف: مواضعها ل "20، ص46 سطر1" على ما ... سوره "الباقلاني": ل ش ف [46] "2" صلى ... وسلم "الباقلاني": ل ش ف "4-5" نزوله ... وقف ل: على قدر ما وقف ش ف "7" قلت ل: ش ف [47] "2" أبو عمرو ش ف: أبو عمر ل [49] "1" تفعل ف: نفعل ل ش "6" من الجبال ش ف: ل "14" ححدثنا ابن شهاب ل: ابن شهاب ش ف// أن ش: عن ل ف [50] "4" بالصحف له: بالمصحف ش ف "10" بمحصف مما ل: مصحفها مما ش، مصحفا ثم ف [51] "2" قال مسعت ف: سمعت ل ش "4" فالتمسناها ش ف: فالتمسوها ل "9" وما بعدها ل: ش ف [52] "5" يسألها ... ليمزقها ل: أن أرسلي لنا الصحف لنمزقها ش ف "9" ليرسلن بها ل: ليرسلوها ش ف "10" خلاف ما ش ف: خلاف لما ل [53] "5" عليه ش ف: عنه ل [54] "5" سويد بن غفلة ش: سويد عن غفلة ل، سويد بن علقمة ف [55] "1" عبد الله ل: ش ف "4" جاءكما "ابن أبي داود": جاءكم ل ش ف// فاكتباه ش ف: فاكتبا ل [56] "5" عزيز عليه ف: ل ش "14" فوجدها ش ف: فوجدوها ل [58] "3" ثم ... حفصه "الطبري": ثم ارسل عثمان ل ش، ف// إياها "الطبري": ل ش ف "4" فلم ش ف: فلما
"6" قبض ل ش: نقض ف "9" العسيب ش ف: العسب ل "13" فقسمها ل: فقسموا ش ف [59] "15" الصحف ل: المصحف ش ف// المصاحف كان ش ف: المصاحف ل "18" ذكر ل: ذكرنا ش ف "19" احضروه ل: احضره ش ف [60] "1" كانت ش: ل ف "9" يجمعهم قال وكانوا "الداني": فجمعهم فكانو ل ش ف "12" فيجيئ ل ف: فيجئ ش [61] "3" نشاهده ونقراه ش ف: تشاهد وتقراه ل "9" وضعتموها ش ف: وضعتها ل "13" من جمع ش ف: جمع ل "14-15" ثم ما روينا ... وسلم ش ف: ل [62] "7" ورود ل: ش ف "15" تشحر له: نشرح ش ف "18" فانطلق بنا ل: فانطلقنا س ف [63] "1" فجلسنا ش ف: ل "7" ومنه ل: ش ف "8" منادل: مناديا ش ف "16" فيضيع القرآن ش ف: ل [64] "8" مغزانه ل: مغزاه ش ف "13-14" عبد الرحمن ل: عبد الله ش ف [65] "1" سعيد بن العاص ل: سعيد بن أبي العاص ش ف "4" قال ل: ش ف "9" اسمعته ش ف: لسمعته ل "14" يقضي بان ش: يقتضي بان له، يفضي باب ف// قد ل: ش ف "15" سعيد أيضا أبي ش ف: أبي ل "20" منها ل: ش ف "22" احزمها ش: اجزمها ل، اجزتها ف [66] "3" قد ش ف: ل "8" بسماعه ش: لسماعه ل، سماعه ف [67] "2" إن زادوا فيه "البغوي": إن زادوا ش ف، زادوا ل "7" أو وضعوا ش ف: وضعوا ل "11-12" تكتب..التي ل: ش ف "13" عن ابن عباس ش ف: ل "18" الدنيا ل: ش ف [68] "3" لو عده ل: ش ف: "12" حضوه ل: احصوه ش ف "13" الصحف ل: المصحف ش ف [69] "2" الأخيرة ش ف: الآخرة له "8" اعتمده ش ف: اعتمد ل// كتب ل: كتبة ش ف "14" يعلم ل: يعرف ش ف "18" اعتمده ش ف: اعتمد ل// كتب له: كتبة ش ف "14" يعلم ل: يعرف ش ف 18" جميع ل: ش ف "19" فيه ل: ش ف "20" فإذا ... البسملة ل: ش ف "7" يخالفه ل: يخالف ش ف "9" كتبة ش ف: كتب ل "14" نفى ش ف: بقى ل "16" تنمحق ش ف: يتمحق ل "17" جلة ل: جمله ش، حجلة ف [71] "15" بابيات ل: ش ف "16" بها عنه ل: بها ش، ف [72] "4-6" لو قال ... رحمه الله ش ف: ل "8" حان ش ف: كان
ل "9" نادى ... مستطرا ل ف: ش// القراء ف: القرآن "17" نفرا ش ف: تقرا ل [73] "4" بها ش ف: به ل "8" تعود ش: يعود ل، يقود ف "11" عمدة ل: غمره ش، غمزة ف// وما بعده ش ف: وبعده ل [74] لأن اختصاص "تصويب": بالاختصاص ل: لاختصاص ش ف [75] "5-6" من ذلك ش ف: ل "9" على هذا ش ف: هذا ل "17" له ش ف: ل [77] "6" عبيد الله ل: عبد الله ش ف [78] "9" لعمر ... فقال ش ف: ل// لهشام "تصويب": لحكيم ش ف، ل// يا هشام ل: ش ف "10" عليه ... يقرا له: ش ف "16" قال فقرا ش: قال يقرا ل، قرا فقرا ف [80] "2" في نفسي من ش ف: نفسي ل "10" لي ل: ش ف [81] قراه ش، قرناه ف "10" عند ف: عنده ل ش "12، 14، 16" تطيق له: يطيقون ش ف [82] "3" اقرئت ش ف: قرئت له "4" قلت على حرفين "أبو داود": ل ش ف "9-11" اتياني ... فقال ميكائيل ش ف: ل "12" كاف "النسائي": ل ش ف "18" هذا ف: ل ش [84] "4" بغير ش ف لغير ل "6" فذكرا ف: فذكر ل ش "11" أبي بكرة "تصويب عن مسند أحمد": أبي بكر ل ش ف [87] "11" أني ش ف: ل "13" لي ش ف: ل// أعلى ل: على ش ف "13-14" فقال ... على ثلاثة ل: ش ف "16" نحو هذا ل: ش ف [88] "2" أنه ل: ش ف// نرى "تصويب": ترى له، يروى ش ف "4" حديث ل: ش ف "10" المترادفة وما يقارب ش: المرادفة وما يقار ل، المترادفة وما يفارق ف "11" أو عليهم ش ف: أو علم ل "12" وأن تختم ل: أو يحتم ش ف [89] "2" فوجدتهم "تصويب عن رواية أبي عبيد الآتية في ص91": فوجدناهم ل ش ف "5" به الوحي ل: بالوحي ش ف "15" به ل: ش ف "18" أن ش ف: ل [91] "2" ما امكن ش ف: ل "6" لم نسمع ل: لم يسمع ش ف// نقول ف: تقول ل ش "7" وبعضه نزل ش ف: وبعضه ل "12" فسره ل: فسر ش ف "17" القرآن ل: القراءات ش ف "18" الأولى "تصويب": الأول ل ش ف
ل ش ف [92] "2" فيها ل: ش ف "9" بلغة ل: ش ف [93] "4" أبو عمرو "تصويب": عمرو ل ش ف "5" فهذه سبع قبائل ل: ش ف "7" سعدان ل: سعد ش: سعيد ف [94] "5" أبا جعفر أحمد "تصويب": أبا عبد الله محمد ل ش ف: "10" أيوب السختياني ل: أبي أيوب السجستاني ش ف [95] "9" على ما ش ف: ما على ل [96] "13" غرضنا ش: عرضنا ل ف// الأن ل: ش ف "18" أنهما ش ف: ل [97] "3" يكلف ش ف: نكلف ل "6" كل ... لغته ل: من كان لغته ش ف "9" ما ليس ل: إلا ما ش ف "11" ولا باجماع ل: والغجماع ش ف [98] "4" من ل: ش، ذلك ف "8" وجوها ش ف: وجوها ل [99] "2" شاء ش ف: ل "3" معنى ل: ش ف "9" وقيل فيه ل: وفيه ش ف "13" كالمثل ل: كالمثال ش ف [100] "4" تأت "تصويب": يأت ل ش ف "8" أبو عمر ل: أبو عمرو ش ف "11" تحتمل ش: لا تحتمل ل، يحتلم في [101] "9" القرآن ل: ش ف "14-15" لأن ... الختيار ش ف: ل "17" اثبت ل: ثبت ش ف [102] "7" مستوية في التعسر ل: مستوية في العسر ش، منسوبة في العسر ف// فإذا ش ف: فإذا ل "8-9" من لغات ... فيما ل: فجائز ما ش ف "10" لتعسرها ل: لعسرها ل: لعسرا ش ف "12-19" وقد روى ... قال أبو عمر ل: ش ف [103] "1" كذلك ش ف: ذلك ل// على ش ف: عن ل "7" إنما ش ف: إنها ل "11" لي ل: ش في [104] "8" ارجئونا ش ف: ارقبونا ل "12" 13" ارتى أن يقرا بمثل ل: اترى أن نقرا مثل ش، إلا ترى أن يقرا مثل ف [105] "6" لا يقطع ش ف: لا تقطع ل// مجرى ش ف: ل "11"يدلك ل: يدل ش ف "13" عليه عثمان ل: عليه مصحف عثمان ش ف "14-15" أبو علي الحسن ل: أبو الحسن ش ف [106] "1-2" كقولهم ... تعال ش: كقولهم وتعالى ف، هلم اقبل تعالى ل// وقاله ل: وقال ش ف "14" تلك ل: هذه ش ف "16" هو ل: هذا ش ف// قراءاتهم ل: قراءتهم ش ف [107] "2" قلت ل: ش ف// في الفصل ل: الفصل ش ف "9" نزل ش ف: نزول ل "12" بامثاله ش ف: لمثاله ل "15" لم يثبت ش ف: لا يثبت ل [108] "1" مجتمع ل: مجمع ش ف "4" الحرف ل: الحروف ش ف
"5" أن يكون ل: ش ف "7" عن أبيه "ابن عبد البر": ل ش ف "17" به ل: ش ف// توهم ل: يوهم ش ف [109] الأخبار ... والتقريع ش: الأخبار ... والتفريع ف، الخبر والاستخبار وعلى وجه التقرير والتقريع ل "14" والقصص والمواعظ ش: والقصص والمواضع ل، والمواعظ والقصص ف [112] "4" ذلك ف: كذلك ل، لذلك ش// فجمعهم ل: فجعلهم ش ف [113] "2" الأخيرة ش ف: [115] ["2" النقط ل: اللفظ ش ف "3" الأول ل: ش ف "11" في ل: من ش ف "16" "4" التذكير ش ف: التذكر ل "11" اقربها ل: اقومها ش ف [117] "2" ذلك ش ف: ل "3" القراءة ل: القرآن ش ف "4" الحرف ل: اللفظ ش ف "5" نقطة ونقطة ل: نقط ولفظ ش ف "6" مختلفين ش ف: ل [118] "2" يضاهي ل: ش ف// الأول ش ف ل "3" الأحرف ل: ش ف "7" الاثغوي ل ف، الاتغوي ش [120] "7" نحو ش ف: ل [121] "1" زكريا ف: ذكا ل، دكاء ش "12" "2" لشيء ش ف: كشيء ل "3" والاثيم والفاجر ش: والايتم والفاخر ل، والأثم والفاجر فاخبر ش ف "12" والطلع ش ف: ل// كان "الباقلاني": ل ش ف [123] "6" هو ل: ش ف "12" الأول "السخاوي": ل ش ف [124] "2" وفتثبوا ش ف: ل "7" نقول ش: تقول ل ف "8" وتبولا وتتلوا ف: ويبلوا ونتلوا ل، وتبلو وتبلو ش [125] "1" أما بحركات ل: ش ف [126] "16" أنه ل: أنه ش ف "17" يقاربه ش: بقارنه ل، يقارنه ف [217] "3" دلنا ما ل: أما ما ش شطف" اللفظ بماردف له:: لفظ مرادا ش ف "10-112" ثم بعض ما يحتمله ش ف: ل// اشتهر ل: اشهر ش ف "15" المذكورة ل: ش ف "17" جميع ل: ش ف [128] "10" بالذي ل: فالذي ش ف "11" تاويله ل: تاوله ش ف "15" لو رام ل: لوازم ش ف "16" ثم ل: ش ف [129] "9" تقول "تصويب":
يقول ل ش، يقول ف [130] "4" قوله ل: ش ف "10" خمس ل: ش ف "13" دنا منهم ل: دناهم ش ف [131] "1" سعد بن بكر "تصويب": سعيد بن بكر ل، سعد وبكر ش ف "4" مولد النبي ل: رسول الله ش ف "8" وجعل الأحرف ل: ش ف// فقال ل: ش ف "9" لقريش ومنها لكنانة ل: القرشيون ومنها كنانة ش ف// لأسد "تصويب": ل، أسد ش ف "9-10" لهذيل ومنها لتميم ل: هذيل ومنها تميم ل: هذيل ومنها تميم ش ف "12" قال ل: ش ف// مضر ل: نضر ش ف [132] "5" كانوا ش ف: كانما ل "12" المخرج ل: المخارج ش ف// سمة تاخذهما ل: متمة حدهما ش ف 14" إلا ش ف: لال "16" اختذ ش ف: تعترف ل "17" المعدية ل: العبدية ش، البعدية ف [133] "2" لأعرابي ل: الأعرابي ش ف "3" ثلاث ل: ملات ش ف// الكلبة ل: الكلبية ش ف "14" ثم قال ل: ش ف "16" ابقى ل: القى ش ف "17" بكسرتين والحق ل: والحق ش ف "17-18" وبعضهم بكسرتين والقي الياء ش ف: ل// الهاء وضم ل: الياء وضم ش ف [134] "3" قلت ل: ش ف// ثامنة ل: ثابتة ش ف// الهاء ل: الياء ش ف [135] "6" كلها "البغوي": كل ل ش ف "10" عجز ل: اعجماز ش ف "16" القرآن ش ف: القراءة ل "17" ولكنه هكذا ش ف: ولكنه ل [136] "8" عنده ل: عند ش ف [137] "7" له ل: ش ف "14" يجمع ش ف: يجتمع ل "15-16" تذكر ومواعظ ش ف: يذكر مواعظ ل [138] "3" إلى ل: ش ف "4" على ل: ش ف "5" سننقل ل: سنقل ش، يستقل ف// على اش ف: على "ل 9" المقطوع ل: المنطوق ش، المتطرق ف "14" بإثباتها ش ف: ثابتا بهما ل "15-16" ما لم يكن ف: لم يكن ل ش [139] "1" افضى ش: اقضى ل، قضى ف "6" وخيرت ل: ش ف "9" حظرها ل: حصرها ش ف "12" فرأت "الطبري": قرات ل ش ف "14" تحظر ل: تحصر ش، تقصر ف [140] "3" لأحد من المسلمين ش ف: للمسلمين ل "7" وامرهم بقراءتها ش ف: ل [141] "8" المصحف ش ف: ل "12" عليه ل: ش ف "14-15"التي نقراها ... القرآن ل: ش ف// لموافقتها ش ف: لموافقها ل [142] "1-2" لمخالفته لمرسوم ... السبعة "شرح
الهداية": لمخالفته المرسوم ... السبعة ل، لمخالفه مرسوم ... السبعة ش، ف "3" لنا ل: ش ف "4" لقوله تعالى ش: بقوله ل، كقوله تعالى في "5" هذا "شرح السنة": ل ش ف "6" جمع ش ف: جميع ل "11" من الفاظ الزيادة ل: في الزيادة ش ف "12" كانا ش ف: كانهم ل [143] "3" بالمستيقن ش ف: بالمتقن ل "14" لئلال: لا ش ف "8" بها ف: لها ل ش "17" معرفة ل: ش ف: يخالف ل [145] "5" قلت له: ش ف// يلزم ل: يلتزم ش ف// تواتر ش ف: تواترا ل [146] "11" فقراءة ... الأحرف ل: ش ف "13" عبد الواحد ل: عب الرحمن ش ف [147] "2" على ل: إلى ش ف// ثلبه ل: ثلمه ش، قلمه ف "3" أن تفسير ل: ش ف "4" هي ل: ش ف "5" يحظ ل: يحض ش ف "6" يتقلد ش ف: يتقلد ل [148] "7" ف [151] "2" يقراها ش ف: يقرا ل "5" لذلك ش ف: كذلك ل "6" القراء ل: ش ف "11" من هذا ش ف: هذا ل [153] "11" الذ يش ف: الذين ل "13" [155] "8" بقراءات ل: ش ف "10" قرءوا فمن ش ف: ل "12" أن ل: ش ف// ما رويت ل: ش ف [156] "11" الرواة ل: القراءة ش ف "13" على ما يسهل ل: على يسهل ش، على ما يسال ف "15" كما ل ش ف: كما ل أن ل "16" به ل: ش ف "18" وقراءته "الإبانة": قراءته ل ش ف [157] "2" ممن ل: من ش ف// امانته ل: أمامته ش ف "4" ولا شف: والال "10" اختيار ل: كذلك اختيار ش ف [158] "10" العربية ش ف: اللغة ل "14" أنه ل: ش ف [159] "6" لفظه ل: لفظ شي لهما ش ف: هما ل "15" بمصحفهم ف: بمصاحفهم ل ش [160] "5" ظن بعض ش: ظن ل، كان بعض ف [162] "2" عليها ل: ش ف "4" الحرمين والعراقين ل: الشام والعراقيين ش ف "6" واهتدينا ل: واقتدينا ش ف "7" بذلك ل: ش ف "9"
ائمتنا ولا نتجاوز ش ف: ولا تتجاوز ل "10" ذلك ش ف: ل [163] "15" قدمهم ل: قدم ش ف// تجردوا ل: تحزنوا ش ف "18" ثم شيبة ل: بن شيبة ش ف [164] "5" صار ل: ش ف [165] "2" قراء ل: من ش ف "5" عبيد الله ش ف: عبد الله ل "7" ترجمتهما ل: ترجمتها ش ف "11" للتلاوة ل: ش ف "13" الخرق ش ف: الحرف ل [166] "4" قرابه ل: قراته ش ف "9-10" لبعض القراء ... لسوغنا ل: ش ف "17" على ذلك الوجه ل: ش ف "17-18" من بعده ل: مرة بعد مرة ش، مرة بعد مرة أخرى ف [169] "2" في ش ف: ل "3" يعرب ل: يعرف ش ف "18" به ل: ش ف [170] "15" أبو عبيد ل: أبو داود ش ف [171] "2" يقراها ش ف: يقرءونها ل "4" اشاروا ش ف: اشار له "قوة ش ف: اشر ل "16" المنكرين ل: المنكر ش ف [172] "2" الثلاثة ل: ش ف "12" قوته ل: قوة ش ف "15" ... الثلاثة ل: باختلال بعض القراءة المشهورين ش، باختلاف بعض القراء المشهورين في "18-ص177" سطر 6" ولهذا ترى ... المشهورين ل: ش ف [175] "1" وإشباع "تصويب": إشباع ل "3" ليكة "تصويب": وليكه ل [176] "8" [178] "6" الطرفين ش ف: الطرقين ل "13" ضبط ل: ش ف [179] "1-7" فإن قلت.. التوفيق ش ف: ل [180] "2" يزيد ش ف: زيد ل "4" لا تكون ل: تكون ش ف "12" ذلك ش ف: ل [181] "4" أبو حاتم ل: أبو حام ش ف// القراءات ش ف: القرآن ل [182] "2" وخط المصحف "السخاوي": ل ش ف "12" مالك ل: مكي ش ف "11" أبو عمر "تصويب": أبو عمرو ش ف، ل "13" عليهم ش ف: عنهم ل "14" قلت ل: ش، قال ف [183] "3" ثم ل: ش ف "5" قلت ل: ش ف [184] "2" أن ل: ش ف "6" الأمة ل: الأئمة ش ف "9" يحل ش ف: ل "17" به ل: ش ف [185] "2" بزينت ش ف: بزيت له "10" بما ل: مما ش ف "12 ضرر ش ف: ضد ل [186] "2" وهو ل: ش ف "5" ما ش ف: من ل "7"
وفي غيرها فابتدع بفعله ل: وغيرها فابتدع بفعله ش، وغير وابتدع يفعله ف "10" في ... ورجل ل: ش ف "14" نشله ش: نسله ل، مثل ف ط15" منها ش ف: ل "16" صحة ش ف: صحته ل "17" وإظهاره ش: وإظهار ل، وإظهار وف [187] "2" من ش ف: ل// الملحدين ش ف: المخلدين ل "10" وغيره ل: ش ف [188] "9" عليه كتاب ش ف: كتاب ل "13" تشتت له: شت ش ف [189] "2" أحمد ل: محمد ش ف "5" عيرهم ش ف: غير ل "15" ثم ش ف: ل "17" بغير ما ل: إلا بما ش ف [190] "5" وفي سعة ل: وسعة ش ف "10" صالحة ل: ش ف "11-12" الإنس أن الجن لو كانوا ل: الجن إن لو كانواش، إن لو كانوا في// ما ش ف: لما ل [191] "9" قلت ل: ش ف [192] "1" مقام ل: إقامة ش، ف [193] "4" بابنه ل: ش ف// يا أبا الدرداء ل: ش ف "4" اغفر ش ف: فرا ل "9" الزناد ل: زياد ش ف [195] "6-7" ويقولون ... لمفعولا ش ف: ل [196] "7" من ل: ش ف [197] من، ش ف: ممن ل "10" فقال الذي له: فقال قال الذي ش ف "15" مغيرة ل: منوره ش ف [198] "3" قال ش: ل ف "10" أو ... الفتح ل: ش ف [199] "3" ش ف: رويته ل [201] أبو عبيد بن عمير ل "8" الملهية ش ف: الماهية ل "12" رايته ش ف: رويته ل [201] أبو عبيد ل: أبو عبيدة ش ف// أيوب ل: أبو أيوب ش ف// يرى ش ف: ترى ل "5" في الصلاة ل: ش ف "10" أبو عبيد ل: أبو عياش ش ف// منل: ش ف [202] "8" عوف ل: عروه ش ف [203] "8" عياش ش ف: عباس ل "12" من تكملة من "النهاية" لابن الأثير "مادة لفت" ويدل عليه كلام المصنف الآي: ل ش ف "13" تلفت ل ش ف: تفلت ل [204] "1" قال ل: ش ف "4" لفته وفتله ل: الفته وفتله ش، اكفته وفتكه ف "6" أبو بكر محمد ش ف: أبو بكر بن محمد ل "14" أن ش ف: ل [205] "2" عن ل: بن ش ف //تنثرهوه شف: تنثره ل "3" تهذوه هذا ف: بهذوه هذا ش، تهذه هذا ل "6" علم لهمل: ش ف// الأمر من ل: الأمر إلامن ش ف "7-8" أما تدبر ... والله ل: ومن تدبر
آياته اتباعه والعمل به والله ش، ومن تدبر آياته واتباعه والعمل به والله ف [206] "6" به ل ف: ش "9" عبد الملك بن شبيب ل: عبد الملك عن شبيب ش ف [207] "2" القرآن يقرا ل: ش ف "7" وقال محمد بن جحادة ش ف: قال بن جحاد ل// ولد "البيهقي": ل ش ف "10" نقرا ل ش: فقرا ف "13" يتعجلونه ش ف: يتعجلون ل [208] "1" سعد ش ف: مسعود ل "5" انبتت ش ف: نبتت ل "7" جئتك ل: جئت ش ف [209] "1" وقال ش ف: هو قال ل "5" على ش ف: ل "9" الخوف وارتدوا ل: خوفه وارتدوا ش، حروفه وارتدوا ف "12" أن ل: ش ف// ليطرق البخاء فيمسعل: يطرق الخباء يسمع ش ف [210] "1" أو خمس ليال "الغزالي": وخمس ليال ل، ش ف/م ما ل: لما ش ف "3" قلت ش ف: ل "8" وما فوقه له: ش ف "10" فتجاوز إلى ما وراءه ش ف: فيجاوز إلى ما رواه ل "13" خدمل: هذه ش ف "17-ص 210سطر 11" وقال ... يتعظ ش ف: ل [211] "1" لاسباب "الغزالي": للاسباب ش ف "3" هذا ش: هو ف// شيطان ش: بشيطان ف "16" القراءة ل: القراء ش ف [212] "1" في التفكيك ش ف: والتفكيك ل "7" وقال ل: ش ف "9" إليه ل: ش ف// زاد ل ف: ازداد ش.
المراجع
المراجع: (¬1) - الإبانة: عن معاني القراءات، تأليف مكي بن أبي طالب حموش القيسي المتوفى سنة 437هـ/ 1405م، طبع القاهرة، 1379هـ/ 1960م. - إبراز المعاني:. من حرز الأماني، وهو شرح على قصيدة الشيخ الشاطبي، تأليف شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بأبي شامة المقدسي الدمشقي المتوفى سنة 665هـ/ 1267م "ج1، 2"، نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة قليج علي باشا، تحت رقم 26، 27. - إتحاف فضلاء البشر: في القراءات الأربع عشر، تأليف أحمد بن محمد بن أحمد الدمياطي المتوفى سنة 1117هـ/ 1705م، طبع القاهرة، 1359هـ. - الإتقان: في علوم القرآن، تأليف جلال الدين عبد الرحمن بن أبي السيوطي المتوفى سنة 911هـ/ 1505م "ج1، 2"، طبع القاهرة، 1318هـ. - الاستيعاب: في أسماء الأصحاب، تأليف أبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر ¬
النمري القرطبي المتوفى سنة 463هـ/ 1070م، هامش "الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر العسقلاني "ج1-4"، طبع القاهرة، 1329هـ. - أسد الغابة: في معرفة الصحابة، تأليف عز الدين أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري المعروف بابن الأثير المتوفى سنة 630هـ/ 1232م "ج1-5"، طبع القاهرة، 1280هـ. - الإصابة: في تمييز الصحابة، تأليف شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلاني المعروف بابن حجر المتوفى سنة 852هـ/ 1448م "ج1-4"، طبع القاهرة 1328هـ. الأعلام: تأليف خير الدين الزركلي "ج1-10"، طبع القاهرة، 1373-1378هـ/ 1954-1959م. إنباه الرواة: تأليف جمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف القفطي المتوفى سنة 446هـ/ 1054م "ج1-3" طبع القاهرة، 1369-1374هـ /1950-1955م. البحر المحيط: تأليف أبي عبد الله محمد بن يوسف بن علي الأندلسي الغرناطي الجياني الشهير بأبي حيان المتوفى سنة 754هـ/ 1353م "ج1-8"، طبع القاهرة، 1328م. البخاري: انظر صحيح البخاري
البرهان: ... في علوم القرآن، تأليف بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي المتوفى سنة 794هـ 1392م "ج1-4" طبع القاهرة، 1376-1377هـ/ 1957-1958م. بروكلمان "تاريخ الأدب العربي": Geschichte der Arabischen Littetarut Leiden Leiden EBrill l-ll 1943-1059 Supplenentband Leoden E Brill l-ll 1937 1942 البسيط: تفسير البسيط، تأليف أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي النيسابوري المتوفى سنة 468هـ/ 1075م "ج1-5"، نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة نور عثمانية، تحت رقم 236-240. - بغية الوعاة: في طبقات اللغويين والنحاة، تأليف جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911هـ/ 1505م، طبع القاهرة، 1326هـ. تاريخ بغداد: تأليف أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت المشهور بالخطيب البغدادي المتوفى سنة 463هـ/ 1070م "ج1-14"، طبع القاهرة، 1349هـ/ 1931م. تاريخ ابن خلدون: كتاب العبر، تأليف عبد الرحمن بن خلدون المغربي المتوفى سنة 808هـ/ 1406م، "ج2-7"، طبع القاهرة، 1284هـ. - تاريخ الخلفاء: أمراء المؤمنين، تأليف جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى
سنة 911هـ/ 1505م، طبع القاهرة، 1305هـ. تأويل مشكل القرآن: تأليف أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة المتوفى سنة 276هـ/ 889م "بشرح وتحقيق السيد أحمد صقر"، طبع القاهرة، 1373هـ/ 1954م. تذكرة الحفاظ: تأليف أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748هـ/ 1347م "ج1-4"، حيدر آباد، 1333-1334هـ. الترمذي: انظر صحيح الترمذي: تعجيل المنفعة: تأليف شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلاني المعروف بابن حجر المتوفى سنة 852هـ/ 1448م، طبع حيدر آباد، 1324هـ. تفسير الثعلبي: الكشف والبيان عن تفسير القرآن، تأليف أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري المتوفى سنة 427هـ/ 1035م "ج1-4"، نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة ولي الدين أفندي، تحت رقم 130-133. تفسير الطبري: جامع البيان عن تأويل القرآن، تأليف أبي جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310هـ/ 922م "ج1" بتحقيق وتخريج محمود محمد شاكر وأحمد محمد شاكر، طبع القاهرة، بدون تاريخ. تفسير الطبري: جامع البيان عن تأويل القرآن، تأليف أبي جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310هـ
922م "ج1-30"، طبع القاهرة، 1373هـ/ 1954م. تفسير القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، تأليف أبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي المتوفى سنة 671هـ/ 1273م "ج1-20" طبع القاهرة، 1353-1369هـ/ 1935-1950م. تفسير القشيري: المجموع في التفسير والتأويل، تأليف أبي نصر عبد الرحمن بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري المتوفى سنة 514/ 1120م، نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة أحمد الثالث، تحت رقم 93. تفسير الماوردي: العيون والنكت في تفسير القرآن، تأليف أبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي المتوفى سنة 450هـ/ 1058م "ج1-3" نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة كوبريلي، تحت رقم 23-25. - التمهيد: لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، تأليف أبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري المتوفى سنة 463هـ/ 1070م "ج1، 3، 4، 6-11"،نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة كوبريلي، تحت رقم 343- 351. تهذيب التهذيب: تأليف شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلاني المعروف بابن حجر المتوفى سنة 852هـ/ 1448م "ج1-12" طبع حيدر آباد، 1325-1327هـ. التيسير: كتاب التيسير في القراءات السبع، تأليف أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني المتوفى سنة
444هـ/ 1052م، بتصحيح أوتو برتزل، طبع إستانبول، 1930م. - الجامع الصغير: في أحاديث البشير النذير، تأليف جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911هـ/ 1505م "ج1، 2"، طبع القاهرة، 1321هـ. - جمال القراء: وكمال الإقراء، تأليف أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي المتوفى سنة 643هـ/ 1245م، نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة أسعد أفندي، تحت رقم 15. خلاصة تهذيب الكمال: خلاصة تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تأليف صفي الدين أحمد بن عبد الله بن أبي الخير الخزجي الساعدي المتوفى سنة 900هـ/ 1494م، طبع القاهرة "مطبعة الخيرية"، 1322هـ. أبو داود: انظر سنن أبي داود: دلائل النبوة: تأليف أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي المتوفى سنة 458هـ/ 1065م "ج1، 2، 4"، نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة كوبريلي، تحت رقم 285، 286، 288. الذيل: تراجم رجال القرنين السادس والسابع المعروف بالذيل على الروضتين، تأليف شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بأبي شامة المقدسي الدمشقي المتوفى سنة 665هـ/ 1267م، طبع القاهرة، 1366هـ/ 1947م. - سراج القارئ: المبتدئ وتذكار المقرئ المنتهي، تأليف أبي القاسم علي بن عثمان بن محمد المعروف
بابن القاصح المتوفى سنة 801هـ/ 1399م، طبع القاهرة، 1345هـ/ 1927م. سنن الدارمي: تاليف أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي المتوفى سنة 255هـ/ 869م "ج1-2"، طبع دمشق، 1349هـ. سنن أبي داود: تصنيف أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي المتوفى سنة 275هـ/ 888م "ج1-4"، بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، طبع القاهرة، 1369هـ/ 1950م. السنن الكبرى: تأليف أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي المتوفى سنة 458هـ/ 1065م "ج1-10"، طبع حيدر آباد، 1344-1356هـ. سنن ابن ماجه: تصنيف أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني المتوفى سنة 275هـ/ 888م "ج1-4"، بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، طبع القاهرة، 1372-1373هـ/ 1952-1953م. - سنن النسائي: بشرح الحافظ جلال الدين السيوطي وحاشية الإمام السندي، تأليف أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي المتوفى سنة 303هـ/ 916م "ج1-8"، طبع القاهرة، 1348هـ/ 1930م. سيرة ابن هشام: السيرة النبوية، تأليف أبي محمد عبد الملك بن هشام الحميري المتوفى سنة 218هـ/ 833م
"ج1-4"، طبع القاهرة، 1355هـ/ 1936م. - شذرات الذهب: في أخبار من ذهب، تأليف أبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي المتوفى سنة 1089هـ/ 1678م "ج1-8"، طبع القاهرة، 1350-1351هـ. شرح الرسالة القشيرية: نتائج الأفكار القدسية، تأليف مصطفى بن محمد العروسي المتوفى سنة 1293هـ/ 1876م "ج1-4"، طبع القاهرة، 1299هـ. شرح السنة: تأليف أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي الملقب بالفراء المتوفى سنة 510هـ/ 1116م، نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة حالت أفندي، تحت رقم 79. - شرح المواهب: اللدنية، تأليف محمد بن عبد الباقي الزرقاني المتوفى سنة 1122هـ/ 1710م "ج1-8" طبع القاهرة، 1278هـ. - شرح الهداية: في القراءات السبع، تأليف أبي العباس أحمد بن عمار المهدوي المتوفى سنة 440هـ/ 1048م، نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة كوبريلي، تحت رقم 20. شعب الإيمان: الجامع لشعب الإيمان تأليف أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي المتوفى سنة 458هـ/ 1065م "ج1-3"، نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة نور عثمانية، تحت رقم 1123-1125.
صحيح البخاري: تصنيف أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري المتوفى سنة 256هـ/ 870م "ج1-8"، طبع استانبول، 1315هـ. - صحيح الترمذي: بشرح الإمام ابن العربي، تأليف محمد بن عيسى بن سورة الترمذي المتوفى سنة 279هـ/ 892م، "ج1-13"، طبع القاهرة، 1350-1352هـ/ 1031-1934م. صحيح مسلم: تأليف أبي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري المتوفى سنة 261هـ/ 874م "ج1-8" طبع إستابول، طبع إستانبول، 1329-1333هـ. صفة الصفوة: تأليف جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي المتوفى سنة 597هـ/ 1201م "ج1-4" طبع حيدر آباد، 1355-1356هـ. الضعفاء: كتاب الضعفاء الصغير "مع كتابي المفردات لمسلم بن الحجاج، والضعفاء المتروكين للنسائي"، تأليف أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري المتوفى سنة 256هـ/ 870م، طبع حيدر آباد، 1323هـ. طبقات السبكي: طبقات الشافعية الكبرى، تأليف تاج الدين أبي نصر عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي المتوفى سنة 771هـ/ 1369م "ج1-6" طبع القاهرة، 1324هـ. الطبقات الكبرى: تأليف محمد بن سعد المتوفى سنة 230هـ/ 845م "ج1-9"، طبع بيروت، 1376-
1377هـ/ 1957-1958م. طبقات المفسرين: تأليف جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 991هـ/ 1505م، طبع ليدن 1839م. - عمدة القاري: لشرح صحيح البخاري، تأليف بدر الدين أبي محمد أحمد بن موسى العيني المتوفى سنة 855هـ/ 1451م "ج1-11" طبع إستانبول، 1308هـ. - غاية النهاية: في طبقات القراء، تأليف أبي الخير محمد بن محمد بن الجزري المتوفى 833هـ/ 1429م "ج1-2" طبع القاهرة، 1351-1352هـ/ 1932-1933م. - غرر الخصائص: الواضحة وغرر النقائص الفاضحة، تأليف برهان الدين أبي إسحاق محمد بن إبراهيم بن يحيى الكتبي المعروف بالوطواط المتوفى سنة 718هـ/ 1318م، طبع القاهرة، 1284هـ. غريب الحديث: تأليف أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي المتوفى سنة 224هـ/ 838م "ج1-4"، طبع حيدرآباد، 1384-1387هـ/ 1964-1967م. - فتاوى ابن الصلاح: وشروط المفتي وأوصافه، تأليف أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري الشهير بابن الصلاح المتوفى سنة 643هـ/ 1245م، نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة سليمانية، تحت رقم 650.
الفتح: فتح الباري بشرح البخاري، تأليف شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلاني المعروف بابن حجر المتوفى سنة 852هـ/ 1448م "ج1-17" طبع القاهرة 1378-1383هـ/ 1959-1963م. فضائل القرآن: تأليف عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي المتوفى سنة 774هـ/ 1372م، طبع بيروت، 1385هـ/ 1966م. الفهرست: تأليف محمد بن إسحاق المعروف بابن النديم المتوفى سنة 385هـ/ 995م على خلاف، طبع الاستقامة بالقاهرة، بدون تاريخ. فهرست ابن خير: الفهرست، تأليف أبي بكر بن خير بن خليفة الإشبيلي المتوفى سنة 575هـ/ 1179م "ج1، 2" طبع سرقسطة، 1894-1895م. فوات الوفيات: تأليف محمد بن شاكر بن أحمد الكتبي المتوفى سنة 764هـ/ 1362م "ج102"، طبع القاهرة، 1299هـ. القبس: شرح الموطأ، تأليف أبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد المعروف بابن العربي المتوفى سنة 543هـ/ 1148م، نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة نور عثمانية، تحت رقم 1115. كتاب الأسماء والصفات: تأليف أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي المتوفى سنة 458هـ/ 1065م، طبع
القاهرة، 1358هـ. كتاب الانتصار: تأليف أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني المتوفى سنة 403هـ/ 1012م "ج1" نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة بايزيد عمومي، تحت رقم 18671. - كتاب الروضتين: في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، تأليف شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بأبي شامة القيسي الدمشقي المتوفى سنة 665هـ/ 1267م "ج1، 2"، طبع القاهرة، 1287-1288هـ. - كتاب الزهد: والرقائق، تأليف أبي عبد الرحمن عبد الله بن المبارك المروزي المتوفى سنة 181هـ/ 797م، بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، طبع الهند، 1385هـ/ 1966م. كتاب السبعة: تأليف أبي بكر بن مجاهد أحمد بن موسى بن العباس التميمي المتوفى سنة 324هـ/ 935م، نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة فاتح "إبراهيم أفندي"، تحت رقم 69. - كتاب الغريبين: في القرآن والحديث، تأليف أبي عبيد أحمد بن محمد بن محمد الهروي الفاشاني المتوفى سنة 401هـ/ 1010م، نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة نور عثمانية، تحت رقم 591. كتاب المصاحف: تأليف أبي بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني المتوفى سنة 316هـ/ 928م، بتصحيح الدكتور آرثر جفري، طبع القاهرة، 1355هـ/ 1936م.
الكشاف: ... عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، تأليف جاد الله محمود بن عمر الزمخشري المتوفى سنة 528هـ/ 1133م "ج1-4" طبع بيروت، 1366هـ/ 1947م. - كشف الظنون: عن أسامي الكتب والفنون، تأليف مصطفى بن عبد الله الشهير بحاجي خليفة وبكاتب جلبى المتوفى سنة 1067هـ/ 1656م "ج1، 2" طبع إستانبول، 1360-1362هـ/ 1941-1943م. لسان الميزان: تأليف شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي العسقلاني المعروف بابن حجر المتوفى سنة 852هـ/ 1448م "ج1-6" طبع حيدر آباد، 1329-1331هـ. ابن ماجه: انظر سنن ابن ماجة: - مجمع الزوائد: ومنبع الفوائد، تأليف نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة 807هـ/ 1404م "ج1-10"، طبع القاهرة، 1352-1353هـ. - المحتسب: في تبين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها، تأليف أبي الفتح عثمان بن جني المتوفى سنة 392هـ/ 1002م "ج1" طبع القاهرة، 1386هـ. مراتب النحويين: تأليف أبي الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي الحلبي المتوفى سنة 351هـ/ 962م، طبع القاهرة، 1375هـ/ 1955م.
المستدرك: ... على الصحيحين، تأليف أبي عبد الله محمد بن عبد الله المعروف بالحاكم النيسابوري المتوفى سنة 405هـ/ 1014م "ج1-4"، طبع حيدر آباد، 1334-1342هـ. مسلم: انظر صحيح مسلم: مسند أحمد: تأليف أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، المروزي المتوفى سنة 241هـ/ 855م "ج1-6"، طبع القاهرة، 1313هـ. المصنف: تأليف أبي بكر عبد الله بن محمد بن إبراهيم المعروف بابن أبي شيبة المتوفى سنة 235هـ/ 849م "ج1، 2"، نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة مدينة "طوب قابو"، تحت رقم 333-334. معالم السنن: تأليف أبي سليمان حمد بن محمد الخطابي البستي المتوفى سنة 388هـ/ 998م، وهو شرح سنن أبي داود "ج1-4"، طبع حلب، 1351-1352هـ/ 1932-1934م. معجم الأدباء: إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، تأليف شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي المتوفى سنة 626هـ/ 1228م "ج1-7"، طبع القاهرة، 1923-1930م.
معجم البلدان: تأليف شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي المتوفى سنة 626هـ/ 1228م "ج1-8"، طبع القاهرة، 1323-1324هـ/ 1906م. - المعلم: بفوائد مسلم، تأليف أبي عبد الله محمد بن علي بن عمر المازري المتوفى سنة 536هـ/ 1141م "ج2"، نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة أحمد الثالث، تحت رقم 414. - المقنع: في معرفة مرسوم مصاحف الأمصار مع كتاب النقط، تأليف أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني المتوفى سنة 444هـ/ 1052م، بتحقيق محمد أحمد دهمان، طبع دمشق، 1359هـ/ 1940م. الملل والنحل: تأليف أبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني المتوفى سنة 548هـ/ 1153م، بحاشية "الفصل في الملل والأهواء والنحل" لأبي محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري "ج1-3"، طبع القاهرة، 1317-1320هـ. - المنتظم: في تاريخ الملوك والأمم، تأليف جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي المتوفى سنة 597هـ/ 1201م "ج5-10" طبع حيدر آباد 1357-1358هـ. - المنهاج: في شعب الإيمان، تأليف أبي عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد الحليمي المتوفى سنة 403هـ/ 1012م "ج1-3"، نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة أحمد الثالث،
تحت رقم 500. - ميزان الاعتدال: في نقد الرجال، تأليف أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748هـ/ 1347م "ج1-3"، طبع القاهرة، 1325هـ. النسائي: انظر سنن النسائي: - النشر: في القراءات العشر، تأليف أبي الخير محمد بن محمد بن الجزري المتوفى سنة 833هـ/ 1429م "ج1-2" طبع مطبعة مصطفى محمد بالقاهرة، بدون تاريخ. - نفح الطيب: من غصن الأندلس الرطيب، تأليف أبي العباس أحمد بن محمد المقرئ التلمساني المتوفى سنة 1041هـ/ 1641م "ج1-10"، طبع القاهرة، 1367- 1369هـ/ 1949-1951م. - النهاية: في غريب الحديث والأثر، تأليف مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد المعروف بابن الأثير المتوفى سنة 606هـ/ 1209م "ج1-4"، طبع القاهرة، 1311هـ. الوسيط: تفسير الوسيط، تأليف أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي النيسابوري المتوفى سنة 468هـ/ 1075م "ج1-2"، نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة حمدية، تحت رقم 123-124. - الوسيلة: إلى كشف العقيلة، تأليف أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي المتوفى
سنة 643هـ/ 1245م، وهو شرح قصيدة الشاطبي الرائية، نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة سليم آغا، تحت رقم 22. - وفيات الأعيان: وأنباء أبناء الزمان، تأليف أبي العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم المعروف بابن خلكان المتوفى سنة 681هـ/ 1282م "ج1، 2"، طبع القاهرة، 1299هـ.
الفهارس
الفهارس: 1- فهرس الآيات والكلمات القرآنية التي أوردها المؤلف: (¬1) السورة رقم الآية الآية أو الكلمة رقم الصفحة ورقمها في المصحف القرآنية في الكتاب 1- الفاتحة 4 مالك يوم الدين 117، 171، 182 " 6 الصراط 171 " 7 صراط الذين انعمت عليهم ... 111، 133 2- البقرة 7 الغشاوة 120 " 20 كلما أضاء لهم مشوا فيه 104 " 37 فتلقى آدم من ربه كلمات 125 " 48 لا يقبل 116 " 54 بارئكم 174 " 61 فومها، ثومها 123 "61 النبيين 119 " 62 الصابئين 119 "67 يأمركم 174 "70 تشابه علينا 100 "78 ومنهمو أميون 119، 120 "93 يأمركم 174 " 97، 98 جبريل 109، 120 ¬
السورة رقم الآية الآية أو الكلمة رقم الصفحة ورقمها في المصحف القرآنية في الكتاب 2- البقرة 102 ولكن الشياطين 116 " 106 أو ننسها - أو ننسأها 119 " 117 كن فيكون 176 " 121 الذين آتيناهم الكتاب يتلونه ... 193 " 132 وصى -أوصى 112، 148 " 169 يأمركم 174 " 177 النبيين 119 " 185 شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن 9، 11، 21، 24 " 198 ليس عليكم جناح أن تبتغوا ... 141 " 213 النبيين 119 " 226 فإن فاءوا، فيهن 143 238 والصلاة الوسطى 143 "240 والذين يتوفون منكم ... إخراج 44 "252 ولو شاء الله ما اقتتلوا.. يريد 29 " 259 إلى العظام كيف ننشزها، ننشرها 114، 116، 120، 122، 132 " 268 يأمرك 174 "280 ميسرة 115، 120، 122 " 281 واتقوا يوما ترجعون.. لا يظلمون 31، 197 " 282 إن تضل إحديهما فتذكر إحديهما 185 " 285 وكتبه، وكتابه 116 3- آل عمران 21 النبيين 119
السورة رقم الآية الآية أو الكلمة رقم الصفحة ورقمها في المصحف القرآنية في الكتاب 3- آل عمران 37، 38 زكريا 121 " 40 يفعل ما يشاء 192 " 47 كن فيكون 176 " 80 يأمركم 174 " 80، 81 النبيين 119 " 104 ولتكن منكم ... المنكر، ويستعينون الله على ما أصابهم 191 " 176 يحزن 166 " 195 وقاتلوا وقتلوا، وقتلوا وقاتلوا 125 4- النساء 1 والأرحام 176 " 12 وله أخ أو أخت، من أمه 112 "37 البخل 115، 120، 122 " 58 يأمركم 174 " 69 النبيين 119 " 79 وما أصابك ... نفسك، إنا كتبناها عليك 112 " 82 ولو كان من عند ... اختلافا كثيرا 134 " 94 فتبينوا، فثبتوا 124 " 95 لا يستوي القاعدون ... في سبيل الله 34 " 162 النبيين 119 " 1766 يستفتونك ... في الكلالة 31 5- المائدة 3 اليوم أكلمت لكم دينكم 32
السورة رقم الآية الآية أو الكلمة رقم الصحفة ورقمها في المصحف القرآنية في الكتاب 5- المائدة 47 وليحكم أهل الإنجيل 125 " 54 من يرتد، من يرتدد 112 " 57 من الذين ... قبلكم ومن الكفار 147 " 60 وعبد الطاغوت 98، 100، 109، 133 " 75 ثم انظر أنى يؤفكون 125 " 121 أن تعذبهم ... العزيز الحكيم 195 6- الأنعام 35 فإن استطعت ... فتأتيهم بآية 125 " 35 ولو شاء الله لجمعهم على الهدى 28 " 43 فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا 125 " 63 لئن أنجينا، أنجيتنا 148 " 85 زكريا 121 7- الأعراف 111 أرجئه 110 " 137 يعرشون 116 " 138 يعكفون 123 "146 الرشد 117 "161 نغفر لكم خطيائكم 185 " 165 نغفر لكم خطياتكم 185 "165 عذاب بئيس 110، 126 8- الأنفال 73 تكن فتنة في الأرض وفساد عريض 191 9- التوبة 21 يبشرهم 120 " 37 النسيء 119 " 80 أن تستغفر لهم ... فلن يغفر الله لهم 99 " 100 تحتها، من تحتها 113، 114، 124، 138
السورة رقم الآية الآية أو الكلمة رقم الصفحة ورقمها في المصحف القرآنية في الكتاب 9- التوبة 127 ثم انصرفوا ... بأنهم قوم لا يفقهون 56 " 128 لقد جاءكم رسول من أنفسكم 31، 49، 56 " 129 وهو رب العرش العظيم 56 10- يونس 22 يسيركم، ينشركم 124 " 30 تبلوا، نتلوا 124 " 57 يا أيها الناس قد جاءتكم ... للمؤمنين 26 11- هود 78 هن أطهر لكم 113 "81 فاسر بأهلك 121 12- يوسف 12 أرسله معنا غدا يرتع ويلعب 98 " 12 يرتعي 175 " 13 يحزن 166 " 90 يتقي ويصبر 175 13- الرعد 4 الأكل 117 14- إبراهيم 4 وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه 94 " 37 أفئدة من الناس 175 15- الحجر 9 إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون 68، 187 " 65 فاسر بأهلك 121 " 87 ولقد أتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم منهم 208 16- النحل 40 كن فيكون 176 " 66 نسقيكم 121
السورة رقم الآية الآية أو الكلمة رقم الصفحة ورقمها في المصحف القرآنية في الكتاب 16 النحل 68 يعرشون 116 17- الإسراء 23 أف 100، 110، 126 " 55 النبيين 119 " 102 لقد علمت ما أنزل هؤلاء 123 " 106 وقرآنا فرقناه ... ونزلناه تنزيلا 15، 197 "107 إن الذين أوتوا العلم ... سجدًا 195 " 108 ويقولون سبحان ربنا ... لمفعولا 195 " 109 ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا 195 18- الكهف 79 يأخذ كل سفينة -صالحة- غصبا 111، 190 " 94 خرجا 121 " 96 الصدفين 88 " 97 فما اسطاعوا 174 " 19- مريم 2، 7 زكريا 121 " 25 تساقط 125 " 35 كن فيكون 176 " 58 النبيين 119 20- طه 9 وهل أتيك حديث موسى 126 " 114 وقل ربي زدني علما 106 " 131 ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم 202 " 131 ورزق ربك خير وأبقى 209 21- الأنبياء 23 لا يسأل عما يفعل 192
السورة رقم الآية الآية أو الكلمة رقم الصفحة ورقمها في المصحف القرآنية في الكتاب 21- الأنبياء 67 أف 100، 110، 126 "89 زكريا 121 "98 حطب جهنم، حصب جهنم 95 "103 يحزن 166 " 107 وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين 26 22- الحج 11 ومن الناس من يعبد الله على حرف 93 " 17 الصابئين 119 " 18 يفعل ما يشاء 192 "27 وعلى كل ضامر يأتون 147 23- المؤمنون 21 نسقيكم 121 " 36 هيهات 110 " 72 خرجا 121 " 110 سخريا 120 24- النور 15 إذ تلقونه 180 " 35 دري توقد، كوكب دري 110، 119 25- الفرقان 13 وإذا ألقوا منها مكانا ... ثبورا 195 " 32 وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن 17، 28 " 61 سرجا 121 " 77 فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاما 191 26- الشعراء 13 ويضيق صدري 113 " 36 أرجئه 110
السورة رقم الآية الآية أو الكلمة رقم الصفحة ورقمها في المصحف القرآنية في الكتاب 26- الشعراء 176 ليكة 175 27- النمل 8 أن بوركت النار ومن حولها 112، 147 " 22 سبأ 175 "44 ساقيها 175 28- القصص 29 جذوة 88 " 32 الرهب 88 29- العنكبوت 58 لنبوئنهم لنثوينهم 124 31- لقمان 13، 17 يا بني 175 33- الأحزاب 7 النبيين 119 " 23 من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهد الله عليه 51 " 40 النبيين 119 34- سبأ 14 فلما خر تبينت الإنس أن الجن لو كانوا ... 190 " 15 سبأ 175 " 17 هل نجازي إلا الكفور 123 " 19 ربنا باعد بين أسفارنا 113، 123 "23 حتى إذا فزع عن قلوبهم ... قالوا الحق 23 35- فاطر 9 بلد ميت 125 " 43 ومكر السيئ 175 36- يس 29 إن كانت إلا صيحة -زقية- واحدة 91، 95، 112، 123، 147 " 35 وما عملته أيديهم 121
السورة رقم الآية الآية أو الكلمة رقم الصفحة ورقمها في المصحف القرآنية في الكتاب 36- يس 82 كن فيكون 176 38- ص 13 ليكة 175 " 23 نعجة -أنثى 114 " 29 كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته 205 " 63 سخريا 120 39- الزمر 53 إن الله يغفر الذنوب جميعا -ولا يبالي- 111 " 69 النبيين 119 40- المؤمن 18 وأنذرهم يوم الآزفة ... كاظمين 196 " 68 كن فيكون 176 41- فصلت 44 قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء 135 42- الشورى 1، 2، حم سق 141 " 30 بما -فبما- كسبت 124، 138 43- الزخرف 77 يا مال 121 44- الدخان 3 إنا إنزلناه في ليلة مباركة 9، 11 " 4 فيها يفرق كل أمر حكيم 9، 16 " 44 طعام الفاجر، طعام الأثيم 112، 122 45- الجاثية 21 أم حسب الذين ... ساء ما يحكمون 196 "23 الغشاوة 120 46- الأحقاف 17 أف 100، 110، 126 49- الحجرات 6 فتبينوا، فتثبتوا 124 50- ق 19 وجاءت سكرة الموت بالحق 111، 114 " 41 المناد 118
السورة ورقمها رقم الآية في المصحف الآية أو الكلمة القرآنية رقم الصفحة في الكتاب 52- الطور 27 فمن الله ووقانا عذاب السموم 196 56- الواقعة 29 طلح منضود، طلع منضود 114، 122 "75 فلا أقسم بمواقع النجوم 18، 21 " 82 وتجعلون شكركم أنكم تكذبون 190 57- الحديد 13 للذين آمنوا انظرونا "مهلونا، أخرونا، أرجئونا" 104 "24 البخل 115، 120، 122 "24 هو الغني الحميد 114، 124، 138 58- المجادلة 15 يحزن 166 62- الجمعة 9 فامضوا، فاسعوا إلى ذكر الله 104، 117، 190 66- التحريم 4 جبريل 109، 120 70- المعارج 1 سأل سائل 119 73- المزمل 4 ورتل القرآن ترتيلا 197 " 20 فاقرأوا ما تيسر منه 142 74- المدثر 1 يا أيها المدثر 31 75- القيامة 16 لا تحرك به لسانك لتعجل به 29 " 17 إن علينا جمعه وقرآنه 29 " 18 فإذا قرأناه فاتبع قرآنه 30 "19 ثم إن علينا بيانه 30 79- النازعات 11 ناخرة 121 80- عبس 15 بأيدي سفرة 23
السورة ورقمها رقم الآية في المصحف الآية أو الكلمة القرآنية رقم الصفحة في الكتاب 80- عبس 16 كرام بررة 23 81 التكوير 24 بضنين 120 82- الانفطار 1 إذا السماء انفطرت 197 85- البروج 15 المجيد 116 87- الأعلى 6 سنقرئك فلا تنسى 29 92- الليل 1 والليل إذا يغشى 154 " 2 والنهار إذا تجلى 154، 191 " 3 والذكر، وما خلق الذكر والأنثى 154، 191 94- الانشراح 2 وضعنا، حططنا 95 96- العلق 1 اقرأ باسم ربك الذي خلق 24، 31 97- القدر 1 إنا أنزلناه في ليلة القدر 9، 11، 14، 17، 17، 19، 21، 27 98- البينة 6، 7 البرية 119 99- الزلزال 1 إذا زلزلت 198 101- القارعة 1 القارعة 198 " 5 كالعهن المنفوش، كالصوف المنفوش 95، 112، 114، 122، 123، 147، 190 103- العصر 1 والعصر، ونوائب الدهر 111 104- الهمزة 8 مؤصدة 212 110- النصر 1 إذا جاء فتح الله والنصر 141 111- المسد 1 تبت يدا أبي لهب وقد- تب 190
فهرس الأحاديث
2- فهرس الأحاديث: أ أحسن الصوت بالقرآن أخشاهم لله تعالى199 أدع لي زيدًا وليجئ باللوح والدواة والكتف 34 ارموهم بالبعر 201 أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك 81 أعاذك الله من الشك وخسأ عنك الشيطان ... أتاني جبريل 80 أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل 77 أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب من الجنة 81 اقرأه في شهر 39 اقرءوا القرآن بحزن فإنه نزل بحزن 204 اقرءوا القرآن فيوشك أن يأتي قوم يقرءونه 207 اقرءوا القرآن ما نهاك فإذا لم ينهك فلست تقرؤه 194 اقرأ يا هشام ... كذلك أنزلت أن هذا القرآن 78 ألا هلك المتنطعون 203 اللهم اخسأ الشيطان عنه، يا أبي أتاني آت من ربي 80 التمسوها في العشر الأواخر من رمضان 9 الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى 199 إن أحسن الناس صوتا بالقرآن من إذا سمعته 204 إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة وإنه 35 إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني 82
أنزلت صحف إبراهيم ... وأنزل القرآن لأربع وعشرين 12 أنزل القرآن على ثلاث أحرف 88 أنزل القرآن على سبعة أحرف 6، 77، 93، 102، 107، 131، 133، 146/ 147/ 150. أنزل القرآن ... فاقرءوا ما تيسر منه 85 أنزل القرآن ... فالمراء في القرآن كفر فما عرفتم منه 85 أنا سيد ولد آدم ولا فخر 5 إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فلا تماروا في القرآن 104 إن القرآن نزل على سبعة أحرف 171 إن القرآن نزل على سبعة أحرف كل حرف منها شاف كاف 135 إن الكتاب الأول نزل من باب ونزل القرآن 137 إنما أهلك من كان قبلكم الاختلاف 87 إن ملائكة الرحمة باسطة أجنحتها عليهم 44 إن من إجلال الله عز وجل إكرام ذي السلطان المقسط 203 إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف 134 إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف من سبعة أبواب 160 إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه 204 إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فأي ذلك قرأتم 84 إن هذا القرآن على سبعة أحرف فلا تماروا فيه 84 إني بعثت إلى أمة أمية فيهم الشيخ الفاني 1236 إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الغلام والجارية 130 خ خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود 36 ز زينوا القرآن بأصواتكم 200
ض ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا 33 ط طوبى للشام 44 ف فاقرءوا ولا حرج ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب 85، 103 ك كان الكتاب الأول نزل على حرف واحد ونزل القرآن 137 كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف ... القرآن 107 كنت نبيا وآدم بين الماء والطين 25 ل لا تماروا في القرآن فإن المراء فيه كفر 135 لقيت جبريل عند أحجار المراء فقلت يا جبريل 83 لما كان جبريل يستفتح له السماوات سماء سماء 25 المراء في القرآن كفر 141 م من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار يحل حلاله 206 من قرأ منها حرفا فهو كما قرأ 81 ن نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب وإن الشهر 132
نزل القرآن على سبعة أحرف أيها قرأت أصبت 84 نزل القرآن على سبعة أحرف حكيما غفورًا رحيما 85، 129 هـ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ولا حرج 103 هلك المتنطعون 203 هون على أمتي 96 ي يا أبي إن ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف 79 يا أبي إني أقرئت القرآن فقال لي على حرف فقال الملك 82، 87، 103 يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز 82 يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام 203
فهرس الأعلام
3- فهرس الأعلام: (¬1) أ الآجري "محمد بن الحسين أبو بكر البغدادي" 204 آدم "عليه السلام" 5، 25 أبان بن سعيد بن العصا 5، 25 إبراهيم بن سعد 48، 49، 92 إبراهيم "عليه السلام" 12، 13، 79، 148 إبراهيم بن يزيد النخعي 136، 197، 202، 205 أبي بن كعب 36، 37، 38، 42، 56، 58، 60، 63، 64، 65، 79، 80، 81، 82، 85، 87، 103، 104، 126، 129، 144، 147، 149، 153، 172، 187 أحمد بن جبير "أبو جعفر الكوفي" 159 أحمد بن الحسين "أبو بكر البيهقي" 10، 12، 14، 17، 37، 43، 44، 54، 59، 60، 89، 90، 108، 203 أحمد بن شعيب "أبو عبد الرحمن النسائي" 78 أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة "أبو جعفر الدينوري" 94 أحمد بن علي "أبو بكر البغدادي، الخطيب" 187 أحمد بن عمار "أبو العباس المهدوي" 140 أحمد بن أبي عمران 108 أحمد بن عمرو "أبو الطاهر المصري" 57، 105، 106 أحمد بن محمد "أبو إسحاق الثعلبي" 12، 21 أحمد بن محمد "أبو جعفر الطحاوي" 106، 108 أحمد بن محمد بن عبد الله البزي 174 أحمد بن محمد "أبو عبيد الهروي، صاحب الغريبين" 203 أحمد بن محمد بن واصل "أبو العباس الكوفي" 118 ¬
أحمد بن موسى بن العباس "أبو بكر بن مجاهد، الشيخ" 146، 147، 153، 154، 157، 159، 160، 161، 162، 168، 176، 186، 187، 189، 191، 212 أبو الأحوص 209 أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي 53، 58 أسلم "مولى عمر" 64 أسماء بنت أبي بكر 196، 207 إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم "ابن علية" 22 إسماعيل بن إسحاق القاضي "أبو إسحاق الأزدي" 74، 152، 170 إسماعيل بن عبد الرحمن السدي 10، 53 إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر 165 إسماعيل بن علي الخطبي 187 ابن اشته "محمد بن عبد الله أبو بكر الأصبهاني" 105، 106 الأصمعي "عبد الملك بن قريب" 181 الأعمش "سليمان بن مهران" 20، 89، 102، 105، 130، 162، 164 أمير المؤمنين "محمد بن المقتدر، راضي بالله، السلطان" 188، 190 ابن الأنباري "محمد بن القاسم" 98، 99، 187 أنس بن مالك 30، 37، 42، 49، 92، 200 الأهوازي "الحسن بن علي، أبو علي" 93، 96، 108، 109، 116، 118، 159 أم أيوب بنت قيس 83، 84 أيوب بن كيسان السختياني 22، 94، 200، 201 ب الباقلاني "محمد بن الطيب أبو بكر القاضي الأشعري" 38، 39، 45، 63، 65، 74، 121، 138، 142، 166 البخاري "محمد بن إسماعيل" 31، 48، 78 البراء بن عازب 34 بريدة بن الحصيب 204 البزي "أحمد بن محمد بن عبد الله" 174 البغوي "الحسين بن مسعود، صاحب شرح السنة" 66، 134، 144 البغوي "عبد الله بن محمد، أبو القاسم" 22 أبو بكر أحمد بن موسى "ابن مجاهد، الشيخ" 146، 147، 153، 154
157، 159، 160، 161، 162، 168، 176، 186، 187، 189، 191، 212 أبو بكر الأنباري "محمد بن القاسم" 98، 99، 187 أبو بكر البيهقي "أحمد بن الحسين" 10، 12، 14، 17، 37، 43، 44، 54، 59، 60، 89، 90، 108، 203 أبو بكر الشاشي "محمد بن أحمد" 182، 183 أبو بكر بن أبي شيبة "عبد الله بن محمد" 13، 16، 21، 22، 23، 35، 84، 171، 198، 202، 203 أبو بكر الصديق "عبد الله بن عثمان" 6، 7، 38، 40، 43، 44، 45، 48، 49، 54، 55، 56، 57، 58، 59، 60، 61، 62، 62، 63، 64، 68، 69، 70، 71، 72، 74، 75، 76، 138، 144 أبو بكر عبد الله بن أبي داود 55، 57، 58، 60، 105 أبو بكر بن العربي "محمد بن عبد الله" 90، 97، 150 أبو بكر بن عياش الأسدي الكوفي 203، أبو بكر محمد بن الحسين الآجري 204 أبو بكر محمد بن دريد 94 أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني "القاضي" 38، 39، 45، 63، 65، 74، 121، 138، 142، 166 أبو بكر محمد بن عبد الله الأصبهاني "ابن اشته" 105، 106 أبو بكر محمد بن علي الأذفوي 118 ابن بكير "يحيى بن عبد الله، أبو زكريا المصري" 32 البيهقي "أحمد بن الحسين، أبو بكر" 10، 12، 14، 17، 37، 43، 44، 54، 59، 60، 89، 90، 108، 203 ت تميم الداري 37، 195 ث ثابت بن سنان 188 الثعلبي "أحمد بن محمد، أبو إسحاق" 12، 21 الثوري "سفيان بن سعيد" 53 ج جابر بن عبد الله 43، 204، 207
ابن جبير "سعيد بن جبير" 16، 17، 20، 29، 67، 196 ابن جبير المقرئ "أحمد بن جبير، أبو جعفر" 159 ابن جدعان "علي بن زيد" 23 ابن جريج "عبد الملك بن عبد العزيز" 32، 199 جرير بن عبد الحميد 17، 197، 202 أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي 106، 108 أبو جعفر محمد بن جرير الطبري 79، 83، 106، 136، 137، 138، 139، 142، 148، 152، 158، 161، 186 أبو جعفر محمد بن سعدان 93 أبو جعفر يزيد بن القعقاع 150، 157، 163 ابن جني "عثمان بن جني" 184 أبو جهيم بن الحارث بن الصمة 83، 104 ح أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني 73، 94، 102، 130، 131، 133، 152، 157، 181 ابن الحاجب "أبو عمرو عثمان بن عمر، شيخ المالكية" 183، 184 الحارث بن عبد الله الأعور 201 الحاكم محمد بن عبد الله "أبو عبد الله النيسابوري" 15، 16، 33، 45، 87، 88 أبو حامد الغزالي "محمد بن محمد" 210 حجاج بن محمد المصيصي "32، 194، 199 حدير بن كريب الحضرمي "أبو الزاهرية" 194 أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة 41 حذيفة بن اليمان العبسي 49، 50، 68، 72، 83، 200، 203، 204 حسان بن حرث 20 الحسن بن أحمد "أبو العلاء الهمذاني" 108، 109، 111، 118 أم الحسن البصري "خيرة مولاة أم سلمة" 207 الحسن بن سفيان 22 الحسن بن علي "أبو علي الأهوازي" 93 96، 108، 109، 116، 118، 159 أبو الحسن علي بن إسماعيل القطان الخاشع 94
أبو الحسن علي بن محمد السخاوي "الشيخ" 26، 27، 46، 55، 56، 71، 123، 160، 172، 179، 208، 209، 212 أبو الحسن الماوردي "علي بن محمد 19 أبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت "ابن شنبوذة" 187، 188، 189، 191 أبو الحسن الواحدي "علي بن أحمد" 17، 18 الحسين بن الحسن "أبو عبد الله الحليمي" 13، 19 حسين بن علي بن الوليد الجعفي 23، 129 أبو الحسين عمر بن محمد الأزدي، القاضي 189 الحسين بن محمد "أبو علي، القاضي" 183 الحسين بن مسعود "أبو محمد البغوي، صاحب شرح السنة الفراء" 66، 134، 144 حفص بن غياث 202 حفصة بنت عمر بن الخطاب 42، 49، 50، 52، 57، 58، 68، 72، 74 الحكيم الترمذي "محمد بن علي، أبو عبد الله" 26 الحليمي "الحسين بن الحسن، أبو عبد الله" 13، 19 حمد بن محمد "أبو سليمان الخطابي" 62، 97 أبو حمزة 197 حمزة بن حبيب الزيات 152، 153، 156، 164، 174، 208، 212 خ خارجة بن زيد بن ثابت 51، 57 خالد بن دينار أبو خلدة البصري 130 أبو خزيمة بن أوس بن زيد 49، 51، 52 خزيمة بن ثابت الفاكه 51، 52، 56 الخطابي "حمد بن محمد، أبو سليمان" 62، 97 خلاد بن يزيد الباهلي 180 أبو خلدة خالد بن دينار البصري 130 خليدة بن سعد 165 خيرة مولاة أم سلمة "أم الحسن البصري"207
د الداراني "عبد الرحمن بن أحمد، أبو سليمان" 209 الداني "عثمان بن سعيد، أبو عمرو" 47، 60، 71، 74، 211 ابن أبي داود "عبد الله بن سليمان، أبو بكر السجستاني" 55، 57، 58- 60، 105 داود "عليه السلام" 137، 199 داود بن أبي هند 14، 15، 21، 22، 24 أبو الدرداء 37، 38، 42، 149-150، 154، 165، 194، 208 ذ أبو ذر الغفاري 195 ر راضي بالله محمد بن المقتدر "أبو العباس، السلطان، أمير المؤمنين" 188، 190 رفيع بن مهران "أبو العالية الرياحي" 55، 130، 136 ز زائدة بن قدامة الثقفي 129 أبو الزاهرية حدير بن كريب الحضرمي 194 زبان بن العلاء "أبو عمرو البصري" 93، 151، 156، 158، 164، 172، 174، 178، 180، 181، 212 زر بن حبيش 129، 203 الزهري "محمد بن مسلم، أبو بكر بن شهاب" 30، 33، 48، 49، 51، 52، 57، 64، 77، 78، 92، 108 زياد بن مخراق 202 أبو زيد بن قيس بن السكن 37، 38 زيد بن أرقم 85 زيد بن ثابت 34، 37، 38، 42، 44، 48، 49، 50، 55، 57، 58، 59، 60، 69، 70، 72، 74، 85، 90، 92، 105، 142، 144، 148، 149، 170 س سالم بن عبد الله 52، 57 سالم بن معقل "مولى أبي حذيفة" 36،
السجستاني "أبو حاتم سهل بن محمد" 73، 94، 102، 130، 131، 133، 152، 157، 181 السخاوي "أبو الحسن علي بن محمد الشيخ" 26، 27، 46، 55، 56، 71، 123، 160، 172، 179، 208، 209، 212 السختياني "أيوب بن كيسان" 22، 94، 200، 201 السدي "إسماعيل بن عبد الرحمن" 10، 53 سعيد بن عبيد بن النعمان 38 سعيد بن أبي وقاص 41، 204 سعيد بن جبير 16، 17، 20، 29، 67، 196 سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص 50، 58، 59، 60، 64، 65 سعيد بن أبي عروبة 92 سعيد بن المسيب 130 سفيان بن سعبد الثوري 53 سفيان بن عيينة 105، 106، 208 سلام بن سليمان 161 السلطان "أبو العباس راضي بالله محمد بن المقتدر، أمير المؤمنين" 188، 190 أم سلمة هند بن أبي أمية 42 سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن 107، 108 أبو سلمة بن عبد الرحمن 107، 108 أبو سليمان الخطابي "حمد بن محمد" 62، 97 أبو سليمان الداراني "عبد الرحمن بن أحمد" 209 سليمان بن سحيم 194 سليمان بن صرد 87 سليمان بن مهران الأعمش 20، 89، 102، 105، 130، 162، 164 سليم بن عيسى 208 سمرة بن جندب 83، 88 سهل بن سعد بن مالك 208 سهل بن محمد "أبو حاتم السجستاني" 73، 94، 102، 130، 131، 133، 152، 157، 181 السهيلي "أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله" 97 سويد بن غفلة 53، 54 ابن سيرين "محمد بن سيرين" 22، 23، 37، 60، 91، 170 ش الشاشي "أبو بكر محمد بن أحمد" 182، 183
الشاطبي "أبو القاسم بن فيرة" 46، 71، 138، 176 الشافعي "محمد بن إدريس" 179 ابن شريح "محمد بن شريح" 115 شعبة بن الحجاج 53، 198، 200، الشعبي "عامر بن شراحيل" 20، 21، 22، 24، 38، 170، 194 شعيب بن الحبحاب 136 شقيق بن سلمة "أبو وائل الكوفي" 89 ابن شنبوذ "محمد بن أحمد" 187، 188، 189، 191 ابن شهاب "محمد بن مسلم الزهري" 30، 33، 48، 49، 51، 52، 57، 64، 77، 78، 92، 108 ابن أبي شيبة "أبو بكر عبد الله بن محمد" 13، 16، 21، 22، 23، 53، 84، 171، 198، 202، 203 شيبة بن نصاح 157، 163 الشيخ "أبو الحسن علي بن محمد السخاوي" 26، 27، 46، 55، 56، 71، 123، 160، 172، 179، 208، 209، 212 الشيخان "البخاري ومسلم" 34، 45 ص صاحب شرح السنة "الحسين بن مسعود البغوي" 66، 134، 144 صاحب الغريبين "أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي" 203 أبو صالح "أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن" 183 ط أبو الطاهر أحمد بن عمرو المصري 57، 105، 106 أبو طاهر بن أبي هاشم "عبد الواحد بن عمر" 110، 118، 146، 161، 186 طاوس بن كيسان 199 الطبري "أبو جعفر محمد بن جرير" 79، 83، 106، 136، 137، 138، 139، 142، 148، 152، 158، 161، 108 طلحة بن عبيد الله 41 الطوسي "محمد بن أسعد بن محمد حفدة" 66 ع عائشة بنت أبي بكر الصديق 35، 42، 43، 180، 181
عابس الغفاري 200 عاصم بهدلة الكوفي 129، 151، 156، 158، 161، 164، 172، 203 عاصم الجحدري 157، 164 أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي 55، 130، 136 ابن عامر "عبد الله بن عامر" 152، 157، 161، 162، 165، 167 عامر بن شراحيل "أبو عمرو الشعبي" 20، 21، 22، 24، 38، 170، 194 عامر بن قيس 196 ابن عباس "عبد الله بن عباس" 10، 11، 15، 17، 19، 20، 21، 29، 32، 33، 34، 35، 41، 61، 67، 69، 75، 77، 83، 92، 96، 97، 99، 102، 130، 147، 193، 197، 198، 207 أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي 140 أبو العباس أحمد بن محمد بن واصل 118 عبد الأعلى 15، 195 ابن عبد البر "يوسف بن عبد الله" 100، 101، 102، 105، 106، 107، 108، 114، 128، 182 عبد خير 54 أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى 206 عبد الرحمن بن أحمد "أبو سليمان الداراني" 209 عبد الرحمن بن أبي بكرة 84 عبد الرحمن بن ثابت "أبو قيس مولى عمرو ابن العاص" 84 عبد الرحمن بن الحارث بن هشام 50، 64 عبد الرحمن بن ابي الزناد 194 أبو عبد الرحمن السلمي "عبد الله بن حبيب" 68، 69 عبد الرحمن بن عبد القاري 77 عبد الرحمن بن عبد الله "أبو القاسم السهيلي" 97 عبد الرحمن بن أبي ليلى 80، 81، 206 عبد الرحمن بن مهدي 53، 71، 92، 179 عبد الرحيم بن عب الكريم "أبو نصر القشيري" 16 أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري "الحاكم" 15، 16، 33، 45، 87، 88 عبد الله بن أبي إسحاق 164
عبد الله بن حبيب "أبو عبد الرحمن السلمي" 68، 69 أبو عبد الله الحليمي "الحسين بن الحسن" 13، 19 عبد الله بن الزبير 41، 44، 50، 64 عبد الله بن زيد "أبو قلابة البصري" 13 عبد الله بن السائب 41 عبد الله بن سليمان "أبو بكر بن أبي داود السجستاني" 55، 57، 58، 60، 105 عبد الله بن صالح 32 عبد الله بن عامر 152، 157، 161، 162، 165، 167 عبد الله بن عباس 10، 11، 15، 17، 19، 20، 21، 29، 32، 33، 34، 35، 41، 61، 67، 69، 75، 77، 83، 92، 96، 97، 99، 102، 130، 147، 193، 197، 198، 207 عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة 207 عبد الله بن عروة بن الزبير 207 عبد الله بن عمر 41، 42، 74، 76، 82، 194، 199 عبد الله بن عمرو العاص 36، 38، 39، 41 عبد الله بن كثير المكي 157، 164، 178 عبد الله بن المبارك 195 عبد الله بن محمد "أبو بكر بن أبي شيبة" 13، 16، 21، 22، 23، 53، 84، 171، 198، 202، 203 عبد الله بن محمد "أبو القاسم البغوي" 22 أبو عبد الله محمد بن علي الحكيم الترمذي 26 أبو عبد الله محمد بن المعلي الأزدي 93 عبد الله بن مسعود 36، 41، 58، 64، 85، 86، 87، 88، 89، 91، 101، 102، 105، 107، 108، 129، 136، 144، 147، 149، 153، 154، 172، 180، 182، 187، 196، 197، 198، 203، 205 عبد الله بن مسلم بن قتيبة "القتبي" 94، 95، 98، 115 عبد الله بن مغفل 198 عبد الله بن وهب 46، 57، 104، 106 عبد الملك بن شبيب 206 عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج 32، 199 عبد الملك بن قريب "الأصمعي" 181 عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم "أبو طاهر" 110، 118،
146، 161، 186 عبد الوهاب بن يحيى بن حمزة 196 أبو عبيد القاسم بن سلام 12، 14، 16، 21، 22، 32، 4، 52، 83، 87، 88، 91، 92، 93، 98، 99، 135، 152، 157، 163، 165، 170، 193، 198، 199، 201 عبيدة السلماني 23، 171 عبيد بن السباق 48 عبيد الله بن عبد الله 77 أبو عبيد الهروي "أحمد بن محمد، صاحب الغريبين" 203 عثمان بن جني 184 عثمان بن سعيد "أبو عمرو الداني" 47، 60، 71، 74، 211 عثمان بن سعيد "ورش" 155، 156، 178 عثمان بن عبد الرحمن "أبو عمرو بن الصلاح" 183 عثمان بن عفان 6، 7، 33، 37، 38، 40، 44، 45، 48، 49، 50، 51، 52، 53، 54، 57، 58، 59، 60، 62، 64، 65، 66، 67، 68، 69، 70، 71، 72، 73، 74، 75، 76، 92، 101، 102، 104، 105، 106، 111، 112، 115، 130، 138، 139، 143، 144، 150، 153، 156، 158، 159، 161، 187، 189 عثمان بن عمر "أبو عمرو بن الحاجب شيخ المالكية" 183، 184 ابن أبي عدي "محمد بن إبراهيم" 21، 22 عروة بن الزبير 55، 71، 77، 170 عطاء بن أبي رباح 199 عطية بن الأسود 11 عطية بن قيس 165 عقيل بن خالد 32، 108 عكرمة البربري 15، 193 أبو العلاء الحسن بن أحمد 108، 109، 111، 118 علقمة بن قيس 86، 154، 197، 205 علقمة بن مرثد 53، 54 علي بن أحمد "أبو الحسن الواحدي" 17، 18 علي بن إسماعيل "أبو الحسن الخاشع" 94 أبو علي الأهوازي "الحسن بن علي" 93، 96، 108، 109، 116، 118، 159
ابن علية "أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم" 22 أبو علي الحسن بن صافي الصفار 105 علي بن حمزة "أبو الحسن الكسائي" 152 153، 154، 157، 158، 164، 172 علي بن زيد "ابن جدعان" 23 علي بن سهل النيسابوري 23 علي بن أبي طالب 41، 53، 54، 62، 68، 75، 85، 87، 96، 99، 144، 149، 201 أبو علي بن علي "محمد بن علي بن الحسين بن مقلة" 188، 189، 190، 191 علي بن محمد "أبو الحسن السخاوي، الشيخ" 26، 27، 46، 55، 56، 71، 123، 160، 172، 179، 208، 209، 212 علي بن محمد "أبو الحسن الماوردي" 19 أبو علي بن مقلة "الوزير" 188، 189، 190، 191 عمارة بن غزية 57 ابن عمر "عبد الله بن عمر" 41، 42، 75، 76، 82، 194، 199 أبو عمر يوسف بن عبد الله "ابن عبد البر" 100، 101، 102، 105، 106 107، 108، 114، 128، 182 عمر بن الخطاب 7، 40، 42، 43، 44، 45، 48، 49، 55، 57، 58، 60، 62، 63، 65، 68، 69، 71، 72، 74، 77، 78، 101، 102، 103، 104، 127، 136، 144، 170 عمر بن عبد العزيز 170 عمر بن محمد "أبو الحسين الأزدي" 189 أبو عمرو زبان بن العلاء 93، 151، 156، 158، 164، 172، 174، 178، 180، 181، 212 عمرو بن حريث 43 أبو عمرو الداني "عثمان بن سعيد" 47، 60، 71، 74، 211 عمرو بن العاص 41، 84 عمرو بن عبد الله "أبو إسحاق السبيعي" 53، 58 أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن "شيخ 183، 184 عمرو بن كلثوم 35 عوف بن أبي جميلة 202 العيزار بن جرول 54 عيسى "عليه السلام" 137
عيسى بن عمر 164 عيسى بن مينا "قالون" 155، 156 غ أبو غانم المظفر بن أحمد بن حمدان 118 الغزالي "أبو حامد محمد بن محمد" 210 ف فاطمة بنت محمد "عليه السلام" 35 الفضيل بن عياض 206 ق أبو القاسم البغوي "عبد الله بن محمد" 22 القاسم بن ثابت العوفي 128، 131، 133 القاسم بن سلام "أبو عبيد" 12، 14، 16، 21، 22، 32، 40، 52، 83، 87، 88، 91، 92، 93، 98، 99، 135، 152، 157، 163، 165، 170، 193، 198، 199، 201 أبو القاسم الشاطبي "القاسم بن فيرة" 46، 71، 138، 176 أبو القاسم الهذلي "يوسف بن علي" 99، 178 القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني 38، 39، 45، 63، 65، 74، 121، 138، 142، 166 القاضي الحسين بن محمد "أبو علي" 183 قالون "عيسى بن مينا" 155، 156 قتادة بن دعامة 11، 16، 37، 92 ابن قتيبة "عبد الله بن مسلم" 94، 95، 98، 115 القزويني "أبو المجد محمد بن الحسين" 66 القشيري "أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم" 16 أبو قلابة عبد الله بن زيد 13 قيس بن السكن "أبو زيد" 37، 38 أبو قيس عبد الرحمن بن ثابت "مولى عمرو بن العاص" 84 ك ابن كثير "عبد الله بن كثير" 157، 164، 178 الكسائي "أبو الحسن علي بن حمزة" 152، 153، 154، 157، 158، 164، 172 الكلبي "محمد بن السائب" 92 أبو كنانة 202 ل لاحق بن حميد "أبو مجلز" 70
لؤي بن غالب بن فهر 5 الليث بن سعد 32، 108 ابن أبي ليلى "عبد الرحمن" 80، 81، 206 م المازري "أبو عبد الله محمد بن علي" 40 مالك بن أنس 46، 57، 104، 105، 118، 182، 153، 154 المأمون بن عبد الله "أبو العباس" 153، 154 الماوردي "أبو الحسن علي بن محمد" 19 ابن المبارك "أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك" 195 ابن مجاهد "أبو بكر أحمد بن موسى، الشيخ" 146، 147، 153، 154، 157، 159، 169، 161، 162، 168، 176، 186، 187، 189، 191، 212 مجاهد بن جبر 193، 197، 198 أبو المجد محمد بن الحسين 66 أبو مجلز لاحق بن الحسين 66 أبو مجلز لاحق بن حميد 70 مجمع بن جارية 38، 42، 144 محمد بن إبراهيم بن أبي عدي 21، 22 محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت "أبو الحسن بن شنبوذ" 187، 188، 189، 191 محمد بن أحمد بن الحسين "أبو بكر الشاشي" 182، 183 محمد بن إدريس الشافعي 179 محمد بن أسعد بن محمد حفدة "أبو منصور الطوسي" 66 محمد بن إسماعيل "أبو عبد الله البخاري" 31، 48، 78 محمد بن جحادة 207 محمد بن جرير الطبري 79، 83، 106، 136، 137، 138، 139، 142، 148، 152، 158، 161، 186 محمد بن الحسن بن دريد "أبو بكر الأزدي" 94 محمد بن الحسين "أبو بكر الآجري" 204 محمد بن الحسين "أبو المجد القزويني، القاضي" 66 أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي "صاحب شرح السنة" 66، 134، 144 محمد بن السائب الكلبي 92 محمد بن سعدان "أبو جعفر" 93 أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش 20، 89، 102، 105، 130، 162، 164
محمد بن سيرين 22، 23، 37، 60، 91، 170 محمد بن شريح "أبو عبد الله الرعيني" 115 محمد بن الطيب "أبو بكر الباقلاني، القاضي" 38، 39، 45، 63، 65، 74، 121، 138، 142، 166 محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى 206 محمد بن عبد الله "أبو بكر بن العربي" 90، 97، 150 محمد بن عبد الله "أبو عبد الله الحاكم" 15، 16، 33، 45، 87، 88 محمد بن علي "أبو بكر الأذفوي" 118 محمد بن علي "أبو عبد الله الحكيم الترمذي 26 محمد بن علي "أبو عبد الله المازري" 40 محمد بن "ابن مقلة، أبو علي، الوزير" 188، 189، 190، 191 محمد بن القاسم "أبو بكر بن الأنباري" 98، 99، 187 محمد بن كعب القرظي 198 محمد بن أبي المجالد 10 محمد بن محمد "أبو حامد الغزالي" 210 محمد بن محيصن 164 محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري 30، 33، 48، 49، 51، 52، 57، 64، 77، 78، 92، 108 محمد بن المعلي "أبو عبد الله الأزدي" 93 محمد بن المقتدر "أبو العباس، راضي الله، السلطان، أمير المؤمنين" 188، 190 أبو محمد مكي بن أبي طالب 51، 74، 115، 150، 151، 154، 155، 172 محمد بن المنكدر 170، 207 مروان بن الحكم 52، 57، 74، 76 مسروق بن كدام 195 ابن مسعود "عبد الله بن مسعود" 36، 41، 48، 64، 85، 86، 87، 88، 89، 91، 101، 102، 105، 107، 108، 149، 153، 15، 172، 180، 182، 187، 196، 197، 198، 203، 205 مسلم بن الحجاج 13، 31، 78 المسور بن مخرمة 77 مسليمة الكذاب 72 مصعب بن سعد 53، 58، 59 المظفر بن أحمد بن حمدان "أبو غانم"
معاذ بن جبل 36، 37، 38، 42، 58، 144، 149 معاذ بن معاذ 202 معاوية بن أبي سفيان 41 معاوية بن قرة 198 معمر بن سليمان 201 مغيرة بن مقسم 197، 202 المفضل بن محمد "أبو محمد الضبي" 157 مقاتل بن سليمان 18 مقسم بن جبرة 10 ابن مقلة "أبو علي محمد بن علي، الوزير" 188، 189، 190، 191 ابن أم مكتوم 35 مكي بن أبي طالب 51، 74، 115، 150، 151، 154، 155، 172 أبو المليح بن أسامة 12 ابن أبي مليكة "عبد الله بن عبيد الله" 207 أبو منصور محمد بن أسعد بن محمد حفدة الطوسي 66 منصور بن المعتمر 17 ابن المنكدر "محمد بن المنكدر" 170، 207 ابن مهدي "عبد الرحمن بن مهدي" 53، 71، 92، 179 موسى بن إسماعيل 48، 49 أبو موسى الأشعري 149، 202، 203 موسى بن جبير 63 موسى بن عقبة 63 موسى "علي السلام" 28 ن نافع بن عبد الرحمن 151، 153، 155، 156، 157، 158، 163، 166، 172 نافع بن عمر بن عبد الله 180 النخعي "إبراهيم بن يزيد" 136 197، 202، 205 النسائي "أحمد بن شعيب" 78 أبو نصر بن القشيري "عبد الرحمن بن عبد الكريم" 16 أبو النصر "هاشم بن القاسم" 198 هـ هارون بن المأمون 188 هارون بن موسى الأعور 180، 181 هاشم بن القاسم "أبو النضر" 198 أبو هريرة 35، 41، 83، 84، 85، 103، 129، 206 هشام بن حسان 60 هشام بن حكيم 78، 103، 127 هشام بن عبد الملك 133 هشام بن عروة 55، 71، 196، 202
هند بن أبي أمية "أم سلمة" 42 وأبو وائل شقيق بن سلمة 89 واثلة بن الأسقع 12 الواحدي "أبو الحسن علي بن أحمد" 17، 18 ورش "عثمان بن سعيد" 155، 156، 178 وكيع بن الجراح 53 ابن وهب "عبد الله بن وهب" 46، 57، 104، 106 ي يحيى بن الحارث الذماري 165 يحيى بن عبد الله "ابن بكير" 32 يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة 64 يحيى بن عبد الله بن أبي مليكة 180 يحيى بن أبي كثير 201 يحيى بن وثاب 164 يزيد الفارسي 75 يزيد بن القعقاع "أبو جعفر المدني" 150، 159، 161 يوسف بن عبد الله "أبو عمر، ابن عبد البر" 100، 101، 102، 105، 106، 107، 108، 114، 128، 182 يوسف بن علي "أبو قاسم الهذلي" 99، 178
فهرس القبائل والجماعات
4- فهرس القبائل والجماعات: آل عمر 74 الأئمة السبعة= القراء السبعة أئمة القراءة 149، 162، 211 أزد 94 أزواج النبي 42 أسد 101 الأنصار 38، 42، 60، 68، 96 أهل البصرة 156، 164 أهل الحجاز 162 أهل الحرمين 148، 158، 162، 172 أهل الشام 50، 148، 157، 161، 162 أهل العراق "العراقيون" 50، 105، 157، 162 أهل العراقين 162 أهل القرآن 6، 63، 64، 189، 191 أهل القران "القراءة" من الصحابة 40، 163 أهل الكتابين 200 أهل الكوفة "الوفيون" 148، 156، 158، 164، 172 أهل المدينة "المدنيون" 105، 148، 157، 158، 163، 172 أهل مكة 157، 164 أهل اليمامة "أصحاب اليمامة" 48، 63 أهل اليمن 91 الأوس 51 ب بنو دارم 93 بنو النجار 51 بنو نصر معاوية 93، 102، 131 ت تميم 93، 94، 100، 101، 130، 131 ث ثقيف 93، 100، 102، 130، 131
جشم بن بكر 93، 102، 131 ح الحبشة 64 حملة القرآن 38، 63، 209 خ خزاعة 92 الخلفاء الراشدون "الخلفاء من أصحاب محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" 38، 62 ر ربيعة 94، 102، 131 الرهط القرشيون 50، 92 س سعد بن بكر 93، 94، 102، 131 سعيد 100 ش الشافعية 183 شيوخ الشام 187 شيوخ مصر 187 ض ضبة 101، 131 غ العراقيون= أهل العراق قراءة البصرة 164 القراء السبعة "الأئمة السبعة، السبعة" 146، 147، 151، 152، 154، 156، 159، 160، 161، 162، 173، 174، 177 قراء الشام 165 قراء القرآن "القراء" "38، 48، 61، 86، 70، 72، 115، 156، 160، 162، 166، 178، 181، 188، 211 قراء الكوفة 164 قراء المدينة 163 القراء المقتولون 38 قراء مكة 164 القراء من الصحابة= أهل القرآن "القراء" من الصحابة قريش 5، 50، 60، 64، 92، 93، 94، 96، 97، 100، 101، 102، 122، 130، 150، 176 قيس 101، 131
ك كتاب النبي "عليه السلام" 46 كعب بن خزاعة 92 كعب بن عمرو 93 كعب بن قريش 92 كعب بن لؤي 93 كنانة 100، 101، 131 الكوفيون، أهل الكوفة م المالكية 183، 184 المدنيون= أهل المدينة مضر 101، 102، 130، 131 المهاجرون 40، 68، 96 ن نزار 101 النصارى 50 نصر بن معاوية= بنو نص بن معاوية هـ هذيل 94، 96، 97، 100، 101، 131 هوازن 91، 93، 94، 96، 100، 102، 130 ي اليمن 100، 101 اليهود 50
فهرس الأماكن والبلدان
5- فهرس الأماكن والبلدان: أجنادين 66 أحجار المراء 83، 130 أحد 51 أذربيجان 50 إرمينية 50، 68 أضاة بني غفار 81 بئر معونة 38 البحرين 73، 159، 162 بدر 51 البصرة 70، 73، 74، 149، 169، 181 بغداد 187 بلاد الجزيرة 162 بلاد العجم 183 بيت عمر بن الخطاب 60 الحجاز 149 حراء 20، 24، 31 دمشق 165، 183 الشام 44، 73، 150، 165، 169 ضرية 130 الطائف 122 عمواس 58 الكوفة 73، 74، 149، 162، 169 المدينة 73، 169، 171 المسجد "مسجد النبي" 55، 60، 62، 63 مكة 73، 169 وج 122 اليمامة 38، 72 اليمن 73، 159، 162
فهرس الأيام
6- فهرس الأيام: يوم بئر معونة 38 يوم الجمل 31 يوم صفين 31، 51 يوم عرفة 32 يوم مسيلمة 38 يوم اليمامة 48، 61، 61
فهرس الكتب التي ذكرها المؤلف في الكتاب
7- فهرس الكتب التي ذكرها المؤلف في الكتاب: الإبانة "كتاب مفرد" لمكي بن أبي طالب 150، 172 إبراز المعاني "شرح قصيدة الشاطبي" لأبي شامة 146، 176 الإحياء "إحياء علوم الدين" لأبي حامد الغزالي 209 الاستغناء في علوم القرآن لأبي بكر الأذفوي 118 تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 187 تاريخ ثابت بن سنان 188 تاريخ دمشق "التاريخ الكبير" لأبي شامة 46، 154، 165 تفسير الترمذي للحكيم الترمذي 26 تفسير الثعلبي "الكشف والبيان عن تفسير القرآن" لأبي إسحاق الثعلبي 12، 21 تفسير الطبري "جامع البيان عن تفسير القرآن" لابن جرير الطبري 57، 79، 83، 85 تفسير القشيري "المجموع في التفسير والتأويل" لأبي نصر بن القشيري 16 تفسير الماوردي "العيون والنكت في تفسير القرآن" لأبي الحسن الماوردي 12، 19 تفسير الواحدي "البسيط، والوسيط" لأبي الحسن الواحدي 17 الجامع لابن وهب 104 جامع الترمذي 33، 82 جزء في حلية القارئ لأبي بكر الآجري 204 جمال القراء لأبي الحسن السخاوي 27، 55، 123، 172، 208 دلائل النبوة للبيهقي 17 سنن أبو داود 34، 82، 101 السنن الكبرى للنسائي 78 السنن الكبرى للبيهقي 54، 61، 87
سنن النسائي 82 شرح الحديث المبعث لأبي شامة 24، 31 شرح السنة لأبي محمد البغوي 66، 134، 144 شرح المدائح النبوية لأبي شامة 25 شرح الهداية لأبي العباس أحمد بن عمار المقرئ 140 شعب الإيمان للبيهقي 12، 17، 203، 206 شفاء القلوب لعلي بن سهل النيسابوري 23 الصحيحان "صحيح البخاري وصحيح مسلم" 29، 77، 154 صحيح البخاري 31، 34، 38، 42، 44، 75، 78 صحيح مسلم 31، 43، 78، 79، 81 غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام 91، 135 فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام 12، 14، 83، 91، 193 كتاب الأسماء والصفات للبيهقي 10، 12 كتاب الانتصار للباقلاني 38، 46، 62، 74، 121 كتاب الإيضاح لأبي علي الأهوازي 108 كتاب البسملة لأبي علي الأهوازي 108 كتاب البسملة الكبير لأبي شامة 178 كتاب البيان لأبي طاهر بن أبي هاشم 161، 186 كتاب التاريخ لإسماعيل بن علي الخطي 187 كتاب التمهيد لابن عبد البر 100 كتاب الثمانية 159 كتاب الخمسة لابن جبير المقري 159 كتاب الدلائل لقاسم بن ثابت 28 كتاب السبعة لابن مجاهد 154، 162، 168 كتاب الغريبين لأبي عبيد أحمد بن محمد الهروي 203 كتاب القبس "شرح الموطأ" لأبي بكر بن العربي 97، 150
كتاب القراءات لأبي عبيد القاسم بن سلام 163 كتاب القراءات لابن جرير الطبري 152 كتاب الكامل لأبي القاسم الهذلي 99، 178 الكتاب الكبير من أبرز المعاني لأبي شامة 146، 161 كتاب الكشف لمكي بن أبي طالب 74، 150، 172 كتاب المدخل للبيهقي 37، 44، 54، 59، 61، 108 كتاب المستظهري لأبي بكر الشاشي 182 كتاب المصاحف لابن أبي داود 55، 58، 60 كتاب المقاطع للحافظ أبي العلاء 108 كتاب المقنع لأبي عمرو الداني 47، 60، 71، 74 كتاب المنهاج لأبي عبد الله الحليمي 19 كتاب الوسيلة لأبي الحسن السخاوي 46 المحتسب لابن جني 184 المستدرك عل الصحيحين للحاكم أبي عبد الله 15، 16، 20، 45، 86، 88 المصنف "كتاب ثواب القرآن من المصنف" لابن أبي شيبة 13، 21، 84، 198، 202
فهرس مواضيع الكتاب
فهرس مواضيع الكتاب: مقدمة التحقيق 1 مقدمة المؤلف 5-7 الباب الأول في البيان عن كيفية نزول تلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان 9-47 الباب الثاني في جمع الصحابة رضي الله عنهم القرآن وإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان 48-76 الباب الثالث في معنى قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أنزل القرآن على سبعة أحرف" 77- 145 الفصل الأول في سرد الأحاديث في ذلك 77-90 الفصل الثاني في المراد بالأحرف السبعة التي نزل القرآن عليها 91-137 الفصل الثالث في المجموع في المصحف هل هو جميع الأحرف السبعة التي أبيحت القراءة عليها، أو حرف واحد منها؟ 138-145 الباب الرابع في معنى القراءات المشهورة الآن وتعريف الأمر في ذلك كيف كان 146-167 الباب الخامس في الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية 168-192 الباب السادس في الإقبال على ما ينفع من علوم القرآن والعمل بها وترك التعمق في تلاوة ألفاظه والغلو بسببها 193-213
الفروق بين النسخ الثلاث التي اعتمد عليها في نشر الكتاب 215 المراجع 227 الفهارس 245 1- فهرس الآيات والكلمات القرآنية 247 2- فهرس الأحاديث 258 3- فهرس الأعلام 262 4- فهرس القبائل والجماعات 279 5- فهرس الأماكن والبلدان 282 6- فهرس الأيام 283 7- فهرس الكتب التي ذكرها المؤلف في الكتاب 284