حديث ابن أبي المكارم

المقدسي، ضياء الدين

الرِّسَالَةُ الثَّانِيَةُ حَدِيثُ ابْنِ أَبِي الْمَكَارِمِ

فيتسوك ويتوضأ، ثم يصلي تسع ركعات، لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة ثم يسلم، ثم يصلي ركعتين

1 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَالِمُ حُجَّةُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمَكَارِمِ بْنِ بَخْتَيَارِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ الْخَطَيِبُ الْيَعْقُوبِيُّ، الْوَاعِظُ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ بِمَدِينَةِ دَقُوقَا، فِي شَهْرِ مُحَرَّمٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّ مِئَةٍ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ سَعِيدٍ السِّجْزِيُّ الصُّوفِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِمَدِينَةِ السَّلامِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعُمَيْرِيُّ بِهَرَاةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حِمْدَانَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَارَكٍ الشَّارَكِيُّ، حَدَّثَنَا جَدِّي أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّارَكِيُّ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحُلُوَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كُنَّا نُعِدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ، فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ فِيمَا شَاءَ §فَيَتَسَوَّكُ وَيَتَوَضَأُ، ثُمَّ يُصَلِّي تِسْعَ رَكَعَاتٍ، لا يَجْلِسُ فِيهِنَّ إِلاَّ عِنْدَ الثَّامِنَةِ ثُمَّ يُسَلِّمُ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ مَا يُسَلِّمُ وَهُوَ قَاعِدٌ، فَتِلْكَ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، وَكَانَ إِذَا غَلَبَهُ النَّوْمُ فَنَامَ اللَّيْلَ، صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً» , هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ

يصلي ثلاث عشرة ركعة، يصلي ثماني ركعات ثم يوتر ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فإذا أراد أن يركع

2 - قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الإِمَامُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ الْعَبَّاسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْدِيُّ الدَّارَمِيُّ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَوَهَبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ؟ فَقَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ §يُصَلِّي ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي ثَمَانِي رَكْعَاتٍ ثُمَّ يُوتِرُ ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وُهُوَ جَالِسٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَرَكَعَ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ وَالإِقَامَةِ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ» , قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ

أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه، فأنزل الله: {سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو

3 - قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَوَيْهِ السَّرْخَسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَّمٍ، قَالَ: " قَعَدْنَا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَذَاكَرْنَا، فَقُلْنَا: لَوْ نَعْلَمْ §أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ لَعَمِلْنَاهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {1} يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 1-2] حَتَّى خَتَمَهَا " , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى خَتَمَهَا , قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا ابْنُ سَلاَّمٍ , قَالَ يَحْيَى: فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا أَبُو سَلَمَةَ , قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: وَقَرَأَهَا عَلَيْنَا يَحْيَى , وَقَرَأَهَا عَلَيْنَا الأَوْزَاعِيُّ , وَقَرَأَهَا عَلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ , وَقَرَأَهَا عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارَمِيُّ , وَقَرَأَهَا عَلَيْنَا عِيسَى بْنُ حَمَوَيْهِ , وَقَرَأَهَا عَلَيْنَا الدَّاوُدِيُّ , وَقَرَأَهَا عَلَيْنَا عَبْدُ الأَوَّلِ , وَقَرَأَهَا عَلَيْنَا شَيْخُنَا حُجَّةُ الدِّينِ

ما آمن بالقرآن من استحل محارمه

4 - سَمِعْتُ شَيْخُنَا حُجَّةُ الدِّينِ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمَكَارِمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَقْتِ عَبْدَ الأَوَّلِ بْنَ عِيسَى السَّجْزِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شَيْخُ الإِسْلامِ بِهَرَاةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ الْعَالِي الْبُوشَنْجِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَيَّانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي حَاتِمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي، ي قُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرَّهَاوِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَطَاءَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيْبِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ صُهَيْبًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: §«مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ»

الحلال بين، والحرام بين، وبينهما مشتبهات، لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات،

5 - قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ الصُّوفِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الدَّاوُدِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَمَوِيُّ، حَدَّثَنَا الْفَرَبْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: §«الْحَلالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ، لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ، اسْتَبْرَأَ لِعِرْضِهِ وَدِينِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ، وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وِهِيَ الْقَلْبُ»

§1/1