ديوان ذي الرمة شرح الباهلي

أبو نصر الباهلي

ديوان ذي الرمة

ديوان ذي الرُّمة غيلان بن عقبة العدوي المتوفي سنة 117 هـ شرح الإمام أبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي رواية الإمام أبي العباس ثعلب حققه وقدم له وعلق عليه الدكتور عبد القدوس أبو صالح مؤسسة الإيمان للتوزيع والنشر والطباعة بيروت- ص. ب 6334/ 113

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم لك الحمد، فالطف بعبدك يا كريم قال الشيخ أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خر زاد النجيرمي: قرأت شعر ذي الرمة على أبي الحسين علي بن أحمد بن محمد المهلبي.

قال: قرأت على أبي العباس أحمد بن محمد بن ولادٍ عن أبيه [عن] أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلبٍ. وذكر أن أبا نصرٍ

أحمد بن حاتمٍ صاحب الأصمعي أملاه عليهم. قال: وزادني أبو العباس فيه حروفاً قد أثبتها في موضعها من الكتاب. قال الشيخ أبو يعقوب: وقرأتُ أيضاً شعر ذي الرمة على جعفر بن شاذان القمي عن أبي عمر محمدٍ بن عبد الواحد

الزاهد عن ثعلبٍ عن أبي نصر. (1) (البسيط)

قال ذو الرمة، واسمه غيلان بن عقبة بن بهيش بن مسعود

ابن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ساعدة بن كعب بن عوف بن ثعلبة بن ربيعة بن ملكان بن عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة ابن إلياس بن مضر بن أد بن معد بن عدنان. وكان ذو الرمة يكنى أبا الحارث. قال الأصمعي: سمعت من يذكر عن ذي الرمة أنه لم يزل يزيد على كلمته التي على الباء حتى مات.

1 - ما بال عينك منها الماء ينسكب

1 - ما بال عينك منها الماء ينسكب ... كأنه من كلى مفريةٍ سرب 4 أ/ قال: قال "عمارة بن عقيل بن بلال بن جريرٍ: قال ذو الرمة: "إذا قلت: كأن، فلم أجد وأحسن فقطع الله لساني". ويروى: "سربُ" رفعت "الماء" بما في "ينسكب"،

أراد: ما لعينك الماء ينسكب منها. و"منها" صلة "ينسكب". وأهل البصرة يخالفوننا، يقولون: رفعنا "الماء" بالابتداء، وخبره "ينسكب". "الكلى"، الواحدة كُلية: وهي رُقعة ترقع على أصل عروة المزادة. و"مفرية": مخروزة. يقال: "فريت المزادة فرياً" أي: خرزتها. و"سرب": أراد المصدر، وجعله اسماً للماء الذي خرج من عيون الخرز، وذلك إذا كانت المزادة جديداً. يقال: "سرِّب قربتك"، أي: اجعل فيها الماء لتنتفخ عيون الخرز وتبتل السيور. قال جرير:

* كما عينت بالسرب الطبابا* قال أبو نصر: قال الأصمعي: "الفريُ: القطع، و"الفري": الخرز. و"فريته": أصلحتهُ، و"أفريته": أفسدته. وكل ما كان فرياً في شيءٍ قطع في فسادٍ فهو: "أفريتُ". و"السرب": الماء السائلُ. و"السرب": الماء بعينه. 2 - وفراء غرفية أثأى خوارزها ... مشلشل ضيعته بينها الكتب "وفراء": واسعةٌ. و"غرفيةٌ": دُبغت بـ"الغرف": وهو شجر. ويقال: هي التي تدبغ بغير القرظ، تُدبغ بالتمر

والأرطى والملح. قال الأصمعي: ما دُبغ بالبحرين فهو غرفي. وقوله: "أثأى خوارزها"، قال الأصمعي: "الثأي": أن تلتقي الخرزتان فتصيرا واحدة. 4 ب/ وقال أعرابي من فصحاء الناس للفراء - وسأله ن هذا البيت - قال: "الثأي": أن تغلظ الإسفي، ويدق السير الذي يُخرز به، فهذا فساد. قيل له: "فما تسمى

الخرزتان إذا صارا واحدة" قال: "ذلك الأتم. ومن ذلك سميت المرأة: "أنومأ"، وذلك إذا أتاها الرجل فصير المسلكين واحداً. ورد "مشلشلاً" على "سربٍ" فرفعه. ويروى: "مشلشلاً" بالنصب، يوقع عليه الفعل. و"المشلشل": الذي يكاد يتصل قطره. و"الكتب". الخرز، الواحدة كتبة. وكلما جمعت شيئاً إلى شيء فقد "كتبته". وسميت "الكتيبة": كتيبة لأنها تكتبت واجتمعت. ومنه: كتبت الكتاب، إذا جمعت حروفاً إلى حروف. وقوله: "ضيعته" يريد: الكتب، أي: الخرز ضيعت الماء فيما بينها، فهو يُشل. 3 - أستحدث الركب من أشياعهم خبراً ... أم راجع القلب من أطرابه طرب

استفهم فلذلك نصب ألف "أستحدث" وقطعها. يقول: أهذا الحزنُ من خبرٍ جاءكم أم هاجكم شوقٌ فحزنتم. و"الطرب": خفةٌ تأخذ الرجل من الحزن والفزع، كأنه مشدوهٌ، أي: ذاهب العقل. والطربُ في الفرح والحزن جميعاً. قال النابغةُ الجعدي: وأراني طرباً في إثرهم ... طرب الواله أو كالمختبل و"الركب": قوم ركوبٌ، وهم أصحابه الذين معه، واحدهم راكب، مثلُ: شاربٍ وشرْبٍ، وصاحبٍ وصحبٍ. و"الواله":

التي قد اشتد حزنها على 5 أ/ ولدها. و"الأشياع": الأصحاب. قال [أبو] العباس: "لا يقال: ركبٌ إلا للجماعة على الإبل. ويروى: هل أحدث الركب". 4 - أم دمنةٌ نسفت عنها الصبا سفعاً ... كما تنشر بعد الطية الكتب ويروى: "من دمنةٍ"، وهو متعلق بقوله: "ما بال عينك منها الماء ينسكب" من أجل دمنة. [أراد: أستحدث الركبُ خبراً أم دمنةٌ] هاجت حزنهم حين وقفوا عليها و"الدمنة" واحدة

الدمن: وهو ما سوّدوا بالرماد وغير ذلك. وقوله: "نسفت عنها الصبا سفعاً"، أراد: نسفت عن الدمنة الصبا سفعاً. وتلك "السفع": "سيلاً من الدعص". يريد: رملاً سال من الدعص فترجم بـ"سيلٍ" عن "السُّفَعِ". و"السُّفَعُ": طرائق سودٌ تضرب إلى الحمرة. فيقول: الصبا نسقت السُّفعَ فاستبانت الأرضُ كما تُنشر الكتب بعد أن كانت مطوية. يقال: "ما أحسن طيته وجلسته! " يريد: الحال التي يجلس عليها. وقال بعضهم: "نصب: سفعاً، على الحال، وأوقع فعل الصبا على السيل،

وأراد: أم دمنةٌ نسفت عنها الصبا سيلاً في حالِ سفعتها". قال أبو العباس: "السفعة: ما خالف لون الأرض، وهو يضرب إلى السواد". المهلبي: كما تقول: "غسلتُ عن ثوبه مداداً نفطاً"، فقدم "السفع" ثم بين عن السفع فقال: "سيلاً ... ". 5 - سيلاً من الدعص أغشته معارفها ... نكباء تسحب أعلاه فينسحب 5 ب/ "سيلاً من الدعص"، يعني: الرمل. و"الدعص": الرملة

الصغيرة. يقول النكباء أغشت معارف الدمنة السيل من الدعص فجاءت الصبا، وهي التي تقابل الدبور فنسفته عنها. و"معارفها": ما عُرف منها. وتسحب أعلى هذا السيل من الدعص، أي: تجر فينجر. و"النكباء": ريح تجيء منحرفة بين ريحين. قال أبو العباس: قال ابن الأعرابي: "الإيرُ من ارياح: بين الصبا والشمال، وهي أخبث النكب. وقال: الريح النكباء تهلك المال

وتحسس القطر". والأصمعي يجعلها الرياح. 6 - لا بل هو الشوق من دارٍ تخونها ... ضرب السحاب ومر بارح ترب ويروى: "ببرقة الثور من دارٍ تخونها ... مرأ سحاب ومرأ بارح ترب" يقول: هذه الدمنة "ببرقة الثور": وهو موضع. وفي الرواية الأخرى. يقول: هذا الحزن ليس هو من خبر جاء، ولا من أثر الدار،

لا بل هو شوقٌ هيج حزنكم من دار "تخونها": تنقصها، ويقال: تعهدها. "ضربُ السحاب" وهو المطر الخفيف. و"البارح": الريح تهب في الصيف. "تربٌ": معها تراب، أي: هي بارحٌ تربٌ. ويقال: "البارح": الريح الشديدة الهبوب. ويقال: "البارح": الريح التي تأتي عن يسار القبلة. قال أبو عبيدة: "سأل يونس رؤبة

- وأنا شاهد- عن السانح والبارح. فقال: "السانح: ما ولاَّك 6 أ/ ميامنه. والبارح: ما ولاَّك مياسرة". ومن روى: "مرأ سحاب ومرأ بارحٌ"، أراد: مرةً كذا ومرةً كذا". 7 - يبدو لعينيك منها وهي مزمنةٌ ... نؤيٌ ومستوقدٌ بالٍ ومحتطب "يبدو": يظهر لعينيك "نؤي": وهو الحاجز حول بيوت الأعراب من المطر، يحفر جدول فيصيرُ التراب حول الجدول لئلا يدخل الماء. و"مستوقد": موضع وقود. و"محتطب": موضع حطب. و"مزمنة": أتى عليها زمن. و"الوقود": الحطب. وقال الأصمعي: التراب نفسه: "نؤي". وقول النابعة يدل على أنه التراب، وهو: " .. فهو أثلم خاشع"، يعني: النؤي. والحفرة لا تكون خاشعة، وإنما التراب "خاشعٌ"، أي: استوى مع الأرض. ويروى: "مستوقد باقٍ ومحتطب" يقول: هو بالحجارة فليس يذهب.

8 - إلى لوائح من أطلال أحويةٍ ... كأنها خللُ موشيةٌ قشب يريد: مع "لوائح": وهو ما لاح من الأطلال. و"الأحوية": أبياتٌ مجتمعةٌ، الواحد حواء. و"الخلل" بطائن أجفان السيوف الموساة. يشبه آثار الدبار بالخلل. "قشب": جددٌ. "موشية": من الوشي. 9 - بجانب الزرق لم تطمس معالمها ... دوارج المور والأمطار والحقب

6 ب/ "الزرق": أكثبة رمالٍ بالدهناء. "لم تطمس": لم تمحُ معالمها. "دوارج المور" و"الدوارج": مآخير الرياح. و"المور": دقاقُ التراب، وهو ما رمت به الريح وذهب وجاء. و"الحقب": السنون. يقول: هذه اللوائح من أطلال أحوية بجانب "الزرق": وهو موضع. "معالمها": ما عُلم منها. 10 - ديار مية إذ ميُّ تساعفنا ... ولا يرى مثلها عجمٌ ولا عرب ويروى: "دارُ لمية" .. إذ هذه الدار لمية. يقول:

.................................................

ما وصفت "ديار مية إذ ميّ تساعفنا" أي: تواتينا وتطاوعنا. "ولا يرى مثلها عجمٌ ولا عربُ". [وواحد] "عجمٍ": "أعجم": [وذلك] إذا كان في لسانه، ثم تنسب إليه فتقول: "أعجميٌّ". وأما "العجم": قاسم قبيلة أهل العجمة، مثل قولك: "عجمٌ وعربٌ" فتنسب إليهما فتقول: "عجمي" بغير ألفٍ و"عربي". وتقول: "استعجيم على فلانٍ"، إذا لم يقدر على الكلام. ويقال: أعجم فلان دوني الخبر، إذا لم يبينه.

المهلبي: قال المبرد: "أكثر ما تنشد العرب: ديار مية .. بالنصب، لأنه لما ذكر ما يجن إليه، ويصبو إلى قربه أشاد بذكر ما قد كان يلقى. 11 - براقة الجيد واللبات واضحةٌ ... كأنها ظبيةُ أفضى بها لبب ويروى: "واللبات واضحةٌ" بالرفع أيضاً. و"الجيد": العتق. و"اللبات" أراد: اللبة وما حولتها، فجمعها لذلك. "واضحةٌ": بيضاء. "أفضى بها لسبب"، أي: بهذه الظبية. و"أفضى بها"، أي: صيّرها في "فضاء"، أي: في سعة واستواء. 7 أ/ و"اللبب": ما استرق من الرمل و"لببٌ" متعلق بالبيت الذي بعده.

12 - بين النهار وبين الليل من عقدٍ ... على جوانبه الأسباط والهدب ويروى: "من عقدٍ" بفتح القاف أيضاً. يريد: وأفضى بالظبية لببٌ من عقد. و"العقد": ما تعقد من الرمل وكثر. "بين النهار والليل"، يريد: أنها رعت نهارها، فلما انقضى النهار صارت ممتلئة الجلد براقة قد صقلها الرعيُ. وبين ذلك قوله: "على جوانبه الأسباط والهدب" فهي ترعى فيهما. و"السبط": نبتٌ. "الهدبُ": هدبُ الأرطى. وكل ورق ليس يعرض فهو: "هدبٌ" مثل ورق الطرفاء والأثل والأرطى

والأثأب. يقول: لما رعت يومها امتلأت [فهي] أحسن ما تكون آخر النهار، لا ترى فيها ضموراً، قد املاست وذهب تثني جلدها من الضمر والجوع. 13 - عجزاء ممكورة خمصانة قلقُ ... عنها الوشاح وتم الجسم والقصب "الممكورة": الحسنة طي الخلق. و"خمصانة": ضامرة البطن، و"قلقٌ عنها الوشاح". وإنما يقلق من ضمر البطن.

و"القصب"، كل عظم فيه مخ فهو: قصبة، والجميع قصب. 14 - زين الثياب وإن أثوابها استلبت ... فوق الحشية يوماً زانها السلب 7 ب/ ويروى: "فوق الحشية منها زانها السلب". يقول: إذا لبست الثياب زانتها، وإن استلبت أثوابها وهي على الحشية "زانها السلب"، أي: خلقها حسنٌ. 15 - تريك سنة وجهٍ غير مقرفةٍ ... ملساء ليس بها خالٌ ولا ندب "السنة": الصورة. وقوله: "غير مقرفة"، أي: ليست

بهجينةٍ، هي عتيقةٌ كريمة. و"الندب: آثار الجراح. فيقول: ليس فيها خال ولا آثار. ويقال: "فرس مقرف" للذي دانى الهجنة. ويقال: "أخشى عليك القرف" أي: مداناة المرض. والعرب تقول في كلامها: "ما أبصرت عيني ولا أقرفت يدي"، أي: ولا دانت. ويقال لقشر الرمانة ولكل قشرٍ: "قرفٌ". ويقال: "اصبغ ثوبك بقرف السدر أي: بقشره. ومنه: "قرف فلان فلاناً"، وذلك إذا وقع فيه، وذكره بسوء، فكأنه قشره. ويقال: "فلان يقترف لعياله"، أي: يكسب لهم من هاهنا وهاهنا. 16 - إذا أخو لذة الدنيا تبطنها ... والبيت فوقهما بالليل محتجب

"تبطنها"، أي: علا فوقها، جعلها بطانة" [له]. ويروى: "إذا أخر نعمة الدنيا". ويروى: "إذا فتى لذة الدنيا تعطفها"، أي: جعلها كالرداء له. و"محتجب": مستتر. 17 - سافت بطيبة العرنين، مارِنها ... بالمسك والعنبر الهندي مختضب "سافت": شمَّت، وهي تسوف سوفاً، يريد بأرنبةٍ طيبة العرنين. 8 أ/ و"العرنين": الأ، ف كله. و"المارن": مالان من عظم الأنف. قال الأصمعي: وكل شي انصبغ فقد "اختضب". 18 - تزداد للعين إبهاجاً إذا سفرت ... وتحرج العين فيها حين تنتقب يقول: أرتني ما أبهج به. و"البهجة": النور والهيئة.

[وتحرج العين فيها حين تنتقب] أي: تحير وتضيق عن النظر. ومنه قول الله تعالى: "يجعل صدره ضيقاً حرجاً". ومنه: "الحرجة": وهو كل ما التف من الشجر ولزم بعضه بعضاً. ومنه: "حرج عليَّ ظلمك" أي: حرم عليَّ، وغذا حرم فقد ضاق. يقول: إنها صارت إلى أمر تضيق عنه العين وتبهت، فلا تقدر أن تنظر إلى غيرها. 19 - لمياء في شفتيها حوةٌ لعسٌ ... وفي اللثات وفي أنيابها شنب "اللّمى": سمرة في الشفتين، وكذلك "الحوة": شبيهة

باللمى تضرب إلى السواد، وكذلك "اللعس": يكون بالشفتين واللثة. ومنه يقال "شجرة لمياء الظل" أي: سوداء الظل. وذلك إذا كثر ورقها واسود ظلها و"الشنب": قال الأصمعي: بردٌ وعذوبةٌ في الأسنان. وغيره يقول: تحديد الأنياب ودقتها، والأول أجود. 20 - كحلاء في برجٍ صفراء في نعجٍ ... كأنها فضةٌ قد مسها ذهب

"البرج" سعة العين. يقال: "امرأة برجاء". و"النعج": البياض. 8 ب/ يقال: "وهي نعجةٌ"، أي: بيضاء. و"النواعج": الإبل البيضُ. وقوله: "في نعج" أي: مع بياض الجسم. ويقال: "رجل أنجل" و"امرأة نجلاء" في معنى البرج. و"الكحلاء" التي تراها مكحولة، وإن لم تكحل. ويروى: "قد شابها ذهب".

21 - والقرط في حرة الذفري معلقه ... تباعد الحبل منه فهو يضطرب

يريد: والقرط في اذن "حرة الذفرى"، أي: كريمة الذفرى، عتيقتها أي: القرط في أذنٍ ذفراها حرة. وقوله: "تباعد

الحبلُ منه"، يريد: حبل العاتق، تباعد من القرط فهو يضطرب. يقول: هي طويلة العنق، ليست بوقصاء. والقرط معلقه في حرة الذفرى. و"الذفريان": ما عن يمين النقرة وشماله. واستعار الذفرى- هاهنا- وإنما هي للإبل. 22 - تلك الفتاة التي علقتها عرضاً ... إن الكريم وذا الإسلام يختلب

"عُلقتها عرضاً"، أي: شيء اعترضه ولم يعلم به. إن الكريم "يختلب"، أي: يُخدع عن عقله. 23 - ليالي اللهو يطبيني فأتبعه ... كأنني ضاربٌ في غمرة لعب قوله: "كأنني ضاربٌ في غمرةٍ"، أي: سابحٌ. و"الغمرةُ": الماء الكثير. والمعنى: كأني في غفلةٍ وبلهنية أسبح في الماء. و"لعيبٌ" و"لاعبٌ": سواء. و"يطبيني": يدعوني ويميل بي، فهذا مثل. 24 - لا أحسب الدهر يُبلي جدةً أبداً ... ولا تقسم شعباً واحداً شعب

9 أ/ أي: لم أكن أحسب أنه يكون بالإنسان هرمٌ ولا بالثوب إخلاقٌ، كنت أرى أن كل شيء جديدٌ من غرَّني وغفلني. ولم أحسب أن شعباً تأتي شعباً واحداً فتفرقه. ويعنى بـ"الشعب": القبائل. وذلك أنهم كانوا مجتمعين في مكان واحد في الربيع، فلما ذهب الربيع تحمل الشعب الذين كانوا في موضع واحد، فذهبت قطعةٌ إلى هؤلاء وقطعة إلى هؤلاء. فهذه الشعب التي في مواضع شتى، وكانت في موضع واحد، ثم تفرقوا بعد إلى مواضعهم. و"الشعب": هي الفاعلة.

25 - زار الخيال لميِّ هاجعاً لعبت ... به التنائف والمهريةُ النجب ويروى: "لعبت به المفاوز". و"الهاجع": النائم، وهو ذو الرمة. فخيالُ مي زاره. وقوله: لعبت به التناثف"، أي: طوَّحته تنوفة إلى تنوفة. "والتنوفة: القفر من الأرض. و"النجب" الواحد "نجيب": وهو العتيق الكريم. و"المهرية": إبل "مهرة": وهم حيٌ من اليمن. 26 - مُعرساً في بياض الصبح وقعته ... وسائر السير إلا ذاك منجذب

"التعريس": الوقعة عند السحر. فيقول: وقعته التي ينام فيها عند الصبح. وقوله: "وسائر السير منجذب إلا ذاك التعريس". ومعنى: "منجذبٌ": ماضٍ سريعٌ. ورد "معرساً" على "هاجعٍ". 27 - أخا تناثف أغفى عند ساهمةٍ ... بأخلق الدفِّ من تصديرها جلب 9 ب/ قوله: "أخا تناثف"، أي: زار الخيال أخا تناثف. وعنى ذو الرمة نفسه، أنه لزم التنوفة. و"أغفى": تام "عند ساهمة". و"الساهمة": الناقة الضامرة المتغيرة. وقوله: "بأخلق الدف"، أراد: بأخلق الدف جلبٌ من تصديرها. و"التصدير": حزام

للرحل. و"الأخلق": الأملس الذي ذهب وبره. و"الجلبة": الجرح الذي قد جف وعليه جلدة غليظة عند البرء. ومعنى: "بأخلق الدف"، يريد: بالموضع الأخلق من الدف. "الدف: "الجنب". 28 - تشكو الخشاش ومجرى النسعتين كما ... أن المريض إلى عُواده الوصب الناقة "تشكو الخشاش". و"الخشاش": هو الذي يُجعل في أنف البعير.

و"العِران": أن يجعل في "الوترة": وهو ما بين المنخرين. و"البرة": التي تجعل في جانبي أحد المنخرين، وهي من صفرٍ، وربما كانت من شعر. وتشكو "مجرى النسعتين": وهو موضع التصدير والحقب. [والحقب]: النسعة تكون أسفل بطن البعير على الحقر. و"التصدير": حزام الرحل، يشد على صدره. وقوله: "كما أن المريض" فهو من الأنين. و"الوصب": الوجع. يقال: "فلان يتوصب"، أي: يجد وصباً، [يريد: وجعاً]. 29 - كأنها جملٌ وهم وما بقيت ... إلا النحيزة والألواح والعصب

الجمل "الوهم": الضخم. و"النحيزة": الطبيعة. و"ألواحها": عظامها. يقول: هذه الناقة مذكرةٌ، خلقتها خلقةُ جملٍ، وما بقيت منها بقيةٌ، أي: فنيت من السير والتعب. 10 أ/ 30 - لا تشتكى سقطةٌ منها وقد رقصت ... بها المفاوز حتى ظهرها حدب قوله: "لا تشتكي سقطة منها". يقول: لا يقال فيها ما يُكره، أي: لا يقال فيها كذا وكذا. و"السقطة": العثرة والفترة. "وقد رقصت بها المفاوز"، يقول: [هي تقمص] ليست على طمأنينة. و"حتى ظهرها حدبُ"، أي: قد حدب من الهزال

و"المفاوز" واحدها: مفازة. وكان ينبغي أن تسمى مهلكة لأنه لا ماء فيها، وإنما كرهوا أن يقولوا: "مهلكةٌ" تطيراً، فقالوا: "مفازةٌ" أي: منجاةٌ. يقال: "فاز الرجلُ"، إذا نجا. كما يقال للملدوغ: "سليمٌ". ولم يقولوا: "ملدوغ" تطيراً منها، فقالوا: "سليمٌ"، أي سيسلم. 31 - كأن راكبها يهوي بمنخرقٍ ... من الجنوب إذا مار كبها نصبوا قوله: "بمنخرق من الجنوب"، يريد: ممر الجنوب. و"منخرق الجنوب": حيث تنخرق وتمر. و"نصبوا"، أي: أخذوا في السير. ويقال: "نصب القوم بومهم"، وهو أن يدوم سيرهم، [وليس سيرهم بعدوٍ ولا مشي]، وهو ألين

من ذلك. ويروى: "نصبوا" بكسر الصاد، أي: تعبوا. 32 - تخدي بمنخرق السربال منصلتٍ ... مثل الحُسام إذا أصحابه شحبوا يقول: تخدي هذه الناقة بمنخرق السربال، وذلك أنه مسافر قد تشققت ثيابه من طول السفر. و"السربال": القميص. "منصلت": منجردٌ ماضٍ. "مثل الحسام"، يريد: هو في مُضيّه مثلُ 10 ب/ السيف، لا يصيبه ما أصاب أصحابه. و"شحبوا": تغيروا من طول السفر. و"الخديان": ضربٌ من السير ويقال: "حسمته"،

إذا استأصلته وقطعته. ويقال: "شحب يشحب شحوباً في لونه". 33 - والعيس من عاسجٍ أو واسجٍ خبباً ... ينحزن من جانبيها وهي تنسلب "العيس": البيض من الإبل تعلوها حمرة. و"العسجُ": ضرب من المشي، وهو فوق الزميل. و"الوسج": شبيهٌ به. و"ينحزن من جانبيها"، يقول: يستحثثن ويضربن بالأعقاب. وأصلُ "النحز": الدق، ومن ثم قيل الهاون: "منحازٌ". و"تنسلب": تنسل. ويقال: "بعير أعيس وناقة عيساء".

34 - تصغي إذا شدها بالكور جانحة ... حتى إذا ما استوى في غرزها تثب "الكور": الرحل. يقول: إذا شدت بالكور "أصغت" ومالت كما يميل الإنسان للاستماع. و"جانحة": لاصقة بالأرض، دانية منها. و"الجانح" أيضاً: المائل إلى الشيء. ومنه: "جنحت السفينة"، إذا لَصِقت بالأرض ودنت. و"جنحت الشمس"، إذا دنت للغيوب. وقال الذبياني: يقولون: حِصنٌ، ثمَّ تأبى نفوسهم ... وكيف بحصنٍ والجبال جنوح يقول: هي ثابتة لم تَمِلْ ولم تسقط، كالسفينة التي لصقت بالأرض، يقول: لو مات لسقطت الجبال لموته. و"الغرز": ركاب الناقة. قال الأصمعي: قد أساء في هذا البيت، كان ينبغي أن يستوي ثم تثب ناقته. وقال: بيت الراعي أجود منه:

ولا تعجل المرء قبل الورو ... ك وهي بركبته أبصر وهي إذا قام في غرزها ... كمثل السفينة أو أوقر فقيل له: "ألا قلت مثل قول الراعي؟! ... ". قال: ففكر ساعة ثم احتال، فقال: "الراعي وصف ناقة الملوك، وأنا وصفت ناقة السوقة". و"الغرز": سير كالركاب يكون في جانب التصدير، يضع الرجل رجله إذا أراد الركوب عليه.

35 - وثب المسحج من عانات معقلةٍ ... كأنه مستبان الشك أو جنب "المسحج": الحمار المكدح المعضض. و"معقلةُ": موضع بالدهناء. و"الشك": الظلع، يقال: "هو يشك". فيقول: الحمار كأن به ظلعاً وليس به ذلك، كذلك خلقته أول ما يعدو [من نشاطه]. و"عاناتٌ" جمعُ "عانة": وهي الجماعة من الحمير. و"الجنب": الذي لصقت رئته بجنبه من العطش. و"الجنب"

أيضاً: الذي يشتكي جنبه، فهو على شقٍ من النشاط. 36 - يحدو نحائص أشباها محملجةً ... ورق السرابيل في ألوانها خطبُ ويروى: "في أحشائها قببُ". ويروى: "قوداً سماحيج

في ألوانها خطب". ويروى: "يقلو نحائص" أي يطرد. و"يحدو": يسوق هذا الحمار "نحائص"، الواحدة "نحوصٌ": وهي الأتان التي لم تحمل سنتها. و"أشباهاً": مشتبهات. و"محملجة" شديدة الفتل والإدراج. "ورق السرابيل"، يقول شعرها يضرب إلى السواد. 11 ب/ يقال: "بعير أورقُ" و"ناقة ورقاء". وقوله: "خطبُ"، يريد: الخضرة. و"الخضرة"- عند العرب-: السواد. قال الشاعر: أخضرُ اللون من سوادٍ أراه ... إنما خضرةُ الثياب سواد 37 - له عليهن بالخلصاء مرتعه ... فالفودجات فجنبي واحفٍ صخب يقول: للحمار على أُتنه "صخبٌ"، أي: نهيقٌ وصياحٌ في "مرتعه"، يريد: حيث يرتع، وفي" "الفودجات" وفي "جنبي

واحف": وهذه مواضعُ. فلذلك نصب "مرتعه" على الظرف، أي: في مرتعه. 38 - حتى إذا معمعان الصيف هب له ... بأجةٍ نش عنها الماء والرطب "معمعان الصيف": سدةُ الحر والنهابة. و"هب له":

استيقظ له، أي: الحمارُ "بأجة". و"الأجة": التوهج. و"نش عنها الماء والرطب"، يريد: نشَّ عن "الأجة"، أي: من أجلها، وهي السموم. و"الرطب": رطب الكلأ، وهو ما رطب منه. 39 - وصوَّح البقل ناجٌ تجيء به ... هيفُ يمانيةٌ في مرها نكب

"صوح البقل ناج"، أي: سقفه ويبسه. ومنه: "انصاحت العصا"، إذا انشقت. و"الناج": وقتٌ تنأج فيه الريح، أي: تشتد وتسرع المر. و"الهيف": الريح الحارة. يقال: "نأجت". والمعنى: وصوح البقل وقتٌ نجيء بمجيئه "هيفٌ يمانيةٌ في مرها نكب"، أي: اعتراض وتحرف. يقول: هذا الريح تجيء بدفعة من ريح أخرى أشد منها. و"اليمانية": الجنوب. 40 - وأدرك المتبقي من ثميلته ... ومن ثمائلها، واستنشئ الغرب "وأدرك المتبقى"، يريد: أن الحر أدرك ما بقي في جوفه من علفه، و"المتبقى": ما في بطونها من العلف، أدركه الحر فأذهبه، وهو: الشميلة. "واستنشئ الغرب"، أي: شم. ومنه: "شممت من نشوة طيبة". و"الغرب": ما سال بين البر والحوض من الماء. وإنما استنشئ من العطش وطلب الماء.

41 - تنصبت حوله يوماً تراقبه ... صُحرٌ سماحيج في أحشائها قبب "تنصبت" الأُتن حول الفحل، أي: هي قيامٌ حوله تنظر ما يفعل في وروده. و"الصحرة": بياض في عفرةٍ. ويقال: "أصحرُ": يضرب إلى الحمرة. ويروى: "قود سماحيج في ألوانها خطب". "قود": طوال الأعناق. وقال: الأصمعي: "الخطبة": الخضرة. و"قب": ضمرٌ. "سماحيج"، الواحد "سمحج": وهي الطوالُ على وجهِ الأرض، ليست طويلةً إلى السماء. ويقال: إن الحمار لا يوردها الماء إلا ليلاً مخافة الرماة. 42 - حتى إذا اصفر قرن الشمس أو كربت ... أمسى وقد جد في حوبائه القرب

"قرن الشمس": حاجبها، أي: ناحيةٌ من نواحيها. وقوله: "أو كربت"، يريد: دنت. و"الحوباء": النفس. و"القرب": يقرب إلى الماء. و"القرب": سيرُ الليل لورود الغد. قال أبو العباس: "والطلق": أن يدرك الماء في يومه. أمسى الفحل وقد جد. ويروى: "حتى إذا الشمس في جلبابها احتجبت"، مالت للغروب. 12 ب/ 43 - فراح منصلتا يحدو حلائله ... أدنى تقاذفه التقريب والخبب فراح الفحل "منصلتاً"، أي: منجرداً ماضياً مسرعاً. "يحدو حلائله": يسوق أتنه. "أدنى": أقربُ. تقاذفه": عدوه، أي: أهونُ سيره التقريب والخبب. و"التقاذف": أن يرمي بيديه في السير.

44 - يعلو الحزون بها طوراً ليتبعها ... شبه الضرار فما يزري بها التعب الفحل يعلو بالأتن "الحزن": وهو ما غلظ من الأرض وارتفع أو لم يرتفع. وقوله: "شبه الضرار" أي: كأن الحمار يضارها "فما يزري بها"، أي: ما يقصر بها التعب. 45 - كأنه معولٌ يشكو بلابله ... إذا تنكب من أجوازها نكب "كأنه معولٌ" أي: كأن الحمار "معول": وهو الباكي. يشكو "بلابله"، أي: همومه. إذا "تنكب": تنحى ومال. من "أجوازها": أوساطها. يقول: إذا مال عنه منها شيء نهق عليها حتى يردها، وكأن نهاقه صياح رجلٍ معولٍ. قال أبو العباس: "بلابله": [ما] في صدره. و"تنكب" تحرف.

46 - كأنه كلما ارفضت حزيقتها ... بالصلب من نهشه أكفالها كلب "كأنه": كأن الفحل. ارفضت "حزيقتها" جماعتها. يقال: "هي الحزيقة والفرقة والرجلة والعصبة" للجماعة. "بالصلب": فوق كاظمة. "من نهشه": من عضه "أكفال" الحمر: وهي أعجزاها. 13 أ/ "كَلِبٌ": هو الذي اشتد غضبه فكأنه مجنون. يقول: "هذا الحمار إذا انتشرت عليه اتنه ولم تتسق كدمها وأهانها.

47 - كأنها إبلٌ ينجو بها نفرٌ ... من آخرين أغاروا غارةً جلب يقول: كأن الأتن إبل "جلبٌ" ينجو بها نفر من قوم آخرين أغاروا غارةً. فشبه الأتن والفحلُ يسوقها بإبل "جلبٍ" [تجلب:] تطرد وتساق. وكذلك يقال للإبل، إذا جُلبت لبيعٍ: "جلبٌ" ويروى: "جُلبٌ"، يريد: جلبوها للبيع. المهلبي: قال الأصمعي: ليس يعني بها أغاروا غارة جلبوها، لأن العرب لا تكاد تقول:

ذهب ضربه زيداً، إنما تقول: ذهب فضربه زيداً. ولكن سماه بالمصدر. 48 - والهم عين أثالٍ ما ينازعه ... من نفسه لسواها مورداً أرب يقول: ليس للفحل هم غير عين أثال. ما ينازعه "أربٌ"، أي: حاجةٌ. "لسواها"، يريد: إلى سواها. يريد: سوى عين أثال. الألف والهاء في "سواها" كنايةٌ عن العين. و"أُثالُ": موضع، و"المنازعة": المجاذبة. ويروى: "مورداً أربُ"

بالرفع، يريد الأرب على الموضع ما ناله. 49 - فغلست وعمود الصبح منصدعٌ ... عنها، وسائره بالليل محتجب ويروى: "فصبحت" وقوله: "فغلست"، يعني: الحمر. و"عمود الصبح منصدع"، أي: حين انصدع. و"التغليس": بسوادٍ من الليل. "وسائره بالليل محتجب"، 13 ب/ يريد: وسائرُ الصبح تحت الأفق لم يظهر كله. و"عمود الصبح": بياض الصبح. ويروى: "منصدع عنه"، أي: عن الصبح. ويقال: "عن الفجر".

50 - عيناً مطحلبة الأرجاء طاميةً ... فيها الضفادع - والحيتان- تصطخب أراد: فغلست "عيناً"، يريد: عيناً من الماء عليها "الطحلب": وهو خضرةٌ على رأس الماء. و"طامية": قد طمى ماؤها وارتفع، يقال: طمى الماء يطمي ويطمو". و"الأرجاء": نواحي العين، الواحد "رجأ" مقصورٌ. "فيها الضفادع تصطخب": تصيح، وفيها الحيتان أيضاً. 51 - يستلها جدولٌ كالسيف منصلتٌ ... بين الأشاء تسامى حوله العسب

"يستلها"، يعني: العين. أي: ينزع ماءها نهر آخر يذهب به. "منصلت": كالسيف في مضائه، يعني: الجدول. "بين الأشاء"، و"الأشاء": النخل الصغار، الواحدة أشاءةٌ. "تسامى": تطاول "العسب" فوق الأشاء. وهو جمع عسيب. و"عسيبُ" النخل: سعفه. المهلبي: يقول: قد طالت العسب فصار النهر تحت الظل. 52 - وبالشمائل من جلان مقتنصٌ ... رذل الثياب خفيُّ الشخص منزرب

"وبالشمائل"، يريد: ذات الشمال. "مقتنص": صائد. وإنما صار في ذات الشمال لأنه يريد أن يرمي الأفئدة من الحمر، وهو مقتلٌ لأن الصائد يرمي الجانب الأيسر من الحمار لأنه ناحية القلب. أ/ وقال بعضهم: أراد بـ"الشمائل" القتر. و"القترة": بيت الصائد. قال الأصمعي: لا أعرف هذا التفسير. و"جيلان": قبيلة من عنزة. و"خفي الشخص" صغير الخلق. "منزربٌ": داخلٌ في قُترته، يعني: الصائد. و"الزرب": حفيرةٌ يجعل فيها الراعي الجداء. فجعل حفيرةالصياد التي يختفي فيها للوحش زرباً. و"ردلُ الثياب": خلقُ الثياب.

53 - مُعدُّ زرقٍ هدت قضباً مصدرة ... ملس المتون حداها الريش والعقب ويروى: "يسعى بزرق": والصائد معيدُّ "زرق": وهي النصال: هدت "قضباً" أي: الزرقُ صارت أوائل القضبِ. و"القضبُ": السهام، الواحدة: قضيب. و"مصدرة": شديدة الصدور. وقد قيل: "معقبة الصدور". "حداها": ساقها

الريش والعقب. 54 - كانت إذا ودقت أمثالهن له ... فبعضهن عن الألاف مشتعب "كانت"، يريد: الحمر. "إذا ودقت": إذا دنت. "أمثالهن": أمثال هذه الحمر لهذا الصائد. فبعضهن يشتعبه سهم عن ألافه فيجتذبه ويخترمه ويختلجه، واحدٌ. ومنه: "اختلج فلان من بيننا واستعب واجتذب"، ومنه سُمي الخليج: "خليجاً" لأنه يجتذب مما هو أكبر منه. ويقال: "مشعبٌ"، أي: مقتول. وهو مأخوذ من "شعوب": وهي المنيةُ. قال أبو العباس: "الآلاف" جمع إلف، مثلُ حملٍ وأحمال. و"ألاف" جمع آلفٍ، مثلُ: كاتبٍ وكتّاب.

14 ب/ 55 - حتى إذا الوحش في أهضام موردها ... تغيبت رابها من خيفةٍ ريب والمعنى: لم تزل القصة كذا وكذا حتى كان هذا. و"الأهضام": ما انخفض من الأرض. والواحد هِضمٌ. "تغيبت" يريد: تغيبت في الأهضام. وقوله: "رابها من خيفة ريبُ"، يقول: سمعت حساً من الرامي فرابها، فهو مما يريبها وتنكره. ويروى: "رابها من ريبة ريب". 56 - فعرضت طلقاً أعناقها فرقاً ... ثم أطباها خرير الماء ينسكب "عرضت": مالت أعناقها فرقاً من الصائد. والطلق":

الشوط. "ثم اطباها"، أي: دعاها. يعني: خرير الماء، أي: صوته. سمعته الحمير فأتته، فكأن الخرير دعاها. و"ينسكب" موضعه نصبٌ. أراد: الحال. يقول: لما خافت التفتت تسمع مقدار ما تجري طلقاً، ثم دعاها خرير الماء فأقبلت عليه. ولو كانت جرت طلقاً ما سمعت الخرير.

57 - فأقبل الحقب والأكباد ناشزةٌ ... فوق الشراسيف من أحشائها تجب "الحقب"، يرد: الحمر، الواحد: أحقب، والحقباء: الأنثى. وسميت: "حقباء" لبياض في موضع الحقيبة. وقوله: "والأكباد ناشزة"، يقول: شخصت أكبادهن من الفرقِ. و"الشراسيف": مقط الأضلاع وأطرافها التي تُشرف على البطن واحدها شرسوف. و"تجب": تخفق. 58 - حتى إذا زلجت عن كل حنجرةٍ ... إلى الغليل، ولم يقصعنه، نغب 15 أ/ يعني: حتى إذا زلجت "نغبٌ"، أي: جرعٌ، الواحدة

نغبةٌ. "عن كل حنجرة إلى الغليل"، أي: زلقت إلى "الغليل": وهو حرارةُ العطش. "ولم يقصعنه"، أي: ولم يقتلن عطشهن. أي: لم يروبن. و"القصع": قتلُ العطش. يقال: "قصع صارة عطشه"، أي: قتل شدة عطشه. و"الحنجرة": بين اللهوات وبين المريء. و"المريء": مجرى الطعام في الحلق. قال المهلبي: قال الأصمعي: "ليس هذا من جيّد الوصف لأنها إذا شربت ثقلت وإن كانت لم ترو". 59 - رمى فأخطأ، والأقدار غالبةٌ ... فانصعن، والويل هجيراه والحرب

رمى الصائد فأخطأ وأقدارُ الله غالبة، "فانصعن": [أي: اشتققن] أخذن في شقٍ [و] ناحية. "والويل هجيراه"، لما أخطأ الصائد أقبل يهجر بما يجيء على فمه، لا يدري ما هو، ويقال: "هجيراه": دأبه. فيقول: الويل دأبه والحرب لما أخطأ. ويقال: "ما كان له هجيري إلا كذا وكذا"، يعني: الكلمة التي أولع بها. 60 - يقعن بالسفح مما قد رأين به ... وقعاً يكاد حصى المعزاء يلتهب ويروى: "وقعاً يكاد من الإلهاب يلتهب". ويروى "من الإجهاد"، أي: الحمر "يقعن بالسفح"، أي: يضربن بحوافرهن سفح الجبل من شدة العدو. ومنه: "وقعت النصل". ويقال للمطرقة: "ميقعةٌ"، لأنه يقع بها الحداد، أي: يضرب بها. و"مما قد رأين به"، يريد: سفح الجبل، لأن بيت الصائد بالسفح. وقيل: "الهاء التي بها تعود على الصائد، أي: مما قد رأين 15 ب/ بالصائد من تلهفه. و"المعزاء":

أرض كثيرة الحصى. ويكاد حصى المعزاء يلتهب من شدة عدوهن ووقع حوافرهن. ويقال: "نصلٌ وقيعٌ" و"أنا أقعه وقعاً". ويقال: "قع نصلك". و"سفح الجبل": ما ارتفع عن مسيل الوادي، وارتفع عن الجر، و"الجر": أصل الجبل. 61 - كأنهن خوافي أجدلٍ قرمٍ ... ولى ليسبقه بالأمعز الخرب يريد: كأن الحمر في سرعتهن "خوافي أجدل" أي: خوافي صقر، و"الخوافي" من الجناح: دون القوادم بعشر ريشاتٍ مما يلي أصل الجناح، وأراد السرعة. كأنهن جناح أجدل، فقال: خوافي ولم يخص الخوافي. "قرمٌ": قد قرم إلى اللحم، فقد

أسرع طيراناً. ولى "الخرب": وهو ذكر الحبارى ليسبق الصقر. "بالأمعز": بهذا الموضع الذي كانت به الحمر. والحمر في الغلظ أشد عدواً. وقد ذكر قبل هذا البيت "المعزاء"، و"الأمعز": مثله. ألا ترى أنه قال: "يكاد حصى المعزاء يلتهب". 62 - أذاك أم نمشٌ بالوشم أكرعه ... مسفعُ الخد غادٍ ناشطٌ شبب ويروى: "أم نمشٌ بالوشي"، يريد: أذاك الحمارُ يشبه ناقتي أم ثور "نمشٌ بالوشم أكرُعه". و"النمش": نُقطٌ سود بقوائمه. ويقال: "وشمته": نقطته. و"مسفع الخد": أسود. "ناشط" يخرج من أرض إلى أرض. و"شببٌ": مسن و"الأكرع" واحدها "كراع": وهو الوظيفُ. و"الوظيف":

16 أ/ ما بين الركبة إلى الرسغ، وفي الرجل: ما بين العرقوب إلى الرسغ. 63 - تقيظ الرمل حتى هز خلفته ... تروح البرد، ما في عيشه رتب "تقيظ الرمل" يعني: الثور، أقام قيظه "حتى هز خلفته تروح البرد". و"الخلفة": ما نبت بعد نبتٍ أول إذا برد الليل و"هز": نبت فاهتز من النعمة. و"تروح البرد"، يريد: التروح الذي يكون في البرد. والشجر إذا أصابه البرد فتفطر بالورق، قيل: "تروح". فيقول: الثور في عيش أملس، ليس في غلظٍ. و"الخلفة": نبتٌ. يجيء بعد نبت في أدبار القيظ. و"الرتب": الغلظ. وأصل "الرتبِ": ما أشرف من

الأرض. وواحدهُ رتبةٌ. وكذلك عتبة الباب، جماعها عتبٌ. و"الخلقةُ" أيضاً: ما نبت أيضاً في الشتاء قبل المطر. قال: ويروى: "ما في عيشه عتبُ" أي: لا يتعتبُ على شيء من عيشه فيتمنى غيره. والأصل: "عتبٌ" مخففٌ فثقل للضرورة. 64 - ربلاً وأرطى نفت عنه ذوائبه ... كواكب الحر حتى ماتت الشهب ويروى: "كواكب القيظ". و"الربل" من النبت: الذي يتربل في آخر الصيف، فيصيبه بردُ الليل فينبت بلا مطرٍ. و"ذوائبه": أغصانه. و"كواكب الحر": معظمه وشدته. و"الشهب"، "شهاب الحر": [شدته]، وأصل "الشهاب":

النار. و"الأرطى": شجر. وكان الأصمعي 16 ب/ ينصبُ "الذوائب"، ويرفع "الكواكب". [فـ] من نصب "الذوائب" قال: كواكب الحر ألقت ورق الأرطى وأغصانه. ومن رفع "الذوائب" يقول: أغصان الأرطى نفث عن الثور "كواكب الحر": وهي معظمه وشدته "حتى ماتت الشهب"، واحد "الشهب"، شهاب. و"ربلا" منصوب، أي: هو خلقته ربلاً. 65 - أمسى بوهبين مجتازاً لمرتعه ... من ذي الفوارس يدعو أنفه الربب

ويروى: "مختاراً"، أي: أمسى الثور مجتازاً لمرتعه، أي: اجتاز ليطلب مرتعه. و"ذو الفوارس": موضعُ رمل. و"الربة": نبتٌ. وقوله: "يدعو أنفه الربب"، كأن الربب تدعو الثور إليها، والربب لا تدعوه، وإنما هذا مثلٌ. يقول: لما شم الثور الربب أتاها، وكأنها دعته إلى نفسها

"بوهبين": وهو موضع. 66 - حتى إذا جعلته بين أظهرها ... من عجمة الرمل أثباجٌ لها خبب يقول: إذا جعلت "الأثباج" من الرمل- يريد: الأوساط- الثور بين أظهرها، أي: صار الثور في وسط الأثباج من الرمل. و"عجمة الرمل": معظمه. و"الأثباج": هي من عجمة الرمل.

و"لها خبب"، أي: للأثباج طرائق، الواحدة خبة. قال الشيخ أبو يعقوب: قال الخليل: "الخبةُ" والجمع الخباب: وهو شبه الطية من الثوب، مستطيلة كأنها طرة، وقد يوصف بها طريق من الرمل. 67 - ضم الظلام على الوحشي شملته ... ورائح من نشاص الدلو منسكب 17 أ/ "الوحشي": الثور. والظلام ضم عليه "شملته" أي: لباسه.

صير ظلمة الليل لباسه. و"رائح"، يريد: الغيث راح رواحاً. "من نشاصِ الدلو": وهو ما تراكب من السحاب وارتفع. و"منسكب": منصبٌ. و"الدلو": دلو النجم، يقول: هذا عند سقوط الدلو. و"الشملة": ما اشتمل به. و"الشملة": الهيئة، مثل القعدة والجلسة، و"شملته": ظلمته. 68 - فبات ضيفاً إلى أرطاة مرتكمٍ ... من الكثيب لها دفءٌ ومحتجب فبات الثور ضيفاً "إلى أرطاة مرتكمٍ من .... "، يقول: لما

جاء الليل دخل في كناسه في أصل الشجرة، استتر بها من البرد [و] المطر. و"مرتكم": ما تراكم من الكثيب. فأضاف الأرطى إلى "مرتكم"، أراد: [إلى] رملٍ مرتكمٍ. "لها دفء"، أراد: الأرطى. يقول: الرملُ حول تلك الأرطاة. و"الدفء": ما يكنه ويدفئه". و"محتجب": ما يستره ويحجبه. 69 - ميلاء من معدن الصيران قاصيةٍ ... أبعارهن على أهدافها كثب "ميلاء": يريد أن أغصان الأرطى مائلة مسترسلة على كناسه، فهي تستره، وهو قوله: "لها دفء ومحتجب" و"كثبٌ":

ودُفع من البعر. وإذا ملأت كفك من شيء فهو: "كثبة". وقوله: "من معدن الصيران": مما عاودته. وقوله: "قاصيةً"، يقول: هذه الأرطاة منفردةٌ من الشجر فلا يسترها شيء مما يخافه، فإذا كانت بين الشجر تخوفت أن يكمن لها كامنٌ فلذلك تفردت. قال الراعي في مثله: 17 ب فبات في دفء أرطاةٍ أضر بها ... بعد النقا وزهاها منبتٌ جردُ يقول: الأرطاة في موضع ليس فيه خمرٌ ولا شجر، فهي

منفردة لا تخاف وقوله: "زهاها"، أي: رفع الأرطاة. "منبثٌ": موضعُ نبتٍ. وقال: "جردٌ، أي: ليس فيه شجر، و"الأرطاة" مشرفة منفردة. وقوله: "على أهدافها كثب". و"أهداف" الأرطاة من الكثيب، وهو جمع "هدفٍ" و"الهدف": ما أشرف. 70 - وحائلٌ من سفير الحول جائله ... حول الجراثيم، في ألوانه شهب ويروى: "وحائلٍ" والرفع أجود. و"الحائل": ورقٌ قد تغير إلى البياض. و"السفير": كل ورق سفرته الريح فألقته، ومعنى "سفرته": نسفته، ومنه يقال: "انسفر مقدم رأسه من الشعر". و"المسفرة": المكنسة. و"جائله": ما جال منه. و"الجراثيم": التراب يجتمعُ إلى أصول الشجر، الواحدة جرثومة. وقوله: "في ألوانه شهب"، يريد: في ألوان

هذا الورق "شهبٌ"، أي: ابيض لما يبس. ويقال: شبه الذي يسقط على الكناس في حمرته وصفرته. 71 - كأنما نفض الأحمال ذاويةً ... على جوانبه الفرصادُ والعنب يقول: شجرُ الفرصاد والعنب كأنما نفضا أحمالهما على جوانب هذا الكناس. و"الفرصاد": التوت، فشبه البعر حول الكناس بالفرصاد والعنب. و"ذاويةٌ": قد جفتبعض الجفوف. 18 أ 72 - كأنه بيت عطارٍ يضمنه ... لطائم المسك يحويها وتنتهب

يريد: كأن هذا الكناس بيت عطار من طيب ريح البعر. والعطار يضمن البيت "لطائم المسك". و"اللطيمة": العير التي فيها طيب. وقوله: "يحويها" [يريد: "يحويها" العطار] يجمعاللطائم. و"تنتهب"، [أي: تباع] أي: تجمع اللطائم ثم تشترى. المهلبي: إنما قال: "تنتهب" ليجعل ربحها ظاهراً. 73 - إذا استهلت عليه غبيةٌ أرجت ... مرابض العين حتى يأرج الخشب أي: إذا استهلت على هذا الكناس. "والاستهلال": صوت وقع المطر. ومنه يقال: "استهل الصبي"، وهو صياحه حين يسقط من بطن أمه. و"الغبية": المطرة الشديدة. وقوله: "أرجت مرابض العين"، يريد: توهجت بالطيب، يريد: مرابض

[بقر] الوحش، أي: لما أصابها المطر فاحت بريح طيبة حتى يأرج أيضاً خشب الكناس. أراد: خشب الأرطى. 74 - تجلو البوارق عن مجرمز لهقٍ ... كأنه متقبي يلمق عزب "البوارق": السحابات فيها برق، وسحابة "بارقة". وقوله: "عن مجرمز"، يريد: عن ثور قد انقبض واجتمع بعضه إلى بعض مما أصابه من المطر والبرد. و"لهقٌ": أبيضُ. فأراد: إذا برقت البرقة انجلى الثور، أي: أضاء واستبان، كأنه "متقبي": لابسُ قباءٍ، لأن الثور أبيضُ وفي وجهه سفعةٌ وخطوطُ سوادٍ في قوائمه، وسائرُ ذلك أبيضُ، فشبه بياضه بالقباء الأبيض، وإنما هو "يلمه" 19 ب/ بالفارسية: القباء المحشو، ثم عرَّبه فقال: "يلمق". و"عزبٌ": وحده، أي: كأن الثور رجل وحده، عليه قباءٌ. 75 - والودق يستن عن أعلى طريقته ... جول الجُمان جرى في سلكه الثقب

"الودق": المطر، كل قطرة فهي "ودقة". "يستن"، أي: يجري على أعلى طريقة الثور، وطريقته: "جدة ظهره" "جول الجمان" يريد: يجول كما يجول الجمان. و"الجمان": لؤلؤ يعمل من فضةٍ. 76 - يغشى الكناس بروقيه ويهدمه ... من هائل الرمل منقاضٌ ومنكثب يقول: الثور يحمل روقيه، يريد: قرنيه على كناسه، فيهذم الكناس. "منقاض" من الرمل: وهو ما انهال من الرمل وتناثر وسقط. و"منكثب": ما سال وسقط من الرمل. "هائل"

و"هائر" واحد. 77 - إذا أراد انكناساً فيه عنّ له ... دون الأرومة من أطنابها طنب يقول: إذا أراد الثور "انكناساً"، يريد: اندخالاً في كناسه. "عن": عرض له "دون الأرومة"، يريد العروق، شبهها بالأطناب حين منعته. ولا يكون الكناس إلا تحت شجرة. 78 - وقد توجس ركزاً مقفرٌ تدس ... بنبأة الصوت ما في سمعه كذب الثور "توجس ركزاً"، أي: تسمع صوتاً خفياً. و"مقفر":

أخو قفرة، يريد: الثور. قال الأصمعي: "المقفر" أيضاً، الذي لا يأكل اللحم من حينٍ، يعني: الصائد. "ندس": فبطن. و"النبأة": الصوت الخفي. ويروى: "من نبأة الصوت". وقوله: "ما في سمعه كذب"، يقول: إذا سمع شيئاً كان كما سمع، لم يكذبه سمعه. 19 أ 79 - فبات يُشئزه ثأد ويُسهره ... تذاؤب الريح والوسواس والهضب يريد: بات [الثور] "يشئزه ثأد"، أي: يقلقه ويشخصه، ليس هو على طمأنينة. و"الثأد": الندى. وهو

الذي يُشئزه ويسهره لأنه لا يقدر أن يربض، يبقى قائماً. "تذاؤب الريح": وهو أن تأتيه الريح من كل وجهٍ. و"الوسواس": أن يسمع وساوس، أي: الثور لا يأمن ناحيةً من النواحي. و"الهضب": المطر. يقال: "هضبتهم السماء": وهي دُفعات من المطر، أي: حلبة بعد حلبة. و"هضبٌ" - بفتحالهاء- مثلُ حلقةٍ وحلقٍ. ويروى: "هضبٌ": وهي جمع هضبةٍ، مثل بدرةٍ وبدرٍ.

80 - حتى إذا ماجلا عن وجهه فلقٌ ... هاديه في أخريات الليل منتصب ويروى: "حتى إذا انشق عن أنسائه فلقٌ". ويروى: "إنسانه". و"الفلق": الصبح، جلا عن وجه الثور.

ثم قال: "هادي" الفلق، أي: أوله، منتصب في أخريات الليل، يريد: الفجر الأول. ويروى: "فرق"، وهو بمعنى: فلقٍ. 81 - أغباش ليلٍ تمامٍ كان طارقه ... تطخطخ الغيم حتى ماله جوب يريد: الصبح، جلا عن وجه الثور "أغباش ليل"، يريد: بقايا من سواد الليل. والواحد غبشٌ. و"تمامٌ": طوالٌ. "كان طارقه تطخطخ الغيم"، أي: لباس الغيم. و"المطارقة"، أراد: أن سواد الليل بعضه فوق بعض. قوله: "حتى ماله جوب": وهن الفرج. قال الأصمعي: "حتى ماله جوب": وهي القطع

من السماء تظهر، وينجاب عنها السحاب. وقيل: إنه 1 ب/ نصب "أغباش ليل" أراد: فبات يشئزه في أغباش ليل.

82 - غدا كأن به جنا تذاء به ... من كل أقطاره يخشى ويرتقب يريد: غدا الثور كأن به "جنأ"، أي: جنوناً. يقال: "به جن، أو جنون". و"تذاءبه" تأتيه من كل وجه. وقوله: "من كل أقطاره"، يريد: من كل نواحيه. "يخشى ويرتقب" من كل أقطاره. ويقال: "جاء فلان على رقبةٍ"، أي: على خوفٍ. 83 - حتى إذا ما لها في الجدر واتخذت ... شمس النهار شعاعاً بينه طبب ويروى: "شمس الذرور": وهو الطلوع. "حتى إذا ما لها" الثور: من اللهو. "في الجدر": وهو نبتٌ، أي: يلهو في هذا

النبت ويرعى فيه. وقوله: "واتخذت شمسُ النهار شعاعاً"، أي: حين طلعت. "بينه طبب"، يريد: بين الشعاع "طبب"، أي: طرائق الشمس، والواحدة طبةٌ وطبابةٌ وطبائب. 84 - ولاح أزهر مشهورٌ بنقبته ... كأنه حين يعلو عاقراً لهب ويروى: "ولاح أزهرُ مشهوراً". "لاح": ظهر. "أزهر"، يعني: الثور في بياضه. و"نُقبته" يعني: لرنه. "كأنه"، يريد: الثور "لهبٌ": شعلة نار. وشبهه بالنار في بياضه وإضاءته حين يعلو عاقراً. و"العاقر" من الرمل المشرف الذي لا ينبت أعلاه. و"لاح أزهر مشهوراً"، يعني الفجر.

85 - هاجت له جوعٌ زرقٌ مخصرةٌ ... شوازب لاحها التغريث والجنب 29 أ/ هاجت للثور كلاب جوعٌ مخصرة و"شوازب": يبس. "لاحتها": أضمرها الجوع. و"الجنب": يقاد للصيد، و"الجنب": الذي لصقت رئته بجنبه. و"الغرثان": الجائع.

86 - غضف مهرتة الأشداق ضاريةٌ ... مثل السراحين في أعناقها العذب "غضفٌ"، يعني: الكلاب التي تنقلب آذانها على مؤخرها. و"مهرتة الأشداق"، يريد: واسعة الأشداق. وأصل "الهوت": الشق. فيقول: كأن أشداقها شقت من سعتها. ويقال منه: "هرد ثوبه وهرته وهرطه"، إذا شقه. و"ضارية": قد ضريت. يريد: الكلاب. "مثل السراحين"، يريد: مثل الذئاب. "في أعناقها": في أعناق الكلاب. "العذب": قد يتخذ [من بقية النعلِ] فيصير في أعناق الكلاب. وإنما يريد: القلائد التي في أعناقها من السيور. وروى أبو عمرو:

"وجرير مهرتة ... ". 87 - ومطعم الصيد هبالٌ لبغيته ... ألفى أباه بذاك الكسب يكتسب "ومطعم الصيد". يريد: الصائد، يرزق الصيد. و"هبال": محتال. "لبغيته": لطلبه، وهو الصيد. ويقال: "قد اهتبل كذا وكذا" إذا افترصه. وجد أباه يكسب بذاك الكسب. ويروى: "وأطلس اللون": وهو الذي يضرب إلى السواد.

88 - مقزعٌ أطلس الأطمار ليس له ... إلا الضراء وإلا صيدها نشب ويروى: "سملُ الأطمار". "مقزع"، يريد: الصائد، مخفف الشعر، في رأسه بقايا شعر و"أطلس الأطمار"، "أطماره": أخلاقه 20 ب/ و"أطلس"، يقول: أطماره فيها "غبسة"، أي: هي وسخة [ليست بواضحةٍ] تضرب إلى السواد. وقوله: "ليس له نشب"، أي: متاح. "إلا الضراء"، يريد: الكلاب وصيدها يقال: "ما عليه طمرٌ ولا هدمٌ"، و"الأهدام" الجمع. وواحد "الضراء" ضروٌ، وضروة.

89 - فانصاع جانبه الوحشي وانكدرت ... يلحبن لا يأتلي المطلوب والطلب "فانصاع" الثور: مضى على أحد شقيه. و"جانبه الوحشي": جانبه الأيمن. و"انكدرت الكلاب": انقضت. "يلحبن": يمررن مستقيماتٍ. وقوله: "لا يأتلي المطلوب والطلب"، أي: لا يألو "المطلوب": وهو الثور. و"الطلب": وهو الكلاب، الواحد طالب، والجمع طلبٌ، مثل حارسٍ وحرسٍ، وخادمٍ

وخدمٍ. ويكون "الطلب" أيضاً: فعل الكلاب، والأول أجود. 90 - حتى إذا دومت في الأرض أدركه ... كبرٌ، ولو شاء نجى نفسه الهرب يريد: إذا "دومت الكلاب في الأرض"، وذلك إذا رأيت الشيء من بعيد كأنه يدور، فذلك "التدويم". وقال الأصمعي: "ولم يضع ذو الرمة هذا الحرف في موضعه". وقال: إنما التدويم في السماء. يقال للطائر إذا [دار و] ارتفع: قد دوَّم: ويروى:

"راجعهٌ كبرٌ، أي: راجع الثور كبرٌ، فرجع إلى الكلاب. 91 - خزاية أدركته عند جولته ... من جانب الحبل مخلوطاً بها غضب 21 أ/ "خزاية"، أي: أدركه خزيٌ عند الفرار، أي: استحيا. ونصبه لمعنى قولك: "فعل ذلك خزايةً" كقولك في الكلام: حباً وتكرماً". وهذه الخزاية أدركته عند جولته من جانب "الحبل". و"الحبلُ": الكثيب. وإنما رجع الثور حين كان قريباً من الرمل لأن الثور في الرمل أسرعُ وأجودُ عدواً، فهو إن غلب داخل الرمل. و"مخلوطاً بها غضب"، أي: استحيا ثم غضب. قال أبو نصر: سمعتُ الأصمعي يقول: "هذا كلبٌ

تكوَّع في الرمل، أي: يعدو على كوعه. يقال للرجل إذا استحيا: خزي يخزى خزاية، وفي الهلاك: خزي يخزى خزياً. وخزاه يخزوه خزواً، إذا ساسه وقهره". 92 - فكف من غربه، والغضف يسمعها ... خلف السبيب من الإجهاد تنتحب أي: كف الثور من "غربه"، يريد: من حده [و] نشاطه. و"الغضف": الكلاب المسترخيات الآذان، وهو جمع أغضف وغضفاء. يسمعها الثور "تنتحب"، أي: لها نفس شديد خلف "السبيب"، أي خلف ذنب الثور. و"غرب" كل شيء: حده. ويقال: "جهده وأجهده".

93 - حتى إذا أمكنته، وهو منحرف ... أو كاد يمكنها العرقوب والذنب أي: الكلابُ أمكنت الثور أن يطعنها. و"العرقوب": عرقوب الثور يقول: كاد يمكن الكلاب الثور من العرقوب والذنب. 94 - بلت به غير طياشٍ ولا رعشٍ ... إذ جلن في معركٍ يخشى به العطب 21 ب/ ويروى: "أدركنه غير طياشٍ" وقوله: "بلت به"، أي: صادفته غير طياش. و"الطياش": الذي لا يقصد وجهاً واحداً. و"المعرك": حيث تعترك، أي: حيث تقتل. والعطب: الهلاك. ويقال "طاش السهم" إذا لم يقصد.

وقوله: "لا رعشٌ"، أي: ليس بجبانٍ، وهذا مثلٌ. 95 - فكر يمشق طعناً في جواشنها ... كأنه الأجر في الإقبال يحتسب قوله: "فكر"، يريد: الثور "يمشق طعناً": و"المشق": طعنٌ خفيف، كأنه - حين أقبل يقاتل - يطلب الأجر في إقباله. و"الجواشن": الصدور، الواحدة جوشنٌ. ويروى: "في الأقتال": وهم الأعداء، واحدهم قتلٌ. 96 - فتارةً يخض الأعناق من عُرضٍ ... وخضاً، وتنتظم الأسحار والحجب

قوله: "يخض"، "الوحض": طعنٌ لا ينفذ. و"الصرد": طعن ينفذ، و"الوخض": اختلاسٌ، و"الشزر": عن شمال و"اليسر": قبالتك، و"النجل": أن تزج به زجاً. وقوله: "عن [عرضٍ] "، أي: يعترض [الثور] مادتا منه. يقال: "هو يضرب الناس عن عرضٍ". و"ينتظم الأسحار" و"الانتظام": أن يطعن حتى يبقي في الطعن كالنظام. و"السحر": الرئة، والجمع أسحار.

و"الحجب": بين الكرش وبين موضع الفؤاد. و"تارة"، أي: مرة، والكلاب لا كروش لها، إنما ثم جلدةٌ قد حجبت ما بين الفؤاد وسواد البطن. 97 - يُنحى لها حد مدريٍ يجوف به ... حالاً ويصرد حالاً لهذم سلب يقال: "أنحى له بالسلاح"، إذا اعتمده وقصده بذلك. وأراد: أن الثور 22 أ/ يقصد الكلاب. و"المدري": القرن. و"يصرد": ينفذ. و"اللهذم": الحديد الماضي. و"السلب": الطويل هاهنا. و"نحاله": تحرف. وقوله: "يجوف به": يطعن به حتى يصل إلى الجوف. ويقال: "صرد السهم يصرد صرداً" و"أصردته إصراداً"، إذا أنفذته.

98 - حتى إذا كُنَّ محجوزاً بنافذةٍ ... وزاهقاً، وكلا روقيه مختضب قوله: "حتى إذا كُن محجوزاً بنافذة"، يقول: أصابته الطعنة في موضع محتجزه ومؤتزره. ويقال للرجل إذا شد وسطه: "قد احتجز بجبل أو بإزار" و"الزاهق": الذي قد مات. وأراد: أن الكلب أصابته الطعنة في وسطه، في الموضع الذي يحتجز فيه الرجل. والاسم: "الحجزة". ومنه قيل: "حجزة السراويل".

99 - ولى يهذ انهزاماً وسطها زعلاً ... جذلان قد أفرخت عن روعه الكرب ولى الثور "يهذ". و"الهذ": المر السريع، وأصله: القطع. و"زعلا" نشيطاً. و"جذلان": فرحٌ. يقال: "جذل بذلك جذلاً". "قد أفرخت الكرب عن روعه"، أي: ذهبت، ليس به بأس. ويقال للرجل: "قد أفرخ روعك"، إذا ذهب وفتر. و"الكرب"، الواحدة "كربة": وهو الغم.

100 - كأنه كوكبٌ في إثر عفريةٍ ... مسومٌ في سواد الليل منقضب 22 ب/ يريد: كأن الثور كوكب في سرعته في إثر شيطان. "مسوَّم"، يريد: الكوكب معلمٌ، مسوم بالبياض في سواد الليل. ويكون:

"مسوم": مخلى عنه. و"منقضب": منقض. وأصل "الانقضاب": القطع. فيقول: انقطع الكوكب عن موضعه فانقض. وقد ذكره القطامي فقال: فغدا صبيحة صوبها متوجساً ... شئز القيام يقضب الأغصانا ويقال للشيطان: "عفريةٌ": وهو المريد.

101 - وهن من واطيء ثنيي حويته ... وناشجٍ، وعواصي الجوف تنشخب "الناشج": الذي ينشجُ بنفسه للموت كما ينشج الصبي إذا بكى. و"عواصي الجوف": عروق لا ترقأ. و"حريته": بنات اللبن. و"الحوايا": ما استدار في البطن، واحدتها حاويةٌ وحويةٌ، ويعني - هاهنا-: أمعاءه. و"تنشخب": تسيل مثل "شخبِ اللبن" وهو خروجه. و"هن"، يعني: الكلاب، منها ما يطأ على أمعائه، ومنها ما ينشج للموت. "ثنيي": ما انثنى من الأمعاء.

102 - أذاك أم خاضبٌ بالسي مرتعه ... أبو ثلاثين أمسى فهو منقلب ويروى: "أذاك أم رائح"، يريد: أذاك الثور شبه ناقتي في سرعتها أم ظليمٌ. و"الخاضب": الظليم الذي أكل الربيع فاحمرت ساقاه وأطراف ريشه و"أبو ثلاثين"، يريد: الظليم، لأنه أبو ثلاثين فرخاً. "فهو منقلب" إلى أفراخه. و"السي": ما استوى من الأرض.

103 - شخت الجزارة مثل البيت سائره ... من المسوح خدب شوقب خشب أ/ "شخت الجزارة"، يريد: دقيق القوائم والرأس، يريد: الظليم مثل البيت. وشبه سائر الظليم ببيت شعر. ثم قال: "من المسوح" صلة البيت. بين عن البيت أنه من "المسوح"، أي: من شعر. و"خدب": ضخمٌ. و"شوقبٌ": طويل. و"خشبٌ": غليظ جافٍ. وأراد: أن سائر النعامة مثل البيت. وأصل "الجزارة": ما يأخذ الجزار، وهي القوائم والرأس.

104 - كأن رجليه مسماكان من عشرٍ ... صقبان لم يتقشر عنهما النجب شبه رجلي الظليم بـ"المسماكين": وهما عودان يسمك بهما البيت. و"العشر" شجر، فهما أشبه شيء به. و"صقبان": طويلان. و"النجب": لحاء الشجر. فأراد: أن العودين عليهما القشرُ، فهو أشبه شيء بلون رجلي النعامة. [وساقُ النعامة] متشعثٌ خشنٌ. 105 - ألهاه آء وتنومٌ، وعقبته ... من لائح المرو، والمرعى له عقب

قوله: "آءٌ": نبتٌ، وكذلك "التنوم": وهو نبت أيضاً و"عقبته"، يريد: عقبة الظليم مما "لاح" من المرو، أي: ظهر. و"المرو": الحجارة البيض. و"العقبة": أن ترعى في هذا مرةً وفي هذا مرة. والظليم يأكل الحجارة، وأصله من "الاعتقاب".

106 - يظل مختضعاً يبدو فتنكره ... حالاً، ويسطع أحياناً فينتسب ويروى: "فظل". يقول: الظليم إذا رعى طأطأ رأسه. و"يسطع"، أي: يرفع رأسه أحياناً، فيبين لك أنه ظليم، فذلك: "انتسابه". وقوله: "يبدو"، يريد: يظل مختضعاً في حال بدوه، أي: ظهوره. 23 ب 107 - كأنه حبشي يبتغي أثراً ... أو من معاشر في آذانها الخرب أي: كان الظليم- حين خضع يأكل- "حبشي يبتغي أثراً".

أو كأنه سندي من السند "في آذانها الخرب"، أي: الثقب، وكذلك معاشر الهند، الواحدة خُربة. 108 - هجنعٌ راح في سوداء مخملةٍ ... من القطائف، أعلى ثوبه الهدب "هجنع"، يعني: الجشمي الذي شبه بالظليم. وكل طويل "هجنع". "في سوداء مخملة"، يريد: الحبشي، كأن عليه قطيفةً. "أعلى ثوبه الهدبُ"، يريد: أعلى ثوب الحبشي هدب القطيفة. يقول: الحبشي كأنه لبس القطيفة وهدبها ظاهرٌ. فشبهها بريش الظليم. و"هدب" القطيفة: خملها.

109 - أو مقحم أضعف الإبطان حادجه ... بالأمس، فاستأخر العدلان والقتب "المقحم": الذي يتقحم من سنٍ إلى سنٍ، أي: يستقبل السن الأخرى [وهو أن يُثنى ويربع في سنة، أو يسدس ويبزل] في سنة واحدة. "أضعف الإبطان حادجه"، يريد: أو كأن الظليم جملٌ لم يبطنه حادجه إبطاناً جيداً "فاستأخر العدلان والقنب". فشبه استرخاء جناحي الظليم بعد لين قد استرخيا لأنهما لم يشدا شداً جيداً.

و"الإبطان" مصدر، تقول: "أبطنته إبطاناً"، إذا شددته بـ"البطان": وهو الحبل الذي يُشد به قتب البعير. و"الحدج": مركب من مراكب النساء. 110 - أضله راعياً كلبيةٍ صدرا ... عن مطلبٍ، وطلى الأعناق تضطرب يريد: أن الراعيين أضلاً هذا "المقحم". ونسبه إلى كلبٍ لأنه شبه الظليم 24 أ/ بجمل "مقحمٍ" لأنه أسود، وكذلك هذا الجمل من جمال "كلبٍ" وجمالهم سودٌ. فلذلك قال: "كلبيةٍ

صدرا"، يريد: الراعبين. "عن مطلب"، يريد: ماءً "مطلباً"، أي: بعيداً لا يدرك إلا بطلب. أي يكلف صاحبه أن يطلبه. يقال: "أضللت الشيء"، إذا ضيعته، و"ضللت الشيء"، إذا لم تدر أين هو. وكذلك: "أضللت خاتمي"، إذا أسقطته وضيعته، ولا تكون ضللته. و"ضللت بعيري"، إذا كان في موضع ونسيت أين هو. وكذلك "ضللت المسجد"، إذا لم تدر أين هو، ولا تكون أضللته. و"طلى الأعناق تضطرب" من النعاس، وواحد الطلى "طلية": وهو عُرص العنق. ويروى: "عن مطلب قاربٍ وراده عصب". و"القارب": الذي يطلب

الماء. و"القرب": الليلة التي تصبح فيها الماء. و"الطلق": حيث يوجه بها إلى الماء. 111 - فأصبح البكر فرداً من صواحبه ... يرتاد أحلية، أعجازها شذب "فأصبح البكر"، يريد: المقحم. وقوله: "يرتاد"، أي:

يطلب "أحلية" جمع حليٍ: وهو نبتٌ، ورطبه يسمى: "ألنصي". "أعجازها شذب"، يريد: أصول الحلي "شذبٌ": قد "تشذبت". و"الشذب": الشيء المتفرق. 112 - عليه زادٌ وأهدامٌ وأخفيةٌ ... قد كاد يجترها عن ظهره الحقب أي: على هذا البكر زادٌ وعليه "أهدامٌ"، يريد: أخلاقاً. و"أخفيةٌ": أكسيةٌ. وكل غطاء: "خفاءٌ". و"الحقب" كاد يجترها عن ظهر البكر. و"الحقب": 24 ب/ حبل يشد على "حقو" البعير، أسفل بطنه. و"التصدير": على صدره، وهو

حزام الرحل. وكذلك "الغرضة". و"الغرض" و"السفيف": مثل التصدير. 113 - كل من المنظر الأعلى له شبه ... هذا وهذان قدُّ الجسم والنقب يقول: كلٌّ من المنظر الأعلى للظليم شبهٌ. ثم بين ذلك فقال: "هذا"، يريد: المقحم. و"هذان"، يريد: الحبشي والسندي. وقوله: "قدُّ الجسم". يقال: "هو على قده"، أي: على خلقته. و"النقب"، يعني: اللون، الواحدة نقبةٌ. ورفع: "قدُّ" [رده] على: "شبهٌ"، يريد: شبه قد. 114 - حتى إذا الهيق أمسى شام أفرخه ... وهن لا مؤيس نأياً ولا كثب

"الهيق": الظليم. "شام أفرخه". أي: نظر إلى ناحية فراخه. و"هن"، يريد: فراخه. "لامؤيس"، يريد: وهن لا شيء "مؤيس نأياً ولا كثب". و"الكثب": القريب. يقول: موضعهن منه ليس بالبعيد الذي يؤيه من أن يطلب فراخه، ولا بالقريب فيفتر، أي: موضعهن بين ذلك. 115 - يرقد في ظل عرّاصٍ ويطرده ... حفيفُ نافجةٍ، عثنونها حصب

"يرقد الظليم"، أي: يعدو ويسرع. "في ظل عراصٍ"، أي: في ظل غيم "عراص": كثير البرق. و"يطرده حفيف نافجة"، أي: يطرد الظليم حفيف "نافجة": وهي الريح الشديدة. يقال: "نفجت الريح". و"الحفيف": أن تسمع لها حفيفاً. و"عثنونها حصب"، يقول: أوائل هذه الريح حين جاءت، فيها حصباء وترابٌ. و"العثنون" من البعير: شعرات أسفل اللحيين. 2 أ 116 - تبري له صعلةٌ خرجاء خاضعةٌ ... فالخرق دون بنات البيض منتهب

"تبري له": تعرضُ للظليم. "صعلةٌ"، أي: نعامة صغيرة الرأس دقيقة العنق. وقوله: "خاضعةٌ"، أي: فيها طمأنينة. و"خرجاء": فيها سواد [وبياض]. وقوله: "فالخرق دون بنات البيض". "الخرق": الأرض البعيدة الواسعة التي تنخرق فتمضي في الفلاة. "دون بنات البيض منتهب"، يقول: الظليم وأشاه يعدوان عدواً كأنهما ينتهبان الأرض انتهاباً، كأنهما يأكلان الأرض. وإنما يعدوان حين عاينا الغيم والبرق، فيبادران إلى

بنات البيض، أي: إلى فراخهما. 117 - كأنها دلو بئرٍ جد ماتحها ... حتى إذا ما رآها خانها الكرب "كأنها"، يعني: الصعلة، دلو بئر في عدوها، حتى إذا ما رأى الدلو الماتسح "خانها الكرب"، أي: انقطعت من قبل الكرب. و"الكرب": عقدُ طرف الحبل على العراقي. و"الماتح": الذي "يمتح": يستقي. و"العراقوتان": الخشبتان كالصليب على الدلو. 118 - ويلمها روحةً، والريح معصفةٌ ... والغيث مرتجزٌ، والليل مقترب

يريد: ويل أم النعامة من "روحةٍ". و"الريح معصفةٌ"، أي: شديدة. يقال: "أعصفت وعصفت". و"الغيث مرتجزٌ"، يريد بـ"الغيث" -هاهنا-: الغيم، وإن جاء في موضع مطر فهو مطرٌ. و"مرتجز": فيه صوت الرعد. والليل قريب. ونصب "روحةً" على الخروج من الهاء، كأنه قال: من روحةٍ.

119 - لا يذخران من الإيغال باقيةً ... حتى تكاد تفرى عنهما الأهب ب/ قوله: "لا يذخران من الإيغال باقيةً"، أي: لا يدعان. و"الإيغال": المضي. يقال: أوغل في الأرض، إذا مضى وأبعد. "باقية". أي: أمراً يبقى من عدوه. "حتى تكاد تفرى"، أي: تنقد عنها "الأهب"، أي: جلودها، من شدة العدو. وواحد الأهب: "إهابٌ". 120 - فكل ما هبطا في شأو شوطهما ... من الأماكن مفعولٌ به عجب "الشأو" الطلق. و"الشوط": عدو وجهٍ واحدٍ.

"من الأماكن" يعني: كل مكان، أراد: كل مكانٍ هبطاه من الأماكن "مفعولٌ به"، أي: بذلك المكان "العجب" من العدو، أي: فعل به عدوٌ عجب من العجب. "ومفعول" مرفوعٌ بـ"كل". 121 - لا يأمنان سباع الأرض أو برداً ... إن أظلما دون أطفالٍ لها لجب "اللجب": الصوت. و"أطفالهما": أولادهما. ويخافان البرد إن أظلما دون فراخهما لأن البرد إذا أصاب البيض كسره، ويخافان السباع أيضاً على الفراخ.

122 - جاءت من البيض زعراً لا تباس لها ... إلا الدهاس وأم برة وأب يريد: جاءت الفراخ من البيض "زعراً"، أي لا ريش عليها، لا لباس لها إلا "الدهاس"، يريد: الرمل اللين السهل، و"أم وأب" تران بهن. 123 - كأنما فلقت عنها ببلقعةٍ ... جماجمٌ يبس أو حنظلٌ خرب كأنما فلقت عن الفراخ "جماجم"، أي: رؤوسٌ. شبه تفلق البيض عن الفراخ بجماجم أو حنظلٍ "خربٍ"، أي: يابسٍ قد أخرج ما فيه. 26 أ 124 - مما تقيَّضَ عن عوجٍ معطفةٍ ... كأنها شاملٌ أبشارها جرب

قوله: "مما تقيض"، يريد: البيض. "مما تقيض"، أي: تكسر "عن عوج معطفة"، أي: عن فراخ عوجٍ لم تستقم قوائمها، فشبهها بالقسي في اعوجاجها. وهي: "المعطفة". وقوله: "كأنها شامل أبشارها جرب"، أي: كان جرباً غطى أبشارها، أي: جلودها، لأنهن "زعرٌ": لا ريش عليهن، فكأنما شملهن جربٌ. يقال: "شملهم خيرك"، أي: عمهم. 125 - أشداقها كصدوع النبع في قللٍ ... مثل الدحاريج لم ينبت بها الزغب يقول: كأن أفواهها شقوقٌ في خشب نبعٍ. وإنما اختار النبع من بين الخشب لصفرته. و"الدحاريج": رؤوسها. وكل ما تدحرج

من شيء فهو: "دحروجه". 126 - كأن أعناقها كُراث سائفةٍ ... طارت لفائفه أو هيشرٌ سلب "السائفة" من الرمل: ما استرق منه. و"الكراث": نبتٌ ينبتُ بالسائفة حتى يكون قدر ذراعٍ، في رأسه مثل البندقة. و"الهيشر": شجرة خشنة تسمق، لها ثمرة فيها شوكٌ. و"سلبٌ"، يعني: الورق الذي أسفل من رأسها. فشبه

[أعناق] أولاد النعام بهذا الكراث، والرأس كالبندقة. أو "هيشر" قد انحت الورق عنه، وهو قوله: "سلب". تمت والحمد لله وحده وصلى الله على نبيه محمد وآله وسلم 126 بيتاً

(2) (الطويل) وقال أيضاً في عبد العزيز بن مروان:

2 - خليلي عوجا عوجة ناقتيكما

1 - خليلي عوجا عوجةً ناقتيكما ... على طللٍ بين القرينة والحبل 26 ب/ ويروى: " .. عوجا تسألا أو تسلما". يريد: تسألا وتسلما. "عوجا": اعطفا و"القرينة": موضع. و"الحبل": ما امتد من الرمل. و"الطلل" ما استبان من الدار. 2 - لِميٍ ترامت بالحصى فوق متنه ... مراويد يستحصدن باقية البقل يريد: على طلل لميٍ. "فوق متنه": فوق متن الطلل.

"يستحصدن": ييبسن البقل من حرهن. "مراويد": رياح ترود، تذهب. 3 - إذا هيج الهيف الربيع تناوحت ... بها الهوج تحنان المولهة العجل "الهيف": الريح الحارة. و"هيج": يبس. "تناوحت بها الهوج" أي: استقبل بعضها بعضاً. و"الهوج": الرياح كأن بها هوجاً، تأتي من كل وجه. يقول: للريح حنينٌ في هذه الدار كحنين هذه الناقة المولهة التي مات ولدها فاشتد وجدها عليه، فهي تحن. فشبه صوت الريح بها. و"العجل": الثواكل التي أخذت أولادها عنها أو ذبحت. ويروى: "إذا أعقب الصيف الربيع تناوحت". "أعقب": صار عقبه، جاء من بعده. 4 - بجرعائها من سامر الحي ملعبٌ ... وآريُّ أفراسٍ كجرثومة النمل

"الجرعاء" من الرمل: الرابية منه، السهلة، تنبت أحرار البقل. و"سامر الجي": قوم يسمرون. وقوله: "كجرثومة النمل": كل ما اجتمع في أصل الشجر من الرمل فهو: "جرثومة". فيقول: قرية النمل تكون في مكان مرتفع عن السيل، فهي كالجرثومة. [فالآري] قد تهدم كأنه جرثومة النمل. "والآري": مذاود الخيل. 27 أ 5 - كأن لم يكنها الحي إذ أنت مرةً ... بها ميت الأهواء مجتمع الشمل "يكنها الحي"، يكن بها الحي. و"إذ أنت مرة بها ميت الأهواء" أي: كأن الهوى قد اتضع لأني قد أصبت هواي فهو ميتٌ، والشمل مجتمعٌ.

6 - بكيت على ميٍ بها إذ عرفتها ... وهجت البكا حتى بكى القوم من أجلي "بها": بهذه الدار التي وصفت. و"هجت": هيجت. 7 - فظلوا، ومنهم دمعه غالبٌ له ... وآخر يثني عبرة العين بالمهل ويروى: "ومنهم دمعه سابق له". والعرب تقول: "منا يقول ذاك ومنا لا يقوله". "يثني": يرد ويصرف "عبرة العين": دمعة العين. "بالمهل": يقولون له: مهلاً، أي: لا تفعل وتجلد وتعز. 8 - وهل هملان العين راجع ما مضى ... من الدهر أو مدنيك - يا مي- من أهلي ويروى: "راجع ما ترى* من الوجدِ .. "، يقول: [هل]

سيلان العين يرجع ويرد من الوجد. 9 - أقول، وقد طال التنائي ولبست ... أمورٌ بنا أسباب شغلٍ إلى شغل "التنائي": البعد، يريد: بُعد ميٍ منه. و"لبست": خلطت علينا "أسباب شغل إلى شغل" يقول: أنا في همٍ وشغل. ويروى: على شغل. 10 - ألا لا أبالي الموت إن كان قبله ... لقاءٌ لميٍ وارتجاعٌ من الوصل 11 - أتاةٌ، كأن المرط حين تلوثه ... على دعصةٍ غراء من عجم الرمل 27 ب/ "أناةٌ": بطيئة القيام. و"المرط": الإزار. و"تلوثه": تدير المرط لنأتزر به. و"الدعصة" من الرمل: كثبانٌ صغار فيقول: كأنها حين تأتزر على رمل. و"غراء": بيضاء. ويروى: "من عجمة الرمل". و"عجمة" الرمل: معظمه ووسطه. 12 - أسيلة مستن الوشاحين قانيء ... بأطرافها الحناء في سبطٍ طفل

"مستن الوشاحين": حيث يجري الوشاحان. و"سبطٌ": طويل، يريد: الأصابع. و"طفلٌ": رطبٌ. و"فانيء": شديد الحمرة. وكل سهلٍ طويلٍ: "أسيلٌ". 13 - وحلي الشوى منها إذا حُليت به ... على قصباتٍ لاشخاتٍ ولا عصل يريد بـ"الشوى": يديها ورجليها. لا "شخاتٍ": لا دقاقٍ. "ولا عُصلٍ": ولا معوجةٍ. و"القصبات": العظام التي فيها المخ. 14 - من المشرقات البيض في غير مرهةٍ ... ذوات الشفاه الحو والأعين الكحل "المشرقات": التي قد أشرق بياضها. "في غير مرهةٍ"

[يريد: المره، وهو كراهة بياض العين]، يقول: هن كحل الأعين وإن لم يكتحلن. و"الحو"، يعني: الشفاه تضرب إلى السواد. ويروى: "ذوات الشفاه اللعس"، وهي مثل الحو. 15 - إذا ما امرؤٌ حاولن أن يقتتلنه ... بلا إحنةٍ بين النفوس ولا ذحل "يقتتلنه"، أي: يقتلنه. ولا يقال ذلك في قتلٍ بسيف أو سلاح، ولكن يقال ذلك في الحب. و"الإحنة": العداوة. يقال: "أحنتُ على فلان فأنا آحنٌ إحنةً". و"الذحل" و"الوغم": هو الطلب بالدم. و"الذحل" -هاهنا-: هو الأمر الذي أسأت به. و"حاولن": طلبن.

16 - تبسمن عن نور الأقاحي في الثرى ... وفترن من أبصار مضروجةٍ نجل 78 أ/ "الأقحوان": واحد الأقاحي. يقول: تبسمن عن نور الأقاحي. و"فترن من أبصار مضروجةٍ" أي: ضعفن. وبهذا يوصفن، يقول: هن فاترات الطرف و"مضروجة": واسعة "الضرج"، أي: واسعة شق العين. و"نجلٌ": واسعات العيون. يقال: "امرأة نجلاءُ ورجل أنجلُ". ويروى: "كحل". 17 - وشففن عن أجياد غزلان رملةٍ ... فلاةِ، فكن القتل أو شبه القتل

وقوله: "وسففن"، أي: لبسن رقاقاً تشف. "فلاة": قفر. ويروى: " .. عن آرامٍ .. ". 18 - وإنا لنرضى حين نشكو بخلوةٍ ... إليهن حاجات النفوس بلا بذل "حاجات النفوس": ما في أنفسهم من حاجةٍ. "بلا بذل"، أي: بلا عطيةٍ ونيلٍ. 19 - وما الفقر أزرى عندهن بوصلنا ... ولكن جرت أخلاقهن على البخل أي: وما فقرنا أزرى بحظنا عندهن، أي: قصر به.

و"حظنا": نصيبنا. "ولكن جرت أخلاقهن على البخل" لنا ولغيرنا. وإنما وصفهن بالعفة. 20 - وغبراء يقتات الأحاديث ركبها ... وتشفي ذوات الضغن من طائف الجهل "غبراء": أرض. وقوله: "يقتات الأحاديث ركبها"، أي: يتحدث ركبها قدر القوت من الفرق، أي: قليلاً، كراهة أن تفنى أحاديثهم. وتتقوت من طول هذه الصحراء وبُعدها.

قوله: "وتشفي ذوات الضغن من طائف الجهل". يقول: تشفي الإبل اللواتي في أنفسهن نزاع إلى مواضع. أي: الغبراء تذهب مرحهن ونشاطهن. وهو ما يطيف بها من الجهل. والغبراء تذهبه لأنها تسير فيها 28 ب/ فتعيا. وكل ما ضغن إلى شيء فقد مال إليه. يقول: بها نشاط فهي تضغن من أجله. ويقال: "الضغن": الهوى إلى الموضع. يقال: "هو يضغن إليه"، إذا كان ينزع إليه. 21 - ترى قورها يغرقن في الآل مرةً ... وآونةً يخرجن من غامرٍ ضحل "القور": الجبال الصغار. الواحدة قارةٌ. و"آونة": الواحدةُ أوانٌ. أي: ومراتٍ يخرجن من "غامر ضحلِ"، يريد: السراب، يغمر وهو ضحل قليل ليس بشيء. 22 - ورملٍ عزيف الجن في عقداته ... هزيزٌ كتضراب المغنين بالطبل

"هزيزُ" الشيء: هو صوت الشيء تسمعه من بعيد، مثل صوت الرحى والرعد. و"عقدات": الواحدة "عقدةٌ": وهي الرملةُ [الكثيرة] الأنقاء والأحقاف، يتعقد بعضه ببعض. 23 - قطعت على مضبورةٍ أخرياتها ... بعيدة ما بين الخشاشة والرحل "مضبورةٌ": شديدةُ الخلق. و"أخرياتها": عجيزتها وما يلي العجيزة و"بعيدة ما بين الخشاشة والرحل"، أي: طويلة العنق. و"الخشاش": الحلقة تكون في عظم الأنف.

24 - غريريةٍ كالقلب أو داعريةٍ ... زجولٍ، تُباري كل معصوصبٍ هقل "غريرية": منسوبة إلى "غرير": وهو فحل كان لمهرة. "كالقلب": في حسنه، وهو السوار. و"داعرٌ" فحل أيضاً. و"كل معصوصب"، أي: اعصوصب"، أي: اجتمع أمره للسير، يعني: الظليم، أنها تباريه في العدو 29 أ 25 - إذا استردف الحادي وقد آل صوته ... إلى النزر واعتمت بذي قزعٍ شكل

قوله: "إذا استردف الحادي"، يريد: إذا قال: أردفوني "وقد آل صوته"، أي: رجع صوته "إلى النزر"، أي: إلى القلة والضعف. و"اعتمت بذي قزع"، يريد: قطع اللغام. و"شكل": جمع "أشكل": وهو بياض تعلوه حمرة. والاسم: "الشكلة". وذلك أن الدم من خشاشها اختلط بالزبد. 26 - شريجٍ كحماض الثماني عمت به ... على راجف اللحيين كالمعول النصل "شريجٌ": خليطان. يعني: اختلط الزبد بالدم.

"كحماض" الثماني: نبت أبيضُ فيه حمرةٌ. و"الثماني": قاراتٌ معروفة. و"القارة": الجبل الصغير. ويقال: إنما سميت الثماني لأنها ثماني قارات. شبه الزبد وقد خلطته دمٌ بذلك. و"عمت به"، أي: رمت به. "على راجف اللحيين"، أي: لحياة يرجفان، يتحركان. و"المعولُ": المنقار. و"النصل": الذي قد نصل من نصابه، أي: من عوده. وأراد أن خرطومها [كأنه] معولٌ قد نصل عوده. 27 - تمادت على رغم المهارى وأبرقت ... بأقطاعٍ مثل الورس في ويحف جثل "تمادت"، أي: مرت في السير، "وأرغمت المهارى":

حملتها على أمر شديد. و"أبرقت بأقطاعٍ"، أي شالت بذنبها، وزخت ببولها. "مثل الورس": في لونه. وقوله: "في واحف"، يقال: "ذنب وحفٌ" فقال: "واحفٌ". "جثلٌ": كثيرُ الشعر، يريد: الذنب. ويروى: "بأصفر مثل الورس .. ". 28 - أفانين مكتوبٍ لها دون حقها ... إذا حملها راش الحجاجين بالثكل 19 ب/ موضع "أفانين" خفضٌ. والأصمعي كان يرفع ويضمر ما يرفعه. وأراد: بأقطاعٍ "أفانين"، أي: ضروباً من البول تزخ به. ومكتوبٌ لها الثكل إذا خرج شعر حاجبيه "خدجته"

أي: رمت ولدها من غير تمام [حقها]. و"حقها": يقال: "أتت الناقة على حقها"، إذا أتت على اليوم الذي ضربت فيه من السنة الماضية. قال الأصمعي: "أفانين"، أي: ترمي به ضروباً باركةً وسائرةً حتى يخرج حاجباه. ومعنى الباء في "الثكل" طرحها. أراد: مكتوب لها الثكل، أي قدِّر لها الثكل. 29 - إذا هن جاذبن الأزمة سيلت ... أنوف المهارى فوق أشداقها الهدل "الهدل": في أشداقها استرخاءٌ. و"سيلت" دماً، أي:

سيلت الأزمة أنوف المهارى. و"الهدل": المسترخية المشافر. 30 - أعاذل غضي من لسانك عن عذلي ... فما كل من يهوى رشادي على شكلي ويروى: "عوجي من لسانك عن عذلي". وقوله: "على شكلي": "الشكل": الضرب والمتل. يقال: "هو على شكله". يقول: كل من يهوى رشادي فليس هو على طريقتي. 31 - فما لام يوماً من أخٍ وهو صادقٌ ... إخائي ولا اعتلت على ضيفها إبلي

يقول: ما لام يوماً إخائي وهو صادق، وإنما يلومني وهو كاذب. "ولا اعتلت على ضيفها إبلي"، أي: في لبنها. أي: إذا لم يكن فيها لبن نُحرت. 32 - إذا كان فيها الرسل لم تأت دونه ... فصالي، ولو كانت عجافاً، ولا أهلي "الرسل": اللبنُ. فيقول: إذا كان في إبلي اللبن لم تكن فصالي دون الضيف حتى يشرب. كقولك: "حال فلان دون حقي فغلب عليه". 30 أ 33 - وإن تعتذر بالمحل من ذي ضروعها ... على الضيف يجرخ في عراقيبها نصلي

أي: وإن تعتذر إبلي بالمحل فلم يكن في ضروعها لبن عرقبتها للضيف. وقوله: "من ذي ضروعها"، يريد: اللبن. و"نصله": سيفه. 34 - وقائلةٍ: ما بال غيلان لم يُنخ ... إلى منتهى الحاجات، لم تدر ما شغلي "غيلان": هو ذو الرمة. و"منتهى الحاجات": غايتها. أي: ما باله لم ينخ فأراد: الذي يمدح منتهى الحاجات. ثم قال: لم تدر ما شغلي. قال المهلبي: "منتهى الحاجات" - هاهنا-: الخليفة.

35 - ولو قمت مذ قام ابن ليلى لقد هوت ... ركابي بأفواه السماوة والرجل يريد: ولو قمت من مرضي "مذ قام ابن ليلى"، [أي:] مذ كان أميراً. و"ابن ليلى": عبد العزيز بن مروان، وليلى أمه، وهي ابنة الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن حصن بن ضمضم ابن عدي بن جنابٍ الكلبي. و"أفواه" السماوة: أوائلها. و"الرجل": آخرها. و"السماوة": الطريق من الكوفة إلى الشام. 36 - ولكن عداني أن أكون أتيته ... عقابيل أوصابٍ يشبهن بالخبل "عداني": صرفني. و"عقابيل": بقايا مرضٍ. و"الخبل": شبه الجنون. و"الخبل" أيضاً: الفالج. فأراد

أن هذه الأوجاع يشبهن بالفالج. 37 - رأتني كلاب الحي حتى عرفنني ... ومدت نسوج العنكبوت على رحلي يقول: أقمت في الحي حتى عرفتني الكلاب، أي: [كأنني] صرت من الصبيان الذين يلاعبونها. ومدت نسوج العنكبوت على رحله من طول مقامه. تمت والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم وهي 37 بيتاً

3 - ألا حي دارا قد أبان محيلها

(3) (الطويل) وقال أيضاً: 30 ب 1 - ألا حي داراً قد أبان محيلها ... وهاج الهوى منك الغداة طُلولها "محيلها": الذي قد أتى عليه حولٌ. يقال: أبان الشيء إبانةً، وبان يبين بياناً. وبان فلان من فلانة بينونة وبيناً. 2 - بمنعرج الهذلول غير رسمها ... يمانيةٌ هيفٌ، محتها ذيولها قوله: "بمنعرج الهذلول"، يعني: الطلول. بمنعطف "الهذلول": وهي دقاق الرمال. و"الهيف": الريح الحارة. و"ذيول الرياح": مآخيرها.

3 - لميَّة إذ لا نشتري بزماننا ... زماناً، وإذ لا نصطفي من يغولها "من يغولها": من يغتالها بأمر قبيح، أي: يطلب لها الغائلة. ويريد: الطلول والمنازل لمية. "إذ لا نشتري بزماننا زماناً". يقول: كان خير الأزمنة عندنا، لم نُرد به بدلاً. "وإذ لا نصطفي"، أي: وإذ لا نتخذُ صفياً. 4 - وإذ نحن أسباب المودة بيننا ... دُماجٌ قواها، لم تخنها وصولها "أسباب المودة": سُبلها. ووصولها "دماج"، يقول: مدمجةٌ قد أخذ بعضها بعضاً، ليست قواها بمنتشرة. وكل طاقةٍ "قوةٌ". و"لم تخنها وصولها"، أي: لم تؤت من قبل ذلك. 5 - قطوف الخطا عجزاء لا تنطق الخنا ... خلوب بأسباب العدات مطولها

"قطوف الخطا"، أي: تقارب الخطو. "خلوب" أي: تخدع بأسباب العدات، أي: مطول العدات. 6 - فياميُّ، قد كلفتني منك حاجةً ... وخطرة حب لا يموت غليلها 31 أ/ أي: كلفتني منك حاجة، أي: تكليفها من قبلك. و"خطوة حبٍ"، أي: خفقةٌ تمرُّ على القلب. وأراد: منك حاجةً في صدره. و"غليلها": حرارتها لا تذهب. 7 - خليليَّ مُدا الطرف حتى تبينا ... أظعن بعلياء الصصفا أم نخيلها "الظعن": النساء على الهوادج، فشبهها بالنخل. 8 - فقالا على شك، نرى النخل أو نرى ... ظُعناً باللوى نستحيلها قوله: "نستحيلها": من حال يحول، ننظر أتتحرك أم لا؟

9 - فقلت: أعيدا الطرف ما كان منبتاً ... من النخل خيشوم الصفا فأميلها "الصفا": مكان. و"خيشومه": طرفه وأنفه. يقول: ما كان هذا من مواضع النخل. و"الأميل" من الرمل: حبلٌ قدر نصف ميلٍ. 10 - ولكنها ظُعنٌ لمية فارفعا ... نواحل كالحيات رسلاً ذميلها "فارفعا"، يريد: فارفعاها في السير. و"نواحل": مهازيل كالحيات. "رسلاً": سهلة السير. و"الذميل": فوق العنق. ويروى: "نواجي كالحيات".

11 - فألحقنا بالحي في رونق الضحى ... تغالي المهارى سدوها ونسيلها "رونق الضحى": أولها. و"التغالي": يُغالي بعضها بعضاً في السير و"النسيل": "تنسيل": تُسرع. و"السدر": رمي الأيدي في السير. 31 ب 12 - فما لحقت بالحي حتى تكمشت ... مراحاً، وحتى طار عنها شليلها "تكمشت": أسرعت. و"الشليل": المسح الذي يكون على عجز البعير. 13 - وتحت قتود الميس حرفٌ شملةٌ ... سريعٌ أمام اليعملات نصولها "اليعملات" من الإبل: التي يُعمل عليها. و"نصولها":

هو أن "تنصل"، أي: تندر وتخرج أمام اليعملات. و"حرفٌ": ضامر. "شملةٌ": سريعة. و"القتود": الرحل. و"الميس": شجر يعمل منه الرحل. 14 - وحتى كست مثنى الخشاش لُغامها ... إلى حيث يثني الحد منها جديلها يقول: كست الزبد "مثنى الخشاش". و"الجديل": الزمام. وأراد: أسفل الأذن إذا ثنى جديلها خدَّها. ويروى: "إلى حيث يلقى الخد .. ". تمت والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم وهي 14 بيتاً

4 - يا دار مية بالخلصاء فالجرد

(4) (البسيط) وقال أيضاً يمدح هلال بن أحوز التميمي: 1 - يا دار مية بالخلصاء فالجرد ... سقياً، وإن هجت أدنى الشوق للكمد "الخلصاء" و"الجرد": موضعان. "سقياً"، يريد: سقياً لك، يدعو لها. "أدنى الشوق للكمد"، أي: أقربه إلى الكمد. يقول: كان شوقاً ساكناً فهيجته. كما تقول: "أدنى

المرض للموت". و"أدنى الكمد": أن يشتد تحزنه حتى "يكمد"، 32 أ/ أي: يسود. ويروى: "للكمد"، أي: للذي اشتد حزنه. 2 - من كل ذي لجبٍ": ذو صوتٍ. و"النضد": المتراكب. يريد: تراكب الغيم. و"حالكٌ": أسودُ. و"بوارقه": السحائب التي فيها برق. ويروى: "من كل ذي زجلٍ". وهو مثل "لجبٍ". 3 - مجلجل الرعد عراصاً إذا ارتجست نوء الثريا به أو نثرة الأسد يقال: "جلجل الرعد"، إذا صوت. و"العراص" من البرق: الذي لا يفتر لمعاناً. و"نثرة الأسد": أنفه.

ويروى: "مواصل الرعد .. ". ويروى: " .. ارتجزت" وهو من الصوت. 4 - أسقى الإله به حزوى فجاد به ... ما قابل الزرق من سهلٍ ومن جلد قوله: "أسقى الإله به"، يريد: الغيث. "فجاد به": من الجود. و"الجلد": ما صلب من الأرض. 5 - أرضاً معاناً من الحي الذي هم ... أهل الجياد وأهل المجد والعدد

"المعان": الموطن والمكان. يقال: إن الدهناء منهم معانٌ. و"العدد": الكثرة. و"الجياد": الخيل. و"المجد": الشرف. 6 - كانت تحل به ميٌّ، فقد قذفت ... عنا بها شعبةٌ من طيةٍ قدد 32 ب/ "شعبة": فرقةٌ. "من طيةٍ": من نيةٍ نوتها. "قددٌ": متفرقة. يقول: هو هوىً ليس بمجتمع. و"الشعبة": انشعاب النوى. ويروى: " .. فقد شحطت"، أي: تباعدت. 7 - غراء يجري وشاحاها إذا انصرفت ... منها على أهضم الكشحين منخضد قوله: "على أهضم الكشحين"، يريد: على بطن "أهضم الكشحين"، أي: هو ضامر. "منخضد": قد تثنى.

"والكشحان": الخصران. 8 - يجلو تبسمها عن واضحٍ خصرٍ ... تلألؤ البرق في ذي لجةٍ برد "في ذي لجة"، أي: في ذي صوت. يريد: صوت المطر. و"برد": فيه بردٌ. و"خصرٌ": بارد. 9 - تطوف الزور من ميٍّ على غرضٍ ... بمسلهمين جوابني للبعد "تطوف"، أي: جاء منها "طائف"، أي: خيال. وقوله: "على غرض"، [يريد: على غرض] بمكانه. و"المسلهمان": المهزولان، يعني: نفسه وبعيره. ويروى: "بمسلهمين جوابين"، يعني: قوماً هزلاً من شدة السفر. "جوابين": قطاعين. "للبعد": الواحدة: بعدةٌ وبعدٌ، مثل: ظلمةٍ وظلمٍ. 10 - حُييت من زائرٍ أنى اهتديت لنا ... وأنت منا بلا نحوٍ ولا صدد

قوله: "أنى اهتديت لنا"، أي: كيف اهتديت لنا. وبلا نحوٍ": "النحو": القرب. و"الصدد": ما قابلك وداناك. 11 - ومنهلٍ آجنٍ قفرٍ محاضره ... خُضرٍ كواكبه ذي عرمضٍ لبد 32 أ/ "منهلٌ": موضعُ ماء. "آجنٌ": متغير. و"كواكبه": معظمه ووسطه. و"العرمض": الخضرة على الماء. "لبدٌ": بعضه على بعض. 12 - فرجت عن جوفه الظلماء يحملني ... غوجٌ من العيد، والأسراب لم ترد ويروى: "فرجت عنه دجا الظلماء .. ". فرجت عن جوف هذا الماء الظلماء، أي: دخلته في ظلمة. ويحملني "غوجٌ"، أي: واسعُ الصدر، ويقال: فيه لينٌ وتعطفٌ. و"العيد": الإبل العيدية منسوبةٌ إلى حيٍ من مهرة. أي: القطا لم يرد،

فأنا وردته قبل القطا. و"الأسراب". أسراب القطا، وهي جماعاتها، الواحد: سربٌ. 13 - حابي الشراسيف أقنى الصلب منسرح ... سدو الذراعين جافي رجعة العضد "حابي الشراسيف"، أي: مشرف بالعرض. ويقال: "حابي الشراسيف"، أي: حبا بعضها إلى بعض، أي: انضم. و"الشراسيف": مقط الأضلاع. يريد: أطرافها التي تشرف على البطن. و"أقنى الصلب"، أي: في صلبه كالحدب، أي: هو عال. "منسرحٌ سدو الذراعين"، أي: سريع سدو الذراعين. وقوله: "جافي رجعة العضد"، يقول: عضده جافية عن مرفقه وجنبه، فلا يصيبه ضاغطٌ ولا حاز

ولا باكتٌ و"السدو": رمي اليد في السير. 14 - باقٍ على الأين، يُعطي إن رفقت به ... معجاً رقاقاً، وإن تخرق به يخد "باق على الأين"، أي: باق على الإعياء. و"المعج": اللين في السير. وهو 33 ب/ أن يزج بقوائمه ويستعجل شبهاً بعدو النعامة. ويقال: وخد يخد [وخداً] وخدى يخدي خدياً وخدياناً.

15 - أو حرةٌ عيطلٌ ثبجاءُ مجفرةٌ ... دعائم الزور، نعمت زورق البلد قوله: "أو حرة": أو كريمة. و"عيطلٌ": طويلة العنق. "ثبجاء": ضخمة الثبج. و"الثبج": الوسط. وقوله: "مجفرةٌ": ضخمة الوسط. و"دعاثم" [الزور]: الضلوع و"الزور" عظم الصدر. 16 - لانت عريكتها من طول ما سمعت ... بين المفاوز تنام الصدى الغرد يقال للبعير إذا لان بعد شدةٍ وصعوبة: "لانت عريكته"، كأنها طبيعته. ويروى: "مارت عريكتها". و"العريكة" - هاهنا- السنام. و"تنآم الصدى": صوت الصدى. يقال: نأم ينئم نئيماً. [وتنآمٌ] ك تفعالٌ منه. ويقال: نأم ينئم،

ونأت ينئت نئيتاً، وأنت يانت أنيتاً، وطحر يطحر، وزفر يزفر. وبعضه [قريبٌ] من بعض، وهو كالأنين أو دونه. 17 - حنت إلى نعم الدهنا، فقلت لها ... أمي هلالاً على التوفيق والرشد "أمي هلالاً"، يريد: اعتمديه واقصدي إليه. "على التوفيق"، أي: وفقك الله. و"الرشد": القصد، و"الرشد": الهدى. خبرني الأصمعي بهذا، والعرب [تقول] "الرشد فأصب". تريد: القصد. و"هلالٌ": ابنُ أحوز التميمي.

18 - الواهب المئة الجرجور حانيةً ... على الرباع إذا ماضن بالسبد "الجرجور": العظيمة. ولا تكون الجرجور إلا للجماعة. يقال: "مئةٌ 34 أ/ جرجورٌ": إذا كانت عظيمة. و"حانية على الرباع"، أي: عاطفةٌ على "رباعها"، أي: على أولادها. والواحد: "ربعٌ": وهو الذي نتج في أول الربيع. فقال: يهب المئة الجرجر إذا ضن بالسبد. و"السبد" من المال: ذو الشعر، واللبد": ذو الصوف. يقال: ماله سبد ولا لبد. 19 - والتارك الكبش مصفراً أنامله ... في صدره قصدةٌ من عاملٍ صرد

وإنما تصفر أنامله عند الموت. "في صدره قصدةٌ" أي: كسرةٌ، قطعةٌ من عاملٍ. و"العامل": مقدم الرمح مما يلي السنان منه. و"صردٌ": نافذ. يقال: صرد الرمح والسهم. وأصردته إصراداً، إذا أنفذته. 20 - والقائد الخيل يمطو من أعنتها ... إجذام سيرٍ إلى الأعداء منجرد "يمطو": [يمد] "من أعنتها إجذام سير إلى الأعداء"، أراد: إجذام سير منجرد. يقال: أجذم، إذا أسرع. 21 - حتى يصرن كأمثال القنا ذبلت ... منها طرائق لدناتٌ على أود

قوله: "حتى يصرن كأمثال القنا"، يعني: الخيل، أي: في الضمر. ذبلت منها طرائق، أي: ذبلت طرائق من القنا، الواحدة: طريقة. "على أودٍ" أي: على عوجٍ منها. "لدنات": لينات. فشبه ضمر تلك الخيل بالقنا ذبلت منها طرائق على عوجٍ. 22 - رفعت مجد تميمٍ - يا هلال- لها ... رفع الطراف إلى العلياء بالعمد 34 ب/ "الطراف": بيتٌ من أدمٍ. ويروى: على العلياء". أي: على مكان مرتفعٍ. وهلال بن أحوز التميمي كان على شُرَطِ نصر بن سيارٍ.

23 - حتى نساء تميمٍ، وهي نائيةٌ ... بقلة الحزن فالصمان فالعقد "العقد" من الرملِ: ما تعقد بعضه ببعض، وكثرت كثبانه وأحقافه و"الصمان": موضع. و"قلة" الحزن:

ما غلظ من الأرض و"الحزن": موضع معروف، ترعى فيه إبل الملوك. 24 - لو يستطعن إذا نابتك مجحفةٌ ... فدينك الموت بالآباء والولد "مجحفة": شديدة عظيمة مستأصلة. ويروى: "وقينك الموت". ويروى: "ضافتك"، أي: نزلت بك.

25 - تمنت الأزد إذ غبت أمورهم ... أن المهلب لم يولد ولم يلد "غبت"، أي: حين انصرف غبها. كان هلال بن أحوز تبع آل المهلب حين قتل يزيد بن المهلب، ولاه مسلمة ذلك.

26 - كانوا ذوي عددٍ دهمٍ وعائرةٍ ... من السلاح وأبطالاً ذوي نجد يقال: "عدد دهمٌ"، أي: كثير. و"عائرةٌ" من السلاح، أي: كثيرة. وذلك أن يعير بصرك فيه من كثرته هاهنا وهاهنا. ومنه يقال: "فرسٌ عيارٌ"، إذا أخذ هاهناوهاهنا. "نجدٌ"، أي: شدةٌ. 27 - فما تركنا لهم من عين باقيةٍ ... إلا الأرامل والأيتام من أحد يريد: من عينٍ نفساً باقيةً. ويروى: "فما تركت لهم".

28 - بالسند إذ جمعنا يكسو جماجمهم ... بيضاً تداوي من الصورات والصيد 35 أ/ "بيضاً"، يريد: سيوفاً بيضاً. "تداوي من الصورات"، يريد: من الميلِ. يقال: "قد صور"، إذا صار "أصور"، أي: مائل الرأس. و"الصيد": أصله داءٌ يأخذ في أنوف الإبل، ترفع رؤوسها من ذلك، ثم يضرب مثلاً للمتكبر الشامخ بأنفه. فيقول: السيوف تذهب كبرهم وميلهم عن الحق. 29 - ردت على مضر الحمراء شدتنا ... أوتارها بين أطراف القنا القصد قيل لمضر: "الحمراء" لأن مضر أورث الأدم.

و"القصد": الكسير. "ردت على مضر"، يقول: أدركنا ثأر أولئك حين قتلنا الأزد. 30 - والحي بكرٍ، على ما كان عندهم ... من القطيعة والخذلان والحسد 31 - جئنا بآثارهم أسرى مقرنةً ... حتى دفعنا إليهم رمة القود "الرمة": قطعةُ حبلٍ. فيقول: جئنا بهم أسرى، وقد قرن بعضهم إلى بعض حتى دفعنا إليهم "رمة القود"، يريد: قطعة

الحبل التي قدناهم فيها. ويقال للقطعة من الحبل التي تكون في طرف الوتد: "رمةٌ" وقد ذكره ذو الرمة، وبها سمي في بيت له، وهو قوله: * أشعث باقي رمة التقليد * يريد أن الوتد مقلدٌ بقطعة حبل. 32 - في طحمةٍ من تميمٍ لو تصك بها ... ركني ثبيرٍ لأمسى مائل السند 35 ب/ "الطحمة": دفعته وشدته. و"ثبيرٌ": جبل بمكة، وهو الذي صعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاهتز [فنزل عنه] وصعد على حراءٍ. و"السند": والجمع أسنادٌ، وهو أكثر ما يكون

في الغلظ والرمل، وهو المكان المرتفع قليلاً. يقال: "انظر ذلك الشخص بذلك السند". ويروى: " .. لو يصك بها * ركنا ثبيرٍ". 33 - لولا النبوة ما أعطوا بني رجلٍ ... حبل المقادة في بحرٍ ولا بلد "حبل المقادة": الطاعة. تمت والحمد لله على إحسانه وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم وهي 33 بيتاً

5 - خليلي عوجا اليوم حتى تسلما

(5) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - خليلي عوجا اليوم حتى تسلما ... على دار ميِّ من صدور الركائب [واحد "الركائب": ركابٌ، وهي الإبل. "عوجا": اعطفا من صدور الإبل]. 2 - بصلب المعى أو برقة الثور، لم يدع ... لها جدةً جول الصبا والجنائب

بـ"صلب المعى": موضع. و"برقة الثور": البرقة": حجارة مختلطة مع الرمل. و"الثور": موضع، وأضاف إليه البرقة. و"الجنائب": رياح الجنوب. "جولٌ": دورانٌ. ويروى: "ببطن المعى". 3 - بها كل خوارٍ إلى كل صعلةٍ ... ضهولٍ، ورفض المذرعات القراهب "ضهول": قليلة اللبن. "كل خوار"، يريد بذلك الغزال. و"يخور" إلى أمه وهي "الصعلة" لأنها صغيرة الرأس، يريد: الظبية. وبها "رفض المذرعات". و"الرفض": فرقٌ، وهو ما ارفض وتفرق. و"المذرعات" 36 أ/: البقر معهن أولادهن.

والولد يسمى "ذرعاً". و"القراهب": المسنات، الواحدة "قرهبٌ". قال أبو العباس: "الخوار": الثور. "يخور": يصيح. "صعلة": نعامة. وموضع "إلى": مع، أي: مع كل صعلة. "ضهول": تذهب وترجع. يقال: "ما ضهل إليك"، أي: ما رجع إليك. 4 - تكن عوجةً يجزيكما الله عنده ... بها الأجر أو تقضي ذمامة صاحب "تكن عوجةً"، أي: عطفةً. و"الذمامةُ" و"الذمام" واحد. و"المذمة": من الذم. وأراد: أو تقضي العوجة ذمامة صاحبٍ.

5 - وقفنا فسلمنا فردت تحيةً ... علينا، ولم ترجع جواب المخاطب قال: "خليلي عوجا اليوم حتى تسلما * على دارمي .. " ثم قال: وقفنا بالدار فسلمنا فردت الدار تحية علينا، أي: لم تقبل التحية، أي: ردتها، ولم تُجب. ثم بين فقال: "ولم ترجع جواب المخاطب". 6 - عصتني بها نفسٌ تريع إلى الهوى ... إذا ما دعاها دعوةً لم تغالب 7 - وعينٌ أرشتها بأكناف مشرفٍ ... من الزرق في سفكٍ ديار الحبائب

8 - ألا طرقت ميٌّ هيوماً بذكرها ... وأيدي الثريا جنحٌ في المغارب "الهيوم": الذاهب العقل، يعني نفسه. و"أيدي الثريا": أوائلها. "جنحٌ في المغارب"، أي: قد دنون من المغرب. يقال: "جنح إلى كذا"، أي: مال إليه. ب 9 - أخا شُقةٍ زولاً كأن قميصه ... على نصل هندي جراز المضارب

نصب: "أخاً" لأنه رده على "هيومٍ". و"الشقة": السفر البعيد. و"الزول": الرجل الظريف المبالغ في الظرف، وإنما يعني نفسه. كأنما قميصه على "نصل هندي"، أي: على سيف من سيوف الهند. أي: هو ماض كالسيف. و"جراز المضارب"، أي: قطوعٌ. و"المضارب": جمع مضرب، وهو الموضع من السيف الذي يقع على الضريبة. 10 - أناخ فأغفى وقعة عند ضامرٍ ... مطية رحالٍ كثير المذاهب الهيوم أناخ، وهو ذو الرمة. "فأغفى": و"الإغفاء": التغميض القليل. "عند ضامر"، يريد: جمله، وقوله: "مطية رحال كثير المذاهب"، أي عدته في السفر ومنه قوله: مطوت بهم حتى تكل غزاتهم ... وحتى الجياد ما يقدن بأرسان

وسميت "مطية" لأنها تمتطى، أي: يركب ظهرها. و"المطا": الظهر. و"كثير المذاهب" إلى الملوك. 11 - بريح الخزامى هيجتها وخبطةٌ ... من الطلِّ أنفاس الرياح اللواغب ويروى: " .. حركتها بسحرةٍ * من الليل أنفاس الرياح .. " يريد: ألا طرقت ميٌّ بريحِ الخزامى هيجتها أنفاسُ الرياح وخبطةٌ من الطلِّ، فقدم النسق، وهذا كثير في الشعر. و"أنفاس الرياح": تنفسها قليلاً قليلاً. و"لواغب": قد لغبت فأعيت هذه الرياح من طول الأرض وضعفت. وقوله: "وخبطةٌ من الطل": هو الشيء القليل من الندى.

12 - ومن حاجتي، لولا التنائي، وربما ... منحت الهوى من ليس بالمتقارب 37 أ 13 - عطابيل بيضٌ من ربيعة عامرٍ ... رقاق الثنايا مشرفات الحقائب أراد: ومن حاجتي "عطابيل بيضٌ"، يريد: الطوال الأعناق من النساء، الواحدة عطبولٌ. "مشرفات الحقائب"، أراد: الأعجاز. 14 - يقظن الحمى، والرمل منهن مربعٌ ... ويشربن ألبان الهجان النجائب "الحمى": موضع دون مكة ينزلنه في القيظ، ويرتبعن في الرمل. و"الهيجان" من الإبل: الكرام البيضُ. "النجائب": الكرام.

15 - وما روضة بالحزن ظاهرة الثرى ... قفارٌ تعالى، طيب النبت عازب 16 - متى أبل أو ترفع بي النعش رفعةً ... على الراح إحدى الخارمات الشواعب "متى أبل": من البلى. "أو ترفع بي النعش إحدى الخارمات": [يريد] المنايا يخترمنه. وكذلك "الشواعب":

يشتعبنه ويختر منه مثل الخارمات. 17 - فرب أميرٍ يطرق القوم عنده ... كما يطرق الخربان من ذي المخالب أي: متى أبل "فرب أمير يُطرق القوم عنده". و"الخربان": الواحد خربٌ، وهو ذكر الحبارى. و"ذو المخالب": البازي. 18 - تخطيت باسمي دونه ودسيعتي ... مصاريع أبوابٍ غلاظ المناكب

يقول: تخطيت مصاريع أبوابٍ باسمي وذكري. "دونه": دون الأمير. أي: جزت 37 ب/ ذلك الذي دونه. أي: تخطيت الذي بيني وبينه بذكري واسمي. و"مناكب الأبواب": نواحيها. 19 - ومستنجدٍ فرجت عن حيث تلتقي ... تراقيه إحدى المقظعات الكوارب "المستنجد": المستعين المستنصر. و"فرجت عن حيث تلتقي تراقيه"، أراد: ثغرة نحره، وهو موضع القتل. أي: فرجت عن ثغرة نحره "إحدى المفظعات الكوارب". تكربه وتغمه. 20 - ورب امرئٍ ذي نخوةٍ قد رميته ... بفاطمةٍ توهي عظام الحواجب

"ذي نخوة": ذي كبرٍ. "رميته بفاطمة"، أي: بخصلة تفطمه. و"توهي". تكسر عظام الحواجب. ويروى: "بقاصمةٍ .. ". 21 - وكسبٍ يغيظ الحاسدين احتويته ... إلى أصل مالٍ من كرام المكاسب "احتويته": حزته إلى أصل مال. أي: ضممته إلى أصل مال كان عندي. 22 - وماءٍ صرىً عافي الثنايا كأنه ... من الأجن أبوال المخاض الضوارب "صرى": قد طال حبسه وتغير. قوله: "عافي الثنايا"، أي: دارسٌ. "الثنايا": الطرق، الواحدة ثنيةٌ، وكذلك الطريق في الجبل "ثنيةٌ". و"الآجنٌ": المتغير. و"المخاض": الحوامل. و"الضوارب": تضرب من دنا منها لأنها

لواقح. 23 - إذا الجافر التالي تناسين وصله ... وعارضن أنفاس الرياح الجنائب "الجافر": الذي قد ذهبت غلمته. و"التالي"، أي: في آخرهن. لا يريدهن. و"تناسين 38 أ/ وصله" لما لقحن. "وعارضن أنفاس الرياح"، أي: جعلن يشممن الريح. أي: لما لم يردن الفحل جعلن يذهبن إلى شيء آخر. ويروى: "الرياح اللواغب". 24 - عمٍ، شرك الأقطار بيني وبينه ... مرارى مخشي به الموت ناضب

رد "عمٍ" على قوله: "وماء عمٍ". و"الشرك": أنساع الطريق. وقوله: "بيني وبينه مراريُّ .. "، أي: بيني وبين الماء "مراري": الواحدة مروراةٌ، وهي [الأرض] البعيدة المستوية. ثم قال: "مخشيٍ به الموت"، رد "مخشياً" على "عمٍ". و"ناضبٌ"، يعني: أن البلد بعيد كقوله: "نضب الماء"، أي: ذهب وبَعُد. ويروى: "عمٍ شرك الأقطار" بالنصب، يجعل في "عمٍ" ضمير "الماء". 25 - حشوت القلاص الليل حتى وردنه ... بنا قبل أن تخفى صغار الكواكب

قوله: "حشوت القلاص الليل"، أي: أدخلتها في الليل "حتى وردنه بنا"، أي: وردن الماء بنا. وقوله: "قبل أن تخفى صغار الكواكب"، أي: لم تخف الصغار فكيف الكبار، كأنه ورده نصف الليل. 26 - ودويةٍ جرداء جداء خيمت ... بها هبوات الصيف من كل جانب "دوية": أرض مستوية جرداء لا نبت فيها. "جداء" لا ماء فيها. ويقال للناقة: "جداء" إذا انقطع لبنها وذهب. و"الهبوات" الغبوات. ويروى: "جشمت"، أي: أقامت بها الغبرات. 27 - سباريت يخلو سمع مجتاز خرقها ... من الصوت إلا من ضباح الثعالب

38 ب/ "سباريت": خالية لا شيء فيها، يخلو سمع من يجتاز خرقها من الصوت إلا من "ضباح" الثعالب: وهو صياحها، فإنه يسمعه، وأما غير ذلك فلا يسمع شيئاً. 28 - على أنه أيضاً - إذا شاء - سامعٌ ... عرار النعام واختلاس النوازب يريد: على أنه - إذا شاء هذا المجتاز - سامعٌ "عرار" النعام: وهو صوت ذكر النعام. و"اختلاس النوازب"، يريد: الظباء، نزبت تنزب نزباً. و"الاختلاس": صوت تسمعه لمرة، كأنه يختلسه اختلاساً. 29 - إذا النج رقراق الحصى من وديقةٍ ... تلاقي وجوه القوم دون العصائب

"النج": توهج. "رقراق الحصى": وهو ما ترقرق، يجيء ويذهب في السراب. و"الوديقة": شدة الحر حين "تدق" الشمس، أي: تدنو من رأسه. "تلاقي وجوه القوم دون العصائب": وهي العمائم. يقول: لا تنفع شيئاً. 30 - كأن يدي حربائها متشمساً ... يدا مجرمٍ يستغفر الله تائب

31 - قطعت إذا هاب الضغابيس مشرفاً ... على كور إحدى المشرفات الغوارب "الضغابيس": الضعفاء من الناس، واحدهم ضغبوسٌ. و"الغارب": مقدم السنام. وقوله: "قطعتُ"، أراد: قطعت تلك الأرض، وهي "السباريت". و"مشرف": موضع. و"إحدى المشرفات الغوارب"، أراد: ناقةً من نوقٍ مشرفات الغوارب. 39 أ 32 - تُهاوي بي الأهوال وجناء حرةٌ ... مقابلةٌ بين الجلاس الصلاهب "تهاوي"، أي تهوي بي. "وجناء": غليظة. وهو

مأخوذ من "وجين" الأرض: وهو ما غلظ منها. "حرة": كريمة [عتيقة: و"مقابلة": كريمة] من قبل أبيها وأمها. و"الجلاس": المشرفة الغليظة، أُخذ من "الجلس": وهو ما أشرف من الأرض. و"صلاهب": طوال. 33 - نجاةٌ من الشدق اللواتي يزينها ... خشوع الأعالي وانضمام الحوالب "نجاة": تنجو. "شدقٌ": واسعات الأشداق. "يزينها خشوع الأعالي". يقول: ذهابُ أسنمتها. يقول: إذا ضمرت زانها ذلك وانضمام الحوالب. ولا تنضم الحوالب إلا من الضمر. وهما عرقان عند السرة.

34 - مراوحةٌ ملعاً زليجاً وهزةً ... نسيلاً وسير الواسجات النواصب "مراوحةٌ"، أي: معاقبة. و"الملع": أن تخف مرةً وتسرع مرة، فإذا خف جيداً على الأرض قيل: "مر زليجاً". يقال: "زلج يزلج". و"النسيل": هو أن يعدو ويسرع. و"الوسج" و"العسج": أن يرتفع الذميل فوق العنق. و"النواصب": التي تنصب في السير.

35 - مددت بأعناق المراسيل خلفها ... إذا السربخ المعق ارتمى بالنجائب ويروى: "قذوفٌ بأعناق .. ". "المراسيل": السراع. و"السربخ": البعيد. و"المعق": البعيد الغور العميق. 36 - كأني إذا انجابت عن الركب ليلةٌ ... على مقرمٍ شاقي السديسين ضارب 39 ب/ قوله: "إذا انجابت عن الركب ليلةٌ، أي: انكشفت عنهم ليلةٌ. كأني على فحل "شاقي السديسين". يقال: "شقأ نابه"، إذا خرج. و"المقوم": الفحل من الإبل. و"السديسُ":

السن الذي قبل البازل. "ضاربٌ": يضرب النوق. 37 - خدب حنى من ظهره بعد سلوةٍ ... على بطن منضم الثميلة شازب ويروى: " .. حنى من ضميره بعد بدنه * إلى صلب" "الخدب": الضخم من كل شيء. "حنى من ظهره بعد سلوة"، أي: أضمره الهياج، فترك العلف لما هاج. وأما "السلوة": فرخاء العيش وغيرته. و"المنضم" الضامر. و"الثميلة": ما بقي في جوفه من علفٍ. "شازبٌ": ضامر. 38 - مراس الأوابي عن نفوسٍ عزيزةٍ ... وإلف المتالي في قلوب السلائب "مراس الأوابي"، أي: علاج الأوابي. و"الأوابي": اللواتي كرهن الفحل. وقوله: "وإلف المتالي في قلوب السلائب". و"المتالي": التي أتمت في حملها، فوضع بعض الإبل وبقي بعضٌ. والباقية: "المتالي". فإذا وضعت المتالي سميت باسم الأولى.

و"السلائب": التي قد خرجت، أو ماتت أولادها أو ذبحت. الواحدة سلوبٌ. واللواتي "خدجت": ماتت أولادها، في قلوبهن حب ذوات الأولاد، فهن يألفن المتالي، لأن المتالي لها أولاد، فهن يلحقن بها، ويأتيهن الفحل، فيميزهن ويجعلهن فيما يضرب فهن يعينه. 39 - وأن لم يزل يستسمع العام حوله ... ندى صوت مقروعٍ عن العذف عاذب / قوله: "وأن لم يزل يستسمع العام حوله" يقول: وأن لم يزل

بإزاء هذا [الفحل] فحلٌ يخاطره في شولٍ سوى شوله فبينهما حربٌ. وأما "الندى": فبعد ذهاب الصوت. و"المقروع": المختار. يقال: "اقترع فلانٌ فلاناً فسوده": اختاره. و"العذف": الأكل. و"العاذب": القائم الذي لا يضع رأسه على علفٍ. 40 - وفي الشول أتباعٌ مقاحيمُ برحت ... به، وامتحان المبرقات الكواذب قوله: "وفي الشول أتباع مقاحيم"، الواحد "مقحمٌ":

وهو الذي يلقي سنين في مقدار سنٍ، هذا قول الأصمعي. وقال غيره: هو الذي يخرج من سنه فيستقبل السن الذي بعد سنه الذي كان فيه. فيقول: هذه المقاحيم لم يبلغن أن يكن فحولاً، وهن "الأتباع" فهن يكششن ويهدرن، والفحل يطوف فيخرجهن من الشول، ويطردهن ثم يعدن إلى الشول، فقد برحن بالفحل. و"التبريح": بلوغ الجهد من الإنسان وغيره. يقال: "إني لألقى البرح من فلان". ومنه: "إني أجد في صدري برحاً". وتقول: "ضربه ضرباً مبرحاً". وأما قوله: "وامتحان المبرقات الكواذب" فإن من الإبل ما تلقح وليست بلاقحٍ. وهو حيث تشول بذنبها وتقطع بولها دُفعاً. فالفحل يطوف بهن فينتابهن، ويشم

كشوحهن [وأبوالهن]. فإذا لم ير لقحاً ردهن في الشول ليعيد عليهن الضراب. فيرجع الفحل وقد عدن إلى اللواقح، فهذا ما حنى ظهره وأضمره. و"الكواذب": اللواتي لا حمل بهن. 40 ب- 41 - يذب القصايا عن سراة كأنها ... جماهير تحت المدجنات الهواضب ويروى: "يحوط القصايا من سراة .. ". ويروى: " .. غب المدجنات"، أي: بعد المدجنات. و"القصايا": الواحدة قصيةٌ، وهي الأواخر من نوقه. فهو يذبها عن سراةٍ. و"سراقها": كرامها وخيارها. أي: يُقصيها الفحل ويطردها "عن سراة": عن

كرام لئلا تقرب إبله. ومن قال: "يحوط": يحفظ القصايا من خيار إبله. "كأنها جماهير"، و"الجمهور": ما عظم من الرمل. فيقول: كأنها جماهير من الرمل في الضخم والحسن. "تحت المدجنات"، أي: تحت السحائب المواطر. و"الهواضب": المواطر أيضاً. "هضبات": دفعات من مطر ليست بالشداد. وكذلك "سراتها": خيارها .. لأن ذلك الدجن أصاب الجماهير فغلظت وصلبت. 42 - إذا ما دعاها أوزغت بكراتها ... كإيزاغ آثار المُدى في الترائب يقول: "إذا ما دعاها الفحل أوزغت بكراتها". و"الإيزاغ": أن تقطع بولها كإيزاغ المُدى. يقول: تقطع بولها كما تطعن التريبة، فهي "توزغ" بالدم، أي: تخرجه دفعاً. و"المدى": السكاكين، الواحدة مُديةٌ. 43 - عصارة جزءٍ آل حتى كأنما ... يقلن يجادي ظهور العراقب يقول: أوزغت عصارة "جزء". و"الجزء": الاجتزاء،

وهو مصدر، وذلك أن تجتزئ الناقة بالرطب عن شرب الماء. و"آل": خثر، يعني أبوالها. شبه بول هذه النوق بالعصارة. "كما يلقن"، أي: يدلكن ويطلبن 41 أ/ ويصبغن ظهور عراقيبهن بـ"جادي": بزعفران، أي: تصفر أسوقهن من البول. 44 - فيلوين بالأذناب خوفاً وطاعةً ... لأشوس نظارٍ إلى كل راكب ويروى: "وأولين"، أي: ألمعن. "لأشوس"، يريد: فحلاً ينظر في جانبٍ على كل شخص. قال أبو العباس: "ألوين": رفعن أذنابهن طاعةً للفحل وخوفاً منه. و"الأشوس": المتكبر.

45 - إذا استوحشت آذانها استأنست لها ... أناسي ملحودٌ لها في الحواجب ويروى: "استوجست آذانها .. ". أي: إذا سمعت آذانها. "استأنست لها أناسي"، أي: تبيت لها الأعين تنظر. و"أناسيٌ": جمع إنسان العين. و"ملجودٌ لها في الحواجب"، يقول: الأناسي كأنها في لحودٍ. 46 - فذاك الذي شبهت بالخرق ناقتي ... إذا قلصت بين الفلا والمشارب "قلصت": شمرت. و"المشارب": المياه. و"الخرق": الواسع من الأرض. ويروى: "إذا أرقلت .. ": وهو ضربٌ من السير.

47 - زجولٌ برجليها، نهوزٌ برأسها ... إذا أفسد الإدلاج لوث العصائب ويروى: "وحوطٌ برجليها .. "، أي: ضروبٌ برجليها. ويروى: " .. طي العصائب". وقوله: "زجولٌ برجليها"، أي: ترمي برجليها 41 ب/ في السير. و"تهوزٌ برأسها": تحرك رأسها. و"اللوث": طي العمائم. يقول: إذا صار آخر الليل انتقضت العمائم. 48 - من الراجعات الوخد رجعاً كأنه ... مراراً ترامي صنتع الرأس خاضب ويروى: "من الواخطات المشي وخطاً .. " و"الوخط": السريع من السير. و"الوخد" ضرب من السير. أي: تريد

الوخد. و"الصنتع": الصغير الرأس، يريد: الظليم. "خاضب": أكل الربيع فاحمرت ساقاه وأطراف ريشه. 49 - هِبَل أبي عشرين وفقاً يشله ... إليهن هيجٌ من رذاذٍ وحاصب "هبل" - يريد الظليم -: [ضخمٌ]. "وفقاً"، أي سواء. أراد أن له عشرين من الفراخ [سواءً]، وقوله: "يشله إليهن هيجٌ من رذاذٍ"، أي: يسوقه ويطرده إلى فراخه هيجٌ من رذاذ. ويروى: " .. هيجٌ من طشاشٍ". و"الطش": الخفيف من المطر. 50 - إذا زف جنح الليل زفت عراضه ... إلى البيض إحدى المخملات الذعالب

إذا زف الظليم جنح الليل، أي: قرب الليل. و"الزفيف": مشيٌ متقارب. ويريد: في جنح الليل. وأما قوله: "زفت عراضه"، أي: عراض الظليم، أي: معارضة الظليم. و"إحدى المخملات": الأنثى هي عارضت ذكرها. و"المخملات": كأن عليهن خملاً من ريشهن. و"الذعالب": الخفاف، الواحدة ذعلبةٌ. فأراد أن الأنثى عارضته إلى البيض. 51 - ذنابي الشفى أو قمسة الشمس أزمعا ... رواحاً، فمدا من نجاء مناهب 42 أ/ قوله: "ذنابي الشفى" يقول: هذا العدو في آخر النهار. و"الشفى": بقية من النهار ومن كل شيء. وقوله: "أو قمسة الشمس" يريد: حين سقطت الشمس وغابت. ومنه يقال: "قمس

فلان في الماء"، إذا غاص فيه. وقوله: "أزمعا رواحاً"، أي: عزما عليه. يقال: "أزمع ذاك وأزمع بذاك". و"أجمع الخروج وبالخروج". "فمدا من نجاء"، أي: مدا في النجاء، أي: طولاه. و"مناهب": كأنه ينتهبه انتهاباً. 52 - تعاليه في الأدحي بيضاً بقفرةٍ ... كنجم الثريا لاح بين السحائب أراد: تبادره للبيض، تعاليه في هذه الفلاة. و"المعالاة": السرعة والمسابقة و"الأدحي": موضع بيض النعامة. شبه البيض في بياضه بنجم الثريا. تمت وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم وهي 52 بيتاً

6 - تصابيت في أطلال مية بعد ما

(6) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - تصابيت في أطلال مية بعد ما ... نبا نبوةً بالعين عنها دثورها "التصابي": أن يتبع الصبا. وقوله: "بعد ما نبا نبوةً دثورها"، أي: دفع الدثور العين عن معرفتها. و"عنها": عن الأطلال. و"النبو": التجافي عن الشيء والارتفاع عنه. و"الداثر": الذي قد امحى ودرس. 2 - بوهبين أجلى الحي عنها وراوحت ... بها بعد شرقي الرياح دبورها 42 ب/ "وهبين": موضع. "أجلى الحي عنها"، أي: انكشفوا.

و"شرقي الرياح": تجيء من نحو المشرق، وهي: "الصبا". و"الدبور": تجيء من نحو المغرب. و"المراوحة": أن تجيء هذه مرةً وهذه مرة. 3 - وأنواء أحوالٍ تباعٍ ثلاثةٍ ... بها كان مما يستحير مطيرها "أنواء"، الواحد نوءٌ. تقول العرب: "مطرنا بنوء كذا وكذا". و"النوء": سقوط نجم وظهور آخر، وإنما المطر بالله لا بالنوء "يستحير": يتحير، لا يكاد يبرح، يريد: الغيم. 4 - عفت عرصاتٌ حولها وهي سفعةٌ ... لتهييج أشواقٍ بواقٍ سطورها "عفت عرصات"، أي: درست. وكل بقعةٍ [ليس] فيها بناءٌ فهي "عرصةٌ". وقوله: "وهي سفعة"، أي: تضرب إلى السواد. وقوله: "لتهييج أشواق": جماعةُ شوقٍ. "بواق سطورها"، يقول: أثرها كأنه سطور، يريد: أثر العرصات.

5 - ظللنا نعوج العيس في عرصاتها ... وقوفاً، وتستنعي بنا فنصورها "نعوج": نعطف. و"العيس": البيض من الإبل. و"تستنعي بنا"، أي: تمادي بنا، نجذب رؤوسها في أزمتها [وتتابع] "فنصورها"، أي: نردها فنميلها. 6 - فما زال عن نفسي هلاعٌ مراجعٌ ... من الشوق حتى كاد يبدو ضميرها "الهلاع": أن تخف ونجزع. والخفة - هاهنا- من الدهش. ويروى: "من الوجد .. ".

43 أ 7 - عشية لولا لحيتي لتهتكت ... من الوجد عن أسرار نفسي ستورها "لولا لحيتي"، أي: لولا أن يقال لي: يا لحية أما تستحيي؟ فيعير بلحيته. و"ستورها": ما يغطيها. وأراد: ستور الأسرار. 8 - فما ثني نفسي عن هواها فإنه ... طويلٌ على آثار مي زفيرها يقول: مارد نفسي عن هواها؟! .. فإنه لا يردها شيء عن مي. و"الزفير": أن يزفر وينحط، أي: يرد النفس إلى داخلٍ. 9 - خليلي أدى الله خيراً إليكما ... إذا قُسمت بين العباد أجورها ["أدى الله خيراً إليكما"، أي: رده الله وأداه] 10 - بمي إذا أدلجتما فاطردا الكرى ... وإن كان آلى أهلها لانطورها "فاطردا الكرى بمي"، أي اذكراها واطردا عني النوم.

"وإن كان آلى أهلها، أي: حلف أهلها. "لا نطورها": لا نقربها، ولا ندنو من طوار منزلها. 11 - يقر بعيني أن أراني وصحبتي ... نقيم المطايا نحوها ونجيرها قوله: "نجيرها"، أي: نعدلها. ومنه قيل: "جار"، إذا ظلم، أي: عدل عن الصواب. و"المطايا": الإبل، الواحدة مطيةٌ. وإنما سميت مطيةً لأنها "تمتطى"، أي: يُركبُ ظهرها. ويقال للظهر: "المطا". 12 - أقول لردفي، والهوى مشرفٌ بنا ... غداة دعا أجمال ميٍّ مصيرها 43 ب/ قوله: "والهوى مشرف بنا"، أي: لم يطمئن بنا، أي: شخص بنا. و"مصيرها": المكان الذي يصيرون إليه في الصيف: وهو محضرهم كل عام. 13 - ألا هل ترى أظعان ميٍّ كأنها ... ذُرى أثأبٍ راش الغصون شكيرها

"الأظعان": النساء على الهوادج. "كأنها ذرى أثأب"، وهو شجرٌ. وقوله: "راش الغصون شكيرها"، و"الشكير": الورق الصغار في أصول الورق الكبار. فيقول: سدد الشكير خصاص الغصون. وكل نبت صغير أو شعر قليل في أول ما يبدو فهو: "شكير"، ويقال لصغيره أيضاً شكير. قال الراجز: والرأسُ قد صار لها شكيرُ ... وصرت لا يحذرك الغيور

14 - توارى، وتبدو لي إذا ما تطاولت ... شخوص الضحى وانشق عنها غديرها "توارى"، يعني الأظعان. و"تبدو": تظهرُ مرةً. "إذا ما تطاولت شخوص الضحى"، وذلك إذا أضحت نظرت إلى الشخوص طوالاً. فيقول: تبدو الأظعان في هذا الوقت. ثم قال: "وانشق عنها غديرها"، يريد: انشق عن الشخوص "غديرها" أراد: سرابها، شبهه بالغدير. 15 - فودعن أقواع الشماليل بعدما ... ذوى بقلها: أحرارها وذكورها "أقراع": جمع قاع، وهي الأرض الملساء، طينتها حرةٌ. و"الشماليل": موضع. وقوله: "بعدما ذوى بقلها"، أي: ذهب ماؤه وجف بعض الجفوف. 44 أ/ فأراد: ذهب مايؤكل من الخضرة حين دخل الصيف. و"أحرار البقل": مارق وعتق. و"ذكوره": ما غلظ.

16 - ولم يبق بالخلصاء مما عنت به ... من النبت إلا يبسها وهجيرها "الخلصاء": موضع. "عنت به"، يقال: عنت الأرض بنبات حسن"، إذا نبتت نباتاً حسناً. [و] "الهجير": ما تهجره من النبت فلا تأكله. ويقال: "عنت به": اهتمت به. أراد: عنيت به، فقال: "عنت" وهي لغة طيء. يقول: "فنى ورضى". يريد: فني ورضي.

17 - فما أيأستني النفس حتى رأيتها ... بحومانة الزرق احزألت خدورها قوله: "حتى رأيتها .. "، يريد: رأيت الأظعان بحومانة الزرق فيئست عند ذلك. و"الحومانة": القطعة من الأرض [الغليظة]. و"الزرق": أكثبة بالدهناء. "احزألت خدورها": استقلت وشخصت. و"الخدور": الهوادج. 18 - فلما عرفت البين لا شك أنه ... على صرف عوجاء استمر مريرها "البين": الفرقة. يقال: "بان الشيء يبين بيناً وبينونةً". وقوله: "على صرف عوجاء"، يريد: على نيةٍ مخالفةٍ ليست على القسط. يقول: لما رأيت البين على غير "نيتي": وهو الوجه الذي تريده. و"استمر مريرها": [أي: استمر أمرها] وهو إبرام الأمر [والعزم، يقال للرجل إذا عزم ومضى في الأمر]: "استمر مريره".

19 - تعزيت عن ميٍّ وقد رش رشةً ... من الوجد جفنا مقلتي وحدورها 44 ب/ ويروى: "من الدمع .. ". [و] "الحدور": منحدر الدمع. يقال: الحدور والصعود [و] الهبوط. و"تعزيت": تصبرت. 20 - وكائن طوت أنقاضنا من عمارةٍ ... لنلقاك لم نهبط عليها نزورها و"كائن"، بمعنى: كم. و"النقض": رجيع السفر. و"العمارة": القبيلة التي تقوم بنفسها، العظيمةُ. يقول: لم نهبط على أولئك الناس زائرين لهم، ولكننا مررنا بهم لنقصد إليك. 21 - وجاوزن من أرضٍ فلاةٍ تعصبت ... بأجساد أموات البوارح قورها

و"جاوزن": [يعني]: الأنقاض. "تعصبت بها القور"، أي: استدارت بأجساد أموات البوارح. يقول: إذا سكنت الريح ارتفع القتام والغبرة فاستدار بالقور فركد. وذلك بالعشي. و"تعصبت": استدارت. "البوار؛": الرياح التي تهب بالصيف. "تعصبت قورها". و"القور": الآكام. واحدها قارةٌ. 22 - ومن عاقرٍ تنفي الألاء سراتها ... عذارين عن جرداء وعثٍ خصورها "العاقر": الرملة التي لا يقدر الناس عليها لصعوبتها. و"الألاء": شجر. وقوله: "عذارين عن جرداء .. "، يقول: الألاء لا ينبت برؤوسها، ولكنه ينبت بجانبيها "كالعذارين" [لها]،

أي: كالطريقتين. ونصب "عذارين"، يقول: هذه العاقر من الرمل تنفي الألاء سراتها عذارين، أي: تنفيه، فيصير عذارين بجانبها، أي: طريقتين. أي: تنفيه هكذا عن "جرداء": وهي "العاقر". يقول: قد نبت بجانبيها كالعذارين فليس بأعلاها شجرٌ إنما هو بجانبيها. 45 أ 23 - إذا ما رآها راكب الصيف لم يزل ... يرى نعجةً في مرتعٍ أو يثيرها

"نعجة": بقرة. "أو يثيرها" من مربضها أو كناسها. 24 - مولعةً خنساء، ليست بنعجةٍ ... يدمن أجواف المياه وقيرها "مولعة"، يعني: النعجة، فيها ألوان مختلفة. وقوله: "ليست بنعجة يدمن أجواف المياه .. "، يقول: ليست بنعجة أهلية "يدمن أجواف المياه وقيرها". و"الوقير": جماعة الشاء مع حميرها وكلابها. و"الدمن": البعر. و"خنساء": قصيرة الأنف. 25 - ومن جردةٍ غفلٍ بساطٍ تحاسنت ... بها الوشى قرات الرياح وخورها

"الجردة" من الرمل بمعنى "الجرداء": وهي التي ليس فيها شجر. و"غفلٌ": ليس بها علمٌ. و"بساطٌ": واسعةٌ مستويةٌ. و"قرات" الرياح: بواردها. و"خورها"، أراد: خور الرياح، وهو ما لان منها ولم يكن فيه برده. و"قرات الرياح تحاسنت بها "وشياً" كالمصدر، ثم أدخل الألف واللام، أي: حسنت بها الرياح الوشي. 26 - ترى ركبها يهوون في مدلهمةٍ ... رهاءٍ كمجرى الشمس درمٍ حدورها يقول: اختلفت الرياح في هذه الرملة فصار فيها كالوشي. "تحاسنت": حسنت مما يجيء به الساقي. و"مدلهمة"، يريد فلاةً سوداء [و"رهاء": واسعة]. "كمجرى الشمس"، يعني السماء في استوائها. فشبه استواء هذه الأرض باستواء السماء. 45 ب/ و"درمٌ

حدورها"، أي: مستويةٌ لا علم بها. ويقال للمرأة، إذا لم يستبين لها حجم مرفقٍ: "درماء". و"الحدور": النشز من الأرض "الواحدة حدرٌ. ومنه يقال: "بقي في ظهره حدرٌ من ضرب"، وذلك إذا نبا وورم. ومعنى "درمٌ [حدورها] " هي مستويةٌ ليس بها حدرٌ، كما قال الشاعر: * على لاحبٍ لا يهتدى لمناره * أي: ليس ثم منارٌ يهتدى به. و"اللاحب": الطريق الواضح المستقيم. 27 - بأرضٍ ترى فيها الحبارى كأنها ... قلوصٌ أضلتها بعكمين عيرها

شبه الحبارى بالقلوص "وذلك لاستواء الأرض ترى فيها الصغير كبيراً، أي: تستعظم الصغير إذا استوت الأرض. وقوله: "أضلتها بعكمين عيرها"، أي: ضيعت القلوص عيرها وعليها عكمانٍ. و"العير": الإبل وأهلها، فأراد أن أهل العير ضيعوا القلوص، ومثله قول الحطيئة. بأرضٍ ترى فيها الحبارى كأنه ... بها راكب موفٍ على ظهر قردد 28 - ومن جوف أصداءٍ يصيح به الصدى ... لمبرية الأخفاف صُفرٍ غرورها ويروى: "ومن جوف أصداحٍ .. ": وهي أعلامٌ، الواحدة صدحٌ. و"الجوف": ما اطمأن من الأرض. و"أصداء": الواحدة صدى، وهو طائر. أراد: من جوف الأرض الكثيةر الصدى. "لمبرية الأخفاف"، أي: لمنحوتة الأخفاف. "صفرٌ غرورها"

من العرقِ. و"الغرور": مكاسر الجلد، الواحد، غر، وهو كالعكن: قال الأصمعي: "أتى رؤبة بزازاً فاشترى منه 46 أ/ ثوباً، فلما استوجبه قال رؤبة: اطوه على غره، أي: على كسره. وقوله: "لمبرية الأخفاف"، أي: يصيح الصدى إلى كل مبريةٍ أخفافها. وقال الأصمعي: "أصداء": الموضع الذي يصاح فيه. و"الصدى": ذكر البوم. و"مبرية الأخفاف": إبلٌ حسرى. 29 - وحومانةٍ ورقاء يجري سرابها ... بمنسحة الآباط حدبٍ ظهورها "الحومانة": القطعة من الأرض الغليظة. و"يجري سرابها بمنسحة الآباط"، يقول: كأنه يجري بالإبل، أي: يرفع السراب

الإبل. و"منسحة الآباط"، يقول: تنسح آباطها انسحاحاً، أي: تسيل. ومنه "انسح الماء"، إذا سال. ويروى: "بمسفوحة الآباط"، يعني: الإبل. أي: هي عريضة الآباط، وهو خير لها، لا يصيبها ضاغطٌ ولا حازٌّ ولا ناكبٌ. "حدب ظهورها": من الهزال. 30 - تظل الوحاف الصدء فيها كأنها ... قراقير موجٍ غص بالساج قيرها

"الوحاف": الحجارة لا تبلغ أن تكون جبلاً. و"الصدء": الحمر إلى السواد. ويروى: "تظل القنان الصدء .. ": وهي الآكام. 31 - ملججةٌ في الماء يعلو حبابه ... حيازيمها السفلى وتطفو شطورها "ملججة"، يعني: القراقير. و"حباب الماء": طرائق الماء. "وحدبه": ما ارتفع من موجه. 46 ب/ و"تطفو شطورها"، يقول: أنصاف القراقير خارجةٌ من الماء. ويروى: " .. يعلو حبابه * حاجئها .. ": وهو صدرها. "تطفو" في السراب: ترتفع. 32 - تجاوزت والعصفور في الجحر لاجئٌ ... مع الضب، والشقذان تسمو صدورها "تجاوزت"، يعني: الأرض التي ذكر. وإنما لجأ العصفور

إلى الضب من شدة الحر، كما قال أبو زيدٍ: واستكن العصفور كرهاً مع الضب وأوفى في عرضه الحرباء يقول: استكن مع الضب من شدة الحر. و"الشقذان": الحرابي. و"تسمو صدورهأ": ترتفع في الشجر. 33 - بمسفوحة الآباط طاح انتقالها ... بأطراقها والعيس باقٍ ضريرها "بمسفوحة الآباط .. "، يقول: دفقت دفقاً، ليست بلازقةٍ، فهي تسيل بالجري، ليست بلازقة الإبط. وقوله:

"انتقالها"، أي: من بلد إلى بلد. وقوله: "بأطراقها"، يقول: انتقالها أذهب "طرقها"، أي: شحمها. و"العيس": البيض من الإبل. وقوله: "باقٍ ضريرها"، يقال: "إنها لذات ضرير"، إذا كانت ذات شدةٍ وصبرٍ على السفر، ويروى: "بناهضة الأعناق أفنى انتقالها * عرائكها .. "، يريد: تخطيت بناهضة. و"عرائكها: أسنمتها. 34 - تهجر خوصاً مستعاراً رواحها ... وتُمسي وتضحي، وهي تاجٍ بكورها "تهجر خوصاً مستعاراً .. " أي، تسير بالهاجرة غائرات العيون. "مستعاراً 47 أ/ رواحها": الذي تسير فيه كأنها استعارته، فإذا تم ردته. و"تاجٍ بكورها": قال: لأن الإبل تسير بالليل فتضعف، فناقته لا تضعف، أي: فناقته لا تبالي بالسير. 35 - كأني وأصحابي، وقد قذفت بنا ... هلالين أعجاز الفيافي نحورها "وقد قذفت بنا": في السير. "هلالين"، أي شهرين.

"أعجاز الفيافي": أواخرها. و"الفيافي": الصحارى. "نحورها": نحور الإبل. وإذا قطع الأعجاز فقد مضت الأوائل. 36 - على عانةٍ حقبٍ سماحيج عارضت ... رياح الصبا حتى طوتها حرورها "عانةٌ": حمرٌ. "حقب": بها بياض في موضع الحقيبة. و"سماحيج": طوالٌ على وجه الأرض و"عارضت رياح الصبا"، أي: جعلت تعترضُ الصبا "حتى طوتها حرورها": وهااجٌ متوقد "لاحها". غيرها وأضمرها. 37 - مراويد تستقري النقاع وينتحي ... بها حيث يهوي وهو لا يستشيرها "مراويد"، يريد: الحمر ترود، تطلب الماء. و"تستقري النقاع"، أي: مواضع الماء. و"النقاع": أمكنة تحميل الماء، والواحد نقعٌ. وقوله: "حيث يهوي"، يريد: حيث يهوي الحمار،

وهو لا يستشير الأتن. ويروى: " .. تستقري بقاعاً". "تستقري": تتبع. "بقاعاً" جمع: بقعةٍ .. 38 - خميص الحشا مخلولق الظهر أجمعت ... له لقحاً مرباعها ونزورها 47 ب/ "خميص الحشا"، أي: ضامر الحشا. و"مخلولق الظهر"، أي: أملسُ. و"المرباع": التي تلقح في الربيع تبكر. و"نزورها": القليلة الولد، لا تكاد تلقح إلا في السنين مرةً. و"أجمعت": حملت. 39 - ترى كل ملساء السراة كأنما ... كساها قميصاً من هراة طرورها "كل ملساء السراة"، يعني: أتاناً ملساء الظهر. وقوله: "طرورها". يقال: "طر يطر طروراً"، إذا نبت شعره ووبره. فأراد: لما نبت شعرها، وهوي ضرب إلى الصفرة، فكأنه قميص من هراة.

40 - تلوحن واستطلقن بالأمس، والهوى ... إلى الماء لو تلقى إليها أمورها "تلوحن": استعطشن، وهواهن إلى الماء لو بخلتها الفحل وما تريد. "استطلقن": استفعلن من "الطلق"، أي: أخذن إليه طلقاً. ويقال: "استطلقن": طلبن الماء طلقاً. و"الطلق": قبل القرب بيوم. و"إبل طالقة وطوالق". ويروى: "تروحن": من الرواح. 41 - وظلت بملقى واحفٍ جرع المعى ... قياماً تفالى، مطلخماً أميرها

يريد: وظلت الحمر "بملقى واجف جرع .. "، أي: حيث لقي واحفٌ جرع المعى. و"الجرع" من الرمل: رابية سهلة لينة. و"المعى": موضع. و"تفالى": يفلي بعضها بعضاً، أي: قد أمنت الصيادين واستأنست، فهي كأنها تعبث. "مطلخماً أميرها" يعني: فحلها. وهو واقف سا كت مستكبر لا يحركها. 48 أ 42 - بيومٍ كأيامٍ كأن عيونها ... إلى شمسه خوص الأناسي عورها قوله: "بيوم كأيام .. "، يريد: في طولها "كأن عيونها خوص الأناسي عورها"، أراد: جمع إنسان العين، أي: كأن الأناسي التي في عيونها خوصٌ وكأنها عورٌ. ويروى: "فظلت بأجمادٍ صياماً كأنها * إلى شمسها خزر الأناسي .. ". "صياماً":

قياماً. وقوله: "إلى شمسها" يقول: [تراقب الشمس] متى تسقط حتى ترد. "خزرٌ": تنظر في شقٍ. 43 - فما زال فوق الأكوم الفرد رابئاً ... يراقب حتى فارق الأرض نورها يريد: فما زال الحمار فوق "الأكوم": وهو ما أشرف من الأرض، يراقب الشمس متى تسقط حتى يرد بأتنه. و"نورها": شمسها. فلما سقطت ورد. 44 - فراحت لإدلاجٍ عليها ملاءةٌ ... صهابيةٌ من كل نقعٍ تثيرها فراحت الحمر لتدلج ليلتها كلها. "عليها ملاءة"، يقول: عليها تراب مثل اللباس "من كل نقعٍ تثيرها". و"النقع": كالقاع. وهي أرض حرة الطين ملساء. و"النقع" الغبار.

45 - فما أفجرت حتى أهب بسحرةٍ ... علاجيم عين ابني صباحٍ نثيرها قوله: "أفجرت": صارت في الفجر وأصبحت. و"حتى أهب بسدفة نثيرها علاجيم عين ابني صباحٍ. يقول: أيقظ "نثيرها": وهو نخيرها في الماء، أيقظ "العلاجيم": وهي الضفادع، واحدها علجومٌ. "سحرةٌ": قطعةٌ من آخر الليل. و"سدفة": بقيةٌ من سواد الليل. و"أهب" أيقظ. و"صباحٌ": رجلٌ من بني ضبة. و"ابنا صباحٍ": صائدان. تمت والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم 45 بيتاً

7 - أقول لنفسي واقفا عند مشرف

(7) (الطويل) 48 ب وقال أيضاً يفتخر ويهجو بني امرئ القيس: 1 - أقول لنفسي واقفاً عند مشرفٍ ... على عرصاتٍ كالرسوم النواطق "مشرفٌ": موضع. و"العرصات": كل بقعةٍ ليس فيها بناءٌ فهي عرصةٌ.

2 - ألما يئن للقلب ألا تشوقه ... رسوم المغاني وابتكار الحزائق "يئن ويأن" واحد، ومعناه: يحين للقلب. و"المغاني": المنازل. و"الحزائق": الواحدة حزيقةٌ، وهي القطعة من الناس والأظعان. 3 - وهيفٌ تهيج البين بعد تجاورٍ ... إذا نفحت من عن يمين المشارق "الهيف": الريح الحارة. و"تهيج البين"، أي: تفرق الناس بعد تجاور. وإنما تفرق الهيف الناس لطلب المياه، وذلك أنهم كانوا في الربيع في موضع واحد، فلما جاء الصيف ويبس الكلأ طلبوا المياه فتفرقوا. 4 - وأجمالُ ميٍّ إذ يقربن بعدما ... وخطن بذبان المصيف الأزارق إنما يقربن ليرتحلوا وليحمل عليهن. وقوله: "بعد ما وخطن

يذبان المصيف"، أي: لدغن فيقطر الدم. وهذا ذباب يلسع في وقت الصيف ويبس الكلأ، فليس إلا الارتحال، وهي زرقٌ فلذلك قال: "الأزارق"، وهو جمع أزرق. 5 - كأن فؤادي قلب جاني مخافةٍ ... على النفس إذ يكسين وشي النمارق 49 أ/ يقول: حين رأيتهم يتحملون وتكسى الإبل النمارق، فكأن قلبي قلب رجل قد جنى قتلاً، مما بي من الهم، أو أمراً طلب به، ففؤادي يخفق حين تلبس الإبل وتركب. 6 - وإذ هن أكتادٌ بحوضى كأنما ... زها الآل عيدان النخيل البواسق "أكتادٌ": أشباهٌ، ويقال: جماعةٌ، يقال: سراعٌ بعضها إثر بعض. "حوضى": موضع. "كأنما زها الآل عيدان النخيل"، أي: كأنما رفع الآل عيدان النخيل [و"البواسق"]: وهو

النخل الطوال. وإنما ذاك حين ارتفع النهار وجرى الآل. و"الآل": هو السراب. 7 - طوالع من صلب القرينة بعد ما ... جرى الآل أشباه الملاء اليقايق "اليقايق": البيض، فشبه السراب بالملاء البيض و"صلب القرينة": موضع. يريد: هذه الإبل طوالع. 8 - وقد جعلت زرق الوشيج حداتها ... يميناً وحوضى عن شمال المرافق "زرق الوشيج": موضع، وجعلته الحداة يميناً. و"حوضى": موضع. 9 - عنود النوى حلالةٌ حيث تلتقي ... جمادٌ وشرقيات رمل الشقائق

"عنود النوى"، يقول: نواها معارضةٌ ليست على القصد. وقوله: "حيث تلتقي جماد وشرقيات رمل [الشقائق] " و"جمادٌ": حجارةٌ لا تبلغ أن تكون جبلاً. و"الشقائق": غلظٌ بين رملين. و"النوى": النية والوجه الذي تريد. 49 ب 10 - تحل بمرعى كل إجلٍ كأنها ... رجالٌ تماشى عصبة في اليلامق أي: تحل بمرعى كل إجلٍ. و"الإجلُ": قطيع البقر - هاهنا- "كأنها رجال" شبه البقر في بياضها برجال تماشى عليها أقبيةٌ بيضٌ. وواحد "اليلامق": يلمق. و"عصبة": جماعة. ويروى: بأرضٍ ترى الثيران فيها كأنها ... رجالٌ تماشى عصبةً في اليلامق

11 - وفردٍ يطير البق عنه خصيله ... بذبٍّ كنفض الريح آل السرادق "الفرد": الثور. و"خصيله": شعر ذنبه. يطير عن نفسه البق كما تنفض الريح "آل السرادق". و"آله": شخصه. 12 - إذا أومضت من نحو ميٍّ سحابةٌ ... نظرت بعيني صادق الشوق وامق "أومضت": برقت كما يومض الرجل بعينه، وهو لمع خفي. "وامق": محبٌ. وأراد: بعيني رجل شوقه صادقٌ. "ومقته فأنا أمقه مقةً". 13 - هي الهم والأوسان والنأي دونها ... وأحراس مغيارٍ شئيم الخلائق "الأوسان": الواحدة وسنٌ، وهو النعاس. وأحراس

"مغيارٍ": زوجٍ غيورٍ. "شئيم": قبيح الخلائق. يقال: "رجلٌ مغيارٌ وغيورٌ". 14 - ويعلم ربي أن قلبي بذكرها ... على تلك من حالٍ متينُ العلائق "متين العلائق": باقي الود. و"متينٌ": شديدٌ. 50 أ 15 - وخرقٍ كساه الليل كسراً قطعته ... بيعملةٍ بين الدجا والمهارق "الخرق": الأرض الواسعة البعيدة، تنخرق فتمضي في الفلاة. "كساه الليل كسراً"، يقال: "كِسْرٌ وكَسْرٌ" لغتان. وأصل "الكسر": ما يثنى على الأرض من الشقة السفلى من بيوت الشعر. فشبه الليل حين أرخى سدوله بالخر فأظلم به. أي: ألبس الليل الخرق. و"المهارق": الفلوات، يقال: لأرض: ":أنها مهارق"، أي: صحفٌ. و"الدجا": ما ألبس

من سواد الليل. فيقول: قطعت ذلك الخرق بناقة "يعملةٍ"، يريد: يعمل عليها. 16 - مراسيل تطوي كل أرضٍ عريضةٍ ... وسيجا وتنسل انسلال الزوارق "المراسيل": السراع في المشي. و"الوسيج": ضربٌ من السير فوق الذميل، ومثله: "العسج". 17 - بني دوأبٍ إني وجدت فوارسي ... أزمة غارات الصباح الدوالق "بنو دوأب": رهط هشامٍ الذي كان يهاجيه، من بني امرئ القيس بن زيد مناة. "أزمة غارات"، يقول: يقودون الخيل

في الغارات. 18 - وذادة أولى الخيل عن أخرياتها ... إذا أرهقت في المأزق المتضايق يريد: وجدت فوارسي "ذادة أولى الخيل"، أي: يذودون أولى الخيل عن أخرياتها التي حملت عليها. و"أرهقت": غشيت. و"المأزق": المضيق. 50 ب- 19 - فما شهدت خيل امرئ القيس غارةً ... بثهلان تحمي عن فروج الحقائق عن "فروج": عن ثغور الحقائق: وهو ما حميت من نسيب أو قريب. وكل موضعِ خوفٍ: "فرجٌ" و"ثغرٌ". و"ثهلان": جبل. "تحمي": تمنع. 20 - أدرنا على جرمٍ وأولاد مذحجٍ ... رحا الموتِ تحت اللامعات الخوافق جرم بن زبان من قضاعة. و"مذحج": بنو الحارث بن

كعبٍ. و"اللامعات": الرايات، وهي الأعلام. و"خوافق": تخفق، أي: تضطرب. 21 - نثير بها نقع الكلاب وأنتم ... تثيرون قيعان الكلى بالمعازق "النقع": الغبار. و"المعازق": شبه المساحي. و"القيعان": أماكن من طينٍ حرٍ صلبٍ. 22 - لبسنا لها سرداً كأن متونها ... على القوم في الهيجا متون الخرانق "السرد": ما عُمل، وهو الدرع الذي تتابعت حلقه. و"الخرانق": الأرانب. فشبه لينها بلين متون الخرانق، والواحد خرنقٌ.

23 - سرابيل في الأبدان فيهن صدأةٌ ... وبيضاً كبيض المقفرات النقانق "سرابيل"، يعني: الدروع "في الأبدان"، أي: على الأبدان. "فيهن صدأةٌ". أي: في الأبدان صدأةٌ لكثرة ما تلبس وتستعمل. و"بيضاً كبيض المقفرات": شبه البيض ببيض النعام "المقفرات": اللواتي في القفر من الأرض. و"النقانق": النعام. وذكرها: "هيقٌ". 51 أ 24 - بطعنٍ كتضريم الحريق اختلاسه ... وضربٍ بشطباتٍ صوافي الروانق "شطباتٌ" سيوف فيها شطبٌ، أي: حزورٌ. و"الروانق": الواحد رونقٌ. وهو ماءُ السيف. وقوله: "اختلاسه" أي: يختلسها سريعة. 25 - إذا ناطحت شهباءُ شهباءَ فيهما ... شعاعٌ لأطراف القنا والبوارق

"شهباءُ": كتيبةٌ. و"البوارق": السيوف، والواحد بارقةٌ. وقيل: "الكتيبة شهباءُ"، لكثرة لمعان البيض فيها والدروع. 26 - صدمناهم دون الأماني صدمةً ... عماساً بأطوادٍ طوال الشواهق قوله: "بأطواد": شبه جمعتهم بالجبال. "عماسٌ": مظلمة شديدة. أي: صدمناهم دون بلوغهم ما يحبون منا، ويتمنونه فينا. 27 - لنا ولهم جرسٌ كأن وغاته ... تقوض بالوادي رؤوس الأبارق "جرسٌ": صوتٌ. و"غاته": صوته. "تقوض رؤوس الأبارق" [تهدم رؤوس الأبارق]، الواحد "أبرق": وهو جبل فيه طين وحجارة أو رمل وحجارة. فيقول: كأن صوته يهدم الجبل.

28 - فأمسوا بما بين الجبال عشيةً ... وتيماء صرعى من مقض وزاهق "مقضٍ": يجود بنفسه. و"زاهق": قد خرجت نفسه. و"تيماء": موضع. 29 - ألا قبح الله القصيبة قرية ... ومرأة مأوى كل زانٍ وسارق "مرأة": قريةُ امرئ القيس بن تميمٍ.

51 ب 30 - إذا قيل: من أنتم، يقول خطيبهم ... هوازن أو سعدٌ، وليس بصادق "هوازن": من قيسٍ [و"سعدٌ":] ابن زيد مناة بن تميمٍ. 31 - ولكن أصل اللؤم قد تعرفونه ... بحوران أنباطٌ عراض المناطق "حورانُ": قريةٌ بالشام. جعلهم يهوداً ونصارى. 32 - فهذا الحديث يا امرأ القيس فاتركي ... بلاد تميمٍ والحقي بالرساتق

["امرؤ القيس": ابنُ زيد مناة بن تميمٍ]. 33 - دع الهدر يا عبد امرئ القيس إنما ... تكش بأشداقٍ قصار الشقاشق "الكشيش": دون الهدير، وإنما تكش الفصال. وواحد "الشقاشق": شقشقةٌ، وهي التي يخرجها البعير من شدقه إذا هدر. 34 - أما كنت قبل الحرب تعلم أنما ... تنوء بحراثين ميل العواتق "تنوء": تنهض. يقول: إنما أنتم أصحاب حرثٍ، أي: إنكم نبطٌ من أهل حوران. "ميلُ العواتق": من العمل، فيميلون عواتقهم. 35 - تُظل ذرى نخل امرئ القيس نسوةً ... قباحاً وأشياخاً لئام العنافق

"العنافق": جمع العنفقة. فإذا لؤمت العنفقة لؤم كله. 52 أ 36 - تبين نقش اللؤم في قسماتهم ... على منصفٍ بين اللحى والمفارق "تبين"، أراد: تتبين أنت. و"القسمة": عند مجرى الدمع. و"القسام": الحسن. 37 - على كل كهلٍ أزعكي ويافعٍ ... من اللؤم سربالٌ جديد البنائق "أزعكي": قصير لئيم ضامر. "يافع": حين ارتفع. و"سربالٌ": قميص. و"البنيقة": الدخرصة.

38 - رميت امرأ القيس العبيد فأصبحوا ... خنازير تكبو من هوي الصواعق "هوي" الصواعق: تحدرها عليهم. يقال: "قد هوى النجم"، إذا سقط. 39 - إذا ادرؤوا منهم بقردٍ رميته ... بموهيةٍ صم العظام العوارق أي: رميته بداهية. "ادرؤوا"، أي: استتروا. وأُخذ من "الدريئة" وهو البعير يستتر [به] من الصيد أو غيره. فأراد: إذا اتقوني برجل رميته بـ"موهية"، أي: بداهية. "توهي":

تكسر صم العظام. و"العوارق": تعرق العظم، لا تدع عليه لحماً. 40 - إذا صكت الحرب امرأ القيس أخروا ... عضاريط أو كانوا رعاء الدقائق "العضاريط": التباع. و"رعاء الدقائق"، أي: يرعون إبلهم المهازيل. [أراد] أن يصغرهم. وقال غيره: رعاء "الدقائق": صغار الضأن والمعزى. 41 - رفعت لهم عن نصف ساقي وساعدي ... مجاهرةً بالمخزيات العوالق أي: شمرت لهم عن نصف ساقي وساعدي.

52 ب 42 - تسامي امرؤ القيس القروم سفاهةً ... وحيناً بعبديها: لئيمٍ وفاسق "تسامي": تفاخر. "بعبديها"، يعني: رجلين. 43 - بأرقط محدود وثط، كلاهما ... على وجهه وسم امرئ غير سابق

"الأرقط": الذي في وجهه أثرٌ. و"محدودٌ": لا يصيب خيراً، وإذا قاتل هزم. و"ثط": لا لحية له. تمت وصلى الله على محمد وآله وسلم وهي 43 بيتاً

8 - ما هاج عينيك من الأطلال

(8) (الرجز) وقال أيضاً: 1 - ما هاج عينيك من الأطلال ... المزمنات بعدك البوالي أراد: أي شيءٍ هاج عينيك؟

3 - كالوحي في سواعد الحوالي ... بين النقا والجرع المحلال "كالوحي"، يعني: الوشم. و"الحوالي": نساءٌ عليهن حولي. و"الجرع": الرابية من الرمل. و"محلالٌ": لا يزال يحل. 5 - والعفر من صريمة الأدحال ... غيرها تناسخ الأحوال "العفو": أكثبةٌ بيضٌ - هاهنا- تضرب إلى الحمرة. و"الأدحال"، الواح دحلٌ: هوةٌ فيها ماءٌ. و"تناسخ الأحوال"، يريد: حولاً بعد حولٍ، إذا فني حولٌ أتاه حولٌ. 7 - وغير الأيام والليالي ... وهطلان الهضب والتهتال

53 أ/ "الهطلان": مطرٌ فيه ضعفٌ، و"التهتال" كذلك، ويقال: "تهتانٌ" أيضاً، وهو الضعيف منه. و"الهضب": دفعاتٌ من مطر، الواحدة هضبةٌ. 9 - من كل أحوى مطلق العزالي ... جون النطاق واضح الأعالي "من كل أحوى"، يعني: سحاباً، يضرب إلى السواد. وقوله: "مطلق العزالي"، أي: مرسل الغيث. و"العزالي": أفواه القرب. وقوله: "جون النطاق"، أي: أسود النطاق. وهذا مثلٌ. أي: حل الغيث بها نطاقه فأرسل الماء. وقوله: "واضح الأعالي"، أي: أبيض أعالي الغيم. 11 - فاستبدلت والدهر ذو استبدال ... من ساكنيها فرق الآجال

يريد: فاستبدلت هذه الأطلال "فرق الآجال"، أي: قطيع البقر والظباء، والواحد إجلٌ 13 - فرائداً تحنو إلى أطفال ... وكل وضاح القرا ذيال "فرائد"، يريد: ظباءً، وهو جماعةُ فريدٍ. و"تحنو": تعطف. "إلى .. " بمعنى: على أطفال. و"كل وضاح القرا ذيال"، يريد: ثوراً أبيض الظهر. و"القرا": الظهر. و"الذيال": الذي يميس في مشيه، وذنبه طويل. 15 - فردٍ موشى شية الأرمال ... كأنما هن له موال 53 ب/ "فرد"، يعني: الثور. "موشى": فيه خطوطٌ كالوشي. وقوله: "شية الأرمال"، أي: فيه نقطٌ سودٌ. وهي رملةٌ ورملٌ وأرمالٌ. وقوله: "كأنما هن له موال"، أي كأن البقر للثور موال، أي: قرائب لا يبرحنه، قد لزمنه.

17 - فانظر إلى صدرك ذا بلبال ... صبابةً للأزمن الخوالي "ذا بلبال": ذا وسواس. وقوله: "صبابةً": هي رقة الشوق. فيقول: يصب لذلك الزمان ويبكي شوقاً إليه. و"الخوالي": الماضية. 19 - شوقاً وهل يُبكي الهوى أمثالي ... لما استرق الجزء لانزيال يقول: هل يُبكي الهوى أمثالي وأنا شيخ. وقوله: "لما استرق الجزء"، أي: رق، وكاد يذهب. و"الجزء": البقل الذي تجزأ به الإبل عن شرب الماء. "الانزيال": الذهاب. 21 - ولا هزات الصيف بانفصال ... ولسن إذ جاذبن بالقوالي ويروى: "وناهزات البقل .. ". يقول: جاء الصيف فذهب

حسن الرضاع. أي: لا هزات الصيف فصلن السخال. "ولسن إذ جاذبن بالقوالي". و"الجاذبات": اللواتي قد قطعن أولادهن. يقول: لسن بالمبغضات لأولادهن، الصيف فصلهن. ويقال: "لهزه يلهزه"، إذا نحاه. ولا هزات الصيف نحين الولد عن أمه. 23 - أيام هم النجم باستقلال ... أزمع جيرانك باحتمال 54 أ/ "النجم": الثريا، وذلك عند يبس البقل. فإذا يبس البقل احتملوا في طلب المياه وكانوا مجتمعين في مكانٍ واحدٍ لأنهم اجتاروا في الربيع.

25 - والبين قطاعٌ قوى الوصال ... وقربوا قياسر الجمال قوله: "قوى الوصال": كل طاقةٍ قوةٌ. والبين يقطع القوى، وهذا مثل. و"القياسر": الضخام. 27 - من كل أجأى مخلفٍ جلال ... ضخم التليل نابع القذال "أجأى": أحمرُ يضرب إلى السواد. "مخلف": بزل قبل ذلك بسنة. و"التليل": العنق. و"القذال": ما بين النقرة والأذن. و"نابع" بالعرق. و"جلال": ضخمٌ. ويروى: "يافع القذال"، أي: مشرف القذال.

29 - ضباضبٍ مطردٍ مرسال ... ما اهتجت حتى زلن لاحتمال ويروى: "زلن بالأحمال". "الضباضب": الضخم. و"مطردٌ": متتابع الخلق، بعضه يشبه بعضاً. وقوله: "حتى زلن بالأحمال"، أي: تنحين بالأحمال. 31 - مثل صوادي النخل والسيال ... ضمن كل طفلةٍ مكسال شبه الإبل التي عليها الهوادج بـ"صوادي" النخل: وهي التي تشرب بعروقها. فهي طوالٌ. و"طفلةٌ": ناعمةٌ. والأحمال ضمن كل امرأة طفلة ناعمة. و"السيال": ضربٌ من العضاه،

له شوكٌ. فشبه الإبل بالسيال وعليها الهوادج والنساء. و"مكسالٌ": فيها فتورٌ عند القيام فكأنهى كسلى. 54 ب 33 - ريا العظام وعثة التوالي ... لفاء في لينٍ وفي اعتدال "ريا العظام"، أي: ممتلئة. وقوله: "وعثة التوالي"، أي: لينة المآخير، يريد: العجيزة. و"التوالي": مآخير كل شيء. و"اللفاء": العظيمة الفخذين، وهو أن تلتقي فخذاها. ويروى: " .. ضخمة التوالي". 35 - كأن بين القرط والخلخال ... منها نقاً نطق في رمال "كأن بين القرط والخلخال"، يريد: العجيزة. وقوله: "منها نقاً"، يريد: الرمل. ["نطق"]. أي: أزر. أراد:

كأن نقاً بين قرطها وخلخالها. وكأن موضع إزارها أزر نقاً، وذلك النقا في رمال. 37 - في ربربٍ روائق الأعطال ... هيفِ الأعالي رجح الأكفال "ربرب": جماعة بقر، وأراد: النساء. ويقال: "راقني وراعني": أعجبني. و"الأعطال": قيل "العطل": البدن، وقيل: الأعناق اللواتي لا حلي عليها. و"هيفٌ": خمصٌ. و"رجحٌ": ثقال الأكفال. 39 - إذا خرجن طفل الآصال ... يركضن ربطاً وعتاق الخال "الطفل": بالعشي عند إقبال الليل. و"الآصال": العشيات. ومعنى: "طفل الآصال"، أراد: الطفل الذي يكون في العشي. وقوله: "يركضن ريطاً"، أي: يطأنه. و"الخال":

برودٌ فيها خطوطٌ سود. و"عتاقه": كرامه 41 - سمعت من صلاصل الأشكال ... والشذر والفرائد الغوالي 55 أ/ "صلاصل": صوتٌ. و"الأشكال": الواحد شكلٌ، وهو شيء كانت تعلقه الجواري في شعورهن من لؤلؤٍ أو فضةٍ. ويسمى: "السلس": وهو لؤلؤ من فضة. 43 - أدباً على لباتها الحوالي ... هز السنا في ليلة الشمال قوله: "أدباً"، أي: عجباً. و"الحوالي": ذوات الحلي. وقوله: "هز السنا": وهو شجر إذا هبت الريح سمعت له خشخشةً. ويروى: "هز القنا .. ".

45 - ومهمهٍ دويةٍ مثكال ... تقمست أعلامها في الآل "المهمه": الأرض المستوية البعيدة. و"دويةٌ": مستوية و"مثكالٌ": يهلك من يأخذ فيها. و"تقمست أعلامها"، أي: غاصت في الآل. و"الآل"، هو السراب. 47 - كأنما اعتمت ذرى الأجبال ... بالقز والأبريسم الهلهال "الهلهال": الرقيق. يقول ذرى الأجبال قد بلغ إليها السراب، فكأن الذرى اعتمت بالقز والأبريسم الرقيق.

49 - قطعتها بفتيةٍ أزوال ... على مهارى رجف الإيغال "أزوالٌ": ظراف. و"الإيغال": في السير، يقال: "أوغل"، إذا أبعد في الأرض. و"رجفٌ": يرجفن في سيرهن. ويروى: " .. نهض الإيغال". 55 ب 51 - يخرجن من لهاله الأهوال ... خوصاً يشبن الوحد بالإرقال "يخرجن"، يعني: المهارى. "من لهاله": وهي الأرضون المستوية. وقوله: "خوصاً"، أي: غائرات العيون. و"الوخد": ضربٌ من السير مسرعٌ. و"الإرقال": "ترقل": كأنها

تنزو في سيرها. ويروى: "عيسٌ يشبن الوخد، يريد: مهارى عيسٌ. 53 - مثل البرى مطوية الآطال ... إلى الصدور وإلى المحال ويروى: "قب الكلى .. ". و"مثل البرى" في ضمرهن. و"الآطال": الخواصر. و"المحال": فقار الظهر، وهي خرز الظهر.

55 - طي برود اليمن الأسمال ... يطرحن بالمهامه الأغفال ويروى: "يطرخن بالمهارق الأغفال" [ويروى: "بالذوية الأغفال"]. أراد: مطويةً الآطال كطي برود اليمن. و"الأسمال": الأخلاق. و"المهارق": الفلوات. و"الأغفال": اللواتي لا علم بها. يقال: "أرض غفلٌ". وواحد "المهارق" مهرقٌ. 570 - كل جهيضٍ لثق السربال ... حي الشهيق ميت الأوصال

ويروى: "كل جنينٍ .. ". و"الجهيض": الولد الذي أعجل فألقي لغير تمام. وموصل كل عظمين: "وصلٌ". 59 - مرت الحجاجين من الإعجال ... فرج عنه حلق الأقفال يقول: الجهيض "مرت الحجاجين"، أي: لم ينبت حجاجاه

لأنه ألقي من غير تمام، من قبل ذلك. 56 أ 61 - قبل تقضي عدة السخال ... طول السرى وجرية الحبال يقول: فرج عن الولد حلق الأقفال طول "السرى"، أي: طول سير الليل ألقى ولدها لغير تمامٍ [قبل تمام] عدة السخال، وجرية الحبال أيضاً مما أتعبها حتى ألقت ولدها. يريد بـ"الحبال":

أنساعها التي تجري على بطنها. 63 - ونغضان الرحل من معال ... على قرا معوجةٍ شملال "النغضان": التحرك والاضطراب. "من معال": من فوق. فيقول: تحرك الرحل أيضاً مما خدجها. و"قرا": ظهرٌ. و"شملال": سريعة، و"معوجة": من الهزال. 65 - من طول ما نصت على الكلال ... في كل لماعٍ بعيد الجال "نصت": رفعت في السير، و"النص": أرفع السير.

وقوله: "في كل لماع"، يريد: السراب، لأنه يلمع. و"الجال" و"الجول": جانبه، وأراد: في كل مكان لماع بعيدٍ جاله. 67 - تسمع في تيهائه الأفلال ... عن اليمين وعن الشمال "تيهاؤه": هي الأرض يتاه فيها. و"الأفلال": الواحد فل، وهي الأرض التي لا مطر بها. 69 - فنين من هماهم الأغوال ... ومهمهٍ أخوق طامٍ طال

ويروى: "حوبين .. "، 56 ب/ أي: صوتين، من قولهم: "حوب" في زجر الجمل. أي: تسمع "فنين"، أي: صوتين "من هماهم الأغوال". و"الهمهمة": صوتٌ تسمعه ولا تفهمه. وقوله: "ومهمه أخرق": المهمه": الأرض البعيدة المستوية. و"أخوق": بعيد. "طامٍ": ممتلئ، قد طمى، ارتفع ماؤه، لأنه لا يقرب فلا ينزل عليه. و"طالٍ": عليه طلاوةٌ، من الدمن، يريد: البعر جاءت به الريح فألقته عليه. ويروى: "طامٍ خالٍ". 71 - وردته قبل القطا الأرسال ... وقبل ورد الأطلس العسال "الأرسال": الجماعات، الواحد رسلٌ. و"الأطلس": الذئب. و"العسال": يعسل في عدوه، أي يضطرب في عدوه، ولاضطراب الرمح سمي: "العسال".

73 - وشحجان الباكر الحجال ... في أخريات حالكٍ منجال يريد: الغراب. يقال: "شحج الغراب"، إذا صاح. و"منجالٌ": منكشف. و"أخريات حالك"، يريد الليل. و"حالكٌ": أسود. 75 - عني وعن شمردلٍ مجفال ... أعيط وخاط الخطا طوال أراد: منجال عني وعن شمردل مجفال .. ، أي: انكشف الليل عني وعن ناقتي. و"شمردلٌ": ناقة ضخمة طويلة. و"مجفال": سريع. و"أعيط": طويل العنق. "وخاط": "يخط"، أي: يخد، وهو ضرب من السير.

77 - في مسلهماتٍ من التهطال ... والصبح مثل الأجلح البجار 57 أ/ "مسلهمات": من السير. و"التهطال": [يريد] سيراً مثل هطلان المطر. و"البجال": الكبير، يريد: أن الصبح قد أضاء وبان كبياض رأس الشيخ الكبير. تمت 78 بيتاً والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد النبي وسلم

9 - قفا نحي العرصات الهمدا

(9) (الرجز) وقال أيضاً: 1 - قفا نحي العرصات الهمدا ... والنؤي والرميم والمستوقدا "الرميم": الرماد. و"الهمد": الخمد. و"النؤي": حفرٌ يكون حول الخباء يجتمع التراب على حافاته من هاهنا وهاهنا ليمنع الماء أن يدخل الخباء. 3 - والسفع في آياتهن الخلدا ... بحيث لاقى البرقات الأصمدا "السفع": الأثافي تضرب إلى السواد فيهن حمرةٌ. و"البرقة":

حجارةٌ ورملٌ مختلطة. و"الأصمد"، يقال: "صمدٌ وأصمدٌ": وهو الغليظ، لا يبلغ أن يكون جبلاً. 5 - ناصين من جوز الفلاة أو هُدا ... يسقين وسمي السحاب الأعهدا "الأوهد": ما اطمأن من الأرض. و"ناصين": واصلن. "من جوز الفلاة"، يريد: من وسط الفلاة. "أوهدٌ"، يقال: "وهدةٌ". و"أوهدٌ" جمعٌ [و] وهادٌ أيضاً. و"الأعهد": الواحدة عهدةٌ من المطر. و"أعهدٌ وعهادٌ" جمع، وهو أول مطرٍ يقع بالأرض. وكذلك "الوسمي": يكون أول مطر الربيع.

7 - بوادياً مراً، ومراً رودا ... سقياً رواءً لم يكن مصرداً 51 ب/ ويروى: " .. ردداً". قال: إنشاد أبي العباس: " .. ومراً عودا". "رودٌ": ترود، تذهب وتجيء. و"مصردٌ": مقللٌ. 9 - فاكتهل النور بها واستأسدا ... ولو نأى ساكنها فأبعدا "استأسد"، أي: طال وتم. و"النور": الزهر. 11 - أولى لمن هاجت له أن يكمدا ... أولى وإن كانت خلاءً بيدا ويروى: "ولو كانت خلاءً ... ". أي: يكمد من الحزن. و"بيدٌ": بادت.

13 - وقد أرى والعيش غير أنكدا ... مياً بها والخفرات الخردا "الخفرات": المستترات. و"الخرد": الحييات. ويروى: "الخردا" مخففاً. 15 - غر الثنايا يستبين الأمردا ... والأشمط الرأس وإن تجلدا "غر الثنايا": بيضُ الثنايا. و"الأشمط": الذي في رأسه سواد وبياض. ومنه قيل للصبح: "شميط". 17 - قواتل السرق قتيلاً مقصداً ... إذا مشين مشيةً تأودا أراد: أنهن قواتل عند "السرق"، أي: عند استراقهن النظر، أي: إذا سارقهن النظر، فكن كما تقول: "فلانٌ

جريء المقدم"، أي: جريءٌ عند 58 أ/ الإقدام. "مقصدٌ": مقتولٌ، قتله حبها .. و"التأود": التثني. 19 - هز القنا لأن وما تخضدا ... يركضن ريط اليمن المعضدا "المعضد": ضربٌ من الوشي. "وما تخضد"، أي: وما تثنى. 21 - وأعين العين بأعلى خودا ... ألفن ضالاً ناعماً وغرقداً ويروى: " .. بأعلى أخودا": وهو موضع. أراد: وقد أرى مياً بها و"أعين العين": وهي البقر. و"الضال": السدر

البري. و"الغرقد": ضربٌ من الشجر أيضاً. ويروى: "آلفن ضالاً .. "، أي: جمعن ضالاً وغرقدا. 23 - ومهمهٍ ناء لمن تكأدا ... مشتبهٍ يعيي النعاج الأبدا "المهمه": الأرض البعيدة والمستوية. و"تكأد": تشدد وتصعب. و"النعاج": البقر. و"الأبد": التي لا تعرف الناس ولم ترهم، فهي نوافر، أي: مستوحشةٌ. 25 - والرئم يعيي والهدوج الأربدا ... مثنى وآجالاً بها وفردا "الرئم": الظبي الأبيض. و"الهدوج": الظليم يهدج في مشيته، يضطرب ويقارب ال خطو. وكذلك الشيخ يهدج من الكبر. و"الأربد" في لونه. و"الربدة": غبرة في سواد "مثنى": اثنين اثنين. و"آجالاً" قطعاناً. و"فرداً"، أي: أفراداً.

27 - يخشى بها الجوني بالقيظ الردى ... إذا شناحي قورها توقدا 58 ب/ الجوني": القطا. و"الردى": الهلاك. و"الشناحي": الطويل. 29 - واعتم من آل الهجير وارتدى ... يستهلك الهلباجة الصفنددا "الهلباجة": الضخم الشقيل. و"الصفندد": الكثير اللحم، الضخم.

31 - إذا الصدى بجوزه تغردا ... تنوح الثكلى تهيج الفقدا "إذا الصدى بجوزه"، أي: بوسطه. "تغرد"، أي: طرب. وقوله: "تهيج الفقدا"، أي: التي قد مات ولدها أو زوجها. 33 - أو نأمان البوم أو صوت الصدى ... وخالط البيد الدجن الأسودا "نأمان" البوم: صوت البوم. و"الدجن": الليل. 35 - قريته ضباضبا مؤيدا ... أعيس معاجاً إذا الحادي حدا يريد: قريت ذلك المكان بعيراً، جعلته قرىً له، يسير فيه.

و"ضباضبٌ": ضخمٌ. و"مؤيدٌ": موثق الخلق، و"الأيد": القوة. "أعيس": أبيض. و"معاجٌ": يمعج في سيره، وهو سير فوق العنق. 37 - أقرم في الإبل تلادا متلدا ... مقابلاً في نجبيها مرددا "أقرم": جعل قرماً، أي فحلاً، فلا يركب ولا يستعمل إلا في الضراب 59 أ/ "مقابلٌ": كريم الطرفين، أمه بنتُ عم أبيه. وقوله: "في نجبها" جمع نجيبٍ، أي: كريمٍ. و"مرددٌ": في النجابة. و"التلاد": الذي لم يزل له قديماً. 39 - ما مُس حتى زاف وهماً أصيدا ... وأردف الناب السديس فبدا "ما مُس"، يريد: ما مُس بحبل حتى "زاف": مشى،

وهو أن يدفع مؤخره مقدمه. و"الوهم": الضخم. و"أصيدا": رافعٌ رأسه من شدة كبره. و"مرددٌ": لم يكن فيه عرقٌ غير عرقها، ردد فيها. و"أردف" أي: الناب جعل السديس خلفه فخرج نابه. 41 - وضم منها الطرقات العندا ... ضما وأحصى عيطها تفقدا "الطرقات": التي ليست من إبلهم. و"العند". اللواتي يخرجن عن القصد. و"العيط": اللواتي لم يحملن عامهن، الواحد: عائطٌ. و"أحصى": أحصاهن.

43 - كأن طودا يمنياً أقودا ... فارق طودين ولاقى أطودا كأن "طودا"، أي: جبلاً، شبه السنام بالجبل. "فارق طودين". يريد: رأسي وركيه. "ولاقى أطودا"، يريد: عنقه ومنكبيه في إشرافهن. 45 - جلله ميسيه فأوفدا ... وانصب نسعان به وأصعدا يريد أن البعير ألبس "ميسيه"، أي: رحله. أراد: الفحل. "فأوفد". أي: أشرف 59 ب/ على ظهره. "وانصب نسعان به .. " أي: انحدر وارتفع. فأراد بـ"النسعين": التصدير والحقب. 47 - كأن دفيه إذا تزيدا ... موجان، ظلا للجنوب مطردا

يريد: كأن جنبيه إذا تزيد في سيره موجان تطردهما الجنوب. 49 - وانشمرت آطاله وألبدا ... وهد وأد الزأر ثم هدهدا "انشمرت آطاله وألبدا"، يريد: خواصره. و"ألبد": ضرب بذنبه على عجزه، فصار ثم لبدٌ على عجزه من بعره وبوله. و"هد": صوت، وهو شدة الصوت. و"الوأد": صوتٌ شديدٌ أيضاً. و"هدهد"، أي: هدر. 51 - في ذات شامٍ تضرب المقلدا ... رقشاء تنتاج اللغام المزبدا

"الشام": الشقشقة فيها نقطٌ سودٌ. و"مقلده": عنقه. و"رقشاء"، يعني: الشقشقة. و"تنتاح اللغام" أي:

ترمي به. يقال: "نتح الشيء"، إذا سال. ويروى: "تمتاح". و"اللغام": الزبد. 53 - دوم فيها رزه وأرعدا ... إذ جاوزت أم الهدير الأرؤدا "رزه": صوته و"دوم": ردد و"أم الهدير": الشقشقة. و"الأرؤد": الواحد رأدٌ، وهو طرف الحنك. 55 - كأن تحتي ناشطاً مجددا ... أسفع وضاح السراة أملدا 60 أ/ "الناشط": الذي يخرج من أرض إلى أرض. و"مجدد": فيه سواد وبياض. و"الجدة": الطريقة. و"أسفع": في خده سوادٌ. وقوله: "وضاح السراة"، أي أبيض الظهر. و"أملد": أملس لينٌ.

57 - أخا طرادٍ مستهالاً مفردا ... أخنس إجفيل الضحى مزأدا "مستسهالٌ": من الهول والفزع. "أخنس"، يريد: الثور. "مزأدا": مذعوراً. و"إجفيلٌ": يجفل من كل شيء، أي: يفزع. 59 - قاظ الحصاد والنصي الأغيدا ... والجدر مسقي السحاب أربدا "النصي": نبتٌ. و"قاظ"، يريد: الثور.

و"الحصاد": نبتٌ أيضاً. و"الأغيد": الناعم الماثل من النعمة. و"الجدر": نبتٌ. و"أربد": في لونه إلى "الربدة": وهي غبرةٌ تضرب إلى سوادٍ. و"مسقي السحاب"، يريد: مسقي ماء السحاب. 61 - يحفر أعجاز الرخامى المؤدا ... من حبل حوضى حيثما ترودا "أعجاز الرخامى": أواخر الرخامى: وهو شجر. و"المؤد": المائلة التي "تمأد" من النعمة، أي: تتحرك وتهتز. و"الحبل" من الرمل: ما طال ودق. و"حوضى": موضع. و"ترود": من راد يرود.

63 - والقنع أظلالاً وأيكاً أخضدا ... حتى إذا شم الصبا وأبردا 60 ب/ "القنع": مكان مطمئن الوسط. و"الأيكط: ما التف من الشجر. و"أخضد" متثنٍ متكسر. و"أظلالاً": مكنساً. "شم الصبا"، يريد: الثور. و"أبرد"، إذا دخل في البرد. 65 - سوف العذارى الرائق المجسدا ... وانتظر الدلو وشام الأسعدا أراد: شم الصبا سوف العذارى. "الرائق": وهو الرجل الشاب الذي يروقك و"سوف العذارى"، أي: شم العذارى.

و"المجسد": المطلي بالخلوق. ويقول: الثور انتظر الدلو، انتظر أن يسقط فيأتيه المطر. و"شام": نظر الأسعد. 67 - ولم يقل إلا فضاءً فدفدا ... كأنه العيوق حين عردا "الفدفد": ما صلب واستوى. و"الفضاء": الواسع المستوي "كأنه"، يعني: الثور، كأنه نجمٌ حين ارتفع.

69 - عاين طراد وحوشٍ مصيدا ... كأنما أطماره إذا غدا أي: عاين الثور "طراد وحوش"، أي: عاين صائداً يصيد. كأنما "أطمار" الصائد، أي: أخلاقه. 71 - جللن سرحان فلاة ممعدا ... يجنب ضرواً ضارياً مقلدا يريد: كأنما أخلاق الصائد "جللن"، أي: ألبسن ذئباً. "ممعدٌ"، يريد: الذئب، إما أن يكون يجذب العدو،

وإما أن يكون يجذب شيئاً سرقه. يقال: 61 أ/ "امتعده": اختلسه واجتذبه. "يجنب": الصائد، "يجنب ضرواً"، أي: كلباً قد ضري. و"مقلد": عليه قلادة. 73 - أهضم ما خلف الضلوع أجيدا ... موثق الخلق بروقاً مبعدا "أهضم": منضم الحشا. "أجيد": طويل الجيد، يريد: العنق. "موثق الخلق"، يريد: الكلب. و"البروق": الواضح اللون. و"مبعد": يبعد.

75 - حتى إذا هاهى به وآسدا ... وانقض يعدو الرهقى واستأسدا ويروى: " .. وأوسدا". و"آسد": أغراه. و"هاهى به": دعاه صاحبه و"الرهقى": حين كاد يرهقه. و"استأسد" على الشيء: صار أسداً. 77 - لابس أذنيه لما تعود ... فاندفع الشاة وما تلددا "لابس أذنيه": [أي: صر أذنيه]: لما تعود من ذلك. و"الشاة": البقرة. "وما تلدد"، أي: ما تلفت.

79 - كالبرق في العراق حين أنجدا ... وكان منه الموت غير أبعدا 81 - حتى إذا سامي العجاج أصعدا ... يُحسب عثنون دخانٍ موقدا ["أنجد": حين ارتفع] "سامي العجاج": ما ارتفع منه. و"أصعد": ارتفع. "يحسب عثنون دخان"، أي: يحسب أوائل دخان. 83 - من وقع أمثالٍ تقد القرددا ... باتت لعينيك الهمووم عودا أراد: يحسب عثنون دخان "من وقع أمثال". و"الأمثال":

قوائمه، لأنها 61 ب/ مشتبهات، أي مستويات. و"تقد"، أي: تشق. و"القردد": المكان الغليظ لا يبلغ أن يكون جبلاً. 85 - حوائماً يمنعنه أن يرقدا ... إلا غشاشاً جافياً مسهدا "حوائم"، يريد: الهموم يحمن حوله. "إلا غشاشاً"، أي: نومةً على عجلة و"مسهد": لا ينام، قد سهد، منع النوم. ويروى: "إلا غراراً" وهو النوم القليل. وهي 86 بيتاً

10 - ذكرت فاهتاج السقام المضمر

(10) (الرجز) وقال أيضاً: 1 - ذكرت فاهتاج السقام المضمر ... وقد يهيج الحاجة التذكر 3 - مياً وهاجتك الرسوم الدثر ... آريها والمنتأى المدعثر يريد: ذكرت مياً. و"الدثر": الدرس. و"الرسوم": الآثار بلا شخص. و"المنتأى": النؤي حيث حفر. و"المدعثر": المهدم.

5 - بحيث ناصى الأجر عين الأيسر ... فهجن وقراً واقراً لا يجبر "ناصى": واصل. و"الأجرعان": رملتان. و"الأيسر". موضع. و"الوقر": الصدع في العظم. 7 - أفالدموع سجم أم تصبر ... وليس ذو عذرٍ كمن لا يعذر "سجمٌ" سيلٌ. وقوله: "وليس ذو عذر كمن لا يعذر": ليس صبي وحديث السن كمن قد احتنك وعقل وجرب الأمور. 9 - وما إلى مطموسةٍ مستعبر ... قفرٍ يعفيها العجاج الأكدر

62 أ/ يقول: ليس إلى دار ممخورة مستعبرٌ لأنها لا تجيب ولا تعقل. و"يعفيها": يمحوها. و"العجاج": الغبار. 11 - قد مر أحوالٌ لها وأشهر ... وقد يُرى فيها لعينٍ منظر 13 - مجالسٌ وربربٌ مصور ... جم القرون آنسات خفر "جم القرون"، أي: هن نساءٌ لسن ببقرٍ لهن قرونٌ. و"الربرب": القطيع من البقر. و"خفرٌ": حيياتٌ. ويروى: جم القرو،"، أي هن سود "القرون": وهي الذوائب. "آنساتٌ": لهن أنسٌ.

15 - أتراب ميٍّ والوصال أخضر ... ولم يغير وصلها المغير 17 - فقد عداني عادياتٌ شجر ... عنها وهجرٌ والحبيب يهجر "عداني": صرفني. "عادياتٌ": صوارفُ. و"شجرٌ"، أي: "شواجر": شواغب "يشجرنه": يمنعنه. 19 - أتتك بالقوم مهارى ضمر ... خوصٌ برى أشرافها التبكر "خوصٌ": غاثرات العيون. وأشرافها": أسنمتها. أي: أذهب لحمها التبكر عليها.

21 - قبل انصداع الفجر والتهجر ... وخوضهن الليل حين يسكر ويروى: "قبل انصداع العين" يريد: برى أشرافها التبكر [والتهجر] وقوله: "قبل انصداع العين"،. و"العين": البقر. فيقول: قبل أن تفرق البقر 62 ب/ في المرعى. وقوله: "حين يسكر"، أي حين يسد الأبصار فلا تنفذ إلى شيءٍ. يريد: سواد الليل. 23 - حتى ترى أعجازه تقور ... ويستطير مستطير أشقر "أعجازه": أواخره. تقور: تهذب. و"أشقر"، يعني: الصبح. و"مستطير". مستطيلٌ.

25 - يعسفن والليل بنا معسكر ... مهامها جنانهن سمر "يعسفن": يأخذن على غير هدايةٍ. و"معسكر": مظلمٌ. "مهامه" الواحدة "مهمهٌ": وهي الأرض البعيدة المستوية. و"سمر": لا ينمن. 27 - ومنهلٍ أعرى جباه الحضر ... طامي النطاف آجن لا يجهر و"منهلٍ": موضع ماءٍ. "أعرى جباه"، أي: تركوه وأعروه. "الجبا": ما حول الماء. و"النطاف": الماء. و"طامٍ": ممتلئٌ، قد ارتفع ماؤه. و"آجنٌ": متغيرٌ. وقوله: "لا يجهر": لا يكسح. و"الحضر": من يحضره.

29 - أنهلت منه والنجوم تزهر ... ولم يغرد بالصباح الحمر "أنهلت"، أي: أرويت منه، يريد: من الماء. و"الحمر": طيرٌ أمثال العصافير. 31 - صهباً أبوها داعرٌ وبحتر ... تحدو سراها أرجلٌ لا تفتر "صهباً"، يعني: إبلاً. و"داعرٌ" و"بحترٌ": فحلان. "تحدو": تسوق. "سراها": ظهرها.

60 أ 33 - كأنهن الشوحط الموتر ... وأذرعٌ تسدو بها فتمهر أي: كأنهن في ضمرهن القسي الموترة. و"الشوحط": شجر تعمل منه القسي. و"السدو" رمي الأيدي في السير. "فتمهر": فتسبح. و"الماهر": السابح. 35 - إذا ازدهاها القرب العشنزر ... كما ازدهى حقب الفلاة الأصحر قوله: "ازدهاها"، يريد: استخفها. و"القرب": سير الليل لورد الغد. و"العشنزر": الشديد، يريد: سيراً شديداً كما "ازدهى"، أي: استخف "حقب الفلاة"، يريد: الحمر لأن في حقائبها بياضاً. و"الأصحر": فتحلها. و"الصحرة"، بياضٌ إلى الحمرة. 37 - ذاك وإن يعرض فضاءٌ منكر ... كأنه تحت السمام المرمر

كأن الفضاء تحت "السمام"، يريد: الإبل، شبهها بطير، يقال للواحد منها: "سمامةٌ". فأراد: كأن الفضاء تحت الإبل المرمر. 39 - يهماء لا يجتازها المغور ... كأنما الأعلام فيها سير لا يقدر أن يجتازها في وقت الهاجرة. و"الأعلام": الجبال. و"سيرٌ": تسير في السراب. 41 - بها يضل الخوتع المشهر ... والمسبطر اللاحب المنير

"الخوتع": الدليل. و"المشهر": المعروف. و"المسبطر": الطريق الطويل 63 ب/ الممتد. و"اللاحب": البين المستقيم، يقال: "طريقٌ لحبٌ". و"المنير": البين. ويروى: "اللائح". 43 - جاذبن حتى يستظل الأعفر ... مجدولةً فيها النحاس الأصفر "جاذبن"، يعني: الإبل. "مجدولةٌ"، يعني: الأزمة. و"المجدولة": المفتولة. و"الأعفر": الظبي يضرب إلى العفر". وهو تراب الأرض. أي: يجاذبنه من المرح والنشاط إلى أن يدخل الظبي في كناسه. و"النحاس"، يعني: البرة. أي: الإبل جاذبن أزمتهن إلى أن يستظل الأعفر، وذلك عند زوال الشمس.

45 - كأنهن مأتمٌ مستأجر ... أو نائحاتٌ موجعاتٌ حسر أي: كأن الإبل في ذهابهن ومجيئهن كالنائحات. و"حسرٌ": مكشوفات الوجوه والأذرع. 47 - وإن حبا من أنف رملٍ منخر ... أعنق مقور السراة أوعر قوله: "وإن حبا"، أي، ارتفع. "منخرٌ": مقدم الرملِ. و"أعنق": طويل العنق. "مقور .. ": ليس فيه نبتٌ. و"أوعر": غليظٌ. 49 - ماشينه والقصد عنه أزور ... حتى إذا ما ابيض منه مفقر

"ماشينه"، أي: مشين في هذا الأنف الذي ذُكر. و"أزور": ليس على القصد. و"المفقر": مشق الطريق في الجبل وغيره. 51 - خطمنه خطماً وهن عسر ... وإن بدا آخر ناء أغبر 64 أ/ "خطمنه"، أي: مررن على أنف ذلك الرمل. ويقال للأنف: "خطمٌ". و"العسر": المستصعبات من نشاطهن. "وإن بدا آخر ناءٍ .. " أي: أنفٌ آخر من الرمل شاخصٌ. 53 - كأنه في ريطةٍ مخدر ... بيضاء تطوى مرة وتنشر

"كأنه"، يعني: الأنف من الرمل في ريطةٍ من السراب. يقول: السراب أحاط بأنف الرملة. و"بيضاء": من السراب. 55 - رمينه بأعينٍ لا تسدر ... وقد أناخ الأفد المغور أي: رمين أنف ذلك الرمل بأعينٍ "لا تسدر": وهو أن يكون فيها كالثقل والعشى. و"الأفد": المستعجل. و"المغور": الذي يقيل في "الغائرة"، أي: في الهاجرة. 57 - بعد الضحى وأظهر المظهر ... وآض حرباء الفلاة الأصعر

يقول: "أظهر المظهر"، أي: خرج في الظهيرة. و"آض"، أي: صار. و"الأصعر": الأميل. 59 - كأنه ذو صيدٍ أو أعور ... من الحرور واحزأل الحزور 61 - في الآل يخفى مرةً ويظهر يريد: كأن الحرباء به صيدٌ. و"الأصيد"، أي: به صيدٌ. و"الصيد": داءٌ في أنوف الإبل يسيل منه الزبد، فترفع رؤوسها من ذلك. فصار من به كبرٌ يرفع رأسه من ذلك، وهو أيضاً: "الصاد". "من الحرور"، أي: من السموم

و"احزأل الحزور"، أي: ارتفع من السراب. 64 ب/ و"الحزور". آكامٌ صغارٌ. تمت والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وعلى صحبه وهي 61 بيتاً

11 - قلت لنفسي شبه التفنيد

(11) (الرجز) وقال أيضاً: 1 - قلت لنفسي شبه التفنيد ... هل تعرف الأطلال بالوحيد

"التفنيد": أن يفند الرجل، يقال له: بئس ما صنعت، عيباً عليه. 3 - قفراً محاها أبد الأبيد ... والدهر يبلي جدة الجديد [و"الأبد": الدهر. قال: دهر الدهور]. 5 - لم يبق غير مثلٍ ركود ... غير ثلاثٍ باقياتٍ سود

["ركودٌ"، يعني: الأثافي]. [يريد: ثلاث الأثافي. يقول: أبلى الدهر الدار كلها غير هذه الأثافي]. 7 - وغير باقي ملعب الوليد ... وغير مرضوخ القفا موتود يقال: "رضخت النوى" و"رضخت رأسه" بالخاء. ويقال التي يدق بها النوى: "المرضخة" و"مرضوخ القفا"، يعني: الوتد.

9 - أشعث باقي رمة التقليد ... نعم فأنت اليوم كالمعمود "أشعث"، يريد: الوتد، قد شعث رأسه مما يضرب بالحجارة. و"الرمة": قطعة حبلٍ يكون الوتد معلقاً بها. وبهذا البيت سمي "ذا الرمة" و"المعمود": الذي قد أضعفه

الوجع أو الأمر. يقال: "ما الذي يعمدك؟ "، أي: ما الذي يضعفك؟ 11 - من الهوى أو شبه المورود ... يا ميُّ ذات المبسم البرود 65 أ/ "المورود": المحموم، يريد: فأنت كالمعمود أو شبه المورود، يريد: المحمود. و"البرود": البارد. 13 - بعد الرقاد والحشا المخضود ... والمقلتين وبياض الجيد

"المخضود": المتعكن الخاصرتين، ليس بممتدٍ، وأصل: "التخضد": التكسر والتثني. 15 - والكشح من أدمانةٍ عنود ... عن الظباء متبعٍ فرود "عنود": التي تنفرد عن صواحبها، أي: هي عنودٌ عن

الظباء. و"متبعٌ": معها ولدها. و"فرود": ترعى وحدها. و"الكشح": الخاصرة. 17 - أهلكتنا باللوم والتفنيد ... هل بيننا للوصل من مردود 19 - بعد الذي بدلت من عهودي ... رأت شحوبي ورأت تخديدي "التفنيد": أن تقبح عليه أمره. و ["التخديد":] الهزال واضطراب اللحم. و"الشحوب": التغير والهزال.

21 - من مجحفات زمنٍ مريد ... نقحن جسمي عن نضار العود ويروى: "برين جسمي". و"مجحفاتٌ"، يقال: "أجحفت بهم السنة"، أي: كادت تأكل عامة أموالهم. و"مريدٌ": شديد منكرٌ. "نقحن جسمي"، أي: برينه وذهبن بلحمه كما ينقح العود. يقال: "نقح عودك": وهو أن ينزع ما به من أبنٍ وأغصانٍ. و"النضار": شجرٌ. 65 ب 23 - بعد اضطراب الغصن الأملود ... لا بل قطعت الوصل بالصدود

25 - عجبت من أخت بني لبيد ... وعجبت مني ومن مسعود

"الأماود": الناعم اللين. ويروى: "قد عجبت أخت بني لبيد". ويروى: "قد عجبت أخت بني لبيد". ويروى: "وسخرت مني ومن مسعود". و"مسعودٌ": أخو ذي الرمة. 27 - رأت غلامي سفرٍ بعيد ... يدرعان الليل ذا السدود "يدرعان الليل": يدخلان فيه، يسيران فيه. وقوله: "ذا السدود"، أي: يسد البصر فلا يرى شيئاً.

29 - أما بكل كوكبٍ حريد ... مثل أدراع اليلمق الجديد "الأم": القصد. و"حريدٌ": فريدٌ. و"اليلمق": القباء المحشو الأبيض. وإنما هو فارسيٌ: "يلمه". 31 - في كل سهبٍ خاشع الحيود ... تضحي به الروعاء كالبليد "السهب": الأرض البعيدة المستوية. و"خاشعٌ": مطمئنٌ. و"الحيود": الواحد حيدٌ، وهو النادر، يندر

من الجبل. و"الروعاء": الذكية القلب. 33 - وفتية عيدٍ من التسهيد ... جابوا إليك البعد من بعيد "غيدٌ"، يقول: قد انثنت أعناقهم من النعاس، وهو اللين في العنق. و"جابوا": قطعوا إليك البعد. 35 - يعارضون الهول ذا الكؤود ... عراض كل وغرةٍ صيخود 66 أ/ "عراض كل وغرةٍ"، أي: معارضة لكل وغرةٍ. و"الوغرة": شدة الحر. و"صيخود" شديدة وقع الحر. يقال: "صخدته الشمس"، إذا اشتد وقعها.

و"الكؤود": الشديدة. وأصل "الكؤود": العقبة الشديدة. 37 - ودلجٍ مخروط العمود ... سيراً يراخي منة الجليد "دلجٌ": سير الليل. "مخروط العمود"، أي: ممتدٌ منجذبٌ، وهو مثلٌ. يقال: "اخروط الحبل" إذا امتد. و"المنة": القوة. ويروى: "يرخي منة الجليد". 39 - ذا قحمٍ وليس بالتهويد ... حتى استحلوا قسمة السجود يعني: السير ذا دفعٍ شدادٍ. "وليس بالتهويد"، أي:

ليس بسير لين. يقال: "هود في السير"، إذا ضعف. ومنه يقال: "ما أرجو هوادةً"، أي: ليناً. و"قسمة الس جود": هم على سفرٍ فيصلون ركعتين. 41 - والمسح بالأيدي من الصعيد ... نبهتهم من مضجع مودود " .. مضجعٍ مودودٍ"، أي: من نومٍ محبوبٍ. و"الصعيد": التراب. وإنما يريد التيمم للصلاة. 43 - على دفوف يعملاتٍ قود ... والنجم بين القم والتعريد يريد: نبهتهم، وهم على "دفوف"، أي: جنوب إبلٍ.

"يعملاتٌ": يعمل عليها، وهي مركوبة. و"قودٌ": طوال الأعناق. وقوله: "والثجم بين القم والتعريد" [يعني الثريا بين "القم": بين حيال الرأس والتعريد]. 66 ب/ أي: وبين أن يكون قد ارتفع. يقال: "عرد النجم"، إذا ارتفع. و"عرد الرجل"، إذا فر. و"القيم": أعلى الرأس. يقال: "النجم على قمة الرأس". والمعنى يقول: لم يستو النجم على قمة الرأس، هو بين ذلك. 45 - يستلحق الجوزاء في صعود ... إذا سهيلٌ لاح كالوقود "يستحلق الجوزاء"، يعني: النجم- والعرب تسمى "الثريا":

النجم - كأنه يمد الجوزاء إليه، و"الوقود": النار. 47 - فرداً كشاة البقر المطرود ... ولاحت الجوزاء كالعنقود ["كشاة البقر"، يريد: في بياضها. و"الشاة" -هاهنا-: الثور. "لاحت": برقت]. 49 - عارضنه من عننٍ بعيد ... كأنها من نظرٍ ممدود ويروى: "عارضنه من قننٍ"، أي: نجوم الجوزاء عارضن

سهيلاً. و"العنن": الاعتراض. "عن له": عرض له. 51 - بالأفق منظومان من فريد ... ومنهلٍ من القطا مورود ويروى: "إنظامان". يقال: "نظمٌ وإنظامٌ". يعني: الجوزاء، كأنها نظامان من لؤلؤٍ. و"منهلٌ": موضع ماء. 53 - أجن الصرى ذي عرمضٍ لبود ... تكسوه كل هيفةٍ رؤود "أجن الصرى"، أي: متغيرٌ. و"الصرى": الماء الذي قد طال حبسه وتغير. و"لبود": متلبدٌ، قد ركب بعضه

بعضاً. ويروى: "لبودٌ"، أي: طبقاتٌ. و"الهيفة": الريح الحارة. و"رؤود": ترود، تجيء وتذهب. 67 أ 55 - من عطنٍ قد هم بالبيود ... طلاوةً من حائلٍ مطرود "العطن": مبارك الإبل بعد الشرب وفيه البعر والريح تكسو ذلك الماء ما كان في العطن. "قد هم بالبيود": بالذهاب أي: تكسوه كل هيفةٍ من العطن "طلاوة". و"الطلاوة": ما علا الماء، مثل الدواية. و"الدواية": شيء يعلو على وجه اللبن كالقشرة. فأراد - هاهنا-: البعر الأبيض. وهو قوله: "من حائلٍ"، أي: أبيض، لأنه قد أتى عليه حولٌ.

57 - طافٍ كحم المرجل الركود ... وردت بين الهب والهجود "طافٍ"، يعني: البعر، قد علا وطفا. "كحم المرجل". و"الحم": ما بقي من الألية إذا أذيبت، كأنها عصبةٌ لم تذب. و"مطرود": طردته الريح. و"الركود": كان يفور، ثم سكن. "وردت بين الهب والهجود"، أي: بين الاستيقاظ والنوم. 59 - بأركبٍ مثل النشاوى غيد ... وقلصٍ مقورة الجلود

"غيدٌ": في أعناقهم لينٌ من النعاس. و"مقورة": ضامرةٌ. 61 - [عوجٍ طواها طية البرود ... شجي بألحيها رؤوس البيد] ["عوجٌ": قد اعوجت من الضمر، الواحد "أعوج" و"عوجاء". "طواها"، يريد: السفر. و"الطية": المصدر]. ["طية البرود": من الضمر، أي: طواها "شجي"، أي: علوي. يقال: "شجها": علاها. و"البيد": مستويةٌ خاليةٌ]. 63 - تصبح بعد الطلق التجريد ... وبعد مسد الطلق الممسود

"المسد": السير اللين. يقال: "وهو يمسد السير" و"الطلق": قبل القرب بيوم. فإذا كان بينك وبين الماء يومان، فاليوم الأول: "الطلق"، والثاني: "القرب". يقال: "جرد السير" إذا كمش وأسرع. 67 ب 65 - يخرجن من ذي ظلمٍ منضود ... شوائياً للسائق الغريد "منضود"، يريد أن ظلماته بعضها فوق بعض. "شوائياً"، أي: سوابقاً. و"الغريد": المطرب.

67 - [قباً كخيطان القنا المجرود] ["قب": ضامرةٌ من السفر. "كخيطان" يقول: هي في ضمرها كالعيدان وصلابتها، الواحد "خوطٌ". و"المجرود": الذي قد أخذ ما عليه من اللحاء]. 68 - إذا حداهن بهيدٍ هيد ... صفحن للأزرار بالخدود

قوله: "بهيدٍ هيد"، يريد: الحداء. وقوله: "صفحن"، أي: التفتن ونظرن إلى مياسرهن حين حداهن. و"الأزرار": أزرار الأزمة في البرى. 70 - يتبعن مثل الصخرة الصيخود ... ترمي السرى بعنقٍ أملود يريد: يتبعن ناقة مثل الصخرة في شدتها وصلابتها. و"الصيخود": الصخرة الشديدة الصماء. و"أملودٌ": ناعم لين. [و"ترمي السرى بعنق أملود"]، أي: تعتمد على السرى. و"السرى": سير الليل.

72 - وهامةٍ ملمومة الجلمود ... كأنما غب السرى قتودي "ملمومة": يقول: كأنما حجرها "ململمٌ": مدورٌ مجتمعٌ./ و"غب السرى": بعده بيوم. فيقول: كأن قتودي "على سراة مسحلٍ .. " أي: على ظهر حمارٍ. 74 - على سراة مسحلٍ مزؤود ... ذي جدتين آبدٍ شرود

"مسحل": حمار "مزؤود": مذ

لبنها، يقال: "جذبت". وكذلك "الجدود": التي انقطعت أخلافها وذهبت ألبانها. 78 - تقول بنتي إذ رأت وعيدي ... هم امرئٍ لهمه كبود قوله: "وعيدي"، وذلك أن ذا الرمة كان يتوعدها ويزجرها حين أمرته بالمقام وألا يسافر. وإنما يعني ابنته. ويروى: "كنود".

أراد: تقول: هم امريءٍ، أي: عزم امرئٍ كبودٍ، أي: لما يهتم به، فرفعت "الهم" الأول باللام التي في "الهم" الثاني، كما تقول في الكلام: "همك لشأنك". "كبودٌ": قصودٌ. يقال: "كبد لهم": قصد لهم. فـ"الهم" الأول قصدٌ. و"الهم" الثاني من الهم. أي: عزمه لما يهم. قال رؤبة:

هاجك من أروى كمنهاض الفكك ... همٌ إذا لم يعده هم فتك أراد: هاجني هم من الهموم، إذا لم يعده هم أي: بقوة عزمٍ. 80 - ذي بدواتٍ متلفٍ مفيد ... أمضى على الهول من الطريد قوله: "ذي بدوات": ذي رأيٍ يبدو له. و"متلف": يُعطي. و"الطريد": الذي طرد من دمٍ أو جنابةٍ. 82 - ساء لذي الإحنة والحسود ... إنك سامٍ سموةً فمود 68 ب/ "ساءٍ لذي الإحنة .. "، يقول: يسوء من حسده وعاداه. "فمودٍ"، أي: هالكٌ. يقال: "أودى"، إذا هلك. "وسامٍ

سموةً"، أي: عال علوةً. 84 - فقلت: لا والمبدئ المعيد ... الله أهل الحمد والتمجيد 86 - ما دون وقت الأجل المعدود ... نقصٌ وما في الظمء من مزيد أي: لا أنقص من أجلي. و"الظمء": ما بين الشربين، وهو وقت الورود. فيقول: لا يستطاع أن يزاد فيما وقت، أي: من أجلي ولا ينقص. و"الظمء" -هاهنا-: الأجل، وهو مثلٌ. يقول ما بين [أول] أجلي وآخره ليس فيه مزيدٌ.

88 - موعود رب صادق الموعود ... والله أدنى لي من الوريد 90 - والموت يلقى أنفس الشهود تمت والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وسلم وهي 87 بيتاً

11 أ- هل تعرف المنزل بالوحيد

(11 أ) (الرجز) 146 ب وقال أيضاً: 1 - هل تعرف المنزل بالوحيد ... قفراً عفاه أبدُ الأبيد "الوحيد": مكان. و"الأبد": الدهر، قال: دهر الدهور. "عفاه": درسه. و"عفا" - في غير هذا الموضع-: زاد. قال الله تعالى: "حتى عفوا"، أي: كثروا. 3 - والدهر يُبلي جدة الجديد ... غير ثلاثٍ وثلاثٍ سود "يريد: ثلاث الأثافي. - هاهنا-: حيث يلعب الصبيان. ويروى: "غير ثلاثٍ ماثلاتٍ سود". 5 - وغير باقي ملعب الوليد ... وغير مرضوخ القفا موتود ويقال: "رضخت رأسه". ولا يقال: "رضخت" إلا للنوى. و"الموتود": الوتد وهو المرضوخ. يقال: "ود ووتدٌ". ووتدت الوتد فأنا أتده. ويقال: "تد الوتد يا هذا وأوتد".

7 - أشعث باقي رمة التقليد ... نعم فأنت اليوم كالمعمود "الرمة": ما بقي في الوتد من حبلٍ أو خيطٍ. قال أبو عمرو: إنما سمي ذا الرمة 147 أ/ لأنه أصابه شرى، فقيل له: "لو علقت على نفسك قطع الحبال والعظام ذهب عنك هذا الداء"، ففعل فسمي به. "أشعث"، يقول: رأسه مما دق كالمسواك، فهو أشعث. و"المعمود": الذي أصابه سقمٌ. يقال: عمده الحب والحزن". وكذلك: "سنام معمودٌ"، إذا كان داخله عمدٌ، وخارجه - ينظر إليه- صحيحٌ، وجوفه دوي. 9 - من الهوى أو شبه المورود ... يا مي ذات المبسم البرود "المورود": المحموم. يقال: "ورد الرجل فهو مورودٌ". "ذات المبسم"، يعني أن مبسمها حسنٌ إذا تبسمت. "البرود": البارد. 11 - بعد الرقاد والحشا المخضود ... والمقلتين وبياض الجيد "الحشا"، يريد: البطن. و"المخضود: الناعم الرخص، يعني: العكن.

13 - والكشح من أدمانةٍ عنود ... عن الظباء متبعٍ فرود "أدمانة": ظبية، نسبها إلى "الأدمة": ليست بخالصة البياض. و"الآرام": البيض التي تسكن الرمال. و"العفر": التي لونها لون التراب. و"العنود": التي تعدل عن الظباء لمكان ولدها. عندت تعند عنوداً. "الفرود": التي ترتعي وحدها. و"المتبع": التي يتبعها ولدها. 15 - أهلكتني باللوم والتفنيد ... رأت شحوبي ورأت تخديدي "التفنيد": الحمق. "فنده أهله"، أي: حمقوه. و"التخديد": اضطراب اللحم 147 ب/ واسترخاؤه. يقال: "تخدد لحمه"، إذا ذهب. و"التفنيد": اللوم في غير هذا الموضع. و"الشحوب": الهزال والضمر. وقال آخرون: تغيير الوجه والجسم. و"التلويح": التخديد. 17 - من مجحفات زمنٍ مريد ... برين جسمي عن نضار العود "المجحفات": السنون الشداد التي تذهب بكل شيء. يقول: برين جسمي حتى انتهين إلى نضار عودٍ. و"النضار": الخالص، وفي غير هذا المكان: الحسن.

19 - بعد اضطراب الغصن الأملود ... هل بيننا في الوصل من مردود "الغصن" -هاهنا- الجسم. "الأملود": الأملس، ولا يكون أملس إلا وهو لحيمٌ. يقول: هل تردين الوصل الذي كان بيني وبينك. 21 - بعد الذي بدلت من عهودي ... قالت: قطعت الوصل بالصدود 23 - قد عجبت أخت بني لبيد ... وسخرت مني ومن مسعود 25 - رأت غلامي سفرٍ بعيد ... يدرعان الليل ذا السدود "يدرعان": يدخلان فيه ويسيرانه. و"السدود": الظلمة الشديدة. 27 - مثل ادراع اليلمق الجديد ... أما بكل كوكبٍ حريد يقول: يدخلن في الظلمة مثل دخول الرجل في اليلمق الجديد. و"اليلمق": 148 أ/ القباء المبطن. ولا يقال له إذا كان طاقاً: يلمق. 29 - في كل سهبٍ خاشع الحيود ... تضحي به الروعاء كالبليد

"السهب": ما ملس من الأرض واتسع، والجمع سهوبٌ. و"الحيود: ما ارتفع من الأرض، واحدها حيدٌ. "خاشع"، يقول: قد خشع حيوده، أي: اطمأن. و"الروعاء": ناقته، وصفها بحدة النفس. 31 - وفتيةٍ غيدٍ من التسهيد ... جابوا إليك البعد من بعيد "التسهيد": السهد. والأغيد": اللين العنق. وإنما يريد - هاهنا- أن أعناقهم قد مالت من النعاس. و"جابوا" قطعوا. 33 - يخاطرون الليل ذا الكؤود ... عراض كل وغرةٍ صيخود "الكؤود": الشدة. و"العراض": المعارضة. "الوغرة" الشديدة الحر. و"الصيخود": مثلها. ويقال: "تكأد ذلك الأمر"، أي اشتد. 35 - وقربٍ مخروط العمود ... سيراً يرخي منة الجليد "القرب": طلب الماء. و"المخروط": السريع المستقيم. "العمود": سيره. ضربه مثلاً. لأنه ممتد طويل منطلق. "يرخي": يباعد ويضعف. و"المنة": القوة. و"الجليد": الجلد. 37 - ذا قحم وليس بالتهويد ... حتى استحلوا قسمة السجود 148 ب/ واحد "القحم" قحمةٌ، يقول: يقتحم من منزل إلى منزلٍ، يطوي لأنه لا يجد منزلاً فيه ماءٌ. "استحلوا"، يقول: من بعد

السير حلت لهم الصلاة ركعتين. و"التهويد": سيرٌ لينٌ. يقال: "هودوا"، أي سيروا سيراً ليناً. 39 - والمسح بالأيدي من الصعيد ... نبهتهم من مرقدٍ مودود 41 - إلى دفوف يعملاتٍ قود ... إذا سهيلٌ لاح كالوقود "يعملاتٌ": إبل مستعملةٌ، قد جربت العمل. "قودٌ": طوال الأعناق. و"الدف": الجنب. و"الدف"، في غير هذا المكان: السرعة. من قوله: "يدفون إليك دفيف النسور"، أي يسرعون. و"سهيلٌ": نجمٌ. 43 - فرداً كشاة البقر المطرود ... ولاحت الجوزاء كالعقود "كشاة البقر"، يريد: في بياضها. و"الشاة" -هاهنا-: الثور. "لاحت": برقت. و"العقد": واحد "العقود"، وهو من اللؤلؤ. فشبه الجوزاء وما معها من الكواكب كالعقد من اللؤلؤ. 45 - والنجم بين القم والتعريد ... يستلحق الجوزءا في صعود "النجم": الثريا. ويقال: "الدبران" ثم "الجوزاء" بعده. واحد "القم" "قمةٌ": وهو وسط الرأس. و"التعريد"،

إذا ارتفع فقد "عرد"، وإذا دخل ليغيب فقد "عرد" أيضاً. "مستلحق الجوزاء: كأنها تمد إليه "يبطيء قليلاً حتى تلحقه الجوزاء في صعودٍ وارتفاعٍ. 149 أ 47 - كأنها من نظرٍ ممدود ... بالأفق إنظامان من فريد يريد: الجوزاء. "من نظر ممدود": من مكان بعيدٍ. "الأفق": واحد الآفاق. "وآفاق السماء": جوانبها. "إنظامان" ما نظم من اللؤلؤ، الواحد "نظمٌ" والجمع "النظام". و"الفريد": فرائد اللؤلؤ. 49 - ومنهلٍ من القطا مورود ... أجن الصرى ذي عرمضٍ لبود "المنهل": الماء. و"الأجن": المتغير. و"الصرى": الماء القليل. و"العرمض": ما عليه من الطحلب والخضرة. "لبودٌ" ملتبدٌ: يقال: "لبودٌ ولبدٌ وملتبدٌ". 51 - تكسوه كل هيفةٍ رؤود ... من عطنٍ قد هم بالبيود "الهيف": الريح الحارة. و"الرؤود": التي تذهب وتجيء. و"العطن": مبارك الإبل. "بالبيود": بالذهاب. 53 - طلاوة من حائلٍ مطرود ... طامٍ كحم المرجل الركود

"الحائل": بعر قد أتى عليه حولٌ. و"الطلاوة": ما علاه من القذر، مثل البعر وغيره، فتيك الطلاوة. و"الحائل": الذي قد أتى عليه حولٌ. و"المطرود": الذي قد طردته الرياح إلى هذا الماء. و"الطامي": الممتلئ "كحم المرجل"، يريد: بقية الألية شبه ما سقط من الأبعار من ذلك العطن في الماء الآجن بما يبقى من الألية المذابة في الإهالة. وكل قدرٍ عند العرب: "مرجلٌ" من برامٍ أو حديدٍ. 149 ب 55 - وردت بين الهب والهجود ... بأركبٍ مثل السكارى غيد "بين الهب والهجود"، يريد: بين النائم واليقظان. "بأركبٍ" جمع "ركبٍ". "مثل السكارى"، يريد: من النعاس. و"الأغيد" واحد "الغيد": وهو الشاب اللين العنق الناعم. وإنما يريد: قد مالت أعناقهم من سكر النعاس. 57 - وقلصٍ مقورة الجلود ... عوجٍ طواها طية البرود "المقورة": الضامرة. "عوجق": قد اعوجت من الضمر، الواحد "أعوج" و"عوجاء". "طواها" يريد: السفر. و"الطية": المصدر.

59 - شجي بأيديها رؤوس البيد ... يصبحن بعد الطلق التجريد "شجي": فعلٌ، يقول: "شجي بأيديها .. ". و"الطلق": أول يومٍ يتوجه فيه لطلب الماء. و"التجريد": الانكماش. 61 - وبعد سمد القرب المسمود ... يخرجن من ذي ظلمٍ منضود "السمد": سير الليل. "يسمدون عليها إلى الصباح": يبيتون على إبلهم. "القرب": إذا كان بينك وبين الماء ليلةٌ تصبح من غدها على الماء. و"المنضود": المتراكب. 63 - شوائياً للواسق الغريد ... قبا كخيطان القنا المجرود "شوائي": سوابق. يقال: "قد شآها"، أي: سبقها. "للواسق": وهو السائق الذي يجمعها، أخذ من "الوسيقة": وهي الإبل المجموعة التي تساق. 150 أ/ و"الغريد": في صوته. ويروى: السائق. "قب": ضامرة من السفر. "كخيطان"، يقول:

هي في ضمرها كالعيدان وصلابتها، الواحد "خوطٌ". و"المجرود": الذي قد أخذ ما عليه من اللحاء. 65 - يتبعن مثل الصخرة الصيخود ... ترمي السرى بعنقٍ يمؤود "يتبعن" - هذه الإبل- ناقةً كأنها الصخرة من قوتها على السفر. و"الصيخود": الشديدة. و"اليمؤود": اللين الرخص، أخذ من "المائد": وهو الذي يميد في البحر. ويروى: "بعنقٍ أملود": وهو الأملس. 67 - وهامةٍ ملمومة الجلمود ... إذا حداهن بهيدٍ هيد "الملمومة": المجموعة. شبه هامتها بالصخرة. و"الجلمود": الحجارة الصلبة. "حداهن": ساقهن. "هيدٌ هيدٌ": زجرٌ وحداء. 69 - صفحن للأزرار بالخدود ... كأنما بعد السرى قتودي "أزرار الأديم": تكون في العرى. و"القتود": عيدان

الرحل، الواحد "قتدٌ" يقول: كأن قتودي على ظهرِ عيرٍ قد فزع من قانصٍ أو غيره، من نشاط ناقته. "صفحن": أعرضن بصفحة الوجه. 71 - على سراة مسحلٍ مزؤود ... ذي جدتين أبدٍ شرود ["الجدتان": خطتان قد اكتنفتا فقار الظهر. "أبدٌ": وحشي]. 73 - يبري لقباء الحشا قيدود ... معقومةٍ أو حائلٍ جدود 150 ب/ يقول: هذا البعير يعارض لـ"قباء"، أي: لأتانٍ ضامرة الحشا. و"المعقومة": لا تلد. و"الحائل": التي أتى عليها الحول ولم تحمل. و"الجدود": التي لا لبن لها. و"القيدود": الطويلة. 75 - تقول ميٌّ شبه التفنيد ... إنك سامٍ سموةً فمود تقول: إنك سامٍ سموةً يكون هلاكك فيها لما تسمو من هذه الأسفار البعيدة، فسوف يهلكك سموك فيها. و"التفنيد": التحميق. 77 - هم امرئٍ لهمه كبود ... ذي بدواتٍ متلفٍ مبيد "الكبود": الصعب الذي يغالب أمره ويركبه. 79 - أمضى على الهول من الطريد ... فقلت: لا والمبديء المعيد

81 - الله أهل الحمد والتمجيد ... ما دون وقت الأجل المعدود 83 - موتي ولا في الظمء من مزيد ... موعود رب صادق الموعود 85 - والله أدنى لي من الوريد ... والحتف يلقى أنفس الشهود قوله: "لافي الظمء": وذلك أن الإبل تسقى الماء في كل خمسة أيام أو أكثر من ذلك أو أقل. فيقول: لم يبق من أجلي إلا مثلُ ذلك الظمء، وهذا مثلٌ ضربه. و"الحتف": هو الموت. يقول: الحتف يأتي نفس الشاهد المقيم بأهله وإن لم يشخص.

(12) (البسيط) وقال أيضاً: قال الأصمعي: كان سبب تشبيب ذي الرمة بخرقاء أنه مر في

بعض أسفاره، فإذا خرقاءُ خارجةٌ من خباءٍ فنظر إليها فوقعت في قلبه، فخرق إداوته، ودنا منها يستطعم، يريد بذلك

12 - أأن ترسمت من خرقاء منزلة

كلامها. فقال: إني رجلٌ على ظهر سفر، وقد تخرقت إداوني فأصلحيها. فقالت: لا والله ما أحسن العمل، وإني لخرقاء. و"الخرقاء": التي لا تحسن العمل لكرامتها على أهلها. وفيها يقول ذو الرمة: 69 أ 1 - أأن ترسمت من خرقاء منزلةً ... ماء الصبابة من عينيك مسجوم

"ترسمت من خرقاء" تثبت فيه ونظرت هل ترى أثر منزلها. و"الترسم": التثبت والنظر. قال: وقيل لغلام من العرب: أما تستحي أن تمتح أمك كأنها أمةٌ. قال: ما أستحي لها من ذلك. إنما أستحي لها من أن تكون خرقاء لا تنفع أهلها. وقال محمد بن الحجاج الأسدي: حججت فمررت بفلجة. فقيل لي:

هاتيك خرقاء صاحبة ذي الرمة. وهي امرأة من بني البكاء، فأتيتها فإذا هي امرأة برزةٌ. فنسبتني فعرفتني. ثم قالت: يابن أخي هل حججت قبل هذه المرة؟ قلت: نعم. قالت: فما منعك أن تمر علي؟ إني منسكٌ من مناسك الحج. أما سمعت قول عمك ذي الرمة: تمام الحج أن تقف المطايا ... على خرقاء واضعة اللثام وقوله: "منزلةً": فـ"المنزل" و"المنزلة" واحد. يقال: "منزلٌ ومنزلةٌ" و"دارٌ ودارةٌ" و"بابٌ وبابةٌ". وقوله: "ماء الصبابة" فـ"الصبابة": رقة الشوق. والمعنى: أماء الصبابة مسجومٌ لأن ترسمت من خرقاء. فقدم ألف الاستفهام التي كانت في "ماء" فصيرها في "أن". و"مسجومٌ": سائلٌ مهراقٌ. يقال: "سجمت العين الدموع تسجمها سجماً" إذا صبتها. وموضع "أن" خفضٌ.

2 - كأنها بعد أحوالٍ مضين لها ... بالأشيمين يمانٍ فيه تسهيم "كأنها"، يعني: المنزلة. "بعد أحوال"، أي: بعد سنين. "بالأشيمين": وهما جبلان 69 ب/ من جبال الدهناء. "يمانٍ"، أي: بردٌ يمانٍ. "فيه تسهيمٌ": فيه خطوط وشيٍ، وأصله من "السهم" لأن فيه ألواناً خطوطاً تسهيم وشيٍ مثل أفواق السهام، وكذلك "المسهم" يكون فيه أفواق السهام. قال النابغة الجعدي في مثل هذا أو شبهه، وهو معنى واحد: رمى ضرع نابٍ فاستمر بطعنةٍ ... كحاشية البرد اليماني المسهم يعني: طعنة جساسٍ لكليبٍ.

3 - أودى بها كل عراصٍ ألث بها ... وجافلٌ من عجاج الصيف مهجوم ويروى: "أودى بها ذو أداحٍ واستحار بها" قال أبو سعيد: سمع قوله: * كأنه لاعبٌ أو فاحصٌ داحي* يريد: المطر كأنه فحص الأرض و"الداحي": الذي يدحو الشيء، أي: يرمي به. قال: سمع بهذا فاشتهاه وطلبه. قال: "أودى بها"، أي: غيرها وأهلكها وأذهبها. "ذو أداحٍ": واحدها "أدحي". يريد: أنه فحص في الأرض حتى صار بها

مثل أداحي النعام. و"استحار بها"، أي: حار يحيرُ، يأخذ كذا وكذا. قال: "العراصُ": الغيم الذي لا يفتر برقه. وقوله: "ألث بها"، أي: أقام عليها ولزمها. و"جافل": وهو الذي يجفل ما يمر به. يقال: "جفل يجفل". وقال: يقال: "عجاجٌ جافلٌ"، وإنما يعني: الغبار. والريح تجفل الأرض. وقوله: "مهجومٌ"، أي: ملقى عليه. قال: جافلٌ من عجاج الصيف، ومن هباب الصيف أيضاً، وهذا مثلٌ. يقول: حين اشتد الصيف وجاءت الريح. "مهجومٌ": ملقى عليه، هجمته الريح. يقال: "هجم 70 أ/ عليه بيته"، أي: ألقاه وهدمه. و"هجمت ما في ضروع الإبل أهجمها". ومن ثم قيل: "انهجم عليهم البيت"، إذا انهدم. "مهجوم": ملقى على الناس إلقاءً. 4 - ودمنة هيجت شوقي معالمها ... كأنها بالهدملات الرواشيم يريد: أأن ترسمت منزلة ودمنةً. و"الدمنة": آثار الناس

وما سودوا ولطخوا. و"معارفها" أي ما كنت تعرف منها، من هذه الدمنة، واحدها معروف. "والهدملات": رمالٌ مشرفةٌ، واحدها هدملةٌ. و"الرواشيم": واحدها روشمٌ، وهو الأثر الذي يطبع به. و"الروشم": العلم. وقال: الرشم، وهو بالفارسية: روشم، فأعربته العرب فقالت: "روشمٌ"، [ورواشيم:] جمعٌ، وهي الطوابع. ومن ثم قيل "دنٌ مرشومٌ"، أي: معلمٌ عليه. قال الأخطل: * أتعرف من أسماء بالجد روسما*

5 - منازل الجي إذ لا الدار نازحةٌ ... بالأصفياء، وإذ لا العيش مذموم قال المهلبي: "منازل" بالرفع والنصب. فمن رفع فعلى: "هي منازل"، أي: التي ذكرت منازل الحي. ومن نصب فعلى أنه رده على "منزلةً" و"دمنةً". قوله: "إذ لا الدار نازحة"، أي: ليس الدار بعيدةً، أي: لم تتفرق بالقوم، وأنشد: * زارتك حبي من مزارٍ نازح* و"الأصفياء": الأوداء، الواحد صفيٌّ، وهو الحبيب الواد الذي قد صفا وده. 6 - كادت بها العين تنبو ثم بينها ... معارف الأرض والجون اليحاميم 70 ب/ "تنبو"، أي: لا تثبت العين لمعرفتها. وكل ما لم تقبله عينك فقد نبت عنه. يقال: "نبت عيني عنه"، إذا جفت عنه. يقول: كادت عيني لا تعرفها. "معارف": ما عرف منها. و"الجون": الأثافي السود. والواحد جونٌ. و"الأثافي": أحجار

القدر التي تنصب عليها. والواحدة أثفةٌ، والجمع أثافي. و"اليحاميم": السود، والواحد يحمومٌ والأنثى يحمومةٌ. 7 - هل حبل خرقاء بعد الهجر مرموم ... أم هل لها آخر الأيام تكليم "الحبل"- هاهنا-: المودة. "مرموم": مصلحٌ، أي: "يرم": يصلح، يتعهد عهدها كما يتعهد الخلق ويصلح. وقوله: "آخر الأيام تكليم"، يقول: هل يقدر أن يكلمها في باقي الأيام، أي: هل لها فيما بقي من العيش كلامٌ، أي: هل إلى كلامها سبيل؟! 8 - أم نازح الوصل مخلافٌ، لشيمته ... لونان، منقطعٌ منه فمصروم أبو عمرو: "أم حادث الوصل .. ". وقال: "المنقطع": الذي في بلد وأنت في آخر، فهو منقطعٌ عنك. قوله: "أم نازح الوصل"، يعني: خرقاء. قال: أم خليلٌ وإلفٌ نازح الوصل. و"النازح": البعيد. يقول: أم هذه وصلها نازحٌ. يقول: أم هي امرأة مثل إنسانٍ نازح الوصل. "مخلاف": لا يؤاتي، إذا

وعد أخلف، مخلافٌ لوعده، و"منقطعٌ منه": لا يوصل. قوله: "لشيمته لونان" أي: لطبيعته وخلقه ضربان، أي: لا يبيت على 71 أ/ أمر واحد. ثم قال: "منقطعٌ منه فمصرومٌ"، أي: يقطع فيصرم. كقولك في الكلام: "أترى وده مراجعنا أم كل متروكٍ ظالمٌ مبغضٌ؟ .. ". و"منقطعٌ مصرومٌ": خبر "نازحٍ". والمعنى: هل أكلمها أم هي بمنزلة من "نزح"، أي: بعد، فلا يكلم فينقطع منه فيصرم. وكأنه جعله سياقاً واحداً، كله للخليل. كأنه قال: أم نازح الوصل منقطعٌ منه فمصرومٌ، أي مقطوعٌ. ثم قال: "لا، غير أنا .. ".

9 - لا، غير أنا كأنا من تذكرها ... وطول ما قد نأتنا نزعٌ هيم أبو عمرو: "لا غرو أنّا كأنا من تذكرها". قال: يقول: الذي أساء إلينا تصرم. ثم قال: لا نقطعه، نحن نصبر عليه، أي: نصبر على هذا الإلف. "غير أنّا": إلا أنّا. والمعنى في قوله: "لا غير أنّا" أي: إلا أنّا كأنا من تذكرها ننزع إليها ونهيم بها. قال المهلبي: وقيل: "هيمٌ": جمع أهيم وهيماء، وهو البعير العطشان. أي كأنا إبلٌ عطاشٌ تشتاق إلى ماء أوطانها وتنزع إليها. و"النازع": البعير الذي يشتاق إلى وطنه فينزع إليه. يقول: ليس عندها شيء، غير أنّا ننزع إليها، ونهيم شوقاً إليها وحباً لقربها. 10 - تعتادني زفراتٌ حين أذكرها ... تكاد تنقض منهن الحيازيم

"تعتادني"، أي: تجيئني وتعودني مرةً بعد مرةٍ. و"الزفرة": النفس الشديد. 71 ب/ وقوله: "تكاد تنقض"، أي: تنهد وتنهدم. "منهن": الزفرات. و"الحيازيم": عظامُ الصدر وما يليها. والواحد حيزومٌ، وهو حيث يشد حزام الرحل. 11 - كأنني من هوى خرقاء مطرفٌ ... دامي الأظل بعيد الشأو مهيوم "مطرف": بعير اطرفه قوم، استري طريفاً، لا من

بلاد القوم، ولم ينتج عندهم. وهو أيضاً الذي يؤتى به من وطنه إلى وطنٍ غيره، فهو يحن إلى ألافه ويشتاق. ثم نعت حال البعير فقال: دامي "الأظل": باطن المنسم من الخف. وقوله: "بعيد الشأو"، أي: بعيد الهمة. يقول: كأني بعير ذاهب الفؤاد. شبه شوقه بشوق هذا البعير. "مهيومٌ"، أي: به "هيامٌ": وهو داءٌ يأخذ الإبل شبيه بالحمى، تسخن عليها جلودها، ولا تروى من الماء. وقال أيضاً: "الهيام": داءٌ يأخذ الإبل من أكلها الكلأ وعليه الندى قبل أن تطلع الشمس، فيصيبها على ذلك أن تسخن جلودها وتلقي روثها، فلا تعتلف ولا تشرب الماء. و"الطارف": المشترى، وليس من بلاد القوم. و"التالد": ما ولدوه. 12 - دانى له القيد في ديمومةٍ قذفٍ ... قينيه وانسفرت عنه الأناعيم "دانى"، أي: قصر له، أي: لهذا البعير. في "ديمومةٍ"، أي: مفازةٍ قفرٍ مستويةٍ، والجميع: دياميم. يقول: قيد هذا

في هذه الأرض. "قذفٌ": بعيدةٌ. "قينيه": وظيفيه. قال: "القين": وظيفةٌ من الرضف. 72 أ/ يقول: كأنني بعير مقيد، دانى له القيد قينيه، أي: قارب القيد وظيفيه. و"انسفرت": كما ينسفر السحاب، أي: ذهبت عنه الإبل، وهو مقيدٌ. و"انسفر" السحاب، أي: انكشف. وكذلك: "انحسرت عنه الأناعيم". و"الأناعيم": جمع أنعامٍ، و"الأنعام": جمع نعمٍ. 13 - هام الفؤاد لذكراها وخامره ... منها على عدواه الدار تسقيم

ويروى: " .. النأي تسقيم". "هام الفؤاد"، أي: ذهب فؤاده من حبها. يقال: "هام البعير والإ، سان يهيم هياماً" و"خامره"، أي: دخل قلبه ولزمه ولبسه في جوفه وباطنه، ومنه سميت: "الخمر". وفي الحديث: "الخمر [ما خامر] العقل"، أي: خالطه ولبسه. و"الداء المخامر": الملازم. و"عدواء الدار": صرفها واختلافها. يقال: "أتيتك على عدواء الشغلِ"، أي: على اختلاف الشغل. قال: "العدواء": الصرف. يقال: "عداني كذا وكذا"، أي: صرفني. والمعنى: خامره تسقيمٌ على صرف شغله أي: ما يصرفه من الشغل فكيف لو كان لا يشتغل. و"تسقيمٌ": مرضٌ.

14 - فما أقول ارعوى إلا تهيضه ... حظ له من خبال الشوق مقسوم "ارعوى"، يعني: فؤاده، أي: ما أقول: رجع وكف إلا "تهيضه" [حظٌ، أي: نكسه] و"التهيض": النكس. قال: "الهيض": أن يصيب الدابة الكسر ثم تجبر ثم يصيبها شيء بعدما انجبر فيعنت. فيقال: "هيض"، ونُكس" 72 ب/ ويقال: "عنتت يده"، إذا أصابها شيء. وقوله: "حظ له"، أي: قسطٌ له من الشوق يأتيه. و"قسطه": ما يصيبه. يقال: "اقسطه بيننا"، أي: اقسمه قسمةً سواءً، ثم اجعل لكل إنسان "قسطه"، أي: نصيبه. وقوله: "من خبال الشوق". قال: "الخبال": ما خبل القلب، أي: ما أفسده. يقال: "خبل فؤاده"، أي: أفسده و"الخبال": ما خبلك عن حاجتك، أي: حبسك. 15 - كأنها أم ساجي الطرف أخدرها ... مستودع خمر الوعساء مرخوم

أبو عمرو: "أخدرها"، أي: حبسها عن صواحبها أي: كأن هذه المرأة "أم ساجي الطرف"، يعني: ظبيةً، شبه المرأة بها. و"ساجٍ": ساكنُ الطرف، يعني: غزالاً ساكن الطرف "أخدرها": حبسها وخلفها مع ولدها، فتركت أُلافها من الوحش وقامت على ولدها. قال: "أخدرها" حتى خدرت في الخمر. وإذا تأخر الظبي أو الظبية قبل: "قد خدر". فيقول: خلفها عن الظباء ولدها وهو المستودع خمر الوعساء، وهو حبسها. استودع خمر الوعساء، أي: توارى ولدُ هذه الظبية. و"الخمر": كل شيء واراك وسترك. و"الوعساء". أرض سهلة لينة وفيها ارتفاع. "مرخوم"، يعني: الغزال. ألقيت عليه "رخمة" أمه، أي: حبها وإلفها له. وهو من قولك: "ألقيت عليه رخمتي". قال: "مرخوم": ملقى عليه رخمة أمه. 16 - تنفي الطوارف عنه دعصتا بقرٍ ... ويافعٌ من فرندادين ملموم 73 أ/ "تنفي": تطرد. و"الطوارف": العيون التي تطرف، والواحدة طارفةٌ. قال: "الطوارف"، من عيون السباع وغيرها. "عنه": عن هذا الولد. و"دعصتا بقرٍ": رملتان في شق الدهناء يقال لهما: "دعصتا بقر". فيقول: الدعصتان تنفيان

الأبصار عن هذا الظبي، أي: تحجبان الأبصار عنه، تستره أن تراه العين. "ويافع": يقول: ويافع يستره أيضاً ويحجبه. "اليافع": كثيب مشرف - هاهنا- و"اليافع" أيضاً: الغلام ابن ثماني سنين أو عشرٍ. وقوله: "من فرندادين": وهما جبلان من الرمل، يقال لهما: "فرندادان". قال: * وبالفرنداد له أمطي* قال أبو عمرو: "الأمطي": شجيرةٌ خضراء غبراء لها لبنٌ فيجمس فيصير صمغاً عربياً. "ملموم": مدارٌ مجتمعٌ. رده على: "يافعٍ". "فرنداد": بالدهناء. قال المهلبي: قال أبو عبيدة: قال ذو الرمة حين حضرته الوفاة لقومه: أين تدفنوني؟

قالوا: في مقابر قومك. قال: ليس مثلي يدفن في مقابر أهله. قالوا: فأين ندفنك؟ قال: بفرندادين- وهو موضع رملٍ مشرفٍ يراه الراكب من مسيرة يومين - قالوا: فإنه رملٌ ينهار ولا تتمكن الرجل فيه. قال: احملوا الحجارة على الدواب فاصعدوا بها إلى أعلاه، ثم هيئوا هنالك قبراً. ففعلوا، فهناك قبره. 17 - كأنه بالضحى ترمي الصعيد به ... دبابةٌ في عظام الرأس خرطوم 73 ب/ يقول: كأن هذا الولد - يعني الظبي- سكران من النعاس، ترمي به "دبابة"، يعني: الخمر. يقول: كأنه من وسنه ونعاسه ضربت به الأرض الخمر وهي: "الدبابة". والمعنى:

كأنه بالضحى تبطحه خمرٌ من النعاس. أي: أنه ينام بالضحى. وإنما ينام لريه من اللبن. و"الصعيد": التراب. "دبابة": خمرٌ تدب في العظام. "خرطوم": أول ما ينزل [و] يؤخذ من الدن. 18 - لا ينعش الطرف إلا ما تخونه ... داعٍ يناديه باسم الماء مبغوم أي: لا يرفع هذا الولد العين إلا ما "تخونه"، أي: تعاهده. يقال: "لا يزال فلان يتخونه"، أي: يتعهده. وقوله: "باسم الماء": حكى صوت الظبي. يقول: إذا قالت له أمه: ما، ما .. رفع طرفه وماء، يحكي به صوتها. وقوله: "داعٍ": هو

الصوت "مبغوم": كما تقول: "قيلٌ مقولٌ" وكذلك: "داع مبغوم الصوت. كما يقال: "بغم به فبغم بغامها" .. كما تقول: "كلم به". أي: ذلك الداعي بغم فبغم. و"البغام": صوت الظبية. يقال: "جوازيء" بغمت تبغم بغاماً. 19 - كأنه دملجٌ من فضةٍ نبهٌ ... في ملعبٍ من عذارى الحي مفصوم أي: كأن هذا الولد "دملجٌ" في بياضه. "نبهٌ":

منسي، انتبهوا له انتباهاً، لا يدرون أي موضع افتقدوه. وقال الأصمعي: إنما أراد: ضلوه نبهاً، أي: نسوه، لا يدرون متى هلك 74 أ/ حتى انتبهوا له. و"فقدوا متاعهم نبهاً". قال: وسمعت من ثقةٍ: "قد أنبهت حاجتي"، أي: نسيتها. ويقال للقوم إذا ذهب لهم الشيء، لا يدرون متى ذهب: "قد أنبهوه". قال: وبئسما قال ذو الرمة لأنه وضعه في غير موضعه. كان ينبغي أن يقال: كأنه دملج فقد نبها. وقوله: "في ملعب"، أي: حيث تلعب الجواري. و"مفصوم"، أي: مكسورٌ، قد فك وفصم. يقال: "فصمت الشيء أفصمه فصماً، وانفصم هو". وقال: "مفصومٌ": مفصولٌ، وهو أن تفرق بين طرفيه، فشبه الظبي به إذا نام منطوياً. وقال الراعي:

أغن غضيض الطرف باتت تعله ... صرى ضرةٍ شكرى فأصبح طاويا 20 - أو مزنةٌ فارقٌ يجلو غواربها ... تبوج البرق والظلماء علجوم يقال: "كأن المرأة في حسنها مزنةٌ"، أي: سحابةٌ. "فارقٌ": سحابة منفردةٌ، قد انفردت من السحاب فتقدمت. وقال: الفارق من السحاب تنحت ناحيةً، كالفارق من الإبل التي يضربها المخاض، فتفارق الإبل فتصير ناحية، وتترك الإبل. يقال: "ناقةٌ فارقٌ"، إذا اعتزلت الإبل وأرادت أن تنتج. "فرقت الناقة تفرق فروقاً". "يجلو": يكشف. "غواربها": أعاليها. يقول: يكشف عن أعاليها .. و"غارب" البعير: ما جاوز سنامه إلى عنقه، وهذا مثلٌ في السحاب. "تبوج البرق" تكشفه وتفتحه. 74 ب/ "علجوم":

شديد السواد. وكل أسود: "علجومٌ". يقول: والظلماء سوداء. ويقال: هي في السواد أجدر أن تستبين. 21 - تلك التي أشبهت خرقاء جلوتها ... يوم النقا بهجةٌ منها وتطهيم قال أبو عمرو: أشبهت "خرقاء" بالنصب "جلوتها": بالرفع. أي: حيث انجلت المزنة عن الشمس. فشبه خرقاء بالشمس حين انجلت المزنة عنها وقوله: "تلك" يعني: السحابة. "جلوتها"، أي: مجتلاها حين اجتليت. و"جلوتها". انكشافها. يقول: حين انجلت تلك السحابة أشبهت خرقاء يوم رأيتها بالنقا. يقول: تشبه خرقاء جلوة السحابة إذا اجتليتها، نظرت إليها. و"البهجة": الحسن. و"التطهيم": أن يتم كل شيء منها على حدته في عتقٍ

وكرمٍ. ويقال: "امرأة مطهمةٌ وفرس مطهمٌ". يقول: أشبهت خرقاء بهجةٌ منها وتطهيمٌ. 22 - تثني النقاب على عرنين أرنبةٍ ... شماء مارنها بالمسك مرثوم "تثني": تعطف. و"العرنين": الأنف كله. و"الأرنبة": مقدم الأنف. وقال: "عرنين أرنبةٍ"، نسب أحدهما إلى الذي يليه. يقول: عرنين ذي أرنبةٍ وقال: كأنه قال: على غضروف أرنبةٍ. "شماء": طويلةٌ، مشرفة الأنف في استواء. و"المارن": مالان من 75 أ/ الأنف. وقال: "الشمم": طول الأنف كله والأنربة في استواءٍ. "والذلف" قصر الأنف في استواء. "مرثوم": مطليٌّ، وهذا مثل. يقول: كأن أنفها أنف راعفٍ. "مرثوم": الذي يُرثم أنفه فيدمى. يقال: "رُثم" أنفه، إذا لطخ بدمٍ.

ويقال: "رثمت أنفه أرثمه رثماً"، إذا أدميته. فيقول: كأن به من المسك ما على الأنف الذي أُدمي. ولا يقال: "مرثوم" إلا للدم وحده. يقول: رثم أنفها بالمسك فدمي. وإنما أراد: أنفها مطلي بالمسك. ويقال: "فرس أرثم"، إذا كان طرف أنفه إلى جحفلته بياضٌ، أي: فكأن البياض منه مكان الدم المرثوم. 23 - كأنما خالطت فاها إذا وسنت ... بعد الرقاد فماضم الخياشيم "وسنت"، أي: نعست. و"الوسن": النعاس. و"الرقاد": النوم. و"الخياشيم": الأنف أجامع. أي: خالطت فاها فما ضم الخياشيم. وأصل "الخيشوم": عظامٌ رقاقٌ بين الجمجمة وأعلى الأنف، ثم صيروا الأنف خيشوماً.

24 - مهطولةٌ من خزامى الخرج هيجها ... من صوب ساريةٍ لو شاء تهميم ويروى: "من ضرب ساريةٍ": وهو ما ضعف من المطر. "مهطولة"، أي: ممطورةٌ. وهي التي أصابها الهطل، يعني: روضة فيها خزامى من الخرج. و"الخزامى": نبتٌ طيب الريح. و"الخرج": موضع بالرمل في بلاد بني تميم، و"الخرج": باليمامة. وقال: 75 ب/ كأنما خالطت فاها خزامى من "خزامى الخرج".

وقوله. "هيجها". أي: هيج ريحها. و"الصوب" من المطر: الضعيف. و"السارية": السحابة تسري بالليل، تمطر. "لوثاء": بها بطءٌ، يعني: في السحابة إبطاءٌ، أي: هي بطيئة ضعيفة المطر. يقال: "رجل فيه لوثةٌ"، أي: استرخاءٌ. وكل بطيء مسترخٍ: "ألوث". "تهميم": مطر ضعيف صغير القطر. يقال. أصابتنا هميمةٌ وهمائم للجميع، وهي الأمطار الضعاف. وقال: "صوب ساريةٍ" يقال: "صاب يصوب صوباً، وتصوب: تفعل". 25 - أو نفحةٌ من أعالي حنوةٍ معجت ... فيها الصبا موهناً والروض مرهوم يقول: كأنما خالطت فاها مهطولة أو حنوة - و"الحنوة": نبت أصفر الزهر. طيب الريح- من أعالي هذه الحنوة، يقال: "معجت تمعج معجاً". وقال: "المعج": سيرٌ ليس بالشديد ولا اللين، وضربه مثلاً للريح. "موهناً"، أي: بعد وهنٍ من

الليل، أي: بعد ساعة. "مرهومٌ": ممطورٌ. يقال: "قد أصابتنا رهمةٌ"، وهي المطرة الضعيفة. 26 - حواء قرحاء أشراطيةٌ وكفت ... فيها الذهاب وحفتها البراعيم وروى أبو عمرو: "حواء قرحاء أشراطيةً .. " بالنصب. و"الحوة". خضرةٌ شديدة تضرب إلى السواد. "قرحاء": فيها نورٌ وزهرٌ 76 أ/ أبيض كقرحة الفرس، وهو مثلٌ و"القرحة": بياضٌ في وجه الفرس. "أشراطيةٌ": مطرت بنوء الشرطين.

"وكفت": قطرت. و"الذهاب": الأمطار فيها ضعف. وقال: لم يسمع لها بواحد. وقال مرة أخرى: "الذهاب": الواحد ذهبةٌ: "حفتها": أحاطت بها. و"البراعيم": أكمة الزهر قبل أن ينشق. و"كمام" الزهر: وعاؤه قبل أن يتفقا. وواحد "البراعيم": برعومٌ. قال: يقول: أو خالطت فاها نفحةٌ من أعالي حنوةٍ. و"الحنوة": من أحرار البقل، وهي طيبة الريح [فجاءت الريح] أعاليها. فاخذت ريح الثمر. 27 - تلك التي تيمت قلبي فصار لها ... من وده ظاهرٌ بادٍ ومكتوم

"تيمت": ضللت فؤادي وأذهبته. و"تامت" أيضاً لغةٌ. وأنشد: نامت فؤادك لم يحزنك ما صنعت ... إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا يقول: صار لها [ودٌ و] حبٌ. ودٌ "بادٍ"، أي: ظاهرٌ. وحبٌ "مكتومٌ". أي: أمرٌ يظهره وأمرٌ يكتمه. 28 - قد أعسف النازح المجهول معسفه ... في ظل أغضف يدعو هامه البوم

"أعسف": آخذ في غير هدى. قال: "والعسف": السير على غير هدى. "عسف يعسف عسفاً". ومن ثم قيل للوالي: "هو يعسف"، أي: يأتي الأمر بغير حقٍ ومن غير جهته، لا يركب القصد. و"النازح" 76 ب/: الخرق البعيد. و"معسفه"، أي: مأخذه على غير هدى. و"المجهول": الذي لا يهتدى لطريقه. "في ظل أغضف" [أي: تحت الليل دائماً، سماه أغضف لتثنيه على الأرض وسقوطه. و"الغضف":]: التكسر. يقال: "تغضف عليه القوم". و"دخلوا بئراً فتغضفت عليهم"،

أي: انكسرت. "يدعو هامه البوم"، أي: يتجاوب هامه وبومه. 29 - بالصهب ناصبة الأعناق قد خشعت ... من طول ما وجفت أشرافها الكوم يقول: أعف النازح بالصهب، أي: بالإبل الصهب، وهي نجار العتق. "خشعت": هبطت وهزلت "أشرافها"، يعني: أسنمتها، والواحد شرفٌ، قال: مالت ولصقت بظهورها

من الهزال والتعب. "وجفت": من "الوجيف": وهو ضربٌ من السير فيه اضطرابٌ. و"الكوم": الضخام العظام الأسمنة. يقال: "ناقةٌ كوماء، وسنامٌ أكوم". وأصل "الكوم": التجمع، يقال: "كوم كومةً من تراب" إذا جمعها. 30 - مهريةٌ رجفٌ تحت الرحال إذا ... شج الفلا من نجاء القوم تصميم "مهريةٌ" من إبل مهرة. "رجفٌ": ترجف برؤوسها في السير، أي: تحركها. وهذا مما توصف به النجائب. "ترجف رجفاً ورجفاناً". "إذا شج الفلا"، ويروى: "إذا شج الصوى .. ". أي: إذا علا الفلاة. و"الصوى": أماكن غلاظٌ مرتفعة [و] علاماتٌ، أي: أعلام بينة المنازل. و"النجاء": السير. "تصميمٌ": 77 أ/ ركوب الأمر ومضاءٌ عليه. يقال: "صمم على ذلك الأمر"، أي: ركب رأسه، وعزم ومضى. قال: "والتصميم": الحمل على أمر واحد لا ينثني.

31 - تنجو إذا جعلت تدمى أخشتها ... وابتل بالزبد الجعد الخراطيم "تنجو" هذه الناقة. يقال: "نجت الناقة" و"الدابة تنجو نجاءً". و"النجاء": شدة السير. إذا جعلت، يقال: "جعل يفعل كذا وكذا" و"طفق" [و] "علق" مثله. و"الأخشة": واحدها خشاشٌ. و"الخشاش": الحلقة التي تكون في عظم أنف البعير. و"البرة": ما جعل في الجلد، في الوترة. فإذا نجت فمرت، خشت في السير، فجاذبت رؤوسها فدمي موضع الخشاش. قال: إذا اعتراها النشاط فاهتزت في الأزمة فذهبت الأخشة "بالزبد الجعد": الذي قد انعقد ولزم بعضه بعضاً حتى صار مثل الرغوة. و"الخراطيم": الأنوف. ويروى: "واعتم بالزبد .. "، أي: صار لها عمامةٌ من الزبد، نفخت فأزبدت. وقال: "بالزبد الجعد": وليس يكون من الزبد سبطٌ، ولكن هذا كلام العرب، تقول: "جاءني مثل الليل الأسود، وليس

يكون الليل أبيض، لا يكون إلا أسود. وقال: "الجعد": أن يكون منعقداً كأنه رغوةٌ. 32 - قد يترك الأرحبي الوهم أركبها ... كأن غازبه يافوخ مأموم 77 ب/ "الأرحبي": بعير نسبته إلى أرحب من همدان.

و"الوهم": الضخم. و"أركبٌ": جمعُ ركبٍ، قومٌ على إبلٍ. 33 - بين الرجا والرجا من جيب واصيةٍ ... يهماء خابطها بالخوف معكوم "الرجا": الناحية والجانب. و"الرجو": من أي ناحيتي الفلاة. وناحية كل شيء: "رجاه" وحرفه. يقول: تنجو من هذا الجانب "من جيب .. ": مدخل، أخذه من جيب القميص. "وجيب الفلاة" مدخلك فيها ومفتحك. "واصيةٌ": فلاة متصلةٌ بأخرى. ويقال: "وصى يصي"، إذا اتصل. ويقال:

"وصت لحيته"، إذا اتصلت. و"وصى النبت"، إذا اتصل. "خابطها": الذي يخبطها ويطؤها. "خابطها": آخذها بغير علم. "معكوم". كأنما جُعل على فيه عكامٌ من الخوف. و"العكام": كمامةٌ توضع على فم البعير. وهو الحجام. يقال: "كعمت البعير وحجمته وكممته". يقول: لا يتكلم من الخوف، كأنما ربط فمه. قال: ومثله: رُب خرقٍ من دونها يخرس السفر ... وميلٍ يفضي إلى أميال 34 - للجن بالليل في أرجائها زجلٌ ... كما تناوح يوم الريح عيشوم 78 أ/ "أرجاؤها": نواحيها. "زجلٌ": صوتٌ مختلطٌ. "تناوح": تجاوب بصوت الرياح. "تناوح": استقبل ذا ذا، وذا ذا بالصوت. تحن عيشومٌ من هاهنا وعيشومٌ من هاهنا فهما تتناوحان. ومنه سميت: "النواحة" لأن إحداهما تستقبل الأخرى. وقال: "عيشومٌ": شجرة تنبسط على وجه الأرض، فإذا يبست فللريح بها زفيرٌ. وقال: هو ضربٌ من النبت يتخشخش إذا يبس وأصابته الريح.

35 - هنا وهنا ومن هنا لهن بها ... ذات الشمائل والأيمان هينوم "هنا وهنا"، يقول: يسمع صوت الجن وزجلها من ها هنا وها هنا. "بها ذات الشمائل والأيمان هينوم"، أي: "هينمةٌ": وهي صوت تسمعه ولا تفهم كلاماً. وقال عمر بن الخطاب لأخته يوم أسلم: "ما هذه الهينمة؟ .. ".

36 - دويةٌ ودجا ليلٍ كأنهما ... يم تراطن في حافاته الروم ويروى: "داويةٌ .. ": وهي مفازةٌ مستويةٌ. قال: هي منسوبةٌ إلى الدو، وكأنك تسمع فيها دوياً. و"الدجا": ما ألبس من سواد الليل. يقول: اجتمعت لاةٌ وظلمةُ ليلٍ، فأنت تسمع فيها دوياً. و"اليم": البحر. إذا اختلط سواد الليل بالدوية فصارا كأنهما بحر "تراطن في 78 ب/ حافاته الروم". يقول: فيه لغطٌ ودوي يسمع بالليل. و"تراطنهم": كلامهم. و"حافاته": جوانبه. وذكر الأصمعي في حديث قال: "كان ذلك حين دجا الإسلام، أي: حين "ألبس"، أي: حين كثر.

37 - يُجلى بها الليل عنا في ملمعةٍ ... مثل الأديم لها من هبوةٍ نيم "يجلى بها"، أي: بهذه الفلاة، أي: بالأرض التي وصف. و"يجلى": ينكشف. يقول: إذا انجلى عنا الليل أصبحنا بأرض تلمع بالسراب، وهي: "الملمعة، "مثل الأديم": في استوائها. "هبوةٌ"" غبرةٌ. و"النيم": الفرو الصغير والقصير إلى الصدر، فمن ثم جعله "نيماً" وهو بالفارسية، أي: نصف [فروٍ].

وأخذه من قوله وهو: وقد أرى ذاك ولن يدوما ... يكسبن من لين الشباب نيما ويروى: "يجلو بها الليل .. "، أي يذهب. وقد "جلا"، أي: انكشف. وقال: "النيم": كسوةٌ لينةٌ من الغبار،

وأنشد في ذلك: وقد كانت الدنيا على عهد رافعٍ ... يلين لنا من قرة العين نيمها 38 - كأننا والقنان القود يحملنا ... موج الفرات إذا التج الدياميم "القنان": جمع قنةٍ، وهي الصغار من الجبال. و"القود": الطوال المستطيلة. والواحدة قوداء. قال: جعلها قوداً لأن لها أعناقاً ممتدةً. فيقول: كأننا معشر الركب والقنان القود 79 أ/ نجري في موج الفرات من كثرة السراب. "التج"، أي: صار لجةً، من كثرة السراب صار كاللجة. و"اللجة": الماء الكثير. و"الدياميم": الفلوات، واحدها "ديمومةٌ": وهي الأرض المستوية القفرة. ويروى: "إذا ائتج .. "، أي: احترق من الهواجر، من: "ائتج الشيء": احترق وتوهج. يقال: "ائتجت النار تأتج ائتجاجاً".

39 - والآل منفهقٌ عن كل طامسةٍ ... قرواء طائقها بالآل محزوم "الآل": السراب. "منفهقٌ" متسع منتفخٌ. ويروى: " .. منفتقٌ"، أي: منشق. بقول: انشق الآل عن الأعلام. "الطامسة": الممحية. وقال: "عن كل طامسة"، أي: هضبةٍ أو قنةٍ "طمست" في الآل، أي: غابت، وإنما يعني القنان. قال: و"قرواء"، أي: طويلة الظهر. و"القرا": هو الظهر، يعني: قرا الطامسة. و"الطائق" في القنا: حرفُ نادرٌ من الجبل، فيشخص في الآل. فيقول: ارتفع السراب [حتى بلغ الطائق. "محزوم"، أي: متحزمٌ، حزمه السراب] فكأن عليه ثياباً. قال: "محزوم"، أي: صار إلى موضع الحزام منه. 40 - كأنهن ذُرا هديٍ مجوبةٍ ... عنها الجلال إذا ابيض الأياديم

"ذُرا .. ": أعالي .. أي: كأن هذه القنان "ذُرا هديٍ"، أي: أسنمة إبلٍ "هدي": تُهدى إلى البيت شقت عنها أجلتها فبدت أسنمتها. "مجوبةٌ": مشقوقة "إذا ابيض الأياديم" من السراب، وذلك إذا قرب 79 ب/ نصف النهار، والواحدة "إيدامةٌ": وهي الأرض المستوية الصلبة ليست بالغليظة جداً، ليس صلابتها بحجارةٍ. 41 - والركب تعلو بهم صهبٌ يمانيةٌ ... فيفاً عليها لذيل الريح نمنيم "الركب": قومٌ على إبلٍ. "صهب"، يعني: إبلاً. "فيفاً"، يعني أرضاً مستويةً ومفازةً. و"ذبل الريح": مآخيرها "نمنيم"، أي: وشي الريح منمنمٌ، أي: مقاربٌ. ومن ثم قيل: "كتاب منمنمٌ". و"الفيف": الأرض

المستوية. أي: ترى للربح آثاراً، أي: نقطاً. 42 - كأن أدمانها والشمس جانحةٌ ... ودعٌ بأرجائها فضٌ ومنظوم "الأدمان": الظباء البيضُ، وهو جمعُ "الآدم" من الظباء، مثل: "أسود وسودانٍ، وأحمر وحمرانٍ وآدم وأُدمانٍ". ويروى: "كأن آرامها .. "، أي: أعلامها، والواحدة إرمٌ "جانحةٌ": قد جنحت، دنت من الأرض ومالت. وقوله: "ودعٌ": شبه الظباء في بياضها ببياض الودع، وصيره عند غروب الشمس لأن أحسن ما تكون الظباء بالعشي لأن الشمس قد ضعفت،

فلا يغلب ضوء الشمس بياضها. ويقال: إنها أيضاً تكون في ذلك الوقت ممتلئةً شبعاً لطول رعبها بالنهار، فأحسن ما تكون في ذلك الوقت. وقوله: "فضٌ"، أي: هو مرسلٌ هكذا، متفرق. ويقال أيضاً: "ارفض القوم"، إذا 80 أ/ تفرقوا. ويروى: "فذٌ"، أي: متفرقٌ. و"الفذ" أيضاً و"الفض": المتفرق، انفرد من النظام. "منظوم": على نظامٍ، على طريقة واحدة. يقول: بعض الظباء تراه كأنه نظامٌ، وترى بعضها واحداً واحداً. والمعنى: أنهن كن كوانس، فحيث ذهبت عنهن الشمس خرجن من الكناس. 43 - يضحي بها الأرقط الجون القرا غردا ... كأنه زجلُ الأوتار مخطوم يروى: "الأرقش" و"الأرقط"، وهما واحد يعني

الجراد، فيه نقطٌ سودٌ. و"الجون": الأسود، "والجون": الأبيض، وهو من الأضداد. و"القرا": الظهر. "غرداً": مصوتاً. "كأنه زجلٌ"، يريد: كأنه طنبورٌ زجل الأوتار. و"الزجل": اختلاط الصوت. "مخطوم"، أي: مشدود. أي: خطم هذا الطنبور بالأوتار. وقال: "الغرد": المصوت بالفم. وهاهنا يركض جناحه برجله فيسمع للجناح صوتاً، فجعل ذلك تغريداً. 44 - من الطنابير يزهى صوته ثملٌ ... في لحنه عن لغات العرب تعجيم "يزهى" صوته، أي: يرفع صوته ثملٌ ويستخفه، يعني: غناءه. و"ثملٌ": سكران من الشراب. "في لحنه"، أي: في غنائه. وقوله: "عن لغات": هو كقولك: "هو عن ذلك أصم" و"هو عن كلام العرب أعجم". "عَرَبٌ وعُربٌ وعجمٌ وعُجمٌ". و"تعجيمٌ": عجمةٌ. 45 - معرورياً رمض الرضراض يركضه ... والشمس حيرى لها بالجو تدويم

80 ب/ "معرورياً": ليس دونه شيءٌ يستره. يقال: "اعرورى فاقته"، إذا ركبه عرياً يقول: الجندب قد اعرورى "رمض الرضراض" أي: ركبه وعلاه، ليس دونه شيء يستره. يقول: باشر الرمضاء، لا شيء بينه وبينها يستره. و"الرمض": شدة الحر والرمضاء. و"الرضراض": الحصى الصغار. "يركضه": ينزو ويضرب برجله. و"الشمس حيرى"، أي: متحيرة، كأنها لا تبرح من طول النهار وشدة الحر. وكأنها تحيرت، لا تمضي من بطئها، على جهةٍ واحدةٍ. وقوله: "تدويم"، أي: تدويرٌ. يقول: كأنها لا تمضي وهي تدور على رأسه ولا تبرح. يقال: "دوم الطائر في السماء"، إذا دار. 46 - كأن رجليه رجلا مقطفٍ عجلٍ ... إذا تجاوب من برديه ترنيم "رجليه": رجلا الجُندب. "رجلا مقطف"، يريد: رجلا رجلٍ مقطفٍ،

أي: صاحب بعيرٍ "مقطفٍ": قطوفٍ، أو برذونٍ أو حمارٍ. وبالركب عجلةٌ فهو يستحثه برجليه. فهذا الرجل "مقطفٌ". فشبه ضرب رجليه بضرب رجل هذا الرجل المقطف بعيره، وهو عجلٌ. "برديه": "جناحيه"، كأنهما موشيان. يقول: تصر طية رجله في البردين، وهما جناحاه فيسمع صوتهما. وقال: الجندب إنما يصر برجله في جناحيه، فشبه هذا به ترنيم صوتٍ. 47 - وخافق الرأس مثل السيف قلت له ... زع بالزمام وجوز الليل مركوم 81 أ/ يعني أن صاحبه يخفق برأسه ويضطرب من النعاس. "مثل

السيف": في مضيه. "زع"، أي: اعطف بالزمام، "زاعه يزوعه"، أي: يعطفه. ومن قال: "اكفف". قال: "زع بالزمام" من: "وزعته". و"الوزع": الكف. و"الزوع": العطف، والمعنى سواءٌ. "وزع يزع" مثل "وضع يضع". وأنشد لرؤبة: كأنما أنحي قضوباً قاطعا ... بناعجٍ يعطي الزمام الزائعا وقال الحسن لما استقضي: "لابد للناس من وزعةٍ"، أي:

من كففةٍ تكفهم. و"جوزُ الليل": وسطه. و"مركوم"، أي: قد تراكمت ظلمه بعضها فوق بعض، لم ترق. يقال: "ركمت الشيء أركمه"، إذا جعلت بعضه فوق بعضٍ. 48 - كأنه بين شرخي رحل ساهمةٍ ... حرفٍ إذا ما استرق الليل مأموم "كأنه .. " أي: كأن هذا الناعس بين عودي رحله، "شرخي" رحله، أي: جانبي رحله، مقدمه ومؤخره. "ساهمة": ناقةٌ ضامرةٌ متغيرةٌ. "حرف": ضامرة مهزولة. يقال: "ناقة حرفٌ" و"بعيرٌ حرفٌ". "استرق الليل"، أي: رق عند دنوه من الصبح، حين رق، وأراد الذهاب، وذهبت عامة ظلمته ودنا الفجر. "مأموم"، أي: كأن: "أمةً": وهي شجةٌ، هجمت على أم الدماغ. يقول: كأن به من النعاس هذا، فهو لا يرفع رأسه. 81 ب 49 - ترمي به القفر بعد القفر ناجيةٌ ... هوجاء راكبها وسنان مسموم

"ناجيةٌ": سريعة. "هوجاء": من نشاطها وخفتها وسرعتها ومراحها. و"سنان"، أي: ناعسٌ، نعس حيث سرى. "مسمومٌ": أصابته السموم بالنهار وأحرقته. 50 - هيهات خرقاء إلا أن يقربها ... ذو العرش والشعشعانات العياهيم المعنى: ما أبعدها إلا أن يقربها ذو العرش. و"الشعشعانات": الإبل الطوال الخفاف. و"العياهيم": الشداد الغلاظ السمان، والواحدة عيهمةٌ وعيهمٌ. 51 - هل تدنينك من خرقاء ناجيةٌ ... وجناءُ ينجاب عنها الليل علكوم "ناجية": سريعة. ويروى: "يعملةٌ". و"اليعملة": التي تمتهن ويعمل عليها. "وجناء": غليظة شبهت بالغليظ من

الأرض. يقال للمرأة: "موجنةٌ"، "ينجاب": تسير الليل حتى ينشق عنها الليل فيذهب لأنها سارته كله. "علكومٌ": غليظة. يقال: "رجل علاكمٌ": غليظ شديد كثير اللحم. ويروى: "عرهومٌ"، أي: شديدةٌ من "العراهم": وهن الشداد. يقال: "رجلٌ عراهمٌ" أي: شديد. قال: "ينجاب عنها الليل"، أي: ينكشف ويذهب عنها الليل. 52 - كأن أجلاد حاذيها وقد لحقت ... أحشاؤها من هيام الرمل مطموم 82 أ/ ويروى: "كأن أجلاز .. ". و"الجلز": الطيء.

وروى أبو عمرو "كأنما جلد حاذيها .. " جلدٌ وأجلادٌ جمعٌ. و"الحاذان": أدبار الفخذين، الواحدة "خاذٌ": وهو ما وقع عليه الذنب من دبر الفخذين. قال: و"الحاذ": ما استقبلك من الفخذ إذا استدبرت الدابة. "لحقت أحشاؤها". أي: ضمرت. يقول: هي لازقة البطن من الضمر من "هيامٍ"، أي: ما تناثر من الرمل ولم يتمالك. "مطموم": مملوءٌ ما طم منه ورفع وأشرف [يقال: "طم الرجل الشيء يطمه طماً، إذا ملأه، وجاء السيل فطم البئر]. يقول: كأن أجسادها بعد ما ضمرت مكنوزةٌ من هذا الرمل من اكتناز الفخذين. 53 - كأنما عينها منها وقد ضمرت ... وضمها السير - في بعض الأضا - ميم

يقول: كأنما عينها وقد ضمرت وغارت دوارةٌ مثل مم الكتاب. و"الأضا": جمعُ أضاةٍ: وهي الغدير. مثل قناة وقنأ، وبعضهم يجمع فيقول: إضاءٌ مثل ثمرةٍ وثمارٍ. 54 - يسترجف الصدق لحييها إذا جعلت ... أواسط الميس تغشاها المقاديم

"يسترجف"، أي: يحرك الصدق، أي: صدقها في السير. يقول: يحرك لحييها من شدة السير. "الواسط" من الرحل: بمنزلة القربوس من السرج. و"الميس" شجر تعمل منه الرحال. و"المقاديم": 82 ب/ مقاديم الرأس. فيقول: من شدة السير تصيب مقاديم [رأس] الرحل أواسط الرحل، ومن روى: "اواخر". بمعنى "المقاديم" فمعنى "المقاديم": مقاديم الرحل، وهذا مثل ضربه [في] شدة السير. يقول: كأن مقدم الرحل يصك آخرة الرحل من شدة السير. هكذا قال الأصمعي. قال: تنتفض في السير، فجعلت مقاديم الرحل تغشى مآخيرها مما قد نفضته.

55 - مهريةٌ بازلٌ سير المطي بها ... عشية الخمس بالموماة مزموم "مهرية": من إبل مهرة. و"المطي": الإبل، وهو جمع "مطيةٍ": وهي ما امتطيٍ من الإبل واستعمل. وقوله: "عشية الخمس"، أي: آخر ظمئهم. و"الخمس": أن يسيروا أربعاً ثم يردوا. فيقول: هي إذ صرنا خمساً زمام الإبل، هي التي تقودهن، أي: تقدمهن كالزمام. أي: هذه الناقة أمام هذه النوق. و"المزموم": السير. يقول: سير المطي بالناقة في الموماة "مزمومٌ": قد زم سيرها المطي لأنها تكون أول الإبل مثل الزمام. ويقال: "زم الألف" أي: سبق و"الموماة": المفازة. 56 - إذ قعقع القرب البصباص ألحيها ... واسترجفت هامها الهيم الشغاميم

"قعقع": حرك ألحيها، فسمعت لها قعقعةٌ. أرجف رؤوسها حتى 83 أ/ تقعقعت و"القرب" سير الليل لورد الغد، ليلة يقرب الماء ليرد. و"البصباص": الناجي السريع. ويقال: "قربٌ بصباصٌ"، و"قعقاعٌ" و"خدخاد"، إذا كان شديداً سريعاً ناجياً. ويقال: "قربٌ حثحاثٌ"، أي: شديد، و"حصحاصٌ" مثله. وقال رؤبة: * ونصهن القرب المنحب* "استرجفت"، أي: حركت الهيم هامها و"الهيم": الإبل التي كان بها هياماً من طول السير. و"الهيم" أيضاً: العطاش، واحدها: هيماء، والذكر هيمان. و"الشغاميم": التوام الحسان من الإبل. 57 - يصبحن ينهضن في عطفي شمردلةٍ ... كأنها أسفع الخدين موشوم

يعني: هذه النوق، أي: أنهن ينهضن في "عطفي"، أي: جانبي "شمردلةٍ"، أي: ناقة طويلة. يقول: يسرن فيجهدن في السير ليسبقن. وإنما هن في جنبيها لا يسبقنها "كأنها .. ": كأن الناقة "أسفع الخدين"، يعني: ثوراً في خديه خطوطٌ سودٌ إلى الحمرة، وهي في مدامعه وقوائمه. و"السفعة": سوادٌ فيها حمرةٌ. "موشوم": في قوائمه: "وشمٌ"، أي: خطوطُ سوادٍ. 58 - طاوي الحشا قصرت عنه محرجةٌ ... مستوفضٌ من بنات القفر مشهوم ويروى: "طاوي المعى". يقال: "معىً وأمعاءٌ". يعني: أن الثور طاوي 83 ب/ الحشا، أي: ضامر الحشا. "قصرت عنه": أعيت دونه، لم تلحقه. "محرجة": كلابٌ في أعناقها ودعٌ. و"الودع": يسمى: "الحرج". وأنشد:

فظل يشلي لاحقاً وهبلعا ... وصاحب الحرج ويشلي ميلعا وهي أسامي كلابٍ. "مستوفض"، أي: مستحضرٌ. أي: أفزع فاستوفض. يقال: "أوفض يوفض إيفاضاً"، إذا أسرع يعدو شبه الإرقال. "بنات القفر"، أي: هو مما يسكن القفر. [مشهوم]: مذعورٌ. يقال: "شهمته أشهمه شهماً"، إذا ذعرته. 59 - ذو سفعةٍ كشهاب القذف منصلتٌ ... يطفو إذا ما تلقته الجراثيم "شهاب القذف": الكوكب المنقص على الشيطان، أي: في سرعةٍ. "ذو سفعةٍ"، يعني: الثور ذو سوادٍ. و"السفعة": سوادٌ إلى حمرةٍ. "منصلت"، أي: معتمدٌ منجردٌ ماضٍ

في عدوه. "يطفو": يعلو. "إذا ما تلقته الجراثيم". علاها فجازها. وأراد قول العجاج. * إذا تلقته العقاقيل طفا* "الجراثيم": الواحدة "جرثومةٌ": وهي أصول الشجر تجمع إليها الريح التراب والرمل فتكون أرفع مما حولها. 60 - أو مخطف البطن لاحته نحائصه ... بالقنتين كلا ليتيه مكدوم "مخطف البطن"، يعني: حمار وحشٍ ضامر الجنبين. و"الإخطاف": 84 أ/ لحوق البطن. "لاحته": أضمرته: وبرحت به حتى هزل. "نحائصه": أتنه اللواتي لم تحمل، واحدها

"نحوصٌ". و"القنتان": موضع، والجمع "القنان": وهي الجبال الصغار، الواحدة قنةٌ. و"الليت": صفح العنق وعرضه عند متذبذب القرط. و"مكدوم"، أي معضوضٌ. 61 - حادي مخططةٍ قُمرٍ يسيرها ... بالصيف من ذروة الصمان خيشوم "حادٍ": سائقٌ، يعني: الحمار. "مخططة": بها خططٌ. "قمرٌ": خضرٌ يعلوها بياض. ويروى: "حادي ملمعة ... ": فيها خطوط من بياض وبلق. و"ملمعة": فيها لمعٌ مختلفةٌ من ألوانها. وقال: "قمرٌ": بيضُ البطون، غبر الظهور. و"ذروةُ .. ": أعلى .. و"الصمانُ": موضع غليظ مرتفعٌ. و"الخيشوم": أنف الجبل والغلظ أيضاً. قال: إذا جاء الصيف [سير خيشومٌ هذه الحمر إلى موضع ماء يقال له: خيشومٌ. فهو يسيرها إذا جاء الصيف] إلى الماء. وقال أيضاً: "خيشوم": موضعٌ ليس فيه ماء، هاج عليها فذهب رُطبه فاشتهت الماء فوردت وفارقته فكأنه سيرها.

62 - حاد الربيع له روض القذاف إلى ... قوين وانعدلت عنه الأصاريم أي: أصاب جود الربعي روض "القذاف": موضع. "جاد الربيع له": لهذا الفحل، أصابه جودٌ من المطر. و"قوين": موضع في شق بني تميم. "انعدلت": مالت. "عنه": عن الحمار، ذهبت عنه يميناً 84 ب/ وشمالاً. يقول: خلاله العشب. و"الأصاريم": جماعات الناس. يقال: "صرمٌ وأصرامٌ". و"أصاريمُ" جمع أصرامٍ": وهي بيوتٌ. أي: تنحت عنه هذه البيوت. 63 - حتى كسا كل مرتادٍ له خضلٌ ... مستحلسٌ مثل عرض الليل يحموم يعني: حتى كسا الندى مراعي الحمار، وهي: "مرتاده"، أي: مطافه الذي يطوف به يبتغي الرعي. "له": للحمار.

"خضلٌ": ندٍ، وهو صفة المرتاد. يعني: غيثاً خضلاً و"الغيث": النبت. يقال للنبت غيثٌ وللمطر غيث، وهو - هاهنا-: نبتٌ. "مستحلس": ملبسٌ متراكب متصل مغطٍ للأرض. وهذا كقوله: لا تنفع النعل فيه واطئها ... حتى يكاد النهار ينتصف يقول: الندى كثير لا يذوب لشدة وقع الشمس، لكثرته وكثافته. يقول: هذا النبت أسود من شدة خضرته، وكأنه قطعةٌ من الليل. و"الخضرة" عند العرب: السواد. و"يحمومٌ": أسود ريان. 64 - وحفٌ كأن الندى والشمس ماتعةٌ ... إذا توقد في أفنانه التوم

"وحفٌ": من نعت اليحموم. يعني: أن هذا النبت أصوله كثيرةٌ ملتفةٌ. يقال: "نبتٌ وحفٌ وجثلٌ"، وكذلك الشعر. يقول: كأن الندى "التوم" إذا توقد في أفنان هذا النبت، والشمس هذه حالها "ماتعةٌ". "الندى": الذي على النبت، الباقي 85 أ/ على الورق، "التوم": اللؤلؤ، الواحدة تومةٌ، مثل الدرة تعمل من فضة، وهي: "الشذرة". مانعةٌ": مرتفعة. يقال: "متع النهار يمتع متوعاً"، إذا ارتفع. "في أفنانه"، أي: أغصانه. يقول: كأن الندى تومٌ إذا توقد في أفنانه. و"أفنانه": نواحيه. والمعنى: أن الندى يقع على النبت ثم يتعلق كأنه القرط.، أي: إذا لمع في الشمس فكأنه القرط. 65 - ما آنست عينه عيناً يفزعه ... مذ جاده المكفهرات اللهاميم "آنست": رأت وأبصرت. "عينه": عينُ الحمار. "عيناً"، أي: إنساناً يفزع منه. "مذ جاده" مطرٌ، أي: مطر عليه وأصابه بجردٍ. و"المكفهرات": الغيوم المتراكمة بعضها على

بعض. و"اللهاميم": الغزار. يقال: "سحابة لهمومٌ"، أي: غزيرةٌ كثيرة الماء، وكذلك: "ناقة لهموم"، أي: غزيرة. و"رجلٌ لهمومٌ"، أي: واسع الصدر بالعطاء. و"فهرس لهموم": في العدو والجري. 66 - حتى انجلى البرد عنه وهو محتقرٌ ... عرض اللوى زلق المتنين مدموم "انجلى": انكشف عنه البرد، أي: عن الحمار. يقول: صار إلى الصيف "وهو محتقر عرض اللوى"، أي: يعدوه نشاطاً، يهون عليه، أي: يقطعه في طلقٍ. ويروى: "عرض". و"اللوى" 85 ب/: منقطع الرمل. "زلق المتنين": أملس من السمن. [يقول: سمن] حتى زلق وأملاس وذهب منه التغضن. "مدمومٌ": كأنه طُلي بالشحم واللحم طلياً. ومنه يقال: "دمت عينها بالزعفران"، أي: طلتها، "تدمها دماً". ويقال: "ادمم قدرك": فيطرح فيها الشحم والطحال وأشباه ذلك.

67 - ترميه بالمور مهيافٌ يمانيةٌ ... هوجاءُ فيها لباقي الرطب تجريم أي: ترمي هذا الفحل "مهيافٌ": وهي الريح الحارة بعطشٍ. و"المور": التراب الرقيق اللين. و"الهيف": الريح الجنوب الحارة، فإذا هبت أعطشت الناس والإبل وكل شيء، فإن لم تكن حارة فليس بهيفٍ، وإن كانت شمالاً حارة فليس بهيفٍ. يقول: جاء وقت الهيف أن تهب، يريد الماء في ذلك الوقت. [و] "هوجاء"، يعني: أن هذه الريح المهياف تجيء متساقطةً، فضربه مثلاً فيها، أي: في هذه المهياف قطع هذا الرطب، يعني: الكلأ لأنه يلبسه "تجريمٌ": قطعٌ وذهابٌ. يقول: ما بقي من الكلأ الرطب أيبسته هذه الريح. ويقال: "جرم وجرَّم ما تم"، أي: قطعه. و"حولٌ مجرمٌ"، أي: تامٌ. و"الجرام": جرام النخل. قال لبيدٌ:

* يحصر دونها جرامها* وصف نخلة، أي: لطول النخلة يهاب "جرامها": وهم قطاعها، الصعود إليها من طولها. 86 أ 68 - ما ظل مذ أوجفت في كل ظاهرةٍ ... بالأشعث الورد إلا وهو مهموم قال: من روى: "ما زال مذ وجفت .. " فقد أخطأ. لا يكون: "ما زال إلا وهو مهموم". "ما ظل": يعني: الحمار. "وجفت الريح" ولا يقال: "أوجف البعير". إنما البعير يوجفه راكبه. أي: "وجفت" هذه الريح بالبهمى: أطارته. والمعنى: أنها أيبسته. قال الأصمعي: لم يحسن أن يقول هذا .. هذا كما قال:

"أساء رعياً فسقى". كأنه ينبغي أن يقول: وجفت البهمى فخبت خبباً، فيحسن المعنى. وجاء ذو الرمة بالعويص وهو وجه ضعيفٌ وروى في "وجفت" قال: يقال: إن عينه على حبيبٍ لتكف، وإن قلبه عليه ليجف". قال: قوله: "وجفت الأرض بالبهمى [و] "وجفت دابتي": هي الفاعلة إذا فعلت هي. و"وجفت بها وأوجفتها"، إذا ألقيت الصفة أوصلت الفعل إلى الاسم. و"الظاهرة": ما ارتفع من الأرض، وهي منابت البهمى. ولا تكون البهمى إلا

في الظواهر، والبطنان لأحرار البقول. [و"الأشعث الورد": سفا البهمى، لأنه متفرقٌ متشعثٌ، وهو بعدُ أحمرُ]. وقال: "الورد": أصفر في لونه. يقول: ما زال الحمار مهموماً لما ذهب عنه الرطب وجاء الحر. وإدخال "إلا" هاهنا قبيحٌ. 69 - لما تعالت من البهمى ذوائبها ... بالصيف وانضرجت عنه الأكاميم 86 ب/ "كمامه": قبل أن يتفقا عن الزهر. ويروى: "مما تعالى .. "، أي: تغلظ، ورمى بالشوك. "ذوائبها": ذوائب

البهمى، أي: رؤوسها وما يقع منها. "وانضرجت"، أي: انشقت وطارت. ويقال: "انضرجت له عقابٌ"، أي: انشقت في الطيران عنه. يريد: انضرجت من أجل الصيف "الأكاميم" وهو جمع أكمةٍ وأكمةٌ جمع "كمامٍ": وهو وعاءُ الزهرة التي ينشق عنها. 70 - حتى إذا لم يجد وعلاً ونجنجها ... مخافة الرمي حتى كلها هيم "وعلا" أي: حرزاً وملجأً يلجأ إليه من العطش. "نجنجها": حركها ورددها "مخافة الرمي": أن تُرمى عند الشرائع. و"هيمٌ" عطاشٌ.

71 - ظلت تفالى وظل الجأب مكتئباً ... كأنه عن سرار الأرض محجوم أي: ظلت يفلي بعضها بعضاً، ويكدم، يعبث بعضها بمعرفة بعضٍ، كأنه يفليه. وذلك أن الفحل حبسها. و"الجأب": الفحل الغليظ. "مكتئباً"، أي: حزيناً، اهتم للقرب. و"سرار الأرض": خيارها ووسطها وأكرمها وأخلقها للنبات. يقال: "هو في سر قومه"، أي: خيارهم. "محجوم": مكمومق بكمامة، أي: لا يأكل. وهو الحجامُ يربط على فم البعير. قال:

الأصمعي: يقول: كأنها من أن لا تأكل مربوطة الأفواه. والفرس يكم أيضاً في المضمار حتى 87 أ/ لا يعتلف غير المضمار. ويروى: "منجوم": وهو الممنوع. يقال: "نجمته أنجمه نجماً". 72 - حتى إذا حان من خُضرٍ قوادمه ... ذي جدتين يكف الطرف تغييم يريد: من ليلٍ "خضرٍ قوادمه"، أي: سواد أوائله. و"قوادمه": أوائله. "ذي جدتين"، يريد: ناحيتين من الليل. "ذي" رده على الليل. و"جدتاه": طرتاه حين يقبل عن يمينه وشماله، وطريقتان تبدآن من الليل يميناً وشمالاً، ثم تجريان في النهار حتى يظلم. "يكف الطرف": يرد الطرف حتى لا يجوزه. "تغييمٌ":

إلباسٌ. يقول: جاء الليل مثل الغيم وكف الطرف فما يبصر فيه شيئاً. يقال: "قد غيم علينا الليل". 73 - خلى لها سرب أولاها وهيجها ... من خلفها لاحق الصقلين هميهم "خلى"، يعني: الفحل، خلى للأتن طريق أولاها. و"السرب": الإبل، وهذا مثل يريد - هاهنا-: وجه أولاها، أي: طريقها. وقال أبو عمرو: وقولهم: "لا أنده سربك"، أي: لا أرد وجهك. و"السرب": الإبل. قال العجاج: * لو دق وردي سربه لم ينده*

أي: لم يزجر ولم يكف أولاها، أي: أولى هذه الأتن. "لاحق": لاصق، ضامر "الصقلين"، أي: الخاصرتين. "همهيم": له عليها هماهم بالصوت. و"همهمته": إشفاقه. 74 - راحت يشج بها الآكام منصلتا ... فالصم تجرح والكذان محطوم 87 ب/ "راحت"، يعني: الحمر. "يشج بها": يعلو الفحل الآكام. "منصلتاً": معتمداً منجرداً ماضياً. و"الصم": الصخور والحجار الشدادُ. تجرح بحوافرها، تكدح وتؤثر من شدة وقعها. [و] "الكذان": حجارة رخوةٌ بيضٌ. "محطوم": مفلوقٌ من حوافرها مرضوضٌ مكسورٌ.

75 - فما انجلى الليل حتى بيتت غللاً ... بين الأشاء تغشاه العلاجيم "انجلى" انكشف. "بيتت"، يعني: الحمر أتته بياتاً. ويروى، "بينت"، أي: استبانت وأبصرت. يقال: "انظر هل تبين شيئاً؟ ". قال: نعم. تبينت أظعاناً، أي: استبنتها. و"الغلل": الماء الجاري في أصول الشجر، يتغلغل ويجري. وأنشد لدكينٍ. ينجيه من مثل حمام الأغلال ... وقنع يدٍ عجلى ورجلٍ سملال

يعني: [أن] قوائمه تنجيه، أي: يخرجنه من الخيل، هي مثل الحمام في السرعة. و"الأشاء": صغار النخل واحدتها أشاءةٌ. قال الأصمعي: وأنشدنا أبو عمروٍ بن العلاء: كأن هزيزنا يوم التقينا ... هزيز أشاءةٍ فيها حريق "تغشاه": تعلوه "العلاجيم": وهي الضفادع، الواحد علجومٌ. 76 - وقد تهيأ رامٍ عن شمائلها ... مجربٌ من بني جلان معلوم "جلان": من عنزة. "معلوم": متعالم معروف، قد عرفه الناس وشهروه، وعرف رميه. "عن شمائلها": عن ذوات "شمائلها" وهي جمع شمالٍ.

88 أ 77 - كأنه حين يدنو وردها طمعاً ... بالصيد من خشية الإخطاء محموم "كأنه"، يعني: الصائد. "وردها": الوارد. و"الورد" المصدر هاهنا. "من خشية الإخطاء": من رهبة الإخطاء ويروى: "من خشية الإخفاق" .. يقال: "قد أخفق الرجل"، إذا لم يصب شيئاً. ويقال: "مثل الذي يتكلم والإمام يخطب مثل السرية تخفق". "محموم"، يقول: كأنه محمومٌ يرعد من خوف أن يخطئ. 78 - إذا توجس قرعاً من سنابكها ... أو كان صاحب أرضٍ أو به الموم "القرع": الوقع. ويروى: "ركزاً": وهو الحس. "توجس": تسمع، يعني الصائد. "قرعاً من سنابكها"، يعني: قرع حوافرها. و"السنبك": طرف الحافر. "أو كان صاحب

أرضٍ"، أي: رعدةٍ. قال: وأخبرنا حماد بن زيدٍ أو غيره قال: قال ابن عباس - وزلزلت الأرض-: "أزلزلت الأرض أم بي أرضٌ؟ ". و"الأرض"، أيضاً: الزكمة. و"الموم": البرشام. والمعنى: من خشية الإخطاء يحم. ويقال من الموم: "ميم الرجل فهو ممومٌ" [و"الموم":] شبه الجدري. 79 - حتى إذا اختلطت بالماء أكرعها ... أهوى لها طامعٌ بالصيد محروم "الكراع": الوظيف، وهو من الركبة إلى الرسغ، 88 ب/ ومن العرقوب إلى الرسغ. ويروى:

"حتى إذا شرعت أهوى بمعيلةٍ ... وقال: إن لم أصب إني لمحروم" و"المعيلة": سهمٌ عريض النصل. 80 - وفي الشمال من الشريان مطعمةٌ ... كبداء، في عودها عطف وتقويم أي: في شمال الصائد، وهو يده اليسرى. و"الشريان": شجرة إلى الخضرة، تعمل منها القسي، قسي الأعراب. ["مطعمةٌ"]: قوس ترزق الصيد. "كبداء" ضخمة الوسط عريضة "الكبد": وهو ما فوق مقبض القوس. ويروى: "زوراء في عطفها .. "، أي: عطف بعضها على بعض.

و"قوم": بعضها، أي: أقيم بعضها وحني بعضها. 81 - يؤود من متنها متنٌ ويجذبه ... كأنه في نياط القوس حلقوم "يؤود"، أي: يثني ويعطف ويعوج. ويقال: "قد انآد من صلبه"، أي: اعوج من متن القوس. يقول: وترٌ من متن العقب يجذب متن القوس. وقوله: "يجذبه": ذهب إلى القوس، أي: يجذب القوس الوتر إذا نزع فيها. "من متنها": متن القوس. و"المتن" الثاني: الوتر. ويقال: "رجل متنٌ"، أي: صلبٌ شديد. "كأنه .. "، أي: كأن الوتر في "نياط" القوس، أي: كبد القوس. ومعلقها "حلقوم". [قال الأصمعي: لم يصب في "حلقومٍ". كان ينبغي له أن يقول: حلقوم] القطاة، لأن حلقوم القطاة وترٌ.

82 - فبوأ الرمي في نزع فحم لها ... من ناشبات بني جلان تسليم 89 أ/ ويروى: "من رائشات بني جلان .. ". "بوأ"، أي: سدد وهيأ الرمي في شدة نزعٍ. "فحم لها"، أي: قدر لها. و"الناشبات": ما نشب في الصيد من النبل. السهام تنشب في الصيد. "تسليم": سلامةٌ. يقول: قدر لها، أي: سلمت، لم يصبها شيء من هذه الناشبات. 83 - فانصاعت الحقب لم تقصع صرائرها ... وقد نشحن فلايٌّ ولاهيم "انصاعت"، أي: اعتمدت على العدو. و"لم تقصع":

لم تقتل "صرائرها". و"الصرة": شدة العطش. ويقال: "قصعت عني صارة العطش"، إذا رويت. يقول: لم ترو هذه الحمر وقد شربت، لم يقتل عطشها فتروى. يقال: "قصع صارته وصرته"، أي: قتل عطشه إذا شرب حتى يروى. وجعله العجاج في غير ما يتكلم به فقال: * حتى إذا ما قصع الصرارا* وقال ذو الرمة: "لم تقصع صرائرها" جمع صرةٍ. وهي على فعلةٍ على فعائل [وفعلةٌ من المضاعف قد تجمع على فعائل]: قالوا: "جلة" التمر و"جلائل". و"صرةٌ" و"صرائر". كان ينبغي لقول ذي الرمة وهو العطش أن يكون: "صرةٌ" و"صرارٌ". وقالوا: "صرة" المرأة وصرائر. "وقد نشحن"، أي:

شربن شرباً قليلاً لا بال به. "فلا ريٌّ ولا هيم"، أي: هي بين ذلك لا رواءٌ ولا عطاشٌ. و"الهيم": العطاش. 84 - وبات يلهف مما قد أصيب به ... والحقب ترفض منهن الأضاميم 89 ب/ ويروى: "فظل يلهف .. "، يعني: الصائد حين أخطأ وأخفق. "ترفض": تتفرق، أي: يسيل متفرقاً. و"الأضاميم": الجماعات من الحمر، واحدها: "إضمامة". يقول: كن جماعةً فتفرقن. يقول: عدت مجتمعةً ثم جعل بعضها يفوت بعضاً، وكل جماعةٍ: "إضمامةٌ" وجمعها أضاميم. أي: تتفرق، جماعةٌ كذا وبعضها كذا مما أفزعها الرامي. تمت وهي 84 بيتاً والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم

13 - أدارا بحزوى هجت للعين عبرة

(13) (الطويل) وقال ذو الرمة أيضاً: 1 - أداراً بحزوى هجت للعين عبرةً ... فماء الهوى يرفض أو يترقرق قوله: "ماء الهوى"، أراد: الدمع الذي يدمعه من الهوى. فلذلك أضاف الماء إلى الهوى. "يرفض": يسيل متفرقاً. [يترقرق]: يجيء ويذهب في العين من غير أن ينحدر.

2 - كمستعبري في رسم دارٍ كأنها ... بوعساء تنصوها الجماهير مهرق يريد: كاستعباري. تقول في الكلام: "لقد أسرعت استعبارك الدرهم"، أي: استخراجك. و"أسرعت مستخرجك الدراهم"، تريد: استخراجك. ويكون "المستعبر": المكان الذي يستعبر فيه. يقول: كما في دار أخرى بـ"وعساء": برابية من الرمل. "تنصوها": تتصل بها "الجماهير": واحدها "جمهورٌ": وهو العظيم من الرمل. تواصل هذه الجماهير هذه الوعساء. قال: 90 أ/ "المهرق" بالفارسية: "مهر كرد": شيء كان يكتب فيه. "كأنها" - يعني: الدار - مهرقٌ. 3 - وقفنا فسلمنا فكادت بمشرفٍ ... لعرفان صوتي دمنةُ الدار تنطق

"مشرفٌ": موضعٌ. "دمنةٌ": آثار الناس وما سودوا ولطخوا. 4 - تجيش إلى النفس في كل منزلٍ ... لميٍّ ويرتاع الفؤاد المشوق "تجيش"، أي: تفور وتثور وترتفع وتغشى من الفزع. 5 - أراني إذا هومت يا ميُّ زرتني ... فيا نعمتا لو أن رؤياي تصدق "النعمة" - بكسر النون-: ما أنعم الله على الناس من مال أو عقار. و"النعمة" - بفتح النون-: ما تنعم به الإنسان من مأكل أو ملبس. وجمع النعمة نعمٌ. 6 - فما حب ميّ بالذي يكذب الفتى ... ولا بالذي يُزهى ولا يتملق

7 - ألا ظعنت ميٌّ فهاتيك دارها ... بها السحم تردي والحمام المطوق "السحم"، يعني: الغربان. و"الحمام المطوق". قال: والدباسي والقماري والورشان والفاختة والحمام كله. 8 - أربت عليها كل هوجاء رادةٍ ... زجولٍ بجولان الحصى حين تسحق 90 ب/ "أربت": أقامت. و"الإرباب": اللزوم و"ألث" [به]، مثله. و"هوجاء": ريحٌ مختلطة الهبوب تركب

رأسها. "رادةٌ": ترود. "زجولٌ": تزجل بالحصى، ترمي به. "حين تسحق": حين تمر بالحصى. 9 - لعمرك إني يوم جرعاء مالكٍ ... لذو عبرةٍ كلاً تفيض وتخنق "تخنق": تأخذ بالحلق. "جرعاء": رابيةٌ من الرمل سهلةٌ. أي: لذو عبرة "تفيض وتخنق"، أي: تفعل ذلك "كلاً" ويروى: "كلٌ". 10 - وإنسان عيني يحسر الماء تارةً ... فيبدو، وتاراتٍ يجم فيغرق

قال: معنى هذا البيت جزاءٌ، يريد: وإنسانُ عيني إذا حسر الماء مرة بدا .. وأتى بالفاء جواب الجزاء. ويقال: "حسر البحر يحسر حسوراً"، و"حسر الدمع"، إذا انحدر. و"يجم": يجتمع. يقال: "جم يجم"، إذا كثر واجتمع. 11 - يلوم على ميٍّ خليلي وربما ... يجور إذا لام الشفيق ويخرق 12 - ولو أن لقمان الحكيم تعرضت ... لعينيه ميٌّ سافراً كاد يبرق "يبرق": يبقى مفتوح العين. يقال للرجل: "قد برق"،

إذا بقي مفتوح العين كالمتحير. "سافراً"، يعني: بارزة الوجه مسفرته. يقال: 9 أ/ "قد سفرت المرأة عن وجهها"، إذا ألقت عنها نقابها أو برقعاً يكون على وجهها. قال توبة بن الحمير في ليلى الأخيلية: وكنت إذا ما زرت ليلى تبرقعت ... فقد رابني منها الغداة سفورها أي: طرحها للبرقع عن وجهها. 13 - غداة أمني النفس أن تسعف النوى ... بميٍّ وقد كادت من الوجد تزهق "تسعف": تدني. "النوى": النية التي تنويها. يريد: أن تدنو بمي، أي: تدنو منها. وقال ابن سيرين: "النوى": في النوم: النية، نية السفر. "تزهق"، يعني: نفسه، أي: تخرج.

14 - أناةٌ تلوث المرط عنها بدعصةٍ ... ركامٍ وتجتاب الوشاح فيقلق "أناةٌ": فاترةٌ بطيئة القيام، فيها تمكثٌ، ليست بالوثوب. "تلوث": تدير. و"اللوث"، أصله: الطي. يقال: "لاث عمامته يلوثها"، إذا أدارها. و"المرط": الإزار. فيقول: تلوث إزارها. أي: تشد بها وسطها. تأتزر فتثنيه. و"الدعصة": الرملة الصغيرة. فشبه عجيزتها بها. "ركامٌ": بعضه على بعض. "تجتاب": تلبسه. يقال: "اجتبت القميص"، أي: لبسته. أي: فهي من ضمر بطنها يقلق وشاحها. وصفها بدقة الكشح 91 ب/ واضطماره. فأراد: أنها عظيمة العجيزة دقيقة الخصر. 15 - وتكسو المجن الرخو خصراً كأنه ... إهانٌ ذوى عن صفرةٍ فهو أخلق "المجن": الوشاح. [و] "الرخو": فيه استرخاءٌ من

ضمر بطنها. "كأنه إهانٌ"، أي: كأن الخصر إهانٌ، يقول: خصرها دقيقٌ كأنه "إهان"، أي: عود الكباسة، وهو العذق، وهو العرجون. وقال ابن مفرغٍ: هل أرى الشمس في دساكر تمشي ... في قطافٍ صفراء كالعرجون وقال أبو النجم:

سقنا اليمانيات من عمان ... ذات مراحٍ وهي كالإهان و"الإهان": العرجون الذي عليه العذوق، والجمع العراجين. "ذوى عن صفرةٍ"، أي: بعد صفرة. يقال: "ذوى يذوي ذياً وذوياً"، إذا جف بعض الجفوف "فهو أخلق"، أي: أملس. 16 - لها جيدُ أم الخشف ريعت فأتلعت ... ووجهٌ كقرن الشمس ريان مشرق "أم الخشف": ظبيةٌ "ريعت": أفزعت. و"أتلعت": أشرفت بعنقها، وهي أحسن ما تكون إذا اشرأبت. وقوله: "كقرن الشمس"، أي: كناحيةٍ من الشمس. "ريان": ممتلئٌ. "مشرقٌ": مضيءٌ. 17 - وعينٌ كعين الرئم فيها ملاحةٌ ... هي السحر أو أدهى التباساً وأعلق 92 أ/ "الرئم": الظبي الأبيض، والجمع الآرام. "هي السحر"، أي: كأنها تسحر. وقوله: "أو أدهى"، أي: أو أنكر. و"الالتباس": الاختلاط. "أعلق"، أي: تعلق بالقلب.

18 - وتبسم عن نور الأقاحي أقفرت ... بوعساء معروفٍ تغام وتطلق "النور": الزهر. و"الأقاحي": نبتٌ طيب الريح، وهو من أحرار النبت، وزهره أبيض حسن. فشبه أسنانها به. "وعساء": من الرمل. "معروف": مكانٌ. "تغام": يصيبها غيمٌ. و"تطلق": تقشع. يقال: "أطلقنا"، إذا انكشف عنا الغيم. يقال: "أغمنا وأطلقنا"، إذا أصابنا ذلك. 19 - أمن مية اعتاد الخيال المؤرق ... نعم إنها مما على النأي تطرق يقول: هذا الخيال من مية جاءنا أم من غيرها؟ .. و"المؤرق": الذي يؤرقك، أي: يسهرك. ومعنى "أنها مما على النأي"، أي: تفعله كثيراً من طروقها. و"النأي": البعد. ويقال: "قد نأت داره منا"، أي: بعدت.

20 - ألمت وحزوى عجمة الرمل دونها ... وخفان دوني سيله فالخورنق "ألمت"، أي: أطافت وأتته وجاءته. "حزوى": موضع. "عجمة الرمل دونها"، أي: معظمه ووسطه. "خفان": موضع بناحية الكوفة. و"الخورنق": قصر مشرف بناحية الحيرة على النجف، 92 ب/ وهو بالفارسية. وإنما هو: خرنقاه. فأعربتها العرب. فقال: الخورنق. 21 - بأشعث منقد القميص كأنه ... صفيحة سيفٍ جفنه متخرق يريد: ألمت "بأشعث منقد القميص"، أي: برجل أشعث الرأس، و"الشعث": شعر الرأس، وهو ألا يدهن. فقد اغبر وتشعث لطول سفره. "منقد القميص" أي: قد انشق

قميصه من طول السفر، كأنه سيفٌ في مضيه. و"الصفيحة"، سيفٌ له عرضٌ. 22 - سرى ثم أغفى عند روعاء حرةٍ ... ترى خدها في ظلمة الليل يبرق "سرى"، أي: سار بالليل ثم "أغفى"، أي: نام نويمة. "روعاء": وهي التي تروعك إذا رأيتها من حسنها وجمالها، وتكون أيضاً: الذكية القلب. "حرةٌ"، أي: كريمةٌ. "يبرق"، يقول: هي بيضاء كريمةٌ. 23 - رجيعة أسفارٍ كأن زمامها ... شجاعٌ لدى يسرى الذراعين مرطق "رجيعة أسفار"، أي: سوفر عليها قبل هذا ثم ردت من سفرٍ

وسفرٍ. و"رجيعة": في معنى: مفعولةٍ، و"الشجاع": الحية، فشبه الزمام به. "لدى": عند. "يُسرى الذراعين" لأن البعير زماامه من قبل يسرى الذراعين، يُزم من قبل يساره، ويركب من قبل يساره. "مطرق"، أي: شجاع "مطرق"، ساكت. 93 أ 24 - طرحت لها في الأرض أسفل فضله ... وأعلاه في مثنى الخشاشة معلق "أسفل فضله"، يريد: [فضل] الزمام في الأرض، وأعلاه مشدودٌ بالخشاشة. يقال: "خشاشٌ وخشاشةٌ": وهي الحلقة في عظم أنف البعير. و"البرة": في اللحم. وكل حلقةٍ: "بُرةٌ". يقال للخلخال بُرةٌ، والجميع برين.

25 - ثوى بين نسعيها على ما تجشمت ... جنينٌ كدعموص الفراشة مغرق "ثوى": أقام، يعني: الجنين، هو فيما "بين نسعيها": بين الحقب والتصدير. فأما "التصدير" فالحبل الذي يكون على صدر البعير، يُشد به الهودج. و"الحقب" يكون على حقو البعير. يقول: لم تلق ولدها "على ما تجشمت"، أي: تكلفت على مشقةٍ. و"الجنين": كل ما أُجن في بطنٍ. [و] "الدعموص": دويبةٌ تكون في الماء الكدر يشبه الجنين بها. و"الفراشة": الماء القليل. "مغرقٌ"، يعني: الجنين، قد غرق في ماء السلى، و"السلى" من الناقة: بمنزلة المشيمة من المرأة. ويقال: "أغرقه وغرقه". وجمع الدعموص دعاميص. 26 - وقد غادرت في السير ناقةُ صاحبي ... طلاص موتت أوصاله فهو يشهق

"غادرت"، أي: خلفت. يقول: ألقت ولدها من شدة السير، "موتت 93 ب/ أوصاله": لا يتحرك من أوصاله شيء فهو "يشهق"، أي: ينزع. يقال: "قد شهق يشهق شهيقاً" وهو نزع الموت. 27 - جماليةٌ حرفٌ سنادٌ، يشلها ... وظيفٌ أزج الخطو ريان سهوق "جمالية"، يعني: الناقة، إنها تشبه الجمل. "حرفٌ": ضامرٌ، قد نحلت وهزلت، فصارت كأنها حرف هلالٍ.

وإنما شبهها بذلك لفناء الهلال ودقته. "سنادٌ": مشرفةٌ. أبو عمرو: "سناد": شديدة الخلق. "يشلها": يطردها من خلفها. و"الوظيف": عظم الساق. "أزج الخطو"، أي: بعيد الخطو. و"الزجج": الطول. يقال: "كأنما فلان نعامةٌ زجاء"، وإنما سميت، "زجاء" لطول خطوها وبعده. ومنه: امرأة زجاء الحاجب، أي: بعيدة ما بين طرفي الحاجب. "ريان"، أي: ممتلئٌ. و"سهوقٌ": طويلٌ. 28 - وكعبٌ وعرقوبٌ كلا منجميهما ... أشم حديد الأنف عارٍ معرق "منجميهما"، يعني: منجمي الكعب وحد العرقوب:

حيث "ينجم"، أي: حيث يخرج. يقال: "نجم ينجم نجوماً"، إذا طلع، و"النجوم": الخروج. وقال أبو عمرو: "المنجمان": عظمان شاخصان في باطن الكعبين. وقوله: "أشم"، أي: فيه نتوءٌ وارتفاعٌ وخروجٌ. يقول: ليس بأملس العظام، أي: هو مشرفها. وقوله 94 أ/: "حديد الأنف"، يريد: أن طرف العرقوب حديدٌ و"أنف" كل شيء: حده وأوله، يقول: العرقوب ليس برهلٍ. "عارٍ": من اللحم. "معرقٌ": من اللحم أيضاً. 29 - وفوقهما ساقٌ كأن حماتها ... إذا استعرضت من ظاهر الرجل خرنق يريد: فوق الكعب والعرقوب ساقٌ. و"الحماة": لحمة الساق من ظاهر الساق. كذا قال أبو عمرو الشيباني. وقوله: "إذا استعرضت"، أي: نظرت إليها معترضاً، يعني إلى الحماة. كأنها "خرنقٌ" في شخوصها. و"الخرنق": ولد الأرنب. وإنما أراد به غلظها، وبه يوصف. 30 - وحاذان مجاوزٌ على نقويهما ... بضيعٌ كمكنوز الثرى حين تحنق

"حاذان": واحدهما "حاذٌ": وهو ما وقع عليه الذنب من دبر الفخذين. و"مجلوز": مطوي شديدٌ عليهما اللحم. و"الجلز": الطمي. و"النقوان": العظمان اللذان فيهما المخ. وإنما يريد: الفخذين. وإنما قال: "نقويهما"- والواحد نقيٌ، وجمعه أنقاءٌ، وكل عظمٍ ممخٍ فهو: "نقيٌ"، و"النقي": المخ أيضاً - لأنه استثقل الكثرة مع الفتحة. قال: يريد: جلز عليهما [أي: طوي عليهما]. و"البضيع": اللحم ويروى: "صلويهما .. ": وهما عن يمين الذنب وشماله. وإنما سمي الفرس: "مصلياً" لأن جحفلته 9 ب/ على "صلا" السابق. والأول هو: "السابق"، والثاني: "مُصلٍ"، وآخرها: "السكيت"، وسائرها باطلٌ. وقال: الأول: "مجلٍ، والثاني: "مصلٍ"، والثالث "المسلمي" والرابع: "التالي": والخامس: "المرتاح"، والسادس: "العاطف"، والسابع: "الحظي"، والثامن: المؤمل"، والتاسع: "اللطيم"، والعاشر: "السكيت". وقال في

بعض ذلك: فجاءت عتاق الخيل قبلك بالقنا ... وجئت سكيتاً ذا رواويل أعقلا "أعقل": من العقال. ويقال: "عقال الدابة. و"الرواويل": السن الزائدة. وقال آخر:

* كما يتشجع الفرس السكيت* 31 - إلى صهوةٍ تحدو محالاً كأنه ... صفا دلصته طحمة السيل أخلق وروى أبو عمرو: "صفاً زل عنه .. ". وقوله: "إلى صهوةٍ"، أي: مع "صهوة": وهي أعلى الظهر من الفرس، موضع اللبد. وهو من البعير مثل ذلك، وسطه. و"المحال": فقار الظهر، والواحدة محالةٌ. وقوله: "تحدو"، أي: تسوق فتدفع. فيقول: المحال قدام الصهوة كأنه صفاً يعني: كأن المحال حجارةٌ "دلصته"، أي: زلقته. و"الدلاص": الأملس البراق. و"طحمة السيل": دُفعته. يقال: "طحم السيل يطحم

طحماً"، إذا دفع. "أخلق": أملس. يريد: كأنه صفاً ألخق. 95 أ 32 - وجوفٌ كجوف القصر لم ينتكت له ... بآباطه الزل الزهاليل مرفق "كجوف القصر": في انتفاخه وسعته. "لم ينتكت له": لم يصبه ناكتٌ، أي: لم ينتكت له مرفقٌ. و"الناكت": هو أن يصيب مرفقه الكركرة فيؤثر بها. وإذا كانت الكركرة هي التي تحز في العضد

قيل: به "حاز". وبه "ضاغطٌ"، إذا كثر لحم الإبط. يقول: يصيب مرفقه الكركرة فيمسحها مسحاً خفيفاً ليس كالحاز. و"الزل": الملس. وكذلك "الزهاليل" واحدها زهلولٌ. 33 - وهادٍ كجذع الساج سامٍ يقوده ... معرق أحناء الصبيين أشدق "هادٍ"، يعني: العنق في طول الساجة وانجرادها. وجعل الجذع من الساج، وإنما الجذع لغير الساج، كما قال: وتحت العوالي في القنا مستظلةً ... ظباءٌ أعارتها العيون الجآذر يعني بـ"القنا" عصي الهودج، وهي غير القنا. "سامٍ": مشرفٌ. و"الصبيان": طرفا اللحيين و"أحناؤه": نواحه، ونواحي كل شيء: "أحناؤه"، والواحد حنوٌ "معرقٌ": قليل اللحم. "أشدق": واسع الشدق.

34 - ودفواء حدباء الذراع يزينها ... ملاطٌ تجافى عن رحا الزور أدفق "دفواء": ناقة فيها انحناءٌ، وجناء. والحدب في الذراع مما يستحب. 95 ب/ و"الملاط": الجنب والإبط أيضاً. والعضد والكتف ابنا ملاطٍ، هذا قول الأصمعي، وقال غيره: "الملاط": الإبط. "تجافي": تباعد. وقولهم: "جفاني فلانٌ"، أي: باعدني ولم يقربني. و"الرحا": الكركرة. و"الزور": الصدر. وقال: "الزور": ما بين يدي الفرس والناقة. "أدفق": مندفقٌ واسع. يقول: "به فتلٌ، قد بانت الإبط عن مرفقيها. 35 - قطعت عليها غول كل تنوفةٍ ... وقضيت حاجاتي تخب وتعنق وروى أبو عمرو: "رميت بها أجواز كل تنوفةٍ". وقوله:

"عليها" [أي] على الناقة. و"الغول": البعد. و"التنوفة": القفر من الأرض، والجمع التنائف. 36 - ومشتبه الأرباء يرمي بركبه ... يبيس الثرى نائي المناهل أخوق "الأرباء": ما ارتفع من الأرض، يشبه بعضه بعضاً، الواحدة رُبوة ورَبوة ورِبوة. وقوله: "يرمي بركبه يبيس الثرى". يقول: هو خرقٌ يابسٌ، ليس فيه مقامٌ ولا ماءٌ، فهو يرمي بركبه إلى مكان آخر. و"اليبيس": هو الفاعل. و"المناهل": مجامع الماء، والواحد منهلٌ. "أخوق": بعيدٌ واسعٌ. ويقال: "فلاة خوقاء"، أي: واسعة، وكل طويل: أخوق". 37 - إذا هبت الريح الصبا درجت به ... غرابيب من بيضٍ هجائن دردق

96 أ/ قال: إنما اختار "الصبا" لأ، ها تهب في الشتاء. والنعام لا يبيض إلا في الشتاء. فلذلك درجت في هذا الوقت. قال: وهو قريب من الربيع حين يفرخ الطير أيضاً. يقول: فإذا جاء ذلك الوقت درجت "غرابيب": سودٌ، الواحد غريبٌ، يعني: الفراخ، فراخ النعام، وصفها بالسواد. "من بيضٍ"، يقول: هذه الفراخ خرجت من بَيْضٍ بِيضٍ. و"الهجائن": البيضُ الواحدة هجانٌ. و"دردقٌ": صغارٌ، لا واحد لها. 38 - يخيل في المرعى لهن بنفسه ... مصعلك أعلى قُلة الرأس نقنق "يخيل"، يعني: هذا الظليم يكون لفراخه كالخيال حتى يتبعنه، أي: ينتصب لفراخه. وقال أبو عمرو: "تخيل

الظليم": رفع رأسه. "مصعلكٌ"، أي: صغير الرأس، دقيق العنق. و"قلة الرأس": أعلاه "نقنقٌ": اسم من أسماء النعام، وهو الخفيف. وقال أبو عمرو: "نقنقٌ" في صوته للذكر، والأنثى: "نقنقة"، أي: صوتٌ. 39 - ونادى به ماء إذا ثار ثورةً أصيبح أعلى نقبة اللون أطرق ويروى: "أشيقر .. ". ويروى: "أصيبح نوامٌ يقوم ويخرق" و"نادى به"، يعني: الأصيبح. "نادى": فاعل من النداء. و"الأصيبح" الغزال الصغير. و"الصبح": بياضٌ إلى

حمرةٍ. قال: وحدثنا عيسى بن عمر قال: قال: 96 ب/ [رجل] من العرب لآخر: "هل أنت منكحي ابنتك. قال: لا قال: لم؟ .. قال: لأنك أصبح اللحية". قوله: "نادى به ماءٍ": حكى صوت الظبي، إنه يقول: ماء ماء. وقال أبو عمرو: ينادي به: "ماءً"، أي: ينادي الخشف أمه. و"النقبة": اللون. و"الأطرق": الضعيف اليدين. "والطرق": استرخاءٌ في اليدين. والمعنى: أن هذا قفرٌ، ففيه الظباء والنعام.

40 - تريع له أمٌ كأن سراتها ... إذا انجاب عن صحرائها الليل يلمق "تريع": ترجع له ام الغزال. و"سراتها": ظهرها. و"سراة" كل شيءٍ: أعلاه. قال أبو عمرو: وجمعها سرواتٌ. "إذا انجاب"، يعني: إذا انشق. و"اليلمق": القباء، وهو بالفارسية: "يلمه". قال أبو عمرو: و"اليلمق": القباء المبطن، ولا يقال له: "يلمق" إلا أن يكون مبطناً. يقول: كأن سراة الظبية سراة ثوبٍ، يريد أنها متجردة. 41 - إذا الأروع المشبوب أضحى كأنه ... على الرحل مما منه السير أحمق "الأروع": الذي يروعك حين تراه، من جماله تفزع له. و"المشبوب": الجميل المشهور. أي: كأن حسنه "يشب"، أي: يوقد. والمرأة تلبس ثوباً أحمر يشب لونها. ويقال:

"الكتم شبابٌ"، أي: يوقد الحناء ويثبته ريشب لونه. وكذلك الشب اليماني يشب الشيء، أي: يصبغ به. والقلى يُلقى في العصفر ليشبه. ويقال للمرأة: "قد شب لونها خمارٌ 97 أ/ أحمر لبسته". "مما منه السير"، أي: جهده وأضعفه. يقال: "منه يمنه مناً"، إذا جهده. وأنشد: * ومنه سير المطايا منا* وحبل "منينٌ"، إذا عُمل به حتى ضعف وأخلق. 42 - وتيهاء تودي بين أرجائها الصبا ... عليها من الظلماء جلٌ وخندق

"تيهاء"، يعني: الأرض يتاه فيها. "تودي" بها الريح"، يقول: تهلك بين نواحي هذه الأرض لسعتها وطولها. "من الظلماء"، يقول: هي محجوبةٌ بظلمة، ضربه مثلاً. "من الظلماء جلٌ"، أي: هي ملبسةٌ، و"الجل": ما ألبس من سواد الليل. 43 - غللت المهارى بينها كل ليلةٍ ... وبين الدجا حتى تراها تمزق أي: أدخلت المهارى. يقول: جعلت أدخل بين تلك الظلمة حتى انتهيت إلى تلك الأرض، وهو مثلٌ. و"الدجا": ما ألبس من سواد الليل، والواحدة دجيةٌ. "تمزق"، يقول: يذهب الليل ويتمزق ويجيء الصبح.

44 - فأصبحت أجتاب الفلاة كأنني ... حسامٌ جلت عنه المداوس مخفق "أجتاب": أقطع، أي: أقطعها كأنني سيفٌ في مضيي. و"الحسام": القاطع. و"المداوس": المصاقل، الواحد مدوسٌ. وإنما سمي: "مدوسا"، لأنه يداس به. "مخفقٌ": السيف يمر مراً سريعاً في القطع. 45 - نظرت كما جلى على رأس رهوةٍ ... من الطير أقنى ينفض الطل أزرق 97 ب/ "كما جلى": كما نظر. و"الرهوة" المرتفع من الأرض فوق الأكمة ودون الجبل. "أقنى"، يعني: البازي، وهو أقنى الأنف. يقول: نظرت كما نظر هذا البازي. و"الطل": الندى. وأنشدنا في الأزرق: ألم تر أن الأُسد زرقٌ عيونها ... وأن كرام الطير هن الأزارق

46 - طراق الخوافي واقعٌ فوق ريعةٍ ... ندى ليله في ريشه يترقرق "طراقٌ"، أي: بعضه على بعض، ومثله: "المطابقة". يقال: "طابق بين ثوبين" و"طارق بينهما"، إذا لبس ثوبين أو نعلين. و"طبق الإناء" من هذا أُخذ، وهو وضعه عليه. وقال عديُّ بن زيدٍ: أعاذل قد لاقيت ما بزع الفتى ... وطابقت في الحجلين مشي المقيد

و"الخوافي": ما دون القوادم من جناح الطائر. و"الريعة": المكان المرتفع. و"يترقرق": يجيء ويذهب. 47 - وماءٍ قديم العهد بالناس آجنٍ ... كأن الدبى ماء الغضى فيه يبصق يقال: "قد أجن الماء يأجن أجوناً"، إذا تغير واصفر أو اخضر. قال عبيد بن الأبرص: يارب ماءٍ وردت آجنٍ ... سبيله خائفٌ جديب يقول: كأن الجراد بصق في هذا الماء مما أكل من الغضى. [و"ماء

الغضى":] أخضر أسود. قال أبو عمرو: "والدبى": جرادٌ صغار لم يطر 98 أ/ فإذا طار فليس به، واحدُه دباةٌ. 48 - وردت اعتسافاً والثريا كأنها ... على قمة الرأس ابن ماءٍ محلق " .. اعتسافاً": أخذ على غيرِ هدى. "قمة الرأس": أعلاه ووسطه. "ابن ماءٍ"، يعني: طائر الماء، شبه الثريا به وقد تحلق. 49 - يدف على آثارها دبرانها ... فلا هو مسبوقٌ ولا هو يلحق

قال: "الدفيف": سيرٌ كأنه طيرانٌ. يقول: الدبران خلف الثريا، فلا هو يسبق ولا هو يلحق. أي: لهذا منزلةٌ ولهذا منزلةٌ، فلا يسبق هذا هذا، ولا يلحق هذا هذا. وقال: أول نجوم الصيف "النجم": وهو الثريا. فإذا طلع النجم "فالحر في حدمٍ، والعشب في حطمٍ". ثم يطلع بعدها الدبران، فإذا طلع "توقدت الحزان كتوقد النيران، واستعرت الذبان،

[وطلعت الشمس] في الغيران"، وهو أشد ما يكون الذباب فيها أذى. ثم تطلع الجوزاء، فإذا طلعت الجوزاء "حميت المعزاء، وتكنست الظباء، وأوفى على عوده الحرباء". ثم تطلع الشعرى، فإذا طلعت "جعل صاحب النخلة يرى ما احمر من بُسره وصفا وكمم وأعرى". وأول رطبه يكون عند طلوع الشعرى.

50 - بعشرين من صغرى النجوم كأنها ... وإياه في الخضراء لو كان ينطق 98 ب/ يقول: مع الدبران [عشرون] من "صغرى" النجوم. [و"صغرى النجوم":] جمعٌ. يكقوله تعالى: "ولله الأسماء الحسنى". فـ"الحسنى" جمعٌ. يقول: كأن النجوم والدبران في "الخضراء". وهي السماء. 51 - قلاصٌ حداها راكبٌ متعممٌ ... هجائن قد كادت عليه تفرق يقول: كأن الدبران رجلٌ - لو نطق - والنجوم قلاصٌ، فهو يسوقها. و"القلاص": أفتاء الإبل، الواحدة قلوصٌ. و"هجائن": بيضٌ كرامٌ.

52 - قراني وأشتاتاً أجد يسوقها ... إل الماء من جوز التنوفة مطلق وروى أبو عمرو: " .. من قرن التنوفة". و"قرنها": طرفها. "قرانى": جمع قرينٍ، أي: هذه القلاص مقرونةٌ بعضها إلى بعضٍ. و"أشتاتاً": متفرقةً. و"جوز" التنوفة: وسطها. و"المطلق": الذي يرسل الإبل يوم الطلق. و"الطلق": إذا كان بينك وبين الماء يومان، فاليوم الأول الطلق والثاني القرب. قال الأصمعي: "سألت أعرابياً: ما الطلق؟ قال: سير الليل لورود الغد". يقال: "طلقت الإبل فهي تطلقُ طلقاً"، إذا أقبلت إلى الماء. وقد أطلقها الراعي فهي: "مطلقةٌ"، وهو: "مطلقٌ". وقال أبو عمرو: و"الطلق": قبل القرب. 53 - وقد هتك الصبح الجلي كفاءه ... ولكنه جون السراة مروق

99 أ/ وروى أبو عمرو: "وسائره داجي السماء مروق". و"هتك": كشف. و"الجلي": المنكشف. ويقال: "قد أتتنا جلية الخبر"، أي: انكشافه. و"الكفاء": الشقة من وراء البيت ومؤخره. و"رواق" البيت: الشقة المتقدمة. وإنما يعني: الليل، وضربه مثلاً. و"جونٌ": أسود. و"السراة": الأعلى. وإنما يعني: السماء. "مروقٌ": له رواقٌ، لم يقلع. يقول: انهتك الصبح في هذا الشق وسط السماء، لم ينهض فيه الصبح بعد. وضرب "الكفاء" و"الرواق" مثلاً. 54 - فأدلى غلامي دلوه يبتغي بها ... شفاء الصدى والليل أدهم أبلق "الصدى": العطش. يقول: أعلى الليل أسود، وأسفله أبيض، للصبح.

55 - فجاءت بنسج العنكبوت كأنه ... على عصويها سابريٌ مشبرق "جاءت"، يعني: الدلو. "كأنه"، أي: كأن النسج "على عصويها"، يعني: العراقي. "مشبرق": مقطع مشققٌ. قال أبو عمرو: "شبرقة"، إذا قطعه. قال: ويقال: لم يصفق نسجه، وهو: "المهلهل". 56 - فقلت له: عُد فالتمس فضل مائها ... نجوب إليها الليل، والقعر أخوق "نجوب": نقطع. يقال: "جاب يجوب"، إذا قطع.

و"القعر": قعر البئر. و"أخوق": بعيدٌ. يقال: "أرض خوقاء" وكل طويلٍ: "أخوق". 99 ب 57 - فجاءت بمد نصفه الدمن، آجنٍ ... كماء السلى في صغوها يترقرق "فجاءت"، يعني: الدلو، أي: بقدرٍ مُدٍ من الماء. "نصفه الدمن"، يعني: البعر. و"الهاء" في نصفه للمد. "آجنٌ": متغير أخضر. "كماء السلى"، يقول: هذا الماء كأنه ماء السلى. و"السلى": الذي يكون فيه الولد. يقال له من الدواب والإبل: "لفافةٌ"، ومن النساء: "مشيمةٌ". وقوله: "في "صغوها"، أي: في ناحية الدلو. "الهاء": للدلو. "يترقرق"، أي: يجيء ويذهب. تمت وهي 57 بيتاً بحمد الله ومنه، وصلواته على محمد وآله وسلم

14 - دنا البين من مي فردت جمالها

(14) (الطويل) وقال أيضاً يهجو بني امرئ القيس: 1 - دنا البين من ميٍّ فردت جمالها ... فهاج الهوى تقويضها واحتمالها أي: دنا أن يرتحلوا، وذلك أنهم كانوا في ربيع. و"البين": الفرقة. "فردت جمالها"، أي: ردوها من الرعي ليركبوها. و"التقويض": قلع البناء، تقويض الخيام. تقول العرب: "قد قوضوا خيامهم"، إذا ألقوها. 2 - وقد كانت الحسناء ميٌّ كريمةً ... علينا ومكروهاً إلينا زيالها

وروى أبو عمرو: و [قد] كانت الحسناء ميٌّ قريبة ... عزيزاً علينا في الحياة زيالها أي: فراقها. 100 أ 3 - ويوم بذي الأرطى إلى جنب مشرفٍ ... بوعسائه حيث أسبطرت حبالها "الأرطى": شجر "مشرفٌ": موضعٌ. و"الوعساء": من الرمل. "اسبطرت": انبسطت "حبالها"، أي: حبالٌ من الرمل. 4 - عرفت لها داراً فأبصر صاحبي ... صحيفة وجهي قد تغير حالها

"صحيفة وجهه": جلدة وجهه. وأنشد للمخبل: * [و] تريك وجهاً كالصحيفة .. * قال: "صفيحة وجهي" و"صحيفة وجهي" سواءٌ. 5 - فقلت لنفسي من حياء رددته ... إليها وقد بل الجفون بلالها يقول: رد الحياء إلى نفسه، لم يخرجه حتى صارت نفسه التي تستحيي. أي: صار الحياء إلى النفس مكتوماً عندها. إنما رجع فاستحيا. و"البلال": الماء. وإنما يعني به الدموع. ويقال: "ما بها بلال"، أي: ما بها ماء. ويقال: فلان يجد بلةً في ذكره"، أي: رطوبةً. ويقال: "ذهبت بلة الإبل"،

إذا ذهب الرطب. ويقال: "ما تبلك عندي بالة وبلالٌ يا هذا"، أي: لا ترى مني خيراً ولا ندى. ويقال: "اطو السقاء على بللته، أي: على ندوته. 6 - أمن أجل دارٍ طير البين أهلها ... أيادي سبا بعدي وطال احتيالها 100 ب/ يريد: قلت لنفسي: أمن أجل دار تغيرت، واحتمل أهلها عنها. و"البين": الفرقة. "أيادي سبا"، أي: تفرقوا في كل ناحية. "احتيالها"، يقول: "احتالت" من أهلها: لم

ينزل بها حولاً. وقال: "احتالت": من الحول، ومن المطر أيضاً. يقال: "أرض محتالةٌ"، إذا لم يصب الأرض المطر. و"النخل المحتال": الذي لم يحمل. 7 - بوهبين تسنوها السواري وتلتقي ... بها الهوج شرقياتها وشمالها أراد: ويوماً عرفت لها داراً بوهبين. "تسنوها": تسقيها، وأصل هذا من "السانية": وهي البعير الذي يستقى عليه. و"السواري": السحائب التي تمطر بالليل، الواحدة ساريةٌ.

و"الهوج"، الرياح. يقال للريح التي تركب رأسها: "هوجاء": قال: [ابن] أحمر: * هوجاء ليس للبها زَبْرُ* يقول: كأنها هوجاء تأتيك بشدة. "شرقياتها"، يعني: الصبا. 8 - إذا ضرج الهيف السفى لعبت به ... صبا الحافة اليمنى جنوبٌ شمالها "ضرج": شقق. و"الهيف": الريح الحارة "وأكثر ما يكون الهيف من الجنوب إلى مهب الدبور. وربما جعلت معرفةً،

وربما جعلت نكرةً. و"السفى": شوك البهمى "لعبت به صبا الحافة اليمنى" [أراد: لعبت به حافتها اليمنى] ثم أدخل الألف واللام وأضاف. كما تقول: "مررت برجلٍ نظيفٍ ثوبه". ثم تقول: "نظيف الثوب". "لعبت" ريحٌ نكباء، كأنها قد 101 أ/ أخذت من هذه الريح ومن هذه الريح [الأخرى. وقوله: "به"، أي: بالسفى. "جنوبٌ شمالها". يعني: شمال تلك الريح] التي قامت الصبا في موضعها. يقول: الصبا عن يمينها، والجنوب عن شمالها. فيقول: إذا شقق الهيف السفى وأيبسه لعبت به ريح الصبا. 9 - فؤادك مبثوثٌ عليك شجونه ... وعينك يعصي عاذليك انهلالها

"مبثوثٌ": منتشرٌ منفرق. يقول: إذا هيج الهيف تنتشر أحزان قلبك، لأنه إذا كان هذا الوقت تحمل الناس فافترقوا. "وعينك يعصي عاذليك .. "، يقول: فإذا نهاك العاذلون أن لا تبكي عصت عيناك فبكتا. و"الانهلال": السيلان. و"شجونه": أحزانه. 10 - تداويت من ميٍّ بهجران أهلها ... فلم يشف من ذكرى طويلٍ خبالها يقول: هجرت أهلها لينقطع ما بيني وبينها فلم يشف ذلك "من ذكرى طويلٍ خبالها". يقول: لم يشفني من خبالي طول ما هجرتها. و"الخبال": ما أفسد العقل. ويقال: "خبله مرضٌ". 11 - تُراجع منها أسود القلب خطرةٌ ... بلاءٌ ويجري في العظام أمذلالها "منها": من مية. "أسود القلب": [داخل القلب].

ويقال: "اجعله في سويداء قلبك"، إذا أردت أن يحفظه. و"الخطرة": الوقعة. قال: "خطرةٌ": نفحة الحب. و"الخطرة": هي التي تراجع بلاءً. أي: ابتليت بهذا البلاء و"الامذلال": 101 ب/ الاسترخاء والفترة. قال الراعي: * ما بال دفك بالفراش مذيلا* 12 - لقد علقت ميٌّ بقلبي علاقةً ... بطيئاً على مر الشهور انحلالها يقال: "علاقةُ حبٍ" ويقال: "فلان به علقٌ وعلاقةٌ"، أي: هو صاحب عشقٍ. ويقال: "نظرته نظرة ذي علقٍ". ويقال: "علاقة السوط" مكسورة العين. وقوله: "بطيئاً على مر الشهور انحلالها". يقول: لا تنحل على ما يمر بها من الشهور. يعني: العلاقة. 13 - إذا قلت: تجزي الود أو قلت: ينبري ... لها البذل، يأبى بخلها واعتلالها

"تجزي الود"، أي: تكافئه. "ينبري": يعرض لها البذل. "يأبى بخلها"، يقول: إذا عرض بذلها فرجوت جاء البخل دون ذلك والاعتلال. 14 - على أن مياً لا أرى كبلائها ... من البخل ثم البخل يرجى نوالها أبو عمرو: " .. يُرعى وصالها". "كبلائها"، يقول: كما تبلينا من البخل، أي: من استبان منه ما استبان من ميٍ" من البخل ثم البخل "لا يُرجى وصالها، ولا يرجى عندها خيرٌ. يقول: فمن يرجو وصل هذه من البخل ثم البخل، أي بخلاً بعد بخلٍ. 15 - ولم ينسني مياً تراخي مزارها ... وصرف الليالي مرها وانفتالها 102 أ/ "التراخي": البعد. "صرف الليالي": تقلبها، تصرف مرةً كذا ومرةً كذا. و"انفتالها": انقلابها وذهابها. ومنه: "انفتل عن صلاته": حين انصرف. وروى أبو عمرو: "ولم ينسني شحط النوى أم سالمٍ ... ومر الليالي صرفها وانفتالها" 16 - على أن أدنى العهد بيني وبينها ... تقادم إلا أن يزور خيالها

يقول: عهدي بها قديمٌ منذ حينٍ إلا أن يزورها خيالها فذاك عهدي بها. 17 - بني شُقةٍ أغفوا بأرضٍ متيهةٍ ... كأن بني حام بن نوحٍ رثالها نصب "بني"، أراد: أن يزور خيالها بني شقةٍ. و"الشقة": السفر البعيد. "أغفوا": و"الإغفاء": نويمةٌ. "متيهةٌ": يتاه فيها، أي: يضل. "بني حام"، يعني: السودان. و"الرئال": فراخ النعام، الواحد رألٌ. 18 - لدى كل نقضٍ يشتكي من خشاشه ... ونسعيه أو سجراء حر قذالها أراد: أغفوا بأرضٍ لدى كل "نقضٍ"، أي: جملٍ. و"النقض": الرجيع من السفر، المهزول. و"الخشاش": الحلقة في عظم أنف البعير. و"البرة": في لحم أنف البعير. و"العران": من خشبٍ. و"النسعان": الحقب والتصدير. فأما "التصدير": فحزام الرحل على الصدر 102 ب/، و"الحقب": على الحقو من البعير. و"السجراء": الناقة الحمراء، وفي غير هذا: الحمرة في العينين. و"القذال": [في] مؤخر الرأس،

وهو من الإنسان ما بين أعلى الأذن والنقرة. "حرٍ قذالها"، أي: هو عتيقٌ كريمٌ. يقول: أغفوا عند كل نقضٍ و"ناقةٍ سجراء"، أي: حمراء. 19 - فأي مزورٍ أشعث الرأس هاجعٍ ... إلى دف هوجاء الوني عقالها يريد: أي رجلٍ يزار. "أشعث الرأس"، أي: متغيرٌ، منتفش الشعر. "هاجع": نائم. يقول: أي مزور ذا؟! .. يقول: أيزار مثل هذا؟! .. يتعجب. "دفٌ": جنبٌ. "هوجاء": ناقةٌ، كأن بها هوجاً من نشاطها. ويروى: " .. عوجاء": وهي الناقة التي ضمرت فاعوجت. و"الوني": الفترة والإعياء. فيقول: يقال: "ونى يني ونياً". "عقالها". يقول: لا تحتاج إلى عقالٍ بأكثر من الفترة والإعياء. فيقول: لا تعقل بأكثر من الفترة، هي عقالها. ويروى: "وأيُّ مزار .. ".

و"المزار": الموضع الذي تأتيه. فأراد: واي موضع زيارة أشعث الرأس، وذلك أن خيالها أتاه. فقال: أنا على سفر، أشعث الرأس، فأي موضع زيارةٍ .. جعل نفسه مزاراً، كالموضع الذي يُزار. 20 - طواها إلى حيزومها وانطوت لها ... جيوب الفيافي حزنها ورمالها "طواها" أي: هذا الرجل طواها، أي: أضمرها، فذهب بطنها، 103 أ/ وبقي صدرها. و"الحيزوم": [الصدر وما يليه. فيقول: صار إلى الحيزوم]، وذهب ما سوى ذلك من اللحم. أي: ذهب ما ذهب منها، وبقي الحيزوم. وقوله: " .. انطوت لها* جيوب الفيافي .. "، أي: مدخلها، فانقبضت بها حزنها ورمالها. كقولك: "اللهم اطولنا البعد". و"الفيافي": ما استوى من الأرض واحدها فيفاةٌ. و"الحزن": ما غلظ من الأرض وفيه ارتفاعٌ.

21 - دروجٌ طوت آطالها وانطوت بها ... بلاليق أغفالٌ قليلٌ حلالها "دروجٌ": التي تدرج في سيرها. و"الآطال": الخواصر. يقال: "إطلٌ وأيطلٌ". وواحد الآطال: "إطلٌ وأيطلٌ". و"البلاليق": الأرض المستوية لا شجر فيها. وواحدها بلوقةٌ. و"الأغفال": التي ليس بها أعلامٌ، واحدها غفلٌ. و"الحلال" واحدها "حِلةٌ": وهي الموضع الذي ينزله. قال: و"الحِلةُ": القطعة من البيوت، تجتمع في موضع. [قليلٌ حلالها] قليلٌ أهلها. 22 - فهذي طواها بُعد هذي وهذه ... طواها لهذي وخدها وانسلالها "فهذي" الأولى: هي الناقة. "طواها": أضمرها. "بعد هذي .. "، يعني: الأرض والمفازة. و"هذه": [يعني: الأرض والمفازة، طواها لهذه الناقة "وخدها" وهو الفاعل. والوخد

والانسلال] هما طويا الأرض. و"الوخد والخدي والخديان" و"الوخط": بعضه قريب من بعض. "وخد يخدُ وخداً": وهو ضربٌ من السير. 102 ب 23 - وقد سدت الصهب المهارى بأرجلٍ ... شديدٍ برضراض المتان انتضالها "السدو": رمي اليد في السير، هذا الأصل، فصيره ذو الرمة هاهنا في الرجل، ومثله: "الزدو" بالجور. ومن ثم قيل: "ازده". وأنشد: وسدو رجلٍ من ضعاف الأرجل ... متى أرد شدتها تخزعل "الخزعلة": الظلع. و"الرضراض": حصى صغارٌ.

و"المتانُ": ما صلب من الأرض وارتفع. و"الانتضال": أن ترمي الحصى بأرجلها. 24 - إذا ما نعاج الرمل ظلت كأنها ... كواعب مقصورٌ عليها حجالها ظلت "النعاج": وهي البقر كأنها كواعب. يقول: كنست النعاج فكأنها كواعب في الخدور. يقال: "كعب ثديها كعوباً، وكعب" أيضاً. "مقصورٌ .. ": محبسة في حجالها. وهذا إذا انتصف النهار. يقال: "قصر عليه الستر"، أي: جعله كالمقصورة وأرسله عليه وأصل: "المقصورة" من هذا، ومنه سمي: "القصر". ويقال: "أبلغ فلاناً عني كذا وكذا مقصورةً وقصرةً"، أي: خاصةً دون الناس. و"قصر عليه ستره": أي: أدخله عليه. 25 - تخطت بنا جوز الفلا شدنيةٌ ... كأن الصفا أوراكها ومحالها

"تخطت": جاوزت. "جورٌ": وسطٌ. وأنشد: 104 أ/ * أيهات من جوز الفلاة ماؤه* و"الفلا" جمع فلاة، و"الفُلي" جمع الفلا. "شدنية": ناقة منسوبة إلى "شدنٍ". و"الصفا": حجارةٌ عراضٌ، واحدتها صفاةٌ. و"المحال": فقار الظهر، يقال للواحدة: "فقارةٌ"، والجميع "فقارٌ". ويقال: "فِقرةٌ" للواحدة، و"فِقَرٌ" للجميع. وواحد المحال محالةٌ. 26 - حراجيج ما تنفك تسمو عيونها ... كرشق المرامي لم تفاوت خصالها "حراجيج": الواحد "حرجرجٌ": وهي التي قد هزلت وطالت مع الأرض. "ما تنفك": ما تزال. "تسمو عيونها": ترتفع. و"الرشق": الوجه الذي ترميه. يقال: "رماه رشقاً أو رشقين"، أي: وجهاً أو وجهين. "لم تفاوت"، أي: جاءت معاً مستويةً. و"التفاوت": أن يكون بعضها- يعني السهام- فوق بعض. والمعنى: أنها ترمي بعيونها وتنظر، فهي تصيب

مثل السهام. "الخصال": الواحدة خصلةٌ. وكل ما كان أقرب إلى القرطاس عُد "خصلة". [يقال: "خصلٌ وخصالٌ"] ويقال: "تخاصل القوم". إذا تراموا. 27 - إلى قنةٍ فوق السراب كأنها ... كميتٌ طواها القود فاعوج آلها أبو عمرو: "فاقور آلها". يريد: تسمو عيونها إلى قنة. و"القنة": الجبل الصغير. و"القنان" جمعٌ، وهي الجبال الصغار. "كأنها كميتٌ": في لونها. و"كميتٌ": مؤنثٌ. يقول: إنها تضرب إلى الحمرة. 104 ب/ "طواها القود"، أي: أضمرها. "آلها": شخصها، شخص الفرس. يقول: قيدت فاعوجت من الهزال.

28 - إذا ما حشوناهن جوز تنوفةٍ ... سباريت ينزو بالقلوب أهولالها ويروى: " .. كسوناهن"، يعني: الإبل، إذا أدخلناهن فيها. "جوزٌ": وسطٌ. "تنوفةٌ": قفرٌ. و"السباريت": الأرض التي لا شيء فيها، واحدها سبروتٌ. ويقال للقفر: "سبروتٌ" أيضاً. "اهولالٌ": افتعالٌ من الهول. يقول: تضرب القلوب فيها من الفزع. 29 - رهاءٍ بساط الظهر سيٍّ مخوفةٍ ... على ركبها أقلاتها وضلالها "الرهاء": ما استوى واملاس من الأرض. و"البساط": المستوية. يقال: "أرضٌ منبسطةٌ"، وكذلك: "السي". "مخوفةٌ": أنثه لتأنيث الأقلات: وهي جمع "قلت": وهو الهلاك. يقال: "قلتٌ وأقلاتٌ". ويقال: " [إن] ابن آدم ومتاعه على

قلتٍ إلا ما وقى الله"، أي: على هلاكٍ. يقال: "قلت الرجل يقلت قلتاً"، إذا هلك. و"أقلته الله"، إذا أهلكه. وروى أبو عمرو: "إقلاتها" بكسر الألف. وقال: أخذه من المرأة "المقلات": التي لا يعيش ولدها. و"الركب": القوم على الإبل. 30 - تعاوى لحسراها الذئاب كما عوت ... من الليل في رفض العواشي فصالها 105 أ/ يقول: الذئاب تعاوى، وذلك أن بعض هذه الإبل سقط من الإعياء، والذئاب تعوي عليها، تأكلها، كما عوت فصالها من الليل في "رفض العواشي"، يقول: كانتشار العواشي، ففصالها تعوي. و"الحسرى": التي سقطت من الإعياء، حسرت وأعيت حتى لا نهوض بها. و"الرفض": ما انتشر من العواشي": وهي الإبل التي تعشى بالليل. "فصالها": صغارها.

31 - شججن الفلا بالأم شجاً وشمرت ... يمانيةٌ يدني البعيد انتقالها "شججن": علون. و"القلا": واحدها فلاةٌ. "بالأم" بالقصد. ويروى: "شججن الفلا بالظن .. "، أي: هذه الإبل تجيء وتذهب، تركب الطريق على غير معرفةٍ. "انتقالها": انتقال سيرها من مكانٍ إلى مكانٍ، أو تنقل قوائمها من موضعٍ إلى موضعٍ. 32 - طوال الهوادي والحوادي كأنها ... سماحيج قبٌ طار عنها نسالها "الهوادي": الأعناق. و"الحوادي": الأرجل واحدتها "حاديةٌ"، لأنها تسوق الأيد، تحدوها. و"السماحيج": الحمر الطوال، الواحدة سمحجٌ. وقال بعضهم: الطوال الظهور. "قبٌ": ضمرٌ. "النسال": ما نسل من شعرها فسقط. يقال: "نسل ينسل". ويروى: "طوال السوادى 105 ب/ والجوادي .. ". "السوادي": هي الأيدي. و"الحوادي": الأرجل.

33 - رعت بارض البهمى جميماً وبسرةً ... وصمعاء حتى آنفتها نصالها "بارضٌ": ما "برض" منه، أي: طلع. و"البارض" للبهمى وغير البهمى، إذا بدأ أن يخرج. و"الجميم": من البهمى: الذي قد ارتفع ولم يتم ذلك التمام، حين جمم. و"الجميم" من كل نبتٍ. "بُسرةٌ"، أي: غضةٌ، إذا كانت البهمى مجتمعةً لم تفتق فهي "بسرةٌ". وقال أبو عمرو: "البسرةُ": فوق البارض. و"الصمعاء" من البهمى: ما اجتمع فامتلأ كمامه من الثمرة فكاد يتفقأ ولم يتفقأ. وقال أبو النجم: * صمعاء لم تفقأ على اكتهالها *

والصمعاء" من كل نبت: ما كان مدملكاً مدققاً. يقال: "فقأت البهمى". وأما الزهر فيقال: "تفقأ الزهر وفقأ الزهر". وقوله: "حتى آنفتها" ولم يقل: "أنفتها" نصالها، أي: جعلتها النصال- "نصال" البهمى: وهي شركه- تشتكي أنوفها. أي: أصابت أنوفها. قال: لما عسا شوك البهمى وصلب من الصيف. قال: "آنفتها" ولم يقل: أنفتها [بغير مد الألف. تقول: "أنفه"، إذا ضرب أنفه و"بطنه"، إذا ضرب بطنه. وقال الصقيل: "آنفتها"]: أنفتها الحمر. وقال أبو زيادٍ الكلابي: أوجعت

السفى آنافها. وقال أبو عمرو: أي: تدخل السفى في أنوفها. 106 أ 34 - برهبى إلى روض القذاف إلى المعى ... إلى واحفٍ تروادها ومجالها "رهبى": موضعٌ. إذا رعت بارض البهمى برهبى إلى كذا إلى كذا إلى كذا .. وهي مواضع ["تروادها":]. إقبالها وإدبارها. "ترود": تجيء وتذهب. "مجالها": تجول.

35 - فلما ذوى بقل التناهي وبينت ... مخاض الأوابي واستبينت حيالها "ذوى": جف وفيه ماؤه، أي: ذبل لليبس. و"التناهي": واحدها "تنهيةٌ": وهو مكانٌ يبلغه السيل، فإذا بلغه انتهى، وهو مستنقع الماء. و"المخاض": الحوامل، واحدها: "خلفةٌ". كما قيل لواحد النساء: "امرأةٌ"، ولواحد النفر: "رجلق". و"الأوابي": التي أبت الفحل. وقال بعضهم: هي الحقاق، وواحد الحقاق حقةٌ. و"بينت مخاض الأوابي، أي: في آخر نتاج الإبل. ويروى: " .. وشمرت* مخاض الأوابي .. "، أي: شمرت ألبانها. وقال. مخاض الأوابي تبقى بعد الإبل لا تلقح، فيعاد عليها الفحل، فما لقح منها فهو مخاضٌ بعد المخاض الأولى، لأنه قد كان لها مخاضٌ، فإذا شمرت بطونها وضروعها استبان حملها، وذهب إيزاع الأوابي وإبراقها، واستبان الحيال. فإذا شمرت بطونها من ماء الجزءلم تستفض بطونها بالحمل. و"حيالها": مصدر "حالت"، إذا لم تحمل سنتها. والمعنى: استبان ما لقح منها مما حال.

106 ب 36 - تردفن خشباء القرين وقد بدا ... لهن إلى أهل الستار زيالها "تردفن"، يعني: الحمر، ركبن "خشباء" القرين: وهي قطعة من الأرض غليظةٌ كأنها جبلٌ. و"القرين": موضعٌ. وقد بدا لهن فراق هذه الخشباء إلى أن تصير بالستار، وذلك أن بها عيون ماء. 37 - صوافن لا يعدلن بالورد غيره ... ولكنها في الموردين عدالها قال: "الصافن": القائم على ثلاث قوائم "غيره"، أي: غير الورد. "عدالها"، يقال: "عادلت بين أمر كذا وكذا أيهما أريد". فيقول: هي لا تشك في الورود. لا يقلن: نَرِدُ ولا نَرِدُ. ولكنهن قد عزمن على الورود. إنما تشك بين "أثال" وبين "عين بني بوٍّ"، أي: ترد هذه العين أو هذه العين، تميل بين الموضعين. قال أبو عمرو: "وهو بين نفسين"، أي: يرد في موردين.

38 - أعين بني بوٍّ غمازة موردٌ ... لها حين تجتاب الدجا أم أثالها "بوٌّ": من بني عامر بن عبيدٍ من بني سعد ورفعت "أعين" بمورد. و"تجتاب": تدخل فيه. و"الدجا": ما ألبس من سواد الليل. ويقال: "كان ذلك حين دجا الإسلام"، أي: حين غطى وألبس. 39 - فلما بدا في الليل ضوءٌ كأنه ... وإياه قوس المزن ولَّى ظلالها

107 أويروى: " .. ارتقى في الفجر". "في الليل ضوءٌ"، يريد: الصبح يقول: حين انكشفت سحابة الظل. ويروى: " .. طلالها". و"الطل": الندى. ويروى: "فلما بدا في الضوء ليلٌ .. "، أي: حين دجا الليل ودخل. "كأنه وإياه"، أي: كأن الضوء والليل. و"القوس": التي تكون في السماء. فشبه طرة الليل والضوء حين اختلطا بالقوس، قوس السحاب. و"المزن": السحاب، واحدها مزنةٌ. وقوله: "ولى ظلالها"، أي: انكشف السحاب عنها. 40 - تيممن عيناً من أُثالِ نميرةً ... قموساً يمج المنقضات احتفالها "تيممن"، يعني: هذه الحمر، أي تعمدت عيناً. و"أثال": موضع. وقوله: "نميرة"، يقال: "ماءٌ نمير"، إذا كان

نامياً. "قموس"، يعني: العين منكثرة مائها يخرج الماء فيفور وينزل يتقلب. "يقمس": يغوص. يقال: "قمس قموساً"، إذا غاص. "يمج": يلقي. "المنقضات": الضفادع. يقال: "قد أنقضت"، إذا صاحت. و"الاحتفال": كثرة الماء. و"احتفال العين": هو اجتهادها، فهو الذي يُلقي الضفادع. ويقال: احتفلت المرأة"، إذا اجتهدت في الزينة. و"احتفلت الدرة"، إذا دفعت باللبن. و"احتفلت السماء بالمطر". ويقال: "شاةٌ حافلٌ وحفولٌ"، إذا كثر لبنها. قال أبو عمرو "احتفالها": شدة جريانها. 101 ب 41 - على أمر منقد العفاء كأنه ... عصا قس قوس لينها واعتدالها

يقول: تيممن على أمر الفحل. "منقذ العفاء": ذاهب الوبر، متمزقه، يعني: الحمار. و"العفاء" الشعر. يقول: شعره قد تمزق. "كأنه": [كأن] هذا الفحل "عصاقسٍ": في ملاسته ولينه. و"القوس": المنارة التي [يكون] فيها الراهب. وقال خلف بن حيان الأحمر: "عصا قيسطيطٍ": وهو شجرٌ. وهكذا ينشده الأعراب. قال الأصمعي: وأنا أنشده: "عصاقس ديرٍ" و"عصاقس قوسٍ". وقال أبو عمرو: ليس شيءٌ أشد استواءً من عصا القس، تكون ملساء مستوية.

42 - إذا عارضت منها نحوصٌ كأنها ... من البغي أحياناً ماندىً شكالها "تعارضه": تشغب عليه حتى يردها الفحل. و"النحوص": الأتان التي لم تحمل. "كأنها من البغي"، إذا بغت في المشي كأنها مشكولةٌ. "مدانىً شكالها"، أي كأنها قورب لها الشكال، وذلك من النشاط. 43 - أحال عليها وهو عادل رأسه ... يدق السلام سحه وانسحالها يقول: إذا عارضت منها نحوصٌ "أحال عليها" الحمار، أي: مال عليها الفحل. "وهو عادل رأسه". يقول: رأسه في ناحيةٍ من النشاط. و"السلام": حجارةٌ، والواحدة سلمةٌ. 108 أ/ وقال: أنشدنا خلفٌ:

ذاك خليلي وذو يعاتبني ... يرمي ورائي بالسهم والسلمة "سحه"، أي: يصب العدو صباً سحاً. و"انسحالها" في السير: مرها ومتابعتها. ويقال: "انسحلت انسحالاً كما تسحل الدراهم"، وهو أن يتبع بعضها بعضاً. ويقال للمبرد: "مسحلٌ"، والحمار "مسحل" أيضاً. ويقال: "سحله مئة سوطٍ"، أي: ضربه. 44 - كأن هويَّ الدلو في البئر شله ... بذات الصوى آلافه وانشلالها يقول: كأن هوي الدلو "شله آلافه" أي: طرده آلافه. و"الصوى": الأعلام، الواحدة صوةٌ. و"انشلالها": انطراد الحمر. والمعنى: كأن شله هوي الدلو، فقدم. كما تقول: "كأن قاراً وجهه". المعنى: كأن وجهه قارٌ. و"انشلالها" رفع نسقاً على "شله".

45 - له أزملٌ عند القذاف كأنه ... نحيب الثكالى تارةً واعتوالها يقول: للحمار صوتٌ عند "القذاف": وهو أن يقاذفها في العدو. و"المقاذفة": المراماة. يريد: كأن الأزمل صوت الثكالى تارةً. "نحيبٌ": بكاءٌ. و"اعتوالها": من العويل. 46 - رباعٌ لها مذ أورق العود عنده ... خماشاتُ ذحلٍ ما يراد امتثالها 108 ب/ "الخماشات": الواحدة "خماشةٌ": وهو الخدش.

و"الامتثال": الاقتصاص. يقال: "امتثل فلانٌ" أي: اقتص. فيقول: ما يراد، أي: ما يقتص منه، هي أدل من ذلك، أي لا تمثيل هذه الأتن من هذا الحمار. ويروى: "لا يرام". و"الذحل": الترة. يقال: "الذحل": الأمر الذي أسأت به. 47 - من العض بالأفخاذ أو حجباتها ... إذا رابه استعصاؤها وعدالها ويروى: " .. ودحالها". يقول: هذه الخماشات من العض بالأفخاذ أو "بالحجبات": وهي رؤوس الأوراك. "استعصاؤها": استعصاء الحمير. "رابه"، أي: أنكر الفحل. و"العدال": أن تعدل عن الفحل. و"الدحال": أن تميل في أحد شقيها. 48 - ويشربن أجنا والنجوم كأنها ... مصابيح دحالٍ يذكى ذبالها

49 - وقد بات ذو صفراء زوراء نبعةٍ ... وزرقٍ حديثٍ ريشها وصقالها "ذو صفراء"، يعني: الصائد. "نبعةٌ": قوسٌ. و"النبع": أصفر. "زوراء": يعني: القوس، أنها معوجة. و"الزرق": النصال. و"الريش": أن يجعل عليها الريش، وهو مصدر: "راشه يربشه". 50 - كثيرٍ لما يتركن في كل جفرةٍ ... زفير القواضي نحبها وسعالها 109 أ/ "كثيرٍ": مردودٌ على "زُرقٍ". يريد: كثيرٍ زفير

"القواضي": وهي التي تقضي النحب فتموت. وقوله: "لما يتركن"، [أي]: كثيرٍ أن يدعن في كل جفرةٍ جراحاً. والمعنى: كثيرٍ زفير القواضي لذا، أي: لتركهن. و"الجفرة": الوسط. ورد "السعال" نسقاً على الزفير. وقال: يرفع "النحب"، يريد: كثيرٍ نحبها وسعالها. فقلت له: القواضي نحبها، هذا يرويه الناس. فقال: لا يقال للوحش: تقضي نحبها.

وقال أيضاً: فيها مثل هذا: وقرناء يدعو باسمها وهو مظلم ... له صوتها أو إن رآها زمالها فقلت له: يخبره عنها في الظلمة صوتها، أو إن رآها نهاراً عرفها بمشيتها فقال: تراها لو كانت مسلوخة، أكانت تخفى عليه بقرنها ولونها وقصر ذنبها، ليس [هذا] بشيء وقال: الأفعى "قرناء": وهو لحمٌ فوق رأسها، وجلدةٌ منها ناتئةٌ، ليس قرن شعرٍ. وقال: "نحبها": النحب كالشحيج، ومنه: انتحاب المرأة. 51 - أخو شقوةٍ يأوي إلى أم صبيةٍ ... ثمانيةٍ لحم الأوابد مالها

"الأوابد": الوحش. و"أخو شقوةٍ"، يعني: الصائد. "مالها": مال أم الصبية. 52 - يراصدها في جوف حدباء ضيقٍ ... على المرء إلا ما تحرف جالها "يراصدها"، يعني: الصائد، إنه يراصد الحمر في جوف "حدباء"، 1 ب/ يعني: قترةً. و"غبراء": هي الحفرة. يقول: الصائد في قترةٍ يكمن فيها، يعني: أن الغبراء ضيقٌ جالها على المرء إلا أن يتحرف. و"جالها": ما حولها. يقال: "جالٌ وجولٌ". وأنشد: وجاور أحجاراً وجال قليب قال: يضيق عليه جال تلك الحفرة إذا تحرف الرجل.

53 - يبايته فيها أحم كأنه ... إباض قلوصٍ أسلمتها حبالها "أحم": شجاع أسود. يقول: هو في قترة الصائد، والحيات معه في حفرته. "يبايته فيها"، أي: يبايت الصائد فيها، في الغبراء. "أحم"، يعني: حيةً تضرب إلى السواد. و"الإباض": حبلٌ يشد به مأبض البعير إلى رسغه، فشبه الحية بالإباض. وقوله: "أسلمتها حبالها". يقول: تقطعت الحبال عن القلوص. فشبه الحية بقطعة من حبل الناقة. ويروى: "عقالها". و"العقال" مثناةٌ، وكل حبلٍ مثناةٌ. 54 - [وقرناء يدعو باسمها وهو مظلمٌ ... له صوتها أو إن رآها زمالها]

[أبو عمرو: " .. هو مظلمٌ ... له صوتها إرنانها وزمالها". "قرناء"، يعني. حيةً أفعى. وإنما قال: "قرناء": لأن لها قرني لحمٍ فوق رأسها وجلدةً ناتئةً. "يدعو باسمها"، "له صوتها" يقول: يبين لها الصائد صوتها أنها أفعى من غير أن ينظر إليها، كأنه إذا سمع الصوت قيل هذا له، هذا صوت أفعى، ويبين له مشيها إذا رآها أنها أفعى. و"الزمال": المشي في جانبٍ، وهو يعني: الصائد. "مظلمٌ"، أي: أنه في ظلمة القترة. و"القترة": حفرةٌ يكمن فيها الصائد]. 55 - إذا شاء بعض الليل حفت لجرسه ... حفيف رحاً من جلد عودٍ ثفالها

أي: إذا شاء الصائد "حفت لجرسه". هو لا يشاء ذلك، وإنما يعني أنه واجدٌ لذلك. والعرب تقول: "إذا شئت أن يؤذيك فلانٌ آذاك". وأنت لا تشاء، ولكنك واجدٌ لذلك منه. "حفت لجرسه"، أي: لصوت الصائد. و"الجرس والجِرسُ" لغتان. و"الثفال": جلد يكون تحت الرحا، 110 أ/ يقع عليه الدقيق. وإنما ذكر الثفال لأنها تطحن فيسمع لها حفيفاً ولها ثفالٌ. ولو لم تطحن لم حتج إلى ثفالٍ. 56 - فجاءت بأغباشٍ تحجى شريعةً ... تلاداً عليها رميها احتبالها يعني: جاءت الحمر. و"الأغباش": الواحد غبشٌ، وهي بقايا من سواد الليل في آخره. "تحجى": تلتزم وتسبق إليها،

وتأخذها. يقال: "تحجى بذلك المكان"، إذا سبق إليه ولزمه. ويروى: "تحرى"، أي: تعمد. "الشريعة": وهي الموضع الذي تشرع فيه للشرب. "تلاداً عليها رميها". يقول: قديمةٌ، لها ولآبائها. ثم قال: "عليها"، أي: على هذه الشريعة. "رميها واحتبالها"، أي: رمي هذه الحمر [وأن تحتبل] بالحبالة. أي: هذه الحمر معانٌ من الورود، وقديمٌ عليها الرمي. 57 - فلما تجلى قرعها القاع سمعه ... وحال له وسط الأشاء انغلالها أراد: فلما "تجلى" سمعه، أي: غشى سمعه قرعها، أي: قرع هذه الحمير، يقول: لما سمعت أذنه وقع حوافر الحمر. "تجلى وجلى" واحد. كما "يجلي" الصقر، أي: ينظر ويستبين.

ويروى: "إذا ما تجلى قرعها القاع سمعه"، وهو قول أبي عمرو. [و] "بان له وسط الأساء". أراد: فلما تجلى سمعه. و"التجلي": النظر بالإشراف، وهو قول الأصمعي. "حال": تحرك. "وسط الأساء" 110 ب/ وسط النخل. و"الأشاء": صغار النخل، الواحدة أشاءةٌ. "انغلال": دخول الحامير بين النخل. قال: وقوله: "بان له": "بان": ليس من كلام العرب. ولا أدري كيف سمعته. إنما يقال: "أبان الأمر وبيَّن". ولو كان " [بان] الأمر": استبان. لكان يقال: "أمرٌ بائنٌ" ولكن "بان"، إذا انقطع منك شخصه. من "بان الخليطُ". فقلت له: نحن نرويها: "حال". فقال: لا أعلم كيف سمعته. 58 - طوى شخصه حتى إذا ما تودَّقت ... على هيلةٍ من كل أوبٍ تهالها "طوى شخصه"، من "بان الخليط". فقلت له: نحن نرويها: "حال". فقال: لا أعلم كيف سمعته. 58 - طوى شخصه حتى إذا ما تودقت ... على هيلةٍ من كل أوبٍ تهالها "طوى شخصه"، يعني: الصائد، تصاغر. و"تودقت": دنت، يعني الحمر. "على هيلةٍ": على فزعةٍ. وقال: "الهيلة": الوجه الذي يُهال منه، مثل المشية. و"هالت هولة"

واحدةً، مثل المشية. "من كل أوبٍ": من كل وجهٍ رشقٌ. يقال: "رمى أوباً أو أوبين" أو رشقاً أو رشقين. و"الرشق": وجهٌ ترميه "تهالها": تفزعها. 59 - رمى وهي أمثال الأسنة يتقى ... بها صف أخرى لم يباحت قتالها "ويروى:" .. أشباه الأسنة. "رمى"، يعني: الصائد. و"هي أمثالُ الأسنة": شبه الحمير حين شرعت في استوائها بالرماح، بعضها في إثر بعضٍ. وقال أيضاً: شبهها بالرماح لأنها قد دقت وضمرت، فهي طوالٌ. يتقى بهذه الأسنة صف أسنةٍ أخرى 111 أ/ في الحرب، وقد تهيأ القوم للطعن. وقوله: "لم يباحت": لم يقاتل قتالاً "بحتاً"، أي: خالصاً، ولو قوتل قتالاً بحتاً لتفاوتت الرماح فلم تستو، ولكنها مهيأةٌ للطعن. ويقال: "باحت الشراب"، أي: لم يشبه بشيء، من "البحت"، و"باحت" القتال، إذا صدق فيه، ولم يخلطه بفرارٍ.

60 - يبادرن أن يبردن ألواح أنفسٍ ... قليلٍ من الماء الرواء دخالها واحد الألواح "لوحٌ": وهو العطش. يقال: "بردت فؤادي بالماء فأنا أبرده". و"بردت عيني بالبرود". ويقال: "أسقني وأبرد"، أي: جيء به بارداً و"الرواء": الكثير. وقوله: "قليلٍ دخالها"، يقول: هذه حمرٌ شربت شربةً ثم مرت، ولم تشرب مرتين. و"الدخال": أن تشرب الإبل ثم تبرك في العطن، ثم يؤتى بإبلٍ لم تشرب فتقام على الحوض للشرب، ثم يؤتى ببعيرٍ قد شرب فيدخل بين بعيرين فيشرب ثانيةً، فهذا "الدخال". وإنما يفعل ذلك بالضعاف، فتشرب القرية شربةً والضعيفة شربتين. قال الأصمعي: وإنما أراد قول لبيدٍ: فأوردها العراك ولم يذدها ... ولم يشفق على نغص الدخال 61 فمر على القصوى النضي فصده ... تلية وقتٍ لم يكمل كمالها

111 ب/ "القصوى": قصوى الحمر، أقصاها. و"النضي": القدح لم ينصل، لم يُرش "فصده": صد النضي "تليةُ ... "، أي: بقية. ويقال: "بقيت لي من حاجتي تليةٌ ائتلاها". ويروى: "بقية وقتٍ". أي: أجل الحمير صد السهم. "لم يكمل كمالها": لم يتم أجلها. 62 - وقد كان يشقى قبلها مثلها به ... إذا ما رماها كبدها وطحالها "قبلها" قبل هذه الحمر. "مثلها": مثل هذه الحمر. "به": بالنضي. "كبدها وطحالها": على كلامين. وروى أبو عمرو: " .. قلبها وطحالها".

63 - فولين يخلقن العجاج كأنه ... عثان إجامٍ لج فيها اشتعالها "فولين"، أي: أدبرن، يعني: الحمر. "يخلقن العجاج": يثرنه، ينشئنه. و"العجاج": الغبار مع الريح. "كأنه عثان .. "، يعني: العجاج، كأنه دخان إجامٍ. و"العثان": الدخان. و"العواثن": الدواخن، الواحد: عثانٌ. وأراد - هاهنا-: الغبار. "عثن الدخان يعثن عثاناً". "إجامٌ": جمع "أجمةٍ": وهي القصب، أي: جرى فيها وتمادى "اشتعالها" حريقها، أي: اشتعال النار. 64 - أولئك أشباه القلاص التي رمت ... بنا التيه طياً، وهي باقٍ مطالها

أي: أولئك الحمر. و"التيه": واحدها "تيهاء": وهي التي يتاه فيها 112 أ/ ونصب: "طيأ"، أي: طوته طياً. "مطالها"، يعني: مطاولتها للسفر. ومنه: "مطله دينه"، إذا طاوله. 65 - ترامى الفيافي بينها قفراتها ... إذا اسحنككت من عُرض ليلٍ جلالها

أي: ترمي هذه إلى هذه. يقول: هذه فيافٍ وهذه فيافٍ، وبينها قفراتٌ من الأرض، فهي ترامى "بنا وبالأطلاح". "اسحنككت": اشتد سوادها. قال الأصمعي: إنما هذا مثلٌ. يقول: إذا اشتد سواد الليل على الأرض. و"عرض الليل": ناحيته فيقول: في هذا الوقت ترامى بنا "جلالها" جلال الفلاة، ما غ طى الفلاة من سواد الليل. 66 - بنا وبأطلاح إذا هي وقعت ... كسا الأرض أذقان المهارى كلالها "الأطلاح": النوق المعيية. "وقعت": بركت. يقول: "الكلال ألقاها" وهو الإعياء، فصير أذقانها كسوة الأرض. 67 - نواشط بالركبان في كل رحلةٍ ... تهالك من بين النسوع سخالها "نواشط"، يعني: الإبل، تخرج من أرضٍ إلى أرض

و"الرحلة": الارتحال. و"جملٌ ذو رحلة"، إذا كان قوياً على أن يرحل للسفر. "تهالك": تساقط. فيقول: "تخدجها"، أي: تلقيها لغير تمامٍ. 112 ب 68 - ألم تعلمي يا ميُّ أني وبيننا ... مهاوٍ يدعن الجلس نحلاً قتالها "المهاوي": واحدها "مهواةٌ"، يعني: أرضاً بعيدة يهوى فيها. و"الجلس": الناقة ال عظيمة الضخمة في قول الأصمعي. وقال غيره: هي الشديدة و"النحل": الهزال. ويريد: ناحلاً قتالها، فسمى المصدر، "نَحِلَ ينحل نحولاً". و"القتال":

الكدنة والغلظ. يقال: "إنه لذو قتالٍ وذو كدنةٍ وذو جزرٍ" كله واحد. 69 - أمني ضمير النفس إياك بعد ما ... يراجعني بثي فينساح بالها "البث": الحزن. و"الحال" و"البال" واحد. أي: يرجع حزني فيتسع بالي، أي: يفرج إذا منيت نفسي إياك. يقول: ألم تعلمي يا مي أني أمني ضمير النفس أن ألقاك بعد ما يراجعني حزني "فينساح" أي: يتسع. يقال للرجل إذا خطب: "قد انساح محله"، إذا اتسع له الكلام. 70 - سلي الناس هل أُرضي عدوك أو بغى ... حبيبك عندي حاجةً لا ينالها

يقول: لا أرضيهم، لا أقبل الوشاة، أتبع ماسرها. 71 - خليلي هل من حاجةٍ تعلمناها ... يدنيكما من وصل ميَّ احتيالها 113 أ 72 - فنحيا لها أم لا فإن لا فلم نكن ... لأول راجٍ حاجةً لا ينالها 73 - وأن رب أمثال البلايا من السرى ... مضر بها الإدلاج لولا نعالها "البلايا" من الإبل، واحدها "بليةٌ": وهي الناقة تعقل على قبر صاحبها إذا مات، فلا تعلف ولا تسقى حتى تموت "من السرى"، يريد: صارت كالبلايا من "السرى": وهو سير الليل.

74 - لألقاك قد أدأبت والقوم كلما ... جرت حذو أخفاف المطي ظلالها يقول: رب أمثال البلايا قد أدأبت لألقاك. يقول: الظل

حذو أخفافها وذلك نصف النهار. ومثله قول الأعشى: * إذا الظل أحرزته الساق* 75 - وخوصاء قد نفرت عن كورها الكرى ... بذكراك وألأعناق ميلٌ قلالها "الخوصاء": الناقة التي غارت عيناها في صغرٍ. يقول: كان عليها راكبٌ ناعسٌ فغنى، فذهب النعاس عن الراكب بذكر مية وغنائه بذكراها. و"الكور": الرحل، والجمع الأكوار والكيران. و"الكرى": النوم. و"القلال"، واحدها قلةٌ، يعني رؤوسهم. و"قلة" كل شيءٍ: أعلاه. 113 ب 76 - أفي آخر الدهر أمرأ القيس رمتم ... مساعي قد أعيت أباكم طوالها 77 - وناطتك إذا رمت الرباب وأشرفت ... جبالٌ رأت عيناك أن لا تنالها

78 - نزلنا وقد غار النار وأوقدت ... علينا حصى المعزاء شمس تنالها أي: وردنا هذه القرية لامرئ القيس. "غار": انتصف النهار. و"التغوير": النزول عند الهاجرة. "تنالها" تنال الحصى، حصى المعزاء من قربها. و"المعزاء": الأرض ذات الحصى. وقال بعضهم: فيها حجارة بيضٌ.

79 - فلما دخلنا جوف مرأة غلقت ... دساكر لم ترفع لخيرٍ ظلالها "مرأة": قريةٌ. ويروى: "مخادع .. ". و"الدساكر": القرآ. وظلٌ وظلالٌ. 80 - بنينا علينا ظل أبراد يمنةٍ ... على سمك أسيافٍ قديمٍ صقالها أي: جعلنا خباءً من برد اليمنة: سمك هذا الخباء سيوفٌ.

81 - فقمنا فرحنا والدوامغ تلتظي ... على العيس من شمسٍ بطيءٍ زوالها "الدوامع" واحدتها "دامغةٌ": وهي جديدةٌ في مؤخرٍ الرحل. و"تلتظي": تتقد. "على العيس": على الإبل البيض. 114 أ 82 - ولو عُريت أصلابها عند بهيسٍ ... على ذات غسلٍ لم تشمس رحالها "أصلابها": أصلاب هذه الإبل. يقول: لو أتينا بيهاً لم

تكن رحالنا في الشمس. قال الأصمعي: جرت عليه هذه الإبل شراً. و"غسلٌ": مكانٌ. 83 - وقد سميت باسم امرئ القيس قريةٌ ... كرامٌ صواديها لئامٌ رجالها "الصوادي": النخل التي لا تسقى، إنما تشرب بعروقها، والواحدة صاديةٌ. فيقول: نخلهم كريمٌ، وهم لئام لا يطعمون أحداً.

84 - يظل الكرام المرملون يجوفها ... سواءٌ عليهم حملها وحيالها "المرملون" قوم لا زاد معهم. "حيالها" أي: لا تحمل. يقول: لا يطعمون أحداً. 85 - بها كل خوثاء الحشا مرئيةٍ ... روادٍ يزيد القرط سوءاً قذالها "خوثاء": مسترخيةٌ. "روادٌ": لا تستقر في موضع، "ترود": تختلف. 86 - إذا ما امرؤ القيس بن لؤمٍ تطعمت ... بكأس الندامى خبثتها سبالها

87 - وكأس امريء القيس التي يشربونها ... حرامٌ على القوم الكرام فضالها 114 ب/ "فضالها": فضلة الخمر، والجميع فضالٌ، أي: ما يسئرون في كؤوسهم. 88 - فخرت بزيدٍ وهي منك بعيدة ... كبعد الثريا عزها وجمالها 89 - ألم تك تدري أنما أنت ملصقٌ ... بدعوى وأني عم زيدٍ وخالها "ملصقٌ" و"ملزقٌ" واحد، وهو الدعي. يريد: زيد مناة.

90 - ستعلم أستاه امريء القيس أنها ... صغارٌ مناميها قصارٌ رجالها "مناميها": من النماء. يقول: ما ارتفع، فهو صغيرٌ. تمت وهي 90 بيتاً

15 - ألا يا اسلمي يا دار مي على البلى

(15) (الطويل) وقال أيضاً يهجو بني امرئ القيس بن زيد مناة: 1 - ألا يا اسلمي يا دار ميٍّ على البلى ... ولا زال منهلاً بجرعائك القطر

قال: "ألا" كلمةٌ يستفتح بها الكلام. "يا اسلمي"، يريد: ألا يا هذه اسلمي. "يا": تنبيهٌ. كقوله: "يا هياه". يريد: اسلمي وإن كنت قد بليت. أي: أحييك بالسلامة، وإن كنت باليةً. "منهلاً": جارياً سائلاً. "انهل الدمع" و"استهل"، إذا جرى. و"الانهلال": شدة الصب. و"الجرعاء" من الرمل: رابيةٌ سهلةٌ لينةٌ. وقال أبو عمرو: "الجرعاء": مرتفعٌ من الرمل مستوٍ.

115 أ 2 - وإن لم تكوني غير شامٍ بقفرةٍ ... تجر بها الأذيال صيفيةٌ كدر "الشام": لونٌ يخالف لون الأرضين، وهو جمع شامةٍ، أي: آثارٌ كأنها شامٌ في جسدٍ، وهي بقاع مختلفة الألوان، مثل لون الشامة. وإنما يريد: آثار الرماد "بقفرة": أرضٍ خاليةٍ. و"الأذيال": مآخير الرياح وما جرت، كما تجر المرأة [ذيلها. "صيفية": رياحٌ. "كدرٌ": فيها غبرةٌ]. 3 - أقامت بها حتى ذوى العود والتوى ... وساق الثريا في ملاءته الفجر

قال: "ذوى وذأى" لغتان، إذا جف وفيه بعض الرطوبة. "ذوى يذوي ذوياً". و"التوى": صار لوياً يابساً. و"اللوي": ما جف من البقل، و"ملاءته": بياض الصبح. يقول: طلعت الثريا عند الفجر، وهذا في وقت يبس البقل بعد النوروز. 4 - وحتى اعترى البهمى من الصيف نافضٌ ... كما نفضت خيلٌ نواصيها شقر

"البهمى": نبتٌ يشبه السنبل. "نافضٌ": يبسٌ يقع فيها فينفضها كما تنفض الخيل نواصيها، وهذا في أول القيظ قبل شدة الحر. قال أبو عمرو. "نافضٌ"، يريد: ريح الصيف. وشبه شوك البهمى إذا وقعت عليه فابيض بنواصي خيلٍ شقرٍ. 5 - وخاض القطا في مكرع الحي باللوى ... نطافاً بقاياهن مطروقةٌ صفر 115 ب/ "المكرع": الموضع الذي تكره فيه الإبل من ماء المطر، تدخل فيه. يقال: "كرع فيه"، إذا دخل فيه، وشرب منه. ثم قل وذهب حتى صار القطا يخوضه بأرجلها. و"اللوى": موضع. "النطاف": وهو الماء، والواحدة "نطفةٌ": وهي البقية من الماء. ويقال للماء المستنقع في مكان: "نطافٌ" ونطفةٌ. "مطروقةٌ": قد طرقتها الإبل فبالت فيها. يقول: صار القطا إذا جاء يشرب وقع في نطافٍ قد اصفرت، وذلك أن الأمطار قد ذهبت.

6 - فلما مضى نوء الزبانى وأخلفت ... هوادٍ من الجوزاء، وانغمس الغفر وقال أبو عمرو: "وحتى مضى نوء الزباني .. ": وهو كوكبٌ من العقرب و"النوء": سقوط النجم. "ناء النجم": سقط. يريد: ذهبت الأمطار. "هوادٍ من الجوزاء": نجوم تطلع قبل الجوزاء، واحدها هاداٍ. "أخلفت": جاءت بعدها. يقال: طأخلفت فلاناً": جئت بعده. و"انغمس": غاب. و"الغفر": من منازل

القمر. "أخلف النوء"، إذا لم يمطر. 7 - رمى أمهات القرد لذعٌ من السفى ... وأحصد من قريانه الزهر النضر "أمهات القرد"، يعني: أم القردان، ثم جمع. وهي النقرة التي في أصل فرسن البعير من يده ورجله. وهي يليها 116 أ/ الوظيف. و"الفرسن": ما أصاب الأرض منه، وهو ما دون الرسغ إلى الأرض. و"اللذع": النزع، وهو كالطعن. ويروى: "لدغٌ": وهو مثل لدغ العقرب. و"السفى": هو شوك البهمى [يقول: وقع شوك البهمى] فهو يتركز

في أخفاف الإبل. و"أحصد": يبس، أي: دنا حصاده. و"القريان": مجاري الماء ومدافعه إلى الرياض، الواحد قريٌّ. و"الزهر": الثور. و"الزاهر": دون الزهر، وهو ثمر النبت، الواحدة زهرةٌ و"الناضر": الناغم الحسن. و"النضر": مثل الناضر. 8 - وأجلى نعام البين وانفتلت بنا ... نوى عن نوى ميٍّ وجاراتها شزر يقال للقوم إذا مضوا وخفوا: "قد شالت نعامتهم"، و"خفت نعامتهم"، إذا ارتحلوا ومضوا فقال: "وأجلى .. "، أي: انكشفوا ومضوا. و"جلسوا يجاون عن بلادهم". و"البين": الفرقة. "انفتلت": انعاجت وعطفت. يريد: انفتلت بنا نوى "شزرٌ" عن نوى ميٍّ وجاراتها. "شزرٌ": ليست على القصد. و"النوى": من النية. 9 - وقربن بالزرق الجمائل بعدما ... تقوب عن غربان أوراكها الخطر

"الزرق": أكثبة الدهناء. ويقال: "جمائل وجمالٌ". "بعدما تقوب": بعدما تقشر. و"الانقياب": أن ينقطع الشيء مستديراً. قال أبو عمرو: "غربان أوراكها": طرف رؤوس الأوراك الذي يلي الذنب، الواحد 116 ب/ غرابٌ. وإنما تقوب غراباه لأنه يأكل الرطب فيسلح به على ذنبه، ثم يخطر فيضرب به بين وركيه. فإذا أصابه الصيف وضربه الحر انسلخ الشعر عن موضع خطره بذنبه فهو حيث يتقوب. و"الخطر": أن يخطر بذنبه فيصير على عجزه لبدٌ من أبواله. فالخطر -هاهنا- مصدرٌ. والعرب تفعل هذا كثير، وذلك أيام الربيع،

فإذا جفرت الإبل ونسلت قربوا أجمالهم، وتحولوا. 10 - صهابيةً غلب الرقاب كأنما ... تناط بألحيها فراعلةٌ غثر وروى أبو عمرو: "صهابيةً شدقاً كأن رؤوسها". قوله: "صهابيةً"، يعني: هذه الإبل، نسبها إلى فحلٍ أراه من شق اليمن، يقال له: "صهابٌ". قال الأصمعي: إذا قلت: "صهابية كذا وكذا" فنسبت، فإنما تريد الصهبة. [وإذا لم تنسب إلى شيء، فإنما تريد أولاد الصهابي. وإن أراد الصهبة] استقام، يكون قد نسبه إلى فعالى، كما قالوا في حزوى: "حزاويٌ".

و"بعير طلاحي": يأكل الطلح. "غلب الرقاب": غلاظ الرقاب، الواحد أغلب. كأنما "تناط": تعلق "بألحيها فراعلةٌ"، أحدها "فرعلٌ": وهو ولد الضبع. فيقول: لها عثانين كأنها أولاد ضباعٍ معلقةٍ بألحيها من كثرة الشعر. قال: يريد: أنهن عظام العثانين. وليس هذا بحسن عند من أراد المنتهى. وقوله: "غثرٌ"، فـ"الغثرة": غبرةٌ إلى حمرةٍ، وطلسةٌ إلى دبسةٍ. يقال للأنثى: "غثراء" وللذكر: 117 أ/ "أغثر". قال أبو عمرو: "غثرٌ": في لونها بياضٌ في كدرةٍ.

11 - تخيرن منها قيسرياً كأنه ... وقد أنهجت عنه عقيقته قصر "تخيرن"، يعني: النساء. "منها": من الإبل. "قيسرياً": جملاً ضخم الهامة. "أنهجت": أخلقت وذهبت "عقيقته"، يعني: سقط وبره. قال: وأصل "العقيقة": الشعر الذي يولد الولد وهو عليه، ثم يسمى به. ويعني بالعقيقة - هاهنا- وبر تلك السنة. يريد: كأنه قصرٌ في عظمه. 12 - رفعن عليه الرقم حتى كأنه ... سحوقٌ تدلى من جوانبها البسر يعني: رفعن على هذا البعير الرقم. و"الرقم": ما كان وشيه مدوراً في صوفٍ أوخزٍ، وهو من المتاع يتخذه الأعراب، يعلق على الرحل. وقوله: "كأنه سحوقٌ"، يعني: هذا البعير نخلةٌ جرداءُ في طولها. "تدلى البسر": شبه "العهون": وهي الصوف الأحمر الذي يزين به بالبسر الأحمر على نخلةٍ. 13 - فما زلت أدعو الله في الدار طامعاً ... يخفض النوى حتى تضمنها الخدر

يقول: ما زلت أدعو الله حتى ركبت فيئست. "طامعاً بخفض النوى"، يقول: طمعت بأن تخفض تلك النوى. 117 ب/ و"النوى": النية التي تريدها. و"الطية": كذلك. ومن قال: "النوى": البعد فقد أخطأ. إنما "النأي": البعد. و"الخفض": الدعة وألا يسير. يقال: "تركت الرجل خافضاً"، أي: مقيماً. و"هو في خفضٍ"، إذا أقام، قال أبو عمرو: "بخفض النوى": ألا يتفرقوا، ينزلون ساعةً. 14 - فلما استقلت في الحدوج كأنها ... حزائق نخل القادسية أو حجر "الحدج": مركبٌ من مراكب النساء. ويروى: " .. في حمولٍ"، أي: مع حمولٍ. "حزائق" نخلٍ، أي: جماعات نخلٍ. و"حجرٌ": سوق اليمامة وما حولتها. 15 - رجعت إلى نفسي وقد كاد يلتقي ... بحوبائها من بين أحشائها الصدر

كأنه عاتب نفسه فقال: يا عبد الله ارجع إلى نفسك. و"الحوباء": النفس. المعنى: وقد كاد يرتفع ويجيش الصدر بحوبائها، و"الهاء": للنفس. 16 - فوالله ما أدري أجولان عبرةٍ ... تجود بها العينان أحجى أم الصبر يقول: ما أدري: أجولان عبرةٍ أحجى أم الصبر. أي: أيهما أخلق أن أفعله. يقال: "ما أحجى فلاناً بذلك"، أي: ما أخلقه. 118 أ 17 - وفي هملان العين من غصة الهوى ... من الإلف لم يقطع هوى مية الهجر

"الهجر": القطيعة. "أفنى طوله ورق الهوى"، أي: أيبس الهوى حتى صار ورقاً يابساً، وضربه مثلاً. يقول: إذا طال الهجر بقي على هوى مية الورق، إذا لم يبق على غيره ورقٌ. 19 - تميميةٌ حلالةٌ كل شتوةٍ ... بحيث التقى الصمان والعقد العفر قال أبو عمرو: "العقد العفر: و"العقد": رمال تلتوي ويتعقد بعضها في بعض، الواحدة عقدةٌ. "حيث التقى الصمان والعقد". يقول: آخر الصمان وأدنى الدهناء، وهما موضعان. "العفر": الحمرة إلى البياض. 20 - تحل اللوى أو جدة الرمل كلما ... جرى الرمث في ماء القرينة والسدر "تحل": تنزل. يقول: تبدو إذا كانت الأمطار.

و"اللوى": موضع "جدة" الرمل: طريقةٌ في الرمل، وجمعها جددٌ. وقوله: "في ماء القرينة": وهي وادٍ. قال أبو عمرو: مصنعةٌ تصنع لماء المطر. يقول: إذا جاء السيل فامتلأت جرى 118 ب/ فيها السيل. والرمث و"السدر": نبتٌ، والواحدة "رمثةٌ": وهي مثل الشيح. 21 - بأرضٍ هجان الترب وسمية الثرى ... عذاةٍ نأت عنها الملوحة والبحر "بأرضٍ هجانٍ"، يعني: بيضاء الترب، كريمة التراب. "وسمية الثرى"، يقول: أصاب ثراها "الوسمي": وهو أول مطر الربيع. "عذاةٌ": عذبةٌ، لا تسقى إلا بماء السماء، وهي أرض طيبةٌ. ويقال: "أرضٌ عذاةٌ وعذيٌ". "نأت"،

أي: بعدت عن "الملوحة": وهي السباخ. و"البحر": الريف. يقول: نأى عنها كل ما كان ملحاً من الماء أو سباخاً، ونأى عنها الريف لأنها بدء البر مثل البادية. و"البحر": الريف مثل بغداد والكوفة والبصرة. وأنشد: كأن فيها تاجراً بحرياً ... نشر من ملائه البصريا 22 - تطيب بها الأرواح حتى كأنما ... يخوض الدجا في برد أنفاسها العطر يريد: تطيب الأرواح بهذه الأرض، كقوله: "إن الخير ليطيب بكذا وكذا". و"الدجا": ما ألبس من سواد الليل، الواحدة دجيةٌ. ويقال للشاة إذا حسنت شحنتها وركب بعض شعرها بعضاً: "قد دجا"، وذاك من آية الحمل. ويقال: "ما كان ذلك منذ دجا الإسلام"، أي: ألبس [الناس. يريد:]

كأن العطر يجري في الدجا في برد أنفاس هذه الأرواح. والطيب 119 أ/ في البرد أشد ريحاً. أي: أنفاس الرياح إذا تنفست نفساً بارداً فكأن العطر يفوح في الدجا من برد الأنفاس. كأن العطر يخوض الليل إليك، أي: يقطع. 23 - بها فرق الآجال فوضى كأنها ... خناطيل أهمالٌ غريريةٌ زهر "فِرقٌ": قطعٌ. و"الآجال": الواحد "إجلٌ": وهي قطيع البقر والظباء. "فوضى": مختلطةٌ. "خناطيل": أقاطيع، واحدها "خنطلةٌ". قال أبو عمرو: واحد الخناطيل خنطلٌ. "أهمال": مهملةٌ. "غريريةٌ": منسوبةٌ إلى "غُريرٍ": حيٍ من مهرة. 24 - حرى حين يُمسي أهلها من فنائهم ... صهيل الجياد الأعوجيات والهدر

"حرى": خليقٌ هذا من أهلها أن يسمع. يقال: "هو حرى لذاك وحرى بذلك"، أي: خليقٌ. يقول: هو خليق أن يسمع صهيل الجياد والهدر من فنائهم، هدير الإبل. 25 - لها بشرٌ مثل الحرير ومنطقٌ ... رخيم الحواشي لا هراءٌ ولا نزر "رخيم الحواشي": لين نواحي الكلام. و"الهراء": الكلام الكثير الذي ليس له معنىً. و"الهذر": الكثير. يقال: "رجل مهذارٌ". و"النزر": القليل. فيقول: هو بين ذلك. ويروى: 119 ب/ " .. ولا هذر". قال أبو عمرو: و"الهراء": الذي يتكلم بما جرى على لسانه.

26 - وعينان قال الله: كونا فكانتا ... فعولان بالألباب ما تفعل الخمر قوله: "كونا فكانتا"، يريد: أن تجيئا فجاءتا. "فعولان بالألباب ما تفعل .. "، أي: سحرنا الألباب، ذهبتا بالعقول، كما تذهب الخمر بعقول الناس. "فعولان" يستأنفهما. قال الأصمعي: "فعولين بالألباب". فقال له إسحاق بن سويدٍ:

ألا قلت: "فعولان". فقال: لو شئت سبحت.

27 - تبسم لمح البرق عن متوضحٍ ... كلون الأقاحي شاف ألوانها القطر

ويروى: " .. العصر". "عن متوضح": عن ثغرٍ أسنانه واضحةٌ. "شاف": جلا. يقول: كأنما أصابتها غبرةٌ، ثم جاء المطر فجلا ذلك وزينه. ومن روى "العصر"، أراد: أن الرياح تسكن عند العصر، عند العشي. 28 - وحيران ملتجٍ كأن نجومه ... وراء القتام العاصب الأعين الخزر

أي: الليل، يُحار فيه. "ملتج": ذو لجةٍ، صار كأنه لجةٌ من شدة سواد الليل والظلمة. "وراء القتام"، يعني: الغبرة بين السماء والأرض، والنجوم وراء ذلك. فيقول: كأن النجوم عيونٌ خرزٌ، لا تضيء لما دونتها من القتام. 120 أ/ و"الخزر": التي تنظر ببعضها. فشبه هذه النجوم واستبانتها من وراء القتام بالأعين الخزر. ويكون بلداً لا يهتدى فيه، وجعل نجومه كالأعين الخزر، لأنها خفيةٌ من الغبار الذي فيه. و"العاصب": الثابت. ومنه: "عصب الريق بفيه"، إذا لصق بفيه. 29 - تعسفته بالركب حتى تكشفت ... عن الصهب والفتيان أرواقه الخضر "تعسفت الطريق"، إذا ركبته على غير هدايةٍ. وروى أبو عمرو: "تجوبته"، أي: دخلت فيه. وروى أيضاً: " .. حتى تقوضت"، أي: تكشفت. "أرواقه"، أي: أعاليه، يعني: الليل. وهو التقوض. و"كفاؤه": أسفله. و"الخضر"،

يريد به: سواد الليل. 30 - وماءٍ هتكت الدمن عن آجناته ... بأسار أخماسٍ جماجمها صعر "هتكت": كشفت الدمن، أي: البعر. "عن آجناته": عما تغير من الماء. و"الأسار": البقايا. و"الأخماس": أن يرد الخميس. يقول: هذه إبل قد أبقت الأخماس [من أجسامها، أي: هزلت فصارت بقايا تلك الأخماس]، أكلتها الأخماس حتى بقيت منها بقية سؤرٍ. "صعرٌ": ميلٌ. يقول: وردته الإبل صعراً، قد اعوجت رؤوسها من الزمام وجذبه. والصعر: ميلٌ. 31 - تروحن فاعصوصبن حتى وردنه ... ولم يلفظ الغرثى الخدارية الوكر

120 ب/ "تروحن"، يعني هذه الإبل، أي: خرجن رواحاً. "اعصوصبن": اجتمعن. "حتى وردنه": وردن هذا الماء بسحرٍ. "ولم يلفظ الغرثى الخدارية الوكر". يقول: لم تخرج العقاب من وكرها. "لفظه": أخرجه. و"الغرثى": الجائعة. و"الخدارية": العقاب في سوادها. و"الوكر": وكرها الذي تكون فيه. و"الوكر": هو الفاعل الذي لم يلفظ الغرثى. قال: وهي تخرج بسدفةٍ. 32 - بمثل السكارى هتكوا عن نطافه ... غشاء الصرى عن منهلٍ جاله جفر يقول: ـروحن بفتيانٍ مثل السكارى من النعاس. "هتكوا": خرقوا. "عن نطافه": عن مائه، والواحدة نطفةٌ. "غشاء الصرى"، يعني: طلاوته وما عليه من البعر والقشب. و"الصرى": الماء الذي قد طال حبسه وتغير. و"المنهل":

موضع الماء. و"جاله": ناحيته وما حولها، وكذلك "الجول". و"الجفر": البئر التي ليست بمطويةٍ. يقول: جال البئر ليس بمطويٍ. يقول: بئر جفرٌ متهدمة الجال وبئر متهدمة الجفر. 23 - بيشعثٍ نشاوى خضخضوا طامياته ... لهن ولم يدرج به الخامس الكدر ويروى: "وغيدٍ نشاوى .. ". "شعثٌ": رجالٌ شعقٌ من السفر 121 أ/. "نشاوى" من النوم. "غيدٌ": أناسٌ في أعناقهم لينٌ من النعاس. "طامياته": ما طما من الماء، أي: امتلأ وارتفع. "خضخضوا": حركوا. والمعنى: أنهم خضخضوا الماء قبل أن ترد الطير اليوم الخامس. قال أبو عمرو: "به"، يعني: بالماء. و"الطاميات": هي التي لم يستق منها ولم يشرب، فقد علا ماؤها. "ولم يدرج به الخامس الكدر". "الخامس": القطا الذي ورده خمسٌ لا يبلغ هذا الماء، وإنما هذا تشديدٌ، لأن القطا يرد كل يوم. يقول: لم يدرج به القطا الذي لم يشرب أربعة أيام ليكون هذا الرجل عليه.

34 - كأن مجر العيس أطراف خطمها ... بحيث انتهى من كرس مركوه العقر يقول: "مجر العيس": حيث جررن أطراف "الخطم": وهو جمعُ خطامٍ. و"المركو". الحوض الصغير بجعله الرجل ليومٍ أو يومين، وإنما أخذ من الركوة، شبه صغره به، يكون مع الرجل البعيران والثلاثة، فيتخذه لذلك. و"العقر": مقام الشاربة، حيث تقوم الإبل في أصل الحوض، أي: مقام أخفاف الإبل. والمعنى: بحيث انتهى العقر من كرس مركوه و"الكرس": البعر والبول يتلبد. وأراد: "بحيث انتهى"،

أي: انقطع العقر، فصار في طرف المعطن. 121 ب/ أي: بحيث صار آخر العقر من الكرس. 35 - ملاعب حياتٍ ذكورٍ فيممت ... بنا مصدراً والشمس من دونها ستر شبه أطراف الخطم بملاعب حياتٍ. وإنما قال: "ذكور" لأنها أقوى وأشد تعطفاً. و"جنانٌ" جمع جانٍّ: من الحيات. وأخذها من قوله: كأن مزاحف الحيات فيها ... قبيل الصبح آثار السياط وقوله: "فيممت" أي: قصدت بنا مذهباً. و"الشمس من دونها سترٌ"، يقول: لم تظهر الشمس، وذلك بالغداة. و"الشمس": ابتداءٌ.

36 - إذا ما ادرعنا جيب خرقٍ نجت بنا ... غريريةٌ أدمٌ هجائن أو سجر "ادرعنا": جعلناه درعاً [دخلنا] فيه. و"جيبه": مدخله وأوله. و"الخرق": المكان المرتفع البعيد، ينخرق فيمضي. و"السجرة": حمرةٌ في بياضٍ. يقال: "ناقةٌ سجراء". "ادمٌ" بيضٌ "هجائن": كرامٌ. 37 - حراجيج تغليها إذا صفقت بها ... قبائل من حيدان أوطانها الشحر الواحدة: "حرجرجٌ": وهي التي قد طالت مع الأرض من الهزال. "صفقت بها": باعتها. و"الصفق": البيع. يقال: "صفق على يده يصفق صفقاً". و"بارك الله في صفقته"، 122 أ/ أي: في بيعه. و"حيدان"، يريد: مهرة بن حيدان.

ويقال: "حيدان بن معدٍ". و"الشحر": بلاد مهرة. "تغليها": تبيعها بثمنٍ غالٍ. 38 - تراني ومثل السيف يرمي بنفسه ... على الهول لا خوفٌ حدانا ولا فقر يعني: نفسه وصاحبه. يقول: كأنه سيفٌ قد انجرد وبقي نصله. وكأنه السيف في مضانه. "حدانا"، يعني: ساقنا. يقول: لم نجيء مستجيرين من جريرةٍ. أي: لم يجيء بنا خوفٌ ولا فقرٌ إلى ذلك المكان. 39 - نؤم بآفاق السماء وترتمي ... بنا بينها أرجاء دويةٍ غبر "نؤم": نقصدُ. و"آفاق السماء": نواحيها. يقول: إنما نؤم الطرق بآفاق السماء. يقول: نهتدي بالسماء وكواكبها. فإذا لم تكن كواكب فالمشرق والمغرب. و"الأرجاء": جمع رجأ، وهي النواحي. "بينها": "الهاء": للدوية. أي: نأخذ مرةً

كذا ومرةً كذا. و"الدوية": المستوية. وبعضهم يقول: "داويةٌ"، فيستنقل التشديد، فيصبرها ألفاً لنصبه ما قبلها، كما قالوا: "ديوانٌ" والأصل: "ديوانٌ"، فاستثقلوا التشديد فصيروها ياءً لكسرة ما قبلها. و"غبرٌ": مغبرةٌ. 40 - نصي الليل بالأيام حتى صلاتنا ... مقاسمةٌ يشتق أنصافها السفر 122 ب/ يقول: نواصل. يقال منه: "وصى يصي وصياً"، إذا وصل. ويقال: "وصت لحيتك"، أي: اتصلت. "صلاتنا مقاسمة": لأن المسافر يصلي ركعتين. "يشتق": في معنى: "يشتق". أي: يصلي نصف صلاة الحاضر. و"السفر": المسافرون. وهو جمع سافرٍ، مثل: "شاربٍ وشربٍ وصاحبٍ وصحبٍ وراكبٍ وركبٍ". 41 - نبادر إدبار الشعاع بأربعٍ ... من اثنين عند اثنين ممساهما قفر

يريد: نبادر من قبل أن تغيب الشمس فنصلي العصر "بأربعٍ"، يريد: بأربع ركعاتٍ. قال: ويقال: "بأربع"، يعني: عينيه وعيني صاحبه. "من اثنين": من رجلين، هو وصاحبه. "عند اثنين": عند بعيرين. "ممساهما"، أي: أمسيا بأرضٍ قفرٍ. 42 - إذا صمحتنا الشمس كان مقيلنا ... سماوة بيت لم يروق له ستر "صمحتنا الشمس تصمح صمحاً"، إذا اشتد وقعها علينا. و"السمارة": سقف البيت. "لم يروق له ستر": لم يرفع له ستر. إنما هو ظل ثوبٍ. 43 - إذا ضربته الريح رنق فوقنا ... على حد قوسينا كما خفق النسر "رنق فوقنا" هو أن يجيء ويذهب. يقول: الثوب الذي استظلوا على قوسين. "كما يخفق النسر". يقول:

كما يتحرك النسر بجناحيه. 123 أ 44 - عجبت لفخر لامرئ القيس كاذبٍ ... وما أهل حوران امرأ القيس والفخر 45 - وما فخر من ليست له أوليةٌ ... تعد إذا عُد القديم ولا ذكر 46 - تسمى امرؤ القيس ابن سعدٍ إذا اعتزت ... وتأبى السبال الصهب والآنف الحمر

"تسمى": تدعي إلى سعدٍ. و"اعتزت": انتسبت. "وتأبى السبال الصهب": وأخبر أن سبالهم صهبٌ لأنهم عجمٌ ليسوا بعربٍ. 47 - ولكنما أصل امرئ القيس معشرٌ ... يحل لهم لحم الخنازير والخمر أخبر أنهم نصارى .. وكذب. 48 - نصاب امرئ القيس العبيد وأرضهم ... مجر المساحي لا فلاةٌ ولا مصر "النصاب": الحسب والأصل. يقول: أصلهم عبيدٌ. وأرضهم مجر "المساحي"، أي: المجارف، والواحدة مسحاةٌ. وإنما

سميت لأنها تسحى بها الأرض. و"السحو": القشر. يقال: "سحا يسحو سحواً" و"سحى يسحي سحياً". "لا فلاةٌ"، يريد: لا بدوٌ. 49 - تخط إلى القفر امرأ القيس إنه ... سواءٌ ع لى الضيف امرؤ القيس والقفر "تخط" أي: جاوز امرأ القيس إلى القفر. 123 ب 50 - تحب امرؤ القيس القرى أن تناله ... وتأبى مقاريها إذا طلع النسر "مقاريها": مستضافها. "إذا طلع النسر": في الشتاء.

وقال أبو عمرو: النسر كوكب يطلع في الصيف. 51 - هل الناس إلا يا امرأ القيس غادرٌ ... وواف، وما فيكم وفاءٌ ولا غدر 52 - إذا انتمت الأجداد يوماً إلى العلا ... وشُدت لأيام المحافظة الأزر ويروى: "إذا مدت الغابات .. ". "انتمت": اعتزت. و"المحافظة" في الحرب وغير الحرب: من الحفاظ. ويقال للرجل إذا عزم على الأمر: "شد لذاك إزاره". 53 - علا باع قومي كل باعٍ وقصرت ... بأيدي امرئ القيس المذلة والحقر 54 - تفوتُ امرأ القيس المعالي ودونها ... إذا ائتمر الأقوام يُحتضر الأمر يقول: لا يشاورون في الأمور. "ائتمر": تشاور.

55 - فما لامريء القيس الحصى إن عددته ... وما كان يعطيها بأوتارها القسر "الحصى": العدد الكثير. وقوله: "وما كان بعطيها بأوتارها القسر". يقول: إذا طلبت "الوتر": وهو الذحل. يقول: لم يكونوا يأخذون حقوقهم إلا بالسلطان و"الوتر": الذحل، الأمر الذي أسأت به. 124 أ 56 - أرحمٌ جرت بالود بين نسائكم ... وبين ابن خوطٍ يا امرأ القيس أم صهر "ابن خوطٍ": رجل من بني امرئ القيس، رماه بابن خوطٍ. 57 - تحن إلى قصر ابن خوطٍ نساؤكم ... وقد مال بالأجياد والعذر السكر يقول: إنهن يشربن معهم. و"الأجياد": جمع جيدٍ. و"العذر": الذوائب. الواحدة عذرة. و"العنق" يذكر ويؤنث، فمن ذكره كان تصغيره: "عنيقاً"، ومن أنثه كان تصغيره:

"عنيقةً". 58 - حنين اللقاح الخور حرق ناره ... بغولان حوضى فوق أكبادها العشر "اللقاح" جمع لقحةٍ. و"الخور": الغزار من الإبل، الرقاق. وإنما تكثر ألبانها لرقتها وهزالها. وإذا كانت سمينةً كان أقل للبنها. وواحد الخور خوارةٌ. و"غولان": الحمض، وهو نبتٌ. و"العشر": أن لا نشرب عشرة أيامٍ. فيقول: حنت هذه النسوة حنين اللقاح التي مكثت لم تشرب عشراً. فحرق هذا العشر تارة، يعني: بحرارة العطش فوق أكباد هذه الإبل فاشتد عطشها. فهي تحن إلى هذا الورد. فحنت النساء إلى ابن خوطٍ كما حنت هذه الإبل إلى الماء.

59 - وما زال فيهم منذ شب بناتهم ... عوانٌ من السوءات أو سوأة بكر 124 ب/ "عوانٌ من السوءات"، أي: قد كان قبلها سوءاتٌ. و"سوأة بكرٌ"، أي: مبتدأةٌ. 60 - وإني لأهجوكم ومالي بسبكم ... بأعراض قومي عند ذي نهيةٍ عذر أي: أصلي خيرٌ من أصلكم فكيف أشتمكم. يقول: من كان له عقلٌ من قومي لم يعذرني. تمت وهي 60 بيتاً

ديوان ذي الرُّمة غيلان بن عقبة العدوي المتوفي سنة 117 هـ شرح الإمام أبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي رواية الإمام أبي العباس ثعلب الجزء الثاني حققه وقدم له وعلق عليه الدكتور عبد القدوس أبو صالح مؤسسة الإيمان بيروت- لبنان

16 - خليلي لا رسم بوهبين مخبر

(16) (الطويل) وقال أيضاً يفتخر: 1 - خليلي لا رسم بوهبين مخبر ... ولا ذو حجاً يستنطق الدار يعذر قال: "الرسم": أثر الدار بلا شخص. ويروي: "لا ربع". و"الربع": دار القوم مبنية كانت أو غير مبنية. "بوهبين": أرض بناحية البحرين لبني تميم ملساء. وقوله: "لا رسم بوهبين مخبر". أي: ثم رسم، ولكن ذلك الرسم لا يخبر شيئاً. وقوله: "ولا ذو حجاً"، أي: ولا ذو عقل ودين. يقول: الذي يستنطق الدار فيقول لها: أجيبي، هذا أحمق، ولا يعذر. و"معذر"، أي: صاحب عذر لا يلام. 125 أ 2 - فسيرا فقد طال الوقوف ومله ... قلائص أشباه الحنيات ضمر

[ومل الوقوف] "قلائص" جمع قلوص، وليس هو بقلوص ولا بقلائص. وإنما يقال لها: "قلائص" كما يقال للشيوخ: "كنا في أمر كذا وكذا فتياناً"، وهم شيوخ. ومثله قول ابن يعفر: فيا رب فتيان بعثت لغارة وإنما يريد: رجالاً محنكين. و"الحنيات" الواحدة حنية. شبه الإبل بالقسي في ضمرها واعوجاجها. 3 - أصاح الذي لو كان ما بين من الهوى ... به لم أدعه لا يعزى وينظر

يقول: لم أدعه بغير تعزية. [و] "التعزية": أن تصبره. و"ينظر": يرقب وينتظر حتى يقف على الدار. قال أبو عمرو: وقوله: "به"، أي بصاحبه. 4 - لك الخير هلا عجت إذ أنا واقف ... أغيض المكافي دارمي وأزفر أي: يا صاحبي لك الخير "هلا عجت"، أي: عطفت. "أغيض": أنفض من [ماء] عيني. و"الزفران": مثل التنفس. قال أبو عمرو: "أغيض": ارسل دموعي.

5 - فتنظر إن مالت بصبري صبابتي ... إلى جزعي أم كيف، إن كان، أصبر "فتنظر": جواب: "هلا عجت". و"الصبابة": رقة الشوق. وقوله: "إن مالت بصبري صبابتي" أي: الصبابة تميل بالصبر. أي: تغلب الصبر. وقوله: "أم كيف إن كان أصبر"، يريد: أم كيف اصبر إن كان الجزع. أي: إن كان ذلك أصبر عند الجزع. 6 - إذا شئت أبكاني بجرعاء مالك ... إلى الدحل مستبدى لمي ومحضر 125 ب/ قال أبو عمرو: "مستبدى"، يعني: الموضع الذي يبدون فيه في الربيع. يقال: "قد بدوا". و"محضر": مكان مياههم التي يحضرونها في الصيف. يقول: إذا نزلت في القفر فقد بدت. وإذا نزلت على الماء فقد حضرت. و"الدحل": هوة

في الأرض ووهدة. 7 - وبالزرق أطلال لمية أقفرت ... ثلاثة أحوال تراح وتمطر "الزرق": أكثبة بالدهناء. "تراح وتمطر": تصيبها الريح والمطر. 8 - يهيج البكا ألا تريم وأنها ... ممر لأصحابي مراراً ومنظر قال أبو عمرو: يقول: يهيج هواه نظره إلى آثار منزلها. "ألا تريم"، يعني: الأطلال، أنها لا تبرح فأبكي. فكلما رأيتها حزنت، ولو ذهبت الأطلال لم أحزن.

9 - إذا ما بدت حزوى وأعرض حارك ... من الرمل تمشي حوله العين أعفر ويروى: "إذا قابلت حزوى .. ". "حارك": ما ارتفع من الرمل كحارك الفرس. قال أبو عمرو: و"العين": البقر. "أعفر"، يعني: الحارك، في لونه بياض إلى الحمرة. ويروى: " .. عاتك": وهو رمل متعقد، والجميع عواتك. قال أبو عمرو: و"أعفر": مثل لون التراب. 10 - وجدت فؤادي هم أن يستخفه ... رجيع الهوى من بعض ما يتذكر وروى أبو عمرو: " .. يستفزه" أي: يستخفه. ويروى: خيال الصبا من بعض .. ". "رجيع 126 أ/ الهوى": ما كان ذهب ثم رجع.

11 - عدتني العوادي عنك يا مي برهة ... وقد يلتوى دون الحبيب فيهجر "عدتني"، أي: صرفتني الصوارف. "عنك .. برهة"، أي: دهراً وحقبة. وقوله: "وقد يلتوى دون الحبيب"، يقال: التوى دوني في الحاجة، إذا لم يستقم. ويروى: " .. ينتوى"، أي: تطلب نية بعيدة عنه. ويروى: "يلتأى دون الحبيب .. "، أي: يحتبس. من قوله: فلأيا عرفت الدار بعد توهم ومن روى: " .. يلتوى": فهو يعاج عنه. 12 - على أنني في كل سير أسيره ... وفي نظري من نحو أرضك أصور يريد: عدتني العوادي على أنني في كل سير .. "اصور":

ألتفت وأميل. قال أبو عمرو: "أصور": مائل، ألتفت. يقول: إني لأصور إليك. 13 - فإن تحدث الأيام يا مي بيننا ... فلا ناشر سراً ولا متغير يقول: تحدث الأيام من غضب أو التواء، فالسر مكتتم، لا أتغير لك، لا أضيع سرك، ولا أتغير، أكون على العهد. ويروى: " .. تضرب الأيام"، يريد: تمضي. يقال: "ضرب الزمان ضربة" أي: مضى. قال أبو عمرو: فما تحدث الأيام .. ". 14 - أقول لنفسي كلما خفت هفوة ... من القلب في آثار مي، فأكثر 126 ب/ وقال أبو عمرو: " .. كلما خفت خفقة". قوله: "هفوة"، أي: خفقة على القلب "في آثار مي": في إتباع نفسي مياً.

15 - ألا إنما مي فصبرا بلية ... وقد يبتلى المرء الكريم فيصبر يريد: أقول لنفسي: إنما مي .. "فصبراً"، يقول: فاصبري صبراً. 16 - تذكرني مياً من الظبي عينه ... مراراً، وفاها الأقحوان المنور يقول: إذا رأيت ظبية ذكرتني عين الظبية مياً. وقال أبو عمرو: "المنور": حين خرج نوره وزهره. و"العين" مؤنثه فمن صغرها قال: "عيينة". 17 - وفي المرط من مي توالي صريمة ... وفي الطوق ظبي واضح الجيد أحور "المرط": الإزار. "توالي": مآخير. و"الصريمة": قطعة رمل، والجميع صرائم. أراد أن عجيزتها في الإزار كأنها مآخير الرمل. "وفي الطوق ظبي"، أي: عنقها عنق ظبي. وقال

أبو عمرو: "المرط": المطرف. وقوله: "واضح الجيد"، أي: أبيض الجيد. 18 - وبين ملاث المرط والطوق نفنف ... هضيم الحشا رأد الوشاحين أصفر "ملاث": مدار، أي: موضع معقد الإزار. وأصل: "اللوث": الطي واللي. يقال: "لاث عمامته يلوثها"، إذا أدارها على رأسه. و"المرط": الإزار. 127 أ/ "نفنف": مهواة ما بين كل شيئين نفنف، و"مهواة" الجبل: ما بين أعلاه وأسفله. يقول: بين الطوق ومعقد إزارها مهواة كمهواة الجبل. يريد أنها طويلة الظهر. "رأد الوشاحين"، أي: يجيء ويذهب من ضمر البطن. والمعنى: رائد، فحذف. وهو وصف. يقال: "راد يرود رؤوداً". "هضيم": ضامر. يقول: ليست بمنتفخة الجنبين. وقوله: "أصفر"، يريد أنه "صفر"، أيك خال. قال: قد يجيء "أفعل" ولا يكون هذا أفعل من هذا كما قال بشر:

ولكن كراً في ركوبة أعسر يريد: عسيراً. وقال: والأمر بالناس أرود ليس هو أرود من كذا. وقوله: أقلي عليك اللوم فالخطب أيسر أي: يسير. وقال أبو عمرو: "رأد الوشاحين"، أي: يرود وشاحها. "أصفر": في لونه بياض وصفرة. وقيل: "أصفر من الطيب".

19 - وفي العاج منها والدماليج والبرى ... قنا مالئ للعين ريان عبهر "العاج": السوار من مسك، وهو القرون. و"البرى": الخلاخيل، الواحدة برة. وكل حلقة: "برة". و"القنا"- ها هنا-: الأوساط. أراد: وفي العاج منها قصب مالئ للعين، وهو القنا. وكل عظم فيه مخ فهو: "قصبة". ويكون: "القنا": القامة، في غير هذا. "مالئ للعين"، يقول: لا يدع هذا القنا للعين شيئاً إلا اغترقه. "ريان": ممتلئ، 12 ب/ وكذلك: "عبهر". وقال أبو عمرو: "عبهر": حسنة الخلق عظيمة. 20 - خراعيب أملود كأن بنانها ... بنات النقا تخفى مراراً وتظهر

أي: طويلات، واحدها خرعوبة. و"الخرعب": اللين الأملس. ورد "خراعيب" على القنا. وإن شئت على الابتداء منه، يصفها. و"الأملود": الناعم اللين. "بنات النقا": دواب مثل العظاة بيض يكن في الرمل، فشبه الأصابع بها. قال الأصمعي: "بئسما شبه". و"النقا": من الرمل، والجميع أنقاء، مثل الكثيب. وقال أبو عمرو: "بنات النقا": دويبات تكون في الرمل، أصغر من العظاة يقال لها: "شحمة الأرض"، تخرج رأسها ثم تخفى، وهي بيضاء. شبه بنانها في بياضها بها. 21 - ترى خلفها نصفاً قناة قويمة ... ونصفاً نقاً يرتج أو يتمرمر "قويمة": مستقيمة. و"نصفاً نقاً"، يريد: أسافلها.

"يرتج": يتحرك و"الارتجاج": الترجرج، و"التمرمر": نحو منه. يقول: أعلاها رشيق طويل، وعجزها ضخم. "يتمرمر": دون الارتجاج قليلاً. [وإن شئت رفعت فقلت: نصف قناً ونصف نقاً]. 22 - تنوء بأخراها فلأيا قيامها ... وتمشي الهويني من قريب فتبهر "تنوء" أي: تنهض بعجيزتها، و"تنوء بها" عجيزتها، أي: تثقل. "فلأيا"، أي: 128 أ/ بعد بطء قيامها. و"تبهر": تعيا. 23 - وماء كلون الغسل أقوى، فبعضه ... أواجن أسدام وبعض معور

"الغسل": الخطمي. وكل ما تلزج مما يغسل به الرأس فهو: "غسل". "أقوى": صار قفراً خالياً. "أواجن": متغيرة، وهو جمع آجن. و"أسدام": مندفنة خربة. "بئر سدم" [والجميع أسدام وسدام، وهو الخرب. "معور": مندفن]. 24 - وردت وأرداف النجوم كأنها ... قناديل فيهن المصابيح تزهر "أرداف النجوم": أواخر النجوم، وهي نجوم تطلع بعد نجوم. فيقول: وردت في هذا الوقت عند السحر. ويروى: " .. وأرداف الثريا". قال: "الجوزاء": رديف الثريا. [و"المصابيح": النيران]. 25 - وقد لاح للساري الذي كمل السرى ... على أخريات الليل فتق مشهر

"لاح": ظهر. "للساري": الذي يسري بالليل. كمل. أي: أتم "على أخريات الليل" [يريد: في أخريات .. يقول: لاح للساري في أخريات الليل]. "فتق"، يعني: الصبح. "انفتق"، أي: فتح الفجر الظلمة. 26 - كلون الحصان الأنبط البطن قائماً ... تمايل عنه الجل، واللون أشقر قوله: "كلون الحصان"، أي: الفرس في لونه. "الأنبط البطن"، أي: الأبيض البطن، الأبلق بطنه، الذي يبلغ بطنه 128 ب/ البلق. وهكذا يكون لون الصبح. يرى فيه بياض وحمرة

حتى يتضح. ولون الفرس أشقر. فشبه بياض الصبح في حمرة الشفق بالفرس الأبيض البطن. وقال أبو عمرو: إذا كان البياض في الذنب فهو: "أشعل". وإذا كان في مواضع فهو: "أبلق". وإذا كان في إحدى رجليه فهو: "أرجل". وإذا كان في الركبتين فهو: "مجبب". فإذا كان فوق الرسغ فهو: "محجل". فإذا كان في الوجه فهو: "أغر". وإذا كان مستطيلاً دقيقاً فهو: "شمراخ" وإذا كان على أنفه فهو: "أرثم". وإذا كان على شفته فهو "ألمظ". وإذا كانت قرحة "مفعولة"، أي: قد نتفت فهي: "مغد". وإذا كان في أحد خديه فهو: "لطيم". فإذا كان في وجهه فهو: "مغرب".

27 - تهاوى بي الظلماء حرف كأنها ... مسيح أطراف العجيزة أصحر ويروى: "يشج بي الظلماء .. "، وهذا مثل. "تهاوى"، يعني: الناقة، أي: تهوي في الظلماء. "حرف"، أي: ضامرة "كأنها"، يريد: الناقة. "مسيح"، أي: مخطط، يريد: حماراً مخطط أطراف العجيزة، وضربه مثلاً. و"الصحرة": حمرة تضرب إلى البياض. و"الصحرة": لون حمار الوحش. 28 - سناد كأن المسح في أخرياتها ... على مثل خلقاء الصفا حين تخطر وروى أبو عمرو: "نجاة يطير المسح .. ". وقال: "المسح": 129 أ/ الشليل يكون عند عجز الناقة. ويروى: "نجاة يسن المسح .. ". "نجاة": ناجية، وهي "فعلة" من

النجاة. "يسن": يبسط. "أخرياتها"، يعني: أخريات الناقة. وإنما قال: "على أخرياتها" [فـ] جمع، أراد: الورك والحرقفة والفخذ وما حولها. "خلقاء .. ": ملساء الصفا، في ملاستها. "حين تخطر": حين تشول بذنبها. "سناد"، يعني: الناقة في إشرافها. [أي: كأن المسح الذي على عجزها صخرة ملساء حين تخطر بذنبها]. 29 - نهوض بأخراها إذا ما انتحى لها ... من الأرض نهاض الحزابي أغبر "نهوض بأخراها"، يقول: صدرها يحمل مؤخرها. يقول: كأنها تنهض، وهذا مثل. فيقول: لا تنخزل. و"الانخزال":

كأن شيئاً يحبسها. يقال: "أعطاني كذا وكذا وخزل عني البقية"، أي: حبسها. "انتحى": عرض. "نهاض": شخص قد نهض لها من الأرض. و"الحزابي"، واحدها "حزباءة": وهي الأرض المشرفة الغليظة المنقادة. 30 - مغمض أسحار الخبوت إذا اكتسى ... من الآل جلا، نازح الماء مقفر أي: ينام فيه من بعده، وهو من فعل الخبوت. ويروى: " .. أطراف الخبوت"، والمعنى واحد. "مغمض": يراه من بعده كأنه يغضي، وهو النهاض. و"الخبوت": جمع "الخبت": وهو المستوى البعيد. و"الأسحار": الأطراف. ثم استأنف فقال: 129 ب/ "نازح الماء مقفر". يقول: هذا النهاض "نازح" الماء، أي: بعيده. "مقفر"، أي: ليس به أحد، وهو قفر. وقال أبو عمرو: "الخبوت" واحدها "خبت": وهو ما اطمأن من الأرض. وقال: "الأسحار": جوانبها، واحدها سحر.

31 - ترى فيه أطراف الصحارى كأنها ... خياشيم أعلام تطول وتقصر يقول: ترى في هذا المغمض وهو النهاض [أطراف الصحارى]. والمعنى أنه موصول من كل شق، من كل ناحية صحراء. و"الخياشيم": أطراف الجبال. قال: "تطول": يرفعها الآل. "فيه": في المغمض. قال: هذا من الآل، كأنها أطراف الجبال تطول مرة وتقصر أخرى في الآل. 32 - يظل بها الحرباء للشمس ماثلاً ... على الجذل إلا أنه لا يكبر

أراد أنه يتحرف للشمس كأنه يصلي إلا أنه لا يكبرز و"الجذل": أصل الشجرة. و"ماثل": منتصب. وأراد: الشجرة- ها هنا- ولم يرد أصلها. 33 - إذا حول الظل العشي رأيته ... حنيفاً وفي قرن الضحى يتنصر يقول: إذا زالت الشمس استقبل قبلة المشرق. [وهي قبلة

النصارى] و"الحنيف": المسلم. وإنما قال: "حنيفاً" لأنه تلك الساعة بالعشية مستقبل القبلة. وفي حد الضحى مخالف للقبلة فإنما يتنصر من ذا، يدور مع عين الشمس كيفما دارت، فهو على الجدل. و"قرن الضحى": حاجبها وناحيتها. 130 أ 34 - غدا أكهب الأعلى وراح كأنه ... من الضح واستقباله الشمس أخضر ويروى: " ... أصفر الأعلى". وقال: هو هكذا الحرباء، يصفر على الشمس ويخضر. و"الضح": الشمس. و"الكهبة". غبرة إلى السواد. 35 - أبى عز قومي أن تخاف ظعائني ... صباحاً وأضعاف العديد المجمهر "المجمهر" المجموع. يقال: "جمهره"، إذا جمعه.

36 - أنا ابن الذين استنزلوا شيخ وائل ... وعمرو بن هند والقنا يتطير "شيخ وائل": بسطام بن قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن عبد الله بن عمرو بن همام بن موة بن ذهل بن شيبان. قتلته بنو ضبة. و"عمرو بن هند": قتلته بنو تغلب.

37 - سمونا له حتى صبحنا رجاله ... صدور القنا فوق العناجيج تخطر "سمونا": علونا، ارتفعنا له. [و] "العناجيج": الطوال الأعناق من الخيل، الواحد عنجوج. "تخطر"، يريد: صدور القنا، تخطر في ارتفاعها. 38 - بذي لجب تدعو عدياً كماته ... إذا عثنت فوق القوانس عثير 1 ب/ "عدي": أخو تيم. يقال: عدي تيم وتيم عدي. "بذي لجب": بجيش له "لجب": صوت. "عثنت"،

ويريد- ها هنا-: غبرت. ويقال للدخان: "عثان". و"القوانس": أعلى البيض. و"العثير": الغبار. 39 - وإنا لحي ما تزال جيادنا ... توطأ أكباد الكماة وتأسر "جيادنا": أفراسنا. و"الكماة": الشجعان، الواحد كمي. 40 - أخذنا على الجفرين آل محرق ... ولاقى أبو قابوس منا ومنذر "الجفران": موضع. "محرق": هو أحد هؤلاء اللخميين.

قال: وهو أحد آباء النعمان، وأنشد: وفتيان صدق قد كساهم محرق ... وكان إذا يكسو أجاد وأكرما "أبو قابوس": النعمان. و"منذر": أبوه. 41 - وأبرهة اصطادت صدور رماحنا ... جهاراً، وعثنون العجاجة أكدر "أبرهة بن الصباح": ملك حمير. و"عثنون العجاجة": أوائلها. وإنما يريد: الغبار، أن فيه كدرة.

42 - تنحى له عمرو فشك ضلوعه ... بنافذة نجلاء، والخيل تضبر "تنحى"، أي: انتحى، انحرف وتعمد وتوجه. أي: طعنه شزراً. "له": لأبرهة. "بنافذة": بطعنة نافذة. "نجلاء"، أي: واسعة. ويروى: "بمدر تنفق الجلحاء"، أي: بمتسع 13 أ/ "الجلحاء": وهو مكان. "تضبر": تجمع بين قوائمها [ثم تثب]. 43 - أبي فارس الحواء يوم هبالة ... إذا الخيل في القتلى من القوم تعثر "الحواء": فوس. و"هبالة": موضع. ويروى: " .. فارس الهيجاء".

44 - يقدمها للموت حتى لبانها ... من الطعن نضاح الجديات أحمر أي: من الطعن يصيبها أحمر، فكأنه ينضحه. و"الجدية": دفعة الدم، والجميع جديات. يريد أن أباه يقدم فرسه أول الخيل. 45 - كأن فروج اللأمة السرد شدها ... على نفسه عبل الذراعين مخدر ويروى: " [كأن] جيوب". "فروج": شقوق، وما شق [بين] يديها وخلفها من الدرع. و"السرد":

عمل الدرع. يقال: "سودها يسودها سوداً". فصير هذا المصدر. يقول: كأن هذه الفروج شدها على نفسه أسد "عبل الذراعين"، أي: غليظ الذراعين. "مخدر": دخل في أجمته. يقال: "خدر وأخدر" إذا دخل في الخدر، عن أبي عمرو. 46 - وعمي الذي قاد الرباب جماعة ... وسعداً، هو الرأس الرئيس المؤمر "الرباب": عكل وتيم وثور وضبة وعدي. وإنما سموا الرباب لاجتماعهم كما سميت الخرقة التي تجمع القداح ربابة. وسعد بن زيد مناة 131 ب/ بن تميم. والذي قاد الرباب رجل

شريف منهم يكنى أباسهم. 47 - يزيد بن شداد بن صخر بن مالك ... فذلك عمي العدملي المشهر 48 - عشية أعطتنا أزمة أمرها ... ضرار بنو القوم الأغر ومنقر "ضرار بن عمرو": من بني ضبة. وهم بيت بني ضبة.

"أعطتنا أزمة أمرها"، أي: صرنا نحن نقودهم في هذه الوقعة و"منقر": من بني تميم. 49 - أبت إبلي أن تعرف الضيم نيبها ... إذا اجتيب للحرب العوان السنور "النيب": جمع "ناب": وهي الناقة المسنة التي قد ولت فلا يرغب فيها ولا تلقح، أبت هذه الضيم فكيف خيار إبلي؟ .. يقول: لا تضام ولا يغار عليها. "اجتيب": لبس. و"العوان": التي قبلها حرب و"السنور": الدروع. 50 - لها حومة العز التي لا يرومها ... مخيض، ومن عيلان نصر مؤزر "لها"، يريد: للظعائن أو للإبل وهي أحسن. و"حومة

العز": كثرته ومعظمه. "لا يرومها": لا يتعاطاها "مخيض": وهو الذي يحمل دابته على المخاضة. "لا يرومها": لا تطلب ولا يقدر عليها. يقال: "ما يرام فلان"، أي: ما يقدر عليه. "مخيل": رجل به خيلاء. "عيلان"، يريد: قيس عيلان "مؤزر": شديد. 132 أ 51 - تجر السلوقي الرباب وراءها ... وسعد يهزون القنا حين تذعر "السلوقية": الدروع، منسوبة إلى "سلوق": قرية باليمن "تذعر"، يعني: الإبل. 52 - وعمرو وأبناء النوار كأنهم ... نجوم الثريا في الدجا حين تبهر "تبهر": تضيء. "عمرو"، يريد: عمرو بن تميم بن مر. و"أبناء النوار"، يعني: بني حنظلة. و"النوار": بنت جل بن عدي بن عبد مناة بن أد. قال الفرزدق: ولولا أن تقول بنو تميم ... ألم تك أم حنظلة النوارا

وقوله: "حين تبهر"، أي: حين يغلب ضوؤها، يعني: النجوم. يقال في الكلام: "بهرتهن فلانة حسناً، أي: غلبتهن حسناً. 53 - فهل شاعر أو فاخر غير شاعر ... بقوم كقومي أيها الناس يفخر "أو فاخر"، يعني: بلسانه من غير أن يقول الشعر. 54 - على من يصلي من معد وغيرهم ... بطم كأهوال الدجى حين تزخر ويروى: "يطم"، أي: يعلو. ومنه: "فوق كل

طامة طامة". وكل ما علا وأشرف فقد "طم". "تزخر": تعلو. ومنه: "قد زخر الموج": وهو ارتفاعه، يريد: أهل الإسلام. 55 - هم المنصب العادي مجداً وعزة ... وهم من حصى الدهنا ويبرين أكثر 132 ب/ "العادي": القديم. ويقال: "فلان في منصب صدق"، إذا كان في شرف. 56 - وهم علموا الناس الرئاسة لم يسر ... بها قبلهم من سائر الناس معشر

57 - وهم يوم أجزاع الكلاب تنازلوا ... على جمع من ساقت مراد وحمير قال: هذا يوم "الكلاب": وهو وقعة كانت قبيل الإسلام. و"الكلاب": ماء. و"أجزاعه": منعطفه، واحدها "جزع": وهو منعطف الوادي. وقال الأصمعي: ما كان بها حميري واحد، إنما كانت نهد وجرم وخثعم وبنو الحارث بن كعب.

58 - بضرب وطعن بالرماح كأنه ... حريق جرى في غابة يتسعر "غابة": أجمة، وجمعها غابات. 59 - عشية فر الحارثيون بعدما ... قضى نحبه في ملتقى الخيل هوبر يعني: يزيد بن هوبر الحارثي، فقال: "هوبر" للقافية. "قضى نحبه": [مات، أراد: قتل]. أبو عمرو: " .. أوبر": وهو من بني الحارث بن كعب، كان سيداً ورأساً، قتلوه.

60 - وقال أخو جرم ألا لا هوادة ... ولا وزر إلا النجاء المشمر "أخو جرم": وعلة الجرمي. و"الهوادة": القرابة والصلح. وأصل 132 أ/ "الهوادة": اللين. يقال: "بينهم هوادة"، أي: لين وسكون. ومنه: "هود القوم في السير". و"الوزر": الملجأ. و"النجاء المشمر": يشمر فيمضي كما يمضي في حاجته ويشمر فيها، وهذا مثل. 61 - وعبد يغوث تحجل الطير حوله ... وقد حز عرشيه الحسام المذكر

"عبد يغوث": حارثي. و"العرسان": ما زال عن العلباوين، قريب من الأخدعين. و"العلباوان": العصبتان اللتان تأخذان من القفا إلى الكاهل. قال الأصمعي: "وقد حز عرشيه .. "، أصل الرقبة عرشان. و"الحسام": السيف القاطع. و"المذكر": ليس بأنيث. وقال أبو عمرو: "والعرشان": حبلا العاتق، وهما عرقان في صفحتي العنق. ويروى: "قد احتز .. ". 62 - أبى الله إلا أننا آل خندف ... بنا يسمع الصوت الأنام ويبصر "آل خندف": نصبه على المدح، لأنه لا يوصف مكني بظاهر. و"أننا": مكني، و"آل": ظاهر، فنصبه على المدح. وخبر "أننا": "بنا [يسمع الصوت ..] ".

أراد: أبى الله إلا أننا بنا يسمع الصوت لما رجع من ذكر "بنا"، فهو الخبر. و"الأنام": الخلق، وهو جميع ولفظه واحد لأنه قال: "يبصر". 63 - لنا الهامة الكبرى التي كل هامة ... وإن عظمت منها أذل وأصغر يريد أن النبوة والخلافة في مضر. 133 ب 64 - إذا ما تمضرنا فما الناس غيرنا ... ونضعف أضعافاً ولا نتمضر يقول: إذا ما انتسبنا إلى مضر "فما الناس غيرنا، ونضعف أضعافاً ولا نتمضر" يقول: نضعف على من يفاخرنا قبل أن نبلغ إلى مضر، أي: نكتفي أن نقول: نحن من بني تميم، نكتفي بأنفسنا من قبل أن نبلغ الأب الأكبر.

65 - إذا مضر الحمراء عب عبابها ... فمن يتصدى موجهاً حين يطحر إنما قيل: "مضر الحمراء" للقبة الحمراء التي أعطاها إياه نزار. "عب عبابها"، أي: تزخر، أي: ماج موجها، وهذا مثل. يقال: "جاء في عباب الناس"، أي: في جمعهم. و"العباب" و"الأباب": الموج. "يتصدى" يتعرض ويغشى موجهاً حين يدفع. و"الطحور": الدفوع. 66 - أنا ابن النبيين الكرام فمن دعا ... أبا غيرهم لابد أن سوف يقهر

67 - ألم تعلموا أني سموت لمن دعا ... له الشيخ إبراهيم والشيخ يذكر 68 - ليالي تحتل الأباطح جرهم ... وإذ بأبينا كعبة الله تعمر "تحتل": تحل، أي: تنزل. و"الأباطح": الواحد أبطح، وكل بطن واد فيه رمل فهو: "أبطح". 69 - نبي الهدى منا وكل خليفة ... فهل مثل هذا في البرية مفخر 134 أ 70 - لنا الناس أعطاناهم الله عنوة ... ونحن له، والله أعلى وأكبر

71 - أنا ابن معد وابن عدنان أنتمي ... إلى من له في العز ورد ومصدر "أنتمي": أنتسب وأسمو. "عنوة": قهراً، وقيل: طاعة. 72 - لنا موقف الداعين شعثاً عشية ... وحيث الهدايا بالمشاعر تنحر أبو عمرو: "وحيث تحل المشعرات فتنحر": من الحل، أي: تصير حلالاً، وقد حلت. 73 - وجمع وبطحاء البطاح التي بها ... لنا مسجد الله الحرام المطهر

74 - وكل كريم من أناس سوائنا ... إذا ما التقينا خلفنا يتأخر إذا فتح "سواء" مد، وإذا كسر قصر. و"سوى" بمعنى: غير. قال الشاعر في "سواء" بالفتح وهو يريد: "غير": وقد كنت أبلي من نساء سوائها ... فأما على ليلى فإني لا أبلي 75 - إذا نحن رفلنا امرءاً ساد قومه ... وإن لم يكن من قبل ذلك يذكر "رفلنا": سودنا وشرفنا. ويروى: "إذا نحن سودنا".

76 - هل الناس إلا نحن أم هل لغيرنا ... بني خندف إلا العواري منبر 134 ب/ يقول: نعيرهم المنابر، أي: لا يصعدها غيرنا. يريد: هل لغيرنا منبر إلا ما أعرناه. 77 - أبونا إياس قدنا من أديمه ... لوالدة تدهي البنين وتذكر "إياس"، أراد: إلياس. يقول: قدنا من إلياس. "تدهي": تلد دهاة. و"تذكر": تلد ذكوراً. "لوالدة"، يعني: خندف. أبو عمرو: وأراد: إلياس بن مضر. 78 - ومنا بناة المجد قد علمت به ... معد ومنا الجوهر المتخير 79 - أنا ابن نخليل الله وابن الذي له الـ ... ــمشاعر حتى يصدر الناس تشعر

أبو عمرو: "المشاعر": البدن حين تدمى. يقول: إذا قضى الناس حجهم انصرفوا. تمت وهي 79 بيتاً

17 - أقول لأطلاح برى هطلانها

(17) (الطويل) وقال ذو الرمة يمدح مالك بن المنذر بن الجارود: 1 - أقول لأطلاح برى هطلانها ... بنا عن حواني دأيها المتلاحك "الأطلاح": المعايا. و"الهطلان": سير إلى الضعف ما هو و"الحواني": المشرفة التي دنا بعضها من بعض. و"المتلاحك": المتلاحم الذي قد اشتد، ودخل بعضه في بعض وتلاحم. 2 - أجدي إلى دار ابن عمرة إنه ... منى همك الأقصى ومأوى الصعالك

13 أ/ قال: يقال: "أجدي وجدي". ويقال: "جاد مجد" كلاهما واحد. وروى أبو عمرو: " .. إنه* مدى همك."، أي: غابة همك. 3 - وإنك في عشر وعشر مناخة ... لدى بابه أو تهلكي في الهوالك 4 - وجدناك فرعاً ثابتاً يابن منذر ... على كل رأس من نزار وحارك يريد: على كل فرع وحازك من نزار. 5 - تسامي أعاليه السحاب وأصله ... من المجد في بادي الثرى المتدارك وروى أبو عمرو: " .. في ثأد الثرى" و"الثأد": المبتل،

عن أبي عمرو. ويقول: أعالي هذا الفرع تسامي السحاب. و"الثرى المتدارك"، يقول: الثرى بعد الندى لا ييبس. 6 - فلو سرت حتى تقطع الأرض لم تجد ... فتى كابن أشياخ البرية مالك 7 - أشد إذا ما استحصد الحبل مرة ... وأجبر للمستجبرين الضرائك "استحصد الحبل"، إذا اشتد فتله. ويقال: "أحصد حبلك"، أي: افتله فتلاً شديداً. وقال عنترة: يأوي إلى حصد القسي عرمرم أي: يأوي إلى جيش كثير القسي. و"العرمرم": الكثير من الجمع. و"المرة": الفتل. "الضرائك" جمع "الضريك": وهو الضرير المحتاج، وهو الصعلوك أيضاً. 8 - وأمضى على هول إذا ما تهزهزت ... من الخوف أحشاء القلوب الفواتك

135 ب/ "تهزهزت": تحركت. و"النفوس الفواتك": الجريئات الماضيات، و"رجل فاتك": جريء ماض. 9 - وأحسن وجهاً تحت أقهب ساطع ... عبيط أثارته صدور السنابك "أقهب": غبار يضرب إلى حمرة. ["ساطع"]: مرتفع. و"العبيط": ما لم يئر قبل ذلك من الغبار، مثل عبيط اللحم [الذي] لم يذبح قبل ذلك. و"السنابك": الحوافر. 10 - لقد بلت الأخماس منك بسائس ... هنئ الجدا مر العقوبة ناسك "بلت": صادفت. وأنشد:

وبلي إن بللت بأريحي و"الأخماس": أخماس البصرة. "هنيء الجدا"، أي: هنيء العطاء واسعة. ويقال: "أجدى عليه"، أي: أوسع عليه العطاء. 11 - تقول التي أمست خلوفاً رجالها ... يغيرون فوق الملجمات العوالك "أمست خلوفاً رجالها"، أي: نسوة قد غابت رجالها. تقول: "رأيت الحي خلوفاً"، أي: ليسوا في منازلهم، هم غازون. و"العوالك": الخيل تعلك اللجم. 12 - لجارتها: أفنى اللصوص ابن منذر ... فلا ضير ألا تغلقي باب دارك

13 - وآمن ليل المسلمين فنوموا ... وما كان يمسي آمناً قبل ذلك "نوموا": ناموا. "يمسي آمناً"، يعني: الليل. 14 - تركت لصوص المصر من بين يائس ... ومن بين مكنوع الكراسيع بارك "الكنع": القطع. "كنع رأسه": قطعه. تمت 14 بيتاً

18 - ألا حي أطلالا كحاشية البرد

(18) (الطويل) وقال أيضاً: 136 أ 1 - ألا حي أطلالاً كحاشية البرد ... لمية أيهات المحيل من العهد "المحيل": الذي أتى عليه حول. ويروى: " .. المحيا": وهو الطلل الذي قد حيي. قال الأصمعي: سمعت من يحدث أن الفرزدق مر بذي الرمة في بني ملكان. وهو ينشد هذه الأبيات فقال له: أعرض لي عنها يا غيلان.

2 - أحين أعاذت بي تميم نساءها ... وجردت تجريد الحسام من الغمد "أعاذت"، يقول: جعلتني أدافع عنها وأمنع، كما تقول: أعيذك بالله.

3 - ومدت بضبعي الرباب ومالك ... وعمرو ومالت من ورائي بنو سعد أصل "الضبع": العضد، أي: أعانتني ورفعتني. يقال: "مد ضبعه"، أي: أعانه ورفعه. يقول: كانوا تبعاً لي ومعونة. 4 - ومن آل يربوع زهاء كأنه ... دجا الليل محمود النكاية والرفد

"زهاء": جيش كثير. ويقال: "كم زهاؤهم"، أي: كم قدرهم. "محمود": لأنه يقاتل العدو. و"الرفد": المعونة.

5 - تمنى ابن راعي الإبل شتمي ودونه ... معاقل صعبات طوال على العبد 6 - معاقل لو أن النميري رامها ... رأى نفسه منها أذل من القرد تمت

19 - أحادرة دموعك دار مي

(19) (الوافر) وقال ذو الرمة أيضاً: 1 - أحادرة دموعك دار مي ... وهائجة صبابتك الرسوم يقال: "حدر دمعي شوق"، أي: سكبه. و"الصبابة": رقة الشوق. يقال: "صب يصب صبابة"، أي: رق عند الشوق واستعبر. 2 - نعم طرباً كما نضحت فري ... أو الخلق المبين بها الهزوم 12 ب/ "نعم": جواب: "أحادرة". ويروى: " .. صرباً". و"السرب": الماء القليل الذي يخرج من المزادة الجديدة بعينه

حتى ينتفخ سيرها ثم ينقطع، فذلك: "السرب": يقال: "سرب مزادتك عند الجدة". فتصب فيها ماء حتى تنتفخ سيورها. وإنما نصب: "طرباً" أو "سرباً"، يريد: نعم هيجته طرباً. و"الطرب": خفة تأخذ الرجل، تكون في الحزن والفرح. و"الفري": السقاء المخزوز الجديد. ويقال: "انهزمت القربة"، إذا تكسرت. وقوله: "المبين بها الهزوم"، يريد: التي يبست فتبينت فيها الهزوم، يريد: تكسرها. ويقال: "انهزم السقاء"، إذا تخرق وانصدع. وإنما قال: "خلق" لأنه في الذكر والأنثى واحد. يقال: "مزادة خلق" فشبه سيلان الدموع بما وصف لك. 3 - بها عفر الظباء لها نزيب ... وآجال ملاطمهن شيم "بها"، يعني: بهذه الدار. "عفر الظباء": وهي الظباء البيض التي تعلوها حمرة. "نزيب": صوت. يقال: "نزبت

الظبية". "آجال": أقاطيع البقر. "الملاطم": الخدود، موضع اللمط. "شيم": سود "تخالف لونها كالشامة. يقال: "خد أشيم" و"ناقة شيماء"، إذا كان بها كالشامة. 4 - كأن بلادهن سماء ليل ... تكشف عن كواكبها الغيوم "بلادهن": بلاد هذه الوحش. "سماء ليل"، يقول: هذه الوحش من الظباء والبقر ترعى في هذه الخضرة، فهن يبرقن في الأرض بروق النجم في السماء. يقول: كأن البقر من بياضهن كواكب. شبه خضرة نبات الأرض بخضرة السماء. وشبه الظباء فيهن بالكواكب في خضرة السماء. 127 أ 5 - عفت وعهودها متقادمات ... وقد يبقى لك العهد القديم "عفت": درست "عهودها"، أي: عهود الأيام. يقول:

عهدك أيام لقيتها قديم. "متقادمات": مزمنات. يقول: قد يثبت العهد والأثر، وإن كان قديماً. وروى أبو عمرو: "وقد يسفي بك العهد القديم". وقال: إذا أساء إليه فقد أسفى به. 6 - وقد يمسي الجميع أولو المحاوي ... بها المتجاور الحلل المقيم "أولو المحاوي" أولو الأبيات. قال: أراد المحتوى. قال: وحدثني عيسى بن عمر، قال: تقول العرب: "إبل مغاليم" وهو جمع مغتلم، فألقى التاء. و"المحتوى": المكان الذي يتحوى فيه. و"المتجاورو الحلل": مضاف، كقولك:

"المتجاورو النزلة". ورد: "المقيم" على: "المتجاور". و"الحلة": الموضع الذي ينزلونه. و"الحلة": ما به بيت وما أشبهه. ويقال: "مررت بحلل بني فلان"، أي: قوم حالين، أي: نزول. 7 - بعقوتها الهجان وكل طرف ... كأن نجار نقبته أديم "عقوة" الدار: ما حولها. و"الهجان": البيض الكرام من الإبل. و"الطرف": الفرس الكريم. وقوله: "كأن نجار نقبته"، "النجار": الخلقة والضرب الذي خلق عليه. يقال: "هم من نجاره"، أي: من ضربه ونحوه. ويقال: "النجار": اللون. و"النقبة": اللون. يقول: كأن لونه لون الأديم في حمرته. يقول: هو كميت.

8 - وأمثال النعاج من الغواني ... تزينها الملاحة والنعيم ["النعاج": البقر، شبه النساء بهن] 13 ب 9 - كأن عيونهن عيون عين ... تربيها بأسنمة الجميم قوله: "عيونهن"، أي: عيون الغواني. و"العين": البقر. و"الجميم" من النبت: ما تجمم منه ولم يتم كل التمام. و"أسنمة": موضع. 10 - جعلن الحلي في قصب خدال ... وأزرهن بالعقد الصريم "القصب": كل عظم فيه مخ، واحدها قصبة. "خدال": غلاظ ممتلئة. [يقال: و"أزرهن الصريم"،

أي: كان الرمل لهن إزاراً. و"العقد": ما تعقد من الرمل. و"الصريم"] قطع من الرمل، واحدها صريمة. فشبه أعجازهن بالرمل. 11 - وساجرة السراب من الموامي ... ترقص في عساقلها الأروم "ساجرة": مالئة. و"الموامي": واحدها "موماة": وهي مفازة، أرض قفر بعيدة. و"العساقل": السراب. وروى أبو عمرو: " .. في نواشرها". يقول: ما شخص منها وارتفع. و"الأروم": الأعلام، واحدها إرم وإرمي، تجعل للطرق. وربما كانت قبوراً. وروى أبو عمرو: "وساحرة السراب .. " يقول: يخيل للرجل أن ثم ماء وليس بماء، وكأنه سحره تلون الموامي

في السراب، كما تلون الغول. يريد أن هذه القنة تجري إلى أخرى، وأن الجبل يرتفع في السماء والجبل الآخر في الماء، فتلون ألواناً أراد أن الأعلام كأنها تنزو في السراب. 12 - يموت قطا الفلاة بها أواماً ... ويهلك في جوانبها النسيم "الأوام": شدة العطش. و"النسيم": تنفس من الريح ضعيف، أول ما تهب. فيقول: يهلك النسيم في جوانبها من سعة الأرض. ويروى: "ويحسر في مناكبها .. "، أي: تحسر الريح في "مناكبها": مناكب هذه الفلاة. وروى أبو عمرو: "في مهالكها النسيم". 138 أ 13 - بها غدر وليس بها بلال ... وأشباح تحول وما تريم

"بها": بهذه المفازة "غدر": وهو جمع غدير. و"الغدر": مناقع الماء. وإنما يعني: غدراً من السراب. "وليس بها بلال" أي: ماء. و"الأشباح": الشخوص، الواحد شبح. "تحول": تحرك. "وما تريم": ما تبرح. يقال: "استحل هذه الشخوص"، أي: انظر أتتحرك أم لا؟. ويروى: "وأعلام تحول .. "، أي: جبال كأنها في رأي العين من السراب تحول. 14 - قطعت بفتية وبيعملات ... تلاطمهن هاجرة هجوم وروى أبو عمرو: " .. وبيعملات* يصد وجوهها وهج أليم". "يعملات": نوق عوامل، يعمل عليها، والواحدة يعملة. قال أبو عمرو: "ويعملات": تعمل في سيرها، أي: تسرع فيه. "هاجرة هجوم": حلوب للعراق. "يهجمه": يسيله.

ويقال: "هجم ما في ضرع الناقة هجماً شديداً"، إذا حط ما في ضرعها. 15 - نلوث على معارفنا وترمي ... محاجرنا يمانية سموم "نلوث": نطوي ونلوي. يقول: نتلثم. "معارف وجهه": ما عرف منه. "محاجرنا": جمع "محجر": وهو فجوة العين، وما بدا من ثقب البرقع. "يمانية"، أي: ريح حارة، وهي الهيف. 16 - ونرفع من صدور شمردلات ... يصك وجوهها وهج أليم

أي: نرفع من صدورها في السير. "شمردلات": وهي نوق طوال سراع. 138 ب/ "يصك": يضرب. ويروى: " .. خدودها". "وهج"، أي: حر شديد. 17 - تلثم في عصائب من لغام ... إذا الأعطاف ضرجها الحميم يعني: الإبل، يقول: هذه الإبل تعتم بالزبد، ضربه مثلاً. و"الأعطاف": النواحي، أي: الأعناق. و"ضرجها"، أي أسالها ولطخها. وأصل "الضرج": الشق في غير هذا الموضع. و"الحميم": العرق. فيقول: تشققت جلودها من العرق، وليس ثم شق. 18 - وقد أكل الوجيف بكل خرق ... عرائكها وهللت الجروم

"الوجيف": ضرب من السير و"عرائكها": أسنمتها. و"هللت"، أي: تعقفت كأنها هلال. و"الجروم": جمع جرم، وهي الأجسام، صارت مثل الأهلة. 19 - وقطع مفازة وركوب أخرى ... تكل بها الضبارمة الرسوم أي: أكل عرائكها قطع مفازة وركوب أخرى و"تكل"، أي: تعيا. و"الضبارمة" الغليظة الشديدة. و"الرسوم": التي ترسم في سيرها، وهو فوق العنق. 20 - ومعتقل اللسان بغير خبل ... يميد كأنه رجل أميم أي: رب "معتقل اللسان": لا يقدر على الكلام، أي: اعتقل لسانه بغير خبل. أي: بغير فالج. "الخبل": ما خبل الجسد، أي: أفسده وأضعفه. "يميد": يميل ويضطرب،

كأنه مغشي عليه من النعاس. "أميم": ضرب 139 أ/ ضربة على أم رأسه، وهو الأميم والمأموم. 21 - تبلغ بارحي كراه فيه ... وآخر قبله فله نئيم "تبلغ" أخذ فيه النوم كل مأخذ، واشتد دخوله فيه. "بارحي كراه"، أي: كرى البارحة، أي: نعاس الليلة الماضية. و"آخر قبله": ليلة أخرى. سئل الأصمعي: لأي شيء قال: "بارحي كراه" والبارحي هو النعاس. فقال: لأنه لما قال: "بارحي" فقد يكون من إعياء وتعب. فقال: "كراه" حتى يعلم أنه [من] السهر، ليبين أنه منسوب إلى النوم. و"النئيم": الأنين.

22 - أقمت له سراه بمدلهم ... أمق إذا تخاوصت النجوم أي: أقمت لهذا المعتقل اللسان [سراه، أي: لم أنم]. "بمدلهم: [بالليل]. "أمق": طويل. و"تخاوصت": مالت. قال: هذا في آخر الليل، كادت النجوم تغور. ويقال: "تخاوصت"، إذا كانت في السماء غبرة أو غيم، فلا يستبين كل ذلك، وإنما الخوص في العين. 23 - مللت به الثواء وأرقتني ... هموم لا تنام ولا تنيم

هذا مثل، أي: لا ينام لما به. و"لا ينيم"، أي: لا ينام من يليه. وهذه الهموم لا تسكن، ولا تبرح من يليها فينام، فهي تسهره. و"الثواء": المقام. 24 - أبيت الليل أرعى كل نجم ... وشر رعاية العين النجوم ["أراعي كل نجم"، أي: أفكر متى يزول. وذلك أنه أحب أن يذهب الليل. ثم قال: وشر ما يرعى النجوم]. تمت وهي 24 بيتاً

20 - كأن ديار الحي بالزرق خلقة

(20) (الطويل) 1 - كأن ديار الحي بالزرق خلقة ... من الأرض أو مكتوبة بمداد 1 ب/ أي: كأنها خلقت سوداء وبيضاء وحمراء على ما كان من لون، فهي: "خلقة". وإذا كان من رماد أو دمنة فليست بخلقة، يعني ها هنا-: السواد. قال أبو عمرو: "خلقة"، أي: خلقت من الأرض لازمة له. 2 - إذا قلت: تعفو لاح منها مهيج ... علي الهوى من طارف وتلاد "تعفو": تدرس. "لاح": ظهر. "مهيج": من رآه هاجه. "من طارف": من هوى حديث، استطرفه،

و ["تلاد":] هوى قديم. 3 - وما أنا في دار لمي عرفتها ... بجلد ولا عيني بها بجماد يقول: ما أنا بجلد، أي: إذا بكيت. و"الجماد": البكيئة من الإبل. وإنما يعني- ها هنا-: أنها تدمع. 4 - أصابتك مي يوم جرعاء مالك ... بوالجة من غلة وكباد يقول: قلبي يشتكي الغلة والكباد. و"الوالجة": الداخلة و"الغلة": عطش في الصدر وحر. و"الكباد": داء يكون في الكبد. 5 - طويل تشكي الصدر إياهما به ... على ما يرى من فرقة وبعاد

يقول: صدره يشتكي دينك الداءين، يعني: الكباد والغلة. 6 - ودوية مثل السماء اعتسفتها ... وقد صبغ الليل الحصى بسواد 140 أ/ "الدوية": المستوي من الأرض، منسوبة إلى الدو لأنها جرداء. "اعتسفتها": قطعتها على غير طريق. 7 - بها من حسيس القفر صوت كأنه ... غناء أناسي بها وتناد قال أبو عمرو: "من حسيس القفر، يعني: الجن. "حسيس القفر": كأنه صوت يردده "أناسي": جمع أناس.

ويروى: "أغاني ناس". وقوله: "وتناد"، يعني: الجن، ينادي بعضهم بعضاً. 8 - إذا ركبها الناجون حانت بجوزها ... لهم وقعة لم يبعثوا لحياد "الناجون": المسرعون. "حانت لهم وقعة"، أي: جاء وقت النزول. "بجوزها": بوسطها. "لم يبعثوا": لم يثوروا ويطلقوا "لحياد": لأكل. وكل ما أكل فهو: "حياد". 9 - وأرواح خرق نازح جزعت بنا ... زهاليل ترمي غول كل نجاد "زهاليل": إبل ملس. قوله: "ترمي غول .. "، يعني:

تطلبه كما يطلب الناضل الهدف. و"الغول": البعد و"النجاد": ما ارتفع من الأرض. 10 - إلى أن يشق الليل ورد كأنه ... وراء الدجا هادي أغر جواد كأن الصبح وراء الظلمة "هاد": عنق فرس أغر يقول: جزعت بنا إلى أن يشق الليل ورد 11 - ولم ينقضوا التوريك من كل ناعج ... وروعاء تعمي باللغام سناد

"التوريك": أن يتورك عليها. و"الوراك": موضع رجل الراكب 140 ب/ من مقدم الرحل وآخرته. و"الوراك": شيء يوضع بين الواسطة [و] المؤخر، يضع الإنسان رجله عليها إذا سار وأعيا. و"الناعج": الأبيض. و"الروعاء": الحديدة الفؤاد. "تعمي": ترمي. و"اللغام": الزبد. و"سناد": مشرفة. 12 - وكائن ذعرنا من مهاة ورامح ... بلاد الورى ليست له ببلاد "وكائن"، معناه: وكم. و"المها": بقر الوحش، الواحدة مهاة. و"رامح"، يعني: ثوراً له قرن. و"الورى": الخلق. تقول: ما أدري أي الورى هو؟ .. أي: ليست له ببلاد

لأنه في البوادي والصحارى الخالية. أي: هو وحشي. 13 - نفت وغرة الجوزاء من كل مربع ... له عن كناس آمن ومراد "الوغرة": شدة الحر عند طلوعه. يقول: طير الحر الناس عنه فصار له مستراد. أي: نفت هذه الوغرة هذا الثور من كناس. ويروى: "من كل مربأ"، أي: المنظرة، وهو موضع الديدبان. و"الكناس": موضع الظبي والبقرة. و"المراد": حيث يرود. 14 - ومن خاضب كالبكر أدلج أهله ... فراغ عن الأحفاض تحت بجاد

يقول: [و] كائن ذعرنا من مهاة ومن رامح ومن "خاضب": وهو الظليم إذا أكل الربيع اخضر أطراف ريشه وساقه. "كالبكر" من الإبل أدلج أهله ليلاً فمضوا. و"الأحفاض": الأمتعة، الواحد حفض، وهي الإبل 141 أ/ التي تحمل المتاع. و"البجاد": كساء تبنى به بيوت الأعراب. و"راغ": نفر. 15 - ذعرناه عن بيض حسان بأجرع ... حوى حولها من تربه بإياد يعني: عن بيض بيض. "حولها": حول البيض. و"الإياد". كالستر. وكل شيء يستند إليه فهو: إياد. وإنما يعني به أنه ستر البيض. تمت وهي 15 بيتاً

21 - ألا حي ربع الدار قفرا جنوبها

(21) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - ألا حي ربع الدار قفراً جنوبها ... بحيث انحنى عن قنع حوضى كثيبها وروى أبو عمرو: "أتعرف ربع الدار". ويروى: "بحيث التقى من أرض قنع". "انحنى": انعطف. "القنع": عند منقطع الرملة حيث يجري الماء، فهو "قنع" وأقناع وقنعان. 2 - ديار لمي أصبح اليوم أهلها ... على طية زوراء شتى شعوبها أبو عمرو: "دياراً" بالنصب. "النية" و"الطية": الوجه

الذي تريده. "زوراء": ليست على القصد. "شعوبها": فرقها مختلفة، واحدة كذا وواحدة كذا. 3 - وهبت بها الأرواح حتى تنكرت ... على العين نكباواتها وجنوبها أي: تنكرت الدار على العين. أي: وهبت بها الأرواح. "نكباواتها وجنوبها". 4 - وأقوت من الآناس حتى كأنما ... على كل شبح ألوة لا يصيبها 141 ب/ "الآناس" جمع "إنس". و"الإنس": أهل الدار. "الشبح": الشخص، والجميع الأشخاص. قال أبو عمرو: "ألوة"

و"ألوة" و"ألية". 5 - وحتى كأن الأسفع الواضح القرا ... من الوحش مولى رسمها ونسيبها "الأسفع": الثور الأسود الخد. وروى أبو عمرو: "الأعيس": وهو الثور. "الواضح القرا": الأبيض الظهر. يقول: كأن الثور ولي رسمها، لا يفارق الرسم. 6 - أرشت بها عيناك دمعاً كأنه ... كلى عين شلشالها وصبيبها "كلى" جمع "كلية": وهي الرقعة التي تخرز على أصول

عروق المزادة. و"العين": التي قد تهيأت للخرق ودقت. يقال: "تعينت المزادة". و"الشلشال": الماء الذي يقطر، يكاد يتصل قطره. و"الصبيب" و"الشعيب": المزادة نفسها. 7 - ألا لا أرى الهجران يشفي من الهوى ... ولا واشياً عندي بمي يعيبها 8 - إذا هبت الأرواح من نحو جانب ... به أهل مي هاج شوقي هبوبها

9 - هوى تذرف العينان منه، وإنما ... هوى كل نفس حيث حل حبيبها 10 - ألا ليت شعري هل يموتن عاصم ... ولم تشتعبني للمنايا شعوبها "عاصم": زوج مي. وقوله: "لم تشتعبني": لم تذهب بي، قاله أبو عمرو. 11 - وهل يجمعن صرف النوى بين أهلنا ... على الشخط والأهواء يدنو غريبها

يقول: هل يجتمع أهلنا وهي في مكان واحد. أي: ربما دنا غريب الأهواء. 142 أ 12 - رمى الله من حتف المنية عاصماً ... بقاضية يدعى لها فيجيبها "عاصم": زوج مي، رجل من بني منقر. "بقاضية": بمنية "قاضية"، أي: قاتلة. 13 - وأشعث مغلوب على شدنية ... يلوح بها تحجينها وصليبها أراد: رب رجل أشعث الرأس "مغلوب": قد غلبه النوم. على "شدنية": ناقة منسوبة. و"تحجينها":

وسمها. و"صليبها": وسم كالصليب. 14 - أخي شقة رخو العمامة منه ... بتطلبا حاجات الفؤاد طلوبها هذا الأشعث هو "أخو شقة": صاحب سفر بعيد. "منه": أضعفه. "طلوبها": ما طلب من حاجة وغيرها. وروى أبو عمرو: "بتطلاب أطراف الهموم طلوبها". وأكثر ما يجيء فعول في معنى: فاعل. ويجيء في معنى "مفعول" مثل: "سلوب": وهي الناقة التي سلب ولدها. "طلوبها" أي: ما طلبه للحاجة. ورفع "طلوبها" على "منه طلوبها" و"الها": للفعلة التي يطلب بها. 15 - تجلى السرى من وجهه عن صحيفة ... على السير مشراق كريم شحوبها

أي: أضاء عن جلدة وجهه. "مشراق": مضيئة مشرقة. "شحوبها"، أي: إذا ضمرت كان ذلك بها حسناً. و"الشحوب": تغير اللون من السفر. 16 - كأني أنادي مائحاً فوق رحلها ... ونى غرفه والدلو ناء قليبها "المائح": الذي ينزل البئر، يغرف الماء بيده. و"القليب": البئر. المعنى: كأني إذا ناديت هذا الرجل على شفير بئر، أنادي رجلاً في بئر بعيدة القعر فلا يسمع 142 ب/ من النعاس مثل ذلك. "ونى غرفه"، أي ضعف غرفه الماء. "والدلو ناء"، أي: بعيد. "قليبها": بئرها. 17 - رجعت بمي روحه في عظامه ... وكم قبلها من دعوة لا يجيبها يقول: أنشدته نسيبي بمي فعاد وأجاب، عاش بعدما كانت مات من النعاس بذكر مي. "وكم قبلها": قبل هذه الدعوة، من دعوة لا يجيبها.

18 - وحرف نياف السمك مقورة القرا دواء الفيافي: ملعها وخبيبها "حرف": ناقة ضامرة. ولا يقال: "حرف" إلا للنوق البتة. "نياف السمك": طويلة السمك. و"سمكها": أعلاها. "مقورة": ضامرة الظهر. "الملع": السرعة في السير. و"خبيبها": من الخبب. 19 - كأن قتودي فوقها عش طائر ... على لينة سوقاء تهفو جنوبها "القتود": عيدان الرحل. أراد: كأن قتودي على نخلة "سوقاء"، أي: أن الناقة طويلة يصغر الرحل عليها. وليس هذا بخير. شبه القتود بعش الطائر. و"لينة": نخلة، وجمعها لين. "سوقاء": طويلة الساق. "تهفو": تضطرب "جنوب" النخلة.

20 - أقمت بها إدلاج شعث أملهم ... سقام الكرى: توصيمها ودبيبها "بها"، يعني: بمي. "إدلاج": سير الليل. "شعث"، أي: إدلاج رجال شعث. جعلت هذه الناقة تتقدمهم. "أملهم": من الملال. و"التوصيم" الفترة يجدها الرجل في جسده، والتكسير وغيره. و"دبيبها": ما يدب من السرى. 143 أ 21 - مغذين يعرورون والليل جاثم ... على الأرض أفيافاً مخوفاً ركوبها "مغذين": مسرعين جادين. "يعرورون": يركبون. وأصله من "اعرورى فرسه"، إذا ركبه عرواً. "أفيافاً" جمع "فيف": وهو ما استوى من الأرض.

22 - بنائية الأخفاف من شعف الذرى ... نبال تواليها رحاب جيوبها يريد: بنوق بعيدة الأخفاف من المشافر ومن الأسنمة، يصف أنها طويلة. أبو عمرو: "من قمع الذرى". و"القمع": السنام. "ناقة قمعة": لها سنام. و"شعفات كل شيء": أعاليه. "تواليها": أعجازها ومآخيرها. "رحاب جيوبها": واسعة. و"جيب" كل شيء: صدره. ويروى: "بمسفوحة الآباط عريانة القرا"، أي: صبت صباً، ليست بقصيرة. 23 - إذا غرقت أرباضها ثني بكرة ... بتيهاء لم تصبح رؤوماً سلوبها

"الأرباض": الأحقاب، الواحد ربض. و"الثني": ولد البكرة. ويقال للناقة إذا وضعت بطنين: "ثني وولدها "ثنيها". والمعنى: إذا حزم الحقب غرق هذا في بطنها في ماء الولد حتى يموت. "تيهاء": أرض يتاه فيها. ويروى: "بتيماء"، أي: أرض بعيدة الماء. "لم تصبح رؤوماً"،

أي: هذه الناقة التي سلبت ولدها لا توأم ولدها. أبو عمرو: تترك ولدها وتسير، أي: ليس لها مقام إن تجلده. 24 - تناسيت بالهجران مياً وإنني ... إليها لحنان القرون طروبها 25 - بدا اليأس من مي على أن نفسه ... طويل على آثار مي نحيبها 143 ب 26 - وأن سوف يدعوني على نأي دارها ... دواعي الهوى من حبها فأجيبها تمت وهي 26 بيتاً

22 - بكيت وما يبكيك من رسم منزل

(22) (الطويل) وقال أيضاً يمدح عبد الملك بن مروان: 1 - بكيت وما يبكيك من رسم منزل ... كسحق سبا باقي السحوم رحيضها "كسحق": كخلق. "سبأ": برود. "السحوم":

السواد. "الأسحم": الأسود. "رحيضها": غسلها. "رحض السبا"، أي: غسل. 2 - عفت غير أنصاب وسفع مواثل ... طويل بأطراف الرماد عضيضها "أنصاب": حجارة منصوبة. "سفع": أثافي. "مواثل": منصوبة. يقول: الأثافي عضت الرماد ولمته، وهذا مثل. يقول: كأنها عاضة لها. 3 - كأن لم تكن من أهل مي محلة ... يدمنها رعيانها وربيضها "الدمن": البعر. "الرعيان": الرعاة. يقول: الرعاة ينزلون بها فيدمنونها بأبوال الغنم وأبعارها. و"الربيض": الشاء. 4 - أكفكف من فرط الصبابة عبرة ... فتتثق عيني مرة وأغيضها

"أكفكف": أرد "من فرط": ما سبق من "الصبابة": وهي رقة الشوق "فتتثق": تملأ العين عبرة. يعني: العبرة تملأ عيني. و"أغيضها": أنفضها من عيني. 5 - فدع ذكر عيش قد مضى ليس راجعاً ... ودنيا كظل الكرم كنا نخوضها 144 أ/ ظل الكرم رقيق. يقول: كنا في عيش رقيق. يريد به النعمة والنضرة. 6 - فيا من لقلب قد عصاني متيم ... لمي ونفس قد عصاني مريضها "المتيم" الذي قد ذهب عقله في أثر حبيبه. يقول: نفسي

مريضة. قد عصاني مريضها أن يتبرأ، يعني: القلب. 7 - فقولا لمي إن بها الدار ساعفت ... ألا ما لمي لا تؤدى فروضها 8 - وظني بمي أن مياً بخيلة ... مطول وإن كانت كثيراً عروضها "العروض": ما ليس بذهب أو فضة من المال. 9 - أرقت وقد نام العيون لمزنة ... تلألأ وهناً بعد هدء وميضها

"وهناً"، أي: بعد ساعة من الليل. و"الوميض" لمع البرق الخفي. 10 - أرقت له وحدي وقد نام صحبتي ... بطيئاً من الغور التهامي نهوضها أي: سهرت للبرق. و"نهوضها"، أي: نهوض "المزنة": وهي السحابة. 11 - وهبت له الريح الجنوب تسوقه ... كما سيق موهون الذراع مهيضها

"له"، أي: للوميض. "موهون الذراع" الذي في ذراعه وهن. "المهيض": الذي كان به كسر فجبر ثم رجع كسره ووجعه فهو مهيض. 144 ب 12 - فلما علت أقبال ميمنة الحمى ... رمت بالمراسي واستهل فضيضها أي: علت المزنة ما قابلك واستقبلك. "رمت بالمراسي"، أي: ثبتت السحابة في ذلك الموضع. يقال: "استهلت السحابة"، إذا سمعت صوت المطر، وكذلك "استهل الصبي"، إذا صاح حين يسقط من أمه. و"الفضيض": ما انصب منها. وأصل "الفض": التفرق. وكل ما انفض من دمع أو مطر أو غيره فهو: "فضيض". 13 - إليك ولي الحق أعملت أركباً ... أتوك بأنضاء قليل خفوضها "أركب" جمع ركب. و"الأنضاء": جمع نضو. و"خفوضها": استراحتها.

14 - نواج إذا ما الليل ألقى ستوره ... وكان سواء سود أرض وبيضها 15 - مقاري هموم ما تزال عواملا ... كأن نغيض الخاضبات نغيضها أي: هذه الإبل أقريها الهم. يقول: إذا اهتم ركبها ومضى، كما يقرى الضيف جعلها قرى للهم. و"النغيض": تحريكها رأسها في السير ورجفانها. "الخاضبات": النعام.

16 - كأن رضيخ المرو من وقعها به ... خذاريف من بيض رضيخ رضيضها "الرضيخ": ما تفلق منه. يقال: "رضخ النوى"، إذا دقه. و"المرو": الحجارة البيض. و"رضيضها": مكسورها. شبه المرو ببيض رضخ. 17 - برى نيها عنها التهجر والسرى ... وجوب صحار ما تزال تخوضها

يقول: سيرها بالهاجرة أذهب لحمها. وكذلك سرى الليل هزلها، 145 أ/ و "وجوب الصحاري" بها، أي: تمشي، وهي ضعيفة، فهذا برى نيها. 18 - ذرعن بنا أجواز كل تنوفة ... ملمعة، والأرض يطوى عريضها أي: تذرع في خطوها في السير. و"الأجواز": الأوساط. و"التنوفة": القفرة. "ملمعة": تلمع في السراب. 19 - قفار محول ما بها متعلل ... سوى جرة من رجع فرث تفيضها

"جرة" و"جرر": ما تخرجه من جوفها إلى فمها. أبو عمرو: "قصعت بجرتها"، إذا دفعت بها. و"أفاضتها": أخرجتها. يقول: ما بها ما يتعلل به من مرعى وغيره. 20 - فما بلغتك العيس من حيث قربت ... من البعد إلا جهدها وجريضها يقول: "من حيث قربت لترحل. "جريضها": هو أن تجرض بريقها، أي: تغص من الجهد. يقال: "تركته يجرض بنفسه كما يجرض بريقه". قال منتجع: "أخذوه فجرضوه"، أي: بلغوا به الجهد. أبو عمرو: "جريضها"- ها هنا-: بقية النفس. 21 - إذا حل عنهن الرحال وألقيت ... طنافس عن عوج قليل نحيضها

"العوج": إبل قد اعوجت من الهزال. و"النحيض": اللحم. 22 - فنعم أبو الأضياف ينتجعونه ... وموضع أنقاض أني نهوضها يقال: "نجعه وانتجعه" إذا أتاه يطلب معروفه. و"الأنقاض" جمع "نقض": وهو رجيع السفر، المهزول من الإبل. "أني" نهوض هذه الإبل. 23 - جميل المحيا همه طلب العلا ... معيد لإمرار الأمور نقوضها "الإمرار": الفتل والإحكام. "بعير معيد": قد جوب الضراب واعتاده.

145 ب 24 - كساك الذي يكسو المكارم حلة ... من المجد لا تبلى بطيئاً نفوضها يقول: هذه الحلة لا يذهب وشيها وصبغها. يقال: "نفض الثوب"، إذا ذهب صبغه. 25 - حبتك بأعلاق المكارم والعلا ... خصال المعالي قضها وقضيضها "أعلاق" جمع "علق": وهو الكريم النفيس من كل شيء. قال أبو عمرو: ما كان من وشي أو ثوب أو غيره فهو: "علق". "قضيضها": جماعتها وفضها. 26 - سيأتيكم مني ثناء ومدحة ... محرة صعب غريض قريضها "غريض": طري. ويروى: "غريض": واسع علي يمكنني، ليس قريضها صعباً ضيقاً.

27 - سيبقى لكم ألا تزال قصيدة ... إذا استحنفرت أخرى قضيب أروضها كقولك: "غاظني ألا تزال تؤذيني". يقول: سيبقى لكم هذا الثناء ألا تزال قصيدة "إذا اسحنفرت"، أي إذا مضت وتتابعت. "قضيب": التي لم تذلل من النوق. 28 - رياضة مخلوج، وكل قصيدة ... وإن صعبت سهل علي عروضها "المخلوج": البعير "يختلج" عن الإبل، أي: ينحى، وهو المقتضب أي: أروض رياضة مخلوج. 29 - وقافية مثل السنان نطقتها ... تبيد المخازي وهي باق مضيضها

أي: هي شديدة. "تبيد المخازي"، أي: تذهب، والقافية لا يذهب "مضيضها": جرقتها وحرها. قالت الخنساء: وقافية مثل حد السنا ... ن تبقى ويذهب من قالها 30 - وتزداد في عين الحبيب ملاحة ... ويزداد تقبيحاً إليها بغيضها تمت وهي 30 بيتاً

23 - أمن دمنة بين القلات وشارع

(23) (الطويل) 146 أوقال أيضاً يهجو بني امرئ القيس: 1 - أمن دمنة بين القلات وشارع ... تصابيت حتى ظلت العين تدمع أي: من أجل "دمنة": وهي آثار الناس وما سودوا، وجمعها دمن. و"القلات": موضع، وقيل: جمع "قلت": وهي نقرة تكون في الصفا يجتمع الماء فيها. "تصابيت"، أي: تجاهلت. "صبا يصبو صباً وصباوة [وصبوة]، وصبي

[بين] الصباء، ممدود. 2 - نعم عبرة ظلت إذا ما وزعتها ... بجلمي أبت منها عواص تترع "وزعتها": نهيتها وكففتها، الواحد وازع، ووزعة جمع. و"العواصي": دموع تعصي ولا تطيع الزاجر. و"العواصي": عروق إذا قطعت لم ترقأ. "تترع": تستعجل. ويروى: "تسرع". 3 - تصابيت واهتاجت لها منك حاجة ... ولوع أبت أقرانها ما تقطع

قوله: "أقرانها"، أي: أقران الحاجة، وهو مثل. يقول: لزمتني الحاجة كما يلزم القرين القرين. أي: هي ثابتة إذا تقطعت أقران القوم وتفرقوا. ويروى: "واهتاجت بها"، يريد: الدمنة. أي: هاجت فيها حاجة في نفسه. 4 - إذا حان منها بعد مي تعرض ... لنا حن قلب بالصبابة مولع "منها"، أي: من الحاجة. [يقول: الحاجة] تعرضت لنا. "حن" اشتاق. و"الصبابة": رقة الشوق. ويروى: "موزع"، والمعنى: مولع. أولع وأوزع به، أي: مغرم. 5 - وما يرجع الوجد الزمان الذي مضى ... وما للفتى في دمنة الدار مجزع يعني: الحزن لا يرد الزمان الذي كنت أحبه. "وما للفتى في دمنة الدار مجزع"، يقول: ليس ثم مجزع، لا ينفعه الجزع. 6 - عشية مالي حيلة غير أنني ... بلقط الحصى والخط في الأرض مولع

146 ب/ يقول: أفضل حيلتي لقط الحصى وأن أخط وأمحو ثم أعود لمثله. 7 - أخط وأمحو الخط ثم أعيده ... بكفي، والغربان في الدار وقع أي: الدار خالية والغربان فيها.

8 - كأن سناناً فارسياً أصابني ... على كبدي بل لوعة الحب أوجع 9 - ألا ليت أيام القلات وشارع ... رجعن لنا ثم انقضى العيش أجمع 10 - ليالي لا مي بعيد مزارها ... ولا قلبه شتى الهوا متشيع "مزارها": موضع زيارتها. "ولا قلبه"، أي: قلب نفسه. "شتى الهوى"، أي: ليس هواه شتى، أي: يجتمع، ومية قريبة منه. "متشيع": متقسم. يقال: "اقتسم شيعاً"، أي: تفرق. 11 - ولا نحن مشؤوم لنا طائر النوى ... وما ذل بالبين الفؤاد المروع "النوى": النية والوجه الذي يريده. أي: الفؤاد الذي قد

ذل اليوم وكان قبل ذلك لم يتعود البين. 12 - وتبسم عن عذب كأن غروبه ... أقاحي ترداها من الرمل أجرع ويروى: "عن ألمي"، أي: عن لشة سمراء. و"غروبه": حدة. وهي حدة الأسنان، فذهب به مذهب الفم. "ترداها": علاها. يقول: نسبت بالأجرع فتردى بها، صار فوقها.

13 - جرى الإسحل الأحوى بطفل مطرف ... على الزهر من أنيابها فهي نصع "الإسحل": شجرة. و"الأحوى": في لونه سواد. و"الطفل": الناعم الرخص، يعني: كفها، والجمع طفول. ويروى. "بطفل موقف، أي: مطرف بالحناء، والأصل: من الخلخال. و"الزهر": البيض. و"النصع": الشديدات البياض، الواحدة ناصع. 147 أ 14 - كأن السلاف المحض منهن طعمه ... إذا جعلت أيدي الكواكب تضجع

قال أبو عمرو: "تضجع"، إذا هوت في آخر الليل. 15 - على خصرات المستقى بعد هجعة ... بأمثالها تروى الصوادي فتنقع [قال] أبو عمرو: "خصرات"، أي: الصغر. يقول: على باردات عند الشم والتقبيل. "المستقى": ما أخذ من الريق. "بعد هجعة"، أي: نومة، فهو بارد. "بأمثالها": بأمثال هذه الزهر. "تروى الصوادي"، أيك العطاش "فتنقع": تروى، يقال: "نقعت ونصعت"، أي: رويت. 16 - وأسحم ميال كأن قرونه ... أساود وأراهن ضال وخروع "أسحم": أسود، يعني: الشعر. "ميال": مسترسل. "قرونه": ذوائبه. "أساود": حيات، شبه الذوائب بها. "ضال وخروع": شجرتان.

17 - أرى ناقتي عند المحصب شاقها ... رواح اليماني والهديل المرجع أي: / لما رأت الإبل تحدج، وسمعت الهديل اشتاقت إلى منزلها. "رواح اليماني": نفرهم لأن اليماني ينفر قبل النفر بيوم.

18 - فقلت لها: قري فإن ركابنا ... وركبانها من حيث تهوين نزع "ركابنا"، أي: إبلنا ينزعن إلى حيث تهوين [وتنزعين]. و"نزع" جمع "نازع": وهو الذي يحن إلى وطنه، أي: نحن وننزع إلى حيث تهوين وتنزعين وتريدين. 19 - وهن لدى الأكوار يعكسن بالبرى ... على غرض منا ومنهن وقع "يعكسن" يحبسن. وإذا جذبت رأسها إلى الأرض فقد عكسته. "وقع": مناخات قد وقعن ساعة. و"التوقيع": التعريس. "لدى الأكوار": عند الأكوار.

147 ب 20 - فلما مضت بعد المثنين ليلة ... وزاد على عشر من الشهر أربع "المشنون": الذين أقاموا ليلتين بعد النحر. يقول: يسيرون فينفرون بعد النحر، بعد أيام التشريق. يقول: نفرت أنا ليلة أربع عشرة. قال: هذا خطأ، وإنما ينفر الناس لثلاث عشرة، لأنهم يرمون يوم الأضحى ثم الثاني والثالث فلا يبقى ليلة الثالث عشر بمنى أحد.

21 - سرت من منى جنح الظلام فأصبحت ... يبسيان أيديها مع الفجر تملع أي: بعدما أظلمنا. ويروى: " .. فرط الظلام". و"بسيان": جبل دون وجرة إلى طخفة. "تملع"، أي:

تسدو في سيرها. 22 - وهاجرة شهباء ذات كريهة ... يكاد الحصى من حميها يتصدع "شهباء": من شدة الحر في بياضها. "ذات كريهة"، أي تكره. " .. حميها يتصدع": يتشقق. 23 - نصبت لها وجهي وأطلال بعدما ... أزى الظل واكتن اللياح المولع "لها": للهاجرة. و"أطلال": اسم ناقته. "أزى الظل": قصر. يقال: أزى يأزي"، إذا تقبض، إذا بلغ الظل إلى أصل حائط فقد أزى. و"اكتن": اكتنس. و"اللياح": الثور الأبيض. و"المولع": فيه ألوان مختلفة، موشى.

24 - إذا هاج نحس ذو عثانين والتقت ... سباريت أشباه بها الآل يمصع "نحس": غبرة. "ذو عثانين": أوائل من الغبار، وهذا مثل، أي: تجر تراباً مثل عثانين الخيل. "التقت سباريت"، إذا جللها الآل فقد التقت السباريت، وهي أشباه، يشبه بعضها بعضاً، لأنها مضلة. "يمصع": يلمع ويتحرك. 14 أ 25 - عسفت اعتساف الصدع كل مهيبة ... تظل بها الآجال عني تصوع "الصدع": الشق. "مهيبة": موضع يهاب. "بها"،

أي: بالمهيبة. "بها"، يعني: موضعاً، يعني: بالمهيبة. و"الآجال" جمع "إجل": وهي قطيع البقر. "تصوع": تفرق يميناً وشمالاً، وذلك [أنه في] قفر. فلذلك قال: "الآجال تصوع": فيها الظباء والبقر. 26 - وخرق إذا الآل استحارت نهاؤه ... به لم يكد في جوزه السير ينجع "وخرق"، أي: فلاة. "استحارت": تحيرت. "نهاء" جمع "نهي": وهو الغدير. يقول: إذا جرت

غدران السراب فيه لم يكد السير يستبين من بعده. لم يكد السراب يأخذ في وسطه، كقول الرجل: "لم يأخذ فيه المشي". 27 - قطعت ورقراق السراب كأنه ... سبائب في أرجائه تتريع "رقراق": ما يجيء ويذهب، فيه سبائب حمر. و"سبائب": طرائق أيضاً، جمع سبيبة. "أرجاؤه": نواحيه. "تتريع": تجيء وتذهب. "الرائع": الراجع. 28 - وقد ألبس الآل الأياديم وارتقى ... على كل نشز من حوافيه مقنع أي: غطى السراب "الأياديم" واحدتها "إيدامة":

وهي الأرض الصلبة. قال أبو عمرو: على كل مرتفع قناع من الآل. "حوافيه": جوانبه. "مقنع": قناع من الآل. 29 - بمخطفة الأحشاء أزرى بنيها ... جذاب السرى بالقوم والطير هجع ويروى: "بمخطوفة .. ". "أزرى بنيها": ذهب به وصغره وأضر به. "جذاب السرى": مجاذبة السرى. و"هجع"، أي: نيام. ويروى: "وقع". 30 - إذا انجابت الظلماء أضحت رؤوسهم ... عليهن من طول الكرى وهي ظلع

148 ب/ قال أبو عمرو: أضحت رؤوسهم على الإبل تضطرب من النعاس. "ظلع"، يعني: الإبل، تسقط من النوم. [أي: تنام. ويروى: وقع]. 31 - يقيمونها بالجهد حالاً وتنتحي ... بها نشوة الإدلاج أخرى فتركع أي: يقيمون رؤوسهم من النوم. قال أبو عمرو: يقيمون الإبل من الجهد. "تنتحي": تعتمد بها، وتميل بها "نشوة"- مفتوحة النون ولا تكون مكسورة- أي: تركع الإبل من الجهد والنعاس.

32 - ترى كل مغلوب يميد كأنه ... بحبلين في مشطونة يتنوع "مغلوب": رجل به نعاس غالب. "مشطونة": بئر فيها عوج، يمد دلوها اثنان بحبلين، إذا مالت إلى شق هذا مدها ذاك. "يتنوع": يتمايل ويضطرب، يجيء ويذهب، كأنه [معلق بحبلين] في بئر ذات شطنين. 33 - أخي قفرات دببت في عظامه ... شفافات أعجاز الكرى وهو أخضع "شفافات": بقايا. والشفافة": بقية ما يبقى في الإناء. يقال:

"أشف ما في إنائه"، أي: لم يترك شيئاً إلا شربه. "أعجاز الكرى": أواخر النعاس. "أخضع": خاشع، مطاطئ الرأس من النعاس. 34 - على مسلهمات شغاميم شفها ... غريبات ح اجات ويهماء بلقع "مسلهمات": ضوامر. "شغاميم": عظام توام. "سفها": أضمرها. "غريبات حاجات"، يعني: حاجات غريبة بعيدة، يطلبها. "يهماء": عمياء، يعني: الطريق. "بلقع": لا شيء فيها. 149 أ 35 - بدأنا بها من أهلنا وهي بدن ... فقد جعلت في آخر الليل تضرع "بها"، أي: بالإبل. "بدن": سمان. "تضرع"، أي: تدعو من الجهد. قال أبو عمرو: تضعف من الجهد. ويروى: " .. تخضع".

36 - وما قلن إلا ساعة في مغور ... وما بتن إلا تلك والصبح أدرع "مغور": نصف النهار حيث تقيل [به]. يقال: "غوروا"، أي: قيلوا. "إلا تلك": الوقعة. "الدرع": التي في صدورها سواد وسائرها أبيض. وهكذا الصبح [فيه] سواد وبياض. يقال: "كلب أدرع" و"شاة درعاء". 37 - وهام تزل الشمس عن أمهاته ... صلاب وألح في المثاني تقعقع يريد أن هامها صلاب فهي لا تبالي بالشمس. أي: أمهات رؤوسها، الأدمغة. "المثاني": الأرسان والحبال. "تقعقع": يسمع لها صوتاً وقعقعة.

38 - ترامت وراق الطير في مستراحها ... دم في حوافيها وسخل موضع أي: ألقت أولادها. و"راق": أعجب. "مستراح" حيث تستريح. أي: ليس عليها نعال. و"سخل": ولد. 39 - على مستو ناز إذا رقصت به ... دياميمه طار النعيل المرقع

40 - سمام نجت منه المهارى وغودرت ... أراحيبها والماطلي الهملع يعني: الإبل، شبهها بطير، تشبه السمانى. قال أبو عمرو: "سمام نجت منها"، أي: من المفازة. يقول: نجا من الإبل ما كان مهرياً. و"غودرت"، أي: تركت ما كان من أرحب، و"الماطلي": من شق قضاعة. وقال أبو عمرو: هو الذي 149 ب/ يمطل في سيره على طوله. و"الهملع": السريع الناجي. 41 - قلائص ما يصبحن إلا روافعاً ... بنا سيرة أعناقهن تزعزع "روافعاً": ترفع سيرة بنا "تزعزع": تحرك في

السير من شدته. 42 - يخدن إذا بارين حرفاً كأنها ... أحم الشوى عاري الظنابيب أقرع "يخدن": "الوخد": العدو. "حرف": ناقة ضامرة، كأنها الظليم. "أحم": أسود القوائم. "الظنبوب": عظم الساق. "أقرع": ليس على رأسه شعر، كذلك الظليم ليس على رأسه شعر أو ريش. 43 - جمالية شدفاء يمطو جديلها ... نهوض إذا ما اجتابت الخرق أتلع

"شدفاء": فيها كالميل والعوج من النشاط. "جديلها": زمامها. ويزوى: " .. جريرها" و [هو] الحبل من الجلود. "اجتابت": قطعت، ويكون أيضاً: قطعت ودخلت. "أتلع": طويل. "نهوض"، يعني: العنق. ويروى: "شناح"، أي: طويل. 44 - على مثلها يدنو البعيد ويبعد الـ ... ـقريب ويطوى النازح المتنعنع أي: بمثل هذه الإبل يدنو البعيد، أي تقربك من البعد. و"يبعد القريب"، أي يفارق الحبيب إذا ظعنوا. و"المتنعنع": المضطرب.

45 - إذا أبطأت أيدي امرئ القيس بالقرى ... عن الركب جاءت حاسراً لا تقنع 150 أ 46 - من السود طلساء الثياب يقودها ... إلى الركب في الظلماء قلب مشيع طلساء: سوداء. يعني: جاءت امرأة طلساء الثياب سوداء. "مشيع": جريء. كأن معه من يجرئه. يقول: تجيء هذه المرأة للفساد لا لتقريهم. يقول: إذا أبطأت بالقرى جاءت حاسراً غير متقنعة. "من السود طلساء الثياب"، يعني: امرأة. فقالت: ليس لكم عندنا قرى.

47 - أبى الله إلا أن عار بناتكم ... بكل مكان يا امرأ القيس أشنع 48 - كأن مناخ الراكب المبتغي القرى ... إذا لم يجد إلا امرأ القيس بلقع تمت وهي 48 بيتاً

24 - خليلي عوجا الناعجات فسلما

(24) (الطويل) وقال يمدح أيضاً الملازم بن حريث الحنفي: - خليلي عوجا الناعجات فسلما ... على طلل بين النقا والأخارم "عوجا": اعطفا. "الأخارم": منقطع أنف الجبل والرابية. و"النجفة": رابية مستديرة على ما حولها. قال أبو عمرو: "والناعجات": يصاد عليها البقر، واحدتها ناعجة. و"الأخارم": ما انخرم من الجبل.

2 - كأن لم يكن إلا حديثاً وقد أتى ... له ما أتى للمزمن المتقادم 3 - سلام الذي شقت عصا البين بينه ... وبين الهوى من إلفه غير صارم أي: سلما سلاماً كسلام الذي فرقت العصا بينه وبين إلفه، وهو "غير 150 ب/ صارم": لا يريد الصرم. و"العصا": عصا البين. أي: تفرقوا. وقوله: "وبين الهوى". يعني: المرأة التي هي هواه. 4 - وهل يرجع التسليم ربع كأنه ... بسائفة قفر ظهور الأراقم "بسائفة": ما استوى من الرمل. "الأراقم": الحيات. يشبه آثار الربع بظهورها. 5 - ديار محتها بعدنا كل ذبلة ... دروج وأحوى يهضب الماء ساجم

"ذبلة": ريح ذابلة عطشاً. "دروج": تدرج. "أحوى": سحاب. "يهضيب": يصب. "ساجم": منصب. 6 - أناخت بها الأشراط واستوفضت بها ... حصى الرمل رادات الرياح الهواجم "بها"، أي: بالدار "الأشراط": فأول منازل القمر الشرطان ثم البطين ثم الثريا ثم الدبوان ثم الهقعة ثم الهنعة ثم الذراع ثم النثرة ثم الطرف ثم الجبهة ثم الخواتان ثم الصرفة

ثم العواء ثم السماك ثم الغفر ثم الزبانيان ثم الإكليل ثم القلب ثم الشولة ثم النعائم [ثم البلدة ثم سعد الذابح ثم سعد بلع ثم سعد السعود ثم سعد الأخبية] ثم الفرغ الأعلى ثم الفرغ الأسفل ثم بطن الحوت. "استوفضت"، أي: وجفت ومرت بها. "رادات الرياح": "الرادة": التي ترود، تجيء وتذهب. و"الهواجم": تهجم بالرياح. قال أبو عمرو: "استوفضت به": أخرجته وذهبت به. 7 - ثلاث مربات إذا هجن هيجة ... قذفن الحصى قذف الأكف الرواجم "مربات": مقيمات لازمات. يعني: الرياح. "قذفن"، يعني: الرياح. "الرواجم" جمع راجمة.

8 - ونكباء مهياف كأن حنينها ... تحدث ثكلى تركب البو رائم 151 أ / "نكباء": ريح تجيء بين ريحين. "مهياف": حارة. "حنينها": تعطفها. أي: لها حنين كحنين الناقة "الثكلى": التي قد ثكلت ولدها، فصير لها "بو": وهو جلد الولد يخشى تبناً فترأمه وتركبه حتى تلقي نفسها عليه من حبه. 9 - حدتها زبانى الصيف حتى كأنما ... تمد بأعناق الجمال الهوارم قال أبو عمرو: "حدتها"، يعني: حدت الريح "زبانى الصيف"، أي: ساقتها لأنها هبت في وقت زبانى الصيف. "الزبانيان": قرنا العقرب. قوله: "كأنما .. ": يقول: هذه الريح تجر الغبار كما نجر الإبل إذا أكلت الحمض فغلظ

وبرها فانتشر، فشبه بهذه الريح وما تجر بأعناق الجمال قد انتشر وبرها. و"الهرم": من الحمض وكل شجر فيه ملوحة فهو: حمض. 10 - لعرفانها والعهد ناء وقد بدا ... لذي نهية أن لا إلى أم سالم هذه الدار. "ناء"، أي: بعيد، طال عهده. "لذي نهية"، أي: لمن يعقل، أي: ينتهي. وأنا متعلق بها. أي: [أن] لا سبيل إلى أم سالم. 11 - جرى الماء من عينيك حتى كأنه ... فرائد خانتها سلوك النواظم أي: لعرفان هذه الدار بكت لما عرفت. شبه دموعه عند عرفان الدار بفرائد انقطع سلكها فتبدد من سلكها شبه لؤلؤ من فضة.

12 - عشية لو تلقى الوشاة لبينت ... عيون الهوى ذات الصدور الكواتم قوله: "لبينت عيون الهوى"، أي: لأظهرت العيون ما في الصدور 151 ب/ الكواتم. يقول: إنما يكتمن ما في صدورهن من الوشاة الذين يخشينهم، فأما عند غير الوشاة فهن يظهرن ما في صدورهن. أي: فيهن من الهوى مالا يقدرون أن يكتمن ذلك عند من يخفيه. 13 - عهدنا بها لو تسعف الدار بالهوى ... رقاق الثنايا واضحات المعاصم روى أبو عمرو: "لو تسعف العوج بالهوى". قال: "والعوج"- ها هنا-: الأيام، مرة رخاء ومرة شدة. أي عهدنا بهذه الدار رقاق الثنايا لو تسعف الدار بالهوى، أي: تدنيه. "رقاق الثنايا": سهلة الأسنان، ليست بكزة. و"المعصم": موضع السوار.

14 - هجان جعلن السور والعاج والبرى ... على مثل بردي البطاح النواعم "الهجان": البيض، وهي الكرام أيضاً، يعني: النساء. "السور": جمع سوار. "البرى": الخلاخيل. و"العاج": أسورة من ذبل [فيقول: كأن الأسورة والخلاخيل على مثل بردي البطاح كل واد فيه رمل] وماء فهي: "بطاح". شبهها ببياض البردي واستقامته ونعمته. 15 - إذا الخز تحت الأتحميات لثنه ... بمردفة الأفخاذ ميل المآكم روى أبو عمرو: " .. الحضرميات". و"الأتحميات": برود من برود اليمن. و"اللوث": الطي اللين. يعني: ائتزرن بها وتردين. ["الأفخاذ"، أي: الأعجاز، إذا أردفت الأفخاذ] أي: جعلت خلفها المآكم، الواحد، مأكمة":

وهي اللحمة فوق الورك. روى أبو عمرو: "تحت الحضرميات لثنة * بمرتجة الأرداف مثل القضائم" 152 أ/ "القضيمة": نبت الغضا. قضيمة وقضيم وقضائم. 16 - لحفن الحصى أنياره ثم خضنه ... نهوض الهجان الموعثات الجواشم قوله: "لحفن الحصى"، أي: جعلنه كالملحفة، يجررنه عليه. و"الأنيار": أعلام الخز. "خضنه"، أي: خضن فضول المروط كما يخاض الماء، أي: جعلن الخز لحاف الحصى. و"الموعثات": اللواتي وقعن في "الوعث": في اللين. فهن يتجشمن المشي على مشقة. و"الهجان": الإبل الكرام. يقول: هؤلاء النساء ينهضن كنهوض هذه الإبل في اللين من الأرض. أي: أوراكهن "يخزلنها"، أي: يحبسنها.

17 - رويداً كما اهتزت رماح تسفهت ... أعاليها مر الرياح النواسم أي: خضنه رويداً "كما اهتزت رماح تسفهت" [حركت]. قال أبو عمرو: إذا شتمت رجلاً فحركته فقد سفهته. ويروى: " .. مرض الرياح": وهي ضعافها. "النواسم": "تنسمت الرياح"، أي تنفست، وهو أول هبوبها. أي: هن يهتززن

في مشيهن كرياح ضعيفة من النسيم هزت رماحاً. شبههن في مشيتهن باهتزاز الرمح. 18 - إذا غاب عنهن الغيوران تارة ... وعنا وأيام النحوس الأشائم "الغيوران": زوج وأب، أو أب وأخ. 19 - أرين الذي استودعن سوداء قلبه ... هوى مثل شك الأزأني النواجم 152 ب/ يعني: إذا غاب عنهن أظهرت الذي استودعن من داخل قلبه. "هوى مثل شك الأزأني" أي: مثل طعن الرمح. "النواجم": النوافذ الطوالع. يقال: "نجم"، إذا طلع ونفذ. أي: كأن في قلبه الأسنة من الرمح. يقال: "رمح يزني وأزني وأزأني. 20 - عيون المها والمسك يندى عصيمه ... على كل خد مشرق غير واجم

أراد: أرين الذي استودعن قلبه الهوى عيون المها، أي: أرينه عيوناً كأنها عيون المها. و"عصيم المسك": أثره، فهو يندى على خدودهن. قال أبو عمرو: ما خرج منه. "مشرق": مضيء. "غير واجم": غير كاسف البال، غير حزين. 21 - وحوا تجلي عن عذاب كأنها ... إذا نغمة جاوبنها بالجماجم و"حواً": معطوف على قوله: "أرين الذي استودعن". و"الحو": الشفاه التي تضرب إلى السواد. "تجلى": تكشف. "عن عذاب": عن أسنان عذاب كأنها إذا نغمة منهن، "بالجماجم"، أي: بكلام لا يبينه. ورفعت "نغمة" برجوع الهاء التي في "جاوبنها". وروى أبو عمرو: "وحواً تجلى .. ". 22 - ذرى أقحوان الرمل هزت فروعه ... صباً طلة بين الحقوف اليتائم أراد: كأنها إذا نغمة جاوبنها ذرى أقحوان. شبه أسنانها بالأقحوان، وهو نبت أبيض. "هزت فروعه"، يعني: الصبا

هزت فروع الأقحوان. "صباً"، يعني: ريح الصبا. "طلة": ندية ناعمة. كل رمل منعطف: "حقف". و"اليتائم": رمل "يتيم": منفرد، ليس رمل قربه. 23 - كأن الرقاق الملحمات ارتجعنها ... على حنوة القريان تحت الهمائم "كأن الرقاق .. "، يعني: الثياب. "ارتجعنها"، أي: رددنها على أنوفهن فانتقبن. "الحنوة": نبت 153 أ/ طيب الريح. "القريان": مجاري الماء إلى الرياض. الهمائم": أمطار ضعاف واحدها هميمة. فأخبر أن الحنوة تحت المطر. يقول: كأنما انتقبن على حنوة من طيب أنوفهن وأفواههن. 24 - وريح الخزامى رشها الطل بعدما ... دنا الليل حتى مسها بالقوادم أي: ارتجعنها على حنوة وعلى ريح "الخزامى": وهو نبت طيب الريح. "حتى مسها بالقوادم": بأول الليل. أي: دخل الليل على هذه الخزامى فهي أطيب لأن الطيب بالليل أعبق. 25 - أولئك آجال الفتى إن أردنه ... بقتل وأسباب السقام الملازم

26 - يقاربن حتى يطمع التابع الصبا ... وتهتز أحشاء القلوب الحوائم أي: يقاربن حديثاً. و"الحواتم": العطاش. حام يحوم حوماً. 27 - حديثاً كطعم الشهد حلواً صدوره ... وأعجازه الخطبان دون المحارم

أي: يقاربن حديثاً كالشهد "حلواً صدوره": أوائله. و"أعجازه": أواخره. و"الخطبان": الحنظل، لا يطعم ولا يقرب. 28 - وهن إذا ما قارف القول ريبة ... ضرحن الخنا ضرح الجياد العواذم يقول: إذا قلن قولاً لا يطمع فيهن. وقيل: إذا جعل القول يدنو مما يكرهن، أي: قول من يكلمهن رمين ودفعن الحديث الذي فيه الريبة كما تفعل الخيل "العواذم": وهي العواض، تدفع عن أولادها بـ "عدم": بعض. 29 - تجوز منها زائر بعد ما دنت ... من الغور أرداف النجوم العوائم 153 ب/ أي: جاز إلينا زائر، أي: خيالها. و"الأرداف": الأواخر. أي: بعد نصف الليل. و"العوائم": التي تسبح في الماء. "كل في فلك يسبحون". 30 - إلى هاجع في مسلهمين وقعوا ... إلى جنب أيدي يعملات سواهم

يريد أن الخيال زار. "إلى هاجع"، يعني: نفسه. "هاجع": نائم. "مسلهمين"، يريد: أصحابه، مهازيل من السفر. "وقعوا"، أي: توسدوا أيدي الإبل فناموا. قال أبو عمرو: "المسلهم": الذي قد شحب لونه. يقال: "أسلهمت الناقة": ضمرت وشحب لونها. "وقعوا": نزلوا فناموا. 31 - إذا قال: يا قد حل ديني قضينه ... أماني عند الزاهرات العواتم إذا قال هذا الهاجع- يعني: ذا الرمة-: يا هذه، قد "حل"، أي: جاء وقته، جعلن قضاء ديني أماني عند النجوم "العواتم": التي تطلع العتمة. أي: لا ينال منها إلا ما ينال من النجوم العواتم. 32 - وكائن نضت من جوز رمل وجاوزت ... إليك المهارى من رعان المخارم "نضت": خلفت. "جوز": وسط. "المهارى":

إبل منسوبة إلى مهرة. "الرعان": الجبال. "المخارم": الطوق. 33 - ومجهولة تيهاء تغضي عيونها ... على البعد إغضاء الدوى غير نائم "مجهولة": يتاه فيها، وهذا مثل. أي: عيونها بعيدة لها غور. فكأنها تغضيه. أي: لما لم تستبين معارفها صارت عيوناً. و"الدوى": [الذي] به داء، وهو مصدر. يقال: "رجل دوى": وهو الذي يطول داؤه. 34 - فلاة مروراة ترامى إذا مرت ... بها الآل أيدي المصغيات الرواسم

154 أ/ "مروراة": بعيدة قفر، لا شيء فيها. "ترامى" هذه الفلاة من مكان إلى مكان. قوله: "إذا مرت بها الآل"، يقول: الأيدي تجيء وتذهب في الآل فهي "تمريه"، وأصل "المري": المسح "المصغيات": اللواتي يملن من شدة السير. "الرواسم": اللواتي "يرسمن". و"الرسم": فوق العنق. 35 - قطعت بصهباء العثانين أسأرت ... سرى الليل منها آل قرم ضارم "العثانين": الشعر تحت أحناك الإبل. "أسأرت": أبقت. "منها": من هذه الناقة. "آل" أي: شخص. "قرم": فحل. "ضبارم": غليظ. 36 - تراهن بالأكوار يخفضن تارة ... وينصبن أخرى مثل وخد النعائم

"بالأكوار": بالرحال، أي: يخفضن أعناقهن تارة، وينصبنها أخرى. و"الوخد": ضرب من السير. 37 - من الأدمى والرمل حتى كأنها ... قسي برايا بعد خلق ضبارم يقول: هذه الإبل من الأدمي والرمل كأنها قسي، قد اعوجت. "برايا": بريت. والواحد [بري]. 38 - ورحلي على عوجاء حرف شملة ... من الجرشعيات العظام المحازم "عوجاء": ناقة قد اعوجت من الهزال. "حرف": ضامر. "شملة": سريعة "الجرشعيات": المنتفخات الجنوب. "المحازم": موضع الحزم من أوساطها.

39 - غريرية صهباء فيها تعيس ... وسوج إذا اغبرت أنوف المخارم منسوبة إلى غرير. "تعيس": بياض. "وسوج": تسج في سيرها. "إذا اغبرت 154 ب/ أنوف المخارم"، أي: هي وسوج إذا هاج الغبار. "وسوج" لأنها قد سارت يومها كله فلم تنكسر عند العشي. "المخرم": منقطع أنف كل جبل أو نجفة. و"أنف" كل شيء: أوله ومقدمه. 40 - كأن ارتحال الركب يرمي برحلها ... على بازل قرم جلال علاكم

يقول: كأنها تلقي رحلها على بازل "قرم": وهو الفحل. "جلال": ضخم. "علاكم": شديد. 41 - طوي البطن عافي الظهر أقصى صريفه ... عن الشول شذان البكار العوارم ضامر البطن، "عافي الظهر"، أي: ليس به أثر الدبر ولم يركب فظهره عاف من الدبر. يقول: نحى صريف ناب هذا الفحل شذان البكار عن الشول. و"الشذان": ما تفرد من البكار وشد منها. فيقول: إذا سمعن صوت نابه، وهو: "صريفه" هربن منه وهبنه. و"العوارم": من العرامة.

42 - إذا شم أنف البرد ألحق بطنه ... مراس الأوابي وامتحان الكواتم يعني: هذا الفحل إذا شم أول البرد "ألحق بطنه"، أي: أضمره. "مراس": علاج "الأوابي": اللواتي أبين الفحل، وألحق بطنه أيضاً امتحان "الكواتم": اللاتي لا يظهرن حملهن، فالفحل يمتحنها ويتشممها أحامل هي أم لا؟ .. فهذا ما يضمره. قال أبو عمرو: "الأوابي": الحقاق التي لم تلقح فهي تأبى الفحل وهو يطلبها. قال: "الكواتم": التي قد لقحت ولم تشل بذنبها، فإذا لم يرها شالت بذنبها طمع فيها. 43 - أقول لدهناوية عوهج جرت ... لنا بين أعلى عرفة فالصرائم

"دهناوية": ظبية من ظباء الدهناء. "عوهج": طويلة العنق. "عرفة": قطعة من 155 أ/ الرمل. قال أبو عمرو: "عرفة": موضع. و"الصرائم": قطع من الرمل. 44 - أيا ظبية الوعساء بين جلاجل ... وبين النقا آأنت أم أم سالم

"الوعساء": رابية من الرمل، من التيه، تنبت أحرار البقول. و"جلاجل": موضع. أأنت أحسن أم أم سالم؟. قال أبو عمرو: [ها] أنت. يقول: ها أنت ظبية أم أم سالم؟ ... 45 - هي الشبه إلا مدرييها وأذنها ... سواء وإلا مشقة في القوائم

أي: أم سالم تشبه هذه الظبية إلا ما استثنى منها. "مدرياها": قرناها. و"مشقة": دقة. أي: هي ممشوق. 46 - أعاذل إن ينهض رجائي بصدره ... إلى ابن حريث ذي الندى والمكارم بأول الرجاء. 47 - فرب امرئ تنزو من الخوف نفسه ... جلا الغم عنه ضوء وجه الملازم

48 - أغر لجيمي كأن قميصه ... على نصل صافي نقبة اللون صارم رجل "أغر": أبيض، يريد: كأن قميصه على نصل [سيف] صافي اللون قاطع. 49 - يوالي إذا اصطك الخصوم أمامه ... وجوه القضايا من وجوه المظالم "يوالي": يتابع ويعزل ذا من ذا، ومنه: "وال غنمك"، أي: اعزلها عن غيرها. 50 - صدوع بحكم الله في كل شبهة ... ترى الناس في ألباسها كالبهائم يصدع بين الحق والباطل، أي: يفرق. "الباسها": أخلاطها وما ألبس منها.

155 ب 51 - سقى الله من حي حنيفة إنهم ... مساميح ضرابون هام الجماجم 52 - أناس أصدوا الناس بالضرب عنهم ... صدود السواقي عن رؤوس المخارم "الواقي": الأنهارن عدلت عن رؤوس المخارم فلم تمر فيها. 53 - ومن فتية كانت حنيفة برأها ... إذا مال حنوا رأسها المتفاقم "حنوا رأسها": ناحيتاها. و"المتفاقم": المتباين. "تفاقم": تباين.

54 - هم قرنوا بالبكر عمراً وأنزلوا ... بأسيافهم يوم العروض ابن ظالم يعني: عمرو بن كلثوم، كانوا أسروه فقرنوه بالبكر. و"ابن ظالم": الحارث بن ظالم المري الغطفاني أسره يزيد بن قران، فأرادوا أن يقرنوه بحبل. 55 - مقار إذا العام المسمى تزعزعت ... بشفانه هوج الرياح العقائم "مقار": يقرون الضيف. يقال: "رجل قار للضيف"،

فجمعه على غير قياس، كما قالوا: "فيه مشابه من أبيه"، الواحد شبه. ويقال: "أعطاه مضايب الجزور"، الواحدة طيب. وهو أن يصير: "مقار": مواضع القرى، الواحد مقرى، كما قالوا: "فلان موضع للخير"، و"الشفان": البرد مع الريح. "تزعزعت": تحركت. "العقائم": الرياح التي لا مطر فيها ولا لقاح للشجر. قال أبو عمرو: "العام المسمى"، أي: السنة الشديدة التي تذكر وتسمى مثل "عام الخنان". 56 - أحار بن عمرو لامرئ القيس تبتغي ... بشتمي إدراك العلا والمكارم أي: تبتغي بشتمي إدراك العلا لامرئ القيس. 156 أ 57 - كأن أباها نهشل أو كأنها ... بشقشقة من رهط قيس بن عاصم

أراد بـ "الشقشقة": خطباء الناس، ضربه مثلاً. 58 - وغير امرئ القيس الروابي وغيرها ... يداوى به صدع الثأى المتفاقم "الروابي": الأشراف. و"المتفاقم": المتباين [و] قال أبو عمرو: العظيم. يقال: "تفاقم الأمر": عظم. و"الثأي": الفساد. "أثأيت بينهم"، أي: أفسدت. 59 - عذرت الذرى لو خاطرتني قرومها ... فما بال أكارين فدع القوائم

"الذرى": الأشراف. و"قرومها": فحولها. "الفدع": عوج في صدور القدمين. وقيل: "الفدع" في اليد و"الوكع" في الرجل. 60 - بني آبق من آل حوران لم يكن ... ظلوماً ولا مستنكراً للمظالم تمت وهي 60 بيتاً ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

فرغ الجزء الأول من ديوان ذي الرمة بحمد الله ومنه لخمس ليال .. بقيت من ذي القعدة سنة خمس وتسعين وستمائة. يتلوه في الجزء الثاني: أشاقتك أخلاق الرسوم الدوائر وصلى الله على محمد وصحبه وسلم

25 - خليلي عوجا عوجة ناقتيكما

1 ب بسم الله الرحمن الرحيم (25) (الطويل) قال ذو الرمة: 1 - خليلي عوجا عوجة ناقتيكما ... على طلل بين القلات وشارع "القلات وشارع": موضعان.

2 - به ملعب من معصفات نسجنه ... كنسج اليماني برده بالوشائع قوله: "به"، أي: بالطلل. و"المعصفات": الرياح الشداد، ونسجن هذا الطلل. و"الوشائع"، يقال: "وشعت المرأة الغزل على يدها"، إذا خالفته على يدها. و"توشعت الغنم في الجبل"، إذا اختلفت في مشيها في الإقبال والإدبار. يقول: فكذلك فعل هذه الريح. وواحدة الوشائع وشيعة. 3 - وقفنا فقلنا: إيه عن أم سالم ... وما بال تكليم الديار البلاقع

يريد: وقفنا على هذا الطلل فقلنا: "إيه"، أي: حدثنا عن أم سالم. ثم قال: "وما بال تكليم الديار"، أي: ما كلامنا إياها، وليس بها أحد يجيبنا. وقال الأصمعي: "أساء في قوله: (إيه) بلا تنوين، كان ينبغي أن يقول: إيه عن أم سالم. فإذا.

كان نهياً قلت: إيهاً، أي كف. فإن زجرت قلت: ويهاً يا هذا. فإن استطبت الشيء قلت: واهاً له، كما قال أبو النجم: واهاً لريا ثم واها واها 4 - فما كلمتنا دارها غير أنها ... ثنت هاجسات من خبال مراجع 2 أ/ قوله: "ثنت هاجسات"، يريد: ردت حساً، وما يهجس في صدره، وهي أحاديث وأحزان من خبال. و"الخبال": ما خبل الفؤاد والعقل، أي: أفسده. و"مراجع": كان ذاهباً ثم رجع. 5 - ظللت كأني واقفاً عند رسمها ... بحاجة مقصور له القيد نازع

يريد: كأني في وقوفي بحاجة مقصور، أي بعير قد قصر له القيد، فهو ينزع إلى وطنه. والمعنى: وقفت كأني بحاجتي حاجة بعير، أي كأن حاجتي حاجة بعير هذه حاله. 6 - تذكر دهر كان يطوي نهاره ... رقاق الثنايا غافلات الطلائع أراد: تذكراً لدهر كان يطوي نهاره، أي يقصره لأنه في سرور. و"غافلات الطلائع": يقول: ليس عليهن رقباء، أي رقيبها غافل لا يخشاها فيثبت عليها، قد وثق بها، يقول: طليعتها زوج أو أب أو أخ غافل عنها لا يخاف عليها [ريبة]. 7 - عفت غير آجال الصريم وقد يرى ... بها وضح اللبات حور المدامع

"وضح اللبات": بيضها. و"الصرمي": واحد الصرائم، وهو رمل منقطع عن معظم الرمل. 8 - كأنا رمتنا بالعيون التي بدت ... جاذر حوضى من جيوب البراقع أي رميننا بأعينهن، فكأنها عيون أولاد البقر. وقوله: "من جيوب البراقع" أي من حيث جيبت، أي خرقت البراقع. فأراد: رميننا من خروق البراقع. 2 ب 9 - إذا الفاحش المغيار لم يرتقبنه ... مددن حبال المطمعات الموانع

"الفاحش": يقول: هو في فحش، في غيرة شديدة، سيء الخلق، وهو أخ أو زوج. وقوله: "لم يرتقبنه"، أي لم يخفنه. "مددن حبال المطمعات الموانع" يقول: إذا لم يخفن مغياراً مددن حبال الخصال اللواتي تطمع، وهن يمنعن. و"الحبال": الأسباب. 10 - تمنيت بعد اليأس من أم سالم ... بها بعض ريعات الديار الجوامع يريد: تمنيت ريعات الديار، أي رجوع الدار بعد اليأس منها. ومنه يقال: "راع عليه القيء"، أي رجع. "الجوامع": التي كانت تجمع الحي، وهي الديار. يقول: تجمعهم في الربيع في موضع. 11 - فما القرب يشفي من هوى أم سالم ... وما البعد منها من دواء بنافع يقول: إذا بعدت قلت: قد تداويت بالبعد فأيأس، وما هو بنافع، يعني: البعد. 12 - من البيض مبهاج عليها ملاحة ... نضار، وروعات الحسان الروائع

"النضار": أصله الذهب، وأراد: الحسن. 13 - هي الشمس إشراقاً إذا ما تزينت ... وشبه النقا مغترة في الموادع قوله: "هي الشمس إشراقاً، يقول: إذا أضاءت، أي هي الشمس في إشراقها إذا ما تزينت. وقوله: "وشبه النقا": إذا كانت قاعدة في ميدعها فهي شبه النقا. و"الميدع": الثوب الذي يودع به الجديد. و"مغترة": لم تأخذ 3 أ/ أهبتها. ويقال في

الكلام: "لا تأت فلاناً فتغتره اغتراراً"، أي تأتيه على غفلة. فيقول: إذا أتيتها وهي غافلة لم تهيأ- وهي في ميدعها لم تأخذ أهبتها وهيئتها- فهي أحسن ما تكون، فكيف إذا تزينت! .. 14 - ولما تلاقينا جرت من عيوننا ... دموع كففنا ماءها بالأصابع ["كففنا ماءها، أي: معناه أن يجري على الخد بأن أخذناه بالأصابع. و"الكف": المنع. ومنه قيل للأعمى: "مكفوف"

لأنه ممنوع أن ينظر. والدعاء: "اللهم كف عنا أيدي الظالمين".] 15 - ونلنا سقاطاً من حديث كأنه ... جنى النحل ممزوجاً بماء الوقائع يريد: نلنا شيئاً بعد شيء، كأنه العسل. و"الوقيعة": مكان صلب يمسك الماء كالنقرة. 16 - فدع ذا ولكن رب وجناء عرمس ... دواء لغول النازح المتواضع "العرمس": الناقة الشديدة. و"وجناء" غليظة. وهي

دواء لبعد المكان البعيد. و"المتواضع": المتخاشع، قد لطأ من بعده، ولا ترى به علماً ولا نشزاً. و"الغول": البعد. 17 - زجول برجليها نهوز برأسها ... إذا ائتزر الحادي ائتزار المصارع

"ائتزر"، أي استخفها في السير، وتهيأ لها. و"نهوز": تحرك رأسها في السير من سرعتها ومرحها. و"تزجل برجليها زجلاً"، أي: ترمي. 18 - كأن الولايا حين يطرحن فوقها ... على ظهر برج من ذوات الصوامع "الولايا": الأحلاس. وقوله: "من ذوات الصوامع" يقول: من البروج التي لها صوامع.

3 ب 19 - قطعت بها أرضاً ترى وجه ركبها ... إذا ما علوها مكفأ غير ساجع "وجه ركبها": يريد مسلكهم. و"مكفأ"، أي مقلوباً عن وجهه. "غير ساجع": غير قاصد، [غير] مستقيم. يعني المسلك. يقال: "أكفأته"، أي قلبته عن وجهه. ومنه: "أكفأت في الشعر": إذا قلت بيتاً رفعاً وبيتاً خفضاً، فهذا

ليس بمستقيم جيد. ويقال: "كفأت القدح" فهو مكفوء: إذا قلبته. فيقول: الطريق ليس بواضح جيد. 20 - كأن قلوب القوم من وجل بها ... هوت في خوافي مطعمات لوامع يقول: قلوب القوم تخفق كأنها جناح طير مطعمات ترزق الصيد. و"لوامع": تلمع بأجنحتها. 21 - من الزرق أو صقع كأن رؤوسها ... من القهز والقوهي بيض المقانع قوله: "من الزرق" يعني: المطعمات من الزرق، أي من البزاة. و"الصقع": العقبان، وذلك أن رؤوسها بيض.

و"القهز": القز. و"الأصقع": الأبيض الرأس، وكل أبيض الرأس أصقع، وأصله في العقبان. 22 - إذا قال حادينا لتشبيه نبأة ... صه، لم تكن إلا دوي المسامع أي: إذا سمع نبأة فشبهت عليه. و"النبأة": الصوت الخفي. قوله: "لم تكن إلا دوي المسامع"، أي لم يكن إلا أن يسمع في المسامع دوياً. 4 أ 23 - كأني ورحلي فوق أحقب لاحه ... من الصيف شل المخلفات الرواجع "لاحه": أضمره. و"فوق أحقب" يريد: فوق حمار.

و"الشل": الطرد. و"المخلفات": اللواتي قيل: قد حملن ثم أخلفن. و"الرواجع": رجعت لم يتم حملها. و"المخلفات": هي الأتن. 24 - ممر أمرت متنه أسدية ... يمانية حلت جنوب المضاجع يقول: هذا الحمار ممر، أي مفتول الخلق. وقوله: "أمرت

متنه أسدية"، يريد: مطرة مطرت بنوء الأسد. و"جنوب": نواح. و"المضاجع": موضع. 25 - دعاها من الأصلاب أصلاب شنظب ... أخاديد عهد مستحيل المواقع أي دعا هذه الحمر. و"شنظب": موضع. و"الأخاديد": آثار المطر في الأرض "خدت الأمطار فيها": أثرت وحفرت. و"العهد": مطر يكون في أول ما يقع بالأرض، والواحدة: عهدة. و"الوسمي": أول مطر الربيع. و"مستحيل المواقع"، أي حالت فلم تعشب أعواماً، فهو أجود إذا كان في قابل. و"المواقع": مواقع المطر الذي كان وقع بها، أحالت أعواماً. 26 - كسا الأكم بهمى غضة حبشية ... تؤاماً، ونقعان الظهور الأقارع

يقول: هذا المطر كسا الأكم بهمى غضة حبشية، يريد: سوداً من الخضرة. و"تؤاماً": اثنين اثنين. و"نقعان": حيث يستنقع الماء، الواحد: نقع. و"الظهور": ظهور الأرض، ما ارتفع منها. و"الأقارع" الشداد 4 ب/ المستقرعة. ومنه: فرس قراع، أي: شديد. 27 - وبالروض مكنان كأن حديقه ... زرابي وشتها أكف الصوانع "الروضة": الموضع المستدير، فيه نبت وماء. و"مكنان": نبت و"الحديقة": هي الروضة. و"الزرابي": الطنافس. شبه

النبت والزهر وما فيه من الخضرة بالزرابي. 28 - إذا استنصل الهيف السفى برحت به ... عراقية الأقياظ نجد المرابع "الهيف": الريح الحارة، ولا تكون شمالاً. و"السفى": شوك البهمى. والهيف أنصل السفى، أي أسقطه. و"برحت به"، أي بالفحل. "عراقية الأقياظ": اتن ترعى بالعراق في القيظ، وترتبيع بنجد. يقول: برحت الأتن بالفحل لطلب الماء. 29 - موشحة حقب كأن ظهورها ... صفا رصف مجرى سيول دوافع "موشحة": يعني الأتن، فيها خطوط، وكأن ظهورها صفا

رصف متراصف و"الصفا": مجرى سيول الصفا، الماء يجري عليه، فهو أصلب أملس. 30 - فلما رأى الرائي الثريا بسدفة ... ونشت نطاف المبقيات الوقائع "السدفة": سواد في آخر الليل. ولا يقال له: سدفة، إلا إذا كان في آخر الليل. وقوله: "فلما رأى الرائي الثريا بسدفة": هذا الوقت في دخول الصيف ترى الثريا عند الصبح. و"نشت": يبست. "المبقيات"، يريد: 5 أ/ الأماكن التي تبقي الماء، وهي صلاب تمسك الماء، مطمئنة.

31 - وساقت حصاد القلقلان- كأنما ... هو الخشل- أعراف الرياح الزعازع يقول: ساقت هذه الرياح حصاد القلقلان، وهو نبت، و"حصاده": ما يبس منه. و"الخشل": كسار الحلي، و"الزعازع": الرياح الشدائد. 32 - تردفن خيشوماً تركن بمتنه ... كدوحاً كآثار الفؤوس القوارع

"تردفن": يعني الحمير، ركبن خيشوماً بعضه في إثر بعض. و"خيشوم": جبل، وتركن بمتنه كدوحاً بحوافرهن كآثار الجراح. 33 - ومن آيل كالورس نضحاً كسونه ... متون الصفا من مضمحل وناقع "الآيل" البول الخاثر. يريد: تركن به كدوحاً وآثاراً من

بول آيل، أي خاثر. وكل ما زججته فهو "نضح". وقوله: "مضمحل": منه ما قد ذهب، ومنه ناقع. 34 - على ذروة الصلب الذي واجه المعى ... سواخط من بعد الرضا للمراتع يقول: الحمر على "ذروة الصلب"، أي على أعلاه. و"سواخط": سخطن المرتع لما يبس. 35 - صياماً تذب البق عن نخراتها ... بنهز كإيماء الرؤوس الموانع

"صياماً" أي قياماً. و"النخرة": طرف الأنف. وقوله: "بنهز" أي: يحركن رؤوسهن كإيماء الرؤوس الموانع. 5 ب 36 - يذببن عن أقرابهن بأرجل ... وأذناب زعر الهلب زرق المقامع يريد: يذببن عن خواصرهن زرق المقامع. يريد: زرق الذبان، والواحد: قمعة. وجمع على مفاعل، كما جمع مطايب

الجزور، والواحد: طيب. ومثله: "والخيل تجري على مساويها"، الواحد: أسوأ، كقولك: "فيه مشابه من أبيه"، الواحد: شبه. وقيل: "المقامع": لأنها تطرد بها الذبان. الواحدة: مقمعة. 37 - فلما رأين الليل، والشمس حية ... حياة الذي يقضي حشاشة نازع

يقول: بقي من الشمس مثل ما يبقى من الذي ينزع. و"الحشاشة": بقية النفس. 38 - نحاها لثأج نحوة ثم إنه ... توخى بها العينين عيني متالع "نحاها": انحرف بها نحوة، أي: صرفها صرفة. و"متالع": موضع.

29 - إذا واضخ التقريب واضخن مثله ... وإن سح سحا خذرفت بالأكارع "المواضخة": أن تعدو ويعدو، كأنهما يتباريان كما يتواضخ الساقيان. "وإن سح": وهو أن يصب العدو صباً. و"خذرفت"، أي: أسرعت، ورمت بقوائمها، أي: درت كالخذروف. 40 - وعاورنه من كل قاع هبطنه ... جهامة حون يتبع الريح ساطع

أي: الأتن عاورن الحمار "جهامة جون"، أي عاورنه الغبار 6 أ/ تثيره مرة، ويثيره هو مرة. و"القاع": أرض طينتها حرة، تنبت أحرار البقل و"جون": تراب يضرب إلى السواد. و"ساطع": مرتفع في السماء. 41 - فما انشق ضوء الصبح حتى تعرفت ... جداول أمثال السيوف القواطع "الجداول": أنهار صغار تمضي كأنها سيوف في المضي والبياض. 42 - فلما رأين الماء قفراً جنوبه ... ولم يقض إكراء العيون الهواجع "جنوبه": ما حوله. قوله: "ولم يقض إكراه العيون"، أي لم يقض النوم، بقي عليهم منه شيء.

43 - فحومن واستنفضن من كل جانب ... وبصبصن بالأذناب حول الشرائع "حومن"، أي: درن حول الماء. و"استنفضن": أي: استبرأنه، ونظرن ما فيه. و"بصبصن": حركن أذنابهن. ومنه يقال: "انفض الطريق هلى ترى عدواً"، أي: انظر. 44 - صففن الخدود والنفوس نواشز ... على شط مسجور صخوب الضفادع يريد: صففن الخدود عند شربهن، والنفوس قد ارتفعت من الفرق. "على شط مسجور": مملوء. يقول: هذه الأتن تفرق القناص، فلذلك النفوس نواشز.

45 - فخضخضن برد الماء حتى تصوبت ... على الهول في الجاري شطور المذارع 6 ب/ أي: حتى تصوبت شطور المذارع، يعني: دخلن في الماء إلى أنصاف أسوقهن. و"تصوبت": انحدرت. و"الجاري": الماء الجاري. 46 - يداوين من أجوافهن حرارة ... يجرع كأثباج القطا المتتابع قوله: "بجرع كأثباج" يريد: أن كل جرعة مثل وسط قطاة، واحدها: ثبج. 47 - فلما نضحن الماء أنصاف نضحه ... يجون لأدواء الصرائر قاصع

"اللوح": العطش. و"نضحنه": شربن نصف الري، ولم يروين. ويقال: "قصع صارة عطشه"، أي: قتله و"الصارة": شدة العطش. 48 - توجسن ركزاً من خفي مكانه ... وإرنان إحدى المعطيات الموانع "توجسن"، أي: تسمعن، يعني الحمر. و"الركز": الصوت الخفي. وقوله: "وإرنان"، أي: صوت القوس. و"المعطيات": يريد: القسي، أي يمكن إذا نزع فيهن،

أي: يعطين أول ما ينزع فيهن، ثم يمنعن في آخر النزع، وفيها لين وشدة. 49 - يحاذرن أن يسمعن ترنيم نبعة ... حدت فوق حشر بالفريصة واقع أي: الحمر يحاذرن أن يسمعن صوت نبعة، يعني: القوس. و"حدت": ساقت فوق سهم. و"الفوق": موضع الوتر من السهم. و"الحشر": الملزق القذذ. و"الفريصة": المضغة تحت الإبط مما يلي الجنب، وهي المضغة من اللحم، أول ما تفزع الدابة ترعد منها. ومنه: "جاء ترعد فرائصه". 7 أ/ و"القذذ": الريش. و"القذ": قطع الريش، أي:

يلطف القطع. 50 - قليل سواد المال إلا سهامه ... وإلا زجوماً سهوة في الأصابع يقال للرجل: "في يده سواد من مال". وعنى الصائد ها هنا. و"الزجمة": النغمة تسمعها من الرجل، أراد: صوت القوس. و"سهوة": سهلة. 51 - فأجلين عن حتف المنية بعدما ... دنا دنوة المنصاع غير المراجع 52 - [وجالت على الوحشي تهوي كأنها ... بروق تحاكى أو أصابع لامع]

[ويروى: وظلت تغالى باليفاع]. "أجلين": يعني: الحمر أنهن انكشفن. وقوله: "بعدما دنا دنوة المنصاع": يعني الصائد. يقول: دنا دنو من ينصاع، ليس دنوه دنو من يقيم. و"الانصياع": المضي في شق. 53 - أولئك أشباه القلاص التي طوت ... بنا البعد من نعفي قساً فالمضاجع

"أولئك": يعني: الحمير. و"نعفا قساً"، و"المضاجع": أماكن. 54 - لأخفافها بالليل وقع كأنه ... على البيد ترشاف الظماء السوابع يقول: "يسمع صوت الوطء، كأنه ترشاف الظماء التي تشرب لسبع. و"الرشف"، الشرب بأطراف المشافر. "رشف يرشف رشفاً": إذا شرب بأطراف مشافره.

55 - أغذَّ بها الإدلاج كل شمردل ... من القوم ضرب اللحم عاري الأشاجع "الإغذاذ": السرعة والجد. و"الشمردل": الطويل، يعني حادياً. 7 ب/ و"ضرب اللحم": خفيف اللحم، وقليل لحم الأشاجع.

و"الأشاجع": العروق والعصب الذي في ظهر الكف، متصل بأصول الأصابع. 56 - فما أبن حتى إضن أنقاض شقة ... حراجيج واحدود بن تحت البراذع "فما أبن": يعني الإبل. و"إضن": أي صرن أنقاض شقة. و"النقض": رجيع السفر. و"الشقة": السفر البعيد. و"حراجيج": ضمر، أي: حتى طلن مع الأرض. و"البراذع": هي الولايا. 57 - وطارت برود العصب عنا وبدلت ... شحوباً وجوه الواضحين السمادع

قوله: "وطارت برود العصب"، أي: اخلقت ثيابه، وتقطعت من طول السفر. و"الشحوب": الضمر والتغير. و"السمادع": واحدها سميدع، وهو السري السهل الموطأ الأكناف. 58 - تجلى السرى عن كل خرق كأنه ... صفيحة سيف طرفه غير خاشع "تجلى": تكشف عن كل خرق. و"الخرق": الفتى الظريف الذي يتخرق في الأمور، كأنه سيف في مضيه. و"طرفه غير خاشع": أي لم يأخذ فيه النوم فينكسر الطرف. 59 - نغلس أسدام المياه ونختطي ... معان المها والمرئلات الخواضع

"أسدام المياه": المندفنة، واحدها سدم، والجميع أسدام وسدام. و"نختطي معان المها"، أي: مكانها الذي تلزمه. و"المرئلات": النعام 8 أ/ لها أولاد. و"خواضع"، أي: خلقتها كذلك، فيها خضوع. 60 - بمجلوزة الأفخاذ بعد أقورارها ... مؤللة الآذان عفر نزائع قوله: "بمجاوزة"، يريد: بناقة شديدة طي الأفخاذ. و"الاقورار": الضمر. فيقول: لم يمنعها الاقورار أن تكون مكتنزة الأفخاذ. و"عفر": بيض تضرب إلى الحمرة. و"نزائع": غرائب. و"مؤللة": محددة الأطراف. 61 - مضبرة شم أعالي عظامها ... معرقة الألحي طوال الأخادع "مضبرة": مجمعة الخلق. و"شم أعالي عظامها"،

يقول: هي مشرفة الألواح. وقوله: "أعالي عظامها": وذلك أن كل عظم منها قد نتأ منه شيء، وذلك لا يكون إلا من كرم، ليست بملساء العظام. و"طوال الأخادع": أراد طوال الأعناق. 62 - إذا ما نضونا جوز رمل علت بنا ... طريقة قف مبرح بالرواكع يقول: إذا جزنا وسط رمل وألقيناه عنا. و"القف": ما غلظ من الأرض، ولم يبلغ أن يكون جبلاً في ارتفاعه. "مبرح بالرواكع"، يريد: إذا طلعت فكأنها تركع. و"مبرح" أي: يشق عليها القف. 63 - ترى رعنه الأقصى كأن قموسه ... تحامل أحوى يتبع الخيل ظالع "الرعن": أنف الجبل. وقوله: "كأن قموسه"، يريد:

غؤوصه يقال: "قمس يقمس": إذا غاص في السراب. "تحامل أحوى"، أي: تحامل فرس أحوى يظلع، 8 ب/ فهو يتحامل. وقال: "أحوى" ذهب إلى أن الرعن أحوى يضرب إلى السواد، فكأنه فرس أحوى. 64 - وحسرت عنها الني حتى تركتها ... على حال إحدى المنضيات الضوارع "الني": الشحم. يقول: أذهبت عنها شحمها. وقوله: "على حال إحدى المنضيات"، أي: تركتها على حال ما أنضي و"الضوارع": الصغار الأجسام. و"الضارع": الخاشع الصغير الجسم.

65 - إذا اغتبقت نجماً فغار تسحرت ... علالة نجم آخر الليل طالع قوله: "إذا اغتبقت نجماً"، أي: ابتدأته كما يبتدأ الغبوق في أول الليل. وهو أن يكون سيرها غبوقاً في أول الليل. وقوله: "فغار"، أي: ثم غار، أي: غاب. "تسحرت * علالة نجم آخر الليل طالع". "علالة نجم"، أي: بقيته، تطلع بالسحر فهي تسير فيه. و"علالة كل شيء": بقيته. 66 - [إذا ما عددنا يا ابن بشر ثقاتنا ... عددتك في نفسي بأولى الأصابع]

67 - [أغر ضياء من أمية أشرفت ... به الذروة العليا على كل يافع] 68 - [أتيناك نرجو من نوالك نفحة ... تكون كأعوام الحيا المتتابع] 69 - [وأنت كريم ... وبدر يبهر الليل طالع]

70 - [أتيت أبا عمرو لأمر يهمني ... وكان الذي يؤتى لأمر القطائع] 71 - [فجاد كما جاد الفرات وإنما ... يداه كغيث في البرية واسع]

26 - وقفت على ربع لمية ناقتي

(26) (الطويل) وقال ذو الرمة أيضاً: 1 - وقفت على ربع لمية ناقتي ... فما زلت أبكي عنده وأخاطبه 2 - وأسقيه حتى كاد مما أبثه ... تكلمني أحجاره وملاعبه

قوله: "أبثه": أي أخبره بكل ما في نفسي. وقوله: "واسقيه": أي أدعو له بالسقيا. و"ملاعبه": مواضع يلعب فيها. 9 أ 3 - بأجرع مقفار بعيد من القرى ... فلاة، وحفت بالفلاة جوانبه

"مقفار": قفر. و"الأجرع من الرمل": رمل يرتفع وسطه، ويكثر، وترق نواحيه. 4 - به عرصات الحي قوبن متنه ... وجرد أثباج الجراثيم حاطبه "به"، أي: بالربع. "عرصات الحي": الواحدة عرصة، وهي كل بقعة ليس فيها بناء. و"قوبن، متنه"، أي: قلعن ما في الدار من الشجر، وصير الفعل للعرصات كأنها فاعلة، وإنما الحي فعل ذلك، وهذا كثير و"الجراثيم": الواحدة جرثومة، وهي أصل الشجر يجتمع إليه الرمل والتراب. و"أثباج": أوساط، والواحد ثبج:

5 - تمشي به الثيران كل عشية ... كما اعتاد بيت المرزبان مراز به "تمشي": أي تكثر المشي بهذا الربع، كما تعود المرازبة بيت المرزبان، وهو رئيس المرازبة. 6 - كأن سحيق المسك ريا ترابه ... إذا هضبته بالطلال هواضبه يقول: كأن ريح ترابه المسك. "إذا هضبته": أي مطرته بالطلال، يعني الأنداء، والواحد: طل. و"هواضبه": مواطره. ويقال: "أصابتنا هضبات من مطر"، أي: دفعات. 7 - إذا سير الهيف الصهيل وأهله ... من الصيف عنه أعقبته نوازبه

9 ب/ "الهيف": الريح الحارة إذا هبت، وذلك عند يبس البقل، فترتحل الخيل وأهلها. "عنه": عن هذا الموضع. وقوله: "من الصيف"، أي: من أجل الصيف. و"أعقبته نوازبه": "النوازب": الظباء، وإنما سماها نوازب لأنها "تنزب"، أي: تصيح. يقال: "ظبي نزب، وظبية نازبة". فيقول: إذا ارتحلوا عن هذا الموضع جاءت الظباء بعدهم. 8 - نظرت إلى أظعان مي كأنها ... مولية ميس تميل ذوائبه "الأظعان": النساء على الهوادج. و"الميس": شجر تعمل منه الرحال. وقوله: "كأنها مولية"، أي في هذه الحال، شجر "تميل ذوائبه": أغصانه وأعاليه.

9 - فأبديت من عيني، والصدر كاتم ... بمغرورق نمت علي سواكبه يريد: أبديت من عيني، وقد اغرورقت عيناي "هوى آلف". وقوله: "نمت علي سواكبه"، أي: نمت علي سواكب الدمع المغرورق. و"الاغريراق" أن يترقرق الدمع في العين، ثم ينحدر بعد.

10 - هوى آلف جاء الفراق ولم تجل ... جوائلها أسراره ومعاتبه قوله: "لم نجل جوائلها أسراره ومعاتبه": يقول: أسراره ومعاتبه لم توجه جهتها، لم تدر مدارها، أي: لم يستطع أن يعاتب، ولا يظهر سره وعتابه، وهو مكتوم. وهو كقولك في الكلام. لم يدر الأمر مداره"، أي: لم يوجه جهته.

10 أ 11 - ظعائن لم يحللن إلا تنوفة ... عذاة إذا ما البرد هبت جنائبه "التنوفة": القفر. و"عذاة": بعيدة من الريف تسقى بالسماء. "جنائبه" جمع جنوب. 12 - تعرجن بالصمان حتى تعذرت ... عليهن أرتاع اللوى ومشاربه "تعرجن"، أي: أقمن "بالصمان": وهو مكان بين الدو والدهنا. و"اللوى"- ها هنا: مكان. و"أرتاع اللوى": يريد المرتعى والمشرب. و"تعذرت"، أي: حتى لم يجدوا

به شيئاً، ومنه يقال: "تعذرت عليه الحاجة": إذا تعسرت. 13 - وحتى رأين القنع من فاقئ السفى ... قد انتسجت قريانه ومذانبه "القنع": مكان مطمئن وسطه، وما حوله مشرف. وقوله: "من فاقئ السفى": يريد: مما تفقأ من السفى فيه فخرج شوكه. و"القريان": مجاري الماء إلى الرياض. و"المذانب": كذلك، وهو مدفع الماء إلى الرياض، الواحد: قريء ومذنب. وقوله: "انتسجت قريانه": يقول: الريح هبت بالسفى فركب مجاري الماء، فكأنها نسجته. 14 - وحتى سرت بعد الكرى في لويه ... أساريع معروف وصرت جنادبه

يريد: وحتى سرت الأساريع في اللوي بعد النوم، وإنما تفعل ذلك عند يبس البقل وإقبال الصيف، يأتي الليل بعد ما ذهب من الليل هوي. و"اللوي": حين يبس البقل وفيه بعض الرطوبة، فيصعد الأساريع في اللوي. و"معروف": ب/ واد: و"صوت جنادبه"، أي: صاحت جراده، وذلك حين دخل الصيف. 15 - فأصبحن بالجرعاء جرعاء مالك ... وآل الضحى تزهى الشبوح سبائبه

"الجرعاء": من الرمل، وقد ذكرته. و"آل الضحى تزهى الشبوح"، أيك ترفعها، يريد: الشخوص. و"سبائبه"، يريد: سبائب الآل، وهي طرائقه، كأنها سبيبة ثوب، فيخيل إليك أن سبائب الآل ترفع الشخوص. 16 - فلما عرفنا آية البين بغتة ... وردت لأحداج الفراق ركائبه يريد: فملا عرفنا علامة البين. و"البين": الفرقة. و"ردت الركائب": وهي الإبل من الرعي لتركب ويرتحلوا. ويقال: "احدج بعيرك". و"الحدج": من مراكب النساء. 17 - وقربن للأظعان كل موقع ... من البزل يوفي بالحوية غاربه

"الموقع": الذي به آثار الدبر. ويروى: "مدفع": وهو أن يدفع من شفقتهم عليه. و"يوفي بالحوية غاربه"، أي: غاربه يملأ الحوية. و"الحوية": مركب من مراكب النساء بغير محفة، وهي السوية. و"غارب البعير": ما تقدم عن الظهر وارتفع عن العنق. 18 - ولم يستطع إلف لإلف تحية ... من الناس إلا أن يسلم حاجبه يقول: الإلف لم يقدر أن يحيي إلفه من الناس إلا أن يغمز بحاجبه خوف الرقباء. 11 أ 19 - تراءى لنا من بين سجفين لمحة ... غزال أحم العين بيض ترائبه

.................................................................................................

"السجفان": مصراعا الستر، وكل شق سجف. و"أحم العين": أسود العين. "بيض ترائبه": و"التريبة": عظام الصدر. 20 - إذا نازعتك القول مية أو بدا ... لك الوجه منها أو نضا الدرع سالبه "نازعتك القول": يقول: جاذبتك. وأصل "المنازعة": المجاذبة. و"نضا": خلع الدرع. 21 - فيالك من خد أسيل ومنطق ... رخيم ومن خلق تعلل جادبه

"أسيل": طويل سهل. و"رخيم": لين. "ومن خلق تعلل جادبه"، يريد: عائبه، يعني: أن عائبه يتعلل بطلب العلل فلا يقدر أن يعيب هذا الخلق. يقال: "جدبته"، إذا عبته. و"قصبته" و"ثلبته"، إذا عبته. 22 - ألا لا أرى مثل الهوى داء مسلم ... كريم، ولا مثل الهوى ليم صاحبه يقول: لا أرى مثل الهوى داء مسلم، ولا أرى "مثل الهوى ليم صاحبه"، أي: ينبغي لصاحبه أن [لا] يلام. 23 - متى يعصه تبرح معاصاته به ... وإن يتبع أسبابه فهو عائبه يقول: متى يعص الهوى تبرح معاصاته، أي: يشق عليه، كما تقول: "برح بي فلان". "وإن يتبع أسبابه"، يريد أموره التي يأتي منها "فهو عائبه". 11 ب 24 - متى تظعني يا مي من دار جيرة ... لنا، والهوى برح على من يغالبه

قوله: "والهوى برج"، يريد: مشقة على من يغالب الهوى. 25 - أكن مثل ذي الألاف لزت كراعه ... إلى أختها الأخرى وولى صواحبه يريد: متى تظعني، أي ترتحلي أكن مثل بعير له ألاف، الواحد: آلف. فيقول: أكن مثل بعير قد ألف ألافا، وقد شدت كراعه إلى أختها، أي قيد. "وولى صواحبه": يعني ألافه، فهو يشتاق إلى ألافه، فكذاك أفا، متى تظعني أكن مثل هذا البعير. و"الكراع": الوظيف. و"الوظيف": عظم الساق. 26 - تقاذفن أطلاقاً وقارب خطوه ... عن الذود تقييد، وهن حبائبه قوله: "تقاذفن أطلاقاً": يعني ألاف هذا البعير، مرت متقاذفات، أي: رمين بأجرامهن "أطلاقاً": ليست عليهن قيود.

يقال: "بعير طلق". والتقييد "قارب خطو هذا البعير عن الذود التي كانت معه". ثم قال: "وهن حبائبه". و"الذود": لا يكون إلا إناثاً، وهي من الثلاث إلى العشر. 27 - نأين فلا يسمعن، إن حن، صوته ... ولا الحبل منحل ولا هو قاضبه "نأين": يعني الذود، أي: بعدن عن هذا البعير، فلا يسمعن صوته إن حن، ولا حبله منحل ولا هو قاطعه، فهو مقيد. 12 أ 28 - وأشعث قد قايسته عرض هوجل ... سواء علبنا صحوه وغياهبه من قال: "قايسته"، أي: جعل صاحبي يقيسه وأقيسه، جعلنا نقدر ذلك، نسير فيه. ومن قال: "قاسيته": فهو من المقاساة. "وأشعث"، يعني: صاحبه، أنه شعث الرأس.

و"الغيهب": سواد الغيم. فيقول: سواء علينا صحوه وسواده، فنحن نسير فيه. و"الهوجل": الأرض المجهولة، أي: لا يهتدى له بالليل ولا بالنهار. 29 - ومخترق خاوي الممر قطعته ... بمنعقد خلف الشراسيف حالبه "المخترق": الخرق يخترق فيه. "خاوي الممر": أي قطعته ببعير، قد انعقد حالبه خلف الشراسيف وانطوى، والحالب لا ينعقد إلا من ضمر البطن. و"الشراسيف": أطراف الأضلاع التي تشرف على البطن. و"الحالبان": عرقان يكتنفان السرة. ومن قال: "ومنخرق": يريد الفلاة البعيدة، ينخرق فيمضي في الفلاة.

30 - يكاد من التصدير ينسل كلما ... ترنم، أو مس العمامة، راكبه أي: يكاد هذا البعير ينسل من "التصدير": يريد من حزام الرحل. كلما ترنم صاحبه، أو مس عمامته، فيكاد ينسل من تصديره، من نشاطه وخفته. 31 - طويل النسا والأخدعين عذافر ... ضبارمة أوراكه ومناكبه

12 ب/ قوله: "طويل النسا": يريد به إشرافه وطول قوائمه. و"طويل الأخدعين" يريد: طويل العنق. و"عذافر": شديد. و"ضبارمة". شديد الخلق. 32 - كأن يمامياً طوى فوق ظهره ... صفيحاً يداني بينه ويقاربه شبه ظهره بطي الحجارة إذا طويت البئر. و"الصفيح": الحجارة الفطح العراض. وأهل اليمامة معروفون بطي الآبار. و"بداني بين الصفيح ويقاربه": أي يشد طيه. 33 - إذا عجت منه أو رأى فوق رحله ... تحرك شيء ظن أني ضاربه "إذا عجت منه": أي عطفت من هذا البعير، أي. رددت منه قليلاً. "أو رأى فوق رحله * تحرك شيء ظن أني ضاربه": يقول: هو حديد نشيط.

34 - كأني ورحلي فوق سيد عانة ... من الحقب زمام تلوح ملاحبه يقول: كأن رحلي على حمار وحشي. و"زمام": متقدم. و"ملاحبه": حيث يحلب، أي: حيث يمر مراً سريعاً، أي: لهذا الحمار آثار تلوح. و"الأحقب": الذي يكون في موضع الحقب منه بياض. "زمه": إذا تقدمه. 35 - رعى موقع الوسمي حيث تبعقت ... عزالي السواحي وارثعنت هواضبه يقول: رعى هذا الحمار حيث وقع الوسمي. "حيث تبعقت عزالي السواحي": يريد حيث تشققت، تفتحت "العزالي": وهي أفواه المزاد، وهذا مثل ضربه للسحاب. و"الساحية" "المطرة التي تقشر الأرض لشدتها، 13 أ/ والجميع: سواح. ومنه: "سحوت القرطاس": إذا قشرته، أسحوه وأسحاه سحواً. و"السحا": القشر. و"ارثعنت": أي تساقطت. و"هواضبه":

دفعاته، وهي "هضبة" من مطر: أي حلبة، ليست بشديدة. و"الوسمي": أول مطر الربيع. 36 - له واحف فالصلب حتى تقطعت ... خلاف الثريا من أريك مآربه يقول: لهذا الحمار "واحف والصلب": وهما موضعان ترعى فيهما. وروى أبو عمرو: "من أريك .. ". وقوله: "حتى تقطعت خلاف الثريا": يريد بعد طلوع الثريا. "من أريك مآربه": يقول: تقطعت حوائجه من هذا الموضع لأنه يبس مرعاه، فتحول عنه إلى غيره. 37 - يقلب بالصمان قوداً جريدة ... ترامى بها قيعانه وأخاشبه

يقول: هذا الفحل "يقلب بالصمان قوداً": أي اتنا طوال الأعناق. و"جريدة": قد جردها ليس فيها صغير ولا كبير، هي أفتاء. و"ترامى بها قيعانه وأخاشبه": يقول: يقذف به القاع إلى الأخاشب، والأخاشب إلى القاع. و"القاع": المكان الصلب الحر الطين. و"الأخشب": المكان الغليظ المرتفع و"الأخشب": الجبل. 38 - ويوم يزير الظبي أقصى كناسه ... وتنزو كنزو المعلقات جنادبه يقول: من شدة الحر يصير هذا الظبي إلى أقصى كناسه. و"المعلقات": الطير حين يقعن في الشرك، فجنادبه تنزو،

ولا تقدر أن تطير، تنزو من شدة الحر، كهذه التي تقع في الشرك فتنزو وتضطرب. 17 ب 39 - أغر كلون الملح ضاحي ترابه ... إذا استوقدت حزانه وسباسبه قوله: "أغر": يعني أن هذا اليوم أبيض لشدة حر شمسه. و"ضاحي ترابه": ظاهره. و"حزانه": والواحد "حزين": وهو المكان الغليظ المرتفع. و"السبسب": المستوي. 40 - تلثمت فاستقبلت من عنفوانه ... أواراً إذا ما أسهل استن حاصبه يقول: تلثمت من شدة الحر فاستقبلت من "عنفوانه": أي: من أوله. "أواراً": وهو التوهج. وقوله: "إذا ما أسهل": يعني

إذا ما وقع الأوار في مكان سهل لين. "استن صاحبه": أي مضى سنناً على وجه واحد. و"الحاصب": حصى صغار. يقول: الأوار ريح حارة، فهي تقلع الحصى. 41 - إذا جعل الحرباء يبيض لونه ... ويخضر من لفح الهجير غباغبه "الغباغب": جلد أسفل الحلق. يقول: يخضر من شدة الحر

42 - ويشبح بالكفين شبحاً كأنه ... أخو فجرة عالى به الجذع صالبه "يشبح": يمد، يرفع كفيه، كأنه رجل أخذ في فجرة فصلب، يعني: الحرباء، فيقول: هو على الشجرة، وقد مد يديه، اخذ بغصنين، فكأنه مصلوب. 43 - على ذات ألواح طوال وكاهل ... أنافت أعاليه ومارت مناكبه 14 أ/ يريد: ورب يوم يزير الظبي أقصى كناسه تلثمت، وأنا "على ذات ألواح"، يريد: ناقة، و"ألواحها": عظامها. و"أنافت": أشرفت أعاليه. و"مارت مناكبه": أي تجيء وتذهب، تمور من النجابة.

44 - وأعيس قد كلفته بعد شقة ... تعقد منه أبيضاه وحالبه "أعيس": بعير أبيض فيه حمرة. و"الشقة": السفر البعيد. و"أبيضاه": عرقان في البطن والحالب إذا تعقد، فهو من الهزال والضمر. 45 - متى يبلني الدهر الذي يرجع الفتى ... على بدئه أو تشتعبني شواعبه قوله: "يرجع الفتى": أي يرده كالطفل. و"تشتعبني": تجتذبني جواذبه، يريد جوذاب الدهر، يعني: الموت. 46 - فرب امرئ طاط عن الحق طامح ... بعينيه مما عودته أقاربه قوله "طاط عن الحق": البعير إذا هاج رفع رأسه من شدة

هيجه، يقال له: "طاط وطائط". فيقول: رب امرئ يرفع أنفه عن الحق، ويشمخ به، ولا يكاد يبصره من الكبر. و"طامح بعينيه": وهو ارتفاعه "مما عودته أقاربه"، وعودته أن يطيعوه ويشرفوه. 47 - ركبت به عوصاء ذات كريهة ... وزوراء حتى يعرف الضيم جانبه قوله: "ركبت به": أي ركبت بهذا الأمر كل داهية معوصة كريهة لا يهتدى لسبيلها، يعني: ركبت به "عوصاء": أي حملته عليها، على هذه الداهية. 14 ب/ وقوله: "وزوراء": وهي كل خصلة عوجاء. وقوله: "حتى يعرف الضيم جانبه": يقول: جانبه الغليظ الذي كان لا يلين عرف الضيم. و"الضيم": الاضطهاد. 48 - وأزور يمطو في بلاد عريضة ... تعاوى به ذؤبانه وثعالبه قوله: "وأزور": يعني الطريق فيه عوج. و"يمطو": يقول: هذا الطريق يمد في بلاد عريضة. و"الذؤبان" جماعة ذئب.

49 - إلى كل ديار تعرفن شخصه ... من القفر حتى تقشعر ذوائبه يريد: هذه الذئاب تعوي إلى "كل ديار": أي إلى كل إنسان. ومنه يقال: "ما بها ديار". وقوله: "تعرفن شخصه من القفر" يقول: الذئاب تعرفن شخص الإنسان حين طلع من القفر. "حتى تقشعر ذوائبه": أي حتى يقوم شعره- يريد شعر هذا الإنسان- من الفرق. 50 - تعسفته أسري على كور نضوة ... تعاطي زمامي تارة وتجاذبه "تعسفته" أي أخذت فيه على غير هدى. "أسري": أسير بالليل: "على كور نضوة": "فالكور": الرحل. و"النضوة": الناقة المهزولة وقوله: "تعاطي زمامي تارة وتجاذبه": أي تلين لي مرة وتجذبه مرة. 51 - إذا زاحمت رعناً دعا فوقه الصدى ... دعاء الرويعي ضل بالليل صاحبه

يقول: إذا زاحمت هذه الناقة رعناً، أي: تسير إلى جانبه. و"الرعن": أنف من الجبل يتقدم. و"دعا فوقه الصدى": وهو طائر. و"الرويعي": 15 أ/ تصغير راع. ضل صاحبه فهو يدعوه، فكأن دعاء هذا الصدى دعاء هذا الراعي. 52 - أخو قفرة مستوحش ليس غيره ... ضعيف النداء أصحل الصوت لاغبه "أخو قفرة": يقول: هذا الرويعي ضعيف النداء من الإعياء مما صاح. و"أصحل الصوت": والصحل بحة في الصوت. و"لاغبه": من اللغوب، معيبه ضعيفه.

53 - تلوَّم يهياه بياه وقد مضى ... من الليل جوز واسبطرت كواكبه قوله: "تلوم يهياه": يعني هذا الرويعي، ألا ترى أنه قد ذكر دعاء الرويعي صاحبه، ثم قال: "تلوم": أي انتظر "يهياه بياه": وذلك أن الرويعي صاح بـ "ياه" فانتظر "يهياه". يريد بذا الجواب فلم يأته. "وقد مضى من الليل * جور": أي نصف. و"جور كل شيء": وسطه. و"اسبطرت كواكبه": أي انبسطت للمغيب.

54 - وبيت بمهواة هتكت سماءه ... إلى كوكب يزوي له الوجه شاربه يعني بيت العنكبوت. وقوله: "بمهواة": وهو ما بين النفنفين، وهو ما بين أعلى البئر وأسفله. يقول: فالعنكبوت قد نسج فيه لطول العهد بالاستقاء منها. وقوله: "إلى كوكب": يريد هتكت بيت العنكبوت إلى "كوكب": وهو معظم الماء. و"يزوي له الوجه شاربه": أي يقبض وجهه من ملوحته.

55 - بمعقودة في نسع رحل تقطقطت ... إلى الماء حتى انقد عنها طحالبه 15 ب/ يريد: هتكت ذلك البيت- بيت العنكبوت- بسفرة استقوا بها في نسع رحل. و"تقطقطت إلى الماء": أي مرت إلى الماء، ويقال: "خرج يتقطقط حتى دخل على بني فلان"،. "التقطقط": تقارب الخطو. وقوله: "وحتى انقد" أي انشق الطحلب عن السفرة. و"الطحلب": الخضرة على رأس الماء. 56 - فجاءت بسجل، طعمه من أجونه ... كما شاب للمورود بالبول شائبه يقول: جاءت "بسجل": أي بماء. "طعمه من أجونه": يريد من تغيره. "كما شاب للمورود": يريد: كما خلط للمحموم بالبول شائبه. و"الورد": الحمى، فربما سقي أبوال الإبل

وأشياء معها. 57 - وجاءت بنسج من صناع ضعيفة ... تنوس كأخلاق الشفوف ذعالبه يقول: المعقودة من السفرة جاءت بنسج العنكبوت من "صناع": وهي الحاذقة بالعمل. و"تنوس ذعالبه": أي تذبذب. و"الذعالب": أصله شقق الثوب وأخلاق في أسفله، فضربه مثلاً لبيت العنكبوت. و"الشفوف": مارق من الثياب. رجل صنع وامرأة صناع. 58 - هي انتسجته وحدها أو تعاونت ... على نسجه بين المثاب عناكبه

قوله: "هي انتسجته": يعني العنكبوت. و"المثاب": مقام الساقي حيث يضع رجليه. 59 - دفقناه في بادي النشيئة داثر ... قديم بعهد الناس بقع نصائبه أي: دفقنا ذلك الماء في "بادي النشيئة": يريد 16 أ/ فيما ظهر من "النشيئة": وهي من الحوض ما أنشئ من جداره. و"الداثر": الذي كاد يمحي. و"النصائب" حجارة يشرف بها الحوض، فهي بقع من ذرق الطير. 60 - على ضمر هيم فراو وعائف ... ونائل شيء سيء الشرب قاصبه "هيم": عطاش، يعني الإبل. و"عائف": "عاف الماء"

كرهه. و"القاصب" الذي يأبى أن يشرب. 61 - سحيراً وآفاق السماء كأنها ... بها بقر أفتاؤه وقراهبه "آفاق السماء": نواحيها، فشبه النجوم بالبقر فيها مسان وصغار. و"القرهب": المسن، شبه صغار النجوم بأفتاء البقر، والكبار بمسانها. 62 - تؤم فتى من آل مروان أطلقت ... يداه، وطابت في قريش مضاربه

"تؤم فتى": يعني ناقته. و"اطلقت يداه": أي جعلت يده مبسوطة. "مضاربه"، يريد حيث ضربت عروقه. 63 - ونطنا الأداوى بالرحال فيممت ... بنا مصدراً، والقرن لم يبد حاجبه "ونطنا": أي علقنا الأداوى بالرحال .. "فيممت بنا مصدراً": أي مخرجاً ومذهباً، أي: قصدت بنا مصدراً، أي: مذهباً. و"القرن": قرن الشمس. و"قرن الشمس": ناحية من نواحيها. يقال: "طلع قرن من قرونها". و"حاجبه": حرفه وناحيته. قال الأصمعي: "سمعت أعرابية تقول لرجل قدم إليه رغيف، وجعل يأكل من وسطه، فقالت: يا هذا كل من حواجب الرغيف، أي: من حروفه".

16 ب 64 - ألا رُبَّ من يهوى وفاتي ولو أتت ... وفاتي لذلت للعدو مراتبه أصل "المرتبة": الدرجة. فأراد: لذل للعدو ما كان مستصعباً. 65 - وقائلة تخشى علي: أظنه ... سيودي به ترحاله ومذاهبه أي تقول: أظنه سيودي به ترحاله، أي: سيهلكه ترحاله.

27 - أمن دمنة جرت بها ذيلها الصبا

(27) (الطويل) وقال ذو الرمة أيضاً: 1 - أمن دمنة جرت بها ذيلها الصبا ... لصيداء -مهلاً- ماء عينيك سافح 2 - [ديار التي هاجت خبالاً لذي الهوى ... كما هاجت الشأو البروق اللوامح] يريد: أماء عينيك "سافح" أي: سائل من أجل دمنة جرت بها ذيلها الصبا! ثم قال: "مهلاً" أي: كف، لا تبك.

و"ذيل الريح": مآخيرها. وقوله: "لصيداء" يريد: ألدمنة لصيداء. 3 - بحيث استفاض القنع غربي واسط ... نهاء ومجت في الكثيب الأباطح قوله: "استفاض" يريد: اتسع وأخصب. و"القنع": مكان ترتفع نواحيه، ويتهبط وسطه. و"النهاء": الغدران، واحدها نهي. و"الأباطح": بطون الأودية. ويروى: "استراض" أي: صار رياضاً. و"يمجه": يدفعه فيه. و"القنع": قيل اللوى من الرمل حيث يرق وينقطع.

4 - حدا بارح الجوزاء أعراف موره ... بها وعجاج العقرب المتناوح "حدا": ساق. و"البارح" من الرياح، تهب عند طلوع الجوزاء بشدة. 17 أ/ و"أعراف موره": أوائله. و"المور": التراب الدقيق. و"العجاج": ريح بغبار. و"المتناوح": أن تهب هذه من ها هنا، وهذه من ها هنا، يستقبل بعضها بعضاً. 5 - ثلاثة احوال وحولاً وستة ... كما جرت الريط العذارى الموارح يقول: جرت بها ذيلها الصبا "ثلاثة أحوال وحولاً وستة": فهذه عشر سنين. "كما جرت الريط العذارى الموارح": يعني التي بها مرح. يقول: هذه الرياح تجر ذيلها كما تجر هذه العذارى ذيلها. و"الريط": كل ملاءة لم تلفق فهي ريطة.

6 - جرى أدعج الروقين والعين واضح الـ ... ـقرا أسفع الخدين بالبين بارح "جرى"، يعني الثور. و"أدعج الروقين" يريد: أسود القرنين والعين. ثم قال: "واضح القرا" أي: أبيض الظهر. و"أسفع الخدين" أي: في خديه سفعة، أي: سواد. وقوله: "بالبين بارح": فالبارح: كل ما أتاك عن يسارك فولتى ميامنه ميامنك. والسانح: الذي يأتيك عني مينك فتلي مياسره مياسرك. فأهل نجد يتشاءمون بالبوارح، ويتيمنون بالسوانح، وأهل الحجاز يتشاءمون بالسوانح، قال أبو ذؤيب:

زجرت لها طير السنيح فإن يكن ... هواك الذي تهوى يصبك اجتنابها 7 - بتفريق طيات تياسرن قلبه ... وشق العصا من عاجل البين قادح يريد: جرى هذا الثور بتفريق طيات. و"الطية": النية، والوجه الذي تريده، و"تياسرن قلبه" يريد: اقتسمنه مثل الميسر. و"شق العصا": فرق 17 ب/ الجماعة. "قادح": وهو أكل يقع في العصا فضربه مثلاً. و"البين": الفرقة. 8 - غداة امترى الغادون بالشوق عبرة ... جموماً لها في أسود العين مائح

قوله: "غداة امترى الغادون عبرة"، أي: استدروا عبرة، وأصل "المري": أن يمسح ضرع الناقة حتى تدر. و"جموماً": قد جمت، أي: اجتمع لها في العين حزن، فهو يمري ذلك الماء ويميحه، وأصل "الميح": أن تغرف من البئر بيدك. 9 - لعمرك والأهواء من غير واحد ... ولا مسعف، بي مولعات سوانح قوله: "والأهواء من غير واحد" يقول: ليس هي من باب واحد ولا من وجه واحد، هي تجيء من ضروب. وقوله: "ولا مسعف": موضع "ولا" موضع "غير". أراد: من غير واحد، وغير مسعف. أي: لا يدنو. ثم قال: "بي مولعات" أي هن مولعات بي، تشق علي الأهواء. و"سوانح": عوارض، "تسنح": تعرض.

10 - لقد منح الود الذي ما ملكته ... على النأي مياً من فؤادك مانح يقول: أعطى الله مياً وداً من فؤادك ما ملكته، هو قدر من الله لم تملكه. و"مانح": فاعل، يريد: لقد منح الود مانح. 11 - وإن هوى صيداء في ذات نفسه ... بسائر أسباب الصبابة راجح يقول: هواها وحده يرجح بسائر أهواء الصبابة. وقوله: "في ذات نفسه". أي: في نفسه. و"أسباب الصبابة": سبلها. و"الصبابة": رقة الشوق. 18 أ 12 - لعمرك ما أشواني البين إذ غدا ... بصيداء مجذوذ من الوصل جامح قوله: "ما أشواني" يقول: أصاب مقتلي. و"البين"

التزايل والفرقة، ثم قال: "مجذوذ من الوصل" يعني: البين، أنه قطع من الوصل فذهب بها، بصيداء، جمح بها كما تجمح الدابة، تمر على وجهه. أي: إنما كان حبلاً موصولاً فانقطع، فضربه مثلاً للبين. 13 - ولم يبق مما كان بيني وبينها ... من الود إلا ما تجن الجوانح "الجوانح": الضلوع القصار في الصدر مما يلي الفؤاد. فيقول: لا أستطيع أن أزور، ولا أتكلم إلا بما في الصدر.

14 - وما ثغب باتت تصفقه الصبا ... قرارة نهي أتأقته الروائح "الثغب": الغدير العذب. و"تصفقه الصبا" أي: تردده وتضربه. وقوله: "قرارة نهي" أي: باتت الصبا تصفقه في "قرارة نهي"، أي: حيث يستقر الماء. و"النهي": الغدير، وإنما سمي غديراً لأن السيل غادره، أي: خلفه. و"أتأقته": ملأته. و"الروائح": سحائب تروح. 15 - بأطيب من فيها، ولا طعم قرقف ... برمان لم ينظر بها الشرق صابح يريد: وما ثغب بأطيب من فيها وأعذب، ولا طعم

خمر "برمان": وهو موضع. "لم ينظر بها الشرق صابح" يقول: الذي اصطبحها لم ينتظر أن تطلع الشمس. 1 ب 16 - أصيداء هل قيظ الرمادة راجع ... لياليه أو أيامهن الصوالح يقول: هل ذلك القيظ الذي قظناه بالرمادة راجع؟ .. لأنه رأى فيه ما يسره.

17 - سقى دارها مستمطر ذو غفارة ... ركام تحرى منشأ العين رائح "مستمطر": سحاب يسترزق الله منه. وقوله: "ذو غفارة"، يقول: لهذا السحاب لباس يغفره، أي: سحاب فوق سحاب، وإنما سمي المغفر مغفراً من ذلك، لأنه يغطي القفا، يغفره. و"ركام": بعضه على بعض. و"تحرى منشأ العين"،

أي: تحرى ذلك السحاب من منشأ العين. و"رائح": يروح. أي: تحرى ذلك السحاب حيث نشأ من قبل "العين" و"العين": ما عن يمين قبلة العراق. 18 - هزيم كأن البلق مجنوبة به ... يحامين أمهاراً فهن ضوارح "هزيم"، أي: في صوت رعده، يقال: سمعت هزمة الرعد. وقوله: "كأن البلق مجنوبة به" يريد: كأن الخيل البلق مربوطة في ذلك الغيم، والمعنى: كأن البرق الذي فيه رمح، أي: البلق يحامين أمهاراً، فهن يضربن بأرجلهن، أي يحمين أمهارهن، فهن "ضوارح": يضربن بأرجلهن، فيستبين بياض بطونهن، فكذلك

إذا برقت البرقة استبان بياض الغيم. 19 - إذا ما استدرته الصبا أو تذأبت ... يمانية أمرى الذهاب المنائح 19 أ/ ويروى: "تمري الذهاب منائح". يقول: إذا ما استدرت الصبا السحاب، أو تذأبت "يمانية": يعني الريح الجنوب. وأصل "التذؤب": أن تجيء من كل وجه. وقوله: "أمرى الذهاب المنائح": "الذهاب": المطر [الضعاف]. و"المنائح": يقول: هذه الأمطار منائح من الله أعطاناها، والواحدة: منيحة. ومعنى "أمرى الذهاب"، أي: صارت مرياً. ويقال: أمرت

ناقتك، إذا صارت مرياً تدر على المسح قال لبيد يعني بقرة: كأنها بالغمير ممرية ... تبغي بكثمان جؤذراً عطبا ومن روى: "تمري الذهاب منائح" ضربه مثلاً، فصير المنائح كأنها إبل تمري اللبن، والأول أجود، وهو قول الأصمعي. يقول: منحناها الله، جعلها لنا سقياً. وأصل "المنيحة": الناقة تعار فيشرب لبنها. 20 - وإن فارقته فرق المزن شايعت ... به مرجحنات الغمام الدوالح يريد: وإن فارقت هذا الغيم "فرق المزن": وهو ما تفرق من السحاب عن السحاب. وقوله: "شايعت به مرجحنات"،

أي: دعته مرجحنات الغمام، وهذا مثل. والمرجحنات من السحاب لا تدعو السحاب إلا أن السحاب انضم إليها، فكأنها دعته. و"المرجحنات": الثقال من السحاب. و"الدوالح": يمررن مثقلات من كثرة الماء. 21 - عدا النأي عن صيداء حيناً، وقربها ... لدينا- ولكن لا إلى ذاك- رابح قوله: "عدا النأي" أي صرف وجوهنا عن صيداء، ومنه: "عداني عنه كذا وكذا" أي: صرفني. ثم قال: "وقربها لدينا رابح" أي: ذو ربح، ولكن لا إلى ذاك سبيل. 19 ب 22 - سواء عليك اليوم أنصاعت النوى ... بصيداء أم أنحى لك السيف ذابح

.................................................................................................

"انصاعت النوى"، أي: انشقت وذهبت بها النية إلى مكان بعيد. "أم أنحى لك السيف ذابح"، يريد: أم قصد لك ذابح، فهو سواء عليك. 23 - ألا طالما سؤت الغيور، وبرحت ... بي الأعين النجل المراض الصحائح قوله: "سؤت الغيور" أي: جدعت أنفه، وسؤته فيما يرى. "وبرحت بي الأعين النجل المراض": فـ "النجل": الواسعة. يقال: "عين نجلاء". و"المراض": فيها استرخاء وهي صحاح. "وبرحت": شقت علي، وبلغت مني.

24 - وساعفت حاجات الغواني، وراقني ... على البخل رقراقاتهن الملائح "ساعفت"، أي: دانيت، جعلت أقاربها. "وراقني": أعجبني على بخلهن "رقراقاتهن": و"الرقراقة": التي كان الماء يترقرق في وجهها، كأنه يجيء ويذهب. وقوله: "على البخل": أراد: على أنهن لا يبذلن. 25 - وسايرت ركبان الصبا، واستفزني ... مسرات أضغان القلوب الطوامح قوله: "وساير ركبان الصبا، يقول: جريت مع أهل الفتوة والصبا. "واستفزني": استففني. "مرات 20 أ/ أضغان

القلوب"، يقول: في قلوبهن أمر قد خبأنه، وصير الضغن الهوى. و"الطوامح": يطمحن بأعينهن إلى الرجال، وليست أعينهن بسواكن على أزواجهن. 26 - إذا لم نزرها من قريب تناولت ... بنا دار صيداء القلاص الطلائح يريد: تناولت بنا القلاص دار صيداء، أي: طلبتها. و"الطلائح": المعييات. 27 - محانيق ينفضن الخدام كأنها ... نعام، وحاديهن بالخرق صادح "محانيق": ضمر. و"الخدام": سيور تشد بها

النعال إلى الرسغ. و"صادح": صائح متطرب. 28 - وهاجرة غراء ساميت حدها ... إليك وجفن العين بالماء سائح "الهاجرة": عند زوال الشمس. و"غراء": بيضاء. و"حدها": أشدها. و"ساميت": علوت. و"سائح". جار. 29 - وتيه خبطنا غولها وارتمى بنا ... أبو البعد من أرجائه المتطاوح

"خبطناه" أي: ركبناه خبطاً بغير هدى. و"غولها": بعدها "وارتمى بنا أبو البعد" أي: أعظم البعد، ويترامى ها هنا وها هنا و"أرجاؤه": نواحيه. 30 - فلاة لصوت الجن في منكراتها ... هزيز وللأبوام فيها نوابح "هزيز": صوت مثل صوت الرحى. وقوله: "في منكراتها" أي: فيما لا يعرف منها. 20 ب/ و"نوابح": يريد للأبوام فيها أبوام "نوابح": صواحب يجبنها، يقال: "نبح البوم": إذا صاح.

31 - إذا ما ارتمى لحياه ياءين قطعت ... نطاف المراح الضامنات القوارح "ياءين": زجر وحداء. و"لحياه": لحيا الحادي، يقول. فإذا سمعن الزجر قطعن أبوالهن، وهي "النطاف". و"المراح": المرحة. و"الضامنات": اللواتي ضمن أولادهن، أي: حملن. و"القوارح": اللواتي استبان حملهن من الإبل. ناقة قارح. 32 - عبورية غراء يرمي أجيجها ... ذوات البرى والركب، والظل ماصح "عبورية": يعني الهاجرة، نسبها إلى "الشعرى العبور":

وهي التي جازت المجرة. وذلك في أشد الحر. و"ماصح": ذاهب. و"أجيجها": توهجها، وإنما يذهب الظل عند الزوال. 33 - ترى الناعجات الأدم ينحى خدودها ... سوى قصد أيديها سعار مكافح "النعاجات": البيض من الإبل. وقال الأصمعي: هي التي تسبق النعاج، يعني: بقر الوحش. وقوله: "ينحى خدودها سعار" يقول: السعار يحرف خدودها في ناحية سوى قصد أيديها، وذلك من شدة وهج الشمس. و"السعار": شدة الحر. و"مكافح": مقابل، ويقال: مقاتل. 34 - لظى تلفح الحرباء حتى كأنه ... أخو جرمات بز ثوبيه شابح

21 أ/ يقول: كأن الحرباء "أخو جرمات" أي: كأنه أخذ في عمل سوء، فقد مد ليجلد، وذلك أنه انتصب على الشجرة، ومد يديه، فكأنه أخذ في جرم، فقد مد ليجلد. و"الشابح": الماد، فكأنه مد ليجلد. 35 - إذا ذات أهوال ثكول تغولت ... بها الربد فوضى والنعام السوارح "ذات أهوال": أرض فيها أهوال. "تغولت": تلونت مرة كذا ومرة كذا. و"ثكول": يهلك فيها الناس تشكلهم. ثم قال: "بها الربد فوضى": و"الربد": النعام التي تضرب إلى الغربة والسواد. و"فوضى": مرسلة بعضها مع بعض، مختلطة. و"السوارح": التي "تسرح" أي: ترعى.

36 - تبطنتها والقيظ ما بين جالها ... إلى جالها ستراً من الآل ناصح "تبطنتها"، أي: سلكت في بطنها لا في نواحيها. و"الجال": الجانب. وأراد: "والقيظ ناصح ستراً" أي: خائط ما بين جالها إلى جالها. ويريد: ستراً من الآل. يقال: "نصحت الثوب" أي: خطته، فضربه مثل للآل. 37 - بمقورة الألياط عوج من البرى ... تساقط في آثارهن السرائح

يريد: تبطنتها بناقة ضامرة الألياط. و"الليط": الجلد. و"عوج البرى"، أي: أعناقها في ناحية من البرى. و"السرائح": الواحد "سريح": وهو قد يشد به النعل. 38 - نهزن العنيق الرسل حتى أملها ... عراض المثاني والوجيف المراوح 21 ب/ "نهزن" أي: حركن. و"العنيق": السير. و"الرسل": اللين. وقوله: "أملها عراض المثاني، يريد: معارضة الجدل في السير. و"الوجيف": ضرب من السير عال. و"المراوح": بعضه في إثر بعضن أي: يراوحها، يجيء شيء بعد شيء من الوجيف. و"المثاني": هي الجدل، والواحد: مثناة، و"المثاني": الحبال.

39 - وترجاف ألحيها إذا ما تنصبت ... على رافع الآل التلال الزراوح يريد: وأملها أيضاً "ترجاف ألحيها": وهو اضطراب ألحيها في السير. وقوله: "إذا ما تنصبت التلال الزراوح": وهي الصغار، على ما رفعها من الآل، وذلك أن الآل يرفعها. 40 - وطول اغتماسي في الدجا كلما دعت ... من الليل أصداء المتان الضوابح يريد: أملها أيضاً طول اغتماسي في الليل، وهو "الدجا": وهو ما ألبس من سواد الليل. و"أصداء المتان": الواحد: صدى، وهو طائر. و"المتن من الأرض": ما غلظ وارتفع. 41 - وسيري وأعراء المتان كأنها ... إضاء أحست نفح ريح ضحاضح

يقول: وأملها "سيري وأعواء المتان": يقول: عريت فليس فيها نبت ولا شيء، فهي من السراب كأنها "إضاء" أي: غدران. "ضحاضح": قليل يقال: "ماء ضحضاح": إذا كان رقيقاً قليلاً. وقوله: "أحست نفح ريح": يقول: السراب كأنه غضاء ماء أحست ضحضح، فهي تتحرك. 22 أ 42 - على حميريات كأن عيونها ... ذمام الركايا أنكزتها المواتح قوله: "على حميريات" يعني: إبلا نسبها إلى حمير. "كأن عيونها ذمام الركايا": يقال: "بئر ذمة": إذا كانت قليلة الماء، والذمام للجميع، فيقول: قد غارت عيونها فكأنها آبار قليلات الماء. و"أنكزتها": أخرجت ما فيها. "المواتح": "الماتحة":

الناقة التي تستقي، والمرأة ماتحة. 43 - محانيق تضحي وهي عوج كأنها ... يجوز الفلا مستأجرات نوائح "محانيق"، أي: ضمر. "وهي عوج": من الهزال. "كأنها بجوز الفلا"، أي: بوسط الفلا، نساء نواتح مستأجرات في في مرهن وتحريكهن. 44 - موارق من داج حدا أخرياته ... - وما بتن- معروف السماوة واضح "موارق": - يعني الإبل- نوافذ. يقال: "مرق السهم

من الرمية": إذا نفذ. "من داج": من ليل ملبس بسواد. و"حدا أخرياته معروف السماوة" يقول: ساق أخريات الليل "معروف السماوة"، أي: معروف الشخص، وهو الصبح. "واضح": أبيض. وقوله: "ومايتن": أي: أنهن يسرن. 45 - تراءى كوجه الصدع في منصف الصفا ... بحيث المها والملقيات الروازح "تراءى"، يعني: الصبح كالصدع في الصفا. ثم قال: "بحيث المها" أي: وترى الصبح بحيث تكون المها "والملقيات": اللواتي سقطن من الإعياء، أي: حيث الإبل قد سقطت تراءى الصبح أيضاً بهذه المواضع. و"الرازح": الذي قد سقط من الإعياء. 46 - تجلى السرى عني وعن شدنية ... طواء يداها للفلا وهو نازح "تجلى السرى" أي: ينكشف الليل عني وعن ناقتي. و"السرى": سير الليل. و"طواء يداها للفلا"، أي: تطويان

الفلا. والفلا "نازح"، أي: بعيد. 47 - إذا انشقت الظلماء أضحت كأنها ... وأي منطو باقي الثميلة قارح يقول: أضحت الناقة وكأنها حمار شديد. و"منطو": ضامر. و"الثميلة": ما بقي في جوفه من العلف، فيقول: الثميلة باقية لا تنهضم سريعاً. وهو قارح في سنه. وقوله: "إذا انشقت الظلماء" يقول: إذا أصبح لم ينكسر من التعب، ولكنه يصبح كأنه حمار وحشي شديد باقية ثميلته.

48 - من الحقب لاحته برهبى مربة ... تهز السفى والمرتجات الروامح يقول: هذا الحمار من الحقب. و"الأحقب": الذي في موضع الحقيبة منه بياض. و"لاحته": أضمرته. و"رهبى": موضع. "مربة": ريح ثابتة حارة، فهي لاحته. و"تهز السفى" أي: تحركه. و"السفى": شوك البهمى و"المرتجات": الأتن الحوامل، لأنهن أرتجن أرحامهن على حمل، يريد: أغلقن، فهن يرمحنه، لأنهن قد حملن فلا يقررن له. 49 - رعى مهراق المزن من حيث أدجنت ... مرابيع دلوياتهن النواضح يقول: هذا الحمار رعى "مهراق المزن" يريد: حيث انصب المزن: وهو السحاب. 23 أ/ وقوله: "من حيث أدجنت مرابيع" أي: مطرت المرابيع يوماً أو يومين بندى ورش. و"المرابيع":

من السحاب، بمنزلة المرابيع من الإبل، وهي التي تحمل في أول الربيع وتنتج. و"النواضح": السواقي، كالناضح من الإبل، الذي يسقي. 50 - جدا قضة الآساد وارتجزت له ... بنوء السماكين الغيوث الروائح

"الجدا": المطر العام. وقوله: "قصة الآساد" يريد: عند انقضاض الأسد. و"الروائح": التي تروح. 51 - عناق فأعلى واحفين كأنه ... من البغي للأشباح سلم مصالح أي: رعى "عناق": وهو موضع، وكذلك أعلى واحفين. وقوله: "كأنه من البغي"، أي: من طلبه الشخوص سلم

مصالح. أي: إنما همته من أين يطلع الشبح، لا يفزع، كأنه سلم للأشباح، لأنه في قفر ليس فيه أحد، فإذا رأى شخصاً نظر إليه. 52 - يصادي ابنتي قفر عقيماً مغارة ... وطيى أجنت فهي للحمل ضارح أي: يصادي هذا الفحل أتانين، و"المصاداة": المداراة والموافقة. "عقيماً مغارة" أي: مفتولة الخلق. و"طيى": مطوية البطن، وتكون مطوية على ما في بطنها، أي: هي حامل. وقوله: "أجنت"، "فهي للحمل تضرح" أي: ترمح حين حملت.

53 - نحوصين حقباوين غار عليهما ... طوي البطن مسحوج المقذين سابح "مسحوج": من السحج، أي: معضوض. و"المقذ": في مؤخر القفا، وهو من الإنسان، مجرى الجلم من مؤخر الرأس، يريد: مقص الشعر. و"سابح": في عدوه، يدحو بيديه دحواً. 2 ب 54 - إذا الجازئات القمر أصبحن لا يرى ... سواهن أضحى وهو بالقفر باجح

"الجازئات": اللواتي اكتفين بالبقل عن الماء. و"باجح": مسرور. 55 - تتلين أخرى الجزء حتى إذا انقضت ... بقاياه والمستمطرات الروائح "تتلين" أي: تتبعن أخرى الجزء. و"المستمطرات": الحائب يستمطرن، فيقول: المطر قد انقطع، و"الروائح": يرحن عشياً. 56 - دعاهن من ثاج فأزمعن ورده ... أو الأصهبيات العيون السوائح

"ثاج والأصهبيات": ماءان. أي: دعاهن العيون "السوائح": التي تجري على وجه الأرض. وهو السيح، أراد: دعاهن العيون السوائح من هذين الماءين، يقول: لما انقطع الجزء طلبن الماء. 57 - فظلت بأجماد الزجاج سواخطاً ... صياماً تغني تحتهن الصفائح

"الأجماد": واحدها جمدة، وهي الأرض الغليظة المرتفعة. و"سواخط"، أي: سخطن المرتع، و"الصفائح": الحجارة الفطح العراض. 58 - يعاورن حد الشمس خزراً كأنها ... قلات الصفا عادت عليها المقادح قوله: "يعاورن حد الشمس"، أي ينظرن إليها مرة، ويصددن عنها مرة. و"خزر": تنظر في جانب من شدة الحر. "كأنها قلات الصفا" أي: قد غارت عيونهن فكأنها "قلات": وهي النقر في الصفا، الواحد: 24 أ/ قلت. وقوله: "عادت عليها المقادح" أي: كرت عليها "المقادح": التي يغرف بها الماء، الواحد: مقدح، وهو الإناء. 59 - فلما لبسن الليل أو حين نصبت ... له من خذا آذانها وهو جانح

"لبسن الليل" أي: دخلن فيه وقوله: "أو حين نصبت * له من خذا آذانها" يريد: نصبت آذانها لبرد الليل، كانت قد خفضتها، كانت منكبات الرؤوس، ثم رفعت رؤوسها ونصبت آذانها في ذا الوقت حين "جنح الليل" أي: دنا. و"الخذا": الاسترخاء. 60 - حداهن شحاج كأن سحيله ... على حافتيهن ارتجاز مفاضح "حداهن": ساقهن. "شحاج": يشحج في صوته.

و"سحيله": نهيقه وصوته. فيقول: كأن نهيق هذا الحمار في ناحيتي هذه الأتن ارتجاز صوت فيه سباب وفضاح. 61 - يحاذرن من أدفى إذا ما هو انتحى ... عليهن لم تنج الفرود المشائح يقول: الأتن يحاذرن من حمار "أدفى": فيه ميل. و"إذا ما هو انتحى" أي: مال عليهن وعطف. "لم تنج الفرود"، يقول: التي تنفرد لا تنجو، يدركها. "المشائح": وهو المحاذر، يعني التي تنفرد. 62 - كما صعصع البازي القطا أو تكشفت ... عن المقرم الغيران عيط لواقح قوله: "كما صعصع البازي القطا" أي: كما حرك. "أو تكشفت"، يريد: أو 24 ب/ كما تكشفت. "عن المقرم" أي: عن الفحل. "عيط لواقح"، أي: طوال الأعناق. يقول: فهذا الحمار إذا انتحى

على أتنه، تكشفن عنه كما تنكشف العيط عن هذا الفحل. 63 - فجاءت كذود الخاربين يشلها ... مصك تهاداه صحار صرادح أي: جاءت هذه الحمر كذود الخاربين، أي: كذود لصين. "يشلها": يطردها. "مصك": يعني حماراً شديداً. و"تهاداه صحار" أي: ترمي به هذه إلى هذه. و"صرادح": أمكنة مستوية صلبة. شبه الحمار الفحل وهو يطرد أتنه بلصين قد سرق إبلاً فهما يطردانها. 64 - وقد أسهرت ذا أسهم بات طاوياً ... له فوق زجي مرفقيه وحاوح

يقول: هذه الحمر أسهرت صائداً ذا أسهم. و"بات طاوياً" أي: طاوي البطن جائعاً. و"الزج": طرف المرفق. فيقول: هذا الصائد هو بارك على مرفقيه، لا ينام من أجل الحمر. "وحاوح": صوت يقال له: وحوحة. 65 - له نبعة عطوى كأن رنينها ... بألوى تعاطته الأكف المواسح "نبعة": قوس. و"عطوى": تعطيه ما عندها.

"كأن رنينها"، أي: صوتها. "بألوى": بالوتر. و"تعاطته الأكف": مسحته ولينته. 66 - تفجع ثكلى بعد وهن تخرمت ... بنيها بأمس الموجعات القرائح يريد: كأن رنين هذه القوس "تفجع ثكلى" أي: توجع .. و"تخرمت 25 أ/ بنيها" يريد: اخترمتهن "الموجعات": وهي المنايا. و"قرائح": تقرح قلوبهن هذه المنايا. 67 - أخا شقوة يرمي على حيث تلتقي ... من الصفحة اليسرى صحار وواضح

قوله: "أخا شقوة": يعني الصائد، "يرمي حيث تلتقي صحار وواضح من الصفحة اليسرى" أي: حيث يجتمع ذا وذا عند الفريصة مما يلي الجانب الأيسر. وإنما اختار الأيسر لأن الفؤاد من الجانب الأيسر. و"صحار": حمرة إلى بياض. و"واضح": بياض، وهو ما وضح حيث يلتقي على مقط الجنب، يريد: بين بياض البطن وصحوة الظهر، وهو لون الحمار. 68 - فلما استوت آذانها في شريعة ... لها عيلم للبتر فيها صوائح يقول: صففن آذانهن واستوين حين شرعن يشربن. و"عيلم": غزيرة، وهي عين. و"للبتر": يريد للضفادع صوائح. 69 - تنحى لأدناها فصادف سهمه ... بخاطئة من جانب الكيح ناطح

يقول: تنحى الصائد، أي: تحرف ليرمي، فلما رمى صادف سهمه "ناطح من جانب الكيح" أي: أصابه أمر شديد لما أخطأ، ولو وقع سهمه في اللحم لأصابه لين وسهولة. ولم يصبه ناطح و"الكيح": جانب الجبل. وقوله: "بخاطئة" يريد: برمية ذات خطأ. 70 - فأجلين إن يعلون متناً يثرنه ... أو الأكم ترفض الصخور الكوابح 25 ب/ أي: "أجلين"، يعني الحمر، انكشفن من الصائد. "إن يعلون متناً ترفض الصخور": أي: تكسر. و"الكوابح": الصواك، يقال: "كبحه": إذا صكة. و"المتن": ما غلظ من الأرض وارتفع. وموضع "ترفض" جزم لأنه جواب إن يعلون.

71 - يُنَصِّبْنَ جوناً من عبيط كأنه ... حريق جرت فيه الرياح النوافح "ينصبن" أي: يرفعن غباراً. "جوناً": يضرب إلى السواد. وقوله: "من عبيط": وهو التراب الذي قد ظهر من غير أن يكون حفر ترابه قبل ذلك، "هن عبطنه" أي: أثرنه. وكذلك "العبيط" من الإبل: البعير الذي ينحر من غير علة. ويقال للرجل: "قد اعتبط": إذا مات صحيحاً من غير مرض. وقد "عبط الثوب": إذا شقه وهو جديد من غير أن يكون قد أخلق. 72 - فأصبحن يطلعن النجاد وترتمي ... بأبصارهن المفضيات الفواسح يعني: الحمر، إنهن يطلعن "النجاد": والواحد نجد، وهو ما ارتفع من الأرض، و"المفضيات": الصحاري. و"الفواسح": الواسعة.

28 - أخرقاء للبين استقلت حمولها

(28) (الطويل) وقال ذو الرمة: 1 - أخرقاء للبين استقلت حمولها ... نعم غربة فالعين يجري مسيلها "المسيل": مجرى الدمع. فيقول: ذلك الموضع يسيل، يقول: نعم، استقلت "غربة" أي: لأرض بعيدة. 2 - كأن لم يرعك الدهر بالبين قبلها ... لمي ولم تشهد فراقاً يزيلها 26 أ/ قوله: "كأن لم يرعك الدهر" يقول لنفسه: أنت مفجع بالبين، فلأي شيء تجزع؟ .. فاصبر، فكأنك لم تشهد فراقاً. "يزيلها" أي: يخرجها عنك. ثم قال: بلى قد كان ذاك و"قبلها"، يريد: قبل خرقاء. أي: راعك الدهر لمي غير مرة.

3 - بلى، فاستعار القلب يأساً ومانحت ... على إثرها عين طويل همولها قوله: "فاستعار القلب يأساً" أي: كأنه استعار اليأس من مكان، فأدخله قلبه. و"الممانحة": سيلان الدموع، وهو أن لا ينقطع. و"الممانحة" من الإبل: التي لا ينقطع درها، يقال: "ناقة ممانح" فضربه مثلاً للعين وسيلان دموعها. و"همولها": سيلانها وتتابعها. 4 - كأني أخو جريالة بابلية ... من الراح دبت في العظام شمولها أي: كأني أخو خمرة من الخمر، أي كأني سكران من الحزن. و"شمولها": خمرها.

5 - غداة اللوى إذا راعني البين بغتة ... ولم يود من خرقاء شيئاً قتيلها "اللوى": مكان. و"اللوى": منقطع الرمل. و"راعني": أفزعني البين. وقوله: "ولم يود قتيلها" أي: لم تؤخذ له دية، يقول: هي قتلتني حباً، فكأن أهلي لم يعطوا ديتي، وهو مثل.

6 - ولا مثل وجدي يوم جرعاء مالك ... وجمهور حزوى يوم زالت حمولها قوله: "ولا مثل وجدي يوم جرعاء مالك" .. ألا ترى أنه قد قال قبل هذا البيت: بلى، فاستعار القلب يأساً ومانحت ... على إثرها عين طويل همولها 26 ب/ ثم قال: ولا مثل وجدي بجرعاء مالك يوم زالت حمولها من مكان إلى مكان. 7 - فأضحت بوعساء النميط كأنها ... ذرى الأثل من وادي القرى ونخيلها

"الوعساء": رملة سهلة تنبت أحرار البقل وشبه الظعن بـ "ذرى الأثل" أي: بأعلى الأثل، أو نخيل وادي القرى. و"النميط": واد بالدهناء. 8 - وفي الجيرة الغادين حور تهيمت ... قلوب الصبا حتى استخفت عقولها "الغادون": الذين غدوا، وهم أهل مي. و"تهيمت قلوب الصبا" أي: ضللت قلوب الصبا، يريد: قلوب أهل الصبا حتى استخفت عقول الذين يتبعون الصبا.

9 - كأن نعاج الرمل تحت خدورها ... بوهبين أو أرطى رماح مقيلها يريد: كأن نعاج الرمل التي بوهبين، والتي مقيلها بهذه الأرطى. والمعنى: كأن نعاج الرمل في خدور هؤلاء النساء، شيههن بالبقر والظباء. 10 - عواطف يستثبتن في مكنس الضحى ... إلى الهجر أفياء بطيئاً ضهولها يقول: قد عطفن أعناقهن في كناسهن، وذلك أنهن كوانس "يستثبتن" أي: ينتظرن في مكنس الضحى "أفياء": وهو جمع فيء. "بطيئاً ضهولها" أي: خروج الفيء بطيء. ومنه يقال:

"ما ضهل إليك من ذلك الأمر؟ " أي: ما خرج؟ .. 27 أ/ وقوله. "في مكنس الضحى": وللضحى مكنس لا تصيبه شمس الضحى، فيستثبتن متى يكون الفيء، أي: ينتظرن. 11 - يزيد التنائي وصل خرقاء جدة ... إذا خان أرماث الحبال وصولها "التنائي": البعد. فيقول: يزيد البعد وصل خرقاء "جدة" أي: يبقى جديداً، لا يخلق. "إذا خان أرماث الحبال وصولها": و"أرماثه": أخلاقه. و"خان أرماث الحبال": أتاها الهلاك والقطع من قبل الوصول، يقول: كانت حبالاً أخلاقاً فوصلت، فخانتها وصولها، أي: تحللت الوصول، وهذا مثل. 12 - خليلي عدا حاجتي من هواكما ... ومن ذا يواسي النفس إلا خليلها

13 - ألما بمي قبل أن تطرح النوى ... بنا مطرحاً أو قبل بين يزيلها قوله: "ألما بمي .. " أي. آسياني، كونا معي، أقيما من قبل أن تقذف النوى بنا مطرحاً، أي: قبل بين يزيلها. و"البين": الفرقة والتزايل. 14 - وإن لم يكن إلا تعلل ساعة ... قليلاً فإني نافع لي قليلها أي: قدر ما يتحدث ويتعلل.

15 - لقد أشربت نفسي لمي مودة ... تقضى الليالي وهو باق وسيلها

أشربت": ألزمت فنشب. و"تقضى الليالي": تذهب وتنقطع. و"وسيلها باق": و"الوسيلة": المنزلة، يريد: وسيل مي باق. 16 - ولو كلمت مستوعلاً في عماية ... تصباه من أعلى عماية قيلها 27 ب/ "المستوعل"، يريد: وعلاً عاقلاً، قد استوعل في الجبل فتوحش. و"عماية": جبل. و"تصباه": أخذه بوجه

الصبا. قيلها، أي: يصبو لكلام مي. 17 - ألا رب هم طارق قد قريته ... مواكبة ينضو الرعان ذميلها يقول: رب هم قد طرقني، أي: أتاني ليلاً فـ "قريته مواكبة" أي: جعلتها قرى لهمي فركبتها. و"المواكبة": التي تلزم الموكب. و"ينضو الرعان ذميلها". أي: يجوز "الرعان": وهي أنوف الجبال. و"الذميل": ضرب من السير فوق العنق. 18 - رتاج الصلا مكنوزة الحاذ يستوي ... على مثل خلقاء الصفاة شليلها يقول: صلاها مرتجة، أي: موثقة كأنها باب. و"الرتاج":

الباب. و"الصلا": ما عن يمين الذنب وشماله. و"الحاذ": ما يقع الذنب عليه من دبر الفخذين، وهما حاذان. و"الشليل": المسح الذي يكون على عجز البعير. فيقول: شليلها على العجز على مثل صخرة ملساء. 19 - وأبيض يستحيي من اللؤم نفسه ... إذا صير الوجناء حرفاً نحولها أي: يستحيي نفسه أن تلؤم في هذه الحال، وهو قوله: "إذا صير الوجناء حرفاً". وجواب "وأبيض"، "غدا وهو لا تعتاد عينيه ... ". يستحيي أن يؤم في هذه الحال إذا صير الوجناء نحولها

حرفاً. و"النحول": ذهاب لحمها، يقول: كانت وجناء فنحلت، فصيرها حرفاً. وأراد: أبيض من الناس "ندي المحل بسام إذا القوم قطعت * أحاديثهم .. ". 28 أ 20 - ندي المحل بسام إذا القوم قطعت ... أحاديثهم يهماء عار مقيلها "ندي المحل" أي: يندى في المحل، يعطي. و"البسام": الذي يتبسم، لا يضحك. يقول: "قطعت أحاديثهم يهماء" يقول: فرقوا فلا يتحدثون من الفرق وبعدها. و"يهماء": عمياء الطريق، فيقول: هو يندى في هذا الوقت، يعطي.

21 - إذا انجاب أظلال السرى عن قلوصه ... وقد خاضها حتى تجلى ثقيلها "انجاب": انكشف السرى عنا. و"السرى": سير الليل، فأراد: إذا انكشف عنا الليل. "وقد خاضها" والهاء للسرى، "حتى تجلى": تكشف عنه غم السرى وثقلها. 22 - غدا وهو لا يعتاد عينيه كسرة ... إذا ظلمة الليل استقلت فضولها يقول: إذا انكشف السرى عن قلوصه غدا صاحبه وهو ليس به كسر من نعاس. وقوله: "ظلمة الليل استقلت فضولها"

يقول: تقلصت نواحيها التي كانت مسترخية، أي: ذهب الليل. 23 - نقي المآقي سامي الطرف إذ غدا ... إلى كل أشباح بدت يستحيلها قوله: "نقي المآقي" أي: من النعاس. و"سامي الطرف": لا تنكسر عيناه من النعاس. و"أشباح": شخوص. و"يستحيلها": ينظر أتحول من مكانها أم لا؟ ويعني بذلك صاحبه. 24 - دعاني بأجواز الفلا ودعوته ... لهاجرة حانت وحان رحيلها 28 ب/ "أجواز" الفلاة: وسطها. أي: دعاني ودعوته في وسط الفلاة. "حانت": جاء وقتها، وحان أن يرحل فيها. وإنما

دعا صاحبه، ودعاه. و"الهاجرة": عند الزوال. 25 - فقمنا إلى مثل الهلالين لاحنا ... وإياهما عرض الفيافي وطولها قوله: "إلى مثل الهلالين" يريد: ناقتين قد ضمرنا حتى صارتا مثل الهلالين، أي: تعقفتا. 26 - وسوجين أحياناً ملوعين بالتي ... على مثل حرف السيف يمسي دليلها "الوسيج": ضرب من السير. و"الملع": عال من السير. و"الزلجان": المر السريع وقوله: "على مثل حرف

السيف يمسي دليلها" يقول: يمسي على أمر إن أخطأ هلك الدليل. 27 - وصافي الأعالي أنجل العين رعته ... بعانكة ثبجاء قفر أميلها "صافي الأعالي" أي: أبيض الوجه. و"أنجل العين" أي: واسع [العين]. يعني: ثوراً. و"العانكة": من الرمل، المتعقدة الطويلة الصعبة المرتقى. و"ثبجاء": ضخمة الوسط، يعني: العانكة. و"الأميل": من الرمل، والجمع: أمل، وهو حبل من الرمل عرضه نحو من ميل. 28 - وأبيض موشي القميص نصبته ... على خصر مقلات سفيه جديلها

"أبيض": يعني سيفاً. "نصبته على خصر مقلات" يعني: على خصر ناقة لا 29 أ/ يعيش لها ولد، فهو أصلب لها. و"سفيه جديلها" أي: يضطرب من النشاط. و"الجديل": الزمام. 29 - قذوف بعينيها إذا اسود غرضها ... جؤوب الموامي حين يدمى نقيلها "قذوف" أي: تطمح بعينيها، لا ينكسر بها نشاط. وقوله: "إذا اسود غرضها" أي: إذا عرقت فاسود حزام الرحل. و"جؤوب الموامي" أي: تقطع الموامي، والواحدة: موماة، وهي القفر. وقوله: "حين يدمى نقيلها" يعني: نعلها، فهي تقطع الموامي على هذه الحال، وقد دمي نقيلها. 30 - وبيضاء لا تنحاش منا وأمها ... وإذا ما رأتنا زيل منا زويلها

"بيضاء" يريد: بيضة نعام، و"لا تنحاش منا" أي: لا تحرك منا ولا تفزع. و"أمها" يعني النعامة، إذا رأتنا أخذها منا محاذرة وفرق. ويقال للرجل إذا رأى رجلاً فأخذه منه محاذرة وفزع: "زيل منه زويله" .. 31 - نتوج ولم تقرف لما يمتنى له ... إذا نتجت ماتت وعاش سليلها يقول: البيضة حامل. "ولم تقرف لما يمتنى له" أي:

لم تحمل لما له منية، أي: لقحت من باب آخر، ليس مما يضرب. و"المنية": انتظار لقح البعير أياماً. وقوله: "ماتت" يعني: البيضة، وعاش الذي فيها. وقوله: "ولم تقرف" أي: لم تدان، و"المقارفة": المداناة، أي: لم تدان لما له منية. يقال: "قد قارفت البيضة" إذا دنا أن يخرج ما فيها. 32 - أريت المهارى والديها كليهما ... بصحراء غفل يرمح الآل ميلها 29 ب/ "المهارى": الإبل المهرية. يقول: أريت الإبل والدي البيضة بصحراء "غفل" أي: ليس بها علم. والمعنى: يقول:

سلكت الإبل حيث يكون النعامة والظليم. و"الميل": القطعة من الأرض، أي: الميل يركض الآل، كأنها ترمح من السراب، فالميل ينزو في السراب. ويروى: "يرفع الآل". 33 - إذا الشخص فيها هزه الآل أغمضت ... عليه كأغماض المقضي هجولها يقول: إذا الآل هز الشخص، أي: حركه، أغمضت الهجول على الشخص. و"الهجول": ما اطمأن من الأرض، أي: يدخل الشخص في الهجول فلا يرى، كما يغمض الإنسان على الشيء. و"المقضي": الذي ينزع. 34 - فلاة تقد الآل عنها ويرتمي ... بنا بين عبريها رجاها وجولها "تقد الآل" أي: تشقه، وإنما يكون ذلك في الفلوات.

و"عبراها": جانباها. و"الجول": الناحية. فيقول: رجا هذه الفلاة وجولها. "يرتمي بنا بين عبريها" أي: بين جانبيها. 35 - على حميريات كأن عيونها ... قلات الصفا لم يبق إلا سمولها يريد: ترتمي بنا الفلاة على "حميريات" يريد: إبلاً. وشبه عيونها في غؤورها بـ "القلات": وهي النقر في الجبل. و"السمول": بقايا الماء. فيقول: لم يبق في القلات إلا بقايا. 36 - كأنا نشد الميس فوق. مراتج ... من الحقب أسفى حزنها وسهولها

3 أ/ يقول: كأنا نشد رحالنا فوق أحمرة حوامل. يقال: "أتان مرتج": إذا أغلقت الرحم على الماء. ويروى: "فوق هوائج من الحقب" وقوله: "أسفى حزنها وسهولها" يريد: حزن هذه الحمر التي ترعى في الحزن والجبل. و"أسفى": صار له سفى، أي: خرج "سفاه": وهو شرك البهمى. فذهبن يطلبن الماء لأنه قد ذهب البقل. 37 - رعت واحفاً فالجزع حتى تكملت ... جمادى وحتى طار عنها نسيلها يقول: رعت هذه الحمر "واحفاً": وهو موضع. و"الجزع": منعطف الوادي. "حتى تكملت جمادى": وكانت جمادى في ذلك الوقت إذا تكملت فقد جاء الصيف فإذا جاء الصيف فلابد أن تطلب الماء. و"طار نسيلها": وذلك قبل جمادى حين أكلت الربيع وسمنت. 38 - وحتى استبان الجأب بعد امتنائها ... من الصيف ما اللائي لقحن وحولها

فيقول: "استبان" أي: علم ما التي حملت من أتنه، وما التي حالت. و"الامتناء". أن تنظر أحملت أم لا؟ قدره خمس عشرة ليلة أو عشر ليال. 39 - أبت بعد هيج الأرض إلا تعلقاً ... بعهد الثرى حتى طواها ذبولها قوله: "أبت بعد هيج الأرض": و"هيجها": يبس بقلها. يقال: "هاجت الأرض". وأما قوله: "إلا تعلقاً بعهد الثرى": فإنما يريد أبت إلا أن تعلق بحب عهد الثرى، أي: بحب ما عهدت ن الثرى، أي: أدركت. و"الثرى": البلل من التراب، يقال: "القوم مثرون": لم تجف أرضهم. وقد ثري 30 ب/ مكانه يثرى ثرى: إذا ندي، وهو ثرز و"ثريته": نديته. وقوله: "حتى طواها ذبولها" يريد: طوى الحمر ذهاب الماء عنها ويبست بطونها. فذلك ذبولها. ويقال للعود إذا ذهب ماؤه وتهيأ لليبس: "قد ذبل".

40 - حشتها الزبانى حرة في صدورها ... وسيرها من صلب رهبى ثميلها "الزبانى": قرنا العقرب عند طلوعها. و"الحرة": حرارة العطش. "وسيرها من صلب رهبى ثميلها" يعني: ما بقي في بطونها من العلف، لم يبق إلا بقايا أذهبها الحر، فسارت تطلب الماء. 41 - فلما حدا الليل النهار وأسدفت ... هوادي دجاً ما كاد يدنو أصيلها "حدا": ساق الليل النهار. "وأسدفت هوادي دجاً" أي: اسودت "هوادي" أي: أوائل دجاً، يريد: دجا الليل، ما كاد يدنو عشيها من طول اليوم. فيقول: لما ساق الليل النهار

ودنا العشي "حداها" أي: حدا الحمر "جميع الأمر" أي: اجتمع رأي الفحل وعزم. 42 - حداها جميع الأمر مجلوذ السرى ... حداء إذا ما استسمعته يهولها يريد: ساق الحمر "جميع الأمر": وهو الفحل الذي اجتمع رأيه وعزم ولم ينتشر أمره. يقال: "رجل جميع الرأي" و"امرأة جميعة الرأي". و"مجلوذ السرى" أي: منبسط ماض. وقوله: 31 أ/ "إذا استسمعته" يريد إذا سمعت الحداء هالها. 43 - مصك كمقلاء الفتى ذاد نفسه ... عن الورد حتى ائتج فيها غليلها "مصك" يعني: هذا الفحل، أنه شديد "كمقلاء الفتى"،

يقول: هو مدرج خميص شديد. و"ذاد نفسه عن الورد": جعل يخاف الرمي، فحبس نفسه حتى اضطرمت فيها حرارة العطش. 44 - تغنيه من بين الصبيين أبنة ... نهوم إذا ما ارتد فيها سحيلها "الأبنة": العقدة، ويعني بها ها هنا الغلصمة، فهو يصدح ويصيح. و"نهوم" أي: "ينهم": ينحط في جوفه. وقوله: "إذا ارتد فيها" يريد: في الأبنة. "سحيلها": صوتها، يريد: صوت الأبنة.

45 - فظلت تفالى حول جأب كأنه ... ربيئة أثار عظام ذحولها يقول: ظلت الحمر تفالى حول "جأب": وهو الحمار الغليظ، كأنه ربيئة قوم يطلب بدم أثآر، كأنه يربأ لقوم. يقول: الحمر يفلي بعضها بعضاً. و"الذحل .. ": الأمر الذي أسأت به، وذلك أنه ينتظر سقوط الشمس حتى يرد.

46 - محانيق أمثال القنا قد تقطعت ... قوى الشك عنها لو يخلى سبيلها "محانيق": ضمر. "أمثال القنا": في طولها. "قد تقطعت قوى الشك" أي: قد تقطعت حبال الشك عنها، ليست تشك في الورود لو يخلي الفحل سبيلها. 31 ب 47 - تراقب بين الصلب والهضب والمعى ... معى واحف شمساً بطيئاً نزولها

أي: تراقب الشمس متى تغور حتى تطلب الماء لأنها تكره أن تطلبه في الحر. و"نزولها": غؤورها. 48 - ترى القلوة القوداء فيها كفارك ... تصدى لعينيها فصدت حليلها "القلوة": الخفيفة من الأتن. و"القوداء": الطويلة العنق. قوله: كفارك تصدى لعينيها حليلها فصدت عنه، فيقول: كأنها في إغضائها في الهاجرة "كفارك" أي: كامرأة أبغضت زوجها، فقد أغضت عنه. 49 - فأوردها مسجورة ذات عرمض ... تغول سيول المكفهرات غولها

أي: أورد الحمار الأتن عيناً "مسجورة" أي: مملوءة. "ذات عرمض": وهو الخضرة على رأس الماء. و"المكفهرات": السحائب المتراكبة. فأراد: أن العين تغول سيول المكفهرات من سعتها، أي: تذهب بمائها. 50 - فأزعجها رام بسهم فأدبرت ... لها روعة ينفي السلام حفيلها "حفيلها": اجتهادها في العدو. و"السلام": الحجارة، فهي تنفيها بحوافرها وتجتهد في ذلك. و"روعة": فزعة. 51 - تقول سليمى إذ رأتني كأنني ... لنجم الثريا راقب أستحيلها أي: ينظر هل يزول النجم لطول الليل. "أستحيلها": يقال:

"استحل 32 أ/ هذا الشخص" أي: انظر هل يتحرك أم لا؟ فنقول: "قد حال" أي: تحرك. 52 - أشكوى حمتك النوم أم نفرت به ... هموم تعنى بعد وهن دخيلها يريد: تقول سليمى: أشكوى منعتك النوم أم نفرت بالنوم هموم "تعنى": تعهد. "بعد وهن" أي: بعد هوي من الليل. "دخيلها": ما دخله وبطنه. "والدخيل" في غير هذا الموضع: الضيف الذي يدخل البيت. 53 - فقلت لها: لا بل هموم تضيفت ... ثويك، والظلماء ملقى سدولها رد عليها فقال: ليس بي شكوى، ولكن هموم "تضيفت" أي: نزلت عند ثويك، وهو ذو الرمة. ويقال: "هذا ثويهم": إذا ثوى عندهم. و"سدول" الظلماء: ستورها.

54 - أتى دون طعم النوم تيسيري القرى ... لها واحتيالي أي جال أجيلها يقول: أتى دون طعم النوم "تيسيري" أي: تهيئتي لها، يريد لهذه الهموم، أي: أنظر ما أعمل لها، كما يقرى الضيف، واحتيالي لهذه الهموم "أي جال أجيلها" أي جهة أوجهها. ومعنى "أتى دون طعم النوم تيسيري القرى" أي: حال بيني وبين النوم. وجعل الهموم إذا طرقته أضافها، والهموم لا تقرى، وإنما هذا مثل. وجعل دواء الهموم وقراه الارتحال، أي: ارتحلت لألقي عني الهموم. يقال: "أجل الأمر مجاله" أي: أدر الأمر مداره. و"مجاله" ها هنا: مصدر. و"المجال" في غير هذا: الموضع الذي يجال فيه، فيمن قال: أجلته، فإن قلت: جلت أنا جولاناً ومجالاً 33 ب/ هما مصدر، فالموضع "مجال" حيث يجال فيه. 55 - فطاوعت همي وانجلى وجه بازل ... من الأمر لم يترك خلاجاً بزولها

يقول: أمرتني نفسي بشيء فطاوعتها. وقوله: "وانجلى وجه بازل من الأمر" يريد: وجه خصلة انكشفت و"انبزلت": استبانت. ومنه يقال: "بزلته" شققته. وقوله: "فلم يترك خلاجاً بزولها" يقول: استبانتها وانبزالها لم يترك في الأمر "خلاجاً"، أي: شكاً. 56 - فقالت: عبيد الله من آل معمر ... إليه أرحل الأنقاض يرشد رحيلها يقول: قالت لي: ارحل إلى عبيد الله، و"الأنقاض": الواحد نقض، وهو المهزول، رجيع سفر. فيقول: هذه الخصلة التي انكشفت لي أمرتني بذلك. 57 - فتى بين بطحاوي قريش كأنه ... صفيحة ذي غربين صاف صقيلها

58 - إذا ما قريش قيل: أين خيارها ... أقرت به شبانها وكهولها

29 - أتعرف أطلالا بوهبين فالحضر

(29) (الطويل) وقال أيضاً [يمدح بلال بن أبي بردة]: 1 - أتعرف أطلالاً بوهبين فالحضر ... لمي كأنيار المفوفة الخضر

"الطلل": ما استبان لك من أعلام الدار، وكل ما كان له شخص فهو طلل، وما لم يكن له شخص فهو رسم. و"المفوفة": ضرب من الثياب، 31 أ/ يقال لها: الفوف، و"الأنيار": الأعلام، الواحد نير. 2 - فلما عرفت الدار واعتزني الهوى ... تذكرت هل لي إن تصابيت من عذر "اعتزني الهوى" أي: غلبني. و"تصابيت": يقول: هل لي إن اتبعت الصبا من عذر. 3 - فلم أر عذراً بعد عشرين حجة ... مضت لي وعشر قد مضين إلى عشر يريد: أربعين سنة.

4 - وأخفيت شوقي من رفيقي وإنه ... لذو نسب دان إلي وذو حجر "الحجر": العقل. 5 - محل الحواءين الذي لست رائياً ... محلهما إلا غلبت على الصبر أراد: فأخفيت شوقي محل الحوائين. ومحلهما حيث نزلا، حيث ضربت الأبنية. وقوله: "إلا غلبت على الصبر" أي:

يأتيني ما يغلبني عليه. 6 - وضبحاً ضبته النار في ظاهر الحصى ... كباقية التنوير أو نقط الحبر "الضبح": آثار النار و"ضبته" أيضاً: غيرته، وقوله: "كباقية التنوير": شبه أثر النار "بباقية التنوير": وهو أن تضرب اللثة أو اليد بالإبرة، ثم تجعل عليه الإثمد أو نقط الحبر. ونصب "ضبحاً" أراد: لست رائياً محلهما وضبحاً ضبته النار. و"اللثة" لحم أصول الأسنان، ويكره منها أن تحمر أو تبيض اللثة أو الشفة، ويستحب منها السواد. 33 ب 7 - وغير ثلاث بينهن خصاصة ... تجاورن في ربع زماناً من الدهر

قوله: "وغير ثلاث" يعني: الأثافي. أراد: ولست رائياً غير ثلاث، أي: شيئاً غير ثلاث "بينهن خصاصة": وهي الفرج بين الأثافي. "تجاورن في ربع" يعني: الأثافي، إنهن تجاورن في هذا الربع زماناً. 8 - كساهن لون السود بعد تعيس ... بوهبين إحماش الوليدة بالقدر يريد: كسا الأثافي لون السواد "إحماش الوليدة" يريد: إيقادها. "بعد تعيس" أي: بعد أن كن بيضاً. ومنه: "أحمشت النار" أي: أوقدتها. 9 - أربت عليها كل هوجاء رادة ... شمال وأنفاس اليمانية الكدر

"أربت" أقامت ولزمت على هذه الأطلال والأثافي كل ريح "هوجاء": تركب رأسها كان فيها هوجاً. و"رادة": ترود و"أنفاس اليمانية" يريد: تنفساً من الريح من قبل اليمن. و"الكدر": التي تجيء بالتراب. 10 - تسح بها بوغاء قف وتارة ... تسن عليها ترب آملة عفر

يقول: هذه الريح تسح بها بوغاء قف. و"البوغاء": التراب الذي إذا وطئ طار وخف. و"تارة" أي: مرة .. "تسن" أي: تصب عليها "ترب آملة عفر". و"الأميل": الحبل من الرمل عرضه نصف ميل. و"عفرة": بياض يضرب إلى الحمرة. 34 أ 11 - هجان من الدهنا كأن متونها ... إذا برقت أثباج أحصنة شقر "هجان"، يقول: التراب حر عتيق. و"متونها": ظهورها. "إذا برقت أثباج" يريد: أوساط أحصنة من الخيل شقر.

يقول: كأن هذه الآملة إذا برقت ... كأنها أوساط خيل شقر. وواحد الأحصنة: حصان. 12 - فهاجت عليك الدار ما لست ناسياً ... من الحاج إلا أن تناسى على ذكر "الحاج"، يريد: الحوائج، أي: من حوائجها، من ذكرها إلا أن تخادع نفسك وتناسى وأنت ذاكر لها. 13 - هواك الذي ينهاض بعد اندماله ... كما هاض حاد متعب صاحب الكسر موضع "هواك" نصب رداً على "ما لست"، أي: فهاجت عليك الدار ما لست ناسياً، ثم ترجم بـ "هواك" عن "ما": وقوله: "ينهاض" أي: يرجع. "بعد اندماله" أي: بعد البرء. و"الاندمال": الذي قد برأ شيئاً ولم يفق تلك الإفاقة. و"الانهياض": أصله أن يصيب الرجل مرض فيبرأ ثم ينكس،

أو بعير يصيبه كسر ثم يجبر ثم يرجع كسره. وقوله: "كما هاض حاد متعب صاحب الكسر" أي: أتعبه فهاضه وجع كسره. و"صاحب الكسر"، يعني: بعيراً به كسر. 14 - إذا قلت: قد ودعته، رجعت به ... شجون وأذكار تعرض في الصدر إذا قلت: قد ودعت هذا الهوى رجعت به أمور وحاجات وأحزان تعرض في الصدر. 34 ب 15 - لمستشعر داء الهوى عرضت له ... سقاماً من الأسقام صاحبة الخدر "مستشعر": مستدخل داء الهوى. يريد: رجعت به شؤون لمستشعر.

16 - إذا قلت: يسلو ذكر مية قلبه ... أبى حبها إلا بقاء على الهجر "قلبه" يعني: قلب نفسه. يريد: إذا قلت: يسلو قلبي عن ذكر مية أبى إلا بقاء على الهجر. يريد: على طول أن لا نتلاقى. 17 - تميمية نجدية دار أهلها ... إذا موه الصمان من سبل القطر "سبل القطر": ما انحدر من المطر. و"موه": و"التمويه": أن تمتلئ أخذه وغدرانه من المطر. يقال: "موهوا حوضكم فإنه رشف" أي: قد ذهب ماؤه، أي: صبوا فيه الماء. وأراد بـ "موه" أي: صير به ماء من السحاب. 18 - بأدعاص حوضى ثم يورد أهلها ... جراميز يطفو فوقها ورق السدر

"أدعاص": رمال صغارز و"الجراميز": الحياض الصغار. وقوله: "يطفو فوقها ورق السدر" أي: فحوضت في الخبراء أي: صير في الخبراء حوض. وذلك أن بها سدراً. و"يورد أهلها" أي: يوردون إبلهم جراميز، الواحد: جرموز. 19 - من الواضحات البيض تجري عقودها ... على ظبية بالرمل فاردة بكر 35 أ/ "واضحات": بيض، فيقول: كأن العقود التي يلبسنها على ظبية.

20 - تبسم إيماض الغمامة جنها ... رواق من الظلماء في منطق نزر يقول: "تبسم كإيماض السحابة"، كما تومض بالبرق. و"الإيماض": لمع خفي. و"جنها": ألبسها رواق من الظلمة. و"الرواق": الأعالي من كل شيء. و"منطق نزر" أي: قليل. 21 - يقطع موضوع الحديث ابتسامها ... تقطع ماء المزن في نزف الخمر "موضوع الحديث": مخفوضه. يقول: تحدث موضوعاً من الحديث وتبسم بين ذلك. و"النزفة": القطعة من الماء، وهو

قليل. فيقول: إذا صب على خمر ماء فهو يتقطع قبل أن يمزج. 22 - فلو كلمت مي عواقل شاهق ... رغاثاً من الأروى سهون عن الغفر "عوقال": قد عقلت في الجبل، أي: تحصنت. ومن أحرز نفسه فقد عقل. و"الشاهق": الجبل المشرف. و"الرغاث": اللواتي يرضعن من الأروى ومن غيرها، والواحدة: رغوث. وواحدة الأروى: "أروية": وهي الأنثى من الأوعال. و"الغفر": ولدها. يقول: لو كلمت مي أراوي سهون عن أولادهن. 23 - خبرنجة خود كأن نطاقها ... على رملة بين المقيد والخصر "خبرنجة": حسنة الخلق، وكذلك "الخود". و"نطاقها":

إزارها، وهو مثل السراويل بين المقيد والخصر. و"المقيد": موضع الخلخال. وأراد 35 ب/ عجيزتها بين الخصر وموضع خلخالها. 24 - لها قصب فعم خدال كأنه ... مسوق بردي على حائر غمر "القصب": كل عظم فيه مخ، الواحدة: قصبة. و"فعم": ممتلئ. و"خدال" أيضاً: ممتلئة ضخام. وقوله: "كأنه مسوق بردي" أي: صار له ساق. يقال: "قد سوق البردي والشجر". وقوله: "على حائر"، و"الحائر": وهدة من الأرض فيها ماء له جانب يمنعه، فالماء يتحير من كثرته، لأنه ليست له جهة يمضي فيها. و"غمر": كثير. 25 - سقية أعداد يبيت ضجيعها ... ويصبح محبوراً وخيراً من الحبر قوله: "سقية أعداد" أي: كأنها بردية يسقها عد من الماء لا ينزح. فيقول: هذا القصب أبيض ناعم كالبردي. و"محبور":

مسرور. و"العد": الماء له مادة. 26 - تعاطيه براق الثنايا كأنه ... أقاحي وسمي بسائفة قفر "تعاطيه": تناوله. يقول: كأن الثغر أقاحي وسمي، أصابه مطر الوسمي بـ "سائفة": وهي الرملة التي رقت. 27 - كأن الندى الشتوي يرفض ماؤه ... على أشنب الأنياب متسق الثغر "الشنب": برد وعذوبة في الأنياب. يقول: كأن ريقتها الندى الذي يقع في الشتاء. و"متسق": مستو. "يرفض": يتفرق.

28 - هجان تفت المسك في متناعم ... سخام القرون غير صهب ولا زعر 36 أ/ "هجان": بيضاء. وقوله: "تفت المسك في متناعم" يريد: في شعرها. و"سخام": لين، وكذلك "المتناعم". وقال الأعشى: سخامية حمراء تحسب عندما وقال جندل: كأنه بالصحصحان الأنجل ... قطن سخام بأيادي غزل

و"القرون": الذوائب، وكل ذؤابة قرن. وقوله: "غير صهب ولا زعر" أي: ليست بشقراء الشعر ولا قليلته. 29 - وتشعره أعطافها وتسوفه ... وتمسح منه بالترائب والنحر "تشعره" أي: نجعل المسك في أعطافها. و"تسوفه": تشمه. و"الترائب": عظام الصدر، الواحدة: تريبة. 30 - لها سنة كالشمس في يوم طلقة ... بدت من سحاب وهي جانحة العصر "السنة": الصورة. وقوله: "في يوم طلقة" أي: في ساعة من النهار طلقة. أي: طيبة سهلة لا برد فيها ولا

أذى. و"بدت من سحاب" يعني: الشمس، فهي أحسن ما تكون وقد دنا العصر، فشبه صورتها بالشمس ثم وصف الشمس. 31 - فما روضة من حر نجد تهللت ... عليها سماء ليلة والصبا تسري "الروضة": كل مكان مستدير فيه نبت وماء. وقوله: "من حر نجد" أي: من عتيقها وكريمها. و"تهللت": سالت عليها. "سماء" يريد: المطر، والصبا تسري ليلاً للمطر. 32 - بها ذرق غض النبات وحنوة ... تعاورها الأمطار كفراً على كفر 36 ب/ "ذرق": نبت. و"حنوة": نبت طيب الريح. وقوله: "كفراً على كفر" أي: مطرة على مطرة. ومنه:

"كفرته": غطيته. و"تعاورها الأمطار" أي: تأتيها مرة بعد مرة. 33 - بأطيب منها نكهة بعد هجعة ... ونشراً ولا وعساء طيبة النشر "بعد هجعة" أي: بعد نومة. و"النشر": ريح الجسد والفم بعد النوم. و"الوعاء": الرملة اللينة تنبت أحرار البقل. 34 - فتلك التي يعتادني من خيالها ... على النأي داء السحر أو شبه السحر "يعتادني" أي: يأتيني مرة بعد مرة. و"داء السحر": وهو أن يصيبه خبل في فؤاده أي: فساد. 35 - إلى ابن أبي موسى بلال تكلفت ... بنا البعد أنقاض الغريرية السجر

واحد "الأنقاض": "نقض" وهو رجيع السفر و"الغريرية": من مهرة. و"السجر": يقول: هي بيض، فيهن حمرة. و"تكلفت بنا البعد": على مشقة. 36 - مدئبة الأيام واصلة بها ... لياليها حتى ترى وضح الفجر "مدئبة الأيام" أي: دأبت أيامها، وهي الدائبة أيامها، ووصلت بها لياليها حتى ترى بياض الفجر.

37 - يؤوبن تأويباً قليلاً غراره ... ويجتبن أثناء الحنادس والقمر "يؤوبن" أي: ينزلن عند الليل. و"قليلاً غراره" أي: نومه، [أي]، قليل غرار التأويب. 37 أ/ ومنه يقال: "ما نام إلا غراراً" أي: قليلاً. و"أثناء الحنادس": طراق الليل بعضه على بعض، أي: ظلمه، والواحد: ثني. و"الحنادس": الليالي الشديدة السواد. يقال: "ظلماء حندس" أي: شديدة السواد. و"القمر": الليالي المقمرة. و"التأويب": أني سرن يومهن أجمع ثم ينزلن عند الليل. 38 - يقطعن أجواز الفلاة بفتية ... لهم فوق أنضاء السرى قمم السفر أي: الإبل يقطعن أجواز الفلاة، أي: أوساط الفلاة بفتية لهم قمم السفر، يقول: لهم شخوص المسافرين. و"قمة الإنسان": قامته، والجميع: قمم. و"فوق أنضاء السرى" أي: فوق مهازيل الإبل. و"السرى": سير الليل. و"السفر": جمع سافر، مثل: شارب وشرب، وصاحب وصحب.

39 - تمر لنا الأيام ما لمحت لنا ... بصيرة عين من سوانا إلى شفر قوله: "تمر لنا الأيام" يريد: بنا. "ما لمحت لنا بصيرة عين إلى شفر"، أي: ما رأينا أحداً. و"من سوانا"، يريد: أن بعضنا يرى بعضاً. ويقال: "ما بها شفر" أي: "ما بها أحد" ويروى: "إلى سفر" يريد: المسافرين. يريد: ما لمحت لنا إلى شفر من سوانا. 40 - تقضين من أعراف لبنى وغمرة ... فلما تعرفن اليمامة عن عفر

"تقضين" أي: انقضضن، يعني الإبل. وكان ينبغي أن يقول: "تقضضن" فذهب إلى مذهب "تظنيت"، استثقلوا ضادين في موضع. و"لبنى": جبل. وقوله: "تعرفن اليمامة عن عفر" أي: بعد زمن طويل. يقال: "أتاه عن عفر" أي: بعد قدم. 37 ب 41 - تزاورن عن قران عمداً ومن به ... من الناس وازورت سراهن عن حجر "تزاورن": يعني الإبل، أي: تعاوجن قران. أي: عدلن عمداً. "ومن به من الناس" أي: ومن بقران من الناس. و"ازورت سراهن عن حجر" يقول: صرفن ليلهن إلى غير حجر، أي: تجافين عن قران ومن به من الناس.

42 - فأمسين بالحومان يجعلن وجهة ... لأعناقهن الجدي أو مطلع النسر "الحومان": ما غلظ من الأرض. وقوله: "يجعلن وجهة لأعناقهن الجدي"، أيك تجعل رؤوسها قبل المشرق. 43 - فصممن في دوية الدو بعدما ... لقين التي بعد اللتيا من الضمر "صممن": يعني الإبل، أي: ركبن رؤوسهن.

و"الدوية": ما استوى من الأرض. وقوله: "بعد اللتيا من الضمر": العرب تقول: "لقيت منه اللتيا والتي" أي: الجهد. 44 - فرغن أبا عمرو بما بين أهلنا ... وبينك من أطراقهن ومن شهر يريد: فرغن يا أبا عمرو من أطراقهن، يعني: الإبل، أي: من شحومهن، والواحد: طرق، وهو الشحم. وقوله: "ومن شهر" يريد: سرن إليك شهراً، أي: وفرغن من مسيرة شهر. 45 - فأصبحن يعزلن الكواظم يمنة ... وقد قلقت أجوازهن من الضفر

"يعزلن" أي: يتركن الكواظم، يعني الإبل. "وقد قلقت أجوازهن" أي: 38 أ/ أوساطهن من الضفر. و"الضفر": الحقب وقلقن من الضمر. 46 - فجئنا على خوص كأن عيونها ... صبابات زيت في أواقي من صفر "الخوص": الإبل الغائرات العيون، وكأن عيونها "صبابات زيت" بقايا زيت، أي: قد غارت، فكأنها بقية زيت في أوقية، فأراد: كأنها أواقي فيها بقايا زيت لأنها غائرة، وواحد الصبابات: صبابة.

47 - مكلين مضبوحي الوجوه كأننا ... بنو غب حمى من سهوم ومن فتر "مكلين" أي: كلت إبلهم وأعيت. يقال: "رجل مكل": إذا كلت إبله، و"معطش": إذا عطشت إبله. "ورجل ممرض": إذا مرضت إبله، و"رجل مقو": دابته قوية. وقوله: "مضبوحي الوجوه" أي: ضبحتها الشمس، غيرتها. وقوله: "كأننا بنو غب حمى" أي: كأننا في غب حمى، أي: بعدها. و"السهوم": ضمر الوجه. ويقال: "رأيت فلاناً في غب حماه" أي: بعد حماه. 48 - وقد كنت أهدي والمفازة بيننا ... ثناء امرئ باقي المودة والشكر 49 - ذخرت أبا عمرو لقومك كلهم ... بقاء الليالي عندنا أحسن الذخر

ويروى: "سجيس الليالي" أي: أبداً. وقوله: "بقاء الليالي" يريد: ما بقيت الليالي. 50 - فلا تيأسن من أنني لك ناصح ... ومن أنزل الفرقان في ليلة القدر 51 - أقول وشعر والعرائس بيننا ... وسمر الذرى من هضب ناصفة الحمر 38 ب / أي: لا تيأسن من أن تدرك ما تريد من نصحي. و"سمر الذرى": أعلاها، أي: هي سود. و"العرائس": بلد.

و"شعر": جبل. و"ناصفة": موضع. 52 - إذا ذكر الأقوام فاذكر بمدحة ... بلالاً أخاك الأشعري أبا عمرو 53 - اخاً وصله زين الكريم وفضله ... يجيرك بعد الله من تلف الدهر "التلف": الهلاك. وقوله: "وصله زين الكريم" يقول: إذا وصلك زانك، لا يشينك. 54 - رأيت أبا عمرو بلالاً قضى له ... ولي القضايا بالصواب وبالنضر "بالصواب": بأن يصيب ويقصد ويوفق. 55 - إذا حارب الأقوام يسقي عدوه ... سجالاً من الذيفان والعلقم الخضر

"الذيفان": السم. و"العلقم": المرارة، وهو الحنظل. 56 - وحسنى أبي عمرو على من تصيبه ... كمنبعق الغيث الحيا النابيت النضر قوله: "كمنبعق الغيث": فالغيث ها هنا النبت. "ينبعق" أي: ينشق فيخرج. و"النابت": حين بدا. و"النضر": الأخضر الحسن. و"الحيا": أصله المطر، وأراد ها هنا الخضب. 57 - وإن حارد المعطون ألفيت كفه ... هضوماً تسح الخير من خلق بحر

"حاردوا": منعوا، وأصل "المحاردة": أن تمنع الناقة درها. و"الهضوم": 39 أ/ الذي يكسر ماله، ويحطه، وينفقه بالسر. ويروى: "من خلق يجري" أي: يسيل سيلاً. 58 - ومختلق للملك أبيض فدغم ... أشم أبج العين كالقمر البدر "مختلق للملك" أي: حميل، حمل للملك. و"فدغم": وهو الفخم الحسن. و"أبج العين" أيك واسع شق العين، ومنه: "بجه" أي: شقه. 59 - تصاغر أشراف البرية حوله ... لأزهر صافي اللون من نفر زهر "تصاغر" أي: يرون أنفسهم صغراً في شرفه. و"زهر": بيض.

60 - خلفت أبا موسى وشرفت ما بنى ... أبو بردة الفياض من شرف الذكر يقول: ما بنى من شرف الذكر فأنت رفعته. 61 - وكم لبلال من أب كان طيباً ... على كل حال في الحياة وفي القبر أي: كان طيباً في الدين وغيره، في كل ما وجهته. 62 - لكم قدم لا ينكر الناس أنها ... مع الحسب العادي طمت على الفخر "قدم" أي: سابقة تقدمت. و"طمت": علت.

63 - خلال النبي المصطفى عند ربه ... وعثمان والفاروق بعد أبي بكر قوله: "خلال النبي": كان أبو موسى ذا منزلة من النبي صلى الله عليه وسلم 39 ب/ و"المخالة": المصادقة، وهي الخلال، خاللته مخالة وخلالاً. 64 - وأنتم ذوو الأكل العظيم وأنتم ... أسود الوغى والجابرون من الفقر قوله: "ذوو الأكل": وذلك إذا كان ذا حظ ورزق في الدنيا و"الوغى": الصوت الذي يكون في الحرب. و"الوغى" و"الوعى": واحد.

65 - أبوك تلافى الدين والناس بعدما ... تشاءوا وبيت الدين منقلع الكسر "تلافى" أي: تدارك. و"بعدما تشاءوا" أي: بعدما تفرقوا. و"الكسر": أسفل الشقة التي تقع على الأرض. يقال: "تشاءى الأمر": إذا تفرق. 66 - فشد إصار الدين أيام أذرح ... ورد حروباً قد لقحن إلى عقر "الإصار": الحبل الصغير الذي في وتد البيت، فضربه مثلاً للدين. وقوله: "ورد حروباً قد لقحن إلى عقر" أي: سكون، وقد كن لقحن، أي: كانت الحرب هائجة فسكنت. و"العقر":

المرأة التي تحمل ثم ينقطع ذلك عنها، وكذلك هذه الحرب. 67 - تعز ضعاف الناس عزة نفسه ... ويقطع أنف الكبرياء من الكبر "عزة نفسه": شدة نفسه، فيقول: شدة نفسه تعز ضعاف الناس، أي: تجعلهم أعزاء. 68 - إذا المنبر المحضور أشرف رأسه ... على الناس جلى فوقه نظر الصقر

"جلى": نظر. 4 أ 69 - تجلت عن البازي طشاش وليلة ... فآنس شيئاً وهو طاو على وكر "طشاش": جمع طش. و"آنس": أبصر. "طاو" أي: جائع. و"تجلت": تكشفت عنه، عن البازي. 70 - فسلم فاختار المقالة مصقع ... رفيع البنى ضخم الدسيعة والأمر "سلم" يعني: أبا موسى. "فاختار المقالة" أي: أخذ

خيارها، فأراد: سلم على الناس الذين أسفل المنبر. و"المصقع": الصدوح بصوته، أي: هو خطيب. و"الدسيعة": خلقه وفعاله وفعال آبائه وسعة الصدر. 71 - ليوم من الأيام شبه قوله ... ذوو الرأي والأحجاء منقلع الصخر يريد: فاختار المقالة ليوم من الأيام. و"ذوو الأحجاء" أي: ذوو العقول. يقال: "إنه لذو حجتي". وقوله: "منقلع الصخر" أراد: كالصخر المنقلع. 72 - ومثل بلال سوس الأمر فاستوت ... مهابته الكبرى وجلى عن الثغر

"جلى عن الأمر" أي: كشف عنه. ويروى: "وحل على الثغر". 73 - إذا التكت الأوراد فرجت بينها ... مصادر ليست من عبام ولا غمر "التكت": التبست. "الأوراد": الأمور. أصدرت كل شيء مصدره. و"العبام": الثقيل الوخم. و"الغمر": الذي لم يجرب الأمور. 40 ب 74 - ونكلت فساق العراق فأقصروا ... وغلقت أبواب النساء على ستر

"أقصروا" أي: كفوا. يقول: منعت النساء. 75 - فلم يبق إلا داخر في مخيس ... ومنجحر من غير أرضك في جحر "الداخر": الصاغر. و"المخيس": الحبس. 76 - يغار بلال غيرة عربية ... على العربيات المغيبات بالمصر

["المغيبات": اللواتي أزواجهن غيب" "بالمصر"] يريد: اللواتي بالبصرة. يقول: كان إذا غزا الناس طلب السفهاء الحديث، فيقول: منعت ذلك.

30 - يا حاديي بنت فضاض أما لكما

(30) (البسيط) وقال أيضاً: 1 - يا حاديي بنت فضاض أما لكما ... حتى نكلمها هم بتعريج "بنت فضاض": امرأة من بكر بن وائل. يريد: أمالكما هم بإقامة؟ فأقيما. 2 - خود كأن اهتزاز الرمح مشيتها ... لفاء ممكورة في غير تهبيج "خود": حسنة الخلق. و"لفاء": ضخمة الفخذ.

و"ممكورة": حسنة طي الخلق. وقوله: "في غير تهبيج" يريد: في غير انتفاخ وورم. 3 - كأنها بكرة أدماء زينها ... عتق النجار وعيش غير تزليج "النجار": الضرب والشكل، وهو خلقة الكرم، يقال: "هو على نجاره" أي: على قده وخلقته. 41 أ/ و"العتق": الكرم. وقوله: "غير تزليج": "التزليج": التجويز الذي لا يبالغ فيه، كالرجل "المزلج": الذي ليس بالكامل. 4 - في ربرب مخطف الأحشاء ملتبس ... منه بنا مرض الحور المباهيج يريد: كأنها بكرة في "ربرب" يريد: في نساء كأنهن البقر.

و"الربرب": جميع البقر. و"مخطف الأحشاء" أي: ضامر البطن منضمه. و"ملتبس منه بنا"، يريد: من الربرب، أي: التبس منه بنا مرض، أي: اختلط وعلق فؤاده مرض الحور. و"المباهيج": التي إذا نظرت إليها رأيت لها بهجة، وواحد "المباهيج": مبهاج. 5 - كأن أعجازها والريط يعصبها ... بين البرين وأعناق العواهيج قوله: "والربط يعصبها" أي: يلفها، أي: يلف الأعجاز، أي: تضم الريح إليها ثيابها فتلتف. و"البرين": الخلاخيل. و"العواهيج": الظباء الطوال الأعناق، فأراد أن الأعجاز بين الأعناق والخلاخيل. 6 - أنقاء سارية حلت عزاليها ... من آخر الليل، ريح غير حرجوج يريد: كأن أعجازها أنقاء "سارية": وهي سحابة تمطر بالليل

وتسري، "السرى": سير الليل. و"النقا": القطعة من الرمل المستطيلة المحدودبة، وكذلك "الكثيب". فشبه الأعجاز بالرمل وقد لبده المطر، والزم بعضه بعضاً. و"العزالي": أفواه السارية، فسال الماء. وهذا مثل. وقوله: "ريح غير حرجوج" يعني: غير شديدة، فهو أشد لمطرها. 41 ب 7 - تسقي إذا عجن من أجيادهن لنا ... عوج الأعنة أعناق العناجيج

قوله: "عجن" يريد: عطفن من أجيادهن، يريد: إذا عطفن من أعناقهن "عوج الأعنة"، أي: عطف الأعنة أعناق الخيل الطوال الأعناق، والواحد: "عنجوج". 8 - صوادي الهام والأحشاء خافقة ... تناول الهيم أرشاف الصهاريج يريد: تسقي "صوادي الهام" أي: عطاشها. والعطش في "الهامة" أي: في الرأس. العرب تقول: "أعطش الله هامته، وروى الله هامته". و"الأحشاء خافقة" أي: تضطرب. وقوله: "تناول الهيم أرشاف الصهاريج": "الهيم": العطاش من الإبل و"الصهاريج": المصانع، فيريد: كما تناول الهيم أرشاف

[الصهاريج، وهي مصانع الماء]، و"الرشف": الماء القليل. 9 - من كل أشنب مجرى كل منتكث ... يجري على واضح الأنياب مثلوج يريد: تسقي صوادي الهام "من كل أشنب". و"الشنب": برد وعذوبة في الأسنان والفم، هذا قول الأصمعي، وقال غيره: "الشنب": تحديد الأسنان، والأول أجود. فيقول: تلثم فاها فتسقي هامنا من كل أشنب، كما كانت الإبل ترشف بمشافرها الماء القليل، وكذلك نحن نرشف فاها. وقوله: "مجرى كل منتكث" يريد: مجرى السواك، وذلك أن رأسه منتكث متشعث. و"يجري" يعني: السواك، يجري على ثغر "واضح": أبيض الأنياب "مثلوج": بارد. و"الصهاريج": مصانع الماء.

42 أ 10 - كأنه بعد ما تغضي العيون به ... على الرقاد سلاف غير ممزوج يريد الريق، "بعد ما تغضي العيون به" أي: بالريق. "على الرقاد": على النوم. "سلاف": وهو ما سال من غير أن يعصر. 11 - ومهمه طامس الأعلام في صخب الـ ... ـأصداء مختلط بالترب ديجوج "المهمه": الأرض البعيدة. وقوله: "طامس الأعلام"، أي: قد طمست أعلامه فلا ترى في ليل "صخب الأصداء" يريد: طمست أعلامه في ليل أصداؤه كثيرة الصوت. و"مختلط بالترب" يقول: هذا الليل ألقى أكنافه على التراب. و"ديجوج": أسود. و"الصدى": طائر. 12 - أمرقت من جوزه أعناق ناجية ... تنجو إذا قال حادينا لها: هيجي

"أمرقت" أي: أخرجت. "من جوزه" أي: من وسط هذا المهمه "أعناق ناجية" يريد: أعناق إبل ناجية تنجو وتمضي "إذا قال حادينا لها هيجي": وهو زجر. 13 - كأنه حين نرمي خلفهن به ... حادي ثمان من الحقب السماحيج يريد: كان الحادي "حين نرمي خلفهن" أي: خلف الإبل، "به": بالحادي، وهو يطرد الإبل، حمار يطرد ثمانياً "من الحقب": والواحدة "حقباء" والذكر "أحقب": وهو الذي في موضع الحقيبة منه بياض. و"السماحيج": الطوال مع الأرض.

14 - وراكد الشمس أجاج نصبت له ... حواجب القوم بالمهرية العوج 42 ب/ قوله: "وراكد الشمس"، أي: لا تكاد شمسه تزول من طول ذلك اليوم. "نصبت له" أي: نصبت لذلك اليوم حواجب القوم، أي: استقبلته بحواجب القوم. و"المهرية": وهي الإبل. وأراد: رب يوم راكد شمسه فعلت فيه هذا وسرت فيه. و"العوج": التي ضمرت فاعوجت. و"أجاج"، أراد: أن اليوم له توهج. ويروى: "والمهرية". 15 - إذا تنازع جالا مجهل قذف ... أطراف مطرد بالحر منسوج أراد: ورب يوم نصبت له حواجب القوم "إذا تنازع جالا مجهل". و"الجالان": جانبا بلد "مجهل". و"قذف": بعيد، فأراد

أن الجالين تنازعا أطراف طريق "مطرد بالحر" أي: كأنه ماء يجيء ويذهب، يتبع بعضه بعضاً، يعني: السراب و"منسوج" يعني: السراب. 16 - تلوي الثنايا بأحقيها حواشيه ... لي الملاء بأبواب التفاريج "الثنايا": الطرق في الجبال. يقول: فالثنايا تلوي حواشي السراب "بأحقيها": وهي جماعة حقو، فيقول: بلغ السراب أوساط الثنايا، و"حواشيه": أطرافه ونواحيه "كلي الملاء" أي: كما يلوى الملاء بالمصاريع، وقيل: الدرابزين، وما سمعت أن الملاء يلوى بمصاريع الأبواب.

17 - كأنه والرهاء المرت يركضه ... أعراف أزهر تحت الريح منتوج "كأنه .. " يريد: كأن السراب. و"الرهاء": ما استوى من الأرض. فالرهاء "يركضه"، أي: ينزو بالسراب. و"المرت": الأرض التي لا نبت فيها، فشبه 43 أ/ السراب بأعراف "أزهر": وهو الماء الأبيض، يريد: ماء المطر. و"أعرافه": أعاليه، والماء تحت الريح. و"منتوج": حين خرج من السحاب. وبعضهم يروي: "أغراس أزهر"، وأباه الأصمعي. وأراد بـ "الغرس": جلده، إذا وضعت البقرة سقط منها جلدة فيها ماء كالقميص. 18 - يجري ويرتد أحياناً وتطرده ... نكباء ظمأى من القيظية الهوج

يقول: يجري السراب ويرتد أحياناً، تطرده "نكباء": ريح تجيء منحرفة، و"ظمأى": حارة عطشى ليست بلينة. و"هوج"، يركبن رؤوسهن، يعني: الرياح التي تهب في القيظ. 19 - في صحن يهماء يهتف السهام بها ... في قرقر بلعاب الشمس مضروج "الصحن": الوسط. و"اليهماء": الفلاة العمياء. و"السهام": الريح الحارة، وهي السموم. "في قرقر": وهو ما استوى من الأرض. و"لعاب الشمس": كأنه شيء يسيل من شدة الحر. يقول: القرقر "مضروج" بلعاب الشمس، أي: ملطخ و"يهتف السهام" أي: يمر مراً خفيفاً.

20 - يغادر الأرحبي المحض أركبها ... كأن غاربه يافوخ مشجوج "الأرحبي": بعير نمسوب إلى أرحب. و"المحض": الخالص. يقول: فالأركب يخلفون هذا البعير لأنه أعيا فسقط من طول هذه الأرض، "كأن غاربه يافوخ مشجوج": من الدم. 21 - رفيق أعين ذيال تشبهه ... فحل الهجان تنحى غير مخلوج 43 ب/ يقول: هذا الأرحبي رفيق "أعين": وهو ثور، أي: هو حسير كال فتخلف معه. وقوله: "تنحى غير مخلوج"، يقول:

هذا الهجان تنحى من عند نفسه من غير أن يعزل عن جفور. يقال: "جفر البعير يجفر جفوراً" و"فدر يفدر فدوراً": إذا ذهبت غلمته. و"الهجان": الفحل الأبيض الكريم. و"ذيال"، يعني الثور الطويل الذنب، فشبه الثور بفحل الهجان تنحى من غير جفور، فالثور منفرد متنح. 22 - ومنهل آجن الجمات مجتنب ... غلسته بالهبلات الهماليج "منهل": موضع ماء. "آجن الجمات": متغير. و"الجمات": ما اجتمع من الماء، الواحد: جمة، وجم وجمام. و"غلسته بالهبلات": وهي الإبل العظام.

23 - ينفخن أشكل مخلوطاً تقمصه ... مناخر العجرفيات الملاجيج يقول: الإبل ينفخن الزبد على أنوفهن مخلوطاً بدم، فلذلك قال: "أشكل" و"الشكلة": بياض تخلطه حمرة. و"تقمصه": تنزيه، يريد: تنزي ذلك الزبد مناخر "العجرفيات": اللواتي كالهوج فيهن وكالجفاء. و"ملاجيج": تلج. 24 - كأنما ضربت قدام أعينها ... عهناً بمستحصد الأوتار محلوج "العهن": الصوف الأحمر، شبه الزبد والدم بقطن مخلوط بعهن، والدم من خشاشها، والزبد من فمها، فكأنه صوف

خلط بقطن. وقوله: "بمستحصد"، يريد: بقطن مستحدص أوتاره، أي: شديد الفتل. 44 أ 25 - كأن أصوات من إيغالهن بنا ... أواخر الميس أنقاض الفراريج يريد: كان أصوات أواخر الميس أنقاض. أي: صوت الفراريج، و"الإيغال": المضي والإبعاد. يقال: "أوغل في الأرض":

إذا أبعد. و"الميس": الرحل، و"الميس": شجر تعمل منه الرحال. 26 - تشكو البرى وتجافى عن سفائفها ... تجافي البيض عن برد الدماليج "البرى": الواحدة: "برة": وهي الحلقة تجعل في لحم أنف البعير وقوله: "وتجافى عن سفائفها" ويقول: ترفع صدورها وكراكرها لئلا توجعها آثار السفيف، كما تجافى البيض عن برد الدماليج، تنام على جنبها فتبرد فتجافى لذلك و"السفيف": حزام الرحل. 27 - إذا مطونا نسوع الميس مصعدة ... يسلكن أخرات أرباض المداريج

المعنى: تشكو البرى وتجافى عن سفائفها "إذا مطونا نسوع الميس" أي: إذا مددنا مصعدة، أي: إلى فوق. وذلك [أنهم] إذا أرادوا أن يشدوا التصدير والحقب مدوها إلى فوق، فتسلك الأرباض "الأخرات": وهي خروق العرى. و"الربض": الحقب. و"المداريج": الواحد "مدراج". يقال: "ناقة مدراج": وهي التي تدرج حتى يلحق الحقب بالتصدير من ضمر البطن.

31 - مررنا على دار لمية مرة

(31) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - مررنا على دار لمية مرة ... وجاراتها، قد كاد يعفو مقامها 44 ب/ يعني: جارات مي. و"مقامها": موضعها. 2 - فلم يدر إلا الله ما هيجت لنا ... أهلة أنآء الديار وشامها "أنآء": جمع نؤي. فيقول: النؤي مستدير كأنه هلال، يقول: لما رأينا ذلك هيجنا. و"الشام": جمع شامة، أراد: شامات الديار. و"الشام": لون يخالف لون الأرض.

3 - وقد زوَّدت مي على النأي قلبه ... علاقات حاجات طويل سقامها "العلاقات": ما يبقى في القلب من الحب. 4 - فأصبحت كالهيماء، لا الماء مبرئ ... صداها، ولا يقضي عليها هيامها "الهيماء": التي بها داء، وهي تشرب فلا تروى. وقوله: "لا يقضي عليها هيامها" أي: ولا تموت. و"الهيام": هو

الاسم، هو الداء الذي بها، فتشرب فلا تروى، يعني الإبل. 5 - كأني غداة الزرق يا مي مدنف ... يكيد بنفس قد أجم حمامها "مدنف": مريض. "يكيد بنفسه" أي: ينزع. "قد أجم" حضر. "حمامها": وهو القدر. و"الزرق": كثبان الرمل. 6 - حذار اجتذاب البين أقران طية ... مصيب لوقرات الفؤاد انجذامها يريد: "كأني مدنف حذار اجتذاب البين"، يعني 45 أ/ أن البين

يجذب الوصل فيقطعه. و"الأقران": الحبال، وهو مثل. يريد أن البين قطع أقران الناس فتفرقوا كأنهم في حبال في موضع. فالبين فرقهم. و"الطية": حيث يريدون وينوون. و"وقرات": شيء يصيب العظم فيكدمه ويهزمه. و"البين": الفرقة. 7 - خليلي لما خفت أن يستفزني ... أحاديث نفسي بالهوى واحتمامها قوله: "أن يستفزني" يريد: أن يستخفني. و"الاحتمام": حديث النفس بالأمر والإزماع عليه. 8 - تداويت من مي بتكليمة لها ... فما زاد إلا ضعف دائي كلامها قوله: "بتكليمة لها" يريد: منها. يقول لما كلمتها ازددت داء.

9 - أناة كأن المسك أو نور حنوة ... بميثاء مرجوع عليه التثامها "أناة": بطيئة القيام. و"الميثاء": مسيل ماء واسع لين. و"الحنوة": نبت طيب الريح. فيقول: كأنما عطف الالتثام على نور حنوة. 10 - كأن على فيها تلألؤ مزنة ... وميضاً إذا زان الحديث ابتسامها "المزنة": السحابة. و"الوميض": البرق. فشبه بريق أسنانها وبياضها بتلألؤ مزنة. 11 - ألا خيلت مي وقد نام صحبتي ... فما نفر التهويم إلا سلامها

4 ب/ "خيلت" أي: رأينا منها خيالاً جاء في المنام. و"التهويم": شيء دون النوم قليل. فيقول: نفر نومنا حين سلم الخيال علينا. 12 - طروقاً وجلب الرحل مشدودة به ... سفينة بر تحت خدي زمامها يريد: خيلت طروقاً. و"جلب الرحل": خشبة بغير أداة. "مشدودة به" يريد: بالجلب. وقوله: "تحت خدي زمامها": وذلك أنه قد عرس، فزمامها تحت خده. 13 - أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة ... قليل بها الأصوات إلا بغامها

"البلدة" الأولى، يعني: الكركرة. فيقول: وضعتها فوق "بلدة": وهي بلدة من الأرض، "قليل بها الأصوات" إلا بغام ناقته. 14 - يمانية في وثبها عجرفية ... إذا انضم إطلاها وأودى سنامها "عجرفية" أي: جفاء وركوب للرأس. و"إطلاها": خاصرتاها. و"أودى سنامها" أي: ذهب سنامها، فيقول:

هي في ضمرها هكذا. 15 - وداوية تيهاء يدعو بجوزها ... دعاء الثكالى آخر الليل هامها "داوية": أرض منسوبة إلى "الدو": وهو القفر. و"يدعو بجوزها" أي: بوسطها "آخر الليل هامها" مثل دعاء "الثكالى": اللواتي ثكلن أولادهن. 16 - أطلت اعتقال الرحل في مدلهمها ... إذا شرك الموماة أودى نظامها قوله: "أطلت اعتقال الرحل": هو أن يعقل رجله

على رحله فيركب، فيقول: أطلت ذلك لأني في سفر. و"مدلهمها" يريد: سواد هذه الداوية. و"شرك الموماة": أنساعها وطرائقها. وهي طرق تراها صغاراً. و"أودى نظامها" يعني: نظام الموماة ذهب ومات، أي. امحى الطريق وكان منتظماً. 17 - ولست بمحيار إذا ما تشابهت ... أما ليس مخضر عليها ظلامها "الأماليس": واحدها: "إمليس": وهو المستوي، يقول: لما استوت تشابهت عليه، و"مخضر": أسود. 18 - أقيم السرى فوق المطايا لفتية ... إذا اضطربوا حتى تجلى قتامها قوله: "أقيم السري" أي: لا أعوج الطريق، "إذا اضطربوا": من النوم. وقوله: "حتى تجلى" أي: حتى انكشف سواد الليل.

19 - على مستظلات العيون سواهم ... شويكية يكسو براها لغامها قوله: "مستظلات العيون" يقول: غارت عيونها فهي تحت الحجاج مستظلة. و"شويكية": حين طلع نابها، يقال: "شاك نابها": إذا خرج مثل الشوك. و"لغامها": زبدها، "فالزبد على البرى، و"الحجاج": عظم ما حوالي العين الذي عليه الشعر. 20 - يطرحن حيراناً بكل مفازة ... سقاباً وحولاً لم يكمل تمامها "حيران": جمع "حوار": وهو الفصيل الذي أتى عليه ثلاثة أشهر. 46 ب/ و"السقاب": الذكران، يقال له حين يسقط من بطن أمه: "سليل". فإن كان ذكراً فهو: "سقب"، وإن كان أنثى

فهو: "حائل" والجميع: "حول". وقوله: "لم يكمل تمامها"، يقول: ألقته من قبل أن تكمل العدة. 21 - ترى طيرها من بين عاف وحاجل ... إلى حية الأنفاس موتى عظامها قوله: "عاف وحاجل": كل ما دنا فهو عاف، و"حاجل": يحجل. يقال: "عفاه يعفوه عفواً، واعتفاه يعتفيه اعتفاء": إذا أتاه والم به. و"حاجل": يعني طائراً. وقوله: "حية الأنفاس موتى عظامها" يقول: هي تنفس وقد ماتت الأجساد لم يبق فيها شيء من الروح إلا النفس، يعني الحيران، لأنها ترمي من غير تمام. 22 - وأشعث قد ساميته جوز قفرة ... سواء علينا صحوها وظلامها "أشعث" يعني: صاحبه. "قد ساميته" أي: عاليته، أي:

جعلت أعلو فيها ويعلو. وقوله: "سواء علينا صحوها وظلامها" يقول: لا نبالي أفي صحو كنا أم في ظلام؟ .. فنحن نسير. 23 - تهاوى بها حرف قذاف كأنها ... نعامة بيد ضل عنها نعامها قوله: "تهاوى" يعني الناقة، أي: تهوي في هذه القفرة. و"قذاف" أي: ترامى، يتبع بعضها بعضاً.

32 - لمية أطلال بحزوى دواثر

(32) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - لمية أطلال بحزوى دواثر ... عفتها السوافي بعدنا والمواطر 47 أ/ "المواطر": السحائب. و"الدواثر": التي قد امحت. و"السوافي": الرياح التي تسفي التراب. 2 - كأن فؤادي هاض عرفان ربعها ... به وعي ساق أسلمتها الجبائر قوله: "هاض عرفان ربعها به" أي: بالفؤاد. و"الوعي":

الجبر. و"هاض": رجع كسره. والمعنى: هاض عرفان ربعها بهيضه فؤادي وعي ساق "أسلمتها" أي: تركتها، و"الإسلام": التخلية. أي: تركتها "الجبائر": والواحدة "جبارة": وهي ما شددت به الكسر من الأعواد. 3 - عشية مسعود يقول وقد جرى ... على لحيتي من عبرة العين قاطر 4 - أفي الدار تبكي أن تفرق أهلها ... وأنت امرؤ قد حلمتك العشائر "مسعود": أخوه. "حلمتك العشائر" أي: وصفوك

حليماً. 5 - فلا ضير أن تستعبر العين إنني ... على ذاك إلا جولة الدمع صابر قوله: "أن تستعبر ... " موضع "أن" رفع. يريد: إنني صابر على ذاك الوجد إلا "جولة الدمع" أي: يجول في العين. 6 - فيا مي هل يجزى بكائي بمثله ... مراراً وأنفاسي إليك الزوافر يريد: "هل يجزى بكائي" أي: هل تبكين مثلما أبكي مراراً.

7 - وأني، متى أشرف على الجانب الذي ... به أنت، من بين الجوانب ناظر 47 ب/ يريد: وإني ناظر متى أشرف على الجانب الذي به أنت من بين الجوانب. ونصب ألف "أن"، يريد: إنني على ذاك صار إلا جولة الدمع وأني متى أشرف. 8 - وأن لايني يا مي من دون صحبتي ... لك الدهر من أحدوثة النفس ذاكر "يني": يفتر. و"ذاكر": شيء يذكره في صدره، وذلك "من دون صحبتي": لا أعلمهم. وموضع "أن" نصب على النسق.

9 - وأن لا ينال الركب تهويم وقعة ... من الليل إلا اعتادني منك زائر "التهويم": النعاس. و"وقعة": نومة. و"زائر" يريد: خيالها. 10 - فإن تك مي حال بيني وبينها ... تشائي النوى والعاديات الشواجر "التشائي": التباين. و"العاديات": الصارفات. و"الشوجر": الصوارف. يقال: "اشجره عنك"، أي: ادفعه عنك. 11 - فقد طالما رجيت ميساً وشاقني ... رسيس الهوى منه دخيل وظاهر "رسيسه": مسه. و"دخيل": باطن.

12 - وقد أورثتني مثل ما بالذي به ... هوى غربة دانى له القيد قاصر يريد: وقد أورثتني مثل ما بالبعير الذي به هوى بعيد. و"قاصر": رجل قصر قيده. 13 - لقد نام عن ليلي لقيط وشاقني ... من البرق علوي السنا متياسر 48 أ/ "السنا": الضوء. و"علوي السنا" يريد: برقاً جاء من العالية. "متياسر": جاء من هذا الشق فهاجه، أي: من ناحية دار مي. 14 - أرقت له والثلج بيني وبينه ... وحومان حزوى فاللوى فالحرائر

"الحرائر": مكان البرق، أي: أرقت له إلى الصبح. قوله: "والثلج بيني وبينه" .. : لأنه كان بأصبهان. 15 - وقد لاح للساري سهيل كأنه ... قريع هجان عارض الشول جافر قوله: "عارض الشول" أي: لم يتبعها، ذهل عنها. و"القريع": الفحل المختار. و"الجافر": الذي ذهبت غلمته. يقول: كأن سهيلاً فحل أبيض، أي: هذا في وقت السحر.

16 - نظرت ورائي نظرة الشوق بعدما ... بدا الجو من جي لنا والدساكر أي: التفت بعدما بدا الجو من جي والدساكر، أراد: بيوتها. 17 - لأنظر هل تبدو لعيني نظرة ... بحومانة الزرق الحمول البواكر "الحمول": الإبل وما عليها. و"الحومانة": القطعة من الأرض الغليظة. أراد: نظرت لأنظر.

18 - أجدت بأغباش فأضحت كأنها ... مواقير نخل أو طلوح نواضر أي: أجدت الحمول. و"الأغباش": بقايا من سواد الليل، الواحد: "غبش". و"مواقير": يقال: "نخل موقر وموقر". و"الطلوح": شجر، الواحد: "طلح" شبه الإبل بالنخل الحوامل أو بهذا الشجر. وإنما قال: "حوامل" لأنهم يعلقون على هوادجهم الصوف الأحمر والأصفر، فشبهه بالنخل التي عليها البسر الأحمر والأصفر. 34 ب 19 - ظعائن لم يسلكن أكناف قرية ... بسيف ولم تنغض بهن القناطر "أكناف": نواح. و"السيف": كل ضيف ماء، أي: ساحله. وقوله: "لم تنغض بهن القناطر" يقولك لم يسرن على القناطر كما تسير دواب الريف، أي: هن في البدو، ولم يأتين

قرية ولا بحراً، وإذا كانت في البدو لم تعاين قنطرة ولا نهراً. 20 - تصيفن حتى اصفر أقواع مطرق ... وهاجت لأعداد المياه الأباعر "الأقواع": الواحد: "قاع": وهي الأرض المستوية ذات الطين الحر. "وهاجت لأعداد المياه الأباعر" يقول: ذهب عنها الحر فأعجبها الشرب فهاجت له. و"مطرق": موضع. و"الأعداد" جمع: "عد": وهو الماء له مادة.

21 - وطار عن العجم العفاء وأوجفت ... بريعان رقراق السراب الظواهر "العجم": صغار الإبل، شبهها بالنوى. و"عفاؤها": وبرها، وذلك [أنه] إذا سمنت ألقت الوبر العتيق. و"الريعان": أوله. و"الظواهر": ما ارتفع من الأرض. 22 - ولم تبق ألواء الثماني بقية ... من الرطب إلا بطن واد وحاجر "الألواء": جمع "لوى": وهو منقطع الرمل. وقوله: "إلا بطن واد وحاجر": يقول: بقي في البطن من الرطب شيء.

و"حاجر": موضع مطمئن وحوله مشرف فيه ماء. و"الثماني": هضبات جبال. 4 أ 23 - فلما رأين القنع أسفى وأخلفت ... من العقربيات الهيوج الأواخر "القنع": موضع يطمئن وسطه. و"أسفى" صار فيه سفى. وقوله: "من العقربيات" أي: الهيوج الأواخر جاءت فأيبست البقل.

24 - جذبن الهوى من سقط حوضى بسدفة ... على أمر ظعان دعته المحاضر "المحاضر": المياه. "جذبن الهوى" يعني الظعائن. يقول: نزعن هواهن من هذا المكان، فأتين الماء. و"سقط حوضى": منقطع الرملة. "سدفة": بقية من سواد الليل في آخره وقوله: "على أمر ظعان" أي: إذا رأى هذا الرجل أمراً تبعه. 25 - فأصبحن قد نكبن حوضى وقابلت ... من الرمل ثبجاء الجماهير عاقر "نكبن" أي: خلفنه على آخر. وقوله: "وقابلت من الرمل ثبجاء" يقول: أصبحن في مكان قابلتهن فيه من الرمل "ثبجاء"، أي: ضخمة "الثبج" يعني الرمل. و"عاقر": لا تنبت. و"الجماهير": عظام الرمل.

26 - وتحت العوالي في القنا مستظلة ... ظباء أعارتها العيون الجاذر "العوالي": عوالي الهوادج. و"مستظلة": تحت القنا. و"القنا": عيدان الهودج. 27 - هي الأدم حاشى كل قرن ومعصم ... ,ساق وما ليثت عليه المآزر "اللوث": الطي. و"المآزر": الأكفال. 49 ب 28 - إذا شف عن أجيادها كل ملحم ... من القز واحورت إليك المحاجر

قوله: "إذا شف" يريد: إذا شف الملحم عن أعناقها من وراء الثوب، وهو أن يرى ما وراء. و"احورت": نظرت. و"المحجر" فجوة العين. 29 - وغبراء يحمي دونها ما وراءها ... ولا يختطيها الدهر إلا مخاطر "غبراء": أرض. وقوله: "يحمي دونها ما وراءها" أي: يجعل دونها ما وراءها حمى حتى لا يقرب. يقول: ما دونها من الفلوات يجعل ما وراءها حمى فلا يقرب. وقوله: "يختطيها": من الخطو، أي: لا يتخطاها إلا من خاطر بنفسه. 30 - سخاوي ماتت فوقها كل هبوة ... من القيظ واعتمت بهن الحزاور "السخاوي": الأرض البعيدة الرقيقة التراب. وقوله: "ماتت

فوقها كل هبوة": وهي الريح، يريد: سكن التراب عليها. و"الحزاور": آكام صغار يقول: الحزاور اعتمت بـ "الهبوة": وهي الغبرة. 31 - قطعت بخلقاء الدفوف كأنها ... من الحقب ملساء العجيزة ضامر "خلقاء" أي: ملساء. و"الدفوف": الجنوب. و"الأحقب": الحمار الذي في حقوه بياض. 32 - سديس تطاوي البعد أو حد نابها ... صبي كخرطوم الشعيرة فاطر "سديس": في سنها، قبل البزول، يقال: "سدس وسديس" للذكر والأنثى. وقوله: "أوحد نابها صبي" يريد:

حين فطر. 50 أ/ وقوله: "كخرطوم الشعيرة" أي: نابها كطرف الشعيرة. ويقال: "فطر نابه": حين يطلع وينشق عنه اللحم. وقوله: "تطاوي" أي: تطوي، أي: تباريها. 33 - إذا القوم راحوا راح فيها تقاذف ... إذا شربت ماء المطي الهواجر يريد: راح في هذه الناقة تقاذف، أي: ترام في السير. وقوله: "إذا شربت ماء المطي الهواجر" يقول: عصرتها فأيبست جلودها. 34 - نجاة يقاسي ليلها من عروقها ... إلى حيث لا يسمو امرؤ متقاصر

["نجاة": سريعة]. قوله: "يقاسي ليلها من عروقها" أي: قاسى الليل منها شراً لأنها تسير فيه. وقوله: "من عروقها" يريد: من أصولها وكرمها. وقوله: "إلى حيث لا يسمو امرؤ متقاصر" يقول: تأتي هذه الإبل المكان الذي يقصر عنه الرجل القصير الهمة، لا يبلغه إلا رجل بعيد الهمة. ويروى: "تقاسي ليلها عارفاتها"، "العارفات": الصوابر. 35 - زهاليل لا يعبرن خرقاً سبحنه ... بأكوارنا إلا وهن عواسر "زهاليل": ملس. وقوله: "إلا وهن عواسر" يقول قد شلن بأذنابهن فلا يكسرنها لأنهن بهن نشاط.

36 - ينجيننا من كل أرض مخوفة ... عتاق مهانات وهن صوابر 37 - وماء تجافى الغيث عنه فما به ... سواء الحمام الحضن الخضر حاضر 50 ب/ وقوله: "تجافى الغيث عنه" أي: يرتفع، فما به حاضر سوى الحمام "الحضن" أي: التي تحضن بيضها.

38 - وردت وأرداف النجوم كأنها ... وراء السماكين المها واليعافر "أرداف النجوم" أي: تغيب نجوم وتخلف هي من بعدها، فهي أردافها. و"المها": البقر. و"اليعافر": الظباء. 39 - على نضوة تهدي بركب تطوحوا ... على قلص أبصارهن غوائر "نضوة": ناقة مهزولة. و"تطوحوا" أي: ذهبوا ها هنا وها هنا. و"تهدي بركب" أي: تكون أوائلها. و"غوائر": ذهبت أعينهن.

40 - إذا لاح ثور في الرهاء استحلنه ... بخوص هراقت ماءهن الهواجر "استحلنه": ينظرن أيتحرك أم لا؟ يفعلن ذلك لأنهن نشاط، ينظرن إلى الثور في "الرهاء": وهو ما اتسع من الأرض. و"خوص": غائرات العيون في صغر. و"هراقت ماءهن الهواجر" يقول: حلبتهن الهواجر فأخرجت عرقها فيبست جلودها.

41 - فبين براق السراة كأنه ... فنيق هجان دس منه المساعر "فبين" يعني: الإبل، أنها استبانت الثور، وهو "البراق السراة. و"دس منه المساعر، أي: طليت بالهناء لأنه جرب. و"المساعر": أصول الآباط والأفخاذ. وإنما أراد كأن الثور فحل قد هنئت مساعره، 51 أ/ وكذلك هذا الثور مساعره إلى السواد. 42 ن- نجائب من آل الجديل وشاركت ... عليهن في أنسابهن العصافر "نجائب": كرام. و"الجديل": فحل. و"العصافير": إبل كانت وحوشاً وقعت في قيس.

43 - بدأنا عليها بالرحيل من الحمى ... وهن جلاس مسنمات بهازر الحمى": موضع. و"جلاس": طوال. وغير الأصمعي يقول: "جيلاس": شداد. و"مسنمات": ضخم الأسنمة. و"بهازر": ضخام. 44 - فجئن وقد بدلن حلماً وصورة ... سوى الصورة الأولى وهن ضوامر أي: ذهب نشاطهن. 45 - إذا ما وطئنا وطأة في غروزها ... تجافين حتى تستقل الكراكر "تجافين" يقول: إذا بركت تجافى للركوب، لا تلزق بالأرض.

46 - ويقبضن من عاد وساد وواخد ... كما انصاع بالسي النعام النوافر "القبض": النزو في العدو. و"السادي": الذي يرمي بيديه في السير. وقوله: "كما انصاع" يريد: انشق وأخذ في ناحية. و"السي": المستوي من الأرض. ويروى: "كما استن". 47 - وإن ردهن الركب راجعن هزة ... دريج المحال استقلقته المحاور

51 ب/ يريد: "وإن ردهن الركب" أي: يردون من سيرها. و"الهزة": التحرك في السير. وقوله: "دريج المحال" يريد: كما يدرج المحال، يريد: البكرة. "استقلقته المحاور": و"المحور": عود يكون في الثقب، ثقب البكرة، تجري البكرة عليه، وربما كان المحور من حديد. 48 - يقطعن للإبساس شاعاً كأنه ... جدايا على الأنساء منها بصائر "الإبساس": الدعاء. يقول: إذا ما دعيت هذه الإبل قطعن بولاً "شاعاً": متفرقاً. ومنه يقال: "سهم شاع" أي: في كل بقعة منه نصيب. وكأن البول "جدايا" أي: دفع الدم، والواحدة: "جدية". و"البصيرة" من الدم: ما أبصرت حتى تستدل على الأثر الذي تريده به، وهي دفع الدم.

49 - تفض الحصى عن مجمرات وقيعة ... كأرحاء رقد قلمتها المناقر "الفض": التفرق، يريد أن المناسم تفرق الحصى. و"المجمرات": المكفوفة الشداد، يعني: المناسم. وقوله: "وقيعة" أي: شديدة صلبة، يقول: كأن أخفافها في صلابتها واستدارتها "أرحاء رقد قلمتها": أخذت من حافاتها. "و"رقد": موضع. و"المناقر": المعاول. ويروى: "زلمتها": وهو مثل "قلمتها". 50 - مناسمها خثم صلاب كأنها ... رؤوس الضباب استخرجتها الظهائر "خثم": عراض. وقوله: "كأنها رؤوس الضباب استخرجتها الظهائر". يقول: إذا اشتد الحر أخرجت الضباب رؤوسها من الحر. و"الظهيرة": عند زوال الشمس.

52 أ 51 - ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه ... لشيء نحته عن يديك المقادر يريد: يا أيها القاتل الوجد نفسه. وقوله: "لشيء نحته عن يديك المقادر" أي: لا تكون نلت هذا، أي: هذا الأمر "نحته": حرفته المقادر. فاصبر أن لا تكون نلته. 52 - وكائن ترى من رشدة في كريهة ... من غية تلقى عليها الشراشر "الشراشر": المحبة، يريد: كم ترى من رشدة، أي: ما أكثر ما ترى من رشدة، يريد: إصابة رشد في كريهة ما جاءك فكرهتها.

و"من غية" يريد: إتباع غي. "تلقى عليها الشراشر" يريد: المحبة، أي: يلقي نفسه عليها من المحبة. 53 - تشابه أعناق الأمور وتلتوي ... مشاريط ما الأوراد عنه صوادر قوله: "تشابه أعناق الأمور" يقول: إذا رأيت أول الأمور تشابهت عليك. وقوله: "وتلتوي مشاريط ما الأوراد عنه صوادر" يريد: تلتوي، لا تجيء على ما يريد. و"المشاريط": العلامات، يريد: تلتوي علامات الأمر الذي عنه تصدر الأوراد، أي: الأمر الذي تنفرج الحوائج عنه وتنكشف، أي: يستبين لك في آخر ما يلتوى منه. وإنما يستبين لك في آخر الأمر ما التوى مما استقام، أي: تعلم في آخره ما يكون منه رشداً، ولا يتبين لك في أول الأمر

الذي في آخر الأمر عند الفراغ. 52 ب 54 - إلى ابن أبي موسى بلال طوت بنا ... قلاص أبوهن الجديل وداعر 55 - بلاداً يبيت البوم يدعو بناته ... بها، ومن الأصداء والجن سامر يريد: والجن بها سامر أيضاً. و"الأصداء": طير، الواحد: "صدى". 56 - قواطع أقران الصبابة والهوى ... من الحي إلا ما تجن الضمائر يقول: هذه الإبل تفرق وتقطع الهوى، فلا يلقى أحد أحداً إلا

ما في الصدر من الود. 57 - تمرى برحلي بكرة حميرية ... ضناك التوالي عيطل الصدر ضامر تمرى" أي: تمضي بي. و"الضناك": الغليظة الشديدة ,طالتوالي": إلى مؤخرها. و"عيطل الصدر": طويل. 58 - أسرت لقاحاً بعد ما كان راضها ... فراس ففيها عزة ومياسر "أسرت لقاحاً" أي: وضعته في موضع لا يعلمه إلا الله [عز وجل] و"اللقاح": الحمل. و"عزة": شدة نفس. و"مياسر": تياسر وتطيع أحياناً وتشتد أحياناً.

59 - إذا الركب أسروا ليلة مصمعدة ... على إثر أخرى أصبحت وهي عاسر قوله: "مصمعدة" أي: ناحية طويلة ذاهبة، لا يقطعونها إلا 53 أ/ بسير شديد. وقوله: "على إثر أخرى" يريد: على إثر ليلة أخرى، أي: ليلتين، إحداهما في إثر الأخرى. و"أصبحت وهي عاسر" أي: أصبحت كذلك. و"العاسر": التي تشول بذنبها، يقول: هي نشيطة لمي كسرها السير. و"سرى" و"أسرى": لغتان. و"السرى": سير الليل. 60 - أقول لها إذ شمر السير واستوت ... بها البيد واستنت عليها الحرائر

"شمر السير": أي: قلص. وقوله: "واستوت بها البيد" يقول: استوت بها الأرض فلا علم فيها ولا شجر. و"استنت" يريد: اطردت. و"الحرور": السموم، والجمع "الحرائر" أي: يجري عليها كلعاب الشمس. 61 - إذا ابن أبي موسى بلال بلغته ... فقام بفأس بين وصليك جازر

كل ملتقى عظمين: "وصل"، أي: إذا بلغت ابن أبي موسى فنحرك الله. ويروى: "إذا ابن أبي موسى بلالاً بلغته". 62 - بلال ابن خير الناس إلا نبوة ... إذا نشرت بين الجميع المآثر قوله: "إلا نبوة" يريد: إلا النبوة فلا يبلغها. وقوله: "إذا نشرت المآثر" يريد: إذا تحدث بالمكارم.

63 - نماك أبو موسى إلى الخير وابنه ... أبوك وقيس قبل ذاك وعامر "نماك" أي: رفعك. وابنه أبوه. 64 - أسود إذا ما أبدت الحرب ساقها ... وفي سائر الدهر الغيوث المواطر 53 ب/ يقول: هم أسد، وهم إذا سكنت الحرب أصحاب خير وإعطاء. 65 - وأنت امرؤ من أهل بيت ذؤابة ... لهم قدم معروفة ومفاخر قوله: "بيت ذؤابة" يقول: من أهل بيت فرع. يقول: ليس بذنب هو رأس. وقوله: "لهم قدم"، أي: سابقة أمر تقدموا فيه.

66 - يطيب تراب الأرض أن تنزلوا بها ... وتختال أن تعلوا عليها المنابر يقول: المنبر يختال كأن له بهجة. 67 - وما زلت تسمو للمعالي وتجتبي ... جبا المجد مذ شدت عليك المآزر قوله: "تجتبي" أي: تجمعه وتكسبه. ["جباً": ما اجتمع من الماء في الحوض] وقوله: "مذ شدت عليك المآزر" أي: مذ خرجت من حد الصبيان. 68 - إلى أن بلغت الأربعين فألقيت ... إليك جماهير الأمور الأكابر

69 - فأحكمتها لا أنت في الحكم عاجز ... ولا أنت فيها عن هدى الحق جائر 70 - إذا اصطفت الألباس فرجت بينها ... بعدل ولم تعجز عليك المصادر "الألباس": ما ألبس من الأمر واختلط. 54 أ/ وقوله: "ولم تعجز عليك المصادر" أي: وجدت مشيعاً، كما يكون صاحب الإبل الذي يصدرها. 71 - لني ولية يمرع جنابي فإنني ... لما نلت من وسمي نعماك شاكر

يقول: أصبني بولي، و"الولي": المطر الثاني. وقوله: "لما نلت من وسمي نعماك شاكر" أي: لما نلت من أول معروفك شاكر. و"الوسمي": أول مطر الربيع. 72 - وإن الذي بيني وبينك لا يني ... بأرض- أبا عمرو- له الدهر ذاكر قوله: "لا يني" أي: لا يزال. يريد: وإني له الدهر شاكر. 73 - وأنت الذي اخترت المذاهب كلها ... بوهبين إذ ردت علي الأباعر يريد: وأنت الذي اخترتك من المذاهب، كقوله تعالى: "واختار موسى قومه سبعين رجلاً"، [أي: من قومه] وقوله: "إذ ردت علي الأباعر" أي: ردت من الرعي فركبتها.

74 - وأيقنت أني إن لقيتك سالماً ... تكن نجعة فيها حياً متظاهر قوله: "تكن نجعة" أي: تكن لقيتي نجعة، بمنزلة رجل انتجع غيثاً. وقوله: "حياً متظاهر" أي: عام تحيا فيه البلاد. و"المتظاهر": أي: تلا بعضه بعضاً وكثر. 75 - وألق امرءاً لا تنتحي بين ماله ... وبين أكف السائلين المعذار قوله: "لا تنتحي بين ماله وبين أكف السائلين المعاذر" أي: المعاذر لا تمنع ماله. لا يغرض مما يعطي فيمنع ماله.

54 ب 76 - جواداً تريه الجود نفس كريمة ... وعرض من التبخيل والذم وافر "عرض" الرجل: حسبه وحسن ثنائه. وقوله: "تريه الجود نفس كريمة" يقول: عرضه ونفسه يشيران على الجود، أي: نفسه تشير على الجود، أيك لا تلطخني ولا تدنسني. 77 - ربيعاً على المستمطرين وتارة ... هزبر بأضغان العدا متجاسر "الهزبر": الأسد. و"الضغن": الحقد. 78 - إذا خاف شيئاً وقرته طبيعة ... عروف لما خطت عليه المقادر

"وقرته": أي: سكنته طبيعة، تقول: تجلد، هون هذا عليك. ويروى: "إذا خاف أمراً".

33 - ألا حي عند الزرق دار مقام

(33) (الطويل) وقال أيضاً يمدح إبراهيم بن هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله ابن عمرو بن مخزوم: 1 - ألا حي عند الزرق دار مقام ... لمي وإن هاجت رجيع سقام "رجيع سقام" يريد: "سقاماً". و"رجيع" ما راجعه.

2 - على ظهر جرعاء الكثيب كأنها ... سنية رقم في سراة قرام يريد: الدار على ظهر جرعاء. و"الجرعاء" من الرمل، و"الأجرع": رابية منه. و"القرام": ثوب يستر به الهودج. و"السنية": الجيدة، يقال: "إنه 55 أ/ لسني": إذا كان فاضلاً جيداً. وقال غيره: "السنية": الغالية الثمن. و"سراة قرام" أي: ظهر قرام. و"الرقم" من الوشي: ما كان رقمه مدوراً. 3 - إلى جنب مأوى جامل لم تدع له ... من العنن الأرواح غير حطام "الحطام": ما تكسر من الشجر. و"مأوى جامل": موضع إبل. و"العنن": حظائر من شجر. 4 - كأن بقايا حائل في مناخها ... لقاطات ودع أو قيوض يمام

"حائل": بعر قد ابيض وتغير من قدمه، فكأنه الودع. و"القيوض": قشور البيض، فشبه لون البعر به. و"يمام": طير. 5 - ترائك أيأسن العوائد بعدما ... أهفن وطار الفرخ بعد رزام البيض أيأسن. "ترائك": فواسد تركت. و"أيأسن العوائد" يعني: الأمهات اللاتي يعدن إليه، أي: أيأسن أن يكون فيها فرخ فتركنه. و"طار الفرخ .. " يقول: طار بعد أن كان ضعيفاً. و"رزام": وهو الذي رزم بمكانه فقوي واشتد. و"أهفن": أصابتهن "الهيف": وهي الريح الحارة.

6 - خلاء تحن الريح أو كل بكرة ... بها من خصاص الرمث كل ظلام أي: الدار خلاء. ويريد: تحن الريح كل ظلام أو كل بكرة "بها": بالدار. "من خصاص الرمث" أي: تجيء من خنصاص الرمث، من فرجة بالدار، تدخل من الخصاص. 5 ب 7 - وللوحش والجنان كل عشية ... بها خلفة من عازف وبغام قوله: "بها خلفة من عازف وبغام" أي بغام ظباء مرة وعزف جن مرة، يعني في الدار. و"خلفة": اختلاف أي: تجيء هذه وتذهب هذه. 8 - [لمي عرفناها فكم هيجت لنا ... غداتئذ من زفرة وسقام]

[يقول: هذه الآثار والرسوم لمية. ثم قال: لما عرفناها هيجت لنا زفرات وسقاماً وقوله: "فكم هيجت" على التكثير، أي: قد هيجت لنا سقاماً كثيراً]. 9 - كحلت بها إنسان عيني فأسبلت ... بمعتسف بين الجفون تؤام أي: نظرت بالأرض فـ "أسبلت" عيني، أي: سالت "بمعتسف" يريد: بدمع يجري على غير مجرى الدمع. و"تؤام": اثنان اثنان. 10 - تبكي على مي وقد شطت النوى ... وما كل هذا الحب غير غرام "غير غرام" يريد: إلا غرام. يقال: هو مغرم بها" إذا

ابتلي بها. و"شطت": بعدت. و"النوى": الوجه الذي يريدونه. 11 - ليالي مي موتة ثم نشرة ... لما ألمحت من نظرة وكلام قوله: "نشرة"، يقال: "نشر الرجل" إذا عاش. وقوله: "لما ألمحت"، أيك لما أمكنتنا من اللمح والكلام. 12 - إذا انجردت إلا من الدرع وارتدت ... غدائر ميال القرون سخام "سخام": لين. و"القرون": الذوائب. وكل ضفيرة: "غديرة". فأراد أن شعرها لين. 13 - على متنة كالنسع تحبو ذنوبها ... لأحقف من رمل الغناء ركام

56 أ/ يريد أن الشعر على متنة كالنسع، أي: مكتنز مجدول. و"تجر ذنوبها" أي: تجري إليه، تدنو إلى أحقف. و"الذنوب": أسفل المتنين، أي: آخرهما. وقوله: "لأحقف" يريد: العجيزة، كأنها حقف في اكتنازها. و"الحقف": ما انعطف من الرمل، ولزم بعضه بعضاً. و"رمل الغناء": موضع. و"ركام": موتكم كثير. 14 - ألا طرقت مي وبيني وبينها ... مهاو لأصحاب السرى وترام

"مهاو": جمع مهواة، وهي البعد. و"السرى": سير الليل. 15 - فتى مسلهم الوجه شارك حبها ... سقام السرى في جسمه بسقام "مسلهم"، أي: ضامر. يريد: ألا طرقت مي فتى ضامر الوجه. يعني: ذا الرمة، وهو سقيم من حبها، أي: اجتمع عليه سير الليل وحبها فاسلهم، أي: ضمر. 16 - فأنى اهتدت مي لصهب بقفرة ... وشعث بأجواز الفلاة نيام "أجواز الفلاة": أوساطها، واحدها: جوز. يريد: كيف

اهتدت، أي: اهتدى خيالها. و"نيام": قد عرسوا. "شعث": رجال. 17 - [أنا خوا ونجم لاح إذ لاح ضوؤه ... يخالف شرقي النجوم تهام] [أي: أناخوا سحراً حين طلع النجم، وعنى به سهيلاً، وهو طالع أبداً باليمن وأياماً بالعراق، ولا يطلع في غيرهما، وقد يطلع باليمامة والشام قبل طلوعه بالعراق]. 18 - فإن كنت إبراهيم تنوين فالحقي ... نزره وإلا فارجعي بسلام إبراهيم بن هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم. وقوله: "فإن كنت .. ": أراد الخيال، خيال مي. 19 - فلم تستطع مي مهاواتنا السرى ... ولا ليل عيس في البرين سوام

56 ب/ يقول: لم تستطع مي أن تهوي في السرى، أي: لم تستطع أن تسير معنا، ولم تستطع "ليل عيس في البرين"، يعني: جمع "البرة". و"سوام": تسمو، أي: ترتفع. 20 - صفي أمير المؤمنين وخاله ... سمي نبي الله وابن هشام ويروى: "سمي خليل الله" يريد إبراهيم بن هشام. 21 - أغر كضوء البدر يهتز للندى ... كما اهتز بالكفين نصل حسام

22 - فدى لك من حتف النمون نفوسنا ... وما كان من أهل لنا وسوام 23 - أبوك الذي كان اقشعر لفقده ... ثرى أبطح ساد البلاد حرام يريد: ثرى أبطح حرام. وكل بطن واد فيه رمل فهو "أبطح". وقوله: "أبوك" يعني عمه ابن المغيرة. 24 - نمى بك آباء كأن وجوههم ... مصابيح تجلو لون كل ظلام

25 - فأنتم بنو ماء السماء وأنتم ... إلى حسب عند السماء جسام هذا مثل، يقول: نسبكم خالص مرتفع. و"جسام": جسيم. 26 - إليك ابتعثنا العيس وانتعلت بنا ... فيافي ترمي بينها بسهام "ابتعثنا"، أي: أثرناها ووجهناها. وقوله: "وانتعلت بنا فيافي"، أي 57 أ/: ركبت بنا فيافي، اتحذتها نعالاً. و"السهام": الحرور والسموم تتوقد بين السماء والأرض. 27 - قلاصاً رحلناهن من حيث تلتقي ... بوهبين فوضى ربرب ونعام "فوضى": ليست على نظام، هي متفرقة مختلطة. يريد: من حيث النعام والبقر. و"القلاص": أفتاء الإبل، ولا تكون إلا إناثاً. و"الربرب": جماعة البقر. 28 - يراعين ثيران الفلاة بأعين ... صوافي سواد الماء غير ضخام

أي: هذه القلاص يراعين ثيران الفلاة بأعين غير ضخام، مستديرة شداد، ليست بضخام. 29 - وآذان خيل في براطيل خششت ... براهن منها في متون عظام يريد: بأعين وآذان خيل. "في براطيل": وهي الخراطيم، وأصله: الحجر الطويل. فشبه خراطيمها- ويستحب طولها- بها. و"خششت براهن" أي: أدخلت في متون عظام. وإذا كانت البرة في العظم فهو خشاش. 30 - إذا ما تجلت ليلة الركب أصبحت ... خراطيمها مغمورة بلغام "تجلت": تقشعت. وقوله: "مغمورة" أيك قد غمرها

"اللغام" يعني: الزبد، يخبر أنهن نشاط. 31 - فكم واعست بالركب من متعسف ... غليظ وأخفاف المطي دوام "المواعسة": المواطأة. و"متعسف": على غير هدى. 57 ب 32 - سباريت إلا أن يرى متأمل ... قنازع إسنام بها وثغام "سباريت": أرض لا شيء بها ولا نبت. و"قنازع إسنام": بقايا من الشجر، الواحدة: إسنامة و"الثغام": نبت أبيض يشبه الشيب. 33 - ومن رملة عذراء من كل مطلع ... فيمرقن من هاري التراب ركام

قوله: "عذراء" يعني أنها لم تسلك قبل ذلك، أي: تصعد من كل مطلع. و"يمرقن": يخرجن وينفذن، يعني: هذه الإبل. و"هاري التراب": ما تناثر منه. و"ركام": بعضه على بعضز 34 - وكم نفرت من رامح متوضح ... هجان القرا ذي سفعة وخدام يعني إبله، إنها نفرت "الرامح": وهو الثور. و"رمحه": قرنه. و"متوضح": أبيض، أي: يبدو وضوحه. و"السفعة": سواد في الخدود. و"هجان القرا" أي: أبيض الظهر. و"خدام": سواد في القوائم، خطوط كالخلاخيل. 35 - لياح السبيب أنجل العين آلف ... لما بين غصن معبل وهيام

"لياح": يعني الثور، في ذنبه بياض. و"سبيبه": ذنبه. و"أنجل العين": واسع. و"معبل": مورق ها هنا، ويكون الذي يسقط ورقه، وهو من الأضداد. و"هيام": يعني ما تناثر وتكسر. 36 - ومن حنش ذعف اللعاب كأنه ... على لاشرك العادي نضو عصام 58 أ/ يريد: وجاوزت من "حنش": يعني هوام الأرض والحيات. و"ذعف اللعاب": سريع القتل، يقال: موت ذعاف، أيك سريع الإجهاز. و"الشرك": الطريق. و"نضو": دقيق. و"عصام": خيط القربة، شبه الحية به.

37 - بأغبر مهزول الأفاعي مجنة ... سخاوية منسوجة بقتام "أغبر": مكان، أفاعيه مهزولة من الجدب، فهو أخبث لها. و"مجنة": ذو جين، يعني هذا المكان. و"سخاويه": مارق من التراب ولان. و"القتام": الغبار. 38 - وكم خلفت أعناقها من نحيزة ... وأرعن من قود الجبال خشام يقول كم خلفت أعناق الإبل من "نحيزة": وهي قطعة من الأرض تنقاد، غليظة. و"أرعن": ذو "رعن": وهو أنف الجبل يتقدم. و"القود": الطوال. و"خشام": ضخمة. وأنشده الأصمعي: "وكم جاوزت أخفافها من بسيطة.

39 - يشبهه الراؤون والآل عاصب ... على نصفه من موجه بحزام قوله: "والآل عاصب على نصفه" أي: محيط به. "من موجه": يعني: السراب، كأنه حزام، أي: والآل عاصب بحزام قد أحاط به. 40 - سماوة جون ذي سنامين معرض ... سما رأسه عن مرتع بحجام "سماوة جون" أيك شخص بعير أسود له سنامان، فأراد أن هذا الجبل يشبهه الراؤون بشخص بعير أسود له سنامان. وقوله: "معرض" أي: عنقه في ناحية. و"سما رأسه": ارتفع عن مرتع. و"الحجام": 58 ب/ شيء يشد به فم البعير لئلا يأكل ويعض.

41 - إليك ومن فيف كأن دويه ... غناء النصارى أو حنين هيام يريد: وكم جاوزت إليك. و"من فيف": وهو ما استوي من الأرض. و"هيام": إبل عطاش. 42 - وكم عسفت من منهل متخاطأ ... أفل وأقوى فالجمام طوام "ألعسف": الأخذ على غير هدى. و"المنهل المتخاطأ" الذي قد تخاطأه الناس فلم ينزلوه. و"أفل": ليس به مطر ولا شيء. يقال: "أرض فل": إذا كانت كذلك. و"أقوى": خلا. و"الجمام": جمع "جمة": وهي ما اجتمع من الماء. و"طوام": مملوءة.

43 - إذا ما وردنا لم نصادف بجوفه ... سوى واردات من قطا وحمام 44 - كأن صياح الكدر ينظرن عقبنا ... تراطن أنباط عليه قيام "الكدر" يعني: القطا. "ينظرن عقبنا" أيك ينتظرن ماي بقى من الماء بعدنا. ويروى: "طغام": وهم سفلة الناس. 45 - إذا ساقيانا أفرغا في إزائه ... على قلص بالمقفرات حيام "الإزاء": مهراق الدلو، أي أفرغا ذلك الماء على قلص. و"حيام": تدور حول الماء من العطش. 59 أ 46 - تداعين باسم الشيب في متثلم ... جوانبه من بصرة وسلام

"تداعين" يعني: الإبل. "باسم الشيب" يريد: صوت المشافر عند الشرب، وحكى الصوت. و"متثلم": حوض متكسر. و"البصرة": كذان، لا حجارة ولا طين، وهي رخوة. و"سلام": حجارة، الواحدة: سليمة. 47 - زهاليل أشباه كأن هويها ... إذا نحن أدلجنا هوي جهام "زهاليل": ملس، يعني: الإبل، الواحد: زهلول، شبه هويها إذا أدلج بهوي السحاب: و"الجهام": الخفيف من السحاب الذي قد هراق ماءه. ويروى: "زهاليل أشباه". 48 - كأنا على أولاد أحقب لاحها ... ورمي السفى أنفاسها بسهام

يريد: كأنا على حمر. و"الأحقب": فحل في موضع الحقب منه بياض. و"لاحها": أضمرها. وأراد: لاحتها جنوب، أي: غيرتها وأضمرتها، ورمي السفى أيضاً أضمرها، أي: رمى أنفاسها بسهام. وذلك أنها تأ: ل السفى فيصيبها، فكأنها سهام. و"السفى": شوك البهمى. 49 - جنوب ذوت عنها التناهي وأنزلت ... بها يوم ذباب السبيب صيام يريد: ذوت التناهي عن الجنوب، أي: من أجل الجنوب. و"ذوت": جفت و"التناهي": جمع تنهية، وهي حيث

ينتهي الماء فيحتبس. فيقول: الجنوب أنزلت. بهذه الحمر، أي: أحلت بها يوماً شديد الحر، فهي تذب بأذنابها من شدة الحر، و"السبيب": الذنب. 59 ب 50 - كأن شخوص الخيل ها من مكانها ... على جمد رهبى أو شخوص خيام أراد: كأن شخوص الحمر من مكانها شخوص خيل، ثم قدم "شخوص الخيل". وقوله: "ها" تنبيه. وخبر "كأن": من مكان الحمر. وقوله: "على جمد رهبى": فـ "الجمد" شبيه بالجبل الصغير. وكأن شخوص الحمر "شخوص خيام". 51 - يقلبن من شعراء صيف كأنها ... موارق للدغ انخزام مرام أي: يرمحن "الشعراء" يعني: الذباب. و"موارق":

نوافذ، أي: كأنها في إنفاذهن خزم "مرام": والواحدة: مرماة. وأراد لدغ الذباب يقول: كأنها سهام تخزم. 52 - نسوراً كنقش العاج بين دوابر ... مخيسة أرساغها وحوام أراد: يقلبن نسوراً، والنسور بين دوابر. و"الدوابر": مآخير الحوافر. و"النسور": اللحم، الواحد: نسر، وهو اللحم اليابس في باطن الحافر. و"مخيسة": مذللة. و"الحوامي": ما حول الحوافر. 53 - فلما ادرعن الليل أو كن منصفاً ... لما بين ضوء فاسح وظلام "ادرعن الليل"أي: دخلن فيه ولبسنه. وقوله: "أو كن".

يعني: الحمر. "في منصف" أي: بين الليل والصبح. و"فاسح": منفرج، حين ينفسح البصر. 54 - توخى بها العينين عيني غمازة ... أقب رباع أو قويرح عام 60 أ/ "توخى": تعمد. "أقب": ضامر، يريد: الحمار. 55 - طوي البطن زمام كأن سحيله ... عليهن إذ ولى هديل غلام

يريد الحمار، إنه ضامر البطن، "زمام" بأنفه، رافع رأسه من نشاطه. 56 - يشج بهن الصلب شجاً كأنما ... يحرقن في قيعانه بضرام يقول: الحمار يشج بالأتن، أي: يعلو بهن الصلب، "كأنما يحرقن" يعني: الأتن، من شدة الحر. "قيعانه بضرام": وكل مارق من الحطب فهو ضرمة. و"القاع": الأرض الحرة الطين، الصلبة.

34 - أمن دمنة بالجو جو جلاجل

(34) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - أمن دمنة بالجو جو جلاجل ... زميلك منهل الدموع جزوع "الزميل": الرفيق. و"الجو": بطن من الأرض. يريد: أمن ذاك زميلك منهل الدموع؟ ... يقول: بكاء صاحبك من ذاك. 2 - عصيت الهوى يوم القلات وإنني ... لداعي الهوى يوم النقا لمطيع يقول: لم أتبع الهوى. و"داعي الهوى": ما دعاه من شيء.

3 - أربت بها هوجاء تستدرج الحصى ... مفرقة تذري التراب جموع "أربت": أقامت. و"هوجاء": ريح تركب رأسها. و"مفرقة": تفرق الحصى. "جموع"ن يعني: الريح. 60 ب 4 - أراجعة يا مي أيامنا التي ... بذي الرمث أم لا، ما لهن رجوع

قوله "أم لا" يريد: أم لا ترجع، ثم استأنف فقال: ما لهن رجوع. 5 - ولو لم يشقني الرائحون لشاقني ... حمام تغنى في الديار وقوع "الرائحون": الذين راحوا. 6 - تجاوبن فاستبكين من كان ذا هوى ... نوائح ما تجري لهن دموع

7 - إذ الحي جيران وفي العيش غرة ... وشعب النوى قبل الفراق جميع يريد: أراجعة يا مي إذ الحي جيران، وهذا جوابه. وقوله: "في العيش غرة"، أي: غفلة وسلوة. يقول: نحن مغترون. و"شعب النوى": ما انشعب منه فاجتمع. و"النوى": الوجه الذي تريده. 8 - دعاني الهوى من حب مي وشاقني ... هوى من هواها: تالد ونزيع قوله: "هوى من هواها" يريد: طائفة من هواها. و"تالد": قديم. و"نزيع": ينزع إليه من مكان بعيد.

9 - إذا قلت عن طول التنائي قد ارعوى ... أبى منثن منه علي رجيع يقول: إذا قلت قد ارعوى، أي: قد رجع وكف عما هو عليه، أبى فرجع. 61 أ 10 - عشية قلبي في المقيم صديعه ... وراح جناب الظاعنين صديع "صديعه": نصفه، يقول: صار قلبي متفرقاً نصفه مع الذين ظعنوا ونصفه مقيم. "جناب الظاعنين": ناحية الظاعنين. 11 - فلله شعباً طية صدعا العصا ... هي اليوم شتى وهي أمس جميع

"الشعبان": الفرقتان. و"شتى": متفرقة. و"صدعا العصا"، أي: فرقا الجماعة. و"الطية": النية، السفر الذي تريده والوجه. 12 - إذا مد حبلانا أضر بحبلنا ... هشام فأمسى في قواه قطوع قوله: "إذا مد حبلانا" مئل. يقول: إذا امتد الوصل قطعه هشام. و"القوة": الطاقة، والجميع: القوى، وكل

خصلة قوة. 13 - أغر هشاماً من أخيه ابن أمه ... قوادم ضأن يسرت وربيع "القوادم": للنوق، فاستعاره للضأن. و"القادمان": الخلفان اللذان يليان البطن. و"الأخيران": اللذان يليان الذنب.

والخلف من الضرع مقبض الحالب. يقول: غر هشاماً أنه لما أيسر ترك أخاه. وقوله: "يسرت"، أي: جاء خيرها. و"ربيع": ربيع المطر. 14 - ولا يخلف الضأن الغزار أخا الفتى ... إذا ناب أمر في الصدور فظيع يقول: الضأن لا يخلف أخا الفتى، يعني أن الأخ خير من الضأن، فلا 61 ب/ تقطع أخاك إذا ناب أمر، فأخوك خير لك، وأصل "ناب": من النوبة. 15 - تباعد مني أن رأيت حمولتي ... تدانت وأن أحيا عليك قطيع

يقول لهشام: أنت تباعد مني أن رأيت "حمولتي"، أي: إبلي التي يحمل عليها. "تدانت"، أي قلت. "وأن أحيا عليك قطيع" من الإبل، أي: عاش. 16 - وللوم في صدر امرئ السوء مخدع ... إذا حنيت منه عليه ضلوع "الهاء" في قوله: "حنيت منه" تعود على "الصدر". و"الهاء" من "عليه" تعود على "اللؤم". 17 - إذا قلت: هذا عام يعطف هاشم ... بخير على ابني أمه فيريع

18 - أبى ذاك أو يندى الصفا من متونه .. ويجبر من رفض الزجاج صدوع "ارفض": ما ارفض فتفرق، يقول: أبى أن يعطف على ابني أمه "أو يندى الصفا"، وذلك ما لا يكون، ولا يجبر

الزجاج.

35 - ألا أيها الرسم الذي غير البلى

(35) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - ألا أيها الرسم الذي غير البلى ... كأنك لم يعهد بك الحي عاهد تقول: "عهدته بمكان كذا وكذا"، إذا أدركته. وأراد الذي غيره البلى. والمعنى: كأنك لم ير بك الحي أحد. 2 - ولم تمش مشي الأدم في رونق الضحى ... بجرعائك البيض الحسان الخرائد

62 أ/ "الخرائد": الحييات. و"الأدم": الظباء البيض البطون، المسكيات الظهور، الطوال الأعناق. و"رونق الضحى": أوله. ويروى: "النواهد". 3 - ترديت من ألوان نور كأنه ... زرابي وانهلت عليك الرواعد

"ترديت": يدعو للرسم، أي: رداك الله من ألوان نور كأنه "زرابي"، يريد: البسط. "وانهلت عليك الرواعد"، يريد سحابات فيها رعد. و"الانهلال": شدة وقع المطر. 4 - وهل يرجع التسليم أو يكشف العمى ... بوهبين أن تسقى الرسوم البوائد ويروى: "وهل يرجع الألاف". يقول: هل يرد التسليم أن يقال للرسم: "سقاك الله". و"البوائد": التي بادت فذهبت. 5 - فلم يبق منها غير آري خيمة ... ومستوقد بين الخصاصات هامد

"مستوقد": موضع وقودها. و"خصاصات": الفرج التي بين الأثافي. و"هامد": خامد، يعني الرماد قد تلبد، و"همد"، أي: خمد. 6 - ضريب لأرواق السواري كأنه ... قرا البو تغشاه ثلاث صعائد يقول: كأن هذا المستوقد، وقد ضربته الأمطار "قرا البو" ,"السواري": أمطار الليل فشبه ذلك الرماد، والأثافي عليه، بالبو قد عطفت عليه ثلاث أينق، و"الصعائد": الواحدة "صعود": وهي التي بلغت نصف حملها [فخدجت] فعطفت على ولدها الذي كان لها. فإن لم يكن لها 62 ب/ ولد عطفت

على غيره. و"البو": أن يموت ولد الناقة، أو يذبح، فيؤخذ جلده، فيحشى تبناً، فتدر عليه. و"أرواق السواري": هي الأمطار. ومنه يقال: "ألقى عليه أرواقه"، أي: نفسه. نضربه مثلاً للمطر. وقوله: "ثلاث صعائد": هذه ثلاث ذود ارسل عليهن الجمل، فعشرن ثم نتجت واحدة، وبقيت ثنتان عشراوان، وأخذوا الفصيل الأول عن أمه، فجروه تحت التي لم تضع، وهي الثانية، فصار عليه ظئران. فإذا نتجت الثانية كعموا فمه لئلا يصيح فتعرفه أمه، ثم ينحى. فإذا نتجت الثالثة جروا الفصيل تحت الثالثة وغيبوا ولد الثالثة، ويسمين: "ثلاث أظآر". وإذا ضربهن الجمل ثانية على رأس السنة سمي ولدهن: "ابن مخاض". فإذا انتصف حملهن، وهن يعرفنه، وترك معهن

فهو يدعى: "ابن العشار". فإذا "أسلبن" أي: أخدجن، فرمين الفصيل دعين: "الصعائد"، فإذا مات الفصيل بوى، لهن جلده بواً فيوأمنه، لأنهن قد عرفنه قبل ذلك. 7 - أقامت به خرقاء حتى تعذرت ... من الصيف أحباس اللوى فالغراقد "به" أي: بهذا المكان. "حتى تعذرت"، أي: ذهب ماؤها وتغيرت. و"الأحباس" الواحد "حبس": وهو الموضع الي يحتبس فيه الماء. و"اللوى": منقطع الرملة. و"الغراقد": شجر.

8 - وجال السفى موج الحباب وقلصت ... مع النجم عن أنف المصيف الأبارد "السفى": شوك البهمى. يقول: جاءت به الريح وذهبت، وذلك عند يبس البقل بعد النوروز. و"الحباب": طرائق الماء وحدبه 63 أ/ يرمي أمواجاً صغاراً. وقوله: "وقلصت مع النجم"، أي: مع الثريا. "الأبارد": يريد: الغداة والعشي. يقول: حين صار وقت يطلع فيه النجم غدوة ذهب الأبردان. وقوله: "أنف المصيف"، أي: أوله. و"المصيف": حين الصيف فيقول: قلصت الأبارد عن أول الصيف. 9 - وهاجت بقايا القلقلان وعطلت ... حواليه هوج الرياح الحواصد "هاجت": يبست. و"القلقلان": نبت. وقوله: "وعطلت حواليه هوج الرياح"ي قول: "عطلت الرياح"، أي: نفضت ما عليه من ثمره وورقه، أي: ما كان متحلياً كالحلي. و"الهوج":

الرياح التي تركب رأسها، وتخلط في هبوبها. و"الحواصد": اللواتي حتت البقل كما يحصد البقل. 10 - ولم يبق من منقاض رقش توائم ... من الزغب أولاد المكاكي واحد يريد: لم يبق في حيث انقاض ذلك البيض، يريد: تكسر، يعني: بيض المكاء. و"توائم": يقول: لسن بأفراد. و"الزغب": الفراخ. 11 - فلما تقضى ذاك من ذاك واكتست ... ملاء من الآل المتان الأجالد يريد: فلما تقضى ذاك الرطب من اليبس، أي: ذاك الوقت

من هذا الوقت. والمتان: اكتست ملاء من الآل. ["المتان": ما غلظ من الأرض] و"الأجالد": الغلاظ الشداد. 12 - تيمم ناوي أهل خرقاء منهلاً ... له كوكب في صرة القيظ بارد يقول: لما انقضى ذلك الوقت من هذا الوقت "تيمم"، أي: قصد. "ناوي أهل خرقاء"، 63 ب/ أي نووا منهلاً له "كوكب": وهو معظم الماء وكثرته. و"الصرة": شدة القيظ. 13 - لقى بين أجماد وجرعاء نازعت ... حبالاً بهن الجازئات الأوابد

"الجازئات": اللواتي جزأن عن الماء. و"أوابد": مستوحشات. و"لقى"، يعني: هذا المهل هو ملقى، وهو البئر. و"الأجماد": ما غلظ وارتفع كالجبل الصغير. و"جرعاء": وهي رابية من الرمل. وقوله: "نازعت حبالاً"، أي: هذه الجرعاء واصلت حبالاً من الرمل، أي: كأنها جاذبتها فاتصلت. 14 - تنزل عن زيزاءة القف وارتقى ... عن الرمل وانقادت إليه الموارد قوله: "تنزل"، يعني: هذا الماء، خلق منحدراً عن "زيزاءة

القف": وهي الغليظة، أي: تحدر عن غلظ هذا المكان. يقول: هو في موضع سهل. وقوله: "وارتقى عن الرمل"، أي: خلق مرتفعاً عن الرمل. يعني: هذا الماء. ويروى: "وانقدت"، يقال: "طريق منقد"، أي: مستبين مستقيم مثل الشراك. ومن قال: "وانقادت"، أي: تتابعت إليه الموارد وعمدته من كل مكان، يعني: الطرق، وهي الموارد. 15 - له من معان العين بالحي قلصت ... مراسيل جونات الذفارى صلاخد "له"، أي: لهذا الماء قلصت مراسيل من أوطان البقر. و"المعان": الوطن. و"المراسيل": السراع من الإبل.

و"قلصت": شمرت. و"جونات الذفارى"، أي: السود من العرق. و"صلاخد": شداد، أي: جاءت إلى هذا الموضع. 16 - مشوكة الألحي كأن صريفها ... صياح الخطاطيف اعتقتها المراود 64 أ/ "مشوكة الألحي"، أي: خرج شوك أنيابها فهي بزل، قد خرجت أنيابها. وقوله: "كأن صريفها"، أي: صوت أنيابها صياح الخطاطيف. "اعتقتها"، يريد: حبستها "المراود": وهي جمع "مرود": وهو العود الذي تجري عليه البكرة. 17 - يصعدن رقشاً بين عوج كأنها ... زجاج القنا منها نجيم وعارد يعني: الإبل و"الرقش": الشقاشق فيها نقط. وقوله:

"بين عوج"، يعني: بين أنيابها. أي: قد عصلت كأنها "زجاج القنا": جمع زج. "منها نجيم وعارد": "نجيم": حين نجم الناب، أي: طلع، حين بدا طرف أنيابه. ومنها "عارد"، أي: غليظ قد "عرد"، أي: غلظ. 18 - إذا أوجعتهن البرى أو تناولت ... قوى الضفر عن أعطافهن الولائد يقول: يصعدن رقشاً "إذا أوجعتهن البرى" عند مد الأزمة، أو تناولت الولائد "قوى الضفر". وإنما تناولنه ليشددنه. و"الضفر": ما ضفر من النسع.

19 - على كل أجأى أو كميت كأنه ... منيف الذرى من هضب ثهلان فارد "أجأى": في لونه. و"منيف": جبل مشرف طويل. و"ذراه": أعلاه. و"هضب": جبل صغير. ["ثهلان": جبل] و"فارد"، أي: هو وحده. 20 - أطافت به أنف النهار ونشرت ... عليه التهاويل القيان التلائد يريد: أطفن به يشددن عليه. و"أنف النهار": أوله. و"التهاويل": ثياب 64 ب/ فيها ألوان مختلفة. و"التلائد": جيء بهن صغاراً فتلدن، يعني "القيان": وهن الإماء. ويقال:

"عليه تهاويل من الرقم"، أي: أخلاط. 21 - ورفعن رقماً فوق صهب كسونه ... قنا الساج فيه الآنسات الخرائد "الرقم": وشي مدور. و"قنا الساج": عيدان الهودج. و"الخرائد": الحييات، فأراد: كسون ذلك الرقم "قنا الساج". و"الآنسات": المسترسلات اللواتي لهن أنس. 22 - يمسحن عن أعطافه حسك اللوى ... كما تمسح الركن الأكف العوابد

أراد أن البعير يربع باللوى ربه ثمر الحسك، فذلك وقت الذهب إلى الأعداد، لأنه آخر ما يبقى من النبت. 23 - تنطقن من رمل الغناء وعلقت ... بأعناق أدمان الظباء القلائد "تنطقن"، أي: ائتزرن. يقول: كأن النساء عليهن نطق من رمل الغناء من عظم أعجازهن. وعلقت القلائد بأعناق "أدمان الظباء": وهي البيض، والمعنى: كأنما علقت القلائد على أعناق الظباء.

24 - من الساكنات الرمل فوق سويقة ... إذا طيرت عنها الأنيس الصواخد "من الساكنات"، يعني: الظباء. و"سويقة": موضع. و"الصخد": شدة وقع الشمس، ويوم صاخد، وأيام صواخد. و"طيرت" عن "سويقة": وهي موضع. 65 أ 25 - تظللن دون الشمس أرطى تأزرت ... به الزرق أو مما تردى أجارد يقول: الظباء تظللن أرطى، أي: أحاط به الرمل، "أو مما

تردى أجارد، يريد: أو من الشجر الذي ترداه "أجارد": وهو كثيب. 26 - بحثن الثرى تحت الجنوب وأسبلت ... على الأجنب العليا غصون موائد "بحثن"، يعني: الظباء، بحثنه ليبتردن بالثرى الرطب، أي: لتكون الجنوب على ثرى رطب. وألبستها من فوق غصون موائد"، أي: تمايل وتهتز من النعمة. والمعنى: أن جنوبها على ثرى رطب، فهي تبرد، ومن فوق أغصان الشجر. يقال للشيء: "هو يماد"، إذا تمايل.

27 - ألا خيلت خرقاء وهنا لفتية ... هجوع وأيسار المطي وسائد "هجوع": نيام. و"أيسار المطي"، يريد: أيدي الإبل "وسائد": يقول: ناموا على أيسارهن وقوله: "وهناً"، يريد: بعد ساعة من الليل. 28 - أناخوا لتطوى تحت أعجاز سدفة ... أيادي المهارى والجفون السواهد "أعجاز سدفة": أواخر الليل. و"السدفة" بقية من سواد الليل. يريد: أناخوا لتطوى الأيدي تحت الليل، وذلك أن

الأيدي كانت تجيء وتذهب في السير، فأراد أن يطويها. و"الساهدة": التي قد أرقت. 29 - وألقوا لأحرار الوجوه على الحصى ... جدائل ملوياً بهن السواعد /"أحرار الوجوه": كرام الوجوه، عتاقها. ونوسدوا "الجدائل"، يريد: الأزمة. 30 - لدى كل مثل الجفن تهوي بآله ... بقايا مصاص العتق والمخ بارد

أي: ألقوا لدى كل ناقة مثل جفن السيف من الهزال. وقوله: "تهوي بآله"، أي: بشخصه "بقايا مصاص العتق" و"المصاص": الخالص. و"عتقها": نجارها وكرمها. يقول: يمضي بشخصه نجارها، واللحم والشحم قد ذهبا. و"المخ بارد": يقال للرجل وغيره إذا ضعف وجهد جداً: "جاء بارداً مخه". 31 - وليل كأثناء الرويزي جبته ... بأربعة، والشخص في العين واحد

يقول: والشخص [وغيره] في عين من نظر إليه [واحد] من شدة السواد. و"أثناء الرويزي": شبه سواد الليل بالطيلسان. و"الخضرة عند العرب: سواد. 32 - أحم علافي وأبيض صارم ... وأعيس مهري وأشعث ماجد

فسر الأربعة فقال: "أحم علافي"، يعني: الرحل. و"الأحم": الأسود. و"أبيض": سيف. و"أعيس": بعير. و"أشعث"، يعني: نفسه. يقول: إذا رأونا من بعيد فالشخص واحد. ويعني: هذه الأربعة، مع نفسه. و"علاف": من قضاعة. 33 - أخو شقة جاب الفلاة بنفسه ... على الهول حتى لوحته المطاود "الشقة": السفر البعيد. و"جاب الفلاة": قطعها،

"حتى لوحته"، يريد: غيرته وأضمرته. و"المطاود": المذاهب والمطاوح. يقول: /"تطود في البلاد" "إذا تطوح ها هنا وها هنا ورمى بنفسه. 34 - وأشعث مثل السيف قد لاح جسمه ... وجيف المهارى والهموم الأباعد "الوجيف": ضرب من السير. وقوله: "مثل السيف"، يعني: في مضيه. 35 - سقاه الكرى كأس النعاس فرأسه ... لدين الكرى من آخر الليل ساجد يقول: سجد لغير دين، إنما سجد للنعاس. و"الكرى": النوم.

36 - أقمت له صدر المطي وما درى ... أجائرة أعناقها أم قواصد "له"، أي: لصاحبه. "صدر المطي"، أي: أقمت الإبل على القصد، أي: أنا مستيقظ وهو نائم "وما درى أجائرة أعناقها أم قواصد؟ "، يريد: أن صاحبه لم يدر للمطايا على جور أم على قصد؟ .. 37 - ترى الناشئ الغريد يضحي كأنه ... على الرحل مما منه السير عاصد "الناشئ": الغلام الحدث. و"الغريد": المغني الذي يطرب في صوته. و"منه"، أي: جهده السير. و"عاصد":

قد لوى عنقه. يقال: "قد عصد البعير"، إذا لوى عنقه للموت. 38 - وقف كجلب الغيمي هلك دونه ... نسيم الصبا واليعملات العواقد "القف": ما غلظ من الأرض، ولم يبلغ أن يكون جبلاً في ارتفاعه. و"جلب الغيم"، يعني: في بعده وغبرته كأنه طرة غيم. و"اليعملات": إبل يعمل عليها. و"عواقد": عقدن أعناقهن للسير. 66 ب 39 - ترى القنة القوداء منه كأنها ... كميت يباري رعلة الخيل فارد

"القنة": الجبل الصغير. و"القوداء": الطويلة. "منه"، يريد: من القف. و"يباري": يعارض. "رعلة الخيل"، أي: قطعة من الخيل. "كأنها كميت": من بعده. 40 - قموس الذرى في الآل يممت خطمه ... حراجيج بلاها الوجيف المواغد يعني: أن القف "يقمس" في السراب، أي: يغوص. و"الوجيف": الخبب. و"يمت خطمه"، أي: قصدت خطم هذا القف، وهو أوله. و"المواغد": المباري. يقال: "خرجا يتواغدان": كأنهما يتباريان. و"بلاها": من البلى.

41 - براهن أن ما هن إما بوادئ ... لحاج وإما راجعات عوائد "براهن"، أي: أذهب لحومهن. والمعنى: براهن أنهن إما "بوادئ"، أي: مستأنفات في حوائجهن. وإما "عوائد". وموضع "أن": رفع، وذلك أنه لابد لـ "برى" أن ترفع. و"أن ما": "ما" حشو. 42 - وكائن بناهاوين من هول هوجل ... وظلماء والهلباجة الجبس راقد

"الهلباجة": الذي فيه هوج. و"الجبس": الثقيل الوخم. و"هوجل": فلاة لا يتجه لها.

36 - ألم تسأل اليوم الرسوم الدوارس

(36) (الطويل) وقال: 1 - ألم تسأل اليوم الرسوم الدوارس ... بحزوى وهل تدري القفار البسابس "البسبس" و"السبسب": ما استوى من الأرض. 67 أ 2 - متى العهد ممن حلها أم كم انقضى ... من الدهر مذ جرت عليها الروامس "الروامس": رياح تدفن. و"الرمس": الدفن. فأراد: متى العهد ممن نزلها، أم متى العهد ممن يحلها ثم يرتحل عنها. 3 - ديار لمي ظل من دون صحبتي ... لنفسي لما هاجت عليها وساوس

يقول: ظل لنفسي وساوس لما هاجت عليها، وذلك من دون صحبتي، لا أعلمهم. ويروى: "علي وساوس". 4 - فكيف بمي لا تواتيك دارها ... ولا أنت طاوي الكشح منها فيائس يقول: لا تكون حيث تريد، ولا تطوي كشحك عنها، يقال "طوى فلان كشحه عن ذلك الأمر"، إذا تركه. ويروى: "عنها". 5 - أتى معشر الأكراد بيني وبينها ... وحولان مرا والجبال الطوامس يقول: صارت الأكراد بيني وبينها، وذلك أن ذا الرمة أتى أصبهان. وقوله: "وحولان مرا والجبال الطوامس"، يقول: طمست في الآل.

6 - ولم تنسني مياً نوى ذات غربة ... شطون ولا المستطرفات الأوانس يقول: كل نوى بعيدة نويتها لم تقطع شوقي. و"غربة": بعيدة. و"شطون": بعيدة فيها عوج، ليست على القصد. و"المستطرفات": نساء يستطرفن بعد نساء و"أوانس": لهن أنس. 67 ب 7 - إذا قلت: أسلو عنك يا مي لم يزل ... محل لدائي من ديارك ناكس يريد: من دبارك التي كنت تحلين، يقول: إذا قلت: أسلو عنك لم يزل محل ينكس دائي الذي بي. 8 - نظرت بجرعاء السبية نظرة ... ضحى وسواد العين في الماء غامس

"الجرعاء" من الرمل: رابية سهلة لينة. و"السبية": موضع. 9 - إلى ظعن يقرضن أجواز مشرف ... شمالاً وعن أيمانهن الفوارس يريد: نظرت إلى "ظعن": وهن النساء على الهوادج "يقرضن أجواز مشرف"، يريد: أوساط موضع. ومعنى "يقرضن": يملن عنها شمالاً، ومنه [قوله تعالى]: "تقرضهم ذات

الشمال". و"الفوارس": رمل بالدهناء. 10 - ألفن اللوى حتى إذا البروق ارتمى ... به بارح راح من الصيف شامس يقول: الظعن "ألفن اللوى". وقوله: "إذا البروق ارتمى به بارح". "البروق": بقلة، أي: رمى به "بارح"، وهي: ريح تأتي في الصيف. و"راح": شديدة الريح. و"شامس": ذو شمس. ويروى: "من القيظ". 11 - وأبصرن أن القنع صارت نطافه ... فراشاً وأن البقل ذاو ويابس "القنع": مكان مطمئن الوسط يستنقع فيه الماء و"الفراش": بقايا الماء، الواحدة: فرشاه، و"ذاو": الذي قد ذهب

ماؤه وجف بعض الجفوف. و"النطاف": 68 أ/ جمع نطفة، وهو الماء ينسب إلى القلة. 12 - تحملن من قاع القرينة بعدما ... تصيفن حتى ما عن العد حابس قاع "القرينة": رملة قاربت القف. و"القاع": أرض صلبة طينتها حرة. وقوله: "حتى ما عن العد حابس"، يقول: لم يبق شيء يحبسهن عن الماء، قد ذهب الرطب. و"العد": ماء له مادة. 13 - إلى منهل لم تنتجعه بعكة ... جنوب ولم يغرس به النخل غارس "منهل": موضع ماء. "لم تنتجعه": لم تأته.

و"العكة": شدة الحر مع سكون الريح. يقول: الجنوب لم تأته بعكة. وقوله: "لم يغرس به النخل غارس". أي: هو في بادية، يريد: المنهل. 14 - فلما عرفنا آية البين قلصت ... وسوج المهارى واشمعل الموالس "آية البين": علامته. "قلصت": شمرت. "وسوج المهارى"، أي: لم ترخ ذيلها. و"اشمعل الموالس"ن أي: انطلق وانبسط. و"الموالس": اللواتي ملسن فس يرهن. يقول: لما عرف أنه آية البين جد ومضى و"الوسوج": التي تسج في سيرها. ويروى: "شمرت". 15 - وقلت لأصحابي: هم الحي فارفعوا ... تدارك بنا الوصل النواجي العرامس

يقول: هم الحي الذين يطلبون فارفعوا إبلكم، فإذا فعلتم تدارك بنا. و"العرامس": الشداد من الإبل، الواحد: عرمس [وكذلك "النواجي": السريعة السير، جمع ناجية]. 68 ب 16 - فلما لحقنا بالحدوج وقد علت ... حماطاً وحرباء الضحى متشاوس يريد: لحقنا الحدوج، يقال: "لحقته ولحقت به". و"حماط": مكان. وقوله: "وحرباء الضحى متشاوس": وهو أن ينظر بمؤخر عينه من شدة الحر. 17 - وفي الحي ممن نتقي ذات عينه ... فريقان: مرتاب غيور ونافس

قوله: "نتقي ذات عينه"، أي: نتقي نظره ونميمته. وقوله: "فريقان: مرتاب"، أي: قد رابه بعض أمرنا. و"نافس": حاسد غيور. أي: منهم كذا ومنهم كذا. 18 - ومستبشر تبدو بشاشة وجهه ... إلينا ومعروف الكآبة عابس أي: بعض من يسره أمرنا. و"تبدو بشاشة وجهه إلينا"، يريد: لنا. ومنهم من قد عرفت الكآبة فيه فعبس. 19 - تبسمن عن غر كأن رضابها ... ندى الرمل مجته العهاد القوالس "عن غر"، يريد: عن أسنان بيضز و"الرضاب": قطع الريق، وكذلك أيضاً: قطع الماء. و"العهاد": والواحدة "عهدة": أول مطر يقع بالأرض. و"مجته"، يريد: مجت الندى الذي رمت به: وأصل "القلس": القيء. يقال: "قلس الرجل"، إذا قاء. فصير العهاد "قوالس": تصب الماء على الأقحوان.

20 - على أقحوان في حناديج حرة ... يناصي حشاها عانك متكاوس [يريد: قوالس على أقحوان، يعني: العهاد، ترمي الماء على الأقحوان] فهو ناعم أبداً، شبه الأسنان به. والأقحوان في "حناديج"، والواحدة: "حندوجة": وهي في الرمل مثل الشعب في الجبل. فالأقحوان نابت فيه. 69 أ/ و"حرة": كريمة، يعني: الحناديج. وقوله: "يناصي حشاها"، أي: يواصل ناحية هذه الحناديج "عانك": وهو رمل متعقد طويل صعب. و"متكاوس": بعضه على بعض. 21 - وخالس أبواب الخدور بعينه ... على جانب الخوف المحب المخالس قوله: "على جانب الخوف"، أي: على خوفه. و"خالس": جعل ينظر مخالسة.

22 - وألمحن لمحاً عن خدود أسيلة ... رواء خلاما أن تشف المعاطس قوله: "ألمحن لمحاً"، يريد: أمكننا من النظر. و"خدود أسيلة": طوال سهلة رقيقة عتيقة. ثم قال: "رواء"، أي: ممتلئة. وقوله: "خلاما أن تشف المعاطس": "ما" ها هنا صلة، والتقدير: خلا أن تشف أنوفهن. يقول: رفقن ولم تبلغ رقتهن أن تشف أنوفهن. والثوب إذا شف رأيت ما وراءه. ولو شف الأنف لرأيت داخله، وكذلك الشف من الستور يرى ما وراءه. 23 - كما أتلعت من تحت أرطى صريمة ... إلى نبأة الصوت الظباء الكوانس يريد: ظباء كن كناً، فسمعن "نبأة": وهي الصوت الخفي.

و"أتلعن"، يريد: أشرفن بأعناقهن ينظرن. ["الكوانس": الداخلات في كناسهن]. 24 - نأت دار مي أن تزار وزورها ... إلى صحبتي بالليل هاد مواعس قوله: "وزورها"، يريد: زائرها، وهو خيالها. يقول: هي إلى موضع أصحابي 69 ب/ دليلة. و"مواعس"، يعني: الخيال يطأ الرمل. و"المواعة": مواطأة الرمل. 25 - إذا نحن عرسنا بأرض سرى بها ... هوى لبسته بالفؤاد اللوابس قوله: "لبسته" يعني: خلطته اللوابس بالفؤاد. و"الهاء" في "لبسته" راجعة على "الهوى". و"اللوابس": الواحدة: "لابسة": وهي الأمور والأقدار. 26 - إلى فتية شعث رمى بهم الكرى ... متون الحصى ليست عليها محابس

يريد: "سرى بها هوى"، أي: جاء الهوى سارياً بليل، فأراد: سرى إلى فتية. و"متون الحصى": ظهوره و"المحابس": البسط والطنافس. وقوله: "ليست عليها"، يريد: على متون الأرض، وإنما ناموا على الأرض. 27 - أناخوا فأغفوا عند أيدي قلائص ... خماص عليها أرحل وطنافس يقول: أناخوا إبلهم وناموا عند أيديها. و"خماص": ضمر، عليها أرحلها لم يحطوها. 28 - ومنخرق السربال أشعث يرتمي ... به الرحل فوق العنس والليل دامس "منخرق السربال"، يعني: صاحبه تخرقت ثيابه من طول السفر. وقوله: "يرتمي به الرحل فوق العنس"، أي: ترتمي به مقدمة الرحل إلى مؤخرته. ومؤخرته إلى مقدمته. و"دامس": قد غطي بالسواد.

29 - إذا نحز الإدلاج ثغرة نحره ... به أن مسترخي العمامة ناعس 70 أ/ "النحز" ها هنا: ضرب الأعقاب والاستحثاث بها، فأراد أن الثغرة تصيب الرحل من النعاس. و"الثغرة": ما بين الترقوتين. وقوله: "به"، أي: بالرحل. و"أن": من الأنين. ويقال للهاون: "منحاز". 30 - أقمت له أعناق هيم كأنها ... قطا نش عنه ذو جلاميد خامس يقول: قومت لهذا الرجل "أعناق هيم"، أي: لم أنم. و"هيم": عطاش. و"نش عنه": عن القطا. و"ذو جلاميد": مكان فيه ماء "خامس"، يريد: قطاً ترد الخمس.

31 - ورمل كأوراك العذارى قطعته ... إذا جللته المظلمات الحنادس قوله: "كأوراك العذارى" قال الأصمعي: "له حقف"، أي: منعطف، وقال بعضهم: في بياضه ولينه. "إذا جللته"، أي: ألبسته. "الحنادس" الشديدات السواد. 32 - ركام ترى أثباجه حين تلتقي ... لها حبك لا تختطيه الضغابس "ركام"، يعني: الرمل متراكم. و"أثباجه": أوساطه "لها حبك"، أي: طرائق. "لا تختطيه"، يقول: لا تجوزه

و"الضغابس": ضعفاء الناس. و"الضغبوس" أيضاً: نبت ضعيف. 33 - وماء هتكت الدمن عنه ولم ترد ... روايا الفراخ والذئاب اللغاوس ويروى: " .. هتكت الليل". و"الدمن": البعر. يقول: نحيت البعر عن ذلك الماء. و"لم ترد روايا الفراخ"، يريد: القطا التي تحمل الماء لفراخها في حواصلها. والمعنى: أنه سبق ذوات الفرخ والذئاب. و"اللغاوس"، الواحد: "لغوس": وهو الخفيف الأكل الحريص. 70 ب 34 - خفي الجبا لا يهتدي لقلاته ... من القوم إلا الهبرزي المغامس

يقول: هذا الماء خفي "الجبا": وهو ما حول الماء. و"الهبرزي": الماضي على كل شيء. و"المغامس": الذي يغامس في الأمور. 35 - أقول لعجلى بين يم وداحس ... أجدي فقد أقوت عليك الأمالس "عجلى"، يريد: ناقته. و"يم وداحس": موضعان. "أجدي": في سيرك و"أقوت": أقفرت، أي: ليس فيها شيء. و"الأمالس": الواحد "إمليس": وهو ما استوى من الأرض.

36 - ولا تحسبي شجي بك البيد كلما ... تلألأ بالغور النجوم الطوامس يقول: "لا تحسبي شجي بك البيد"، أي: علوي بك البيد. أي: لا تحسبي أني أركبك حين "تغور النجوم"، أي: تسقط في الغور في آخر الليل. و"الطوامس": التي كادت تخفى. 37 - وتهجير قذاف بأجرام نفسه ... على الهول لاحته الهموم الهواجس يقول: ولا تحسبي "تهجير قذاف بأجرام نفسه"، يعني: نفسه و"التهجير": سير الهاجرة. و"قذاف": يقذف بنفسه على لاهول. و"لاحته": أضمرته وغيرته الهموم. و"الهواجس": ما يهجس في نفسه، أي: يجد، وهو أن يحدث نفسه، ويجد في صدره مثل الوسواس. 38 - مراعاتك الآجال ما بين شارع ... إلى حيث حادت من عناق الأواعس

71 أ/ أراد: لا تحسبي شجي بك البيد وتهجير قذاف باجرام نفسه "مراعاتك الآجال"، أي: لا تحسبي أني أتركك فترعين مع "الآجال": وهي جماعة البقر والظباء. و"شارع": موضع. و"عناق" موضع. وقيل: منارة عادية. وقوله: "إلى حيث حادت الأواعس". "حادت": تنحت، وهي لا تتنحى، إنما خلقت متنحية عنها و"الأوعس": ما تنكب عن الغلظ، وهو اللين كالرمل. 39 - وعيطاً كأسراب الخروج تشوفت ... معاصيرها والعاتقات العوانس

"العيط" ها هنا: الإبل الطوال الأعناق. "كأسراب الخروج"، يريد: هذه الإبل كقطيع النساء. يقال: سرب من نساء. و"الخروج": يوم عيد. "تشوفت"، يريد: تزينت. "معاصيرها": الواحدة "معصر": وهي التي قد دنا حيضها. و"العاتقات العوانس": اللواتي عنسن، لم يتزوجن: يقال: "عنسن" بالتخفيف والتشديد. ونصب "عيطاً"، أراد: مراعاتك الآجال وعيطاً، أي: إبلاً، كأنهن نساء في يوم عيد. 40 - يراعين مثل الدعص يبرق متنه ... بياضاً وأعلى سائر اللون وارس يريد أن العيط يراعين فحلاً مثل "الدعص" في بياضه. و"الدعص": رابية من الرمل "يبرق متنه": متن هذا الفحل. وأعلى سائر لونه عليه صفرة. 41 - سبحلاً أبا شرخين أحيا بناته ... مقاليتها فهي اللباب الحبائس

أراد أن هذه الإبل يراعين فحلاً "سبحلاً"، يريد: فحلاً ضخماً تاماً. وقوله: "أبا شرخين"، يريد: أبا نتاجين: نتاج عام أول والعام. وقوله: "أحيا بناته 7 ب/ مقاليتها". و"المقلات": التي لا يعيش لها ولد. فيقول: اللواتي لا يعيش لها ولد أحيينه من هذا الفحل لأنه مبارك كريم. ثم قال: فهي اللباب. و"اللباب": الخالص. و"الحبائس": التي تحبس عندهم من كرمها. و"الشرخان": نتاجان نتجا في عامين تباعاً. 42 - كلا كفأيتها تنفضان ولم يجد ... له ثيل سقب في النتاجين لامس

وغير قوم ذي الرمة يقولون: "كفأيتها" بضم الكاف، وهما لغتان. و"الكفأتان": أن تنتج كل سنة ولا تجم. وذلك أن الإبل يحمل عليها سنة، وتجم سنة فلا يحمل عليها فهو أقوى لها. فيقول: هذه لا تجم لكرم الفحل، تنتج نوقه كل سنة. و"تنفضان": تخرجان، ترميان من بطنها ولدها. ومنه يقال: "أنفض الرجل"، إذا ذهبت نفقته. و"أنفضت المرأة أولاداً كثيراً". وقوله: "ولم يجد له ثيل سقب لامس". "الثيل": "غلاف قضيب الجمل. و"السقب": الفصيل الذكر. فيقول: حين تنتج هذه النوق، إذا أرادت أن تنتج، أي: تضع،

أدخل الرجل يده، فيلمس الفصيل حين يسقط من بطن أمه، فإذا وجد الولد أنثى سره ذلك. فيقول: هذا اللامس لا يجد من نتاج هذا الفحل ذكراً، كلها إناث. فأراد أن الفحل كريم. 43 - إذا طرفت في مرتع بكراتها ... أو استأخرت منها الثقال القناعس يقول: هذه الإبل تطرف كل مستطرف من النبات جديد. ثم قال: "أو استأخرت منها الثقال"، أي: البسطاء. و"القناعس": الضخام. 72 أ 44 - دعاهن فاستسمعن من أين رزه ... بهدر كما ارتج الغمام الرواجس يقول: إذا استأخرت من هذه النوق الثقال دعاهن الفحل فاستسمعت النوق من أين "رزه"، أي: صوته. وقوله: "بهدر"، أي:

دعاهن بهدره، "كما ارتج الغمام". ومعنى: "ارتج": سمعت للغمام رجة، أي: صوتاً من الرعد والمطر. و"الرواجس": يقال: "ارتجس": إذا تردد صوته وارتفع، فشبه صوت الفحل وهدره بارتجاج الغمام. 45 - فيقبلن إرباباً ويعرضن رهبة ... صدود العذارى واجهتها المجالس يقول: حين دعاهن الفحل أقبلن إليه "إرباباً": وهو اللزوم والحب للفحل. "ويعرضن رهبة" له وخوفاً، كما تصد العذارى لشدة الحياء. 46 - خناطيل" أقاطيع، يعني: الإبل. و"يستقرين": يتبعن القرارة، وهي الموضع الذي يستقر فيه الماء. و"مرب": مجمع. ومنه يقال: "ربه يربه"، إذا جمعه وأصلحه.

و"الروائس": أعالي الأودية. يقول: نفى من الأودية الغثاء. 47 - تعالى بها الحوذان حتى كأنما ... به أشعلت فيها الذبال القوابس "الحوذان": نبت. و"تعالى": ارتفع في الطول. و"الذبال": الفتائل. يقول: كأن الزهر مصابيح، أي: نيران، و"القابس": الذي يقبس النار. 48 - إذا نحن قايسنا أناساً إلى العلا ... وإن كرموا لم يستطعنا المقايس /"قايسنا" قادرنا، وهي المقادرة. "لم يستطعنا": لم يقدر علينا. 49 - نغار إذا ما الروع أبدى عن البرى ... ونقري سديف الشحم والماء جامس

"الروع": الفزع. و"أبدى عن البرى" أي: أظهر الخلاخيل عن النساء، وذلك إذا فزعت النساء قاتلنا دونهن. و"نقري سديف الشحم"، يريد: شقق السنام. و"الماء جامس"، يريد: يابس، وذلك في الشتاء. 50 - وإنا لخشن في اللقاء أعزة ... وفي الحي وضاحون بيض قلامس يقال: "بحر قلمس"، إذا كان كثير الخير، فضربه مثلاً. 51 - وقوم كرام أنكحتنا بناتهم ... ظبات السيوف والرماح المداعس

يقال: "رمح مدعس"، إذا طعن به. يقال: "دعسه بالرمح"، إذا طعنه به.

37 - يا دار مية بالخلصاء غيرها

(37) (البسيط) وقال أيضاً يمدح عمر بن هبيرة الفزاري: 1 - يا دار مية بالخلصاء غيرها ... سافي العجاج على ميثائها الكدرا "العجاج": رياح تأتي بالغبار. و"سافي العجاج": الذي يسفي التراب. ويروى: "نسج العجاج". يقال: "سفت الريح

التراب". ثم يقال: "تراب يسفي"، أيك يمر. و"الميثاء": المسيل الواسع مثل نصف الوادي أوم ثلثيه. و"الكدر": الغبار. فأراد: سافي العجاج الكدرا. 2 - قد هجت يوم اللوى شوقاً طرفت به ... عيني فلا تعجمي من دوني الخبرا 73 أ/ قوله: "طرفت به عيني"، أي: أصبت به عيني مثل الطرفة، فسالت. "فلا تعجمي من دوني الخبر"، يقول: أفصحي بما سألتك عنه، لا تكتميه. 3 - يقول بالزرق صحبي إذ وقفت بهم ... في دار مية أستسقي لها المطرا 4 - لو كان قلبك من صخر لصدعه ... هيج الديار لك الأحزان والذكرا أراد: يقول صحبي: "لو كان قلبك من صخر لصدعه هيج الديار لك الأحزان .. "، أي: تهيج الدار لك الأحزان والذكر. 5 - وزفرة تعتريه كلما ذكرت ... مي له أو نحا من نحوها البصرا

"الزفرة": دخول النفس إلى داخل. "كلما ذكرت مي له"، يريد: لقلبه. "أو نحا": أو حرف وصرف بصره نحوها. ويروى: "وخطرة .. ". 6 - غراء آنسة تبدو بمعقلة ... إلى سويقة حتى تحضر الحفرا قوله: "تبدو بمعقلة"، أي: حين ينفسخ الحر. "تبدو بمعقلة إلى سويقة"، أي: ما بين هذه إلى هذه. و"آنسة": لها أنس، ليست بنفور. أي: تظهر حين تحضر الحفر في الصيف. وهو حفر سعد وحفر الرباب. بينهما مسيرة ليلة. 7 - تشتو إلى عجمة الدهنا ومربعها ... روض يناصي أعالي ميثه العفرا

أي: تشتو إلى جانب "العجمة": وهي منعقد من الرمل. و"مربعها روض": مكان يستنقع فيه الماء ويستدير. وقوله: "يناصي"، أي: يواصل. 73 ب/ و"العفر" الواحدة "عفرة": وهي رملة فيها عفرة بياض إلى الحمرة. ويقال في معناها العفر أيضاً. وواد "الميث": "ميثاء": وهو مسيل واسع من مكان مشرف إلى الوادي. فيقول: أعالي ميثه تواصل الدهنا، وأسافله الدو. والدهناء حمراء. 8 - حتى إذا هزت البهمى ذوائبها ... في كل يوم يشهي البادي الحضرا يقول: ألقت البهمى سفاها في استقبال الصيف. و"السفى شوك البهمى. ثم قال: "في كل يوم يشهي البادي": وهو الذي يبدو، يشتهي أن يكون في الحضر من شدة الحر، فالبادون الذين في البادية يشتهون أن يحضروا.

9 - وزفزفت للزبانى من بوارحها ... هيف أنشت بها الأصناع والخبرا قوله: "زفرفت"، يعني: الريح الهيف. يقول: سمعت لها صوتاً، أي: زفيفاً. و"الهيف": الريح الحارة. و"أنشت"، أي: أيبست "الأصناع": وهي المصانع، الواحد: "صنع". و"الخبر" و"الخبراء": قاع ينبت السدر، فيه ماء. و"الزبانيان": قرنا العقرب.

10 - ردوا لأحداجهم بزلاً مخيسة ... قد هرمل الصيف عن أكتافها الوبرا أي: حين هزت البهمى ذوائبها، وسقط شوكها، وأقبل الحر ردوا إلى أحداجهن بزلاً، أي: ردوها من المرعى ليرتحلوا. و"مخيسة"، أي: مذللة. "قد هرمل الصيف الوبر"، أي: أسقطه وقطعه. 11 - تقري العلابي مصفر العصيم إذا ... جفت أخاديده جوناً إذا انعصرا 74 أ/ يقول: هذه الإبل "تقري العلابي مصفر العصيم" وهو العرق، إذا يبس اصفر، وهو أسود [إذا سال]. فيقول:

توصل العرق إلى العلابي وتقريه كما تقري الضيف، وهو أن تأتي به منزلك. و"العلباوان": عصبتان تأخذان من القفا إلى الكاهل، وهما صفراوان. وقد بين ذلك في قوله: "مصفر العصيم". و"الأخاديد": مجرى العرق، كالأخاديد في الأرض. يقول: هذا العرق اصفر إذا جف، وأسود إذا سال. وهو قوله: "جوناً إذا انعصرا". و"العصيم": أثر العرق وبقيته وكذلك "عصيم الحناء": أثره. يقول: يأتي العرق كما يأتي الرجل بالضيف. 12 - كأنه فلفل جعد يدحرجه ... نضح الذفارى إذا جولانه انحدرا يقول: العرق كأنه فلفل جعد. وقوله: "جعد"، يريد أن العرق قد لزم بعضه بعضاً. "يدحرجه نضح الذفارى"، أي: رشح الذفارى. و"الذفريان": ما عن يمين النقرة وشمالها. و"جولانه": ما جال منه. 13 - شافوا عليهن أنماطاً شامية ... على قناً ألجأت أظلاله البقرا

"شافوا": زينوا على الإبل أنماطاً حين ارتحلوا. وقوله: "على قناً". و"القنا": ها هنا خشب الهودج. وقوله: "ألجأت أظلاله البقر"، يريد: أظلال القنا، أي: أظلال الهودج ألجأت البقر إليها. وأراد بالبقر ها هنا: النساء، فشبه النساء بهن. 14 - أشبهنه للنظرة الأولى وبهجته ... وهن أحسن منه بعد ما صورا

74 ب/ أي: هؤلاء النساء أشبهن البقر في النظرة الأولى ثم قال: وهن أحسن من البقر بعد صورا. و"ما": زائدة. 15 - من كل عجزاء في أحشائها هضم ... كأن حلي شواها ألبس العشرا "عجزاء": ضخمه العجيزة. و"الهضم": انضمام وضمر. و"الشوى": اليدان والرجلان. فأراد: كأن الحلي ألبس العشر. و"العشر": شجر لين ناعم. 16 - لمياء في شفتيها حوة لعس ... كالشمس لما بدت أو تشبه القمرا "حوة": سواد في الشفة. و"اللعس": شبيه به. 17 - حسانة الجيد تجلو كلما ابتسمت ... عن منطق لم يكن عياً ولا هذرا

"الجيد": العنق. و"الهذر": كثرة لاكلام. ومعنى: "عن منطق لم يكن عياً" كقولك في الكلام عن فضل: "لم يكن لؤماً ولا وضاعة". وأراد: تجلو شفتيها عن منطق إذا تبسمت. لم يكن المنطق عياً ولا هذراً. 18 - عن واضح ثغرة حم مراكزه ... كالأقحوان زهت أحقافه الزهرا "زهت أحقافه"، أي: رفعت. و"الحقف" من الرمل: ما انعطف. و"الزهر": النور. ويروى: "لونه حم ... ". 19 - ثم استقلوا فبت البين واجتذبت ... حبل الجوار نوى عوجاء فانبترا

"استقلوا"، يعني: الحي، فبت البين وانقطع. و"النوى": 75 أ/ النية. و"عوجاء" يعني: النية أنها ليست على القصد. يقول: كانوا في مكان فتفرقوا. و"انبتر": انقطع. 20 - ما زلت أطرد في آثارهم بصري ... والشوق يقتاد من ذي الحاجة النظرا يريد: كأني أسوق بصري في آثارهم. وقوله: "والشوق يقتاد من ذي الحاجة"، أي: يقود النظر من الرجل الذي له حاجة. 21 - حتى أتى فلك الخلصاء دونهم ... واعتم قور الصحى بالآل واختدرا "الفلك": نجف من النجف مستدير لا يبلغ أن يكون جبلاً. و"القور": الجبال الصغار. و"اختدر القور": ستره الآل، أي: اتخذه خدراً. ويروى: "قوز".

22 - يبدون للعين أحياناً ويسترهم ... ريع السراب إذا ما خالطوا خمرا "يبدون": يظهرون. "أحياناً": تارات. و"يسترهم ريع السراب": وهو ما يجيء ويذهب. ومنه يقال: "هل راع عليك القيء"، يريد: هل رجع. وقوله: "إذا ما خالطوا خمراً" يقول: يسترهم "الخمر": وهو ما واراك من الشجر. 23 - كأن أظعان مي إذا رفعن لنا ... بواسق النخل من يبرين أو هجرا شبه الإبل عليه الهوادج بنخل يبرين أو نخل هجر. و"بواسق": طوال. و"يبرين": خلف اليمامة.

24 - يعارض الزرق حاديها وتعدله ... حتى إذا زاغ عن تلقائها اختصرا 75 ب/ يريد أن حادي الأظعان يعارض "الزرق": وهي أكثبة بالدهنا و"تعدل" أي: الزرق تعدل الحادي، لا يقدر أن يركبها، ترده. وقوله: "حتى إذا زاغ"، يعني: الحادي، أي: مال. وقوله: "عن تلقائها"، يريد: عن تلقاء الزرق، أي: ليست بإزائه، يعني: الزرق، أنها ليست بحذاء الحادي. "اختصر الرمل": وهو الزرق. وذلك أنه لا يستطيع أن يركب الزرق. وقوله: "يعارض الزرق حاديها"، أي: يسير معارضاً لها في أحد الشقين ويعدله عن معظم الرمل. 25 - إذا يعارضه وعث أقام له ... وجه الظعائن خل يعسف الضفرا

يقول: إذا عارض الحادي "وعث": وهو ما سهل ولان، "أقام له"، أي: للحادي وجه الظعائن على الطريق، على القصد. وقوله: "خل يعسف الضفرا"، يقول: الخل يمر في "الضفر": وهو رمل متعقد. 26 - حتى وردن عذاب الماء ذا برق ... عدا يواعدنه الأصرام والعكرا "برق": حجارة ورمل. و"العد": الذي لا ينقطع ماؤه، إذا ذهب ماء جم ماء مكانه. وقوله: "يواعدنه الأصرام"، أي: الأظعان يواعدن العد. "الأصرام": القطيع من الناس. والواحد: "صرم". و"العكر" من الإبل: ما بين العشرين إلى الثلاثين إلى الأربعين. وهو كما تقول: "واعدتك المسجد". 27 - زار الخيال لمي بعد ما خنست ... عنا رحى جابر والصبح قد جشرا "خنست" أي: توارت. و"الرحى": قطعة من الأرض نجفة قدر نصف ميل. 76 أ/ و"رحى جابر": موضع. ويقال:

"جشر الصبح"، إذا انفلق. ويروى: "حائر". 28 - بنفحة من خزامى فائج سهل ... وزورة من حبيب طالما هجرا يريد: زار خيال مي بنفحة من خزامى. و"فائج": أمكنة مفتحة. و"الخزامى" نبت طيب الريح. وقيل: "فائج": بين رملتين، وهو أجود.

29 - هيهات مية من ركب على قلص ... قد اجرهد بها الإدلاج وانشمرا قوله: "هيهات مية"، يقول: ما أبعدها. و"اجرهد"، إذا مضى وجد. 30 - راحت من الخرج تهجيراً فما وقعت ... حتى انفأى الفأو عن أعناقها سحرا قوله: "فما وقعت"، يريد: ما نزلت واستراحت. يقال: "كان ذلك وقعة في وجه السحر" وقوله: "حتى انفأى الفأو"، أي: انشق. و"الفأو": مكان. أي: انشق فخرج منه. والمكان لا ينشق، إنما المعنى: وافقوا السحر بالفأو. وكأن السحر

خرج من ذلك الموضع حين صاروا فيه. وقوله: "عن أعناقها"، أي: عن أعناق الإبل. 31 - تسمو إلى الشرف الأقصى كما نظرت ... أدم أحن لهن القانص الوترا يريد أنها تشرف ببصرها إلى كل شخص. يقول: لا ينكسر طرفها ولا يفتر. و"الشرف": ما ارتفع: وقوله: "أحن لهن القانص الوتر"، أي: أنبض القانص وهو الصائد الوتر، فسمع للوتر كالحنين. 32 - ومنهل آجن قفر محاضره ... تذري الرياح على جماته البعرا 76 ب/ "منهل": موضع ماء. و"آجن": متغير. و"الجمات": الواحدة "جمة" و"جم": وهو مجتمع الماء ومستنقصه. و"تذري الرياح البعر" أي: تقلع البعر من موضعه قلعاً وتلقيه على جمته، وأما "تذروه الرياح": فتطيره. 33 - أوردته قلقات الضفر قد جعلت ... تبدي الأخشة في أعناقها صعراً

يريد: أوردت ذلك الماء "قلقات" يريد: إبلاً قد قلق "ضفرها"، أي: نسعها يجيء ويذهب من ضمر البطن. و"الخشاش": الحلقة في عظم أنف البعير. و"الصعر": ميل، يقول: هي تشتكي الأخشة فيبدو "الصعر"، يريد: الميل. يقول: رأسها في ناحية. ويروى: "في هاماتها". 34 - فاستكمش الليل عنها بعدما صدرت ... يهوي الحمام إلى أسارها زمرا "استكمش الليل"، إذا ذهب. "بعدما صدرت": وهو أن تكون في الماء ثم تخرج عنه. و"الحمام يهوي إلى أسآر" هذه الإبل من الماء، الواحد. "سؤر". و"زمراً"، أي قطعاً. 35 - ترمي الفجاج بآذان مؤللة ... وأعين كتم لا تشتكي السدرا "الفجاج": الطرق "مؤللة": محددة. و"أعين كتم": لا تدمع. لا تشتكي "الدرا": وهو ثقل العين.

36 - للركب بعد السرى مالت عمائمهم ... منيتهم نفحات الجود من عمرا يريد: ترمي الفجاج للركب. "عمر": ابن هبيرة. 77 أ 37 - كم جبت دونك من تيهاء مظلمة ... تيه إذا ما مغني جنها سمرا "جبت": قطعت. و"تيهاء": مفازة يتاه فيها و"تيه"، جمع: تيهاء". و"سمر"، يقول: لم ينم. 38 - ومزبد مثل عرض الليل لجته ... يهل شكراً على شطيه من عبرا

"مزبد"، يعني: الفرات. "مثل عرض الليل"، يعني: ناحيته وجانبه وقوله: "يهل شكراص"، أي: يكبر ويرفع صوته. 39 - أنت الربيع إذا ما لم يكن مطر ... والسائس الحازم المفعول ما أمرا 40 - ما زلت في درجات الأمر مرتقياً ... تسمو وينمي بك الفرعان من مضرا قوله: "الفرعان"، يعني: الأعمام والأخوال. 41 - حتى بهرت فما تخفى على أحد ... إلا على أحد لا يعرف القمرا

42 - إنا وإياك أهل البيت يجمعنا ... حسان في باذخ فخر لمن فخرا قوله: "يجمعنا حسان" .. أم هبيرة: امرأة من بني عدي ابن ملكان، يقال لها بسرة بنت حسان. وقوله: "باذخ" يريد: شرفاً مشرفاً. 43 - مجد العديين جداك اللذان هما ... كانا من العرب الأنفين والغررا

"العديان": عدي بن عبد مناة بن أد، رهط ذي الرمة، وعدي بن فزارة. 77 ب 44 - وأنت فرع إلى عيصين من كرم ... قد استطالا ذرى الأطواد والشجرا "العيص": الشجر الملتف، وهو ذو شوك. و"السدر": من العيص. وأراد بقوله: "عيصين": حيين. وإنما يعني كثرة العدد والمنعة. و"الأطواد": الجبال. و"ذراها": أعلاها. 45 - حللت من مضر الحمراء ذروتها ... وباذخ العز من قيس إذا هدرا

46 - والحي قيس حماة الناس مكرمة ... إذا القنا بين فتقي فتنة خطرا إذا شالوا القنا فقد "خطرت". 47 - بنو فزارة عن آبائهم ورثوا ... دعاثم الرشف العادية الكبرا 48 - المانعون فما يسطاع ما منعوا ... والمنبتون بجلد الهامة الشعرا [يريد أن لهم على كل أحد نعمة، وهذا كما يقال: "فلان أنبت الشعر على رأس فلان"، إذا كان كثير الإنعام عليه]. [ويروى: "بجلد الراحة الشعرا"، وهي أبلغ في المدح].

38 - ألا أيهذا المنزل الدارس اسلم

(38) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - ألا أيهذا المنزل الدارس اسلم ... وأسقيت صوب الباكر المتغيم قوله: "اسلم"، يريد: سلمك الله من كل آفة. و"الصوب المتغيم": انحدار المطر. و"الباكر": الذي قد عجل. 2 - ولا زلت مسنوا ترابك تستقي ... عزالي براق العوارض مرزم 78 أ/ قوله: "ولا زلت .. " يخاطب المنزل. وقوله: "مسنواً ترابك"، أي: ولا زلت ممطوراً ترابك. و"السانية": البعير الذي يستقي الماء. وقوله: "يستقي عزالي" غيم. وقوله:

"براق العوارض"، "العوارض": السحاب [جمع عارض] و"العزالي": أفواه المزاد والقرب، فصيره للسحاب. و"مرزم": من صوت الرعد يقال: "عارض مرزم": إذا كان له رعد. وغيث "براق"، إذا برق. 3 - وإن كنت قد هيجت لي دون صحبتي ... رجيع هوى من ذكر مية مسقم قوله: "رجيع هوى"، أيك قد كان خامره قبلها، قبل هذه المرأة. 4 - هوى كادت العينان يفرط منهما ... له سنن مثل الجمان المنظم قوله: "يفرط"، أي: يسبق. وقوله: "له"، أي: للهوى. وقوله: "سنن"، يريد دمعاً يستن استناناً على وجهه. ومعنى "يستن"- ها هنا-: يجري. و"الجمان": لؤلؤ من فضة.

5 - وماذا يهيج الشوق من رسم دمنة ... عفت غير مثل الحميري المسهم أي: ماذا يشوقك منها. و"الحميري": ثوب يمان "مسهم موشى. شبه رسم الدار بثوب حميري موشى. 6 - أربت بها الأمطار حتى كأنها ... كتاب زبور في مهاريق معجم "أربت"، أي: أقامت. و"المهاريق": الصحف، واحدها "مهرق". و"معجم": لا يفصح، يقال: "قد أعجم"، إذا لم يبين الكلام.

7 - وكل نؤوج ينبري من جنوبها ... بتسهاك ذيل من فرادى ومتئم 78 ب/ "النؤوج": الريح الشديدة المر. يقال: "نأجت الريح". و"ينبري لها": يعترض. "من جنوبها": من نواحيها. وقوله: "بتسهاك ذيل": من السهوكة و"ذيل الريح": مؤخرها وما تجر. و"فرادى": واحد. و"متئم": اثنان. يقول: تجر هذه الريح واحداً فرداً وتجر اثنين اثنين. 8 - تثير عليها الترب أو كل ذبلة ... دروج متى تعصف بها الريح ترسم "ذبلة": بعرة يابسة. و"ترسم": من "الرسيم": وهو ضرب من السير. 9 - لمية عند الزرق لأيا عرفتها ... بجرثومة الآري والمتخيم

يقول: هذه الدمنة لمية. و"الزرق": أكثبة بالدهناء "لأياً"، أي: بعد بطء، عرفتها بعد كد. وقوله: "بجرثومة الآري"، يعني: موضعاً مشرفاً. و"الجرثومة": التراب الذي يكون في أصل الشجرة أو بقربها عند الجحرة. و"الآري والمتخيم": حيث بنوا خيامهم يقال: تأرى وتخيم"، إذا أقام بالمكان. 10 - ومستقوس قد ثلم السيل جدره ... شبيه بأعضاد الخبيط المهدم "مستقوس"، يريد: النؤي، كأنه قوسز و"جدره": ما ارتفع منه. و"أعضاد الخبيط"، و"الخبيط": حوض تخبطه الإبل فتهدمه. و"أعضاده": نواحيه وجوانبه.

11 - فلما عرفت الدار غشيت عمتي ... شابيب دمع لبسة المتلثم يقول: ألبست عمتي دفعاص كـ "شؤبوب" المطر: وهو الدفعة الشديدة. 79 أ 12 - مخافة عيني أن تنم دموعها ... علي بأسرار الضمير المكتم 13 - أحب المكان القفر من أجل أنني ... به أتغنى باسمها غير معجم قوله: "غير معجم"، أي: أفصح به، لا أكتم اسمها إذا تغنيت به وأنا وحدي.

14 - ولم يبق إلا أن مرجوع ذكرها ... نهوض بأحشاء الفؤاد المتيم "مرجوع ذكرها": ما رد منه. "نهوض بأحشاء الفؤاد": كأنه يرفع الحشا، يريد: مرجوع ذكرها. و"المتيم": المضلل. 15 - إذا نال منها نظرة هيض قلبه ... بها كانهياض المتعب المتتمم "هيض قلبه"، أي: نكس كانهياض المتعب الذي رجع كسره [و] كل ما حملته على أكثر من طاقته فهو "متعب". و"المتتمم": الذي كان به كسر يمشي به، ثم أبت فتتمم كسره. 16 - تغيرت بعدي أو وشى الناس بيننا ... بما لم أقله من مسدى وملحم قوله: "من مسدى وملحم"، يريد: من قول كذبوا فيه، وعملوا فيه، كما يسدى الثوب ويلحم.

17 - ومن يك ذا وصل فيسمع بوصله ... أقاويل هذا الناس يصرم ويصرم 18 - إليك أمير المؤمنين تعسفت ... بنا البعد أولاد الجديل وشدقم 79 ب/ "تعسفت": أخذت على غير هداية. و"الجديل وشدقم": فحلان. 19 - نواشط من يبرين أو من حذائه ... من الأرض تعمي في النحاس المخزم "نواشط" أي: يخرجن من يبرين. و"تعمي في النحاس"، أي: ترمي في النحاس. و"المخزم"، يريد: البرة التي من شبه. ويروى: "تخدي".

20 - بأبيض مستوفي الخطوم كأنه ... جنى عشر أو نسج قز مخذم يريد: تعمي بأبيض، وهو الزبد، "يوفي على الخطم"، أي: يعلو الأنف. وشبه الزبد بجنى العشر. وجناه أبيض كأنه القطن، أو "نسج قز". و"مخذم": مقطع. 21 - إذا هن عاسرن الأخشة شبنها ... بأشكل آن من صديد ومن دم "الخشاش": الحلقة تكون في عظم أنف البعير. و"شبن الأخثة": خلطنها. "بأشكل آن": وهو زبد مخلوط بدم، والدم من خشاشها إذا جذبت. وكل بياض خالطته حمرة فهو: "أشكل". وقوله: "آن من صديد"، أي: قد بلغ وقته فخرج، يعني: الدم والصديد والقيح. 22 - وكائن تخطت ناقتي من مفازة ... إليك ومن أحواض ماء مسدم

يريد: كم تخطت. و"مسدم": مندفن. يقال: "بئر سدم"، إذا كانت مندفنة، والجميع: "أسدام" و"سدام". 80 أ 23 - بأعقاره القردان هزلى كأنها ... نوادر صيصاء الهبيد المحطم "الأعقار": مقام الشاربة، موضع أخفاف الإبل. و"القردان هزلى": من سوء الحال كأنها- يريد: القردان- "نوادر صيصاء الهبيد"، أصل "الصيصاء": الشيص. و"الهبيد": حب

الحنظل. فيقول: حب الحنظل منه شيء ضعيف فسماه "صيصاء الهبيد"، شبه القردان في هزالها وصغرها بصيصاء حب الحنظل و"المحطم": المكسر. و"النوادر": سوابق منه تندر. 24 - إذا سمعت وطء الركاب تنغشت ... حشاشاتها في غير لحم ولادم يقول: إذا سمعت القردان وطء الإبل "تنغشت"، أي: تحركت. "حشاشاتها": بقية أنفسها. 25 - جشمت إليك البعد لا في خصومة ... ولا مستجيراً من جريرة مجرم يقول: تكلفت إليك البعد على مشقة، لا في خصومة. يقول:

إنما جئتك أمدحك، لم أجئك مستجيراً من "جريرة": وهو ما جر على نفسه. 26 - ولو شئت قصرت النهار بطفلة ... هضيم الحشا براقة المتبسم "طفلة": ناعمة. "هضيم": خميصة. وقوله: "ولو شئت قصرت النهار بطفلة"، يقول: يقصر النهار عليه. ولا يطول لأنه في سرور. 27 - كأن على أنيابها ماء مزنة ... بصهباء في إبريق شرب ملثم 80 ب/ أي: كأن ريق الطفلة ماء "مزنة"، أي: ماء سحاب من عذوبته. وقوله: "ملثم"، يريد: أن الإبريق مشدود الرأس. 28 - إذا قرعت فاه القوازيز قرعة ... يمج لها من خالص اللون كالدم يقول: إذا قرعت فا الإبريق القوازيز خرج لها شراب كالدم.

29 - تروح عليها هجمة مرتع المها ... مراتعها والقيظ لم يتجرم أي: تروح على هذه الطفلة "هجمة إبل": وهي دون المئة. وقوله: "مرتع المها مراتعها"، يقول: هذه الإبل ترتع مع الثيران. يقول: هي كرام تراعي المها في القيظ. و"لم يتجرم": لم ينقطع. يقولك ترعى عشراً ثم ثمناً، ثم ترد الماء. 30 - بوعساء دهناوية الترب طيب ... بها نسم الأرواح من كل منسم "الوعساء": رمل. و"النسم": ريح ضعيفة. "من كل منسم"، أي: من حيث "نسمت" أي هبت. 31 - تحن إلى الدهنا بخفان ناقتي ... وأنى الهوى من صوتها المترنم

"أنى الهوى"، يريد: وكيف الهوى، كيف بها. يقول: هواها- لو يطلب- بعيد من حيث نزعت، يعني: ناقته. 32 - إلى إبل بالزرق أوطان أهلها ... يحلون منها كل علياء معلم أي: نحن "إلى إبل بالزرق أوطان أهلها". "يحلون منها": من تلك الزرق 81 أ/ "كل علياء معلم". "علياء": مرتفع و"معلم": معروف. 33 - مهاريس مثل الهضب تنمي فحولها ... إلى السر من أذواد رهط ابن فرضم

"مهاريس": شديدات الأكل، تهرس هرساً. و"تنمي" فحول هذه الإبل: ترتفع. و"السر": الموضع الصالح والنسب الخالص. و"فوضم": من مهرة. و"الهضب": الجبل الصغير. فأراد: أن هذه الإبل مثل الهضب. و"الأذواد": جمع "ذود": وهو ما بين الثلاث إلى العشر. 34 - كأن على ألوانها كل شتوة ... جسادين من صبغين: ورس وعندم قوله: "جسادين"، يعني: أحمر وأصفر. يقول: تأكل الربيع والزهر فيخضبها. والورس أصفر، والعندم أحمر. 35 - يثور غزلان الفلاة اطرادها ... خطوط الثرى من كل دلو ومرزم

يقول: اطراد هذه الإبل "يثور" الغزلان عن كنسها. و"خطوط الثرى": جمع "خط": وهو آثار المطر. و"المرزمان" الشعريان. 36 - بلا ذمة من معشر غير قومها ... وغير صدور السمهري المقوم قوله: "بلا ذمة"، أي: لم تستجر بأحد فنرعى، أي: يهاب قومها، أي: رعت بلا ذمة من معشر ليسوا من قومها، أي: إنما رعت بذمة قومها وبرماح قومها. و"السمهري": الرمح. وكل رمح: "سمهري".

37 - لها خطرات العهد من كل بلدة ... لقوم وإن هاجت لهم حرب منشم 81 ب/ أي: لهذه الإبل "خطرات العهد". و"العهد" جمع "عهدة": وهو أول مطر يقع. وقوله: "لقوم" يريد: للقوم الذين كانوا يرعون، "وإن هاجت لهم حرب منشم"، يقول: هم أعزاء لهم منعة. و"منشم": امرأة كانت تبيع الحنوط، عطارة، فكانوا يتشاءمون بها. 38 - نجائب ليست من مهور أشابة ... ولا دية كانت ولا كسب مأثم يقول: هذه الإبل "نجائب": كرام. ليست من مهور نساء أظلمهن فأذهب بمهورهن. و"أشابة" أخلاط ولا من "دية"، أي: لم يقتل من قومي أحد فآخذ ديته، ولا من كسب فيه مأثم. 39 - ولكن عطاء الله من كل رحلة ... إلى كل محجوب السرادق خضرم

يقول: ارتحل إلى الملوك فيعطونني. "الخضرم": الكثير الخير والمعروف الرغيب. يقول: إنه يفد إلى ملك عليه حجاب. 40 - كريم النثا رحب الفناء متوج ... بتاج بهاء الملك أو متعمم قوله: "كريم النثا"، أي: كريم الذكر. و"رحب الفناء"، أي: واسع الخلق. وقوله: "أو متعمم"، يقول: أو متقلد للأمر. ويروى: "رداء الملك". 41 - تبرك بالسهل الفضاء وتتقي ... عداها برأس من تميم عرمرم يقول: لتميم رأس يمنعها. و"عرموم": شديد.

42 - تحدب سعد والرباب وراءها ... على كل طرف أعوجي مسوم 82 أ/ "تحدب"، أي: تعطف وراء هذه الإبل، تمنعها. "على كل طرف"، أي: على كل فرس عتيق كريم. و"أعوجي": منسوب إلى "أعوج": وهو فرس. و"مسوم": معلم. 43 - وإن شاء داعيها أتته بمالك ... وشهبان عمرو كل شوهاء صلدم

يقول: إن شاء داعي هذه الإبل أتته كل شوهاء بمالك وشهبان عمرو. قال الأصمعي: "الشوهاء" الطويلة. وقيل: "شوهاء": حديدة النفس. و"صلدم": شديدة. ويعني بـ "مالك": أبا حنظلة بن زيد مناة. ويقال للرجل إذا كان ذا جمرة وشجاعة: هو "شهاب"، أي: نار. 44 - وإن ثوب الدايع لها يالخندف ... فيالك من داع معز ومكرم 45 - وإن تدع قيساً قيس عيلان يأتها ... بنو الحرب يستعلى بهم كل معظم "كل معظم": كل عظيم من الأمر.

46 - كثير الحصى عال لمن فوق ظهرها ... بهامة ملك يفنخ الناس مقرم قوله: "كثير الحصى"، يعني: هذا الداعي كثير العدد. أراد: فيالك من داع كثير الحصى. وقوله: "عال لمن فوق ظهرها"، يقول: هذا الحي وهو الداعي عال لمن فوق الأرض. وقوله: "بهامة ملك"، أي: بشرف ملك "يفنخ" الناس. و"الفنخ": أقبح الذل. و"مقرم": فحل. أي: هو ملك لم يقهر، هو مثل الفحل. 47 - لها كل مشموح الذراعين تتقى ... به الحرب شعشاع وأبيض فدغم 82 ب/ يريد: لهذه الإبل كل عظيم الذراع عريضها. و"الشعشاع": الطويل الخفيف، و"الفدغم": الجميل الضخم. أي: يدفع عن هذه الإبل كل مشبوح ..

48 - إذا استرسل الراعي رعتها مهابة ... على كل مياس إلى الموت معلم يقول: إذا نام الراعي واطمأن، فلم يتبعها، رعتها مهابة هذا "المياس": وهو المتبختر إلى الموت. و"معلم": قد أعلم نفسه لأنه معروف.

(39) (الطويل) وقال أيضاً:

39 - أمنزلتي مي سلام عليكما

1 - أمنزلتي مي سلام عليكما ... على النأي والنائي يود وينصح 2 - ولا زال من نوء السماك عليكما ... ونوء الثريا وابل متبطح "النوء": سقوط نجم مع ظهور آخر. "متبطح": حكي لي عن الصقيل قال: "المتبطح": المطر الذي يقلب حصى

البطحاء وترابها بعضه على بعض. يقال: "مررت ببلد كذا وكذا، فوجدت أثر غيث متبطح". [ويروى: "ونوء الثريا قبله متبطح]. 3 - وإن كنتما قد هجتما راجع الهوى ... لذي الشوق حتى ظلت العين تسفح قوله: "راجع الهوى"، أي: ما رجع منه، وكان قبل ذلك قد ذهب، كقولك: "خرجت خوارجه"، أي: خرج منه ما كان من داخل. و"تسفح": تسيل. 4 - أجل عبرة كادت لعرفان منزل ... لمية لو لم تسهل الدمع تذبح 83 أ/ يريد: أجل هيجت عبرة. وقوله: "لو لم تسهل الدمع"، أي: لو لم تحدر الدمع. و"تذبح": تأخذ بالحلق.

5 - على حين راهقت الثلاثين وارعوت ... لداتي وكاد الحلم بالجهل يرجع "راهقت الثلاثين": دانيتها. و"ارعوت لداتي"، يقول: تركوا الفتوة والصبا وكفوا. و"لداته": أسنانه. وكاد يكون حلمي أثقل من جهلي. 6 - إذا غير النأي المحبين لم أجد ... رسيس الهوى من ذكر مية يبرح

"رسيس الهوى": مسه. و"النأي": البعد، وذلك

أن الرجل إذا بعد أخلق وده. فيقول: ودي لا يخلق، فهو ثابت. 7 - فلا القرب يبدي من هواها ملالة ... ولا حبها- إن تنزح الدار- ينزح يقول: حبها إن بعدت الدار لم يتغير، هو لازم. 8 - [أتقرح أكباد المحبين كلهم ... كما كبدي من ذكر مية تقرح] 9 - إذا خطرت من ذكر مية خطرة ... على القلب كادت في فؤادك تجرح "الخطرة": الهبة تمر بالقلب.

10 - تصرف أهواء القلوب ولا أرى ... نصيبك من قلبي لغيرك يمنح "تصرف"، أي تقلب في كل وجه. وقوله: "ولا أرى نصيبك من قلبي" يعطاه غيرك. و"يمنح": يعطى، واصل: "يمنح" يقال: منحته، إذا أعرته ناقتك يحلبها ويشرب لبنها، ثم يردها ثم صيرت "المنيحة": عطية. 11 - [ألم تعلمي يا مي أنا وبيننا ... فياف لطرف العين فيهن مطرح]

12 - [أطوح عيني بالفلاة لعلني ... أراك وعيني من هوى الوجد تسفح] 13 - [أنين وشكوى بالنهار شديدة ... إليها وما يأتي به الليل أبرح] 8 ب 14 - أرى الحب بالهجران يمحى فيمحي ... وحبك مياً يستجد ويربح أي: يزيد الحب كما يزيد الربح. وقوله: "يمحى فيمحي"، أي: إذا هجر صاحبه أخلق وده.

15 - ذكرتك أن مرت بنا أم شادن ... أمام المطايا تشرئب وتسنح "أم شادن": ظبية معها ولدها حين شدن وقوي ومشى. و"المطايا": الإبل. و"تشرئب": تشرف. و"تسنح". تعرض. 16 - من المؤلفات الرمل أدماء حرة ... شعاع الضحى في متنها يتوضح

"المؤلفات": اللواتي اتخذن الرمل إلفاً. و"يتوضح": يبرق في متنها. 17 - تغادر بالوعساء وعساء مشرف ... طلا طرف عينيها حواليه يلمح "تغادر": تخلف. و"الوعساء" من الرمل: السهلة،

تنبت أحوار البقل. و"مشرف": موضع. و"الطلا": ولد الظبية. يقول: هذه الظبية تخلف طلاها، وهو ولدها. وطرف عينيها يلمحه يميناً وشمالاً. 18 - رأتنا كأنا عامدون لعهدها ... به فهي تدنو تارة وتزحزح يقول: رأتنا الظبية "كانا عامدون لعهدها به"، أي: حيث عهدت ولدها. "به": بالموضع. "فهي تدنو تارة وتزحزح": تنحى. ومعنى اللام 84 أ/ في "العهد"، معنى: إلى. 19 - هي الشبه أعطافاً وجيداً ومقلة ... ,مية أبهى بعد منها وأملح

20 - أناة يطيب البيت من طيب نشرها ... بعيد الكرى زين له حين تصبح "أناة": بطيئة القيام. و"الكرى": النوم. و"النشر": الريح. وقوله: "زين له"، أي: للبيت. 21 - كأن البرى والعاج عيجت متونه ... على عشر نهى به السيل أبطح "البرى": الخلاخيل، وكل حلقة: "برة". و"العاج": السوار من ذبل. و"عيجت متونه"، أي عطفت "على عشر". و"العشر": شجر ناعم لين مستو. فكأنما عطفت الخلاخيل والعاج على عشر. شبه ساعديها وساقيها بشجر العشر في

استوائه ولينه. وقوله:"نهى به السيل أبطح"، يقول: حبس السيل أبطح بذلك العشر. وكل بطن واد فيه رمل، فهو: "أبطح". 22 - لها كفل كالعانك استن فوقه ... أهاضيب لبدن الهذاليل نضح "الكفل": العجز، "كالعانك": وهو رمل متعقد مشرف صعب المرتقى. "استن فوقه"، أيك فوق العانك، أي: جرى "أهاضيب": دفعات من مطر، فتلبد العانك، ولزم بعضه بعضاً. و"الهذاليل": رمال دقاق صغار. و"نضح": أراد: أهاضيب نضح، أي: تنضح بالماء. 23 - وذو عذر فوق الذنوبين مسبل ... على البان يطوى بالمداري ويسرح 84 ب/ "العذر": الذوائب. "فوق الذنوبين" و"الذنوبان". أسفل المتنين. "مسبل": مسترسل. ثم قال: "على البان يطوى"، أي: "يطوى بالمداري ويسرح"، يقول: إذا "طوي"، أي: عقص، عقص على البان. و"يسرح"، يريد: شعرها. يقال: "سرحت

الشعر وسرحته": يخفف ويشدد. وواحد "المداري": "مدرى": وهو الذي يتخذ للشعر. 24 - أسيلة مستن الدموع وما جرى ... عليه المجن الجائل المتوشح يقول: مجرى الدموع سهل طويل. وأراد: أن خدها سهل طويل. وقوله: "وما جرى عليه المجن". يريد بـ "المجن": الوشاح. فأخبر أنه سهل الجائل، يجول الوشاح من ضمر البطن. و"المتوشح": هو الوشاح لأنها توشحت به. 25 - ترى قرطها في واضح الليت مشرفاً ... على هلك في نفنف يترجح

"الليث": صفحة العنق عند متذبذب القرط. وقوله: "مشرفاً على هلك". و"الهلك": مثل "النفنف": وهو ما بين أعلى الجبل وأسفله، فضربه مثلاً. يقول: "قرطها على هلك"، وأراد: أنها طويلة العنق. و"النفنف": "اللوح": وهو الهواء، وكذلك "الهلك". 26 - وتجلو بفرع من أراك كأنه ... من العنبر الهندي والمسك يصبح قوله: "وتجلو بفرع"، يريد: بمسواك من فرع الشجر. كان المسواك "يصبح" بالعنبر والمسك، أيك يسقى كما "يصبح

الرجل بالغداة": يسقى اللبن. يقال: "صبحته اللبن، فأناأصبحه صبحاً، "صبحته تصبيحاً". 85 أ 27 - ذرى أقحوان واجه الليل وارتقى ... إليه الندى من رامة المتروح قوله: "واجه الليل"، أي: استقبله. وقوله: "وارتقى إليه الندى"، أي: جرى الندى من "رامة" فصعد إلى الأقحوان. و"رامة": موضع. و"المتروح": جاء رواحاً. و"المتروح": من نعت الندى.

28 - هجان الثنايا مغرباً لو تبسمت ... لأخرس عنه كاد بالقول يفصح قوله: "هجان الثنايا"، أي: بيض الثنايا. و"تبسمت لأخرس"، يريد: إلى أخرس. "عنه"، يريد: عن الثغر. "كاد يفصح بالقول"، أي: يبين. يقال: "أفصح بأمرك"، يريد: أبن. وإذا قلت: "قد فصح يفصح فصاحة"، وذلك إذا كان الرجل يتكلم بالعربية، فازداد فصاحة. فإذا كان عجمياً، فتكلم بالعربية، قيل: "أفصح". و"مغرب": أبيض.

29 - هي البرء والأسقام والهم ذكرها ... وموت الهوى لولا التنائي المبرح قوله: "وموت الهوى"، يقول: إذا دنت مات الهوى. يقول: هي كذا لولا أنها تتباعد. ويقال: "برح بي الشيء"، أي: شق علي واشتد. 30 - ولكنها مطروحة دون أهلها ... أوارن يجرحن الأجالد برح قوله: "مطروحة دون أهلها أوارن": قال الأصمعي: هي الريح "مطروحة دون أهلها"، يقول: تموت الريح من قبل أن

تبلغها، وذلك من بعد الأرض. وقوله: "يجرحن الأجالد"، يقول: الرياح أوارن، لها نشاط. "يجرحن": 85 ب/ يخدشن ويؤثرن في "الأجالد": وهي الأرض الصلبة. و"برح": شديدات المر وقيل أيضاً في قوله: "ولكنها مطروحة دون أهلها"، يريد: أن الوحش بيني وبين أهلها. 31 - ومستشحجات بالفراق كأنها ... مثاكيل من صيابة النوب نوح "مستشحجات"، أيك استشحجن فشحجن، يعني: غرباناً، وشبهها

بالنوب. و"ضيابة النوب": خالص النوب. 32 - يحققن ما حاذرت من صرف نية ... لمية أمست في عصا البين تقدح يعني: أن الغربان حققن ما حاذرت من صرف نية. وقوله: "في عصا البين تقدح": هذا مثل. و"القادح": أكل يقع في العصا. يقول: أمست النية تفسد كما يفسد القادح الذي يأكل العصا. 33 - [بكى زوج مي أن أنيخت قلائص ... إلى بيت مي آخر الليل طلح]

34 - [فمت كمداً يا بعل مي، فإنها ... قلوب لمي أمن الغيب نصح] 35 - [فلو تركوها والخيار تخيرت ... فما مثل مي عند مثلك يصلح] 36 - إذا قلت: تدنو مية أغبر دونها ... فياف لطرف العين فيهن مطرح يقال: "طرح بطرفه"، إذا رمى به. وقوله: "فيهن مطرح"، أي: يطرح بصرك فلا يرده شيء. و"فياف": مستوية. 37 - قد احتملت مي فهاتيك دارها ... بها السحم تردي والحمام الموشح

"السحم": الغربان. و"الحمام الموشح"، يريد: القماري. 38 - ولما شكوت الحب كيما تثيبني ... بوجدي قالت: إنما أنت تمزح 86 أ 39 - بعاداً وإدلالاً علي وقد رأت ... ضمير الهوى قد كاد بالجسم يبرح قوله: "بعاداً"، أي: مباعدة. و"يبرح": يشق بالجسم. ومنه: "برح بي". 40 - [أبيت على مي حزيناً، وبعلها ... يبيت على مثل النقا يتبطح]

41 - [وهاجرة شهباء ذات وديقة ... يكاد الحصى من حرها يتصيح] 42 - [نصبت لها وجهي وأطلال بعدما ... أزى الظل واكتن الفريد الموشح]

43 - لئن كانت الدنيا علي كما أرى ... تباريح من مي فللموت أروح "تباريح": عذاب ومشقة. 44 - وهاجرة من دون مية لم تقل ... قلوصي بها والجندب الجون يرمح "الجندب": الجراد، ينزو من شدة الحر.

45 - بتيهاء مقفار يكاد ارتكاضها ... بآل الضحى والهجر بالطرف يمصح "تيهاء": أرض يتاه فيها، ليس بها أحد. وقوله: "يكاد ارتكاضها"، يعني ارتكاض التيهاء "بآل الضحى"، أي ينزو بالسراب. و"الهجر": الهاجرة. يقول: يكاد يذهب بالطرف. 46 - كأن الفرند المحض معصوبة به ... ذرى قورها ينقد عنها وينصح "القور": جبال صغار. يقول: كأن الفرند عصب به ذرى قور هذه التيهاء. وشبه السراب بـ "الفرند"، يريد: سرق الحرير، فيقول: السراب قد عصبت ذرى قورها به، و"الهاء".

راجعة إلى "الفرند" الذي شبهه بالسراب. ثم قال: "ينقد عنها وينصح"، يقول: السراب ينقد عن ذرى القور، فتظهر القور (مرة) ومرة يغطي الذرى كأنه قد خيط. يقال: "نصحت الثوب"، إذا خطته و"الناصح": الخياط. 8 ب 47 - إذا جعل الحرباء مما أصابه ... من الحر يلوي رأسه ويرنح ["يرنح": يدار رأسه] 48 - ونشوان من طول النعاس كأنه ... بحبلين في مشطونة يترجح قوله: "في مشطونة"، يريد: في بئر يستقى دلوها بحبلين. فهذا يتمايل في النعاس ها هنا وها هنا. وذلك أن رجلين قائمين على مثابة البئر، فإذا مالت الدلو ناحية أحدهما جذبها الآخر،

لئلا تصيب جول البئر فتخرقها، وكذلك الآخر. 49 - أطرت الكرى عنه وقد مال رأسه ... كما مال رشاف الفضال المرنح يقول: أطار ذو الرمة النوم عن هذا الذي كان نشوان من النعاس، ورأسه مائل، كما مال الذي يرشف "فضال" الخمر. و"الرشاف": الذي يمصه مصاً بشفتيه. و"المرنح": السكران، فهو يجيء ويذهب في سكره، يتمايل. 50 - إذا مات فوق الرحل أحييت روحه ... بذكراك، والعيس المراسيل جنح

قوله: "إذا مات فوق الرحل": وذلك من شدة النعاس فأذكرك، يعني: في شعره، وأتغنى به فأوقظه. و"العيس": الإبل البيض، "جنح": قد أكبت في السير، و"المراسيل": السراع في سهولة. 51 - إذا ارفض أطراف السياط وهللت ... جروم المطايا عذبتهن صيدح قوله: "ارفض أطراف السياط"، أي: تفتح طيها من طول السفر. و"هللت جرومها"، 87 أ/ يعني: المطايا صارت أبدانها مثل الأهلة من الضمر، دقت واعوجت. و"عذبت الإبل صيدح": وهي ناقته، فيقول: حملتهن على سير شديد، يردن أن يسرن سيرها فلا يقدرن على ذلك.

52 - لها أذن حشر وذفرى أسيلة ... وخد كمرآة الغريبة أسجح "حشر": لطيفة محددة. و"الذفريان": ما عن يمين النقرة وشمالها. وقوله: "وخد كمرآة الغريبة": وذلك أن المرأة إذا كانت في قوم غرباء، فهي أبداً تجلو مرآتها، تشتهي أن تحسن وتزين، فشبه خدها بالمرأة المجلوة. و"أسجح": سهل. 53 - وعينا أحم الروق فرد ومشفر ... كسبت اليماني جاهل حين تمرح

يريد: وعينا ثور أسود "الروق": وهو القرن. و"فرد": وحده. و"مشفر كسبت اليماني": و"السبت": النعل المدبوغة بالقرظ. وقوله: "جاهل": "جهلها": مرحها.

54 - ورجل كظل الذئب ألحق سدوها ... وظيف أمرته عصا الساق أروح قوله: "كظل الذئب": لا تراه من سرعته. يقول: لا ترى رجلها من سرعتها. "ألحق سدوها وظيف": "السدو": الخطو. وقوله "أمرته عصا الساق"، أي: عظم الساق، أي: فتله عظم الساق. و"الروح": اتساع في الرجلين، ميل إلى الخارج. 55 - وسوج إذا الليل الخداري شقه ... عن الركب معروف السماوة أقرح 87 ب/ أي: تسج في سيرها. و"الخداري": الأسود. "شقه"، أي: شق الليل. "معروف السماوة"، يريد: الصبح.

و"السماوة": شخص الصبح. و"أقرح": ذو قرحة، يعني: الصبح في أول ما يبدأ و"معروف"، يريد: الصبح إذا طلع عرف. 56 - إذا قلت: عاج أو تغنيت أبرقت ... بمثل الخوافي لاقحاً أو تلقح "عاج": هو زجر إناث الإبل. وقوله: "أو تغنيت": من الإنشاد. "أبرقت": شالت بذنب مثل خوافي النسر. و"الخوافي": أعرض من القوادم. "لاقح": حامل. "أو تلقح": أو تبرق، وليس بها لقح، كاذبة. 57 - تراها وقد كلفتها كل شقة ... لأيدي المهارى دونها متمتح

يقول: كلفت هذه الناقة "كل شقة"، أي: كل سفر بعيد. "لأيدي المهارى دونها متمتح"، يقول: دونها ما إن تعمل الإبل بأيديها مثل ما تمتح" الماء من البئر. 58 - تموج ذراعاها وترمي بجوزها ... حذاراً من الإيعاد والرأس مكفح

"جوزها": وسطها. وقوله: "تموج ذراعاها"، يقول: ليست بلازقتين بالجنب. و"مكفح": مرفوع. 59 - صهابية جلس كأني ورحلها ... يجوب بنا الموماة جأب مكدح "جلس": سمينة. وغير الأصمعي يقول: شديدة. وأراد: جسيمة طويلة. و"يجرب": يقطع. و"الموماة": القفر. و"جأب": حمار غليظ. و"مكدح": معضض.

88 أ 60 - يقلب أشباهاً كأن متونها ... بمسترشح البهمى من الصخر صردح يقول: الفحل من الحمر "يقلب أشباهاً"، يريد: أتناً كأن متونها صردح من الصخر "بمسترشح البهمى": حيث يرقب البهمى، أي: يطول و"صردح": مستوية ملساء. 61 - رعت في فلاة الأرض حتى كأنها ... من الضمر خطي من السمر مصلح يقول: كأنها من ضمرها رمح منسوب إلى "الخط" بالبحرين: وهو مرفأ السفن.

62 - وحتى أتى يوم يكاد من اللظى ... به التوم في أفحوصه يتصيح "التوم": بيض النعام. و"اللظى": من الحر. و"يتصيح": يتشقق. 63 - فظل يصاديها وظلت كأنما ... على هامها سرب من الطير لوح

"يصاديها": يداريها ويرفق بها. وقوله: "كأنما على هامها سرب"، أي: قطيع من الطير. "لوح"، يقول: كأن على رأسها الطير لا تحرك، أي لا تعصي الفحل. 64 - على مرقب في ساعة ذات هبوة ... جنادبها من شدة الحر تمصح يقول: فظل يصاديها على مرقب، وهو ما ارتفع من الأرض. وقوله: "ذات هبوة" أي: ذات غبرة. و"تمصح": تذهب. ويروى: "ترمح". 65 - [ترى حيث تمسي تلعب الريح بينها ... وبين الذي تلقى به حين تصبح]

66 - [كأن مطايانا بكل مفازة ... قراقير في صحراء دجلة تسبح]

40 - ألا لا أرى كالدار بالزرق موقفا

(40) (الطويل) وقال أيضاً: 88 ب 1 - ألا لا أرى كالدار بالزرق موقفاً ... ولا مثل شوق هيجته عهودها "الزرق": أكثبة بالدهناء. و"عهودها". ما عهده منها 2 - عشية أثني الدمع طوراً وتارة ... يصادف جنبي لحيتي فيجودها "أثني الدمع"، أي: أرده طوراً: "وتارة"، أي: ومرة "يصادف جنبي لحيتي فيجودها"، يقول: الدمع يسيل مثل

الجود على جانبي لحيتي. 3 - وما يسفح العينين من رسم دمنة ... عفتها الليالي: نحسها وسعودها قوله: " .. وما يسفح العينين"، أي: ما يسيل العينين، أي: ما هذا الأمر الذي بلغ ذا؟! و"الرسم": الأثر بلا شخص. و"الدمنة": آثار الرماد وما سودوا ولطخوا. "عفتها"، أي: محتها الليالي. "نحسها وسعودها"، يقال: "يوم نحس"، أي: يوم غبرة وريح. 4 - وأملى عليها القفر حتى تربعت ... بها الخنس: آجال المها وفريدها

يقول: "أملى عليها القفر"، أي: طال عليها الزمن، فأقفرت. و"تربعت بها الخنس"، يريد: البقر. و"الأخنس": القصير الأنف، وكذلك البقر. و"آجال المها": جماعة البقر. و"فريدها": ما تفرد منها. 6 - لقد كنت أخفي حب مي، وذكرها .. رسيس الهوى، حتى كأن لا أريدها "رسيس الهوى": مسه وأوله. يقول: أخفيت حبها كأني لا أريدها. 89 أ 7 - كما كنت أطوي النفس عن أم خالد ... وجاراتها حتى كأن لا أهيدها قوله: "أطوي النفس"، أي: أضمرها على شيء. "حتى

كأن لا أهيدها"، أي: حتى كأني لا أباليها ولا أهتم بها. 8 - إذا عرضت بالرمل أدماء عوهج ... لنا قلت: هذي عين مي وجيدها "العوهج": الطويلة العنق من النساء. و"الجيد": العنق. 9 - فما زال يغلو حب مية عندنا ... ويزداد حتى لم نجد ما نزيدها "يغلو": يرتفع. 10 - إذا لامعات البيد أعرضن دونها ... ـقارب لي من حب مي بعيدها

"لامعات البيد": التي تلمع بالسراب. "أعرضن دونها"، أي: صارت هذه اللامعات دون مية أي: كما يعترض الشيء الرجل دون الشيء فيمنعه. وكذلك هذه اللامعات صارت بيني وبينها. ثم قال: إذا كان هذا جاءني أمر من الحب يقرب إلي البعيد. 11 - تذكرت مياً بعدما حال دونها ... سهوب ترامى بالمراسيل بيدها "السهوب": المستوية من الأرض، البعيدة، الواحد: "سهب" و"المراسيل": من الإبل، السراع السهلات السير. و"البيد": الواحدة: "بيداء": وهي الأرض المستوية. 12 - وصحبي على أكوار شدق رمت بها ... طرائف حاجات الفتى وتليدها 89 ب/ "الأكوار": الرحال، الواحد: "كور". و"شدق": إبل واسعات الأشداق. و"طرائف حاجات": وهي ما استطرفها حديثاً. و"تليدها". ما استفاد من حاجة قديمة ومن حاجة حديثة. فيقول: رمت بهذه الإبل إلى البلدان هذه الحاجات.

13 - تغالى بأيديها إذا زجلت بها ... سرى الليل واصطفت بخرق خدودها "تغالى"، أي: ترامى. و"زجلت": رمت. يقال: "زجلت بالشيء"، إذا رميت به و"السرى": سير الليل. و"اصطفت بخرق خدودها"، أي: تسايرت سواء. 14 - وقادت قلاص الركب وجناء رسلة ... وسوج إذا ضمت حشاها قتودها "قادت"، يقول: تقدمت. "وجناء": غليظة. "رسلة": سهلة السير. وقوله: "وسوج": تسج في سيرها، وهو ضرب منه. و"القتود": "أحناء الرجل"، أي: عيدانه. 15 - ضنينة جفن العين بالماء كلما ... تضرج من هجم الهواجر جيدها

الإبل تبكي، أي: تسيل دموعها من الجهد. فيقولك هذه تضن بذلك، أي: تصبر على الشدة. "كلما تضرج"، أي: تلطخ من "هجم الهواجر"، أي: تحلبها الهاجرة، أي: تسيل عرقها. و"جيدها": عنقها. 16 - كأن الدبى الكتفان يكسو بصاقه ... علابي حرجوج طويل وريدها 90 أ/ "الدبى": الجراد الصغار. و"الكتفان": [الذي يكتف في مشيته وذلك] إذا خرج حجم أجنحته و"العلابي": جمع "علباء"، وللبعير "علباوان": وهما العصبتان اللتان تأخذان من القفا إلى الكاهل. فشبه العرق الذي على العلابي ببصاق الجراد. و"الحرجوج": التي قد ضمرت فطالت مع الأرض. و"الوريد": حبل العانق. فأراد أنها طويلة العنق. 17 - إذا حرم القيلولة الخمس وارتقت ... على رأسها شمس طويل ركودها

"الخمس": أن ترعى ثلاثة أيام ثم ترد الماء، فيحسب يوم ترد ويوم تصدر، فذلك خمسة أيام. فيقول: لا تقيل لأنها تريد الماء. وقوله: "وارتقت على رأسها شمس"، يقول: انتصف النهار، فحلقت الشمس على رأسها فلا تكاد تزول. 18 - ألا قبح الله امرأ القيس إنها ... كثير مخازيها قليل عديدها 19 - فما أحرزت أيدي امرئ القيس خصلة ... من الخير إلا سوأة تستفيدها 20 - تضام امرؤ القيس بن لؤم حقوقها ... وترضى ولا يدعى لحكم عميدها 21 - وما انتظرت غيابها لعظيمة ... ولا استؤمرت في جل أمر شهودها

"جل الأمر": معظمه. 22 - فأمثل أخلاق امرئ القيس أنها ... صلاب على طول الهوان جلودها 90 ب 23 - لهم مجلس صهب السبال أذلة ... سواسية أحرارها وعبيدها قوله: "صهب السبال"، أي: هم عجم، ليسوا بعرب. وقوله: "سواسية أحرارها وعبيدها"، أي: سواء الأحرار منهم والعبيد. ولا يقال: "سواسية" إلا في الهجاء، فأما في الخير فيقال: "سواء".

24 - إذا أجدبت أرض امرئ القيس أمسكت ... قراها وكانت عادة تستعيدها 25 - تشب عذاريها على شر عادة ... وباللؤم كل اللؤم يغذى وليدها 26 - إذا مرئيات حللن ببلدة ... من الأرض لم يصلح طهوراً صعيدها 27 - إذا مرئي باع بالكسر بنته ... فما ربحت كف الذي يستفيدها

28 - أحين ملأت الأرض هدراً وأطرقت ... مخافة ضغمي جنها وأسودها 29 - عوى مرئي لي فعصبت رأسه ... عصابة خزي ليس يبلى جديدها 91 أ 30 - قرعت بكذان امرئ القيس لابة ... صفاة ينزي بالمرادي حيودها "الكذان": الحجارة الهشة. و"اللابة": الحرة، يريد: الحجارة السود. وقوله: "ينزي بالمرادي حيودها": واحد "المرادي": "مرادة": وهي الصخرة الضخة تدق بها الحجارة

ويرمى بها. يقال: "رديته". إذا رميته بحجر. "حيودها"، يريد: حيود الصفا. وهذا مثل. يقول: إذا قرعت بكذان امرئ القيس "لابة": وهي الحرة، وهي صلبة. و"الكذان": فيه رخاوة، فالكذان لا يؤثر في الحرة. فيقول إذا رمت أن تهجونا كنت كقارع صفاة لا يؤثر فيها معوله. فكلما ضربت بـ "المرادي" ترت فلا تعمل فيها. 31 - بني دوأب شر المصلين عصبة ... إذا ذكرت أحسابها وجدودها

[ويروى: "دوبل": وهو ولد الحمار. والمعنى: أنهم لما أسلموا لم يمنعهم إسلامهم الذم]. 32 - أهبتم بورد لم تطيقوا ذياده ... وقد يحشد الأوراد من لا يذودها "أهبتم"، أي: دعوتم "بورد": وهو ها هنا الإبل التي ترد الماء فضربه مثلاً. "لم تطيقوا ذياده" أي: رده ودفعه، وإنما ضربه مثلاً. فيقول: استجلبتم هجائي وسبي، وأنتم لا تطيقوني. "وقد تحشد الأوراد من لا يذودها"، أي: قد يجلب الشر على نفسه من لا يقدر أن يدفعه. 33 - فأصبحت أرميكم بكل غريبة ... تجد الليالي عارها وتزيدها

34 - قواف كشام الوجه باق حبارها ... إذا أرسلت لم يثن يوماً شرودها 91 ب/ يقول: ما مضى من هذه القوافي لا يقدر على رده إذا سارت في الناس. و"الشام": جمع "شامة": فيقول: لهذه القوافي أثر يبقى كالشامة في الوجه. 35 - توافى بها الركبان في كل موسم ... ويحلى بأفواه الرواة نشيدها أي: تتوافى بهذه القوافي الركبان في كل موسم. و"الموسم": كل سوق من أسواق العرب تباع فيها الإبل وتشترى، فإذا اشتروها وسموها بسماتهم. 36 - منعنا سنام الأرض بالخيل والقنا ... وأنتم خنازير القرى وقرودها

"سنام الأرض": خيرها وأكرمها. يقول: منعنا أنفسنا بالقنا فلا نقرب. 37 - [إذا حل بيتي في الرباب رأيتني ... برابية صعب عليك صعودها] ["الرباب": بنو عبد مناة، وضبة بن أد. ويروى: "كؤودها": وهو ما صعب عليك وشق على السالك السلوك]. 38 - [كسا اللؤم ألوان امرئ القيس كهبة ... أضر بها بيض الوجوه وسودها] [غبرة، يقال: إن "الكهبة": لون الرماد بعينه].

41 - عفا الدحل من مي فمحت منازله

(41) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - عفا الدحل من مي فمحت منازله ... فما حوله صمانه فخمائله "الدحل": موضع، و"الدحل" أيضاً: هوة من الأرض كالسرب، ربما أنبت السدر. وقوله: "محت منازله"، يريد: درست وانمحت. و"الخمائل": رمال وأرض لينة تنبت الشجر

ويروى: "فأجاوله"، يعني: ما حوله. 2 - فأصبح يرعاه المها ليس غيره ... أقاطيعه دراؤه وخواذله "الدراء": التي جازت من أرض إلى أرض. يقال: "ذر ودرة"، إذا طلع علينا: و"خواذله": اللواتي تأخرن عن صواحبهن. و"المها": البقر. 3 - يلحن كما لاحت كواكب شتوة ... سرى بالجهام الكدر عنهن جافلة 92 أ/ "يلحن"، يعني: المها. وقوله: "سرى بالجهام"، أي عن النجوم "جافله": كل ما جفله من شيء فذهب به. وأراد

ما جفل الجهام. و"الهاء" التي في "جافل" راجعة على "الجهام" لأن "جافل الجهام": أذهب الجهام عن الكواكب. 4 - فلم يبق إلا أن ترى في محله ... رماداً نحت عنه السيول جنادله يقول: "جنادل" هذا الرماد، يريد: أثافيه "نحت"، أي: عدلت وحرفت عن الرماد السيول. 5 - كأن الحمام الورق في الدار جثمت ... على خرق بين الأثافي جوازله شبه الأثافي بحمام "ورق": تضرب إلى السواد. وقوله: "جشمت على خرق"، يريد به الرماد. فشبه الأثافي على الرماد بحمام على فراخ. و"الجوزل" الفرخ. وأراد: كأن بين كل

أثفيتين "جوزلا"، أي: فرخاً. وخبر "كان الحمام": جثمت في الدار. 6 - أقول لمسعود بجرعاء مالك ... وقد هم دمعي أن تلج أوائله "مسعود": أخو ذي الرمة. و"الجرعاء" من الرمل: "رابية السهلة اللينة. وقوله: "أن تلج": في السيلان، كما يلج الرجل في الشيء. 7 - ألا هل ترى الأظعان جاوزن مشرفاً ... من الرمل أو حاذت بهن سلاسله

"مشرف": موضع. و"سلاسله"، أراد: رملاً متعقداً والمعنى: أقول لمسعود: ألا هل ترى الأظعان جاوزن مشرفاً. 8 - فقال: أراها بالنميط كأنها ... نخيل القرى جباره وأطاوله 9 ب/ "النميط": موضع. يقول: أرى الأظعان بهذا الموضع، كأنها نخيل القرى. و"جباره": ما فات يد المتناول. 9 - تحملن من حزوى فعارضن نية ... شطوناً تراخي الوصل ممن يواصله "تحملن"، يريد: الأظعان. "نية شطواناً، أراد: نية عوجاء عن القصد. يقول: ليست هذه النية على القصد. وكل

مكان تنويه ووجه تريده، فهو: "نيتك"، وكذلك "النوى". و"تراخي الوصل"، أي: تباعده يقول: من أراد أن يصل وصلاً باعدته النية. ويقال: "نية شطون"، إذا كانت مائلة. 10 - وودعن مشتاقاً أصبن فؤاده ... هواهن إن لم يصره الله قاتله قوله: "إن لم يصره الله" يريد: إن لم يقه الله. و"المشتاق": ذو الرمة. يقول: هواهن قاتلي إن لم يدفعه الله ويصرفه. 11 - أطاع الهوى حتى رمته بحبله ... على ظهره بين العتاب عواذله

"أطاع الهوى"، يعني: المشتاق، وهو ذو الرمة "حتى رمته عواذله بحبله على ظهره"، أي: قالت له عواذله- لما لم يطعهن-: "حبلك على غاربك"، أي: اذهب حيث شئت، وهذا مثل. 12 - إذ القلب لا مستحدث غير وصلها ... ولا شغله عن ذكر مية شاغله أراد: طاع الهوى "إذ القلب لا مستحدث غير وصلها" أراد: لا يشغله 93 أ/ شيء من أشغال الدنيا عن ذكر مية. أي: كان ذلك لما كان قلبي لا يريد غيرها. 13 - أخو كل مشتاق يهيم فؤاده ... إذا جعلنا أعلام أرض تقابله قوله: "أخو كل مشتاق": هو نفسه. "يهيم فؤاده"، أيك يذهب فؤاده إذا رأى معارف أرضها ودارها. 14 - ألا رب خصم مترف قد كبته ... ,إن كان ألوى يشبه الحق باطله

"مترف": منعم. "قد كبته"، أي: أخزيته. ويقال: "اللهم اكبت عدونا وسر صديقنا". وقوله: "وإن كان ألوى"، أي: شديد الخصومة عسراً، "يشبه الحق باطله": من شدة خصومته. 15 - ومخشية العاثور يرمي بركبها ... إلى مثله خمس بعيد مناهله "ومخشية العاثور"، يريد: أرضاً يخشى أن يعثر فيها. و"العاثور": هو الهلاك. "يرمي بركبها خمس إلى مثله"، يريد: إلى مثل هذا الخمس. "بعيد مناهله"، أي: مياهه.

16 - سخاوي أفلال تبيت بجوزها ... من القفر والإقواء تعوي عواسله "السخاوي": الأرض اللينة الرقيقة. و"أفلال": لا مطر بها. يقال: "أرض فل": لا مطر بها. تعوي من القفر والإعياء "عواسله": وهي الذئاب "تعسل" في عدوها، أي: تضطرب. وأراد: تبيت عواسله بوسط هذه السخاوي تعوي. 93 ب 17 - قطعت بنهاض إلى صعداته ... إذا شمرت عن ساق خمس ذلاذله قوله: "بنهاض إلى صعداته"، أي: مشرف طويل العنق. وقوله: "إذا شمرت عن ساق خمس ذلاذله": وهي أخلاق وشقوق

في أسافل الثوب. يقال: "مر تنوس ذلاذله"، إذا مر مسترخياً. فيقول: كأن خمساً منجرداً قد كمش ذلاذله، كما يكمش الرجل في الحاجة. 18 - أكلفه أهوال كل تنوفة ... لموع وليل مطلخم غياطله يريد: أكلف هذا الجمل "أهوال كل تنوفة": وهي القفر. و"لموع": تلمع بالسراب. و"مطلخم غياطله". "مطلخم":

قد تغطى بالسحاب. و"غياطله": مثله، وما غطى وألبس من سواد الليل فهو "غيطلة" كالشجر الملتف، يقال للشجر الذي قد التف: "غيطلة". 19 - خدب الشوى لم يعد في آل مخلف ... أن اخضر أو أن زم بالأنف بازله "خدب الشوى"، أيك ضخم القوائم. يقول: هذا البعير لم يعد أن شق بازله، أي: فطر نابه، وهو "بازله" وإنما يبزل في تسع سنين أشد ما يكون، فأراد: "لم يعد"، أيك لم يجز أن فطر نابه. وهو "في آل مخلف"، أي: في جسم "مخلف": وهو بعد البازل بسنة، وهو الذي أتى عليه عشر سنين،

فجسمه أكبر وأعظم من البازل. فيقول: ترى هذا البازل الذي أتى عليه تسع سنين في جسم مخلف، إذا رأيته قلت: هذا مخلف. ومعنى: "أن اخضر أو أن زم بالأنف بازله، يقول: أول ما يبدو 94 أ/ ناب الجمل تراه أخضر، فإذا أسن اصفر. ومعنى: "أو أن زم بالأنف بازله": "أنف" كل شيء: أوله. فالمعنى: حين خرج أول الناب، أي: حين رفع الناب رأسه، حين طلع. 20 - عريض بساط المسح في صهواته ... نبيل العسيب أصهب الهلب ذائله قوله: "عريض بساط المسح"، أي: عريض الظهر. و"الصهوة" من الفرس: موضع اللبد، وهو من البعير في ذلك الموضع. و"العسيب" عظم الذنب. و"الهلب": شعره. و"ذائله": مسترخيه.

21 - غميم النسا إلا على عظم ساقه ... مشرف أطراف القرا متماحله "النسا": عرق في الفخذ. فيقول: يغمض في فخذه وهو ظاهر مستبين على عظم ساقه. وقال الأصمعي: لم يحسن الصفة. والبعير إذا سمن أو الفرس تفلقت اللحمتان عن النسا حتى يستبين، أي: تنفرج عن النسا، فيستبين النسا. قال أبو ذؤيب:

متفلق أنساؤها عن قانئ ... كالقرط صاو غبره لا يرضع ولو روى: عميم، بالعين، لرأيته جيداً. أي غليظ ظاهر. "مشرف أطراف القرا، يقول: فقاره مشرف ليس بأملس. و"متماحله"، أي: طويل الخلق. يقال: "رجل متماحل"، إذا كان طويلاً. 22 - يمد حبال الأخدعين بسرطم ... يقارب منه تارة ويطاوله قوله: "الأخدعين بسرطم"، يعني: بعنق طويل "يقارب منه"، أي: يقصر من 94 ب/ عنقه. و"يطاوله"، أي: يمد عنقه.

23 - ورأس كقبر المرء من قوم تبع ... غلاظ أعاليه سهول أسافله قوله: "كقبر المرء"، يريد: في طول رأسه وخطمه، ويستحب ذلك. غلاظ أعاليه"، يقول: ذفرياه وأعلاه غليظ، وهو "أسجح" الخد، أي: سهل. 24 - كأن من الديباج جلدة وجهه ... إذا أسفرت أغباش ليل يماطله يقول: الجمل إذا أصبح ليلة السرى أصبح حسن الوجه أبيضه. وقوله: "إذا أسفرت أغباش ليل"، يريد: إذا ذهبت بقايا من سواد الليل. و"يماطله"، أي: يباقيه. أي: كان يطاول ليلته أجمع. كما تقول: "فلان يطاول فلاناً في الشيء". والهاء التي في "يماطله" راجعة على الليل. أي: هذا الجمل يطاول الليل.

25 - رخيم الرغاء شدقم متقارب ... جلال إذا انضمت إليه أياطله يقول: في رغاله لين. و"شدقم": واسع الشدق. و"متقارب جلال"، يقول: هو ضخم، إذا ضمر فهو حينئذ غليظ. "أباطله": خواصره. 26 - بعيد مساف الخطو غوج شمردل ... تقطع أنفاس المطي تلاتله أي: هو بعيد ما بين الخطو. و"غوج": فيه لين وتعطف و"شمردل": طويل. وقوله: "تقطع أنفاس المطي تلاتله" يقول: 95 أ/ تلتلة المطي وهزتها تكلفها فوق طاقتها.

27 - خروج من الخرق البعيد نياطه ... وفي الشول نامي خبطة الطرق ناجله يقول: هذا البعير "خروج من الخرق البعيد نياطه": "نياط الخرق": متنه ومتعلقه. و"النياط"، أصله: عرق، القلب معلق به، فصير النياط- ها هنا- للخرق. و"الخرق": الأرض الواسع تنخرق فتمضي في الفلاة. و"الشول" من النوق، الواحدة: "شائلة": وهي التي شالت ألبانها، أي: جفت وأتى على نتاجها سبعة أشهر أو ثمانية. وقوله "نامي خبطة الطرق": وهو غشيان الجمل الناقة. و"الخبطة": الوقعة، وهو أني ضربها ضربة. و"ناجله": ناسله. فأراد: أن طرقه نام، ينمى ويزيد إذا ضربها. وإنما كان أصله: "وفي الشول نامية خبطة طرقه فلما أضاف. ذكر فقال: نام،

كما تقول في الكلام: "مررت برجل كثيرة فاكهة أبيه" ثم تدخل الألف واللام فتقول: كثير فاكهة الأب. 28 - سواء على رب العشار التي له ... أجنتها سقبانه وحوائله "العشار": الإبل الحوامل التي قد أقربت. وقيل: أتى على نتاجها عشرة أشهر. و"أجنتها": واحد الأجنة: "جنين": وهو الولد الذي في بطن أمه. فأراد- ها هنا- أولادها التي وضعتها. فيقول: سواء على رب هذه الإبل نتجت ذكوراً أو إناثاً. و"السقبان": جمع "سقب": وهو الولد الذكر، ويجمع أيضاً "سقاباً". و"حوائله": إناثه، الواحد: "حائل" والجميع: "حول وحوائل". 95 ب/ وأراد: أن هذا الفحل كريم النسل فنسله ذكورة كانت أو إناثاً فهي كرام. والإناث عند العرب أحب إليها.

29 - إذا نُتِجَت منه المتالي تشابهت ... على العوذ إلا بالأنوف سلائله "المتالي": الواحدة: "متلية": وهي أن تكون الإبل حوامل فتضع بعض الإبل وتبقى بعض لم تضع، فالتي لم تضع هي: "المتالي" فتضع بعدها، تتلو التي وضعت. وقوله: "تشابهت على العوذ": "العوذ": التي وضعت حديثاً. فيقول: أولاد هذه العوذ تشابهت على العوذ، أي: على أمهاتها فلا يعرفن أولادهن إلا بالشم، لأن أولادهن على لون واحد وخلق واحد، وهن من هذا الفحل لكريم. و"سلائله". جمع "سليل" وهو الولد أول ما يسقط من بطن أمه من قبل أن يعلم أذكر أم أنثى. وواحد

العوذ: "عائذ". 30 - قريع المهاري ذات حين وتارة ... تعسف أجواز الفلاة مناقله يقول: هذا الجمل فحل المهاري مرة، وتارة "تعسف"، أي: يركب فتعسف "مناقله"، أي: قوائمه. "أجواز": أوساط. وإنما سمي الفحل قريعاً لأنه اختير. يقال: "قد اقترع"، أي: اختير. و"التعسف": السير على غير هداية. 31 - إذا لعبت بهمى مطار فواحف ... كلعب الجواري واضمحلت ثمائله "البهمى": نبت يشبه السنبل، فتجيء به الريح وتذهب به إذا يبس. و"مطار" و"واحف": موضعان. و"اضمحلت

ثمائله"، أي: ذهب ما 9 أ/ في جوفه من العلف، يريد: ثمائل البعير وذلك أن الحر أذهبه. 32 - فظل السفى من كل قنع جرى به ... يخزم أوتار العيون نواصله "السفى": شرك البهمى. "من كل قنع": و"القنع": مكان مطمئن الوسط. "يخزم أوتار العيون نواصله": "أوتار العيون": عروقها. و"التخزيم": النظم. يقول: يسقط "سفى البهمى"، أي: شوكها. فيخزم العصف. ويروى: "أوتار القيون". و"القين": موضع القيد من الوظيف. فيقول: السفى يخزم العصف وينتظمه. و"نواصله": ما نصل من شوك البهمى فسقط. 33 - كأن جريري ينتحي فيه مسحل ... رباع طوته القود قب حلائله

"الجرير" الزمام. "ينتحي فيه مسحل"، أي: يعتمد فيه حمار. "طوته" الأتن، أي: أضمرته. و"القود": الطوال الأعناق. و"حلائله": أتنه. والمعنى: إذا كان كذا وكذا كان جريري .. 34 - من الأخدريات اللواتي حياتها ... عيون العراق فيضه وجداوله "الأخدريات": حمر منسوبة إلى "أخدر": وهو فحل. ويروى "غيضه": وهو ما انتهى إليه الماء واستنقع. و"الفيض": نهر البصرة. 35 - أقول لنفسي لا أعاتب غيرها ... وذو اللب مهما كان للنفس قائله أي: من كان للنفس لا عليها، أي: كان موافقاً للنفس غير مخالف لها.

36 - لعل ابن طرثوث عتيبة ذاهب ... بعاديتي تكذابه وجعائله 96 ب/ "عادية": بئر. و"جعائله": ما جعل للسلطان ورشاه. وهي بئر اختصموا فيها. 37 - بقاع منعناه ثمانين حجة ... وبضعاً، لنا أحراجه ومسايله أي: هذه البئر بقاع لنا "أحراجه"، أي: شجره، و"مسايل" الماء. 38 - جمعنا به رأس الرباب فأصبحت ... يعض معاً بعد الشتيت بوازله "بوازله": أنيابه يريد: بوازل الفحول.

39 - وفي قصر حجر من ذؤابة عامر ... إمام هدى مستبصر الحكم عامله [يعني: مهاجر بن عبد الله الكلابي. "حجر": قصبة اليمامة، جعل كلاباً "ذؤابة عامر"، أي: سادتها. في نسخة ابن رباح: "عادله" بالدال]. 40 - كأن على أعطافه ماء مذهب ... إذا سمل السربال طارت رعابله "السمل": الأخلاق. و"رعابله": أخلاقه.

41 - إذا لبس الأقوام حقاً بباطل ... أبانت له أحناؤه وشواكله يقول: إذا خلطوا حقاً بباطل. و"أحناؤه": جوانبه، وكذلك "شواكله". 42 - يعف ويستحيي ويعلم أنه ... ملاقي الذي فوق السماء فسائله 43 - ترى سيفه لا ينصف الساق نعله ... أجل لا، وإن كانت طوالاً محامله "محامله"، يريد: حمائل السيف، الواحد: "محمل.

يقول: لا ينصف الساق نعل سيفه من طوله. 97 أ 44 - ينيف على القوم الطوال برأسه ... ومنكبه فرم سباط أنامله "ينيف": يشرف ويعلو على القوم. و"سباط": طوال أنامله. 45 - له من أبي بكر نجوم جرت به ... على مهل، هيهات ممن يخايله

46 - مصاليت ركابون للشر حالة ... وللخير حالاً ما تجازى نوافله "مصاليت"، أي: متجردون ماضون في الأمر. الواحد: "مصلات". وقوله: "ما تجازى نوافله"، أي: لا يقدر أن يكافأ خيره وشره. 47 - [غطارفة زهر كأن وجوههم ... مصابيح ذكاهن بالزيت فاتله] 48 - يعز- ابن عبد الله- من أنت ناصر ... ولا ينصر الرحمن من أنت خاذله 49 - إذا خاف قلبي جور ساع وظلمه ... ذكرتك أخرى فاطمأنت بلابله

"الساعي": الذي يسعى في الصدقة. و"البلابل: الوساوس وأحاديث وهموم في الصدر. 50 - يرى الله لا تخفى عليه سريرة ... لعبد ولا أسباب أمر يحاوله 51 - لقد خط رومي ولا زعماته ... لعتبة خطا لم تطبق مفاصله "رومي": كان عريفه بالبادية. وقوله:

"ولا زعماته"، أي: ولا ما يقول ويزعم. وقوله: "لم تطبق مفاضله"، أي لم توضع في موضع الحق، أي: لم يصب. 97 ب 52 - بغير كتاب واضح من مهاجر ... ولا مقعد مني لخصم أجادله "مهاجر": اسم أمير اليمامة، أي: لم أخاصمه.

53 - تفادى شهود الزور دون ابن وائل ... ولا ينفع الخصم الألد مجاهله "تفادى، أي يتقي بعضهم ببعض. و"الألد": الشديد الخصومة. 54 - يكب ابن عبد الله فا كل ظالم ... وإن كان ألوى يشبه الحق باطله ["ابن عبد الله": هو المهاجر. يقول: هو يرد كل ظالم

عن ظلمه. "وإن كان ألوى": يأتي: بباطل تشبيهاً بالحق. و"ألوى": الجدل الطبينالسلقن بحجته. وإنما قيل: "ألوى" لأنه يلوي حجة خصمه. "يكب": من أكبه الله. ويروى: "يكث": يجعل فيه "الكثكث": وهو ترابم مختلط بالرمل].

42 - أمنزلتي مي سلام عليكما

(42) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - أمنزلتي مي سلام عليكما ... هل الأزمن اللاتي مضين رواجع ["مي": امرأة. و"الأزمن"، جمع الزمن وهو جمع في أدنى العدد، والأزمان أيضاً جمع لأدنى العدد، والكثير: الأزمنة. و"منزلتاها": حيث كانت تنزل، يعني: الشتاء والصيف. يقول: يا منزلتي مي هل تلك الأزمان التي كنا نعهدها بك راجعة، ثم رجع إلى نفسه فقال: "وهل يرجع التسليم"].

2 - وهل يرجع التسليم أو يكشف العمى ... ثلاث الأثافي والرسوم البلاقع "العمى" ها هنا: الجهل. يريد: هل ترد السلام. أو تكشف الجهل ثلاث الأثافي. و"بلاقع": لا شيء فيها. 3 - توهمتها يوماً فقلت لصاحبي ... وليس بها إلا الظباء الخواضع "الخواضع": التي قد طأطأت رؤوسها. و"التوهم": الإنكار.

4 - وموشية سحم الصياصي كأنها ... مجللة حو عليها البراقع /يريد القرون "كأنها مجللة حو": كأنها خيل حو عليها البراقع. 5 - حرونية الأنساب أو أعوجية ... عليها من القهز الملاء النواصع يريد: هذه الخيل المجللة التي شبه البقر بها "حرونية الأنساب أو أعوجية": و"الحرون": فرس كان لباهلة و"اعوج": فرس كان لغني وقوله: "عليها من القهز"، يريد القز

و"الملاء النواصع": البيض. أخبر أن الخيل حيث قال بجللة، فصير ذلك الجل بياضاً. 6 - تجوبن منها عن خدود وشمرت ... أسافلها عن حيث كان المذارع "تجوبن"، يعني: البراقع، أنهن انكشفن عن نخدود الخيل، فأخبرك أن الخدود سود. ألا ترى أنه قال: "مجللة حو"، أي: سود. ثم قال: "عليها البراقع". ثم قال: تكشفت البراقع، أي: الخدود سود، وكذلك خدود البقر سود. ثم قال: "وشمرت" أسافل القوائم، فأخبر أن القوائم أيضاً سود،

وكذلك البقر. وإنما أراد: كأن الخيل عليها جلال، والجلال: بيض. ثم قال: "شمرت" أسافل الجلال، أي: ارتفعت، فاستبان سواد القوائم، وهذا مثل. و"المذارع": القوائم. 7 - قف العنس ننظر نظرة في ديارها ... وهل ذاك من داء الصبابة نافع المعنى: أنه قال في أول القصيدة: "فقلت لصاحبي .. ": "قف العنس": وهي الناقة الشديدة. و"الصبابة": رقة الشوق. وقوله: "وهل ذاك نافع"، أي: هل ينفعني من الداء أن أقف على الدار. 98 ب 8 - فقال: أما تغشى لمية منزلاً ... من الأرض إلا قلت: هل أنت رابع

أي: فقال صاحبه: أما تغشى منزلاً لمية إلا قلت: هل أنت ماكث مقيم؟ .. 9 - وقل إلى أطلال مي تحية ... تحيا بها أو أن ترش المدامع ذو الرمة [رد] على صاحبه فقال: التحية لأطلال مي قليلة، والبكاء أيضاً. و"ترش": تسيل. 10 - ألا أيها القلب الذي برحت به ... منازل مي والعران الشواسع "العران": البعد. و"الشواسع" أيضاً: البعيدة.

11 - أفي كل أطلال لها منك حنة ... كما حن مقرون الوظيفين نازع قوله: "لها"، يريد: لمي. "حنة"، أي: تحن كما يحن جمل "مقرون الوظيفين"، أي: عقلت يداه، فهو ينزع إلى وطنه، وهو معقول. يقال: "نزع إلى وطنه نزاعاً". و"الوظيف": من الركبة إلى الرسغ في اليد، وفي الرجل: من العرقوب إلى الرسغ. 12 - ولا برء م مي وقد حيل دونها ... فما أنت فيما بين هاتين صانع

أي: لا برء منها أبداً لأني لا أسلو عنها. 13 - أمستوجب أجر الصبور فكاظم ... على الوجد أم مبدي الضمير فجازع 99 أ/ فجازع أم يصبر فيستوجب الأجر. 14 - لعمرك إني يوم جرعاء مشرف ... لشوقي لمنقاد الجنيبة تابع

"الأجرع" و"الجرعاء": ما سهل من الرمل ولان. و"مشرف": موضع. وقوله: "لمنقاد الجنيبة"، يقول: أنا جنيبة لشوقي، كأني أجنب إلى شوقي فأنا أتبعه وأنقاد له، كما تنقاد الجنيبة التي تجنب. 15 - غداة امترت ماء العيون ونغصت ... لباناً من الحاج الخدور الروافع قوله: "غداة امترت"، يريد: استدرت. و"الخدور"، يعني: الهوادج حين ركبنها، وذلك حين ارتحلوا وكانوا في موضع في النجعة، فلما ارتحلت وتفرقوا بكى ذو الرمة. والهوادج استدرت ماء العيون. ومعنى: امترت: مرت، وأصل: "المري": أن تمسح أخلاف الناقة باليد حتى تدر باللبن. وناقة "مري": تدر على غير ولد. و"البسط التي تدر ومعها ولدها. و"نغصت لباناً من الحاج": "التنغيص": الإعجال عن الشيء من قبل أن

يفرغ منه. و"اللبان": بقايا الحوائج، الواحدة: "لبانة". ويروى: "لباباً من الحاج"، أي: خالص الحوائج. 16 - ظعائن يحللن الفلاة وتارة ... محاضر عذب لم تخضه الضفادع "المحاضر": حيث ينزل على الماء، الواحد: "محضر". وقوله: "لم تخضه الضفادع"، يقول: هذا الماء بعيد من الريف. وإنما هو في بادية، فليست فيها ضفادع. وإنما الضفادع في الأمصار، فأخبر أنهن بدويات. 99 ب 17 - تذكرن ماء عجمة المرل دونه ... فهن إلى نحو الجنوب صواقع ويروى: "صوادع". و"عجمة الرمل": وسطه ومعظمه و"صواقع"، يقال: "صقع"، أي تعمد وقصد. يقال: "ما أدري أين صقع في بلاد الله"، أي: قصد و"صوادع":

ذواهب في سيرهن. 18 - تصفين حتى أوجف البارح السفى ... ونشت جراميز اللوى والمصانع قوله: "تصفين": يعني: الظعائن. "حتى أوجف البارح .. "، أي: طردته الريح. أوجفت باليبيس. و"البارح": الريح التي تهب في الصيف. و"السفى": شوك البهمى. و"نشت": يبست. "جراميز": الحياض، وهي الصغار من الحياض. 19 - يسفن الخزامى بين ميثاء سهلة ... وبين براق واجهتها الأجارع

"يسفن": يشممن، يعني: الظعائن. و"الخزامى": نبت طيب الريح. و"الميثاء": مجرى الماء من شفير الوادي، إذا كان واسعاً. و"البراق": حجارة ورمل مختلطة. و"الأجارع": واحدها: "أجرع": وسط الرمل ومعظمه. 20 - بها العين والآرام فوضى كأنها ... ذبال تذكى أو نجوم طوالع قوله: "فوضى"، أي: مختلطة بعضها في بعض. وقوله: "تذكى"، أي: توقد. و"الآرام": الظباء البيض، "كأنها ذبال"، يريد: الفتائل فيها النار، فأراد: أنها بيض توقد، أو كأنها نجوم.

100 أ 21 - غدون فأحسن الوداع فلم نقل ... كما قلن إلا أن تشير الأصابع "فأحسن الوداع .. "، أي: لم نقدر على الكلام، خنقته العبرة. 22 - وأخذ الهوى فوق الحلاقيم مخرس ... لنا إذ نحيا أن نسلم مانع

يريد: وأخذ الهوى مخرس لنا مانع أن نسلم إذ نحيا، أي: أخذ الهوى قد أخرسنا فلا نستطيع أن نتكلم. 13 - وقد كنت أبكي والنوى مطمئنة ... بنا وبكم من علم ما البين صانع يقول: قد كنت أبكي، ونيتنا مطمئنة، أي: لا نريد أن نشخص. وقوله: "من علم ما البين"، يريد: من علم الذي البين صانعه، أي: البين يفرق. 24 - وأشفق من هجرانكم وتشفني ... مخافة وشك البين والشمل جامع أي: يشفق على نفسه أن يقع فيما يحاذر من أمره. و"تشفني"، أي تهزلني وتضعفني. "مخافة وشك البين"، أي: سرعة البين. "والشمل جامع"، يريد: أنه مجتمع الأمر.

25 - وأهجركم هجر البغيض وحبكم ... على كبدي منه شؤون صوادع قوله: "شؤون صوادع"، يريد: طرائق "تصدع" تنكأ الفؤاد. 27 - فلما عرفنا آية البين بغتة ... وهذ النوى بين الخليطين قاطع 100 ب/ "هذ النوى": قطع النوى، قاطع بين الخليطين،

و"الخليطان": المختلطان، وأن يكونا قرينين. 28 - لحقنا فراجعنا الحمول وإنما ... يتلي ذبابات الوداع المراجع "الحمول": الهوادج. "راجعناها": كما يراجع الرجل الحاجة، أي: يعود إليها، أي: أتينا الحمول. و"إنما يتلي": يتبع. "ذبابات الوداع"، أي: بقايا الوداع "المراجع"، يقول: إنما يدرك أواخر الحوائج من راجع فيها، ليس من طلب ثم تركها. و"تلاوتها": آخرها، أي: إنما يدرك تلاوتها من راجع فيها. 29 - على شمريات مراسيل واسقت ... مواخيدهن المعنقات الذوارع

"شمريات": سراع. و"مراسيل": سهلة السير في سرعة. "واسقت مواخيدهن"، أي: جامعت المعنقات "مواخيدهن". و"الوخد": ضرب من السير. ويقال: هذه أرض تسق الماء، أي: تجمعه. و"الذوارع": يذرعن في سيرهن. يقول: من سرعة لاسير، المعنقات جامعت هذه التي تخد في السير. 30 - ولما تلاحقنا ولا مثل ما بنا ... من الوجد لا تنقض منه الأضالع قوله: "ولا مثل ما بنا"، أي: ينبغي أن تنقض منه الأضالع من شدة الوجد مثل ما تقول في الكلام: "لم أر مثل فلان لا يقتل"، أي: ينبغي له أن يقتل.

101 أ 31 - تخللن أبواب الخدور بأعين ... غرابيب والألوان بيض نواصع يريد: "تخللن بأعينهن من وراء الستور. "غرابيب": سود، يريد: الأعين. و"الألوان بيض نواصع": شديدات البياض. وكل لون خلص من الألوان فهو: ناصع". 32 - وخالسن تبساماً إلينا كأنما ... تصيب به حب القلوب القواصع قوله: "تصيب به" أي: بالتبسام. و"حبة القلب": علقة سوداء جامدة. ويروى: "القوارع" وهي ما قرع القلب ونكأه. 33 - ودو ككف المشتري غير أنه ... بساط لأخماس المراسيل واسع قوله: "ودو"، يريد: الأرض المستوية. وقوله: "ككف المشتري": في استواء هذه الأرض، وذلك إذا أعطى الصفقة

و"البساط" من الأرض: المستوية. "لأخماس المراسيل": جمع "خمس": وهو أن تكون في المرعى ثلاثة ايام، ويحسب يوم ترد، ويوم تصدر. و"المراسيل": السهلة السير السراع. 34 - قطعت وليل غائب الضوء جوزه ... وأكنافه الأخرى على الأرض واضع أي: قطعت هذه الدو، وليل غائب الضوء، واضع جوزه وأكنافه الأخرى على الأرض. و"جوزه": وسطه. و"أكنافه": نواحيه. يقول: واضع أكنافه على الأرض لم تنكشف. 35 - فأصبحت أرمي كل شبح وحائل ... كأني مسوي قسمة الأرض صادع يقول: أرمي كل شخص و"حائل" وهو الذي يتحرك، كأني

أريد أن أقسم 1 ب/ الأرض قسمة، أسويها. فيقول: أصبحت أنظر إلى كل شخص، لا يأخذني كسر في عيني. و"صادع"، أي: كأني حين أقسم الأرض قاض يفرق بين الحق والباطل. 36 - كما نفض الأشباح بالطرف غدوة ... من الطير أقنى أشهل العين واقع يقول: أصبحت أنظر إلى كل شخص، لم يكسرني سير الليل ولا السهو. فكأني باز "نفض الأشباح"، أي: نظر إلى الشخوص غدوة من الطير. ويقال "انفض الطريق هل ترى عدواً؟ ". فيقول: البازي ينفض الشخوص هل يرى صيداً؟. 37 - ثنته عن الأقناص يوماً وليلة ... أهاضيب حتى أقلعت وهو جائع يقول: "ردت البازي عن "الأقناص": وهي الصيد، الواحد: "قنص". ويكون "القنص" في غير هذا الموضع: الصائد، وهو من الأضداد. "أهاضيب": وهي دفعات من مطر "فلم يقدر أن يصيد، فأقلعت الأهاضيب وهو جائع، فهو ينظر إلى كل شخص هل يرى صيداً؟ ...

38 - ورعن يقد الآل قداً بخطمه ... إذا غرقت فيه القفاف الخواضع "الرعن": أنف الجبل، يسيل من مقدمه. وخفض "الرعن"، أراد: ورب دو ورعن. وقوله: "يقد الآل عنه"، أي: يشق الآل عنه، فيكشف هذا الأنف عن الجبل، لأن السراب مرة يغطيه ومرة ينكشف عنه. فكأن الرعن شق الآل عنه "بخطمه": بأنفه، أي: بأوله، 102 أ/ أراد: بأنف الرعن. "إذا غرقت في الآل"، يريد: في السراب. "القفاف الخواشع". و"القفاف": رواب غلاظ "لا تبلغ أن تكون جبلاً، والواحد: "قفء"، فيقول: القفاف تغرق في السراب. و"الخواشع"، يعني: القفاف خلقت صغاراً. 39 - ترى الريعة القوداء منه كأنها ... مناد بأعلى صوته القوم لامع

ويروى: "ترى القنة". ويروى: "مناد نأى عن صوته". و"الريعة": هضبة. و"قوداء": طويلة العنق. يقول: الريعة تراها كأنها رجل مناد بالسراب، يلمع ويصوت بالقوم. أي: يلمع بثوبه. فشبه الريعة بإنسان ينادي قوماً ويلمع إليهم بثوبه. و"الهضبة": الجبيل الصغير. 40 - فلاة رجوع الكدر أطلاؤها بها ... من الماء تأويب وهن روابع أراد: فلاة رجوع الكدر من الماء تأويب. و"الكدر": القطا. ومعنى: "تأويب"، يقول: لا يرجعن إلا ليلاً. ثم قال: "وأطلاؤها بها"، أي: بالفلاة. وأخرج "الواو"، والمعنى: إدخالها و"روابع" يريد: أن القطا يسرن ربعاً.

41 - جَدَعْتُ بأنقاض حراجيج أنفه ... إذا الرئم أضحى وهو عرقاً مضاجع يقول: جدعت أنف الرعن، أي: قطعته وجزته "بأنقاض"، الواحد: "نقض": وهو رجيع السفر، قد هزل. و"حراجيج": مهازيل، فقد طالت مع الأرض. وقوله: "أنفه"، يريد: أنف الرعن. وقوله: "إذا الرئم أضحى وهو مضاجع عرقاً"، أي: قد كنس في أصل الشجرة، 103 ب/ وذلك في الهاجرة. فيقول: قطعت أنف هذا الجبل في هذا الوقت. 42 - غريرية الأنساب أو شدقمية ... عتاق الذفارى وسج وموالع يريد: هذه الإبل الأنقاض نسبها إلى غرير من مهرة، "أو شدقمية": نسبها إلى فحل. ويقال: للبعير: "شدقم"، إذا

كان واسع الشدق. وقوله: "عتاق الذفارى"، أي: كرامتها. و"الذفريان": في القفا، وهما الحيدان المشرفان عن يمين النقرة وشمالها حيث يجري العرق منهما. و"الوسيج": ضرب من السير. و"الملع": المر الخفيف. 43 - طوى النحز والأجراز ما في غروضها ... فما بقيت إلا الصدور الجراشع "النحز": ضرب الأعقاب والاستحثاث في السير، وهو أن يحرك عقبيه ويضرب بهما موضع عقبي الراكب. و"الأجراز": الأمحال، والواحد: "جرز" و"محل": و"الغروض": الواحد "غرض": وهو حزام الرحل. و"الجرشع": واحد "الجراشع": وهو املنتفخ الجنبين يقول: فهي تملأ الغروض.

44 - لأحناء ألحيها بكل مفازة ... إذا قلقت أغراضهن قعاقع "حنو" كل شيء: ناحيته. فيقول: للأحناء بها قعاقع في السير. وإذا قلقت الأغراض فإنما هو من ضمر البطن. يقول: فهي وإن ضمرت ناجية.

...............................................................................................

...............................................................................................

43 - ألا حي بالزرق الرسوم الخواليا

(43) (الطويل) وقال: 1 - ألا حي بالزرق الرسوم الخواليا ... وإن لم تكن إلا رميماً بواليا "الرميم": ما بلي. و"الزرق": أكثبة بالدهناء. 2 - وقفنا بها صهب العثانين ترتمي ... بنا وبها الحاج الغريب المراميا "صهب العثانين"، يريد: الإبل. و"العثانين": الشعر الذي تحت حنك البعير. و"الحاج": جمع "حاجة": وهي حوائج غريبة. و"المرامي": الأمكنة التي ترمي بنا فيها الواحد: "مرمى". والحاج ترمي بنا المرامي.

3 - فما كدن لأياً بين جرعاء مالك ... وبين الصفا يعرفن إلا تماريا قوله: "فما كدن .. "، يريد: الرسوم يعرفن إلا بعد بطء. "إلا تماريا": أن يُتمارى فيها، لا تثبت هذه المنازل، أي: لم تكد تعرف من تغيرها. 4 - بنؤي كلا نؤي وأورق حائل ... تلقط عنه آخرون الأثافيا قوله: "بنؤي كلا نؤي"، أي: قد درس، يقال: "هذا شيء كلا شيء"، أي ليس بشيء. و"أورق"، يريد الرماد.

و"حائل": قد تغير وابيض. وقوله: "تلقط عنه آخرون الأثافيا"، أي: أخذوا الأثافي فطبخوا بها في مكان آخر. 5 - وشامات أطلال بأرض كريمة ... تراهن في جلد التراب بواقيا "سامات": علامات، تخالف لون سائر الأرضين. و"الشامة": سواد في بياض، أو بياض في سواد. و"جيلد التراب": ظهره. 6 - عفت برهة أطلال مي وأدرت ... بها الريح تحت الغيم قطراً وسافيا "برهة"، أي: زمناً. وقوله: "قطراً"، يريد: المطر تحت الغيم. و"سافياً"، أي: تراباً "يسفي"، أي: يمر. فأراد: أن الريح أدرت قطراً وتراباً "يسفي"، أي: يمر. يقال: "سفت الريح التراب" و"سفي التراب يسفي"، إذا مر. 7 - رجعت إلى عرفانها بعد نبوة ... فما زلت حتى ظنني القوم باكيا

قوله: "رجعت إلى عرفانها"، أي: عرفت الأطلال بعد ما نبت عيني عنها، لم تثبتها. وأراد: فما زلت واقفاً حتى ظنني القوم أبكي. 8 - هي الدار إذ مي لأهلك جيرة ... ليالي لا أمثالهن لياليا 9 - تحمل منها أهل مي فودعوا ... بها أهلنا لا ينظرون التواليا أي: لا ينظرون من تأخر، أي: لا ينتظرون الأواخر. 10 - عشية جاؤوا بالجمال وبينهم ... مخالجة لم يبرموها كماهيا قوله: "وبينهم مخالجة"، أي: مخالفة. ويقال: "الأمر مخلوة" "إذا لم يتفق عليه". "ولم يبرموها"، أي: لم يحكموها. وهو أن يقول واحد: اظعنوا ويقول الآخر: أقيموا.

11 - فقالوا: أقيموا وأظعنوا، وتنازعوا ... وكل على سمعي وعيني وباليا 104 أ/ يعني: الذين تحملوا قالوا: أقيموا أو اظعنوا. 12 - فأبصرتهم حتى رأيت قيانهم ... هتكن الستور وانتزعن الأواخيا "الأواخي": الواحدة "آخية"، وهي الحبل يثني ثم يدخل في الأرض، تربط به الدابة. و"القيان" الإماء. وذلك أنهم كانوا في ربيع، فلما جاء الصيف ارتحلوا وطلبوا المياه في الآبار.

13 - فأيقنت أن البين قد جد جده ... وأن التي أرجو من الحي لاهيا قوله: "لا هيا"، أي: ليست هي، لاتلك الخلة. 14 - على أمر من لم يشوني ضر أمره ... ولو أنني استأويته ما أوى ليا قوله: "من لم يشوني ضر أمره"، يريد: على أمر من ان ضره لي شديداً. يقال: "أسواه"، إذا أصاب منه أمراً يسيراً، ولم يصب مقتله في الرمني، فإذا قلت: "رماه فلم يشوه"، أي: أصاب منه أمراً شديداً، وهو أن يصيب مقتله. وقوله: "ولو أنني استأويته". يريد: استرحمته. "ما أوى ليا"، أي: ما رحمني. و"الضر": ما خالف المنفعة، و"الضر": سوء الحال. 15 - وقد كنت من مي إذ الحي جيرة ... على البخل منها ميت الشوق ساليا

قوله: "منها"، أي: من مي. "ميت الشوق ساليا"، يقول: كان لا يؤوده ذلك، إذ هم متجاورون. 16 - أقول لها في السر بيني وبينها ... إذا كنت ممن عينه العين خاليا 104 ب/ قوله: "ممن عينه العين"، يريد: ممن بصره عين علي. وقوله: "خالياً"، يقول: إذا كنت خالياً لا أحد عندي. 17 - تسيئين لياني وأنت ملية ... وأحسن يا ذات الوشاح التقاضيا يقول: تسيئين مطلي، يقال: "لويته ليانا"، أي مطلته. "وأنت مليئة"، أي: غنية، أي: تقدرين على القضاء،

أي: على الدين الذي لي عليك. والدين هاهنا عدتها، ثم قال: أنا أحسن التقاضي لأني أرفق واداري. 18 - وأنت غريم لا أظن قضاءه ... ولا العنزي القارظ الدهر جائيا قوله: "وأنت غريم": كل واحد منهما غريم صاحبه. إذا كان للرجل على رجل دين فهذا غريم هذا، وهذا غريم هذا، وكذلك الختن، أنا ختنك وأنت ختني، وكذلك أنا صهرك وأنت صهري. وقوله: "لا أظن قضاءه ولا العنزي القارظ الدهر جائيا": "العنزي": رجل من عنزة، ذهب يبغي قرظاً في الزمن الأول، فلم يرع، ثم ضربه مثلاً، فقال: لا أظن الذي وعدتني يجيء إلى يوم القيامة، وهذا تهكم.

19 - وكنت أرى من وجه مية لمحة ... فأبرق مغشياً علي مكانيا قوله: "فأبرق"، يقول: أتحير وأبقى. 20 - وأسمع منها نبأة فكأنما ... أصاب بها سهم طرير فؤاديا "النبأة": الصوت الخفي. وقوله: "فكأنما أصاب بها سهم فؤادي"، 105 أ/ المعنى: فكأنما أصاب بإصابة النبأة قلبي سهم، أي: كأنما أصاب قلبي سهم بإصابة النبأة. و"طرير": محدد مسنون. يقال: طره"، إذا سنه وأحده. 21 - وأنصب وجهي نحو مكة بالضحى ... إذا ذاك عن فرط الليالي بدا ليا قوله: "وأنصب وجهي نحو مكة بالضحى"، أي: إذا شئت صليت الضحى، وإذا شئت تركت، ليست علي. وهو قوله:

"إذا ذاك بدا لي عن فرط الليالي"، أي: بعد الليالي أصليها إذا شئت. 22 - أصلي فما أدري إذا ما ذكرتها ... أثنتين صليت الضحى أم ثمانيا 23 - وإن سرت بالأرض الفضاء حسبتني ... أداريء رحلي أن تميل حباليا يقول: أميل نحوها كأني أعالج رحلي وأسوي حباله.

24 - يميناً إذا كانت يميناً وإن تكن ... شمالاً يجاذبني الهوى عن شماليا أي: يجاذبني الهوى من شقي ليذهب بي إليها، أي: إذا جاذبه عن شماله، فهو يريد يمينه، يقول: إذا كانت على يمينه مال إليها، وإن كانت على يساره مال إليها. 25 - رأيت لها ما لم تر العين مثله ... لشيء فإني قد رأيت المرائيا قوله: "مثله لشيء"، يريد: من شيء، وواحد المرائي مرآة. 1 ب/26 - هي السحر إلا أن للسحر رقية ... وأني لا ألقى لما بي راقيا

27 - تقول عجوز مدرجي متروحاً ... على بابها من عند رحلي وغاديا المعنى: تقول عجوز، ومدرجي على بابها من عند رحلي متروحاً وغادياً: "أذو زوجة بالمصر أم ذو خصومة". ومدره: طريقه، أي: نقول لي من طول ما اختلف: ما أمرك؟ .. ألك هاهنا امرأة؟ ما الذي أتى بك؟. أم جئت في خصومة؟! .. 28 - وقد عرفت وجهي مع اسم مشهر ... على أننا كنا نطيل التنائيا [يقول: عرفت وجهي لكثرة اختلافي على بابها، لشهرة اسمي. على أنني قد نكت أطيل الغيبة أحياناً عن المصر]. 29 - أذو زوجة بالمصر أم ذو خصومة ... أراك لها بالبصرة العام ثاويا

30 - فقلت لها: لا إن أهلي لجيرة ... لأكثبة الدهنا جميعاً وماليا أي: فقلت للعجوز: إني لا زوجة لي هاهنا ولم أجيء في خصوم ة ... إن أهلي ومالي لجيرة لأكثبة الدهنا، أي: ثم منزلي ومالي.

31 - وما كنت مذ أبصرتني في خصومة ... أراجع فيها يا بنة القرم قاضياً أي: لم أكن في خصومة فأتردد إلى القاضي. و"القرم" الفحل. 32 - ولكني أقبلت من جانبي قساً ... أزور امرءاً محضاً نجيباً يمانياً 106 أ/33 - من آل أبي موسى ترى الناس حوله ... كأنهم الكروان أبصرن بازيا

34 - مرمين من ليث عليه مهابة ... تفادي الأسود الغلب منه تفاديا قوله: "مرمين"، أي: مطرقين من هيبته، يقال: أرم الرجل إرماماً. و"الغلب": الغلاظ الأرقاب. و"تفادي الأسود" أي: يتقي بعضها ببعض، أي: يشتهي ذا أن يقدم ذا. 35 - فما يغربون الضحك إلا تبسماً ... ولا ينبسون القول إلا تناجيا يقال: "أغرب في الضحك"، إذا أكثرن فيقول: من هيبته إنما يتبسم عنده. ويقال: "ما نبس بكلمة". وقوله: "إلا تناجيا"، أي: إلا سراراً من هيبته.

36 - لدى ملك يعلو الرجال بضوئه ... كما يبهر البدر النوم السواريا "لدى ملكٍ"، أي: عند ملك. وقوله: "كما يبهر البدر النجوم"، يقول: يعلو الرجال بضوئه. "كما يبهر": كما يغلب ضوء البدر النجوم "السواري": وهي التي تسري بالليل. 37 - فلا الفحش منه يرهبون ولا الخنا ... عليهم ولكن هيبة هي ماهيا 38 - بمستحكم زل المروءة مؤمن ... من القوم لا يهوى الكلام اللواغيا

106 ب/ أراد ولكن هيبة بمستحكم، يريد: أبا موسى الأشعري. و"اللواغي": الباطل، الواحدة لاغية. 39 - فتى السن كهل الحلم تسمع قوله ... يوازن أدناه الجبال الرواسيا يريد: هو كهل في حلمه وفتى في سنه. وقوله: "يوازن"، أي: يحاذي أدناه الجبال الثابتة، وأراد أدنى قوله يوازن البال. 40 - بلال أبي عمرو وقد كان بيننا ... أراجيح يحسرن القلاص النواجيا "أراجيح" فاوات، يقول: كانت بيننا مفاوز ترجح فيها الإبل، وهذا مثل. "يحسرن القلاص" أي: يسقطنها من الكلال وبعد المفازة. و"القلاص": أفتاء الإبل. و"النواجي": الماضية السراع.

41 - فلولا أبو عمرو بلال تزغمت ... بقطر سواها عن ليال ركابيا قوله: "تزغمت"، أي: صوتت ركابي "بقطر"، أي: بناحية سوى هذه البلدة، أي: لولا أبو عمرو لم آت هذه البلدة. وقوله: طعن ليال"، أي: بعد ليال، مثل قولك "كأنك بالمنازل عن قريب"، أي: بعد قريب. 42 - إذا لمطوت النسع في دف حرة ... يمانية تطوى البلاد الفيافيا يقول: لولا أبو عمرو بلال إذاً "لمطوت"، أي: لمددت النسع في "دف حرة"، أي: في جنب عتيقة كريمة، أي: كنت أذهب إلى مكان آخر. و"الفيافي": المستوية. 107 أ/43 - غريرية كالقلب أو حوشكية ... سناد ترى في مرفقيها تجافيا

"القلب": السوار، فشبه بياض ناقته ببياض السوار. و"حوسكية": منسوبة إلى "حوسك". "سناد": مشرفة. وقوله: "ترى في مرفقيها تجافيا"، يقول: قد ارتفع مرفقها عن غبطها، أي: هي بائنة المرفقين. 44 - فأشممتها أعقار مركو منهل ... ترى جوفه يعوي به الذئب خاويا يقول: فأشممت ناقتي "أعقار مركو منهل"، والواحد "عقر": مقام الشاربة، أي: موضع أخفافها عند الحوض إذا شربت. و"المركو": الحوض الصغير. و"المنهل": موضع ماء. و"خاوٍ": خالٍ. 45 - عليها امرؤ طاوي الحشا كان قلبه ... إذا هم منقاد القرينة ماضيا

قوله: "عليها"، يريد: على هذه الناقة امرؤ، يعني نفسه. "طاوي الحشا"، أي: ضامر، كان قلبه منقاد القرينة ماضياً إذا هم. و"القرينة": نفسه. يقول: نفسه تتابعه على هواه إذا هوى الشيء. 46 - أبيت أبا عمرو بلال بن عامر ... من العيب في الأخلاق إلا تراخيا [يريد: أبيت من العيب إلا تباعدا]. 47 - تقي للذي فوق السماء ونجدة ... وحلماً يساوي حلم لقمان وافياً أي: تفعل ذلك تقي لله - جل وعز - و"نجدة"، أي: شجاعة. 107 ب/48 - وخيراً إذا ما الريح ضم شفيفها ... إلى الشول في دفء الكنيف المتاليا "الخير": الكرم، وهو مصدر الخير. يقال: "فلان من

أهل الخير"، أي: من أهل الكرم. و"الشفيف": الريح الباردة. و"الشول" من الإبل: التي شالت ألبانها، أي: ارتفعت، وأتى على نتاجها سبعة أشهر أو ثمانية. و"المتالي": التي في بطونها أولادها، وذلك إذا كانت الإبل عشراوات، قد أقربت، قد وضع بعض الإبل وبعض لم يضع، فالتي لم تضع هي: "المتالي"، لأنها تتلو التي وضعت فتضع. و"الكنيف": حيرة من شجر. و"دفؤها": مستترها. والمعنى في قوله: طإذا ما الريح ضم شفيفها"، يريد: ضم المتالي إلى الشول. وذلك أن المتالي حوامل مكظوظة ممتلئة من أولادها. والشول خفاف البطون، ليست بحوامل، والبرد إلى الشول أسرع منه إلى المتالي. فتصير الشول لقلة صبرها على البرد في "دفء

الكنيف" يريد: في مستتر الحظيرة. والمتالي تصبر على البرد لأنها مملوءة البطون من أولادها فلا تصير في الحيرة. وإنما يصف شدة البرد فيقول: من شدة البرد لحقت المتالي بالشول حتى تدخل معها، فذاك من أشد البرد إذ صار يبلغها البرد، فيقول: بلال يطعم ويحسن في هذا الوقت، أي: في شدة البرد إذ صارت المتالي لا تصبر على البرد حتى تصير مع الشول في الحيرة وهي: الكنيف. 49 - إذا انعقدت نفس البخيل بماله ... وأبقى عن الحق الذي ليس باقيا يقول: "إذا انعقدت نفس البخيل بماله"، أي: لم يسمح به، 108 أ/ وأبقى عن الحق الذي يلزمه ما ليس بباق، أي: الدنيا إلى فناء، يريد: أبقى النفقة عن الحق. 50 - تفيض يداك الخير من كل جانب ... كما فاض عجاج يروي التناهيا "عجاج": مجر "عجاج": له صوت. و"التناهي" الواحدة "تنهية": وهي الموضع الذي ينتهي إليه الماء فيحتبس.

51 - وكانت أبت أخلاق جدك وابنه ... أبيك الأغر القرم إلا تعاليا 52 - وأنتم بني قيس إذا الحرب شمرت ... حماة الوغى والخاضبون العواليا "العوالي": عوالي الرماح يخضبونها بالدم من الطعن. و"حماة": خبر "أنتم". 53 - وإن وضعت أوزارها الحرب كنتم ... مصير الندى والمترعين المقاريا "أوزارها": أداتها. وقوله: "كنتم مصير الندى"، أي: إليكم مصير الندى. و"المترعون": المالئون. و"المقاري"،

يريد: الجفان والحياض أيضاً، وكل ما جمعت فيه فهو: "مقراة". 54 - تكبون للأضياف في كل شتوة ... محالاً وترعيباً من العبط واريا أي: تكبون "محالاً": وهو فقار الظهر. و"الترعيب": شقق السنام. و"العبط": أن تنحر الناقة من غير علة. و"الواري": السمين. 108 ب/55 - إذا أمست الشعري العبور كأنها ... مهاة علت من رمل يبرين رابيا "الشعري العبور": التي تجوز المجرة، وهما شعريان، والأخرى تسمى الغميصاء لأنها لا تضيء.

56 - فما مرتع الجيران إلا جفانكم ... تبارون أنتم والشمال تباريا يقول: إذا هبت الشمال لم تنكسروا في الشتاء، أي: صنعتم الخير. 57 - لهن إذا أصبحن منهم أحفة ... وحين ترون الليل أقبل جائيا "لهن"، أي: للجفان. "منهم": من الجيران. "أحفة": والواحد "حفاف": وهو أن يستديروا حولها، أي: حول الجفان. 58 - رجال ترى أبناءهم يخبطونها ... بأيديهم خبط الرباع الجوابيا

"الرباع" جمع ربع: يخبطون الفان كما تخبط الرباع الحياض. 59 - بحور وحكام قضاة قادة ... إذا صار أقوام سواكم مواليا قوله: "إذا صار أقوام سواكم مواليا"، أي: إذا صاروا أتباعاً حلفاء فأنتم رؤوس.

44 - خليلي عوجا حييا رسم دمنة

(44) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - خليلي عوجا حييا رسم دمنة ... محتها الصبا بعدي فطار ثمامها 100 أ/2 - وغيرها نأج الشمال فشبهت ... ومر الجنوب الهيف ثم انتسامها قوله: "فشبهت"، أي: جعلت تختلط. يقال في الكلام: "وبين ذلك أمور مشبهات" .. و"الانتسام": الضعيف من الريح، وهو النسيم. و"الهيف": الريح الحارة. و"نأج الشمال": شدة مرها.

3 - فعاجا عَلَنْدى ناجيا ذا براية ... وعرجت مذعانا لموعاً زمامها "عاجا": عطفا. "علندي": غليظ. وقوله: "ذا براية"، أي: تبقى منه بعد الجهد والضمر بقية. و"مذعان": "مذعين" في السير، أي: تطاوع. و"لموع"، أي: يضطرب زمامها. 4 - غريرية في مشيها عجرفية ... إذا انضم إطلاها وجال حزامها "عجرفية": جفاء وغلظ. و"جال حزامها": من الضمر. ويروي: "وأودى سنامها".

5 - تخال بها جنا إذا ما وزعتها ... وطار بمربوع الخشاش لغامها قوله: "جنا"، أي: جنوناً. "إذا ما وزعتها"، أي: كففتها. و"طار بمربوع"، يريد: على مربوع. 6 - هل الدار إن عجنا لك الخير ناطق ... بحاجتنا أطلالها وخيامها "عجنا": عطفنا. و"الثمام": يجعل على الخيام. 7 - ألا لا ولن عائد الشوق هاجه ... عليك طلول قد أحال مقامها 109 ب/ عائد الشوق هاجه طلول، و"أحال مقامها": أتى عليه حول حيث ينزلون، مكث حولاً لا ينزلونه.

8 - منازل من مي بوهبين جادها ... أهاضيب دجن طلها وانهمامها "أهاضيب": مطرات، دفعات منها. و"انهامها": ذوبها. يقال: "انهم"، إذا ذاب. و"الدجن": ثبوت الغيم والندى. 9 - ليالي لا مي خروج بذية ... ولكن رداح لم يشنها قوامها "رداح" ضخمة الأوراك. و"بذية": فاحشة. 10 - أسيلة مجرى الدمع هيفاء طفلة ... رداح كإيماض الغمام ابتسامها

قوله: "أسيلة مجرى الدمع"، أي: سهلته. "هيفاء": ضامر. و"طفلة": رطبة. "رداح": ضخمة الأوراك. و"إيماض الغمام": لمعه. 11 - كأن على فيها - وما ذقت طعمه- ... زجاجة خمر طاب فيها مدامها 12 - أزارت مي بعدما قلت: ذاهل ... فهاج سقاماً مستكناً لمامها "الذاهل": العازب الناسي. و"ليمامها": ما ألم به منها، واستكن في جوفه. 13 - ألمت بنا والعيس حسرى كأنها ... أهلة محل زال عنها قتامها "ألمت": طافت. "حسرى": قد سقطت من الإعياء. "كأنها أهلة": جمع هلال. 110 أ/ يقول: هي في الهزال مثل الأهلة.

وزال عن تلك الأهلة "قتامها": وهو الغبار و"المحل": الجدب، والهلال فيه أخفى للغبار. 14 - أنحن فمغف عند دف شملة ... شمردلة الألواح فان سنامها "أنخن"، يعني: الإبل. و"الدف": الجنب. و"شملة": سريعة. و"شمردلة الألواح": سبطة الألواح. 15 - ومرتفق لم يرج آخر ليله ... مناماً وأحلى نومة لو ينامها "مرتفق": لا ينام من طول السرى، وهو الذي يتكيء على مرفقه، أي: منهم كذا ومنهم كذا. وقوله: "وأحلى نومة لو ينامها"، أي: حلوة لو ينامها.

45 - خليلي عوجا من صدور الرواحل

(45) (الطويل) وقال ذو الرمة: 1 - خليلي عوجا من صدور الرواحل ... بجمهور حزوى فابكيا في المنازل

"عوجا": اعطفا من صدورها. و"الجمهور": ما اجتمع من الرمل وعظم. 2 - لعل انحدار الدمع يعقب راحة ... من الوجد أو يشفى نجي البلابل "النجي" ما يتحدث به في نفسه. و"البلابل": أن تجد حساً في نفسك.

3 - وإن لم تكن إلا رسوماً محيلة ... ورمكاً على ورق مطايا مراجل يريد: فابكيا في المنازل وإن لم تكن إلا رسوماً "محيلة": أتى عليها حول. 110 ب/ و"الرمك": الأثافي. على "ورق"، يريد: على رماد. وقوله: "مطايا مراجل"، يقول: الأثافي هي مطايا للمراجل، قد ركبتها المراجل. 4 - كأن قرا جرعائها رجعت به ... يهودية الأقلام وحي الرسائل أي: أقلام من أقلام اليهود. وقوله: طقرا جرعائها"، أي: ظهر جرعائها. و"الجرعاء": من الرمل. و"الوحي": الكتاب. 5 - دعاني وما داعي الهوى من بلادها ... إذا ما نأت خرقاء عني بغافل [يريد: وما داعي الهوى من بلادها عني بغافل إذا ما نأت

خرقاء]. 6 - لها الشوق بعد الشحط حتى كأنما ... علاني بحمى من ذوات الأفاكل يريد: دعاني لها الشوق من بلادها، وما داعي الهوى عني بغافل إذا ما نأت خرقاء، يقول: هواها ليس عني بغافل، فهو أبداً يأخذني، يجرني. و"الأفكل": الرعدة. وقوله: "كأنما علاني بحمى"، يريد: الشوق. 7 - وما يوم خرقاء الذي فيه نلتقي ... بنحس على عيني ولا متطاول قوله: "بنحس"، يقول: ليس هو بنحس حين أراه، هو يوم سرور، وليس هو بطويل، أي: هو قصير لسروره.

8 - وإني لأنحي الطرف من نحو غيرها ... حياء ولو طاوعته لم يعادل "لأنحي الطرف"، يريد: لأحرفه إلى غيرها. "ولو طاوعته لم يعادل": كان 111 أ/ يمضي إليها، يعني: الطرف، أي: أحرفه عنه حياء من الناس. 9 - وإني لباقي الود مجذامة الهوى ... إذا الإلف أبدى صفحة غير طائل قوله: "باقي الود"، يقول: إذا وددت فودي باق. و"مجذامة الهوى"، يقول: إذا الإلف أبدى ناحية غير طائل فأنا مجذامة الهوى، إذا ما آثرت أن أقطع قطعت. و"الطائل": شيء له مز وفضل. ويقال: "ما عنده طائل"، أي: خير. 10 - إذا قلت: ودع وصل خرقاء واجتنب ... زيارتها تخلق حبال الوسائل

يخاطب نفسه، يقول: إذا قلت: ودع ياذا الرمة وصل خرقاء "أبت ذكر". و"الوسيلة": القربة والمنزلة. 11 - أبت ذكر عودن أحشاء قلبه ... خفوقاً ورفضات الهوى في المفاصل "ورفضاته": تفرقه وتفتحه في المفاصل.

12 - أما الدَّهْر من خرقاء إلا كما أرى ... حنين وتذراف الدموع الهوامل يقال: "هملت الدموع"، إذا سالت. 13 - وفي كل عام رائع القلب روعة ... تشائي النوى بعد ائتلاف الجمائل "التشائي": التفرق، يريد: في كل عام تصيبه روعة حين يرتحلون. وقوله: "بعد ائتلاف المائل"، أي: بعدما كنا نرعى بمكان واحد. 14 - إذا الصيف أجلى عن تشاء من النوى ... أملنا اجتماع الحي في صيف قابل

111 ب/ يقول: إذا جاء الصيف "فأجلى" عن تفرق، أي: ذهب كل إنسان إلى موضعه. و"التشائي": التفرق، وأملئنا أن نجتمع في قابل، وأصله: "أملنا" فخفف. 15 - أقول بذي الأرطى عشية أرشقت ... إلى الركب أعناق الظباء الخواذل "أرشقت": مدت أعناقها تنظر، يريد: أرشقت "لأدمانة": لولدها. و"الخواذل": التي أقامت على ولدها وخذلت صواحبها.

16 - لأدمانة من وحش بين سويقة ... وبين الحبال العفر ذات السلاسل "لأدمانة"، يعني: ولد الظبية. و"الحبال العفر": التي تضرب إلى الحمرة. و"ذات السلاسل" يريد: الرمل قد انعقد بعضه ببعض.

17 - أرى فيك من خرقاء يا ظبية اللوى ... مشابه، جنبت اعتلاق الحبائل دعا لها أن لا تعلق في حبالة الصائد. 18 - فعيناك عيناها ولونك لونها ... وجيدك إلا أنها غير عاطل

أي: عليك حلي وليس على الظبية حلي. 19 - وأروع هيام السرى كل ليلة ... بذكر الغواني في الغناء المواصل "أروع": بروعك ماله. و"هيام": يهيم بالليل، فلذاك قال: السرى يذهب عقله. 20 - إذا حالف الشرخين في الرب ليلة ... إلى الصب أضحى شخصه غير مائل

112 أ/ "حالف": لازم. و"الشرخان": - هاهنا- جانبا الرحل: قادمته وآخرته. قوله: "غير مائل": لا ينام. 21 - جعلت له من ذكر مي تعلة ... وخرقاء فوق الواسجات الهواطل جعلت "تعلة"، أي: تعللا. و"الهواطل": السراع، كهطلان السماء في سيرها. 22 - إذا ما نعسنا نعسة قلت: غننا ... بخرقاء وارفع من صدور الرواحل "وارفع من صدور الرواحل"، أي: حركها بالصوت حتى تحرك. و"غننا بخرقاء"، أي: قرب بخرقاء، أي: بذكرها.

23 - ونوم كحسو الطير قد بات صحبتي ... ينالونه فوق القلاص العياهل ونوم "كحسو الطير"، أي: قليل. و"العياهل": الشداد. 24 - وأرمي بعيني النجوم كأنني ... على الرحل طاو من عتاق الأجادل "طاو": صقر جائع. "من عتاق الأجادل"، يريد: الصقور. يقول: "أرمي بعيني النجوم" أي: لم تفتر عيني على السهر، ولم تضعف. 25 - وقد مالت الجوزاء حتى كأنها ... صوار تدلي من أميل مقابل يقول: كأن الجوزاء حين مالت "صوار"، أي: جماعة بقر.

"من أميل": حبل من الرمل. و"مقابل": مستقبلك 26 - ومستخلفات من بلاد تنوفة ... لمصفرة الأشداق حمر الحواصل 112 ب/ "المستخلفات"، يعني: قطاً يحملن الماء في حواصلهن. و"المستخلف": المستي لأهله. "حمر الحواصل" يعني: فراخ القطا. 27 - صدرن بما أسأرت من ماء آجن ... صرى ليس من أعطانه غير حائل

"صدرن": ذهبن بما أبقيت من ماء "آجن": متغير. و"صرى": قد طال حبسه قوله: "ليس من اعطانه غير حائل"، يريد: ليس من أعطانه شيء إلا "حائل": قد تغير لونه، وابيض. و"العطن": الموضع الذي يبرك فيه البعير إذا شرب. 28 - سوى ما أصاب الذئب منه وسربة ... أطافت به من أمهات الجوازل قوله: "سوى ما أصاب الذئب منه" استثناء من قوله "صدرن"، يعني: القطا، أي: شربن بما أبقيت من ماء آجن سوى ما أصاب الذئب منه، يريد إلا شيئاً أصابه الذئب لم يذهب كله. و"السربة": الجماعة من القطا والحمام. و"الجوازل": الفراخ. 29 - إلى مقعدات تطرح الريح بالضحى ... عليهن رفضاً من حصاد القلاقل "إلى مقعدات"، يعني: فراخاً لم تنهض، ولم ينبت

ريشهن. و"الرفض": ما تفرق من الحصاد مما يبس من "القلاقل": وهو نبت، والواحد: قلقل. 30 - ينؤن ولم يكسين إلا قنازعاً ... من الريش تنواء الفصال الهزائل "ينؤن": ينهضن، يعني: الفراخ، "ولم يكسين إلا قنازعاً"، أي: بقايا ريش. 113 أ/ وقوله: "تنواء الفصال"، يريد: ينؤون تنواء، يريد: كتفعال الفصال. و"الهزائل"، الواحد "هزيل"، أي: مهزولة. 31 - كأنا على حقب خفاف إذا حدت ... سواديها بالواخطات الزواجل

"السوادي": الأيدي لأنها "تسدو": ترمي بها. و"الواخطات" - ها هنا-: الرجل. "يخط" و"يخد" واحد: وهو ضرب من السير، فالأرجل تزجل باليدي. 32 - سماحيج يحدوهن قلو مسحج ... بليتيه نهس من عضاض المساحل "سماحيج"، أي: طوال، يعني: الأتن. و"يحدوهن": يسوقهن. "قلو" فحل خفيف. و"مسحج": مكدح

معضض. و"المساحل"، الواحد "مسحل"، يعني: الفحل من الحمر، وذلك في نهيته يسحل، و"السحيل" في صوته: البحة والغلظ. 33 - رباع أقب البطن جأب مطرد ... بلحييه صك المغزيات الرواكل "رباع": في سنه، يعني: الحمار. و"أقب البطن"، أي: ضامر. و"مطرد" تطرده الوحش. و"بلحييه صك المغزيات"، يريد: اللواتي تأخر نتاجها، يعني: المغزيات. يقال: "ناقة مغزية"، إذا تأخر نتاجها. و"الصك": كل ضرب شيء على شيء صلب. و"جأب": غليظ.

34 - نضا البرد عنه فهو ذو من جنونه ... أجاري تسهاك وصوت صلاصل أي: هذا الحمار "نضا البرد عنه" فهو "ذو أجاري" من جنونه. و"الأجاري": ضرب من العدو. و"التسهاك": التسحاق، يقال: "سهك" و"سحق" في العدو، 113 ب/ إذا أسرع. و"صلاصل": له صلصلة كصلصلة الحديد. وأراد: "فهو ذو أجاري من جنونه" ففرق بين المضاف وما أضيف إليه. 35 - نهاوي السرى والبيد، والليل حالك ... بمقورة الألياط شم الكواهل "نهاوي"، أي: نهوي في السرى. و"شم الكواهل":

مرتفعة. 36 - مهاري طوت أمشاج حمل فبشرت ... بأملودة العسبان ميل الخصائل "طوت أمشاج حمل"، أي: ضمته. و"الأمشاج": اختلاط ماء الفحل والأنثى. و"أملودة": لينة ناعمة العسبان. و"العسيب": عم الذنب. و"ميل الخصائل"، يريد: ذنبها "فبشرت به"، أي: شالت بذنبها. و"مسترسلات": قد ملن. 37 - يطرحن بالأولاد أو يلتزمنها ... على قحم بين الفلا والمناهل

"على قحم"، أي: تنقحم من مفازة إلى مفازة. وقوله: "أو يلتزمنها"، يريد: أو يلتزمن أولادهن فلا يلقينهن. 38 - إذا هن بعد الأين وقعن وقعة ... على الأرض لم يرضخنها بالكلاكل "بعد الأين": بعد الإعياء. "وقعن وقعة لم يرضغنها بالكلاكل"، أي: يقعن وقعاً ليناً لا يرضخن الأرض بصدورهن، فيها بقية. 39 - أعاذل قد أكثرت من قيل قائل ... وعيب على ذي اللب لوم العواذل

114 أ/40 - أعاذل قد جربت في الدهر ما كفى ... ونظرت في أعقاب حق وباطل يقول: في الدهر ما يكفيك إن عقلت. و"الأعقاب": مآخير الأمور، الواحد: عقب. 41 - فأيقن قلبي أنني تابع أبي ... وغائلتي غول القرون الأوائل "وغائلتي"، يريد: ذاهبتي. "غول القرون"، يريد: ما اغتال القرون فأذهبهم وأماتهم واخترمهم.

46 - يا دار مية لم يترك لها علما

(46) (البسيط) وقال أيضاً: 1 - يا دار مية لم يترك لها علماً ... تقادم العهد والهوج المراويد "الهو": الرياح. و"الرود": التي "ترود": تجيء وتذهب، روداً ورووداً. 2 - سقياً لأهلك من حي تقسمهم ... ريب المنون وطيات عباديد "تقسمهم": فرقهم. "ريب المنون": حوادث الدهر. "الطيات": النيات والوجوه التي يريدونها. و"عباديد": متفرقة.

3 - يا صاحبي انظرا، آواكما درج ... عال، وظل من الفردوس ممدود "درج"، يريد: من درج الجنة. 4 - هل تبصران حمولاً بعدما اشتملت ... من دونهن حبال الأشيم القود "اشتملت": نوارت. "حبال": من الرمل. و"الأشيم": موضع. و"القود": طوال الأعناق، 114 ب/ يعني: الحبال. "الحمول": نساء وإبل. يقول: اشتملت السراب فتوارت الحبال. 5 - عواسف الرمل يستقفي تواليها ... مستبشر بفراق الحي غريد "العواسف": هي الحمول، الإبل يأخذن على غير هدى. "ويستقفي": يتبع، يحدو "تواليها"، يريد: "توالي"

هذه الإبل، أي: مآخيرها. و"مستبشر"، يعني: حادياً غيريداً متطرباً. 6 - ألقى عصي النوى عنهن ذو زهر ... وحف على ألسن الرواد محمود إذا نزل في موضع فقد "ألقى عصاه". فيقول: "ذو زهر" هو أنزلهم، وهو روض فيه زهر "وحف": ملتفء. و"الرواد": الذين يرتادون الرعي. "محمود": وذلك إذا كان كثيراً فرحوا بذلك. وقالوا: ما أحسنه وأكثره، فلذلك هو محمود. 7 - حتى إذا وجفت بهمي لوى لبن ... وابيض بعد سواد الخضرة العود "وجفت"، أي: ذهبت به - بالبهمي - الريح.

و"لبن": مكان. 8 - وعادر الفرخ في المثوى تريكته ... وحان من حاضر الدحلين تصعيد يقول: إذا جاء الصيف وذهب العشب وخلف الفرخ "تريكته": كل متروك تريكة. [و"المثوى"]، يعني: عشه ووكره. "وحان من حاضر الدحلين تصعيد"، أي: يصعدون، يذهبون إلى مكان آخر، يحتملون. و"الحاضر": من حضر الماء، يقال: "ارتحل الحاضر.

9 - ظلت تخفق أحشائي على كبدي ... كأنني من حذار البين مورود 115 أ/ "مورود": محموم، فيقول: كأنني من حذار الفرقة محموم، فأنا أرعد. قوله: "حتى إذا وجفت" جوابه: "ظلت تخفق". 10 - أقول للركب لما أعرضت أصلا ... أدمانة لم تربيها الأجاليد "لم تربيها الأجاليد"، أي: لم تكن في موضع جلد. و"الجلد": ما صلب من الأرض. "أدمانة": ظبية، أي: أنها رملية، ليست من ظباء الجلد.

11 - ظلت حذاراً على مطلنفيء خرق ... تبدي لنا شخصها والقلب مزؤود "ظلت حذاراً"، يعني: الظبية، ظلت على ولدها. و"المطلنفيء": اللاصق بالأرض. و"خرق": لا يتحرك، لم تشتد قوائمه. و"تبدي لنا شخصها"، يقول: هي تبدي شخصها، وهي مذعورة، فلذلك قال: "والقلب مزؤود". 12 - هذي مشابه من خرقاء نعرفها ... العين واللون والكشحان والجيد 13 - إن العراق لأهلي لم يكن وطناً ... والباب دون أبي غسان مشدود

قوله: "لم يكن لأهلي وطناً"، وذلك أنه رأي منه ما أنكره. و"أبو غسان": مالك بن مسمع بن شهاب يقول: حجابته شديدة. 14 - إذا الهموم حماك النوم طارقها ... وحان من ضيفها هم وتسهيد

["حماك" أي: منعك النوم "طارقها": وهو ما أتاه من الهموم ليلا. و"التسهيد": السهر]. 15 - فانم القتود على عيرانة حرج ... مهرية مخطتها غرسها العيد 115 ب/ "فانم": فارفع. "القتود": عيدان الرحل. "على عيرانة"، يريد: ناقة شبهها بالعير. و"حرج": ضامر. وقوله: "مخطتها غرسها العيد". و"الغرس": كالقميص يكون على الولد دون الرحم. و"العيد": من مهرة. فيقول: الغرس كان على أنف الولد فمخطتها العيد، يعني: الذين ولوا نتاجها،

هم ألقوه على أنف الولد والمعنى أنها عيدية خالصة، لم تشتر، هم نتجوها. 16 - نظارة حين تعلو الشمس راكبها ... طرحاً بعيني لياح فيه تجديد "نظارة طرحاً"، أي: تنظر إلى كل شخص بعيني "لياح"، أي: بعيني نور أبيض. أي: كأن عينها عين ثور أبيض، وهو: "السلياح". قوله: "حين تعلو الشمس راكبها"، أي: تحترق الشمس. وذلك في وقت الهاجرة. و"تجديد": خطوط وطرائق.

17 - ثبجاء مجفرة سطعاء مفرعة ... في خلقها نم وراء الرحل تنضيد "ثبجاء": ضخمة الوسط. "مجفرة": منتفخة النبين. و"مفرعة": مشرفة الكتفين. و"سطعاء: طويلة. و"تنضيد"، أي: نضد، ركب اللحم فيها. 18 - موارة الرجع مسكات إذا رحلت ... تهوي انسلالاً إذا ما اغبرت البيد "موارة الرجع" يقول: إذا رفعت يديها "مارت": جاءت وذهبت في السير، ليست بكزة، هي وساع. 116 أ/ و"تهوي انسلالاً"، أي: تنسل في هذا الوقت "إذا اغبرت البيد": وذلك

بالعشي، ترى الغبرة ساكنة على كل. فيقول: هي تسير يومها فلا يكسرها السير. 19 - كأنها أخدري بالفروق له ... على جواذب كالأدراك تغريد "كأنها أخدريء"، أي: كأنها حمار "بالفروق": موضع. "له تغريد"، أي: صوت ونهيق. "على جواذب"، يريد: أتنا ذهبت ألبانها. يقال: قد جذبت. و"الأدراك": الحبال. فيقول: هي مدمجة مدرجة كالحبال. 20 - من العراقية اللاتي يحيل لها ... بين الفلاة وبين النخل أخدود

الحمر "من العراقية". وقوله: "يحيل لها أخدود"، أي: يأتي على أثرها حول لا يدرس. ويعني بالأخدود طريقاً لها تردد فيه، ففيه أثرها. وقوله: "بين الفلاة وبين النخل"، يعني به: الريف. 21 - تربعت حانبي رهبي فمعقلة ... حتى ترقص في الآل القراديد أي: تربعت هذين الموضعين حتى جاء الصيف. "تربعت"، يقول: أقامت فيهما في الربيع. و"القراديد": كل طريقة مرتفعة منقادة. 22 - تستن أعداء قريان تسنمها ... غر الغمام ومرتجاته السود تستن الحمر "أعداء قريان"، أي: ناحية قريان.

و"القريان": مجاري الماء إلى الرياض. و"تسنمها"، يريد: تسنم هذه القريان، أي: علاها غر الغمام، أي: بيض الغمام. و"المرتجات": السحائب لها ارتجاج 116 ب/ وتمخض، أي: يرتجن. و"تستن": تعدو على جهة. 23 - حتى كأن رياض القف ألبسها ... من وشى عبقر تجليل وتنجيد "الرياض"، الواحدة "روضة": وهي كل موضع مستدير فيه ماء ونبت. و"القف" ما غلظ من الأرض ولم يبلغ أن يكون جبلاً في ارتفاعه. و"التنجيد": التزيين. ومنه: "نجد فلان بيته"، إذا زينه. فشبه الزهر بوشي عبقر. 24 - حتى إذا ما استقل النجم في غلس ... وأحصد البقل أو ملو ومحصود

"استقل النجم"، أي: طلع بعد النور عند الصبح. و"أحصد البقل": حان أن يحصد. وقوله: "أوملوا، أراد: أو هو ملو ومحصود. ويقال: "قد ألوى النبت إلواء" إذا جف. و"محصود": قد حصد. 25 - وظل للأعيس المزجي نواهضه ... في نفنف اللوح تصويب وصعيد "الأعيس": طير أبيض، وهو المكاء. قوله: "المزجي نواهضه"، أي: يحرك فراخه لتنهض. "في نفنف اللوح". و"اللوح": الهواء. "تصويب وتصعيد" يقول: المكاء يفعل هذا، يرتفع في السماء، ثم ينحدر. ويصيح، وذلك عند يبس البقل. و"النفنف": ما بين السماء والأرض.

26 - راحت يقحمها ذو أزمل وسقت ... له الفرائش والسلب القياديد 117 أ/ الحمر "راحت يقحمها"، أي: يقدمها الفحل. وهو "ذو أزمل": ذو صوت. وقوله: "وسقت له"، أي: حملت له: "الفرائش": الحديثات النتاج، والواحدة "فريش": وهي التي تحمل بعدما تضع لسبعة أيام. و"السلب": التي اختلج ولدها منها، أو أخدجت. و"قياديد": طوال الأعناق. 27 - أدنى تقاذفه التقريب أو خبب ... كما تدهدي من العرض الجلاميد "العرض": ناحية الجبل و"تدهدي"، يقول: يعدو

كما يتدهدى "الحجر". 28 - ما زلت مذ فارقت مي لطيتها ... يعتادني من هواها بعدها عيد "عيد"، من: "عاد يعود". 29 - كأنني نازع يثنيه عن وطن ... صرعان: رائحة عقل وتقييد

"رائحة"، أي: عقل في الرواح، وتقييد في الغداة. يريد: كأنني بعير ينزع إلى وطنه. و"صرعان": غدوة وعشية. ثم قال: "عقل وتقييد": بين ما الصرعان فقال: "رائحة عقل وتقييد". وإذا قال: "رائحة": علمت أن التقييد بالغداة والعقل رائحة بالعشي.

47 - نبت عيناك عن طلل بحزوى

(47) (الوافر) وقال أيضاً: 1 - نبت عيناك عن طلل بحُزْوى ... عفته الريح وامتنح القطارا أي: هذا الطلل اتخذ القطار منحة، صار يشرب القطار و"المنحة"، أصله: الناقة تعار فيشرب لبنها. 117 ب/2 - به قطع الأعنة والأثافي ... وأشعث جاذل قطع الإصارا يريد: قطع الأعنة، من أعنة الخيل. و"أشعث": وتد

و"جاذل" ثابت. و"الإصار": أطناب صغار في أسفل الشقة. 3 - كأن رسومه انتسقت عليه ... بيوت الوشم أو لبس النمارا "نمار": برود، الواحد: نمرة. و"بيوت الوشم"، يريد: بيوت الأعراب [فيها] خطوط، فشبه الرسوم بها. 4 - منازل كل آنسة ثقال ... يزين بياض محجرها الخمارا

"المحجر": ما بدا من النقاب، وهو فجوة العين. و"ثقال": ثقيلة ضخمة. 5 - تبسم عن أشانب واضحات ... وميض البرق أنجد واستطارا "الشنب": عذوبة وبرد في الأسنان. وقال غير الأصمعي: تحديد ودقة. و"الوميض": لمعان البرق في غير اتساع. و"أنجد"، أي: لمع فأضاء على نجد. شبه أسنانها ببياض وميض البرق. 6 - أوانس وضح الأجياد عين ... ترى منهن في المقل احورارا "الحور": سعة العين وشدة بياض البياض مع شدة سواد الحدقة. 7 - كأن حجالهن أوت إليها ... ظباء الرمل باشرت المغارا

["المغار": الكنس]. 8 - أعبد بني امريء القيس بن لؤم ... ألم تسأل قضاعة أو نزارا 9 - فتخبر أن عيص بني عدي ... تفرع نبته الحسب النضارا "تفرع" علا. و"العيص": كل شجر ذو شوك. فأراد أن شرفتهم ونبعتهم كالشجر الملتف الذي له شوك. و"النضار"، أصله: الذهب، فضربه - هاهنا - مثلاً. 10 - وأن بني امريء القيس بن لؤم ... أبت عيدانها إلا انكسارا

11 - وأني حين تزخر لي ربابي ... عماعم أمنع الثقلين جارا "عماعم": جماعات. و"تزخر": ترتفع وتعلو، كما يزخر الموج. 12 - أناس أهلكوا الرؤساء قتلاً ... وقادوا الناس طوعاً واعتساراً 13 - أناس إن نظرت رأيت فيهم ... وراء حماي أطواداً كبارا

14 - ومن زيد علوت عليك ظهراً ... جسيم المجد والعدد الكثارا قوله: "علوت عليك ظهراً"، أي: غلبت وقهرتك. يقول الرجل للرجل: "انر حاجة فلان فوالله لا يعلوك ظهراً". و"الكثار": الكثير. 15 - أنا ابن الراكزين بكل ثغر ... بني جل وخال بني نوارا 1117 ب/ "جل": من الرباب، جل بني عدي: "ونوار": أم لهم.

16 - وتزخر من وراء حماي عمرو ... بذي صدين يكتفيء البحارا و"الصدان": جانبا الجبل. و"يكتفيء": يقلبه ويجرفه, ومنه يقال: "كفأت الإناء"، إذا قلبته. 17 - يعد الناسبون إلى تميم ... بيوت العز أربعة كبارا

18 - يعدون الرباب لها وعمراً ... وسعداً ثم حنظلة الخيارا

[عمرو بن تميم]. 19 - ويهلك بينها المرئي لغواً ... كما ألغيت في الدية الحوارا

"لغواً": باطلاً، كما أبطلت الحوار في الدية، والحوار لا يؤخذ في الدية. 20 - هم وردوا الكلاب ولست فيهم ... ولا في الخيل إذ علت النسارا 21 - نقد بها الفلاة وبالمطايا ... إلى الأعداء تنتظر الغوارا "الغوار": مصدر: غاور.

22 - ونحن غداة بطن الخوع جئنا ... بمودون وفارسه جهارا "مودون": فرس. و"الخوع": موضع.

23 - عززنا من بني قيس عليه ... فوارس لا يريدون الفرارا 119 أ/ "عززنا": غلبنا. "من بني قيس"، يريد: قيس عيلان. 24 - نكر عليهم والخيل تردي ... ترى فيها من الضرب ازورارا "تردي": ضرب من السير. و"ازورار": اعتراض. 25 - أبو شعل ومسعود وسعد ... يروون المذربة الحرارا

"المذربة": الحداد. و"حرار": عطاش. ويروون القنا من الدم. 26 - فجئ بفوارس كأولاك منكم ... إذا التمجيد أنجد ثم غارا "التمجيد": الشرف. و"أنجد" أخذ في نجد، ثم "غار" في غور مكة.

27 - وجئ بفوارس كبني شهاب ... ومسعدة الذي ورد الجفارا ["الجفار": موضع أو بئر]. 28 - فجاء بنسوة النعمان غصبا ... وسار لحي كندة حيث سارا

29 - أولاك فوارس رفعوا محلي ... وأورثك امرؤ القيس الصغارا 30 - جنبنا الخيل من كنفي حفير ... عراض العيس تعتسف القفارا "الكنفان": الناحيتان. و"حفير": ماء قديم. و"عراض العيس"، أي: معارضة للإبل، أي: مجنوبة إليها، تعارضها، يعني. الخيل تجنب وتركب الإبل، فإذا احتاجوا إلى ركوبها ركبوها. 119 ب/31 - بكل طمرة وبكل طرف ... يزين مفيض مقلته العذارا

"الطمرة": الوثوب. و"الطرف": العتيق الكريم. و"مفيض مقلته": مسيل دمعه. 32 - فرَعْن الحَزْن ثم طلعن منه ... يضعن ببطن عاجنةَ المِهارا "فرعن": علون. ويضعن ببطن عاجنة أولادها قبل أن تتم. 33 - أجنةَ كل شازبةٍ مِزاقٍ ... طواها القود واكتست اقورارا

"شازبة": ضامر. و"مزاق": سريعة. و"طواها": أضمرها. و"الاقورار": الضمر. 34 - يقد على معرقبها سلاها ... كقد البرد أنهج فاستطارا "استطار": انشق شقه، أي: اتسع خرقه، فطار كل مطير. "يقد على معرقبها"، يقول: ترمي بولدها لغير تمام، فيقطع سلاها صاحبها وكان متعلقاً على المعرقب" موضع العرقوب. و"أنهج": أخلق. 35 - فزرن بأرضه عمرو بن هند ... وهن كذاك يبعدن الحزارا

36 - فكل قتيل مكرمة قتلنا ... وأكثرنا الطلاقة والإسارا 37 - أتفخر يا هشام وأنت عبد ... وغارك ألأم الغيران غارا 120 أ/38 - وكان أبوك ساقطة دعياً ... تردد دون منصبه فحارا 39 - نفتك هوازن وبنو تميم ... وأنكرت الشمائل والنجارا

"شمائله": خلائقه. و"النجار": القد والخلقة، واحد الشمائل: شمال. 40 - أفخراً حين تحمل قريتاكم ... ولؤماً في المواطن وانكسارا "قريتان": لامرئ القيس فيها نخل. 41 - متى رجت امرؤ القيس السرايا ... من الأخلاق أو حمت الذمارا "السرايا" من الأخلاق، يريد: من الأخلاق السرية. ["والذمار": الحرمة]. 42 - ألستم ألأم الثقلين كهلا ... وشباناً وألأمه صغارا

43 - تبين نسبة المرئي لؤماً ... كما بينت في الأدم العوارا [رياح: "نسبة"، بالنصب. "العوار": العيب والفساد]. 44 - إذا نسبوا على العلماء قالوا ... أولاك أذل مَن حَصَبَ الجمارا 45 - ألا لعن الإله بذات غسل ... ومرأة ما حدا الليل النهارا "غسل": موضع. و"مرأة": قرية. "ما حدا": ما ساق.

46 - نساء بني امرئ القيس اللواتي ... كسون وجوههم حمماً وقارا 120 ب/47 - أضعن مواقت الصلوات عمداً ... وحالفن المشاعل والجرارا "المشاعل": أسقية من جلود لها قوائم ينبد فيها، الواحد: مشعل. 48 - إذا المرئي شب له بنات ... عصبن برأسه إبة وعارا "الإبة": العار والفضيحة. 49 - إذا المرئي سيق ليوم فخر ... أهين ومد أبواعاً قصارا يقول: ليس له باع في المعروف.

50 - إذا مرئية ولدت غلاماً ... فألأم مُرضَع نُشِغ المحارا "نشيغ" و"نشيع": لغتان. "المحار": الصدف. و"نشغ": أوجر. 51 - تنزل من ترائب شر فحل ... وحل بشر مرتكض قرارا

52 - إذا المرئي شق الغرس عنه ... تبوأ من ديار اللؤم دارا "الغرس": ما خرج من السلي على الولد، كالقميص عليه. [قال أبو الحسن المهلبي: قال لي أبو سحق النجيرمي: "لما انتهيت في قراءتي على أحمد بن إبراهيم الغنوي المازجي على هذا الموضع قال لي: أنشدني في آخرها هلال بن العلاء الرقي قال: أنشدني

إبراهيم بن المنذر قال: أنشدني الأسود بن ضبعان رواية ذي الرمة على باب هشام في هذه:] 53 - [إذا ما شئت أن تلقي لئيماً ... فأوقد يأتك المرئي ناراً]

48 - ألا حي المنازل بالسلام

(48) (الوافر) وقال أيضاً: 1 - ألا حي المنازل بالسلام ... على بخل المنازل بالكلام 2 - لمية بالمعي درجت عليها ... رياح الصيف من عام فعام 121 أ/ يريد: من عام ثم عام. وقوله: "لمية"، يريد: المنازل لمية. و"المعى": موضع.

3 - سحبن ذيولهن بها فأمست ... مصرعة بها دعم الخيام "دعمة": خشبة. و"ذبولهن": ذبول الرياح. والرباح سحبن ذيولهن. و"الذيول": مآخيرها. و [دعم] الخيام: عيدان الخيام. 4 - رجحن على بوارح كل نجم ... وطيرت العواصف بالثمام "رجحن": ثقلن وثبتن على الرباح، يعني: الخيام. "والثمام" يجعل على الخيام. و"العواصف": الرياح الشداد. 5 - مجاورهن في العرصات شعث ... عواطل قد خلعن من الرمام

يريد: مجاورهن تلك الدعم. "شعث": أرتاد. "عواطل": ليس في أعناقهن حبال. و"قد خلعن من الرمام". و"الرمام": قطع الحبال، الواحدة: رمة. فيقول: الأوتاد عاوطل. و"العرصة": كل بقعة [ليس] فيها بناء. 6 - كأن مغاني الأصرام فيها ... ملمعة معالمها بشام "مغان": منازل. و"الصرام": جماعة الناس، الواحد صرم. "ملمعة": ألوان مختلفة وخطوط من سواد. و"الشامات": علامات، الواحدة: شامة. وشامات وشام للجميع، مثل: تمرة وتمر. 7 - ألا يا ليتنا يا مي ندري ... متى نلقاك في عوج اللمام

121 ب/"في عوج اللمام"، يريد: في عطف اللمام. يريد: حتى تلم الدار بالدار، أي حين يجتمع القوم. يقال: "ألم به"، إذا أناه. 8 - ألم خيال مية بعد وهن ... بري الآل خاشعة السنام "بعد رهن": بعد ساعة من الليل. "بري الآل"، أي: الخيال أتى ناقتي وقد براها السفر. يقال: "ناقة مبرية وبريء". "خاشعة السنام"، يريد: انخفض سنامها، أراد: ألم خيال مية بريء الآل، أي: أتى ناقتي وقد يراها السفر. يقال: "إبل مبرية"، ثم تصير مفعول إلى فعيل، "مقتول وقتيل" و"مرمي ورمي". 9 - رمي الإدلاج أيسر مرفقيها ... بأشعث مثل أشلاء اللجام "الإدلاج": سير الليل. رمى الإدلاج بأشعث أيسر مرفقيها

فنام عند أيسر مرفقيها. وإنما ينام الرجل عند اليد اليسرى من الناقة. الإدلاج ألقى الأشعث فنام. وأراد بالأشعث أشعث الرأس. وقوله: "مثل أشلاء اللجام"، يقال: بقايا حدائده، وكل قطعة من حدائد اللجام شلو. يقول: قد نحلت حتى صارت مثل حدائد اللجام. 10 - أناخ فما توسد غير كف ... لوى ببنانها طرف الزمام

11 - رجيع تنائف ورفيق صرعى ... توفوا قبل آجال الحمام "رجيع تنائف": هو ذو الرمة، أي رجيع أسفار. و"توفوا"، أي: هم نيام. و"الحمام": القدر. 123 أ/12 - سروا حتى كأنهم تساقوا ... على راحاتهم جرع المدام "مروا": ساروا بالليل، حتى كأنهم من السرى والسهر كأنما تناولوا بأيديهم فهم كالسكارى. 13 - بأغبر نازح نسجت عليه ... رياح الصيف شباك القتام يريد: سروا بأغبر. "نازح": بعيد. أي ببلد أغبر، والغبار كأنما نسج عليه و"شباك": ما اشتبك من الغبار،

والواحد من القتام قتمة. 14 - بكل ملمع القفرات غفل ... بعيد الماء مشتبه الموامي أراد: بأغبر كل ملمع القفرات. أراد: يلمع بالسراب. و"مواميه" مشتبهة فيضل فيها. و"المرماة": القفر من الأرض. و"غفل": لا علم به. 15 - كأن دويه من بعد وهن ... دوى غناء أروع مستهام "بعد وهن"، أي: بعد ساعة من الليل. فمع بهذا الملمع دوياً كأنه غناء "أروع": رجل يروع ماله. و"مستهام": قد ذهب فؤاده.

16 - وساهمة الوجوه بين المهاري ... نشحت بآن السملات طام "ساهمة": متغيرة و"نشحت"، أي: سقيتها قليلاً. و"النشح": الشرب القليل. و"الآجن": الماء المتغير. و"السملات": بقايا الماء. و"طام": قد ارتفع وامتلأ لأنه لم يقربه أحد. 122 ب/17 - ترى عصب القطا هملاً إليه ... كأن رعاله قزع الجهام "عصب القطا": جماعة القطا. "هملاً غليه"، أي: بغير راع يعني: القطا تمضي إلى هذا الماء هملاً بغير راع، وكأن "رعاله": قطع القطا. و"قزع الجهام": قطع من السحاب متفرقة و"الجهام": ما هراق ماءه من السحاب.

ديوان ذي الرُّمة غيلان بن عقبة العدوي المتوفي سنة 117 هـ شرح الإمام أبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي رواية الإمام أبي العباس ثعلب الجزء الثالث حققه وقدم له وعلق عليه الدكتور عبد القدوس أبو صالح مؤسسة الإيمان بيروت- لبنان

49 - لقد جشأت نفسي عشية مشرف

(49) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - لقد جشأت نفسي عشية مشرف ... ويوم لوي حزوي فقلت لها صبرا "جشأت نفسي" أي: نهضت، و "مشرف": موضع. و"يوم لوى حزوي". و"اللوي: منقطع الرمل. و"حزوى": موضع، فقلت لنفسي: اصبري صبرا. 2 - تحن إلى مي كما حن نازع ... دعاه الهوى فارتاد من قيده قصرا

"النازع": البعير يحن إلى وطنه. قوله: "فارتاد من قيده قصرا"، أي: طلب السعة فوجده مقصوراً. ويقال: "ارتاد جدباً وارتاد خيراً"، أي: طلب الخصب فوقع على جدب. 3 - فقلت أربعا يا صاحبي بدمنة ... بذي الرمث قد أقوت منازلها عصرا "عصراً": دهراً. و"أربعا": كفا. و"الدمنة": آثار الناس وما سودوا ولطخوا بالرماد. و"أقوت": خلت. 4 - أرشت بها عيناك حتى كأنما ... تحلان من سفح الدموع بها نذرا

123 أ / أي: بكت بهذه الدمنة عيناك حتى كأنما تقضيان نذراً كان عليها، فأهللته بالبكاء. 5 - ولا مي إلا أن تزور بمشرف ... أو الزرق من أطلالها دمناً قفرا "الزرق": أكنبة بالدهناء. و"مشرف": موضع. 6 - تعقت لتهتال الشتاء وهوست ... بها نائجات الصيف شرقية كدرا "تعفت": درست. "لتهتال الشتاء"، أي: لمطر الشتاء.

يقال: "هتلت السماء وهتنت"، إذا مطرت، وأصله: الضعيف من المطر. و"هوست": حركت وهيجت بها نائجات الصيف شرقية .. و"النائجات": الرياح الشديدات المر، و"الشرقية": الصبا. و"كدر": فيها غبرة. 7 - فما ظبية ترعى مساقط رملة ... كسا الواكف الغادي لها ورقاً نضراً "مساقط الرملة": منقطعها، الواحد: مسقط. و"الواكف": المطر يكفء، و"نضر": أخضر. 8 - تلاعاً هراقت عند حوضي وقابلت ... من الحبل ذي الأدعاص آملة عفرا

"التلاع هراقت عند حوضي" أي: كان مصبها عند حوضي. فأراد مساقط رملة تلاعاً. و"التلعة": متصب من مكان مشرف إلى الوادي. و"قابلت": استقبلت. "آملة عفراً من الحبل". و"الحبل" من الرمل: ما طال منه. و"آملة": رملة عرضها قدر نصف ميل. و"عفر": بيض تضرب إلى الحمرة. 123 ب 9 - رأت أنساً عند الخلاء فأقبلت ... ولم تبد إلا في تصرفها ذعرا هذه الظبية رأت "أنساً" عند الخلاء، أي: إنساناً. "عند الخلاء"، يريد: عند الخلوة. فأقبلت و"لم تبد"، أي: ولم تظهير ذعراً إلا في تصرفها. و"تصرفها": جولانها، لم تشفر نفاراً قبيحاً فتقشعر منه. 10 - بأحسن من مي عشية حاولت ... لتجعل صدعاً في فؤادك أو وقرا

يريد: فما ظبية بأحسن من مي عشية "حاولت": طالبت لتجعل صدعاً في فؤادك. و"الوقر": الهزم في العظم. 11 - بوجه كقرن الشمس حر كأنما ... تهيض بهذا القلب لمحته كسراً "حر": عتيق. و"قرن الشمس": حرفها وجانبها. و"الهيض": النكس والوجع. و"لمحته": لمحة الوجه، أي: لمحته تهيض القلب، وتكسيره، أي: كأنما كسر عظماً كان مجبوراً، يريد: لمحته. 12 - وعين كأن البابليين لبساً ... بقلبك منها يوم معقلة سحراً أي: كأنما أصاب قلبك سحر يوم "معقلة": وهو موضع. و"لبساً": خلطاً بقلبك سحراً، يعني: "البابليين": هاروت وماروت.

13 - [وذي أشر كالأقحوان ارتدت به ... حناديج لم تقرب سباخاً ولا بحراً] ["الحناديج": الرمال، واحدها: حندوج]. 14 - [وجيد ولبات نواصع وضح ... إذا لم تكن من نضح جاديه صفرا] ["جادي": زعفران. وأدخل الهاء فقال: "جاديه"، كما قالوا: "دقيقة وعسله وما أشبه ذلك"]. 15 - فيا مي ما أدراك أين مناخنا ... معرقة الألحي يمانية سجرا

"سجر": تضرب إلى الحمرة، يقال: "ناقة سجراء". و"معرقة الألحي"، يريد: قليلة لحم 12 أ/ الألحي، جمع: لتحي، وإذا كثر لحم لحييها فهو عيب. 16 - قد اكتفلت بالحزن واعوج دونها ... ضوارب من خفان بحتابة سدرا قوله: "قد اكتفلت بالحزن"، أي: سرت الناقة الحزن خلفها كالرجل الذي يركب الكفل، فإنما يركب على أقصى الكفل، كما تقول: "اكتفلت الناقة"، أي: ركبت موضع الركوب من الناقة. و"الكفل": كساة يجعل حول سنام البعير. تركب الحزن، فكأنها قد جعلته كفلاً حولها. و"الحزن": ما غلظ من الأرض. و"الضوارب"، الواحد: "ضارب": وهو

منخفض كالوادي. و"بحتابة" سدراً، أي: لابسة سدراً. و"خفان": موضع. "اعوج"، يعني: الضوارب ليست على جهة الناقة. 17 - حراجيج ما تنفك إلا مناخة ... على الخسف أو نرمي بها بلداً قفرا "حواجيج": ضمر. "ما تنفك إلا مناخة": ما تزال.

... ... ... ... .

و"الخسف": الجوع، وهو أن تبيت على غير علف. 18 - أنخن لتعريس قليل فصارف ... يغني بنابيه مطلحة صعرا "مطلحة": معيبة. و"صارف": يصرف بنابيه من الضجر والجهد. و"صعر": فيها ميل من الجهد والهزال. 19 - ومنتزع من بين نسعيه جرة ... نشيج الشجا جاءت إلى ضرسه نزرا و"منتزع"، أي: مخرج. "من بين نسعيه"، يريد:

من بين الحقب والتصدير، وهو 131 ب/ الغصص أو الحزن فينشج. و"النشيج": إذا أخرج جرته كأنه يتنفس الصعداء. و"الشجا"، أصله: اعتراض العود في الحلق، يقال: رجل شج"، أي: غص بشيء، فهو "ينشج": يقلع النفس قلعاً. 20 - طواهن قول الركب: سيروا إذا اكتسى ... من الليل أعلى كل رابية خدرا

أي: طواهن أيضاً تهجيرنا، أي: أضمرهن وطواهن قول الركب: سيروا، وذلك إذا ألبس سواد الليل كل رابية. و"الرابية": ما ارتفع من الأرض. 21 - وتهجيرنا والمرو حام كأنما ... يطأن به، والشمس بادية، جمرا "المرو": الحجارة البيض، أي: كأنما يطأن بوطء المرو جمراً، والشمس بادية لا يسترها شيء. 22 - وأرض فلاة تسحل الريح متنها ... كساها سواد الليل أردية خضراً "تسحل الريح متنها"، أي: تقشر. ويقال للمبرد مسحل لأنه يسحل به الحديد. كأنما كسا المتن سواد الليل أردية خضراً، والخضرة عند العرب سواد.

23 - قموص بخمس الركب تيهاء ما يرى ... بها الناس إلا أن يمروا بها سفرا "قموص": يعني هذه الأرض "تقمص"، ليس صاحبها على ظمأنينة لأنه لا ماء بها، فكأنها تنزو به لأنه لا ماء بها/ ولا نبت. يقول: لا يدرك الماء الذي وراء هذه الأرض إلا بسير شديد. 24 - طوتها بنا الصهب المهاري فأصبحت ... يناصيب أمثال الرماح بها غبرا

أي: طوت المهاري الصهب الأرض بنا. و"اليناصيب": الصوى، وهو ما نصب علماً، وهي غبر في القتام، لا ترى من القتام. 25 - من البعد خلف الركب يلوون نحوها ... لأعناقهم كم دونها نظراً شزراً يقول: اليناصيب خلقهم، أي: قد خلقوها فيلوون أعناقهم، أي: يلتفتون إليها من بعدها. كم دون اليناصيب من نظر شزر.

و"الشزر": النظر بناحية العين. وأدخل اللام في "أعناقهم"، والمعنى: يلوون أعناقهم، وهذا كثير، تقول: "ضربت زيداً ولزيد" وأجوده أن تقول: "لزيد ضربت" فتقدم اللام. 26 - إذا خلفت أعناقهن بسيطة ... من الأرض أو خشباء أو جبلاً وعرا "البسيطة": ما استوى من الأرض. و"الخشباء": الأرض الغليظة. و"الوعر": الغلظ. 27 - نظرن إلى أعناق رمل كأنما ... يقود بهن الآل أحصنة شقرا "أعناق" رمل: أوائل رمل. "كأنما يقود بهن الآل أحصنة سترا، أي: كان الرمل خيل سار، وذلك أن الرملة تضرب إلى الحمرة. 28 - وسقط كعين الديك عاورت صاحبي ... أباها وهيأنا لموقعها وكرا

13 ب/ و"سقط"، يعني النار حين سقطت من الزند كأنها عين الديك. و"عاورت صاحبي"، أي: هو يقدح مرة وأنا مرة. و"أباها": الزند الأعلى، وهو وكر. "وهيأنا لموقع النار وكرا"، أي: موضعاً يوقد فيه قماش وبعر. ويروى: "نازعت صاحبي". 29 - مشهرة لأتمكن الفحل أمها ... إذا نحن لم نمسك بأطرافها قسرا "مشهرة"، يعني: النار، و"أمها": الزندة السفلى، والأعلى ذكر. وهي لا تستوي إذا قدح بها حتى تمسك إمساكاً شديداً. و"قسراً": قهراً، "لا تمكن"، يقول: منعته

- الزندة السفلى الزند الأعلى- حتى نمسكها قهراً. 30 - قد انتتجت من جانب من جنويها ... عواناً، ومن جنب إلى جنبه بكرا هذه النار "انتتجت من جانب من جنوبها"، يعني: خروج النار من فرضة الزند. و"الفرضة": الثقب الذي تقدح النار منه. وقوله: "عواناً"، يعني الفرضة التي قدح منها مرة. و"البيكر": التي لم يقدح منها قط غير هذه المرة. 31 - فلما بدت كفنتها وهي طفلة ... بطلساء لم تكمل ذراعاً ولا شبرا

يريد: لما بدت النار، أي: ظهرت "كفنتها"، يريد: صوتها في خرقة وسخة تضرب إلى السواد. 32 - وقلت له: ارفعها إليك فأحييها ... بروحك واقتته لها قيتة قدرا

"ارفعها"، أي: ارفع النار، و"اقتته"، أي: انفخ نفخاً ضعيفاً قوتك. ومعنى: "افتته": افتعله من القوت، كما تقول من: "قتلت": "اقتتله"، و"القوت": ما لابد منه. 33 - وظاهر لها من يابس الشخت واستعن ... عليها الصبا واجعل يديك لها سترا "الشخت": ما دق من الحطب. و"ظاهر لها"، أي: عاليها بالحطب الرقيق. و"ظاهر لها"، أي: أعنها باليابس، يعني: النار.

34 - فلما جرت في الجزل جرياً كأنه ... سنا الفجر أحدثنا لخالقها شكرا ويروى: "فلما جرت في الشخت"، يعني: النار. "في الجزل": في الحطب الغليظ. كأنه "سنا الفجر"، أي: ضوء الفجر. و"الشخت" أجود. 35 - ولما تنمت تأكل الرم لم تدع ... ذوابل مما يجمعون ولا خضرا "تنمت"، أي: ارتفعت وعلت. "ذوابل": وهو ما جف من الحطب. و"الوم": العظام البالية. 36 - أخوها أبوها والضوى لا يضيرها ... وساق أبيها أمها اعتقرت عقرا

قوله: "أخوها أبوها"، يريد: أخو الزندة أبو النار. وإنما صبر الزندة السفلى أخاً للأعلى لأنها من غمن قطيماً. وقوله: "والضوى لا يضيرها"، يقول: لا يضير النار أن يكونا من شجرة واحدة، كالرجل بتزوج قريبته فيخرج الولد ضارياً، فالضوى ها هنا لا يضير النار كما يضير ذلك. وقوله: "وساق أبيها أمها"، يقول: ساق الأب هي الأم. "اعتقرت"، أي: كسرت، وذلك أنهما أخذا من شجرة واحدة. 37 - وقرية لا جن ولا إنسية ... مداخلة أبوابها بنيت شزرا 12 ب/ يريد: قرية النمل. "مداخلة": بعضها في بعض وقوله: "بنيت شزراً"، أي: ليست بمستقيمة، هي معوجة. 38 - نزلنا ولم ننزل بها نبتغي القرى ... ولكنها كانت لمنزلنا قدرا

يقول: لم نقدر أن نجاوزها إلى غيرها. 39 - ومضروبة في غير ذنب بريئة ... كسرت لأصحابي على عجل كسرا "مضروبة"، يعني: خبز ملة، وذلك أنها إذا أخرجت من الرماد ضربت بعود أو باليد حتى يذهب ما عليها. وكسرها لأصحابه فأطعمهم. 40 - وسوداء مثل الترس نازعت صاحبي ... طفاطفها لم نستطع دونها صبرا و"سوداء"، يعني: الكبد. و"الطفطفة": جلدة

الحاصرة، مثل الترس في عظمها. 41 - وأبيض هفاف القميص أخذته ... فجمت به للقوم مغتصبا ضمرا و"أبيض"، يعني: الفؤاد. و"هفاف القميص"، أي: رقيق، يعني: الجلدة التي على الفؤاد. و"مغتصباً"، أي لم يمرض قبل ذلك. يقال: "جزور مغصوبة" مثل: معبوطة، أي: ذبحت من غير علة. و"ضمر": لطيف قد ضمر.

42 - ومعقودة منها يداها برجلها ... حملت لأصحابي ووليتها قترا 11 أ/ يعني: الشربة. "ووليتها قترا"، أي: ولاها إحدى ناحيتيه فعملتها و: "قتر الإنسان" و"قطره": ناحبته. 43 - ومكنية لا يعلم الناس ما اسمها ... وطئنا عليها ما تقول لنا هجرا "ومكنية"، يريد: أم حبين. و"ما تقول لنا هجرا"، أي: فحشاً، و"أم حبين": دويبة صغيرة حمراء تكون

أيام النيروز. 44 - إذا ظلمت لم تسأل الله نصره ... ولم تبد ناباً للقتال ولا ظفرا 45 - وأسود ولاج بغير تحية ... على الحي لم يجرم ولم تحتمل وزرا "أسود ولاج"، يعني: الخطاف. "ولاج": يدخل بيوت الناس. "وزراً": ذنباً.

46 - قبضت عليه الخمس ثم تركته ... ولم أتخذ إرساله عنده ذخراً قبضت على الخطاف "الخمس"، يعني: خمس أصابعه. 47 - [وخلق بلا روح تضمن صحبتي ... يسايرني ما إن يفارقني فترا] 48 - وشيخ أناس يلبسون شبابه ... قصير الركاب لا تفي رجله شبرا]

[يعني: زق الخمر، لا يبلغ طول رجل شبراً، هي أقصر من ذلك]. 49 - وميتة الأجلاد يحيا جنينها ... لأول حمل ثم يورثها عقرا "ميتة الأجلاد"، يعني: البيضة. "يحيا جنينها"، يعني: الولد الذي فيها. "ثم يورثها عقرا": ثم لا تحمل البيضة بعد ذلك. 50 - وأشعث عاري الضرتين مشجج ... بأيدي السبايا لا ترى مثله جبرا "أشعث"، يعني: وتد الرحا. و"الضرتان": طبقتاه. و"مشجج"، يعني: الأشعث، 127 ب/ مما يضرب فصيره "مشججاً".

و"لا ترى مثله جبراً"، أي: لا يجبر مثله، ولكن إذا انكسر طرح. "السبايا": جوار سبين. 51 - كأن على أعراسه وبناته ... وتيد جياد قرح ضبرت ضبرا "كان على أعراسه"، يريد: معرسها، يريد: معرس الرحى، حيث توضع. "وتيد"، أي: صوت جياد الخيل. "ضبرت": وثبت. 52 - وداع دعاني للندى وزجاجة ... تحسيتها لم تقن ماء ولا خمرا [يعني: فم المرأة، قبلتها وشرب ريقها. رواية ابن شاذان: "لم تقن". وقال: الصواب: "لم تقن". يقال: "قنا

الرجل فنماً أو شيئاً يقنو قنواً" قال: يعني: البربط. و"زجاجة": فم المرأة. "لم تقن": لم تحفظ ماء ولا خمراً. إنما هي فم امرأة. ولو كانت قنينة لاستحفظت. وقوله: "للندى"، أي: دعاني هذا العود السخاء. 53 - [ومنسدح بين الرحا ليس يشتكي ... إذا صح وابتلت جوانبه فترا]

[مطروح منبطح، يعني: اللسان. "بين الرحا"، يعني: الأضراس]. 54 - وذي شعب شتى كسوت فروجه ... لغاشية يوماً مقطعة حمرا يعني: السفود. وقوله: "شتى": متفرقة. و"فروجه": ما بين شعبه. "الغاشية": تقوم غشرة، أي: ملأت فروجه لحماً. 55 - وخضراء في وكرين عرعرت رأسها ... لأبلي غذ فارقت في صحبتي عذرا "وخضراء": فارورة. "في وكرين"، أي: في غلافين.

و"عرعرت رأسها"، أي: جعلت لها عرعرة، أي: رأساً و"العرعرة": رأس الجبل. 56 - وفاشية في الأرض تلقى بناتها ... عواري لا تكسى دروعاً ولا خمرا 1 أ / يعني: شجر الحنظل. "تلقى بناتها"، يريد: الحنظل. "عواري" لا شيء عليها. و"الخمر" جمع خمار. 57 - إذا ما المطايا سفنها لم يذقنها ... وإن كان أعلى نبتها ناعماً نضراً "المطايا": الإبل. "سفنها"، أي: شممنها، يعني:

شممن الحنظل ولم يذقنها. 58 - [قرائن أتراباً غذين بنعمة ... من العيش إلا أنها أنبتت زعرا] 59 - [محملجة الأمراس ملسا ستونها ... سقتها عصارات الثرى فبدت عجرا] [يعني: القضبان في الحنظل. "الأمراس": الحبال، وأراد خيوطها التي هي معلقة بها، كأنها "عمر"، يعني: مستديرة]. 60 - [وواردة فرداً وذات قرينة ... تبين إذا قالت وما نطقت شعراً]

[يعني: قطاة واحدة. "ذات قرينة": معها أخرى. "تبين"، أي أنها تقول: "قسطاً قسطاً"]. 61 - [وبيضاء لم تطبع ولم تدر ما الحنا ... ترى أعين الفتيان من دونها خزراً] [يعني: الشمس. "تطبع": تدنس. و"الخنا": الدنس]. 62 - [إذا مد أصحاب الصبا بأكفهم ... إليها ليصبوها أتتهم بها صفرا] ["أصحاب الصبا": أصحاب الغزل. وأنهم باينهم صفرا" أي: لا شيء فيها].

63 - [وحاملة ستين لم تلق منهم ... على موطئ إلا أخا ثقة صقرا] 64 - [وإن مات منهم واحد لا يهمها ... وإن ضل لا تبغيه في بلد شبرا] [يعني: الكنانة. "سنين"، يعني: سنين سهما]. 65 - [وأسمر قوام إذا نام صحبتي ... خفيف الثياب لا نواري له أزرا]

66 - [على رأسه أم له تقتدي بها ... جماع أمور لا نعاصي له أمراً] ["أسمر": لواء: "على رأسه"، يعني: خرقة العلم]. 67 - [إذا نزلت قيل انزلوا وإذا غدت ... غدت ذات برزيق تخال به فخرا] [أي: إذا نزل العلم نزل الناس. "برزيق": جماعة من الناس، والجمع: برازيق. وقيل: جماعة من الخيل الكاملة]. 68 - وأقصم سيار مع الحي لم يدع ... تراوح حافات السماء له صدرا

"أقصم"، يعني: خلال الخيمة. "سيار": يسير مع الحي. و"السماء": سماء البيت. "لم يدع له صدراً"، أي: قد انكسر مما يعمل [به، فيقول: تراوح حافات السماء لم تدع لهذا الأقصم صدراً، يعني: رأسه، أي: انكسر مما يستعمل. وإنما أراد بالسماء سماء البيت، خلال المظلة، ألح عليه المطر فغرقه، وقيل: عني به الهلال]. 69 - وأصغر من قعب الوليد ترى به ... قباباً مبناة وأودية خضرا

يعني: عين الإنسان. و"القعب": القدح الصغير. 70 - وشعب أبى أن يسلك الغفر بينه ... سلكت قراني من قياسرة سمرا "شعب": فوق السهم. و"الغفر": ولد الأروية. و"سلكت قراني"، يعني: الوتر. "من قياسرة"، يعني: إبلاً عظاما. و"قراني": وتر من جاود هذه الإبل القيسرية السير. و"قياسرة": ضخام المام. و"قراني": لأنها من ثلاث قرن بعضها إلى بعض.

71 - ومربوعة ربعية قد لباتها ... بكفى في دوية سفرا سفرا "المربوعة": الكسماة أصابها الربيع من المطر. و"لباقها"، أطعمتها أصحابي في أول ما خرجت. و"سفرا": من النهار، ومنه يقال: "رأيت أهلك سفرا" أي: نصف النهار. و"سفرا"- ساكنة الفاء-: المسافرون. و"ربعية": خرجت في أول الربيع. و"الربيع": الشتاء.

72 - وأحمر ملء الكف أو فيه ملؤها ... دعوت بها صحبي وقد وضحت فجرا] [يعني: اللسان. و"وضحت" عني اللسان، أراد: دعوت بها "فجرا": حين انفجر الصبح، فنحت في فوضحت اللسان. ويروي: "دعوت بها والليل ملتبس غمرا].

50 - قف العنس في أطلال مية فاسأل

(50) (الطويل) 128 ب وقال أيضاً: 1 - قف العنس في أطلال مية فاسأل ... رسوماً كأخلاق الرداء المسلسل ["العنس": الناقة الشديدة. حاشية رياح: "الرسوم": الآثار بلا شخص. "المسلسل": الذي قد تسلسل من الأخلاق]. 2 - أظن الذي يجدي عليك سؤالها ... دموعاً كتبذير الجمان المفصل

أراد: أظن الذي يجديه عليك سؤالها دموعاً. يقال: "ما أجدى عليه"، أي: ما أعطاه وإنما سأل صاحبه أن يقف عنسه في أطلال مية، فقال: أظن الذي يجدي عليك سؤالك دموعاً والدموع خبر أظن. وأضمرت الهاء في "يجدي"، و"الجمان": لؤلؤ من فضة. و"مفصل": بين كل لؤلؤتين خوزة. 3 - وما يوم حزوي إن بكيت صبابه ... لعرفان ربع أو لعرفان منزل

4 - بأول ما هاجت لك الشوق دمنة ... بأجرع مرباع مرب محلل يريد: وما يوم حزوى بأول ما هاجت لك الشوق دمنة. و"السبابة": رقة الشوق. و"الأجوع": كثب لبن. و"مرباع": نبت في أول ما تنبت الأرض في أول الربيع. و"مرب محلل": موضع برب الناس ويجمعهم، ويقال: "ربه برب" إذا جمعه وأصلحه"، و"ربابة القداح" منه: [وهي] الخرقة أو الجلدة التي جمعت القداح. ويروي: "بأجرع مقدار". 5 - عفت غير آري وأعضاد مسجد ... وسفع مناخات رواحل مرجل

129 أ/ أعضاء مسجد": جوانب مسجد. و"سفع": أثافي، وهي "رواحل موجل"، أي: هي حملت المرجل. صر الأثافي رواحل للمرجل لما علاها كالإبل التي هي رواحل للرجال. 6 - تجر بها الدقعاء هيف كأنما ... تسح التراب من خصاصات منخل "الدقعاء": التراب. و"الهيف": الربح الحارة. و"تسح": تعب من فرج النخل، كأنها نخلته. 7 - كستها عجاج البرقتين وراوحت ... بذيل من الدهنا على الدار مرفل يريد: كست الدمنة، يعني: الهيف كست الدمنة عجاج البرقتين. و"العجاج": التراب بريح. و"البرقة": رمل وحجارة مختلطة. و"راوحت بذيل من الدهنا"، أي: جاءت

بذا ثم جاءت بتراب آخر، عاقبت. و"مرتل": مسبغ يغطي كل شيء، وهو نعت لـ "ذبل". وأراد: وفل ذيل الريح على الدار و"ذيل الريح": مآخيرها. 8 - دعت مية الأعداد واستبدلت بها ... خناطيل آجال من العين خذل "الأعداد": الواحد "عد": وهو البر التي لا ينقطع نبطها"، لها مادة. والمعنى: أنها أحبت أن تحضر المياه. والأعداد لا تدعو، ولكن لما جاء وقت طلب الماء جعل الأعداد كأنها دعتها. وقوله: "واستبدلت بها خناطيل آجال"،

يريد: استبدلت الدار بي "خناطيل آجال"، أي: أقاطيع من "العبن": من البقر. و"خذل": أقامت على ولدها، وتركت صواحبها. 129 ب 9 - ترى الثور يمشي راجعاً من ضحائه ... بها مثل مشي الهبرزي المسرول "من ضحائه"، أي: ما يرعى فيه ضحاء، كما تقول: "من عشاته" يقال: "هو يتضحى ويتعشى ويتغدى"، و"الهبرزي": الماضي على أمره. و"المسرول"، يقول: أسفله بخاليف سائر لونه، كأن عليه سراويل.

10 - إلى كل بهو دي أخ يستعده ... إذا هجرت أيامه للتجول يريد: بمشي إلى كل ذي "بهر"، يعني: كناسه. وكل فجوة منفتحة: "بهو". وقوله: "ذي أخ" أي: له كناس إلى جانب هذا الكناس يستعده للتعول إذا هجرت أيامه، يريد: إذا اشتد حرها في الهاجرة. يقول: استعد كناسين، أحدهما لظل الغداة، والآخر لفيء العشي. 11 - ترى بعد الصيران فيه وحوله ... جديداً وعامياً كحب القرنفل ترى بعد الصيران في هذا الكناس. و"الصيران": جماعة البقر. و"حوله": حول الكناس. "جديداً"، يريد: بعراً جديداً. و"حامياً" يريد: بعراً، أتى عليه علم.

12 - أبَنَّ به عود المبات طيب ... نسيم البينان في الكناس المظلل "ابن به"، أي: أقام به النور حتى أثر فيه. و"البينان": البعر، الواحدة: "بنة"، ويقال: "له بنة طيبة"، أي: ربح. و"عود الباءة"، يعني: مرضع العود حيث تبرأ. ويريد: نوراً مباءت قديمة، لذلك قال: "عود المباءة، و"النسيم"، الريح الضعيفة، فأراد: طيب ريح البعر. 13 أ 13 - إذا ذابت الشمس اتقى صقراتها ... بأفنان مربوع الصريمة معبيل إذا ذابت الشمس كأنها سبل من هذه الحر. و"اتقى صقراتها"،

يعني الثور. و"الصقرة": شدة وقع الشمس. "بأفنان": بأغصان "مربوع الصريمة": و"الصريمة": قطعة من المرل تنقطع فتنفرد. و"مربوع": أصابها الربيع فاخضرت. ويقال: "أهبلت الشجرة"، إذا خرج ورقها. ويقال لورق الأرطي: "الحبل". فباحنا أحب إلى أن يكون الحبل: الذي قد أخرج ورقه، لأنه قال: "اتقي صقراتها بأفنان مربوع" أصابه الربيع فخرج ورقه ونبت.

14 - يحفره عن كل ساق دفيئة ... وعن كل عرق في الثرى متغلغل الثور يحفر الكناس عن ساق الشجرة وعن كل عرق "في الثرى": في التراب المبتل. "متغلغل"، يعني العرق يأخذ هنا وهنا. 15 - توخاه بالأظلاف حتى كأنما ... يثير الكباب الجعد عن متن محمل الثور توخى أن يعتمد الكناس يحفره بأظلافه. و"الكباب":

الثرى الذي قد تكبب ولزم بعضه بعضاً. و"الجعد": الذي لزم بعضه بعضاً من ندوته. وقوله: "عن متن محمل"، يريد: كأنما ينير عن حمائل السيف، لأن العرق أحمر، فشبهه بخمرة حمائل السيف. 16 - وكل موشاة القوائم نعجة ... لها ذرع قد أحرزته ومطفل 130 ب "لها ذرع"، يريد: البقرة ولد "قد أحرزته" أي: قوي على العدو وسبق فلا ندركه/ الذئاب والكلاب. و"مطفل"، يريد: وأخرى "مطفل": ولدها طفل، وأراد: ابن بهذا الكناس ثور عود العباءة وكل بقرة "موشاة القوائم"، أي: في قوائمها خطوط سود. 17 - تريع به ربيع الهجان وأقبلت ... لها فرق الآجال من كل مقبل

"تريع" بذلك الكناس: تعطف وترجيع. و"الهجان": الأبيض الكريم من الإبل. وأقبلت إليها فوق الآجال من كل مكان يقبل منه. 18 - وكل أحم المقلتين كأنه ... أخو الإنس عن طول الخلاء مغفل يريد: وكل نور أسود العينين كأنه أخر الإنس لا يتحاس من الناس، لا يفزع منهم لأنه لا يعرفهم. وخفش "مغفل" رده على "أحم المقتتين"، كقولك: أقسماني كل ظريف

الأب عاقل. و"مغفل" يذهب مذهب النعت. ولو قال: "عاقل" لم يكن، ومثله: "أتاني كل ظريف الأب قائماً لا غير" على القطع. 19 - يصرف للأصوات جيداً كأنه ... إذا برقت فيه الضحى صفح متصل

"يصرف" هذا الثور، أي: يقلب ها هنا وها هنا عنقه، كأنه "صفح منصل"، أي: عرض سيف. 20 - وآدم لباس إذا وقد الضحى ... لأفنان أرطى الأقرحين المهذل "آدم": ظبي. "لباس": مرتد بالشجر إذا اشتد الحر. و"أفنان": أغصان. [و] "أرطى": شجر/ و"الأقرحين": موضع. وواحد الأفنان: فنن وفن. و"المبدل": المسترسل.

21 - فيا كرم السكن الذين تحملوا ... من الدار والمستخلف المتبدل "السكن": أهل الدار. و"المستخلف"، يعني السكن لأن الدار تبدلت بالسكن الوحوش والظباء والبقر. 22 - فأضحت مباديها قفاراً بلادها ... كأن لم سوى أهل من الوحش تؤهل

"مباديها": حيث تبدو في الربيع قفاراً بلادها. و"تؤهل": تنزل. يقال: "بلد مأهول": ذو أهل. فأراد كأن لم تؤهل سرى أهل من الوحش. 23 - كأن لم تحل الزرق مي ولم تطأ ... بجرعاء حزوى نير مرط مرحل "الزرق": أكنبة بالدهناء. و"الجوعاء": من الرمل. و"المرطء": الإزار. و"نير": علمه. و"المرحل": الموشي على لون الرحال. 24 - إلى ملعب بين الحواءين منصف ... قريب المزار طيب الترب مسهل "الحيراءان": أبيات مجتمعات، يريد: ملعباً بين

الِحواءين. "منصف"، يقول: هو بين الحواءين وسط. و"مسهيل": سهل، قد انحدر عن الغلظ. 25 - تلاقى به حور العيون كأنها ... مها عقد محرنجيم غير مجفل "مجرنجيم": مجتمع، أي: تلاقى بهذا الملعب كأنها بقر. "عقد": رمل متعقد بعضه إلى بعض "غير مجفل": غير منكشف ذاهب، أي: هي مقيمة. 131 ب 26 - ضرجن البرود عن تراثب حرة ... وعن أعين قتلتنا كل مقتل أصل "الضرج": الشق، أي: فتحن البرود.

و"حرة": عتيقة كريمة. و"الترائب": عظام الصدر. 27 - إذا ما التقين من ثلاث وأربع ... تبسمن إيماض الغمام المكلل يريد: ثلاثاً وأربعاً، كقولك: "ما رأيت من رجل خير منه" تريد: رجلاً. "مكلل" بالسماء، يعني: الغمام. ومن قال: "المكلل" أراد: تبسم البرق. 28 - يهادين جماء المرافق وعثة ... كليلة حجم الكعب ريا المخلخل

"يهادين". أي: يمشين معها، عن يمينها وشمالها. وجاد في الحديث: "كان الرجل يجاء به وإنه ليهادي بين رجلين حتى يدخل المسجد". وقوله: "وعثة"، أي: لجمة لينة، شبهها بالمكان الوعث اللين. و"كليلة"، يريد: ليست بجديدة حجم الكعب. و"الحجم": ما نستأمن العظم. فيقول: هي "جماء المرافق": ليس لمرفقها حجم. و"ريا المخلخل"، أي: ممتلئة موضع الخلخال. 29 - أناة بخنداة كأن حقابها ... إذا انجردت من كل درع ومفضل "أناة": بطيئة القيام، فيها تمكث. و"بخنداة": حسنة الخلق، ضخمة العظام. و"المفضل": الثوب تفضل به.

131 أ 30 - على عانك من رمل يبرين رشه ... أهاضيب تلبيد فلم يتهيل يقول: كان حقابها على "عانك"، يريد: رملاً، أصابه أهاضيب فتلبد و"الأهاضيب": دفعات من المطر ضعاف. "فلم ينهل" يريد: لم يتنالو ويسيل. 31 - هضيم الحشا يثني الذراع ضجيعها ... على جيد عوجاء المقلد مغزل "هضيم الحشا": منضم ليس بمنتفخ. و"الجيد": العتق. و"عوجاء المقلد": تميل عنقها. و"مغزل": ظبية معها غزال. 32 - تعاطيه أحياناً إذا جيد جودة ... رضاباً كطعم الزنجبيل المعسل

يريد: تعاطيه رُضَابَاً. "إذا جيد"، إذا عطش عطشة. و"الجراد": العطش. و"الرضاب": قطع الريق، وقطع الندة أيضاً. 33 - [فباتا بأطراف الشفا يرشفانه ... على واضح الأنياب عذب المقيل] ["الشفا"، يريد: الشفاء. و"الرشفان" يستقصي الشرب]. 34 - رشيف الهجانين الصقا رقرقت به ... على ظهر صمد بغشة لم تسيل يريد: كرشيف الهجانين الصفا. يقول: يلتئم فاها كبعيرين

كريمين أبيضين يرشفان الصفا من شدة العطش. وأصابت الصفا "بغشة": وهي المطرة الضعيفة، فهما يرشفانها من العطش. 35 - عقيلة أتراب كأن بعينيها ... إذا استيقظت كحلا وإن لم تكحل "عقيلة أتراب" أي: خيار أقرانها. 36 - إذا أخذت مسواكها صقلت به ... عذاباً كنوز الأقحوان المهطل 132 ب/ "المهطل": أصابه "الهطل": وهو المطر. و"العذاب": الأسنان. 37 - ليالي مي لم يحاربك أهلها ... ولم ترجل الحي النوى كل مزجل

"لم يحاربك": لم يقاتلك. و"لم تزجل": لم تقذف ولم ترم. 38 - تقارب حتى يطمع التابع الصيا ... وليست بأدنى من إياب المنخل يريد: تقاربه في القول، وهي في الفعال بعيدة حتى يطمع الذي تبع الصبا. وليست بأقرب من إياب المنخل، أي: هي في البعد مثل ذاك. و"المنخل": رجل ذهب في الزمن الأول يطلب قرظاً فلم يرجع. 39 - ألا رب ضيف ليس بالضيف لم يكن ... لينزل إلا بامرئ غير زمل "ألا رب ضيف"، أي: ألا رب هم لم يكن لينزل إلا بكل

رجل شديد غير ضعيف. و"الزمل": الضعيف. يقال: زمل وزمال وزميل وزميله". 40 - أتاني بلا شخص وقد نام صحبتي ... فبيت بليل الآرق المتململ يعني: الهم، أقالي بلا شخص. و"المتململ": الذي يتلوى على فراشه مما به من الهم، كالذي يجد مليلة فلا ينام. و"المليلة": الحمى الباطنة، ومنه خبز "الملة": وهي الرماد الحار. 41 - فلما رأيت الصبح أقبل وجهه ... علي كإقبال الأغر المحجل

42 - رفعت له رحلي على ظهر عرمس ... رواع الفؤاد حرة الوجه عيطل 133 أ/ "عيطل": طويلة العنق. وقوله: رفعت له رحلي"، أي: الهم. فيقول: وكبت ومضيت. و"رواع": ذكية و"العرمس": الشديدة. 43 - طوت لقحاً مثل السرار فبشرت ... بأسحم ريان السيبية مسبل "طوت"، أي: ضعت "لقحاً"، أي: حملاً مثل السرار. يقول: الولد دقيق في أول حملها، خفي مثل الهلال ليلة يستسمر في آخر الشهر. و"ريان الصبية"، يقول: عظم ذنبها رطب ناعم ليس بيابس. و"سبل": طويل مسترسل. وقوله: "فبشرن:، أي: شالت بذنبيها لما عملت، وهي علامة الحمل. و"أسحم": ذنبها، وهو الأسود. وإنما هو

"العسيب"فأنثه. 44 - إذا هي لم تعسر به ذببت به ... تحاكي به سدو النجاء الهمرجل يقول: إذا "لم تعسر" بذنبها، أي: تشول به، ذببت به تحاكي به سدو النجاة. وقال: ذنب الناقة يركب حاذيها، فإذا خطت برجلها اليمنى في السير ركب ذنبها اليسرى. وإذا خطت باليسرى ركب الذنب اليمنى، فذلك محاكاتها، لأنها ترفعه مرة فتصيره على هذه الحال ومرة على هذه الحال. و"السدو": رمي اليد في السير. و"الهمرجل":

الذي يخلط في مشيته. وقال: "هذا بيت قل من يعرف تفسيره". 45 - كما ذببت عذراء غير مشيحة ... بعوض القرى عن فارسي مرفل يقول: تذبب بذنبيها كما تذبب عذراء عن رجل فارسي. "مرفل": مشرف مؤمر. و"غير مشيحة"، أي: غير جادة، ذبت ذباً رفيقاً غير سريعة. و"المشيح"- في لغة قيس وتميم-: الجاد في الأمر. وعند غير تميم هو المحاذير. 133 ب 46 - بأذناب طاؤوسين ضمت عليهما ... جميعاً وقامت في بقير ومرفل يريد: ذببت العذراء بأذناب طاؤوسين، أي: من مراوح

تعمل منها. و"البقير": مدرعة لا كمي لها، يشق وسطها، فتلبسه الجارية. و"مرفل": سابغ. 47 - كأن حبابي رملة حيوا لها ... بحيث استقرت من مناخ ومرسل "الحباب": الحية. و"حبوا": دبا "لها": للناقة. وإنما عني به الزمام. من "مناخ"، يعني: الزمام. و"مرسل": الموضع الذي أرسلت فيه الناقة.

48 - مغار ومشزور بديعان فيهما ... شناح كصقب الطائف المتنخل "مغار": مفتول، يعني: الزمام. و"المشزور": الذي يقتل على غير الجهة، على اليسار. و"بديعان": جديدان ابتدعا. و"شناح": عتق طويل. و"الصقب": العمود الطويل. و"الطائف": بلاد وراء مكة تسب العمود إليه. و"متنخل": متخير. 49 - تزم بي الأركوب أدماء حرة ... تهوز وإن تستذمل العيس تذمل أي: تصير أمام الركب كالزمام تقدمهم. و"تستذمل":

يطلب منها الدميل، تذمل. و"الذميل": فويق العنق. و"تهوز" تهز رأسها. 50 - سناد سبنتاة كأن مجالها ... ضريس بطي من صفيح وجندل "سناد": مشرفة. و"سبنتاة": جريئة. و"المحال": فقار الظهر. "الضريس": البئر المطوية بالحجارة. يقال: "بئر مضروسة وضريس". وقوله: "بطي من/ صفيح وجندل": يطوى بهما البئر. و"الصفيح" من الحجارة: الفطح العراض. و"الجندل": الحجر الملسلم المجتمع المدور. شبه الفقار بالجندل، وشبه الصفيح بلحم المتنين، وشبه ظهرها ببئر قد طويت بالحجارة في الصلابة.

51 - رعت مشرفاً فالأحبل المفر حوله ... إلى رمث حزوى في عوازب أبل "مشرف": كثب. و"الأحبل": من الرمل، الواحد: "حبل": وهو ما طال منه. و"العذر": بيض تضرب إلى الحمرة. و"عوازب": ترعى عازبة تبيت عن أهلها، وهي النوافس. و"أبل": جزأت عن الماء بالرطب، أي: اكتفت بالرطب عن الماء. وأراد: رعت هذا

الموضع إلى رمث حزوى في عوازب أبل. 52 - ذخيرة رمل دافعت عقداته ... أذى الشمس عنها بالركام العقنقل ويروي: "ذخائر رمل" وقال: "ذخيرة"، يعني: ما خبأ من الرطب ولم يؤكل، أي: رعت مشرفاً ذخيرة رمل. ودافعت عقدات هذا الرمل عن الذخيرة أذى الشمس، وهي ما في الرمل من الرطب، كأن الرمل خبأه وذخره فلم يركل. و"العقد": ما تعقد من الرمل وكثر. و"العقنقل": كثب بتعقد بعضه ببعض. و"الركام": ما تراكم من الرمل.

53 - مكوراً وجدراً من رخامى وخلقة ... وما اهتز من ثدائه المتربل "المكر" و"الجدر": نبتان. و"الرخامى": ضرب من النبت. و"الخلقة": ثمرة تخلف بعد ثمرة. و"ما اهتز عن ثدائه" أي: نبت وتحرك. و"الثداء": نبت و"المتربل": الذي "يتربل": ينبت في الصيف في برد الليل من غير مطر. 13 ب 54 - هجائن عن ضرب العصافير ضربها ... أخذنا أباها يوم دارة مأسل

"هجائن": إبل كرام. و"العصافير": إبل كانت للنعمان. و"يوم دارة مأسل": وقمة. 55 - تخال المها الوحشي لولا تبينها ... شخوص الذرى للناظر المتأمل أي: تمفال هذه الإبل البقر الوحش لولا أنعميتها وشخوص

تبينها للنظار. و"المتأمل": المتثبت. و"شخوصها": ارتفاعها. 56 - إذا عارض الشعري سهيل بجهمة ... وجوزاءها استغنين عن كل منهل إذا طلع الشعري ببقية من الليل من قبل المشرق وعارضها سهيل. يقول: إذا كان هذا الوقت استغنين عن الماء بالرطب. و"الجهمة": بقية من سواد الليل في آخره. 57 - وعارضن مياس الخلاء كأنما ... يطفن إذا راجعنه حول مجدل

يقول: لما خلا هذا الموضع من فحل يخاطره خلا له الموضع، فهو يتبختر فيه. و"المجدل": القصر، شبه الفحل به. "إذا راجعنه"، إذا عدن إلى الفحل. 58 - كأن على أنبائهن فريقة ... إذا ارتعن من ترجيع آدم سحبل "النسا": عرق يكون في الفخذ، بآخذ إلى الرجل. و"الفريقة": حلبة وتمر يطبخ، شبه أبوالهن بها "إذا أوتعن"، أي: فزعن. "من ترجيع آدم"، يعني: الفحل. و"صحبل": ضخم. وإنما شبه البول بالفريقة لأن الإبل إذا أكلت اليبيس خشرت أبوالها. 135 أ 59 - بأصفر ورد آل حتى كأنما ... يسوف به البالي عصارة خردل "بأصفر": ببول. و"آل": خثر. "كأنما يسوف البول"،

يقول: إذا شمها فكأنما يشم عصارة خردل. لأنه يشمها، ثم يشمخ بأنفه. و"السوف": الشم. و"البالي": الفعل يتشممها، يبلوها ويجربها: ألافح أم غير لاقح؟ والباء التي في "به" راجعة على البول. 60 - وكائن تخطت ناقتي من مفازة ... ومن نائم عن ليلها متزمل "كائن"، يريد: كم تخطت من إنسان نائم متزمل في ثيابه. 61 - ومن جوف ماء عرمض الحول فوقه ... متى يحس منه ماثح القوم يتفل

"الجوف": المطمئن من الأرض. و"العرمض": الخضرة على رأس الماء. و"عرمتي الحول": أتى عليه حول. و"المائح": الذي يغرف بيده. و"يتفل": يبصق من ملوحته. 62 - به الذئب محزون كأن عواءه ... عواء فصيل آخر الليل محتل يقول: بهذا الموضع الذئب محزون لأنه في قفر، فهو بشر لا يجد ما يأكل. وشبه عواءه بصوت فصيل سيء الغذاء وهو: المحشل. يقول: لأنه في آخر الليل أجوع ما يكون.

63 - يخب ويستنشي وإن نأت نبأة ... على سمعه ينصب لها ثم يمثل 135 ب الذئب "يخب" في مشيه، و"يستنشئ": يتشعم. و"النبأة": الصوت الخفي. / و"ينصب": يقوم وينتصب ولا يمشي. ويروي: "يتعيت". 64 - أفل وأقوى فهو طاو كأنما ... يجاوب أعلى صوته صوت معول "أفل"، يعني: الذئب، وقع في أرض "فل": ليس فيها مطر ولا شيء. و"أقوى": يكون أقوى من زاد، ويكون صار في "القواء": في الخلاء، يريد: الخلاء، فهو "طاو"، يعني: ضامر من الجوع. "معول": كأنما يجاوبه رجل يصيح.

65 - وكم جاوزت من رملة بعف رملة ... وصحراء خوقاء المسافة هوجل "خوقاء": بعيدة، و"المسافة" ما بين كذا إلى كذا، يريد: ما بين الأرضين. و"هوجل": أرض بعيدة، لا يتجه لها. ويقال: امرأة هوجل، إذا كان فيها كالهوج. 66 - بها رفض من كل خرجاء صعلة ... وأخرج يمشي مثل مشي المخبل "بها": بهذه الصحراء (رفض": وهو ما تفرق من النعام. و"الخرجاء": النعامة فيها بياض وسواد. و"المخبل": الذي لا يقدر يبسط يده ورسملة، أي: كان به الفالج، أي: هو مضطرب المشية، يعني: الظليم. 67 - على كل حزباء رعيل كأنه ... حمولة طال بالعبية مهمل "الحزباء": المكان الغليظ المطرد. و"الرعيل": قطيع من النعام كأنه "حمولة" أي: كأن النعام إبل قد طليت

136 أبالقطران. و"الطالي": الذمي يطليها بالعنية. "مهمل": أهملها أرسلتها هذا الطالي. و"العنية": أبوال/ الإبل تطبخ وتخلط، ثم تعتق بالقطران، تطلى به الإبل. شبه ستراد النعام بإبل قد طليت بالعنية، وهي ما وصفنا. 68 - ومن ظهر قف من تطأه ركابه ... على سفر في صرة القيظ ينعل يريد: كم جاوزت من ظهر قف. و"صرة القيظ": شدته و"ينعل" من الحفاء. و"القف": ما غلظ من الأرض ولم يبلغ أن يكون جبلاً في ارتفاعه. يقول: من تطأ ركابه ظهر هذا القف ينعلها. من غلظه وخشونته. 69 - تظل به أيدي المهاري كأنها ... مخاريق تنبؤ عن سياسي قحل

يريد: تظل أيدي المهاري بظهر هذا القف قنبر عن سياسي قحل كأنها مخاريق. [و] "السياسي" من الأرض: الصلبة اليبس. وأصل "السيساءة": فقار الظهر. و"قحل": يبس. ومن صير المخاريق: السيوف، فأراد: كأن أيديها سيوف تنبو عن سياسي قحل من صلابتها وغلظها. ويروي: "عن سناسين"، يريد: أطراف الفقار، شببها في صلابتها بفقار الظهر. 70 - ترى صمده في كل ضح تعينه ... حرور كتشعال الضرام المشعل يريد: صدد التف، و"الصمد": الغليظ المشرف من الأرض. في كل "ضيح"، يريد: الشمس. تعينه "حرور"، يعني: السموم. يريد: تعين الضح. و"الضرام": الحطب الدقيق تسرع فيه النار، واحدته: "ضرمة".

136 ب 71 - يدوم رقراق السراب برأسه ... كما دومت في الخيط فلكة مغزل "الرقراق" يدوم برأس هذا الصمد، يقال: ترقرق"، إذا جاء وذهب. 72 - ويضحي به الرعن الخشام كأنه ... وراء الثنايا شخص أكلف مرقل "الرعن": أنف الجبل. والخشام: الغليظ، كأنه يريد: كان الرعن وراء "الثنايا": وهي العقاب الغلاظ شخص

"أكلف"، يريد: شخص يسير أكلف يضرب إلى السواد كلون المقل، و"مرقل": يرقل في سيره. 73 - لعلك يا عبد امرئ القيس مقعياً ... بمرأة فعل الخامل المتذلل يريد: لعلك في حال إفعائك مسلم. و"مرأة": ذرية. و"الحامل": الذي لا ذكر له. 74 - مسلم إذا اصطك العراك وأزحلت ... أباك بنو سعد إلى شر مزحل

"أزحلت": أبعدت وفحت، يريد: لعلك مفاخر بقوم كقومي. و"العراك": المزاحمة. 75 - بقوم كقومي أو لعلك فاخر ... بخال كزاد الركب أو كالشمردل زاه الركب والشمردل: رجلان من قومه. 76 - ومعتد أيام كأيامنا التي ... ... رفعنا بها سمك السماء المطول [يريد: لعلك مسلم ومعتد أيام كأيامنا، أي: رفعنا بها شرفاً]. 137 أ 77 - كيوم ابن هند والجفار وقرقري ... ويوم بذي قار أغر محجل

[هذه الأيام كلها لم يكن فيها لربابي حظ، ولكنه تمعدد عليه] "الجفار" و"قرقري": وقعات. و"محجل": مشهور. 78 - إذا الخيل من وقع الرماح كأنها ... وعول أشارى والوغى غير منجل

قوله: "كأنها وعول"، يريد: في وثبها. و"أشارى": من الأسر، مثل: "سكران وسكارى". و"الوغى": الصوت والضجة في الحرب. "منجل": منكشف. 79 - وقد جرد الأبطال بيضا كأنها ... مصابيح تذكو في الذبال المفتل "بيضا"، يريد: سيوفاً كأنها النيران. و"تذكر": توقد. و"الذبال": الفتائل. 80 - على كل منشق النسا متمطر ... أجش كصوب الوابل المتهطل

على كل "منشق النسا"، يريد: فرساً، وذاك أنه سمين، فصار نساه في مثل الجدول، لأن اللحمة تفرجت عنه، ومنه قول أبي ذؤيب: متفلق أنساؤها عن قانئ ... كالقوط صلوغبوة لا يوضع و"المتمطر": الذاهب في سيره. "كالوابل": كالمطر الشديد الوقع القليل العرض. و"أجش": غليظ الصوت، ويستحب ذلك في الخيل، ومنه قول الجعدي: ويعبل في مثل جوف القليب ... سهيلاً يبين للمعرب ومنه قول لبيد: بأبعش الصوت يعبوب إذا ... طوق الحي من الغور صهل

81 - وشوهاء تعدو بي إلى صارخ الوغى ... بمستلئم مثل البعير المدجل 137 ب / "الشوهاء": الفرس الطويلة. وقال غير الأصمعي: الحديدة النفس الذكية. و"مستلئم": رجل عليه "لأمة"، أي: درع. و"المعجل": المطلي بقطران، يقال: "دجل"، أي: طلي أجمع. 82 - متى ما يواجهها ابن أنثى رمت به ... مع الجيش يبغيها المغانم تثكل

ويروى: "متى ما يواكفه"، يريد: متى ما يوجه هذه الفرس ابن أنثى، أي: رجل. "يبغى": يطلب لأمه المغانم. "تثكل"، أي: تشكل ابنها. ومن قال: "يواكفه"، أي: يوازيه ويحاذيه. ويروي: "متى ما يوجهها ابن أنثى"، يريد: متى ما يوجهها المستلئم، وهو ذو الرمة. "رمت به مع الجيش، يعني: هذه الفرس. وقوله: "رمت به مع الجيش" فـ "رمت" صلة لأنثى وهي أم الذي تشكله، و"أنثى":

نكرة، فصيرت "رمت" صلتها. وموضع "يبغيها": حال، أي: رمت به مع الجيش باغياً المغانم. 83 - ونحن انتزعنا من شميط حياته ... جهاراً وعصبنا شتيراً بمنصل "شتير": من بني عامر بن صعجمة. و"عصبتا"، أي: عممناه بالسيف. 84 - ونحن انتجعنا أهلنا بابن جحدر ... تغنيه أغلال الأسير المكبل

"ابن جحدر": من ربيعة، أبو المسامعة، صاحب تحلاق اللمم. 85 - وملتمس يا ابن امرئ القيس إن رمت ... بك الحرب جالي صعبة المترجل 138 أ / "المترجل"، يريد: الموضع الذي يضع رجله عليه. يريد: أصلك مسلم وملتمس./ و"جالي صعبة المترجل"، يريد: رجلاً ينزلئها برجليه شديداً.

86 - قتيلاً كبسطام ترامت رماحنا ... به بين أقواز الكثيب المسلسل و"بسطام": قتلته بنو ضبة، يفخرون به. و"المسلسل": المتعقد. و"الفوز" من الرمل: ما اعوج وانعطف. 87 - وعبد يغوث استنزلته رماحنا ... ببطن الكلاب بين غاب وقسطل "عبد يغوث": من بني الحارث بن كعب. قوله:

"بين غاب"، أراد: الرماح، كأنها أجمة. و"القمطل": الغبار. 88 - عشية يدعو الأيهمين فلم يجب ... ندى صوته إلا بقتل معجل "الأيهان": ملكان من ملوك غسان. و"ندى صوته". ارتفاعه وبعد ذهاب. يقال: ما أندى صوته، يريد: ما أشد ذهابه. 89 - عليك امرأ القيس التمس من فعالها ... ودع مجد قوم أنت عنهم بمعزل

يريد: التمس من فعال امرئ القيس تجد فعالها بدار الذل. 90 - تجده بدار الذل معترفاً بها ... إذا ظعن الأقوام لم يتحول معترفاً بها، أي: أنت معترف بها، أي: بالذل باق.

51 - أراح فريق جيرتك الجمالا

(51) (الوافر) وقال يمدح بلال بن أبي بردة: 13 ب 1 - أراح فريق جيرتك الجمالا ... كأنهم يريدون احتمالاً قوله: "فريق جيرتك"، أي: الحيز الذي جيرانك منه. 2 - فبت كأنني رجل مريض ... أظن الحي قد عزموا الزيالا "الزيال": المزاولة. يقال: "زايلته زيالاً ومزاولة"، وهي الفراق. 3 - وباتوا يبرمون نوى أرادت ... بهم لسواء طيتك انفتالا

"يبرمون": يحكمون. "نوى": من نية السفر، وهي الوجه الذي يريدونه. "طيتك": الوجه والنية. يقول: طيتهم غير طيتك، ينفتلون عن مذهبك الذي تريد، أي: يذهبون عنه. 4 - وذكر البين يصدع في فؤادي ... ويعقب في مفاصلي امذلالا "الامذلال": الفترة، كما "تمذل" الرجل: تخدر، يقال: "قد امذالت وامذلت رجله"، إذا خدرت. 5 - فأرغوا في السواد فذر قرن ... وقد قطعوا الزيارة والوصالا "أرغوا إبلهم": حملوها، فرغت في ذلك الوقت، فما ذر قرن الشمس إلا وقد قطعوا الزيارة والوصال. يقول: كانوا قريباً منا فكنا نتزاور. فلما بعدوا انقطعت تلك الزيارة.

6 - فكدت أموت من حزن عليهم ... ولم أر ناوي الأظعان بالي 12 أ / "الناوي": الذي ينوي بهم السفر، ويذهبون بأمره. يقول: لم يبل الناوي ما لقيت أنا من الحزن. 7 - فأشرفت الغزالة رأس حوضي ... أراقبهم وما أغني قبالا

"الغزالة": في وقت الضحى. و"الغزالة": الشمس. و"حوضي": موضع. و"القبال": الزمام، و"القبال": الشسع. يقال: ما أغنى عني قبالاً، أي: ما أغنى عني شيئاً. 8 - كأني أشهل العينين باز ... على علياء شبه فاستحالا يقول: ذلك البازي نظر إلى شيء، خيل له أنه يرى شيئاً

يتحرك فحدد بصره. يقال: استحل هل ترى شيئاً يحول، أي: يتحرك. 9 - رأيتهم وقد جعلوا فتاخاً ... وأجرعه المقابله شمالا "فتاخ": موضع، وعنده أجرع. و"الأجرع" و"الجرعاء": من الرمل. كأن الأجرع يقابل فتاخاً. و"الهاء" التي في "المقابله" لـ "فتاخ". 10 - وقد جعلوا السبية عن يمين ... مقاد المهر واعتسفوا الرمالا

"مقاد المهر": لأنك تقود المهر عن يمينك. وقوله: "اعتسفوا الرمالا"، أي: أخذوا على غير قصد. 11 - كأن الآل يرفع بين حزوى ... ورابية الخوي بهم سيالا 139 ب "حزوى": أرض. و"الخوي": أرض. "يرفع بهم سيالاً": شبه الحمول بالنخل و"الدوم": / وهو شجر المقل. و"رابية الخوي": بطن واد. و"السيال": شجر له شوك.

12 - وفي الأظعان مثل مها رماح ... علته الشمس فأدرع الظلالا "مها": بقر. الواحدة "مهاة". و"رماح": موضع. يقول: أصابته الشمس فادرع "الظلال": وهي كنس دخل فيها. 13 - تجوف كل أرطاة ربوض ... من الدهنا تفرعت الحبالا

إنما قال: "تجوف" لأن المها يذكر ويؤنث. و"الأرطاة": شجرة عظيمة. "تجوف": دخل جوف الأرطى. و"الربوض": شجرة عظيمة، كثيرة الأفنان. و"قرية ربوض" كثيرة الأهل، وامرأة ربض. و"الحبال": الرمال. "تفرعت"، أي: علت. 14 - أولاك كأنهن أولاك إلا ... شوى لصواحب الأرطى ضئالا "أولاك"، يعني: الطعائن، "كأنهن أولاك" يعني: البقرة. "الشوى": اليدان والرجلان. و"الضئال": الدقاق، يقال: "رجل ضئيل بئيل"، وقد ضؤل ضآلة، وبؤل بآلة.

15 - وأن صواحب الأخدار جم ... وأن لهن أعجازاً ثقالا "جم": لا قرون لها. الواحدة: "جماء"، يريد: إلا شوى وإلا أن صواحب الأخدار. 16 - وأعناق الظباء رأين شخصاً ... نصبن له السوالف أو خيالا "السوالف": الأعناق. يقول: وأن لهن أعجازاً ثقالاً، وأن لهن أعناق 14 أ/ الظباء رأين شخصاً، فمددن أعناقهن، وذلك أحسن ما يكن.

17 - رخيمات الكلام مبطنات ... جواعل في البرى قصباً خدالا "رخيمات الكلام": لينات. "مبطنات": خماص. و"البرى": الأسورة والخلاخيل، وكل حلقة: "برة". و"القصب": كل عظم ممخ. و"خدلة": عظيمة، يريد: الساعدين والساقين. 18 - جمعن فخامة وخلوص عتق ... وحسناً بين ذلك واعتدالا

"الفخامة": الجهاوة. و"العتق": النجار. و"خلوصه": نقاؤه. 19 - كأن جلودهن مموهات ... على أبشارها ذهباً زلالا "مموهات": مشربة صفرة. و"الزلال": الصافي من كل شيء. [ويقال:] "مموهات": مطليات. 20 - ومية في الظعائن وهي شكت ... سواد القلب فاقتتل اقتتالاً

["اقتتل"، أي: قتل. و"شكت": انتظمت]. 21 - عشية طالعت لتكون داء ... جوى بين الجوانح أو سلالاً "الجوانح": عظام الصدر. و"الجوى": مرض يفسد منه الجوف. يقال: "جوي يجوى جوىً". 22 - تريك بياض لبتها ووجهاً ... كقرن الشمس أفتق ثم زالا "أفتق"، يعني: حين ينغلق عنه السحاب، وهو أحسن

ما يكون، أي: أصاب قرن الشمس "فتقاً"، أي: انفراجاً. 140 ب 23 - أصاب خصاصة فبدا كليلاً ... كلا، وانغل سائره انغلالا "خصاصة" فوجة. و"الكليل": الضعيف. و"انغل": غاب ودخل. "كلا"، كقولك: "لا". وهو مثل قول الشاعر:

تراءت لنا كالشمس يوم سحابة ... بدا حاجب منها فضنت بحاجب 24 - وأشنب واضحاً حسن الثنايا ... ترى في بين نبتته خلالا "الشنب": التحديد. ويقال: البرد والعذوبة في الأسنان، هذا قول الأصمعي. "خلالاً"، يعني: تفلجاً. 25 - كأن رضابه من ماء كرم ... ترقرق في الزجاج وقد أحالا "الرضاب": الريق. "أحال": أتى له حول. و"الرقرقة": التصفية من إناء إلى إناء.

26 - يشج بماء سارية سقته ... على صمانه رصفاً فسالا "سارية": سحابة بالليل. "الرصف": المتراصف بعضه إلى بعض. 27 - وأسخم كالأساود مسبكرا ... على المتنين منسدراً جفالاً يريد: شعراً أسود، "كالأساود": كالحيات. "مسبكر":

مسترسل لين. و"منسدر": منصب. و"الجفال": الكثير. 28 - ومية أحسن الثقلين خدا ... وسالفة وأحسنه قذالا 141 أ/ "القذال": أعلى كل شيء. وهو ما بين الأذن والنقرة، وهما قذالان. ويروى: "ونومة ... " أي: ودرة .. سماها بها.

29 - فلم أر مثله نظراً وعيناً ... ولا أم الغزال ولا الغزالا [ويروى: "مثلها". وقوله: "نظراً"، أي: حين تنظر]. 30 - هي السقم الذي لا برء منه ... وبرء السقم لو رضخت نوالا "الرضخ": القليل، قد رضخ له بشيء قليل. و"النوال": العطية. 31 - كذاك الغانيات فرغن منا ... على الغفلات رمياً واحتبالاً

يقال: "فرغ يفرغ ويفرغ". وقوله: "احتبالا"، يعني: الحبالة والشرك. ويقال: "فرغ منه"، إذا قتله. وقوله: "على الغفلات"، أي: كأنهن غوافل، أي: يقتلننا وهن غوافل، بعض بالرماء، وبعض بالحبالة. 32 - فعد عن الصبا وعليك هما ... توقش في فؤادك واحتيالا ["نوقش": تحرك. وقوله: "فعد"، أي: انصرف عنه، واقصد لهذا الأمر، واحتل لهذا الهم].

33 - فبت أروض صعب الهم حتى ... أجلت جميع مرته مجالا "أجلت الرأي": نظرت فيه. "مرته": فستلته وإبرامه. ويروى: " .. أروم طيف الهم" وهذا مثل. وإنما يعني أنه أحكم رأيه وأجمعه وأبصر ما يأتي من أمره. 34 - إلى ابن العامري إلى بلال ... قطعت بنعف معقلة العدالا 14 ب "النعف": ما سفل عن الجبل. و"معقلة": أرض. و"العدال": أن يعادل بين أمرين. / والمعنى أني قطعت

الشك ومضيت إلى بلال. أي: لا أشك في إتيانه. و"معقلة": موضع. 35 - قروت بها الصريمة لا شخاتاً ... غداة رحيلهن ولا حيالاً "الصريمة": العزيمة، و"الصريمة": قطعة من الرمل منفردة متباعدة. و"الشخات": الدقاق. و"قروت": تتبعت. يريد: قروت بالإبل "الصريمة": وهي العزيمة. 36 - نجائب من نتاج بني غرير ... طوال السمك مفرعة نبالا

يريد أنها طوال الأجسام [و"مفرعة": مشرفة. و"غرير": حي من اليمن، تنسب هذه الإبل إليه، ويروى: نجائب من نتاج]. 37 - مضبرة كأن صفا مسيل ... كسا أوراكها وكسا المحالا "مضبرة": مجتمعة الخلق. شبه أوراكها ومحالها بـ "الصفا": وهي الحجارة. 38 - يخدن بكل خاوية المبادي ... ترى بيض النعام بها حلالا "المحال": الفقار، يريد: فقار الظهر. و"الوخد":

ضرب من السير. و"المبادي": من البدو، أي: ليس بها أحد. "حلالاً": جعل البيض مثل حلال الناس. و"خاوية": خالية. 39 - كأن هويهن بكل خرق ... هوي الربد بادرت الرئالا "الخرق": ما اتسع من الأرض وفيه بعد. و"الربد": النعام، سميت "ربداً" بغبرتها والسواد الذي فيها. و"الرئال": فراخ النعام، الواحد: "رأل". و"هويهن": مضيهن. 143 أ 40 - مذببة أضر بها ارتحالي ... وتهجيري إذا اليعفور قالا

"مذببة": جادة سريعة، يقال: "ذبب الرجل في سيره"، و"ذببت الناقة"، إذا أسرعت في سيرها وجدت، و"اليعفور": الظبي. و"قال": من القيلولة. ويروي: بكوري وتهجيري". و"الهاجرة": نصف النهار. يريد: وسيري في وقت الهاجرة. [ويروى: وآونة إذا ..]. 41 - وإدلاجي إذا ما الليل ألقى ... على الضعفاء أعباء ثقالا واحد "الأعباء"، عبء: وهو الثقل. وإنما يريد: ثقل النوم عليه وكراهية الرحيل في ذلك الوقت. 42 - إذا خفقت بأمقة صحصحان ... رؤوس القوم والتزموا الرحالا "أمقه": أبيض من السراب. ويقال: "امرأة مقهاء"، إذا تركت الكحل. "صحصحان": مستو. و"خفقت": اضطربت. يقول: تضطرب رؤوس القوم من النعاس. فهم يلتزمون الرحال لئلا يسقطوا.

43 - فلم نهبط على سفوان حتى ... وضعن سخالهن وصرن آلا "سخالهن"، أي: أولادهن. و"سفوان" ماء، يريد: صرن شخوصاً من الضمر. 44 - ورب مفازة قذف جموح ... تغول منحب القرب اغتيالا "قذف": بعيدة. "جموح" شديدة. ويروى:

"جموع"، أي: يجتمع رأي القوم على أن يقيموا بها. "تغول": تغتال. و"منحب": سير شديد. و"القرب": الليلة التي 1 ب/ يصبحون من غدها على الماء. و"المنحب" الناذر، كأن عليه نذراً أن لا يفتر حتى يبلغ. [و"تغوله": تذهب بسيره، أي: لا يستبين فيها سيره من طولها، لا يرى له فيها نزل، أي: هذه المفازة تفعل بالمنحب المجد القوي، فكيف الضعيف؟! ..]. 45 - قطعت إذا تجوفت العواطي ... ضروب السدر عبرياً وضالا

"تجوفت": دخلت بينه. "العواطي": التي "تعطو"، أي: تناول بأيديها. و"العبري": عظام السدر. و"الضال": صغاره. يقال: "عبري" و"عمري". 46 - على خوصاء يذرف ماقياها ... من العيدي قد لقيت كلالا "العيدي": نسب إلى "العيد": وهو فعل مشهور. ويقال: حي من مهرة و"الخوصاء": الغائرة العينين. ويذرف "ماقياها" من التعب، وهما مقدم مجرى الدمع.

47 - إذا بركت طرحت لها زمامي ... ولم أعقد بركبتها عقالا يقول: من الإعياء لم تحتج إلى عقال. ويروى: "إذا وقعـ"، أي: إذا وقعت وقعة في وقت السحر، وهو بمعنى: بركت. 48 - وشعر قد أرقت له غريب ... أجنبه المساند والمحالا "المساند": من السناد، وهو عيب في الشعر.

49 - فبت أقيمه وأقد منه ... قوافي لا أعد لها مثالا أي: لا أعد لها مثالا ًمن شعر غيري، أي: لا أحذوها على شيء سمعته، أقولها أنا. 50 - غرائب قد عرفن بكل أفق ... من الآفاق تفتعل افتعالا ["غرائب"، يعني: ما يقول من الشعر. وقوله: "قد عرفن بكل أفق": كل ناحية من الأرض: أفق من السماء. ويقال: رجل أفقي، يريد: من ناحية الأرض، و"تفتعل افتعالاً" أي: لا أحذوها

على ما سمعت]. 143 أ 51 - ولم أقذف لمؤمنة حصان ... بحمد الله موجبة عضالا "الموجبة": التي توجب الحد. يقال: "اتق الموجبات"، أي: ما يجب فيه الحد. و"العضال": الشديد. و"الحصان": العفيفة. 52 - ولم أمدح لأرضيه بشعري ... لئيماً أن يكون أصاب مالا [أي: لم أمدحه لماله. ح: هذا البيت مقدم ومؤخر. وتلخيصه: ولم أمدح لئيماً بشعري أن يكون أصاب مالاً لأرضيه،

يقول: لا آخذ ما يكتسب خزياً]. 53 - ولكن الكرام لهم ثنائي ... فلا أخزى إذا ما قيل: قالا "فلا أخزى"، أي: لا أستحيي إذا ما قيل: قال ذو الرمة. 54 - سمعت: الناس ينتجعون غيثاً ... فقلت لصيدح: انتجعي بلالا

["صيدح": ناقة ذي الرمة. أي: أتيته كما يؤتى الغيث]. 55 - تناخي عند خير فتى يمان ... إذا النكباء ناوحت الشمالا

كل ريح بين ريحين فهي: "نكباء". و"ناوحت": قابلت وصنعت مثل صنيعها. يقول: فهو يعطي في هذا الوقت في شدة البرد. 56 - ندى وتكرماً ولباب لب ... إذا الأشياء حصلت الرجالا "لب" كل شيء: خالصه. و"اللب": العقل. و"حصلت": ميزت الشريف من الوضيع. 57 - وأبعدهم مسافة غور عقل ... إذا ما الأمر ذو الشبهات عالا "المسافة": الغاية. و"عال": غلب. و"ذو الشبهات":

ما اشتبه فلم يهتد له. 142 ب 58 - وخيرهم مآثر أهل بيت ... وأكرمهم وإن كرموا فعالا "المآثر": المكارم. 59 - بنى لك أهل بيتك يا ابن قيس ... وأنت تزيدهم شرفاً جلالا 60 - مكارم ليس يحصيهن مدح ... ولا كذبا أقول ولا انتحالا 61 - أبو موسى فحسبك نعم جداً ... وشيخ الركب خالك نعم خالا

[ويروى: وزاد الركب خالك ..]. 62 - كأن الناس حين تمر حتى ... عواتق لم تكن تدع الحجالا [ويروي: "وزاد الركب خالك". "عواتق": في موضع خفض]. 63 - قياماً ينظرون إلى بلال ... رفاق الحج أبصرت الهلالا

نصب "قياماً" على الحال. وخبر "كأن الناس" "رفاق الحج". أراد: كأن الناس في حال قيامهم حين يمر بلال رفاق الحج إذا نظروا إلى الهلال. 64 - فقد رفع الإله بكل أفق ... لضوئك يا بلال سناً طوالا

65 - كضوء الشمس ليس به خفاء ... وأعطيت المهابة والجمالا 66 - أشم أغر أزهر هبرزي ... يعد الراغبين له عيالا ["الهبرزي": الماضي، يقول: من أتاه راغباً كان عنده كمن وجبت عليه عيلولته].

19 أ 67 - تزيد الخيزران يداه طيباً ... ويختال السرير به اختيالا "الخيزران": قضبان تكون في أيدي الملوك يقال لها: "المخاصر". 68 - ترى منه العمامة فوق وجه ... كأن على صحيفته صقالا "صحيفة" وجهه: جلدة وجهيه. 69 - يقسم فضله، والسر منه ... جميع لا يفرقه شلالاً [أي: يكتم السر. و"المتفرق": ها هنا وها هنا. ويقال: "شله": طرده ونحاه].

70 - يضمن سره الأحشاء إلا ... وثوب الليث أخدر ثم صالا يريد: أنه إذا أراد حرباً كتمها حتى يرى فرصة فيثب كما يثب الليث. "أخدر": أقام في خدره. يقال: "خدر الليث". من قال: "أخدر" قال: "ليث مخدر". ومن قال: "خدر" قال: "خادر": "صال": حمل، كما يصول البعير. 71 - ومجد قد سموت له رفيع ... وخصم قد جعلت له خبالا [أي: تخبله وتمنعه من الكلم وغيره]. 72 - ومعتمد جعلت له ربيعاً ... وطاغ قد جعلت له نكالاً ["ربيعاً"، أي: تعطيه كأنه انتجع ربيعاً].

73 - ولبس بين أقوام فكل ... أعد له السفارة والمحالا "اللبس": الاختلاط. و"السفارة": الصلح بين القوم. يقال: سفر يسفر سفارة. ويروى: "الشغازب". أي: الكيد والخصومة. و"المحال": الجدال. قال الله عز وجل: ((وهو شديد المحال)). وأصله: المكاظة والأخذ بالنفس.

144 ب 74 - وكلهم ألد له كظاظ ... أعد لكل حال القوم حالا "الكظاظ" و"المكاظة": مصدران من "كاظه يكاظه"، إذا خاصمه أشد الخصومة وأخذ بكظمه. وأصل "المكاظة": الأخذ بالنفس. ويروي: "أخو كظاظ"، أي: أخو مغايظة وصبر على الخصومة. 75 - أبر على الخصوم فليس خصم ... ولا خصمان يغلبه جدالاً

"أبر": غلب، ومثله "أبل". 76 - قضيت بمرة فأصبت منه ... فصوص الحق فافتصل افتصالاً "بمرة": بإحكام وقوة. قال الله تعالى: ((ذو مرة فاستوى)). "فصوص الحق"، كما تقول: "جاء بالأمر من فصه". ويروى: "بمره"، أي: بصميمه. 77 - وحق لمن أبو موسى أبوه ... يوفقه الذي نصب الجبالا 78 - حواري النبي ومن أناس ... وهم من خير من وطئ النعالا

79 - هو الحكم الذي رضيت قريش ... لسمك الدين حين رأوه مالا [أي: حين رأوا السمك قال، أي: رضوا بأن يكون أبو موسى أحد الخصمين حين رأوا الناس قد اضطربوا]. 80 - ومنتاب أناخ إلى بلال ... فلا زهداً أصاب ولا اعتلالا 145 أ "الزهد": من القلة. يقال: "رجل زهيد"، إذا كان قليل الخير. / و"الزهيد" أيضاً: القليل الطعم، في غير هذا الموضع: "انتابه"، إذا أتاه. 81 - ولا عقصاً بحاجته ولكن ... عطاء لم يكن عدة مطالا

["العقص": الملتوي. و"المطال": المطاولة]. 82 - يعرضه الألوف مصتمات ... مع البيض الكواعب والحلالا "يعرضه": من "العراضة"، إذا غنم القوم يتلقاهم الناس سيقولون لهم: "عرضونا": عرضة من غنيمتكم. و"مصتمات": تامات. يقال: "ألف صتم". و"الحلال" جمع: "حلة". و"حلل وحلال" ها هنا، وفي مكان آخر جمع: "حلة".

أتينا "حلة" بني فلان، أي: منازلهم. ويروي: "يعوضه". 83 - تبوأ فابتنى وبنى أبوه ... فأعرض في المكارم واستطالا أي: بنى أبوه العريض الطويل. 84 - يرى مدح الكرام عليه حقاً ... ويذهبهن أقوام ضلالاً 85 - وما الوسمي أوله بنجد ... تهلل في مساربه انهلالا "الوسمي": أول المطر. "تهلل" صب. في "مساربه":

حيث يتسرب ويسيل. "انهلالاً": انصباباً. ويروى: "في مسارحه" أي: مراعيه. 86 - بذي لجب تعارضه بروق ... شبوب البلق تشتعل اشتعالاً "لجب": صوت، وإنما أراد الرعد. و"البلق": الخيل. و"شبوب الخيل" 145 ب/، أي: كما تشب الخيل، فيستبين بياض بطنها. 87 - فلم تدع البوارق عرق بطن ... رغيب سيله إلا مسالا "العرق": كل موضع فيه نبات. و"البطن": أسفل. و"الرغيب": الواسع. ويروي: "بطن عرض" وهو الوادي.

[و"البوارق": السحاب فيها برق، والواحدة بارقة. و"مال": أسيل]. 88 - أصاب الناس منقمس الثريا ... بساحية وأتبعها طلالا "منقمس الثريا": حين غابت الثريا. "بساحية":

لأنها تقشر وجه الأرض لشدتها. "طلال": من الطل، وهو جمع "طل": وهو الندى و"الساحية": المطرة التي تقشر الأرض. 89 - فأردفت الذراع له بغيث ... سجوم الماء فانسحل انسحالا "الذراع": نجم و"انسحل": تبيع بعضه بعضاً. و"سجوم": صبوب. 90 - ونثرتها وجبهتها هراقت ... عليه الماء فاكتهل اكتهالا

["اكتهل": تَمَّ وطال]. 91 - أبت عزلاء كل نشاص بحر ... على آثاره إلا انحلالا ويروي: "نشاص نجم". و"النشاص": السحاب المتراكب. وقوله: "على آثارها": على آثار النجوم. "العزلاء": مصب الماء. و"النشاص": من السحاب. وإنما أضافه إلى البحر، لأنه يقال: "إن السحاب إنما يحمل الماء من البحر".

92 - فصار حياً وطبق بعد خوف ... على حرية العرب الهزالا 14 أ / أي: أحيا الناس حتى أخصبوا. وطبق الأرض بعد ما كانوا يخافون على حرية العرب أن يصيبهم الهزال [و"طبق" هذا الغيث: ملأ كل شيء و"حرية العرب": الأشراف]. ويقال: "الهزالى". ونصب "الهزالا" بـ "خوف". قال الأصمعي: "الهزالى": على فعالى.

93 - كأن منور الحوذان يضحي ... يشب على مساربه الذبالا ["يشب": يشعل]. "المنور": ماله زهر من النور. و"الحوذان": نبت، فشبه نوره ذاك كأنه ذبالة فيها سراج. يقول: كأن النيران قد علته. و"المسارب": النبات والمراعي. 94 - بأفضل في البرية من بلال ... إذا ميلت بينهما ميالا أي: ميزت بين الغيث وبلال. [أراد: فما الوسمي بأفضل من بلال]. 95 - أبا عمرو وإن حاربت يوماً ... فأنت الليث مدرعاً جلالاً

96 - إذا لقحت بشرتها فشالت ... بأطراف القنا لمن استشالا "بشرتها"، أي: نشاطها. قوله: "استشال"، يريد: الحرب لما جربت بالرماح وجدوها شائلة قد لقحت، وهذا مثل. ["لمن استشالا"، يعني: لمن جربها]. 97 - وأنت أشد إخوتها عليها ... وأحسنهم لدرتها ائتيالا "الائتيال": السياسة. يقال: "إنه لآيل مال وخائل .. "،

إذا كان حسن القيام على المال. "آل أولاً وإيالة". 98 - إذا اضطربوا بمعترك قياماً ... على جرد العوابس أو نزالا 146 ب 99 - تسعرها بأبيض مشرفي ... كضوء البرق يختلس القلالا ["معترك": موضع القتال. و"العراك والاعتراك": الازدحام. و"الشعث": الخيل شعثت لطول الأسفار. و"العوابس": الكوالح. "القلال": واحدها "قلة".

ورأس كل شيء: "قلته". و"تسعرها": توقدها. و"مشرفي": نسبها إلى قرى تسمى "المشارف": وهي قرى تشفي على الريف والبادية].

52 - أتتنا من نداك مبشرات

(52) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - أتتنا من نداك مبشرات ... ونأمل سيب غيثك يا بلال 2 - دعا لكم الرسول فلم تضلوا ... هدى ما بعد دعوته ضلال

3 - بنا لكم المكارم أولوكم ... فقد خلدت كما خلد الجبال

53 - أمن أجل دار بالرمادة قد مضى

(53) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - أمن أجل دار بالرمادة قد مضى ... لها زمن ظلت بك الأرض ترجف 2 - عفت غير آري وأجذام مسجد ... سحيق الأعالي جدره متنسف "أجذام": أصول الحجارة التي بقيت في المسجد. و"متنسف": قد نسفته الريح.

3 - وقفنا فسلمنا فكادت بمشرف ... لعرفان صوتي دمنة الدار تهتف 4 - فعديت عنها ثم قلت لصاحبي ... وقد هاج ما قد هاج والدمع يذرف 5 - لقد كان أبدى اليأس من أم سالم ... مشاريطه أو كادت النفس تعزف "مشاريط" اليأس: أعلامه وما يجيء منه. و"تعزف": تنتهي عما هي عليه. يريد: قلت لصاحبي: لقد أبدى اليأس علاماته. 15 ب 6 - تبين خليلي هل ترى من ظعائن ... بأعراض أنقاض النقا تتعسف أي: تأخذ على غير قصد.

7 - يجاهدن مجرى من مصيف تصيرت ... صريمه حوضى فالسيال فمشرف "تصيرت": صارت. و"يجاهدن"، يعني: "الظعائن": وهي الإبل عليها النساء. و"مجرى": تجري إليه، تأتيه. يقول: صارت صريمه حوضى.

8 - فأصبحن يمهدن الخدور بسدفة ... وقلن: الوشيج الماء والمتصيف أي: وقلن: المتصيف الوشيج، أي: الظعائن قلن. 9 - [وبالعطف من حزوى جمال مناخة ... على شحطها في عرصة الدار تصرف] 10 - [غريرية الأنساب أو شدنية ... عليهن من نسج ابن داود زخرف]

11 - [لدن غدوة حتى إذا امتدت الضحى ... وحث القطين الشحشحان المكلف] ["العطف": الناحية. و"حزوى": أرض. و"تصرف": تحك بعض أنيابها ببعض. و"الضحى": مؤنثة. و"القطين": الخدم- ها هنا- و"الشحشحان": الجاد، والأصل فيه: الصرد، ويقال لصوته: "الشحشحة". و"مكلف": قد كلف ذاك، يعني: الحادي].

54 - أتعرف الدار تعفت أبدا

(54) (الرجز) وقال أيضاً: 1 - أتعرف الدار تعفت أبدا ... بحيث ناصى الخبرات الأوهدا ["الخبرات"] قاع يمسك الماء، فيه سدر. 2 - أسقين من نوء السماك أعهدا ... بوادياً مراً ومراً روَّدا

55 - وجدنا أبا بكر به تقرع العلا

(55) (الطويل) وقال يمدح المهاجر بن عبد الله أحد بني بكر بن كلاب: 1 - وجدنا أبا بكر به تقرع العلا ... إذا قارعت قوماً عن المجد عامر 2 - مساميح أبطالاً كراماً أعزة ... إذا شل من برد الشتاء الخناصر 152 أ 3 - أشد امرئ قبضاً على أهل ريبة ... وخير ولاة المسلمين المهاجر

4 - تعاقب من لا ينفع العفو عنده ... وتعفو عن الهافي وقبضك قادر "الهافي": الذي هفا، أي: أخطأ. وقوله: "تعاقب من لا ينفع العفو عنده". يقول: إنما تعاقب من إن عفوت عنه لم يصلح ولم يرجع عن ذنوبه.

56 - خليلي ما بي من عزاء على الهوى

(56) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - خليلي ما بي من عزاء على الهوى ... إذا أصعدت في المصعدين غلاب 2 - فليت ثنايا العتك قبل احتمالها ... شواهق يبلغن السحاب صعاب

أي: ليتها في السماء فلا تبلغها.

57 - زرق العيون إذا جاورتهم سرقوا

(57) (البسيط) وقال أيضاً: 1 - زرق العيون إذا جاورتهم سرقوا ... ما يسرق العبد أو نابأتهم كذبوا 2 - تيك امرؤ القيس محمراً عنافقها ... كأن آنفها فوق اللحي الصرب "محمراً عنافقها"، أي: هم عجم، أي: كن آنفهم "صربة"، أي: كتلة صمغ.

58 - أمنكر أنت ربع الدار عن عفر

(58) (البسيط) وقال أيضاً: 1 - أمنكر أنت ربع الدار عن عفر ... لا بل عرفت فماء العين مسكوب 1 ب 2 - بالأشيمين امتحاها بعد ساكنها ... هيج من النجم والجوزاء مهبوب [أي: هبت به ريح].

3 - قفراً كأن أراعيل النعام بها ... قبائل الزنج والحبشان والنوب 4 - هيهات خرقاء إلا أن يقر بها ... ذو العرش والشعشعانات الهراجيب "هراجيب": طوال مع الأرض. و"الشعشعانة" الخفيفة الطويلة. 5 - من كل نضاحة الذفرى يمانية ... كأنها أسفع الخدين مذؤوب

6 - إذا اكتست عرقاً جوناً على عرق ... يضحي بأعطافها منه جلابيب 7 - تختال بالبعد من حادي صواحبها ... إذا ترقص بالآل الأنابيب "الأنابيب": طرائق من الأرض حيداب، واحدها "انبوب". يقول: لما تباعدت من الحادي اختالت.

8 - كم دون مية من خرق ومن علم ... كأنه لا مع عريان مسلوب 9 - ومن ملمعة غبراء مظلمة ... ترابها بالشعاف الغبر معصوب

10 - كأن حرباءها في كل هاجرة ... ذو شيبة من رجال الهند مصلوب

59 - أتعرف دار الحي بادت رسومها

(59) (الطويل) وقال أيضاً: 153 أ 1 - أتعرف دار الحي بادت رسومها ... عفا بعدنا جرعاؤها وهشومها "الهشوم": ما تطامن من الأرض. الواحد: "هشم". 2 - وأقفر عهد الدار من أم سالم ... وأقصر عن طول التقاضي غريمها 3 - أطلت علينا كل يوم مقالة ... عذائر لا يقضى لحين صريمها

"عذائر": معذرة وعذير. و"صريمها" لا ينقطع، لا ينصرم. 4 - لك الخير كم كلفت عيني عبرة ... إذا انحدرت عادت سريعاً جمومها 5 - وكلفتني من سير ظلماء، والدجا ... يصيح الصدى فيها ويضبح بومها 6 - بمائرة الضبعين معوجة النسا ... يشج الحصا تخويدها ورسيمها [يشج: يكسر].

7 - وخود إذا ما الشاة لاذ من اللظى ... بعبرية أو ضالة لا يريمها 8 - يلوذ حذار الشمس فيها ويتقي ... بها الريح إذ هبت عليه سمومها ["عليه": على الثور].

60 - لقد ظعنت مي فهاتيك دارها

(60) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - لقد ظعنت مي فهاتيك دارها ... بها السحم تردي والحمام الموشم 15 ب 2 - كأن أنوف الطير في عرصاتها ... خراطيم أقلام تخط وتعجم 3 - ألا لا أرى مثلي يحن إلى الهوى ... ولا مثل هذا الشوق لا يتصرم

4 - ولا مثل ما ألقى إذا الحي فارقوا ... على أثر الأظعان يلقاه مسلم 5 - كفى حزة في النفس يا مي أنني ... وإياك في الأحياء لا نتكلم 6 - أزور حواليك البيوت كأنني ... إذا جئت عن إتيان بيتك محرم 7 - ونقض كريم النضو ناج زجرته ... إذا العين كادت من سرى الليل تعسم

"النقض": رجيع السفر. و"تعسم": تذرف، و"تعسم": تطبق وتغمض عينها. 8 - ولم يك إلا في السماء لمدلج ... لمثل الذي يعلو من الأرض معلم 9 - جلال خفيف الحلم حين تروعه ... إذا جعلت هوج المراسيل تحلم "خفيف الحلم": لم يذهب نشاطه. لو حلم كان قد ذهب نشاطه.

10 - إذا لحمه لم يبق إلا سواده ... وساد القرا عظم السراة المقدم "ساد": ارتفع حاركه، ومنه: ساد فلان بني فلان سيادة. 154 أ 11 - إذا عجت منه لج وهم مشرف ... طويل الجران أهدل الشدق سرطم 12 - صموت إذا التصدير في صعدائه ... تصعد إلا أنه يترغم

13 - وخوصاء قد كلفتها الهم دونه ... من البعد شهر للمراسيل مجذم "مجذم": مسرع: "أجذمت": أسرعت. 14 - مصاحبة خوص العيون كأنها ... قطاً خامس أسرى به متيمم 15 - حراجيج مما ذمرت في نتاجها ... بناحية الشحر الغرير وشدقم "التذمير": أن يدخل الراعي يده في حياء الناقة فيمس أصل القفا والذفرى، فيعرف أذكر هو أم أنثى.

16 - قليل على أكوارهن اتقاؤنا ... صلى القيظ إلا أننا نتلثم أصل: "الصلى" للنار، وأراد: شدة الحر. 17 - إذا ما الأريم الفرد ظل كأنه ... زميلة رتاك من الجون يرسم ["الأريم"، تصغير: "إرم": علم. و"الزميلة": الذي يحمل للركاب زادها].

61 - خليلي عوجا ساعة ثم سلما

(61) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - خليلي عوجا ساعة ثم سلما ... عسى الربع بالجرعاء أن يتكلما 154 ب 2 - تعرفته لما وقفنا بربعه ... كأن بقاياه تماثيل أعجما 3 - دياراً لمي قد تعفت رسومها ... إخال نواحيها كتاباً معجماً

4 - دعاني الهوى من حب مية، والهوى ... - أرى- غالب مني الفؤاد المتيما 5 - فلم أر مثلي يوم بين طائر ... غدا غدوة وحف الجناحين أسحما 6 - ولا مثل دمع العين يوم أكفه ... وتأبى سواقيه العلا أن تصرما 7 - ففيم ولولا أنت لم أكثر الأسى ... على من ورائي من فصيح وأعجما

8 - فرب بلاد قد قطعت لوصلكم ... على ضامر منها السنام تهدما 9 - ككدرية أوحت لورد مباكر ... كلاماً أجابت داجناً قد تعلما 10 - إذا القوم قالوا: لا عرامة عندها ... فساروا رأوا منها أساهي عرما "عندها": للناقة. و"عرامة"، أي: ليس عندها نشاط.

62 - عليكن يا أطلال مي بشارع

(62) (الطويل) أوقال أيضاً: 1 - عليكن يا أطلال مي بشارع ... على ما مضى من عهدكن سلام 2 - ولا زال نوء الدلو يبعق ودقه ... بكن، ونم نوء السماك غمام 3 - بكل جدي غير ذات براية ... عليكن مجرى جارح ومنام

"جدي المطر": الغمام. وقوله: "مجرى جارح"، أي: تجرح الأرض، يريد: منه مطر يجرح الأرض، ومنه مطر ساكن. "ومنام": سكون. و"البراية": غثاء السيل. 4 - علام سألناكن عن أم سالم ... ومي فلم يرجع لكن كلام 5 - هوى لك لا ينفك يدعوك ما دعا ... حماماً بأجزاع العقيق حمام

6 - إذا هملت عيني لها قال صاحبي: ... بمثلك هذا فتنة وغرام 7 - علام وقد فارقت مياً وفارقت ... ومية في طول البكاء تلام أي: علام تبكي وقد فارقت مياً وفارقت. ثم قال: ومية في طول البكاء. يريد: في طول بكائك "تلام"، أي: تلام لبكائك وهي لا تواتيك. 8 - [أطاعت بك الواشين حتى كأنما ... كلامك إياها عليك حرام]

63 - لعمري وما عمري علي بهين

(63) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - لعمري وما عمري علي بهين ... لقد نال أصحاب العصا شر مغنم 155 ب 2 - فإلا يردوها علينا ندع بهم ... هجاء ككي الناحز المتلوم "المتلوم": الذي ينتظر. و"الناحز": بعير به نحاز، أي: سعال.

3 - وإلا يدعني عرجل أنز عرجلا ... على أمه نزو العريض المزلم "عرجل": من باهلة. و"العريض": الجدي الذي قد أتى عليه سنة. و"المزلم": له "زلمة": وهي المعلقة في عنقه.

64 - أللربع ظلت عينك الماء تهمل

(64) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - أللربع ظلت عينك الماء تهمل ... رشاشاً كما استن الجمان المقصل يريد: أللربع ظلت عينك الماء تهمل لعرفان أطلال وللنؤي. و"المفصل"، أي: مفصل بغيره من الخرز و"استن": تتابع حين انقطع. 2 - لعرفان أطلال كأن رسومها ... بوهبين وشي أو رداء مسلسل

3 - أربت بها الهوجاء واستوفضت بها ... حصى الرمل نجرانية حين تجهل "استوفضت": طردته الريح. "أربت": أقامت. 4 - جفول كساها لون أرض غريبة ... سوى أرضها منها الهباء المغربل ["الهباء المغربل": ما يخرج من كوة البيت وكوته].

5 - نبت نبوة عيني بها ثم بينت ... يحاميم جون أنها الدار مثل 156 أ 6 - جنوح على باق سحيق كأنه ... إهاب ابن آوى كاهب اللون أطحل "باق"، يريد: الرماد. و"سحيق": مسحوق. و"أكهب": يضرب إلى السواد. و"إهاب": جلد.

و"أطحل": يضرب إلى الخضرة. 7 - وللنؤي مجنوباً كأن هلاله ... وقد نسفت أعضاده الريح جدول "مجنوباً": جعل له جانبان. و"أعضاده": نواحيه. فأراد كأن هلاله جدول، يريد: النؤي. 8 - مقيم تغنيه السواري وتنتحي ... به منكباً نكباء والذيل مرفل "السواري": أمطار الليل. وقوله: "منكباً": ناحية. يريد: النكباء تعتمد به ناحية منها. و"الذيل": مآخيرها. و"مرفل": سابغ.

9 - عهدت به الحي الحلول بسلوة ... جميعاً، وآيات الهوى ما تزيل [قوله: "ما تزيل"، أي: ما تفرق. وقوله: "بسلوة" أي: رخاء من العيش وغرته]. 10 - وبيضا تهادى بالعشي كأنها ... غمام الثريا الرائح المتهلل "وبيضا تهادى"، أي: وعهدت به بيضا تتهادى بين اثنتين، تمشي. 11 - خدالاً قذفن السور منهن والبرى ... على ناعم البردي بل هن أخدل "خدال": ضخام. و"السور"، جمع: "سوار".

و"البرى": الخلاخل. 12 - قصار الخطا يمشين هوناً كأنه ... دبيب القطابل هن في الوعث أوحل 15 ب 13 - إذا نهضت أعجازها خرجت بها ... بمنبهرات غير أن لا تخزل 14 - ولا عيب فيها غير أن سريعها ... قطوف وأن لا شيء منهن أكسل

15 - نواعم رخصات كأن حديثها ... جنى الشهد في ماء الصفا متشمل يقول: كأن حديثها "متشمل" بجني النحل، أي: قد سمله. 16 - رقاق الحواشي منفذات صدورها ... وأعجازها عما بها اللهو خذل رقاق "حواشي" الحديث: جوانبه. و"ينفذن" أوائل الحديث. و"أعجازها": أواخرها. "مما بها اللهو خذل"، أي: لا يجدن لنا بشيء.

17 - أولئك لا يوفين شيئاً وعدنه ... وعنهن لا يصحو الغوي المعذل 18 - فما أم أولاد ثكول وإنما ... بنو بطنها في بطنها حين تثكل 19 - أسرت جنيناً في حشا غير خادج ... فلا هو منتوج ولا هو معجل "أم أولاد": الأرض. "أسرت جنيناً"، يريد: الحب

وما يزرع فيها. "فلا هو منتوج": إنما هو حب، ليس هو ولداً. 20 - تموت وتحيا حائل من بناتها ... ومنهن أخرى عاقر وهي تحمل 157 أ / الأرض "تموت وتحيا حائل"، أي: تعمرز و"حائل": قد كانت خراباً. "بناتها": القرى. "ومنهن أخرى عاقر": لا تنبت شيئاً، وهي تحمل الناس. 21 - عمانية مهرية دوسرية ... على ظهرها للكور والحلس محمل

22 - مفرجة حمراء عيساء جونة ... صهابية العثنون دهماء صندل "مفرجة": لها "فروج"، أي: طرق حمراء، فيها حمرة. و"عيساء": بيضاء. و"جونة": فيها سواد. وصهابية "العثنون": ما تقدم من الرياح. و"صندل": عظيمة الرأس، يريد: الريح، يريد: أولها. 23 - تراها أمام الركب في كل منزل ... ولو طال إيجاف بها وترحل 24 - ترى الخمس بعد الخمس لا يفتلانها ... ولو فار للشعري من الحر مرجل "لا يفتلانها"، أي: لا يردانها. يقال: "فتله عن وجهه"،

أي: صرفه. يريد: لا يردان الريح، "خمس بعد خمس". و"فار": اشتد الحر. 25 - تقطع أعناق المطي ولا ترى ... على السير إلى صلدما لا تزيل رجع إلى الأرض: هي تقطع أعناق الركاب: "إلا صلدما"، يريد: الأرض. "لا تزيل"، أي: ما تحرك. "صلدم": شديدة، يريد: الأرض.

26 - ترى أثر الأنساع فيها كأنه ... على طي عادي يعاليه جندل ب/ "عادي": قليب. "الأنساع": صغار الطرق، تشتق من الطريق الأعظم. 27 - ولو جعل الكور العلا في فوقها ... وراكبه أعيت به ما تحلحل يريد: لو جعل الرحل وراكبه فوق الأرض ما "تحلحلت"،

أي: ما تحركت الأرض، كالبعير الذي قد أعيا فلا يتحرك، والأرض لا تحرك. 28 - يرى الموت إن قامت فان بركت به ... يرى موته عن ظهرها حين ينزل 29 - ترى ولها ظهر وبطن وذروة ... وتشرب من برد الشراب وتأكل ترى هذه الأرض ولها ظهر وبطن وذروة جبال. و"البطن": ما اطمأن و"تشرب من برد الشراب"، أي: تسقى الماء و"تأكل": يزرع فيها. يرى الموت راكبها إن قامت، وهي لا تقوم إلا عند القيامة. لقول الله [تبارك وتعالى]: ((ومن

آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره)). وقوله: "فإن بركت به"، أي: صار في بطنها، وكذا، الإنسان، إذا نزل عن ظهر الأرض مات، وصار في بطنها.

65 - عفا الزرق من أطلال مية فالدحل

(65) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - عفا الزرق من أطلال مية فالدحل ... فأجماد حوضى حيث زاحمها الحبل "الدحل": هوة في الأرض فيها ماء. و"الأجماد"، الواحد "جمد": الأرض الغليظة فيها حجارة. و"الحبل": الرمل. 2 - سوى أن ترى سوداء من غير خلقة ... تخاطأها وارتث جاراتها النقل

أ/ "سوداء": أثفية سودتها النار. و"تخاطأها النقل": تجاوزها. وقوله: "وارتث جاراتها" [أي]: وارتث جارات الأثفية النقل. "وتخاطأها"، أي: الأثفية، فبقيت. أي: حملوا أثفيتين وبقيت واحدة. 3 - من الرضمات البيض غير لونها ... بنات فراض المرخ واليابس الجزل يعني هذه الأثفية، "من الرضمات": حجارة مجموعة. و"الجزل": الغليظ. وغير لونها "بنات فراض المرخ"،

يعني: الشرر. و"فراض"، الواحدة "فرضة" يعني: عوداً يجعل في عود الزند الذي من المرخ- و"المرخ": شجر- فتخرج النار من تلك الفرضة، إذا قدح به، فالنار هي بنات فراض المرخ. 4 - كجرباء دست بالهناء وأفردت ... بأرض خلاء أن تقارفها الإبل "كجرباء". يعني: هذه الأثفية، كأنها جرباء أفردت من الإبل أن لا تجرب وتعديها و"تقارفها"، أي: تدنو منها. و"دست"، أي: طلبت في أرفاعها وآباطها.

5 - كأنا وميا بعد أيامنا بها ... وأيام حزوى لم يكن بيننا وصل 6 - ولم يتربع أهل مي وأهلنا ... أجارع لم تغرس بحافاتها النخل "أجارع": من الرمل، أي: في غير الريف، أي: في البادية. 7 - بها العائذ العيناء يمشي وراءها ... أصيبح أعلى اللون ذو رمل طفل "العائذ": ظبية حديثة النتاج. و"أصيبح": غزال.

و"رمل": طرائق، و"أعلى 158 ب/ اللون"، يعني: ظهره. و"طفل": صغير. و"الصبحة": بياض إلى الحمرة. 8 - وأرفاض أحدان تلوح كأنها ... كواكب لا غيم علاها ولا محل "أرفاض"، يريد: متفرقة. الواحد "رفض" و"أحدان": ما توحد منه، ما تفرد. قوله: "لا غيم علاها"، يريد: لا غيم علا الكواكب. ولا "محل"، أي: ولا غبار من المحل. 9 - أقامت بها حتى تصوح باللوى ... لوي معقلات في منابته البقل

"تصرح": تشقق منابت اللوى والبقل. و"أقامت بها": بالزرق. 10 - وأرقصت الهوج السفى فتساقطت ... مرابيعه الأولى كما ينصل النبل يريد: الرباح أرقمت السفى وطردته، وهو شوك البهمي. 11 - أنابيش في أيدي الجمال كأنما ... يعض بها أعلى فراسنها النمل

"الأنابيش": ما نبش من شوك البهمي فخرج وسقط، الواحد "أنبوش". وقوله: "كأنما يعض بها": بالأنابيش، فأراد، كأنها تعض بها. 12 - فليس لساريها بها متعرج ... إذا انجدل الأسروع وانعدل الفحل أي: ليس لمن يسري بها مقام "إذا انجدل الأسروع": وهي دويبة مثل الأصابع "تنجدل" فتموت إذا يبس البقل. و"انعدل الفحل"، أي: جفر وذهب هيجه.

13 - وأصبحت الجوزاء تبرق غدوة ... كما برق الأمعوز أو برق الإجل وذلك في شدة الحر "الأمعوز": قطيع الظباء. و"الإجل": قطيع البقر ها هنا. 14 - فلاة ينز الرئم في حجراتها ... نزيز خطام القوس يحدى به النبل "ينز": ينزو ويتحرك. و"خطام القوس": الوتر.

و"حجراتها": نواحيها. و"يحدى": يساق. 15 - فلما تقضت حاجة من تحمل ... وأظهرن واقلولي على عوده الجحل "أظهرن": من الظهيرة. و"اقلولى": ارتفع. و"الجحل": الحرباء العظيم، وهو- في غير هذا الموضع-: اليعسوب. 16 - وقربن للأحداج كل ابن تسعة ... تضيق بأعلاه الحوية والرحل أراد: ابن تسعة أعوام. وإنما يبزل البعير في تسع. و"الأحداج": مراكب من مراكب النساء. و"الحوية": مركب أيضاً.

17 - إلى ابن أبي العاصي هشام تعسفت ... بنا العيس من حيث التقى الغاف والرمل "التعسف": السير على غير هدى. و"الغاف": شجر يكون بعمان، مثل البيوت. 18 - بلاداً بها أهلون ليسوا بأهلنا ... وأخرى من البلدان ليس لها أهل

19 - سوى العين والآرام لا عد قربها ... ولا كرع إلا المغارات والربل 159 ب/ "الكرع": ماء السماء. "لا عد قربها": وهو الماء الذي له مادة. و"المغارات": الكناس. و"الربل": نبت ينبت في آخر الصيف حين يبرد الليل. 20 - إذا أعرضت أرض هواء تنشطت ... بأبواعها البعد اليمانية البزل "أرض هواء ... "، أي: واسعة بعيدة. و"تنشطت": "النشط": مثل "التناول" في السير: وهو أن تقدم يدها ثم

تسرع ردها. و"البوع": بعد أخذها من الأرض. 21 - غريرية صهب العثانين يرتمي ... بها النازح الموسوم والنازح الغفل "موسوم": له منار وعلم. و"الغفل": لا علم به. 22 - تمج اللغام الهيبان كأنه ... جنى عشر تنفيه أشداقها الهدل "مج": تخرجه. و"اللغام": الزبد. وإنما قال: "الهيبان" لأنه أجوف كالرجن الهيبان الأجوف الذي يفزع من

كل شيء. و"هدل" مسترخية. و"جنى عشر": ثمره، وهو أبيض، فلذلك شبه الزبد به.

66 - أللأربع الدهم اللواتي كأنها

(66) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - أللأربع الدهم اللواتي كأنها ... بقية وحي في بطون الصحائف قال الأصمعي: "أثر أغبر"، إذا كان دارساً قديماً، و"أثر أدهم"، إذا كان حديثاً، هذا قول الأصمعي. قال المخبل: فأنزلهم دار الضياع فأصبحوا ... على مقعد من موطن العز أغبوا أي: موضع من العز دارس ذاهب. و"الوحي": الكتاب.

160 أ 2 - بوهبين لم يترك لهن بقية ... زفيف الزباني بالعجاج القواصف يريد: أللأربع بوهبين. و"الزفيف": صرت الرياح. و"الزباني": قرنا العقرب. و"العجاج": ربح بغبار. و"القواصف": التي تقصف كل شيء. 3 - تغيرن بعد الحي مما تعجمت ... عليهن أعناق الرياح الحراجف

الأربع تغيرن. و"تعمجت": تلوث، وهي أن تجيء يميناً وشمالاً، يعني: أعناق الرياح. و"أعناقها": أوائلها. و"الحراجف": الرياح الباردة الشديدة. 4 - تصابيت واستعبرت حتى تناولت ... لحي القوم أطراف الدموع الذوارف "الذوارف": السوائل. و"استعبرت"، أي: أخذتك عبرة. 5 - وقوفاً على مطموسة قطعت بها ... نوى الصيف أقران الجميع الأوالف "وقوفاً": قطع من القوم. وقوله: "حتى تناولت لحي القوم أطراف الدموع". ثم قال: "وقوفاً". و"مطموسة": طمست، محتها الرياح. يقول: كان الناس مجتمعين، فلما جاء الصيف تفرقوا ونرى كل إنسان مكانه فذهب. و"الأقران":

الحبال، كأنهم كانوا في حبل فانقطع الحبل فتفرقوا. 6 - قلائص لا تنفك تدمى أنوفها ... على طلل من عهد خرقاء شاعف يريد: وقوفاً قلائص. والطلل "شاعف": يذهب الفؤاد. 16 ب 7 - كما كنت تلقى قبل في كل منزل ... عهدت به مياً، فتي وشارف أراد: في كل منزل "فتي وشارف"، أي: نزل فيه حديثاً وقديماً. 8 - إذا قلت قلبي بارئ لبست به ... سقاما مراض الطرف بيض السوالف "لبست به"، أي: خلطت. و"مراض الطرف":

فيه استرخاء. و"السالفة": صفحة العنق. 9 - بعيدات مهوى كل قرط عقدته ... لطاف الخصور مشرفات الروادف "مهوى القرط": ما بين الأذن والعاتق. 10 - فما الشمس يوم الدجن والسعد جارها ... بدت بين أعناق الغمام الصوائف "يوم الدجن"، يريد: إظلال الغيم برش وندى. و"أعناق الغمام": أوائلها. و"السعد": يوم لا ريح فيه ولا غبار ولا أذى.

11 - ولا مخرف فرد بأعلى صريمة ... تصدى لأحوى مدمع العين عاطف "مخرف": ترعى في الخريف. و"الصريمة": القطعة من الرمل تنفرد. و"تصدى": تعرض: "لأحوى": وهو ولدها. و"عاطف": عطف عنقه. 12 - بأحسن من خرقاء لما تعرضت ... لنا يوم عيد للخرائد شائف 161 أ / أراد: يوم عيد "شائف": جال، أي: شافهن ذلك اليوم وجلاهن وراقهن/ و"الخريدمة": الحيية. فأراد: فما الشمس بأحسن من خرقاء. 13 - سرى موهناً فالتم بالركب زائر ... لخرقاء، واستنعى هوى غير عازف

يريد: سرى زائر، وهو خيالها. يريد: بعد وهن من الليل. "فالتم بالركب"، أي: طاف بالركب. وقوله: "واستنعى هوى"، يعني: الزائر تمادى وتتابع واستخف هوى غير "عازف": غير منته. ومن قال: " [غير] عارف"، أراه: غير صبور. ويقال: "ما كان عند الصبر عارفاً"، أي: صبوراً. 14 - فبتنا كأنا عند أعطاف ضمر ... وقد غورت أيدي النجوم الروادف "غورت": سقطت في الغور حيث تغيب "أيدي الروادف": وهي النجوم الأوائل. و"الروادف": ردفن الطوالع. 15 - أتتنا بريا برقة شاجنية ... حشاشات أنفاس الرياح الزواحف

أراد: فبتنا كأنا أنتنا هذه الزائرة "بريا": وهي ريح طيبة. و"البرقة": حجارة ورمل مختلطة. و"حشاشات": بقايا "أنفاس الرياح"، أي: تنفس منها. أراد: فبتنا كافا أتتنا أنفاس الرياح بريا، أي: بريح هذه الزائرة. و"الزواحف": الرياح التي تجيء زحفاً. "شاجنية": أرض يقال لها: "الشواجن". 16 - دهاس سقتها الدلو حتى تنطقت ... بنور الخزامى في التلاع الجوائف 161 ب /"دهاس": أرض لينة لم تبلغ أن تكون رملاً. "حتى تنطقت": صار حولها كالنطاق، حول الشاجنية، أي: أطاف بها النبت. و"التلاع": مجاري/ الماء إلى الوادي. و"جوائف":

"تجوف" المواضع، أي تقلعها. 17 - وعيناء مبهاج كأن إزارها ... على واضح الأعطاف من رمل عازف أراد: ورب "عيناء": امرأة عيناء. "مبهاج": لها بهجة. كأن إزارها على رمل "عازف": موضع تعزف فيه الجن.

و"عاجف": موضع. 18 - تبسم عن أحوى اللثات كأنه ... ذرى أقحوان من أقاحي السوائف "عن أحوى كأنه ذرى"، يريد: عن ثغر أسود اللثات. و"السوائف": عرض من عرضه، ليس بمعظمه، الواحدة "سائفة": وهو من الرمل حيث يسترق. 19 - دعتني بأسباب الهوى ودعوتها ... به من مكان الإلف غير المساعف دعتني هذه العيناء "بأسباب الهوى"، أي: بسبله وطرقه وأموره، ودعوتها بالهوى. و"المساعف" المداني. يقول: أتاني هذا الهوى من إلف غير قريب.

20 - وعوصاء حاجات عليها مهابة ... أطافت بها محفوفة بالمخاوف و"عوصاء حاجات"، أي حاجات ملتوية، ليست بسهلة. "محفوفة"، أي: قد حفت بالخوف، يخاف على من سلكها وطلبها. 21 - حمى ذات أهوال تخطيت دونها ... بأصمع من همي حياض المتالف 162 أ/ "حمى"، يعني الحاجات لا تقرب، هي حمى. و"تخطيت دونها بأصمع من همي" يقال: "هم أصمع وعزيمة صمعاء"، أي: منجردة لا رجوع فيها، ماضية. و"المتالف": المهالك. 22 - وأشعث قد نبهته عند رسلة ... طليحين بلوي شقة وتنائف "أشعث": رجل أشعث الرأس. و"الرسلة": السمحة السير. و"طليحين"، يعني: الرجل وناقته. و"بلوي"،

الواحد "بلو": من البلى، قد بلتهما الشقة والمفازة. و"التنائف": القفار. 23 - يئن إلى مس البلاط كأنما ... يراه الحشايا في ذوات الزخارف يئن هذا الرجل إذا نام على الأرض من الإعياء. و"البلاط": الأرض المستوية. وكل مستو: "بلاط". و"الزخارف": المزينة. فيقول: هذا الرجل إذا نام على البلاط يراه الحشايا في ذوات الزخارف من الإعياء. 24 - ثنى بعدما طالت به ليلة السرى ... وبالعيس بين اللامعات الجفاجف

"اللامعات": بالسراب. و"الجفاجف": أرض فيها ارتفاع. وطالت "به": بالرجل. 25 - يداً غير ممحال لخد ملوح ... كصفح اليماني في يمين المائف يريد: ثني يداً غير ممحال، يعني: الرجل ثنى يده فنام عليها. وقوله: "غير ممحال" أي: هي مخصبة. لخد "ملوح": قد لوحته الشمس وغيرته. 26 - وأشقر بلى وشيه خفقانه ... على البيض في أغمادها والعطائف

و"أشقر"، يعني: برداً. و"بلى": من البلى. و"خفقانه": اضطرابه، بلاه على "البيض": على 162 ب/ السيوف، وذلك أنهم تظللوا بالبرود، وصيروا سيوفهم أعمدتها وقسيهم. و"العطائف": هي القسي.

27 - وأحوى كأيم الضال أطرق بعدما ... حبا تحت فينان من الظل وارف و"أحوى"، يعني: زماماً. "كأيم الضال"، يريد: الزمام كأنه حية تحت السدر. و"الفينان": الظليل الوريق. و"الوارف": الذي كأنه من النعمة والخضرة يقال: "هو يرف". 28 - فقام إلى حرف طواها بطيه ... بها كل لماع بعيد المساوف فقام هذا الرجل إلى "حرف": إلى ناقة ضامر. "طواها"، أي: أضمرها بطيه كل لماع "بها" أي: بالناقة و"المساوف" الواحدة "مسافة": ما بين الأرضين. و"لماع": بلد يلمع

بالسراب. ويقال: "أرض تلمع". طواها بطيها به، أي: بطيها هذا الموضع بالرجل. 29 - جمالية لم يبق إلا سراتها ... وألواح شم مشرفات الحناجف ويروى: "لم يبق إلا ضريرها". "جمالية"، يريد: أن خلقتها خلقة جمل. و"السراة": الظهر. و"ألواحها": عظامها. و"شم": مشرفة. و"الحناجيف": رؤوس الحواقف. ومن قال: "لم يبق إلا ضريرها"، أي: عتقها ونفسها. 30 - وأغضف قد غادرته وادرعته ... بمستنبح الأبوام جم العوازف

و"أغضف"، يعني: الليل. قد "غادرته"، أي: خرجت منه. و"ادرعته": دخلت أ/ فيه. وقوله: "بمستنبح الأبوام"، يريد: بمكان تستنبح فيه الأبوام. و"جم": كثير. "العوازف"، يريد: كثير عوازف الجن. 31 - بعيد من المسقى تصير بجوزه ... إلى الهطل هزات السمام الغوارف يريد: هذا الموضع الذي تستنبح فيه البوم بعيد من المسقى، وتصير هذه الإبل "يجوز" هذا المنهل، أي: بوسطه. "إلى الهطل": إلى الضعف. و"الهطل": الضعيف من المطر، هذا أصله. فيقول: هزات السمام [أي:] تحركها في سيرها

ونشاطها يصير إلى الضعف. و"السمام": طير، فشبه الإبل بها. و"الغوارف": يغرفن في سيرهن. 32 - وقماصة بالآل داويت غولها ... من البعد بالمدرنفقات الخوانف "قماصة": أرض تقمص: تنزو بالسراب. وداويت "غولها"، أي: بعدها، أي: جعلت دواءها السير "بالمدرنفقات" [أي:] المندفعات في سيرهن يقال: "ادرنفق في سيره". و"الخوالف": اللواتي يملن أعناقهن قبل وحشيهن من النشاط.

33 - قموس الذرى تيه كأن رعانها ... من البعد أعناق العياف الصوادف يقول: ذرى هذه الأرض تغوص في السراب. و"رعانها": أنوف الجبال. فيقول: كأن رعانها أعناق الإبل قد عدلت عن الماء فلم تشرب، عافته، فهي رافعة الرؤوس. 34 - إذا احتفت الأعلام بالآل والتقت ... أنابيب تنبو بالعيون العوارف 16 ب/ "احتفت الأعلام بالآل"، أي: اتخذته حفافاً حولها. و"الأنابيب": طرائق من الأرض فيها ارتفاع. و"تنبو بالعيون"، أي: ترتفع العين، تدفع العين عن معرفتها.

و"عوارف": تعرف الأشياء. 35 - عسفت اللواتي تهلك الريح بينها ... كلالاً وجنان الهبل المسالف يريد: عسفت البلاد اللواتي "تهلك" الريح بينها، أي: تقطع، لا تمضي، تعيا بها الريح من بعدها وسعتها. و"الكلال": الإعياء. و"جنان الهبل"، أي: شياطينها ونشاطها. [و] "النشاط": الاسم. وإبل نشاط ونشائط. و"الهبل": الضخام. و"المسالف": التي تقدم.

36 - بشعث على أكوار شدق رمى بهم ... رهاء الفلا نأي الهموم القواذف يريد: عسفت بهم "بشعث": برجال قد شعثت رؤوسهم. على "أكوار": رحال. و"شدق": إبل واسعات الأشداق. و"الرهاء": ما اتسع من الأرض. فيقول: نأي الهموم رمى بهم رهاء الفلاة. و"القواذف"، يريد: رمى بهم هم من الهموم. "القواذف": تقذف بهم. 37 - تسامي عثانين الحرور وترتمي ... بنا بينها أرجاء خوق نفانف

"تسامي عثانين الحرور"، يريد: تسامي أوائل الحرور، أي: تعلوها وتستقبلها. و"الحرور": السموم. و"خوق"، يريد: مكاناً بعيداً طويلاً. و"نفانف": كل مهواة من شيء إلى شيء: نفنف. و"بينها"، يريد: بين العثانين. 38 - إذا كافحتنا نفحة من وديقة ... ثنينا برود العصب فوق المراعف 164 أ/ قوله: "إذا كافحتنا" أي: قابلتنا نفحة من "وديقة"، يريد: شديدة الحر، حين "تدق" الشمس: تدنو. و"المراعف": الأنوف. و"العصب": ضرب من البرود. فيقول: تلثمنا بالعمائم.

39 - ومغبرة الأفياف مسحولة الحصى ... دياميمها موصولة بالصفاصف "الفيف": ما استوى من الأرض. و"مسحولة الحصى"، أي: ملس، أي: قد سحلت مما توطأ. و"الدياميم": القفار. و"الصفاصف": ما استوى من الأرض أيضاً. 40 - صدعت وأشلاء المهارى كأنها ... دلاء هوت دون النطاف النزائف

يقال: "بئر منزوفة ونزيف"، ثم جمع "نزيف": "نزائف". فيريد: صدعت هذه الأرض بخوص. و"أشلاء المهارى" بقاياها. كأنها دلاء هوت من أعلى البئر دون النطاف إلى الماء. ومعنى: "صدعت": شققت ودخلت هذه الأرض. 41 - بخوص من استعراضها البيد كلها ... حدا الآل حد الشمس فوق الأصالف "بخوص": بغائرات العيون مما تستعوض البيد بأخذها من العرض، تختصرها. كلما "حدا"، أي: ساق الآل حد الشمس، و"حدها": شدة حرها. و"الأصالف"، الواحد "أصلف": وهو ما اشتد من الأرض.

42 - مستهن أيام العبور وطول ما ... خبطن الصوى بالمنعلات الرواعف "مستهن": ألقت ما في بطونهن من أولادهن. و"أيام العبور": أشد ما يكون الحر لأن الشمس تجوز المجرة. وطول ما "خبطن"، أي: وطئن. و"الصوى": الأعلام. و"المنعلات"، يعني: أخفافها لأنها قد انعلت. و"الرواعف": تسيل دماً. 164 ب 43 - وجذب البرى أمراس نجران ركبت ... أواخيها بالمرئيات الرواجف

يريد: مستهن أيام جذب البرى، أي: مستهن أيام العبور، وجذب البرى أمراس نجران، يعني: الأزمة، و"الأمراس": هي الحبال. وأراد- ها هنا-: الأزمة. و"البرى": حلقات في أنوفهن، فالبرى تجذبها في السير. و"أواخيها": عراها. فيقول: براها شدت بأنوفها كأنها أواخي. و"المرئيات"، يقال: "رأس مرء": طويل الخطم فيه شبه التصويب. 44 - ومطو العرى في مجفرات كأنها ... توابيت تنضي مخلصات السفائف "المطو": المد، مد العرى، يريد: عرى الأنساع.

في مجفرات"، يريد: أوساطها كأنها توابيت من سعة أوساطها. "تنغي": تخلق "مخلصات السفائف". فيقول: المجفرات تخلق ما أخلص من القطع، فهي تخلقه من عظمها. و"السقيف": الغرصة، وهو حزام الرحل. ويقال: "اخلص: اختير الحزام لها. 45 - برى النحز منها عن ضلوع كأنها ... بمخلولق الأزوار عوج العطائف

"النحز": ضرب الأعقاب والاستحثاث، فبراها. ثم قال: "كأنها"، يريد: ضلوعها. "بمخلولق الأزوار"، يريد: حيث لأن الصدر واملاس. و"الزور": العظم في وسط الصدر. و"عوج العطائف": القسي، شبه الضلوع بها، فكأنه أراد: كأنها عوج العطائف بالموضع الذي املاس من الصدر. 165 أ 46 - يمانية صهب تدمى أنوفها ... إذا جد من مرفوعها المتقاذف ["المتقاذف": المترامي. ح: ويروى: "الأزابي". و"الأزابي": ألوان النشاط، الواحد "أزبي"، "مرفوعها": سيرها. يريد أنها إذا لطخ بها النشاط جدبت أخشتها

ورمت به أنوفها]. 47 - إذا فرقد الموماة لاح انتضلنه ... بمكحولة الأرجاء بيض المواكف "الفرقد": ولد البقرة. و"الموماة": القفر. "لاح": بان وبرق. "انتضلنه": رمينه بأبصارهن، يعني: الإبل ينظرن إلى هذا الفرقد، لا يكرهن السير. و"مكحولة الأرجاء"، يريد: أن حماليقها مكحولة. و"بيض المواكف"، يريد: مقطر الدمع أبيض. 48 - رمتها نجوم القيظ حتى كأنها ... أواقي أعلى دهنها بالمناصف "رمتها نجوم القيظ"، يريد: أصابتها الحر الشديد فغارت

عيونها. فكأن عيونها أواقي فيها الدهن إلى أنصافها. 49 - إذا قال حادينا: أيا، عسفت بنا ... صهابية الأعراف عوج السوالف "أيا": زجر. و"عسفت": أخذت على غير هدى. و"عوج السوالف": من النشاط. 50 - وصلنا بها الأخماس حتى تبدلت ... من الجهل أحلاماً ذوات العجارف

يريد: وصلنا خمساً بعد خمس. و"الخمس": ثلاثة في المرعى ويوم في الماء. و"ذوات العجارف": التي فيها خرق وجفاة. فيها عجرفية من النشاط. وقوله: "حتى تبدلت من الجبل أحلاماً"، يقولك ذهب نشاطها. و"جهلها": نشاطها. 51 - ترى كل شرواط كأن قتودها ... على مكدم عاري الصبيين صائف 1 ب/ ويروى: "على ظهر مكدوم الصبيين". و"الشرواط": الطويلة. فأراد: كان قتودها على ظهر حمار مكدم غليظ. و"صبياه": طرفا لحييه، فقد عري من اللحم. ومن قال: "مكدوم الصبيين": قد كدم صبياً لحييه، وهما

طرفاه. و"صائف": دخل في الصيف. 52 - مرن الضحى طاو بنى صهواته ... روايا غمام النثرة المترادف "مرن الضحى"، يعني: الحمار، ينهق في الضحى. وقوله: "بنهى صهواته روايا غمام النثرة". "الروايا": السحاب يحمل الماء. و"النثرة" نجم. فيقول: هذه الروايا نبت فيها العشب فأسمنه وبنى "صهواته": وهو- من الحمار- موضع اللبد من الفرس. و"المترادف": يترادف بعضه في إثر بعض. 53 - يصك السرايا من عناجيج شفها ... هبوب الثريا والتزام التنائف

هذا الحمار يصك "السرايا" من أتنه: وهي خيارها. و"العناجيج": الطوال الأعناق. و"شفها": جهدها وهزلها. و"هبوب الثريا" في القيظ، و"التزام التنائف": القفر. 54 - إذا خاف منها ضغن حقباء قلوة ... حداها بجلجال من الصوت جادف

إذا خاف من هذه الحمر ضغن "حقباء"، أي: أن "حقباء": وهو بياض في موضع الحقيبة. و"ضغنها": ميلها وهواها، لا تنقاد. و"قلوة": خفيفة. "حداها": ساقها. "بجلجال": صوت له جلجلة. و"جادف": ليس بصوت تام، يقطع صوته، ينهق ثم يقطعه. 166 أ 55 - وهيج التناهي واطراد من السفى ... وتشلال مخطوف الحشا متجانف "التناهي": حيث ينتهي الماء فيحتبس. و"اطراد" من السفى: وهو أن تطرده الريح فيتساقط، وذلك حين

ييبس. و"مخطوف الحشا": ضامر. و"تشلال"، يريد: تطراد الفحل إياها، وهو ضامر الحشا. و"متجانف": متمايل، فأراد: صفها هبوب الثريا وهيج التناهي وتطراد الفحل إياها.

آخر شعر ذي الرمة وافق الفراغ منه لثمان خلون من صفر سنة ثمان وتسعين وخمسمائة. كتبه عبد الكريم بن الحسن بن جعفر بن خليفة البعلبكي لنفسه غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين قابلت به الأصل المنقول منه بحسب الجهد والطاقة والحمد لله تعالى وصلواته على سيدنا محمد آخر رسله. شاهدت على الأصل الذي نقلت منه هذه النسخة ما هذه صورته: قرأ علي هذا الجزء والذي قبله مولانا الشيخ الجليل أبو القاسم عبد الجبار بن المطهر التنوخي قراءة تصحيح، ذلك لما استغلق من معنى وإعراب. وذلك في شهور سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة وبعض شهور سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة. وحداثته أني قرأته على القاضي

الجليل أبي عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضامي في داره بمصر في شهور سنة إحدى وخمسين وأربعمائة. وقال لنا: قرأته على أبي يعقوب يوسف بن يعقوب بن خرزاذ النجيرمي. قال: وحدثنا أبو يعقوب قالك قرأته على أبي الحسين علي بن أحمد المهلبي. قال: قرأته على أبي العباس أحمد بن محمد بن ولاد [عن أبيه] عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب عن أبي نصر أحمد بن حاتم في شهور سنة ثمانية وثلاثمائة قال: وقال أبو يعقوب: وقرأته أيضاً على أبي القاسم جعفر ابن شاذان القمي عن أبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد عن أبي

العباس ثعلب عن أبي نصر في شهور سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. وقرأت على ابن شاذان الشعر مجرداً من التفسير. قال: وقال النجيرمي: وقال لي أبو الحسين المهلبي: قرأت شعر ذي الرمة أيضاً على إبراهيم بن عبد الله النجيرمي عن أحمد بن إبراهيم الغنوي عن هلال بن العلاء الرقي عن إبراهيم بن

المنذر عن أسود بن ضبعان عن ذي الرمة. وكتبه علي بن عبد الرحمن بن أبي اليسر الأنصاري في الثامن عشر من صفر سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة. نقله عبد الكريم بن الحسن بن جعفر بن خليفة كما وجده في الأصل.

تتمة الديوان

تتمة الديوان

القسم الأول شرح أبي نصر

القسم الأول شرح أبي نصر

67 - أشاقتك أخلاق الرسول الدواثر

(67) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - أشاقتك أخلاق الرسول الدواثر ... بأدعاص حوضى المعنقات النوادر قال المهلبي: أخبرني أبو إسحق النجيرمي قال: قال أبو بكر ابن دريد: "هذه القصيدة الرائية أحب إلي من البائية". "أشاقتك": استفهام جوابه: "نعم هاجت الأطلال".

"المعنقات"، يعني: الأدعاص المتقدمات. يقال: "أعتق": تقدم. قال أبو عمرو: "المعنقات": التي تعنق مع الريح، تذهب معها. ويقال: "المعنقة": التي أطلعت عنقها وخرجت من صواحبها. 2 - لمي كأن الريح والقطر غادرا ... وحولا على جرعائها برد ناشر أي: هذه الرسوم لمي، كأن الريح والمطر غادرا على هذه المنازل برد ناشر. و"غادرا": خلفا. و"حولا"، أي: سنة. و"الجرعاء" من الرمل: رمل لين. شبه الآثار بالبرود المنشورة.

3 - أهاضيب أنواء وهيفان جرتا ... على الدار أعراف الحبال الأعافر "أهاضيب": حلبات ودفعات من مطر و"هيفان": ريحان حارتان. "الأعراف": الأسنمة. و"الحبال": الرمال. و"الأعافر": ألوانها إلى "العفرة": وهي بياض إلى حمرة. 4 - وثالثة تهوي من الشام حرجف ... لها سنن فوق الحصى بالأعاصر يعني: الشمال مع الهيفين ثلاثة. "حرجف": شديدة باردة. "سنن": "يستن": يتبع بعضها بعضاً. قال أبو عمرو: " .. فوق الثرى" و"الأعاصير": العجاج والغبار. 5 - ورابعة من مطلع الشمس أجفلت ... عليها بدقعاء المعي فقراقر

يعني: الصبا. "أجفلت": أسرعت وقلبت كل شيء. يقال: "انجفل القوم"، إذا انقطعوا من مواضعهم. و"الدقعاء": التراب. و"المعي وقراقر": موضعان. 6 - فحنت بها النكب السوافي فأكثرت ... حنين اللقاح القاربات العواشر "النكب": الرياح التي تجيء منحرفة بين ريحين. و"السوافي": التي تسفي التراب. يقول: لهذه الرياح حنين كحنين اللقاح، جمع "لقحة": وهي التي معها أولادها. و"القاربات": اللاتي قربن من الماء. و"العواشر": التي ترد العشر. 7 - فأبقين آيات يهجن صبابة ... وعفين آيات بطول التعاور أي: الرياح أبقين آيات و"عفين" آيات، أي: أذهبنها.

و"الصبابة": رقة الشوق. أي: تعاور هذه الريح مرة كذا ومرة كذا. 8 - نعم هاجت الأطلال شوقاً كفى به ... ... من الشوق إلا أنه غير ظاهر أراد [أ] هاجتك أخلاق الرسوم؟ .. فرد فقال: نعم، يريد أن الشوق غير ظاهر. 9 - فما زلت أطوي النفس حتى كأنها ... بذي الرمث لم تخطر على بال ذاكر أي: أثني وارد، أي: طويت عليهم ما في النفس من الشوق أن يعلم به الركب. "لم تخطر"، يعني: مية، على من يذكرها، وهو ذو الرمة. 10 - حياء وإشفاقاً من الركب أن يروا ... دليلاً على مستودعات السرائر

أي: أطويها حياء وإشفاقاً من الركب أن يروا أمراً يستدلون به على ما أضمر. "مستودعات السرائر": ما أسر في قلبه من حبه إياها. 11 - لمية إذ مي معان تحله ... فتاخ فحزوى في الخليط المجاور أراد: لمية هذا الموضع الذي ذكر. ثم قال: "إذ مي معان تحله فتاخ". و"المعان": الموطن. و"فتاخ": موضع. وصير: "تحله" من صلة "معان". أراد: مي في الموطن الذي تحله: فتاخ. "فتاخ" خبر "معان"، ورفع بالراجع من الذكر في "تحله". والهاء راجعة على "معان". و"الخليط": المخالطون. 12 - إذا خشيت منه الصريمة أبرقت ... له برقة من خلب غير مباط يعني: من ذي الرمة. أي: تلمح الصريمة لمحة. تطمعه،

وليس وراء ذلك شيء، كالسحاب "الخلب": وهو الذي فيه رعد وبرق، وليس فيه مطر. 13 - كأن عرا المرجان منها تعلقت ... على أم خشف من ظباء المشافر أي: كأن الأخواق التي تكون في المرجان علقت على "أم خشف"،

أي: ظبيةٍ. و"الخوقِ": حلق الشنف. و"المشفر": العقد من الرمل المطمئن. 14 - تثور في قرن الضحى من شقيقة ... فأقبل أو من حضن كبداء عاقر أي: نار الخشف، انتبه من نومه. و"قرن الضحى": أوله. و"شقيقة": أرض غليظة بين حبلى رمل. و"الحضن": الناحية. "كبداء": رملة عظيمة الوسط. و"العاقر": الرملة التي طالت وعقرت فلا تنبت. 15 - حزاوية أو عوهج معقلية ... ترود بأعطاف الرمال الحرائر

"حزاوية": منسوبة إلى حزوى. "عوهج": طويلة العنق. "معقلية": منسوبة إلى معقلة، يريد: من ظباء حزوى ومعقلة. و"أعطاف" كل شيء: نواحيه. "الحر": الكريم من كل شيء. 16 - رأت راكباً أو راعها لفواقه ... صويت دعاها من أعيس فاتر أي: الظبية رأت راكباً. و"راعها": فزعها. "صويت"، يعني: حين أرادت أن تشرب فزعها صويت، انتبهت لترضعه. و"الفواق": ما بين الحلبتين. ويقال: "أفاقت الناقة لولدها"، إذا درت له. "أعيس": تصغير "أعيس"، يعني: ولدها، وهو الأبيض. "فاتر": ضعيف العظام، صغيرها. وروى أبو عمرو: "أعيس ثائر".

17 - إذا استودعته صفصفاً أو صريمة ... تنحت ونصت جيدها بالمناظر يقول: إذا استودعت الظبية ولدها "صفصفاً": وهو المكان المستوي. "أو صريمة"، أي: رملاً. و"الصريمة": القطعة من الرمل. "تنحت": تحرفت، وتنحت ناحية تنظر إليه. و"نصت": نصبت جيدها. "بالمناظر": بكل مكان ينظر فيه. 18 - حذاراً على وسنان يصرعه الكرى ... بكل مقيل عن ضعاف فواتر أي: نصت جيدها حذاراً على "وسنان"، يعني: ولدها في نعاسه، يصرعه النوم وهو: "الكرى". "عن ضعاف"، يعني: قوائمه. يقول: يصرعه النعاس عن قوائم ضعاف حين شدن.

19 - إذا عطفته غادرته وراءها ... بجرعاء دهناوية أو بحاجر يريد: إذا "عطفته"، أي: ردته على موضعه ليرضع، و"غادرته" وراءها بعد ذلك. و"الأجرع" و"الجرعاء": رمل يرتفع وسطه ويكثر، وترق نواحيه. "حاجر": [موضع] يستره ويحجره. و"الحاجر" أيضاً: مكان يرتفع حواليه، ويستنقع فيه الماء. 20 - وتهجره إلا اختلاساً نهارها ... وكم من محب رهبة العين هاجر أي: تهجر ولدها "حذار المنايا .. "، أي: تدعه عمداً مخافة السباع لئلا ترى فيستدل بها عليه. قوله: "إلا اختلاساً"، أي: تأتيه خلساً لا تطيل عنده المقام. وكم من محب يهجر مخافة أن يرى. 21 - حذار المنايا خشية أن يفتنها ... به وهي- إلا ذاك- أضعف ناصر

أي: وتهجره حذار المنايا. قوله: "وهي إلا ذاك أضعف ناصر"، يقول: هي أضعف ناصر إلا ذاك الاختلاس والتعهد. إن جاء سبع هربت. يقول: ليس عندها نصرة إلا هذا الهرب والحذر. 22 - ويوم يظل الفرخ في بيت غيره ... له كوكب فوق الحداب الظواهر أي: رب يوم يقيم الفرخ ويمكنه. أي: يدخل الفرخ بيت الضب من شدة الحر. ولهذا اليوم "كوكب": شدة حر. و"كوكب" كل شيء: معظمه وشدة حره. "الحداب": جمع حدبة. و"الظواهر": ما ارتفع من الأرض. كقول أبي زبيد: واستظل العصفور كرهاً مع الضب وأذكت نيرانها المعزاء 23 - ترى الركب منه بالعشي كأنما ... يدانون من خوف خصاص المحاجر

أي: ترى الركب من هذا اليوم كأنما يدانون خصاص المحاجر من خوف. يقال: "دانى عنه ثوبه"، إذا قربه إلى وجهه. "خصاص المحاجر": فجواتها، وهو ما بدا من البرقع. وكل فرجة: "خصاص". يقال: "نظرت من خصاص الستر". المعنى: من شدة الحر قد غطوا وجوههم فكأنهم فعلوا ذلك من خوف جناية جنوها. قال أبو عمرو: و"المحاجر": محاجر العيون. 24 - تلثمت فاستقبلته ثم مثله ... ومثليه خمساً ورده غير قادر أي: استقبلت ذلك اليوم ثم مثله ومثليه، يعني: أربعة أيام. أي: فعلت ذلك خمساً. "ورده غير قادر"، يريد: ورده ليس بهين. قال أبو عمرو: غير قريب. 25 - وماء كماء السخد ليس لجوفه ... سواء الحمام الورق عهد بحاضر "السخد": جلدة فيها ماء أصفر، ينشق عن رأس الولد،

ولد الناقة. فشبه تغيره بذلك. "الحمام الورق": "الورقة": خضرة إلى سواد. قوله: "ليس لجوفه عهد بحاضر"، أي: بمن يحضر سوى الحمام الورق. 29 - صرى آجن يزوي له المرء وجهه ... ولو ذاقه الظمآن في شهر ناجر "آجن" و"آسن" واحد. و"الصرى": الماء الذي طال حبسه وتغير. "يزوي": يقبض من تغيره ومرارته وجهه. و"شهر ناجر": تموز.

27 - وردت وأغباش السواد كأنها ... سمادير غشي في العيون النواظر "الأغباش": بقايا من سواد الليل، جمع غبش. أي: كأن الأغباش "سمادير": وهي كالغشاوة على العين. 28 - بركب سروا حتى كأن اضطرابهم ... على شعب الميس اضطراب الغدائر أي: وردت بركب. وروى أبو عمرو: "بشعث .. ". كأن اضطرابهم على عيدان الرحل اضطراب الذوائب. أي: من النعاس. و"الميس": شجر تعمل منه الرحال. 29 - تعادوا بهيها من مداركة السرى ... على غائرات الطرف هدل المشافر أي: الركب تعادوا بالتثاؤب، وهو قوله: "بهيها" حكى صوت التثاؤب. أي: أعدى بعضهم بعضاً لأن التثاؤب يعدي، وهو

أنه إذا تثاءب واحد [تثاءب] من معه. قوله: من مداركة"، يريد: مما تدارك عليهم من سير الليل. "هدل": مسترخيات، يعني: الإبل. 30 - كأنا تغني بيننا كل ليلة ... جداجد صيف من صرير المآخر شبه صرير الرحال بغناء "الجداجد" [أي: بصياحها] وهي دويبة تصيح بالليل. و"المآخر": جمع مؤخرة الرحل، وهي الآخرة. 31 - على رعلة صهب الذفارى كأنها ... قطا باص أسراب القطا المتواتر

"رعلة": قطعة من الإبل. "باص"، أي: سبق. "المتواتر": الذي يتبع بعضه بعضاً. 32 - شججن السرى حتى إذا قال صحبتي ... وحلق أرداف النجوم الغوائر "شججن": علونه وركبنه. والعرب تقول: "اتخذت الليل جملاً". و"هو لا يستطيع أن يركب الليل" وهو مثل. وقوله: "وحلق أرداف النجوم"، يقول: ذهب أوائل النجوم و"أردافها": نجوم تجيء بعد نجوم. و"الغرائر": البواقي. 33 - كأن عمود الصبح جيد ولبة ... وراء الدجا من حرة اللون حاسر يريد: حتى [إذا] قال صحبتي: "كأن عمود الصبح جيد ولبة"، أي: جيد امرأة. وراء الليل، أي: بعده. "من حرة اللون"، أي: من امرأة حرة كريمة اللون، عتيقته.

"حاسر": حسرت عن وجهها. فشبه بياض الصبح حين طلع بعنق امرأة وصدرها. 34 - جنحن على أجوازهن وهوَّموا ... سحيرا على أعضادهن الأياسرِ يعني: الإبل، تصرَّين على أوساطهن من الإعياء، أي: تطأطأن إلى الأرض. كقولك: "أكب على وجهه". "التهويم": شيء من النوم على أعضاد الإبل حين عرَّسوا. المعنى: كأن اعتماد جنوحهن على أوساطهن. 35 - ألا خيَّلت خرقاء بالبين بعدما ... مضى الليل إلا خط أبلق جاشرِ أي: أرتنا خيالها. ويروى "بالبين": وهي القطعة من الأرض. قال أبو عمرو: "البين": الناحية. "إلا خط أبلق"، يعني: بياض الصبح وسواد الليل. يقول: لم يذهب الليل كله.

"جشر الصبح"، إذا انكشف. [ومن هنا سميت الخمر الجاشرية، لأنها تشرب في الصبح]. 36 - سرت تخبطُ الظلماء من جانبي قسا ... فأحبب بها من خابط الليل زائر "قسا": موضع، يريد: ما أحبها. 37 - إلى فتية مثل السيوف وأينُق ... ضوامر من آل الجديل وداعر أي: تخبطُ الظلماء إلى فتية مثل السيوف في المضي. و"الجديلُ" و"داعرٌ": فحلان [تنسب إليهما الإبل].

38 - جذبن البرى حتى شدفن وأصعرت ... أنوف المهارى لقوة في المناخر أي: جذبن "البرى": جمع برة، من النشاط. "حتى شدفن، أي: صارت أعناقها في ناحية. قال أبو عمرو: "شدفن" أي: مالت رؤوسهن لجذبها الأزمة والبرى. و"الصعر": الميل في العنق. فيقول: كأن بها لقوة. أي: أعناقها في ناحية. 39 - وفي الميس أطلاح ترى في خدودها ... تلاعاً لتذراف العيون القواطر "أطلاح": إبل. قال أبو عمرو: إبل كالة، واحدها طلح. وقد طلحت، وأطلحتها أنا. و"التلاع": مجاري آثار الدموع، وأصل "التلاع": مجاري الماء المشرف إلى الوادي. 40 - وكائن تخطت ناقتي من مفازة ... وكم زل عنها من جحاف المقادر

يريد: كم من سرى عرسته بعد الليل. أي: أنها كثيرته لما يتم الليل. قال أبو عمرو: "زل عنها": جاوزها من هلاك. "جحاف المقادر"، يعني: مزاحمة المقادر فأعفيت. أي: مما زاحمت من الشرور فأفلتت. "المقادر": جمع مقدرة ومقدرة، مثل: مشرفة ومشرفة. 41 - وكم عرست بعد السرى من معرس ... به من كلام الجن أصوات سامر "التعريس": النزول للنوم في آخر الليل. و"سامر": قوم يسمرون، يتحدثون.

42 - إذا اعتس فيه الذئب لم يلتقط به ... من الكسب إلا مثل ملقى المشاجر أي: طلب الذئبُ في هذا الموضع ما يأكله. قوله: "إلا مثل ملقى المشاجر"، يريد: أن قوائم الإبل كأنها "مشاجر" ملقاة. الواحدة "مشجرة": وهي أعواد تصير كالهودج. يريد: حيث بركت الإبل مثل ملقى المشاجر. أراد: مواضع القوائم كأنها تلك المشاجر. 43 - مناخ قرون الركبتين كأنه ... معرس خمس من قطا متجاور

رد "مناخ" على "مثل ملقى المشاجر". "قرون": يقول: إذا بركت قرنت. كأنه معرس خمس [من القطا] يريد: كأن الموضع الذي عرس فيه خمسٌ من القطا. يريد: كأن الركبتين والثفنتين والكركرة خمس من القطا. قال أبو عمرو: "قرون" إذا بركت قرنت بين ركبتيها.

و"القرون": تقرن المنسمين. و"قرون البعران"، إذا قرنت اثنتين اثنتين. و"القرون": تقرن بين حلابين. و"القرون": الفرس يسرق إذا عدا. 44 - وقعن اثنتين واثنتين وفردة ... حريداً هي الوسطى بصحراء حائر يعني: اثنتين": الركبتين. و"اثنتين": الثفنتين. و"فردة"، يعني: الكركرة، فلذلك قال: "الوسطى". و"حائر": موضع. قال أبو عمرو: أي: حائر فيها. يقول:

هذا الذئب لا يجد بهذا المكان إلا هذه الآثار التي ذكرتها. وروى غير أبي عمرو: " .. جائر". 45 - ومغفى فتى حلت له فوق رحله ... ثمانية جرداً صلاة المسافر "مغفاه": مناخه حيث أغفى. أي: لم يجد الذئب به إلا مغفى فتى حلت له صلاة المسافر ثمانية أشهر تامة. أي: يصلي فيها ركعتين ركعتين لأنه مسافر. 46 - وبينهما ملقى زمام كأنه ... مخيط شجاع آخر الليل ثائر يريد: بين الرجل وناقته "ملقى زمام": موضع فيه أثر الزمام. "مخيط": ممر. يقال: "خاط علينا خيطة"، أي: مر. و"الشجاع"- ها هنا-: الحية.

47 - سوى وطأة في الأرض من غير جعدة ... ثنى أختها في غرز عوجاء ضامر كان ينبغي أن يقول: [و] وطأة في الأرض، ولكنه كرر الكلام. كأنه لم يجد به من الكسب إلا ملقى المشاجر، ولم يجد به سوى وطأة وطئها إنسان، وضع واحدة في الغرز وأخرى على الأرش. "من غير جعدة"، أي: غير كزة. قال أبو عمرو: ليست ببسيطة، يعني: طويلة، و"ثنى أختها"، يعني: الراكب "ثنى": فرد رجله في الغرز. و"عوجاء":

ناقة اعوجَّت من الهزال. قال أبو عمرو: "سوى ندأة دهماء من غير جعدة". "ندأة": أثر قدمه حين ركب. و"ندأة": وطأة. 48 - وموضع عرنين كريم وجبهة ... إلى هدف من مسرع غير فاجر أي: لم يجد الذئب سوى موضع "عرنين" أي أثر عرنين وجهة حين سجد. "هدف": شرف من الأرض. "من مسرع"، أي: من رجل أسرع في صلاته، وهو "غير فاجر"، وذلك أنه في سفر فإنه يصلي ركعتين ركعتين خفيفتين. 49 - طوى طية فوق الكرى جفن عينه ... على رهبات من جنان المُحاذِرِ

أي: خفق، أي: أغمض عينه على نوم. وقوله: "من جنان المحاذر"، أي: ماجن دونه مما لم يره [أي: يهاب مما لم يره. و"الجنان": القلب، لأن الصدر جنه. ويقال: مما جنه صفره، أي: ستره]. قال أبو عمرو: "رهبات": خوف المخاطر"، يعني نفسه. 50 - قليلاً كتحليل الألى ثم قلصت ... به شيمة روعاء تقليص طائر أي: نام قليلاً كتحليل "الألى": وهي اليمين، الواحدة: ألوة. ومن قال: "ألية" قال في جمعها "ألايا". قال: أخرجه مخرج الاسم فلذلك جمعه لأن المصادر لا تثنى ولا تجمع. و"قلصت به شيمة"، أي: أشخصته طبيعة روعاء عن المقام، أي: وثبت به شيمة ذكية كما ينهض الطائر. يقول: نام بقدر

ما بين يمينه واستفتائه. 51 - إلى نضوة عوجاء والليل مغبش ... مصابيحه مثل المها واليعافر يريد: قلصت "إلى نضرة عوجاء" أي: ناقة مهزولة، ذهب لحمها فاعوجت. "مغبش": فيه بقايا ظلمة. "مصابيحه"، يعني: كواكب الليل، مثل البقر والظباء. أبو عمرو: "إلى نضرة سقفاء .. " وهي الطويلة فيها انحناء. 52 - قد استبدلت بالجهل حلماً وراجعت ... وثوباً سديداً بعد وثب مبادر أي: ذهب نشاطها ومرحها. وقوله: "وراجعت وثوباً سديداً"، أي: وثباً ذا سداد، أي: قصد، وذلك أن نشاطها قد ذهب. قال أبو عمرو: "سديداً": مقتصداً من الإعياء. 53 - وكانت كناز اللحم أورى عظامها ... بوهبين آثار العهاد البواكر

أورى: أسمن. يقال: "ورت تري"، إذا سمنت وكثر لحمها. يقال: "وارية المخ وزاهقة المخ"، أي: سمينة. و"العهاد": أول ما يقع المطر بالأرض، الواحدة عهدة. و"آثار العهاد": ما أنبت الله منها. و"البواكر"، إذا عجَّل في أول الزمن. 54 - فما زلت أكسو كل يوم سراتها ... خصاصة مغلوف من الميس قاتر أي: ما زلت أجعل وجه الرحل لباسها، وهي: "الخصاصة". "مغلوف": رحل له غلاف. و"قاتر": رحل واق جيد

القدر. 55 - وأرمي بها الأهوال حتى أحلتُها ... وسويتها بالمحرثات الحدابر "بها"، أي: بناقتي. "أحلتها": هزلتها وصرفتها عن حالها التي كانت، أي جعلتها كأنها محرثة. قال أبو عمرو: "محرثة"، إذا ضمرت وأتعبها السير. و"الحدابر":الت اعوجت من الهزال، الواحدة: حِدْبار. قال أبو عمرو: "أحلتها": صارت حائلا، ألقت ولدها. 56 - وصارت وباقي النِّقْي من خلف عينها ... ظنونٌ ومخُّ المجمرات الأقاصرِ قال: أي: صارت وهذه حالها، صارت وشحمها قد ذهب.

و"النقي": الشحم. يريد: ما بقي من نقيها خلف عينها "ظنون": لا يوثق بها. وآخر ما يبقى من الشحم في العين والسلامي، وهذا مثل. يقول: بلغت إلى الحال التي لم يبق فيها من الشحم إلا في آخر ما يبقى في عينها من الشحم والأخفاف. [و"الأخفاف": عظام صغار]. وفي كل يد أربع سلاميات، وكذلك في كل رجل، وهي عظام صغار. ويروي أبو عمرو: "وعاد مكان النقي من خلف عينها ظنونا .. ". "باقي النقي من خلف عينها": حجاجيها، وهو آخر ما يبقى المخ فيه "المجمرات": الأخفاف الغلاظ المجتمعة. و"مخ المجمرات" أيضاً "ظنون". و"الأقاصر": اللواتي هن أقصر. 57 - إذا حثهن الركب في مدلهمة ... أحاديثها مثل اصطخاب الضرائر مفازة سوداء. قال أبو عمرو: "أحاديثها"، يعني: أحاديث الأرض، يعني: الجن. أي: تسمع دوياً كأنه اصطخاب الضرائر. 58 - تياسرن عن جدي الفراقد في السرى ... ويا من شيئاً عن يمين المغاور

أخذن عن يمنة، يعني: الإبل. و"تياسرن": أخذن عن يسرة شقه الأيسر. "المغاور"، يعني: الشمس حين تعود في المغرب. 59 - حراجيج أشباه عليهن فتية ... بأوطان أهليهم وحوش الأباعر جمع "حرجرج": وهي التي هزلت وضمرت حتى طالت مع الأرض. يقول: حيث يحل أهلوهم وحوش الأباعر قال أبو عمرو: تباعدوا فصارت معهم "وحوش الأباعر"، أي: وحشية، صارت مع الوحش. 60 - يحلون من وهبين أو من سويقة ... مشق السوابي عن أنوف الجاذر

أي: يحلون [من] هذين الموضعين مناتج البقر، أي: حيث تنشق السوابي عن أنوف أولاد البقر. و"السابياء": نفحة رجرجة تخرج قبل الولد، فيها رأسه ويداه. 61 - أعاريب طوريون من كل قرية ... يحيدون عنها من حذار المقادر قال أبو عمرو: "طوريون" واحدهم طوري وطوراني، أي:

غرباء لا يتجهون لوجه. "يحيدون عنها"، أي: عن القرية. "من حذار المقادر": الموت والأمراض. وقال بعضهم: يحيدون عنها من الأمراض. 62 - فشدوا عليهن الرحال فصمموا ... على كل هول من جنان المخاطر "التصميم": ركوب الرأس والمضي عليه: "جنان المخاطر": ما لم يره وغاب عنه. أي: يركبه مخاطر من المخاطرين بأنفسهم. 63 - أقول بذي الأرطى لها إذ رحلتها ... لبعض الهموم النازحات المزاور أقول بذي الأرطى لناقتي: "ستستبدلين العام .. "، "النازحات": البعيدات. "المزاور": المطالب، واحدها مزار، وهو من الزيارة.

64 - عشية حنت في زمامي صبابة ... إلى إبل ترعى بلاد الجاذر "الصبابة": رقة الشوق. يريد: حنت ناقتي صبابة إلى بلد فيه إبل ترعى. "والجاذر": أولاد البقر. 65 - ستستبدلين العام إن عشت سالماً ... إلى ذاك من إلف المخاض البهازر "البهازر": الضخام، واحدها بهزرة. 66 - قلوصين عوجاوين عليهما ... هواء السرى ثم اقتراح الهواجر أي: استبدلن من إلف هذه الإبل "قلوصين"، يعني: صاحبين على قلوصين. "بلى عليهما هواء السرى": جعلتهما

باليتين، من البلية. ويروى: "هوي السرى"، أي: مهاواته، أي: تهوي في السرى. و"اقتراح الهواجر": استئنافها. 67 - منناهما بالخمس والخمس قبله ... وبالحل والترحال أيام ناجر أي: جهدناهما بالخمس وخمس آخر، بالسير. و"ناجر": تموز. 68 - وبالسير حتى ما تحنان حنة ... إلى قارب آت ولا إثر صادر

يقول: جهدناهما في السير حتى ضعفتا فلا تشتاقان "إلى قارب" قرب من الماء، ولا تحنان إلى من صدر. 69 - رتوعين أدنى مرتع حلتا به ... بلا زم تقييد ولا صوت زاجر يقول: إذا أرسلتا من رحاليهما أو رعتا بأدنى مكان ضعفتا، لم تباعدا مما بهما من الجهد. "الزم": عمل دون عمل، أي: لم يزم من تقييدها شيء، أي: ترك لم تحتج إلى أن تقيد من الضعف. "حلتا به": حل عنهما بذلك المكان. يقول:

ضعفتا، فهما ترعيان أدنى موضع، لا تحتاجان إلى تقييد ولا إلى صوت زاجر يزجرهما من ضعفهما. 70 - طويناهما حتى إذا ما أنيختا ... مناخاً هوى بين الكلى والكراكر قوله: "هوى بين الكلى والكراكر"، إذا بركت رأيت ما تحت بطنها هوى من ضمرها. 71 - أراني إذا ما الركب جابوا تنوفة ... تكسر أذناب القلاص العواسر "جابوا": قطعوا "تنوفة"، أي: قفرة. قوله: "تكسر أذناب القلاص" فلا ترفعها، وذلك أن نشاطها قد ذهب فكسر

أذنابها. "عسرت": إذا رفعت وشالت، فهي: "عاسر". 72 - كأني كسوت الرحل أخنس أقفرت ... له الزرق إلا من ظباء وباقر أي: كأني كسوت الرحل نوراً. "باقر": جماعة بقر. يقال: "باقورة وباقر وبقير": جماعة بقرة. و"أباقير": جماعة الجماعة، جمع أبقار. 73 - أحم الشوى فرداً كأن سرته ... سنا نار محزون به الحي ساهر "أحم"، أي: أسود، وهو النور. "الشوى": القوائم. و"سراته": ظهره. يقول: كأن ظهره في بياضه ضوء نار سيد قوم مرض فحزن له الحي. ونار السيد أضوأ. 74 - نمى بعد قيظ قاظه بسويقة ... عليه وإن لم يطعم الماء قاصر

"نمى": ارتفع، أي: الثور. وإنما ارتفع يطلب المرعى حين أمكنه ذلك، أي: بعد قيظ "قاصر". أي: بعد قيظ "قاصر". أي: لازم ثابت. 75 - إلى مستوى الوعساء بين حميط ... وبين حبال الأشيمين الحوادر أي: نمى الثور إلى مستوى الوعاء. و"الوعاء": رابية من الرمل لا تبلغ أن تكون كثيباً، تنبت أحوار البقل. قوله: "الحوادر": المكتنزة من الرمل. وكل مكتنز فهو: "حادر". 76 - فظل بعيني قانص كان قصه ... من المغتدى حتى رأى غير ذاعر أي: فظل الثور بعيني "قانص"، أي: صياد. "قص أثره"، أي: اتبع. "من المغتدى": من حيث غدا من كناسه، حتى رآه من غير أن يذعره الصائد.

77 - يرود الرخامى لا يرى مستراده ... ببلوقة إلا كثير المحافر "يرود"، أي: يرتاد. أي: في "الرخامى": وهي ضرب من النبت. "كثير المحافر": يحفر، يطلب أصول الرخامى. "البلوقة": أرض مستوية فيها لين، وأكثر نباتها الرخامى، والنيران ترتع بها فتأكل وتحفر عن أصوله فتأكل عروقاً فيه. 78 - يلوح إذا أفضى ويخفى بريقه ... إذا ما أجنته غيوب المشاعر يظهر الثور إذا انكشف عنه الرمال، ويخفى إذاغطته مواضع الشجر، الواحد مشعر. ويقال: "ما ببلادهم شعار"، أي: شجر.

79 - فلما كسا الليل الشخوص تحلبت ... علىظهره إحدى الليالي المواطر 80 - وهاجت له من مطلع الشمس حرجف ... توجه أسباط الحقوق التياهر "له"، أي: الثور. "حرجف": ريح باردة توجهه. "السبط": نبت. و"الحقرف": جمع "حقف": وهو ما اعوج من الرمل. و"التياهر": جمع "تيهور": وهو ما ارتفع من الرمل. 81 - وقد قابلته عوكلات عوانك ... ركام نفين النبت غير المآزر أي: الثور قابلته رمال طوال عظام صعبة. "عوانك": مشرفة من الرمل متعقدة شديدة المصعد. قوله: "نفين النبت غير المآزر"، يقول: ليس بها نبت إلا شيء أطاف بها.

82 - تناصي أعاليهن أعفر حابياً ... كقرم الهجان المستشيط المخاطر أي: تواصل أعالي هذه الرمال حبلاً من الرمل أبيض إلى الحمرة. "حابياً": مشرفاً كأنه فحل "استشاط"، أي: غضب. "المخاطر": الذي يخطر بذنبه، أي: يرفعه. 83 - فأعنق حتى اعتام أرطأة رملة ... محففة بالحاجرات السواتر أي: الثور مضى عنقاً. "اعتام"، أي: اختار. "الحاجرات": شجرات بينه وبين الناس تستره. ويروي: "بالحاجبات"، أي: تحجبه. 84 - فبات عذوباً يحدر المزن ماءه ... عليه كحدر اللؤلؤ المتناثر

أي: الثور بات لا يأكل، رافعاً رأسه عن الأكل.

68 - أما استحلبت عينيك إلا محلة

(68) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - أما استحلبت عينيك إلا محلة ... بجمهور حزوى أو بجرعاء مالك استدرته "الجمهور": العظيم من الرمل. "جرعاء": رمل مرتفع وسطه، وتكثر وترق نواحيه. 2 - [أما والمصلى واليمين التي بها ... حلفت بمدعى كل ساع وسالك]

3 - أناخت روايا كل دلوية بها ... وكل سماكي ملث المبارك "روايا السحاب": التي تحمل الماء. "ملث المبارك": ملازمها، لا يفارقها كل وقت. و"المبارك": حيث بركت. "دلوية": مطر بنجم الدلو. وكذلك "السماكي": مطر بنجم السماك. أي: ألث بها كل دلوي وسماكي ملازم دائم. 4 - بمسترجف الأرطى كأن عجاجه ... من الصيف أعراف الهجان الأوارك أي: الموضع الذي تسترجف فيه الأرطى، أي: تهب الأرطى. وقوله: "كأن عجاجه أعراف الهجان الأوارك": وهي الإبل التي

تأكل الأراك. المعنى: أنه شبه العجاج وما جاءت به الريح بأعراف الهجان التي تأكل الأوارك، وذلك أن وبرها يغلظ وينتفش على الأراك ويكثر. 5 - فلم يبق إلا دمنة هار نويها ... وجيف الحصى بالمعصفات السواهك "الدمنة": آثار الناس وما سودوا بالرماد. و"هار": هدم. و"الرجيف": ما وجفت به الريح. و"السواهك": التي تسحق سحقاً شديداً، تسرع المر. 6 - أنخنا بها خوصاً برى النص بدنها ... وألزق منها باقيات العرائك

"خوصاً": غائرات العيون. و"النص": أرفع السير وأعجله. وألزق منها ما بقي من "عريكتها": وهي سنامها بظهرها. 7 - تذكر ألاف أتى الدهر دونها ... وما الدهر والألاف إلا كذلك ابن مخلد: " .. آلاف" على وزن أفعال، جمع إلف. يريد: أما استحلبت عينيك إلا محلة "تذكر ألاف أتى الدهر دونها"، أي: جاءت صروف الزمان دونها. "إلا كذلك"، أي: إلا كما بقي من الناس.

8 - كأن عليها سحق لفق تنوقت ... له حضرميات الأكف الحوائك على هذه المحلة "سحق لفق": وهو ما انجرد من الثياب. شبه آثار المحلة به. "الحوائك": نساة يحكن. 9 - لنا ولكم يا مي أضحت نعاجها ... يماشين أمات الرئال الحواتك أي: لنا ولكم هذه المحلة. و"النعاج": البقر. "يماشين أمات الرئال الحواتك"، أي: ليس بها إلا النعاج و"الرئال الحواتك": اللواتي يقاربن الخطو.

10 - فيا من لقلب لا يزال كأنه ... من الوجد شكته صدور النيازك "شكته": طعنته وانتظمته. و"النيازك": الرماح. 11 - وللعين ما تنفك ينحى سوادها ... على إثر حاد حيث حاذرت سالك لا يزال "ينحى"، أي: يحرف سوادها "على إثر حاد". ويروى: " .. ما تنفك تنحي سوادها".

12 - إذا ما علا عبراً تعسف جفنها ... أسابي لا نزر ولا متمالك أي: الحادي علا جانباً من الوادي. "التعسف": أن تأخذ الدموع على غير قصد. "أسابي": ضرب من الدموع. "لا نزر": لا قليل. و"لا متمالك"، أي [لا] متماسك. 13 - وما خفت بين الحي حتى تصدعت ... على أوجه شتى حدوج الشكائك "البين": الفرقة. "تصدعت"، أي: تفرقت وأخذت في وجوه شتى. "حدوج": من مراكب النساء "الشكائك": الفرق، واحدتها شكيكة. 14 - على كل موار أفانين سيره ... شؤو لأبواع الجواذي الرواتك

أي: تصدعت على كل "موار"، أي: بعير يمور من النجابة، أي: ليس تنكر له ضروب سير. "شؤو": سبوق. "لأبواع الجواذي"، أي: التي تتبوع في سيرها، تأخذ في الأرض شيئاً كثيراً. 15 - عبنى القرا ضخم العثانين أنبتت ... مناكبه أمثال هدب الدرانك ضخم الظهر. "العثانين": شعرات تحت الحنك. "الدرانك": البسط. فشبه وبر مناكبه بهدب الدرنوك.

16 - درفس رمى روض القذافين متنه ... بأعرف ينبو بالحنيين تامك يعني: الإبل. ["درفس":] غليظ. وقوله: "روض القذافين متنه": "الروض": دارات يستنقع فيها الماء، فيها نبت. "بأعرف"، أي: السنام له عرف. وأراد أنه رعى في هذه الرياض فرمته هذه الرياض بسنام له عرف لأنه سمين فيها. قوله: "ينبو بالحنيين" أي: يرتفع هذا السنام، وهماناحيتا القتب، من ضخمه. و"تامك": مشرف.

17 - كأن على أنيابه كل سدفة ... صياح البوازي من صريف اللوائك شبه صريفه بصياح البوازي اللوائك الأنياب لأنه يلوك بها. لائك ولوائك. 18 - إذا رد في رقشاء عجاً كأنه ... عزيف جرى بين الحروف الشوابك أي: في شقشقة. "عجاً": صوتاً. "عزيف": صياح الجن. أي: جرى ذلك العج كأنه عزيف الجن جرى بين حروف الأنياب. "الشوابك": التي اشتبكت.

19 - وفي الجيرة الغادين من غير بغضة ... مباهيج أمثال الهجان البوائك "مباهج": نساء أمثال "الهجان": وهي الإبل البيض الكرام. و"البواتك": التوام. 20 - بعيدات مهوى كل قرط عقدنه ... لطاف الحشا تحت الثدي الفوالك "مهوى القرط": حيث يتذبذب من الأذن. و"الفوالك": اللواتي تفلك ثديهن. يقال: "فلك ثديها يفلك فلوكاً وفلكت تفليكاً". 21 - كأن الفرند الخسرواني لثنه ... بأعطاف أنقاء العقوق العوانك "لثنه"، أي: طوينه. "اللون": الطي. و"الأنقاء": الرمال. و"العقوق": موضع. و"العوانك": ما انعقد من الرمل وارتفع، الواحد: عانك. يقول: "كأنهن

اتزرن على رمل. ويروي: "أنقاء الحقوف". 22 - توضحن في قرن الغزالة بعدما ... ترشفن درات الذهاب الركاتك أي: برزن وظهرن. "الغزالة": ارتفاع النهار.

يعني: العوانك من الرمل بعدما أصابتها الذهاب تلبدت. شبه الأعجاز برمل أصابه المطر فتلبد. و"الذهاب": أمطار ضعاف. و"الركائك": الضعائف. يقال: "رك وركيك". 23 - إذا غاب عنهن الغيور وأشرقت ... لنا الأرض باليوم القصير المبارك "أشرقت": أضاءت، لأن يوم السرور عندهم قصير، فلهذا قال: "باليوم القصير". 24 - تهللن واستأنسن حتى كأنما ... تهلل أبكار الغمام الضواحك برقت وجوههن "واستأنسن"، أي: لهن أنس. "أبكار الغمام": أوائل المطر، تضحك بالبرق. 25 - إذا ذكرتك النفس ميا فقل لها ... أفيقي فأيهات الهوى من مزارك

"فأيهات الهوى"، أي: ما أبعد الهوى من مزارك. 26 - وما ذكرك الشيء الذي ليس راجعاً ... به الوجد إلا خفقة من خبالك يقول لنفسه: وما ذكرك شيئاً ليس يرجع إلا هفوة. و"الخبال": ما خبل العقل، أي: أخذه. 27 - أما والذي حج المهلون بيته ... شلالاً، ومولى كل باق وهالك "المهلون": الرافعون أصواتهم بالتلبية. أي: يشلون بالإبل شلاً، يطردونها. وقوله: "مولى كل باق وهالك"، أي: ولي كل باق وهالك. 28 - ورب القلاص الخوص تدمى أنوفها ... بنخلة والساعين حول المناسك

29 - لئن قطع اليأس الحنين فإنه ... رقوء لتذراف العيون السوافك لأنه إذا يئس برد وسكن، فلهذا قال: "لئن قطع اليأس الحنين فإنه .. "، يعني: اليأس رقوء، يعني: يذهب الدمع، أراد المصدر، كقولك: "سعوط ولدود". ولولا ذلك

لكان مرقئ، لأن الفعل لليأس، وهو الذي يرقئ، أي: اليأس دواء "لتذراف العيون السوافك": السائلة. 30 - لقد كنت أهوى الأرض ما يستفزني ... لها الود إلا أنها من ديارك أي: آتي هذه الأرض من أجليك. و"ما يستفزني"، أي: ما يستخفني. "لها الود"، أي: لا أود هذه الأرض إلا أنها من ديارك. 31 - أحبك حباً خالطته نصاحة ... وإن كنت إحدى اللاويات المواعك

"اللاويات": اللواتي يمطلن. "لويت"، أي: مطلت. "المواعك": "معكته": مطلته. 32 - كأن على فيها إذا رد روحها ... إلى الرأس روح العاشق المتهالك يقول: قبلها فرد نفسها إلى رأسه فالتقى النفان. يقال للمرأة إذا كانت تتفكك للرجال: "هي تهالك". ويروى: " .. ثم العاشق .. ". 33 - خزامى اللوى هبت له الريح بعدما ... علا نورها مج الثرى المتدارك يريد: كأن على فيها خزامى اللوى، والمج علا "نورها". أي: زهرتها. يقول: الماء في الثرى فهو يمجه في عروقها وأصولها. و"الثرى": كل تراب ند. ومنه: "مججت الماء من فمي"، إذا أخرجته من فيك دفعة دفعة.

34 - ومقورة الألياط مما ترجحت ... بركبانها بين الخروق المهالك "المقورة": الضامرة. و"الألياط": جمع "ليط": وهو أعلى الجلد. "ترجحت": تطرحت بهم في البلاد. و"الخروق": جمع "خرق": وهي الأرض البعيدة "تننخرق": تمضي في الفلاة. 35 - وشعث يشجون الفلا في رءوسه ... إذا حولت أم النجوم الشوابك "يشجون"، أي: يعلون. و"أم النجوم": المجرة. تقول العرب: "سطي مجر ترطب هجر"، أراد: يا مجرة، لأن المجرة تظهر في أيام الرطب أكثر وأبين. يقال للمرأة إذا

ولدت غلاماً ثم ولدت بجارية: "قد حولت". 36 - رميت بها أثباج داج تخدرت ... بها القور يثني زمل القوم حالك أي: بهذه الناقة. "أثباج": أوساط ليل مظلم، قد البس السواد. أي: صارت القور كأنها في خدر من سواد الليل. و"القور": جبال صغار. و"زمل"، أي: ضعيف. زمل وزميل وزمال. و"حالك": أسود، وهو من نعت داج.

37 - إذا وقعوا وهنا كسوا حيث موتت ... من الجهد أنفاس الرياح الحواشك وقعوا "رهناً": بعد هدو من الليل. أي: بعد ساعة. "كسوا حيث موتت أنفاس الرياح الحواشك". و"الحشك": أن تمر الرياح مختلفة مندفعة مجتهدة. ويقال: "حشكت الدرة"، إذا دفعت بلبنها. و"حشك الوادي"، إذا دفع بالماء، أي: إذا لزموا الأرض. 38 - خدوداً جفت في السير حتى كأنما ... يباشرن بالمعزاء مس الأرائك "جفت في السير"، أي: لم تطمئن. وقوله: "كأنما

يباشرن"، يعني: الخدود "مس الأرائك": وهي الأسرة، الواحدة: أريكة. "المعزاء": أرض غليظة ذات حصى. يقول: كأنهن إذا وقعن على المعزاء وجدن بها مس الأرائك من التعب. أي: ألقوا أنفسهم بالموضع الذي ماتت الريح فيه، سكنت من الجهد. وكأنما أعيت من بعد الأرض. أي: ألقوا أنفسهم فكانوا كسوة للمكان. وأراد: كسوا خدودهم، أي: صيروا المكان ناموا فيه كسوة للخدود. 39 - ونوم كحسو الطير نازعت صحبتي ... على شعب الأكوار فوق الحوارك أي: قليل بقدر ما يلقي الطائر منقاره في الماء ثم يرفعه. وقوله: "نازعت"، أي: نختله بيننا، يعني: النوم. و"الشعب": النواحي والعيدان. و"الحوارك": الإبل.

40 - تمطوا على أكوارها كل ظلمة ... ويهماء تطمي بالنفوس الفواتك تمدوا على الرحال. و"يهماء": طريق عمياء. "تطمي": ترتفع. ويقال: "طما يطمو". و"الفواتك": جمع "فاتك": وهو الماضي الجريء الصدر. 41 - إذا صكها الحادي كما صك أقدح ... تقلقلن في كف الخليع المشارك أي: استخفها في السوق كما يزج بالقداح. "الخليع": الذي خلعه قومه فطردوه مخافة جريرته. فهذا الخليع صاحب قمار، فهو مجتهد في قماره.

42 - يكاد المراح الغرب يمسي غروضها ... وقد جرد الأكتاف مور الموارك "المراح": النشاط. و"الغرب": الحدة والنشاط. "يمسي": يستل "غروضها" حزمها، من شدة السير. "مور الموارك" ذهابه ومجيئه. و"الموركة" من الرحل: الذي يثني رجله عليه، وذلك الموضع لا يمور، إنما المعنى: مورها في الموارك، يعني: الأكتاف. كأنه أراد: وقد جرد الأكتاف مور الأكتاف في الموارك، فأدغم الأكتاف وأضاف

كما قال: ((لقد ظلمك بسؤال نعجتك)). إنما معناه: بسؤاله نعجتك، والنعجة ليس لها سؤال. 43 - بنغاضة الأكتاف ترمي بلادها ... بمثل المرائي في رؤوس صعالك أي: بناقة تحرك أكتافها من شدة سرعتها. و"المرائي": واحدها مرآة، أي: ترمي بعيون كالمرائي، أي: صغار خفاف، ويستحب ذلك منهن. 44 - وكائن تخطت ناقتي من مفازة ... وهلباجة لا يصدر الهم رامك أي: وكم، يقول: تخطت ناقتي هذا الرجل وجاوزته. أراد: وكم تخطت ناقتي من مفازة ومن رجل "رامك"، أي: نائم لا يصدر همه. يقال: "رمك بالمكان"، أي: أقام به. و"هلباجة": رجل فيه هوج. ومعنى "لا يصدره": لا يطلعه مطلعاً.

45 - صقعنا بها الحزان حتى تواضعت ... قراديدها إلا فروع الحوارك أي: صككنا. وكل ضرب على يابس فهو: "صقع". "الحزان": الغلاظ الشداد الكثيرة الحصى. 46 - مصابيح ليست باللواتي تقودها ... نجوم ولا بالآفلات الدوالك تصبح في مباركها من الشبع. أي: لا تبالي ألا ترتحل. و"الآفلات": الغائبات. "دلكت": مالت للغيوب.

47 - كأن الحداة استوفضوا أخدرية ... موشحة الأقراب سمر السنابك أي: استحضروا أتنا منسوية إلى "أخدر". و"أخدر": اسم فحل. يريد أن في كشوحهن بياضاً. يقال للخاصرة: "قرب". 48 - نئفن الندى حتى كأن ظهورها ... بمسترشح البهمي ظهور المداوك أي: استأنفن الأكل "بمسترشح": حيث يطلب وينتظر

أن نشب البهمى. "المدارك": الصلاء. 49 - جرى النسء بعد الصيف عن صهواتها ... بحولية غادرنها في المعارك ماج وأسقط. "النسء": بدء السمن. أي: جرى عن صهواتها "بحولية"، يعني: الوبر. لما سمنت ألقت أوبارها. أي: ألقت العقيقة الأولى لما جاء بدء السمن. و"المعارك": حيث تمعك. 50 - تمزق عن ديباج لون كأنه ... شريج بأنيار الثياب البرانك "تمزق"، يعني: الحولية، تمزق عن ديباج "كأنه شريج"، أي: كأن الديباج "شريج": مخلوط. و"الأنيار": جمع "نير": وهو العلم على الثوب. و"النير" أيضاً:

السدى. 51 - إذا قال حادينا: أيا، عسجت بنا ... خفاف الخطا مطلنفئات العرائك "أبا": زجر. و"العج": ضرب من السير. "مطلنفئات": لاصقات. "اطلنفأ الرجل"، إذا لصق بالأرض. العرائك": جمع "عريكة": وهي السنام بظهورها. 52 - إذا ما رمينا رمية في مفازة ... عراقيبها بالشيظمي المواشك "الشيظمي": الحادي الطويل. و"المواشك": المستعجل،

وهو "مفاعل" من "الوشك". 53 - سعى وارتضخن المرو حتى كأنه ... خذاريف من قيض النعام الترائك "ارتضخن": دققن. "المرو": الحجارة البيض، كأنها "خذاريف من قيض النعام"، أي: ينكسرن كما ينكسر "قيض النعام"، أي: قشر البيض. "الترائك": الفواسد، الواحدة: تريكة، لأنها تترك. 54 - إذا الليل عن نشز تجلى رمينه ... بأمثال أبصار النساء الفوارك "النشز": الموضع المرتفع. "تجلى": تكشف. "رمينه"، أيك رمين النشز "بأمثال أبصار النساء الفوارك". وذلك أن المرأة إذا فركت زوجها نبا طرفها عنه، وطمحت إلى غيره. يقول: هذه الناقة تصبح نشيطة تنظر إلى الشخوص وإلى كل شيء، ثم يكسرها السير كفارك تطمح إلى الرجال.

55 - أذاك تراها أشبهت أم كأنها ... بجوز الفلا خرس المحال الدوامك أذاك النعت تراها أشبهت. "خرس المحال": التي لا أصوات لها. يقال: "بكرة خروس"، إذا كانت سريعة المر لا يسمع لها صوت. و"المحال": البكرة يستقي بها بعير. و"الدمك": المر. 56 - تجلي فلا تنبو إذا ما تعينت ... بها شبحاً أعناقها كالسبائك "تجلي": تنظر. "نبا"، إذا لم يصدق. يقول: إذا نظرت هذه الناقة لم تنب عينها عن الشيء، أي: لم ترتفع عيونها عن شيء تنظر إليه.

57 - أتتك المهارى قد برى جذبها السرى ... بنا عن حوابي دأيها المتلاحك قوله: "قد برى جذبها السرى بنا"، كقولك: "أذهب لحم هذا الفرس ركضه بي". قوله: "عن حوابي": "عن": مدخلة، وهي ضلوع الجنب التي قد انتفخت وأشرفت بالعرض. ولولا "عن" كانت "الحوابي" في موضع نصب. واحدها "حابية": وهي الضلع، والذكر "حاب" كما ترى.

58 - براهن تفويزي إذا الآل أرقلت ... به الشمس أزر الحزورات الفوالك "براهن": أذهب لحمهن. "تفويزي"، أي: سيري بها في المفازة. "أرقلت به الشمس": أرقلت الأزر بالآل، كقوله: "إذا السيف قتل به السلطان فلاناً. "الحزورات": الأماكن الغليظة المرتفعة وفيها صغر. يقولك بلغ الآل إلى أوساط الحزورات مثل الفلكة. كان الأصمعي يقول: "إذا الآل أرفلت أزر الحزورات"، أي: غطت. أراد: الآل، أرفلت الشمس أزر الحزورات به، أي: بالآل. ولولا الآل

ما كانت الحزورات تضطرب. و"الإرقال": الاضطراب كالنزو. 59 - وشبهت ضبر الخيل شدت قيودها ... تقمس أعناق الرعان السوامك "الضبر": الوثب، وهو أن تجمع قوائمها ثم تشب. "تقمس"، أي: تغوص، كما تغوص أعناق "الرعان": وهي أنوف الجبال في السراب. 60 - وقد خنق الآل الشعاف وغرقت ... جواريه جذعان القضاف النوابك أي: كاد يبلغ الآل أن يغطي رءوس الجبال. يقال: "خنق فلان الأربعين"، إذا كاد يبلغها. "الشعاف": رؤوس الجبال.

" [جواريه"، أي:] جواري السراب. "جذعان": صغار. "القضاف": جمع "قضفة": وهي قطعة من الأرض مرتفعة، وليست بطين ولا حجارة. ويروي: "البرانك". 61 - وقلت: اجعلي ضوء الفراقد كلها ... يميناً ومهوى النسر من عن شمالك

69 - على الأرض- والرحمن- يا مي غبرة

(69) (الطويل) وقال ذو الرمة: 1 - على الأرض- والرحمن- يا مي غبرة ... لبينكم وستجدبت لاحتمالك 2 - وكان جناب الأرض إذ تسكنونه ... يطيب ويندى تربه لاحتلالك

70 - لعمرك للغضبان يوم لقيته

(70) (الطويل) وقال ذو الرمة: 1 - لعمرك للغضبان يوم لقيته ... على النأي خير من أبان وأكرم

القسم الثاني شرح أبي نصر وغيره

القسم الثاني شرح أبي نصر وغيره

71 - تغير بعدي من أميمة شارع

(71) (الطويل) وقال ذو الرمة أيضاً: 1 - تغير بعدي من أميمة شارع ... فقنع قسا فاستبكيا أو تجلدا 2 - لعل دياراً بين وعساء مشرف ... وبين قسا كانت من الحي منشدا

"المنشد": المطلب، حيث ينشد، لعل ثم دياراً. 3 - فقالا لعمري ما إلى أم سالم ... بنا ذو جداء ثم رداً لأكمدا "ذو جداء": ذو غناء. و"ردا"، أي: رداً ناقتيها. 4 - فكفكفت دمع العين والقلب مضمر ... هوى كاد في الحيزوم ينشق مصعدا "ينشق": ينشب. "نشق" و"نشب" بمعنى واحد. 5 - خليلي لا لقيتما ما حييتما ... من الطير إلا السانحات وأسعدا

6 - ولا زلتما في حبرة ما بقيتما ... وصاحبتما يوم الحساب محمداً 7 - تئن إذا ما النسع بعد اعوجاجها ... تصوب في حيزومها وتصعدا

8 - أنين الفتى المسلول أبصر حوله ... على جهد حال من ثناياه عوداً "من ثناياه": ما استثنى من حبائبه. إذا ذكر قوماً استثنى من حبائبه.

72 - فلو كان عمران ابن موسى أتمها

(72) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - فلو كان عمران ابن موسى أتمها ... ولكن عمران بن حيداء قصرا

2 - فست أم موسى فوقه حين طرقت ... فما زال منها منتن الريح أبخرا 3 - لئن كان موسى لج منك بدعوة ... لقد كان من ثؤلول أنفك أوجرا أي: إمنا كان ادعاك بعد ما ولدت. و"أوجر": خائف، مثل "أوجل".

73 - لقد حكمت يوم القصيبة بيننا

(73) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - لقد حكمت يوم القصيبة بيننا ... وبين امرئ القيس الرماح الشواجر 2 - عشية جمع من عدي بجوفها ... مهين لأولاد امرئ القيس حاقر

3 - وما كان ثأر لامرئ القيس عندنا ... بأدنى من الجوزاء لولا مهاجر 4 - قتلتكم غصباً وردت عليكم ... سلطانها مني قريش وعامر

74 - فإن تقتلوني بالأمير فإنني

(74) (الطويل) وقال لمثنى بن محلم العدوي من قوم ذي الرمة، وقتله المهاجر ابن عبد الله الكلابي: 1 - فإن تقتلوني بالأمير فإنني ... قتلتكم غصباً بغير أمير

75 - إني إذا ما عجز الوطواط

(75) (الرجز) وقال ذو الرمة أيضاً: 1 - إني إذا ما عجز الوطواط ... وكثر الهياط والمياط "الوطواط": الضعيف من الرجال. و"الهياط والمياط": اختلاط في القول.

3 - والتف عند العرك الخلاط ... لا يتشكى مني السقاط "الخلاط": المخالطة في الخصومة والقتال. و"العرك": الازدحام. و"السقاط": العثرة والضعف. 5 - إن امرأ القيس هم الأنباط ... زرق إذا لاقيتهم سباط 7 - ليس لهم في حسب رباط ... ولا إلى حبل الهدى صراط

9 - فالسب والعار بهم ملتاط "سباط": في شعورهم. و"رباط"، أراد: رباط الخيل. و"ملتاط": ملتزق.

76 - هيماء خرقاء وخرق أهيم

(76) (الرجز) وقال أيضاً: 1 - هيماء خرقاء وخرق أهيم ... هور عليه هبوات جثم "أهيم": لا يتجه فيه. و"هور": واسع بعيد يقال: "رجل له هور"، أي: عقل. 3 - للريح وشي فوقه منمنم ... نسجان: هذا مسحل ومبرم "النمنمة": النقش. و"السحيل": ضد المبرم.

77 - لحا الله أنانا عن الضيف بالقرى

(77) (الطويل) وقال ذو الرمة أيضاً: 1 - لحا الله أنانا عن الضيف بالقرى ... وأضعفنا عن عرض والده ذبا 2 - وأجدرنا أن يدخل البيت باسته ... إذا القف أبدى من مخارمه ركبا

3 - وأعرفنا بالحاطبات عشية ... وفي عقر الأحواض أعرمنا زبا

القسم الثالث شرح أبي العباس الأحول

القسم الثالث شرح أبي العباس الأحول

(78) (الطويل) وقال يهجو الأعور الكلبي:

78 - لقد خفق النسران والنجم نازل

1 - لقد خفق النسران والنجم نازل ... بمنصف وصل ليلة القوم كالنهب "خفوق النجم": سقوطه، و"خفوق القلب": وجيبه، و"خفوق الطائر": ضربه بجناحيه. ويقال للطائر: "أخفق". و"المنصف": منصف ما بين البرجين. وقوله: "ليلة القوم كالنهب"، أي: في سرعة سيرهم، فكأنهم يخافون أن ينتهبوا. 2 - إليك بنا خوص كأن عيونها ... قلات صفا أودى بجماتها سربي

3 - نهزن ثلاثاً عن قلات فأصحبت ... تزعزع بالأعناق بالسير والجذب "القلات": جمع "قلت": وهي النقرة في الصفا، يجتمع فيها ماء السماء. و"الجمات": جمع "جمة": وهي معظم الماء ومجتمعه. يقال: أعطه من جمة بئرك، يريد: مما اجتمع فيها. "نهزن": سرين. وأصل "النهز": الجذب بالدلو. وقوله: "عن قلات"، أي: بعد قلات. و"الجذب":

المد الشديد في السير. 4 - إذا ما تأرتها المراسيل صررت ... أبوض النسا قوادة أينق الركب ويروى: "إذا ما تأبتها المراسيل .. ". وهو التأري والتعمد، وهو- ها هنا-: الجد في السير. يقول: فإذا جدت هيجت ما فتر من الإبل فسار بسيرتها، كما قال حميد: وقد رفعن سيرة اللجون

و"صررت": مسدت قطريها رافعة. و"أبوض النسا": قابضته. ولو انحل النسا واسترخى لم تخط. وأصل "أبوض": من الإباض. 5 - طلوع إذا صاح الصدى جنباتها ... أمام المهارى في مهولة النقب 6 - وإن رفع الشخص النجاد أمامها ... رمته بعيني فارك طامح القلب "طلوع": تشرف. و"الصدى": طائر يشبه البوم. يقول: إذا صاح من عن يمينها وشمالها ذعرها. و"مهولة": أرض ذات هول. و"النقب": الطريق يكون خلقة وعملاً.

"النجاد": ما أشرف من الأرض. يقول: إذا رأت شخصاً مشرفاً قد رفعه نشز من الأرض استحالته بعين مثل عين امرأة "فارك": وهي القالية لزوجها فطماحها كثير إلى غيره. 7 - وأذن تبين العتق في حين ركبت ... مؤللة زعراء جيدة النصب 8 - ألكني فإني مرسل برسالة ... إلى حكم من غير حب ولا قرب "العتق": الكرم. "مؤللة": محددة. و"زعراء": قليلة الشعر، وهو أكرم لها. و"النصب": الانتصاب. لفظ "ألكني": أرسلني. والمعنى: بلغ عني. قال: هكذا تكلمت به العرب. قال سحيم:

ألكني إليها عمرك الله يا فتى ... بآية ما جاءت إلينا تهاديا 9 - وجدتك من كلب إذا ما نسبتها ... بمنزلة الحيتان من ولد الضب 10 - فلو كنت من كلب صميماً هجوتها ... جميعاً، ولكن لا إخالك من كلب

11 - ولكنني خبرت أنك ملصق ... كما ألصقت من غيرها ثلمة القعب 12 - تدهدى فخرت ثلمة من صميمه ... فلز بأخرى بالغراء وبالشعب

المعنى: كما ألصقت الثلمة في القعب من غير ثلمته.

79 - يا أيها ذيا الصدى النبوح

(79) (الرجز) وقال ذو الرمة: 1 - يا أيها ذيا الصدى النبوح ... أما تزال أبداً تصيح 3 - أم هيجتك البازل الطليح ... مهرية في بطنها ملقوح

5 - تني فيعروها فتستريح ... من المهارى نسب صريح "البازل": التي قد انتهت سنها. و"الطليح": الهزيل. "في بطنها ملقوح"، أي: ولد قد اشتملت عليه. "تني": تفتر. "يعروها": يدركها عرقها الكريم. و"صريح" كل شيء: خالصه.

80 - أصهب يمشي مشية الأمير

(80) (الرجز) وقال ذو الرمة: 1 - أصهب يمشي مشية الأمير ... لا أوطف الرأس ولا مقرور 3 - كأن جلد الوجه من حرير ... أملس إلا خطرة الجرير

5 - بخطمه أو مسحة التصدير ... بين الحشا وظلفات الكور "أوطف الرأس": كثير شعر الرأس والوجهز وأصل "الوطف": طول أسفار العين، ودنو سحابة ماطرة. يقال: "سحابة وطفاء"، أي: دانية. يقول: ليس به أثر إلا موضع الجرير الذي حز في خيشومه. و"الجرير": الزمام. "التصدير": يكون للبعير بمنزلة اللببب للدابة. و"الظلفات": خشبات أربع على جنبي البعير. و"الكور": الرحل. 7 - فهن ينهضن إلى الصدور ... ... خوارجاً من سكك ودور

9 - تطلع البيض من الخدور ... يرفعن من مسامع حشور 11 - شفناً إلى مسترحل مضبور ... هيق الهباب سحبل الجفور "حشور": لطيفات محددات. "الشفون": الحاد النظر الدائمة، و"مسترحل": جمل رحل ليركب. و"مضبور": مجتمع الخلق شديدة. و"هيق": طويل. و"الهباب": النشاط. و"سحبل": طويل. و"الجفور": الانقطاع عن الضراب. يقول: هو سحبل في الجفور، لا يهده طول الفراغ.

81 - قلت لنفسي حين فاضت أدمعي

(81) (الرجز) وقال ذو الرمة: 1 - [قلت لنفسي حين فاضت أدمعي] ... يا نفس لا مَيَّ فموتي أو دعي 3 - ما في التلاقي أبداً من مطمع ... ولا ليالي شارع برُجَّع 5 - ولا ليالينا بنعف الأجرع ... [إذ العصا ملساء لم تصدع]

7 - كم قطعت دونك يا ابن مسمع ... من نازح بنازح موسع 9 - شأز الظهور مجدب المجعجع ... وأنت يوم الصارخ المستفزع 11 - تضرب رأس البطل المقنع "النعف" ما انحدر عن الجبل، وارتفع عن الوادي. و"الأجرع": أرض سهلة. "شئز" و"شأز": غليظ. و"المجعجع": المناخ على غلظ. و"المقنع": بالحديد.

82 - وجارية ليست من الإنس تشتهى

(82) (الطويل) 1 - وجارية ليست من الإنس تشتهى ... ولا الجن قد لاعبتها ومعي ذهني 2 - فأدخلت فيها قيد شبر موفر ... فصاحت ولا والله ما وجدت تزني 3 - فلما دنت إهراقة الماء أنصتت ... لأعز له عنها وفي النفس أن أثني

... ... ... ... ...

83 - تعرفت أطلالا فهاجت لك الهوى

(83) (الطويل) وقال ذو الرمة: 1 - تعرفت أطلالاً فهاجت لك الهوى ... وقد حان منها للخلوقة حينها 2 - فلم يبق منها بين جرعاء مالك ... ووهبين إلا سفعها ودرينها "تعرفت": تبينت حتى استبنت. يقال: "إئت القوم فاعترفهم وتعرفهم". يقال: "خلق بين الخلوقة والخلوق". "صفعها": أثافيها، سفعتها النار. و"الدرين": يابس النبت. 3 - ومثل الحمام الورق مما توقدت ... به من أراطى حبل حزوى إرينها

4 - أفي مرية عيناك غذ أنت واقف ... بحزوى من الأظعان أم تستبينها "ومثل الحمام الورق"، يعني: الرماد، والرماد أورق. و"الورقة": سواد في كدرة. و"أراطي" جمع أرطأة. و"الإرين" جمع "إرة": وهي موقد النار. "المرية": الشك. 5 - فقال أراها يحسر الآل مرة ... فتبدو وأخرى يكتسي الآل دونها 6 - نظرت إلى أظعان مي كأنها ... نواعم عبري تميل غصونها "يحسر": يمصح ويذهب. " [يكتسي] الآل دونها":

يسترها عنك فلا تراها، وذلك أنهم إذا صاروا في هبوط لم يرهم، وإذا أنشزوا وأربوا جزاهم له السراب. "العبري" و"العمري": ما كان على شطآن الأنهار من الأشجار. 7 - فلما عرفت الدار قفراً كأنها ... رقوم هراقت ماء عيني جفونها يقول: لما استبنتها بكيت على من كان بها. و"الرقوم": الآثار التي عرفها في الديار، و"الرقوم": الدارات، و"الرقم": الكتاب. ويقال للكاتب التحرير: "إنه ليرقم في الماء". قال الشاعر: سأرقم في الماء القراح إليكم ... على حرة لو كان للماء راقم

وفي مثل: "طاح مرقمة" يضرب مثلاً لما .... 8 - أجدك قد ودعت مية إذ نأت ... وولى بقايا الحب إلا أمينها 9 - وإني لطاو سرها مجدل الحشا ... كمون الثرى في عهدة لا يبينها

"أمينها"، أي: ما يؤمن منها. يقول: أكتم سرها كما يكتم الثرى مواقع العهد. و"العهد": أول مطر الوسمي، والأرض له أشد قبولاً. 10 - وأجعل فرط الشوق بالعيس إنني ... أرى حاجة الخلان قد حان حينها 11 - إذا شئن أن يسمعن والليل دامس ... أذاليله والريح تهدي فنونها 12 - تراطن جون في أفاحيصها السفى ... وميتة الخرشاء حي جنينها "فرط الشوق": ما سبق إليه منه. و"الخلان": الأصدقاء. "أذاليله": أوائله. و"فنونها": ضروبها.

"تراطن": صوت لا يفهم، وهي الرطانة والرطانة. ويقال: "ما رطيناك". و"الجون": القطا. و"أفاحيصها": جمع "أفحوصة": وهو مبيضه. و"السفى": شوك البهمى. و"الخرساء": قشر البيضة. 13 - فلما وردن الماء في طلق الضحى ... بللن أداوى ليس خرز يبينها 14 - إذا ملأت منه قطاة سقاءها ... فلا تنظر الأخرى ولا تستعينها "وردن الماء"، يعني: القطا. و"طلق الضحى": أوله. و"الأداوى"- ها هنا-: حواصلها. وقوله: "ليس خرز يبينها"، أي: يتبين فيها. و"لا تنظر": لا تنتظر.

و"سقاؤها": حوصلها. 15 - لئن زوجت مي خسيساً لطالما ... بغى منذر مياً حليلاً يهيمها 16 - ترينك إن جردتها من ثيابها ... وأنت إذا جردت يوماً تشينها 17 - فيا نفس ذلي بعد مي وسامحي ... فقد سامحت مي وذل قرينها 18 - ولما أتاني أن مياً تزوجت ... خسيساً بكى سهل الربا وحزونها

القسم الرابع لشارح مجهول

القسم الرابع لشارح مجهول

84 - خليلي اسألا الطلل المحيلا

(84) (الوافر) وقال ذو الرمة أيضاً: 1 - خليلي اسألا الطلل المحيلا ... وعوجا العيس وانتظرا قليلا 2 - خليلكما يحيي رسم دار ... وإلا لم يكن لكما خليلا 3 - فقالا: كيف في طلل محيل ... تجر المعصفات به الذيولا 4 - تحمل أهله هيهات منه ... وأوحش بعدهم زمناً طويلا

5 - بوادي البين تحسبنا وقوفاً ... لراجعة وليس تبين قيلا 6 - فمهلا لا تزد جهلاً وتأمر ... به وتطاوع العين الهمولا 7 - فإنك لست معذوراً بجهل ... وقد أصبحت شايعت الكهولا 8 - سقى مياً وإن شحطت نواها ... ولم يك قربها يجدي فتيلا 9 - أهاضيب الروائح والغوادي ... ولو كانت ملوية ملولا

10 - أليس مبلغي مياً يمان ... يبين العتق مكسو شليلا 11 - رباع مخلص شهم أريب ... على من كان يبصر لن يفيلا 12 - عماري النجار كأن جنا ... يعاوده إذا خاف الرحيلا

13 - إذا ما خفض الأقوام يوماً ... على الموضوع واطرد الجديلا 14 - أبان السبق إن لم يرفعوها ... على المرفوع ميلا ثم ميلا 15 - وإن رفعوا الذميل لقين منه ... هوانا حين يرتكب الذميلا

16 - بذلكم أطالب وصل مي ... وأكسو الرحل دعلبة عسولا 17 - معاودة السفار ترى ندوباً ... بحاركها وصفحتها سحولا 18 - من آثار النسوع زمان مي ... صديق لا نحب به بديلا 19 - وإذ هي عوهج أدماء تكسو ... بنظم جمانها جيداً أسيلا

20 - كجيد الرئم أتلع لا قصيراً ... له غضن ولا قفراً عطولا 21 - وأحوى لا يعاب وذا غروب ... عليه شنبة ألمى صقيلا 22 - ومقلة شادن أحوى مروع ... يدير لروعه طرفاً كليلاً

23 - بجماء المدامع لم تكلف ... لها كحلاً وتحسبه كحيلاً "الشليل": الجل. "دعلبة": خفيفة. "العسول": ذات العسلان، وهو مشي فيه اضطراب. "القفر: الرقيق العظام، الضئيل الجسم "عطول": لا حلي عليه. "شهم": حديد الفؤاد. "فال"، إذا ضعف رأيه. تمت بحمد الله

85 - فهلا قتلتم ثأركم مثل قتلنا

(85) (الطويل) وقال أيضاً: 1 - فهلا قتلتم ثأركم مثل قتلنا ... أخاكم رضخنا رأسه بالجنادل تمت بحمد الله و ... له الففضل والمنة.

86 - ألا يا دار مية بالوحيد

(86) (الوافر) 1 - ألا يا دار مية بالوحيد ... كأن رسومها قطع البرود "الرسم": آثار الدار [يقول: أخلقت هذه الدار] وبليت، كما خلقت هذه البرود. 2 - سقاك الغيث أوله بسجل ... كثير الماء مرتجز الرعود و"الغيث": السحاب، وأصل [السجل]: الدلو فيها

ماء، والارتجاز صوت الرعد. 3 - نشاط الدلو أو مطر الثريا ... إذا ارتجزت على إثر السعود قال الأصمعي: النشاص: السحاب الذي يرتفع بعضه فوق بعض، ليس بمنبسط في السماء. [ويروى]: " .. أونوه الثريا". دعاء للدار بالسقيا، وإنما يريد أن تخصب أرضها، ويكثر نباتها فيحمد مرعاها. 4 - فهجت صبابتي ولكل إلف ... يهيج الشوق معرفة العهود "صبابتي": شوقي. و"العهود": الأماكن التي [كان] يعهدهم فيها. 5 - غداة بدت لعيني عند حوضي ... بدو الشمس من جلب نضيد

قال الأصمعي: "الجلب": السحاب الذي يعترض في الأفق، رقيق ليس فيه ماء. "نضيد" مركوم بعضه فوق بعض. 6 - تريك وذا غدائر واردات ... يصبن عثاعث الحجبات سود "الغدائر": ضفائر الشعر. "ذا غدائر"، [يعني:] فروعها. "واردات": [طوال]. و"الحجبات": رؤوس الأوراك، والواحدة حجبة. و"العثاعث": لينها، شبهها بـ "العثاعث": وهي أرض بها شيء من الرمل. 7 - مقلد حرة أدماء ترمي ... محدثها بفاترة صيود أراد: تريك مقلد حرة وذا غدائر، فقدم وأخر.

و"أدماء"، يعني: ظبية. و"مقلدها": عنقها. "فاترة": ساكنة الطرف، يعني عينها. و"حرة": كريمة. و"الحر": الكريم، و"العتيق" بمعنى واحد. 8 - أقول لصحبتي وهم بأرض ... هجان الترب طيبة الصعيد 9 - عشية أعرضت أدماء بكر ... بناظرة مكحلة وجيد "أعرضت": سنحت، وأمكنت من النظر، يعني: ظبية "أدماء"، أي: بيضاء. و"الأدم" في الظباء والإبل: بياض. و"الجيد": العنق. 10 - أصدوا لا تروعوا شبه مي ... صدور العيس شيئاً من صدود

11 - ولو عاينتنا لعلمت أنا ... نمد بحبل آنسة شرود 12 - نرى فيها إذا انتصبت إلينا ... مشابة فيك من كحل وجيد 13 - وكائن قد قطعت إليك خرقاً ... يميت منة الرجل الجليد [أراد:] وكم [قطعت. و] "الخرق": الأرض البعيدة الأطراف، تنخرق فتذهب. "يميت": يضعف. و"المنة": القوة.

14 - وكم نفرت دونك من صوار ... ومن خرجاء مرئلة وخود "الصوار": القطيع من البقر. و"الخرجاء": نعامة فيها سواد وبياض. والذكر "أخرج". و"مرئلة": لها رئال. و"الرئال": أفراخ النعام، واحدها رال "وخود": فعول من الوخد. و"الوخد": ضرب من السير سريع. 15 - تقاصر مرة وتطول أخرى ... تسف المرو أو قطع الهبيد يقول: "تقاصر .. ": تخفض عنقها مرة، وترفعه مرة. إذا رعت طأطأت رأسها. وتارة "تسف المرو": تأكله. و"المرو": الحصى، والنعام تأكل الحجارة. و"الهبيد": الحنظل المكسر.

16 - وإن نظرت إلى شبح أمجت ... كإمجاج المعبدة الشرود "الشبح": الشخص. و"أمجت": عدت وانطلقت بسرعة. ويقال: "أمج" حين يأخذ في العدو. 17 - يشل نجاؤها وتبوع بوعاً ... ظهور أماعز وبطون بيد "يشل": يطرد. و"الشل": الطرد. و"نجاؤها": سرعتها. "تبرع بوعاً": تبسط. و"الأماعز": أرض صلبة. 18 - بأصفر كالسطاع إذا اصمعدت ... على وهل وأعصل كالعمود

"أصفر" و"أعصل"، يعني: ساقي النعامة. وإنما قال: "أصفر"، لأنها تأكل الربيع، واصفرت ساقها. و"السطاع": عمود الخيمة. و"اصمعدت": جدت في عدوها، واستمرت فيه. "على وهل"، أي: على فزع. و"اعصل": اعوج، يعني: ساق النعامة. 19 - كأن عليهما قطعات بيت ... نحيت الرق من كرش الجلود "الرقد": الريش وانقباضها. ويروى:

"كأن عليهما قطعات نبت [نحيت] الرق من كرش الجلود". 20 - تطير عفاءة غبرت عليها ... كجل الرهب من خلق اللبود "العفاء": الريش، وهو الأوبار أيضاً. "غبرت"،

أي: بقيت. يقول: يطير ريشها من شدة عدوها. و"الجل": الجلال. و"الرهب": الناقة المهزولة. شبه ريش النعام بالجلال. 21 - ويوم يترك الآرام صرعى ... يلذن بكل هيدبة برود "الآرام": الظباه، الواحد "رتم". و"الصرعى": من شدة الحر. "الهيدبة": شجرة كثيرة الورق. و"برود": باردة. 22 - إذا غرق الرواتك في الهوافي ... أرن على جوانبها بهيد "الرواتك": [الإبل] ترتك في سيرها. "رتكت

رتكاً ورتكاناً"، إذا قاربت خطرها وأسرعت. يقول: فتغرق في الآل، وهي "الهوافي". شبه الآل في سرعة جريه وانطراده بطائر يهفو. وقيل: "الهوافي": الإبل "تهفو"، أي: تمر مراً سريعاً، فتغرق "الرواتك" من الإبل في "الهوافي" السراع، لأن "الهوافي" أسرع من الرواتك. ["أرن"] أي: صوت، يعني: الحادي. وقوله: "بهيد": زجر، وهو حكاية صوت الحادي. 23 - بحثن جوانب الأرطاة حتى ... كأن عروقها شعب الوريد 24 - رأيت الناس ينتجعون غيثاً ... بسائفة البياض إلى الوحيد

25 - فقلت لصيدح: انتجعي برحلي ... وراكبه أبان بن الوليد 26 - إليه تيممي وإليه سيري ... على البركات والسفر الرشيد 27 - تلاقي إن سبقت به المنايا ... تلاد أغر متلاف مفيد "إن سبقت به المنايا"، يقول: إن بلغت بي إليه قبل الموت. و"التلاد": المال القديم المورث. و"الأغر": الأبيض، يعني: الممدوح. والممدوح "متلاف": يتلف ماله بالعطايا- و"مفيد": يفيد المال، أي: يكسبه.

28 - كنصل السيف أخلصه صقال ... ولم يعلق به طبع الحديد 29 - كريم الوالدين وتستغيثي ... بأروع لا أصم ولا صلود "كريم": مجرور على الصفة، أراد: تلاد أغر كريم الوالدين. ويجوز نصبه على المدح، كأنه قال: أعني "كريم الوالدين". و"الأروع" من الرجال: الذي يروعك بجماله ومنظره. يقول: ليس أصم بداعيه عن النداء. "الصلود"، أي: جامد الكف، مأخوذ من قولك: "صلد الزند"، إذا لم يور ناراً.

87 - أأن ترسمت من خرقاء منزلة

(87) (البسيط) 1 - أأن ترسمت من خرقاء منزلة ... كالوحي في مصحف قد مح منشور ["مح": درس. ويقال: مصحف ومصحف]. 2 - أودى بها الدهر قدماً واستحال بها ... بكل داج مسف الودق مبحور "الداجي": المظلم، يعني: السحاب. "مسف": دان من الأرض. "الودق": المطر. "مبحور": مأخوذ من البحر. "أودى بها"، أي: ذهب بها.

3 - داني الرباب كأن البلق تحفزه ... إذا استقل فويق الأرض مهمور "الرباب": سحاب يتعلق بالسحاب من تحته. "تحفزه": تدفعه. و"البلق"، يعني: الخيل البلق. يقول: هذا السحاب فيه برق، كأن خيلاً تضربه بأرجلها. "مهمور": منهمر. 4 - منازل الحي إذ حبل الصفا علق ... من آل مي جديد غير مبتور 5 - اضحت، وكل جديد صائر عجلا ... يوماً إلى قلة منه وتغيير 6 - أعراض ريح الصبا تزهي جوانبها ... عند الصباح مع الحصباء بالمور

يقول: أصبحت هذه المنازل أعراض ريح الصبا "تزهي جوانبها": ترفع. و"المور": التراب الناعم. "الحصباء": الحصى الصغار. 7 - ومنهل آجن كالغسل مختلط ... باكرته قبل ترنيم العصافير 8 - تكسو الرياح نواحيه بمختلف ... من التراب إذا ما رحن مدحور 9 - في صحن يهماء تهوي الخامعات بها ... من قلة الكسب للغبس المغاوير "بهماء": فلاة يتاه فيها. و"الخامعات": الضباع. و"الغبس": الذئاب. و"الغبسة": لون أغبر يضرب إلى

السواد. و"المغاوير": الذين يكثرون الغارات، والواحد "مغوار". 10 - تنزو القلوب بها منها إذا اشتملت ... في الآل أعلامها خوفاً من القور "الآل": السراب. و"القور"، جمع "قارة": وهي الأكمة. و"أعلامها": ما يهتدى به فيها. 11 - ونص حرباؤها فيها ذوائبه ... في صامح من لعاب الشمس مسجور يقال: "صمحته الشمس"، إذا أصابته بشدة حرها. "مسجور": مملوء. و"المسجور" بشدة الحر، من قولك: "سجرت التنور". 12 - بأينق كقداح النبع قد ذبلت ... منها الثمائل أمثال القراقير

"القداح": السهام. و"النبع": شجر. و"الثمائل": ما بقي في أجوافها من العلف، الواحدة "ثميلة": يقول: ضمرت بطونها. و"القراقير": السفن. و"القرقور": السفينة. 13 - تشكو إذا وقفت بالقوم في بلد ... من آخر الليل ناء غير مهجور 14 - جذب البرى في عرى أزرار آنفها ... براجع من عتيق الجوف منشور أراد: تشكو البرى. و"البرى" جمع برة: وهي الحلقة في أنف البعير، يعني راجع الزبد. 15 - كأن أعينها من طول ما نزحت ... منها إذا خزرت خضر القوارير يقول: من طول ما نزحت منها الدموع. "خزرت": نظرت إلى جانب. و"القوارير": الزجاج. 16 - من اللواتي بها دهن منصفها ... قد غيرتها الفيافي أي تغيير

يقول: من القوارير اللواتي قد "نصفها" الدهن، أي: صار في أنصافها. و"الفيافي": الفلوات. 17 - يتبعن شأو علنداة مذكرة ... خطارة حرة إحدى المماهير "الشأو": الطلق في الشوط. "علنداة": شديدة. يعني: ناقة: "مذكرة": تشبه الذكر. "خطارة": تخطر في سيرها. و"المماهير": الماهرة في السير. 18 - كأن رحلي وقد لانت عريكتها ... على أحم أجم الروق مذعور "عريكتها": سنامها. وقوله: "لانت عريكتها"، أي: ذلت، انقادت. "أحم": أسود. يعني ثوراً وحشياً. وأراد بقوله: "أحم": السواد الذي في قوائمه ووجهه. و"الروق": القرن. "مذعور"، أي: فزع. 19 - ضاحي المراتع بالبيداء ذي قرب ... يدنو به الليل في ظلماء ديجور

"ضاحي المراتع"، يقول: مراتعه في الضحى ظاهرة، أي: بارزة. و"القرب" ما يتقرب به من السير. و"الديجور": الظلمة الشديدة. 20 - فبات ضيف ألاء يستغيث به ... من قطقط في سواد الليل محدور "ألاء": شجر. ينبت في الرمل، الواحدة "ألاءة". و"القطقط" المطر الخفيف. 21 - كأنه والدجا في الليل مغتمس ... ذو يلمق من عتيق القهز مقصور "الدجا": الظلمة. و"اليلمق": القباء. و"القهز": ضرب من الحرير، ويروى: "القز". و"العتيق": الكريم الجيد من كل شيء.

22 - إذا جلا البرق عنه قام مبتهلاً ... لله يتلو له بالنجم والطور ["المبتهل": الداعي]. 23 - حتى إذا ما الدجا مالت أواخره ...... مثل الرواق ولاحت جبهة النور ["الرواق": مقدم البيت. و"النور"، يعني: الصبح]. 24 - باكره قانص يسعى بطاوية ... شم الملاطم أمثال الزنابير "طاوية": جياع، يعني: الكلاب. "شم الملاطم"، أي: طوال الخدود. و"الملطم": الخد. و"القانص": الصائد. 25 - حتى إذا قال قد نالت أوائلها ... وأدركته جميعاً بالأظافير

26 - كر يهز سلاحاً ما يقومه ... قين بمطرقة يوماً على كير "كر"، يعني: الثور، رجع إلى الكلاب، وعني بالسلاح قرني الثور. و"القين"- هنا-: الحداد. 27 - أسمر يطرد ما لاقى ومنعقد ... في الرأس قرن جديد غير مسمور "أسمر"، يعني: القرن "غير مسمور": إنما هو خلقة. 28 - فغادر الغضفا يسعى وانصمى جنفاً ... يمر مر شهاب انقض محدور "فغادر": ترك. و"الغضف": مترخية الآذان. يعني: الكلاب. "انصمى": انقض يعدو و"الشهاب": النجم. 29 - فذاك شبهت عيسى في معاقدها ... إذا انتحت في سواد الليل بالعير

[يقول:] فذاك الثور شبهته عيسى. ["انتحت"، أي:] أعرضت. و"العير": الإبل التي تحمل المتاع. و"العيس": الناق.

88 - لمن طلل عاف بوهبين راوحت

(88) (الطويل) 1 - لمن طلل عاف بوهبين راوحت ... به الهوج حتى ما تبين دواثره 2 - بتنهية الدحلين غير رسمه ... من المور نآج تمور أعاصره "التنهية": موضع منخفض ينتهي إليه الماء فيقف. و"الدحل": هوة تذهب في الأرض، يضيق رأسها ويتسع أسفلها، تجتمع فيها السيول والأمطار. و"المور": التراب الناعم. و"الناج": الرياح الشديدة الهبوب. يقال: "نأجت الريح نأجاً"، إذا مرت مراً سريعاً. "تمور":

تجيء وتذهب. و"الأعاصير" جمع "الإعصار". و"الإعصار": رياح ترفع التراب في الهواء. 3 - ليالي أبدي في الديار ولم أنح ... مزاجي ولم أزجر عن الجهل زاجره 4 - أطاوع من يدعو إلى ريق الصبا ... وأترك من يقلي الصبا لا أؤامره "ريق الصبا": أوله. و"ريق" كل شيء: أوله. "يقلي": يبغض ويروى "يقلي"، وهو الأصل. من روى [يقلى] قلب الياء ألفاً لخفة الألف.

5 - وسرب كأمثال المها قد رأيته ... بوهبين حور الطرف بيض محاجره "السرب": جماعات من النساء. و"المها": بقر الوحشة. شبه النساء بالبقر. و"الحور": شدة بياض العين مع شدة سوادها. و"محاجر" العين: ما حولها. ويقال للجماعة من النساء والبقر والظباء والقطا: "سرب". 6 - أوانس حور الطرف لعس كأنها ... مها قفرة، قد أفردته جآذره "لعس": سود الشفاه واللثات. و"الجآذر" أولاد البقر، الواحد "جؤذر"- بضم الذال وفتحها-. 7 - خدال الشوى نصفان: نصف عوانس ... . ونصف عليهن الشفوف معاصره "خدال الشوى": غلاظ الأسوق والأذرع. "عوانس": بلغن الحلم، ولم يتزوجن. و"الشفوف": ثياب رقاق.

و"المعصر": الفتاة التي قد أدركت. يقال: "أدركت الجارية"، أي: بلغت. 8 - إذا ما الفتى يوماً رآهن لم يزل ... . من الوجد كالماشي بداء يخامره 9 - يرين أخا الشوق ابتساماً كأنه ... سنا البرق في عرف له جاد ماطره 10 - فجئت وقد أيقنت أن يستقيدني ... وقد طار قلبي من عدو أحاذره

11 - فقالت: بأهلي لا تخف إن أهلنا ... هجوع وإن الماء قد نام سامره

89 - وبيض رفعنا بالضحى عن متونها

(89) (الطويل) 1 - وبيض رفعنا بالضحى عن متونها ... سماوة جون كالخباء المقوض و"بيض"، يعني: بيض النعام. "جون": أسود، يعني: الظليم": وهو ذكر النعام. و"السماوة": شخصه. أي: فزعناه فقام عن بيضه. و"الخباء": البيت. "المقوض": [الذي هلك] وقلعت أوتاده. و"قوضت البيت"،

إذا هدمته. 2 - هجوم عليها نفسه غير أنه ... متى يرم في عينيه بالشبح ينهض "هجوم عليها"، يعني: الظليم، يرمي نفسه على بيضه، يحضنه. ويقال: "هجمت البيت"، إذا ألقيته. و"الشبح": الشخص. ويروى: "بالشخص" "ينهض"، إذا رأى شخصاً فر وهرب.

3 - يصرف للأصوات من كل جانب ... سماخاً كبيت العنكبوت المغمض "يصرف للأصوات من كل جانب"، أي: يقلب سماخه يميناً وشمالاً، يسمع الأصوات. و"السماخ": جوف الأذن من داخلها. شبه سماخ الظليم ببيت العنكبوت. أي: لا يستبان لأن أذنيه مصلومتان. 4 - وكائن تخطت صيدح من تنوفة ... تجاور فتقي جوف ماء معرمض أراد: كم تخطت. ويروى: "وكائن تخطت ناقتي من مفازة". "ماء معرمض": صار فيه "العرمض": وهو الخضرة التي تكون على الماء مثل اللبد. و"المفازة": الفلاة البعيدة، وهي: التنوفة".

90 - أأحلف لا أنسى وإن شطت النوى

(90) (الطويل) 1 - أأحلف لا أنسى وإن شطت النوى ... ذوات الثنايا الغر والأعين النجلا "شطت": بعدت. و"النوى": الوجه الذي يقصدونه إذا ارتحلوا. و"الغر": البيض. و"الأغر": الأبيض. و"النجلاء": الواسعة العين. ويقال: "طعنة نجلاء" و"جرح أنجل": متسع. 2 - ولا المسك من أعراضهن ولا البرى ... جواعل في أوضاحه قصباً خذلا "أعراضهن": أبدانهن. و"العرض": الرائحة الطيبة.

و"البرى": [الخلاخيل و] الأسورة، وكل حلقة عند العرب برة. و"الأوضاح": البياض. يقول: جواعل في بياض البرى قصباً. و"القصب": كل عظم طويل فيه مخ. فـ "الخدل": الضخم، يصفهن بغلظ الأسوق والسواعد. ويقال: "إنه لطيب العرض" إذا كان جميل الذكا. 3 - قطاف الخطا، ملتفة ربلاتها ... من اللف أفخاذاً، مؤزرة كفلا "الربلة": لحمة [الفخذ] من باطنه. "قطاف الخطا": [تقطف] في مشيتها من ثقل [أردافها].

و"اللف": الفخذ المكتنزة. "مؤزرة كفلا"، ثقال الأكفال.

ملحق الديوان

ملحق الديوان

1 (البسيط) أما النبيذ فلا يذعرك شاربه ... واحفظ ثيابك ممن يشرب الماء

قوم يوارون عما في صدورهم ... حتى إذا استمكنوا كانوا هم الداء مشمرين إلى أنصاف سوقهم ... هم اللصوص وهم يدعون قراء 2 (الكامل) بادت وغير آيهن مع البلى ... إلا رواكد جمرهن هباء

ومشجج أما سواء قذاله ... فبدا وغير ساره المعزاء

3 (الرجز) يا حبذا سيح إذا الصيف التهب 4 (الرجز) قد قلت لما جدت العقاب وضمها والبدن الحقاب

5 (الطويل) لعمري لوجه الأرض إذ أنتم به ... أشد اغتباطاً بالأنيس وأخصب من الأرض إذ فارقتموها وبدلت ... بكم غير من أهوى وللماء أعذب وفي الركب جثماني ونفسي رهينة ... بزينب لم أذهب بها حيث أذهب 6 (الرجز) أهلك أو تضمني قليب

زلج المقام مشنأ مهيب 7 (الطويل) أيا مي إن الحب حبان: منهما ... قديم وحب حين شبت شبائبه إذا اجتمعا قال القديم: غلبته ... وقال الذي من بعده: أنا غالبه 8 (الطويل) إليك ابتذلنا كل وهم كأنه ... هلال بدا في رمضة يتقلب

9 (الطويل) إذا ما المياه السدم آضت كأنها ... ... من الأجن حناء معاً وصبيب 10 (الطويل) ودوية قفر يحار بها القطا ... أدلاء ركباها بنات النجائب

يحابي بها الجلد الذي هو حازم ... بضربة كفيه الملا نفس راكب قطعت بشعث كالنصال فأصبحوا ... مع الأهل جذلى في متون السباسب 11 (الطويل) أنخت بها الوجناء لا من سامة ... . لثنتين بين اثنين: جاء وذاهب

12 (المتقارب) وهاجرة حرها واقد ... نصبت لحاجبها حاجبي تلوذ من الشمس أطلاؤها ... لياذ الغريم من الطالب وتسجد للشمس حرباؤها ... كما يسجد القس للراهب 13 (الطويل) لقد حملت قيس بن عيلان حربها ... على مستقل للنوائب والحرب

أخاها إذا كانت غضاباً سما لها ... . على كل حال من ذلول ومن صعب 14 (الطويل) تكاد أواليها تفرى جلودها ... ويكتحل التالي بمور وحاصب 15 (المنسرح) بيضاء صفراء قد تنازعها ... . لونان من فضة ومن ذهب

16 (الطويل) تطاللت فاستشرفته فعرفته ... فقلت له: أأنت زيد الأرانب 17 (الطويل) إذا روح الراعي اللقاح معجلاً ... وأمست على آفاقها غبراتها

18 (البسيط) يا دار مية بالخلصاء حييت ... ......

سقيا مجللة ينهل ريقها ... . من باكر مرثعن الودق مهتوت ما أنس من شجن لا أنس موقفنا ... في حيرة بين مسرور ومكبوت وفتية كسيوف الهند لا ورع ... من الشباب ولا خور صفاريت 19 (الرجز) فطرن كالرهو موليات 20 (الطويل) تربع من جنبي قناً فعوارض ... نتاج الثريا نوؤها غير مخدج

21 (الطويل) وردناه في مجرى سهيل يمانياً ... بصعر البرى من بين جمع وخادج 22 (البسيط) كأن فاها وقد طاب الرقاد لها ... ماء السحاب بماء المزن ممزوج

23 (الطويل) وجدت بها وجد المضل بعيره ... بمكة والحجاج: غاد ورائح وجدت بها ما لم تجد أم واحد ... بواحدها تطوى عليه الصفائح وجدت بها ما لم يجد ذو حرارة ... يراقب جمات الركي النزائح

24 (الطويل) ترى الزل يكرهن الرياح إذا جرت ... ومي بها لولا التحرج تفرح إذا حركتها الريح في المرط أشرفت ... روادفها وانضم منها الموشح 25 (الرجز) ومهمه فيه السراب يلمح

يدأب فيه القوم حتى يطلحوا ثم يظلون كأن لم يبرحوا كأنما أمسوا بحيث أصبحوا 26 (الطويل) كأن بذفراها عنية مجرب ... لها وشل في قنفذ الليت ينتح

27 (الطويل) ومستامة تستام وهي رخيصة ... تباع بساحات الأيادي وتمسح 28 (الطويل) وأظهر في غلان رقد وسيله ... علاجيم لا ضحل ولا متضحضح

29 (الطويل) ويوم من الشعرى يظل ظباؤه ... بسوق العضاه عوذا لا تبرح 30 (الطويل) بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى ... وصورتها أو أنت في العين أملح

31 (الطويل) أمن حذر الهجران قلبك يجمح ... كأن فلوا بين حضنيك يرمح 32 (الطويل) ويوم من الجوزاء موتقد الحصى ... تكاد صياحي العين منه تصيح

33 (الطويل) مررن فقلنا: إيه سلم فسلمت ... كما اكتل بالبرق الغمام اللوائح

34 (الطويل) ... والبوم يضبح 35 (الطويل) دنوت وأدناهن لي أن رأينني ... أخذت العصا وابيض لون مسائحي وقد كنت مما أعرف الوحي ما له ... رسول سوى طرف العيون اللوامح لئن سكنت لي الوحش يوماً لطالما ... ذعرت قلوب الآنسات الملائح

36 (الطويل) ألا رب من قلبي له- الله- ناصح ... ومن قلبه لي في الظباء السوانح 37 (الطويل) لولا بنو ذهل لقربت منكم ... إلى السوط أشياخاً سواسية مرداً

38 (الرجز) لما حططت الرحل عنها واردا علفتها تبناً وماء بارداً 39 (الطويل) فكيف لنا بالشرب إن لم تكن لنا ... دوانيق عند الحانوي ولا نقد

أنعتان أم ندان أم ينبري لنا ... فتى مثل نصل السيف شيمته الحمد

له معشر بيض الوجوه مصالت ... سما بهم آباؤهم وسما الجد 40 (الطويل) ظللنا نقل الأرض وهي تقلنا ... مهامه نأي عن هوانا قعودها علينا أهابي التراب كأننا ... أناسي موتى شق عنها لحودها 41 (الطويل) يقولون: سوداء العيون مريضة ... فأقبلت من أهلي إليها أعودها

فوالله ما أدري إذا أنا جئتها ... أأبرئها من دائها أم أزيدها إذا جئتها وسط النساء منحتها ... صدوداً كأن النفس ليس تريدها ولي نظرة بعد الصدود من الجوى ... كنظرة ثكلى قد أصيب وحيدها وكنت إذا ما جئت مياً أزورها ... أرى الأرض تطوى لي ويدنو بعيدها من الخفرات البيض ود جليسها ... إذا ما انقضت أحدوثة لو تعيدها

42 (الطويل) قرى السم حتى أنماز فروة رأسه ... عن العظم صل فاتك اللسع مارده 43 (الوافر) أقول لناقتي عجلى وحنت ... إلى الوقبى ونحن على الثماد أتاح الله يا عجلى بلاداً ... هواك بها مربات العهاد

44 (الطويل) ورأس كجماع الثريا ومشفر ... كسبت اليماني قده لم يجرد 45 (الطويل) وهل أحطبن القوم وهي عرية ... أصول ألاء في ثرى عمد جعد

46 (الطويل) فقلت لها: سيري، أمامك سيد ... تفرع من مروان أو من محمد 47 (البسيط) جئنا بأثارهم أسرى مقرنة ... حتى دفعنا إليهم رمة القود

48 (الطويل) ... ... بلحييه صك المغزيات الرواكد 49 (البسيط) ... كسيف الصيقل الفرد

50 (الطويل) ... تطير إذا مس العمامة باليد 51 (الطويل) فلا وصل إلا أن تقارب بيننا ... فلائص يجسرن الفلاة بنا جسراً 52 (الطويل) تنازعها لونان: ورد وجؤوة ... ترى لأياء الشمس فيها تحدرا

53 (الطويل) ألمت بنا والليل داج كأنه ... جناحا غراب عنه قد نفضا القطرا 54 (الطويل) قعود لدى الأبواب طلاب حاجة ... عوان من الحاجات أو حاجة بكرا

55 (الطويل) أما أنت عن ذكراك مية مقصر ... ولا أنت ناسي العهد منها فتذكر تهيم بها ما تستفيق ودونها ... حجاب وأبواب وستر مستر 56 (الطويل) أفي كل يوم أنت من غبر الهوى ... إلى علم من دار مية ناظر

بعينيك من طول البكاء كأنما ... بها خزر أو طرفها متخازر 57 (الطويل) كأن فؤادي صدع ساق مهيضة ... عنيف مداويها بطيء جبورها فإن حزموها بالجبائر أوجعت ... وإن تركوها بت صدعاً كسيرها 58 (الطويل) وتدني على المتنين وحفا كأنه ... عناقيد يهويها شنوءة أو قسر

59 (الطويل) ديار عفتها بعدنا كل ديمة ... درور وأخرى تهذب الماء ساجر 60 (الطويل) ... أواجن أسدام وبعض معور 61 (البسيط) يا رب قد أشرفت نفسي وقد علمت ... علماً يقيناً لقد أحصيت آثاري

يا مخرج الروح من جسمي إذا احتضرت ... وفارج الكرب زحزحني عن النار

62 (البسيط) إنسانة الحي أم أدمانة السمر ... بالنهي رقصها لحن من الوتر بالله يا ظبيات القاع قلن لنا ... ليلاي منكن أم ليلى من البشر؟ 63 (الرجز) بين حفافي جدول مسجور كالسيف أو كالحية المذعور

64 (الطويل) يعقد سحر البابليين طرفها ... مراراً ويسقينا السلاف من الخمر 65 (الطويل) ومن أزمة حصاء تطرح أهلها ... على ملقيات يعبرن بالغفر

66 (البسيط) كم فيهم من أشم الأنف ذي مهل ... يأبى الظلامة مثل الضيغم الضاري 67 (الطويل) فأنحى إليها ذات حد غرابها ... عدو لأوساط العضاه مشارز 68 (الرجز) ألا تخاف اللجم العطوسا

69 (المتقارب) 1 - أمن مية الطلل الدارس ... ألظ به العاصف الرامس 2 - فلم يبق إلا شجيج القذال ... ومستوقد ما له قابس 3 - وحوض تثلم من جانبيه ... ومحتفل دارس طامس

4 - وعهدي به وبه سكنه ... ومية والإنس والآنس 5 - كأني بمية مستنفر ... غزالا تراءى له عاطس 6 - إذا جئتها ردني عابس ... رقيب عليها لها حارس 7 - ستأتي امرأ القيس مأثورة ... يعني بها العابر الجالس 8 - ألم تر أن امرأ القيس قد ... ألظ به داؤه الناجس 9 - هم القوم لا يألمون الهجاء ... وهل يألم الحجر اليابس 10 - فما لهم في العلا راكب ... ولا لهم في الوغى فارس 11 - ممرطلة في حياض الملام ... كما دعس الأدم الداعس 12 - إذا طمح الناس للمكرمات ... فطرفهم المطرق الناعس

13 - تعاف الأكارم إصهارهم ... فكل أياماهم عانس 14 - وأما مجاشع الأرذلون ... فلم يسق منبتهم راجس 15 - سيعقلهم عن مساعي الكرام ... عقال ويحبسهم حابس 70 (الطويل) رمتني مي بالهوى رمي ممضع ... من الوحش لوط لم تعقه الأوالس

بعينين كحلاوين لم يجر فيهما ... ضمان وجيد حلي الشذر لامس 71 (الطويل) إني لعاليها وإني لخائف ... لما قال يوم الثعلبية حابس

72 (الكامل) عيرانة أثر النسوع بدفها ... كموارد الكبوانة الدراس 73 (الرجز) جرت رذايا من بلاد الحوش

74 (الطويل) توصل منها بامرئ القيس نسبة ... كما نيط في طول العسيب العصاعص 75 (الطويل) فعيناك منها والدلال دلالها ... وجيدك إلا أنه في العقائص 76 (الرجز) فقد كفى تخمط الخماط

والبغي من تعيط العياط حلمي وذب الناس عن إسخاطي 77 (الوافر) أرى إبلي وكانت ذات زهو ... إذا وردت يقال لها: قطيع تكنفها الأرامل واليتامى ... فصاعوها ومثلهم يصوع وطيب عن كرائمهن نفسي ... مخافة أن أرى حسباً يضيع

78 (الكامل) ليل التمام إذا المكامع ضمها ... بعد الهدو من الخرائد تسطع 79 (الكامل) حتى إذا جزرت مياه رزونه ... وبأي حين ملاوة تتقطع

80 (الطويل) وما الناس إلا كالديار، وأهلها ... بها يوم حلوها وغدواً بلاقع 81 (الكامل) تعصي الإله وأنت تظهر حبه ... هذا محال في القياس بديع لو كان حبك صادقاً لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع

82 (الرجز) إذا اعتفاها صحصحان مهيع مبنق بآله مقنع 83 (الطويل) وميتة في الأرض إلا حشاشة ... ثنيت بها حياً بميسور أربع

بثنتين إن تضرب ذه تنصرف ذه ... لكلتيهما روق إلى جنب مخدع 84 (الطويل) كم اجتبن من ليل إليك وواعست ... بنا البيد أعناق المهارى الشعاشع 85 (الطويل) سقين البشام المسك ثم رشفنه ... رشيف الغريريات ماء الوقائع

86 (الطويل) وإنا ليجري بيننا حين نلتقي ... حديث له وشي كوشي المطارف حديث كوقع القطر في المحل يشتفى ... به من جوى في داخل القلب شاغف

87 (الكامل) غضبت علي لأن شربت بصوف ... ولئن غضبت لأشربن بخروف

ولئن غضبت لأشربن بنعجة ... دهساء مالئة الإناء سحوف 88 (الطويل) ألم يأتها أني تلبست بعدها ... مفوفة صواغها غير أخرقا 89 (الرجز) إذا أرادوا دسمه تنفقا

90 (الطويل) أوانس أما من أردن عناءه ... فعان ومن أطلقن فهو طليق دعون الهوى ثم ارتعين قلوبنا ... بأسهم أعداء وهن صديق 91 (الكامل) والنوم يستلب العصا من ربها ... ويلوك ثني لسانه المنطيق 92 (البسيط) موارة الضبع مثل الجيد حاركها ... كأنها طالة في دفها بلق

93 (الطويل) إذا فارقته تبتغي ما تعيشه ... كفاها رذاياها الرقيع الهبنق 94 (الطويل) ونهب كمجماع الثريا حويته ... غشاشاً بمحتات الصفاقين خيفق

95 (الطويل) ولما امتطينا صعبها وذلولها ... إلى أن حجبنا الشمس دون السرادق ثفتنا بفلذ من سرارة قلبها ... فحمنا عليه بين حاس وذائق 96 (الكامل) لم أنسه إذ قام يكشف عامداً ... عن ساقه كاللؤلؤ البراق

لا تعجبوا إن قام فيه قيامتي ... إن القيامة يوم كشف الساق 97 (الطويل) عطايا أمير المؤمنين ولم تكن ... مقسمة من هؤلا وأولئكا وما نلت حتى شبت إلا عطية ... تقوم بها مصرورة في ردائكا

98 (الطويل) ورمل كأوراك النساء اعتسفته ... إذا لبدته الساريات الركائك 99 (الطويل) وما شنتا خرقاء واهيتا الكلى ... سقى بهما ساق ولما تبللا

بأضيع من عينيك للدمع كلما ... تذكرت ربعاً أو توهمت منزلاً 100 (البسيط) يظل مرتبئاً للشمس تصهره ... إذا رأى الشمس مالت جانباً عدلاً

كأنه حين يمتد النهار له ... إذا استقام يمان يقرأ الطولا 101 (الكامل) مررن على العجالز نصف يوم ... وأدين الأواصر والخلالا 102 (الطويل) ألم تعلمي أنا نبش إذا دنت ... بأهلك منا نية ونزول

كما بش بالإبصار أعمى أصابه ... من الله نعمى جمة وفضول جلا ظلمة عن نور عينيه بعدما ... أطاع يداً للقود وهو ذليل فأصبح أجلى الطرف ما يستزيده ... يرى الشهر قبل الناس وهو ضئيل

103 (الطويل) وليل كسربال الغراب أدرعته ... إليك كما احتث اليمامة أجدل 104 (الطويل) جنوح على باق سحيق كأنه ... إهاب ابن آوى كاهب اللون أطحله 105 (الطويل) وكيف بنفسي كلما قلت: أشرفت ... على البرء من حوصاء هيض اندمالها

تهاض بدار قد تقادم عهدها ... وإما بأموات ألم خيالها 106 (الطويل) وزرق كستهن الأسنة هبوة ... أرق من الماء الزلال كليلها

107 (الطويل) وإني ليرضيني قليل نوالكم ... وإن كنت لا أرضى لكم بقليل بحرمة ما قد كان بيني وبينكم ... من الود إلا عدتم بجميل 108 (الطويل) وإني لمدلاج إذا ما تناكحت ... مع الليل أحلام الهدان المثقل 109 (الوافر) وقفت بهن حتى قال صحبي ... جزعت وليس ذلك بالنوال

110 (الطويل) ... إلى عطن رحب المباءة آهل 111 (الرجز) 1 - هل تعرف الدار بمرفض الرقم ... وتعرف الأوتاد فيها والخيم

3 - قد درست غير رماد وحمم ... وغير سفع كالحمامات الجثم

5 - والنؤي والحوض على البئر انهدم ... أصابه دافع سيل فانثلم 7 - ثلمه الدهر وللدهر ثلم ... لما رآها صاحي مرا وحم 9 - وهم أن يبكي من الوجد وهم ... امض ولا تبك على ربع أصم 11 - في إثر خود لم يغيبها الحذم ... ولم يغبر لونها طبخ البرم 13 - هيفاء لفاء بخديها لعم ... من عنبر الهندي والمسك الأحم 15 - رجراجة ما بين قرن وقدم ... بهكنة لو تركب الفيل رزم 17 - قد عجز البختي عنها فانحطم ... درة غواص جلا منها الظلم

19 - يا مي ذات المنكب الفخم الأجم ... والعارض المصقول والأنف الأشم 21 - إياك أن يأخذك الله بدم ... لا تصرمي حبلي وإن طال القدم 23 - وكلما نمت إلى جنبي علم ... سرى إلي طيفها فلم أنم 25 - ولم يكن خيالها إذا ألم ... يلم إلا بالعفاف والكرم 112 (الوافر) كأن القوم عشوا لحم ضأن ... . فهم نعجون قد مالت طلاهم

113 (الطويل) خليلي عوجا بارك الله فيكما ... على دار مي أو ألماً فسلما كما أنتما لو عجتما بي لحاجة ... لكان قليلاً أن تطاعا وتكرما ألماً بمحزون سقيم وأسعفا ... هواه بمي قبل أن تتكلما ألا فاحذرا الأعداء واتقايهما ... ورسا إلى مي كلاماً متمماً 114 (الطويل) أعبد أسيدي عليه علامة ... من اللؤم لا تخفى على من توسما

يداويك من شكواك أم ربك الذي ... شفى كرب أيام النباج وأنعما 115 (الكامل) يا مي طاب بك النعيم فلا أرى ... في الناس مثلك يطرق الأحلاما 116 (المنسرح) فأصبحت بعد خط بهجتها ... كأن قفراً رسومها قلما

117 (الرجز) هل تعرف الربع المحيل أرسمه كأنه بعد رياح تدهمه ومرثعنات الدجون تثمه 118 (البسيط) كأنها خاضب زعر قوادمه ... أجنى له باللوى شري وتنوم

صعل كأن جناحيه رجؤجؤه ... بيت أطافت به خرقاء مهجوم 119 (البسيط) بها مكفنة أكنافها قسب ... فكت خواتيمها عنه الأبازيم 120 (البسيط) قد أقطع الخرق بالخرقاء لاهية ... كأنما آلها في الآل إزميم

121 (الطويل) وخيفاء ألقى الليث فيها ذراعه ... فسرت وساءت كل ماش ومصرم تمشى بها الدرماء تسحب قصبها ... كأن بطن حبلى ذات أونين متئم

122 (الرجز) واضطره من أيمن وشؤم صرة صرصار العتاق القتم 123 (الوافر) تمام الحج أن تقف المطايا ... على خرقاء واضعة اللثام

124 (البسيط) حتى شاها كليل، موهناً عمل ... باتت طراباً وبات البرق لم ينم

125 (الطويل) ألا لا تبالي العيس من شد كورها ... عليها ولا من زاعها بالخزائم 126 (البسيط) بئس المناخ رفيع عند أخبية ... مثل الكلى عند أطراف البراعيم

127 (مشطور السريع) أنا أبو الحارث واسمي غيلان

128 (الوافر) جزى الله البراقع من ثياب ... عن الفتيان شراً ما بقينا يوارين الملاح فلا نراها ... ويخفين القباح فيزدهينا 129 (البسيط) تخوف السير منها تامكاً قرداً ... كما تخوف عود النبعة السفن

... ... ... ... ... ... .

130 (الطويل) ألا أبلغ الفتيان عني رسالة ... أهينوا المطايا هن أهل هوان فقد تركتني صيدح بمضلة ... لساني ملتاث من الطلوان 131 (البسيط) التارك القرن مصفراً أنامله ... يميد في الرمح ميد المائح الأسن

132 (الرجز) يا مي قد ندلوا المطي دلوا ونمنع العين الرقاد الحلوا 133 (الطويل) 1 - ألا حبذا أهل الملا غير أنه ... إذا ذكرت مي فلا حبذا هيا

2 - أيا مي قد أشمت بي ويحك العدا ... وقطعت حبلاً كان يا مي باقيا 3 - فيا مي لا مرجوع للوصل بيننا ... . ولكن هجراً بيننا وتلاقيا 4 - على وجه مي مسحة من ملاحة ... وتحت الثياب الخزي لو كان باديا 5 - ألم تر أن الماء يخبث طعمه ... وإن كنا لون الماء أبيض صافيا

6 - إذا ما أتاه وارد من ضرورة ... تولى بأضعاف الذي جاء ظاميا 7 - كذلك مي في الثياب إذا بدت ... وأثوابها يخفين منها المخازيا 8 - فلو أن غيلان الشقي بدت له ... مجردة يوماً لما قال ذا ليا

9 - كقول مضى منه ولكن لرده ... إلى غير مي أو لأصبح ساليا 10 - فيا ضيعة الشعر الذي لج فانقضى ... بمي ولم أملك ضلال فؤاديا

134 (الطويل) وذا الشنء فأشنأه وذا الود فأجزه ... على وده وازدد عليه الغلانيا 135 (الطويل) وحلت سواد القلب لا أنا باغيا ... سواها ولا في حبها متراخيا 136 (الطويل) فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلا فإني لا إخالك ناجيا

§1/1