ذكر ابن أبي الدنيا وما وقع عاليا من حديثه

المديني، أبو موسى

ذكر أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي مولى بني أمية المعروف بابن أبي الدنيا البغدادي صاحب كتاب الرقائق، وما وقع لي عاليا من حديثه

ذِكْرُ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ قَيْسٍ الْقُرَشِيِّ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا الْبَغْدَادِيِّ صَاحِبِ كِتَابِ الرَّقَائِقِ، وَمَا وَقَعَ لِي عَالِيًا مِنْ حَدِيثِهِ 1 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مَنْصُورِ بْنِ زُرَيْقٍ، بِبَغْدَادَ، قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ قَالَ: «كَانَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا يُؤَدِّبُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَوْلادِ الْخُلَفَاءِ، وَبَلَغَنِي أَنَّ مَوْلِدَهُ كَانَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ، وَأَنَّهُ كُوفِيُّ الأَصْلِ» وَقَالَ: " أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ: أنا أَبِي، ثنا أَبُو ذَرٍّ الْقَاسِمُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: دَخَلَ الْمُكْتَفِي عَلَى الْمُوَفَّقِ وَلَوْحُهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: مَا لَكَ لَوْحُكَ بِيَدِكَ؟ قَالَ: مَاتَ غُلامِي وَاسْتَرَاحَ مِنَ الْكِتَابِ، قَالَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ كَلامِكَ، هَذَا كَانَ الرَّشِيدُ أَمَرَ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْهِ أَلْوَاحُ أَوْلادِهِ فِي كُلِّ يَوْمِ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ، فَعُرِضَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ لابْنِهِ: مَا لِغُلامِكَ لَيْسَ لَوْحُكَ مَعَهُ؟ قَالَ: مَاتَ وَاسْتَرَاحَ مِنَ الْكِتَابِ! قَالَ: وَكَأَنَّ الْمَوْتَ أَسْهَلُ عَلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَدَعِ الْكِتَابَ، قَالَ: ثُمَّ

جِئْتُهُ فَقَالَ لِي: كَيْفَ مَحَبَّتُكَ لِمُؤَدِّبِكَ؟ قَالَ: كَيْفَ لا أُحِبُّهُ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ فَتَقَ لِسَانِي بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَهُوَ مَعَ ذَاكَ إِذَا شِئْتَ أَضْحَكَكَ وَإِذَا شِئْتَ أَبْكَاكَ، قَالَ: يَا رَاشِدُ، أَحْضِرْ لِي هَذَا، قَالَ: فَأُحْضِرْتُ وَقُرِّبْتُ حَتَّى قُرِّبْتُ مِنْ سَرِيرِهِ، وَابْتَدَأْتُ فِي أَخْبَارِ الْخُلَفَاءِ وَمَوَاعِظِهِمْ، فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا، قَالَ: فَجَاءَنِي رَاغِبٌ أَوْ بَائِسٌ، فَقَالَ لِي: كَمْ تَبْكِي الأَمِيرَ؟ ! فَقَالَ: قَطَعَ اللَّهُ يَدَكَ مَا لَكَ وَلَهُ، يَا رَاشِدُ؟ تَنَحَّ عَنْهُ، قَالَ: وَابْتَدَأَ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ نَوَادِرَ الأَعْرَابِ، فَضَحِكَ ضَحِكًا كَثِيرًا، ثُمَّ قَالَ: شَهَّرْتَنِي، شَهَّرْتَنِي. قَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَقَالَ لأَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاتِ: أَجْرِ لَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ دِينَارًا فِي كُلِّ شَهْرٍ. قَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَكُنْتُ أَقْبِضُهَا لابْنِ أَبِي الدُّنْيَا إِلَى أَنْ مَاتَ

2 - وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازِ، بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أَنْبَأَ أَبُو مُسْلِمِ بْنُ مِهْرَانَ، أَنْبَأَ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ النَّسَفِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَعْنِي جَزَرَةَ الْحَافِظَ، عَنِ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا؟ فَقَالَ: صَدُوقٌ، وَكَانَ يَخْتَلِفُ مَعَنَا، إِلا أَنَّهُ كَانَ يَسْمَعُ مِنْ إِنْسَانٍ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، بَلْخِيٌّ، وَكَانَ يَضَعُ لِلْكَلامِ إِسْنَادًا، وَكَانَ كَذَّابًا، يَرْوِي أَحَادِيثَ مِنْ ذَاتِ نَفْسِهِ مَنَاكِيرَ 3 - وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَهُ الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ الْقَاضِي أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي عُمَرَ، مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ يَقُولُ:

رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي الدُّنْيَا، كُنَّا نَمْضِي إِلَى عَفَّانَ نَسْمَعُ مِنْهُ فَنَرَى ابْنَ أَبِي الدُّنْيَا جَالِسًا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبُرْجَلانِيِّ خَلْفَ شَرِيجَةِ بَقَّالٍ يَكْتُبُ عَنْهُ وَيَدَعُ عَفَّانُ قَالَ الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ: وَبَكَّرْتُ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي يَوْمَ مَاتَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، فَقُلْتُ لَهُ: أَعَزَّ اللَّهُ الْقَاضِي، مَاتَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ مَاتَ مَعَهُ عِلْمٌ كَثِيرٌ، يَا غُلامُ! امْضِ إِلَى يُوسُفَ حَتَّى يُصَلِّيَ

عَلَيْهِ، فَحَضَرَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ فَصَلَّى عَلَيْهِ بِالشُّونِيزِيَّةِ وَدُفِنَ فِيهَا فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ 4 - قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ زُرَيْقٍ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، أَنْبَأَ الْحَسَنُ ابْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ كَامِلٍ الْقَاضِي، قَالَ: سَنَةُ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، فِيهَا مَاتَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا الْقُرَشِيُّ مُؤَدِّبُ الْمُعْتَضِدِ وَقَالَ الْخَطِيبُ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّمْسَارُ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، ثنا ابْنُ قَانِعٍ مِثْلَ ذَلِكَ

5 - وَأَخْبَرَنَا ابْنُ زُرَيْقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ الْمُنَادِي، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا مَاتَ فِي جُمَادَى الأُولَى، سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيُّ، وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ 6 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي نَصْرٍ الْغَازِيِّ، أَنْبَأَ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ أَبُو مَنْصُورٍ الْعَطَّارُ، بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَ أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ فِي الثَّامِنِ مِنْ فَوَائِدِهِ، فِيمَا أَظُنُّ، قَالَ: فِي كِتَابِي عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيِّ قَالَ:

كَانَ مَوْلِدُهُمَا جَمِيعًا فِي سَنَةٍ، يَعْنِي مَوْلِدَ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْقَاضِي وَابْنِ أَبِي الدُّنْيَا، وَهِيَ سَنَةُ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ، وُلِدَ الْقَاضِي يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، وَوُلِدَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي جُمَادَى، أَحْسَبُهُ الأَوَّلَ، سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ ذَلِكَ. وَمَاتَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي سَنَةِ اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وَلَهُ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً. وَمَاتَ الْقَاضِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَهُوَ الَّذِي صَلَّى عَلَى ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا 7 - وَجَدْتُ بِخَطِّ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مَكْتُوبًا عَنِ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: كُلُّ مَا قُلْتُ فِي كِتَابِي: ذَكَرَ فُلانُ سَمِعْتُهُ مِنْ رَجُلٍ عَنْهُ

8 - وَذُكِرَ لِي أَنَّ ابْنَ أَبِي الدُّنْيَا إِنَّمَا صَنَّفَ كُتُبَهُ عَلَى كُتُبِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبُرْجَلانِيِّ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ كَثْرَةُ رِوَايَتِهِ عَنْهُ، فَرُبَّ كِتَابٍ لَهُ لَمْ يَرْوِ فِيهِ عَنْ غَيْرِهِ كَكِتَابِ الرُّهْبَانِ لَهُ 9 - أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْمُقْرِئُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَاكِمُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، ثنا مُحَمَّدٌ ابْنُ الطَّرَسُوسِيِّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْخُزَامِيُّ، قَالَ: قَرَأَ شَابٌّ مِنْ قُرَيْشٍ، عَلَى ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا شَيْئًا مِنْ حَدِيثٍ: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ»

فَقَرَأَ: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اشتد اركبتيه» فَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: متعت بك أركبيته؟ قَالَ: شِدَّتُهُ وَأَزْمَتُهُ! فَقَالَ: تَفْسِيرُكَ لِلتَّصْحِيفِ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنَ التَّصْحِيفِ. كَذَا أَوْرَدَهُ الْبَاطِرْقَانِيُّ فِي النَّوَادِرِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ أَقْدَمُ مِنَ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا بِكَثِيرٍ 10 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، سَمِعْتُ أَبَا الْخَيْرِ الإِمَامَ، سَمِعْتُ فَضْلَ بْنَ مَعْمُورٍ يَقُولُ: " لَمَّا قَرَأْنَا كِتَابَ ذَمِّ الدُّنْيَا عَلَى ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدِّثْنَا لا بَارَكَ اللَّهُ فِيهِ، كَمَا لَمْ يُبَارِكْ لِي فِيهِ. أَوْ كَمَا قَالَ " 11 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، إِذْنًا، أَنْبَأَ الْخَلِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، إِذْنًا، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَتَّابُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا مِنْ بَغْدَادَ: يَا أَخِي، عَزِيزٌ عَلَيَّ حَقًّا مِثْلُكَ، وَمَا أَنْتَ إِلا كَمَا قِيلَ: أَتَجْفُو خَلِيلا لَمْ يَخُنْكَ مَوَدَّةً ... عَزِيزٌ عَلَيْنَا أَنْ نَرَاكَ كَذَاكَا 12 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي نَصْرٍ الْغَازِي، أَخْبَرَكُمْ أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْعَطَّارُ، بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَ أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، أَحْسَبُهُ فِي الثَّامِنِ مِنْ فَوَائِدِهِ، قَالَ: فِي كِتَابِي عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ،

وَكَانَ إِلْفًا لأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا وَصَدِيقًا لَهُ، قَالَ: مَضَيْتُ يَوْمًا مَعَ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا إِلَى الْقَاضِي يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ فِي حَاجَةٍ لابْنِ أَبِي الدُّنْيَا، فَسَأَلَ أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي: عَنْ حَالِهِ؟ فَقَالَ لَهُ الْقَاضِي كَمَا قَالَ سِيبَوَيْهِ: الأَمْرُ فِي جَدٍّ وَأَنْتَ تَهْزِلُ لا يَنْفَعُ الْهِلْيُونُ وَالأطريفلُ انْخَرَقَ الأَعْلَى وَجَارَ الأَسْفَلُ كَيْفَ تَجِدْكَ أَنْتَ، أَصْلَحَكَ اللَّهُ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: إِنَّا كَمَا قَالَ الأَوَّلُ: أُرَانِي كُلَّ يَوْمٍ فِي انْتِقَاصٍ ... وَلا يَبْقَى عَلَى النُّقْصَانِ شَيُّ طَوَى الْعَصْرَانِ مَا نَشَرَاهُ مِنِّي ... فَأَخْلَقَ جِدَّتِي نَشْرٌ وَطَيُّ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ أَحَادِيثَ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ بِبِضْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَرَوَى هُوَ أَيْضًا عَنِ الْحَارِثِ 13 - فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الشروطي قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِ مِائَةٍ، أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمٍ

أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ الْعَطَّارُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ التَّمِيمِيُّ فِي مُسْنَدِهِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الأُمَوِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا نُوحُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ وَأَمَتِهِ يَشِيبَانِ فِي الإِسْلامِ ثُمَّ يُعَذِّبُهُمَا»

هَكَذَا نَقَلَهُ الْحَارِثُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الأُمَوِيِّ وَهُوَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، فَقَالَ: أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَهُوَ وَهْمٌ، إِنَّمَا هُوَ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا عَلَى الصَّوَابِ، فَكَتَبَ تَحْتَ هَذَا فِي أَثْنَاءِ مَا وَقَعَ لِي مِنْ حَدِيثِهِ عَالِيًا عَلَى الصِّحَّةِ وَإِنَّمَا كَنَّى عَنْهُ لِكَيْ لا يُفْطَنُ لَهُ، وَقَالَ مَرَّةً الْحَارِثُ فِي رِوَايَتِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ، وَقَالَ مَرَّةً: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ سُفْيَانَ الْكُوفِيُّ 14 - أَخْبَرَنِي هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَافِظُ وَزَيْدُ بْنُ عُثْمَانَ، فِيمَا ذَكَرَ لِي، قَالا: أَنْبَأَ عَبْدَانُ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَ أَبُو زُرْعَةَ رَوْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بِشْرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا كَتَبْتُ عَنْهُ مَعَ أَبِي، وَسُئِلَ عَنْهُ أَبِي فَقَالَ: بَغْدَادِيٌّ صَدُوقٌ " فَمَا وَقَعَ لِي عَالِيًا مِنْ حَدِيثِهِ: 15 - مَا قَرَأْتُهُ بِبَغْدَادَ عَلَى الرَّئِيسِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيِّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ سَنَةَ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ، ثنا ذُؤَيْبُ بْنُ عمَامَةَ السَّهْمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ الْمُؤَذِّنُ،

عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ سَعْدٍ الْقُرَظِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْطُبُ النَّاسَ فِي الْحَرْبِ إِذَا خَطَبَ، وَهُوَ مُتَوَكِّئُ عَلَى فَرَسِهِ» هَذِهِ قِطْعَةٌ مِنْ حَدِيثٍ طَوِيلٍ، لا يُعْرَفُ إِلا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ 16 - أَخْبَرَنَا بِهِ أَعْلَى مِنْهُ، أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ رَحِمَهُ اللَّهُ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِ مِائَةٍ، أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَلِيٍّ اللوشيذي وَنُوشِرْوَانُ بْنُ شِيرَذَادَ الدَّيْلَمِيُّ، فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِ مِائَةٍ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّانِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ

أَحْمَدَ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ. قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي حَسَّانٍ الأَنْمَاطِيُّ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالا: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِحَدِيثٍ فِيهِ هَذِهِ الْكَلِمَةُ. فَفِي هَذِهِ الطُّرُقِ كَأَنَّ شُيُوخِي سَمِعُوهُ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا 17 - وَقَرَأْتُ عَلَى هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبِ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو طَالِبِ بْنُ غَيْلانَ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا الْفَضْلُ بْنُ غَانِمٍ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنْ أَمْرِ دِينِهَا، بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى فَقِيهًا، وَكُنْتُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَافِعًا وَشَهِيدًا» .

18 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَدَّادُ سَنَةَ ثَمَانِ مِائَةٍ وَسِتَّ عَشَرَ بِقِرَاءَةِ وَالِدِي وَغَيْرِهِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ، أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الجعد، ثنا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ الهروي، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ بِهِ

19 - قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ الْحُصَيْنِ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا نُوحُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: «إِنِّي لأَسْتَحِي مِنْ عَبْدِي وَأَمَتِي يَشِيبَانِ فِي

الإِسْلامِ، أُعَذِّبُهُمَا بَعْدَ ذَلِكَ» رَوَاهُ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَرَوَاهُ عَنِ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ذَكَرْتُهُ فَوْقَ ذَلِكَ 20 - وَقَرَأْتُ عَلَى ابْنِ الْحُصَيْنِ، أَنْبَأَ مُحَمَّدٌ، أَنْبَأَ مُحَمَّدٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا نُوحُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّا أَعْظَمُ عَفْوًا مِنْ أَنْ أَسْتُرَ عَلَى عَبْدِي ثُمَّ أَفْضَحَهُ، وَلا أَزَالُ أَغْفِرُ لِعَبْدِي مَا اسْتَغْفَرَنِي " 21 - قَرَأْتُ بِبَغْدَادَ عَلَى هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبِ، أَخْبَرَكُمُ ابْنُ طَالِبِ بْنِ غَيْلانَ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ إِذْ مَرَّ

رَجُلٌ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: مَجْنُونٌ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الْمَجْنُونُ الْمُقِيمُ عَلَى الْمَعْصِيَةِ، وَلَكِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مُصَابٌ» وَهَذَا أَيْضًا وَقَعَ لِي أَعْلى مِنْ ذَلِكَ 22 - أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ، أَنْبَأَ أَبُو طَالِبٍ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ السَّمْتِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْبَهِيِّ مَوْلَى الزُّبَيْرِ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: «قَدْ رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَيَرْكَبُ ظَهْرَهُ، فَمَا يَنْزِلُهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْزِلُ، وَيَأْتِي وَهُوَ رَاكِعٌ، فَيُفَرِّجُ لَهُ بَيْنَ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الْجَانِبِ الآخَرِ» 23 - أَخْبَرَنِيهِ أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، بِقِرَاءَتِي، وَأَبُو مُحَمَّدٍ نُوشِرْوَانَ بْنُ شِيرَزَادَ، فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالُوا: أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّانِيُّ،

ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ. وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ ضِرَارُ بْنُ صُرَدَ. وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ بِهِ 24 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بِهِ الْحُصَيْنُ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْبَهِيِّ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ شِبْهَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِهِ قَالَ: " أَنَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشْبَهِ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ "

رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ الْبَهِيِّ نَحْوَهُ 25 - أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَةِ غَيْرِي، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «وَدِدْتُ أَنِّي مِنَ الْجَنَّةِ، حَيْثُ أَرَى أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ» 26 - أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ بِقِرَاءَتِي، ثنا مُحَمَّدٌ، ثنا مُحَمَّدٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ النَّضْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " تَعَلَّمُوا، فَإِنَّ أَوَّلَ هَذِهِ الأُمَّةِ تَعَلَّمَ صِغَارُهَا مِنْ كِبَارِهَا، وَإِنَّ آخِرَهَا يَتَعَلَّمُ كِبَارُهَا مِنْ صِغَارِهَا 27 - أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو طَالِبِ بْنُ غَيْلانَ، أَنْبَأَ أَبُو

بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا عَفِيفٌ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ الْيَمَامِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ يُسْأَلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ فَضْلِ عِلْمِهِ كَمَا يُسْأَلُ عَنْ فَضْلِ مَالِهِ» 28 - أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ، أنبا أَبُو طَالِبٍ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «إِنَّمَا يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثِّقَاتُ» 29 - أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ، أَنْبَأَ أَبُو طَالِبٍ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: «مَا خَاصَمْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ بِعَقْلِي إِلا الْقَدَرِيَّةَ» قَالَ: قُلْتُ: أَخْبِرُونِي عَنِ الظُّلْمِ مَا هُوَ؟ قَالُوا: أَخْذُ مَا لَيْسَ لَهُ.

قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ " 30 - أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ، أَنْبَأَ أَبُو طَالِبٍ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، ثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: " قَالَ غَيْلانُ لِرَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ، أَتَرَى اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ أَنْ يُعْصَى؟ فَقَالَ رَبِيعَةُ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ تَعَالَى، أَتَرَى اللَّهَ تَعَالَى قَسْرًا؟ ! فَكَأَنَّ رَبِيعَةَ أَلْقَمَ غَيْلانَ حَجَرًا " 31 - أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ، أَنْبَأَ أَبُو طَالِبٍ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ:

" أَرَدْتُ سَفَرًا فَقَالَ لِي الأَعْمَشُ: سَلْ رَبَّكَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَكَ صَحَابَةً صَالِحِينَ، فَإِنَّ مُجَاهِدًا حَدَّثَنِي، قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ وَاسِطَ فَسَأَلْتُ رَبِّي تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنِي صَحَابَةً، وَلَمْ أَشْتَرِطْ فِي دُعَائِي، فَاسْتَوَيْتُ أَنَا وَهُمْ فِي السَّفِينَةِ، فَإِذَا هُمْ أَصْحَابُ طَنَابِيرَ " 32 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ أَبُو عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قُرِئَ عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنْشَدَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّوْمَارِيُّ، أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا: فَلا تَجْزَعْ وَإِنْ أَعْسَرْتَ يَوْمًا ... فَقَدْ أُيْسِرْتَ فِي الزَّمَنِ الطَّوِيلِ وَلا تَيْأَسْ فَإِنَّ الْيَأْسَ كُفْرٌ ... لَعَلَّ اللَّهَ يُغْنِي عَنْ قَلِيلِ وَلا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ ظَنَّ سُوءٍ ... فَإِنَّ اللَّهَ أَوْلَى بِالْجَمِيلِ

هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ عَنِ الطَّوْمَارِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا 33 - وَقَرَأْتُهُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، إِمَامُ الْجَامِعِ، أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ الْهَمْدَانِيُّ، أَنْبَأَ أَبُو طَاهِرٍ السّرِيجَانِيُّ، أَنْبَأَ أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَاشِمِيُّ، أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا لِمَحْمُودٍ الْوَرَّاقِ: فَلا تَجْزَعْ وَإِنْ أَعْسَرْتَ يَوْمًا ... فَقَدْ أُيْسِرْتَ فِي الدَّهْرِ الطَّوِيلِ فَإِنَّ الْعُسْرَ يَتْبَعُهُ يُسْرٌ ... وَقَوْلُ اللَّهِ أَصْدَقُ كُلِّ قِيلِ وَلا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ ظَنَّ سُوءٍ ... فَإِنَّ اللَّهَ أَوْلَى بِالْجَمِيلِ فَلَوْ أَنَّ الْعُقُولَ تُفِيدُ مَالا ... لَكَانَ الْمَالُ عِنْدَ ذَوِي الْعُقُولِ ثُمَّ قَالَ: وَأَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ لأَبِي الْعَتَاهِيَةِ: فَلا تَأْيَسْ وَإِنْ أَعْسَرْتَ يَوْمًا ... فَإِنَّ اللَّهَ يُغْنِي عَنْ قَلِيلِ وَلا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ ظَنَّ سُوءٍ ... فَإِنَّ اللَّهَ أَوْلَى بِالْجَمِيلِ 34 - أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ مُحَمَّدٌ اللشواني، ثنا أَبُو عَمْرٍو، أَنْبَأَ ابْنُ بُرَّةَ، أَنْبَأَ اللُّنْبَانِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ مِنْ تُجَّارِ الْمَدِينَةِ يَخْتَلِفُ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ

آخره، والحمد لله رب العالمين وحده

وَيُخَالِطُهُ، وَيَعْرِفُهُ بِحُسْنِ الْحَالِ، فَتَغَيَّرَتْ حَالُهُ فَشَكَى ذَلِكَ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: فَلا تَجْزَعْ وَإِنْ أَعْسَرْتَ يَوْمًا ... فَقَدْ أُيْسِرْتَ فِي الدَّهْرِ الطَّوِيلِ وَلا تَأْيَسْ فَإِنَّ الْيَأْسَ كُفْرٌ ... لَعَلَّ اللَّهَ يُغْنِي عَنْ قَلِيلِ وَلا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ ظَنَّ سُوءٍ ... فَإِنَّ اللَّهَ أَوْلَى بِالْجَمِيلِ قَالَ: فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَأَنَا مِنْ أَغْنَى النَّاسِ. آخِرُهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَحْدَهُ

§1/1